Professional Documents
Culture Documents
ج1فتاوى الشيخ سعيد القنوبي
ج1فتاوى الشيخ سعيد القنوبي
ص الموضوع
20 *فتاوى صلة الجماعة
س :هل تجوز صلة المتنفل بالمفترض ،وصلة المفترض بالمتنفل ؟ 21
وهل صحيح أن معاذ ابن جبل رضي الله عنه كان يصلي مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم صلة العشاء ثم يذهب إلى قومه فيصلي
بهم تلك الصلة أي هو متنفل وهم مفترضون ؟
21 دل آية رحمة بآية عذاب أو س :إذا سهى المام في قراءة القرآن وب ّ
العكس مثل قال" :إن البرار لفي جحيم أو قال" :إن الفجار لفي
نعيم " .فما حكم صلته وصلة من خلفه ؟
21 س :إمام وقف أو سكن بعد قوله تعالى" :ويل للمصلين " ما حكم
صلته ؟
22 ما جلس سلم س :إن دخل رجل المسجد وكبر تكبيرة الحرام ول ّ
المام ولم يصل معه شيئا ً .فماذا يصنع ؟
22 س :جاء رجل ووجد الصف مكتمل ً وجذب شخصا ً على يمين الصف
وشماله ؟
22 س :من وجد الجماعة في التشهد الثاني ؟
23 س :إذا كان المأموم مقيم والمام مسافر ؟
23 س :إمام سهى في صلة المغرب وسلم بعد التشهد الول ولم يسبح
أحد من المأمومين له فبعضهم سلم وبعضهم لم يسلم وبعضهم تكلم
فما حكم صلة كل ً من المام والمأمومين ؟
س :إمام عوض الفاتحة قرأ التشهد سهو أو بعد السجود انتبه لذلك ؟ 23
24 س :إذا انتقضت صلة الشخص الذي يصلي سترة خلف المام هل
تنقض صلة الصف الول ؟
24 س :إذا قام المام بعد الركعة الثانية ولم تجلس للتشهد وسبح له
المأمومون ؟
24 س :من صلى نافلة خلف من يصلي فريضة المغرب كيف يصنع ؟
24 س :صلى إمام وعن يمينه شخص كما هو السنة وجاء بعد ذلك شخص
أخر وتجهله بالسنة وقف عن يمين ذلك المأموم فهل للمام أن
يتقدم أو أن يقوم بتأخير المأمومين أو أن يقوم المأموم الول
بالتأخير ويؤخر ذلك الشخص معه .
25 س :إمام أسر في صلة جهرية وتذكر في نصفها ؟
25 م ناسا ً ويقوم بأعمال كمثل النذر للقبور .فهل تجوز س :شخص أ ّ
الصلة خلفه ؟
25 س:مأموم دخل المسجد وكبر للحرام واستعاذ وبمجرد انتهائه من
الستعاذة انتهى المام من قراءته الفاتحة
25 س :إمام يصلي قائما ً ثم إنه أصابه المرض واضطر للجلوس وجلس
فهل أيضا ً يجلس المأموم ويصلون خلفه جلوسا ً أم أنهم يواصلون
الصلة على حالهم السابق أي أنهم يصلون قياما ً
26 س :الصبي الذي ل يفقه أمور الصلة هل إذا كان في وسط الصف
2
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
37 س :نريدكم أن تحدثونا عن تعريف الوطن الذي يستقر فيه النسان،
كما نريدكم أن تعّرفوا لنا كذلك معنى الستقرار والطمئنان بحيث
دثونا عنها-بعد
ن النسان إذا اطمأن ووصل إلى الدرجة التي تح ّ إ ّ
ّ
قليل-يكون بذلك موطنا ،كما-أيضا-نريدكم أن تحدّثونا عن عدد
الوطان التي يجوز للنسان أن يتخذها.
38 س :لكن إذا أتينا إلى قضية الوطان ،متى يصح للنسان أن يتخذ ذلك
المكان وطنا ،هل إذا امتلك فيه بيتا أو امتلك فيه مزرعة أم هناك
شروط أخرى ؟
38 ن النسان إذا تزوج من منطقة تعدّ له وطنا ؟ س :وهل ما يقال من أ ّ
39 ن النسان إذا ولد في منطقة حتى ولو س :وهل ما يقال-أيضا-من أ ّ
سافر منها بعد ذلك ل تزال وطنا له ؟
39 س :ذهب إلى مكان مجاور لبلده وشك هل ذلك المكان تعتبر مسافته
وصلت حد السفر أم ل فبقي في الشك هل يصلي إتماما أم يصلي
قصرا فصلى قصرا ؟
40 س :على أية حال ،نحن نريد أن تبّينوا لنا المسافة التي إذا ما قطعها
النسان يعتبر مسافرا ؟
41 س :بما أنكم ذكرتم هذه المسافة الن وهي اثنا عشر كيلومترا.
41 س :نعم ،تقريبا ..ما يقرب منها ..متى يبدأ النسان يحسب هذه
المسافة ؟
41 س :عندما يجمع صلة الظهر مع صلة العصر يقول له البعض " :عليك
أن تصلي السّنة " ويقول البعض " :ل ،ل تصل السّنة ،فذلك يكفيك "،
فماذا تقولون ؟
41 س :هو الن يعمل في مسقط وكان يسكن عزبا مع بعض الخوة من
غير أن يحضر أهله واستمر على ذلك فترة والن أحضر أهله معه-
ويبدو أنه مستأجر-ول يريد أن يستقر في مسقط وإنما ينوي أن يعود
إلى بلده في يوم من اليام ،فلو طال مكثه في العمل في مسقط
هل يصلي إتماما أم قصرا ؟
41 س :حتى ولو استمر عمله عشرين سنة-مثل-وهو في مسقط ؟
41 س :هل يجوز للمسلم في حال الجمع بين الصلتين أن يتكلم بينهما
بشيء من أمور الدنيا أو أن يأتي بالباقيات الصالحات ؟ وما هي
الحكمة من تشدد بعض العلماء في ذلك ؟
42 س :متى يبدأ المسافر في القصر إذا كان قاصدا حد السفر ،هل
بخروجه من العمران أم بخروجه من المنزل أم بخروجه من حد
السفر ؟
42 س :كانوا عائدين من السفر ووقفوا عند مسجد هناك لكنهم لم
ن المسجد يحصلوا على ماء فيه للوضوء ،في هذه الحالة هل يتيمم ل ّ
الثاني سيدخل في الميال في مسافة السفر ؟ في هذه الحالة هل
يتيمم ويصلون هناك أم يذهبون فيدخل في ...؟
43 س :ما المقصود بالجمع الصوري ؟
43 س :إذن في هذه الحالة إذا كان الطبيب يجري عملية والعملية يتطلب
منها أن تمتد فترتها إلى أن يدخل في وقت العصر مثل ،في هذه
الحالة هل يجمع ؟
43 س :إذا كان المام ينظر إلى شاشة أمامه فيها آيات القرآن الكريم
ويقرأ منها أثناء الصلة ،هل يصح له ذلك ؟
4
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
44 س :هل للمرء أن يختار بنفسه حوزة معيّنة يعتبر حدودها وطنا له أم
ن ذلك مشروط بأمور معيّنة ؟ أ ّ
س :19إذا صلى المسافر صلة الظهر قصرا وسوف يصل فققي وقققت 44
العصر إلى بلده ،فهل يجوز له أن يصلي الظهر والعصر جمع تقديم ؟
44 س :إنني أعيش في ولية الرستاق ومكان ولدتي وادي بني خروص
بولية العوابي وعندما أذهب إلى زيارة الهل والقارب في وادي بني
ي ،هل أصلي تماما أم أصلي قصرا ؟ خروص أصلي تماما ،فماذا عل ّ
أرجوا إفادتي أفادكم الله.
44 ن
س :نأتي الن إلى ما يشيع على ألسنة بعض الناس يقول " :إ ّ
الوسائل الحديثة لم تترك في جسد النسان موضعا للتعب فيستطيع
النسان أن يقطع المسافة التي حددها العلماء للسفر بسرعة وبدون
صر الن ؟! " ؟
تعب وبدون مشقة ،فلماذا اللجوء إلى الق ْ
س :هناك بعض المساجد فيها قسم خاص بالنساء بعضها مفصول عن 44
المسجد الصل وبعضها ملتصق به ..إذا أرادت المرأة أن تصّلي بصلة
المام ..فإذا كان المسجد مفصول أو المصلى مفصول ،هل لها أن
تصلي بصلة المام ؟ س :هل هناك كيفية معّينة-مثل-يمكن أن
ورها لنا ؟
تص ّ
45 جد الجماعة في صلة العصر في الركعة الخيرة فصلى و َ
س :مسافر َ
حمل المام على أّنه يصلي ركعتين ِبما أّنه هو هذه الركعة الخيرة و َ
مسافر فقضى ركعتين ؟
46 س :رجل مسافر وجد جماعة يصلون صلة العصر ،وهذا الرجل لم
يصل صلة الظهر .فهل يجوز له أن يصلي معهم وينويها ظهرا ؟
وهل اتحاد صلة المأموم وصلة المام شرط لصحة الصلة ؟
46 س :رجل كان عائدا إلى بلدته من بلدة أخرى ،وقد أراد أن يصلي
صلة الظهر والعصر " جمعا " ،فما هي أقرب مسافة يمكنه أن
يصلي عندها قبل وصوله إلى بلدته ؟
46 س :مأموم يصلي المغرب والمام يصلي العشاء وهو مسافر ودخل
هذا المأموم يظن أن هذا المام يصلي المغرب ثم تبين له أن المام
يصلي العشاء فالمام يصلي ركعتين لنه مسافر والمأموم يصلي
ثلثا ً ماذا يفعل المأموم هل يقطع صلته أم أنه يواصل ؟
46 س :رجل دخل مع جماعة تصلي الظهر وهو مقيم ،فإذا دخل بنية
الربع ركعات فهل يضره أن يكون المام مسافرا ؟
46 س :مسافر نوى الجمع بين الصلتين وبعد أن فرغ من الصلة
الولى لم يجمع الصلة الثانية فهل هذه النية تؤثر على الصلة
الولى ؟ وإن أراد الجمع بعد النتهاء من الصلة الولى بدون أن ينوي
نية من قبل الجمع فهل له ذلك ؟
47 س :جماعة تصلي صلتين جمعا فدخل عليهم رجل هل يدخل معهم
أم ينتظر فيتبين له ما هي الصلة التي يصلونها ؟
47 .س :رجل أراد الجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء
وبعد النتهاء من الصلة الولى تذكر فريضة منسية فماذا يفعل ؟
47 س :جماعة مسافرة أرادت الجمع بين الظهر والعصر وبعدما انتهت
من صلة الظهر شرعت جماعة أخرى بالقامة لصلة الظهر ؟
5
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
6
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
58 طقون ِبها ؟ س :ما حكم الخطبة ِبغْير العربية ِللمسلمين الذين ل َين ِ
59 س :في وقت خطبة الجمعة قد َيعطس أحدهم ،أو َيدخل أحدهم-
أيضا-فُيسّلم ،وهناك-أيضا-الدعاء الذي َيدعو ِبه المام ،والصلة على
ح كل هذه الحالت ؟ النبي .. هل َتص ّ
60 ت الخطبة إذا كانت هناك مصلحة كأن م في وق ِ ح الكل ُس :هل َيص ّ
دا ِبإغلق الباب أو ِبإطفاء المكيف أو ِبإطفاء المروحة دهم أح ً َيأمر أح ُ
أو ما شابه ذلك ..مصلحة معّينة ؟
61 س :إذا دخل المصلي في صلة الجمعة ووجد المام يخطب ،فهل
يصلي ركعتين تحية للمسجد أم يجلس ؟
61 حه ،هل مص ّ
ل آخر أثناءَ الخطبة ل ُِيصاف َ ض المصّلين َيمدّ َيده ل ِ ُ س :بع ُ
ُيصافحه ؟
62 *أحكام الجنائز
62 س :ما الكيفية التي يكون فيها حمل الجنازة ؟
66 س :أين يكون مشّيعو الجنازة ؟
66 س :الن الناس ابتكروا-إن صح التعبير-طريقة جديدة في حمل
الجنازة فصاروا يصفون أمام الجنازة أسطرا طويلة ثم تمر الجنازة
عليهم جميعا دون أن يكون أحد خلفها وقالوا صنعوا ذلك من أجل
التيسير وعدم الزحام ،فهل يصح هذا ؟
67 ولى أن س :إذا كانت الجماعة التي تصلي على الميت قليلة ،هل ال ْ
يصفوا صفا واحدا أو ثلثا ؟
68 س :ولدها توفي وعمره سبعة عشر عاما-قبل شهرين تقريبا-لكن
عندما ُأخذ إلى القبر خرج من فمه دم ،فهل يعني ذلك إشارة عقاب
له أو المر طبيعي ؟ هي قلقة الن.
68 س :وإذا توفي في شهر رمضان ،هل ُيكمل عنه أولياؤه ؟
69 س :ما حكم مرافقة المرأة للجنازة أثناء التشييع ؟
70 س :ما الوقات التي ُينهى فيها عن الصلة على الميت ؟
70 س :إذا أردنا أن نضرب على ذلك مثال ..في حال اصفرار الشمس
وقرب مغيبها ،هل تصح الصلة ؟
71 س :وهل يشمل ذلك لحظات الدفن أيضا ؟
61 س :الناس فيما يقرؤون أنهم بعد التكبيرة الثانية في صلة الجنازة
يأتون بالفاتحة والبعض يأتي بتسبيح وبغير ذلك ،فأيهما الصح ؟ بعد
التكبيرة الثانية ،ما الذي يأتي به النسان ؟
73 من يباشرون تغسيل الموات في مقبرة عامة تقول :في م ّس :امرأة ِ
بعض الحيان يأتون إلينا بجثث متعفنة ..في بعض الحيان بجثث
مشوهة نتيجة حادث معيّن ل نستطيع أن نتعامل معها في التغسيل
ولكن أهلها يجبروننا على ذلك ،فهل يصح لهم ؟ وهل تغسل مثل ّ
هذه الحالت ؟
74 س :في بعض الحيان تؤتى بالجثة مغطاة في كيس فإذا فتحت
خرجت منها رائحة ل تطاق ؟
74 س :هل ُيرش على الكيس ماء في هذه الحالة ؟
74 س :البعض يضع تحت رأس الميت حجرة ربما كوسادة ،فهل ذلك مِن
السنة ؟
ّ
74 س:يذكر العلماء في مصنفاتهم بأنه بعد وضع الميت في لحده ُيكشَف
عن وجهه ،فهل ذلك مِن السنّة ؟
7
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
75 س :ورد في روايات عن النبي أنّ النبي أمر النساء أن يغسلن
ابنته بالماء والسّدر ،ولكنّ العلماء يذكرون في غسل الميت أنه يُغسل
فمن أين أتت هذه الزيادة ؟ ِ أول بالماء القراح، ّ
75 س :ما هي الطريقة الصحيحة لغسل الميت ؟
76 س :مشروعية الفاتحة في صلة الجنازة ..بعض الروايات هكذا
ذكرتْ ،لكن هناك-أيضا-ما ورد يُثبت مشروعية قراءة سورة بعد َ
الفاتحة ،فهل هذا صحيح ؟
76 س :بعد الدفن ،هل ُتشرع قراءة الفاتحة ؟ وإن كان ل ُيشرع ،فما هو
الثابت في السّنة ؟
76 من الضروري أن يُسنّم القبر أم يُسطّح ؟ وما هي الحكمة س :هل ِ
في وضع حجرين للذكر وثلث حجرات للنثى ؟
78 س :هل الوْلى لحاضر الدفن القيام أم الجلوس ،لنّ البعض يقول:
ه ] ...سورةر ِ عَلى َ
قب ْ ِ م َق ْول َ ت َ ُ
إن الله-تعالى-قال لنبيهَ ... : ّ
وأن
ّ التوبة ،من الية [ 84 :قال :إنّ الصل في أثناء الدفن القيام
جلوس النبي إنما كان لعارض لجل مخالفة اليهودي الذي مرّ بهم
حينئذ؛ فهل يستقيم هذا الستدلل ؟ وماذا ترون ؟ ومتى َيبدأ هذا
القعود ..هل عندما يوضع في القبر أم قبل ذلك ؟
79 س :ما قولكم في امرأة أطلقت على نفسها النار ببندقية وماتت إثر
الطلقة فورا والسبب يرجع بينها وبين أهلها في عدم رضاهم عن
زواجها وكلما دخلت منزل أهلها لرؤيتهم ل أحد يتحدث معها ول
يردون عليها السلم إذا سلمت عليهم ؟ وهل يُصلى على الذي قتل
نفسه ؟
80 فنت به ..جرى دم من مجرى الطلقة، س :بالنسبة للكفن الذي كُ ّ
غير الكفن مرة أخرى ؟ فهل ُيصلى عليها في هذه الحالة أم يُ ّ
80 س :هل يحق للزوج المطالبة بما دفعه مهرا لها ؟ علما بأنّ أهلها هم
السبب الرئيسي بإطلق النار على نفسها وموتها.
80 س :هل يجب أن يكون غسل الميت كغسل الجنابة بحيث يقدم الرأس
ثم الميامن قبل المياسر وهكذا ؟
80 للمغسّل أن يضع قفازين أو خرقة على يده طوال ُ س :هل ُيمكن
الغسل وليس فقط عند غسل العورة فقط ؟
80 س :البعض يضع قطنا في فرج الميت ،فهل ورد في السنّة ما يشير
إلى ذلك ؟
81 س :التكبيرات-طبعا-المعروفة هي أربع تكبيرات ،لكن وردت أحاديث
تزيد على هذه التكبيرات خمس ،كحديث زيد بن أرقم كبّر خمسا
ونسب ذلك إلى النبي ، وإذا كان-أيضا-بعض الحاديث ثبتت ..تصل
إلى سبع ..ثمان ..تسع وهلم جرا ،ماذا يقال بعد كل تكبيرة ؟ وهل
أن آخر ما كبّر النبي على صلة الجنازة أربع تكبيرات ..هل ّ يصح
هذا الحديث-أيضا-صحيح ؟
82 س :هل تغسيل الميت ُيراد به النظافة أم هو تعبّد محض ؟
84 س :إذا توفيت المرأة وهي حامل وبداخلها جنين له حركة تدل على
وجود حياة فيه ،فهل ُيخرج أم ُيدفن معها ؟
84 س :هل كفن الميت له هيئة مخصوصة ..بأيّ طريقة تحقّقت ،فعندما
كفن الميت بمثل ما يلبس في حياته من إزار و " دشداشة " و ُي ّ
كفن المرأة بما تلبس من ملبس " مصر " ونحوها ؟ وهل يمكن أن ُت ّ
8
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
حياتها أيضا ؟
85 س :بالنسبة للحنوط هل هو ثابت في السنة ؟
85 س :إذا توفي عدد من الشخاص وفيهم رجال ونساء ..في حال
الصلة عليهم ،كيف يكون ترتيبهم ؟
85 س :المام أين يقف عندما يصلي على الرجل ..عند رأسه ..عند
صدره ؟
86 س :هل يجوز أن يقف النسان على قبر الميت فيقرأ عليه القرآن ؟
خ يقول :سمع أنكم أجزتم قراءة القرآن وإهداءه للميت. وأ ٌ
86 س :توفي والده وأوصى بقراءة ختمتين في كل رمضان من ماله،
جرون على قراءة مهُ-يؤ ّ سم كان إخوةُ أبيه-أو أعما ُ ن المال لم ُيق ّ ول ّ
هاتين الختمتين ،والن لما آل المر إليه يقرأ بنفسه عن أبيه بدون
أن يأخذ شيئا من المال ،ما حكم ذلك المال الذي كان ُيؤخذ من مال
الميراث لتأجير هذه القراءة ؟ وهو الن إذا قرأ عن أبيه ،هل يصل
الجر إليه ؟
87 س :زيارة الناث-بالذات-للقبور ؟
88 س :هل زيارة قبر بعينه من بين المقبرة مشروع أم يشرع فقط
طلق سلم عام على أهل المقبرة ؟ زيارة المقبرة بشكل عام ويُ َ
88 لقنوه وأسند ذلك خ ذكر حديث أبي أمامة من أنه أمر أهله أن يُ ّ س :أ ٌ
إلى النبي .. ما حكم تلقين الميت بعد الدفن ؟
89 س :عند دفن الميت وبعد النتهاء من دفنه يقوم أحد الناس بالدعاء
صحيح ؟ من البقية ،فهل هذا جهرا وُيؤ ّ
89 س :هل في صلة الجنازة-صلة الميت-استدراك ؟ وكيف يكون إذا
كان ؟
91 س :بعد النتهاء من دفن الميت مباشرة يجلس المشيّعون ويقوم أحد
الشخاص بضرب الرض حول القبر عدّة مرات وهو يقول " :ل إله
ظنا منهم لمنع ّ إل الله ،محمد رسول الله " ويسمّونه بتوحيش القبر،
الحيوانات المفترِسة خشية أن تصل إليه.
92 سِلين ؟ الميت الذي يُغسّل ،هل َيشعر بالمغَ ّ ّ س:
92 نفذ وصيته ؟ س :إذا أوصى الميت بأن ُيدفن في بلد بعيدة ،هل تُ ّ
92 س :في بعض الحيان الناس ينتظرون الميت إلى أن يأتي أهله
البعدون من أماكن بعيدة ويحبسون الناس فترة طويلة.
92 كفنه ؟م ّمغسّله و ُ س :قد يوصي الميت بمبلغ لحافر القبر ولِ ُ
93 س :ما كيفية إدخال الميت في القبر ؟
93 س :هل هناك أولوية لرحامه في النزول إلى القبر إذا كان رجل ؟
وماذا-أيضا-إذا كان امرأة ؟
94 ها س :هناك من عندما يضع الميت في القبر يقرأ قوله تعالىِ :
من ْ َ
خَرى ] سورة طه، م َتاَرةً أ ُ ْجك ُ ْ
ر ُ
خ ِ
ها ن ُ ْمن ْ َ
و ِ عيدُك ُ ْ
م َ ها ن ُ ِ
في َ
و ِ
م َ خل َ ْ
قَناك ُ ْ َ
ثبت ذلك ؟ الية ،[ 55 :فهل ورد شيء ُي ِ
94 س :البعض عندما يضعون الميت في القبر يقوم أحدهم بتمرير يده
دعه على التراب الموجود أعلى القبر وينطق بالشهادتين ،وكأنه ُيو ّ
بتلك الكلمات ؟
95 س :البعض عندما يحمل الجنازة ينادي بصوت مسموع " :اذكروا
الله ..اذكر ربك يا غافل " ،فما رأيكم ؟
9
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
95 تركبت عند بعض الناس معلومة مفادها أنّ الباء والرحام ل ّ س:
يحملون جنازات أرحامهم وآبائهم وإنما يكتفون بالمشي خلفها ،فهل
هذا صحيح ؟
96 فزها ثلث خطوات ثم يبدأ ق ّس:البعض عندما يحمل الطارقة ُي َ
النطلق بها ؟
97 س :الشهيد ،كيف يكون التعامل معه في التغسيل ؟ هل ُيغسّل ؟ هل
كفن ؟
ُي ّ
98 ن الذي سار مع الجنازة إلى نهايتها أو س :الحديث الذي ورد فيه أ ّ
حته ؟ وما حكم رجع عنها له قيراط أو قيراطان من الجر ،ما ص ّ
الرجوع عن الجنازة بعدما يسير النسان معها ..هل يلزم أن يبقى
إلى آخرها أو يمكن أنه إذا بدا له أمر يذهب عنها ؟
99 * فتاوى صلة الخسوف والكسوف
99 ن خسوفا كليا للقمر سيكون في سماء هذه الدنيا س :أطلعنا على أ ّ
ذا الخسوف كما مل الناس مع ه َعا َمن السلطنة ،كيف ي َت َ َ وسُيرى-أيضاِ -
ورد في السّنة ؟
108 سادسا :أحكام صلة العيد
108 أول :أحكام متعلقة بالعيد
َ
عي َّنة ينبغي على الناس 108 م َعية ُ حكام شر َِ س :في ل َي َْلة العيد ..هل هناك أ ْ
صَباح ؟ ل ال ّ ها َ
قب ْ َ عو َ صن َ ُأن يفعلوها أو ي َ ْ
س :بالنسبة للغتسال في يوم العيد ،ما حكمه ؟ وهل ُيمكن أن يكون 110
ذلك قبل الفجر ؟
111 َ
خرج الناس ل ِي ُكّبروا ن أن َيكون التكبير جماعيا ..يعني ي َ ْ س ّس :هل ي ُ َ
صُلوا إلى مصلى العيد ؟ ت واحد إلى أن ي َ ِ و ٍ
ص ْ
بِ َ
112 ثانيا :أحكام صلة العيد
112 من س :بالنسبة للخروج إلى صلة العيد ..الذهاب إلى صلة العيد ِ
من السّنة ؟ خر ،هل هذا ِ من طريق آ َ طريق والعودة ِ
113 شيا ؟ وإذا كان م ْ
من السّنة أن يكون الذهاب إلى صلة العيد َ س :هل ِ
كب ؟ من َر ِ ذلك ،فماذا على َ
113 س :وماذا عن المرأة أيضا ..هل َتخُرج ِلصلة العيد ؟
114 س :إذا َلم َتخُرج المرأة ِلصلة العيد ،هل ُتصّليها في بيتها ؟
114 من لم يصل صلة العيد ؟ س :ماذا على َ
ص في المناوبة 115 من فاتته صلة العيد ..كأن يكون شخ ٌ س :كيف َيصَنع َ
م العيد مع الجماعة ،فهل له أن يصليها منفردا مثل وفاتته الصلة يو َ
فيما بعد ؟ ومتى يكون قضاؤها ؟
116 فتاوى السنن والنوافل
116 ن مرتبتها س :الناس-ربما-مسألة السنن يتهاونون فيها وَيظنون أ ّ
فظ عليها النسان ،ما هي قيمة صغيرة جدا ل َترقى إلى أن ُيحا ِ
السنن في السلم ؟
117 س :نودّ منكم تعريفا للسنن المؤكدة ..ما هي السنن المؤكدة ؟
دة ،والبعض ذهب إلى أنها 119 س :أنتم تحدثتم عن سّنة الفجر وأنها مؤك ّ َ
واجبة ..الن بالنسبة لسّنة الفجر ،ما حكم صلة سّنة الفجر أثناء
صلة المام الفريضة ؟
122 سنن الراِتبة ؟ س :ما هي ال ّ
10
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
11
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
قبل أن ينام ..العدد الذي ذكرتُم ،هل َيحصل على نفس الجر فيما
لو صلها في نِهاية الليل ؟
150 س :ماذا ُيقرأ في السنن الرواتب ؟
152 عْبدي ( ...؟ ي َ ب إل ّ
ر َق ّ
س :ما َتفسِير الحديث ) :ومَا َت َ
152 ة الضّحى أم هي صلة ة الشروق وسُن ّ ِ سّن ِ
فرق بيْن ُ
ٌ هل هناكسَ :
واحدة ؟
153 س :الوتر والشفع منهم من يصليها ثلثا دون فاصل ....؟
153 س :هل له أن يصلي السنة أرع ركعات دون فاصل ؟
153 س :ما حكم صلة التراويح ؟
154 * فتاوى القضاء والعادة للصلة
154 س :ما الفرق بين البدل والقضاء ؟ وما حكم من لم ينو قضاء ول أداء
لصلته ؟
154 رجل نسي أن يصلي إحدى الصلوات ثم تذكرها وقد وجبت الصلة
التي تليها .فكيف له أن يعيدها ؟ ولو أن هذه الصلة المنسية كانت
صلة الظهر ،وتذكرها وقد وجبت صلة العصر والجماعة قائمة .فكيف
تكون صفة إعادة صلة الظهر في هذه الحالة ،علما بأنه ل صلة بعد
صلة العصر حتى وجوب صلة المغرب؟
154 س :من نام عن صلة أو نسيها هل يصلها قضاء أو أداء ؟
154 س :فاتته صلة الوتر وفي اليوم الثاني عندما كان يصلي مع المام
جلصلة التراويح صلى معه الوتر بعد التراويح ..الوتر التي فاتته وأ ّ
الوتر الحالية إلى آخر الليل ؟
155 س :ما حكم الذان والقامة في صلة القضاء ؟
155 فتاوى عامة في الصلة
155 س :التنكيس في القراءة في الصلة كأن يقرأ في الركعة الولى
سورة الخلص ثم الركعة الثانية وسورة متقدمة عليها كالكافرون...
"
155 س :شخص كان يصلي المغرب والعشاء ل يقرأ في الركعتين
الوليتين سورة .
156 ما هو القول الراجح في الصلة الوسطى ؟
156 س:يخرج منه الدم في أغلب يومه ..إذا كان هذا الدم يخرج من فمه
باستمرار ،فكيف تكون صلته ؟
156 س :سورة العلق وسورة النشقاق ،تجب فيها سجدة ؟
156 س :هل تصح صلة المام إذا قرأ سورة فيها سجدة ولم يسجد ؟
156 س :من قرأ السجدة في وقت تحرم في الصلة ؟
156 س :شخص جمع بين لفظ الصلة البراهيمية ولفظ آخر من اللفاظ
التي فيها الصلة على النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في التشهد
الخير من الصلة .
157 س :ما حكم القامة للنساء ؟
157 س :رجل يصلي منفردا ً وبعد أن كّبر تكبيرة الحرام سواء كان ذلك
ت بالقامة ؟ بعد ركعة أو ركعتين أو أكثر أو أقل تذكر بأنه لم يأ ِ
158 ل لصلة مفترضين ؟ هل تجوز إقامة متن ّ
ف ٍ
158 س :من اكتفى بقراءة البسملة بعد فاتحة الكتاب مع أنه تحفظ شيئا
من كتاب الله ؟
12
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
13
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
يلزمه ؟
198 ثامنا :أحكام المرض المبيح للفطار
198 طر الصائم بسببه ؟ ف ِكن أن ي ُ ْ م ِضاِبط المرض الذي ي ُ ْ و َ ه َس :ما ُ
199 س :ما قولكم في المريض بمرض فقر الدم الشديد ويحتاج إلى نقل
دم شهريا وصادف نقل الدم شهر رمضان ،فهل نقل الدم إلى
طره ؟ المريض ُيف ّ
199 س :عنده ولد عمره سبعة عشر عاما لكنه مصاب بمرض فقر الدم-
شفاه الله-ولعل هذا المرض يحتاج إلى علج مستمر ،كيف يكون
صيامه في هذه الحالة ؟
199 تاسعا :أحكام عامة
199 س :الحديث الناهي للمرأة عن الصيام بدون إذن زوجها ...؟
200 س :الطفال الذين برغبون في الصيام ..؟
201 عاشرا :فتاوى ليلة القدر
201 من غروب الشمس أو أنها ...؟ در ،هل هي ِ ق ْ س :ليلة ال َ
201 در في أوتار الشهر الكريم ،فهل ق ْس :ذكرُتم أّنه تستدرك ليلة ال َ
أوتار العشر اليام الخيرة أو أوتار الشهر كاملة ؟
201 هر َ
در ،هل هي ليلة واحدة َتدور حول العالم وهنا َيظ َ ق ْ ة ال َ س :ليل ُ
وتر
ن الوتار َتختِلف ..قد َيكون هذه الليلة ِ ةأ ّ إشكال لديه في مسأل ِ
خر ؟ في بلد بينما هي ليست كذلك في بلد آ َ
201 من رمضان ص هذه الليلة ..ليلة السابع والعشرين ِ س :هل َتخت ّ
رها ؟ سَنن ِبحيث ُتمّيز عن غي ِ من الحكام أو النوافل أو ال ّ ء ِ
ِبشي ٍ
ة القدر ؟ وهل َيجوز إخبار الصحاب ت ليل ِ جح في علما ِ س :ما هو الرا ِ
ت له ؟ ِبهذا إذا َتبي ّن َ ْ
عاشرا :فتاوى عامة في الصيام
ذن زوجها هل يشمل ما مرأة عن الصيام بدون إ ِ ْ هي لل َ س :الحديث الّنا ِ
ضيه المرأة من الواجبات ؟ ت ْ
ق ِ
س :الطفال الذين يرغبون في الصيام ،ما هو سن التكليف الشرعي
ود هؤلء الطفال ؟ من متى ُيمكن أو ُيع ّ ؟و ِ
208 الحادي عشر :فتاوى العتكاف
208 س :ما حكم العتكاف ؟
س :هل لهذا العتكاف شروط معّينة ؟
س :رجل مريض بالشلل أو ل يستطيع أن َيعتكف في المسجد ،فهل
له أن َيعتكف في بيته ؟ وهل للمرأة-أيضا-أن َتعتكف في بيتها دون
المسجد ؟
س :هل يصح العتكاف في مصّلى صغير ل ُتقام فيه الصلوات
الخمس ؟
ب للناس أن َيعتكفوا جماعيا ؟ س :هل ُيستح ّ
ثالثا :فتاوى الزكاة
زكاة النقدين
16
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
زكاة الجمعيات
زكاة الدين
زكاة الفطر
ملخص عام لحكام زكاة الفطر
ْ
ة الفطر. صَرة عن زكا ِ خت َ َم ْ عطوَنا ُنبذةً ُ ُ د-في البداية-أن ت ُ ْ و ّس :ن َ َ
ثانيا :وقت وجوبها
جدصة إذا كان َيصعب عليه أن ي َ ِ س :هل َيجوز تعجيل زكاة الفطر خا ّ
الفقير في وقت الخراج ؟ فإن قيل ِبجواز ذلك ،هل ُيشتَرط أن
رث أو عيد ؟ قد َيكون ي َ ِ ة ال ِ َيبقى متحّريا حالة الفقير إلى حين صل ِ
من من الفقر إلى الغنى وهذا فيه عليه نوع ِ قل ِ َينال مال فَينت ِ
قة. المش ّ
فطْققر قبققل موعققدها ؟ خاصققة دم المسققلم زكققاةَ ال ِ ق ّ س :هل َيجوز أن ي ُ َ
وأنه يراعي هذه اليام الفقراء نظرا لنهم يريدون أن َيشتروا حاجات
صلون عليها نقدا. لبنائهم إذا كان َيتح ّ
عيققد ولكققن جهققا بعقدَ فجققر ال ِ س :رجل أخذ ِبالقول المشهور وهققو إخرا ُ
محجققوزةً فققي ّ
من إيصالها إلى الفقير وإنما ظلت َ كن ِ أخَرجها فلم َيتم ّ
عيد ثم عاد إليها ؟ بيته وصّلى صلة ال ِ
ت صلة صل ّي َ ْ خر المعطى حتى ُ ع عنه فَتأ ّ س :إذا أعطى أحدٌ غيَره ل َِيد َ
ف َ
العيد ؟
جد لها-مثل-في ذلك الوقت فقيرا أو رج زكاة الفطر لكنه لم ي َ ِ سُ :يخ ِ
ح له َ َ َ
ص ّ كان مشغول ..أحرَزها ثم صلى العيد وبعد ذلك أخرجها ،أي َ ِ
ذلك ؟
من قبل ،هل َيلزمه دها ِ من قبل ولم ُيؤ ّ طر ِ ة الف ْ س :لم َيعَلم عن زكا ِ
قضاء ؟
ثالثا :المقدار المخرج
س :كم هو الوزن في زكاة الفطر ؟
س :وهذا خاص ِبالرز ؟
مه حين ،هل حك ُ ض البلدان الط ِ دم في بلِدنا وفي بع ِ ما ُيستخ َ م ّ سِ :
قص ؟ زيد أو َين ُ حك ْم ِ الْرز في القمقدار ..صاع ي َ ِ ك ُ
وي الصاع ِبالكيلو ؟ دم الكيلوجرامات ،كم ُيسا ِ س :لو أّنه استخ َ
ح المطحون ؟ ج الزكاة ِبالقم ِ س :ما حكم إخرا ِ
من هذه النواع دل ِ ج القيمة ب َ َ س :هناك سؤال ي َت َكّرُر دائما ..عن ِإخرا َِ
قير غَناء الف ِ صود ِبها إ ِ ْ موها ] ص [ 6-5على اعتبار أّنه المق ُ التي ذَك َْرت ُ ُ
م القيمة مقام هذه النواع ؟ قو ُ في ذلك اليوم ،فهل ت َ ُ
من خلل أجوبتكم القول بجواز إخراج زكاة الفطر نقدا س :استنتج ِ
ويقول بأنهم يعملون بذلك منذ سنوات ،فهل َيكون آِثما إن أخرج زكاة
الفطر نقدا ً ؟
17
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
نون أ ّ ج القيمة نظرا لنهم َير ْ جعون لخرا ِ س :وإن كان الناس َيتش ّ
مصلحة الفقير في هذا الوقت حاجته إلى النقد ؟
جها ح إخرا ُ من غاِلب ما ُيقتات فَيص ّ س :اللحوم ِبأنواعها ،هل ُتعتَبر ِ
فطر ؟ زكاة ِلل ِ
رابعا :على من تجب ؟
ل قاِدر ؟ س :هل ُتشَرع فقط على الغِني أو على ك ّ
ملهم ؟ ضع ،هل تش َ س :إخراجها حتى عن الطفال وحتى عن الر ّ
رج س :أيضا الشققغالت المسققلمات الموجققودات فققي الققبيوت ،هققل ُيخق ِ
ن صاحب البيت ؟ عنه ّ
س :بالنسبة للزوجة أيضا ؟
جها في ْ
مر ِبإخرا ِ ره أو ي َأ ُ فر زكاةَ الفطر في سف ِ رج المسا ِ س :هل ُيخ ِ
وطِنه ؟
ل السققرة ِبأكملهققا ِبمققا و َ عق ْ ّ
وج في بيت أبيققه وَيتققولى الب َ من تز ّ سَ :
فطر ؟ْ رج زكاةَ ال ِ من الذي ُيخ ِ ده وزوجَته ،في هذه الحالة َ فيهم ول َ
َ
رج سواها ،هل ُتخ ِ ل َلهم ِ من الطفال ل عائ ِ َ دها مجموعة ِ مَلة عن َ س :أر َ
طر ؟ ف ْ عنهم زكاةَ ال ِ
خامسا :لمن تخرج ؟
ريدُ منكم جب ،ن ُ ِ جب عليه الزكاة أو ل ت َ ِ سَ :تحدّث ُْتم عن الفقير الذي ت َ ِ
ن عددا ع إليه الزكاة على اعتبار أ ّ ف ُ قير الذي ُتد َ أن ُتحدُّثونا الن عن الف ِ
عوُلوَنهم دد الذين ي َ ُ ع َهم راتب محترم لكن َ من الناس قد َيكون لدي ْ ِ ِ
قراء ف َ متطل َّبات الحياة ،فهل هؤلء ُ ُ يوفوا ُ أن عون طي
َ َ ِ ُت يس ل أو رون ثي
ِ ُ ك
؟
مقصوَرة على الفقراء والمساكين أو أّنها ُتعطى في ي َ س :هل ه َ
ة المال ؟ ف زكا ِ ر ِ مصا ِ
ص واحد ؟ رس :زكاةُ ال ِ ْ
فطر ،هل ُتعطى ِلشخ ٍ
من حساب عدد فع إلى أسرة واحدة أم لبد ِ كن أن ُتد َ س :هل ُيم ِ
أفرادها ؟
غالة ؟ س :هل َيجوز إعطاءُ زكاة الفطر ِللوالدة أو الش ّ
سادسا :أحكام عامة في زكاة الفطر
َ
د قبل أن ُيخب َِره ثم أخب ََره ف ْ َ
طر عن أح ٍ ن زكاةَ ال ِ ج النسا ُ س :إذا أخَر َ
ُ
ومخَرج عنه ؟ علما ِبأنه َلم ي َن ْ ِ ة ذلك الق ُ م ُ ع الزكاة ،هل ت َب َْرأ ِذ ّ ف َبعدَ أن دَ َ
تلك العبادة.
من ع الموال ِ م ِ سهم ِلج ْ عين هّيؤوا أنف َ من المتبّر ِ ة ِ مجموع ٌ س :هناك َ
ل أن َيشت َُروا ِبها أْرزا ُيوّزعوَنه على الفقراء، ج ِ من أ ْ عيد ِ ل ال ِ قب َي ْ َ الناس ُ
موا عنه قو ُ زي هذا النسان أن ُيعطَِيهم ذلك المبَلغ حتى ي َ ُ فهل ُيج ِ
ع هذه الزكاة وهم ِثقات كما َيقول ؟ ِبتوزي ِ
فتاوى عامة في الزكاة
س :إذا كان لديه مبلغ من المال ،هل ينتظر أن يحول عليه الحول
حتى يزكيه ؟
س :من وجبت عليه زكاة الذهب ولم يجد ما يزكي به إل أنه كان
يتصدق على أهل بيته بمبلغ في كل شهر ،فهل عليه أن يجمع ذلك
المبلغ ليزكي به ؟
س :هل يشترط للمزكي بأنه إذا أراد أن يعطي زكاته للفقير أن
يخبره أن هذه زكاة ؟
18
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
19
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
عليه وآله وسلم أمنكم يتصدق على هذا فيصلي معه رواه أبو داود
والترمذي والدارمي وأحمد وابن أبي شيبة وابن حبان وابن الجارود وأبو
يعلى والحاكم وغيرهم .وهو حديث صحيح ثابت وله شاهد من طريق أنس
بن مالك عن السراج والدارقطني والطبراني في الوسط والضياء في
المختارة وإسناده ل بأس في الشواهد وقد قواه الزيلعي والحافظ ابن حجر
ووهم الهيثمي في إسناده فضعفه لجل ذلك وله شاهدان مرسلن من
ن
طريق الحسن البصري وأبي عثمان النهدي هذا ومن الجدير بالذكر أ ّ
هنالك أدلة أخرى تدل على جواز إمامة المتنفل بالمفترضين غير ما ذكرناه
هنا وقد ذكرت واحدا ً منها ورددت على اعتراضات من اعترض على
الستدلل بحديث معاذ رضي الله عنه في رسالة كتبتها في بعض أحكام
ن الخروج من الخلف في هذه المسألة الستدراك ونبهت هنالك على أ ّ
ونحوها حسن إذا أمكن المصير إليه والله ولي التوفيق .
دل آية رحمة بآية عذاب أو العكس
س :إذا سهى المام في قراءة القرآن وب ّ
مثل قال" :إن البرار لفي جحيم أو قال" :إن الفجار لفي نعيم " .فما حكم
صلته وصلة من خلفه ؟
الجواب :ذهب الجمهور إلى أن صلتهم جميعا فاسدة والصحيح عندي أنها
صحيحة ول سيما إذا كان قد قرأ غيرها مما يتم به المعنى .والله أعلم .
س :إمام وقف أو سكن بعد قوله تعالى" :ويل للمصلين " ما حكم صلته ؟
الجواب -:أول ً ل ينبغي له ذلك في الصلة ول في غيرها ولكن إذا وقع منه
ذلك فإنه ل يؤدي إلى البطلن إن شاء الله .
22
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ومع ذلك سلموا فصلة من سلم وهو متيقن بخطأ المام صلته باطلة
وعليه أن يتوب إلى الله ويعيد صلته .
أما بالنسبة إلى من تكلم فهذه فيها أخذ ورد تحتاج نظر وتأمل حتى نتأمل
وننظر جيدا ً في الحديث الوارد لن العلماء فيه كلم كثير ولبد من التأمل
فيه فإذا احتاطوا وأعادوا صلتهم حتى يتبين المر فحسن إن شاء الله .
-هل يسجد في هذه الحالة قبل السلم أم بعد السلم ؟
يسجد بعد السلم .
س :إمام عوض الفاتحة قرأ التشهد سهوا وبعد السجود انتبه لذلك فماذا
يفعل ؟
الجواب -:
لبد من أن يرجع ويأتي بالفاتحة وبعد ذلك بعض العلماء يقول يواصل صلته
أي من بعد السجود وبعض العلماء يقول لبد من أن يأتي بالركوع والسجود
مرة ثانية فل بد من إعادة الفاتحة لن الفاتحة ركن فيرجع من السجود
ويقوم للفاتحة ويأتي بالفاتحة وإذا أتى بالفاتحة هل يأتي بالركوع والسجود
مرة ثانية هذا رأي لهل العلم وبعض العلماء يقول ل يلزمه ذلك بل بعد
الفاتحة يرجع إلى ما كان فيه ويواصل صلته من ذلك الموضع .والله تعالى
أعلم
-وإذا واصل المام وسلم ثم قضى بنفسه ؟
الجواب -:
أقول يعيدوا صلتهم ويتوبوا إلى الله من تهاونهم بعدم العادة هذا الصحيح
عندي وهذا المام جاهل عليه أن يتوب إلى الله من هذا الفعل .والله تعالى
أعلم .
س :إذا انتقضت صلة الشخص الذي يصلي سترة خلف المام هل تنتقض
صلة الصف الول ؟
الجواب -:
أما إذا شاركه في السترة أحد مثل اشترك اثنان في السترة وانتقضت
صلة أحدهما فل بأس على من يصلي خلف المام أما إذا كان لم يشاركه
أحد بأن كان قد أخذ قفوة المام تماما ً ففي المسألة خلف بين أهل العلم
هل ينقض صلة من يصلي في ذلك الصف تجد القوال في العقد الثمين .
والله تعالى أعلم .
س :إذا قام المام بعد الركعة الثانية ولم يجلس للتشهد وسبح له المأمومون
؟
الجواب -:
ذهبت طائفة من أهل العلم إلى أنه يجب عليه أن يرجع فإن لم يرجع فإن
صلته فاسدة وهذا الرأي هو الذي كان يذهب إليه المام نور الدين رحمه
الله تبارك وتعالى وذهبت طائفة من أهل العلم إلى أنه إن كان قد أطمئن
23
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
في وقوفه فل يرجع أما إذا كان لم يطمئن بأن كان في بداية قيامه أي لم
ينتصب قائما ً فإنه يرجع وهذا الرأي هو الرأي الصحيح وهو الذي ذهب إليه
المام الخليلي رحمه الله فقد أجاب بما يقتضي ذلك إن صح الحديث ووقع
له هو رحمه الله ولم يرجع مع أنه قد نبه إلى ذلك وسجد للسهو وهو الذي
يدل له الحديث كما قلت ويسجد للسهو في هذه الحالة بعد السلم على
الصحيح .
س :من صلى نافلة خلف من يصلي فريضة المغرب كيف يصنع ؟
الجواب -:
نحن نعرف أن من صلى نافلة خلف من يصلي فريضة ثنائية أو رباعية
فالمر سهل يتابعه في الثنائية أو في الرباعية ول أشكال في المر .
بقي كيف يصلي لو كان المام يصلي صلة ثلثية كفريضة المغرب وكالوتر
أيضا ً ثلث ركعات ؟.
منهم من يقول يصلي ثلث ركعات .
ومنهم من يقول أنه يتبع ذلك بركعة رابعة عندما يجلس المام التشهد
الثاني يجلس المأموم صامتا ً ل يأتي بشيء ثم يأتي بالركعة الرابعة ويفعل
كما يفعل المقيم أن لو صلى خلف إمام مسافر ..
وهناك قول ثالث أنه ل يصح أن يصلي خلفه أبدًا.
وهناك قول رابع وهو أنه يصلي ركعتين وينهي صلته وهذا أضعف تلك
القوال كذلك القول بالمنع فيه ضعف فيبقى أقوى القوال إما أن يزيد
ركعة أو يصلي خلفه ثلثا ً وإن زاد ركعة فحسن بمشيئة الله تبارك
وتعالى .والله تعالى أعلم
س :صلى إمام وعن يمينه شخص كما هو السنة وجاء بعد ذلك شخص آخر
ولجهله بالسنة وقف عن يمين ذلك المأموم فهل للمام أن يتقدم أو أن
مين أو أن يقوم المأموم الول بالتأخر ويؤخر ذلك
يقوم بتأخير المأمو َ
الشخص معه ؟.
الجواب -:
نعم للمام أن يقوم بدفع الشخصين خلفه كما فعل النبي صلى الله عليه
وعلى آله وسلم وللمأموم الول أن يتأخر وأن يقوم بجذب ذلك الشخص
معه أيضا ً فهذا ل يضر إن شاء الله تبارك وتعالى أما أن يتقدم المام فهذا
مما ل ينبغي إل إذا كان المكان ل يتسع للمأموم ولكن لو وقع في الماضي
فل شيء عليه لكن المام ل ينبغي أن يتقدم لنه هو المتبوع .والله تعالى
أعلم .
س :إمام أسر في صلة جهرية وتذكر في نصفها ؟
الجواب -:
يجهر من ذلك الموضع الذي انتبه فيه .والله تعالى أعلم .
24
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س :الصبي الذي ل يفقه أمور الصلة هل إذا كان في وسط الصف يكون
قاطعا ً للصف أو الصلة؟
الجواب -:
على كل حال إذا كان الصبي يصلي فهذا ل يضر أن يكون في وسط
الصفوف .
وأما إن كان الصبي ل يصلي أبدا ً مجرد أنه يقف جنب أبيه أو ما شابه ذلك
الحاصل ل يأتي بالصلة فالصل أنه ل يصف مع المصلين بل ينهى عن ذلك
لكن لو وقع ذلك فل نقوى على القول إنه يقطع الصلة لنه سد تلك الفرجة
ولم يقف الشيطان والعياذ بالله فيها فهو ليس أشد من السارية الموجودة
في المسجد .والله تعالى أعلم .
س :هل للمرأة أن تؤم بالنساء ؟
خلف بين أهل العلم
بعضهم قال :ل تؤم بالنساء إطلقا ل فريضة ول نافلة
وقيل :تؤم في النافلة دون الفريضة
25
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وقيل :تؤم في النافلة والفريضة .وهذا القول عليه أبو محمد وأبو اسحاق
ورجحه قطب الئمة وهو الصحيح عندي ,ولكن أقول مع ذلك ل يتخذوا ذلك
عادة فالصل أن تصلي مفردة .والله تعالى أعلم .
س :إذا أراد الرجل أن يصلي بزوجته في البيت فهل له أن يصلي بها الفرض
وإذا كان له ذلك فأين تكون في اليسار أم في اليمين ؟
ج :أما الفرض فالصل أن ُيصلى في المسجد إل إذا كان النسان معذورا ً
بعذر شرعي فإذا كان معذورا ً بعذر شرعي له أن يصلي بزوجته أو بغيرها
ممن هم في البيت وقد اختلف العلماء في الموضع الذي تقف فيه المرأة
ذهب بعضهم إلى أنها تقف منه في جهة الشمال حتى تكون مخالفة لوقوف
الرجل ثم إنه يمكن أن يأتي رجل فيقف عن يمين المام وتتأخر تلك المرآة
إلى الخلف ول تتغير من الجهة التي كانت واقفة فيها .
وذهب بعض العلماء إلى أنها تقف خلف المام وذلك لما ثبت في الحديث
عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من طريق أنس رضي
الله تعالى عنه عند الربيع وغيره من أئمة المحدثين أن أنسا ً رضي الله
تعالى عنه وذلك الرجل الذي كان معه وقف خلف النبي صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلم ووقفت المرأة خلفها ولم يأت أنها وقفت عن
شمال المام أي في الجهة الشمالية ول جهة اليسار ول في جهة اليمين
وإنما وقفت خلف المام على حسب ما يفهم من الرواية وأرى أن هذا
الرأي وهو أنها تقف خلف المام هو الرأي الصوب ول يقال بأنه معارض
للحاديث التي فيها النهي أن يقف الشخص خلف المام منفردا ً ول الحاديث
التي فيها أن ابن عباس رضي الله عنه صف عن شمال النبي صلى الله
عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثم حوله عن جهة اليمين وكذا بالنسبة إلى
الرجل الذي كان يصلي إلى غير ذلك فهذه الحاديث ل تعارض فيها لن هذه
القضية تختص بالمرأة وتلك القضايا تختص بالرجال ول يمكن أن يقاس هذا
الحكم على الحكم الخر بينهما وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
1
وصحبه وسلم .
الجواب :يركع مع إمامه ثم بعد ذلك يقوم بقضاء ما تبقى عليه من فاتحة
الكتاب .
س :رجل استدرك مع المام في ركوعه وركع معه ثم بعد أن قام للقضاء
نسي وركع فلما ركع تثبت وتيقن أنه ركع مع المام فماذا يفعل ؟
الجواب :يجلس من ركوعه ول حاجة إلى أن يقوم ويسلم من صلته بعد
النتهاء من الدعاء ويسجد لسهوه .
دة أقوال س :سمعنا منكم في دروس سالفة 1أ ّ
ن العلماء قد اختلفوا على ع ّ
مل ماذا َيصنع ،وسؤالي حول الرأيف قد اكت َجدَ الص ّ
و َ
من دخل المسجد و َ
في َ
المختار عندكم في هذه المسألة ِلعموم البلوى بها ،ولم ل يكون حديث وابصة
ص السؤال مع جواب ِ-1من ذلك جوابه على السؤال الول ِمن حلقة 8رجب 1423هـ ) 15سبتمبر 2002م ( وهذا ن ّ
الشيخ عليه:
ف الول ؟ ف الص ّ خل َ س :ما حكم صلة المنفِرد َ
صّلي منفِردا خلف الصف ل َيخلو ِمن أحد أمرين: ن الذي ُي َ ج :إ ّ
جد مكانا َيقف فيه في تلك الصفوف التي أمامه. ت ول َي ِ جد الصفوف قد امتل ْ -1إما أن َي ِ
جد فراغا َيّتسع له: جد تلك الصفوف ُممتِلئة بل َي ِ -2أو أنه ل َي ِ
سعا في واحد ِمن الصفوف المامية بل عليه تُ-مّت َجد-كما قل ُ صّفا جديدا إذا كان َي ِ شئ َ أما المر الثاني فإنه ليس لحد أن ُين ِ
ن ذلك ن ظّنا قويا بأ ّظّ
ظَر و َ ن صلته باطلة اللهم إل إذا َن َ صّلى منفِردا فإ ّس ذلك الصف ،وإذا َ أن َيتقّدم وُيصّلي في نف ِ
الصف قد امتل ثم أنشأ صفا جديدا فإنه سيأتي الكلم عليه في القسم الذي َيلي هذا القسم ..هذا هو القول الذي ذهبت إليه
ل عليه دللًة صريحة ،وإذا ثبت عن النبي-صلوات ال وسلمه طائفة كبيرة ِمن أهل العلم ،وهو الذي ُتؤّيده السّنة وَتد ّ
ي فإنه لبد ِللمسلم ِمن أن َيْمَتِثل ذلك الحديث ..نعم ُيعَذر َمن خاَلف الحديث لنه ُيمِكن عليه وعلى آله وصحبه-أمٌر أو نه ٌ
طَلَع على ت معه ،أما َمن ا ّ جح أو أنه اطَّلع عليه ولكنه لم َيثب ْ ن ِبأنه هو الْر َ ظّ
ل ُيخاِلفه و َ طِلع عليه أو أنه رأى دلي ً أنه لم َي ّ
ت عند العلماء وهو لم َيكن في درجتهم فإنه عليه أن َيّتِبع ذلك الحديث عن النبي-صلوات ال ت لديه أو ثب َ الحديث وثب َ
ن أن َيأخَذ ِبشيٍء ُيخاِلف السّنة سُع النسا َ ت-ل َي َ وسلمه عليه-مع الجْزم ِبُعْذر أولئك العلماء الذين خاَلفوه ولكن-كما قل ُ
جح لديه شيء ِمن الدلة الخرى على ذلك الدليل فإنه الصحيحة الثابتة عن النبي صلوات ال وسلمه عليه ..نعم إذا َتر ّ
في هذه الحالة ل ُيَعّد مخاِلفا ِلذلك الدليل ،لنه َأخذ ِبدليل َيرجح على ذلك الدليل ،وكذلك ليس ِلجماعة ِمن الناس ِمن اثنين
شؤوا صّفا جديدا إذا كان الصف المامي لم َيكتِمل بل عليهم أن َيصّفوا في ذلك الصف حتى َيمتِلئ فإذا فصاعدا أن ُين ِ
شؤوا صّفا جديدا. امتل فإنه في تلك الحالة ُيؤَمرون ِبأن ُين ِ
جد مكانا جَد الصفوف ُممتِلئة ولم َي ِ ن وَو َ ل إنسا ٌ أما القسم-الثاني أو-الول-لننا َذَكْرنا هذا القسم بأنه هو الول-فهو إذا َدخ َ
ن أهل العلم قد اختلفوا في هذه المسألة على عّدة أقوال: ف فيه في تلك الصفوف فإ ّ َيص ّ
جّرشئ صّفا جديدا بل عليه أن َيقوم ِب َ ل المسجد ليس له أن ُين ِ خَن هذا الشخص الذي َد َ ذهبت طائفة ِمن أهل العلم إلى أ ّ
جوا على ذلك ِبحديث مروي شرة ،واحت ّ خر وَيصف هو وذلك الشخص خْلف المام مبا َ ف المتأ ّ
ص ِمن الص ّ شخ ٍ
ن ذلك الحديث ل َيثبت عنه صلوات ال وسلمه عليه وإن كان قد جاء ِمن أكثر عن النبي-صلوات ال وسلمه عليه-ولك ّ
حجية ،كما هو ُمَقّرر عند أئّمة العلم. ن تلك الطُرق ِمن الضعف ِبمكان فل َتصُلح لن َتصل إلى درجة الـ ُ ِمن طريق ل ّ
ف منفِردا خْلف المام ،إذ إنه مأمور ِبالدخول مع المام ومنهي ن ذلك الشخص َيص ّ وذهبت طائفة ِمن أهل العلم إلى أ ّ
ف النسان وحده وبْين الحاديث الِمرة جَمُعوا بْين الحاديث التي فيها النهي عن أن َيص ّ ف صّفا منفِردا ف َ عن أن َيص ّ
سع ِلذلك الشخص أما إذا لم حَملوا الحاديث الناهية على ما إذا كان في الصفوف مّتسًعا َيّت ِ ِبالدخول في صلة الجماعة َ ..
ن ذلك النهي ل ُيحَمل عليه ،ولهم أدلة أخرى. ف ِلذلك الشخص فإ ّ سع ذلك الص ّ َيّت ِ
طى تلك الصفوف إن أمكنه ِبحيث ل ف عن َيمين المام ..أي َيَتقّدم َ ..يَتخ ّ وذهب بعض العلماء إلى أنه َيحَتال حتى َيص ّ
ص آخر. خل شخ ٌ ظر حتى َيد ُ ف عن َيمين المام ،أما إذا لم َيتمّكن ِمن ذلك فإنه َينت ِ َيضّر ِبأحٍد ِمن المصلين وَيص ّ
خَذ ِبواحٍد ِمن هذه القوال فل شيء عليهِ-بمشيئة ال-تبارك وتعالى؛ وال-تبارك خلفية-كما سمعُتم-وَمن َأ َ فالمسألة ِ
وتعالى-أعلم.
ف أحٌد خْلف المام منفِردا وأمضى صلَته على هذه الصورة ثم جاء رجل آخر ..في هذه الحالة
س :إذا ص ّ
خرا ،ما حكم صلته ؟حق مؤ ّ الرجل الثاني الذي الت َ
27
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
سناه وأبي داوود وغيرهم الذي فيه بن معبد-الذي هو عند الترمذي وأحمد وح ّ
مَره أن ُيعيد الصلةَ وعند َ صّلي خلف الص ّ
ده فأ َ ف وح َ ن النبي رأى رجل ي ُ َأ ّ
ت رجل "-وحديث " :فل صلة ِلفرد ً ْ َ َ
جت ََرْر َ
ت معهم أو ا ْ غيرهم زيادة " :أل دخل َ
صل في هذه المسألة أم ً في ْ َ خلف الصف "-عند ابن ماجة وابن حبان وأحمدَ -
َ
صة أبي بكرة رخصة نق ّ كن أن ُيقال يا شيخنا أ ّ ن هذه الثار ل َتصح ؟ أل َ ُيم ِ أ ّ
ذل ِللجاهل الذي ل َيعرف الحكم في هذه المسألة ؟ ُتب َ
من حيث الدللة ةو ِ
من حيث الصح ُ فقا عليها ِ ج :لو كانت هذه الحاديث مت ّ َ
من ة ِللنزاع ،ولكن هذه الحاديث منها ما هو مختَلف فيه ِ لكانت-نعم-قاطع ً
من حيث الثبوت. حيث الدللة ومنها ما هو مختَلف فيه ِ
أما أحاديث الجر فهي ل َتثبت عن النبيِ بحال بل هي ضعيفة جدا.
ن بعض العلماء الذين يقولون: وأما الحاديث الخرى فمنها ما هو ثابت ،ولك ّ
دم إن أمكنه وَيقف عن َيمين المام " فا جديدا أو أنه َيتق ّ شئ ص ّ " إنه ُين ِ
ملة ِبأنيقولون :تلك الحاديث محمولة على ما إذا كانت الصفوف غير مكت ِ
ملة فإنه ليس جد َ النسان مكانا يقف فيه أما إذا كانت تلك الصفوف مكت ِ وَ َ
ص فقدمن العتداء على ذلك الشخ ِ ن ذلك ِ له أن َيقوم ِبجّر أحد ٍ وذلك ل ّ
جّر ،وقد َيكون ذلك الشخص جاهل ل كا ول َيدري ِلماذا ُ ة وارتبا ًث له بلبل ً ُيحدِ ُ
جّره غيره وأيضا سَتبقى هنالك فرجة في ذلك الصف َيدري ماذا َيصنع إذا َ
28
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ُ
صل الكلم فيها ،وقد كن أن أفَ ّ ت ضيق ل ُيم ِ من المور ،والوق ُ إلى غير ذلك ِ
خرين ..ذهب إليهمن كبار المتأ ّ من أهل العلم و ِ ذهب إلى هذا القول جماعة ِ
لمة أبو نبهان وابنه الشيخ ناصر-رحمهما الله تعالى-وِللشيخ ناصر في الع ّ
كن الجر ولكنه ل دليل ن الواِلد َيذهب إلى أنه ُيم ِ صل إل أ ّ
ذلك جواب مف ّ
جّر وإل فل بأس ،أما البن فل َيرى الجّر بل يرى أنه َيقف خلف عليه فإن َ
الصف.
كر أدلتهم ،وعلى كل حال وهذه المسألة َتحتاج إلى جواب طويل جدا ب ِذِ ْ
فالمسألة كما ترى مختَلف فيها بْين أهل العلم وليس فيها دليل قاطع
ِللنزاع؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
سُ :يريد رأيكم أيضا ؟
ُ
كن إل بعد أن أفَ ّ
صل القول في هذه المسألة. ج :على كل حال؛ هذا ل ُيم ِ
من
من المصحف إذا كان المام ل َيحفظ قدرا ِ
س :ما حكم قراءة القرآن ِ
طيل في الصلة بالناس ؟
القرآن وهو يريد أن ي ُ ِ
ج :هذه المسألة اختَلف العلماء فيها كثيرا:
مة ذلك. حْر َ
من ذلك وذهب إلى ُ من منع ِ منهم َ
ب إلى ك ََراهة ذلك. من ذ َهَ َ ومنهم َ
جاَزه في حالة الضطرار دون الختيار. َ
من أ َ ومنهم َ
من كان حافظا دون غير الحافظ. من أجاَزه ل ِ َ ومنهم َ
ن المصحف الشريف في حالة َ وعلى ك ّ
م َ قَرأ القرآن ِ ل حال ل ينبغي أن ي ُ ْ
الصلة ،وإّنما ينبغي للمام أن يعتمد على حافظته ،فإذا كان ل َيحفظ كثيرا
ما استطاع عليه ول يلزم أن يقرأ القرآن بكامله في صلة التراويح ْ
ت بِ َ فلي َأ ِ
ذين يحفظون جد غيره من طلبة العلم ال ِ في شهر رمضان المبارك ،وإذا وَ َ
ضة عليه خلفا ِلما يظنه بعض العوام دمهم ول غَ َ
ضا َ القرآن الكريم فإنه يق ّ
دم غيره من صغار الطلبة أو ما شابه ذلك فإنه سيكون في من أنه إذا ق ّ ِ
دممن ْزَِلته أو ما شابه ذلك ..والعكس أنه إذا ق ّ ن التقليل من َ م َ ذلك شيء ِ
قد ُّرونه على أن النسان جُلوَنه وي َ
غيره إذا كان أولى بالمامة فإن الناس سي ُب َ ّ
ديرهم وإّنما يسعى ِلمرضاة الله-تبارك وتعالى- ق ِجيل الناس وت ْ ل يسعى لت َب ْ ِ
دم غيره من الحفاظ كما أرشد إلى ذلك المصطفى صلى الله عليه فليق ّ
وسلم عندما قال ) :يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ( ،وإذا كانت هنالك
من القرآن ومنهم من من َيحفظ عشرة الجزاء الولى ِ جماعة منهم-مثلَ - َ
َيحفظ من ِنهايته ومنهم من وسطه فليتناوبوا ..أّول يصلي في اليام الولى
ؤوا إلى ما أن ي َل ْ َ
ج ُ ذلك الذي َيحفظ أول القرآن ثم يصلي الثاني وهكذا ،أ ّ
دد فيه وقد علمتم بأن بعض المصحف فل ننصح بذلك بل ينبغي أن ُيش ّ
مته ومنهم من ذهب إلى كراهته ،وأنا الن لست بصدد حْر َالعلماء ذهب إلى ُ
من هذه القوال وإّنما بصدد بيان أنه ل ينبغي ذلك أبدا وفي ترجيح الراجح ِ
حالة الضرورة ينبغي أن يلجأ المام إلى غيره فهذا ليس من المور التي
جد َ من يقوم بذلك ذا إذا وُ ِت َُباح في حالة الضطرار-مثل-لّنه ل اضطرار في هَ َ
29
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ثم إّنه إذا َلم ُيوجد من يقوم بذلك فبالمكان أن يصلي المام في هذه الليلة
من المعلوم أن كثيرا ِبهذه السور ويأتي ِبها-أيضا-في الليلة الثانية وهكذا ،و ِ
من الناس َيحفظون جزأين أو ثلثة من القرآن فبإمكانهم أن يأتوا بهذه
الجزاء في ليالي شهر رمضان؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
س :عامل عند تاجر معّين قد اتفق مع مجموعة العمال هناك أن يصلوا الظهر
في مصلى خاص من أجل أنه ل يستطيع أن يخالف أمر الشخص الذي يعمل
عنده ..المسجد قريب منهم لكن هم اعتادوا على أن يصلوا هكذا في رمضان
فقط صلة الظهر في ذلك المصلى ويصلونها جماعة.
ج :على كل حال؛ نحن ننصح أولئك التجار بأن يسمحوا لهؤلء العمال ،ولعل
هؤلء التجار يسمعون ..أن يسمحوا لهؤلء العمال بأن يذهبوا لداء الصلة
في المسجد ،ولن َيخسروا شيئا بمشيئة الله تبارك وتعالى ،بل لعل الله-
تبارك وتعالىُ-يهّيئ لهم الربح من حيث ل يشعرون ..ننصح أولئك بأن
ذر المر وكانوا مضطّرين للعمل فعسى أن يسمحوا لهم بذلك ،فإن تع ّ
خص لهم في الصلة في هذا المصلى ،أما إذا كان ُيمكنهم أن يذهبوا إلى ُير ّ
المسجد فل؛ والله أعلم.
س :بعضهم يخاف على رزقه من أن ُيق َ
طع بسبب هذه المور ؟
ت.
ج :على كل حال؛ كما قل ُ
وَردَ في ذلك شيء ؟
س :دعاء المام جهرا وتأمين الجماعة ،هل َ
ج :هذه المسألة فيها خلف بين أهل العلم:
من شاء مين أو َ ن المأمو ِ من ذهب إلى أنه إذا دعا المام فإ ّ من أهل العلم َ ِ
منون على دعاِء ذلك المام إذا كان ذلك الدعاء لمرٍ دنيوي أو كان منهم يؤ ّ
قيا ِلرّبه تبارك وتعالى ،أما إذا جل صاِلحا مت ّ ِ لمرٍ أخروي إذا كان ذلك المام َر ُ
ن على دعاِئه إذا دعا م ُ
سقا فإنه ل ُيؤ ّ كان ذلك الشخص مجهول أو كان فا ِ
خل فيه.ِبخْير ُأخرِوي َله أو كان دا ِ
سه فالمام يدعو لنفسه ل شخص َيدعو ِلنف ِ نك ّوبعض العلماء ذهب إلى أ ّ
وغيره يشتغل بالدعاء لنفسه ول يلتفت إلى التأمين.
منمل على َ حا ُ
ضِليل أو الت ّ َ ديع والت ّ ْوالمسألة المر فيها يسير ول ينبغي الت ّب ْ ِ
قال ِبهذا الرأي أو بذلك الرأي ،فإذا اشتغل النسان بنفسه ودعا أو ذكر الله
تبارك وتعالى ..أتى بتلك الذكار والدعية الواردة عن النبي-صلى الله عليه
وعلى آله وسلم-وَلم يشتغل بدعاء المام فذلك فيه خْير وبركة بمشيئة الله
تبارك وتعالى.
من الشخص ويستحضر في مجهول الحال هل يصح أن يؤ ّ س :إذا كان المام َ
نيته َتخصيص ذلك أو تعليق أمر إجابة الدعوة أو التأمين إن كان هذا المام
صالحا ؟
صل لو دعا النسان
ديرات هذه فيها ما فيها لكن ال ْ
ج :هو-حقيقة-قضية التق ِ
مجهول فإنه يدعو ِلعموم المسلمين فإن كان ذلك الشخص ِبدعاء لشخص َ
من أهل الصلح فإنه سيدخل في عموم المسلمين ..إذا طلب-مثل-شخص
من شخص أن يدعو له وهكذا في صلة الجنائز-مثل-إذا كان يريد أن يصلي
مجهول فإنه يدعو بدعاء عام ..إذا كان ذلك الشخص من أهل على شخص َ
30
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
الصلح فإنه سيدخل في ذلك العموم ،وكذلك لو صلى على شخص َفا ِ
سق
فإّنه يدعو لعموم المسلمين فإن ذلك الشخص الفاسق إذا كان مات على
توبة صاِدقة فإنه سَيدخل في ذلك العموم ..هذا الذي ينبغي أن ُيسَلك؛
والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :إذا كان المام ينظر إلى شاشة أمامه فيها آيات القرآن الكريم ويقرأ
منها أثناء الصلة ،هل يصح له ذلك ؟
ن ذلك يتنافى مع الخشوع ،فمن اشتغل الجواب :ل ،ل يصح له ذلك ،ل ّ
بالقراءة من شاشة أو من أوراق أو مما شابه ذلك فل شك بأنه سيترك
الركن العظم الخشوع ،الذي يقول فيه النبي ) : والخشوع عمود الصلة
(.
31
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
-1قال الشيخ " :السفر " بدل من " القصر " والظاهر أنه سبق لسان.
32
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ما جاء عن السيدة عائشة-رضي الله تعالى عنها-أنها قالت " :فرضت
الصلة ركعتين ركعتين فأ ُقِّرت في السفر وزيد في صلة الحضر " وله
ألفاظ متعّينة ،ومثله حكمه الرفع ،وهذا الحديث رواه المام الربيع-رحمه
الله-ورواه المام مالك والبخاري ومسلم والنسائي وأبو داوود والدارمي
والطيالسي وعبد الرزاق وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي
رض عليه باعتراضات ولكنها واهية والطحاوي وابن حزم وآخرون ،وقد اعت ُ ِ
وقد أجبنا عليها وأجاب عليها غيرنا ول حاجة للطالة بذلك فمن شاء ذلك
ن تلك
فليرجع إليه في موضعه فإنه سيجد بمشيئة الله-تبارك وتعالى-أ ّ
العتراضات ل تسمن ول تغني من جوع؛
ومن ذلك ما جاء عن ابن عباس رضي الله-تعالى-عنهما أنه قال " :فرض
الله الصلة في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين " والحديث رواه مسلم
وأبو عوانة والنسائي وأبو داوود وابن ماجة وأحمد وابن خزيمة وابن حبان
وابن أبي شيبة وعبد الرزاق وابن حزم والبيهقي والطحاوي والشافعي في
" السنن المأثورة " ،وروته جماعة كبيرة ،ول يمكن أن ُيعتَرض عليه بأنه من
ن مثل ذلك ل يمكن إل أن يكون كلم ابن عباس رضي الله-تعالى-عنه ،إذ إ ّ
بتوقيف من النبي صلوات الله عليه وسلمه ،إذ مثل ذلك ل يمكن أن يقال
بالرأي ،كما أنه ل يمكن أن ُيعتَرض عليه بأنه مخالف لحديث السيدة عائشة
ن حديث ابن عباس-رضوان الله تعالى عليه-يدل رضي الله-تعالى-عنها ،ل ّ
على ما استقر عليه المر بينما حديث عائشة-رضي الله تبارك وتعالى عنها-
فيه بيان كيفية افتراض الصلة في أول المر ..كذلك ل يمكن أن يعترض
ن هذه الزيادة شاّذة عليه بأنه قد جاء في نهايته " :وفي الخوف ركعة " ل ّ
رد لفظة أو ت سابقا في غير هذه الليلة بأنه يمكن أن ت ِ على التحقيق ،وذكر ُ
جملة شاذة في حديث بينما ذلك الحديث بكامله يكون صحيحا ،ولذلك أمثلة
ددة؛متع ّ
ومن ذلك حديث عمر-رضي الله تعالى عنه-أنه قال " :صلة السفر ركعتان
وصلة الفطر ركعتان وصلة الضحى ركعتان وصلة الجمعة ركعتان تمام
ن صلة السفر ركعتان وهي ليست بقصر ،ثم قال" : غير قصر " ذكر فيه بأ ّ
على لسان محمد " صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وهذا الحديث روته
طائفة كبيرة من أئمة الحديث ،فقد رواه النسائي وابن ماجة وأحمد وابن
حبان وابن أبي شيبة وعبد الرزاق والبزار والطحاوي والبيهقي ،ورواه كذلك
ن بعض العلماء قد أعّله بالنقطاع ،لنه من أبو ن ُعَْيم ،وروته طائفة إل أ ّ
طريق ابن أبي ليلى وهو لم يسمع من عمر بن الخطاب على رأي طائفة،
ن طائفة من أهل العلم قد نصت على أنه سمع منه ،وجاء في رواية ولك ّ
ن عبد عند النسائي في " الكبرى " وعند ابن ماجة وابن خزيمة والبيهقي بأ ّ
جَرة ،وجاء عند الطحاوي بأنه رواه الرحمن قد رواه من طريق كعب بن عُ ْ
عن الثقة عن عمر رضي الله-تعالى-عنه ،ول إشكال في ذلك فعلى تقدير
ن عبد الرحمن قد سمع من عمر-رضي الله تعالى عنهما-فيمكن أنه سمعه أ ّ
33
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جَرة ،فرواه مرة عن عمر مرة منه وسمعه مرة عن الثقة الذي هو ابن عُ ْ
مباشرة ورواه مرة عنه بالواسطة ،وعلى تقدير عدم سماعه من عمر-
رضي الله تعالى عنه-فإنه قد ذكر الواسطة عنه وكذلك الرواية التي فيها
بأنه سمعه من الثقة فقد صرح بالثقة في رواية أخرى.
ن عبد نعم ،كنا نتكلم على حديث عمر رضي الله-تبارك وتعالى-عنه ،وقلنا :إ ّ
الرحمن بن أبي ليلى رواه في رواية عن عمر-رضي الله تعالى عنه-مباشرة
ورواه في رواية عنه بواسطة كعب بن عجرة وفي رواية عن الثقة والظاهر
ت :بأنه يمكن أن يكون قد سمعه من عمر على رأي طائفة أنه كعب ،وقل ُ
كبيرة من أهل العلم ،وهذا هو الذي يؤخذ من كلم الذهبي وقب َْله من كلم
أبي ن ُعَْيم ،وكذلك ذهبت إليه طائفة من المتقدمين وإن كان كثير من
العلماء على خلف ذلك ،وإذا قلنا بهذا الرأي-وهو الذي يظهر-فل إشكال
في المر ،وإذا قلنا بأنه لم َيسمع منه فقد بّين الواسطة الذي سمعه منه،
ت-أن يكون مرة ول إشكال في ذلك على الرأي الول ،فإنه يمكن-كما قل ُ
دث عن الصل ومرة يحدث عن الفرع على أنه على تقدير عدم ثبوت ُيح ّ
الرواية الثانية فإنها تكون من باب المزيد في متصل السانيد ،فيكون
الراوي قد أخطأ في ذكره لكعب ،وعلى كل حال ليس هذا الموضع يكفي
لتحقيق الكلم على هذا الحديث ،وقد ذكرنا ذلك في موضعه؛
ومن ذلك-أيضا-حديث عمر-رضي الله تعالى عنه-أنه قال له الرسول-صلى
الله عليه وعلى آله وسلم-في حديث شهير عن القصر ) :صدقة تصدق الله
بها عليكم فاقبلوا صدقته ( فقوله ) :فاقبلوا صدقته ( حديث يدل على
ن أمر رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-يدل على الوجوب ،إذ إ ّ
الوجوب ،لدلة متعددة ،وهو الذي ذهب إليه الجمهور ،وهذا الحديث-أيضا-
رواه المام مسلم ،ورواه النسائي وأبو داوود والدارمي وابن ماجة وابن
خزيمة وابن حبان وأحمد وعبد الرزاق وابن الجارود ،ورواه كذلك-أيضا-ابن
جرير ،ورواه البيهقي ،ورواه النحاس في " الناسخ والمنسوخ " وأبو ن ُعَْيم
ن رجل قال وطائفة كبيرة من أئمة الحديث؛ ومن الدلة على ذلك-أيضا-أ ّ
لبن عمر رضي الله-تعالى-عنه " :يا أبا عبد الرحمن إنا نجد في القرآن
صلة الحضر وصلة الخوف ول نجد صلة السفر 1؟ " فقال " :يا هذا-كما هو
ن الله قد بعث إلينا محمدا ول نعلم شيئا فإنما نفعل ما رأيناه في رواية-إ ّ
يفعل " وقد جاء بغير هذا اللفظ ،وقد رواه الربيع رحمه الله ،ورواه مالك
وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم ،وهو حديث صحيح ،فهذا-أيضا-يؤخذ
منه الوجوب؛
وهنالك أدلة أخرى ل داعي للطالة بها ،فهذه الحاديث وغيرها كثير تدل
جب عنها أحد إل باعتراضات أوهى من دللة واضحة على الوجوب ،ولم ي ُ ِ
نسج العنكبوت ،وقد ذكرناها مشفوعة بأجوبتها في غير ما كتاب فمن شاء
-1قال الشيخ " :القصر " بدل من " السفر " والظاهر أنه سبق لسان.
34
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ذلك فليرجع إلى " الرأي المعتبر " وإن كان مختصرا بالنسبة إلى أصله؛
وأما الذين قالوا بعدم الوجوب فإنهم استندوا إلى الية القرآنية... :
لة ] ...سورة النساء ،من الية: ص َ ن ال ّ
م َ
صُروا ِ ح َأن ت َ ْ
ق ُ جَنا ٌ
م ُس عَل َي ْك ُ ْ
فَل َي ْ َ
،[ 101ول دللة في الية ،لنها على رأي كثير من أهل العلم ليست في
صلة السفر ،وإنما هي في صلة الخوف ،وهو الذي يؤخذ من قول ابن عمر
وساِئله " :إنا نجد صلة الحضر وصلة الخوف " هكذا قال السائل وأقره
ابن عمر ..قال السائل " :نجد ذلك في القرآن ول نجد صلة السفر "
وأقره على ذلك ابن عمر ،وهذا الرأي هو الذي رجحه ابن جرير ،فإذن الية
لم تتعرض لقصر السفر رأسا ،وعلى تقدير أنها في قصر السفر-كما هو
ن نفي الجناح ل يؤخذ منه عدم الوجوب، رأي جماعة-أو في القصرين معا فإ ّ
إذ إنه تارة يدل على هذا وتارة يدل على ذاك ،ومثل هذه الية ما جاء في
ن
ن الصحيح الراجح أ ّ ي الجناح مع أ ّ ف َ السعي بين الصفا والمروة ،فإنه-أيضا-ن ُ ِ
السعي بين الصفا والمروة واجب ،والدلة التي ذكرناها من السّنة تدل على
ن
ن نفي الجناح ل يراد به هاهنا نفي الوجوب؛ واستدلوا-أيضا-برواية أ ّ أ ّ
النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-كان يقصر في السفر ويتم ،وهذه
الرواية ليست بشيء ،لنها من طريق السيدة عائشة رواها عنها عطاء بن
أبي رباح وروايته ل تصح من طريق السيدة عائشة رضي الله-تعالى-عنها،
كما ذكر ذلك غير واحد من أئمة التحقيق ،وقد جاء عنه من أربع طرق
إحداها من طريق ابن وثاب وهو مجهول ،والثانية من طريق المغيرة بن
زياد وهو ضعيف ،والثالثة من طريق طلحة بن عمرو وهو ضعيف ،وجاء-
أيضا-من طريق رابعة ولكنها-أيضا-ضعيفة ،فهذا الحديث ل ُيعتمد عليه،
ن في وكذلك ما جاء من أنه أقر السيدة عائشة على التمام ليس بشيء ،ل ّ
ن السيدة عائشة لم إسناده راويا ضعيفا وهو العلء بن عبد الرحمن ،ثم إ ّ
مت بخلف فعل النبي تكن معه في سفر فتح مكة فكيف يقال بأنها أت ّ
ن الصحابة وهي لم تكن مسافرة معه في ذلك السفر ؟! وكذلك ما جاء أ ّ
كانوا يسافرون مع النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وكان منهم من
يصوم ومنهم من يفطر ..منهم الصائم ومنهم المفطر ومنهم الذي يقصر
ومنهم الذي يكمل الصلة ،هذا معناه ..هذا الحديث رواه البيهقي وليس
مي ول يؤخذ بروايته ،والراوي عنه ضعيف- بشيء ،لنه من طريق زيد العَ ّ
ن النبي أتم في الخوف ،فهذه أيضا-فمثله ل ُيفَرح به ،وكذلك ما جاء أ ّ
طعة من رواية أخرى ،فالصحيح أنه صلى ركعتين ثم سلم ثم مقت َ َ الرواية ُ
صلى بطائفة أخرى ركعتين فكان متنفل؛ فهذه أقوى ما استند إليه القائلون
بالجواز وهي كما ترون ل َتثبت عن النبي-صلوات الله وسلمه عليه-وإذا
ن القول بالوجوب هو القول الراجح ،فل ينبغي لحد كان المر كذلك فإ ّ
ت هو مذهب أكثر الصحابة ،بل مذهب الصحابة قاطبة أن يتركه ،ثم-كما ذكر ُ
على رأي أكثرهم ،وهو الذي ذهب إليه التابعون ومن تبعهم بإحسان أو
أكثرهم ،ولذلك قال الترمذي " :العمل على ما كان عليه النبي وأبو بكر
35
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وعمر " ونسبه البغوي إلى أكثر العلماء ،ونسبه الخطابي إلى أكثر أهل
العلم؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
م في السفر مستِندا في ذلك إلى قول أحد مشائخه س :ما حكم من كان ُيت ّ
الذين يثق فيهم وهو أنهم يقولون " :من كان يملك مسكنا في السفر وكان
يطيل المكث فيه فعليه التمام ولو لم ينو الستقرار فيه " ثم تبّين له بعد
ّ
ن الراجح هو ما ذهبتم إليه ؟ وهل يجب عليه قضاء الصلوات التي صلها ذلك أ ّ
تماما عمل بقول شيخه ؟ وما حكم هذا الشخص إن كان يصلي بالناس في
تلك الفترة ؟
الجواب :
ن المسألة ليست فيها أدلة :نعم ،الصحيح هو وجوب القصر كما ذكرنا ,إل أ ّ
قاطعة ،فالمسألة ل تخرج عن دائرة الظن ،وإن كان الصحيح الذي تدل له
ل برأي من آراء أهل السّنة هو ما ذكرناه ،وإذا كان النسان يأخذ من قب ُ
ن ذلك الرأي هو الصواب فإننا ل نقوى على أن ُنلزمه البدل، العلم ويظن أ ّ
ت-ل تخرج عن دائرة الظن ،أما إذا كان ذلك ن هذه المسألة-كما قل ُ ل ّ
الرجل الذي َيستند إلى كلمه ليس من أهل العلم وإنما يتظاهر بالعلم
صر في حقيقة الواقع في طلب الحق وليس المر كذلك فهذا الشخص قد ق ّ
ولم يطلب ذلك من أهله فعليه أن يتوب إلى الله وأن يعيد تلك الصلوات
ت-منهم من يقول بوجوب ن العلماء-كما قل ُ
التي أتمها وهو مسافر ،ثم إ ّ
القصر ،ومنهم من يقول بالتخيير ولكن لمدة معّينة ،ومنهم من يقول-أيضا-
صر النسان في مكان بالجواز مهما مكث النسان من السفر ،أما أن يق ُ
وهو لم يستقر فيه وإنما لنه بنى فيه بيتا أو ما شابه ذلك فهذا أمر عجيب،
فهو لم ينو الستيطان ،فل أدري هذا الشيخ الذي يذكره هل يأخذ برأي من
ن النسان لبد من أن يقصر مهما مكث من الزمن إل أنه يقول بالوجوب وأ ّ
ن من مكث في مكان يجهل تطبيق ذلك على هذه القضية ولذلك أفتى بأ ّ
وهو لم ينو الستقرار لكونه قد ملك بيتا أو ما شابه ذلك ،فإن كان المر
كذلك فهذا خطأ في حقيقة الواقع وعليه أن يتوب إلى الله ،وعلى ذلك
الذي أخذ برأيه أن يتوب إلى الله-تبارك وتعالى-وأن يعيد تلك الصلوات ،أما
إذا كان ذلك الشيخ يأخذ برأي من يقول بالجواز إما اجتهادا وإما تقليدا لمن
ن ذلك هو الصحيح وأفتى من أفتاه بذلك فل نقوى على يقول بذلك ويظن أ ّ
أن نلزمه العادة ،بل نأمره بتطبيق الصواب في المستقبل؛ والله أعلم.
س :كانوا مسافرين مع جماعة وأثناء الوضوء دخلت فرقة منهم في المسجد
فوجدت جماعة تصلي ،في هذه الحالة هل يدخلون فيصلون معهم أم
ن الذين دخلوا إلى المسجد ل يدرون
ينتظرون أصحابهم ليصلوا جمعا ؟ ثم إ ّ
عن تلك الجماعة هل تصلي قصرا أم تصلي وطنا.
الجواب :
36
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
أما إذا كانت تلك الجماعة تصلي تلك الصلة التي تريد هذه الجماعة أن
ن عليهم أن يدخلوا معهم وليس لهم أن ينتظروا أصحابهم، تقوم بأدائها فإ ّ
فإن جاء أصحابهم وأمكنهم أن يدخلوا في تلك الجماعة فعليهم-أيضا-أن
كنوا من ذلك فبإمكانهم أن يقيموا جماعة أخرى، يدخلوا فيها ،وإن لم يتم ّ
لنهم لم يريدوا معارضة الجماعة الولى أو ما شابه ذلك وإنما تأخروا
ن عليهم أن ل وفّرطوا في ذلك فإ ّ لسبب من السباب ،بل لو تأخروا من قب ُ
يتوبوا إلى الله وأن يقيموا صلة الجماعة ،ل كما قال بعضهم أنه ليس لهم
أن يقيموا جماعة ثانية ،هذا إذا كانت تلك الصلة هي الصلة 1التي تريد تلك
الجماعة أن تقوم بأدائها وذلك تارة يكون واضحا جليا وتارة ُيفهم بالقرائن
وتارة ل يمكن النسان أن يفهم ذلك ،فإذا كان الوقت وقت تلك الصلة ..
ن تلك الجماعة تصلي مثل كان ذلك الوقت وقت صلة العصر فالظاهر أ ّ
العصر وعليه هؤلء إما أن يصلوا معهم نافلة ،وهذا هو الفضل ،لمر النبي-
صلى الله عليه وعلى آله وسلم-بذلك ،بل ل ينبغي لهم أن يتأخروا إل إذا
كانت تلك الجماعة ليست الجماعة الصلية بل كانت جماعة ثانية أو ثالثة
ن ذلك ل يدخل في أمر النبي اللهم إل إذا صلوا معهم تحّية المسجد، فإ ّ
ن من دخل المسجد يؤمر بتأدية ركعتي تحية المسجد قبل أن يجلس إل فإ ّ
إذا أراد أن يصلي الفريضة ففي هذه الحالة بإمكانهم أن ينتظروا أصحابهم
ويقوموا بتأدية تلك الصلة معهم؛ والله أعلم.
س :من يسافر من بلده إلى بلد آخر وبعد فترة يترك السفر فيصلي إتماما
ن بلد المسلمين تعتبر وطنا له أينما ح ّ
ل فيها ،فهل يصح هذا ؟ ظنا منه أ ّ
الجواب :
هذا الشخص قد أخطأ الصواب فبلد المسلمين وإن كانت بمشيئة الله-
ن ما نشاهده من حدود تفصل بين الدول ،وفي تبارك وتعالى-واحدة ولك ّ
كثير من الدول لبد من موافقة تلك الدولة على الدخول في الدولة الثانية
ومن إقامة مدة معّينة وإذا أراد أن يبقى مدة أخرى لبد من أن يطلب الذن
أو ما شابه ذلك ثم إنه قد يأتي لدراسة ويمكث كذا كذا سنة من السنوات
أو يأتي لعمل وهو يقصد أن يبقى مدة معّينة من الزمن فهذا في حقيقة
الواقع لم يستقر في هذه البلد التي ذهب إليها ..في أيّ بلد من البلد ..
ت-لطلب علم أو طلب هو لم يستقر في تلك البلد ،وإنما جاء-كما قل ُ
معيشة أو ما شابه ذلك من المور فهذا في واقع المر ل ينطبق عليه
الستقرار المعروف ،فمن أراد أن يكمل الصلة لبد من أن تكون نفسه قد
اطمأنت في ذلك المكان وارتاح فيه وأراد أن يستقر فيه ،أما أن يكون
ارتاح لهله أو ارتاح من أجل طلب المعاش أو ما شابه ذلك فهذه وإن كانت
راحة نفسية ولكنها ليست هي الراحة أو ليس هو الطمئنان الذي يوجب
التمام في الصلة ،فالناس يجهلون بين الطمئنان والستقرار الذي يوجب
-1قال الشيخ " :الجماعة هي الجماعة " بدل من " الصلة هي الصلة " والظاهر أنه سبق لسان.
37
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
التمام وبين الستقرار والمودة مع أصحابهم وأصدقائهم وما شابه ذلك فهذا
ي ل يخفى ،فالنسان الذي المر يختلف عن ذلك المر كما هو واضح جل ّ
استقر في ذلك المكان وأراد أن يعيش فيه وهو مطمئن فيه ويعرف بأنه ل
يمكن أن َيخرج منه بأمر من دولة ول بغير ذلك إل إذا كان هنالك ظرف
ن النسان ل يدري ماذا سيأتي حادث أو ظرف سيطرأ له في المستقبل فإ ّ
عليه في المستقبل ،أما أن يكون يعرف في قرارة نفسه بأنه لن يبقى في
هذا المكان فهذا يجادل ويماري بالباطل ،وهو في حقيقة الواقع ل يكمل
الصلة إل من أجل الحصول على دراهم معدودة وُيفّرط في أمر دينه وُيؤّثر
على من يصلي خلفه ،فعلى هؤلء أن يعلموا ذلك يقينا وأنه ل يجوز لهم
التمام بحال من الحوال؛ هذا والله-تعالى-أعلم؛ وعلى كل حال ،هذا ل
ل ،فل يمكن أن ُيرّوج لذلكيوجب تفريق المسلمين أو ما شابه ذلك ..ك ّ
بمثل هذا الهراء التافه ،فما يجمع بين المسلمين أكبر من هذا بكثير ولكن
للصلة من الحكام ما ل يخفى مما ل يجوز لحد أن ُيفّرط فيه .والله تعالى
أعلم
س :سائلة تسأل :في بعض الحيان تكون في الدراسة والوقت يتأخر بها
إلى الساعة الثانية ،فهل َتجمع صلة الظهر مع صلة العصر جمعا صوريا ؟
الجواب :
على كل حال ،وقت الظهر ل زال باقيا في الساعة الثانية بل يمتد إلى ما
ن بمجرد خروج وقت هو أبعد من ذلك حتى قبيل وقت دخول العصر ،ل ّ
الظهر يدخل وقت العصر ،وهنالك وقت طويل بين هذا الوقت وبين دخول
العصر ،فبإمكانها أن تصلي في الثانية بل وفي الثانية والنصف الظهَر ،ول
زال الوقت.
س :نريدكم أن تحدثونا عن تعريف الوطن الذي يستقر فيه النسان ،كما
ن النسان إذانريدكم أن تعّرفوا لنا كذلك معنى الستقرار والطمئنان بحيث إ ّ
ّ
دثونا عنها-بعد قليل-يكون بذلك موطنا،
اطمأن ووصل إلى الدرجة التي تح ّ
دثونا عن عدد الوطان التي يجوز للنسان أن يتخذها. كما-أيضا-نريدكم أن تح ّ
الجواب :
طنا في ذلك المكان مو ّ
النسان ل يخلو من أحد أمرين اثنين ،إما أن يكون ُ
الذي يصلي فيه أو يكون مسافرا فيه ،فإن كان قد اتخذ ذلك المكان وطنا
صر الصلة فيه، فإنه يجب عليه التمام ،ول يجوز له بحال من الحوال أن يق ُ
أما إذا كان مسافرا فيه فإنه يجب عليه القصر على القول الراجح-كما
قدمنا في الدرس الماضي-ول يجوز له أن يصلي أربعا إل في حالة واحدة
فقط وهي ما إذا صلى خلف إمام مقيم فإنه في هذه الحالة يجب عليه أن
يتابع إمامه ،ول يجوز له أن يصلي ركعتين ثم ينفرد عن المام؛ أما بالنسبة
إلى الموضع الذي يجب على النسان أن يصلي فيه وطنا فهو المكان الذي
أراد أن يستقر فيه وكان مطمئنا إلى العيش فيه يريد أن يسكن فيه مدى
الحياة اللهم إل إذا عَرض له عارض بعد ذلك فإنه إذا عرض له عارض في
ن لكل حادثة حكما يخصها ،أما هو في الصل فإنه يريد أن المستقبل فإ ّ
38
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
يسكن في ذلك المكان ولبد من أن يكون مستقرا مطمئنا مرتاحا إليه ،فإن
كان مطمئنا مرتاحا ولكنه ل يريد أن يستقر فيه فهو في حالة الواقع
مسافر ،والمسافر ل يجوز له التمام كما ذكرنا ،وإذا كان يريد أن يمكث
فيه ولكنه ل يطمئن في ذلك المكان فكذلك في حقيقة الواقع هو مسافر،
فإذن لبد من أن يريد أن يمكث في ذلك المكان بأن يستقر فيه ويكون
ن هنالك مانعامطمئنا مرتاحا إليه ،أما إذا لم يرد الستقرار أو يريد ولك ّ
ن أولئك الذين يذهبون يمنعه من ذلك فل ،وقد ذكرنا في الدرس الماضي بأ ّ
من دولة إلى دولة أخرى من أجل التعليم أو من أجل العمل فإنه ل يمكنهم
أن يصلوا تماما ،ذلك لنه وإن أحبوا ذلك المكان واطمأنت نفوسهم فيه
ولكنهم يعلمون علم اليقين بأنهم لن يبقوا في هذا المكان وإنما
سيستمرون فيه مدة محددة كأربع سنوات للدراسة أو يمكن-أيضا-أن
يستمروا مدة أطول من ذلك إذا كانوا يعملون في ذلك ..في إمامة أو
قنون بأنهم لن يمكنهم تعليم أو في أيّ عمل من العمال الخرى ولكنهم متي ّ
ن أنظمة تلك الدولة التي يعملون فيها تمنعهم من أن يستقروا في ذلك ،ل ّ
الستقرار فيها اللهم إل إذا كانت تلك الدولة توافق لهم بأن يستقروا فيها
فذون ذلك فذلك مجال آخر ،أما إن كانوا ل على حسب شروط وهم سين ّ
ن أنظمة الدولة تمنعهم من ذلك-كما هو الواقع في ينوون الستقرار أو أ ّ
غالب دول العالم-فل يمكن أن يقال إنه يجوز لهم أن يكملوا الصلة ،سواء
أرادوا المامة أو لم يريدوا ذلك ،وكثير من الناس وللسف الشديد يبحثون
في الكتب عن قضية تعدد الوطان ولكنهم لم يبحثوا قبل ذلك متى يجوز
للنسان أو يجب على النسان أن يتخذ وطنا ثانيا أو ثالثا أو رابعا أو أكثر من
ذلك على رأي من يجيز ذلك ،فإذن لبد من البحث في المسألتين ..في
عدد الوطان التي يجوز للنسان أن يستقر فيها وأن يصلي فيها صلة وطن،
وما هي المور التي لبد من توافرها في ذلك النسان حتى يتخذ أكثر من
دده بعض العلماء بأربعة أوطان ،ونحن ل وطن ،أما عدد الوطان فقد ح ّ
نستطيع أن نحدد ذلك بعدد معّين وإنما نقول إنه يجوز للنسان بل يجب
عليه أن يصلي وطنا إذا استقر في مكان من المكنة أو في أكثر وأراد أن
يعيش في تلك المكنة جميعا ،أما إذا لم ُيرد ذلك أو أنه أراد ولكنه يعلم أنه
لن ُيترك أو ما شابه ذلك فذلك مما ل يصح؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :لكن إذا أتينا إلى قضية الوطان ،متى يصح للنسان أن يتخذ ذلك المكان
وطنا ،هل إذا امتلك فيه بيتا أو امتلك فيه مزرعة أم هناك شروط أخرى ؟
الجواب :
ل نستطيع أن نشترط شيئا من هذه المور ،وإنما القضية هي استقرار
النفس في ذلك المكان واطمئنانها إلى السكنى فيه ،فبعض الناس قد
يعيشون حياتهم من أولها إلى نهايتها وهم يستأجرون منزل أو ما شابه ذلك،
وبعض الناس يملكون منازل حتى في دول أخرى ..أي في غير تلك الدولة
39
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س :ذهب إلى مكان مجاور لبلده وشك هل ذلك المكان تعتبر مسافته وصلت
حد السفر أم ل فبقي في الشك هل يصلي إتماما أم يصلي قصرا فصلى
قصرا ؟
الجواب :
قد أخطأ في هذه القضية إذا كان اعتمد على هذا الشك فقط ولم يكن
ن من شك في مكان هل هو من حدود هنالك دليل آخر قد اعتمد عليه ،إذ إ ّ
صر فيه بل يجب عليه أن يكمل الصلة ثم الوطن أو ل فإنه ليس له أن يق ُ
ن عليه أن يعيد الصلة ،وإن تبّين له إذا تبّين له بعد ذلك بأنه خارج الوطن فإ ّ
صر وهو لم يقم عليه الدليل بأنه بأنه في الوطن فل إعادة عليه ،أما أن يق ُ
قل عنه إل بدليل؛ والله-تعالى-خرج من وطنه فل ،إذ الصل الوطن ول َينت ِ
أعلم.
س :على أية حال ،نحن نريد أن تبّينوا لنا المسافة التي إذا ما قطعها
النسان يعتبر مسافرا ؟
الجواب:
هذه المسألة اختلف فيها العلماء اختلفا كثيرا جدا ،وقد وصلت القوال في
ذلك إلى ما يقرب من عشرين قول ،وأغلب تلك القوال قد انقرض
القائلون بها ،وإنما بقيت أقوال معدودة؛ والذي ذهب إليه أصحابنا-رضوان
ن مسافة القصر ُتقدر بفرسخين ،واعتمدوا في ذلك الله تعالى عليهم-أ ّ
فة حيث إنه-صلوات حل َي ْ َ
على قصر النبي-صلوات الله وسلمه عليه-بذي ال ُ
الله وسلمه عليه-خرج من المدينة إلى ذي الحليفة وصلى بها ركعتين،
ن الحاديث التي اعتمد عليها القائلون بخلف ذلك منها ما ل َيثبت ورأوا بأ ّ
عن النبي-صلوات الله وسلمه عليه-لضعف أسانيدها ،ومنها ما ل علقة له
بهذه القضية البّتة ،كاستدلل بعضهم بقضية المسح على الخفين أو ما شابه
ن تلك الحاديث-أيضا-ل َتثبت عن النبي صلوات الله وسلمه عليه، ذلك ،فإ ّ
وعلى تقدير ثبوت بعضها عنه-مثل-فإنها منسوخة ،وعلى تقدير عدم نسخها-
ن تلك الحاديث ل وهو بعيد جدا جدا ولكن على رأي من يقول بذلك-فإ ّ
علقة لها بهذه القضية ،وإن كان قليل من الناس الذين احتجوا بمثل ذلك،
ومنهم-وهم كثير-قد احتجوا من نهي المرأة عن السفر من غير ذي
محرم ..نهاها رسول الله أن تسافر يوما ،وفي بعض الروايات :يوما
وليلة ،وفي بعضها :ثلثة أيام ..منهم من استدل برواية الثلث ،ومنهم من
ن هذه الحاديث ل علقة لها بالموضوع استدل برواية اليوم والليلة ،ولك ّ
ن الحديث قد ورد بألفاظ متعددة ..ورد بما ذكرناه من اللفاظ، إطلقا ،ثم إ ّ
ريد ،وورد على الطلق، وورد بيومين ،وورد بالنهي عن السفر مسافة ب َ ِ
وهي الرواية التي ينبغي أن ُيعتمد عليها ،ولست الن بصدد الجابة عن تلك
الروايات ،لنه أّول وقبل كل شيء يحتاج إلى إطالة وذلك مما ل يمكن أن
41
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن هذه الحاديث ل علقة لها بالموضوع أصل ..إذن نصير إليه الن ،وثانيا ل ّ
ما ذهب إليه أصحابنا هو الذي تطمئن إليه النفس ،فمن سافر هذه المسافة
فإنه يقصر الصلة ،أما من سافر إلى مسافة أقرب من ذلك فليس له أن
ن كثرة كاثرة من يقصر الصلة اللهم إل إذا أراد أن يتجاوز الفرسخين فإ ّ
ن من نوى أن يتجاوز الفرسخين فإنه يقصر الصلة ولو لم أهل العلم قالوا إ ّ
يتجاوزهما ،فهذا رأي كثير من أهل العلم بل هو رأي أكثرهم ،وإن كانت
درهما كثير منهنالك طائفة من أهل العلم تقول بخلف ذلك؛ والفرسخان ق ّ
أهل العلم بما يقرب من اثني عشر بالكيلومترات وهي المقاييس العصرية،
وإن كانت المسافة في حقيقة الواقع بين المدينة إلى ذي الحليفة ل تصل
ن ذلك يؤخذن ذلك قد اشتهر مع أهل العلم ،ورأى المتأخرون أ ّ إلى ذلك ولك ّ
به لنه أحوط وأيضا فإننا ل نعلم الطريق التي سلكها-النبي صلى الله عليه
وعلى آله وسلم-فلعله سلك طريقا تخالف هذه الطريق التي يسلكها الناس
وهي تصل إلى المسافة المذكورة ،فهذا الذي ذهبوا إليه ،إذ إنهم لم يجدوا
ما هو أقوى منه ،بينما القوال الخرى أدلتها من الضعف بمكان ،لنها-كما
مدة على أحاديث ضعيفة جدا أو ليست بمرفوعة وإما على أحاديث ت-معت ِ
قل ُ
ل علقة لها بالموضوع كالحديث الذي فيه النهي عن سفر المرأة من غير
ذي محرم أو زوج؛ والله-تعالى-أعلم.
س :بما أنكم ذكرتم هذه المسافة الن وهي اثنا عشر كيلومترا تقريبا متى
يبدأ النسان يحسب هذه المسافة ؟
الجواب:
هذه المسألة-أيضا-فيها خلف بين أهل العلم؛ والذي ذهب إليه كثير منهم
ن النسان إذا تعدى عمران البلد فإنه يبدأ الحساب؛ وذهبت طائفة من أ ّ
أهل العلم إلى أنه يبدأ الحساب من المكان الذي استقر فيه؛ وهذا الرأي
أفتى به المام الخليلي-رحمه الله تبارك وتعالى-لهل زنجبار عندما امتدت
عندهم مسافة البناء ،فعندما كانت البيوت متلصقة ويصعب وجود فاصل
ن المام-رحمه الله تبارك وتعالى-قد رأى أنه يمكن أن
بين تلك البيوت فإ ّ
ن النسان ل يمكن أن يكون مستقرا في هذه المسافة ُيؤخذ بهذا الرأي ،إذ إ ّ
على طولها ،وهو رأي حسن سائغ؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :عندما يجمع صلة الظهر مع صلة العصر يقول له البعض " :عليك أن
تصلي السّنة " ويقول البعض " :ل ،ل تصل السّنة ،فذلك يكفيك " ،فماذا
تقولون ؟
الجواب :
إذا جمع النسان بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء فإنه ل يأتي
بالسّنة الراتبة التي هي بعد الظهر وهكذا بالنسبة إلى السّنة الراتبة التي
بعد المغرب وبالسّنة الراتبة التي بعد العشاء وإنما يأتي بصلة الوتر ،أما
بالنسبة إلى السنن الرواتب فل ..ل ُيؤتى بها في حالة الجمع في السفر،
وإنما اختلف العلماء في التيان بها في حالة الجمع في الوطن عند من يجيز
42
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ذلك في أوقات الحاجة؛ منهم من يقول إنه ل يؤتى بها ،ومنهم من يقول إنه
يؤتى بها ،واختلفوا في موضع سّنة الظهر وفي موضع سّنة المغرب؛
والسؤال لم ُيوجه عن هذا فلذلك ل أرى الطالة بذلك؛ والله-تبارك وتعالى-
أعلم.
س :هو الن يعمل في مسقط وكان يسكن عزبا مع بعض الخوة من غير أن
يحضر أهله واستمر على ذلك فترة والن أحضر أهله معه-ويبدو أنه مستأجر-
ول يريد أن يستقر في مسقط وإنما ينوي أن يعود إلى بلده في يوم من
اليام ،فلو طال مكثه في العمل في مسقط هل يصلي إتماما أم قصرا ؟
الجواب :
إذا كان ل ينوي الستقرار بمسقط-مثل-إطلقا فإنه مسافر كما قدمنا ،أما
إذا كان هنالك احتمال قوي ..يمكن أن يستقر في مسقط فإنه يصلي بها
وطنا بما أنه قد أحضر أهله إلى هنا فإذن جوابه ما ذكرناه سابقا ،فإن كان
هنالك احتمال عنده للستقرار هنا فإنه يصلي بها تماما وإل فل.
س :حتى ولو استمر عمله عشرين سنة-مثل-وهو في مسقط ؟
الجواب :رخص بعض أهل العلم في أنه يصلي تماما إن كان هنالك احتمال،
أما إن لم يكن هنالك احتمال فل أرى ذلك في هذا الوقت ،وإن كانت
المسألة بحاجة إلى شيء من النظر لكن الصل الصيل هو ما ذكرناه.
س :هل يجوز للمسلم في حال الجمع بين الصلتين أن يتكلم بينهما بشيء
من أمور الدنيا أو أن يأتي بالباقيات الصالحات ؟ وما هي الحكمة من تشدد
بعض العلماء في ذلك ؟
الجواب :الجمع هو ضم صلة إلهى أخههرى ،فهإذا جمههع النسهان بيهن الظهههر
والعصر فإنه ضم بينهما ..ضم هذه إلى تلههك ،فهالجمع ههو ضهم شهيء إلهى
آخر ،فلذلك تشدد بعض أهل العلم في ذلك ،وجعلوهما بمثابة صلة واحههدة؛
ن ذلك ل ي ُههؤّثر علههى
ن من تكلم بين الصلتين فإ ّ ورأى بعض أهل العلم إلى أ ّ
الجمع؛ وهههذا القههول هههو القههول الصههحيح ،الههذي ذهههب إليههه الكههثرون مههن
أصههحابنا ولسههيما مههن المتقههدمين ورجحههه غيههر واحههد مههن المحققيههن مههن
ت :هو القول الصحيح ولكن ل ينبغي للنسان أن يتكلههم، المتأخرين ،وكما قل ُ
ن هذه المسألة فيها ما فيههها مههن الخلف ،وأيضهها كههثير مههن أهههل العلههم إذ إ ّ
قالوا :ل ينتقض الجمههع إذا تكلههم النسههان ل أنههه ينبغههي للنسههان أن يتكلههم،
فإذن إذا وقع للنسان شيء من ذلك فل إعادة عليه ،وجمعه صحيح ،أمهها أن
يتعمد ذلك فذلك مما ل ينبغي اللهم إل إذا كانت هنالك ضرورة ،كههأن يسههأل
صاحبه :هل تريد أن تجمع ؟ حتى يقوم بالصلة معه ،أو يأمر المههام شخصهها
بأن يتقدم أو يتأخر ،أو يأمر بتسوية الصههفوف ،ومهها شههابه ذلههك مههن المههور
التي تقتضيها الضرورة .والله تعالى أعلم .
س :متى يبدأ المسافر في القصر إذا كان قاصدا حد السفر ،هل بخروجه من
العمران أم بخروجه من المنزل أم بخروجه من حد السفر ؟
الجواب
43
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن
ن أهل العلم قد اختلفوا في هذه المسألة؛ منهم من يقول :إ ّ ت :إ ّ
أنا قل ُ
صر الصلة بمجرد خروجه من عمران بلده إذا كان ينوي أن النسان يق ُ
يتجاوز الفرسخين؛ وهذا قول أكثر أصحابنا ،بل حكى عليه بعض العلماء من
السابقين اتفاق أهل العلم ولكنه ل اتفاق على ذلك كما ذكره غير واحد من
ن الخلف موجود منذ زمان ،فقد ذهبت طائفة من أهل أهل العلم ،إذ إ ّ
صر الصلة إل إذا تجاوز الفرسخين؛ فالقول ن النسان ل يق ُ العلم إلى أ ّ
ت-الكثر ،فإن أخذ بذلك فل بأس ،والقول الول هو الذي ذهب إليه-كما قل ُ
الثاني-أيضا-له حجته ،والترجيح بينهما ليس بالمر السهل ،إذ إنه ليس هنالك
ن النبي-صلى الله نص صريح يمكن أن ُيعتمد عليه إل ما جاء من الحاديث أ ّ
صر الصلة،عليه وعلى آله وصحبه وسلم-كان إذا خرج من المدينة ق َ
صرولكنني لم أجد رواية صحيحة ثابتة يمكن العتماد عليها تدل على أنه ق َ
قبل أن يتجاوز هذه المسافة ،فالرأيان لهما من القوة ما لهما ،والجمهور
على القول الول.
س :كانوا عائدين من السفر ووقفوا عند مسجد هناك لكنهم لم يحصلوا على
ن المسجد الثاني سيدخل في ماء فيه للوضوء ،في هذه الحالة هل يتيمموا ل ّ
الميال في مسافة السفر ؟ في هذه الحالة هل يتيممون ويصلون هناك أم
يذهبون ويدخلون في الميال سواء كانوا يخافون الخروج من؟
الجواب :
أما إذا كان الوقت باقيا فلبد من أن يدخل إلى الوطن ويصلي هناك ول
جز أحد من العلماء له أن يفعل ذلك، عذر له في التيمم إطلقا ،فلم ي ُ ِ
والحجة واضحة نّيرة على أنه يجب عليه أن يتوضأ وأن يصلي بعد ذلك ،أما
إذا كان يخاف من أن يخرج عليه وقت الصلة الولى مثل حيث إنه أخر
الظهر فإذا دخل وطنه فإنه سيخرج الوقت فهذه المسألة يوجد فيها خلف
بين أهل العلم؛ والقول الصحيح الراجح أنه يدخل وطنه ويتوضأ ويصلي
الظهر أربعا والعصر أربعا؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم؛ ويكون هذا الجمع في
الوطن لوجود الضرورة الماسة إلى ذلك ،وينبغي للنسان أن َيحذر في
المستقبل من أن يؤخر الصلة إلى مثل هذا الوقت فيكون قد أدخل نفسه
ن كثيرا من الناس ل يعلمون بذلك في خلف شهير بين أهل العلم ،على أ ّ
ت-ن النسان يجوز له أن يجمع في الوطن ،بينما هو قول مشهور-كما قل ُ أ ّ
ن هذا الوقت هو وقت ولكنه ل يصار إليه إل في وقت الحاجة ،ول شك بأ ّ
الحاجة ،إذ إنه لم يجد ماء؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :ما المقصود بالجمع الصوري ؟
ج :على كل حال ،كثير من الناس يسمعون بالجمع الصوري ول يعرفون
معناه ..الجمع الصوري هو أن يؤخر النسان الصلة الولى إلى آخر وقتها
بحيث إنه يأتي بها قبل انتهاء الوقت بوقت قصير حيث إنه عندما ينتهي من
تلك الصلة يخرج الوقت ..يأتي بالظهر مثل قبل خمس دقائق أو ما يقرب
من ذلك وبمجرد سلمه منها يخرج وقت الظهر ويدخل وقت العصر ويصلي
في ذلك الوقت العصر ،وهكذا بالنسبة إلى المغرب يصليها قبل خروج وقتها
44
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
بوقت يسير بحيث إنه عندما ينتهي منها يدخل وقت الِعشاء ويصلي الِعشاء
بعد ذلك مباشرة ،فهذا جمع في الصورة ،فهو لم يصل الصلتين في وقت
إحداهما ،وإنما صلى كل صلة في وقتها ،فهو جمع في الصورة ،وليس
جمعا حقيقيا ..هذا هو الجمع الصوري الذي قال به من قال من أهل العلم،
وحملوا عليه-بعض أهل العلم-الحديث الصحيح الثابت عن النبي أنه جمع
في المدينة من غير سحاب ول مطر ول خوف ول سفر ..جمع فيه بين
الظهر والعصر والمغرب والعشاء ..صلى الظهر أربعا والعصر أربعا وكذلك
ن هذا الحديث ل ُيحملن الصحيح أ ّصلى المغرب ثلثا والعشاء أربعا ،لك ّ
على هذا المعنى ،وإنما ُيحمل على أنه جمع بين الظهر والعصر في وقت
إحداهما ،وجمع بين المغرب والعشاء في وقت إحداهما ،وهذا ليس بجمع
صوري بل هو جمع حقيقي؛ والله-تعالى-أعلم.
س :إذن في هذه الحالة إذا كان الطبيب يجري عملية والعملية يتطلب منها
أن تمتد فترتها إلى أن يدخل في وقت العصر مثل ،في هذه الحالة هل
يجمع ؟
الجواب :نعم له أن يؤخر الصلة الولى إلى الصلة الثانية ويجمع بينهما ..
ن هذا ليسيصلي الظهر أربعا والعصر أربعا ..طبعا إذا كان مقيما ،ولك ّ
بجمع صوري ،بل هو حقيقي ،فالجمع الصوري هو ما ذكرُته سابقا.
س :جمع حقيقي ..يعني أربع ركعات أربع ركعات ؟
ج :نعم ..الجمع الصوري كل صلة تصلى في وقتها ،أما هذا الجمع ُيؤتى
بالصلتين معا في وقت واحد وُيصار إليه في مثل هذه الحالة وما شابهها
خص حتى أكثر من ذلك لكن بشرط أل ّ من الوقات ،بل بعض العلماء ُير ّ
يفعله النسان إل في الوقات النادرة.
ن ذلك
س :هل للمرء أن يختار بنفسه حوزة معّينة يعتبر حدودها وطنا له أم أ ّ
مشروط بأمور معّينة ؟
ت-هو مان الوطن-كما قل ُج :هذه المسألة فيها خلف بين أهل العلم؛ ولك ّ
استقرت فيه النفس وارتاح إليه القلب ،فإذا استقر النسان في مكان فهو
المكان الذي يصلي فيه وطنا ،أما أن يتخذ حوزة كبيرة وهو لم يستقر في
تلك الحوزة مثل ويصلي فيها وطنا فهذا الرأي مما ل أراه بل أرى أنه
مخالف للدليل الصحيح؛ والله-تعالى-أعلم.
س :إذا صلى المسافر صلة الظهر قصرا وسوف يصل في وقت العصر إلى
بلده ،فهل يجوز له أن يصلي الظهر والعصر جمع تقديم ؟
ج :نعم ،يجوز له ذلك ،فإن شاء أن يجمع فليجمع ،وإن شاء أن يصلي الظهر
في وقتها فليصل وليؤخر العصر ويصليها بعد ذلك-إن شاء الله-في وطنه؛
والله أعلم.
س :إنني أعيش في ولية الرستاق ومكان ولدتي وادي بني خروص بولية
العوابي وعندما أذهب إلى زيارة الهل والقارب في وادي بني خروص أصلي
ي ،هل أصلي تماما أم أصلي قصرا ؟ أرجوا إفادتي أفادكم
تماما ،فماذا عل ّ
الله.
45
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن العبرة بالستقرار والطمئنان،ج :قد قدمنا الجواب على مثل هذا ،وقلنا :إ ّ
فإن كان هذا النسان قد اتخذ ذلك الموضع وطنا نعم يصلي به وطنا ،وأما
إن كان لم يتخذ ذلك وطنا كما هو الظاهر من حاله وإنما يذهب لزيارة أهله
صر الصلة إل وأقاربه فإنه ل يجوز له أن يصلي وطنا ،بل يجب عليه أن يق ُ
إذا صلى خلف إمام مقيم-كما قلنا-فإنه يكمل لضرورة متابعته ،والظاهر من
حال هذا السائل هو هذا الثاني؛ والله أعلم.
ن الوسائل
س :نأتي الن إلى ما يشيع على ألسنة بعض الناس يقول " :إ ّ
الحديثة لم تترك في جسد النسان موضعا للتعب فيستطيع النسان أن
يقطع المسافة التي حددها العلماء للسفر بسرعة وبدون تعب وبدون مشقة،
صر الن ؟! " ؟
فلماذا اللجوء إلى الق ْ
ج :على كل حال ،يقول الله تبارك وتعالى ... :ال ْيو َ
كم ت ل َك ُ ْ
م ِدين َ ُ مل ْ ُ
م أك ْ َ
َ ْ َ
] ...سورة المائدة ،من الية [ 3 :فالله-تبارك وتعالى-عالم بما كان وبما
سيكون ،فهو عالم بوجود هذه الوسائل في هذا العصر ..أي بأنها ستوجد
ن الحكم سيتغّير ولم يأت ذلك في هذا العصر ولم ُيخبرنا في كتابه العزيز بأ ّ
في سّنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فإذن العبرة بما دل عليه
ن من سافر تلك المسافة فإنه يجب عليه أن يقصر الصلة، الدليل وهو أ ّ
وسواء كانت الوسيلة هي الطائرات أو السيارات أو ما هو أسرع من ذلك
جد في وقت من الوقات القادمة ،ونظرا لعدم وجود مما يمكن أن يو َ
الوقت كما أشرتم فإنني أكتفي بذلك؛ والله-تعالى-أعلم.
س :هناك بعض المساجد فيها قسم خاص بالنساء بعضها مفصول عن
المسجد الصل وبعضها ملتصق به ..إذا أرادت المرأة أن تصّلي بصلة
المام ..فإذا كان المسجد مفصول أو المصلى مفصول ،هل لها أن تصلي
بصلة المام ؟
ن ذلك يختلف من
ج :هذه القضية ل يمكن أن نجيب عليها جوابا إجماليا ،ل ّ
مسجد إلى مسجد ،فإن كان هذا المسجد ملتصقا أو هذا المصلى ملتصقا
بمصلى أو بمسجد الرجال فل مانع من ذلك ،أما إذا كان هنالك فاصل فلبد
من النظر في ذلك الفاصل حتى يمكن أن نحكم عليه بما يستحقه من جواز
أو منع؛ والله أعلم.
ورها لنا ؟
س :هل هناك كيفية معّينة-مثل-يمكن أن تص ّ
ج :الْولى أن ينظر الفقهاء في كل مسجد بذاته حتى يمكن الحكم على
ذلك ،لننا قلنا إذا كان متصل ل إشكال في ذلك ،أما إذا كان منفصل
فيصعب على كثير من الناس التقدير.
جد الجماعة في صلة العصر في الركعة الخيرة فصلى هذه و َ
س :مسافر َ
حمل المام على أّنه يصلي ركعتين ِبما أّنه هو مسافر
الركعة الخيرة و َ
فقضى ركعتين ؟
ج :ل َيخلو المر:
دل على أن ذلك المام كان يصلي قَ ْ
صرا أو إما أن تكون هنالك قرينة ت ُ
ماما.
يصلي ت َ َ
دل على أحد المرين. أو ل تكون هنالك قرينة ت ُ
46
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
دل على أنه يقصر فليقصر هذا المصلي ثم ليسأل فإن كانت هنالك قرينة ت ُ
صر لن تلك القرينة ليست بصريحة وإّنما مجرد عنه هل أَتم ذلك المام أو قَ َ
مجرد إشارة: احتمال ُ ..
فإن قيل له إن ذلك المام قد قصر فل شيء عليه .وإن قيل له قد أَتم فلبد
من العادة.
وإن لم يجد من يسأله فلبد من أن يعيد صلته ركعتين لن الله-تعالى-ل
ُيعبد بالشك فهو في ذمته تلك الصلة ..مفترضة عليه فلبد من أن َيخرج
من ذلك اليقين بيقين مساوٍ له.
وإن كانت هنالك قرينة تدل على أن ذلك المام قد صلى أربعا فكذلك
يصلي هذا أربعا ثم ليسأل:
فإن قيل له صلى أربعا فل إشكال.
وإن قيل له صلى ركعتين فليعد الصلة ..يصليها ركعتين.
وإن لم يجد فليعد كما بيّنا .وإن لم تكن هنالك قرينة فليصل ركعتين:
صّلى ركعتين ول شيء عليه. صّلى ركعتين فقد َ فإن قيل له إن المام قد َ
وإن قيل له صلى أربعا فليعد .وكذا إذا َلم َيجد من يسأله.
هذا إذا كان ذلك المصلي مسافرا ،أما إذا كان مقيما فليصل أربعا:
فإن كان المام صلى أربعا فل إشكال.
وإن كان المام صلى ركعتين أو َلم َيجد من ي ُب َّين له هل صلى ركعتين أو
من جهة كيفية القضاء لّنه إن صلى معه مثل أربعا فهنا الشكال يأتي ِ
الركعة الرابعة فكيف يقضي ؟:
فإذا كان المام مقيما فيأتي أول بالركعة الولى وبعد ذلك يأتي بالثانية ثم
الثالثة وهذا أمر واضح.
وإن كان ذلك المام مسافرا فإن تلك الركعة كانت في حق المام الثانية
وهكذا في حق هذا المأموم الذي صلى بصلته ومعنى ذلك أنه يصلي الثالثة
من العادة. ثم الرابعة ثم يرجع إلى الولى .فإذن لبد ِ
مامه فل شيء عليه وإن َلم يت َب َّين صّلى ك َ َ
صلة إ َ والحاصل أّنه إذا ت َب َّين َله أّنه َ
له المر أو علم أن المام كان يصلي على خلف ما صلى هو فلبد من
ن الحوال؛ والله المستعان. م َالعادة على كل حال ِ
س :رجل مسافر وجد جماعة يصلون صلة العصر ،وهذا الرجل لم يصل صلة
الظهر .فهل يجوز له أن يصلي معهم وينويها ظهرا ؟ وهل اتحاد صلة
المأموم وصلة المام شرط لصحة الصلة ؟
الجواب /ل ينبغي له أن يتعمد ذلك وأما إذا دخل معه وظن أنه يصلي
الظهر فقد اختلف العلماء في صحة صلته والقول بصحتها هو الظاهر عندي
والله أعلم.
س :رجل كان عائدا إلى بلدته من بلدة أخرى ،وقد أراد أن يصلي صلة الظهر
والعصر " جمعا " ،فما هي أقرب مسافة يمكنه أن يصلي عندها قبل وصوله
إلى بلدته ؟
الجواب /في ذلك خلف بين العلماء قيل ليس له أن يقصر داخل
47
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
الله عليه وعلى آله وسلم -وإنما مخافة أن تكون تلك السنة لم تثبت ول
شك أن هذا أسلم والله تعالى أعلم .
