You are on page 1of 9

‫تأثير تقنية المعلومات على تخطيط مدن المستقبل‬

‫د‪ .‬كامل بن محمد شيخو‬ ‫م‪ .‬وليد بن أمين مل‬


‫معهد بحوث الفضاء ‪ -‬مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬
‫‪wmolla@kacst.edu.sa‬‬ ‫‪ksheikho@kacst.edu.sa‬‬

‫المقدمة‬
‫أدركت مختلف بلدان العالم وتكتلته القليمية منذ أواخر السللتينات أهميللة تقنيللات علللوم‬
‫الفضاء‪ ،‬ودخلت كثير من الدول هذا المجال لكي تشللارك فللي مجللال السللتفادة العلميللة‬
‫والقتصادية من برامج استخدامات الفضاء للغراض السلمية‪ ،‬حيث ان هنللاك الكللثير مللن‬
‫الفوائد العلمية المباشرة والغير مباشرة‪ ،‬مثل إدخال الكثير من التحسينات علللى دراسللة‬
‫الموارد الطبيعية والرصاد وعلللوم المنللاخ وتقنيللة التصللالت والبللث الذاعللي والتلفللازي‪.‬‬
‫وأنظمة الستدلل العالمي )‪ (GPS‬وزيادة درجة الدقة والمان للملحللة البحريللة والجويللة‪.‬‬
‫بالضافة إلى إستحداث وتطوير صناعات تساهم في أمن ورفاهية الشعوب‪.‬‬

‫وتعد تقنية الستشعار عن بعد أحد أهم التقنيات الرئيسة في علوم الفضاء‪ ،‬حيث توفر‬
‫تلك التقنية صور فضائية ملتقطة بأطياف مختلفة وذات دقة وضوح عالية لمساحات‬
‫شاسعة من الراضي بصفة دورية مما يساهم في توفير المعلومات التي تساعد في‬
‫إجراء البحاث والدراسات الخاصة بحماية البيئة والكشف عن الموارد الطبيعية وتخطيط‬
‫النطاق العمراني ومراقبة المحاصيل الزراعية وغيرها من المجالت الحيوية التنموية‪.‬‬

‫كما أعطت تقنية نظم المعلومات الجغرافية بعدا ً آخر لقواعد المعلومات الرقمية من‬
‫حيث الربط المكاني للمعلومة‪ ،‬والستفادة من تقنية الستشعار عن بعد والتي أصبحت‬
‫أحد المصادر الساسية لبناء نظم المعلومات الجغرافية‪ .‬ويعد تخطيط مدن المستقبل‬
‫أحد المجالت الحيوية التي تتطلب الستفادة من تلك التقنيات في توفير المعلومات‬
‫والخرائط المحدثة دوريا لتوضيح الرؤية الشاملة للمدينة وتوزيع الخدمات بكافة تصنيفاتها‬
‫وبيان استخدامات الراضي ودراسة التغيرات والتي تساهم في التخطيط المثل للمدينة‬
‫وتحديد النطق العمرانية بما يواكب المتطلبات المستقبلية لها‪ ،‬نظرا لما توفره هذه‬
‫التقنيات من دقة المعلومة وسرعة التنفيذ وخفض التكاليف‪.‬‬

‫اول ً ‪ :‬الستشعار عن بعد‬


‫يعد الستشعار عن بعد أحدث التقنيات التي تختص بمعالجة وتحليل الصور الملتقطة‬
‫لمناطق من الرض بواسطة أقمار إصطناعية مخصصة لهذا الغرض‪ ،‬وذلك لدراسة‬
‫الموارد الطبيعية ومشاكل البيئة وغيرها‪ ،‬وتتميز هذه التقنية بتوفير الرؤية الشاملة‬
‫لسطح الرض والقدرة التمييزية المكانية والطيفية‪ ،‬وكذلك توفير التصوير الدوري‬
‫والمتزامن للمناطق المطلوبة‪ ،‬بالضافة الى إنخفاض تكلفتها مقارنة بالوسائل التقليدية‬
‫المعروفة كالصور الجوية أو الحصر الحقلي‪.‬‬

