Professional Documents
Culture Documents
ابن خلدون
ابن خلدون
القسكم الول مكن المقدمكة فكي فضكل علم التاريكخ و تحقيكق مذاهبكه و اللماع لمكا يعرض للمؤرخيكن مكن المغالط و ذككر
شيىء من أسبابها 12.....................................................................................................................
القسكم الثانكي مكن المقدمكة فكي فضكل علم التاريكخ و تحقيكق مذاهبكه و اللماع لمكا يعرض للمؤرخيكن مكن المغالط و ذككر
شيىء من أسبابها 16.....................................................................................................................
القسكم الثالث مكن المقدمكة فكي فضكل علم التاريكخ و تحقيكق مذاهبكه و اللماع لمكا يعرض للمؤرخيكن مكن المغالط و ذككر
شيىء من أسبابها24......................................................................................................................
الكتاب الول فكي طبيعكة العمران فكي الخليقكة و مكا يعرض فيهكا مكن البدو و الحصكر و التغلب و الكسكب و
المعاش و الصنائع و العلوم و نحوها و ما لذلك من العلل و السباب37.........................................
الباب الول من الكتاب الول في العمران البشري على الجملة و فيه مقدمات44.................
المقدمة الثانية في قسط العمران من الرض و الشارة إلى بعض ما فيه من الشجار و النهار و القاليم46............
تكملة لهذه المقدمة الثانية في أن الربع الشمالي من الرض أكثر عمرانًا من الربع الجنوبي و ذكر السبب في ذلك51. .
القسم الول من تفصيل الكلم على هذه الجغرافيا54................................................................................
القسم الثاني من تفصيل الكلم على هذه الجغرافيا65................................................................................
القسم الثالث من تفصيل الكلم على هذه الجغرافيا76...............................................................................
المقدمة الثالثة في المعتدل من القاليم و المنحرف و تأثير الهواء في ألوان البشر و الكثير في أحوالهم83................
المقدمة الرابعة في أثر الهواء في أخلق البشر87...................................................................................
المقدمكة الخامسكة فكي اختلف أحوال العمران فكي الخصكب و الجوع و مكا ينشكأ عكن ذلك مكن الثار فكي أبدان البشكر و
أخلقهم88..................................................................................................................................
المقدمة السادسة في أصناف المدركين من البشر بالفطرة أو الرياضة و يتقدمه الكلم في الوحي و الرؤيا92............
و لنذكر الن تفسير حقيقة النبؤة على ما شرحه كثير من المحققين ثم نذكر حقيقة الكهانة ثم الرؤيا ثم شان العرافين و
غير ذلك من مدارك الغيب فنقول95...................................................................................................
أصناف النفوس البشرية 97.............................................................................................................
الوحي 98...................................................................................................................................
الكهانة 100................................................................................................................................
الرؤيا 102.................................................................................................................................
فصل105...................................................................................................................................
فصل106...................................................................................................................................
فصل 114..................................................................................................................................
الباب الثانكي فكي العمران البدوي و المكم الوحشيكة و القبائل و مكا يعرض فكي ذلك مكن الحوال
و فيه فصول و تمهيدات الفصل الول في أن أجيال البدو و الحضر طبيعية 119................
الفصل الثاني في أن جيل العرب في الخليقة طبيعي 120..........................................................................
الفصل الثالث في أن البدو أقدم من الحضر و سابق عليه و أن البادية أصل العمران و المصار مدد لها 121...........
الفصل الرابع في أن أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر 122...........................................................
الفصل الخامس في أن أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر 124....................................................
الفصل السادس في أن معاناة أهل الحضر للحكام مفسدة للبأس فيهم ذاهبة بالمنعة منهم 124..............................
الفصل السابع في أن سكنى البدو ل تكون إل للقبائل أهل العصبية 126.........................................................
الفصل الثامن في أن العصبية إنما تكون من اللتحام بالنسب أو ما في معناه 127.............................................
الفصل التاسع في أن الصريح من النسب إنما يوحد للمتوحشين في القفر من العرب و من في معناهم 128...............
الفصل العاشر في اختلط النساب كيف يقع 129...................................................................................
الفصل الحادي عشر في أن الرئاسة ل تزال في نصابها المخصوص من أهل المصبية 130................................
الفصل الثاني عشر في أن الرئاسة على أهل المصبية ل تكون في غير نسبهم 130...........................................
الفصل الثالث عشر في أن البيت و الشرف بالصالة و الحقيقة لهل المصبية و يكون لغيرهم بالمجاز و الشبه 132...
الفصل الرابع عشر في أن البيت و الشرف للموالي و أهل الصطناع إنما هو بمواليهم ل بأنسابهم 134..................
الفصل الخامس عشر في أن نهاية الحسب في العقب الواحد أربعة آباء 135...................................................
الفصل السادس عشر في أن المم الوحشية أقدر على التغلب ممن سواها 136................................................
الفصل السابع عشر في أن الغاية التي تجري إليها العصبية هي الملك 137....................................................
الفصل الثامن عشر في أن من عوائق الملك حصول الترف و انغماس القبيل في النعيم 138................................
الفصل التاسع عشر في أن من عوائق الملك المذلة للقبيل و النقياد إلى سواهم 139..........................................
الفصل العشرون ك في أن من علمات الملك التنافس في الخلل الحميدة و بالعكس 141.....................................
الفصل الحادي و العشرون في أنه إذا كانت المة وحشية كان ملكها أوسع 143...............................................
الفصكل الثانكي و العشرون فكي أن الملك إذا ذهكب عكن بعكض الشعوب مكن أمكة فل بكد مكن عوده إلى شعكب أخكر منهكا مكا
دامت لهم العصبية 144..................................................................................................................
الفصككل الثالث و العشرون فككي أن المغلوب مولع أبداً بالقتداء بالغالب فككي شعاره وزيككه و نحلتككه و سككائر أحواله و
عوائده 145................................................................................................................................
الفصل الرابع و العشرون في أن المة إذا غلبت و صارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء 146.........................
الفصل الخامس و العشرون في أن العرب ل يتغلبون إل على البسائط 147....................................................
الفصل السادس و العشرون في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب 147..................................
الفصل السابع و العشرون في أن العرب ل يحصل لهم الملك إل بصبغة دينية من نبوة أو ولية أو أثر عظيم من الدين
على الجملة 149..........................................................................................................................
الفصل الثامن و العشرون في أن العرب أبعد المم عن سياسة الملك 149......................................................
الفصل التاسع و العشرون في أن البوادي من القبائل و العصائب مغلوبون لهل المصار 150............................
الباب الثالث مكن الكتاب الول فكي الدول العامكة و الملك و الخلفكة و المراتكب السكلطانية و مكا
يعرض في ذلك كله من الحوال و فيه قواعد و متممات151........................................
الفصل الول في أن الملك و الدولة العامة إنما يحصلن بالقبيل و العصبية 151..............................................
الفصل الثاني في أنه إذا استقرت الدولة و تمهدت فقد تستغني عن العصبية 152..............................................
الفصل الثالث :في أنه قد يحدث لبعض أهل النصاب الملكي دولة تستغني عن العصبية 154................................
الفصل الرابع :في أن الدولة العامة الستيلء العظيمة الملك أصلها الدين إما من نبوة أو دعوة حق 155.................
الفصل الخامس في أن الدعوة الدينية تزيد الدولة في أصلها قوة على قوة العصبية التي كانت لها من عددها 155.......
الفصل السادس في أن الدعوة الدينية من غير عصبية ل تتم 156................................................................
الفصل السابع في أن كل دولة لها حصة من الممالك و الوطان ل تزيد عليها 159...........................................
الفصل الثامن في أن عظم الدولة و اتساع نطاقها و طول أمدها على نسبة القائمين بها في القلة و الكثرة 160...........
الفصل التاسع في أن الوطان الكثرة القبائل و العصائب قل أن تستحكم فيها دولة 161......................................
الفصل العاشر في أن من طبيعة الملك النفراد بالمجد 163.......................................................................
الفصل الحادي عشر في أن من طبيعة الملك الترف 164..........................................................................
الفصل الثاني عشر في أن من طبيعة الملك الدعة و السكون 164................................................................
الفصكل الثالث عشكر فكي أنكه إذا تحكمكت طبيعكة الملك مكن النفراد بالمجكد و حصكول الترف و الدعكة أقبلت الدولة على
الهرم 165..................................................................................................................................
الفصل الرابع عشر في أن الدولة لها أعمار طبيعية كما للشخاص 167........................................................
الفصل الخامس عشر في انتقال الدولة من البداوة إلى الحضارة 169............................................................
الفصل السادس عشر في أن الترف يزيد الدولة في أولها قوة إلى قوتها 171...................................................
الفصل السابع عشر في أطوار الدولة و اختلف أحوالها و خلق أهلها باختلف الطوار 172..............................
الفصل الثامن عشر في أن آثار الدولة كلها على نسبة قوتها في أصلها 173....................................................
الفصل التاسع عشر في استظهار صاحب الدولة على قومه و أهل عصبيته بالموالي و المصطنعين 179................
الفصل العشرون في أحوال الموالي و المصطنعين في الدول 180...............................................................
الفصل الحادي و العشرون فيما يعرض في الدول من حجر السلطان و الستبداد عليه 181.................................
الفصل الثاني و العشرون في أن المتغلبين على السلطان ل يشاركونه في اللقب الخاص بالملك 182......................
الفصل الثالث و العشرون في حقيقة الملك و أصنافه 183.........................................................................
الفصل الرابع و العشرون في أن إرهاف الحد مضر بالملك و مفسد له في الكثر 184.......................................
الفصل الخامس و العشرون في معنى الخلفة و المامة 185.....................................................................
الفصل السادس و العشرون فى اختلف المة في حكم هذا المنصب و شروطه 187.........................................
الفصل السابع و العشرون في مذاهب الشيعة في حكم المامة192...............................................................
الفصل الثامن و العثسرون في انقلب الخلفة إلى الملك197.....................................................................
الفصل التاسع و العشرون في معنى البيعة 204.....................................................................................
الفصل الثلثون في ولية العهد 205...................................................................................................
الفصل الحادي و الثلثون في الخطط الدينية الخلفية 213........................................................................
الحسبة و السكة 220.....................................................................................................................
الفصل الثاني و الثلثون في اللقب بأمير المؤمنين و إنه من سمات الخلفة و هو محدث منذ عهد الخلفاء 221..........
الفصل الثالث و الثلثون في شرح اسم البابا و البطرك في الملة النصرانية و اسم الكوهن عند اليهود 225..............
الفصل الرابع و الثلثون في مراتب الملك و السلطان و ألقابها 229.............................................................
ديوان العمال و الجبايات 237.........................................................................................................
ديوان الرسائل و الكتابة 240.........................................................................................................
الفصل الخامس و الثلثون في التفاوت بين مراتب السيف و القلم في الدول 250..............................................
الفصل السادس و الثلثون في شارات الملك و السلطان الخاصة به 251.......................................................
مقدار الدرهم و الدينار الشرعيين 256................................................................................................
الفساطيط و ا لسياج 260................................................................................................................
المقصورة للصلة و الدعاء في الخطبة 262.........................................................................................
الفصل السابع و الثلثون في الحروب و مذاهب المم و ترتيبها 263...........................................................
الفصل الثامن و الثلثون في الجباية و سبب قلتها و كثرتها 272.................................................................
الفصل التاسع و الثلثون في ضرب المكوس أواخر الدولة 273.................................................................
الفصل الربعون في أن التجارة من السلطان مضرة بالرعايا و مفسدة للجباية 274...........................................
الفصل الحادي و الربعون في أن ثروة السلطان و حاشيته إنما تكون في وسط الدولة 276.................................
الفصل الثاني و الربعون في أن نقص العطاء من السلطان نقص في الجباية 279............................................
الفصل الثالث و الربعون في أن الظلم مؤذن بخراب العمران 279.............................................................
الفصل الرابع و الربعون في أن الحجاب كيف يقع في الدول و في أنه يعظم عند الهرم 283...............................
الفصل الخامس و الربعون في انقسام الدولة الواحدة بدولتين 285..............................................................
الفصل السادس و الربعون في أن الهرم إذا نزل بالدولة ل يرتفع 286.........................................................
الفصل السابع و الربعون في كيفية طروق الخلل للدولة 287....................................................................
الفصككل الثامككن و الربعيككن فصككل فككي اتسككاع الدولة أول إلى نهايتككه ثككم تضايقككه طورا بعككد طور إلى فناء الدولة و
اضمحللها 290...........................................................................................................................
الفصل التاسع و الربعون في حدوث الدولة و تجددها كيف يقع 292...........................................................
الفصل الخمسون في أن الدولة المستجدة إنما تستولي على الدولة المستقرة بالمطاولة ل بالمناجزة 293..................
الفصل الحادي و الخمسون في وفور العمران آخر الدولة و ما يقع فيها من كثر الموتان و المجاعات 296...............
الفصل الثاني والخمسون في أن العمران البشري ل بد له من سياسة ينتظم بها أمره 297...................................
القسم الول من الفصل الثالث و الخمسون في أمر الفاطمي و ما يذهب إليه الناس في شأنه و كشف الغطاء عن ذلك
القسم الول 305...........................................................................................................................
القسم الثاني من الفصل الثالث و الخمسون في أمر الفاطمي و ما يذهب إليه الناس في شأنه و كشف الغطاء عن ذلك
القسم الثاني 316..........................................................................................................................
الفصل الرابع و الخمسون في ابتداء الدول و المم و في الكلم على الملحم و الكشف عن مسمى الجفر 324..........
الباب الرابكع مكن الكتاب الول فكي البلدان و المصكار و سكائر العمران و مكا يعرض فكي ذلك
من الحوال و فيه سوابق و لواحق 336.................................................................
الفصل الول في أن الدول من المدن و المصار و أنها إنما توجد ثانية عن الملك 336......................................
الفصل الثاني في أن الملك يدعو إلى نزول المصار 338.........................................................................
الفصل الثالث في أن المدن العظيمة و الهياكل المرتفعة إنما يشيدها الملك الكثير 338........................................
الفصل الرابع في أن الهياكل العظيمة جدًا ل تستقل ببنائها الدولة الواحدة 340.................................................
الفصل الخامس فيما تجب مراعاته في أوضاع المدن و ما يحدث إذا غفل عن المراعاة 341...............................
الفصل السادس في المساجد و البيوت العظيمة في العالم 343.....................................................................
الفصل السابع في أن المدن و المصار بإفريقية و المغرب قليلة 351...........................................................
الفصل الثامن في أن المباني و المصانع في الملة السلمية قليلة بالنسبة إلى قدرتها و إلى من كان قبلها من الدول .....
352
الفصل التاسع في أن المباني التي كانت تختطها العرب يسرع إليها الخراب إل في القل 353..............................
الفصل العاشر في مبادي الخراب في المصار 354................................................................................
الفصكل الحادي عشكر فكي أن تفاضكل المصكار و المدن فكي كثرة الرزق لهلهكا و نفاق السكواق إنمكا هكو فكي تفاضكل
عمرانها في الكثرة و القلة 354.........................................................................................................
الفصل الثاني عشر في أسعار المدن 357.............................................................................................
الفصل الثالث عشر في قصور أهل البادية عن سكنى المصر الكثير العمران 359............................................
الفصل الرابع عشر في أن القطار في اختلف أحوالها بالرفه و الفقر مثل المصار 359..................................
الفصل الخامس عشر في تأثل ا لعقار و الضياع في المصار و حال فوائدها و مستغلتها 361............................
الفصل السادس عشر في حاجات المتمولين من أهل المصار إلى الجاه و المدافعة 362.....................................
الفصل السابع عشر في أن الحضارة في المصار من قبل ا لدول و أنها ترسخ باتصال الدولة ورسوخها 363..........
الفصل الثامن عشر في أن الحضارة غاية العمران و نهاية لعمره و أنها مؤذنة بفساده 365.................................
الفصل التاسع عشر في أن المصار التي تكون كراسي للملك تخرب بخراب الدولة وانقراضها 368.....................
الفصل العشرون في اختصاص بعض المصار ببعض الصنائع دون بعض 371.............................................
الفصل الحادي و العشرون في و جود العصبية في المصار و تغلب بعضهم على بعض 371.............................
الفصل الثاني و العشرون في لغات أهل المصار 373............................................................................
الباب الخامس من الكتاب الول في المعاش و وجوبه من الكسب و الصنائع و ما يعرض في
ذلك كله من الحوال و فيه مسائل374...................................................................
الفصل الول في حقيقة الرزق و الكسب و شرحهما و أن الكسب هو قيمة العمال ا لبشرية 374.........................
الفصل الثاني في وجوه المعاش و أصنافه و مذاهبه 376..........................................................................
الفصل الثالث في أن الخدمة ليست من الطبيعي 377...............................................................................
الفصل الرابع في ابتغاء الموال من الدفائن و الكنوز ليس بمعاش طبيعي 378................................................
الفصل الخامس في أن الجاه مفيد للمال 383.........................................................................................
الفصل السادس في أن السعادة و الكسب إنما يحصل غالباً لهل الخضوع و التملق و أن هذا الخلق من أسباب السعادة
383
الفصل السابع في أن القائمين بأمور الدين من القضاء و الفتيا و التدريس و المامة و الخطابة و الذان و نحو ذلك ل
تعظم ثروتهم في الغالب 387...........................................................................................................
الفصل الثامن في أن الفلحة من معاش المتضعين و أهل العافية من البدو 388...............................................
الفصل التاسع في معنى التجارة و مذاهبها و أصنافها 388........................................................................
الفصل العاشر في أي أصناف الناس يحترف بالتجارة و أيهم ينبغي له اجتناب حرفها 388.................................
الفصل الحادي عشر في أن خلق التجار نازلة عن خلق الشراف و الملوك 389..............................................
الفصل الثاني عشر في نقل التاجر للسلع 390........................................................................................
الفصل الثالث عشر في الحتكار 391.................................................................................................
الفصل الرابع عشر في أن رخص السعار مضر بالمحترفين بالرخص 391..................................................
الفصل الخامس عشر في أن خلق التجارة نازلة عن خلق الرؤساء و بعيدة من المروءة 392...............................
الفصل السادس عشر في أن الصنائع ل بد لها من العلم 393......................................................................
الفصل السابع عشر في أن الصنائع إنما تكمل بكمال العمران الحضري و كثرته 394.......................................
الفصل الثامن عشر في أن رسوخ الصنائع في المصار إنما هو برسوخ الحضارة و طول أمده 395.....................
الفصل التاسع عشر في أن الصنائع إنما تستجاد و تكثر إذا كثر طالبها 396....................................................
الفصل العشرون في أن المصار إذا قاربت الخراب انتقصت منها الصنائع 397.............................................
الفصل الحادي و العشرون في أن العرب أبعد الناس عن الصنائع 397.........................................................
الفصل الثاني و العشرون فيمن حصلت له ملكة في صناعة فقل أن يجيد بعد في ملكة أخرى 398.........................
الفصل الثالث و العشرون في الشارة إلى أمهات الصنائع 399..................................................................
الفصل الرابع و العشرون في صناعة الفلحة 400.................................................................................
الفصل الخامس و العشرون في صناعة البناء 400.................................................................................
الفصل السادس و العشرون في صناعة النجارة 403...............................................................................
الفصل السابع و العشرون في صناعة الحياكة و الخياطة 405....................................................................
الفصل الثامن و العشرون في صناعة التوليد 406..................................................................................
الفصل التاسع و العشرون في صناعة الطب و أنها محتاج إليها في الحواضر و المصار دون البادية 408..............
الفصل الثلثون في أن الخط و الكتابة من عداد الصنائع النسانية 411.........................................................
الفصل الحادي و الثلثون في صناعة الوراقة 418.................................................................................
الفصل الثاني و الثلثون في صناعة الغناء 419.....................................................................................
الفصل الثالث و الثلثون في أن الصنائع تكسب صاحبها عقلً و خصوصاً الكتابة و الحساب 425........................
الباب السكادس مكن الكتاب الول فكي العلوم و أصكنافها و التعليكم و طرقكه و سكائر وجوهكه و مكا
يعرض في ذلك كله من الحوال و فيه مقدمة و لواحق 426.........................................
الفصل الول في أن العلم و التعليم طبيعي في العمران البشري 426............................................................
الفصل الثاني في أن التعليم للعلم من جملة الصنائع 427...........................................................................
الفصل الثالث في أن العلوم إنما تكثر حيث يكثر العمران و تعظم الحضارة 430..............................................
الفصل الرابع في أصناف العلوم الواقعة في العمران لهذا العهد 431............................................................
الفصل الخامس في علوم القرآن من التفسير و القراءات 433.....................................................................
الفصل السادس في علوم الحديث 437.................................................................................................
الفصل السابع في علم الفقه و ما يتبعه من الفرائض 441..........................................................................
الفصل الثامن في علم الفرائض 447...................................................................................................
الفصل التاسع في أصول الفقه و ما يتعلق به من الجدل و الخلفيات 448......................................................
الفصل العاشر :في علم الكلم 454....................................................................................................
الفصل الحادي عشر :في أن عالم الحوادث الفعلية إنما يتم بالفكر 463..........................................................
الفصل الثاني عشر في العقل التجريبي و كيفية حدوثه 464.......................................................................
الفصل الثالث عشر :في علوم البشر و علوم الملئكة 465........................................................................
الفصل الرابع عشر في علوم النبياء عليهم الصلة و السلم 467...............................................................
الفصل الخامس عشر في أن النسان جاهل بالذات عالم بالكسب 468...........................................................
الفصكل السكادس عشكر :فكي كشكف الغطاء عكن المتشابكه مكن الكتاب و السكنة و مكا حدث لجكل ذلك مكن طوائف السكنية و
المبتدعة في العتقادات 469............................................................................................................
الفصل السابع عشر :في علم التصوف 478..........................................................................................
الفصل الثامن عشر :في علم تعبير الرؤيا 489......................................................................................
الفصل التاسع عشر :في العلوم العقلية و أصنافها 492.............................................................................
الفصل العشرون :في العلوم العددية 496.............................................................................................
الفصل الحادي و العشرون :في العلوم الهندسية 500...............................................................................
الفصل الثاني و العشرون :في علم الهيئة 502.......................................................................................
الفصل الثالث و العشرون :في علم المنطق 503.....................................................................................
الفصل الرابع و العشرون :في الطبيعيات 508......................................................................................
الفصل الخامس و العشرون :في علم الطب 508....................................................................................
الفصل السادس و العشرون :في الفلحة 510........................................................................................
الفصل السابع و العشرون :في علم اللهيات 510...................................................................................
الفصل الثامن و العشرون :في علوم السحر و الطلسمات 512....................................................................
القسم الول من الفصل التاسع و العشرون :علم أسرار الحروف 519...........................................................
الفصل التاسع و العشرون :علم أسرار الحروف القسم الثاني 525...............................................................
كيفية العمل في استخراج أجوبة المسائل من زايرجة العالم بحول ال منقول عمن لقيناه من القائمين عليها 529.........
فصل في الطلع على السرار الخفية من جهة الرتباطات الحرفية 537.....................................................
فصل في الستدلل على ما في الضمائر الخفية بالقوانين الحرفية 541.........................................................
الفصل الثلثون :في علم الكيمياء 543................................................................................................
الفصل الحادي و الثلثون :في إبطال الفلسفة و فساد منتحلها 553...............................................................
الفصل الثاني و الثلثون :في ابطال صناعة النجوم و ضعف مداركها و فساد غايتها 558..................................
الفصل الثالث و الثلثون :في انكار ثمرة الكيميا و استحالة وجودها و ما ينشأ من المفاسد عن انتحالها 563.............
الفصل الرابع و الثلثون :في أن كثرة التآليف في العلوم عائقة عن التحصيل 570...........................................
الفصل الخامس و الثلثون :في المقاصد التي ينبغي اعتمادها بالتأليف و إلغاء ما سواها 571..............................
الفصل السادس و الثلثون في أن كثرة الختصارات المؤلفة في العلوم مخلة بالتعليم 574..................................
الفصل السابع و الثلثون :في وجه الصواب في تعليم العلوم و طريق إفادته 575.............................................
الفصل الثامن و الثلثون :في أن العلوم اللهية ل توسع فيها النظار و ل تفرع المسائل 578..............................
الفصل التاسع و الثلثون :في تعليم الولدان و اختلف مذاهب المصار السلمية في طرقه 579.........................
الفصل الربعون :في أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم 582...................................................................
الفصل الحادي و الربعون :في أن الرحلة في طلب العلوم و لقاء المشيخة مزيد كمال في التعلم 583.....................
الفصل الثاني و الربعون :في أن العلماء من بين البشر أبعد عن السياسة و مذاهبها 583...................................
الفصل الثالث و الربعون :في أن حملة العلم في السلم أكثرهم العجم 585...................................................
الفصل الرابع و الربعون :في أن العجمة إذا سبقت إلى اللسان قصرت بصاحبها في تحصيل العلوم عن أهل اللسان
العربي 587................................................................................................................................
الفصل الخامس و الربعون :في علوم اللسان العربي 589........................................................................
علم النحو 590.............................................................................................................................
علم اللغة 592..............................................................................................................................
علم البيان 595.............................................................................................................................
علم الدب 597............................................................................................................................
الفصل السادس و الربعون :في أن اللغة ملكة صناعية 599......................................................................
الفصل السابع و الربعون :في أن لغة العرب لهذا العهد مستقلة مغايرة للغة مصر و حمير 600..........................
الفصل الثامن و الربعون :في أن لغة أهل الحضر والمصار لغة قائمة بنفسها للغة مضر 603...........................
الفصل التاسع و الربعون في تعليم اللسان المضري 604.........................................................................
الفصل الخمسون :في أن ملكة هذا اللسان غير صناعة العربية و مستغنية عنها في التعليم 605............................
الفصل الواحد و الخمسون :فكي تفسر الذوق في مصطلح أهل البيان و تحقيكق معناه و بيان أنكه ل يحصل للمستعربين
من العجم 607.............................................................................................................................
الفصل الثانكي و الخمسون :فكي أن أهكل المصار على الطلق قاصرون في تحصكيل هذه الملكة اللسانية التكي تستفاد
بالتعليم و من كان منهم أبعد عن اللسان العربي كان حصولها له أصعب و أعسر 609.......................................
الفصل الثالث و الخمسون :في انقسام الكلم إلى فني النظم و النثر 611........................................................
الفصل الرابع و الخمسون :في أنه ل تتفق الجادة في فني المنظوم و المنثور معاً إل للقل 613...........................
الفصل الخامس و الخمسون :في صناعة الشعر و وجه تعلمه614...............................................................
الفصل السادس و الخمسون :في أن صناعة النظم و النثر إنما هي في اللفاظ ل في المعاني 623.........................
الفصل السابع و الخمسون :في أن حصول هذه الملكة بكثرة الحفظ و جودتها بجودة المحفوظ 623........................
الفصل الثامن و الخمسون :في بيان المطبوع من الكلم و المصنوع و كيف جودة المصنوع أو قصوره 626...........
الفصل التاسع و الخمسون :في ترفع أهل المراتب عن انتحال الشعر 630......................................................
الفصل الستون :في أشعار العرب و أهل المصار لهذا العهد631................................................................
الموشحات و الزجال للندلس 641...................................................................................................
الموشحات و الزجال في المشرق 658...............................................................................................
خاتمة 662.................................................................................................................................
بسم ال الرحن الرحيم
يقول العبد الفقي إل ال تعال الغن بلطفه عبد الرحن بن ممد بن خلدون الضرمي وفقه ال
ال مد ل الذي له العزة وال بوت وبيده اللك واللكوت وله ال ساء ال سن والنعوت العال
فل يغرب عنسه مسا تظهره النجوى أو يفيسه السسكوت القادر فل يعجزه شيسء فس السسموات
والرض ول يفوت أنشأنا من الرض نسما واستعمرنا فيها أجيال وأما ويسر لنا منها أرزاقا
وقسسما تكنفنسا الرحام والبيوت ويكفلنسا الرزق والقوت وتبلينسا اليام والوقوت وتعتورنسا
الجال ال ت خط علي نا كتاب ا الوقوت وله البقاء والثبوت و هو ال ي الذي ل يوت وال صلة
وال سلم على سيدنا ومول نا م مد ال نب العر ب الكتوب ف التوراة والن يل النعوت الذي
ت حض لف صاله الكون ق بل أن تتعا قب الحاد وال سبوت ويتبا ين ز حل واليهموت وعلى آله
وأ صحابه الذ ين ل م ف صحبته وأتبا عه ال ثر البع يد وال صيت والش مل الم يع ف مظاهر ته
ولعدو هم الش مل الشت يت صلى ال عل يه وعلي هم ما ات صل بال سلم جده البخوت وانق طع
بالكفسر حبله البتوت وسسلم كثيا أمسا بعسد فإن فسن التاريسخ مسن الفنون التس تتداوله المسم
والجيال وتشسد إليسه الركائب والرحال وتسسموا إل معرفتسه السسوقة والغفال وتتنافسس فيسه
اللوك والقيال وتت ساوى ف فه مه العلماء الهال إذ هو ف ظاهره ل يز يد على أخبار عن
اليام والدول والسوابق من القرون الول تنمو فيها القوال وتضرب فيها المثال وتطرف با
الند ية إذا غ صها الحتفال وتؤدي ل نا شأن اللي قة ك يف تقل بت ب ا الحوال وات سع للدول
في ها النطاق والجال وعمروا الرض ح ت نادى ب م الرتال وحان من هم الزوال و ف باط نه
نظر وتقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابا عميق فهو لذلك
أصيل ف الكمة عريق وجدير بأن يعد ف علومها وخليق وإن فحول الؤرخي ف السلم قد
استوعبوا أخبار اليام وجعوها وسطروها ف صفحات الدفاتر وأودعوها وخلطها التطفلون
بدسائس من الباطل وهوا فيها وابتدعوها وزخارف من الروايات الضعفة لفقوها ووضعوها
واقتفى تلك الثار الكثي من بعدهم واتبعوها وأدوها إلينا كما سعوها ول يلحظوا أسباب
الوقائع والحوال ول يراعوهسا ول رفضوا ترهات الحاديسث ول دفعوهسا فالتحقيسق قليسل
وطرف التنق يح ف الغالب كل يل والغلط والو هم ن سيب للخبار وخل يل والتقل يد عر يق ف
الدميي وسليل والتطفل على الفنون عريض طويل ومرعى الهل بي النام وخيم وبيل والق
ل يقاوم سلطانه والبا طل يقذف بشهاب الن ظر شيطا نه والنا قل إن ا هو يلي وين قل والب صية
تن قد ال صحيح إذا تع قل والعلم يلوا ل ا صفحات القلوب وي صقل هذا و قد دون الناس ف
الخبار وأكثروا وجعوا تواريخ المم والدول ف العال وسطروا والذين ذهبوا بفضل الشهرة
والما مة الع تبة وا ستفرغوا دواو ين من قبل هم ف صحفهم التأخرة هم قليلون ل يكادون
ياوزون عدد النامل ول حركات العوامل مثل ابن إسحق والطبي وابن الكلب وممد بن
عمر الواقدي وسيف بن عمر السدي وغيهم من الشاهي التميزين عن الماهي وإن كان
ف ك تب ال سعودي والواقدي من الط عن والغ مز ما هو معروف ع ند الثبات ومشهور ب ي
الف ظة الثقات إل أن الكافسة اختصستهم بقبول أخبارهسم واقتفاء سسننهم فس التصسنيف واتباع
آثارهم والناقد البصي قسطاس نفسه ف تزييفهم فيما ينقلون أو اعتبارهم فللعمران طبائع ف
أحواله تر جع إلي ها الخبار وت مل علي ها الروايات والثار ث إن أك ثر التوار يخ لؤلء عا مة
الناهج والسالك لعموم الدولتي صدر السلم ف الفاق والمالك وتناولا البعيد من الغايات
ف الآ خذ والتارك و من هؤلء من ا ستوعب ما ق بل اللة من الدول وال مم وال مر الع مم
كال سعودي و من ن ا منحاه وجاء من بعد هم من عدل عن الطلق إل التقي يد وو قف ف
العموم والحا طة عن الشأو البع يد فق يد شوارد ع صره وا ستوعب أخبار أف قه وقطره واقت صر
على تاريخ دولته ومصره كما فعل أبو حيان مؤرخ الندلس والدولة الموية با وابن الرفيق
مؤرخ أفريق ية والدولة ال ت كا نت بالقيوان ث ل يأت من ب عد هؤلء إل مقلد وبل يد الط بع
والعقسل أو متبلد ينسسج على ذلك النوال ويتذي منسه بالثال ويذهسل عمسا أحالتسه اليام مسن
الحوال واسستبدلت بسه مسن عوائد المسم والجيال فيجلبون الخبار عسن الدول وحكايات
الوقائع فس العصسور الول صسورا قسد تردت عسن موادهسا وصسفاحا انتضيست مسن أغمادهسا
ومعارف ت ستنكر للج هل بطارف ها وتلد ها إن ا هي حوادث ل تعلم أ صولا وأنواع ل تع تب
أجناسها ول تققت فصولا يكررون ف موضوعاتا الخبار التداولة بأعيانا اتباعا لن عن من
التقدمي بشأنا ويغفلون أمر الجيال الناشئة ف ديوانا با أعوز عليهم من ترجانا فتستعجم
صحفهم عن بيانا ث إذا تعرضوا لذكر الدولة نسقوا أخبارها نسقا مافظي على نقلها وها أو
صدقا ل يتعرضون لبدايتها ول يذكرون السبب الذي رفع من رايتها وأظهر من آيتها ول علة
الوقوف عند غايتها فيبقى الناظر متطلعا بعد إل افتقاد أحوال مبادىء الدول ومراتبها مفتشا
عن أسباب تزاحها أو تعاقبها باحثا عن القنع ف تباينها أو تناسبها حسبما نذكر ذلك كله ف
مقد مة الكتاب ث جاء آخرون بإفراط الخت صار وذهبوا إل الكتفاء بأ ساء اللوك والقت صار
مقطو عة عن الن ساب والخبار موضو عة علي ها أعداد أيام هم بروف الغبار ك ما فعله ا بن
رش يق ف ميزان الع مل و من اقت فى هذا ال ثر من المل ول يس يع تب لؤلء مقال ول ي عد ل م
ثبوت ول انتقال لاس أذهبوا مسن الفوائد وأخلوا بالذاهسب العروفسة للمؤرخيس والعوائد ولاس
طال عت ك تب القوم و سبت غور ال مس واليوم نب هت ع ي القري ة من سنة الغفلة والنوم
وست التصنيف من نفسي وأنا الفلس أحسن السؤم فأنشات ف التاريخ كتابا رفعت به عن
أحوال الناشئة مسن الجيال حجابسا وفصسلته فس الخباروالعتبار بابسا باباوأبديست فيسه لوليسة
الدول والعمران علل وأ سبابا وبني ته على أخبار ال مم الذ ين عمروا الغرب ف هذه الع صار
وملوا أكناف الضواحي منه والمصار وما كان لم من الدول الطوال أو القصار ومن سلف
لم من اللوك والنصار وها العرب والببر إذ ها اليلن اللذان عرف بالغرب مأواها وطال
فيسه على الحقاب مثواهاس حتس ل يكاد يتصسور فيسه مسا عداهاس ول يعرف أهله مسن أجيال
الدميي سواها فهذبت مناحيه تذيبا وقربته لفهام العلماء والاصة تقريبا وسلكت ف ترتيبه
وتبويبه مسلكا غريبا واخترعته من بي الناحي مذهبا عجيبا وطريقة مبتدعة وأسلوبا وشرحت
ف يه من أحوال العمران والتمدن و ما يعرض ف الجتماع الن سان من العوارض الذات ية ما
ينعك بعلل الكوائن وأسبابا ويعرفك كيف دخل أهل الدول من أبوابا حت تنع من التقليد
يدك وتقف على أحوال ما قبلك من اليام والجيال وما بعدك ورتبته على مقدمة وثلثة كتب
القدمسة فس فضسل علم التاريسخ وتقيسق مذاهبسه واللاع بغالط الؤرخيس الكتاب الول فس
العمران وذكسر مسا يعرض فيسه مسن العوارض الذاتيسة مسن اللك والسسلطان والكسسب والعاش
والصسنائع والعلوم ومسا لذلك مسن العلل والسسباب الكتاب الثانس فس أخبار العرب وأجيالمس
ودولم منذ مبدأ الليقة إل هذا العهد وفيه من اللاع ببعض من عاصرهم من المم الشاهي
ودولم مثل النبط والسريانيي والفرس وبن إسرائيل والقبط واليونان والروم والترك والفرنة
الكتاب الثالث ف أخبار الببر وموالي هم من زنا تة وذ كر أوليت هم وأحيال م و ما كان بديار
الغرب خاصسة مسن اللك والدول ثس كانست الرحلة إل الشرق لجتناء أنواره وقضاء الفرض
والسنة ف مطافه ومزاره والوقوف على آثاره ف دواوينه وأسفاره فزدت ما نقص من أخبار
ملوك الع جم بتلك الديار ودول الترك في ما ملكوه من القطار وأتب عت ب ا ما كتب ته ف تلك
السسطار وأدرجتهسا فس ذكسر العاصسرين لتلك الجيال مسن أمسم النواحسي وملوك المصسار
والضوا حي سالكا سبيل الخت صار والتلخ يص مفتد يا بالرام ال سهل من العو يص داخل من
باب ال سباب على العموم إل الخبار على الصوص فا ستوعب أخبار اللي قة ا ستيعابا وذلل
من الكم النافرة صعابا وأعطى لوادث الدول علل وأسبابا فأصبح للحكمة صوانا وللتاريخ
جرابا ولا كان مشتمل على أخبار العرب والببر من أهل الدر والوبر واللاع بن عاصرهم
من الدول الكب وأفصح بالذكرى والعب ف مبتدأ الحوال وما بعدها من الب سيته كتاب
ال عب وديوان البتدأ وال ب ف أيام العرب والع جم والببر و من عا صرهم من ذوي ال سلطان
الكب ول أترك شيئا ف أولية الجيال والدول وتعاصر المم الول وأسباب التصرف والول
ف القرون الالية واللل وما يعرض ف العمران من دولة وملة ومدينة وحلة وعزة وذلة وكثرة
وقلة وعلم و صناعة وك سب وإضا عة وأحوال متقل بة مشا عة وبدو وح ضر ووا قع ومنت ظر إل
واستوعبت جله وأوضحت براهينه وعلله فجاء هذا الكتاب فذا با ضمنته من العلوم الغريبة
والكم الحجوبة القريبة وأنامن بعدها موقف بالقصور بي أهل العصور معترف بالعجز عن
الضاء ف مثل هذا القضاء راغب من أهل اليد البيضاء والعارف التسعة الفضاء ف النظر بعي
النتقاد ل بعي الرتضاء والتغمد لا يعثرون عليه بالصلح والغضاء فالبضاعة بي أهل العلم
مزجاة والعتراف من اللوم منجاة وال سن من الخوان مرتاه وال أ سأل أن ي عل أعمال نا
خال صة لوج هه الكر ي و هو ح سب ون عم الوك يل وب عد أن ا ستوفيت عل جه وأنرت مشكا ته
للم ستبصرين وأذك يت سراجه وأوض حت ب ي العلوم طري قه ومنها جه وأو سعت ف فضاء
العارف نطاقه وأدرت سياجه أتفت بذه النسخة منه خزانة مولنا السلطان المام الجاهد
الفاتسح الاهسد التحلي منسذ خلع التمائم ولوث العمائم بلى القانست الزاهسد التوشسح بزكاء
النا قب والحا مد وكرم الشمائل والشوا هد بأج ل من القلئد ف نور الولئد التناول بالعزم
القوي ال ساعد وال د الوا ت ال ساعد وال جد الطارف والتالد ذوائب ملك هم الرا سي القوا عد
الكر ي العال وال صاعد جا مع أشتات العلوم والفوائد ونا ظم ش ل العارف والشوارد ومظ هر
اليات الربان ية ف ف ضل الدارك الن سانية بفكره الثا قب النا قد ورأ يه ال صحيح العا قد الن ي
الذاهسب والعقائد نور ال الواضسح الراشسد ونعمتسه العذبسة الوارد ولطفسه الكامسن بالراصسد
للشدائد ورحته الكرية القالد الت وسعت صلح الزمان الفاسد واستقامة الائد من الحوال
والعوائد وذه بت بالطوب الوا بد وخل عت على الزمان رو نق الشباب العائد وحج ته ال ت ل
يبطلها إنكار الاحد ول شبهات العاند أمي الؤمني أب فارس عبد العزيز ابن مولنا السلطان
العظم الشهي الشهيد أب سال إبراهيم ابن مولنا السلطان القدس أمي الؤمني أب السن ابن
ال سادة العلم من ملوك ب ن مر ين الذ ين جددوا الد ين ونجوا ال سبيل للمهتد ين وموا آثار
البغاة الفسدين أفاء ال على المة ظلله وبلغه ف نصر دعوة السلم آماله وبعثته إل خزانئهم
الوقفة لطلبة العلم بامع القرويي من مدينة فاس حاضرة ملكهم وكرسي سلطانم حيث مقر
الدى ورياض العارف خضلة الندى وفضاء ال سرار الربان ية ف سيح الدى والما مة الفار سية
الكري ة العزيزة إن شاء ال بنظر ها الشر يف وفضل ها الغ ن عن التعر يف تب سط له من العنا ية
مهادا وتف سح له ف جا نب القبول آمادا فتو ضح ب ا أدلة على ر سوخه وأشهادا ف في سوقها
تن فق بضائع الكتاب وعلى حضرت ا تع كف ركائب العلوم والداب و من مدد ب صائرها النية
نتائج القرائح واللباب وال يوزعنا شكر نعمتها ويوفر لنا حظوظ الواهب من رحتها ويعيننا
على حقوق خدمت ها ويعل نا من ال سابقي ف ميدان ا الحل ي ف حومت ها ويض في على أ هل
إيالتها وما أوي من السلم إل حرم عمالتها لبوس حايتها وحرمتها وهو سبحانه السئول أن
يعل أعمالنا خالصة ف وجهتها بريئة من شوائب الغفلة وشبهتها وهو حسبنا ونعم الوكيل
القسام الول مان القدماة فا فضال علم التارياخ و تقياق مذاهباه و اللاع لاا يعرض
للمؤرخي من الغالط و ذكر شيء من أسبابا
اعلم أن فن التار يخ فن عز يز الذ هب جم الفوائد شر يف الغا ية إذ هو يوقف نا على أحوال
الاضي من المم ف أخلقهم .و النبياء ف سيهم .و اللوك ف دولم و سياستهم .حت تتم
فائدة القتداء ف ذلك ل ن يرو مه ف أحوال الد ين و الدن يا ف هو متاج إل مآ خذ متعددة و
معارف متنوعة و حسن نظر و تثبت يفضيان بصاحبهما إل الق و ينكبان به عن الزلت و
الغالط لن الخبار إذا اعتمد فيها على مرد النقل و ل تكم أصول العادة و قواعد السياسة
و طبيعة العمران و الحوال ف الجتماع النسان و ل قيس الغائب منها بالشاهد و الاضر
بالذاهب فربا ل يؤمن فيها من العثور و مزلة القدم و اليد عن جادة الصدق و كثيا ما وقع
للمؤرخ ي و الف سرين و أئ مة الن قل من الغالط ف الكايات و الوقائع لعتماد هم في ها على
مرد النقل غثا أو سينا و ل يعرضوها على أصولا و ل قاسوها بأشباهها و ل سبوها بعيار
الكمة و الوقوف على طبائع الكائنات و تكيم النظر و البصية ف الخبار فضلوا عن الق
و تاهوا فس بيداء الوهسم و الغلط و ل سسيما فس إحصساء العداد مسن الموال و العسساكر إذا
عر ضت ف الكايات إذ هي مظ نة الكذب و مط ية الذر و ل بد من رد ها إل ال صول و
عرضها على القواعد.
و هذا كما نقل السعودي و كثي من الؤرخي ف جيوش بن إسرائيل بأن موسى عليه السلم
أحصاهم ف التيه بعد أن أجاز من يطيق حل السلح خاصة من ابن عشرين فما فوقها فكانوا
ستمائة ألف أو يزيدون و يذهل ف ذلك عن تقدير مصر و الشام و اتساعهما لثل هذا العدد
من اليوش لكل ملكة من المالك حصة من الامية تتسع لا و تقوم بوظائفها و تضيق عما
فوقها تشهد بذلك العوائد العروفة و الحوال الألوفة ث أن مثل هذه اليوش البالغة إل مثل
هذا العدد يبعد أن يقع بينها زحف أو قتال لضيق مساحة الرض عنها و بعدها إذا اصطفت
عن مدى البصر مرتي أو ثلثا أو أزيد فكيف يقتتل هذان الفريقان أو تكون غلبة أحد
الصفي و شيء من جوانبه ل يشعر بالانب الخر و الاضر يشهد لذلك فالاضي أشبه
بالت من الاء بالاء.
و لقد كان ملك الفرس و دولتهم أعظم من ملك بن إسرائيل بكثي يشهد لذلك ما كان من
غلب بتنصر لم و التهامه بلدهم و استيلئه على أمرهم و تريب بيت القدس قاعدة ملتهم
و سلطانم و هو من ب عض عمال مل كة فارس يقال إ نه كان مرزبان الغرب من توم ها و
كانت مالكهم بالعراقي و خراسان و ما وراء النهر و البواب أوسع من مالك بن إسرائيل
بكث ي و مع ذلك ل تبلغ جيوش الفرس قط م ثل هذا العدد و ل قريبا م نه و أع ظم ما كا نت
جوعهسم بالقادسسية مائة و عشريسن ألفا كلهسم متبوع على مسا نقله سسيف قال و كانوا فس
أتباعهم أكثر من مائت ألف و عن عائشة و الزهري فأن جوع رستم الذين زحف بم سعد
بالقادسية إنا كانوا ستي ألفا كلهم متبوع و أيضا فلو بلغ بنو إسرائيل مثل هذا العدد لتسع
نطاق ملك هم و انف سح مدى دولت هم فإن العمالت و المالك ف الدول على ن سبة الام ية و
القبيل القائمي با ف قتلها و كثرتا حسبما نبي ف فضل المالك من الكتاب الول و القوم
ل تتسع مالكهم إل غي الردن و فلسطي من الشام و بلد يثرب و خيب من الجاز على ما
هو العروف.
و أيضا فالذي بي موسى و إسرائيل إنا ف أربعة آباء على ما ذكره الحققون فإنه موسى بن
عمران بن يصهر بن قاهت بفتح الاء وكسرها ابن لري بكسر الواو و فتحها ابن يعقوب و
هو إسرائيل ال هكذا نسبه ف التوراة و الدة بينهما على ما نقله السعودي قال دخل إسرائيل
مصر مع ولده السباط و أولدهم حي أتوا إل يوسف سبعي نفسا و كان مقامهم بصر إل
أن خرجوا مع موسى عليه السلم إل التيه مائتي و عشرين سنة تتداولم ملوك القبط من
الفراعنة و يبعد أن يتشعب النسل ف أربعة أجيال إل مثل هذا العدد و إن زعموا أن عدد تلك
اليوش إنا كان ف زمن سليمان و من بعده فبعيد أيضا إذ ليس بي سليمان و إسرائيل إل
أحد عشر أبا فإنه سليمان بن داود بن يشا بن عوفيذ و يقال ابن عوفذ ابن باعز و يقال بوعز
بن سلمون بن نشون بن عمينوذب و يقال حيناذاب بن رم بن حصرون و يقال حسرون بن
بارس و يقال ببس بن يهوذا بن يعقوب و ل يتشعب النسل ف أحد عشر من الولد إل مثل
هذا العدد الذي زعموه اللهم إل الئتي و اللف فربا يكون و أما أن يتجاوز إل ما بعدها
من عقود العداد فبعيد و اعتب ذلك ف الاضر الشاهد و القريب العروف تد زعمهم باطلً
و نقلهم كاذبا.
و الذي ث بت ف ال سرائيليات أن جنود سليمان كا نت اث ن ع شر ألفا خا صة و أن مقربا ته
كانت ألفا و أربعمائة فرس مرتبطة على أبوابه هذا هو الصحيح من أخبارهم و ل يلتفت إل
خرافات العا مة من هم و ف أيام سليمان عل يه ال سلم و مل كه كان عنفوان دولت هم و أت ساع
ملك هم هذا و قد ن د الكا فة من أ هل ال صر إذا أفاضوا ف الد يث عن ع ساكر الدول ال ت
لعهد هم أو قريبا م نه و تفاوضوا ف الخبار عن جيوش ال سلمي أو الن صارى أو أخذوا ف
إح صاء أموال البايات و خراج ال سلطان و نفقات الترف ي و بضائع الغنياء الو سرين توغلوا
فس العدد و تاوزوا حدود العوائد و طاوعوا وسساوس العراب فإذا اسستكشف أصسحاب
الدواوين عن عساكرهم و استنبطت أحوال أهل الثروة ف بضائعهم و فوائدهم و استجليت
عوائد الترف ي ف نفقات م ل ت د معشار ما يعدو نه و ما ذلك إل لولوع الن فس يالغرائب و
سهولة التجاوز على اللسان و الغفلة على التعقب و النتقد حت ل ياسب نفسه على خطإ و
ل عمد و ل يطالبه ف الب بتوسط و ل عدالة ول يرجعها إل بث و تفتيش فيسل عنانه و
يسيم ف مراتع الكذب لسانه و يتخذ آيات ال هزءا و يشتري لو الديث ليصل عن سبيل
ال و حسبك با صفقة خاسرة.
و من الخبار الواهية للمؤرخي ما ينقلونه كافة ف أخبار التبابعة ملوك اليمن و جزيرة العرب
أنم كانوا يغزون من قراهم باليمن إل أفريقية و الببر من بلد الغرب و أن أفريقش بن قيس
بن صيفي من أعاظم ملوكهم الول و كان لعهد موسى عليه السلم أو قبله بقليل غزا أفريقية
و أثخن ف الببر و أنه الذي ساهم بذا السم حي سع رطانتهم و قال ما هذه الببرة فأخذ
هذا السم عنه و دعوا به من حينئذ و أنه لا انصرف من الغرب حجز هنالك قبائل من حي
فأقاموا با و اختلطوا بأهلها و منهم صنهاجة و كتامة و من هذا ذهب الطبي و الرجان و
السعودي و ابن الكلب و البيلي إل أن صنهاجة و كتامة من حي وتاباه نسابة الببر و هو
الصحيح و ذكر السعودي أيضا أن ذا الذعار من ملوكهم قبل أفريقش و كان على عهد
سليمان عليه السلم غزا الغرب و دوخه و كذلك ذكر مثله عن ياسر ابنه من بعده و إنه بلغ
وادي الرمل ف بلد الغرب و ل يد فيه مسلكا لكثرة الرمل فرجع و كذلك يقولون ف تبع
الخر و هو أسعد أبو كرب و كان على عهد يستأنف من ملوك الفرس الكيانية أنه ملك
الوصل و أذربيجان و لقي الترك فهزمهم و أثخن ث غزاهم ثانية و ثالثة كذلك و أنه بعد
ذلك أغزى ثلثة من بنيه بلد فارس و إل بلد الصغد من بلد أمم الترك وراء النهر و إل
بلد الروم فملك الول البلد إل سرقند و قطع الفازة إل الصي فوجد أخاه الثان الذي غزا
إل سرقند قد سبقه إليها ث فأثخنا ف بلد الصي و رجعا جيعا بالغنائم و تركوا ببلد الصي
قبائل من حي فهم با إل هذا العهد و بلغ الثالث إل قسطنطينية فدرسها و دوخ بلد الروم
و رجع.
و هذه الخبار كل ها بعيدة عن ال صحة عري قة ف الو هم و الغلط و أش به بأحاد يث الق صص
الوضوعسة .و ذلك أن ملك التبابعسة إناس كان بزيرة العرب و قرارهسم و كرسسيهم بصسنعاء
اليمن .و جزيرة العرب ييط با البحر من ثلث جهاتا فبحر الند من النوب و بر فارس
الابط منه إل البصرة من الشرق و بر السويس الابط منه إل السويس من أعمال مصر من
جهة الغرب كما تراه ف مصور الغرافيا فل يد السالكون من اليمن إل الغرب طريقا من
غي السويس و السلك هناك ما بي بر السويس و البحر الشامي قدر مرحلتي فما دونما و
يبعد أن ير بذا السلك ملك عظيم ف عساكر موفورة من غي أن يصي من أعماله هذه متنع
ف العادة .و قد كان بتلك العمال العمال قة و كنعان بالشام و القبط ب صر ث ملك العمال قة
مصر و ملك بنو إسرائيل الشام و ل ينقل قط أن التبابعة حاربوا أحدا من هؤلء المم .و ل
ملكوا شيئا من تلك العمال و أيضا فالش قة من الب حر إل الغرب بعيدة و الزودة و العلوفة
للعساكر كثية فإذا ساروا ف غي أعمالم احتاجوا إل انتهاب الزرع و النعم و انتهاب البلد
في ما يرون عل يه و ل يك في ذلك للزودة و للعلو فة عادة و إن نقلوا كفايت هم من ذلك من
أعمالم فل تفي لم الرواحل بنقله فل بد و أن يروا ف طريقهم كلها بأعمال قد ملكوها و
دوخو ها لتكون الية من ها و إن قل نا أن تلك الع ساكر ت ر بؤلء ال مم من غ ي أن تيج هم
فتحصسل لمس الية بالسسالة فذلك أبعسد و أشسد امتناعا فدل على أن هذه الخبار واهيسة أو
موضوعة.
و أما وادي الرمل الذي يعجز السالك فلم يسمع قط ف ذكره ف الغرب على كثرة سالكه و
من يقص طرقه من الركاب و القرى ف كل عصر و كل جهة و هو على ما ذكروه من
الغرابة تتوفر الدواعي على نقله .و أما غزوهم بلد الشرق و أرض الترك و إن كان طريقه
أوسع من مسالك السويس إل أن الشقة هنا أبعد و أمم فارس و الروم معترضون فيها دون
الترك و ل نقل قط أن التبابعة ملكوا بلد فارس و ل بلد الروم و إنا كانوا ياربون أهل
فارس على حدود بلد العراق و ما بي البحرين و الية و الزيرة بي دجلة و الفرات و ما
بينهما ف العمال و قد وقع ذلك بي ذي الذعار منهم و كيكاوس من ملوك الكيانية و بي
تبع الصغر أب كرب و يستاسف معهم أيضا و مع ملوك الطوائف بعد الكيانية و الساسانية
ف من بعدهم بجاوزة أرض فارس بالغزو إل بلد الترك و التبت و هو متنع عادة من بعدهم
أجل المم العترضة منهم و الاجة إل الزودة و العلوفات مع بعد الشقة كما مر فالخبار
بذلك واهية مدخولة و هي لو كانت صحيحة النقل لكان ذلك قادحا فيها فكيف و هي ل
تنقل من وجه صحيح و قول ابن إسحاق ف خب يثرب و الوس و الزرج أن تبعا الخر
سار إل الشرق ممولً على العراق و بلد فارس و أما بلد الترك و التبت فل يصح غزوهم
إليها بوجه لا تقرر فل تثق با يلقى إليك من ذلك و تأمل الخبار و أعرضها على القواني
الصحيحة يقع لك تحيصها بأحسن وجه و ال الادي إل الصواب.
القسم الثان من القدمة ف فضل علم التاريخ و تقيق مذاهبه و اللاع لا يعرض للمؤرخي
من الغالط و ذكر شيء من أسبابا
و أبعد من ذلك و أعرق ف الوهم ما يتناقله الفسرون ف تفسي سورة و الفجر ف قوله تعال
أل تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد فيجعلون لفظة إرم اسا لدينة وصفت بأنا ذات
عماد أي أساطي و ينقلون أنه كان لعاد بن عوص بن إرم ابنان ها شديد و شداد ملكا من
بعده و هلك شديد فخلص اللك لشداد و دانت له ملوكهم و سع وصف النة فقال لبني
مثلها فبن مدينة إرم ف صحارى عدن ف مدة ثلثمائة سنة و كان عمره تسعمائة سنة و أنا
مدينة عظيمة قصورها من الذهب و أساطينها من الزبرجد و الياقوت و فيها أصناف الشجر و
النار الطردة و لا ت بناؤها سار إليها بأهل ملكته حت إذا كان منها على مسية يوم و ليلة
بعث ال عليهم صيحة من السماء فهلكوا كلهم .ذكر ذلك الطبي و الثعالب و الزمشري و
غي هم من الف سرين و ينقلون عن ع بد ال بن قل بة من ال صحابة أ نه خرج ف طلب إ بل له
فو قع علي ها و ح ل من ها ما قدر عل يه و بلغ خبه معاو ية فأحضره و قص عل يه فب حث عن
ك عب الخبار و سأله عن ذلك فقال هي إرم ذات العماد من سيدخلها ر جل من ال سلمي
أحر أشقر قصي على حاجبه خال و على عنقه خال يرج ف طلب إبل له ث التفت فأبصر
ابن قلبة فقال هذا و ال ذلك الرجل.
و إنا نكب البامكة ما كان من استبدادهم على الدولة و احتجافهم أموال الباية حت كان
الرشيد يطلب اليسي من الال فل يصل إليه فغلبوه على أمره و شاركوه ف سلطانه و ل يكن
له منهسم تصسرف فس أمور ملكسه فعظمست آثارهسم و بعسد صسيتهم و عمروا مراتسب الدولة و
خططها بالرؤساء من ولدهم و صنائعهم و احتازوها عمن سواهم من وزارة و كتابة و قيادة
و حجابة و سيف و قلم .يقال إنه كان بدار الرشيد من ولد يي بن خالد خسة و عشرون
رئيسا من بي صاحب سيف و صاحب قلم زاحوا فيها أهل الدولة بالناكب و دفعوهم عنها
بالراح لكان أبيهم يي بن كفالة هارون ول عهد و خليفة حت شب ف حجره و درج من
عشه و غلب على أمره و كان يدعوه يا أبت فتوجه اليثار من السلطان إليهم وعظمت الدالة
منهسم و انبسسط الاه عندهسم و انصسرفت نوهسم الوجوه و خضعست لمس الرقاب و قصسرت
علي هم المال و ت طت إلي هم من أق صى التخوم هدا يا اللوك و ت ف المراء و ت سربت إل
خزائنهم ف سبيل التزلف و الستمالة أموال الباية و أفاضوا ف رجال الشيعة و عظماء القرابة
العطاء و طوقو هم ال نن و ك سبوا من بيوتات الشراف العدم و فكوا العا ن و مدحوا ب ا ل
يدح به خليفتهسم و أ سنوا لعفاتمس الوائز و ال صلت و ا ستولوا على القرى و الضياع من
الضوا حي و الم صار ف سائر المالك ح ت أ سفوا البطالة و أحقدوا الا صة و أغ صوا أ هل
الول ية فكش فت ل م وجوه الناف سة و ال سد و د بت إل مهاد هم الوث ي من الدولة عقارب
السعاية حت لقد كان بنو خطبة أخوال جعفر من أعظم الساعي عليهم ل تعطفهم لا وقر ف
نفو سهم من السد عوا طف الر حم و ل وزعت هم أوا صر القرابة و قارن ذلك عند مدومهم
نواشيء الغية و الستنكاف من الجر و النفة و كان القود الت بعثتها منهم صغائر الدالة.
و انتهى با الصرار على شأنم إل كبائر الخالفة كقصتهم ف يي بن عبد ال بن حسن بن
السن بن علي بن أب طالب أخي ممد الهدي اللقب بالنفس الزكية الارج على النصور و
يي هذا هو الذي استنله الفضل بن يي من بلد الديلم على أمان الرشيد بطه و بذل لم
ف يه ألف ألف در هم على ما ذكره ال طبي و دف عه الرش يد إل جع فر و ج عل اعتقاله بداره و
إل نظره فحبسه مدة ث حلته الدالة على تلية سبيله و الستبداد بل عقاله حرما لدماء أهل
البيت بزعمه و دالة على السلطان ف حكمه .و سأله الرشيد عنه لا و شي به أليه ففطن و
قال أطلقته فأبدى له وجه الستحسان و أسرها ف نفسه فأوجد السبيل بذلك على نفسه و
قومه حت ثل عرشهم و ألقيت عليهم ساؤهم و خسفت الرض بم و بدارهم و ذهبت سلفا
و مثلً للخرين أيامهم و من تأمل أخبارهم و استقصى سي الدولة و سيهم وجد ذلك مقق
السر مهد السباب و انظر ما نقله ابن عبد ربه ف مفاوضة الرشيد عم جده داود بن علي ف
شأن نكبتهم و ما ذكره ف باب الشعراء ف كتاب العقد به ماورة الصمعي للرشيد و للفضل
بن يي ف سرهم تتفهم أنه إنا قتلتهم الغية و النافسة ف الستبداد من الليفة فمن دونه و
كذلك ما ت يل به أعداؤ هم من البطا نة في ما د سوه للمغن ي من الش عر احتيالً على إ ساعه
للخليفة و تريك حفائظه لم و هو قوله:
و أما ما توه له الكاية من معاقرة الرشيد المر و اقتران سكره بسكر الندمان فحاشا ال ما
علمنا عليه من سوء و أين هذا من حال الرشيد و قيامه با يب لنصب اللفة من الدين و
العدالة و مسا كان عليسه مسن صسحابة العلماء و الولياء و ماوراتسه للفضيسل بسن عياض و ابسن
السمك و العمري و مكاتبته سفيان الثوري و بكائه من مواعظهم و دعائه بكة ف طوافه و
ما كان عليه من العبادة و الحافظة على أوقات الصلوات و شهود الصبح لول وقتها .حكى
ال طبي و غيه أ نه كان ي صلي ف كل يوم مائة رك عة نافلة و كان يغزو عاما و ي ج عاما و
لقد زجر ابن أب مري مضحكه ف سره حي تعرض له بثل ذلك ف الصلة لا سعه يقرأ وما
ل ل أعبد الذي فطرن وإليه ترجعون و قال و ال ما أدري ل ؟ فما تالك الرشيد أن ضحك
ث التفت إليه مغضبا و قال يا ابن أب مري ف الصلة أيضا إياك إياك و القرآن و الدين و لك
ما شئت بعدها و أيضا فقد كان من العلم و السذاجة بكان لقرب عهده من سلفه النتحلي
لذلك و ل ي كن بي نه و ب ي جده أ ب جع فر بع يد ز من إن ا خل فه غلما و قد كان أ بو جع فر
بكان من العلم و الدين قبل اللفة و بعدها و هو القائل لالك حي أشار عليه بتأليف الوطإ
يا أبا عبد ال إنه ل يبقى على وجه الرض أعلم من و منك و إن قد شغلتن اللفة فضع
أ نت للناس كتابا ينتفعون به ت نب ف يه ر خص ا بن عباس و شدائد ا بن ع مر و وطئه للناس
توطئة قال مالك فوال .لقد علمن التصنيف يومئذ و لقد أدركه ابنه الهدي أبو الرشيد هذا و
هو يتورع عن ك سوة الد يد لعياله من ب يت الال و د خل عل يه يوما و هو بجل سه يبا شر
الياط ي ف إرقاع اللقان من ثياب عياله فا ستنكف الهدي من ذلك و قال يا أم ي الؤمن ي
على كسسوة هذه العيال عامنا هذا مسن عطائي فقال له لك ذلك و ل يصسده عنسه و ل سسح
بالنفاق فيه من أموال السلمي فكيف يليق بالرشيد على قرب العهد من هذا الليفة و أبوته
و ما رب عليه من أمثال هذه السي ف أهل بيته و التخلق با أن يعاقر المر أو ياهر با و قد
كانت حالة الشراف من العرب الاهلية ف اجتناب المر معلومة و ل يكن الكرم شجرتم
و كان شربا مذمة عند الكثي منهم و الرشيد و آباؤه كانوا على ثبج من اجتناب الذمومات
ف دين هم و دنيا هم و التخلق بالحا مد و أو صاف الكمال و نزعات العرب .و ان ظر ما نقله
الطبي و السعودي ف ف قصة جبيل بن بتيشوع الطبيب حي أحضر له السمك ف مائدته
فحماه ع نه ث أ مر صاحب الائدة بمله إل منله و ف طن الرش يد و ارتاب به و دس خاد مه
ح ت عاي نه يتناوله فا عد ا بن بتيشوع للعتذار ثلث ق طع من ال سمك ف ثل ثة أقداح خلط
إحدا ها بالل حم العال بالتوا بل و البقول و البوارد و اللوى و صب على الثان ية ماءً مثلجا و
على الثالثة خرا صرفا و قال ف الول و الثان هذا طعام أمي الؤمني إن خلط السمك بغيه
أو ل يلطه و قال ف الثالث هذا طعام ابن بتيشوع و دفعها إل صاحب الائدة حت إذا انتبه
الرش يد و أحضره للتوب يخ ،أح ضر الثل ثة القداح فو جد صاحب ال مر قد اختلط و أماع و
تفتت و وجد الخرين قد فسدا و تغيت رائحتهما فكانت له ف ذلك معذرة و تبي من ذلك
أن حال الرشيد ف اجتناب المر كانت معروفة عند بطانته و أهل مائدته و لقد ثبت عنه أنه
ع هد ب بس أ ب نواس ل ا بل غه من انما كه ف العاقرة ح ت تاب و أقلع و إن ا كان الرش يد
يشرب نبيذ الت مر على مذ هب أ هل العراق و فتاوي هم في ها معرو فة و أ ما ال مر ال صرف فل
سبيل إل اتامه با و ل تقليد الخبار الواهية فيها فلم يكن الرجل بيث يواقع مرما من أكب
الكبائر عند أهل اللة و لقد كان أولئك القوم كلهم بنحاة من ارتكاب السرف و الترف ف
ملبسهم و زينتهم و سائر متناولتم لا كانوا عليه من خشونة البداوة و سذاجة الدين الت ل
يفارقو ها ب عد ف ما ظ نك ب ا يرج عن البا حة إل ال ظر و عن اللة إل الر مة و ل قد ات فق
الؤرخون ال طبي و ال سعودي و غي هم على أن ج يع من سلف من خلفاء ب ن أم ية و ب ن
العباس إنا كانوا يركبون باللية الفيفة من الفضة ف الناطق و السيوف و اللجم و السروج
و أن أول خليفة أحدث الركوب بلية الذهب هو العتز بن التوكل ثامن اللفاء بعد الرشيد
و هكذا كان حالم أيضا ف ملبسهم فما ظنك بشاربم و يتبي ذلك بأت من هذا إذا فهمت
طبيعة الدولة ف أولا من البداوة و الغضاضة كما نشرح ف مسائل الكتاب الول إن شاء ال
و ال الادي إل ال صواب .و ينا سب هذا أو قر يب م نه ما ينقلو نه كا فة عن ي ي بن أك ثم
قاضي الأمون و صاحبه و أنه كان يعاقر المر و أنه سكر ليلة مع شربه فدفن ف الريان حت
أفاق و ينشدون على لسانه:
و حال ابسن أكثسم و الأمون فس ذلك مسن حال الرشيسد و شرابمس إناس كان النسبيذ و ل يكسن
مظورا عندهم و أما السكر فليس من شأنم و صحابته للمأمون إنا كانت خلة ف الدين و
لقد ثبت أنه كان ينام معه ف البيت و نقل ف فضائل الأمون و حسن عشرته أنه انتبه ذات
ليلة عطشان فقام يتح سس و يتل مس الناء ما فة أن يو قظ ي ي بن أك ثم و ث بت أن ما كا نا
يصسليان الصسبح جيعا فإن هذا مسن العاقرة و أيضا فإن ييس بسن أكثسم كان مسن عليسة أهسل
الديث و قد أثن عليه المام أحد بن حنبل و إساعيل القاضي و خرج عنه التزمذي كتابه
الامع و ذكر الزن الافظ أن البخاري روى عنه ف غي الامع فالقدح فيه قدح ف جيعهم
و كذلك ما ينبزه الجان بال يل إل الغلمان بتانا على ال و فر ية على العلماء و ي ستندون ف
ذلك إل أخبار القصاص الواهية الت لعلها من افتراء أعدائه فإنه كان مسودا ف كماله خلته
للسلطان و كان مقامه من العلم و الدين منها عن مثل ذلك و قد ذكر لبن حنبل ما يرميه
به الناس فقال سبحان ال سبحان ال و من يقول هذا و أنكر ذلك إنكارا شديدا وأثن عليه
إ ساعيل القاضي فق يل له ما كان يقال ف يه فقال معاذ ال أن تزول عدالة مثله بتكذيب باغ و
حاسد و قال أيضا يي بن أكثم أبرأ إل ال من أن يكون فيه شيء ما كان يرمى به من أمر
الغلمان و لقد كنت أقف على سرائره فأجده شديد الوف من ال لكنه كانت فيه دعابة و
حسن خلق فرمى با رمى به ابن حيان ف الثقات و قال ل يشتغل با يكى عنه لن أكثرها ل
يصح عنه و من أمثال هذه الكايات ما نقله ابن عبد ربه صاحب العقد من حديث الزنبيل ف
سبب إصهار الأمون إل السن بن سهل ف بنته بوران و أنه عثر ف بعض الليال ف تطوافه
بسكك بغداد ف زنبيل مدل من بعض السطوح بعالق و جدل مغارة الفتل من الرير فاعتقده
و تناول العالق فاهتزت و ذ هب به صعدا إل ملس شأ نه كذا و و صف من زي نة فر شه و
تن صيد ابن ته و جال رؤي ته ما ي ستوقف الطرف و يلك الن فس و أن امرأة برزت له من خلل
الستور ف ذلك الجلس رائقة المال فتانة الحاسن فحيته و دعته إل النادمة فلم يزل يعاقرها
المسر حتس الصسباح و رجسع إل أصسحابه بكانمس مسن انتظاره و قسد شغفتسه حبا بعثسه على
ال صهار إل أبي ها و أ ين هذا كله من حال الأمون العرو فة ف دي نه و عل مه و اقتفائه سنن
اللفاء الراشدين من آبائه و أخذه بسي اللفاء الربعة أركان اللة و مناظرته العلماء و حفظه
لدود ال تعال ف صلواته ،أحكامه فكيف تصح عنه أحوال الفساق الستهترين ف التطواف
بالل يل و طروق النازل و غشيان ال سمر سبيل عشاق العراب و أ ين ذلك من من صب اب نة
السن بن سهل و شرفها و ما كان بدار أبيها من الصون و العفاف و أمثال هذه الكايات
كثية و ف كتب الؤرخي معروفة و إنا يبعث على وضعها و الديث با النماك ف اللذات
الحرمة و هتك قناع الخدرات و يتعللون بالتأسي بالقوم فيما يأتونه من طاعة لذاتم فلذلك
تراهم كثيا ما يلهجون بأشباه هذه الخبار و ينقرون عنها عند تصفحهم لوراق الدواوين و
لو ائتسوا بم ف غي هذا من أحوالم و صفات الكمال اللئقة بم الشهورة عنهم لكان خيا
لم لو كانوا يعلمون .و لقد عذلت يوما بعض المراء من أبناء اللوك ف كلفه بتعلم الغناء و
ولوعه بالوتار و قلت له ليس هذا من شأنك و ل يليق بنصبك فقال ل أفل ترى إل إبراهيم
بن الهدي ك يف كان إمام هذه ال صناعة و رئ يس الغن ي ف زما نه فقلت له يا سبحان ال و
هل تأسيت بأبيه أو أخيه أو ما رأيت كيف قعد ذلك بإبراهيم عن مناصبهم فصم عن عذل و
أعرض و ال يهدي من يشاء.
و من الخبار الواهية ما يذهب إليه الكثي من الؤرخي و الثبات ف العبيديي خلفاء الشيعة
بالقيوان و القاهرة من نفي هم عن أ هل الب يت صلوات ال علي هم و الط عن ف ن سبهم إل
ا ساعيل المام ا بن جع فر ال صادق يعتمدون ف ذلك على أحاد يث لف قت للم ستضعفي من
خلفاء بن العباس تزلفا إليهم بالقدح فيمن ناصبهم و تفننا ف الشمات بعدوهم حسبما تذكر
بعض هذه الحاديث ف أخبارهم و يغفلون عن التفطن لشواهد الواقعات و أدلة الحوال الت
اقتضت خلف ذلك من تكذيب دعواهم و الرد عليهم.
القسام الثالث مان القدماة فا فضال علم التارياخ و تقياق مذاهباه و اللاع لاا يعرض
للمؤرخي من الغالط و ذكر شيء من أسبابا
هذا قبل أن تظهر الشيعة على الغالبة بالقيوان ث كان بعد ذلك ما كان من ظهور دعوتم
بالغرب و أفريقية ث باليمن ث بالسكندرية ث بصر و الشام و الجاز و قاسوا بن العباس ف
مالك السلم شق البلمة و كادوا يلجون عليهم مواطنهم و يزايلون من أمرهم و لقد أظهر
دعوتم ببغداد و عراقها المي البساسيي من موال الديلم التغلبي على خلفاء بن العباس ف
مغاض بت جرت بي نه و ب ي أمراء الع جم و خ طب ل م على منابر ها حولً كاملً و مازال ب نو
العباس يغصون بكانم و دولتهم و ملوك بن أمية وراء البحر ينادون بالويل و الرب منهم و
كيف يقع هذا كله لدعي ف النسب يكذب ف انتحال المر و اعتب حال القرم طي إذ كان
دعيا ف انتسابه كيف تلشت دعو ته و تفرقت اتباعه و ظهر سريعا على خبثهم و مكرهم
فساءت عاقبتهم و ذاقوا و بال أمرهم و لو كان أمر العبيد بي كذلك لعرف و لو بعد مهلة:
ومهما يكن عند امرىء من خليقة و إن خالا تفى على الناس تعلم
فقد اتصلت دولتهم نوا من مائي و ستي سنة و ملكوا مقام إبراهيم عليه السلم و مصله و
مو طن الر سول صلى ال عل يه و سلم و مدف نه و مو قف الج يج و مه بط اللئ كة ث انقرض
أمرهم و شيعتهم ف ذلك كله على أت ما كانوا عليه من الطاعة لم و الب فيهم و اعتقادهم
بنسب المام إساعيل بن جعفر الصادق و لقد خرخوا مرارا بعد ذهاب الدولة و دروس أثرها
داع ي إل بدعت هم هاتف ي بأ ساء صبيان من أعقاب م يزعمون استحقاقهم للخلفة و يذهبون
إل تعيينهم بالوصية من سلف قبلهم من الية و لو ارتابوا ف نسبهم لا ركبوا أعناق الخطار
ف النتصار لم فصاحب البدعة ل يلبس ف أمره و ل يشبه ف بدعته و ل يكذب نفسه فيما
ينتحله.
والعجب من القاضي أب بكر الباقلن شيخ النظار من التكلمي كيف ينح إل هذه القالة
الرجو حة و يرى هذا الرأي الضع يف فأن كان ذلك ل ا كانوا عل يه من اللاد ف الد ين و
التع مق ف الرافض ية فل يس ذلك بدا فع ف صدر دعوت م و ل يس إثبات منت سبهم بالذي يغ ن
عنهم من ال شيئا ف كفرهم فقد قال تعال لنوح عليه السلم ف شأن ابنه إنه ليس من أهلك
إنه عمل غي صال فل تسألن ما ليس لك به علم و قال صلى ال عليه وسلم لفاطمة يعظها يا
فاطمة إعملي فلن أغن عنك من ال شيئا و مت عرف امرؤ قضيةً و استيقن أمرا وجب عليه
أن يصدع به و ال يقول الق و هو يهدي السبيل و القوم كانوا ف مال الظنون الدول بم و
ت ت رق بة من الطغاة لتو فر شيعت هم و انتشار هم ف القا صية بدعوت م و تكرر خروج هم مرة
بعد أخرى فلذت رجالتم بالختفاء و ل يكادوا يعرفون كما قيل:
و مثل هذا و أبعد منه كثيا ما يتناجى به الطاعنون ف نسب إدريس بن إدريس بن عبد ال
بن حسن بن السن بن علي بن أب طالب رضوان ال عليهم المام بعد أبيه بالغرب القصى
و يعرضون تعر يض ال د بالتظ نن ف ال مل الخلف عن إدر يس ال كب إ نه لرا شد مول هم
قبح هم ال و أبعد هم ما أجهل هم أ ما يعلمون أن إدر يس ال كب كان إ صهاره ف الببر و إ نه
منذ دخل الغرب إل أن توفاه ال عز و جل عريق ف البدو و أن حال البادية ف مثل ذلك غي
خافية ل مكامن لم يتأتى فيها الريب و أحوال حرمهم أجعي بزأى من جاراتن و مسمع
من جيانن لتلصق الدران و تطافن البنيان و عدم الفواصل بي الساكن و قد كان راشد
يتول خدمة الرم أجع من بعد موله بشهد من أوليائهم و شيعتهم و مراقبة من كافتهم و
قد أتفق برابرة الغرب القصى عامة على بيعة إدريس الصغر من بعد أبيه و آتوه طاعتهم عن
رضى و إصفاق و بايعوه على الوت الحر و خاضوا دونه بار النايا ف حروبه و غزواته و
لو حدثوا أنف سهم ب ثل هذه الري بة أو قر عت أ ساعهم و لو من عدو كا شح أو منا فق مرتاب
لتخلف عن ذلك و لو بعضهم كل و ال إنا صدرت هذه الكلمات من بن العباس أقتالم و
من بن الغلب عمالم كانوا بأفريقية و ولتم.
و ذلك إنه لا فر إدريس الكب إل الغرب من وقعة بلخ أوعز الادي إل الغالبة أن يقعدوا له
بالراصد و يذكوا عليه العيون فلم يظفروا به و خلص إل الغرب فتم أمره و ظهرت دعوته و
ظ هر الرش يد من ب عد ذلك على ما كان من وا ضح مول هم و عامل هم على ال سكندرية من
د سيسة التش يع للعلو ية و إدها نه ف ناة إدر يس إل الغرب فقتله و دس الشماخ من موال
الهدي أبيه للتحيل على قتل إدريس فأظهر اللحاق به و الباءة من بن العباس مواليه فاشتمل
عل يه إدر يس و خل طه بنف سه و ناوله الشماخ ف ب عض خلوا ته سا ا ستهلكه به و و قع خب
مهل كه من ب ن العباس أح سن الوا قع ل ا رجوه من ق طع أ سباب الدعوة العلو ية بالغرب و
اقتلع جرثومتها و لا تأدى إليهم خب المل الخلف لدريس فلم يكن لم إل كل و ل إذا
بالدعوة قد عادت و الشي عة بالغرب قد ظهرت و دولت هم بإدر يس بن إدر يس قد تددت
فكان ذلك عليهم أنكى من و وقع الشهاب وكان الفشل و الرم قد نزل بدولة العرب عن أن
يسموا إل القاصية فلم يكن منتهى قدرة الرشيد على إدريس الكب بكانه من قاصية الغرب
و اشتمال الببر عليه إل التحيل ف إهلكه بالسموم فعند ذلك فزعوا إل أوليائهم من الغالبة
بأفريقية ف سد تلك الفرجة من ناحيتهم و حسم الداء التوقع بالدولة من قبلهم و اقتلع تلك
العروق قبل أن تشج منهم ياطبهم بذلك الأمون و من بعده من خلفائهم فكان الغالبة عن
برابرة الغرب القصى أعجز و لثلها من الزبون على ملوكهم أحوج لا طرق اللفة من انتزاء
مالك العجسم على سسدتا و امتطائهسم صسهوة التغلب عليهسا و تصسريفهم أحكامهسا طوع
أغراضهم ف رجالا و جبايتها و أهل خططها و سائر نقضها و إبرامها كما قال شاعرهم
فخشي هؤلء المراء الغالبة بوادر السعايات و تلوا بالعاذير فطورا باحتقار الغرب و أهله و
طورا بالرهاب بشأن إدر يس الارج به و من قام مقا مه من أعقا به ياطبو نه بتجاوزه حدود
التخوم من عمله و ينفذون سكته ف تفهم و هداياهم و مرتفع جبايتهم تعريضا باستفحاله و
تويلً باشتداد شوكته و تعظيما لا دفعوا إليه من مطالبته و مراسه و تديدا بقلب الدعوة إن
ألئوا إليه و طورا يطعنون ف نسب إدريس بثل ذلك الطعن الكاذب تفيضا لشأنه ل يبالون
بصدقه من كذبه لبعد السافة و أفن عقول من خلف بن صبية بن العباس و مالكهم العجم ف
القبول من كل قائل و السمع لكل ناعق و ل يزل هذا دأبم حت انقضى أمر الغالبة فقرعت
هذه الكلمة الشنعاء أساع الغوغاء و صر عليها بعض الطاعني أذنه و اعتدها ذريعة إل النيل
من خلفهم عند النافسة .و ما لم قبحهم ال و العدول عن مقاصد الشريعة فل تعارض فيها
بي القطوع و الظنون و إدريس ولد على فراش أبيه و الولد للفراش.
و لا كان نسب بن إدريس هؤلء بواطنهم من فارس و سائر ديار الغرب قد بلغ من الشهرة
و الوضوح مبلغا ل يكاد يلحق و ل يطمع أحد ف دركه إذ هو نقل المة و اليل من اللف
عن ال مة و ال يل من ال سلف و ب يت جد هم إدر يس م تط فاس و مؤ سسها من بيوت م و
م سجده ل صق ملتهم و دروبم و سيفه منت ضى برأس الأذنة العظمى من قرار بلد هم و غي
ذلك مسن آثاره التس جاوزت أخبارهسا حدود التواتسر مرات و كادت تلحسق بالعيان فإذا نظسر
غيهم من أهل هذا النسب إل ما أتاهم ال من أمثالا و ما عضد شرفهم النبوي من جلل
اللك الذي كان لسلفهم بالغرب و استيقن أنه بعزل عن ذلك و أنه ل يبلغ مد أحدهم و ل
نصيفه أ و أن غاية أمر النتمي إل البيت الكري من ل يصل له أمثال هذه الشواهد أن يسلم
لم حالم لن الناس مصدوقون ف أنسابم و بون ما بي العلم و الظن و اليقي و التسليم فإذا
علم بذلك من نفسه غص بريقه و ود كثي منهم لو يردونم عن شرفهم ذلك سوقة و وضعاء
حسدا من عند أنفسهم فيجعون إل العناد و ارتكاب اللجاج و البهت بثل هذا الطعن الفائل
و القول الكذوب تعللً بال ساواة ف الظ نة و الشاب ة ف تطرق الحتمال و هيهات ل م ذلك
فليس ف الغرب فيما نعلمه من أهل هذا البيت الكري من يبلغ ف صراحة نسبه و وضوحه
مبالغ أعقاب إدريس هذا من آل السن.
اعلم أن الروف ف النطق كما يأت شرحه بعد هي كيفيات الصوات الارجة من النجرة
تعرض من تقط يع ال صوت بقرع اللهاة و أطراف الل سان مع ال نك و اللق و الضراس أو
بقرع الشفتي أيضا فتتغاير كيفيات الصوات بتغاير ذلك القرع و تيء الروف متمايزة ف
السمع و تتركب منها الكلمات الدالة على ما ف الضمائر و ليست المم كلها متساوية ف
النطق بتلك الروف فقد يكون لمة من الروف ما ليس لمة أخرى و الروف الت نطقت
با العرب هي ثانية و عشرون حرفا كما عرفت و ند للعبانيي حروفا ليست ف لغتنا و ف
لغتنا أيضا حروف ليست ف لغتهم و كذلك الفرنج و الترك و الببر و غي هؤلء من العجم
ث إن أ هل الكتاب من العرب ا صطلحوا ف الدللة على حروف هم ال سموعة بأوضاع حروف
مكتوبة متميزة بأشخاصها كوضع ألف وباء و جيم وراء و طأ إل آخر الثمانية و العشرين و
إذا عرض لم الرف الذي ليس من حروف لغتهم بقي مهملً عن الدللة الكتابية مغفلً عن
البيان و رب ا ير سه ب عض الكتاب بش كل الرف الذي يكتن فه من لغت نا قبله أو بعده و ل يس
بكاف ف الدللة بل هو تغيي للحرف من أصله .و لا كان كتابنا مشتملً على أخبار الببر و
بعض العجم و كانت تعرض لنا ف أسائهم أو بعض كلماتم حروف ليست من لغة كتابنا و
ل ا صطلح أوضاعنا اضطرر نا إل بيا نه و ل نك تف بر سم الرف الذي يل يه ك ما قلناه ل نه
عندنا غي واف بالدللة عليه فاصطلحت ف كتاب هذا على أن أضع ذلك الرف العجمي با
يدل على الرف ي اللذ ين يكتنفا نه ليتو سط القارىء بالن طق به ب ي مر جي ذي نك الرف ي
فتحصل تأديته و إنا اقتبست ذلك من رسم أهل الصحف حروف الشام كالصراط ف قراءة
خلف فإن الن طق ب صاده في ها مع جم متو سط ب ي ال صاد و الزاي فوضعوا ال صاد و ر سوا ف
داخل ها ش كل الزاي و دل ذلك عند هم على التو سط ب ي الرف ي فكذلك ر ست أ نا الكاف
حرف يتوسط بي حرفي من حروفنا كالكاف التوسطة عند الببر بي الكاف الصرية عندنا
و ال يم أو القاف م ثل ا سم بلك ي فأضع ها كافا و أنقط ها بنق طة ال يم واحدة من أ سفل أو
بنق طة القاف واحدة من فوق أو اثنت ي فيدل ذلك على أ نه متو سط ب ي الكاف و ال يم أو
القاف و هذا الرف أك ثر ما ي يء ف ل غة الببر و ما جاء من غيه فعلى هذا القياس أ ضع
الرف التوسط بي حرفي من لغتنا بالرفي معا ليعلم القارىء أنه متوسط فينطق به كذلك
فنكون قد دللنا عليه و لو وضعناه برسم الرف الواحد عن جانبه لكنا قد صرفناه من مرجه
إل مرج الرف الذي من لغت نا و غي نا ل غة القوم فأعلم ذلك و ال الو فق لل صواب ب نه و
فضله.
الكتاب الول ف طبيعة العمران ف الليقة و ما يعرض فيها من البدو و الصر و التغلب
و الكسب و العاش و الصنائع و العلوم و نوها و ما لذلك من العلل و السباب
إعلم أنه لا كانت حقيقة التاريخ أنه خب عن الجتماع النسان الذي هو عمران العال و ما
يعرض لطبيعسة ذلك العمران مسن الحوال مثسل التوحسش و التأنسس و العصسبيات و أصسناف
التغلبات للب شر بعض هم على ب عض و ما ين شأ عن ذلك من اللك و الدول و مراتب ها و ما
ينتحله البشر بأعمالم و مساعيهم من الكسب و العاش والعلوم و الصنائع و سائر ما يدث
من ذلك العمران ب طبيعته من الحوال .و ل ا كان الكذب متطرقا لل خب بطبع ته و له أ سباه
تقتضيه .فمنها التشيعات للراء و الذاهب فإن النفس إذا كانت على حال العتدال ف قبول
الب أعطته حقه من التمحيص و النظر حت تتبي صدقه من كذبه و إذا خامرها تشيع لرأي
أو نلة قبلت ما يوافق ها من الخبار لول وهلة .و كان ذلك ال يل و التش يع غطاء على ع ي
بصسيتا عسن النتقاد و التمحيسص فتقسع فس قبول الكذب و نقله .و مسن السسباب القتضيسة
للكذب ف الخبار أيضا الثقة بالناقلي و تحيص ذلك يرجع إل التعديل و التجريح .و منها
الذهول عن القاصد فكثي من الناقلي ل يعرف القصد با عاين أو سع و ينقل الب على ما
ف ظنه و تمينه فيقع ف الكذب.
و منها توهم الصدق و هو كثي و إنا ييء ف الكثر من جهة الثقة بالناقلي و منها الهل
بتطبيق الحوال على الوقائع لجل ما يداخلها من التلبيس و التصنع فينقلها الخب كما رآها و
هي بالت صنع على غ ي ال ق ف نف سه .و من ها تقرب الناس ف الك ثر ل صحاب التجلة و
الراتب بالثناء و الدح و تسي الحوال و إشاعة الذكر بذلك فيستفيض الخبار با على غي
حقيقسة فالنفوس مولعسة ببس الثناء و الناس متطلعون إل الدنيسا و أسسبابا مسن جاه أو ثروة و
ليسوا ف الكثر براغبي ف الفصائل و ل متنافسي ف أهلها .و من السباب القتضية له أيضا
و هسي سسابقة على جيسع مسا تقدم الهسل بطبائع الحوال فس العمران فإن كسل حادث مسن
الوادث ذاتا كان أو فعلً ل بد له من طبيعة تصه ف ذاته و فيما يعرض له من أحواله فإذا
كان السامع عارفا بطبائع الوادث و الحوال ف الوجود و مقتضياتا أعانه ذلك ف تحيص
الب على تييز الصدق من الكذب و هذا أبلغ ف التمحيص من كل وجه يعرض و كثيا ما
يعرض للسسامعي قبول الخبار السستحيلة و ينقلوناس و تؤثرعنهسم كمسا نقله السسعودي عسن
السكندر لا صدته دواب البحر عن بناء السكندرية و كيف أتذ صندوق الزجاج و غاص
ف يه إل ق عر الب حر ح ت صور تلك الدواب الشيطان ية ال ت رآ ها و ع مل تاثيل ها من أج ساد
معدنيسة و نصسبها حذاء البنيان ففرت تلك الدواب حيس خرجست و عاينتهسا و تس بناؤهسا فس
حكاية طويلة من أحاديث خرافة مستحيلة من قبل اتاذه التابوت الزجاجي و مصادمة البحر
و أمواجه برمه و من قبل أن اللوك ل تمل أنفسها على مثل هذا الغرور و من اعتمده منهم
فقسد عرض نفسسه للهلكسة و انتقاض العقدة و اجتماع الناس إل غيه و فس ذلك إتلفسه و ل
ينظرون به رجو عه من غروره ذلك طر فة ع ي و من ق بل أن ال ن ل يعرف ل ا صورة و ل
تاثيل تتص با إنا هي قادرة على التشكيل و ما يذكره من كثرة الرؤوس لا فإنا الراد به
البشاعة و التهويل ل إنه حقيقة .و هذه كلها قادحة ف تلك الكاية و القادح الحيل لا من
طريق الوجود أبي من هذا كله و هو أن النغمس ف الاء و لو كان ف الصندوق يضيق عليه
الواء للتن فس ال طبيعي و ت سخن رو حه ب سرعة لقل ته فيف قد صاحبه الواء البارد العدل لزاج
الرئة و الروح القل ب و يهلك مكا نه و هذا هو ال سبب ف هلك أ هل المامات إذا أطب قت
عليهم عن الواء البارد و التدلي ف البار و الطامي العميقة الهوى إذا سخن هواؤها بالعونة
و ل تداخلها الرياح فتخلخلها فإن التدل فيها يهلك لينه و بذا السبب يكون موت الوت
إذا فارق البحر فإن الواء ل يكفيه ف تعديل رئته إذ هو حار بإفراط و الاء الذي يعدله بارد و
الواء الذي ف خرج إل يه حار في ستول الار على رو حه اليوا ن و يهلك دف عة و م نه هلك
الصعوقي و أمثال ذلك ومن الخبار الستحيلة ما نقله السعودي أيضا ف تثال الزرزور الذي
برومة تتمع إليه الزرازير ف يوم معلوم من السنة حاملة للزيتون و منه يتخذون زيتهم و انظر
ما أبعد ذلك عن الجرى الطبيعي ف اتاذ الزيت
و من ها ما نقله البكري ف بناء الدي نة ال سماة ذات البواب ت يط بأك ثر من ثلث ي مرحلة و
تشتمسل على عشرة آلف باب و الدن إناس اتذت للتحصسن و العتصسام كمسا يأتس و هذه
خر جت عن أن ياط ب ا فل يكون فيها ح صن و ل معتصم و كما نقله السعودي أيضا ف
حد يث مدي نة النحاس و أن ا مدي نة كل بنائ ها ناس ب صحراء سجلماسة ظ فر ب ا مو سى بن
ن صي ف غرو ته إل الغرب و أن ا مغل قة البواب و أن ال صاعد إلي ها من أ سوارها إذا أشرف
على الائط صفق و رمي بنفسه فل يرجع آخر الدهر ف حديث مستحيل عادة من خرافات
القصساص و صسحراء سسجلماسة قسد نفضهسا الركاب و الدلء و ل يقفوا لذه الدينسة على
خبهم أن هذه الحوال ال ت ذكروا عن ها كل ها م ستحيل عادةً مناف للمور الطبيع ية ف بناء
الدن و اختطاطها و أن العادن غاية الوجود منها أن يصرف ف النية و الرثي و أما تشييد
مدي نة من ها فك ما تراه من ال ستحالة و الب عد و أمثال ذلك كثية و تحي صه إن ا هو بعر فة
طبائع العمران و هو أح سن الوجوه و أوثق ها ف تح يص الخبار وتي يز صدقها من كذب ا و
هو سابق على التمحيص بتعديل الرواة و ل يرجع إل تعديل الرواة حت يعلم أن ذلك الب ف
ل فل فائدة للنظر ف التعديل و التجريح و لقد عد نفسه مكن أو متنع و أما إذا كان مستحي ً
أ هل الن ظر من الطا عن ف ال ب ا ستحالة مدلول الل فظ و تأويله ب ا ل يقبله الع قل وإن ا كان
التعديل و التجريح هو العتب ف صحة الخبار الشرعية لن معظمها تكاليف إنشائية أوجب
الشارع الع مل ب ا ح ت ح صل ال ظن ب صدقها و سبيل صحة ال ظن الث قة بالرواة بالعدالة و
الض بط .و أ ما الخبار عن الواقعات فل بد ف صدقها و صحتها من اعتبار الطاب قة فلذلك
و جب أن ين ظر ف إمكان وقو عه و صار في ها ذلك أ هم من التعد يل و مقدما عل يه إذ فائدة
النشاء مقتبسة منه فقط و فائدة الب منه و من الارج بالطابقة و إذا كان ذلك فالقانون ف
تييز الق من الباطل ف الخبار بالمكان و الستحالة أن ننظر ف الجتماع البشري الذي هو
العمران و نيز ما يلحقه من الحوال لذاته و بقتضى طبعه و ما يكون عارضا ل يعتد به و ما
ل يكن أن يعرض له و إذا فعلنا ذلك كان ذلك لنا قانونا ف تييز الق من الباطل ف الخبار
و ال صدق من الكذب بو جه برها ن ل مد خل لل شك ف يه و حينئذ فإذا سعنا عن شيء من
الحوال الواق عة ف العمران علم نا ما ن كم بقبوله م ا ن كم بتزيي فه و كان ذلك ل نا معيارا
صحيحا يتحرى به الؤرخون طر يق ال صدق و ال صواب في ما ينقلو نه و هذا هو غرض هذا
الكتاب الول مسن تأليفنسا و كأن هذا علم مسستقل بنفسسه فإنسه ذو موضوع و هسو العمران
البشري و الجتماع النسان و ذو مسائل و هي بيان ما يلحقه من العوارض و الحوال لذاته
واحدة بعد أخرى و هذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أو عقليا.