س :جماعة تصلي صلتين جمعا فدخل عليهم رجل هل يدخل معهم أم ينتظر
فيتبين له ما هي الصلة التي يصلونها ؟
ما دام وجد الجماعة تصلي فليدخل معهم ثم بعد ذلك إذا تبين له أنهم
يصلون صلة مخالفة لصلته هو فقد اختلف العلماء في وجوب العادة عليه
.ذهبت طائفة من العلماء إلى أنه ل إعادة عليه ولو كانت تلك الصلة
مخالفة لصلته هو ,وذهبت طائفة أخرى إلى أن عليه العادة والقول بعدم
العادة أقرب إلى الصواب والثاني أقرب إلى الحتياط .
.س :رجل أراد الجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء وبعد
النتهاء من الصلة الولى تذكر فريضة منسية فماذا يفعل ؟
أما إن كان الجمع جمع تقديم فالولى أن يأتي بالصلة المنسية وأن يؤخر
الصلة الثانية إلى وقتها لكن إذا كان محتاجا للجمع مثل يشق عليه أن يقف
ليصلي الصلة في وقتها لكونه مثل كان راكبا مع بعض الناس ول يمكن أن
يقفوا في مكان آخر أو ما شابه ذلك فيأتي بالصلة الثانية بعد أن يأتي
بالصلة المنسية وهكذا في حالة جمع التأخير يأتي أول بالصلة المنسية ثم
يأتي بالصلة التي يريد أن يجمعها مع الصلة الولى.
س :جماعة مسافرة أرادت الجمع بين الظهر والعصر وبعدما انتهت من صلة
الظهر شرعت جماعة أخرى بالقامة لصلة الظهر ؟
لهل العلم خلف وهو هل يصح للمسافر أن يؤخر الصلة الثانية في الجمع
إلى وقت أكثر من الوقت الذي تستغرقه الصلة الثانية ,بعض العلماء
قال :إذا لم يدخل في الصلة الثانية بمقدار ما يصلي تلك الصلة فإن ذلك
الجمع ل يصح ,وبعض العلماء قال :يرخص له أن يتأخر وهذا القول لعله
أقرب إلى الصواب فعليه ينبغي لهذه الجماعة أن تتأخر حتى تنتهي الجماعة
التي تصلي الظهر ثم بإمكانهم أن يقوموا لصلة العصر وذلك التأخير ل
يضرهم بمشيئة الله سبحانه وتعالى .والله أعلم
من اللفاظ من أنها سّنة أو ما شابه ذلك ِ وما جاء عن بعض أهل العلم ِ
ت ِبحاجة الن فإنهم أرادوا به معًنى آخر ،كما هو مبسوط في موضعه ،ولس ُ
إلى الطالة ِبذكر ذلك ،وإنما أتكلم على شروط وجوبها كما جاء في
السؤال:
من جملة شروط وجوبها أنها ل َتجب إل على الذكور ،أما النساء فإنها ل -1ف ِ
ن هنالك من كلم بعضهم ،وعلى تقدير أ ّ مة كما ُيفَهم ِ تجب عليهن ِبإجماع ال ّ
جب عليها ما ل ُيعتَبر به ،فالمرأة ل ت َ ِ م ّ ن ذلك ِ من قال ِبخلف ذلك فإ ّ َ
ن صلتها صحيحة ِبمشيئة الله تبارك ت الجمعة فإ ّ ّ
الجمعة-أما إذا جاءت وصل ْ
ن
قها-في حقيقة الواقع-إذا أردنا بالسّنة هاهنا أ ّ ن في ح ّ وتعالى-بل إنها ل ُتس ّ
ن في النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-قد أمرها بذلك بل ُيس ّ
قها أن تصّلي في بيتها كبقية الصلوات الخرى ،أما إذا أردنا بالسّنة أنه ح ّ
ما ل م ّ
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-قد أباح لها فذلك ِ َيجوز لها وأ ّ
جد في مر المرأة بذلك فإذا وُ ِ من إطلقه ،فالسّنة ِبمعنى المر ل ُتؤ َ بأس ِ
ن هذه العبارة قها أن تصّلي الجمعة فإ ّ ن في ح ّ س ّ ن المرأة َ ل ي ُ َ بعض الكتب ِبأ ّ
قها ن ذلك جائٌز في ح ّ عبارة ٌ صحيحة ل غبار عليها ،وإذا ُوجد في بعضها بأ ّ
قها وُتجزيها عن صلة الظهر فإنه-أيضا-ل غبار على ذلك ،فهي َتجوز في ح ّ
قها أن َتذهب إلى المسجد دب في ح ّ قها ِبمعنى أنه ل ُين َ ن في ح ّ س ّ ولكّنها ل ت ُ َ
قها أن تصّلي في بيتها وإن دب في ح ّ وأن ت ُؤَد ّيَ صلةَ الجمعة هناك وإنما ُين َ
كانت صلُتها مع المام ُتجزيها عن صلة الظهر.
جب عليه صلة الجمعة على أكثر قول أهل من ذلك الحرية ،فالعبد ل ت َ ِ -2و ِ
العلم.
من الُبعد ما ل فيه ِ من ذهب إلى وجوبها عليه على الطلق ،وهو قو ٌ ومنهم َ
ل َيخفى.
جب ي الجمعة فإنها ت َ ِ ده على أن يصل ّ َ صل فقال :إن واَفق َ
سي ّ ُ من ف ّ ومنهم َ
من ظ ِ ل قوي له ح ّ عليه وإن لم ُيواِفق على ذلك فل َتجب عليه ،وهو قو ٌ
ده ذلك. النظر ،فل َينبغي له أن َيتخّلف عنها إذا أباح له َ
سي ّ ُ
من ذلك البلوغ ،فالصبي ل َتجب عليه الجمعة ،بل ول َيجب عليه شيءٌ -3و ِ
ث َرفِْع القلم عن الثلثة الذين معهم ص حدي ِ من الواجبات ،كما هو معلومِ ،بن ّ ِ
من أهل العلم وى غْير واحدٍ ِ ث صحيح ِبمجموع طرقه بل ق ّ الصبي ،وهو حدي ٌ
فقة على عدم وجوب الجمعة على مة مت ّ ِ ض أفراد تلك الطرق ،وال ّ بع َ
مر ِبإتيانها إذا بلغ سبع سنين. الصبي-كما هو معلوم-ولكنه ُيؤ َ
من ذلك العقل ،فالمجنون ل َتجب عليه بل ليس لحد أن ي ُِبيح له أن -4و ِ
من ش على المصلين كما هو معلوم ِ شو ّ ُ َيذهب إلى المسجد ،لنه سوف ي ُ َ
حال المجانين.
من من ذلك المسافر فالجمعة ل َتجب على المسافر ،فهي واجبة على َ -5و ِ
كان مقيما في مكان ،والعلماء قد اختلفوا في حال المسافر:
جب عليه على الطلق. من قال :إنها ت َ ِ منهم َ
50
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جب عليه أو كان من قال :إنه إذا بقي في مكان للقيلولة فإنها ت َ ِ ومنهم َ
قرا في ذلك المكان استقرارا ل َينوي به القامة. مست ِ
من قال :ل َتجب عليه مطلقا. ومنهم َ
والقول بالوجوب مطَلقا ضعيف ،والقول بوجوبها عليه إذا كان ماكثا في
ضمن النظر وُتؤّيده بع ُ ه ِ ل قوي له وج ٌ مكان ول َينوي الستقرار فيه قو ٌ
ث في مكان أن َيتخّلف عنها ،وقد كان مك َ َ الثار فل َينبغي ِللمساِفر الذي َ
من أمكنة شاسعة إلى المدينة المنورة ُيصّلون مع الصحابة الذين َيأتون ِ
النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وإن كّنا ل َنقوى على الجزم ِبأنها
من من شيٍء ِ ن هذه المسألة ل َتخلو ِ قهم ولكننا نقول :إ ّ ة في ح ّ كانت واجب ً
الشكال.
ص السّنة الصحيحة الظهرِ ،بن ّ ن صلته ُتجزيه عن وإذا صلى هذا المسافر فإ ّ
ْ
مة ،وإنما الخلف إذا لم ي َأِتها هل َيكون آِثما ِبذلك أو عن النبي وباّتفاق ال ّ
من الخلف في مثل هذه القضايا التي سه ِ رج نف َ ل ؟ وَينبغي ِللنسان أن ُيخ ِ
من أّداها فإنه قد أّدى الصلة ول ل واضح ،ف َ اشتد ّ فيها النزاع وليس فيها دلي ٌ
من َتخّلف عنها. إثم عليه ِباّتفاق ِبخلف َ
من سماع النداء كن ِ من كان بعيدا ل َيتم ّ مع نداَءها ،ف َ من ذلك أن َيس َ -6و ِ
من الضوضاء وَنحو ذلك-فل مم ٍ وَنحوه ِ ص َ
من الموانع-ك َ ِبسبب ب ُعْدِهِ ل ِلمانع ِ
مع ذلك لول ذلك المانع كن أن َيس َ مع ذلك أو َيتم ّ من كان َيس َ جب عليه ،أما َ تَ ِ
در: جب عليه وذلك ُيق ّ من السماع فإنها ت َ ِ من ََعه ِ
الذي َ
ِ-1بمسافة فرسخ.
من بْينه وبْين المسجد الذي جب على َ ض أهل العلم إلى أنها ت َ ِ -2بل ذهب بع ُ
در ِبذلك على مذهب هؤلء العلماء ِبفرسخْين. ة السفر وُتق ّ ُتقام فيه مساف ُ
ة؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. والقول الول هو القرب ،والثاني فيه سلم ٌ
هذه أهم تلك الشروط.1
ط في حة ،فهو شر ٌ طص ّ ط السلم ولكن هذا الشرط شر ُ من ذلك شر ُ و ِ
ح منه عبادة ..ل تصح منه الصلة ول الزكاة جميع العبادات ،فالكافر ل تص ّ
كها وُيعاَقب طبا ِبها وعليه الثم ِبسبب ت َْر ِ ول الصيام ول الحج وإن كان مخا َ
ن الكفاَر ل على أ ّ من الدلة التي َتد ّ ضح ذلك ِ م القيامة ،كما ي َت ّ ِ على ذلك يو َ
ط في جميع ت-هو شر ٌ ن هذا الشرط-كما قل ُ طبون ِبفروع الشريعة ولك ّ مخا َ ُ
العبادات؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
ح لها أن ُتصّلي الجمعة وُيس ِ
قط ذلك عنها سِ:بالنسبة ِللمرأة قلُتم ِبأنه َيص ّ
الفرض ،في حال نيتها تنويها فرضا ؟
ة ِبشْرع الله-تبارك وتعالى-إلى زم ً
ملت ِ
ة ُ
شم ً
محت ِت ُ
ج :المرأة إذا خرج ْ
زيها عن صلة الجمعة ،وِبمجّرد إرادة الدخول ُتصِبح
2
المسجد فإنها ُتج ِ
زيها عن فريضة الظهر ،وإل لو كانت ن َوَْتها سّنة أو ة عليها ،لنها ُتج ِفريض ً
زيها في حقيقة الواقع ،فِبمجّرد إرادة نافلة أو ما شابه ذلك فهي ل ُتج ِ
ة أخرى وهي فريضة قط عنها فريض ً الدخول َتنويها فريضة ،لنها ُتس ِ
ضح لي؛ والعلم عند الله. الظهر ..هذا ما ي َت ّ ِ
من المعرفة َينوون صلةَ الجمعة سّنة، ض الذين ليس لديهم ح ّ
ظ ِ س :هناك بع ُ
فما حكم صلتهم في هذه الحالة ؟
ن صلةَ زيهم ،ل ّ ة المطلوبة وهي النية القلبية فل ُتج ِ ة الني َ
ج :إذا كانت الني ُ
1
من نوى ذلك ِبقلبه ل ُيجزيه، ص الكتاب وصحيح السّنة ،ف َ الجمعة فريضة ِبن ّ
فظ ِبلسانه ِبأنها سّنة فذلك وأما إذا كان َينوي صلة الجمعة الواجبة ولكن َتل ّ
ن هذه اللفاظ ل عبرة بها ..النبي يقول ) :إنما ما ل بأس به ،ل ّ م ّ
ِ
ْ
العمال بالنيات ( ،والنية-المقصودة أو-المطلوبة هاهنا هي القصد بالقلب،
ل عليه ،فالنبي ما ل دلي َ م ّ
من الناس فهي ِ أما تلك اللفاظ التي يأتي بها كثير ِ
من هذه وصحابُته الكرام-رضي الله تعالى عنهم-لم َيكونوا َيأتون ِبشيٍء ِ
دثة ،ونحن وإن كّنا ل نقول ِبحرمتها ولكننا نقول: مح َ
اللفاظ ،فهذه اللفاظ ُ
إنه ل ينبغي الشتغال بها بل ينبغي القتداء بالنبي صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه وسلم ،ولو كان في التيان بها خْير لتى بها النبي-صلى الله عليه
وعلى آله وسلم-ولنا فيه السوة الحسنة؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :جماعة مسافرة مّرت على مسجد في يوم الجمعة ،هل ُيصّلون الظهر أم
الجمعة ؟
جب عليه الجمعة على الخلف الذي ذكرناه والقول بعدم ج :المسافر ل ت َ ِ
ن
مة أ ّ وجوبها عليه هو القول المشهور ،وعليه فالذي ذهب إليه جمهور ال ّ
المسافرين إذا مّروا على مسجد فإنهم ُيصّلون الظهر وليس لهم أن ُيصّلوا
قيمة فإنه َينبغي لهم أن ُيصّلوا م ِ
ة ُجدوا هنالك جماع ً الجمعة ..نعم إذا وَ َ
معهم الجمعة بل ليس لهم أن َيتخّلفوا عنهم إذا دخلوا المسجد ،أما أن
ُيقيموا هم الجمعة:
-1فليس لهم ذلك على مذهب الجمهور.
من أهل العلم إلى مشروعية ذلك. -2وذهبت طائفة ِ
كن ة في الماضي فإنه ُيم ِ لها جمع ً من ص ّ ن القول الصحيح هو الول ،ف َ ولك ّ
ض أهل العلم الذين خص له في عدم العادة ،لنه إما أن َيكون قَل ّد َ بع َ أن ُيتر ّ
ف فيها أحد ٌ إذا كن أن ُيعن ّ َ ة ظنية والمسائل الظنية ل ُيم ِ قالوا ِبذلك والمسأل ُ
ل أحدٍ صدا ِللصواب طاِلبا ِللحق ،وإما أن َيكونوا لم َيعَلموا ِبقو ِ كان قا ِ
خص كن أن ُيتر ّ من أقوال أهل العلم فُيم ِ ولكّنهم َيطلبون الحق وواَفقوا قول ً ِ
ة إل إذا لهم في الماضي ،أما في المستقَبل فل َينبغي لهم أن ُيقيموا الجمع َ
من الناس ُيصّلون الجمع َ
ة ة ِ
جدوا طائف ً قيمة ،فإذا وَ َ
م ِ وها مع جماعةٍ ُ صل ّ ْ
فَينبغي لهم-كما قلنا أل ّ َيتخّلفوا عنهم في ذلك.
من الناس َيسألون عن الطلبة الذين َيدرسون-أو َيعملون-في بعض وكثير ِ
الدول الكافرة ،هل لهم أن ُيصّلوا الجمعة ؟ والجواب هو ما أشرنا إليه وهو
خْيٌر لُّكْم
ل َوَذُروا اْلَبْيَع َذِلُكْم َ
سَعْوا ِإَلى ِذْكِر ا ِ
جُمَعِة َفا ْ
صلِة ِمن َيْوِم اْل ُ -1قال ال تعالىَ :يا َأّيَها اّلِذي َ
ن آَمُنوا ِإَذا ُنوِدي ِلل ّ
ن ] سورة الجمعة ،الية.[ 9 : ِإن ُكنُتْم َتعَْلُمو َ
52
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ة ُتصّلي الجمع َ
ة جدوا جماع ًقيموا هم الجمعة ولكن إذا وَ َ
أنه ليس لهم أن ي ُ ِ
فل ُْيصّلوا معهم ولو كانوا في غي ْرِ بلد السلم ..هذا هو القول الصحيح ،وإن
ض العلماء َيقول ِبخلف ذلك؛ والعلم عند الله تعالى. كان بع ُ
ة العصَر ؟
معوا مع الجمع ِ
س :المسافرون ،هل لهم أن َيج َ
ج :في هذه المسألة خلف بْين أهل العلم:
مع العصَر مع من أهل العلم إلى أنه ليس ِللمساِفر أن َيج َ ذهبت طائفة ِ
سها ولم ي َرِد ْ عن قّلة ِبنف ِ
مست ِن صلةَ الجمعة صلةٌ ُ صلةِ الجمعة ،وذلك ل ّ
مِع العصرِ معها، ج ْل على جواز َ النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ما َيد ّ
تت العصرِ بل َينتهي ِبمجرد انتهاء وق ِ ت الجمعة ل َيمَتد إلى وق ِ ن وق َثم إ ّ
ة.
معوا العصَر مع الجمع ِ الظهر فليس لهم على هذا الرأي أن َيج َ
ض أهل العلم-وهم الكثر-إلى جواز ذلك. وذهب بع ُ
من الخلف سه ِ رج نف َ حزم وأن ُيخ ِ من شاء أن َيحتاط ِلدينه وأن َيأخذ ِبال ْ ف َ
معَ فل شيَء عليه ِبمشيئة الله تبارك ج َ
من َ مع ،و َن الْولى له أل ّ َيج َ ش ّ
كأ ّ فل َ
وتعالى؛ والعلم عند الله تعالى.
ت
جدون وق َمن فرط السرعة َيدخلون المسجد في َ ِ ض المسافرين ِس :بع ُ
من المسجد ؟ ّ
الخطبة ل َيزال طويل فُيصلون الظهَر ثم َيخُرجون ِ
ما وقعوا فيه ٌ
م ّ
ج :هذا خطأ واضح ..عليهم أن َيتوبوا إلى الله-تبارك وتعالىِ -
ل ذلك مّرةجعوا إلى مث ِجعوا إليه وأن َيتعّلموا أموَر ِديِنهم وأل ّ َير ِ
وأن َير ِ
أخرى فَينبغي لهم أن ُيصّلوا مع المام صلةَ الجمعة ،أما أن َيخُرج الواحد
من غي ْرِ أن ُيصّلي مع جماعةِ المسلمين فهذا فيه ما فيه؛ والله-تبارك ِ
وتعالى-أعلم.
ض المسافرين قد ن بع َر الجمعة ؟ ل ّ
س :هل هذا الحكم شامل ِللجمعة وغي ْ ِ
ّ ُ
جلون َيدخلون ُ ..يصلون الظهَر مستع ِ ر مثل ولنهم ُن الظه ِ معون أذا َ
َيس َ
د.
م َبع ُ ة لم ت ُ َ
ق ْ د والجماع ُ
من المسج ِ معون ثم َيخُرجون ِوالعصَر مثل َ ..يج َ
ظروا تلكن هؤلء إما أن َينت ِ دد فيه ،ل ّما َينبغي أن ُيش ّم ّ
ج :هذا-حقيقةِ -
ن آخر-والمساجد موجودة ،والرض كلها الجماعة وإما أن َيذهبوا إلى مكا ٍ
ممَتد ِبحمد الله تبارك مسجد ِبحمد الله تبارك وتعالى-وُيصّلوا هناك فالوق ُ
ت ُ
صلوا السْير ثم بعد َ ذلكرهم فلُيوا ِمن أم ِجل َةٍ ِ
وتعالى ،فإن كانوا على عَ َ
ِبإمكاِنهم أن َيأتوا ِبالصلة في أيّ مكان آخر؛ والعلم عند الله.
ت
ة الجمعة ،ما هو الوق ُت صل ِ ة في وق ِ من المحلت ت َظَ ّ
ل مفتوح ً س :عددٌ ِ
ت صلة الجمعة ؟ ضَر ْ
ح َ
دد ِلهذه المحلت في أن تغلق فيه أبواَبها إذا ما َ مح ّ
الق ُ
جبج :هو إذا نودي ِبصلة الجمعة فإنه ُيمَنع البيع والشراء ،فليس لحد ت َ ِ
من َتجب عليه م ّ
عليه الجمعة أن يبيع أو أن يشتري ،أو أن يبيع أو أن يشتري ِ
53
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جب عليه الجمعة ..هذا هو الرأي الصحيح، من ت َ ِم ّالجمعة ولو كان هو ليس ِ
ن الله قد عَل ّقَ ذلك ِبنداء يوم الجمعة.1 ل ّ
ل الوقت فإذا ن البيعَ والشراء ُيمَنعان ِبمجّرد دخو ِ ب إلى أ ّ ض العلماء ذ َهَ َ وبع ُ
ح النداء ت فإنه ُيمَنع البيعُ والشراء ،وذلك لنه في ذلك الوقت َيص ّ ل الوق ُ خ َ دَ َ
ت ل َيجوز البيعُ ول الشراء على حسب ما ل الوق ُ خ َ ح الصلة فإذا د َ َ وَتص ّ
ذكرناه.2
ن ذلك ُيمَنع ِبالذان الّول. وبعض العلماء قال :إ ّ
والصحيح أنه ُيمَنع ِبالذان الثاني وإن كان الْفضل ِللنسان أن َيستعِد ّ ِللصلة
ل ذلك فإننا ل َنقوى من قب ِ دا ِمستعِ ّ سمع النداَء الول اللهم إل إذا كان ُ إذا َ
داء
هو الن ِ َ
هنا ُ ن الله َ قد عَّلق ذلك ِبالّنداء والّنداء المَراد َ
ها ُ منع ،ل ّ على اله َ
هو النداء المعُروف ِفي عْهد النبي-صلى الله عليه وعلى آله الثاني لّنه ُ
ُ
دث في عَْهد عثمان دث َ ..قد أ ْ
ح ِ ح َ داء الثاني فَُهو ُ
م ْ ما الن ِ َ وصحبه وسلم-أ ّ
من صحابة رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله مْرأى ِ مٍع و َس َم ْعلى َ
ضا-اسَتنب َ ُ َ َ
من الّنداء الول طوا ذ َِلك ِ صلحةٍ َرأْوها ول َعَّلهم-أي ْ ً م ْ
وصحبه وسلم-ل ِ َ
صلة الفجر؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. لِ َ
في
شُروا ِفانت َ ِصلةُ َت ال ّ
ضي َ ِ
ق ِذا ُ
فإ ِ َس :في الية ] ،10من سورة الجمعة [َ :
منعة ِ
مو َ من ي َ ُ ض ُ .. ... َ
ج ُم ْمع َ
داَرسه َ معّين َيت َ كتاب ُ قَراءة ِ
م بِ ِ
قو ُ هَناك َ الْر ِ
ذا ؟ه َ ح َ
ص ّ
شَرة ،هل ي َ ِ مَبا َ
صلة الجمعة ُ عد َالّناس ب َ ْ
ب الفقه أو الّنحو أو العقائد أو ما ميا ك َك ُت ُ ِعل ْ ِكتابا ِ كتاب ِ ذا ال ِ ن هَ َ ما إذا َ
كا َ ج :أ ّ
ضر ذ َِلك الدرس فإنه ح ُشاَء أن ي َ ْ ن َم ْن َ من ذ َِلك ،ل ّ ماِنع ِ شابه ذ َِلك َفل َ
صلةِ الجمعة، علَقة َله ب ِ َ ضر ،فَُهو ل َ خُرج َفل َيح ُ شاء أن ي َ ْ من َ حضر وَ َ سي َ ْ
َ
قوم ها ..ي َ ُ معَةِ أو ب َعْد َ َ صلةِ الج َ ل َ طاَبة قب ْ َ مون ِبالخ َ قو ُ ن َبعض الناس ي َ ُ وَلك ّ
شاَبه َذلك فهذا ما َ ض المور أو َ ة ي ُن َّبه ِفيها على ب َعْ ِ خط ْب َ ً طب ُ خ ُ مْنهم ي َ ْ الواحد ِ
دي النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه لف هَ ْ خ َ لنه ِ شروعَ ، م ْ ل َي ْ
ُ س بِ َ َ
ْ
ت
عة فلي َأ ِ ض المور المط ُْلوَبة أو الممنو َ من أَراد أن ي ُن َّبه على َبع ِ وسلم ،فَ َ
طب خ ُ كان الذي ي َ ْ طيب ،أما إذا َ هو الخ ِ خط َْبة الجمعة إَذا كان ُ ِبذلك في ُ
خط َْبةخَرى قَْبل ُ خط ْب َةٍ أ ْ ن بِ ُ
م ِبالتيا ِ قو َ ما أن ي َ ُ مْنه َذلك ،أ ّ صا آخر فَل ْي َط ُْلب ِ خ ً ش ْ َ
خلِفه ما ي َن ْب َِغي أن ي ُن َْهى عَْنه ل ِ ِ م ّ
ذا ِ ما شابه ذ َِلك-فَهَ َ صلة-أو َ الجمَعة أو ب َعْد َ ال ّ
دي النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. ل ِهَ ْ
جوب ؟
و ُ شُروا ...ل َ ي ُ ِ
فيد ال ُ س :إذن في َرأ ِْيكمَ ... :
فانت َ ِ
خط َْبة ل َْيس ن عندما قُل َْنا ب ِعَ َ
دم ال ُ ب إط ْل ًَقا ،ون َ ْ
ح ُ جو ِ ج :ل ..هو ل َ ي َد ُ ّ
ل على الوُ ُ
ذا ،وإّنما ِلمخاَلفة ذ َِلك ل َِهدي النبي . لجل هَ َ
ة عليه
صِبح فريض ً ه ْ
ل تُ ْ صلة الجمعة على النسانَ ، ضية َ فْر َسِ :بالنسبة ل ِ َ
فر في ذَِلك الي َ ْ
وم أم له أن صح َله أن ي ُ َ
سا ِ حْيث ل ي َ ِ
مه ب ِ َو ِ
جر ي َ ْف ْع َ ُ ُ
جّرد طلو ِ م َبِ ُ
سافر ؟يُ َ
ساِفر إَذا ُنوِدي ِلصلة الجمعة فإذا ُنوِدي س َله أن ي ُ َ ج :له أن ُيساِفر ولكن ل َي ْ َ
هو الذان المعُْروف في عَْهد النبي صلى الله عليه وعلى آله ِبال ََذان الثاني-و ُ
ساِفر ساِفر في َذلك الوَْقت اللُهم إل إذا كان ي ُ َ س َله أن ي ُ َ وصحبه وسلم-فَل َي ْ َ
صّلي صِلي الجمعة هَُناك ،فإن كان ي ُ َ قام ِفيه الجمعة وي ُ َ كان آخر ت ُ َ م َ إلى َ
َ
حة ب ِأن- كذلك-إذا َ من َذلك ،وَ -
مل ِ ّضُروَرة ُ كاَنت هَُناِلك َ ماِنع ِ هناك فل َ الجمعة ُ
جة إل َْيه وت ُقِْلع حا َ كان ب َِعيد وهو ب ِ َ م َ هب إلى َ ريد أن ي َذ ْ َ ذا-ي ُ ِ رنا هَ َ ص ِ مثل ِفي عَ ْ
خُرج فَي َُباح َله مْثل هَذِهِ الحالة أن ي َ ْ طر في ِ ض َ م ْ طاِئرة في ذ ََلك الوَْقت فَُهو ُ ال َ
من ماِنع ِ داء َفل َ ما قَْبلَ-ذلك ..أيْ قَْبل-الن ّ َ هذه الحالة ،أ ّ مثل َ الخُروج في ِ
ذلك.
ت. ضَر الوَقْ ُ ح َ ن ذلك ُيمَنع إذا َ ل :إ ّ وإن كان َبعض العلماء َقا َ
َ
ل :إَذا ُنوِدي ِبالَذان الّول. ضهم َقا َ وب َعْ ُ
َ َ
ن ذلك ُيمن َعُ ِبالذان شَراء أ ّ سأَلة الب َْيع وال ِ م ْ مَناه ِفي َ ما َقد ْ حيح-ك َ َ ص ِ ن ال َ ول َك ِ ّ
الثاني.
ما ِفيه، ذا ِفيه َ مس ،وَهَ َ خُرج النسان ب َعْد َ ط ُُلوع ال ّ
ش ْ ض العلماء ك َّرهَ أن ي َ ْ وَب َعْ ُ
سسة المعُْروفة ولي ْ َ م َ كام ِ الخ ْ ح َ ن ال ْ م َي ِ ع ٌ شْر ِ م َ حك ْ ٌ هة ُ ن الك ََرا َ ذ َِلك ل ّ
ل عََلى ذ َِلك ن هَُناِلك َدليل يد ُ ّ كا َعي إل إذا َ شْر ِ كم َ ح ْ كم ب ِ ُ ح ُ ِللنسان أن ي َ ْ
حسن " من َباب الْولى وال ْ ن ذ َِلك ِ قول َقاِئل " :إ ّ ن يَ ُ كا َ الحكم ..ن ََعم إَذا َ
ْ
ول ول ِبالّندب أو ب َْين القَ ْ ق ْ ن الْولى وب َْين ال َ هنالك فَْرق ب َي ْ َ س ِبه ،و ُ فَذ َِلك ل ب َأ َ
فْرق ما َينب َِغي ،فَ َ م ّ س ِ جوُّز ل َي ْ َجوُّزون وذ َِلك الت ّ َ هة ،وَبعض الناس ي َت َ َ ِبالك ََرا َ
هة، ن " ل َينب َِغي " وب َْين الحكم ِبالك ََرا َ ن الْولى ،أو ب َي ْ َ دب وب َي ْ َ سع بْين الن ّ ْ شا ِ
كان ن النسان إذا َ ل َقاِئل " :إ ّ قو َ ما أن ي َ ُ هة ل َدليل عَل َْيه ،أ ّ م ِبالك ََرا َ فالحك ْ ُ
من تلك الخطبة التي فيد ِ خر فالْولى له أن َيشَهد الجمعة وَيست ِ مكنه أن َيتأ ّ يُ ِ
مع ِبالمسلمين " فذلك فيه خْير وبركة ِبمشيئة َيأتي ِبها ذلك الخطيب وَيجت ِ
الله؛ والعلم عند الله.
س :نعود مرة أخرى إلى شروط وجوبها ذكرُتم ِبأنها ِبمجّرد أن َيسمع النسان
معونه عن طريق الذاعة أو مع هؤلء النداء لكنهم َيست ِ النداء ..الن ربما َيست ِ
جبمن مسافة السفر ،فهل ت َ ِ عد عنهم أكثر ِ عن طريق التلفزيون والمسجد َيب ُ
عليهم في هذه الحالة ؟
من أيّ بلدٍ آخر- كة المكّرمة أو ِ من م ّمع النسان النداَء هاهنا ِ ج :ل ..قد َيس َ
ت باقيا لكن قد َيكون ذلك في خرا ولكن ل زال الوق ُ ت متأ ّ
وإن كان هذا الوق ُ
من مع ذلك ِ من أن َيخُرج ؟! ل ..إذا كان َيس َ دمة-فهل ُيقال له لبد ِ متق ّ
بلدٍ ُ
من ََعه
مع لول ذلك المانع الذي َ كنه أن َيس َمن ُيم ِ م ّ
سطة أو كان ِ غْير هذه الوا ِ
من السماع. ِ
ن مريضا ة ،فإذا كان النسا ُ ح ُ
ط الص ّ من الشرو ِ ما َينبغي أن ُننّبه إليه-أيضاِ - م ّ
و ِ
جب على المريض، من المعلوم أنها ل ت َ ِ ل َيقوى على الخروج إلى الجمعة ف ِ
55
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن
حِته فإ ّ
ح ،وحّتى على تقديرِ عدم ص ّ
ص الحديث على ذلك إن ص ّ وقد ن ّ
المريض الذي ل َيستطيع أن َيذهب إلى الجمعة فإنه معذور؛ والله-تبارك
وتعالى-أعلم.
خْيٌر لُّكْم
ل َوَذُروا اْلَبْيَع َذِلُكْم َ
سَعْوا ِإَلى ِذْكِر ا ِ
جُمَعِة َفا ْ
صلِة ِمن َيْوِم اْل ُ -1قال ال تعالىَ :يا َأّيَها اّلِذي َ
ن آَمُنوا ِإَذا ُنوِدي ِلل ّ
ن ] سورة الجمعة ،الية.[ 9 : ِإن ُكنُتْم َتعَْلُمو َ
56
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
خْيٌر لُّكْم
ل َوَذُروا اْلَبْيَع َذِلُكْم َ
سَعْوا ِإَلى ِذْكِر ا ِ
جُمَعِة َفا ْ
صلِة ِمن َيْوِم اْل ُ -1قال ال تعالىَ :يا َأّيَها اّلِذي َ
ن آَمُنوا ِإَذا ُنوِدي ِلل ّ
ن ] سورة الجمعة ،الية.[ 9 : ِإن ُكنُتْم َتعَْلُمو َ
57
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وهكذا إذا أخطأ-مثل-في حكم شرعي ِبأن قال ِبوجوب أمر وهو ليس
كن أن َيختِلف العلماء من اّدعى ِبأنه ل ُيم ِ خلفا ل ِ َ ِبواجب بل هو حرام مثلِ ،
في مسألة ..بعضهم َيقول ِبوجوب أمرٍ والخر َيقول ِبحرمة ذلك ،وإنما
َبعضهم َيقول ِبالوجوب وبعضهم ِبالباحة أو الكراهة أو بعضهم بالتحريم
مب الفقه عَل ِ َ من كت ِ من ن َظ ََر في شيٍء ِ ف واِقع ،و َ وبعضهم بالندب ..هذا خل ٌ
ر
ن هذه الدعوى ل أصل لها ،فإذا أخطأ في حكم ٍ شرعي ..قال ِبوجوب أم ٍ أ ّ
من وهو ليس بواجب أو ِبحرمة شيٍء وهو ليس ِبحرام أو ما شابه ذلك ِ
الحكام فإنه لبد أن ي َُرد ّ عليه ولكن الذي َينبغي أن ُينتَبه إليه أن َيكون هذا
من ل ِ مّتفق عليها ،أما إذا كان ذلك الخطيب َيأخذ ِبقو ٍ من الحكام اله ُ الحكم ِ
ض
مجتِهدا َيقول ِبوجوب ذلك المر وبع ُ سه ُ أقوال أهل العلم أو كان هو نف ُ
العلماء َيقول ِبحرمة ذلك المر-مثل-أو ِبإباحته أو ِبندبيته أو كراهته أو ما
ن ذلك شابه ذلك فإنه ليس لحد أن َيقوم وي َُرد ّ على ذلك الخطيب ،ل ّ
من أهل مد َ أن ي َذ ْك َُر ذلك لنه َيرى إن كان ِ طئ وإنما َتع ّ الخطيب هاهنا لم ُيخ ِ
من َيقول ِبوجوب ذلك المر فكيف لحد َيقوم يناقضه في قل ّد ُ َالرأي أو ي ُ َ
ددة بل لمكن أن كن أن َيقع ذلك في أوقات متع ّ مثل تلك القضية ؟! وإل لم َ
ة كبيرة ..الخطيب َيقول مثل ِبوجوب هذا المر فَيقوم قائل رض جماع ٌ َتعت ِ
من َيقول ِبذلك قل ّد ُ َي َُرد ّ عليه َ ..يقول له " :هذا حرام " لنه َيرى ذلك أو ي ُ َ
وآخر َيقول " :هذا مكروه " وما شابه ذلك ..ل ..لبد أن َيكون ذلك المر
ق
ف ِمت ّ َمن لم َتكن له ِدراية ِباله ُ فق عليها بْين أهل العلم ،و َ مت ّ َمن المور اله ُ ِ
كل المر إلى كت وي َ ِ ف فيه بْين أهل العلم فَينبغي له أن َيس ُ خت َل َ ِم ْ عليه واله ُ
ره؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. غي ْ ِ
فث ضعي ٍ ب-مثلِ-بحدي ٍ وهكذا ِبالنسبة إلى الحاديث ..قد َيأتي ذلك الخطي ُ
مض الناس وهو ليس كذلك أو ما شابه ذلك فليس لحد أن َيقو َ ي بع ِ في رأ ِ
رض على ذلك ،أو َيأتي الخطيب ِبروايةٍ ِبالمعنى أو َيكون ذاك الحديث وَيعت ِ
من ظ ِ كن لحدٍ اط َّلع على لف ٍ ددة أو ما شابه ذلك ..ل ُيم ِ متع ّ جاء ِبألفاظ ُ
ت ِبذلك اللفظ الذي َيحفظه طئ ذلك الخطيب لنه لم َيأ ِ اللفاظ فَيقوم ُيخ ّ
ف .. كن أن َيقع فيها خل ٌ هو أو ما شابه ذلك ،وإنما ذلك في المور التي ل ُيم ِ
ق عليه بْين المسلمين وَيكون ذلك ف ٍ
مت ّ َ ت أن َيكون في حكم ٍ شرعي ُ كما قل ُ
شر ذلك الكلم-وهو ليس ِبرأي في مخافة أن َينت ِ ت ِلساُنه َ ب َزل ّ ْ الخطي ُ
ظور مح ُ مل ِبه بعضهم فَيقعون ِبذلك في اله َ حقيقة الواقع-بْين الناس وَيع َ
ب الله-تبارك وتعالى-أو ما طئ في كتا ِ والعياذ ِبالله تبارك وتعالى ،أو أن ُيخ ِ
شابه ذلك.
كن الّرد ّ وهكذا ِبالنسبة إذا أخطأ في وجهٍ إعرابي أو ما شابه ذلك ..ل ُيم ِ
ة ل َتتأّثر ِبه و-أيضا-ل َيتأّثر ِبه اعتقاد ٌ أو ن الخطب َ عليه في مثل ذلك ،ل ّ
ما شابه ذلك؛ والعلم عند لله.
ضل أن
ت الخطبة أم ُيف ّ
ن وق َ
ق عليها َيكو ُ مت ّ َ
ف ِ س :هذا التصحيح في القوال الق ُ
عا ِللحراج مثل ؟ من ْ ً
َيكون بعد تسليمة المام َ
59
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن ذلك القائل ل فيها لسا ُمن المور التي َز ّ ن ذلك ِج :إذا كان ُيعَلن ذلك ِ ..بأ ّ
كن أن ي ُن َّبه رف أولئك الناس ،وأما في بعض الحيان فُيم ِ وبعد َ ذلك قد ل َيع ِ
ت لساُنه شرة وُيعِلن ذلك الخطيب ِبأنه قد َزل ّ ْ ذلك الخطيب بعد َ السلم مبا َ
وأخطأ َ في المسألة الفلنية ..مثل قال ِبحرمة أمرٍ وهو ليس ِبحرام أو ما
سلم. ش ّ
ك ِبأنه أْولى وأ ْ ن ذلك فهذا ل َ شابه ذلك ،فإذا أمك َ
ب في مثل هذه الحوال التي سبة ِلتنِبيه الخطي ِ
س :ما هي الطريقة المنا ِ
من ُ
سّره في أذنه أو شيءٌ ِ
دث على أّية حال ؟ هل َيذهب إليه ل ِي ُ ِ ناِدرا ما َتح ُ
هذا القِبيل ؟
ج :إذا كان-طبعا-ذلك بعد الصلة فإما أن َيكون ِبذلك أو ِبواسطة ورقة أو ما
سب َقَ لساُنكم-إلىل لساُنكم-أو َ سب " :لعله ز ّ ظ منا ِ شابه ذلك وَيكون ِبلف ٍ
ل أنمن قب ِ س ِه النا َ
كذا " أو ما شابه ذلك ،وُينّبهه ِبأنه َينبغي أن ي ُن َب ّ َ
من الصلة ،وِ-بالطبع-هذا ل َيقع إل في حالت ناِدرة؛ والعلم عند َيخُرجوا ِ
الله.
س :ما حكم التكاء على العصا ونحوها في الخطبة ؟
ن الذي َيظهر لي ض أهل العلم ،ولك ّ ج :على كل حال؛ هذا قال ِبمسنونيته بع ُ
ضعف من ال ّ قبول فهي ِ صل إلى مرتبة ال َ ج ِبها هؤلء ل ت َ ِ ن الحاديث التي احت َ ّ أ ّ
صل إلى تلك ض أهل العلم ولكنه ل ي َ ِ ح حديثا واحدا منها بع ُ ح َ
ص ِّبمكان ..نعم َ
من حال ذلك الحديث أنه قبل أن هر ِ ن الظا ِ المرتبة فيما َيظهر لي ،ثم إ ّ
منبر ِللنبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-عندما كان ُيصَنع اله ِ
ن تلك الحاديث التي استدّلوا ِبها ل َتثبت جذع ،أما بعد ذلك فإ ّ طب على ال ِ َيخ ُ
عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،ولكّنني ُأريد أن أ ُن َّبه إلى
ب على عصا أو ما شابه ذلك. خط َ َ من َ أنه ل َينبغي النكار على َ
ن المَر الفلني لم ض أهل العلم ِبأ ّ من بع ِ سمعوا ِ من الناس إذا َ جد كثيًرا ِ نَ ِ
مثل هذه القضية- َيثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،ك َ ِ
ن ذلك- ما ل َيستدعي النكار ل ّ م ّمن َيصَنع ذلك ،وهذا ِ ُيباِدر ِبالنكار على َ
ض القضايا سهل ..بع ُ أيضا-ليس ِبممنوع ،فمثل هذه القضية المُر فيها َ
سب مع حال ذلك ه عليها ولكن ِبما َيتنا َ تكون مقصودة وهذه َينبغي أن ي ُن َب ّ َ
مراِتب بْين ن الناس َيختِلفون في اله َ من َّبه أيضا ،ل ّ من َّبه ومع حال هذا اله ُ اله ُ
من أن َيكون ذلك سن وكبير إلى غْير ذلك ،فلبد ِ هل وصغير في ال ّ عاِلم وجا ِ
من َّبه.من َّبه ومع حال اله ُ سب مع حال اله ُ َيتنا َ
جل وكان في َيده عصا أو ما شابه ذلك فل بر ُ خط َ َ أما هذه القضية ..إذا َ
ن ذلك سّنة " ،و- ن السّنة لم َتثُبت ِبذلك ل نقول " :إ ّ بأس عليه لكن ِبما أ ّ
ك أنه إذا كان النسان ل َيحتاج إلى ذلك ولم َتثُبت به السّنة فل ش ّ أيضا-ل َ
كر عليه؛ والله-تبارك خذ َ النسان عصا ل ُين َ َ
ت-لو أ َ عي إلى ذلك لكن-كما قل ُ دا ِ
وتعالى-أعلم.
من تقاليد ...؟
ن العصا في بعض الحيان جزء ِ
س :على اعتبار أ ّ
ما ل ماِنع منه ،ولكن فرقٌ بْين أن َنقول " :هذا سّنة " أو
م ّ جَ :فالحا ِ
صل ذلك ِ
ما ل ماِنع منه " و-أيضا-ليس كل ما لم َيفعله النبي-صلى م ّ
نقول " :ذلك ِ
60
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
الله عليه وعلى آله وسلمُ-يقال فيهِ " :بدعة " فالِبدعة َينبغي أن ُتضَبط
ن كثيرا
ت آخر في غْير هذا اليوم ،ل ّكن أن َيكون ذلك في وق ٍ ِبضاِبط ،وُيم ِ
َ
من الناس إذا َرأْوا شْيئا قالوا عنه " :هذا بدعة " فليس كل ما لم ِ
َيفَعله النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلمَ-يكون ِبدعة ،بل تارةً
من المور التي لم َتكن له حاجة ن ذلك ِ
دمه ل ّ يكون ِبدعة وتارةً َلم َيستخ ِ
من أن ُتضَبط وأن ُتحّرر صل هذه المسألة لبد ِ إليها أو ما شابه ذلك ،فالحا ِ
من الناس الذين ل ِدراية لهم ِبشْرع اللهحتى ل َيلتِبس المر على كثير ِ
تبارك وتعالى.
طقون ِبها ؟
س :ما حكم الخطبة ِبغْير العربية ِللمسلمين الذين ل َين ِ
ف بْين أهل العلم: ج :هذه المسألة وقع فيها خل ٌ
من أن َتكون ة الجمعة-لبد ِ ن الخطبة-وأعني ِبذلك خطب َ من قال :إ ّ -1منهم َ
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-وخلفاؤه ِبالعربية ،ل ّ
الراشدون كانوا َيخطبون ِبالعربية ،فلبد أن َتكون الخطبة ِبالعربية ولكن
جملة ة بعد ُ جمل ً سر بعد َ ذلك ب ِل َُغة أولئك القوم ..إما أن َتكون ُ كن أن ُتف ّ ُيم ِ
أو أن َتكون بعد ذلك.
ة ِبغْير من أن َتكون الخطب ُ ب إلى أنه ل ماِنع ِ من ذ َهَ َ من أهل العلم َ -2و ِ
العربية ِبشْرط أن َيقرأ القرآن ِباللغة العربية-وهذا لبد منه في حالة الخطبة
سركن أن ُيقرأ ِبغْير اللغة العربية ،وإنما ُتف ّ وفي حالة غيرها ..القرآن ل ُيم ِ
ي ِبالحمدلة والصلة على َ
معانيه ِبغْير اللغة العربية-وكذلك إذا أم َ
كن أن َيأت ِ َ
من غْير ن الناس ولو كانوا ِ النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-ل ّ
ما َيعَلمون هذه اللفاظ. غال ًِبا ّالعرب َ
طب ِبغْير اللغة العربية وهذا القول الثاني هو القول الصحيح ،فِبإمكاِنه أن َيخ ُ
مع بْين المرين ،وذلك ج َ ..نعم إذا كان هناِلك عََرب وكان هنالك غْيرهم فل ْي َ ْ
ة الحسنة ..المقصود منها المُر من الخطبة الموعظ ُ ن المقصود ِ ل ّ
ي عن المنكر والدعوة ُ إلى الخير ،فإذا كان هؤلء القوم ِبالمعروف والنه ُ
من اللغة العربية فكيف ة الجمعة ل َيفقهون شيئا ِ ضرون خطب َ الذين َيح ُ
فيدون منها شيئا. من تلك الخطبة ،فهم ل َيست ِ فيدوا ِ كن أن َيست ِ ُيم ِ
رف طب ِباللغة العربية حتى َيع ِ ن الخطيب َيخ ُ من أ ّ ضهم ِ أما ما ذ َك ََره بع ُ
من مها فهذا ل َيقع في كثير ِ ة اللغة العربية وَيقوموا ب َِتعل ّ ِ س َأهمي َ النا ُ
كنهم أن َيتعّلموا العربية البّتة. من أولئك الناس ل ُيم ِ الحيان ..كثير ِ
من الخطبة ِباللغة وأما ما كان َيصَنعه النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلمِ -
ن ذلك لسان أولئك القوم والنبي-صلى الله عليه وعلى آله العربية فذلك ل ّ
طب ِبغْير اللغة كن أن َيخ ُ ب فل ُيم ِ خطبَته عََر ٌ ضرون ُ وسلم-عربي والذين َيح ُ
من اللغات غْير العربية ،ثم حّتى لو طق ِبشيٍء ِ العربية .. 1أّول النبي ل َين ِ
ض الصحابة ِبأن مَر بع َ كن أن َيأ ُ ما كان هناِلك داٍع وإل لم َ كان المُر كذلك ل َ َ
جمة ألفاظه إلى غْير العربية ولكن ما كانت هنالك حاجة ،وكذلك َيقوموا ِبتر َ
ت
في عهد الخلفاء الراشدين ،بل في البلد العربية إلى يومنا هذا ليس ْ
هناِلك حاجة إلى الخطبة ِبغْير اللغة العربية ،فإذن ذلك ُيناط ِبالحاجة ..إذا
من الخطبة ِبغْير العربية بل ذلك هو المطلوب إذا كانت هناِلك حاجة ل ماِنع ِ
رفون العربية ..هذا هو الرأي الصحيح في هذه كان أولئك القوم ل َيع ِ
القضية.
س :في وقت خطبة الجمعة قد َيعطس أحدهم ،أو َيدخل أحدهم-أيضا-فُيسّلم،
وهناك-أيضا-الدعاء الذي َيدعو ِبه المام ،والصلة على النبي .. هل َتص ّ
ح
كل هذه الحالت ؟
من التفصيل، ف بْين أهل العلم ،وَتحتاج إلى شيٍء ِ ج :هذه المور فيها خل ٌ
م في هذه القضايا، َ
صر الكل َ ت ل َيكفي ِلذلك فيما أحسب ،ولكّنني أخت ِ والوق ُ
ولعّلنا َنتكّلم على ذلك في مناسبةٍ أخرى إذا قَد َّر الله ذلك.
أما الصلةُ على النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-فنعم ُيصّلى
ت خاِفت حّتى ل ُيشِغل غْيره. ن المصّلي ُيصّلي ِبصو ٍ عليه ولك ّ
وأما ِبالنسبة إلى َرد ّ السلم:
من قال :ي َُرد ّ السامعُ السلم. فمنهم َ
حقّ له في الرد. مل َ سل ّ َن ذلك الذي َ من قال :ل ي َُرد ،ل ّ ومنهم َ
قين. ق ِ ح ّم َمن اله ُ ب إليه غْير واحدٍ ِ وهذا القول الذي ذ َهَ َ
عطس على رأي من َ طس ،فينبغي ل ِ َ ت العا ِ وهكذا ِبالنسبة إلى حالةِ َتشمي ِ
ت خاِفت ،ول َينبغي الشتغال ِبالّرد ّ عليه من َيقول ِبالحمد أن َيحمد ِبصو ٍ َ
شمَته. من َ طس أيضا على َ وبعد َ ذلك أن ي َُرد ّ ذلك العا ِ
ن ذلك من ذلك ،ل ّ وأما ِبالنسبة إلى التأمين على دعاء الخطيب فل مانع ِ
من ذلك استجابة ذلك الدعاء فل ت َيدعو والمراد ِ الخطيب في ذلك الوق ِ
من الخلف في مثل هذه ج ِ خَر َ من التأمين عليه لكن لو احتاط إنسان و َ مانع ِ
محظور فل بأس عليه ِبمشيئة الله. ة الوقوِع في اله َ مخاف َ القضية َ
ما ثبت عن النبي- ُ
م ّ
ت الخطبة فذلك ِ ه على َتحية المسجد في وق ِ وهنا أن َب ّ ُ
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-فل َينبغي التهاون ِبمثل ذلك،
فالنسان إذا ورد حديث عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
وكان صحيحا ثاِبتا عنه عليه أن َيأخذ َ ِبذلك الحديث.
عه عليه أو طل ِ من العلماء خاَلف ذلك ِلعدم ا ّ ل أيّ عاِلم ِ فت إلى قو ِ ول َيلت ِ
طبون بإتباع رسول الله صلى الله عليه مخا َ ِلتأوِّله َله أو ما شابه ذلك ،فإننا ُ
مس لهم رم علماء المسلمين وأن َنلت ِ وعلى آله وسلم ..نعم علينا أن َنحت ِ
مدوا أن ُيخاِلفوا حديًثا عن رسول الُعذر في مثل هذه القضايا فإنهم لم َيتع ّ
منالله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ولكنه لعّله لم َيبُلغهم أو ب َل ََغهم ِ
من جة أو ظّنوا أنه منسوخ أو أنه خاص ِبقضية ِ ق ل َتقوم ِبها الح ّ طري ٍ
من المعاني المعروفة ،ففرق بْين الحترام وبْين القضايا أو ما شابه ذلك ِ
ت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. اللتزام ِبما ث َب َ َ
ي المسجد ِبركعتْين خفيفتْين. ح ّت الخطبة فل ْي ُ َ ل المسجد في وق ِ خ َ من د َ َ ف َ
62
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
فأمره النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-بالصلة وهو حديث
صحيح ثابت ،وقد اعترض عليه كثير من العلماء باعتراضات كثيرة وقد أورد
كثيرا من تلك العتراضات الحافظ بن حجر في " فتح الباري " وأجاب عنها
بجواب مقنع كاف لمن شاء معرفة الصواب.
ن هذا الحديث ن القول بمشروعية ذلك هو القول الصحيح ،ل ّ والذي نراه أ ّ
صص لعموم النهي. ص صريح وهو مخ ّ ن ّ
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-قد أمر بتحّية ومن الجدير بالذكر أ ّ
المسجد ونهى عن الجلوس قبل التيان بتحّية المسجد ،وهذا الحديث الذي
ذكرناه أيضا ..الذي فيه المر بتحية المسجد في وقت خطبة الجمعة مع
نهيه عن الكلم ولو كان ذلك الكلم فيه أمر بمعروف أو نهي عن منكر
ن تحية
فهذه المور جميعا تدل دللة واضحة جلية ل غبار عليها على أ ّ
المسجد من السنن المؤ ّ
كدة التي ل ينبغي لحد أن يتركها؛ والله-تعالى-
أعلم.
س :ما حكم رفع الصوت بالصلة على النبي عند الخطبة ؟
الجواب -:
ل داعي أن يرفع صوته بالصلة على النبي بل ينطبق سرًاولكن ينطق
بلسانه ..على أن طائفة من أهل العلم ل يروون التيان ونحن وإن كنا نرى
التيان بها على حسب ما يظهر لنا ولكن من غير أن يرفع صوته ويشوش
على الخرين .
لسان رسوله صلوات الله وسلمه عليه ،وأن يجتنب كل ما نهاه عنه في
كتابه أو على لسان رسوله صلوات الله وسلمه عليه ،وأن يبحث في كل
مسألة من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم عن الحق والصواب من
كن من معرفة الحق والصواب وإل فعليه أن يتحرى ذلك قدر أقوالهم إذا تم ّ
استطاعته ،وإذا كان قد وقع في شيء من معاصي الله-تبارك وتعالى-بأن
كان قد فّرط في شيء من واجبات الله فلم يأت بها أو أنه فعل شيئا من
المحرمات فعليه أن يتخلص قبل فوات الوان سواء كانت تلك الحقوق من
حقوق الله-تبارك وتعالى-أو من حقوق عباده أو من ذوات الوجهين ..أي
من الحقوق التي هي من جهةٍ لله-تبارك وتعالى-ومن جهةٍ للعباد ،فإذا كان
قد ترك شيئا من الصلوات أو الصيام أو الزكاة أو لم يأت بفريضة الحج
فعليه أن يعيد تلك الصلوات التي فّرط فيها سواء تركها أو أنه ترك شيئا من
أركانها أو شروطها التي ل تتم إل بها ،وهكذا بالنسبة إلى الزكاة إذا كان لم
يأت بها أو أنه قد أتى بها على غير الوجه الذي أمر به المولى-تبارك
وتعالى-فإنه عليه أن يتخلص من ذلك ..أي عليه أن يقوم بأداء تلك الزكاة
التي فّرط فيها إلى أصحابها الذين بّينهم الله-تبارك وتعالى-في سورة
التوبة ،1وهكذا إذا كان قد فّرط في شيء من العبادات ..من صيام-كما
ت-أو أنه لم يأت بالحج أو أنه قد أتى به على غير الوجه الصحيح أو أنه قل ُ
قد فّرط في شيء من النذور أو الكفارات أو ما شابه ذلك ،وهكذا بالنسبة
إذا كان هنالك شيء من حقوق العباد ..إذا كان قد اغتصب شيئا من أموال
الناس أو أنه قد أخذها بوجه صحيح ولكنه بعد ذلك لم يقم بأداء قيمة تلك
الشياء إلى أصحابها وما شابه ذلك ،فإذا كان يعلم حكم ذلك في الشرع
الحنيف فعليه أن يقوم بتنفيذ ذلك ،وإن كان ل يعرف ذلك فعليه أن يسأل
أهل العلم الذين يثق بدينهم وبعلمهم حتى يرشدوه إلى الطريق الصحيح
للتخلص من هذه الحقوق.
ن كثيرا من الناس عندما يصابون بشيء من المراض ومن الجدير بالذكر أ ّ
ل يعرفون كيف يأتون بالصلة-مثل-ول بالصيام ،فتجد الواحد إذا أصابه
مرض ولم يستطع أن يأتي بالصلة على الوجه المعروف يترك الصلة بنية
القضاء مثل ،ومنهم من يكّبر أربع تكبيرات مع قدرته على التيان بالصلة
ص منها شيئا من الشروط ،فإنه إن لم يتمكن من التيان بكل ق َولو أنه ن َ َ
الركان والشروط المعروفة فلبد من أن يأتي بما استطاع عليه من الصلة،
ن
إذ إنه إذا لم يستطع على التيان بركن أو شرط من شروط الصلة فإ ّ
الصلة ل تسقط بذلك ،فإذا كان-مثل-ل يتمكن من التيان بالوضوء فعليه أن
يتيمم ،وليس من الصعوبة أن يجد التراب الذي يصح به التيمم فبإمكانه أن
يطلب من بعض أهله أو من بعض الناس الذين يقومون بزيارته بأن يأتوا له
سِبي ِ
ل ن ال ّ
ل َواْب ِ
لا ِ
ن َوِفي سَِبي ِ
ب َواْلَغاِرِمي َ
عَلْيَها َواْلُمَؤّلَفِة ُقُلوُبُهْم َوِفي الّرَقا ِ
ن َ
ن َواْلَعاِمِلي َ
ساِكي ِ
ت ِلْلُفَقَراء َواْلَم َ ِ إّنَما ال ّ
صَدَقا ُ -1
حِكيٌم ] الية.[ 60 : عِليٌم َ
ل َ ل َوا ُنا ِ ضًة ّم َ
َفِري َ
65
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
66
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
فإذن على النسان أن يعتني بأمور دينه قبل فوات الوان ..قبل أن يخرج
من معاصي من هذه الدنيا وهو مرتكب-والعياذ بالله تبارك وتعالى-لشيء ِ
الله التي قد 1تخلده في نار جهنم إن لم يتب قبل الخروج من هذه الدنيا إذا
كانت تلك المعاصي كبيرة-والعياذ بالله تعالى-من جهنم ومما ُيقّرب إليها.
كره بالله تبارك وتعالى ،وأن وعلى من ذهب لزيارة المريض ..عليه أن يذ ّ
يأمره بالتوبة إلى الله-تبارك وتعالى-بأسلوب لّين لطيف ،وأن يسأله عن
صلته كيف يأتي بها إذا كان-طبعا-ذلك الشخص المريض ليس من أهل
الفقه ..إذا كان من العوام الذين ل معرفة لهم بحكم شرع الله تبارك
ن ذلك من باب كره بذلك بل مطلوب منه ذلك ،ل ّ وتعالى ..ل بأس أن يذ ّ
ت-لطيف طّيب بالوصية، التعاون على الب ِّر والتقوى ،ويأمره بأسلوب-كما قل ُ
ص الكتاب والسّنة الصحيحة الثابتة عن النبي- ن الوصية للقربين واجبة بن ّ ل ّ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ول يوجد ناسخ لها ،وإنما المنسوخ-على
ة للقارب الذين يرثون ،أما للذين ل يرثون فل. رأي بعض أهل العلم-الوصي ُ
وبعض العلماء يقول " :إنه ليس هنالك ناسخ ،وإنما الية التي فيها الوصية
للوالدين ُيراد بها من ل يرث من الوالدين ..إذا كان الوالد مشركا أو كان
عبدا فإنه ل يرث ولكن له الوصية "؛ وهذا رأي قوي جدا ،ول أريد الطالة
من زار مريضا ن َ
ت-أن أنبه إلى أ ّفي حكم هذه القضية ،لكنني أحب-كما قل ُ
ينبغي له أن ينبهه إلى هذه المور ،وإذا رآه ل يدري الحكام الشرعية ممكن
فر عنها "، أن يذكر له " :هل أقسمت بشيء من ال َْيمان ولم تأت بها ولم تك ّ
وهكذا بالنسبة إلى بقية العبادات ..من زكاة وصيام وحج ومن حقوق العباد
إلى غير ذلك ..هذا أمر مطلوب.
نأما بالنسبة إلى السؤال المذكور وهو البحث عن كيفية حمل الجنازة فإ ّ
لهل العلم خلفا في هذه القضية ،وهذا الخلف ليس على سبيل الوجوب ..
أي ما هو الواجب في كيفية الحمل ؟ إذ إنه لم يقل أحد من أهل العلم
بوجوب كيفية محددة من الكيفيات التي سأتعرض لها بمشيئة الله-تبارك
وتعالى-بعد قليل ،وإنما الخلف بين أهل العلم في الفضل ..أي ما هو
من هذه الكيفيات ؟الفضل ِ
وينبغي للنسان إذا وجد خلفا بين أهل العلم في قضية من القضايا بأن
وجد بعضهم يقول بكذا وبعضهم يقول بكذا وبعضهم يقول بكذا ..ينبغي له
أّول أن يعرف ما هو موضع النزاع بين أهل العلم ..هل هو في الوجوب
وعدمه أو في التحريم وعدمه أو في الفضل وعدم الفضل ،لنه قد يظن
ن هذا العالم أو هؤلء العلماء يقولون بوجوب ن هذا المر واجب ..أي أ ّأ ّ
هذا المر وبعضهم يقول بوجوب المر الفلني وبعضهم يقول بكذا إلى غير
ن أولئك العلماء على وفاق على عدم وجوب شيء من تلك ذلك مع أ ّ
المور ،وإنما الخلف فيما بينهم في قضية الفضل.
67
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
-1قال الشيخ " :الواضع " بدل ِمن " الواقع " ،والظاهر أنه سبق لسان.
68
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وكثير من الناس عندما يريدون أن َيحملوا من الجهة اليسرى مثل يأتي من
الجهة اليمنى ويتقدم على الجنازة ويحمل من الجهة اليسرى وإذا أراد أن
يحمل من الجهة اليمنى تقدم من الجهة اليسرى حتى مر أمام الجنازة
وحمل من تلك الجهة ،وهذا ل أصل له أبدا .فإذن ما دام لم يأت دليل عن
النبي ثابت يدل على صفة معّينة من صفات الحمل فليحمل النسان
ولينظر إلى اليسر عليه وعلى بقية الذين يحملون الجنازة؛ والله-تبارك
وتعالى-أعلم.
69
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س :في بعض الحيان تكون الصفوف طويلة تكاد تستوعب كل الحاضرين ؟
ج :ل داعي لهذا أبدا.
ن الطفل إذا كان-طبعا-صغيرا لعلى كل حال؛ أريد-أيضا-أن أنبه إلى أ ّ
يحتاج أن ُيحمل على السرير بل ُيحمل في اليدي ..أنبه على هذا مخافة
من الناس إذا سمعوان كثيرا ِ
أن ُينكر بعض الناس على من يفعل ذلك ،ل ّ
من بعض أهل العلم حملوه على العموم وقد يكون ذلك العالم ل يريد كلما ِ
ذلك.
فإذن الطفل الصغير ل يحتاج أن يوضع على السرير ُ ..يحمل على اليدي،
أما إذا كان الطفل كبيرا فإنه يحمل كغيره من الموات على السرير ،والله-
تبارك وتعالى-أعلم.
ولى أن يصفوا
س :إذا كانت الجماعة التي تصلي على الميت قليلة ،هل ال ْ
صفا واحدا أو ثلثا ؟
ج :على كل حال؛ هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم:
ف
ص ّ
من بقية الصلوات ..ي َ ُن صلة الجنازة كغيرها ِمن قال " :إ ّ
-1منهم َ
الناس أّول الصف الول فإذا امتل الصف الول في المواضع التي تمتلئ فيها
الصفوف ..إذا كان ذلك في المسجد مثل أو في مصلى فبعد ذلك يؤمرون
صليت هذه بإنشاء الصف الثاني وهكذا بالنسبة إلى بقية الصفوف ،أما إذا ُ
الصلة في فضاء فإنهم يصفون صفا واحدا حتى يكون طويل ليس بإمكان
من يصف بعد ذلك أن يستمع إلى المام وبعد ذلك بإمكانهم أن ينشئوا صفا
ثانيا وهكذا بالنسبة إلى بقية الصفوف "؛ فهؤلء ذهبوا إلى أنه ل فرق بين
ن الصل في هذه الصلة أن صلة الجنازة وبين غيرها من الصلوات ،ل ّ
ُيحكم عليها بحكم بقية الصلوات إل فيما دل دليل على أنها تختلف فيه
معها.
ف الناس ثلثة
ص ّ-2وذهب بعض أهل العلم إلى أنه ينبغي للمام أن ي َ ُ
فوا هم بأنفسهم ثلثة صفوف لكن إذا رأى المام بأنهم ص ّ
صفوف أو أن ي َ ُ
فوا صفا واحدا ينبغي له أن يأمرهم بأن يصفوا ثلثة صفوف ولو كانوا ص ّ
َ
ستة أشخاص مثل ..يصف اثنان في الصف الول واثنان في الثاني واثنان
في الصف الثالث أما بعد ذلك فل وإنما تراعى الصفوف الثلثة الولى؛
واحتجوا على ذلك برواية تروى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
ولكنها من طريق ابن َلهيعة وهو ضعيف ل ُيؤخذ بروايته ،ولكنهم قالوا إنها
تتأيد برواية أخرى ،ولكنها من طريق ابن إسحاق وهو مدّلس مشهور ولم
ن
طلع إلى الن بأنه قد صّرح بالسماع فما دام المر كذلك فإننا ل نرى أ ّ أ ّ
هذه الرواية تصل إلى درجة الثبوت.
ن صلة الجنازة في هذه القضية كغيرها من وإذن يبقى المر على أ ّ
صفوا أّول الصف الول فإذا امتل فلينشؤوا بعد ذلك صفا ثانيا الصلوات فلي َ ُ
وهكذا؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :ولدها توفي وعمره سبعة عشر عاما-قبل شهرين تقريبا-لكن عندما ُأخذ
إلى القبر خرج من فمه دم ،فهل يعني ذلك إشارة عقاب له أو المر
طبيعي ؟ هي قلقة الن.
ج :ل ..ل يلزم أن يكون ذلك فيه إشارة عقاب ول غير ذلك ،فلتترك المر
على ما هو عليه ،وإن كانت تستطيع أن تفعل شيئا من الخير فلتفعل ..
ليس من باب أنه خرج من فمه دم ،فل علقة له بذلك المر ،لكن إذا كانت
عليه حقوق للعباد مثل وكانت تستطيع هي أو أبوه إن كان أبوه حيا أو أحد
من إخوانه أو أقاربه أو حتى من سائر المسلمين أن يؤدوا تلك الحقوق التي
عليه فليؤدوها عنه ،وكذلك إذا كان عليه صيام فليصوموا عنه ،كما ثبت عن
من مات وعليه صوم صام عنه وليه ( ،وهكذا إذا كان النبي أنه قالَ ) :
لم يؤد فريضة الحج وكان قادرا على أدائها ولكنه فّرط في ذلك فإذا
استطاعوا فينبغي لهم أن يؤدوا عنه فريضة الحج ،كما ثبت ذلك عن النبي
، وهكذا إذا كان لم ُيؤد الزكاة فليؤدوا عنه ..إذا كانت لديه أموال
فليؤدوا الحقوق التي عليه من ماله.
واختلفوا في الزكاة وفي الحج إذا لم يوص بهما وهكذا بالنسبة إلى
الكفارات والنذور التي تحتاج إلى تكفير:
ن الكفارات والنذور التي هي بمثابة اليمين-أي -1فبعض العلماء يقول :إ ّ
فر عنها كفارة اليمين-فإنها تؤدى من رأس المال. التي ُيك ّ
من الثلث.-2وبعضهم يقول :إنها تؤدى ِ
من أصل المال ؟ وهكذا من الثلث أو ِ وكذلك بالنسبة إلى الحج هل هو ِ
الزكاة.
وكذا إذا كان لم يوص بذلك ،اختلفوا هل تؤّدى عنه ؟
71
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن ما كان فيه حق للفقراء والمساكين فلي ُؤَد ّ أوصى به -1منهم من يقول :إ ّ
ن فيهاأو لم يوص ،وذلك كالزكاة فهي وإن كانت عبادة لله-تبارك وتعالى-فإ ّ
حقا للفقراء والمساكين وهكذا بالنسبة إلى كفارات اليمان وكفارات النذور
بخلف الحج فإنه ل حق فيه للعباد.
-2وبعض العلماء يقول تؤدى عنه وإن كان لم يوص بها سواء كانت زكاة أو
حجا أو كانت من الكفارات؛ وهذا هو الواضح الذي تدل عليه الدلة ولكن
قبل ذلك ينبغي أن ُيقَنع الورثة من باب الخروج من الخلف إن أمكن ذلك.
ن
فالحاصل أنه ل يمكن أن ُيحكم عليه بحكم ٍ بسبب خروج هذا الدم ،إذ إ ّ
ذلك يمكن أن يكون طبيعيا؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :وإذا توفي في شهر رمضان ،هل ُيكمل عنه أولياؤه ؟
ج :هنالك أمران:
* إما أن يكون أفطر ذلك بسبب مرض وذلك المرض ل يرجو منه الشفاء
فهذا كان ينبغي له أن ُيطِعم عنه 1وإذا لم يطِعم فإنه ُيطَعم عنه بعد ذلك ..
إذا كان قد أوصى بذلك فالمر واضح ،وإن كان لم يوص بذلك فينبغي أن
ُيقَنع الورثة-إن كانوا بالغين عقلء-بذلك ،وأما إذا كانوا بخلف ذلك-أي منهم
ن البلوغ-فالمر ل يخلو من إشكال، المجنون أو الصبي الذي لم يصل إلى س ّ
ن هذه الكفارة لم ُيتفق بين أهل العلم عليها: ذلك ل ّ
ن المريض الذي وصل إلى هذا الحد ليس عليه -1منهم من يقول :إ ّ
الطعام.
-2ومنهم من يقول :عليه الطعام.
فأنا أقول :إنه ينبغي لبعضهم أن يتبرع عنه مخافة الوقوع في المحظور.
* أما إذا كان قد أفطر بسبب سفر ..مثل سافر ومات و-طبعا-لم يتمكن
ن الشهر ل زال باقيا-أو كان ذلك بسبب مرض يرجو منه من القضاء-ل ّ
الشفاء بحسب الظاهر فإنه ُيؤمر الولياء بأن يقضوا عنه ،للحديث الذي
ذكرناه ] ص [ 7؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :ما حكم مرافقة المرأة للجنازة أثناء التشييع ؟
ج :أما إذا كانت تذهب إلى أن ُيصلى عليه فالمر يختلف ،وأما إذا كانت بعد
الصلة ..أي إلى المقابر فل ُ ..تنهى عن ذلك ،وقد اختلف العلماء في هذا
النهي هل هو للتحريم أو الكراهة.
ومهما كان ل ينبغي للنسان أن يرتكب ما نهى عنه الرسول-صلى الله عليه
وعلى آله وسلم-ولو كان ذلك على سبيل الكراهة ،إذ إنه ل يمكن أن َينهى
عن شيء إل لسبب واضح من السباب ،والله-تبارك وتعالى-ل ُيعبد
بالمكروه.
ي تحريم على رأي بعض أهل العلم ،ونهي كراهة على فإذن النساء ُتنهى-نه َ
ما أو ُ
رأي بعض أهل العلم-عن الذهاب إلى المقابر ،وإذا كانت هذه المرأة أ ّ
د ،لنها ل تستطيع أن تصبر على أختا أو جدة أو قريبة للميت فالنهي أش ّ
ن المرأة معروف عنها هذا المر فلتنتهِ ولتترك متابعة ذلك. ذلك ،إذ إ ّ
أما بالنسبة إلى صلة النساء على الموتى فالمر ل يخلو من أحد أمرين ،إما
أن يكون هنالك بعض الرجال الذين يصلون على الجنائز أو ل:1
ن النساء ُيؤمرن بأن يصلين على من الرجال فإ ّ * فإذا لم يكن هنالك أحد ِ
الجنازة.
ن الخلف الموجود بين العلماء في صلة المرأة كر بعض العلماء أ ّوقد ذ َ
على الميت إنما هو عند وجود الرجال ،أما عند عدم وجود الرجال فإنهن
ن الصلة-2على الصحيح-من فروض الكفايات ،وإذا لم يؤمرن بالصلة ،ل ّ
ن المرأة مأمورة بذلك. يوجد أحد من الرجال يقوم بهذا الفرض فإ ّ
* أما إذا ُوجد الرجال 3فقد اختلف العلماء في ذلك:
-1قيل بأنهن يصلين على الجنائز.
-2وقيل :ل يصلين.
-3وقيل :إن كانت الميتة امرأة فتصلي وإن كان الميت رجل فل.
ن النساء قد صلين على من صلتهن ،وقد ثبت أ ّ والذي يظهر لي أنه ل مانع ِ
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وهكذا صّلت أمهات المؤمنين على
بعض الصحابة كسعد بن أبي وقاص رضي الله-تعالى-عنه ،وهنالك أدلة
أخرى ل داعي لذكرها الن ،فل مانع من صلة المرأة على الميت.
هذا وقولي " :أنه إذا كان هنالك أحد من الرجال تسقط عن المرأة " إذا
4
ن
كان من الرجال البالغين ،أما إذا كان صبيا فإنه ل تسقط به الصلة ،ل ّ
من فروض الكفايات وغير البالغ ل تجزي منه هذه الصلة-على الصحيحِ -
من أن تصلي النساء عليه؛ والله أعلم. فلبد ِ
س :ما الوقات التي ُينهى فيها عن الصلة على الميت ؟
ج :قد اختلف العلماء في هذه القضية:
من
-1ذهب بعضهم إلى أنه ل ُينهى عن الصلة على الميت في أيّ وقت ِ
الوقات.
وقد حكى بعض العلماء اتفاق أهل العلم على ذلك ،وحكاية هذا التفاق ل
شك أنها خاطئة.
-2وذهب بعض أهل العلم إلى أنه ُينهى عن الصلة على الميت في ثلثة
أوقات:
* عند طلوع الشمس حتى ترتفع بمقدار قيد رمح.
* وعند استواء الشمس في كبد السماء وذلك في الحر الشديد عند
بعضهم ،ومطلقا عند طائفة منهم.
"-1أو ل " زيادة مّنا لليضاح.
ل الحسن أن ُيقال " :هذه الصلة " لزالة الوهم. -2لع ّ
ل الحسن أن ُيقال " :أحد ِمن الرجال ". -3لع ّ
ن النساء ل يصلين على الجنائز ".
صَد أن يقول " :وقول بعض العلماء أّنه إذا ُوجد أحد ِمن الرجال فإ ّ -4لعل الشيخ َق َ
73
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من الشمس في من الشمس-أي عندما يبدأ جزء ِ * وعندما يغرب قْرن ِ
الغروب-حتى تغرب الشمس تماما؛ وهذا القول هو القول الصحيح ،وذلك
عقبة بن عامر-رضي الله تعالى عنه- لما ثبت عن النبي كما في حديث ُ
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-نهى عن دفن الموات في أ ّ
ن بعض العلماء حمل هذا النهي على دفن الموات وقال: هذه الوقات ،إل أ ّ
من الصلة في هذه الوقات ،وإنما ينهى عن دفن الموات فيها " إنه ل بأس ِ
" ،وهذا ليس بشيء ،والصحيح في هذه القضية أنه ُينهى عن الصلة عليهم
وعن دفنهم في هذه الوقات الثلثة.
أما بالنسبة إلى الوقات التي ُتكره فيها صلة التطوع فإنه ل ُينهى عن دفن
من الصلوات ن هذه الصلة ِ الموات وعن الصلة عليهم فيها ،وذلك ل ّ
من النهي ،وذلك لنه ل شك أنه يختلف السببية والصلوات السببية ُتستثنى ِ
من باب الوسائل ،وبذلك يتبين أنه ل النهي إذا كان مقصودا بالذات أو كان ِ
من الصلة من الصلة في الوقات التي ُتكره فيها الصلة وإنما ُيمنع ِ مانع ِ
على الميت في الوقات التي ُينهى عن الصلة فيها نهي تحريم؛ وذلك النهي
من أهل العلم-وهو الذي يظهر لي-وقال على التحريم على رأي طائفة ِ
بعضهم أنه للكراهة؛ والله أعلم.
س :إذا أردنا أن نضرب على ذلك مثال ..في حال اصفرار الشمس وقرب
مغيبها ،هل تصح الصلة ؟
ج :في ذلك خلف بين أهل العلم ،وذلك أنهم اختلفوا في النهي ..هل َيبدأ
من الشمس أو أنه يبدأ قبل ذلك: وقت النهي بغروب جزء بسيط ِ
من الشمس ..أي إذا غرب -1فبعض العلماء قال " :يبدأ النهي بغروب جزء ِ
من الشمس فيدخل وقت النهي "؛ وهذا قول طائفة كبيرة جزء قليل جدا ِ
من أهل العلم. ِ
ن النهي قبل ذلك بوقت ..بحوالي عشر أو ربع ساعة
1
-2وبعضهم يقول بأ ّ
تقريبا.
والقول الول هو القول المشهور.
س :وهل يشمل ذلك لحظات الدفن أيضا ؟
ن المنهي عنه
ص على أ ّ
ن الحديث ن ّ
ج :على نفس الخلف فيما يظهر ،ولك ّ
عندما تغرب الشمس ،وُيؤخذ بظاهر الحديث إل إذا ترك أحد ذلك على جهة
ص على ما ذكرناه.
الحتياط فذلك ل بأس منه ،وإل فالحديث ن ّ
س :الناس فيما يقرؤون أنهم بعد التكبيرة الثانية في صلة الجنازة يأتون
بالفاتحة والبعض يأتي بتسبيح وبغير ذلك ،فأيهما الصح ؟ بعد التكبيرة
الثانية ،ما الذي يأتي به النسان ؟
دة أقوال:
ج :اختلف العلماء في هذه المسألة على ع ّ
-1ذهب بعض العلماء إلى عدم مشروعية التيان بفاتحة الكتاب في صلة
الجنازة رأسا ،فقالوا " :إنه ل ُيشرع للنسان أن يأتي بفاتحة الكتاب فيها ".
-2وذهب بعضهم إلى أنه إن أتى بها وقصد بذلك الدعاء فل بأس ،أما أن
يقصد بها التلوة المعروفة التي ُيؤتى بها في صلة الفريضة وصلوات
النوافل فل.
-3وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يأتي بها بعد التكبيرة الولى فقط؛ وهذا
من أهل العلم ،وهو الذي جاء عن إمام الذهب جابر بن مذهب طائفة كبيرة ِ
زيد رحمه الله تبارك وتعالى.
-4وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يأتي بعد التكبيرة الولى وكذا بعد
التكبيرة الثانية بفاتحة الكتاب:
من قال :إنه يقتصر على الفاتحة بعد التكبيرة الولى وكذا بعد -منهم َ
التكبيرة الثانية.
من قال :إنه يأتي بعد التكبيرة الولى-طبعا-بالستعاذة وبعد ذلك -ومنهم َ
بفاتحة الكتاب ثم يحمد الله ويمجده ويهلله وبعد ذلك يكبر التكبيرة الثانية
ثم يأتي بفاتحة الكتاب ثم يحمد الله ويمجده ويهلله ويصلي على النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ وهذا المذهب هو الذي رواه صاحب "
منذت به طائفة ِ المدّونة " عن المام أبي عبيدة رحمه الله ،وقد أخ َ
أصحابنا.
من القوال. إلى غير ذلك ِ
من أهل العلم بل هو والصحيح عندي-ما ذهب إليه المام جابر ،وجماعة ِ
مة ،وهو-أنه يأتي بعد التكبيرة الولى بالستعاذة وفاتحة مذهب جمهور ال ّ
الكتاب وبعد الثانية يصلي على النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
وسلم-والفضل أن يأتي بالصلة البراهيمية المشهورة-وإن اقتصر على
صرة كأن يقول " :اللهم صل على محمد وعلى آله " أو " اللهم صلة مخت َ
من اللفاظ فل بأس، صل على محمد وعلى آل محمد " أو ما شابه ذلك ِ
ت-ثم يكبر التكبيرة الثالثة ن الفضل أن يأتي بالصلة البراهيمية كما قل ُ ولك ّ
ويدعو ويكبر بعد ذلك التكبيرة الرابعة ويسّلم.1
وبعضهم قال :إنه يدعو بدعاء مختصر بعد التكبيرة الرابعة وقبل السلم،
بذا َة وَقَِنا عَ َ
سن َ ً
ح َ
خَرةِ َ ة وَِفي ال ِ
سن َ ً كأن يقولَ ... :رب َّنا آت َِنا ِفي الد ّن َْيا َ
ح َ
الّنار ] سورة البقرة ،من الية.[ 201 :
فهذا القول-الذي ذكرناه-وهو أنه يأتي بالفاتحة مرة واحدة هو القول
الصحيح ،لرواية ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
من أركان هذه الصلة أو وقد اختلفوا في الفاتحة هل هي فريضة بل ركن ِ
من أهل العلم-أنها إنها سّنة؛ والذي يظهر لي-وهو مذهب طائفة كبيرة ِ
من أركان هذه الصلة ،وذلك لحديث ) :ل صلة إل بفاتحة فريضة وركن ِ
الكتاب ( وهو حديث صحيح ..عند المام الربيع 2والشيخين وغيرهم،
-1في جواب الشيخ على السؤال ِ 5من حلقة ليلة 12رمضان 1424هـ ) 6/11/2003م ( َيتعّرض إلى مسألة مشروعية
التوجيه في صلة الميت ،ومسألة مشروعية الزيادة على أربع تكبيرات فيها.
-2مسند المام الربيع بن حبيب ،كتاب الصلة ووجوبها ،باب ) (38القراءة في الصلة:
75
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
حديث رقم :226قال الربيع :عن عبادة بن الصامت قال :صلى بنا رسول ال صلة الغداة فثقلت عليه القراءة فلما
لعلكم تقْرؤون خلف إمامكمْ ؟ ( قال :قلنا أجل ،قال ) :ل تَفعلوا إِل بأم القرآن فانه ل صلةَ إل بها (.
انصرف قالّ ) :
-1مسند المام الربيع بن حبيب ،كتاب الصلة ووجوبها ،باب ) (38القراءة في الصلة:
حديث رقم :222أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك قال :قال رسول ال َ ) : من صلّى صَ ً
لة لم يقرأ فيها
القرآن فهي خداجٌ ( قال الربيع " :الخداج " الناقصة وهي غير التمام.
ِ ّ
بأم
-2في الجواب على السؤال ِ 4من حلقة ليلة 10رمضان 1424هـ ) 4/11/2003م (.
-3تّم ذلك في جواب الشيخ على السؤال ِ 2من حلقة ليلة 6رمضان 1424هـ ) 31/10/2003م (.
76
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ج :إذا أمكن ذلك فلبد مِن الغسل ،أما إذا لم يمكن ذلك أبدا فل شيء عليهن
لن الله-تبارك وتعالى-ل يكلف نفسا إل وسعها ،أما إذا
ّ في ترك الغسل ،ذلك
من ذلك أو ما شابه ذلك ويمكن لغيرهن أن يقمن كان بعض النساء يتقّززن ِ
بتغسيل هذه المرأة التي أصابها ما أصابها بسبب هذا الحادث أو ما شابه
من التغسيل ،فإذن العبرة هل يمكن أو ل يمكن. ذلك فلبد ِ
فإن لم يمكن اختلفوا في ذلك:
من يقول :إنه يتيمم لذلك الميت-طبعا-كان رجل أو امرأة. من أهل العلم َ ِ -1
من ذهب إلى أنه ل يتيمم له ،ذلك أنه لم يثبت عن النبي ما -2ومنهم َ
ن غسل الميت ُيقصد به النظافة من المعلوم أ ّ يدل على مشروعية التيمم ،و ِ
من النظافة اللهم إل إذا كان ذلك وما دام كذلك فالتيمم ليس فيه شيء ِ
من من الوضوء ،أما التيمم الذي يراد به البدل ِ التيمم الذي يراد به البدل ِ
الغسل فل دليل عليه ،هذا الذي يظهر لي.
وقد خّرج المام السالمي-رحمه الله تبارك وتعالى-في معارجه ذلك على ما
ن الشيخ-رحمه الله تبارك وتعالى-ذهب إلى ذلك " ذكرُته هنا ..ل أقول " :إ ّ
وغهلنه لم يتعرض-حسب حافظتي-إلى الترجيح في هذه القضية ،ولكنه س ّ
وغه بعد أن ذكر المام الكدمي-رحمه الله-بأنه ل يوجد في المذهب ..س ّ
من الحق؛ وهون له وجها ِ
المام السالمي-رضي الله تعالى عنه-ورأى أ ّ
كذلك.
ن الوضوء مشروع في فإن تيمموا بقصد أن يكون ذلك عوضا عن الوضوء-ل ّ
غسل الميت ،وإن كان الوضوء في غسل الموات طبعا ل يجب ،وإنما هو
من يقول بالتيمم وتيمموا به بإرادة سّنة-فذلك ل بأس به ،وإن أخذوا برأي َ
التيمم الذي يراد به أن يكون عوضا عن الغسل فأيضا ل بأس بذلك بمشيئة
الله تبارك وتعالى ،وإن أمكن أن يصّبوا عليه الماء-فقد قال بعض العلماء
أنهم يصبون عليه الماء-صّبا-طبعا-إذا كان يصل إلى جسده ثم بعد ذلك تزال
دم على التيمم. تلك الثياب فهذا ل شك أنه ُيق ّ
س :في بعض الحيان تؤتى بالجثة مغطاة في كيس فإذا فتحت خرجت منها
رائحة ل تطاق ؟
سعََها ] ...سورة البقرة ،منسا إ ِل ّ وُ ْ
ف ً ه نَ ْ ف الل ُ ج :هذا ل يمكن ،و ل َ ي ُك َل ّ ُ
ها ] ...سورة الطلق ،من ما آَتا َسا ِإل َ ف ً ه نَ ْ
ف الل ُ الية ... [ 286 :ل ي ُك َل ّ ُ
سر ] ...سورة البقرة ،من الية: م ال ْي ُ ْ ه ب ِك ُ ُ ريد ُ الل ُ الية ... [ 7 :ي ُ ِ
حَرج ] ...سورة الحج ،من ن َ م ْن ِ دي ِ
م ِفي ال ّ ل عَل َي ْك ُ ْ جع َ َ
ما َ ... [ 185و َ
الية ،[ 78 :فل يكلف الله-تبارك وتعالى-بتغسيل هذا الميت الذي وصل إلى
هذا الحد ،فيسقط بذلك بمشيئة الله؛ والله أعلم.
س :هل ُيرش على الكيس ماء في هذه الحالة ؟
77
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جُ :يرش الماء فوق الكيس ! ما الفائدة ؟! هل سيصل إلى الميت ؟! لن
من دون فائدة.
يصل ..إذن ل قيمة لهذا ..هذا فيه إتلف للماء ِ
من السّنة ؟
س :البعض يضع تحت رأس الميت حجرة ربما كوسادة ،فهل ذلك ِ
ج :هذه المسألة-وهي وضع شيء تحت رأس الميت-اختلف فيها أهل العلم:
من يقول :إنه يوضع تحت رأسه لبنة صغيرة. -1منهم َ
من يقول :ل يوضع تحت رأسه شيء؛ وهذا القول هو الظاهر -2ومنهم َ
عندي ،وإن كان لم يثبت عن النبي ما يدل على هذا ول على هذا ،ولك ّ
ن
منن هذا هو الصل ،و َت-هو أنه ل يوضع تحَته 1شيء ،وذلك ل ّ
الراجح-كما قل ُ
قال بمشروعية شيء آخر فإنه هو الذي ُيطالب بالدليل ،فعدم الدليل في
قضيتنا يكفي للستدلل به على عدم مشروعية وضع شيء ..هذا الذي
نراه.
س :يذكر العلماء في مصنفاتهم بأنه بعد وضع الميت في لحده ُيك َ
شف عن
من السّنة ؟
وجهه ،فهل ذلك ِ
ج :هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم؛ ولم يأت فيها شيء عن
رسول الله ، وإنما ُروي عن عمر-رضي الله تعالى عنه-أنه أمر بأن
ن هذا-أّول-لو ُيؤخذ الثوب عن وجهه وأن يوضع على الرض مباشرة ،ولك ّ
ح-طبعا-هو مذهب صحابي وليس فيه حجة ،إذ الحجة ل تقوم إل بكتاب ص ّ
من الوجوه الله-تبارك وتعالى-وسّنة رسوله أو ما يرجع إليهما بوجه ِ
المعتَبرة ،أما مذاهب الصحابة-رضي الله تبارك وتعالى عنهم-إذا لم يتفقوا
من عمر-رضي الله ن هذا المر ِ ول عليها ،على أ ّجميعا على شيء فإنه ل ُيع ّ
من طريق مجالب وهو ليس بحجة لضعفه في تعالى عنه-لم يثبت عنه ،لنه ِ
الرواية ،فذلك ل يثبت عنه رضوان الله-تبارك وتعالى-عليه.
ن النبي-صلى الله نعم ،الذي يظهر لي أنه ل ُيكشف عن وجهه ،وذلك ل ّ
رم،
من مات وهو مح ِ عليه وعلى آله وسلم-أمر بأن ُيكشف عن رأس ووجه َ
شف عن ن الصل فيه أل ّ ُيك َ وفي ذلك دللة على أنه إذا مات النسان أ ّ
رم ،وهكذا طى وجه المح ِ وجهه ،ولذلك أمر النبي -وعلى آله وصحبه-بأل ّ ُيغ ّ
بالنسبة إلى رأسه ،أما رواية الرأس فهي صحيحة ..عند المام الربيع 2وعند
رم فهي عند المام البخاري وغيرهما ،وأما رواية النهي عن تغطية وجه المح ِ
المام مسلم ،وقد اختلف العلماء في ثبوتها:
من ذهب إلى أنها شاّذة ول تثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى -1منهم َ
ن
آله وسلم ،وذهبوا إلى أنه ُيؤمر بكشف الرأس ل الوجه ،بل قالوا " :إ ّ
رم ل دليل على أنه ُيؤمر أوُ 3ينهى عن تغطية وجهه ". المح ِ
ل ،وإل فإنه ينبغي من قب ُ بنزع ثيابه الصلية-إذا كانت ثيابه تلك لم ُتنزع ِ
من موت الميت أن ُتنزع عنه ثيابه الصلية ويغطى بثوب عندما ُيتحقق ِ
عادي ،وإن كان ذلك ليس على طريق اللزام-وُتستر عورُته-طبعا-قبل نزع
الثوب ،لنه ل يمكن أن ُتبدى لحد-ول ينبغي أن َيحضر تغسيل الجنازة إل
من كان يقوم بمساعدة ذلك الذي يقوم بتغسيل ذلك الميت ،أما أن يأتي َ
من أجل النظر وما شابه ذلك فل إل إذا كان هنالك بعض الناس ويجلس ِ
ن تعّلم هذه مصلحة بأن يريد بعض طلبة العلم أو ما شابه ذلك أن يتعلم ،ل ّ
من تعلمها بالقول-فإذا ُنزعت ثياب ذلك الميت بعد الكيفية بالفعل أوضح ِ
ستر عورته-والمراد بالعورة ما بين الركبة والسرة-فإنه ُيؤمر بأن َيرَفع
من من حالة الجلوس ول ُيجِلسه لكن يكون قريبا ِ الميت إلى أن َيقرب ِ
ذلك ،ويكون ذلك بيسر وسهولة ،ثم بعد ذلك ُيؤمر بأن َيمسح على بطنه إن
لم تكن امرأةً حامل-أما إذا كانت المرأة حامل فل يؤمر بذلك ،فإن لم تكن
من أجل أن َتخرج الفضلت التي يمكن أن امرأة حامل فإنه ُيؤمر بذلكِ -
سل الموضع الذي تخرج منه النجاسة-وهو الموضع المعروف- تخرج ،ثم ُيغ ّ
-1يبّين الشيخ في جوابه على السؤال ِ 2من حلقة ليلة 12رمضان 1424هـ ) 6/11/2003م ( حكم غسل الميت بتلك
الكيفية هل هو على اليجاب أو على الندب والستحباب.
79
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
دد بالحاجة التي تقتضيها النظافة، دد بمّرات ،وإنما ُيح ّ بالماء ..طبعا هنا ل ُيح ّ
سل بأنه قد زالت النجاسة ولم يبق منها شيء فإنه مغ ّفعندما يتأكد ذلك ال ُ
خرقة مثل، من أن يضع على يده شيئا ك ِ يترك تغسيل ذلك الموضع ،ولبد ِ
شر عورة الميت بيده إل إذا كان ذلك الميت صغيرا ،ومع لنه ليس له أن ُيبا ِ
ضئ ذلك ذلك الْولى أل ّ يباشر عورته ..بعد ذلك يقوم بالوضوء للميت ُ ..يو ّ
من الماء في فيه .. خل شيئا ِ الميت كهيئة الوضوء المعروفة لكن-طبعا-ل ُيد ِ
مي الله ..إن قال " :بسم الله " فذلك ل أّول ينوي تغسيل الميت وُيس ّ
من بأس وإن قال " :بسم الله الرحمن الرحيم " فل بأس ،وقد اختار كثير ِ
أهل العلم أن َيقتصر على قوله " :بسم الله "-ولعّلنا نتكلم على ذلك
في موضع آخر بمشيئة الله تبارك وتعالى-ويقوم بغسل يدي الميت ثلث
سل على يديه شيئا فذلك أفضل وإن لم يضع شيئا مغ ّمرات ..إن َوضع ال ُ
من أن يضع على يده شيئا كخرقة فل بأس ،أما بالنسبة إلى العورة فلبد ِ
ضي الميت كالوضوء المعروف لكن ل يضع ماء في فيه وإنما ت ُ ..يو ّكما قل ُ
ظف أسنانه ،وهكذا من الماء-مجرد بلل-وُيدّلك أسنانه ُ ..ين ّ يأخذ بيديه شيئا ِ
من الماء ،ثم يأتي بهيئة الوضوء بالنسبة إلى الستنشاق ل يأخذ شيئا ِ
من ذلك فإنه يقوم بغسل رأسه بماء وسدر ولكن ل المعروفة ،فإذا انتهى ِ
ض الماء بالرغوة الموجودة في ذلك الماء .. خ ّ سدر وإنما ي َ ُ من ال ّ يأخذ شيئا ِ
سل أّول هذا فيما يتعلق برأسه ولحيته أي فيما يتعلق بموضع الشعر َ ..يغ ِ
من الجانب اليمن كهيئة غسل الجنابة .. الشعر كله ،ثم يبتدئ بغسل الميت ِ
من الجانب اليد اليمنى وما يليها إلى نهاية الجانب اليمن ..يغسل البطن ِ
من الجانب اليمن ،ثم يغسل اليمن أيضا ،ثم بعد ذلك يقوم بغسل الظهر ِ
من العنق ،وهكذا بقية الجسد إلى الجانب اليسر ..اليد وما يليها-أيضاِ -
من البطن ،ثم بعد ذلك يغسل الجانب اليسر القدم ،ويغسل الجانب اليسر ِ
من الظهر ..هذه هي الكيفية باختصار شديد. ِ
من السرة إلى الركبة ،لنه غسله في البداية ؟
س :يتجاوز ِ
من تغسيل ما بين السرة إلى ج :هو-في الحقيقة-لم أجد دليل بأنه أّول لبد ِ
منسل الفرجين ،فإذا كان غسل ذلك الموضع ِ الركبة بكامله ،وإنما أّول َيغ ِ
ل َفليس بحاجة إلى أن يعيد ذلك مرة ثانية ،وإل فالصل أنني لم أجد دليل قب ُ
خره إلى عند الغسلة المعروفة-.
1
دم ذلك بل ُيؤ ّ يدل على أنه ُيق ّ
من ذلك وَيصنع-طبعا-هذا ثلث مرات أو خمس مرات أو سبع مرات أو أكثر ِ
إذا كانت هنالك حاجة ،كما ثبت ذلك في الحديث عن النبي صلى الله
من
عليه وعلى آله وسلم ،وفي المرة الخيرة-طبعا-ل يكون هنالك شيء ِ
من الكافور؛ والله-تبارك
سدر بل يكون الماء العادي ويضع معه شيئا ِ ال ّ
وتعالى-أعلم.
سدر والماء والكافور ؟
س :إذن فهما غسلتان بالماء وال ّ
-1أجاب الشيخ عن هذه المسألة في جوابه على السؤال 12من حلقة ليلة 12رمضان 1424هـ ) 6/11/2003م ( حيث
ن ذلك ِمّما لم يثبت عن النبي ول عن صحابته الكرام- قال هناك " :وأما بالنسبة إلى ...قراءة القرآن على القبور فإ ّ
ص على ذلك المحّققون من أهل العلم.رضي ال تعالى تبارك وتعالى عنهم-كما ن ّ
ن النبي-صلى ال عليه وآله وسلم- وإنما جاءت في ذلك رواية من طريق ابن عمر-رضي ال تبارك وتعالى عنهما-فيها أ ّ
ن هذا الحديث ل يثبت عن أمر بالقراءة على رأس الميت بأن ُيقرأ بفاتحة الكتاب وُيقرأ بخاتمة ' البقرة ' عند رجليه ،ولك ّ
النبي صلى ال عليه وعلى آله وسلم ،لنه جاء من طريق راويين ضعيفين بل أحدهما ضعيف جدا ،فهو حديث باطل ل
ُيلتفت إليه ،وقد جاء موقوفا عن ابن عمر-رضي ال تعالى عنهما-ولكن فيه راويا مجهول ،فالراويان الضعيفان في
الرواية المرفوعة هما يحيى الَباُبْلِتي وهو ضعيف ل ُيحتج بروايته ،والراوي الثاني هو أيوب بن ُنَهْيك ول ُيحتج بروايته
بل هو أضعف من الول ،والرواية الموقوفة مع أنها ل حجة فيها-لنها على تقدير ثبوتها هي مذهب صحابي-هي ل
تثبت عن ذلك الصحابي رضي ال-تبارك وتعالى-عنهما." .
ف-" :في ديار حرب ..أي."- صَد حذ َ
ظر مع الشيخ لعّله َق َ
ُ-2ين َ
81
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
أما بالنسبة إلى الحكمة في وضع حجرين على قبر الرجل وثلثة على قبر
من إثبات ذلك قش على حجر فلبد ِ من أراد أن َين ُ
النثى ففي الحقيقة َ
الحجر قبل النقش عليه ،فإننا نحن ل نقول بثبوت هذا عن النبي ، فل
توجد رواية ل صحيحة ول حسنة ول ضعيفة خفيفة الضعف تدل على
َ
مر بوضع حجر على ن النبي قد أ َ مشروعية هذا المر ،وإنما الذي جاء أ ّ
من أجل أن َيعرف النبي قبر أحد صحابته-رضوان الله تبارك وتعالى عليهمِ -
قبر ذلك الصحابي رضوان الله عليه ،وهذه الرواية ل بأس بها على ما
يظهر لي.
من وجود رواية أما ما ذكره بعض أهل العلم-جزاهم الله تبارك وتعالى خيراِ -
مثِبتةن هذه الرواية ُ من أ ّأخرى تدل على وضع الحجرين وما ذكروه ِ
والرواية الخرى نافية-في الحقيقة ليست بنافية هي يمكن أن يقال ساكتة-
ن هذه دم الرواية المثِبتة ..نعم ،لو ثبتت هذه الرواية فل كلم ،ولك ّ فُتق ّ
لمة أبو نبهان-رحمه الرواية ل تثبت عن النبي ، وقد بّين المام الع ّ
الله-بأنه لم يثبت في ذلك شيء ،فل يثبت عن النبي شيء أبدا في وضع
من صنيع حجرين ول ثلثة ل على قبر الرجل ول على قبر المرأة ،وإنما هو ِ
من السنن ن ذلك ِ ن بعض أهل العلم أ ّ بعض الناس وانتشر وشاع وذاع فظ ّ
من المسائل؛ والله-تبارك الثابتة وليس كذلك ،وهذا قد وقع في كثير ِ
ي التوفيق.
وتعالى-ول ّ
س :أنا أخشى فقط أل ّ َيفهم البعض الكلم على مراده ،هل في وضعها-الن-
بأس ؟
ج :على كل حال؛ نحن نقول لم يثبت في ذلك عن النبي شيء إل ما
من قضية الحجر الواحد وأيضا لمعنى آخر ،أما بالنسبة إلى ذكرُته ] ص ِ [ 9
وضع حجرين أو ثلثة والتفريق بين المرأة والرجل فذلك لم يثبت.
من الناس يفعلون ذلك فيمكن أن ننبه الناس بأسلوب لطيف ولكن كثيٌر ِ
ب بعض أهل من غير أن يكون هنالك أخذ ٌ ورد ّ وقيل وقال وأن يؤدي إلى س ّ ِ
من بعض العوام الجهلة الغمار الذين ل يفقهون العلم أو شتمهم كما يقع ِ
من شرع الله تبارك وتعالى ،فالسكوت في بعض الحيان عن بعض شيئا ِ
بمن س ّ هذه المور التي ل تصل طبعا إلى درجة التحريم أو اليجاب أهون ِ
قدح فيهم وما شابه ذلك ،فعندما يريد النسان أن ينبه على أهل العلم وال َ
شيء فليكن بأسلوب لئق ثم ل يلزم أن يكون في وقت الدفن ،لنه قد
ن في ذلك َنقصا لميتهم أو ما شابه ذلك،يتدخل بعض أهل الميت ويظنون أ ّ
وللعوام حالت غريبة؛ والله-تبارك تعالى-أعلم.
دم الزمن ؟
س :إذن ُتترك لوعي الناس ِبتق ّ
ن هذا لم يثبت عن النبي ، لكن-طبعا-ل
ج :نحن علينا أن ننبه ونخبرهم بأ ّ
يصل إلى درجة التحريم.
ن الله-
ن البعض يقول :إ ّ
ولى لحاضر الدفن القيام أم الجلوس ،ل ّ س :هل ال ْ
ه ] ...سورة التوبة ،من الية:ر ِ عَلى َ
قب ْ ِ م َ ول َ ت َ ُ
ق ْ تعالى-قال لنبيهَ ... :
ن جلوس النبي إنما كان ن الصل في أثناء الدفن القيام وأ ّ [ 84قال :إ ّ
82
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
لعارض لجل مخالفة اليهودي الذي مّر بهم حينئذ؛ فهل يستقيم هذا
الستدلل ؟ وماذا ترون ؟ ومتى َيبدأ هذا القعود ..هل عندما يوضع في
القبر أم قبل ذلك ؟
ج :على كل حال؛ المسألة فيها كلم طويل عريض لهل العلم ،ولكن الية ل
يراد بها هذا القيام الذي يذكره هذا الخ السائل ،للية معنى آخر ليس هذا،
ت ل يكفي لذلك.والوق ُ
وأما الجلوس بعد وضع الميت في الرض فهو ثابت عن النبي .
ولكن هل ُينهى عن الجلوس قبل وضع الميت في الرض ؟
-1فبعض العلماء يقول :ذلك ل ينبغي.
سخ.
-2وبعض العلماء يقول :الن ن ُ ِ
فالحاصل ل وجوب ول تحريم في القضية ،ولكن هل الفضل الجلوس أو
الفضل القيام ؟ هذه المسألة فيها خلف؛ ول يمكننا أن نطيل في ذلك في
هذا الوقت؛ والعلم عند الله.
س :ما قولكم في امرأة أطلقت على نفسها النار ببندقية وماتت إثر الطلقة
فورا والسبب يرجع بينها وبين أهلها في عدم رضاهم عن زواجها وكلما
دخلت منزل أهلها لرؤيتهم ل أحد يتحدث معها ول يردون عليها السلم إذا
سلمت عليهم ؟ وهل ُيصلى على الذي قتل نفسه ؟
ج :إنه مهما كانت السباب ل يجوز للنسان أن يقوم بقتل نفسه ،فمن قتل
نفسه متعمدا فهو خالد في نار جهنم 1والعياذ بالله تبارك وتعالى ،كما دلت
على ذلك النصوص الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه وسلم؛ فليس له أن يقتل نفسه ليّ سبب من السباب.
أما بالنسبة إلى ِفعل أولئك الهل الذي فعلوه مع ابنتهم لكونهم لم يرضوا
ي ليس له أن بزواجها فل شك بأنه مخالف لشرع الله تبارك وتعالى ،فالول ّ
من أن تتزّوج بمن أرادت إن كان ذلك ي ومسؤول عنها ِ يمنع من هو ول ّ
الشخص لم يكن عاصيا لله تبارك وتعالى ،أما إذا كان عاصيا لله-تبارك
ل ذلك الشخص تلك ض ّ
وتعالى-مرتكبا لكبائر من كبائر الذنوب وَيخشى أن ي ُ ِ
المرأة فهنا لبد أن يتدخل ويحاول أن ُيقنع تلك المرأة ومع ذلك-أيضا-ل
نقول " :إنه له أن يمنعها من الزواج بذلك الشخص " إل في حالت نادرة
جدا وذلك يكون بسؤاله لهل العلم ،أما أن يمنعها أن تتزوج بمن
أرادت ولو كان-طبعا-مرتكبا لشيء من معاصي الله-تبارك وتعالى-فهذا
مما ل يصح ،فعلى هؤلء الهل أن يتوبوا إلى الله-تبارك وتعالى-قبل فوات
-1لئل ُيفَهم كلم الشيخ على غير مراِده ننقل هذه الفتوى للشيخ أحمد بن حمد الخليلي:
" س :7عدم نطق المحتضر بالشهادتين ،هل دليل على هلكه مثل ؟
ج :الحكم بالهلك أمر عسير ،فإنه ل يمكن أن يكون ذلك دليل على الحكم بهلكه ..ل يحكم على أحد بأنه هالك ما لم
وكل المر إلى اليكن هنالك نص قطعي متواتر يدل على هلكه ،وأّنى لنا بذلك في أحد من أهل زماننا ؟! إنما يُ َ
سبحانه ،وال يعلم السرائر من عباده ،بل قال العلماء بأنّ من مات وهو على معصية ظاهرة في حكم الظاهر-كأن يموت
ي حالة من هذه الحوال البعيدة عن الحق-ل يُحكم بهلكه قطعا ..ل يقطع أحد وكأس الخمر في فيه ،أو يموت على أ ّ
أول ثم جن وأتى ما أتى وهو في حالة الجنون ..مادام هنالك احتمال ل يحكم ن ..تاب ّجّ
بأّنه من أهل النار ،إذ لعله ُ
بهلكه قطعا ..نعم هو في حكم الظاهر مات على عمل غير صالح ولكنّ السرائر إنما يعلمها ال تبارك وتعالى وحده" .
المصدر :شريط " فتاوى في أحكام الجنائز " الجزء الول.
83
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن الذي
الوان ،فعسى الله-تبارك وتعالى-أن يتجاوز عن سيئاتهم ،وإل فإ ّ
فعلوه-والعياذ بالله تبارك وتعالى-ليس من المور الهّينة ،بل هو من معاصي
الله تبارك وتعالى ..ما ذنب تلك المرأة إذا كانت ل تريد شخصا يريدون هم
ن السلم قد أح ّ
ل لها أن يزوجوها إياه وكانت ترغب في شخص آخر مع أ ّ
ذلك ،كما نصت على ذلك النصوص الصريحة ؟! فعلى كل حال هذا هو الذي
ينبغي أن َينتبه له جميع الولياء ،وهو أنه ليس لهم أن يتدخلوا في مثل هذه
المور ..نعم ،ممكن أن يلجأوا إلى النصح والتوجيه والرشاد ثم يطلبوا بعد
جهوا من أرادت أن تتزوج من ل يصلح لها بسبب ذلك من أهل العلم أن ُيو ّ
معصية الله-تبارك وتعالى-وما شابه ذلك ،أما أن يمنعوها فليس لهم ذلك،
ومن فعل ذلك فل طاعة له ول كرامة ،ول ينبغي أن ُيلتفت إليه؛ والله-تبارك
وتعالى-المستعان.
أما بالنسبة إلى الصلة على من قتل نفسه فإنه ل يصلي عليه أهل الصلح
ظر إليهم من أهل الفضل ،وإنما يصلي عليه بعض العوام ،حتى يكون ومن ُين َ
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-امتنع-كما ثبت ذلك رادعا لمثله ،فإ ّ
ذلك عنه في الحديث الصحيح-من الصلة على قاتل نفسه ،وكذلك امتنع
ل في سبيل الله ،وقد اختلف العلماء هل ذلك من الصلة على من غَ ّ
مقصور على هذين الصنفين أو أنه شامل لكل من ارتكب كبيرة من كبائر
نالذنوب تساوي في بشاعتها هاتين المعصيتين أو تزيد عليهما ؟ ول شك أ ّ
القول بالقياس عليهما هو القول الصحيح ،فمن وقع في مثل هذه المعاصي
الجرائم الكبيرة فإنه ل يصلي عليه أهل الفضل ،وإنما يصلي عليه بعض
العوام؛ والله المستعان.
س :بالنسبة للكفن الذي ك ُ ّ
فنت به ..جرى دم من مجرى الطلقة ،فهل ُيصلى
عليها في هذه الحالة أم ُيغّير الكفن مرة أخرى ؟
ج :لكن إذا غُّير الكفن قد يكون المر كذلك في المرة الثانية فيصلى عليها
قطن-أو ما شابه ذلك- لكن قبل كل شيء يحاولون بأن يضعوا شيئا من ال ُ
في الموضع الذي َيخرج منه الدم ،فإن لم يمكن أن يقف ذلك الدم فل حول
ول قوة إل بالله ..يصلون عليها ول بأس ،أما إذا أمكن إيقاف ذلك بوضع
شيء عليه فلبد من استعمال ذلك.
ن أهلها هم السبب
س :هل يحق للزوج المطالبة بما دفعه مهرا لها ؟ علما بأ ّ
الرئيسي بإطلق النار على نفسها وموتها.
ن له شيئا من ذلك ،لنها هي التي َقتلت نفسها ..
ج :ما نستطيع أن نقول أ ّ
لم ُتجَبر على ذلك.
س :هل يجب أن يكون غسل الميت كغسل الجنابة بحيث يقدم الرأس ثم
الميامن قبل المياسر وهكذا ؟
ج :ل ،ليس ذلك على اليجاب ،وإنما على الندب والستحباب ،فقد أمر
دم الميامن-كما ثبت ذلك فيالنبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-بأن ُتق ّ
ت-فل ينبغي أن ُتخالف هذه الهيئةن ذلك على الندب-كما قل ُالصحيح-ولك ّ
الثابتة عن النبي ، ولكن من خالف ذلك لعدم معرفته بذلك-مثل-أو لسهو
84
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مد النسان
وذهول أو ما شابه ذلك فل شيء عليه بمشيئة الله ،أما أن يتع ّ
ن ذلك مما ل ينبغي.
أن ُيخاِلف السّنة الثابتة فإ ّ
سل أن يضع قفازين أو خرقة على يده طوال الغسل
مغ ّ
س :هل ُيمكن لل ُ
وليس فقط عند غسل العورة فقط ؟
ت بالمس 1بأنه يمكن له ذلك ،أما عندما يقوم بتغسيل
ج :نعم ،أنا قل ُ
الفرجين فلبد من ذلك ،أما بالنسبة إلى بقية أعضاء الجسم فإذا فعل ذلك
فذلك حسن ،وإن كان ذلك ل يلزم.
س :يعني القفازان-الن-تقومان مقام الخرقة ؟
ج :الحاصل يضع شيئا على يده التي يباشر بها الغسل.
س :البعض يضع قطنا في فرج الميت ،فهل ورد في السّنة ما يشير إلى ذلك
؟
ج :على كل حال؛ ورد في السّنة المر بتطييب الميت ،أما أنه يوضع في
الموضع الفلني وفي الموضع الفلني أو ما شابه ذلك فتلك اجتهادات من
أهل العلم ،وقد اختلف العلماء:
-1منهم من قالُ :تطّيب الماكن التي َيسجد عليها النسان تكريما لتلك
الماكن ،أما ما عدا ذلك فل يحتاج إلى تطييب.
-2ومنهم من يزيد على ذلك الفم والنف.
-3ومنهم من يزيد على ذلك الفرجين-4 .ومنهم يزيد على ذلك الدبر.2
وطبعا يضع ذلك-على رأي من يقول بذلك-بين الليتين ..يضعه في قطنة
ويضع تلك القطنة فوق ثوب ويربط ذلك الثوب الذي هو كالت ُّبان مثل.
ة إلى وضعه في رد فل أرى داعيا ول حاج ًن ذلك لم ي َ ِو-على كل حال-بما أ ّ
ن هذين الموضعين ينبغي للنسان أل ّ يباشرهما إل في حالة الفرجين ،ل ّ
الضرورة ..أي في حالة التغسيل ،ولكن مع ذلك لو َوضع فل ينبغي أن يضع
في الفرج بنفسه وإنما يضع بين الليتين وُيحاِول أل ّ يلمس قدر طاقته ،ومع
ن ذلك من البدع ص بعض العلماء على أ ّ ذلك أرى أنه ل داعي لذلك ،وقد ن ّ
التي ينبغي اجتنابها ،وذلك حسن؛ والله أعلم.
س :التكبيرات-طبعا-المعروفة هي أربع تكبيرات ،لكن وردت أحاديث تزيد
على هذه التكبيرات خمس ،كحديث زيد بن أرقم كّبر خمسا ونسب ذلك إلى
النبي ، وإذا كان-أيضا-بعض الحاديث ثبتت ..تصل إلى سبع ..ثمان ..
ن آخر ما كّبر النبي
تسع وهلم جرا ،ماذا يقال بعد كل تكبيرة ؟ وهل يصح أ ّ
على صلة الجنازة أربع تكبيرات ..هل هذا الحديث-أيضا-صحيح ؟
ج :وردت أحاديث متعددة عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
وسلم-في مشروعية التكبير على الميت ،وقد اتفقت المة السلمية على
ذلك ،وإنما وقع بينهم الخلف في الزيادة على أربع تكبيرات ..هل يزيد
ن تلك المصلي على ذلك في هذه الوقات ؟ فبعض العلماء ذهب إلى أ ّ
ن النبي-صلى اللهالزيادة كانت في الماضي ثم ُنسخت بعد ذلك ،ل ّ
عليه وعلى آله وسلم-في أواخر أمره كّبر بأربع تكبيرات؛ وذكروا بأنه قد
-1في الجواب على السؤال .8
-2لو ُتزاد هنا كلمة " فقط " لليضاح.
85
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن الخلف موجود؛ وقد استقر الجماع على ذلك؛ وليس المر كذلك ،إذ إ ّ
قال بمشروعية الزيادة طائفة كبيرة من أهل العلم ،وهذا القول هو القول
الصحيح.
وينبغي للنسان عندما يجد حكايات الجماع في كثير من المسائل أل ّ يتسّرع
بالحكم على الجماع بناء على ما ذكروه من حكاية الجماع ،فإنني أجد في
مغِْني " وكه " البحر " وغيرهما-حكاية الجماع كثير من المصّنفات-كه " ال ُ
من القوال مع أنه قد اختلف العلماء في تلك المسائل على على كثير ِ
ت بعض العلماء قد حكى ت أنني رأي ُ
أقوال متعددة ،ومن أعجب ما رأي ُ
الجماع على قول من القوال وحكى غيُره الجماع على عكس ذلك تماما.
فهذه الجماعات ل ينبغي أن نتسرع في حكايتها وفي الحكم بالتخطئة على
من خالفها ،وهذه المسألة من ذلك القبيل ،فل إجماع في هذه المسألة أبدا،
جّلة أهل العلم ،فالخلف موجود ،والصواب مع من وإن حكاه من حكاه من أ ِ
قال بمشروعية الزيادة على الربع إل أنه ينبغي أن يكون الغلب أن ُيكبر
النسان في صلته على الموات بأربع تكبيرات ،وأما أن يزيد في بعض
الحيان فذلك مما ل مانع منه.
فإذا صلى بخمس تكبيرات-مثل-فقد ذهب غير واحد من أهل العلم إلى أنه
صص الميت يدعو بعد التكبيرة الثالثة بدعاء عام وبعد التكبيرة الرابعة ُيخ ّ
صا صريحا يدل عليه بالدعاء إن كان ذلك الميت صالحا ،وهذا وإن لم نجد ن ّ
ولكنه ل بأس به.وهكذا إذا زاد على الخمس فل مانع ،لما جاء من
ت والسبع والثمان؛ والله-تبارك الروايات التي تدل على الزيادة ،كالس ّ
وتعالى-أعلم.
س :يبقى إذن ما بعد التكبيرات محصورا في الدعاء فقط ؟
ن هو ذلك المقصود من هذه الصلة ،ولكن ج :نعم ،محصور في الدعاء ،ل ّ
ت بالمس ،1لثبوت ذلك لبد من التيان بالفاتحة بعد التكبيرة الولى كما قل ُ
عن النبي .
رد فيهذا وقد اختلف العلماء في مشروعية التوجيه-وإن كان هذا لم ي َ ِ
ن كثيرا من الناس يسألون عنه:- من ذكره ،ل ّ السؤال ولكنه ل بأس ِ
-1فمن أهل العلم من قال بمشروعية التوجيه.
ن النسان مخّير في ذلك. -2ومنهم من قال :إ ّ
رد عن النبي -وعلى آله ن ذلك لم ي َ ِ-3ومنهم من قال بعدم مشروعيته ،ل ّ
ن-أيضا-هذه الصلة مبنية على التخفيف. وصحبه-ول ّ
وهذا القول-وهو قول من قال بعدم مشروعية التوجيه في صلة الميت-هو
الذي أراه؛ والعلم عند الله.
س :هل تغسيل الميت ُيراد به النظافة أم هو تعّبد محض ؟
ج :ل نستطيع أن نقول " :إنه من أجل النظافة فقط " ،بل هو للمرين معا
فهو تعبد وفي ذلك-أيضا-حكمة ظاهرة وهي النظافة ،وذلك يظهر من أمر
-1في الجواب على السؤال 3من حلقة ليلة 11رمضان 1424هـ ) 5/11/2003م (.
87
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مم عند عدم وجود الماء أو عند عدم القدرة على -1منهم من قال :إنه ُيي ّ
استعماله ليّ سبب من السباب؛ وهذا رأي طائفة كبيرة جدا من أهل
العلم.
مم ،لنه لم يثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى -2ومنهم من قال :إنه ل ُيي ّ
آله سلم-ول يمكن أن يقاس على بقية الحداث التي ثبتت فيها مشروعية
ن القياس في مثل هذه المور مما ل يمكن أن يصار إليه. الغسل ،ل ّ
ن
ط أمر حسن ،أما أن نقول " :إ ّ من الخلف والحتيا َ ج ِ
ن الخرو َ
ول شك أ ّ
ذلك واجب متحّتم لوجود هذا القياس أو ما في معناه " فإنه مما ل يخفى
ن فيه من البعد ما فيه ،فالحتياط مطلوب والقول بوجوب ذلك فيه ما أ ّ
فيه ،وقد أوضح ذلك المام السالمي-رحمه الله تبارك وتعالى-في
معارجه ،فمن شاء ذلك فليرجع إليه1؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :إذا توفيت المرأة وهي حامل وبداخلها جنين له حركة تدل على وجود
حياة فيه ،فهل ُيخرج أم ُيدفن معها ؟
ج :هذه المسألة قد اختلف فيها أهل العلم:
شقّ بطن هذه المرأة وإخراج ذلك -1منهم من ذهب إلى أنه ل بأس من َ
الجنين منها.
-2بل ذلك أمر لبد منه على رأي بعضهم؛ وهو الصحيح عندي ،فما دام الولد
دمة على مراعاةرفت حياته فلبد من إخراجه فمراعاة الحي مق ّ حّيا وعُ ِ
الميت وفي زماننا هذا سهل-والحمد لله تبارك وتعالى-لوجود المستشفيات
والوسائل الموجودة فيها.
-3ومن أهل العلم من ذهب إلى أنه ل يجوز إخراجه بل ُينتظر إلى أن يموت
وُتدفن بعد ذلك وإن دفنوه قبل التحقق من موته فإنه ل بأس بذلك؛ وهذا
جحه المام نور الدين-رحمه الله تبارك وتعالى-في معارجه. هو الذي ر ّ
ن الصحيح هو القول الذي ذكرُته ] ص [ 6؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. ولك ّ
-1قال الشيخ في جوابه على السؤال 3من حلقة ليلة 11رمضان 1424هـ ) 5/11/2003م ( " :ومنهم من ذهب إلى أنه
ل يُتيمّم له ،ذلك أنه لم يثبت عن النبي ما يدل على مشروعية التيمم ،ومن المعلوم أنّ غسل الميت يُقصد به النظافة
وما دام كذلك فالتيمم ليس فيه شيء من النظافة اللهم إل إذا كان ذلك التيمم الذي يراد به البدل من الوضوء ،أما التيمم
الذي يراد به البدل من الغسل فل دليل عليه ،هذا الذي يظهر لي.
إن الشيخ-رحمه ال وقد خرّج المام السالمي-رحمه ال تبارك وتعالى-في معارجه ذلك على ما ذكرتُه هنا ..ل أقولّ ' :
سوغه بعد أن تبارك وتعالى-ذهب إلى ذلك ' لنه لم يتعرض-حسب حافظتي-إلى الترجيح في هذه القضية ،ولكنه ّ
سوغه المام السالمي-رضي ال تعالى عنه-ورأى أنّ له وجها ذكر المام الكدمي-رحمه ال-بأنه ل يوجد في المذهب ّ ..
من الحق؛ وهو كذلك.
ن الوضوء مشروع في غسل الميت ،وإن كان الوضوء في غسل فإن تيمموا بقصد أن يكون ذلك عوضا عن الوضوء-ل ّ
الموات طبعا ل يجب ،وإنما هو سّنة-فذلك ل بأس به ،وإن أخذوا برأي من يقول بالتيمم وتيمموا به بإرادة التيمم الذي
يراد به أن يكون عوضا عن الغسل فأيضا ل بأس بذلك بمشيئة ال تبارك وتعالى ،وإن أمكن أن يصّبوا عليه الماء-فقد
قال بعض العلماء أنهم يصبون عليه الماء-صّبا-طبعا-إذا كان يصل إلى جسده ثم بعد ذلك تزال تلك الثياب فهذا ل شك
أنه ُيقّدم على التيمم." .
88
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جح ذلك-أيضا-لعدم وجود هذه الوسائل في هذا العصر 1وإن ل الشيخ ر ّولع ّ
ت ل أقوى على أن أنسب إليه أنه سيجيز ذلك لو كانت هذه الوسائل كن ُ
ن كلمه قد ل يساعد على ذلك. موجودة ،ل ّ
ومهما كان فالشيخ المام-رحمه الله-من كبار أهل العلم ولكنه-رحمه الله
تبارك وتعالى-عّلمنا أنه إذا ُوجد الدليل فإنه يصار إلى الدليل ،ول ُيؤخذ برأي
من دون دليل ولو كان قائله من كبار أهل العلم ،فرحمه الله وجزاه الله-
تعالى-خيرا.
فن ققت ،فعندما ُيك ّي طريقة تح ّ
س :هل كفن الميت له هيئة مخصوصة ..بأ ّ
الميت بمثل ما يلبس في حياته من إزار و " دشداشة " و " مصر " ونحوها ؟
فن المرأة بما تلبس من ملبس حياتها أيضا ؟وهل يمكن أن ُتك ّ
ج :على كل حال؛ يمكن أن ننظر إلى هذه المسألة من ناحيتين ..من ناحية
اليجاب ومن ناحية الفضل:
فن النسان بشيء يستره. * أما من حيث اليجاب فُيك ّ
ن الفضل * وأما من حيث الفضل فالعلماء قد اختلفوا في ذلك؛ والظاهر أ ّ
فن في ثلثة من الثياب تكون على هيئة لفافات تّتسع للميت بطوله أن ُيك ّ
من جهة الرأس إلى الرجلين بل تكون هنالك بقية من ناحية الرأس ومن
ف عليه ثم فن أّول في ثوب ُيل ّ
ناحية الرجلين ومن ناحية الرأس أطول ،فُيك ّ
ف الثاني على ذلك الول ثم الثالث ،ول ينبغي أن يزاد على ثلثة. ُيل ّ
أما الحديث الذي فيه مشروعية الزيادة على الثلثة عند تكفين المرأة فهو
حديث ضعيف ل يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وإنما
فن في ثلثة أثواب ..هذا الذي نعتمده ونذهب إليه ن النبي ك ُ ّ
الثابت أ ّ
ونرى أنه الصواب؛ والله أعلم.