‫‪ -1‬خصائص تقنية الستشعار عن بعد‬

‫‪42‬‬
‫تعرف تقنية الستشعار عن بعد بأنها الحصول على معلومات أو خواص معينة عن بعض‬
‫الظواهر على سطح الرض من مسافة بعيدة دون الحتكاك‪ ،‬أو لمس الهدف‪ ،‬أو‬
‫التصال به مباشرة‪ ،‬وذلك بإستخدام أجهزة التقاط وتسجيل الشعاعات‬
‫الكهرومغناطيسية المحمولة على القمار الصطناعية ثم التعرف على الهدف بالستعانة‬
‫بأجهزة ووسائل المعالجة والتحليل للصور الفضائية‪.‬‬

‫‪ -2‬نشأة وتطور الستشعار عن بعد‬


‫بدأت تقنية الستشعار عن بعد بإستخدام الصور الجوية ثم بدأ التفكير باستخدام الصور‬
‫الفضائية وذلك للحصول على صور اكبر واشمل لسطح الرض حيث تم إطلق القمار‬
‫الصطناعية الكثر تعقيدا وتغطي معلومات أدق وذلك لنها تحمل أجهزة ولواقط‬
‫استشعار متطورة‪.‬‬

‫ففي عام ‪1972‬م تم إطلق أول قمر اصطناعي أمريكي يختص بدراسة الرض وسميت‬
‫بأقمار تقنية الموارد الرضية}‪ { (Earth Resources Technology Satellite (ERTS-1‬وتسمى أيضا‬
‫ضا ثلثة‬
‫لندسات‪ Landsat-1.2.3) ) 3،2،1-‬وهو ما يسمى بالجيل الول منها‪ ،‬كما أن هناك أي ً‬
‫أقمار اصطناعية مهمة استخدمت في تطبيقات الستشعار عن بعد وهي سكاي لب في‬
‫عام ‪1973‬م والقمر هاكم )‪ (Hcmm‬الذي أطلق في عام ‪1978‬م‪.‬‬

‫وفي الثمانينات والتسعينات توالت انطلقات الجيل الثاني من أقمار الصطناعية‬


‫للستشعار عن بعد‪ ،‬حيث انطلقت لندسات ‪ ( Landsat-4.5.7) 5،4،7 -‬والتي تحمل‬
‫أجهلزة استشعار أكثر تعقيدا من الجيل الول مثل )‪ ،(TM,ETM‬كذلك أطلقت فرنسا أول‬
‫قمر في عام ‪1986‬م من سلسلة أقمار سبوت )‪ (SPOT‬والتي تحمل مميزات منفردة‬
‫تضاهي أقمار لندسات‪ ،‬ثم تلى ذلك إطلق القمر الياباني جيرس )‪ (JERS-1‬الذي أطلق‬
‫في عام ‪1992‬م‪ ،‬كما أطلق بعد ذلك القمران الهنديان آي أر إس )‪ (IRS-1C,1D‬في عام‬
‫‪1991‬م و ‪1995‬م‪ ،‬وأطلق القمر الوربي إي أر إس )‪ (ERS-1‬عام ‪1995‬م‪ ،‬وقام‬
‫الكنديون في عام ‪1996‬م بإطلق القمر رادارسات ‪ ، ((RADARSAT‬كما أستخدم‬
‫المكوك الفضائي منصة تستخدم لتثبيت عدة أنواع من الكاميرات وأجهزة الرادار وذلك‬
‫منذ عام ‪1981‬م‪.‬‬

‫وأصبح الن بالمكان الحصول على المعلومات من القمار الصطناعية الحديثة التي‬
‫تصل قوة وضوحها المكانية إلى متر واحد والتي أطلقت عام ‪1999‬م ‪ ،‬والمسماة‬
‫ايكونوس )‪ (IKONOS‬المريكية الصنع‪.‬‬