و إعلم أن الكلم فس هذا الغرض مسستحدث الصسنعة غريسب النعسة عزيسز الفائدة اعثسر عل يه
البحث و أدى إليه الغوص و ليس من علم الطابة إنا هو القوال القنعة النافعة ف استمالة
المهور إل رأي أو صدهم عنه و ل هو أيضا من علم السياسة الدنية إذ السياسة الدنية هي
تدبي النل أو الدينة با يب بقتضى الخلق و الكمة ليحمل المهور على منهاح يكون
ف يه ح فظ النوع و بقاؤه ف قد خالف موضو عه موضوع هذ ين الفن ي اللذ ين رب ا يشبها نه و
كأ نه علم م سنبط النشأة و لعمري ل أ قف على الكلم ف منحاه ل حد من اللي قة ما أدري
ألغفلتهم عن ذلك و ليس الظن بم أو لعلهم كتبوا ف هذا الغرض و استوفوه و ل يصل إلينا
فالعلوم كثية و الكماء ف أمم النوع النسان متعددون و ما ل يصل إلينا من العلوم أكثر ما
وصل فأين علوم الفرس الت أمر عمر رضى ال عنه بحوها عند الفتح و أين علوم الكلدانيي
و السريانيي و أهل بابل و ما ظهر عليهم من آثارها و نتائجها و أين علوم القبط و من قبلهم
و إن ا و صل إلي نا علوم أ مة واحدة و هم يونان خا صة لكلف الأمون بإخراج ها من لغت هم و
اقتداره على ذلك بكثرة الترجي و بذل الموال فيها و ل نقف على شيء من علوم غيهم و
إذا كانت كل حقيقة متعلقة طبيعية يصلح أن نبحث عما يعرض لا من العوارض لذاتا وجب
أن يكون باعتبار كل مفهوم و حقي قة علم من العلوم ي صه ل كن الكماء لعل هم إن ا لحظوا
ف ذلك العناية بالثمرات و هذا إنا ثرته ف الخبار فقط كما رأيت و إن كانت مسائله ف
ذات ا و ف اخت صاصها شري فة ل كن ثر ته ت صحيح الخبار و هي ضعي فة فلهذا هجروه و ال
أعلم و ما أوتيتم من العلم إل قليلً و هذا الفن الذي لح لنا النظر فيه ند منة مسائل تري
بالعرض لهل العلوم ف براهي علومهم و هي من جنس مسائله بالوضوع و الطلب مثل ما
يذكره الكماء و العلماء ف إثبات النبوة من أن الب شر متعاونون ف وجود هم فيحتاجون ف يه
إل الاكم و الوازع و مثل ما يذكر ف أصول الفقه ف باب إثبات اللغات أن الناس متاجون
إل العبارة عن القا صد بطبي عة التعاون و الجتماع و تبيان العبارات أ خف و م ثل ما يذكره
الفقهاء ف تعل يل الحكام الشرع ية بالقا صد ف أن الز نا ملط للن ساب مف سد للنوع و أن
القتل أيضا مفسد للنوع و أن الظلم مؤذن براب العمران الفضي لفساد النوع غي ذلك من
سائر القاصد الشرعية ف الحكام فإنا كلها مبنية على الحافظة على العمران فكان لا النظر
في ما يعرض له و هو ظا هر من كلم نا هذا ف هذه ال سائل المثلة و كذلك أيضا ي قع إلي نا
القل يل من م سائله ف كلمات متفقر قة لكماء اللي قة لك هم ل ي ستوفوه ف من كلم الوبذان
برام بن برام ف حكاية البوم الت نقلها السعودي أيها اللك إن اللك ل يتم عزه إل بالشريعة
و القيام ل بطاع ته و الت صرف ت ت أمره و ن يه و ل قوام للشري عة إل باللك و ل عز للملك
إل بالرجال و ل قوام للرجال إل بالال و ل سسبيل للمال إل بالعمارة و ل سسبيل للعمارة إل
بالعدل و العدل اليزان الن صوب ب ي اللي قة ن صبه الرب و ج عل له قيما و هو اللك .و من
كلم أنوشروان فس هذا العنس بعينسه اللك بالنسد و النسد بالال و الال بالراج و الراج
بالعمارة و العمارة بالعدل و العدل بإصلح العمال و إصلح العمال باستقامة الوزراء و رأس
الكسل بافتقاد اللك حال رعيتسه بنفسسه و اقتداره على تأديتهسا حتس يلكهسا و ل تلكسه و فس
الكتاب النسوب لرسطو ف السياسة التداول بي الناس جزء صال منه إل أنه غي مستوف و
ل مع طى ح قه من الباه ي و متلط بغيه و قد أشار ف ذلك الكتاب إل هذه الكلمات ال ت
نقلنا ها عن الوبذان و أنوشروان و جعل ها ف الدائرة القري بة ال ت أع ظم القول في ها هو قوله:
العال ب ستان سياجه الدولة و الدولة سلطان ت يا به ال سنة ال سنة سياسة ي سوسها اللك اللك
نظام يعضده ال ند ال ند أعوان يكفل هم الال الال رزق تم عه الرع ية الرع ية عب يد يكنف هم
العدل العدل مألوف و بسه قوائم العال العال بسستان ثس ترجسع إل أول الكلم .فهذه ثان
كلمات حكمية سياسية ارتبط بعضها ببعض و ارتدت أعجاز ها إل صدورها و اتصلت ف
دائرة ل يتع ي طرف ها ف خر بعثوره علي ها و ع ظم من فوائد ها .و أ نت إذا تأملت كلم نا ف
ف صل الدول و اللك و أعطي ته ح قه من الت صفح و التف هم عثرت ف أثنائه على تف سي هذه
الكلمات و تف صيل إجال ا م ستوف بينا بأو عب بيانا و أو ضح دل يل و برهان أطلع نا ال عل يه
من غ ي تعل يم أرسطو و ل إفادة موبذان و كذلك ت د ف كلم ا بن القفع و ما ي ستطرد ف
رسائله من ذكر السياسات الكثي من مسائل كتابنا هذا غي مبهنة كما برهناه إنا يليها ف
الذكرعلى منحى الطابة ف أسلوب الترسل و بلغة الكلم و كذلك حوم القاضي أبو بكر
الطرطوشي ف كتاب سراج اللوك و بوبه على أبواب تقرب من أبواب كتابنا هذا و مسائله
لك نه ل ي صادف ف يه الرم ية و ل أ صاب الشاكلة و ل ا ستوف ال سائل و ل أو ضح الدلة إن ا
يبوب الباب للمسألة ث يستكثر من الحادث و الثار و ينقل كلمات متفرقة لكماء الفرس
م ثل بزر ج هر و الوبذان و حكماء ال ند و الأثور عن دانيال و هر مس و غي هم من أكابر
اللي قة و ل يك شف عن التحق يق قناعا و ل ير فع الباه ي الطبيع ية حجابا إن ا هو ن قل و
ترك يب شبيه بالوا عظ و كأ نه حوم على العرض و ل ي صادفه و ل ت قق ق صده و ل ا ستوف
مسائله و نن ألمنا ال إل ذلك إلاما و أعثرنا على علم جعلنا بي نكرة و جهينة خبه فإن
كنت قد استوفيت مسائله و ميزت عن سائر الصنائع أنظاره و أناءه فتوفيق من ال و هداية
و أن فاتن شيء ف إحصائه و اشتبهت بغي فللناظر التحقق إصلحه ول الفضل لن نجت
له السبيل و أوضحت له الطريق و ال يهدي بنوره من يشاء .و نن الن نبي ف هذا الكتاب
ما يعرض للب شر ف اجتماع هم من أحوال العمران ف اللك و الك سب و العلوم و ال صنائع
بوجوه برهان ية يت ضح ب ا التحق يق ف معارف الا صة و العا مة و تند فع ب ا الوهام و تر فع
الشكوك .و نقول لا كان النسان متميزا عن سائر اليوانات بواص اختص با فمنها العلوم
و الصنائع الت هي نتيجة الفكر الذي تيز به عن اليوانات و شرف بوصفه على الخلوقات و
منهسا الاجسة إل الكسم الوازع و السسلطان القاهسر إذ ل يكسن وجوده دون ذلك مسن بيس
اليوانات كلها إل ما يقال عن النحل و الراد و هذه و أن كان لا مثل ذلك فبطريق إلامي
ل بفكر و روية و منها السعي ف العاش و العتمال ف تصيله من وجوهه و اكتساب أسبابه
لاس جعسل ال مسن الفتقار إل الغذاء فس حياتسه و بقائه و هداه إل التماسسه و طلبسه فإن تعال
أع طى كل ش يء خل قه ث هدى و منه ما العمران و هو الت ساكن و التنازل ف م صر أو حلة
للنس بالعشي و اقتضاء الاجات لا ف طباعهم من التعاون على العاش كما نبينه و من هذا
العمران ما يكون بدويا و هو الذي يكون ف الضوا حي و ف البال و ف اللل النتج عة ف
القفار و أطراف الرمال و منه ما يكون حضريا و هو الذي بالمصار و القرى و الدن والدر
للعتصام با و التحصن بدرانا و له ف كل هذه الحوال أمور تعرض من حيث الجتماع
عروضا ذاتيا له فل جرم انصر الكلم ف هذا الكتاب ف ستة فصول.
و قد قدمت العمران البدوي لنه سابق على جيعها كما نبي لك بعد و كذا تقدي اللك على
البلدان و المصسار وأمسا تقديس العاش فلن العاش ضروري طسبيعي و تعلم العلم كمال أو
حاجي و الطبيعي أقدم من الكمال و جعلت الصنائع مع الكسب لنا منه ببعض الوجوه و
من حيث العمران كما نبي لك بعد و ال الوفق للصواب و العي عليه.
الباب الول من الكتاب الول ف العمران البشري على الملة و فيه مقدمات
الول ف أن الجتماع النسان ضروري و يعب الكماء عن هذا بقولم النسان مدن بالطبع
أي ل بد له من الجتماع الذي هو الدينة ف اصطلحهم و هو معن العمران و بيانه أن ال
سبحانه خلق الن سان و رك به على صورة ل ي صح حيات ا و بقاؤ ها إل بالغذاء و هداه إل
التماسه بفطرته و با ركب فيه من القدرة على تصيله إل أن قدرة الواحد من البشر قاصرة
عن تصيل حاجته من ذلك الغذاء غي موفية له بادة حياته منه و لو فرضنا منه أقل ما يكن
فرصة و هو قوت يوم من النطة مثلً فل يصل إل بعلج كثي من الطحن و العجن و الطبخ
و كل واحد من هذه العمال الثل ثة يتاج إل مواعي و آلت ل ت تم إل ب صناعات متعددة
من حداد و نار و فاخوري و هب أ نه يأكله حبا من غ ي علج ف هو أيضا يتاج ف ت صيله
أيضا حبا إل أعمال أخرى أكثر من هذه من الزراعة و الصاد و الدراس الذي يرج الب
من غلف السنبل و يتاج كل واحد من هذه آلت متعددة و صنائع كثية أكثر من الول
بكثي و يستحيل أن تفي بذلك كله أو ببعضه قدرة الواحد فل بد من اجتماع القدر الكثية
من أبناء جنسه ليحصل القوت له و لم فيحصل بالتعاون قدر الكفاية من الاجة لكثر منهم
بإضعاف و كذلك يتاج كل واحد منهم أيضا ف الدفاع عن نفسه إل الستعانة بأبناء جنسه
لن ال سبحانه لا ركب الطباع ف اليوانات كلها و قسم القدر بينها جعل حظوظ كثي من
اليوانات العجم من القدرة أكمل من حظ النسان فقدرة الفرس مثلً أعظم بكثي من قدرة
النسسان و كذا قدرة المار و الثور و قدرة السسد و الفيسل أضعاف مسن قدرتسه .و لاس كان
العدوان طبيعيا ف اليوان جعل لكل واحد منها عضوا يتص بدافعته ما يصل إليه من عادية
غيه و ج عل للنسان عوضا من ذلك كله الفكر و اليد فاليد مهيئة للصنائع بد مة الف كر و
ال صنائع ت صل له اللت ال ت تنوب له عن الوارح العدة ف سائر اليوانات للدفاع م ثل
الرماح الت تنوب عن القرون الناطحة و السيوف النائبة عن الخالب الارحة و التراس النائبة
عسن البشرات الاسسية إل غيس ذلك و غيه ماس ذكره جالينوس فس كتاب منافسع العضاء
فالواحد من البشر ل تقاوم قدرته قدرة واحد من اليوانات العجم سيما الفترسة فهو عاجز
عن مدافعتها وحده بالملة و ل تفي قدرته أيضا باستعمال اللت العدة لا فل بد ف ذلك
كله من التعاون عل يه بأبناء جن سه و ما ل ي كن هذا التعاون فل ي صل له قوت و ل غذاءا و
ل تتم حياته لا ركبه ال تعال عليه من الاجة إل الغذاء ف حياته و ل يصل له أيضا دفاع
عن نفسه لفقدان السلح فيكون فريسة للحيوانات و يعاجله اللك عن مدى حياته و يبطل
نوع البشر و إذا كان التعاون حصل له القوت للغذاء و السلح للمدافعة و تت حكمة ال ف
بقائه و حفظ نو عه فإذن هذا الجتماع ضروري للنوع النسان و إل ل يك مل و جود هم و
مسا أراده ال مسن اعتمار العال بمس و اسستخلفه إياهسم و هذا هسو معنس العمران الذي جعلناه
موضوعا لذا العلم و ف هذا الكلم نوع إثبات للموضوع ف فنه الذي هو موضوع له و هذا
و أن ل يكن واجبا على صاحب الفن لا تقرر ف الصناعة النطقية أنه ليس على صاحب علم
إثبات الوضوع ف ذلك العلم فل يس أيضا من النوعات عند هم فيكون إثبا ته من ال تبعات و
ال الوفق بفضله .ث أن هذا الجتماع إذا حصل للبشر كما قررناه و ت عمران العال بم فل
بد من وازع يدفع بعضهم عن ب عض ل ا ف طباعهم اليوان ية من العدوان و الظلم و لي ست
ال سلح ال ت جعلت داف عة لعدوان اليوانات الع جم عن هم كاف ية ف د فع العدوان عن هم لن ا
موجودة لميع هم فل بد من شيء آ خر يد فع عدوان بعض هم عن ب عض .و ل يكون من
غي هم لق صور ج يع اليوانات عن مدارك هم و إلامات م فيكون ذلك الوازع واحدا من هم
يكون له عليهم الغلبة و السلطان و اليد القاهرة حت ل يصل أحد إل غيه بعدوان و هذا هو
مع ن اللك و قد تبي لك بذا أن للن سان خا صة طبيع ية و ل بد ل م من ها و قد يو جد ف
بعض اليوانات العجم على ما ذكره الكماء كما ف الن حل و الراد لا استقرىء فيها من
الكم و النقياد و التباع لرئيس من أشخاصها متميز عنهم ف خلقه و جثمانه إل أن ذلك
موجود لغي النسان بقتضى الفطرة و الداية ل بقتضى الفكرة و السياسة أعطى كل شيء
خلقه ث هدى و تزيد الفلسفة على هذا البهان حيث ياولون إثبات النبوة بالدليل! العقلي و
أنا خاصة طبيعية للنسان فيقررون هذا البهان إل غاية و أنه ل بد للبشر من الكم الوازع
ث يقولون بعد ذلك و ذلك الكم يكون بشرع مفروض من عند ال يأت به واحد من البشر
و أنه ل بد أن يكون متميزا عنهم با يودع ال فيه ف خواص هدايته ليقع التسليم له و القبول
م نه ح ت ي تم ال كم في هم و علي هم من غ ي إنكار و ل تز يف و هذه القض ية للحكماء غ ي
برهانية كما تراه إذ الوجود و حياة البشر قد تتم من دون ذلك با يفرضه الاكم لنفسه أو
بالع صبية ال ت يقتدر ب ا على قهر هم و حل هم على جاد ته فأ هل الكتاب و التبعون لل نبياء
قليلون بالنسبة إل الجوس الذين ليس لم كتاب فإنم أكثر أهل العال و مع ذلك فقد كانت
لم الدول و الثار فضلً عن الياة و كذلك هي لم لذا العهد ف القاليم النحرفة ف الشمال
و النوب بلف حياة البشر فوضى دون وازع لم البتة فإنه يتنع و بذا يتبي لك غلطهم ف
وجوب النبوات و أنه ليس بعقلي و إنا مدركه الشرع كما هو مذهب السلف من المة و
ال ول التوفيق و الداية.
اعلم أنسه تسبي فس كتسب الكماء الناظريسن فس أحوال العال أن شكسل الرض كروي و أناس
مفوفة بعنصر الاء كأنا عنبة طافية عليه فانسر الاء عن بعض جوانبها لا أراد ال من تكوين
اليوانات فيها و عمرانا بالنوع البشري الذي له اللفة على سائرها و قد يتوهم من ذلك أن
الاء تت الرض و ليس بصحيح و أنا النحت الطبيعي قلب بالرض و وسط كرتا الذي هو
مركزها و الكل يطلبه با فيه من الثقل و ما عدا ذلك من جوانبها و أما الاء الحيط با فهو
فوق الرض و أن ق يل ف شيء من ها إ نه ت ت الرض فبالضا فة إل ج هة أخرى م نه .و أ ما
الذي انسر عنه الاء من الرض فهو النصف من سطح كرتا ف شكل دائرة أحاط العنصر
الاء من با من جيع جهاتا برا يسمى البحر الحيط و يسمى أيضا لبليه بتفخيم اللم الثانية
و يسمى أوقيانوس أساء أعجمية و يقال له البحر الخضر و السود ث أن هذا النكشف من
الرض للعمران فيه القفار و اللء أك ثر من عمرانه و الال من جهة النوب م نه أكثر من
جهة الشمال و إنا العمور منه أميل إل الانب الشمال على شكل مسطح كروي ينتهي من
ج هة النوب إل خط ال ستواء و من ج هة الشمال إل خط كروي و وراءه البال الفا صلة
بينسه و بيس الاء العنصسري الذي بينهمسا سسد يأجوج و مأجوج و هذه البال مائلة إل جهسة
الشرق و ينتهي من الشرق و الغرب إل عنصر الاء أيضا بقطعتي من الدائرة الحيطة و هذا
النكشف من الرض قالوا هو مقدار النصف من الكرة أو أقل و العمور منه مقدار ربعه و هو
النقسم بالقاليم السبعة و خط الستواء يقسم الرض بنصفي من الغرب إل الشرق و هو
طول الرض و أكب خط ف كرتا كما أن منطقة فلك البوج و دائرة فعدل النهار أكب خط
ف الفلك و منطقة البوج منقسمة بثلثمائة و ستي درجة و الدرجة من مسافة الرض خسة
و عشرون فرسخا و الفرسخ اثنا عشر ألف ذراع و الذراع أربعة و عشرون إصبعا و الصبع
ست حبات شعي مصفوفة ملصق بعضها إل بعض ظهرا لبطن و بي دائرة فعدل النهار الت
تقسم الفلك بنصفي و تسامت خط الستواء من الرض و بي كل واحد من القطبي تسعون
در جة ل كن العمارة ف الهة الشمال ية من خط ال ستواء أربع و ستون در جة و الباقي منها
خلء ل عمارة فيه لشدة البد و المود كما كانت الهة النوبية خلء كلها لشدة الر كما
نبي ذلك كله إن شاء ال تعال .ث إن ال خبين عن هذا العمور و حدوده و ع ما ف يه من
المصسار و الدن و البال و البحار و النار و القفار و الرمال مثسل بطليموس فس كتاب
الغرافيا و صاحب كتاب زخار من بعده ق سموا هذا العمور ب سبعة أقسام ي سمونا القال يم
السبعة بدود وهية بي الشرق و الغرب متساوية ف العرض متلفة ف الطول فالقليم الول
أطول م ا بعده و هكذا الثا ن إل آخر ها فيكون ال سابع أق صر ل ا اقتضاه و ضع الدائرة الناشئة
عن ان سار الاء عن كرة الرض و كل وا حد من هذه القال يم عند هم منق سم بعشرة أجزاء
من الغرب إل الشرق على التوال و ف كل جزء الب عن أحواله و أحوال عمرانه .و ذكروا
أن هذا البحر الحيط يرج من جهة الغرب ف القليم الرابع البحر الرومي العروف يبدأ ف
خليج فتضايق ف عرض اثن عشر ميلً أو نوها ما بي طنجة و طريف و يسمى أن الزقاق ث
يذهب مشرقا و ينفسح إل عرض ستمائة ميل و نايته ف آخر الزء الرابع من القليم الرابع
على ألف فر سخ و مائة و ستي فر سخا من مبدأه و عل يه هنالك سواحل الشام و عل يه من
جهة النوب سواحل الغرب أولا طنجة عند الليج ث أفريقية ث برقة إذ السكندرية و من
جهة الشمال سواحل القسطنطينية عند الليج ث البنادقة ث رومة ث الفرنة ث الندلس إل
طر يف ع ند أن الزقاق قبالة طن جة و ي سمى هذا الب حر الرو مي و الشا مي و ف يه جزر كثية
عامرة كبار م ثل أقري طش و قبص و صقلية و ميور قة و سردانية قالوا :و يرج م نه ف جهة
الشمال بران آخران من خليجي .أحدها مسامت للقسطنطينية يبدأ من هذا البحر متضايقا
ف عرض رمية السهم و ير ثلثة بار فيتصل بالقسطنطينية ث ينفسح ف عرض أربعة أميال و
ير ف جريه ستي ميلً و يسمى خليج القسطنطينية ث يرج من فوهة عرضها ستة أميال فيمد
ب ر ني طش و هو ب ر ينحرف من هنالك ف مذه به إل ناح ية الشرق في مر بأرض هرقلة و
ينتهي إل بلد الزرية على ألف و ثلثمائة ميل من فوهته و عليه من الانبي أمم من الروم و
الترك و برجان و الروس .و الب حر الثا ن من خلي جي هذا الب حر الرو مي و هو ب ر البناد قة
يرج من بلد الروم على ست الشمال فإذا انتهى إل ست البل انرف ف ست الغرب إل
بلد البنادقسة و ينتهسي إل بلد إنكليسة على ألف و مائة ميسل مسن مبدإه و على حافتيسه مسن
البناد قة و الروم و غي هم أمم و ي سمى خل يج البناد قة .قالوا و ينساح من هذا البحر الح يط
أيضا من الشرق و على ثلث عشرة درجة ف الشمال من خط الستواء بر عظيم متسع ير
ف النوب قليلً حت ينتهي إل القليم الول ث ير فيه مغربا إل أن ينتهي ف الزء الامس
م نه إل بلد البشة و الز نج و إل بلد باب الندب منه على أربعة آلف فرسخ من مبدئه و
يسمى البحر الصين و الندي و البشي و عليه من جهة النوب بلد الزنج و بلد بربر الت
ذكرها امرؤ القيس ف شعره و ليسوا من الببر الذين هم قبائل الغرب ث بلد سفالة و أرض
الواق واق و أمم أخر ليس بعدهم إل القفار و اللء و عليه من جهة الشمال الصي من عند
مبدئه ث الند ث السند ث سواحل اليمن من الحقاف و زبيد و غيها ث بلد الزنج عند نايته
و بعد هم الب شة .قالوا و يرج من هذا الب حر الب شي بران آخران أحده ا يرج من ناي ته
عند باب الندب فيبدأ متضايقا ث ي ر م ستبحرا إل ناحية الشمال و مغربا قليلً إل أن بنتهي
إل القلزم ف الزء الامس من القليم الثان على ألف و أربعمائة ميل من مبدئه ف و يسمى
بر القلزم و بر السويس و بينه و بي فسطاط مصر من هنالك ثلث مراحل و عليه من جهة
الشرق سواحل اليمن ث الجاز و جدة ث مدين و أيلة و فازان عند نايته و من جهة الغرب
سواحل ال صعيد ،و عيذاب و سواكن وزيلع ث بلد الب شة ع ند مبدئه و آخره ع ند القلزم
يسامت الب حر الرومي عند العر يش و بينهما نو ست مرا حل و مازال اللوك ف ال سلم و
قبله يرمون خرق ما بينه ما و ل ي تم ذلك .و الب حر الثا ن من هذا الب حر الب شي و ي سمى
الليج الخضر يرج ما بي بلد السند و الحقاف من اليمن و ير إل ناحية الشمال مغربا
قليلً إل أن ينتهسي إل البلة من سسواحل البصسرة فس الزء السسادس مسن القليسم الثانس على
أربعمائة فرسسخ و أربعيس فرسسخا مسن مبدئه و يسسمى برس فارس و عليسه مسن جهسة الشرق
سسواحل السسند و مكران و كرمان و فارس و البلة و عنسد نايتسه مسن جهسة الغرب سسواحل
البحرين و اليمامة و عمان و الشحر و الحقاف عند مبدئه و فيما بي بر فارس و القلزم و
جزيرة العرب كأنا داخلة من الب ف البحر ييط با البحر البشي من النوب و بر القلزم
مسن الغرب و برس فارس مسن الشرق و تفضسي إل العراق بيس الشام و البصسرة على ألف و
خ سمائة م يل بينه ما و هنالك الكو فة و القاد سية و بغداد و إيوان ك سرى و الية و وراء
ذلك أمم العاجم من الترك و الزر و غيهم و ف جزيرة العرب بلد الجاز ف جهة الغرب
من ها و بلد اليما مة و البحر ين و عمان ف ج هة الشرق من ها و بلد الي من ف ج هة النوب
منها و سواحله على البحر البشي .قالوا و ف هذا العمور بر آخر منقطع من سائر البحار
فس ناحيسة الشمال بأرض الديلم يسسمى برس جرجان و طبسستان طوله ألف ميسل فس عرض
ستمائة ميل ف غربه أذربيجان والديلم و ف شرقه أرض الترك و خوارزم و ف جنوبه طبستان
و ف شاله أرض الزر و اللن .هذه جلة البحار الشهورة الت ذكرها أهل الغرافيا .قالوا و
ف هذا الزء العمور أنار كثية أعظمها أربعة أنار و هي النيل و الفرات و دجلة و نر بلخ
السمى جيحون .فأما النيل فمبدأه من جبل عظيم وراء خط الستواء بست عشرة درجة على
ست الزء الرابع من القليم الول و يسمى جبل القمر و ل يعلم ف الرض جبل أعلى منه
ترج م نه عيون كثية في صب بعض ها ف الية هناك و بعض ها ف أخرى ث ترج أنار من
البحيتي فتصب كلها ف بية واحدة عند خط الستواء على عشر مراحل من البل و يرج
من هذه البحية نران يذ هب أحده ا إل ناح ية الشمال على سته و ي ر ببلد النو بة ث بلد
مصر فإذا جاوزها تشعب ف شعب مقاربة يسمى كل واحد منها خليجا و تصب كلها ف
البحر الرومي عند السكندرية و يسمى نيل مصر و عليه الصيعد من شرقه و الواحات من
غربه و يذهب الخر منعطفا إل الغرب ث ير على سته إل أن يصب ي البحر الحيط و هو
نرس السسودان و أمهسم كلهسم على ضفتيسه .و أمسا الفرات فمبدؤه مسن بلد أرمينيسة فس الزء
ال سادس من القل يم الا مس و ي ر جنوبا ف أرض الروم و ملط ية إل من بج ث ي ر ب صفي ث
بالر قة ث بالكو فة إل أن ينت هي إل البطحاء ال ت ب ي الب صرة و وا سط و من هناك ي صب ف
البحر البشي و تنجلب إليه ف طريقه أنار كثية و يرج منه أنار أخرى تصب ف دجلة .و
أ ما دجلة فمبدؤ ها ع ي ببلد جلط من أرمين ية أيضا و ت ر على ست النوب بالو صل و
أذربيجان و بغداد إل واسط فتتفرق إل خلجان كلها تصب ف بية البصرة و تفضي إل بر
فارس و هو ف الشرق على ي ي الفرات و ينجلب إل يه أنار كثية عظي مة من كل جا نب و
فيمسا بيس الفرات و دجلة مسن أوله جزيرة الوصسل قبالة الشام مسن عدوتس الفرات و قبالة
أذربيجان مسن عدوة دجلة .و أمسا نرس جيحون فمبدؤه مسن بلخ فس الزء الثامسن مسن القليسم
الثالث من عيون هناك كثية و تنجلب إليه أنار عظام و يذهب من النوب إل الشمال فيمر
ببلد خراسان ث يرج معها إل بلد خوارزم ف الزء الثامن من القليم الامس فيصب ف
بية الرجان ية ال ت بأ سفل مدينت ها و هي م سية ش هر ف مثله و إلي ها ين صب ن ر فرغا نة و
الشاش ال ت من بلد الترك و على غر ب ن ر جيحون بلد خرا سان و خوارزم و على شر قه
بلد بارى و تر مذ و سرقند و من هنالك إل ما وراءه بلد الترك و فرغا نة و الرجان ية و
أمم العاجم و قد ذكر ذلك كله بطليموس ف كتابه و الشريف ف كتاب روجار و صوروا
ف الغرافيا جيع ما ف العمور من البال و البحار و الودية و استوفوا من ذلك مل حاجة
ا نا به لطوله ولن عنايت نا ف الك ثر إن ا هي بالغرب الذي هو و طن الببر و بالوطان ال ت
للعرب من الشرق وال الوفق.
تكملة لذه القدمة الثانية ف أن الربع الشمال من الرض أكثر عمرانا من الربع النوب و
ذكر السبب ف ذلك
و نن نرى بالشاهدة و الخبار التواترة أن الول و الثان من القاليم لعمورة أقل عمرانا ما
بعدها و ما وجد من عمرانه فيتخلله اللء و لقفار و الرمال و البحر الندي الذي ف الشرق
منهما و أمم هذين القليمي و أناسيهما ليست لم الكثرة البالغة و أمصاره و مدنه كذلك و
الثالث و الرابع و ما بعدها بلف ذلك فالقفار فيها قليلة و الرمال كذلك أو معدومة و أمها
و أناسيها توز الد من الكثرة و أمصارها و مدنا تاوز الد عددا و العمران فيها مندرج ما
بي الثالث و السادس و النوب خلء كله و قد ذكر كثي من الكماء أن ذلك لفراط الر
و قلة م يل الش مس في ها عن ست الرؤوس فلنو ضح ذلك ببهانه و ي تبي م نه سبب كثرة
العمارة في ما ب ي الثالث و الرا بع من جا نب الشمال إل الا مس و ال سابع .فنقول إن ق طب
الفلك النو ب و الشمال إذا كا نا على ال فق فهنالك دائرة عظي مة تق سم الفلك بن صفي هي
أع ظم الدوائر الارة من الشرق إل الغرب و ت سمى دائرة معدل النهار و قد تبي ف موض عه
من اليئة أن الفلك العلى متحرك من الشرق إل الغرب حركة يومية يرك با سائر الفلك
ف جوفه قهرا و هذه الركة مسوسة و كذلك تبي أن للكواكب ف أفلكها حركة مالفة
لذه الر كة و هي من الغرب إل الشرق و تتلف آماد ها باختلف حر كة الكوا كب ف
ال سرعة و الب طء و مرات هذه الكوا كب ف أفلك ها توازي ها كل ها دائرة عظي مة من الفلك
العلى تقسمه بنصفي و هي دائرة فلك البوج منقسمة باثن عشر برجا و هي على ما تبي
ف موضعه مقاطعة لدائرة معدل النهار على نقطتي متقابلتي من البوج ها أول المل و أول
اليزان فتق سمهما دائرة معدل النهار بن صفي ن صف مائل عن معدل النهار إل الشمال و هو
من أول المل إل آخر السنبلة و نصف مائل عنه إل النوب و هو من أول اليزان إل آخر
الوت و إذا و قع القطبان على ال فق ف ج يع نوا حي الرض كان على سطح الرض خط
واحد يسامت دائرة معدل النهار ير من الغرب إل الشرق و يسمى خط الستواء و وقع هذا
الط بالرصد على ما زعموا ف مبدإ القليم الول من القاليم السبعة و العمران كله ف الهة
الشمالية يرتفع عن آفاق هذا العمور بالتدريج إل أن ينتهي ارتفاعه إل أربع ،و ستي درجة و
هنالك ينقطع العمران و هو آخر القليم السابع ،إذا ارتفع على الفق و بقيت تسعي درجة و
هي الت بي القطب و دائرة معدل النهار على الفق و بقيت ستة من البوج فوق الفق و هي
الشمال ية و ستة ت ت ال فق و هي النوب ية و العمارة فيما بي الرب عة و ال ستي إل الت سعي
متنعسة لن الرس و البد حينئذ ل يصسلن متزجيس لبعسد الزمان بينهمسا يصسل التكويسن فإذا
الشمس تسامت الرؤوس على خط الستواء ف رأس ال مل و اليزان ث تيل ف السامتة إل
رأس السرطان ورأس الدي و يكون ناية ميلها عن دائرة معدل النهار أربعا و عشرين درجة
ثس إذا ارتفسع القطسب الشمال عسن الفسق مالت دائرة معدل النهار عسن سست الرؤوس بقدار
ارتفاع و انفسض القطسب النوبس كذلك بقدار متسساو فس الثلثسة وهسو السسمى عنسد أهسل
الواقيست عرض البلد و إذا مالت دائرة معدل النهار عسن سست الرؤوس علت عليهسا البوج
الشمال ية مندر جة ف مقدار علو ها إل رأس ال سرطان و انف ضت البوج النوب ية من ال فق
كذلك إل رأس الدي لنرافهسا إل الانسبي فس أفسق السستواء كمسا قلناه فل يزال الفسق
الشمال يرتفع حت يصي أبعد الشمالية و هو رأس السرطان ف ست الرؤوس و ذلك حيث
يكون عرض البلد أربعا و عشريسن فس الجاز و مسا يليسه و هذا هسو اليسل الذي إذا مال رأس
السرطان عن معدل النهار ف أفق الستواء ارتفع بارتفاع القطب الشمال حت صار مسامتا
فإذا ارتفع القطب أكثر من أربع و عشرين نزلت الشمس عن السامتة و ل تزال ف انفاض
إل أن يكون ارتفاع الق طب أربعا و ستي و يكون انفاض الش مس عن ال سامتة كذلك و
انفاض القطب النوب عن الفق مثلها فينقطع التكوين لفراط البد و المد و طول زمانه
غ ي متزج بال ر .ث إن الش مس ع ند ال سامتة و ما يقارب ا تب عث الش عة قائ مة و في ما دون
ال سامتة على زوا يا منفر جة و حادة و إذا كا نت زوا يا الش عة قائ مة ع ظم الضوء و انت شر
بلفه ف النفرجة و الادة فلهذا يكون الر عند السامتة و ما يقرب منها أكثر منه فيما بعد
لن الضوء سبب الر و التسخي.
ث أن السامتة ف خط الستواء تكون مرتي ف السنة عند نقطت المل و اليزان و إذا مالت
فغي بعيد و ل يكاد الر يعتدل ف آخر ميلها عند رأس السرطان و الدي إل أن صعدت إل
ال سامتة فتب قى الش عة القائ مة الزوا يا تلح على ذلك ال فق و يطول مكث ها أو يدوم فيشت عل
الواء حرارة و يفرط ف شدتا و كذا ما دامت الشمس تسامت مرتي فيما بعد خط الستواء
إل عرض أربع و عشرين فإن الشعة ملحة على الفق ف ذلك بقريب من إلاحها ف خط
الستواء و إفراط الر يفعل ف الواء تفيفا و يبسا ينع من التكوين لنه إذا أفرط الر جفت
الياه و الرطوبات و فسسد التكوينس فس العدن و اليوان و النبات إذ التكويسن ل يكون إل
بالرطو بة ث إذا مال رأس ال سرطان عن ست الرؤوس ف عرض خ س و عشر ين ف ما بعده
نزلت الشمس عن السامتة فيصي الر إل العتدال أو ييل عنه ميلً قليلً فيكون التكوين و
يتزا يد على التدر يج إل أن يفرط البد ف شد ته لقلة الضوء و كون الش عة منفر جة الزوا يا
فينقص التكوين و يفسد بيد أن فساد التكوين من جهة شدة الر أعظم منه من جهة شدة
البد لن الر أسرع تأثيا ف التجفيف من تأثي البد ف المد فلذلك كان العمران ف القليم
الول و الثان قليلً و ف الثالث و الرابع و الامس متوسطا لعتدال الر بنقصان الضوء و ف
السادس و السابع كثيا لنقصان الر و أن كيفية البد ل تؤثر عند أولا ف فساد التكوين كما
يفعل الر إذ ل تفيف فيها إل عند الفراط با يعرض لا حينئذ من اليبس كما بعد السابع
فلهذا كان العمران ف الر بع الشمال أك ثر و أو فر و ال أعلم .و من ه نا أ خذ الكماء خلء
خط ال ستواء و ما وراءه و أورد علي هم أ نه مغمور بالشاهدة و الخبار التواترة فك يف ي تم
البهان على ذلك و الظاهر أنم ل يريدوا امتناع العمران فيه بالكلية إنا أداهم البهان إل أن
ف ساد التكو ين ف يه قري بإفراط ال ر و العمران ف يه إ ما مت نع أو م كن أقلي و هو كذلك فإن
خط ال ستواء و الذي وراءه و إن كان ف يه عمران ك ما ن قل ف هو قل يل جدا .و قد ز عم ا بن
رشد أن خط الستواء معتدل و أن ما وراءه ف النوب بثابة ما وراءه ف الشمال فيعمر منه
ما ع مر من هذا و الذي قاله غ ي مت نع من ج هة ف ساد التكو ين و إن ا امت نع في ما وراء خط
ال ستواء ف النوب من ج هة أن العن صر الائي غ مر و جه الرض هنالك إل ال د الذي كان
مقابله من الهة الشمالية قابلً للتكوين و لا امتنع العتدل لغيبة الاء تبعه ما سواه لن العمران
متدرج و يأخذ ف التدريج من جهة الوجود ل من جهة المتناع و أما القول بامتناعه ف خط
الستواء فيده النقل التواتر و ال أعلم .و لنرسم بعد هذا الكلم صورة الغرافيا كما رسها
صاحب كتاب روجار ث نأخذ ف تفصيل الكلم عليها إل أخره.
إعلم أن الكماء قسسموا هذا العمور كمسا تقدم ذكره على سسبعة أقسسام مسن الشمال إل
النوب يسسمون كسل قسسم منهسا إقليما فانقسسم العمور مسن الرض كله على هذه السسبعة
القاليم كل واحد منها أخذ من الغرب إل الشرق على طوله .فالول منها مار من الغرب إل
الشرق مع خط ال ستواء بده من ج هة النوب و ل يس وراءه هنالك إل القفار و الرمال و
بعض عمارة إن صحت فهي كل عمارة و يليه من جهة شالية القليم الثان ث الثالث كذلك
ث الرا بع و الا مس و ال سادس و ال سابع و هو آ خر العمران من ج هة الشمال و ل يس وراء
ال سابع إل اللء و القفار إل أن ينت هي إل الب حر الح يط كالال في ما وراء القل يم الول ف
جهة النوب إل أن اللء ف جهة الشمال أقل بكثي من اللء الذي ف جهة النوب .ث أن
أزم نة الل يل و النهار تتفاوت ف هذه القال يم ب سبب م يل الش مس عن دائرة معدل النهار و
ارتفاع الق طب الشمال عن آفاق ها فيتفاوت قوس الل يل و النهار لذلك و ينت هي طول الل يل و
النهار ف آ خر القل يم الول و ذلك ع ند حلول الش مس برأس الدي لل يل و برأس ال سرطان
للنهار كل واحد منهما إل ثلث عشرة ساعة و كذلك ف آخر القليم الثان ما يلي الشمال
فينت هي ،طول النهار ف يه ع ند حلول الش مس برأس ال سرطان و هو منقلب ها ال صيفي إل ثلث
عشرة ساعة و ن صف ساعي و مثله أطول الل يل ع ند منقلب ها الشتوي برأس الدي و يب قى
للقصسر مسن الليسل و النهار مسا يبقسى بعسد الثلث عشرة و نصسف مسن جلة أربسع و عشريسن
الساعات الزمانية لجموع الليل و النهار و هي دورة الفلك الكاملة و كذلك ف آخر القليم
الثالث م ا يلي الشمال أيضا ينتهيان إل أر بع عشرة ساعة و ف آ خر الرا بع إل أر بع عشرة
ساعة و نصف ساعة و ف آخر الامس إل خس عشرة ساعة و ف آخر السادس إل خس
عشرة ساعة و نصف و إل آخر السابع إل ست عشرة ساعة و هنالك ينقطع العمران فيكون
تفاوت هذه القاليم ف الطول من ليلها و نارها بنصف ساعة لكل إقليمه يتزايد من أوله ف
ناحية النوب إل آخر ف ناحية الشمال موزعة على أجزاء هذا البعد .و أما عرض البلدان ف
هذه القاليم و هو عبارة عن بعد ما بي ست رأس البلد و دائرة معدل النهار الذي هو ست
رأس خط الستواء و بثله سواء ينخفض القطب النوب عن أفق ذلك البلد و يرتفع القطب
الشمال عنه و هو ثلثة أبعاد متساوية تسمى عرض البلد كما مر ذلك قبل .و التكلمون على
هذه الغرافيا قسموا كل واحد من هذه القاليم السبعة ف طوله من الغرب إل الشرق بعشرة
أجزاء مت ساوية و يذكرون ما اشت مل عل يه كل جزء من ها من البلدان و الم صار و البال و
النار و السافات بينها ف السالك و نن الن نوجز القول ف ذلك و نذكر مشاهي البلدان
و النار و البحار ف كل جزء منها و ناذي بذلك ما وقع ف كتاب نزهة الشتاق الذي ألفه
العلوي الدري سي المودي للك صقلية من الفر نج و هو زخار بن زخار عند ما كان نازلً
عليسه بصسقلية بعسد خروج صسقلية مسن إمارة مالقسة و كان تأليفسه للكتاب فس منتصسف الائة
السادسة و ج ع له كتبا جة للمسعودي و ا بن خرداذيه و الوقلي و القدري و ا بن إسحاق
النجسم و بطليموس و غيهسم و نبدأ منهسا بالقليسم الول إل آخرهسا و ال سسبحانه و تعال
يعصمنا بنه و فضله.
القل يم الثا ن :و هو مت صل بالول من ج هة الشمال و قبالة الغرب م نه ف الب حر الح يط
جزيرتان من الزائر الالدات الت مر ذكرها و ف الزء الول و الثان منه ف الانب العلى
منهما أرض قنورية و بعدها ف جهة الشرق أعال أرض غانة ث مالت زغاوة من السودان و
ف الانب السفل منهما صحراء نستر متصلة من الغرب إل الشرق ذات مفاوز تسلك فيها
التجار ما بي بلد الغرب و بلد السودان و فيها مالت اللثمي من صنهاجة و هم شعوب
كثية ما بي كزولة و لتونة و مسراتة و لطة و وريكة و على ست هذه الفاوز شرقا أرض
فزان ثس مالت أزكار مسن قبائل الببر ذاهبسة إل أعال الزء الثالث على سستها فس الشرق و
بعدها من هذا الزء الثالث و هي جهة الشمال منه بقية أرض وذان و على ستها شرقا أرض
سنترية و تسمى الواحات الداخلة و ف الزء الرابع من أعله بقية أرض الباجويي ث يعترض
ف وسط هذا الزء بلد الصعيد حافات النيل الذاهب من مبدأه ف القليم الول إل مصبه ف
البحر فيمر ف هذا الزء بي البلي الاجزين و ها جبل الواحات من غربيه و جبل القطم
من شرقيه و عليه من أعله بلد أسنا و أرمنت و يتصل كذلك حافاته إل أسيوط و قوص ث
إل صول و يفترق الن يل هنالك على شعبي ينتهي الين منهما ف هذا الزء عند اللهون و
الي سر ع ند دلص و في ما بينه ما أعال ديار م صر و ف الشرق من ج بل الق طم صحارى
عيذاب ذاهبة ف الزء الامس إل أن تنتهي إل بر السويس و هو بر القلزم الابط من البحر
الندي ف النوب إل جهة الشمال و ف عدوته الشرقية من هذا الزء أرض الجاز من جبل
يلملم إل بلد يثرب ف و سط الجاز م كة شرف ها ال و ف ساحلها مدي نة جدة تقا بل بلد
عيذاب ف العدوة الغرب ية من هذا الب حر .و ف الزء ال سادس من غرب يه بلد ن د أعل ها ف
النوب و تبالة و جرش إل عكاظ من الشمال و تت ند من هذا الزء بقية أرض الجاز و
على ستها ف الشرق بلد نران و خ يب و تت ها أرض اليما مة و على ست نران ف الشرق
أرض سبأ و مأرب ث أرض الشحر و ينتهي إل بر فارس و هو البحر الثان الابط من البحر
الندي إل الشمال كما مر و يذهب ف هذا الزء بانراف إل الغرب في مر ما ب ي شرق يه و
جوفيه قطعة مثلثة عليها من أعله مدينة قلهات و هي ساحل الشحر ث تتها على ساحله بلد
عمال .ث بلد البحر ين و ه جر من ها ف آ خر الزء و ف الزء ال سابع ف العلى من غرب يه
قطعة من بر فارس تتصل ب القطعة الخرى ف السادس و يغمر بر الند جانبه العلى كله و
عليه هنالك بلد السند إل بلد مكران و يقابلها بلد الطوبران و هي من السند أيضا فيتصل
السند كله ف الانب الغرب من هذا الزء و تول الفاوز بينه و بي أرض الند و ير فيه نره
الت من ناحية بلد الند و يصب ف البحر الندي ف النوب و أول بلد الند على ساحل
الب حر الندي و ف ستها شرقا بلد بلهرا و تت ها اللتان بلد ال صنم الع ظم عند هم ،ث إل
أسفل من السند ،ث إل أعال بلد سجستان .و ف الزء الثامن من غربيه بقية بلد بلهرا من
الند ،و على ستها شرقا بلد القندهار .ث بلد منيبار و ف الانب العلى على ساحل البحر
الندي و تتها ف الالب السفل أرض كابل و بعدها شرقا إل البحر الحيط بلد القنوج ما
بي قشمي الداخلة و قشمي الارجة عند آخر القليم و ف الزء التاسع ث ف الانب الغرب
منه بلد الند القصى و يتصل فيه إل الانب الشرقي فيتصل من أعله إل العاشر و تبقى ف
أ سفل ذلك الا نب قط عة من بلد ال صي في ها مدي نة شيغون ث تت صل بلد ال صي ف الزء
العاشر كله إل البحر الحيط و ال و رسوله أعلم و به سبحانه التوفيق و هو و ل الفضل و
الكرم.
القليم الثالث :و هو متصل بالثان من جهة الشمال ففي الزء الول م نه و على نو الثلث
من أعله جبل درن معترض فيه من غربيه عند البحر الحيط إل الشرق عند آخر و يسكن
هذا البل من الببر أمم ل يصيهم إل خالقهم حسبما يأت ذكره و ف القطعة الت بي هذا
ال بل و القل يم الثا ن و على الب حر الح يط من ها رباط ما سة و يت صل به شرقا بلد سوس و
نول و على ستها شرقا بلد در عة ث بلد سجلماسة ث قط عة من صحراء ن ستر الفازة ال ت
ذكرنا ها ف القل يم الثا ن و هذا ال بل م طل على هذه البلد كل ها ف هذا الزء و هو قل يل
الثنايا و السالك ف هذه الناحية الغربية إل أن يسامت وادي ملوية فتكثر ثناياه و مسالكه إل
أن ينتهي و ف هذه الناحية منه أمم الصامدة ث هنتانة ث تينملك ث كدميوه ث مشكورة و ث
آخر الصامدة فيه ث قبائل صنهاكة و هم صنهاجة و ف آخر هذا الزء منه بعض قبائل زناتة
و يتصل به هنالك من جوفيه جبل أوراس و هو جبل كتامة و بعد ذلك أمم أخرى من البابرة
نذكرهم ف أماكنهم .ث إن جبل درن هذا من جهة غربيه مطل على بلد الغرب القصى و
هي ف جوفيه ففي الناحية النوبية منها بلد مراكش و أغمات و تادلً و على البحر الحيط
من ها رباط أ سفى و مدي نة سل و ف الوف عن بلد مرا كش بلد فاس و مكنا سة و تازا و
قصر كتامة و هذه هي الت تسمى الغرب القصى ف عرف أهلها و على ساحل البحر الحيط
منهسا بلدان أصسيل و العرايسش و فس سست هذه البلد شرقا بلد الغرب الوسسط و قاعدتاس
تلمسان و ف سواحلها على البحر الرومي بلد هني و وهران و الزائر لن هذا البحر الرومي
يرج من البحر الحيط من خليج طنجة ف الناحية الغربية من القليم الرابع و يذهب مشرقا
فينتهي إل بلد الشام فإذا خرج من الليج التضايق غي بعيد انفسح جنوبا و شالً فدخل ف
القل يم الثالث و الا مس فلهذا كان على ساحله من هذا القل يم الثالث الكث ي ف بلده ث
يتصل ببلد الزائر من شرقيها بلد باية ف ساحل البحر ث قسطنطينية ف الشرق منها و ف
آخسر الزء الول و على مرحلة مسن هذا البحسر فس جنوبس هذه البلد و مرتفعا إل جنوب
الغرب الوسط بلد أشي ث بلد السيلة ث الزاب و قاعدته بسكرة تت جبل أوراس التصل
بدرن كما مر و ذلك عند آخر هذا الزء من جهة الشرق و الزء الثالث من هذا القليم على
هيئة الزء الول ث جبل درن على نو الثلث من جنوبه ذاهبا فيه من غرب إل شرق فيقسمه
بقطعت ي و ي عب الب حر الرو مي م سافة من شاله فالقط عة النوب ية عن ج بل درن غربي ها كله
مفاوز و ف الشرق منها بلد عذامس و ف ستها شرقا أرض و دان الت بقيتها ف القليم الثان
ك ما مر و القط عة الوف ية عن ج بل درن ما بي نه و ب ي الب حر الرو مي ف الغرب من ها ج بل
أوراس و تب سة و الو بس و على ساحل الب حر بلد بو نة ث ف ست هذه البلد شرقا بلد
أفريق ية فعلى ساحل الب حر مدي نة تو نس ث ال سوسة ث الهد ية و ف جنوب هذه البلد ت ت
جبل درن بلد الريد توزر و قفصة و نفراوة و فيما بينها و بي ال سواحل مدينة القيوان و
جبل و سلت و سبيطلة و على ست هذه البلد كلها شرقا بلد طرابلس على البحر الرومي
و بإزائها ف النوب جبل دمر و نقرة من قبائل هوارة متصلة ببل درن و ف مقابلة غذامس
الت مر ف نرها ف آخر القطعة النوبية و آخر هذا الزء ف الشرق سويقة ابن مشكورة على
البحر و ف جنوبا مالت العرب ف أرض و دان و ف الزء الثالث من هذا القليم ير أيضا
فيه جبل درن إل أنه ينعطف عند آخر إل الشمال و يذهب على سته إل أن يدخل ف البحر
الرومي و يسمى هنالك طرف أوثان و البحر الرومي من شاليه يغمر طائفة منه إل أن يضايق
ما بي نه و ب ي ج بل درن فالذي وراء ال بل ف النوب و ف الغرب م نه بق ية أرض و دان .و
مالت العرب فيها ث زويلة ابن خطاب ث رمال و قفار إل آخر الزء ف الشرقي و فيما بي
البسل و البحسر فس الغرب منسه بلد سسرت على البحسر ثس خلء و قفار تول فيهسا العرب ثس
أجداب ية ث بر قة عند منع طف ال بل ث طلم سة على البحر هنالك ث ف شرقي النع طف من
البل مالت هيب و رواحة إل آخر الزء و ف الزء الرابع من هذا القليم و ف العلى من
غربيه صحارى برقيق و أسفل منها بلد هيب و رواحة ث يدخل البحر الرومي ف هذا الزء
فيغي طائفة منه إل النوب حت يزاحم طرفه العلى و يبقى بينه و بي آخر الزء فيها قفار
تول في ها العرب و على ستها شرقا بلد الفيوم و هي على م صب أ حد الش عبي من الن يل
الذي ير على اللهون من بلد الصعيد ف الزء الرابع من القليم الثان و يصب ف بية فيوم
و على سته شرقا أرض مصر و مدينتها الشهية على الشعب الثان الذي ير بدلص من بلد
ال صعيد ع ند آ خر الزء الثا ن و يفترق هذا الش عب افترا قه ثان ية من ت ت م صر على ش عبي
آخرين من شطنوف و زفت و ينقسم الين منهما من قرمط بشعبي آخرين و يصب جيعها
ف البحر الرومي فعلى مصب الغرب من هذا الشعب بلد السكندرية و على مصب الوسط
بلد رشيسد و على مصسب الشرقسي بلد دمياط و بيس مصسر و القاهرة و بيس هذه السسواحل
البحر ية أ سافل الديار ال صرية كل ها مشوة عمرانا و فلجا و ف الزء الاص من هذا القل يم
بلد الشام و كثرها على ما أصف و ذلك لن بر القلزم ينتهي من النوب و ف الغرب منه
عند السويس لنه ف مره مبتدىء من البحر الندي إل الشمال ينعطف آخذا إل جهة الغرب
فتكون قطعة من انعطافه ف الزء طويلة فينتهي ف الطرف الغرب منه إل السويس و على هذه
القط عة ب غد ال سويس فاران ث ج بل الطور ث أيلة مد ين ث الوراء ف آخر ها و من هنالك
ينعطف بساحله إل النوب ف أرضي الجاز كما مر ف القليم الثان ف الزء الامس منه و
ف الناحية الشمالية من هذا الزء قطعة من البحر الرومي غمرت كثيا من غربيه عليها الفرما
و العريش و قارب طرفها بلد القلزم فيضايق ما بينهما من هنالك و بقي شبه الباب مفضيا إل
أرض الشام و ف غرب هذا الباب فحص التيه أرض جرداء ل تنبت كانت مالً لبن إسرائيل
ب عد خروج هم من م صر و ق بل دخول م إل الشام أربع ي سنة ك ما ق صة القرآن ،و ف هذه
القطعة من البحر الرومي ف هذا الزء طائفة من جزيرة قبص و بقيتها ف القليم الرابع كما
نذكره و على ساحل هذه القطعة عند الطرف التضايق لبحر السويس بلد العريش و هو آخر
الديار ال صرية و ع سقلن و بينه ما طرف هذا الب حر ث تن حط هذه القط عة ف انعطاف ها من
هنالك إل القليم الرابع عند طرابلس و غزة و هنالك ينتهي البحر الرومي ف جهة الشرق و
على هذه القط عة أك ثر سواحل الشام ف في شر قه غزة ث ع سقلن و بانراف ي سي عن ها إل
الشمال بلد قيسارية ث كذلك بلد عكاء ث صور ث صيداء ث ينع طف الب حر إل الشمال ف
القليم الرابع و يقابل هذه البلد الساحلية من هذه القطعة ف هذا الزء جبل عظيها يرج من
سساحل أيلة مسن برس القلزم و يذهسب فس ناحيسة الشمال منحرفا إل الشرق إل أن ياوز هذا
الزء و يسمى جبل اللكام و كأنه حاجز بي أرض مصر و الشام ففي طرفه عند أيلة العقبة
الت يفر عليها الجاج من مصر إل مكة ث بعدها ف ناحية الشمال مدفن الليل عليه الصلة
و السلم عند جبل السراة يتصل من عند جبل اللكام الذكور من شال العقبة ذاهبا على ست
الشرق ث ينع طف قليلً و ف شر قه هنالك بلد ال جر و ديار ثود و تيماء و دو مة الندل و
هي أ سافل الجاز و فوق ها ج بل رضوى و ح صون خ يب ف ج هة النوب عن ها و في ما ب ي
جبل السراة و بر القلزم صحراء تبوك و ف شال جبل السراة مدينة القدس عند جبل اللكام
ث الردن ث طب ية و ف شرقي ها بلد الغور إل أذرعات و ف ستها دو مة الندل آ خر هذا
الزء و هي آ خر الجاز .و ع ند منع طف ج بل اللكام إل الشمال من آ خر هذا الزء مدي نة
دم شق مقابلة صيدا و بيوت من القط عة البحر ية و ج بل اللكام يعترض بين ها و بين ها و على
سنت دمشق ف الشرق مدينة بعلبك ث مدينة حص ف الهة الشمالية آخر الزء عند منقطع
جبل اللكام و ف الشرق عن بعلبك و حص بلد تدمر و مالت الباد ية إل آ خر الزء و ف
الزء السسادس مسن أعله مالت العراب تتس بلد ندس و اليمامسة مسا بيس جبسل العرج و
الصمان إل البحرين و هجر على بر فارس و ف أسافل هذا الزء تت الجالت بلد الية و
القادسية و مغايض الفرات .و فيما بعدها شرقا مدينة البصرة و ف هذا الزء ينتهي بر فارس
ع ند عبادان و اليلة من أ سافل الزء من شاله و ي صب! ف يه ع ند عبادان ن ر دجلة ب عد أن
ينقسسم بداول كثية و تتلط بسه جداول أخرى مسن الفرات ثس تتمسع كلهسا عنسد عبادان و
ت صب ف ب ر فارس و هذه القط عة من الب حر مت سعة ف أعله مضاي قة ف آ خر ف شرق يه و
ضيقة عند منتهاه مضايقة للحد الشمال منه و على عدوتا الغربية منه أسافل البحرين و هجر
و الحساء و ف غربا أخطب و الصمان و بقية أرض اليمامة و على عدوته الشرقية سواحل
فارس من أعلها و هو من عند آخر الزء من الشرق لا على طرف قد امتد من هذا البحر
مشرقا و وراءه إل النوب ف هذا الزء جبال القفص من كرمان و تت هرمز على الساحل
بلد سياف و نيم على ساحل هذا البحر و ف شرقيه إل آخر هذا الزء و تت هرمز بلد
فارس مثل سابور و دار أبرد و نسا و إصطخر و الشاهجان و شياز و هي قاعدتا كلها و
تت بلد فارس إل الشمال عند طرف البحر بلد خوزستان و منها الهواز و تستر و صدى
و سابور و السوس و رام هرمز و غيها و أزجال و هي حد ما بي فارس و خوزستان و ف
شر قي بلد خوز ستان جبال الكراد مت صلة إل نوا حي أ صبهان و ب ا م ساكنهم و مالت م
وراء ها ف أرض فارس و ت سمى الر سوم .و ف الزء ال سابع ف العلى م نه من الغرب بق ية
جبال القفسص و يليهسا مسن النوب و الشمال بلد كرمان و مكران و مسن مدناس الرودن و
الشيجان و جيفت و يزدشي و البهرج و تت أرض كرمان إل الشمال بقية بلد فارس إل
حدود أ صبهان و مدي نة أ صبهان ف طرف هذا الزء ما ب ي غر به و شاله ث ف الشرق عن
بلد كرمان و بلد فارس أرض سسجستان و كوهسستان فس النوب و أرض كوهسستان فس
الشمال عن ها و يتو سط ب ي كرمان و فارس و ب ي سجستان و كوه ستان ،و ف و سط هذا
الزء الفاوز العظمسى القليلة السسالك لصسعوبتها مسن مدن سسجستان بسست الطاق و أمسا
كوهستان فهي من بلد خراسان و من مشاهي بلد سرخس و قوهستان آ خر الزء .و ف
الزء الثا من غر به و جنو به مالت اللج من أ مم الترك مت صلة بأرض سجستان من غربا و
بأرض كا بل الند من جنوب ا و ف الشمال عن هذه الجالة جبال الغور و بلد ها و قاعدتا
غزنة فرضة الند و ف آخر الغور من الشمال بلد أستراباذ ث ف الشمال غربا إل أخر الزء
بلد هراة أوسسط خراسسان و باس أسسفراين و قاشان و بوشنسج و مرو الروذ و الطالقان و
الوزجان و تنتهي خراسان هنالك إل نر جيحون.
و على هذا النهر من بلد خراسان من غرببه مدينة بلخ و ف شرقيه مدينة ترمذ و مدينة بلخ
كانت كرسي ملكة الترك و هذا النهر نر جيحون مرجه من بلد و جار ف حدود بذخشان
ما يلي الند و يرج من جنوب هذا الزء و عند آخر من الشرق فينعطف عن قرب مغربا إل
و سط الزء و ي سمى هنالك ن ر خرناب ث ينع طف إل الشمال ح ت ي ر برا سان و يذ هب
على سنته إل أن يصب ف بية خوارزم ف القليم لامس كما نذكره و يده عند انعطافه ف
وسط الزء من النوب إل الشمال خسة أنار عظيمة من بلد التل و الوخش من شرقيه و
أنار أخرى من جبال البتم من شرقيه أيضا و جوف البل حت يتسع و يعظم با ل كفاء له و
من هذه النار الم سة المدة له ن ر و خشاب يرج من بلد الت بت و هي ب ي النوب و
الشرق مسن هذا الزء فيمسر مغربا بالرس إل الشمال إل أن يرج إل الزء التاسسع قريبا مسن
شال هذا الزء يعتر ضه ف طري قه ج بل عظ يم ي ر من و سط النوب ف هذا الزء و يذ هب
مشرقا بانراف إل الشمال إل أن يرج إل الزء التاسسع قريبا مسن شال هذا الزء فيجوز
بلد الت بت إل القط عة الشرق ية النوب ية من هذا الزء و يول ب ي الترك و ب ي بلد ال تل و
ليس فيه إل مسلك واحد ف وسط الشرق من هذا الزء جعل فيه الفصل بن يي سدا و بن
فيه بابا كسد ياجوج و ماجوج فإذا خرج نر و خشاب من بلد التبت و اعترضه هذا البل
فيمر تته ف مدى بعيد إل أن ير ف بلد الوخش و يصب ف نر جيحون عند حدود بلخ ث
ي ر هابطا إل التر مذ ف الشمال إل بلد الوزجان و ف الشرق عن بلد الغور في ما بين ها و
بي نر جيحون بلد الناسان من خراسان و ف العدوة الشرقية هنالك من النهر بلد التل و
أكثرها جبال و بلد الوخش و يدها من جهة الشمال جبال البتم ترج من طرف خراسان
غرب نر جيحون و تذهب مشرقةً إل أن يتصل طرفها بالبل العظيم الذي خلفه بلد التبت
و ير تته نر و خشاب كما قلناه فيتصل عند باب الفضل بن يي و ير نر جيحون بي هذه
البال و أنار أخرى تصب فيه منها نر بلد الوخش يصب فيه من الشرق ت ت التر مذ إل
ج هة الشمال و ن ر بلخ يرج من جبال الب تم مبدإه عند الوزجان و يصب ف يه من غرب يه و
على هذا النهر من غربيه بلد آمد من خراسان و ف شرقي النهر من هنالك أرض الصغد و
أ سر وش نة من بلد الترك و ف شرق ها أرض فرغا نة أيضا إل آ خر الزء شرقا و كل بلد
الترك توزها جبال البتم إل شالا و ف الزء التاسع من غربه أرض التبت إل وسط الزء و
ف جنوبيها بلد الند و ف شرقيها بلد الصي إل آخر الزء و ف أسفل هذا الزء شالً عن
بلد الت بت بلد الزل ية من بلد الترك إل آ خر الزء شرقا و شالً و يت صل ب ا من غربي ها
أرض فرغانة أيضا إل آ خر الزء شرقا و من شرقي ها أرض التغرغر من الترك إل الزء شرقا
و شالً .و ف الزء العاشر ف النوب منه جيعا بقية الصي و أسافله و ف الشمال بقية بلد
التغرغر ث شرقا عنهم بلد خرخي من الترك أيضا إل آخر الزء شرقا و ف الشمال من أرض
خرخي بلد كتمان من الترك و قبالتها ف البحر الحيط جزيرة الياقوت ف وسط جبل مستدير
ل منفذ منه إليها و ل مسلك و الصعود إل أعله من خارجه صعب ف الغاية و ف الزيرة
حيات قتالة و ح صى من الياقوت كثية فيحتال أ هل تلك الناح ية ب ا يلهم هم ال إل يه و أ هل
هذه البلد ف هذا الزء التاسع و العاشر فيما وراء خراسان و البال كلها مالت للترك أمم
ل ت صى و هم ظوا عن رحالة أ هل إ بل و شاء و ب قر و خ يل للنتاج و الركوب و ال كل و
طوائف هم كثية ل ي صيهم إل خالق هم و في هم م سلمون م ا يلي بلد الن هر ن ر جيحون و
يغزون الكفار منهم الدائني بالجوسية فيبيعون رقيقهم لن يليهم و يرجون إل بلد خراسان
و الند و العراق
القليم الرابع :يتصل بالثالث من جهة الشمال .و الزء الول منه ف غربيه قطعة من البحر
الح يط م ستطيلة من أوله جنوبا إل آ خر شالً و علي ها ف النوب مدي نة طن جة و من هذه
القطعة تت طنجة من البحر الحيط إل البحر الرومي ف خليج متضايق بقدار اثن عشر ميلً
ما ب ي طر يف و الزيرة الضراء شالً و ق صر الجاز و سبتة جنوبا و يذ هب مشرقا إل أن
ينتهي إل وسط الزء الامس من هذا القليم و ينفسح ف ذهابه بتدريج إل أن يغمر الربعة
الجزاء و أكثر الامس من هذا القليم الثالث و الامس كما سنذكره و يسمى هذا البحر
البحر الشامي أيضا و فيه جزائر كثية أعظمها ف جهة الغرب يابسة ث ما يرقة ث منرقة ث
سردانية ث صقلية و هي أعظمها ث بلونس ث أقريطش ث قبص كما نذكرها كلها ف أجزائها
الت وقعت فيها و يرج من هذا البحر الرومي عند آخر الزء الثالث منه و ف الزء الثالث
من القليم الا مس خليج البنادقة يذ هب إل ناحية الشمال ث ينع طف عند و سط الزء من
جو فه و ي ر مغربا إل أن ينت هي ف الزء الثا ن من الا مس و يرج م نه أيضا ف آ خر الزء
الرا بع شرقا من القل يم الا مس خل يج الق سطنطينية ي ر ف الشمال متضايقا ف عرض رم ية
السهم إل آخر القليم ث يفضي إل الزء الرابع من القليم السادس و ينعطف إل بر نيطش
ذاهبا إل الشرق ف الزء الامس كله و نصف السادس من القليم السادس كما نذكر ذلك
ف أماكنه و عندما يرج هذا البحر الرومي من البحر الحيط ف خليج طنجة و ينفسح إل
القليم الثالث .يبقى ف النوب عن الليج قطعة صغية من هذا الزء فيها مدينة طنجة على
ممع البحرين و بعدها مدينة سبتة على البحر الرومي ث قطأون ث باديس ث يغمر هذا البحر
بق ية هذا الزء شرقا و يرج إل الثالث و أك ثر العمارة ف هذا الزء ف شاله و شال الل يج
منه و هي كلها بلد الندلس الغربية منها ما بي البحر الحيط و البحر الرومي أولا طريف
عند ممع البحرين و ف الشرق من ها على ساحل الب حر الرومي الزيرة الضراء ث مال قة ث
الن قب ث الر ية و ت ت هذه من لدن الب حر الح يط غربا و على مقر بة م نه شر يش ث لبلة و
قبالتها فيه جزيرة قادس و ف الشرق عن شريش و لبلة إشبيلية ث أستجة و قرطبة و مديلة ث
غرناطة و جيان و أبدة ث و اديش و بسطة و تت هذه شنتمرية و شلب على البحر الحيط
غربا و ف الشرق عنه ما بطلموس و ماردة و يابرة ث غا فق و بزجالة ث قل عة رياح و ت ت
هذه أشبونة على البحر الحيط غربا و على نر باجة و ف الشرق عنها شنترين و موزية على
الن هر الذكور ث قنطرة ال سيف و ي سامت اشبو نة من ج هة الشرق ج بل الشارات يبدأ من
الغرب هنالك و يذ هب مشرقا مع آ خر الزء من شال يه فينت هي إل مدي نة سال في ما ب عد
النصف منه و تت هذا البل طلبية ف الشرق من فورنة ث طليطلة ث وادي الجارة ث مدينة
سال و ع ند أول هذا ال بل في ما بي نه و ب ي أشبو نة بلد قلمر ية و هذه غر ب الندلس .و أ ما
شرقي الندلس فعلى ساحل البحر الرومي منها بعد الرية قرطاجنة ث لفتة ث دانية ث بلنسية
إل طرطوشة آخر الزء ف الشرق ،و تتها شالً ليورقة و شقورة تتاخان بسطة و قلعة رياح
من غرب الندلس ث مرسية شرقا ث شاطبة تت بلنسية شالً ث شقر ث طرطوشة ث طركونة
آخسر الزء ثس تتس هذه شالً أرض منجالة وريدة متاخان لشقورة و طليطلة مسن الغرب ثس
أفراغة شرقا تت طرطوشة و شالً عنها ث ف الشرق عن مدينة سال تقلة أيوب ث سرقسطة
ث لردة آخر الزء شرقا و شالً .و الزء الثان من هذا القليم غمر الاء جيعه إل قطعة من
غرب يه ف الشمال في ها بق ية ج بل البنات و معناه ج بل الثنا يا و ال سالك يرج إل يه من آ خر
الزء الول من القل يم الا مس يبدأ من الطرف النت هي ،من الب حر الح يط ع ند آ خر ذلك
الزء جنوبا و شرقا و ي ر ف النوب بال ر إل الشرق فيخرج ف هذا القل يم الرا بع منحرفا
عن الزء الول م نه إل هذا الزء الثا ن في قع ف يه قط عة م نه تف ضي ثنايا ها إل الب الت صل و
تسمى أرض غشكونية و فيه مدي نة خريدة و قرقشو نة و على ساحل البحر الرومي من هذه
القطعة مدينة برشلونة ث أربونة و ف هذا البحر الذي غمر الزء جزائر كثية و الكثي منها
غي مسكون لصغرها ففي غربيه جزيرة سردانية و ف شرقيه جزيرة صقلية متسعة القطار يقال
إن دور ها سبعمائة م يل و ب ا مدن كثية من مشاهي ها سرقوسة و بلرم و طراب غة و مازر و
مسسين و هذه الزيرة تقابسل أرض أفريقيسة و فيمسا بينهمسا جزيرة أعدوش و مالطسة .و الزء
الثالث من هذا القليم مغمور أيضا بالبحر إل ثلث قطع من ناحية الشمال الغربية منها أرض
قلورية و الوسطى من أرض أبكيدة و الشرقية من بلد البنادقة .و الزء الرابع من هذا القليم
مغمور أيضا بالبحر كما مر و جزائره كثية و أكثرها غي مسكون كما ف الثالث و الغمور
منها جزيرة بلونس ف الناحية الغريبة الشمالية و جزيرة أقريطش مستطيلة من وسط الزء إل
ما بي النوب و الشرق منة .و الزء الامس من هذا القليم غمر البحر منه مثلثة كبية بي
النوب و الغرب ينتهي الضلع الغرب منها إل ،آخر الزء ف الشمال و ينتهي الضلع النوب
منها إل نو الثلثي من الزء و يبقى ف الالب الشرقي من الزء قطعة نو الثلث ير الشمال
منها إل الغرب منعطفا مع البحر كما قلناه و ف النصف النوب منها أسافل الشام و ير ف
و سطها ج بل اللكام إل أن ينت هي إل آ خر الشام ف الشمال فينع طف من هنالك ذاهبا إل
الق طر الشر قي الشمال و ي سمى ب عد انعطا فه ج بل ال سلسلة و من هنالك يرج إل القل يم
الامسس و يوز مسن عنسد منعطفسه قطعسة مسن بلد الزيرة إل جهسة الشرق و يقوم مسن عنسد
منعطفه من جهة الغرب جبال متصلة بعضها ببعض إل أن ينتهي إل طرف خارج من البحر
الرو مي متأ خر إل آ خر الزء من الشمال و ب ي هذه البال ثنا يا تسمى الدروب و هي الت
تف ضي إل بلد الر من و ف هذا الزء قط عة من ها ب ي هذه البال و ب ي ج بل ال سلسلة فأ ما
الهة النوبية الت قدمنا أن فيها أسافل الشام و أن جبل اللكام معترض فيها بي البحر الرومي
و آخسر الزء مسن النوب إل الشمال فعلى سساحلي البحسر بلد أنطرطوس فس أول الزء مسن
النوب متاخ ة لغزة و طرابلس على ساحله من القل يم الثالث و ف شال أنطرطوس جبلة ث
اللذق ية ث إ سكندرونة ث سلوقية و بعد ها شالً بلد الروم و أ ما ج بل اللكام العترض ب ي
الب حر و آ خر الزء بافا ته في صاقبه من بلد الشام من أعلى الزء جنوبا من غرب يه ح صن
الوان و هو للحشيشة الساعيلية و يعرفون لذا العهد بالفداوية و يسمى مصيات و هو قبالة
أنطرطوس و قبالة هذا الصن ف شرق البل بلد سلمية ف الشمال عن حص و ف الشمال و
ف مصيات بي البل و البحر بلد انطاكية و يقابلها ف شرق البل العرة و ف شرقها الراغة و
ف شال انطاكية الصيصة ث أذنة ث طرسوس آخر الشام و ياذيها من غرب البل قنسرين ث
ع ي زر بة و قبالة قن سرين ف شرق ال بل حلب و يقا بل ع ي زر بة من بج آ خر الشام .و أ ما
الدروب ف عن يين ها ما بين ها و ب ي الب حر الرو مي بلد الروم ال ت هي لذا الع هد للتركمان و
سلطانا ابن عثمان و ف ساحل البحر منها بلد أنطاكية و العليا .و أما بلد الرمن الت بي
ج بل الدروب و ج بل ال سلسلة ففي ها بلد مر عش و ملط ية و العرة إل آ خر الزء الشمال و
يرج من الزء الامس ف بلد الرمن نر جيحان و نر سيحان ف شرقيه فيمر با جيحان
جنوبا ح ت يتجاوز الدروب ث ي ر بطر سوس ث بال صيصة ث ينع طف هابطا إل الشمال و
مغربا ح ت ي صب ف الب حر الرو مي جنوب سلوقية و ي ر ن ر سيحان مؤازيا لن هر جيحان
فيحاذى العرة و مرعش و يتجاوز جبال الدروب إل أرض الشام ث ير بعي زربة و يوز عن
نر جيحان ث ينعطف إل الشمال مغربا فيختلط بنهر جيحان عند الصيصة و من غربا و أما
بلد الزيرة الت ييط با منعطف جبل اللكام إل جبل السلسلة ففي جنوبا الرافضة و الرقة
ث حران ث سروج و الرها ث نصيبي ث سيساط و آمد تت جبل السلسلة و آخر الزء من
شاله و هو أيضا آ خر الزء من شرق يه و ي ر ف و سط هذه القط عة ن ر الفرات و ن ر دجلة
يرجان من القليم الامس و يران ف بلد الرمن جنوبا إل أن يتجاوزا جبل السلسلة فيمر
نر الفرات من غرب سيساط و سروج و ينحرف إل الشرق في مر بقرب الرافضة و الرقة و
يرج إل الزء السسادس و يرس دجلة شرق آمسد و ينعطسف قريبا إل الشرق فيخرج قريبا إل
الزء ال سادس و ف الزء ال سادس من هذا القل يم من غرب يه بلد الزيرة و ف الشرق من ها
بلد العراق متصلة با تنتهي ف الشرق إل قرب آخر الزء و يعترض من آخر العراق هنالك
ج بل أصبهان هابطا من جنوب الزء منحرفا إل الغرب فإذا انتهي إل و سط الزء من آ خر
ف الشمال يذهب مغربا إل أن يرج من الزء السادس و يتصل على سنته ببل السلسلة ف
الزء الا مس فينق طع هذا الزة ال سادس بقطعت ي غرب ية و شرق ية ف في الغرب ية من جنوبي ها
مرج الفرات من الامس و ف شاليها مرج دجلة منه أما الفرات فأول ما يرج إل السادس
يرس بقرقيسسيا و يرج مسن هنالك جدول إل الشمال ينسساب فس أرض الزيرة و يغوص فس
نواحي ها و ي ر من قرقي سيا غ ي بع يد ث ينع طف إل النوب في مر بقرب الابور إل غرب
الرحبة و يرج منه جداول من هنالك ير جنوبا و لبقى صفي ف غربيه ث ينعطف شرقا و
ينقسم بشعوب فيمر بعضها بالكوفة و بعضها بقصر ابن هبية و بالامعي و ترج جيعا ف
جنوب الزء إل القليم الثالث فيغوص هنالك ف شرق الية و القادسية و يرج الفرات من
الرحبة مشرقا على سته إل هيت من شالا ير إل الزاب و النبار من جنوبما ث يصب ف
دجلة ع ند بغداد .و أ ما ن ر دجلة فإذا د خل من الزء الا مس إل هذا الزء ي ر بزيرة ا بن
ع مر على شال ا ث بالو صل كذلك و تكر يت و ينت هي إل الدي ثة فينع طف جنوبا و تب قى
الديثة ف شرقه و الزاب الكبي و الصغي كذلك و ير على سته جنوبا و ف غرب القادسية
إل أن ينت هي إل بغداد و يتلط بالفرات ث ي ر جنوبا على غرب جرجرا يا إل أن يرج من
الزء إل القليم الثالث فتنتشر هنالك شعوبه و جداوله ث يتمع و يصب هنالك ف بر فارس
عند عبادان و فيما بي نر دجلة و الفرات قبل ممعهما كما يبغداد هي بلد الزيرة و يتلط
بنهر دجلة بعد مفارقته ببغداد نر آخر يأت من الهة الشرقية الشمالية منه و ينتهي إل بلد
النهروان قبالة بغداد شرقا ث ينع طف جنوبا و يتلط بدجلة ق بل خرو جه إل القل يم الثالث و
يبقى ما بي هذا النهر و بي جبل العراق و العاجم بلد جلولء و ف شرقها عند البل بلد
حلوان و صيمرة .و أما القطعة الغربية من الزء فيعترض ،جبل يبدأ من جبل العاجيم مشرقا
إل آخر الزء و يسمى جبل شهرزور و يقسمها بقطعتي ف النوب من هذه القطعة الصغرى
بلد خونان من الغرب و الشمال عن أصبهان و تسمى هذه القطعة بلد اللوس و ف وسطها
بلد ناوند و ف شالا بلد شهرزور غربا عند ملتقى البلي و الدينور شرقا عند آخر الزء و
ف القط عة ال صغرى الثان ية من بلد أرمين ية قاعدت ا الرا غة و الذي يقابل ها من ج بل العراق
يسمى باريا و هو مساكن للكراد و الزاب الكبي و الصغي الذي على دجلة من ورائه و ف
آخر هذه القطعة من جهة الشرق بلد أذربيجان و منها تبيز و البيدقان و ف الزاوية الشرقية
الشمالية من هذا الزء قطعة من بر نيطش و هو بر الزر و ف الزء السابع من هذا القليم
من غربه و جنوبه معظم بلد اللوس و فيها هذان و قزوين و بقيتها ف القليم الثالث و فيها
هنالك أصبهان و ييط با من النوب جبل يرج من غربا و ير بالقليم الثالث ث ينعطف
من الزء السادس إل القليم الرابع و يتصل ببل العراق ف شرقيه الذي مر ذكره هنالك و إنه
ميط ببلد اللوس ف القطعة الشرقية و يهبط هذا البل الحيط بأصبهان من القليم الثالث إل
جهة الشمال و يرج إل هذا الزء السابع ميط ببلد اللوس من شرقها و تته هنالك قاشان
ث قم و ينع طف ف قرب الن صف من طري قه مغربا بعض الش يء ث ير جع مستديرا فيذ هب
مشرقا و منحرفا إل الشمال حت يرج إل القليم الامس و يشتمل على منعطفه و استدارته
على بلد الري ف شرقيه و يبدأ من منعطفه جبل آخر ير غربا إل آخر هذا الزء و من جنوبه
من هنالك قزو ين و من جان به الشمال و جا نب ج بل الري الت صل م عه ذاهبا إل الشرق و
الشمال إل وسط الزء ث إل القليم الاص بلد طبستان فيما بي هذه البال و بي قطعة
من بر طبستان و يدخل من القليم الامس ف هذا الزء ف نو النصف من غربه إل شرقه
و يعترض عند جبل الري و عند انعطافه إل الغرب جبل متصل ير على سته مشرقا و بانران
قليل إل النوب حت يدخل ف الزء الثامن من غربه و يبقى بي جبل الري و هذا البل من
عند مبدأها بلد جرجان فيما بي البلي و منها بسطام و وراء هذا البل قطعة من هذا الزء
فيها بقية الفازة الت بي فارس و خراسان و هي ف شرقيه قاشان و ف آخرها عند هذا البل
بلد أ ستراباذ و حافات هذا ال بل من شرق يه إل آ خر الزء بلد ني سابور من خرا سان ف في
جنوب ال بل و شرق الفازة بلد ني سابور ث مرو الشاهجان آ خر الزء و ف شاله و شر قي
جرجان بلد مهرجان و خازرون و طوس آخسر الزء شرقا و كسل هذا تتس البسل و فس
الشمال عن ها بلد ن سا و ي يط ب ا ع ند زاو ية الزئ ي الشمال و الشرق مفاوز معطلة .و ف
الزء الثامن من هذا القليم و ف غربيه نر جيحون ذاهبا من النوب إل الشمال ففي عدوته
الغربية رمم و آمل من بلد خراسان و الظاهرية و الرجانية من بلد خوارزم و ييط بالزاوية
الغربية النوبية منه جبل أستراباذ العترض ف الزء السابع قبله و يرج ف هذا الزء من غربيه
و ي يط بذه الزاو ية و في ها بق ية بلد هراة و الوزخان ح ت يت صل ب بل الب تم ك ما ذكرناه
هنالك و ف شرقي نر جيحون من هذا الزء و ف النوب منه بلد بارى ث بلد الصغد و
قاعدتا سرقند ث سردارا و أشنة و منها خجندة آخر الزء شرقا و ف الشمال عن سرقند و
سردار و أشنة أرض إيلق ث ف الشمال عن إيلق أرض الشاش إل آخر الزء شرقا و يأخذ
قطعة من الزء التاسع ف جنوب تلك القطعة بقية أرض فرغانة و يرج من تلك القطعة الت
ف الزء التا سع ن ر الشاش ي ر معترضا ف الزء الثا من إل أن ين صب ف ن ر جيحون ع ند
مرجه من هذا الزء الثامن ف شاله إل القليم الامس و يتلط معه ف أرض إيلق نر يأت
من الزء التا سع من القل يم الثالث من توم بلد الت بت و يتلط م عه ق بل مر جه من الزء
التاسع نر فرغانة و على ست نر الشاش جبل جباغون يبدأ من القليم الامس و ينعطف
شرقا و منحرفا إل النوب حتس يرج إل الزء التاسسع ميطا بأرض الشاش ثس ينعطسف فس
الزء التا سع فيح يط بالشاش و فرغا نة هناك إل جنو به فيد خل ف القل يم الثالث و ب ي ن ر
الشاش و طرف هذا البسل فس وسسط هذا الزء بلد فاراب و بينسه و بيس أرض بارى و
خوارزم مفاوز معطلة و فس زاويسة هذا الزء مسن الشمال و الشرق أرض خجندة و فيهسا بلد
إ سبيجاب و طراز .و ف الزء التا سع من هذا القل يم ف غرب يه ب عد أرض فرغا نة و الشاش
أرض الزلية ف النوب و أرض الليجة ف الشمال و ف شرقي الزء كله أرض الكيماكية
و يتصل ف الزء العاشر كله إل جبل قوقيا آخر الزء شرقا و على قطعة من البحر الحيط
هنالك و هو جبل يأجوج و مأجوج و هذه المم كلها من شعوب الترك .انتهي.
القليسم الامسس :الزء الول منسه أكثره مغمور بالاء إل قليلً مسن جنوبسه شرقسه لن البحسر
الح يط بذه ال هة الغرب ية د خل ف القل يم الا مس و ال سادس و ال سابع عن الدائرة الحي طة
بالقليم فأما النكشف من جنوبه فقطعة على شكل مثلث متصلة من هنالك بالندلس و عليها
بقيتها و ييط با البحر من جهتي كأنما ضلعان ميطان بزاوية الثلث ففيها من بقية غرب
الندلس سعيور على الب حر عند أول الزء من النوب و الغرب و سلمنكة شرقا عن ها و ف
جوفها سورة و ف الشرق عن سلمنكة أيلة آخر النوب و أرض قستالية شرقا عنها و فيها
مدينة شقونية و ف شالا أرض ليون و برغشت ث وراءها ف الشمال أرض جليقية إل زاوية
القطعة و فيها على البحر الحيط ف آخر الضلع الغرب بلد شنتياقو و معناه يعقوب و فيها من
شرق بلد الندلس مدينة شطلية عند آخر الزء ف النوب و شرقا عن قستالية و ف شالا و
شرقها و شقة و بنبلونة على ستها شرقا و شالً و ف غرب بنبلونة قشتالة ث ناجزة فيما بينها
و بي برغشت و يعترض وسط هذه القطعة جبل عظيم ماذ للبحر و للضلع الشمال الشرقي
منه و على قرب و يتصل به و بطرف البحر عند بنبلونة ف جهة الشرق الذي ذكرنا من قبل
أن يت صل ف النوب بالب حر الرو مي ف القل يم الرا بع و ي صي حجرا على بلد الندلس من
ج هة الشرق و ثناياه ل ا أبواب تف ضي إل بلد غشكون ية من أ مم الفر نج فمن ها من القل يم
الرابع برشلونة و أربونة على ساحل البحر الرومي و خريدة و قرقشونة وراءها ف الشمال و
من ها من القل يم الا مس طلو شة شالً عن خريدة .و أ ما النك شف ف هذا الزء من ج هة
الشرق فقط عة على ش كل مثلث م ستطيل زاوي ته الادة وراء البنات شرقا و في ها على الب حر
الح يط على رأي القط عة ال ت يت صل ب ا ج بل البنات بلد نيو نة و ف آ خر هذه القط عة ف
الناحية الشرقية الشمالية من الزء أرض بنطو من الفرنج إل آخر الزء .و ف الزء الثان من
الناح ية الغرب ية م نه أرض غشكون ية و ف شال ا أرض بن طو و برغ شت و قد ذكرناه ا و ف
شرق بلد غشكون ية ف شال ا قط عة أرض من الب حر الرو مي دخلت ف هذا الزء كالضرس
مائلة إل الشرق قليلً و صارت بلد غشكونية ف غربا داخلة ف جون من البحر و على رأس
هذه القطعة شالً بلد جنوة و على ستها ف الشمال جبل نيت جون و ف شاله و على سعه
أرض برغو نة و ف الشرق عن طرف جنوة الارج من الب حر الرو مي طرف آ خر خارج م نه
يب قى بينه ما جون دا خل من الب ف الب حر ف غزب يه ن يش و ف شرق يه مدي نة رو مة العظ مى
كر سي ملك الفرن ة و م سكن البا با بطركهم الع ظم و فيها من البان الضخمة و اليا كل
الائلة و الكنائس العادية ما هو معروف الخبار و من عجائبها النهر الاري ف وسطها من
الشرق إل الغرب مفروش قاعه ببلط النحاس و فيها كنيسة بطرس و بولس من الواريي و
هاس مدفونان باس و فس الشمال عسن بلد رومسة بلد أقرنصسيصة إل آخسر الزء ،و على هذا
الطرف من البحر الذي ف جنوبه رومة بلد نابل ف الانب الشرقي منه متصلة ببلد قلورية
من بلد الفرنج و ف شالا طرف من خليج البنادقة دخل ف هذا الزء من الزء الثالث مغربا
و ماذيا للشمال من هذا الزء و انتهى إل نو الثلث منه و عليه كثي من بلد البنادقة دخل
ف هذا الزء من جنو به في ما بي نه و ب ي الب حر الح يط و من شاله بلد إنكل ية ف القل يم
السادس .و ف الزء الثالث من هذا القليم ف غربيه بلد قلورية بي خليج البنادقة و البحر
الرومي ييط ب ا من شرق يه ي صل من بر ها ف القليم الرا بع ف الب حر الرومي ف جون ب ي
طرفي خرجا من البحر على ست الشمال إل هذا الزء ف شرقي بلد قلورية بلد أنكيدة
ف جون بي خليج البنادقة و البحر الرومي و يدخل طرف من هذا الزء ف الون ف القليم
الرابع و ف البحر الرومي و ييط به من شرقيه خليج البنادقة من البحر الرومي ذاهبا إل ست
الشمال ث ينع طف إل الغرب ماذيا لخر الزء الشمال و يرج على سته من القليم الرابع
ج بل عظ يم يواز يه و يذ هب م عه إل الشمال ث يغرب م عه ف القل يم ال سادس إل أن ينت هي
قبالة خليج ف شاليه ف بلد إنكلية من أمم اللمانيي كما نذكر و على هذا الليج و بينه و
بي هذا البل ماداما ذاهبي إل الشمال بلد البنادقة فإذا ذهبا إل الغرب فبينهما بلد حروايا
ث بلد اللانيي عند طرف الليج .و ف الزء الرابع من هذا القليم قطعة من البحر الرومي
خرجت إليه من القليم الرابع مضرسةً كلها بقطع من البحر و يرج منها إل الشمال و بي
كل ضرسي منها طرف من البحر ف الون بينهما و ف آخر الزء شرقا قطع من البحر و
يرج منها إل الشمال خليج القسطنطينية يرج من هذا الطرف النوب و يذهب على ست
الشمال إل أن يدخل ف القليم السادس و ينعطف من هنالك عن قرب مشرقا إل بر نيطش
ف الزء الا مس و ب عض الرا بع قبلة و ال سادس بعدة من القل يم ال سادس ك ما نذ كر و بلد
القسطنطينية ف شرقي هذا الليج عند آخر الزء من الشمال و هي الدينة العظيمة الت كانت
كرسي القياصرة و با من آثار البناء و الضخامة ما كثرت عنه الحاديث و القطعة الت ،ما
بيس البحسر الرومسي و خليسج القسسطنطينية مسن هذا الزء و فيهسا بلد مقدونيسة التس كانست
لليونانيي و منها ابتداء ملكهم و ف شرقي هذا الليج إل آخر الزء قطعة من أرض باطوس
و أظنها لذا العهد مالت للتركمان و با ملك ابن عثمان و قاعدته با بورصة و كانت من
قبل هم للروم و غلب هم علي ها ل ا ال مم إل أن صارت للتركمان .و ف الزء الاص من هذا
القليم من غربيه و جنوبيه أرض باطوس و ف الشمال عنها إل آخر الزء بلد عمورية و ف
شرقي عمورية نر قباقب الذي يد الغرات و يرج من جبل هنالك و يذهب ف النوب حت
يالط الفرات قبل وصوله من هذا الزء إل مره ف القليم الرابع و هنالك ف غربيه آخر الزء
ف مبدأ سيحال ث نر جيحان غربيه الذاهبي على سته و قد مر ذكرها و ف شرقه هنالك
مبدأ ن ر دجلة الذا هب على سته و ف موازا ته ح ت يال طه ع ند بغداد و ف الزاو ية ال ت ب ي
النوب و الشرق من هذا الزء وراء البل الذي يبدأ منه نر دجلة بلد ميافارقي و نر قباقب
الذي ذكرناه يقسم هذا الزء بقطعتي إحداها غربية جنوبية و فيها أرض باطوس كما قلناه و
أسافلها إل آخر الزء شالً و وراء البل الذي يبدأ منه نر قباقب أرض عمورية كما قلناه و
القطعة الثانية شرقية شالية على الثلث ف النوب منها مبدأ دجلة و الفرات و ف الشمال بلد
البيلقان مت صلة بأر ضي عمور ية من وراء ج بل قبا قب و هي عري بة و ف آخر ها ع ند مبدإ
الفرات بلد خرشنسة و فس الزاويسة الشرقيسة الشماليسة قطعسة من برس نيطسش الذي يده خل يج
القسطنطينية.
و ف الزء السادس من هذا القليم ف جنوبه و غربه بلد ارمينية متصلة إل أن يتجاوز وسط
الزء إل جانب الشرق و فيها بلدان أردن ف النوب و الغرب و ف شالا تفليس و دبيل و
ف شرق أردن مدينة خلط ث بردعة ف جنوبا بانراف إل الشرق مدينة أرمينية و من هنالك
مرج بلد أرمينية إل القليم الرابع و فيها هنالك بلد الراغة ف شرقي جبل الكراد السمى
بأر مى و قد مر ذكره ف الزء السادس منه و يتاخم بلد أرمينية ف هذا الزء و ف القليم
الرابع قبله من جهة الشرق فيها بلد أذربيجان و آخرها ف هذا الزء شرقا بلد اردبيل على
قطعة من بر طبستان دخلت ف الناحية الشرقية من الزء السابع و يسمى بر طبسان و
عل يه من شاله ف هذا الزء قط عة من بلد الزر و هم التركمان و يبدأ من ع ند آ خر هذه
القطعة البحرية ف الشمال جبال يتصل بعضها ببعض على ست الغرب إل الزء الاص فتمر
فيه منعطفة و ميطة ببلد ميافارقي و يرج إل القليم الرابع عند آمد و يتصل ببل السلسلة
ف أ سافل الشام و من هنالك يت صل ب بل اللكام كما مر و ب ي هذه البال الشمالية ف هذا
الزء ثنايا كالبواب تفضي من الانبي ففي جنوبيها بلد البواب متصلة ف الشرق إل بر
طبستان و عليه من هذه البلد مدينة باب البواب و تتصل بلد البواب ف الغرب من ناحية
جنوبيها ببلد أرمين ية و بينه ما ف الشرق و ب ي بلد أذربيجان النوب ية بلد الزاب مت صلة إل
ب ر طب ستان و ف شال هذه البال قط عة من هذا الزء ف غرب ا مل كة ال سرير ف الزاو ية
الغربيسة الشماليسة منهسا و فس زاويسة الزء كله قطعسة أيضا مسن برس نيطسش الذي يده خليسج
الق سطنطينية و قد مر ذكره و ي ف بذه القط عة من ني طش بلد ال سرير وعلي ها من ها بلد
أطرابزيدة و تت صل بلد ال سرير ب ي ج بل البواب و ال هة الشمال ية من الزء إل أن ينت هي
شرقا إل ج بل حا جز بين ها و ب ي أرض الزر و ع ند آخر ها مدي نة صول و وراء هذا ال بل
الاجسز قطعسة مسن أرض الزر تنتهسي إل الزاويسة الشرقيسة الشماليسة مسن هذا الزء مسن برس
طبستان و آخر الزء شالً .و الزء السابع من هذا القليم غربيه كله مغمور ببحر طبستان
و خرج من جنوبه ف القليم الرابع القطعة الت ذكرنا هنالك أن عليها بلد طبستان و جبال
الديلم إل قزوين و ف غرب تلك القطعة متصلة با القطعة الت ف الزء السادس من القليم
الرابع و يتصل با من شالا القطعة الت ف الزء السادس من شرقه أيضا و ينكشف من هذا
الزء قطعة عند زاويته الشمالية الغربية يصب فيها نر أثل ف هذا البحر و يبقى من هذا الزء
ف ناحية الشرق قطعة منكشفة من البحر هي مالت للغز من أمم الترك ييط با جبل من
جهسة النوب داخسل فس الزء الثامسن و يذهسب فس الغرب إل مسا دون وسسطه فينعطسف إل
الشمال إل أن يل قي ب ر طب ستان فيح تف به ذاهبا م عه إل بقي ته ف القل يم ال سادس ث
ينعطف مع طرفه و يفارقه و يسمى هنالك جبل سياه و يذهب مغربا إل الزء السادس من
القليم السادس ث يرجع جنوبا إل الزء السادس من القليم الامس و هذا الطرف منه و هو
الذي اعترض ف هذا الزء ب ي أرض ال سرير و أرض الزر و ات صلت بأرض الزر ف الزء
السادس و السابع حافات هذا ال بل ال سمى جبل سياه كما سيأت .و الزء الثا من من هذا
القليم الامس كله مالت للغز من أمم الترك و ف الهة النوبية الغربية .منه بية خوارزم
التس يصسب فيهسا نرس جيحون دورهسا ثلثائة ميسل و يصسب فيهسا أنار كثية مسن أرض هذه
الجالت و ف الهة الشمالية الشرقية منه بية عرعون دورها أربعمائة ميل و ماؤها حلو و
ف الناح ية الشمال ية من هذا الزء ج بل مرغار و معناه ج بل الثلج ل نه ل يذوب ف يه و هو
متصل بآخر الزء و ف النوب عن بية عرعون جبل من الجر الصلد ل ينبت شيئا يسمى
عرعون و بسه سسيت البحية و ينجلب منسه و مسن جبسل مرغار شال البحية أنار ل تنحصسر
عدتا فتصب فيها من الانبي .و ف الزء التاسع من هذا القليم بلد أركس من أمم الترك
ف غرب بلد الغز و شرق بلد الكيماكية و يف به من جهة الشرق آخر الزء جبل قوقيا
الحيسط بيأجوج و مأجوج يعترض هنالك مسن النوب إل الشمال حتس ينعطسف أول دخوله
من الزء العاشر و قد كان دخل إليه من آخر الزء العاشر من القليم الرابع قبله و احتف
هنالك بالبحر الحيط إل آخر الزء ف الشمال ث انعطف مغربا ف الزء العاشر من القليم
الرا بع إل ما دون ن صفه و أحاط من أوله إل ه نا ببلد الكيماك ية ث خرج إل الزء العا شر
من القليم الامس فذهب فيه مغربا إل آخره و بقيت ف جنوبه من هذا الزء قطعة مستطيلة
إل الغرب ق بل آ خر بلد الكيماك ية ث خرج إل الزء التا سع ف شرق يه و ف العلى م نه و
انعطف قريبا إل الشمال و ذهب على سته إل الزء التاسع من القليم السادس و فيه السد
هنالك كما نذكره و بقيت منه القطعة الت أحاط با جبل قوقيا عند الزاوية الشرقية الشمالية
من هذا الزء م ستطيلة إل النوب و هي من بلد يأجوج و مأجوج و ف الزء العا شر من
هذا القليم أرض يأجوج و مأجوج فتصله ف كله إل قطعةً من البحر غمرت طرفا ف شرقيه
من جنوبه إل شاله إل القطعة الت يفصلها إل جهة النوب و الغرب جبل قوقيا حي مر فيه
و ما سوى ذلك فأرض يأجوج و مأخوج و ال سبحانه و تعال أعلم.
القل يم ال سادس .فالزء الول م نه غ مر الب حر أك ثر من ن صفه و ا ستدار شرقا مع الناح ية
الشمالية ث ذهب مع الناحية الشرقية إل النوب و انتهى قريبا من الناحية النوبية فانكشف
قطعة من هذه الرض ف هذا الزء داخلة بي الطرفي و ف الزاوية النوبية الشرقية من البحر
الحيط كالون فيه و ينفسح طولً و عرضا و هي كلها أرض بريطانية و ف بابا بي الطرفي
و ف الزاوية النوبية الشرقية من هذا الزء بلد صاقس متصلة ببلد بنطو الت مر ذكرها ف
الزء الول و الثان من القليم الامس .و الزء الثان من هذا القليم دخل البحر الحيط من
غر به و شاله ف من غر به قط عة م ستطيلة أ كب من ن صفه الشمال من شرق أرض بريطان ية ف
الزء الول و ات صلت ب ا القط عة الخرى ف الشمال من غر به إل شر قه و انف سحت ف
الن صف الغر ب م نه ب عض الش يء و ف يه هنالك قط عة من جزيرة أنكلترا و هي جزيرة عظي مة
مشتملة على مدن و ب ا ملك ض خم و بقيت ها ف القل يم ال سابع و ف جنوب هذه القط عة و
جزيرت ا ف الن صف الغر ب من هذا الزء بلد أرمند ية و بلد أفلدش مت صلي ب ا ث بلد
إفرنسية جنوبا و غربا من هذا الزء و بلد برغونية شرقا عنها و كلها لمم الفرنة و بلد
اللماني ي ف الن صف الشر قي من الزء فجنو به بلد أنكل ية ث بلد برغون ية شالً ث أرض
لويكة و شطونية و على قطعة البحر الحيط ف الزاوية الشمالية الشرقية أرض أفريرة و كلها
لمم اللمانيي .و ف الزء الثالث من هذا القليم ف الناحية الغربية بلد مراتية ف النوب و
بلد شطونية ف الشمال و ف الناحية الشرقية بلد أنكوية ف النوب و بلد بلونية ف الشمال
يعترض بينهما جبل بلواط داخلً من الزء الرابع و ير مغربا بانراف إل الشمال إل أن يقف
ف بلد شطونية آخر النصف الغرب .و ف الزء الرابع ف ناحية النوب أرض جثولية و تتها
فس الشمال بلد الروسسية و يفصسل بينهمسا جبسل بلواط مسن أول الزء غربا إل أن يقسف فس
الن صف الشر قي و ف شرق أرض جثول ية بلد جرمان ية و ف الزاو ية النوب ية الشرق ية أرض
القسطنطينية و مدينتها عند آخر الليج الارج من البحر الرومي و عند مدفعه ف بر نيطش
فيقع قطيعة من بر نيطش ف أعال الناحية الشرقية من هذا الزء و يدها الليج و بينهما ف
الزاو ية بلد م سيناه .و ف الزء الا مس من القل يم ال سادس ث ف الناح ية النوب ية ع ند ب ر
نيطش يتصل من الليج ف آخر الزء الرابع و يرج من سته مشرقا فيمر ف هذا الزء كله و
ف بعض السادس على طول ألف و ثلثائة ميل من مبدإه ف عرض ستمائة ميل و يبقى وراء
هذا البحر ف الناحية النوبية من هذا الزء ف غربا إل شرقها بر مستطيل ف غربه هرقلية
على ساحل ب ر ني طش مت صلة بأرض البيلقان من القل يم الا مس و ف شر قه بلد اللن ية و
قاعدتا سوتلي على بر نيطش و ف شال بر نيطش ف هذا الزء غربا أرض ترخان و شرقا
بلد الروسية و كلها على ساحل هذا البحر و بلد الروسية ميطة ببلد ترخان من شرقها ف
هذا الزء من شالا ف الزء الامس من القليم السابع و من غربا ف الزء الرابع من هذا
القليم .و ف الزء السادس ف غربيه بقية بر نيطش و ينحرف قليل إل الشمال و يبقى بينه
هنالك و ب ي آ خر الزء شالً بلد قمان ية و ف جنو به منف سحا إل الشمال ب ا انرف هو
كذلك بقية بلد اللنية الت كانت آخر جنوبه ف الزء الامس و ف الناحية الشرقية من هذا
الزء متصل أرض الزر و ف شرقها أرض برطاس و ف الزاوية الشرقية الشمالية أرض بلغار و
ف الزاوية الشرقية النوبية أرض بلجر يوزها هناك قطعة من جبل سياكوه النعطف مع بر
الزر ف الزء ال سابع بعده و يذ هب ب عد مفارق ته مغربا فيجوز ف هذه القط عة و يد خل إل
الزء السادس من القليم الامس فيتصل هنالك ببل البواب و عليه من هنالك ناحية بلد
الزر .و ف الزء السابع من هذا القليم ف الناحية النوبية ما جازه جبل سياه بعد مفارقته
ب ر طب ستان و هو قط عة من أرض الزر إل آ خر الزء غربا و ف شرق ها القط عة من ب ر
طب ستان ال ت يوز ها هذا ال بل من شرق ها و شال ا و وراء ج بل سياه ف الناح ية الغرب ية
الشمالية أرض برطاس و ف الناحية الشرقية من الزء أرض شحرب و يناك و هم أمم الترك.