م ...؟
س :إذن ما تعارف عليه الناس من " دشداشة " وإزار وك ّ
فن في مثل هذه الشياء؛
ج :على كل حال؛ هذا رأي لبعض أهل العلم أنه ُيك ّ
ولكن ذلك هو القرب إلى الصواب.
س :يعني المقصود الستر فقط ؟
ج :هو الصل هذا ،لكن الفضل أن يكون في ثلثة أثواب على الهيئة التي
ذكرُتها.
س :بالنسبة للحنوط هل هو ثابت في السنة ؟
ج :ذلك ثابت عن النبي .. مأمور به ..في الثياب وفي المواضع التي
ذكرُتها سابقا ] ص .. [ 4-3في مواضع السجود ،وعلى خلف في بقية
ن الحكمة من المواضع الخرى ..يوضع له في الفم وفي النف ،وقيل " :إ ّ
ت-بعض العلماء يقول " :في ذلك من أجل طرد الهوام " ،وكذلك-كما قل ُ
القبل والدبر "؛ وبعضهم يقول " :في الدبر" 2؛ ول يعجبني ذلك بالنسبة إلى
ص على أنه بدعة من البدع.
الفرجين ،بل بعض العلماء ن ّ
س :إذا توفي عدد من الشخاص وفيهم رجال ونساء ..في حال الصلة
عليهم ،كيف يكون ترتيبهم ؟
صَد أن يقول " :لعدم وجود هذه الوسائل الموجودة-في هذا العصر-في عصره ".
ل الشيخ َق َ
-1لع ّ
-2لو ُتزاد هنا كلمة " فقط " لليضاح.
89
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
دم أّول الرجال ثم بعد ذلك الطفال ثم بعد ذلك النساء ،ولكن اختلفوا جُ :يق ّ
في المراد بهذا التقديم ..هل هو من جهة القبلة أي يوضع الرجال إلى جهة
القبلة ثم بعد ذلك الطفال ثم النساء وهكذا بحيث يكون الرجال أقرب إلى
القبلة والنساء أقرب إلى المام ،أو العكس وهو أنه يراد بالتقديم من جهة
ن الرجال يكونون أقرب إلى المام وبعد ذلك الطفال ثم المام وهو أ ّ
ن
النساء وهكذا ؟ في هذا خلف بين أهل العلم؛ والذي ُيؤّيده الحديث أ ّ
الرجال يكونون أقرب إلى جهة المام ،فأّول يكون الرجال إلى جهة المام
ثم بعدهم الطفال ثم النساء الكبار وبعد ذلك الصغار.
س :المام أين يقف عندما يصلي على الرجل ..عند رأسه ..عند صدره ؟
ج :في هذه المسألة خلف بين أهل العلم؛ والذي ُيؤّيده الدليل هو قول من
ن المام يقف عند رأس الرجل وعند وسط المرأة " ..هذا هو قال " :إ ّ
الذي يدل عليه الحديث الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله
ن الحكمة من ذلك هو أن يستر المام وسلم؛ وذكر بعض أهل العلم أ ّ
عجيزة المرأة عن الرجال؛ ومهما كان سواء كانت هذه هي الحكمة التي
راعاها الشاِرع أو لم تكن هي فإنه ينبغي لنا أن نأخذ بالحديث الثابت عن
النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أدركنا الحكمة أو لم ندرك الحكمة
من ذلك؛ والله أعلم.
س :هل يجوز أن يقف النسان على قبر الميت فيقرأ عليه القرآن ؟ وأ ٌ
خ
يقول :سمع أنكم أجزتم قراءة القرآن وإهداءه للميت.
ت ذلك؛ وينبغي التثبت ،وأنا أشكر الخ السائل-جزاه ج :في الحقيقة ما قل ُ
ت قول الله خيرا-على طرح سؤاله هذا وعلى تثبته من هذا المر؛ فأنا ذكر ُ
ن بعض أهل العلم حكى ت في جواب سابق :1إ ّلبعض أهل العلم ،بل قل ُ
ن بعضت أيضا :إ ّ
ن ثواب إهداء القراءة يصل إلى الميت ،وقل ُ التفاق على أ ّ
أهل العلم يرون خلف ذلك.
-1كان ذلك في جواب الشيخ على السؤال ِ 10من حلقة ليلة 8رمضان 1424هـ ) 2/11/2003م ( ،وهذا هو ن ّ
ص
السؤال مع جواب الشيخ عليه هناك:
سم كان إخوُة أبيه-أو
ن المال لم ُيق ّ
" س :10توفي والده وأوصى بقراءة ختمتين في كل رمضان من ماله ،ول ّ
جرون على قراءة هاتين الختمتين ،والن لما آل المر إليه يقرأ بنفسه عن أبيه بدون أن يأخذ شيئا من أعماُمهُ-يؤ ّ
المال ،ما حكم ذلك المال الذي كان ُيؤخذ من مال الميراث لتأجير هذه القراءة ؟ وهو الن إذا قرأ عن أبيه ،هل يصل
الجر إليه ؟
ج :على كل حال؛ بعض العلماء حكى التفاق على صحة القراءة عن الميت إذا كانت-طبعا-في مسجد أو في مكان آخر
ن الوقت ل يكفي للطالة كما ترى. في غير المقابر ،ول اتفاق في ذلك ،لوجود الخلف المشهور ،ولك ّ
وأما بالنسبة إلى أخذ الجرة إذا كانت من الثلث ..إذا كانت هي وغيرها من وصاياه من الثلث ..طبعا من الوصايا التي
تخرج عن َدْين ال-تبارك وتعالى-وعن َدْين العباد وعّما يتعلق بحقوق الميت قبل الدفن فإنه ل مانع من ذلك على هذا
الرأي." .
90
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ص السؤال مع جواب
-1في الجواب على السؤال ِ 10من حلقة ليلة 8رمضان 1424هـ ) 2/11/2003م ( ،وقد ُنقل ن ّ
الشيخ عليه في التعليق الموجود بحاشية الصفحة السالفة.
91
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
صَد أن يقول " :مجهولن " بدل ِمن قوله " :موقوفان ". ن الشيخ َق َ-1الظاهر أ ّ
صَد حذف " :كّذابا أو ".
ظر مع الشيخ لعّله َق َُ-2ين َ
-3ورد في الطبعة التي بأيدينا " :والمصطفى " بدل ِمن " فالمصطفى ".
-4المام نور الدين السالمي ،جوهر النظام في علمي الديان والحكام ،كتاب المانة ،باب الوقف.
92
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ي ،لوجود بعض الحاديث والقول بجواز ذلك مع الحتراز مما ذكرُته قول قو ّ
المروية عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-التي تدل على ذلك؛
ن الوقت ل يتسع لذكر شيء منها؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. وأرى أ ّ
نعم ،مع وجود هذا الخلف الشديد وعدم صراحة بعض تلك الحاديث إذا
احتاطت المرأة وتركت الذهاب إلى المقابر واكتفت بالدعاء لهل الصلح
في بيتها والمواضع التي تكون فيها وإذا مرت من غير قصد لذلك سّلمت
ودعت بدعاء مختصر فذلك فيه خير وفيه خروج من الخلف وفيه احتياط
وذلك مطلوب ) ..دع ما َيريُبك إلى ما ل َيريُبك (؛ والله المستعان.
س :هل زيارة قبر بعينه من بين المقبرة مشروع أم يشرع فقط زيارة
المقبرة بشكل عام وُيطَلق سلم عام على أهل المقبرة ؟
ت-الزيارة تكون للتعاظ والعتبار ولكن أن يزور ج :هو الصل-كما قل ُ
النسان بعض القبور إذا كانت قريبة من غير شد ّ الّرحل إليها بأن يزور قبور
شهداء أحد مثل ..الرسول ذهب لزيارتهم ،والعلماء والمسلمون يذهبون
إلى ذلك ،وهكذا بالنسبة إلى قبور الصحابة التي في البقيع ،وهكذا بالنسبة
إلى قبور بعض أهل الصلح وأهل العلم وما شابه ذلك فذلك مما ل مانع
منه؛ والله أعلم.
من أنه أمر أهله أن ُيل ّ
قنوه وأسند ذلك إلى س :أ ٌ
خ ذكر حديث أبي أمامة ِ
النبي .. ما حكم تلقين الميت بعد الدفن ؟
ن هذا الحديث المروي عن رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله ج :إ ّ
وصحبه وسلم-ل يثبت عنه ،إذ إنه قد جاء من طرق ضعيفة جدا ل تقوم بها
ن التلقين مما ل ينبغي ،بل ينبغي أن ُينهى عنه ،لعدم الحجة ،ولذلك نقول :إ ّ
ثبوت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
دع الذي لم يثبت عن النبي-صلى الله هذا ،والمراد بهذا التلقين المن َ
كر المبت َ
عليه وعلى آله وسلم-هو التلقين الذي يكون بعد دفن الميت ،أما التلقين
قن النسان عند ُقرب وفاته بأن يشهد أل ّ إله إل خر المشهور وهو أن ُيل ّ ال َ
الله فهو ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فينبغي للنسان
قنه الشهادة ..بأن َيشهد أل ّ إله إذا حضر شخصا يوشك على الموت بأن ُيل ّ
ه تبارك وتعالى ،كأن سه الل َ
إل الله إذا أمكن ،بأن َيذكر ذلك النسان نف ُ
ضر فذلك هو محت َيقول " :أشهد أل ّ إله إل الله " حتى َينتبه ذلك الشخص ال ُ
من استعمال المطلوب ،وإن لم ينتبه فيمكن أن يأمره بذلك ولكن لبد ِ
أسلوب لطيف حتى ل يتأثر ذلك النسان ،فلبد من أن يأتي له بمقدمة
دة كلمات ..هذا إذا كان ذلك الشخص مسلما ،أما إذا كان بسيطة ولو بع ّ
ن محمدا ذلك الشخص كافرا فإنه ُيؤمر بأن ينطق بشهادة أل ّ إله إل الله وأ ّ
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه سلم ،كما ثبت ذلك عن النبي-
صلى الله عليه وعلى آله وسلم-عندما أتى إلى عمه أبي طالب فأمره بأن
ن أبا طالب امتنع عن ذلك ،وما جاء من الروايات يشهد أل ّ إله إل الله ،ولك ّ
ن ذلك ل يصح ،والثابت الصحيح بأنه لم بأنه دخل في السلم قبل وفاته فإ ّ
يدخل في السلم؛ وكذلك عندما ذهب النبي لعيادة يهودي في المدينة
93
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن محمدا رسول الله ،فالتلفت ذلك الغلم أمره بأن يشهد أل ّ إله إل الله وأ ّ
إلى أبيه ،فقال له أبوه اليهودي " :أطع أبا القاسم " فدخل ذلك البن في
ت-ينبغي السلم والحمد لله تبارك وتعالى؛ أما بالنسبة إلى المؤمن-فكما قل ُ
ن بعض الناس قد يضيق بذلك وقد يمتنع من الشهادة- أن ُيتلطف له ،ل ّ
والعياذ بالله تبارك وتعالى-إلى غير ذلك.
هذا ،ولم أجد في الروايات المروية عن النبي بأن يشهد أل ّ إله إل الله
ن محمدا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وإنما فيها أن يشهد وأ ّ
ل وإنما من أل ّ إله إل الله ،وذلك هو في الحقيقة قد دخل في السلم من قب ُ
أجل أن َيختم حياته بهذه الشهادة؛ نسأل الله-تبارك وتعالى-أن يميتنا على
السلم ،وأن يوفقنا لكل خير ،وأن يأخذ بأيدينا جميعا لما يحبه-تبارك
وتعالى-ويرضاه.
ن بعض أهل العلم قد أخذوا من الحديث الذي جاء هذا ،وللسف الشديد أ ّ
من طريق أبي أمامة-رضي الله تبارك وتعالى عنه-والذي فيه ِذكر " فلن
ن النسان إذا ذهب إلى الحج وأراد أن يلّبي فإنه يقول " :لبيك بن فلنة " أ ّ
عن فلن بن فلنة " ،وقد جاءت-أيضا-رواية أخرى تدل على ذلك ولكنها
باطلة عاطلة؛ والحق الحقيق بالقبول أنه يقول " :بن فلن " ل أن يقول" :
بن فلنة " أو يكتفي بذكر اسم ذلك الشخص1؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :هل في صلة الجنازة-صلة الميت-استدراك ؟ وكيف يكون إذا كان ؟
ج :صلة الجنازة:
مة ،وهو الصحيح -1فريضة على الكفاية ..هذا الذي ذهب إليه جمهور ال ّ
عندي.
-2وذهبت طائفة من أهل العلم إلى أنها سّنة.
-3وذهبت طائفة من أهل العلم إلى أنها نافلة؛ وهم يعنون أنها سّنة ولكنها
ل تصل إلى درجة التأكيد؛ وهذان القولن ليسا بشيء.
-1تعّرض الشيخ مّرة أخرى لبدعة التلقين للميت ،وذلك في جوابه على السؤال ِ 12من حلقة ليلة 19رمضان
ص ذلك السؤال مع جواب الشيخ عليه هناك: 1424هـ ) 13/11/2003م ( ،وهذا هو ن ّ
" س :12عند دفن الميت وبعد النتهاء من دفنه يقوم أحد الناس بالدعاء جهرا وُيؤّمن البقية ،فهل هذا صحيح ؟
ج :هذا ليس بصحيح ،بل هو بدعة من البدع ،وينبغي للناس أن ُيطّبقوا السنن الثابتة عن النبي وأن يتركوا البدع،
فالدعاء بالتثبيت للميت أمر ثابت عن النبي -وعلى آله وصحبه-ولكن يدعو كل إنسان بمفرده ،أما أن يقوم شخص
يدعو لذلك الميت وتقوم البقية الباقية بالتأمين فذلك بدعة من البدع ،وخير الهدي هدي محمد صلى ال عليه وعلى آله
وسلم.
ت في جواب سابق ] في الجواب على السؤال ِ 12من حلقة ليلة 12رمضان وهكذا بالنسبة إلى قراءة القرآن-كما بين ُ
ن ذلك-أيضا-لم يثبت عن النبي . 1424هـ ) 6/11/2003م ( [-فإ ّ
وهكذا بالنسبة إلى تلقين الميت كما جاء في بعض الروايات الباطلة العاطلة بأن يقال لذلك الميت " :يا فلن بن فلنة ...
" إلى آخر ذلك الحديث الباطل العاطل الركيك الذي لم يثبت عن النبي ول كرامة.
فتلك البدع ل ينبغي لحد أن َيحوم حول حماها ،وإنما ينبغي أن ُنطّبق السنن ،وأن نأخذ بما جاء في كتاب ال أو في سّنة
رسوله صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فهذه البدعة-كما حدثني من حدثني-قد شاعت في هذه اليام ..يدعو إنسان وُيؤّمن الخرون ،وهذا ينبغي أن ُينّبه الناس
على أنه ليس من السّنة ،بل هو البدعة بعينها؛ وال المستعان ،ونسأله أن ُيوّفقنا للعمل بكتابه وبسّنة رسوله وأن نجتنب
البدع؛ وال-تبارك وتعالى-أعلم." .
94
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
دمُته ،لدلة متعددة ،ذكرها أهل العلم في كتبهم ،ول والصواب فيها ما ق ّ
ي.
ن هذا القول مشهور واضح جل ّ داعي لذكر ذلك ،ل ّ
ن
لذلك نقول " :إنه إذا قامت طائفة من الناس بالصلة على الجنازة فإ ّ
الفرض الكفائي يسقط بفعل تلك الجماعة "؛ وقد اختلف العلماء في عدد
الجماعة:
-1منهم من قال :إنه يكفي أن يصلي عليه شخص واحد.
-2ومنهم من قال :يكفي أن يصلي عليه اثنان.
-3ومنهم من قال :ثلثة-4.ومنهم من قال :أربعة.
وعند المكان ..أي عندما تكون هنالك جماعة فإنه ينبغي أن تصلي على
الميت جماعة كبيرة على أقصى ما يمكن وأل ّ ُيكتفى بجماعة صغيرة لما
ن للضرورة أحكاما تخصها، جاء من مشروعية ذلك ،أما عند الضرورة فإ ّ
فيمكن أن ُيكتفى بواحد إذا لم يوجد غيره ،وإذا لم يوجد أحد من الرجال
ت ذلك في جواب سابق ،1فل داعي فإنه تصلي عليه النساء ،وقد ذكر ُ
للطالة بذلك مرة ثانية.
ن النسان إذا جاء ووجد الجماعة تصلي على أما بالنسبة إلى الستدراك فإ ّ
ن ذلك حسن ،وإن كان ذلك ليس الجنازة فإنه إن أراد أن يصلي معهم فإ ّ
ن الفرض الكفائي قد سقط عنه بفعل الجماعة التي تصلي بلزم عليه ،ل ّ
على الميت .فإذا دخل معهم فاختلفوا في أّول ما يأتي به ،وذلك بناء على
خلفهم ..هل ما أدركه المأموم هو أول صلته أو هو آخر صلته:
ن ما أدركه المأموم مع المام-سواء كان ذلك في -1والذي نراه ونأخذ به أ ّ
الصلوات العادية أو كان ذلك في صلة الجنازة-هو آخر صلته ،وعليه فإنه
يتابع المام على فعله ذاك.
ن ما أدركه المأموم هو أول صلته ،وعليه -2وذهب بعض أهل العلم إلى أ ّ
فإنه بعد أن يكبر يأتي بفاتحة الكتاب وهكذا على الصفة المعلومة.
أما بالنسبة إلى قضاء ما فاته فقد اختلف العلماء في ذلك:
-1ذهب بعضهم إلى أنه ل قضاء عليه ،وهذا-طبعا-في صلة الجنائز ل في
ن بعض الناس أنه شامل للفرائض فلبد من الصلوات الفرائض ،حتى ل يظ ّ
أن ينتبه لذلك ..ذهب بعض العلماء إلى أنه ل قضاء عليه وإنما ُيسّلم بعد
إمامه ،إذ إنه قد صلى على ذلك الميت جماعة من الناس ول استدراك في
هذه الصلة.
-2وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكبر من غير أن يأتي بشيء من
الدعية ..يأتي بالتكبيرات التي فاتته وُيسّلم ول شيء عليه.
-3وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يستدرك ما فاته ويختصر ما أمكنه في
ن ما فاته الدعاء؛ وهذا ل إشكال فيه على رأي ،أما على رأي من يقول " :إ ّ
ن ما أدركه هو آخرها " فلبد من أن يأتي بفاتحة الكتاب ،إذ هو أول صلته وأ ّ
ن هذا هو الفائت ول يمكنه أن يقتصر على بعضها. إ ّ
-1في الجواب على السؤال ِ 6من حلقة ليلة 10رمضان 1424هـ ) 4/11/2003م (.
95
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
-4وبعضهم قال :إن بقي الميت في موضعه فإنه يستدرك ،وإن لم يبق بأن
حمل فل استدراك عليه. ُ
حمل الميت أو بقي في مكانه، والذي يظهر لي أنه ل مانع من الستدراك ُ
إذ ل ُيشترط بأن يبقى الميت في موضعه ..نعم ،ذلك هو الصل ولكن إذا
لم يتمكن النسان من القضاء فليقض ما فاته وليختصر غاية ما أمكنه،
وأرى هذا القول هو القول الصحيح ،وإن كان إذا سّلم ل نقول " :إنه قد
ن هذه المسألة مسألة اجتهادية وليس فيها دليل واضح على أخطأ " ،ل ّ
واحد من هذه القوال ،ثم إنه قد قام بالفرض غيره من الناس فالصلة في
حقه ليست بفريضة ..هذا ما ذهب إليه غير واحد من أهل العلم؛ والعلم
عند الله تعالى.
س :بعد النتهاء من دفن الميت مباشرة يجلس المشّيعون ويقوم أحد
دة مرات وهو يقول " :ل إله إل الله،الشخاص بضرب الرض حول القبر ع ّ
مونه بتوحيش القبر ،ظّنا منهم لمنع الحيوانات محمد رسول الله " ويس ّ
رسة خشية أن تصل إليه. المفت ِ
ج :هذا لم يثبت في سّنة رسول الله ، إذ إنني لم أجد دليل في السّنة
يدل عليه؛ وهو الذي صّرح به العلمة المام أبو نبهان رحمه الله تبارك
ن المر كما قاله هذا المام ..إن كانت فيه مصلحة للميت .. وتعالى ،ولك ّ
رسة وتقوم بنبش ذلك القبر مخافة أن يأتي شيء من الحيوانات المفت ِ
وتفترس ذلك الميت ..فإن كانت في ذلك مصلحة فل مانع من ذلك ،أما أن
ن ذلك ثابت عن النبي فهذا مما ل أصل له. يقال أ ّ
ش الميت ،ول بأس بالجابة
1
هذا ،وكثير من الناس يسألون عن قضية َر ّ
على هذا السؤال لشهرة البحث عن هذه المسألة ،ونقول :إنه قد جاءت
ن
بعض الحاديث تدل على ذلك ،وقد ذهب غير واحد من أهل العلم إلى أ ّ
تلك الحاديث يشد ّ بعضها بعضا فتقوم بها الحجة ،وهذا له وجه وجيه من
الصواب.
ش بعض القبور
ن كثيرا من الناس ل يكتفون بذلك بل يقومون بر ّ ولك ّ
المجاِورة له وهذا خطأ واضح فل يصح ،ولذلك قال المام نور الدين رحمه
الله تبارك وتعالى:2
لنه به أحقّ فاْدر 3
وفضله ُيرد ّ فوق النهر
ش قبر الميت." وفضله " أي الماء المتبقي من ر ّ
ش شيء من القبور ش قبر ذلك الميت من غير أن ُير ّ فإذن الصواب ُير ّ
الخرى؛ والعلم عند الله تبارك وتعالى.
سِلين ؟
غ ّ
سل ،هل َيشعر بالم َ
س :المّيت الذي ُيغ ّ
عْلم ذلك عند الله تبارك وتعالى ،وليس ذلك ب َِبعيد ،لّنه ث ََبت
ج :الله أعلمِ ،
ن الميت َيشُعر عندما َيأتي بعض الناس وَيمّرون عليه في الحاديث ِبأ ّ
ش الميت ".ش قبر الميت " بدل ِمن قولهَ " :ر ّصَد أن يقولَ " :ر ّ ن الشيخ َق َ
-1الظاهر أ ّ
-2المام نور الدين السالمي ،جوهر النظام في علمي الديان والحكام ،كتاب الجنائز ،باب القبر.
-3ورد في الطبعة التي بأيدينا " :القبر " بدل ِمن " النهر ".
96
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل على مثل من الحاديث الكثيرة التي تد ّ وُيسّلمون عليه ..إلى غير ذلك ِ
مر مثل هذه المور إلى الخاِلق تبارك وتعالى، هذه المور ،والْولى أن ن َُرد أ ْ
من الكلم على مثل هذه القضايا ومعرفة ما يقع وليست هنالك فائدة كبيرة ِ
في ذلك ،بل علينا أن نعتبر بمثل هذه المور ،ونعلم يقينا بأنه سيأتينا هذا
مل فيه على العناق وسُنواَرى فيه سل فيه وسُنح َ اليوم جميعا الذي سُنغ ّ
في القبور ،ونسأل الله السلمة مما يقع بعد ذلك.
س :إذا أوصى الميت بأن ُيدفن في بلد بعيدة ،هل ُتن ّ
فذ وصيته ؟
فذ؛
ج :هذه الوصية ليست فيها مصلحة لذلك الميت ،وعليه نقول ل ُتن ّ
والعلماء اختلفوا في هذه القضية:
ن ذلك حرام. من قال :إ ّ -1منهم َ
ن ذلك مكروه. من قال :إ ّ -2ومنهم َ
فذ ،إذ ليست هنالك مصلحة للميت ،وك ّ
ل ومهما كان فمثل هذه الوصية ل ُتن ّ
أمر يخاِلف سّنة رسول الله فإنه مردود على صاحبه.
ل الصلح-وما شابه ذلك-وكان ض أه ِ
ن عند قب ْرِ بع ِ نعم ،إذا أوصى ِبأن ُيدفَ َ
ده-فهذا قد من بل ِ
داِ-بأن كان في المقبرة القريبة ِ ج ّب ِ ن قري ٍذلك في مكا ٍ
تكون فيه مصلحة ،أما أن يوصي هذا الشخص بأن ُيدفن في بلد بعيدة أو ما
فذ بل ترد ّ على صاحبها؛ والله-تبارك وتعالى- شابه ذلك فهذه الوصية ل ُتن ّ
أعلم.
س :في بعض الحيان الناس ينتظرون الميت إلى أن يأتي أهله البعدون من
أماكن بعيدة ويحبسون الناس فترة طويلة.
ج :ل داعي لمثل ذلك ،بل ينبغي السراع في تجهيز الميت ودفنه ،وينبغي-
أيضا-السراع في تنفيذ وصية الميت ولسيما فيما يتعلق بحقوق الناس،
وكثير من الناس-وللسف الشديد-يتساهلون بهذه القضية ..يهتمون بقسمة
الموال وما شابه ذلك ول َيلتفتون إلى تنفيذ وصايا ذلك المتوفى ،فينبغي
السراع بذلك ولسيما فيما يتعلق بالديون.
مك ّ
فنه ؟ سله و ُ
مغ ّ
س :قد يوصي الميت بمبلغ لحافر القبر ول ِ ُ
فذ هذه الوصية ،وأما-في الحقيقة-ما يتعلق ج :إذا أوصى لحافر القبر فُتن ّ
بتغسيل الميت وما شابه ذلك فل داعي لذلك؛ ومثل هذه القضية ينبغي أن
ن الصل ..هذه من الحقوق التي ُيسأل عن كل واحدة منها عند حدوثها ،ل ّ
للميت فما الداعي إلى مثل ذلك ؟! نعم ،إذا كان بعض الناس فقراء
سة فالمر يختلف ،فالحاصل حفر القبر فيه شيء من المشقة وبحاجة ما ّ
من حفره الوصية ،1أما
فذ ل ِ َ
بخلف بقية المور الخرى ،فحفر القبر ُتن ّ
بالنسبة إلى الشياء الخرى فينبغي أن ُيسأل عن كل قضية قضية ،ول
داعي لن ُنجيب على العموم لما في ذلك من المصلحة؛ والله أعلم.
س :ما كيفية إدخال الميت في القبر ؟
ت في بعض ف-كما ذكر ُ
ج :اختلف العلماء في هذه المسألة؛ وهذا-طبعا-خل ٌ
المسائل-ليس في قضية الوجوب وعدمه ،إذ إنه لم َيقل أحد من العلماء
ل الحسن أن يقالُ " :تنّفُذ الوصيُة ِلَمن حفَره " ،دفعا لللتباس.
-1لع ّ
97
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
بوجوب إدخاله على الصفة الفلنية من الصفات التي سأذكرها بعد قليل إن
شاء الله تبارك وتعالى ،وإنما خلفهم في الفضل وفي الثابت في سّنة
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقد اختلف العلماء في الفضل من هذه الكيفيات الثلث:
رضا.ل من الجهة معت ِ -1منهم من قالُ :يدخل الميت من جهة القبلة ُ ..يس ّ
ن الميت ُيدخل من جهة رأس القبر ُ ..يدخل أّول -2ومنهم من قال :إ ّ
الرجلن وهكذا.
-3ومنهم من يقول :إنه ُيدخل من جهة رجلي القبر ..يؤخذ الميت من رأسه
ت-من جهة رجلي القبر؛ وهذا القول هو القول الصحيح؛ وُيدخل-كما ذكر ُ
ل من جهة رجلي القبر ..هذا هو الْولى. والله أعلم؛ فإذن ُيس ّ
ن ذلك هو السّنة ،ومن المعلوم عند المحدثين وجاءت رواية فيها أ ّ
والصوليين إذا قيل " :السّنة كذا " فيراد بها السّنة الثابتة عن النبي صلى
الله عليه وعلى آله وسلم ..هذا الذي ذهب إليه جمهور أهل العلم ،وقد
حكى الحاكم في " المستدَرك " اتفاق أهل العلم عليه وليس بشيء ،لوجود
ن السّنة كذا أو هذا ن القول الصحيح أنه إذا جاء أ ّ
الخلف في ذلك ،ولك ّ
السّنة أو ما شابه ذلك من اللفاظ التي فيها ِذكر " السّنة " فالمراد بذلك
السّنة المروية عن النبي .
س :هل هناك أولوية لرحامه في النزول إلى القبر إذا كان رجل ؟ وماذا-
أيضا-إذا كان امرأة ؟
ن القارب أْولى ،فالصل هكذا ولكن بشرط أن يكون من َيدخل ج :ل شك أ ّ
َيعرف السّنة في وضع الميت على الكيفية المعروفة أو على أقل تقدير بأن
ة الثابتة في كيفية وضع َيصف له بعض الحاضرين الذين َيعلمون ذلك السن ّ َ
الميت.
والحاصل أنه يجوز أن يقوم بإدخال الميت القارب والباعد ول فرق بين
ن
الرجال والنساء في ذلك ..أعني بذلك الميت ل من يضع الميت ،وإل فإ ّ
من نهي النبي صلى الله النساء ل َيذهبن إلى المقبرة ِلما ذكرناه-سابقاِ -1
عليه وعلى آله وسلم ،وقد اختلف العلماء في هذا النهي هل هو للتكريه أو
حة بأن لم يوجد أحد دمنا .. 2نعم ،إذا كانت هنالك ضرورة مل ِ ّ للتحريم كما ق ّ
من الرجال فللضرورة قدرها.
فوضع الميت إذا كانت امرأة في القبر ل مانع من أن يقوم به بعض الباعد،
كما ثبت ذلك في سّنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فقد
قام بوضع ابنته-رضي الله تعالى عنها-أبو طلحة وهو من النصار وليس هو
من أقاربها مع حضور النبي ومع حضور زوجها عثمان بن عفان ،وقد جاء
ن النبي طلب أن يضع ابنته في القبر من لم ُيبا ِ
شر في تلك الرواية بأ ّ
شر زوجه في تلك الليلة ،وقد اختلف العلماء في تلك الليلة ..أي من لم ُيبا ِ
-1في الجواب على السؤال ِ 13من حلقة ليلة 12رمضان 1424هـ ) 6/11/2003م (.
-2في الجواب على السؤال ِ 6من حلقة ليلة 10رمضان 1424هـ ) 4/11/2003م (.
98
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
في الحكمة من ذلك ،ولهم في ذلك كلم طويل ،ل داعي لذكره في مثل
هذا الوقت؛ والعلم عند الله تبارك وتعالى.
م خل َ ْ
قَناك ُ ْ ها َ س :هناك من عندما يضع الميت في القبر يقرأ قوله تعالىِ :
من ْ َ
خَرى ] سورة طه ،الية ،[ 55 :فهل ورد م َتاَرةً أ ُ ْ
جك ُ ْ
ر ُ
خ ِ
ها ن ُ ْ
من ْ َ
و ِ عيدُك ُ ْ
م َ ها ن ُ ِ
في َ
و ِ
َ
شيء ُيثِبت ذلك ؟
ج :هذا ل أصل له في سّنة رسول الله .
ت عن شيء أو قال-أيضا-غيري عن شيء " :إنه ل أصل له ولُيعَلم أنه إذا قل ُ
في سّنة رسول الله " فإننا في بعض الحيان نريد أنه ل أصل له في
الثابت من سّنة رسول الله ، وفي بعض الحيان ُيراد به أنه لم يأت من
طريق أبدا ..أي لم ُينسب إلى النبي .
وهذه الرواية من القسم الول ،إذ إنه قد جاءت روايةُ-تنسب إلى النبي
ن هذه الرواية ل-بمشروعية قراءة هذه الية عند وضع الميت في قبره ولك ّ
َتثبت عنه صلوات الله وسلمه عليه ،لنها من طريق عبيد الله بن َزحر وهو
ضعيف جدا-كما هو معلوم-ل ُيحتج بروايته ،وفي إسنادها-أيضا-ضعيفان بل
هما أشد ّ من ذلك فل يمكن أن ُيحتج بمثل هذه الرواية ..الراوي الثاني
ي بن يزيد ،وقد أخطأ المام النووي حيث الضعيف بل هو ضعيف جدا عل ّ
ي
دعان " وليس المر كذلك ،وإن كان عل ّ ج ْ
ي بن زيد بن ُ قال " :عل ّ
ي بن يزيد ،والراوي الثالث هو هذا-أيضا-ضعيفا ولكنه لم يصل إلى درجة عل ّ
القاسم أبو عبد الرحمن ،وقد قال ابن حبان الحافظ عن هؤلء الرواة بأنهم
ن هذا الخبر مما عملته إذا رووا خبرا عن رسول الله فإنه ل ُيشك أ ّ
أيديهم؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
وإنما ينبغي أن يقال " :بسم الله ،وعلى مّلة رسول الله ".1
أما هذه الرواية التالفة الباطلة التي فيها ذكر هذه الية فل.
قد يقول قائل " :هذه آية قرآنية والنسان مخلوق من الرض-كما هو
هد-ثم إنه سيخرج منها في يوم معلوم-وبعد ذلك يوضع فيها-وهو مشا َ
القيامة " ..نعم ،المر كذلك وإنما هل ثبت ذلك عن رسول الله ؟ ل،
ذلك لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..هل ُيمكن
أن نحتج برواية عبيد الله بن َزحر الذي يقول عنه ابن حبان " :يروي
-1تعّرض الشيخ لهذا مّرة أخرى أثناء جوابه على السؤال 16من حلقة ليلة 22رمضان 1424هـ ) 16/11/2003م (،
ص ذلك السؤال مع جواب الشيخ عليه هناك: وهذا هو ن ّ
" س :16البعض عندما يضعون الميت في القبر يقوم أحدهم بتمرير يده على التراب الموجود أعلى القبر وينطق
بالشهادتين ،وكأنه ُيوّدعه بتلك الكلمات ؟
ج :ال المستعان؛ هذه بدعة من البدع ،والبدع كثيرة؛ وأنا بّينت ] في الجواب على السؤال 10من هذه الحلقة ،أعله [
بأّنه لم يثبت عن النبي-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-في قضية دفن الموات شيء إل ما جاء عنه-صلى ال عليه وعلى
آله وسلم-من أنه يقال عند وضع الميت ) :بسم ال ،وعلى مّلة رسول ال ( ،وكذلك ما جاء من الدعاء لذلك الميت
ت ] في الجواب على السؤال 12من حلقة ليلة 19رمضان 1424هـ بالتثبيت بعد النتهاء من دفنه ،وكل شخص-كما قل ُ
ص ذلك السؤال مع جواب الشيخ عليه هناك في التعليق الموجود بحاشية الصفحة ِ 3من لن ّ ) 13/11/2003م ( ،وقد ُنِق َ
ن ذلك-أيضا-من هذه الحلقة [-يدعو بمفرده ،من غير أن يقوم شخص بالدعاء ويؤّمن كثير من الناس على دعائه ذلك ،فإ ّ
البدع؛ فينبغي النتهاء عن هذه البدع وأن نطّبق السنن الثابتة ،وخير الهدي هدي محمد ؛ والعلم عند ال." .
99
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ج :نعم ..هذا مشهور عند كثير من العوام ،وكثير من البدع مشهورة عند
العوام.
هذا ل أصل له في سّنة رسول الله .. ينبغي أن يكون القارب في
دمة الّركب ..ل مانع من أن َيحمل القارب وأن ينالوا ذلك الفضلمق ّ
العظيم الذي أخبر به الرسول-صلى الله عليه وعلى آله سلم-لمن حمل
جنازة وكان-طبعا-يقصد بذلك وجه الله-تبارك وتعالى-ول مقصود له سواه.
ق ّ
فزها ثلث س :البعض عندما يحمل الطارقة-الحاملة التي عليها الميت-ي ُ َ
خطوات ثم يبدأ النطلق بها ؟
ج :هذه بدعة ،ل أصل لها أبدا ..ل تثبت عن رسول الله ول عن صحابته
دوا به ..هذه بدع الكرام ول عن أهل العلم الذين اتبعوا رسول الله واقت َ
ينبغي أن يجتنبها الناس ،وينبغي لنا جميعا أن نتعاون على الِبر والتقوى وأن
نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وأن ندعو الناس بالحكمة والموعظة
الحسنة وأن ُنخبرهم بما ثبت عن رسول الله وما لم يثبت حتى نقتدي
بالرسول فيما ثبت عنه ونجتنب ما نهى عنه أو لم يثبت عنه صلوات الله
وسلمه عليه ،ومن المعلوم بأنه إذا كان الرسول يفعل بعض المور في
ن تلك المور التي تركها ليست مثل هذه الشياء وت ََرك بعض المور أ ّ
كها الرسول ولكنه لم َينه عنها ..نعم، بمشروعة ..ل ُيمكن أن يقال ت ََر َ
وإن كان لم َينه عنها لكنه لم يفعلها ولو كان في ذلك خير لفعله الرسول
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،وقد أحسن المام السالمي-رحمه
الله تبارك وتعالى-عندما ذكر قراءة القرآن على القبور عندما قال:1
إل سلما ودعا وأدبرا فالمصطفى 2قد زارها وما قرا
بسّنة توجد في المأثور ولم تكن قراءة القبور
على كل حال ،ثم قال:
......................... 3
ت محمدا ف ْ
لو كان خيرا لم ي َ ُ
فما فات الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..فلو كان في ذلك خير
لفعله الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،ثم قال:
وإن يقولوا خالف الثارا حسبك أن تتبع المختارا
والعلماء قد شددوا في مخالفة الرسول ، ويعجبني ما ذكره المام
سئل عن لمة سعيد بن خلفان-رحمه الله تبارك وتعالى-عندما ُ قق الع ّالمح ّ
ض أهل العلم سّنة ثابتة عن الرسول فقال المام قضية خالف فيها بع ُ
ص لك عن رسول الله َ
جب أن أن ُ ّ من العَ َقق-رحمه الله-في ذلك " :و ِ المح ّ
وأنت ُتعارضني بعلماء بيضة السلم من غير دليل ول واضح سبيل ..أليس
من الهذيان ؟! " والمام الخليلي-رحمه الله تبارك هذا في العيان نوعا ِ
-1المام نور الدين السالمي ،جوهر النظام في علمي الديان والحكام ،كتاب المانة ،باب الوقف.
-2ورد في الطبعة التي بأيدينا " :والمصطفى " بدل من " فالمصطفى ".
-3ورد في الطبعة التي بأيدينا هكذا:
لو كان خيرا سبق المختار *** له وصحبه متى ما زاروا
101
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وتعالى-يقول " :وقول بخلف الحديث ُيضرب به عرض الحائط " ..على
كل حال:
ول كلم المصطفى الّواه ظر بكتاب اللهول ُتنا ِ
1
ولو يكون عالما خبيرا معناه ل تجعل له نظيرا
ن ذلك هو المطلوب أو ما وهذا-طبعا-إذا قال به بعض أهل العلم ظّنا منهم أ ّ
شابه ذلك ،فكيف إذا لم يقل بذلك أحد من علماء المسلمين قاطبة.
ت أكثر من مرة- فهذا-على كل حال-مما ينبغي أن ُينهى عنه ،ولكنني-كما قل ُ
أنه ينبغي أن نستعمل الحكمة في مثل هذه المور وأل ّ نتسرع في نهي
ن الناس في كثير من الحوال ل يتقبلون مثل هذه المور لنهم الناس فإ ّ
دع بعض شّبوا وشابوا على مثل هذه القضايا فليس من السهولة أن َيرت ِ
العوام عن مثل هذه المور ولسيما إذا كان من يقوم بالمر والنهي طالبا
دقونه وقد ل يقبلون منه لمر أو لخر؛ فنسأل الله- صغيرا فإنهم قد ل ُيص ّ
تبارك وتعالى-التوفيق ،والله أعلم.
سل ؟ هل ُيك ّ
فن ؟ س :الشهيد ،كيف يكون التعامل معه في التغسيل ؟ هل ُيغ ّ
ج :على كل حال؛ الشهيد هو من مات في أرض المعركة ..إذا مات في
ذلك ولم ُينقل فهذا هو الذي ُيحكم عليه بحكم الشهيد في هذه القضية؛ وإل ّ
فالشهداء كثيرون ،كما ورد ذلك في سّنة رسول الله ، ولك ّ
ن المراد
بالشهيد ها هنا هو الذي ُيحكم عليه بهذا الحكم في باب الجنائز.
فعلى كل حال الشهيد ُيدفن في ثيابه التي مات فيها إن كانت عليه ثياب-
سِلب فلبد من أن ُيؤتى له ببعض الثياب-ول ُينزع منه إل السلح وما أما إذا ُ
شابه ذلك أما ما عدا ذلك فهو يوضع عليه.
ول َيحتاج إلى تغسيل بل ُيدفن على ذلك.
وقد اختلفوا في الصلة عليه:
-1ذهب بعض أهل العلم إلى أنه ُيصّلى على الشهيد.
-2وذهب بعضهم إلى أنه ل ُيصّلى عليه.
والقول بالصلة عليه قول قوي ،وقد دّلت عليه بعض الحاديث.
أما الحاديث التي تدل على عدم مشروعية الصلة عليه فهي نافية وغيُرها
دم على النافي؛ وفي ذلك احتياط وسلمة للدين ،وقد مثِبت مق ّ
مثِبت وال ُ
ُ
ُ ّ
حد،دة-بعد سنوات-وصلى على شهداء أ ُ ن الرسول قد جاء بعد م ّ ثبت أ ّ
واها بعض أهل العلم بأنه قد صّلى عليهم- وجاء في بعض الروايات التي ق ّ
ف ذلك ُتحمل على أنه أيضا-بعد النتهاء من المعركة ،فرواية من روى خل َ
لم َيعلم بذلك.
-1المام نور الدين السالمي ،جوهر النظام في علمي الديان والحكام ،كتاب أصول الدين.
وورد البيتان في الطبعة التي بأيدينا هكذا:
ظر بكتاب ال *** ول كلم المصطفى الّواه ول ُننا ِ
معناه لم َنجعل له نظيرا *** ولو يكون عالما خبيرا
102
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ححه ،وهذا الذي وجدناه: ظر مع الشيخ متنه عنده ما دام قد ص ّ -1هذه صيغة الحديث كما ذكرها السائل ،وُين َ
صّلى
حّتى ُي َ ن َمَعُه َ سابا َوَكا َحِت َسِلٍم ِإيَمانًا َوا ْ
جَناَزَة ُم ْ ل َ قالَ ) :م ِ
ن اّتَبَع َ لا ِ سو َ روى البخاري عن أبي هريرةَ : أ ّ
ن َر ُ
ن،ن ُتْدَف َ
ل َأ ْ
عَلْيَها ُثّم َرجََع َقْب َ
صّلى َ ن َ حٍدَ ،وَم ْ ل ُأ ُ
ط ِمْث ُ
ل ِقيَرا ٍ
طْين ُ ..ك ّ
جِر ِبِقيَرا َ
لْنا َجُع ِم َ
ن َدْفِنَها َفِإّنه َيْر ِ
غ ِم ْعَلْيَها َوَيْفُر َ
َ
ط (. جُع ِبِقيَرا ٍ
َفِإّنُه َيْر ِ
ل الحسن أن يقال " :قبل الدفن " ،لليضاح. -2لع ّ
103
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من ذا وهذا على هذا فل مانع ِ ذا على هَ َ للقمر ،أما عندما ي ُط ِْلق النسان هَ َ
من منهم َ أن َيقول " :كسوف الشمس " وأن َيقول " :كسوف القمر " ،و ِ
م في ذلك كلم طويل ول حاجة إليه لنه ل ُيفّرق بْين هذين المرين ول َهُ ْ
من الحكام الشرعية. تتعلق به شيء ِ
ما الذي ثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-فإنه صلوات الله أ ّ
ج-صلى الله عليه وعلى آله خَر َ كسوف الشمس َ وسلمه عليه عندما عَِلم ب ِ ُ
قوم شخص شَرع أن ي َ ُ مسرعا َفزعا فأمر ِبأن ي َُناَدى للصلة ،والذي ي ُ ْ وسلمُ -
فينادي يقول " :الصلة ُ جامعة " ..هكذا جاء في بعض الروايات ..ب َِرْفع
مَعة "، جا ِ ن الصلة َ َ ض الروايات " :إ ّ ظ " الصلة " ،وجاء في بع ِ ف ِ لَ ْ
مَعة "، جا ِ ن الصلةَ َ فظ " :إ ّ مَعة " ،فَوََرد َ ب ِل َ ْ جا ِ قال " :الصلةَ َ وُيمكن-أيضا-أن ي ُ َ
َ وَوََرد َ ب ِل َ ْ
مّرة واحدة، ن ذلك وَقَعَ َ من المعلوم ب ِأ ّ جامَعة " ،و ِ فظ " :الصلةُ َ
َ
ذا ل َي ْ َ
س حد اللفظين ولكن هَ َ والنبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أمر ب ِأ َ
من لبد ِ قالَ " : مْثل ذلك الّنص ..أي ل ي َل َْزم َأن ي ُ َ من المور التي ي ُت َعَّبد ِفيها ب ِ ِ ِ
جامعة ' أو َيقول ' :الصلةَ جامعة ' أو يقول ' :الصلةُ ن الصلةَ َ أن َيقول ' :إ ّ
مَعةجا ِمَعة " أو َيقول " :الصلةَ َ جا ِ ن الصلة َ قول " :إ ّ كن أن ي َ ُ م ِ جامعة ' " ..ي ُ ْ
مَعة " ،فالمر هَّين وإن كنا جا ِ
ن الصلةَ َ موا " أو َيقول " :إ ّ " ..أيْ " الَز ُ
م ي َث ُْبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-إل أحد ُ نقول :إنه ل َ ْ
ذا المر، مثل هَ َ ن بِ ِ كو ُ مّرة واحدة ،فإذن النداء ي َ ُ ضَية حدثت َ ق َ ن ال َ اللفظين ،ل ّ
من ذلك إذا كان الناس ل مّرة واحدة ول أن ي ُك َّرر أكثر ِ فى ب ِ َ ماِنع أن ي ُك ْت َ َ ول َ
من ذلك، مَرات أو أكثر ِ َيسمعون ذلك ،فيمكن أن ُيكّرر النسان ذلك ثلث َ
ت
م َيثب ْ ما ل َ ْ م ّن ذلك ِ مة السلمية ،إذ إ ّ شَرع في ذلك الذان بإجماع ال ّ ول ي ُ ْ
سلم. عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و َ
من المور التي س ِ ن الصلة جامعة "-ل َي ْ َ فظ-وهو قول " :إ ّ ذا الت ّل َ ّ هذا ..وه َ
مع ذلك ِبأن ُيرّدد ذلك خْلف من َيس َ طالب َ ُيتعّبد ِبها ،فهو ل َْيس كالذان ،فل ي ُ َ
من الناس في من َيأِتي ِبذلك اللفظ ،كما أنه إذا كانت هنالك مجموعة ِ َ
دا فإنه ل ُيطالبون ِبأن َيقوم واحد َ حد أب َ ً من ُْهم أ َ حد ولْيس ِبالقرب ِ َ مكان َوا ِ َ َ
ن المور التي ي ُت َعَّبد ب َِها كالذان-، م َس ِ ذا لي ْ َ َ ن هَ َ ذا اللفظ ،ل ّ داء ب ِهَ َ منهم ِبالن ّ َ ِ
منفردا ،كما أنه إذا كانت من النسان أن ي ُؤَّذن وَل َوْ كان ُ فالذان ي ُط َْلب ِ
منهم أحد فإّنهم ب ِ قْر ِ الجماعة واحدة كانوا في الطريق-مثل-وليس ِبال ُ
يطاَلبون ِبالذان ،كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله
من المسجد عليه وعلى آله وسلم-،فالحاصل إذا كان هنالك أحد ِبالقرب ِ
جد ولو كان س ِ م ْ م يكن هنالك َ مع النداء أو كان-أيضا-في َبادِي َةٍِ وَل َوْ ل َ ْ من َيس َ م ّ ِ
م على الحضور إلى من ل قدرة ل َهُ ْ م ّ من النساء و ِ معون ذلك ِ الذين َيس َ
صّلي شَرع النداء حتى ي ُ َ ضى أو كبار أو ما شابه ذلك فإنه ي ُ ْ مْر َ من َ المسجد ِ
ذا ِبالّنسبة إلى جد وهَك َ َ س ِ ب إلى الم ْ مك ُِنه أن ي َذ ْهَ َ جُز الذي ل ي ُ ْ الَعا ِ
ة-على الصحيح-سواء كان ذلك في ماعَ ً ج َصّلون َ الّنساء ،فبعد ذلك ي ُ َ
الكسوف أو في الخسوف ،أما الكسوف فقد ثبت ذلك في سّنة النبي-صلى
105
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
الله عليه وعلى آله وسلم-ثبوتا ل شك فيه ،وأما ِبالنسبة إلى خسوف القمر
دا-ج ًمن طريق ضعيفة ِ من السّنة-إذ إنه جاء ِ م يثبت ِ ن ذلك وإن كان ل َ ْ فإ ّ
سوف إذ ْ ل َ فَْرق ب َي ْن َُهما.1 واِقع عََلى الك ُ ُ مول في حقيقة ال َ ح ُ م ْ ولكنه َ
من الطالة في ظن أّنه ل َبأس ِ ماء ،وأ ُ صلة قد اختَلف فيها العُل َ َ فية ال ّ وك َي ْ ِ
كر فُُروٍع ن المسألة َتحَتاج إلى ذِ ْ هذه القضية ولو است َغَْرقَْنا الوَْقت ل ّ َ
َ
ك باختصار شديد: ماء ِفيَها ،وأذ ْك ُُر ذ َل ِ َ ف العُل َ َلة اخت َل َ َ
ص َ فَية ال ّ مت َعَد َّدة ..ك َي ْ ِ ُ
ن النسان ُيصلي ركعتين كالصلوات الَعاِدية- ّ ض أهل العلم إلى أ ّ ب ب َعْ ُ -1ذ َهَ َ
ظهر أو ما شابه ذلكِ-بشرط أن ُيطيل أيْ كصلة سّنة الفجر أو سّنة ال ّ
من في القراءة والركوع والسجود ،و-طبعا-قولي " ِبشرط " ليس ِ
منها وإّنما ذلك على أّنه سّنة ثابتة عن النبي صلى الله الشروط التي لبد ِ
عليه وعلى آله وسلم ،وأُقول " :سّنة ثابتة " ..أيْ الطالة ل الكتفاء َ
من أهل العلم. ت إليها ..هذا مذهب طائفة ِ بركعتين كالسنن التي أشر ُ
من من أهل العلم إلى أنه يصلي كأحدث صلةٍ صلها ِ -2وذهبت طائفة ِ
الفرائض ،فإذا صلى بعد صلة الظهر فإنه يصلي أربع ركعات كصلة الظهر،
وإذا صلى بعد صلة الفجر فإنه يصلي ركعتين كصلة الفجر ،وهكذا ِبالّنسبة
حجة. ضِعيفة ل تقوم ب َِها ُ روايةٍ َ جوا على ذلك ب ِ ِ قية الصلوات ،واحت ّ إلى ب َ ِ
قد احتجوا ب َِبعض الروايات ولكن تلك الروايات معاَرضة ما الولون فَ َ وأ ّ
َ َ
من َْها ِفي سّنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ح وأث َْبت ِ ص ّ ب َِرَواَيات أ َ
وسلم.
ض أهل الِعلم إلى أنه ُيصلي ركعتين ويأتي في كل َرك َْعة ب بع ُ -3وَذ َهَ َ
عين. كو َ ب ُِر ُ
كل َركعة ب ُِر ُ ن ي َأِتي في ُ ْ َ
عينكو ِ ما أ ْ خّير إ ّ ب بعض أهل العلم إلى أّنه ي ُ َ -4وذ َهَ َ
ْ
أو أن يأتي في كل ركعة ب َِثلَثة أو أن ي َأِتي في كل ركعة ِبأربعة أو أن يأتي
خي َّر بْين الثلثة الولى. ضهم الخمسة فَ َ مسة-5 .وأن ْك ََر ب َعْ َ خ ْ في كل ركعة ب ِ َ
-1قال الشيخ عند جوابه على السؤال ِ 13من حلقة 14رمضان 1424هـ ) 9نوفمبر 2003م ( " :قد اختَلف الناس في
حَدَثت آيٌة ِمن اليات الخرى كالّزْلَزَلة أو
ل-أيضا-إذا َشَم ُ
صة ِبالكسوف والخسوف أو َت ْ هذه الصلة هل هي خا ّ
عاِدية وما شابه ذلك ِمن المور ؟ صَواعق التي َلم تكن َ
ال ّ
ف والكسوف. صة ِبالخسو ِ َفِمنهم َمن قال :هي خا ّ
ل أمٍر َمُهول َلم َيكن ُمعتادا.
وِمنهم َمن قال :هي شاِمَلة ِلك ّ
ف والّزلزلة. ف والخسو ِ صة ِبالكسو ِ وِمنهم َمن قال :هي خا ّ
جٌه وجيه ِمن الصواب فهو الذي نراه ". والقول ِبالُعُموم في مثل هذه المور له َو ْ
106
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من دد َبل لبد ِ قول بالت ّعَ ّ مكن أن ن َ ُ ج واحدا فإنه ل ي ُ ْ المعُْلوم أّنه إذا كان المخَر ُ
من باب زيادات الّثقات-كما من تلك الروايات ،وليس هذا ِ جح ِ أن نأخذ ِبالرا ِ
من باب المحفوظ والشاذ ،فالمحفوظ تلك اّدعى ذلك بعضهم-وإّنما ذلك ِ
من أنه قد وقع ضهم ِ ما ذ َك ََرهُ بع ُ س إل ،و َ ت بالركوعْين لي ْ َ الروايات التي جاء ْ
من ن ذلك جاء ِ كة المكرمة فَذ َِلك ل َيثبت على الصحيح ،إذ إ ّ م ّ ذلك في َ
هد أنه َيتكّرر ذلك، من المشا َ قوم ب َِها الحجة ،وقول بعضهم " :إنه ِ طريق ل ت َ ُ
دة التي عاشها النبي-صلى الله عليه َ
من الم ّ صر ِ دة أق َ م ّ وام في ُ دة أعْ َ ففي ع ّ
من مّرة ث ذ َِلك في أكثر ِ حد َ َكون َ كر أن ي َ ُ وعلى آله وسلم-فكيف ُيمكن أن ن ُن ْ ِ
دير في خلل عشر سنوات َ
سَنة أو على أَقل ت َ ْ
ق ِ في خلل ثلث وعشرين َ
َ
ن هذه م مردود ،ل ّ قي فيها النبي في المدينة " ..أُقول :هذا كل ٌ التي ب َ ِ
ت في السنة التي مات شرِعَ ْ داَية المر وإّنما ُ م تكن مشروعة في ب ِ َ الصلة ل َ ْ
َ
خرة جدا مت َأ ّ ي عنه-فمشروعية هذه الصلة ُ فيها إبراهيم ابن النبي -وََرض َ
عت هذه الصلة فب ِذ َِلك ي َت َب َّين شر ِ َ ث إل مّرة واحدة بعد أن ُ م َيحد ُ ْ وذلك ل َ ْ
من واب في هذه القضية وإل هذا الكلم لو كانت هذه الصلة مشروعة ِ ص َ ال ّ
دث ذ َِلك ولكن دا أل ّ ي َ ْ
ح ُ من المستبَعد ج ً قُبول ،لنه ِ م ْ
كان َ داَية الهجرة-مثلَ - بِ َ
َ
مْرُدود ،ثم ن هذا الكلم َ دا فإ ّ ج ّ خر ِ مت َأ ّ ت ُ شَرع إل في وَقْ ٍ ن َظ ًَرا إلى أّنها ل َ ْ
م تُ ْ
حد فل ُيمكن أن َنقول ب ِت َك َّرر ِذلك ِللنبي مت ّ ِ تُ - خرج الّرَواَيات-كما قل ُ م ْن َ إ ّ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فإذن الفضل أن ي َت ِّبع النسان السّنة
الصحيحة الثابتة عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وأن ُيصلي
ما الّنساء ِفإَذا كون هذه الصلة جماعة ِبالّنسبة للرجال ،أ ّ ركعتين وأن ت َ ُ
ن ِبالّرجال فل مانع خت َل ِط ْ َم يَ ْ زيَنة ول َ ْ جات ب ِ ِ مت َب َّر َ
خرجن ُ من غَْير أن ي َ ْ ن ِ ج َ خَر ْ َ
معَ الّرجال. من الصلة َ ِ
فَية الَتاِلية: صلة يأتي ب َِها المصلي على الك َي ْ ِ هذه ال ّ
قَرأ سورة الفاتحة ثم يأتي بسورة طويلة ولو أمكن 1 ُ -1ب َعْد َ تكبيرة الحرام ي َ ْ
أن يكون ذلك كسورة البقرة فذلك هو الّثابت ..ل أقول " :الثابت أن يأتي
ن الرواية ل دليل فيها على ذلك-وإّنما يأتي ِبمثل ذلك ِبالسورة نفسها "-إذ إ ّ
المقدار.
ي العظيم " ..يطيل ول " :سبحان َرب ّ َ طيل في الركوع ي ُك َّرر قَ ْ كع وي ُ ِ -2ثم ي َْر َ
دا.2ج ّ الركوع ِ
طيل في قَِيامه ُثم يقرأ ،واختَلفوا ماذا َيقرأ في هذا الوقت ؟ م وي ُ ِ قو ُ ُ-3ثم ي َ ُ
ن
من القرآن ولكن َيكو ُ من قالَ :يأِتي ِبفاتحة الكتاب ويقرأ شيئا كثيرا ِ منهم َ ِ
من الذي أتى به قبل هذا الركوع. أقصر ِ
-1قال الشيخ عند جوابه على السؤال ِ 13من حلقة 14رمضان 1424هـ ) 9نوفمبر 2003م (ُ " :يَكّبُر الحرام ُثم
َيستعيُذ-كما هو معلوم-وَيقرُأ الفاِتحة ." ...
-2قال الشيخ عند جوابه على السؤال ِ 13من حلقة 14رمضان 1424هـ ) 9نوفمبر 2003م (ُ " :يكِْثر فيه ِمن التسبيح
ل كثيرا في ذلك ".
طي ُ
شر بل ُي ِ
ث مرات أو ِبخمس أو ِبع ْ للأ ْ
ن َيكتِفي ِبثل ِ
108
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من قال :إنه ل َيأِتي بفاتحة الكتاب بل َيشَرع في قراءة السورة منهم َ و ِ
شرة. مبا َ
من المرْين وإن كان القول ِبأنه ل ل على واحدٍ ِ ضح َيد ّ وليس هنالك دليل وا ِ
ْ
ح في ض ٌص َوا ِ س هنالك ن َ ّ س ِبه ولكن ل َي ْ َ يأتي ِبفاتحة الكتاب له وجه ل ب َأ َ
السّنة أبدا.
ما صنعه م ّطيل في الركوع ولكن َيكون أقل ِ كع وي ُ ِ طيل في القراءة ثم َير َ -4ي ُ ِ
في الركوع السابق.
قَيام السابق. من ال ِ -5ثم يقوم ويطيل في قيامه ويكون ذلك أقل ِ
جوِده. س ُ
-6ثم يسجد ويطيل في ُ
ن قَِراَءِته سابقة إل أ ّ -7ثم يقوم ويأتي بالركعة الثانية ..يأتي ب َِها كالركعة ال ّ
قة.3 ساب ِ َمن قَِراِءِته في الّركعة ال ّ تكون أقل ِ
صَرة ي ُب َّين ِفيَها هَ َ خط َْبة ُ صل ََته ثم يأتي ب ِ ُ -8ثم بعد ذ َِلك ي َن ْت َِهي ِ
4
ذا خت َ َم ْ من َ
ما
جّنة و َ م ال َ ث الناس على الت ّوَْبة إلى الله-تبارك وتعالى-وي ُب َّين ل َهُ ْ ح ّالمر وي َ ُ
م النار والعياذ بالله-تبارك- ده الله ِ فيها ل ِعَِباِده المتقين وي ُب َّين ل َهُ ْ أع ّ
مين عَباَده المجرِ ِ ما ت َوَعّد َ الله-تبارك وتعالى-ب ِهِ ِ ما يقرب إل َي َْها و َ م ّمنها و ِ ِ
شَرع ِللّناس أن ي َذ ْك ُُروا الله جوع إلى الله ،وي ُ ْ عو الناس إلى التوبة والّر ُ وَيد ُ
ضثبت ذلك في ب َعْ ِ صد ُّقوا كما حوه وأن ي َب ْت َهُِلوا إلْيه وأن ي َت َ َ وأن ي ُ َ
سب ّ ُ
ي َ
مَر ِبالعِْتق ،فهذه هِ َ ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أ َ الحاديث أ ّ
ل ذلك في -3قال الشيخ عند جوابه على السؤال ِ 13من حلقة 14رمضان 1424هـ ) 9نوفمبر 2003م ( " :وَيصنع مث َ
صر ِمن الركعِة الولى ،فَتكون القراءة الولى التي هي ن ذلك َيكون أَقل ..أي َتكون الركعة الثانية َأق َ الركعِة الثانية ،ولك ّ
صر ِمن القراءة التي تكون بعد الركوع الّول ِمن الركعة الولى ..هذا ما يظهر لي. قبل الركوع الّول أْق َ
صر ِمن الّول كما صر ِمن الركوع الذي ذكرناه سابقا والثاني َأق َ ب ما وصفناه وَيكون ركوعه َأق َ ُثم َيرَكع على حس ِ
أشرت.
ل ذلك ،وهكذا على حسب ما وصفناه ،فهذه صر ِمّما جاء ِبه قب َ ُثم َيقوم وَيقرُأ الفاِتحَة وسورًة أو َمجموعًة ِمن اليات َأق َ
حه المام السالمي-رحمه ال-أو حَل العلم ،وص ّ ب إليه جماعٌة ِمن أه ِ ل قد َذَه َالروايُة هي الرواية الصحيحة ،وهذا القو ُ
حه في شرح " الجامع " ] ج ،1ص [ 284والمعَنى واحد. جَ
رّ
ح السناد وَيكون الـمْتن شاّذا ،وهذا هو صّأما َبقيُة الروايات فهي إّما ضعيفُة السند أو ضعيفُة المتن ،وِمن المعلوم أّنه قد َي ِ
ف هذه الرواية ل َتْثُبت ِمن ت ِبخل ِ ل تلك الروايات التي جاء ْ ض هذه الروايات ،فك ّ الواِقع الذي ليس له ِمن داِفع في بع ِ
ضها.ت أسانيُد بع ِ
جهة ُمتوِنها وإن َثَبَت ْ
خّير َبْين هذه المور فذلك ِمّما ل َينبِغي لحٍد أن َيقول ِبه ِلما ن النسان ُم َ حِة الروايات وأ ّ صّضهم ِمن ِ أما ما َذَكَره بع ُ
ل ِبه أحٌد ..هذا ماحد فهذا ِمّما ل ُيمِكن أن َيقو َ ن ذلك ُمّت ِن القضية واحدة ..لو َتَعّدَد ذلك لكان ُممِكنا أّما وأ ّ ذكرناه ِمن أ ّ
َينبِغي أن ُيَقال ".
ي أّنه هل ُيشَرع -4قال الشيخ عند جوابه على السؤال ِ 13من حلقة 14رمضان 1424هـ ) 9نوفمبر 2003م (َ " :بِق َ
ب خطبًة بعد ذلك أو ل ؟ في ذلك خلف بْين أهل العلم: ن أن َيخط َ ِللنسا ِ
ِمنهم َمن قالُ :يشَرع ذلك.
وِمنهم َمن قال ِبعدم مشروعيِة ذلك.
والذين قالوا ِبمشروعيِة الخطبة اختَلفوا:
قيلَ :يخطب خطبتْين.
ن أن َيخطب خطبتْين إل ِللجمعة ،أما ِبالنسبة إلى وقيلَ :يخطب خطبًة واحدة ،وهو الصحيح ،إْذ إّنه ل ُيشَرع ِللنسا ِ
ل على مشروعيِة الخطبتْين سن يُد ّ
حَ
ث صحيح ثاِبت ول َ الكسوف والخسوف والّزْلَزلة وما شابه ذلك ...فإّنه َلم َيِرْد حدي ٌ
".
109
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ص َ
لة ن-أيضا-المر ِفي َ كو ُ ذا ي َ ُف وهَك َ َ سو ِ لة الك ُ ُص َ صَرة ل ِ َ خت َ َ فة الم ْ ص َال ّ
مر. ق َ ف ال َ سو ِ خ ُ ُ
هل-1 : جهًْرا ؟ أيْ َكون َ سًرا أو ت َ ُ كون ِ ل تَ ُماء في القراءة هَ ْ وََقد اختَلف العُل َ َ
من المغرب والعشاء وفي جهَُر في الركعتين الول َي َْين ِ جهًْرا كما ي َ ْ قرأ المام َ يَ ْ
سر َ ص َ
قاء -2أو أّنه ي ُ ِ س َ
لة الست ِ ْ جر وفي صلة الجمعة والِعيد وفي َ ف ْ فريضة ال َ
جهَُر سّر في النهار وي َ ْ جْهر -4أو أّنه ي ُ ِ القراءة -3أو أنه ُيخّير بْين السرار وال َ
َ
دي عن ْ ِ
ح تلك القوال ِ في الّليل ؟ هِذِهِ القوال موجودة عند أهل العلم ،وأْر َ
ج ُ
لة ص َ واًء كان ذ َِلك في َ س َ
قَراَءة َ جهَُر ِبال ِن المام ي َ ْ ن َقال " :إ ّ م ْ ل َهُوَ قَوْ ُ
ُ
من أجل اليضاح والبيان .. ما ِ سوف أو في صلة الخسوف " وَأفَّرق ب َي ْن َهُ َ الك ُ ُ
َ
هي ذه ِ ضَية ،فإذن هَ ِ ق ِل الِعلم في هِذِهِ ال َ وال أهْ ِ من أقَ َ ذا هُوَ الذي َيظَهر لي ِ هَ َ
فَية الصلة. ك َي ْ ِ
سوف ولكن خ ُ سوف أو ال ُ ؤَية الك ُ ُمن ُر ْ ماِنع ِ
ع َ
من َ َو َمن الّناس-مثل-ل َ ْ َيسأل كثير ِ
ه الصلة ْ َ ل يُ ْ ه ْ َ َ هل ال َ َ
ذ ِ
ه ِ
ع لَنا أن ن َأِتي ب ِ َ شَر ُ ذه الساعة َ ه ِفلك ب ِأّنه َيقع في َ قّرر أ ْ
شَرع ذَِلك ؟ أو ل ي ُ ْ
معَّلق ِبرؤيةِ ذلك ،فإذا رأيناه فإنه ُيشَرع ذلك مٌر ُ قول :ل ُيشَرع ذلك ،لنه أ ْ نَ ُ
قنا كما قّررنا ذلك-أيضا- م نر ذلك فإنه ل ُيشَرع ذلك في ح ّ قنا ،وإن ل َ ْ في ح ّ
1
في قضية رؤية القمر .
شَرع لنا م َنره فإنه ل ي ُ ْ فإذا قّرر-مثل-الفلك بأنه ُتمكن رؤية الهلل ولكننا ل َ ْ
َ
دا وَبعد َ كن ذ َِلك أب َ ً م ِم إذا َرأي َْناه ،نعم ..إذا قَّرُروا ِبأّنه ل ي ُ ْ صو ُما ن َ ُ صوم وإن ّ َ أن ن َ ُ
َ
ك هَ َ
ذا م َ ن ك َل َ َ قول :إ ّ مْنه ذ َِلك ون َ ُ قَبل ِ ض الناس ب ِأّنه َرآه ِفإن َّنا ل ن َ ْ ذلك اّدعى ب َعْ ُ
خاِلف ل َِهذا الِعلم الثابت المتقّرر فترد ّ شهادته ِبذلك في هذه القضية. م َ ُ
صل ّْين
فإذن الصلة مشروعة في حقّ الرجال وفي حقّ النساء ..النساء إذا َ
َ
ما قية الصلوات ،وأ ّ هو الحال ِبالنسبة إلى ب َ ِ ما َ ضل ك َ َ في البيت فذ َِلك أفْ َ
سجد. م أن يكون ذلك في الم ْ جال فالفضل ل َهُ ْ ِبالنسبة إلى الّر َ
ما اختَلف أهل العلم فيها: م ّ
وهذه الصلة ِ
من أهل العلم اّتفاق من قال " :هي سّنة " ،وقد حكى غير واحد ِ منهم َ ِ -1
أهل العلم على ذلك.
من قال :هي واجبة. منهم َ -2و ِ
من الواجبات من الواجبات على الكفايات وليست ِ من قال :هي ِ منهم َ -3و ِ
من النظر. صيب ِ العينية؛ وهذا القول َله ن َ ِ
ث النبي دور ب َْين الواجب الكفائي وبْين السّنة المؤكدةِ ،لح ّ ما كان فَِهي ت َ ُ مهْ َ وَ َ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فل ينبغي لحد أن ي َت ََهاَون بذلك.
من كما أنه ل ينبغي لحد أن ُيخالف السّنة ِبالختصار في القراءة ،وكثير ِ
ضعاف وما شابه ذلك ..نقول: ض ال ّ ّ ّ
الناس َيتعللون ِبأّنهم ُيصلون ِببع ِ
كر على الجماعة فِبإمكانه أن الضعيف والذي ل قَد َْرةَ َله ل ي َْنبغي له أن ُيع ّ
سّنة النبي-صلى ُيصّلي هو في بيته أو ما شابه ذلك ولَيتُرك الجماعة تأِتي ب ِ ُ
-1عند الجواب على السؤال ِ 1من حلقة 16رمضان 1423هـ ) 22نوفمبر 2002م (.
110
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
كون في الله عليه وعلى آله وسلم-فَهَذِهِ الصلة ل ُيشتَرط فيها ِبأن ت َ ُ
عذر ،فإذن هناِلك ُ ن ُكا َالجماعة وإّنما ل ينبغي الّتخلف عن الجماعة إل إَذا َ
ينبغي التيان ِبالسّنة كما ثبتت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
سوف أو الخسوف وَل َزِل َْنا في قول :إذا انتهى الك ُ ُ ض الناس-أْيضا-يسأل وَي َ ُ بع ُ
منها بعد خُرج ِدا ثم ي َ ْج ًصر النسان صلَته ِ خت ِ الصلة ،ماذا نفعل ؟ نقول :ي َ ْ
صَرة؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. ْ
خت َ َ
م ْ
فةٍ ُص َ
منها بعد أن ي َأتي ب َِها ب ِ َ
النتهاء ِ
ه ْ
ل ضَية بعد صلة العصر مثلَ ، ه ال َ
ق ِ ذ ِ
ه ِ
عت ِ و َ
ق َ ض الناس :ل َ ْ
و َ ع ُ سأ َ ُ
ل بَ ْ كذلك ي َ ْ
صِلي أو ل ؟ نُ َ
من الصلوات السببية والصحيح في الصلوات السببية أنه نقول :هِذِهِ الصلة ِ
من الصلة ت ُتكَره الصلة فيه فإنه ل مانع ِ ُيؤَتى ب َِها ،فإذا وقع ذلك في وق ٍ
من الصلوات السببية والصلوات بل ُتشَرع الصلة في ذلك الوقت لنها ِ
السببية ثبت في سّنة النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-الصحيحة
عنه ِبأّنه ي ُؤَْتى ب َِها حتى في الوقات التي ت ُك َْرهُ ِفيها الصلة وإّنما ل الثابتة َ
حُرم ِفيها الصلة. ي ُؤَْتى ب َِها في الوقات الِتي ت َ ْ
كسوف، مر أو الشمس في حالة ال ُ ق َ ضا-يسأل أنه إذا غََر َ
ب ال َ ض الّناس-أي ْ ً بع ُ
غروب الشمس أو جّرد ُ صّلي في ذلك الوقت أو ل ؟ نقول :ل ،ب ِ ُ
م َ هل ن ُ َ
غروب القمر فإنه ل ُتشرع الصلة ولو غرب وهو في حالة كسوف أو
خسوف.
ددة تتعّلق ب ِهَذِهِ الصلة فإن أردتم ذه المسائل ،وَهَُنالك مسائل متع ّ َفلي ُن ْت ََبه ل ِهَ ِ
ت
منها فل بأس ،ومعذرة فإنني قد ن َب ّهْ ُ ض السائلين أن َيطَرح شيئا ِ أو أراد بع ُ
َ
ها لظني ب ِأّنكم تريدون التنبيه عََليها؛ والله م ت َط َْر ُ
حو َ ددة ل َ ْ
مت َعَ ّ
ساِئل ُ م َ على َ
أعلم.
س :هل تشترط فيها الجماعة ِبالّنسبة للرجال ؟
من السنن الثابتة التي ل شُروط " وإّنما ذلك ِمن ال ّن ذلك ِ ج :ل َنقول " :إ ّ
ن ي َت ُْركها.
ينبغي للنسان أ ْ
ضيق عليه الوقوف-مثل-ويشقّ عليه-أيضا مثل-الجلوس ول ن يَ ِ من َ
كا َ لكن َ
من أجل أن ُيصّلي هو صرة ِ مخت َمن المام ِبأن ُيصّلي صلةً ُ يستطيع فَيطلب ِ
ت ل تستطيع وإل سك إذا كن َ معهم ..نقول :ل ،ل ينبغي لك ذلك ..ص ّ
ل ِبنف ِ
قَيام ،وإل فالجماعة َينب َِغي ل ََهامت ل تستطيع على ال ِ جِلس ول مانع ما د ُ ْ َفا ْ
طيل كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أن ت ُ ِ
سِ :بالّنسبة للستدراك فيها ؟
ج :نعم ،الستدراك فيها مشروع.
عَلى نفس كيفية المام ؟
س :ويكون َ
مه،
سب ما فعله المام ،فل ينبغي للمأموم أن ُيخاِلف إما َ ح ْ
ج :ويقضي على َ
ي في كل من َيقول ِبالركعتين ْ ..أي أن َيأت ِ َ ي َ
ن المام يأخذ ِبرأ ِ
درنا أ ّ
فلو ق ّ
ك الصلةخلف ت ِل ْ َضي ي َأِتي ب ِ ِ
ق ِ ركعةٍ ِبركوع واحد ل َينبغي ِللمأموم إذا َقا َ
م يَ ْ
111
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ض على حسب ما أتى به المام وإن ِ لنه َيقضي ما فعله ذلك المام فَل ْي َ ْ
ق
شد ُ إلْيه ِبأن َيأتي في كل ركعة ِبركوعين 1كما ثبت واب الذي ن ُْر ِ ص َ
كان ال ّ
ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
من ُ
صة ِ من الناس-وخا ّ ن كثيرا ِ ب أن أنبه عليها-أيضا-وهو أ ّ وهناك مسألة أح ّ
ب الطبول وما شابه ذلك .. مة-يقومون ِبضر ِ من الَعا ّ مة وطبعا ل يقع إل ِ العا ّ
سّنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ل َله ب َ ْ ص َ َ
خاِلف ل ِ ُ م َ هو ُ ل ُ هذا ل أ ْ
سبب في وقوع كما أنني أِريد-أيضا-أن أن َّبه إلى أّنه وإن ك ُّنا ن َعْرِ ُ ُ ُ
ف ما هو ال ّ
الكسوف والخسوف ل ينبغي لنا أن نتهاون في هذا المر ،فالنبي-صلى الله
عوًبا صلوات مْر ُ عا َ ج فَزِ ً خَر َم يتهاون بذلك ..ك َل ّ َبل َ عليه وعلى آله وسلم-ل َ ْ
مر واضح ِلمثل َ الله وسلمه عليه وعلى آله وصحبه وإن َ
ن هَُناك-مثل-أ ْ كا َ
ذه قع هَ ِ عاِته ،فقد ت َ َ مَرا َمن ُ عي ل َُبد ِ شْر ِ هذه المور لكن هنالك-أيضا-أمٌر َ
من مراعاة ونية ولكن لبد-أيضاِ - السباب في الكون على حسب السّنة الك َ ْ
ة ل ِي َوْم ِ م ً مقد ّ َ المرِ الشرعي فقد يكون والعياذ بالله-تبارك وتعالى-ذلك ُ
م القيامة-كما هو معروف-والدّلة قد َناَدت من وُُقوِع ي َوْ َ القيامة وطبعا لبد ِ
من ملحظةِ هذا المر وأل ّ نّتخذ هذا أمرا عاديا ..مثل قال ريب فلبد ِ ِ ِبأّنه قَ
ن السبب كذا َ
سَنا-مثل-في علوم الفلك ِبأ ّ الفلكيون ب ِأّنه يقع كذا وكذا ود ََر ْ
من ذه الحوادث ِ دث هَ ِ ح ُ ل ،عندما ت َ ْ عادًِيا ..ك ّ مًرا َ وكذا فإذن ن َعَْتبر ذلك أ ْ
شاَبه ما َ عاِتية أو َ كين أو رَِياح َ من وُُقوِع زلزلة أو ب ََرا ِ كسوف أو خسوف أو ِ
عاةمَرا َ من ُ رف شيئا ما عن هذه السباب لكن لبد ِ ذلك فإنه وإن كنا-مثل-ن َعْ ِ
من ها النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ولبد ِ عا َ تلك السباب التي َرا َ
ُ
دث ح ُمور التي ل ي َد ِْري النسان ما ي َ ْ مْثل هِذِهِ ال ُ من ِ فَزع ِ جل وال َ الخوف والوَ َ
من الناس الن ذه الرض في هذه الحوال وفي غير هذه الحوال ،فكثير ِ ل ِهَ ِ
َ
جد مون ِبها ..ت َ ِ ذه المور أمورا عادية ول يهت ّ مع تقدم هذه العُُلوم َرأْوا هَ ِ
شت َِغل م ْ ده ُ ج ُ دما َيحدث كذا ت َ ِ عن ْ َذا " و ِ ذا وَيحدث ك َ َ واحد يقولَ " :يحدث ك َ َ ال ُ َ
مور ..الرسول-صلى الله عليه وعلى آله ُ
ذه ال ُ موِره ول ي َُباِلي ِبمثل هَ ِ ب ِأ ُ
ت-خرج فزعا فى عليه هذه المور ومع ذلك-كما قل ُ خ َ كانت ت َ ْ ما َ وسلمَ -
من العقوبة فعلينا أن نّتعظ وأن نعتِبر ِبمثل فا ِ خائ ِ ًصلوات الله وسلمه عليه َ
محاسبتها في مثل هذه الحوادث وأل ّ فس ل ِ ُ ف وقفة مع الن ّ ْ ق َ ذه المور وأن ن َ ِ هَ ِ
خذها أمرا عاديا عاِبرا؛ والله-تبارك وتعالى-ولي العانة والتوفيق. ن َت ّ ِ
-1قال الشيخ " :ركعتين " بدل ِمن " ركوعين " وهو سبق لسان.
112
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
113
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن ذلك َلم ت في بعض الجوبة السابقةِ 1بأ ّ من الليالي وقد قل ُ ِبخلف غيرها ِ
يثبت فيه شيٌء عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،وما جاء
ن أقوالهم ض أهل العلم فإ ّ صح ،وما جاء عن بع ِ في ذلك فهو موضوع ٌ ل ي َ ِ
َ
جة ست َن َد َ إ َِليها كدليل شرعي تقوم به الح ّ ن يُ ْ حأ ْ ص ُ قَرة إ َِلى الدليل ول ي َ ِ فت َ ِ
م ُْ
ست ََند
م ْ ه ُ َ
سل ُ َ
في مثل هذه القضية ..إذن قيام هذه الليلة-أعني ليلة العيد-لي ْ َ
ن بقية سائر َ
م ْ مل به ..نعم قَِيامها كغيرها ِ شرعي ول ينبغي لحد أن َيع َ
ت في الدِّلة الدالة على مشروعية ليالي العام هو مطلوب شرعا كما هو ثاب ٌ
قيام الليل.
ن التكبير له َ
ص بذلك عيد َ الفطر ل ّ خ ّ من ذلك التكبير في ليلةِ العيد وأ ُ و ِ
مختلفة في العيدين ول أريد الطالة بأحكام التكبير في عيد الضحى أحكام ُ
سَر الله-تبارك وتعالى-في ذلك المبارك فَإ ِن َّنا سوف نتكّلم في ذلك إن ي َ ّ
ما اختَلف فيه أهل العلم: م ّ الوقت ..التكبيُر في ليلةِ العيد ِ
جّرد دخول شهر شوال أو م َض أهل العلم ذهب إلى مشروعية التكبير ب ِ ُ فبع ُ
مال رمضان ثلثين يوما ..هذا دخول ليلة العيد سواًء كان ذلك بالرؤية أو ب ِإ ِك ْ َ
من أهل العلم. ت إليه طائفة ِ ذهب ْ
شَرع شَرعُ في الليل وإّنما ي ُ ْ ن ذلك ل ي ُ ْ من أهل العلم إلى أ ّ ت طائفة ِ وذهب ْ
في الن َّهار ،واختلفوا في ذلك:
شَرع بطلوع فجر العيد. ن قال :إّنه ي ُ ْ م ْ م َ من ْهُ ْ ِ
شَرع بطلوع شمس العيد. من قال :إنه ي ُ ْ ومنهم َ
ج الّناس إلى المصلى ،وهذا القول هو خُر ُ شَرع عندما ي َ ْ من قال :إنه ي ُ ْ ومنهم َ
ل صحيح عن النبي القول القرب عندي إلى الصواب ،وليس هنالك دلي ٌ
من صحابة رسول ن ذلك قد ثبت عن طائفة ِ وإن جاءت بعض الحاديث ولك ّ
قوْهُ عن ض الرأي وإّنما ت َل َ ّ ح ِ م ْ قال ب ِ َ مما ل ي ُ َ ل ذلك ِ مث ْ َن ِ الله والظاهر أ ّ
ح الثار بل الصحيح الثابت هو ما َ
ص ّالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وأ َ
م َيثبت، دا ذلك فَل َ ْ ما ما عَ َ صّلى الِعيد ،أ ّ م َ شَرعُ عند الخروج إلى ُ جاء ِبأنه ي ُ ْ
شَرعُ ة العيد-أي على هذا القول-ل ي ُ ْ ن ليل َ فهذا القول الذي نراه ،وعليه فإ ّ
مصلى. ت-عند الخروج إلى اله ُ شَرع-كما قل ُ ما ي ُ ْ التكبير فيها وإن ّ َ
حك ْم ِ هذا التكبير: وقد اختَلف العلماء في ُ
َ
ل.من قال :إّنه فريضة ..أي أّنه واجب في الّلي ِ -1منهم َ
من مر إلى صلة العيد ،ومنهم َ ست َ ِ من الليل وي َ ْ سّنةِ ، من قال :إنه ُ مْنهم َ -2و ِ
ن بداية الخروج إلى المصلى كما قدمنا. م ْ قال :إّنه ِ
عي ّت ِهِ في عيد الفطر المبارك. شُرو ِ م ْ من قال بعَد َم ِ َ -3ومنهم َ
مات و- حت ّ َ مت َ َ من الواجبات اله ُ والقول الوسط هو القول الصحيح ،فهو ليس ِ
من السنن ل سّنة ِ هات أو ما شابه ذلك وإّنما هو ُ مك ُْرو َ ن اله َ م َأيضا-ليس ِ
َينبغي التفريط فيها ِبحال.
-1عند الجواب على السؤال ِ 1من حلقة 26رمضان 1425هـ ) يوافقه 10نوفمبر 2004م (.
114
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
فّيات ص صريح وإّنما هَُناِلك للعلماء ك َي ْ ِ وكيفية هذا الت ّك ِْبير َلم ي َ ِ
رد فيها ن َ ّ
ل ل بأس به ِبمشيئة الله: فة والك ُ ّ خت َل ِ َ
م ْ ُ
من َيقول :ي ُك َّبر تكبيرتين قبل التهليل َيقول " :الله أكبر الله أكبر ل فمنهم َ
إله إل الله والله أكبر ولله الحمد ".
من َيقول :ي ُك َّبر ثلثا سردًا " :الله أكبر الله أكبر الله أكبر ". ومنهم َ
ن
م ْ
ن فعل هذا فل بأس عليه و َ م ْ
ب سهل ِبحمد الله تبارك وتعالى َ .. خط ْ ُ واله َ
فعل هذا فل بأس عليه والكل فيه خير ِبمشيئة الله تبارك وتعالى.
وقد اختَلف العلماء-أيضا-في التكبير في العيدْين أي ُّهما آ َ
كد:
ن التكبير لعيد الفطر آ َ
كد. من قال :إ ّ من ُْهم َ ِ
من قال بعكس ذلك. منهم َ و ِ
من قال :هما سواء. منهم َ و ِ
مل ،و-حت َ ِ
م ْ ضح في المسألة وعلى تقدير وجوِده فهو ُ وليس هنالك دليل وا ِ
منما أرى-إلى ترجيح واحد ِ على كل حال-ينبغي التيان بذلك ول داعيِ-في َ
هذه القوال وإّنما المطلوب الفعل في ك ِل َْتا الحالت َْين؛ والله-تبارك وتعالى-
ولي التوفيق.
س :بالنسبة للغتسال في يوم العيد ،ما حكمه ؟ وهل ُيمكن أن يكون ذلك
قبل الفجر ؟
ض الحاديث التي ت ُْرفَعُ إلى النبي م العيد وردت فيه بع ُ ج :الغتسال يو َ
مت َعَد َّدة عن صحابة رسول الله من ذلك ،وإّنما جاءت روايات ُ صح شيٌء ِ ول ي َ ِ
ن هذا الغتسال ثابت ،و-أيضا- قيم ،فالظاهر أ ّ منها الصحيح ومنها ال ّ
س ِ
ن
س ل بأس به ولك ّ ض العلماء على الغتسال ليوم الجمعة وهو قَِيا ٌ ه بع ُ س َُقا َ
القوى هو ما جاء عن الصحابة رضوان الله-تبارك وتعالى-عليهم ،فالظاهر
أن ُّهم قد أخذوا ذلك عن النبي صلوات الله وسلمه عليه.
وقد اختَلف العلماء في الوقت:
كون بعد طلوع الفجر. من قال :ي َ ُ مْنهم َ ِ
ف الليل. ص ِ من ْت َ َ من قال :يكون حتى في الليل ويكون ذلك بعد ُ ومنهم َ
ن أمكنه ذلك فذلك هو م ْ فق عليه ف َ مت ّ َ
ه بعد طلوع الفجر أمٌر ُ كل-ك َوْن ُ ُ و-على ُ
صّلى العيد أو م َ من ُ ه-مثلِ - كنه ذلك ل ِب ُعْدِ ب َي ْت ِ ِ م ِمن َلم ي ُ ْ الْولى والحوط و َ
ع
ض ُمو ْ ِمن الناس وقد يكون َ ن البيت الذي هو فيه فيه جماعة كبيرة ِ ل ّ
الغتسال واحدا أو ما شابه ذلك وإذا اغتسلت الجماعة ك ُل َّها في ذلك الوقت
فوت ُُهم صلة العيد أو ي َغَْتسل بعضهم دون بعض أو ما ه قد ت َ ُ َ
جدا أو أن ّ ُ خُروا ِ تأ ّ
ضُهم س َ َ
ل ب َعْ ُ ن ي َغْت َ ِنأ ْ م ْ شابه ذلك فهاهنا ل بأس بمشيئة الله-تبارك وتعالىِ -
ل طلوع الفجر ولكن ل ينبغي أن يكون ذلك قبل منتصف ولو كان ذلك قَب ْ َ
ل-إذن-ثابت ول ينبغي التفريط فيه. س ُ الليل ،فالغُ ْ
س الملِبس الحسنة الجميلة حتى يكون المسلم في أحسن ن ل ُب ْ َ ُ س ّ و-كذلك-ي ُ َ
ض العلماء المعتكف فقالوا: ست َث َْنى بع ُ مل هَي ْأة في هذا اليوم وا ْ ج َصورة وأ ْ
من حال ن أخذ ذلك ِ م ْ من ُْهم َ خُرج في ثيابه التي اعتكف فيها ،و ِ الْولى أن ي َ ْ
115
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن الشهيد ن في ثيابه ،وهذا قياس باطل ل يصح ،ذلك ل ّ ف ُ الشهيد حيث إنه ي ُك َ ّ
ب َدما ً حه ي َث ْعَ ُ جر ُ ث وَ ُ ث يوم القيامة بمشيئة الله تبارك وتعالى ..ي ُب ْعَ ُ ي ُب ْعَ ُ
حه ريح المسك وليس كذلك بالنسبة ون الدم وِريه ُ بسبب تلك الشهادة ل َوُْنه ل َ ْ
ن ثياب المعتكف َلم يكن ذلك الوسخ الذي فيها بسبب إلى المعتكفُ ،ثم إ ّ
ن ذلك سَها بذلك ،وعلى تقدير أ ّ العتكاف وإّنما كان ذلك بسبب إطالة ل ُب ْ ِ
ن ذلك ل يكفيُ ،ثم فه أو ما شابه ذلك فإ ّ معْت َك َ ِمن ُ كان بسبب عدم خروجه ِ
َ
ن الث َّياب وهو س َ ح َ سأ ْ ن النبي كان ي َل ْب َ ُ ن السّنة الصحيحة داّلة على أ ّ إ ّ
شهْرِ رمضان، ن َ م ْ شرِ الخيرة ِ كف في العَ ْ كان صلوات الله وسلمه عليه ي َعْت َ ِ
ل ذلك القياس ِلمخالفته للصحيح الثابت. مث ْ ِوإذن ل داعي ل ِ ِ
من طريق مْرُفوعا إلى النبي ِ ن كان َلم ي َرِد ْ َ ب وهو وإ ِ ْ طي ُ ن ال ّ س ّ وكذلك ي ُ َ
ه ن حاله أن ّ ُ م ْ ن النبي كان ِ مإ ّ صحيحة ولكنه جاء عن بعض الصحابة ث ُ ّ
مواطن وهو في أحسن حال ب أن ي َظ ْهََر أمام الناس في مثل هذه اله َ ح ّ يُ ِ
وأحسن رائحة فل ينبغي التفريط بذلك.
سواك بل هو مطلوب عند كل صلة كما جاء ذلك في وكذلك بالنسبة إلى ال ّ
الحديث عن النبي .
شارِِبه شعَْر َ صَر َ ق ّ ج للعيد ينبغي له أن ي ُ َ خُر ُ ن الذي ي َ ْ وقال بعض العلماء :إ ّ
صر أظافره ،فإن كان هو بحاجة إلى ذلك فنعم أما إن لم يكن ق ّ وأن-أيضا-ي ُ َ
م تكن أظافره طويلة شارِِبه طويل ول َ ْ شعُْر َ م يكن َ له حاجة إلى ذلك ..أي ل َ ْ
فإنه ل علقة للعيد بذلك كما هو الحال بالنسبة إلى الجمعة.
شَرع ُ لصلة العيد ..هذا ما شَرعُ ِلصلة الجمعة فإّنه ي ُ ْ ل ما ي ُ ْ ن كُ ّ َ
والحاصل أ ّ
من أهل العلم ،وهو كلم واضح ل غَُباَر ن أهل التحقيق ِ م ْ صت عليه طائفة ِ نَ ّ
عليه ِبمشيئة الله تبارك وتعالى.
صلى العيد ول َ ْ
و م َ ن الناس ينبغي َلهم أن يأتوا إلى ُ ص العلماء ِبأ ّ و-كذلك-ن َ ّ
من الخلف في صلة الجمعة فهو سَعة ،وما جاء ِ شا ِ من مسافة َ كان ذلك ِ
ن على الناس أن َيخرجوا إلى من قال :إ ّ كذلك في صلة العيد ،منهم َ
م يكن لصلة العيد مع فيها الذان لسائر الصلوات-وإن ل َ ْ س َالمسافة التي ي ُ ْ
ن الناس-للسف الشديد- سخ ،ولك ّ فْر َقد ُّر ب ِ َ أذان كما هو معروف-وذلك ي ُ َ
ن في بلدت ِِهم و-كذلك-تجد صّلو َ ل أصحاب بلدة ي ُ َ يتساهلون ِبهذا المر وَتجد ك ّ
خاِلف ل َِهدي النبي-صلوات م َ صّلون في باديتهم ،وهذا ُ من أهل البادية ي ُ َ كثيرا ِ
ي صحابته-رضوان الله تبارك وتعالى عليهم-فينبغي الله وسلمه عليه-ول ِهَد ْ ِ
ص الصف حتى يظهر المسلمون وهم ن أجل وحدة الكلمة وَر ّ م ْ الجتماع ِ
َ
ل هذه مث ْ ِ عو إ َِلى العمل ب ِ ِ ِبحمد الله-تبارك وتعالى-جماعة واحدة فَأد ْ ُ
الشعيرة؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
ت
و ٍ خرج الناس ل ِي ُك َّبروا ب ِ َ
ص ْ ن أن َيكون التكبير جماعيا ..يعني ي َ ْ س ّ
س :هل ي ُ َ
صُلوا إلى مصلى العيد ؟واحد إلى أن ي َ ِ
حدٍ ي ُك َب ُّر هو بنفسه ول حاجة
حد ي ُك َب ُّر بنفسه ..كل وا ِ ن كُ ّ
ل وا ِ ج :الصل أ ّ
ك بأّنه عندما ي ُك َّبر الناس
ش ّ
ده ول َإلى أن ُيكّبر شخص وت َُرد ّ الهمجموعة ب َعْ َ
116
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من أجل السلم على من أجل أن َيمر على الفقراء أو ِ ن ذلك ِ أنه أراد أ ّ
أصحابه أو ما شابه ذلك فإذا كان أحد الطريقين ل يوجد أحد فيه في بعض
شَعار ،ولكن-كما المناطق فإّنه ل حاجة ِلمثل ذلك ،وهكذا بالنسبة إلى ال ّ
مل وليس هنالك دليل واضح فيها وإّنما هي حت َ ِ
م ْت-المر في هذه القضية ُ قل ُ
شَهد له من أجل أن ي ْ ل ذلك وُيمكن أن يكون ِ احتمالت ،وما دام النبي فَعَ َ
من الطريقين فالخير كل الخير في إتباعه صلوات الله وسلمه كل واحد ِ
عليه.
س على هذه القضية الذهاب إلى قا ُ ض أهل العلم إلى أّنه ي ُ َ هذا وقد ذهب بع ُ
صلة الجمعة وعليه فعلى قوِلهم ينبغي الذهاب في طريق والرجوع في
ضهم قاس عليه الصلوات الخمس فقال " :عندما َيخرج خر ،وبع ُ طريق آ َ
النسان الذي يريد الذهاب إلى المسجد ينبغي له أن يذهب في طريق
ن ط ََرد َ َذلك في كل أعمال الخير والِبر م ْويرجع في طريق آخر " ،ومنهم َ
ن أعمال م ْ عَياد َةِ مريض أو ما شابه ذلك ِ فقال " :إذا ذهب لزيارة قريب أو ِ
ل هذا الخير ينبغي له أن يذهب في طريق ويرجع في طريق آخر " ،ولع ّ
ن أجل أن يشهد له الطريقان ،ولكن مهما كان ل م ْ
ن ذلك ِ مبني على أ ّ
صَر على ما ورد عليه قت َ ِينبغي القياس في مثل هذه القضية ..ينبغي أن ن َ ْ
خر
النص وبعد ذلك إن شاء النسان أن يذهب في طريق ويرجع في طريق آ َ
أو يرجع في الطريق الذي ذهب فيه فل بأس فيه بالنسبة لغير العيد إل إذا
مر على بعض أصحابه أو ما شابه ذلك ،وأما كانت هنالك مصلحة كأن ي َ ُ
بالنسبة إلى ذهابه صلوات الله وسلمه عليه إلى مكة المكرمة حيث إّنه
من السنن-كما ن ذلك ِ خر فعلى تقدير أ ّ من طريق آ َ من طريق وخرج ِ دخل ِ
مل على هذه القضية ،وأما ح َ
ض أهل العلم-فذلك-أيضا-ي ُ ْ ذهب إليه بع ُ
ض
ن عرفة في غير الطريق الذي ذهب إليه فبع ُ م ْ بالنسبة إلى رجوعه-أيضاِ -
كل-ل ينبغي ط َْرد ُ القياس سر عليه " ،و-على ُ َ
ن ذلك كان أي ْ َ العلماء قال " :إ ّ
سُنون م ْ سن ّي ّةِ أمرٍ وهو ليس ب ِ َ في مثل هذه القضايا حتى َيحكم النسان ب ُ
صر على ما ثبت به الدليل ..هذا ما أراه؛ والعلم عند الله تبارك قت َ َ
وإّنما ي ُ ْ
وتعالى.
م ْ
شيا ؟ وإذا كان ذلك، من السّنة أن يكون الذهاب إلى صلة العيد َ
س :هل ِ
كب ؟
من َر ِ
فماذا على َ
ل النبي-صلى الله ج :نعم ،السّنة أن َيخرج النسان إلى صلة العيد كما فَعَ َ
مْيه ولكن عندما يكون شي على قَد َ َ
م ِث إّنه خرج ي َ ْ
عليه وعلى آله وسلم-حي ُ
شقّ على النسان أن َيخرج وهو سرا أما إذا كان المكان بعيدا ي َ ُ مت َي َ ّ
ذلك ُ
َيمشي فل بأس عليه ِبمشيئة الله-تبارك وتعالى-في الركوب ،وكذلك إذا
كان النسان ضعيفا أو مريضا أو ما شابه ذلك أو أراد أن يأخذ معه بعض
سن منهم ح َ
ست َ ْ
شقّ عليهم الذهاب وهم َيمشون أو ل ي ُ ْ نسائ ِهِ وأولِده الذين ي َ ُ
ذلك أو ما شابه ذلك فل بأس ِبذلك ِبمشيئة الله أما عندما يكون المشي
دل إلى غيره. سرا فل ينبغي أن ي ُعْ َ مت َي َ ّ
ُ
س :وماذا عن المرأة أيضا ..هل َتخُرج ِلصلة العيد ؟
118
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ج :نعم ،هكذا ثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-في
مَر صلوات الله وسلمه عليه النساء أن َ
الحديث الصحيح الثابت عنه ،فقد أ َ
حّيض ِبأن َيخُرجن إلى صلة العيد مع َيخُرجن لصلة العيد حتى أّنه أمر ال ُ
ن دعوة الخير مع جل أن َيشهَد ْ َ نأ ْ م ْ صّلين في ذلك الوقت ِ أّنهن ل ي ُ َ
ن بتكبيرهم ،فالنساء ينبغي َلهن ذلك ،وقد اختَلف المسلمين وأن ي ُك َب ّْر َ
العلماء في هذا الخروج:
من قال: من قال :إنه مستحب .ومنهم َ من قال :إنه واجب .ومنهم َ منهم َ
إنه مباح.
ن ذلك منسوخ " ،ول دليل على من قال :إنه مكروه ..قالوا " :إ ّ ومنهم َ
ي بالدليل ول سبيل له إليه البّتة. سخ فعليه أن َيأت ِ َ عى الن ّ ْ من اد ّ َ النسخ أبدا َ ..
من قال :يباح حب في حقّ النساء الكبيرات ،ومنهم َ من قالُ :يست َ ومنهم َ
من الجمال ،أما ن شيٌء ِ ن ،وهكذا ِبالنسبة إلى النساء اللتي لم يكن فيه ّ له ّ
ما ل ينبغي. م ّبالنسبة إلى النساء الصغيرات ولسيما الجميلت فهذا ِ
ص الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه ف ِلن ّ خِال ٌ م َ
و-على كل حال-هذا ُ
ماذا صغار ،فل أدري ل ِ َ صيص على خروِج ال ّ وعلى آله وسلم ،فالحديث فيه الت ّن ْ ِ
ث النبي صلى الله عليه وعلى آله ي ُؤَْتى ِبمثل هذه القوال المخاِلفة ِلحدي ِ
ه له ،والقول بالنسخ ل دليل وصحبه وسلم ،فالقول ِبالكراهة قول ل وج َ
ت إليه ،وهكذا بالنسبة إلى القول بالباحة أو ف َ عليه ،ول ينبغي لحد أن ي َل ْت َ ِ
ما ل م ّمن كان حاُله كحال ِِهن ،فهذه القوال ِ بالتخصيص بكبيرات السن و َ
شْرط أل ّ مَر به النبي ب ِ َ َ ينبغي أن ي ُل ْت َ َ
ت إليها بل ينبغي المُر ِبذلك كما أ َ ف َ
ة شاملة لكل شيٍء سواًء جن بزينةٍ أو ِبعطرٍ أو ما شابه ذلك والزين ُ خُر ْ يَ ْ
خرة أو ِباستعمال العطور أو ما شابه ذلك .. س الثياب الفا ِ ُ
كانت زينة ب ِلب ْ ِ
مت َعَط َّرة أو ما مت ََزي َّنة ُخرجت ُ من َ مت ََزي َّنات ،أما َ ن ُ ج َ خُر ْ ط أل ّ ي َ ْشْر ِ الحاصل ب ِ َ
فخال ِ ٌ م َ هأ َ َ
شد ّ الّنهي ،فهو ُ ما ي ُن َْهى عَن ْ ُ م ّسَنة فهذا ِ ح َ شابه ذلك أو في حالةٍ َ
مَرها النبي صلى الله َ مخاَلف ً
خُرج المرأة-كما أ َ خة ،فإما أن ت َ ْ صارِ َة َ ِللسّنة ُ
سة اللباس الشرعي المعروف الذي مت ََزي َّنة ولب ِ َ عليه وعلى آله وسلم-غير ُ
كر تلك مح لي ب ِذِ ْ طه في سّنة النبي وأرى الوقت ل َيس َ ت شرو ُ جاء ْ
ن ذلك ليس كرها ِبمشيئة الله في مناسبةٍ أخرى فإ ّ جميعا فل َعَل َّنا ن َذ ْ ُ الشروط َ
ص
ن ب َي ِْتها وقد تلتقي بشخ ٍ م ْ خُرج المرأة ِ ل هو شامل عندما ت َ ْ صا بالعيد ب َ ْ خا ّ
ح َلها أن ص ّت المرأة بلباسها الشرعي الذي ي َ ِ ج ْ خَر َ أجنبي منها ،فإذن إذا َ
ما َ
م ّ حاِرمها فذلك ِ م َ من الجانب وذلك-طبعا-مع َ حد ِ ج به عندما َتلتقي ب ِأ َ خُر َ تَ ْ
ض أو نفاس أو مُر ِبه في السّنة سواًء كانت هذه المرأة في حالةِ حي ٍ ي ُؤْ َ
شَهد الصلة كانت طاهرة لكن إذا كانت في حالة حيض أو نفاس فإّنها ل ت َ ْ
شهَد ُ ث عن النبي-صلوات الله وسلمه عليه-وإّنما ت َ ْ كما ثبت ذلك في الحدي ِ
هم ..ت ُك َّبر-طبعا-في نفسها وَل َْيس الخير ودعوةَ المسلمين وت ُك َّبر ب ِت َك ِْبيرِ ِ
كالرجال الذين ي َْرفَُعون أصوات َُهم؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
س :إذا َلم َتخُرج المرأة ِلصلة العيد ،هل ُتصّليها في بيتها ؟
119
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جماعةِ المسلمين كما ثبت ذلك عن صّلى صلة العيد في َج :الصل أن ت ُ َ
ن َلم َتخرج كما هو الحال عند كثير
النبي-صلوات الله وسلمه عليه-ولكن إ ْ
صّلت في بيتها ركعتين 1فل بأس ِبمشيئة من الناس في هذا الزمان ..إن َ
ن الصلة تكون في جماعة وأقصد بالصلة الله-تبارك وتعالى-لكن الصل أ ّ
صلة العيد.
من لم يصل صلة العيد ؟
س :ماذا على َ
ت هي:
ج :على كل حال؛ صلة العيد-كما قل ُ
من أهل العلم ،وهو قول قوي. -1واجبة على العيان ،على رأي طائفة ِ
من السنن المؤكدة. -2وبعضهم َيقول :هي ِ
من الواجبات الكفائية. من َيقول :هي ِ -3ومنهم َ
ومهما كان ل ينبغي للنسان أن ُيفّرط في ذلك أبدا ..القول بالوجوب
من َيقول ِبالسّنة المؤكدةالعيني قول قوي جدا ،و-أيضا-حتى على قول َ
فليس للمسلم أن ُيفّرط في مثل هذه المور ..الرسول َ يخُرج إليها
حّيض أن َيخُرجن إلى المصلى وإن ك ُ ّ
ن مر حتى النساء اله ُ ث أصحاَبه وَيأ ُ
وَيح ّ
ما ل يمكن أن م ّ
خص ِللقاِدر في ذلك هذا ِ ل ُيصّلين ومع ذلك ُيم ِ
كن أن ُنر ّ
من وقع في ذلك في الماضي أن َيتوب إلى الله وأن نقول به أبدا ،فعلى َ
جع إليه ؛ والله ولي التوفيق. َير ِ
ص في المناوبة مثلمن فاتته صلة العيد ..كأن يكون شخ ٌ س :كيف َيصَنع َ
م العيد مع الجماعة ،فهل له أن يصليها منفردا فيما بعد ؟
وفاتته الصلة يو َ
ومتى يكون قضاؤها ؟
ت النهي المعروف وذلك بعد أن ج :على كل حال؛ صلةُ العيد وقُتها بعد وق ِ
در تقريبا باثنتي عشرة ن ذلك ُيق ّترتفع الشمس بمقدار قيد رمح وقلنا " :2إ ّ
من هذا الوقت َيدخل وقت صلة العيد وَينتهي قبل دقيقة أو ربع ساعة " ِ ..
الزوال ِبلحظة ..هذا هو وقتها ،فالصل أن ُيصلي النسان مع جماعة
من المورمن مرض ونحوه أو ِ المسلمين ولكن إن كان هنالك عذٌر لبد منه ِ
التي ل يمكن أن َيخرج فيها مثل كبعض الناس الذين يكونون في
المستشفيات وهنالك ضرورة ملحة لن يبقى الطبيب في المستشفى:
ن النسان إذا لم َيخرج إلى الصلة ض العلماء َيقول :إ ّ فعلى كل حال بع ُ
قه أن ُيصّلي صلة من السباب ل ُيشرع في ح ّ خر لسبب ِ خرا أو تأ ّ
وجاء متأ ّ
العيد ،وذلك لنها ُتشَرع في جماعة المسلمين وإذا لم ُيصّلها في جماعة
ي بها.
قه أن َيأت ِ َالمسلمين فل ُيشَرع في ح ّ
من قالُ :يصليها كصلة العيد ..أي ركعتين بالتكبير المعروف. ومنهم َ
-1وفي ذلك تفصيل َذَكَره الشيخ عند جوابه على السؤال .9
-2عند الجواب على السؤال ِ 1من حلقة 25رمضان 1425هـ ) يوافقه 9نوفمبر 2004م (.
120
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ث أحد َ صحابته وهو ثوبان-رضوان الله تبارك وتعالى عليه-بكثرة السجود وح ّ
ط عنه بها سيئة. وبّين له صلوات 1...سجدة ً إل َرفع الله له بها درجة وح ّ
ط به السيئات ،وقد ن الله َ يرَفع به الدرجات وَيح ّ وهكذا شأن النفل ،فإ ّ
جاءت في ذلك أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
وسلم ،ول أرى حاجة بالطالة بذكرها.
م به الفرض فإن كان هنالك َنقص م ُ
ن النفل ي ُت َ ّوقد جاء في بعض الحاديث أ ّ
مها يوم القيامة بالنفل. ن الله ُ يت ّ وقع في بعض الفرائض فإ ّ
فل ينبغي لحد أن يتهاون بالنوافل ،ولسيما تلك التي ثبتت عن النبي صلى
الله عليه وعلى آله وسلم.
كدة التي جاءت من تهاون بالنوافل الراتبة المؤ ّ سئل بعض العلماء ع ّ وقد ُ
سئل عن النبي فقال " :هو رجل سوء " وبّين بأنه ل َيقَبل له شهادة ،و ُ
كدة الثابتة عن النبي فذكر من َيتهاون بالسنن المؤ ّ بعض العلماء-أيضا-ع ّ
ن الله-تبارك وتعالى-أعلم به وهو مات يوم رضوان الله-تبارك وتعالى-عليه أ ّ
كدة عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله مات متهاونا بهذه السنن المؤ ّ
من ذلك ،أو ما شابه هذا المعنى.2 وسلم-وأنه ُيخشى عليه ِ
فينبغي للنسان-إذن-أن ُيحاِفظ على تلك السنن الراتبة وُيحاِفظ على تلك
فر الله له مات قد غَ َ السنن التي كان ُيحاِفظ عليها النبي مع أنه-كما قل ُ
ص سّنة النبي- ص كتاب الله-تبارك وتعالى-وبن ّ خر ،بن ّ من ذنبه وما َتأ ّدم ِ َتق ّ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم-الثابتة ثبوتا ل شك فيه.
ددة مبثوثة في كتب السنن. وهذه السنن كثيرة ومتع ّ
وينبغي للنسان أن ُيحاِفظ عليها على حسب ما كان ُيحاِفظ عليها النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..هكذا ينبغي في السنن بل حتى في
الواجبات ..ينبغي للنسان أن يأتي بها على حسب ما كان يأتي بها النبي
..يأتي بالواجبات وبالسنن على حسب ما كان يأتي بها النبي صلى الله
من حيث من حيث السبب ،ويراعيها ِ عليه وعلى آله وسلم ..يراعيها ِ
من من حيث النوع ،ويراعيها ِ من حيث العدد ،ويراعيها ِ الجنس ،ويراعيها ِ
من حيث المكان ..يراعي هذه المور جميعا ،فيأتي حيث الزمان ،ويراعيها ِ
بعباداته على حسب ما كان النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-يأتي بها
عليه في المور التي ذكرناها جميعا ،وهي تحتاج إلى تفصيل طويل ،فلعل
ن علينا بأن نتكلم على هذه المور الستة بكلم أطول الله-تبارك وتعالىَ-يم ّ
ضح بها المقام؛ والله-تبارك ما هنا ونضرب على ذلك بعض المثلة التي ي َت ّ ِ م ّ
ِ
وتعالى-المستعان.
س :نودّ منكم تعريفا للسنن المؤكدة ..ما هي السنن المؤكدة 3؟
-1وقع هنا-للسف-انقطاع لخلل أثناء إرساله ِمن التلفزيون ،ويبدو أنه غير مؤّثر في جواب الشيخ.
-2وقد بّين الشيخ مراد هؤلء العلماء عند جوابه على السؤال ِ 4من حلقة 13رمضان 1425هـ يوافقه 28أكتوبر
2004م (.
طِرحَ
عّدل السؤال إذ ُ
ن الشيخ لم يتكلم عن السنن الرواتب في جوابه بل تكلم عن السنن المؤكدة فقط فإنه ُ-3نظرا إلى أ ّ
في الصل هكذا " :نوّد منكم تعريفا للسنن الرواتب ..ما هي السنن الرواتب ؟ " ،مع العلم أنه تكلم عن الرواتب-بحمد
122
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
دد لها شرعا ؟! كل ّ ..ل ُيراد هو بمعنى ِفعل العبادة بعد خروج وقتها المح ّ
ُ
ذلك بهذا ،وكذلك جاء في بعض الروايات ) :إذا أقيمت الصلة فل تأتوها
وأنتم تسعون فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا ( وفي بعض الروايات) :
موا ( وقد احتج بعض العلماء بالتمام على معنى واحتج بعضهم على َ
فأت ِ ّ
معنى-كما هو المعروف في كتب الفقه-ول ينبغي الحتجاج بمثل ذلك ..
ن الحديث قد جاء بلفظ واحد واللفظ الثاني مروي على أنني أقول أ ّ
كن أن من الحاديث التي تأتي بألفاظ مختِلفة ل ُيم ِ بالمعنى ،وهكذا في كثير ِ
ن القضية واحدة ..نعم إذا اختلفت القضايا دة أحكام مع أ ّ ع َّنحَتج بها على ِ
من أن ت َُتدّبر ،وكذلك كن الجمع بينها ..فهذه أمور لبد ِ كن ذلك إذا لم ُيم ِ فُيم ِ
ن رسول الله ما جاء عن السيدة عائشة رضي الله-تبارك وتعالى-عنها " :س ّ
ج بذلك ونقول " :جاء طر " ل ُتريد بذلك أنها سّنة ويمكن أن نحت ّ ف ْ زكاة ال ِ
في بعض الروايات التصريح بالوجوب وفي بعضها جاء التصريح بالسّنة فإذن
جح " ،إلى من ُير ّ من يقول بالنسخ ومنهم َ الحاديث هاهنا متعاِرضة منهم َ
ل ،بل معنى ذلك أنها ثبتت بالسّنة وإن كانت هي واجبة في غير ذلك ..ك ّ
من المثلة الكثيرة جدا جدا التي ينبغي التنبه لها، حقيقة ذاتها ،إلى غير ذلك ِِ
ِِ
هرفي كلم السلف-أيضا-الحكم بوجوب أمر والظا ِ فإذن هكذا ..عندما َنجد
ن ذلك مخاِلف للسّنة الصحيحة ل ينبغي أن َنتسّرع وَننسب إليهم المخاَلفة أ ّ
ظهم على حسب ما تدل عليه مل ألفا َللسّنة الصحيحة الثابتة ما أمكن أن َنح ِ
تلك الدلة.
ن هذه سّنة ،ففي حديث السيدة أم حبيبة بي َّنت فهاهنا الدلة واضحة تدل بأ ّ
من السنن ،وهكذا في حديث السيدة عائشة-رضي الله تبارك وتعالى بأنها ِ
منن هذه ِ من رواية تدل دللة صريحة ِبأ ّ من أكثر ِ عنها-وجاء ذلك عنها ِ
من الواجبات. ت ِ السنن وليس ْ
ن تلك من السلف الحكم بكراهة بعض المور مع أ ّ وهكذا َنجد في كلم كثير ِ
المور محّرمة بنصوص واضحة جلية فهم ل ُيريدون بالكراهة هاهنا الكراهة
المعروفة عند الفقهاء والصوليين ،وإنما يريدون بالكراهة التحريم ،إلى غير
من المعاني التي ل يّتسع المقام لذكرها الن كما أنه ل يّتسع لذكر ذلك ِ
الدلة التي تدل على ما ذكرناه ،وعسى أن نبّين ذلك في مناسبة أخرى،
من بعض العلماء فالمقام يقتضي ذلك ،لكثرة وقوع الخطإ في هذه المسألة ِ
فضل عن غيرهم.
من الصحابة والتابعين كما أنه عند نسبة القوال إلى بعض العلماء السابقين ِ
حةظر أّول وقبل كل شيء في ص ّ جد لهم مؤلفات ينبغي أن َنن ُ الذين ل ُتو َ
تلك الروايات التي ُرويت عن أولئك الصحابة والتابعين ،فإننا َنجد كثيرا في
من أهل العلم َيروون بعض الروايات عن بعض ن كثيرا ِ كتب الخلف 1أ ّ
حصوا تلك الروايات هل تلك النسبة من غير أن ُيم ّ الصحابة أو التابعين ِ
صحيحة أو ليست بصحيحة ،وهذا موجود في كتب التفسير وفي كتب الفقه،
-1لعل الشيخ قصد أن يقول " :كتب الفقه ".
124
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
سب إلى أولئك من تلك القوال التي ُتن َ ن طائفة كبيرة ِ إلى غير ذلك ،مع أ ّ
من معرفة الثابت الصحابة الكرام وإلى أولئك التابعين ل َتثبت عنهم ،فلبد ِ
من طرق ل تقوم ض الروايات ِ ضهم بع ُ
كذب عليهم ،وجاء عن بع ِ عنهم ،فقد ُ
جة، ما ل تقوم به الح ّم ّ
جة لضعف رجالها أو لتدليسهم ،إلى غير ذلك ِ بها الح ّ
فينبغي الّتنّبه لذلك ،وأل ّ َننسب إلى الصحابة أو غيرهم إل ما ثبت عنهم،
رض عن ذلك على الطلق ،وإما أن ُيبّين من ل يستطيع ذلك إما أن ُيع ِ وعند َ
من ذلك وإنما ذ َك ََرهُ على حسب ما ذلك بطريقة َيظَهر منها بأنه لم َيتثّبت ِ
سب إليهم؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. نُ ِ
دة والبعض ذهب إلى أنها واجبة ..س :أنتم تحدثتم عن سّنة الفجر وأنها مؤك ّ َ
الن بالنسبة لسّنة الفجر ،ما حكم صلة سّنة الفجر أثناء صلة المام
الفريضة ؟
كدة ،للحاديث الكثيرة التي دّلت على ج :نعم سّنة الفجر سّنة مؤ ّ
من سّنة النبي صلى الله ضلها-أيضا-الكثير الطيب ِ ذلك ،وقد جاء في ف ْ
من عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،فل ينبغي لحد أن ُيفّرط فيها بحال ِ
من الدنيا وما فيها ة الفجر خير ِن النبي قال عنها ) :سن ّ ُ الحوال ،ويكفي أ ّ
ضل ما ل من الف ْ ( ..هكذا ثبت عنه صلوات الله وسلمه عليه ،وفي هذا ِ
ضل.من أراد الف ْ َيخفى على َ
فسّنة الفجر ُتشَرع بطلوع الفجر ،فإذا طلع الفجر فإنها ُتشرع في ذلك
الوقت ..هذا هو الوقت الذي كان َيفعلها فيه النبي صلى الله عليه وعلى
آله وصحبه وسلم.
من قال بأنها ُتشَرع قبل ذلك فل دليل له ،بل هو مصاِدم للدليل أّيما أما َ
من أخذ بذلك في الماضي مصاَدمة ،فل ينبغي لحد أن َيأخذ بذلك ..نعم َ
فليستغفر ربه ول شيء عليه ،أما بالنسبة إلى المستقبل فل ينبغي لحد أن
ت-للسّنة الصحيحة الثابتة عن النبي َيأخذ بذلك مع مصاَدمة ذلك-كما قل ُ
ث ُُبوتا ل شك فيه.
وسّنة الفجر كان ُيصليها النبي في ذلك الوقت ،وكان َيخت ِ
صر فيها
كن السيدة عائشة-رضي الله تبارك وتعالى عنها-كانت تش ّ القراءة حتى أ ّ
من هنا قد اختلف العلماء هل ُيشَرع للنسان هل أتى بالفاتحة فيها أو ل ،و ِ
أن َيقَرأ فيها أو أنه ل ُتشَرع فيها القراءة ؟
من من قال :إّنه ُيصليها ول ُيشَرع له فيها القراءة ،وهو قول ِ -1فمنهم َ
الضعف بمكان.
-2وبعضهم قالُ :يشَرع أن يأتي فيها بالفاتحة فقط ،وهو-أيضا-مصاِدم
للدليل ،كما سيأتي بمشيئة الله تبارك وتعالى.
من قال :إنه ُيشَرع للنسان أن َيقرأ فيها الفاتحة وَيقرأ فيها شيئا -3ومنهم َ
من اليات القصيرة ،وهذا هو الصحيح الثابت ،فقد من السور القصيرة أو ِ ِ
كان النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-يأتي فيها بسورة الكافرون في
الركعة الولى وبسورة الخلص في الركعة الثانية ..هذا في بعض الحوال،
125
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مّنا ...وكان يأتي في بعض الحيان بقول الله تبارك وتعالىُ :قوُلوا آ َ
.. 1بالية ] [ 136التي في سورة البقرة ،وفي الركعة الثانية كان يأتي
بالية الثانية والخمسين 2في بعض الروايات 3وفي بعض الروايات بالية
من سورة آل عمران .. 5كان هكذا صلوات الله وسلمه الرابعة والستينِ 4
عليه َيختصر القراءة.
-4وذهب بعض أهل العلم أنه يأتي فيها بسورة أو بآية ول يأتي بفاتحة
الكتاب.
حها أنه يأتي بفاتحة الكتاب وبسورة أو آية قصيرة، فهذه أربعة أقوال ،أص ّ
كما ثبت ذلك عن النبي ، أما السورة فأمرها واضح بما ذكرناه ِ
من
السور التي كان يأتي بها النبي ، وأما بالنسبة إلى الفاتحة فذلك واضح
من حديث ) :ل صلة إل بفاتحة الكتاب ( ،وهو صحيح ثابت عن النبي ِ
وِبحديث ) :كل صلة ل ُيقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج فهي خداج فهي
ضمن بقية خداج ( ،وهو حديث صحيح ثابت عن النبي ، فهي داخلة في ِ
من الحاديث الكثيرة الدالة على ل هذان الحديثان وغيرهما ِ الصلوات التي د ّ
مشروعية قراءة الفاتحة فيها.
وبقية القوال ل دليل عليها ،ولعل الذين قالوا يأتي بسورة قصيرة أو بآية
ك هل قصيرة أخذوا ذلك مما ذكرُته عن السيدة عائشة فقالوا إذا كانت تش ّ
صر أتى بفاتحة الكتاب فإنه إذا أتى بهذه السورة معنى ذلك أنه كان َيقت ِ
ك في الفاتحة فكيف يمكن أن يأتي بالفاتحة عليها إذ ْ إنه إذا كانت تش ّ
مل قول السيدة عائشة-رضي الله تعالى وبسورة أو آية بعدها ،ولكننا َنح ِ
عنها-على المباَلغة في الختصار في صلة النبي لهذه الصلة.
ض العلماء إلى أنه ينبغي للنسان أن ُيطيل القراءة فيها هذا وقد ذهب بع ُ
ولو قرأ في كل سورة ِبجزء كامل ،وهو قول ضعيف مصاِدم للحديث الثابت
ت سابقا :إنه ينبغي للنسان أن ُيطّبق السّنة على عن النبي ، وقد قل ُ
مَيتها وكيفيتها وعددها إلى غير ذلك مما حسب ما جاء عن النبي في ك ِ ّ
صر القراءة في هذه الصلة-على حسب ما ذكرُته ،فإذا كان النبي َ يخت ِ
ط َوَما ُأوِت َ
ي سَبا ِ
ب َوال ْق َوَيْعُقو َ حَسَل َوِإ ْ
عي َسَما ِ
ل ِإَلى ِإْبَراِهيَم َوِإ ْ ل ِإَلْيَنا َوَما ُأنِز َ -1قال ال تعالىُ :قوُلوا آَمّنا ِبا ِ
ل َوَما ُأنِز َ
ن. سِلُمو َ
ن َلُه ُم ْ
حُ حٍد ّمْنُهْم َوَن ْن َأ َق َبْي َ
ل ُنَفّر ُن ِمن ّرّبِهْم َ ي الّنِبّيو َ
سى َوَما ُأوِت َ عي َ
سى َو ِ ُمو َ
ل آَمّنا ِبا ِ
ل صاُر ا ِ
ن َأن َ
حُ ن َن ْ
حَواِرّيو َل اْل َ
ل َقا َ
صاِري ِإَلى ا ِ ن َأن َ ل َم ْ سى ِمْنُهُم اْلُكْفَر َقا َعي َس ِ ح ّ-2قال ال تعالىَ :فَلّما َأ َ
ن. سِلُمو َ
شَهْد ِبَأّنا ُم َْوا ْ
-3قال الشيخ عند جوابه على السؤال ِ 2من حلقة 26رمضان 1425هـ ) يوافقه 10نوفمبر 2004م ( " :المراد الية
ي أنه َيحتاج إلى نظر هل كان الرسول َ يقرأ هذه الية ِبكامِلها أو أنه َيقرُأ الجزءَ التي في سورة آل عمران لكن َبِق َ
ث إنه جاء في الروايِة المروية عن الرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم :آَمّنا ِ .. ...من هذا الخيَر منها ؟ حي ُ
ن .. هذا الجزء فقط بعد فاتحة الكتاب كما هو سِلُمو َشَهْد ِبَأّنا ُم ْل َوا ْ خِر الية ،فهل كان َيقرُأ ... : آَمّنا ِبا ِ إلى آ ِ
الظاِهُر ِمن الرواية أو أنه كان َيقرأ الية ِمن أّولها ؟ فهذا ُمحتِمل ".