‫‪ -3‬تطبيقات الستشعار عن بعد‬


‫توفر الصور الفضائية الساس العلمللي والتطللبيقي الللدقيق لوضللع جميللع أنللواع الخللرائط‬
‫والبيانات اللزمة لتنفيذ المشاريع على المستوى اللوطني والقليملي فلي زملن وتكلاليف‬
‫قياسيين‪ ،‬وهذا هو ما تحتاجه خطط التنمية‪ ،‬وخاصة في هللذا العصللر الللذي تميللز بسللرعة‬
‫التطور‪ ،‬والملحظ أن معظلم اللدول فلي العلالم يمكنهللا السللتفادة ملن تطبيقللات تقنيللة‬

‫‪43‬‬
‫الستشعار عن بعد في عدة مجالت تطبيقية منها‪:‬‬

‫‪ -‬الجيولوجيا و الجيومورفولوجيا‪ :‬حيث تفيد هذه التقنية فللي رسلم الخللرائط الجيولوجيللة‬
‫والجيومورفولوجية المختلفة أو عمل المسوحات السطحية الللتي تسللاعد فللي كتشللف‬
‫الثروات المعدنية والبترولية‪ ،‬وحيث أن الصور الفضائية تغطي مناطق واسللعة ويمكللن‬
‫الحصول عليها بصفة دورية‪ ،‬لذلك تعد افضل وسيلة لتحديث الخرائط‪.‬‬

‫‪ -‬الزراعة‪ :‬تحليل الصور لتصنيف التربللة‪ ،‬ورسللم خللرائط لهللا‪ ،‬وكللذلك مراقبللة وتصللنيف‬
‫المحاصيل الزراعية‪ ،‬والغابات‪ ،‬وحساب مساحة الغطلاء النبلاتي وأيضلا ً معرفلة أمللاكن‬
‫المزروعات المصابة بآفات زراعية‪.‬‬

‫‪ -‬المسطحات المائية‪ :‬دراسة ومراقبة المسطحات المائية وذلك لمعرفة التغيللرات الللتي‬
‫قد تحدد لها من ملوثات‪.‬‬

‫‪ -‬الرصاد الجويللة‪ :‬يمكللن الحصللول علللى صللور دوريللة مللن القمللار الصللطناعية للغلف‬
‫الجوي وذلك للستفادة منها في مراقبة حركة السحب والتغيرات المناخية المختلفة‪.‬‬

‫تخطيط المدن‪ :‬مراقبة توسع المدن أو في اسللتعمالت الراضللي فيهللا‪ ،‬ومللع تحسللن‬ ‫‪-‬‬
‫قدرة الوضوح المكانية للصور الفضائية اصبح بالمكان رسم خرائط دقيقة للمدن‪.‬‬

‫‪ -‬الكوارث الطبيعية والصناعية‪ :‬يمكن الحصول على صور دورية من القمار الصطناعية‬
‫بأطياف مختلفة تساعد على تحديد التغيرات في سطح الرض‪ ،‬أو في المياه البحريللة‪،‬‬
‫مثل الكوارث الطبيعية )الزلزل‪ ،‬البراكين‪ ،‬النزلقات الرضية‪ ،‬الفيضللانات( والكللوارث‬
‫الصناعية )حرائق الغابات‪ ،‬النفجارات‪ ،‬بقع الزيت(‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬تقنية نظم المعلومات الجغرافية‬


‫تعد نظم المعلومات الجغرافية من الوسائل الحديثة التي ساهمت بغزارة في تسهيل‬
‫مهام وأداء المخططين أثناء اتخاذ قرارات مكانية تتعلق بتطوير أو تحليل مشكلة معينة‬
‫ذات بعد مكاني‪ .‬ولقد استخدمت هذه التقنية في العديد من المجالت العلمية المختلفة‬
‫كدراسة توزيع الخدمات‪ ،‬أو تحليل إستعمالت الراضي‪ ،‬أو تقسيم طرق النقل‬
‫والمواصلت‪.‬‬