و ف الزء الثامن و الناحية النوبية منة كلها أرض الول من الترك ف الناحية الشمالية غربا
و الرض النت نة و شرق الرض ال ت يقال إن يأجوج و مأجوج خربا ها ق بل بناء ال سد و ف
هذه الرض النت نة مبدأ ن ر ال ثل من أع ظم أنار العال و مره ف بلد الترك و م صبه ف ب ر
طب ستان ف القل يم الا مس ف الزء ال سابع م نه و هو كث ي النعطاف يرج من ج بل من
الرض النتنة من ثلثة ينابيع تتمع ف نر واحد و ير على ست الغرب إل آخر السابع من
هذا القل يم فينع طف شالً إل الزء ال سابع من القل يم ال سابع في مر ف طر فه ب ي النوب و
الغرب فيخرج ف الزء ال سادس من ال سابع و يذ هب مغربا غ ي بع يد ث ينع طف ثان ية إل
النوب و ير جع إل الزء ال سادس من القل يم ال سادس و يرج م نه جدول يذ هب مغربا و
ي صب ف ب ر ني طش ف ذلك الزء و ي ر هو ف قط عة ب ي الشمال و الشرق ف بلد بلغار
فيخرج ف الزء السابع من القليم السادس ث ينعطف ثالثةً إل النوب و ينفذ ف جبل سياه
و ي ر ف بلد الزر و يرج إل القل يم الا مس ف الزء ال سابع م نه في صب هنالك ف ب ر
طبستان ف القطعة الت انكشفت من الزء عند الزاوية الغربية النوبية .والزء التاسع من هذا
القل يم ف الا نب الغر ب م نه بلد خفشاخ من الترك و هم قفجاق و بلد الشر كس من هم
أيضا و ف الشرق م نه بلد يأجوج يف صل بينهما جبل قوقيا الحيط و قد مر ذكره يبدأ من
البحر الحيط ف شرق القليم الرابع و يذهب معه إل آخر القليم ف الشمال و يفارقه مغربا
و بانراف إل الشمال حت يدخل ف الزء التاسع من القليم الامس فيجع إل سته الول
ح ت يد خل ف هذا الزء التا سع من القل يم من جنو به إل شاله بانراف إل الغرب و ف
وسطه ههنا السد الذي بناه السكندر ث يرج على سته إل القليم السابع و ف الزء التاسع
منه فيمر فيه إل النوب إل أن يلقى البحر الحيط ف شاله ث ينعطف معه من هنالك مغربا
إل القليم السابع إل الزء الامس منه فيتصل هنالك بقطعة من البحر الحيط ف غربيه و ف
و سط هذا الزء التا سع هو ال سد الذي بناه ال سكندر ك ما قلناه و ال صحيح من خبه ف
القرآن و قد ذكر عبد ال بن خرداذبة ف كتابه ف الغرافيا أن الواثق رأى ف منامه كأن السد
انف تح فانت به فزعا و ب عث سلما الترجان فو قف عل يه و جاء ب به و صفه ف حكا ية طويلة
ليست من مقاصد كتابنا هذا و ف الزء العاشر من هذا القليم بلد مأجوج متصلة فيه إل
آخره على قط عة من هنالك من الب حر الح يط أحا طت به من شر قه و شاله م ستطيلة ف
الشمال و عريضة بعض الشيء ف الشرق.
القليم السابع :و البحر الحيط قد غمر عامته من جهة الشمال إل وسط الزء الامس حيث
يتصسل ببسل قوقيسا الحيسط بيأجوج و مأجوج .فالزء الول و الثانس مغموران بالاء إل مسا
انكشف من جزيرة أنكلترا الت معظمها ف الثان و ف الول منها طرف انعطف بانراف إل
الشمال و بقيتها مع قطعة من البحر مستديرة عليه ف الزء الثان من القليم السادس و هي
مذكورة هناك والجاز منها إل الب ف هذه القطعة سعة اثن عشر ميلً و وراء هذه الزيرة ف
شال الزء الثانس جزيرة رسسلندة مسستطيلةً مسن الغرب إل الشرق .و الزء الثالث مسن هذا
القل يم مغمور أكثره بالب حر إل قط عة م ستطيلة ف جنو به و تت سع ف شرق ها و في ها هنالك
متصل أرض فلونية الت مر ذكرها ف الثالث من القليم السادس و أنا ف شاله و ف القطعة
من البحر الت تغ مر هذا الزء ث ف الانب الغرب منها م ستدير ًة ف سيحةً و تتصل بالب من
باب ف جنوبا يفضي إل بلد فلونية و ف شالا .جزيرة برقاعة و ف نسخة بوقاعة مستطيلة
مع الشمال من الغرب إل الشرق .و الزء الرا بع من هذا القل يم شاله كله مغمور بالب حر
الح يط من الغرب إل الشرق و جنو به منك شف و ف غر به أرض قيمازك من الترك و ف
شرقها بلد طست ث أرض رسلن إل آخر الزء شرقا وهي دائمة الثلوج و عمرانا قليل و
يتصل ببلد الروسية ف القليم السادس و ف الزء الرابع و الامس منه و ف الزء الامس من
هذا القليم ف الناحية الغربية منه بلد الروسية و ينتهي ف الشمال إل قطعة من البحر الحيط
الت يتصل با جبل قوقيا كما ذكرناه من قبل و ف الناحية الشرقية منه متصل أرض القمانية
الت على قطعة بر نيطش من الزء السادس من القليم السادس و ينتهي إل بية طرمى من
هذا الزء و هي عذ بة تنجلب إلي ها أنار كثية من البال عن النوب و الشمال و ف شال
الناح ية الشرق ية من هذا الزء أرض التتار ية من الترك و ف ن سخة التركمان إل آخره و ف
الزء السادس من الناحية الغربية النوبية متصل بلد القمانية و ف وسط الناحية بية عثور
عذبةً تنجلب إلي ها النار من البال ف النوا حي الشرق ية و هي جامدة دائما لشدة البد إل
قليلً ف ز من ال صيف و ف شرق بلد القمان ية بلد الرو سية ال ت كان مبدؤ ها ف القل يم
السادس ف الناحية الشرقية الشمالية من الزء الامس منه و ف الزاوية النوبية الشرقية من
هذا الزء بقية أرض بلغار الت كان مبدؤها ف القليم السادس و ف الناحية الشرقية الشمالية
من الزء السادس منه و ف وسط هذه القطعة من أرض بلغار منعطف نر أثل القطعة الول
إل النوب ك ما مر و ف آ خر هذا الزء ال سادس من شاله ج بل قوق يا مت صل من غر به إل
شرقه و ف الزء السابع من هذا القليم ف غربه بقية أرض يناك من أ مم الترك و كان من
مبدؤها من الناحية الشمالية الشرقية من الزء السادس قبله و ف الناحية النوبية الغربية من
هذا الزء و يرج إل القل يم ال سادس من فو قه و ف الناح ية الشرق ية بق ية أرض سحرب ث
بق ية الرض النت نة إل آ خر الزء شرقا و ف آ خر الزء من ج هة الشمال ج بل قوقيا الحيط
مت صل من غر به إل شر قه .و ف الزء الثامن من هذا القليم ف النوب ية الغرب ية م نه مت صل
الرض النت نة و ف شرق ها الرض الحفورة و هي من العجائب خرق عظ يم ف الرض بع يد
الهوى فسيح القطار متنع الوصول إل قعره يستدل على عمرانه بالدخان ف النهار و النيان
ف الل يل تض يء و ت فى و رب ا رئي في ها ن ر يشق ها من النوب إل الشمال و ف الناح ية
الشرقية من هذا الزء البلد الراب التاخة للسد و ف آخر الشمال منه جبل قوقيا متصلً من
الشرق إل الغرب و ف الزء التاسع من هذا القليم ف الانب الغرب منه بلد خفشاخ و هم
قفجق يوزها جبل قوقيا حي ينع طف من شاله عند البحر الحيط و يذهب ف وسطه إل
النوب بانراف إل الشرق فيخرج ف الزء التاسع من القليم ال سادس و ير معترضا فيه و
ف و سطه هنالك سد .يأجوج و مأجوج و قد ذكرناه و ف الناح ية الشرق ية من هذا الزء
أرض يأجوج وراء جبل قوقيا على البحر قليلة العرض مستطيلةً أحاطت به من شرقه و شاله.
و الزء العاشر غمر البحر جيعه .هذا آخر الكلم على الغرافيا و أقاليمها السبعة و ف خلق
السموات و الرض و اختلف الليل و النهار ليات للعالي.
القدمة الثالثة ف العتدل من القاليم و النحرف و تأثي الواء ف ألوان البشر و الكثي ف
أحوالم
قد بينا أن العمور من هذا النكشف من الرض إنا هو وسطه لفراط الر ف النوب منه و
البد ف الشمال .و لا كان الانبان من الشمال و النوب متضادين من الر و البد وجب أن
تندرج الكيف ية من كليه ما إل الو سط فيكون معتد ًل فالقل يم الرا بع أعدل العمران و الذي
حافاته من الثالث و الامس أقرب إل العتدال و الذي يليهما و الثان و السادس بعيدان من
العتدال و الول و ال سابع أب عد بكث ي فلهذا كا نت العلوم و ال صنائع و البا ن و الل بس و
القوات و الفواكسه بسل و اليوانات و جيسع مسا يتكون فس هذه القاليسم الثلثسة التوسسطة
مصوصة بالعتدال و سكانا من البشر أعدل أجساما و ألوانا و أخلقا و أديانا حت النبؤات
فإنا توجد ف الكثر فيها و ل نقف على خب بعثة ف القاليم النوبية و ل الشمالية و ذلك
أن النبياء و الرسل إنا يتص بم أكمل النوع ف خلقهم و أخلقهم قال تعال :كنتم خي
أمة أخرجت للناس و ذلك ليتم القبول با يأتيهم به النبياء من عند ال و أهل هذه القاليم
أكمل لوجود العتدال لم فتجده على غاية من التوسط ف مساكنهم و ملبسهم و أقواتم و
صنائعهم يتخذون البيوت النجدة بالجارة النم قة بال صناعة و يتناغون ف ا ستجادة اللت
والواع ي ويذهبون ف ذلك إل الغا ية وتو جد لدي هم العادن الطبيع ية من الذ هب و الف ضة و
الديسد و النحاس و الرصساص و القصسدير و يتصسرفون فس معاملتمس بالنقديسن العزيزيسن و
يبعدون عسن النراف فس عامسة أحوالمس و هؤلء أهسل الغرب و الشام و الجاز و اليمسن و
العراقي و الند و السند و الصي و كذلك الندلس و من قرب منها من الفرنة و الللقة و
الروم و اليونانييس و مسن كان مسع هؤلء أو قريبا منهسم فس هذه القاليسم العتدلة و لذا كان
العراق و الشام أعدل هذه كلهسا لناس وسسط مسن جيسع الهات .و أمسا القاليسم البعيدة مسن
العتدال م ثل الول و الثان و السادس و السابع فأهلها أبعد من العتدال ف جيع أحوالم
فبناؤهسم بالطيس و القصسب و أقواتمس مسن الذرة و العشسب و ملبسسهم مسن أوراق الشجسر
يصفونا عليهم أو اللود و أكثرهم عرايا من اللباس و فواكه بلدهم و أدمها غريبة التكوين
مائلة إل النراف و معاملتم بغي الجرين الشريفي من ناس أو حديد أو جلود يقدرونا
للمعاملت و أخلق هم مع ذلك قري بة من خلق اليوانات الع جم ح ت لين قل عن الكث ي من
السسودان أهسل القليسم الول أنمس يسسكنون الكهوف و الغياض و يأكلون العشسب و أنمس
متوحشون غي مستأنسي يأكل بعضهم بعضا و كذا الصقالبة و السبب ف ذلك أنم لبعدهم
عن العتدال يقرب عرض أمزجت هم و أخلق هم من عرض اليوانات الع جم و يبعدون عن
الن سانية بقدار ذلك و كذلك أحوال م ف الديا نة أيضا فل يعرفون نبؤ ًة و ل يدينون بشري عة
إل من قرب من هم من جوا نب العتدال و هو ف ال قل النادر م ثل الب شة الجاور ين للي من
الدائني بالنصرانية فيما قبل السلم و ما بعده لذا العهد و مثل أهل مال و كوكو و التكرور
الجاورين لرض الغرب الدائني بالسلم لذا العهد يقال أنم دانوا به ف الائة السابعة و مثل
من دان بالنصرانية من أمم الصقالبة و الفرنة و الترك من الشمال و من سوى هؤلء من أهل
تلك القاليسم النحرفسة جنوبا و شالً فالديسن مهول عندهسم و العلم مفقود بينهسم و جيسع
أحوال م بعيدة من أحوال النا سي قري بة من أحوال البهائم و يلق ما ل تعلمون و ل يعترض
على هذا القول بوجود اليمسن و حضرموت و الحقاف و بلد الجاز و اليمامسة و مسا يليهسا
من جزيرة العرب ف القل يم الول و الثا ن فأن جزيرة العرب كل ها أحا طت ب ا البحار من
الهات الثلث ك ما ذكر نا فكان لرطوبت ها أ ثر ف رطو بة هوائ ها فن قص ذلك من الي بس و
النراف الذي يقتض يه ال ر و صار في ها ب عض العتدال ب سبب رطو بة الب حر .و قد تو هم
ب عض الن سابي م ن ل علم لد يه بطبائع الكائنات أن ال سودان هم ولد حام بن نوح اخت صوا
بلون السواد لدعوة كانت عليه من أبيه ظهر أثرها ف لونه و فيما جعل ال من الرق ف عقبه
و ينقلون ف ذلك حكاية من خرافات القصاص و دعاء نوح على ابنه حام قد وقع ف التوراة
و ليس فيه ذكر السواد و إنا دعا عليه بأن يكون ولده عبيدا لولد إخوته ل غي و ف القول
بن سبة ال سواد إل حام غفلة عن طبي عة ال ر و البد و أثره ا ف الواء و في ما يتكون ف يه من
اليوانات و ذلك أن هذا اللون شلس أهسل القليسم الول و الثانس مسن مزاج هوائهسم للحرارة
التضاع فة بالنوب فأن الش مس ت سامت رؤو سهم مرت ي ف كل سنة قري بة إحداه ا من
الخرى فتطول ال سامتة عا مة الف صول فيك ثر الضوء لجل ها و يلح الق يظ الشد يد علي هم و
ت سود جلود هم لفراط ال ر ونظ ي هذ ين القليم ي م ا يقابله ما من الشمال القل يم ال سابع
وال سادس ش ل سكانما أيضا البياض من مزاج هوائ هم للبد الفرط بالشمال إذ الش مس ل
تزال بأفقهم ف دائرة مرأى العي أو ما قرب منها و ل ترتفع إل السامتة و ل ما قرب منها
فيضعف الر فيها و يشتد البد عامة الفصول فتبيض ألوان أهلها و تنتهي إل الزعورة و يتبع
ذلك مسا يقتضيسه مزاج البد الفرط مسن زرقسة العيون و برش اللود و صسهوبة الشعور و
توسطت بينهما القاليم الثلثة الامس و الرابع و الثالث فكان لا ف العتدال الذي هو مزاج
التوسط حظ وافر و الرابع أبلغها ف العتدال غاية لنهايته ف التوسط كما قدمناه فكان لهله
من العتدال ف خلقهم و خلقهم ما اقتضاه مزاج أهويتهم و تبعه من جانبيه الثالث و الامس
و أن ل يبل غا غا ية التو سط ل يل هذا قليل إل النوب الار و هذا قليل إل الشمال البارد إل
أن ما ل ينته يا إل النراف و كا نت القال يم الرب عة منحر فة و أهل ها كذلك ف خلق هم و
خلقهم فالول و الثان للحر و السواد و السابع للبد و البياض و يسمى سكان النوب من
القليم ي الول والثا ن با سم الب شة و الز نج و ال سودان أ ساء متراد فة على ال مم التغية
بالسواد و إن كان اسم البشة متصا منهم بن تاه مكة و اليمن و الزنج بن تاه بر الند و
لي ست هذه ال ساء ل م من أ جل انت سابم إل آد مي أ سود ل حام و ل غيه و قد ن د من
ال سودان أ هل النوب من ي سكن الر بع العتدل أو ال سابع النحرف إل البياض ف تبيض ألوان
أعقاب م على التدر يج مع اليام و بالع كس في من ي سكن من أ هل الشمال أو الرا بع بالنوب
فتسود ألوان أعقابم و ف ذلك دليل على أن اللون تابع لزاج الواء قال ابن سينا ف أرجوزته
ف الطب
قسد رأينسا مسن خلق السسودان على العموم الفسة و الطيسش و كثرة الطرب فتجدهسم مولعيس
بالرقص على كل توقيع موصوفي بالمق ف كل قطر و السبب الصحيح ف ذلك أنه تقرر ف
موض عه من الك مة أن طبي عة الفرح و ال سرور هي انتشار الروح اليوا ن و تفش يه و طبي عة
الزن بالع كس و هو انقبا ضه و تكاث فه .و تقرر أن الرارة مفش ية للهواء و البخار ملخلة له
زائدة ف كميته و لذا يد النتشي من الفرح و السرور مال يعب عنه و ذلك با يداخل بار
الروح ف القلب من الرارة العزيز ية ال ت تبعث ها سورة ال مر ف الروح من مزا جه فيتف شى
الروح و تيء طبيعة الفرح و كذلك ند التنعمي بالمامات إذا تنفسوا ف هوائها و اتصلت
حرارة الواء ف أرواح هم فت سخنت لذلك حدث ل م فرح و رب ا انب عث الكث ي من هم بالغناء
الناشئ عن السرور .و لا كان السودان ساكني ف القليم الار و استول الر على أمزجتهم
و فس أصسل تكوينهسم كان فس أرواحهسم مسن الرارة على نسسبة أبدانمس و إقليمهسم فتكون
أرواح هم بالقياس إل أرواح أ هل القل يم الرا بع أ شد حرا فتكون أك ثر تفشيا فتكون أ سرع
فرحا و سرورا و أك ثر انب ساطا و ي يء الط يش على أ ثر هذه وكذلك يل حق ب م قليل أ هل
البلد البحر ية ل ا كان هواؤ ها متضا عف الرارة ب ا ينع كس عل يه من أضواء ب سيط الب حر و
أشع ته كا نت ح صتهم من توا بع الرارة ف الفرح و ال فة موجودة أك ثر من بلد التلول و
البال الباردة و قد ند يسيا من ذلك ف أهل البلد الزيرية من القليم الثالث لتوفر الرارة
فيها و ف هوائها لنا عريقة ف النوب عن الرياف و التلول و اعتب ذلك أيضا بأهل مصر
فإن ا م ثل عرض البلد الزير ية أو قريبا من ها ك يف غلب الفرح علي هم و ال فة و الغفلة عن
العواقب حت أنم ل يدخرون أقوات سنتهم و ل شهرهم و عامةً مأكلهم من أسواقهم .و لا
كانست فاس مسن بلد الغرب بالعكسس منهسا فس التوغسل فس التلول الباردة كيسف ترى أهلهسا
مطرقي إطراق الزن و كيف أفرطوا ف نظر العواقب حت أن الرجل منهم ليدخر قوت سنتي
من حبوب الن طة و يبا كر ال سواق لشراء قو ته ليو مه ما فة أن يرزأ شيئا من مدخره وتت بع
ذلك ف القال يم و البلدان ت د ف الخلق أثرا من كيفيات الواء و ال اللق العل يم و قد
تعرض ال سعودي للب حث عن ال سبب ف خ فة ال سودان و طيش هم و كثرة الطرب في هم و
حاول تعليله فلم يأت بشيء أكثر من أنه نقل عن جالينوس و يعقوب بن إسحاق الكندي أن
ذلك لضعف أدمغتهم و ما نشأ عنه من ضعف عقولم و هذا كلم ل مصل له و ل برهان
فيه و ال يهدي من يشاء إل صراط مستقيم.
القدمة الامسة ف اختلف أحوال العمران ف الصب و الوع و ما ينشأ عن ذلك من
الثار ف أبدان البشر و أخلقهم
إعلم أن هذه القاليم العتدلة ليس كلها يوجد با الصب و ل كل سكانا ف رغد من العيش
بل فيها ما يوجد لهله خصب العيش من البوب و الدم و النطة و الفواكه .لزكاء النابت
و اعتدال الطينة و وفور العمران و فيها الرض الرة الترب ل تنبت زرعا و ل عشبا بالملة
فسكانا ف شظف من العيش مثل أهل الجاز و جنوب اليمن و مثل اللثمي من صنبهاجة
السساكني بصسحراء الغرب و أطراف الرمال فيمسا بيس الببر و السسودان فإن هؤلء يفقدون
البوب و الدم جلةً و إنا أغذيتهم و أقواتم اللبان و اللحوم و مثل العرب أيضا الائلي ف
القفار فإن م و إن كانوا يأخذون البوب و الدم من التلول إل أن ذلك ف الحاي ي و ت ت
ربقة من حاميتها و على القلل لقلة وجدهم فل يتوصلون منه إل سد اللة أو دونا فضلً
عن الرغد و الصب و تدهم يقتصرون ف غالب أحوالم على اللبان و تعوضهم من النطة
أحسن معاض و تد مع ذلك هؤلء الفاقدين للحبوب و الدم من أهل القفار أحسن حالً ف
ج سومهم و أخلق هم من أ هل التلول النغم سي ف الع يش فألوان م أ صفى و أبدان م أن قى و
أشكالم أت و أحسن و أخلقهم أبعد من النراف و أذهانم اثقب ف العارف و الدراكات
هذا أمر تشهد له التجربة ف كل جيل منهم فكثي ما بي العرب و الببر فيما وصفناه و بي
اللثمي و أهل التلول يعرف ذلك من خبه و السبب ف ذلك و ال أعلم أن كثرة الغذية و
كثرة الخلط الفاسدة العفنة و رطوباتا تولد ف السم فضلت رديئةً تنشأ عنها بعد افظارها
ف غي نسبة و يتبع ذلك انكساف اللوان و قبح الشكال من كثرة اللحم كما قلناه و تغطي
الرطوبات على الذهان و الفكار باس يصسعد إل الدماغ مسن أبرتاس الرديسة فتجيسء البلدة و
الغفلة و النراف عن العتدال بالملة و اع تب ذلك ف حيوان الق فر و موا طن الدب من
الغزال و النعام و الهسا و الزرافسة و المسر الوحشيسة و البقسر مسع أمثالاس مسن حيوان التلول و
الرياف و الرا عي ال صبة ك يف ت د بين ها بونا بعيدا ف صفاء أدي ها و ح سن رونق ها و
أشكالا و تناسب أعضائها و حدة مداركها فالغزال أخو العز و الزرافة أخو البعي و المار و
البقر أخو المار و البقر و البون بينها ما رأيت و ما ذاك إل لجل أن الصب ف التلول فعل
ف أ بدان هذه من الفضلت الرد ية و الخلط الفا سدة ما ظ هر علي ها أثره و الوع ليوان
القفر حسن ف خلقها و أشكالا ما شاء و اعتب ذلك ف الدميي أيضا فإنا ند أهل القاليم
الخصسبة العيسش الكثية الزرع و الضرع و الدم و الفواكسه يتصسف أهلهسا غالبا بالبلدة فس
أذهانم و الشونة ف أجسامهم و هذا شان الببر النغمسي ف الدم و النطة مع التقشفي
ف عيشهم القتصرين على الشعي أو الذرة مثل الصامدة منهم و أهل غمارة و السوس فتجد
هؤلء أحسن حالً ف عقولم و جسومهم و كذا أهل بلد الغرب على الملة النغمسي ف
الدم و الب مع أهل الندلس الفقود بأرضهم السمن حلةً و غالب عيشهم الذرة فتجد لهل
الندلس مسن ذكاء العقول و خفسة الجسسام و قبول التعليسم مال يوجسد لغيهسم و كذا أهسل
الضوا حي من الغرب بالملة مع أ هل ال ضر و الم صار فأن الم صار و إن كانوا مكثر ين
مثلهم من الدم ومصبي ف العيش إل أن استعمالم إياها بعد العلج بالطبخ و التلطيف با
يلطون معها فيذهب لذلك غلظها و يرق قوامها و عامة مآكلهم لوم الضأن و الدجاج و ل
يغبطون السمن من بي الدم لتفاهته فتقل الرطوبات لذلك ف أغذيتهم و يف ما تؤديه إل
أج سامهم من الفضلت الرد ية فلذلك ت د ج سوم أ هل الم صار أل طف من ج سوم الباد ية
الخشن ي ف الع يش و كذلك ت د العود ين بالوع من أ هل الباد ية ل فضلت ف ج سومهم
غليظةً و ل لطيفةً .و اعلم أن أثر هذا الصب ف البدن و أحواله يظهر حت ف حال الدين و
العبادة فنجد التقشفي من أهل البادية أو الاضرة من يأخذ نفسه بالوع و التجاف عن اللذ
أحسن دينا و إقبالً على العبادة من أهل الترف و الصب بل ند أهل الدين قليلي ف الدن و
الم صار ل ا يعم ها من الق ساوة و الغفلة الت صلة بالكثار من اللحمان و الدم و لباب الب و
يتسص وجود العباد و الزهاد لذلك بالتقشفيس فس غذائهسم مسن أهسل البوادي و كذلك ندس
هؤلء الخصبي ف العيش النغمسي ف طيباته من أهل البادية و من أهل الواضر و المصار
إذا نزلت ب م ال سنون و أخذت م الجاعات ي سرع إلي هم اللك أك ثر من غي هم م ثل برابرة
الغرب و أهل مدي نة فاس و مصر فيما يبلغ نا ل مثل العرب أهل الق فر و الصحراء و ل مثل
أ هل بلد الن خل الذ ين غالب عيش هم الت مر و ل م ثل أ هل أفريق ية لذا الع هد الذ ين غالب
عيشهم الشعي و الز يت و أهل الندلس الذ ين غالب عيشيم الذرة و الزيت فإن هؤلء و أن
أخذتم السنون و الجاعات فل تنال منهم ما تنال من أولئك و ل يكثر فيهما اللك بالوع
بل و ل يندر و السبب ف ذلك و ال أعلم أن النغمسي ف الصب التعودين للدم و السمن
خصوصا تكتسب من ذلك أمعائهم رطوبة فوق رطوبتها الصلية الزاجية حت تاوز حدها
فإذا خولف ب ا العادة بقلة القوات و فقدان الدم و ا ستعمال ال شن غ ي الألوف من الغذاء
أ سرع إل ال عا الي بس و النكماش و هو ضع يف ف الغا ية ف في سرع إل يه الرض و يهلك
صاحبه دفعةً لنه من القاتل فالالكون ف الجاعات إنا قتلهم الشبع العتاد السابق ل الوع
الادث الل حق .و أ ما التعودون لقلة الدم و ال سمن فل تزال رطوبت هم ال صلية واقفةً ع ند
حدها من غي زيادة و هي قابلة لميع الغذية الطبيعة فل يقع ف معاهم بتبدل الغذية يبس
و ل انراف في سلمون ف الغالب من اللك الذي يعرض لغي هم بال صب و كثرة الدم ف
الآكل و أصل هذا كله أن تعلم أن الغذية و ائتلفها أو تركها إنا هو بالعادة فمن عود نفسه
غذاء و لءمه تناوله كان له مألوفا و صار الروج عنه و التبدل به داءً ما ل يرج عن غرض
الغذاء بالملة كالسموم و اليتوع و ما أفرط ف النراف فأما ما وجد فيه التغذي و اللءمة
فيصي غذاء مألوفا بالعادة فإذا أخذ النسان نفسه باستعمال اللب و البقل عوضا عن النطة
حت صار له ديدنا فقد حصل له ذلك غذاء و استغن به عن النطة و البوب من غي شك و
كذا من عود نفسه ال صب على الوع و الستغناء عن الطعام كما ينقل عن أهل الرياضيات
فإ نا ن سمع عن هم ف ذلك أخبارا غري بة يكاد ينكر ها من ل يعرف ها و ال سبب ف ذلك العادة
فإن النفس إذا ألفت شيئا صار من جبلتها و طبيعتها لنا كثية التلون فإذا حصل لا اعتياد
الوع بالتدريج و الرياضة فقد حصل ذلك عادةً طبيعيةً لا و ما يتوهه الطباء من أن الوع
مهلك فليس على ما يتوهونه إل إذا حلت النفس عليه دفعة و قطع عنها الغذاء بالكلية فإنه
حينئذ ينحسم العاء و يناله الرض الذي يشى معه اللك و أما إذا كان ذلك القدر تدريا و
رياضةً بإقلل الغذاء شيئا فشيئا كمسا يفعله التصسوفة فهسو بعزل عسن اللك و هذا التدريسج
ضروري حت ف الرجوع عن هذه الرياضة فإنه إذا رجع به إل الغذاء الول دفعةً خيف عليه
اللك و إنا يرجع به كما بدأ ف الرياضة بالتدريج و لقد شاهدنا من يصب على الوع أربعي
يوما و صالً و أكثر .و حضر أشياخنا بجلس السلطان أب السن و قد رفع إليه امرأتان من
أهل الزيرة الضراء و رندة حبستا أنفسهما عن الكل جلة منذ سني و شاع أمرها و وقع
اختبارها فصح شأنما و اتصل على ذلك حالما إل أن ماتتا و رأينا كثيا من أصحابنا أيضا
من يقتصر على حليب شاة من العز يلتقم ثديها ف بعض النهار أو عند الفطار و يكون ذلك
غذاءه و ا ستدام على ذلك خ س عشرة سنةً و غي هم كثيون و ل ي ستنكر ذلك .و اعلم أن
الوع أ صلح للبدن من إكثار الغذ ية ب كل و جه ل ن قدر عل يه أو على القلل من ها أو على
القلل منها و إن له أثرا ف الجسام و العقول ف صفاتا و صلحها كما قلناه و اعتب ذلك
بآثار الغذية الت تصل عنها ف السوم فقد رأينا التغذين بلحوم اليوانات الفاخرة العظيمة
الثمان تن شأ أجيال م كذلك و هذا مشا هد ف أ هل الباد ية مع أ هل الاضرة و كذا التغذون
بألبان البل و لومها أيضا مع ما يؤثر ف أخلقهم من الصب و الحتمال و القدرة على حل
الثقال الوجود ذلك لل بل و تن شأ أمعاؤ هم أيضا على ن سبة أمعاء ال بل ف ال صحة و الغلظ
فل يطرق ها الو هن و ل ينال ا من مدار الغذ ية ما ينال غي هم فيشربون اليتوعات ل ستطلق
بطونم غي مجوبة كالنظل قبل طبخه و الدرياس و القربيون و ل ينال أمعاءهم منها ضرر
و هي لو تناولا أهل الضر الرقيقة أمعاؤهم با نشأت عليه من لطيف الغذية لكان اللك
أسرع إليهم من طرفة العي لا فيها من السمية و من تأثي الغذية ف البدان ما ذكره أهل
الفلحة و شاهده أهل التجربة أن الدجاج إذا غذيت بالبوب الطبوخة ف بعر البل و اتذ
بيضها ث حضنت عليه جاء الدجاج منها أعظم ما يكون و قد يستغنون عن تغذيتها و طبخ
البوب بطرح ذلك الب عر مع الب يض الح ضن فيج يء دجاج ها ف غا ية الع ظم و أمثال ذلك
كثية فإذا رأي نا هذه الثار من الغذ ية ف البدان فل شك أن للجوع أيضا آثارا ف البدان
لن الضد ين على ن سبة واحدة ف ال ستأثي و عد مه فيكون تأث ي الوع ف نقاء البدان من
الزيادات الفاسدة و الرطوبات الختلطة الخلة بالسم والعقل كما كان الغذاء مؤثرا ف وجود
ذلك السم و ال ميط بعلمه.
إعلم أن ال سبحانه ا صطفى من الب شر أشخا صا فضل هم بطا به و فطر هم على معرف ته و
جعل هم و سائل بين هم و ب ي عباده يعرفون م ب صالهم و يرضون م على هدايت هم و يأخذون
بجزاتم عن النار و يدلون م على طريق النجاة و كان فيما يلق يه إليهم من العارف ويظهره
على أل سنتهم من الوارق و الخبار الكائنات الغي بة عن الب شر ال ت ل سبيل إل معرفت ها إل
من ال بوساطتهم و ل يعلمونا إل بتعليم ال إياهم قال صلى ال عليه وسلم أل و أن ل أعلم
إل ما علمن ال و اعلم أن خبهم ف ذلك من خاصيته و ضرورته الصدق لا يتبي لك عند
بيان لك عند بيان حقيقة النبؤة و علمة هذا الصنف من البشر أن توجد لم ف حال الوحي
غيبة عن الاضرين معهم مع غطيط كأنا غشي أو إغماء ف رأي العي و ليست منهما ف
شيء و إنا هي ف القيقة استغراق ف لقاء اللك الروحان بإدراكهم الناسب لم الارج عن
مدارك الب شر بالكل ية ث يتنل إل الدارك البشر ية إ ما ب سماع دوي من الكلم فيتفه مه أو
يتمثل له صورة شخص ياطبه با جاء به من عند ال ث تنجلي عنه تلك الال و قد وعى ما
القي إليه قال صلى ال عليه و سلم :و قد سئل عن الوحي أحيانا يأتين مثل صلصلة الرس و
هو أشده علي فيفصم عن و قد وعيت ما قال و أحيانا يتمثل ل اللك رجل فيكلمن فأعي
ما يقول و يدركه أثناء ذلك من الشدة و الغط مال يعب عنه ففي الديث كان ما يعال من
التن يل شدة و قالت عائ شة كان ينل عل يه الو حي ف اليوم الشد يد البد فيف صم ع نه و إن
جبينه ليتف صد عرقا و قال تعال :إ نا سنلقي عل يك قولً ثقيلً و ل جل هذه الغا ية ف تنل
الو حي كان الشركون يرمون ال نبياء بالنون و يقولون له رئي أو تا بع من ال ن و إن ا ل بس
علي هم ب ا شاهدوه من ظا هر تلك الحوال و من يضلل ال ف ما له من هاد .و من علمات م
أيضا أنه يوجد لم قبل الوحي خلق الي و الزكاء و مانبة الذمومات و الرجس أجع و هذا
هو معن العصمة و كأنه مفطور على التنه عن الذمومات و النافرة لا و كأنا منافية لبلته و
فس الصسحيح أنسه حلس الجارة و هسو غلم مسع عمسه العباس لبناء الكعبسة فجعلهسا فس إزاره
فانك شف ف سقط مغشيا عل يه ح ت ا ستتر بإزاره و د عي إل مت مع ولي مة في ها عرس و ل عب
فأصابه غشي النوم إل أن طلعت الشمس و ل يضر شيئا من شأنم بل نزهه ال عن ذلك
كله حت إنه ببلته يتنه عن الطعومات الستكرهة فقد كان صلى ال عليه و سلم ل يقرب
البصل و الثوم فقيل له ف ذلك فقال إن أناجي من ل تناجون و انظر لا أخب النب صلى ال
عليه و سلم خدية رضي ال عنها بال الوحي أول ما فجأته و أرادت اختباره فقالت اجعلن
بي نك و ب ي ثو بك فل ما ف عل ذلك ذ هب ع نه فقالت إ نه ملك و ل يس بشيطان و معناه أ نه ل
يقرب النساء و كذلك سألته عن أحب الثياب إليه أن يأتيه فيها فقال البياض و الضرة فقالت
إنسه اللك يعنس أن البياض و الضرة مسن ألوان اليس و اللئكسة و السسواد مسن ألوان الشسر و
الشياطيس و أمثال ذلك .و مسن علماتمس أيضا دعاؤهسم إل الديسن و العبادة مسن الصسلة و
الصدقة و العفاف و قد استدلت خدية على صدقه صلى ال عليه و سلم بذلك و كذلك أبو
بكر و ل يتاجا ف أمره إل دليل خارج عن حاله و خلقه و ف الصحيح أن هرقل حي جاءه
كتاب النب صلى ال عليه و سلم يدعوه إل السلم أحضر من وجد ببلده من قريش و فيهم
أبو سفيان ليسألم عن حاله فكان فيما سأل أن قال با يأمركم فقال أبو سفيان بالصلة و
الزكاة و ال صلة و العفاف إل آ خر ما سأل فأجا به فقال إن ي كن ما تقول حقا ف هو نب و
سيملك ما تت قدمي هاتي و العفاف الذي أشار إليه هرقل هو العصمة فانظر كيف أخذ
من العصمة و الدعاء إل الدين والعبادة دليلً على صحة نبؤته و ل يتج إل معجزة فدل على
أن ذلك من علمات النبؤة .و من علمات م أيضا أن يكونوا ذوي ح سب ف قوم هم و ف
الصحيح ما بعث ال نبيا إل ف منعة من قومه و ف رواية أخرى ف ثروة من قومه استدركه
الاكم على الصحيحي و ف مسئلة هرقل لب سفيان كما هو ف الصحيح قال كيف هو
فيكم فقال أبو سفيان هو فينا ذو حسب فقال هرقل والرسل تبعث ف أحساب قومها و معناه
أن تكون له ع صبة و شو كة تن عه عي أذى الكفار ح ت يبلغ ر سالة ر به و ي تم مراد ال من
إكمال دي نه و مل ته .و من علمات م أيضا وقوع الوارق ل م شاهدةً ب صدقهم و هي أفعال
يعجز البشر عن مثلها فسميت بذلك معجزةً و ليست من جنس مقدور العباد و إنا تقع ف
غي مل قدرتم و للناس ف كيفية وقوعها و دللتها على تصديق النبياء خلف فالتكلمون
بناء على القول بالفاعل الختار قائلون بأنا و اقعة بقدرة ال ل بفعل النب و إن كانت أفعال
العباد ع ند العتزلة صادرة عن هم إل أن العجزة ل تكون من ج نس أفعال م و ل يس لل نب في ها
عند سائر التكلمي إل التحدي با بأذن ال و هو أن يستدل با النب صلى ال عليه و سلم
قبل وقوعها على صدقه ف مدعاه فإذا وقعت تنلت منلة القول الصريح من ال بأنه صادق و
تكون دللتهسا حينئذ على الصسدق قطعيسة فالعجزة الدالة بجموع الارق و التحدي و لذلك
كان التحدي جزء منها و عبارة التكلمي صفة نفسها و هو واحد لنه معن الذات عندهم و
التحدي هو الفارق بين ها و ب ي الكرا مة و ال سحر إذ ل حا جة فيه ما إل الت صديق فل وجود
للتحدي إل إن و جد اتفاقا و إن و قع التحدي ف الكرا مة ع ند من ييز ها و كا نت ل ا دللة
فإنا هي على الولية و هي غي النبؤة و من هنا منع الستاذ أبو إسحق و غيه وقوع الوارق
كرامة فرارا من اللتباس بالنبؤة عند التحدي بالولية و قد أريناك الغايرة بينهما و إنه يتحدى
بغي ما يتحدى به النب فل لبس على أن النقل عن الستاذ ف ذلك ليس صريا و ربا حل
على إنكار لن تقع خوارق ال نبياء ل م بناء على اخت صاص كل من الفريق ي بوار قه .و أما
العتزلة فالا نع من وقوع الكرا مة عند هم أن الوارق لي ست من أفعال العباد و أفعال م معتادة
فل فرق و أما وقوع ها على يد الكاذب تلبي سا ف هو مال أ ما ع ند الشعر ية فلن صفة ن فس
العجزة التصسديق و الدايسة فلو وقعست بلف ذلك انقلب الدليسل شبهةً و الدايسة ضللةً و
التصديق كذبا و استحالت القائق و انقلبت صفات النفس و ما يلزم من فرض وقوعه الحال
ل يكون مكنا و أ ما ع ند العتزلة فلن وقوع الدل يل شب هة و الدا ية ضللة قب يح فل ي قع من
ال .و أمسا الكماء فالارق عندهسم مسن فعسل النسب و لو كان فس غيس ملس القدرة بناء على
مذهبهسم فس الياب الذاتس و وقوع الوادث بعضهسا عسن بعسض متوقسف عسن السسباب و
الشروط الاد ثة م ستندة أخيا إل الوا جب الفا عل بالذات ل بالختيار و أن الن فس النبو ية
عند هم ل ا خواص ذات ية من ها صدور هذه الوارق بقدر ته و طا عة العنا صر له ف التكو ين و
النب عندهم مبول على التصريف ف الكوان مهما توجه إليها و استجمع لا با جعل ال له
من ذلك و الارق عندهم يقع للنب سواء كان للتحدي أم ل يكن و هو شاهد بصدقه من
حيث دلل ته على ت صرف ال نب ف الكوان الذي هو من خواص الن فس النبو ية ل بأ نه يتنل
منلة القول الصريح بالتصديق فلذلك ل تكون دللتها عندهم قطعيةً كما هي عند التكلمي
و ل يكون التحدي جزأ مسن العجزة و ل يصسح فارقا لاس عسن السسحر و الكرامسة و فارقهسا
عند هم عن ال سحر أن ال نب مبول على أفعال ال ي م صروف عن أفعال ال شر فل يلم ال شر
بوار قه و ال ساحر على ال ضد فأفعاله كل ها شر و ف مقا صد ال شر و فارق ها عن الكرا مة أن
خوارق ال نب م صوصة كال صعود إل ال سماء و النفوذ ف الج سام الكثي فة و إحياء الو تى و
تكل يم اللئ كة و الطيان ف الواء و خوارق الول دون ذلك كتكث ي القل يل و الد يث عن
بعض الستقبل و أمثاله ما هو قاصر عن تصريف النبياء و يأت النب بميع خوارقه و ل يقدر
هو على م ثل خوارق ال نبياء و قد قرر ذلك الت صوفة في ما كتبوه ف طريقت هم و لقنوه ع من
أخبهم و إذا تقرر ذلك فاعلم أن أعظهم العجزات و أشرفها و أوضحها دللة القرآن الكري
النل على نبينا ممد صلى ال عليه و سلم فإن الوارق ف الغالب تقع مغايرةً للوحي الذي
يتلقاه ال نب و يأ ت بالعجزة شاهدة ب صدقه و القرآن هو بنف سه الو حي الد عى و هو الارق
العجز فشاهده ف عينه و ل يفتقر إل دليل مغاير له كسائر العجزات مع الوحي فهو أوضح
دللة لتاد الدليل و الدلول فيه وهذا معن قوله صلى ال عليه و سلم ما من نب من النبياء
إل و أ ت من اليات ما مثله آ من عل يه الب شر و إن ا كان الذي أوتي ته و حيا أو حى إل فأ نا
أرجو أن أكون تابعا يوم القيامة يشي إل أن العجزة مت كانت بذه الثابة ف الوضوح و قوة
الدللة و هو كونا نفس الوحي كان الصدق لا أكثر لوضوحها فكثر الصدق الؤمن و هو
التابع و المة.
و لنذكر الن تفسي حقيقة النبؤة على ما شرحه كثي من الحققي ث نذكر حقيقة الكهانة
ث الرؤيا ث شان العرافي و غي ذلك من مدارك الغيب فنقول
إعلم .أرشدنسا ال و إياك أنسا نشاهسد هذا العال باس فيسه مسن الخلوقات كلهسا على هيئة مسن
الترت يب و الحكام و ر بط ال سباب بال سببات و ات صال الكوان بالكوان و ا ستحالة ب عض
الوجودات إل ب عض ل تنقضسي عجائ به فس ذلك و ل تنت هي غايا ته و أبدأ من ذلك بالعال
الح سوس الثما ن و أولً عال العنا صر الشاهدة ك يف تدرج صاعدا من الرض إل الاء ث
إل الواء ث إل النار متصلً بعضها ببعض و كل واحد منها مستعد إل أن يستحيل إل ما يليه
صاعدا و هابطا و ي ستحيل ب عض الوقات و ال صاعد من ها أل طف م ا قبله إل أن ينت هي إل
عال الفلك و هو ألطف من الكل على طبقات اتصل بعضها ببعض على هيئة ل يدرك الس
من ها إل الركات فقط و با يهتدي بعض هم إل معر فة مقادير ها و أوضاعها و ما ب عد ذلك
من وجود الذوات الت لا هذه الثار فيها ث انظر إل عال التكوين كيف ابتدأ من العادن ث
النبات ث اليوان على هيئة بدي عة من التدر يج آ خر أ فق العادن مت صل بأول أ فق النبات م ثل
الشائش و ما ل بذر له و آخر أفق النبات مثل النخل و الكرم متصل بأول أفق اليوان مثل
اللزون و الصدف و ل يوجد لما إل قوة اللمس فقط و معن التصال ف هذه الكونات أن
آخر أفق منها مستعد بالستعداد الغريب لن يصي أول أفق الذي بعده و اتسع عال اليوان و
تعددت أنواعه و انتهى ف تدريج التكوين إل النسان صاحب الفكر و الروية ترتفع إليه من
عال القدرة الذي اجتمع فيه الس و الدراك و ل ينته إل الروية و الفكر بالفعل و كان ذلك
أول أفق من النسان بعده و هذا غاية شهودنا ث إنا ند ف العوال على اختلفها آثارا متنوعةً
ففي عال الس آثار من حركات الفلك و العناصر و ف عال التكوين آثار من حركة النمو
و الدراك تشهد كلها بأن ل ا مؤثرا مباينا للجسام فهو روحان و يتصل بالكونات لوجود
اتصال هذا العال ف و جودها و لذلك هو النفس الدركة و الحركة و ل بد فوقها من وجود
آ خر يعطي ها قوى الدراك و الر كة و يت صل ب ا أيضا و يكون ذا ته إدرا كا صرفا و تعقلً
مضا و هو عال اللئكة فوجب من ذلك أن يكون للنفس استعداد للنسلخ من البشرية إل
اللكية ليصي بالفعل من جنس اللئكة وقتا من الوقات ف لحة من اللمحات و ذلك بعد أن
تك مل ذات ا الروحان ية بالف عل ك ما نذكره ب عد و يكون ل ا ات صال بال فق الذي بعد ها شأن
الوجودات الرتبة كما قدمناه فلها ف التصال جهتا العلو و السفل و هي متصلة بالبدن من
أ سعف من ها و تكت سب به الدارك ال سية ال ت ت ستعد ب ا للح صو ل على التع قل بالف عل و
مت صلة من ج هة العلى من ها بأ فق اللئ كة و مكت سبة به الدارك العلم ية و الغيب ية فإن عال
الوادث موجود ف تعقلت م من غ ي زمان و هذا على ما قدمناه من الترت يب الح كم ف
الوجود بات صال ذوا ته و قواه بعض ها بب عض ث إن هذه الن فس الن سانية غائ بة عن العيان و
آثارهسا ظاهرة فس البدن فكأنسه و جيسع أجزائه متمعةً و مفترقةً آلت للنفسس و لقواهسا أمسا
الفاعلية فالبطش باليد و الشي بالرجل و الكلم باللسان و الركة الكلية بالبدن متدافعا و أما
الدركة و إن كانت قوى الدراك مرتبة و مرتقيةً إل القوة العليا منها و من الفكرة الت يعب
عنها بالناطقة فقوى الس الظاهرة بآلته من السمع و البصر و سائرها يرتقي إل الباطن و
أوله ال س الشترك و هو قوة تدرك الح سوسات مب صرةً و م سموع ًة وملمو سةً و غي ها ف
حالة واحدة و بذلك فار قت قوة ال س الظا هر لن الح سوسات ل تزد حم علي ها ف الو قت
الواحد ث يؤديه الس الشترك إل اليال و هي قوة تثل الشي الحسوس ف النفس كما هو
مرد عن الواد الارجة فقط و آلة هاتي القوتي ف تصريفهما البطن الول من الدماغ مقدمه
للول و مؤخرة للثان ية ث يرت قي اليال إل الواه ة و الاف ظة فالواه ة لدراك العا ن التعل قة
بالشخ صيات كعداوة ز يد و صداقة عمرو و رح ة الب و افتراس الذئب و الاف ظة لبداع
الدركات كلها متخيلةً و هي لا كالزانة تفظها لوقت الاجة إليها و آلة هاتي القوتي ف
ت صريفهما الب طن الؤ خر من الدماغ أوله للول و مؤخره للخرى ث ترت قي جيع ها إل قوة
الفكر و آلته البطن الوسط من الدماغ و هي القوة الت يقع با حركة الرؤية و التوجه نو
التعقل فتحرك النفس با دائما لا ركب فيها من النوع للتخلص من درك القوة و الستعداد
الذي للبشريسة و ترج إل الفعسل فس تعقلهسا متشبهةً بالل العلى الروحانس و تصسي فس أول
مرا تب الروحانيات ف إدراك ها بغ ي اللت ال سمانية ف هي متحر كة دائما و متوج هة ن و
ذلك و قد تن سلخ بالكل ية من البشر ية و روحانيت ها إل اللك ية من ال فق العلى من غ ي
اكتساب بل با جعل ال فيها من البلة و الفطرة الول ف ذلك.
إن النفوس البشرية على ثلثة أصناف :صنف عاجز بالطبع عن الوصول فينقطع بالركة إل
الهة السفلى نو الدارك السية و اليالية و تركيب العان من الافظة و الواهة على قواني
م صورة و ترت يب خاص ي ستفيدون به العلو م الت صورية و الت صديقية ال ت للف كر ف البدن و
كلها خيال منحصر نطاقه إذ هو من جهة مبدإه ينتهي إل الوليات و ل يتجاوزها و إن فسد
فسد ما بعدها و هذا هو ف الغلب نطاق الدراك البشري ف السمان و إليه تنتهي مدارك
العلماء و ف يه تر سخ أقدام هم .و صنف متو جه بتلك الر كة الفكر ية ن و الع قل الروحا ن و
الدراك الذي ل يفتقسر إل اللت البدنيسة باس جعسل فيسه مسن السستعداد لذلك فيتسسع نطاق
إدرا كه عن الوليات ال ت هي نطاق الدراك الول الب شر ف و ي سرح ف فضاء الشاهدات
الباطنية و هي وجدان كلها نطاق من مبدإها و ل من منتهاها و هذه مدارك العلماء الولياء
أهل العلوم الدينية و العارف الربانية و هي الاصلة بعد الوت لهل السعادة ف البزخ.
الوحي
و صنف مفطور على الن سلخ من البشر ية جلة ج سمانيتها و روحانيت ها إل اللئ كة من
الفسق العلى ليصسي فس لحسة مسن اللمحات ملكا بالفعسل و ي صل له شهود الل العلى ف
أفقهم و ساع الكلم النفسان و الطاب اللي ف تلك اللمحة و هؤلء النبياء صلوات ال
و سلمه عليهم جعل ال لم النسلخ من البشرية ف تلك اللمحة و هي حالة الوحي فطره
فطرهم ال عليها و جبلة صورهم فيها و نزههم عن موانع البدن و عوائقه ما داموا ملبسي
لا بالبشرية با ركب ف غرائزهم من القصد و الستقامة الت ياذون با تلك الوجهة وركز
ف طبائعهم رغبةً ف العبادة تكشف بتلك الوجهة و تسيغ نوها فهم يتوجهون إل ذلك الفق
بذلك النوع من النسلخ مت شاءوا بتلك الفطرة الت فطروا عليها ل باكتساب و ل صناعة
فلذا توجهوا و انسلخوا عن بشريتهم و تلقوا ف ذلك الل العلى ما يتلقونه ،و عاجوا به على
الدارك البشر ية منلً ف قوا ها لك مة التبل يغ للعباد فتارةً ي سمع أحد هم دويا كأ نه ر مز من
الكلم يأخذ منه العن الذي ألقي إليه فل ينقضي الدوي إل و قد وعاه و فهمه و تار ًة يتمثل
له اللك الذي يلقسي إليسه رجلً فيكلمسه و يعسي مسا يقوله و التلقسى مسن اللك و الرجوع إل
الدارك البشرية و فهمه ما ألقي عليه كله كأنه ف لظة واحدة بل أقرب من لح البصر لنه
ليس ف زمان بل كلما تقع جيعا فيظهر كأنا سريعة و لذلك سيت وحيا لن الوحي ف اللغة
السراع و اعلم أن الول و هي حالة الدوي هي رتبة النبياء غي الرسلي على ما حققوه و
ل ياطب هي رتبة النبياء الرسلي و لذلك كانت أكمل من الثانية و هي حالة تثل اللك رج ً
الول و هذا معن الديث الذي فسر فيه النب صلى ال عليه و سلم الوحي لا سأله الارث
بن هشام و قال :ك يف يأت يك الو حي ؟ فقال :أحيانا يأتي ن م ثل صلصلة الرس و هو أشده
علي فيفصم عن و قد وعيت ما قال و أحيانا يتم ثل ل اللك فيكلمن فأعي ما يقول و إنا
كانت الول أشد لنا مبدأ الروج ف ذلك التصال من القوة إل الفعل فيعسر بعض العسر
و لذلك لا عاج فيها على الدارك البشرية اختصت بالسمع و صعب ما سواه و عندما يتكرر
الوحي و يكثر التلقي يسهل ذلك التصال فعندما يعرج إل الدارك البشرية يأت على جيعها
و خصوصا الوضح منها و هو إدراك البصر و ف العبارة عن الوعي ف الول بصيغة الاضي
و ف الثانية بصيغة الضارع لطيفة من البلغة و هي أن الكلم جاء ميء التمثيل لالت الوحي
فم ثل الالة الول بالدوي الذي هو ف التعارف غ ي كلم و أ خب أن الف هم و الو عي يتب عه
غسب انقضائه فناسسب عنسد تصسوير انقضائه و انفصساله العبارة عسن الوعسي بالاضسي الطابسق
للنقضاء و النقطاع و م ثل اللك ف الالة الثان ية بر جل يا طب و يتكلم و الكلم ي ساوقه
الوعي فناسب العبارة بالضارع القتضي للتجدد .واعلم أن ف حالة الوحي كلها صعوبةً على
الملة و شدة قد أشار إلي ها القرآن قال تعال :إ نا سنلقي عل يك قول ثقيل و قالت عائ شة:
كان ما يعان من التنيل شدة و قالت :كان عليه الوحي ف اليوم الشديد البد فيفصم عنه و
أن جبينه ليتف صد عرقا .و لذلك كان يدث ع نه ف تلك الالة من الغي بة و الغط يط ما هو
معروف و سبب ذلك أن الو حي كما قرر نا مفارقة البشر ية إل الدارك اللكية و تل قي كلم
الن فس فيحدث ع نه شدة من مفارقة الذات ذات ا و ان سلخها عنها من أفق ها إل ذلك ال فق
الخر و هذا هو معن الغط الذي عب به ف مبدإ الوحي ف قوله فغطن حت بلغ من الهد ث
أر سلن فقال اقرأ فقلت ما إ نا بقارئ و كذا ثان ية و ثال ثة .ك ما ف الد يث و قسد يف ضي
العتياد بالتدريسج فيسه شيئا فشيئا إل بعسض السسهولة بالقياس إل مسا قبله و لذلك كان تنل
نوم القرآن و سوره و آ يه ح ي كان ب كة أق صر من ها و هو بالدي نة و ان ظر إل ما ن قل ف
نزول سورة براءة ف غزوة تبوك و أنا نزلت كلها أو أكثرها عليه و هو يسي على ناقته بعد
أن كان بكة ينل عليه بعض السورة من قصار الفصل ف وقت و ينل الباقي ف حي آخر و
كذلك كان آخر ما نزل بالدينة آية الدين و هي ما هي ف الطول بعد أن كانت الية تنل
ب كة م ثل آيات الرح ن و الذاريات و الد ثر و الض حى و الفلق و أمثال ا .و اع تب من ذلك
علمة تيز با بي الكي و الدن من السور و اليات و ال الرشد إل الصواب .هذا مصل
أمر النبؤة.
الكهانة
و أما الكهانة فهي أيضا من خواص النفس النسانية و ذلك أنه قد تقدم لنا ف جيع ما مر أن
للنفس النسانية استعدادا للنسلخ من البشرية إل الروحانية الت فوقها و أنه يصل من ذلك
لحة للبشر ف صنف النبياء با فطروا عليه من ذلك و تقرر أنه يصل لم من غي اكتساب و
ل استعانة بشيء من الدارك و ل من التصورات و ل من الفعال البدنية كلما أو حركةً و ل
بأمر من المور إنا هو انسلخ من البشرية إل اللكية بالفطرة ف لظة أقرب من لح البصر و
إذا كان كذلك و كان ذلك ال ستعداد موجودا ف الطبي عة البشر ية فيع طى التق سيم العقلي و
إن هنا صنفا آخر من البشر ناقصا عن رتبة الصنف الول نقصان الضد عن ضده الكامل لن
عدم الستعانة ف ذلك الدراك ضد الستعانة فيه و شتان ما بينهما فإذا أعطي تقسيم الوجود
إل ه نا صنفا آ خر من الب شر مفطورا على أن تتحرك قو ته العقل ية حركت ها الفكر ية بالرادة
عند ما يبعث ها النوع لذلك و هي ناق صة ع نه بالبلة عند ما يعوق ها الع جز عن ذلك تش بث
بأمور جزئ ية م سوسة أو متخيلة كالج سام الشفا فة و عظام اليوانات و سجع الكلم و ما
سنح من طي أو حيوان فيستدي ذلك الحساس أو التخيل مستعينا به ف ذلك النسلخ الذي
يق صده و يكون كالش يع له و هذه القوة ال ت في هم مبدأ لذلك الدراك هي الكها نة و لكون
هذه النفوس مفطورةً على النقص و القصور عن الكمال كان إدراكها ف الزئيات أكثر من
الكليات و لذلك تكون الخيلة فيهم ف غاية القوة لنا آلة الزئيات فتنفذ فيها نفوذا تاما ف
نوم أو يقظة و تكون عندها حاضرةً عتيدةً تضرها الخيلة و تكون لا كالرآة تنظر فيها دائما
و ل يقوى الكا هن على الكمال ف إدراك العقولت لن وح يه من و حي الشيطان و أرفسع
أحوال هذا ال صنف أن ي ستعي بالكلم الذي ف يه ال سجع و الواز نة ليشت غل به عن الواس و
يقوى ب عض الش يء على ذلك الت صال النا قص فيه جس ف قل به عن تلك الر كة و الذي
يشيعها من ذلك الجنب ما يقذفه على لسانه فربا صدق و وافق الق و با كذب لنه يتمم
نقصه بأمر أجنب عن ذاته الدركة و مباين لا غي ملئم فيعرض له الصدق و الكذب جيعا و
ل يكون موثوقا به و ربا يفزع إل الظنون و التخمينات حرصا على الظفر بالدراك بزعمه و
تويها على السائلي و أصحاب هذا السجع هم الخصوصون باسم الكهان لنم أرفع سائر
أصنافهم و قد قال صلى ال عليه و سلم ف مثله هذا من سجع الكهان فجعل السجع متصا
بم بقتضى الضافة و قد قال لبن صياد حي سأله كاشفا عن حاله بالخبار كيف يأتيك
هذا المسر ؟ قال :يأتينس صسادقا و كاذبا فقال :خلط عليسك المسر يعنس أن النبؤة خاصستها
الصدق فل يعتريها الكذب بال لنا اتصال من ذات النب بالل العلى من غي مشيع و ل
استعانة بأجنب و الكهانة لا احتاج صاحبها بسبب عجزه إل الستعانة بالتصورات الجنبية
كانت داخلة ف إدراكه و التبست بالدراك الذي توجه إليه فصار متلطا با و طرقه الكذب
من هذه الهة فامتنع أن تكون نبؤة و إنا قلنا إن أرفع مراتب الكهانة حالة السجع لن معن
السجع أخفه من سائر الغيبات من الرئيات و السموعات و تدل خفة العن على قرب ذلك
التصال و الدراك و البعد فيه عن العجز بعض الشيء و قد زعم بعض الناس أن هذه الكهانة
قد انقطعت منذ زمن النبؤة با وقع من شأن رجم الشياطي بالشهب ب ي يدي البع ثة و أن
ذلك كان لنعهم من خب السماء كما وقع ف القرآن و الكهان إنا يتعرفون أخبار السماء من
الشياطي فبطلت الكهانة من يومئذ و ل يقوم من ذلك دليل لن علوم الكهان كما تكون من
الشياطي تكون من نفوسهم أيضا كما قررناه و أيضا فالية إنا دلت على منع الشياطي من
نوع واحد من أخبار السماء و هو ما يتعلق بب البعثة و ل ينعوا ما سوى ذلك .و أيضا فإنا
كان ذلك النقطاع ب ي يدي النبؤة ف قط و لعل ها عادت ب عد ذلك إل ما كا نت عل يه و هذا
هو الظا هر لن هذه الدارك كل ها ت مد ف ز من النبؤة ك ما ت مد الكوا كب و ال سرج ع ند
وجود الشمس لن النبؤة هي النور العظم الذي يفى معه كل نور و يذهب.
و قد زعم بعض الكماء أنا إنا توجد بي يدي النبؤة ث تنقطع و هكذا كل نبؤة وقعت لن
وجود النبوة ل بد له من وضع فلكي يقتضيه و ف تام ذلك الوضع تام تلك النبؤة الت تدل
عليها و نقص ذلك الوضع عن التمام يقتضي وجود طبيعة من ذلك النوع الذي يقتضيه ناقصة
و هو مع ن الكا هن على ما قررناه فق بل أن ي تم ذلك الو ضع الكا مل ي قع الو ضع النا قص و
يقتضسي وجود الكاهسن إمسا واحدا أو متعددا فإذا تس ذلك الوضسع تس وجود النسب بكماله و
انق ضت الوضاع الدالة على م ثل تلك الطبي عة فل يو جد من ها ش يء ب عد و هذا بناء على أن
بعض الوضع الفلكي يقتضي بعض أثره و هو غي مسلم .فلعل الوضع إنا يقتضي ذلك الثر
بيئته الالصة و لو نقص بعض أجزائها فل يقتضي شيئا ،ل إنه يقتضي ذلك الثر ناقصا كما
قالوه .ث إن هؤلء الكهان إذا عاصروا زمن النبؤة فإنم عارفون بصدق النب و دللة معجزته
لن ل م ب عض الوجدان من أ مر النبؤة ك ما ل كل إن سان من أ مر اليوم و معقوب ية تلك الن سبة
موجودة للكاهن بأشد ما للنائم و ل يصدهم عن ذلك و يوقعهم ف التكذيب إل قوة الطامع
ف أنا نبؤة لم فيقعون ف العناد كما وقع لمية بن أب الصلت فإنه كان يطمع أن يتنبأ و كذا
و قع ل بن صياد و ل سيلمة و غي هم فإذا غلب اليان و انقط عت تلك الما ن آمنوا أح سن
إيان ك ما و قع لطلي حة ال سدي و سواد بن قارب و كان ل ما ف الفتوحات ال سلمية من
الثار الشاهدة بسن اليان.
الرؤيا
و أما الرؤيا فحقيقتها مطالعة النفس الناطقة ف ذاتا الروحانية لحة من صور الواقعات فإنا
عندمسا تكون روحانيسة تكون صسور الواقعات فيهسا موجودة بالفعسل كمسا هسو شأن الذوات
الروحانية كلها و تصي روحانية بأن تتجرد عن الواد السمانية و الدارك البدنية و قد يقع لا
ذلك لحة بسبب النوم كما نذكر فتقتبس با علم ما تتشوف إليه من المور الستقبلة و تعود
بسه إل مداركهسا فإن كان ذلك القتباس ضعيفا و غيس جلي بالحاكاة و الثال فس اليال
لتخلصه فيحتاج .من أجل هذه الحاكاة إل التعبي و قد يكون القتباس قويا يستغن فيه عن
الحاكاة فل يتاج إل تعبي للوصه من الثال و اليال و السبب ف وقوع هذه اللمحة للنفس
أن ا ذات روحان ية بالقوة م ستكملة بالبد ن و مدار كه ح ت ت صي ذات ا تعقلً مضا و يك مل
وجودها بالفعل فتكون حينئذ ذاتا روحانية مدركة بغي شيء من اللت البدنية إل أن نوعها
ف الروحانية دون نوع اللئكة أهل الفق العلى على الذين ل يستكملوا ذواتم بشيء من
مدارك البدن و ل غيه فهذا ال ستعداد حا صل ل ا ما دا مت ف البدن و م نه خاص كالذي
للولياء و م نه عام للب شر على العموم و هو أ مر الرؤ يا .و أ ما الذي لل نبياء فهسو ا ستعداد
بالنسلخ من البشرية إل اللكية الحضة الت هي ،أعلى الروحانيات و يرج هذا الستعداد
فيهم متكررا ف حالت الوحي و هو عندما يعرج على الدارك البدنية و يقع فيها ما يقع من
الدراك يكون شبيها بال النوم شبها بينا و إن كان حال النوم أدون م نه بكث ي فل جل هذا
الشبه عب الشارع عن الرؤيا بأنا جزء من ستة و أربعي جزا من النبؤة و ف رواية ثلثة و
أربع ي و ف روا ية سبعي و ل يس العدد ف جيع ها مق صودا بالذات و إن ا الراد الكثرة ف
تفاوت هذه الراتب بدليل ذكر السبعي ف بعض طرقه و هو للتكثي عند العرب و ما ذهب
إل يه بعضهم ف روا ية ستي و أربع ي من أن الو حي كان ف مبدإه بالرؤ يا ستة أش هر و هي
نصف سنة و مدة النبوة كلها بكة و الدينة ثلث و عشرين سنة فنصف السنة منها جزء من
ستة و أربعي فكلم بعيد من التحقيق لنة إنا وقع ذلك للنب صلى ال عليه و سلم و من أين
لنا أن هذه الدة وقعت لغيه من النبياء مع أن ذلك إنا يعطي نسبة زمن الرؤيا من زمن النبؤة
و ل يعطي حقيقتها من حقيقة النبؤة و إذا تبي لك هذا ما ذكرناه أولً علمت أن معن هذا
الزء نسسبة السستعداد الول الشامسل للبشسر إل السستعداد القريسب الاص بصسنف النسبياء
الفطري لم صلوات ال عليهم إذ هو الستعداد البعيد و إن كان عاما ف البشر و معه عوائق
و موا نع كثية من ح صوله بالف عل و من أع ظم تلك الوا نع الواس الظاهرة فف طر ال الب شر
على ارتفاع حجاب الواس بالنوم الذي هو جبلي لم فتتعرض النفس عند ارتفاعه إل معرفة
ما تتشوف إليه ف عال الق فتدرك ف بعض الحيان منه لحة يكون فيها الظفر بالطلوب و
لذلك جعلها الشارع من البشرات فقال ل يبق من النبؤة إل البشرات قالوا و ما البشرات يا
ر سول ال قال الرؤ يا ال صالة يرا ها الر جل ال صال أو ترى له و أ ما سبب ارتفاع حجاب
الواس بالنوم فعلى مسا أصسفه لك و ذلك أن النفسس الناطقسة إناس إدراكهسا و أفعالاس بالروح
اليوا ن ال سمان و هو بار لط يف مركزه بالتجو يف الي سر من القلب على ما ف ك تب
التشريح لالينوس و غيه و ينبعث مع الدم ف الشريانات و العروق فيعطي الس و الركة،
و سائر الفعال البدن ية و يرت فع لطي فه إل الدماغ فيعدل من برده و ت تم أفعال القوى ال ت ف
بطونه فالنفس الناطقة إنا تدرك و تعقل بذا الروح البخاري و هي متعلقة به لا اقتضته حكمة
التكوين ف أن اللطيف ل يؤثر ف الكثيف و لا لطف هذا الروح اليوان من بي الواد البدنية
ل لثار الذات الباينة له ف جسمانيته وهي النفس الناطقة و صارت آثارها حاصلة ف صار م ً
البدن بواسطته و قد كنا قدمنا أن إدراكها على نوعي إدراك بالظاهر و هو الواس المس و
إدراك بالباطن و هو القوى الدماغية و أن هذا الدراك كله صارف لا عن إدراكها ما فوقها
من ذواتا الروحانية الت هي مستعدة له بالفطرة و لا كانت الواس الظاهرة جسمانية كانت
معرضةً للوسن و الفشل با يدركها من التعب و الكلل و تغشى الروح بكثرة التصرف فخلق
ال لا طلب الستجمام لتجرد الدراك على الصورة الكاملة و إنا يكون ذلك بانناس الروح
اليوا ن من الواس الظاهرة كل ها و رجو عه إل ال س البا طن و يع ي على ذلك ما يغ شى
البدن مسن البد بالليسل فتطلب الرارة الغزيرة أعماق البدن و تذهسب مسن ظاهره إل باطنسه
فتكون مشيعة مركبها و هو الروح اليوان إل الباطن و لذلك كال النوم للبشر ف الغالب إنا
هو بالليل فإذا اننس الروح عن الواس الظاهرة و رجع إل القوى الباطنة و خفت عن النفس
شواغل الس و موانعه و رجعت إل الصورة الت ف الافظة تثل منها بالتركيب و التحليل
صور خيالية و أكثر ما تكون معتادة لنا منتزعة من الدركات التعاهدة قريبا ث ينلا الس
الشترك الذي هو جا مع الواس الظاهرة فيدرك ها على أناء الواس ال مس الظاهرة و رب ا
التفتت النفس لفتة إل ذاتا الروحانية مع منازعتها القوى الباطنية فتدرك بإدراكها الروحان
لنا مفطورة عليه و تقيس من صور الشياء الت صارت متعلقة ف ذاتا حينئذ ث يأخذ اليال
تلك الصور الدركة فيمثلها بالقيقة أو الحاكاة ف القوالب العهودة و الحاكاة من هذه هي
الحتاجة للتعبي و تصرفها بالتركيب و التحليل ف صور الافظة قبل أن تدرك من تلك اللمحة
ما تدركه هي أضغاث أحلم .و ف الصحيح أن النب صلى ال عليه و سلم قال :الرؤيا ثلث
رؤيا من ال و رؤيا من اللك و رؤيا من الشيطان و هذا التفصيل مطابق لا ذكرناه فاللي من
ال و الحاكاة الداعية إل التعبي من اللك و أضغاث الحلم من الشيطان لنا كلها باطل و
الشيطان ينبوع الباطل هذه حقيقة الرؤيا و ما يسببها و يشيعها من النوم و هي خواص للنفس
الن سانية موجودة ف البشر على العموم ل يلو عنها أحد منهم بل كل واحد من النسان
رأى ف نومه ما صدر له ف يقظته مرارا غي واحدة و حصل له على القطع أن النفس مدركة
للغ يب ف النوم و ل بد و إذا جاز ف ذلك ف عال النوم فل يت نع ف غ ي من الحوال لن
الذات الدركة واحدة و خواصها عامة ف كل حال و ال الادي إل الق بنه و فصله.
فصل
و وقوع ما يقع للبشر من ذلك غالبا إنا هو من غي قصد ول قدرة عليه و إنا تكون النفس
متشو قة لذلك الش يء في قع بتلك اللم حة ف النوم لن ا تق صد إل ذلك فتراه و قد و قع ف
كتاب الغاية و غي من كتب أهل الرياضيات ذكر أساء تذكر عند النوم فتكون عنها الرؤيا
في ما يتشوف إل يه و ي سمونا الالوم ية و ذ كر من ها م سلمة ف كتاب الغا ية حالو مة ساها
حالو مة الطباع التام و هو أن يقال ع ند النوم ب عد فراغ ال سر و صحة التو جه هذه الكلمات
العجمية و هي تاغس بعد أن يسواد و غداس نوفنا غادس و يذكر حاجته فإنه يرى الكشف
ل فعل ذلك بعد رياضة ليال ف مأكله و ذكره فتمثل عما يسأل عنه ف النوم .و حكى أن رج ً
له ش خص يقول له إن طبا عك التام ف سأله و أ خبه ع ما كان يتشوف إل يه و قد و قع ل أ نا
بذه الساء مراء عجيبة و اطلعت با على أمور كنت أتشوف عليها من أحوال و ليس ذلك
بدل يل على أن الق صد للرؤ يا يدث ها و إن ا هذه الالومات تدث ا ستعدادا ف الن فس لوقوع
الرؤيسا فإذا قوي السستعداد كال أقرب إل حصسول مسا يسستعد له و للشخسص أن يفعسل مسن
الستعداد ما أحب و ل يكون دليلً على إيقاع الستمد له فالقدرة على الستعداد غي القدرة
على الشيء فاعلم ذلك و تدبره فيما تد من أمثاله و ال الكيم البي.
فصل
ث إنا ند ف النوع النسان أشخاصا يبون بالكائنات قبل وقوعها بطبيعة فيهم يتميز با
صنفهم عن سائر الناس و ل يرجعون ف ذلك إل صناعة و ل يستدلون عليه بأثر من النجوم
و ل من غيها إنا ند مداركهم ف ذلك بقتضى فطرته الت فطروا عليها و ذلك مثل العرافي
و الناظر ين ف الج سام الشفاف ي كالرا يا و ط ساس الاء و الناظر ين ف قلوب اليوانات و
أكباد ها و عظام ها و أ هل الز جر ف الط ي و ال سباع و أ هل الطرق بال صى و البوب من
النطة و النوى و هذه كلها موجودة ف عال النسان ل يسع أحدا جحدها و ل إنكارها و
كذلك الجان ي يل قى على أل سنتهم كلمات من الغ يب في خبون ب ا و كذلك النائم و ال يت
لول موته أو نومه يتكلم بالغيب و كذلك أهل الرياضيات من التصوفة لم مدارك ف الغيب
على سسبيل الكرامسة معروفسة .و ننس الن نتكلم عسن هذه الدراكات كلهسا و نبتدئ منهسا
بالكهانسة ثس نأتس عليهسا واحدةً واحدةً إل آخرهسا و نقدم على ذلك مقدمسة فس أن النفسس
النسسانية كيسف تسستعد لدراك الغيسب فس جيسع الصسناف التس ذكرناهسا و ذلك أناس ذات
روحانيسة موجودة بالقوة إل الفعسل بالبدن و أحواله و هذا أمسر مدرك لكسل أحسد و كسل مسا
بالقوة فله مادة و صورة و صورة هذه النفس الت با يتم وجودها هو عي الدراك و التعقل
ف هي تو جد أولً بالقوة م ستعدة للدراك و التع قل ف هي تو جد أولً بالقوة م ستعدة للدراك و
قبول ال صور الكل ية و الزئ ية ث ي تم نشؤ ها و وجود ها بالف عل ب صاحبة البدن و ما يعود ها
بورود مدركات ا الح سوسة علي ها و ما تنتزع من تلك الدراكات من العا ن الكل ية فتتع قل
ال صور مرة ب عد أخرى ح ت ي صل ل ا الدراك و التع قل بالف عل فت تم ذات ا و تب قى الن فس
كاليول و الصور متعاقبة عليها بالدراك واحدة بعد واحدة و لذلك ند الصب ف أول نشأته
ل يقدر على الدراك الذي ل ا من ذات ا ل بنوم و ل بك شف و ل بغيه ا و ذلك أن صورتا
الت هي عي ذاتا و هي الدراك و التعقل ل تتم بعد بل ل يتم لا انتزاع الكليات ث إذا تت
ذاتا بالفعل حصل لا ما دامت مع البدن نوعان من الدراك إدراك بآلت السم تؤديه إليها
الدارك البدنية و إدراك بذاتا من غي واسطة و هي مجوبة عنه بالنغماس ف البدن و الواس
و بشواغلها لن الواس أبدا جاذبة لا إل الظاهر با فطرت عليه أولً من الدراك السمان
و ربا تنغمس من الظاهر إل الباطن فيتفع حجاب البدن لظةً إما بالاصية الت هي للنسان
على الطلق مثل النوم أو بالاصية الوجودة لبعض البشر مثل الكهانة و الطرق أو بالرياضة
مثل أهل الكشف من الصوفية فتلتفت حينئذ إل الذوات الت فوقها من الل لا بي أفقها و
أفقهم من التصال ف الوجود كما قررنا قبل و تلك الذوات روحانية و هي إدراك مض و
عقول بالفعل و فيها صور الوجودات و حقائقها كما مر فيتجلى فيها شيء من تلك الصور
و تقتبس منها علوما و ربا دفعت تلك الصور الدركة إل اليال فيصرفه ف القوالب العتادة
ث يراجع الس با أدركت إما مردا أو ف قوالبه فتخب به .هذا هو شرح استعداد النفس لذا
الدراك الغيب .و لنرجع إل ما وعدنا به من بيان أصنافه .فأما الناظرون ف الجسام الشفافة
من الرايا و طساس الياه و قلوب اليوان و أكبادها و عظامها و أهل الطرق بالصى و النوى
فكلهم من قبيل الكهان إل أنم أضعف رتبة فيه ف أصل خلقهم لن الكاهن ل يتاج ف رفع
حجاب ال س إل كث ي معاناة و هؤلء يعانو نه بان صار الدارك ال سية كل ها ف نوع وا حد
منها و أشرفها البصر فيعكف على الرئي البسيط حت يبدو له مدركه الذي يب به عنه و ربا
ي ظن أن مشاهدة هؤلء ل ا يرو نه هو ف سطح الرآة و ل يس كذلك بل ل يزالون ينفرون ف
سطح الرآة إل أن يغيب عن البصر و يبدو فيما بينهم و بي سطح الرآة حجاب كأنة غمام
يتم ثل ف يه صور هي مدارك هم فيشيون إل يه بالق صود ل ا يتوجهون إل معرف ته من ن في أو
إثبات فيخسبون بذلك على نوس مسا أدركوه و أمسا الرآة و مسا يدرك فيهسا مسن الصسور فل
يدركونه ف تلك الال و إنا ينشأ لم با هذا النوع الخر من الدراك و هو نفسان ليس من
إدراك الب صر بل يتش كل به الدرك النف سان لل حس ك ما هو معروف و م ثل ذلك ما يعرض
للناظر ين ف قلوب اليوانات و أكباد ها و لناظر ين ف الاء و الط ساس و أمثال ذلك .و قد
شاهدنا من هؤلء من يشغل الس بالبخور فقط ث بالعزائم للستعداد ث يب كما أدرك و
يزعمون أنم يرون الصور متشخصة ف الواء تكي لم أحوال ما يتوجهون إل إدراكه بالثال
و الشارة وغيبة هؤلء عن الس أخف من الولي و العال أبو الغرائب .و أما الزجر و هو
ما يدث من بعض الناس من التكلم بالغيب عند سنوح طائر أو حيوان و الفكر فيه بعد مغيبه
و هي قوة ف النفس تبعث على الرص و الفكر فيما زجر فيه من مرئي أو مسموع و تكون
قوته الخيلة كما قدمناه قوية فيبعثها ف البحث مستعينا با رآه أو سعه فيؤديه ذلك إل إدراك
ما ،ك ما تفعله القوة التخيلة ف النوم و ع ند ركود الواس تتو سط ب ي الح سوس الرئي ف
يقظته و تمعه مع ما عقلته فيكون عنها الرؤيا .و أما الجاني فنفوسهم الناطقة ضعيفة التعلق
بالبدن لف ساد أمزجت هم غالبا و ض عف الروح اليوا ن في ها فتكون نف سه غ ي م ستغرقة ف
الواس و ل منغم سة في ها ب ا شغل ها ف نف سها من أل الن قص و مر ضه و رب ا زاح ها على
التعلق به روحانية أخرى شيطانية تتشبث به و تض عف هذه عن مانعتها فيكون عنه التخبط
فإذا أصابه ذلك التخبط إما لفساد مزاجه من فساد ف ذاتا أو لزاحة من النفوس الشيطانية ف
تعل قه غاب عن ح سه جلة فأدرك ل حة من عال نف سه و الط بع في ها ب عض ال صور و صرفها
اليال و ربا نطق عن لسانه ف تلك الال من غي إرادة النطق وإدراك هؤلء كلهم مشوب
فيه الق بالباطل لنة ل يصل لم التصال و إن فقدوا الس إل بعد الستعانة بالتصورات
الجنب ية ك ما قررناه و من ذلك ي يء الكذب ف هذه الدارك و أ ما العرافون ف هم التعلقون
بذا الدراك و ليسس لمس ذلك التصسال فيسسلطون الفكسر على المسر الذي يتوجهون إليسه و
يأخذون ف يه بال فن و التخم ي بناء على ما يتوهو نه من مبادىء ذلك الت صال و الدراك و
يدعون بذلك معرفة الغيب و ليس منه على القيقة هذا تصيل هذه المور و قد تكلم عليها
السعودي ف مروج الذهب فما صادف تقيقا و ل إصابة و يظهر من كلم الرجل أنه كان
بعيدا عن الرسوخ ف العارف فينقل ما سع من أهله و من غي أهله و هذه الدراكات الت
ذكرناها موجودة كلها ف نوع البشر فقد كان العرب يفزعون إل الكهان ف تعرف الوادث
و يتنافرون إليهم ف الصومات ليعرفوهم بالق فيها من إدراك غيبهم و ف كتب أهل الدب
كثي من ذلك و اشتهر منهم ف الاهلية شق بن أنار بن نزار و سطيح بن مازن بن غسان و
كان يدرج كمسا يدرج الثوب و ل عظسم فيسه إل المجمسة و مسن مشهور الكايات عنهمسا
تأو يل رؤ يا ربي عه بن م ضر و ما أ خباه به ملك الب شة للي من و ملك م ضر من بعد هم و
لظهور النبؤة الحمدية ف قريش و رؤيا الوبذان الت أولا سطيح لا بعث إليه با كسرى عبد
السيح فاخبه بشأن النبؤة و خراب ملك فارس و هذه كلها مشهورة و كذلك العرافون كان
ف العرب منهم كثي و ذكروهم ف أشعارهم قال
و قال الخر
وعراف اليمامة هو رباح بن عجلة و عراف ند البلق السدي .و من هذه الدارك الغيبية ما
يصدر لبعض الناس عند مفارقة اليقظة و التباسه بالنوم من الكلم على الشيء الذي يتشوف
إليه با يعطيه غيب ذلك المر كما يريد و ل يقع ذلك إل ف مبادىء النوم عند مفارقة اليقظة
و ذهاب الختبار فس الكلم فيتكلم كأنسه مبور على النطسق و غايتسه أن يسسمعه و يفهمسه و
كذلك ي صدر عن القتول ي ع ند مفار قة رؤو سهم و أو ساط أبدان م كلم ب ثل ذلك .و ل قد
بلغنا عن بعض البابرة الظالي أن قتلوا من سجونم أشخاصا ليتعرفوا من كلمهم عند القتل
عواقب أمورهم ف أنفسهم فأعلموهم با يستبشع .و ذكر مسلمة ف كتاب الغاية له ف مثل
ذلك أن آدميا إذا جعل ف دن ملوء بدهن السمسم و مكث فيه أربعي يوما يغذى بالتي و
الوز ح ت يذ هب ل مة و ل يب قى م نه إل العروق و شؤون رأ سه فيخرج من ذلك الد فن
فحي يف عليه الواء ييب عن كل شيء يسأل عنه من عواقب المور الاصة و العامة و
هذا ف عل من مناك ي أفعال ال سحرة ل كن يف هم م نه عجائب العال الن سان و من الناس .من
ياول حصول هذا الدرك الغيب بالرياضة فيحاولون بالجاهدة موتا صناعيا بإماتة جيع القوى
البدنية ث مو آثارها الت تلونت با النسق ث تغذيتها بالذ كر لتزداد قوة ف نشئها و يصل
ذلك بمسع الفكسر و كثرة الوع و مسن العلوم على القطسع أنسه إذا نزل الوت بالبدن ذهسب
الس و حجابة و اطلعت الن فس على الغيبات و من هؤلء أهل الرياضة ال سحرية يرتاضون
بذلك ليح صل ل م الطلع على الغيبات و الت صرفات ف العوال و أك ثر هؤلء ف القال يم
النحر فة جنوبا و شالً خ صوصا بلد ال ند و ي سمون هنالك الوك ية و ل م ك تب ف كيف ية
هذه الرياضة كثية و الخبار عنهم ف ذلك غريبة .و أما التصوفة فرياضتهم دينية و عرية عن
هذه القاصد الذمومة و إنا يقصدون جع المة و القبال على ال بالكلية ليحصل لم أذواق
أهل العرفان و التوحيد و يزيدون ف رياضتهم إل المع و الوع التغذية بالذكر فبها تتم و
جهت هم ف هذه الريا ضة ل نه إذا نشأة الن فس على الذ كر كا نت أقرب إل العرفان بال و إذا
عر يت عن الذ كر كا نت شيطان ية و ح صول ما ي صل من معر فة الغ يب و الت صرف لؤلء
التصوفة إنا هو بالعرض و ل يكون مقصودا من أول المر لنه إذا قصد ذلك كانت الوجهة
ف يه لغ ي ال و إن ا هي لق صد الت صرف و الطلع على الغ يب و أخ سر ب ا صفقة فإن ا ف
القي قة شرك قال بعض هم :من آ ثر العرفان للعرفان ف قد قال بالثا ن ف هم يق صدون بوجهت هم
العبود ل لشيء سواه ل إذا حصل ف أثناء ذلك ما يصل فبالعرض و غي مقصود لم و كثي
من هم ي فر م نه إذا عرض له و ل ي فل به و إن ا ير يد ال لذا ته ل لغيه و ح صول ذلك ل م
معروف و يسمون ما يقع لم من الغيب و الديث على الواطر فراسة و كشفا و ما يقع لم
من التصرف كرامة و ليس شيء من ذلك بنكي ف حقهم و قد ذهب إل إنكاره الستاذ أبو
إسحق السفراين و أبو ممد بن أب زيد الالكي ف آخرين فرارا من التباس العجزة بغيها و
العول عل يه ع ند التكلم ي ح صول التفر قة بالتحدي ف هو كاف .و قد ث بت ف ال صحيح أن
رسول ال صلى ال عليه و سلم قال :إن فيكم مدثي و أن منهم عمر و قد وقع للصحابة من
ذلك وقائع معروفة تشهد بذلك ف مثل قول عمر رضي ال عنة يا سارية البل و هو سارية
بن زنيم كان قائدا على بعض جيوش السلمي بالعراق أيام الفتوحات و تورط مع الشتركي
ف معترك و هم بالنزام و كان بقربه جبل يتحيز إليه فرفع لعمر ذلك و هو يطب على النب
بالدي نة فناداه يا سارية ال بل و سعه سارية و هو بكا نه و رأى شخ صه هنالك و الق صة
معروفة و وقع مثله أيضا لب بكر ف وصيته عائشة ابنته رضي ال عنهما ف شأن ما نلها من
أوسق التمر من حديقته ث نبهها على جذاذه لتحوزه عن الورثة فقال ف سياق كلمه و إنا
ها أخواك و أختاك فقالت :إنا هي أساء فمن الخرى ؟ فقال :إن ذا بطن بنت خارجة أراها
جارية فكانت جارية وقع ف الوطإ ف باب ما ل يوز من النحل و مثل هذه الوقائع كثية لم
و لن بعدهم من الصالي و أهل القتداء إل أن أهل التصوف يقولون إنه يقل ف زمن النبؤة
إذ ل يبقى للمريد حالة بضرة النب حت أنم يقولون إن الريد إذا جاء للمدينة النبوية يسلب
حاله ما دام فيها حت يفارقها و ال يرزقنا الداية و يرشدنا إل الق.
و من هؤلء الريد ين من الت صوفة قوم بال يل معتوهون أش به بالجان ي من العقلء و هم مع
ذلك قد صحت ل م مقامات الول ية و أحوال ال صديقي و علم ذلك من أحوال م من يف هم
عنهم من أهل الذوق مع أنم غي مكلفي و يقع لم من الخبار عن الغيبات عجائب لنم ل
يتقيدون بشيء فيطلقون كلمهم ف ذلك و يأتون منه بالعجائب و ربا ينكر الفقهاء أنم على
ش يء من القامات ل ا يرون من سقوط التكل يف عن هم و الول ية ل ت صل إل بالعبادة و هو
غلط فإن ف ضل ال يؤت يه من يشاء و ل يتو قف ح صول الول ية على العبادة و ل غي ها و إذا
كا نت الن فس الن سانية ثاب تة الوجود فال تعال ي صها ب ا شاء من مواه به و هؤلء القوم ل
تعدم نفوسهم الناطقة و ل فسدت كحال الجاني و إنا فقد لم العقل الذي يناط به التكليف
و هي صفة خاصة للنفس و هي علوم ضروية للنسان يشتد با نظره و يعرف أحوال معاشه
و اسستقامة منله و كأنسة إذا ميسز أحوال معاشسه و اسستقامة منله ل يبسق له عذر فس قبول
التكال يف ل صلح معاده و ل يس من ف قد هذه ال صفة بعا قل لنف سه و ل ذا هل عن حقيق ته
فيكون موجود القيقة معدوم العقل التكليفي الذي هو معرفة العاش و ل استحالة ف ذلك و
ل يتوقف اصطفاء ال عباده للمعرفة على شيء من التكاليف و إذا صح ذلك فأعلم أنه ربا
يلتبس حال هؤلء بالجاني الذين تفسد نفوسهم الناطقة و يلتحقون بالبهائم و لك ف تييزهم
علمات منها أن هؤلء البهاليل ل تد لم وجهة أصلً و منها أنم يلقون على البله من أول،
نشأتم و الجاني يعرض لم النون بعد مدة من العمر لعوارض بدنية طبيعية فإذا عرض لم
ذلك و ف سدت نفو سهم الناط قة ذهبوا بالي بة و من ها كثرة ت صرفهم ف الناس بال ي و ال شر
لن م ل يتوقفون على إذن لعدم التكل يف ف حق هم و الجان ي ل ت صرف ل م و هذا ف صل
انتهى بنا الكلم إليه و ال الرشد للصواب.
و قسد يزعسم بعسض الناس أن هنسا مدارك للغيسب مسن دون غيبسة عسن السس فمنهسم النجمون
القائلون بالدللت النجومية و مقتضى أوضاعها ف الفلك و آثارها ف العناصر و ما يصل
من المتزاج ب ي طباعها بالتنا ظر و يتأدى من ذلك الزاج إل الواء و هؤلء النجمون لي سوا
من الغ يب ف ش يء إن ا هي ظنون حد سية و تمينات مبن ية على التأث ي النجوم ية و ح صول
الزاج منه للهواء مع مزيد حدس يقف به الناظر على تفصيله ف الشخصيات ف العال كما
قاله بطليموس و ننسنسبي بطلن ذلك فس مله إن شاء ال و هؤلء لو ثبست فغايتسه حدس و
تمي و ليس ما ذكرناه ف شيء .و من هؤلء قوم من العامة استنبطوا لستخراج الغيب و
تعرف الكائنات صناعة سوها خط الرمل نسبة إل الادة الت يضعون فيها عملهم و مصول
هذه ال صناعة أن م صيوا من الن قط أشكالً ذات أر بع مرا تب تتلف باختلف مراتب ها ف
الزوجية و الفردية و استوائها فيهما فكالت ستة عشر شكلً لنا إن كانت أزواجا كلها أو
أفرادا كل ها فشكلن و إن كان الفرد فيه ما ف مرت بة واحدة ف قط فأرب عة أشكال و إن كان
الفرد ف مرتبت ي ف ستة أشكال و إن كان ف ثلث مرا تب فأرب عة أشكال جاءت ستة ع شر
شكل ميزو ها كل ها بأ سائها و أنواع ها إل سعود و نوس شأن الكوا كب و جعلوا ل ا ستة
ع شر بيتا طبيع ية يزعم هم و كأن ا البوج الث نا ع شر ال ت للفلك و الوتاد الرب عة و جعلوا
لكل شكل منها بيتا و خطوطا ،و دللة على صنف من موجودات عال العناصر يتص به و
ا ستنبطوا من ذلك ف نا حاذوا به فن النجا مة و نوع ف صائه إل أن أحكام النجا مة م ستندة إل
أوضاع طبيعية كما يزعم بطليموس و هذه إنا مستندها أوضاع تكيمية و أهواء اتفاقية و ل
دليل يقوم على شيء منها و يزعمون أن أصل ذلك من النبؤات القدية ف العال و ربا نسبوها
إل دانيال أو إل إدر يس صلوات ال عليهما شأن الصنائع كلها و رب ا يدعون مشروعيت ها و
يتجون بقوله صلى ال عليه و سلم :كان نب يط فمن وافق خطة فذاك و ليس ف الديث
دليل على مشروعية خط الرمل كما يزعمه بعض من ل تصيل لديه لن معن الديث كان
نب يط فيأتيه الوحي عند ذلك الط و ل استحالة ف أن يكون ذلك عادة لبعض النبياء فمن
وافق خطة ذلك النب فهو ذاك أي فهو صحيح من بي الط با عضده من الوحي لذلك النب
الذي كا نت عاد ته أن يأت يه الو حي ع ند ال ط و أ ما إذا أ خذ ذلك من ال ط مردا من غ ي
موافقة وحي فل و هذا معن الديث و ال أعلم .فإذا أرادوا استخراج مغيب بزعمهم عمدوا
إل قرطاس أو ر مل أو دق يق فوضعوا الن قط سطورا على عدد الرا تب الر بع ث كرروا ذلك
أربع مرات فتجيء ستة عشر سطرا ث يطرحون النقط أزواجا و يضعون ما بقى من كل سطر
زوجا كان أو فردا ف مرتبته على الترتيب فتجيء أربعة أشكال يضعونا ف سطر متتالية ث
يولدون منها أربعة أشكال أخرى من جالب العرض باعتبار كل مرتبة و ما قابلها من الشك
الذي بإزائه و ما يت مع منه ما من زوج أو فرد فتكون ثان ية أشكال موضو عة ف سطر ث
يولدون من كل شكلي شكلً تتهما باعتبار ما يتمع ف كل مرتبة من مراتب الشكلي أيضا
من زوج أو فرد فتكون أرب عة أخرى تت ها ث يولدون من الرب عة شكل ي كذلك تت ها من
الشكلي شكلً كذلك تتهما ث من هذا الشكل الامس عشر مع الشكل الول شكلً يكون
أخر الستة عشر ث يكمون على الط كله با اقتضته أشكاله من السعودة و النحوسة بالذات
و الن ظر و اللول و المتزاج و الدللة على أ صناف الوجودات و سائر ذلك تكما غريبا و
كثرت هذه الصناعة ف العمران و وضعت فيها التآليف و اشتهر فيها العلم من التقدمي و
التأخر ين و هي كما رأيت ت كم و هوى و التحق يق الذي ينب غي أن يكون نصب فكرك أن
الغيوب ل تدرك ب صناعة الب تة و ل سبيل إل تعرف ها إل للخواص من الب شر الفطور ين على
الرجوع من عال الس إل عال الروح و لذلك يسمى النجمون هذا الصنف كلهم بالزهريي
نسبة إل ما تقتضيه دللة الزهرة بزعمهم ف أصل مواليدهم على إدراك الغيب فالط و غيه
من هذه أن كان الناظر فيه من أهل هذه الاصية و قصد بذه المور الت ينظر فيها من النقط
أو العظام أو غي ها إشغال ال س لتر جع الن فس إل عال الروحانيات ل ظة ما ،ف هو من باب
الطرق بالصسى و النظسر فس قلوب اليوانات و الرايسا الشفافسة كمسا ذكرناه .و أن ل يكسن
كذلك و إنا قصد معرفة الغيب بذه الصناعة و أنا تفيده ذلك فهذر من القول و العمل و ال
يهدي مسن يشاء .و العلمسة لذه الفطرة التس فطسر عليهسا أهسل هذا الدراك الغيسب أنمس عنسد
توجههسم إل تعرف الكائنات يعتريهسم خروج عسن حالتهسم الطبيعيسة كالتثاؤب و التمطسط و
مبادىء الغيبة عن الس و يتلف ذلك بالقوة و الضعف على اختلف وجودها فيهم فمن ل
توجد له هذه العلمة فليس من إدراك الغيب ف شيء و إنا هو ساع ف تنفيق كذبه.
فصل
و منهم طوائف يضعون قواني لستخراج الغيب ليست من الطور الول الذي هو من مدارك
الن فس الروحان ية و ل من الدس الب ن على تأثيات النجوم ك ما زع مه بطليموس و ل من
الظن و التخمي الذي ياول عليه العرافون و إنا هي مغالط يعلونا كالصائد لهل العقول
الستضعفة و لست أذكر من ذلك إل ما ذكره الصنفون و ولع به الواص فمن تلك القواني
الساب الذي يسمونه حساب النيم و هو مذكور ف آخر كتاب السياسة النسوب لرسطو
يعرف به الغالب من الغلوب ف التحاربي من اللوك و هو أن تسب الروف الت ف اسم
أحدها بساب المل الصطلح عليه ف حروف أبد من الواحد إل اللف آحادا و عشرات
و مئي وألوفا فإذا حسبت السم و تصل لك منه عدد فاحسب اسم الخر كذلك ث اطرح
من كل وا حد منه ما ت سعة و اح فظ بق ية هذا و بق ية هذا ث ان ظر ب ي العدد ين الباقي ي من
حسساب السسي فإن كان العددان متلفيس فس الكميسة وكانسا معسا زوجيس أو فرديسن معا.