-4قال الشيخ عند جوابه على السؤال ِ 2من حلقة 26رمضان 1425هـ ) يوافقه 10نوفمبر 2004م ( " :الرواية الثانية
الية الرابعة والستين ِمن سورة آل عمران وهذه الرواية الثانية فيما َيظهر ِلي ِبأنها شاّذة ".
-5قال الشيخ " :النعام " بدل ِمن " آل عمران " وهو سبق لسان نبه عليه في حلقة 26رمضان 1425هـ ) يوافقه 10
نوفمبر 2004م (.
126
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
كدة سّنة الفجر سنن المؤ ّ من ال ّن ِ وفعله صلوات الله وسلمه عليه ،وبي َّنا 3أ ّ
كدة أخرى ،ولكّنها ليست مقّيدة باليوم وسّنة الوتر ،وهنالك-أيضا-سنن مؤ ّ
والليلة ،وإنما ُتفَعل لبعض السباب ..عندما توجد تلك السباب فإنه ُيؤتى
بها ،وليس كلمنا في ذلك في هذا الوقت.4
ظب عليها النبي سنن التي كان ُيوا ِ سنن الراتبة فهي ال ّ ما بالنسبة إلى ال ّ أ ّ
ظب عليها في السفر والحضر. كدة فإنه كان ُيوا ِ في حضرهِ ،بخلف المؤ ّ
ن-النبي لم َيترك سّنة الفجر والوتر ل في سفره ول و-قد ُقلت :5إ ّ
حضره.
مع فإنه لم ج ْل الوتر في ليلة َ ض الروايات أنه لم ُيص ّ من بع ِ ما ما ُيؤخذ ِأ ّ
من الحاديث ُيصّلها في ذلك الوقت ،والظاهر أنه صلها بعد ذلك ،أخذا ِ
ظب على الوتر في أسفاره ن النبي كان ُيوا ِ صّرحت بأ ّ الخرى التي َ
من التعارض صلوات الله وسلمه عليه ،وإذا وجدنا أدلة في ظاهرها شيء ِ
ت عليه ..هذا إذا مع َ ْ
شمل تلك الدلة ونأخذ ِبما اجت َ مع بْين َ فإنه ينبغي أن َنج َ
كن-بحمد الله-في هذه القضية ،وللطالة في ذلك مم ِ كن ذلك ،وهذا ُ َأم َ
موضع آخر.
ظب عليها في حضره، سنن الرواتب فالنبي كان ُيوا ِ أما بالنسبة إلى ال ّ
وقد أمر بها أيضا ،كما جاء ذلك في حديث السيدة أم حبيبة أم المؤمنين-
منت فيه عن النبي قالَ ) : رضي الله تبارك وتعالى عنها-الذي ذكَر ْ
حافظ على اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته ُبني له بيت في الجنة ( وفي
-1وقد تعرض الشيخ له-بحمد ال تعالى-عند جوابه على السؤال ِ 3من حلقة 13رمضان 1425هـ ) يوافقه 28أكتوبر
2004م (.
-2عند الجواب على السؤال ِ 2من حلقة 12رمضان 1425هـ ) يوافقه 27أكتوبر 2004م (.
-3عند الجواب على السؤال ِ 2من حلقة 12رمضان 1425هـ ) يوافقه 27أكتوبر 2004م (.
-4تكلم الشيخ عن بعضها عند الجواب على السؤال ِ 2من هذه الحلقة ] ص ،[ 7وتكلم-أيضا-عن بعضها عند الجواب
على السؤال ِ 1من حلقة 25رمضان 1425هـ ) يوافقه 9نوفمبر 2004م (.
-5عند الجواب على السؤال ِ 2من حلقة 12رمضان 1425هـ ) يوافقه 27أكتوبر 2004م (.
128
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
بعض اللفاظ ) :بنى الله له بيتا في الجنة ( ،والحديث صحيح ،رواه مسلم،
من أئمة الحديث ،ل أرى داعيا لذكرهم في هذا الوقت ،وقد وطائفة كبيرة ِ
سنن-أيضا-في حديث السيدة عائشة رضي ظبة على هذه ال ّ جاءت الموا َ
الله-تعالى-عنها ،وهو حديث صحيح ثابت عن النبي َ ، روَْته جماعة كبيرة
من أئمة الحديث ،وكذلك جاء ذلك عن البراء بن عازب في بعضها ،وجاء ِ
في بعضها-أيضا-عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري-رضي الله تبارك وتعالى
دد بعض الركعات. عنهما-على اختلف يسير في عَ َ
سنن المؤ ّ
كدة. من ال ّ ت هي ِ سّنة الفجر هي ركعتان ،و-كما قل ُ
سنن الراتبة التي هي قبل الفرائض وبعد الفرائض: أما ال ّ
ت الحاديث .. قْبلّية التي هي قبل فريضة الظهر ،وقد اختلف ْ فمنها السّنة ال َ
منها ما جاء أّنها أربع ركعات ،ومنها ما جاء أّنها ركعتان ،فقد جاء عن السّيدة
ن النبي كان ُيصلي أربعا ،وكذلك عائشة-رضي الله تبارك وتعالى عنها-أ ّ
جاء في حديث السّيدة أم حبيبة-رضي الله تعالى عنها-وهو حديث قولي أّنه
ذ َك ََر منها أربعا قبل الظهر ،وجاء في حديث ابن عمر وفي حديث أبي سعيد
الخدري-رضي الله تعالى عنهما-وهما حديثان صحيحان أنه كان ُيصلي
دل على هذا ومنها على ركعتين قبل الظهر ،وهنالك أحاديث أخرى منها ما ي ّ
ن الصحيح منها ما ذكرناه ،وقد اختلفت كلمة أهل العلم في الجمع ذاك ،ولك ّ
بين الرواية التي فيها الربع والرواية التي فيها الركعتان:
ن السّيدة عائشة-رضي الله تبارك وتعالى عنها- من قال :إ ّ من العلماء َ -1ف ِ
حكت ما شاهد َْته وحكى ابن عمر و-كذا-أبو سعيد-رضي الله عنهما-ما
شاهداه ،وهذا ليس بقول مستقل في حقيقة الواقع ،إذ إّنه َيرجع إلى بعض
القوال التية بمشيئة الله تبارك وتعالى.
ن ابن عمر-رضي الله تبارك وتعالى عنهما-قد نسي من قال :إ ّ -2ومنهم َ
ت ذلك السّيدة عائشة رضي الله-تبارك وتعالى- فظ َ ْ ح ِ
خَري َْين ،و َ الركعتين ال ُ ْ
سنن التي جاءت عن ب أن َينسى بعض الصحابة بعض ال ّ ج ٍعنها ،وليس ِبع َ
ن هذا-في ددة ل أرى داعيا ليرادها الن ولك ّ النبي ولذلك أمثلة متع ّ
مل الحديثكن أن ُيح َ صار إليه إل ّ إذا لم ُيم ِ ف الصل ل ي ُ َ حقيقة الواقع-خل ُ
ت لم يتفّرد بذلك، ن ابن عمر-كما قل ُ على ما ُروي عن ذلك الصحابي ،على أ ّ
1
فقد رواه أبو سعيد عند المام الربيع رحمه الله تبارك وتعالى .
من حكى الربع-وهي السيدة عائشة رضي الله تعالى ن َ من قال :إ ّ -3ومنهم َ
من الصحابة-فحكى ما كان َيفعله النبي في عنها وحكى ذلك أيضا غيرها ِ
من حكى أّنه كان ُيصلي ركعتين ما كان َيفعله في البيت ،بينما حكى َ
المسجد ،فقد كان ُيصلي في البيت أربعا وكان يصلي في المسجد ركعتين.
من قال :إّنه كان ُيصلي ركعتين في البيت وكان يصلي ركعتين في -4ومنهم َ
من حكى الربع فقد قامت لديه الحجة بالركعتين اللتين كان المسجد ،ف َ
ُيصليهما في المسجد وما شاهده في البيت أو بما شاهده في المسجد وما
من حكى ما شاهده من طريق آخر أنه كان ُيصليه في البيت ،أما َ علم به ِ
في المسجد فحكى الركعتين اللتين شاهدهما ولم َيعلم بالركعتين اللتين
صلهما في البيت.
من قال :كان ُيصلي تارة أربعا-وهو الغلب-وكان تارة ُيصلي -5ومنهم َ
ركعتين.
من قال :كان ُيصلي أربعا وُيصلي ركعتين تحية المسجد ،فالسّنة -6ومنهم َ
قْبلّية هي الربع ،أما الركعتان فهما تحية المسجد. ال َ
ن الربع هي-في حقيقة الواقع-الصلة التي بعد زوال من قال :إ ّ -7ومنهم َ
قْبلّية فهي السّنة التي حكاها ابن عمر وأبو سعيد الشمس ،أما السّنة ال َ
الخدري رضي الله-تبارك وتعالى-عنهما.
ن سط عليها الدلة وأن َنذ ُ َ
كر ما لها وما عليها ،ولك ّ ن َنب ُوهذه القوال َيحتاج أ ْ
المقام ل َيكفي لذلك.
من الربع فل ينبغي له أن ُيفّرط في كن ِ ن النسان إذا كان َيتم ّ وأرى أ ّ
ن ذلك ثابت ل شك فيه عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الربع ،ل ّ
وإذا دخل المسجد إذا كان قد صلى الربع في البيت فإنه ُيصلي ركعتين
من الوقت في أن يأتي بالربع تحية المسجد ،أما إذا لم يكن هنالك مّتسعٌ ِ
فإنه ُيصلي ركعتين وُيجزيه ذلك بمشيئة الله تبارك وتعالى.1
من طريق السّيدة أما بالنسبة إلى السّنة الب َعْدَِية بعد الظهر فقد ثبت ِ
من طريق ابن عمر وعن طائفة-أيضا -كبيرة عائشة-رضي الله تعالى عنها-و ِ
من الصحابة أنه كان ُيصلي ركعتين ،وكذلك جاء في الحديث القولي عن أم ِ
حبيبة-رضي الله تبارك وتعالى عنها-وهو حديث صحيح ثابت.
من طريق أم حبيبة-أيضا-ذِك ُْر الربع وهو حديث قولي ولكن في وقد جاء ِ
من أهل العلمَ-نظٌر عندي ،فأخشى أن تكون ححته طائفة ِ حة ذلك-وإن ص ّ ص ّ
من حيث المتن وإن كان إسنادها نظيفا. هذه الرواية شاّذة ِ
فالذي نستطيع أن َنجزم به هو الركعتان.
سنن الراتبة ،وأما ما عدا من ال ّ ن الركعتين ِ وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أ ّ
من السّنة الراتبة. فل الذي فيه خير كثير وإن لم يكن ِ من التن ّ ذلك ف ِ
من الزيادة على الركعتين ،إذ ل دليل هنالك ن النسان ل ُيمنع ِ ول شك بأ ّ
ث عليه ،أما أن َيزيد على المنع ،وإنما َنحكي ما كان َيفعله النبي وما ح ّ
من الرواتب التي أمر بها مل ذلك على أّنه ِ من غير أن َيح ِ النسان على ذلك ِ
منما ل إشكال فيه إن لم يكن ذلك الوقت ِ م ّ النبي أو كان َيفعلها فذلك ِ
الوقات التي ُينهى عن الصلة فيها ول نهي عن الصلة في هذا الوقت.
-1قال الشيخ عند جوابه على السؤال ِ 1من حلقة 14رمضان 1425هـ ) يوافقه 29أكتوبر 2004م ( " :أّما َما جاء عن
ن ذلك أّنه كان ُيؤّدي في المسجد سّنة تحية المسجد ".
ض الحوال وُيمِكن أن َيكو َ
ل ذلك على بع ِ
ابن عمر فُيمِكن أن ُيحَم َ
130
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
قْبلّية،
وأما بالنسبة إلى العصر فذهب بعض أهل العلم إلى القول بالسّنة ال َ
سب إلى النبي ، وأقواها ما جاء ددة ُتن َوقد جاءت في ذلك روايات متع ّ
منمن طريق ابن عمر ،وقد جاء ذلك-أيضاِ - من طريق علي بن أبي طالب و ِ ِ
من طريق أم حبيبة ،وجاء ذلك- طريق ميمونة أم المؤمنين ،وجاء-كذلكِ -
ن هذا الحديث ل أرى أّنه َيبلغ إلى مرتبة من غير هذه الطرق ولك ّ أيضاِ -
وت رواية ابن عمر ورواية من أهل العلم قد قَ ّ جَية ،وإن كانت طائفة ِ ح ّال ُ
دي ل َيثبتان حتى ِبمجموع الطريقين ،ولتفصيل ذلك ق ِ
علي ،ولكّنهما في ن َ ْ 1
132
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
فل وبالنسبة إلى الِعشاء فإّنه ليس هنالك سّنة قَْبلّية وإنما هنالك محض التن ّ
الذي أشرنا عليه ،فالحال فيها كالحال في صلة العصر.
ت ركعتان عن النبي بقوله وفعله ،فهي وأما بعد صلة الِعشاء فإّنه قد ثبت ْ
سنن الراتبة التي ل َينبغي للنسان أن ُيفّرط فيها. من ال ّ ِ
َ
قْبلّية قبل المغرب فالعلماء اختلفوا: وأما بالنسبة إلى السّنة ال َ
دد في ذلك وقال " :ل َينبغي للنسان أن ُيصلي في ذلك الوقت ش ّ من َ منهم َ
من النهي عن الصلة عند غروب الشمس، بل ذلك مكروه " ،وأخذوا ذلك ِ
ضهم بأّنه َيمتد إلى صلة المغرب ،وليس المر كما اّدعوا ،بل وظاهر كلم بع ِ
ققا ل شك فيه. قق غروب الشمس َتح ّ ذلك ينتهي بتح ّ
من شاء أن ُيصلي فل مانع ،كما ذكر ذلك ولكن ليست هنالك سّنة راتبة ،أما َ
سئل عن الصلة قبل المغرب في السفر المام الخليلي رحمه الله ،فقد ُ
فقال " :ل مانع في السفر ول في الحضر " ،والمر كما قاله رحمه الله،
من طريق من الصحابة ُتصلي قبل المغرب ،كما ثبت ذلك ِ فقد كانت طائفة ِ
منل على ذلك-أيضاِ - أنس بن مالك-رضي الله تعالى عنه-بل جاء ما يد ّ
من شاء ( .. السّنة القولية ) :بين كل أذانين صلة ( وقال في الثالثة ) :ل ِ َ
ل على ذلك-أيضا- فل ،وكذلك جاء ما يد ّ من طريق عبد الله بن مغ ّ جاء ذلك ِ
مر رضي الله-تبارك وتعالى-عنه ،فليس هنالك دليل من طريق عقبة بن عا ِ ِ
ل على المنع ،ولكن إذا كان الناس يصلون المغرب في أّول وقتها فإذا يد ّ
دخل النسان وصّلى تحية المسجد ..فمخافة وقوع حرج هنالك بين الناس
من أهل من هذا الباب َيترك كثير ِ طع الصفوف أو ما شابه ذلك ف ِ وقد َتنق ِ
صلةَ في هذا الوقت ،ثم هي ليست بسّنة راتبة ،فُيمكن للنسان أن العلم ال ّ
صلى في هذا َيشتِغل بالذكر ،أما بالنسبة إلى سّنة تحية المسجد فهي ت ُ َ
ل على ذلك الحديث ،كما سنتكّلم على ذلك-بمشيئة الله-عند الوقت ،كما يد ّ
الكلم على سّنة تحية المسجد.
سنن الراتبة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. هذه هي ال ّ
كدة ،فهذا ل َينبغي التفريط فيه بحال. وهنالك-أيضا-الوتر وهو سّنة مؤ ّ
من أهل العلم بوجوبه. بل قد قالت طائفة كبيرة ِ
من صّرح بالفرضية. ومنهم َ
ن الصحيح أنه سّنة مؤ ّ
كدة. ولك ّ
ووقُته َيبتدئ بعد صلة العشاء.
من وقت صلة العشاء ..أي ِبغيوب الشفق بعض العلماء قالَ :يبتدئ ِ
كن للنسان أن ُيصلي الوتر حتى قبل فريضة الِعشاء، الحمر ،وذكروا أنه ُيم ِ
وهذا ليس بشيء.
بل وقُته َيبتدئ بعد فريضة الِعشاء ،كما صّرحت بذلك السّنة الصحيحة الثابتة
عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
133
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
134
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
كنل َيثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وِبما أنه ل َيثبت ل ُيم ِ
ج به.أن ُيحت َ ّ
وقول بعضهم بأنه َيجوز القضاء بعد فريضة العصر لنه ليس بوقت نهي ول
ل على َيجوز بعد فريضة الفجر ..ذلك مردود ،إذ ل دليل عليه ،بل الدليل دا ّ
أنه وقت للنهي.
ل على من الحاديث الخرى التي تد ّ من غيره ِ من هذا الحديث و ِ خذ ِفإذن ُيؤ َ
ذلك كصلة الرجلين اللذين صلَيا في منزلهما ثم أتيا إلى النبي ولم ُيصليا
مْين ؟! ( فقال له " :بلى " فأمرهما بالصلة معه فسألهما ) :ألستما ِبمسل ِ َ
دالة على هذا المعنى ،وأرى من الحاديث الكثيرة ال ّ مع الناس ،إلى غير ذلك ِ
ل على مشروعية القضاء الوقت ل يكفي لذكرها كّلها ..هذه الحاديث تد ّ
في مثل هذه الحيان ..أي في الوقات التي ُينهى عن الصلة فيها وليس
النهي فيها نهي َتحريم.
خرها فل بأس ولكن الفضل أن َيقضَيها في َ
فيقضيها بعد فريضة الفجر وإن أ ّ
ذلك الوقت ..هذا ما أراه؛ والعلم عند الله.
ة الفجر الية الثانية
ما ُيقَرأ في سن ّ ِ ب ساِبق 1أنه ِ
م ّ س :ذكرُتم في جوا ٍ
من سورة النعام.والخمسين ِ
ق الّلسان ..المراد الية التي في سورة ب سب ْ ِ من با ِ ج :فإذا كان ذلك فهو ِ
ي أنه َيحتاج إلى نظر هل كان الرسول َ يقرأ هذه الية ق َ آل عمران لكن ب َ ِ
ث إنه جاء في الروايةِ المروية ُ
ِبكامِلها أو أنه َيقرأ الجزَء الخيَر منها ؟ حي ُ
من هذا إلى مّنا ِ .. ... عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم :آ َ
ن َ ُ
مو َ سل ِ ُ
م ْشهَد ْ ب ِأّنا ُ مّنا ِباللهِ َوا ْخرِ الية ،فهل كان َيقرأ ... : آ َ آ ِ
] سورة آل عمران ،من الية [ 52 :هذا الجزء فقط بعد فاتحة الكتاب كما
مل. محت ِ من أوِّلها ؟ فهذا ُ من الرواية أو أنه كان َيقرأ الية ِ هو الظاهُِر ِ
من سورةِ النعام. من سورةِ آل عمران وليس ِ فالية ِ
من سورة آل عمران وهذه وهكذا الرواية الثانية الية الرابعة والستين ِ
ت ِبخلف ذلك ت قد قل ُ الرواية الثانية فيما َيظهر ِلي ِبأنها شاّذة ،فإذا كن ُ
وا عنه ِبإذن الله تبارك ف ّ
مع ْ ُق اللسان الذي أرجو أن َيكون َ من باب سب ْ ِ فذلك ِ
وتعالى.
ضر هل 2 ن ما ذ َ َ ُ
ح َ مع بْين الصلتْين في اله َ كرناه في مسألةِ الج ْ وأنّبه-أيضا-أ ّ
من أنه عند بعض أهل العلم أّول َيأِتي كرناهِ 3 َيأِتي المصّلي ِبالرواِتب ؟ ما ذ َ َ
ة
ظهرِ القبِلية ثم راتب ِ مع بْين الظهر والعصر َ ..يأِتي ِبراتبةِ ال ّ في حالة الج ْ
من َيقول ِبالراتبة صرِ القبِلية هذا بناء على رأي َ دية ثم راتبةِ الع ْ الظ ّهْرِ البع ِ
منكرناهِ 4 من ل َيقول ِبذلك فل َيقول ِبهذا ،وكذلك ما ذ َ َ صر أما َ ِلفريضة الع ْ
-1عند الجواب على السؤال ِ 3من حلقة 12رمضان 1425هـ ) يوافقه 27أكتوبر 2004م ( ،وعند الجواب على السؤال
ِ 8من حلقة 24رمضان 1425هـ ) يوافقه 08نوفمبر 2004م (.
-2عند الجواب على السؤال ِ 4من حلقة 24رمضان 1425هـ ) يوافقه 08نوفمبر 2004م (.
-3عند الجواب على السؤال ِ 4من حلقة 24رمضان 1425هـ ) يوافقه 08نوفمبر 2004م (.
-4عند الجواب على السؤال ِ 4من حلقة 24رمضان 1425هـ ) يوافقه 08نوفمبر 2004م (.
136
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
خَرها ..أعني كن أن ُيؤ ّ ظهر القبِلية وُيم ِ ل الثاني ِبأنه َيأِتي أّول ِبراتبةِ ال ّ القو ِ
ر
ص ِ دية ثم راتبةِ الع ْ بعد َ التيان ِبالفريضتْين معا ثم َيأِتي ِبراتبةِ الظ ّهْرِ البع ِ
1
صر ،وهكذا ِبالنسبة إلى من َيقول ِبراتبةِ الع ْ ي َ القبلية ..هذا بناًء على رأ ِ
معَ تأخير ج ْ معَ بْين الظهر والعصر َ ج َ
ل فيه أصحاُبه إذا َ ص َخر الذي فَ ّ ل ال َ القو ِ
من ي َ هل َيأِتي ِبهما بعد الظهر أو بعد الصلة الولى ؟ هذا كّله بناًء على رأ ِ
2
ت هناِلك راتبة وإنما هو صر القبِلية ،وقد قلنا " :إنه ليس ْ َيقول ِبراتبةِ الع ْ
فل-فيه خي ٌْر كثيٌر ِبمشيئةِ الله تبارك وتعالى-ولكن ل ُيؤَتى ِبها في مجّرد ُ َتن ُّ
ع َ
م َ ج ِ ضحا فيما أحسب إذا ُ مع " ،فَينبغي أن ُينتَبه ِلهذا وإن كان وا ِ حالةِ الج ْ
س جميعا. بْين الدرو ِ
ظر إلى ره ،ول َين ُ خ ِ من أوِّله إلى آ ِ معَ بْين الكلم ِ وهكذا َينبغي ِللنسان أن َيج َ
حد ُ ريد ُ الوا ِ من الناس عندما ي ُ ِ من كثيرٍ ِ من الجزئيات ،كما َنسمُعه ِ جزئيةٍ ِ
طن ؟ من و َ خذ َ أكثَر ِ ن أن ي َت ّ ِ ي في موضٍع َتماما َينظر هل ِللنسا ِ منهم أن ُيصل ّ َ
خذ َ ن العلماء قالواَ " :يجوز ِللنسان أن ي َت ّ ِ جد أ ّفَينظُر في هذه المسألة وي َ ِ
جب عليه ح له ذلك أو مَتى ي َ ِ ص ّ
ظر متى ي َ ِ ل ِبذلك ول َين ُ م ُطن " فَيع َ من و َ أكثَر ِ
من َتقِييدِ الكلم ِ المطَلق؛ والله ولي التوفيق. قي ّد ٌ فلبد ِ م َفذلك ُ
س :هل تارك السّنة المؤ ّ
كدة ُيعتَبر خسيس المنزلة ؟
ض أهل العلم. ج :قال بذلك بع ُ
سنن المؤ ّ
كدة سئل عن تارك ال ّ ومنهم المام السالمي رحمه الله ،فإنه ُ
فقال " :الله أعلم به ،هو مات يوم مات وهو خسيس المنزلة والجنة ل
يدخلها خسيس ".
من َيتُرك الوتر فقال " :هو رجل خسيس "-أو سئل بعض أهل العلم ع ّ وقد ُ
ما هذا معناه-وقال " :إنه ل ُتقَبل له شهادة ".
سنن ول يبالي بها ..فالحقيقة هذا ظب على ترك هذه ال ّ هذا فيمن كان ُيوا ِ
مع بفعل النبي وموا َ
ظبته كن لحد أن َيس َ دين إذ ل ُيم ِ ل على رِّقة في ال ّيد ّ
ده الله-تباركضل العظيم الذي أع ّ مع-أيضا-بالف ْ سنن الثابتة وَيس َعلى هذه ال ّ
سنن ومع ذلك يتهاون ..نعم إذا تركها مرة أو مرتين، وتعالى-للتي بهذه ال ّ
ن أؤلئكنأ ّل هذه المرتبة ،ول أظ ّ ص ُ
فنحن ل نقوى على القول بأنه ي َ ِ
سنن،ظب على ترك هذه ال ّ من ُيوا ِ العلماء-أيضا-يريدون بذلك ،وإنما يريدون َ
والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
س :ما الفرق بْين صلة سّنة العشاء وصلة الشفع ؟
سننج :على كل حال؛ سّنة الِعشاء هي السّنة التي ذكرها النبي في ال ّ
ظب عليها ،كما جاءالراتبة ،في حديث أم سلمة ،وهي السّنة التي كان ُيوا ِ
ذلك في حديث ابن عمر وفي حديث السيدة عائشة رضوان الله-تبارك
فل ،فينبغي للنسان أن سنن هي تن ّ
وتعالى-عليهم ،أما ما بعد ذلك فتلك ال ّ
فل به النبي ، والنبي كان ُيصلي إحدى عشرة فل ِبما كان َيتن ّ
َيتن ّ
-1قال الشيخ " :البعدية " بدل ِمن " القبلية " والظاهر أنه سبق لسان.
-2عند الجواب على السؤال ِ 1من حلقة 13رمضان 1425هـ ) يوافقه 28أكتوبر 2004م ( ،وعند الجواب على السؤال
ِ 4من حلقة 24رمضان 1425هـ ) يوافقه 8نوفمبر 2004م (.
137
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل وترا، ركعة ُ ..يصلي الوتر ُ ..يوِتر بثلث ،وتارة بواحدة ،وتارة يكون الك ّ
ددة ،فالوتر يكون بواحدة ،وبثلث ،وبخمس ،وبسبع ،وبتسع، وله كيفيات متع ّ
ددة ،ولكن الوقت كما وبإحدى عشرة ،ثم لبعض هذه العداد كيفيات متع ّ
عف على ذكر تلك الكيفيات وما الثابت منها عن النبي عد ول ُيسا ِ ترى ل ُيسا ِ
ن النبي جاء عنه أنه كان ُيصلي إحدى عشرة ركعة، ، ولكن الحاصل أ ّ
وهذا غير تلك السّنة التي كان ُيصليها بعد سّنة 1الِعشاء ،وجاء في بعض
من طريق السيدة عائشة-رضي الله تبارك وتعالى الروايات ..جاء ذلك ِ
من طريق زيد من طريق ابن عباس-رضي الله تبارك وتعالى عنهما-و ِ عنها-و ِ
ن النبي كان ُيصلي ثلثة جهني-رضي الله تبارك وتعالى عنه-أ ّ بن خالد ال ُ
كلهعشرة ركعة ،و-على كل حال-ل إشكال في هذه الروايات-وإن استش َ
ن النبي كان عندما َيفتِتح صلة الليل من ل دراية له بهذا الفن-ذلك أ ّ َ
يصلي ركعتين خفيفتين ثم يصلي ركعتين طويلتين ثم ركعتين طويلتين
وهكذا ،كما هو وارد عنه ،فالسيدة عائشة-رضي الله تعالى عنها-في الرواية
التي جاء عنها أنه كان يصلي إحدى عشرة ركعة لم تذكر الركعتين
الخفيفتين وفي الرواية التي ذكرت ثلث عشرة ركعة ذكرت هاتين
الركعتين ،وهكذا في روايات الصحابة الذين ذكروا هذه الروايات ،فهذا ليس
من ل دراية له بهذا ،فذلك يكون عندما من التضارب أو التناقض ،كما يظّنه َ ِ
حد المجلس هناك حد الراوي ..عندما يت ّ ِ حد المجلس ويت ّ ِ حد الرواية ويت ّ ِ تت ّ ِ
دث بهذا وتارة بهذا ..تارة يذكر كن أن يقال بهذا ،ولكن الراوي تارة ُيح ّ ُيم ِ
فعل وتارة يذكر فعل آخر وتارة يذكر المقصود وتارة يذكر هو وما قبل أو ما
ت سّنة العشاء، من قول بعضهم بأنها ذ َك ََر ْ بعد أو ما شابه ذلك ،وهذا أْولى ِ
ت سّنة الفجر ..الذي َيظهر لي-ما ذكرُته-بأنها من قول بعضهم بأنها ذ َك ََر ْ و ِ
ت الركعتين الخفيفتين اللتين كان النبي َ يفتِتح بهما قيام الليل ..هذا ذ َك ََر ْ
هو الثابت عن النبي ، وخير الهدي هديه ، ولكن ذلك َيحتاج إلى بيان
من الناس في كيفية أداء النبي لهذه الصلة ،وهذا أمر فّرط فيه كثير ِ
هذا الزمان ..نسأل الله-تبارك وتعالى-أن ُيوّفق المسلمين للعمل بسّنته
ن ذلك تأ ّعلى وفق ما كان يأتي بها صلوات الله وسلمه عليه ،وقد ذكر ُ
يتوّقف على معرفة سّتة أمور بالمس2؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
سنن المؤ ّ
كدة غل بها عن ال ّ
من عليه قضاء صلوات ،هل له أن َيشت ِسَ :
والرواتب ؟
مع بين المرْين لكن في
كدة والرواتب َ ..يج َج :ل َيشتِغل عن السنن المؤ ّ
سنن ..هل يقضيها النسان أو ل حالة القضاء قد اختلف العلماء في قضاء ال ّ
يقضيها ؟ ِللعلماء في ذلك خلف طويل:
من يقول :يقضي الوتر وحدها.-1منهم َ
من يقول :يقضي الوتر وسّنة الفجر.-2ومنهم َ
من يقول :يقضي سّنة الفجر ول يقضي سّنة الوتر وإنما يصلي في -3ومنهم َ
من قيام الليل والوتر ،بناء على الرواية التي النهار اثنتي عشرة ركعة بدل ِ
جاءت عند المام مسلم.
قْبلّية والب َعْدَِية من يقول :يقضي سّنة الفجر وسّنة الوتر والسّنة ال َ -4ومنهم َ
ن النبي قضى السّنة الب َعْدَِية وبناء على الرواية لصلة الظهر ،بناء على أ ّ
قْبلّية ،ولكن الرواية التي فيها أنه قضى السّنة التي فيها أنه قضى السّنة ال َ
من ححها ِ من ص ّ ححها َ قْبلّية ل َتثبت عنه صلوات الله وسلمه عليه-وإن ص ّ ال َ
أهل العلم-فهي ضعيفة على التحقيق.
سنن الراتبة. من قال :يقضي كل ال ّ -5ومنهم َ
وقد ثبت عن النبي أنه قضى سّنة الفجر عندما نام صلوات الله وسلمه
عليه هو وصحابته الكرام رضي الله-تعالى-عنهم ..قضى السّنة وقضى
ن النسان َيقضي أّول السّنة ثم يقضي ل على أ ّ بعدها الفريضة ،وهذا يد ّ
من ذهب إلى أّنه أّول يقضي الفريضة ثم يقضي بعد ذلك الفريضة ،خلفا ل ِ َ
السّنة ..هذا قول ضعيف ،فقضية الفورية بالفريضة ل تستدعي أن َيترك
النسان السّنة الثابتة عن النبي .. خير الهدي هديه ، فينبغي للنسان
أن يأتي بالسّنة أّول ثم يأتي بالفريضة.
سنن الراتبة قول قوي. والقول بقضاء كل ال ّ
من يقول بسّنة الفجر من يقول ِبقضاء الكل ،ومنهم َ -فإذن العلماُء منهم َ
ت-.من َيقول :الوتر ،كما ذكر ُ والوتر ،ومنهم السّنة فقط ،ومنهم َ
قلة سنن المست ِ سنن الرواتب ل ُتقضى وإنما ُتقضى ال ّ من يقول :ال ّ -6ومنهم َ
كصلة العيد وسّنة الضحى ..هذه ُتقضى.
قْبلّية قبل الظهر دون الب َعْدَِية ،وهذا من يقولُ :تقضى السّنة ال َ -7ومنهم َ
قْبلّية ،ولعل ذلك عجب ،فالب َعْدَِية ثبت عن النبي قضاؤهاِ ،بخلف السّنة ال َ
ناشئ عن عدم َتمحيصهم للروايات عن النبي .. وجدوا رواية فيها أنه
ن ذلك خاص به ووجدوا رواية قضى السّنة الب َعْدَِية كر بأ ّ قْبلّية ولم َيذ ُ قضى ال َ
ولكنه سئل عن قضائها بالنسبة لغيره فقال " :ل " فقالوا بما قالوه ،وهذا-
قْبلّية ل َتثبت، ت-ناشئ عن عدم التمحيص ،فرواية قضاء ال َ كما قل ُ
وخصوصية السّنة الب َعْدَِية ل َتثبت عن النبي ، فينبغي للنسان-على كل
رف ما ثبت عنه ويأخذ بذلك ،ل حص ما ورد عن النبي وأن َيع ِ حال-أن ُيم ّ
من السقيم رف الصحيح ِ من غير أن َيع ِ من الروايات ِ أن يأخد بكل ما وجد ِ
من السمين إلى غير ذلك. ث ِوالغ ّ
و-على كل حال-صلة العيد ثبت عن النبي أنه ُيؤتى بها في اليوم الثاني-
ل أنها ُيؤتى بها في ذلك اليوم-إذا فات وقتها ،ووقتها َيفوت بزوال
من قال بالقول الثاني-وذلك للكل ،أما الشمس ..هذا هو الصحيح ،خلفا ل ِ َ
لو فاتت الشخص هل يقضيها أو ل يقضيها أو يأتي بركعتين ؟ فيه خلف بْين
من الصلوات التي ُتصلى ن هذه ِ أهل العلم ،ولي نظر في القول ِبالقضاء ،1ل ّ
-1تكلم الشيخ في هذا عند جوابه على السؤال ِ 9من حلقة 28رمضان 1425هـ ) يوافقه 12نوفمبر 2004م (.
139
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
140
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
كن
ض الحوال وُيم ِ
ل ذلك على بع ِ م َ
كن أن ُيح َ
ما جاء عن ابن عمر فُيم ِ
ما َأ ّ
ة تحية المسجد؛ والله-تبارك
ن ذلك أّنه كان ُيؤّدي في المسجد سن ّ َ أن َيكو َ
وتعالى-أعلم.
ء في بيِته إل
ة المر ِ حة ما ُيروى عن النبي ) : إ ّ
ن خيَر صل ِ ص ّ
س :ما ِ
مكتوبة ( ؟
الق َ
ن
ل على أ ّ ث كثيرة جدا جدا َتد ّ
ج :على كل حال؛ هذا حديث ،وهنالك أحادي ُ
ن في البيت ،وهذا هو الذي كان َيفعُله النبي-الفضل في النوافل أن َتكو َ
من الفوائدث عليه أيضا ،وفيه ِح ّ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم-والذي َ
الدينية ما ل َيخفى.
س :صلة السنن في النهار أو في الليل ،هل ُيسّلم بعدَ ك ّ
ل ركعتْين ؟
ث الصحيِح الذي جاء عنه- ت عن النبي -في الحدي ِ ج :أما في الليل فقد ثب َ
ث الثابت عن النبي ص الحدي ُ ل مثنى مثنى ( ..هكذا ن َ ّ أنه قال ) :صلةُ اللي ِ
ن مثنى مثنى ،ول معنى ِلما جاء عن ن صلةَ الّليل َتكو ُ ، ولذلك نقول :إ ّ
من غيرِ فصل ..هذا ل من أنه ُيصّلي إن شاء أربعا أو ما شابه ذلك ِ ضهم ِ بع ِ
ت عن النبي .. نعم ث قد ثب َ خذ َ ِبه ما دام الحدي ُ داعي إليه ول َينبغي أن ُيؤ َ
ددة ِلصلةِ الوْتر ،فقد جاء عن النبي أنه كان ُيصّلي متع ّ ت ُ ت كيفيا ٌ قد جاء ْ
صل شرة ركعة-وفي الواقع هذا الوِْتر مع قيام ِ الليل-وكان َيف ِ الوْتر ثلث ع ْ
شرة ركعة ُيسّلم بعد ل ركعتْين ،و-هكذا-جاء أنه كان ُيصّلي إحدى ع ْ بْين ك ّ
مان ركعات وكان ض الروايات أنه كان ُيصّلي ث َ َ ل ركعتْين ،وجاء في بع ِ ك ّ
سْردا وَيجِلس بعد َ الركعة سرد الثمان َ َيجِلس بعد َ الركعة الثامنة ..ي َ ْ
ت فيها الثامنة ،وجاء-أيضا-أنه كان ُيوِتر ِبسْبع وَيجِلس بعد َ السادسة ،وجاء ْ
َ
من الحديث، مَته ما ذ َك َْرناه ِ ن الذي أرشد َ إليه أ ّ ة أخرى وهكذا ،لك ّ رواي ٌ
ضهات عن النبي وبع ُ ص القيام ِبتلك الكيفيات التي جاء ْ صّلى شخ ٌ فإذا َ
ص والّنظر فذلك نعم لكن السّنة كما ذكرت ،ثم من الّتمحي ِ ج إلى شيٍء ِ َيحتا ُ
ل الخيرة تلك الكيفيات ليس فيها الجلوس بعد كل ركعتْين ركعتْين وإّنما قَب ْ َ
سْرد. أو فيها ال ّ
أما ِبالنسبةِ إلى صلةِ النهار فقد اختَلف أهل العلم في ذلك:
من غيرِ أن ُيسّلم َ ..يجِلس بعد ي الربع ِ صل ّ َن الْولى أن ي ُ َ من قال :إ ّ منهم َ
م إلى الركعتْين الخري َْين. الركعة الثانية وَيأِتي ِبالتشّهد الّول ثم َيقو ُ
مخّير. من قال :هو ُ سلم.ومنهم َ ل ِبال ّ ص َ من قال :الْولى أن َيف ِ ومنهم َ
ل عليه الحديث ،أما التخِيير سلم وذلك هو الذي د َ ّ ل ِبال ّ ص ُ فإذن في الليل َيف ِ
َ
من تلك ت-اللهم إل إذا أَتى ِبالوِْتر على شيٍء ِ فل داعي إليه-كما ذ َك َْر ُ
س بعد كل ركعتْين بعد س فيها أن َيجل ِ َ ت إليها ولكن لي ْ َ الكيفيات التي أشر ُ
من غير تسِليم.أما ِبالنسبةِ إلى الصلوات النهارية ففيها الخلف كل ركعتْين ِ
من القولْين ل على ترجيِح واحدٍ ِ ح جِلي َيد ّ ض ٌل وا ِ المذكور ،وليس هنالك دلي ٌ
مخّير في ذلك. ن ُ ن النسا َ من أهل العلم إلى أ ّ ب ِ من ذ َهَ َ ب َ فلذلك ذ َهَ َ
صل ِبالّتسِليم كصلةِ الليل ما جاء عن ل به الذين قالوا ِبالف ْ وأقوى ما اسَتد ّ
صّلى ن النبي عندما َ تأ ّ م هانئ-رضي الله تعالى عنها-أّنها ذ َك ََر ْ السيدة أ ّ
141
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
م بعد َ كل ركعتْين ،وهذا الحديث في في بيِتها في عام ِ الفتح أنه كان ُيسل ّ ُ
صّلى ثماني ركعات هذا من غي ْرِ ذِك ْرِ الّتسِليم ..أنه َ ح ثاِبت ..أي ِ أصِله صحي ٌ
ل ِبالتسليم فقد ذ َك ََر ص ِف ْ ك فيه ،وأما ِبالنسبةِ إلى ال َ حلش ّ ث صحي ٌ حدي ٌ
ن
النووي في " المجموع " وبعده الحافظ ابن حجر في " التلخيص " ِبأ ّ
ثط " صحيِح البخاري " وليس المر كما ذ َك ََراه بل هو حدي ٌ إسناَده على شر ِ
منك َُر ري وهو ُ فهْ ِق عياض بن عبد الله ال ِ من طري ِ ضْعف ،وذلك لّنه ِ فيه َ
ره. ل هذه الزيادة عن غي ِ ل هذه الحالة ..أي عندما َيتفّرد ُ ِبمث ِ الرواية في مث ِ
ل والنهار مثنى مثنى " أي ِبالزيادةِ التي ث " :صلةُ اللي ِ و-أيضا-استدّلوا ِبحدي ِ
من ة ِ ن هذه الرواية شاذ ّةٌ عندي وإن قوّْتها جماع ٌ ت فيه " :والنهار " إل أ ّ جاء ْ
ن
جهم ولك ّ من سار على َنه ِ أهل العلم كالبخاري وابن خزيمة وابن حبان و َ
مخاَلف ِ
ة ق الَبارِِقي ول َيقوى على ُ من طري ِ ة شاّذة لّنها ِ الصحيح أنها رواي ٌ
من ظ " :الليل " فقط ِ ت هذه الرواية ِبلف ِ م الغفير فقد جاء ْ العددِ الكبير والج ّ
كروا هذه الزيادة وَتفّرد َ ِبها هذا ة عشر راويا َلم َيذ ُ من خمس َ ق أكثَر ِ طري ِ
ل هذه القضية ..نعم قد ُتوب ِعَ ولكن تلك ل َتفّرُده في مث ِ الراوي الذي ل ُيقب َ ُ
ة َلها. المتاَبعات ل قيم َ
صل ل ت الف ْ ضْعف ِبمكان ،فروايا ُ من ال ّ ت أخرى ولكّنها ِ ت روايا ٌ وقد جاء ْ
دناها.وقد جاء عن ابن ج ْب هذه السانيد التي وَ َ ح عن النبي ِ بحس ِ ص ّ
تَ ِ
ل مثنى مثنى ( ث ) :صلةُ اللي ِ عمر-رضي الله تعالى عنهما-وهو الراوي ِلحدي ِ
ل ركعتْين بل َيقوم بعد َ صل بْين ك ّ ت فيه هذه الزيادة أنه كان ل َيف ِ الذي جاء ْ
ن
من غيرِ سلم وهو الراوي ِلذلك الحديث وَنح ُ ي ِبالتشهّدِ الّول ِ أن َيأت ِ َ
م روايُته على الصحيِح نقول :إنه إذا تعاَرض رأيُ الراوي مع روايِته أنه ُتقد ّ ُ
من الكلم ولسيما ن في إسنادِ تلك الرواية شيٌء ِ جح ولكن عندما َيكو ُ الرا ِ
ح ِلروايةِ ابن عمر جي َ ن الّتر ِ ل ِبها فإ ّ ل هذه الرواية التي َيتك َّرُر العم ُ في مث ِ
ت1؛ والله-تبارك ب إلى الصواب ،فهذا هو القرب كما قل ُ الموقوَفة عليه أقر ُ
وتعالى-أعلم.
ة الجمعة ؟ وهل ثبتت صلةٌ بعد صلة الجمعة م الصلة قب َ
ل صل ِ س :ما حك ُ
سواء في البيت أو في المسجد ؟
ج :أما بالنسبة إلى راتبة الجمعة القبلية والبعدية ..أما البعدية ..والْولى
كان أن أقدم القبلية ولكنني أقدم البعدية لّنها ثابتة عن النبي بخلف
القبلية فسيأتي ما فيها
السّنة البعدية بعد صلة الجمعة-نعم-ثابتة ،فقد ثبت عن النبي بالسناد
الصحيح الثابت أنه كان يصلي بعد الجمعة ركعتين ..هذا حديث صحيح ثابت
ل كلم فيه.
ل على أنه كان يصلي بعدها أربعا ولكنها ل تثبت عنه وقد جاءت روايات تد ّ
صلوات الله وسلمه عليه ،وإّنما الثابت عنه الركعتان ،وجاءت رواية قولية
-1قال الشيخ عند جوابه على السؤال ِ 1من حلقة 24رمضان 1425هـ ) يوافقه 8نوفمبر 2004م ( " :الفضل في
صل النسان فيها ِبالسلم ،أما ِبالنسبة إلى الصلوات الّنَهاِرّية فالمر ُمختَلف فيه ،وِكل المرْين جائز
ن َيْف ِ
صلوات الليل أ ْ
وإّنما الخلف في الفضل ".
142
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من ددة منهاَ " : عند المام مسلم فيها المر بأربع ركعات ولها ألفاظ متع ّ
من هذا كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا " ولها ألفاظ قريبة ِ
اللفظ ،ولذلك اختَلف العلماء في السّنة المشروعة وما هو الْولى فيها:
من قال :إنه يصلي ركعتين. فمنهم َ
من قال :يصلي أربعا. ومنهم َ
من قال :يجمع بين الروايتين: ومنهم َ
دم عند ن القول مق ّ ت-فقال " :يصلي أربعا ،ل ّ جح القولية-كما قل ُ من ر ّ منهم َ
التعارض ".
من حيث السناد. جح الفعلية لّنها أقوى ِ من ر ّ ومنهم َ
من قال :يجمع بينهما ..يصلي ركعتين ثم يصلي أربعا. ومنهم َ
من قال :يصلي تارة ركعتين ويصلي تارة أربعا ،فيكون قد أخذ بهذه ومنهم َ
الرواية تارة وأخذ بالرواية الخرى تارة.
من قال ِبالتفصيل فقال :إن صلى في المسجد فإنه يصلي أربعا وإن ومنهم َ
صلى في البيت فإنه يصلي ركعتين كما جاء عن النبي صلى الله عليه وعلى
آله وصحبه وسلم.
من فعِله أنه كان يصلي بعد الجمعة ركعتين. ت الثابت ِ و-كما قل ُ
وما جاء أنه صلى أربعا أو ستا فإنه ل يثبت عنه-صلوات الله وسلمه عليه-
من طريق سهيل بن أبي صالح وََلم قوْل َِية فيها نظر لنها ِ البّتة ،والرواية ال َ
تّتفق كلمة أهل العلم على توثيقه بل منهم المادح له ومنهم القادح فيه،
ن روايته ثابتة ولسيما في مثل من يرى أ ّ من ل يحتج بروايته ومنهم َ فمنهم َ
من النظر ولسيما عند هذه المور ،وهو في الحقيقة َيحتاج إلى شيء ِ
ن
فة في الفعل ولكن الصل أ ّ مخال ِ َخاَلفة فهو وإن َلم تكن روايته هاهنا ُ م َاله ُ
ن النبي صلى الله من غيره وما قيل ِبأ ّ النبي كان يأتي بالعمال أكثر ِ
من حيث عليه وعلى آله وسلم لعله كان ُيطيل الركعتين فهي أطول ِ
ختصر الكيفية أو أنه نظرا لشتغاله ِبالخطبة وما شابه ذلك كان ي َ ْ
ما ِبالنسبة إذا قيل " :هو تشريع " إلى الركعتين أو " هو تشريع " ،نقول :أ ّ
ث ل يكون سّلم ِلما جاء عن النبي ولكن ذلك حي ُ فل كلم ..علينا أن ن ُ َ
من سَهيل فيها ما فيها ِ م في الرواية المروية عن النبي ورواية ُ هنالك كل ٌ
الكلم.
صر النسان على الركعتين الثابتتين عن النبي ثبوتا ل شك فيه فإذا اقت َ
جميل وإن صلى في بعض الحيان أربعا فإذا كانت نفسه حسن َ فذلك َ
من ذلك وإن صلى ركعتين أوّل ً ثم زاد بعد تطمئن إلى تلك الرواية فل مانع ِ
ذلك فأيضا ل بأس ِبذلك ِبمشيئة الله تبارك وتعالى ،ولكن الذي نستطيع أن
من جزم بثبوته هو الركعتان وما عدا ذلك فهو مشكوك فيه ِلما ذ َك َْرُته ِ نَ ْ
من الكلم الذي ل سهيل بن أبي صالح ففيها-حقيقةِ - الكلم في رواية ُ
ل هذه الرواية عنه؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. ل مث ِ
مئن النفس إلى قبو ِ ت َط ْ َ
143
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ما بالنسبة إلى السّنة القبلية في يوم الجمعة هنالك أمران َينبغي التفريق أ ّ
بينهما:
ن النسان إذا دخل المسجد أو كان في بيته- مط َْلق الصلة ..أي أ ّ أحدهماُ :
ل النبي- من قو ِ أيضا-أنه ينبغي له أن ُيصّلي في هذا اليوم فنعم ذلك ثابت ِ
من سْلمان ،وقد جاء ذلك-أيضاِ - من طريق َ صلى الله عليه وعلى آله وسلمِ -
سهيل وقد أشرنا إلى ما فيه ولكنه طريق أبي هريرة وإن كان في إسناِده ُ
ة الساِبقة ،وقد جاء ذلك- في هذه الرواية َلم ُيخاِلف بل ُتؤي ّد ُ روايَته الرواي ُ
ت عن النبي-صلى الله عليه من غير هاتين الطريقين ،فهذا المر ثاب ٌ أيضاِ -
من الركعات فلُيص ّ
ل دد ِبعددٍ معّين ِ ح ّوعلى آله وسلم-ولكن ذلك َلم ي ُ َ
ث الثابت عن النبي .. كما جاء) : النسان ما شاء كما جاء ذلك في الحدي ِ
من اللفاظ فهذا ثاِبت ،ول ينبغي َفلُيصل ما قُد َّر له ( أو ما شابه ذلك ِ
ساعة أو قبل نصف سل في ذلك ،فإذا جاء النسان قبل َ كا َ ِللنسان أن ي َت َ َ
من الركعات حتى لو كان ذلك في ساعة أو أكثر أو أقل فلُيصل ما شاء ِ
ن ذلك الوقت ل ي ُن َْهى عن الصلة فيه في هذا اليوم فهو ت الزوال فإ ّ وق ِ
من كان ضهم بْين َ من الن ّْهي على القول الصحيح وإن كان فّرق بع ُ مستث َْنى ِ
من كان في غيره إلى غير ذلك ولكنني ل أرى دليل على في المسجد و َ
ل النسان في ذلك ما شاء. التفريق فلُيص ّ
والثاني :كون ذلك سّنة قبلية كما هو الحال في سّنة الظهر القبلية أو في
مة:
ت فيه كلمة ال ّ السّنة البعدية أو ما شابه ذلك فهذا قد اختَلف ْ
ن ِللجمعة سّنة قبلية كما هو الحال في الظهر. -1ذهب بعضهم إلى أ ّ
ب إلى أكثر أهل العلم-إلى أّنه ليست س َ من أهل العلم-ون ُ ِ -2وذهبت طائفة ِ
ة
جد رواي ً َ
هنالك سّنة قبلية للجمعة ،وهذا هو الذي أذهب إليه ،إذ إنني لم أ ِ
ل على ذلك، صحيحة عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-تد ّ
من قول من المعلوم أّنه عند الخلف َينبغي ِللنسان أن َيرجع إلى الثابت ِ و ِ
وفعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،وَنحن عندما رجعنا
ل على ل على ذلك منها ما يد ّ ض الروايات التي تد ّ إلى السّنة فإننا وجدنا بع َ
من طريق ابن عمر وجاء ل على الربع ..جاء ذلك ِ الركعتين ومنها ما يد ّ
من طريق علي بن أبي من طريق ابن مسعود و ِ من طريق ابن عباس و ِ ذلك ِ
صح ..على كل حال؛ ل أرى داعيا لذكر ما في تلك ل ذلك ل ي َ ِ طالب وك ّ
عَلل وفي ن في بعضها أربع ِ ن المقام سيطول ِبه ل ّ لل ّ من العِل َ ِ الروايات ِ
ضعف من ال ّ بعضها ثلثا وفي بعضها اثنتين وذلك َيطول ِبه المقام ولكن هي ِ
سؤال في ذلك ولعّلي أتفّرغ ِللجابة ض الخوان ُ ي بع ُ جه إل ّ ِبمكان ،وقد وَ ّ
عليه ِبإطالة إن وّفق الله-تبارك وتعالى-إلى ذلك.
ل في ذلك البّتة، ل ِبحديث ) :ب َْين كل أذانين صلة ( ،ول دلي َ من استد ّ ومنهم َ
حاِدث ..لم َيكن في عهد النبي فل ُيمكن ن الذان الّول ِلصلة الجمعة َ ل ّ
ن هذا هو المقصود ِبالذان الّول، ل ِبهذه الرواية على ذلك وأ ّ أن نستدِ ّ
شَرة ..هذا ده مبا َ فالذان الّول هو الذان الثاني الذي َيخطب الخطيب بع َ
144
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن القامة ُيطَلق عليها لفظ " الذان الّول والذان الثاني هي القامة فإ ّ
مَران " و " ن ذلك على سبيل الت ّغِْليب ،فكما ُيقال " العُ َ الذان " ،وقيل :إ ّ
مَران " إلى غير ذلك. ق َ
ال َ
ت إليه ِبالمس-1فل ُيمكن أن َ
من أوّ َ
ل ذلك ِبتأويل فيه ب ُْعد-كما أشر ُ ومنهم َ
دل ِبهذا الحديث على ذلك البّتة. نست ِ
من طريق ابن ل على ذلك ِبرواية ُتروى عن النبي ِ من استد َ ّ ومنهم َ
صح كما ستأتي الشارة .. سَبة ذلك وإل فهي ل ت َ ِ الزبير فيها أّنه .. على ن ِ ْ
من فريضة إل وبين يديها ركعتان " ،وهذه الرواية-في حقيقة ما ِفيهاَ " :
من الروايات التي ل تثبت عن النبي صلى الله عليه الواقع-ل تثبت فهي ِ
ضع آخر. وعلى آله وصحبه وسلم ،وبيان ذلك له مو ِ
من طريق أبي أيوب-كان ُيصلي ن النبي - كما جاء ِ ل ِبأ ّ من استد َ ّ ومنهم َ
سفر ،فقد جاء عن أبي أيوب أنه سافر مع سّنة الظهر القبلية حتى في ال ّ
النبي في َثمانية عشر سفرا-أو ما هذا معناه-وكان ُيصلي قبل الظهر
ركعتين ،ولكن هذه الرواية ضعيفة ل َتثبت عن النبي ثم على تقدير
ثبوِتها-وهو بعيد جدا-فهي في صلة الظهر.
من البعد ما من قاس ذلك على السّنة القبلية قبل الظهر ،وذلك فيه ِ ومنهم َ
من أن َيحتاج إلى إيضاح. ل َيخفى فالفرق بينهما أوضح ِ
من بعض أفعال الصحابة ،وتلك الفعال-في حقيقة من أخذ ذلك ِ ومنهم َ
الواقع-في النفل المطلق ل في سّنة قبلية قبل فريضة الجمعة.
ن الصحيح عندنا أنه ليست هنالك سّنة قبلية قبل فريضة والحاصل أ ّ
فل ما الجمعة-كما هو الحال في فريضة الظهر-ولكن َينبغي ِللنسان أن َيتن ّ
ن الواحد من الّناس أ ّ خطبتها ،لكن َنرى كثيرا ِ شاء قبل فريضة الجمعة وقبل ُ
منهم يأتي ويصلي ركعتي َتحية المسجد ُثم يبقى إما يقرأ أو يذكر أو يبقى
ن ذلك نأ ّ مة جميعا تصلي ..تظ ّ جالسا هكذا وعندما يؤذن المؤذن تقوم ال ّ
دد فيه من السنن الواجبة التي لبد منها فهذا ل أصل له ،وهذا هو الذي ش ّ ِ
من أهل العلم ووصفه بالبدعة ،ومع ذلك نقول :إّنه ل ينبغي دد ِ من ش ّ َ
َ
ن أهل العلم قد اختلفوا في هذه المسألة التشديد في مثل هذه القضايا فإ ّ
جح وأن ي ُب َّين ذلك وما دامت المسألة خلفية ينبغي للنسان أن يأخذ ِبالر َ
من فهم ِبأّنهم ِ ص َ
دد مع الناس أو أن ي َ ِ فيد ،أما أن َيتش ّ ضح الم ِ بالسلوب الوا ِ
من َيقول ِبمشروعيةِ هاتين دعة أو ما شابه ذلك مع أّنهم يأخذون ِبرأي َ المبت ِ
من السنن الثابتة عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله الركعتين بل وأّنهما ِ
فْرق بْين المسائل القطعية وبين المسائل الظنية لكن نقول :ينبغي وسلم-فَ َ
فهص َطع على غيره وأن ي َ ِ من أراد أن يأخذ بذلك فل ي َت َن َ ّ ن َ أن ننبه الناس أ ّ
ل ،فإن ما شابه ذلك ..ك ّ فر عن ذلك أو َ ب الخير أو أنه ي ُن َ ّ ح ّ ِبالتكاسل وبعدم ِ ُ
ن الغير- دد مع غيره ،كما أ ّ كان هو يريد ذلك فليفعل ولكن ليس له أن يتش ّ
جةضح الّرزين المستِند إلى الح ّ ضح ذلك ِبالسلوب الوا ِ أيضا-ينبغي له أن ي ُوَ ّ
-1عند الجواب على السؤال ِ 1من حلقة 13رمضان 1425هـ ) يوافقه 28أكتوبر 2004م (.
145
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من أن الثابتة عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وبعد ذلك فلبد ِ
ُيفّرق بْين المسائل القطعية وبْين المسائل الظنية ..هذا ما أ َوَد ّ أن أن َّبه
ُ
ل مسألة صا ِبهذه المسألة بل هو شامل لك ّ عليه الن ِباختصار وهذا ليس خا ّ
من المسائل ..يأخذ النسان بالثابت الصحيح عن النبي وي ُن َّبه الّناس
من التفريق بين المسائل المختَلف فيها وبين المسائل عليه وبعد ذلك لبد ِ
فق عليها بين أهل العلم ،وهذه المسألة في الحقيقة تحتاج إلى مت ّ َ
اله ُ
إطالة ..ل أقول مسألة الصلة قبل الجمعة ولكن مسألة المسائل الخلفية
والّتفريق بين المسائل القطعية وبين المسائل الظنية وبين-أيضا-ما ثبت
من المسائل وإن كانت ظنية بالدليل الواضح الجلي الذي ل غموض فيه ِ
مختَلف فيها بين ما فيها أدِّلة ُ وبين المسائل التي ليس فيها دليل واضح ..إ ّ
أهل العلم في ثبوِتها وعدم ثبوِتها أو في دللتها أو ما شابه ذلك ولعلنا نشير
صَرة في الجواب الذي قلنا لعل الله-تبارك مخت َ َإلى ذلك ولو بإشارة ُ
وتعالىُ-يوّفقنا ِللكتابة عليه في المسألة المذكورة؛ والله-تبارك وتعالى-
أعلم.
منس :يعني فيما تقولون الن ِللنسان أن يصلي النوافل قبل الخطبة لكن ِ
من السّنة ؟ غير أن يعتبر ذلك أنه ِ
ن النسان ُيمكن أن ج :نقول هو سّنة لكن ليست بسّنة راتبة ِ ..بمعنى أ ّ
من الساعة التاسعة أو قبل أو العاشرة أو الحادية عشرة إلى غير يصلي ِ
من حيث صلح ِ ظر ال ْ ذلك ..هذا مشروع ُ ..يصلي ما شاء وَيذكر ما شاء وَل ْي َن ْ ُ
ضاء و-طبعا-ل ضو ْ َإذا كان نشيطا ِللصلة أو كان غير نشيط أو كانت هنالك َ
ينبغي أن تكون هنالك ضوضاء في بيوت الله-تبارك وتعالى-لنها إّنما ب ُن َِيت
من أجل القيل والقال والخذ والّرد والكلم الذي ل قيمة له ول لعبادته ل ِ
داعي إليه.
هل يقال هنالك لكن بالنسبة إلى السّنة الّراتبة ..أي عندما تزول الشمس َ
سّنة في هذا الوقت ُتسمى سّنة الزوال ُ ..يصلي النسان ركعتين أو يصلي
خّير بْين المرين ؟ نقول :ليست هنالك سّنة على الصحيح أربعا أو أنه ي ُ َ
عندنا.
ن له أن ُيصلي في البيت قبل
ب ،هل ُيس ّ
ة الخطي ُ
س :بالنسبة إلى صلة الجمع ِ
أن يصعد المنبر ؟
ت ليست هنالك سّنة راتبة. ج :أما السّنة الراتبة-فكما قل ُ
ن النبي كان يصلي كما جاء في حديث ابن عمر فُيجاب عنه: وما جاء أ ّ
ن ذلك في الحقيقة موقوف على إما أنه كان يصلي قبل زوال الشمس أو أ ّ
ن ابن عمر-رضي الله تعالى ولة ..جاءت أ ّمط َ ّ
ابن عمر ،فالرواية جاءت ُ
عنهما-كان يصلي قبل الجمعة ثم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين وََلها ألفاظ
ن ذلك هو الذي كان يفعله النبي : متعددة وَذكر فيها أ ّ
من هذا أنه كان يفعل المرين معا قبل الصلة وبعد ض العلماء أخذ ِفبع ُ
الصلة.
146
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من الناس يريدون الخير ولكنهم ل يعرفون أبواب الخير كهذا و-حقيقة-كثير ِ
الشخص الذي يقوم يصلي في هذا الوقت وكبعض الناس الذين يدخلون
المسجد في يوم الجمعة ويقومون بتخطي الصفوف وُيؤذون عباد َ الله-
ت في الجمعة ت الصلة ،فقد شاهد ُ مّرون أمامهم في وق ِ تبارك وتعالى-وي َ ُ
مّر أمام الناس الذين دم وي َ ُ
دم ويتق ّ هذه شخصا َدخل المسجد وأخذ يتق ّ
من أجل من الناس الذين ُيصّلون السّنة ِ مّر أمام جماعةٍ ِ ُيصّلون السّنة َ ..
من ن الصلة في الصف الول أفضل ِ أن َيجلس في الصف الول ..لشك أ ّ
طىن النسان َيتخ ّ غيره كما ثبت ذلك في السّنة ولكن ليس معنى ذلك أ ّ
فات: مخال َ َهم ُيصّلون َ ..يقع في ُ مّر أمامهم وَ ُ ِرقاب الناس وُيؤذيهم وي َ ُ
-1يتخطى الصفوف وهذه مخالفة.
-2ويؤذي عباد الله-تبارك وتعالى-وهذه مخالفة صارخة.
مخالفة صارخة ثالثة ..إلى غير ذلك ..لماذا -3وَيمر أمام المصلين وهذه ُ
هذا ؟! إذا كان يريد أن يصلي في الصف الول فَل َْيتقدم وفي ذلك خير كبير
من غير أن يؤذي وإذا تأخر فليصل في الموضع الذي ُيمكنه أن يصلي فيه ِ
من غير أن َيمر أمام عباد الله-تبارك وتعالى-وهم عباد الله-تبارك وتعالى-و ِ
مخاِلف ِللسّنة-أيضا-فيه إيذاء ِلعبادِ الله-تبارك وتعالى- يصلون وهذا مع أنه ُ
مّر أمام غيره فقد آذاه لنه ل يرغب في ذلك وهو ن النسان إذا َ فل شك أ ّ
منمن باِبه وإذا كان ل َيعَلم فليسأل َ مأمور ِبدفِعه ،فالذي ُيريد الخير فليأِته ِ
صنعا ويقع في سن ُ َيعلم أما أن َيصنع شيئا وهو ل َيدريه فيريد أن ُيح ِ
من أل ّ يقع المخاَلفات الصاِرخة فهذا-والعياذ ِبالله تبارك وتعالى-ينبغي ِللمؤ ِ
حماه. حوم حول ِ فيه بل ول ي َ ُ
ض الخوة " :نصلي سّنة الفجر قبل الفريضة
س :أحد الشخاص قال له بع ُ
ِبخمس دقائق " ،هل هذا الكلم صحيح ؟
ج :القضية أنه َلم يقتصر على هذا بل وصف ذلك بالوجوب ،1و-حقيقة-ينبغي
جب والمندوب وبين المحّرم جب وغيره وبين الوا ِ ِللنسان أن ُيفّرق بْين الوا ِ
من المور من أهم المور ِ .. والمكروه وبين هذه الحكام وبين المباح ،فهذا ِ
جب بعدم ف الوا ِص َ فّرق النسان بينها أل ّ ي َ ِ
من أن ي ُ َ الضرورية التي لبد ِ
من الحكام الشرعية، جب بالوجوب إلى غير ذلك ِ ف غير الوا ِ
ص َالوجوب أو ي َ ِ
من الضروري ل هذا حتى ي َت َن َّبه الناس ،و ِ ولكن الوقت هاهنا ل يكفي ِلتفصي ِ
أن ي ُعَّلموا مثل هذه المور.
منكدة ،وهي ) خيٌر ِ على كل حال؛ سّنة الفجر ليست بواجبة ولكنها مؤ ّ
ت
ريط فيها وإن كان ْ ف ِ الدنيا وما فيها ( كما-ذكرنا-2في الحديث ،فل َينبغي الت ّ ْ
ليست بواجبة.
جب أن تصلى سّنة الفجر قبل الفرض إل ِبخمس دقائق-1والسؤال-كما َوَرَد في المكالمة-هو " :أحد الشخاص قال ' :ل َي ِ
جب صلتها قبل ربع ساعة أو عشرة دقائق ،فهل هذا كلم صحيح ؟ ' ". ..أي ل َي ِ
-2عند الجواب على السؤال ِ 3من حلقة 12رمضان 1425هـ ) يوافقه 27أكتوبر 2004م (.
148
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ما هل ما ِبالنسبة إلى وقِتها َفكما قلنا بعد َ طلوِع الفجر إلى صلةِ الفجر ،أ ّ وأ ّ
1
خرها فذلك إليه ،وقد ثبت عن النبي أنه كان ُيصلي بعد َ دمها أو ُيؤ ّق ّيُ َ
جه السيدة عائشة رضي دث مع زو ِ جع أو يتح ّ طلوع الفجر ُثم يضط ِ
جع بعد َ قيام ِ الليل ُثم الله-تبارك وتعالى-عنها ،وََثبت عنه-أيضا-أنه كان َيضط َ ِ
شرة ..جاء ذلك عنه صلوات الله ل فريضةِ الفجر مبا َ ُيصّلي السّنة قب َ
وسلمه عليه.
من الضطراب: ن هذه الرواية فيها شيٌء ِ من استشكل ِبأ ّ أما استشكال َ
ضهم ض الصحابة كذا وعن بع ِ ت عن بع ِ -1أما ِبالنسبة إلى الروايات التي جاء ْ
كذا فل اضطراب أبدا ،لنه كان تارة يفعل كذا وتارة يفعل كذا.
ريد ِبه مّرة ظر إليه هل ي ُ ِ -2أما الذي جاء عن صحابي واحد فهذا َينبغي أن ي ُن ْ َ
خر. ضع آ َ ريد تارة كذا وتارة كذا ،وِلذلك مو ِ واحدة أو ي ُ ِ
خر دم وأنه ُيمكن أن ُيؤ ّ كن أن ُيق ّمنا في هذه القضية أنه ُيم ِ لكن الذي َيه ّ
من أن يكون ذلك بْين طلوِع الفجر وبْين فريضةِ الفجر؛ فالحاصل لبد ِ
والله-تبارك وتعالى-أعلم.
سحور ،هل الفضل أن ُتصّلى في البيت أو في المسجد ؟
س :سّنة ال ّ
تج :الصل في السنن-كما قلنا الفضل أن ُتصّلى في البيت إل إذا كان ْ
جماعة وهذا الشخص هنالك حاجة ِلصلِتها في المسجد أو كانت-مثل-هنالك َ
من القرآن فأراد أن ُيصّلي مع الناس ل ِِتلك المزّية سير ِ
فظ إل الن ّْزر الي ِل َيح َ
فظ قِليل أن ُيصّلي في بيِته وفي ذلك ِ
من فذلك وإل فالفضل له ولو كان َيح َ
ل ما فيه؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. ض ِالف ْ
س :هل الفضل كثرة الركعات أم إطالة القراءة في النوافل ؟
ة القراءة في النوافل؛ والله-تبارك وتعالى-
ج :الفضل-على الصحيح-إطال ُ
أعلم.
س :عندما يقيم المؤ ّ
ذن الصلة ،متى يبدأ المام في القيام إلى الصلة ؟
عندما يصل المقيم إلى قوله " :حي على الصلة حي على الصلة " أم عندما
يصل إلى قوله " :قد قامت الصلة قد قامت الصلة " ؟
ج :بعض العلماء قال :يقومون-أي يقوم المأمومون-عند وصول المقيم إلى
قوله " :قد قامت الصلة ".
وبعضهم يقول :يقومون عند قوله " :حي على الصلة ".
ولم أجد في السّنة ما يدل على واحد من القولين ،بل ذلك يختلف بحسب
اختلف المساجد ،فبعض المساجد الصغيرة ..وتكون الجماعة قليلة فل
يحتاج أن يقوم الجماعة قبل وقت لنهم ليسوا بحاجة كبيرة ..إلخ
-1عند الجواب على السؤال ِ 3من حلقة 12رمضان 1425هـ ) يوافقه 27أكتوبر 2004م (.
149
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
سن ِّته الصحيحة الثابتة عنه صلوات ث عليها رسوله الكريم في ُ ح ّ العظيم ،2و َ
ل الصلة عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ض َالله وسلمه عليه ،وب َّين فَ ْ
ب السّنة الصحيحة ص عليه في كت ِ ض المواضع كما هو منصو ٌ ولسيما في بع ِ
ض المؤّلفات ض العلماء بع َ عن النبي صلوات الله وسلمه عليه ،وقد أّلف بع ُ
طول م على ذلك ي َ ُ من أحكام ،والكل ُ في الصلةِ على النبي وما َيتعّلق ِبها ِ
من ج إلى شيٍء ِ ضها َيحتا ُ ط في تلك المؤلفات ،وبع ُ سو ٌ مب ْ ُ
جدا ،كما هو َ جدا ِ ِ
التحرير.
حك ْم ِ الصلة على النبي صلى الله عليه ل العلم في ُ ة أه ِ ت كلم ُ وقد اختَلف ْ
مة على أحدِ القوال عى إجماعَ ال ّ من اد ّ َ وعلى آله وصحبه وسلم ،خلفا ل ِ َ
فيها.
ت من مّرة-أّنه َينبغي الت َّرّيث والت ّد َّبر عند وجودِ حكايا ِ ت-أكثر ِ وقد ذكر ُ
من تلك الحكايات ل ت َث ُْبت على ن كثيرا ِ من المسائل ،فإ ّ جماع في كثيرٍ ِ ال ْ
من تلك الحكايات ن كثيرا ِ ب أهل العلم ،فإ ّ مل في كت ِ ن يتأ ّ م ْ الصحيح عند َ
من تلك المسائل في حقيقة الواقع باطلة ،وقد اختَلف العلماء في كثيرٍ ِ
عوم. ل متعد َّدة ،وقد يكون القول الحقّ خلفا ِلذلك الجماع المْز ُ على أقوا ٍ
والصلةُ على النبي-صلوات الله وسلمه عليه-في التشّهد الثاني ثابتة في
مة ،واختَلفوا في حكمها: السّنة ،وقد قال بذلك جمهور ال ّ
من ذهب إلى أّنها واجبة عليه-صلوات الله وسلمه عليه-في ذلك منهم َ
الموضع.
من قال ِبسنيتها. ومن ُْهم َ
ْ
ت ِبها من َلم ي َأ ِ من أركان الصلة ،ف َ ض أهل العلم إلى أّنها ركن ِ بل ذهب بع ُ
ن صلته باطلة على هذا الرأي ،وإن كّنا ل نستطيع أن في التشّهد الثاني فإ ّ
نقول بذلك.
واختَلفوا-أيضا-في كيفية الصلة في التشهد الثاني:
ن هذا القول قو ٌ
ل من قال :إّنه يأِتي ِبالصلة البراهيمية ،ولشك ِبأ ّ منهم َ
ن
ب ذلك وإّنما نقول " :إ ّ واضح وهو الذي ت ُؤَّيده السّنة ولكن َّنا ل َنقول ِبوجو ِ
ما ل ينبغي أن ُيفّرط فيه ". م ّ ذلك ِ
من أصحابنا على مشروعيةِ الصلة في هذا ة الكثرية الكاثرة ِ صت كلم ُ وقد ن ّ
من قال ِبوجوِبها، ت-ب ُِرك ِْنيِتها ،ومنهم َ من قال-كما قل ُ من ُْهم َ الموضع ،و ِ
من الواجبات في هذا واختَلفوا في التيان ِبالصلة البراهيمية وهل هي ِ
الموضع أو ل.
زي بأَقل ما ي َن ْط َِلق ج ِة في هذا الموضع ،ولكن ت ُ ْ ن الصلةَ مشروع ٌ حأ ّ والصحي ُ
ريط في التيان ِبالصلة ن كان ل َينبِغي الّتف ِ ظ " الصلة " وإ ْ عليه لف ُ
البراهيميةِ ،لثبوت ذلك عن النبي صلوات الله وسلمه عليه.
وأما ِبالنسبةِ إلى الّتشهد الّول فقد اختَلف العلماء في ذلك:
سِليًما ] سورة
سّلُموا َت ْ
عَلْيِه َو َ
صّلوا َ
ن آَمُنوا َ
ي َيا َأّيَها اّلِذي َ
عَلى الّنِب ّ
ن َ
صّلو َ
ل َوَملِئَكَتُه ُي َ -2قال ال تعالىِ :إ ّ
نا َ
الحزاب ،الية.[ 56 :
150
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
صّلي على النبي في الّتشهد ن أن ي ُ َمن قال :إّنه ل َينبِغي ِللنسا ِ منهم َ
الّول.
من قالَ :يأِتي ِبالصلةِ البراهيمية. ومنهم َ
صَرة عليه وعلى آله صلوات الله وسلمه خت َ
م ْ
من قالَ :يأِتي ِبصلةٍ ُ ومنهم َ
عليه.
من قال :يقتصر على الصلةِ عليه صلوات الله وسلمه عليه ،وذلك ومنهم َ
ضح في هذه المسألة. ل وا ِ
ِلعدم ِ وجودِ دلي ٍ
َ
ن
س َمن صّلى عليه صلوات الله وسلمه عليه في الّتشهد الّول فقد أح َ و َ
ن
سن َ ِض وال ّ من أهل العلم ..هذا ِبالنسبة إلى الفرائ ِ على رأي طائفةٍ كبيرة ِ
صلف ِسَنن التي ي َ ْ صل النسان ِفيها ِبالسلم ،أما بالنسبة إلى ال ّ ف ِالتي ل ي َ ْ
صل النسان فيها ف ِن يَ ْ
ن الفضل في صلوات الليل أ ْ ِفيها ِبالسلم وقد قلنا إ ّ
1
كل المرْين مختَلف فيه ،و ِ ِبالسلم ،أما ِبالنسبة إلى الصلوات الن َّهارِّية فالمر ُ
صل فإّنه َيأِتي ِبالصلة على النبي جائز وإّنما الخلف في الفضل ،فإذا فَ َ
مها التكبير وَتحِليُلها ريه ُ
ت ِبذلكِ ،لحديثَ ) :تح ِ ن الصلةَ قد انته ْ ،ل ّ
ث صحيح ثابت عنه صلوات الله وسلمه عليه؛ والله- التسليم ( ،وهو حدي ٌ
تبارك وتعالى-أعلم.
ر التحيات ،2هل دون والمستمعون فتوى في عدم جواز ت ْ
كرا ِ ه ُ
سمع المشا ِ
سَ :
هذا َيشمل الصلة على النبي في الّتشهد الثاني ؟
مّرةً واحدة في الثاني. ج :الّتشهد الثاني َ ..يأتي النسان ِبالصلة عليه َ
ن َيكون ذلك ِبالتيان ِبالصلة البراهيمية كما ثبت ذلك في السّنة، وَينبِغي أ ْ
من أهل العلم. ب طائفةٍ كبيرة ِ ت عليه كت ُ ص ْوهو الذي ن َ ّ
قلن ذلك َلم ي َ ُ ت عن النبي وأ ّ ن ذلك َلم َيثب ْ عي ِبأ ّ من طائفةٍ ت َد ّ ِ والعجب ِ
تص ْ من أصحاِبنا الساِبقين ..كل ّ بل ذلك ثابت ،ون َ ّ من أهل العلم ِ ِبه أحد ٌ ِ
ب أهل العلم وإن اختَلفوا في هل الفضل أن َيأتي ِبالصلة على ذلك كت ُ
صر؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. خت َ َ
م ْ
ظ ُ البراهيمية أو الفضل أن َيجتزِيَ ِبلف ٍ
-1عند الجواب على السؤال ِ 3من حلقة 14رمضان 1425هـ ) يوافقه 29أكتوبر 2004م (.
-2منها فتوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي عند جوابه على السؤال ِ 10من حلقة 11رمضان 1422هـ ) يوافقه 27
نوفمبر 2001م (:
" س :ما حكم تكرار الفاتحة في الركعة الواحدة ؟
ت:
ع ْشِر َ
جِ :من المور التي ل َيجوز تكرارها الفاتحُة الشريفة ،فهناك أمور ل َيجوز َتكرارها إنما هي ِبحسب ما ُ
منها الستعاذة ،فما َيكون ِللنسان أن ُيِعيد الستعاذة بعَد أن َيستِعيذ.
ومنها الفاتحُة الشريفة ،فليس له أن ُيكّرر الفاتحة.
ن"
جَمِله ،كما أ ّ
جلس ِللّتشّهد فإنما َيقرؤه َمّرة واحدة ،ول ُيكّرُره ول ُيكّرر شيئا ِمن ُ وكذلك قراءُة الّتشّهد ..إن َ
ل َيِزيد عن قراءِتها َمّرةالفاتحة " ل َيجوز له أن ُيكّرر-أيضا-شيئا ِمن آياِتها أو شيئا ِمن كلماِتها ،بل َيحِرص على أ ّ
ن الصلة؛ وال-تعالى-أعلم." . واحدًة فحسب ،فل َيجوز الّتكرار ،والّتكرار ُيؤّدي إلى بطل ِ
151
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من أهل العلم ،وقد ذ َك ََر ت عن طائفةٍ كبيرة ِ المناسبة الخرى ،لّنها قد جاء ْ
ما تواتر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله م ّ
ن ذلك ِ ل العلم ِبأ ّض أه ِ
بع ُ
وصحبه وسلم.
مد كما صليت على ح ّم َ
حمدٍ وعلى آل ُ
م َ
ل على ُ ص ّفإذا قال مثل " :اللهم َ
محمد محمد وعلى آل ُ إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين وبارك على ُ
مجيد " أو حميد َكما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك َ
ص ّ
ل مجيد " في الّول ..أي عند قوله " :اللهم َ حميد َ أتى أيضا بقولهَ " :
محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في مد وعلى آل ُ مح ّعلى ُ
مجيد " فذلك حسن؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. حميد َ العالمين إنك َ
1
س :قد َيجمع النسان الصلتين ..في هذه الحالة ،هل يأتي ِبالسَنن الرواتب
؟
ج :الجمع إما أن يكون في الحضر وإما أن يكون في السفر:
أما بالنسبة إلى السفر فإّنه َلم يثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله
من السنن في حالة الجمع وإّنما كان وصحبه وسلم-أّنه كان يأتي بشيء ِ
يأتي بالوتر فقط وكذلك كان يأتي بسّنة الفجر ولكن ذلك ليس في حالة
مع إلى غيرها ..هذا الذي ثبت عن النبي . ج َن فريضة الفجر ل ت ُ ْ الجمع ل ّ
ن النسان الذي َيجمع ولو كان ذلك في ض أهل العلم " :إ ّ وقد قال بع ُ
شرة أو سّنة المغرب " وهل يأِتي ِبها بعد فريضة المغرب مبا َ السفر يأتي ب ُ
كل الحتمالْين ل دليل له ن هذا القول على ِ يأتي ِبها بعد فريضة الِعشاء ،ولك ّ
سّنة المغرب في حالة الجمع سّنة النبي فل َينبغي لحد أن َيأتي ب ِ ُ ن ُم ْ
ِ
جمع تأخير ..هذا إذا جمع تقديم أو كان ذلك الجمع َ سواء كان ذلك الجمع َ
كان ذلك في السفر.
ن العلماء من المناسب أن ن ُن َّبه على أ ّ أما ِبالنسبة إلى الجمع في الحضر و ِ
قد اختَلفوا في الجمع في الحضر:
من ل يرى ذلك. -1منهم َ
من يراه في حالة وجود المطر والغَْيم أو ما شابه ذلك. -2ومنهم َ
من يرى أّنه َيجوز حتى في غير ذلك ولسيما في حالت الحرج، -3ومنهم َ
من طريق ابن عباس كما جاء عن النبي في الحديث الصحيح-الذي جاء ِ
ل الله -أّنه من صحابةِ رسو ِ رضي الله عنهما وقد جاء أيضا عن غيره ِ
جمع بْين الظهر والعصر وبْين المغرب والعشاء صلوات الله وسلمه عليه َ
ساِفرا وكذلك وكان ذلك في المدينة َ ..لم َيكن صلوات الله وسلمه عليه ُ
م َ
َلم يكن هنالك مطر ول غَْيم وَلم يكن هنالك خوف كما جاء ذلك في
ض
من غير خوف ول سفر ول سحاب ول مطر " ،وجاء في بع ِ الحديثِ " :
حت ص ّف طويل عريض هل َ ض هذه الشياء ،وِللعلماء خل ٌ الروايات ذِك ُْر بع ِ
جميعا في صحيح ح بعضها ،وقد جاءت هذه الربعة َ هذه اللفاظ جميعا أو ص ّ
عّدل السؤال إذ ن الشيخ لم يتكلم في جوابه عن التيان بالسَنن الرواتب عند قصر الصلة ِمن غير جمع فإنه ُ -1نظرا إلى أ ّ
جمع ..في الحالتين ،هل يأتي ِبالسَنن
ن غير َ
صُر الصلة ِم ْ
ح في الصل هكذا " :قد َيجمع النسان الصلتين وقد َيْق ُ طِر َ
ُ
الرواتب ؟ " ،مع العلم أنه تكلم-بحمد ال تعالى-عن ذلك عند جوابه على السؤال ِ 5من هذه الحلقة ،ص .9
152
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن النبي- ريح في أ ّ صص ِ ثن ّ المام الربيع رحمه الله ،1و-على كل حال-الحدي ُ
مع في الوطن وَلم يكن هنالك ج َ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلمَ -
سِئل ل صلةٍ في وقتها المعروف ،وقد ُ ن ُيصلي ك ّ ل بينه وبين أ ْ حو ُ شيٌء ي َ ُ
ابن عباس-رضي الله تعالى عنهما وهو البحر الزاخر وهو أحد ُ رواةِ هذا
ُ َ َ
مَته " وهذا هو الصحيح عندنا-ل كما رج أ ّ الحديث-عن ذلك فقال " :أراد َ أل ّ ي ُ ْ
ح َِ
ن ذلك من أ ّمَنازُِلهم ِ دارهم وعََلت َ جّلت أقْ َ ن َ ض أهل العلم وإ ْ ذهب إليه بع ُ
ن ذلك جائز ولكن ل ي ُّتخذ عادة محمول على الجمع الصوري-فالصحيح ِبأ ّ َ
وإّنما يكون ذلك في حالت الحرج وَنحوها.
جمع النسان في هذه الحالة أو في حالة وجود المطر أو الغَْيم أو ما فإذا َ
ل العلم: ف بْين أه ِن الراتبة أو ل ؟ في ذلك خل ٌ سن َ ِ
شابه ذلك هل يأتي ِبال ّ
ن الحديث جاء سَنن الّراتبة ،ل ّ من ال ّ من ذهب إلى أّنه ل يأتي بشيء ِ منهم َ
جمع بْين المغرب والعشاء وَلم جمع بْين الظهر والعصر وأيضا َ فيه أّنه َ
سَنن. من ال ّ يذكر الراوي بأّنه قد أتى ِبشيٍء ِ
سنن الراتبة ،وقد اختَلفوا في من أهل العلم إلى أّنه َيأتي ِبال ّ وذهبت طائفة ِ
سَنن: كيفيةِ التيان ِبهذه ال ّ
جمع بين الظهر والعصر فإّنه أّول يأتي بسّنة الظهر من قال :إذا َ -1منهم َ
سّنة الظهر الَبعدية-ول سّنة قبلية للعصرُ-ثم بعد
2
القبلية ثم بعد ذلك يأتي ب ُ
ذلك يأتي بالظهر ُثم بعد ذلك يأتي بالعصر.
سنة من َيقول ِبالسّنة القبلية ِللعصر يأتي أّول بالسّنة القبلية للظهر ُثم بال ّ و َ
دية للظهر ُثم بالسنة القبلية للعصر ،ولكن قد قدمنا بأّنه ليست هنالك
3
الب َعْ ِ
مع. صلي النسان ما شاء في حالة غير الج ْ سّنة قبلية لصلة العصر وإّنما ي ُ َ
سّنة المغرب دم أّول ُ ق ّوبالنسبة إلى فريضة المغرب على هذا الرأي كذلك ي ُ َ
سّنة الِعشاء ُثم يأتي بفريضة المغرب ُثم يأتي بعد ذلك م بعد ذلك يأتي ب ُ ثُ ّ
بفريضة الِعشاء.
هذا رأي لبعض أهل العلم ،ولكن فيه أّنه يأتي بالسنة الب َعْدِّية بعد الظهر قبل
ن وقتها بعد فريضة الظهر وإّنما هم قالوا بذلك فرارا حد َّدة ذلك أ ّم َوقتها اله ُ
ن هذا الوقت ُينهى عن الصلة فيه ،وأما من التيان ِبها بعد صلة العصر ل ّ ِ
بالنسبة إلى السّنة الب َعْدِّية بعد فريضة المغرب فكذلك وقتها بعد فريضة
المغرب فكيف يأتي ِبها قبل فريضة المغرب ؟! وسّنة الِعشاء وقتها بعد
فريضة الِعشاء فكيف يأتي ِبها قبل فريضة الِعشاء وقبل فريضة المغرب ؟!
دية بعد الظهر ..يأتي ِبها ض أهل العلم إلى أّنه يأتي بالسّنة الب َعْ ِ -2وذهب بع ُ
سّنة الِعشاء-أيضا- ي :المغرب الب َعْدِّية و ُ سن ّت َ ْ
بعد فريضة العصر ،ويأتي ب ِ ُ
-1مسند المام الربيع بن حبيب ،باب ) (43الِقَران في الصلة:
حديث رقم :251أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الظهر والعصر جميًعا والمغرب
والعشاء الخرة ) (1جميًعا في غير خوف ول سفر ول سحاب ول مطر .ـــــــــــــــــــــ ) (1في نسخة القطب إسقاط "
الخرة ".
-2قال الشيخ " :بعدية " بدل ِمن " قبلية " والظاهر أنه سبق لسان.
-3عند الجواب على السؤال ِ 1من حلقة 13رمضان 1425هـ ) يوافقه 28أكتوبر 2004م (.
153
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
الب َعْدِّية بعد فريضة الِعشاء؛ وهذا سهل بالنسبة إلى الجمع بْين المغرب
والِعشاء لّنه ليس هنالك َنهي عن الصلة بعد فريضة الِعشاء ولكن الشكال
في الصلة بعد صلة العصر.
معَ تقديم َيأتي أّول ِبالسّنة القبلية ج ْ معَ َ ج َ ن َ ض العلماء إلى أّنه إ ْ -3وذهب بع ُ
ِلصلة الظهر ُثم بعد ذلك يأتي بفريضة الظهر ثم العصر ثم بعد ذلك يأتي
ي ِبالسّنة القب ْل ِّية قَْبل وإما ن يأت ِ َ ما أ ْ خّير إ ّ م َ معَ تأخير فَ ُ ج ْمعَ َج َ سَنن ،1أما إذا َ ِبال ّ
ي أّول بفريضة الظهر. ن يأت ِ َأ ْ
2
أو بفريضة العصر وهذا بناء على أّنه َيجوز التقديم والتأخير بين الظهر
جمع تأخير ،وهذا قول والعصر وكذلك بين المغرب والعشاء إذا كان الجمع َ
ول عليه ..كيف ن ُيع ّ فت إليه ول أ ْ باطل وعن الدليل عاطل فل ينبغي أن ُيلت َ
دم فريضة العصر على فريضة الظهر أو فريضة الِعشاء ُيمكن ِللنسان أن ُيق ّ
ن الوقت وقت على فريضة المغرب إذا كان الجمع جمع تأخير وقولهم ِبأ ّ
3
ن الوقت وقت َُها أما بالنسبة إلى الصلة الثانية خر ل ّدم وت ُؤَ ّ ق ّللصلة الثانية وت ُ َ
ة له م هزيل ل قيم َ خَرها ..كل ٌ مها أو أن ُيؤ ّ ن يقد ّ َ مَثابة القضاء فُيمكن أ ْ فهي ب ِ َ
بل هو مصاِدم ِلما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وكذلك
دم فريضة الِعشاء في بالنسبة إلى فريضة المغرب والعشاء قالوا " :إذا قَ ّ
جمع التأخير ُيمكن أن يصلي بعدها سّنة الِعشاء " وَلهم تفاصيل في هذا
ن هذا القول قول ضعيف ،فل ُيمكن تقديم فريضة الِعشاء على الكلم ولك ّ
ديم فريضة العصر على فريضة الظهر ق ِ فريضة المغرب كما أّنه ل ُيمكن ت َ ْ
جمع تأخير. إذا كان الجمع َ
فلت بينهما ..إذا قلنا ِبالتيان من الت ّن َ ّ كما أّنه َلم َيثبت أّنه ي ُؤَْتى ِبشيٍء ِ
من النوافل الّرات َِبة فيكون ذلك بعد الصلتين معا ،أما بعد المغرب ِبشيٍء ِ
ضح ،وأما بعد فريضة الظهر والعصر فيأتي بسّنة الظهر والِعشاء فالمر وا ِ
جوُّز
وز في القضاء ما ل ي ُت َ َ ج ّ
من باب القضاء وي ُت َ َ بعد صلة العصر ويكون ذلك ِ
في الداء ِبالنسبة إلى النهي ِلما ثبت عن النبي أّنه قضى سّنة الظهر-
-1أي سّنة الظهر البعدية ،والسّنة القبلية للعصر على رأي َمن َيقول ِبالسّنة القبلية للعصر ولكن قد قّدم الشيخ ِبأّنه ليست
صلي النسان ما شاء في حالة غير الجْمع. هنالك سّنة قبلية لصلة العصر وإّنما ُي َ
-2قال الشيخ عند الجواب على السؤال ِ 2من حلقة 26رمضان 1425هـ ) يوافقه 10نوفمبر 2004م ( " :وُأنّبه-أيضا-
ضر هل َيأِتي المصّلي ِبالرواِتب ؟ ما َذَكرناه ِمن أنه عند بعض أهل ح َ ن ما َذَكرناه في مسألِة الجْمع بْين الصلتْين في الـ َ أّ
صِرظْهِر البعِدية ثم راتبِة الع ْ
ظهِر القبِلية ثم راتبِة ال ّ
العلم أّول َيأِتي في حالة الجْمع بْين الظهر والعصر َ ..يأِتي ِبراتبِة ال ّ
صر أما َمن ل َيقول ِبذلك فل َيقول ِبهذا ،وكذلك ما َذَكرناه ِمن القبِلية هذا بناء على رأي َمن َيقول ِبالراتبة ِلفريضة الع ْ
خَرها ..أعني بعَد التيان ِبالفريضتْين معا ثم َيأِتي ِبراتبِة ظهر القبِلية وُيمِكن أن ُيؤ ّ ل الثاني ِبأنه َيأِتي أّول ِبراتبِة ال ّ
القو ِ
خرل ال َصر ،وهكذا ِبالنسبة إلى القو ِ ي َمن َيقول ِبراتبِة الع ْ صِر القبلية ..هذا بناءً على رأ ِ ظْهِر البعِدية ثم راتبِة الع ْال ّ
جْمَع تأخير هل َيأِتي ِبهما بعد الظهر أو بعد الصلة الولى ؟ هذا جَمَع بْين الظهر والعصر َ ل فيه أصحاُبه إذا َ صَ
الذي َف ّ
ت هناِلك راتبة وإنما هو ُمجّرد َتنّفل-فيه خْيٌر كثيٌر صر القبِلية ،وقد قلنا " :إنه ليس ْ ي َمن َيقول ِبراتبِة الع ْ كّله بناًء على رأ ِ
ضحا فيما َأحسب إذا ِبمشيئِة ال تبارك وتعالى-ولكن ل ُيؤَتى ِبها في حالِة الجْمع " ،فَينبغي أن ُينتَبه ِلهذا وإن كان وا ِ
س جميعا ". جِمَع بْين الدرو ِ ُ
-3قال الشيخ " :جمع تقديم " بدل ِمن " جمع تأخير " والظاهر أنه سبق لسان.
154
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن نقول بعدم وطبعا هذا في غير حالة الجمع-بعد فريضة العصر ،فإما أ ْ
ما أن نقول " :يكون ذلك بعد ". التيان ِبها وإ ّ
دم
هر لّنه ل ُيمكن أن ُيق ّ خاِلف ِللظا ِم َ
ن َنقولُ " :يؤَتى ِبها قبل " فذلك ُ أما أ ْ
سط-أيضا-فيه ما جمع التأخير ُيمكن أن ت ُوَ ّ شيٌء على وقته ،والقول ِبأّنه في َ
مخاَلفِته ِللسّنة النبوية.من ُ كرناه ِ فيهِ ،لما ذ َ َ
ت فليكن ذلك بعد الفريضت َْين معا ،وفي حالة الجمع بين فإذا أَتى ِبها آ ٍ
ت الجمع بين الظهر المغرب والعشاء فالمر سهل وإذا ت ََرك ََها في وَقْ ِ
جدا؛ والله أعلم. سن ِ ح َوالعصر فذلك َ
مخّير في التيان ِبها أو ل ؟
س :يعني هو َ
ن الصل أّنه ي ُؤَْتى ِبهذه الرواتب في حالة ضح ل ّل وا ِ جِ :لعدم وجودِ دلي ٍ
كر فإذا رجعنا إلى الصل فنقول ت لها ذِ ْ ن في هذا الحديث َلم يأ ِ الحضر ولك ْ
ن الظاهر أّنه ل ي ُؤَْتى ِبها فإذن
الصل أنه ي ُؤَْتى ِبها وإذا رجعنا إلى الظاهر فإ ّ
جّرد احتمال والتيان ِبها بعد صلة الِعشاء م َ
ريح وإّنما هو ُلص ِ ليس هنالك دلي ٌ
من ذلك شيء والمسألة ليس س ِف ِ ل بأس ِبه أما بعد صلة العصر ففي الن ّ ْ
ريح أبدا. فيها دليل قَوِْلي ول فِعِْلي َ
ص ِ
من
سَنن الرواتب في حال الجمع ولكن في حال القصر ِ
دثتم عن ال ّ
ح ّ
س :ت َ َ
1
غير جمع ؟
ن ُأجيب على أحد السئلة التي طرحها الخ السائل 2أّول َ
مح ِلي أّول أ ْ س َ ا ْ
ض َ
سب إلى بع ِ فْرَية التي ت ُن ْ َل تلك ال ِ ت على مث ِ
َ
سك َ نأ ْ لن ِّني ل أستطيع أ ْ
ن
م ْ ن ي َت َث َّبت ِ
كر السائل كثيرا حيث إّنه أراد أ ْ ش ُل الله ، وأ ْ صحابةِ رسو ِ
سْعد سب إلى َ سب إلى الرسول ما ي ُن ْ َ من ي َن ْ ِ م ّ هذا الكلم وليس كغيره ِ
ن
كا َن أّنه َ م ْ من النصار رضي الله تبارك وتعالى عنهمِ - صحابة ِ ضل ال ّ -وهو أفْ َ
ن البول ..باطل وكذب عليه-رضوان الله تبارك وتعالى عليه- م َرئ ِ ست َب ْ ِ ل يَ ْ
ذب ل ينبغي لحدٍ أن ن أهل العلم ..هذا باطل ..ك َ ِ م ْ ن ذ َك ََره ِ م ْ ن ذ َك ََر ذلك َ وإ ْ
ت إليه أبدا. ف َ َيلت ِ
بس َض الصحابة-رضوان الله تبارك وتعالى عليهم-ون ُ ِ ذب على بع ِ وقد ك ُ ِ
مما ما ُنسب إليه وكبراءة المسيح ِ م ّمْنه ك َب ََراءة الذئب ِ إليهم ما هم ب َُرَءاُء ِ
مه صلوات الله وسلمه عليهما. ُنسب إليه وإلى أ ّ
ن الله-تبارك شاهُ رضوا ُ حا َت إليه َ .. ف َ ن َيلت ِ ذب َ ..دجل ل َينبغي لحدٍ أ ْ فهذا ك َ ِ
حمُته؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. وتعالى-عليه ور ْ
صد َّقه ..نعم النسان َينبغي له أ ْ
ن مْثل هذا-على كل حال-ل َينبغي لحدٍ أن ي ُ َ ِ
ل هذه المور ،أما أن َيقوم ِبإلقاِئها في ل العلم عن مث ِ ل أه َ ي َت َث َّبت وأن َيسأ َ
صَراح فهذا ذب ال ّ ل هذا الك ِ ضَراِته وُيشاِرك أولئك الك َذ ََبة في مث ِ حا َ م َ
سه و ُ د ُُرو ِ
صن ََعه.ن يَ ْ جوز أبدا لحدٍ أ ْ ما ل ي َ ُ م ّ ِ
ض
ت الباطلة العاطلة أو إلى بع ِ ض الروايا ِ دوا إلى بع ِ ست َن َ ُ
على كل حال؛ ا ْ
الروايات التي ل علقة َلها ِبالموضوع أبدا.
ح عنه. ص ّ ما ل ي َ ِ م ّ ره رضوان الله عليه ما هو ِ ب إلى غي ِ س َ ت-ن ُ ِ وكذلك-كما قل ُ
شاعَ ذلك وَذاعَ وإن كان المر شَر و َ جَبانا وان ْت َ َ سان ِ بأّنه كان َ ح ّ ب إلى َ س َ نُ ِ
ن ذلك ل ي َت ََناَفى مع منا صاِلحا ل ّ جَبانا ويكون مؤ ِ ن النسان قد َيكون َ ون ل ّ أه ْ َ
ت-ذلك ل جاعا ولكن-كما قل ُ ش َ طل ُ من أن َيكون ب َ الصلح ..نعم ي َن َْبغي ِللمؤ ِ
ض
ح عنه أبدا ،وإّنما جاء في بع ِ ص ّ سبوه إليه ل ي َ ِ ي َت ََناَفى مع اليمان ..ما ن َ َ
سانا كان ي َُرد ّ على أولئك ح ّن َ ن العجب أ ّ م َ صح ،و ِ كة التي ل ت َ ِ كي َ الروايات الّر ِ
ن أولئك م ْ ركين ِبتلك القصاِئد الطّناَنة الرّناَنة وَلم ي ُعَّيره أحد ٌ ِ الكفرة المش ِ
ل ..هذا ل ة الستغل ِ ست َغَّلوه غاي َ المشركين ِبالجْبن فََلو كان صحيحا ل ْ
من أصِله فكيف طلِنه ِ جب أن َنحكم ب ِب ُ ْ صح َ ..لو كان السناد ُ صحيحا ل َوَ َ يَ ِ
ح أبدا. ص ّ والسناد ل ي َ ِ
حه فالعلماُء اختَلفوا في التيان ضل ُْتم ِبطر ِ أما ِبالنسبة إلى السؤال الذي تف ّ
جر- ف ْ سّنة ال َ وتر و ُ ِبالسّنة الراتبة في حالة السفر بعد اّتفاِقهم على التيان ِبال ِ
ما بالنسبة وتر في ليلةِ المزدلفة والحقّ أّنه ي ُؤَْتى ِبه-أ ّ على كلم ٍ َلهم في ال ِ
دية في غير صلةِ الفجر فقد اختَلف العلماء قب ِْلية والب َعْ ِ إلى السنن الراتبة ال َ
في ذلك:
شاَء ما َ فل َ ن ي َت َن َ ّ
شَرع وإّنما ُيشَرع ِللنسان أ ْ ن ذلك ل ي ُ ْ ن ذهب إلى أ ّ م ْ مْنهم َ ِ
فل المط َْلق. ن التن ّ م َ ِ
فل ولو كان على راحلِته. ت عن النبي أّنه كان ي َت َن َ ّ فقد ثب َ
سَلك طريقا في وقْت َِنا هذا في الطائرات أو في ن النسان إذا َ وأقول :إ ّ
فل بل مت َِنع عن التن ّ ن يَ ْالسيارات إذا كان ل يستطيع على القيام ل ينبِغي له أ ْ
ولو كان يستطيع على القيام في غير السنن الراتبة وأما السنن الراتبة إن
ن ُيفّرط في ذلك ،لكن ِبالنسبةِ إلى كان يستطيع أن َيقوم فل ينبِغي له أ ْ
تل ولو كان جاِلسا كما ثب َ ص ّ ن َيتُرك ذلك ،فل ْي ُ َ فل المطَلق ل ينبِغي له أ ْ التن ّ
صّلي حتى السنن كن أن ي ُ َ قه ُيم ِ ذلك عن النبي بل إذا كان على طري ِ
ن آك َد ِ السنن حتى م ْوتر وهو على راحلِته وهو ِ صّلى ال ِ الراتبة فالرسول َ
لل بعدم ِ الوجوب هو القو ُ جوِبه وإن كان القو ُ ض أهل العلم ب ِوُ ُ قال بع ُ
الصحيح الذي دّلت عليه السّنة الصحيحة عن النبي .
قل المطَلق فهو مشروع ِباّتفا ِ فّرقَ بْين المسألت َْين ..بْين النف ِ فإذن لبد أن ن ُ َ
ح السّنة وبْين السنن الراِتبة فهذه هي التي جاء فيها ري ُ ل عليه ص ِ مة وقد د َ ّ ال ّ
الخلف بْين أهل العلم:
ست َث ْن َي ْت ُ ُ
ه ن قال :إّنه ل ي ُؤَْتى ِبشيءٍ منها ِباستثناء ما ا ْ م ْ تَ - من ُْهم-كما قل ُ ِ -1
ن
حجُتهم في ذلك ما جاء عن ابن عمر في الصحيحْين وغيرهما أ ّ سابقا ،و ُ
ن الرواتب. م َ النبي َ لم َيكن يأِتي ِبشيٍء ِ
156
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل ابندل َلهم ِبفع ِ ن ُيست َ كن أ ْ ض العلماء ذهب إلى أّنه ُيؤَتى ِبها؛ وُيم ِ -2وبع ُ
سن ّةِ المغرب بعد أن َ
ث إّنه أتى ب ِ ُ مسعود-رضي الله تبارك وتعالى عنه-حي ُ
صّلى المغرب في ليلةِ المزدلفة كما جاء ذلك في " صحيح البخاري ".
ن النبي كان ُيصّلي ركعتْين ق البراء بن عازب أ ّ ن طري ِ م ْة ِ
ت رواي ٌ وقد جاء ْ
ت عنه صلوات الله-تبارك قبل فريضةِ الظهر ولكن هذه الرواية ل تثب ُ
وتعالى-عليه.
ل ِبعدم ِ التيان ِبالرواتب عندما َيكون ن المر َيسير ،والقو ُ والحاصل أ ّ
قيما في م ِ
ن كان ُ النسان في السفر لعّله هو القرب إلى الصواب ..نعم َ
م ْ
دد الطويلة م َكث اله ُ م ُن النبي َ لم ي َ ْ ره فإن أتى ِبالرواتب فذلك خْير ل ّ سف ِ
ث فيه عشرين يوما أو ما مْنها ما مك َ دد قصيرة ِ .. م َ ت أسفاره ل ِ ُ وإّنما كان ْ
من السنن الراتبة ث النسان مد ّةً طويلة وأتى ِبشيٍء ِ شابه ذلك ،فإذا مك َ
طريق أو يكون في أيام فل بأس عليه ِبمشيئة الله ،أما عندما يكون ساِلكا ل ِ َ
ث ابن عمر ن الرواتب ،فحدي ُ م َت ِبشيٍء ِ هر أّنه ل َيأ ِمَنى أو َنحو ذلك فالظا ِ ِ
ن السنن م َت ِبشيٍء ِ ب إلى النبي فيه أّنه َلم يأ ِ س َ ث صحيح وقد ن َ َ حدي ٌ
سْبها إلى النبي-صلى الله عليه وعلى الراتبة ،أما رواية ابن مسعود فََلم ي َن ْ ِ
مل؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. حت َ ِم ْ مُرها ُآله وسلم-فأ ْ
حك ْ ُ
مها ؟ جد في السّنة ؟ وما مشروعيتها و ُ
س :أرجو ب ََيان أصل صلة الته ّ
خذ ذلك عادة ؟ وما وقتها ؟ وكم عدد الركعات ؟ وكيفية دى جماعة وي ُت ّ َ وهل ت ُ َ
ؤ ّ
أدائها ؟
صلي في الليل إحدى ت عن النبي أّنه كان ي ُ َ ج :على كل حال؛ الذي ثب َ
صّلي ثلثة عشرة ركعة ض الروايات أّنه كان ي ُ َ عشرة ركعة وجاء في بع ِ
ت في الحلقات الماضية والروايتان صحيحتان ول ت ََعاُرض بينهما كما قدم ُ
ح ب ِِهما ن النبي كان ُيصّلي أّول ركعتْين ي َفْت َت ِ ُ حأ ّ ن الصحي َ ت 1أ ّ
حيث ذكر ُ
َ
وهما ركعتان خفيفتان ُثم بعد َ ذلك ُيصّلي ركعتْين طويلتْين وهكذا إلى أ ْ
ن
رها، مت َعَد َّدة َيطول المقام ب ِذِك ْ ِ ت ُ
وتر كيفيا ٌ
ت ِلل ُِيوت َِر ِبركعةٍ واحدة ،وقد جاء ْ
ن فهذا الذي كان َيفعُله النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ولكّنه َ
كا َ
دا صلوات الله وسلمه عليه ،فينبغي القتداُء ِبه صلوات الله ج ّل الصلة ِطي ُ
يُ ِ
ن في لها النسا ُ ص ّ
ة َفل َبأس ِبذلك ولكن إَذا َ جماع ً صل َّيت َ
وسلمه عليه ،فإذا ُ
جماعةِ المسلمين فذلك خي ٌْر ِبمشيئة الله- ي التراويح في َ بيِته بعد أن ُيصل ّ َ
ل في النوافل في غي ْرِ التراويح سواء كانت هذه ن الص َتبارك وتعالى-ل ّ
صّلى في البيت؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. النوافل راتبة أو غير راتبة أّنها ت ُ َ
ن النوم في بعض الحيان قد من ُيصّلي هذه النوافل قبل أن َينام نظرا ل ّ
سَ :
خر الليل فيصليها قبل أن ينام العددَيثقل عليه فل َيستطيع أن َيقوم في آ ِ
الذي ذكرُتم ،هل َيحصل على نفس الجر فيما لو صلها في ِنهاية الليل ؟
ت ذلك في السّنة مزِّية كبيرة كما ثب َ
خير َ
ج :على كل حال؛ ِللثلث ال ِ
الصحيحة عن النبي ، ولكن إذا كان النسان ل َيستطيع على القيام في
ذلك الوقت ولو في بعض الحيان لشغاِله وما شابه ذلك فل ْي َن ْوِ الني َ
ة الحسنة
-1عند الجواب على السؤال ِ 5من حلقة 13رمضان 1425هـ ) يوافقه 28أكتوبر 2004م (.
157
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن الرواية التي هر أ ّ هر عندي ،فالظا ِ ن إحدى الروايتين ل ت َث ُْبت وهذا هو الظا ِ أ ّ
ة الولى ن الرواي َ ب ال ّ ُ
شاذ وأ ّ من با ِ ِفيها أّنه كان َيقرأ الية الرابعة 5والستين ِ
فجر. سّنة ال َ
هي الرواية الصحيحة ..هذا ِبالنسبةِ إلى ُ
َ
من السنن الّراتبة-6أّنه إذا أوْت ََر وتر-وهو وإن كان لْيس ِ وََثبت-أيضا-في ُ ال ِ
سّبح " والثانية ِبسورة الكافرون ب َِثلث كان َيقرأ في الولى ِبسورة " َ
والثالثة بسورة الخلص.
ض الروايات أّنه َيقرأ في الثالثة ِبه " الخلص " و " الفلق " و " وجاء في بع ِ
قين. ق ِالناس " ولكن هذه الرواية فيها كلم كما هو ل َيخفى عند المح ّ
سنن الّراتبة الخرى فأنا َلم أ َط ِّلع على روايةٍ صحيحة وأما ِبالنسبة إلى ال ّ
ت عندي في ت التي ل َتثب ُ ض الروايا ِ ل على غيرِ ما ذكرُته وإّنما هنالك بع ُ ت َد ُ ّ
هذا الوقت.
-1عند الجواب على السؤال ِ 3من حلقة 12رمضان 1425هـ ) يوافقه 27أكتوبر 2004م (.
سىعي َسى َو ِ ي ُمو َ ط َوَما ُأوِت َ
سَبا ِب َوال ْ حقَ َوَيْعُقو َ سَ
ل َوِإ ْ
عي َ
سَما ِل ِإَلى ِإْبَراِهيَم َوِإ ْل ِإَلْيَنا َوَما ُأنِز َل َوَما ُأنِز َ ُ -2قوُلوا آَمّنا ِبا ِ
ن. سِلُمو َ
ن َلُه ُم ْحُحٍد ّمْنُهْم َوَن ْ
ن َأ َق َبْي َل ُنَفّر ُن ِمن ّرّبِهْم َ ي الّنِبّيو َ
َوَما ُأوِت َ
ل آَمّنا ِبا ِ
ل صاُر ا ِ ن َأن َحُن َن ْحَواِرّيو َ
ل اْل َ
ل َقا َ
صاِري ِإَلى ا ِ ن َأن َ ل َم ْ
سى ِمْنُهُم اْلُكْفَر َقا َ عي َس ِ ح ّ -3قال ال تعالىَ :فَلّما َأ َ
ن. سِلُمو َشَهْد ِبَأّنا ُم ْ
َوا ْ
قال الشيخ " :النعام " بدل ِمن " آل عمران " وهو سبق لسان نبه عليه في حلقة 26رمضان 1425هـ ) يوافقه 10
نوفمبر 2004م (.
ي أنه
وقال الشيخ عند جوابه على السؤال ِ 2من حلقة 26رمضان 1425هـ ) يوافقه 10نوفمبر 2004م ( " :لكن َبِق َ
ث إنه جاء في الروايِة َيحتاج إلى نظر هل كان الرسول َ يقرأ هذه الية ِبكامِلها أو أنه َيقرُأ الجزَء الخيَر منها ؟ حي ُ
خِر الية ،فهل كان َيقرُأ : المروية عن الرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم :آَمّنا ِ .. ...من هذا إلى آ ِ
ن .. هذا الجزء فقط بعد فاتحة الكتاب كما هو الظاِهُر ِمن الرواية أو أنه كان َيقرأ سِلُمو َ شَهْد ِبَأّنا ُم ْ
ل َوا ْ ... آَمّنا ِبا ِ
الية ِمن أّولها ؟ فهذا ُمحتِمل ".
-4قال الشيخ " :النعام " بدل ِمن " آل عمران " وهو سبق لسان نبه عليه في حلقة 26رمضان 1425هـ ) يوافقه 10
نوفمبر 2004م (.
-5قال الشيخ " :الثانية والستين " بدل ِمن " الرابعة والستين " وهو سبق لسان.
ض أهل العلم ن آَكِد السنن ،حتى قال بع ُ -6قال الشيخ عند جوابه على السؤال ِ 4من هذه الحلقة ،ص " :9الِوتر ...هو ِم ْ
ل الصحيح الذي دّلت عليه السّنة الصحيحة عن النبي ." ل بعدِم الوجوب هو القو ُ جوِبه وإن كان القو ُ ِبُو ُ
158
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ت عن النبي أّنه كان َيقرأ في الِعيدْين كذلك ِبالنسبة إلى غير الّراتبة ثب َ
ت" : سّبح " وفي الثانية ِبسورة الغاشية ،وقل ُ في الّركعةِ الولى ِبسورةِ " َ
ض
سن ّي َةِ صلةِ الِعيد وبع ُ من َيقول ب ِ ُ ي َ
في غير الّراِتبة " هذا بناًء على َرأ ِ
ل قوي جدا. العلماء َيقول ِبوجوِبها وهو قو ٌ
خَريْين ..أي تارةً ُ
قَرأ في العيدين ِبسوَرت َْين أ ْ ُ ض الروايات أّنه ي ُ ْ
َ وجاء في بع ِ
ل العلم ِبالرسال ولعّله هو ض أه ِ ه بع ُ وتارة ولكن ذلك الحديث قد أعَل ّ ُ
القرب إلى الصواب.
قَرأ في الولى ' ض العلماء َقال " :ي َ ْ واف بع ُ وكذلك ِبالّنسبة إلى صلةِ الط ّ َ
حة الحديث الواِرد ِبذلك، ص ّ
الكافرون ' وفي الثانية ' الخلص ' " ب َِناًء على ِ
حقيق. وإسناُده ضعيف على الت ّ ْ
رهاض السنن الّراِتبة وفي غي ِ ض السور في بع ِ ض العلماء بع َ ب بع ُوََقد استح ّ
ل صحيح وإّنما: ولكن ذلك ل َيستِند إلى دلي ٍ
ض الِدلة التي ل َتثبت. على بع ِ
ض الثاِبت عن النبي ، وفيه ما فيه. س على بع ِ أو على القيا ِ
ض المناسبات كصلةِ الستخارة قال أو على وجه الستحسان كمراعاةِ بع ِ
ض العلماء " :يقرأ بعض اليات التي ت َت ََناسب مع ذلك " ،وهكذا ِبالنسبة بع ُ
ضهم " :يقرأ بعض اليات التي تتناسب مع إلى صلةِ الستسقاء قال بع ُ
ل ِبه المقام جدا جدا. ما َيطو ُ م ّ المقام " إلى غيرِ ذلك ِ
تدنا أن ن ُب َّين الثاِبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ولس ُ ص ُوَقَ ْ
َ ُ
جودِدم وُ ُ
رها ل ِعَ َ أِريد الن أن أذكر هل الْولى أن َيأِتي ِبتلك السور أو ِبغي ِ
خر ِبمشيئة الله تبارك وتعالى. مآ َالدليل ..لكن ما هو الْولى ؟ ِلذلك كل ٌ
عْبدي ( ...؟
ي َ
ب إل ّ ما ت َ َ
قّر َ سير الحديث ) :و َ
س :ما َتف ِ
ن المقام َيطول في ل ّ ت الن ل َيك ِ ن الوق َ ج :على كل حال؛ هذا الحديث-أظ ّ
عليه جدا جدا-أّول العلماء قد اختَلفوا في ث ُُبوِته:
ن هذا الحديث ل ي َث ُْبت عن النبي-صلى الله عليه من قال :إ ّ -1منهم َ
جد في " صحيح البخاري ". وعلى آله وسلم-وإن كان ُيو َ
ددة ي َ ُ
شد ّ بعضها من ط ُُرق متع ّ ن هذا الحديث قد جاء ِ من قال ِبأ ّ -2ومنهم َ
قي الحديث ِبمجموعها إلى درجة القبول ولسيما في مثل هذا بعضا فَي َْرت َ ِ
الباب.
ت ِبمجموع تلك الط ُّرق. ث قابل ِللثبو ِ ن الحدي َ ت ِبأ ّ 1
وقد قل ُ
من َيتقّرب إلى الله-تبارك ل َ
ة عن فض ِ ث ك َِناي َ ٌ و-على كل حال-ذلك في الحدي ِ
من ط ذلك فقد َتكّلم عليه غيُر واحدٍ ِ س ُ وتعالى-بالّنفل وَعُل ُوّ مْنزلِته ،أ ّ
ما ب َ ْ
ث قال " :جاء عنه -1عند الجواب على السؤال ِ 1من حلقة 12رمضان 1425هـ ) يوافقه 27أكتوبر 2004م ( حي ُ
صلوات ال وسلمه عليه أنه قالَ ) :من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ،وما َتقّرب إلي عبدي بشيء أفضل ِمّما
سمَعه الذي َيسمع به ،وبصَره الذي
ت َافترضُته عليه ،وما يزال عبدي َيتقّرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،فإن أحببُته كن ُ
طش بها ،وِرجَله التي َيمشي بها ،وإن سألني ( ...إلى آخر الحديث ،وهو وإن كان قد تكلم فيه صر به ،ويَده التي َيب ِ
ُيب ِ
بعض العلماء إل أنه قد جاء ِمن طرق أخرى َيشّد بعضها بعضا فَيرتقي بذلك الحديث إلى درجة الَقبول ..هذا الذي نراه
في هذا الحديث ".
159
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
-1وقد تّم ذلك-بحمد ال تعالى-عند الجواب على السؤال ِ 1من حلقة 26رمضان 1425هـ ) يوافقه 10نوفمبر
2004م (.
-2قال الشيخ " :والمغرب " بدل ِمن " والِعشاء " والظاهر أنه سبق لسان.
160
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ُ
من شاء
رها ،ف َق أدلة ،ل أطيل المقام ب ِذِك ْ ِ والكلم في الفضل ،وِلك ّ
ل فري ٍ
صل. من أهل العلم الو ْ أتى بهذا أو بهذا ،والمشهور عند كثير ِ
) (6حكم صلة سنة المغرب مع من يصلي فريضة المغرب :
س :جماعة تصلي المغرب فدخل معهم رجل يصلي سنة المغرب فصلها
ثلث ،فما حكمه ؟
ج :أقول :سنة المغرب ركعتان ،والولى لهذا الشخص أن يعيد سنة المغرب لنها سنة
مؤكدة ،وقد اختلف العلماء في جواز صلة السنة خلف من يصلي المغرب ،فذهبت طائفة
إلى المنع من ذلك ،نظرا ً إلى أن السنة ل يمكن تأديتها بثلث ركعات إذ لم يثبت ذلك عن
النبي صلى الله عليه وسلم ،وذهبت طائفة إلى الجواز وقالوا عليه أن يسكت عند قراءة
المام للتشهد الثاني ثم يأتي بركعة رابعة ،وذهبت طائفة إلى أنه يصلي معه ركعتين ثم
ينتظر المام ثم يسلم عندما يسلم المام ،وأجاز آخرون له أن يسلم قبل سلم المام ،
وذهبت طائفة من العلماء إلى جواز التنفل بثلث ركعات وهذا القول صائب بالنظر إلى من
يصلي خلف من يصلي المغرب ،أما بالنظر إلى سنة المغرب فليس له أن يصليها خلف من
يصلي المغرب وذلك لنها سنة مؤكدة وهي ركعتان .والله أعلم .
وذلك أن ثبت في الصحيحين وغيرهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال) :اجعلوا آخر
صلتكم وترا( ولكن جاءت رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين جالسا
بعدما أوتر ،وهذه الرواية أول قد اختلف فيها من جهة إسنادها " هل صحيحة أو ضعيفة ؟ ثم
هذا النهي عام وتلك الرواية خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ،وهناك أيضا ً هل المخاطب
داخل عموم خطابه أو ل ؟ فينبغي ترك التنفل بعد صلة الوتر بغض النظر عن القول بحرمة
ذلك أو كراهيته ،فإن الله سبحانه وتعالى ل يعبد بالمكروه ،وإن قيل بجواز مكروه ،وهذا
كله إذا لم يرقد النسان بعد الوتر ،أما إذا رقد ولو قليل فل مانع من ذلك .
161
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ولو أن هذه الصلة المنسية كانت صلة الظهر ،وتذكرها وقد وجبت صلة
العصر والجماعة قائمة .فكيف تكون صفة إعادة صلة الظهر في هذه الحالة،
علما بأنه ل صلة بعد صلة العصر حتى وجوب صلة المغرب؟
الجواب /يصلي أول الظهر ثم يستدرك مع الجماعة إن أمكن هذا إذا
تذكرها قبل العصر وأما إذا تذكرها بعد العصر فليصلها في ذلك الوقت
والقضاء ل يدخل في النهي والله تعالى أعلم
س :من نام عن صلة أو نسيها هل يصلها قضاء أو أداء ؟
الجواب -:
ثبت في الحديث أنه صلوات الله وسلمه عليه قال" :من نام عن صلة أو
نسيها فليصلها متى ذكرها فذلك وقتها ".
فظاهر هذا الحديث يدل أن ذلك الوقت وقت لدائها وليس وقتا لقضائها
وهو قول أكثر أهل العلم .
س :فاتته صلة الوتر وفي اليوم الثاني عندما كان يصلي مع المام صلة
جل الوتر الحالية
التراويح صلى معه الوتر بعد التراويح ..الوتر التي فاتته وأ ّ
إلى آخر الليل ؟
ج :ل شيء عليه.
أّول-وقبل كل شيء-اختلف العلماء فيمن نسي الوتر ،هل يشرع له أن يقوم
بقضائه أو ل ؟
فذهب بعض العلماء إلى أنه يشرع له القضاء.
وذهب بعض العلماء إلى أنه ل يشرع له القضاء.
والقول الول أحوط وأسلم ,وما فعله هذا الشخص ل شيء فيه عليه إن
شاء الله تعالى؛ والله أعلم.
س :ما حكم الذان والقامة في صلة القضاء ؟
الجواب -:
ل شك أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما نام هو وصحابته
الكرام رضوان الله تعالى عليهم أمر مؤذنه بأن يؤذن وأمره بالقامة فأقام
لتلك الصلة وصلوا بإذان وإقامة وما دامت السنة قد وردت بذلك فعلينا أن
تلتزم سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نعم النسان إذا كان
بمفرده وقد ترك صلوات كثيرة أو ما شابه ذلك فيقيم لكل صلة ول داعي
أن يؤذن لكل صلة .
س :فيمن فاتتة صلة وحضرت الصلة المكتوبة فهل له أن يصليها بين الذان
والقائمة ؟
ج :نعم يصليها في ذلك الوقت وليس له أن يؤخرها حتى يأتي للصلة الحاضرة بل لبد أن
قدم الصلة الفائتة إل في حالة واحدة وهي إذا ما خاف أن تفوته الصلة الحاضرة مثل ً إذا ي ّ
تذكر صلة العشاء في وقت صلة الفجر ولم يبق لوقت الفجر ما يتسع لصلة العشاء
دم الصلة الحاضرة ويقضي وصلة الفجر بل يتسع لحدى الصلتين فإنه في هذه الحالة يق ّ
الصلة الفائتة بعد طلوع الشمس وبالتحديد بعد أن ترتفع قليل ً أما إذا كان هنالك وقت يتسع
للصلتين معا ًَ فإنه يأتي أول ً بالصلة الفائتة وبعد ذلك يأتي بالصلة الحاضرة والله تبارك
وتعالى أعلم .
163
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
الجواب -:
أنا ما وجدت دليل يمكن أن أعتمد عليه ولكن العلماء اختلفوا منهم من
يقول المرأة ل تشرع في حقها القامة ومنهم من يقول تقيم فهي كالرجل
ن المرأةإل ما دل الدليل على عدم مشروعية في حقها والدليل دل على أ ّ
ل تجهر بالقامة كما يجهر الرجل عندما يقيم للجماعة أما القامة فإنها تأتي
ت دليل يدل على عدم مشروعيتها في حقها . بها إذ لم يأ ِ
وبعضهم يقول تقيم ولكن ل تأتي بقول حي على الصلة حي على الفلح قد
ن هذا نداء للصلة وليست من اللفاظ التي يتعبد بذكرها.. قامت الصلة ل ّ
وإذا أتت بها المراة فل حرج عليها على رأي بعض أهل العلم .
قضية قد قامت الصلة في القامة بعضهم يقول قد قامت الصلة وأدامها
واستدلوا على ذلك بحديث مروي عن النبي صلى الله عليه وعلى وآله
وسلم ولكنه حديث ضعيف على الصحيح بل بعض العلماء قال ل تشرع
متابعة المقيم ..وفي الحقيقة لم أجد دليل ً صحيحا ً ثابتا ً يدل على متابعة
المقيم ولكن بعض العلماء يأخذ ذلك من متابعة الذان من باب "بين كل
أذانين صلة " فيجعل القامة أذانا ً ثانيا ً كما في هذه الرواية ..فالحاصل
على رأي من يقول بالمتابعة ل يقول أقامها الله وأدامها يمكن أن يقول ل
حول ول قوة إل بالله وبعضهم يقول يتابع على حسب ما يقول ذلك
المقيم .