‫‪ -1‬خصائص تقنية نظم المعلومات الجغرافية‬


‫تتباين المفاهيم والتفسيرات حول البعللاد التعريفيللة لنظللم المعلومللات الجغرافيللة‪ ،‬وذلللك‬
‫باختلف المجالت التي يمكن ان يكون لها علقة وظيفية اوتطبيقية مع هذه التقنية‪ ،‬حيللث‬
‫أن هذا النظام المعتمد على الحاسب اللي بشكل أسللاس فللي إدخللال وتخزيللن و إدارة و‬
‫تحليل و إخراج المعلومات الجغرافية المرتبطة بمختلف الموارد الطبيعيللة او الصللناعية‪ ،‬و‬
‫يسمح النظلام بترجملة المعلوملات الهائللة ملن مصلادر عديلدة وتحويلهلا بطلرق معالجلة‬
‫وتحويل ومطابقة آلية الى شكل بسيط يتميللز باليجللاز و وضللوح الرؤيللة والشللمولية‪ ،‬ممللا‬
‫يسهل على المسؤليين اتخاذ قرارتهم عند التعامل مع أي تخطيط أو متابعة أي مشروع او‬

‫‪44‬‬
‫برنامج ‪.‬‬

‫وتعرف بأنها " النظم المكونة من الجهزة والبرامج وقواعد المعلومات البيانية‬
‫والجغرافيللة لستخراج ورسم وتحليل المعلومللات جغرافيللة ذات مرجع ارضي )‬
‫‪ (Georferenced‬من قبل المتخصصون لتحقيق أهداف ومتطلبات معروفة ومحددة من قبل‬
‫المستخدمين" )مقدمة في نظم المعلومات الجغرافية‪ /‬ص ‪ /28‬د‪ .‬كبارة(‬

‫‪ -2‬نشأة وتطور نظم المعلومات الجغرافية‬


‫بدأ أول نظام معلومات جغرافي في منتصف الستينات مع بداية أول أنظمة المعلومات‬
‫المتكاملة والذي يعرف )نظام المعلومات الجغرافية الكندي والوحدة التجريبيبة للخرائط‬
‫في المملكة المتحدة( والتي صممت لتنفيذ بعض المشاريع المتعلقة بإدارة الغابات‬
‫والتعداد السكاني‪ ،‬كما برزت جهود في بعض الجامعات المريكية لرسم وتحليل الخرائط‬
‫وأعمال التخطيط الحضري والمواصلت‪ ،‬وكانت هذه البدايات مقتصرة على الدارات‬
‫المركزية في الدول المتقدمة التي تستخدم أجهرة الحاسب الكبيرة )‪ ، (Main Frame‬مما‬
‫أدى إلى إرتفاع تكلفتها و إقتصار إستخدامهاعلى تلك الجهات‪.‬‬

‫وفي السبعينات أصبح عدد المؤسسات المنتجة حوالي عشرة مؤسسات‪ ،‬كما زاد‬
‫قليلعدد المؤسسات المستخدمة لهذه النظم‪ ،‬لكنها أقتصرت على الهيئات والمؤسسات‬
‫الكبيرة بالضافة الى الدارات المركزية‪ .‬ونظرا لتعدد اسماء النظم والبرامج المستخدمة‬
‫في هذا المجال‪ ،‬فقد تم في منتصف السبعينات التفاق على تسميتها باسم )نظم‬
‫المعلومات الجغرافية(‬

‫ومع ظهور أجهزة الحاسب الشخصي في الثمانينات‪ ،‬ظهرت أول برامج لنظم المعلومات‬
‫الجغرافية على شكل تجاري والذي أنتجه معهد ابحاث البيئة في الوليات المتحدة‬
‫المريكية )‪ .(ESRI‬ومع تطور تقنية الحاسب في التسعينات تعددت الشركات المنتجة‬
‫لهذه النظم على جميع أنواع أجهزة الحاسب وإستخدام برامج التشغيل المتطورة مما‬
‫ساهم في سهولة إستخدامها وإنخفاض تكلفتها‪.‬‬