فصاحب القل منهما هو الغالب و إن كان أحدها زوجا و الخر فردا فصاحب الصغر هو
الغالب و أن كانا متساويي ف الكمية و ها معا زوجان فالطلوب هو الغالب و إن كانا معا
فردين فالطالب هو الغالب و يقال هنالك بيتان ف هذا العمل اشتهرا بي الناس و ها:
و أكثرها عند التحالف غالب أرى الزوج و الفراد يسمو اقلها
و عند استواء الفرد يغلب طالب و يغلب مطلوب إذا الزوج يستوي
ث وضعوا لعرفة ما بقى من الروف بعد طرحها بتسعة قانونا معروفا عندهم ف طرح تسعة
و ذلك أنم جعوا الروف الدالة على الواحد ف الراتب الربع و هي (ا) الدالة على الواحد
وهسي (ي) الدالة على العشرة و هسي واحسد فس مرتبسة العشرات و(ق) الدالة على الائة لناس
واحد ف مرتبة الئي و (ش) الدالة على اللف لنا واحد ف منلة اللف و ليس بعد اللف
عدد يدل عليه بالروف لن الشي هي آخر حروف أبد ث رتبوا هذه الحرف الربعة على
نسق الراتب فكان منها كلمة رباعية و هي (ايقش) ث فعلوا ذلك بالروف الدالة على اثني
ف الراتب الثلث و أسقطوا مرتبة اللف منها لنا كانت آخر حروف أبد فكان مموع
حروف الثني ف الراتب الثلث ثلثة حروف و هي (ب) الدالة على اثني ف الحاد و (ك)
الدالة على اثن ي ف العشرات و هي عشرون و (ر) الدالة على اثن ي ف الئ ي و هي مائتان و
صيوها كلمة واحدة ثلثة على نسق الراتب و هي بكر ث فعلوا ذلك بالروف الدالة على
ثلثة فنشأت عنها كلمة جلس و كذلك إل آخر حروف أبد و صارت تسع كلمات ناية
عدد الحاد و هي اي قش ب كر جلس د مت ه نث و صخ ز عد ح فظ ط ضغ مرت بة على توال
العداد و لكل كلمة منها عددها الذي هي ف مرتبته فالواحد لكلمة ايقش و الثنان لكلمة
بكر و الثلثة لكلمة جلس و كذلك إل التاسعة الت هي طضغ فتكون لا التسعة فإذا أرادوا
طرح السم بتسعة نظروا كل حرف منه ف أي كلمة هو من هذه الكلمات و أخذوا عددها
مكانه ث جعوا العداد الت يأخذونا بدلً من حروف السم فإن كانت زائدة على التسمية
أخذوا ما ف ضل عن ها و إل أخذوه ك ما هو ث يفعلون كذلك بال سم ال خر و ينظرون ب ي
الارجي با قدمناه و السر ف هذا بي و ذلك أن الباقي من كل عقد من عقود العداد بطرح
تسعة إنا هو واحد فكأنه يمع عدد العقود خاصة من كل مرتبة فصارت أعداد العقود كأنا
آحاد فل فرق ب ي الثن ي و العشر ين و الائت ي و اللف ي و كل ها اثن ي و كذلك الثل ثة و
الثلثون و الثلثائة و الثلثسة اللف كلهسا ثلثةً ثلث ًة فوضعست العداد على التوال دالة على
أعداد العقود ل غي و جعلت الروف الدالة على أصناف العقود ف كل كلمة من الحاد و
العشرات و الئ ي و اللوف و صار عدد الكل مة الوضوع علي ها نائبا عن كل حرف في ها
سواء دل على الحاد أو العشرات أو الئ ي فيؤ خذ عدد كل كل مة عوضا من الروف ال ت
فيها و تمع كلها إل آخرها كما قلناه هذا هو العمل التداول بي الناس منذ المر القدي و
كان ب عض من لقيناه من شيوخ نا يرى أن ال صحيح في ها كلمات أخرى ت سعة مكان هذه و
متوالية كتواليها و يفعلون با ف الطرح بتسعة مثل ما يفعلونه بالخرى سواء و هي هذه ارب
يسسقك جزلط مدوص هسف تذن عسش خسع ثضسظ تسسع كلمات على توال ،العدد و لكسل
كلمة منها عددها الذي ف مرتبته فيها الثلثي و الرباعي و الثنائي و ليست جارية على أصل
مطرد كما تراه ل كن كان شيوخنا ينقلونا عن شيخ الغرب ف هذه العارف من السيمياء و
أسرار الروف و النجامة و هو أبو العباس بن البناء و يقولون عنه أن العمل بذه الكلمات ف
طرح حساب النيم أصح من العمل بكلمات ايقش و ال يعلم كيف ذلك و هذه كلها مدارك
للغ يب غ ي معروف أر سطو ع ند الحقق ي ل ا ف يه من الراء البعيدة عن التحق يق و البهان
يشهد لك بذلك تصفحه إن كنت من أهل الرسوخ .و من هذه القواني الصناعية لستخراج
الغيوب فيمسا يزعمون الزايرجسة السسماة بزايرجسة العال ،العزوة إل أبس العباس سسيدي أحدس
ال سبت من أعلم الت صوفة بالغرب كان ف آ خر الائة ال سادسة برا كش و لع هد أ ب يعقوب
الن صور من ملوك الوحد ين و هي غري بة الع مل صناعة .و كث ي من الواص يولعون بإفادة
الغيسب منهسا بعملهسا العروف اللغوز فيحرضون بذلك على حسل رمزه و كشسف غامضسه .و
صورتا الت يقع العمل عندهم فيها دائرة عظيمة ف داخلها دوائر متوازية للفلك و العناصر و
الكونات و الروحانيات و غيس ذلك مسن أصسناف الكائنات و العلوم و كسل دائرة مقسسومة
س العناصسر أو غيهاس و خطوط كسل قسسم مارة إل الركسز و س البوج و إم ا
بأقسسام فلكهسا إم ا
يسمونا الوتار و على كل وتر حروف متتابعة موضوعة فمنها برشوم الزمام الت هي أشكال
العداد ع ند أ هل الدواو ين و ال ساب بالغرب لذا الع هد و من ها برشوم الغبار التعار فة ف
داخسل الزايرجسة و بيس الدوائر أسساء العلوم و مواضسع الكوان و على ظاهسر الدوائر جدول
متك ثر البيوت التقاط عة طولً و عرضا يشت مل على خ سة و خ سي بيتا ف العرض و مائة و
واحسد و ثلثيس فس الطول جوانسب منسه معمورة البيوت تارة بالعدد و أخرى بالروف و
جوا نب خال ية البيوت و ل تعلم ن سبة تلك العداد ف أو ضاع ها و ل الق سمة ال ت عي نت
البيوت العامرة مسن الاليسة و حافات الزايزجسة أبيات مسن عروض الطويسل على روي اللم
النصوبة تتضمن صورة العمل ف استخراج الطلوب من تلك الزايرجة إل أنا من قبيل اللغاز
ف عدم الوضوح و اللء و ف بعض جوانب الزايرجة بيت من الشعر منسوب لبعض أكابر
أهل الدثان بالغرب و هو مالك بن وهيب من علماء أشبيلية كان ف الدولة اللمتونية و نص
البيت
غرائب شك ضبطه الد مثل سؤال عظيم اللق حزت فصن إذن
و هو البيت التداول عندهم ف العمل لستخراج الواب من السؤال ف هذه الزايرجة و غيها
فإذا أرادوا استخراج الواب عما يسأل عنه من السائل كتبوا ذلك السؤال و قطعوه حروفا
ث أخذوا الطالع لذلك الو قت من بروج الفلك و درج ها و عمدوا إل الزاير جة ث إل الو تر
الكت نف في ها بالبج الطالع من أوله مارا إل الر كز ث إل م يط الدائرة قبالة الطالع فيأخذون
ج يع الروف الكتو بة عل يه من أوله إل آخره و العداد الر سومة بينه ما و ي صيونا حروفا
بساب المل و قد ينقلون آحادها إل العشرات و عشراتا إل الئي و بالعكس فيهما كما
يقتضيه قانون العمل عندهم و يضعونا مع حروف السؤال و يضيفون إل ذلك جيع ما على
الو تر الكت نف بالبج الثالث من الطالع من الروف و العداد من أوله إل الركسز فقسط ل
يتجاوزونه إل الحيط و يفعلون بالعداد ما فعلوه بالول و يضيفونا إل الروف الخرى ث
يقطعون حروف الب يت الذي هو أ صل الع مل و قانو نه عند هم و هو ب يت مالك بن وه يب
التقدم و يضعون ا ناح ية ث يضربون عدد درج الطالع ف أس البج و أ سه عند هم هو ب عد
البج عن آخر الراتب عكس ما عليه الس عند أهل صناعة الساب فانه عندهم البعد عن
أول الرا تب ث يضربو نه ف عدد آ خر ي سمونه الس ال كب و الدور ال صلي و يدخلون ب ا
تمع لم من ذلك ف بيوت الدول على قواني معروفة و أعمال مذكورة و أدوار معدودة و
ي ستخرجون من ها حروفا و ي سقطون أخرى و يقابلون ب ا مع هم ف حروف الب يت و ينقلون
منه ما ينقلون إل حروف السؤال و ما معها ث يطرحون تلك الروف بأعداد معلومة يسمونا
الدوار و يرجون ف كل دور الرف الذي ينت هي عنده الدور و يعاودون ذلك بعدد الدوار
العينسة عندهسم لذلك فيخرج آخرهسا حروف متقطعسة و تؤلف على التوال فتصسي كلمات
منظو مة ف ب يت وا حد على وزن الب يت الذي يقا بل به الع مل و رو يه و هو ب يت مالك ا بن
وهيب التقدم حسبما نذكر ذلك كله ف فصل العلوم عند كيفية العمل بذه الزايرجة و قد
رأي نا كثيا من الواص يتهافتون على ا ستخراج الغ يب من ها بتلك العمال و ي سبون أن ما
و قع من مطاب قة الواب لل سؤال ف توا فق الطاب دل يل على مطاب قة الوا قع و ل يس ذلك
ب صحيح ل نه قد مر لك أن الغ يب ل يدرك بأ مر صناعي الب تة و إن ا الطاب قة ال ت في ها ب ي
الواب و السسؤل مسن حيسث الفهام و التوافسق فس الطاب حتس يكون الواب مسستقيما أو
موافقا لل سؤال و وقوع ذلك ف هذه ال صناعة ف تك سي الروف الجتم عة من ال سؤال و
الوتار و الدخول فس الدول بالعداد الجتمعسة مسن ضرب العداد الفروضسة و اسستخراج
الروف مسن الدول بذلك و طرح أخرى و معاودة ذلك فس الدوار العدودة و مقابلة ذلك
كله بروف البيت على التوال غي مستنكر و قد يقع الطلع من بعض الذكياء على تناسب
بيس هذه الشياء فيقسع له معرفسة الجهول فالتناسسب بيس الشياء هسو سسبب الصسول على
الجهول من العلوم الاصل للنفس و طريق لصوله سيما من أهل الرياضة فإنا تفيد العقل
قوة على القياس و زيادة ف الفكر و قد مر تعليل ذلك غي مرة و من أجل هذا العن ينسبون
هذه الزايرجة ف الغالب لهل الرياضة فهي منسوبة للسبت و لقد وقفت على أخرى منسوبة
لسهل بن عبد ال و لعمري إنا من العمال الغريبة و العاناة العجيبة .و الواب الذي يرج
منها فالسر ف خروجه منظوما يظهر ل إنا هو القابلة بروف ذلك البيت و لذا يكون النظم
على وزنه و رويه و يدل عليه أنا و جدنا أعمالً أخرى لم ف مثل ذلك أسقطوا فيها القابلة
بالبيت فلم يرج الواب منظوما كما تراه عند الكلم على ذلك ف موضعه و كثي من الناس
تضيق مداركهم عن التصديق بذا العمل و نفوذه إل الطلوب فينكر صحتها و يسب أنا من
التخيلت و اليهامات و أن صاحب الع مل ب ا يث بت حروف الب يت الذي ينظ مه ك ما ير يد
ب ي أثناء حروف ال سؤال و أن الوتار و يف عل تلك ال صناعات على غ ي ن سبة و ل قانون ث
ي يء بالب يت و يو هم أن الع مل جاء على طريق ي منضب طة و هذا ال سبان تو هم فا سد ح ل
عليه العقول عن فهم التناسب بي الوجودات و العدومات و التفاوت بي الدارك و العقول و
لكن من شأن كل مدرك إنكار ما ليس ف طوقه إدراكه و يكفينا ف رد ذلك مشاهدة العمل
بذه الصناعي و الدس القطعي فإنا جاءت بعمل مطرد و قانون صحيح ل مرية فيه عند من
يباشسر ذلك منس له ذكاء و حدس و إذا كان كثيس مسن العاياة فس العدد الذي هسو أوضسح
الواضحات يعسر على الفهم إدراكه لبعد النسبة فيه و خفائها فما ظنك بثل هذا مع خفاء
النسبة فيه و غرابتها فلنذكر مسئلة من العاياة يتضح لك با شيء ما ذكرنا مثاله لو قيل لك
أخذت عددا من الدرا هم و اج عل بإزاء كل در هم ثل ثة من الفلوس ث ال مع الفلوس ال ت
أخذت و اشتر با طائرا ث اشتر بالدراهم كلها طيورا بسعر ذلك الطائر فكم الطيور الشتراة
بالدراهسم فجوابسه أن تقول هسي تسسعة لنسك تعلم أن فلوس الدراهسم أربعسة و عشرون و أن
الثلثة ثنها و أن عدة أثان الواحد ثانية فإذا جعت الثمن من الدراهم إل الثمن الخر فكان
كله ثن طائر فهي ثانية طيور عدة أثان الواحد و تزيد على الثمانية طائرا آخر و هو الشترى
بالفلوس الأخوذة أولً و على سعر اشتر يت بالدرا هم فتكون ت سعة فأ نت ترى ك يف خرج
لك الواب الضمر بسر التناسب الذي بي أعداد السئلة و الوهم أول ما يلقي إليك هذه و
أمثالا إنا يعله من قبيل الغيب الذي ل يكن معرفته و ظهر أن التناسب بي المور هو الذي
يرج مهولاس مسن معلومهسا و هذا إناس هسو فس الواقعات الاصسلة فس الوجود أو العلم و أمسا
الكائنات ال ستقبلة إذا ل تعلم أ سباب وقوع ها و ل يث بت ل ا خب صادق عن ها ف هو غ يب ل
ي كن معرف ته ل إذا تبي لك ذلك فالعمال الواق عة ف الزاير جة كل ها إن ا هي ف ا ستخراج
الواب من ألفاظ ال سؤال لن ا ك ما رأ يت ا ستنباط حروف على ترت يب من تلك الروف
بعينها على ترتيب آخر و سر ذلك إنا هو من تناسب بينهما يطلع عليه بعض دون بعض فمن
عرف ذلك التناسب تيسر عليه استخراج ذلك الواب يتلك القواني و الواب يدل ف مقام
آخر من حيث موضوع ألفاظه و تراكيبه على وقوع أحد طرف السؤال من نفي أو إثبات و
ليس هذا من القام الول بل إنا يرجع لطابقة الكلم لا ف الارج و ل سبيل إل معرفة ذلك
من هذه العمال بل البشر مجوبون عنه و قد استأثر ال بعلمه و ال يعلم و أنتم ل تعلمون.
الباب الثانا فا العمران البدوي و المام الوحشياة و القبائل و ماا يعرض فا ذلك مان
الحوال و فيه فصول و تهيدات الفصل الول ف أن أجيال البدو و الضر طبيعية
إعلم أن اختلف الجيال ف أحوالم إنا هو باختلف نلتهم ف العاش فإن اجتماعهم إنا هو
للتعاون على تصيله و البتداء با هو ضروري منعه و نشيطه قبل الاجي و الكمال فمنهم
من ي ستعمل الفلح من الغرا سة و الزرا عة و من هم من ينت حل القيام على اليوان من الغ نم و
البقسر و العسز و النحسل و الدود لنتاجهسا واسستخراج فضلتاس و هؤلء القائمون على الفلح و
اليوان تدعو هم الضرورة و ل بد إل البدو ل نه متسع ل ا ل يتسع له الواضر من الزارع و
الفدن و السارح للحيوان و غي ذلك فكان اختصاص هؤلء بالبدو أمرا ضروريا لم و كان
حينئذ اجتماعهم و تعاون م ف حاجات م و معاشهم و عمرانم من القوت و ال كن و الد فء
إن ا هو بالقدار الذي ي فظ الياة و ي صل بل غة الع يش من غ ي مز يد عل يه للع جز ع ما وراء
ذلك ث إذا ات سعت أحوال هؤلء النتحل ي للمعاش و ح صل ل م ما فوق الا جة من الغ ن و
الر فه دعا هم ذلك إل ال سكون و الدعسة و تعاونوا ف الزائد على الضرورة و اسستكثروا من
القوات و اللبس و التأنق فيها و توسعة البيوت و اختطاط الدن و المصار للتحضر ث تزيد
أحوال الرفه و الدعة فتجيء عوائد الترف البالغة مبالغها ف التأنق ف علج القوت و استجادة
الطابخ و التقاء اللبس الفاخرة ف أنواعها من الرير و الديباج و غي ذلك و معالة البيوت
و الصروح و إحكام وضعها ف تنجيدها و النتهاء ف الصنائع ف الروج من القوة إل الفعل
إل غايت ها فيتخذون الق صور و النازل و يرون في ها الياه و يعالون ف صرحها و يبالغون ف
تنجيدها و يتلفون ف استجادة ما يتخذونه لعاشهم من ملبوس أو فراش أو آنية أو ماعون و
هؤلء هم ال صر و معناه الاضرون أ هل الم صار و البلدان و من هؤلء من ينت حل معا شه
الصنائع و منهم من ينتحل التجارة و تكون مكاسبهم أنى و أرفه من أهل البدو لن أحوالم
زائدة على الضروري و معاشهم على نسبة و جدهم فقد تبي أن أجيال البدو و الضر طبيعية
ل بد منها كما قلناه.
الفصل الثالث ف أن البدو أقدم من الضر و سابق عليه و أن البادية أصل العمران و
المصار مدد لا
قد ذكرنا أن البدو هم القتصرون على الضروري ف أحوالم العاجزون عما فوقه و أن الضر
العتنون باجات الترف و الكمال ف أحوال م و عوائد هم و ل شك أن الضروري أقدم من
الاجسي و الكمال و سسابق عليسه و لن الضروري أصسل و الكمال فرع ناشىء عنسه فالبدو
أصسل الدن و الضسر ،و سسابق عليهمسا لن أول مطالب النسسان الضروري و ل ينتهسي إل
ل فخشو نة البداوة ق بل رقة الضارة و لذا ن دالكمال و الترف إل إذا كان الضروري حا ص ً
التمدن غا ية للبدوي يري إلي ها و ينت هي ب سعيه إل مقتر حه من ها و م ت ح صل على الرياش
الذي يصسل له بسه أحوال الترف و عوائده عاج إل الدعسة و أمكسن نفسسه إل قياد الدينسة و
هكذا شأن القبائل التبد ية كل هم و الضري ل يتشوف إل أحوال الباد ية إل لضرورة تدعوه
إليها أو لتقصي عن أحوال أهل مدينته و ما يشهد لنا أن البدو أصل للحضر و متقدم عليه أنا
إذا فتشنا أهل مصر من المصار و جدنا أولية أكثرهم من أهل البدو الذين بناحية ذلك الصر
و عدلوا إل الدعسة و الترف الذي فس الضسر و ذلك يدل على أن أحوال الضارة ناشئة عسن
أحوال البداوة و أنا أصل لا فتفهمه .ث إن كل واحد من البدو و الضر متفاوت الحوال
من جنسه فرب حي أعظم من حي و قبيلة أعظم من قبيلة و مصر أوسع من مصر و مدينة
أكثر عمرانا من مدينة فقد تبي أن وجود البدو متقدم على وجود الدن و المصار و أصل لا
با أن وجود الدن و المصار من عوائد الترف و الدعة الت هي متأخرة عن عوائد الضروري
العاشية و ال أعلم.
الفصل السادس ف أن معاناة أهل الضر للحكام مفسدة للبأس فيهم ذاهبة بالنعة منهم
و ذلك أ نه ل يس كل أ حد مالك أ مر نف سه إذ الرؤ ساء و المراء الالكون ل مر الناس قل يل
بالن سبة إل غي هم ف من الغالب أن يكون الن سان ف مل كة غيه ،و ل بد فإن كا نت الل كة
رفي قة و عادلة ل يعا ن من ها ح كم و ل م نع و صد كان الناس من ت ت يد ها مدل ي ب ا ف
أنفسهم من شجاعة أو جب واثقي بعدم الوازع حت صار لم الذلل جبلة ل يعرفون سواها
و أما إذا كانت اللكة و أحكامها بالقهر و السطوة و الخافة فتكسر حينئذ من سورة بأسهم
و تذ هب الن عة عن هم ل ا يكون من التكا سل ف النفوس الضطهدة ك ما نبينه و قد ن ى ع مر
سعدا رضي ال عنهما عن مثلها لا أخذ زهرة بن حوبة سلب الالنوس و كانت قيمته خسة
و سبعي ألفا من الذ هب و كان أت بع الالنوس يوم القاد سية فقتله و أ خذ سلبه فانتز عه م نه
سعد و قال له هل انتظرت ف أتباعه إذن و كتب إل عمر يستأذنه فكتب إليه عمر تعمد إل
مثل زهرة و قد صلى با صلى به و بقى عليك ما بقى من حربك و تكسر فوقه و تفسد قلبه
و أم ضى له ع مر سلبه و أ ما إذا كا نت الحكام بالعقاب فمذه بة للبأس بالكل ية لن وقوع
العقاب به و ل يدافع عن نف سه يك سبه الذلة الت تك سر من سورة بأ سه بل شك و أما إذا
كا نت الحكام تأديب ية و تعليم ية و أخذت من عند ال صبا أثرت ف ذلك ب عض الش يء لرباه
على الخافة و النقياد فل يكون مدلً ببأسه و لذا ند التوحشي من العرب أهل البدو أشد
بأ سا م ن تأخذه الحكام و ن د أيضا الذ ين يعانون الحكام و ملكت ها من لدن مربا هم ف
التأديب و التعليم ف الصنائع و العلوم و الديانات ينقص ذلك من بأسهم كثيا و ل يكادون
يدفعون عن أنفسهم عادية بوجه من الوجوه و هذا شأن طلبة العلم النتحلي للقراءة و الخذ
عن الشايخ و الية المارسي للتعليم و التأديب ف مالس الوقار و اليبة فيهم هذه الحوال و
ذهاب ا بالن عة و البأس .و ل ت ستنكر ذلك ب ا و قع ف ال صحابة من أخذ هم بأحكام الد ين و
الشريعة و ل ينقص ذلك من بأسهم بل كانوا أشد الناس بأسا لن الشارع صلوات ال عليه
ل ا أ خذ ال سلمون ع نه دين هم كان وازع هم ف يه من أنف سهم ل ا تلي علي هم من الترغ يب و
التره يب و ل ي كن بتعل يم صناعي و ل تأد يب تعلي مي إن ا هي أحكام الذ ين و آدا به التلقاة
نقلً يأخذون أنف سهم ب ا با ر سخ في هم من عقائد اليان و الت صديق فلم تزل سورة بأسهم
مستحكمة كما كانت و ل تدشها أظفار التأديب و الكم قال عمر رضي ال عنه ( من ل
يؤدبسه الشرع ل أدبسه ال ) حرصسا على أن يكون الوازع لكسل أحسد مسن نفسسه و يقينا بأن
الشارع أعلم ب صال العباد و ل ا تنا قص الد ين ف الناس و أخذوا بالحكام الواز عة ث صار
الشرع علما و صناعة يؤخز بالتعليم و التأديب و رجع الناس إل الضارة و خلق النقياد إل
الحكام نقصت يذلك سورة البأس فيهم فقد تبي أن الحكام السلطانية و التعليمية مفسدة
للبأس لن الوازع في ها ذا ت و لذا كا نت هذه الحكام ال سلطانية و التعل يم م ا تؤ ثر ف أ هل
الوا ضر ف ض عف نفو سهم و ح ضد الشو كة من هم بعانات م ف وليد هم و كهول م و البدو
بعزل من هذه النلة لبعدهم عن أحكام السلطان و التعليم و الداب و لذا قال ممد بن أب
ز يد ف كتا به ف أحكام العلم ي و التعلم ي ( أ نه ل ينب غي للمؤدب أن يضرب أحدا من
الصبيان ف التعليم فوق ثلثة أسواط ) نقله عن شريح القاضي و احتج له بعضهم با وقع ف
حديث بدء الوحي من شأن الغط و أنه كان ثلث مرات و هو ضعيف و ل يصلح شأن الغط
أن يكون دليلً على ذلك لبعده عن التعليم التعارف و ال الكيم البي.
الفصل التاسع ف أن الصريح من النسب إنا يوحد للمتوحشي ف القفر من العرب و من
ف معناهم
و ذلك لا اختصوا به من نكد العيش و شظف الحوال و سوء الواطن حلتهم عليها الضرورة
الت عينت لم تلك القسمة و هي لا كان معاشهم من القيام على البل و نتاجها و رعايتها و
البل تدعوهم إل التوحش ف القفر لرعيها من شجره و نتاجها ف رماله كما تقدم و القفر
مكان الشظف و السغب فصار لم إلفا و عادة و ربيت فيه أجيالم حت تكنت خلقا و جبلة
فل ينع إليها أحد من المم أن يساههم ف حالم و ل يأنس بم أحد من الجيال بل لو
وجد واحد منهم السبيل إل الفرار من حاله و أمكنه ذلك لا تركه فيؤمن عليهم لجل ذلك
من اختلط أنسابم و فسادها و ل تزال بينهم مفوظة صرية و اعتب ذلك ف مضر من قريش
وكنانة و ثقيف و بن أسد و هديل و من جاورهم من خزاعة لا كانوا أهل شظف و مواطن
غي ذات زرع و ل ضرع و بعدوا من أرياف الشام و العراق و معادن الدم و البوب كيف
كانت أنسابم صرية مفوظة ل يدخلها اختلط و ل عرف فيها شوب .و أما العرب الذين
كانوا بالتلول و ف معادن الصب للمراعي و العيش من حي و كهلل مثل لم و جذام و
غسان و طي و قضاعة و إياد فاختلطت أنسابم و تداخلت شعوبم ففي كل واحد من بيوتم
من اللف ع ند الناس ما تعرف و إن ا جاء هم ذلك من ق بل الع جم و مالطت هم و هم ل
يعتبون الحافظة على النسب ف بيوتم و شعوبم و إنا هذا للعرب فقط .قال عمر رضي ال
تعال عنه ( تعلموا النسب و ل تكونوا كنبط السواد ) إذا سئل أحدهم عن أصله قال من قرية
كذا هذا أي ما ل ق هؤلء العرب أ هل الرياف من الزدحام مع الناس على البلد الط يب و
الراعي الصيبة فكثر الختلط و تداخلت النساب و قد كان وقع ف صدر السلم النتماء
إل الواطن فيقال جند قنسرين جند دمشق جند العواصم و انتقل ذلك إل الندلس و ل يكن
لطراح العرب أ مر الن سب و إن ا كان لخت صاصهم بالوا طن ب عد الف تح ح ت عرفوا ب ا و
صارت لم علمة زائدة على النسب يتميزون با عند أمرائهم ث وقع الختلط ف الواضر
مع الع جم و غي هم و ف سدت الن ساب بالملة و فقدت ثرت ا من الع صبية فاطر حت ث
تلشت القبائل و دثرت فدثرت العصبية بدثورها و بقي ذلك ف البدو كما كان و ال وارث
الرض و من عليها.
الفصل الثالث عشر ف أن البيت و الشرف بالصالة و القيقة لهل الصبية و يكون
لغيهم بالجاز و الشبه
و ذلك أن الشرف و ال سب إن ا هو باللل و مع ن الب يت أن ي عد الر جل ف آبائه أشرا فا
مذكورين يكون له بولدتم إياه و النتساب إليهم تلة ف أهل جلدته لا و قر ف نفوسهم من
تلة سلفه و شرفهم بللم و الناس ف نشأتم و تناسلهم معادن قال صلى ال عليه و سلم
الناس معادن خيار هم ف الاهل ية خيار هم ف ال سلم إذا فقهوا فمع ن ال سب را جع إل
النساب و قد بينا أن ثرة النساب و فائدتا إنا هي العصبية للنعرة و التناصر فحيث تكون
العصبية مرهوبة و النبت فيها زكي ممى تكون فائدة النسب أو صح و ثرتا أقوى و تعديد
الشراف من الباء زائد ف فائدتا فيكون السب و الشرف أصليي ف أهل العصبية لوجود
ثرة النسسب و تفاوت البيوت فس هذا الشرف بتفاوت العصسبية لنسه سسيها و ل يكون
للمنفردين من ،أهل المصار بيت إل بالجاز و إن توهوه فزخرف من الدعاوى و إذا اعتبت
السب ف أ هل المصار و جدت معناه أن الر جل منهم يعد سلفا ف خلل الي و مالطة
أهله مع الركون إل العافية ما استطاع و هذا مغاير لسر العصبية الت هي ثرة النسب و تعديد
الباء لكنه يطلق عليه حسب وبيت بالجاز لعلمة ما فيه من تعديد الباء التعاقبي على طريقة
واحدة من الي و مسالكه و ليس حسبا بالقيقة و على الطلق و أن ثبت إنه حقيقة فيهما
بالوضع اللغوي فيكون من الشكك الذي هو ف بعض مواضعه أول و قد يكون للبيت شرف
أول بالعصسبية و اللل ثس ينسسلخون منسه لذهاباس بالضارة كمسا تقدم و يتلطون بالغمار و
يبقى ف نفوسهم وسواس ذلك السب يعدون به أنفسهم من أشراف البيوتات أهل العصائب
و ليسوا منها ف شيء لذهاب العصبية جلة و كثي من أهل المصار الناشئي ف بيوت العرب
أو العجم لول عهدهم موسوسون بذلك و أكثر ما رسخ الوسواس ف ذلك لبن إسرائيل فإنه
كان لم بيت من أعظم بيوت العال بالنبت أولً لا تعدد ف سلفهم من النبياء و الرسل من
لدن إبراهيم عليه السلم إل موسى صاحب ملتهم و شريعتهم ث بالعصبية ثانيا و ما أتاهم ال
با من اللك الذي وعدهم به ث انسلخوا من ذلك أجع و ضربت عليهم الذلة و السكنة و
ك تب علي هم اللء ف الرض و انفردوا بال ستعباد للك فر آلفا من ال سني و ما زال هذا
الوسواس مصاحبا لم فتجدهم يقولون هذا هارون هذا من نسل يوشع هذا من عقب كالب
هذا من سبط يهوذا مع ذهاب العصبية و رسوخ الذل فيهم منذ أحقاب متطاولة و كثي من
أهل المصار و غيهم النقطعي ف أنسابم عن العصبية يذهب إل هذا الذيان و قد غلط أبو
الوليد بن رشد ف هذا لا ذكر السب ف كتاب الطابة من تلخيص كتاب العلم الول و
ال سب هو أن يكون من قوم قد ي نزل م بالدي نة و ل يتعرض ل ا ذكرناه و ل يت شعري ما
الذي ينف عه قدم نزل م بالدي نة إن ا ل ت كن له ع صابة ير هب ب ا جان به و ت مل غي هم على
القبول منه فكأنه أطلق السب على تعديد الباء فقط مع أن الطابة إنا هي استمالة من تؤثر
ا ستمالته و هم أ هل ال ل و الع قد و أ ما من ل قدرة له الب تة فل يلت فت إل يه و ل يقدر على
استمالة أحد و ل يستمال هو و أهل المصار من الضر بذه الثابة إل أن ابن رشد ربا ف
جبل و بلد و ل يارسوا العصبية و ل أنسوا أحوالم فبقي ف أمر البيت و السب على المر
الشهور من تعديد الباء على الطلق و ل يراجع فيه حقيقة العصبية و سرها ف الليقة و ال
بكل شيء عليم.
الفصل الرابع عشر ف أن البيت و الشرف للموال و أهل الصطناع إنا هو بواليهم ل
بأنسابم
و ذلك أنا قدمنا أن الشرف بالصالة و القيقة إنا هو لهل العصبية فإذا اصطنع أهل العصبية
قوما من غي نسبهم أو استرقوا العبدان و الوال و التحموا به كما قلناه ضرب معهم أولئك
الوال و الصطنعون بنسبهم ف تلك العصبية و لبسوا جلدتا كأنا عصبتهم و حصل لم من
النتظام ف العصبية مساهة ف نسبها كما قال صلى ال تعال عليه و سلم مول القوم منهم و
سواء كال مول رق أو مول اصطناع و حلف و ليس نسب ولدته بنافع له ف تلك العصبية
إذ هي مباي نة لذلك الن سب و ع صبية ذلك الن سب مفقودة لذهاب سرها ع ند التحا مه بذا
النسب الخر و فقدانه أهل عصبيتها فيصي من هؤلء و يندرج فيهم فإذا تددت له الباء ف
هذه العصبية كان له بينهم شرف و بيت على نسبته ف ولئهم و اصطناعهم ل يتجاوزه إل
شرفهم بل يكون أدون منهم على كل حال و هذا شأن الوال ف الدول و الدمة كلهم فإنم
إن ا يشرفون بالر سوخ ف ،ولء الدولة و خدمت ها و تعدد الباء ف وليت ها أل ترى إل موال
التراك ف دولة بن العباس و إل ب ن برمك من قبليهم و بن نوب ت ك يف أدركوا الب يت و
الشرف و بنوا ال جد و ال صالة بالر سوخ ف ولء الدولة فكان جع فر بن ي ي بن خالد من
أع ظم الناس بيتا و شرفا بالنت ساب إل ولء الرش يد و قو مه ل بالنت ساب ف الفرس و كذا
موال كل دولة و خدم ها إن ا يكون ل م الب يت و ال سب بالر سوخ ف ولئ ها و ال صالة ف
اصطناعها و يضمحل نسبه القدم من غي نسبها و يبقى ملغى ل عبة به ف أصالته و مده و
إن ا الع تب ن سبة ولئه و ا صطناعه إذ ف يه سر الع صبية ال ت ب ا الب يت و الشرف فكان شر فه
مشتقا من شرف مواليه و بناؤه من بنائهم فلم ينفعه نسب ولدته و إنا بن مده نسب الولء
ف الدولة و لمة ال صطناع فيها و الترب ية و قد يكون ن سبه الول ف ل مة ع صبته و دول ته
فإذا ذهبست و صسار ولوه و اصسطناعه فس أخرى ل تنفعسه الول لذهاب عصسبيتها و انتفسع
بالثان ية لوجود ها و هذا حال ب ن بر مك إذ النقول أن م كانوا أ هل ب يت ف الفرس من سدنة
بيوت النار عند هم و ل ا صاروا إل ولء ب ن العباس ل ي كن بالول اعتبار و إن ا كان شرف هم
من حيث وليتهم ف الدولة و اصطناعهم و ما سوى هذا فوهم توسوس به النفوس الامة و
ل حقيقة له و الوجود شاهد با قلناه ل إن أكرمكم عند ال أتقاكم و ال و رسوله أعلم.
الفصل الثامن عشر ف أن من عوائق اللك حصول الترف و انغماس القبيل ف النعيم
و سسبب ذلك أن القبيسل إذا غلبست بعصسبيتها بعسض الغلب اسستولت على النعمسة بقداره و
شاركت أهل النعم و الصب ف نعمتهم و خصبهم و ضربت معهم ف ذلك بسهم و حصة
بقدار غلبها و استظهار الدولة با فإن كانت الدولة من القوة بيث ل يطمع أحد ف انتزاع
أمر ها و ل مشاركت ها ف يه أذ عن ذلك القب يل لوليت ها و القنوع ب ا ي سوغون من نعمت ها و
يشركون ف يه من جبايت ها و ل ت سم آمال م إل ش يء من منازع اللك و ل أ سبابه إن ا هت هم
النع يم و الك سب و خ صب الع يش و ال سكون ف ظل الدولة إل الد عة و الرا حة و ال خذ
بذا هب اللك ف البا ن و الل بس و ال ستكثار من ذلك و التأ نق ف يه بقدار ما ح صل من
الرياش و الترف و ما يدعو إليه من توابع ذلك فتذهب خشونة البداوة و تضعف العصبية و
البسالة و يتنعمون فيما أتاهم ال من البسطة و تنشأ بنوهم و أعقابم ف مثل ذلك من الترفع
عن خدمة أنفسهم و ولية حاجاتم و يستنكفون عن سائر المور الضرورية ف العصبية حت
يصي ذلك خلقا لم و سجية فتنقص عصبيتهم و بسالتهم ف الجيال بعدهم يتعاقبها إل أن
تنقرض العصسبية فيأذنون بالنقراض و على قدر ترفهسم و نعمتهسم يكون إشرافهسم على الفناء
فضلً عن اللك فإن عوارض الترف و الغرق ف النعيم كاسر من سورة الصبية الت با التغلب
و إذا انقرضت العصبية قصر القبيل عن الدافعة و الماية فضلً عن الطالبة و التهمتهم المم
سواهم فقد تبي أن الترف من عوائق اللك و ال يؤت ملكه من يشاء.
الفصل الادي و العشرون ف أنه إذا كانت المة وحشية كان ملكها أوسع
و ذلك لنم أقدر على التغلب و الستبداد كما قلناه و استعباد الطوائف لقدرتم على ماربة
ال مم سواهم و لن م يتنلون من الهل ي منلة الفترس من اليوانات الع جم و هؤلء م ثل
العرب و زنا تة و من ف معنا هم من الكراد و التركمان و أ هل اللثام من صنهاجة و أيضا
فهؤلء التوحشون ل يس لم و طن يرتافون منه و ل بلد ينحون إليه فن سبة القطار و الوا طن
إليهم على السواء فلهذا ل يقتصرون على ملكة قطرهم و ما جاورهم من البلد و ل يقفون
عند حدود أفقهم بل يظفرون إل القاليم البعيدة و يتغلبون على المم النائية و انظر ما يكى
ف ذلك عن عمر رضي ال عنه لا بويع و قام يرض الناس على العراق فقال :إن الجاز ليس
ل كم بدار إل على النج عة و ل قوى عل يه أهله إل بذلك أ ين القراء الهاجرون عن مو عد ال
سيوا ف الرض الت وعدكم ال ف الكتاب أن يورثكموها فقال :ليظهره على الدين كله و
لو كره الشركون و اع تب ذلك أيضا بال العرب السالفة من ق بل م ثل التباب عة و حي ك يف
كانوا يطون من اليمن إل الغرب مرة و إل العراق و الند أخرى و ل يكن ذلك لغي العرب
مسن المسم و كذا حال اللثميس مسن الغرب لاس نزعوا إل اللك طفروا مسن القليسم الول و
مالتم منه ف جوار السودان إل القليم الرابع و الامس ف مالك الندلس من غي واسطة و
هذا شأن هذه المم الوحشية فلذلك تكون دولتهم أوسع نطاقا و أبعد من مراكزها ناية ،و
ال يقدر الليل و النهار و هو الواحد القهار ل شريك له.
الفصل الثان و العشرون ف أن اللك إذا ذهب عن بعض الشعوب من أمة فل بد من
عوده إل شعب أخر منها ما دامت لم العصبية
و ال سبب ف ذلك أن اللك إن ا ح صل ل م ب عد سورة الغلب و الذعان ل م من سائر ال مم
سواهم فيتع ي من هم الباشرون لل مر الاملون سرير اللك و ل يكون ذلك لميع هم ل ا هم
عل يه من الكثرة ال ت يض يق عن ها نطاق الزاح ة و الغية ال ت تدع أنوف كث ي من التطاول ي
للرتبة فإذا تعي أولئك القائمون بالدولة انغمسوا ف النعيم و غرقوا ف بر الترف و الصب و
ا ستعبدوا إخوان م من ذلك ال يل و أنفقو هم ف وجوه الدولة و مذاهب ها و ب قي الذ ين بعدوا
عن المر و كبحوا عن الشاركة ف ظل من عز الدولة الت شاركوها بنسبهم و بنجاة من
الرم لبعدهسم عسن الترف و أسسبابه فإذا اسستولت على الوليس اليام و أباد غضراءهسم الرم
فطبخت هم الدولة و أكل الد هر عليهم و شرب ب ا أر هف النع يم من حد هم و ا ستقت غريزة
الترف من مائهم و بلغوا غايتهم من طبيعة التمدن النسان و التغلب السياسي شعر.
كدود القز ينسج ث يفنىبمركز نسجه ف النعكاس
كانت حينئذ عصبية الخرين موفورة و سورة غلبهم من الكاسر مفوظة و شارتم ف الغلب
معلو مة فت سمو آمال م إل اللك الذي كانوا منوع ي م نه بالقوة الغال بة من جنس عصبيتهم و
ترتفع النازعة لا عرف من غلبهم فيستولون على المر و يصي إليهم و كذا يتفق فيهم مع من
ب قي أيضا منتبذا ع نه من عشائر أمت هم فل يزال اللك ملجئا ف ال مة إل أن تنك سر سورة
الع صبية من ها أو يف ن سائر عشائر ها سنة ال ف الياة الدن يا و الخرة ع ند ر بك للمتق ي و
اع تب هذا ب ا و قع ف العرب ل ا انقرض ملك عاد قام به من بعد هم إخوان م من ثود و من
بعدهم إخوانم العمالقة و من بعدهم إخوانم من حي أيضا و من بعدهم إخوانم التبابعة من
ح ي أيضا و من بعد هم الذواء كذلك ث جاءت الدولة ل ضر و كذا الفرس ل ا انقرض أ مر
الكين ية ملك من بعد هم ال ساسانية ح ت تأذن ال بانقراض هم أج ع بال سلم و كذا اليونانيون
انقرض أمر هم و انت قل إل إخوان م من الروم و كذا الببر بالغرب ل ا انقرض أ مر مغراوة و
كتامة اللوك الول منهم رجع إل صنهاجة ث اللثمي من بعدهم ث من بقي من شعوب زناتة
و هكذا سنة ال ف عباده و خل قه و أ صل هذا كله إن ا يكون بالع صبية و هي متفاو تة ف
الجيال و اللك يلقه الترف و يذهبه كما سنذكره بعد فإذا انقرضت دولة فإنا يتناول المر
منهم من له عصبية مشاركة لعصبيتهم الت عرف لا التسليم و النقياد و أونس منها الغلب،
لم يع الع صبيات و ذلك إن ا يو جد ف الن سب القر يب من هم لن تفاوت الع صبية ب سب ما
قرب من ذلك النسب الت هي فيه أو بعد حت إذا وقع ف العال تبديل كبي من تويل ملة أو
ذهاب عمران أو ما شاء ال من قدرته فحينئذ يرج عن ذلك اليل إل اليل الذي يأذن ال
بقيامه بذلك التبديل كما وقع لضر حي غلبوا على المم و الدول و أخذوا المر من أيدي
أهل العال بعد أن كانوا مكبوحي عنه أحقابا.
الفصل الثالث و العشرون ف أن الغلوب مولع أبدا بالقتداء بالغالب ف شعاره وزيه و
نلته و سائر أحواله و عوائده
و السبب ف ذلك أن النفس أبدا تعتقد الكمال ف من غلبها و انقادت إليه إما لنظره بالكمال
ب ا و قر عند ها من تعظي مه أول ا تغالط به من أن انقياد ها ل يس لغلب طبيعي إن ا هو لكمال
الغالب فإذا غالطت بذلك و اتصل لا اعتقادا فانتحلت جيع مذاهب الغالب و تشبهت به و
ذلك هو القتداء أو ل ا تراه و ال أعلم من أن غلب الغالب ل ا ل يس بع صبية و ل قوة بأس ل
إنا هو با انتحلته من العوائد و الذاهب تغالط أيضا بذلك عن الغلب و هذا راجع للول و
لذلك ترى الغلوب يتشبه أبدا بالغالب ف ملبسه و مركبه و سلحه ف اتاذها و أشكالا بل
و ف سائر أحواله و ان ظر ذلك ف البناء مع آبائ هم ك يف تد هم متشبه ي ب م دائما و ما
ذلك إل لعتقادهم الكمال فيهم و انظر إل كل قطر من القطار كيف يغلب على أهله زي
الامية و جند السلطان ف الكثر لنم الغالبون لم حت أنه إذا كانت أمة تاور أخرى و لا
الغلب عليها فيسري إليهم من هذا التشبه و القتداء حظ كبي كما هو ف الندلس لذا العهد
مع أمم الللقة فإنك تدهم يتشبهون بم ف ملبسهم و شاراتم و الكثي من عوائدهم و
أحوالم حت ف رسم التماثيل ف الدان و الصانع و البيوت حت لقد يستشعر من ذلك الناظر
بعي الكمة أنه من علمات الستيلء و المر ل .و تأمل ف هذا سر قولم العامة على دين
اللك فإنه من بابه إذ اللك غالب لن تت يده و الرعية مقتدون به لعتقاد الكمال فيه اعتقاد
البناء بآبائهم و التعلمي بعلميهم و ال العليم الكيم و به سبحانه و تعال التوفيق.
الفصل الرابع و العشرون ف أن المة إذا غلبت و صارت ف ملك غيها أسرع إليها
الفناء
و السسبب فس ذلك و ال أعلم مسا يصسل فس النفوس مسن التكاسسل إذا ملك أمرهسا عليهسا و
صارت بالستعباد آلة لسواها و عالة عليهم فيقصر المل و يضعف التناسل و العتمار إنا هو
عن جدة المل و ما يدث عنه من النشاط ف القوى اليوانية فإذا ذهب المل بالتكاسل و
ذهب ما يدعو إليه من الحوال و كانت العصبية ذاهبة بالغلب الاصل عليهم تناقص عمرانم
و تل شت مكا سبهم و م ساعيهم وعجزوا عن الداف عة عن أنف سهم ب ا خ ضد الغلب من
شوكتيهم فأصبحوا مغلبي لكل متغلب و طعمةً لكل آكل و سواء كانوا حصلوا على غايتهم
من اللك أم ل ي صلوا .و ف يه و ال أعلم سر آ خر و هو أن الن سان رئ يس بطب عه بقت ضى
الستخلف الذي خلق له و الرئيس إذا غلب على رئاسته و كبح عن غاية عزه تكاسل حت
عن شبع بطنه و ري كبده و هذا موجود ف أخلق الناسي .و لقد يقال مثله ف اليوانات
الفترسة و أنا ل تسافد إل إذا كانت ف ملكة الدميي فل يزال هذا القبيل الملوك عليه أمره
ف تنا قص و اضمحلل إل أن يأخذ هم الفناء و البقاء ل وحده و اع تب ذلك ف أ مة الفرس
كيف كانت قد ملت العال كثرة و لا فنيت حاميتهم ف أيام العرب بقي منهم كثي و أكثر
من الكثي يقال إن سعدا أحصى ما وراء الدائن فكالوا مائة ألف و سبعة و ثلثي ألفا منهم
سبعة و ثلثون ألفا رب بيت و لا تصلوا ف ملكة الغرب و قبضة القهر ل يكن بقاؤهم إل
قليلً و دثروا كأن ل يكونوا و ل تسسب أن ذلك لظلم نزل بمس أو عدوان شلهسم فملكسة
السلم ف العدل ما علمت و إنا هي طبيعة ف النسان إذا غلب على أمر و صار آلة لغيه و
لذا إنا تذعن للرق ف الغالب أمم السودان لنقص النسانية فيهم و قربم من عرض اليوانات
العجم كما قلناه أو من يرجو بانتظامه ف ربقة الرق حصول رتبة أو إفادة مال أو عز كما يقع
لمالك الترك بالشرق و العلوج من اللل قة و الفرن ة فإن العادة جار ية با ستخلص الدولة
ل م فل يأنفون من الرق ل ا يأملو نه من الاه و الرت بة با صطفاء الدولة و ال سبحانه و تعال
أعلم و به التوفيق.
الفصل السادس و العشرون ف أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الراب
و السبب ف ذلك أنم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش و أسبابه فيهم فصار لم خلقا و
جبلةً و كان عندهم ملذوذا لا فيه من الروج عن ربقة الكم و عدم النقياد للسياسة و هذه
الطبي عة مناف ية للعمران و مناق ضة له فغا ية الحوال العاد ية كل ها عند هم الرحلة و التغلب و
ذلك مناقض للسكون الذي به العمران و فناف له فالجر مثلً إنا حاجتهم إليه لنصبه أثاف
القدر فينقلو نه من البا ن و يربون ا عل يه و يعدو نه لذلك و ال شب أيضا إن ا حاجت هم إل يه
ليعمدوا به خيامهم و يتخذوا الوتاد منه لبيوتم فيخربون السقف عليه لذلك فصارت طبيعة
وجود هم مناف ية للبناء الذي هو أ صل العمران هذا ف حال م على العموم و أيضا ف طبيعتهم
انتهاب ما ف أيدي الناس و أن رزقهم ف ظلل رماحهم و ليس عندهم ف أخذ أموال الناس
حد ينتهون إل يه بل كل ما امتدت أعين هم إل مال أو متاع أو ماعون انتهبوه فإذا ت اقتدار هم
على ذلك بالتغلب و اللك بطلت السسياسة فس حفسظ أموال الناس و خرب العمران و أيضا
فلنم يكلفون على أهل العمال من الصنائع و الرف أعمالم ل يرون لا قيمة و ل قسطا
من ال جر و الث من و العمال ك ما سنذكره هي أ صل الكا سب و حقيقت ها و إذا ف سدت
العمال و صارت مانا ضع فت المال ف الكا سب و انقب ضت اليدي عن الع مل و ابذ عر
الساكن و فسد العمران و أيضا فإنم ليست لم عناية بالحكام و زجر الناس عن الفاسد و
دفاع بعضهم عن بعض إنا ههم ما يأخذونه من أموال الناس نبا أو غرامة فإذا توصلوا إل
ذلك و ح صلوا عل يه أعرضوا ع ما بعده من ت سديد أحوال م و الن ظر ف م صالهم و ق هر
بعضهم عن أغراض الفاسد و ربا فرضوا العقوبات ف الموال حرصا على تصيل الفائدة و
الباية و الستكثار منها كما هو شأنم و ذلك ليس بغن ف دفع الفاسد و زجر التعرض لا
بل يكون ذلك زائدا فيها لستسهال الغرم ف جانب حصول الغرض فتبقى الرعايا ف ملكتهم
كأن ا فو ضى دون ح كم و الفو ضى مهل كة للب شر مف سدة للعمران ب ا ذكرناه من أن وجود
اللك خاصة طبيعية للنسان ل يستقيم وجودهم و اجتماعهم إل با و تقدم ذلك أول الفصل
و أيضا فهم متنافسون ف الرئاسة و قل أن يسلم أحد منهم المر لغيه و لو كان أباه أو أخاه
أو كسبي عشيتسه إل فس القسل و على كره مسن أجسل الياء فيتعدد الكام منهسم و المراء و
تتلف اليدي على الرعية ف الباية و الحكام فيفسد العمران و ينتقض .قال العراب الوافد
على ع بد اللك ل ا سأله عن الجاج و أراد الثناء عل يه عنده ب سن ال سياسة و العمران فقال:
ترك ته يظلم و حده و ان ظر إل ما ملكوه و تغلبوا عل يه من الوطان من لدن اللي قة ك يف
تقوض عمرانه و اقفر ساكنه و بدلت الرض فيه غي الرض فاليمن قرارهم خراب إل قليلً
مسن المصسار و عراق العرب كذلك قسد خرب عمرانسه الذي كان للفرس أجعس و الشام لذا
العهد كذلك و أفريقية و الغرب لا جاز إليها بنو هلل و بنو سليم منذ أول الائة الامسة و
ترسوا با لثلثائة و خسي من السني قد لق با و عادت بسائطه خرابا كلها بعد أن كان
ما بي السودان و البحر الرومي كله عمرانا تشهد بذلك آثار العمران فيه من العال و تاثيل
البناء و شواهد القرى و الدر و ال يرث الرض و من عليها و هو خي الوارثي.
الفصل السابع و العشرون ف أن العرب ل يصل لم اللك إل بصبغة دينية من نبوة أو
ولية أو أثر عظيم من الدين على الملة
و السبب ف ذلك أنم للق التوحش الذي فيهم أصعب المم انقيادا بعضهم لبعض للغلظة و
النفة و بعد المة و النافسة ف الرئاسة فقلما تتمع أهواؤهم فإذا كان الدين بالنبؤة أو الولية
كان الوازع لم من أنفسهم و ذهب خلق الكب و النافسة منهم فسهل انقيادهم و اجتماعهم
و ذلك با يشملهم من الدين الذهب للغلظة و اللفة الوازع عن التحاسد و التنافس فإذا كان
فيهسم النسب أو الول الذي يبعثهسم على القيام بأمسر ال يذهسب عنهسم مذمومات الخلق و
يأخذهم بحمودها و يؤلف كلمتهم لظهار الق ت اجتماعهم و حصل لم التغلب و اللك
و هم مع ذلك أسرع الناس قبولً للحق و الدى لسلمة طباعهم من عوج اللكات و براءتا
من ذميم الخلق إل ما كان من خلق التوحش القريب العاناة التهيء لقبول الي ببقائه على
الفطرة الول و بعده ع ما ينط بع ف النفوس من قب يح العوائد و سوء اللكات فإن كل مولود
يولد على الفطرة كما ورد ف الديث و قد تقدم.
الباب الثالث من الكتاب الول ف الدول العامة و اللك و اللفة و الراتب السلطانية و
ما يعرض ف ذلك كله من الحوال و فيه قواعد و متممات
الفصل الثان ف أنه إذا استقرت الدولة و تهدت فقد تستغن عن العصبية
و السبب ف ذلك أن الدول العامة ف أولا يصعب على النفوس النقياد لا إل بقوة قوية من
الغلب للغرابة و أن الناس ل يألفوا ملكها و ل اعتادوه فإذا استقرت الرئاسة ف أهل النصاب
الخصسوص باللك فس الدولة و توارثوه واحدا بعسد آخسر فس أعقاب كثييسن و دول متعاقبسة
ن سيت النفوس شأن الول ية و ا ستحكمت ل هل ذلك الن صاب صبغة الرئا سة و ر سخ ف
العقائد دين النقياد لم و التسليم و قاتل الناس معهم على أمرهم قتالم على العقائد اليانية
فلم يتاجوا حينئذ ف أمرهم إل كبي عصابة بل كأن طاعتها كتاب من ال ل يبدل و ل يعلم
خل فه و ل مر ما يو ضع الكلم ف الما مة آ خر الكلم على العقائد اليان ية كأ نه من جلة
عقودهسا و يكون اسستظهارهم حينئذ على سسلطانم و دولتهسم الخصسوصة إمسا بالوال و
الصطنعي الذين نشأوا ف ظل العصبية و غيها و إما بالعصائب الارجي عن نسبها الداخلي
ف وليتها و مثل هذا و قع لبن العباس فإن عصبية العرب كانت فسدت لعهد دولة العتصم و
ابنه الواثق و استظهارهم بعد ذلك إنا كان بالوال من العجم و الترك و الديلم و السلجوقية
و غيهسم ثس تغلب العجسم الولياء على النواحسي و تقلص ظسل الدولة فلم تكسن تعدو أعمال
بغداد حت زحف إليها الديلم و ملكوها و صار اللئق ف حكمهم ث انقرض أمرهم و ملك
السلجوقية من بعدهم فصاروا ف حكمهم ث انقرض أمرهم و زحف آخر التتار فقتلوا الليفة
و موا رسم الدولة و كذا صنهانة بالغرب فسدت عصبيتهم منذ الائة الامسة أو ما قبلها و
استمرت لم الدولة متقلصة الظل بالهدية و باية و القلعة و سائر ثغور أفريقية و ربا انتزى
بتلك الثغور من نازعهم اللك و اعتصم فيها و السلطان و اللك مع ذلك مسلم لم حت تأذن
ال بانقراض الدولة و جاء الوحدون بقوة قوية من العصبية ف الصامدة فمحوا آثارهم و كذا
دولة ب ن أم ية بالندلس ل ا ف سدت ع صبيتها من العرب ا ستول ملوك الطوائف على أمر ها و
اقتسموا خطتها و تنافسوا بينهم و توزعوا مالك الدولة و انتزى كل واحد منهم على ما كان
ف وليته و شخ بأنفه و بلغهم شأن العجم مع الدولة العباسية فتلقبوا بألقاب اللك و لبسوا
شارته و أمنوا من ينقص ذلك عليهم أو يغيه لن الندلس ليس بدار عصائب و ل قبائل كما
سنذكره و استمر لم ذلك كما قال ابن شرف.
ما يزهدن ف أرض أندلس أساء معتصم فيها و معتضد
ألقاب ملكة ف غي موضعها كالر يكي انتفاخا صورة السد
فاستظهروا على أمرهم بالوال و ال صطنعي و الطراء على الندلس من أهل العدوة من قبائل
الببر و زنا تة و غي هم اقتدا ًء بالدولة ف آ خر أمر ها ف ال ستظهار ب م ح ي ضع فت ع صبية
العرب و استبد ا بن أ ب عامر على الدولة فكان ل م دول عظيمة ا ستبدت كل واحدة منها
با نب من الندلس و حظ كبي من اللك على ن سبة الدولة ال ت اقت سموها و ل يزالوا ف
سلطانم ذلك حت جاز إليهم البجر الرابطون أهل العصبية القوية من لتونة فاستبدلوا بم و
أزالوهم عن مراكزهم و موا آثارهم و ل يقتدروا على مدافعتهم لفقدان العصبية لديهم فبهذه
العصبية يكون تهيد الدولة و حايتها من أولا و قد ظن الطرطوشي أن حامية الدول بإطلق
هم الند أهل العطاء الفروض مع الهلة ذكر ذلك ف كتابه الذي ساه سراج اللوك و كلمه
ل يتناول تأ سيس الدول العا مة ف أول ا و إن ا هو م صوص بالدول الخية ب عد التمه يد و
ا ستقرار اللك ف الن صاب و ا ستحكام ال صبغة لهله فالر جل إن ا أدرك الدولة ع ند هرم ها و
خلق جدتا و رجوعها إل الستظهار بالوال و الصنائع ث إل الستخدمي من ورائهم بالجر
على الدافعة فإنه إنا أدرك دول الطوائف و ذلك عند اختلل بن أمية و انقراض عصبتها من
العرب و استبداد كل أمي بقطره و كان ف إيالة الستعي بن هود و ابنه الظفر أهل سرقسطة
و ل يكن بقي لم من أمر العصبية شيء لستيلء الترف على العرب منذ ثلثائة من السني و
هلكهم و ل ير إل سلطانا مستبدا باللك عن عشائره قد استحكمت له صبغة الستبداد منذ
عهد الدولة و بقية العصبية فهو لذلك ل ينازع فيه و ي ستعي على أمره بالجراء من الرتزقة
فأطلق الطرطوشي القول ف ذلك ل يتفطن لكيفية المر منذ أول الدولة و إنه ل يتم إل لهل
العصبية فتفطن أنت له و افهم سر ال فيه و ال يؤت ملكه من يشاء.
الفصل الثالث :ف أنه قد يدث لبعض أهل النصاب اللكي دولة تستغن عن العصبية
و ذلك أ نه إذا كان لع صبية غلب كث ي على ال مم و الجيال و ف نفوس القائم ي بأمره من
أهل القاصية إذعان لم و انقياد فإذا نزع إليهم هذا الارج و انتبذ عن مقر ملكه و منبت عزه
اشتملوا عليسه و قاموا بأمره و ظاهروه على شأنسه و عنوا بتمهيسد دولتسه يرجون اسستقراره فس
ن صابه و تناوله ال مر من يد أعيا صه و جزاءه ل م على مظاهر ته با صطفائهم لر تب اللك و
خططه من وزارة أو قيادة أو ولية ثغر و ل يطمعون ف مشاركته ف شيء من سلطانه تسليما
لعصبيته و انقيادا لا استحكم له و لقومه من صبغة الغلب ف العال و عقيدة إيانية استقرت ف
الذعان لم فلو راموها معه أو دونه لزلزلت الرض زلزالا و هذا كما وقع للدارسة بالغرب
القصى و العبيديي بأفريقية و مصر لا انتبذ الطالبيون من الشرق إل القاصية و ابتعدوا عن
مقر اللفة و سوا إل طلبها من أيدي بن العباس بعد أن استحكمت الصبغة لبن عبد مناف
لبن أمية أول ث لبن هاشم من بعدهم فخرجوا بالقاصية من الغرب و دعوا لنفسهم و قام
بأمرهم البابرة مرةً بعد أخرى فأوربة و مغيلة للدارسة و كتامة و صنهاجة و هوارة للعبيديي
فشيدوا دولتهم و مهدوا بعصائبهم أمرهم و اقتطعوا من مالك العباسيي الغرب كله ث أفريقية
و ل يزل ظسل الدولة يتقلص و ظسل العسبيديي يتسد إل أن ملكوا مصسر و الشام والجاز و
قا سوهم ف المالك ال سلمية شق البل مة و هؤلء البابرة القائمون بالدولة مع ذلك كل هم
م سلمون لل عبيديي أمر هم مذعنون للك هم و إن ا كانوا يتناف سون ف الرت بة عند هم خا صة
ت سليما لا حصل من صبغة اللك لبن ها شم و لا ا ستحكم من الغلب لقر يش و مضر على
سسائر المسم فلم يزل اللك فس أعقابمس إل أن انقرضست دولة العرب بأسسرها و ال يكسم ل
معقب لكمه.
الفصل الرابع :ف أن الدولة العامة الستيلء العظيمة اللك أصلها الدين إما من نبوة أو
دعوة حق
و ذلك لن اللك إناس يصسل بالتغلب و التغلب إناس يكون بالعصسبية و اتفاق الهواء على
الطالبة و جع القلوب و تأليفها إنا يكون بعونة من ال ف إقامة دينه قال تعال :لو أنفقت ما
ف الرض جيعا ما ألفت ب ي قلوبم و سره أن القلوب إذا تدا عت إل أهواء البا طل و ال يل
إل الدنيا حصل التنافس و فشا اللف و إذا انصرفت إل الق و رفضت الدنيا و الباطل و
أقبلت على ال اتدت و جهت ها فذ هب التنا فس و قل اللف و ح سن التعاون و التعا ضد و
اتسع نطاق الكلمة لذلك فعظمت الدولة كما نبي لك بعد أن شاء ال سبحانه و تعال و به
التوفيق ل رب سواه.
الفصل الامس ف أن الدعوة الدينية تزيد الدولة ف أصلها قوة على قوة العصبية الت
كانت لا من عددها
و ال سبب ف ذلك ك ما قدمناه أن ال صبغة الدين ية تذ هب بالتنا فس و التحا سد الذي ف أ هل
العصبية و تفرد الوجهة إل الق فإذا حصل لم الستبصار ف أمرهم ل يقف لم شيء لن
الوجهة واحدة و الطلوب متساو عندهم و هم مستميتون عليه و أهل الدولة الت هم طالبوها
إن كانوا أضعافهم فأغراضهم متباينة بالباطل و تاذلم لتقية الوت حاصل فل يقاومونم و إن
كانوا أكثر منهم بل يغلبون عليهم و يعاجلهم الفناء با فيهم من الترف و الذل كما قدمناه و
هذا كمسا وقسع للعرب صسدر السسلم فس الفتوحات فكانست جيوش السسلمي بالقادسسية و
اليموك بضعةً و ثلث ي ألفا ف كل مع سكر و جوع فارس مائة و عشر ين ألفا بالقاد سية و
جوع هرقل على ما قاله الواقدي أربعمائة ألف فلم يقف للعرب أحد من الانبي و هزموهم
و غلبو هم على ما بأيدي هم و اع تب ذلك أيضا ف دولة لتو نة و دولة الو حد ين ف قد كان
بالغرب من القبائل كث ي م ن يقاوم هم ف العدد و الع صبية أو ي شف علي هم إل أن الجتماع
الدي ن ضا عف قوة ع صبيتهم بال ستبصار و ال ستماتة ك ما قلناه فلم ي قف ل م ش يء و اع تب
ذلك إذا حالت صبغة الدين و فسدت كيف ينتقض المر و يصي الغلب على نسبة العصبية
وحدها دون زيادة الدين فتغلب الدولة من كان تت يدها من العصائب الكافئة لا أو الزائدة
القوة عليها الذين غلبتهم بضاعفة الدين لقوتا و لو كانوا أكثر عصبية منها و أشد بداوةً و
اع تب هذا ف الوحد ين مع زنا تة ل ا كا نت زنا تة أبدى من ال صامدة و أ شد توحشا و كان
للم صامدة الدعوة الدين ية باتباع الهدي فلب سوا صبغتها و تضاع فت قوة ع صبيتهم ب ا فغلبوا
على زناتة أولً و استتبعوهم و أن كانوا من حيث العصبية و البداوة أشد منهم فلما خلوا من
تلك الصبغة الدينية انتقضت عليهم زناتة من كل جانب و غلبوهم على المر و انتزعوه منهم
و ال غالب على أمره.
الفصل الثامن ف أن عظم الدولة و اتساع نطاقها و طول أمدها على نسبة القائمي با ف
القلة و الكثرة
و السبب ف ذلك أن اللك إنا يكون بالعصبية و أهل العصبية هم الامية الذين ينلون بمالك
الدولة و أقطار ها و ينق سمون علي ها ف ما كان من الدولة العا مة قبيل ها و أ هل ع صابتها أك ثر
كانست أقوى و أكثسر مالك و أوطانا و كان ملكهسا أوسسع لذلك و اعتسب ذلك بالدولة
ال سلمية ل ا ألف ال كل مة العرب على ال سلم و كان عدد ال سلمي ف غزوة تبوك آ خر
غزوات النب صلى ال عليه و سلم مائة ألف و عشرة آلف من مضر و قحطان ما بي فارس
و را جل إل من أ سلم من هم ب عد ذلك إل الوفاة فل ما توجهوا لطلب ما ف أيدي ال مم من
اللك ل ي كن دو نه حىً و ل وزر فا ستبيح ح ى فارس و الروم أ هل الدولت ي العظيمت ي ف
العال لعهدهسم و الترك بالشرق و الفرنةس و الببر بالغرب و القوط بالندلس و خطوا مسن
الجاز إل السسوس القصسى و مسن اليمسن إل الترك بأقصسى الشمال و اسستولوا على القاليسم
السبعة ث انظر بعد ذلك دولة صنهاجة و الوحدين مع العبيديي قبلهم لا كان كتامة القائمي
بدولة ال عبيديي أك ثر من صنهاجة و من ال صامدة كا نت دولت هم أع ظم فملكوا أفريق ية و
الغرب و الشام و مصسر و الجاز ثس انظسر بعسد ذلك دولة زناتسة لاس كان عددهسم أقسل مسن
الصامدة قصر ملكهم عن ملك الوحدين لقصور عددهم عن عدد الصامدة فمذ أول أمرهم
ث اعتب بعد ذلك حال الدولتي لذا العهد لزناتة بن مرين و بن عبد الواد ،كانت دولتهم
أقوى من ها و أ سع نطاقا و كان ل م علي هم الغلب مرة ب عد أخرى .يقال أن عدد ب ن مر ين
لول ملكهم كان ثلثة آلف و أن بن عبد الواد كانوا ألفا إل أن الدولة بالرفه و كثرة التابع
كثرت من أعداد هم و على هذه الن سبة ف أعداد التغلب ي لول اللك يكون أت ساع الدولة و
قوتا و أما طول أمدها أيضا فعلى تلك النسبة لن عمر الادث من قوة مزاجه و مزاج الدول
إن ا هو بالع صبية فإذا كا نت الع صبية قو ية كان الزاج تابعا ل ا و كان أ مد الع مر طويلً و
الع صبية إن ا هي بكثرة العدد و وفوره ك ما قلناه و ال سبب ال صحيح ف ذلك أن الن قص إن ا
يبدو ف الدولة من الطراف فإذا كا نت مالك ها كثية كا نت أطراف ها بعيدةً عن مركز ها و
كثيةً و كل نقص يقع فل بد له من زمن فتكثر أزمان النقص لكثرة المالك و اختصاص كل
واحد منها بنقص و زمان فيكون أمدها أطول الدول ل بنو العباس أهل الركز و ل بنو أمية
ال ستبدون بالندلس و ل ين قص أ مر جيع هم إل ب عد الربعمائة من الجرة و دولة ال عبيديي
كان أمدها قريبا من مائتي و ثاني سنة و دولة صنهاجة دونم من لدن تقليد معز الدولة أمر
أفريقية لبلكي بن زيري ف سنة ثان و خسي و ثلثائة إل حي استيلء الوحدين على القلعة
و باية سنة سبع و خسي و خسمائة و دولة الوحدين لذا العهد تناهز مائتي و سبعي سنة
و هكذا نسب الدول ف أعمارها على نسبة القائمي با سنة ال الت قد خلت ف عباده.
الفصل الثالث عشر ف أنه إذا تكمت طبيعة اللك من النفراد بالجد و حصول الترف و
الدعة أقبلت الدولة على الرم
و بيانه من وجود الول أنا تقتضي النفراد بالجد كما قلناه و مهما كان الجد مشتركا بي
العصابة و كان سعيهم له واحدا كانت همهم ف التغلب على الغي و الذب عن الوزة أسوةً
فس طموحهسا و قوة شكائمهسا و مرماهسم إل العسز جيعا يسستطيبون الوت فس بناء مدهسم و
يؤثرون اللكة على فساده و إذا انفرد الواحد منهم بالجد قرع عصبيتهم و كبح من أعنتهم و
ا ستأثر بالموال دون م فتكا سلوا عن الغزو و ف شل رب هم و رئموا الذلة و ال ستعباد ث ر ب
اليل الثان منهم على ذلك يسبون ما ينالم من العطاء أجرا من السلطان لم عن الماية و
العونة ل يري ف عقولم سواه و قل أن يستأجر أحد نفسه على الوت فيصي ذلك وهنا ف
الدولة و خضدا من الشو كة و تق بل به على منا حي الض عف و الرم لف ساد الع صبية بذهاب
البأس من أهلها .و الوجه الثان أن طبيعة اللك تقتضي الترف كما قدمناه فتكثر عوائدهم و
تزيد نفقاتم على أعطياتم و ل يفي دخلهم برجهم فالفقي منهم يهلك و الترف يستغرق
عطاءه بترفه ث يزداد ذلك ف أجيالم التأخرة إل أن يقصر العطاء كله عن الترف و عوائده و
ت سهم الا جة و تطالب هم ملوك هم ب صر نفقات م ف الغزو و الروب فل يدون وليجةً عن ها
فيوقعون بم العقوبات و ينتزعون ما ف أيدي الكثي منهم يستأثرون به عليهم أو يؤثرون به
أبناءهسم و صسنائع دولتهسم فيضعفونمس لذلك عسن إقامسة أحوالمس و يضعسف صساحب الدولة
بضعف هم و أيضا إذا ك ثر الترف ف الدولة و صار عطاؤ هم مق صرا عن حاجات م و نفقات م
احتاج صاحب الدولة الذي هو ال سلطان إل الزيادة ف أعطيات م ح ت ي سد خلل هم و يز يح
علل هم و البا ية مقدار ها معلوم و ل تز يد و ل تن قص و أن زادت ب ا ي ستحدث من الكوس
فيصسي مقدارهسا بعسد الزيادة مدودا فإذا وزعست البايسة على العطيات و قسد حدثست فيهسا
الزيادة لكل واحد با حدث من ترفهم و كثرة نفقاتم نقص عدد الامية حينئذ عما كان قبل
زيادة العطيات ث يعظم الترف و تكثر مقادير العطيات لذلك فينقص عدد الامية و ثالثا و
رابعا إل أن يعود العسسكر إل أقسل العداد فتضعسف المايسة لذلك و تسسقط قوة الدولة و
يتجاسر عليها من ياوزها من الدول أو من هو تت يديها من القبائل و العصائب و يأذن ال
فيها بالفناء الذي كتبه على خليقته و أيضا فالترف مفسد للخلق با يصل ف النفس من ألوان
الشر و السفسفة و عوائدها كما يأت ف فصل الضارة فتذهب منهم خلل الي الت كانت
علمسة على اللك و دليلً عليسه و يتصسفون بس يناقضهسا مسن خلل الشسر فيكون علمسة على
الدبار و النقراض ب ا ج عل من ذلك ف خليق ته و تأ خذ الدولة مبادئ الع طب و تتضع ضع
أحوال ا و تنل ب ا أمراض مزمنة من الرم إل أن يقضي عليها .الوجه الثالث أن طبيعة اللك
تقتضي الدعة كما ذكرناه و إذا اتذوا الدعة و الراحة مؤلفا و خلقا صار لم ذلك طبيعةً و
جبلةً شأن العوائد كل ها و إيلف ها فتر ب أجيال م الاد ثة ف غضارة الع يش و مهاد الترف و
الد عة و ينقلب خلق التو حش و ين سون عوائد البداوة ال ت كان ب ا اللك من شدة البأس و
تعود الفتراس و ركوب البيداء و هداية القفر فل يفرق بينهم و بي السوقة من الضر إل ف
الثقافة و الشارة فتضعف حايتهم و يذهب بأسهم و تنخضد شوكتهم و يعود وبال ذلك على
الدولة باس تلبسس مسن ثياب الرم ثس ل يزالون يتلونون بعوائد الترف و الضارة و السسكون و
الدعة و رقة الاشية ف جيع أحوالم و ينغمسون فيها و هم ف ذلك يبعدون عن البداوة و
الشونة و ينسلخون عنها شيئا فشيئا و ينسون خلق البسالة الت كانت با الماية و الدافعة
ح ت يعودوا عيالً على حام ية أخرى أن كا نت ل م و اع تب ذلك ف الدول ال ت أخبار ها ف
ال صحف لد يك ت د ما قل ته لك من ذلك صحيحا من غ ي ري بة و رب ا يدث ف الدولة إذا
طرق ها هذا الرم بالترف و الرا حة أن يتخ ي صاحب الدولة أن صارا و شيعةً من غ ي جلدت م
منس تعود الشونسة فيتخذهسم جندا يكون أصسب على الرب و أقدر على معاناة الشدائد مسن
الوع و الش ظف و يكون ذلك دواءً للدولة من الرم الذي عسساه أن يطرقهسا ح ت يأذن ال
في ها بأمره و هذا ك ما و قع ف دولة الترك بالشرق فإن غالب جند ها الوال من الترك فتتخ ي
ملوك هم من أولئك المال يك الجلوب ي إلي هم فر سانا و جندا فيكونون أجرا على الرب و
أصب على الشظف من أبناء الماليك الذين كانوا قبلهم و ربوا ف ماء النعيم و السلطان و ظله
و كذلك ف دولة الوحد ين بأفريق ية فإن صاحبها كثيا ما يت خذ أجناده من زنا تة و العرب
ويستكثر منهم و يترك أهل الدولة التعودين للترف فتستجد الدولة بذلك غفرا آخر سالا من
الرم و ال وارث الرض و من عليها.
الفصل الثامن عشر ف أن آثار الدولة كلها على نسبة قوتا ف أصلها
و السبب ف ذلك أن الثار إنا تدث عن القوة الت با كانت أولً و على قدرها يكون الثر
فمن ذلك مبان الدولة و هياكلها العظيمة فإنا تكون على نسبة قوة الدولة ف أصلها لنا ل
تتسم إل بكثرة الفعلة و اجتماع اليدي على العمسل بالتعاون فيسه فإذا كانست الدولة عظيمسة
فسيحة الوانب كثية المالك و الرعايا كان الفعلة كثيين جدا و حشروا من آفاق الدولة و
أقطار ها ف تم الع مل على أع ظم هياكله أل ترى إل م صانع قوم عاد و ثود و ما ق صة القرآن
عنهما.
و انظر بالشاهدة إيوان كسرى و ما أقتدر فيه الفرس حت أنه عزم الرشيد على هدمه و تريبه
فتكاءد ع نه و شرع ف يه ث أدر كه الع جز و ق صة ا ستشارته ليح ي بن خالد ف شأ نه معرو فة
فانظر كيف تقتدر دولة على بناء ل تستطيع أخرى على هدمه مع بون ما بي الدم و البناء ف
ال سهولة .تعرف من ذلك بون ما ب ي الدولت ي و ان ظر إل بلط الول يد بدم شق و جا مع ب ن
أم ية بقرط بة و القنطرة ال ت على وادي ها كذلك بناء النا يا للب الاء إل قرطاج نة ف القناة
الراك بة علي ها آثار شرشال بالغرب و الهرام ب صر و كث ي من هذه الثار الاثلة للعيان يعلم
م نه اختلف الدول ف القوة و الض عف و اعلم أن تلك الفعال للقدم ي إن ا كا نت بالندام و
اجتماع الفعلة و كثرة اليدي عليهسا فبذلك شيدت تلك الياكسل و الصسانع و ل تتوهسم مسا
تتوه ه العا مة أن ذلك لع ظم أجسام القدم ي عن أج سامنا ف أطراف ها و أقطار ها فل يس ب ي
البشر ف ذلك كبي بون كما ند بي الياكل و الثار و لقد ولع القصاص بذلك و تغالوا فيه
و سطروا عن عاد و ثود و العمال قة ف ذلك أخبارا عري قة ف الكذب من أغرب ا ما يكون
عن عوج بن عناق رجل من العمالقة الذين قاتلهم بنو إسرائيل ف الشام زعموا أنه كان لطوله
يتناول ال سمك من الب حر و يشو يه إل الش مس و يزيدون إل جهل هم بأحوال الب شر ال هل
بأحوال الكواكب لا اعتقدوا أن للشمس حرارة و أنا شديدة فيما قرب منها و ل يعلمون أن
ال ر هو الضوء و أن الضوء في ما قرب من الرض أك ثر لنعكاس الش عة من سطح الرض
بقابلة الضواء فتتضا عف الرارة ه نا ل جل ذلك و إذا تاوزت مطارح الش عة النعك سة فل
حر هنالك بل يكون ف يه البد ح يث ماري ال سحاب و أن الش مس ف نف سها ل حارة و ل
باردة و أنا هي جسم بسيط مضيء ل مزاج له.
و كذلك عوج بن عناق هو فيما ذكروه من العمالقة أو من الكنعانيي الذين كانوا فريسة بن
إ سرائيل ع ند فتح هم الشام و أطوال ب ن إ سرائيل و ج سمانم لذلك الع هد قري بة من هياكل نا
يش هد لذلك أبواب بيت القدس فإن ا وإن خربت و جددت ل تزل الحاف ظة على أشكالا و
مقاديسر أبواباس و كيسف يكون التفاوت بيس عوج و بيس أهسل عصسره بذا القدار و إناس
مثارغلطهم ف هذا أنم استعظموا آثار المم و ل يفهموا حال الدول ف الجتماع و التعاون
و مسا يصسل بذلك و بالندام مسن الثار العظيمسة فصسرفوه إل قوة الجسسام و شدتاس بعظسم
هياكلها و ليس المر كذلك .و قد زعم السعودي و نقله عن الفلسفة مزعما ل مستند له
إل التح كم و هو أن الطبي عة ال ت هي جبلة للج سام ل ا برأ ال اللق كا نت ف تام الكرة و
ناية القوة و الكمال و كانت العمار أطول و الجسام أقوى لكمال تلك الطبيعة فإن طروء
الوت أنا هو بانلل القوى الطبيعية فإذا كانت قوية كانت العمار أزيد فكان العال ف أولية
نشأ ته تام العمار كا مل الج سام ث ل يزل يتنا قص لنق صان الادة إل أن بلغ إل هذه الال
الت هو عليها ث ل يزال يتناقص إل وقت النلل و انقراض العال و هذا رأي ل وجه له إل
التح كم ك ما تراه و ل يس له علة طبيع ية و ل سبب برها ن و ن ن نشا هد م ساكن الول ي و
أبوابم و طرقهم فيما أحدثوه من البنيان و الياكل و الديار و الساكن كديار ثود النحوتة ف
ال صلد من ال صخر بيوتا صغارا و أبواب ا ضي قة و قد أشار صلى ال عل يه و سلم إل أن ا
ديار هم و ن ى عن ا ستعمال مياه هم و طرح ما ع جن به و أهرق و قال :ل تدخلوا مساكن
الذين ظلموا أنفسهم إل أن تكونوا باكي يصيبكم ما أصابم.
و كذلك أرض عاد و مصسر و الشام و سسائر بقاع الرض شرقا و غربا و القس مسا قررناه و
من آثار الدول أيضا حالا ف العراس و الولئم كما ذكرناه ف وليمة بوران و صنيع الجاج
و ابن ذي النون و قد مر ذلك كله.
و من آثارها أيضا عطايا الدول و أنا تكون على نسبتها و يظهر ذلك فيها و لو أشرفت على
الرم فإن المم الت لهل الدولة تكون على نسبة قوة ملكهم و غلبهم للناس و المم ل تزال
م صاحبة ل م إل انقراض الدولة و اع تب ذلك بوائز ا بن ذي يزن لو فد قر يش ك يف أعطا هم
من أرطال الذ هب و الف ضة و الع بد و الو صائف عشرا عشرا و من كرش الع نب واحدة و
أض عف ذلك بعشرة أمثاله لع بد الطلب و إن ا مل كه يومئذ قرارة الي من خا صة ت ت ا ستبداد
فارس و إنا حله على ذلك هة نفسه با كان لقومه التبابعة من اللك ف الرض و الغلب على
ال مم ف العراق ي و ال ند و الغرب و كان ال صنهاجيون بأفريق ية أيضا إذا أجازوا الو فد من
أمراء زناتة الوافدين عليهم فإنا يعطونم الال أحالً و الكساء توتا ملوءةً و الملن جنائب
عديدة.
و فس تاريسخ ابسن الرقيسق مسن ذلك أخبار كثية و كذلك كان عطاء البامكسة و جوائزهسم و
نفقاتم و كانوا إذا كسبوا معدما فإنا هو الولية و النعمة آخر الدهر ل العطاء الذي يستنفده
يوم أو بعض يوم و أخبارهم ف ذلك كثية مسطورة و هي كلها على نسبة الدول جارية هذا
جوهر الصقلب الكاتب قائد جيش العبيديي لا ارتل إل فتح مصر استعد من القيوان بألف
حل من الال و ل تنتهي اليوم دولة إل مثل هذا .و كذلك وجد بط أحد بن ممد بن عبد
الم يد ع مل ب ا ي مل إل ب يت الال ببغداد أيام الأمون من ج يع النوا حي نقل ته من جراب
الدولة غلت السواد سبع و عشرون ألف ألف درهم مرتي و ثانائة ألف درهم و من اللل
النجرانية مائتا حلة و من طي التم مائتان و أربعون رطلً كنكر أحد عشر ألف ألف درهم
مرتي و ستمائة ألف درهم كورد جلة عشرون ألف ألف درهم و ثانية دراهم حلوان أربعة
آلف ألف درهم مرت ي و ثانائة ألف درهم الهواز خسة و عشرون ألف در هم مرة و من
السكر ثلثون ألف رطل فارس سبعة و عشرون ألف ألف درهم و من ماء الورد ثلثون ألف
قارورة و من الزيت السود عشرون ألف رطل كرمان أربعة آلف ألف درهم مرتي و مائتا
ألف درهم و من التاع اليمان خسمائة ثوب و من التمر عشرون ألف رطل مكران أربعمائة
ألف درهم مرة السند و ما يليه أحد ع شر ألف ألف درهم مرتي و خسمائة ألف درهم و
من العود الندي مائة و خ سون رطلً سجستان أرب عة آلف ألف در هم مرت ي و من الثياب
العينة ثلثمائة ثوب ومن الفانيد عشرون رطلً خراسان ثانية و عشرون ألف ألف درهم مرتي
و من ن قر الف ضة أل فا نقرة و من الباذ ين أرب عة آلف و من الرق يق ألف رأس .و من التاع
عشرون ألف ثوب و من الهليلج ثلثون ألف رطل جرجان اثنا عشر ألف ألف درهم مرتي
و من البري سم ألف ش قة .قو مس ألف ألف مرت ي و خ سمائة من ن قر الف ضة طب ستان و
الروبان و ناوند ستة آلف ألف مرتي و ثلئمائة ألف و من الفرش الطبي ستمائة قطعة و
من الك سية مائتان و من الثياب خ سمائة ثوب و من الناد يل ثلثائة و من الامات ثلثائة
الري اثنا عشر ألف ألف درهم مرتي و من العسل عشرون ألف رطل هذان أحد عشر ألف
ألف در هم مرت ي و ثلثائة ألف و من رب الرمان ألف ر طل و من الع سل اث نا ع شر ألف
رطل ما بي البصرة و الكوفة عشرة آلف ألف درهم مرتي و سبعمائة ألف درهم ماسبذان
والدينار أربعة آلف ألف درهم مرتي شهر زور ستة آلف ألف درهم مرتي و سبعمائة ألف
درهم الوصل و ما يليها أربعة و عشرون ألف ألف درهم مرتي و من العسل البيض عشرون
ألف ألف رطل أذربيجان أربعة آلف ألف درهم مرتي الزيرة و ما يليها من أعمال الفرات
أربعة و ثلثون ألف ألف درهم مرتي و من الرقيق ألف رأس و من العسل اثنا عشر ألف زق
و من البزاة عشرة و من الك سية عشرون أرمين ية ثل ثة ع شر ألف ألف در هم مرت ي و من
الب سط الحفور عشرون و من الز قم خ سمائة و ثلثون رطلً و من ال سايج ال سور ما هي
عشرة آلف ر طل و من ال صونج عشرة آلف ر طل و من البغال مائتان و من الهرة ثلثون
قنسرين أربعمائة ألف دينار و من الزيت ألف حل دمشق أربعمائة ألف دينار و عشرون ألف
دينار و الردن سبعة و ت سعون ألف دينار فل سطي ثلثائة ألف دينار و عشرة آلف دينار و
مسن الزيست ثلثائة ألف رطسل مصسر ألف ألف دينار و تسسعمائة ألف دينار و عشرون ألف
دينار .بر قة ألف ألف در هم مرت ي .أفريق ية ثل ثة ع شر ألف ألف در هم مرت ي و من الب سط
مائة و عشرون .اليمسن ثلثائة ألف دينار و سسبعون ألف دينار سسوى التاع .الجاز ثلثائة
ألف د ينار انتهي.
و أما الندلس فالذي ذكره الثقات من مؤرخيها أن عبد الرحن الناصر خلف ف بيوت أمواله
خسة آلف ألف ألف دينار مكررة ثلث مرات يكون جلتها بالقناطي خسمائة ألف قنطار.
و رأ يت ف ب عض توار يخ الرش يد أن الحمول إل ب يت الال ف أيا مه سبعة آلف قنطار و
خسمائة قنطار ف كل سنة فاعتب ذلك ف نسب الدول بعضها من بعض و لتنكرن ما ليس
بعهود عندك و ل ف ع صرك شيء من أمثاله فتض يق حو صلتك ع ند ملت قط المكنات فكث ي
من الواص إذا سعوا أمثال هذه الخبار عن الدول ال سالفة بادر بالنكار و ل يس ذلك من
ال صواب فإن أحوال الوجود والعمران متفاو تة و من أدرك من ها رت بة سفلى أو و سطى فل
ي صر الدارك كل ها في ها و ن ن إذا اعتب نا ما ين قل ل نا عن دولة ب ن العباس و ب ن أم ية و
العبيديي و ناسبنا الصحيح من ذلك و الذي ل شك فيه بالذي نشاهده من هذه الدول الت
هي أ قل بالن سبة إلي ها وجد نا بين ها بونا و هو ل ا بين ها من التفاوت ف أ صل قوت ا و عمران
مالكها فالثار كلها جارية على نسبة الصل ف القوة كما قدمناه و ل يسعنا إنكار ذلك عنها
إذ كثي من هذه الحوال ف غاية الشهرة و الوضوح بل فيها ما يلحق بالستفيض و التواتر و
فيها العاين و الشاهد من آثار البناء و غيه فخذ من الحوال النقولة مراتب الدول ف قوتا
أو ضعفها و ضخامتها أو صغرها و اعتب ذلك با نقصه عليك من هذه الكاية الستظرفة.
و ذلك أنه ورد بالغرب لعهد السلطان أب عنان من ملوك بن مرين رجل من مشيخة طنجة
يعرف با بن بطو طة كان ر حل م نذ عشر ين سنة قبل ها إل الشرق و تقلب ف بلد العراق و
اليمن و الند و دخل مدينة دهلي حاضرة ملك الند و هو السلطان ممد شاه و اتصل بلكها
لذلك العهد و هو فيوزجوه و كان له منه مكان و استعمله ف خطة القضاء بذهب الالكية
ف عمله ث انقلب إل الغرب و اتصل بالسلطان أب عنان و كان يدث عن شأن رحلته و ما
رأى من العجائب بمالك الرض و أك ثر ما كان يدث عن دولة صاحب ال ند و يأ ت من
أحواله ب ا ي ستغربه ال سامعون م ثل أن ملك ال ند إذا خرج إل ال سفر أح صى أ هل مدين ته من
الرجال و النساء و الولدان و فرض لم رزق ستة أشهر تدفع لم من عطائه و أنه عند رجوعه
من سفره يدخل ف يوم مشهود يبز فيه الناس كافة إل صحراء البلد و يطوفون به و ينصب
أمامه ف ذلك القل منجنيقات على الظهر ترمى با شكائر الدراهم و الدناني على الناس إل
أن يد خل إيوا نه و أمثال هذه الكايات فتنا حى الناس بتكذي به و لق يت أيامئذ وز ير ال سلطان
فارس بن وردار البع يد ال صيت ففاوض ته ف هذا الشأن و أري ته إنكار أخبار ذلك الر جل ل ا
استفاض ف الناس من تكذيبه.
فقال ل الوزير فارس إياك أن تستنكر مثل هذا من أحوال الدول با أنك ل تره فتكون كابن
الوزير الناشىء ف السجن و ذلك أن وزيرا اعتقله سلطانه و مكث ف السجن سني رب فيها
اب نه ف ذلك الجلس فل ما أدرك و ع قل سأل عن اللحمان ال ت كان يتغذى ب ا فقال له أبوه
هذا لم الغنم فقال و ما الغنم فيصفها له أبوه بشياتا و نعوتا فيقول يا أبت تراها مثل الفأر
فينكر عليه و يقول أين الغنم من الفأر و كذا ف لم البل و البقر إذ ل يعاين ف مبسه من
اليوانات إل الفأر فيح سبها كل ها أبناء ج نس الفأر و لذا كثيا ما يعتري الناس ف الخبار
كما يعتريهم الوسواس ف الزيادة عند قصد الغراب كما قدمناه أول الكتاب فليجع النسان
إل أصسوله و ليكسن مهيمنا على نفسسه و ميزا بيس طبيعسة المكسن و المتنسع بصسريح عقله و
مستقيم فطرته فما دخل ف نطاق المكان قبله و ما خرج عنه رفضه و ليس مرادنا المكان
العقلي الطلق فإن نطاقسه أوسسع شيسء فل يفرض حدا بيس الواقعات و أناس مرادنسا المكان
بسب الادة الت للشيء فإنا إذا نظرنا أصل الشيء و جنسه و صنفه و مقدار عظمه و قوته
أجرينا الكم من نسبة ذلك على أحواله و حكمنا بالمتناع على ما خرج من نطاقه ،و قل
رب زدن علما و أنت أرحم الراحي و ال سبحانه و تعال أعلم.
الفصل التاسع عشر ف استظهار صاحب الدولة على قومه و أهل عصبيته بالوال و
الصطنعي
إعلم أن صاحب الدولة إنا يتم أمره كما قلناه بقومه فهم عصابته و ظهراؤه على شأنه و بم
يقارع الوارج على دولتسه و منهسم يقلد أعمال ملكتسه و وزارة دولتسه و جبايسة أموله لنمس
أعوا نه على الغلب و شركاؤه ف ال مر و م ساهوه ف سائر مهما ته هذا ما دام الطور الول
للدولة كما قلناه فإذا جاء الطور الثان و ظهر الستبداد عنهم و النفراد بالجد و دافعهم عنه
بالراح صاروا ف حقيقة المر من بعض أعدائه و احتاج ف مدافعتهم عن المر و صدهم عن
الشار كة إل أولياء آخر ين من غ ي جلدت م ي ستظهر ب م علي هم و يتول هم دون م فيكونون
أقرب إل يه من سائرهم و أ خص به قربا و ا صطناعا و أول إيثارا و جاها ل ا أن م ي ستميتون
دونه ف مدافعة قومه عن المر الذي كان لم و الرتبة الت ألفوها ف مشاركتهم فيستخلصهم
صاحب الدولة و يصهم بزيد التكرمة و اليثار و يقسم لم ما للكثي من قومه و يقلدهم
جليل العمال و الوليات من الوزارة و القيادة و الباية و ما يتص به لنفسه و تكون خالصة
له دون قو مه من ألقاب المل كة لن م حينئذ أولياؤه القربون و ن صحاؤه الخل صون و ذلك
حينئذ مؤذن باهتضام الدولة و علمسة على الرض الزمسن فيهسا لفسساد العصسبية التس كان بناء
الغلب عليها.
و مرض قلوب أهل الدولة حينئذ من المتهان و عداوة السلطان فيضطغنون عليه و يتربصون
به الدوائر و يعود وبال ذلك على الدولة و ل يط مع ف برئ ها من هذا الداء ل نه ما م ضى
يتأكسد فس العقاب إل أن ذهسب رسسها و اعتسب ذلك فس دولة بنس أميسة كيسف كانوا إناس
يستظهرون ف حروبم و ولية أعمالم برجال العرب مثل عمرو بن سعد بن أب و قاص و
عبد ال بن زياد بن أب سفيان والجاج بن يوسف و الهلب بن أب صفرة و خالد بن عبد
ال الق سري و ا بن هبية و مو سى بن ن صي و بلل بن أ ب بردة بن أ ب مو سى الشعري و
نصر بن سيار و أمثالم من رجالت العرب و كذا صدر من دولة بن العباس كان الستظهار
في ها أيضا برجالت العرب فل ما صارت الدولة للنفراد بال جد و ك بح العرب عن التطاول
للوليات صارت الوزارة للعجم و الصنائع من البامكة و بن سهل بن نوبت و بن طاهر ث
بن بويه و موال الترك مثل بغا و وصيف و أثلمش و باكناك و ابن طولون و أبنائهم و غي
هؤلء من موال العجم فتكون الدولة لغي من مهدها و العز لغي من اجتلبه سنة ال ف عباده
و ال تعال أعلم.
الفصل الادي و العشرون فيما يعرض ف الدول من حجر السلطان و الستبداد عليه
إذا ا ستقر اللك ف ن صاب مع ي و من بت وا حد من القب يل القائم ي بالدولة و انفردوا به و
دفعوا سائر القبيل عنه و تداوله بنو واحدا بعد واحد بسب الترشيح فربا حدث التغلب على
الن صب من وزرائ هم و حاشيت هم و سببه ف الك ثر ول ية صب صغي أو مض عف من أ هل
النبت يترشح للولية بعهد أبيه أو بترشيح ذويه و خوله و يؤنس منه العجز عن القيام باللك
فيقوم به كافله من وزراء أبيه و حاشيته و مواليه أو قبيله و يوري بفظ أمره عليه حت يؤنس
منه الستبداد و يعل ذلك ذريعة للملك فيححب الصب عن الناس و يعوده إليها ترف أحواله
و يسيمه ف مراعيها مت أمكنه و ينسيه النظر ف المور السلطانية حت يستبد عليه و هو با
عوده يعتقسد أن حسظ السسلطان مسن اللك إناس هسو جلوس السسرير إعطاء الصسفقة و خطاب
التهو يل و القعود مع الن ساء خلف الجاب و أن ال ل و الر بط و ال مر و الن هي و مباشرة
الحوال اللوكية و تفقدها من النظر ف اليش و الال و الثغور أنا هو للوزير و يسلم له ف
ذلك إل أن ت ستحكم له صبغة الرئا سة و ال ستبداد و يتحول اللك إل يه و يؤ ثر به عشي ته و
أبناءه من بعده كما وقع لبن بويه و الترك و كافور الخشيدي و غيهم بالشرق و للمنصور
بن أب عامر بالندلس.
و قد يتفطن ذلك الحجور الغلب لشأنه فيحاول على الروج من ربقة الجر و الستبداد و
يرجع اللك إل نصابه و يصرب على أيدي التغلبي عليه إما بقتل أو برفع عن الرتبة فقط إل
أن ذلك ف النادر ال قل لن الدولة إذا أخذت ف تغلب الوزراء و الولياء ا ستمر ل ا ذلك و
قل أن ترج عنه لن ذلك إنا يوجد ف الكثر عن أحوال الترف و نشأة أبناء اللك منغمسي
ف نعيمة قد نسوا عهد الرجولة و ألفوا أخلق الدايات و الظار و ربوا عليها فل ينعون إل
رئا سة و ل يعرفون ا ستبدادا من تغلب إن ا ه هم ف القنوع بالب ة و التن فس ف اللذات و
أنواع الترف و هذا التغلب يكون للموال و ال صطنعي ع ند ا ستبداد عش ي اللك على قوم هم
و انفراد هم به دون م و هو عارض للدولة ضروري ك ما قدمناه و هذان مرضان لبرء للدولة
منهما إل ف القل النادر و ال يؤت ملكه من يشاء و هو على كل شيء قدير.
السبة و السكة
إما السبة فهي وظيفة دينية من باب المر بالعروف و النهي عن النكر الذي هو فرض على
القائم بأمور السلمي يعي لذلك من يراه أهلً له فيتعي فرضه عليه ويتخذ العوان على ذلك
و يبحسث عسن النكرات و يعزر و يؤدب على قدرهسا و يمسل الناس على الصسال العامسة فس
الدينة مثل النع من الضايقة ف الطرقات و منع المالي و أهل السفن من الكثار ف المل و
ال كم على أ هل البا ن التداع ية لل سقوط بدم ها و إزالة ما يتو قع من ضرر ها على ال سابلة
والضرب على أيدي العلمي ف الكاتب و غيها ف البلغ ف ضربم للصبيان التعلمي و ل
يتو قف حك مه على تنازع أو ا ستعداء بل له الن ظر و ال كم في ما ي صل إل عل مه من ذلك و
ير فع إل يه و ل يس له إمضاء ال كم ف الدعاوي مطلقا بل في ما يتعلق بال غش و التدل يس ف
العايش و غيها ف الكاييل و الوازين و له أيضا حل الماطلي على النصاف و أمثال ذلك
ما ليس فيه ساع بينة و ل إنفاذ حكم و كأنا أحكام ينه القاضي عنها لعمومها و سهولة
أغراضها فتدفع إل صاحب هذه الوظيفة ليقوم با فوضعها على ذلك أن تكون خادمة لنصب
القضاء و قد كا نت ف كث ي من الدول ال سلمية م ثل ال عبيديي ب صر و الغرب و الموي ي
بالندلس داخلة ف عموم ولية القاضي يول فيها باختياره ث لا انفردت وظيفة السلطان عن
اللفة و صار نظره عاما ف أمور السياسة اندرجت ف وظائف اللك و أفردت بالولية.
و أما السكة فهي النظر ف النقود التعامل با بي الناس و حفظها ما يداخلها من الغش أو
الن قص إن كان يتعا مل ب ا عددا أو ما يتعلق بذلك و يو صل إل يه من ج يع العتبارات ث ف
وضع علمة السلطان على تلك النقود بالستجادة و اللوص برسم تلك العلمة فيها من خات
حديد أتذ لذلك و نقش فيه نقوش خاصة به فيوضع على الدينار بعد أن يقدر ويضرب عليه
بالطرقة حت ترسم فيه تلك النقوش و تكون علمة على جودته بسب الغاية الت وقف عندها
السبك والتخليص ف متعارف أهل القطر و مذاهب الدولة الاكمة فإن السبك و التخليص
ف النقود ل يقف عند غاية و إنا ترجع غايته إل الجتهاد فإذا وقف أهل أفق أو قطر على
غاية من التخليص وقفوا عندها و سوها إماما و عيارا يعتبون به نقودهم وينتقدونا بماثلته
فإن ن قص عن ذلك كان زيفا و الن ظر ف ذلك كله ل صاحب هذه الوظي فة و هي دين ية بذا
العتبار فتندرج تت اللفة و قد كانت تندرج ف عموم ولية القاضي ث أفردت لذا العهد
كما وقع ف البشة.