س :رجل يصلي منفردا ً وبعد أن كّبر تكبيرة الحرام سواء كان ذلك بعد ركعة
ت بالقامة ؟
أو ركعتين أو أكثر أو أقل تذكر بأنه لم يأ ِ
الجواب -:
إذا كان هناك عذر فأقام النسان وصلى منفردا ً ونسى القامة كما قلت أو
ت بها أحد منهم ثم تذكروا بعد ذلك أي بعدنسيتها الجماعة أيضا ً لم يأ ِ
تكبيرة الحرام فإنه ل شيء عليه بمشيئة الله تبارك وتعالى ..وصلتهم تلك
التي أتوا بها من غير إقامة صحيحة ول يشرع في حقهم سجود السهو على
الصحيح الراجح .
166
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل ينبغي ذلك .ما وجدنا عن النبي صلى عليه وعلى آله وسلم أنه اكتفى
بذلك ول عن الصحابة ولعن غيرهم أنهم اكتفوا بذلك فما الداعي إلى ذلك
نعم صلته صحيحة ولكن في المستقبل ل ينبغي له أن يصنع ,كذلك قد
يقول قائل :إن البسملة من القرآن
والجواب :حقا ً هي من سورة النمل فهي من القرآن – باتفاق -المة و أما
بقية السور التي كتبت قبلها فهي آية أو جزء أية على الخلف .أما من قال
بخلف ذلك فقوله باطل الحاصل إنها من القرآن في كل سورة كتبت قبلها
هذا هو الصواب الذي تدل عليه الدلة ول ينبغي أن يقال بخلف وإن قيل
بخلف طبعا .ولكن كما قلت مع ذلك ل ينبغي للنسان أن يكتفي بذلك .
س :هل تلزم الكفارة لمن ترك الصلة عمدا ؟
الجواب -:خلف بين أهل العلم
ظاهر أكثر الصحاب أنهم يوجبون الكفارة على كل من تركها عمدا
وذهبت طائفة من أهل العلم وهو قول لبعض أصحابنا وقواه نور الدين أنها
ل تلزم وهذا القول هو الصحيح
واختلف القائلون بالكفارة في مقدارها :
فقيل – يكفر كفارة واحدة .وقيل – بعدد تلك الصلوات .
وقيل – يكفر عن كل صلة فجر كفارة وعن كل صلة ظهر كفارة و .....الخ
1
.
س :حكم الصلة بين السواري ؟
الجواب -:
هذه المسألة فيها خلف بين أهل العلم والذي عليه الفتوى هو أنه إذا أمكن
النسان أن يصلي بين السواري وهذا في الجماعة قالوا ل ينبغي لحد وهذا
عندما يكون المسجد متسعا ..
أما في الوقات التي تضيق فيها الصفوف فل مانع .
الجواب /توضأوا قبل دخول الوقت ثم اشرعوا في الصلة بعد طلوع الفجر
مباشرة ول يضركم ولو طلعت عليكم الشمس وأنتم في الصلة بشرط أن
تقرؤوا أقل ما يمكن من القرآن مما يتم به المعنى والله أعلم
ضأ لكل صلة وفي بعض الحيان أثناء س :إنسان معوق ل يقدر أن يتو ّ
الوضوء ربما يلمس ملبسه شيء من النجاسة ل يستطيع التحّرز منها لنه
محمول على كرسي ،فماذا يصنع في مثل هذه الحالة ؟
ج :الطهارة شرط لصحة الصلة والصلة ل تصح إل بطهارة ..بناء على هذا
الكلم-الذي ذكرُته-وهو متفق عليه بين أهل العلم لدلة متعددة من سّنة
رسول الله صلى الله وسلم عليه ..نعم ،من كان ل يستطيع أن يحافظ
ن عليه أن يأتي بالصلة ولو كان ذلك بغير طهارة تامة أو
على الطهارة فإ ّ
بغير طهارة أصل إذا كان ل يجد الماء ول يجد التراب أو ل يستطيع أن
يستعملهما ولم يجد من يعاونه على ذلك ،فهذا الرجل إذا كان يتمكن من
الطهارة فلبد له من الطهارة ،ول تصح صلته إل بذلك ،والطهارة لبد من
أن يحافظ عليها في جسده وفي ثوبه ،ويمكنه أن يربط شيئا على إحليله
من مثل قطن أو ما شابه ذلك على أنها توجد بعض الوسائل في هذا العصر
..بإمكانه أن يستعمل ذلك ،والحاصل إذا أمكنه أن يستعمل شيئا من المور
التي يمكن أن ل تصيبه النجاسة إذا استعملها فلبد من ذلك ،وإذا تعذر عليه
ذلك فعليه أن يتقي الله-تبارك وتعالى-قدر استطاعته ول يكلف الله نفسا
جة فعلى النسان إل وسعها ،ولكن كثير من الناس يتساهلون بمثل هذه الح ّ
أن يستفتي نفسه فإذا كان يستطيع فلبد من ذلك؛ والله-تعالى-أعلم.
ق الجماعةس :عندما ل يكون الرجل مطمئنا إلى صلة المام ،هل له أن يش ّ
ليقيم هو صلة أخرى ويحدث بذلك بلبلة في أوساط المصلين أم ماذا عليه
أن يصنع في مثل هذه الحالت ؟
ج :ل ,ليس له أن يشقّ عصا الجماعة فذلك مما نهي عنه بل عليه أن يصلي
خلف ذلك المام ولو كان ذلك المام فاجرا اللهم إل إذا كان ذلك المام
ن من صلى خلفه عليه أن يعيد الصلة، يأتي في صلته بما يفسدها فإ ّ
والمسألة التي سأل عنها داخلة في ضمن هذه المسألة على رأي غير واحد
من أهل العلم؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :هل تجوز الصلة بالن ّ
ظارة ؟
الجواب /ل مانع من ذلك إذا كانت ل تشغله وليست من النك والشبه
ونحوها والله أعلم
س :رجل صلى إحدى الصلوات ثم تبين له بعد ذلك أن بثوبه آثار بقية نجاسة
ولكنها ليست رطبة .فهل عليه إعادة تلك الصلة ،علما بأن هذا الثوب قد تم
غسله ؟
الجواب /إن كان صلى بتلك النجاسة قبل أن يتم غسلها تماما فعليه
العادة وأما إن كان الثوب قد غسل وزالت النجاسة منه ولم يبق منها إل
الثر الذي ل تمكن إزالته مهما بولغ في الغسل ففي هذه الحالة ل إعادة
عليه والله أعلم
168
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س :رجل قام بغسل جنابة كانت في ثوبه ،فهل يجب عليه أن يغتسل بعد
ذلك غسله من الجنابة ؟ وإن كان صائما فهل يجب عليه شيء ؟
الجواب /ل يجب عليه الغسل بذلك ول شيء عليه في صيامه ولكن يجب
عليه أن يعيد للوضوء إن كان متوضئا وأراد الصلة والله أعلم
س :من قرأ الفاتحة في موضع التشهد ؟
الجواب -:
من قرأ الفاتحة في موضع التشهد فإنه يأتي بالتشهد ويسجد للسهو أما إذا
نسي ذلك فإن كان التشهد الول وقام وانتصب قائما ً فل شيء عليه ويسجد
للسهو وأما إذا لم يقف وقوفا ً تاما ً فإنه يرجع للتشهد أما إذا كان التشهد هو
التشهد الثاني فإنه لبد أن يرجع إليه ويسلم مرة ثانية بل ذلك التسليم
السابق لم يكن التسليم المقصود وليسجد للسهو .
س :حكم الستعاذة في الصلة ؟
الجواب -:
لعل القول بأنها سنة أقرب إلى الصواب والقول بالوجوب له وجه قوي
ولكنه ل يصل إلى درجة الركنية.
س :ما الفرق بين الستعاذة والبسملة في الصلة ؟
الجواب -:
أما الستعاذة فإنه يسر بها على الطلق ..ولكن بعض العلماء شدد إن
اسمعها أذنيه بطلت صلته وليس المر كذلك .
ولكن ينهى عن الجهر بها ولكن بشرط أن ينطق بها بلسانه ل مجرد مكّيف
فالتكييف بلسانه ل يكفيه .
س :هل يجوز أن تصلى النافلة جلوسا ؟
الجواب :من حيث الجواز فجائز ولكن السنن المؤكدة أو الراتبة ل ينبغي
للنسان أن يأتي بها جلوسا .
على شك فلبد من أن يأتي بالفاتحة في هذه الحالة أما إذا تجاوز ذلك كان
ل يلتفت إلى الشكوك .
س :ما حكم مدافعة الشخص الريح وهو في الصلة ؟
الجواب -:
ما عليه باس ما لم يخرج ذلك الريح منه ويتيقن بأنه قد خرج .
س :شخص نسي التشهد الول وانتصب قائما ً واطمئن قائما ً ؟
الجواب -:
مختلف فيمن نسي التشهد الول فقيل إنه لبد من الرجوع إليه ولو اطمئن
في وقوفه بل ولو قرأ الفاتحة وما بعدها فإن لم يرجع فإن صلته باطله
على هذا الرأي .
وذهبت طائفة من أهل العلم إلى أن من نسي التشهد فإن كان لم يطمئن
قائما ً فإنه يرجع إليه أما إذا أطمئن فل يرجع إليه واستدلوا بذلك بالحديث
المروي عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..ول شك أن هذا
القول هو القول الصحيح ولكن إذا رجع آخذا برأي من آراء أهل العلم أو
كان جاهل ً أو صادف قول ً فل شيء عليه .
ت به بعد ذلك تلك الفريضة التي سها فيها ؟
س :من نسى سجود السهو لم يأ ِ
الجواب -:
ت به بعد تلك الفريضة التي سها فيها فبعض من نسى سجود السهو لم يأ ِ
العلماء يقول إنه يأتي به بعد صلة ثانية أي فريضة ثانية وبعضهم يقول :
ولو بعد نافلة .
وبعضهم يقول :يمكن أن يأتي به حتى في الوقت الذي يذكر فيه من غير
أن يكون ذلك بعد فريضة ول بعد نافلة وهذا القول وهو أنه يأتي به في أي
وقت يذكر أنه سهى فيه إل إذا كان ذلك الوقت مما تحرم فيه الصلة هو
القول الصحيح إذ ل دليل يعين أنه لبد من التيان بذلك السجود بعد فريضة
أو بعد نافلة .وما دام ل يوجد دليل يدل على ذلك فالصل أن يأتي به
النسان في ذلك الوقت.
170
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وإذا أخذ بما رجحه القطب رحمه الله تعالى ولم ي ُِعد فقد أخذ بقول له وجه
وجيه .
س :شخص سهى في صلته أثناء التشهد الخير ووجد نفسه أنه يقرأ
التحيات ووجد نفسه أنه يقرأ الفاتحة ؟
الجواب -:
عندما ينتبه يترك الفاتحة ويقرأ التشهد أما إذا كان لم يقرأ شيئا ً منه فإنه
يبتدئ التشهد من أوله أما إذا كان ابتدأ أول ً في التشهد ثم انتقل منه إلى
الفاتحة فإنه يكمل من الموضع الذي انتقل منه إلى الفاتحة ويواصل من
هناك التشهد .والله أعلم .
س :إذا قرأ الفاتحة ولم ينتبه وسلم ؟
الجواب -:
نقول له يأتي بالتشهد ويسلم بعد ذلك ويسجد للسهو هذا إذا كان لم يتكلم
بكلم خارج عن الصلة أما إذا انحرف أو تكلم ففيه الخلف المذكور ..وأما
إذا لم ينحرف ولم يتكلم أو تكلم بكلم أدعية أو ما شابه ذلك أخروية وما
يتعلق بذلك فإنه يأتي بالتشهد ويسلم مرة ثانية ويسجد للسهو .الحاصل
إذا تكلم بكلم من جنس الدعية التي يدعى بها بعد التشهد فإنه يأتي
بالتشهد ويسلم ويسجد للسهو وإذا انحرف أو تكلم بكلم دنيوي فبحسب
الخلف الذي ذكرناه سابقا ً هل يأتي بالتشهد ويسلم ويسجد للسهو أو أنه
يعيد الصلة من أولها هذا على القول بوجوب التشهد كما هو المشهور .
-في هذه المسألة هل يسجد قبل السلم أم بعده ؟
الجواب -:
بعد السلم
س :من نسى السجدة من الركعة الولى وتذكرها في الركعة الثانية ؟
الجواب -:
من نسى ذلك فإنه يرجع إلى تلك السجدة ويأتي بها وبما بعدها على رأي
كثير من أهل العلم .
س :هل ثبت في السنة رفع اليدين في الدعاء ومسج الوجه بعد الدعاء أو
السلم ؟
الجواب :نعم ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه وأما
المسح للوجه بعد الدعاء فوردت عدة أحاديث تدل على المسح وقد قال
171
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من قال :إنها بمجموعها الكلي تصل إلى مرتبة الحسن ومنهم من قال :
من الضعف بمكان فل تصل إلى مرتبة الحسن وهذا القول وهو أن هذا
الحديث ضعيف هو القول الصحيح ولهذا نرى عدم مسح الوجه بعد الدعاء
أما حديث مسح الوجه بعد السلم فالحديث موضوع .
1
س :صلة الظهر متى تنتهي بالتحديد ؟
ج :يعني :متى ينتهي وقت الظهر ؟
س :نعم وقت الظهر.
ج :ينتهي وقت الظهر إذا صار ظل كل شيء مثله بعد القدر الذي زالت
عليه الشمس ،فإذا صار ظل كل شيء مثله بعد القدر الذي زالت عليه
الشمس فإنه ينتهي هنالك وقت الظهر ويدخل وقت العصر؛ والله-تعالى-
أعلم.
س :هل هناك حديث بين مدة الوقت بين أذان المغرب والقامة لصلة
المغرب ؟
ج :ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث وهي صحيحة ثابتة عنه –عليه
الصلة والسلم -أنه إذا غربت الشمس وتحقق غروبها فإن وقت المغرب يبتدئ ،ولم يأت
دليل يقدر الفرق بين أذان المغرب وصلة المغرب ،وقد شدد كثير من العلماء في تضييق
وقت المغرب حتى إن كثيرا ً منهم قالوا :ل يصح التنفل بين أذان المغرب وصلة المغرب
وذلك لضيق الوقت ،واحتجوا على ذلك برواية رواها المام البيهقي في سننه الكبرى وهو
الحديث الذي رواه الشيخان ورواه أرباب السنن وأحمد وآخرون وهو )بين كل أذانين صلة (
وزاد البيهقي )إل المغرب( فقد أخذوا من هذا إن وقت المغرب قصير ولذلك جاء النهي عن
الصلة أي صلة النفل بين الذان والقامة إل أن هذه الرواية رواية منكرة لم تثبت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم البته ،ولذلك أجاز العلماء المحققون الصلة بين أذان
المغرب وبين الصلة ،كما هو مذهب المام الخليلي – رضوان الله تعالى -عليه كما جاء
172
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
سئل عن المسافر :هل له أن يصلي عند دخول ذلك في أجوبته ،فإنه – رحمه الله تعالىُ -
المسجد ؟ فقال له ذلك سواء كان في السفر أو الحضر ،وهذا الكلم معنى كلمه وليس
هو اللفظ الذي ذكره – رحمه الله تعالى. -
فإذن ل يوجد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يعين مقدار الوقت بين الذان
والقامة ،وإنما ينبغي التعجيل ،وإذا وجدت هناك مصلحة في التأخير كانتظار بعض
الجماعة أو ما شابه ذلك فل بأس من التأخير ما لم يطل .
س :فيمن كان يصلي صلة العصر وأكمل الصلة في التشهد الخير قبل
التسليم أحدث ما حكم صلته ؟
ج :هذه المسألة فيها خلف بين أهل العلم لو أن إنسانا ً أحدث بعد التشهد الول وقبل
التسليم .
ذهبت طائفة من أهل العلم إلى صحة صلته واحتجوا على ذلك بالحديث المروي عن
كن ذلك الحديث ليس بصحيح هو ضعيف ل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ول ّ
تقوم به الحجة والصحيح أن من أحدث قبل أن ُيسلم فإن صلته باطلة لن النبي صلى الله
عليه وعلى آله وسلم " تحريمها التكبير وتحليلها التسليم " فهو دليل واضح وحجة نّيرة ولم
يعارضه معارض معتبر فهو يدل كما قلت على أنه لبد من التسليم فصلة هذا المصلي تعتبر
باطلة وعليه أن يعيد صلته وإذا كان قد قات الوقت فعليه مع العادة التوبة إلى الله تبارك
وتعالى والله تبارك وتعالى أعلم .
س :شخص صلى وراء إمام ولكنه كرّر آية أو آيتين من الفاتحة ؟
ج :أما إذا كان هذا المام متعمدا ً لتكرار الفاتحة فإن صلته تبطل عند جمهور العلماء وذلك
أن جمهور العلماء ذهبوا إلى أن من كرر الفاتحة أو آية من آياتها أو جملة من جملها إذا لم
يكن ذلك لمصلحة الصلة بأن تكون تصحيحا ً للقراءة فإن صلته باطلة فعلى هذا الرأي فإن
صلة هذا المام باطلة وببطلن صلته تبطل صلة المأمومين الذين يصلون خلفه هذا هو
مذهب طائفة من أهل العلم أما إذا كان ذلك المام ناسيا ً يظن أنه لم يأت بالية أو باليتين
على حسب ما فعل فإنه معذور وذلك لن الصلة تنقض بالتكرار في حالة العمد كما قال
المام نور الدين السالمي رحمه الله تعالى .
وللتحيات بمعنى العمد ومنعوا تكراره للحمد
فمن أتى بآية أو بأكثر من ذلك من الفاتحة من طريق النسيان فإن صلته صحيحة وكذا
بالنسبة إلى صلة من صلى خلفه من معرفة السبب الذي دعا هذا المام إلى تكرار هاتين
اليتين هل كان بسبب النسيان ولعل هذا هو القرب أو كان عمدا ًُ ول أظن أن ذلك يقع من
أحد فل بد أن يسألوا هذا المام وبالتالي يطبقوا ما ذكرناه في الجواب أما إذا كرّر النسان
جملة من الفاتحة من أجل إصلح القراءة فإن ذلك ل بأس به بل في بعض الحالت يكون
واجبا ً والله تعالى أعلم .
س :رجل يصلي بالناس صلة القيام وبعد الركعتين نسى أن ُيسلم فّنبه وهو
قائم فرجع وسلم ؟
ج :نعم قد أحسن صنعا ً لن من نسى السلم في مثل هذه القضية لبد أن يرجع لن صلة
الليل مثنى مثنى هكذا ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعنى
مثنى مثنى أنه ُيفضل بين الركعتين الوليين والخريين بالسلم هذا هو الفهم الصحيح
للحديث أما قول بعض أهل العلم بأن معنى مثنى مثنى أن يجلس بعد الركعة الثانية ولو لم
يكن هنالك سلم أو أنه ل يشرع أن يأتي بالسلم فهذا فهم خاطئ وكذلك احتجاج بعضهم
ببعض الحاديث التي فيها أنه صلى أربعا ً أربعا أيضا ل ينبغي أن يؤخذ به بل الحديث نص
173
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
صريح في أن المراد مثنى مثنى أنه يفصل بين الركعتين الوليين والخريين بالسلم وعليه
من نسي السلم فإنه يؤمر بأن يرجع إليه وأن يسلم وبعد ذلك يقوم للركعتين الخريين
وهذه المسألة تختلف عمن نسي التشهد الول في الفريضة ولم يتذكر إل بعد أن انتصب
قائما فإنه يؤمر بإتمام صلته وبعد ذلك يسجد للسهو قبل أن يسلم كما ثبت في الحديث
عن عبدالله بن بحينه في الصحيحين وفي غيرهما وقد جاء في رواية من طريق المغيرة
وقد جاءت من طريقتين يشرد ّ أحدهما الخر ويرتقي الحديث بهما إلى درجة الحسن إلى أنه
يدل على أنه من لم ينتصب عليه أن يرجع فمن انتصب فل يرجع وهذا التفصيل لبد من
الخذ به نظرا ً إلى ثبوت هذا الحديث ويكون حديث ابن بحينه محمول على من انتصب قائما ً
ول سيما أنه فعل والفعل ل يعم والله تعالى أعلم .
174
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
175
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س :هل الصائم يعقد النية قبل الصيام كأن ينوي أن يصوم ثلثين يوما-مثل-
ن لكل يوم نيته ؟
أم أ ّ
ج :أّول :النية المعتبرة هي النية القلبية ،وليس بحاجة إلى التلفظ بنحو" :
اللهم نويت أن أصوم " أو ما شابه ذلك مما يذكره كثير من الناس وإن كان
ن ذلك مما ل أصل له في سّنة رسول الله صلى موجودا في بعض الكتب فإ ّ
الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،ولم يكن-أيضا-معهودا عند السلف
رضوان الله-تبارك وتعالى-عليهم ،وإنما النية المعتبرة هي النية القلبية كما
ت.
قل ُ
ن العلماء قد اختلفوا في شهر رمضان هل كل يوم فريضة مستقلة ثم إ ّ
ن كل يوم فريضة ن الشهر كله فريضة واحدة ؟ والقول بأ ّ بذاتها أم أ ّ
ددة.
مستقلة بذاتها هو القول الصحيح ،لدلة متع ّ
وبناء على هذا الخلف اختلف العلماء في وجوب تجديد النية لكل يوم:
ن رمضان فريضة واحدة قال :تجزي النية الواحدة. فمن قال بأ ّ
ددة اختلفوا في ذلك: ومن قال بأنه فرائض متع ّ
فذهب بعضهم إلى أنه لبد من النية لصيام كل يوم.
ن ذلك ل يشترط ،بل إذا نوى النسان أن يصوم وذهبت طائفة منهم إلى أ ّ
ن ذلك يجزيه اللهم إل إذا أفطر بسبب شهر رمضان في الليلة الولى فإ ّ
عذر شرعي-كمرض أو سفر أو ما شابه ذلك من العذار التي تبيح ترك
الصيام-فإنه في هذه الحالة عند من يريد أن يصوم مرة أخرى فإنه يطالب
بالنية في ذلك الوقت؛ وهذا القول هو القول الصحيح؛ فمن نوى أن يصوم
ن ذلك يجزيه إل أنه إذا في الليلة الولى ..نوى أن يصوم شهر رمضان فإ ّ
أفطر فإنه يطالب بالتيان بالنية مرة أخرى ..هذا ما يظهر لي؛ والله-
تعالى-أعلم.
ذن فلكي تدرك نفسها قامت بتناولحت للسحور والذان يؤ ّ ص َ
س :أسرة َ
ذن ،فماذا عليها ؟وجبة السحور والذان يؤ ّ
ج :الله المستعان؛ إذا كان المؤّذن يؤّذن بعد طلوع الفجر فإنه ل يجوز لحد
دد وقت الصوم بطلوع ن الله-تبارك وتعالى-ح ّ
أن يأكل بعد ذلك ،وذلك ل ّ
الفجر ،وهكذا جاء في السّنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله وسلم
وبارك عليه وعلى آله وصحبه ،فإذا طلع الفجر فل يجوز لحد أن يأكل أو
طرات المعلومة.يشرب أو أن يستعمل شيئا من المف ّ
ن من
نعم جاء حديث مرويّ عن رسول الله-صلى الله وسلم وبارك عليه-أ ّ
ن له أن يأكل ،ولكن
كان في يده شيء من الطعام-أو الشراب بالطبع-فإ ّ
ددة وادعى بعضهم أنه يصل إلى درجة هذا الحديث وإن جاء من طرق متع ّ
الحسن أو الصحيح بمجموع تلك الطرق فإنه في حقيقة الواقع معاِرض
لكتاب الله-تبارك وتعالى-ولسّنة رسوله-صلى الله وسلم وبارك عليه-
الصحيحة الثابتة ثبوتا أوضح من شمس الظهيرة ،وما كان معاِرضا لكتاب
الله ولسّنة رسوله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-فإنه لبد من أن ُيحكم
ببطلنه وأنه ل يثبت عن رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-بحال
177
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من الحوال اللهم إل إذا كان ذلك الدليل سابقا على نزول الكتاب أو السّنة
الصحيحة ،وهذا الحديث ليس من ذلك القبيل فهو في حقيقة الواقع حديث
باطل ل يصح ول عبرة بتعدد طرقه ،وكثير من المحدثين من المتأخرين
يحكمون بصحة بعض الحاديث نظرا إلى وجود بعض الطرق لذلك الحديث
ولكن في حقيقة الواقع لبد من أن ينظر إلى بقية الشروط المشترطة
لصحة الحديث ومن أهم تلك الشروط عدم الشذوذ وعدم العّلة التي تقدح
في صحة ذلك الحديث المروي ،وإذا كان ُيحكم بشذوذ الحديث وعدم ثبوته
بمجرد مخالفة الراوي ولو كان ثقة لمن هو أوثق منه فلبد من أن ُيحكم
بكذبه إذا خالف الكتاب العزيز وخالف السّنة الصحيحة الثابتة المشهورة بل
ن
التي تكاد تصل إلى حد ّ التواتر ،ول حاجة للبحث في تواترها وعدم ذلك ل ّ
ت ل أقول بالطلق في القضية التي دللة القرآن واضحة جلّية وإن كن ُ
ن الحديث إذا خالف راويه الثقة لمن هو أوثق منه أنه ذكرُتها سابقا وهي أ ّ
ُيحكم بشذوذ رواية الثقة ..ل أقول بالطلق في ذلك ،ولذلك موضع آخر إن
ن هذا الحديث شاء الله تبارك وتعالى ،ولكن الذي يعنيني في هذه القضية أ ّ
ُيحكم ببطلنه وعدم ثبوته عن رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
ن تلك الطرق ل عبرة بها مع هذه ولو جاء من سبع أو من ثمان طرق ،فإ ّ
المخالفة الصريحة الواضحة الجلّية التي ل تخفى ..نعم يمكن أن يقال بعذر
من أكل أو شرب وفي يده الطعام أو الشراب في حالة سماع الذان ..
ن الكفارات ُتدرأ كالحدود يمكن أن يقال بعذره من الكفارة ،وذلك ل ّ
بالشبهات على الرأي الصحيح ،فمن وقع في ذلك وكان يعرف هذا المر
فإنه ل يحكم عليه بالكفارة وإنما يقال بوجوب التوبة عليه ووجوب القضاء
عليه-أيضا-فهؤلء ل أظن أنهم يعرفون هذا الحديث أو أنهم سمعوا به وإنما
هو التهور بعينه ،فإذا كانوا لم يعتمدوا على مثل هذا الحديث الواهي الباطل
فلبد من القول بوجوب التوبة والكفارة مع القضاء عليهم ،وأما إذا كانوا
ن شبهة الجهل مع العتماد يحتجون بمثل هذه الشبهة فإنه يمكن أن يقال :إ ّ
على هذا الحديث الموضوع الواهي تدرأ عنهم الكفارة؛ وهذا الذي يمكن أن
أقوله باختصار ،وإذا كانوا يريدون أن يوضحوا هذا السؤال فبإمكانهم أن
يتصلوا مرة أخرى وسنجيب عليه على حسب التفصيل الذي يفصلونه في
ن المؤّذن ب على تقدير أ ّ سؤالهم؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم" ,وجوابي منص ّ
دمقد أّذن بعد طلوع الفجر ..أي عند انشقاق الفجر ،وأما إذا كان قد ق ّ
ن العبرة بطلوع الفجر ل بالذان ،ولكن الصل الذان فل عبرة بذلك ،إذ إ ّ
في المؤّذنين أنهم ل يؤّذنون إل بعد طلوع الفجر ..أي عند طلوع الفجر
ولسيما في شهر رمضان ثم إنه يمكن أن يعتمد على التقاويم ،والمعتمد
دم على الفجر فإنه في التقويم عليه هو طلوع الفجر ل تلك الفترة التي تق ّ
هنالك فترة قبل طلوع الفجر يقال بأنها فترة إمساك أو ما شابه ذلك ول
أصل لذلك في سّنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،بل ينبغي
للنسان إذا أراد أن يأكل أو أن يشرب أن يأكل وأن يشرب حتى يطلع
178
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
الفجر ،ول عبرة بتلك الفترة التي تذكر في التقاويم ،إذ إنها مخالفة لهدي
النبي صلى الله وسلم وبارك عليه؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :هل يمكن أن ُتعتَبر كاحتياط ؟
ج :إذا كان التقويم صحيحا الذي فيه ذكر طلوع الفجر فل عبرة بمثل هذا
ن الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-حّثنا على تأخير الحتياط ،ل ّ
السحور ..هذا من جهة ،ومن جهة أخرى كان بلل-رضي الله تعالى عنه-
م مكتوم-رضي ن ابن أ ّ
دم الذان حتى يقوم الناس من أجل السحور ،ثم إ ّ يق ّ
الله تعالى عنه-كان يؤّذن بعد طلوع الفجر ..أي عند تحقق طلوع الفجر أو
بمجرد طلوع الفجر ..أذكر هذه العبارات حتى ل يلتبس المر على بعض
الناس ،فما قال لهم الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-احتاطوا
ت-في اتباع بمجرد أذان بلل أو ما شابه ذلك ..كل ,والخير كل الخير-كما قل ُ
هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ث الناس ححه فإنني أح ّ ححه من ص ّ وبمناسبة ذكر الحديث السابق الذي ص ّ
نجل في اتباع تصحيحات كثير من الناس وتحسيناتهم ،فإ ّ على عدم التع ّ
كثيرا من الناس ل ينظرون إلى متون الحاديث وإنما يكتفون بالسانيد؛ كما
جلون في رد ّ الحاديث بمجرد مخالفتها ث أولئك الذين يتع ّأنني-أيضا-أح ّ
لبعض اليات أو لبعض الحاديث بحسب زعمهم ،وأتوا بسبب عدم فقههم
في كتاب الله تعالى وفي سّنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
فليس كل حديث يظهر في بداية المر أنه مخالف لكتاب الله أو لسّنة
رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحكم بكذبه ووضعه ..كل ،بل لبد
من النظر في ذلك جيدا ،ول يتمكن من ذلك إل الراسخون في العلم،
فتكذيب حديث ثابت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ليس بالمر
الهّين ،والحكم بثبوت حديث عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
وسلم-وهو ل يثبت عنه ليس بالمر السهل ،فهذه المور لبد من أن يحكم
فيها أولئك الراسخون في علم الصول وفي علم الحديث مع معرفة كبيرة
ت-أخذوا بعلم الفقه بعد التأّني والتمحيص والبحث ،وكثير من الناس-كما قل ُ
يفّرطون في مثل هذه المور ويحكمون بعجلة شديدة ..يحكمون بثبوت
الحاديث وبعضهم بعدم ثبوتها من غير الترّوي والنظر والتمحيص ،وكثير
متهم تحقيق الكتب ويستعجلون في ذلك كثيرا جدا ويحكمون بثبوت منهم ه ّ
ن الواقع بخلف ذلك ،فحديث رسول أو بعدم ثبوت بعض الحاديث مع أ ّ
الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ليس بالمر السهل ُ ..يحكم بصحته أو
بثبوته مع أنه قد يكون بخلف ذلك ..نعم التصحيح والتضعيف حكم ظني،
ومهما فعل النسان لبد من أن يقع في بعض أحكامه الخطأ ولكن نسبة
الخطأ تختلف بين خطأ العالم الذي يحكم بحجة نّيرة وبين خطإ بعض الناس
ن ذلك مما ل تتسع له كما هو معلوم ،ول أريد أن أطيل في هذه القضية فإ ّ
هذه العجالة ،وله وقت آخر بمشيئة الله تبارك وتعالى؛ والله-تعالى-أعلم.
س :السحور في الساعة ) :ل تزال الثانية عشر ليل ،هل يتنافى ذلك مع
جلوا
خروا السحور وع ّ
متي بخير ما أ ّ
الخيرية التي قال عنها النبي أ ّ
179
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
الضحى المبارك.
وكذلك َيحرم صيام أيام التشريق أو ُيكره على خلف بين أهل العلم في
هذه القضية ،والكثرون على الكراهة.
ح القوال وأرجحها. وكذلك َيحرم صيام يوم الشك على أص ّ
ف بعَرفة ،فإنه يكون في مة التي تتعلق بذلك الوقو ُ وكذلك من الحكام المه ّ
اليوم التاسع من ذي الحجة ،ول يصح تقديمه على ذلك ،كما أنه ل يصح
تأخيره أيضا.
شر-أي التسع الولى مع اليوم العاشر-من وكذلك ما جاء من فضل اليام الع ْ
ن العمل في هذه اليام أفضل من غيرها من سائر ذي الحجة ،وذلك ل ّ
العام ،كما ثبت ذلك في الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
فإنه ُيشَرع للنسان أن ُيكثر في هذه العشر باستثناء العاشر طبعا في
الصيام ..أن يكثر من الصيام ومن العمال الصالحة ،أما الصيام فهو
مخصوص بالتسع الولى وخاصة في اليوم التاسع من ذي الحجة ،وأما
شر جميعا. بالنسبة للعمال الصالحة فإنه ينبغي الكثار في الع ْ
ددا وقد يزيدن النسان ُيؤّقت لمواله يوما مح ّ وكذلك بالنسبة إلى الزكاة ،فإ ّ
المال في ذلك اليوم وقد َينقص فإذا لم ُيعَرف اليوم الحقيقي للشهر فقد
َيزيد المال في اليوم الذي تجب فيه الزكاة أو َينقص المال وهو ل َيعرف
ذلك ثم ل يؤدي الواجب الشرعي عليه في مسألة الزكاة.
دة المرأةوكذلك بالنسبة إلى كثير من الحكام المتعّلقة بالعِد َِد ،وذلك كعِ ّ
ن المتوفى عنها زوجها تعتد ّ أربعة أشهر وعشرة أيام التي ُتوفي زوجها ،فإ ّ
إن كانت غير حامل ،وإذا وقع خلل في الشهر فإنها قد تزيد وقد تنقص وقد
دة المطّلقة إذا ع ّ
دة ،وهكذا بالنسبة إلى ِ يتزوجها زوج وهي ل زالت في العِ ّ
سّنها أو لغير ذلك من المور ن ل ِك ِب َرِ ِض َ
ح ْ كانت غير بالغة أو كانت ممن لم ي َ ِ
المبّينة في الفقه.
ظهار واليلء ،إلى غير ذلك من الحكام التي يطول وهكذا بالنسبة إلى ال ّ
المقام بذكرها.
فهذه الحكام-وغيُرها كثير-تتعلق بالشهر القمرية فينبغي لذلك ولغيره أن
صر في مثل هذه المسألة. ق ُّينتبه لهذه القضية ،وأل ّ ي ُ َ
وكثير من الناس َيعتنون بشهر رمضان وبشهر شوال ولكنهم ل َيعتنون ببقية
الشهر وقد يقع الخطأ في شهر رجب مثل أو في شهر شعبان وبسبب ذلك
الخطأ يقع الخطأ في شهر رمضان ،فإنه قد يقع خطأ مثل في شهر
شعبان ..ي َُعد بأنه قد دخل قبل أو بعد ثم لم ُير الهلل أو ل ينظر الناس إلى
ن بعد ُ والمر بعكس ذلك ،فإذن لبد من ح ْ ن الوقت لم ي َ ِ الهلل ظنا منهم بأ ّ
الهتمام بمثل هذه المسائل؛ ونسأل الله-تبارك وتعالى-أن ُيوّفق الجميع لما
فيه الخير.
دت لستطلع صر في التصال باللجنة التي أ ُ ِ
ع ّ س :هل من رأى الهلل ثم َ
ق ّ
الهلل ُيعدّ آثما ؟
181
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
كد من ذلك فلبد من أن ي َّتصل باللجنة ,وإن كان ل ج :إذا رأى الهلل وتأ ّ
يمكنه ذلك فلبد من أن ي َّتصل بالقاضي الذي في منطقته بل ذلك أولى،
ن اللجنة قد ل تعرف عن ذلك الشخص هل هو من العدول الذين ُيقبل ل ّ
خر عن ذلك مع قدرته على ذلك قولهم في ذلك أو ليس من أولئك ,فإذا تأ ّ
فإنه آثم والعياذ بالله تبارك وتعالى؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
ن اللجنة-مثل-
ن الرؤية ثبتت حقيقة إل أ ّ
س :4البعض يشك في نفسه من أ ّ
ن البلد الفلني قد صاموا فلماذا ل
لم يصلها خبرها فهو يشك ويقول " :إ ّ
أصوم معهم ؟! " فيصوم استنادا على الشك الذي يوجد في نفسه ؟
ج :على كل حال؛ إذا كانت قد ثبتت الرؤية-قد رأى هو نفسه الهلل أو قد
رآه من يثق بدينه ..أي من ُتعتَبر رؤيته شرعا-فنعم يجب عليه هو وعلى
غيره أن يصوم.
ت الكلم عليها في مة لبد من التنبيه عليها-وقد أطل ُ
ولكن هنالك نقطة مه ّ
العام الماضي ) (2ولذلك ل أرى داعيا من الطالة عليها في هذه الليلة-
وهي قضية اختلف المطالع ,فقد تثبت الرؤية في بعض البلدان بشهادة
شهود معتَبرين شرعا ولكن تلك البلدة أو تلك القرية تختلف مطالعها عن
بلدنا هذه فنحن ل نقدح في صيامهم ونقول على من كان في ذلك المكان
قا وصدقا يجب عليهم الصيام ,أما من تختلف إذا كانت الرؤية قد ثبتت ح ّ
مطالعه عن مطالعهم فليس له أن يصوم بصيامهم ،وقد جاء في الحديث
ت فيعن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ما يدل على ذلك ،وقد أطل ُ
ذلك في العام الماضي ول أرى داعيا الن من الطالة ،فإذن هذا هو صيام
ك ) (3الذي تكّلمنا فيه سابقا ،وليس له أن يصوم بصيام قرية أو بلدة الش ّ
بعيدة تختلف مطالعها عن مطالع بلده ،وإل فإنه يكون قد صام الصوم
المنهي عنه؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :إذن فل داعي لمثل هذا الشك ؟
ج :أي نعم ،ل داعي لمثل ذلك.
رابعا :أحكام الصوم المستحب والمكروه والمحرم
س :ما هو الصيام المحرم والمكروه والمستحب ؟
ج :قد ُرويت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-أحاديث
كثيرة تدل على ندبية صيام بعض اليام وعلى تحريم وكراهة صيام بعض
اليام الخرى ،والمقام ل َيسمح بأن أذكر تلك الحاديث التي ُرويت عن
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم 1...بأ ّ
ن الوقت ل َيسمح بذلك كما
ت.
أشر ُ
(1الصوم الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم
2
* صيام ستة أيام من شوال
-1وقع هنا-للسف-انقطاع في الشريط لخلل أثناء تسجيله من التلفزيون ،ويبدو أنه غير مؤّثر في جواب الشيخ.
- 2وسئل فضيلته عن بعض أحكام صيام اليام الستة وهي كالتالي :
ح تفِريُقها ؟
صّ
شّوال ،هل َيْلَزم أن َتكون هذه اليام ُمَتَتاِبعة أو أّنه ي ِ
سّتة أيام ِمن َ
صَيام ِ
س ِ :1
ص على ثبوت هذه سّنة الّنِبي صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،وقد َن ّ ستِة أّياٍم ِمن شوال ثبت في ُ
صياَم ِ
ن ِ
ج :إ ّ
ث الواِرد عن النبي في ذلك جماعٌة كبيرة ِمن أهل العلم، حت الحدي َ حَ
سّنة طائفٌة كبيرة جدا ِمن العلماء ،وقد ص ّال ّ
182
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
منفثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-المر بصيام ستة أيام ِ
شوال ،وهو حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ن ذلك ليس بشيء ،إذ إنهم لم يأتوا بعلة وقد َقدح بعض العلماء فيه ولك ّ
حة هذا الحديث ،فهو حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه َتقدح في ص ّ
كره َ صيام هذه اليام سواءة من َ
ن كراه َ
وعلى آله وسلم ،وبذلك َيتبّين بأ ّ
كان ذلك بعد العيد مباشرة أو كان في أثناء الشهر ولو كان متأخرا ليس
بشيء.
شكّ أّنه صحيح ثابت ث الواِرد ِبذلك ل َ جْمهور الّمة ،والحدي ُ ب ُ ت-هو مذه ُ شْر ُ ل ِبمشروعيِة صيام هذه اليامَ-كَما أ َ والقو ُ
عن النبي صلى ال عليه وعلى آله وسلم.
لمة الحافظ صح عن النبي وذكر كلما ل قيمة له ،وقد تَوّلى الرّد عليه الع ّ ث ل َي ِ ن هذا الحدي َ حَية ِبأ ّوقد َذكر ابن ِد ْ
ت لهت قد وقع ْ جاَد في أغلب ما َذَكره وإن كان ْ الَعلئي وذكر أغلب الحاديث التي جاءت عن النبي في ذلك وقد َأ َ
غَباَر
حل ُ ث ما َيتعّلق ِبهذه القضية ..أي ِمن حيث الصيام صحي ٌ ن جواَبه في الجملة ِمن حي ُ ض الخطاء في ذلك ولك ّ بع ُ
ض المور الخرى التي ل َتَتَعّلق ِبهذه الجزئية. ت حول ذلك في بع ِ ت لنا مناقشا ٌ عليه وإن كان ْ
سّنة ،ول ينبغي لحد َيْقِدر على ذلك أن ُيفّرط فيهِ ،لما جاء ِمن الجر العظيم ص ال ّع ِبَن ّ شُرو ٌ فإذن صياُم هذه اليام َم ْ
والثواب الجزيل في صياِم هذه اليام.
جمهور الّمة تُ - ث َلم َيَتَعّرض لَتَتابع هذه اليام وِلَعَدم تتابعها وإّنما جاء ِبمشروعيِة صياِم هذه اليام ،و-كما أشر ُ والحدي ُ
على ذلك.
ن ذلك ل َينبِغي ،وَلم َيأتوا ِبشيءٍ ُيمكن العتماُد عليه ،وإّنما َلم َيثُبت لديهم هذا الحديث، ض العلماء ذهب إلى أ ّ وبع ُ
طُرق الصحيحة ،ونظرا ِلذلك قالوا ِبما قالوه. طِلعوا على ال ّ ِلَكْوِنهم َلم َي ّ
ل ال-صلى ال عليه وعلى آله وسلم- سّنة رسو ِ حيطَ ِب ُ ي ِمن العلم ل ُيمكنه أن ُي ِ ن النسان مهما ُأوِت َ ن َمّرة أ ّ وذكرنا أكثر ِم ْ
ت عليه الحجة ِبذلك فل َينبِغي له أن َيْلَتِفت إلى ض السنن ،وَمن قام ْ عليه بع ُ خِفَيت َ عْلًما ،فما ِمن عاِلم ِمن العلماء إل وقد َ ِ
طَلع على ن حاله ِبأّنُه َلو ا ّت مْنِزلُة قائله بل ذلك القائل الذي قال ِبخلف تلك السّنة َنْعَلُم ِم ْ جَّل ْ
ل ُيخاِلف السّنة وإن َ ي َقْو ٍ
أ ّ
ع الناس أخذًا ِبذلك. جة َلَكان ِمن أسر ِ ق َتقوُم ِبها الح ّ ن طري ٍ تلك السّنة ِم ْ
صل ِبشهِر رمضان أما إذا صام بعَد ُمّدة في شهر شوال ن ذلك ل َينبِغي إذا كان ذلك ُمّت ِ ض العلماء إّنما قال ِبأ ّ ن بع َ على أ ّ
فل بأس ِبذلك.
ن صيام هذه ل بين رمضان وَبْي َ صَ شرة لنه قد َف َ والصحيح-كما قلنا-أّنه ل مانع ِمن أن َيصوَم تلك اليام ولو بعَد الِعيد مبا َ
حّمِدية على صاحبها وآله أفضل ص السّنة الـُم َجَماع الّمة السلمية وَن ّ ع ِبإ ْن صياَمه َمْمُنو ٌ طر ،فإ ّ السّتة اليام ِبَيْوِم الِف ْ
الصلة والسلم.
طر يوِم الِعيد ،فل اّتصال بْين هذه جنا منه ِبحمِد ال-تبارك وتعالىِ-بِف ْ خَر ْعاُه أولئك العلماء في هذه القضيِة َ َفِإَذن ما َرا َ
اليام وبْين شهِر رمضان المبارك.
ن أن ُيَتاِبَع بْين صل في ذلك فِللنسا ِ ت َلم ُتف ّصل في ذلك ،وما دام ْ سّنة َلم ُتَف ّ
ت ال ّ ن ناحية الّتَتاُبع وعدم الّتَتاُبع فكما قل ُ أما ِم ْ
طر يوَمْين أو ثلثة أو أربعة أو أن َيصوم صوم يوما وُيْف ِ ن َي ُطَر يوما أو َأ ْ صوَم يوما وأن ُيْف ِ هذه اليام وله-أيضا-أن ي ُ
ضل والخْير، ن باب المسابَقة إلى الَف ْ ن تابع فذلك خْير لّنه ِم ْ طر يوما أو يوَمْين أو ما شابه ذلك ِ ..إ ْ يوَمْين أو ثلثة ُثم ُيْف ِ
خر فل بأس عليه ش في هذه الدنيا الفاِنية ،ولكن إن أراد أن ُيَؤ ّ سَيِعي ُن حياِته شيئا فل َيدِري إلى متى َ ن ل َيمِلك ِم ْ والنسا ُ
ِبمشيئة ال تبارك وتعالى ..المهم أن َيصوَم هذه اليام في هذا الشهر وله الجُر والثواب ِبمشيئة ال تبارك وتعالى.
ن طائفًة ِمن نأّ سَنة وأظُ ّ ن ال ّ ض اليام ِم َ ن مَتَعّدَدة في مشروعيِة صياِم بع ِ سَن ٌ
ت ُ وقد َذَكْرَنا أكثر ِمن َمّرة أنه قد ثبت ْ
ع صياُمها ،فَينبغي ِللنسان ألّ شَر ُ عَرُفوا ِمن خلِلها تلك اليام التي ُي ْ المستمِعين الفاضل قد استَمعوا إلى تلك الجوبة و َ
ث عليه أو بّين فضَله وعظيَم منزلِته؛ وال-تبارك ح ُّيفّرط في الصياِم المندوب الذي كان َيأِتي ِبه النبي أو أنه َ
وتعالى-ولي التوفيق.
س َ :2من كانت عليه أيام قضاء وقد تكون سّتة أيام فُيِريد أن َيصوَم هذه السّتة اليام و-أيضاَ-ينوي معها
صيام السّتة ِمن شوال ؟
ج :يعني هل َيصوم سّتة أيام فقط وتكون قضاءً وفي الوقت نفسه تكون نفل ؟
183
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س :نعم.
خمسة أو ن كانت عليه سّتة أيام أو سبعة أو َ سّتة أيام إ ْصْم الفريضة ِ ن أراد أن َيصوم الُكل َفْلَي ُ ج :ل ..هذا ل ُيْمِكن ،إ ْ
جِزيِه عن جمع بينهما في ِنّيٍة واحدة ِبحيث َتكون هذه اليام ُت ْ ن َي ْ
ن شوال ،أّما أ ْ لّيام التي عليه وَيصوم سّتة أيام ِم ْ با َ
س ِحِْب َ
صح. جِزيه عن السّتة اليام المشروع صيامها فهذا ِمّما ل َي ِ قضاِء شهِر رمضان وُت ْ
خَ
ل حى مثل دَ َ ضَ
شَرع لذاِتها ..مثل َلْو أراد النسان أن ُيصّلي ركعتين وَيْنِوي ِبِهما ال ّ ض المور التي ل ُت ْ إّنما ذلك في بع ِ
صوَدة ِلذاِتها وإّنما المهم ت َمْق ُن َتحيَة المسجد ليس ْ صّلى َركعَتْين فُتجزيه هاَتان الركعتان عن َتحية المسجد ،ل ّ المسجد و َ
سّنة أو ما شابه ذلك فل بأس بعد ذلك ِمن ي ِبركعتْين فإذا صّلى فريضة أو نافلة أو ُ ل َيجِلس النسان إل بعَد أن َيأِت َ أّ
حّقه ِبمشيئة ال تبارك وتعالى ،وكذلك لو أتى ِبأكثر ِمن ركعتين ..لو ع في َ شِر َ
الجلوس ول شيَء عليه وَيكون قد أّدى ما ُ
جِلس فل بأس ل أن َي ْ صّلى فريضَة العشاء أو فريضَة الظهر أو العصر أو ما شابه ذلك قب َ أتى ِبأربع ركعات ..مثل َ
ي َمن َيقول ِبالّتَنّفل ِبالركعة الواحدة وَنحن ل نرى ذلك أبدا وإّنما صّلى ركعًة واحدة على رأ ِ جِزيِه أن لو َ عليه ،وإّنما ل ُي ْ
ن َيَتَنّفل ِبركعٍة واحدة فهذا ِمّما َلم َيِرد ن ُيوِتَر ِبركعٍة واحدة أما أ ْ نأ ْ ل تقدير ..نعم ُيْمِك ُ ي ركعتْين على أق ّ لُبّد ِمن أن ُيصّل َ
ب دليل ُيْعَتَمُد عليه؛ وال ص َن أقواَلُهم تلك َتْفَتِقُر إلى الدليل ول ُيْمِكن أن ُتْن َ ن أهل العلم ،فإ ّ ن قال ِم ْ سّنة وإن قال ِبه َم ْ في ال ّ
ولي التوفيق.
سَ :من أراد أن َيصوم هذه السّتة وُيَوّزعها على الثنين والخميس واليام الِبيض ،هل له ذلك ِبهذه النية ؟
ن َيصوم سّتة أيام َ ..يصوم-مثلَ-يْوَم الثنين والخميس أو َيصوم الثالث عشر والرابع عشر ج :ل َماِنع ُ ..مْمِكن أ ْ
والخامس عشر ..ل مانع ِمن ذلك ِبمشيئِة ال تبارك وتعالى.
س :4هل ُيقّدم القضاء أو الّنْفل ِبالنسبة ِللسّتة أيام ِمن شوال ؟
ل عليه أ ْ
ن ضل الوارد في صياِم هذه الست فإّنه أّو ً ن النسان إذا أراد الف ْ ض أهل العلم إلى أ ّ ج :على كل حال؛ ذهب بع ُ
حّقه أّنه صام رمضان والحديث يقول: صُدقُ في َ ض ل َي ْ ضي رمضان ..طبعا إن كان عليه هنالك قضاء ،لّنه إن َلم يْق ِ َيق ِ
ق عليه هذا الحديث صُد ُ
ن شهِر رمضان ل َي ْ ض اليام ِم ْ ض بع َ ت ِمن شوال ( فَمن َلم َيْق ِ ) َمن صام رمضان ُثم أْتَبَعُه ِبس ّ
عند هؤلء العلماء الذين قالوا ِبهذا الرأي.
طَرها في شهِر ض اليام قد َأْف َ ل على ذلك ِبَمشيئة ال-تعالى-وَلْو كانت هنالك بع ُ صُ ح ُن أهل العلم إلى أّنه َي ْ وذهبت طائفة ِم ْ
ضي ما عليها ق السيدة عائشة-رضي ال تعالى عنها-أّنها كانت تق ِ رمضان وَلم َيُقْم ِبقضائها َبْعد ،ذلك لّنه ثبت ِمن طري ِ
جدا أن َتْترك سَتْبَعد ِن الم ْب هذا الشهر ،وقالواِ " :م َ ن النبي كان َيصوم أ ْ
غَل َ ِمن شهِر رمضان في شهِر شعبان ل ّ
السيدة عائشة-رضي ال تبارك وتعالى عنها-صياَم النفل في هذه المّدة ِبحيث إّنها ل َتصوم إل شهر رمضان فقط مع أّنها
ت الفضل العظيم ِمن النبي-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-في صياِم هذه اليام وفي غيرها ِمن اليام التي َوَرَد سمع ْ َ
خَذ ِبأمٍر مُّتَفق عليه بْين أهل ي الّول فإّنه َأ َ ن أخذ ِبالرأ ِ ي وجيه ولكن َم ْ ي رأ ٌ ن هذا الرأ َ ك ِبأ ّشّ الفضل في صيامها " ،ول َ
ن هذا القول ِمن ن الحتمال ما فيه ،فإّنَنا وإن كّنا َنَرى أ ّ جميعا بينما هذا المر فيه ِم َ ث ِباّتفاقهم َ ق عليه الحدي ُ صُد ُ
العلم وَي ْ
طَع ِبه ِلُوُروِد الحتمال كما ل َيخفى؛ وال-تبارك وتعالى-ولي التوفيق. ن َنْق َ
القّوة ِبمكان ولكّنَنا ل نستطيع َأ ْ
س َ :5من لم َيصم الست ِمن شوال إلى هذا الوقت ] 8شوال [ ،هل له أن يصوم ؟
ن الوقت ل زال باقيا؛ وال-تعالى-أعلم ج :نعم له أن يصوم ،ل ّ
184
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بعََرَفة فإنه ل ُيشَرع له الصيام ،ل ّ
لم َيصم ذلك اليوم عندما كان واقفا بعََرَفة.
وقد جاء عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-حديث يدل على النهي
ن ذلك الحديث ل َيصح عن النبي صلى من كان واقفا بعََرَفة ولك ّ عن صيامه ل ِ َ
ن في إسناده مجهول ،فالنهي عن صيامه ل الله عليه وعلى آله وسلم ،ل ّ
ن النسان ينبغي له أن َيقتدي بالنبي صلى الله عليه وعلى آله َيصح ولك ّ
وصحبه وسلم.
1
من شهر من ذي الحجة وأول يوم ِ وجاء حديث فيه المر بصيام آخر يوم ِ
ن هذا الحديث ل َيثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله المحرم ولك ّ
ن هذا الصيام ي ُك َ ّ
فُر 2
ضاع بأ ّ
كر ذلك الو ّ وسلم ،فهو حديث موضوع ،وقد ذ َ َ
ت-باطل ل َيثبت .. خمسين سنة وهو-كما قل ُ
* صيام شهر المحرم
نعم ثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-المر بصيام شهر
المحرم ،فالحديث الدال على صيام شهر المحرم ثابت عن النبي صلى الله
ضل الذي ثبت
ضمن هذا الف ْ
م الول في ِعليه وعلى آله وسلم ،وَيدخل اليو ُ
عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،ل بدللة ذلك الحديث الموضوع.
* صيام يوم عاشوراء
وأفضل الصيام في شهر المحرم هو صوم اليوم العاشر ،وهو المعروف
بصوم يوم عاشوراء ،فقد ثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
فُر سنة قبله.أنه كان َيصومه بل ثبت عنه أنه أمر بصيامه وأنه ي ُك َ ّ
والفضل أن يصومه مع اليوم التاسع وإن اقتصر عليه فله ثوابه بمشيئة الله
تبارك وتعالى.
وقد جاء حديث في النهي عن صيامه مفَردا والمر بصيامه مع يوم ٍ قبله أو
ن ذلك الحديث ل َيثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله مع يوم ٍ بعده ولك ّ
ن الكمل بأن من قال بأ ّ ن في إسناده ضعيفا ومجهول ،فقول َ وسلم ،ل ّ
َيصومه النسان مع يوم ٍ قبله ومع يوم ٍ بعده لم أجد ما يدل عليه.
-1قال الشيخ " :صوم " بدل ِمن " يوم " وهو سبق لسان.
-2قال الشيخ " :الحديث " بدل ِمن " الصيام " وهو سبق لسان.
185
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ظبِبصوم يوم أو يومين ،فالرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-كان ُيوا ِ
على صيام أغلب شعبان ،والرواية الخرى محمولة على الغاِلب.
ن هذه الروايةمن شعبان ولك ّ وجاءت رواية فيها المر بصيام الخامس عشر ِ
باطلة ل تصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وجاء في رواية أخرى أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن صيام
ملها بعض العلماء على اليوم الخامس عشر، ح َمن شعبان-وقد َ
النصف ِ
شقّ عليه ذلك،من كان ي َ ُ
من شعبان ل ِ َوحملها بعضهم على النصف الثاني ِ
من منتصف شهر شعبان وهذا من ابتدأ الصوم ِوحملها بعض العلماء على َ
ن هذهبناء على ثبوت هذه الرواية كما ذهب إلى ذلك بعض العلماء-ولك ّ
الرواية ل َتثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-على الصحيح-كما
1
من أهل العلم. هو مذهب جماعة كبيرة ِ
ب الشهر ،وإطلقُ الكل على الغلب ِمن بابِ -4وذهب بعضهم إلى أنه-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-كان َيصوُم أغل َ
ت هذا
ق السيدة عائشة-رضي ال تعالى عنها-التي َرَو ْ ت ِمن طري ِ ب إليه ،فإنه قد ثب َالمجاز؛ وهذا هو الرأي الذي أذه ُ
ل شهَر رمضان ،وفي هذا دللٌة واضحة على أنه صلوات ال وسلمه عليه طإّ ل صياَم شهٍر ق ّالحديث أنه ما استكم َ
ب الشهِر ،وتقريُر ذلك َيطول وفي هذا كفايٌة إن شاء ال تبارك وتعالى. ما كان َيصوُم الشهَر كّله وإنما كان َيصوُم أغل َ
- 1وقد سئل فضيلته عن حكم صيام النصف من شعبان في أسئلة أخرى منها :
س :8ذكرتم في حلقة ماضية حديثا ورد في النهي عن صيام ما بعد النصف من شعبان ..الرجاء توضيح جوابكم
أكثر.
ن ما روي عن النبي- ت :إنه قد ورد في ذلك حديث مروي عن رسول ال-صلى ال عليه وسلم-ونحن نعلم أ ّ ج :نعم قل ُ
صلى ال عليه وسلم-منه الصحيح ومنه الحسن ومنه الضعيف ،أو بعبارة أخرى منه الصحيح المقبول ومنه الباطل
المردود ،وهذا الحديث-الذي تشير أنت إليه الن وذكرناه في تلك الليلة-حديث ل يثبت عن النبي صلى ال عليه وعلى
آله وصحبه وسلم ،ومادام هذا الحديث غير ثابت عنه-صلوات ال وسلمه عليه-فإنه ل يترتب عليه شيء من الحكام
الشرعية ،وقد ثبت عن النبي-صلى ال عليه وسلم-ما يخالف ذلك ،حيث إنه قد ثبت عنه-صلوات ال وسلمه عليه-أنه
كان يصوم شهر شعبان أو-كما في بعض الروايات-كان يصوم أغلبه ،فإذن ينبغي للنسان أن ُيكِثر من الصيام في شهر
شعبان ولو كان ذلك بعد الخامس عشر منه-ول ينبغي له أن يلتفت إلى ذلك الحديث الباطل المنَكر الذي ل يثبت عن
النبي صلى ال عليه وسلم-وإنما يتوقف عن الصيام إذا بقي يوم أو يومان من شهر شعبان إل إذا كان يصوم قضاء أو
كفارة أو نذرا أو كان يصوم صياما قد اعتاد أن يصومه؛ وال-تبارك وتعالى-أعلم.
س :5هناك من سمع أو قرأ بأّنه ورد نهي عن الصيام بعد نصف شهر شعبان ،فهل ُينهى عن الصيام بعد نصف شهر
شعبان ؟
ج :نعم ُروي حديث عن رسول ال-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-فيه النهي عن صيام النفل إذا انتصف شهر شعبان ..
روى هذا الحديث جماعة من أئمة الحديث ،منهم عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي في " الكبرى " وأبو داود
عِدي في " الكامل " ،وقد والترمذي والدارمي وابن ماجة وابن حبان وَتّمام في فوائده والُعَقْيلي في " الضعفاء " وابن َ
اختلف العلماء في ثبوت هذا الحديث:
منهم من قال بثبوته ،وممن حكم بثبوته الترمذي وابن حبان والحاكم والطحاوي في " شرح معاني الثار " وابن عبد
البر وابن حزم وابن عساكر ،وجماعة.
عة الّرازي وابن شذوِذه ،وممن صنع ذلك عبد الرحمن بن مهدي وابن معين وأحمد وأبو ُزْر َ ومنهم من حكم بُنكاَرته أو ُ
ن هذا الحديث شاّذ على أحسن الحوال ،ل يثبت عن رسول ال صلى ال جب ،وجماعة؛ وهو الذي أذهب إليه ،فأرى أ ّ َر َ
عليه وعلى آله وسلم ،لمعارضته لما ثبت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم-من طريق صحيح ثابت ل خلف بين أهل
العلم في ثبوته-من أنه صلى ال عليه وعلى آله وسلم كان يصوم شهر شعبان أو كان يصوم أكثر شهر شعبان ،فصلوات
ال وسلمه عليه كان يصوم أكثر شهر شعبان.
والذين قالوا بثبوت هذا الحديث اختلفوا في معناه:
منهم من ذهب إلى أنه ُينهى عن صيام اليوم السادس عشر فقط ،وهذا هو الذي ذهب إليه ابن حزم.
ن هذا النهي ينطبق على من صامه من أجل مراعاة رمضان. ومنهم من ذهب إلى أ ّ
187
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن ذلك ينطبق على من كان ُيضِعفه الصيام عن صيام شهر رمضان. ومنهم من ذهب إلى أ ّ
ت-ل يثبت عن رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ،فهو من طريق ضعيفة ،تكلم بعض أهل ن الحديث-كما قل ُ ولك ّ
ن صحة ن ذلك الراوي مختَلف فيه بين أهل العلم ،وثانيا أ ّ
العلم فيها ،وتقوية راويها في حقيقة الواقع ل تفيد ،أّول أ ّ
السناد-على تقدير صحة السناد-ل تكفي للحكم على الحديث بالثبوت بل لبد من توافر بعض الشروط الخرى ومن
ل ،لمخالفته للصحيح الثابت من ِفعل رسول ال صلوات ال وسلمه جملتها عدم الشذوذ والِعّلة ،والحديث ها هنا شاّذ ُمَع ّ
ت.
ن ذلك الراوي فيه كلم كما قل ُ عليه ،على أ ّ
فإذن ل مانع من الصيام في هذا الشهر ،بل ينبغي للنسان أن يصوم فيه اقتداء بالنبي-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-
ن َلُكْم ِفي
ن ما يفعله الرسول-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-فيه خير كثير ،وَ )) :لَقْد َكا َ ولما فيه من الفضل ،ول شك أ ّ
سَنة (( ] سورة الحزاب ،من الية .. [ 21 :نعم من كان ُيضِعفه الصيام عن شهر رمضان فيظن أنه حَسَوٌة َل الِ ُأ ْ
سو َِر ُ
إذا صام هذا الشهر يمكن أن َيضُعف عن صيام شهر رمضان وربما يضطر إلى الفطار فإنه ل ينبغي له الكثار من
ن الصيام فيه واجب بخلف هذا ،والنسان طبيب نفسه في مثل هذه الصيام في هذا الشهر مراعاًة لشهر رمضان ،ل ّ
المور؛ وال-تبارك وتعالى-أعلم.
188
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
والصيام-أيضا-الذي أمر به النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،صيام ثلثة
من كل شهر وهي أيام الليالي البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر أيام ِ
ن ذلكمن شهر ذي الحجة فإ ّمن كل شهر إل الثالث عشر ِ والخامس عشر ِ
مكروه ،لثبوت النهي عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-عن صيام أيام
التشريق.
ثانيا :الصيام المحرم
(1صيام يوم العيدين
وأما الصيام المحرم فهو صيام يوم العيدين باتفاق أهل العلم ،وقد ثبت النهي
بذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
1
(2صيام يوم الشك
- 1جاءت أسئلة مشابهة تبين حكم صيام يوم الشك من ذلك :
س :ربما توجد لدى بعض الناس درجة من الشك في ثبوت الهلل أو عدمه فيكّلف نفسه صوم ذلك اليوم اعتقادا على
أنه ُيفَرض عليه أن يصومه ؟
ج :على كل حال؛ هذا خطأ كبير ,ل ينبغي للنسان أن َيلتفت إلى الشكوك ،والرسول-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-قد
قطع المر في هذه المسألة ،وقد جاء عن عّمار-رضي ال تبارك وتعالى عنه-أنه قال " :من صام يوم الشك فقد عصى
أبا القاسم " صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،وهو حديث صحيح ،روته جماعة من أئمة الحديث ،فقد رواه
النسائي وأبو داود والترمذي والدارمي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والطحاوي في " شرح المعاني " ،ورواه-
ت ،وهو وإن كان موقوفا في الظاهر لكنه في حكم أيضا-الدارقطني والحاكم والبيهقي ،وهو حديث صحيح ثابت كما قل ُ
ص هذا الحديث الثابت؛ وقد جاء في الربيع المرفوع؛ فمن صام هذا اليوم فهو عاص ل-تبارك وتعالى-ولرسوله بن ّ
سل النهي عن صوم يوم الشك؛ وقد جاء-أيضا-في الحديث عن النبي صلى ال عليه وعلى آله وسلم ) :ل َتَقّدموا مر َ
رمضان بصوم يوم أو يومين ( ،والحديث صحيح ثابت ،فقد رواه البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود والترمذي
والدارمي وابن ماجة والشافعي في مسنده وابن أبي شيبة وعبد الرزاق وابن حبان والبيهقي ،وجماعة ،فهذا الحديث فيه
نهي عن تقّدم رمضان بصوم يوم أو يومين إل من كان يصوم صياما واجبا عليه-كصوم كفارة أو صوم قضاء لشهر
رمضان المبارك أو صوم نذر-أو كان يصادف ذلك صوما مندوبا-كأن يكون يصوم يوما ويفطر يوما فصادف ذلك اليوُم
اليوَم الذي يصوم فيه أو كان يصوم يوم الثنين أو يوم الخميس لثبوت سّنة في فضل صيامهما فصادف ذلك اليوُم يوَم
ص الحديث الصحيح ،وهو الذي ذهبت إليه طائفة الخميس أو يوَم الثنين-فإنه يصوم ذلك ،ول يكون داخل في النهي بن ّ
ص في النهي والصل في النهي أن ُيحَمل على التحريم ،كما ذهب إلى ذلك جمهور الّمة، من أهل العلم ,فالحديث ن ّ
لدلة متعددة مبسوطة في موضعها؛ وكذلك جاء من طريق أبي سعيد الخذري-رضي ال تعالى عنه-عند المام الحافظ
ن النبي-صلى ال عليه وسلم-قال ) :ل تصوموا حتى تروا الهلل ول جة الربيع بن حبيب رحمه ال تبارك وتعالى-أ ّ الح ّ
ت-يدل على التحريم؛ وقد جاء- تفطروا حتى تروه ( ،فالحديث فيه نهي عن الصيام حتى تثبت الرؤية والنهي-كما قل ُ
أيضا-مثل ذلك من طريق ابن عمر-رضي ال تعالى عنهما-ومن طريق أبي هريرة ،عند البخاري ومسلم ،فقد جاء عند
المام البخاري من طريق ابن عمر رضي ال تعالى عنهما ) :فإن غّم عليكم فأكملوا الِعّدة ثلثين ( وجاء عند مسلم:
عّدة شعبان ثلثين ( ) فاقُدروا له ثلثين ( ،وجاء من طريق أبي هريرة عند المام البخاري ) :فإن غبي عليكم فأكملوا ِ
وجاء عند مسلم ) فإن غّمي عليكم فأكملوا ثلثين ( ،إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة التي يطول بها المقام ،ففيها دللة
ن في بعضها النهي عن الصيام والنهي يدل على التحريم ،وفي بعضها المر بإكمال شعبان ثلثين والمر واضحة ،ل ّ
ن قول من قال بتحريم صيام يوم الشك ..نرى أ ّ
ن يدل على الوجوب ما لم تصرفه قرينة ول قرينة هاهنا ،ولذلك نرى أ ّ
هذا القول هو القول الصحيح ،وهو الذي ذهبت إليه طائفة كبيرة من أهل العلم.
ن ال-تبارك وتعالى-ل ُيتقّرب وإن كان بعض العلماء ذهب إلى كراهة ذلك ومع ذلك-أيضا-ل ينبغي لحد أن يصومه ،ل ّ
إليه بالمكروه.
ص السّنة.
ومنهم من ذهب إلى إباحة ذلك؛ وذلك مخاِلف لن ّ
ومنهم من قال بندبية صيام ذلك.
ومنهم من قال بوجوبه قطعا.
ومنهم من قال بوجوبه ظّنا.
ومنهم من قال بوجوبه على طريق الحتياط.
189
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من أهل العلم ،وقد جاء النهيوكذلك صوم يوم الشك على مذهب طائفة ِ
عن ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وقد اختلف العلماء في
صوم يوم الشك بعد اتفاقهم على تحريم صيام يومي العيد ..أي عيد الفطر
وعيد الضحى:
فذهبت طائفة إلى تحريم صيام يوم الشك .وذهبت طائفة إلى كراهة
صيامه.
من أهل العلم إلى استحباب صيامه .وذهبت أخرى إلى وذهبت طائفة ِ
التخيير في صيامه.
ومنهم من قال بغير ذلك من القوال الساقطة التي ل داعي إلى ذكرها
غّم أو غَِبي
ق أنه إذا ُ
هذا إذا كان في السماء غيم أو َقَتر ..أي كان هنالك سحاب أو غبار يمنعان من رؤية الهلل ،والح ّ
ولم ُتمِكن رؤيته بسبب السحاب أو الغبار أو ما شابه ذلك من الموانع أنه ل ُيصام ،للنصوص الصحيحة الثابتة.
ن معنى ذلك " اقدروا ثلثين " ،كما جاء في الروايات وأما ما جاء في بعض الروايات من قوله ) :فاقُدروا ( فإ ّ
ن المجمل ُيَرّد إلى المبّين ،على أنه حتى لو لم تأت هذه المصّرحة ..إذا جاءت رواية مجملة وأخرى مصّرحة بذلك فإ ّ
ن صيام يوم الرواية المصّرحة بذلك فإنه لبد من أن ُيحَمل على ذلك ،وِلبسط ذلك موضع آخر ,فالحق الحقيق بالقبول أ ّ
ت-ل ُيعَبد بالمكروه ،فل ينبغي لحد أن الشك حرام ،ويليه في القّوة قول من قال بالكراهة وال-تبارك وتعالى كما قل ُ
َيحتاط أمثال هذه الحتياطات الباطلة المخاِلفة لسّنة رسول ال-صلى ال عليه وسلم-الواضحة وضوحا أوضح من شمس
الظهيرة.
ن الرسول-صلى ال عليه وسلمَ-يقطع على أهل الشكوك شكوكهم في كثير من الحوال ،فقد ثبت في السّنة ونحن نرى أ ّ
ن أنه قد خرج منه ريح أنه ل َيخرج من صلته تلك إل إذا تيّقن ذلك بأن شّم رائحة ذلك الريح أو ن من كان يصلي وظ ّ أّ
سمع صوته ،أما إذا كان المر بخلف ذلك فل ،فمثل هذه الشكوك التي َيّدعي كثير من الناس بأنها احتياطات هي من
باب الحتياطات الباردة ،فالحتياط عندما تتعادل الدلة ..هنالك يمكن للنسان أن يحتاط ،أما إذا كانت الدلة واضحة
كوضوح الشمس في الظهيرة فل ينبغي أن ُيلتَفت إلى ذلك.
سب إلى بعض الئمة وفي حقيقة الواقع تلك القوال ل تثبت عن أولئك الئمة، ومن المعلوم أننا نجد كثيرا من القوال ُتن َ
ن الفيصل في مثل هذه ن ما ثبت عنهم أو عن غيرهم فإ ّ لنها جاءت من بعض الطرق التي ل تصلح للستشهاد بها ,ثم إ ّ
جة ل تكون إل من كتاب ال أو من سّنة رسوله-صلى ال عليه وسلم-الصحيحة الثابتة عنه أو ما جة ،والح ّالقضايا الح ّ
جّلت منازلهم فإنها ُيحَتج لها ول ُيحَتج بها ،وإن كان
َيرجع إليهما بوجه من الوجوه المعتَبرة ،أما أقوال أهل العلم وإن َ
جل أولئك العلماء وأن َيبحث لهم عن احتمال ولو كان أوهى من ذلك ل يعني القدح في أهل العلم ،فينبغي للنسان أن ُيب ّ
خيوط العنكبوت ،إذ ل ُيمكن لعالم من العلماء أن ُيخاِلف سّنة صحيحة ثابتة عن النبي-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-
بالهوى ،وإنما قد ُيخاِلف ذلك لعدم ثبوت تلك السّنة عنده أو لعدم إطلعه عليها أو ما شابه ذلك ،فنبحث له عن العذر في
تلك المخاَلفة ولكن ل يجوز لنا أن ُنتاِبعه على ذلك القول؛ وال-تبارك وتعالى-أعلم.
س :متى بالتحديد يوم الشك ؟ هل التاسع والعشرون من شعبان أم يوم ثلثين من شعبان ،حتى يتجنب الناس
صومه ؟
ج :على كل حال؛ بالنسبة إلى يوم الشك هو يوم الثلثين من شعبان إذا لم تثبت ..إن لم تثبت الرؤية فذلك اليوم هو يوم
ت-جاء في الشك ،أما بالنسبة إلى يوم التاسع والعشرين فهو ليس بيوم شك ،لنه من شعبان ،كما هو واضح ،ولكن-كما قل ُ
الحديث عن النبي-صلى ال عليه وسلم-أنه قال ) :ل َتَقّدموا رمضان بصوم يوم أو يومين ( إل-طبعا-من كان يصوم
صياما واجبا عليه أو صادف ذلك عادة كمن كان يصوم يوما ويفطر يوما أو-أيضا-صادف ذلك يوم الثنين أو يوم
الخميس وكان من عادته يصوم ذلك اليوم أما أن يصومه على جهة الحتياط أو ل فذلك مما ُينهى عنه ،فإذن يوم الشك
هو يوم الثلثين من شعبان ولكن النهي ثبت عن َتقّدم رمضان بصيام يوم أو يومين كما في الحديث؛ وال-تبارك وتعالى-
أعلم.
ن الناس في هذا السبوع سيستقبلون شهر رمضان الكريم بإذن ال-سبحانه وتعالى-والكل متلهف س :نظرا ل ّ
لستقباله يسأل الكثيرون عن صيام يوم الشك إذا ما صادف مثل ذلك اليوم ،ما حكمه ؟
ن العلماء قد اختلفوا في صوم يوم الشك ،ولهم في ذلك أقوال متعددة: ج :إ ّ
ذهب بعض العلماء إلى تحريم صومه ،لنهي النبي-صلوات ال وسلمه عليه-عن ذلك ،فقد روى المام الحافظ الحجة
190
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن رسول ال-صلى ال عليه وسلم-نهى عن صيام يوم من طريق أبي عبيدة عن جابر بن زيد-رضي ال تعالى عنهم-أ ّ
شك فيه الشك ،وروى الربعة وغيرهم عن عمار بن ياسر-رضي ال تبارك وتعالى عنه-قال " :من صام اليوم الذي ُي َ
فقد عصى أبا القاسم " صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،فالحديث الول فيه نهي النبي-صلوات ال وسلمه عليه-
عن ذلك ،وحقيقة النهي أنه يدل على التحريم ما لم تصرفه قرينة ،كما هو مذهب جمهور الّمة ،والحديث الثاني الذي
جاء من طريق عمار بن ياسر-رضي ال تعالى عنه-نسب فيه-رضوان ال تعالى عليه-من صام يوم الشك إلى معصية
رسول ال-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-وذلك ل يكون إل بارتكاب محجور.
وذهبت طائفة من أهل العلم إلى القول بكراهة ذلك.
وذكرت طائفة من أهل العلم أنه ُينهى عن صيامه من غير أن يصرحوا بتحريم أو كراهة ،وهذا هو الذي يسلكه كثير
من السلف فإنهم عندما يجدون نهيا عن النبي-صلوات ال وسلمه عليه-يجتنبون ذلك الذي نهى عنه صلوات ال
وسلمه عليه ويذكرون أنه منهي عنه من غير أن يصرحوا بتحريم أو كراهة مخافة الوقوع في المحظور ،ثم إنه من
ن ال-تبارك وتعالى-ل ُيعَبد بما نهى عنه أو نهى عنه رسوله صلوات ال وسلمه المعلوم المتقرر عند العلماء قاطبة أ ّ
عليه ،فل ينبغي لحد أن َيعُبد ال-تبارك وتعالى-بشيء قد ُنِهي عنه سواء كان ذلك على طريق التحريم أو طريق
الكراهة ،ولكن الناس في هذا الزمان وللسف الشديد َيسألون من أول وهلة هل هذا النهي للتحريم أو هو للكراهة ؟ ..
وأعني بهم البعض ول أريد الكل ..أقول :ل يبالي كثير من الناس بارتكاب المكروهات ،ونحن وإن كنا نفّرق بين
الواجب والمندوب ونفّرق بين الحرام والمكروه إل أننا نقول إنه ل ينبغي للنسان أن يفّرط في المندوبات كما أنه ل
ت :إ ّ
ن ينبغي لحد أن يرتكب شيئا نهى عنه ال-تبارك وتعالى-أو نهى عنه رسوله صلوات ال وسلمه عليه ،ولذلك قل ُ
السلف كانوا َيحكمون بالنهي في كثير من المور ويزجرون عن ذلك ولو كان ذلك النهي للكراهة ل غير.
وذهب بعض العلماء إلى التخيير بين صيامه وبين إفطاره.
وذهب بعضهم إلى القول بندبية ذلك.
ن أقل أحوال النهي أن ُيحَمل على الكراهة ،أما أن يقال بإباحة شيء أو بالتخيير وهذان القولن من الضعف بمكان إذ إ ّ
ن ذلكبينه وبين غيره مع أنه قد ُنهي عنه فهذا مما ل ينبغي أن ُيلتَفت إليه ،على أنه ُيمِكن أن ُيحَمل ما ُذِكر عن هؤلء بأ ّ
ن كثيرا من الناس عندما َيجدون كلما ن ذلك على مطلق القوال ،ولك ّ محمول في حالة ثانية سيأتي الكلم عليها ل أ ّ
مطلقا َيحملون ذلك الكلم على الطلق مع أنه ُيراد به التقييد ،وهكذا في حالة العموم وفي حالة الخصوص ،ويلتِبس
المر بعد ذلك على كثير من الناس فل ُيفّرقون بين العام وبين الخاص وبين المطلق والمقّيد في مثل هذه المور ،وإل ل
يمكن أن يقول أحد بندبية مثل هذا المر أو بالتخيير بينه وبين غيره مع أنه منهي عنه كما ذكرنا.وهذا كله إذا لم يكن
هنالك غيم أو َقَتر.
ن بعض أهل وأما في حالة وجود غيم أو في حالة وجود شيء َيمنع من رؤية الهلل-كالغبار الشديد أو ما شابه ذلك-فإ ّ
العلم ذهبوا أيضا إلى تحريم صيامه ،لما ذكرناه من النهي ولما سيأتي ذكره بمشيئة ال تبارك وتعالى.
وذهب بعضهم إلى الكراهة أيضا.
وذهب بعضهم إلى القول بالنهي من غير تصريح بتحريم أو كراهة.
وذهب بعضهم إلى التخيير.
وذهب بعضهم إلى الباحة.
وهي القوال التي ذكرناها سابقا.
وذهب بعض أهل العلم إلى القول بوجوب صومه؛ وهو مروي عن المام أحمد كما نص على ذلك غير واحد من
أتباعه ،وذهب إليه أكثر أصحابه من المتقدمين ،وذهبت إلى ذلك-أيضا-طائفة من المتأخرين من الحنابلة؛ واختلفوا هل
191
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من اليام التي ثبت النهي عن صيامها أيام التشريق ،وقد اختلف العلماء و ِ
في هذا النهي:
حملته طائفة على التحريم .وحملته طائفة أخرى على الكراهة.
والقول بالكراهة هو الذي ذهب إليه الكثرون ولكن ل ينبغي لحد أن َيصوم
ذلك حتى على القول بالكراهة ،وهذا أمر واضح ..نعم ثبت خلف بين أهل
من لم َيجد الهدي أي بالنسبة
العلم في صيام أيام التشريق بالنسبة ل ِ َ
ن القارن عليه هدي ..اختلف من يقول بأ ّ للمتمتع والقارن على قول َ
العلماء في هل ُيشَرع لهما الصيام في هذه اليام أو ل ؟
أن ُيحَمل على المحَكم ،والمجَمل لبد من أن يحمل على المبّين ،ول يمكن بحال من الحوال أن ُيعاَرض بين مجمل
وبين مبّين ول بين متشابه ول بين محكم ،فالنبي-صلوات ال وسلمه عليه-قد نهى عن تقدم شهر رمضان بيوم أو
يومين ،كما ثبت ذلك عنه صلوات ال وسلمه عليه ،وأيضا قال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ) :الشهر تسع وعشرون
ليلة ( وبّين بعد ذلك-صلوات ال وسلمه عليه-أنه إذا لم تثبت رؤية الهلل أنه لبد من إكمال الشهر فقال ) :فأتموا
غّم عليكمثلثين ( ،كما جاء ذلك عند البخاري من طريق ابن عمر رضي ال تعالى عنه ) :فل تصوموا حتى تروه فإن ُ
ل من فأتموا ثلثين ( ،فهذه الرواية صريحة كل الصراحة في أنه إذا لم تثبت الرؤية أنه لبد من إتمام الثلثين ،وحْم ُ
حَملها على هلل شوال فيه ما فيه كما هو ظاهر ،فالرواية شاملة لكل شهر من الشهور ،ثم إنه لبد من أن يقال بدخول
هلل شهر رمضان من طريق الْولى فإنه قال ) :فل تصوموا حتى تروه ( ..أي حتى تروا هلل شهر رمضان،
وكذلك جاء من طريق أبي هريرة عند البخاري ) :صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غّم عليكم فأكملوا شعبان
ن التصريح بشعبان ُمدَرج على الصحيح ،كما ذهب ثلثين ( والرواية صحيحة إل ما جاء فيها من ذكر " شعبان " فإ ّ
إلى ذلك ابن الجوزي ،وهو الذي ذهب إليه-أيضا-الحافظ ابن حجر ،وذكر السماعيلي بأنه محتِمل ،وهذا هو الصواب
ن القرائن تدل على ذلك أو على أقل تقدير تدل على أنه شامل لكل شهر ،كما جاء ذلك في رواية عند المام مسلم، إل أ ّ
ن الرسول-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-كان وكذلك جاء من طريق السيدة عائشة-رضي ال تبارك وتعالى عنها-أ ّ
ص
يتحرى هلل شهر شعبان أكثر من تحريه لغيره فإن رأى هلل رمضان وإل أكمل العّدة ،والحديث صحيح ،كما ن ّ
على ذلك غير واحد من أهل العلم ،منهم الدارقطني والنووي وابن عبد الهادي والحافظ ابن حجر ،وقد رواه أبو داوود
والنسائي في " الكبرى " وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والحاكم ،وغيرهم ،وكذلك جاء من طريق ابن عباس-
رضي ال تبارك وتعالى عنهما-عند جماعة من أئمة الحديث ،منهم النسائي وأبو داوود وأحمد وابن أبي شيبة وعبد
الرزاق وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والحاكم ،وكذلك رواه أحمد ،ورواه الشافعي ،ورواه طائفة أخرى من
عكرمة فإنها رواية ضعيفة ،ولكنه لم سماك عن ِ أئمة الحديث ،ورواه مالك إل أنه منقطع عنده ،وقد أعّله بعضهم برواية ِ
َينفرد بذلك ،إذ إنه قد توِبع ،وكذلك ل ُيَعل بعدم اتصال السناد عند مالك فإنه متصل عند غيره ،فرواية ابن عباس-
رضي ال تعالى عنهما-تدل دللة واضحة أنه لبد من إكمال الشهر ) :صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم
فأتموا ثلثين ول تستقبلوا الشهر استقبال ( وقد جاء ذلك-أيضا-من طريق حذيفة رضي ال-تعالى-عنه ،وقد صحح ذلك
النووي وغيره ،وهي رواية صحيحة ،ول عبرة بإعلل ابن الجوزي لها ،فإنه قد أخطأ الصواب ،وعلى كل حال
الروايات في ذلك كثيرة ويشد بعضها بعضا.
ن المام ن هذه الرواية ل دليل فيها على ما ذهبوا إليه ،إذ إ ّ أما ما ذكره من قال بالوجوب من رواية ) :فاقُدروا له ( فإ ّ
ن الرسول-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-قال ) :اقدروا له ثلثين ( فالرواية وإن كانت مسلما قد بّين في روايته من أ ّ
ن هذه الرواية تتفق مع بقية الروايات الخرى ،وهي من ن هذه الرواية عند المام مسلم ُتصّرح بالمراد ،ثم إ ّ محتملة إل أ ّ
المحَكم بخلف بقية الروايات فإنها من المجَمل المتشابه ،فلبد من رّد تلك الروايات إلى هذه الرواية ،ولبد من الخذ
ن النبي صلى ال عليه وعلى بهذه الروايات المحَكمة ،وبذلك تتفق الروايات وَتسَلم من الضطراب ،ومن المعلوم من أ ّ
آله وسلم قد صّرح بلفظ واحد ولم يصّرح بكل هذه اللفاظ فل يمكن أن ُتحَمل هذه الرواية على كذا وهذه الرواية على
كذا ،كما حاول بعض العلماء من حمل رواية ) :فاقدروا ( على من كان له علم بالفَلك بخلف من لم يكن عالما بذلك ،فل
حد وإذا اتحد المخرج فلبد من أن يكون النبي صلوات ال يمكن أن تحمل هذه الروايات على ذلك ،لن َمخَرجها مت ِ
وسلمه عليه قد نطق بلفظ واحد وبقية اللفاظ تكون من باب الرواية بالمعنى فيبحث عن اللفظ الذي قاله النبي-صلوات
ن المراد برواية ) :فاقدروا ( " اجعلوا شهر شعبان ثلثين ال وسلمه عليه-أو تتفق المعاني عليه ويؤخذ به ،وقد رأيتم بأ ّ
" ،وهذه الرواية تتفق مع بقية الروايات الخرى.
193
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من لم يصم من الصيام المكروه صيام يوم الجمعة وهذه الكراهة مقّيدة ب ِ َ و ِ
قبله يوما ول بعده يوما-كما جاء ذلك في الحديث الصحيح الثابت عن النبي
من صام قبله يوما أو صام بعده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-أما َ
يوما فل كراهة في ذلك.وقد اختلف العلماء في صيام يوم الجمعة إذا
صادف يوم عرفة أو يوم عاشوراء مثل:
من أهل العلم إلى مشروعية صيامه ،لجل أنه يوم عرفة أو ذهبت طائفة ِ
لجل أنه يوم عاشوراء.
من أهل العلم إلى كراهته ،لجل النهي عن صيام يوم وذهبت طائفة ِ
الجمعة.
والفضل للنسان أن يصوم يوما قبل يوم عاشوراء-وهو التاسع-وإن لم
من هذا الخلف يفعل ذلك فينبغي له أن يصوم الحادي عشر لجل الخروج ِ
من هذامن شهر ذي الحجة لجل الخروج ِ وكذلك أن يصوم اليوم الثامن ِ
من لم يصم ذلك ولسيما بالنسبة إلى يوم عرفة إذا فاته ذلك الخلف ولكن َ
مثل هل ُيشَرع له أن يصوم أو ل ؟ في ذلك خلف بين أهل العلم ،والذي
ن صيامه مشروع ..هذا هو الصواب ،وتقرير ذلك َيحتاج إلى َيظهر لي أ ّ
وقت ولعلنا نتكلم على ذلك في مناسبة أخرى بمشيئة الله لنه سُيصاِدف
على احتمال قوي في هذه السنة ..يوم عرفة سُيصاِدف يوم الجمعة فلعلنا
ت-هو قول ن الصحيح-كما قل ُ نتعرض لذلك بمشيئة الله قبل هذا اليوم ،ولك ّ
من مثل هذه رج النسان نفسه ِ حب بأن ُيخ ِ
من قال بصيامه ،والمست َ َ
الخلفات ولسيما مع قوة تعارض الدلة فيها.
* صيام يوم السبت
وجاء حديث عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-فيه النهي عن صيام
دد بعضهم فقاليوم السبت وقد ذهب بعض الناس إلى كراهة ذلك بل ش ّ
بتحريم صيامه وهذا ليس بشيء فالحديث ل يصح عن النبي-صلى الله عليه
وعلى آله وسلم-على الصحيح ،وذهب بعضهم إلى أنه منسوخ ،والقول بعدم
صحته هو الصحيح ،ول عبرة بقوة السانيد مع نكارة المتن وهي نكارة
واضحة.
* صيام بعض أيام السبوع غير الثنين والخميس
وجاءت أحاديث فيها النهي عن صيام بعض أيام السبوع أو فيها المر بصيام
من فعلبعض أيام السبوع الخرى وكل ذلك لم َيثبت إل ما ذكرُته سابقا ِ
ن القول الصواب هو قول من قال بالنهي عن صيام يوم الشك. ويتبّين أ ّ
ن من صامه بنية رمضان فإنه أما من قال بأنه يصومه من كان يتمكن من العزم الكيد ،فهذا ل دليل عليه ،بل الصواب أ ّ
ل ينفعه ذلك ،ويجب عليه أن يقوم بعد ذلك بإعادته بل عليه أن يتوب إلى ال تبارك وتعالى ،لنه وافق ما نهى عنه النبي
ن طائفة من أهل العلم قد أفردوها بكتب متعددة-
صلوات ال وسلمه عليه ،وهذه المسألة تحتاج إلى بسط كثير جدا-فإ ّ
وذلك ل يمكن في مثل هذه الوقات المختصرة؛ وال-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
194
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-في صيام يوم الثنين ويوم الخميس
ن ذلك مطلوب ،وأما بالنسبة إلى بقية اليام باستثناء يوم الجمعة
وأ ّ
طر إن شاء.فللنسان أن يصوم إن شاء وأن ُيف ِ
1
* صيام شهر رجب
ن تلك
ضل صيام شهر رجب ولك ّ وكذلك جاءت أحاديث كثيرة جدا فيها بيان ف ْ
الحاديث ل َتثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،كما بّين ذلك
من أهل العلم ،وفي ذلك يقول المام نور الدين-رحمه الله جماعة كبيرة ِ
تعالى-في "جوهر النظام":
- 1وسئل فضيلته عن صيام شهر رجب في أسئلة أخرى نصها كالتالي :
ن شهر رجب شهر يستحب صيامه س :نحن الن في شهر رجب والناس-في الحقيقة-علق في أذهانهم أ ّ
وتستحب-أيضا-العمرة فيه ولذلك نجد كثيرا من الناس يصومون هذا الشهر ويذهبون-كذلك-إلى العمرة ليس جزافا
وإنما تبركا بهذا الشهر الكريم ،فهل وردت أحاديث تؤكد استحباب الصيام والعمال الصالحة في رجب ؟
ج :إنه لم يثبت عن رسول ال-صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم-شيء من الحاديث في مشروعية صيام رجب،
وقد وردت أحاديث كثيرة جدا تدل على مشروعية ذلك ولكنها ل تثبت عن النبي صلوات ال وسلمه عليه ،كما بيّن ذلك
ن الحاديث التي تروى عن النبي-صلوات صيارِفة هذا العلم ونُّقاده ،إذ إنه من المعلوم المتفق عليه بين العلماء قاطبة أ ّ
َ
ال وسلمه عليه-ليست جميعا صحيحة ثابتة ،وإنما منها الصحيح ،ومنها الضعيف ،ومنها-أيضا-الحسن؛ وبعض العلماء
ن مقصود يجعلونها تنقسم إلى قسمين إلى صحيح وضعيف ،فَيدخل الحسن في دائرة الضعيف؛ ول إشكال في ذلك ،ل ّ
ن المشهور الذي اصطلح ن الحديث منه ما يحتج به ومنه ما ل يحتج به ،ومثل هذه المور ل مشاحة فيها ،إل أ ّ هؤلء أ ّ
ن الحاديث تنقسم إلى القسام الثلثة المذكورة. عليه الجمهور هو أ ّ
والحاديث التي وردت في صيام رجب ل تصل إلى درجة المقبول ،بل هي من باب الضعيف بل هي من باب الضعيف
الذي اشتدّ ضعفه ،فأغلبها موضوع مُخترَع مصنوع ،ومنها الضعيف جدا؛ وقد تكلم على ذلك العلماء كثيرا ،ولس ُ
ت
بحاجة إلى ذكر شيء من ذلك ،وقد نصّ على ذلك المام نور الدين-رحمه ال تبارك وتعالى-في " جوهر النظام "،
حيث قال-رحمه ال تبارك وتعالى-عن هذه الحاديث:
لكنها ضعيفة السنادوبعضهم بِوضعها ُينادينعم ،قّوى بعض العلماء حديثا ورد في فضل صيام الشهر الحرم-ورجب
ن في إسناده مجهول ،وما كان ن ذلك الحديث-في حقيقة الواقع-ل يثبت-أيضا-عند التحقيق ،ل ّ منها كما هو معلوم-ولك ّ
كذلك ل يمكن أن ُيحكَم بثبوته عن النبي صلوات ال وسلمه عليه.
فإذن تلك الحاديث هي من باب الضعيف الذي ل يمكن أن يرتقي إلى درجة الحجية حتى بمجموع طرقه.
ومن هنا نقول :إنه ل ينبغي لحد أن يصوم هذا الشهر إذا كان يعتقد بأنه ثابت عن النبي صلوات ال وسلمه عليه ،وأما
أن يصومه-أو أن يصوم شيئا منه-لعموم فضل الصيام فذلك مما ل إشكال فيه.
فهناك إذن أمران:
المر الذي ُينهى عنه هو أن يعتقد بعض الناس بأنه ثابت عن النبي صلوات ال وسلمه عليه.
ن للصيام فضل سواء كان في رجب أو كان في والثاني :أن يفعل ذلك بعض الناس بنية الحصول على فضل الصيام ،ل ّ
غيره ..نعم هو أفضل في بعض الشهور الخرى ،فالفضل أن يصوم النسان في شهر شعبان إلى غير ذلك من اليام-
التي سنتكلم عليها في مناسبة أخرى ،وقد تكلمنا عليها في العام الماضي أيضا-ولكن بمناسبة قدوم شهر شعبان الذي هو
ن النبي-صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم-كان يصوم أغلب هذا الشهر ،وجاء في بعض يلي هذا الشهر ،فإ ّ
الروايات أنه كان يصوم الشهر كله ولكنّ هذه الرواية الثانية محمولة على الغلب ،فالفضل أن يصوم النسان شعبان،
وإن شاء أن يصوم شيئا من شهر رجب من غير أن يعتقد بأنه ثابت عن النبي-صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
فل إشكال.
فإذن الذي يُنبّه عليه أهل العلم هو عدم اعتقاد ثبوت صيام هذا الشهر عن النبي صلوات ال وسلمه عليه ،إذ إنه-كما
ت-لم يثبت عنه حديث قولي ول فعلي. قدم ُ
ن النبي-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-قد ُأسِري به هذا وقد استحب بعض العلماء صيام اليوم السابع والعشرين لظنّهم بأ ّ
لنص ال-تبارك وتعالى-على ذلك في سورة السراء ،وكذلك أشار ّ في ليلة السابع والعشرين ،ونحن نقطع بالسراء
القرآن الكريم إشارة واضحة جلية إلى المعراج في سورة النجم ،وهنالك أحاديث كثيرة جدا جدا تدل على ذلك ،فنحن
195
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وإن قطعنا بالسراء ولكننا ل يمكن أن نقطع بأنه قد وقع في هذه الليلة؛ والعلماء قد اختلفوا كثيرا في الليلة وفي الشهر
سنة التي وقع فيها السراء والمعراج ،على أنه لو كان قد وقع في هذه الليلة فإنه ل دليل يدل على مشروعية وفي ال ّ
الصيام في اليوم الذي يليها ،إذ لم يثبت ذلك عن النبي صلوات ال وسلمه عليه ،بل ولم يثبت عن أحد من صحابته
رضوان ال-تبارك وتعالى-عليهم.
ن ذلك ثابت عن النبي صلوات ال وسلمه عليه. ل يصام ذلك اليوم مخافة أن يعتقد بعض العوام بأ ّ فإذن الفضل أ ّ
فكثير من المور قد فعلها بعض العلماء على جهة الستحباب وفعلها بعض العلماء من غير قصدٍ لن تكون موافَقة
ن هذه المور ثابتة عن النبي-صلى ال عليه وعلى آله ن بعض الجهلة ظنّوا بعد ذلك بأ ّ لمناسبة من المناسبات ولك ّ
وصحبه وسلم-لفعل بعض أهل العلم لها أو لسكوت أهل العلم عن بعض الذين يفعلون ذلك.
فإذن خلصة ما في المر أنه لم يرد حديث ثابت عن النبي-صلوات ال وسلمه عليه-في صوم شهر رجب ،فمن صامه
ل يعتقد أنه ثابت عن النبي صلوات ال وسلمه عليه ،أما أهل العلم فإن امتنعوا لفترة من الزمن ل شيء عليه بشرط أ ّ
ن ذلك ثابت عن النبي-صلوات ال وسلمه عليه-وفعلوا ذلك في الشهر التي عن ذلك مخافة أن يَعتقد بعض العوام بأ ّ
ثبت صيامها أو صيام بعض أيامها فذلك حسن وإن بّينوا ذلك وصاموا بعض اليام من غير أن يعتقدوا؛ وهذا معلوم ،إذ
ل يمكن أن يعتقد عالِم بثبوت شيء من هذه الحاديث ..نعم نَقَلها بعض الفقهاء في كتبهم ولكنهم لم يشترطوا أن َيرووا
ن الفضل أن َيقتصر فيها الثابت عن النبي-صلوات ال وسلمه عليه-بل يروون فيها ما صح وما لم يصح ول شك أ ّ
العالم عند كلمه عن المسائل الشرعية على الحاديث الثابتة عن النبي-صلوات ال وسلمه عليه-وذلك-بالطبع-بحسب ِ
ظنه ،إذ إنّ أنظار أهل العلم تختلف في ثبوت بعض الحاديث ،فبعض العلماء يرى أنها ثابتة عن النبي صلوات ال ّ
وسلمه عليه ،وبعض العلماء يرى أنها لم تثبت عن النبي صلوات ال وسلمه عليه؛ ول ينبغي لحد أن ُيعّنف أحدا إذا
ن الحديث الفلني ثابت عن النبي صلوات ال وسلمه عليه ،وإن كان ذلك الشخص أو أولئك الشخاص ل يرون ظن أ ّ
ّ
لن هذه المسائل من المسائل الظنية ،والمسائل الظنية ل يمكن أن ُيعّنف فيها أحد ،لنه ل يمكن أن َيقطع أحد ثبوت ذلكّ ،
بثبوت ما يراه أو بضعف ما يراه ،فما من حديث إذا لم يصل إلى درجة المقطوع به أي بثبوته أو بعدم ثبوته إل ويمكن
ن هذان النسان متعبّد بحسب ظنّه ،فإذا ظنّ أ ّ أن َيتطرق إليه الضعف كما أنه يمكن أن َيتطرق إليه احتمال الصحة ،ولك ّ
الحديث ثابت أخذ به في المور الظنية ،أما بالنسبة إلى المور القطعية فتلك لها أمر آخر ،إذ إنه ل يمكن أن َيعتقد
النسان أمرا من المور إل بدليل اجتمع فيه قطعية المتن وقطعية الثبوت ،أما إذا َتخّلف واحد من المرين فل.
وأما بالنسبة إلى العمرة فقد جاء في فضلها-أيضا-أحاديث عن النبي صلوات ال وسلمه عليه ،وأما أنها في
ن النبي- شهر رجب بالخصوص فلم يثبت في ذلك شيء ،وما جاء عن ابن عمر-رضي ال تبارك وتعالى عنهماِ-من أ ّ
صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم-قد اعتمر في شهر رجب فذلك َوْهم منه رضوان ال-تبارك وتعالى-عليه ،وقد
ن ابن عمر-رضي ال تعالى عنهما-قد اعتمر مع ردته عليه السيدة عائشة-رضي ال تبارك وتعالى عنها-وذكَرت بأ ّ ّ
النبي-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-في كل عمراته التي اعتمرها-صلوات ال وسلمه عليه-ولم يكن شيء من ذلك في
ن ذلك شهر رجب؛ وكذلك لم يأت شيء في فضل ذلك من الحاديث القولية؛ فمن اعتمر في ذلك من غير أن َيعتقد بأ ّ
ثابت عن النبي-صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم-فل شيء عليه ،أما أن يعتقد ثبوت ذلك فهذا مما ل ينبغي؛ وال-
تبارك وتعالى-أعلم.
ن فيه فضل كبيرا وأجرا س :الن ربما بدأ عدد من الناس صيام شهر رجب ويعتقدون في حال صيامهم أ ّ
علموا الحكم هل يلزمهم إتمام النية التي بنوا عليها عظيما نظرا للحاديث التي قرؤوها ،في هذه الحالة الن بعد أن ِ
يتوقفوا نظرا لنهم بنوا نيتهم هذه على أحاديث ضعيفة ؟ صيامهم أم عليهم أن ّ
ج :هنالك أمران:
196
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
الول :أن يكون بعض الناس قد َنَذر ذلك أي نذر أن يصوم شهر رجب أو عددا من اليام من هذا الشهر ،وعلى هذا أن
ُيكمِل تلك اليام ..أي لبد من أن يقوم بصيام هذه اليام ،لنه يجب على النسان أن يقوم بوفاء النذر إذا لم يكن ذلك
النذر في معصية ال تبارك تعالى ..هذا إذا كان مستطيعا عليه ،فما دام مستطيعا على الوفاء به ولم يكن هذا النذر نذَر
معصية فيجب عليه أن يقوم بإتمام ذلك.
وأما إذا كان ذلك لم يكن من هذا الباب وإنما نوى النسان ذلك فل يجب عليه أن يقوم بإكمال ذلك ،فإن شاء أن يصوم
ن هذا ثابت عن النبي-صلوات ال وسلمه عليه-في هذا الشهر ت-من غير أن َيعتقد بأ ّ
فالصيام فيه خير كثير ولكن-كما قل ُ
بخصوصه؛ فالنسان إذا أراد أن يصوم عددا من اليام من هذا الشهر فل إشكال فالصيام فيه خير كثير ،ولكنه إذا كان
ن الفضل له أن يفطر في هذه اليام وأن ل يستطيع أن يصوم إل في هذا الشهر-مثل-وسيفطر شهر شعبان فنقول له :إ ّ
يصوم ما أراد في شهر شعبان ،لثبوت ذلك عن النبي صلوات ال وسلمه عليه:
والمصطفى أكثُر ما يصومفي شهر شعبان وَذا معلومكما ثبت ذلك في السّنة عن النبي صلوات ال وسلمه عليه ،فنحن-
ت-ل نمنع من صيام هذا الشهر ،وإنما نقول :إنه لم يثبت شيء فيه ،فمن صام فليصم على أنه كغيره من سائر كما قل ُ
الشهر التي لم يثبت فيها شيء من الفضل بعينها وإنما ثبت فضل الصيام في الجملة.
ومن لم يستطع إل أن يصوم أياما قليلة فليصم تلك اليام التي ثبت الفضل فيها ،أما من استطاع أن يصوم أكثر من ذلك
فإن شاء أن يصوم في هذا الشهر فليصم وإن شاء أن يصوم في غيره فليفعل؛ وال-تبارك وتعالى-أعلم.
س :إذا كان الذي يصلي بهم الجماعة ممن يرون صيام رجب ويصرون على ذلك ،فهل تجوز الصلة خلفه ؟
ن النسان- ج :نعم ،تجوز الصلة خلفه ،فهو لم يرتكب أمرا محجورا ..أي لم يرتكب أمرا ُمحّرما ..غاية ما في المر أ ّ
كما قلنا-ينبغي له أن يعرف ما ثبت عن النبي-صلوات ال وسلمه عليه-وما لم يثبت عنه صلوات ال وسلمه عليه ،وأن
ن الصيام مندوب في الجملة إن لم يخالف دليل طبق الثابت عن النبي صلى ال عليه وعلى آله وسلم؛ ونحن ذكرنا بأ ّ ُي ّ
ثابتا في سّنة النبي صلوات ال وسلمه عليه ..أي عندما نستثني تلك اليام التي ثبت النهي عن النبي-صلوات ال
وسلمه عليه-عن صيامها سواء كان ذلك النهي يقتضي التحريم أو أنه كان يقتضي الكراهة؛ وأما شهر رجب فإنه لم
ن النسان ل ينبغي له إذا كان مشهورا بين يثبت عن النبي-صلوات ال وسلمه عليه-أنه نهى عن صيامه؛ وإنما قلنا :إ ّ
ظهر ذلك مخافة أن يَعتقد العوام بأنّ ذلك ثابت عن النبي-صلوات ال وسلمه عليه-فيعتقد الواحد ما لم يثبت الناس أن يُ ِ
بأنه ثابت عن النبي صلوات ال وسلمه عليه ،فهذا الشخص لم يرتكب حراما وإنما-اعتقد هذا العتقاد على أنني ل أظن
ظن على أنه قد قوّى بعض العلماء حديثا جاء عن النبي-صلوات ال وسلمه عليه-في بأنه اعتقد اعتقادا جازما وإنماّ -
يقلد أولئك الذين يقولون
سن ..فإذا كان هذا الشخص ّ صيام الشهر الحرم وذكروا بأنّ هذا الحديث يصل إلى درجة الحَ َ
ضعفه ولكنّ ذلك ل يصل إلى درجة القطع بل بثبوت هذا الحديث عن النبي-صلوات ال وسلمه عليه ،ونحن وإن كنّا نُ ّ
كذب حديث إلّ إذا خالف دليل قاطعا ولم يمكن أن ُيجمع بينه التضعيف الظني ،لنه ل يمكن لحد أن َيقطع بِ ِ هو من باب ّ
وبين ذلك الدليل القاطع بوجه من وجوه الجمع المعلومة-فإذن هذا النسان نقول له بأنه لم يثبت عن النبي-صلوات ال
ن الفضل له أن يصوم تلك اليام التي ثبت الفضل في صيامها بنصوص صريحة ثابتة وسلمه عليه-شيء في ذلك ،وأ ّ
عن النبي صلوات ال وسلمه عليه ،وإن شاء بعد ذلك أن يصوم شيئا من رجب أو من غيره من الشهر التي لم يَرد
فيها فضل عن النبي-صلوات ال وسلمه عليه-من حيث الخصوص استنادا إلى بعض العمومات الدالة على فضل
الصيام في الجملة فل شيء عليه بمشيئة ال تبارك وتعالى.
والبدعة-على القول الصحيح-تنقسم إلى أقسام ،فليست كلها محرّمة ،وما يدعيه كثير من الناس مِن أنّ كل ما لم يَِرد عن
النبي-صلوات ال وسلمه عليه أو ما شابه ذلكِ-من المور التي َيحرم فعلها فهذا مما لم يصح ،فنحن إذا نظرنا إلى
197
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من شهر ربيع الول، وعلى آله وصحبه وسلم-وُل ِد َ في اليوم الثاني عشر ِ
وقد اختلف العلماء اختلفا كثيرا في هاتين القضيتين ولم يأت أحد بدليل
ن النبي-صلى يمكن التعويل عليه ،فأول هذا لم َيثبت ..أي ل دليل على أ ّ
من رجب ُ
سرِيَ به في ليلة السابع والعشرين ِ الله عليه وعلى آله وسلم-أ ْ
من ربيع الول ،ثم إنه لم َيثبت عن ول على أنه ولد في اليوم الثاني عشر ِ
من صحابته أنهم كانوا النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ول عن أحد ِ
منقد بعض الناس بعد مدة ِ ة أن َيعت ِ ك ذلك مخاف َ يصومون ذلك ،فالفضل تر ُ
ت
ن ذلك ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وقد بّين ُ الزمن بأ ّ
من اليام التي كان يصومها النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أو كثيرا ِ
ن
ظب النسان على ذلك فإ ّ ضل صيامها فلُيوا ِ أنه أمر بصيامها أو أنه بّين ف ْ
في ذلك خيرا كثيرا ،وإن كانت لديه قدرة على الصيام فليصم يوما وليفطر
يوما ،كما كان نبي الله-تعالى-داؤود-عليه الصلة والسلم وعلى نبينا-يصوم،
من كانت له قوة فليصم ذلك ،أما أن يأتي بأمر لم َيثبت عن النبي-صلى ف َ
قد الناس بفعله بأنه ثابت عن الله عليه وعلى آله وسلم-وُيخشى بأن َيعت ِ
النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-فهذا مما ل ينبغي.
ن في إسناده مجهول حُرم ولك ّ ضل صيام الشهر ال ُ وكذلك جاء حديث فيه ف ْ
فهو ل يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..نعم ثبت المر
ت
بصيام شهر المحرم كما ذكر ُ
من كل شهر محرم ضل صيام الخميس والجمعة ِ وكذلك جاء حديث فيه ف ْ
ن هذا باطل موضوع ومخترع ن صيام ذلك َيعدل عبادة تسعمائة سنة ولك ّ وأ ّ
من متنه وفي إسناده كذاب؛ والله-تبارك وتعالى- مصنوع كما هو ظاهر ِ
السنة فإننا نجد الدلة واضحة تدل على فعل بعض المور وإن لم يأمر بها النبي-صلوات ال وسلمه عليه-أو أنه لم ّ
ولكن الوقت ل يُسعِف لذلك-كما يشير إلى ذلك الخ حفظه ال تبارك ّ يفعلها ،فهنالك أحاديث كنتُ أود أن أنبه عليها
قت بتعليق حسن على ذلك في مقدمة الجزء وتعالى-فأرجئ ذلك إلى مناسبة أخرى-بمشيئة ال تبارك وتعالى-وقد علّ ُ
الثالث من " الطوفان " ،فمن شاء ذلك فليرجع إليه ،وهذا الذي ذكرتُه هو الذي ذهب إليه جمهور المّة ،كما ذكرتُ ذلك
في الموضع المشار إليه؛ وال-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
س :شهر رجب ،هل يصل صيامه إلى حد الكراهة ؟
ج :ل ..ل يصل إلى حد الكراهة ..من أراد أن يَحكم بوجوب أمر أو بحرمته أو كراهته أو ما شابه ذلك من الحكام
فلبد من أن َيستنِد إلى آية قرآنية أو حديث ثابت عن النبي-صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم-أو ما يرجع إليهما
بوجه من وجوه الدللة المعروفة؛ وليس هنالك حديث يدل على كراهة ذلك ،بل العكس الدلة تدل على فضل الصيام في
شدد على العتقاد بثبوت ذلك ،إذ إنّ بعض العوام يعتقدون ثبوت بعض المور ،بل يصل المر الجملة وإنما-قلناُ-ي ّ
شدد فيه ،أما أن يصوم ببعضهم إلى أن يعتقد وجوب أمر من المور وهو ل يصل إلى ذلك ،فهذا الذي نُّنبه عليه ونُ ّ
شدد فيه بل يُّنبه ذلك
النسان في شهر رجب أو في غيره فهذا مما ل يمكن أن يقال بحرمته ول بكراهته ول أن يُ ّ
الشخص بأنّ هذا الصيام فيه خير كثير ولكن ِاعرف ما هو الذي ثبت عن النبي-صلى ال عليه وعلى آله وسلم-وما لم
قتصر
قدمها على غيرها إذا كان يريد أن يَ ِ يثبت ،ثم ُنبيّن للناس ما هي اليام التي ثبت صيامها وأنه ينبغي للنسان أن ُي ّ
على أيام معدودة ،وبعد ذلك إن شاء أن يصوم بعد ذلك فل بأس بشرط ألّ َيعتقد أنّ ذلك ثابت؛ وال ولي التوفيق
-1المام نور الدين السالمي ،جوهر النظام في علمي الديان والحكام ،كتاب :الصوم ،باب :أقسام الصوم إلى واجب
وغيره ،فصل :الصوم المستحب.
198
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من ذلك لكن أعلم ،وأكتفي بالقتصار على ما ذكرُته هنا ولع ّ
ل شيئا فاتني ِ
هذا ما َيحضرني الن؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
خامسا :أحكام نواقض الصيام
س :ما حكم أخذ الدم من الصائم وكذلك أعطاؤه هو لشخص آخر ؟
ج :إن أخذ الدم من النسان وهو صائم أسواء كان ذلك للفحص أو لغيره مما اختلف فيه
أهل العلم وذلك بناء على اختلفهم في الحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وعلى
آله وسلم في الحجامة فإن طائفة كبيرة من أهل العلم قالوا بإفطار الحاجم والمحجوم
دعىواستدلوا على ذلك بأدلة متعددة مروية عن النبي صلوات الله وسلمه عليه حتى أ ّ
ن ذلك لم يثبت عن الرسول دعى أ ّ
بعض أهل العلم أنها بلغت مبلغ التواتر وإن كان بعضهم أ ّ
صلوات الله وسلمه عليه لضعف تلك الروايات والصواب إن تلك الروايات ثابتة عن النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولكنها منسوخة ول أرى أن أطيل المقام بذكر تلك الروايات
ومالها وما عليها وذكر الروايات الناسخة لها ولكنّنى أرى أن هذا الرأي وهو القول بالنسخ
هو الذي ينبغي أن يؤخذ به لنه هو الذي يؤيده الحديث الثابت عن النبي صلوات الله
وسلمه عليه وفيه دللة واضحة على النسخ وذهب بعضهم إلى أن الحجامة تفطر الصائم
وأما أخذ الدم للفحص أو نحو ذلك فل وذلك أن ذلك قليل جدا ً ولن الضرورة تقتضيه وهذا
فيه نظر أن لو قلنا أن الحجامة تنقض الصيام وذلك لنه ل فرق بين المرين إل إذا قيل إنه
ن هذه العلة عليلة إذ إنه
بالنسبة إلى الحجامة ُيحكم بالنقص لن المريض يضعف بذلك ولك ّ
ً
ل مدخل للضعف وغيره فإذا تمكن النسان من مواصلة صيامه فإن صيامه يعتبر صحيحا ولو
أصابه شيء من الضعف إذن إما أن نقول بالنقض مطلقا ً أو ل نقول بالنقض وبما أنه ل
حاجة إلى القول بأن ذلك ل يقال عليه أنه ناقض لجل الضرورة إذ إن من اضطر إلى ذلك
لو كان ذلك ناقضا ً لقيل إنه له أن يفطر ثم بعد ذلك يقوم بقضاء ذلك اليوم أما أن يقال إنها
ل تفطر لجل الضرورة فهذا كلم غريب جدا ً وقد علمتم بأن الرأي الراجح لدي هو أن
الحجامة ل تفطر الصائم وعليه كذلك أقول إن من أخذ الدم ل يفطر الصائم نعم من
استطاع أن يحتاط لمر دينه وأن يخرج نفسه من الخلف فإن ذلك أولى أما الجواز فقد
علمتم القول الراجح في هذه المسألة وأما بالنسبة إلى أعطاء الصائم الدم فإن ذلك ناقض
فإذا ُوضع دم لنسان بأن كان مضطرا ً إلى ذلك فإن ذلك ينقض الصيام ولبد له من القضاء
ولكنه يباح ذلك إذا كان مضطرا ً إليه لنه مريض والمريض له أن يفطر كما هو معلوم من
الدلة على ذلك فيباح له الفطار من أجل هذه العلة .
س :ماذا على الصائم إذا تقيأ من غير عمد في نهار رمضان ؟
ج :إذا تقيأ من غير أن يتسبب في ذلك ولم يقم بإرجاع شيء من ذلك القيء إلى جوفه فإن
صيامه صحيح نعم إذا رجع شيء من ذلك القيء إلى الجوف غلبة أي لم يستطع النسان أن
يمسكه فإن صيامه أيضا ً أما إذا تسبب النسان في القيء فإن صيامه باطل وعليه أن يتوب
س النسان بغثيان وأخرج ذلك
إلى الله تبارك وتعالى وأن يعيد ذلك اليوم وذلك مثل إذا أح ّ
199
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
بطريق العمد فإنه يفطر بذلك وعليه أن يتوب إلى الله تعالى وفطره هذا ل يسوغ له أن
يستمر على الفطار بل لبد له أن يمسك اللهم إل إذا كان ذلك بسبب المرض إذا كان تقيأ
بسبب المرض واضطر إلى ذلك فإنه ل بأس بذلك وإذا شاء أن يمكث بعد ذلك على إفطاره
بسبب مرضه فذلك أيضا ً ل بأس لنه أفطر بسبب المرض ولكن عليه بعد ذلك أن يعيد ذلك
اليوم كما قلت .والله تبارك وتعالى أعلم .
- 1السؤال كما ورد في المكالمة " :الحبة التي يعطيها الطبيب لمريض القلب يضعها مع الضرورة َتحت اللسان هل هي
جائزة أم ل ؟
200
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س :امرأة بدأت صيام ثلثة أيام بعد نية نوتها لذلك ولكنها في اليوم الثالث
شعرت بشيء يخرج منها وحسبت أنه حيض فتركت الصيام لكنه بعد ذلك
اختفى وبعد ثلثة أيام جاءها مّرة أخرى ،هل يعدّ ذلك حيضا ؟
دة أيام بعد
دم ليس من الحيض ،وبما أنه جاء واستمّرت ع ّ ج :ل ,ذلك المتق ّ
ت أود ّ من هذه المرأة بأن
ذلك جاء الحيض هذا ليس من الحيض وإن كن ُ
ن للعلماء خلفا في هذه القضية فلو تصف ذلك الدم الذي جاءها من قبل فإ ّ
ن ذلك ليس من وصفت ذلك الدم لكان ذلك أولى ،أما الذي عليه الكثر فإ ّ
دم.
دم المتق ّ
الحيض في شيء ..أعني ال ّ
س :هي أفطرت إذن لهذا الشيء ،فهل تقضي ذلك اليوم ؟
ج :أفطرته ..إذا كان ذلك من رمضان ..نعم عليها القضاء وعليها أن تتوب
إلى الله-تبارك وتعالى-إن أكلت بعد أن توّقف ولكن الظاهر أنها أفطرت
ن ذلك حيض وبما أنها فعلت ذلك فل شيء عليها بمشيئة الله- وهي تظن أ ّ
ت أود ّ منها وينبغي إن أمكنها أن تّتصل ولو
ت-كن ُ
تبارك وتعالى-ولكن-كما قل ُ
في غير هذه الجلسة حتى تصف ذلك الدم.
ن صيامها لم يكن في رمضان ؟
س :هي حددت أ ّ
ج :إذا كان ذلك في غير رمضان ولم يكن نذرا ول كفارة يمين ول قضاء
ن من دخل في صوم نفل فالصحيح أنه ل يجب لرمضان فل شيء عليها ،ل ّ
ن أنها
عليه قضاؤه ولو أفطر من دون عذر ،فكيف وهي قد أفطرت وتظ ّ
حائض.
س :كيف نتعامل مع المدرسات اللواتي ل يتحجبن ؟ وخاصة في رمضان.
ج :الله المستعان؛ يجب على النسان أن َيجتنب معاصي الله-تبارك
ض البصر مأمور به في
نغ ّ وتعالى-في رمضان وفي غير رمضان ،فإ ّ
رمضان وفي غير رمضان ،نعم المعاصي تتضاعف في مثل هذا الشهر
ض بصره سواء ن الحسنات ُتضاعف فيه ،فعلى النسان أن َيغ ّ الكريم كما أ ّ
كان طالبا أو كان غير طالب وسواء كانت تلك المرأة تدرسه أو ل ،فعلى
ض بصره في هذا الشهر الكريم وفي غيره وأل ّ هذا الطالب وغيره أن َيغ ّ
َينظر إلى مثل هذه المرأة التي ابُتلي بالدراسة معها؛ والله-تبارك وتعالى-
المستعان.
س :امرأة تغتسل من الحيض في رمضان الكريم وأ ّ
ذن عليها أذان الفجر
وهي ل تزال تغتسل ،كيف يكون صيامها في تلك الحالة ..هل تنوي مباشرة
أو ماذا تصنع ؟
خر ،فهذا التأخير ل
ج :نعم ,تنوي الصوم من ذلك الوقت ،وليس لها أن تؤ ّ
ح أبدا ،فإن كانت نوت من ذلك الوقت فصيامها صحيح. يص ّ
س :حتى ولو لم تكمل الغسل ؟
خرت ذلك لعذر فل شيء عليها ،بأن طهرت في ذلك ج :إذا كانت قد أ ّ
ن أنها ستقوم من قبل ثم أخذها النوم ولم تدر إل
الوقت أو كانت نائمة وتظ ّ
ن المؤّذن إذا كان قد أخذ في الذان
قبيل طلوع الفجر ،ولكن القضية هي أ ّ
والفجر قد طلع وهي لم تنو ففي المسألة مخاطرة شديدة ،فينبغي لها أن
ن ذلك يمكن أن يقال بوجوبه ..أي بوجوب القضاء تقضي ذلك اليوم بل إ ّ
201
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
عليها ،لنه قد مضى وقت من طلوع الفجر ولم تكن هي ناوية للصوم،
فأرى أنه عليها أن تتوب إلى الله-تعالى-وأن تقضي ذلك اليوم بسبب عدم
نيتها؛ والله أعلم.
س :جدتها كبيرة في السن وتحتاج في تغيير ملبسها إلى أن تستعين ببعض
الشخاص سواء كانوا ذكورا أم إناثا ،فهل يؤثر ذلك على صيامهم عندما
يبدلون لها ملبسها ؟
ج :أما الذكور فليس لهم أن يصنعوا لها ذلك.
ن ذلك في حالة الصيام وأما الناث فنظرا لوجود الضرورة فإنه يجوز له ّ
وفي غير حالة الصيام بشرط أل ّ ينظرن إلى العورة وأل ّ يلمسن العورة-
ن ذلك يجوز لهذهأيضا-إل بوجود حائل ،فمع وجود الحائل ومع عدم النظر فإ ّ
الضرورة؛ والله-تعالى-أعلم.
س بطعم ذلك
س :إذا كان الشخص يتوضأ وفي يده دهن وعند المضمضة أح ّ
الدهن في فمه وهو صائم ،هل يؤثر ذلك على صيامه ؟
ج :ل يؤثر ذلك على الصيام إذا كان لم يبتلع شيئا من ذلك في جوفه؛ والله
أعلم.
س :9كثير من النساء يسألن عن استخدام الدهن وما يسمى به " ال ْ
كريم " أثناء الصيام ،فهل
يضر صيامهن ؟
ج :ل ,ل يضر ذلك.
س :شخص توضأ للصلة وبقي في فمه ريق اختلط بماء الوضوء ,ماذا يصنع
بذلك الريق ؟ هل له أن يبلعه ؟
ج :أما الريق فل يضر ،وأما إذا كان مختلطا بشيء آخر-كالماء أو الدم-فإنه
لبد من أن يخرج ذلك حتى ل يبقى شيء من الماء في فمه؛ والله أعلم.
س :ما حكم استخدام العطور النفاَثة بالنسبة للصائم ؟
ج :إذا كان يصل شيء منها إلى الجوف بواسطة الفم أو النف فليس له
من ذلك فََله ذلك ،وكذا يقال في البخور
يء ِ ذلك ،أما إذا كان ل يصل َ
ش ْ
ذر من أن يصل شيء من ذلك البخور أو من تلك ح َ
أيضا ،فإذن ينبغي أن ي َ ْ
العطور إلى جوفه بواسطة النف-كما قلت-أو بواسطة الفم؛ والله-تبارك
وتعالى-أعلم.
س :شخص استيقظ في نهار رمضان وهو على جنابة ،فإذا سارع بالغتسال
هل له أن يكمل الصيام ؟ وإذا لم يغتسل ..أهمل الغتسال ؟
ج :أما إذا سارع فصيامه صحيح ،وأما إذا لم يسارع فعليه أن يتوب إلى ربه
وأن يقوم بقضاء ذلك اليوم الذي وقع منه هذا المر فيه؛ والله-تعالى-أعلم.