‫وأصبحت نظم المعلومات الجغرافية في وقتنا الحالي مللن الوسللائل الضللرورية لتخطيللط‬
‫وادارة الموارد الطبيعية والحياة المدنية وأصبحت وسيلة فعالة لنقل المعلومللة والمعرفللة‬
‫وتشمل هذه النظلم عمليلات إدخلال وتخزيلن وإدارة للمعلوملات المختلفلة وبنلاء قواعلد‬
‫للبيانات الجغرافية وتحليل لهذه البيانات‪.‬‬

‫‪ -3‬تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية‬


‫نجد أن معظم الدول المتقدمة تقنيا أصبحت تعتمد إعتمادا اساسيا في عملها على نظم‬
‫المعلومات الجغرافية وإدخال هذه التقنية في معظم الجهات الحكومية و الخاصة‪ ،‬وعلى‬
‫الخص في الجهات التي تقوم بتقديم الخدمات العامة‪ ،‬ومعظم هذه الجهات لها إتصال‬
‫مباشر من خلل شبكات الحاسب‪ ،‬فقد استخدمت تلك التقنية في عدة مجالت شملت‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬المواصلت‪ :‬تخطيط وإنشاء الطرق وصيانتها وتحديد أنواع الخدمات التي تحتاجها‬
‫القرى والمدن الواقعة على الطرق‪ ،‬والحصول علللى المعلومللات الضللرورية المختلفللة‬
‫لتحديد إتجاهات السير ومراقبة وتنظيم إشارات المرور ووضع مراكز ونقاط الدوريات‬
‫المنية‪.‬‬

‫‪ -‬الكوارث‪ :‬تحديد مواقع الكوارث والحرائق وأقرب وأسرع الطرق المؤدية إليها وتحديد‬
‫المنشآت المجاورة‪ ،‬ومعرفة المواد المخزنة فيها‪ ،‬وتحليل أساليب النقاذ والوقاية‪.‬‬

‫‪ -‬الثروات الطبيعية‪ :‬تخزين المعلومات والمدادات بالتحليلت والبيانات الجغرافية‬


‫والخرائط المتعلقة بالدراسات الجيولوجية المختلفة‪ ،‬مثل البحث والتنقيب عن‬
‫الثروات الطبيعية‪.‬‬

‫‪ -‬تخطيط المدن‪ :‬تحليل وتحويل الخرائط المختلفة إلى معلومات وتطبيقات مفيدة‬
‫تساعد في تحديد قطع الراضي والخدمات والمرافق العامة‪ ،‬وكذلك تحليل شبكات‬
‫المياه والصرف الصحي والكهرباء وربط مخططات المدن ببعضها‪.‬‬

‫‪ -‬الزراعة‪ :‬تحليل التربة وتصنيفها وتحديد أماكن المياه الجوفية في المشاريع الزراعية‪،‬‬
‫وحساب المنتجات وإدارة المزارع‪.‬‬

‫‪ -‬التصالت‪ :‬تخطيط وتحليل شبكات الخطوط الهاتفية وأبراج وشبكات التصالت‪.‬‬

‫‪ -‬الشواطيء‪ :‬تحليل المعلومات والبيانات البحرية المتعلقة بمياه البحار والكائنات‬


‫والنباتات البحرية‪ ،‬وتحديد أماكن الشعاب المرجانية وصيد السماك‪.‬‬

‫وعموما تدعم نظم المعلومات الجغرافية أنشطة التخطيط المختلفة كإدارة الكهرباء‪،‬‬
‫المياه‪ ،‬المجاري‪ ،‬الغاز‪ ،‬التصالت السلكية‪ ،‬وخدمات الكيابل باستخدام قدرات معينة‬
‫مثل إدارة الحمال‪ ،‬تحليل المشكلت‪ ،‬إنخفاض الفولتية ) الجهد (‪ ،‬تحليل أنظمة‬
‫الخطوط‪ ،‬تحديد المواقع وتحليل ضغط وتدفق الشبكة‪ ،‬كشف التسرب‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬اثر تقنيات المعلومات في التخطيط لمدن المستقبل‬