هذا آ خر الكلم ف الوظائف اللف ية و بق يت من ها وظائف ذه بت بذهاب ما ين ظر ف يه و
أخرى صارت سلطاني ًة فوظي فة المارة و الوزارة و الرب و الراج صارت سلطانية نتكلم
عليهسا فس أماكنهسا بعسد وظيفسة الهاد وظيفسة الهاد بطلت ببطلنسه إل فس قليسل مسن الدول
يار سونه و يدرجون أحكا مه غالبا ف ال سلطانيات وكذا نقا بة الن ساب ال ت يتو صل ب ا إل
اللفة أو الق ف بيت الال قد بطلت لدثور اللفة و رسومها و بالملة قد اندرجت رسوم
اللفة و وظائفها ف رسوم اللك و السياسة ف سائر الدول لذا العهد و ال مصرف المور
كيف يشاء.
الفصل الثان و الثلثون ف اللقب بأمي الؤمني و إنه من سات اللفة و هو مدث منذ
عهد اللفاء
و ذلك أنه لا بويع أبو بكر رضي ال عنه و كان الصحابة رضي ال عنهم و سائر السلمي
ي سمونه خلي فة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و ل يزل ال مر على ذلك إل أن هلك فل ما
بو يع لعمر بعهده إل يه كانوا يدعو نه خلي فة خلي فة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم و كأن م
استثقلوا هذا اللقب بكثرته و طول إضافته و أنه يتزايد فيما بعد دائما إل أن ينتهي إل الجنة
و يذ هب م نه التمي يز بتعدد الضافات و كثرت ا فل يعرف فكانوا يعدلون عن هذا الل قب إل
ما سواه ما يناسبه و يدعى به مثله و كانوا يسمون قواد البعوث باسم المي و هو فعيل من
المارة و قد كان الاهلية يدعون النب صلى ال عليه و سلم أمي مكة و أمي الجاز و كان
ال صحابة أيضا يدعون سعد بن أ ب و قاص أم ي الؤمن ي لمار ته على ج يش القاد سية و هم
مع ظم ال سلمي يومئذ و ات فق أن د عا ب عض ال صحابة ع مر ر ضي ال ع نه يا أم ي الؤمن ي
فاستحسنه الناس و استصوبوه و دعوه به.
يقال إن أول من دعاه بذلك عبد ال بن جحش و قيل عمرو بن العاصي والغية بن شعبة و
قيل بريد جاء بالفتح من بعض البعوث و دخل الدينة و هو يسأل عن عمر و يقول أين أمي
الؤمن ي و سمها أ صحابه فا ستحسنوه و قالوا أ صبت و ال ا سه إ نه و ال أم ي الؤمن ي حقا
فدعوه بذلك و ذ هب لقبا له ف الناس وتوار ثه اللفاء من بعده سةً ل يشارك هم في ها أ حد
سواهم إل سائر دولة بن أمية ث إن الشيعة خصوا عليا باسم المام نعتا له بالمامة الت هي
أ خت الل فة وتعريضا بذهب هم ف أ نه أ حق بإما مة ال صلة من أ ب ب كر ل ا هو مذهب هم و
بدعتهم فخصوه بذا اللقب و لن يسوقون إليه منصب اللفة من بعده فكانوا كلهم يسمون
بالمام ما داموا يدعون لم ف اللفاء حت إذا يستولون على الدولة يولون اللقب فيما بعده
إل أم ي الؤمن ي ك ما فعله شي عة ب ن العباس فإن م ما زالوا يدعون أئمت هم بالمام إل إبراه يم
الذي جهروا بالدعاء له و عقدوا الرايات للحرب على أمره فلمسا هلك دعسي أخوة السسفاح
بأمي الؤمني.
و كذا الرافضة بأفريقيا فإنم ما زالوا يدعون أئمتهم من ولد إساعيل بالمام حت انتهى المر
إل عبيد ال الهدي و كانوا أيضا يدعونه بالمام و لبنه أب القاسم من بعده فلما استوثق لم
ال مر دعوا من بعده ا بأم ي الؤمن ي و كذا الدار سة بالغرب كانوا يلقبون إدر يس بالمام و
ابنه إدريس الصغر كذلك وهكذا شأنم و توارث اللفاء هذا اللقب بأمي الؤمني و جعلوه
سة لن يلك الجاز و الشام و العراق و الواطن الت هي ديار العرب و مراكز الدولة و أهل
اللة و الفتح و ازداد لذلك ف عنفوان الدولة و بذخها لقب آخر اللفاء يتميز به بعضهم عن
ب عض ل ا ف أم ي الؤمن ي من الشتراك بين هم فا ستحدث لذلك ب نو العباس حجابا ل سائهم
العلم عن امتهان ا ف أل سنة ال سوقة و صونا ل ا عن البتذال فتلقبوا بال سفاح و الن صور و
الهدي و الادي و الرشيد إل آخر الدولة و اقتفى أثرهم ف ذلك العبيديون بأفريقية و مصر و
تا ف ب نو أم ية عن ذلك بالشرق قبل هم مع الغضا ضة و ال سذاجة لن العروب ية و منازع ها ل
تفارقهسم حينئذ و ل يتحول عنهسم شعار البداوة إل شعار الضارة و أمسا بالندلس فتلقبوا
ك سلفهم مع ما عملوه من أنف سهم من الق صور عن ذلك بالق صور عن ملك الجاز أ صل
العرب و اللة و البعد عن دار اللفة الت هي مركز العصبية و أنم إنا منعوا بإمارة القاصية
أنفسهم من مهالك بن العباس حت إذا جاء عبد الرحن الداخل الخر منهم و هو الناصر بن
ممد بن المي عبد ال بن ممد بن عبد الرحن الوسط لول الائة الرابعة و اشتهر ما نال
اللفة بالشرق من الجر و استبداد الوال و عيثهم ف اللفاء بالعزل و الستبدال و القتل و
ال سمل ذ هب ع بد الرح ن هذا إل م ثل مذاهسب اللفاء بالشرق و أفريق ية و ت سمى بأم ي
الؤمن ي و تل قب بالنا صر لد ين ال .و أخذت من بعده عادة و مذ هب ل قن ع نه و ل ي كن
لبائه و سلف قومه .و استمر الال على ذلك إل أن انقرضت عصبية العرب أجع و ذهب
ر سم الل فة و تغلب الوال من الع جم على ب ن العباس و ال صنائع على ال عبيديي بالقاهرة و
صنهاجة على أمراء أفريقية و زناتة على الغرب و ملوك الطوائف بالندلس على أمر بن أمية
واقت سموه و افترق أ مر ال سلم فاختل فت مذا هب اللوك بالغرب و الشرق ف الخت صاص
باللقاب بعد أن تسموا جيعا باسم السلطان.
فأمسا ملوك الشرق مسن العجسم فكان اللفاء يصسونم يألقاب تشريفيسة حتس يسستشعر منهسا
انقيادهم و طاعتهم و حسن وليتهم مثل شرف الدولة و عضد الدولة و ركن الدولة و معز
الدولة و نصي الدولة و نظام اللك و باء الدولة و ذخية اللك و أمثال هذه و كان العبيديون
أيضا ي صون ب ا أمراء صنهاجة فل ما ا ستبدوا على الل فة قنعوا بذه اللقاب و تافوا عن
ألقاب اللفة أدبا معها و عدول عن ساتا الختصة با شأن التغلبي الستبدين كما قلناه و
نزع التأخرون أعاجسم الشرق حيس قوي اسستبدادهم على اللك و عل كعبهسم فس الدولة و
السلطان و تلشت عصبية اللفة و اضمحلت بالملة إل انتحال اللقاب الاصة باللك مثل
الناصر و النصور و زيادة على ألقاب يتصون با قبل هذا النتحال مشعرة بالروج عن ربقة
الولء و الصطناع با أضافوها إل الدين فقط فيقولون صلح الدين أسد الدين نور الدين .و
أ ما ملوك الطوائف بالندلس فاقت سموا ألقاب الل فة و توزعو ها لقوة ا ستبدادهم علي ها ب ا
كانوا من قبيلها و عصبتها فتلقبوا بالناصر و النصور و العتمد و الظفر و أمثالا كما قال ابن
أب شرف ينعى عليهم:
ما يزهدن ف أرض أندلس أساء معتمد فيها و معتضد
ألقاب ملكة ف غي موضعها كالر يكي انتفاخا صورة السد
و أما صنهاجة فاقصروا عن اللقاب الت كان اللفاء العبيديون يلقبون با للتنويه مثل نصي
الدولة و معز الدولة و اتصل لم ذلك لا أدالوا من دعوة العبيديي بدعوة العباسيي ث بعدت
الشقة بينهم و بي اللفة و نسوا عهدها فنسوا هذه اللقاب و اقتصروا على اسم السلطان و
كذا شأن ملوك مغراوة بالغرب ل ينتحلوا شيئا من هذه اللقاب إل اسم السلطان جريا على
مذاهب البداوة و الغضاضة .و لا مي رسم اللفة و تعطل دستها ا و قام بالغرب من قبائل
الببر يوسف بن تاشفي ملك لنتونة فملك العدوتي و كان من أهل الي و القتداء نزعت
به ه ته إل الدخول ف طاعة الليفة تكميلً لراسم دينه فخاطب الستظهر العبا سي و أوفد
عليه بيعته عبد ال بن العرب و ابنه القاضي أبا بكر من مشيخة إشبيلية يطلبان توليته إياها على
الغرب و تقليده ذلك فانقلبوا إليه بعهد اللفة له على الغرب و استشعار زيهم ف لبوسه و
رتب ته وخاط به ف يه يا أم ي الؤمن ي تشريفا و اخت صاصا فاتذ ها لقبا و يقال إ نه كان د عي له
بأمي الؤمني من قبل أدبا مع رتبة اللفة لا كان عليه هو و قومه الرابطون من انتحال الدين
و اتباع السنة و جاء الهدي على أثرهم داعيا إل الق آخذا بذاهب الشعرية ناعيا على أهل
الغرب عدولم عنها إل تقليد السلف ف ترك التأويل لظواهر الشريعة و ما يؤول إليه ذلك من
التجسيم كما هو معروف ف مذهب الشعرية و سي أتباعه الوحدين تعريضا بذلك النكي و
كان يرى رأي أهل البيت ف المام العصوم و أنه ل بد منه ف كل زمان يفظ بوجوده نظام
هذا العال فسمى بالمام لا قلناه أولً من مذهب الشيعة ف ألقاب خلفائهم و أردف بالعصوم
إشارةً إل مذهبه ف عصمة المام و تنه عند اتباعه عن أمي الؤمني أخذا بذاهب التقدمي
من الشيعة و لا فيها من مشاركة الغمار و الولدان من أعقاب أهل اللفة يومئذ بالشرق.
ث انت حل ع بد الؤ من ول عهده الل قب بأم ي الؤمن ي و جرى عل يه من بعده خلفاء ب ن ع بد
الؤمن و آل أب حفص من بعدهم استئثارا به عمن سواهم لا دعا إليه شيخهم الهدي من
ذلك و أ نه صاحب ال مر و أولياؤه من بعده كذلك دون كل أ حد لنتقاء ع صبية قر يش و
تلشي ها فكان ذلك دأب م .و ل ا انت قض ال مر بالغرب و انتز عه زنا تة ذ هب أول م مذا هب
البداوة و ال سذاجة و أتباع لتو نة ف انتحال الل قب بأم ي الؤمن ي أدبا مع رت بة الل فة ال ت
كانوا على طاعتها لبن عبد الؤمن أول و لبن أب حفص من بعدهم ث نزع التأخرون منهم
إل اللقب بأمي الؤمني و انتحلوه لذا العهد استبلغا ف منازع اللك و تتميما لذاهبه وساته
و ال غالب على أمره.
الفصل الثالث و الثلثون ف شرح اسم البابا و البطرك ف اللة النصرانية و اسم الكوهن
عند اليهود
إعلم أن اللة ل بد ل ا من قائم ع ند غي بة ال نب يمل هم على أحكام ها و شرائع ها و يكون
كاللي فة في هم لل نب في ما جاء به من التكال يف و النوع الن سان أيضا ب ا تقدم من ضرورة
السياسة فيهم للجتماع البشري ل بد لم من شخص يملهم على مصالهم و يزعهم عن
مفا سدهم بالق هر و هو ال سمى باللك و اللة ال سلمية ل ا كان الهاد في ها مشروعا لعموم
الدعوة و ح ل الكا فة على د ين ال سلم طوعا أو كرها اتذت في ها الل فة و اللك لتو جه
الشوكة من القائمي با إليهما معا .و أما ما سوى اللة السلمية فلم تكن دعوتم عامة و ل
الهاد عند هم مشروعا إل ف الداف عة ف قط ف صار القائم بأ مر الد ين في ها ل يغن يه ش يء من
سياسة اللك و إن ا و قع اللك ل ن و قع من هم بالعرض و ل مر غ ي دي ن و هو ما اقتض ته ل م
العصبية لا فيها من الطلب للملك بالطبع لا قدمناه لنم غي مكلفي بالتغلب على المم كما
ف اللة السلمية و إنا هم مطلوبون بإقامة دينهم ف خاصتهم.
و لذلك ب قي ب نو إ سرائيل من ب عد مو سى و يو شع صلوات ال عليه ما ن و أربعمائة سنة ل
يعتنون بشيء من أمر اللك إنا ههم إقامة دينهم فقط و كان القائم به بينهم يسمى الكوهن
كأنه خليفة موسى صلوات ال عليه يقيم لم أمر الصلة و القربان و يشترطون فيه أن يكون
من ذر ية هارون صلوات ال عل يه لن مو سى ل يع قب ث اختاروا لقا مة ال سياسة ال ت هي
للبشر بالطبع سبعي شيخا كانوا يتلون أحكامهم العامة و الكوهن أعظم منهم رتبةً ف الدين
و أبعد عن شغب الحكام و اتصل ذلك فيهم إل أن استحكمت طبيعة العصبية و تحضت
الشوكة للملك فغلبوا الكنعاني على الرض الت أورثهم ال بيت القدس و ما جاورها كما
بي لم على لسان موسى صلوات ال عليه فحاربتهم أمم الفلسطي و الكنعانني و الرمن و
أردن و عمان و مأرب و رئا ستهم ف ذلك راج عة إل شيوخ هم و أقاموا على ذلك نوا من
أربعمائة سنة و ل ت كن ل م صولة اللك و ض جر ب نو إ سرائيل من مطال بة ال مم فطلبوا على
لسان شويل من أنبيائهم أن يأذن ال لم ف تليك رجل عليهم فول عليهم طالوت و غلب
ال مم و ق تل جالوت ملك الفل سطي ث ملك بعده داود ث سليمان صلوات ال عليه ما و
استفحل ملكه وامتد إل الجاز ث أطراف اليمن ث إل أطراف بلد الروم ث افترق السباط
من ب عد سليمان صلوات ال عل يه بقت ضى الع صبية ف الدول ك ما قدمناه إل دولت ي كا نت
إحداها يالزيرة و الوصل للسباط العشرة و الخرى بالقدس و الشام لبن يهوذا و بنيامي.
ث غلبهم بت نصر ملك بابل على ما كان بأيديهم من اللك أولً السباط العشرة ث ثانيا بن
يهوذا و بنت القدس بعد اتصال ملكهم نو ألف سنة و خرب مسجدهم و أحرق توراتم و
أمات دينهم و نقلهم إل أصبهان و بلد العراق إل أن ردهم بعض ملوك الكيانية من الفرس
إل بيت القدس من بعد سبعي سنةً من خروجهم فبنوا السجد وأقاموا أمر دينهم على الرسم
الول للكهنة فقط و اللك للفرس ث غلب السكندر و بنو يونان على الفرس و صار اليهود
ف ملكتهم ث فشل أمر اليونانيي فاعز اليهود عليهم بالعصبية الطبيعية و دفعوهم عن الستيلء
علي هم و قام بلك هم الكه نة الذ ين كانوا في هم من ب ن حشمناي و قاتلوا يونان ح ت انقرض
أمر هم و غلب هم الروم ف صاروا ت ت أمر هم ث رجعوا إل ب يت القدس و في ها ب نو هيودس
أصهار بن حشمناي و بقيت دولتهم فحاصروهم مدة ث افتتحوها عنوة و أفحشوا ف القتل و
الدم و التحر يق و خربوا ب يت القدس و أجلو هم عن ها إل رو مة و ما وراء ها و هو الراب
الثان للمسجد و يسميه اليهود باللوة الكبى فلم يقم لم بعدها ملك لفقدان العصبية منهم
و بقوا بعد ذلك ف ملكة الروم من بعدهم يقيم لم أمر دينهم الرئيس عليهم السمى بالكوهن
ث جاء ال سيح صلوات ال و سلمة عل يه ب ا جاء هم به من الد ين و الن سخ لب عض أحكام
التوراة و ظهرت على يديسه الوارق العجيبسة مسن إبراء الكمسة و البرص و إحياء الوتسى و
اجتمع عليه كثي من الناس و آمنوا به و أكثرهم الواريون من أصحابه و كانوا أثن عشر و
ب عث من هم ر سلً إل الفاق داع ي إل مل ته و ذلك أيام أوغ سطس أول ملوك القيا صرة و ف
مدة هيودس ملك اليهود الذي انتزع اللك مسن بنس حشمناي أصسهاره فحسسده اليهود و
كذبوه و كاتب هيودس ملكهم ملك القياصرة أوغسطس يغريه به فأذن لم ف قتله و وقع ما
تله القرآن مسن أمره و افترق الواريون شيعا و دخسل أكثرهسم بلد الروم داعيس إل ديسن
الن صرانية و كان بطرس كبيهم فنل برو مة دار ملك القيا صرة ث كتبوا الن يل الذي انزل
على عيسى صلوات ال عليه ف نسخ أربع على اختلف رواياتم فكتب مت إنيله ف بيت
القدس بالعبان ية و نقله يوح نا بن زبدي من هم إل الل سان اللتي ن و ك تب لو قا من هم إنيله
باللتي ن إل ب عض أكابر الروم و ك تب يوح نا بن زبدي من هم إنيله برو مة و ك تب بطرس
إنيله باللتي ن و ن سبه إل مرقاص تلميذه و اختل فت هذه الن سخ الر بع من الن يل مع أن ا
لي ست كل ها و ح يا صرفا بل مشو بة بكلم عي سى عل يه ال سلم و بكلم الواري ي و كل ها
مواعظ و قصص و الحكام فيها قليلة جدا و اجتمع الواريون الرسل لذلك العهد برومة و
وضعوا قواني اللة النصرانية و صيوها بيد أقليمنطس تلميذ بطرس و كتبوا فيها عدد الكتب
الت يب قبولا و العمل با.
فمن شريعة اليهود القدية التوراة و هي خسة أسفار و كتاب يوشع و كتاب القضاة و كتاب
راعوث و كتاب يهوذا و أ سفار اللوك أرب عة و سفر بنيام ي و ك تب القابي ي ل بن كريون
ثلثة و كتاب عزرا المام و كتابا أوشي و قصة هامان و كتاب أيوب الصديق و مزامي داود
عل يه ال سلم و ك تب اب نه سليمان عل يه ال سلم خ سة و نبؤات ال نبياء الكبار و ال صغار ستة
عشر و كتاب يشوع بن شارخ وزير سليمان .و من شريعة عيسى صلوات ال عليه التلقاة
من الواري ي نسخ الن يل الر بع و ك تب القتاليقون سبع ر سائل و ثامنها البريكسيس ف
قصص الرسل و كتاب بولس أربع عشرة رسالة و كتاب أقليمنطس و فيه الحكام و كتاب
أ بو غال سيس و ف يه رؤ يا يوح نا بن زبدي .و اختلف شأن القيا صرة ف ال خذ بذه الشري عة
تارة و تعظيم أهلها ث تركها أخرى و التسلط عليهم بالقتل و البغي إل أن جاء قسطنطي و
أخذ با و استمروا عليها .و كان صاحب هذا الدين و القيم لراسيمه يسمونه البطرك و هو
رئيس اللة عندهم و خليفة السيح فيهم يبعث نوابه و خلفاءه إل ما بعد عنه من أمم النصرانية
و يسمونه السقف أي نائب البطرك و يسمون المام الذي يقيم الصلوات و يفتيهم ف الدين
بالقسيس و يسمون النقطع الذي حبس نفسه ف اللوة للعبادة بالراهب.
و أك ثر خلوات م ف ال صوامع و كان بطرس الر سول رأس الواري ي و كبي التلم يذ برو مة
يقيهم با دين النصرانية إل أن قتله نيون خامس القياصرة فيمن قتل من البطارق و الساقفة
ث قام بلفته ف كرسي رومة آريوس و كان مرقاس النيلي بالسكندرية و مصر و الغرب
داعيا سبع سنيي فقام بعده حنانيا و تسمى بالبطرك و هو أول البطاركة فيها و جعل معه اثن
ع شر ق سا على أ نه إذا مات البطرك يكون وا حد من الث ن ع شر مكا نه و يتار من الؤمن ي
واحدا مكان ذلك الثان عشر فكان أمر البطاركة إل القسوس ث لا وقع الختلف بينهم ف
قواعد دينهم و عقائده و اجتمعوا بنيقية أيام قسطنطي لتحرير الق ف الدين و اتفق ثلثائة و
ثان ية ع شر من أ ساقفتهم على رأي وا حد ف الد ين فكتبوه و سوه المام و صيوه أ صلً
يرجعون إليه و كان فيما كتبوه أن البطرك القائم بالدين ل يرجع ف تعيينه إل اجتهاد القسة
كما قرره حنانيا تلم يذ مرقاس و أبطلوا ذلك الرأي و إنا يقدهم عن بلء و اختبار من أئمة
الؤمني و رؤسائهم فبقي المر كذلك.
ث اختلفوا بعد ذلك ف تقرير قواعد الذين و كانت لم متمعات ف تقرير و ل يتلفوا ف هذه
القاعدة فبقي المر فيها على ذلك و تصل فيهم نيابة الساقفة عن البطاركة و كان الساقفة
يدعون البطرك بالب أيضا تعظيما له فاشت به ال سم ف أع صار متطاولة يقال آخر ها بطرك ية
هر قل بإ سكندرية فأرادوا أن ييزوا البطرك عن ال سقف ف التعظ يم فدعوه البا با و معناه أ بو
الباء و ظهر هذا السم أول ظهوره بصر على ما زعم جرجيس بن العميد ف تأريه ث نقلوه
إل صاحب الكر سي الع ظم عند هم و هو كر سي بطرس الر سول ك ما قدمناه فلم يزل سة
عليه حت الن ث اختلفت النصارى ف دينهم بعد ذلك و فيما يعتقدونه ف السيح و صاروا
طوائف و فرقا و ا سظهروا بلوك الن صرانية كل على صاحبه فاختلف الال ف الع صور ف
ظهور فرقة دون فرقة إل أن استقرت لم ثلث طوائف هي فرقهم و ل يلتفتون إل غيها و
هم اللك ية و اليعقوب ية و الن سطورية ث اخت صت كل فر قة من هم ببطرك فبطرك رو مة اليوم
السسمى بالبابسا على رأي اللكيسة و رومسة للفرنةس و ملكلهسم قائم بتلك الناحيسة و بطرك
العاهد ين ب صر على رأي اليعقوب ية و هو ساكن ب ي ظهراني هم و الب شة يدينون بدين هم و
لبطرك مصر فيهم أساقفة ينوبون عنه ف إقامة دينهم هنالك.
و اختص اسم البابا ببطرك رومة لذا العهد و ل تسمي اليعاقبة بطركهم بذا السم و ضبط
هذه اللفظة بباءين موحدتي من أسفل و النطق با مفخمة و الثانية مشددة و من مذاهب البابا
ع ند الفرن ة أ نه يض هم على النقياد للك وا حد يرجعون إل يه ف اختلف هم و اجتماع هم
ترجا مسن افتراق الكلمسة و يتحرى بسه العصسبية التس ل فوقهسا منهسم لتكون يده عاليسة على
جيعهم و يسمونه النبذور و حرفة الوسط بي الذال و الظاء العجمتي و مباشرة يضع التاج
على رأ سه لل تبك في سمى التوج ،و لعله مع ن لف ظة ال نبذور و هذا مل خص ما أوردناه من
شرح هذين السي الذين ها البابا و الكوهن و ال يضل من يشاء و يهدي من يشاء.
الفساطيط و ا لسياج
اعلم أن مسن شارات اللك و ترفسه اتاذ الخبيسة و الفسساطيط و الفازات مسن ثياب الكتان و
الصوف و القطن فيباهى با ف السفار و تنوع منها اللوان ما بي كبي و صغي على نسبة
الدولة فس الثروة و اليسسار و إناس يكون المسر فس أول الدولة فس بيوتمس التس جرت عادتمس
باتاذ ها ق بل اللك و كان العرب لع هد اللفاء الول ي من ب ن أم ية إن ا ي سكنون بيوت م ال ت
كانست لمس خياما من الوبر و الصسوف و ل تزل العرب لذلك الع هد باد ين إل ال قل منهسم
فكا نت أ سفارهم لغزوات م و حروب م بظعون م و سائر حلل هم و أحيائ هم من ال هل و الولد
ك ما هو شأن العرب لذا الع هد و كا نت ع ساكرهم لذلك كثية اللل بعيدة ما ب ي النازل
متفرقة الحياء يغيب كل واحد منها عن نظر صاحبه من الخرى كشأن العرب و لذلك ما
كان عبد اللك يتاج إل ساقة تشد الناس على أثره و أن يقيموا إذا ظعن.
و نقسل أنسه اسستعمل فس ذلك الجاج حيس أشار بسه روح بسن زنباغ و قصستهما فس إحراق
ف ساطيط روح و خيا مه لول ولي ته ح ي وجد هم مقيم ي ف يوم رح يل ع بد اللك ق صة
مشهورة .و من هذه الولية تعرف رتبة الجاج بي العرب فإنه ل يتول إرادتم على الظعن
إل من يأمن بوادر ال سفهاء من أحيائهم با له من العصبية الائلة دون ذلك و لذلك اختصه
عبد اللك بذه الرتبة ثقة بغنائه فيها بعصبيته و صرامته فلما تفننت الدولة العربية ف مذاهب
الضارة و البذخ و نزلوا الدن و المصار و انتقلوا من سكن اليام إل سكن القصور و من
ظ هر ال ف إل ظ هر الا فر اتذوا لل سكن ف أ سفارهم ثياب الكتان ي ستعملون من ها بيوتا
متل فة الشكال مقدرة المثال من القوراء و الستطيلة و الربعة و يتفلون فيها بأبلغ مذاهب
الحتفال و الزينة و يدير المي و القائد للعساكر على فساطيطه و فازاته من بينهم سياجا من
الكتان يسمى ف الغرب بلسان الببر الذي هو لسان أهله أفراك بالكاف و القاف و يتص به
السسلطان بذلك القطسر ل يكون لغيه .و أمسا فس الشرق فيتخذه كسل أميس و إن كان دون
السسلطان ثس جنحست الدعسة بالنسساء و الولدان إل القام بقصسورهم و منازلمس فخسف لذلك
ظهرهم و تقاربت السياج بي منازل العسكر و اجتمع اليش و السلطان ف معسكر واحد
ي صره الب صر ف ب سيطة زهوا أنيقا لختلف ألوا نه و ا ستمر الال على ذلك ف مذا هب
الدول ف بذخها و ترفها .و كذا كانت دولة الوحدين و زناتة الت أظلتنا كان سفرهم أول
أمرهم ف بيوت سكناهم ق بل اللك من اليام و القياط ي حت إذا أخذت الدولة ف مذا هب
الترف و سكن القصور و عادوا إل سكن الخبية و الفساطيط بلغوا من ذلك فوق ما أرادوه
و هو من الترف بكان إل أن الع ساكر به ت صي عر ضة للبيات لجتماع هم ف مكان وا حد
تشمل هم ف يه ال صيحة و لفت هم من ال هل و الولد الذ ين تكون ال ستماتة دون م فيحتاج ف
ذلك إل تفظ آخر و ال القوي العزيز.
القصورة للصلة و الدعاء ف الطبة
و أما الدعاء على النابر ف الطبة فكان الشأن أولً عند اللفاء ولية الصلة بأنفسهم فكانوا
يدعون لذلك بعد الصلة على النب صلى ال عليه و سلم و الرضى عن أصحابه و أول من
اتذ النب عمرو بن العاص لا بن جامعه بصر و أول من دعا للخليفة على النب ابن عباس دعا
لعلي ر ضي ال عنه ما ف خطب ته .و هو بالب صرة عا مل له علي ها فقال الل هم ان صر عليا على
ال ق و ات صل الع مل على ذلك في ما ب عد و ب عد أ خذ عمرو بن العاص ال نب بلغ ع مر بن
الطاب ذلك فكتب إليه عمر بن الطاب أما بعد فقد بلغن أنك اتذت منبا ترقى به على
رقاب السلمي أو ما يكفيك أن تكون قائما و السلمون تت عقبيك فعزمت عليك إل ما
كسرته فلما حدثت البة و حدث ف اللفاء الانع من الطبة و الصلة استنابوا فيهما فكان
الطيب يشيد بذكر الليفة على النب تنويها باسه و دعاءً له با جعل ال مصلحة العال فيه و
لن تلك ال ساعة مظ نة للجا بة و ل ا ث بت عن ال سلف ف قول م من كا نت له دعوة صالة
فليضع ها ف ال سلطان و كان اللي فة يفرد بذلك فل ما جاء ال جر و ال ستبداد صار التغلبون
على الدول كثيا مسا يشاركون الليفسة فس ذلك و يشاد باسسهم عقسب اسسه و ذهسب ذلك
بذهاب تلك الدول و صار المر إل اختصاص السلطان بالدعاء له على النب دون من سواه و
حظر أن يشاركه فيه أحد أو يسمو إليه و كثيا ما يغفل العاهدون من أهل الدول هذا الرسم
عند ما تكون الدولة ف أ سلوب الغضا ضة و منا حي البداوة ف التغا فل و الشو نة و يقنعون
بالدعاء على البام و الجال ل ن ول أمور ال سلمي و ي سمون م ثل هذه الط بة إذا كا نت
على هذا النحسى عباسسية يعنون بذلك أن الدعاء على الجال إناس يتناول العباسسي تقليدا فس
ذلك ل ا سلف من ال مر و ل يفلون ب ا وراء ذلك من تعيي نه و الت صريح با سه ي كى أن
يغمراسن بن زيان عاهد دولة بن عبد الواد لا غلبه المي أبو زكريا يي بن أب حفص على
تلمسان ث بدا له ف إعادة المر إليه على شروط شرطها كان فيها ذكر اسه على منابر عمله
فقال يغمراسن تلك أعوادهم يذكرون عليها من شاءوا و كذلك يعقوب بن عبد الق عاهد
دولة بن مرين حضره رسول الستنصر الليفة بتونس من بن أب حفص و ثالث ملوكهم و
تلف ب عض أيا مه عن شهود الم عة فق يل له ل ي ضر هذا الر سول كراه ية للو الط بة من
ذ كر سلطانه فأذن ف الدعاء له و كان ذلك سببا لخذ هم بدعو ته و هكذا شأن الدول ف
بدايتهسا و تكنهسا فس الغضاضسة و البداوة فإذا انتبهست عيون سسياستهم و نظروا فس أعطاف
ملكهم و استتموا شيات الضارة و مفان البذخ و البة انتحلوا جيع هذه السمات و تفننوا
فيها و تاروا إل غايتها و أنفوا من الشاركة فيها و جزعوا من افتقاد ها و خلو دولت هم من
أثارها و العال بستان و ال على كل شيء رقيب.
اعلم أن الروب و أنواع القاتلة ل تزل واق عة ف اللي قة م نذ برا ها ال و أ صلها إرادة انتقام
بعض البشر من بعض و يتعصب لكل منها أهل عصبيه فإذا تذامروا لذلك و توافقت الطائفتان
إحداها تطلب النتقام و الخرى تدافع كانت الرب و هو أمر طبيعي ف البشر ل تلو عنه
أمة و ل جيل و سبب هذا النتقام ف الكثر إما غية و منافسة .و إما عدوان و إما غضب ل
ولدي نه و أ ما غ ضب للملك و سعي ف تهيده فالول أك ثر ما يري ب ي القبائل التجاورة و
العشائر التناظرة و الثا ن و هو العدوان أك ثر ما يكون من ال مم الوحش ية ال ساكني بالق فر
كالعرب و الترك و التركمان و الكراد و أشباههسم لنمس جعلوا أرزاقهسم فس رماحهسم و
معاش هم في ما بأيدي غي هم و من دافع هم عن متا عه آذنوه بالرب و ل بغ ية ل م في ما وراء
ذلك من رتبة و ل ملك و إنا ههم و نصب أعينهم غلب الناس على ما ف أيديهم و الثالث
هو ال سمى ف الشري عة بالهاد و الرا بع هو حروب الدول مع الارج ي علي ها و الانع ي
لطاعتها فهذه أربعة أصناف من الروب الصنفان الولن منها حروب بغي و فتنة و الصنفان
الخيان حروب جهاد و عدل و صفة الروب الواق عة ب ي أ هل اللي قة م نذ أول وجود هم
على نوع ي نوع بالز حف صفوفا و نوع بال كر و ال فر أ ما الذي بالز حف ف هو قتال الع جم
كلهم على تعاقب أجيالم و أما الذي بالكر و الفر فهو قتال العرب و الببر من أهل الغرب
و قتال الزحف أوثق و أشد من قتال الكر و الفر و ذلك لن قتال الزحف ترتب فيه الصفوف
و ت سوى ك ما ت سوى القداح أو صفوف ال صلة و يشون ب صفوفهم إل العدو قدما ،فلذلك
تكون أث بت ع ند ال صال و أ صدق ف القتال و أر هب للعدو .ل نه كالائط الم تد و الق صر
الشيد ل يطمع ف إزالته و ف التنيل إن ال يب الذين يقاتلون ف سبيله صفا كأنم بنيان
مر صوص أي ي شد بعض هم بعضا بالثبات و ف الد يث الكر ي الؤ من للمؤ من كالبنيان ي شد
بعضة بعضا و من هنا يظهر لك حكمة إياب الثبات و تري التول يوم الزحف فإن القصود
من ال صف ف القتال ح فظ النظام ك ما قلناه ف من ول العدو ظهره ف قد أ خل بال صاف و باء
بإث الزية إن وقعت و صار كأنه جرها على السلمي و أمكن منهم عدوهم فعظم الذنب
لعموم الف سدة و تعدي ها إل الد ين برق سياجه ف عد من الكبائر و يظ هر من هذه الدلة أن
قتال الزحف أشد عند الشارع و أما قتال الكر و الفر فليس فيه من الشدة و المن من الزية
ما ف قتال الزحف إل أنم قد يتخذون وراءهم ف القتال مصافا ثابتا يلجأون إليه ف الكر و
الفر و يقوم لم مقام قتال الزحف كما نذكره بعد .ث إن الدول القدية الكثية النود التسعة
المالك كانوا يقسسمون اليوش و العسساكر أقسساما يسسمونا كراديسس و يسسوون فس كسل
كردوس صسفوفه ذلك أنسه لاس كثرت جنودهسم الكثرة البالغسة و حشدوا مسن قاصسية النواحسي
استدعى ذلك أن يهل بعضهم بعضا إذا اختلطوا ف مال الرب و اعتوروا مع عدوهم الطعن
و الضرب فيخشى من تدافعهم فيما بينهم لجل النكراء و جهل بعضهم ببعض فلذلك كانوا
يق سمون الع ساكر جوعا و يضمون التعارف ي بعض هم لب عض و يرتبون ا قريبا من الترت يب
الطبيعي ف الهات الربع و رئيس العساكر كلها من سلطان أو قائد ف القلب و يسمون هذا
الترتيب التعبئة و هو مذكور ف أخبار فارس و الروم و الدولتي و صدر السلم فيجعلون بي
يدي اللك عسسكرا منفردا بصسفوفه متميزا بقائده و رايتسه و شعاره و يسسمونه القدمسة ثس
عسكرا آخر ناحية اليمي عن موقف اللك و على سته يسمونه اليمنة ث عسكرا آخر من
ناحية الشمال كذلك يسمونه اليسرة ث عسكرا آخر من وراء العسكر يسمونه الساقة و يقف
اللك و أ صحابه ف الو سط ب ي هذه الر بع و يسمون موقفه القلب فإذا ت لم هذا الترتيب
الحكسم أمسا فس مدى واحسد للبصسر أو على مسسافة بعيدة أكثرهسا اليوم و اليومان بيس كسل
عسكرين منها أو كيفما أعطاه حال العساكر ف القلة و الكثرة فحينئذ يكون الزحف من بعد
هذه التعبئة و انظسر ذلك فس أخبار الفتوحات و أخبار الدولتيس بالشرق و كيسف كانست
العساكر لعهد عبد اللك تتخلف عن رحيله لبعد الدى ف التعبئة فاحتيج لن يسوقها من خلفه
و ع ي لذلك الجاج بن يو سف ك ما أشر نا إل يه و ك ما هو معروف ف أخباره و كان ف
الدولة المو ية بالندلس أيضا كث ي م نه و هو مهول في ما لدي نا ل نا إن ا أدرك نا دولً قليلة
العساكر ل تنتهي ف مال الرب إل التناكر بل أكثر اليوش من الطائفتي معا يمعهم لدينا
حلة أو مدينة و يعرف كل واحد منهم قرنة و يناديه ف حومة الرب باسه و لقبه فاستغن
عن تلك التعبئة.
الفصل الادي و الربعون ف أن ثروة السلطان و حاشيته إنا تكون ف وسط الدولة
و السبب ف ذلك أن الباية ف أول الدولة تتوزع على أهل القبيل و العصبية بقدار غنائهم و
عصبيتهم و لن الاجة إليهم ف تهيد الدولة كما قلناه من قبل فرئيسهم ف ذلك متجاف لم
عما يسمون إليه من الستبداد عليهم فله عليهم عزة و له إليهم حاجة فل يطي ف سهمانه من
البايسة إل القسل مسن حاجتسه فتجسد حاشيتسه لذلك و أذياله مسن الوزراء و الكتاب و الوال
متملقي ف الغالب و جاههم متقلص لنه من جاه مدومهم و نطاقه قد ضاق بن يزاحه فيه
من أ هل ع صبيته فإذا ا ستفحلت طبي عة اللك و ح صل ل صاحب الدولة ال ستبداد على قو مه
قبض أيديهم عن البايات إل ما يطي لم بي الناس ف سهمانم و تقل حظوظهم ذاك لقلة
غنائهم ف الدولة با انكبح من أعنتهم و صار الوال و الصنائع مساهي لم ف القيام بالدولة
و تهيسد المسر فينفرد صساحب الدولة حينئذ بالبايسة أو معظمهسا و يتوي على الموال و
يتجنها للنفقات ف مهمات الحوال فتكثر ثروته و تتلئ خزائنه و يتسع نطاق جاهه و يعتز
على سائر قومه فيعظم حال حاشيته و ذويه من وزير و كاتب و حاجب و مول و شرطي و
يتسع جاههم و يقتنون الموال و يتأثلونا ث إذا أخذت الدولة ف الرم بتلشي العصبية و فناء
القل يل العاهد ين للدولة احتاج صاحب ال مر حينئذ إل العوان و الن صار لكثرة الوارج و
النازع ي و الثوار و تو هم النتقاض ف صار خرا جه لظهرائه و أعوا نه و هم أرباب ال سيوف و
أهل العصبيات و أنفق خزائنه و حاصله ف مهمات الدولة و قلت مع ذلك الباية لا قدمناه
من كثرة العطاء و النفاق في قل الراج و تش تد حا جة الدولة إل الال فيتقلص ظل النع مة و
الترف عسن الواص و الجاب و الكتاب بتقلص الاه عنهسم و ضيسق نطاقسه على صساحب
الدولة ث تشتد حاجة صاحب الدولة إل الال و تنفق أبناء البطانة و الاشية ما تأثله آباؤهم
من الموال ف غي سبيلها من إعانة صاحب الدولة و يقبلون على غي ما كان عليه آباؤهم و
سلفهم من الناصحة و يرى صاحب الدولة أنه أحق بتلك الموال الت اكتسبت ف دولة سلفه
و باههم فيصطلمها و ينتزعها منهم لنفسه شيئا فشيئا و واحدا بعد واحد على نسبة رتبهم
و تن كر الدولة ل م و يعود وبال ذلك على الدولة بفناء حاشيت ها و رجالت ا و أ هل الثروة و
النعمة من بطانتها و يتقوض بذلك كثي من مبان الجد بعد أن يدعمه أهله و يرفعوه .و انظر
ما وقع من ذلك لوزراء الدولة العباسية ف بن قحطبة و بن برمك و بن سهل و بن طاهر و
أمثالم ث ف الدولة الموية بالندلس عند انللا أيام الطوائف ف بن شهيد و بن أب عبدة و
بن حدير و بن برد و أمثالم و كذا ف الدولة الت أدركناها لعهدنا سنة ال الت قد خلت ف
عباده.
فصل :و لا يتوقعه أهل الدولة من أمثال هذه العاطب صار الكثي منهم ينعون إل الفرار عن
الرتب و التخلص من ربقة السلطان با حصل ف أيديهم من مال الدولة إل قطر آخر و يرون
أنه أهنأ لم و أسلم ف إنفاقه و حصول ثرته و هو من الغلط الفاحشة و الوهام الفسدة
لحوالم و دنياهم و اعلم أن اللص من ذلك بعد الصول فيه عسي متنع فإن صاحب هذا
الغرض إذا كان هسو اللك نفسسه فل تكنسه الرعيسة مسن ذلك طرفسة عيس و ل أهسل العصسبية
الزاحون له بل ف ظهور ذلك منه هدم للكه و إتلف لنفسه بجاري العادة بذلك لن ربقة
اللك يعسر اللص منها و ل سيما عند استفحال الدولة و ضيق نطاقها و ما يعرض فيها من
البعسد عسن الجسد و اللل و التخلق بالشسر و أمسا إذا كان صساحب هذا الغرض مسن بطانسة
السلطان و حاشيته و أهل الرتب ف دولته فقل أن يلى بينه و بي ذلك .أما أول فلما يراه
اللوك أن ذويهم و حاشيتهم بل و سائر رعاياهم ماليك لم مطلعون على ذات صدورهم فل
ي سمحون ب ل ربق ته من الد مة ض نا بأ سرارهم و أحوال م أن يطلع علي ها أ حد .و غيه من
خدمته لسواهم و لقد كان بنو أمية بالندلس ينعون أهل دولتهم من السفر لفريضة الج لا
يتوهونه من وقوعهم بأيدي بن العباس فلم يج سائر أيامهم أحد من أهل دولتهم و ما أبيح
الج لهل الدول من الندلس إل بعد فراغ شأن الموية و رجوعها إل الطوائف و أما ثانيا
فلنم و إن سحوا بل ربقته فل يسمحون بالتجاف عن ذلك الال لا يرون أنه جزء من مالم
كما يرون أنه جزء من دولتهم إذ ل يكتسب إل با و ف ظل جاهها ،فتخوم نفوسهم على
انتزاع ذلك الال و التقامه كما هو جزء من الدولة ينتفعون به ث إذا توهنا أنه خلص بذلك
الال إل قطسر آخسر و هسو فس النادر القسل فتمتسد إليسه أعيس اللوك بذلك القطسر و ينتزعونسه
بالرهاب و التخويف تعريضا أو بالقهر ظاهرا لا يرون أنه مال الباية و الدول و أنه مستحق
للنفاق ف ال صال و إذا كا نت أعين هم ت تد إل أ هل الثروة و الي سار التك سبي من وجوه
العاش فأحرى ب ا أن ت تد إل أموال البا ية و الدول ال ت ت د ال سبيل إل يه بالشرع و العادة و
لقد حاول السلطان أبو يي زكريا بن أحد اللحيان تاسع أو عاشر ملوك الفصيي بأفريقة
الروج عن عهدة اللك و اللحاق ب صر فرارا من طلب صاحب الثغور الغرب ية ل ا ا ستجمع
لغزو تو نس فا ستعمل اللحيا ن الرحلة إل ث غر طرابلس يوري بتمهيده و ر كب ال سفي هن
هنالك و خلص إل السسكندرية بعسد أن حلس جيسع مسا وجده بسبيت الال مسن الصسامت و
الذخية و باع كل ما كان بزائنهم من التاع و العقار و الوهر حت الكتب و احتمل ذلك
كله إل مصر و نزل على اللك الناصر ممد بن قلون سنة سبع عشرة من الائة الثامنة فأكرم
نزله و رفع ملسة و ل يزل يستخلص ذخيته شيئا فشيئا بالتعريض إل أن حصل عليها و ل
يبق معاش ابن اللحيان إل ف جرابته الت فرضت له إل أن هلك سنة ثان و عشرين حسبما
نذكره ف أخباره فهذا و أمثاله من جلة الو سواس الذي يعتري أ هل الدول ل ا يتوقعو نه من
ملوكهم من العاطب و إنا يلصون إن اتفق لم اللص بأنفسهم و ما يتوهونه من الاجة
فغلط و وهسم و الذي حصسل لمس مسن الشهرة بدمسة الدول كاف فس وجدان العاش لمس
بالرايات السلطانية أو بالاه ف انتحال طرق الكسب من التجارة و الفلحة و الدول أنساب
لكن:
و إذا ترد إل قليل تقنع النفس راغبة إذا رغبتها
و ال سبحانه هو الرزاق و هو الوفق بنه و فضله و ال أعلم.
الفصل الرابع و الربعون ف أن الجاب كيف يقع ف الدول و ف أنه يعظم عند الرم
اعلم أن الدولة فس أول أمرهسا تكون بعيدة عسن منازع اللك كمسا قدمناه لتسه لبسد لاس مسن
الع صبية ال ت ب ا ي تم أمر ها و ي صل ا ستيلؤها و البداوة هي شعار الع صبية و الدولة إن كان
قيام ها بالد ين فإ نه بع يد عن منازع اللك و إن كان قيام ها ب عز الغلب ف قط فالبداوة ال ت ب ا
ي صل الغلب بعيدة أي ضا عن منازع اللك و مذاه به فإذا كا نت الدولة ف أول أمر ها بدو ية
كان صاحبها على حال الغضاضة و البداوة و القرب من الناس و سهولة الذن فإذا رسخ عزه
و صار إل النفراد بنف سه عن الناس للحد يث مع أوليائه ف خواص شؤو نه ل ا يك ثر حينئذ
باشيته فيطلب النفراد من العامة ما استطاع و يتخذ الذن ببابه على من ل يأمنه من أوليائه
و أ هل دول ته و يت خذ حاج با له عن الناس يقي مه ببا به لذه الوظي فة ث إذا ا ستفحل اللك و
جاءت مذاهبسه و منازعسه اسستحالت أخلق صساحب الدولة إل أخلق اللك و هسي أخلق
غريبة مصوصة يتاج مباشرها إل مداراتا و معاملتها با يب لا و ربا جهل تلك الخلق
منهم بعض من يباشرهم فوقع فيما ل يرضيهم فسخطوا و صاروا إل حالة النتقام منة فانفرد
بغرفة هذه الداب الواص من أوليائهم و حجبوا غي أولئك الاصة عن لقائهم ف كل وقت
حف ظا على أنف سهم من معاي نة ما ي سخطهم على الناس من التعرض لع قا ب م ف صار حجاب
آ خر أ خص من الجاب الول يف ضي إلي هم م نه خوا صهم من الولياء و ب جب دو نه من
سواهم من العامة .و الجاب الثان يفضي إل مالس الولياء و يجب دونه من سواهم من
العا مة .و الجاب الول يكون ف أول الدولة ك ما ذكر نا ك ما حدث ليام معاو ية و ع بد
اللك و خلفاء ب ن أم ية و كان القائم على ذلك الجاب ي سمى عند هم الا جب جر يا عل
مذهب الشتقاق الصحيح .ث لا جاءت دولة بن العباس وجدت الدولة من الترف و العز ما
هو معررف و كملت خلق اللك على ما يب فيها فدعا ذلك إل الجاب الثان و صار اسم
الا جب أ خص به و صار بباب اللفاء داران للعبا سية :دار الا صة و دار العا مة ك ما هو
مسطور ف أخبارهم .ث حدث ف الدولة حجاب ثالث أخص من الولي و هو عند ماولة
الجسر على صساحب الدولة و ذلك أن أهسل الدولة و خواص اللك إذ نصسبوا البناء مسن
العقاب و حاولوا الستبداد عليهم فأول ما يبدأ به ذلك الستبد أن يجب عنة بطانة ابنه و
خواص أوليائه يوههس أن فس مباشرتمس إياه خرق حجاب اليبسة و فسساد قانون الدب ليقطسع
بذلك لقاء الغي و يعوده ملبسة أخلقه هو حت ل يتبدل به سواه إل أن يستحكم الستيلء
عليه فيكون هذا الجاب من دواعيه و هذا الجاب ل يقع ف الغالب إل أواخر الدولة كما
قدمناه ف الجر و يكون دليل على هرم الدولة و نفاد قوتا و هو ما يشاه أهل الدول على
أنفسهم لن القائمي بالدولة ياولون على ذلك بطباعهم عند هرم الدولة و ذهاب الستبداد
من أعقاب ملوك هم ل ا ر كب ف النفوس من م بة ال ستبداد باللك و خصوصا مع الترش يح
لذلك و حصول دواعيه و مباديه.
الفصل الامس و الربعون ف انقسام الدولة الواحدة بدولتي
اعلم أن أول ما يقع من آثار الرم ف الدولة انقسامها و ذلك أن اللك عندما يستفحل و يبلغ
من أحوال الترف و النعيم إل غايتها و يستبد صاحب الدولة بالجد و ينفرد به و يأنف حينئذ
عن الشار كة ي صي إل ق طع أ سبابا ما ا ستطاع بإهلك من ا ستراب به من ذوي قراب ته
الرشح ي لن صبه فرب ا ارتاب ال ساهون له ف ذلك بأنف سهم و نزعوا إل القا صية إلي هم من
يل حق ب م م ثل حال م من العتزاز و ال سترابة و يكون نطاق الدولة قد أ خذ ف التضا يق و
ر جع عن القا صية في ستبد ذلك النازع من القرا بة في ها و ل يزال أمره يع ظم بترا جع نطاق
الدولة ح ت يقا سم الدولة أو يكاد و ان ظر ذلك ف الدولة ال سلمية العرب ية ح ي كان أمر ها
حريزا متمعا و نطاقا متدا ف التساع و عصبية بن عبد مناف واحدة غالبة على سائر مضر
ينبض عرق من اللفة سائر أيامه إل ما كان من بدعة الوارج الستميتي ف شأن بدعتهم ل
يكن ذلك لنعة ملك و ل رئاسة و ل يتم أمرهم لزاحتهم العصبية القوية ث لا خرج المر
من بن أمية و استقل بنو العباس بالمر .و كانت الدولة العربية قد بلغت الغاية من الغلب و
الترف و آذنست بالتقلص عسن القاصسية نزع عبسد الرحنس الداخسل إل الندلس قاصسية دولة
السلم فاستحدث با ملكا و اقتطعها عن دولتهم و صي الدولة دولتي ث نرع إدريس إل
الغرب و خرج به و قام بأمره و أمر ابنه من بعده البابرة من أوربة و مغيلة و زناتة و استول
على ناح ية الغرب ي ث ازدادت الدولة تقل صا فاضطرب الغال بة ن المتناع علي هم ث خرج
الشي عة و قام بأمر هم كتا مة و صنهاجة و ا ستولوا على أفريق ية و الغرب ث م صر و الشام و
الجاز و غلبوا على الدار سة و ق سموا الدولة دولت ي أخري ي و صارت الدولة العرب ية ثلث
دول :دولة ب ن العباس مر كز العرب و أ صلهم و مادت م ال سلم ،و دولة ب ن أم ية الجدد ين
بالندلس ملكهسم القديس و خلفتهسم بالشرق ،و دولة العسبيديي بأفريقيسة و مصسر و الشام و
الجاز و ل تزل هذه الدولة إل أن أصبح انقراضها متقاربا أو جيعا و كذلك انقسمت دولة
بن العباس بدول أخرى و كان بالقاصية بنو ساسان فيما وراء النهر و خراسان و العلوية ف
الديلم و طب ستان و آل ذلك إل ا ستيلء الديلم على العراقي ي و على بغداد و اللفاء ث جاء
السلجوقية فملكوا جيع ذلك ث انقسمت دولتهم أيضا بعد الستفحال كما هو معروف ف
أخبارهم و كذلك اعتبه ف دولة صنهاجة بالغرب و أفريقية لا بلغت إل غابتها أيام باديس
بسن النصسور ،خرج عليسه عمسه حاد و اقتطسع مالك العرب لنفسسه مسا بيس جبسل أوراس إل
تلمسان و ملوية و اختط القلعة ببل كتامة حيال السيلة و نزلا و استول على مركزهم أشي
ببل تيطرى و استحدث ملكا آخر قسيما للك آل باديس و بقى آل باديس بالقيوان و ما
إليها و ل يزل ذلك إل أن انقرض أمرها جيعا .و كذلك دولة الوحدين ،لا تقلص ظلها ثار
بأفريقية بنو أب حفص فاستقلوا با و استحدثوا ملكا لعقابم بنواحيها ث لا استفحل أمرهم
و استول على الغاية خرج على المالك الغربية من أعقابم المي أبو زكريا يي ابن السلطان
أب إسحاق إبراهيم رابع خلفائهم و استحدث ملكا بباية و قسنطينة و ما إليها ،أورثه بنيه و
قسموا به الدولة قسمي ث استولوا على كرسي الضرة بتونس ث انقسم ما بي أعقابم ث
عاد الستيلء فيهم و قد ينتهي النقسام إل أكثر من دولتي و ثلث و ف غي أعياص اللك
من قومه كما وقع ف ملوك الطوائف بالندلس و ملوك العجم بالشرق و ف ملك صنهاجة
بأفريقية فقد كان لخر دولتهم ف كل حصن من حصون أفريقية ثائر مستقل بأمره كما تقدم
ذكره و كذا حال الريد و الزاب من أفريقية قبيل هذا العهد كما نذكره و هكذا شأن كل
دولة لبسد و أن يعرض فيهسا عوارض الرم بالترف و الدعسة و تقلص ظسل الغلب فينقسسم
أعياصها أو من يغلب من رجال دولتها ال مر و يتعدد فيها الدول و ال وارث الرض و من
عليها.
الفصل الثامن و الربعي فصل ف ات ساع الدولة أول إل نايته ث تضايقه طورا بعد طور
إل فناء الدولة و اضمحللا
قد كان تقدم لنا ف فصل اللفة و اللك ،و هو الثالث من هذه القدمة أن كل دولة لا حصة
من المالك و العمالت ل تزيد عليها .و اعتب ذلك بتوزيع عصابة الدولة على حاية أقطارها
و جهاتا .فحيث نفد عددهم فالطرف الذي انتهى عنده هو الثغر ،و ييط بالدولة من سائر
جهاتا كالنطاق .و قد تكون النهاية هي نطاق الدولة الول .و قد تكون أوسع منه إذا كان
عدد العصابة أوفر من الدولة قبلها .و هذا كله عندما تكون الدولة ف شعار البداوة و خشونة
البأس .فإذا اسستفحل العسز و الغلب و توفرت النعسم و الرزاق بدرور البايات ،و زخسر برس
الترف و الضارة و نشأت الجيال على اعتبار ذلك لطفسست أخلق الاميسسة و رقسست
حواشيهم ،و عاد من ذلك إل نفوسهم هينات الب و الكسل ،با يعانونه من ضنث الضارة
الؤدي إل النسلخ من شعار البأس و الرجولية بفارقة البداوة و خشونتها ،و بأخذهم العز
بالتطاول إل الرياسة و التنازع عليها ،فيفضي إل قتل بعضهم ببغض ،و يبكهم السلطان عن
ذلك با يؤدي إل قتل أكابرهم و إهلك رؤسائهم ،فتفقد المراء و الكباء ،و تكثر التابع و
الرؤوس ،في فل ذلك من حد الدولة ،و يك سر من شوكت ها .و ي قع اللل الول ف الدولة و
هو الذي من جهة الند و الامية كما تقدم .و يساوق ذلك السرف ف النفقات با يعتريهم
مسن أبةس العسز .و تاوز الدود بالبذخ .بالناغاة فس الطاعسم و اللبسس و تشييسد القصسور و
استجادة السلح و ارتباط اليول ،فيقصر دخل الدولة حينئذ عن خرجها و يطرق اللل.
الثانس فس الدولة و هسو الذي مسن جهسة الال و البايسة .و يصسل العجسز و النتقاض بوجود
اللليس .و رباس تنافسس رؤسساؤهم فتنازعوا و عجزوا عسن مغالبسة الجاوريسن و النازعيس و
مدافعتهم .و ربا اعتز أهل الثغور و الطراف با يسبون من ضعف الدولة وراءهم ،فيصيون
إل ال ستغلل و ال ستبداد ب ا ف أيدي هم من العمالت ،و يع جز صاحب الدولة عن حل هم
على الادة فيض يق نطاق الدولة عن كا نت انت هت إل يه ف أول ا ،و تر جع العنا ية ف تدبي ها
بنطاق دونه ،إل أن يدث ف النطاق الثان ما حدث ف الول بعينه من العجز و الكسل ف
الع صابة و قلة الموال و البا ية .فيذ هب القائم بالدولة إل تغ ي القوان ي ال ت كا نت علي ها
سياسة الدولة من قبل الند و الال و الوليات ،ليجري حالا على استقامة بتكافؤ الدخل و
الرج و الاميسة و العمالت و توزيسع البايسة على الرزاق ،و مقايسسة ذلك بأول الدولة فس
سائر الحوال.
و الفاسد مع ذلك متوقعة من كل جهة .فيحدث ف هذا الطور من بعد ما حدث ف الول
من قبل .و يعتب صاحب الدولة ما اعتبه الول ،و يقايس بالوزان الول أحوالا الثانية ،يروم
دفع مفاسد اللل الذي يتجدد ف كل طور و يأخذ من كل طرف حت يضيق نطاقها الخر
إل نطاق دونه كذلك ،و يقع فيه ما وقع ف الول .فكل واحد من هؤلء الغيين للقواني
قبلهسم كأنمس منشئون دولة أخرى ،و مددون ملكسا .حتس تنقرض الدولة ،و تتطاول المسم
حولا إل التغلب عليها و إنشاء دولة أخرى لم ،فيقع من ذلك ما قدر ال وقوعه.
و اعتب ذلك ف الدولة السلمية كيف اتسع نطاقها بالفتوحات و التغلب على المم ،ث تزايد
الامية و تكاثر عددهم ما تولوه من النعم و الرزاق ،إل أن انقرض أمر بن أمية و غلب بنو
العباس .ثس تزايسد الترف .و نشأت الضارة و طرق اللل ،فضاق النطاق مسن الندلس و
الغرب بدوث الدولة الموية الروانية و العلوية ،و اقتطعوا ذينك الثغرين عن نطاقها ،إل أن
وقع اللف بي بن الرشيد ،و ظهر دعاة العلوية من كل جانب ،و تهدت لم دول ،ث قتل
التوكل ،و استبد الرار على اللفاء و حجروهم ،و استقل الولة بالعملت ف الطراف .و
انق طع الراج من ها ،و تزا يد الترف .و جاء العت ضد فغ ي قوان ي الدولة إل قانون آ خر من
السياسة أقطع فيه ولة الطراف ما غلبوا عليه ،مثل بن سامان وراء النهر و بن طاهر العراق
و خرا سان ،و بن الصغار السند وفارس ،و بن طولون م صر ،و ب ن الغلب أفريقية ،إل أن
افترق أمر العرب وغلب العجم ،و استبد بنو بويه و الديلم بدولة السلم و حجروا اللفة،
و بقي بنو سامان ف استبدادهم وراء النهر و تطاول الفاطميون من الغرب إل مصر و الشام
فملكوه .ث قامت الدولة السلجوقية من الترك فاستولوا على مالك السلم و أبقوا اللفاء ف
حجر هم ،إل أن تل شت دول م .و ا ستبد اللفاء م نذ ع هد النا صر ف نطاق أض يق من هالة
القمسر و هسو عراق العرب إل أصسبهان و فارس و البحريسن .و أقامست الدولة كذلك بعسض
الشيء إل أن انقرض أمر اللفاء على يد هولكو بن طول بن دوشي خان ملك التتر و الغل
حي غلبوا السلجوقية و ملكوا ما كان بأيديهم من مالك السلم .و هكذا يتضايق نطاق كل
دولة على ن سبة نطاق ها الول .و ل يزال طورا ب عد طور إل أن تنقرض الدولة .و اع تب ذلك
ف كل دولة عظ مت أو صغرت .فهكذا سنة ال ف الدول إل أن يأ ت ما قدر ال من الغناء
على خلقه .و كل شيء هالك إل وجهه.
الفصال المساون فا أن الدولة الساتجدة إناا تساتول على الدولة الساتقرة بالطاولة ل
بالناجزة
قسد ذكرنسا أن الدول الادثسة التجددة نوعان نوع مسن وليسة الطراف إذا تقلص ظسل الدولة
عنهم و انسر تيارها و هؤلء ل يقع منهم مطالبة للدولة ف الكثر كما قدمناه لن قصاراهم
القنوع ب ا ف أيدي هم و هو نا ية قوت م و النوع الثا ن نوع الدعاة و الوارج على الدولة و
هؤلء ل بد ل م من الطال بة لن قوت م واف ية ب ا فإن ذلك إن ا يكون ف ن صاب يكون له من
الع صبية و العتزاز ما هو كفاء ذلك و واف به في قع بين هم و ب ي الدولة ال ستقرة حروب
سجال تتكور و تتصل إل أن يقع لم الستيلء و الظفر بالطلوب و ل يصل لم ف الغالب
ظفر بالناجزة و السبب ف ذلك أن الظفر ف الروب إنا يقع كما قدمناه بأمور نفسانية وهية
و إن كان العدد و السلح و صدق القتال كفيل به لكنه قاصر مع تلك المور الوهية كما
مر و لذلك كان الداع من أرفع ما يستعمل ف الرب و أكثر ما يقع الظفر به و ف الديث
الرب خدعة و الدولة الستقرة قد صيت العوائد الألوفة طاعتها ضرورية واجبة كما تقدم ف
غ ي مو ضع فتك ثر بذلك العوائق ل صاحب الدولة ال ستجدة و يك ثر من ه م أتبا عه و أ هل
شوكته و إن كان القربون من بطانته على بصية ف طاعته و مؤازرته إل أن الخرين أكثر و
قد داخل هم الف شل بتلك العقائد ف الت سليم للدولة ال ستقرة فيح صل ب عض الفتور من هم و ل
يكاد صساحب الدولة السستقرة يرجسع إل الصسب و الطاولة حتس يتضسح هرم الدولة السستقرة
فتضمحل عقائد التسليم لا من قومه و تنبعث منهم المم لصدق الطالبة معه فيقع الظفر و
الستيلء و أيضا فالدولة الستقرة كثية الرزق با استحكم لم من اللك و توسع من النعيم و
اللذات و اخت صوا به دون غي هم من أموال البا ية فيك ثر عند هم ارتباط اليول و ا ستجادة
ال سلحة و تع ظم في هم الب ة اللك ية و يف يض العطاء بين هم من ملوك هم اختيارا و اضطرارا
فيهبون بذلك كله عدو هم و أ هل الدولة ال ستجدة بعزل عن ذلك ل ا هم ف يه من البداوة و
أحوال الفقر و الصاصة فيسبق إل قلوبم أوهام الرعب با يبلغهم من أحوال الدولة الستقرة
و يرمون عن قتالم من أجل ذلك فيصي أمرهم إل الطاولة حت تأخذ الستقرة مآخذها من
الرم و يستحكم اللل فيها ف العصبية و الباية فينتهز حينئذ صاحب الدولة الستجدة فرصته
ف الستيلء عليها بعد حي منذ الطالبة سنة ال ف عباده و أيضا فأهل الدولة الستجدة كلهم
مباينون للدولة السستقرة بأنسسابم و عوائد هم و ف سسائر مناحيهسم ثس هسم مفاخرون لمس و
منابذون ب ا و قع من هذه الطال بة و بطمع هم ف ال ستيلء عل يه فتتم كن الباعدة ب ي أ هل
الدولتيس سسرا و جهرا و ل يصسل إل أهسل الدولة السستجدة خسب عسن أهسل الدولة السستقرة
يصيبون منه غرة باطنا و ظاهرا لنقطاع الداخلة بي الدولتي فيقيمون على الطالبة و هم ف
إحجام و ينكلون عن الناجزة حت يأذن ال بزوال الدولة الستقرة و فناء عمرها و وفور اللل
ف جيع جهاتا و اتضح لهل الدولة السنتجدة مع ما كان يفى من هرمها و تلشيها و قد
عظمست قوتمس باس اقتطعوه مسن أعمالاس و نقصسوه مسن أطرافهسا فتنبعسث همهسم يدا واحدة
للمناجزة و يذهب ما كان بث ف عزائمهم من التوهات و تنتهي الطاولة إل حدها و يقع
السستيلء آخرا بالعاجلة و اعتسب ذلك فس دولة بنس العباس حيس ظهورهسا حيس قام الشيعسة
براسان بعد انعقاد الدعوة و اجتماعهم على الطالبة عشر سني أو تزيد و حينئذ ت لم الظفر
و ا ستولوا على الدولة المو ية و كذا العلو ية بطب ستان ع ند ظهور دعوت م ف الديلم ك يف
كانت مطاولتهم حت استولوا على تلك الناحية ث لا انقضى أمر العلوية و سا الديلم إل ملك
فارس و العراق ي فمكثوا سني كثية يطاولون ح ت اقتطعوا أ صبهان ث ا ستولوا على اللي فة
ببغداد .و كذا العبيديون أقام داعيتهم بالغرب أبو عبد ال الشيعي ببن كتامة من قبائل الببر
ع شر سيني و يز يد تطاول ب ن الغلب بأفريق ية ح ت ظ فر ب م و ا ستولوا على الغرب كله و
سوا إل ملك مصر فمكثوا ثلثي سنة أو نوها ف طلبها يهزون إلا العساكر و الساطيل ف
كل وقت و ييء الدد لدافعتهم برا و برا من بغداد و الشام و ملكوا السكندرية و الفيوم و
ال صعيد و ت طت دعوت م من هنالك إل الجاز و أقي مت بالرم ي ث نازل قائد هم جو هر
الكا تب بع ساكره مدي نة م صر و ا ستول علي ها و اقتلع دولة ب ن ط غج من أ صولا و اخ تط
القاهرة فجاء الليفسة بعسد العسز لديسن ال فنلاس لسستي سسنة أو نوهسا منسذ اسستيلئهم على
السكندرية و كذا السلجوقية ملوك النك لا استولوا على بن ساسان و أجازوا من وراء النهر
مكثوا نوا من ثلثي سنة يطاولون بن سبكتكي براسان حت استولوا على دولته .ث زحفوا
إل بغداد فاستولوا عليها و على الليفة با بعد أيام من الدهر .و كذا التتر من بعدهم خرجوا
من الفازة عام سبعة ع شر و ستمائة فلم ي تم ل م ال ستيلء إل ب عد أربع ي سنة .و كذا أ هل
الغرب خرج به الرابطون من لتونة على ملوكه من مغراوة فطاولوهم سني ث استولوا عليه.
ث خرج الوحدون بدعوتم على لتونة فمكثوا نوا من ثلثي سنة ياربونم حت استولوا على
كرسيهم براكش و كذا بنو مرين من زناتة خرجوا على الوحدين فمكثوا يطاولونم نوا من
ثلثي سنة و استولوا على فاس و اقتطعوها و أعمالا من ملوكهم ث أقاموا ف ماربتهم ثلثي
أخرى ح ت ا ستولوا على كر سيهم برا كش ح سبما نذ كر ذلك كله ف توار يخ هذه الدول
فهكذا حال الدول ال ستجدة مع ال ستقرة ف الطال بة و الطاولة سنة ال ف عباده و لن ت د
لسنة ال تبديل .و ل يعارض ذلك با وقع ف الفتوحات السلمية و كيف كان ا ستيلؤهم
على فارس و الروم لثلث أو أر بع من وفاة ال نب صلى ال عل يه و سلم و اعلم أن ذلك إن ا
كان معجزة من معجزات نبينا سرها استماتة السلمي ف جهاد عدوهم استبعادا باليان و ما
أوقسع ال فس قلوب عدوهسم مسن الرعسب و التخاذل فكان ذلك كله خارقسا للعادة القررة فس
مطاولة الدول الستجدة للمستقرة و إذا كان ذلك خارقا فهو من معجزات نبينا صلوات ال
عليسه التعارف ظهورهسا فس اللة السسلمية و العجزات ل يقاس عليهسا المور العاديسة و ل
يعترض با و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل الادي و المسون ف وفور العمران آخر الدولة و ما يقع فيها من كثر الوتان و
الجاعات
اعلم أ نه قد تقرر لك في ما سلف أن الدولة ف أول أمر ها ل بد ل ا من الر فق ف ملكت ها و
العتدال ف إيالت ها إ ما من الد ين إن كا نت الدعوة دين ية أو من الكار هة و الحا سنة ال ت
تقتضيهسا البداوة الطبيعيسة للدول و إذا كانست اللكسة رفيقسة مسسنة انبسسطت آمال الرعايسا و
انتشطوا للعمران و أسبابه فتوفر و يكثر التناسل و إذا كان ذلك كله بالتدريج فإنا يظهر أثره
ب عد ج يل أو جيل ي ف ال قل و ف انقضاء اليل ي تشرف الدولة على نا ية عمر ها ال طبيعي
فيكون حينئذ العمران فس غايسة الوفور و النماء و ل تقولن إنسه قسد مسر لك أن أواخسر الدولة
يكون فيهسا الجحاف بالرعايسا و سسوء اللكسة فذلك صسحيح و ل يعارض مسا قلناه لن
الجحاف و إن حدث حينئذ و قلت البايات فإنا يظهر أثره ف تناقص العمران بعد حي من
أجل التدريج ف المور الطبيعية ث إن الجاعات و الوتان تكثر عند ذلك ف أواخر الدول و
السبب فيه :إما الجاعات فلقبض الناس أيديهم عن الفلح ف الكثر بسبب ما يقع ف آخر
الدولة من العدوان ف الموال و البايات أو الفت الواقعة ف انتقاص الرعايا و كثرة الوارج
لرم الدولة في قل احتكار الزرع غال با و ل يس صلح الزرع و ثر ته ب ستمر الوجود و ل على
وتية واحدة فطبي عة العال ف كثرة المطار و قلت ها متل فة و ال طر يقوى و يض عف و ي قل و
يكثسر و الزرع و الثمار و الضرع على نسسبته إل أن الناس واثقون فس أقواتمس بالحتكار فإذا
ف قد الحتكار ع ظم تو قع الناس للمجاعات فغل الزرع و ع جز ع نه أولو ال صاصة فهلكوا و
كان بعض السنوات الحتكار مفقودا فشمل الناس الوع و أما كثرة الوتان فلها أسباب من
كثرة الجاعات كمسا ذكرناه أو كثرة الفتس لختلل الدولة فيكثسر الرج و القتسل أو وقوع
الوباء و سببه ف الغالب ف ساد الواء بكثرة العمران لكثرة ما يال طه من الع فن و الرطوبات
الفاسدة و إذا فسد الواء و هو غذاء الروح اليوان و ملبسه دائما فيسري الفساد إل مزاجه
فإن كان الفساد قويا وقع الرض ف الرئة و هذه هي الطواعي و أمراضها مصوصة بالرئة و
إن كان الف ساد دون القوي و الكث ي فيك ثر الع فن و يتضا عف فتك ثر الميات ف المز جة و
ترض البدان و تلك سسبب كثرة العفسن و الرطوبات الفاسسدة فس هذا كله كثرة العمران و
وفوره آخر الدولة لا كان ف أوائلها من حسن اللكة و رفقها و قلة الغرم و هو ظاهر و لذا
تبي ف موض عه من الك مة أن تلل اللء و الق فر ب ي العمران ضروري ليكون توج الواء
يذهب با يصل ف الواء من الفساد و العفن بخالطة اليوانات و يأت بالواء الصحيح و لذا
أيضا فإن الوتان يكون ف الدن الوفورة العمران أكثر من غيها بكثي كمصر بالشرق و فاس
بالغرب و ال يقدر ما يشاء.
القسم الثان من الفصل الثالث و المسون ف أمر الفاطمي و ما يذهب إليه الناس ف شأنه
و كشف الغطاء عن ذلك القسم الثان
و خرج الطبان ف معجمه الوسط عن طلحة بن عبد ال عن النب صلى ال عليه و سلم
قال :ستكون فت نة ل ي سكن من ها جا نب إل تشا جر جا نب ح ت ينادي مناد من ال سماء أن
أميكم فلن 1 .هس .و فيه الثن بن الصباح و هو ضعيف جدا .و ليس ف الديث تصريح
بذ كر الهدي و إن ا ذكروه ف أبوا به و ترج ته ا ستئناسا .فهذه جلة الحاد يث ال ت خرج ها
الئمة ف شأن الهدي و خروجه آخر الزمان .و هي كما رأيت ل يلص منها من النقد إل
القليل و القل منه .و ربا تسك النكرون لشأنه با رواه ممد بن خالد الندي عن أبان بن
صال بن أ ب عياش عن ال سن الب صري عن أنس بن مالك عن ال نب صلى ال عليه و سلم
قال :ل مهدي إل عيسى بن مري و قال يي بن معي ف ممد بن خالد الندي :إنه ثقة .و
قال البيهقي :تفرد به ممد بن خالد .و قال الاكم فيه :أنه رجل مهول و اختلف عليه ف
إ سناده فمرة يروو نه كما تقدم و ينسب ذلك لحمد بن إدر يس الشاف عي و مرة يروو نه عن
م مد بن خالد عن أباب عن ال سن عن ال نب صلى ال عل يه و سلم مر سلً .قال البيه قي:
فرجع إل رواية ممد بن خالد و هو مهول عن أبان بن أب عياش و هو متروك عن السن
عن النب صلى ال عليه و سلم و هو منقطع و بالملة فالديث ضعيف مضطرب .و قد قيل
أن ل مهدي إل عيسى أي ل يتكلم ف الهد إل عيسى ياولون بذا التأويل رد الحتجاج به
أو المع بينه و بي الحاديث و هو مدفوع بديث جريج و مثله من الوارق .و أما التصوفة
فلم يكن التقدمون منهم يوضون ف شيء من هذا ل إنا كان كلمهم ف الجاهدة بالعمال
و ما يصل عنها من نتائج الواجد و الحوال و كان كلم المامية و الرافضة من الشيعة ف
تفصيل علي رضي ال عنه و القول بإمامته و ادعاء الوصية له بذلك من النب صلى ال عليه و
سلم و ال تبىء من الشيخ ي ك ما ذكرناه ف مذاهب هم ث حدث في هم ب عد القول بالمام
العصوم و كثرت التأليف ف مذاهبهم .و جاء الساعيلية منهم يدعون الوهية المام بنوع من
اللول و آخرون يدعون رج عة من مات من الئمة بنوع التنا سخ ،و آخرون منتظرون م يء
من يق طع بو ته من كم و آخرون منتظرون عود ال مر ف أ هل الب يت م ستدلي على ذلك ب ا
قدمناه من الحاديث ف الهدي و غيها .ث حدث أيضا عند التأخرين من الصوفية الكلم ف
الك شف و في ما وراء ال س و ظ هر من كث ي من هم القول على الطلق باللول و الوحدة
فشاركوا فيها المامية و الرافضة لقولم بألوهية الئمة و حلول الله فيهم.
و ظهر منهم أيضا القول بالقطب و البدال و كأنه ياكي مذهب الرافضة ف المام و النقباء.
و أشربوا أقوال الشي عة و توغلوا ف الديا نة بذاهب هم ،ح ت جعلوا م ستند طريق هم ف ل بس
الر قة أن عليا ر ضي ال ع نه ألب سها ال سن الب صري و أ خذ عل يه الع هد بالتزام الطري قة .و
اتصل ذلك عنهم بالنيد من شيوخهم .و ل يعلم هذا عن علي من وجه صحيح .و ل تكن
هذه الطري قة خا صة بعلي كرم ال وج هه بل ال صحابة كل هم أ سوة ف طر يق الدى و ف
تصيص هذا بعلي دونم رائحة من التشيع قوية يفهم منها و من غيها من القوم دخلهم ف
التشيع و انراطهم ف سلكه .و ظهر منهم أيضا القول بالقطب و امتلت كتب ال ساعيلية
من الرافضة و كتب التأخرين من التصوفة بثل ذلك ف الفاطمي النتظر و كان بعضهم يليه
على بعض و يلقنه بعضهم عن بعض و كانة مبن على أصول واهية من الفريقي و ربا يستدد
بعضهم بكلم النجمي ف القرانات و هو من نوع الكلم ف اللحم و يأت الكلم عليها ف
الباب الذي يلي هذا .و أك ثر من تكلم من هؤلء الت صوفة التأخر ين ف شأن الفاط مي ،ا بن
العر ب ،الات ي ف كتاب عنقاء مغرب و ا بن ق سي ف كتاب خلع النعل ي و ع بد ال ق بن
سبعي و ابن أب واصل تلميذه ف شرحه لكتاب خلع النعلي .و أكثر كلماتم ف شأنه ألغاز
و أمثال و ربا يصرحون ف القل أو صرح مفسرو كلمهم .و حاصل مذهبهم فيه على ما
ذكر ابن أ ب واصل أن النبؤة با ظهر الق و الدى بعد الضلل و العمى و أنا تعقبها اللفة
ث يعقب اللفة اللك ث يعود تبا و تكبا و باطلً .قالوا :و لا كان ف العهود من سنة ال
رجوع المور إل ما كا نت و جب أن ي يا أ مر النبؤة و ال ق بالول ية ث بلفت ها ث يعقب ها
الدجسل مكان اللك و التسسلط ثس يعود الكفسر باله يشيون بذا لاس وقسع مسن شأن النبؤة و
اللفة بعدها و اللك بعد اللفة .هذه ثلث مراتب .و كذلك الولية الت هي لذا الفاطمي
و الدجل بعدها كناية عن خروج الدجل على أثره و الكفر من بعد ذلك فهي ثلث مراتب
على نسبة الثلث الراتب الول .قالوا :و لا كان أمر اللفة لقريش حكما شرعيا بالجاع
الذي ل يوهنه إنكار من يزاول علمه وجب أن تكون المامة فيمن هو أخص من قريش بالنب
صلى ال عل يه و سلم إ ما ظاهرا كب ن ع بد الطلب و إ ما باطنا م ن كان من حقي قة الل ،و
الل من إذا حضر ل يلقب من هو آله.
و ا بن العر ب الات ي ساه ف كتا به عنقاء مغرب من تألي فه :خا ت الولياء و ك ن ع نه بلب نة
الفضة إشارة إل حديث البخاري ف باب خات النبيي قال صلى ال عليه و سلم :مثلي فيمن
قبلي من ال نبياء كم ثل ر جل ابتن بيتا و أكمله حت إذا ل يبق م نه إل موضع لب نة فأنا تلك
اللب نة فيف سرون خا ت ال نبيي باللب نة ح ت أكملت البنيان و معناه ال نب الذي ح صلت له النبؤة
الكاملة .و يثلون الوليسة فس تفاوت مراتبهسا بالنبؤة و يعلون صساحب الكمال فيهسا خاتس
الولياء أي حائز الرتبة الت هي خاتة الولية كما كان خات النبياء حائزا للمرتبة الت هي
خاتة النبؤة .فكن الشارح عن تلك الرتبة الاتة بلبنة البيت ف الديث الذكور.
و ها على نسبة واحدة فيهما .فهي لبنة واحدة ف التمثيل .ففي النبؤة لبنة ذهب و ف الولية
لبنة فضة للتفاوت بي الرتبتي كما بي الذهب و الفضة .فيجعلون لبنة الذهب كناية عن النب
صلى ال عليه و سلم و لبنة الفضة كناية عن هذا الول الفاطمي النتظر و ذلك خات النبياء و
هذا خات الولياء .و قال ابن العرب فيما نقل ابن أب واصل عنه و هذا المام النتظر هو من
أ هل الب يت من ولد فاط مة و ظهوره يكون من ب عد م ضي ( خ ف ج ) من الجرة و ر سم
حروفا ثلثة يريد عددها بساب المل و هو الاء العجمة بواحدة من فوق ستمائة و الفاء
أخت القاف بثماني و اليم العجمة بواحدة من أسفل ثلثة و ذلك ستمائة و ثلث و ثانون
سنة و هي آخر القرن السابع و لا انصرم هذا العصر و ل يظهر حل ذلك بعض القلدين لم
على أن الراد بتلك الدة مولده و عسب بظهوره عسن مولده و أن خروجسه يكون بعسد العشسر
ال سبعمائة فإ نه المام النا جم من ناج ية الغرب .قال :و إذا كان مولده ك ما ز عم ا بن العر ب
سنة ثلث و ثاني و ستمائة فيكون عمره عند خروجه ستا و عشرين سنة قال و زعموا أن
خروج الدجال يكون سسنة ثلث و أربعيس و سسبعمائة مسن اليوم الحمدي و ابتداء اليوم
الحمدي عندهم من يوم وفاة النب صلى ال عليه و سلم إل تام ألف سنة قال ابن أب واصل
ف شر حه كتاب خلع النعل ي الول النت ظر القائم بأ مر ال الشار إل يه بح مد الهدي و خا ت
الولياء و ليس هو بنب و إنا هو ول ابتعثه روحه و حبيبه .قال صلى ال عليه و سلم :العال
ف قومه كالنب ف أمته .و قال :علماء أمت كأنبياء بن إسرائيل و ل تزل البشرى تتابع به من
أول اليوم الحمدي إل قب يل الم سمائة ن صف اليوم و تأكدت و تضاع فت بتباش ي الشا يخ
بتقريب وقته و ازدلف زمانه منذ انقضت إل هلم جرا قال و ذكر الكندي :أن هذا الول هو
الذي يصسلي بالناس صسلة الظهسر و يدد السسلم و يظهسر العدل و يفتسح جزيرة الندلس و
ي صل إل روم ية فيفتح ها و ي سي إل الشرق فيفت حه و يف تح الق سطنطيبية و ي صي له ملك
الرض فيتقوى السلمون و يعلو السلم و يطهر دين النيفية فإن من صلة الظهر إل صلة
الع صر و قت صلة قال عل يه ال صلة و ال سلم :ما ب ي هذ ين و قت و قال الكندي أيضا:
الروف العرب ية غ ي العج مة يع ن الفت تح ب ا سور القرآن جلة عدد ها سبعمائة و ثلث و
أربعون و سبع دجال ية ث ينل عي سى ف و قت صلة الع صر في صلح الدن يا وتشي الشاة مع
الذئب ث مبلغ ملك العجم بعد إسلمهم مع عيسى مائة و سبعون عاما عدد حروف العجم (
ق ي ن ) دولة العدل من ها أربعون عاما قال ا بن أ ب وا صل و ما ورد من قوله ل مهدي إل
عيسسى فمعناه ل مهدي تسساوي هدايتسه وليتسه و قيسل ل يتكلم فس الهسد إل عيسسى و هذا
مدفوع بديث جريج و غي .و قد جاء ف الصحيح أنه قال ( :ل يزال هذا المر قائما حت
تقوم الساعة أو يكون عليهم اثنا عشر خليفة يعن قرشيا ).
و قد أعطى الوجود أن منهم من كان ف أول السلم و منهم من سيكون ف آخره .و قال:
الل فة بعدي ثلثون أو إحدى و ثلثون أو ست و ثلثون وانقضاؤ ها ف خل فة ال سن و
أول أ مر معاوية فيكون أول أمر معاو ية خل فة أخذا بأوائل ال ساء فهو سادس اللفاء و أما
سابع اللفاء فعمر بن عند العزيز .و الباقون خسة من أهل البيت من ذرية علي يؤيده قوله( :
إنك لذو قرنيها ) يريد المة أي إنك لليفة ف أولا و ذريتك ف آخبها .و ربا استدل بذا
الديث القائلون بالرجعة .فالول هو الشار إليه عندهم بطلوع الشمس من مغربا .و قد قال
صلى ال عل يه و سلم إذا هلك ك سرى فل ك سرى بعده و إذا هلك قي صر فل قي صر بعده و
الذي نفسي بيده لتنفقن كنوزها ف سبيل ال و قد انفق عمر بن الطاب كنوز كسرى ف
سسبيل ال و الذي يهلك قيصسر و ينفسق كنوزه فس سسبيل ال هسو هذا النتظسر حيس يفتسح
القسطنطينية :فنعم المي أميها و نعم اليش ذلك اليش.
كذا قال صلى ال عل يه و سلم :و مدة حك مه ب ضع و الب ضع من ثلث إل ت سع و ق يل إل
عشر و جاء ذكر أربعي و ف بعض الروايات سبعي .و أما الربعون فإنا مدته و مدة اللفاء
الرب عة الباق ي من أهله القائم ي بأمره من بعده على جيع هم ال سلم قال و ذ كر أ صحاب
النجوم و القرانات أن مدة بقاء أمر و أ هل بيته من بعده مائة و تسعة و خسون عاما فيكون
ال مر على هذا جاريا على الل فة و العدل أربع ي أو سبعي ث تتلف الحوال فتكون ملكا
انتهي كلم ابن أب واصل .و قال ف موضع آخر ( :نزول عيسى يكون ف وقت صلة العصر
من اليوم الحمدي ح ي ت ضي ثل ثة أربا عه ) قال و ذ كر الكندي يعقوب بن إ سحاق ف
كتاب الفر الذي ذكر فيه القرانات ( :أنه إذا وصل القرآن إل الثور على رأس ضح برفي
الضاد العجمة و الاء الهملة ) يريد ثانية و تسعي و ستمائة من الجرة ينل السيح فيحكم
فس الرض مسا شاء ال تعال قال و قسد ورد فس الديسث أن عيسسى ينل عنسد النارة البيضاء
شرقي دمشق ينل بي مهرودتي يعن حلتي مزعفرتي صفراوين مصرتي واضعا كفيه على
أجن حة اللك ي له ل ة كأن ا خرج من دياس إذا طأ طأ رأ سه ق طر و إذا رف عه تدر م نه جان
كاللؤلؤ كثيس خيلن الوجسه و فس حديسث آخسر مربوع اللق و إل البياض و المرة .و فس
آ خر :أ نه يتزوج ف الغرب .و الغرب دلو الباد ية ير يد اله يتزوج من ها و تلد زوج ته .و ذ كر
وفاته بعد أربعي عاما .و جاء أن عيسى يوت بالدينة و يدفن إل جانب عمر بن الطاب .و
جاء أن أبا بكر و عمر يشران بي نبيي قال ابن أب واصل ( :و الشيعة تقول إنه هو السيح
مسيح السائح من آل ممد قلت و عليه حل بعض التصوفة حديث ل مهدي إل عيسى أي
ل يكون مهدي إل الهدي الذي نسبته إل الشريعة الحمدية نسبة عيسى إل الشريعة الوسوية
ف التباع و عدم الن سخ إل كلم من أمثال هذا يعينون ف يه الو قت و الر جل و الكان بأدلة
واهية و تكمات متلفة فينقضي الزمان و ل أثر لشيء من ذلك فيجعون إل تديد رأي آخر
تنتحل كما تراه من مفهومات لغوية و أشياء تييلية و أحكام نومية ف هذا انقضت أعمار أن
أول منهم و الخر.
و أما التصوفة الذين عاصرناهم فأكثرهم يشيون إل ظهور رجل مدد لحكام اللة و مراسم
ال ق و يتحينون ظهوره ل ا قرب من ع صرنا فبعض هم يقول من ولد فاط مة و بعض هم يطلق
القول ف يه سعناه من جا عة أ كبهم أ بو يعقوب الباد سي كبي الولياء بالغرب كان ف أول
هذه الائة الثامنة و أخبن عنه حافده صاحبنا أبو يي زكرياء عن أبيه أب ممد عبد ال عن
أبيه الول أب يعقوب الذكور هذا آخر ما اطلعنا عليه أو بلغنا من كلم هؤلء التصوفة و ما
أورده أ هل الد يث من أخبار الهدي قد ا ستوفينا جي عه ببلغ طاقت نا و ال ق الذي ينب غي أن
يتقرر لديك أنه ل تتم دعوة من الدين و اللك إل بوجود شوكة عصبية تظهره و تدافع عنه
من يدفعه حت يتم أمر ال فيه .و قد قررنا ذلك من قبل بالباهي القطعية الت أريناك هناك و
ع صبية الفاطمي ي بل و قر يش أج ع قد تل شت من ج يع الفاق و و جد أ مم آخرون قد
اشتغلت عصبيتهم على عصبية قريش إل ما بقي بالجاز ف مكة و ينبع بالدينة من الطالبي
من بن حسن و بن حسي و بن جعفر و هم منتشرون ف تلك البلد و غالبون عليها و هم
ع صائب بدو ية متفرقون ف مواطن هم و إمارات م يبلغون آلفا من الكثرة فإن صح ظهور هذا
الهدي فل وجه لظهور دعوته إل بأن يكون منهم و يؤلف ال بي قلوبم ف اتباعه حت تتم
له شوكة و عصبة وافية بإظهار كلمته و حل الناس عليها و أما على غي هذا الوجه مثل أن
يدعو فاطمي منهم إل مثل هذا المر ف أفق من الفاق من غي عصبية و ل شوكة إل مرد
نسبة ف أهل البيت فل يتم ذلك و ل يكن لا أسلفناه من الباهي الصحيحة .و أما ما تدعيه
العا مة و الغمار من الدهاء م ن ل ير جع ف ذلك إل ع قل يهد يه و ل علم يفيده فيجيبون
ذلك على غ ي ن سبة و ف غ ي مكان تقليدا ل ا اشت هر من ظهور فاط مي و ل يعلمون حقي قة
المر كما بيناه و أكثر ما ييبون ف ذلك القاصية من المالك و أطراف العمران مثل الزاب
بأفريقية و السوس من الغرب .و ند الكثي من ضعفاء البصائر يقصدون رباطا باسة لا كان
ذلك الرباط بالغرب من اللثم ي من كدالة و اعتقاد هم أ نه منهم أو قائمون بدعوته زعما ل
مستند لم إل غرابة تلك المم و بعدهم عن يقي العرفة بأحوالا من كثية أو قلة أو ضعف
س فتقوى عندهسم الوهام فس أو قوة و لبعسد القاصسية عسن منال الدولة و خروجهسا عسن نطاقه ا
ظهوره هناك بروجه عن برقة الدولة و منال الحكام و القهر و ل مصول لديهم ف ذلك إل
هذا .و قد يقصد ذلك الوضع كثي من ضعفاء العقول للتلبيس بدعوة يييه تامها وسواسا و
حقا و ق تل كث ي من هم .ا خبن شيخنا م مد بن إبراه يم البلي قال خرج برباط ما سة لول
الائة الثامنة و عصر السلطان يوسف بن يعقوب رجل من منتحلي التصوف يعرف بالتويرزي
نسبة إل توزر مصغرا و ادعى أنه الفاطمي النتظر و اتبعه الكثي من أهل السوس من ضالةً و
كزولة و عظم أمره و خافه رؤساء الصامدة على أمرهم فدس عليه السكسوي من قتله بياتا و
انل أمره .و كذلك ظهر ف غمارة ف آخر الائة السابعة و عشر التسعي منها رجل يعرف
بالعباس و ادعسى أنسه الفاطمسي و اتبعسه الدهاء مسن غمارة و دخسل مدينسة فاس عنوة و حرق
أسواقها و ارتل إل بلد الزمة فقتل با غيلة و ل يتم أمره .و كثي من هذا النمط .و أخبن
شيخ نا الذكور بغري بة ف م ثل هذا و هو أ نه صحب ف ح جة ف رباط العباد و هو مد فن
الشيخ أب مدين ف جبل تلمسان الطل عليها رجلً من أهل البيت من سكان كربلء كان
متبوعا معظما كثي التلميذ و الادم .قال و كان الرجال من موطنه يتلقونه بالنفقات ف أكثر
البلدان .قال و تأكدت الصحبة بيننا ف ذلك الطريق فانكشف ل أمرهم و أنم إنا جاءوا من
موطن هم ب كر بلء لطلب هذا ال مر و انتحال دعوة الفاط مي بالغرب .فل ما عا ين دولة ب ن
مرين و يوسف بن يعقوب يومئذ منازل تلمسان قال لصحابه ارجعوا فقد أزرى بنا الغلط و
ليس هذا الوقت وقتنا .و يدل هذا القول من هذا الرجل على أنه مستبصر ف أن المر ل يتم
إل بالع صبية الكافئة ل هل الو قت فل ما علم أ نه غر يب ف ذلك الو طن و ل شو كة له و أن
ع صبية ب ن مر ين لذلك الع هد ل يقاوم ها أ حد من أ هل الغرب ا ستكان و ر جع إل ال ق و
أق صر عن مطام عه .و ب قي عل يه أن ي ستيقن أن ع صبية الفوا طم و قر يش أج ع قد ذه بت ل
سيما ف الغرب إل أن التعصب لشأنه ل يتركه لذا القول و ال يعلم و أنتم ل تعلمون .و قد
كانت بالغرب لذه العصور القريبة نزعة من الدعاة إل الق و القيام بالسنة ل ينتحلون فيها
دعوة فاطمي و ل غيه و إنا ينع منهم ف بعض الحيان الواحد فالواحد إل إقامة السنة و
تغيي الن كر و يعتن بذلك و يك ثر تابعه و أك ثر ما يعنون بإصلح ال سابلة ل ا أن أكثر فساد
العراب فيها لا قدمناه من طبيعة معاشهم فيأخذون ف تغيي النكر با استطاعوا إل أن الصبغة
الدينية فيهم ل تستحكم لا أن توبة العرب و رجوعهم إل الدين إنا يقصدون با القصار عن
الغارة و الن هب ل يعقلون ف توبت هم و إقبال م إل منا حي الديا نة غ ي ذلك لن ا الع صية ال ت
كانوا عليها قبل القربة و منها توبتهم .فتجد ذلك النتحل للدعوة و القائم بزعمه بالسنة غي
متعمقي ف فروع القتداء و التباع إنا دينهم العراض عن النهب و البغي و إفساد السابلة ث
القبال على طلب الدنيا و العاش بأقصى جهدهم .و شتان بي طلب هذا الجر من إصلح
اللق و من طلب الدن يا فاتفاقه ما مت نع ل ت ستحكم له صبغة ف الد ين و ل يك مل له نزوع
عن الباطل على الملة و ل يكثرون .و يتلف حال صاحب الدعوة معهم ف استحكام دينه
و ول ي ته ف نف سه دون تاب عه فإذا هلك ان ل أمر هم و تل شت ع صبتهم و قد و قع ذلك
بأفريقية لرجل من كعب من سليم يسمى قاسم بن مرة بن أحد ف الائة السابعة ث من بعده
لرجل آخر من بادية رياح من بطون منهم يعرفون بسلم و كان يسمى سعادة و كان أشد
دينا من الول و أقوم طريقة ف نفسه و مع ذلك فلم يستتب أمر تابعه كما ذكرناه حسبما
يأت ف ذكر ذلك ف موضعه عند ذكر قبائل سليم و رياح و بعد ذلك ظهر ناس بذه الدعوة
يتشبهون بثل ذلك و يلبسون فيها و ينتحلون اسم السنة و ليسوا عليها إل القل فل يتيم لم
و ل لن بعدهم شيء من أمرهم .انتهى.