س :مداعبة الرجل لمرأته في نهار رمضان والحديث معها بكلم الحب
والعطف وما شابه ذلك ،هل يضر ذلك الصيام ؟
ج :ثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أنه كان يقّبل أزواجه وهو
صائم ،فإذا كان النسان ل يخشى على نفسه فل مانع من ذلك ،أما إذا كان
يخشى على نفسه من التقبيل أو من مثل هذه الكلمات من أن يتسّبب ذلك
في النزال أو في النتصاب الذي يكون سببا في النزال أو في المذاء على
أقل تقدير ..أي بأن تتحرك شهوته إذا داعب أو تكلم بمثل هذه الكلمات
202
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
203
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جب عليه أن َيصوم قَها فإنه ي َ ِ وإن َلم يستطع ..أي َلم َيجد رقبة َيقوم ب ِعِت ْ ِ
شهرين متتابعَْين.
فإن َلم يستطع فعليه أن ُيطعم ستين مسكينا على الترتيب-على الصحيح-ل
ت ن هذا هو الذي جاء عن النبي . والرواية التي جاء ْ على التخِيير ،ل ّ
ضحة ة الخرى هي الوا ِ من باب الرواية بالمعنى ،بينما الرواي ُ ِبالتخيير فإّنها ِ
ُ
ح العدول عنها ،ول أِريد ُ ِبقوِلي " :ل ص ّ التي ينبغي العتماد ُ عليها بل ول ي َ ِ
من ة ِ جَعل المسأل َ جد في ذلك الخلف أو أن َّنا ن َ ْ ح العدول عنها " أنه ل ُيو َ ص ّ يَ ِ
ف فيها موجود ٌ ل الرأي والخل ُ من مسائ ِ ل ،المسألة ِ دين ..ك ّ ل ال ّ ب مسائ ِ با ِ
ت عن النبي . ُ
جح الذي ثب َ من عصرٍ بعيد ،ولكن ِّني أِريد ُ ِبذلك الرا ِ ِ
ب الكفارة أما ف في وجو ِ أما إذا كان الفطاُر ِبغيرِ الوطِء فِللعلماِء خل ٌ
منهما: دل والتوبة فلب ُد ّ ِ الب َ َ
مةِ هذا الشهرِ المبارك. حْر َ -1قيل بوجوب الكفارة عليه ،لنتهاك ُ
-2وقيل بعدم وجوب الكفارة عليه.
ل قوي وهو أحوط وأسلم. ك أّنه قو ٌ ش ّ ل الّول ل َ والقو ُ
فاس وفي حالة ة :في حالةِ الن ّ َ م فيها الصيام على المرأ ِ حُر ُ والحالة التي ي َ ْ
ص
مة وب ِن َ ّ جب عليهما القضاُء ِبإجماِع ال ّ م عليهما الصيام وي َ ِ حُر ُ الحيض ،في َ ْ
صوم وكذلك ض أن ت َ ُ جوُز ِللحائ ِ السّنة الصحيحةِ الثابتة عن النبي ، فل ي َ ُ
ن ِبالصلةِ ولكن الفرقُ أن ُّهما جوز َلهما التيا ُ بالنسبةِ إلى النفساء وكذلك ل ي َ ُ
ت ذلك في السّنة عن النبي خلف الصوم كما ثب َ ن ِبقضاِء الصلةِ ب ِ ِ مَرا ِ ل ت ُؤْ َ
ن ذلك ن الممنوعات ،ل ّ م َ ضاِء الصلة ،وذلك ِ ق َ ما ب ِ َ قو َ بل وليس َلهما أن ي َ ُ
ي النبي . خاِلف ل ِهَد ْ ِ م َ ُ
جوز له الفطار فالمريض والمسافر و-كذلك-الشيخ الكبير أما الذي ي َ ُ
ضع إذا خافتا على مْر ِ والمرأة العجوز و-كذلك-المرأة الحامل والمرأة ال ُ
في هذه الحالت َيجوز الفطار بل كل ،فَ ِ ما أو على ال ُ ما أو على ولد َي ْهِ َ سي ْهِ َف َ نَ ْ
شت َد ّ به المرض وخاف على ض الحالت ،فالمريض إذا ا ْ جب في بع ِ قد ي َ ِ
ق
ش ّ طر ،وهكذا المسافر إذا َ ف ِ هاهَُنا الصيام بل عليه أن ي ُ ْ سه فليس له َ ف ِ نَ ْ
من الهلك فكذلك ليس له أن قّرُبه ِ ما ي ُ َ م ّ من الهلك أو ِ عليه ذلك وخاف ِ
قّية الباقية التي ذكرناها سابقا ،وِللعلماء في صوم ،وهكذا بالنسبة إلى الب َ ِ يَ ُ
رها الن. ت ل داعي ل ِذِك ْ ِ ذلك تفصيل ٌ
ب عليهم القضاء، ج ُ ض الناس ي َ ِ أما ِبالنسبةِ إلى القضاء فكما قلنا بع ُ
ه القضاُء وهكذا بالنسبة إلى الحامل مك ِن ُ ُ فالمسافر والمريض الذي ي ُ ْ
والمرضع على الصحيح الراجح فيهما ..أعني في الحامل والمرضع ..هؤلء
جب عليهم القضاء. يَ ِ
مزِّية عظيمة ولكن-أيضاِ-بمشيئة الله-تبارك وتعالى- ن ِلرمضان َ ول شك ِبأ ّ
ما ضل العظيم ،لّنهم أفطروا في رمضان إ ِ ّ ف ْ في حالةِ القضاِء ي ََناُلون ال َ
َ
ن
ن نقول " :إ ّ ح َلهم ذلك ،ول ُيمكن أ ْ جب عليهم ذلك أو بسبب ي ُِبي ُ بسبب ُيو ِ
ُ
ل
ض في مث ِ حب الخو َ تلأ ِ من صيام شهر رمضان " وإن كن ُ صيامهم أَقل ِ
204
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ما على ن هؤلء مشروعٌ َلهم الفطار إ ّ ريد أن ن ُث ْب َِته ِبأ ّ هذه القضايا ..الذي ن ُ ِ
دب وَيجب عليهم القضاء فل داعي ق الن ّ ْ ق اليهجاب أو على طري ِ طري ِ
ن هذا أفضل أو ليس ِبأفضل ..نعم هل الفضل ل هذه المسألة ِبأ ّ ِلتطوي ِ
طر -2أو الفضل له أن َيصوم في شهر رمضان ؟ هذا فيه ف ِ ِللمساِفر -1أن ي ُ ْ
ن
ك ِبأ ّ ش ّ قه ؟ ول َ ح ّ
ضل اليسر في َ ف كبير بْين أهل العلم -3 ..أو الفْ َ خل ٌ
ن الْولى ش ّ قه الصيام فل َ ْ
كأ ّ سر في ح ّ جيه ،فإن كان الي ْ َ هذا الرأي َرأيٌ وَ ِ
قة ..وطبعا ش ّم َ صل على َ ح ُ ف ْ
طر وقد ي َ ْ قه ال ِ سر في ح ّ له الصيام وإن كان الي ْ َ
ل هذه مث ْ ِ
من ِ سهَْلة أو ما شابه ذلك ،إذ لبد ِ طة أو ال ّ سي َ قة الب َ ِ ش ّ م َ ليست ِباله َ
َ
ن نواٍح م ْ قةٍ كبيرة فالفضل له الصيام ِ ن غَي ْرِ مش ّ م ْه ِ مك َن َ ُ نأ ْ ة ،فَإ ِ ْ
ق ِ ش ّم َاله َ
مت َعَد َّدة؛ والله ولي التوفيق. ُ
خره ،فهل في
ول رمضان أو في وسطه أو في آ ِ َ
س :قد َيكون أفطَر في أ ّ
َ
متتاِبعا ؟
مه ُ مت َ َ
فّرقا أن َيصو َ م ما أفطَره ُ القضاء ي َْلز ُ
مه أن َيصو َ
ن بعيد: ل العلم منذ زم ٍ ف فيها بْين أه ِ مختل َ ٌ ة ت ََتاب ُِع القضاِء ُ ج :مسأل ُ
شقّ عليه وَلم ن َ م ْ ب الت َّتابِع في القضاِء إل َ من ذهب إلى وجو ِ من العلماء َ ِ
طع على ذلك. ست َ ِيَ ْ
جوز ِللنسان أن صل ..ي َ ُ ف ْ جوز في القضاء ال َ ض العلماء ذهب إلى أنه ي َ ُ وبع ُ
دة التي عليه ول ل العِ ّ م َ م يوما وأن ُيفط َِر يوما وهكذا ..المهم أن ي ُك ْ ِ يصو َ
ن قد أفط ََر سّتة أيام أو سبعة َ
ينظر إلى التتابع وإلى عدمه ،فإذا كان إنسا ٌ
ضها ُثم ضي تلك اليام سواء أتى ِبها متتاِبعة أو أنه أتى ِببع ِ أيام المهم أن َيق ِ
دة. صي العِ ّ ح ِ طر ُثم أتى ِبالبقيةِ الباقية وهكذا ..الحاصل المهم أن ي ُ ْ َأف َ
ضح في هذه القضية ،إذ ل وا ِ ق ِبأدِّلة ،وليس هنالك دلي ٌ ل فري ٍ لك ّ ست َد َ ّوقد ا ْ
من الحديث ب ذلك ِ ب الت َّتابع وبعدم وجو ِ ن قال ِبوجو ِ م ْدل ِبه َ ست َ َل ما ا ْ نك ّ إ ّ
ت عنه صلوات الله وسلمه عليه على التحقيق، المروي عن النبي ل ي َث ْب ُ ُ
سع ِبه المقال. وبيان ذلك ي َت ّ ِ
ب إلى السيدةِ عائشة- س ُ شاذ ّةٍ ت ُن ْ َ ل القائلون ِبالت َّتابع-أيضاِ-بقراءةٍ َ واستد َ ّ
ت
رها ،ولكن الحِتكام ِبالقراءا ِ ت إلى غي ِ سب َ ْ
رضي الله تعالى عنها-وقد ن ُ ِ
ها
ديرِ َ ق ِ ن تلك القراءةَ على ت َ ْ ره الن ،ثم إ ّ عي ل ِذِك ْ ِ الشاّذة ل ََنا فيه ن َظ ٌَر ل َدا ِ
فظ إل سِخ الل ّ ْ خ ب ِن َ ْس ُ م ي ُن ْ َن الحك َ لأ ّ ن الص َ ت منسوخة فإ ّ ت وما دام ْ خ ْ قد ُنس َ
ل في ل ،وليس لدينا ذلك الدلي ُ سِخ الص ِ ل على بقاِء الحكم بعد َ ن َ ْ ل دلي ٌ إذا د َ ّ
هذه القضية.
مت ََتاِبع ،وهذا سوا ذلك-أيضا-على صيام ِ شهرِ رمضان المباَرك فإّنه ُ وَقا ُ
ل
ج ِ جب التتاُبع فيه ل ل ْ ن رمضان ي َ ِ خفى ،ذلك أ ّ القياس فيه ما فيه كما ل ي َ ْ
ره إل خ ِ ن أوِّله إلى آ ِ م ْ مه ِ جب صيا ُ ن رمضان ي َ ِ سه ولكن ل ّ ب التتاُبع نف ِ وجو ِ
ل الت َّتابع َذاِته ،فإذن ج ِ خر وليس ل ْ ِلعذرٍ شرعي كما هو معلوم ..ذلك لمرٍ آ َ
هذا القياس فيه ما فيه.
ف
من الخل ِ سه ِ رج نف َ خ ِ ن النسان الْولى َله أن ي ُ ْ كأ ّ ش ّ و-على كل حال-ل َ
ر
ن شه ِ م ْ ضى ما عليه ِ ص وقال ِبأّنه قَ َ في هذه القضية ،ولكن لو جاءنا شخ ٌ
205
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
َ
ل الشهر ض اليام في أوّ ِ واء أفط ََر بع َ س َ رمضان ولكّنه َلم ي َُتاِبع ب َْين القضاء َ
ها في طه أو في ِنهايِته أو ما شابه ذلك أو أنه أ َفْط ََر َ س ِ خر في وَ َ والبعض ال َ
مك صحيح " ولكن ن صيا َ حد فإننا نقول له " :على الصحيح عندنا إ ّ ت وا ِ وَقْ ٍ
ن في ذلك جدا ،ثم إ ّ ن ِ ت-في هذه المسألةِ حس ٌ من الخلف-كما قل ُ الخروج ِ
ن
م ْ من َلحظةٍ ِ ل الخْير ،والنسان ل َيدِري متى َيأِتيه الموت ،فما ِ فع ْ ِ مَباد ََرة ل ِ ِ ُ
ن ِبهذه اليام جَئه الموت ،فإذا باد ََر ِبالتيا ِ فا ِ
كن أن ي ُ َ م ِ ت حياِته إل وي ُ ْ لحظا ِ
ضّيق طيع أن ن ُ َ فإّنه قد أّدى ما عليهِ ِبحمدِ الله-تبارك وتعالى-وإن كّنا ل نست ِ
جب عليه أن َيصوم ن النسان ي َ ِ ب الفورية َلقلنا " :إ ّ عليه ،لن َّنا لو قلنا ِبوجو ِ
ي ما عليه إل إذا كان هنالك عذٌر ض َ ق ِ من شهرِ شوال وأن ي َ ْ في اليوم الثاني ِ
ل تقدير-الفطار ". ح له-على أق ّ من الصيام أو ي ُِبي ُ ه ِ من َعُ ُ
يَ ْ
ة :العلماُء اختَلفوا في هذه المسألةِ على ثلث ِ
ة ة ما في المسأل ِ فإذن خلص ُ
أقوال:
من كانت عليه-مثل- ط في ذلك ،ف َ من قالَ :يجب التتابع وهو شر ٌ -1منهم َ
م أف َ َ
ح له ذلك فإّنه طر ِلغي ْرِ عذرٍ شرعي ي ُِبي ُ ة أيام وصام يومْين ث ُ ّ خمس ُ
ب ِبإعادةِ الخمسةِ الّيام مًعا. ُيطال َ ُ
طر َيكون آِثما ولكن من قال :هو واجب ولكنه ليس ِبشْرط ،فإذا َأف َ -2ومنهم َ
مه الماضي صحيح ،فعليه في هذا المثال أن َيأِتي ِبالثلثة الباقية وليس صيا ُ
جب عليه أن َيتوب إلى الله. عليه أن ي ُِعيد َ اليومْين الماضيْين ولكنه آِثم ي َ ِ
مه وليس عليه أن ي ُِعيد َ ما مضى كم ِبإث ْ ِ ح َ
ض العلماء ذهب إلى أنه ل ي ُ ْ -3وبع ُ
سُنون له أن ح ِ ست َ ْ
من اليام بل عليه أن َيأِتي ِبالبقيةِ الباقية ولكنه مع ذلك ي َ ْ ِ
ن في ذلك مباَدرة إلى من عُهْد َةِ الخلف و-أيضا-ل ّ خُروجا ِ ُيتاِبع بْين اليام ُ
فى. خ َضل ما ل ي َ ْ ن الف ْ م َ الخْير ومساَرعة إليه وفي ذلك ِ
وى ق َ
من عهدةِ الخلف ومع ذلك ل ن َ ْ ث الناس على الت َّتاُبع خروجا ِ ح ّ فنحن ن َ ُ
ل التفريق لننا ل ضوا على سبي ِ مِهم الماضي أن ل َوْ قَ َ صَيا ِ ل ِ طا ِل ِبإب ْ َ على القو ِ
من كان ن هذا في َ ب الت َّتاُبع في ذلكُ ،ثم إ ّ ل على وجو ِ ل الذي ي َد ُ ّ ك الدلي َ مل ِ ُنَ ْ
شقّ عليه فل بأس عليه ِبمشيئة الله در على ذلك أو ي َ ُ ق ِ
من كان ل ي َ ْ قاِدرا أما َ
ول حرج ،والله-تبارك وتعالى-أعلم.
ت يومْين معهمت فأفطر ْ ت خمسة عشر يوما فقط ُثم مرض ْ س :والدُته صام ْ
رها حتى اليوم التاسع ت على إفطا ِ عَناَية وبقي ْ قل َ ْ
ت إلى ال ِ زل ُثم ن ُ ِ
في المن ْ ِ
عْنها ؟
ها َ ضا ُ
ؤ َ ق َ ت ظهرا ،ما هي اليام التي ي َل َْز ُ
م َ والعشرين توفي ْ
ج :ل شيَء عليها ول عليهم ِبمشيئة الله تبارك وتعالى.
س :رجل أجرى عملية قلب ول يستطيع الصيام الن ولكن ينتظر الشفاء ؟
من
ج :أّول :نتمنى له الشفاء العاجل ...الله-تبارك وتعالى-له ذلك ولغيره ِ
عبادِ الله-تبارك وتعالى-المسلمين.
وثانيا :نعم له أن يفطر ويقضي بعد ذلك ما دام يستطيع القضاء وليس له
أن يكتفي بالطعام ..بل ل إطعام عليه فالن يفطر ول بأس عليه والحمد
لله-تبارك وتعالى-وبعد ذلك عندما يرى من نفسه أّنه يستطيع أن يقوم
ضَها؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
ق ِ
بقضاء تلك اليام فلي ْ
206
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من كانت عليه أيام قضاء أو كان عليه يوم واحد ،هل له أن يصوم يوم
سَ :
من شعبان ؟ الثلثين ِ
ج :حقيقة ..ينبغي ِللنسان أن يبادر إلى الخير وأن يسارع إليه ومن العجب
أن يترك العبد القضاء لمدة طويلة من الزمن إلى أن يصل إلى اليوم
الثلثين من شهر شعبان ول يدري هل سيكون حقا ذلك اليوم هو هذا أو أن
هذا اليوم سيكون من شهر رمضان فيأتي يسأل الواحد في اليوم التاسع
والعشرين-مثل-هل أصوم غدا ..أي أفطرت يوما هل أصوم غدا أو ل ؟!
طيب إذا كان اليوم التي من شهر رمضان فماذا عسى أن تصنع ؟! نعم إذا
كان قد نسي ذلك ولم يتذكر إل في ذلك اليوم أو في تلك الليلة فالمر
َيختلف أما أن يتعمد أن يترك ذلك حتى ذلك الوقت فهذا ل ينبغي ِلمن
َيخاف الله تبارك وتعالى ،أما الصيام في هذا اليوم بنية القضاء فل مانع منه
إذ إن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-إنما نهى عن التطوع المطلق
مخافة أن يريد الذي يصوم في ذلك اليوم أن َيحتاط بزعمه لشهر أو َ
رمضان أو ما شابه ذلك فَن ُِهي عن الصيام في ذلك الوقت َ..نهى الرسول-
ما من كان صلى الله عليه وسلم-عن تقدم شهر رمضان بيوم أو يومين ،أ ّ
مرسلة أو كان يصوم نذرا أو يصوم قضاء أو كان يصوم كفارة مغلظة أو ُ
ود أن يصوم في يوم من اليام كيوم الخميس أو يوم الثنين أو ما كان قد ت َعَ ّ
شابه ذلك وصادف ذلك اليوم يوم الثلثين أو يوم الشك فصامه بنية صيام
القضاء أو بنية صيام الكفارة أو النذر أو بنية صيام يوم مسنون قد اعتاد
على صيامه فل مانع من ذلك كما ثبت ذلك في الحديث عن النبي صلى الله
عليه وسلم ،وإّنما ننهى-كما قلت-عن المخاطرة ِبحيث إن النسان ل يدري
هل سيدخل شهر رمضان أو ل يدخل في ذلك اليوم فإن دخل شهر رمضان
دل وإن َلم يدخل ففي هذه الحالة فإنه لن يتم ّ
كن من التيان بصوم الب َ َ
سيصوم اليوم الذي َلم يأت به من قبل.وكذلك أريد أن أنبه إلى أن من يريد
أن يصوم كفارة مغلظة ..مثل بسبب قتله ِلمؤمن خطأ أو بسبب ظهار أو
بسبب انتهاك ِلحرمة صوم شهر رمضان المبارك فإنه ينبغي له إذا أراد أن
يصوم في شهر شوال وذي القعدة ينبغي له أن يصوم بعد عيد رمضان
مباشرة ..في اليوم الثاني أو الثالث أو الرابع أو ما شابه ذلك من شهر
كن هو من إْتمام صيام مخافة أن يأتي العيد-أعِني عيد الحج-وَلم ي َت َ َ
م ّ شوال َ
الكفارة ،فمثل إذا شرع في الصيام في اليوم العاشر أو الحادي عشر أو
الثاني عشر أو بعد ذلك وقد َيحدث حتى لو شرع في صيام التاسع من شهر
شوال لّنه في هذه الحالة قد ُيخاطر ..ل يدري هل سيكون شهر شوال
ثلثين يوما أو ل فينبغي أن يصوم قبل ذلك لنه إذا أتى العيد وَلم ُيكمل
الشهرين فماذا عسى أن يصنع ؟ صيام يوم العيد ل َيجوز ِبحال من الحوال،
فمعنى ذلك أّنه سيفطر ولبد فهل بعد ذلك سيقضي الشهرين معا وقد
يكون صام شهرا وخمسة وعشرين يوما أو أنه سيواصل ؟ من المعروف أن
لهل العلم في ذلك اختلفا ،والقول الذي ذهبت إليه طائفة من المحققين
207
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وهو الصحيح أّنه ينهدم صومه لنه خاطر بنفسه متعمدا وليس كالمريض
الذي اضطر للفطار ول حول له ول قوة على إْتمام الصيام فذلك ُيرخص له
في الفطار وبعد ذلك يواصل بعد أن َيمن الله-تبارك وتعالى-عليه بالشفاء
أما هذا قد خاطر هو نفسه بذلك وعليه أن يعيد الصيام من أوله ،فينبغي
النتباه لذلك لن كثيرا من الناس يأتون في أيام العشر من ذي الحجة
يسألون " ماذا نصنع في اليوم العاشر ؟ " بل و " ماذا نصنع في الحادي
عشر والثاني عشر والثالث عشر ؟ " والجواب بأن من صنع ذلك عليه أن
دم هذا هو الرأي الذي عليه غيريأتي بالصيام من أوله لن صيامه قد ان ْهَ َ
واحد من المحققين وهو الصحيح عندي؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :امرأة كانت مريضة في شهر رمضان الكريم بالشلل النصفي وتركت من
صيامه ستة عشر يوما وبعد مرور سنين تقول هي أنها لم تقض تلك اليام
ويقول أبناؤها بأنها قضت تلك اليام فصارت في خلف مع أبنائها هم
يقولون بأنك قد قضيت وهي تقول بأنني لم أقض ..متشككة ،فماذا تصنع
في هذه الحالة ؟
كر أنه لم يصم فإنه لبدطب بنفسه فإذا كان ي َذ ْ ُ ن النسان مخا َ ج :الصل أ ّ
من أن يصوم ذلك إذا كان يتمكن من الصيام أو يفتدي إذا كان يتمكن من
قنة بأنها لم تصم تلك اليام فلبد من الفدية ،فإذا كانت هذه المرأة متي ّ
القضاء إذا كانت تتمكن من القضاء أو لبد من الطعام إذا كانت تتمكن من
الطعام ،وأولئك الولد يمكن أنهم رأوها صائمة وهي قد صامت نفل أو ما
قنة من نفسها فلبد من ذلك ..نعم إذا كانت شابه ذلك فإن كانت هي متي ّ
قنون بأنها قد صامت الفريضة بأن كانت أخبرتهم ذاكرتها ضعيفة والولد متي ّ
ل أنهم شاهدوها صائمة أو أنها أخبرتهم بأنها صائمة أو ما شابه ذلك ..
قنون من ذلك بأنها صامت أقول :إن كانت ذاكرتها ضعيفة والولد متي ّ
ن ذلك يجزيها بمشيئة الله ،فالعبرة من القضاء ل أنها كانت مجرد صائمة فإ ّ
قنها وذاكرتها؛ والله أعلم.
تي ّ
س :إذا كان المسلم ل يستطيع الصوم بسبب مرض ول يستطيع القضاء في
وقت لحق ،فهل عليه الكفارة عن كل يوم ؟ وما حكم إخراج هذه الكفارة،
هل تخرج يوميا أم يجزيه أن يخرجها في بداية الشهر دفعة واحدة بشراء
مؤونة رمضان لسرة فقيرة أو عدد من السر ؟
ج :من لم يستطع الصيام ولم يستطع القضاء أو كان في ظنه أنه ل
يستطيع أن يقوم بالقضاء بعد ُ بأن كان مريضا مرضا ل يرجو الشفاء منه
ن
ن عليه أن ُيطِعم عن كل يوم مسكينا ،والصل أ ّ بحسب الظاهر فإ ّ
النسان يطعم لذلك اليوم ..أي يطعم عن كل يوم أو أنه يؤخر حتى ينتهي
دم فيطعم عن اليوم الفلني ولكن قد تكون هنالك الشهر ،والفضل أن ُيق ّ
مشقة بأن يطعم عن كل يوم يوم أي أن يقوم بالطعام عن اليوم الول فيه
والثاني وهكذا ،فبإمكانه أن يطعم عن كل عشرة أيام في وقت واحد أو عن
ن النسان ل يدري إلى متى يبقى في هذه الشهر في وقت واحد ،ولك ّ
الحياة والصل أنه بعد موته ل ُيكّلف بشيء فهو ل يدري هل سيبلغ إلى
نهاية رمضان ويجب عليه في ذلك الحال أن يطعم عن الشهر كله أو ل ،ثم
208
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
209
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ما إذا كان منتهكا فإنه عليه أن يتوب إلى الله- القضاء عندما يستطيع عليه ،أ ّ
تبارك وتعالى-وعليه القضاء واختلفوا في وجوب الكفارة:
فر وذلك بأن يطعم مسكينا زيادة على القضاء .. منهم من قال عليه أن يك ّ
بعض الناس يظنون أنه يكتفي بالطعام وليس المر كذلك ..لبد من
القضاء وإّنما الخلف في الطعام.
وبعض العلماء قال ل إطعام عليه.
ومن حيث الّترجيح الراجح عدم وجوب الطعام مع القضاء وأن القضاء
ُيجزي مع التوبة إلى الله تبارك وتعالى ،ول شك أن الحتياط في الطعام
لن من أطعم فقد احتاط وخرج من خلف أهل العلم ولكن من َلم ُيطعم ل
شيء عليه فالصيام مع التوبة ُيجزيه ..هذا إذا كان َلم ينتهك الصيام ،أما إذا
أفطر متعمدا من غير عذر فتجب عليه الكفارة مع القضاء كما هو مبسوط
في موضعه.
هذا وأما بالنسبة إلى الصلوات إذا ترك إنسان صلوات كثيرة جدا-مثل-ولم
يقضها فالحديث الذي ُروي عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-بأنه يقضي
تلك الصلوات في آخر جمعة من شهر رمضان فهو حديث باطل موضوع
عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،ومن قرأ لفظه-وسنتكلم عليه
من ذلك اليوم-فإنه في مناسبة قادمة بمشيئة الله عندما يكون الوقت قريبا ِ
ينادي عليه بالوضع مهما كان هذا الشخص جاهل بأحكام شرع الله-تبارك
وتعالى-وإنما الناس يسألون عنه لّنهم وجدوا جزءا منه في بعض الكتب
ولكنهم لو وجدوه بتمامه لعرفوا أنه موضوع حقا1؛ والله-تبارك وتعالى-ولي
التوفيق.
ره،
رج الوطن ..في سف ِ
ر رمضان وهو في خا ِ س :شخص عمل كبيرةً في َنها ِ
خل وطِنه ؟
جب عليه الكفارة كالذي في دا ِهل ت َ ِ
ج :هل هو كان صاِئما في ذلك الوقت ؟
من سؤاِله.
س :يبدو هذا ِ
ت هذه الكبيرة-مثل-قد َزَنى-والعياذ ريد ِبالكبيرة ..إن كان ْ ج :ل أدري ماذا ي ُ ِ
طُء وإنمضان فالوَ ْ جَته في ن ََهارِ َر َ ئ َزوْ َ بالله تبارك وتعالى-أو أنه-أيضا-وَط ِ َ
ت الصيام .. ه ولكن في وق ِ سّري ّت َ ُ جه أو ُ ئ النسان َزوْ َ كان جاِئزا حلل إذا وَط ِ َ
ة
ب كذلك ،أما ِبالنسب ِ شر َ ل أو َ ن ك ََباِئر الذنوب أو أ َك َ َ م َن فَذ َِلك ِ مي ْ ِ
إذا كانا صائ َ
منة ِ
ل الله السلم َ قع فيها النسانَ-نسأ ُ من الكباِئر التي قد ي َ َ إلى غيرِ ذلك ِ
ذلك-مثل الغيبة والنميمة والكذب وما شابه ذلك فهذه-على الصحيح عندنا-ل
طِء ،و-كذلكَ-تجب الكفارة ب الكفارة في الوَ ْ ج ُ
جب فيها الكفارة ،وإنما ت َ ِ تَ ِ
ل العلم ،وكذلك َتجب-على من أه ِ ي الكثريةِ الكاثرة ِ في الستمناِء على رأ ِ
ن كان في م ْ
ب ..هذا ِبالنسبة إلى َ ل والشر ِ من أهل العلم-في الك ِ ي كثيرٍ ِ
رأ ِ
(1) - 1وهذا جوابا للسؤال الذي قال فيه صاحبه في المكالمة ] :قرأتُ في كتيب ' فائدة :عن رسول ال-صلى ال عليه
صَها فليقم في آخر جمعة من رمضان وليصل أربع ركعات بتشهد واحد ح ِوسلم-أنه قالَ " :من فاته صلة في عمره ولم ُي ْ
" ،فما صحة هذا الكلم ؟ '
210
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ول شك أن الحتياط في الخذ بالقول الول وإن ك ُّنا ل نقوى على الجزم
بترجيح ذلك.
س :نحن طلبة نقيم خارج السلطنة وسوف يطل علينا شهر رمضان المبارك
ونحن حيث نقيم ونود السؤال فيما لو صام أهل هذا البلد يوم الثلثاء وتأخر
ن الشهر قد ثبت عمان إلى يوم الربعاء وكان يراودنا شك في أ ّ الصوم في ُ
ن
برؤية شرعية في البلد الذي نقيم فيه علما بأنهم إذا صاموا يوم الثلثاء فإ ّ
شعبان عندهم سيكون تسعة وعشرين يوما.
ج :إذا ثبتت الرؤية في تلك البلد فإنهم يؤمرون بالصيام إن شاؤوا لنهم هم
في حالة السفر والصيام ل يجب على المسافر ..يجوز له الصيام ويجوز له
خر حتى َيرجع إلى بلده ،فإن ثبتت الرؤية في تلك البلد فإنه لهم أنأن ُيؤ ّ
يصوموا ولهم أن يفطروا بسبب سفرهم ،أما إذا كانت تلك البلد ل َتعتبر
الرؤية أو أنها تتساهل في ذلك فإنه ل عبرة بما عندهم ،إذ العبرة بالرؤية،
كما ثبت ذلك عن النبي صلوات الله وسلمه عليه ،فمن يتساهل في أمر
الرؤية ل يؤخذ بكلمه ،فإذن العبرة بالثبوت أو عدمه؛ والله أعلم.
رجل أراد السفر في شهر رمضان وبّيت النية على أنه إذا طلع عليه الفجر
وهو في وطنه يصبح صائما وإن خرج من وطنه قبل طلوع الفجر يصبح
مفطرا فخرج من وطنه بعد طلوع الفجر ماذا يلزمه ؟
الجواب /إذا خرج من وطنه وهو صائم وأتم صيامه على ذلك فل شيء
عليه وأما إذا أفطر بعد خروجه فعليه قضاء ذلك اليوم وفي وجوب الكفارة
خلف بين العلماء والراجح عدم الوجوب وألزمه بعضهم التوبة وينبغي
له أن يتوب إلى ربه تبارك وتعالى إن لم يكن على طريق الوجوب فعلى
طريق الندب والله أعلم
ثامنا :أحكام المرض المبيح للفطار
طر الصائم بسببه ؟
1
ْ
كن أن ي ُف ِ
م ِ
ضاِبط المرض الذي ي ُ ْ و َه َ
س :ما ُ
ج :للعلماء في هذه المسألة خلف شهير طويل عريض:
ومنهم من شد ّد َ في ذلك جدا.
ل في ذلك جدا. ساهَ َ
من ت َ َومنهم َ
قة
ش ّم َ
ك فإذا كان المريض َيجد في نفسه َ والوسط هو الذي ينبغي أن ُيسل َ َ
شفاؤه من مرض خر ِ ب ذلك الضرر أو َيخشى أن يتأ ّ صيُبه بسب َ ِإذا صام وي ُ ِ
أصابه أو ما شابه ذلك فَله أن يفطر ،وأما إذا كان ل يتأّثر بذلك فليس له أن
ما ل ينبغي أن ُيصار دد والتعّنت الذي ذ َك ََره بعضهم فهذا ِ
م ّ يفطر ،أما التش ّ
- 1وفي سؤال مشابه نصه كالتالي :
س :ما حد المرض الذي يبيح الفطار ؟
ج :اختلف العلماء اختلفا كثيرا في المرض الذي يبيح الفطار:
فمنهم من شدد في ذلك كثيرا.
ومنهم من تساهل فيه كثيرا.
والصواب الوسط فمن كان يضره الصيام ..ل يتمكن من الصيام ..يتسبب له في ضرر ..في عدم الشفاء من ذلك
المرض أو في بطئ الشفاء من ذلك المرض فله أن يفطر ،أما من كان ل يضره الصيام ول يؤثر عليه كثيرا فإنه يؤمر
بالصيام ،فإذن العبرة بالضرر؛ وال-تعالى-أعلم.
212
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س :ما قولكم في المريض بمرض فقر الدم الشديد ويحتاج إلى نقل دم
ّ
شهريا وصادف نقل الدم شهر رمضان ،فهل نقل الدم إلى المريض ُيفطره ؟
قل إليه الدم في ج :نعم ُيف ّ
طر ،فإذا كان يستطيع أن يبقى إلى الليل وُين َ
قل إليه الدم إل
الليل فذلك هو المطلوب ،وإن كان مضطرا ول يمكن أن ُين َ
في النهار-لسبب أو لخر-فإن كان في سفر فل حرج عليه ،وإن كان في
ت-فإنه يباح له ذلك لجل الضرورة وعليه الوطن فإذا كان مضطرا-كما قل ُ
دل ذلك بعد شهر رمضان؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق. أن ُيب ِ
س :عنده ولد عمره سبعة عشر عاما لكنه مصاب بمرض فقر الدم-شفاه الله-
ولعل هذا المرض يحتاج إلى علج مستمر ،كيف يكون صيامه في هذه
الحالة ؟
ج :الله أعلم؛ إذا كان يستطيع أن يصوم في هذا الوقت أو أن يقوم بقضاء
ذلك ولو بعد سنوات فل يعذر من الصيام ،وأما إذا كان ل يمكنه أن يصوم
في هذا الوقت ول أن يقوم بقضاء ذلك بعد مدة ولو بعد سنوات فعليه أن
يطعم عن كل يوم مسكينا إذا كان يقدر على ذلك وإل سقط عنه التكليف
بالصيام وبالطعام؛ والله أعلم.
تاسعا :أحكام عامة
ضيه ذن زوجها هل يشمل ما ت ْ
ق ِ مرأة عن الصيام بدون إ ِ ْ
هي لل َ
س :الحديث الّنا ِ
المرأة من الواجبات ؟
فل وليس في الفرائض ،لكن مع ذلك ج :هو في حقيقة الواقع هذا في الن ّ ْ
خِبر زوجها وتستشيره في وقت ينبغي للمرأة أن تسأل زوجها أو أن ت ُ ْ
صيام زوجته ..مثل إذا أرادت أن
القضاء فقد يكون الزوج مضطرا إلى عدم ِ
تقضي في شوال أو ما شابه ذلك ،فإذا أمكنها أن تقضي في وقت يصوم
من القضاء أو من الّنفل أو ما شابه ذلك فذلك هو الولى فيه زوجها شيئا ِ
صن َْعن فقد كن يقضين ما أفطرنه من شهر كما كانت أمهات المؤمنين ي َ ْ
فل النبي صلى الله عليه وعلى آله رمضان في شهر شعبان عندما كان يت َن َ ّ
وسلم ،وعلى أقل حال ينبغي َلها أن تستأذنه في ذلك ..من حيث الوجوب
هو واجب وليس َله أن يعارضها في ذلك وإّنما القضية في التوقيت متى
213
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ض عندما يكون الوقت مناسبا لزوجها ،ول ق ِسع فيه فلت َ ْ مو َ ّ تقضي فالمر ُ
ن الخير م َن الزوج يقوم بالتَنفل في بعض الحيان إذا كان فيه شيء ِ شك أ ّ
من غير أن يصوم شيئا من اليام الفاضلة مر عليه هكذا ِ ول يترك العام ي َ ُ
ث على صيامها التي كان يصوم فيها النبي-صلى الله عليه وسلم-أو أّنه ح ّ
وبّين الفضل العظيم الذي َيحصل عليه من يصوم تلك اليام؛ والله-تبارك
وتعالى-أعلم.
أما بالنسبة إلى النذر والكفارة أو ما شابه ذلك فليس للزوج أن ي َعَْترض
عليها ولكنني أريد أن أنبه إلى أنه ل ينبغي للنسان أن يقوم بالنذر ك ُّلما أراد
من ِْهي عنه إذا كان ي ُعَّلق " ..اللهم إذا حصل أن َيحصل له شيء ..هذا النذر َ
ظف " أو " حصل ابني على وظيفة " لي كذا " أو " وقع لي كذا " مثل " َتو ّ
من ِْهي عنه، ي من كذا " هذا النذر ل ينبغي أبدا بل هو َ ف َ أو " تزّوج " أو " ُ
ش ِ
قّيدا بوقت فليس للزوج أن م َ
لكن لو نذره شخص فإنه َيجب عليه فإن كان ُ
قّيد فينبغي أن يكون شيء هنالك من التفاهم رض أبدا وإن كان غير م َ ي َعْت َ ِ
ن البيوت التي ت ُب َْنى على على الوقت الذي يقع فيه الصيام ،ول شك بأ ّ
من القضايا تعيش عيشة هَن ِّية مستقرة التفاهم في هذه القضية وفي غيرها ِ
ِبخلف ما عندما يكون هنالك ت َوَّتر وشقاق وخلف في بعض القضايا ..قد
تكون الزوجة هي المحقة ولكن قد يتنازل النسان في بعض المور إن َلم
ما عندما تكون معصية فل طاعة َتكن هُنالك معصية لله-تبارك وتعالى-أ ّ
محمد ِلمخلوق في معصية الله؛ والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا ُ
وعلى آله وصحبه.
من
س :الطفال الذين يرغبون في الصيام ،ما هو سن التكليف الشرعي ؟ و ِ
ود هؤلء الطفال ؟
متى ُيمكن أو ُيع ّ
م التكليف مرفوع عنهم بنص ج :أما التكليف فل يكّلفون بذلك إذ إن قَل َ َ
مَتى ب َل َ َ
غ الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،فَ َ
النسان فهو ُيكلف في ذلك الوقت إذا كان عاقل ،أما قبل ذلك فهو ل ُيكّلف
من الحكام الشرعية ..هذا إذا قُل َْنا إن التكليف خاص بالواجب أو بشيء ِ
دب في حقهم ،وفي الكل قلنا هو يدخل فيه المندوب وقلنا إن الصيام ل ُين َ
كلم طويل عريض ،لكن الذي نقوله :ل وجوب عليهم باتفاق المة قاطبة،
ود الطفل على ذلك فقد جاء حديث عن النبي-صلى أما متى ينبغي أن ُيع ّ
دد الوقت الذي ُيعلم فيه الطفال الله عليه وعلى آله وصحبه وسلمُ-يح ّ
الصلة ) :علموه لسبع واضربوهم لعشر ( وهذا الحديث قد اختلف العلماء
في حكمه:
منهم من ذهب إلى أنه ضعيف وعليه فإنه ل ُيمكن العتماد عليه ل في
الصلة ول في غيرها.
سَنه ِبمجموع طرقه وهو الذي سلكته طائفة كبيرة جدا من ح ّ
ومنهم من َ
أهل العلم ،وعليه فإن الطفل ينبغي أن ُيؤمر بالصلة لسبع ،أما بالنسبة إلى
الصيام فإذا كان يستطيع عليه إذا كان في هذا العمر فحسن أن ُيعّلم ذلك
214
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ة الطفلفيه أما إذا كان ل َيقوى عليه ..لن الطفال يختلفون ..تختلف ب ُن ْي َ ُ
منهم من يقوى على الصيام في ذلك الوقت ومنهم ل يقوى عليه وأيضا
الزمان يختلف فقد يكون الصيام في وقت الشتاء والمر فيه يسير وقد
يكون في وقت الصيف والحر فيه شديد والنهار أيضا طويل ول يقوى عليه
وأيضا يختلف من حيث المكان فقد تكون سبل الراحة متوفرة لذلك الطفل
فل ي َُعاِني مشقة من الصيام وقد يكون المر بخلف ذلك وُيعاِني مشقة
دد على أولئك الطفال الذين ل ي َقْوَْون عليه، وعنتا إذا صام فل ينبغي أن ُيش ّ
فالحاصل أّنه ينبغي لولي أمر الطفل أن َينظر في أمره فإن رآه يستطيع
على ذلك من غير مشقة عليه فيأمره بذلك ،وإن رأى أنه ل يقوى عليه فإنه
سْبع-مثل-فيمكن أن ل ُيكلفه على ذلك ،فإذا كان ل يستطيع في سن ال ّ
سنة العاشرة أو ما شابه ذلك ،والحاصل أنه ينبغي له يأمره َبعد ذلك في ال ّ
ود عليهأن ي ُد َّربه قبل سن البلوغ ..في العاشرة أو ما شابه ذلك حتى يتع ّ
ود عليه كان سهل عليه أن يصوم بعد ذلك أما إذا َلم يصم قبل لنه إذا تع ّ
البلوغ فقد ينفر من ذلك كما هو الحال عند بعض الناس ،فإذن هذا المر
يتعلق بولي المر ..ينظر في حال أولئك الطفال الذين معه فقد يأمر هذا
في هذا السن وقد يأمر ذلك في السن الفلني ،وغالبا ما يكون أبناء العشر
قادرين على الصيام ،على أنه إذا شرع الصبي في الصيام وَلم يستطع أن
ُيكمل الصيام فل ُيكلف بإكمال صيام الشهر بل ول يكلف بإكمال ذلك اليوم
الذي شرع في صيامه إذا رأى مشقة فليأكل ول شيء عليه؛ والله-تبارك
وتعالى-أعلم.
عاشرا :أحكام خاصة بليلة القدر
من غروب الشمس أو أنها ...؟
در ،هل هي ِ س :ليلة ال َ
ق ْ
ر
ج ِمط ْل َِع ال ْفَ ْ
حّتى َي َم هِ َ
سل ٌ ج :على كل حال؛ الله-تبارك وتعالىَ-يقولَ :
در ،الية [ 5 :فالمر واضح ِبالنسبة إلى النهاية ،ولكن ق ْ ] سورة ال َ
ي من الغموض ولكن عندما قال :هِ َ ِبالنسبة إلى البداية فيه شيٌء ِ
من بداية الليل ،و-على كل حال-ينبغي ِللنسان أن َيقوم فيمكن أن تكون ِ
ل إليه ِ بقل ٍ
ب من البتها ِ كر الله-تبارك وتعالى-و ِ من ذِ ْ
تلك الليلة وأن ُيكِثر ِ
قق منه النسان إذا قام كن أن َيتح ّل صالح و-طبعا-ذلك ل ُيم ِ شع مع عم ٍ خا ِ
شر ددة وإنما َيقوم سائَر الشهر وهي الغلب أن تكون في الع ْ ة مح ّ ليل ً
ل الليل ليس عندنا من أو ِ زم بأنها ِ
ة في الوتارِ منه أما أن َنج ِ ص ً خر وخا ّ الوا ِ
من بداية الليلة ي يمكن أن َيكون ِ ذلك الدليل الواضح ولكن قوله :هِ َ
من قيام ِ هذه الليلة وهي من ِذكر الله و ِ ت-ينبغي ِللنسان أن ُيكِثر ِ و-كما قل ُ
خرث عن النبي ِ- بأنها في العشرِ الوا ِ ن ظّنا قويا-كما جاء في الحدي ِ ن َظ ُ ّ
ة في الوتارِ منها؛ والله ولي التوفيق. ص ً
وخا ّ
در في أوتار الشهر الكريم ،فهل أوتار العشر س :ذكرُتم أّنه تستدرك ليلة ال َ
ق ْ
اليام الخيرة أو أوتار الشهر كاملة ؟
ج :أوتار الع ْ
شر الخيَرة.
215
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س :الع ْ
شر الخيَرة فقط ؟
ج :نعم.
در ،هل هي ليلة واحدة َتدور حول العاَلم وهنا َيظ َ
هر إشكال لديه ة ال َ
ق ْ س :ليل ُ
وتر في بلد بينما هي ن الوتار َتختِلف ..قد َيكون هذه الليلة ِ
ةأ ّ في مسأل ِ
خر ؟ليست كذلك في بلد آ َ
ل الله عظيم َ ..نحن دد البلدان وفض ُ دد ِبتع ّ كن أن َتتع ّ ج :عل كل حال؛ ُيم ِ
ت ِبليالي دة وليس ْ ح َة وا ِ در وتلك ليل ٌ ق ْن القرآن ن ََزل في ليلةِ ال َ َنعَلم أ ّ
من بلدٍ إلى ف اليوم ِ أو الليلةِ ِ دة ولكن نظرا لختل ِ ح َ
ة وا ِ ددة ..هي ليل ٌ متع ّ
دد ِبتعد ّدِ البلدان كن أن َيتع ّ ن ذلك ُيم ِ بلدٍ أخرى-كما هو ثابت ل شك فيه-فإ ّ
ما ل نقوى عليه لننا َنعَلم م ّ زم ِبذلك جزما ِ صل أن َنج ِ خر فالحا ِ كن أمٌر آ َ وُيم ِ
ت في دة وليس ْ ح َة وا ِ در وهي ليل ٌ ق ْن القرآن ن ََزل على النبي في ليلةِ ال َ ِبأ ّ
خرة عن دمة عن تلك الليلة في ذلك الموضع أو هي متأ ّ ضع الفلني متق ّ المو ِ
قم النسان هذه الليالي-كما قلنا- ضل عظيم ولي َ ُ صل الف ْ ضع ،فالحا ِ ذلك المو ِ
قه ِلهذه الليلة ،و-حقيقة-الجزم ِبأنها وعسى الله-تبارك وتعالى-أن ُيوفّ َ
ل أمَر ذلك إلى الله ض أهل العلم وأرى السلمة أن ن َك ِ َ م ِبه بع ُجَز َ
ددة َ متع ّ
تبارك وتعالى.
من
ء ِ
من رمضان ِبشي ٍ
ص هذه الليلة ..ليلة السابع والعشرين ِ س :هل َتخت ّ
رها ؟
سَنن ِبحيث ُتمّيز عن غي ِ
الحكام أو النوافل أو ال ّ
ت عن من ليالي شهرِ رمضان المباَرك ،وقد ثب َ كة ِ ن هذه الليلة المبار َ ج :إ ّ
لض ِ ل على ف ْ النبي-صلوات الله وسلمه عليه وعلى آله وصحبه وسلم-ما َيد ّ
من قام قيام ِ هذا الشهرِ المباَرك ،فقد قال صلوات الله وسلمه عليهَ ) :
من ذنِبه ( ،وجاء عنه صلوات الله دم ِ فَر له ما َتق ّ رمضان إيمانا واحتسابا غُ ِ
ث- ل هذا الشهرِ الكريم-في غيرِ هذا الحدي ِ ض ِ ل على ف ْ وسلمه عليه ما َيد ّ
مه، مر ِبقيا ِ من هذا الشهرِ المباَرك الذي ُيؤ َ ة ِ الكثيُر الطّيب ،فهذه الليلة ليل ٌ
من ل ِ من شهرِ رمضان وهي أفض ُ شر الخيَرة ِ من ليالي الع ْ ة ِكما أنها ليل ٌ
شر. من أْوتارِ هذه الع ْ سائرِ لياِلي هذا الشهرِ المباَرك ،و-أيضا-هي ِ
َ
ماه ،وَتسأُله م الليل في سائرِ العام حتى َتتف ّ
طر قَد َ َ ل كان َيقو ُ والرسو ُ
فَر ريمة رضي الله تعالى عنها-عن ذلك مع أنه قد ْ غُ ِ ه الك ِ ج ُالسيدةُ عائشة-زو ُ
ن خر فَيقول ) :أفل أكو ُ من ذنِبه وما َتأ ّ م ِ َله صلوات الله وسلمه عليه ما َتقد ّ َ
من العبادات، ره ِ من غي ِ ص هذا الشهر-أيضاِ-بأكثَر ِ خ ّ عْبدا شكورا ؟! ( ،وكان ي َ ُ
من خر أكثر ِ شرِ الوا ِ م في الع ْ كما أنه صلوات الله وسلمه عليه كان َيقو ُ
من خر ِ شرِ الوا ِ كف صلوات الله وسلمه عليه في هذه الع ْ غيرها ،وكان َيعت ِ
ف تلك الليلة العظيمة التي ذ َك ََرها جل أن ُيصادِ َ من أ ْ جل أن َيتفّرغ ِللعبادة و ِ أ ْ
الله في كتاِبه العزيز في موضعين بل ورد ْ
1
ت سورة ِبكاملها فيها وهي
حِكيٍم َ أْمًرا ّم ْ
ن ل َأْمٍر َ
ن ِ فيَها ُيْفَرقُ ُك ّ
ن ِ إّنا َأنَزْلَناُه ِفي َلْيَلٍة ّمَباَرَكٍة ِإّنا ُكّنا ُمنِذِري َ -1قال ال تعالى :حم َ واْلِكَتا ِ
ب اْلُمِبي ِ
سِميُع اْلَعِليُم ] سورة الدخان ،اليات.[ 6-1 : ك ِإّنُه ُهَو ال ّ حَمًة ّمن ّرّب َ ن َ ر ْ
سِلي َ
عنِدَنا ِإّنا كُّنا ُمْر ِ
ِ
وقال الشيخ عند الجواب على السؤال ِ 9من حلقة 27رمضان 1425هـ ) يوافقه 10نوفمبر 2004م ( " :هذه الليلة فيها
ل عظيم كما جاء ذلك في القرآن الكريم ..وصفها ال-تبارك وتعالىِ-بأّنها ليلة مباركة وهي ليلة القدر-خلفا ِلمن فض ٌ
خيما ِلشأِنها: َيزعم ِبأّنها ليلة الخامس عشر ِمن شعبان-وأيضا ُأنِزل في هذه الليلة-وهي ليلة القدر-سورة ِبَكاِمِلَها وقال َتْف ِ
216
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
در ،الية: ق ْ در ] سورة ال َ ق ْقوله تبارك وتعالى :إ ِّنا َأنَزل َْناهُ ِفي ل َي ْل َةِ ال َ
1
من در لنها ِ ة القَ ْ ن فيها ليل ُ مظّنة لن َتكو َ خر السورة ،فهذه الليلة َ [ 1إلى آ ِ
صرة في هذه الليلة .. ت ِبمنح ِ در ليس ْ ق ْ خر ولكن ليلة ال َ شرِ الوا ِ أ َْوتارِ الع ْ
شر من سائرِ الليالي الع ْ رها ِ ن في غي ِ كن أن َتكو َ ن فيها وُيم ِ كن أن َتكو َ ُيم ِ
زم أحد ٌ ِبأنها في هذه السَنة في هذه كن أن َيج ِ ولسيما في أْوتاِرها ،فل ُيم ِ
ص هذه الليلة ل َيخ ّ الليلة أو أنها في سائر العوام في هذه الليلة ،إذ ل دلي َ
مَلة، محت ِ رها ُ من النظر ما فيه ،فهي كغي ِ رها ،وما وََرد َ في ذلك ففيه ِ دون غي ِ
ما ل َينبِغي، م ّ من العوام-فهذا ِ زم الكثرةُ الكاِثرة ِ زم ِبذلك-كما َيج ِ أما أن َنج ِ
ض
ح ل غمو َ ض ٌ ل وا ِ مل وليس عليه دلي ٌ محت ِ مُر ُ
مل وما دام ال ْ محت ِ مَر ُ ن ال ْ ل ّ
من قيام ِ الليل ن أن ُيكث َِر ِ زم ِبذلك ولكن َينبغي ِللنسا ِ فيه فليس لحدٍ أن َيج ِ
خر ولسيما في شرِ الوا ِ ولسيما في شهرِ رمضان المباَرك ولسيما في الع ْ
الوتارِ منه.
ت عن ن ذلك ل َيثب ُ صةٍ ِبها فإ ّ ص هذه الليلة ِبصلةٍ خا ّ صي ِ من َتخ ِ أما ما جاء ِ
من ف ِبمكان بل هي ِ ضع ِ من ال ّ من رواه فتلك الرواية ِ النبي ، وإن رواه َ
ت ،فإذن هنالك فرقٌ بْين إحياِء هذه الليلة ت المصنوعا ِ ت الموضوعا ِ الروايا ِ
صة في هذه الليالي المباَركة وهي من ليالي شهرِ رمضان وخا ّ رها ِ كغي ِ
ة
صص هذه الليلة ِبعباد ٍ ت-وبْين أن ُنخ ّ صة الوتار-كما قل ُ شر وخا ّ اللياِلي الع ْ
طن ِلهذا جيدا. من سائرِ هذه الليالي َ ..ينبغي أن ُيتف ّ رها ِ من دون غي ِ صة ِ خا ّ
ض الصلوات من سائرِ العام ِببع ِ ض الليالي ِ صيص بع ِ من َتخ ِ و-كذلك-ما جاء ِ
ت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،وقد فذلك لم َيثب ْ
من سائرِ العام-وسُننّبه عليها ددة ِ ددة كثيرة في ليالي متع ّ ت متع ّ ت صلوا ٌ جاء ْ
ن تلك الروايات ل َتثبت. في مناسبةٍ أخرى ِبمشيئة الله تعالى-لك ّ
من أشهرِ ما اشتَهر عند العوام: و ِ
من قيام ِ ليلَتي العيد ..أي ليلةِ عيدِ شهرِ رمضان المباَرك وهي -1ما جاء ِ
ة
جة وهي ليل ُ من شهرِ ذي الح ّ شرة ِ من شهر شوال والليلة العا ِ ة الولى ِ الليل ُ
من سائرِ لياِلي رهما ِ ت فيه شيٌء عن النبي ، فهما كغي ِ الِعيد فذلك لم َيثب ْ
معتادا على العبادة في لياِلي العام فَيصَنع فيهما ما َيصَنع من كان ُ العام َ ..
رهما-ولبد ِللمسِلم أن َيعتاد َ على العبادةِ في لياِلي العام وإن كان في غي ِ
رها-أما من غي ِ ض الليالي كلياِلي شهرِ رمضان المباَرك ِبالعبادةِ أكثَر ِ ص بع َ َيخ ّ
تمن العبادا ِ ص هاتْين الليلتْين ِبشيٍء ِ من لم َيكن كذلك فل َينبغي َله أن َيخ ّ َ
ت عن النبي ، صهما ِبشيء فذلك لم َيثب ْ رهما ،وما جاء في َتخصي ِ دون غي ِ
جة فيه. ح ّما ل ُ م ّ ض العلماء فذلك ِ وما جاء عن بع ِ
لِئَكُة
ل اْلَم َ
شْهٍر َ تَنّز ُ
ف َ
ن َأْل ِ
خْيٌر ّم ْك َما َلْيَلُة اْلَقْدِر ] سورة القدر ،الية [ 2 :ثم قالَ :لْيَلُة اْلَقْدِر َ َ وَما َأْدَرا َ
ح ِفيَها ] ...سورة القدر ،الية 3 :وِمن الية." [ 4 : َوالّرو ُ
ح ِفيَها ِبِإذْ ِ
ن ل اْلَملِئَكُة َوالّرو ُشْهٍر َ تَنّز ُ
ف َن َأْل ِ خْيٌر ّم ْ
ك َما َلْيَلُة اْلَقْدِر َ لْيَلُة اْلَقْدِر َ ِ -1إّنا َأنَزْلَناُه ِفي َلْيَلِة اْلَقْدِر َ وَما َأْدَرا َ
جِر ] سورة القدر [. طَلِع اْلَف ْ
حّتى َم ْ ي َ سلٌم ِه َ ل َأْمٍر َ َرّبِهم ّمن كُ ّ
217
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ة
من لياِلي شهرِ رجب وهي ما ُتعَرف ِبصل ِ ل جمعةٍ ِ -2وكذلك ما جاء في أوّ ِ
ل ،ول ت عن النبي ِ بحا ٍ ث الواِرد في ذلك موضوع ٌ ل َيثب ْ الرغاِئب فالحدي ُ
دعة التي َينبغي التحذيُر ت المبت َ من الصلوا ِ َينبغي العتناُء ِبها ،فهذه الصلة ِ
منها ،ل التيان ِبها.
من شهرِ شعبان من الصلةِ في الليلة الخامسة عشرة ِ -3و هكذا ما جاء ِ
ل هذه الليلة شيٌء عن النبي ض ِ ل هذه الصلة ول في ف ْ ض ِت في ف ْ فإنه لم َيثب ْ
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
ت فيها شيٌء عن النبي . -4وهكذا ِبالنسبةِ إلى سائ ِرِ لياِلي العام لم َيثب ْ
ب ُ
قهوا في أمورِ ِديِنهم وأن ي َعْت َُنوا ِبكتا ِ و-على كل حالَ-ينبِغي ِللناس أن َيتف ّ
ب رّبهم تلوةً رّبهم وِبسّنة نبّيهم صلوات الله وسلمه عليه ..أن ي َعْت َُنوا ِبكتا ِ
وحفظا وفهما ِلمعاِنيه و-كذلك-أن ي َعْت َُنوا ِبسن ّةِ نبّيهم حفظا َلها وَتمِييزا
ل ما جاء عن النبي نك ّ ميِنها ول شك أ ّ س ِ مها وغَّثها و َ حها وسقي ِ بْين صحي ِ
ب إليه صلوات الله وسلمه س َ صحيح وإنما َنقصد ِبالصحيِح والضعيف ما ن ُ ِ
ملوا سن ِّته صلوات الله وسلمه عليه وأن َيع َ قهوا في ُ عليه ،و-كذلكِ-بأن َيتف ّ
من ذلك قد َْر جبا أو مندوبا وأل ّ ُيفّرطوا في شيٍء ِ ِبما جاء فيها ..ما كان وا ِ
كب ..أن َيعتُنوا دمة الّر ْ مق ّ استطاعِتهم ،وَينبِغي ِلطلبةِ العلم أن َيكونوا في ُ
سن ّةِ رسوِله-صلى الله عليه وعلى آله ب الله وفي ُ ل ما جاء في كتا ِ ِبك ّ
دد فيرٍ أو َتش ّ من غيرِ َتن ِ ن اللئق ِ ب الحس ِ وسلم-عمل وَتبليغا ِللناس ِبالسلو ِ
دا ُيخاِلف حديثا ثابتا عن النبي جدوا أح ً رهم وما شابه ذلك إذا وَ َ ف ِلغي ِ أو َتعني ٍ
ن
من مّرة أ ّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،وقد ذكرنا أكثر ِ
السَلف-رضوان الله تبارك وتعالى عليهمَ-يعتنون ِبالسنن الثابتة عن النبي
عناية ،فالصحابة-وهم ساَدة السَلف-إذا سمعوا شيئا عن النبي أ َّيما ِ
قه وفي تبليِغه ..ما كانوا ُيباِدرون ِبالسؤال " :هل هذا َتساَبقوا في تطبي ِ
ل ،وإن كانوا ُيفّرقون بْين جب فنأِتي ِبه أو سّنة فنتهاون ِبها ؟ " ..ك ّ وا ِ
ة
سَنن ،وطلب ُ جب والمندوب ِبالط ّْبع لكن ما كانوا َيتساهُلون ِبال ّ الوا ِ
من دمة ،فما َيذكُره العلماء ِ ت-في المق ّ العلم َينبغي َلهم أن َيكونوا-كما قل ُ
ة أو غيُرهم ل الطلب ُ صدون ِبذلك أن َيتساهَ َ ره ل َيق ِ من غي ِ ل ِن العلم أفض ُ أ ّ
من دم ِ فَر الله له ما َتق ّ سَنن الثاِبتة عن النبي ، فهذا النبي - الذي غَ َ ِبال ّ
مشتِغل ِبتبليِغ دعوةِ الله-تبارك وتعالى-في الرض خر وقد كان ُ ذنِبه وما َتأ ّ
طر قدماه وكان ُيجاهِد ُ في سبيل الله - كان َيقوم الليل حّتى َتتف ّ
حِته ص ّ ره في ِ ف ِ س َ ره وفي َ ض ِ ح َ ب على النواِفل في َ ريفتان وكان ُيواظ ِ ُ الش ِ
ضه في ليِله ونهاِره كما ثبت عنه ذلك صلوات الله وسلمه عليه، وفي مر ِ
ض الله- ل العمال بعد َ فرائ ِ من أفض ِ ت عن صحابِته الكرام ،فالعلم ِ وهكذا ثب َ
من صلةٍ وصيام ٍ ن معه التيان ِبالنوافل ِ من أن َيكو َ تبارك وتعالى-ولكن لبد ِ
ة
ث عليه أو في سن ّ ِ ب الله الح ّ ما جاء في كتا ِ م ّ وصدقةٍ إلى غي ْرِ ذلك ِ
لم هذا ،أما أن َيشتغِ َ من أن َنفهَ َ رسوِله صلوات الله وسلمه عليه ..لبد ِ
لمن أه ِ ما لم َيفعْله أحد ٌ ِ م ّمل النواِفل فهذا ِ الطاِلب ِبالقراءةِ في الكتب وُيه ِ
218
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل
ض ِ من ف ْ من الصاِلحين ،وهكذا ما أراُدوه عندما ذ َك َُروا ما ذ َك َُروه ِ العلم ِ
في أنه قد جاء عن من الت ّن َب ّهِ ِلهذا ،وَيك ِ ره ..لبد ِ ديمه على غي ْ ِ العلم وَتق ِ
دمة هذه الدروس.1 النبي ما جاء كما ذكرنا ذلك في مق ّ
ت عن النبي على حسب ما ث الثاب ِ وقد سألني أحد ُ السائلين 2عن الحدي ِ
من كر في َ ض أهل العلم 3أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذ َ َ قّرره بع ُ
ُ
حّبه فإن ي ِبالنواِفل حتى أ ِ ب إل َ ّ سَنن ) :ل َيزال عبدي َيتقّر ُ ظ على ال ّ ُيحافِ ُ
ث المروي عن النبي َ
خرِ الحدي ِ معُ ِبه ( إلى آ ِ س َ مَعه الذي ي َ ْ س ْ ت َ حب َب ُْته كن ُ أ ْ
َ
ت قد انَتهى في تلك ن الوق َ ت أظ ُ ّ .. سألني عن معنى هذا الحديث وكن ُ
ل في طي َ ُ ُ ُ
ت أِريد ُ أن أ ِ ب في مناسبةٍ أخرى ولكن كن ُ جي َ الليلة فوعدُته ِبأن أ ِ
َ
في ذلك ولكن السئلة الكثيرة التي َتتعّلق ِبهذا الشهرِ الكريم كما نرى فأكت ِ
صرٍ عن هذا الحديث وهو فيه كفاية ِبمشيئةِ الله تبارك وتعالى: مخت َ ب ُ ِبجوا ٍ
فالعلماء قد اختَلفوا في هذا الحديث:
ب الله- ل إلى هذه المرتبةِ العالية فإنه ُيراقِ ُ ص َ من وَ َ ن َ من قال :إ ّ -1منهم َ
مع ل صغيرةٍ وكبيرة فهو ل َيست ِ ل دقيقةٍ وجليلة وفي ك ّ تبارك وتعالى-في ك ّ
ضي الله-تبارك ظر إل إلى ما ُير ِ ضي الله-تبارك وتعالى-ول َين ُ إل إلى ما ُير ِ
شي إل إلى ما ضي الله-تبارك وتعالى-ول َيم ِ ش إل ِبما ُير ِ وتعالى-ول ي َب ْط ِ ُ
ضي الله-تبارك وتعالى-وهكذا في بقيةِ الجواِرح فهو ل َينط ِقُ إل ِبما ُير ِ
ضي الله تبارك وتعالى. ُير ِ
ن الله- ل إلى هذه المرتبةِ العالية فإ ّ ص َ من وَ َ ن َ ل العلم قال :إ ّ ض أه ِ -2وبع ُ
ضيه ول مع إلى ما ُير ِ قه لن َيست ِ ده في ُوَفّ ُ خذ ب ِي َ ِ قه وَيأ ُ تبارك وتعالىُ-يوفّ ُ
ره وهكذا ِبالنسبةِ إلى بقيةِ الشياِء المذكورةِ في الحديث؛ ول ِ ت إلى غي ف ُ َيلت ِ
َ
ب القول الّول إل ن أصحا َ نأ ّ ن هذا هو القرب إلى الصواب ،ول أظ ُ ّ شك ِبأ ّ
أنهم َيرمون إلى هذا المعنى.
قل " :إذا ل قال ) :ل َيزال ( ولم ي َ ُ ب على هذه النواِفل-فالّرسو ُ من َواظ َ َ ف َ
ص ُ
ل ظب على هذه النوافل-فإنه ي َ ِ فََعل " أو ما شابه ذلك فمعنى ذلك أنه ُيوا ِ
ِبمشيئة الله-تبارك وتعالى-إلى هذه المنزلةِ العاليةِ الرفيعةِ التي َينبِغي ِلك ّ
ل
مسل ِم ٍ أن َيسعى إليها قد َْر طاقِته.
ل ِبما قنا وأن ي ُوَفّقَ سائَر المسِلمين ِللعم ِ ل الله-تبارك وتعالى-أن ُيوفّ َ فنسأ ُ
ل المسِلمون عم َ ديهم ِلما ُيحّبه تبارك وتعالى ،وإذا َ ضيه وأن َيأخذ َ ِبأي ِ ُير ِ
ب الله-تبارك وتعالى-وفي سن ّةِ رسوِله بعد معرفةِ الثاب ِ
ت ِبما في كتا ِ
-1عند الجواب على السؤال ِ 1من حلقة 12رمضان 1425هـ ) يوافقه 27أكتوبر 2004م (.
-2السؤال ِ 9من حلقة 24رمضان 1425هـ ) يوافقه 08نوفمبر 2004م (.
-3قال الشيخ عند الجواب على السؤال ِ 1من حلقة 12رمضان 1425هـ ) يوافقه 27أكتوبر 2004م ( " :جاء عنه
صلوات ال وسلمه عليه أنه قالَ ) :من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ،وما َتقّرب إلي عبدي بشيء أفضل ِمّما
سمَعه الذي َيسمع به ،وبصَره الذي
ت َافترضُته عليه ،وما يزال عبدي َيتقّرب إلي بالنوافل حتى أحبه ،فإن أحببُته كن ُ
طش بها ،وِرجَله التي َيمشي بها ،وإن سألني ( ...إلى آخر الحديث ،وهو وإن كان قد تكلم فيه صر به ،ويَده التي َيب ِ
ُيب ِ
بعض العلماء إل أنه قد جاء ِمن طرق أخرى َيشّد بعضها بعضا فَيرتقي بذلك الحديث إلى درجة الَقبول ..هذا الذي نراه
في هذا الحديث ".
219
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ونقول :المؤمن مطاَلب ِبذلك ،فنحن ل َنقوى على هذا القول ولكن َنقول
صد ِبالقيام المعروف هو َ
من القيام المعروف ول أق ِ هر أنه لبد ِ ن الظا ِ ِبأ ّ
سب حت َ ِ
م ْمن ُ من مؤ ِ التراويح أو ما شابه ذلك ..ك َل ّ وإّنما قيام هذه الليلة و ِ
من عندِ الله تبارك وتعالى. ب ِ ِللثوا ِ
من الية هر ِ ت ِبكامِله وهذا هو الظا ِ ت تارةً َيكون الوق ُ وعلى كل حال؛ الوقا ُ
دد وتارةً َيكون مح ّ ت ُ القرآنية وتارةً َتكون ساعة الجابة قصيرة في وق ٍ
من أوِّلها إلى هر أّنها ِ ة القدرِ الظا ِ مل ،فليل ُ ت طويل وإن َلم َيكن اليوم كا ِ الوق ُ
هر لنه قال: من أوِّلها فذلك هو الظا ِ ضح وأما ِ خر الليلة فالمر وا ِ رها ،أما آ ِ خ ِ آ ِ
صيرا كالساعة تق ِ ض الوقات َيكون الوق ُ قد ْرِ ِ بالنسبة إلى بع ِ ة ال ْ َ ل َي ْل َ ُ
سطا كيوم ِ عََرَفة فإنه ض َيكون وَ َ ة في يوم ِ الجمعة والبع ُ التي فيها الجاب ُ
ه الدليل وعليه- ل لَ ُ جح الذي ي َد ُ ّ ل الشمس على الرأي الرا ِ من زوا ِ َيكون ِ
مة. أيضا-جمهور ال ّ
ن بعد َ وقِتها ..أي مت َعَد َّدة منها ما َيكو ُ ت ُ أما العلمات فقد ذ َك َُروا ِلذلك علما ٍ
ن في الليل. بعد َ طلوع الشمس ،ومنها ما َيكو ُ
قب قِلب رأسا على عَ ِ ض المخلوقات ت َن ْ َ ن بع َ من العوام ِبأ ّ وأما ما َيذك ُُره كثيٌر ِ
ن النسان لو ن العلى والطراف َتكون في السفل وأ ّ فَعُُروقُ الشجار َتكو ُ
طل وهَُراء ل هب ..إلى غيرِ ذلك فهذا با ِ ول إلى ذ َ َ ح ّمن شجرة ي َت َ َ خذ َ شيئا ِ أَ َ
ة َله. قيم َ
سطا ليس فيها ض العلماء َيقولَ :تكون تلك الليلة وَ َ ولكن-على كل حال-بع ُ
من السكينة شعُُر النسان فيها ِبشيٍء ِ حر وقد ي َ ْ من اله َ من الب َْرد ول ِ شيٌء ِ
شَعاعٌ من الشمس ِبأنه ليس َلها ُ وهكذا ما ي َُرى في صبيحةِ ذلك اليوم ِ
ن العلمات التي َيحتاج أن َنذك َُرها وَنذك َُر ما َلها وما م َ وي ..إلى غير ذلك ِ ق ِ
من الطمأنينة والراحة شُعر ِبشيٍء ِ ن قد ي َ ْ عليها ولكن-على كل حال-النسا ُ
تث السيدة عائشة-رضي الله تعالى عنها-عندما سأل ْ من حدي ِ وذلك ظاهٌِر ِ
ن النسان ت ليلة القدر ،فمعنى ذلك ِبأ ّ الرسول ِ بماذا َتدعو إذا هي رأ ْ
س ِبشيٍء وإل كيف ت ََراها السيدة عائشة-رضي الله تبارك وتعالى عنها- ح ّ يُ ِ
مه وقد َيشُعر ِبذلك في ي َقَظ َِته مَنا ِ ول ُتحس ِبشيٍء ؟! قد َيشُعر ِبذلك في َ
َ
شد َ النبي ل-أر َ ل الثواب الجزيل ،و-على ك ُ ٍ ت وَينا ُ وقد ل َيشُعر-كما قل ُ
ف عَّني ( فوَ َفاعْ ُ حب العَ ْ فو ٌ ت ُ ِ السيدة عائشة لن ت َد ْعُوَ ِبقوله ) :اللهم إّنك عَ ُ
شعََر ِبذلك من هذا الدعاء في هذه الليالي المباَركة َ ن ِ فل ُْيكِثر النسا ُ
خرة ل " :ربنا آِتنا في الدنيا حسنة وفي ال ِ ن قو ِ م ْأو َلم َيشُعر ول ْي ُك ِْثر-أيضاِ -
من هذا الدعاء ،وكذلك" : ب النار " ،فالرسول كان ي ُك ِْثر ِ حسنة وِقنا عذا َ
خرة " ،و-كذلك-ي ُك ِْثر من د ُ َ
عاِء اللهم إّني َأسأُلك العفوَ والعافية في الدنيا وال ِ
َ
ك إ ِّنيحان َ َ سب ْ َ ت ُ ه ِإل أن َ يونس الذي جاَء في القرآن الكريم ... :ل إ ِل َ َ
من ن ] سورة النبياء ،من الية .. [ 87 :إلى غيرِ ذلك ِ مي َ ظال ِ ِن ال ّ م َ ت ِ كن ُ ُ
ل الله-تبارك صرِ ِللسلم ِ والمسِلمين؛ َنسأ ُ ن الدعاِء ِبالن ّ ْ م َ الدعية ،ولي ُك ِْثر ِ
222
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
صرا
م نَ ْ وتعالى-أن ي ُوَفّقَ المسِلمين جميعا ِلما فيه الخْير وأن ي َن ْ ُ
صَر السل َ
مؤَّزرا وما ذلك عليه ِبعزيز؛ والله أعلم.ُ
طاِئِفينَ ن الشيخ قصد أن يأتي بهذه الية بدل من الية التي أتى بها في التسجيل وهيَ ... :وطَّهْر َبْيِت َ
ي ِلل ّ -1الظاهر أ ّ
ن الشيخ وقع له سبق لسان في قراءتها ،إذ جوِد ] سورة الحج ،من الية [ 26 :مع ملحظة أ ّ سُ ن َوالّرّكِع ال َّواْلَقاِئِمي َ
جوِد ".
سُن والعاكفين َوالّرّكِع ال ّ
طاِئِفي َ
ي ِلل ّ
طّهْر َبْيِت َ
قرأهاَ ... " :و َ
223
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وذهب بعضهم إلى أّنه سّنة في الَعشر الواخر من رمضان وأما في غير
ذلك فليس بسّنة وإنما هو جائز.
ت وفي غيره جائز. وقيل :إنه في شهر رمضان سّنة-كما قل ُ
وقيل :إنه سّنة مطلقا في شهر رمضان وفي غير رمضان.
ي ،وإن كان في رمضان أفض ُ
ل ن القول بسنّية ذلك هو القول القو ّ ولشك أ ّ
كدِ ،لمواظبة النبي-صلوات الله وسلمه عليه-وكثير من صحابته رضوان وآ َ
الله-تعالى-عليهم.
كف أحد من الصحابة " مردودِ ،لما ذكرُته ولغير ذلك وما قيل " :إنه لم َيعت ِ
من الروايات الكثيرة المروية عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى
آله وصحبه وسلم.
ل أن ُيطِلق على بعض المور بأنها لم َتثبت عن النبي من قب ِ وينبغي للنسان ِ
حث أشد ّ أو عن غيره مما ُروي ذلك عنهم َينبغي له أن َيتحّرز وأن َيب َ
رد عن ن الشيء الفلني لم ي َ ِ عواهِِنه فيذكر بأ ّالبحث وأل ّ ُيطِلق الكلم على َ
ن ذلك مذكور في كتب الصحابي الفلني أو عن أحد من الصحابة مع أ ّ
ن ذلك مروي عن بعض الصحابة في الصحيحين وفي تأ ّ كثيرة ،وقد ذكر ُ
غيرهما من كتب الرواية.
وذهب بعض العلماء إلى أنه مشروع إل ّ في حقّ المرأة الشاّبة؛ وهذا-أيضا-
ليس بشيء.
ن ذلك مسنون ولسيما في شهر رمضان فالقول الصحيح هو قول من قال إ ّ
ن الفضل أن ُيحاَفظ عليه في العشر الخيرة من رمضان ومن المبارك وأ ّ
كف في العشرين الخيرة منه فذلك حسن؛ والله-تبارك أمكنه-أيضا-أن َيعت ِ
وتعالى-أعلم.
س :هل لهذا العتكاف شروط معّينة ؟
ج :أّول :كثير من الناس َيسألون عن فضل العتكاف ،وأنا أريد أن أنّبه إلى
رد حديث صحيح ثابت عن النبي-صلوات الله وسلمه عليه-يدل على أنه لم ي َ ِ
فضل العتكاف ،فكل ما روي من الحاديث القولية ففيها ما فيها من كلم،
وإنما الثابت في ذلك فعل النبي-صلوات الله وسلمه عليه-ومواظبته عليه
في العشر الخيرة ،حتى أنه صلوات الله وسلمه عليه جاء عنه أنه كان إذا
كف العشرين لم َيتمكن من العتكاف في العشر الخيرة ..أنه كان َيعت ِ
الخيرة من شهر رمضان من السنة التية ،وكذلك عندما خرج من العتكاف
عندما دخلت أزواجه-صلوات الله وسلمه عليه ،ورضوان الله عليهن-في
العتكاف ..عندما خرج في العشر الخيرة من رمضان قضى ذلك ،وإن
كان ذلك القضاء-على مذهب طائفة كبيرة من أهل العلم ،وهو الظاهر
عندي-ليس على طريق الوجوب ،وإنما هو على طريق الستحباب.
أقول :في فعله صلوات الله وسلمه عليه ما يدل على فضل العتكاف ،و-
ن ِللعشر الخيرة من شهر رمضان من الفضل ما لها، أيضا-من المعلوم أ ّ
ولذكر الله-تبارك وتعالى-وتلوة القرآن من الفضل ما ل يخفى ،كما جاء
224
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ح عمل من العمال إل بنّية إذا كان ذلك العمل ومن ذلك :النية ،إذ ل َيص ّ
َيتعّلق بمثل هذه العبادات ،نعم إذا كان ذلك َيتعّلق بطهارة-أو ما شابه ذلك-
ن تلك النجاسة َتزول ولو لم تكن وكانت الطهارة لثوب وليست لجسد فإ ّ
ح القوال وأشهرها ،أما مثل هذه العبادات فلبد لها من هنالك نية على أص ّ
حة العتكاف. النية ،فالنية-إذن-شرط لص ّ
ن الصيامن طائفة كبيرة من أهل العلم ذهبت إلى أ ّ ومن ذلك :الصوم ،فإ ّ
صم ليس بصحيح بل ل ن اعتكاف من لم ي َ ُ حة العتكاف ،وأ ّ شرط في ص ّ
ت-من أهل مى ذلك اعتكافا؛ وهذا هو قول طائفة-كما قل ُ ينبغي أن ُيس ّ
العلم ،وهو مروي عن طائفة من الصحابة رضوان الله-تعالى-عليهم ،فقد
روي عن السيدة عائشة ،وروي عن ابن عمر وابن عباس رضي الله-تبارك
وتعالى-عنهم ،وهو مذهب أصحابنا وإن كان هنالك ما ُيفَهم من كلم بعضهم
ن القول المشهور بأنه قد ذهب بعض الصحاب إلى عدم اشتراط ذلك ولك ّ
حة العتكاف ،1وهو قول المام المنصور عندهم هو اشتراط الصوم لص ّ
مالك ،وعليه جمهور أصحابه ،وخالف منهم ابن ُلبابة ،فقال بعدم اشتراط
الصيام في العتكاف ،وهو قول بعض الشافعية ،وهو رواية عن المام أحمد
خرين ،وهو قول جح ذلك ابن تيمية وابن القيم من المتأ ّ وعن إسحاق ،وَر ّ
الثوري والليث والحسن بن حي.
ن طائفة كبيرة من أهل العلم ذهبت إلى اشتراط الصيام في نعم ذكرنا أ ّ
ح إل به ،وذكرنا مجموعة من أولئك العلماء ن العتكاف ل َيص ّ العتكاف وأ ّ
العلم الذين ذهبوا إلى اشتراط ذلك ،وهنالك بقية أخرى ل بأس بذكر
شعبي ،وذهب من ذهب إلى ذلك من أهل العلم الّنخعي وال ّ م ّ
طائفة منهم ،ف ِ
إلى ذلك نافع والقاسم بن محمد والوزاعي والزهري ،وطائفة من التابعين،
وقيل " :إنه المذهب القديم للمام الشافعي " ،و-كذلك-ذهبت إلى ذلك
ن طائفة منهم الحنفية في الصوم 2الواجب ،وُيفَهم من بعضهم-أيضا-أ ّ
رطون ذلك حتى في غير الصوم 3الواجب ،فهذه جماعة كبيرة جدا ممن َيشت ِ
ن مذهبا معّينا دعي مد ٍّع بعد ذلك ِبأ ّ ذهبوا إلى اشترط الصيام ،فل ُيمكن أن ي َ ّ
مة
مة ،فهذه جماعة كبيرة من ال ّ رط الصيام بخلف بقية ال ّ هو الذي َيشت ِ
السلمية من الصحابة والتابعين ومن أتباع المذاهب الخرى قد ذهبت إلى
مح بذلك، ن الوقت أرى أنه ل َيس َ ذلك ،ولهذا الرأي أدلة كثيرة جدا ،ولك ّ
كف إل ّ في ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-لم َيعت ِ ويكفي من ذلك أ ّ
ك ول ريب بأنه كان صائما ،أما ما جاء العشر الواخر من رمضان وهو ل ش ّ
من اعتكافه بعد ذلك فإننا وإن كّنا ل نقوى على الجزم بأنه قد صام إل أنه ِ
ل على عدم صيامه صلوات الله وسلمه عليه، أيضا ليس هنالك دليل آخر َيد ّ
والروايات مختِلفة ..جاء في بعض الروايات أنه اعتكف في العشر الوائل،
-1قال الشيخ " :اشتراط العتكاف " بدل من " اشتراط الصوم في صحة العتكاف " وهو سبق لسان.
-2لعل الشيخ قصد أن يقول " :العتكاف " بدل من " الصوم " ،فلُيتأّمل.
-3لعل الشيخ قصد أن يقول " :العتكاف " بدل من " الصوم " ،فلُيتأّمل.
226
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وفي بعضها أنه اعتكف في الواخر ،وفي بعضها بأنه اعتكف في رمضان
ن ذلك جاء في الول أو في الخر ،فمع هذا دد الرواية بأ ّمن غير أن ُتح ّ
محَتج على عدم شرطية الصيام في كن أن َيحتج بذلك ُ الحتمال ل ُيم ِ
العتكاف ،و-أيضا-نجد المولى-تبارك وتعالى-قد َذكر العتكاف في معرض
ن العتكاف ل يكون إل ِذكره للصيام 1وفي ذلك إشارة واضحة إلى أ ّ
من المعلوم أنه لم يأت دليل واحد يدل على عدم اشتراط بالصيام ،و ِ
الصيام ،وكل ما روي من الحاديث التي فيها مشروعية ذلك من دون
الصيام أحاديث ل َتثبت عن النبي صلوات الله وسلمه عليه.
كف طاهرا هذا ومن الشروط التي لبد منها في العتكاف :أن يكون المعت ِ
من من الحائض ول ِ من الجنب ول ِ ح العتكاف ِ من الحدث الكبر ،فل َيص ّ
مة السلمية ،وهو الحق الذي ل النفساء ..هذا هو القول المشهور عند ال ّ
مر بالغتسال كفا وأصابته جنابة فإنه ُيؤ َ ريب فيه ..نعم إذا كان النسان معت ِ
شرة ول ُيؤّثر ذلك في اعتكافه ول في صيامه. مبا َ
ن العتكاف ل يكون إل في المسجد والجنب والدليل على اشتراط ذلك أ ّ
منهيون والحائض والنفساء كلهم منهيون عن دخول المسجد-وعند بعضهم َ
ن من أهم الشروط في العتكاف هو أن عن المكث فيه-ومن المعلوم بأ ّ
يكون في مسجد من المساجد ،كما سيأتي بمشيئة الله تبارك وتعالى.
من المعلوم ن العتكاف ل يكون إل بالصيام و ِ جحنا أ ّ
وكذلك-أيضا-قد ر ّ
ن الصيام ل َيصح مع الحيض والنفاس بل الحائض والنفساء َيحرم المتقّرر أ ّ
عليهما الصيام كما هو معلوم.
أما الجنب فقد اختلف العلماء في صيامه ..أي هل يصح الصيام مع الجنابة
أو ل ؟ والقول الصحيح الذي َيدل له الحديث الصحيح الثابت عن النبي-
ن من أصبح جنبا أصبح مفطرا ،كما جاء ذلك عند صلوات الله وسلمه عليه-أ ّ
المام الربيع رحمه الله ،وجاء عند غيره من أئمة المحدثين.
من أنه صلوات الله وسلمه عليه أصبح وهو جنب وهو صائم وأما ما جاء ِ
فذلك الحديث ُيعاِرضه هذا الحديث وإذا تعارض حديثان أحدهما يقتضي
دم الدليل الذي َيدل على التحريم التحريم والثاني يقتضي الباحة فإنه ُيق ّ
ن فعله صلوات الله وسلمه عليه على الدليل الدال على الباحة ،فالظاهر أ ّ
ن من أصبح جنبا أصبح مفطرا. دما على حديثه الذي جاء فيه أ ّ كان متق ّ
ن الحديث َيدل دللة واضحة ل ن ذلك على الستحباب مردود ل ّ والقول بأ ّ
2
ن من أصبح جنبا أصبح مفطرا ول يمكن أن ُيؤخذ من ذلك غموض فيها بأ ّ
ص صريح على أنه أصبح ن ذلك على الستحباب-أو ما شابه ذلك-لنه ن ّ أ ّ
مفطرا.
عَلْيُكمْ
ب َ
سُكْم َفَتا َ
ن َأنُف َ
ختاُنو َ
ل َأّنُكْم ُكنُتْم َت ْ
عِلَم ا ُ
ن َ س ّلُه ّ
س ّلُكْم َوَأنُتْم ِلَبا ٌ
ن ِلَبا ٌ ساِئُكْم ُه ّ
ث ِإَلى ِن َصَياِم الّرَف ُ ُ -1أ ِ
حلّ َلُكْم َلْيَلَة ال ّ
سَوِد ِم َ
ن لْطا َ خْي ِ
ن اْل َ
ض ِم َ
لْبَي ُ خْيطُ ا َ ن َلُكُم اْل َ
حّتى َيَتَبّي َ
شَرُبوا َ ل َلُكْم َوُكُلوا َوا ْ با ُ ن َواْبَتُغوا َما َكَت َ شُروُه ّ ن َبا ِ
عنُكمْ َفال َ عَفا َ
َو َ
جِد ] ...سورة البقرة ،من الية.[ 187 : سا ِ
ن ِفي اْلَم َ عاِكُفو َ ن َوَأنُتْم َ شُروُه ّ ل ُتَبا ِ
ل َو َصَياَم ِإَلى اّللْي ِ
جِر ُثّم َأِتّموا ال ّ
اْلَف ْ
ن من أصبح جنبا أصبح مفطرا " وذلك لليضاح أكثر. ُ-2أبِدل قول الشيخ " :بأّنه أصبح مفطرا " بهذه العبارة " بأ ّ
227
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
نقه ،ل ّن ذلك جائز ول ُيمكن أن ُيوصف بالسّنة في ح ّ وذهب بعضهم إلى أ ّ
كف فيه. قه-على رأي هؤلء-أن َيمكث في المسجد الذي َيعت ِ السّنة في ح ّ
هذا ما يتعّلق بالخروج إلى الجمعة على وجه الختصار.
وُيستثنى من وقت الّلبث في المسجد ما تدعو الحاجة إليه:
مة السلمية قاطبة، مستثنى باّتفاق ال ّ
ن هذا ُ
وذلك كقضاء حاجة النسان فإ ّ
من أن َيذهب إذ ل ُيمكن للنسان أن َيقضي حاجته في المسجد ،بل لبد ِ
إلى مكان آخر خارج المسجد ولكن إذا كانت هنالك دورات مياه بالقرب من
المسجد فإنه َيقضي حاجته فيها ،وليس له أن يذهب إلى بيته على الصحيح،
أما إذا لم َيكن هنالك مكان لقضاء الحاجة فإنه َيذهب إلى بيته للضرورة،
وإذا كان لديه بيتان أحدهما أقرب من الخر فإنه ليس له أن َيذهب إلى
البيت البعد ،بل عليه أن َيقضي حاجته في البيت القرب ،وفي هذا الزمان-
بحمد الله تبارك وتعالى-مواضع قضاء الحاجة متوافرة بالقرب من
المساجد.
وكذلك بالنسبة إلى الكل:
ذهب بعض العلماء إلى أنه إذا كان َيجد من يأتيه ِبأكله وشرابه إلى المسجد
فإنه ليس له أن َيذهب إلى البيت ،وهذا هو الذي ذهب إليه الجمهور.
وذهب بعضهم إلى أنه َيجوز له ولو كان يجد من يأتي إليه بذلك.
وذهب بعضهم إلى أنه إن كان َيستحِيي ِبأن َيأكل في المسجد فذلك له ،وإل
فل.
229
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
خص له بالخروج من المسجد، من َيأتي إليه بذلك 1فإنه ل ُير ّ وأقول :إن َوجد َ
ول عبرة بالستحياء هاهنا فإنه ِبإمكانه أن َيذهب إلى جهة من جهات
المسجد ويأكل فيها.
وهكذا ل َيجوز للنسان أن َيخرج إل لمثل هذه الحالت الضرورية القصوى:
وذلك-أيضا-كالغتسال الذي لبد منه أو الذي َتدعو إليه الضرورة ،وأما ماعدا
خص من خص فيه من َر ّ ذلك من الخروج الذي َيخرجه كثير من الناس وإن َر ّ
ت الن ِبحاجة إلى ِذكر تلك المور- دد فيه-ولس ُ
أهل العلم فإنه َينبغي أن ُيش ّ
سة. خص في بعضها إذا كانت هنالك ضرورة ما ّ وإن كان ُيمكن أن ُير ّ
من مات له قريب َيلي هو الصلة عليه ودفَنه: وذلك-مثل-ك َ
خص في ذلك. ن بعض أهل لعلم ُير ّ فإ ّ
ن اعتكافه َيفسد. وبعضهم يذهب إلى أ ّ
والقول بالترخيص إذا كان هو الذي َيلي ذلك ول يوجد أحد آخر يقوم بذلك
ن له وجها.فإ ّ
وكذلك بالنسبة إلى زيارة المريض إذا كان قريبا له إذا كان َيمّر عليه عند
خص فيه بشرط أل ّ َيجلس بل رجوعه من اغتساله أو من قضاء حاجته فُير ّ
ُيسّلم وهو مار في طريقه ،أما إذا كان لم َيخرج لقضاء حاجة ضرورية فإنه
خص له في الخروج من أجل ذلك ،وكذلك إذا كان ذلك الطريق في ل ُير ّ
ل ذلك َيتنافى مع معنى نك ّ خص له في ذلك ،ل ّ ناحية أخرى فإنه ل ُير ّ
العتكاف.
"-1س :هل هناك مِن بأس في استعمال الهاتف النقّال في المسجد وخاصّة بالنسبة للمعتكِف حيث سمعنا أنّ التصال
رغب في التصال أن َمن يَستعمِله يَ َ
ؤثر على العتكاف خاصة ّ عبارة عن معاملة مالية بين المتّصل والشركة ؟ وهل يُ ّ
ِبأهله لطلب الطعام وغيره من الطلبات التي قد َيحتاجها النسان في حالة اعتكافه أو وجوده بالمسجد ؟
ج :قبل الجابة على هذا السؤال أنا أريد أن أنبّه الإخوة المستمعين إلى ما يَجب من احترام المسجد ..كثيرا ما نكون
زعجنا من هنا ومن هناك وكأنّنا في مكان فيه متوجهين إلى ال-تعالى-وإذا بِهذه الهواتف النقّالة تُ ِ
ّ صافّين في الصلة
ضوضاء وجََلَبة ،وبعض هذه الهواتف فيها أصوات موسيقية وكأنما في حَْلَبة موسيقية نَسمع فيها الكثير الكثير من
زعج المصلّين ..ل ينبغي أن يَفعله الناس ..ما لهؤلء الناس وهم الصوات الموسيقية كأننا خارج الصلة ..هذا أمر يُ ِ
شَغَلُهم عنزعج الناس وتَ ْ
النقالة وهي مفتوحة ويَتركونها كذلك ِلُت ِ َيأتون إلى بيوت ال-سبحانهَ-يأتون بهذه الهواتف ّ
لن صلة النسان تعني إقباله على ربّه وتَركه همومَ الدنيا وتَركه لِجميع مشاغل لّ ،الصلة ؟! مع أنّ في الصلة شُْغ ً
عالم القُدُس ..على مخاطبةِ ال-تبارك وتعالى-وحده ،ولكن-مع السف لن صلته إقبال على عالَم آخر ..على َ النفسّ ،
جب أن َيتنبّهوا الشديد-هؤلء الذين ل يَُقّدِرون للصلة قيمتها ول يَعرفون منزلتها عند ال ل يبالون بهذا ..هذا أمر يَ ِ
له.
عقد
عج الناس في المسجد فل مانع منه ،أما أن يَ ِ جرد طلب حاجة من غير أن يَتركَ الهاتف شّغال لُِيزْ ِ أما إن كان مُ ّ
تحدث في الهاتف في غير أوقات الصلة بِقدر الصفقات مع هذا أو هذا وهو في المسجد فذلك غيرُ جائز ،وإنما يَ ّ
قدر بَِقَدرها.
لن الضرورة ُت ّ
ضرورته فحسب ،ول مانع مِن هذاّ ،
تؤثر
س :بعض الناس ربما يغفل عن إغلق هاتفه فيصيح وهو في الصلة ثم يقوم بقفله ،هل هذه الحركة ّ
على الصلة ؟
حق الصلة ..أنا قلتُ يجب أن يُقال في حقّ هؤلء بِأنهم عليهم ج :حقيقة المر؛ هذا دليل الهمال ،ودليل عدم المبالة بِ ّ
حق الصلة. غير مبالِين بِ ّ
غلقوا هواتفهم وعليهم أن يعيدوا صلتهم ،لنهم مِن أوّل المر هم مهمِلون لِلواجب ُ .. أن يُ ِ
يؤثر على الصلة ؟ هتز جزء من جسده ،فهل هذا-أيضاّ - س :والبعض يَجعله هزّازا فعندما يأتيه اتصال يَ ّ
ج :إن كان َيشَْغله ،ويَذهب بِِفكره عن الصلة فل ريب أنّ ذلك ممنوع شرعا " .الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ،برنامج "
عمان ،حلقة 25رمضان 1423هـ ) 1ديسمبر 2002م (. سؤال أهل الذكر " من تلفزيون سلطنة ُ
230
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
طاِئِفينَ ن الشيخ قصد أن يأتي بهذه الية بدل من الية التي أتى بها في التسجيل وهيَ ... :وطَّهْر َبْيِت َ
ي ِلل ّ -1الظاهر أ ّ
ن الشيخ وقع له سبق لسان في قراءتها ،إذ جوِد ] سورة الحج ،من الية [ 26 :مع ملحظة أ ّ سُ ن َوالّرّكِع ال َّواْلَقاِئِمي َ
جوِد ".
سُن والعاكفين َوالّرّكِع ال ّ
طاِئِفي َ
ي ِلل ّ
طّهْر َبْيِت َ
قرأهاَ ... " :و َ
231
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
كف في مسجد ن المرأة َيجوز لها أن َتعت ِ ذهبت طائفة من أهل العلم إلى أ ّ
صصته للصلة في بيتها؛ وهذا القول هو خ ّ
بيتها ..أي في المكان الذي َ
مذهب الحناف ،وهو قول طائفة كبيرة من أصحابنا رضوان الله-تبارك
وتعالى-عليهم.
ن المرأة-أيضا- وذهبت طائفة من أهل العلم-وهو مذهب الكثرين-إلى أ ّ
كف في مسجد بيتها أبدا؛ وهذا القول كف في المساجد ،وليس لها أن َتعت ِ َتعت ِ
نل على أ ّ هو القول القوى فيما يظهر لي ،لنه ل ُيوجد هنالك دليل أبدا َيد ّ
ن نساء النبي-صلوات الله وسلمه عليه- كف في بيتها ،وقد ثبت أ ّ المرأة َتعت ِ
شرعن في كفن في مسجده الشريف في حياته وبعد حياته َ .. قد اعت َ
كفن في مسجده ن اعت َ
ح القول ِبأنه ّ
العتكاف في مسجده الشريف وَيص ّ
ل على خلف ذلك. وكذلك اعتكفن بعد ذلك في مسجده ،ولم َيأت دليل َيد ّ
ن هذا الحاديث تدل على مشروعية العتكاف في المساجد ،ول ل ُيقال " :إ ّ
ح العتكاف في غير المسجد " ،لننا نقول :إنه ُيؤخذ من ل على أنه ل َيص ّ َتد ّ
ذلك بالضافة إلى اليتين الكريمتين ،مع ملحظة ما ذكرناه ِبأنه لم َيصح
ل على مشروعية اعتكاف المرأة في بيتها. حديث قط ول دليل آخر َيد ّ
من فضل صلة المرأة في مسجد بيتها على فضل صلتها أما ما استدلوا به ِ
ل-جواُزفي مسجد الجماعة فذلك في الصلة ،ول ُيمكن أن ُيؤخذ منهِ-بحا ٍ
1
العتكاف بالنسبة للمرأة في البيت؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :هل يصح العتكاف في مصّلى صغير ل ُتقام فيه الصلوات الخمس ؟
كف من أجل حصول الجر العظيم كف النسان فإّنه َيعت ِ ج :عندما َيعت ِ
والثواب من عند الله-تبارك وتعالى-الذي َيحصل عليه النسان ِباعتكافه في
ب الله
المسجد ومواظبته على الطاعات من صلة وصيام وذكرٍ وقراءةٍ ِلكتا ِ
ة على الصلة في الجماعة، ة والمحافظ ُ من ذلك المواظب ُ -تبارك وتعالى-و ِ
فإذا كان هذا المسجد ل ُتقام فيه الجماعة:
ح ذلك.ن طائفة كبيرة من أهل العلم تقول :ل َيص ّ فإ ّ
حة ذلك ولكّنه َيرى الْولى أل ّ يكون في ذلك ،ل ّ
ن وبعضهم وإن كان يقول ِبص ّ
ن صلة في ذلك مدعاة لترك صلة الجماعة ،وهذا مما ل ينبغي أبدا ،إذ إ ّ
"-1س :هل يصح العتكاف في البيت في حال وجود العذر وإذا لم يكن هناك مسجد قريب ؟
ن ال-تبارك ج :أما الرجل فليس له أن يعتكف في البيت بظاهر الكتاب وصحيح السنّة وإجماع الّمة السلمية قاطبة ،ل ّ
جد ] ...سورة البقرة ،من الية [ 187 :فالرجل ليس له أن يعتكف سا ِ
ن ِفي اْلَم َ وتعالى-يقولَ ... :وَأنُتْم َ
عاِكُفو َ
ي بيت من البيوت. بحال من الحوال في بيته أو في أ ّ
وأما بالنسبة إلى المرأة فقد ذهبت طائفة من أهل العلم إلى أنه لها أن تعتكف في مسجد بيتها ..أي في المكان الذي
خصصته للصلة في بيتها.
وذهب جمهور الّمة إلى أنه ليس لها ذلك ،بل إذا أرادت العتكاف فلبد من أن يكون ذلك في المسجد؛ وهذا القول هو
القول الصحيح ،إذ إنني لم أجد رواية صحيحة تدل على مشروعية العتكاف للمرأة في غير المسجد؛ وأما ما استند إليه
القائلون بذلك من الحتجاج بحديث فضل صلتها في بيتها فذلك خاص بالصلة والعتكاف حكمه يختلف عن حكم
عمان ،حلقة 16 الصلة؛ وال أعلم " .الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي ،برنامج " سؤال أهل الذكر " من تلفزيون سلطنة ُ
رمضان 1423هـ ) 22نوفمبر 2002م (.
232
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
233
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
234
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من أهل العلم ،ووقع ذلك في كتب الفقه كما أنه ج :نعم ،وقع ذلك كثيرا لكثير ِ
وقع في كتب الحديث ووقع-أيضا-في فنون أخرى ،فالمام السالمي-رحمه الله
م في " جوهر النظام " كتاب الصيام على تبارك وتعالى-كما ذكر الخ السائل قَد ّ َ
مال " كتاب الزكاة على كتاب دم في كتاب " مداِرج الك َ َ ما ق ّ كتاب الزكاة بين َ َ
حمه قين الصبيان " كذلك قدم كتاب الصيام ،ووقع ذلك لغيره-ر ِ الصيام ،وفي " تل ِ
من أئمة الحديث، الله تبارك وتعالى-كما أشرت وكذلك وقع-أيضا-لطائفة كبيرة ِ
فيها
صن ّ ِ
م َجد بعض ُ من كتب الحديث فإننا ن َ ِ فنحن إذا جئنا إلى الكتب المشهورة ِ
دمدموا كتاب الصيام على كتاب الزكاة وبعضهم عكس ذلك كما أن بعضهم ق ّ ق ّ
دموا كتاب الزكاة على كتاب الصيام ن الذين ق ّ م َ كتاب الحج على كتاب الصيام ،و ِ
صَنع المام مسلم في صحيحه وكذلك صنع طأ " وكذلك َ المام مالك في " الموَ ّ
مَرّتب مِعه والدارمي في كتابه المشهور به " المسند " وإل فهو ُ الترمذي في جا ِ
صَنع ابن الجارود وهو-أيضا-صنيع طائفة على كتب الفقه المشهورة وكذلك َ
من المحد ِّثين وإّنما اكتفيت ِبهذه الكتب لّنها هي الكتب المشهورة ،بينما كبيرة ِ
دم أّول كتاب الصلة دم المام البخاري كتاب الحج على كتاب الصيام ..ق ّ ق ّ
دم أّول كتاب الصلة ثم ذكر بعد ذلك وأعِني بالبحث هاهنا الكتب الفقهية ..ق ّ
كتاب الزكاة ثم بعد ذلك ذكر كتاب الحج ثم بعد ذلك ذكر كتاب الصيام ،وكذلك
خر كتاب الصيام كثيرا دم المام أبو داود كتاب الحج على كتاب الصيام ولكّنه أ َ ّ ق ّ
دم-أيضا-كتاب كر قبله كتاب النكاح والطلق وهكذا ،بينما بعض العلماء ق ّ فذ َ َ
سن َِنه الصغرى على تقدير أّنه صَنع ذلك المام النسائي في ُ الصيام على الزكاة َ ..
من المحد ِّثين مع أّنه في " هو المرّتب َلها كما هو مشهور عند طائفة كبيرة ِ
دم كتاب الصيام-أيضا-ابن ماجة في دم كتاب الزكاة ،وقد ق ّ السنن الكبرى " ق ّ
كره بعد كثير من البواب كأبواب النكاح خر كتاب الحج كثيرا ..ذ َ َ سننه وأ ّ
مة كتاب الصيام خزي ْ َ دم ابن ُ من البواب الخرى ،وكذلك ق ّ والطلق والبيوع وكثير ِ
على كتاب الزكاة ،وَنحن إذا جئنا إلى بعض العلماء الذين رت ُّبوا بعض كتب
الحديث ِلمن سبقهم فإننا َنجد-أيضا-أّنهم قد اختلفوا في التقديم والتأخير بين
دم كتاب جد المام أبا يعقوب-رحمه الله تبارك وتعالى-قد ق ّ الصيام والزكاة ،فن َ ِ
ن المام الصيام ع ََلى كتاب الزكاة عندما َرّتب الجامع الصحيح وهذا على تقدير أ ّ
ن قبل والمسألة فيها كلم طويل م ْالربيع-رحمه الله تبارك وتعالىَ-لم يصنع ذلك ِ
سن َد َ الشافعي لكن الب َّنا عندما م ْ
ب ُ جر عندما َرت ّ َ جد سن ْ َ ل حاجة إليه الن ،وكذلك ن َ ِ
دم ك َِتاب الزكاة على كتاب الصيام ،وكذلك َنجد سَند الشافعي ق ّ م ْ جاء إلى ترتيب ُ
دما على كتاب الصيام وهكذا ،فإذن المر في صحيح ابن حبان كتاب الزكاة مق ّ
جئ َْنا إلى المام السالمي- َ
ل العلم ،ثم إن َّنا إذا ِ من أهْ ِ موجود عند طائفة كبيرة ِ
م كتاب " رحمه الله تبارك وتعالىَ-نجد أّنه في كتاب " مدارج الكمال " قد ن َظ َ َ
صال " للمام أبي إسحاق-رحمه الله تبارك وتعالى-والمام أبو خَتصر الخ َ م ْ ُ
دم في كتابه كتاب الزكاة على كتاب الصيام، مي-رحمه الله-قد قَ ّ إسحاق الحضر ِ
235
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
دم ُ
جوَزة العلمة الصائغي ،والصائغي قد ق ّ حّرَر في " جوهر النظام " أْر ُ بينما َ
حمه الله تبارك وتعالى- كتاب الصيام على كتاب الزكاة فلذلك تابعهما المام-ر ِ
خروا في ك ُُتب كثيرة أو دموا وأ ّ على هذا الترتيب ،على أّننا َنجد أن العلماء قد ق ّ
رها ،فمثل َنجد كتاب من كتبهم في البيوع والنكحة وفي غ َي ْ ِ في أبواب كثيرة ِ
دما على كتاب النكحة في " المدارج " والمر بعكس ذلك في " جوهر ق ّم َ
البيوع ُ
النظام " وَنجد أيضا المام السالمي-رحمه الله تبارك وتعالى-قد ذكر أبواب
كره في الطهارات في " الحيض والنفاس في الجوهر بعد أبواب النكحة بينما ذ َ َ
مدارج الكمال " وكذلك بالنسبة إلى كثير من البواب ،وفي كثير من الحيان
ممن مَتاِبعا لغيره بسبب اختصاره أو ترتيبه أو شرحه لكتاب غيره ِ يكون العاِلم ُ
دم في " سبقوه ،وكما وقع للمام الساِلمي وقع للمام القطب-رحمه الله-فإنه ق ّ
صر في هذا الكتاب مخت ِ ذهب الخالص " كتاب الزكاة على كتاب الصيام لنه ُ ال ّ
دم كتاب لكتاب " القواعد " للشيخ إسماعيل-رحمه الله-والشيخ إسماعيل قد ق ّ
دم كتاب الصيام على مع الصغير " ق ّ الزكاة على كتاب الصيام ،بينما في " الجا ِ
حب " صر في هذا الكتاب لكتاب " الوضع " والحاشية ،وصا ِ مخت ِ كتاب الزكاة لنه ُ
دم كتاب الصيام على كتاب الزكاة وهكذا ،فهنالك اعتبارات الوضع " قَد ْ ق ّ
دمون كتابا على كتاب وقد يكون ذلك هو الولى وقد دة للعلماء عندما يق ّ متعد ّ َ
ن الزكاة قد دم الزكاة-مثل-على الصيام ينظر أ ّ يكون المر بخلف ذلك ،فمن يق ّ
ذ ُك َِرت بعد الصلة مباشرة في آيات كثيرة جدا ،وكذلك جاء في الحديث
كر أول شهادة أن ل إله إل خمس ( ...ذ َ َ ي السلم على َ المشهور ..حديث ) ب ُن ِ َ
كر بعد ذلك الزكاة ،بي َْنما الذين محمدا رسول الله ثم ذ َك ََر الصلة ثم ذ َ َ الله وأن ُ
ن الصيام ُفرض قبل الزكاة وهذا بناء دموا الصيام على الزكاة نظروا إلى أ ّ ق ّ
ضت بعد الهجرة إلى المدينة وبعد الصيام، ن الزكاة فُرِ َ من يرى أ ّ على رأي َ
ضت في مكة ،ومنهم من نظر إلى ضت قبل ذلك أي أّنها فُرِ َ والصواب أّنها قد فُرِ َ
أن الصيام عبادة بدنية فذ َك ََرها بعد كتاب الصلة التي هي عبادة بدِنية بينما
كرها بعد الصيام وهكذا ،والذي نريد أن ن َُنبه عليه أنه ينبغي مالية فذ َ َ الزكاة عبادة َ
شْرِع الله-تبارك وتعالىِ-بمعرفة كتاب الله-تبارك وتعالى- العتناء بالتفقه في َ
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة كلم أهل العلم فهذا هو الذي ينبغي
قي؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق. سي ِ
م به أما الترتيب فهو أمر ت َن ْ ِ أن ي ُهْت َ ّ
ثانيا :زكاة النقدين ) الذهب والفضة (
س :32شخص يعطي أباه جزءا ً من راتبه لقلة دخله ويريد إعطاء والده زكاة
الذهب بنية الزكاة فهل يجوز له ذلك ؟
الجواب -:
الب ل يعطى من الزكاة ..ذهب بعض العلماء إلى أنه ل يعطى من الزكاة أبدا .
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه إن كان يعطيه من الزكاة لمر آخر غير النفقة
فيمكن مثل إذا كانت لذلك الب ديون فإن الولد ل يلزم بقضاء الديون فإنه يمكن
أن يعطيه من الزكاة ليصرفها لسد تلك الديون أما المال الذي يدفعه إليه لينفقه
فل .
وذهب بعض العلماء إلى المنع مطلقا ً .
والقول بالتفصيل له وجه وجيه من الصواب .
236
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ج :إذا كان ذلك المال في يده ول ينو أن يقوم بقضائه في ذلك الوقت فهو يعد ّ
ملكا له لنه يمكن بعد ذلك أن يقوم بقضاء ذلك الحقّ الذي عليه من هذا المال
الذي في يده ويمكن أن يقوم بإنفاق هذا المال في أمور أخرى ويقوم بقضاء
ذلك الحق الذي عليه من مال آخر ،أما إذا كان ينوي أن يقوم بقضاء هذا الدين
الذي عليه في هذا الوقت فإنه ل زكاة عليه ..هذا هو الذي أراه في هذه
ده الن فهوده الن أو ل ؟ فإن كان سير ّ
القضية ،والله أعلم ،فالعبرة هل سير ّ
ليس ملكا له ،أما إن كان سيصل إلى اليوم الذي وجبت فيه الزكاة فلبد من
الزكاة ،لنه ُيعتبر في حكم ماله.
237
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل العلم حكى عليه ض أه ِ ن بع َ -1ذهب الجمهور العظم إلى أنها واجبة ،حتى أ ّ
من أهل العلم. إجماع َ من َيحفظ عنه ِ
من السنن الثابتة عن النبي صلى الله ة ِ ة جدا إلى أنها سن ّ ٌ ة قليل ٌ ت طائف ٌ -2وذهب ْ
عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
ح
ث الصحي ِ ل الصحيح الثاِبت ،وذلك ِلدللةِ الحدي ِ ل الول هو القو ُ ن القو َ ول شك أ ّ
الثاِبت عن النبي ، فقد جاء في الحديث النص الصريح على وجوبها ) :فََر َ
ض
ض فيه َيد ّ
ل ضح جِلي ل غمو َ ريح وا ِ صص ِ طر ( ،فهذا ن ّ ل الله زكاة َ الف ْ رسو ُ
ن زكاة َ الفطر واجبة. ة ل شك فيها على أ ّ دلل ً
ف جدا ل ضعي ٌ ت قو ٌ خ ْس َ ة في البداية ثم بعد َ ذلك ن ُ ِ ت واجب ً من قال ِبأنها كان ْ وقول َ
ل عليه. ل ُيعوّ ُ
طر ليس معناه بأنها ن زكاة َ الف ْ س ّ ل الله َ ن رسو َ ض الروايات أ ّ وما جاء في بع ِ
ت ِبالسّنة. من السنن ،وإنما معنى ذلك أنها ثبت َ ْ ة ِ سن ّ ٌ
ل الله-صلى الله عليه ن صحابةِ رسو ِ من المعلوم أنه إذا جاء على لسا ِ و ِ
ل على أنه ُيراد م َ
ظ " السّنة " ل يمكنِ-بحال-أن ُيح َ وعلى آله وصحبه وسلم-لف ُ
ل تارة ً على الوجوب وتارة ً على م ُ
ح الناس عليها ،وإنما ُيح َ ِبه السّنة التي اصط َل َ َ
ن
ما ينبِغي أن ُينتَبه إليه ،فإ ّ م ّ ل على ذلك ،وهذا ِ ب القرائن التي ت َد ُ ّ السّنة ِبحس ِ
ن إلى مكان من مكا ٍ من الصطلحات َيختِلف الناس فيها َ ..يختِلفون تارة ً ِ كثيرا ِ
مل على كذا ن هذا اللفظ ُيح َ ن إلى زمان ..هؤلء اصطَلحوا على أ ّ من زما ٍ وتارة ً ِ
ل هذا الصطلح الذي م َ كن أن َنح ِ ف ذلك ،ول ُيم ِ وأولئك اصطَلحوا على خل ِ
ف عليه أو ري على لساِنهم على ما ت ُُعورِ َ ت عليه تلك الطائفة أو كان َيج ِ ح ْ اصطل َ َ
من ت في بقعةٍ أخرى ِ ت بعد َ ذلك أو كان ْ اصط ُِلح عليه عند َ طائفةٍ أخرى جاء ْ
رها: جدا َيطول المقام ِبذك ِ ة كثيرة ِ الرض ،ولذلك أمثل ٌ
در إلى الناس في جد َت َْين ( َ ..يتبا َ جد َ س ْ س َمن َ ض الرواياتَ ) : جد في بع ِ مثل ن َ ِ
من ذلك " :صّلى ركعتْين " .. ن المراد ِ المراد ِبالسجود السجود المعروف ،ولك ّ
أي إذا جاء مثل " :سجد سجدتين ".
من الروايات. هكذا في كثيرٍ ِ
س طالب العلم المصطَلحات التي اصطَلح عليها الناس أو وهكذا ينبِغي أن َيدُر َ
قعَ في ف أزماِنهم حتى ل ي َ َ ف طبقاِتهم واختل ِ ت ُتطل َقُ في زمِنهم على اختل ِ كان ْ
الخطإ الكبير.
مين ُيطل َقُ على " التحريم " ،فقد من المتقد ّ ِ ظ " الكراهة " عند َ كثيرٍ ِ فمثل لف ُ
ل العلم قال فيه " :هذا المر مكروه " ض أه ِ جد ُ طاِلب العلم-مثل-كلما ِلبع ِ يَ ِ
فمُر ِبخل ِ خرون وال ْ مل ذلك على كراهةِ التنزيه التي اصطَلح عليها المتأ ّ فَيح ِ
من معرفةِ ذلك. ذلك ،فإذن لبد ِ
ض المور بعد َ َ طر إذن القو ُ زكاة ُ الف ْ
جَبة ،واختلف العلماء في بع ِ ل الصحيح أنها وا ِ
ب في الجمَلة: ذلك وإن قالوا ِبالوجو ِ
جب على الكافر ب على المسِلم ،ول ت َ ِ ج ُ جب ؟ ول شك ِبأنها ت َ ِ من ت َ ِ اختَلفوا على َ
ف الكاِفر ِبالفروع .. ض الجزئيات ..في قضيةِ تكلي ِ ف في بع ِ جد َ بْينهم خل ٌ وإن وُ ِ
طبون ِبفروِع الشريعة " هل ُتستثَنى مث ُ
ل مخا َ ن الكفار ُ من َيقول " :إ ّ ي َ على رأ ِ
من المسِلمين ( أو أنهم طبون ِبها ِلقوِله في الحديثِ ) : هذه المسألة فل ُيخا َ
238
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ج ِبه الزكاة جون عن ذلك وإنما المراد ِبالوجوب هاهنا الوجوب الذي ُتخَر ُ ل َيخر ُ
خَرِوية. عن المسِلمين ل الوجوب في حقيقة المر ؟ وفائدة ُ ذلك في العقوبةِ ال ْ
ج امرأة ً كتابية هل عليه جل ت ََزوّ َ ت كتابية ..إذا كان َر ُ وكذلك في الزوجة إذا كان ْ
نمن َيقول " :إ ّ ي َ أن يخرج عنها أو ليس عليه أن يخرج عنها ؟ بناء على رأ ِ
قيرة ". تف ِ الزوج يخرج عن زوجِته مطَلقا " أو " إذا كان ْ
جب عليه أن يخرج عن زوجِته. ن الزوج ل ي َ ِ جح أ ّ ل الرا ِ ن القو َ ول شك أ ّ
ترج عنها إذا كان ْ جب عليه أن ُيخ ِ خر-مثل-فإنه ل ي َ ِ ي ال َ ذنا ِبالرأ ِ خ ْ وحتى َلو أ َ َ
جب عليه أن يخرج عنها مطَلقا سواء كانت دنا أنه ل ي َ ِ ن الصحيح عن َ كافَِرة ،على أ ّ
غنية أو كانت فقيرة.
مي-مثل-هل من الكفرة ..لدْيه عبد ذ ِ ّ ص عبد ٌ ِ من ذلك العبد ..إذا كان ِلشخ ٍ و ِ
ل العلم، ف بْين أه ِ جب عليه ؟ في ذلك خل ٌ رج عن ذلك العبد أو ل ي َ ِ عليه أن ُيخ ِ
جب عليه. والصحيح أنه ل ي َ ِ
من أقارِبه-مثل- ل كاِفرا ..كان ذلك الكاِفر ِ ص ي َُعو ُ من ذلك-مثل-لو كان شخ ٌ و ِ
من ي َ جب عليه ؟ بناء على رأ ِ رج عنه الزكاة أو ل ي َ ِ م ِبعوِله هل عليه أن ُيخ ِ وَيقو ُ
رج عنه الزكاة ". ل شخصا عليه أن ُيخ ِ من كان ي َُعو ُ ن َ َيقول " :إ ّ
لمن كان ي َُعو ُ ب على َ ج ُ جب عليه ذلك ،على أننا-أيضا-ل ُنو ِ الصحيح أنه ل ي َ ِ
كن. رج عنه ،كما سيأِتي ِبمشيئةِ الله-تبارك وتعالى-إن أم َ شخصا أن ُيخ ِ
ل هذه الجزئيات اختَلفوا فيها. مث ْ ُ
ف ِ
جب على المسِلم. فإذن هي ت َ ِ
من سه وع ّ رج عن نف ِ جب عليه أن ُيخ ِ سه فقط أو ي َ ِ رج عن نف ِ وهل عليه أن ُيخ ِ
ي َُعوُله ؟
ن العبد ل ده ،ل ّ رج عن عِبي ِ جب على الشخص أن ُيخ ِ أما ِبالنسبةِ إلى العِبيد فإنه ي َ ِ
ب ك ِلذلك الماِلك ..هذا هو الذي ذه َ َيمِلك شيئا ،فهو ماُله أن لو كان َله مال مل ْ ٌ
ث الصحيح الثاِبت عن النبي ل عليه الحدي ُ مة ،وهو الصحيح الذي ي َد ُ ّ إليه جمهور ال ّ
.
من ل شيئا ِ م َ من أن َيع َ ده ِ ن عب َ ن على السي ّد ِ أن ُيمك ّ َ ل العلم إلى أ ّ ض أه ِ وذهب بع ُ
جدا: ف ِ ل ضِعي ٌ سه ،وهذا قو ٌ ج ِبه الزكاة عن نف ِ ب مال ُيخرِ ُ س َالعمال حتى َيكت ِ
ك مال فإنه سَيكون مْلكا ِللسّيد فهو ل َيمِلكه في حقيقة الواقع. مل َ َ أّول إذا َ
جب م الوا ِ جب ،وهنالك فَْرقٌ بْين " ما ل ي َت ِ ّ م الوجوب إل ِبه ل ي َ ِ ن ما ل ي َت ِ ّ وثانيا فإ ّ
1
جب إل جب إل ِبه فهو وا ِ م الوا ِ م الوجوب إل ِبه " ،فما ل ي َت ِ ّ إل ِبه " وبْين " ما ل ي َت ِ ّ
ب أبدا ،فمثل ج ٍ ب إل ِبه فهو ليس ِبوا ِ ض الجزئيات ،أما ما ل ي َِتم الوجو ُ في بع ِ
لص َ ف الشخص ِبأن َيح ُ ط معروفة فل ُيكل ّ ُ ل مال ِبشرو ٍ ب إل ِبحصو ِ ج ُ الزكاة ل ت َ ِ
جب عليه الزكاة. ل حتى ت َ ِ على ما ٍ
ت ] ص [ 3العلماُء اختَلفوا فيها: أما ِبالنسبةِ إلى الزوجة فكما قل ُ
ة أو ت غني ً جب على الشخص أن يخرج عن زوجِته سواء كان ْ من قال :ي َ ِ منهم َ
قيرة. ف ِ
سها. ج الزكاة عن نف ِ جب عليها هي نفسها أن ُتخرِ َ جب عليه مطَلقا بل ي َ ِ وقيل :ل ي َ ِ
-1سقط ِمن كلم الشيخ " :إل " والظاهر أنه سبق لسان.
239
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
240
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل العلم من أه ِ ة ِ ت إليه طائف ٌ جب عليه ؟ والذي ذهب ْ من هو الذي ت َ ِ نعم اختَلفوا َ
ضل عن حاجاِته ل ِي َوْم ِ الِعيد ِ وليلِته فإنه ك شيئا وكان ذلك الشيُء فا ِ مل َ َ من َ ن َ إلى أ ّ
ضهم هو ج الزكاة ول ُيشتَرط الغَِنى ،والمراد ُ ِبالغَِنى في عبارةِ بع ِ عليه أن ُيخرِ َ
سد ّ حاجِته ذلك اليوم وما زاد َ فيه ل ِ َ دار ما َيك ِ مق َمن المال ِ ك ِ هذا ِ ..بأن َيكون َيمل ِ ُ
ج الزكاة. ب ِبإخرا ِ صل َِية فإنه ُيطال َ ُ ت ال ْ من غي ْرِ الحاجا ِ على ذلك ِ
ج ذلك ؟ ك أقَ َّ واختَلفوا إذا كان َيمل ِ ُ
من صاع هل عليه أن ُيخرِ َ ل ِ
ج شيئا، َ
ضهم ذهب إلى أنه إذا كان َيمِلك أقَ ّ
جب عليه أن ُيخرِ َ من صاع فل ي َ ِ ل ِ فبع ُ
ن الزكاة هي صاع. ل ّ
ده ولو ج ما عن َ حيح ُ ..يخرِ ُ ل الص ِ ب عليه ذلك ،وهو القو ُ ج ُ ضهم ذهب إلى أنه ي َ ِ وبع ُ
كان قِليل.
مل جد َ ماًء قِليل هل عليه أن َيستع ِ من وَ َ من الخلف في َ ل هذه المسألة ما جاء ِ ومث ُ
ل وَهَْلة أو أنه َ
من أوّ ِ دل إلى التيمم ِ مم أو أنه َيع ِ ذلك الماء ِللوضوء وبعد َ ذلك ي َت َي َ ّ
ضأ ِبما ل َد َْيه ثم بعد َ م عليه بعد َ ذلك ؟ والصحيح أنه ي َت َوَ ّ م َفي ِبذلك الماء ول ت َي َ ّ َيكت َ ِ
مم. ذلك ي َت َي َ ّ
من ُبر أو رج صاعا ِ ج صاعا ُ ..يخ ِ ل شخص أن ُيخرِ َ ب على ك ّ ج ُ أما المقدار ،فإنه ي َ ِ
ت ِبه َ
من القوت الذي َيقتا ُ من أِقط أو ِ مر أو ِ من ت َ ْ من زِبيب أو ِ من شِعير أو ِ ِ
ك البلد الناس ،واختَلفوا هل ُيخي ُّر في هذه الشياء أو العب َْرة ِبالشاِئع الذاِئع في تل َ
مُله في سائ ِرِ العام أو مُله ذلك الشخص-وهل العبرة ِبما َيستع ِ أو العبرة ِبما َيستع ِ
لف شِهير بْين أه ِ مل في يوم ِ الِعيد ؟ في ذلك خل ٌ في شهْرِ رمضان-أو ِبما ُيستع َ
العلم.