‫تعد الخريطة العنصر الساس في الدراسات والمشاريع و العمال الميدانية التي تتعلق‬
‫بالتخطيط العمراني والنمائي للمدن‪ .‬وتم استخدام الصور الجوية عوضا ً عن المسح‬
‫الرضي لعداد مخططات المدن ومراقبة نموها الحضري‪ ،‬إل أن هذه الطرق واجهت‬
‫أيضا الكثير من الصعوبات‪ ،‬من حيث التكاليف العالية والجهود المبذولة والزمن‬
‫المستغرق للعداد مما حد من إمكانية المتابعة السريعة للتغيرات والنمو في المدن‪.‬‬

‫ومع التطور الكبير في مستشعرات القمار الصطناعية‪ ،‬من حيث القدرة التوضيحية‬
‫المكانية العالية للصور الفضائية والتي وصلت الى متر واحد‪ ،‬وتعدد الطياف المستخدمة‬
‫في التقاط تلك الصور‪ ،‬بالضافة إلى إمكانية الحصول عليها بصفة دورية مكن من‬
‫استخدام الصور الفضائية في إنتاج وتحديث الخرائط‪ ،‬مما جعل إعداد مخططات المدن‬
‫وتحديثها يتم بصورة سريعة ودقيقة وبتكاليف مناسبة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫وأضافت نظم المعلومات الجغرافية امكانيات هائلة للتعامل مع تلك الصور والخرائط‬
‫وربطها مكانيا ً مع قواعد المعلومات المختلفة كاستخدامات الراضي والخدمات والمرافق‬
‫والمواصلت وغيرها‪ .‬وامكن عبر هذه النظم تحليل تلك المعلومات التي ادت الى تسهيل‬
‫مهام وأداء المخططين أثناء اتخاذ قرارات مكانية تتعلق بتطوير أو تحليل مشكلة معينة‪.‬‬

‫ويعتمد تخطيط المدينة المستقبلي وتطويرها على إيجاد الحلول للمشكلت المرتبطة بها‬
‫ويعتمد ذلك بشكل كبير على مدى توفر المعلومات لدى الجهزة والجهات التنفيذية‪ .‬لذا‬
‫سعت بعض الدول إلى تطوير وسائل وطرق الحصول على المعلومات وتساهم تقنية‬
‫الستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في تزويد المدن ببعض المعلومات‬
‫الدورية‪ ،‬نظرا للمزايا التي تتمتع بها مثل ‪:‬‬
‫توفير التكاليف مقارنة بالوسائل الخرى كالتصوير الجوي والمسح‬ ‫‪-‬‬
‫الرضي‪.‬‬
‫تقليص الزمن المستغرق للدراسة والحصول على النتائج السريعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحصول على المعلومات بشكل دوري يتيح دراسات المقارنة واتجاه‬ ‫‪-‬‬
‫النمو‪.‬‬
‫ربط قواعد المعلومات بالبيانات والخرائط مما يتيح تحليل المعلومات‬ ‫‪-‬‬
‫مكانيًا‪.‬‬
‫توفير الجهود المبذولة في عمل الدراسات المماثلة عبر الوسائل‬ ‫‪-‬‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫وللوصول الى افضل النتائج في استخدام هذه التقنيات في مجال التخطيط المستقبلي‬
‫للمدن‪ ،‬نوجز أمثل الخطوات‪:‬‬
‫اختيار صور القمار الصطناعية المناسبة اعتمادا َ على مقياس الرسم‬ ‫‪-‬‬

‫المطلوب او حجم منطقة الدراسة ونوعيتها‪.‬‬


‫معالجة وتحليل الصور حسب منطقة الدراسة و نوعية النتائج والهداف‬ ‫‪-‬‬
‫المطلوبة‪ ،‬حيث يتم تحسين الصور لظهارومراقبة التغير في المدينة او لظهار‬
‫بعض الظواهر‪.‬‬
‫جمع المعلومات والخرائط المتوفرة لمنطقة الدراسة وعمل مسوحات‬ ‫‪-‬‬