الف صل الرا بع و الم سون ف ابتداء الدول و ال مم و ف الكلم على الل حم و الك شف
عن مسمى الفر
إعلم أن من خواص النفوس البشرية التشوق إل عواقب أمورهم و علم ما يدث لم من حياة
و موت و خي و شر سيما الوادث العامة كمعرفة ما بقي من الدنيا و معرفة مدد الدول أو
تفاوتاس و التطلع إل هذا طبيعسة مبولون عليهسا و لذلك تدس الكثيس مسن الناس يتشوقون إل
الوقوف على ذلك ف النام و الخبار من الكهان لن قصدهم ب ثل ذلك من اللوك و السوقة
معرو فة و ل قد ن د ف الدن صنفا من الناس ينتحلون العاش من ذلك لعلم هم برص الناس
عليه فينتصبون لم ف الطرقات و الدكاك ي يتعرضون لن يسألم عنه فتغدو عليهم و تروح
نسوان الدينة و صبيانا و كثي من ضعفاء العقول يستكشفون عواقب أمرهم ف الكسب و
الاه و العاش و العاشرة و العداوة و أمثال ذلك ما ب ي خط ف الر مل و ي سمونه الن جم و
طرف بالصى و البوب و يسمونه الاسب و نظر ف الرايا و الياه و يسمونه ضارب الندل
و هو من النكرات الفاشية ف المصار لا تقرر ف الشريعة من ذم ذلك و إن البشر مجوبون
عن الغيب إل من أطلعه ال عليه من عنده ف نوم أو ولية .و أكثر ما يعتن بذلك و يتطلع
إليه المراء و اللوك ف آماد دولتهم و لذلك انصرفت العناية من أهل العلم إليه و كل أمة من
ال مم يو جد ل م كلم من كا هن أو من جم أو ول ف م ثل ذلك من ملك يرتقبو نه أو دولة
يدثون أنفسهم با و ما يدث لم من الرب و اللحم و مدة بقاء الدولة و عدد اللوك فيها
و التعرض لسائهم و يسمى مثل ذلك الدثان و كان ف العرب الكهان و العرافون يرجعون
إليهم ف ذلك و قد أخبوا با سيكون للعرب من اللك و الدولة كما وقع لشق و سطيح ف
تأويل رؤيا ربيعة بن نصر من ملوك اليمن أخبهم بلك البشة بلدهم ث رجوعها إليهم ث
ظهر اللك و الدولة للعرب من بعد ذلك و كذا تأويل سطيح لرؤيا الوبذان حيث بعث إليه
ك سرى ب ا مع ع ند ال سيح و أ خبهم بظهور دولة العرب .و كذا كان ف ج يل الببر كهان
من أشهرهم موسى بن صال من بن يفرن و يقال من غمرة له كلمات حدثانية على طريقة
الشر برطانتهم و فيها حدثان كثي و معظمة فيما يكون .لزناتة من اللك و الدولة بالغرب و
هي متداولة ب ي أ هل ال يل و هم يزعمون تارة أ نه ول و تارة أ نه كا هن و قد يز عم ب عض
مزاعمهم أنه كان نبيا لن تاريه عندهم قبل الجرة بكثي و ال أعلم .و قد يستند اليل إل
خب النبياء أن كان لعهدهم كما وقع لبن إسرائيل فإن أنبياءهم التعاقبي فيهم كانوا يبونم
بثله عندما يعنونم ف السؤال عنه .و أما ف الدولة السلمية فوقع منه كثي فيما يرجع إل
بقاء الدنيسا و مدتاس على العموم و فيمسا يرجسع إل الدولة و أعمارهسا على الصسوص و كان
العتمد ف ذلك ف صدر السلم لثار منقولة عن الصحابة و خصوصا مسلمة بن إسرائيل
مثل كعب الخبار و وهب بن منبه و أمثالما و ربا اقتبسوا بعض ذلك من ظواهر مأثورة و
تأويلت متملة .و وقع لعفر و أمثاله من أهل البيت كثي من ذلك مستندهم فيه و ال أعلم
الكشف با كانوا عليه من الولية و إذا كان مثله ل ينكر من غيهم من الولياء ف ذويهم و
أعقابم و قد قال صلى ال عليه و سلم :إن فيكم مدثي فهم أول الناس بذه الرتب الشريفة
و الكرامات الوهوبة .و أما بعد صدر اللة و حي علق الناس على العلوم و الصطلحات و
ترجت كتب الكماء إل اللسان العرب .فأكثر معتمدهم ف ذلك كلم النجمي ف اللك و
الدول و سائر المور العا مة من القرانات و ف الوال يد و ال سائل و سائر المور الا صة من
الطوالع لا و هي شكل الفلك عند حدوثها فلنذكر الن ما وقع لهل الثر ف ذلك ث يرجع
إل كلم النجم ي .أ ما أ هل ال ثر فل هم ف مدة اللل و بقاء الدن يا على ما و قع ف كتاب
السهيلي فإنه نقل عن الطبي ما يقتضي أن مدة بقاء الدنيا منذ اللة خسمائة سنة و نقص
ذلك بظهور كذبه و مستند الطبي ف ذلك أنه نقل عن ابن عباس أن الدنيا جعة من جع
الخرة و ل يذكر لذلك دليلً .و سره و ال أعلم تقدير الدنيا بأيام خلق السماوات و الرض
و هي سبعة ث اليوم بألف سنة لقوله :وإن يوما عند ربك كألف سنة ما تعدون و قد ثبت ف
ال صحيحي :أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال :أجل هم ف أ جل من كان قبل هم من
صسلة العصسر إل غروب الشمسس و قال :بعثست أنسا و السساعة كهاتيس و أشار بالسسبابة و
الوسطى و قدر ما بي صلة العصر و غروب الشمس و حي صيورة ظل كل شيء مثليه
يكون على التقريسب نصسف سسبع ،و كذلك وصسل الوسسطى على السسبابة فتكون هذه الدة
نصف سبع المعة كلها و هو خسمائة سنة و يؤيده قوله صلى ال عليه و سلم :لن يعجز ال
أن يؤخر هذه المة نصف يوم فدل ذلك على أن مدة الدنيا قبل اللة خسة آلف و خسمائة
سنة و عن وهب بن منبه أنا خسة آلف و ستمائة سنة أعن الاضي و عن كعب أن مدة
الدنيا كلها ستة آلف سنة قال السهيلي :و ليس ف الديثي ما يشهد لشيء ما ذكره مع
وقوع الوجود بلفه فأما قوله :لن يعجز ال أن يؤخر هذه المة نصف يوم فل يقتضي نفي
أن الزيادة على النصف و أما قوله :بعثت أنا و الساعة كهاتي فإنا فيه الشارة إل القرب و
أنه ليس بينه و بي الساعة نب غيه و ل شرع غي شرعه ث رجع السهيلي إل تعيي أمد اللة
من مدرك آخر لو ساعده التحقيق و هو أنه جع الروف القطعة ف أوائل السور بعد حذف
الكرر قال و هي أربعة عشر حرفا يمعها قولك ( أل يسطع نص حق كره ) فأخذ عددها
بساب المل فكان سبعمائة و ثلثة أضافه إل النقضي من اللف الخر قبل بعثته فهذه هي
مدة اللة قال و ل يب عد ذلك أن يكون من مقتضيات هذه الروف و فوائد ها قلت :و كو نه
ل يبعد ل يقتضي ظهوره و ل التعويل عليه .و الذي حل السهيلي على ذلك إنا هو ما وقع
ف كتاب السي لبن إسحاق ف حديث ابن أخطب من أخبار اليهود و ها أبو ياسر و أخوه
حي ح ي سعا من الحرف القط عة ( أل ) و تأول ها على بيان الدة بذا ال ساب فبل غت
إحدى و سبعي فاستقل الدة و جاء حي إل النب صلى ال عليه و سلم يسأله :هل مع هذا
غيه ؟ فقال ( الص ) ث استزاد ( الرث ) ث استزاد ( الر ) فكانت إحدى و سبعي و مائتي
فا ستطال الدة و قال :قد ل بس علي نا أمرك يا م مد ح ت ل ندري أقليلً أعط يت أم كثيا ث
ذهبوا عنه و قال لم أبو ياسر ما يدريكم لعله أعطى عددها كلها تسعمائة و أربع سني قال
ابن إسحاق فنل قولة تعال :منه آيات مكمات هن أم الكتاب و أخر متشابات 1 .هس .و
ل يقوم من الق صة دل يل على تقد ير اللة بذا العدد لن دللة هذه الروف على تلك العداد
ليست طبيعية و ل عقلية و إنا هي بالتواضع و الصطلح الذي يسمونه حساب المل نعم
إنه قدي مشهور و قدم الصطلح ل يصي حجة و ليس أبو ياسر و أخوة حي من يؤخذ رأيه
ف ذلك دليلً و ل من علماء اليهود لنم كانوا بادية بالجاز غفلً عن الصنائع و العلوم حت
عن علم شريعتهم وفقه كتابم و ملتهم و إنا يتلقفون مثل هذا الساب كما تتلقفه العوام ف
كل ملة فل ين هض لل سهيلي دل يل على ما ادعاه من ذلك .و و قع ف اللة ف حدثان دولت ها
على الصوص مسند من ال ثر إجال ف حديث خرجه أبو داود عن حذيفة بن اليمان من
طريق شيخه ممد بن يي الذهب عن سعيد بن أب مري عن عبد ال بن فروخ عن أسامة بن
زيد الليثي عن أب قبيصة بن ذؤيب عن أبيه قال قال حذيفة بن اليمان :و ال ما أدري أنسي
أصحاب أم تناسوه و ال ما ترك رسول ال صلى ال عليه و سلم من قائد فئة إل أن تنقضي
الدنيا ل يبلغ من معه ثلثمائة فصاعدا إل قد ساه لنا باسه و اسم أبيه و قبيلته و سكت عليه
أبو داود و قد تقدم أنه قال ف رسالته ما سكته عليه ف كتابه فهو صال و هذا الديث إذا
كان صسحيحا فهسو ممسل و يفتقسر فس بيان إجاله و تعييس مبهماتسه إل آثار أخرى يود
أ سانيدها .و قد و قع إ سناد هذا الد يث ف غ ي كتاب ال سنن على غ ي هذا الو جه فو قع ف
الصحيحي من حديث حذيفة أيضا قال :قام رسول ال صلى ال عليه و سلم فينا خطيبا فما
ترك شيئا يكون ف مقا مه ذاك إل قيام ال ساعة إل حدث ع نه حف ظه من حف ظه و ن سيه من
ن سيه قد عل مه أ صحابه هؤلء و ل فظ البخاري :ما ترك شيئا إل قيام ال ساعة إل ذكره و ف
كتاب الترمذي من حديث أب سعيد الدري قال صلى بنا رسول ال صلى ال عليه و سلم
يوما صلة العصر بنهار ث قام خطيبا فلم يدع شيئا يكون إل قيام الساعة إل أخبنا به حفظه
من حفظه و نسيه من نسيه و هذه الحاديث كلها ممولة على ما ثبت ف الصحيحي من
أحاديث الفت و الشتراط ل غي لنه العهود من الشارع صلوات ال و سلمه عليه ف أمثال
هذه العمومات و هذه الزيادة الت تفرد با أبو داود ف هذه الطريق شاذة منكرة مع أن الئمة
اختلفوا ف رجاله فقال ابن أب مري ف ابن فروخ أحاديثه مناكي .و قال البخاري يعرف منه
و ينكر و قال ابن عدي أحاديثه غي مفوظة و أسامة بن زيد و أن خرج له ف الصحيحي و
وثقه ابن معي فإنا خرج له البخاري استشهادا و ضعفه يي بن سعيد و أحد بن حنبل و
قال ابن حات يكتب حديثه و ل يتج به .و أبو قبيضة ابن ذؤيب مهول .فتضعف هذه الزيادة
الت وقعت لب داود ف هذا الديث من هذه الهات مع شذوذها كما مر .و قد يستندون
ف حدثان الدول على ال صوص إل كتاب ال فر و يزعمون أن ف يه علم ذلك كله من طر يق
الثار و النجوم ل يزيدون على ذلك و ل يعرفون أصسل ذلك و ل مسستنده و اعلم أن كتاب
ال فر كان أ صله أن هازون بن سعيد العجلي و هو رأس الزيد ية كان له كتاب يرو يه عن
جع فر ال صادق و ف يه علم ما سيقع ل هل الب يت على العموم و لب عض الشخاص من هم على
ال صوص و قع ذلك لع فر و نظائره من رجالت م على طر يق الكرا مة و الك شف الذي ي قع
لثل هم من الولياء و كان مكتوبا ع ند جع فر ف ج ند ثور صغي فرواه ع نه هارون العجلي و
كتبه و ساه الفر باسم اللد الذي كتب فيه لن الفر ف اللغة هو الصغي و صار هذا السم
علما على هذا الكتاب عندهم و كان فيه تفسي القرآن و ما ف باطنه من غرائب العان مروية
عن جعفر الصادق .و هذا الكتاب ل تتصل روايته و ل عرف عينه و إنا يظهر منه شواذ من
الكلمات ل يصحبها دليل و لو صح السند إل جعفر الصادق لكان فيه نعم الستند من نفسه
أو من رجال قومه فهم أهل الكرامات و قد صح عنه أنه كان يذر بعض قرابته بوقائع تكون
ل م فت صح ك ما يقول و قد حذر ي ي ا بن ع مه ز يد من م صرعه و ع صاه فخرج و ق تل
بالوزجان كما هو معروف .و إذا كانت الكرامة تقع لغيهم فما ظنك بم علما و دينا و
آثارا من النؤة و عناية من ال بالصل الكري تشهد لفروعه الطيبة و قد ينقل بي أهل البيت
كث ي من هذا الكلم غ ي من سوب إل أ حد و ف أخبار دولة ال عبيديي كث ي م نه و ان ظر ما
حكاه ا بن الرق يق ف لقاء أ ب ع بد ال الشي عي لعب يد ال الهدي مع اب نه م مد ال بيب و ما
حدثاه بسه و كيسف بعثاه إل ابسن حوشسب داعيتهسم باليمسن فأمره بالروج إل الغرب و بسث
الدعوة ف يه على عل مه لق نه أن دعو ته ت تم هناك و أن عب يد ال ل ا ب ن الهد ية ب عد ا ستفحال
دولت هم بأفريق ية قال ( :بنيت ها ليعت صم ب ا الفوا طم ساعة من نار ) و أرا هم مو قف صاحب
المار أب يزيد بالدية و كان يسأل عن منتهى موقفه حت جاءه الب ببلوغه إل الكان الذي
عينه جده أبو عبيد ال فأيقن بالظفر و برز من البلد فهزمه و اتبعه إل ناحية الزاب فظفر به و
قتله و مثل هذه الخبار كثية.
و أ ما النجمون في ستندون ف حدثان الدول إل الحكام النجوم ية أ ما ف المور العا مة م ثل
اللك و الدول ف من القرانات و خ صوصا ب ي العلوي ي و ذلك أن العلوي ي ز حل و الشتري
يقترنان ف كل عشرين سنة مرة ث يعود القرآن إل برج آخر ف تلك الثلثة من التثليث الين
ث بعده إل آخر كذلك إل أن يتكرر ف الثلثة الواحدة اثنت عشرة مرة تستوي بروجه الثلثة
ف ستي سنة ث يعود فيستوي با ف ستي سنة ث يعود ثالثة ث رابعة فيستوي ف الثلثة باثنت
عشرة مرة و أر بع عودات ف مائت ي و أربع ي سنة و يكون انتقاله ف كل برج على التثل يث
الي ن و ينت قل من الثل ثة إل الثل ثة ال ت تلي ها أع ن البج الذي يلي البج الخ ي من القرآن
الذي قبلة ف الثل ثة و هذا القرآن الذي هو قران العلوي ي ينق سم إل كبي و صغي و و سط
فال كبي هو اجتماع العلوي ي ف در جة واحدة من الفلك إل أن يعود إلي ها ب عد ت سعمائة و
ستي سنة مرة واحدة و الوسط هو اقتران العلويي ف كل مثلثة اثنت عشرة مرة و بعد مائتي
و أربعي سنة ينتقل إل مثلثة أخرى و الصغي هو اقتران العلويي ف درجة برج و بعد عشرين
سنة يقترنان ف برج آ خر على تثلي ثه الي ن ف م ثل در جه أو دقائ قه مثال ذلك و قع القرآن
يكون أول دقيقة من المل و بعد عشرين يكون ف أول دقيقة من السد و هذه كلها نارية و
هذا كله قران صغي ث يعود إل أول المل بعد ستي سنة و يسمى دور القران و عود القران
و بعد مائتي و أربعي ينتقل من النارية إل الترابية لنا بعدها و هذا قران وسط ث ينتقل إل
الوائية ث الائية ث يرجع إل أول المل ف تسعمائة و ستي سنة و هو الكبي و القران الكبي
يدل على عظام المور مثل تغيي اللك و الدولة و انتقال اللك من قوم إل قوم و الوسط على
ظهور التغلبيس و الطالبيس للملك و الصسغي على ظهور الوارج والدعاة و خراب الدن أو
عمرانا و يقع ف أثناء هذه القرانات قران النحسي ف برج السرطان ف كل ثلثي سنة مرة و
ي سمى الرا بع و برج ال سرطان هو طالع العال و ف يه و بال ز حل و هبوط الريخ فتع ظم دللة
هذا القران ف الفت و الروب و سفك الدماء و ظهور الوارج و حركة العساكر و عصيان
الند و الوباء و القحط و يدوم ذلك أو ينتهي على قدر السعادة و النحوسة ف وقت قرانما
على قدر تيسي الدليل فيه .قال جراس بن أحد الاسب ف الكتاب الذي ألفه لنظام اللك و
رجوع الر يخ إل العرب له أ ثر عظ يم ف اللة ال سلمية ل نه كان دليل ها فالولد النبوي كان
عند قران العلويي ببج العقرب فلما رجع هنالك حدث التشويش على اللفاء و كثر الرض
ف أهل العلم و الدين و نقصت أحوالم و ربا اندم بعض بيوت العبادة و قد يقال أنه كان
عند قتل علي رضي ال عنه و مروان من بن أمية و التوكل من بن العباس فإذا روعيت هذه
الحكام مع أحكام القرانات كانت ف غاية الحكام و ذكر شاذان البلخي :أن اللة تنتهي إل
ثلثائة و عشرين .و قد ظهر كذب هذا القول .و قال أبو معشر :يظهر بعد الائة و المسي
من ها اختلف كث ي و ل ي صح ذلك .و قال خرا شى :رأ يت ف ك تب القدماء أن النجم ي
أخبوا كسرى عن ملك العرب و ظهور النبؤة فيهم .و أن دليلهم الزهرة و كانت ف شرفها
فيب قى اللك في هم أربع ي سنة و قال أ بو مع شر ف كتاب القرانات الق سمة إذا انت هت إل
السابعة و العشرين من الوت فيها شرف الزهرة و وقع القران مع ذلك ببج العقرب و هو
دليل الرب ظهرت حينئذ دولة العرب و كان منهم نب و يكون قوة ملكه و مدته على ما بقي
مسن درجات شرف الزهرة و هسي إحدى عشرة در جة بتقريسب مسن برج الوت و مدة ذلك
ستمائة و عشر سني و كان ظهور أب مسلم عند انتقال الزهرة و وقوع القسمة أول المل و
صاحب ال د الشتري .و قال يعقوب بن إ سحاق الكندي أن مدة اللة تنت هي إل ستمائة و
ثلثا و تسعي سنة .قال :لن الزهرة كانت عند قران اللة ف ثان و عشرين درجة و ثلثي
دقيقسة مسن الوت فالباقسي إحدى عشرة در جة و ثان عشرة دقيقسة و دقائقهسا سستون فيكون
ستمائة و ثلثا و تسعي سنة .قال :و هذه مدة اللة باتفاق الكماء و يعضده الروف الواقعة
ف أول السور بذف الكرر و اعتبار بساب المل .قلت و هذا هو الذي ذكره السهيلي و
الغالب أن الول هو م ستند ال سهيلي في ما نقلناه ع نه .قال خراش :سأل هر مز إفر يد الك يم
عن مدة أردش ي و ولده ملوك ال ساسانية فقال :دل يل مل كه الشتري و كان ف شر فه فيع طى
أطول السني و أجودها أربعمائة و سبعا و عشرين سنة ث تزيد الزهرة و تكون ف شرفها و
هي دل يل العرب فيملكون لن طالع القران اليزان و صاحبه الزهرة و كا نت ع ند القران ف
شرف ها مدة ان م يلكون ألف سنة و ستي سنة .و سأل ك سرى أنوشروان وزيره بزر ج هر
الك يم عن خروج اللك من فارس إل العرب فأ خبه أن القائم من هم يولد ل مس و أربع ي
من دولته و يلك الشرق و الغرب و الشتري يغوص إل الزهرة و ينتقل القران من الوائية إل
العقرب و هو مائي و هو دليل العرب فهذه الدلة تفضي للملة بدة دور الزهرة و هي ألف و
ستون سنة .و سأل كسرى الوزير أليوس الكيم عن ذلك فقال مثل قول بزر جهر .و قال
توفيل الرومي النجم ف أيام بن أمية :أن ملة السلم تبقى مدة القران الكبي تسعمائة و ستي
سسنة فإذا عاد القران إل برج العقرب كمسا كان فس ابتداء اللة و تغيس وضسع الكواكسب عسن
هيئت ها ف قران اللة فحينئذ إ ما أن يف تر الع مل به أو يتجدد من الحكام ما يو جب خلف
ال فن .قال خراش :و اتفقوا على أن خراب العال يكون با ستيلء الاء و النار ح ت تلك سائر
الكونات و ذلك عند ما يق طع قلب ال سد أربعا و عشر ين در جة و هي حد الر يخ ،و ذلك
بعد مضي تسعمائة و ستي سنة .و ذكر خراش :أن ملك زابلستان بعث إل الأمون بكيمه
ذوبان أت فه به ف هد ية و أ نه ت صرف للمأمون ف الختيارات بروب أخ يه و بع قد اللواء
لطا هر و أن الأمون أع ظم حكم ته ف سأله عن مدة ملك هم فأ خبه بانقطاع اللك من عق به و
اتصاله ف ولد أخيه و أن العجم يتغلبون على اللفة من الديلم ف دولة سنة خسي و يكون
ما يريده ال ث ي سوء حال م ث تظ هر الترك من شال الشرق فيملكون إل الشام و الفرات و
سسيحون و سسيملكون بلد الروم و يكون مسا يريده ال فقال له الأمون :مسن أيسن لك هذا ؟
فقال :من كتب الكماء و من أحكام صصة بن داهر الندي الذي وضع الشطرنج .قلت و
الترك الذ ين أشار إل ظهور هم ب عد الديلم هم ال سلجوقية و قد انق ضت دولت هم أول القرن
السسابع .قال خراش :و انتقال القران إل الثلثسة الائيسة مسن برج الوت يكون سسنة ثلث و
ثلثي و ثانائة ليزدجرد و بعدها إل برج العقرب حيث كان قران الئة سنة ثلث و خسي.
قال :و الذي ف الوت هو أول النتقال و الذي ف العقرب يستخرج منه دلئل اللة .قال :و
تويل السنة الول من القران الول ف الثلثات الائية ف ثان رجب سنة ثان و ستي و ثانائة
و ل ي ستوف الكلم على ذلك .و أ ما م ستند النجم ي ف دولة على ال صوص ف من القران
الوسسط و هيئة الفلك عنسد وقوعسه لن له دللة عندهسم على حدوث الدولة و جهاتاس مسن
العمران و القائمي با من المم و عدد ملوكهم و أسائهم و أعمارهم و نلهم و أديانم و
عوائدهم و حروبم ك ما ذ كر أ بو مع شر ف كتا به ف القرانات و قد توجد هذه الدللة من
القران الصغر إذا كان الوسط دالً عليه فمن يوجد الكلم ف الدول و قد كان يعقوب بن
إسحاق الكندي منجم الرشيد و الأمون وضع ف القرانات الكائنة ف اللة كتابا ساه الشيعة
بالفر باسم كتابم النسوب إل جعفر الصادق و ذكر فيه فيما يقال حدثان :دولة بن العباس
و أنا نايته و أشار إل انقراضها و الادثة على بغداد أنا تقع ف انتصاف الائة السابعة و أنه
بانقراضها يكون انقراض اللة و ل نقف على شيء من خب هذا الكتاب و ل رأينا من وقف
عليه و لعله غرق ف كتبهم الت طرحها هلكو ملك التتر ف دجلة عند استيلئهم على بغداد
و قتل الستعصم آخر اللفاء و قد وقع بالغرب جزء منسوب إل هذا الكتاب يسمونه الفر
الصغي و الظاهر أنه وضع لبن عبد الؤمن لذكر الولي من ملوك الوحدين فيه على التفصيل
و مطابقة من تقدم عن ذلك من حدثانه و كذب ما بعده و كان ف دولة بن العباس من بعد
الكندي منجمون و كتب ف الدثان و ان ظر ما نقله ال طبي ف أخبار الهدي عن أب بد يل
من أ صحاب صنائع الدولة قال ب عث إل الرب يع و ال سن ف غزات ما مع الرش يد أيام أب يه
فجئته ما جوف الل يل فإذا عنده ا كتاب من ك تب الدولة يع ن الدثان و إذا مدة الهدي ف يه
ع شر سيني فقلت :هذا الكتاب ل ي فى على الهدي و قد م ضى من دول ته ما م ضى فإذا
وقف عليه كنتم قد نعيتم إليه نفسه .قال فما اليلة فاستدعيت عنبسة الوراق مول آل بديل و
قلت له انسخ هذه الورقة و اكتب مكان عشر أربعي ففعل فو ال لول أن رأيت العشرة ف
تلك الورقة و الربعي ف هذه ما كنت أشك أنا هي ث كتب الناس من بعد ذلك ف حدثان
الدول منظوما و منثورا و رجزا مسا شاء ال أن يكتبوه و بأيدي الناس متفرقسة كثيس منهسا و
تسمى اللحم .و بعضها ف حدثان اللة على العموم و بعضها ف دولة على الصوص و كلها
منسوبة إل مشاهي من أهل الليقة و ليس منها أصل يعتمد على روايته عن واضعه النسوب
إليه فمن هذه اللحم بالغرب قصيدة ابن مرانة من بر الطويل على روي الراء و هي متداولة
بي الناس و تسب العامة أنا من الدثان العام فيطلقون الكثي منها على الاضر و الستقبل و
الذي سعناه من شيوخنا أنا مصوصة بدولة لتونه لن الرجل كان قبيل دولتهم و ذكر فيها
استيلءهم على سبتة من يد موال بن حود و ملكهم لعدوة الندلس و من اللحم بيد أهل
الغرب أيضا قصيدة تسمى التبعية أولا:
طربت و ما ذاك من طرب و قد يطرب الطائر الغتصب
و ما ذاك من للهو أراه و لكن لتذكار بعض السبب
قريبا من خسمائة بيت أو ألف فيما يقال ذكر فيها كثيا من دولة الوحدين و أشار فيها إل
الفاطمي و غيه و الظاهر أنا مصنوعة و من اللحم بالغرب أيضا ملعبة من الشعر الزجلي
منسوبة لبعض اليهود ذكر فيها أحكام القرانات لعصره العلويي و النحسي و غيها و ذكر
ميتته قتيلً بفاس و كان كذلك فيما زعموه و أوله:
ف صبغ ذا الزرق لشرفه خيارا فافهموا يا قوم هذي الشارا
نم زحل اخب بذي العلما و بدل الشكل و هي سلما
شاشية زرقا بدل العماما و شاش أزرق بدل الغرارا
يقول ف آخره
قد ت ذا التجنيس لنسان يهودي يصلب ف بلدة فاس ف يوم عيد
حت ييه الناس من البوادي و قتله يا قوم على الفراد
و أبياته نو المسمائة و هي ف القرانات الت دلت على دولة الوحدين و من ملحم الغرب
أيضا ق صيدة من عروض التقارب على روي الباء ف حدثان دولة ب ن أ ب ح فص بتو نس من
الوحدين منسوبة لبن البار .و قال ل قاضي قسنطينية الطيب الكبي أبو علي بن باديس و
كان بصسيا باس يقوله و له قدم فس التنجيسم فقال ل :أن هذا ابسن البار ليسس هسو الافسظ
الندلسي الكاتب مقتول الستنصر و إنا هو رجل خياط من أهلي تونس تواطأت شهرته مع
شهرة الافظ و كان والدي رحه ال تعال ينشد هذه البيات من هذه اللحمة و بقي بعضها
ف حفظي مطلعها:
عذيري من زمن قلب يغز ببارقه الشنب
و منها.
و يبقى هناك على مرقب و يبعث من جيشه قائدا
فتأت إل الشيخ أخباره فيقبل كالمل الجرب
و يظهر من عدله سية و تلك سياسة مستجلب
و منها ف ذكر أحوال تونس على العموم.
فأما رأيت الرسوم امت و ل يرع حق لذي منصب
فخذ ف الترحل عن تونس وودع معالها و اذهب
تضيف البيء إل الذنب فسوف تكون با فتنة
و وقفت بالغرب على ملحمة أخرى ف دولة بن أب حفص هؤلء بتونس
فيها بعد السلطات أب يي الشهي عاشر ملوكهم ذكر ممد أخيه من بعده
يقول فيها:
و يعرف بالوثاب ف نسخة الصل و بعد أب عبد الله شقيقه
إل أن هذا الرجل ل يلكها بعد أخيه و كان ين بذلك نفسه إل أن هلك
و من اللحم ف الغرب أيضا اللعبة النسوبة إل الوثن على لغة العامة ف عروض البلد:
فترت المطار و ل تفتر دعن بدمعي التان
و ان تلى و تغدر و استقت كلها الويدان
فأول ما ميل ما تدري البلد كلما تروي
و العام و الربيع تري ما بي الصيف و الشتوي
دعن نبكي و من عذر قال حي صحت الدعوى:
ذا القرن اشتد و تري أنادي من ذي الزمان
و هي طويلة و مفوظة بي عامة الغرب القصى و الغالب عليها الوضع
لنه ل يصح منها قول إل على تأويل ترفه العامة أو الارف فيه من ينتحلها من الاصة و
وق فت بالشرق على ملح مة من سوبة ل ب العر ب الات ي ف كلم طو يل ش به اللغاز ل يعلم
تأويله إل ال لتحلله إل أوفاق عدديسسة و رموز ملغوزة و أشكال حيوانات تامسسه و رؤوس
مقطعة و تاثيل من حيوانات غريبة .و ف آخرها قصيدة على روي اللم و الغالب أنا كلها
غ ي صحيحة لن ا ل تن شأ عن أ صل عل مي من نا مة و ل غي ها و سعت أيضا أن هناك
ملحم أخرى منسوبة لبن سيناء و ابن عقاب و ليس ف شيء معها دليل على الصحة لن
ذلك إناس يؤخسذ مسن القرانات و وقفست بالشرق أيضا على ملحمسة مسن حدثان دولة الترك
منسوبة إل رجل من الصوفية يسمى الباجر بقي و كلها إلغاز بالروف أولا.
من علم جفر و صي والد السن إن شئت تكسف سر الفر يا سائلي
و الوصف فافهم كفعل الاذق الفطن فافهم و كن و اعيا حرفا و جلته
لكنن أذكر الت من الزمن أما الذي قبل عصري لست أذكره
باء ميم بطيش نام ف الكنن يشهر بيبس يبقى بعد خستها
له القضاء قضى أي ذلك النن شي له أثر من تت سرته
و أذربيجان ف ملك إل اليمن فمصر و الشام مع أرض العراق له
و منها:
الفاتك الباتك العن بالسمن و آل بوران لا نال طاهرهم
ل لو فاق و نوت ذي قرن للع سي ضعيف السن سي أتى
يبقى باء و أين بعد ذو سن قوم شجاع له عقل و مشورة
و منها:
يلي الشورة ميم اللك ذو اللسن من بعد باء من العوام قتلته
و منها:
ف عصره فت ناهيك من فت هذا هو العرج الكلب فاعن به
عار عن القاف قاف جد بالفت يأت من الشرق ف جيش يقدمهم
أبدت بشجو على الهلي و الوطن بقتل دال و مثل الشام أجعها
ن الزلزال ما زال حاء غي مقتطن إذا أتى زلزلت يا ويح مصر مس
هلكا و ينفق أموالً بل ثن طاء و ظاء و عي كلهم حبسوا
هون به إن ذاك الصن ف سكن يسي القاف قافا عند جعهم
ل سلم اللف سي لذاك بن و ينصبون أخاه و هو صالهم
من السني يدان اللك ف الزمن تت وليتهم بالاء ل أحد
و يقال أنه أشار إل اللك الظاهر و قدوم أبيه عليه بصر:
و طول غيبته و الشطف و الزرن يأت إليه أبوه بعد هجرته
و أبياتا كثية و الغالب أنا موضوعة و مثل صنعتها كان ف القدي كثي و معروف للنتحال.
حكى الؤرخون لخبار بغداد أنه كان با أيام القتدر وراق ذكي يعرف بالدانال يبل الوراق
و يكتب فيها بط عتيق يرمز فيه بروف من أساء أهل الدولة و يشي با إل ما يعرف ميلهم
إليه من أحوال الرفعة و الاه كأنا ملحم و يصل على ما يريده منهم من الدنيا و أنه وضع
ف بعض دفاتره ميما مكررة ثلث مرات و جاء به إل مفلح مول القتدر .فقال له هذا كناية
عنك و هو مفلح مول القتدر و ذكر عنه ما يرضاه و يناله من الدولة و نصب لذلك علمات
يوه با عليه فبدل له ما أغناه به ث وضعه للوزير ابن القاسم بن وهب على مفلح هذا و كان
معزولً فجاءه بأوراق مثل ها و ذ كر ا سم الوز ير ب ثل هذه الروف و بعلمات ذكر ها و أ نه
يلي الوزارة للثان عشر من اللفاء و تستقيم المور على يديه و يقهر العداء و يغي الدنيا ف
أيامه و أوقف مفلحا هذا على الوراق و ذكر فيها كوائن أخرى و ملحم من هذا النوع ما
وقع و ما ل يقع و نسب جيعه إل دانيال فأعجب به مفلح .و وقف عليه القتدر و اهتدى
من تلك المور و العلمات إل ا بن و هب و كان ذلك سببا لوزار ته ب ثل هذه اليلة العري قة
ف الكذب و الهل بثل هذه اللغاز و الظاهر أن هذه اللحمة الت ينسبونا إل الباجربقي من
هذا النوع و ل قد سألت أك مل الد ين ا بن ش يخ النف ية من الع جم بالديار ال صرية عن هذه
اللحمسة و عسن هذا الرجسل الذي تنسسب إليسه مسن الصسوفية و هسو الباجربقسي و كان عارفا
بطرائقهم فقال كان من القلندرية البتد عة ف حلق اللحية و كان يتحدث عما يكون بطريق
الكشف و يومي إل رجال معيني عنده و يلغز عليهم بروف يعينها ف ضمنها لن يراه منهم
و ربا يظهر نظم ذلك ف أبيات قليلة كان يتعاهدها فتنوقلت عنه و ولع الناس با و جعلوها
ملح مة مرموزة و زاد في ها الرا صون من ذلك ال نس ف كل ع صر و ش غل العا مة ب فك
رموزها و هو أمر متنع إذ الرمز إنا يهدي إل كشفه قانون يعرف قبله و يوضع له و أما مثل
هذه الروف فدللتها على الراد منها مصوصة بذا النظم ل يتجاوزوه فرأيت من كلم هذا
الرجل الفاصل شفاء لا كان ف النفس من أمر هذه اللحمة و ما كنا لنهتدي لول أن هدانا
ال و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الباب الرابع من الكتاب الول ف البلدان و المصار و سائر العمران و ما يعرض ف ذلك
من الحوال و فيه سوابق و لواحق
الفصل الول ف أن الدول من الدن و المصار و أنا إنا توجد ثانية عن اللك
و بيانه أن البناء و اختطاط النازل إنا من منازع الضارة الت يدعو إليها الترف و الدعة كما
قدمناه و ذلك متأ خر عن البداوة و منازع ها و أيضا فالدن و الم صار ذات هيا كل و أجرام
عظيمة و بناء كبي و هي موضوعة للعموم ل للخصوص فتحتاج إل اجتماع اليدي و كثرة
التعاون و لي ست من المور الضرور ية للناس ال ت ت عم ب ا البلوى ح ت يكون نزوع هم إلي ها
اضطرارا بل ل بد من إكراههم على ذلك و سوقهم إليه مضطهدين بعصا اللك أو مرغبي ف
الثواب و الجر الذي ل يفي بكثرته إل اللك و الدولة .فل بد ف تصي المصار و اختطاط
الدن من الدولة و اللك .ث إذا بن يت الدي نة و ك مل تشييد ها ب سب ن ظر من شيد ها و ب ا
اقتض ته الحوال ال سماوية و الرض ية في ها فع مر الدولة حينئذ ع مر ل ا فإن كان ع مر الدولة
ق صيا و قف ال ل في ها ع ند انتهاء الدولة و ترا جع عمران ا و خر بت و إن كان أ مد الدولة
طويلً و مدت ا منف سحة فلتزال ال صانع في ها تشاد و النازل الرحي بة تك ثر و تتعدد و نطاق
السواق يتباعد و ينفسح إل أن تسمع الطة و تبعد السافة و ينفسح ذرع الساحة كما وقع
ببغداد و أمثالا .ذكر الطيب ف تأريه أن المامات بلغ عددها ببغداد لعهد الأمون خسة و
ستي ألف حام و كانت مشتملة على مدن و أمصار متلصقة و متقاربة تاوز الربعي و ل
تكن مدينة وحدها يمعها سور واحد لفراط العمران و كذا حال القيوان و قرطبة و الهدية
ف اللة ال سلمية و حال م صر القاهرة بعدها فيما بلغنا لذا العهد و أما بعد انقراض الدولة
الشيدة للمدي نة فإ ما أن يكون لضوا حي تلك الدي نة و ما قارب ا من البال و الب سائط باد ية
يدها العمران دائما فيكون ذلك حافظا لوجودها و يستمر عمرها بعد الدولة كما تراه بفاس
و باية من الغرب و بعراق العجم من الشرق الوجود لا العمران من البال لن أهل البداوة
إذا انتهت أحوالم إل غاياتا من الرفه و الكسب تدعو إل الدعة و السكون الذي ف طبيعة
البشر فينلون الدن و المصار و يتأهلون و أما إذا ل يكن لتلك الدينة الؤسسة مادة تفيدها
العمران بترادف السساكن مسن بدرهسا فيكون انقراض الدولة خرقا لسسياجها فيزول حفظهسا و
يتناقص عمرانا شيئا فشيئا إل أن يبذعر ساكنها و ترب كما و قع بصر و بغداد و الكوفة
بالشرق و القيوان و الهدية و قلعة بن حاد بالغرب و أمثالا فتفهمه و ربا ينل الدينة بعد
انقراض متطيهسا الوليس ملك آخسر و دولة ثانيسة يتخذهسا قرارا و كرسسيا يسستغن باس عسن
اختطاط مدي نة ينل ا فتح فظ تلك الدولة سياجها و تتزا يد مباني ها و م صانعها بتزا يد أحوال
الدولة الثانية و ترفها و تستجد بعمرانا عمرا آخر كما وقع بفاس و القاهرة لذا العهد و ال
سبحانه و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل الثالث ف أن الدن العظيمة و الياكل الرتفعة إنا يشيدها اللك الكثي
قد قدم نا ذلك ف آثار الدولة من البا ن و غي ها و أن ا تكون على ن سبتها و ذلك أن تشي يد
الدن إنا يصل باجتماع الفعلة و كثرتم و تعاونم فإذا كانت الدولة عظيمة متسعة المالك
حشر الفعلة من أقطارها و جعت أيديهم على عملها و ربا استعي ف ذلك ف أكثر المر
بالندام الذي يضا عف القوي و القدر ف ح ل أثقال البناء لع جز القوة البشر ية و ضعف ها عن
ذلك كالخال و غيه و رباس يتوهسم كثيس مسن الناس إذا نظسر إل آثار القدميس و مصسانعهم
العظيمة مثل إيوان كسرى و أهرام مصر و حنايا العلقة و شرشال بالغرب إنا كانت بقدرهم
متفرقي أو متمعي فيتخيل لم أجساما تناسب ذلك أعظم من هذه بكثي ف طولا و قدرها
لتناسب بينها و بي القدر الت صدرت تلك البان عنها و يغفل عن شأن الندام و الخال و ما
اقتضته ف ذلك الصناعة الندسية و كثي من التغلبي ف البلد يعاين ف شأن البناء و استعمال
اليل ف نقل الجرام عند أهل الدولة العتني بذلك من العجم ما يشهد له با قلناه عيانا و
أكثر آثار القدمي لذا العهد تسميها العامة عاديةً نسبةً إل قوم عاد لتوههم أن مبان عاد و
م صانعهم إن ا عظ مت لع ظم أج سامهم و تضا عف قدر هم .و ل يس كذلك ،ف قد ن د آثارا
كثية من آثار الذين تعرف مقاد ير أجسامهم من المم و هي ف مثل ذلك الع ظم أو أعظم
كإيوان ك سرى و مبان ال عبيديي من الشي عة بأفريقية و ال صنهاجيي وأثر هم باد إل اليوم ف
صومعة قلعة بن حاد و كذلك بناء الغالبة ف جامع القيوان و بناء الوحدين ف رباط الفتح
و رباط السلطان أب سعيد لعهد أربعي سنة ف النصورة بإزاء تلمسان و كذلك النايا الت
جلب إليها أهل قرطاجنة الاء ف القناة الراكبة عليها ماثلة لذا العهد و غي ذلك من البان و
اليا كل ال ت نقلت إلي نا أخبار أهل ها قريبا و بعيدا و تيقنا أن م ل يكونوا بإفراط ف مقاديسر
أجسامهم و إنا هذا رأي ولع به القصاص عن قوم عاد و ثود و العمالقة .و ند بيوت ثود
ف ال جر منحو تة إل هذا الع هد و قد ث بت ف الد يث ال صحيح أن ا بيوت م ي ر ب ا الر كب
الجازي ف أكثر السني و يشاهدونا ل تزيد ف جوها و مساحتها و سكها على التعاهد و
إنم ليبالغون فيما يعتقدون من ذلك حت أنم ليزعمون أن عوج بن عناق من جيل العمالقة
كان يتناول السمك من البحر طريئا فيشويه ف الشمس يزعمون بذلك أن الشمس حارة فيما
قرب منها و ل يعلمون أن الر فيما لدينا هو الضوء لنعكاس الشعاع بقابلة سطح الرض و
الواء و أما الشمس ف نفسها فغي حارة و ل باردة و إنا هي كوكب مضيء ل مزاج له و
قد تقدم شيء من هذا ف الفصل الثان حيث ذكر نا أن آثار الدولة على نسبة كل قوتا ف
أصلها .و ال يلق ما يشاء و يكم ما يريد.
الفصل الرابع ف أن الياكل العظيمة جدا ل تستقل ببنائها الدولة الواحدة
و السبب ف ذلك ما ذكرناه من حاجة البناء إل التعاون و مضاعفة القدر البشرية و قد تكون
البان ف عظمها أكثر من القدر مفردة أو مضاعفة بالندام كما قلناه فيحتاج إل معاودة قدر
أخرى مثلها ف أزمنة متعاقبة إل أن تتم.
فيبتدئ الول منهم بالبناء ،و يعقبه الثان و الثالث ،و كل واحد منهم قد استكمل شأنه ف
حشر الفعلة و جع اليدي حت يتم القصد من ذلك و يكمل و يكون ماثلً للعيان يظنه من
يراه من الخرين أنه بناء دولة واحدة .و انظر ف ذلك ما نقله الؤرخون ف بناء سد مأرب و
أن الذي بناه سبأ بن يش خب و ساق إل يه سبعي واديا و عا قه الوت عن إتا مه فأت ه ملوك
حي من بعده و مثل هذا ما نقل ف بناء قرطاجنة و قناتا الراكبة على النايا العادية و أكثر
البان العظيمة ف الغالب هذا شأنا و يشهد لذلك أن البان العظيمة لعهدنا ند اللك الواحد
يشرع ف اختطاطها و تأسيسها فإذا ل يتبع أثره من بعده من اللوك ف إتامها بقيت بالا و
ل يكمل القصد فيها .و يشهد لذلك أيضا أنا ند آثارا كثية من البان العظيمة تعجز الدول
عن هدمها و تريبها مع أن الدم أيسر من البناء بكثي لن الدم رجوع إل الصل الذي هو
العدم و البناء على خلف الصل.
فإذا وجدنا بناء تضعف قوتنا البشرية عن هدمه مع سهولة الدم علمنا أن القدرة الت أسسته
مفرطة القوة و أنا ليست أثر دولة واحدة و هذا مثل ما وقع للعرب ف إيوان كسرى لا اعتزم
الرشيد على هدمه و بعث إل يي بن خالد و هو ف مبسه يستشيه ف ذلك فقال يا أمي
الؤمني ل تفعل و اتركه ماثلً يستدل به على عظم ملك آبائك الذين سلبوا اللك لهل ذلك
اليكل فاتمه ف النصيحة و قال أخذته النعرة للعجم و ال لصر عنه و شرع ف هدمه و جع
اليدي عليه و اتذ له الفؤس و حاه بالنار و صب عليه الل حت إذا أدركه العجز بعد ذلك
كله وخاف الفضيحة بعث إل يي يستشيه ثانيا ف التجاف عن الدم فقال ل تفعل و استمر
على ذلك لئل يقال عجسز أميس الؤمنيس و ملك العرب عسن هدم مصسنع مسن مصسانع العجسم
فرفع ها الرش يد و أق صر عن هد مه و كذلك ات فق للمأمون ف هدم الهرام ال ت ب صر و ج ع
الفعلة لدمها فلم يل بطائل و شرعوا ف نقبه فانتهوا إل جو بي الائط و الظاهر و ما بعده
مسن اليطان و هنالك كان منتهسى هدمهسم و هسو إل اليوم فيمسا يقال منفسذ ظاهسر و يزعسم
الزاعمون أ نه و جد ركازا ب ي تلك اليطان وال أعلم .و كذلك حنا يا العل قة إل هذا الع هد
تتاج أ هل مدي نة تو نس إل انتخاب الجارة لبنائ هم أو ت ستجيد ال صناع حجارة تلك النا يا
فيحاولون على هدمها اليام العديدة و ل يسقط الصغي من جدرانا إل بعد عصب الريق و
تتمع له الحافل الشهورة شهدت منها ف أيام صباي كثيا وال خلقكم وما تعملون.
الفصل الامس فيما تب مراعاته ف أوضاع الدن و ما يدث إذا غفل عن الراعاة
إعلم أن الدن قرار يتخذه المم عند حصول الغاية الطلوبة من الترف و دواعيه فتؤثر الدعة و
السكون و تتوجه إل اتاذ النازل للقرار و لا كان ذلك القرار و الأوى وجب أن يراعى فيه
دفع الضار بالماية من طوارقها و جلب النافع و تسهيل الرافق لا فأما الماية من الضار
فياعسى لاس أن يدار على منازلاس جيعا سسياج السسوار و أن يكون وضسع ذلك فس تنسع مسن
المكنة إما على هضبة متوعرة من البل و إما باستدارة بر أو نر با حت ل يوصل إليها إل
ب عد العبور على ج سر أو قنطرة في صعب منال ا على العدو و يتضا عف امتناع ها و ح صنها .و
ما يراعى ف ذلك للحماية من الفات السماوية طيب الواء للسلمة من المراض .فإن الواء
إذا كان راكدا خبيثا أو ماورا للمياه الفا سدة أو منا فع متعف نة أو مروج خبي ثة أ سرع إلي ها
الع فن من ماورت ا فأ سرع الرض للحيوان الكائن ف يه ل مالة و هذا مشا هد .و الدن ال ت ل
يراع فيها طيب الواء كثية المراض ف الغالب .و قد اشتهر بذلك ف قطر الغرب بلد قابس
من بلد الريد بأفريقية فل يكاد ساكنها أو طارقها يلص من حى العفن بوجه .و لقد يقال
أن ذلك حادث فيها و ل تكن كذلك من قبل و نقل البكري ف سبب حدوثه أنه وقع فيها
ح فر ظ هر ف يه أناء من ناس متوم بالر صاص .فل ما فض ختا مه صعد م نه دخان إل ال و و
انق طع .و كان ذلك مبدأ أمراض الميات ف يه و أراد بذلك أن الناء كان مشتملً على ب عض
أعمال الطلمسات لوبائه و أنه ذهب سره بذهابه فرجع إليها العغن و الوباء و هذه الكاية من
مذاهب العامة و مباحثهم الركيكة و البكري ل يكن من نباهة العلم و استنارة البصية بيث
يد فع م ثل هذا أو ي تبي خر فه فنقله ك ما سعه .و الذي يك شف لك ال ق ف ذلك أن هذه
الهوية العفنة أكثر ما يهيئها لتعفي الجسام و أمراض الميات ركودها .فإذا تللتها الريح و
تفشت و ذهبت با يينا و شالً خف شأن العفن و الرض البادي منها للحيوانات .و البلد إذا
كان كثيس السساكن و كثرت حركات أهله فيتموج الواء ضرورة و تدث الريسح التخللة
للهواء الرا كد و يكون ذلك معينا له على الر كة و التموج و إذا خف ال ساكن ل ي د الواء
معينا على حركته و توجه و بقي ساكنا راكدا و عظم عفنه و كثر ضرره .و بلد قابس هذه
كا نت عند ما كا نت أفريق ية م ستجدة العمران كثية ال ساكن توج بأهل ها موجا فكان ذلك
معينا على توج الواء و اضطرا به و تف يف الذى م نه فلم ي كن في ها كث ي ع فن و ل مرض،
وعندما خف ساكنها ركد هواؤها التعفن بفساد مياهها فكثر العفن و الرض .فهذا و جهه ل
غي .و قد رأينا عكس ذلك ف بلد وضعت و ل يراع فيها طيب الواء و كانت أولً قليلة
الساكن فكانت أمراضها كثية فلما كثر سكانا انتقل حالا عن ذلك و هذا مثل دار اللك
بفاس لذا العهد السمى بالبلد الديد و كثي من ذلك ف العال فتفهمه تد ما قلته لك .و أما
جلب النافع و الرافق للبلد فياعى فيه أمور منها الاء بأن يكون البلد على نر أو بإزائها عيون
عذبة ثرة فإن وجود الاء قريبا من البلد يسهل على الساكن حاجة الاء و هي ضرورية فيكون
لم ف وجوده مرفقة عظيمة عامة .و ما يراعى من الرافق ف الدن طيب الراعي لسائمتهم إذ
صاحب كل قرار ل بد له من دو جن اليوان للنتاج و الضرع و الركوب و ل بد ل ا من
الر عى فإذا كان قريبا طيبا كان ذلك أر فق بال م ل ا يعانون من الش قة ف بعده و م ا را عى
أيضا الزارع فإن الزروع هي القوات .فإذا كانت مزارع البلد بالقرب منها كان ذلك أسهل
ف اتاذه و أقرب ف تصيله و من ذلك الشجر للحطب و البناء فإن الطب ما تعم البلوى ف
اتاذه لوقوب النيان للصسطلء و الطبسخ .و الشسب أيضا ضروري لسسقفهم و كثيس ماس
ي ستعمل ف يه ال شب من ضروريات م و قد يرا عى أيضا قرب ا من الب حر لت سهيل الاجات
القاصية من البلد النائية إل أن ذلك ليس بثابة الول و هذه كلها متفاوتة بتفاوت الاجات
و ما تدعو إليه ضرورة الساكن .و قد يكون الواضع غافلً عن حسن الختيار الطبيعي أو إنا
يراعي ما هو أهم على نفسه و قومه ،و ل يذكر حاجة غيهم كما فعله العرب لول السلم
ف الدن الت اختطوها بالعراق و أفريقية فإنم ل يراعوا فيها إل الهم عندهم من مراعي البل
و ما يصلح لا من الشجر و الاء اللح و ل يراعوا الاء و ل الزارع و ل الطب و ل مراعي
السائمة من ذوات الظلف و ل غي ذلك كالقيوان و الكوفة و البصرة و أمثالا و لذا كانت
أقرب إل الراب ما ل تراع فيها المور الطبيعية.
و م ا يرا عى ف البلد إل ال ساحلية ال ت على الب حر أن تكون ف ج بل أو تكون ب ي أ مة من
المم موفورة العدد تكون صريا للمدينة مت طرقها .طارق من العدو و السبب ف ذلك أن
الدينسة إذا كانست حاضرة البحسر و ل يكسن بسساحتها عمران للقبائل أهسل العصسبيات و ل
موضع ها متو عر من ال بل كا نت ف غرة للبيات و سهل طروقها ف ال ساطيل البحر ية على
عدو ها و تي فه ل ا ل ا يأ من من وجود ال صريخ ل ا .و أن ال ضر التعود ين للد عة قد صاروا
عيالً و خرجوا عن ح كم القاتلة .و هذه كال سكندرية من الشرق و طرابلس من الغرب و
بونة و سل.
و مت كانت القبائل و العصائب موطني بقربا بيث يبلغهم الصريخ و النعي و كانت متوعرة
السالك على من يرومها باختطاطها ف هضاب البال و على أسنمتها كان لا بذلك منعة من
العدو و يئسوا من طروقها لا يكابدونه من وعرها و ما يتوقعونه من إجابة صريها كما ف
سبتة و با ية و بلد ال قل على صغرها فاف هم ذلك و اع تبه ف اخت صاص ال سكندرية با سم
الثغر من لدن الدولة العبا سية مع أن الدعوة من ورائها بب قة و أفريق ية .و إن ا اعتب ف ذلك
الخافسة التوقعسة فيهسا مسن البحسر لسسهولة وضعهسا و لذلك و ال أعلم كان طروق العدو
للسكندرية و طرابلس ف اللة مرات متعددة و ال تعال أعلم.
الفصل الثامن ف أن البان و الصانع ف اللة السلمية قليلة بالنسبة إل قدرتا و إل من
كان قبلها من الدول
و ال سبب ف ذلك ما ذكر نا مثله ف الببر بعي نه إذ العرب أيضا أعرق ف البدو و أب عد عن
ال صنائع و أيضا فكانوا أجا نب من المالك ال ت ا ستولوا علي ها ق بل ال سلم و ل ا تلكو ها ل
ينفسح المد حت تستوف رسوم الضارة مع أنم استغنوا با وجدوا من مبان غيهم و أيضا
فكان الدين أول المر مانعا من الغالة أو البنيان و السراف فيه ف غي القصد كما عهد لم
عمر حي استأذنوه ف بناء الكوفة بالجارة و قد وقع الريق ف القصب الذي كانوا بنوا به
من ق بل فقال افعلوا و ل يزيدن أ حد على ثل ثة أبيات و ل تطاولوا ف البنيان و ألزموا ال سنة
تلزمكسم الدولة و عهسد إل الوفسد و تقدم إل الناس أن ل يرفعوا بنيانا فوق القدر قالوا :و مسا
القدر ؟ قال :ل يقرب كم من ال سرف و ل يرج كم عن الق صد فل ما ب عد الع هد بالد ين و
التخرج ف أمثال هذه القا صد و غل بت طبي عة اللك و الترف و ا ستقدم العرب أ مة الفرس و
أخذوا عن هم ال صنائع و البا ن و دعت هم إلي ها أحوال الد عة و الترف فحينئذ شيدوا البا ن و
الصسانع و كان عهسد ذلك قريبا بانقراض الدولة و ل ينفسسح المسد لكثرة البناء و اختطاط
الدن و المصسار إل قليلً و ليسس كذلك غيهسم مسن المسم فالفرس طالت مدتمس آلفا مسن
ال سني و كذلك الق بط و الن بط و الروم و كذلك العرب الول من عاد و ثود و العمال قة و
التبابعة طالت أمادهم و رسخت الصنائع فيهم فكانت مبانيهم و هياكلهم أكثر عددا و أبقى
على اليام أثرا و استبصر ف هذا تده كما قلت و ال وارث الرض و من عليها.
الفصل التاسع ف أن البان الت كانت تتطها العرب يسرع إليها الراب إل ف القل
و ال سبب ف ذلك شأن البداوة و الب عد عن ال صنائع ك ما قدمناه فل تكون البا ن وثي قة ف
تشييد ها و له و ال أعلم و جه آ خر و هو أ مس به و ذلك قلة مراعات م ل سن الختيار ف
اختطاط الدن كما قلناه ف الكان و طيب الواء .و الياه و الزارع و الراعي فإنه بالتفاوت ف
هذا تتفاوت جودة ال صر و رداء ته من ح يث العمران ال طبيعي و العرب بعزل عن هذا و إن ا
يراعون مراعي إبلهم خاصة ل يبالون بالاء طاب أو خبث و ل قل أو كثر و ل يسألون عن
زكاء الزارع و النابت و الهوية لنتقالم ف الرض و نقل هم البوب من البلد البعيد و أما
الرياح فالقفر متلف للمهاب كلها و الظعن كفيل لم بطيبها لن الرياح إنا تبث مع القرار
و السكن و كثرة الفضلت و انظر لا اختطوا الكوفة و البصرة و القيوان كيف ل يراعوا ف
اختطا ها إل مرا عي إبل هم و ما يقرب من الق فر و م سالك الظ عن فكا نت بعيدة عن الو ضع
الطبيعي ،للمدن و ل تكن لا مادة تد عمرانا من بعدهم كما قدمنا أنه يتاج إليه ف العمران
فقد كانت مواطن ها غ ي طبيع ية للقرار و ل ت كن ف وسط المم فيعمرها الناس فلول وهلة
من انلل أمرهم و ذهاب عصبيتهم الت كانت سياجا لا أتى عليها الراب و النلل كأن
ل تكن .و ال يكم ل معقب لكمه.
الفصل العاشر ف مبادي الراب ف المصار
إعلم أن المصار إذا اختطت أولً تكون قليلة ال ساكن و قليلة آلت البناء من الجر و الي
و غيها ما يعال على اليطان عند التأنق كالزل و الرخام و الربج و الزجاج و الفسيفساء و
ال صدف فيكون بناؤ ها يؤمئذ بدويا و آلت ا فا سدة فإذا ع ظم عمران الدي نة و ك ثر ساكنها
كثرت اللت بكثرة العمال حينئذ و كثرت ال صناع إل أن تبلغ غايتها من ذلك ك ما سبق
بشأنا فإذا تراجع عمرانا و خف ساكنها قلت الصنائع لجل ذلك و فقدت الجادة ف البناء
و الحكام و العالة عليه بالتنميق ث تقل العمال لعدم الساكن فيقل جلب اللت من الجر
و الرخام و غيها فتفقد و يصي بناؤهم و تشيدهم من اللت الت ف مبانيهم فينقلونا من
م صنع إل م صنع ل جل خلء أك ثر ال صانع و الق صور و النازل بقلة العمران و ق صوره ع ما
كان أولً ث ل تزال تن قل من ق صر إل قصر و من دار إل دار إل أن يف قد الكث ي منها جلة
فيعودون إل البداوة ف البناء و أتاذ الطوب عوضا عن الجارة و القصور عن التنميق بالكلية
فيعود بناء الدي نة م ثل بناء القرى و الدر و تظ هر علي ها سيماء البداوة ث ت ر ف التنا قص إل
غايتها من الراب إن قدر لا به سنة ال ف خلقه.
الفصال الادي عشار فا أن تفاضال المصاار و الدن فا كثرة الرزق لهلهاا و نفاق
السواق إنا هو ف تفاضل عمرانا ف الكثرة و القلة
و السبب ف ذلك أنه قد عرف و ثبت أن الواحد من البشر غي مستقل بتحصيل حاجاته ف
معاشه و إنم متعاونون جيعا ف عمرانم على ذلك و الاجة الت تصل بتعاون طائفة منهم
تشتد ضرورة الكثر من عددهم أضعافا .فالقوت من النطة مثلً ل يستقل الواحد بتحصيل
حصته منه .و إذا انتدب لتحصيله الستة أو العشرة من حداد و نار لللت و قائم على البقر
و إثارة الرض و حصاد السنبل و سائر مؤن الفلح و توزعوا على تلك العمال أو اجتمعوا و
حصسل بعملهسم ذلك مقدار مسن القوت فإنسه حينئذ قوت لضعافهسم مرات .فالعمال بعسد
الجتماع زائدة على حاجات العاملي و ضروراتم .فأهل مدين أو مصر إذا وزعت أعمالم
كلها على مقدار ضروراتم و حاجاتم اكتفي فيها بالقل من تلك العمال و بقيت العمال
كلها زائدة على الضرورات فت صرف ف حالت الترف و عوائده و ما يتاج إل يه غي هم من
أهل المصار و يستجلبونه منهم بأعواضه و قيمه فيكون لم بذلك حظا من الغن و قد تبي
لك ف الفصل الامس ف باب الكسب و الرزق أن الكاسب إنا هي قيم العمال فإذا كثرت
العمال كثرت قيمهسا بينهسم فكثرت مكاسسبهم ضرورة و دعتهسم أحوال الرفسه و الغنس إل
الترف و حاجاته من التأنق ف الساكن و اللبس و استجادة النية و الاعون و اتاذ الدم و
الراكب و هذه كلها أعمال تستدعى بقيمها و يتار الهرة ف صناعتها و القيام عليها فتنفق
أسواق العمال و الصنائع و يكثر دخل الصر و خرجه و يصل اليسار لنتحلي ذلك من قبل
أعمالم .و مت زاد العمران زادت العمال ثانية ث زاد الترف تابعا للكسب و زادت عوائده
و حاجاته .و استنبطت الصنائع لتحصيلها فزادت قيمها و تضاعف الكسب ف الدينة لذلك
ثانية و نفقت سوق العمال با أكثر من الول .و كذا ف الزيادة الثانية و الثالثة لن العمال
الزائدة كل ها ت تص بالترف و الغ ن بلف العمال ال صلية ال ت ت تص بالعاش .فال صر إذا
فضل بعمران واحد ففضله بزيادة كسب و رفه بعوائد من الترف ل توجد ف الخر فما كان
عمرانه من المصار أكثر و أوفر كان حال أهله ف الترف أبلغ من حال الصر الذي دونه على
وتية واحدة ف ال صناف .القاضي مع القا ضي و التا جر مع التا جر و ال صانع مع الصانع و
السوقي مع السوقي و المي مع المي و الشرطي مع الشرطي .و اعتب ذلك ف الغرب مثلً
بال فاس مع غي ها من أم صاره م ثل با ية و تلم سان و سبتة ت د بينه ما بونا كثيا على
الملة ،ث على ال صوصيات فحال القا ضي بفاس أو سع من حال القا ضي بتلم سان و هكذا
كل صنف مع صنف أهله .و كذا أيضا حال تلمسان مع وهران أو الزائر و حال وهران و
الزائر مع ما دون ما إل أن تنت هي إل الدر الذ ين اعتمال م ف ضروريات معاش هم ف قط و
يقصرون عنها .و ما ذلك إل لتفاوت العمال فيها فكأنا كلها أسواق للعمال .و الرج ف
كل سوق على ن سبته فالقا ضي بفاس دخله كفاء خر جه و كذا القا ضي بتلم سان و ح يث
الد خل و الرج أك ثر تكون الحوال أع ظم و ه ا بفاس أك ثر لنفاق سوق العمال ب ا يد عو
إليسه الترف فالحوال أضخسم .ثس هكذا حال وهران و قسسطنطينية و الزائر و بسسكرة حتس
تنتهي كما قلناه إل المصار الت ل توف أعمالا بضروراتا و ل تعد ف المصار إذ هي من
قبيل القرى و الدر .فلذلك تد أهل هذه المصار الصغية ضعفاء الحوال متقاربي ف الفقر
و الصساصة لاس أن أعمالمس ل تفسي بضروراتمس و ل يفضسل مسا يتأثلونسه كسسبا فل تنمسو
مكا سبهم .و هم لذلك م ساكي ماو يج إل ف ال قل النادر .و اع تب ذلك ح ت ف أحوال
الفقراء و السسؤال فإن السسائل بفاس أحسسن حالً مسن السسائل بتلمسسان أو وهران .و لقسد
شاهدت بفاس ال سؤال ي سألون أيام الضا حي أثان ضحايا هم و رأيت هم ي سألون كثيا من
أحوال الترف و اقتراح الآكل مثل سؤال اللحم و السمن و علج الطبخ و اللبس و الاعون
كالغربال و النية .و لو سأل سائل مثل هذا بتلمسان أو وهران لستنكر و عنف و زجر .و
يبلغ نا لذا الع هد عن أحوال القاهرة و م صر من الترف و الغ ن ف عوائد هم ما يق ضى م نه
العجب حت أن كثيا من الفقراء بالغرب ينعون من الثقلة إل مصر لذلك و لا يبلغهم من
شأن الرفه بصر أعظم من غيها .و بعتقد العامة من الناس أن ذلك لزيادة إيثار ف أهل تلك
الفاق على غيهم أو أموال متزنة لديهم .و أنم أكثر صدقة و إيثارا من جيع أهل المصار
و ليس كذلك و إنا هو لا تعرفه من أن عمران مصر و القاهرة أكثر من عمران هذه المصار
ال ت لد يك فعظ مت لذلك أحوال م .و أ ما حال الد خل و الرج فمتكا فئ ف ج يع الم صار
أحوال السساكن و وسسع الصسر .كسل شيسء يبلغسك مسن مثسل هذا فل تنكره و اعتسبه بكثرة
العمران و ما يكون ع نه من كثرة الكا سبة ال ت ي سهل ب سببها البذل و اليثار على مبتغ يه و
مثله بشأن اليوانات الع جم مع بيوت الدي نة الواحدة و ك يف تتلف أحوال ا ف هجران ا أو
غشيان ا فإن بيوت أ هل الن عم و الثروة و الوائد ال صبة من ها تك ثر ب ساحتها و أقنيت ها بن ثر
البوب و سواقط الفتات فيزد حم علي ها غوا شي الن مل و الشاش و يل حق فوق ها ع صائب
الطيور حتس تروح بطانا و تتلئ شبعا و ريا و بيوت أهسل الصساصة و الفقراء الكاسسدة
أرزاقهم ل يسري بساحتها دبيب و ل يلق بوها طائر و ل تأوي إل زوايا بيوتم فأرة و ل
هرة كما قال الشاعر:
و تغشى منازل الكرماء تسقط الطي حيث تلتقط الب
فتأ مل سر ال تعال ف ذلك و اع تب غاش ية النا سي بغاش ية الع جم من اليوانات و فتات
الوائد بفضلت الرزق و الترف و سهولتها على من يبذلا لستغنائهم عنها ف الكثر لوجود
أمثالا لديهم و اعلم أن اتساع الحوال و كثرة النعم ف العمران تابع لكثرته و ال سبحانه و
تعال أعلم و هو غن عن العالي.
الفصل الثالث عشر ف قصور أهل البادية عن سكن الصر الكثي العمران
والسبب ف ذلك أن الصر الكثي العمران يكثر ترفه كما قدمناه و تكثر حاجات ساكنه من
أجل الترف .و تعتاد تلك الاجات لا يدعو إليها فتنقلب ضرورات و تصي فيه العمال كلها
مع ذلك عزيزة و الرا فق غال ية بازدحام العراض علي ها من أ جل الترف و بالغارم ال سلطانية
الت توضع على السواق والبياعات و تعتب ف قيم البيعات و يعظهم فيها الغلء ف الرافق و
أن أوقات والعمال فتكثر لذلك نفقات ساكنه كثرة بالغة على نسبة عمرانه .و يعظم خرجه
فيحتاج حينئذ إل الال الكثيس للنفقسة على نفسسه و عياله فس ضرورات عيشهسم و سسائر
مؤونت هم .والبدوي ل ي كن دخله كثيا ساكنا بكان كا سد ال سواق ف العمال ال ت هي
سبب الكسب فلم يتأهل كسبا و ل مالً فيتعذر عليه من أجل ذلك سكن الصر الكبي لغلء
مراف قه و عزة حاجا ته .و هو ف بدوه ي سد حاج ته بأ قل العمال ل نه قل يل عوائد الترف ف
معا شه و سائر مؤون ته فل يض طر إل الال و كل من يتشوف إل ال صر و سكناه من الباد ية
ف سريعا ما يظ هر عجزه و يفت ضح ف ا ستيطانه إل من يقدم من هم تأ ثل الال و ي صل له م نه
فوق الا جة و يري إل الغا ية الطبيع ية ل هل العمران من الد عة و الترف فحينئذ ينت قل إل
الصسر و ينتظسم حالة مسع أحوال أهله فس عوائدهسم و ترفهسم .و هكذا شأن بداءة عمران
المصار .و ال بكل شيء ميط.
الفصل الرابع عشر ف أن القطار ف اختلف أحوالا بالرفه و الفقر مثل المصار
إعلم أن ما توفر عمرانه من القطار و تعددت المم ف جهاته و كثر ساكنه اتسعت أحوال
أهله و كثرت أموال م و أم صارهم و عظ مت دول م و مالك هم .و ال سبب ف ذلك كله ما
ذكرناه من كثرة العمال و ما سيأت ذكره من أن ا سبب للثروة ب ا يف صل عن ها ب عد الوفاء
بالضروريات ف حاجات ال ساكن من الفضلة البال غة على مقدار العمران و كثر ته فيعود على
الناس كسبا يتأثلونة حسبما نذكر ذلك ف فصل العا ش و بيان الرزق و الكسب فيتزيد الرفه
لذلك و تتسع الحوال و ييء الترف والغن و تكثر الباية للدولة بنفاق السواق فيكثر مالا
و يش مخ سلطانا و تتف نن ف اتاذ العا قل و ال صون و اختطاط الدن و تشي يد الم صار .و
اعتب ذلك بأقطار الشرق مثل مصر و الشام و عراق العجم و الند و الصي و ناحية الشمال
كلها وأقطارها وراء البحر الرومي وعظمت لا كثر عمرانا كيف كثر الال فيهم و عظمت
دولت هم و تعددت مدن م و حواضر هم و عظ مت متاجر هم و أحوال م .فالذي نشاهده لذا
الع هد من أحوال تار ال مم الن صرانية الوارد ين على ال سلمي بالغرب ف رفه هم و ات ساع
أحوالم أكثر من أن ييط به الوصف .و كذا تار أهل الشرق و ما يبلغنا عن أحوالم و أبلغ
منها أهل الشرق القصى من عراق العجم و الند و الصي فإنه يبلغنا عنهم ف باب الغن و
الرفسه غرائب تسسي الركبان بديثهسا و رباس تتلقسى بالنكار فس غالب المسر .و يسسب مسن
يسمعها من العامة أن ذلك لزيادة ف أموالم أو لن العادن الذهبية و الفضية أكثر بأرضهم أو
لن ذ هب القدم ي من ال مم ا ستأثروا به دون غي هم و ل يس كذلك فمعدن الذ هب الذي
نعرفه ف هذه القطار إنا هو من بلد السودان و هي إل الغرب أقرب .وجيع ما ف أرضهم
من البضاعة فإنا يلبونه إل غي بلدهم للتجارة .فلو كان الال عتيدا موفورا لديهم لا جلبوا
بضائع هم إل سواهم يبتغون ب ا الموال و ل ا ستغنوا عن أموال الناس بالملة .و ل قد ذ هب
النجمون ل ما رأوا م ثل ذلك وا ستغربوا ما ف الشرق من كثرة الحوال و ات ساعها و وفور
أموالا فقالوا بأن عطايا الكواكب و السهام ف مواليد الشرق أكثر منها حصصا ف مواليد
أهل الغرب و ذلك صحيح من جهة الطابقة بي الحكام النجومية و الحوال الرضية كما
قلناه و هم إنا أعطوا ف ذلك السبب النجومي و بقي عليهم أن يعطوا السبب الرضي و هو
ما ذكرناه من كثرة العمران و اخت صاصه بأرض الشرق وأقطاره و كثرة العمران تف يد كثرة
الكسب بكثرة قي العمال الت هي سببه فلذلك اختص الشرق بالرفه من ب ي الفاق ل إن
ذلك لجرد الثر النجومي .فقد فهمت ما أشرنا لك أولً أنه ل يستقل بذلك و أن الطابقة
بي حكمه و عمران الرض و طبيعتها أمر ل بد منه .و اعتب حال هذا الرفه من العمران ف
قطر أفريقية و برقة لا خف سكنها وتناقص عمرانا كيف تلشت أحوال أهلها وانتهوا إل
الفقر والصاصه .و ضعفت جباياتا فقلت أموال دولا بعد أن كانت دول الشيعة و صنهاجة
ب ا على ما بل غك من الر فه و كثرة البايات و ات ساع الحوال ف نفقات م و أعطيات م .ح ت
ل قد كا نت الموال تر فع من القيوان إل صاحب م صر لاجا ته و مهما ته و كا نت أموال
الدولة بيث حل جوهر الكاتب ف سفر إل فتح مصر ألف حل من الال يستعد با لرزاق
النود و أعطيات م ونفقات الغزاة .و ق طر الغرب و أن كان ف القد ي دون أفريق ية فلم ي كن
بالقليل ف ذلك و كانت أحواله ف دول الوحدين متسعة و جباياته موفورة و هو لذا العهد
قد أقصر عن ذلك لقصور العمران فيه و تناقصه فقد ذهب من عمران الببر فيه أكثره و نقص
عن معهوده نقصا ظاهرا مسوسا ،و كاد أن يلحق ف أحواله بثل أحوال أفريقية بعد أن كان
عمرانه متصلً من البحر الرومي إل بلد السودان ف طول ما بي السوس القصى و برقة .و
هي اليوم كلها أو أكثرها قفار و خلء و صحارى إل ما هو منها بسيف البحر أو ما يقاربه
من التلول و ال وارث الرض ومن عليها و هو خي الوارثي.
الفصل الامس عشر ف تأثل ا لعقار و الضياع ف المصار و حال فوائدها و مستغلتا
اعلم أن تأ ثل العقار و الضياع الكثية ل هل الم صار و الدن ل يكون دف عة واحدة و ل ف
ع صر وا حد إذ ل يس يكون ل حد من هم من الثروة ما يلك به الملك ال ت ترج قيمت ها عن
الد و لو بلغت أحوالم ف الرفه ما عسى أن تبلغ .وإنا يكون ملكهم و تأثلهم لا تدريا أما
بالوراثة من آبائه و ذوي رحه حت تتأدى أملك الكثيين منهم إل الواحد و أكثر لذلك أو
أن يكون بوالة ال سواق فإن العقار ف آ خر الدولة و أول الخرى ع ند فناء الام ية و خرق
ال سياج وتدا عى ال صر إل الراب ت قل الغب طة به لقلة النف عة في ها بتل شي الحوال فتر خص
قيمت ها و تتملك بالثان الي سية و تتخلى بالياث إل ملك آ خر و قد ا ستجد ال صر شبا به
باسستفحال الدولة الثانيسة و انتظمست له أحوال رائقسة حسسنة تصسل معهسا الغبطسة فس العقار
والضياع لكثرة منافعها حينئذ فتعظم قيمها و يكون لا خ طر ل يكن ف الول .و هذا معن
الوالة فيها و يصبح مالكها من أغن أهل الصر و ليس ذلك بسعيه و اكتسابه إذ قدرته تعجز
عن مثل ذلك .و أما فوائد العقار و الضياع فهي غي كافية لالكها ف حاجات معاشه إذ هي
ل تفي بوائد الترف و أسبابه و إنا هي ف الغالب لسد اللة و ضرورة العاش .و الذي سعناه
من مشي خة البلدان أن الق صد باقتناء اللك من العقار والضياع إن ا هو الش ية على من يترك
خلفه من الذرية الضعفاء ليكون مرباهم به و رزقه فيه و نشؤهم بفائدته ما داموا عاجزين عن
الكتساب فإذا اقتدروا على تصيل الكاسب سعوا فيها بأنفسهم و ربا يكون من الولد من
يع جز عن التك سب لض عف ف بد نه أو آ فة ف عقله العا شي فيكون ذلك العقار قواما لاله.
هذا ق صد الترف ي ف اقتنائه .و أ ما التمول م نه وإجراء أحوال الترف ي فل .و قد ي صل ذلك
منه للقليل أو النادر بوالة السواق و حصول الكثرة البالغة منه و العال ف جنسه و قيمته ف
ال صر إل أن ذلك إذا ح صل رب ا امتدت إل يه أع ي المراء و الولة و اغت صبوه ف الغالب أو
أرادوه على بيعه منهم و نالت أصحابه منه مضار و معاطب و ال غالب على أمره و هو رب
العرش العظيم.
الفصل الثامن عشر ف أن الضارة غاية العمران و ناية لعمره و أنا مؤذنة بفساده
قسد بينسا لك فيمسا سسلف أن اللك و الدولة غايسة للعصسبية و أن الضارة غايسة للبداوة و أن
العمران كله من بداوة و حضارة و ملك و سوقة له ع مر م سوس ك ما أن للش خص الوا حد
من أشخاص الكونات عمرا مسوسا و تبي ف العقول والنقول أن الربعي للنسان غاية ف
تزايد قواه و نوها و أنه إذا بلغ سن الربعي و قفت الطبيعة عن أثر النشوء و النمو برهة ث
تأ خذ ب عد ذلك ف النطاط .فلتعلم أن الضارة ف العمران أيضا كذلك ل نه غا ية ل مز يد
وراءها و ذلك أن الترف و النعمة إذا حصل لهل العمران دعاهم بطبعه إل مذاهب الضارة
و التخلق بعوائدها و الضارة كما علمت هي التفنن ف الترف و استجاده أحواله و الكلف
بالصنائع الت تؤنق من أصنافه و سائر فنونه من الصنائع الهيئة للمطابخ أو اللبس أو البان أو
الفرش أو النية و لسائر أحوال النل .و للتأنق ف كل واحد من هذه صنائع كثية ل يتاج
إلي ها ع ند البداوة و عدم التأ نق في ها .و إذا بلغ أن التأ نق ف هذه الحوال النل ية الغا ية تب عه
طاعة الشهوات فتتلون النفس من تلك العوائد بألوان كثية ل يستقيم حالا معها ف دينها و
ل دنياها أما دينها فلستحكام صبغة العوائد الت يعسر نزعها و أما دنياها فلكثرة الاجات و
الؤنات ائت تطالب با العوائد و يعجز و ينكب عن الوفاء با .و بيانه أن ،الصر بالتفنن ف
الضارة تعظسم نفقات أهله و الضارة تتفاوت بتفاوت العمران فمتس كان العمران أكثسر
كا نت الضارة أك مل .و قد ك نا قدم نا أن ال صر الكث ي العمران ي تص بالغلء ف أ سواقه و
أشعار حاجته .ث تزيدها الكوس غلة لن الضارة إنا تكون عند انتهاء الدولة ف استفحالا
و هسو زمسن وضسع الكوس فس الدول لكثرة خرجهسا حينئذ كمسا تقدم .و الكوس تعود إل
البياعات بالغلء لن السوقة و التجار كلهم يتسبون على سلعهم و بضائعهم جيع ما ينفقونه
حت ف مؤنة أنفسهم فيكون الكس لذلك داخلً ف قيم البيعات و أثانا .فتعظم نفقات أهل
الضارة و ترج عن الق صد إل ال سراف .و ل يدون و لي جة عن ذلك ل ا ملك هم من أ ثر
العوائد و طاعت ها و تذ هب مكا سبهم كل ها ف النفقات و يتتابعون ف الملق و الا صة و
يغلب علي هم الف قر و ي قل ال ستامون للبضائع فتك سد ال سواق و يف سد حال الدي نة و داع ية
ذلك كله إفراط الضارة و الترف .و هذه مفسسدات فس الدينسة على العموم فس السسواق و
العمران .و أ ما ف ساد أهل ها ف ذات م واحدا واحدا على ال صوص ف من ال كد و الت عب ف
حاجات العوائد و التلون بألوان الشسر فس تصسيلها و مسا يعود على النفسس مسن الضرر بعسد
تصيلها بصول لون آخر من ألوانا .فلذلك يكثر منهم الفسق و الشر و السفسفة و التحيل
على ت صيل العاش من وج هه و من غ ي وج هه .و تن صرف الن فس إل الف كر ف ذلك و
الغوص عل يه و ا ستجماع اليلة له فتجد هم أجرياء على الكذب و القامرة و ال غش و الل بة
و ال سرقة و الفجور ف اليان و الر با ف البياعات ث تد هم لكثرة الشهوات و اللذ الناشئة
عن الترف أبصر بطرق الفسق و مذاهبه و الجاهرة به و بداوعيه و اطراح الشمة ف الوض
فيه حت بي القارب و ذوي الرحام و الحارم الذين تقتضي البداوة الياء منهم ف القذاع
بذلك .و تدهم أيضا أبصر بالكر و الديعة يدفعون بذلك ما عساه أن ينالم من القهر و ما
يتوقعونه من العقاب على تلك القبائح حت يصي ذلك عادة و خلقا لكثرهم إل من عصمه
ال .و يوج ب ر الدي نة بال سفلة من أ هل الخلق الذمي مة و ياري هم في ها كث ي من ناشئة
الدولة وولدانم من أهل عن التأديب و أهلته الدولة من عدادها و غلب عليه خلق الوار و
إن كانوا أهل أنساب و بيوتات و ذلك أن الناس بشر متماثلون و إنا تفاضلوا و تيزوا باللق
و اكتساب الفضائل و اجتناب الرذائل .فمن استحكمت فيه صبغة الرذيلة بأي وجه كان ،و
فسد خلق الي فيه ،ل ينفعه زكاء نسبه و ل طيب منبته .و لذا تد كثيا من أعقاب البيوت
و ذوي الح ساب و ال صالة و أ هل الدول منطرح ي ف الغمار منتحل ي للحرف الدنيئة ف
معاشهم با فسد من أخلقهم و ما تلونوا به من صبغة الشر و السفسفة و إذا كثر ذلك ف
الدي نة أو ال مة تأذن ال براب ا و انقراض ها و هو مع ن قوله تعال :و إذا أرد نا أن نلك قر ية
أمر نا مترفي ها فف سقوا في ها ف حق علي ها القول فدمرنا ها تدميا .و وج هه حينئذ إن مكا سبهم
حينئذ ل ت في باجات م لكثرة العوائد و مطال بة الن فس ب ا فل ت ستقيم أحوال م .و إذا ف سدت
أحوال الشخاص واحدا واحدا اخ تل نظام الدي نة و خر بت وهذا مع ن ما يقوله ب عض أ هل
الواص أن الدينة إذا كثر فيها غرس النارنج تأذنت بالراب حت أن كثيا من العامة يتحامى
غرس النار نج بالدور تطيا به .و ل يس الراد ذلك و ل أ نه خا صية ف النار نج و إن ا معناه أن
البساتي وإجراء الياه هو من توابع الضارة .ث أن النارنج و اللية و السرو و أمثال ذلك ما ل
ط عم ف يه و ل منفعة هو من غا ية الضارة إذ ل يق صد ب ا ف الب ساتي إل أشكالا ف قط ول
تغرس إل ب عد التف نن ف مذا هب الترف .و هذا هو الطور الذي ي شى م عه هلك ال صر و
خرابه كما قلناه .و لقد قيل مثل ذلك ف الدفلى و هو من هذا الباب إذ الدفلى ل يقصد با
إل تلون البساتي بنورها ما بي أحر وأبيض و هو من مذاهب الترف .و من مفاسد الضارة
النماك فس الشهوات و السسترسال فيهسا لكثرة الترف فيقسع التفنسن فس شهوات البطسن مسن
الآ كل و اللذ و الشارب وطيب ها .و يت بع ذلك التف نن ف شهوات الفرج بأنواع النا كح من
الز نا و اللواط ،فيف ضي ذلك إل ف ساد النوع .إ ما بوا سطة اختلط الن ساب ك ما ف الز نا،
فيجهل كل واحد ابنه ،إذ هو لغي رشدة ،لن الياه متلطة ف الرحام ،فتفقد الشفقة الطبيعية
على البنيس و القيام عليهسم فيهلكون ،و يؤدي ذلك إل انقطاع النوع ،أو يكون فسساد النوع
بغي واسطة ،كما ف اللواط الؤدي إل عدم النسل رأسا و هو أشد ف فساد النوع .و الزنا
يؤدي إل عدم ما يوجد منه .و لذلك كان مذهب مالك رحه ال ف اللواط أظهر من مذهب
غيه ،و دل على أنه أبصر بقاصد الشريعة واعتبارها للمصال.
فاف هم ذلك و اع تب به أن غا ية العمران هي الضارة و الترف و أ نه إذا بلغ غاي ته انقلب إل
الفسساد و أخسذ فس الرم كالعمار الطبيعيسة للحيوانات .بسل نقول إن الخلق الاصسلة مسن
الضارة و الترف هي ع ي الف ساد لن الن سان إن ا هو إن سان باقتداره على جلب مناف عه و
د فع مضاره و ا ستقامة خل قه لل سعي ف ذلك .و الضري ل يقدر على مباشر ته حاجا ته أ ما
عجزا ل ا ح صل له من الد عة أو ترفا ل ا ح صل من الر ب ف النع يم و الترف و كل المر ين
ذميم .و كذلك ل يقدر على دفع الضار و استقامة خلقه للسعي ف ذلك .و الضري با قد
فقد من خلق النسان بالترف و النعيم ف قهر التأديب و التعلم فهو بذلك عيال على الامية
الت تدافع عنه .ث هو فاسد أيضا غالبا با فسدت منه العوائد و طاعتها ف ما تلونت به النفس
من مكانتها كما قررناه إل ف القل النادر .و إذا فسد النسان ف قدرته على أخلقه و دينه
فقد فسدت إنسانيته و صار مسخا على القيقة .و بذا العتبار كان الذين يتقربون من جند
ال سلطان إل البداوة و الشو نة أنفع من الذ ين يتربون على الضارة و خلق ها .موجودون ف
كسل دولة .فقسد تسبي أن الضارة هسي سسن الوقوف لعمسر العال فس العمران و الدولة و ال
سبحانه و تعال كل يوم هو ف شأن ل يشغله شأن عن شأن.
الفصال التاساع عشار فا أن المصاار التا تكون كراساي للملك ترب براب الدولة
وانقراضها
قسد اسستقرينا فس العمران أن الدولة إذا اختلت و انتقصست فإن الصسر الذي يكون كرسسيا
لسسلطانا ينتقسض عمرانسه و رباس ينتهسي فس انتقاضسه إل الراب و ل يكاد ذلك يتخلف .و
السبب فيه أمور :الول أن الدولة ل بد ف أولا من البداوة القتضية للتجاف عن أموال الناس
و الب عد عن التحذلق .و يد غو ذلك إل تف يف البا ية و الغارم .ال ت من ها مادة الدولة فت قل
النفقات و يقل الترف فإذا صار الصر الذي كان كرسيا للملك ف ملكة هذه الدولة التجددة
و نق صت أحوال الترف في ها ن قص الترف في من ت ت أيدي ها من أ هل ال صر لن الرعا يا ت بع
الدولة فيجعون إل خلق الدولة أ ما طوعا ل ا ف طباع الب شر من تقل يد متبوع هم أو كرها ل ا
يد عو إل يه خلق الدولة من النقباض عن الترف ف جيع الحوال و قلة الفوائد الت هي مادة
العوائد فتقصر لذلك حضارة الصر و يذهب معه كثي من عوائد الترف .و هو معن ما نقول
ف خراب الصر .المر الثان أن الدولة إنا يصل لا اللك و الستيلء بالغلب ،و إنا يكون
بعسد العداوة و الروب .و العداوة تقتضسي منافاة بيس أهسل الدولتيس و تكثسر إحداهاس على
الخرى فس العوائد والحوال .و غلب أحسد التنافييس يذهسب بالنافس الخسر فتكون أحوال
الدولة السابقة منكرة عند أهل الدولة الديدة و مستبشعة و قبيحة .و خصوصا أحوال الترف
فتفقد ف عرفهم بنكي الدولة لا حت تنشأ لم بالتدريج عوائد أخرى من الترف فتكون عنها
حضارة مستأنفة .و فيما بي ذلك قصور الضارة الول ونقصها و هو معن اختلل العمران
ف الصر .المر الثالث أن كل أمة ل بد لم من وطن و هو منشآهم و منه أولية ملكهم .و
إذا ملكوا ملكا آخسر صسار تبعا للول وأمصساره تابعسة لمصسار الول .و أتسسع نطاق اللك
عليهم .و ل بد من توسط الكرسي بي توم المالك الت للدولة لنه شبه الركز للنطاق فيبعد
مكا نه عن مكان الكر سي الول و توي أفئدة الناس من أ جل الدولة و ال سلطان فينت قل إل يه
العمران و يف من مصر الكرسي الول .و الضارة إنا هي توفر العمران كما قدمناه فتنقص
حضارته و تدنه .و هو معن اختلله .و هذا كما وقع للسلجوقية ف عدولم بكرسيهم عن
بغداد إل أصبهان و للعرب قبلهم ف العدول عن الدائن إل الكوفة و البصرة ،و لبن العباس
ف العدول عن دم شق إل بغداد و لب ن مر ين بالغرب ف العدول عن مرا كش إل فاس .و
بالملة فاتاذ الدولة الكر سي ف م صر ي ل بعمران الكر سي الول .ال مر الرا بع أن الدولة
الثانية ل بد فيها من أهل الدولة السابقة و أشياعها بتحويلهم إل قطر آخر هو من فيه غائلتهم
على الدولة و أكثر أهل الصر الكرسي أتباع الدولة .أما من الامية الذين نزلوا به أول الدولة
أو أعيان ال صر لن ل م ف الغالب مال طة للدولة على طبقات م و تنوع أ صنافهم .بل أكثر هم
نا شئ ف الدولة ف هم شي عة ل ا .و إن ل يكونوا بالشو كة والع صبية ف هم بال يل و الح بة و
العقيدة .و طبي عة الدولة التجددة م و آثار الدولة ال سابقة فينقل هم من م صر الكر سي إل و
طنها التمكن ف ملكتها .فبعضهم على نوع التغريب و البس و بعضهم على نوع الكرامة و
التلطف بيث ل يؤدي إل النفرة حت ل يبقى ف مصر الكرسي إل الباعة و المل من أهل
الفلح و العيارة و سواد العامة و ينل مكانم حاميتها و أشياعها من يشتد به الصر وإذا ذهب
من ال صر أعيان م على طبقات م ن قص ساكنه و هو مع ن اختلل عمرا نه .ث ل بد من أن
يستجد عمران آخر ف ظل الدولة الديدة و تصل فيه حضارة أخرى على قدر الدولة .و إنا
ذلك بثابة من له بيت على أوصاف مصوصة فاظهر من قدرته على تغيي تلك الوصاف و
إعادة بنائ ها على ما يتاره و يقتر حه فيخري ذلك الب يت ث يع يد بناءه ثانيا .و قد و قع من
ذلك كثيس فس المصسار التس هسي كراسسي للملك و شاهدناه .و عرفناه و ال يقدر الليسل و
النهار .و السبب الطبيعي الول ف ذ لك على الملة أن الدولة و اللك للعمران بثابة الصورة
للمادة و هو الشكل الافظ بنوعه لوجودها .و قد تقرر ف علوم الكمة أنه ل يكن انفكاك
أحدها عن الخر .فالدولة دون العمران ل تتصور و العمران دون الدولة و اللك متعذر لا ف
طباع البشر من العدوان الداعي إل الوازع فتتعي السياسة لذلك أما الشريعة أو اللكية و هو
مع ن الدولة و إذا كا نا ل ينفكان فاختلل أحده ا ف مؤ ثر ف اختلل ال خر ك ما أن عد مه
مؤثر ف عدمه و اللل العظيم إنا يكون من خلل الدولة الكلية مثل دولة الروم أو الفرس أو
العرب على العموم أو ب ن أم ية أو ب ن العباس كذلك .و أ ما الدولة الشخ صية م ثل دولة أ نو
شروان أو هر قل أو ع بد اللك بن مروان أو الرش يد فأشخا صها متعاق بة على العمران حاف ظة
لوجوده و بقائه و قري بة الش به بعض ها من ب عض فل تؤ ثر كث ي اختلل لن الدولة بالقي قة
الفاعلة ف مادة العمران إن ا هي الع صبية و الشو كة و هي م ستمرة على أشخاص الدولة فإذا
ذهبت تلك العصبية و دفعتها عصبية أخرى مؤثرة ف العمران ذهبت أهل الشوكة بأجعهم و
عظم اللل كما قررناه أولً و ال سبحانه و تعال أعلم.
الفصل العشرون ف اختصاص بعض المصار ببعض الصنائع دون بعض
وذلك أ نه من الب ي أن أعمال أ هل ال صر ي ستدعي بعض ها بعضا ل ا ف طبي عة العمران من
التعاون و ما ي ستدعي من العمال ي تص بب عض أ هل ال صر فيقومون عل يه و ي ستبصرون ف
صناعته و يت صون بوظيف ته و يعلون معاش هم ف يه و رزق هم م نه لعموم البلوى به ف ال صر
والاجة إليه .و ما ل تستدعي ف الصر يكون غفلً إذ ل فائدة لنتحله ف الحتراف به .و ما
يستدعي من ذلك لضرورة العاش فيوجد ف كل مصر كالياط و الداد و النجار وأمثالا و
ما يستدعي لعوائد الترف وأحواله فإنا يوجد ف الدن الستبحرة ف العمارة الخذة ف عوائد
الترف والضارة مثسل الزجاج و الصسائغ و الدهان و الطباخ و الصسفار و السسفاج و الفراش
والذباح و أمثال هذه و هسي متفاوتسة .و بقدر مسا تزيسد الضارة و تسستدعي أحوال الترف
تدث صنائع لذلك النوع فتوجد بذلك الصر دون غيه و من هذا الباب المامات لنا إنا
تو جد ف الم صار ال ستحضرة ال ستبحرة العمران ل ا يد عو إل يه الترف و الغ ن من التن عم و
لذلك ل تكون ف الدن التو سطة .و أن نزع ب عض اللوك و الرؤ ساء إلي ها فيختط ها و يري
أحوال ا .إل أن ا إذا ل ت كن ل ا داع ية من كافة الناس ف سرعان ما تجر و ترب و ت فر عنها
القومة لقلة فائدتم ومعاشهم منها .و ال يقبض و يبسط.
الفصل الادي و العشرون ف و جود العصبية ف المصار و تغلب بعضهم على بعض
من البي أن اللتحام أو التصال موجود ف طباع البشر و أن ل يكونوا أهل نسب واحد إل
أنه كما قدمناه أضعف ما يكون بالنسب و أنه تصل به العصبية بعضا ما تصل بالنسب .و
أ هل الم صار كث ي من كم ملتحمون بال صهر يذب بعض هم بعضا إل أن يكونوا لما لما و
قرا بة قرا بة و ت د بين هم من العداوة وال صداقة ما يكون ب ي القبائل و العشائر مثله فيفترقون
شيعا و عصائب فإذا نزل الرم بالدولة و تقلص ظل الدولة عن القاصية احتاج أهل أمصارها
إل القيام على أمرهم و النظر ف حاية بلدهم و رجعوا إل الشورى و تيز العلية عن السفلة و
النفوس بطباعهسا متطاولة إل الغلب و الرئاسسة فتطمسح الشيخسة للء الوس مسن السسلطان و
الدولة القاهرة إل الستبداد و تنازع كل صاحبه و يستوصلون بالتباع من الوال و الشيع و
الحلف و يبذلون مسا فس أ يديهسم للوغاد و الوشاب فيعصسوصب كسل لصساحبه و يتعيس
الغلب لبعضهم فيعطف على أكفائه ليقص من أعنتهم و يتتبعهم بالقتل أو التغريب حت يضد
منهم الشوكات النافذة و يقلم الظفار الادشة و يستبد بصر أجع و يرى أنه قد استحدث
ملكا يورثه عقبه فيحدث ف ذلك اللك الصغر ما يدث ف اللك العظم من عوارض الدة
والرم و رباس يسسمو بعسض هؤلء إل مناخ اللوك العاظسم أصسحاب القبائل والعشائر و
العصبيات و الزحوف و الروب و القطار و المالك فينتحلون با من اللوس على السرير و
اتاذ اللة و إعداد الوا كب لل سي ف أقطار البلد و التخ تم والتح ية و الطاب بالتهو يل ما
يسخر منه من يشاهد أحوالم لا انتحلوه من شارات اللك الت ليسوا لا بأهل .إنا دفعهم إل
ذلك تقلص الدولة و التحام بعض القرابات حت صارت عصبية .و قد يتنه بعضهم عن ذلك
و يري على مذ هب ال سذاجة فرارا من التعر يض بنف سه لل سخرية و الع بث .و قد و قع هذا
بأفريق ية لذا الع هد ف آ خر الدولة الف صية ل هل بلد الر بد من طرابلس وقا بس و تؤزر و
نفطة و قفصة و بسكرة و الزاب و ما إل ذلك .سوا إل مثلها عند تقلص ظل الدولة عنهم
م نذ عقود من ال سني فا ستغلبوا على أم صارهم و ا ستبدوا بأمر ها على الدولة ف الحكام و
البا ية .و أعطوا طا عة معرو فة و صفقة مر ضة و أقطعو ها جانبا من اللي نة و اللط فة و
النقياد و هم بعزل عنه .و أورثوا ذلك أعقابم لذا العهد .و حدث ف خلفهم من الغلظة و
التجسب مسا يدث لعقاب اللوك و خلفهسم و نظموا أنفسسهم فس عداد السسلطي على قرب
عهد هم بال سوقة ح ت م ا ذلك مول نا أم ي الؤمن ي أ بو العباس و انتزع ما كان بأيدي هم من
ذلك ك ما نذكره ف أخبار الدولة .و قد كان م ثل ذلك و قع ف آ خر الدولة ال صنهاجية .و
ا ستقل بأم صار الر يد أهل ها و ا ستبدوا على الدولة ح ت انتزع ذلك من هم ش يخ الوحد ين
وملكهم عبد الؤمن بن علي و نقلهم من إماراتم با إل الغرب و ما من تلك البلد آثارهم
كما نذكر ف أخباره .و كذا و قع بسبتة لخر دولة بن عبد الؤمن.
وهذا التغلب يكون غالبا فس أهسل السسروات و البيوتات الرشحيس للمشيخسة و الرئاسسة فس
ال صر ،و قد يدذث التغلب لب عض ال سفلة من الغوغاء والدهاء .و إذا ح صلت له الع صبية و
اللتحام بالوغاد لسسباب يرهسا له القدار فيتغلب على الشيخسة والعليسة إذا كانوا فاقديسن
للعصابة و ال سبحانه و تعال غالب على أمره.