جه َ و-على ك ّ
خَر َ ت ِبه في تلك البلد-ولسيما في يوم ِ الِعيد-إذا أ ْ ل حال-ما ُيقتا ُ
عمان-مثل- دنا في ُ مل ِلهذه المور ولكن عن َ محت ِث ُ في ..الحدي ُ النسان فذلك َيك ِ
من الناس مُله الغال ِِبية الُعظمى ِ من بلد ِ الشرق الْرز هو الذي َتست َعْ ِ وفي كِثيرٍ ِ
ْ
تمن الْرز لنه َلم ي َأ ِ من َعَ ِ من َ خلفا ل ِ َ فيهِ ، ن ذلك َيك ِ ص أْرزا فإ ّ ج الشخ ُ خَر َ فإذا أ َ ْ
ن الناس قد اختَلفوا هل على ت في الحديث ،وذلك ل ّ في الصناف التي جاء ْ
ت في الحديث أو أنه َيجوز أن صر على تلك الصناف التي جاء ْ النسان أن َيقت َ ِ
فخل ٌ ما ُتخرج منه الزكاة ؟ في ذلك ِ م ّ ما كان مشاِبها َلها ِ .. م ّ زيد عليها غيرها ِ يَ ِ
ج منه زكاة ُ الفطر ،فإذا ت ِبه في البلد فهو الذي ُتخَر ُ ن ما ُيقتا ُ هر أ ّ شِهير ،والظا ِ
ل النسان إلى غي ْرِ ذلك ؟! فالعب َْرةُ مُلون إل الْرز ِلماذا َيعد ِ ُ ل البلد ل َيستع ِ كان أه ُ
ف دة ،وما ذكرُته كا ٍ متعد ّ َ ل ُ صي ُ ت ِبه ،وفي المسألةِ تفا ِ إذن ِبالقوت الذي ُيقَتا ُ
قه. صَرة عن هذه القضية ِبمشيئةِ الله-تبارك وتعالى-وتوفي ِ مخت َ َ ِلنب ْذ َةٍ ُ
ثانيا :وقت وجوبها
جد الفقيرصة إذا كان َيصعب عليه أن ي َ ِ س :3هل َيجوز تعجيل زكاة الفطر خا ّ
في وقت الخراج ؟ فإن قيل ِبجواز ذلك ،هل ُيشتَرط أن َيبقى متحّريا حالة
من الفقر قل ِرث أو َينال مال فَينت ِ
عيد ؟ قد َيكون ي َ ِ
ة ال ِ
الفقير إلى حين صل ِ
ّ
من المشقة. إلى الغنى وهذا فيه عليه نوع ِ
من الحياة إلى الموت ..على كل حال؛ العلماء في هذه المسألة بْين ج :أو ِ
كن
من أهل العلم أنه ُيم ِ قين ِق ِ
من المح ّت إليه طائفة ِخص ومضّيق ،والذي ذهب ْ مر ّ
ُ
جرن زكاَته بْين طلوِع الف ْ
رج النسا ُ التقديم ِبمقدار يوم أو يومين ..الصل أن ُيخ ِ
رج الزكاة ّ
خر إلى أن ُيصلي الِعيد وينبغي أن ُيخ ِ
وصلةِ الِعيد ..أي ليس له أن ُيؤ ّ
241
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
-1عند الجواب على السؤال الثاني من حلقة 26رمضان 1422هـ ) 12ديسمبر 2001م (.
242
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من شاء أن َيحتاط ..أن َيزيد على الكيلوين وخمسين مد هو الّول؛ و َ ن المعت َ ولك ّ
من يقول ِبذلك-فل جراما-أو على الكيلوين والثمانية والربعين جراما ،على رأي َ
جب سن ولكنه ل ُيمكن أن نقول ِبوجوب ذلك ،فالوا ِ ح َ من ذلك ،والحتياط َ مانع ِ
هو ما ذكرناه.
من آخر تِ 1بأنها َتجب ِبرؤية الهلل؛ وُيعّبر بعض العلماء ِبغروب الشمس ِ وذكر ُ
من شهر رمضان ،والمعنى واحد. ليلةٍ ِ
وقال بعض العلماء :إنها َتجب بطلوع فجر العيد.
قْين هما المشهوران. ن القولين الساب َ من القوال ،ولك ّ وقيل غير ذلك ِ
من طلوع فجر يوم العيد إلى فق عليه العلماء فهو ِ جها الذي ات َ وأما وقت إخرا ِ
شَرعَمن َ صلة العيد ..أي أنه ل ُيشَرع ول َيجوز تأخيرها عن ابتداء صلة العيد ،ف َ
من ن الوقت قد فاَته ،فلبد ِ طر فمعنى ذلك أ ّ ف ْ في صلة العيد ولم ي ُؤ َد ّ زكاة َ ال ِ
ل صلة العيد. أدائها قب َ
طر بعد ف ْ ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-كان ُيوّزع زكاة ال ِ من أ ّ وما جاء ِ
مت ُْنه مخاِلف ِللحاديث صلةِ العيد ،فهو حديث باطل ..إسناده ضعيف ،و َ
الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ديمها عن الوقت المذكور فقد اختلف العلماء فيه كثيرا: ما َتق ِ
وأ ّ
ديمهامن تق ِ من أهل العلم إلى أنه ل بأس ِ والذي ذهبت إليه طائفة كبيرة ِ
دمها
ق ّ دمها-أيضا-النسان يوما أو يومين ،ول َينبغي أن ي ُ َ ق ّ
في ليلةِ العيد أو أن ي ُ َ
قبل ذلك.
ديمها:
من العلماء ُتجيز َتق ِ وإن كانت طائفة ِ
منهم من قال :في العشر الواخر.
ومنهم من قال :في النصف الثاني.
من بداية رمضان. ومنهم من قالِ :
من يومين قبل دمها أكثر ِق ّ
من القوال ،ولكن ل َينبغي لحد أن ي ُ َ إلى غير ذلك ِ
يوم العيد؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
عيد ولكن أخَرجها
جها بعدَ فجر ال ِ
س :رجل أخذ ِبالقول المشهور وهو إخرا ُ
محجوزةً في بيته وصّلى صلة من إيصالها إلى الفقير وإنما ظّلت َ كن ِفلم َيتم ّ
عيد ثم عاد إليها ؟ ال ِ
صل
من أن ت َ ِ ن زكاة الفِ ْ
طر لبد ِ ج :هي تكون بعد ذلك صدقة من الصدقات ،ل ّ
قها قب َ
ل صلة الِعيد. ح ّ
إلى مست ِ
صل ّي َ ْ
ت صلة خر المعطى حتى ُ
ع عنه فَتأ ّ س :5إذا أعطى أحدٌ غيَره ل َِيد َ
ف َ
العيد ؟
دي النسان من أن ُيؤ ّ ج قبل صلة العيد ..لبد ِ خَر ُج :الصل في زكاة العيد أّنها ت ُ ْ
خرها بعد َ ذلك-الزكاة-وأعني بها زكاة الفطر-قبل أن ُيصّلي العيد وليس له أن ُيؤ ّ
ل عليه الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فهذا الذي د ّ
ها إلى غروب الشمس مع كراهةِ ذلك فهو خَر َمن قال بأنه يمكن أن ي ُؤ َ ّ وقول َ
كرا
من كان ذا ِ ث عن النبي - وهذا-طبعا-في َ م ِللحدي ِ قول مرفوض ،لنه مصاد ِ ٌ
ج الزكاة فانتَبه بعد َ أن صّلى العيد أو من كان ناسيا ولم َينتِبه إلى إخرا ِ لذلك ،أما َ
-1عند الجواب على السؤال الثاني من حلقة 26رمضان 1422هـ ) 12ديسمبر 2001م (.
243
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل أو ما ٍ ن أو لهْ َ ج هذه الزكاة إما ِلنسيا ٍ قم ذلك الغيُر ِبإخرا ِ ف غيَره ولم ي َ ُ أنه ك َل ّ َ
من العذار فإنه عليه جد الفقير أو ما شابه ذلك ِ من السباب أو أنه لم ي َ ِ رهما ِ ِلغي ِ
من م ّمن شاِبهه ِ ضح ،و َ ن أمَر الناسي وا ِ أن َيقوم ِبإخراجها ولو بعد َ صلةِ العيد ،ل ّ
محمولون على الناسي ،فالناسي والنائم إذا لم َينتِبها ذكرناهم أو لم نذكرهم َ
ِللصلة ..النائم لم َيقم ِللصلة والناسي لم َينتِبه لها فإنهما َيأتيان ِبها عندما َيقوم
النائم وعندما َينتِبه الناسي ،وهكذا ِبالنسبة إلى زكاةِ الفطر فهو معذور ِبمشيئة
دم ب إلى رّبه وأن َين َ مل فعليه أن َيتو َ ل ِبذلك إذا كان مه ِ الله ولكن ذلك الذي وُك ّ َ
ت الوان أما إذا كان ناسيا ل فوا ِ ده قب َ ش ِ ب إلى ُر ْ ره وأن َيثو َ من أم ِ على ما فّرط ِ
فهو معذور ِبمشيئة الله تبارك وتعالى.
ج ُ وهنا أمٌر أ ُ ِ
ن النسان َينبِغي له عندما َيأمر أحدا ِبإخرا ِ ب أن أنّبه عليه وهو أ ّ ح ّ
ما هو م ّج أيّ شيٍء ِ من زكاة الموال-أو ِبإخرا ِ الزكاةِ عنه-زكاة الفطر أو غيرها ِ
كل فلنا من َيثق ِبه وليس له أن ُيو ّ من يرتضي ِديَنه َ .. جب عليه أن ُيوك َّله إلى َ وا ِ
من هو له ل لِ َ ص َجب قد وَ َ ن ذلك الوا ِ من أ ّ ت بعد َ ذلك ِ أو فلنا اللهم إل إذا َتثب ّ َ
خر صآ َ س َ َ
ن مال عليه ِلشخ ٍ ل النسا ُ وهكذا ِبالنسبة إلى سائرِ الديون ..إذا أر َ
ي
ن ذلك الد ّْين أو ذلك الحق الذي قد َوجب عليه بأ ّ من أ ّ ت ِ من أن َيتثب َ فلبد ِ
ل إلى صاحِبه بل ذلك َينبِغي حتى في حالة أن لو ص َ من السباب ِبأنه قد وَ َ سبب ِ
ل النسيان والذهول والغفلة ،وقد من الثقات لحتما ِ ن ذلك مع ثقةٍ ِ أرسل النسا ُ
ض الشياءِ َ
ض الناس ِبأنهم أرسلوا بع َ ض الناس ،وأخبرِني بع ُ جّربنا ذلك على بع ِ
دة وسألهم عن ذلك قَيهم ذلك الغير بعد َ م ّ من هي له ول َ ِ م ّ
رهم ِ والحقوق إلى غي ِ
ن ذلك الشخص صل إليه والسبب أ ّ من نحو عام ولم ي َ ِ فقالوا ِبأنهم قد أرسلوه ِ
ن ِبأهل الصلح ولكن سن الظ ّ من أن ُنح ِ قد نسي ..هذا إذا أحسّنا ِبه الظن ولبد ِ
ن وقد َيكون ِلغيرِ ذلك ،فإذن لبد ل الصلح فقد َيكون ِلنسيا ٍ من غيرِ أه ِ إن كان ِ
من عندِ ت ِبأمرٍ ِ ن سواًء كان ْ ت على النسا ِ جب َ ْ
من التثبت في هذه الحقوق التي وَ َ ِ
ن قضاَء الد ّْين-أيضاِ-بأمرِ الله ولكن الله-تبارك وتعالى-أو ِبقضاِء د َْين ولشك ِبأ ّ
ل ذلك الحق إلى أصحاِبه؛ والله- من التثّبت ِبوصو ِ ف السباب ..لبد ِ ذلك لختل ِ
تبارك وتعالى-أعلم.
جد لها-مثل-في ذلك الوقت فقيرا أو كان رج زكاة الفطر لكنه لم ي َ ِ س ُ :10يخ ِ
ح له ذلك ؟ َ َ َ
ص ّ
مشغول ..أحرَزها ثم صلى العيد وبعد ذلك أخرجها ،أي َ ِ
صر الكلم في هذه القضية ،وأقول: َ
ج :على كل حال؛ أخت ِ
من الواجبات التي ل ينبغي ن زكاة الفطر واجبة ِ .. من مرة :إ ّ ت أكثَر ِقد قل ُ
جب-على الصحيح-حتى على الفقير إذا كان ط فيها ِبحال ،وهي ت َ ِ ِللنسان أن ُيفّر َ
جد َ مقدارا
جد َ ذلك ووَ َمن َيقوم ِبعوِله في ذلك اليوم فإذا وَ َ جد ما َيكفيه وَيكفي َ يَ ِ
رج الزكاة ..هذا هو الصحيح. ن عليه أن ُيخ ِ َيزيد على ذلك فإ ّ
ل-على ت عن النبي ول دلي َ من النواع التي وََرد َ ْ طر صاع ِ ف ْومقداُر زكاةِ ال ِ
ف صاع ،على حسب ضها ُيخَرج منه صاع وبعضها نص ُ ن بع َ الصحيحِ-لمن قال :إ ّ
1
من تلك النواع ،وقلنا : من أيّ نوٍع ِ ب أّنها صاع ِ التفصيل الذي ذكروه ..الصوا ُ
رقية.مل عليها ما كان مشاِبها كالرز في هذه البلدان المش ِ إنه-على الصحيحُ-يح َ
-1عند الجواب على السؤال ِ 4من حلقة 26رمضان 1425هـ ) يوافقه 10نوفمبر 2004م ( وعند الجواب على السؤال
ِ 2من حلقة 27رمضان 1425هـ ) يوافقه 11نوفمبر 2004م (.
244
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل صلةِ العيد ..هذا هو الصل الفطرة ُتخَرج في الصل بعد َ صلةِ الفجر وقب َ
دم ِليوم أو يومين ،كما كان الصحابة-رضي الله تعالى عنهم- ولكن َيجوز أن ُتق ّ
هر أنهم قد أخذوا ذلك عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه َيفعلون ،والظا ِ
جها قبل صلةِ العيد وبعد َ من كان َيخشى أل ّ َيستطيع أن َيقوم ِبإخرا ِ وسلم-ف َ
من ل َيستطيع في هذا الوقت طلوع الفجر ..الصل-كما قلنا-بعد َ طلوِع الفجر َ ..
جها قب َ
ل سه ذلك فلَيقم ِبإخرا ِ من نف ِ رف ِبْين طلوع الفجر وصلةِ العيد إذا كان َيع ِ
من كن ِ ن أنه َيتم ّن هنالك إنسانا كان َيظ ّ العيد ِبيوم ٍ أو يومين لكن لو قَد ّْرنا أ ّ
إخراجها قبل يوم العيد ثم مثل أخذ زكاته إلى الفقير ودقّ عليه الباب ثلث مرات
منولم يستجب له أحد-والدقّ يكون ثلث مرات ل على حسب ما َيصنعه كثير ِ
خرين فهذا ذون ال َدة مرات ُيؤ ُ الناس ولسيما في هذه اليام َيدقون الجرس ع ّ
على كل حال مخاِلف ِلكتاب الله ولسّنة رسوله - فإذا كان َلم َيفتح له أحد
من الفقراء في تلك المنطقة فلَيقم ِبعزِلها وهو معذور ِبمشيئة رف أحدا ِ ولم َيع ِ
الله-تبارك وتعالى-في ذلك ،أما إذا كان يستطيع أن َيقوم بإيصالها إلى الفقراء
ح له. ص ّ ما ل ي َ ِم ّ
ولكن-مثل-يترك ذلك ِلسبب أو لخر مع قدرِته على ذلك فذلك ِ
من قبل ،هل َيلزمه
دها ِ
من قبل ولم ُيؤ ّ ة الف ْ
طر ِ س :6لم َيعَلم عن زكا ِ
قضاء ؟
ث الحتياط والسلمة فإن من حي ُ ث اللزام فل أقوى عليه ولكن ِ من حي ُج :أما ِ
دى ل ُتؤ ّن الزكاة َ الص ُ دق ِبذلك فذلك فيه خي ٌْر ِبمشيئةِ الله تبارك وتعالى ،ل ّ َتص ّ
ك ذلك من الصدقات اللهم إل إذا كان ت ََر َ ل صلةِ العيد وبعد َ ذلك هي صدقة ِ قب َ
ن بعيد مثل صل ذلك الحق إليه ِلكوِنهم في مكا ٍ من ُيو ِ جد َ ل أو نسيان أو لم ي َ ِ ِلذهو ٍ
ل هذا الحق بعد َ ذلك إلى أصحاِبه ،أما هؤلء ص َ
من أن ُيو ِ أو ما شابه ذلك فلبد ِ
َ
طوا فعليهم أن َيتوبوا إلى الله-تبارك وتعالى-وإن أّدوا هذا المقدار الذي الذين فَّر ُ
منمن قبل ففي ذلك خْير ِبمشيئة الله-تبارك وتعالى-وهو ِ دوه ِ
كان عليهم أن ُيؤ ّ
ل لم َيقل ِبه الكثر- من َيقول ِبالقضاء-وهو قو ٌ ي َ
إْتباِع الحسنة السيئة فعلى رأ ِ
ب َ
من با ِ ب القضاء ولكن ِ من با ِ
رين هو ليس ِ ي الكث ِ ضح وعلى رأ ِ فذلك وا ِ
ث من حي ُ صل ِسي فَيكون عليه ذلك ،والحا ِ هل على النا ِ مل الجا ِ دق وقد ُيح َ التص ّ
ج ذلك خي ٌْر ولكن التوبة لبد منها؛ والله الوجوب ل أقوى عليه ولكن في إخرا ِ
أعلم.
-1عند الجواب على السؤال ِ 8من حلقة 25رمضان 1425هـ ) يوافقه 9نوفمبر 2004م (.
245
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
قد ُّر ِبهذا وإذا زاد النسان واحتاط ولسيما من الرز وما شاَبهه ي ُ َ
جه ِغاِلبا ما ُنخر ُ
قد ُّر ِبه؛ والله أعلم.
ن جميل لكن هذا الذي ن ُ َ طر فذلك حس ٌفي زكاةِ الف ْ
س :وهذا خاص ِبالرز ؟
ض الحبوب-أيضاَ-تكون ِبهذا المقدار.
ج :نعم وبع ُ
حك ْم ِ
مه ك ُ
حين ،هل حك ُ
ض البلدان الط ِ
دم في بلِدنا وفي بع ِ ما ُيستخ َ
م ّ
س ِ :2
قص ؟زيد أو َين ُ
الْرز في القمقدار ..صاع ي َ ِ
ت إليه من الطعام ..هذا الذي ذهب ْ طر هي صاع ٌ ِ ف ْ ن زكاة َ ال ِ ت ] ص [ 5أ ّ ج :قدم ُ
نق بْين سائ ِرِ أنواِع الطعام ،ول شك أ ّ من غي ْرِ فْر ٍ ل العلم ِ من أه ِ ة كِبيرة ٌ ِ طائف ٌ
ل الصحيح. هذا هو القو ُ
ل ضِعيف، ف صاع ،وهذا قو ٌ من الُبر فإنه نص ُ ب صاع إل ِ ج ُضهم إلى أّنه ي َ ِ وذهب بع ُ
ل الول. ب هو القو ُ والصوا ُ
ري صاعا ..إذا اشت ََرى أّول حّبا ثم قام ِ حّبا فَيشت َ ص َ حين ..إذا اشت ََرى الشخ ُ الط ّ ِ
زي أن حينا فل ُيج ِ خذ َ ط ِ زيه ذلك ،لكن إذا أ َ َ من الُبر وُيج ِ ري صاعا ِ حِنه َيشت َ ِ ِبط ْ
من مقدار الصاع ِ حن َيكون ِ ن الحب إذا ط ُ ِ حين ،وذلك ل ّ من الط ِ ج صاعا ِ ُيخرِ َ
ن َ
جّرب ..إذا أَتى النسا ُ من شاء ذلك فلي ُ َ حين ،و َ من الط ِ من الصاع ِ حب أكثر ِ اله َ
حين جد ُ ذلك الط ِ حين فإنه سي َ ِ ل ذلك الط ِ حِنه ثم قام ِبكي ْ ِ م ِبط ْ من الُبر وقا َ ِبصاٍع ِ
ج َ
خَر َ زيد َ على الصاع إذا أ ْ من أن ي َ ِ من صاع ،ومعنى ذلك أّنه لبد ِ ُيساِوي أكثَر ِ
سا
سد ُ ً حين ُيساِوي صاعا إل ُ من الط ِ ن الصاع ِ ل العلم أ ّ ض أه ِ حينا ،وقد قد َّر بع ُ ط ِ
زيد َ المقدار من أن ي َ ِ من الُبر ،وإذا كان هذا الكلم ثاِبتا فمعنى ذلك أنه لبد ِ ِ
من الحب، في ،لنه ل ُيساِوي الصاع ِ حين ل َيك ِ من الط ِ المعروف ،فإذن الصاع ُ ِ
حين فه: من الط ِ من الحب ِ رف كم ُيساِوي الصاع ِ من أن ي َعْ ِ فلبد ِ
زيد ُ عليه. حين ثم ي َ ِ ل الط ِ كي ُ يَ ِ
زن من الُبر ثم ي َ ِ مل الوزن َ ..يأِتي ِبإناء ُ ..يساِوي ذلك الناء صاعا ِ أو هنا َيستع ِ
حين. ن الط ِ م ِبوْز ِ قو ُ ذلك ثم بعد َ ذلك ي َ ُ
دة عليه حتى ُيساِوي الصاع من الزيا َ حين ،بل لبد ِ من الط ِ في الصاع ُ ِ فإذن ل َيك ِ
ج صاٍع مون ِبإخرا ِ قو ُ طؤون ..ي َ ُ من الناس ُيخ ِ ن كثيرا ِ ت هذا ل ّ من الحب ..ك َّرْر ُ ِ
ُ
ة الوقوِع في مخاف َ زي ،أك َّرُر مّرة ً ثاِنية وثاِلثة َ حين ِبالكْيل وذلك ل ُيج ِ من الط ِ ِ
ُ
ج الزكاة على ما هو مطلوب، ُ
دي إلى المحظور ..إلى عدم ِ إخرا ِ الخطإ الذي ُيؤ ّ
حين حتى ُيساِوي من الط ِ مقدارا ِ من الطحين ِ زيد َ على الصاِع ِ من أن ي َ ِ فلبد ِ
الحب.
وي الصاع ِبالكيلو ؟
دم الكيلوجرامات ،كم ُيسا ِ
س :لو أّنه استخ َ
من الُبر الجّيد فهو ُيساِوي ..الصاع ُيساِوي كيلووين وَثمانية ج :أما الصاع ِ
في
سير ،فهذا الذي ُيساِويه لكن ل َيك ِ مُر ي َ ِ
وأربعين جراما أو خمسين جراما ..ال ْ
كيُلووين وَثمانية وأربعين جراما أوحين ..مثل لو قام شخص وَوََزن ِ هذا في الط ِ
من الزيادة و: في هذا ..لبد ِ خمسين جراما ل َيك ِ
حن َ ..يعرُِفون المقدار. َ
مون ِبالط ْ قو ُض الذين ي َ ُ قد َيسأل بع َ
صل. شك فيه ِبأنه قد وَ َ مقدارا ل ي َ ُ زيد ُ ِأو ي َ ِ
َ
دسا ،ول أدِري هل س ُ
ض العلماء قالوا ِبأنه ُيساِوي صاعا إل ُ ن بع َ تأ ّوقد ذكر ُ
س ذلك حتى من قيا ِ من الحتياط أو ِ دير ،فلبد إما ِ مجّرد َتق ِ س ذلك أو هو ُ قا َ
من هذه القضية. ي َت َث َّبت الشخص ِ
246
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
247
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
-1عند الجواب على السؤال ِ 4من حلقة 26رمضان 1425هـ ) يوافقه 10نوفمبر 2004م (.
-2عند الجواب على السؤال ِ 4من حلقة 26رمضان 1425هـ ) يوافقه 10نوفمبر 2004م (.
-3عند الجواب على السؤال ِ 4من حلقة 26رمضان 1425هـ ) يوافقه 10نوفمبر 2004م (.
-4قال الشيخ " :الحبوب " بدل ِمن " الذهب والفضة " والظاهر أنه سبق لسان.
248
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جد أحداَ 5يقَبل منه ذلك فِللضرورة أحكامها ذر ِبأن َلم ي َ ِ
مت َعَ ّ
من اله ُأو كان قريبا ِ
كن أن َيدَفع القيمة. صة ففي هذه الحالة ُيم ِ الخا ّ
َ
خذ َ ِبقو ٍ
ل وِبالنسبة إلى الماضي فل شيَء عليهِ-بمشيئة الله تبارك وتعالى-لنه أ َ
من أقوال أهل العلم إن ل العلم أو أنه على أقل تقدير صادف قول ِ ل أه ِمن أقوا ِِ
حوط َله وِلغيره أن َيدَفعوا
سلم وال ْكان ل َيعَلم ِبذلك ،أما في المستقبل فال ْ
من الحبوب الواِردة في السّنة عن النبي أو ما كان مشاِبها َلها في شيئا ِ
مما َيكُثر استعماُله في تلك البلد؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق. معناها ِ
ن
ون أ ّ
ج القيمة نظرا لنهم َير ْ
جعون لخرا ِس :وإن كان الناس َيتش ّ
مصلحة الفقير في هذا الوقت حاجته إلى النقد ؟
زم ِبهذه العبادة وبعد َ ذلك إن شاء أن
ج :لكن هنالك عبادة ..على النسان أن َيلت ِ
َيتبّرع ِبزيادة فذلك فيه خي ٌْر كثير ِبمشيئة الله-تبارك وتعالى-أما الواجبات فعلى
ت.
زم ِبها على حسب ما جاء ْ النسان أن َيلت ِ
جها زكاة
ح إخرا ُ
من غاِلب ما ُيقتات فَيص ّ
س :4اللحوم ِبأنواعها ،هل ُتعتَبر ِ
فطر ؟ ِلل ِ
من النظر والتمحيص ،والعلماءُ ج :في الحقيقة؛ هذه المسألة َتحتاج إلى شيٍء ِ
جمن إخرا ِ من َيقول ِبأنه لبد ِ دد -1 ..بْين َ مش ّ خص و ُ مر ّ في هذه القضايا بْين ُ
صر على ما جاء في الروايةِ عن النبي ضهم َيقت ِ من أنواع الحبوب-2 ،بل بع ُ شيٍء ِ
خص فيما هو أبعد ُ من َيتر ّمل عليها ما في معناها-4 ،ومنهم َ ضهم َيح ِ - ، 3وبع ُ
من َيقول " :إنه لبد كن ذلك ،ولكن على رأي َ صين ُيم ِ خ ِ مر ّ ي اله ُ من ذلك ،فعلى رأ ِ ِ
مل كن أن ُيح َ ما ُيم ِم ّص الثابت عن النبي وفي ما جاء في معناه ِ من التزام ِ الن ّ ِ
ضحا-أن ل في هذه القضية تأمل وا ِ م َجيز ذلك ،وأرى-حتى َنتأ ّ عليه " فإنه ل ي ُ ِ
ت عن النبي وما هو في معناها كالحبوب صر على تلك النواع التي جاء ْ ُيقت َ
من أندر النادرات جد فيها ذلك وذلك ِ ض البلد التي ل ُيو َ مثل ُ اللهم إل في بع ِ
ث عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله ت في الحدي ِ فالرز مثل وإن كان لم َيأ ِ
ر
ت الغاِلب في بلدنا وكثي ٍ مل على ذلك لنه هو القو ُ من أن ُيح َ وسلم-ولكن لبد ِ
ل في ذلك ل َنقوى على م َمن البلدان المشاِبهة َلها أما ما عدا ذلك فحتى َنتأ ّ ِ
ض المورِ الخرى وأقول :المسألة ل العلم في بع ِ ض أه ِ سعَ بع ُ خيص وإن ت َوَ ّ الّتر ِ
ت ساِبقا-وسَننظ ُُر فيها قريبا ِبمشيئةِ الله- من النظر-كما قل ُ جة إلى شيٍء ِ حتا َم ْ ُ
ن الحاجة َتدعو إليها ولكن حتى ذلك أرى القتصار على تلك تبارك وتعالى-ل ّ
ح
ض ٍ
مرٍ وا ِ عهدةِ التكليف ِبأ ْ من ُ ج النسان ِ النواع وما جاء في معناها حتى َيخُر َ
جب على من أن ُيؤد ّيَ هذا الوا ِ جبة ولبد ِ ن الزكاة َ وا ِ خر ل ّ مل احتمال آ َ جِلي ل َيحت ِ
مل الشك؛ والله أعلم. مرٍ ل َيحت ِ أ ْ
ملهم ؟
ضع ،هل تش َ
س :إخراجها حتى عن الطفال وحتى عن الر ّ
من ي َُعوُله حتى أ ّ
ن رج ذلك عن نفسه وعن كل َ ج :نعمَ ,يجب على النسان أن ُيخ ِ
ل طلوع فجر يوم العيد وبعد غروب شمس اليوم من وُل ِد َ قب َ العلماء اختلفوا في َ
من رمضان: الخير ِ
من رمضان-أو من اليوم الخير ِ طر َتجب ِبغروب الشمس ِ ف ْ ن زكاة ال ِ من رأى أ ّ ف َ
كما ُيعّبر عنه بعضهمِ :بحلول ليلة العيد أو ِبرؤية هلل العيد-قال :ل َيجب 1على
طر. ف ْرج عن ذلك الطفل زكاة َ ال ِ النسان أن ُيخ ِ
من قال " :إنها َتجب ِبطلوع الفجر " قالَ :يجب عليه. َ
من قال ِبأنها َتجب ِبغروب الشمس وهذا الطفل قد وُل ِد َ بعد َ ذلك فل َيجب عليه و َ
ل أن ُيوَلد ،فهو وُل ِد َ بعد َ غروب ت قب َ جب َ ْ
ن الزكاة قد وَ َ رج عنه الزكاة ،ل ّ أن ُيخ ِ
ل طلوع الفجر ،فهذا دليل الشمس ،وأما على القول الخر فنعم ،لّنه وُل ِد َ قب َ
واضح ،والدليل هو الحديث الثابت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
ِبأنها تجب على الصغير والكبير ...إلى آخر الحديث ،وهو حديث مشهور صحيح
من وُل ِد َ بعد َ ذلكل غروب الشمس َتجب الزكاة عنه ،و َ من وُل ِد َ قب َ معروف ،ف َ
من يقول َتجب بغروب الشمس فل َيجب الخراج، فعلى الخلف الذي ذكرُته ،ف َ
من يقول ِبأنها َتجب بطلوع الفجر فَيجب الخراج على مذهبه؛ والله أعلم. و َ
ن
رج عنه ّ
س :أيضا الشغالت المسلمات الموجودات في البيوت ،هل ُيخ ِ
صاحب البيت ؟
رج عن العْبد ,وهذه ليست ب ِعَب ْد َةٍ
ج :ل ،ل َتجب ،لّنما َيجب على النسان أن ُيخ ِ
مَرّتب؛ والله أعلم. ملو َ
كة وإنما َتعمل عنده ب ِ ُ م ْ
َ
جِ :للعلماء في ذلك خلف كثير ..على َمن تجب ؟ هل َتجب على الغني فقط أو أنها َتجب أيضا على الفقيــر ؟ ِبش ـْرط أن
سّد حاجَته في ذلك اليوم وفي تلك اليام التي َيحتاج فيها إلى المــال ،إذ ل ُيمكــن أن ُيقــال إنــه َيكون عنده شيء ِمن المال َي ُ
ضـّوُر جوعــا هــو ع في حّقه أن ُيخِرج الزكاة ثم َيجلس بعد ذلك-في ذلك اليوم أو في اليــام القليلــة الــتي بعــدهَ-يت َ شَر ُ
ُي ْ
وَمن َيُعوُله ،بل المراُد ِبالفقير الذي َتلزمه الزكاة-على رأي َمن يقول بذلك-هو َمن َيملك شيئا ِمن المال َيكفي ِلحــاجته
وحاجة من َيُعوُله ،وهذا رأي حسن وفيه احتياط؛ وال أعلم.
س :11فقيرة ،هل َتلَزمها زكاة الفطر ؟
سّد حاجَته في ذلك اليوم: جُد ما َي ُ
ب الزكاة على الفقير إذا كان َي ِ ف في وجو ِ ج :قلناِ :للعلماءِ خل ٌ
جب على الفقير ،ومعروف الفْرق بْين الغني والفقير. جب على الَغِني ول َت ِ ض العلماء قال :هي َت ِ
-1بع ُ
سّد
جد ما َي ُ
جب عليه الزكاة أما الفقير الذي َي ِ سّد حاجَته في ذلك اليوم فل َت ِ جد ما َي ُ
-2وبعضُ العلماء قال :الفقير الذي ل َي ِ
خِرج الزكاة؛ وهذا هو القرب إلى الصواب. حاجَته في ذلك اليوم ولدْيه زيادة ِمن الـَمال فعليه أن ُي ْ
-1سقط ِمن كلم الشيخ " :ل " ،وهو سهو منه تبّين ِبما أورده بعد.
250
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
251
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من من ماِلهم ،وهذا هو المعروف في المذهب ِبأنها ُتخَرج-أعني زكاة َ الف ْ
طرِ - ِ
ب ذلك في ض العلماء َيقول ِبعدم ِ وجو ِ ل اليتام كسائ ِرِ الزكاة ،وإن كان بع ُ أموا ِ
ل العلم من أه ِ ن كثرة ً كاث َِرة ِ م التكِليف لك ّ ماِلهم لنهم مرفوع ٌ عنهم قَل َ ُ
ل
طر في ما ِ جبون-أيضا-زكاة َ الف ْ جبون الزكاة وُيو ِ ره فُيو ِ ُتفّرق بْين المال وغي ِ
من ماِلهم ،أما رج ِ العلم ُتخ ِ ل
من أه ِ ي كِثيرٍِ ِ
الطفل ،فإذا كان لدْيهم مال فعلى رأ ِ
َ
سنح َت فذلك َ ج ْ خَر َل العلم ..إن أ ْ ف بْين أه ِإذا َلم َيكن لدْيهم مال فعلى الخل ِ
ت ذلك وكان َ أما اليجاب فالقو ُ
ج ْخَر َت وأ ْ من الصعوبة وإن احتاط ْ ل ِبه فيه شيٌء ِ
سن.
ح َ شقّ عليها فذلك َ ل يَ ُ
خامسا :لمن تخرج ؟
د
ري ُ
جب ،ن ُ ِ
جب عليه الزكاة أو ل ت َ ِ س َ :6تحدّث ُْتم ] ص [ 5عن الفقير الذي ت َ ِ
ن عددا ع إليه الزكاة على اعتبار أ ّ قير الذي ُتد َ
ف ُ منكم أن ُتحدُّثونا الن عن الف ِ
عوُلوَنهم كِثيُرون أو دد الذين ي َ ُ
ع َ
هم راتب محترم لكن َ من الناس قد َيكون لدي ْ ِ ِ
1
قراء ؟ متطل َّبات الحياة ،فهل هؤلء ُ
ف َ ُ يوفوا ُ أن عون طي تيس
َ َ ِ ُ ل
طر:ل حال؛ زكاة ُ الف ْ ج :على ك ّ
ف إليه زكاة ُ المال-وهم صَر ُمن ت ُ ْ صَرف إلى َ ض العلماء ذهب إلى أنها ت ُ ْ بع ُ
م بْين َ
س َق َ ب أن ت ُ ْ ج َمن أوْ َ ة القرآنية -بل منهم َ
2
حد ّد َت ُْهم الي ُ ف الثمانية الذين َ الصنا ُ
تلك الصناف.
كين فقط؛ وهذا هو قراِء والمسا ِ ف َمن ذهب إلى أنها ُتدَفع إلى ال ُ من العلماء َ و ِ
كين. قراِء والمسا ِ دفُعها إل إلى الفُ َ جوز َ حيح ،ومعنى ذلك أنها ل ي َ ُ ل الص ِ القو ُ
مُر ِبعك ْ ِ
س جد شيئا ،وال ْ من ل ي َ ِ كين َ قير أو المس ِ ف ِ
ن ال َ ض الناس ي َظ ُّنون أ ّ وبع ُ
م ب ِعَوِْله فَله أن َيأ ُ
خذ َ قو ُ من ي َ ُسد ّ حاجِته وحاجةِ َ فيه ل ِ َ من كان ما لدْيه ل َيك ِ ذلك َ ..
ْ
ت زكاة َ فطر ،ول ت هذه الزكاة زكاة َ مال أو كان ْ من الزكاة وت ُد َْفع إليه سواء كان ْ ِ
ُيضي ّقُ على الناس.
سن َِته.ت َ جد ُ قو َ من ل ي َ ِ من قالَ : ومنهم َ
ف ذلك. من قال ِبخل ِ ومنهم َ
سد ّ حاجِته فيه ل ِ َ ن ذلك ل َيك ِ ة ِريال ولك ّ ساِوي مئ َ مرّتبا ي ُ َ ضى ُ قا َ فشخص-مثل-ي َت َ َ
ُ
صل على ثلثمائة ِريال-مثل-أو سَرة كِبيَرة َيح ُ ُتدَفع َله الزكاة ،بل شخص ل َد َْيه أ ْ
َ
ف الناس سد ّ حاجِته ُتدَفع َله الزكاة ..ذلك َيختِلف ِباختل ِ فيه ل ِ َ أكَثر وذلك ل َيك ِ
جون إليه طق-مثل-وما َيحتا ُ من المنا ِ قة ٍ ِ من ي َُعوُلون وفي أ َيّ منط ِ َ ف أحوال َ وِباختل ِ
- 1وفي سؤال مشابه نصه :
س ـّد قــو َ
ت جد ما َي ُجد فقير في هذا الزمان ل َي ِ طيه النسان الزكاة ،إذ إنه ل يو َ سَ :من هو الفقير الذي ُيمكن أن ُيع ِ
ذلك اليوم ؟
ت ذلكسّد قو َ جد ما َي ُف كثير ِمن الفقهاء الفقير ِبهذا التعريف ولكنه ل َيلزم أن يكون الفقير في واقع المر ل َي ِ عّر َ ج :نعم َ
جد َمنظر النسان إلى الفقراء فيعطي َمن هو أشد حاجة ِمن غيره ،فإذا َو َ خص فيما هو أوسع ِمن ذلك ،فَين ُ اليومَ ،بل ُيتَر ّ
حّد الفقير-وإن لم خل في َ ق العلماء على أنه دا ِ ن هذا أْولى ِمن غيرهِ-لحاجته ولتفا ِ ت ذلك اليوم ل شك أ ّ جد قو َ ل َي ِ
سّده حتى أكثَر ِمن ذلــك؛ جد ما َي ُ
ت شهِره؛ وبعض العلماء يقول :ما َي ِ جد َمن هو في هذا الحّد فيعطيها َمن ل َيجد مثل قو َ َي ِ
سّد حاجَته في ذلك اليوم ،بل هي أوسع ِمن ذلك. طر وكذا في الزكاة على َمن ل َيجد ما َي ُ صر في زكاِة الِف ْ فل ُيقَت َ
ن َوِفي
ب َواْلَغاِرِمي َ
عَلْيَها َواْلُمَؤّلَفِة ُقُلوُبُهْم َوِفي الّرَقا ِ
ن َ
ن َواْلَعاِمِلي َ
ساِكي ِ
ت ِلْلُفَقَراء َواْلَم َ -2قال ال تعالىِ :إّنَما ال ّ
صَدَقا ُ
حِكيٌم ] سورة التوبة ،الية.[ 60 : عِليٌم َل َل َوا ُ نا ِ ضًة ّم َ
ل َفِري َ سِبي ِ
ن ال ّ
ل َواْب ِ
لا ِ
سِبي ِ
َ
252
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
غالة ؟
س :10هل َيجوز إعطاءُ زكاة الفطر ِللوالدة أو الش ّ
ن
قا وليست مجرد دعوى ل ّ ج :أما الشّغالة إن كانت فقيرة وَيعَلم بأنها فقيرة ح ّ
ض البلدان الخرى ل َيعَلم النسان ِبأنهم ِ
من ملون في بع ِ ض العمال الذين َيع َ
بع َ
من الفقراء قا ِ
ضهم ح ّ
من الغنياء في بلداِنهم وهذا أمٌر موجود وبع ُ الفقراء ..هم ِ
253
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
قا وسواًء كان هذا العامل رجل أو امرأة فنعم فإن كان هو ي َِثق ِبأنها فقيرة ح ّ
رين فل ثم من الكاف ِ من المسِلمين أما إذا كان ِ َيجوز أن ُتدَفع إليه الزكاة إذا كان ِ
جد المسلم رين اللهم إل إذا لم ُيو َ ت للكاف ِ ل ،لنها حقّ ِللمسِلمين وليس ْ
خر ولكن-طبعا-هم موجودون فل داعي إلى الكلم ِبأنهم إذا لم أبدا فذلك أمٌر آ َ
مة فما داموا موجوِدين فلُتدَفع إلى فقراِء المسِلمين ل الذ ّ ّ جدوا ُتدَفع إلى أه ِ ُيو َ
زي أن ُتدَفع إلى غي ِ
رهم. ول ُيج ِ
أما ِبالنسبةِ إلى الوالد َْين:
دد في دفِع الزكاة إليهما سواًء كانت هذه الزكاة زكاة َ أموال ض العلماء ُيش ّ -1فبع ُ
فطر. أو كانت زكاة َ ال ِ
ل والديه فإنه جب عليه أن َيعو َ ض العلماء َيقول :إن كان هذا الشخص ل ي َ ِ -2وبع ُ
ح له ص ّ
جب عليه أن َيقوم ِبعوِلهما فل ي َ ِ له أن َيدفَعَ إليهما الزكاة وأما إذا كان ي َ ِ
كم عليه بذلك أو أنه إذا كان ليس معهما ح ِ جب عليه ؟ هل إذا ُ ذلك ،وبقي متى ي َ ِ
كم عليه ِبذلك ؟ وهذا هو الصحيح عندي ولكن سد ّ حاجِتهما ولو لم ُيح َ ما َيكفي ل ِ َ
ة واِلدْيه أما إذا كان هو جدا ِلما َيسد ّ حاجَته وَيسد ّ حاج َ ِبشرط أأأقغأن َيكون وا ِ
فق جب عليه في هذه الحالة أن ُين ِ فيه ِلسد ّ حاجِته فإنه ل ي َ ِ جد إل ما َيك ِ فقيرا ل ي َ ِ
ت عليه الزكاة مثل فإنه َيدَفع ذلك جب َ ْ
على واِلدْيه ِلعدم وجود ِ ذلك وعليه لو وَ َ
إليهما أو إلى أحدهما.
ت هذه الزكاة فيما َيتعّلق ِبما هما محتاجان إليه ض العلماء َيقول :إن كان ْ -3وبع ُ
ن هذا أمٌر س الحاجة كالطعام واللباس فل َيجوز له أن َيدَفع إليهما الزكاة ل ّ أم ّ
جب ض المور التي ل ي َ ِ طيع على ذلك أما إذا كان في بع ِ واجب عليه إذا كان َيست ِ
ن عليهما ديون ِبسبب غيرِ النفقة أو ما شابه ذلك فإنه َيجوز عليه ذلك كأن َتكو َ
ح ل غباَر عليه ففي حقيقةِ الحال إذا د َفَعَ زكاَته ن هذا صحي ٌ له ذلك؛ ول شك بأ ّ
من المساعدة قام ِبمساعدِتهما إلى غيرِ واِلدْيه وإذا كانا َيحتاجان إلى شيٍء ِ
ن هذا-أعني الطعام الذي َيدَفعه إليهما في زكا ِ
ة وعوِنهما فذلك هو المطلوب ل ّ
ب النفقة من با ِ خر فهو ِ دماِنه في الغاِلب إل ِللكل وليس لمرٍ آ َ الفطرة-ل َيستخ ِ
1
ل هذه المور سلم في مث ِ جب عليه-في حقيقة الواقع-أن لو وجد ذلك فال ْ التي ت َ ِ
من من أن َيخُرج ِ جب عليه ولبد ِ ن هذا المر وا ِ أن َيحتاط النسان لمر ِديِنه ل ّ
ضح ل غباَر عليه جب بأمرٍ وا ِ الوا ِ
جد " بدل ِمن " وجد " والظاهر أنه سبق لسان.
-1قال الشيخ " لم َي ِ
254
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من سه سواء كان ذلك ِرج الزكاة َ ِبنف ِ سلمة له أن ُيخ ِ ل متعّلقة ب ِذ ِ ّ
مِته فال ّ الص ِ
رج بعد َ ذلك الزكاة. خر وُيخ ِصآ َ
ماله الصلي أو أن ي َهََبه شخ ٌ
ض المسائل المشاِبهة ِلهذه المسألة ض العلماء في بع ِ والّترخيص الذي ذ َك ََره بع ُ
ص ُ ن العم ُ ل َينبِغي التعوي ُ
ل ب ِِنية ..نعم إذا أخب َِر شخ ٌ ن الصل أن َيكو َ ل عليه ،ل ّ
ِبأّنه سُيخَرج عنه الزكاة ونوى هو ذلك فالمر سهل أما أن َيكون ذلك بعد َ الخراج
حب الشخص الفقير ..بعد ذلك َيقوم هذا الشخص ِبالنية وبعد َ أن َيتمّلك ذلك اله َ
من الحرج ما فيه. فهذا فيه ِ
من البناء مسألة زكاة الفطر ولو لم من يستوعب ِ س :إذن على هذا َ
ضر مث َ
ل هذه النية ؟ عر ِبهذه العبادة حتى َيستح ِ َيكن باِلغا ،هل ي ُ ْ
ش َ
لنك ّ لأ ّ م طويل عريض حول هذه القضية ،والص ُ ج :في الحقيقة؛ ِللعلماء كل ٌ
رج عنه زكاةَ ده هو الذي ُيخ ِ ن سي ّ َ سه ِباستثناء العبد فإ ّ ب ِبالزكاة ِبنف ِ خاط َ ُ
ص يُ َ شخ ٍ
ة الصحيحة في " صحيح ل له الرواي ُ َ الفطر ..هذا هو القول الصحيح ،كما َتد ّ
جل من أ ْ مل فيه ِ ده وقتا َيع َ مر ِبإعطاِء عب ِ ن السيد ُيؤ َ بأ ّ من ذ َهَ َ مسلم " خلفا ل ِ َ
من الحبوب التي ُتخَرج ِبه ري ِبه شيئا ِ من المال َيشت ِ ل على مقدارٍ ِ ص َ أن َيح ُ
ل المال ص َ ح ّ جب على النسان أن ي ُ َ ن معناه أنه ي َ ِ الزكاة فهذا القول فيه ما فيه ،ل ّ
مخاِلف ِللقواعد المعروفة ،أما ِبالنسبة إلى ك ّ
ل ل أن َيدَفع الزكاة وهذا ُ ج ِ من أ ْ ِ
ت طائفة ب ِبذلك ولكن ذهب ْ مخاط َ ٌ سه وهو ُ وي هو نف ُ ل أن َين ِ من الفراد الص ُ فرد ٍ ِ
من َيعوله كالولدِ ُ ج الزكاةِ عنه وع ّ مُر ِبإخرا ِن ُيؤ َن النسا َ من أهل العلم إلى أ ّ ِ
من الباء والجداد ،فعلى هذا جب عليه عولهم وهكذا ِبالنسبةِ إلى أصوِله ِ ُ الذين ي َ ِ
وي ذلك .. طب ِبذلك وإذن هو الذي َين ِ رج عنهم ..هو المخا َ جب عليه أن ُيخ ِ أنه ي َ ِ
ُ
جب عليه عولهم ن جدا ،أما الذين ل ي َ ِ نعم إذا أخبَرهم ِبذلك ون َوَْوا ذلك فذلك حس ٌ
ن ذلك من أن َيقوموا ِبالنية على أ ّ هر أنه إذا أراد أن َيدَفع عنهم غيُرهم لبد ِ فالظا ِ
زكاة عنهم ..هذا الذي َيظهر ِلي؛ والعلم عند الله.
-1قال الشيخ " :الشمس " بدل ِمن " الفجر " والظاهر أنه سبق لسان.
256
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مها يوما وإذا كان ن ثلثين يوما فإذا كان ثلثين يوما فمعنى ذلك أنه قَد ّ َ وقد َيكو ُ
مها يومْين. قد ّ َ تسعة وعشرين فَ َ
من شهرِ رمضان. خرِ يوم ٍ ِ سآ ِ ب شم ِ جها بعد َ غرو ِ جيُز إخرا َ ضهم ي ُ ِ وبع ُ
فق عليه ،وهو عي الذي ذ َك َْرناه ..اله ُ
مت ّ َ جيُز ذلك إل في وقِتها الشر ِ من ل ي ُ ِ ومنهم َ
جر إلى صلةِ الِعيد. فيما بْين طلوِع الف ْ
أما التأخير:
جيز في ذلك اليوم. من ي ُ ِ فمنهم َ
جيز حتى فيما بعد: من ي ُ ِ ومنهم َ
خرِ شهرِ شوال. ده ِبآ ِ حد ّ َ من َ منهم َ
ومنهم ب ِِعيد ِ الضحى.
من أجازه مطَلقا. ومنهم َ
ر
ذة ِلكثي ٍ حيحة ومناب ِ َ ث الص ِ من هذه القاِويل باط َِلة عاط َِلة مناب ِذ َة ٌ ِللحادي ِ وكثير ِ
من ضمِنها هذه عية التي ِ خذ منها المسائل الشر ِ من الد ِّلة الخرى التي ُتؤ َ ِ
المسأَلة.
ة
جرِ يوم ِ الِعيد إلى صل ِ جها بعد َ طلوِع ف ْ م ِبإخرا ِ قو َ من استطاع أن ي َ ُ ن َ ول شك أ ّ
ق
ش ّ من َ وط َله ،و َ ح َسَلم َله في ِديِنه وال ْ الِعيد ..أي في هذا الوقت فذلك هو ال ْ
ن بِعيد عنه جد ُ فقراء في ذلك الوقت ِبأن كانوا في مكا ٍ عليه ذلك ..إذا كان ل ي َ ِ
ل-ليلةِ الِعيد فذلك ق دخو ِ ق ِ ل-شهرِ شوال ..أو بعد َ َتح ّ ق دخو ِ ق ِجها بعد َ َتح ّ خَر َ فإذا أ َ ْ
من يوم أو خص أكَثر ِ خص فل َينبِغي َله أن ي َت ََر ّ ل بأس عليه ِبمشيئة الله ،وإذا ت ََر ّ
ل ذلك فل ينبِغي. ويِع كما ذ َك َْرُته ] ص .. [ 8أما قب َ يومْين على التن ِ
هذا الشخص-إذن-إذا أعطاهم المال ِبمثابة المناء مثل ..قال َلهم ِبأنهم ل
قق ِ كه إل بعد َ َتح ّ مل ِ من ُ جها ِ مون ِبإخرا ِ قو ُ َيدفَُعون هذه الزكاة إلى أهِلها ..أي ل ي َ ُ
ُ
سِ-بمشيئةِ ده فل بأ َ ت الوقت-فهم أمناء عن َ ت الذي َتجوز فيه-وقد ذكر ُ ل الوق ِ دخو ِ
الله تبارك وتعالى-عليه ،أما أن َيدفَُعوا الزكاة في غي ْرِ وقِتها فل ..لبد أن
ض القوال أو ما خص ِببع ِ من ي َت ََر ّ من الناس َيجهَُلون ،ومنهم َ ن كِثيرا ِ ُيخب َِرهم-ل ّ
من ماِله وهم بعد َ ذلك َ
شابه ذلك-أما أن َيدَفع هو َلهم القيمة على أنه قد أ ْ
جها ِ خَر َ
ج القيمة ثم معنى ذلك-أيضا-أنه قد خَر َ َيتصّرُفون ..معنى ذلك هو-أّول-أنه قد أ َ ْ
من هذه القضية: من أن ي َت َث َّبت ِ حد ّد ِ َلها ،فلبد ِ م َ كه قبل وقِتها اله ُ من مل ِ جها ِ أَ ْ
خَر َ
ط-أيضا-أن ي ُوَك َّلهم أن َيشَتروا شْر ِ جوُز د َفُْعها وب ِ َ ت الذي ي َ ُ إما أن َيدفََعها في الوق ِ
َله أْرزا ،أو َيجعَلهم ُأمناء في ذلك الوقت وبعد َ ذلك َيشت َُرون َله ِبمشيئةِ الله
تبارك وتعالى.
257
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ج :إن الزكاة فريضة من فرائض السلم بل هي ركن كم أركانه العظام كما صح ذلك في
الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد نصت اليات القرآنية والحاديث
ن
النبوية على وجوبها وأجمعت المة السلمية على ذلك هذا ومن الجدير بالذكر أ ّ
الجماعات في مثل هذه القضايا هي أمور ضرورية أي أنه لبد من أن تجمع المة على مثل
هذه المور ول ينبغي للنسان أن يشتغل بالبحث عن أقوال الناس في مسألة نصت اليات
القرآنية والحاديث النبوية الصحيحة الثابتة على وجوبها أو على حرمتها أو ما شابه ذلك من
الحكام لن الجماع ضروري في مثل هذه القضايا فما يذكره بعضهم من إن العلماء
يذكرون الجماعات في مثل هذه القضايا هل يعني ذلك أنهم بحثوا عن كل رأي من أقوال
الناس حتى وجدوا أن كل فرد من أفراد العلماء قد أجمع عليها ل قيمة له ،ذلك لنها أي
هذه المسائل ليست بحاجة إلى البحث عن أقوال الرجال فيها لن الجماع ضروري فيها كما
قلت ولو أن شخصا ً قال بخلف ذلك فإنه يكون كافرا ً والعياذ بالله تبارك وتعالى لنه أنكر
أمرا ً معلوما ً من الدين بالضرورة فمن أنكر أمرا ً وهو معلوم من الدين بالضرورة كمثل هذه
القضية فهو خارج عن السلم ول حاجة للبحث عن قوله بل يجب عليه أن يرجع إلى
السلم وإل حكم عليه بأحكام المرتدين ولذلك أرى أن هذه الكلمة التي ذكرتها السائلة نم
أن هذه المرأة ل تؤمن بفرض الزكاة أرى أن هذه الكلمة من الخطورة بمكان فل ينبغي
ن فلنا ً أو فلنه ل تؤمن بفرض الزكاة فذلك أمر خطير لنه يقتضي أن ذلك التسرع بأ ّ
ً ً
النسان قد خرج من خطيرة السلم إلى الشرك لنه أنكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة
كما قلن فالزكاة والصيام والحج والصلة من المور المعلومة من الدين بالضرورة ومن
أنكرها كافر كما قلت فهذه المرأة ل أظنها تنكر فرض الزكاة وإنما تستحي من ذكر أن هذا
المال الذي تخرجه بأنه زكاة وعلى ذلك فأظنها أنها ل تنوي الزكاة وإذا كانت تنوي بذلك
الزكاة فالمر سهل فتقول إن الصدقة شاملة للزكاة ولغيرها لن الصدقة تارة تكون واجبة
وتارة تكون مندوبة والواجبة منها ُتخص بأسم الزكاة فعلى هذه المرأة التي تحسن إلى
المحتاجين من الفقراء وغيرهم وتحسن إلى أقاربها عليها أول ً أن تهتم بفرض الزكاة لن
الزكاة من المور الواجبة بينما ذلك الحسان تارة يكون واجبا ً وتارة يكون مندوبا ً ول ينبغي
لحد أن يقدم المندوبات على المفروضات ول يمكن أن يقال بأن تلك المندوبات تقوم مقام
الفرائض التي افترضها الله تبارك وتعالى وعليه فإن كانت هذه المرأة عندما تخرج هذا
المال تنوي به الزكاة ولكنها ل تسميها باسمها أو ل تذكر ذلك ولكنها تنوي ذلك وتخرج ذلك
دده الشارع وتعطي ذلك المال للفقراء والمساكين أي الذين تجب بحسب المقدار الذي ح ّ
لهم الزكاة فل إشكال في القضية أما إذا كانت تكتفي بهذه الصدقات وهذه التبرعات
عنلزكاة فإن ذلك ل يجزيها قول ً واحدا ً عند علماء المسلمين وعليها أن تتوب إلى الله تعالى
وان تخرج الزكاة بنيتها وبمقدارها إلى أهلها المخصوصين عن الماضي وتسلك هذا المسلك
أيضا ً في المستقل وأما بالنسبة إلى إخبار الفقراء بأن هذا المر زكاة فإذا كان النسان
ن هذا النسان من الفقراء في ذلك الوقت الذي يعطيه ذلك المبلغ الذي هو متأكدا ً بأ ّ
المقدار الشرعي الذي افترضه الله تبارك وتعالى فإنه ل يلزمه بأن يخبره بذلك ولكن ذلك
مطلوب من جهة أن بعض الناس ل يريدون أن يأخذ والزكاة يتورعون عن ذلك نعم إذا
عرف أن ذلك النسان من الفقراء وعرف بأنه يأخذ الزكاة فل حرج في عدم أخباره وإن
كان الفضل بأن يخبره مخافة أن يكون قد استغنى عن الزكاة ولكن كما قلت إذا كان
هنالك احتمال بأنه استغنى عن فرض الزكاة فلبد من البحث عن ذلك والله تعالى أعلم .
س :هل يعطى طالب العلم من الزكاة إذا كان قادرا ً على الزكاة فيما لو ترك
العلم .
ً
ج :نعم تدفع الزكاة لطالب العلم الشرعي إذا كان فقيرا ل يجد ما يسد ّ به حاجته من يقوم
بمؤونته وذلك لنه فقير أول ً ولنه في جهاد حيث إنه يطلب العلم الشرعي الذي ينبغي لكل
إنسان إذا كان قادرا ً عليه أل يفرط فيه ولو كان هذا الطالب أن لو ترك هذا العلم أو تشاغل
عنه يستطيع أن يكسب المال الذي يسد ّ حاجته وحاجة من يقوم بمؤونته ولهذا الطالب أيضا ً
258
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
أن يشتري الكنز الضرورية التي يحتاج إليها من الزكاة ل أن يشتري كتبا ً تزيد على حاجته
فمثل ً بعض طلبة العلم الصغار يحتاجون إلى كتاب بهجة النوار وتلقين الصبيان والوضع
والدلئل أو يحتاجون إلى أكثر من ذلك من الكتب ولكنهم ل يحتاجون إلى بعض الكتب
الكثيرة الكبيرة كشرح النيل أو المعارج أو فتح الباري ذلك لنهم ل يستطيعون استيعاب ما
في هذه الكتب فهم يشترون من الزكاة ما يحتاجون إليه وأما ما كان فوق حاجتهم فليس
لهم أن يشتروا ما يؤسسون به مكتبة وكذلك من كان أكبر من هؤلء الطلبة له أن يشتري
ما يحتاج إليه من الكتب ولو كانت أكبر من هذه الكتب التي ذكرناها فبإمكانه أن يشتري
مثل جوهر النظام للمام السالمي رحمه الله وأن يشتري شرح الجامع والمعارج وإذا كان
يحتاج إلى فتح الباري أو إلى غير هذه الكتب التي يحصل منها العلم الشريف وأريد بالطالب
الذي تدفع له الزكاة الطالب المجد ّ المجتهد لطلب العلم أما أولئك الذين يتكاسلون في
طلب العلم وإنما يتظاهرون بالطالب يذهبون إلى الشيخ الفلني أو إلى الشيخ الفلني من
أجل طلب العلم على حسب زعمهم ولكنهم في حقيقة الواقع ل يجدون في ذلك إذا اشتغل
الشيخ بالفتوى ل يستمعون إلى الشيخ إل بالقليل النادر وإذا شتغل بشرح شيء من الكتب
يفكرون في أمور خارجة عن ذلك الدرس فهم ل يستوعبون منه إل النزر اليسير فأمثال
جدون في الطلب ول يجتهدون في تحصيل العلم فأمثال هؤلء ل تدفع لهم هؤلء الذين ل ي ّ
الزكاة إذا كانوا قادرين على العمل وإنما تدفع كما قلت للذين يجتهدون ويجدون في طلب
العلم في الليل ولكنها وذلك لن هذا من الجهاد الذي سيعلون به بمشيئة الله تعالى كلمة
الله تبارك وتعالى حيث أنهم بعد ذلك سيقومون بتبليغ هذا العلم إلى عباد الله سبحانه
وتعالى وسينقذونهم من الجهل الذي هم فيه وسيبينون لهم الواجب والمندوب والحرام
والمكروه إلى غير ذلك من الحكام الشرعية بل إذا احتاج الطالب المجد ّ المجتهد إلى
الزواج من الزكاة فل مانع من ذلك بشرط أن ل يكون هنالك تبذير للمال ول أن تكون هنالك
مغالة في الصداق أو ما شابه ذلك مما يتعلق بتجهيز المرأة إلى غير ذلك من المور إن لم
يكن هنالك شيء من المغالة فإن لم يكن هنالك تبذير ول إسراف وكان محتاجا ً للزواج ولن
يشغله ذلك الزواج عن طلب العلم وللجد والجتهاد فيه فل مانع من ذلك والله تعالى ولي
التوفيق .
الذي يتقاضاه في رمضان بينما الحول لم يمض علي بقية الرواتب الخرى فهنا بإمكانه أن
يقوم بزكاة ذلك المال الذي ملكه في شهر رمضان وهكذا بعد ذلك يزكي عن بقية المال
الذي يليه يزكي عن شوال وذي القعدة وهكذا ويمكنه وهو السلم له بأن يقوم بإخراج
الزكاة جميعها في شهر رمضان ويكون ذلك من باب تقديم الزكاة على وقتها وهو المعروف
بالتعجيل في الزكاة وذلك جائز بنص السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى
آله وسلم .
وأريد بالتقديم تقديم زكاة الشهور الخرى أما بالنسبة إلى الذي بلغ في رمضان فإن ذلك
ليس من التعجيل في شيء هذا الذي ذهب إليه غير واحد من أهل العلم والحوط والسلم
أن يقدم لن ذلك أيسر وأسهل من أن يقوم زكاة كل شهر بمفرده ولكن إذا قام بإخراج
زكاة كل شهر بمفرده فذلك جائز في مثل هذه الصورة عند كثير من أهل العلم بخلف
بعض الصور الخر كمن ملك مثل أربعين شاة سائمة وكانت لها أولد وبلغت مثل مائة وواحد
وعشرين من الغنم فإنه يزكي عن الكل فيزكي عن المائة والواحد والعشرين ذلك لن ذلك
من النتائج ولو لم يحل الحول على تلك الماشية الصغيرة لنها تابعة لصلها وهكذا بالنسبة
إلى التجارة لو أن إنسانا ً حال الحول على تجارته وهنالك الفائدة التي يستفيدها من الزكاة
لم يحل عليها الحول مثل المال الصلي قيمته بحسب ما اشتراه تساوي 500ريال ولكنه
عندما يبيع ذلك المال سيأتي بقيمة أكثر عن 500ريال فتلك الزيادة هي فائدة لم يشتريها
بذلك المبلغ ولكنه يزكي ذلك المال بحسب ذلك القدر الذي يبيعه به فمثل قد تكون الفائدة
مائة ريال فيزكي عن 600ريال ولو لم يحل الحول على تلك الفائدة أما هذا المال عند
كثير من أهل العلم اعني الراتب فهو يختلف عن ذلك لنه لم يكن ناتجا ً عن ذلك الصل
وإنما هو شيء جدير لم يكتسبه من ذلك المال أما لو اكتسبه من ذلك المال لكانت زكاته
تجب بزكاة أصله على رأي كثير من أهل العلم الذي هو عليه العمل ومع ذلك فإنني أقول
مل الزكاة وهو قد خرج من الحوط أن يخرج زكاته مع ماله السابق فيكون بذلك قد ع ّ
أقوال العلماء قاطبة وهو السلم وأحوط له ثم أيضا ً فيه ما فيه من المشقة أن يخرج اليوم
زكاة اليوم الفلني وبعد شهر زكاة المال الفلني وبعد ذلك كذا وهكذا والله تعالى ولي
التوفيق .
ذلك النسان يصرف ما يحصل عليه من الجرة في ذلك الشهر أو لم يبق إلى أن حال عليه
الحول فإنه ل زكاة فيه هذا هو القول الصحيح والله تبارك وتعالى أعلم .
س :بعض المؤجرين يتقاضى أجرة المحل الذي أجرة في السنة بمعنى أنه
يطلب عليه دفعه مقدمة فهل في هذه الحال زكاة ؟
ج :إذا أصرف ذلك المبلغ فإنه ل زكاة فيه أو صرف أغلبه بحيث أنه نقص عنه مقدار الزكاة
مه إليه أو ضم هذا إلى ذلك والمعنى واحد أما إذا أبقي إلى أن
أل إذا كان هناك مال آخر ض ّ
حال عليه الحول ففيه زكاة .
س :إنسان ملك 10آلف ريال في أول رمضان واشتري بها أرضا ً في ذي
الحجة ثم باع تلك الرض في محرم وبقيت المبالغ فمتى تزكى ؟
ج :من ملك مبلغا ً من المال في شهر رمضان ثم اشترى به أرضا ً أو دكانا ً أو أي شيء آخر
الحاصل استعمل ذلك المال في تجارة وعرض ذلك الدكان أو ذلك البيت أو تلك التجارة
للبيع وباعها بعد مدة من الزمن بعد شهرين أو بعد ثلثة أو بعد أربعة وبقيت لديه تلك
الدراهم إلى شهر رمضان المبارك فإنه يخرج الزكاة في شهر رمضان المبارك فلو ملك
إنسان عشرة آلف في اليوم الواحد من شهر رمضان ثم بعد شهر واحد اشترى دارا ً
وعرضها للبيع وباعها مثل في شهر شوال أو في شهر ذي الحجة ثم بقي لديه ذلك المال
إلى اليوم الول من شهر رمضان فإنه يخرج الزكاة فيه إذ إن التجارة هي بمثابة المال ول
فرق بينهما ولكن بشرط أن يكون عندما اشتراها أراد بها التجارة وعرضها .
أما إذا كان أراد بها الملك مثل لو اشترى بيتا ً ليسكن فيه ثم بعد مدة وجد من يريد أن
دا له أن يقوم بعرضه للبيع فإنه ل يخرج الزكاة في اليوم الول من يشتري ذلك البيت أو ب َ َ
ملكه لذلك المال وإنما يحسب من اليوم الول الذي عرض فيه تلك الدار أو ذلك الدكان أو
تلك الرض فيحسب من ذلك اليوم وإذا بقيت لديه تلك الدار أو بقيت لديه قيمة تلك الدار
بعد أن باعها إلى ذلك اليوم الذي عرض فيه تلك الدار إن كان قد عرضها أو إلى اليوم الذي
باعها فيه إن كان لم يقم بعرضها فإنه يزكي في ذلك اليوم والله تبارك وتعالى أعلم .
261
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س :شخص جمع مال ً لشراء سيارة أو بيت أو جمعة للزواج أو للحج وحال
عليه الحول هل فيه زكاة ؟
ج :نعم تجب فيه الزكاة فإن تزوج أو حج به أو اشترى منه ذلك البيت الذي يريده أو تلك
السيارة قبل أن يحول عليه الحول فل شيء فيه ولو كان ذلك قبل يوم واحد أما إذا حال
عليه الحول فإنه يجب عليه أن يخرج منه الزكاة وكان يبلغ النصاب والله تبارك وتعالى أعلم
.
س :إنسان بنى زكاته على أصل عنده وقبل أن يحول عليه الحول استلم
مبلغا ً يصل إلى اللف من الريالت فهل ُيدخله ضمن ذلك الصل أم ينتظر أن
يحول عليه ذلك الحول على المبلغ الجديد .
ج :هذه المسألة مسألة خلفية شهيرة .
ذهب بعض أهل العلم إلى أنه ينظر إلى المبالغ التي لديه في اليوم الذي تجب فيه الزكاة
ويخرج الزكاة عن كل ما لدية ولو أنه حصل على مال قبل يوم واحد فإذا كان يملك مقدار
ما يساوي النصاب وحال عليه الحول ثم أنه حصل على مبلغ كبير أو صغير فإن يزكيه بعد
ذلك .
وقبل أن يحول الحول على النصاب فإن يزكيه في اليوم الذي يزكي منه ماله الصلي هذا
هو رأي طائفة أهل العلم .
ذهبت طائفة من أهل العلم إلى إنه يزكي ذلك المال في اليوم الذي حصل عليه فيه ويزكي
أول ً عن المال الذي كان يملكه في اليوم الذي يبلغ فيه الحول وعندما يبلغ ذلك المال الذي
حال عليه الحول فإنه يزكيه بمعنى أنه يزكيه بمعنى أنه أول ً يزكي ماله الصلي في اليوم
الذي حال عليه الحول بعد أن بلغ النصاب وأما المال الذي حصل عليه فإنه ينتظر إلى أن
يحول عليه حول قمري ويزكيه في ذلك الوقت هذا هو رأي طائفة من أهل العلم .
وذهبت بعض أهل العلم إلى إنه إذا كان ذلك المال الذي حصل عليه نتج عن المال الصلي
أي استفادة بسبب المال الصلي فإنه يزكيه مع المال الصلي وأما إذا كان حصل عليه من
مكسب آخر ول علقة له بالمال الصلي فإذا يستقبل له حول ً جديدا ً وهذا قول وسط وقد
ذهبت إليه طائفة كبيرة من أهل العلم وإذا أخذ به هذا السائل فل بأس به إن شاء الله
تبارك وتعالى وإذا أراد أن يحتاط لمر دينه وأخذ برأي من يقول إنه يزكيه بحسب زكاة
المال الذي كان يملكه أو بحسب زكاة المال الذي كان يزكيه فإنه لشك إنه أحوط وأسلم
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنه يمكن له أن يقدم الزكاة على وقتها على الرأي
الصحيح المشهور الذي تدل له السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم وهي المسألة المعروفة عند العلماء بتعجيل الزكاة فإن تعجيلها على وقتها جائز عند
ت أن السنة تدل على ذلك فإن أخذ بهذا الرأي فل شك إنه أحوط طائفة كبيرة وقد علم ُ
ً
وأسلم وإن استقبل حول جديدا لذلك المال الجديد فإنه قول مشهور قال به غير واحد من
أئمة العلم فل حرج على من أخذ به وهو رأي قوي والله تعالى أعلم .
س :هل يجوز أخراج الزكاة إلى أخي أو أختي الفقيرين وهل يجوز تجزئة
الزكاة إلى أكثر من شخص ؟
ج :نعم يجوز للنسان أن يخرج زكاته إلى أخيه أو أخته إذا كان فقيرين إذا كان ل يقوم هو
بمؤونتهما أي لم يجب عليه شرعا ً أن ينفق عليها وإذا كان يجب عليه شرعا ً أن ينفق عليه
لكنهما بحاجة لشيء من الموال تخرج عما يتعلق بالنفقة أنه ل بأس من أن يعطيهما من
الزكاة لتلك المور الخارجية عن النفقة إذا كانت ل علقة لها بها وأما بالنسبة إلى تجزئة
الزكاة إلى أثنين أو ثلثة أو أكثر فل مانع من ذلك كما أنه ل مانع من أن يعطي النسان
زكاته لشخص واحد إن كان ل يخرج عن حد الفقراء إلى الغنى ولكن إذا كانت هنالك جماعة
أو مجموعة من الناس تحتاج إلى الزكاة فالولى أن يفرقها بين أولئك الناس وأن ل يقوم
بإخراجها إلى شخص واحد لنه إذا أخذ كل شخص من أولئك الناس نصيبا ً من تلك الزكاة هو
262
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
أولى من أن يأخذها شخص واحد ول تحصل البقية الباقية على شيء هذا ومن المعلوم أن
دفع الزكاة إلى القارب أولى من دفعها إلى غيرهم إذا كانوا فقراء والله تعالى أعلم .
س :امرأة أخرجت الزكاة عن هذه السنة على حساب الشهر الشمسية وهي
تجهل الشهر القمري فأخرجته على حساب السنة الشمسية فما حكم الزكاة
ذكرت أن تمّلكها للمال ل تعرف تاريخه بالهجري .
ج :قد قدمت أكثر من مرة أن العبادات تتعلق بالشهر الهجرية ومن ذلك الزكاة فملك
النصاب يعتبر بالشهر الهجرية فمن ملك النصاب عليه أن يعرف ذلك اليوم أو بالشهر
القمرية عليه أن يعرف ذلك اليوم الذي ملك فيه ذلك المقدار من المال بحسب الشهر
القمرية فإذا حال عليه الحول وهو في يده أي لم ينقص في يوم من اليام فإنه يجب عليه
دد وغيرهم فإنها تتعلق
أن يخرج منه الزكاة وهكذا بالنسبة إلى كثير من العبادات من العِ َ
بالشهر القمرية وهذه المرأة تعتبر بمشيئة الله تبارك وتعالى زكاتها صحيحة ولكن لبد من
أن تعرف ذلك بالشهر القمرية كما قلت حيث إن السنة القمرية تنقص عن السنة
الشمسية بأحد عشر يوما ً تقريبا ً وإذا كانت ل تعرف متى ملكت المال بالنسبة إلى الشهر
القمرية فإن المر يسير عليها أن ترجع إلى اليوم الذي ملكت فيه المال الذي يساوي نصاب
الزكاة وتعرفه بحسب اليام الشمسية ثم بعد ذلك عليها أن تنظر في اليوم الذي يصادف
ذلك من الشهر القمرية من السنة الماضية وذلك يسير جدا ً فإذا كانت هي ل تعرفه فإن
عليها أن ترجع إلى التقويم وهو تقريبا ً صحيح في السنة الماضية وعليها أن تسأل بعض أهل
العلم عن اليوم الذي يصادفه ذلك بالنسبة إلى الشهر الشمسية فمثل ً إذا كانت قد ملكت
النصاب في اليوم الحادي عشر من شهر نوفمبر من الشهر الشمسية فعليها أن تسأل عن
اليوم الذي يوافق هذا اليوم من الشهر القمرية من السنة الماضية وبذلك ستعرف بمشيئة
الله تعالى اليوم الذي ملكت فيه الزكاة من الشهر القمرية وستذكر بعد ذلك بحسب هن
اليوم في السنوات الماضية والله تبارك وتعالى أعلم .
س :إذا صام إنسان في دولة تقدم الصيام فيها ثم جاء إلى دولة تأخر الصيام
فيها وكان الصيام في الدولة التي جاء إليها وتأخرت بداية رمضان فيها كان
الصيام فيها ثلثين يوما ً .ما الحكم .
ج :اختلف العلماء في وجوب صيام ذلك اليوم أي الذي هو الحادي والثلثين بالنسبة إلى
ذلك الرجل .
ذهبت طائفة من أهل العلم وهم الكثر إلى أنه ل يجب عليه أن يصوم ذلك اليوم بل يكتفي
بصيام ثلثين يوما ً وذلك لن الشهر العربي ل يزيد على ثلثين يوما ً تارة يكون تسعة
وعشرين يوما ً وتارة يكون ثلثين يوما ً ول يمكن أن يزيد على الثلثين .
وذهبت طائفة من أهل العلم إلى أنه عليه أن يصوم ذلك اليوم وذلك لنه مخاطب بصيام
شهر رمضان وذلك اليوم ل زال من شهر رمضان بالنسبة إلى ذلك البلد الذي هو فيه ذلك
الوقت فهو مخاطب بالصيام لنه في بلد لزال فيها نهار رمضان وهذا القول هو القول
الصحيح وقد استدل له بعض العلماء بحديث دللته واضحة عليه ولكنه يحتاج إلى مزيد من
النظر والتمحيص هل هو ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونظرا ً إلى إن ذلك
ل يؤخر في الحكم ول يتقدم أي أن ثبوت ذلك الحديث أو عدم ثبوته لن يؤخر قي الحكم
في هذه المسألة على حسب رائي ولذلك أقول أن على من صام في بلد متقدمة أن يكمل
اليوم الحادي والثلثون لنه في بلد فيها هذا اليوم من شهر رمضان وهو مخاطب بصيام
شهر رمضان وشهر رمضان لم ينتهى في هذه البلد وهذا كله إذا كان قد صام في تلك البلد
وقد تحقق دخول شهر رمضان في تلك البلد أما إذا كان لم يتحقق دخول شهر رمضان في
تلك البلد وإنما هو احتمال كما يقع في كثير من البلدان وللسف الشديد فإنه ليس له أن
يفطر أما إذا تحقق ففيه الخلف المذكور أما بالنسبة إلى من صام في بلد متأخرة ثم ذهب
إلى بلد تقدم الصوم وأفطر أصحاب تلك البلد قبل أصحاب هذه البلد فلبد من أن يقضي
263
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ذلك اليوم لنه ل يمكن أن يكون الشهر جاء حال من الحوال أقل من تسعة وعشرون يوما ً
بل لبد من أن يصل إلى ذلك العدد أو أن يصل إلى ثلثين يوما ً فعليه أن يفطر في تلك
البلد إذا ثبتت فيها الرؤية أو بعبارة أخرى إذا تحقق دخول شهر شوال عليه أن يفطر وليس
عليه أن يصوم لن ذلك اليوم يكون يوم عيد وصيام يوم العيد حرام بنص السنة الصحيحة
الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبإجماع المة قاطبه والله تبارك وتعالى أعلم ..
س :11إذا كان لديه مبلغ من المال ،هل ينتظر أن يحول عليه الحول حتى
يزكيه ؟
ج :المال ل زكاة فيه إل إذا حال عليه الحول من اليوم الذي بلغ فيه النصاب ..
أعني بالمال المال الذي يشترط فيه أن يحول عليه الحول ،وسؤاله عن الدراهم
على حسب ما أفهم ،فلبد من أن يحول الحول على هذا المال الذي بيده من
اليوم الذي بلغ فيه النصاب اللهم إل إذا كان له مال آخر وكان يزكيه فإنه إذا
حال الحول على ذلك المال الذي يزكيه فإنه يزكي هذا المال الذي حصل عليه
الن مجموعا إلى المال الذي كان يزكيه الن ..هذا الذي ذهب إليه الجمهور وهو
كى بزكاة الصل؛ والله أعلم .ن المال المستفاد يز ّ
أ ّ
س :4من وجبت عليه زكاة الذهب ولم يجد ما يزكي به إل أنه كان يتصدق
على أهل بيته بمبلغ في كل شهر ،فهل عليه أن يجمع ذلك المبلغ ليزكي
به ؟
ج :على كل حال؛ ما دام يملك شيئا من الذهب ووجبت فيه الزكاة فهو في
حقيقة الواقع مالك لما يخرجه عن الزكاة فليخرج من الذهب الذي يملكه أو
يتصرف بوسيلة أخرى فهر في الحقيقة ماِلك اللهم إل إذا كان يملك ذلك من
قبل وكانت الزكاة قد وجبت فيه ثم إنه خرج عنه الن بوجه من الوجوه فإنه في
رج الزكاة وليتب إلى
هذه الحالة عندما يتمكن من وجود المال يجب عليه أن ُيخ ِ
ن الزكاة يجب أن ُتخَرج على الفور بعد وجوبها؛الله-تبارك وتعالى-عن تأخيره ،فإ ّ
والله أعلم.
س :83هل يشترط للمزكي بأنه إذا أراد أن يعطي زكاته للفقير أن يخبره أن
هذه زكاة ؟
الجواب -:
القول بأن ذلك شرط صعب ولكن إذا كان النسان يعرف أنه فقير فل يشترط
ذلك وإذا كان مجرد ظنون بعض الشخاص يظن من الفقراء فلبد أن يبحث
عنهم .
جها ؟
دين ،هل لها أن ُتعطي زكاَتها ِلزو ِ
م ِ
جها َ س :7عليها زكاةُ ذَ َ
هب وزو ُ
من ذلك.
ل العلم؛ ول أرى مانعا ِ
م له ِ ج :في هذه المسألة كل ٌ
ج ابن مسعود-رضي الله تبارك ث زينب زو ِ ت ل أرى الستدل َ
ل ِبحدي ِ وإن كن ُ
ن ذلك الحديث فيما َيظهر ِلي في الصدقةِ غير الواجبة .. وتعالى عنهما-وذلك ل ّ
ما ُيستفاد منه بأنه
م ّ
ض الروايات ِ
في صدقةِ النفل ..هذا ما أراه ،وما جاء في بع ِ
264
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن
دل بذلك الحديث ل ّ كن أن َنست ِ ف ذلك-في حقيقة الواقع-فيه نظٌر فل ُيم ِ ِبخل ِ
ذلك الحديث ِلغير الزكاة الواجبة.
من دفِع هذه الزكاة إليه ولكن إذا د َفَعَ ْ
ت ج فقيرا فل مانع ِ ولكن إذا كان هذا الزو ُ
دمها في أمرٍ ل َيعود ُ على هذه المرأة ن الْولى له أن َيستخ ِ هذه الزكاة إليه فإ ّ
ت
دفع ْ دد في هذا المر ..مثل لو َ ض العلماء ُيش ّ س ونحو ذلك ،فبع ُ ِبفائدةٍ كِلبا ٍ
دد في ض العلماء ُيش ّ ملِبس ِلهذه المرأة فبع ُ إليه هذه الزكاة وذهب واشترى ِبها َ
ت إلى ذلك المر و-حقيقة-في صد َ ْن هذه المرأة قد قَ َ ة أن تكو َ مخاف َهذا المر َ
ن ذلك الزوج عندما َيتمّلك ذلك المال من الحَرج وإن كان الصل أ ّ هذا ما فيه ِ
ن السلمة في ن له أن َيتصّرف ِبه فيما شاء ولكن ل شك أ ّ ملكا له فإ ّ صير ِ
وي َ ِ
دين. من مثل هذا الخلف وفي الحتياط ِلل ّ الخروج ِ
ن هذا الزوج عليه د َْين فلَتدفع له ل هذه المرأة أ ّ من سؤا ِ م ِوعلى حسب ما أفه ُ
من الملبس ري َلها شيئا ِ هذا المال ولَيدفعه في د َْينه وليشتر َلها إن شاء أن َيشت ِ
ل
ف أه ِ من خل ِ ج ِمن زكاِتها فذلك فيه خرو ٌ من غير ذلك ِ ..بماله الذي لم َيأخذه ِ ِ
من الحرج؛ والله من شيٍء ِ ن المَر ل َيخلو ِ حوط ل ّ سلم وأ ْ العلم ول شك ِبأنه أ ْ
أعلم.
ن ذلك الصندوق يقوم بدفع الزكاة قنا تمام اليقين من أ ّ ج :إذا كان متأ ّ
كدا ومتي ّ
ن الله-تعالى-ل يعبد قيها فليدفعها إليه ،وأما إذا كان شا ّ
كا في ذلك فإ ّ إلى مستح ّ
بالشك.
265
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
266
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
الصف الموضوع
حة
أول :فتاوى الحج
أحكام وجوب الحج والوصية به
ن الخت أشكل عليها بين الوصية وبين س :يبدو أ ّ
القيام بتنفيذ الصيام عن طريق الوصية-أيضا-أو الحج ..
صحيح أنه ل وصية لوارث لكن هل عندما يوصي الوارث
لموروثه أن يصوم عنه أو أن يحج عنه ،هل له أن يحج
عنه أو يصوم عنه ؟
س :رجل نذر أن يحج عن والدته ولكن والدته ضعيفة
سن ..كبيرة تحتاج إلى أن يقوم برعايتها في ال ّ
والعناية بها ،فهل له أن يذهب ليحج عنها ويترك
مة على أخواته ليقمن بذلك وأخواته ل يستطعن المه ّ
مة التي ترضي الوالدة لنها تحتاج إلى أن يقمن بالمه ّ
رجل يستطيع حملها إلى دورات المياه وغيرها ؟
س :البعض يكتب وصيته فيطاِلب ورثته بالصيام عنه أو
كفارة شهرين أو الحج.
ج عن والدته إذا كانت جل أن َيح ّس :هل َيجوز ِللر ُ
عاجزة ؟ وإذا كانت قد أصيبت بالعمى كذلك ؟
س :من أراد الذهاب إلى الحج وليس لديه مال ،هل له
أن يقوم بجمع تبرعات ...؟
ذهب إلى الحج س :كانت لديه-ربما هو أو غيره-نية أن ي َ ْ
مه ؟ ولكن جاءْته فرصة عمل ،فما الذي ي ُ َ
قدّ ُ
حكم حج من علي دين
267
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من عليه دَْين ،هل َيذهب إلى الحج أم ل َيذهب ؟ سَ :
س :من أراد الحج وعليه دين ربوي ؟
س :من عليه دين وليس عنده الوفاء لكن جهة عمله
تتكفل بإرجاع الحق لصحابه على تقدير وفاته ؟
من عليه دَْين ؟ حكم الذهاب إلى الحج ل ِ َ س :ما ُ
أحكام الجارة بالحج
س :ما هي شروط استئجار الحج ؟ وهل يصح أن
ُيستأجر أو أن ُيحج عن غير الولي وهو من لم يكن على
طاعة ؟
حةجة وهو ِبص ّ جر ِبح ّ ؤ ّ س :هل يَجوز ِللنسان أن ي ُ َ
وعافية ؟
هب إلى الحج س :امرأةٌ كبيَرة في السن َلم َتذ َ
خمسين ل عام ٍ َ سل في ك ّ مرضية لكّنها ُتر ِ فها الق َ ِلظرو ِ
وّزعجل أن ت ُ َ من أ ْ جر على ذلك ؟ ِ ؤ َ عمانيا ،فهل ت ُ ْ ريال ُ
هناك على الفقراء.
من ل يستطيع أداء الحج إما لكبر سنه أو لمرض سَ :
ولى له أن يؤجر في حياته أو أن يوصي ألم به ،هل ال ْ
جر أو يوصي بالحج ؟ وهل هو مطالب أساسا بأن يؤ ّ
وهو على هذا الحال ؟
أحكام الستعداد للذهاب للحج
حج إلى بيت الله س :ماذا َينبغي على الذي ُيريد أن ي َ ُ
الحرام ؟ ماذا عليه أن َيصنع كاستعداد لهذه الفريضة ؟
من مَتاع و ِ من الق َ ن النسان إذا كان َيمِلك ِ س :ذكرتم ِبأ ّ
درسدّ دُُيوَنه فيما لو حدث له مكروه-ل ق ّ ما ي َ ُالمال َ
سَيارته ،فهل ذلك فَلو كان َيمتِلك ب َي َْته فقط و َ اللهَ -
صّية ؟
و ِ مَنه ال َ ض ّ َيكفي لكي ي ُ َ
حج مع أنه كان قاِدرا على س :إذا ُتوفي النسان ولم ي َ ُ
الحج في حياته ،فما الحكم ؟ وإذا قلنا ِبوجوب الحج
من مكان الذي من مكانه أم ِ حَرم عنه ِ عنه ،فهل ي ُ ْ
جر عنه ؟ َيستأ ِ
أعمال الحج
حدُّثونا-باختصار-عن صفة الحج ..ما س :نريد منكم أن ت ُ َ
الذي يأتيه الحاج وما الذي يذره ؟
أول :الحرام
حكم ركعتي الحرام
ّ
من غْير أن ُتصلي ركعتْين، َ
ت ِبالعمرة ِ
م ْ
حَر َ
س :امرأةٌ أ ْ
ت؟
ت لباس الحرام ثم أحرم ْ وإّنما لبس ْ
** أنواع الحرام
268
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من قبل ،ما الذي أفضل له أن مرة ِ ع ْ دى ال ُ من أ ّ سَ :
ه عندما ُيريد أن يحج ؟ ع ُ صن َ َ يَ ْ
في عمرة ،هل ي َك ْت َ ِ س :في حال القران ِبالحج وال ُ
وَرد في عمرة-كما َ ي واحد ِبنية الحج وال ُ ع ٍ س ْ رن ب ِ َ القا ِ
طواف واء عند َ س َ ديه متى ما شاء َ ؤ ّ بعض الفتاوى-ي ُ َ
ف الفاضة ؟ وا ِ خره عند طَ َ ؤ ّ قدوم أو ي ُ َ ال ُ
أحكام إحرام الصبي
َ
مرة ع ْ م لل ُ ه ْ ع ُ
م َخذُ بعض المسلمين أطفالهم َ سَ :يأ ُ
مّيز ،فما هي الحكام م َ هم الرضيع ومنهم الق ُ من ْ ُ و ِ
صيل في هذه قة ِبهؤلء الطفال ؟ نرجوا الَتف ِ عل ّ َ مت َ َ ال ُ
دوا ؤ ّ رموا لهم وأن ي ُ َ َ ح ِل لهم أن ي ُ ْ َ ه ْ عِني َ ضّية ..ي َ ْ ق ِ ال َ
كذا الحج ؟ ه َ مرة و َ ع ْ ال ُ
صبي الممّيز-الذي َيستطيع أن هذا ال ّ ب َ س :إذا ارتَك َ َ
ذي من ال ِ ظوَراتَ ، ح ُ من الم ْ شيئا ِ َيفهم ما ُيقال لهَ -
ذلك ؟ ما َيترتب على َ ل َ م ُ ح ّ ي َت َ َ
أحكام قطع التلبية
رم الت ّل ْب َِية ؟ ح ِم ْ طع الق ُ ق َ س :متى َي ْ
أحكام محظورات الحرام
مد ؟ ع ْمن غير َ ل الصي ْدَ في الحَرم ِ قت َ َ من َ س :ما حكم َ
جه صحيح أو ل ؟ ح ّ وهل َ
من المور التي ُيمَنع منها طيب ِ ن ال ّ من المعلوم أ ّ سِ :
من الّناس قد ي َلت َِبس عليهم المر ْ ن كثيرا ِ الحاج غير أ ّ
سع الله- سهم أمورا قد و ّ ف ِ قون على أن ُ ضي ّ ُ وَلربما ي ُ َ
جد فة فن ِ من ذلك ما َيتعلق ِبالّنظا َ تعالى-عليهم فيها ِ
سواك طيلة مت َِنعون عن الستحمام ِ أو ال ّ ض الناس ي َ ْ بع َ
مشروعية استخدام المواد أيام الحرام ،وسؤالنا عن َ
رم: ح ِ م ْ التالية ِلل ُ
ض أنواع الصابون كالذي به رائحة " -1استخدام بع ِ
الديتول " أو رائحة الّليمون أو رائحة الفواكه الخرى ..
واء غسل رم س َ ح ِ م ْ خدام مثل هذه النواع ِلل ُ فهل است ْ
من الممنوع ؟ دي أو الستحمام أث َْناءَ فترة الحرام ِ الي ْ ِ
أحكام الدماء
ن الدماء التي َتجب س :ذكرُتم في حلقة ماضية س :أ ّ
من المور رم إذا ما أخطأ في أمر ِ ح ِ م ْ على الحاج أو ال ُ
من المور َتحتاج إلى تفصيل وليس كل ما أو فعل أمرا ِ
جب الدم وهناك أمور تأتي على أخطأ فيه الحاج ُيو ِ
من التفصيل التخيير ..كل هذه نريد فيها شيئا ِ
باختصار.
قط َ َ
ع من َ حق َ صيام في َ دم والطعام وال ّ ن ال ّ خّير ب َي ْ َ هل ي ُ َ َ
269
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من الصفا إلى المروة ثم عدّ ذهاَبنا ِ وطِ ،بحيث كّنا ن َ ُ ش ْ
من عنا إلى الصفا مّرة أخرى شوطا واحدا بدل ً ِ رجو َ
مجموع ِبذلك خمس عشر كونه شوطين فقد كان الق َ
شوطا ؟
س :ما حكم السعي بين الصفا والمروة بالنسبة لحجة
الفراد ؟
خامسا :أعمال اليوم الثامن وليلة التاسع من ذي الحجة
ة
ت ليل َ من لم ي َب ِ ْ من شيخنا أن ُيبّين لنا حكم َ س :أرجو ِ
عرفة ب إلى َ ه َ منى وإنما ذَ َ جة في ِ ح ّ من ذي ال ِ سع ِ التا ِ
هب معه شدٌ َيذ َ مر ِ من ُيقيم معهم وليس له ُ شرة مع َ مبا َ
ن الرسول ض أهل العلم هناك ِبأ ّ خذَ ِبفتوى بع ِ وقد أ َ َ
من السّنة ؟ ت هناك ِللستراحة وليس ذلك ِ َبا َ
خامسا :أعمال اليوم التاسع من ذي الحجة ) يوم عرفة(
من حذيرا ِللحجاج ِ ت منكم في حلقات ماضية ت َ ْ س :سمع ُ
ي
قق غروب الشمس فأ ّ من عرفات قبل َتح ّ أن َيفيضوا ِ
دي إلى الحكام التي ستذكروَنها من هذا النوع ُتؤ ّ حركة ِ
قون بْين هذا وبْين الحديث ف ُو ّ إن شاء الله ،ولكن كيف ت ُ َ
عرفة ..هذا ف قليل في َ ق َ و َجل َ نر ُ وَردَ فيه أ ّ الذي َ
جل َيقول" : الحديث الذي أخرجه المام أحمد ..هذا الر ُ
حل َِتي َ
ت را ِ يء أك ْل َل َ ُ جبل طَ ْ من َ جْئت ِ يا رسول الله ،إني ِ
فت ق ْو َ من جبل إل َ ت ِ ت نفسي ،والله ما ت ََرك ْ ُ عب ْ ُ وأت ْ َ
هدَ صلَتنا ش ِ من َ فقال َ ) : من حج ؟ " َ عليه ،فهل لي ِ
عرفة قبل ذلك ف بِ َ ق َ و َ ف معنا حتى َندفع وقد َ ق َ و َهذه و َ
جه وقضى ت َ َ َ
شير فَثه ( في ُ ِ ح ّ م َ ليل أو نهارا فقد أت َ ّ
من النهار فذلك ف جزءً قليل ِ ق َ و َ
الحديث أنه حتى لو َ
كفي ؟ يَ ْ
من الليل ؟ ر ِ خ ٍت متأ ّ عرفة في وق ٍ سَ :لحق ِبيوم َ
من اعتمد على خطبة المذياع بعد صلة س :في عرفةَ ،
عا ؟ م ً ج ْالظهر والعصر َ
سابعا:أعمال اليوم العاشر من ذي الحجة
أول :قطع الوادي
س :الناس معروفٌ أنهم عندما يفيضون مِن عرفات
إلى مزدلفة ومِن مزدلفة إلى مِنى ..عندما يَقطعون
رعون في وادي س ِ من مزدلفة إلى مِنى ي ُ ْ الطريق ِ
سر لكن ل يَعلمون شيئا عن السراع في هذا ح ّ م َُ
الوادي عندما يذهبون مِن مِنى إلى عرفات ،فهل
َيصنعون نفس الفعل ؟
أول :رمي جمرة العقبة
دث س :في أيام الحج-وَيكاد َيتكّرر في كل عامَ-يح ُ
271
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من الناس ول كل واحد ِ م شديد أثناء الرمي وُيحا ِ زحا ٌ ِ
صل إلى الحوض وِبالتالي َيرمي سعة ِلنفسه حتى ي َ ِ الّتو ِ
مَرةج ْمن وصول الحصاة إلى الق َ مَرة ،هل لبد ِ ج ْ تلك الق َ
هم قط في الحوض ؟ وِبذلك َيف َ أم أنها َيكفي أن َتس ُ
ف الزحام. خ ّ الناس القضية وي َ ِ
ن تلك الحجارة المنصوبة إنما س :هل يعني ذلك أ ّ
عت حتى ل ُيصيب الحجاج بعضهم البعض وإل ض َو ِ ُ
فالصل الحوض ؟
سل س :ما حكم غسل الحصى ؟ يعني هل الحصى ُيغ َ
سل ؟ أم ل ُيغ َ
ك أنهش ّ مى ..إذا َ صَيات التي ت ُْر َ ح َ عدَِد الق َ ك في َ س :الش ّ
ستا أو سبعا ؟ مى خمسا أو ِ َر َ
من رخصة ِللنساء في عدم الرمي نظرا س :هل ِ
ِللزحمة ؟
من عدم س :لعل السائل يشير إلى أنه ليست المسألة ِ
القدرة المطلقة وإنما الضعف المركب في ذات
المرأة ؟
ثانيا :التحلل الصغر والكبر
أول :التحلل الصغر
*الحلق أو التقصير
قصير أو الحلْق ،كيف َيكون ؟ ِ س :الحلل بِ َ
الت
* الهدي
ح ِللحاج أن ص ّ
منى ،هل ي َ ِ ج ِ جد خار َ سَلخ ُيو َ م ْ س :هناك َ
دي فيه ؟ َيه ِ
دي ،فماذا َيصنع ؟ طع اله ْ ده فلم َيست ِ قدَ نقو َ ف َس :رجل َ
ثالثا :طواف الفاضة
ؤجل إلى صح أن يُ ّ ّ س :بالنسبة لطواف الفاضة ،هل يَ
طواف الوداع ؟
ثامنا:أعمال أيام التشريق ) 11,12,13من ذي الحجة (
منى ؟ كة أيام ِ قيل ِبم ّ م ِ س :ما حكم ال َ
عيد تلك المسألة التي ذكرُتموها في س :ربما ُيريد أن ي ُ ِ
ة ماضية ..مسألة رمي الجمرات ..هل ُيشَترط أن حلق ٍ
حوض ؟ قع على ال َ عمود أم َيكفي أن ت َ َ ب ال َ صي َ تُ ِ
من الحجاج في رمي من جماعة ِ ل أخذ وكالة ِ س :رج ٌ
جمار وأخذ منهم الحصى ثم رماها في الشارع ولم ال ِ
خِبرهم وهم عاجزون عن الرمي، ي َْرم ِ الجمرات ولم ي ُ ْ
فما الحكم ؟
ج عنه وكما َتعَلمون َ ُ دي تو ّ
ح ّ
ريد أن أ ُ فاه الله وأ ِ س :وال ِ ِ
272
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جَر
ؤ ّ مة كِبيَرة ،هل ِلي أن أ ُ َ ح َ ي الجمار َتكون ز ْ م ِ عندَ َر ْ
سي. َ
ت الحج عن نف ِ ي الجمار ؟ مع العلم أّنني أدّي ْ ُ م ِ ل َِر ْ
مَرات ج َ ل ل َِرمي الق َ س :في اليوم الحادي عشر ذهب رج ٌ
مَرة الولى وذهب ل َِرمي ج ْ وعند وصوله َرمى الق َ
دة الزحام في من ش ّ مَرت َْين الوسطى والكبرى و ِ ج ْ الق َ
سها عن مَرة الوسطى و َ ج ْ
ذلك اليوم لم َينتِبه إلى الق َ
مَرة الخيرة وَرماها وعند ج ْ ل إلى الق َ ص َو َ َرمِيها حتى َ
مَرة ج ْ
سه أنه لم ي َْرم ِ الق َ ك في نف ِ ش ّ عودِته ِبالطريق َ َ
كه حتى اليوم التالي-الثاني ش ّ الوسطى وَبقي على َ
ل تلك ص َ
و َ عودِته ِللرمي في هذا اليوم َ عشر-وعند َ
كه ِلليوم الول ش ّ
صَيات عن َ ح َ ع َ مَرة وَرماها ِبسب ِ ج ْ الق َ
زي وذلك في اليوم الثاني عشر ،فهل َتصّرفه هذا ُيج ِ
أم ماذا َيكون عليه ؟
ة َرمي المرأة ددُتم في مسأل ِ ش ّ عْنكم أنكم َ كر َ س :ذُ ِ
ي ب َِنفسها وأل ّ ُتنيب طال َب ُْتم المرأةَ أن َترم َ مَرات ف َ ج َ ِلل َ
قول " :في ض يَ ُقادرةً على ذلك فالبع ُ ت َ غيرها ما دام ْ
لمر ح هذا ا َ ض َفُنريد أن ُتو ّ شديد " َ من الت ْ ذلك شيءٌ ِ
حتى َيفهم الجميع المراد.
تاسعا :طواف الوداع
ك ركعتي الطواف في طواف من ت ََر َ س :ما قولكم في َ
الوداع ؟
ف الوداع ،فماذا َيلزمه ؟ ك طوا َ ج ت ََر َ س :حا ّ
أحكام الحج والعمرة للمرأة
*ما يتعلق بوجوب الحج والعمرة
(1أحكام متعلقة بشرط وجود المحرم
رها إلى الحج أن َيكون ذو ة ،هل ُيشتَرط ِلسف ِ س :المرأ ُ
محرم ٍ معها ؟ َ
س :ما مقدار السن بالنسبة للمحَرم إذا كان هذا
المحرم ولدها ؟
س :إذن نفهم من هذا أنه في حالة عدم وجود المحرم
ل تعتبر المرأة مستطيعة ؟
س :في حالة وجود المحرم لكنه ل يملك المال وهي
تملك المال ،هل يجب عليها أن تعطي محرمها المال
ليحج معها ؟
س :ما حكم ذهاب المرأة للحج رفقة مجموعة من
النساء بدون أن يكون عندها محرم رجل؟
من ة الخال ،هل هما ِ عم وزوج ِ ة ال َ سِ :بالنسبة ِلزوج ِ
رم ؟ المحا ِ
273
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
رّبما ي َكون رما ُ .. محْ َ صدُق عَليه أن َيكون َ من الذي يَ ْ سَ :
رمها في ح َ النساء صبي ،هل يُمْكن أن يَكون هو مَ ْ َ لحد
فر ؟ الس َ
ّ هذا
م َ
ع رم َ .. ح َ رة بِدُون مَ ْ هاب إلى العُمْ َ الذ َ
ّ ريدُ س :امرأةٌ ُت ِ
انب ؟ أج ِ َ
ما لها إذا ما أرادت حَر ً م ْس :زوج أخت المرأة ،هل يعد َ
الذهاب إلى الحج ؟
جت َ
ج الّنفل وسبق لها أن ح ّ ح ّ س :امرأة أرادت أن ت َ ُ
حَرم ،فهل عليها م ْ الفرض لكنها هذه المرة تذهب بدون َ
خر ؟ جل أم تؤ ّ أن تتع ّ
س :والدتها تريد أن َتذهب إلى الحج ولكن ليس عندها
صطحب معه زوجتَه مع مجموعة ِ المقاول يَِ رم إل أنّ ح َ م ْ َ
من النساء ،فهل تَذهب معهم ؟ ِ
ما يتعلق بإحرام المرأة
ن
فهم َ ض النساء ي َ ْ ن بع َ قة إحَرام ِ المرأة ؟ ل ّ طري َ س :ما َ
َ
عّينا وطريقة معّينة ،هل هناك م َ ن لباسا ُ س َ على أّنهن ي َل ْب َ ْ َ
ذا ؟ من ه َ ِبالفعل شيءٌ ِ
مات هو ر َ
ح ِ م ْ غالبة عند الق ُ س :الحقيقة َأصبحت الصفة ال َ
دلس ْ ن الفتنة هي السبب في َ ة الوجه ِبناء على أ ّ تغطي ُ
هذا الخمار.
كيف من الفتنة ؟ َيعني َ عَيار الخوف ِ م ْ س :ما هو ِ
من الفتنة ؟ خاِئفة ِ هي َ هل ِ َتستطيع المرأة أن ُتمّيز َ
مد على َنظرات عت َ ِ سها أم ي َ ْ مد عليها ِبنف ِ هل هذا َيعت ِ
الخرين إليها ؟
منزِلهاِ من سل الحرامِ ِ سل غ ُ ْ لمرأة أن تَغَْت ِ ِ س :هل لِ
قبل الخروج ؟ َ
*ما يتعلق بالحيض والنفاس
س :إن كانت المرأة تخشى أن يدركها الحيض في
فترة المناسك ،هل لها أن تتأخر عن الحج أو العمرة
بسبب هذا ؟
مل ك ِ الحْيض لِتُ ْ َ انعَ
و ِ اطى مَ َ ع َ صح لِلمرأة أن تَتَ َ س :هل يَ ِ
جع فيه ر ِام حَيْضها زمنًا تَ ْ اد أيَ ِ د ِ ظرا لمْتِ َ رَتها نَ َ عمْ َ ُ
ها ؟ ر َ ه ِ طن قبل طُ ْ افلة إلى الوَ َ الق ِ َ
دي طواف الوداع ؟ ؤ ّ ستحاضة ،كيف تُ َ س :المرأةُ القمُ ْ
س :هذه المرأة التي ذهبت إلى الحج جاءها الحيض بعد
الزوال في يوم عرفة ؟
ؤها الحيض في الحج ،ماذا ج ُس :المرأة التي ُيفا ِ
َتفعل ؟
274
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
275
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
276
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
278
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
279
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
280
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مة فعليه ج :الله أعلم ,إذا كانت الخوات يستطعن أن يقمن بهذه المه ّ
أن يذهب لتأدية الحج الذي نذر به ،وأما إذا كانت الخوات ل يستطعن
على ذلك فهو معذور إلى أن يمكنه أن يقوم بتأدية هذه الفريضة ولكن
ن الغالب ل يشقّ على النساء من أن يأخذن هذه المرأة إلى الذي أراه أ ّ
دورات المياه وما شابه ذلك؛ والله-تعالى-أعلم.
س :البعض يكتب وصيته فيطاِلب ورثته بالصيام عنه أو
كفارة شهرين أو الحج.
نفذ الورثة وصيتَه ول يَجوز لهم أن ج :مَن أوصى بشيء فلبد مِن أن يُ ّ
َيتركوا ذلك إذا كان ماله يبلغ المقدار الذي يمكنهم أن ينفذوا منه تلك
الوصية ،فمَن أوصى بحج أو بصيام سواء كان ذلك كفارة أو كان غير
ومن المعلوم أنّ الوصية بالحج وبالكفارات من إنفاذ وصيتهِ ، ذلك فلبد ِ
والصيام إذا كان ذلك واجبا عليه أنه يخرج مِن رأس المال ،ل مِن
ختلف؛ والله-تبارك الثلث ،أما إذا كان ذلك ليس واجبا عليه فإنه يَ ِ
وتعالى-أعلم.
ج عن والدته إذا كانت عاجزة جل أن َيح ّ س :هل َيجوز ِللر ُ
؟ وإذا كانت قد أصيبت بالعمى كذلك ؟
حج عنها ،وكذلك إذا كانت ميّتة، صح له أن يَ ّ ّ ج :نعم ،إذا كانت عاجزة يَ
منفقد ثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أنه أجاب بذلك لِ َ
سأله عن من مات أحد أوليائه ..جاء في بعضها " :رجُل " ،وفي
بعضها " :امرأة " ،وهل الكل صحيح أو البعض صحيح والبعض شاذ ؟
ِلذلك موضع آخر ،ولكن القول بالجواز هو القول الصحيحِ ،لصحّة السنّة.
ادعى بأنها خاصّة بذلك الشخص أو بأولئك الشخاص دعوى ودعوى مَن ّ
ل تقوم عليها حجّة.
مكن أن يَأخذها معه وتَأتي بأعمال أما بالنسبة إلى العَمى فإن كان يُ ِ
ها عند تأدية المناسك فل يَصحّ لها الترك، ود َق ُوي ُالحج ..أي َيأخذها معه َ
صح لها ذلك،
ّ أما إذا كانت ل َتتمكّن مِن الفعل أبدًا ففي هذه الحالة يَ
ؤّدوا ذلك بِمساعدة صرون ولكنّهم يُمكنُهم أن ُي َ فكثير مِن الناس ل يُبْ ِ
غيرهم.
س :من أراد الذهاب إلى الحج وليس لديه مال ،هل له
أن يقوم بجمع تبرعات ...؟
ج :الحقيقة؛ ليس للنسان أن يسأل الناس ل في الحج ول في غيره إل
إذا وصل به الحال إلى أن يخشى على نفسه الهلك يسأل شيئا يأكله
وهذا بعد أن يطرق الوسائل ولم يجد مخرجا من ذلك فهنالك حاجة
ضرورية جدا جدا فيباح له بمقدار ما يسد حاجته ،ومن المعلوم أن ذلك
قد ل يحتاج له النسان في حياته اللهم إل لبعض الفراد النادرين ،أما
281
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
بالنسبة إلى الحج فليس له ذلك ول لغير الحج كما أشرت ،والحمد لله
والمنة والفضل أن الله-تبارك وتعالى-لم يفترض الحج إل على
المستطيع من عباده فما دام هذا الشخص ل يجد الستطاعة فإنه ل
يجب عليه الحج وإذا وجدها في يوم من اليام فليبادر إلى ذلك؛ والله-
تبارك وتعالى-أعلم.
ذهب إلى الحج س :كانت لديه-ربما هو أو غيره-نية أن ي َ ْ
مه ؟ قد ّ ُولكن جاءْته فرصة عمل ،فما الذي ي ُ َ
ج الفريضة أو ل. جح ّ ج :ل أدري-أّول-هل هو ح ّ
جة نافلة فالمر سْهل. ح ّ جة َ أما إذا كانت هذه الح ّ
خشى على هذا العمل جة فريضة فإن كان ي َ ْ ح ّ جة َ وأما إذا كانت هذه الح ّ
ْ
صل بعد ذلك على هذا العمل ول ِبأنه إذا ذهب إلى ت َأدية الحج أل ّ َيح ُ
مل وَينوي أن ج ِلهذا العمل فِبإمكانه أن َيع َ محَتا ٌ صل على غيره وهو ُ َيح ُ
ن ذلك في كو َ سر الله-تبارك وتعالى-له ،وعسى أن ي َ ُ ب عندما ي ُي َ ّذه َ يَ ْ
شى ِبأن ي َُفوَته هذا حتاجا ِلهذا العمل وَيخ َ م ْ السَنة القادمة ..هذا إذا ُ
شَرعمكن أن ُيوّقع ِبالمواَفقة على العمل وأن ي َ ْ العمل ،ولكن َأظ َ
ن أّنه ي ُ ْ ّ
من هذا. َ
ن هناك مانعا ِ نأ ّ من الحج ..ل أظ ّ عه ِ في العمل بعد َ رجو ِ
س :وفترة الجازة تكفي.
ج :نعم.
منس :ربما يكون في القطاع الخاص هناك شيء ِ
التشديد.
جد عمل وهو ِبحاجة ج :فعلى كل حال هذا ..إذا كان َيخشى على أل ّ ي َ ِ
جد َ هذا العمل ول غي َْره في ك هذا العمل لن ي َ ِ إلى العمل وإذا ت ََر َ
المستقَبل القريب ..وإل فالعمل ِبيد الله تبارك وتعالى ..ي َْعني الله
سر له عمل كهذا العمل أو أفضل كما ل ِبالرزق وهو قاِدر على أن ي ُي َ ّ ت َك َّف َ
حَتاجا إليهم ْ
سَر له هذا العمل ولكن النسان َيأخذ ِبالسباب ،فإذا كان ُ يَ ّ
صل على ذلك في وَيخشى إذا لم َيعمل فيه ِبأن َيفوَته هذا العمل ول َيح ُ
هب إن شاء الله في السنة صي ِبالحج ،ول َْيذ َ خص له وُيو ِ القريب-مثل-في َُر ّ
القادمة.
حكم حج من علي دين
من عليه دَْين ،هل َيذهب إلى الحج أم ل َيذهب ؟ سَ :
من أحد أمرْين: ج :إذا كان على النسان د َْين فل َيخلو ذلك ِ
إما أن تكون لديه أموال َتكفي ِلقضاء ذلك الد ّْين الذي عليه وتكفي أيضا
ِلمؤونة أهله حتى َيرجع إليهم فإن كان عليه د َْين ولديه هذه الموال
من أن َيقوم أّول ِبقضاء ذلك التي َتكفي ِلقضاء هذا الد ّْين فإنه لبد ِ
ل ثم بعد ذلك َيذهب إلىالد ّْين إذا كان ذلك الد ّْين حال ّ أو في حكم الحا ّ
282
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
دين إما عند جل ً فل ُْيوص ِبذلك ول ْي َت ُْرك وصيته ِبذلك ال ّ مؤ َ ّ
الحج ،وإن كان ُ
ضَعه مع فلن ص أمين وُيخِبر ذلك الدائن ِبأنه قد وَّثق له د َي َْنه ووَ َ شخ ٍ
وإما أن َيضع-تلك الوثيقة أو-ذلك الصك مع صاحب المال الصلي.
من الد ّْين فإنه ل سد ّ ما عليه ِ من المال َيكفي ل ِ َ أما إذا كان ل َيملك شيئا ِ
طيع سبيل طيع وهذا ل َيست ِ جب على المست ِ ن الحج ي َ ِ جب عليه الحج ،ل ّ يَ ِ
إلى ذلك ،و-طبعا-ل أريد ِبالموال الدراهم إذ قد َيقول شخص إنه ل
من الدراهم ولكنه َيمِلك عقارات أو ما شابه ذلك فهي َتقوم َيملك شيئا ِ
سد ّمن الموال َتكفي ل ِ َ في مقام الدراهم ،فالحاصل هل َيملك شيئا ِ
من حّرما فلبد ِ م َذلك الد ّْين أو ل َيمِلك شيئا ..هذا وإذا كان الد ّْين ُ
من الحرام والتوبة والرجوع إلى الله-تبارك وتعالى-حتى الّتخلص أّول ِ
من هذه القاذورات وهذا كله إذا كان ُيريد أن ي َِفد َ بعد ذلك وقد ت َط َّهر ِ
جع إليه سبحانه ،أما إذا كان ل َيهَتم َيتوب إلى الله-تبارك وتعالى-وأن َير ِ
ِبهذه المور ول ُيبالي ِبها فإنه إذا قيل له " :ل َتذهب إلى الحج " سَيبقى
كن أن َيقوم ِبقضاء تلك الديون التي عليه هنا وهو َيمِلك الموال التي ُيم ِ
وإنما ُيريد أن َيشتري الرض الفلنية والعقار الفلني وما شابه ذلك
ن الله-تبارك-ل فهذا-على كل حالُ-يقال له " :اذهب إلى الحج " ولك ّ
ق ِلرّبه بل من المّتقين وهو ليس ِبمت ّ ٍ ل منه ،إذ إنه ل يت ََقّبل إل ِ ي ََتقب ّ ُ
نمن حيث الِفْعل ولك ّ جه صحيح ِ محاِرب له .. هذا هو الحكم ،فح ّ هو ُ
منه شيئا الله-تبارك وتعالى-ل َيتقّبل منه ..ل َيتقّبل منه الحج ول َيتقّبل ِ
من الطاِلح؛ من الصاِلح ل ِ ن القبول َيكون ِ من العمال الصالحة ،ل ّ ِ
والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :من أراد الحج وعليه دين ربوي ؟
ج :إذا كان ربويا فعليه أن يتخلص من ذلك عليه أن يتوب إلى الله-
تبارك وتعالى-من محاربة الله-تبارك وتعالى-ورسوله ... :فَأ ْذ َُنوا
ه ] ...سورة البقرة ،من الية [ 279 :عليه أن سول ِ ِن اللهِ وََر ُ
م َ
ب ّحْر ٍ بِ َ
يتوب إلى الله-تبارك وتعالى-وأن يتخلص من هذه المعاملة قبل أن
يخرج من هذه الدنيا إلى عذاب الله-تبارك وتعالى-فهذا إن كان يريد أن
يتوب ،أما إذا كان ل يريد أن يتوب في حقيقة الواقع ول أعني بذلك ما
يلقلق به كثير من الناس ألسنتهم يدعي الواحد يقول" :أريد أن أتوب"
وهو ل يسلك طريق التوبة يجلس السنوات الطويلة وهو ل يتخلص من
هذه المعاملت فإن كان ل يريد أن يتخلص الن فليذهب لتأدية الحج
حتى ل يجمع بين معصيتين بين معصية إقامته على محاربته الله-تبارك
وتعالى-ورسوله بأخذ هذا المال الحرام أو بالتعامل بهذه المعاملة
المحرمة وبتأخير الحج وإن كان هذا الحج ل يتقبل منه لن الله-تبارك
283
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وتعالى-ل يتقبل إل من المتقين 1وكيف يكون هذا متقيا لله وهو ملعون
على لسان رسول الله محارب لله-تبارك وتعالى-بنص كتابه
سبحانه ؟! ولكنه قد أدى هذه الفريضة بمعنى أنه ل يطالب بها بعد ذلك
مرة أخرى؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
س :من عليه دين وليس عنده الوفاء لكن جهة عمله
تتكفل بإرجاع الحق لصحابه على تقدير وفاته ؟
ج :إذا ثبت هذا حقا بأن تلك الجهة تقوم بعد ذلك بتأدية هذا المال إلى
أصحابه وكان هذا الدين مؤجل أو كان صاحبه يرضى بالتأخير فل بأس
بذلك بمشيئة الله-تبارك وتعالى-أما إذا كان هذا الدين حال فلبد من أن
يدفع المال إلى صاحبه إل إذا أذن له بذلك ،ثم أيضا ل ينبغي للناس أن
يحرجوا غيرهم تجد الواحد يذهب إلى غيره "يا فلن أنا أريد الحج وأريد
منك أن تؤخرني" أو ما شابه ذلك فكثير من الناس على كل حال
سيقولون لهذا السائل "اذهب إلى الحج" لكن هل هم راضون بذلك حقا
؟ قد يقول قائل العبرة بما ذكروه والله أعلم بما صدورهم نقول له لبد
من النظر والتأمل في هذا المر فقد يقول لك النسان بلسانه وهو ل
يرضى بذلك ،الصل أن تؤدي هذا المال إلى صاحبه ول تذهب إلى الحج
إل بعد أن تؤدي ما عليك لكن إذا كنت واثقا من صاحبك مطمئنا إليه
تمام الطمئنان كما يعرف عند أهل العلم بالتعارف أو ما شابه ذلك فل
بأس بهذا بمشيئة الله-تبارك وتعالى-أما إذا كان المر بخلف ذلك فل،
وكثير من الناس يدعون بأن هذا من المور التي يتعارفون عليها أو بأنه
واثق من أمر صاحبه ولكن المر بعكس ذلك يتساهلون في هذه المور
عرفا بينهم في هذه القضايا وفي غيرها من القضايا دعون أن هنالك ُ ي ّ
وليس هنالك عرف في حقيقة الواقع ،إذن لبد من أن يكون واثقا من
ذلك تمام الثقة أما إذا كان مجرد ظن وتخمين أو ما شابه ذلك فهذا
مما ل ُيلتفت إليه.
من عليه دَْين ؟ حكم الذهاب إلى الحج ل ِ َ س :ما ُ
حّرما، َ
م َ حد أمرْين اثنين :إما أن َيكون هذا الد ّْين ُ من أ َج :ل َيخلو ذلك ِ
حّلل.م َ
وإما أن َيكون هذا الد ّْين ُ
هب إلى تأديةِ الحج إل بعد َ أن َيتط َّهر حّرما فليس َله أن َيذ َ م َ فإن كان ُ
ة نصوحا إلى رّبه تبارك ب توب ً من هذه المعصية التي وَقَعَ فيها وي َُتو َ ِ
ريد ُ أن َيتوب في ريد ُ أن ي َُتوب ،أما إذا كان ل ي ُ ِ وتعالى ..هذا إذا كان ي ُ ِ
خيص ذل الغاِلي والر ِ ريد ُ أن ي َُتوب أن ي َب ْ ُ ة الذي ي ُ ِ حقيقة الواقع ..وعلم ُ
ريد ُ أن ل التوبةِ والرجوِع إلى الله تبارك وتعالى ،أما إذا كان ي ُ ِ في سِبي ِ
ري الراضي أو ما شابه ذلك وي ُل َْقل ِقُ ِبلساِنه ماَرات وَيشت ِ ري العِ َ َيشت ِ
من المتقين " وهو سبق لسان.
-1قال الشيخ " :ل يتقبل ِ
284
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من أهل الصلح وكذلك أن يعين ذلك الشخص على طاعة الله-تبارك
وتعالى-أما أن يكون قصده أن يجمع هذا الحطام الفاني فهذا مما لم
يقل به أحد من أهل العلم؛ والعلم عند الله.
حة جة وهو ِبص ّ جر ِبح ّ س :هل َيجوز ِللنسان أن ي ُ َ
ؤ ّ
وعافية ؟
ج :ل ،ل يَجوز له ذلك أبدا ،بل ول يَجوز له أن َينتظِر حتى ُيصبح شيخا ل
من تأدية ذلك ،بل عليه أن يَذهب الن ما دام واجِدا لِلمال وهو َيتمكّن ِ
تأخر ،كما يَفعله كثير مِن َيستطيع على تأدية الحج ،ول يَجوز له أن يَ ّ
الناس:
ن َيزعمون وأنه َكالّديْ ِ ؤخرون وأغلبُ الناس ُي ّ
خادعون خُرف القول ُم ِ ِبُز ْ وهم لََعْمُر ال مَغرورون
دعي بأنّ أهل العلم قالوا" : نتظر الواحد سنة ثم سنة ثم ثالثة ويَ ّ َيبقى يَ ِ
َيجوز التأخير في الحج " ..ما أراد أهل العلم هذا المر ،وكثير مِن
مِلكُون الموال الطائلة مكثون السنين الكثيرة ويَ ْ الناس شَاهدناهم يَ ْ
صحة تامّة يقول " :سأذهب بعد مدّة مِن الزمان " ثم بعد ذلك ّ وهم في
ل يَتمكّن ثم َيأتيه الموت ..فأخشى على هذا مِن الهلك والعياذ بالله
تعالى.