‫ميدانية حسب الحاجة لتصحيح الصور جغرافيا َ باستخدام اجهزة تحديد المواقع )‬
‫‪. (GPS‬‬
‫انتاج صور نهائية تظهر المعالم االمطلوبة ويمكن استخدامها كخريطة‬ ‫‪-‬‬
‫اساس‪.‬‬
‫العتماد على مسقط )‪ (Projection‬محدد لضمان تطابق المعلومات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫القيام بتجميع المعلومات الفصيلية لمنطقة الدراسة من الجهات المختصة‬ ‫‪-‬‬


‫او بالمسوحات الميدانية‪.‬‬
‫استخلص المعلومات من الصور الفضائية للمناطق المطلوبة على شرائح‬ ‫‪-‬‬

‫‪47‬‬
‫اتجاهية )‪. (Vector Layers‬‬
‫ربط قواعد المعلومات بالبيانات المكانية للمنطقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحليل المعلومات وفق متطلب الدراسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫رابعًا‪ :‬دور مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في دعم التقنية‬
‫استحدثت العديد من الجهات الحكومية مراكز للستشعار عن بعد ونظم المعلومات‬
‫الجغرافية داخل أروقتها للستفادة منها في تخطيط برامجها ومشاريعها‪ ،‬مما ساهم في‬
‫اختصار الكثير من الجهود وترشيد الميزانيات‪ .‬ونجد الن ان أنشطة أنظمة المعلومات‬
‫الجغرافية قائمة وفاعلة في عدة جهات حكومية وخاصة والتي منها‪:‬‬
‫الهيئة العامة للمساحة )المساحة العسكرية(‬ ‫‪-‬‬
‫وزارة البترول والثروة المعدنية )هيئة المساحة‬ ‫‪-‬‬
‫الجيولوجية(‬
‫وزارة الشؤون البلدية والقروية‬ ‫‪-‬‬
‫مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‬ ‫‪-‬‬
‫الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض‬ ‫‪-‬‬
‫الجامعات‬ ‫‪-‬‬
‫الشركات الوطنية )ارامكو‪ ،‬التصالت‪ ،‬الكهرباء‪(....،‬‬ ‫‪-‬‬

‫وسعت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في النهوض بهذه التقنيات‪ ،‬حيث ان‬
‫مهامها الساسية ترتكز في تطوير تقنيات المعلومات والتنسيق مع الجهزة الحكومية‬
‫والمؤسسات العلمية ومراكز البحوث في المملكة وتبادل الخبرات وتقديم الخدمات‬
‫الفنية والستشارية للجهات الحكومية والخاصة‪ ،‬وانشأت بين جنباتها معهدا َ لبحوث‬
‫الفضاء يهدف الى إعداد البحوث التطبيقية وتنفيذ المشاريع والبرامج ذات الصلة بعلوم‬
‫الفضاء والطيران والتي سوف تسهم في نقل وتوطين هذه التقنيات بما يخدم خطط‬
‫التنمية بالمملكة‪ ،‬حيث يضم المعهد عدة مراكز متخصصة في مجالت تقنية القمار‬
‫الصطناعية‪ ،‬تقنية الطيران‪ ،‬الدراسات الرقمية‪ ،‬تطبيقات الليزر‪ ،‬نظم المعلومات‬
‫الجغرافية‪ ،‬بالضافة الى المركز السعودي للستشعار عن بعد‪.‬‬

‫والمركز السعودي للستشعار عن بعد يعد أحد المراكز المتميزة في المنطقة حيث‬
‫تشمل تغطيته دائرة مساحتها ‪ 23‬مليون كيلومتر‪ ،‬ويستقبل بيانات عددا من القمار‬
‫الصطناعية المختلفة الدقة‪ ،‬ويقدم المركز خدماته لكافة الجهات الحكومية والخاصة‪،‬‬
‫حيث تشمل هذه الخدمات توفير الصور الفضائية لعدد من القمار الصطناعية تغطي‬
‫كافة مناطق المملكة‪.‬‬