الفصل السادس ف أن السعادة و الكسب إنا يصل غالبا لهل الضوع و التملق و أن
هذا اللق من أسباب السعادة
قد سلف لنا فيما سبق أن الكسب الذي يستفيده البشر إنا هو قيم أعمالم و لو قدر أحد
ع طل عن الع مل جلة لكان فا قد الك سب بالكل ية .و على قدر عمله و شر فه ب ي العمال و
حاجة الناس إليه يكون قدر قيمته .و على نسبه ذلك نو كسبه أو نقصانه .و قد بينا آنفا أن
الاه يف يد الال ل ا ي صل ل صاحبه من تقرب الناس إل يه بأعمال م و أموال م ف د فع الضار و
جلب النافع .و كان ما يتقربون به من عمل أو مال عوضا عما يصلون عليه بسبب الاه من
الغراض ف صال أو طال .و تصي تلك العمال ف كسبه و قيمها أموال و ثروة له فيستفيد
الغ ن و الي سار لقرب و قت .ث إن الاه متوزع ف الناس و متر تب في هم طب قة ب عد طب قة و
ينتهي ف العلو إل اللوك الذ ين ل يس فوقهم يد عال ية و ف ال سفل إل من ل يلك ضرا و ل
نفعا ب ي أبناء جن سه و ب ي ذلك طبقات متعددة حك مة ال ف خل قه ب ا ينت ظم معاش هم و
تتي سر م صالهم و ي تم بقاؤ هم لن النوع الن سان ل ي تم وجوده و بقاؤه إل بالتعاون ب ي
أبنائه على م صالهم ،ل نه قد تقرر أن الوا حد من هم ل ي تم وجوده و إ نه و إن ندر ذلك ف
صسورة مفروضسة ل يصسح بقاؤه .ثس إن هذا التعاون ل يصسل إل بالكراه عليسه لهلهسم فس
الك ثر ب صال النوع و ل ا ج عل ل م من الختيار و أن أفعال م إن ا ت صدر بالف كر و الرو ية ل
بالط بع .و قد يت نع من العاو نة فيتع ي حله علي ها فل بد من حا مل يكره أبناء النوع على
مصالهم لتتم الكمة اللية ف بقاء هذا النوع .و هذا معن قوله تعال و رفعنا بعضهم فوق
بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا و رحة ربك خي ما يمعون فقد تبي أن الاه
هو القدرة الاملة للبشر على التصرف ف من تت أيديهم من أبناء جنسهم بالذن و النع و
التسسلط بالقهسر و الغلبسة ليحملهسم على دفسع مضارهسم و جلب منافعهسم فس العدل بأحكام
الشرائع و ال سياسة و على أغرا ضه في ما سوى ذلك و ل كن الول مق صود ف العنا ية الربان ية
بالذات و الثان داخل فيها بالعرض كسائر الشرور الداخلة ف القضاء اللي ،لنه قد ل يتم
وجود الي الكثي إل بوجود شر يسي من أجل الواد فل يفوت الي بذلك بل يقع على ما
ينطوي عليه من الشر اليسي .و هذا معن وقوع الظلم ف الليقة فتفهم .ث إن كل طبقة من
طباق أ هل العمران من مدي نة أو إقل يم ل ا قدرة على من دون ا من الطباق و كل واحدة من
الطبقة السفلى يستمد بذي الاه من أهل الطبقة الت فوقه و يزداد كسبه تصرفا فيمن تت
يده على قدر مسا يسستفيد منسه و الاه على ذلك داخسل على الناس فس جيسع أبواب العاش و
يتسع و يضيق بسب الطبقة و الطور الذي فيه صاحبه .فإن كان الاه متسعا كان الكسب
ل فمثله .و فاقسد الاه و إن كان له مال فل يكون الناشسئ عنسه كذلك و إن كان ضيقا قلي ً
يسساره إل بقدار عمله أو ماله و نسسبة سسعيه ذاهبا و آيبا فس تنميتسه كأكثسر التجار و أهسل
الفلحة ف الغالب و أهل الصنائع كذلك إذا فقدوا الاه و اقتصروا على فوائد صنائعهم فإنم
يصيون إل الفقر و الصاصة ف الكثر و ل تسرع إليهم ثروة و إنا يرمقون العيش ترميقا و
يدافعون ضرورة الفقسر مدافعسة .و إذا تقرر ذلك و أن الاه متفرع و أن السسعادة و اليس
مقترنان بصوله علمت إن بذله و إفادته من أعظم النعم و أجلها و أن باذلة من أجل النعمي
و إنا يبدله لن تت يديه فيكون بذله بيد عالية و عزة فيحتاج طالبه و مبتغيه إل خضوع و
تلق كما يسال أهل العز و اللوك و إل فيتعذر حصوله .فلذلك قلنا إن الضوع و التملق من
أ سباب ح صول هذا الاه الح صل لل سعادة و الك سب و إن أك ثر أ هل الثروة و ال سعادة بذا
التملق و لذا ند الكثي من يتخلق بالترفع و الشمم ل يصل لم غرض الاه فيقتصرون ف
التك سب على أعمال م و ي صيون إل الف قر و ال صاصة .و اعلم أن هذا ال كب و التر فع من
الخلق الذمو مة إن ا ي صل من تو هم الكمال و أن الناس يتاجون إل بضاع ته من علم أو
صناعة كالعال التبحر ف علمه و الكاتب الجيد ف كتابته أو الشاعر البليغ ف شعره و كل
مسن ف صناعته يتوهم أن الناس متاجون لا بيده فيحدث له ترفع عليهم بذلك و كذا يتوهم
أهل النساب من كان ف آبائه ملك أو عال مشهور أو كامل ف طور يعبون به با رأوه أو
سعوه من رجال آبائهم ف الدينة و يتوهون أنم استحقوا مثل ذلك بقرابتهم إليهم و وراثتهم
عن هم .ف هم متم سكون ف الا ضر بال مر العدوم و كذلك أ هل اليلة و الب صر و التجارب
بالمور قد يتوهم بعضهم كمالً ف نفسه بذلك و احتياجا إليه .و تد هؤلء الصناف كلهم
مترفعي ل يضعون لصاحب الاه و ل يتملقون لن هو أعلى منهم و يستصغرون من سواهم
لعتقاد هم الف ضل على الناس في ستنكف أحد هم عن الضوع و لو كان للملك و يعده مذلة
و هوانا و سفها .و ياسب الناس ف معاملتهم إياه بقدار ما يتوهم ف نفسه و يقد على من
قصر له ف شيء ما يتوهه من ذلك .و ربا يدخل على نفسه الموم و الحزان من تقصيهم
ف يه و ي ستمر ف عناء عظ يم من إياب ال ق لنف سه أو إبا ية الناس له من ذلك .و ي صل له
القت من الناس لا ف طباع البشر من التأله .و قل أن يسلم أحد منهم لحد ف الكمال و
التر فع عل يه إل أن يكون ذلك بنوع من الق هر و الغل بة و ال ستطالة .و هذا كله ف ض من
الاه .فإذا فقد صاحب هذا اللق الاه و هو مفقود له كما تبي لك مقته الناس بذا الترفع و
ل ي صل له حظ من إح سانم و ف قد الاه لذلك من أ هل الطب قة ال ت هي أعلى م نه ل جل
القت و ما يصل له بذلك من القعود عن تعاهدهم و غشيان منازلم ففسد معاشه و بقي ف
خ صاصة و ف قر أو فوق ذلك بقل يل .و أ ما الثروة فل ت صل له أ صلً .و من هذا اشت هر ب ي
الناس أن الكامل ف العرفة مروم من الظ و أنه قد حوسب با رزق من العرفة و اقتطع ذلك
من ال ظ و هذا معناه .و من خلق لش يء ي سر له .و ال القدر ل رب سواه .و ل قد ي قع ف
الدول أضراب ف الراتب من أهل اللق و يرتفع فيها كثي من السفلة و ينل كثي من العلية
بسبب ذلك و ذلك أن الدول إذا بلغت نايتها من التغلب و الستيلء انفرد منها منبت اللك
بلكهم و سلطانم و يئس من سواهم من ذلك و إنا صاروا ف مراتب دون مرتبة اللك ،و
تت يد السلطان و كأنم خول له .فإذا استمرت الدولة و شخ اللك تساوى حينئذ ف النلة
ع ند ال سلطان كل من انت مى إل خدم ته و تقرب إل يه بن صيحة و ا صطنعه ال سلطان لغنائه ف
كث ي من مهما ته .فت جد كثيا من ال سوقة ي سعى ف التقرب من ال سلطان بده و ن صحه و
يتزلف إل يه بوجوه خدم ته و ي ستعي على ذلك بعظ يم من الضوع و التملق له و لاشي ته و
أهل نسبه .حت يرسخ قدمه معهم و ينظمه السلطان ف جلته فيحصل له بذلك حظ عظيم
من ال سعادة و ينت ظم ف عدد أ هل الدولة و ناشئة الدولة حينئذ من أبناء قوم ها الذ ين ذللوا
أضغان م و مهدوا أكناف هم مغتر ين ب ا كان لبائ هم ف ذلك من الثار ل ت سمح به نفو سهم
على ال سلطان و يعتدون بآثاره و يرون ف مضمار الدولة ب سببه فيمقت هم ال سلطان لذلك و
يباعدهم .و ييل إل هؤلء الصطنعي الذين ل يعتدون بقدي و ل يذهبون إل دالة و ل ترفع.
إن ا دأب م الضوع له و التملق و العتمال ف غر ضه م ت ذ هب إل يه فيت سع جاه هم و تعلو
منازلم و تنصرف إليهم الوجوه و الواطر با يصل لم من قبل السلطان و الكانة عنده و
يب قى ناشئة الدولة في ما هم ف يه من التر فع و العتداد بالقد ي ل يزيد هم ذلك إل بعدا من
السلطان و مقتا و إيثارا لؤلء الصطنعي عليهم إل أن تنقرض الدولة .و هذا أمر طبيعي ف
الدولة و م نه جاء شأن ال صطنعي ف الغالب و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوف يق ل رب
سواه.
الفصل العاشر ف أي أصناف الناس يترف بالتجارة و أيهم ينبغي له اجتناب حرفها
قد قدم نا أن مع ن التجارة تنم ية الال بشراء البضائع و ماولة بيع ها بأغلى من ث ن الشراء إ ما
بانتظار حوالة السواق أو نقلها إل بلد هي فيه أنفق و أغلى أو بيعها بالغلء على الجال .و
هذا الر بح بالن سبة إل أ صل الال ي سي إل أن الال إذا كان كثيا ع ظم الر بح لن القل يل ف
الكثي كثي .ث ل بد ف ماولة هذه التنمية الذي هو الربح من حصول هذا الال بأيدي الباعة
ف شراء البضائع و بيعها .و معاملتهم ف تقاضي أثانا .و أهل النصفة قليل ،فل بد من الغش
و التطف يف الج حف بالبضائع و من ال طل ف الثان الج حف بالر بح .كتعط يل الحاولة ف
تلك الدة و باس ناؤه .و مسن الحود و النكار السسحت لرأس الال إن ل يتقيسد بالكتاب و
الشهادة ،و غن الكام ف ذلك قليل لن الكم إنا هو على الظاهر .فيعان التاجر من ذلك
أحوالً صعبة .و ل يكاد ي صل على ذلك التا فه من الر بح إل بع ظم العناء و الش قة ،أو ل
ي صل أو يتل شى رأس ماله .فإن كان جريئا على الصومة بصيا بالسبان شديد الماحكة
مقداما على الكام كان ذلك أقرب له إل النصفة براءته منهم و ماحكته و إل فل بد له من
جاه يدرع به ،يو قع له الي بة ع ند البا عة و ي مل الكام على إن صافه من معامل يه فيح صل له
بذلك النصفة ف ماله طوعا ف الول و كرها ف الثان و أما من كان فاقدا للجراءة و القدام
من نفسه فاقد الاه من الكام فينبغي له أن ينب الحتراف بالتجارة لنه يعرض ماله للضياع
و الذهاب و ي صي مأكلة للبا عة و ل يكاد ينت صف من هم لن الغالب ف الناس و خ صوصا
الرعاع و البا عة شرهون إل ما ف أيدي الناس سواهم متوثبون عل يه .و لول وازع الحكام
ل صبحت أموال الناس نبا و لول د فع ال الناس بعض هم بب عض لف سدت الرض و ل كن ال
ذو فضل على العالي.
الفصل الامس عشر ف أن خلق التجارة نازلة عن خلق الرؤساء و بعيدة من الروءة
قد قدمنا ف الفصل قبله أن التاجر مدفوع إل معاناة البيع و الشراء و جلب الفوائد و الرباح
و ل بد ف ذلك من الكاي سة و الماح كة و التحذلق و مار سة ال صومات و اللجاج و هي
عوارض هذه الرفة .و هذه الوصاف نقص من الذكاء و الروءة و ترح فيها لن الفعال ل
بسد مسن عود آثارهسا على النفسس .فأفعال اليس تعود بآثار اليس و الذكاء و أفعال الشسر و
ال سفسفة تعود ب ضد ذلك فتتم كن و تر سخ إن سبقت و تكررت و تن قص خلل ال ي إن
تأخرت عن ها ب ا ينط بع من آثار ها الذمو مة ف الن فس شأن اللكات الناشئة عن الفعال .و
تتفاوت هذه الثار بتفاوت أ صناف التجار ف أطوار هم ف من كان من هم سافل الطور مالفا
لشرار البا عة أ هل ال غش و الل بة و الدي عة و الفجور ف الثان إقرارا و إنكارا .كا نت
رداءة تلك اللق عنه أشد و غلبت عليه السفسفة و بعد عن الروءة و اكتسابا بالملة .و إل
فل بد له من تأثي الكايسة و الماحكة ف مروءته ،و فقدان ذلك منهم ف الملة .و وجود
الصنف الثان منهم الذي قدمناه ف الفصل قبلة أنم يدرعون بالاه و يعوض لم من مباشرة
ذلك ،فهم نادر و أقل من النادر .و ذلك أن يكون الال قد يوجد عنده دفعة بنوع غريب أو
ورثه عن أحد من أهل بيته فحصلت له ثروة تعينه على التصال بأهل الدولة و تكسبه ظهورا
و شهرة بي أهل عصره فيتفع عن مباشرة ذلك بنفسه و يدفعه إل من يقوم له به من وكلئه
و حشمه .و يسهل له الكام النصفة ف حقوقهم با يؤنسونه من بره و إتافه فيبعدونه عن
تلك اللق بالبعد عن معاناة الفعال القتضية لا كما مر .فتكون مروءتم أرسخ و أبعد عن
تلك الحاجاة إل ما يسري من آثار تلك الفعال من وراء الجاب فإنم يضطرون إل مشارفة
أحوال أولئك الوكلء و رفاق هم أو خلف هم في ما يأتون أو يدرون من ذلك إل أ نه قل يل و ل
يكاد يظهر أثره و ال خلقكم و ما تعملون.
الفصل السابع عشر ف أن الصنائع إنا تكمل بكمال العمران الضري و كثرته
و السسبب فس ذلك أن الناس مسا ل يسستوف العمران الضري و تتمدن الدينسة إناس ههسم فس
الضروري من العاش و هو تصيل القوات من النطة و غيها .فإذا تدنت الدبنة و تزايدت
فيها العمال و وفت بالضروري و زادت عليه صرف الزائد و إنا إل الكمالت من العاش.
ث إن الصنائع و العلوم إنا هي للنسان من حيث فكره الذي يتميز به عن اليوانات و القوت
له من حيث اليوانية و الغذائية فهو مقدم لضرورته على العلوم و الصنائع و هي متأخرة عن
الضروري .و على مقدار عمران البلد تكون جودة ال صنائع للتأ نق في ها و إن ا و ا ستجادة ما
يطلب منها بيث تتوفر دواعي الترف و الثروة و أما العمران البدوي أو القليل فل يتاج من
ال صنائع إل الب سيط خا صة ال ستعمل ف الضروريات من نار أو حداد او خياط أو حائك أو
جزار .و إذا وجدت هذه ب عد فل تو جد ف يه كاملة و ل م ستجادة و إن ا يو جد من ها بقدار
الضرورة إذ هي كل ها و سائل إل غي ها و لي ست مق صودة لذات ا .و إذا ز خر ب ر العمران و
طلبت فيه الكمالت كان من جلتها التأنق ف الصنائع و استجادتا فكملت بميع متمماتا و
تزايدت صنائع أخرى معها ما تد عو إل يه عوائد الترف و أحواله من جزار و دباغ و خراز و
صائغ و أمثال ذلك .و قد تنت هي هذه ال صناف إذا ا ستبحر العمران إل أن يو جد في ها كث ي
من الكمالت و التأنق فيها ف الغاية و تكون من وجوه العاش ف الصر لنتحلها .بل تكون
فائدتا من أعظم فوائد العمال لا يدعو إليه الترف ف الدينة مثل الدهان و الصفار و المامي
و الطباخ و الشماع و الراس و معلم الغناء و الرقسص و قرع الطبول على الترقيسع .و مثسل
الوراق ي الذ ين يعانون صناعة انت ساخ الك تب و تليد ها و ت صحيحها فإن هذه ال صناعة إن ا
يدعو إليها الترف ف الدينة من الشتغال بالمور الفكرية و أمثال ذلك .و قد ترج عن الد
إذا كان العمران خارجا عن الد كما بلغنا عن أهل مصر أن فيهم من يعلم الطيور العجم و
المسر النسسية و يتخيسل أشياء مسن العجائب بإيهام قلب العيان و تعليسم الداء و الرقسص و
الشي على اليوط ف الواء و رفع الثقال من اليوان و الجارة و غي ذلك من الصنائع الت
ل تو جد عند نا بالغرب .لن عمران أم صاره ل يبلغ عمران م صر و القاهرة .أدام ال عمران ا
بالسلمي .و ال الكيم العليم.
الفصل التاسع عشر ف أن الصنائع إنا تستجاد و تكثر إذا كثر طالبها
و ال سبب ف ذلك ظا هر و هو أن الن سان ل ي سمح بعمله أن ي قع مانا ل نه ك سبه و م نه
معاشه .إذ ل فائدة له ف جيع عمره ف شيء ما سواه فل يصرفه إل فيما له قيمة ف مصره
ليعود عل يه بالن فع .و إن كا نت ال صناعة مطلو بة و تو جه إلي ها النفاق كا نت و إن ا ال صناعة
بثا بة ال سلعة ال ت تن فق سوقها و تلب للب يع .فتجت هد الناس ف الدي نة لتعلم تلك ال صناعة
ليكون من ها معاش هم .و إذا ل ت كن ال صناعة مطلو بة ل تن فق سوقها و ل يو جه ق صد إل
تعلم ها ،فاخت صت بالترك و فقدت للهال .و لذا يقال عن علي ر ضي ال ع نه ،قي مة كل
امرئ ما يسن بعن أن صناعته هي قيمته أي قيمة عمله الذي هو معاشه .و أيضا فهنا سر
آ خر و هو أن ال صنائع و إجادت ا إن ا تطلب ها الدولة ف هي ال ت تن فق سوقها و تو جه الطالبات
إليها .و ما ل تطلبه الدولة و إنا يطلبها غيها من أ هل الصر فليس على نسبتها لن الدولة
هي السوق العظم و فيها نفاق كل شيء و القليل و الكثي فيها على نسبة واحدة .فما نفق
منها كان أكثريا ضرورة .و السوقة و إن طلبوا الصناعة فليس طلبهم بعام و ل شوقهم بنافقة.
و ال سبحانه و تعال قادر على ما يشاء.
الفصل التاسع و العشرون ف صناعة الطب و أنا متاج إليها ف الواضر و المصار دون
البادية
هذه الصسناعة ضروريسة فس الدن و المصسار لاس عرف مسن فائدتاس فإن ثرتاس حفسظ الصسحة
لل صحاء و د فع الرض عن الر ضى بالداواة ح ت ي صل ل م البء من أمراض هم .و اعلم أن
أصل المراض كلها إنا هو من الغذ ية ك ما قال صلى ال عليه و سلم ف الديث الامع
للطسب و هسو قوله :العدة بيست الداء و الميسة رأس الدواء و أصسل كسل داء البدة فأمسا قوله
العدة ب يت الداء ف هو ظا هر و أ ما قوله الم ية رأس الدواء فالم ية الوع و هو الحتماء من
الطعام .و العن أن الوع هو الدواء العظيم الذي هو أصل الدوية و أما قوله أصل كل داء
البدة فمع ن البدة إدخال الطعام على الطعام ف العدة ق بل أن ي تم ه ضم الول .و شرح هذا
أن ال سبحانه خلق النسان و حفظ حياته بالغذاء يستعمله بالكل و ينفذ فيه القوى الاضمة
و الغاذيسة إل أن يصسي دما فل ملئما لجزاء البدن مسن اللحسم و العظسم ،ثس تأخذه الناميسة
فينقلب لما و عظما .و معنس الضسم طبسخ الغذاء بالرارة الغريزيسة طورا بعسد طور حتس
يصيجزءا بالفعل من البدن و تفسيه أن الغذاء إذا حصل ف الفم و لكته الشداق أثرت فيه
حرارة الفم طبخا يسيا و قلبت مزاجه بعض الشيء ،كما تراه ف اللقمة إذا تناولتها طعاما ث
أجدتا مضغا فترى مزاج ها غ ي مزاج الطعام ث ي صل ف العدة فتطب خه حرارة العدة إل أن
يصي كيموسا و هو صفو ذلك الطبوخ و ترسله إل الكبد و ترسل ما رسب منه ف العى
ثقلً ينفذ إل الخرجي .ث تطبخ حرارة الكبد ذلك الكيموس إل أن يصي دما عبيطا و تطفو
عل يه رغوة من الط بخ هي ال صفراء .و تر سب م نه أجزاء ياب سة هي ال سوداء و يق صر الار
الغريزي بعض الشيء عن طبخ الغليظ منه فهو البلغم .ث ترسلها الكبد كلها ف العزوق و
الداول ،و يأخذ ها ط بخ الال الغريزي هناك فيكون عن الدم الالص بار حار ر طب ي د
الروح اليوان و تأخذ النامية مأخذها ف الدم فيكون لما ث غليظة عظاما .ث يرسل البدن
ما يف ضل عن حاجا ته من ذلك فضلت متل فة من العرق و اللعاب و الخاط و الد مع .هذه
صسورة الغذاء و خروجسه مسن القوة إل الفعسل لما .ثس إن أصسل المراض و معظمهسا هسي
الميات .و سببها أن الار الغريزي قد يض عف عن تام الن ضج ف طب خه ف كل طور من
هذه ،فيبقى ذلك الغذاء دون نضج ،و سببه غالبا كثرة الغذاء ف العدة حت يكون أغلب على
الار الغزيري أو إدخال الطعام إل العدة قبل أن تستوف طبخ الول فيستقل به الار الغريزي
و يترك الول بالة أو يتوزع عليهما فيق صر عن تام الطبخ و النضج .و تر سله العدة كذلك
إل الك بد فل تقوى حرارة الك بد أيضا على إنضا جه .و رب ا ب قي ف الك بد من الغذاء الول
فضلة غي ناضجة .و ترسل الكبد جيع ذلك إل العروق غي ناضج كما هو .فإذا أخذ البدن
حاجته اللئمة أرسله مع الفضلت الخرى من العرق و الدمع و اللعاب إن اقتدر على ذلك.
و ربا يعجز عن الكثي منه فيبقى ف العروق و الكبد و العدة و تتزايد مع اليام .و كل ذي
رطوبة من المتزجات إذا ل يأخذه الطبخ و النضج يعفن فيتعفن ذلك الغذاء غي الناضج و هو
السمى باللط .و كل متعفن ففيه حرارة غريبة و تلك هي السماة ف بدن النسان بالمى.
و اختب ذلك بالطعام إذا ترك حت يتعفن و ف الزبل إذا تعفن أيضا ،كيف تنبعث فيه الرارة
و تأخذ مأخذها .فهذا معن الميات ف البدان و هي رأس المراض و أصلها كما وقع ف
الد يث .و هذه الميات علجها بقطع الغذاء عن الريض أسابيع معلومة ث يتناول الغذية
اللئمة حت يتم برؤه .و ذلك ف حال الصحة له علج ف التحفظ من هذا الرض و غيه و
أصله كما وقع ف الديث و قد يكون ذلك العفن ف عضو مصوص ،فيتولد عنه مرض ف
ذلك العضو و يدث جراحات ف البدن ،إما ف العضاء الرئيسية أو ف غيها .و قد يرض
العضو و يدث عنه مرض القوى الوجودة له .هذه كلها جاع المراض ،و أصلها ف الغالب
من الغذية و هذا كله مرفوع إل الطبيب .و وقوع هذه المراض ف أهل الضر و المصار
أك ثر .ل صب عيش هم و كثرة مآكل هم و قلة اقت صارهم على نوع وا حد من الغذ ية و عدم
توقيتهم لتناولا .و كثيا ما يلطون بالغذية من التوابل و البقول و الفواكه ،رصبا و يابسا
ف سبيل العلج بالط بخ و ل يقت صرون ف ذلك على نوع أو أنواع .فرب ا عدد نا ف اليوم ا
الوا حد من ألوان الط بخ أربع ي نوعا من النبات و اليوان فيصي للغذاء مزاج غر يب .و رب ا
يكون غريبا عن ملء مة البدن و أجزائه .ث إن الهو ية ف الم صار تف سد بخال طة البرة
العفنة من كثرة الفصلت .و الهوية فنشطة للرواح و مقوية بنشاطها الثر الار الغريزي ف
ال ضم .ث الرياضة مفقودة ل هل المصار إذ هم ف الغالب وادعون ساكنون ل تأ خذ من هم
الرياضة شيئا و ل تؤثر فيهم أثرا ،فكان وقوع المراض كثيا ف الدن و المصار و على قدر
وقوعه كانت حاجتهم إل هذه الصناعة .و أما أهل البدو فمأكولم قليل ف الغالب و الوع
أغلب علي هم لقلة البوب ح ت صار ل م ذلك عادة .و رب ا ي ظن أن ا جبلة ل ستمرارها .ث
الدم قليلة لدي هم أو مفقودة بالملة .و علج الط بخ بالتوا بل و الفوا كه إن ا يد عو إل ترف
الضارة الذ ين هم بعزل ع نه فيتناولون أغذيت هم ب سيطة بعيدة ع ما يالط ها و يقرب مزاج ها
من ملءمة البدن .و أما أهويتهم فقليلة العفن لقلة الرطوبات و العفونات إن كانوا آهلي ،أو
لختلف الهو ية إن كانوا ظوا عن .ث إن الريا ضة موجودة في هم لكثرة الر كة ف ر كض
اليل أو الصيد أو طلب الاجات لهنة أنفسهم ف حاجاتم فيحسن بذلك كله الضم و يود
و يفقد إدخال الطعام على الطعام فتكون أمزجتهم أصلح و أبعد من المراض فتقل حاجتهم
إل الطب .و لذا ل يوجد الطبيب ف البادية بوجه .و ما ذاك إل للستغناء عنه إذ لو احتيج
إليه لوجد ،لنه يكون له بذلك ف البدو معاش يدعوه إل سكناه سنة ال ف عباده و لن تد
لسنة ال تبديلً.
الفصل الثالث ف أن العلوم إنا تكثر حيث يكثر العمران و تعظم الضارة
و السبب ف ذلك أن تعليم العلم كما قدمناه من جلة الصنائع .و قد كنا قدمنا أن الصنائع إنا
تك ثر ف الم صار .و على ن سبة عمران ا ف الكثرة و القلة و الضارة و الترف تكون ن سبة
ال صنائع ف الودة و الكثرة ل نه أ مر زائد على العاش .فم ت فضلت أعمال أ هل العمران عن
معاشهم انصرفت إل ما وراء العاش من التصرف ف خاصية النسان و هي العلوم و الصنائع.
و من تشوف بفطرته إل العلم من نشأ ف القرى و المصار غي التمدنة فل يد فيها التعليم
الذي هو صناعي لفقدان الصنائع ف أهل البدو .كما قدمناه و ل بد له من الرحلة ف طلبه إل
الم صار ال ستبحرة شأن ال صنائع كل ها .و اع تب ما قررناه بال بغداد و قرط بة و القيوان و
البصرة و الكوفة لا كثر عمرانا صدر السلم و استوت فيها الضارة .كيف زخرت فيها
بار العلم و تفننوا ف اصطلحات التعليم و أصناف العلوم و ا ستنباط السائل و الفنون حت
أربوا على التقدميس و فاتوا التأخريسن .و لاس تناقسص عمراناس و ابذعسر سسكانا انطوى ذلك
البساط با عليه جلة ،و فقد العلم با و التعليم .و انتقل إل غيها من أمصار السلم .و نن
لذا الع هد نرى أن العلم و التعل يم إن ا هو بالقاهرة من بلد م صر ل ا أن عمران ا م ستبحر و
حضارتا مستحكمة منذ آلف من السني ،فاستحكمت فيها الصنائع و تفننت و من جلتها
تعليم العلم .و أكد ذلك فيها و حفظه ما وقع لذه العصور با منذ مائتي من السني ف دولة
الترك من أيام صلح الد ين بن أيوب و هلم جرا .و ذلك أن أمراء الترك ف دولت هم يشون
عادية سلطانم على من يتخلفونه من ذريتهم لا له عليهم من الرق أو الولء و لا يشى من
معاطب اللك و نكباته .فاستكثروا من بناء الدارس و الزوايا و الربط و وقفوا عليها الوقاف
الغلة يعلون فيها شركا لولدهم ينظر عليها أو يصيب منها مع ما فيهم غالبا من النوح إل
اليس و التماس الجور فس القاصسد و الفعال .فكثرت الوقاف لذلك و عظمست الغلت و
الفوائد و ك ثر طالب العلم و معل مه بكثرة جرايت هم من ها و ارت ل إلي ها الناس ف طلب العلم
من العراق و الغرب و نفقت با أسواق العلوم و زخرت بارها .و ال يلق ما يشاء.
كيفية العمل ف استخراج أجوبة السائل من زايرجة العال بول ال منقول عمن لقيناه من
القائمي عليها
ال سؤال له ثلثمائة و ستون جوا با عدة الدرج ،و تتلف الجو بة عن سؤال وا حد ف طالع
مصسوص باختلف السسئلة الضافسة إل حروف الوتار .و تناسسب العمسل مسن اسستخراج
الحرف من بيت القصيد.
تنبيه :تركيب حروف الوتار و الدول على ثلثة أصول :حروف عربية تنقل على هيآتا .و
حروف بر سم الغبار .و هذه تتبدل :فمن ها ما ين قل على هيئ ته م ت ل تزد الدوار عن أرب عة،
فإن زادت عن أرب عة نقلت إل الرت بة الثان ية من مرت بة العشرات و كذلك لرت بة الئ ي على
ح سب الع مل ك ما سنبينه ،و من ها حروف بر سم الزمام كذلك ،غ ي أن ر سم الزمام يع طي
ن سبة ثان ية ،ف هي بنلة وا حد ألف و بنلة عشرة ،و ل ا ن سبة من خ سي بالعر ب .فا ستحق
البيت من الدول أن توضع فيه ثلثة حروف ف هذا الرسم و حرفان ف الرسم ،فاختصروا
من الدول بيو تا خال ية .فم ت كا نت أ صول الدوار زائدة على أربع ي ح سبت ف العدد ف
طول الدول و إن ل تزد على أربعة ل يسب إل العامر منها.
و العمل ف السؤال يفتقر إل سبعة أصول :عدة حروف الول حساب أدوارها بعد طرحها،
اث ن ع شر اث ن ع شر ،و هي ثان ية أحرف ف الكا مل و ستة ف النا قص أبدا .و معر فة درج
الطالع و سلطان البج ،و الدور ال كب ال صلي ،و هو وا حد أبدا .و ما يرج من إضا فة
الطالع للدور الصسلي ،و مسا يرج مسن ضرب الطالع و الدور فس سسلطان البج .و إضافسة
سلطان البج للطالع و العمل جيعه ينتج عن ثلثة أدوار مضروبة ف أربعة ،تكون اثن عشر
دورا .و نسبة هذه الثلثة الدوار الت هي كل دور من أربعة نشأة ثلثية ،كل نشأة لا ابتداء.
ث إنا تضرب أدوارا رباعية أيضا ثلثية .ث إنا من ضرب ستة ف اثني ،فكان لا نشأة ،يظهر
ذلك ف العمل .و يتبع هذه الدوار الثن عشر نتائج .و هي ف الدوار ،إما أن تكون نتيجة
أو أكثر إل ستة.
فأول ذلك نفرض سؤال عن الزاير جة ،هل هي علم قد ي ،أو مدث بطالع أول در جة من
القوس أثناء حروف الوتار ؟ ث حروف ال سؤال .فوضع نا حروف و تر رأس القوس و نظيه
من رأس الوزاء .و ثال ثه و تر رأس الدلو إل حد الر كز ،و أضف نا إل يه حروف ال سؤال ،و
نظرنا عدتا و أقل ما تكون ثانية و ثاني ،و أكثر ما تكون ستة و تسعي ،و هي جلة الدور
الصحيح ،فكانت ف سؤالنا ثلثة و تسعي .و يتصر السؤال إن زاد عن ستة و تسعي ،بأن
يسقط جيع أدواره الثن عشرية ،و يفظ ما خرج منها و ما بقي ،فكانت ف سؤالنا سبعة
أدوار ،الباقي تسعة ،أثبتها ف الروف ما ل يبلغ الطالع اثنت عشرة درجة ،فإن بلغها ل تثبت
لا عدة و ل دور.
ث تثبت أعدادها أيضا إن زاد الطالع عن أربعي و عشرين ف الوجه الثالث ،ث تثبت الطالع و
هو واحد ،و سلطان الطالع و هو أربعة ،و الدور الكب و هو واحد ،و اجع ما بي الطالع و
الدور و هو اثنان ف هذا ال سؤال ،و اضرب ما خرج منه ما ف سلطان البج يبلغ ثان ية ،و
أضف السلطان للطالع فيكون خسة ،فهذه سبعة أصول .فما خرج من ضرب الطالع و الدور
ال كب ف سلطان القوس ،م ا ل يبلغ اث ن ع شر ف يه تد خل ف ضلع ثان ية من أ سفل الدول
صاعدا ،و إن زاد على اث ن ع شر طرح أدوارا ،و تد خل بالبا قي ف ضلع ثان ية ،و تعلم على
منتهسى العدد و المسسة السستخرجة مسن السسلطان و الطالع ،يكون الطالع فس ضلع السسطح
البسوط العلى من الدول ،و تعد متواليا خسات أدوارا ،و تفظها إل أن يقف العدد على
حرف من أربعة ،و هي ألف أو باء أو جيم أو زاي .فوقع العدد ف عملنا على حرف اللف
و خلف ثلثة أدوار ،فضربنا ثلثة ف ثلثي كانت تسعة .و هو عدد الدور الول .فأثبته و
اجع ما بي الضلعي :القائم و البسوط يكن ف بيت ثانية ف مقابلة البيوت العامرة بالعدد من
الدول ،و إن وقف ف مقابلة الال من بيوت الدول على أحد ها .فل يعتب و تستمر على
أدوارك .و أدخل يعدد ما ف الدور الول ،و ذلك تسعة ف صدر الدول ما يلي البيت الذي
اجتمعا فيه .و هي ثانية ،مارا إل جهة اليسار ،فوقع على حرف لم ألف و ل يرج منها أبدا
حرف مركب .و إنا هو إذن حرف تاء أربعمائة برسم الزمام ،فعلم عليها بعد نقلها من بيت
القصيد ،و اجع عدد الدور للسلطان يبلغ ثلثة عشر ،أدخل با ف حروف الوتار ،و أثبت
ما وقع عليه العدد و علم عليه من بيت القصيد .و من هذا القانون تدري كم تدور الروف
ف الن ظم ال طبيعي ،و ذلك أن ت مع حروف الدور الول و هو ت سعة ل سلطان البج و هو
أرب عة تبلغ ثل ثة ع شر ،أضعف ها يثل ها تكون ستة و عشر ين ،أ سقط من ها درج الطالع و هو
واحد ف هذا السؤال الباقي خسة و عشرون.
فعلى ذلك يكون ن ظم الروف الول ،ث ثل ثة و عشرون مرت ي ،ث إثنان و عشرون مرت ي،
على حسب هذا الطرح إل أن ينتهي للواحد من آخر البيت النظوم .و ل تقف على أربعة و
عشرين لطرح ذلك الواحد أول .ث ضع الدور الثان و أضف حروف الدور الول إل ثانية،
الارجة من ضرب الطالع و الدور ف السلطان تكن سبعة عشر الباقي خسة .فاصعد ف ضلع
ثانيه بمسة من حيث انتهيت ف الدور الول و علم عليه ،و أدخل ف صدر الدول بسبعة
عشر ،ث بمسة .و ل تعد الال ،و الدور عشرون ،فوجدنا حرف ثاء خسمائة ،و إنا هو
نون لن دورنا ف مرتبة العشرات ،فكانت المسمائة بمسي لن دورها سبعة عشر فلو ل
تكن سبعة عشر لكانت مئي .فأثبت نونا ث أدخل بمسة أيضا من أوله .و انظر ما حاذى
ذلك من ال سطح ت د واحدا ،فقه قر العدد واحدا ي قع على خ سة ،أ ضف ل ا واحدا ل سطح
ت كن ستة .أث بت واوا و علم علي ها من ب يت الق صيد أرب عة ،و أضف ها للثمان ية الار جة من
ضرب الطالع مع الدور ف ال سلطان تبلغ اث ن ع شر ،أ ضف ل ا البا قي من الدور الثا ن و هو
خسة تبلغ سبعة عشر ،و هو ما للدور الثان .فدخلنا بسبعة عشر ف حروف الوتار ،فوقع
العدد على وا حد .أث بت الول و علم علي ها من ب يت الق صيد و أ سقط من حروف الوتار
ثلثة حروف عدة الارج من الدور الثان .و ضع الدور الثالث و أضف خسة إل ثانية تكن
ثل ثة ع شر ،الباقي وا حد .ان قل الدور ف ضلع ثان ية بوا حد و أد خل ف بيت القصيد بثل ثة
عشر ،و خذ ما وقع عليه العدد و هو ق و علم عليه .و أدخل بثلثة عشر ف حروف الوتار
و أثبت ما خرج ،و هو سي ،و علم عليه من بيت القصيد ،ث أدخل ما يلي السي الارجة
بالباقي من دور ثلثة عشر و هو واحد ،فخذ ما يلى حرف سي من الوتار فكان ب أثبتها
و علم علي ها من ب يت الق صيد .و هذا يقال له :الدور العطوف ،و ميزا نه صحيح .و هو أن
تضعف ثلثة عشر بثلها ،و تضيف إليها الواحد الباقي من الدور .تبلغ سبعة و عشرين .و هو
حرف باء الستخرج من الوتار من بيت القصيد .و أدخل ف صدر الدول بثلثة عشر ،و
انظر ما قابله من السطح و أضعفه بثله ،و زد عليه الواحد الباقي من ثلثة عشر ،فكان حرف
ج يم ،و كا نت للجملة سبعة ،فذلك حرف زاي فأثبتناه و علم نا عل يه من ب يت الق صيد .و
ميزانه أن تضعف السبعة بثلها و زد عليها الواحد الباقي هن ثلثة عشر يكن خسة عشر ،و
هو الا مس ع شر من ب يت الق صيد و هذا آ خر أدوار الثلثيات و ضع الدور الرا بع و له من
العدد ت سعة بإضا فة البا قي من الدور ال سابق ،فاضرب الطالع مع الدور ف ال سلطان ،و هذا
الدور آخر العمل ف البيت الول من الرباعيات.
فاضرب على حرفي من الوتار و اصعد يتسعة ف ضلع ثانية و أدخل بتسعة من دور الرف
الذي أخذته آخرا من بيت القصيد ،فالتاسع حرف راء ،فأثبته و علم عليه .و أدخل ف صدر
الدول بت سعة و ان ظر ما قابل ها من ال سطح يكون ج ،قه قر العدد واحدا يكون ألف و هو
الثان من حرف الراء من بيت القصيد فأثبته و علم عليه .و عد ما يلي الثان تسعة يكون ألف
أي ضا أثب ته و علم عل يه و أضرب على حرف من الوتار ،و أض عف ت سعة يثل ها تبلغ ثان ية
عشر ،أدخل با ف حروف الوتار تقف على حرف راء ،أثبتها و علم عليها من بيت القصيد
ثان ية و أربع ي .و أد خل بثمان ية ع شر ف حروف الوتار ت قف على س أثيت ها و علم علي ها
اثني .و أضعف اثني إل تسعة تكون أحد عشر .أدخل ف صدر الدول بأحد عشر تقابلها
من ال سطح ألف أثبت ها و علم علي ها ستة ،و ضع الدور الا مس و عد ته سبعة ع شر البا قي
خسة .اصعد بمسة ف ضلع ثانية و اضرب على حرفي من الوتار و أضعف خسة بثلها،
و أضفها إل سبعة عشر عدد دورها الملة سبعة و عشرون ،أدخل با ف حروف الوتار تقع
على ب أثبتها و علم عليها اثني وثلثي و اطرح من سبعة عشر اثني الت هي ف أس اثني و
ثلثي الباقي خسة عشر .أدخل ف حروف الوتار تقف على ق أثبتها و علم عليها ستة و
عشرين .و أدخل ف صدر الدول بست و عشرين تقف على اثني بالغبار و ذلك حرف ب
أثبته و علم عليه أربعة و خسي ،و أضرب على حرفي من الوتار و ضع الدور السادس ،و
عد ته ثل ثة ع شر .البا قي م نة وا حد ،ف تبي إذ ذاك أن دور الن ظم من خ سة و عشر ين ،فإن
الدوار خ سة و عشرون و سبعة ع شر و خ سة و ثل ثة ع شر و وا حد ،فاضرب خ سة ف
خسة تكن خسة و عشرين ،و هو الدور ف نظم البيت ،فانقل الدور ف ضلع ثانية بواحد .و
لكن ل يدخل ف بيت القصيد بثلثة عشر كما قدمناه ،لنة دور ثان من نشأة تركيبية ثانية،
بل أضف نا الرب عة ال ت من أرب عة و خ سي الار جة على حروف ب من ب يت الق صيد إل
الواحد تكون خسة ،تضييف خسة إل ثلثة عشر الت للدور تبلغ ثانية عشر .أدخل با ف
صدر الدول و خذ ما قابلها من السطح و هو ألف أثبته و علم عليه من بيت القصيد اثن
ع شر و اضرب على حرف ي من الوتار .و من هذا الدول تن ظر أحرف ال سؤال ،ف ما خرج
منها زده مع بيت القصيد من آخره و علم عليه من حروف السؤال ليكون داخل ف العدد ف
بيت القصيد .و كذلك تفعل ب كل حرف بعد ذلك منا سبا لروف السؤال ،فما خرج منها
زده إل ب يت الق صيد من آ خر و علم عل يه .ث أ ضف إل ثان ية ع شر ما علم ته على حرف
اللف من الحاد ،فكان اثن ي تبلغ الملة عشر ين .أد خل ب ا ف حروف الوتار ت قف على
حرف راء ،أثب ته و علم عل يه من ب يت الق صيد ،ستة و ت سعي و هو نا ية الدور ف الرف
الوتري .فاضرب على حرفي من الوتار و ضع الدور السابع .و هو ابتداء لخترع ثان ينشأ
من الختراعي .و لذا الدور من العدد تسعة ،تضيف لا واحدا تكون عشرة للنشأة الثانية ،و
هذا الواحد تزيده بعد إل اثن عشر دورا ،إذا كان من هذه النسبة ،أو تنقصه من الصل تبلغ
الملة خ سة ع شر .فا صعد ف ضلع ثان ية و ت سعي و أد خل ف صدر الدول بعشرة ت قف
على خسمائة ،و إنا هي خسون ،نون مضاعفة بثلها ،و تلك ق أثبتها و علم عليها من بيت
القصيد اثني و خسي ،و أسقط من اثني و خسي اثني ،و أسقط تسعة الت للدور ،الباقي
واحد و أربعون ،فأدخل با ف حروف الوتار تقف على واحد أثبته .و كذلك أدخل با ف
بيت القصيد تد واحدا ،فهذا ميزان هذه النشأة الثانية فعلم عليه من بيت القصيد علمتي.
علمة على اللف الخي اليزان ،و أخرى على اللف الول فقط ،و الثانية أربعة و عشرون
و اضرب على حرفي من الوتار ،و ضع الدور الثامن و عدته سبعة عشر الباقي خسة ،أدخل
ف ضلع ثانية و خسي و أدخل ف بيت القصيد بمسة تقع على عي بسبعي ،أثبتها و علم
عليها .و أدخل ف الدول بمسة ،و خذ ما قابلها من السطح .و ذلك واحد ،أثبته و علم
عليه من البيت ثانية و أربعي ،و أسقط واحدا من ثانية و أربعي للس الثان و أضف إليها
خسة ،الدور .الملة اثنان و خسون .أدخل با ف صدر الدول تقف على حرف ب غبارية
و هسي مرت بة مئين ية لتزايسد العدد ،فتكون مائتيس و هي حرف راء ،أثبتهسا و علم علي ها من
القصيد أربعة و عشرين ،فانتقل المر من ستة و تسعي إل البتداء و هو أربعة و عشرون،
فأ ضف إل أرب عة و عشر ين خ سة ،الدور ،و أ سقط واحدا تكون الملة ثان ية و عشر ين.
أدخل بالنصف منها ف بيت القصيد تقف على ثانية ،أثبت و علم عليها و ضع الدور التاسع،
و عدده ثل ثة ع شر البا قي وا حد .إ صعد ف ضلع ثان ية بوا حد .و لي ست ن سبة الع مل ه نا
كنسبتها ف الدور السادس لتضاعف العدد ،و لنه من النشأة الثانية ،و لنه أول الثلث الثالث
من مربعات البوج و آخر الستة الرابعة من الثلثات .فاضرب ثلثة عشر الت للدور ف أربعة
الت هي مثلثات البوج السابقة ،الملة اثنان و خسون ،أدخل با ف صدر الدول تقف على
حرف اثني غبارية ،و إنا هي مئينية لتجاوزها ف العدد عن مرتبت الحاد و العشرات ،فأثبته
مائت ي راء .و علم علي ها من ب يت الق صيد ثان ية و أربع ي ،و أ ضف إل ثل ثة ع شر ،الدور،
واحد الس ،و أدخل بأربعة عشر ف بيت القصيد تبلغ ثانية ،فعلم عليها ثانية و عشرين ،و
اطرح من أربعة عشر سبعة يبقى سبعة إضرب على حرفي من الوتار ،و أدخل بسبعة تقف
على حرف لم ،أثبته و علم عليه من البيت .و ضع الدور العاشر و عدده تسعة ،و هذا ابتداء
الثلثة الرابعة ،و اصعد ف ضلع ثانية بتسعة ،تكون خلء ،فاصعد بتسعة ثانية تصي ف السابع
من البتداء .اضرب تسعة ف أربعة لصعودنا بتسعتي ،و إنا كانت تضرب ف اثني .و أدخل
فس الدول بسستة و ثلثيس تقسف على أربعسة زماميسة و هسي عشريسة ،فأخذناهسا أحاديسة لقلة
الدوار .فأثبت حرف دال ،و إن أضفت إل ستة و ثلثي واحد الس كان حدها من بيت
الق صيد .فعلم علي ها ،و لو دخلت بالت سعة ل غ ي من ضرب ف صدر الدول لو قف على
ثانية .فاطرح من ثانية أربعة الباقي أربعة و هو القصود .و لو دخلت ف صدر الدول بثمانية
عشر الت هي تسعة ف اثني لوقف على واحد زمامي و هو عشري .فاطرح منه اثني تكرار
التسعة ،الباقي ثانية نصفها الطلوب .و لو دخلت ف صدر الدول بسبعة و عشرين بضربا
ف ثلثة لوقعت على عشرة زمامية ،و العمل واحد .ث أدخل بتسعة ف بيت القصيد و أثبت
ما خرج و هو ألف ،ث اضرب تسعة ف ثلثة الت هي مركب تسعة الاضية و أسقط واحدا و
أدخل ف صدر الدول بستة و عشرين ،و أثبت ما خرج و هو مائتان برف راء و علم عليه
من بيت القصيد ستة و تسعي .و اضرب على حرفي من الوتار و ضع الدور الادي عشر
و له سبعة عشر الباقي خسة ،إصعد ف ضلع ثانية بمسة و تسب ما تكرر عليه الشي ف
الدور الول ،و أدخل ف صدر الدول بمسة تقف على خال ،فخذ ما قابله من السطح و
هو وا حد ،فاد خل بوا حد ف ب يت الق صيد ت كن سي ،أثب ته و علم عل يه أرب عة .و لو يكون
الوقف ف الدول على بيت عامر لثبتنا الواحد ثلثة .و أضعف سبعة عشر بثلها و أسقط
واحدا و أضعفها بثلها و زدها أربعة تبلغ سبعة و ثلثي ،أدخل با ف الوتار تقف على ستة
أثبت ها و علم علي ها ،و أض عف خ سة بثل ها .و أد خل ف الب يت ت قف على لم أثبت ها و علم
علي ها عشر ين ،و اضرب على حرف ي من الوتار .و ضع الدور الثا ن ع شر و له ثل ثة ع شر
الباقي واحد ،إصعد ف ضلع ثانية بواحد ،و هذا الدور آخر الدوار و آخر الختراعي و آخر
الربعات الثلثية و آخر الثلثات الرباعية .و الواحد ف صدر الدول يقع على ثاني زمامية ،و
إن ا هي آحاد ثان ية ،و ل يس مع نا من الدوار إل وا حد ،فلو زاد عن أرب عة من مربعات اث ن
ع شر أو ثل ثة من مثلثات اث ن ع شر لكانت ح ،و إن ا هي د ،فأثبتها و علم علي ها من ب يت
القصيد أربعة و سبعي ،ث انظر ما ناسبها من السطح تكن خسة ،أضعفها بثلها للس تبلغ
عشرة ،أثبت ى و علم عليها ،و انظر ف أي الراتب وقعت :وجدناها ف الرابعة .دخلنا بسبعة
ف حروف الوتار ،و هذا الدخل يسمى التوليد الرف فكانت ف ،أثبتها وأضف إل سبعة
وا حد الدور ،الملة ثان ية .أد خل ب ا ف الوتار تبلغ س أثبت ها و علم علي ها ثان ية ،و اضرب
ثانيسة فس ثلثسة الزائدة على عشرة الدور ،فإناس أخسر مربعات الدوار بالثلثات تبلغ أربعسة و
عشرين ،أد خل با ف بيت القصيد وعلم على ما يرج منها و هو مائتان و علمت ها ستة و
تسعون .و هو ناية الدور الثان ف الدوار الرفية ،و اضرب على حرفي من الوتار و ضع
النتي جة الول و ل ا ت سعة .و هذا العدد ينا سب أبدا البا قي من حروف الوتار ب عد طرح ها
أدوارا و ذلك تسعة ،فاضرب تسعة ف ثلثة الت هي زائدة على تسعي من حروف الوتار ،و
أ ضف ل ا واحدا البا قي من الدور الثا ن ع شر تبلغ ثان ية و عشر ين ،فأد خل ب ا ف حروف
الوتار تبلغ ألفا ،أنبته و علم عليه ستة و تسعي .و إن ضربت سبعة الت هي أدوار الروف
الت سعينية ف أرب عة و هي الثل ثة الزائدة على ت سعي .و الوا حد البا قي من الدور الثا ن ع شر
كان كذلك ،و ا صعد ف ضلع ثان ية يت سعة و أد خل ف الدول بت سعة تبلغ اثن ي زمام ية .و
اضرب تسسعة فيمسا ناسسب مسن السسطح ،و ذلك ثلثسة ،و أضسف لذلك سسبعة ،عدد الوتار
الرفية ،و اطرح واحدا الباقي من دور اثن عشر تبلغ ثلثة و ثلثي ،أدخل با ف البيت تبلغ
خ سة .فأثبت ها و أ ضف ت سعة بثل ها و أد خل ف صدر الدول بثمان ية ع شر ،و خذ ما ف
ال سطح و هو وا حد ،أد خل به ف حروف الوتار تبلغ م أثب ته و علم عل يه ،و اضرب على
حرفي من الوتار .و ضع النتيجة الثانية و لا سبعة عشر الباقي خسة ،فاصعد ف ضلع ثانية
بمسة و اضرب خسة ف ثلثة الزائدة على تسعي تبلغ خسة عشر ،أضف لا واحدا الباقي
من الدور الثان عشر تكن تسعة ،و أدخل بستة عشرف بيت القصيد تبلغ ت أثبته و علم عليه
أرب عة و ستي .و أ ضف إل خ سة الثل ثة الزائدة على ت سعي .و زد واحدا البا قي من الدور
الثان عشر يكن تسعة .أدخل با ف صدر الدول تبلغ ثلثي زمامية ،و انظر ما ف السطح
تد واحدا أثبته و علم عليه من بيت القصيد و هو التاسع أيضا من البيت .و أدخل بتسعة ف
صدر الدول تقف على ثلثة و هي عشرات .فأثبت لم و علم عليه و ضع النتيجة الثالثة و
عددها ثلثة عشر الباقي واحد .فانقل ف ضلع ثانية بواحد و أضف إل ثلثة عشر الثلثة
الزائدة على التسعي .و واحد الباقي من الدور الثان عشر تبلغ سبعة عشر ،و واحد النتيجة
تكن ثانية عشر .أدخل با ف حروف الوتار تكن لما أثبتها فهذا آخر العمل.
و الثال ف هذا السؤال السابق :أردنا أن نعلم أن هذه الزايرجة علم مدث أو قدي ،بطالع أول
درجة من القوس ،أثبتنا حروف الوتار ،ث حروف السؤال .ث الصول ،و هي عدة الروف
ثل ثة و ت سعون أدوار ها سبعة البا قي من ها ت سعة ،الطالع وا حد ،سلطان القوس أرب عة ،الدور
الكب واحد ،درج الطالع مع الدور اثنان ،ضرب الطالع مع الدور ف السلطان ثانية ،إضافة
السلطان للطالع خسة بيت القصيد.
غرائب شك ضبطه الد مثل سؤال عظيم اللق حزت فصن إذن
حروف الوتار :ص ط ه رث ك هس م ص ص و ن ب هس س ا ن ل م ن ص ع ف ص و
رس ك ل م ن ص ع ف ض ق ر س ت ث خ ذ ظ غ ش ط ى ع ح ص ر و ح ر و ح ل
ص ك ل م ن ص ا ب ج د ه و ز ح ط ى.
سسؤال ا ل زا ى رج ة ع ل م م ح د ث ا م ق د ى م الدورالول 19الدور حروف السس
الثان 17الباقي 5الدور الثالث 13الباقي 1الدور الرا بع 9الدور الامس 17الباقي
5الدور السادس 13الباقي 1الدور السابع 9الدور الثامن 17الباقي 5الدور التاسع
13الباقي 1الدور العاشر 13الدور الادي عشر 17الباقي 5الدور الثان عشر 13
الباقي 1النتيجة الول 9النتيجة الثانية 17الباقي 5النتيجة الثالثة 13الباقي .1دورها
على خ سة و عشر ين ث على ثل ثة و عشر ين مرت ي ث على وا حد و عشر ين مرت ي إل أن
تنتهي إل الواحد من آخر البيت و تنقل الروف جيعا و ال أعلم ن ف ر و ح ر و ح ا ل
و د س ا د ر ر س ر ه ا ل د ر ى س و ا ن س د ر و ا ب ل ا م ر ب و ا ا ل ع ل ل.
هذا آ خر الكلم ف ا ستخراج الجو بة من زاير جة العال منظو مة .و للقوم طرائق أخرى من
غ ي الزاير جة ي ستخرجون ب ا أجو بة ال سائل غ ي منظو مة .و عند هم أن ال سر ف ا ستخراج
الواب منظوما من الزايرجة ،إنا هو مزجهم بيت مالك بن وهيب و هو :سؤال عظيم اللق
الب يت ،و لذلك يرج الواب على رو يه .و أ ما الطرق الخرى فيخرج الواب غ ي منظوم.
فمن طرائقهم ف استخراج الجوبة ما ننقله عن بعض الحققي منهم.
الفصل الثان و الثلثون :ف ابطال صناعة النجوم و ضعف مداركها و فساد غايتها
هذه الصناعة يزعم أصحابا أنم يعرفون با الكائنات ف عال العناصر قبل حدوثها من قبل
معر فة قوى الكوا كب و تأثي ها ف الولدات العن صرية مفردة و متم عة فتكون لذلك أوضاع
الفلك و الكواكب دالة على ما سيحدث من نوع من أنواع الكائنات الكلية و الشخصية.
فالتقدمون منهم يرون أن معرفة قوى الكواكب و تأثياتا بالتجربة و هو أمر تقصر العمار
كلما لو اجتمعت عن تصيله إذ التجربة إنا تصل ف الرات التعددة بالتكرار ليحصل عنها
العلم أو الظن .و أدوار الكواكب منها ما هو طويل الزمن فيحتاج تكرره إل آماد و أحقاب
متطارلة يتقاصر عنها ما هو طويل من أعمار العال .و ربا ذهب ضعفاء منهم إل أن معرفة
قوى الكوا كب و تأثيات ا كا نت بالو حي و هو رأي فائل و قد كفو نا مؤ نة إبطاله .و من
أوضح الدلة فيه أن تعلم أن النبياء عليهم الصلة و السلم أبعد الناس عن الصنائع و أنم ل
يتعرضون للخبار عن الغيب إل أن يكون عن ال فكيف يدعون استنباطه بالصناعة و يشيون
بذلك لتابعيهم من اللق .و أما بطليمس و من تبعه من التأخرين فيون أن دللة الكواكب
على ذلك دللة طبيع ية من ق بل مزاج ي صل للكوا كب ف الكائنات العن صرية قال لن ف عل
النيين و أثرها ف العنصريات ظاهر ل يسع أحدا حجده مثل فعل الشمس ف تبدل الفصول
و أمزجت ها و ن ضج الثمار و الزرع و غ ي ذلك و ف عل الق مر ف الرطوبات و الاء و إنضاج
الواد التعف نة و فوا كه القناء و سائر أفعاله .ث قال :و ل نا في ما بعد ها من الكوا كب طريقان
الول التقليد لن نقل ذلك عنه من أئمة الصناعة إل أنه غي مقنع للنفس و الثانية الدس و
التجربة بقياس كل واحد منها إل الني العظم الذي عرفنا طبيعته و أثره معرفة ظاهرة فننظر
هل يزيد ذلك الكوكب عند القران ف قوته و مزاجه فتعرف موافقته له ف الطبيعة أو ينقص
عنها فتعرف مضادته .ث إذا عرفنا قواها مفردة عرفناها مركبة و ذلك عند تناظرها بأشكال
التثليث و التربيع و غيها و معرفة ذلك من قبل طبائع البوج بالقياس أيضا إل الني العظم.
و إذا عرف نا قوى الكوا كب كل ها ف هي مؤثرة ف الواء و ذلك ظا هر .و الزاج الذي ي صل
منها للهواء يصل لا تته من الولدات و تتخلق به النطف و البزر فتصي حال للبدن التكون
عنها و للنفس التعلقة به الفائضة عليه الكتسبة لا لا منه و لا يتبع النفس و البدن من الحوال
لن كيفيات البزرة و النطفة كيفيات لا يتولد عنهما و ينشأ منهما .قال :و هو مع ذلك ظن
و ل يس من اليق ي ف ش يء و ل يس هو أي ضا من القضاء الل ي يع ن القدر إن ا هو من جلة
السباب الطبيعية للكائن و القضاء اللي سابق على كل شيء .هذا مصل كلم بطليمس و
أ صحابه و هو من صوص ف كتا به الر بع و غيه .و م نه ي تبي ض عف مدرك هذه ال صناعة و
ذلك أن العلم الكائن أو ال ظن به إن ا ي صل عن العلم بملة أ سبابه من الفا عل و القا بل و
الصورة و الغاية على ما يتبي ف موضعه .و القوى النجومية على ما قرروه إنا هي فاعلة فقط
و الزء العنصري هو القابل ث إن القوى النجومية ليست هي الفاعل بملتها بل هناك قوى
أخرى فاعلة معها ف الزء الادي مثل قوة التوليد للب و النوع الت ف النطفة و قوى الاصة
الت تيز با صنف من النوع و غي ذلك .فالقوى النجومية إذا حصل كمالا و حصل العلم
في ها إن ا هي فا عل وا حد من جلة ال سباب الفاعلة للكائن .ث إ نة يشترط مع العلم بقوى
النجوم و تأثياتا مزيد حدس و تمي و حينئذ يصل عنده الظن بوقوع الكائن .و الدس و
التخم ي قوى للنا ظر ف فكره و ل يس من علل الكائن و ل من أ صول ال صناعة فإذا فقد هذا
الدس و التخمي رجعت أدراجها عن الظن إل الشك .هذا إذا حصل العلم بالقوى النجومية
على سداده و ل تعتر ضه آ فة و هذا معوز ل ا ف يه من معر فة ح سبانات الكوا كب ف سيها
لتتعرف به أوضاعها و لا أن اختصاص كل كوكب بقوة ل دليل عليه .و مدرك بطليمس ف
إثبات القوى للكوا كب الم سة بقيا سها إل الش مس مدرك ضع يف لن قوة الش مس غال به
لميع القوى من الكواكب و مستولية عليها فقل أن يشعر بالزيادة فيها أو النقصان منها عند
القارنسة كمسا قال و هذه كلهسا قادحسة فس تعريسف الكائنات الواقعسة فس عال العناصسر بذه
الصناعة .ث إن تأثي الكواكب فيما تتها باطل إذ قد تبي ف باب التوحيد أن ل فاعل إل ال
بطر يق ا ستدلل ك ما رأي ته و اح تج له أ هل علم الكلم ب ا هو غ ن ف البيان من أن إ سناد
السباب إل السببات مهول الكيفية و العقل منهم على ما يقضى به فيما يظهر بادئ الرأي
من التأثي فلعل استنادها على غي صورة التأثي التعارف .و القدرة اللية رابطة بنهما كما
رب طت ج يع الكائنات علوا و سفل سيما و الشرع يرد الوادث كل ها إل قدرة ال تعال و
يسبأ ماس سسوى ذلك .و النبؤات أيضسا منكرة لشأن النجوم و تأثياتاس .و اسستقراء الشرعيات
شا هد بذلك ف م ثل قوله إن الش مس و الق مر ل ي سفان لوت أ حد و ل ليا ته و ف قوله
أصبح من عبادي مؤمن ب و كافر ب .فأما من قال مطرنا بفضل ال و رحته فذلك مؤمن ب
كا فر بالكوا كب و أ ما من قال مطر نا بنوء كذا فذلك كا فر ب مؤ من بالكوا كب الد يث
الصحيح .فقد بان لك بطلن هذه الصناعة من طريق الشرع و ضعف مداركها مع ذلك من
طريق العقل مع ما لا من الضار ف العمران النسان با تبعث من عقائد العوام من الفساد إذا
اتفق الصدق من أحكامها ف بعض الحايي أتفاقا ل يرجع إل تعليل و ل تقيق فيلهج بذلك
من ل معرفة له و يظن اطراد الصدق ف سائر أحكامها و ليس كذلك .فيقع ف رد الشياء
إل غي خالقها .ث ما ينشأ عنها كثيا ف الدول من توقع القواطع و ما يبعث عليه ذلك التوقع
مسن تطاول العداء و التربصسي بالدولة إل الفتسك و الثورة .و قسد شاهدنسا مسن ذلك كثيا
فينب غي أن ت ظر هذه ال صناعة على ج يع أ هل العمران ل ا ين شأ عن ها من الضار ف الد ين و
الدول ،و ل يقدح ف ذلك كون وجودها طبيعيا للبشر بقتضى مداركهم و علومهم .فالي
و الشر طبيعتان موجودتان ف العال ل يكن نزعهما و إنا يتعلق التكليف بأسباب حصولما
فيتعي السعي ف اكتساب الي بأسبابه و دفع أسباب الشر و الضار .هذا هو الواجب على
من عرف مفاسد هذا العلم و مضاره .و ليعلم من ذلك أنا و إن كانت صحيحة ف نفسها
فل يكن أحدا من أهل اللة تصيل علمها و ل ملكتها بل إن نظر فيها ناظر و ظن الحاطة
با فهو ف غاية القصور ف نفس المر .فإن الشريعة لا حظرت النظر فيها فقد الجتماع من
أ هل العمران لقراءت ا و التحل يق لتعليم ها و صار الولع ب ا من الناس و هم ال قل و أ قل من
ال قل إن ا يطالع كتب ها و مقالت ا ف ك سر بي ته مت سترا عن الناس و ت ت رب قة المهور مع
تشغب الصناعة و كثرة فروعها و اعتياصها على الفهم فكيف يصل منها على طائل ؟ و نن
ند الفقه الذي عم نفعه دينا و دنيا و سهلت مآخذه من الكتاب و السنة و عكف المهور
على قراءته و تعليمه ث بعد التحقيق و التجميع و طول الدارسة و كثرة الجالس و تعدها إنا
يذق فيه الواحد بعد الواحد ف العصار و الجيال .فكيف يعلم مهجور للشريعة مضروب
دونه سد الطر و التحري مكتوم عن المهور صعب الآخذ متاج بعد المارسة و التحصيل
لصوله و فروعه إل مزيد حدس و تمي يكتنفان به من الناظر فأين التحصيل و الذق فيه
مع هذه كل ها .و مد عى ذلك من الناس مردود على عق به و ل شا هد له يقوم بذلك لغرا بة
الفن بي أهل اللة و قلة حلته فاعتب ذلك يتبي لك صحة ما ذهبنا إليه .و ال أعلم بالغيب
فل يظهر على غيبه أحدا .و ما وقع ف هذا العن لبعض أصحابنا من أهل العصر عندما غلب
العرب ع ساكر ال سلطان أ ب ال سن و حا صروه بالقيوان و ك ثر إرجاف الفريق ي الولياء و
العداء و قال ف ذلك أبو القاسم الروحي من شعراء أهل تونس:
قد ذهب العيش و الناء أستغفر ال كل حي
و الصبح ل و الساء أصبح ف تونس و أمسي
يدثها الرج و الوباء الوف و الوع و النايا
و ما عسى ينفع الراء و الناس ف مرية و حرب
حل به اللك و التواء فأحدي يرى عليا
به إليكم صبا رخاء و آخر قال سوف يأت
يقضي لعيديه ما يشاء و ال من فوق ذا و هذا
ما فعلت هذه السماء يا راصد النس الواري
أنكم اليوم أملياء مطلتمونا و قد زعمتم
و جاء سبت و أربعاء مر خيس على خيس
و ثالث ضمه القضاء و نصف شهر و عشر ثان
أذاك جهل أم ازدراء و ل نرى غي زور قول
أن ليس يستدفع القضاء إنا إل ال قد علمنا
حسبكم البدر أو ذكاء رضيت بال ل إلا
إل عباديد أو إماء ما هذه النم السواري
و ما لا ف الورى اقتضاء يقضى عليها و ليس تقضي
ما شأنه الرم و الفناء ضلت عقول ترى قديا
يدثه الاء و الواء و حكمت ف الوجود طبعا
تغذوهم تربة و ماء ل تر حلوا إزاء مر
ما الوهر الفرد و اللء ال رب و لست أدري
ما ل عن صورة عراء و ل اليول الت تنادي
و ل ثبوت و ل انتفاء و ل وجود و ل انعدام
ما جلب البيع و الشراء و الكسب ل أدر فيه إل
ما كان للناس أولياء و إنا مذهب و دين
و ل جدال و ل رياء إذ ل فصول و ل أصول
يا حبذا كان القتفاء ما تبع الصدر و اقتفينا
و ل يكن ذلك الذاء كانوا كما يعلمون منهم
أشعرن الصيف و الشتاء يا أشعري الزمان إن
و الي عن مثله جزاء ل أجز بالشر غي شر
فلست أعصى و ل رجاء و إنن إن أكن مطيعا
أطاعه العرش و الثراء و إنن تت حكم بار
أتاحه الكم و القضاء ليس انتصار بكم و لكن
له إل رأيه انتماء لو حدث الشعري عمن
ما يقولونه براء لقال أخبهم بأن
الفصل الثالث و الثلثون :ف انكار ثرة الكيميا و استحالة وجودها و ما ينشأ من الفاسد
عن انتحالا
اعلم أن كثيا من العاجزين عن معاشهم تملهم الطامع على انتحال هذه الصنائع و يرون أنا
أحد مذاهب العاش و وجوهه و أن اقتناء الال منها أيسر و أسهل على مبتغيه فيتكبون فيها
من التاعب و الشاق و معاناة الصعاب و عسف الكام و خساره الموال ف النفقات زيادة
على النيل من غرضه و العطب آخرا إذا ظهر على خيبة و هم يسبون أنم يسنون صنعا .و
إن ا أطمع هم ف ذلك رؤ ية أن العادن ت ستحيل و ينقلب بعض ها إل ب عض للمادة الشتر كة
فيحاولون بالعلج صيورة الفضة ذهبا و النحاس و القصدير فضة و يسبون أنا من مكنات
عال الطبي عة و ل م ف علج ذلك طرق متل فة لختلف مذاهب هم ف التدب ي و صورته و ف
الادة الوضوعة عندهم للعلج الساة عندهم بالجر الكرم هل هي العذرة أو الدم أو الشعر
أو البيض أو كذا أو كذا ما سوى ذلك .و جلة التدبي عندهم بعد تعي الادة أن تهى بالفهر
على حجر صلد أملس و تسقى أثناء إمهائها بالاء و بعد أن يضاف إليها من العقاقي و الدوية
ما ينا سب الق صد من ها و يو ثر ف انقلب ا إل العدن الطلوب .ث ت فف بالش مس من ب عد
السقي أو تطبخ بالنار أو تصعد أو تكلس لستخراج مائها أو ترابا فإذا رضي بذلك كله من
علجها و ت تدبيه على ما اقتضته أصول صنعته حصل من ذلك كله تراب أو مائع يسمونه
الكسسي و يزعمون أنسه إذا ألقسى على الفضسة الحماة بالنار عادت ذهبسا أو النحاس الحمسى
بالنار عاد ف ضة على ما ق صد به ف عمله .و يز عم الحققون من هم أن ذلك الك سي مادة
مرك بة من العنا صر الرب عة ح صل في ها بذلك العلج الاص و التدب ي مزاج ذو قوى طبيع ية
ت صرف ما ح صلت ف يه إلي ها و تقل به إل صورتا و مزاج ها و ت بث ف يه ما ح صل في ها من
الكيفيات و القوى كالمية للخبسز تقلب العجيس إل ذاتاس و تعمسل فيسه مسا حصسل لاس مسن
النفشاش و الشا شة ليح سن هض مة ف العدة و ي ستحيل سريعا إل الغذاء .و كذا إك سي
الذهب و الفضة فيما يصل ف يه من العادن ي صرفه إليه ما و يقل به إل صورتما .هذا م صل
زعم هم على الملة فتجد هم عاكف ي على هذا العلج يبتغون الرزق و العاش ف يه و يتناقلون
أحكا مه و قواعده من ك تب لئ مة ال صناعة من قبل هم يتداولون ا بين هم و يتناظرون ف ف هم
لغوزها و كشف أسرارها إذ هي ف الكثر تشبه العمى .كتآليف جابر بن حيان ف رسائله
السبعي و مسلمة الجريطي ف كتابه رتبة الكيم و الطغرائي و الغيب ف قصائده العريقة ف
إجادة الن ظم و أمثال ا و ل يلون من ب عد هذا كله بطائل من ها .ففاو ضت يو ما شيخ نا أ با
البكات التلفيفسي كسبي مشيخسة الندلس فس مثسل ذلك و وقفتسه على بعسض التآليسف فيهسا
فت صفحه طويل ث رده إل و قال ل و أنا الضا من له أن ل يعود إل بيته إل باليبة .ث منهم
من يقتصر ف ذلك على الدلسة فقط .إما الظاهرة كتمويه الفضة بالذهب أو النحاس بالفضة
أو خلطه ما على ن سبة جزء أو جزء ين أو ثل ثة أو الف ية كإلقاء الش به ب ي العادن بال صناعة
مثل تبييض النحاس و تلبيسه بالزوق الصعد فيجيء جسما معدنيا شبيها بالفضة و يفى إل
على النقاد الهرة فيقدر أصسحاب هذه الدلس مسع دلسستهم هذه سسكة يسسربونا فس الناس و
يطبعونا بطابع السلطان تويها على المهور باللص .و هؤلء أخس الناس حرفة و أسوأهم
عاق بة لتلبسهم بسرقة أموال الناس فإن صاحب هذه الدلسة إنا هو يدفع نا سا ف الف ضة و
فضة ف الذهب ليستخلصها لنفسه فهو سارق أو شر من السارق .و معظم هذا الصنف لدينا
بالغرب من طلبة الببر النتبذ ين بأطراف البقاع و مساكن الغمار يأوون إل مساجد البادية
و يوهون على الغنياء من هم بأن بأيدي هم صناعة الذ هب و الف ضة و النفوس مول عة ببه ما و
الستهلك ف طلبهما فيحصلون من ذلك على معاش .ث يبقى ذلك عندهم تت الوف و
الرقبة إل أن يظهر العجز و تقع الفضيحة فيفرون إل موضع آخر و يستجدون حال أخرى ف
استهواء بعض أهل الدنيا بأطماعهم فيما لديهم .و ل يزالون كذلك ف ابتغاء معاشهم و هذا
الصنف ل كلم معهم لنم بلغوا الغاية ف الهل و الرداءة و الحتراف بالسرقة و ل حاسم
لعلت هم إل اشتداد الكام علي هم و تناول م من ح يث كانوا و ق طع أيدي هم م ت ظهروا على
شأنم لن فيه إفسادا للسكة الت تعم با البلوى و هي متمول الناس كافة .و السلطان مكلف
بإ صلحها و الحتياط علي ها و الشتداد على مف سديها .و أ ما من انت حل هذه ال صناعة ول
يرض بال الدلسة بل استنكف عنها و نزه نفسه عن إفساد سكة السلمي و نقودهم و إنا
يطلب إحالة الفضسة للذهسب و الرصساص و النحاس و القصسدير إل الفضسة بذلك النحسو مسن
العلج و بالكسي الاصل عنده فلنا مع هؤلء متكلم و بث ف مداركهم لذلك .مع أنا ل
نعلم أن أحدا من أهل العال ت له هذا الغرض أو حصل منه على بغية إنا تذهب أعمارهم ف
التدب ي و الف هر و ال صلبة و الت صعيد و التكل يس و اعتيام الخطار ب مع العقاق ي و الب حث
عنهسا .و يتناقلون فس ذلك حكايات و تتس لغيهسم منس تس له الغرض منهسا أو وقسف على
الوصسول يقنعون باسستماعها و الفاوضات فيهسا و ل يسستريبون فس تصسديقها شأن الكلفيس
الغرمي بوساوس الخبار فيما يكلفون به فإذا سئلوا عن تقيق ذلك بالعاينة أنكروه و قالوا
إنا سعنا و ل نر .هكذا شأنم ف كل عصر و جيل و اعلم أن انتحال هذه الصنعة قدي ف
العال و قد تكلم الناس في ها من التقدم ي و التأخر ين فلنن قل مذاهب هم ف ذلك ث نتلوه ب ا
يظهر فيها من التحقيق الذي عليه المر ف نفسه فنقول إن مبن الكلم ف هذه الصناعة عند
الكماء على حال العادن ال سبعة التطر قة و هي الذ هب و الف ضة و الر صاص و الق صدير و
النحاس و الديد والارصي هل هي متلفات بالفصول و كلها أنواع قائمة بأنفسها أو إنا
متل فة بواص من الكيفيات و هي كل ها أ صناف لنوع وا حد ؟ فالذي ذ هب إل يه أ بو الب صر
الفارا ب و تاب عه عل يه حكماء الندلس أن ا نوع وا حد و أن اختلف ها إن ا هو بالكيفيات من
الرطو بة و اليبو سة و الل ي و ال صلبة و اللوان من ال صفرة و البياض وال سواد و هي كل ها
أ صناف لذلك النوع الوا حد و الذي ذ هب إل يه ا بن سينا و تاب عه عل يه حكماء الشرق أن ا
متل فة بالف صول و أن ا أنواع متباي نة كل وا حد من ها قائم بنف سه متح قق بقيق ته له ف صل و
جنس شأن سائر النواع .و بن أبو نصر الفاراب على مذهبه ف اتفاقها بالنوع إمكان انقلب
بعض ها إل ب عض لمكان تبدل الغراض حينئذ و علج ها بال صنعة .ف من هذا الو جه كا نت
صناعة الكيمياء عنده مك نة سهلة الأ خذ .و ب ن أ بو علي بن سينا على مذه به ف اختلف ها
بالنوع إنكار هذه الصنعة و استحالة وجودها بناء على أن الفصل ل سبيل بالصناعة إليه و إنا
يلقه خالق الشياء و مقدرها و هو ال عز و جل .و الفصول مهولة القائق رأسا بالتصوف
فكيف ياول انقلبا بالصنعة .و غلطه الطغرائي من أكابر أهل هذه الصناعة ف هذا القول .و
رد عليه بأن التدبي و العلج ليس ف تليق الفصل و إبداعه و إنا هو ف إعداد الادة لقبوله
خاصة .و الفصل يأت من بعد العداد من لدن خالقه و بارئه كما يفيض النور على الجسام
بالصقل و المهاء .و ل حاجة بنا ف ذلك إل تصوره و معرفته قال :و إذا كنا قد عثرنا على
تل يق ب عض اليوانات مع ال هل بف صولا م ثل العقرب من التراب و الن ت و م ثل اليات
التكونة من الشعر و مثل ما ذكره أصحاب الفلحة من تكوين النحل إذا فقدت من عجاجيل
الب قر .و تكو ين الق صب من قرون ذوات الظلف و ت صييه سكرا ب شو القرون بالع سل ب ي
يدي ذلك الفلح للقرون ف ما الا نع إذا من العثور على م ثل ذلك ف الذ هب و الف ضة .فتت خذ
مادة تضيفها للتدبي بعد أن يكون فيها استعداد أول لقبول صورة الذهب و الفضة .ث تاولا
بالعلج إل أن يتسم فيهسا السستعداد لقبول فصسلها .انتهسى كلم الطغرائي بعناه .و هسو الذي
ذكرة ف الرد على ابن سينا صحيح .لكن لنا ف الرد على أهل هذه الصناعة مأخذا آخر يتبي
منه استحالة وجودها و بطلن مزعمهم أجعي ل الطغرائي و ل ابن سينا .و ذلك أن حاصل
علج هم أن م ب عد الوقوف على الادة ال ستعدة بال ستعداد الول يعلون ا موضو عا و ياذون
ف تدبيها و علجها تدبي الطبيعة ف السم العدن حت أحالته ذهبا أو فضة و يضاعفون
القوى الفاعلة و النفعلة لي تم ف زمان أق صر .ل نة تبي ف موضو عه أن مضاع فة قوة الفا عل
تنقص من زمن فعله و تبي أن الذهب إنا يتم كونه ف معدنه بعد ألف و ثاني من السني
دورة الشمس الكبى فإذا تضاعفت القوى و الكيفيات ف العلج كان زمن كونه أقصر من
ذلك ضرورة على مسا قلناه أو يتحرون بعلجهسم ذلك حصسول صسورة مزاجيسة لتلك الادة
تصيها كالمية فتفعل ف السم العال الفاعيل الطلوبة ف إحالته و ذلك هو الكسي على
ما تقدم .و اعلم أن كل متكون من الولدات العنصرية فلبد فيه من اجتماع العناصر الربعة
على نسبة متفاوتة إذ لو كانت متكافئة ف النسبة لا ت امتزاجها فلبد من الزء الغالب على
الكسل .و لبسد فس كسل متزج مسن الولدات مسن حرارة غريزيسة هسي الفاعلة لكوناس الافظسة
لصورته ،ث كل متكون ف زمان فلبد من اختلف أطواره و انتقاله ف زمن التكوين من طور
إل طور ح ت ينت هي إل غاي ته .و ان ظر شأن الن سان ف طور النط فة ث العل قة ث الض غة ث
التصوير ث الني ث الولود ث الرضيع ث إل نايته .و نسب الجزاء ف كل طور تتلف ف
مقادير ها و كيفيات ا و إل لكان الطور الول بعي نه هو ال خر و كذا الرارة الغريز ية ف كل
طور مالفة لا ف الطور الخر .فانظر إل الذهب ما يكون له ف معدنه من الطوار منذ ألف
سنة و ثاني و ما ينتقل فيه من الحوال فيحتاج صاحب الكيمياء إل أن يساوق فعل الطبيعة
ف العدن و ياذيه بتدبيه و علجه إل أن يتم .و من شرط الصناعة أبدا تصورها يقصد إليه
بال صنعة ف من المثال ال سائرة للحكماء أول الع مل آ خر الفكرة و آ خر الفكرة أول الع مل.
فل بد من ت صور هذه الالت للذ هب ف أحواله التعددة و ن سبها التفاو تة ف كل طور و
اختلف الار الغريزي عند اختلفها و مقدار الزمان ف كل طور و ما ينوب عنه من مقدار
القوى الضاع فة و يقوم مقا مه ح ت ياذي بذلك كله ف عل الطبي عة ف العدن أو ت عد لب عض
الواد صورة مزاجية كصورة المية للخبز و تفعل ف هذه الادة بالناسبة لقواها و مقاديرها.
و هذه الادة إنا يصرها العلم الحيط والعلوم البشرية قاصرة عن ذلك و إنا حال من يدعي
حصوله على الذهب بذه الصنعة .بثابة من يدعي بالصنعة تليق إنسان من الن .و نن إذا
سلمنا له الحاطة بأجزائه و نسبته و أطواره و كيفية تليقه ف رحه و علم ذلك علما مصل
بتفاصيله حت ل يشذ منه شيء عن علمه سلمنا له تليق هذا النسان وأن له ذلك .و لنقرب
هذا البهان بالختصار ليسهل فهمه فنقول حاصل صناعة الكيمياء و ما يدعونه بذا التدبي
أنه مساوقة الطبيعية العدنية بالفعل الصناعي و ماذاتا به إل أن يتم كون السم العدن أو
تل يق مادة بقوى و أفعال و صورة مزاج ية تف عل ف ال سم فعل طبيع يا فت صيه و تقل به إل
صورتا .و الفعل الصناعي مسبوق بتصورات أحوال الطبيعة العدنية الت يقصد مساوقتها أو
ماذات ا أو ف عل الادة ذات القوى في ها ت صورا مف صل واحدة ب عد أخرى .و تلك الحوال ل
ناية لا و العلم البشري عاجز عن الحاطة با دونا و هو بثابة من يقصد تليق إنسان أو
حيوان أو نبات .هذا مصل هذا البهان و هو أوثق ما علمته و ليست الستحالة فيه من جهة
الفصول كما رأيته و ل من الطبيعة إنا هو من تعذر الحاطة و قصور البشر عنها .و ما ذكره
ابن سينا بعزل عن ذلك و له وجه آخر ف الستحالة من جهة غايته .و ذلك أن حكمة ال
ف الجر ين و ندوره ا أن ما ق يم لكا سب الناس و متمولت م .فلو ح صل عليه ما بال صنعة
لبطلت حكمة ال ف ذلك و كثر وجودها حت ل يصل أحد من اقتنائهما على شيء .و له
و جه آ خر من ال ستحالة أي ضا و هو أن الطبي عة ل تترك أقرب الطر يق ف أفعال ا و ترت كب
العوص و الب عد .فلو كان هذا الطر يق ال صناعي الذي يزعمون أ نه صحيح و أ نه أقرب من
طريق الطبيعة ف معدنا أو أقل زمانا لا تركته الطبيعة إل طريقها الذي سلكته ف كون الفضة
و الذ هب و تلقه ما و أ ما ت شبيه الطغراءي هذا التدب ي ب ا ع ثر عل يه من مفردات لمثاله ف
الطبيعة كالعقرب و النحل و الية وتليقها فأمر صحيح ف هذه أدى إليه العثور كما زعم .و
أ ما الكيمياء فلم تن قل عن أ حد من أ هل العال أ نه ع ثر علي ها و ل على طريق ها و ما زال
منتحلوهسا يبطون فيهسا عشواء إل هلم جرا و ل يظفرون إل بالكايات الكاذبسة .و لو صسح
ذلك لحسد منهسم لفظسه عنسه أولده أو تلميذه و أصسحابه و تنوقسل فس الصسدقاء و ضمسن
تصديقه صحة العمل بعده إل أن ينتشر و يبلغ إلينا و إل غينا .و أما قولم إن الكسي بثابة
المية .و إنه مركب ييل ما يصل فيه و يقلبه إل ذلك فاعلم أن المية إنا تقلب العجي
و تعده للهضم و هو فساد و الفساد ف الواد سهل يقع بأيسر شيء من الفعال و الطبائع .و
الطلوب بالكسي قلب العدن إل ما هو أشرف منه و أعلى فهو تكوين و صلح و التكوين
أ صعب من الف ساد فل يقاس الك سي بالمية .و تق يق ال مر ف ذلك أن الكيمياء إن صح
وجودها كما تزعم الكماء التكلمون فيها مثل جابر بن حيان و مسلمة بن أحد الجريطي و
أمثال م فلي ست من باب ال صنائع الطبيع ية و ل ت تم بأ مر صناعي .و ل يس كلم هم في ها من
منحى الطبيعيات إنا هو من منحى كلمهم ف المور السحرية و سائر الوارق و ما كان من
ذلك للحلج و غيه و قد ذكر مسلمة ف كتاب الغاية ما يشبة ذلك .و كلمه فيها ف كتاب
رت بة الك يم من هذا الن حى و هذا كلم جابر ف ر سائله و ن و كلم هم ف يه معروف و ل
حا جة ب نا إل شر حه و بالملة فأمر ها عند هم من كليات الواد الار جة عن ح كم ال صنائع
فكما ل يتدبر ما منه الشب و اليوان ف يوم أو شهر خشبا أو حيوانا فيما عدا مرى تليقه
كذلك ل يتدبر ذهب من مادة الذهب ف يوم و ل شهر و ل يتغي طريق عادته إل بإرفاد ما
وراء عال الطبائع و عمل الصنائع فكذلك من طلب الكيمياء طلبا صناعيا ضيع ماله و عمله و
يقال لذا التدبي الصناعي التدبي العقيم لن نيله إن كان صحيحا فهو واقع ما وراء الطبائع و
الصسنائع كالشسي على الاء و امتطاء الواء و النفوذ فس كشائف الجسساد و نوس ذلك مسن
كرامات الولياء الارقة للعادة أو مثل تليق الطي و نوها من معجزات النبياء .قال تعال:
وإذ تلق من الطي كهيئة الطي بإذن فتنفخ فيها فتكون طيا بإذن وتبئ الكمه والبرص
بإذن و على ذلك فسبيل تيسيها متلف بسب حال من يؤتاها .فربا أوتيها الصال و يؤتيها
غيه فتكون عنده معارة .و رب ا أوتي ها ال صال و ل يلك إيتاء ها فل ت تم ف يد غيه .و من
هذا الباب يكون عمل ها سحريا ف قد تبي أن ا إن ا ت قع بتأثيات النفوس و خوارق العادة إ ما
معجزة أو كرا مة أو سحرا .و لذا كان كلم الكماء كل هم في ها إلغازا ل يظ فر بقيق ته إل
من خاض ل ة من علم ال سحر و اطلع على ت صرفات الن فس ف عال الطبي عة .و أمور خرق
العادة غ ي منح صرة و ل يق صد أ حد إل ت صيلها .و ال ب ا يعملون م يط .و أك ثر ما ي مل
على التماس هذه الصناعة و انتحالا هو كما قلناه العجز عن الطرق الطبيعية للمعاش و ابتغاؤه
من غ ي وجو هه الطبيع ية كالفل حة و التجارة و ال صناعة في صعب العا جز ابتغاءه من هذه و
يروم الصول على الكثي من الال دفعة بوجوه غي طبيعية من الكيمياء و غيها .و أكثر من
يعن بذلك الفقراء من أهل العمران حت ف الكماء التكلمي ف إنكارها و استحالتها .فإن
ا بن سينا القائل با ستحالتها كان عل يه الوزراء فكان من أ هل الغ ن و الثروة و الفارا ب القائل
بإمكانا كان من أهل الفقر الذين يعوزهم أدن بلغة من العاش و أسبابه .و هذه تمة ظاهرة
ف أنظار النفوس الولعة بطرقها و انتحالا .و ال الرازق ذو القوة التي ل رب سواه.
الفصل الرابع و الثلثون :ف أن كثرة التآليف ف العلوم عائقة عن التحصيل
اعلم أنسه ماس أضسر بالناس فس تصسيل العلم و الوقوف على غاياتسه كثرة التآليسف و اختلف
الصطلحات ف التعاليم و تعد طرقها ث مطالبة التعلم و التلميذ باستحضار ذلك .و حينئذ
ي سلم له من صب التح صيل فيحتاج التعلم إل حفظ ها كل ها أو أكثر ها و مراعاة طرق ها .و ل
يفي عمره با كتب ف صناعة واحدة إذا ترد لا فيقع القصور و لبد دون رتبة التحصيل .و
ي ثل ذلك من شأن الف قه ف الذ هب الال كي بالك تب الدو نة مثل و ما ك تب علي ها من
الشروحات الفقه ية م ثل كتاب ا بن يو نس و اللخ مي و ا بن بش ي و الت نبيهات و القدمات و
البيان و التحصيل على العتبية و كذلك كتاب ابن الاجب و ما كتب عليه .ث إنه يتاج إل
تييز الطريقة القيوانية من القرطبية و البغدادية و الصرية و طرق التأخرين عنهم و الحاطة
بذلك كله و حينئذ يسلم له منصب الفتيا و هي كلها متكررة والعن واحد .و التعلم مطالب
باسستحضار جيعهسا و تي يز ما بينهسا والعمسر ينق ضي ف واحسد منهسا .و لو اقت صر العلمون
بالتعلميس على السسائل الذهبيسة فقسط لكان المسر دون ذلك بكثيس و كان التعليسم سسهل و
مأخذه قريبا و لكنه داء ل يرتفع لستقرار العوائد عليه فصارت كالطبيعة الت ل يكن نقلها و
ل تويلها و يثل أيضا علم العربية من كتاب سيبويه و جيع ما كتب عليه و طرق البصريي
و الكوفييس و البغدادييس و الندلسسيي مسن بعدهسم و طرق التقدميس و التأخريسن مثسل ابسن
الاجب و ابن مالك و جيع ما كتب ف ذلك كيف يطالب به التعلم و ينقضي عمره دونه و
ل يطمع أحد ف الغاية منه إل ف القليل النادر مثل ما وصل إلينا بالغرب لذا العهد من تآليف
رجل من أهل صناعة العربية من أهل مصر يعرف بابن هاشم ظهر من كلمه فيها أنه استول
على غا ية من مل كة تلك ال صناعة ل ت صل إل ل سييبويه و ا بن ج ن و أ هل طبقته ما لعظ يم
ملك ته و ما أحاط به من أم صول ذلك ال فن و تفاري عه و ح سن ت صرفه ف يه .و ذلك على أن
الف ضل ل يس منحصرا ف التقدمي سيما مع ما قدمناه من كثرة الشوا غب بتعدد الذاهب و
الطرق و التآليف و لكن فضل ال يؤتيه من يشاء .و هذا نادر من نوادر الوجود و إل فالظاهر
أن التعلم و لو قطع عمره ف هذا كله فل يفي له بتحصيل علم العربية مثل الذي هو آلة من
اللت و وسيلة فكيف يكون ف القصود الذي هو الثمرة ؟ و لكن ال يهدي من يشاء.
الفصل الامس و الثلثون :ف القاصد الت ينبغي اعتمادها بالتأليف و إلغاء ما سواها
اعلم أن العلوم البشر ية خزانت ها الن فس الن سانية ب ا ج عل ال في ها من الدراك الذي يفيد ها
ذلك الف كر الح صل ل ا ذلك بالت صور للحقائق أول ،ث بإثبات العوارض الذات ية ل ا أو نفي ها
عن ها ثان يا ،إ ما بغ ي و سط أو بو سط ،ح ت ي ستنتج الف كر بذلك مطال به ال ت يع ن بإثبات ا أو
نفيها .فإذا استقرت من ذلك صورة علمية ف الضمي فلبد من بيانا لخر :إما على وجه
التعليسم ،أو على وجسه الفاوضسة ،تصسقل الفكار فس تصسحيحها .و ذلك البيان إناس يكون
بالعبارة ،و هي الكلم الركب من اللفاظ النطقية الت خلقها ال ف عضو اللسان مركبة من
الروف ،و هي كيفيات الصوات القطعة بعضلة اللهاة و اللسان ليتبي با ضمائر التكلمي
بعضهم لبعض ف ماطباتم و هذه رتبة أول ف البيان عما ف الضمائر ،و إن كان معظمها و
أشرفها العلوم ،ف هي شاملة ل كل ما يندرج ف الضمي من خب أو إنشاء على العموم .و بعد
هذه الرتبة الول من البيان رتبة ثانية ل يؤدى با ما ف الضمي ،لن توارى أو غاب شخصه و
ب عد ،أو ل ن يأ ت ب عد و ل يعا صره و ل لق يه .و هذا البيان منح صر ف الكتا بة ،و هي رقوم
باليسد تدل أشكالاس و صسورها بالتواضسع على اللفاظ النطقيسة حروفسا بروف و كلمات
بكلمات ،فصار البيان فيها على ما ف الضمي بواسطة الكلم النطقي ،فلهذا كانت ف الرتبة
الثانية واحدا ،فسمي هذا البيان .يدل على ما ف الضمائر من العلوم و العارف ،فهو أشرفها.
و أهل الفنون معتنون يإيداع ما يصل ف ضمائرهم من ذلك ف بطون الوراق بذه الكتابة،
لتعلم الفائدة ف حصوله للغائب و التأخر و هؤلء هم الؤلفون .و التآليف بي العوال البشرية
و المم النسانية كثي ،و منتقلة ف الجيال و العصار و تتلف باختلف الشرائع و اللل و
الخبار عن المم و الدول .و أما العلوم الفلسفية ،فل اختلف فيها ،لنا إنا تأت على نج
وا حد ،في ما تقتض يه الطبي عة الفكر ية ،ف ت صور الوجودات على ما هي عل يه ،ج سمانيها و
روحانيهسا و فلكيهسا و عنصسريها و مردهسا و مادتاس .فإن هذه العلوم ل تتلف ،و إناس يقسع
الختلف ف العلوم الشرع ية لختلف اللل ،أو التاري ية لختلف خارج ال ب .ث الكتا بة
متل فة باصطلحات الب شر ف رسومها و أشكال ا ،و يسمى ذلك قل ما و خطا .فمنها الط
الميي ،و يسمى السند ،و هو كتابة حي و أهل اليمن القدمي ،و هو يالف كتابة العرب
التأخر ين من م ضر ،ك ما يالف لغت هم .و إن ال كل عرب يا .إل أن مل كة هؤلء ف الل سان و
العبارة غي ملكة أولئك .و لكل منهما قواني كلية مستقرأة من عبارتم غي قواني الخرين.
و ربا يغلط ف ذلك من ل يعرف ملكات العبارة .و منها الط السريان ،و هو كتابة النبط و
الكلدانيي .و ربا يزعم بعض أهل الهل أنه الط الطبيعي لقدمه فإنم كانوا أقدم المم ،و
هذا وهم ،و مذ هب عا مي .لن الفعال الختيارية كلها ليس شيء من ها بالط بع ،و إنا هو
يستمر بالقدي و الران حت يصي ملكة راسخة ،فيظنها الشاهد طبيعية كما هو رأي كثي من
البلداء ف اللغة العربية ،فيقولون :العرب كانت تعرب بالطبع و تنطق بالطبع .و هذا وهم .و
منها الط العبان الذي هو كتابة بن عابر بن شال من بن إسرائيل و غيهم .و منها الط
اللطين ،خط اللطينيي من الروم ،و لم أيضا لسان متص بم .و لكل أمة من المم اصطلح
ف الكتاب يعزى إليها و يتص با .مثل الترك و الفرنج و النود و غيهم .و إنا وقعت العناية
بالقلم الثلثة الول .أما السريان فلقدمه كما ذكرنا ،و أما العرب و العبي فلتنل القرآن و
التوراة ب ما بل سانما .و كان هذان الطان بيا نا لتلوه ا ،فوق عت العنا ية بنظومه ما أول و
انب سطت قوان ي لطراد العبارة ف تلك الل غة على أ سلوبا لتف هم الشرائع التكليف ية من ذلك
الكلم الربان .و أما اللطين فكان الروم ،و هم أهل ذلك اللسان ،لا أخذوا بدين النصرانية،
و هو كله من التوراة ،كما سبق ف أول الكتاب ،ترجوا التوراة و كتب النبياء السرائيليي
إل لغت هم ،ليقتن صوا من ها الحكام على أ سهل الطرق .و صارت عنايت هم بلغت هم و كتابت هم
آ كد من سواها .و أ ما الطوط الخرى فلم ت قع ب ا عنا ية ،و إن ا هي ل كل أ مة ب سب
ا صطلحها .ث إن الناس ح صروا مقا صد التآل يف ال ت ينب غي اعتماد ها و إلغاء ما سواها،
فعدوها سبعة:
أولا :استنباط العلم بوضوعه و تقسيم أبوابه و فصوله و تتبع مسائله ،أو استنباط مسائل و
مباحث تعرض للعال الحقق و يرص على إيصاله بغيه ،لتعم النفعة به فيودع ذلك بالكتاب
ف ال صحف ،ل عل التأ خر يظ هر على تلك الفائدة ،ك ما و قع ف ال صول ف الف قه .تكلم
الشافعى أول ف الدلة الشرعية اللفظية و لصها ،ث جاء النفية فاستنبطوا مسائل القياس و
استوعبوها ،و انتفع بذلك من بعدهم إل الن.
و ثانيها :أن يقف على كلم الولي و تآليفهم فيجدها مستغلقة على الفهام و يفتح ال له ف
فهمها فيحرص على إبانة ذلك لغيه من عساه يستغلق عليه ،لتصل الفائدة لستحقها .و هذه
طريقة البيان لكتب العقول و النقول ،و هو فصل شريق.
و ثالث ها :أن يع ثر التأ خر على غلط أو خ طأ ف كلم التقدم ي م ن اشت هر فضله و ب عد ف
الفادة صيتة ،و ي ستوثق ف ذلك بالبهان الوا ضح الذي ل مد خل لل شك ف يه ،فيحرص على
إيصسال ذلك لنس بعدة ،إذ قسد تعذر موه و نزعسه بانتشار التآليسف فس الفاق و العصسار ،و
شهرة الؤلف و وثوق الناس بعارفه ،فيودع ذلك الكتاب ليقف على بيان ذلك.
و رابع ها :أن يكون ال فن الوا حد قد نق صت م نه م سائل أو ف صول ب سب انق سام موضو عه
فيق صد الطلع على ذلك أن يت مم ما ن قص من تلك ال سائل ليك مل ال فن بكمال م سائله و
فصوله ،و ل يبقى للنقص فيه مال.
و خامسها :أن تكون مسائل العلم قد وقعت غي مرتبة ف أبوابا و ل منتظمة ،فيقصد الطلع
على ذلك أن يرتب ها و يهذب ا ،و ي عل كل م سئلة ف باب ا ،ك ما و قع ف الدو نة من روا ية
سحنون عن ابن القاسم ،و ف العتبية من رواية العتب عن أصحاب مالك ،فإن مسائل كثية
من أبواب الفقه منها قد وقعت ف غي بابا فهذب ابن أب زيد الدونة و بقيت العتبية غي
مهذبة .فنجد ف كل باب مسائل من غيه .و استغنوا بالدونة و ما فعله ابن أب زيد فيها و
البادعي من بعده.
و سادسها :أن تكون مسائل العلم مفرقة ف أبوابا من علوم أخرى فيتنبه بعض الفضلء إل
موضوع ذلك ال فن و ج يع م سائله ،فيف عل ذلك ،و يظ هر به فن ينظ مه ف جلة العلوم ال ت
ينتحل ها الب شر بأفكار هم ،ك ما و قع ف علم البيان .فإن ع بد القا هر الرجا ن و أ با يو سف
السكاكي وجدا مسائله مستقرية ف كتب النحو و قد جع منها الاحظ ف كتاب البيان و
التبيي مسائل كثية ،تنبه الناس فيها لوضوع ذلك العلم و انفراده عن سائر العلوم ،فكتبت ف
ذلك تأليفهم الشهورة ،و صارت أصول ل فن البيان ،و لقنها التأخرون فأربوا فيها على كل
متقدم.
و سابعها :أن يكون الشيء من التآليف الت هي أمهات للفنون مطول مسهبا فيقصد بالتآليف
تلخيسص ذلك ،بالختصسار و الياز و حذف التكرر ،إن وقسع ،مسع الذر مسن حذف
الضروري لئل يل بقصد الؤلف الول.
فهذه جاع القاصد الت ينبغي اعتمادها بالتأليف و مراعاتا .و ما سوى ذلك ففعل غي متاج
إل يه و خ طأ عن الادة ال ت يتع ي سلوكها ف ن ظر العقلء ،م ثل انتحال ما تقدم لغيه من
التآل يف أن ين سبه إل نف سه بب عض تلب يس ،من تبد يل اللفاظ و تقد ي التأ خر و عك سه ،أو
يذف ما يتاج إليه ف الفن أو يأت با ل يتاج إليه ،أو يبدل الصواب بالطأ ،أو يأت با ل
فائدة ف يه .فهذا شأن ال هل و الق حة .و لذا قال أر سطو ،ل ا عدد هذه القا صد ،و انت هى إل
آخر ها فقال :و ما سوى ذلك فف صل أو شره ،يع ن بذلك ال هل و الق حة .نعوذ بال من
العمل ف ما ل ينبغي للعاقل سلوكه .و ال يهدي للت هي أقوم.
الفصل السابع و الثلثون :ف وجه الصواب ف تعليم العلوم و طريق إفادته
اعلم أن تلقي العلوم للمتعلمي إنا يكون مفيدا إذا كان على التدريج شيئا فشيئا و قليل قليل
يلقى عليه أول مسائل من كل باب من الفن هي أصول ذلك الباب .و يقرب له ف شرحها
على سبيل الجال و يرا عى ف ذلك قوة عقله وا ستعداده لقبول ما يرد عل يه ح ت ينت هي إل
آ خر ال فن و ع ند ذلك ي صل له مل كة ف ذلك العلم إل أن ا جزئ ية و ضعي فة .و غايت ها أن ا
هيأته لفهم الفن و تصيل مسائله .ث يرجع به إل الفن ثانية فيفعه ف التلقي عن تلك الرتبة
إل أعلى منها و يستوف الشرح و البيان و يرج عن الجال و يذكر له ما هنالك من اللف
و وجهه إل أن ينتهي إل آخر الفن فتجود ملكته .ث يرجع به و قد شد فل يترك عويصا و ل
مه ما و ل مغل قا إل وض حه و ف تح له مقفله فيخلص من ال فن و قد ا ستول على ملك ته هذا
وجه التعليم الفيد و هو كما رأيت إنا يصل ف ثلثا تكرارات .و قد يصل للبعض ف أقل
من ذلك ب سب ما يلق له و يتي سر عل يه و قد شاهد نا كثيا من العلم ي لذا الع هد الذي
أدرك نا يهلون طرق التعل يم و إفادا ته و يضرون للمتعلم ف أول تعلي مه ال سائل القفلة من
العلم و يطالبو نه بإحضار ذه نه ف حل ها و ي سبون ذلك مرا نا على التعل يم و صوابا ف يه و
يكلفونه رعي ذلك و تصيله و يلطون عليه با يلقون له من غايات الفنون ف مبادئها و قبل
أن يستعد لفهمها فإن قبول العلم و الستعدادات لفهمه تنشأ تدريا و يكون التعلم أول المر
عاجزا عن الفهم بالملة إل ف القل و على سبيل التقريب و الجال والمثال السنة .ث ل
يزال الستعداد فيه يتدرج قليل قليل بخالفة مسائل ذلك الفن و تكرارها عليه و النتقال فيها
من التقريب إل الستيعاب الذي فوقه ،حت تتم اللكة ف الستعداد ث ف التحصيل و ييط
هو بسائل الفن و إذا ألقيت عليه الغايات ف البداءات و هو حينئذ عاجز عن الفهم و الوعي
و بعيد عن الستعداد له كل ذهنه عنها و حسب ذلك من صعوبة العلم ف نفسه فتكاسل عنه
و انرف عن قبوله و تادى ف هجرانه .و إنا إل ذلك من سوء التعليم .و ل ينبغي للمعلم أن
يز يد متعل مه على ف هم كتا به الذي أ كب على التعل يم م نه ب سب طاق ته و على ن سبة قبوله
للتعل يم مبتدئا كان أو منته يا و ل يلط م سائل الكتاب بغي ها ح ت يع يه من أوله إل أخره و
يصل أغراضه و يستول منه على ملكة با ينفذ ف غيه .لن التعلم إذا حصل ملكة ما ف
علم من العلوم ا ستعد ب ا لقبول ما ب قي و ح صل له نشاط ف طلب الز يد و النهوض إل ما
فوق حت يستول على غايات العلم و إذا خلط عليه المر عجز عن الفهم و أدركه الكلل و
انط مس فكره و يئس من التحصيل و هجر العلم و التعليم .و ال يهدي من يشاء .و كذلك
ينبغي لك أن ل تطول على التعلم ف الفن الواحد بتفريق الجالس و تقطيع ما بينها لنه ذريعة
إل الن سيان و انقطاع م سائل ال فن بعض ها من ب عض فيع سر ح صول الل كة بتفريق ها .و إذا
كانت أوائل العلم و أواخره حاضرة عند الفكرة مانبة للنسيان كانت اللكة أيسر حصول و
أحكم ارتباطا و أقرب صنعة لن اللكات إنا تصل بتتابع الفعل و تكراره و إذا تنوسي الفعل
تنو سيت الل كة الناشئة ع نه .و ال علم كم ما ل تكونوا تعلمون .و من الذا هب الميلة و
الطرق الواج بة ف التعل يم أن ل يلط على التعلم علمان م عا فإ نه حينئذ قل أن يظ فر بوا حد
منهما لا فيه من تقسيم البال و انصرافه عن كل واحد منهما إل تفهم الخر فيستغلقان معا و
ي ستصعبان و يعود منه ما بالي بة .و إذا تفرغ الف كر لتعل يم ما هو ب سبيله مقت صرا عل يه فرب ا
كان ذلك أجدر لتحصسيله و ال سسبحانه و تعال الوفسق للصسواب .و اعلم أيهسا التعلم أنس
أت فك بفائدة ف تعل مك فإن تلقيت ها بالقبول و أم سكتها ب يد ال صناعة ظفرت بك ن عظ يم و
ذخية شريفة و أقدم لك مقدمة تعينك ف فهمها و ذلك أن الفكر النسان طبيعة مصوصة
فطرها ال كما فطر سائر مبتدعاته و هو وجدان حركة للنفس ف البطن الوسط من الدماغ.
تارة يكون مبدأ للفعال النسسانية على نظام و ترتيسب و تارة يكون مبدأ لعلم مسا ل يكسن
حاصل بأن يتوجه إل الطلوب .و قد يصور طرفيه يروم نفيه أو إثباته فيلوح له الوسط الذي
يمع بينهما أسرع من لح البصر إن كان واحدا .أو ينتقل إل تصيل آخر إن كان متعددا و
ي صي إل الظ فر بطلو به هذا شأن هذه الطبي عة الفكر ية ال ت ت يز ب ا الب شر من ب ي سائر
اليوانات .ث الصناعة النطقية هي كيفية فعل هذه الطبيعة الفكرية النظرية تصفه لتعلم سداده
من خطئه و أنا و إن كان الصواب لا ذاتيا إل أنه قد يعرض لا الطأ ف القل من تصور
الطرف ي على غ ي صورتما من اشتباه اليئات ف ن ظم القضا يا و ترتيب ها للنتاج فتع ي الن طق
للتخلص من ورطة هذا الفساد إذا عرض .فالنطق إذا أمر صناعي مساوق للطبيعة الفكرية و
منطبق على صورة فعلها و لكونه أمرا صناعيا استغن عنه ف الكثر .و لذلك تد كثيا من
فحول النظار ف الليقة يصلون على الطالب ف العلوم دون صناعة علم النطق و ل سيما مع
صدق النية و التعرض لرحة ال تعال فإن ذلك أعظم معن .و يسلكون بالطبيعة الفكرية على
سدادها فيفضي بالطبع إل حصول الوسط و العلم بالطلوب كما فطرها ال عليه .ث من دون
هذا ال مر ال صناعي الذي هو الن طق مقد مة أخرى من التعلم و هي معر فة اللفاظ و دللت ها
على العان الذهنية تردها من مشافهة الرسوم بالكتاب و مشافهة اللسان بالطاب .فلبد أيها
التعلم من ماوزتك هذه الجب كلها إل الفكر ف مطلوبك .فأول :دللة الكتابة الرسومة
على اللفاظ القولة و هي أخف ها ث دللة اللفاظ القولة على العا ن الطلو بة ث القوان ي ف
ترتيب العان للستدلل ف قوالبها العروفة ف صناعة النطق .ث تلك العان مردة ف الفكر
اشتراطا يقتنص با الطلوب بالطبيعة الفكرية بالتعرض لرحة ال و مواهبه .و ليس كل أحد
يتجاوز هذه الراتب بسرعة و ل يقطع هذه الجب ف التعليم بسهولة ،بل ربا وقف الذهن
ف حجب اللفاظ بالناقشات أو عثر ف اشتراك الدلة بشغب الدال و الشبهات و قعد عن
ت صيل الطلوب .و ل ي كد يتخلص من تلك الغمرة إل قليل م ن هداه ال .فإذا ابتل يت ب ثل
ذلك و عرض لك ارتباك فس فهمسك أو تشغيسب بالشبهات فس ذهنسك فاطرح ذلك و انتبسذ
حجسب اللفاظ و عوائق الشبهات و أترك المسر الصسناعي جلة و اخلص إل فضاء الفكسر
ال طبيعي الذي فطرت عل يه .و سرح نظرك ف يه و فرغ ذه نك ف يه للغوص على مرا مك م نه
واضعا لا حيث وضعها أكابر النظار قبلك مستعرضا للفتح من ال كما فتح عليهم من ذهنهم
من رحته و علمهم ما ل يكونوا يعلمون .فإذا فعلت ذلك أشرقت عليك أنوار الفتح من ال
بالظفر بطلوبك و حصل المام الوسط الذي جعله ال من مقتضيات هذا الفكر و نظره عليه
كما قلناه و حينئذ فارجع به إل قوالب الدلة و صورها فأفرغه فيها و وفه حقه من القانون
الصسناعي ثس اكسسه صسور اللفاظ و أبرزة إل عال الطاب و الشافهسة وثيسق العرى صسحيح
البنيان .و أما إن وقفت عند الناقشة و الشبهة ف الدلة الصناعية و تحيص صوابا من خطئها
و هذه أمور صناعية وضع ية ت ستوي جهات ا التعددة و تتشا به ل جل الو ضع وال صطلح فل
تتميز جهة الق منها إذ جهة الق إنا تستبي إذا كانت بالطبع فيستمر ما حصل من الشك و
الرتياب و ت سدل ال جب على الطلوب و تق عد بالنا ظر عن ت صيله .و هذا شأن الكثر ين
من النظار و التأخرين سيما من سبقت له عجمة ف لسانه فربطت عن ذهنه و من حصل له
شغب بالقانون النطقي تعصب له فاعتقد أنه الذريعة إل إدراك الق بالطبع فيقع ف الية بي
شبه الدلة و شكوكها و ل يكاد يلص منها .و الذريعة إل إدراك الق بالطبع إنا هو الفكر
ال طبيعي ك ما قلناه إذا جرد عن ج يع الوهام و تعرض النا ظر ف يه إل رح ة ال تعال و أ ما
النطق فإنا هو واصف لفعل هذا الفكر فيساوقه ف الكثر .فاعتب ذلك و استمطر رحة ال
تعال مت أعوزك فهم السائل تشرق عليك أنواره باللام إل الصواب .و ال الادي إل رحته
و ما العلم إل من عند ال.
الفصل الثامن و الثلثون :ف أن العلوم اللية ل توسع فيها النظار و ل تفرع السائل
اعلم أن العلوم التعارفة بي أهل العمران على صنفي :علوم مقصودة بالذات كالشرعيات من
التفسي و الديث و الفقه و علم الكلم و كالطبيعيات و الليات من الفلسفة ،و علوم هي
وسيلة آلية بذه العلوم كالعربية و الساب و غيها للشرعيات كالنطق للفلسفة .و ربا كان
آلة لعلم الكلم و لصول الفقه على طريقة التأخرين فأما العلوم الت هي مقاصد فل حرج ف
توسعة الكلم فيها و تفريع السائل و استكشاف الدلة و النظار فإن ذلك يزيد طالبها تكنا
ف ملكته و إيضاحا لعانيها القصودة .و أما العلوم الت هي آلة لغيها مثل العربية و النطق و
أمثالما فل ينبغي أن ينظر فيها إل من حيث هي آلة لذلك الغي فقط .و ل يوسع فيها الكلم
و ل تفرع ال سائل لن ذلك يرج ل ا عن الق صود إذ الق صود من ها ما هي آلة له ل غ ي.
فكلما خرجت عن ذلك خرجت ف القصود و صار الشتغال با لغوا مع ما فيه من صعوبة
ال صول على ملكت ها بطول ا و كثرة فروع ها .و رب ا يكون ذلك عائ قا عن ت صيل العلوم
القصودة بالذات لطول وسائلها مع أن شأنا أهم و العمر يقصر عن تصيل الميع على هذه
الصورة فيكون الشتغال بذه العلوم اللية تضييعا للعمر و شغل با ل يغن .و هذا كما فعل
التأخرون ف صناعة النحو و صناعة النطق و أصول الفقه لنم أوسعوا دائرة الكلم فيها و
أكثروا من التفاريع و الستدللت با أخرجها عن كونا آلة و صيها من القاصد و ربا يقع
في ها لذلك أنظار و م سائل ل حا جة ب ا ف العلوم الق صودة فهي من نوع الل غو و هي أي ضا
مضرة بالتعلم ي على الطلق لن التعلم ي اهتمام هم بالعلوم الق صودة أك ثر من اهتمام هم
بوسسائلها فإذا قطعوا العمسر فس تصسيل الوسسائل فمتس يظفرون بالقاصسد ؟ فلهذا يبس على
العلمي لذه العلوم اللية أن ل يستجيوا ف شأنا و ل يستكثروا من مسائلها و ينبهوا التعلم
على الغرض منها و يقفوا به عنده .فمن نزعت به هته بعد ذلك إل شيء من التوغل و رأى
من نفسه قياما بذلك و كفاية به فليق له ما شاء من الراقي صعبا أو سهل و كل ميسر لا
خلق له.
الف صل التا سع و الثلثون :ف تعل يم الولدان و اختلف مذا هب الم صار ال سلمية ف
طرقه
اعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعار الدين أخذ به أهل اللة و درجوا عليه ف جيع أمصارهم
لاس يسسبق فيسه إل القلوب مسن رسسوخ اليان و عقائده مسن آيات القرآن و بعسض متون
الحاديث .و صار القرآن أصل التعليم الذي ينبن عليه ما يصل بعد من اللكات .و سبب
ذلك أن التعليسم فس الصسفر أشسد رسسوخا و هسو أصسل لاس بعده لن السسابق الول للقلوب
كالسساس و للملكات .و على حسسب السساس و أسساليبه يكون حال مسن ينبنس عليسه .و
اختل فت طرق هم ف تعل يم القرآن للولدان باختلف هم باعتبار ما ين شأ عن ذلك التعل يم من
اللكات .فأ ما أ هل الغرب فمذهب هم ف الولدان القت صار على تعل يم القرآن ف قط ،و أخذ هم
أثناء الدارسة بالرسم و مسائله و اختلف حلة القرآن فيه ل يلطون ذلك بسواه ف شيء من
مالس تعليمهم ل من حديث و ل من فقه و ل من شعر و ل من كلم العرب إل أن يذق
ف يه أو ينق طع دو نه فيكون انقطاعه ف الغالب انقطا عا عن العلم بالملة .و هذا مذهب أهل
الم صار بالغرب و من تبع هم من قرى الببر ،أ مم الغرب ف ولدان م إل أن ياوزوا حد
البلوغ إل الشبيبة .و كذا ف الكبي إذا رجع مدارسة القرآن بعد طائفة من عمره .فهم لذلك
أقوم على ر سم القرآن و حف ظه من سواهم .و أ ما أ هل الندلس فمذهب هم تعل يم القرآن و
الكتاب من حيث هو ،و هذا هو الذي يراعونه ف التعليم .إل أنه لا كان القرآن أصل ذلك و
أسه و منبع الدين و العلوم جعلوه أصل ف التعليم .فل يقتصرون لذلك عليه فقط بل يلطون
ف تعليم هم للولدان روا ية الش عر ف الغالب و التر سل و أخذ هم بقوان ي العرب ية و حفظها و
تو يد ال ط و الكتاب .و ل ت تص عنايت هم ف التعل يم بالقرآن دون هذه ،بل عنايت هم ف يه
بالط أكثر من جيعها إل أن يرج الولد من عمر البلوغ إل الشبيبة و قد شدا بعض الشيء
ف العربية و الشعر و البصر بما و برز ف الط و الكتاب و تعلق بأذيال العلم على الملة لو
كان فيها سند لتعليم العلوم .لكنهم ينقطعون عن ذلك لنقطاع سند التعليم ف آفاقهم و ل
يصسل بأيديهسم إل مسا حصسل مسن ذلك التعليسم الول .و فيسه كفايسة لنس أرشده ال تعال و
استعداد إذا وجد العلم .و أما أهل أفريقية فيخلطون ف تعليمهم للولدان القرآن بالديث ف
الغالب و مدارسسة قوانيس العلوم و تلقيس بعسض مسسائلها إل أن عنايتهسم بالقرآن و اسستنظار
الولدان إياه و وقوف هم على اختلف روايا ته و قراءا ته أك ثر م ا سواه و عنايت هم بال ط ت بع
لذلك .و بالملة فطريقهم ف تعليم القرآن أقرب إل طريقة أهل الندلس لن سند طريقتهم
ف ذلك مت صل بشي خة الندلس الذ ين أجازوا ع ند تغلب الن صارى على شرق الندلس ،و
استقروا بتونس و عنهم أخذ ولدانم بعد ذلك .و أما أهل الشرق فيخلطون ف التعليم كذلك
على ما يبلغ نا و ل أدري ب عنايت هم من ها .و الذي ين قل ل نا أن عنايت هم بدرا سة القرآن و
صحف العلم و قوانينه ف زمن الشبيبة و ل يلطون بتعليم الط بل لتعليم الط عندهم قانون
و معلمون له على انفراده كما تتعلم سائر الصنائع و ل يتداولونا ف مكاتب الصبيان .و إذا
كتبوا لم اللواح فبخط قاصر عن الجادة و من أراد تعلم الط فعلى قدر ما يسنح له بعد
ذلك من المة ف طلبه و يبتغيه من أهل صنعته .فأما أهل أفريقية والغرب فأفادهم القتصار
على القرآن القصور عن ملكة اللسان جلة و ذلك أن القرآن ل ينشأ عنه ف الغالب ملكة لا
أن الب شر م صروفون عن التيان بثله ف هم م صروفون لذلك عن ال ستعمال على أ ساليبه و
الحتذاء با .و ل يس ل م مل كة ف غ ي أ ساليبه فل ي صل ل صاحبه ملكة ف الل سان العرب و
ح ظه المود ف العبارات و قلة الت صرف ف الكلم .و رب ا كان أ هل أفريق ية ف ذلك أخف
من أهل الغرب با يلطون ف تعليمهم القرآن بعبارات العلوم ف قوانينها كما قلناه فيقتدرون
على شيء من التصرف و ماذاة الثل بالثل إل أن ملكتهم ف ذلك قاصرة عن البلغة كما
سيأت ف فصله .و أما أهل الندلس فأفادهم التفنن ف التعليم و كثرة رواية الشعر و الترسل و
مدارسة العربية من أول العمر ،حصول ملكة صاروا با أعرف ف اللسان العرب .و قصروا ف
سائر العلوم لبعد هم عن مدار سة القرآن و الد يث الذي هو أ صل العلوم و أ ساسها .فكانوا
لذلك أ هل حظ و أدب بارع أو مق صر على ح سب ما يكون التعل يم الثا ن من ب عد تعل يم
ال صب .و ل قد ذ هب القا ضي أ بو ب كر بن العرب ف كتاب رحل ته إل طري قة غري بة ف و جه
التعل يم وأعاد ف ذلك و أبدأ و قدم تعليم العرب ية و الش عر على سائر العلوم كما هو مذهب
أ هل الندلس .قال :لن الش عر ديوان العرب و يد عو على تقدي ه و تعل يم العرب ية ف التعل يم
ضرورة فساد اللغة ث ينتقل منه إل الساب فيتمرن فيه حت يرى القواني ث ينتقل إل درس
القرآن فإنه يتيسر عليك بذه القدمة .ث قال :و يا غفلة أهل بلدنا ف أن يؤخذ الصب بكتاب
ال ف أوامره يقرأ مال يفهم و ينصب ف أمر غيه أهم ما عليه منه .ث قال ينظر ف أصول
الدين ث أصول الفقه ث الدل ث الديث و علومه ،و نى مع ذلك أن يلط ف التعليم علمان
إل أن يكون التعلم قابل لذلك بودة الفهسم و النشاط .هذا مسا أشار إليسه القاضسي أبسو بكسر
رح ه ال و هو لعمري مذ هب ح سن إل أن العوائد ل ت ساعد عل يه و هي أملك بالحوال و
وجه ما اختصت به العوائد من تقدم دراسة القرآن إيثارا للتبك و الثواب ،و خشية ما يعرض
للولد ف جنون ال صب من الفات و القوا طع عن العلم فيفو ته القرآن ،ل نه ما دام ف ال جر
منقاد للح كم .فإذا تاوز البلوغ و ان ل من ربقة القهر فرب ا عصفت به رياح الشبيبة فألقته
بساجل البطالة فيغتنمون ف زمان الجر و ربقة الكم تصيل القرآن لئل يذهب خلوا منه .و
لو حصسل اليقيس باسستمراره فس طلب العلم و قبوله التعليسم لكان هذا الذهسب الذي ذكره
القاضي أول ما أخذ به أهل الغرب و الشرق .و لكن ال يكم ما يشاء ل معقب لكمه.
الفصل الربعون :ف أن الشدة على التعلمي مضرة بم
و ذلك أن إرهاف الد بالتعليم مضر بالتعلم سيما ف أصاغر الولد لنه من سوء اللكة .و من
كان مرباه بالع سف و الق هر من التعلم ي أو المال يك أو الدم سطا به الق هر و ض يق عن
النفس ف انبساطها و ذهب بنشاطها و دعاه إل الكسل و حل على الكذب و البث و هو
التظاهر بغي ما ف ضميه خوفا من انبساط اليدي بالقهر عليه و علمه الكر و الديعة لذلك
و صسارت له هذه عادة و خلقسا و فسسدت معانس النسسانية التس له مسن حيسث الجتماع .و
التمرن و هسي الميسة و الدافعسة عسن نفسسه و منله .و صسار عيال على غيه فس ذلك بسل و
كسلت النفس عن اكتساب الفضائل و اللق الميل فانقبضت عن غايتها و مدى إنسانيتها
فارتكس و عاد ف أسفل السافلي .و هكذا وقع لكل أمة حصلت ف قبضة القهر و نال منها
الع سف و اع تبه ف كل من يلك أمره عل يه .و ل تكون الل كة الكافلة له رفي قة به .و ت د
ذلك في هم ا ستقراء و انظره ف اليهود و ما ح صل بذلك في هم من خلق ال سوء ح ت إن م
يو صفون ف كل أ فق .و ع صر بالرج و معناه ف ال صطلح الشهور التخا بث و الك يد و
سببه ما قلناه .فينبغي للمعلم ف متعلمه و الوالد ف ولده أن ل يستبدا عليهما ف التأديب .و
قد قال ممد بن أب زيد ف كتابه الذي ألفه ف حكم العلمي و التعلمي :ل ينبغي لؤدب
الصبيان أن يزيد ف ضربم إذا احتاجوا إليه على ثلثة أسواط شيئا .و من كلم عمر رضي
ال عنه :من ل يؤدبه الشرع ل أدبه ال .حرصا على صون النفوس عن مذلة التأديب و علما
بأن القدار الذي عينه الشرع لذلك أملك له فإنه أعلم بصلحته .و من أحسن مذاهب التعليم
ما تقدم به الرشيد لعلم ولده .قال خلف الحر :بعث إل الرشيد ف تأديب ولده ممد المي
فقال :يا أحر إن أمي الؤمني قد دفع إليك مهجة نفسه و ثرة قلبه فصي يدك عليه مبسوطة و
طاع ته لك واج بة و كن له ب يث وض عك أم ي الؤمن ي أقرئه القرآن و عر فه الخبار و روه
الشعار و علمه السنن و بصره بواقع الكلم و بدئه و امنعه من الضحك إل ف أوقاته و خذه
بتعظ يم مشا يخ ب ن ها شم إذا دخلوا عل يه و ر فع مالس القواد إذا حضروا مل سه .و ل ترن
بك ساعة إل و أ نت مغت نم فائدة تفيده إيا ها من غ ي أن تز نه فتم يت ذه نه .و ل ت عن ف
م سامته في ستجلي الفراغ و يأل فه .و قو مه ما ا ستطعت بالقرب واللي نة فإن أباه ا فعل يك
بالشدة و الغلظة .انتهى.
الف صل الادي و الربعون :ف أن الرحلة ف طلب العلوم و لقاء الشي خة مز يد كمال ف
التعلم
و ال سبب ف ذلك أن الب شر يأخذون معارف هم و أخلق هم و ما ينتحلون به من الذا هب و
الفضائل :تارة عل ما و تعلي ما و إلقاء و تارة ماكاة و تلقي نا بالباشرة .إل أن ح صول اللكات
عن الباشرة و التلقي أشد استحكاما و أقوى رسوخا .فعلى قدر كثرة الشيوخ يكون حصول
اللكات و رسوخها .و الصطلحات أيضا ف تعليم العلوم ملطة على التعلم حت لقد يظن
كث ي من هم أن ا جزء من العلم .و ل يد فع ع نه ذلك إل مباشر ته لختلف الطرق في ها من
العلميس .فلقاء أهسل العلوم و تعدد الشايسخ يفيده تييسز الصسطلحات باس يراه مسن اختلف
طرقهم فيها فيجرد العلم عنها و يعلم أنا أناء تعليم و طرق توصل و تنهض قواه إل الرسوخ
و ال ستحكام ف الكان و ت صحح معار فه و تيز ها عن سواها مع تقو ية ملك ته بالباشرة و
التلقي و كثرتما من الشيخة عند تعددهم و تنوعهم .و هذا لن يسر ال عليه طرق العلم و
الداية .فالرحلة ل بد منها ف طلب العلم لكتساب الفوائد و الكمال بلقاء الشايخ و مباشرة
الرجال .و ال يهدي من يشاء إل صراط مستقيم.
الفصال الراباع و الربعون :فا أن العجماة إذا سابقت إل اللساان قصارت بصااحبها فا
تصيل العلوم عن أهل اللسان العرب
و السر ف ذلك أن مباحث العلوم كلها إنا هي ف العان الذهنية و اليالية ،من بي العلوم
الشرعية ،الت هي أكثر مباحثها ف اللفاظ و مودها من الحكام التلقاة من الكتاب و السنة
و لغاتا الؤدية لا ،و هي كلها ف اليال ،و بي العلوم العقلية ،و هي ف الذهن .و اللغات إنا
هي ترجان ع ما ف الضمائر من تلك العا ن ،يؤدي ها ب عض إل ب عض بالشاف هة بالناظرة و
التعليم ،و مارسة البحث بالعلوم لتحصيل ملكاتا بطول الران على ذلك .و اللفاظ و اللغات
وسائط و حجب بي الضمائر ،و روابط و ختام بي العان .و لبد ف اقتياض تلك الضمائر
من العان من ألفاظها لعرفة دللتا اللغوية عليها ،و جودة اللكة لناظر فيها ،و إل فيعتاض
عليه اقتناصها زيادة على ما يكون ف مباحثها الذهنية من العتياص .و إذا كانت ملكته ف
تلك الدللت راسسخة ،بيسث يتبادر العانس إل ذهنسه مسن تلك اللفاظ عسن اسستعمالا ،أن
البدي هي والبلي ،زال ذاك الجاب بالملة ب ي العا ن و الف هم أو خف ،و ل ي بق إل معاناة
ما ف العان من الباحث فقط .هذا كله إذا كان التعاليم تلقينا و بالطاب و العبارة .و أما إن
احتاج التعلم إل الدرا سة و التقي يد بالكتاب و مشاف هة الر سوم الط ية من الدواو ين ب سائل
العلوم ،كان هنالك حجاب آ خر ب ي ال ط و ر سومه ف الكتاب ،و ب ي اللفاظ القولة ف
اليال .لن رسسوم الكتاب لاس دللة خاصسة على اللفاظ القولة .و مسا ل تعرف تلك الدللة
تعذرت معر فة العبارة .و إن عر فت بل كة قا صرة كا نت معرفت ها أي ضا قا صرة ،و يزداد على
الناظر و التعلم بذلك حجاب آخر بينه و بي مطلوبه ،من تصيل ملكات العلوم أعوص من
الجاب الول .و إذا كا نت ملك ته ف الدللة اللفظ ية و الط ية م ستحكمة ارتف عت ال جب
بينه و بي العان .و صار إنا يعان فهم مباحثها فقط .هذا شأن العان مع اللفاظ و الط
بالنسسبة إل كسل لغسة .و التعلمون لذلك فس الصسغر أشسد اسستحكاما للكاتمس ،ثس إن اللة
السلمية لا اتسع ملكها و اندرجت المم ف طيها و درست علوم الولي بنبوتا و كتابا،
و كانت أمية النعة و الشعار ،فأخذ اللك و العزة و سخرية المم لم بالضارة و التهذيب،
و صيوا علوم هم الشرع ية صناعة ،ب عد أن كا نت نقل ،فحد ثت في هم اللكات ،و كثرت
الدواو ين و التآل يف ،و تشوفوا إل علوم ال مم فنقلو ها بالترج ة إل علوم هم و أفرغو ها ف
قالب أنظارهم ،و جردوها من تلك اللغات العجمية إل لسانم و أربوا فيها على مداركهم،
و بقيست تلك الدفاتسر التس بلغتهسم العجميسة نسسيا منسسيا و طلل مهجورا و هباء منثورا .و
أصبحت العلوم كلها بلغة العرب ،و دواوينها السطرة بطهم ،و احتاج القائمون بالعلوم إل
معر فة الدللت اللفظ ية و الط ية ف ل سانم دون ما سواه من الل سن ،لدرو سها و ذهاب
العناية با .و قد تقدم لنا أن اللغة ملكة ف اللسال ،و كذا الط صناعة ملكتها ف اليد ،فإذا
تقد مت ف الل سان مل كة العج مة ،صار مق صرا ف الل غة العرب ية ،ل ا قدمناه من أن الل كة إذا
تقدمت ف صناعة بحل ،فقل أن ييد صاحبها ملكة ف صناعة أخرى ،و هو ظاهر .و إذا
كال مقصرا ف اللغة العربية و دللتا اللفظية و الطية اعتاص عليه فهم العان منها كما مر.
إل أن تكون مل كة العج مة ال سابقة ل ت ستحكم ح ي انت قل من ها إل العرب ية ،كأ صاغر أبناء
العجم الذين يربون مع العرب قبل أن تستحكم عجمتهم .فتكون اللغة العربية كأنا السابقة
لم ،و ل يكون عندهم تقصي ف فهم العان من العربية .و كذا أيضا شأن من سبق له تعلم
ال ط العج مي ق بل العر ب .و لذا ن د الكث ي من علماء العا جم ف درو سهم و مالس
تعليم هم يعدلون عن ن قل التفا سي من الك تب إل قراءت ا ظاهرا يففون بذلك عن أنف سهم
مؤونة بعض الجب ليقرب عليهم تناول العان .و صاحب اللكة ف العبارة و الط مستغن
عن ذلك ،بتمام ملك ته ،و إن صار له ف هم القوال من ال ط ،و العا ن من القوال كالبلة
الرا سخة ،و ارتف عت ال جب بي نه و ب ي العا ن .و رب ا يكون الدؤوب على التعل يم و الران
على اللغة ،و مارسة الط يفيضان لصاحبهما إل تكن اللكة ،كما نده ف الكثي من علماء
العا جم ،إل أنه ف النادر .و إذا قرن بنظيه من علماء العرب و أ هل طبق ته من هم ،كان باع
العرب أطول و ملكته أقوى ،لا عند الستعجم من الفتور بالعجمة السابقة الت يؤثر القصور
بالضرورة و ل يعترص ذلك باس تقدم بأن علماء السسلم أكثرهسم العجسم ،لن الراد بالعجسم
هنالك عجم النسب لتداول الضارة فيهم الت قررنا أنا سبب لنتحال الصنائع و اللكات و
من جلت ها العلوم .و أ ما عج مة الل غة فلي ست من ذلك و هي الرادة ه نا .و ل يعترض ذلك
أيضا ما كان لليونانيي ف علومهم من رسوخ القدم فأنم إنا تعلموها من لغتهم السابقة لم
و خط هم التعارف بين هم .و العج مي التعلم للعلم ف اللة ال سلمية يأ خذ العلم بغ ي ل سانه
الذي سبق إليه ،و من غي خطه الذي يعرف ملكته .فلهذا يكون له ذلك حجابا كما قلناه .و
هذا عام ف جيع أصناف أهل اللسان العجمي من الفرس و الروم و الترك و الببر و الفرنج.
و سائر من ليس من أهل اللسان العرب .و ف ذلك آيات للمتوسي.
علم الدب
هذا العلم ل موضع له ينظر ف إثبات عوارضه أو نفيها .و إنا القصود منة عند أهل اللسان
ثرتسه ،و هسي الجادة فس فنس النظوم و النثور ،على أسساليب العرب و مناحيهسم ،فيجمعون
لذلك من كلم العرب ما عساه تصل به الكلمة .من شعر عال الطبقة ،و سجع متساو ف
الجادة ،و مسائل من اللغة و النحو مبثوثة أثناء ذلك ،متفرقة ،يستقري منها الناظر ف الغالب
مع ظم قوان ي العرب ية ،مع ذ كر ب عض من أيام العرب يف هم به ما ي قع ف أشعار هم من ها .و
كذلك ذ كر ال هم من الن ساب الشهية و الخبار العا مة .و الق صود بذلك كله أن ل ي فى
على الناظر فيه شيء من كلم العرب و أساليبيهم و مناحي بلغتهم إذا تصفحه لنه ل تصل
اللكة من حفظه إل بعد فهمه فيحتاج إل تقدي جيع ما يتوقف عليه فهمة .ث إنم إذا أرادوا
حد هذا ال فن قالوا :الدب هو ح فظ أشعار العرب وأخبار ها و ال خذ من كل علم بطرف
يريدون من علوم اللسان أو العلوم الشرعية من حيث متونا فقط و هي القرآن و الديث .إذ
ل مدخل لغي ذلك من العلوم ف كلم العرب إل ما ذهب إليه التأخرون عند كلفهم بصناعة
البد يع من التور ية ف أشعار هم و تر سلهم بال صطلحات العلم ية فاحتاج صاحب هذا ال فن
حينئذ إل معرفة اصطلحات العلوم ليكون قائما على فهمها .و سعنا من شيوخنا ف مالسى
التعل يم أن أ صول هذا ال فن و أركا نه أرب عة دوار ين و هي أدب الكتاب ل بن قتي بة و كتاب
الكامل للمبد و كتاب البيان و التبيي للجاحظ و كتاب النوادر لب علي القال البغدادي .و
ما سوى هذه الربعة فتبع لا و فروع عنها .و كتب الحدثي ف ذلك كثية .و كان الغناء
ف الصدر الول من أجزاء هذا الفن لا هو تابع للشعر إذ الغناء إنا هو تلحينه .و كان الكتاب
و الفضلء من الواص ف الدولة العبا سية يأخذون أنف سهم به حر صا على ت صيل أ ساليب
الشعسر و فنونسه فلم ي كن انتحالة قادحسا فس العدالة و الروءة .و قد ألف القاضسي أ بو الفرج
الصبهان كتابه ف الغان جع فيه أخبار العرب و أشعارهم و أنسابم و أيامهم و دولتهم .و
جعسل مبناه على الغناء فس الائة صسوتا التس اختارهسا الغنون للرشيسد فاسستوعب فيسه ذلك أتس
استيعاب و أوفاه .و لعمري إنه ديوان العرب و جامع أشتات الحاسن الت سلفت لم ف كل
فن من فنون الش عر و التار يخ و الغناء و سائر الحوال و ل يعدل به كتاب ف ذلك في ما
نعل مه و هو الغا ية ال ت ي سمو إلي ها الد يب و ي قف عند ها و أ ن له ب ا .و ن ن الن نر جع
بالتحقيق على الجال فيما تكلمنا عليه من علوم اللسان .و ال الادي للصواب.
الفصل السادس و الربعون :ف أن اللغة ملكة صناعية
إعلم أن اللغات كلها ملكات شبيهة بالصناعة إذ هي ملكات ف اللسان للعبارة عن العان و
جودتا و تصورها بسب تام اللكة أو نقصانا .و ليس ذلك بالن ظر إل الفردات و إنا هو
بالنظر إل التراكيب .فإذا حصلت اللكة التامة ف تركيب اللفاظ الفردة للتعبي با عن العان
القصودة و مراعاة التأليف الذي يطبق الكلم على مقتضى الال بلغ التكلم حينئد الغاية من
إفادة مق صوده لل سامع و هذا هو مع ن البل غة .و اللكات ل ت صل إل بتكرار الفعال لن
الف عل ي قع أول و تعود م نه للذات صفة ث تتكرر فتكون حال .و مع ن الال أن ا صفة غ ي
راسخه ث يزيد التكرار فتكون ملكة أي صفة راسخة .فالتكلم من العرب حي كانت ملكته
الل غة العرب ية موجودة في هم يسمع كلم أ هل جيله و أ ساليبهم ف ماطبات م و كيف ية تعبيهم
عن مقاصدهم كما يسمع الصب استعمال الفردات ف معانيها فيلقنها أول ث يسمع التراكيب
بعد ها فيلقن ها كذلك .ث ل يزال ساعهم لذلك يتجدد ف كل ل ظة و من كل متكلم و
ا ستعماله يتكرر إل أن يض ي ذلك مل كة و صفة را سخة و يكون كأحد هم .هكذا ت صيت
الل سن و اللغات من ج يل إل ج يل و تعلم ها الع جم و الطفال .و هذا هو مع ن ما تقوله
العا مة من أن الل غة للعرب بالط بع أي بالل كة الول ال ت أخذت عن هم و ل يأخذو ها عن
غيهم .ث إنه لا فسدت هذه اللكة لضر بخالطتهم العاجم و سبب فسادها أن الناشئ من
ال يل صار ي سمع ف العبارة عن القا صد كيفيات أخرى غ ي الكيفيات ال ت كا نت للعرب
فيم يز ب ا عن مق صوده لكثرة الخالط ي للعرب من غي هم و ي سمع كيفيات العرب أي ضا
فاختلط عليه المر و أخذ من هذه وهذه فاستحدث ملكة و كانت ناقصة عن الول .و هذا
معن فساد اللسان العرب ،و لذا كانت لغة قريش أفصح اللغات العربية و أصرحها لبعدهم
عن بلد العجم من جيع جهاتم .ث من اكتنفهم من ثقيف و هذيل و خزاعة و بن كنانة
وغطفان و بن أسد و بن تيم .و أما من بعد عنهم من ربيعة و لم و جذام و غسان و إياد
و قضاعة و عرب اليمن الجاورين لمم الفرس و الروم و البشة فلم تكن لغتهم تامة اللكة
بخالطة العاجم .و على نسبة بعدهم من قريش كان الحتجاج بلغاتم ف الصحة و الفساد
عند أهل الصناعة العربية .و ال سبحانة و تعال أعلم و به التوفيق.
الفصل السابع و الربعون :ف أن لغة العرب لذا العهد مستقلة مغايرة للغة مصر و حي
و ذلك أنا ندها ف بيان القاصد و الوفاء بالدللة على سنن اللسان الضري و ل يفقد منها
إل دللة الركات على تع ي الفا عل من الفعول فاعتاضوا من ها بالتقد ي و التأخ ي و بقرائن
تدل على خصوصيات القاصد .إل أن البيان و البلغة ف اللسان الضري أكثر و أعرق ،لن
اللفاظ بأعيان ا دالة على العا ن بأعيان ا .و يب قى ما تقتض يه الحوال و ي سمى ب ساط الال
متا جا إل ما يدل عل يه .و كل مع ن ل بد و أن تكتن فه أحوال ت صه في جب أن تع تب تلك
الحوال ف تأد ية الق صود لن ا صفاته و تلك الحوال ف ج يع الل سن أك ثر ما يدل علي ها
بألفاظ تصها بالوضع .و أما ف اللسان العرب فإنا يدل عليها بأحوال و كيفيات ف تراكيب
اللفاظ و تأليفها من تقد ي أو تأخ ي أو حذف أو حر كة أعراب .و قد يدل علي ها بالروف
غ ي ال ستقلة .و لذلك تفاو تت طبقات الكلم ف الل سان العر ب ب سب تفاوت الدللة على
تلك الكيفيات ك ما قدمناه فكان الكلم العر ب لذلك أو جز و أ قل ألفا ظا و عبارة من ج يع
الل سن .و هذا مع ن قوله صلى ال عل يه و سلم :أوت يت جوا مع الكلم و اخت صر ل الكلم
اختصارا .و اعتب ذلك با يكى عن عيسى بن عمر و قد قال له بعض النحاة :إن أجد ف
كلم العرب تكرارا ف قول م :ز يد قائم و إن زيدا قائم و إن زيدا لقائم و الع ن وا حد .فقال
له :إن معانيها متلفة .فالول :لفادة الال الذهن من قيام زيد .و الثان :لن سعه فتردد فيه،
و الثالث لنس عرف بالصسرار على إنكاره فاختلفست الدللة باختلف الحوال .و مسا زالت
هذه البلغسة و البيان ديدن العرب و مذهبهسم لذا العهسد .و ل تلتفتس فس ذلك إل خرفشسة
النحاة أ هل صناعة العراب القا صرة مدارك هم عن التحق يق ح يث يزعمون أن البل غة لذا
العهد ذهبت و أن اللسان العرب فسد اعتبارا با وقع ف أواخر الكلم من فساد العراب الذي
يتدار سون قواني نه .و هي مقالة د سها التش يع ف طباع هم و ألقا ها الق صور ف أفئدت م و إل
فنحن ند اليوم الكثي من ألفاظ العرب ل تزل ف موضوعاتا الول و التعبي عن القاصد و
التعاون فيه بتفاوت البانة موجود ف كلمهم لذا العهد و أساليب اللسان و فنونه من النظم
و الن ثر موجودة ف ماطبات م و ف هم الط يب ال صقع ف مافل هم و مامع هم و الشا عر الفلق
على أساليب لغتهم .و الذوق الصحيح و الطبع السليم شاهدان بذلك .و ل يفقد من أحوال
الل سان الدون إل حركات العراب ف أوا خر الكلم ف قط الذي لزم ف ل سان م ضر طري قة
واحدة و مهيما معروفا و هو العراب .و هو بعض من أحكام اللسان .و إنا وقعت العناية
بلسان مضر لا فسد بخالطتهم العاجم حي استولوا على مالك العراق و الشام و مصر و
الغرب و صارت ملكته على غي الصورة الت كانت أول فانقلب لغة أخرى .و كان القرآن
منل به و الد يث النبوي منقول بلغ ته و ه ا أ صل الد ين و اللة فخ شي تنا سيهما و انغلق
الفهام عنه ما بفقدان الل سان الذي نزل به فاحت يج إل تدو ين أحكا مه و و ضع مقايي سه و
استباط قوانينه .و صار علما ذا فصول و أبواب و مقدمات و مسائل ساه أهله بعلم النحو و
صناعة العرب ية فأ صبح ف نا مفو ظا و عل ما مكتو با و سلما إل ف هم كتاب ال و سنة ر سوله
صلى ال عليه و سلم وافيا .و لعلنا لو اعتنينا بذا اللسان العرب لذا العهد و استقرينا أحكامه
نعتاض عن الركات العرابية ف دللتها بأمور أخرى موخودة فيه تكون با قواني تصها .و
لعلها تكون ف أواخره على غي النهاج الول ف لغة مضر فليست اللغات و ملكاتا مانا .و
لقد كان اللسان الضري مع اللسان الميي بذه الثابة و تغي عند مضر كثي من موضوعات
الل سان الميي و ت صاريف كلما ته .تش هد بذلك النقال الوجودة لدي نا خل فا ل ن يمله
القصسور على أناس لغسة واحدة و يلتمسس إجراء اللغسة المييسة على مقاييسس اللغسة الضريسة و
قوانينها كما يزعم بعضهم ف اشتقاق القيل ف اللسان الميي أنه من القول و كثي من أشباه
هذا و ليس ذلك بصحيح .و لغة حي لغة أخرى مغايرة للغة مضر ف الكثي من أوضاعها و
تصاريفها و حركات إعرابا كما هي لغة العرب لعهفدنا مع لغة مضر إل أن العناية بلسان
م ضر من أ جل الشري عة ك ما قلناه ح ل ذلك على ال ستنباط و ال ستقراء و ل يس عند نا لذا
العهد ما يملنا على مثل ذلك و يدعونا إليه .و ما وقع ف لغة هذا اليل العرب لذا العهد
حيث كانوا من القطار شأنم ف النطق بالقاف فإنم ل ينطقون با من مرج القاف عند أهل
المصار كما هو مذكور ف كتب العربية أنه من أقصى اللسان و ما فوقه من النك العلى.
و ما ينطقون ب ا أي ضا من مرج الكاف و إن كان أ سفل من مو ضع القاف و ما يل يه من
النك العلى كما هي بل ييئون با متوسطة بي الكاف و القاف و هو موجود للجيل أجع
حيث كانوا من غرب أو شرق حت صار ذلك علمة عليهم من بي المم و الجيال متصا
بم ل يشاركهم فيها غيهم .حت إن من يريد التقرب و النتساب إل اليل و الدخول فيه
ياكيهم ف النطق با .و عندهم أنه إنا يتميز العرب الصريح من الدخيل ف العروبية والضري
بالن طق بذه القاف .و يظ هر بذلك أن ا ل غة م ضر بعين ها فإن هذا ال يل الباق ي معظم هم و
رؤساؤهم شرقا و غربا ف ولد منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلن من سليم بن
منصور و من بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور .و هم لذا العهد
أكثر المم ف العمور و أغلبهم و هم من أعقاب مضر و سائر اليل معهم من بن كهلن ف
الن طق بذه القاف أ سوة .و هذه الل غة ل يبتدع ها هذا ال يل بل هي متوار ثة في هم متعاق بة و
يظهر من ذلك أنا لغة مضر الولي و لعلها لغة النب صلى ال عليه و سلم بعينها قد ادعى
ذلك فقهاء أ هل الب يت و زعموا أن من قرأ ف أم القرآن اهد نا ال صراط ال ستقيم بغ ي القاف
الت لذا اليل فقد لن و أفسد صلته و ل أدر من أين جاء هذا ؟ فإن لغة أهل المصار أيضا
ل يستحدثوها و إنا تناقلوها من لدن سلفهم و كان أكثرهم من مضر لا نزلوا المصار من
لدن الف تح .و أ هل ال يل أي ضا ل ي ستحدثوها إل أن م أب عد من مال طة العا جم من أ هل
المصار .فهذا يرجح فيما يوجد من اللغة لديهم أنه من لغة سلفهم .هذا مع اتفاق أهل اليل
كلهم شرقا و غربا ف النطق با و أنا الاصية الت يتميز با العرب من الجي و الضري .و
الظاهر أن هذه القاف الت ينطق با أهل اليل العرب البدوي هو من مرج القاف عند أولم
مسن أهسل اللغسة ،و أن مرج القاف متسسع ،فأوله مسن أعلى النسك و آخره ماس يلي الكاف.
فالن طق ب ا من أعلى ال نك ف ل غة المصار ،و الن طق با م ا يلي الكاف هي ل غة هذا ال يل
البدوي .و بذا يند فع ما قاله أ هل الب يت من ف ساد ال صلة بترك ها ف أم القرآن ،فإن فقهاء
المصار كلهم على خلف ذلك .و بعيد أن يكونوا أهلوا ذلك ،فوجهه ما قلناه .نعم نقول
إن الرجح و الول ما ينطق به أهل اليل البدوي لن تواترها فيهم كما قدمناه شاهد بأنا
ل غة ال يل الول من سلفهم ،و أن ا ل غة ال نب صلى ال عل يه و سلم .و ير جح ذلك أي ضا
ادغامهم لا ف الكاف لتقارب الخرجي .و لو كانت كما ينطق با أهل المصار من أصل
ال نك ،ل ا كا نت قري بة الخرج من الكاف ،و ل تد غم .ث إن أ هل العرب ية قد ذكروا هذه
القاف القري بة من الكاف ،و هي ال ت ين طق ب ا أ هل ال يل البدوي من العرب لذا الع هد ،و
جعلوها متوسطة بي مرجي القاف و الكاف .على أنا حرف مستقل ،و هو بعيد .و الظاهر
أنا من آخر مرج القاف لتساعه كما قلناه .ث إنم يصرحون باستهجانه و استقباحه كأنم
ل يصح عندهم أنا لغة اليل الول .و فيما ذكرناه من اتصال نطقهم با ،لنم إنا ورثوها
من سلفهم جيل بعد جيل ،و أنا شعارهم الاص بم ،دليل على أنا لغة ذلك اليل الول ،و
ل غة ال نب صلى ال عل يه و سلم ك ما تقدم ذلك كله .و قد يز عم زا عم أن هذه القاف ال ت
ينطق با أهل المصار ليست من هذا الرف ،و أنا إنا جاءت من مالطتهم للعجم ،و إنم
ينطقون با كذلك ،فليست من لغة العرب .و لكن القيس كما قدمناه من أنما حرف واحد
متسع الخرج .فتفهم ذلك .و ال الادي البي.
الفصل الثامن و الربعون :ف أن لغة أهل الضر والمصار لغة قائمة بنفسها للغة مضر
اعلم أن عرف التخاطب ف المصار و بي الضر ليس بلغة مضر القدية و ل بلغة أهل اليل
بل هي لغة أخرى قائمة بنفسها بعيدة عن لغة مضر و عن لغة هذا اليل العرب الذي لعهدنا و
هي عن لغة مضر أبعد .فأنا إنا لغة قائمة بنفسها فهو ظاهر يشهد له ما فيها من التغاير الذي
يعد عند صناعة أهل النحو لنا .و هي مع ذلك تتلف باختلف المصار ف اصطلحاتم
فلغة أهل الشرق مباينة بعض الشيء للغة أهل الغرب و كذا أهل الندلس عنهما و كل منهم
متوصل بلغته إل تأدية مقصوده و البانة عما ف نفسه .و هذا معن اللسان و اللغة .و فقدان
العراب ليس بضائر لم كما قلناه ف لغة العرب لذا الهد .و أما أنا أبعد عن اللسان الول
من ل غة هذا ال يل فلن الب عد عن الل سان إن ا هو بخال طة العج مة .ف من خالط الع جم أك ثر
كا نت لغ ته عن ذلك الل سان ال صلي أب عد لن الل كة إن ا ت صل بالتعل يم ك ما قلناه .و هذه
ملكة متزجة من اللكة الول الت كانت للعرب و من اللكة الثانية الت للعجم .فعلى مقدار
ما يسمعونه من العجم و يربون عليه يبعون عن اللكة الول .و اعتب ذلك ف أمصار أفريقية
و الغرب والندلس و الشرق .أ ما أفريق ية و الغرب فخال طت العرب في ها البابرة من الع جم
بوفور عمرانا بم و ل يكد يلو عنهم مضر و ل جيل فغلبت العجمة فيها على اللسان العرب
الذي كان لم و صارت لغة أخرى متزجة .و العجمة فيها أغلب لا ذكرناه فهي عن اللسان
الول أبعد .و كذا الشرق لا غلب العرب على أمه من فارس و الترك فخالطوهم و تداولت
بين هم لغات م ف الكرة و الفلح ي و ال سب الذ ين اتذوا خولً و دايات و أظآرا و مرا ضع
ففسدت لغتهم بفساد اللكة حت انقلبت لغة أخرى .و كذا أهل الندلس مع عجم الللقة و
الفرنة .و صار أهل المصار كلهم من هذه القاليم أهل لغة أخرى مصوصة بم تالف لغة
م ضر و يالف أي ضا بعض هم بع ضا ك ما نذكره و كأ نه ل غة أخرى ل ستحكام ملكت ها ف
أجيالم .و ال يلق ما يشاء و يقدر.
الف صل الثا ن و الم سون :ف أن أ هل الم صار على الطلق قا صرون ف ت صيل هذه
اللكة اللسانية الت تستفاد بالتعليم و من كان منهم أبعد عن اللسان العرب كان حصولا
له أصعب و أعسر
و السبب ف ذلك ما يسبق إل التعلم من حصول ملكة منافية للملكة الطلوبة با سبق إليه من
اللسان الضري الذي أفاد ته العج مة ح ت نزل ب ا الل سان عن ملك ته الول إل مل كة أخرى
هي لغة الضر لذا العهد .و لذا ند العلمي يذهبون إل السابقة بتعليم اللسان للولدان .و
تعتقد النحاة أن هذه السابقة بصناعتهم و ليس كذلك و إنا هي بتهليم هذه اللكة بخالطة
الل سان و كلم العرب .ن عم صناعة الن حو أقرب إل مال طة ذلك و ما كان من لغات أ هل
الم صار أعرق ف العج مة و أن عد عن ل سان م ضر ق صر ب صاحبه عن تعلم الل غة الضر ية و
حصول ملكتها لتمكن النافاة حينئذ .و اعتب ذلك ف أهل المصار .فأهل أفريقية و الغرب لا
كانوا أعرق ف العجمة و أبعد عن اللسان الول كان لم قصور تام ف تصيل ملكته بالتعليم.
و لقد نقل ابن الرفيق أن بعض كتاب القيوان كتب إل صاحب له :يا أخي و من ل عدمت
فقده أعلمن أبو سعيد كلما أنك كنت ذكرت أنك تكون مع الذين تأت و عاقنا اليوم فلم
يتهيأ لنا الروج .و أما أهل النل الكلب من أمر الشي فقد كذبوا هذا باطل ليس من هذا
حرفا واحدا .و كتاب إليك و أنا مشتاق إليك إن شاء ال .و هكذا كانت ملكتهم ف اللسان
الضري شبية با ذكرنا .و كذلك أشعارهم كانت بعيدة عن اللكة نازلة عن الطبقة و ل تزل
كذلك لذا العهد و لذا ما كان بأفريقية من مشاهي الشعراء إل ابن رشيق و ابن شرف .و
أك ثر ما يكون في ها الشعراء طارئ ي علي ها و ل تزل طبقت هم ف البل غة ح ت الن مائلة إل
الق صور .و أ هل الندلس أقرب من هم إل ت صيل هذه الل كة بكثرة معانات م و امتلئ هم من
الحفوظات اللغويسة نظمسا و نثرا .و كان فيهسم ابسن حيان الؤرخ إمام أ هل الصسناعة فس هذه
اللكة و رافع الراية لم فيها و ابن عبد ربه و السقطلي و أمثالم من شعراء ملوك الطوائف لا
زخرت فيها بار اللسان و الدب و تداول ذلك فيهم مئي من السني حت كان النفضاض
و اللء أيام تغلب الن صرانية .و شغلوا عن تعلم ذلك و تنا قص العمران فتنا قص لذلك شأن
الصنائع كلها فقصرت اللكة فيهم عن شأنا حت بلغت الضيض .و كان من آخرهم صال
بن شريف و مالك بن مرحل من تلميذ الطبقة الشبيليي بسبتة و كتاب دولة بن الحر ف
أولا .و ألقت الندلس أفلذ كبدها من أهل تلك اللكة باللء إل العدوة لعدوة الشبيلية إل
سبته و من شرقي الندلس إل أفريقية .و ل يلبثوا إل أن انقرضوا و انقطع سند تعليمهم ف
هذه الصناعة لعسر قبول العدوة لا و صعوبتها عليهم بعوج ألسنتهم و رسوخهم ف العجمة
الببرية و هي منافية لا قلناه .ث عادت اللكة من بعد ذلك إل الندلسس كما كانت و نم
با ابن بشرين و ابن جابر و ابن الياب و طبقتهم .ث إبراهيم الساحلي الطريي و طبقته و
قفا هم ا بن الطيب من بعد هم الالك لذا العهد شهيدا ب سعاية أعدائه .و كان له ف اللسان
ملكسة ل تدرك و اتبسع أثره تلميذه مسن بعده .و بالملة فشأن هذه اللكسة بالندلس أكثسر و
تعليمها أيسر و أسهل با هم عليه لذا العهد كما قدمناه من معاناة علوم اللسان و مافظتهم
عليها و على علوم الدب و سند تعليم ها .و لن أهل اللسان العجمي الذ ين تف سد ملكتهم
إنا هم طارئون عليهم .و ليست عجمتهم أصل للغة أهل الندلس و الببر ف هذه العدوة و
هم أهلها و لسانم لسانا إل ف المصار فقط .و هم منغمسون ف بر عجمتهم و رطانتهم
الببرية فيصعب عليهم تصيل اللكة اللسانية بالتعليم بلف أهل الندلس .و اعتب ذلك بال
أهل الشرق لعهد الدولة الموية و العباسية فكان شأنم شأن أهل الندلس ف تام هذه اللكة
و إجادتا لبعدهم لذلك العهد عن العاجم و مالطتهم إل ف القليل .فكان أمر هذه اللكة ف
ذلك العهسد أقوم و كان فحول الشعراء و الكتاب أوفسر لتوفسر العرب و أبنائهسم بالشرق .و
انظز ما اشتمل عليه كتاب الغان من نظمهم و نثرهم فإن ذلك الكتاب هو كتاب العرب و
ديوانم و فيه لغتهم و أخبارهم و أيامهم و ملتهم العربية وسيتم و آثار خلفائهم و ملوكهم
و أشعار هم و غناو هم و سائر معاني هم له فل كتاب أو عب م نه لحوال العرب .و ب قي أ مر
هذه اللكة مستحكما ف الشرق ف الدولتي و ربا كانت فيهم أبلغ من سواهم من كان ف
الاهلية كما نذكره بعد .حت تلشى أمر العرب و درست لغتهم و فسد كلمهم و انقضى
أثر هم و دولت هم و صار ال مر للعا جم و اللك ف أيدي هم و التغلب ل م .و ذلك ف دولة
الديلم و ال سلجوقية .و خالطوا أ هل الم صار و كثرو هم فامتلت الرض بلغات م .وا ستولت
العجمة على أهل المصار و الواضر حت بعدوا عن اللسان العرب و ملكته و صار متعلمها
من هم مق صرا عن ت صيلها .و على ذلك ن د ل سانم لذا الع هد ف ف ن النظوم و النثور و إن
كانوا مكثر ين م نه .و ال يلق ما يشاء و يتار و ال سبحانه و تعال أعلم و به التوف يق ل
رب سواه.
الفصل الرابع و المسون :ف أنه ل تتفق الجادة ف فن النظوم و النثور معا إل للقل
و ال سبب ف ذلك أ نه ك ما بيناه مل كة ف الل سان فإذا ت سبقت إل مله مل كة أخرى ق صرت
بال حل عن تام الل كة اللح قة .لن تام اللكات و ح صولا للطبائع ال ت على الفطرة الول
أسهل و أيسر .و إذا تقدمتها ملكة أخرى كانت منازعة لا ف الادة القابلة و عالقة عن سرعة
القبول فوقعت النافاة و تعذر التمام ف اللكة و هذا موجود به ف اللكات الصناعية كلها على
الطلق .و قد بره نا عل يه ف موض عه بن حو من هذا البهان .فاع تب مثله ف اللغات فإن ا
ملكات اللسان و هي بنلة الصناعة .و انظر من تقدم له شيء من العجمة كيف يكون قاصرا
ف اللسان العرب أبدا .فالعجمي الذي سبقت له اللغة الفارسية ل يستول على ملكة اللسان
العرب و ل يزال قاصرا فيه و لو تعلمه و علمه .و كذا الببري و الرومي .و الفرني قل أن
ت د أحدا من هم مك ما لل كة الل سان العر ب .و ما ذلك إل ل ا سبق إل أل سنتهم من مل كة
اللسان الخر حت إن طالب العلم من أهل هذه اللسن إذا طلبه بي أهل اللسان العرب جاء
مقصرا ف معارفه عن الغاية و التحصيل و ما أوت إل من قبل اللسان .و قد تقدم لك من قبل
أن الل سن و اللغات شبي هة بال صنائع .و قد تقدم لك أن ال صنائع و ملكات ا ل تزد حم .و أن
من سبقت له إجادة ف صناعة ف قل أن ي يد ف أخرى أو ي ستول في ها على الغا ية .و ال
خلقكم و ما تعملون.
الفصل الامس و المسون :ف صناعة الشعر و وجه تعلمه
هذا الفن من فنون كلم العرب و هو السمى بالشعر عندهم و يوجد ف سائر اللغات إل أننا
الن إنا نتكلم ف الشعر الذي للعرب .فإن أمكن أن تد فيه أهل اللسن الخرى مقصودهم
من كلمهم و إل فلكل لسان أحكام ف البلغة تصه .و هو ف لسان العرب غريب النعة
عزيز النحى إذ هو كلم مفصل قطعا قطعا متساوية ف الوزن متحدة ف الرف الخي من
كل قطعة و تسمى كل قطعي من هذه القطعات عندهم بيتا و ي سمى الرف الخي الذي
تتفق فيه رويا و قافية و يسمى جلة الكلم إل آخره قصيدة و كلمة .و ينفرد كل بيت منه
بإفادته ف تراكيبه حت كأنه كلم وحده مستقل عما قبله و ما بعده .و إذا أفرد كان تاما ف
بابه ف مدح أؤ تشبيب أو رثاء فيحرص الشاعر على إعطاء ذلك البيت ما يستقل ف إفادته.
ث ي ستأنف ف الب يت ال خر كل ما آ خر كذلك و ي ستطرد للخروج من فن إل فن و من
مق صود إل مق صود بأن يو طئ الق صود الول و معان يه إل أن ينا سب الق صود الثان و يبعد
الكلم عن التنا فر .ك ما ي ستطرد من الت شبيب إل الدح و من و صف البيداء و الطلول إل
وصف الركاب أو اليل أو الطيف و من وصف المدوح إل وصف قومه و عساكره و من
التفجع و العزاء ف الرثاء إل التأثر و أمثال ذلك .و يراعي فيه اتفاق القصيدة كلها ف الوزن
الواحد حذرا من أن يتساهل الطبع ف الروج من وزن إل وزن يقاربه .فقد يفى ذلك من
أ جل القار بة على كثي من الناس .و لذه الواز ين شروط و أحكام تضمنها علم العروض .و
ليس كل وزن يتفق ف الطبع استعملته العرب ف هذا الفن و إنا هي أوزان مصوصة تسميها
أهل تلك الصناعة البحور .و قد حصروها ف خسة عشر برا بعن أنم ل يدوا للعرب ف
غيها من الوازين الطبيعية نظما .و اعلم أن فن الشعر من بي الكلم كان شريفا عند العرب.
و لذلك جعلوه ديوان علومهم و أخبارهم و شاهد صوابم و خطئهم و أصل يرجعون إليه ف
الكثيس مسن علومهسم و حكمهسم .و كانست ملكتسه مسستحكمة فيهسم شأن اللكات كلهسا .و
اللكات اللسانية كلما إنا تكسب بالصناعة و الرتياض ف كلمهم حت يصل شبة ف تلك
اللكة .و الشعر من بي فنون الكلم صعب الأخذ على من يريد اكتساب ملكته بالصناعة من
التأخرين لستقلل كل بيت منه بأنه كلم تام ف مقصوده و يصلح أن ينفرد دون ما سواه
فيحتاج من أجل ذلك إل نوع تلطف ف تلك اللكة حت يفرغ الكلم الشعري ف قوالبه الت
عرفت له ف ذلك النحى من شعر العرب و يبز مستقل بنفسه .ث يأتى ببيت آخر كذلك ث
ببيت آ خر و ي ستكمل الفنون الواف ية بق صوده .ث ينا سب ب ي البيوت ف موالة بعض ها مع
بعسض بسسب اختلف الفنون التس فس القصسيدة .و لصسعوبة منحاه و غرابسة فنسه كان مكسا
للقرائح ف استجادة أساليبه و شحذ الفكار ف تنيل الكلم ف قوالبه .و ل يكفي فيه ملكة
الكلم العر ب على الطلق بل يتاج ب صوصه إل تل طف و ماولة ف رعا ية ال ساليب ال ت
اختصته العرب با و استعمالا فيه .لنذكر هنا سلوك السلوب عند أهل هذه الصناعة و ما
يريدون ب ا ف إطلق هم .فاعلم أن ا عبارة عند هم عن النوال الذي ين سج ف يه التراك يب أو
القالب الذي يفرغ بسه .و ل يرجسع إل الكلم باعتبار إفادتسه أصسل العنس الذي هسو وظيفسة
العراب و ل باعتبار إفاد ته كمال الع ن من خواص التراك يب الذي هو و ظي فة البل غة و
البيان و ل باعتبار الوزن كمسا اسستعمله العرب فيسه الذي هسو وظيفسة العروض .فهذه العلوم
الثلثة خارجة عن هذه الصناعة الشعرية و إنا يرجع إل صورة ذهنية للتراكيب النتظمة كلية
باعتبار انطباق ها على ترك يب خاص .و تلك ال صورة ينتزع ها الذ هن من أعيان التراك يب و
أشخا صها و ي صيها ف اليال كالقالب أو النوال ث ينت قي التراك يب ال صحيحة ع ند العرب
باعتبار العراب و البيان فيصها فيه رصا كما يفعله البناء ف القالب أو النساج ف النوال حت
يت سع القالب ب صول التراك يب الواف ية بق صود الكلم و ي قع على ال صورة الصحيحة باعتبار
ملكة اللسان العرب فيه فإن لكل فن من الكلم أساليب تتص به و توجد فيه على أناء متلفة
فسسؤال الطلول فس الشعسر يكون بطاب الطلول كقوله :يسا دار ميسة بالعلياء فالسسند و يكون
باستدعاء الصحب للوقوف و السؤال كقوله :قفا نسأل الدار الت خف أهلها .أو باستبكاء
الصحب على الطلل كقوله :قفا نبك من ف ذكرى حبيب و منل .أو بالستفهام عن الواب
لخاطب غي معي كقوله :أل تسأل فتخبك الرسوم .و مثل تية الطلول بالمر لخاطب غي
معي بتحيتها كقوله :حي الديار بانب الغزل .أو بالدعاء لا بالسقيا كقوله:
و غدت عليهم نضرة و نعيم أسقى طلولم أجش هزي
و ليس لعي ل يفض ماؤها عذر كذا فليجل الطب و ليفدح المر
أو باستعظام الادث كقوله :أرأيت من حلوا على العواد أرأيت كيف خبا ضياء النادي .أو
بالتسجيل على الكوان بالصيبة لفقده كقوله:
كأنك ل تزع على ابن طريف أيا شجر الابور مالك مورقا
و أمثال ذلك كث ي من سائر فنون الكلم و مذاه به .و تنت ظم التراك يب ف يه بال مل و غ ي
المل إنشائية و خبية ،إسية و فعلية ،متفقة ،مفصولة و موصولة ،على ما هو شأن التراكيب
ف الكلم العرب ف مكان كل كلمة من الخرى .يعرفك فيه ما تستفيده بالرتياض ف أشعار
العرب من القالب الكلي الجرد ف الذ هن من التراك يب العي نة ال ت ينط بق ذلك القالب على
جيع ها .فإن مؤلف الكلم هو كالبناء أو الن ساج و ال صورة الذهن ية النطب قة كالقالب الذي
يب ن ف يه أو النوال الذي ين سج عل يه .فإن خرج عن القالب ف بنائه أو عن النوال ف ن سجه
كان فاسدا .و ل تقولن إن معرفة قواني البلغة كافية لذلك لنا نقول قواني البلغة إنا هي
قواعد علم ية قياسية تفيد جواز استعمال التراكيب على هيئتها الا صة بالقياس .و هو قياس
علمي صحيح مطرد كما هو قياس القواني العرابية .و هذه الساليب الت نن نقررها ليست
من القياس ف شيء إنا هي هيئة ترسخ ف النفس من تتبع التراكيب ف شعر العرب لريانا
على الل سان ح ت ت ستحكم صورتا في ستفيد ب ا الع مل على مثال ا و الحتذاء ب ا ف كل
ترك يب من الش عر ك ما قدم نا ذلك ف الكلم بإطلق .و إن القوان ي العلم ية من العرب ية و
البيان ل يف يد تعلي مه بو جه .و ل يس كل ما ي صح ف قياس كلم العرب و قواني نه العلم ية
اسستعملوه .و إناس السستعمل عندهسم مسن ذلك أناء معروفسة يطلع عليهسا الافظون لكلمهسم
تندرج صورتا ت ت تلك القوان ي القيا سية .فإذا ن ظر ف ش عر العرب على هذا الن حو و بذه
ال ساليب الذهن ية ال ت ت صي كالقوالب كان نظرا ف ال ستعمل من تراكيب هم ل في ما يقتض يه
القياس .و لذا قلنا إن الحصل لذه القوالب ف الذهن إنا هو حفظ أشعار العرب و كلمهم.
و هذه القوالب ك ما تكون ف النظوم تكون ف النثور فإن العرب ا ستعملوا كلم هم ف كل
الفني وجاؤوا به مفصل ف النوعي .ففي الشعر بالقطع الوزونة و القواف القيدة و استقلل
الكلم ف كل قطع ي و ف النثور يع تبون الواز نة و التشا به ب ي الق طع غال با و قد يقيدو نه
بالسجاع .و قد يرسلونه و كل واحد ف من هذه معروفة ف لسان العرب .و الستعمل منها
عندهم هو الذي يبن مؤلف الكلم عليه تأليفه و ل يعرفه إل من حفظ كلمهم حت يتجرد
ف ذه نه من القوالب العي نة الشخ صية قالب كلي مطلق يذو حذوه ف التأل يف ك ما يذو
البناء على القالب و النساج على النوال .فلهذا كان من تآليف الكلم منفردا عن نظر النحوي
و البيان و العروضي .نعم إنه مراعاة قواني هذه العلوم شرط فيه ل يتم بدونا فإذا تصلت
هذه ال صفات كل ها ف الكلم اخ تص بنوع من الن ظر لط يف ف هذه القوالب ال ت ي سمونا
أ ساليب .و ل يفيده إل ح فظ كلم العرب نظ ما و نثرا .و إذا تقرر مع ن ال سلوب ما هو
فلنذكر بعده حدا أو رسا للشعر به تفهم حقيقته على صعوبة هذا العرض .فإنا ل نقف عليه
لحد من التقدمي فيما رأيناه .و قول العروضيي ف حده إنه الكلم الوزون القفى ليس بد
لذا الش عر الذي ن ن ب صدده و ل ر سم له .و صناعتهم إن ا تن ظر ف الشعر من حيث اتفاق
أبيا ته فس عدد التحركات و السسواكن على التوال ،و ماثلة عروض أبيات الشعسر لضرباس .و
ذلك نظر ف وزن مدد عن اللفاظ و دللتها .فناسب أن يكون حدا عندهم ،و نن هنا ننظر
فس الشعسر باعتبار مسا فيسه مسن العراب و البلغسة .و الوزن و القوالب الاصسة .فل جرم إن
حدهم ذلك ل يصلح له عندنا فل بد من تعريف يعطينا حقيقته من هذه اليثية فنقول :الشعر
هو الكلم البل يغ الب ن على ال ستعاره و الو صاف ،الف ضل بأجزاء متفقة ف الوزن و الروي
مسستقل كسل جزء منهسا فس غرضسه و مقصسده عمسا قبله و بعده الاري على أسساليب العرب
الخصوصة به .فقولنا الكلم البليغ جنس و قولنا البن على الستعارة و الوصاف فصل له
ع ما يلو من هذه فإ نه ف الغالب ل يس بش عر و قول نا الف صل بأجزاء متف قة الوزن و الروي
فصل له عن الكلم النثور الذي ليس بشعر عند الكل و قولنا مستقل كل جزء منها ف غرضه
و مق صده ع ما قبله و بعده بيان للحقي قة لن الش عر ل تكون أبيا ته إل كذلك و ل يفصل به
ش يء .و قول نا الاري على ال ساليب الخ صوصة به ف صل له ع ما ل ي ر م نه على أ ساليب
العرب العروفة فإنه حينئذ ل يكون شعرا إنا هو كلم منظوم لن الشعر له أساليب تصه ل
تكون للمنثور .و كذا أساليب النثور ل تكون للشعر فما كان من الكلم منظوما و ليس على
تلك السساليب فل يكون شعرا .و بذا العتبار كان الكثيس منس لقيناه مسن شيوخنسا فس هذه
الصناعة الدبية يرون أن نظم التنب و العري ليس هو من الشعر ف شيء لنما ل يريا على
أساليب العرب فيه ،و قولنا ف الد الاري على أساليب العرب فصل له عن شعر غي العرب
من المم عندما يرى أن الشعر يو جد للعرب و غيهم .و من يرى أنه ل يوجد لغيهم فل
يتاج إل ذلك و يقول مكا نه الاري على ال ساليب الخ صوصة .و إذ قد فرغ نا من الكلم
على حقي قة الش عر فلنر جع إل الكلم ف كيف ية عمله فنقول :اعلم أن لع مل الش عر و إحكام
صناعته شروطا أولا :الفظ من جنسه أي من جنس شعر العرب حت تنشأ ف النفس ملكة
ينسج على منوالا و يتخي الحفوظ من الر النقي الكثي الساليب .و هذا الحفوظ الختار
أ قل ما يك في ف يه ش عر شا عر من الفحول ال سلميي م ثل ا بن ربي عة و كث ي و ذي الر مة و
جر ير و أ ب نواس و حبيب و البحتري و الر ضي و أ ب فراس .و أكثره ش عر كتاب الغا ن
ل نه جع شعر أ هل الطبقة السلمية كله و الختار من شعر الاهل ية .و من كان خاليا من
الحفوظ فنظمه قاصر رديء و ل يعطيه الرونق و اللوة إل كثرة الحفوظ .فمن قل حفظه
أو عدم ل يكن له شعر و إنا هو نظم ساقط .و اجتناب الشعر أول بن ل يكن له مفوظ .ث
ب عد المتلء من ال فظ و ش حذ القري ة للن سج على النوال يق بل على الن ظم و بالكثار م نه
ت ستحكم ملك ته و تر سخ .و رب ا يقال إن من شر طه ن سيان ذلك الحفوظ لتم حى ر سومه
الرفية الظاهرة إذ هي صادرة عن استعمالا بعينها .فإذا نسيها و قد تكيفت النفس با انتقش
السلوب فيها كأنه منوال يؤخذ بالنسج عليه بأمثالا من كلمات أخري ضرورة .ث ل بد له
من اللوة و استجادة الكان النظور فيه من الياه و الزهار و كذا السموع لستنارة القرية
با ستجماعها و تنشيط ها بلذ ال سرور .ث مع هذا كله فشر طه أن يكون على جام و نشاط
فذلك أجعس له و أنشسط للقريةس أن تأتس بثسل ذلك النوال الذي فس حفظسه .قالوا :و خيس
الوقات لذلك أوقات الب كر ع ند البوب من النوم و فراغ العدة و نشاط الف كر و ف هؤلء
المام .و ربا قالوا إن من بواعثه العشق و النتشاء ذكر ذلك ابن رشيق ف كتاب العمدة و
هو الكتاب الذي انفرد بذه الصناعة و إعطاء حقها و ل يكتب فيها أحد قبله و ل بعده مثله.
قالوا :فإن استصعب عليه بعد هذا كله فليتركه إل وقت أخر و ل يكره نفسه عليه .و ليكن
بناء البيت على القافية من أول صوغه و نسجه بعضها و يبن الكلم عليها إل آخره لنه إن
غفل عن بناء البيت على القافية صعب عليه وضعها ف ملها .فربا تيء نافرة قلقة و إذا سح
الا طر بالب يت و ل ينا سب الذي عنده فليتر كه إل موض عه الل يق به فإن كل ب يت م ستقل
بنفسه و ل تبق إل الناسبة فليتخي فيها كما يشاء و لياجع شعره بعد اللص منه بالتنقيح و
النقسد و ل يضسن بسه على الترك إذا ل يبلغ الجادة .فإن النسسان مفتون بشعره إذ هسو نبات
فكره و اختراع قريته و ل يستعمل فيه من الكلم إل الفصح من التراكيب .و الالص من
الضرورات الل سانية فليهجر ها فإن ا تنل بالكلم عن طب قة البل غة .و قد ح ظر أئ مة الل سان
الولد من ارتكاب الضرورة إذ هو ف سعة منها بالعدول عنها إل الطريقة الثلى من اللكة .و
يتنب أيضا العقد من التراكيب جهده .و إنا يقصد منها ما كانت معانيه تسابق ألفاظه إل
الفهم .و كذلك كثرة العان ف الب يت الوا حد فإن ف يه نوع تعق يد على الف هم .و إن ا الختار
م نه ما كا نت ألفا ظه طب قا على معان يه أو أو ف من ها .فإن كا نت العا ن كثية كان حشوا و
استعمل الذهن بالغوص عليها فمنع الذوق عن استيفاء مدركه من البلغة .و ل يكون الشعر
سهل إل إذا كا نت معان يه ت سابق ألفا ظه إل الذ هن .و لذا كان شيوخ نا رح هم ال يعيبون
شعر أب بكر بن خفاجة شاعر شرق الندلس لكثرة معانيه و ازدحامها ف البيت الواحد كما
كانوا يعيبون ش عر التنبئ و العري بعدم النسج على الساليب العربية كما مر فكان شعرها
كل ما منظو ما نازل عن طب قة الش عر و الا كم بذلك هو الذوق .و ليجت نب الشا عر أي ضا
الوشي من اللفاظ و القصر و كذلك السوقي البتذل بالتداول بالستعمال فإنه ينل بالكلم
عن طبقة البلغة و كذلك العان البتذلة بالشهرة فإن الكلم ينل با عن البلغة أيضا فيصي
مبتذل و يقرب من عدم الفادة كقول م :النار حارة و ال سماء فوق نا .و بقدار ما يقرب من
طبقسة عدم الفادة يبعسد عسن رتبسة البلغسة إذ هاس طرفان .و لذا كان الشعسر فس الربانيات و
النبويات قليسل الجادة فس الغالب و ل يذق فيسه إل الفحول و فس القليسل على العشسر لن
معانيها متداولة بي المهور فتصي مبتذلة لذلك .و إذا تعذر الشعر بعد هذا كله فلياوضه و
سل الضرع يدر بالمتراء و يف س بالترك و الهال .و بالملة فهذه يعاوده فإن القرية س مثس
الصناعة و تعلمها مستوف ف كتاب العمدة لبن رشيق و قد ذكرنا منها ما حضرنا بسب
الهد .و من أراد استيفاء ذلك فعليه بذلك الكتاب ففيه البغية من ذلك .و هذه نبذة كافية و
ال العي .و قد نظم الناس ف أمر هذه الصناعة الشعرية ما يب فيها .و من أحسن ما قيل ف
ذلك و أظنه لبن رشيق:
الفصال الساابع و المساون :فا أن حصاول هذه اللكاة بكثرة الفاظ و جودتاا بودة
الحفوظ
قد قدمنا أنه ل بد من كثرة الفظ لن يروم تعلم اللسان العرب و على قدر جودة الحفوظ و
طبقته ف جنسه و كثرته من قلته تكون جودة اللكة الاصلة عنه للحافظ .فمن كان مفوظه
من أشعار العرب ال سلميي ش عر حبيب أو العتا ب أو ا بن الع تز أو ا بن ها نئ أو الشر يف
الر ضي أو ر سائل ا بن الق فع أو سهل ا بن هارون أو ا بن الزيات أو البد يع أو ال صابئ تكون
ملكته أجود و أعلى مقاما و رتبة ف البلغة من يفظ شعر ابن سهل من التأخرين أو ابن
النبيه أو ترسل البيسان أو العماد الصبهان لنول طبقة هؤلء عن أولئك يظهر ذلك للبصي
الناقد صاجب الذوق .و على مقدار جودة الحفوظ أو السموع تكون جودة الستعمال من
بعده ث إجادة اللكة من بعدها .فبارتقاء الحفوظ ف طبقته من الكلم ترتقي اللكة الاصلة
لن الطبع إنا ينسج على منوالا و تنمو قوى اللكة بتغذيتها .و ذلك أن النفس و إن كانت
ف جبلتها واحدة بالنوع فهي تتلف ف البشر بالقوة و الضعف ف الدراكات .و اختلفها إنا
هو باختلف ما يرد عليها من الدراكات و اللكات و اللوان الت تكيفها من خارج .فبهذه
ي تم وجود ها و ترج من القوة إل الف عل صورتا و اللكات ال ت ت صل ل ا إن ا ت صل على
التدر يج ك ما قدمناه .فالل كة الشعر ية تن شأ ب فظ الش عر و مل كة الكتا بة ب فظ ال سجاع و
الترسيل ،و العلمية بخالطة العلوم و الدراكات و الباث و النظار ،و الفقهية بخالطة الفقه
و تنظيس السسائل و تفريعهسا و تريسج الفروع على الصسول والتصسوفية الربانيسة بالعبادات و
الذكار و تعطيل الواس الظاهرة باللوة و النفراد عن اللق ما استطاع حت تصل له ملكة
الرجوع إل حسه الباطن و روحه و ينقلب ربانيا و كذا سائرها .و للنفس ف كل واحد منها
لون تتكيف به و على حسب ما نشأت اللكة عليه من جودة أو رداءة تكون تلك اللكة ف
نفسها فملكة البلغة العالية الطبقة ف جنسها إنا تصل بفظ العال ف طبقته من الكلم و
بذا كان الفقهاء و أهل العلوم كلهم قاصرين ف البلغة و ما ذلك إل لا سبق إل مفوظهم و
يتلئ به من القوان ي العلم ية و العبارات الفقه ية الار جة عن أ سلوب البل غة و النازلة عن
الطب قة لن العبارات عن القوان ي و العلوم ل حظ ل ا ف البلغة فإذا سبق ذلك الخفوظ إل
الفكر و كثر و تلونت به النفس جاءت اللكة الناشئة عنه ف غاية القصور و انرفت عباراته
عن أ ساليب العرب ف كلم هم .و هكذا ن د ش عر الفقهاء و النحاة و التكلم ي و النظار و
غيهم من ل يتلئ من حفظ النقي الر من كلم العرب .أخبن صاحبنا الفاضل أبو القاسم
بن رضوان كا تب العل مة بالدولة الرين ية قال :ذكرت يو ما صاحبنا أ با العباس بن شع يب
كاتب السلطان أب السن و كان القدم ف البصر باللسان لعهده فأنشدته مطلع قصيدة ابن
النحوي و ل أنسبها له و هو هذا:
ما الفرق بي جديدها و البال ل أذر حي وقفت بالطلل
فقال ل على البديهسة :هذا شعسر فقيسه ،فقلت له :و مسن أيسن لك ذلك ،فقال :مسن قوله مسا
الفرق ؟ إذ هي من عبارات الفقهاء و ليست من أساليب كلم العرب ،فقلت له :ل أبوك إنه
ابن النحوي .و أما الكتاب و الشعراء فليسوا كذلك لتخيهم ف مفوظهم و مالطتهم كلم
العرب و أساليبهم ف الترسل و انتقائهم لم اليد من الكلم .ذاكرت يوما صاحبنا أبا عند
ال بن الطيب وزير اللوك بالندلس من بن الحر و كان الصدر القدم ف الشعر و الكتابة
فقلت له :أ جد ا ستصعابا علي ف ن ظم الش عر م ت رم ته مع ب صري به و حف ظي للج يد من
الكلم من القرآن و الديث و فنون من كلم العرب و إن كان مفوظي قليل .و إنا أتيت و
ال أعلم بقيقة الال من قبل ما حصل ف حفظي من الشعار العلمية و القواني التألفية .فإن
حفظت قصيدت الشاطب الكبى و الصغرى ف القراءات ف الرسم و استظهرتما و تدارست
كتاب ابن الاجب ف الفقه و الصول و جل الونى ف النطق و بعض كتاب التسهيل و
كثيا مسن قوانيس التعليسم فس الجالس فامتل مفوظسي مسن ذلك و خدش وجسه اللكسة التس
استعددت لا بالحفوظ اليد من القرآن و الديث و كلم العرب تعاق القرية عن بلوغها.
فنظسر إل سساعة معجبسا ثس قال :ل أنست و هسل يقول هذا إل مثلك ؟ و يظهسر لك مسن هذا
الفصل و ما تقرر فيه سر آخر و هو إعطاء السبب ف أن كلم السلميي من العرب أعلى
طبقة ف البلغة و أذواقها من كلم الاهلية ف منثورهم و منظومهم .فإنا ند شعر حسان بن
ثا بت و ع مر بن أ ب ربي عة و الطيئة و جر ير و الفرزدق و ن صيب و غيلن ذي الر مة و
الحوص و بشار ث كلم السلف من العرب ف الدولة الموية و صدرا من الدولة العباسية ف
خطبهم و ترسيلهم و ماوراتم للملوك أرفع طبقة ف البلغة من شعر النابغة و عنترة و ابن
كلثوم و زهي و علقمة بن عبدة و طرفة بن العبد و من كلم الاهلية ف منثورهم و ماوراتم
و الطبع السليم و الذوق الصحيح شاهدان بذلك للناقد البصي بالبلغة .و السبب ف ذلك أن
هؤلء الذين أدركوا السلم سعوا الطبقة العالية من الكلم ف القرآن و الديث اللذين عجز
الب شر ف التيان بثليه ما لكون ا ول ت ف قلوب م و نشأت على أ ساليبها نفو سهم فنه ضت
طباعهم و ارتقت ملكاتم ف البلغة على ملكات من قبلهم من أهل الاهلية من ل يسمع
هذه الطبقة و ل نشأ عليها فكان كلمهم ف نظمهم و نثرهم أحسن ديباجة و أصفى رونقا
من أولئك و أرصف مبن و أعدل تثقيفا با استفادوه من الكلم العال الطبقة .و تأمل ذلك
يش هد لك به ذو قك إن ك نت من أ هل الذوق و الب صر بالبل غة .و ل قد سألت يو ما شيخ نا
الشريف أبا القاسم قاضي غرناطة لعهدنا و كان شيخ هذه الصناعة أخذ بسبتة عن جاعة من
مشيختها من تلميذ الشلوبي و استبحر ف علم اللسان و جاء من وراء الغاية فيه فسألته يوما
ما بال العرب السلميي أعلى طبقة ف البلغة من الاهليي ؟ و ل يكن ليستنكر ذلك بذوقه
فسكت طويل ث قال ل :و ال ما أدري ،فقلت :أعرض عليك شيئا ظهر ل ف ذلك و لعله
ال سبب ف يه .و ذكرت له هذا الذي كت بت ف سكت معج با ث قال ل :يا فق يه هذا كلم من
ح قه أن يك تب بالذ هب .و كان من بعد ها يؤ ثر ملي و ي صيخ ف مالس التعل يم إل قول و
يشهد ل بالنباهة ف العلوم ،و ال خلق النسان و علمه البيان.
الفصل الثامن و المسون :ف بيان الطبوع من الكلم و الصنوع و كيف جودة الصنوع
أو قصوره
إعلم أن الكلم الذي هو العبارة و الطاب ،إنا سره و روحه ف إفادة العن .و أما إذا كان
مهمل فهو كالوات الذي ل عبة به .و كمال الفادة هو البلغة على ما عرفت من حدها
عند أهل البيان لنم يقولون هي مطابقة الكلم لقتضى الال ،و معرفة الشروط و الحكام
ال ت ب ا تطا بق التراك يب اللفظ ية مقت ضى الال ،هو فن البل غة .و تلك الشروط و الحكام
للتراكيب ف الطابقة اسقريت من لغة العرب و صارت كالقواني .فالتراكيب بوضعها تفيد
السناد بي السندين ،بشروط و أحكام هي جل قواني العربية .و أحوال هذه التراكيب من
تقديس و تأخيس ،و تعريسف و تنكيس ،و إضمار و إظهار .و تقييسد و إطلق و غيهسا ،يفيسد
الحكام الكتنفسة مسن خارج بالسسناد و بالتخاطسبي حال التخاطسب بشروط و أحكام هسي
قواني لفن ،يسمونه علم العان من فنون البلغة .فتندج قواني العربية لذلك ف قواني علم
العا ن لن إفادت ا ال سناد جزء من إفادت ا للحوال الكتن فة بال سناد .و ما ق صر من هذه
التراك يب عن إفادة مقت ضى الال للل ف قوان ي العراب أو قوان ي العا ن كان قا صرا عن
الطابقة لقتضى الال ،و لق بالهمل الذي هو ف عداد الوات.
ث يتبع هذه الفادة لقتضى الال التفنن ف انتقال التركيب بي العان بأصناف الدللت لن
الترك يب يدل بالو ضع على مع ن ث ين قل الذ هن إل لز مه أو ملزو مه أو شب هه ،فيكون في ها
مازا :إ ما با ستعارة أو كنا ية ك ما هو مقرر ف موض عه ،و ي صل للف كر بذلك النتقال لذة
ك ما ت صل ف الفادة و أ شد .لن ف جيع ها ظ فر بالدلول من دليله .و الظ فر من أ سباب
اللذة ك ما عل مت .ث لذه النتقالت أي ضا شروط و أحكام كالقوان ي صيوها صناعة ،و
سوها بالبيان .و هي شقيقة علم العان الفيد لقتضى الال لنا راجعة إل معان التراكيب و
مدلولتا .و قواني علم العان راجعة إل أحوال التراكيب أنفسها من حيث الدللة .و اللفظ
و الع ن متلزمان متضايقان ك ما عل مت .فإذا علم العا ن و علم البيان ه ا جزء البل غة ،و
بما كمال الفادة ،فهو مقصر عن البلغة و يلتحق عند البلغاء بأصوات اليوانات العجم و
أجدر به أن ل يكون عربيا ،لن العرب هو الذي يطابق بإفادته مقتضى الال .فالبلغة على
هذا هي أصل الكلم العرب و سجيته و روحه و طبيعته.
ث اعلم أنم إذا قالوا :الكلم الطبوع فإنم يعنون به الكلم الذي كملت طييعته و سجيته من
إفادة مدلوله الق صود م نه ،ل نه عبارة و خطاب ،ل يس الق صود م نه الن طق ف قط .بل التكلم
يقصد به أن يفيد سامعه ما ف ضميه إفادة تامة ،و يدل به عليه دللة وثيقة .ث يتبع تراكيب
الكلم ف هذه السجية الت له بالصالة ضروب من التحسي و التزيي ،بعد كمال الفادة و
كأن ا تعطي ها رو نق الف صاحة من تنم يق ال سجاع ،و الواز نة ب ي ح ل الكلم و تق سيمه
بالق سام الختل فة الحكام و التور ية بالل فظ الشترك عن ال في من معان يه ،و الطاب قة ب ي
التضادات ،لي قع التجا نس ب ي اللفاظ و العا ن .فيح صل للكلم رو نق و لذة ف ال ساع و
حلوة و جال كلها زائدة على الفادة.
و هذه الصنعة موجودة ف الكلم العجز ف مواضيع متعددة مثل :والليل إذا يغشى * والنهار
إذا تلى ،و مثل :فأما من أعطى واتقى * وصدق بالسن ،إل آخر التقسيم ف الية .و كذا:
فأما من طغى * وآثر الياة الدنيا إل آخر الية .و كذا :هم يسبون أنم يسنون صنعا .و
أمثاله كثي .و ذلك بعد كمال الفادة ف أصبل هذه التراكيب قبل وقوع هذا البديع فيها .و
كذا وقع ف كلم الاهلية منه ،لكن عفوا من غي قصد ول تعمد .و يقال إنه وقع ف شعر
زهي.
و أ ما ال سلميون فو قع ل م عفوا و ق صدا ،و أتوا م نه بالعجائب .و أول من أح كم طريق ته
حبيب بن أوس و البحتري و م سلم بن الول يد ،ف قد كانوا مولع ي بال صنعه .و يأتون من ها
بالع جب .و ق يل أن أول من ذ هب إل معانات ا بشاز بن برد و ا بن هر مة ،و كا نا آ خر من
يستشهد بشعره ف اللسان العرب .ث اتبعهما عمرو بن كلثوم و العتاب و منصور النميي و
مسلم بن الوليد و أبو نواس .و جاء على آثارهم حبيب و البحتري .ث ظهر ابن العتز فختم
على البدء و الصناعة أجع .و لنذكر مثال من الطبوع الال من الصناعة .مثل قول قيس بن
ذريح:
أحدث عنك النفس ف السر خاليا و أخرج من بي البيوت لعلن
و قول كثي:
تليت عما بيننا و تليت و إن و تيامي بعزة بعدما
تبوأ منها للمقيل اضمحلت لكالرتي ظل الغمامة كلها
فتأمل هذا الطبوع ،الفقيد الصنعة ،ي أحكام تأليفه و ثقافة تركيبه .فلو جاءت فيه الصنعة من
بعد هذا الصل زادته حسنا.
و أ ما ال صنوع فكث ي من لدن بشار ،ث حبيب و طبقته ما ،ث ا بن الع تز خا ت ال صنعة الذي
جرى التأخرون بعدهم ف ميدانم ،و نسجوا على منوالم .و قد تعددت أصناف هذه الصنعة
عند أهلها ،و اختلفت اصطلحاتم ف ألقابا .و كثي منهم يعلها مندرجة ف البلغة على
أن ا غ ي داخلة ف الفادة ،و أن ا هي تع طى التح سي و الرو نق .و أ ما التقدمون من أ هل
البديع ،فهي عندهم خارجة عن البلغة .و لذلك يذكرونا ف الفنون الدبية الت ل موضوع
لا .و هو رأي ابن رشيق قي كتاب العمدة له ،و أدباء الندلس .و ذكروا ف ا ستعمال هذه
الصنعة شروطا منها أن تقع من غي تكلف و ل اكتراث ف ما يقصد منها .و أما العفو فل
كلم فيه لنا إذا برئت من التكلف سلم الكلم من عيب الستهجان ،لن تكلفها و معاناتا
ي صي إل الغفلة عن التراك يب ال صلية للكلم ،فت خل بالفادة من أ صلها ،و تذ هب بالبل غة
رأسا .و ل يبقى ف الكلم إل تلك التحسينات ،و هذا هو الغالب اليوم على أهل العصر .و
أصحاب الذواق ف البلغة يسخرون من كلفهم بذه الفنون ،و يعدون ذلك من القصور عن
سواه .و سعت شيخ نا ال ستاذ أ با البكات البلفي قي ،و كان من أ هل الب صر ف الل سان و
القري ة .ف ذو قه يقول ،إن من أش هى ما تقتر حه على نف سي أن أشا هد ف ب عض اليام من
ينت حل فنون هذا البد يع ف نظ مه أو نثره ،و قد عو قب بأ شد العقو بة ،و نودي عل يه ،يذر
بذلك تلميذه أن يتعاطوا هذه الصسنعة ،فيكلفون باس ،و يتناسسون البلغسة .ثس مسن شروط
استعمالا عندهم القلل منها و أن تكون ف بيتي أو ثلثة من القصيد ،فتكفي ف زينة الشعر
و رون قه .و الكثار من ها ع يب ،قاله ا بن رش يق و غيه .و كان شيخ نا أ بو القا سم الشر يف
ال سبت من فق الل سان العر ب بالندلس لوق ته يقول :هذه الفنون البديع ية إذا وق عت للشا عر أو
للكا تب فيق بح أن ي ستكثر من ها ،لن ا من م سنات الكلم و مزينا ته ،ف هي بثا بة اليلن ف
الوجه يسن بالواحد و الثني منها ،و يقبح بتعدادها .و على نسبة الكلم النظوم هو الكلم
النثور ف الاهل ية و السسلم .كان أول مرسسل معتسب الوازنسة بيس جله و تراكي به ،شاهدة
موازنته بفواصله من غي التزام سجع و ل اكتراث بصنعة .حت نبغ إبراهيم بن هلل الصاب
كا تب ب ن بو يه ،فتعا طى ال صنعة و التقف يه و أ تى بذلك بالع جب .و عاب الناس عل يه كل فه
بذلك ف الخاطبات ال سلطانية .و إن ا حله عل يه ما كان ف ملو كه من العج مة و الب عد عن
صولة اللفة النفقة لسوق البلغة .ث انتشرت الصناعة بعده ف منثور التأخرين و نسي عهد
الترسسيل و تشابتس السسلطانيات و الخوانيات و العربيات بالسسوقيات .و اختلط الرعسى
بالمسل .و هذا كله يدلك على أن الكلم الصسنوع بالعاناة و التكليسف ،قاصسر عسن الكلم
الطبوع ،لقلة الكتراث فيه بأصل البلغة ،و الاكم ف ذلك الذوق .و ال خلقكم و علمكم
ما ل تكونوا تعلمون.
الفصل التاسع و المسون :ف ترفع أهل الراتب عن انتحال الشعر
اعلم أن الشعر كان ديوانا للعرب فيه علومهم و أخبارهم و حكمهم .و كان رؤساء العرب
مناف سي ف يه و كانوا يقفون ب سوق عكاظ لنشاده و عرض كل وا حد من هم ديباج ته على
فحول الشأن و أ هل الب صر لتمي يز حوله .ح ت انتهوا إل الناغاة ف تعل يق أشعار هم بأركان
البيت الرام موضع حجهم و بيت أبيهم إبراهيم كما ف عل امرؤ الق يس ا بن حجر و الناب غة
الذبيان و زهي بن أب سلمى و عنترة بن شداد و طرفة بن العبد و علقمة بن عبدة و العشى
و غيهم من أصحاب العلقات السبع .فإنه إنا كان يتوصل إل تعليق الشعر با من كان له
قدرة على ذلك بقومه و عصبته و مكانه ف مضر على ما قيل ف سبب تسميتها بالعلقات .ث
انصرف العرب عن ذلك أول السلم با شغلهم من أمر الدين والنبؤة و الوحي و ما أدهشهم
من أسلوب القرآن و نظمه فأخرسوا عن ذلك و سكتوا عن الوض ف النظم و النثر زمانا .ث
استقر ذلك و أونس الرشد من اللة .و ل ينل الوحي ف تري الشعر و حظره و سعه النب
صلى ال عليه و سلم و أثاب عليه ،فرجعوا حينئذ إل ديدنم منه .و كان لعمر بن أب ربيعة
كبي قريش لذلك العهد مقامات فيه عالية و طبقة مرتفعة و كان كثيا ما يعرض شعره على
ا بن عباس في قف ل ستماعه معج با به .ث جاء من ب عد ذلك اللك الف حل و الدولة العزيزة و
تقرب إليهسم العرب بأشعارهسم يتدحونمس باس .و ييزهسم اللفاء بأعظسم الوائز على نسسبة
الودة ف أشعارهم و مكانم من قومهم و يرصون على استهداء أشعارهم يطلعون منها على
الثار و الخبار و اللغسة و شرف اللسسان .و العرب يطالبون ولدهسم بفظهسا .و ل يزل هذا
الشأن أيام بن أمية و صدرا من دولة ب ن العباس .و ان ظر ما نقله صاحب العقد ف م سامرة
الرش يد لل صمعي ف باب الش عر و الشعراء ت د ما كان عل يه الرش يد من العر فة بذلك و
الرسوخ فيه و العناية بانتحاله و التبصر بيد الكلم و رديئه و كثرة مفوظه منه .ث جاء خلق
من بعدهم ل يكن اللسان لسانم من أجل العجمة و تقصيها باللسان و إنا تعلموه صناعة ث
مدحوا بأشعارهم أمراء العجم الذين ليس اللسان لم طالبي معروفهم فقط ل سوى ذلك من
الغراض ك ما فعله حبيب و البحتري و التن بئ و ا بن ها نئ و من بعد هم و هلم جرا .ف صار
غرض الشعر ف الغلب إنا هو الكذب و الستجداء لذهاب النافع الت كانت فيه للولي
كما ذكرناه آنفا .و أنف منه لذلك أهل المم و الراتب من التأخرين و تغي الال و أصبح
تعاطيه هجنة ف الرئاسة و مذمة لهل الناصب الكبية .و ال مقلب الليل و النهار.