‫كما أنشئ مركز نظم المعلومات الجغرافية عام ‪1420‬هل‪ ،‬والذي تتلخص أهدافه في‬
‫إجراء البحاث التطبيقية في مجال نظم المعلومات الجغرافية وتطويرها بما يتناسب مع‬

‫‪48‬‬
‫متطلبات الجهات المستفيدة والتنسيق لتكوين شبكة وطنية تخدم تبادل المعلومات‬
‫وفق مواصفات وضوابط وآليات محددة‪.‬‬

‫وذلك عن طريق التنسيق بين الجهات ذات العلقة لتوفير المعلومات الموثقة للجهات‬
‫المعنية مع مراعاة توحيد الجهود وترشيد التكاليف‪ ،‬مستفيدا ً من المكانيات المتاحة‬
‫بالمعهد في توفر الصور الفضائية للمملكة و الستفادة من قدرات أجهزة الحاسب اللي‬
‫الفائقة الداء في بناء قواعد نظم المعلومات الجغرافية وربطها بالجهات المستفيدة عن‬
‫طريق شبكة معلوماتية مكانية‪.‬‬

‫وشرع معهد بحوث الفضاء في التجاه لجراء البحوث وتطوير هذه التقنيات والبرامج‬
‫المرادفة لها بما يتناسب مع متطلبات الجهات و الخصائيين ليساهم في تطوير وتخطيط‬
‫المدن‪ ،‬وبدأت في التعاون مع القطاعات الحكومية والخاصة لتنفيذ مشاريع تطبيقية‬
‫تخدم هذا المجال‪.‬‬

‫حيث يساهم المعهد مشاركة مع شركة الدليل لنظم المعلومات في إنتاج سلسلة برامج‬
‫المستكشف والتي تحتوي على خرائط رقمية معلوماتية للمدن الرئيسية بالمملكة‬
‫بمواصفات عامة وخاصة تساعد المسؤولين والمستثمرين والفراد في الرؤية الشاملة‬
‫واتخاذ القرارات الناجحة لما تتميز به من عرض للخرائط وتحليل للمواقع والبيانات‬
‫الحصائية وارتباطها بقواعد معلومات‪.‬‬

‫كما يشارك المعهد مع شركة انترجراف‪ ،‬يتم تعريب برنامجي جيوميديا وجيوميديا برو )‬
‫‪ (GeoMedia & GeoMedia Pro‬وهي من البرامج المتخصصة في نظم المعلومات الجغرافية‪.‬‬
‫وسوف يتم قريبا انتاجه وتسويقه في كافة الدول العربية‪.‬‬

‫ويقوم المعهد حاليا مع شركة الكترونيات المتقدمة وشركة الدليل في تطوير منظومة‬
‫الية لتعقب العربات )‪ ،(Auto Veiechle Location‬والذي سوف تساهم في خدمة قطاعات‬
‫عديدة منها المن والصحة والطواريء والنقل‪.‬‬

‫خامس ًًا‪ :‬الخلصة‬


‫يجب على الجهات الفاعلة في هذه التقنيات التنسيق فيما بينها لتوحيد المواصفات‬
‫وتكوين شبكة معلوماتية لتبادل المعلومات فيما بينها وتوفيرها للجهات المستفيدة‬
‫وخاصة الجهات التنفيذية والمسؤولة عن أي مدينة القيام بتحليل ومعالجة الصور‬
‫الفضائية وذلك لستخلص المعلومات الجغرافية ودمجها مع أي معلومات متوفرة عن‬
‫المدن وذلك بإستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية وبناء قاعدة معلومات يستفيد‬
‫منها جميع القطاعات الحكومية والخاصة وتصبح مصدر قوي لصانعي القرار لي مشروع‬
‫مستقبلي‪.‬‬

‫‪49‬‬
50

You might also like