فها هب إلى الحج ِلظرو ِ س :امرأةٌ كبيَرة في السن َلم َتذ َ
عمانيا، خمسين ريال ُ ل عام ٍ َ سل في ك ّ مرضية لكّنها ُتر ِ الق َ
وّزع هناك على الفقراء. جل أن ت ُ َ من أ ْ جر على ذلك ؟ ِ ؤ َ فهل ت ُ ْ
ل العلم في عوهم أن َيسألوا أه َ ج :على كل حال؛ َنحن َندعو الناس َ ..ند ُ
مخاِلفة ض المور التي قد َتكون ُ ل أن َيفَعلوا بع َ من قب ِ ل هذه القضايا ِ مث ِ
ل العلم: ل أه ُ ف ما فََعلوه ،وقد قا َ ِللشرع أو قد َيكون الوَْلى ِبخل ِ
خي َْر فيها إّنها ل َب َل َ ُ
ه ل َ ه
س ِبها ت ََفّق ُعَباد َةٌ ل َي ْ َ ِ
جاِرمعَ هذه الموال وبعد َ ذلك َتقوم ب ِِإيه َ فكان الوَْلى ِلهذه المرأةِ أن َتج َ
ل حال-وجوهُ الخي ْرِ والِبر جةِ عنها ،و-على ك ّ من َيقوم ِبتأديةِ هذه الح ّ َ
جين إليها فل ماِنع حَتا ِ م ْت هذه الموال ت ُوَّزع هناك على اله ُ كثيرة ،فإن كان ْ
ت ت ُوَّزع على في ذلك وفي ذلك خْير ِبمشيئة الله تبارك وتعالى ،وإن كان ْ
َ
ن
علم ُ ..يعا ُ شرِ ِ من ن َ ْ جوه في هذه البلد أوَْلى ِ .. ب فهَُناِلك وُ ُ ب ود َ ّ من هَ ّ َ
ض الشرطة أو ما شابه ض الكتب أو بع ُ ض الفقراء أو ت ُط ْب َعُ ِبها بع ُ ِبها بع ُ
مع هذه ج ّ جب عليها أن ت ُ َ ن هذه المرأة ي َ ِ ل طبعا " :إ ّ ذلك َ ..نحن ل نقو ُ
جير من المال ُثم بعد َ ذلك ت َُقوم ِبتأ ِ صل إلى مبلٍغ ِ ل أن ت َ ِ ج ِمن أ ْ الدراهم ِ
طيعة في هذا الوقت ت غير مست ِ من َيقوم ِبتأِديةِ الحج " لّنها ما دام ْ َ
ست ما بعد َ ِ من المال فل َيلَزمها أن َتتُرك هذا المال إلى َ وَتمِلك مبلغا ِ
287
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مع إليها هذه الموال جت َ ِسنوات أو عشر سنوات أو ما شابه ذلك حتى ت َ ْ
ة ُ
م ِبتأدِي َ ِت أو أن َتقو َ مع إذا شاَء ْ ج َما أن ت َ ْ
جَرةِ الحج ،فإ ّ صل إلى أ ْ التي ت َ ِ
من َ
هد كثيرا ِن ُوجوهِ الِبر والصلح ،لن َّنا ُنشا ِ م ْ
ن وجهٍ ِ س ِ ح َ ذلك إلى أ ْ
من ض الموال إلى مكة المكرمة ولكن كثيرا ِ ل بع ِ الناس َيقومون ب ِِإرسا ِ
الناس الذين َيقومون ِبتوزيِع تلك الموال ل ي َعْرُِفون الوجوهَ الصحيحة
التي ت ُوَّزع فَيقومون ب ِِإعطاِء فلن أو فلن أو ما شابه ذلك ..طبعا ذلك
َ
نس ِح َ ث عن أ ْ حَراما ولكن النسان ينبِغي َله أن َيب َ
ح َ ن َ النفاق ل َيكو ُ
ها؛ والله أعلم. الوجوهِ وأْول َ
من ل يستطيع أداء الحج إما لكبر سنه أو لمرض ألم سَ :
ولى له أن يؤجر في حياته أو أن يوصي بالحج ؟ به ،هل ال ْ
جر أو يوصي وهو على هذا وهل هو مطالب أساسا بأن يؤ ّ
الحال ؟
ج :أما إذا كان قد وجب عليه الحج من قبل وفّرط فيه فإنه ل شك بأنه
جر في الوقت الحاضر-أي في وقت حياته-أو أن يوصي يجب عليه أن يؤ ّ
بذلك ،أما إذا لم يكن واجبا عليه من قبل فإن لهل العلم خلفا ،وقد
ذهبت طائفة من أهل العلم إلى أن النسان إذا كان واجدا للمال ولم
جر يكن قادرا في يوم من اليام أن يذهب إلى الحج أنه ل يلزمه أن يؤ ّ
أو أن يوصي بالحج وذلك لن من شرط ذلك أن يكون قادرا على
الذهاب إلى تلك الماكن المقدسة ول يكفي أن يكون واجدا للمال،
وذهبت طائفة من أهل العلم إلى أن ذلك يجب عليه واستدلوا بظواهر
الحاديث فعلى هذا الرأي الثاني من كان واجدا للمال ولو لم يكن
مستطيعا في وقت من الوقات على الذهاب إلى الحج أو كان قادرا
على الذهاب-على الركوب مثل أو ما شابه ذلك-ولكنه لم يكن في ذلك
الوقت واجدا للمال ولم يجد المال إل بعد أن صار عاجزا عن الذهاب
فإنه يجب عليه الحج على هذا الرأي ،ول شك بأن هذا الذي تؤيده
ظواهر النصوص وإن كانت ليست بصريحة في ذلك ومهما كان فهذا
ن الله-تبارك وتعالى- القول أحوط وأسلم ،فل ينبغي للنسان الذي م ّ
عليه بالمال الطيب الحلل أن يفّرط في ذلك لن في مثل هذه
المسائل التي يشتد فيها الخلف ولسيما عندما تكون الدلة أقرب ما
تكون إلى ذلك الرأي فأن النسان ل ينبغي أن يفّرط فيه ،أما من حيث
هل الفضل للنسان أن يؤجر في حياته إذا كان يعرف من نفسه أنه ل
يستطيع أن يذهب أبدا إما لكبر سنه أو لنه آيس من الشفاء بحسب
جر في حياته أو أن يوصي بذلك ؟ لشك الظاهر ..هل الفضل له أن يؤ ّ
جر في حياته ذلك ،بل الفضل للنسان أن يؤدي ما أن الفضل له أن يؤ ّ
عليه من جميع الحقوق في حياته وإنما يؤخر الوصية للقارب الذين ل
288
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ي
من أراد أن َيقوم بأداء هذه الشعيرة السلمية العظيمة وأن ُيؤد ّ َ ف َ
هذه الفريضة التي افترضها الله-تبارك وتعالى-عليه فعليه أوّل ً أن
ضرة ضرة ،وإن لم َتكن حا ِ من الديون التي عليه إذا كانت حا ِ يتخّلص ِ
فعليه أن َيقوم بتوثيق تلك الديون التي عليه ،وذلك بأن َيكتب ذلك عند
كاتب ث َِقةٍ صاِلح ُيؤخذ بكتابته وأن ُيشِهد شاهدْين عَد ْل َْين على ذلك ثم
ق-وهو ك الشرعي إما عند صاحب الح ّ ضع ذلك الص ّ بعد ذلك َيقوم بو ْ
ضعال َْولى-أو أن َيضع ذلك مع ثقة أمين ثم ُيخِبر صاحب الحقّ بأنه قد و َ
صَفه بصفة ل َتخفى ك الذي وّثق به ماله مع فلن بن فلن وأن ي َ ِ الص ّ
على صاحب ذلك الحق ..هذا بالنسبة إلى حقوق العباد التي عليه ..
من له ذلك المال بأن ح له َ م َ س َضرة و َ نعم إذا كانت تلك الحقوق حا ِ
ُيساِفر وبعد ذلك َيقوم بتأدية ذلك الحقّ إليه وكان هو َيمِلك ذلك المال
من ذلك لكن ل َينبغي له من الحقوق فإنه ل مانع ِ الذي ُيساِوي ما عليه ِ
أن َيقوم بمطالبة الناس أن َيسمحوا له بذلك.
من المال ما من أن َيكون َيمِلك ِ فإذن إذا كانت عليه حقوق فلبد ِ
من مال. من أن ُيوّثق ما عليه ِ ُيساوي تلك الحقوق التي عليه ولبد ِ
من المور صي َّته ،بل الوصية وتوثيق الحقوق ِ ثم عليه-أيضا-أن َيكُتب و ِ
رد وسواًء كان ذلك في التي لبد منها سواًء أراد النسان الحج أو لم ي ُ ِ
ن النسان ل َيملك متى يأتيه من أ ّ وقت الحج أو ل ،وذلك ِلما ذكرناه ِ
رض له وقد َتضيع حقوق الناس الموت فل َيدري متى يأتيه ومتى َيع ِ
ضهم بتأدية ما عليه ل بع ِ علم ورثِته أو بتساهِلهم أو تساه ِ بموته وعدم ِ
ن النسان لبد ص-وهو صحيح ثابت-على أ ّ من الحقوق ،والحديث قد ن ّ ِ
من أن َيقوم بكتابة وصيِته وأنه ل َيجوز له أن َيبيت ثلث ليال إل ِ
ووصيُته مكتوبة ،أو ما هذا معناه ،وهو حديث صحيح ثابت ،وذكرناه
بمعناه ل بلفظه.
من الوقت الذي من المال ما َيكفيه ِلسد ّ حاجِته ِ ئ ِ و-كذلك-عليه أن ُيهي ّ َ
من المال ده وَيأخذ ُ مقدارا ِ جع إلى بل ِ من بلِده إلى أن َير ِ َيخُرج فيه ِ
من وجوب من مرض أو ِ رض له ِ َيكفيه لسد ّ بعض المور التي قد َتع ِ
ن النسان قد َيقع في بعض المور التي َيجب عليه ِفديةٍ أو جزاٍء ،ل ّ
فدية أو َيجب عليه بسببها الجزاء ،وهي أمور سيأتي توضيحها بسببها ال ِ
في مناسبة أخرى بمشيئة الله تبارك وتعالى.
من الناس-وللسف ن كثيرا ِ و-كذلك-عليه أن َيقوم بتعّلم أمورِ الحج ،ل ّ
رفون عن كيفية أدائها الشديدَ-يذهبون لتأدية هذه الفريضة وهم ل َيع ِ
مد على أنه سُيراِفق فلنا أو فلنا أو أنه سَيبحث من َيعت ِ شيئا ..منهم َ
ت أريد بالتعّلم أن ف أو ما شابه ذلك ،وهذا أمر ل َينبغي ،ولس ُ مط َوّ ٍ عن ُ
ن هذا َيتعّلم النسان الدقاِئق الفقهية التي ذكرها العلماء في كتبهم ،فإ ّ
290
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من الناس ،وإنما أريد أن َيتعّلم ما ل َيقوى عليه إل قّلة قليلة ِ م ّالمر ِ
م المناسك ،وهي أمور سهلة بمشيئة الله تبارك وتعالى، النسان أه ّ
رم ،وما هو الذي َيجوز له في الحرام من أين ُيح ِ رف ِ من أن َيع ِ فلبد ِ
رف كيف من أن َيع ِ وما هو الذي ل َيجوز له في الحرام ،و-كذلك-لبد ِ
من إحرام وطواف وسعي وإحلل ِبالنسبة إلى َيقوم بتأدية الحج ِ ..
وقوف ب ِعََرَفة كذلك بالنسبة إلى الحج ُ ..يضاف إلى ذلك ال ُ العمرة ،و َ
مِبيت وضع الشريف ،واله َ م ْدعاء في ذلك ال َ معَ ال ّ دلَفة َ والمبيت بالمْز َ
ذبح ِبالنسبة للمتمّتع والَقاِرن ..أي ذبح الهدي ِبمنى مع الرمي ،وال ّ
كتب سهلة ،وقد َ ُ
سيرة َ مور ي َ ِ يأ ُ من المور ،وهِ َ والحلق ،إلى غير ذلك ِ
من المؤّلفات المِفيدة ض المؤّلفات ،و ِ من أهل العلم بع َ ِفيها كثير ِ
مب َْتدئين جزاهم الله تبارك وتعالى خيرا-لل ُ صرة التي ك ََتبها العلماءَ - المخت َ
ن
قين الصبيان " ،فإ ّ شر المشهور ِبكتاب " َتل ِ منت ِ كتاب المْعروف اله ُ ال ِ
مة الشيخ المام السالمي-رحمه الله تبارك وتعالى-ذ َك ََر أمورا مهِ ّ
كتاب ،ول َينبغي للنسان أن َيشتِغل ب ِِتلك بالنسبة إلى الحج في هذا ال ِ
من أهل العلم وبعضها موجود في " تلقين كثير ِ الذكار التي ذ َك ََرها َ
جدا ،أما أن َيشتِغل ب َِفْتح حفظها فهي حسَنة ِ الصبيان " ..نعم إذا كان ي َ ْ
عائه-وما شابه ذلك-فهذا شعُ في د ُ َ كتاب أو ِبمتاب ََعة فلن أو فلن ول َيخ َ
دعية التي َيحفظها وَيكون عند ما ل َينبغيَ ،بل َينبغي أن َيأِتي ِبال ْ م ّ
ِ
ما ما عدا ذلك فل َينبغي له أن َ
شًعا لله تبارك وتعالى ،أ ّ خا ِ التيان ب َِها َ
مون ببعض الجزئيات الَبسيطة ولكنهم ّ من الناس ي َهْت َ َيتكّلف ذلك ..كثير ِ
ّ
مة التي تترّتب على ذلك ،فإذن ت َعَّلم ل َيدرون شيئا عن المور المه ّ
مةمن المور المه ّ ل الذهاب إلى الحج ِ من قَب ْ ِ سائل المتعّلقة ِبالحج ِ الم َ
جَهلون حتى ت-ي َ ْ من الناس-كما قل ُ ريط فيها ..وكثير ِ التي ل َينبغي الت ّْف ِ
من من الكبار و ِ صة ِ خا ّ من الناس-و َ المور الَبسيطة كالتلبية ،فكثير ِ
كبوا في رفون الت َْلبية ،وإنما َيذهبون إلى الحج فإذا َر ِ النساء-ل َيع ِ
من الناس ب ِِقراءة تلك الّتلبية وهم ي َُتاِبعونه عليها السيارة-مثلَ-قام واحد ِ
من التلبية ول َيأتون ِبها على ض الكلمات ِ ونظرا لعاميتهم قد َتفوُتهم بع ُ
شُروع الثابت عن النبي صلوات الله وسلمه عليه. وجهها الصحيح الم ْ
من ُ
دي ما عليه ِ ن أقاِربه ،وبأن ُيؤ ّ دع النسا ُ مور ِ ..بأن ُيو ّ كذلك هنالك أ ُ
من المور وثيق ذلكَ ،فهذا ِ ذلك أو َيقوم ب ِت َ ْ ذور أو ما شابه َ كفارات ون ُ ُ
عليه من ما َ من الوصية فالْولى للنسان أن ي ُك َّفر َ ض ْالتي َتدخل في ِ
مان حن ْث ِهِ في َبعض الي ْ َ عن َترك صيام أو كان ِبسبب ِ أْيمان سواء كانت َ
ب عليه ج َ من شهر رمضان أو وَ َ مثل ،و-كذلك-إذا كان قد أْفطر شْيئا ِ
من أن َيقوم ب َِتأِدية ذلك، من المور فلبد ِ ذر أو ِبغير ذلك ِ م بسبب ن ْ صو ٌ
در الله تبارك وتعالى-عند ت َأ ْدِي َِته للحج ،ول ث-ل ق ّ مخافة أن ُيصيبه حاد ٌ
291
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
292
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
رض هذا عن صاحبه ،كما ثبت رض هذا وُيع ِ ث َيلتقيان ُيع ِ أخاه فوق ثل ٍ
ذلك في الحديث عن النبي صلوات الله وسلمه عليه.
من الوْقت وهنالك أمور أخرى َتتعّلق ِبهذا الموضوع ..أيْ ِبكيفية الحج ِ
من أذكار ذا َيصنع إلى أن َيرجع إلى ب َْيته ِ ما َ
من بيته ..فيه َ الذي َيخرج ِ
جل الكلم عليها إلى مناسبة أخرى ،وعسى أن يكون ذلك ،سُنؤ ّ إلى غير َ
ذلك في اليام القريبة إن شاء الله تعالى.
من مَتاع و ِ من الق َ ن النسان إذا كان َيمِلك ِ س :ذكرتم ِبأ ّ
فَلو در اللهَ - سدّ دُُيوَنه فيما لو حدث له مكروه-ل ق ّ ما ي َ ُ المال َ
مَنهض ّ سَيارته ،فهل ذلك َيكفي لكي ي ُ َ كان َيمتِلك ب َي َْته فقط و َ
صّية ؟ و ِ ال َ
ده ب ِب َْيع ب َي ِْتهم وبعد ذلك َ
مور ضرورية ،فل ُيمكن أن َيقوم أول ُ ج :هذه أ ُ
ضل عن حاجته في أيّ موضع سيسكنون ؟! ل ..وإّنما إذا كان ذلك َيف ُ
ما في المور وحاجة أولِده الضرورية ،و-أيضا-هذا في ديون الحلل ،أ ّ
خيص .. مْنها ولو باع الَغاِلي والّر ِ مة فعلى النسان أن َيتخّلص ِ المحّر َ
من أن َيتخّلص مة لبد ِ ما في المور المحّر َ فهذا في المور الحلل ،أ ّ
مه بأن َيبقى على معصية الله- َ
جل ..نعم إذا كان ل َيه ّ وليس له أن ي َت َأ ّ
ن الله-تبارك وتعالى-ل َيتقّبل إل تعالى-فنقول له " :اذهب إلى الحج ولك ّ
ما أن ُيقال َله بأن َيتُرك الحج وَيبقى على معصيته فهذا من المتقين " ،أ ّ ِ
من كانت ن" َ ما ل َيصح ،فإذا وجد الناس في قول بعض أهل العلم بأ ّ م ّ ِ
مة ليس له أن َيذهب إلى الحج بل عليه أن َيتخّلص عليه ديون محّر َ
ذا الشخص ُيريد حّقا أن َيتخّلص ،أ ّ
ما دون ذلك إذا كان هَ َ وَيتوب " ُ ..يري ُ
بعض الناس َيمِلكون بعض الراضي أو بعض العقارات أو ما شابه ذلك
حن نريد أن نتخّلص ولكن ل ُيمكن أن َنبيع هذه من المور وَيقولون " :ن َ ْ ِ
جد ثمنا كبيرا أو َنبني عليها وبعد ذلك ن َُقوم ب ِب َي ِْعها " أو جل حتى ن َ ِ بل َنتأ ّ
ما شابه ذلك فهؤلء-في حقيقة الواقع-ل ُيريدون أن َيتخّلصوا فعليهم أن
ك الحج ومعصية َيذهبوا إلى الحج لئل َيجمعوا بين معصيتين ..معصية ت َْر ِ
البقاء على الحرام؛ والله المستعان.
حج مع أنه كان قاِدرا على س :إذا ُتوفي النسان ولم ي َ ُ
الحج في حياته ،فما الحكم ؟ وإذا قلنا ِبوجوب الحج عنه،
جر عنه ؟ من مكان الذي َيستأ ِ من مكانه أم ِ حَرم عنه ِ فهل ي ُ ْ
جب عليه أن جد َ الستطاعة على الحج فإنه ي َ ِ من وَ َ ج :على كل حال؛ َ
سَبهمن أهل العلم ،وقد ن َ َ ن ِ حّقِقي َ م َورا على مذهب اله ُ َيذهب إلى ذلك ف ْ
مة:ض أهل العلم إلى جمهور ال ّ بع ُ
جَلن إليه َ
1
ِبالَفوْرِ أن ي ُعَ ّ ة عليه جد َ استطاع ً من وَ َ َ
293
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س كما قال هذا الشيخ-أعني المام السالمي-رحمه الله تبارك ن النا َ ولك ّ
وتعالى:
مون ن ي َْزعُ ُ كالد ّي ْ ِ وأنه َ خرون وأكثُر الناس ُيؤ ّ
عون خادِ ُم َل ُ خُرف الَقوْ ِ ب ُِز ْ مغُْروُرون مُر الله َ هم ل َعَ ْ و ُ
1
ف ..ل سو ّ ُمة ولكنه ي ُ َ جد المال وهو في صحة تا ّ فتجد الواحد منهم ي َ ِ
ث عشرات السنين وهو ل مك ُ ُ َيذهب في هذه السنة ول في التي َتليها وي َ ْ
سئل فيقول إنه سَيذهب ،والحج ليس على الفور ،أو ما َيذهب وإذا ُ
خرافات ،والذين قالوا " :إنه على التراخي " ما أرادوا من ال ُ شابه ذلك ِ
ِبذلك هذا المعنى الذي ُيعّبر عنه هؤلء الجهلة ِبهذا الكلم ،فينبغي
ورا
جد َ الستطاعة أن َيذهب إلى الحج ف ْ جب عليه إذا وَ َ ِللنسان بل ي َ ِ
ق الله-تبارك وتعالى-فهو ل َيعلم وف في ذلك أب ً ْ
دا ولي َت ّ ِ س ّ وليس له أن ي ُ َ
م
ت العا ُجؤه الموت ولم َيأ ِ إلى متى سَيبقى في هذه الحياة فربما ُيفا ِ
مّنا َيمِلك ِبأنه من أحدٍ ِ م الذي َيزعم ِبأنه سَيذهب فيه إلى الحج فما ِ القاد ُ
عم ِبأنه َيبقى إلى السنة من أن َيز ُ ضل ً ِ من اللحظات ف ْ ة ِ سَيبقى َلحظ ً
القادمة أو التي َتليها أو ما شابه ذلك.
من الحج فل جها ِ ن المرأة إذا منعها زو ُ ت في بعض الفتاوى :إ ّ وأنا قل ُ
محاِرمها ،وهكذا من َ من ُيراِفقها ِ جد َ ت تَ ِة له في ذلك إذا كان ْ طاع َ
كلهما عن الحج-وأعني ِبذلك من ََعه أبوه أو أمه أو ِ ِبالنسبة إلى الوَل َدِ إذا َ
معَ َلهما فل طاعة َلهما ول كرامة، ضة-فليس له أن َيس َ ة الفري َ ج َطبعا ح ّ
س
دهما لي َ من أح ِ معروف وهذا النهي منهما أو ِ ن الطاعة َتكون في اله َ ل ّ
في المعروف بل هو َنهي عن طاعة الله .
من مات ولم َيأت ِبفريضة الحج مع أنه قاِدر على أما بالنسبة إلى َ
التيان ِبها فعلى كل حال أمُره إلى رّبه تبارك وتعالى.
من تنفيذ وصيته ،وقد اختلف العلماء في فإن كان قد أوصى ِبذلك فلبد ِ
من الثلث ؟ من رأس المال أو ِ هذه الوصية هل تكون ِ
س المال ،وهذا القول هو القول من رأ َ ِ فذهب بعضهم إلى أنها تكون ِ
ضى ( وما شابه ذلك. حقّ أن ي ُْق َ ن الله أ َ الصحيح عنديِ ،لحديث ) :فد َي ْ ُ
من الثلث. وذهب بعض أهل العلم إلى أنها تكون ِ
ت الوصايا الواجبة الثلث ولم َيبقى منه بقية هل وفائدةُ ذلك إذا است َغَْرقَ ْ
ن حقوقَ العباد من َيقول " :إ ّ ُتخَرج عنه الزكاة أو ل ؟ وهذا على رأي َ
2
دم على حقوق الله تبارك وتعالى " ،وهو أحد القوال في المسألة. ُتق ّ
-1المام نور الدين السالمي ،جوهر النظام في علمي الديان والحكام ،كتاب :الحج ،باب:
النيابة في الحج.
-1المام نور الدين السالمي ،جوهر النظام في علمي الديان والحكام ،كتاب :الحج ،باب:
النيابة في الحج.
من " ُتخَرج عنه الزكاة ".
-2لعل الشيخ قصد أن يقولُ " :يؤّدى عنه الحج " بدل ِ
294
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن الله دم ،وذلك ِلحديث ) :فد َي ْ ُ ن حقوقَ الله ُتق ّ وبعض العلماء يقول :إ ّ
ضى (. َ
حقّ أن ي ُْق َ أ َ
ص بْينها. ص ُ وبعض العلماء يقول :إنه ُيحا َ
ن
حة ،أما ديو ُ شا ّ م َ دم ،وذلك لنه مبني على اله ُ ن العباد ي َُق ّ ن د َي ْ َوالحقّ أ ّ
ي عنها ..وإن كانت واجبة الله-تبارك وتعالى-فالله-تبارك وتعالى-غَن ِ ّ
حقّ أن َ
ن الله أ َ ث ) :فد َي ْ ُ ن العباد ،وحدي ُ دم على ديو ِ كن أن ت َُق ّ لكن ل ُيم ِ
من ذلك ن العباد ،وإنما ُيراد ُ ِ م على د َي ْ ِ ضى ( ل ُيراد ُ ِبه أنه ي َُقد ّ ُ ي ُْق َ
كن. م َ َ
الوجوب ..أي أنه لبد منه-طبعا-وذلك إذا أ ْ
جا أو غي َْره ح ّ ن حقوقَ الله-تبارك وتعالى-سواء كانت َ وَنحن قد ُقلنا :إ ّ
من إخراج ذلك، من أصل المال ،فما دام المال ي َِفي ِبذلك فلبد ِ ُتخَرج ِ
ق العباد-فل حول ول من المال بعد َ أداِء حقو ِ أما إذا لم َيكن هناِلك شيء ِ
جوا عنه. ح ّ قوة إل ِبالله-فَينبغي لقاربه أن ي َ ُ
ن أهل العلم قد اختلفوا في ذلك: ص ِبذلك فإ ّ أما إذا كان لم ُيو ِ
صجة ،لنه لم ُيو ِ والذي عليه جمهور أصحابنا هو أنه ل ُتخَرج عنه الح ّ
ِبذلك.
خرين إلى أنه ُتخَرج عنهِ ،للحديث الذي ذ َك َْرَناه. ض المتأ ّ وذهب بع ُ
ضح على أحدِ ل وا ِ ة-في حقيقة الواقع-ليس فيها دلي ٌ وهذه المسأل ُ
ث الورثة إما أن ح ّ مل ،وأنا أقول :إنه َينبغي أن ي ُ َ محت ِ ث ُ مَرْين والحدي ُ ال ْ
ن وكما من ماِله والمال َفا ٍ رجوا ذلك ِ ج عنه أو أن ُيخ ِ َيذهبوا لداء الح ّ
ض
مات هو عنه فإنهم سَيموتون عن ذلك َ ..بقي إذا كان في الورثة بع ُ
ظر هؤلء كن أن ي ُن ْت َ َ صلوا إلى مرتبة التكليف فُيم ِ صغار الذين لم ي َ ِ ال ّ
ن لنا
ضوا ِبذلك فإ ّ حث ِّهم على ذلك فإن لم ي َْر َ وَيقوم بعض أهل العلم ب ِ َ
لب هذاِ ،لعدم وجودِ دلي ٍ ح ّكلما في ذلك ِبمشيئة الله ،أما الن فإننا ن ُ ِ
مل؛ وسأتكّلم على محت ِ ح في المسألة وهذا الحديث الذي ذ َك َْرَناه ُ صري ٍ
سع في الدروس القادمة ِبمشيئة الله. هذه المسألة ِبتو ّ
أعمال الحج
حدُّثونا-باختصار-عن صفة الحج ..ما س :نريد منكم أن ت ُ َ
الذي يأتيه الحاج وما الذي يذره ؟
َ
ضل الطاعات وأعْ َ َ
ظم الُقُربات من أفْ َ ج ِ
ن الح ّ حد أ ّ
ج :إنه ل َيخفى على أ َ
التي ي َت ََقّرب ِبها النسان إلى ربه تبارك وتعالى ،ولذلك َيجب أن َتكون
ت عنه،وِفْقَ سّنة رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-التي ثبت ْ
ج وب َّين للناس ح ّ
فالرسول-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلمَ -
ض المور المتعّلقة ِبذلك ِبقول ِهِ وب َْعد أن فََعل كيفية الحج ب ِِفعله وب َّين بع َ
سككم ،ل َعَّلي ل ألقاكم بعد عامي تلك المناسك قال ) :خذوا عني منا ِ
295
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ت في بعض من تلك المور ،واختلف ْ مة في كثير ِ ت ال ّ هذا ( ،وقد اّتفق ْ
المور هل هي ثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
مةت فيه الك َل ِ َ مة السلمية فل إشكال فيه ،وما اختلف ْ ت عليه ال ّ فما اّتفق ْ
ت عن النبي صلى الله عليه وعلى فإنه َينبغي ِللنسان أن َيأخذ ِبما ثب َ
آله وصحبه وسلم.
من أهل العلم ِبمؤّلفات َ
صَفة الحج َيطول ،وقد أفَْرد َهُ كثير ِ والكلم في ِ
ب أل َّفت في التفسير أو في شروح الحاديث أو ُ
مط َوَّلة وَبحثوه في كت ٍ ُ
َ ُ
ص شديد ِبكلم ٍ ص ذلك ِبتلخي ٍ خ َ من المور ،ول بأس أن أل ّ في غير ذلك ِ
صر. مخت َ
من أركان السلم ،وأنه ل ب بل هو ركن ِ ن الحج واج ٌ من َنافَِلة القول أ ّ و ِ
خَره ب َْعد وجوبه عليه، َينبغي ِللنسان إذا استطاع سبيل إلى ذلك أن ي ُؤَ ّ
كن لنه ل َيدري ماذا سَيحدث له في المستقبل ،فقد َيأتيه الموت ول َيتم ّ
من ذلك أيضا ،وقد َتذهب كن ِمن تأدية هذا الفْرض وقد َيمرض ول َيتم ّ ِ
ة
من تأدية هذا الركن العظيم ،فلذلك إذا َوجد استطاع ً كن ِ أمواله فل َيتم ّ
من الناس وللسف خر عن ذلك ،كما َيفعله كثير ِ عليه فليس له أن َيتأ ّ
الشديد.
ه الله تبارك جه وب ُِعمرته وج َ ح ّ صد َ النسان ب ِ َ م المور أن ي َْق ِ من أه ّ و ِ
من الناس َيرغبون في ة ،فكثير ِ سمع ً وتعالى ..ل َيقصد بذلك رياًء ول ُ
مون ِبأنهم ذهب إلى الحج " أو ما شابه ذلك وي َْزعُ ُ ن فلنا َ أن ُيقال " :إ ّ
ما ل َيصح، م ّصدون الله-تبارك وتعالى-والدار الخرة وفي الواقع ذلك ِ َيق ِ
ب رياءٍ أو شو ْ ُة ل َيشوُبها َ ة صحيح ً من أن ينوِيَ النسان ني ً بل لبد ِ
سره الله-تعالى-له مِن الرزق الحلل ئ ما ي ّ ة ،وب َْعد ذلك ي ُهَي ّ ُ سمع ٍ ُ
المتعلقة
ّ فيذهب به إلى تأدية الحج ،وقد تكلمنا على بعض الشروط َ
بذلك ،ول أريد أن أطيل الكلم بذلك في هذا الوقت ،وإنما أريد أن
أتكلم على ما يَفعله النسان مِن الوقت الذي يَخرُج فيه مِن بيته إلى أن
َيقوم بِتأدية هذا الركن العظيم.
خِلص النية أهله وأقاربه وليُ ْ ودّع َ فإذا أراد النسان الخروج إلى الحج َفْلُي َ
صادقة إلى الله-تبارك وتعالى-وتأديةٍ ٍ إلى الله-تبارك وتعالى-بعد توبةٍ
ي مع شرعِ ّ ْ ؤّده مِن الحقوق بصكّ وِثيق ما لم يُ َ للحقوق التي عليه وتَ ْ
ولَيضعه مع أمين أو مع صاحب الحق وإذا وضعه دول ْ ٍ شهود عُ
ٍ شهادة
خرج إلى مكّة صاحب الحق بِذلك ،ثم ِليَ ُ َ مع أمين فلبد مِن أن يُخبِر
شرّفها الله تبارك وتعالى-وينبغي له أن يَبحث عن أصحابٍ المكرمةَ - ّ
صالحين ُيعينهم ويُعينونه على طاعة الله تبارك وتعالى ،فإذا بََلغ واحداً
من المواقيت ..والمواقيت خمسة: ِ
ر بها. من م َ ّ ول َ
فة لهل المدينة ِ -1ذو الحَُليْ َ
296
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
عليه وعلى آله وسلم-أنه أمرَ زوجَ أبي بكر-أمّ محمد بن أبي بكر-بأن
شرع لهغتسل مع أنها نفساء ،فمَن كان يستطيع على الغُسل فيُ َ ِ َت
الغسل ،وهو وإن لم يكن واجبا ولكنه سنّة ثابتة عن النبي فل ينبغي ُ
شدة البرد-التفريط فيها ،أما مَن كان مريضا ل يقوى على الغُسل ل ِ ّ
مرّ على من َ جد ماءً-والحمد لله الن موجود بالنسبة لِ َ مثل-أو لم يَ ِ
المواقيت-فإنه ل بأس عليه بِترك الغتسال ،إذ ل قدرة له عليه ،ول
شرع في حقّه التيمم على القول الصحيح الراجح ،لنه لم يَرِد حديثٌ ُي َ
دل على التيمم ،ول يمكن عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلمَ-ي ّ
قياسه على التيمّم لِلوضوء للصلة ولغسل الجنابة ..نعم إذا كان ل ُ
صلي فإنه يَتيمّم لِلصلة ل لرادة الحرام، َيقوى على الوضوء وأراد أن يُ ّ
اغتسل وتوضّأ فإن كان الوقتُ وقت فريضة فإنه ُيصلّي الفريضة َ فإذا
حرم بعد ذلك كما سيأتي إن شاء الله ،أما إذا لم يَكن الوقتُ وقت وي ِ ُ
حرمنافلة ويُ ِ
ً فريضة أو قد صلّى قبل ذلك فاختلف أهل العلم هل يُصلّي
بعدها ؟ ولم يَثبت عن النبي ما َيدلّ على ذلك ،إل أنه إذا دخل
ويحرِم بعد ذلك-كما سيأتي بمشيئة المسجد فإنه يُصلّي ركعتي التحية ُ
صليها مُطلَقا أو
الله تبارك وتعالى-أو كان الوقتُ وقت الضحى وكان يُ ّ
سنة الضحى-فإنه يُحرِم بعدها أو أراد أن في بعض الحيان-أعني يُصلّي ّ
صلى بعدَ الوضوء فإنه ُيحرِم بعدَ ذلك كما صلي ركعتي السنّة التي تُ ّ ُي ّ
ص ركعتين لِلحرام سيأتي بمشيئة الله تبارك وتعالى ،أما أن يُخصّ َ
فالصحيح أنه لم َيثبت في ذلك شيءٌ عن النبي صلى الله عليه وعلى
آله وسلم ،وما دام لم يَثبت شيءٌ في ذلك فل يُمكِن أن نقول
دل عليه ،فإذا صلى-إذا أراد الصلة- بمشروعية شيءٍ ول نملك دليل يَ ّ
حرم-في ذلك الوقت على رأي بعض أهل العلم ،وفي رأي بعض فإنه يُ ِ
ل عليه الحديث حرم-إذا َركب راحلته ،وهذا هو الذي َد ّ أهل العلم أنه ُي ِ
الصحيح الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وأما بعد الصلة فإنه قد ورد حديثٌ عن ابن عباس وقوّاه بعض الناس
من جهة السناد. ولكنه ل يَثبت عن النبي ِ
وهذا الخلف إنما هو في الفضل ،وأما مِن حيث الجواز فالمر جائز ول
إشكال فيه.
إزارا ساترًاً لرجل ..يَلبسُ لبس ثوبَي الحرام بالنسبة لِ والحرام يَكون بِ ْ
من أن يكون ساترا ِلعورته. ولبد ِ
خرجُون ما هو أسفل مِن وكثير مِن الناس-هداني الله تعالى وإياهم-يُ ِ
السرة مع أنّ ما بيْن السرة والركبة عورة-وهذا الكلم بالنسبة إلى
الرجل ،وسيأتي ما يتعّلق بالمرأة ِبمشيئة الله تعالى-فهذا أمر ل يَصح ..
بين السرة والركبة ،وإنما الخلف في السرة لبد مِن أن يَستر ما ْ
298
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
بشيء مِن كتاب الله ..أي مِن ٍ سر له ،وإذا دعا وعند طوافه َيدعو بِما تيَ ّ
من الثابت عن النبي-صلوات الله اليات التي جاء فيها الدعاء أو بشيءٍ ِ
وسلمه عليه-فذلك أفضل ،أما أن يَشغِل بترديد الدعية والذكار خْلف
ما ل يَنبغي م ّقه شيئا مِن تلك الذكار أو تلك الدعية فهذا ِ ف َوف ول يَ ْ ط ّ م َ ُ
سِهن م ِ حذَر النسان مِن مزاحمة النساء ومِن َل ْ ولَي ْ
لحد أن يشتَِغل بهْ ،
ما يُنهَى عنه النهي الشديد ،فإذا انتهى مِن الطواف-كما فإن ذلك مِ ّ ّ
خْلفه مباشَرة-وفي صلّ ركعتين خَْلف المقَام وإن لم يَتمكّن َ ذكرتَُ-فْلُي َ
قعة بعيدة صلي في بُ ْ ذلك صعوبة شديدة ولسيما في أيام الحج-فإنه يُ ّ
منمكان ِ
ٍ ل في أيّ ص ّ من ذلك فَْليُ َ وليَجعله أمامه وإن لم يَتمكّن ِ عنه ْ
صلي َيأتي إلى الحجَر المقام ،ثم بعدَ أن يُ ّ َ البيت ولو لم َيكن خلْف
سبعة
َ ع بيْن الصفا والمروة س َ
وجه بعدَ ذلك إلى الصفا ولْيَ ْ ويدعو ثم َيتَ ّ َ
أشواط ..مِن الصفا إلى المروة يَُعدّه شوطا وهكذا مِن المروة إلى
الصفا ،ولبد مِن أن تكون البداية مِن الصفا وأن تكون النهاية بالمروة،
ذكر موله-تبارك وتعالى-وهو فلبد مِن أن يَنتبِه النسانُ ِلذلكَ ،وْلَي ُ
مستقبِلا ً ل ِلبيت في حالة صعوده على الصفا والمروة يقول " :الله أكبر، ُ
الله أكبر ،الله أكبر ،ل إله إل الله ،وحده ل شريك له ،له الملك وله
صرَ
ون َوعدَه َ الحمد وهو على كل شيء قدير ،ل إله إل الله وحدهَ ،أْنجزَ ْ
وحدَه " ويَدعو بعد ذلك ثم يَأتي بالذّكر السابق زمَ الحزابَ ْ ده وهَ َ عبْ َ
ويدعو بعد ذلك ثم يَأتي بعد ذلك بالذّكر السابق ،فإذا انتهى مِن ذلك َ
والحلق أفْضل إل في حالة أن يَكون أراد ْ أحلّ ِبالحلْق أو التقصير، َ
عمرته في العشْر فل ُِقرب الحرام بالحج فإنّ الفضل له أن الحلل مِن ُ
مرَ النبي صر حتى َيتمكّن مِن الحلْق عند إحلله مِن الحج ،وقد أَ َ ق ّ ُي َ
بالتقصير في هذه الحالة ،وذلك لجل أن يَبقى شعرُه طويل حتى َيتمكّن
من حلْقه-كما قلتُ-عند الحلل مِن الحج. ِ
حرم بالعمرة والحج معاً ،فإذا َفعل ران ،وذلك بأن يُ ِ الق َ
والنوع الثالثِ :
ويبقى على ويسعى َ ذلك فإنه عندما َيأتي البيت يَطوف طواف القدوم َ
ويبقى على منى َ ويتوجه بعدَ ذلك إلى ِ إحرامه حتى اليوم الثامنَ 1
ويذبح هدْيه ،فإذا ذَبح الهدْي ي جمرة العقبة َ إحرامه-كما قلتُ-حتى يَرمِ َ
لن الرسول يقول) : ّ والحلق أفضل، ْ بالتقصير أو بالحلْق، َ حل فإنه يُ ِ
قين ( ..قال ذلك ثلث مرات وفي الرابعة قال) : م الله المحلّ ِ ح َ َر ِ
رين (. والمقص ِ
ّ
القارن يَذبح ِ راد هو أنّ الفرْق بَْين القِرَان والِْف َ وبذلك ُتلحِظون أنّ َ
القارن فإنّ عليه ِ الهدي بِخلف المفرِد فإنه ل هدْي عليه إجماعا ،أما ْ
الهدي على مذهب جمهور المّة. ْ
-1قال الشيخ " :الثامن عشر " وهو سبق لسان.
300
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
سق من لم يَ ُ مّتع لِ َ من ساق الهدْي والتّ َ ن الفضل القِرَان ِل َ تإ ّ كما قل ُ
الهدي ،وبقي الخلف هل الفضل للنسان أن يَسوق الهدْي ويكون قارِنا ْ
بين حجّه وعُمرته أو الفضل له أن يَتمتّع ؟ والول هو الصحيح ،لفعل ْ
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فالله اختار لنبيه ذلك ولم يكن
ما
منّى ذلك ل ِ َ ِلَيختار له إل الفضل ،وأما تَمنّي النبي ِ للتمتع فإنه إنما َت َ
ب أصحابه-رضوان الله تبارك وتعالى عليهم-للبقاء على رأى مِن حُ ّ
ترك العملَ الفضل أصحابه ،وقد كان يَ ُ َ واف َ
ق الحرام فتمنّى حتى يُ ِ
وتحرير ذلك لأجل موافَقة أصحابِه رضوان الله-تبارك وتعالى-عليهمَ ،
ول ،وموضعه آخر بمشيئة الله تعالى. ط ّ
م َ حث ٍُ َيحتاج إلى بَ
صلون الصلوات هب الناس في اليوم الثامن إلى مِنى فإنهم يُ ّ فإذا َذ َ
خرج قَبْل جون بَْعد طلوع الشمس ،ومَن َ خرُ ُ الخمس هناك ،وبعد ذلك يَ ْ
السنة أن يَخرُجوا بعد طلوع الشمس ّ ذلك فل شي عليه ولكنّ
مرَة فذلك هو الذي َفعله النبي بن ِتوجهون إلى عرفة ..لو أَمكَن البقاء َ وي ّ َ
و َ
ن ق ْولكن هذا الزمان فيه مِن الصعوبة ما فيه ِلكثرة الحجاج ،فيَْب َ ّ ،
فليُكبّر ومَن شاء كبّر ْ من شاء أن يُ َ هنالك على ذِْكر الله تبارك وتعالى َ ..
ب ،ويَنبغي لهم أن يُكثِروا مِن الدعاء والذّْكر ما استطاعوا أن ُيَلّبي فلْيَُل ّ
صّلوا ولَيتركوا كلم الدنيا ،وإذا زالت الشمس فيَنبغي لهم مباشَرة أن يُ َ ْ
الظهر والعصر َ ..يقوم المام خطيبا ولْيَخطب خطبة مختصَرة ثم بَْعد
صرُون الظهر ركعتين وكذلك ق ُ معا َ ..ي ْ ذلك يَقومون بِتأدية الصلتين جَ ْ
ن أذانا واحدا ويُقيم المؤّذ ُ
َ ؤّذن مع تقديم ،ويُ َ جمعونهما جَ ْ َ العصرَ .. 1ي
وليُكثِروا مِن الدعاء صّلوا فليَذْكروا الله-تبارك وتعالىْ - ِإقامتين ،فإذا َ
ويكثِروا مِن قول " :ل إله إل الله وحده ل شريك له ،له الملك وله ُ
من الدعاء ولُيكثِروا بِما شاؤوا ِ الحمد وهو على كل شيء قدير "ْ ،
حت عن رسول ص ّمن الدعية التي وََرَدت في كتاب الله أو َ ولسيما ِ
فإن هذا الوقت مِن أفضل الوقات ّ الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
قوا ولَيبْ َ
نوم أو بِكلم أو ما شابه ذلكْ ، ط فيه بِ ْ فرّ َ فل يَنبغي للنسان أن ُي َ
حققا ل لَبْس فيه ،وليس تحققوا مِن غروب الشمس تَ ّ على ذلك حتى يَ ّ
قي في لن النبي نهى عن ذلك ،ولنه بَ ِ ّ خرج قَْبل ذلك، لحد أن يَ ُ
غموض حقق غروب الشمس تَحقّقا ل لَْبسَ فيه ول ُ عامه ذلك حتى تَ ّ ِ
وبْعد ذلك َأفاض وقال ) :خذوا عني مناسِككم (. َ
خالف ما يُ ِ خرجون قَبْل ذلك ،وهذا مِ ّ وللسف نَجد كثيرا مِن الناس يَ ُ ِ
صارخة ،ول يَنبغي لِلنسان ِ السنة الصحيحة الثابتة عن النبي مخالَفة ّ
المخالفة والعياذ َ خالف هذه المقدسة أن ُي ِ ّ الذي َذهب إلى تلك المواطن
بالله-تعالى-مِن ذلك.
جمعوا بيْن المغرب لتهم بِها ولْيَ َ لي َمزدل ََفة ولْيَِبيتُوا ْ ثم لَِيذهبوا إلى ال ُ
لمسافر-
ِ صّلون المغرب ثلثا والعشاء ركعتين- 1وطبعا هذا لِ والعشاء ُ ..ي َ ِ
ل عليه الحديث ويكون ذلك بأذان وإقامتين على الصحيح الذي دَ ّ
صّلوا صلة الفجْر في أوّل وقتها ثم الصحيح ،فإذا قاموا في الصباح فلُْي َ
ِلَيذْكروا الله-تبارك وتعالى-هناك ذِْكرا كثيرا ولَْيبَْتِهلوا إليه ولُْيكِْثروا مِن
خرجوا بَْعد ذلك قَْبل طلوع وع إليه ، ثم ِليَ ُ ش ٍ وخ ُ رعٍ ُ ض ّ
السؤال مع تَ َ
سرِعوا السيْر فذلك مكََنُهم أن يُ ْ محَسّر ِإن أَ ْ روا بِوادي ُ الشمس ،وإذا مَ ّ
هو المطلوب ،وإن لم َيتمكّنوا مِن ذلك فل حَرَجَِ-بمشيئة الله تبارك
وتعالى-مع شدّة هذا الزحام الذي نراه الن.
وف الناس مِن ذلك ،وإنما خ ّشدة الزحام " ..ل أريد أن يََت َ ّ وأقول" :
َأْذُكر أنّ ذلك هو الواقع ولكنّ المر يَسير بمشيئة الله تبارك وتعالى ..
جد مشقّة في ذلك، الناس أفواجا ولكنه يَمرّ ِبسهولة ويُسر ول يَ ِ َ َيرى
ومن ذهب إلى تلك المواطن عَرَف ذلك حقّ المعرفة ،فل يَنبغي لحد َ
تصوره كثير مِن الناس. ّ ما يَسر مِ ّ وف مِن ذلك فالمر أَْي َ خ ّ أن َيتَ َ
من مجاوزة الوادي إل بعد طلوع الشمس لِزحام أو ما ومن لم يَتمكّن ِ َ
شابه ذلك فل شيء عليه على الرأي الصحيح الراجح.
زمَه بعضُ العلماء الدم ،ول يَجب عليهِ ،لعدم وجود دليلٍ على ذلك .. وأْل َ َ
هذا هو الصحيح عندي.
شرط أن يَكون ذلك بعد مرَة ِب ْ رموا بِها الجَ ْ فإذا وصلوا إلى مِنى فَْليَ ْ
من خذُ ِ
ؤ َ
طلوع الشمس-كما هو مذهب كثير مِن أهل العلم-وهو الذي يُ ْ
حديث ابن عباس رضوان الله-تعالى-عليهما.
مكنهم أن يَخرُجوا مِن المزدََلفة بعد غروب القمَر مِن ليلة ة يُ ِ ف ُ الضَع َ ّ
القادر فليس له ِ العاشر ولكن لَِينتظِروا الرمي حتى تَطلع الشمس ،وأما ِ
أن َيخرُج إل بعد صلة الفجْر ،كما فَعل النبي ، والرمي في هذا اليوم
كبّر مع كل جرات وليُ َ مها النسان بِسبع حَ َ فلَيرْ ِ
جمرة العقَبة فقطْ ، يكون لِ ْ
طع التلبية عند إرادة الرمي ..هذا هو القول الصحيح الثابت ق َ وليَ َْرمية ْ
شرَع الدعاء في هذا مي ل يُ ْ دلت عليه السنّة الصحيحة ،ثم بَْعد الرّ ْ الذي ّ
وطن ،بل يَذهب الناس إلى الذبح بالنسبة إلى مَن كان قارِنا أو كان م ِ ال َ
سن وسَِلم مِن العيوب ،ول ذَبحوا الهدْي ولْيَكن قد َبَلغ ال ّ متمتّعا ..فليَ ْ
شرَع في ُيمكن أن أُطيل ب ِأكثر مِن ذلك في هذا الوقت ،فإذا ذََبحوا فيُ ْ
والحلق أفضل ،وأما النساء فإنهن ْ هذا الوقت الحلْق والتقصير ِللرجال،
وبْعد ذلك مَن شاء أن يَطوف فلَْيذهب إلى مَلةَ ، قصرن بِمقدار أنْ ُ ُي ّ
-1قال الشيخ " :ثلثا " بدل من " ركعتين " ،وهو سبق لسان نبّه عليه فيما بعد.
303
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
طف ِبالبيت على الصفة التي ذكرناها إل أنه ل يُشرع فيه الطواف وليَ ُ
مل على حسب ما ذكرنا بل يَطوف طوافا عاديا ،وبعد طَباع ول الرّ َ ض ِ ال ْ
سعى ،كما هو مذهب جمهور مّتع فإنّ عليه أن يَ ْ المتَ َ
ذلك بالنسبة إلى ُ
فرِد فإن كانا قد ارن والمُ ْ
ل عليه صحيح السنّة ،وأما القَ ِ المة الذي دَ ّ ّ
سعيا مِن قَْبل فل سعي عليهما ،أما إذا كانا لم يَسعيا مِن قَْبلِ-لعدم
ن التأخير جائز وإن كان مكنهما مِن ذلك أو أنهما شاءَا تأخيرَ ذلك ،إذ إ ّ َت ّ
التقديم أفضل-فعليهما-أيضا-السعي ،وإذا فعلوا ذلك فإنهم يَرجِعون إلى
منى مباشَرة ول ْيَرموا الجمرات الثلث في اليوم الثاني والثالث ،فمَن ِ
عجل بعد الرمي مِن اليوم الثالث وهو الثاني بالنسبة عجل فلَْيتَ ّ أراد أن يََت ّ
من أيام ومن شاء أن يَمكث الثالث-وهو اليوم الرابع ِ إلى أيام التشريقَ ،
كث ،والرمي يكون في هذه اليام بَْعد زوال الشمس، م ُ
فلي ْ
الرمي ُكّلهاَ - ّ
زي قَْبلها. ول ُيجْ ِ
دم على ذلك فهو مخالِف للسنّة ق ّمن التَ َ وما َيفعله كثير مِن الناس ِ
الصحيحة الثابتة ،ول ُيجزِيهم أنهم ُيقلّدون فلنا أو فلنا ،فالعبرة
بالصحيح الثابت ،كما نصّ على ذلك أهل العلم بل هو الذي نصّت عليه
ويعجبني كلم المام السالمي-رحمه الله-حيث يقول: الدلةُ ،
ونحن نحكي َبْعده خلفا عتبر الوصاف المصطفى َي ِ
نص ُأسند
فيه عن المختار ّ قبل الخلف فيما ورد ل نَ َ
ولَنترك بقية ح فل شيء إل التسليمْ ، وص ّ
َ فإذا َورد حديث عن النبي
القوال ،فإذا انتهوا مِن ذلك فلَْيبْقوا بمكة ما شاءوا وإذا أرادوا
وليكن النصراف منها فليَنصرِفوا ولكن بعد أن يَطوفوا طواف الوداع ْ
دة ش ّ
وتْعذَر مِنه الحائض والنفساء ومَن لم يَتمكّن لِ ِ ذلك هو الخَِتامُ ،
المرض الذي ل ُيمكن مََعه أن يَطوف بنفسه أو مَحمول ،أما إذا أمكن
أن َيطوف ولو مَحمول فل يُعذَر مِن ذلك ،والحائض تُعذَر مِن هذا
ؤخّر
عذر ،فلبد أن تُ َ الطواف أما مِن طواف الحج وطواف العُمرة فل تُ َ
طف بَْعد ذلك. ولتَ ُ
غتسل ِْ طهر وتَ ذلك حتى تَ ُ
تعلق بِصفة الحج ،وهنالك أحكام كثيرة تركتُها لِضيق صرٌ فيما يَ ّ هذا مختَ َ
الوقت واختصرتُ الكلم في بعضها؛ والله ولي التوفيق.
أول :الحرام
حكم ركعتي الحرام
من غْير أن ُتصّلي ركعتْين، َ
ت ِبالعمرة ِ
م ْ
حَر َ
س :امرأةٌ أ ْ
ت؟ ت لباس الحرام ثم أحرم ْ وإّنما لبس ْ
304
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
خلف ب هاتْين الركعتين ،وإنما ال ِ جو ِ من أهل العلم ِبو ُ ج :لم ي َُقل أحد ٌ ِ
رم بعد ح ِ ن النسان إذا لم ي ُ ْ بْين أهل العلم في مشروعيتهما ..أي أ ّ
ي ركعتْين ِللحرام أو ل ؟ صل ّ َ
شَرع له أن ي ُ َ فريضة هل ي ُ ْ
دل على ت دليل ي َ ُ شرع له ذلك ،إذ إّنه لم َيأ ِ هب بعضهم إلى أنه ل ي ُ ْ ذَ َ
ت ليس دها ،وإن كان الوَقْ ُ رم بع َ ذلك ،فإن أراد الحرام بعد فريضة فل ْي ُ ْ
ح ِ
صّلي ركعتْين بعد ح فيه التنّفل فُيمكن أن ي ُ َ وقت فريضة فإذا كان َيص ّ
ص ّ
ل ضوِئه ب ِِنية ركعَتي الوضوء ،أو كان الوقت وقت صلة الضحى فلي ُ َ وُ ُ
ةص ًصّلي صلةً خا ّ ما أن ي ُ َ صلة الضحى ،وهكذا إذا أراد أن ي َت َن َّفل ،أ ّ
من أهل العلم-ل ُيشَرع له ذلك. ِبالحرام فإنه-عند هذه الطائفة ِ
من أهل العلم إلى مشروعية ذلك. ت طاِئفة ِ ذهب ْ و َ
َ
ل على مشروعية هذه الصلة ولكن- جد دليل ً َيد ّ و-على كل حال-أَنا َلم أ ِ
رم بعد ذلك .. كع ركعتْين ول ْي ُ ْ
ح ِ ت-إذا دخل النسان المسجد فل ْي َْر َ كما قل ُ
ي بعد الوضوء أو أراد أن صل ّ َكب في سيارته ،وإذا أراد أن ي ُ َ أي بعد أن َير َ
عتاد عليها وكان ذلك من الّنوافل التي ا ْ ي صلة الضحى أو شيئا ِ صل ّ َ
يُ َ
مكن طبعا ِللنسان أن ما ل ُينَهى عن الصلة فيه-ول ي ُ ْ م ّالوقت-طبعاِ -
ت ي ُن َْهى عن الصلة فيه-فإذا صلى فل بأس ي َعَْتاد على الصلة في وق ٍ
بذلك ِبمشيئة الله؛ والعلم عند الله.
خره عند ؤ ّ قدوم أو ي ُ َ طواف ال ُ واء عند َ س َ ديه متى ما شاء َ ؤ ّ يُ َ
ف الفاضة ؟ وا ِ طَ َ
طوف طوافَْين وأن جب عليه أن ي َ ُ ف العلماء في الَقاِرن هل ي َ ِ ج :اخَتل َ
َ
ي واحد ؟ ف واحد وسع ٍ سعْي َْين أو أّنه ي َك َْتفي ِبطوا ٍ سعى َ يَ ْ
ي واحد بل ل ُيشَرع َله أن َيطو َ
ف سع ٌ فو َ والصحيح عندي أنه َيكِفيهِ طوا ٌ
كة المكّرمة فإنه ُيشَرع له سعي َْين اللهم إل إذا جاَء أّول إلى م ّ وافَْين و َ ط َ
عمرِته ثم جه و ُ ف الُقدوم وَيسعى وهذا السعي َيكون ِلح ّ طوا َ طوف َ أن ي َ ُ
ح
مَرة والذب ْ ِ من رمي الج ْ من المزدلفة و ِ عرفة و ِ من َ بعد أن َينَتهي ِ
من جل-والَتقصيرِ إذا كانت امرأة-فإنه لبد ِ ق أو الَتقصيرِ إذا كان ر ُ ْ
والحل ِ
من قبل ل أن َيذهب وَيأتي ِبطواف الزيارة ،وذلك الطواف الذي أتى ِبه ِ
وي كة وهو ي َن ْ ِ من أَتى إلى م ّ جته لنه ِللُقدوم ..أي أنه ُيشَرع ل ِ َ ح ّ زيه ل ِ َ ج ِ ي ْ
مرة ،أما إذا كان ُيريد الُعمرة كون قاِرنا ب َْين الحج والعُ ْ الحج أو ي َْنوي أن ي َ ُ
دوم ..فإذن إذا زيه عن طواف الُق ُ طواف الُعمرة وذلك ُيج ِ طوف َ فإنه ي َ ُ
دوم ،وهذا ف الُق ُ ف طوا َ مكّرمة وكان قارًنا فَل ْي َط ُ ْ كة اله ُ أتى إلى م ّ
الطواف:
ل ،ول ض َ ك الَف ْ من َتركه ل شيء عليه إل أنه ت ََر َ مة َ جمهور ال ّ -1سّنة عند ُ
ت عن رسول الله-صلى الله عليه وعلى ما َثب َ ك َ َينبغي ِللنسان أن ي َت ُْر َ
شاَبه ذلك. ما َ ضا أو َ مري ً آله وسلم-إل إذا كان َ
دم. كه ال ّ من ت ََر َ جب وأوجبوا على َ كية إلى أّنه َوا ِ مال ِ هبت اله َ -2وذ َ َ
والصحيح الَقول الول.
ن-كما كو ُ ت وذلك السعي ي َ ُ سَعى في ذلك الوقْ ِ طاف ِللُقدوم فإنه ي َ ْ وإذا َ
مبيت من الوُُقوف ِبعرفة واله َ دما ي َن ْت َِهي ِ عن ْ َ تِ-للحج والُعمرة ثم ِ قل ُ
صل ْ ُ
ت صير على ما فَ ّ حر ،والحْلق أو الّتق ِ ذبح أو الن ّ ْ مْزدلفة والّرمي وال ّ ِباله ُ
1
306
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ؤيده فَلَ َينَْبِغي ل له أدَّلتُه التي تُ ّ و ٌ و َق ْ وه َمرةُ ، الع ْ وب ُ العلم إلى ُوجُ ِ
ور على مَن وَجَد ب على الفَ ْ رط فيها ،والحج َواجِ ٌ ف ّ ِللنسان أن يُ َ
ؤّيدُه وهو الذي تُ َ ليهَ-كما هَو رأي جماعة مِن أهل العلمُ - الستطاعة ِإ ْ
لكن َكثيرا مِن الناس-كما قلتَُ-يذهبون ول يَْعرِفون عَن َأحكَامِ ّ الدلة؛ ِ
مرة شَيئا. الحج والعُ َ
صُلون نبه عليه في هذا الوَْقت :أنّ كثيرا مِن النّاس يَ ِ يد أُ ّ
والمر الذي أُِر ُ
حرَامَ ،وَقد ر إِ َ غيْ ِ شرَّفَها الله-تبارك وتعالى-مِن َ رمَة َ إلى مَكّة المكَ ّ
ت بَِبعضٍ منهم أتى إلى مكّة المكرّمة مِن غيْر إحرام ويُريد أن قْي ُ الت ََ
وأُقوم التنعيم " َيقول " :عندما أصل إلى مكّة َ خرج بَعد ذلك إلى " َ َي ُ
هناك " ن ُ حرِم مِ ْ وأ ْالتْنعيم ' ُ وما شابه ذلك-سأذهب إلى ' َ ِبإنزال المتعةَ -
سنة رسول الله ولجمَاع المّة خالف لِ ّ م ِ سيم ُ .. وهذا خَطأ جَ ِ
شرفها الله-تبارك ب إلى مكّة المكرّمة َ ه َ من ذَ َ اطبة ،فإنّ َ المحمدية َق ِ
منيقات إذا كَان ِ م َعمرة ليس له أن َيتَجاوز اله ِ وتعالى-وهو يُريد حجّا أو ُ
ص الحاديث الثابتة وإجماع المّة-كما رمِ ،بنَ ّ محْ ِ هو ُ ارج الميقَات إل وَ ُ خ ِ َ
وعَليه أن َيتُوبُ دى حدودَ الله-تبارك وتعالىَ - قد تَعَ ّ اوَز ذلك فَ َ ج َ قلتُ-ومَن َ
من ذلك المكان، رمُ ِ ح ِ ميقات وأن يُ ْ خرى إلى اله ِ رجع مرّة أُ َ إلى رَّبه وأن يَ ْ
ن المكان الذي ِفيه إل إذَا كَان م مِ َحرِ ُ ميقات فإنه يُ ْ أما مَن َكان ُدون اله ِ
وضع مِن حل ..إلى أيّ مَ ْ خرج إلى اله ِ الحرمِ فإنه لبد مِن أن يَ ُ َ 1
من أهْلِ ِ
والحاصل َ يل بِذلك، اضع مِْنه ،واختَلفوا في الفْضل ،ول أريد أن أطِ َ المو ِ
َ
جا أوْ عُمرة وإنّما اوَز الميقات إذا كان يُريد حَ ّ ج َ لحد أن يََت َ َ َأّنه َليْس
كن مِن المَُترَّدِدين رد الحج ول العُمرة ولم يَ ُ العلماء اختلفوا ِفيمن لم ي ُ ِ
ون ُ
حن جاوزَ الميقات مِن غَْير إِحرام ؟ َ مكّة المكرّمة هَل َله أن يََت َ على َ
العمرة لَه أن يَتجاوز من لم ُيرِد الحج ول ُ ول الصحيح أنّ َ الق ْ
قولُ :إنّ َ َن ُ
ص الحديث الثابت عن النبي ، وإذا ثََب َ
ت الميقات مِن غَْير إحرَامِ ،بنَ ّ
الحديث َفل كَلم:
ونحن نَحكي بَعده خِلفا َ المصطفى يَعتبِر الوصَاف
سند
فيه عن المختار نصّ ُأ ِ ل نقبل الخلف فيما وَرد
وأما مَن أراد الحج أو العمرة فَل ،ومَن أخطأ ِبجهله ودخل إلى مكّة
ؤمر بِأن َيرجِع إلى الميقات الذي جَاء المكرمة مِن غير إحرام فإنه يُ َ
واضع م َ
وضع مِن َ م ْحل أو أيّ َ ول إلى أَْدنى ال ِ منه ،ل إلى مِيقات آخر َ
حرمرجع إلى الميقَات الذَي جَاء مِنه وأن يُ ِ ل بل يُؤمَر ِبأن يَ ِ الحل َ ..ك ّ ِ
ضيّقا ت َ وب إلى الله-تبارك وتعالى-إل إذا كَان الوَْق ُ ويتُ َ من ذَلك المكان َ ِ
ضع الذِي هُو فيه حرِم مِن الموْ ِ وات الحج فَإنه يُ ْ ِبأن كان يَخشى مِن َف َ
الحرم؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. َ راءِ ق َ
ف َ بيحة ِل ُ
ً ذبح ذَ ؤمرُ ِبالتوبة وبِأن يَ َ وي َ ُ
قل أحدٌ رمُون ِللعُمرة مِن الحَرم وهذا خطأ َ ..لم يَ ُ ح ِ كذلك بَْعض الناس يُ ْ
رم وأن رم مِن الحَ ِ ح ِمكِن أن يُ ْ ن النسان يُ ْ من العلماء المتقدّمين " :إ ّ ِ
مُعوا على خِلف ذلك وإن قا لِلصّواب " بل أجْ َ اف ً
و ِؤدي العمرة ويَكون مُ َ ُي ّ
اختلفوا هَل ِتلك العُمرة: َ خالَف بعض المتأخّرين ،وإنما َ
الفدية. ر بِ ِ َ-1تكون صحيحة ويُؤمَ ُ
حل وإن كان قد ؤمرُ ب ِالخُروج إلى ال ِ ل يُ َ صحيحة بَ ْ ون َ ك ُ -2أو أنّها ل تَ ُ
في كتَ ِل الصحيح ،أما أَن يَ ْ و ُ
هو القَ ْ ل ُ و ُ ذا القَ ْ وه َمن قَْبل ؟ َ طاف وسََعى ِ َ
وافق أن ذلك مُ َ ن بِ ّ ظ ّ خرج ويَ ُ غيْر أن يَ ُ رم فَقط مِن َ من الحَ َ رامِ ِ الح َِب ْ
قل بِه أحدٌ مِن العلماء المتقدّمين- ما لم يَ ُ ور ِبه فََهذا مِ ّ لسنة أو أنّه مأمُ ٌ ّ ِل
كما قلتُ-بل أجمعوا على خِلف ذلك.
ختصرا مِن َ النسان ولو مُ
ُ فينبغي أن ُينتبَه لِمثل هذه المُور ،وأن َيقرََأ
ستطيع على القَراءة ،وأنْ َيسأَل أهل العلم عن المختصرات إن كان يَ ْ َ
شرْع الله-تبارك وتعالى-في هذه القضية وفي غيرها ،وليس له ام َ أحكَ ِ ْ
قدم على شَيءٍ ِبَغيْر عِلم فإنّ ذلك-والعياذ بِالله تبارك وتعالى-قد أن َيتَ ّ
ان ِبأمر مِن المور التيَ ُ ل ْ شرْع الله بَ ْ الفة لِ َ عض المور المخَ ِ ِ وقُعه في بَ ُي ِ
َ ذهب ما ل يَنبغي لحد أن يَ سه مِ ّ ف ُ مه ..هذا المرُ َن ْ حكْ َ عرف النسانُ ُ ول يَ ِ
اد َ
ف دم مِن غَْير عِلم إذا صَ َ ق ّ اختلف العلماء في هلكه في التّ َ َ إليه وإن
سلَمتِه؛ والله-تبارك د بِ َ قل َأحَ ٌ صادف الحق فإنه لم يَ ُ ِ الحق ،أما إذا لم يُ
وتعالى-أعلم.
310
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ت
م ُ مد ذلك فل حاجة ِللكلم عليه ولسيما أنني قد ت َك َل ّ ْ وتعالى-لم َيتع ّ
على ذلك ِبالمس .
1
مد ذلك ،وذلك- ب عليه ،لنه لم َيتع ّ وأما ِبالنسبة إلى المخطئ فإنه ل ذ َن ْ َ
مرا-بل حتى عمرته أن لو كان معت ِ جه ول في ُ ح ّ طبعا-ل ي ُؤَث ُّر في َ
مة- عمرته ِبذلك على ما ذهب إليه جمهور ال ّ جته أو ُ ح ّ سد َ مد ل َتف ُ مت َعَ ّ اله ُ
ب الجزاء على هذا السائل-الذي وَقَعَ ما وَقَعَ منه وأما ِبالنسبة إلى وجو ِ
على سبيل الخطِإ-فقد اختَلف العلماء فيه:
من أهل العلم-وهو مذهب جمهورهم-إلى أنه عليه الجزاء. ذهبت طائفة ِ
ب الئمة رحمه الله تبارك حه قط ُ ج َ من أهل العلم-وَر ّ وذهبت طائفة ِ
ت ذلك في " قُّرة العَي ْن َْين " ،وهو
1
تعالى في " الجامع الصغير " كما ذكر ُ
من أهل العلم-إلى أنه ل جزاء عليه ،وهذا القول هو أيضا مذهب جماعةٍ ِ
القول الصحيح عندي ،فإن شاء أن َيأخذ ِبهذا الرأي-وهو مبني على
ل أصيل-فل حرج عليه ِبمشيئة الله تبارك وتعالى ،وإن شاء أن أص ٍ
م في حك ُ َ من أن ي َ ْ من الخلف في هذه المسألة فلبد ِ َيحتاط وأن َيخُرج ِ
ن مسائل الجزاء في الصْيد لبد فيها لن ،إذ إ ّ مان عَد ْ َ حك َ َ هذه القضية َ
لنمان عَد ْ َ حك َ َم فيها َ حك ُ َمن أن ي َ ْ كم ،ول َتكفي فيها الُفت َْيا ،فلبد ِ ح ْمن اله ُ ِ
ت فيه ن العلماء قد اختلفوا هل ذلك على الطلق أو في ما لم َيأ ِ إل أ ّ
م عن صحابة رسول الله ؟ حك ٌ
من صحابة م لثنْين ِ حك ْ ٌجد َ في تلك القضية ُ فذهب بعضهم إلى أنه إذا وُ ِ
ل الذي ض الناس الذين وَقَعَ منهم مث ُ ما ِبه على بع ِ حك َ َ رسول الله َ
وَقَعَ فيه هذا النسان فَيكفيه أن َيأخذ ِبذلك الحكم.
مّرة كم في تلك القضية َ ح ْ من اله ُ ض العلماء إلى أنه لبد ِ وذهب بع ُ
أخرى.
ن هذا الشخص ل بأس عليه ِبمشيئة الله ولكن إن شاء تأ ّ وأنا قد ذكر ُ
كما له في هذه ح ُمْين عَد ْل َْين حتى ي َ ْ حك َ َ ث عن َ ح َمن أن ي َب ْ َ الحتياط فلبد ِ
القضية.
ما له ِبالجزاء ؟ حك ُ َ س :ي َ ْ
ن هذه القضية َتحتاج ج :نعم َ ..يحكما عليه ِبالجزاء في هذه القضية ،ل ّ
ص الكتاب العزيز. مِ ،بن ّ حك ْ ٍإلى ُ
-1عند الجواب على السؤال 1من حلقة 15رمضان 1424هه ) 10/11/2003م (.
-1كتاب " قّرة العين َْين في صلة الجمعة ِبخطبتين " ص ،47وهذا ما ذكره الشيخ فيه' :
من قتل الصيد ناسيا ،واختاراختار-رحمه الله تعالى-في " الجامع الصغير " أنه ل جزاء على َ
ت :والقول ِبعدم وجوب الجزاء على مد والناسي ،قل ُ
في بقية كتبه وجوب الجزاء على العا ِ
الناسي هو الصحيحِ ،لعدم الدليل الدال على الفدية ،والصل عدم ذلك؛ والله-تعالى-أعلم.' .
311
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
312
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
كر ذلك، ل في وقت الصيام في الحج ،ول داعي ل ِذِ ْ إلى بلده على تفصي ٍ
1
منشد ّد ُ عليه في الكفارة ِ مدا ،فإنه ي ُ َ لع ْ من قَت َ َ شد ّد َ عليه ،ك َ من أن ي ُ َ ِ
حي َت َْين ،كما هو معلوم في ذلك الباب. َنا ِ
ل على ت دليل َيد ّ كن أن ي َُفّرقَ بينهما ،إذ لم َيأ ِ والذي أراه أنه ل ُيم ِ
كن أن ُيصار إليه التفريق ،والقياس على الكفارات وما شابه ذلك ل ُيم ِ
في مثل هذه القضية ،وبيان ذلك في غير هذا الموضع ِبمشيئة الله
ئ زوجَته في الحج فإنه ل من وَط ِ َ من هذا المر َ ست َث َْنى ِتبارك وتعالى ،وي ُ ْ
من الثلثة المذكورة دي ِبواحدٍ ِ خّير بْين هذه الشياء بل وليس له أن َيفت ِ يُ َ
وإنما عليه أن َيذبح ب َد ََنة على تفصيل بْين العلماء في ذلك إذا كان ذلك
ل الصغر أو مطلقا: قَْبل التحل ّ ِ
ل الصغر. حل ّ ِل الت َ َ من يقول :ذلك يكون قَب ْ َ فمنهم َ
وبعضهم يقول :ذلك مطلقا.
من أهل ضع ،وهذا قد ذهب إليه كثير ِ وبيان ذلك-أيضا-ليس في هذا المو ِ
العلم ،وإن كان الدليل عليه ليس قطعيا.
من كتاب الله ص قاطٍع ِ من ذلك جزاُء الصيد ،فإنه منصوص عليه بن َ ّ -3و ِ
ة ُتساوي تبارك وتعالى ،وهو على التخيير ،إما أن َيذبح النسان ذبيح ً 1
م ذلك ده ،وذلك معلوم في كتب الفقه ،وإما أن ي َُقوّ َ صا َذلك الصيد الذي َ
بالدراهم ثم َيشتري ِبقيمة تلك الدراهم طعاما وَيدفع لكل مسكين
من ذلك الطعام ،وإما أن َيصوم ِبمقدار يوم ِبمقابل إطعام ِ نصف صاع ِ
م ثلثين مسكينا فعليه أن َيصوم مسكين فإذا كان الطعام ُيساوي طعا َ
ثلثين يوما أو كان ذلك أكثر فعليه أن َيصوم بعدد ذلك وهكذا إذا كان
م ذلك بالدراهم ثم أقل وليس له أن َيدفع قيمة الطعام بل عليه أن ي َُقوّ َ
يشتري بذلك طعاما وَيدفعه وليس له أن َيدفع القيمة ،وفي هذه
المسألة تفاصيل كثيرة ،ل أريد أن أبّينها الن.2
صَر عن الحج أو الُعمرة فعليه ُ
ح ِ من أ ْ صر ،ف َ ح َ
م ْ دي ال ُ من ذلك ه ْ -4و ِ
دي هل دي ..عليه أن َيذبح ذبيحة ،3واختلفوا إذا لم َيستطع على اله ْ اله ْ
َيجب عليه الصيام ؟
جب عليه الصيام ..عليه أن َيصوم من أهل العلم إلى أنه ي َ ِ فذهب كثير ِ
عشرة أيام.
َ َ
دا
م ً
مت َعَ ّ
كم ّ من ُ ه ِ من قَت َل َ ُ م وَ َحُر ٌ م ُ صي ْد َ وَأنت ُ ْ قت ُُلوا ال ّ مُنوا ل َ ت َ ْ نآ َ ذي َ -1قال الله تعالىَ :يا أي َّها ال ّ ِ
مفاَرةٌ ط ََعا ُ م هَد ًْيا َبال ِغَ ال ْك َعْب َةِ أ َوْ ك َ ّ منك ُ ْ ل ّ م ب ِهِ ذ ََوا عَد ْ ٍ حك ُ ُ ن الن ّعَم ِ ي َ ْ م َ ما قَت َ َ
ل ِ ل َمث ْ ُجَزاٌء ّ فَ َ
َ َ ّ َ َ
ه
من ْ ُ
ه ِ م الل ُ ق ُعاد َ فََينت َ ِ ن َ م ْسلف وَ َ ما َ ه عَ ّفا الل ُ مرِهِ عَ َ لأ ْ ذوقَ وََبا َ ما لي َ ُ صَيا ً ل ذ َل ِك ِ ن أو عَد ْ ُ كي َ
سا ِم ََ
قام ٍ ] سورة المائدة ،الية.[ 95 : ذو ان ْت ِ َ زيٌز ُ ه عَ ِ َوالل ُ
من حلقة 16 -2وقد بّين الشيخ تفاصيل أخرى في هذه المسألة عند الجواب على السؤال ِ 5
رمضان 1424هه ) 11/11/2003م (.
ُ َ
ي ... ن ال ْهَد ْ ِ م َ سَر ِ ست َي ْ َ
ما ا ْ م فَ َ صْرت ُ ْ
ح ِ نأ ْ مَرةَ للهِ فَإ ِ ْ ج َوال ْعُ ْ ح ّ موا ال ْ َ -3قال الله تعالى :وَأت ِ ّ
] سورة البقرة ،من الية.[ 196 :
315
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جد دليل صريح جب عليه صيام ،وذلك أنه ل ُيو َ وذهب بعضهم إلى أنه ل ي َ ِ
من أهل العلم ِبذلك اعتمادا على من قال ِ ل على ذلك ،وإنما قال َ ي َد ُ ّ
دي التمّتع. القياس على ه ْ
وهذا القياس فيه نظر ،فالصحيح عندي أنه ل َيجب عليه الصيام ،فإن لم
رط ،أما إذا دي فل شيء عليه-بمشيئة الله-وهذا إذا لم َيشت ِ جد اله ْ يَ ِ
دي عليه على الصحيح. اشتَرط فل ه ْ
ن الشتراط ل من قال " :إ ّ ن الشتراط منسوخ " ،ول ِ َ من قال " :إ ّ خلفا ل ِ َ
دي " ،فهذان القولن ضعيفان على التحقيق، َيكفي في عدم وجوب اله ْ
جد هنالك ناسخ ِلهذا الحديث البّتة، من الثاني ،لنه ل ُيو َ ما أضعف ِ وأوّل ُهُ َ
ث-أعني حديث " الشتراط " حديث-صحيح ثابت. وهو حدي ٌ
من الكتاب عليها ،وهي على مت َّفقٌ عليهاِ ،لنصوص صريحة ِ فهذه الدماء ُ
ف في ِفدية الذى ،فالمت َّفق عليه جد خل ٌ مُ-يو َ ن-ن َعَ ْت ،ولك ْ حسب ما ب َي ّن ْ ُ
طر إلى ذلك فهو مت َّفق عليه، من كان معذورا ..أي اض ُ هو ِفدية الحْلق ل ِ َ
ة ِبذلك على خلف بْين أهل العلم في ذلك. حَق ٌمل ْ َأما البقية فهي ُ
طئ: وبقي الكلم في المخ ِ
من يقول :عليه الِفدية. فمنهم َ
من يقول :ل فدية عليه ،وهو الصحيح عندي. ومنهم َ
جب الِفدية جب الِفدية فيها ول ُيو ِ من ي َُفّرقُ بْين بعض المور فُيو ِ ومنهم َ
في البعض الخر ،فلباس الثياب الممنوعة والعطر وما شابه ذلك ..
من كان في حكمه ،وأما هذه المور ل ِفدية فيها ..أعني على الناسي و َ
بعض المور التي فيها إتلف أو ما شابه التلف ..التلف :مثل كتقليم
ذب الشعر أو حْلق الشعر أو ما شابه ذلك ..في ذلك الظافر أو كج ْ
إتلف ،وما شابه التلف :الوطء ،فإنه وإن لم يكن إتلفا فهو بْينه وبْين
مب َّين في هذا الباب. التلف مشاَبهة ،كما ل َيخفى ،كما هو ُ
وبقي الخلف في الجاهل:
جب عليه الِفدية. بعضهم ُيو ِ
جبها. وبعضهم ل ُيو ِ
صل بْين ما فيه إتلف وما شابه التلف وبْين ما لم يكن فيه وبعضهم ي َُف ّ
ت.ذلك كما قدم ُ
والجاهل الذي لم ي َُفّرط في أحكام شرع الله-تبارك وتعالى-الصحيح ل
ِفدية عليه ،وسأقيم الدليل على ذلك بمشيئة الله في الدروس القادمة.
من المور المتعّلقة ِبالحج ول ت َت َعَّلق ِبالجسد، ل شيئا ِ من فَعَ َ بقي هنالك َ
من الواجبات أو ما شابه ذلك، ك شيئا ِ م شيئا على شيء أو ت ََر َ من قَد ّ َ ك َ
جعَ على رم ولم َيرجع إليه أو َر َ جاوََز الميقات ولم ُيح ِ من َ وذلك-مثل-ك َ
من الرمي على خلف طويل في ك شيئا ِ رأي بعض أهل العلم ،أو ت ََر َ
316
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ذلك ،وما شابه هذه المور ،فهل تكون هذه على التخيير أو تكون على
الترتيب ؟
من سّنة جد دليل ي َد ُ ّ َ
ل على ِإيجاب الدماء في هذه المور ِ أّول :أنا لم أ ِ
رسول الله ، والحديث الدال على ذلك حديث ل َيصح عن النبي ،
جد في ذلك رواية عن ابن عباس-رضي الله تعالى عنه-وقد وإنما ُتو َ
اختلف العلماء هل هي محمولة على الرفع معًنى وإن كانت موقوفة
في اللفظ:
فذهب بعضهم إلى ذلك.
من ذلك الباب. ت ِ ة اجتهادية وليس ْ ن المسأل َ وذهب بعضهم إلى أ ّ
مل ،وعلى القول ِبإيجاب الدماء في هذه المسائل-كما هو محت ِ والمر ُ
جب على مذهب الجمهور على تفصيل فيها-فهي على الترتيب ،أّول ي َ ِ
ما فإن لم َيستط ِعْ على ذلك هل عليه شيء أو ل ذبح د َ ً النسان أن ي َ ْ
جب 1عليه شيء " ؟ يقال " :ي َ ِ
جب عليه شيئا بعد ذلك. من َيذكر هذا ول ُيو ِ منهم َ
من كلم بعضهم أنه عليه أن َيصوم عشرة أيام. خذ ِ وُيؤ َ
كمنا به في بعض المسائل والصيام ل نراه أبدا ،والدم َنحكم به إذا ح َ
القليلة الناِدرة جدا.
من الناس في ِإيجاب الدماء على عباد الله-تبارك َ
ف كثير ِ سَر َ وقد أ ْ
ل كذا من فَعَ َ جبه عليهم المولى تبارك وتعالى َ " .. وتعالىِ-بما لم ُيو ِ
منجُبون في كثير ِ عليه دم " ..ل َيذكرون التخيير فيما فيه التخيير ،وُيو ِ
من علماء رها لم َيقل به أحد ِ ت عليها دليل ،وفي أكث ِ المور التي لم َيأ ِ
ت-لم من أهل العلم ،وأنا-حقيقة كما قل ُ المسلمين أو قال به قِّلة قليلة ِ
من كلم ابن عباس وهو َ َ
ت-أخذوه ِ جد دليل على ذلك ،وإنما-كما قل ُ أ ِ
من باب خذ ذلك-أيضاِ - مرْين وجانب الجتهاد أقوى ،وقد ُيؤ َ ل ِلل ْ م ٌ محت ِ ُ
صر عنها إذا كان ذلك ُ من ت ََر َ
ح ِ ض المور فإنه أ ْ ك بع َ صة في َ صار خا ّ ح َ ال ِ ْ
صار وُيقال " :عليه ِبالدم " ح َ من ال ِ ْ خذ ذلك ِ من السباب فقد ُيؤ َ ِلسبب ِ
ُ
ل الكلم عليها ص ُ ت-ذلك في أمور بسيطة جدا ،سأفَ ّ ولكن-كما قل ُ
ق الله أولئك الذين بمشيئة الله-تبارك وتعالى-في الدروس القادمة ،فليت ّ ِ
من الدماء على عباد الله ول دليل لهم على ذلك ،بل جبون كثيرا ِ ُيو ِ
من من علماء المسلمين أو شذ ّ َ من تلك المور لم َيقل بها أحد ِ كثير ِ
قال بذلك ،و-أيضاِ-ليّتقوا الله-تبارك وتعالى-في تلك المور التي ل
ن
خي ُّرون عباد الله-تبارك وتعالى-فيها مع أنه قد وََرد َ فيها التخيير مع أ ّ يُ َ
ة الشاة جد ما َيشتري به شاةً ..مثل قيم ُ سهل ِبكثير ..هذا ل ي َ ِ التخيير أ ْ
سهل عليه من ال ْ جد ذلك و ِ ُتساوي ثلثمائة ريال سعودي أو أكثر وهو ل ي َ ِ
ن " ل " هنا زائدة.
-1قال الشيخ " :ل يجب " ويبدو أ ّ
317
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جد المال ولكنه من المساكين أو ي َ ِ ة ِ م ثلثة أيام أو أن ُيطِعم ست ّ ً أن َيصو َ
ل َيعرف المساكين فَيخشى أن َيضعها في غير الموضع الصحيح بينما
من حيث إنه من حيث إنه ل قيمة عليه و ِ سهل عليه ِ إذا صام ..ذلك أ ْ
جَبه الله-تبارك وتعالى-عليه ،فعلينا-إذن-أن ن َْفعَ َ
ل َ
دى ما أوْ َ َيعلم ِبأنه قد أ ّ
جد فيه دليل جد هنالك دليل ،وما لم ُيو َ ل عليه الدليل إن وُ ِ ِبحسب ما د َ ّ
من ل قدرة له، دهم ِبالنسبة ل ِ َ من تقلي ِ فإذا قال به بعض العلماء فل بأس ِ
أما إذا أفتى علماء المسلمين الذين ُيوَثق بهم وب َي ُّنوا أنه ل دليل على
ف ِبذلك اللهم إل إذا أراد أن َيأتي كن أن ي ُك َل ّ َ ن النسان ل ُيم ِ ذلك وأ ّ
جّهال أن ي ُك َل ُّفوا عباد َ الله-تبارك ِبذلك على سبيل الحتياط فل َينبغي ِلل ُ
مْرهم ِبه المولى تبارك وتعالى. ْ
وتعالىِ-بما لم ي َأ ُ
من خذ ِ كن أن ُتؤ َ هذا وهنالك بعض المور التي َتحتاج إلى تنبيه فل ُيم ِ
ن بعض المور-أيضا-ل ِفدية فيها على مذهب هذا الجواب الجمالي ،ل ّ
ن العلماء قد اختلفوا رم فإ ّ ح ِ م ْ جمهور المسلمين ،وذلك ك َعَْقدِ النكاح ل ِل ْ ُ
هل َيجوز له أن ي َعِْقد َ النكاح أو ل َيجوز له ،وعلى القول ِبعدم الجواز
جب عليه ن عليه الِفدية ،فل ُيمكن-أيضا-أن ُنو ِ ن الجمهور ل ي ََروْ َ فإ ّ
الِفدية.
ب على َ من الجدير ِبال ّ
ج َ من أوْ َ ن َ ض أهل العلم قالوا :إ ّ ن بع َ ذكر أ ّ هذا و ِ
من علماء المسلمين جْبه عليه المولى ولم ي َْقت َدِ ِبأحدٍ ِ ص شيئا َلم ُيو ِ شخ ٍ
من أهل العلم وهو ليس في الِعير ول في الن ِّفير أنه وهو َيتظاهر ِبأنه ِ
جّهال الذين ظّنوا س ال ُ ض النا ِ جب عليه أن َيقوم ب ِغُْرم ِ ما أفتى ِبه بع َ يَ ِ
ل سائغ قوي، من ذلك الباب ،وهو قو ٌ من أهل العلم وهو ليس ِ فيه ِبأنه ِ
َ
ه أن ي ُن َّفذ َ ذلك حتى ي َْرت َدِعَ مت ُ ُت عليه ِبذلك وأل َْز ْ م ُ حك َ ْ ت قاضيا ل َ َ ولو كن ُ
أولئك الجهال الذي ُيفُتون عباد َ الله-تبارك وتعالىِ-بغير علم.
هروا من العلم ولم َيتظا َ أما أولئك الجهلة الذين ل ِدراية لهم ِبشيء ِ
َ
م عليهم حك ُ َ كن أن ن َ ْ وا ِبشيٍء فل ُيم ِ ِبذلك وهم معروفون ِبذلك فإذا أفْت َ ْ
ضمن سألهم فقد عَّر َ ف عنهم العلم ،ف َ ب ِغُْرم ِ ذلك ،وذلك لنهم ل ي ُْعر ُ
مثل هذه المور ،وقد ذ َك ََر المام السالمي-رحمه الله تبارك سه ل ِ ِ نف َ
ل الذي قال به من " جوهر النظام " القو َ وتعالى-في باب أصول الفقه ِ
من أفتى ِبغْير علم وهو َيتظاهر أنه بعض أهل العلم ِبوجوب الغُْرم ِ على َ
جع إليه:1 من شاء ذلك فل ْي َْر ِ من أهل العلم ،ف َ ِ
من كتابه " جوهر النظام ": -1هذا ما قاله المام نور الدين السالمي في باب :أصول الفقهِ ،
ف ما َيقصد ُ فيمن لساِنهخل ُ ة عنه وما أْولهوذاك أن َيخُرج ِ وزّلة العاِلم في فتواهمرفوع ٌ
َ
عملِبقوله إذ ِللخطا منهن ِللذي َ ماوإنما الضما ُ ن ثلًثا أت َ ّ
مامع البني َن ال ّ جناِنهمثاُله أن ي ُعْط ِي َ ّ
َ
من يض
َ َ فقطوإنما بالجهل
ِ رف يع
ُ َ َ
ثملنه يأ
َ ولكن ّ ق الح لف َ خا رمإن غ
َْ ُ ي فليس أفتى لٌ قبلوجاه َ
لك ّ
ل من قو ِ في ذاك الوسطلنه غَّر الذي ُيساِئلِبحاله وإنه َلجاهلول ضمان إن َيكن لم َيخُرج ِ
حجِجالعلماِء اله ُ
318
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
319
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ص السن ّةِ الصحيحة الثاِبتة مُنوعٌ ب ِن َ ّ م ْ جرِ الحرم فإّنه َ ش َما ِبالّنسَبة إلى َ أ ّ
مة إل ّ ما وََرد َ جماِع ال ّ عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وِبإ ْ
استثناؤه.
جرِ الحَرم سواء ش َمن َ من قَط َعَ شيئا ِ ب على َ ج ُ ذا ي َ ِ ما َسَبة إلى َ ما ِبالن ّ ْ وأ ّ
ن العَُلماء َقد اختل َُفوا في ذلك: رما ؟ فإ ّ ح ِ م ْ
حل أو ُ م ِكان ُ
ث الجزاء أو الِفد َْية من حي ُ ب إلى أّنه ل شيَء عليه-أيْ ِ من ذه َ منهم َ ِ -1
ب إلى الله-تبارك وتعالى-لّنه جب عليه أن َيتو َ أو ما شابه ذلك-وإّنما ي َ ِ
ت ِبه طائفة حظ ََره ُ الله-تبارك وتعالى-عليه ،وهذا القول قال ْ ما َ ب َ ارتك َ َ
ل العلم. من أه ِ ِ
جب عليه الجزاء إل أّنهم اختَلفوا في مة إلى أّنه ي َ ِ جمهوُر ال ّ ب ُ -2وذه َ
ذلك:
صي ْدِ الحَرم-وقد تكّلمنا على ذلك- ن حكمه كحم ِ َ من ذهب إلى أ ّ منهم َ
مة في ذلك. كو َ ح ُ من ُ وعليه فإنه لبد ِ
قيمة ". جب فيه ال ِ صي ْدِ الحَرم وََقال " :إّنه ت َ ِ من فَّرق بْينه وبْين َ ومنهم َ
ف ذلك. من َقال ِبخل ِ ومنهم َ
من جب عليه شيءٌ ِ هر ِلي في هذه القضية أّنه ل ي َ ِ والذي َيظ َ
ة إلى الله تبارك وتعالى، فدية وإّنما عليه الّتوب َ ُ ث الجزاء أو ال ِ حي ُ
من سن ّةِ رسوِله-صلى الله ب الله ول ِ من كتا ِ ل ِ دلي ٌ ت َ وذلك لّنه َلم َيأ ِ
من مة على ذلك ،و ِ مع ال ّ ج ِعليه وعلى آله وسلم-الصحيحة الثاِبتة وَلم ت ُ ْ
كن أن مة ِبعصمةِ السلم ِ َلها َفل ُيم ِ صو َ مع ْ ُ مين َ ل المسل ِ ِ ن أموا َ المعلوم ِ أ ّ
ك د َِليل في ذلك ن ل َنمل ِ ُ عي ،وَنح ُ ل شْر ِ جب شيئا على أحد إل ِبدِلي ٍ ُنو ِ
ل الله وعلى ض صحابةِ رسو ِ ت عن بع ِ ض الروايا ِ ت بع ُ وإّنما جاء ْ
ن مذهب الصحابي ليس جة فيها ،إذ إ ّ ح ّ ت تلك الّروايات فإّنه ل ُ ديرِ ثبو ِ تق ِ
ت-هو أّنه ل ح-كما قل ُ جح الصحيح ،فإذن الصحي ُ ل الرا ِ جة على القو ِ ح ّ بِ ُ
جرِ الحَرم وإّنما عليه الّتوبة والَناَبة إلى ش َ من َ من قَط َعَ شيئا ِ جزاَء على َ
ماسن ،أ ّ ح َ ن ذلك َ من الخي ْرِ فإ ّ الله-تبارك وتعالى-وإن فعل شيئا ِ
الوجوب فل وجوب؛ والله أعلم.
مة السلمية قاطبة ،على ما فهل ُيقال عليه دم ؟ ل دم عليه ِبإجماع ال ّ
من أهل العلم ،ولذلك ل ينبغي ِللنسان أن َيترك حكاه غي ُْر واحدٍ ِ
السواك بعد ثبوت السّنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله-صلى الله
متي ُ ضله ) :لول أن أ َ ُ
شقّ على أ ّ عليه وعلى آله وسلم-الدالة على ف ْ
مْرُتهم ِبالسواك عند كل صلة ( ،وفي بعض الروايات ) :عند كل َ
ل َ
مع بينهما ،فل َينبغي ِللنسان أن ي َت ُْر َ
ك وضوء ( ،وفي بعضها جاء الج ْ
من عادته أنه مخافة-مثل-أن َيخُرج منه دم ولسيما إذا كان ِ السواك َ
من الحتياطات الباِردة َ ..ينبغي َيخُرج منه الدم ..هذا-على كل حالِ -
ِللنسان أن ي ُط َب ّقَ السّنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه وسلم:
ول كلم المصطفى الّواه ظر ِبكتاب الله ول ُتنا ِ
ولو َيكون عاِلما خبيرا جَعل له نظيرا معناه ل ت َ ْ
طع ِبهذا السكين شيئا-مثل-ما فعلى كل حال هذه المرأة التي كانت َتق َ
ج منها الدم أو ما شابه ذلك فل خُر َ
دها أو أن ي َ ْ ريد أن ت َْقط َعَ ي َ َ كانت ت ُ ِ
من خروج الدم في ذر ِ ح َحرج عليها ِبمشيئة الله تبارك وتعالى ولكن ل ِت َ ْ
الطواف ،وهكذا ِبالنسبة إلى قضية الحيض ..الحائض ليس َلها أن
َتطوف ِبالبيت ،وإنما الكلم في السعي ..هل لها أن َتسعى أو ل ؟
مة أنه ل بأس على الحائض منه ..أي ل بأس جمعت ال ّ السعي قد أ ْ
على الحائض أن تسعى وإنما الْفضل أن َيكون النسان على طهارة
كنها أن َتكون على طهارة ،وإنما الكلم في وقتنا والحائض-طبعا-ل ُيم ِ
ن الحائض والجنب و-طبعا من المسجد أو ل ؟ ل ّ هذا هل المسعى ِ
منخلوا المسجد ..هل المسعى الن ِ هكذا-النفساء ليس لهم أن َيد ُ
خل وَتسعى من المسجد فليس ِللحائض أن َتد ُ المسجد ؟ فإن كان ِ
ح معه السعي، ن الحيض ل َيص ّ ِللنهي عن دخولها المسجد ،ل لجل أ ّ
من المسجد فل بأس عليها-أو على ن المسعى ليس ِ والذي يظهر لي أ ّ
ظر حتى َينتهي هذا حّيض-في قضية السعي ،فإذن َتنت ِ من ال ُ غيرها ِ
من الحيض وُلتطف بعد ذلك، سل ِ الحيض وت َط ْهَُر منه وت َت َط َّهر ..أي َتغت ِ
من ذلك الجرح الذي أصابها لبد وكذلك ِبالنسبة إلى الدم إذا كان َيخرج ِ
من أن ُتزيل ذلك الدم وُتعيد الوضوء ،ول َتطوف إل وهي طاهرة ،أما ِ
إذا كان ذلك قبل الطواف ِبفترة أو ما شابه ذلك فأمره بّين لنها
ضأ بعد ذلك ِبمشيئة الله. ستتو ّ
من مين في مسألةٍ ِ ف بْين علماءِ المسل ِ ِ جد َ خل ٌ من المعلوم أنه إذا وُ ِ و ِ
ب الله-تبارك وتعالى-وإلى جعَ إلى كتا ِ المسائل فإنه َينبِغي ِللعاِلم أن َير ِ
جع إليهما ل الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أو ما َير ِ سن ّةِ رسو ِ
جح في تلك القضية. ن َله ما هو الرا ِ جية حتى َيتب َي ّ َ من وجوهِ الح ّ ِبوجهٍ ِ
ف ما جاء في ل العلم أنه ليس لحدٍ أن ُيخال ِ َ من أه ِ ص المحّققون ِ وقد ن َ ّ
ب الله-تبارك وتعالى-وسن ّةِ رسوِله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه كتا ِ
كبار. من العلماِء ال ِ من قال ِ ف ذلك َ وسلم-ولو قال ِبخل ِ
ث قال: ن المام السالمي-رحمه الله تبارك وتعالى-حي ُ َ
س َح َ وقد أ ْ
ول كلم ِ المصطفى الّواه ظر ِبكتاب الله ول ت َُنا ِ
ولو َيكون عاِلما خبيرا معناه ل َتجعل له نظيرا
من القضايا: َ
ث قال في قضيةٍ ِ ن حي ُ س َ ح َ وأ ْ
خلفا ده ِ ونحن َنحكي بع َ المصطفى َيعتِبر الوصاف
ُ
سن ِد َصأ ْ فيه عن المختار ن ّ ف فيما وََرد َ ل َنقَبل الخل َ
وقال:
ف الثار وإن َيقوُلوا خال َ َ حسُبك أن ت َت ّب ِعَ المختار
ث قال ن المام سعيد بن خلفان-رحمه الله تبارك وتعالى-حي ُ َ
س َ ح َ وأ ْ
ف قول مشهورا عند َ العلماِء الساب ِِقين .. ث خال َ َ ض عليه حي ُ ل اعت ََر َ ِلسائ ٍ
ص َلك عن َ
ب أن أن ُ ّ ج ِ من العَ َ ل َله المام رحمه الله تبارك وتعالى " :و ِ فقا َ
ح
ض ِ
ل ول وا ِ ضةِ السلم ِبغي ْرِ دلي ٍ ضِني ِبعلماِء بي ْ َ ت ُتعارِ ُ ل الله وأن َ رسو ِ
َ
من الهذ ََيان ". ن ِ سِبيل ،أل َْيس هذا في العَيا ِ
ث قال " :وقو ٌ
ل ن المام الخليلي-رحمه الله تبارك وتعالى-حي ُ َ
س َ ح َ وأ ْ
ب ِبه عرض الحائط " ،وقال-رضوان الله تبارك ديث ُيضَر ُ ف الح ِ خل ِ بِ ِ
من عاِلم إل في قوِله من القضايا " :وما ِ وتعالى عليه-في قضيةٍ ِ
مه رحمه الله خرِ كل ِ ل الله " ... إلى آ ِ ل والمردود ما خل رسو َ المقبو ُ
تبارك وتعالى.
ة ِللطالةِ ِبها ج َ
ص كِثيَرة ٌ في هذا المقام ،ل حا َ وِللعلماِء في ذلك ُنصو ٌ
في هذا الوقت.
جد العلماَء قد اختَلفوا في وَنحن إذا ن َظ َْرنا إلى قضيةِ الشتراط فإننا ن َ ِ
هذه القضية:
من قال ِبمشروعيةِ ذلك. منهم َ
من قال ِبعدم ِ مشروعيِته. ومنهم َ
ن القو َ
ل َ
من هذْين القولْين فل شك أ ّ ح ِ ج ِ وإذا أت ْْينا إلى معرفةِ الرا ِ
حيح ،وذلك ِلما جاء ل الص ِ ط في الحرام ِ هو القو ُ ِبمشروعيةِ الشترا ِ
ل-ن الرسو َ ث عن السيدة عائشة-رضي الله تعالى عنها-أ ّ في الحدي ِ
ة
عة بنةِ الزبْير ..ابن ِ ضَبا َ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-قال ل ِ ُ
322
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ست َِني حب َ ْ ث َ حّلي حي ُ م ِ طي ( ،وذلك ِبأن َتقولَ " : جي واشت َرِ ِ ح ّمه ُ ) : ع ّ
ت عنه .. رواه ح ثاب ِ ٌ حي ٌ ثص ِ ث حدي ٌ ريد ُ الحرام ،وهذا الحدي ُ دما ت ُ ِ " عن َ
المام البخاري والمام مسلم ،ورواه-أيضا-النسائي وابن خزيمة وابن
حبان وابن الجارود ،ورواه أحمد وإسحاق والطبراني في " الكبير "
ث
كل " والدارقطني والبيهقي والبغوي ،وهو حدي ٌ والطحاوي في " المش ِ
ح ثاِبت. حي ٌ ص ِ
سّرعٌ في َ
ي َله ،وال ِ َ
مت َ َ ي هذا فيما َيظَهر أنه ُ صيل ِ ّ صيل ِ ّ ل ال ِ ول عبرةَ ب ِِإعل ِ
ت َله تلك الدراَية ِبمعرفةِ أئمةِ الحديث ض الحاديث بل ليس ْ ل بع ِ ِإعل ِ
جهالةِ م بِ َ حك َ َ ل على ذلك أنه َ فضل عن الرواةِ العادِِيين ،وَيكِفي في التدِلي ِ
سي جابرِ بن زيد-رحمه الله تبارك وتعالى- ل الرا ِ المام ِ الشِهير الجب ِ
ضل عن أئمةِ الحديث. كباُر الصحابة ف ْ الذي وَث َّقه ِ
مر مع ْ َ ن هذا الحديث ت ََفّرد َ ِبه َ ث إنه ذ َك ََر أ ّ عياض حي ُ من القاضي ِ ب ِ ج ُ والعَ َ
ل ذلك عن المام ِ النسائي ،والنسائي-فيما َيظَهرَ-لم ري كما ن ََق َ عن الّزهْ ِ
قري ِ من غي ْرِ ُ ط ِ ن هذا الحديث قد جاء ِ ديث ،وذلك ل ّ ل الح ِ رد ِبذلك ِإعل َ يُ ِ
ت أِريد ُ أن ض النظ َرِ عن هذه الرواَية-فإن ِّني لس ُ ري ،وب ِغَ ّ مر عن الّزهْ ِ مع ْ َ َ
ن هذا َ طي َ ُ
ن لنا مقال معُروفا في ذلك-فإ ّ ل المقال ِبالكلم ِ عليها ،وإل فإ ّ أ ِ
ق أخرى عن الراوي عن السيدةِ عائشة رضي من ط ُُر ٍ الحديث قد جاء ِ
ل الله ، من صحابةِ رسو ِ رها ِ الله-تبارك وتعالى-عنها ،وجاء عن غي ْ ِ
عياض-مثل-فإّنه ضي ِ ل هذه الرواية التي ذ َك ََرها القا ِ دل ب ِِإعل ِ مج َ سل ّ َ
فَلو ُ
ريق. من غي ْرِ هذه الط ِ ت ِ ث قد ث َب َ َ ضّر ذلك ما دام الحدي ُ ل يَ ُ
ن عباس رضي الله-تبارك وتعالى- ق اب ِ ري ِمن ط ِ ث قد جاء-أيضاِ - والحدي ُ
عنهما ،رواه مسلم وأبو عوانة والنسائي والترمذي والدارمي وابن
ماجة ،ورواه أحمد وإسحاق وابن حبان وابن الجارود والطبراني في "
دي وأبو الكبير " والطحاوي في " شرح مشكل الثار " ،ورواه ابن عَ ِ
جه على خَر ِ ست َ ْم ْ يعلى وأبو نعيم في " الحلية " وأبو علي الطوسي في ُ
ح ثاِبت عنه صلوات الله وسلمه عليه. حي ٌ ثص ِ الترمذي ،وهو حدي ٌ
ل
ق أخرى عن صحابةِ رسو ِ من ط ُُر ٍ ريقْين شواهِد ُ ِ وقد جاء ِلهذْين الط ِ
ق
ري ِ من ط ِ الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،فقد جاء ذلك ِ
من ق جابر بن عبد الله ،وذ َك ََر الترمذي ِبأنه جاء ِ ري ِ من ط ِ أم سلمة و ِ
ت قْيس جد ّةِ ابن الزبير، دة بن ِ سع ْ َق ُ ري ِ من ط ِ ق أسماء ،وجاء-أيضاِ - ري ِ ط ِ
ل الله صلى الله عليه وعلى آله من صحابةِ رسو ِ وجاء عن غي ْرِ هؤلِء ِ
ُ
ت أِريد ُ أن ت الرواية فقد ْ جاء عن ذ ُؤَْيب السلمي ،ولس ُ ح ْص ّ ن َ وسلم ..إ ْ
ح طي َ ُ
ضها صال ِ ٌ سن وبع ُ ح َ ضها َ ن بع َ حةِ هذه الروايات ،فإ ّ ص ّ ل الكلم على ِ أ ِ
ضها- متشد ّد ٌ في بع ِ شد ّد َ ُ ديرِ عدم ِ ذلك-إذا ت َ َ ِللستشهادِ ِبذلك ،وعلى تق ِ
ل الله صلى الله عليه ن عن رسو ِ ن ثاِبتا ِ حيحا ِ نص ِ ن الطريقْين السابَقي ْ ِ فإ ّ
323
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س على هذه من النا ِ ض كِثيٌر ِ وعلى آله وصحبه وسلم ،وقد اعت ََر َ
الحاِديث:
ة
ج َ
م على ذلك ،فل حا َ م الكل ُ ض ِبأنها ضِعيفة ،وقد ت ََقد ّ َ من اعت ََر َ منهم َ
لعاد َِته.
ثص ِبالعمرةِ وليس في الحج ،والحدي ُ ن ذلك خا ّ عى ِبأ ّ من اد ّ َ ومنهم َ
ث وارِد ٌ في الحج ،ثم ن الحدي َ جة ِبأ ّ ح ّ ُيناِدي ِبأعلى صوت وَيصُرخ ِبأقوى ُ
ح في ص ّري ما الفْرقُ بْين الحج والعمرةِ في هذا ؟! فما َ شع ِ ت ِ لي ْ َ
ق بينهما وليس ل على الفْر ِ ل دِلي ٌ ح في الحج إل إذا د َ ّ ص ّ
العمرةِ فإنه ي َ ِ
ل إليه. ف ذلك فعليه الدِليل ول سِبي َ خل َ عى ِ من اد ّ َ ل البّتة ،و َ هناِلك د َِلي ٌ
صَفه المام النووي، ل كما وَ َ عة ،وهذا باط ِ ٌ ضَبا َ ص بِ ُ ضهم ِبأّنه خا ّ عى بع ُ واد ّ َ
حِقيقٌ ِبذلك. وهو َ
ث على ذلك ،وهو مل الحدي ُ ت فُيح َ ن ذلك إذا مات َ ْ عى ِبأ ّ من اد ّ َ ومنهم َ
ل عليه. ت إليه ول أن ي ُعَوّ َ ل ود َِليُله عَِليل فل َينبِغي أن ُيلت ََف َ ل ك َِلي ٌ قو ٌ
طل ،فهذا ل عا ِ طل وعن الدِلي ِ م با ِ ضهم ِبأنه منسوخ ،وهو كل ٌ عى بع ُ واد ّ َ
ف ذلك. خر ي َد ُ ّ ْ
خل ِ ل على ِ ثآ َ دي ٌ تح ِ جةِ الوداع ولم ي َأ ِ ح ّ ث كان في َ الحدي ُ
ف ِللجماع، خال ِ ٌ م َ ضهم-كالطحاوي في " شرح المشكل "ِ-بأنه ُ عى بع ُ واد ّ َ
ل أن ُيول َد َ من قب ِ ن العلماَء قد اختَلفواِ - ريب ،فإ ّ جيب غ ِ مع ِ وهو كل ٌ
ل ِبالشتراط عن طائفةٍ كِبيرةٍ الطحاوي-في هذه القضية ،وقد ُروِيَ القو ُ
ل الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وإن كان َلم من صحابةِ رسو ِ ِ
ميعا ،فقد ُرويَ ذلك عن عمر وعن عثمان وعلي وابن ج ِ صح عنهم َ يَ ِ
ح عنهم ص ّ ت-ل ي َ ِ مار وعائشة وأم سلمة ،وإن كان-كما قل ُ مسعود وع ّ
عي بعد َ ذلك ل العلم ،فكيف ي َد ّ ِ من أه ِ ة كِبيرةٌ ِ ت ِبه طائف ٌ جميعا ،وقال ْ
ف
جوُز لحدٍ أن ُيخال ِ َ َ
خلِفه ول ي َ ُ مُعوا على ِ ج َن العلماء قد أ ْ مد ٍّع ِبأ ّ ُ
الجماع ؟!
من جد ُ كِثيرا ِ ب الصول فإننا ن َ ِ ب الفْقه وكت ِ دما َننظ ُُر في كت ِ ن عن َ وَنح ُ
مُعوا عليها وقد َ
ج َ ن هذه القضية قد أ ْ مد ٍّع ِبأ ّ عي ُ عاَوى الجماع ..ي َد ّ ِ دَ َ
حد َ الناس َيذك ُُر مسأل ً
ة َ
تأ َ مع ُ س ِ ف ذلك ،و َ خل ِ مة على ِ جمهوُر ال ّ ن ُ َيكو ُ
ت في معٌ عليه وأنا قد ْ رأي ُ مج َ ل ُ ن هذا القو َ عى ِبأ ّ وذ َك ََر فيها قول واد ّ َ
ضهم حكى ث عن ذلك ،وبع ُ من غي ْرِ أن أْبح َ المسألةِ عشرة أقوال ِ
س ذلك ضهم الجماعَ على عك ِ ض القضايا وحكى بع ُ الجماعَ في بع ِ
ض
كيها بع ُ ب هذه الحكايات التي َيح ِ القول َتماما ،فل َينبِغي لحدٍ أن ي َْرهَ َ
ض في ري ٌ ويل ع ِ مط ِ من غي ْرِ أن ي َت َث َب ُّتوا في ذلك ،ولنا كل ٌ ل العلم ِ أه ِ
ل ِبه المقام. طي ُ ُ
جة ،ل أ ِ ح ّ الجماع الذي هو ُ
ت عن ابن عمر-رضي ج على عدم ِ مشروعيةِ ذلك ِبما ثب َ ضهم احت َ ّ وبع ُ
ن
كم " ..معناه أ ّ سّنة ن َب ِي ّ ُ ث قال " :حسُبكم ُ الله تبارك وتعالى عنهما-حي ُ
324
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من عاِلم-وإن من المعلوم أنه ما ِ ريب ،ف ِ رط ،وهذا غ ِ النبي لم َيشت ِ
ث النبي ض أحاِدي ِ ت عليه بع ُ خفي َ ْ ح الجوزاء-إل وقد َ ب َل َغَ السماء وناط َ َ
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،فإذا كان ابن عمر َلم َيعَلم
كن أن ن َُرد ّ ل الله فهل ُيم ِ من صحابةِ رسو ِ ة ِ م ِبه طائف ٌ ِبذلك وقد عَل ِ َ
ض الصحابة َلم ن بع َ وى أ ّ ت عن أولئك ب ِد َعْ َ بعد َ ذلك الرواية التي ثبت ْ
ج ِبه. حت َ ّ كن أن ي ُ ْ ما ل ُيم ِ م ّ مع ِبذلك ؟! هذا ِ س َ يَ ْ
ط النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-فل م اشترا ِ وأما عد ُ
ة
ددة في قضي ٍ متع ّ ة ُ ت أِدل ٌ جد َ ْ ن الشتراط ،لنه إذا وُ ِ ل ذلك على بطل ِ ي َد ُ ّ
كن أن ظر تارة ُيم ِ معَ بْين تلك الِدلة ،وُين َ ج َ من القضايا فإنه َينبِغي أن ي ُ ْ ِ
ن الجواز أو ن هذا ِلبيا ِ ن هذا مسنون وهذا جائز أو أ ّ معَ بينها على أ ّ ُيج َ
مل إلى غي ْرِ ذلك ،فالنبي- حا ِ م َ من اله َ مل على كذا ِ هذا ل ِعِّلة أو هذا ُيح َ
ده عن ص ّ ن قريشا ست َ ُ صلى الله عليه وعلى آله وسلمَ-لم َيكن َيعَلم ِبأ ّ
جةِ الوداع فإنه َلم َيكن ِبحاجةٍ صلوات ح ّ رط ،وأما في َ الحَرم حتى َيشت َ ِ
الله وسلمه عليه إلى ذلك.
َ
ل في هذه القضية ،وأَرى أن طو ُ ل يَ ُ مجا َ
ل القو ِ ن َ وعلى كل حال؛ فإ ّ
دة إلى ذلك في مناسبةٍ أخرى ِبمشيئة َ
صر ،ولنا عو َ ي ِبهذا المخت َ أكت َِف َ
ن كثيرا سيرِ ما ل َيخَفى ،فإ ّ من التي ِ ن في هذا المر ِ الله تبارك وتعالى ،ل ّ
ض الناس ن بع َ عوى أ ّ ن منه ب ِد َ ْ جون إليه فِلماذا ُيمن َُعو َ س قد َيحتا ُ من النا ِ ِ
ن العلماء قد اختَلفوا في هذه مد ٍّع ِبأ ّ عي ُ ف ذلك ؟! وقد ي َد ّ ِ خل ِ َيقول ب ِ ِ
دما صاُر إليه عن َ ن الحتياط ي ُ َ ك ذلك ،وأقول :إ ّ وط ت َْر ُ ح َ القضية فال ْ
ر
م ٍ جيح ولكن ذلك ِبأ ْ ن التر ِ جيح وقد ُيمك ِ ُ ب التر ِ صعُ ُ ض الدِّلة وي َ ْ ت ََتعاَر ُ
ل ِذي عَْينْين فل ة ِلك ّ ح ً ض َ ة وا ِ س طال ِعَ ً ن الشم ُ دما َتكو ُ مل ،أما عن َ محت ِ ُ
ج إليها دما َيحتا ُ ك السَنن الثاِبتة عن النبي ولسيما عن َ َينبِغي أن ت ُت َْر َ
تل هذه القضية بل السَنن التي ل ُتفَعل ..في وق ِ مث ِ النسان في ِ
عه عليها طل ِ ف ذلك ِلعدم إ ِ ّ خل ِ ل بِ ِ مقول َةِ قائ ِ ٍ جة ل َينبِغي أن ت ُت َْرك ل ِ َ الحا َ
ِ
جة. ح ّ ت ِبها اله ُ ق ل ت َث ْب ُ ُ أو ل ّ
ري ٍ من ط ِ عه عليها ِ طل ِ
َ
ت هذا الحديث، ث عَل ّقَ ذلك على ثبو ِ ن المام الشافعي حي ُ س َ ح َ وقد أ ْ
م عند َ الله تعالى. ح عن النبي ؛ والعل ُ ص ّ تو َ ث قد ث َب َ َ والحدي ُ
س :ولكن ما فائدة هذا الشتراط في الحرام ؟
ن هذا ل فائدة َله وإنما من قال :إ ّ ج :العلماء قد اختَلفوا في ذلك ،منهم َ
ريب .. مغ ِ من اللفاظ التي ي ُت َعَب ّد ُ ِبها ،وهذا كل ٌ ره ِ ظ ي ُت َعَب ّد ُ ِبه كغي ْ ِ هو لف ٌ
ة-رضي الله ضباع َ ن ُ ره ،فإ ّ ة َله وحكايُته ت ُغِْني عن ذِك ْ ِ ل عِليل ل قيم َ قو ٌ
نض الروايات أ ّ ريد ُ الحج-وفي بع ِ للنبي أنها ت ُ ِ ت ِ تعالى عنها-قد ذ َك ََر ْ
ريضة-فذ َك ََر َلها النبي-صلى الله خب ََرْته ِبأنها م ِ ح َلها ذلك وأ َ ْ النبي اقْت ََر َ
ي ِبه عليه وعلى آله وصحبه-ذلك ،فإذا كان ل فائدةَ َله فما قيمة أن تأت ِ َ
325
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن ِلذلك فائدةً بأ ّ ة َله ،وإّنما الصوا ُ ب ل قيم َ ري ٌ مغ ِ ضباعة ؟! فهذا كل ٌ ُ
ل ِبمشيئةِ الله تبارك وتعالى. سأب َي ُّنها بعد َ قلي ٍ
َ
لمن فِعْ ِ كن ِ م ّ صد ّ عن ذلك ِبعد ُوّ أو َلم ي َت َ َ مو ُ حَر َ من أ ْ ن َ من المعلوم ِ أ ّ ِ
ة
ل إلى الحَرم وتأِدي ِ ذر عليه الوصو ُ وه وت َعَ ّ ض أو َنح ِ ب مر ٍ ذلك ِبسب ِ
ة الحج في وقِته ي ِبالحج في وقِته ..أما تأِدي ُ العمرةِ أو ت َعَذ َّر عليه أن َيأت ِ َ
من َلم َ َ
ض لِ َ ض َله في هذا الوقت ،وإنما أت َعَّر ُ ل ،ل أَتعّر ُ وي ٌ مط ِ ففيها كل ٌ
ف العلماُء فيه: سا ..قد اختل َ َ ْ م ّ
من ذلك َرأ ً كن ِ ي َت َ َ
ح ذ َِبيح ً
ة من ذلك أبدا فعليه أن ي َذ ْب َ َ كن ِ م ّ ب إلى أنه إذا َلم ي َت َ َ من ذ َهَ َ من ُْهم َ ِ
ُ
سَر ست َي ْ َ ما ا ْ م فَ َ صْرت ُ ْ ح ِ نأ ْ ب الله تبارك وتعالى ... :فَإ ِ ْ كما هو ظاهُِر كتا ِ
ي ] ...سورة البقرة ،من الية:[ 196 : ن ال ْهَد ْ ِ م َ ِ
مَر مت َّفقٌ عليه بْين العلماء. ن ال ْ دي فإ ّ وإذا كان سائ ًِقا ِلله ْ
ن العلماَء قد اختَلفوا في ذلك: دي فإ ّ سق اله ْ أما إذا كان َلم ي َ ُ
ر
ف ِلظاهِ ِ مخال ِ ٌ ل ُ من قال :ل هد ْيَ عليه في هذه الحالة ،وهو قو ٌ منهم َ
ب العزيز. الكتا ِ
من قال :عليه أن َيشترِيَ ذلك ،وهذا هو الحق ..هذا إذا كان ومنهم َ
جد فقد دي فإن كان َلم ي َ ِ كن أن َيشت َرِيَ ِبها اله ْ قيمة التي ُيم ِ جدا ِلل ِ وا ِ
اختَلف العلماء في ذلك:
دي.1 جد ْ اله ْ من َلم ي َ ِ ل َ م عشرة أيام كحا ِ من قال :عليه أن َيصو َ منهم َ
ب إلى أنه ل شيَء عليه. من ذ َهَ َ ومنهم َ
سُر َله دما ي َت َي َ ّ ب إلى أنه ل شيَء عليه في ذلك الوقت وعن َ من ذ َهَ َ ومنهم َ
دي. دي فإنه َيه ِ اله ْ
ة أيام. م ثلث َ ب إلى أنه َيصو ُ من ذ َهَ َ ومنهم َ
ج بعد َ ذلك طعاما- ة ِبالطعام ثم ُيخرِ ُ م الذبيح َ من قال :إنه ُيقوّ ُ ومنهم َ
طيعُ أن َيشترِيَ ذبيحة جد ُ الطعام فهو َيست ِ مها وكان ي َ ِ والواِقع أّنه إذا قَوّ َ
لريه ففي مثل تلك الحالة ي َُقا ُ جد ُ ما َيشت ِ ن ذلك إذا كان ل ي َ ِ وإنما َيكو ُ
م
صو ُ وم ذلك ..ي َ ُ طيعُ على شراِء الطعام فإنه ُيق ّ ذلك-أما إذا كان ل َيست ِ
مضي أن َيصو َ ن ذلك َيقت ِ من المشّقة ما فيه ،فإ ّ مد ،وهذا فيه ِ ل ُ عن ك ّ
ن الذبيحة ُتقاِرب ثلِثين ِريال-مثل-أو ما شابه ت مئة يوم أو أكَثر ،ل ّ س ّ
عددٍ كِبير ومعنى ذلك ل إلى َ ص ُمداد فل شك ِبأنه ي َ ِ َ
ذلك فإذا قد َّرها ِبال ْ
سُر َ م عن ك ّ
ن أي ْ َ دي ُ من المشّقة ما فيه ،وال ّ مد ّ يوما ففي هذا ِ ل ُ أنه َيصو ُ
من ذلك. ِ
-1وأ َت ِموا ال ْحج وال ْعمرةَ لله فَإ ُ
حّتى
م َ سك ُ ْؤو َ قوا ُر ُ حل ِ ُ
ي َول ت َ ْ ِ ن ال ْهَد ْ م َسَر ِ ست َي ْ َ ما ا ْ م فَ َ صْرت ُ ْ ح ِ نأ ْ ِ ِ ْ َ ّ َ ُ ْ َ َ ّ
صد َقَةٍ أ َْو وة من صيام أ َ
ً ِ ْ َ ِ ِ ِ َْ ٌ ِ ْ ِ َ ٍ ْ َ ي د ف َ ف ه س ْ أ ر ن م ى َ
أذ ه ب
ْ ِ ِ و َ أ ريضا م م
َ ِ ْ ْ َ ِ ُ ك ن م ن َ
كا ي َب ْل ُغَ ال ْهَد ْ ُ َ ِ ُ َ ْ
ن م َ ف ه ّ لح م ي
نسك فَإ َ َ
مصَيا ُجد ْ فَ ِ م يَ ِ ن لَ ْ م ْ ي فَ َِ ن ال ْهَد ْ م َ
سَر ِ ست َي ْ َما ا ْ ج فَ َ ح ّمَرةِ إ َِلى ال ْ َ مت ّعَ ِبال ْعُ ْ ن تَ َم ْ م فَ َ من ْت ُ ْ
ذا أ ِ ُ ُ ٍ َ ِ
ُ َ ُ َ َ َ َ َ ْ ْ
ري ض ِحا ِ ه َ ن أهْل ُ م ي َك ْ نل ْ م ْة ذل ِك ل ِ َ َ مل ٌ َ
م ت ِلك عَشَرةٌ كا ِ جعْت ُ ْ َ
سب ْعَةٍ إ ِذا َر َ ج وَ َ َثلث َةِ أّيام ٍ ِفي ال َ
ح ّ
ديد ُ ال ْعِ َ َ
ب ] سورة البقرة ،الية.[ 196 : قا ِ ش ِ ه َ ن الل َ موا أ ّ ه َواعْل َ ُ قوا الل َ حَرام ِ َوات ّ ُ جدِ ال ْ َس ِ ال ْ َ
م ْ
326
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل وهَْلة. من أوّ ِ م ِ من قال :ل ُيطِعم وإنما َيصو ُ ومنهم َ
من الراء. ب إلى غي ْرِ ذلك ِ من ذ َهَ َ ومنهم َ
ديا فإنه جد ه ْ ل عليها ،فإذا كان َلم ي َ ِ ل حال-هذه القوال ل دلي َ و-على ك ّ
ل على ب الله-تبارك وتعالى-ول في سن ّةِ رسوِله ما ي َد ُ ّ س في كتا ِ لي َ
من تلك القوال التي ذ َك َْرناها ،وإّنما عليه أن َيحِلق أو أنه َيصَنع شيئا ِ
دي ففي ذلك خير. من اله ْ ن بعد َ ذلك ِ صر وإن َتمك ّ َ ي َُق ّ
من قال ِبأنه ل َ دما ذ َك َْرناه قو ُ ت بع َ ن أقوى تلك القوال التي ِقيل َ ْ على أ ّ
م ِبه ، ،فليس كن أن َنحك ُ َ م عشرة أيام ،ولكن فيه ما فيه ،فل ُيم ِ َيصو ُ
زمُهم الشاِرع ِبه وإنما م عباد َ الله-تبارك وتعالىِ-بما َلم ُيل ِ لحدٍ أن ُيلزِ َ
دين من باب الحتياط في ال ّ خذ َ ِبه ِ من شاء أن َيأ ُ كن أن ي َذ ْك َُر ذلك ل ِ َ ُيم ِ
َ
من كن أن َيخُرج ِبذلك ِ ن وإن كان ل ُيم ِ مك َ َ خلف إن أ ْ من ال ِ ج ِ والخرو ِ
خلف ِلكثرةِ ما ذ َك َْرناه في هذه المسألة. ال ِ
مه أن صر-2 .وقيل :ل َيلَز ُ حل ِقَ أو ي َُق ّ و-1 :كذلك عليه بعد َ أن َيذَبح أن ي َ ْ
جد َوإل فل شيَء عليه-أو عليه ما ذ َك َْرناه صر بل َيذَبح إن وَ َ حل ِقَ أو ُيق ّ يَ ْ
ب العزيز، ف ِلظاهِرِ الكتا ِ خال ِ ٌ م َ جداُ ، ف ِ ل ضِعي ٌ من تلك القوال-وهو قو ٌ ِ
ث إنه حيحةِ الثاِبتة عن النبي ، حي ُ ف ِللسن ّةِ الص ِ مخال ِ ٌ وكذلك هو ُ
ْ َ
ث
ح ّ صيرِ و َ ق أو التق ِ مَر أصحاَبه ِبالحل ِ حل َقَ وأ َ صلوات الله وسلمه عليه َ
رين ،فإذن هذا ص ِ ق ودعا ِللحال ِِقين أّول ثلثا ثم بعد َ ذلك ِللمَق ّ على الحل ِ
حيحةِ عن النبي . ص السن ّةِ الص ِ ت ِبظاهِرِ الكتاب ون ّ ثاب ِ ٌ
من كن ِ مه إن َلم َيتم ّ ط في ِإحرا ِ من اشتَر َ إذا عِلمنا ذلك ف َ
ج إلى ر أن َيحتا َ من غي ْ ِ ل ِبذلك ِ ح ّ عمرِته فإنه ي َ ِ جه أو ُ ح ّ ة َ تأِدي ِ
م أنه ل فائدةَ من َزعَ َ خلفا ل ِ َ دي ،فهذه إذن فائدةُ الشتراطِ -1 ه ْ
ست َِنيحب َ ْ ث َ حّلي حي ُ م ِ ِلذلك-وإّنما هناِلك فْرقٌ في الصيغة ..إذا قال " :ف َ
حّلي " ... م ِ مه ،فإن قالَ ... " : من ِإحرا ِ ل ِ ح ّس سي َ ِ حب ِ َ " أو ذ َك ََر ِبأنه إذا ُ
حلل ِبذلك ،وإذا َ
ن َ م ِبه فإنه َيكو ُ فِبمجّردِ عدم قدرِته على ِإتمام ِ ما أحَر َ
من أن َينوِيَ ذلك. عَل ّقَ ذلك ِبإرادِته ِللحلل فمعَنى ذلك أنه لبد ِ
فإذن:
رط عليه أن َينوْيَ الحلل وَيذَبح ما استطاع وَيحِلق أو من َلم َيشت ِ َ
صر. ي َُق ّ
ست َِني " ل شيَء عليه. حب َ ْ ث َ حّلي حي ُ م ِ من قالَ " : و َ
لحلل فإنه َيكون ِبذلك وى ا ِ ل ذلك فهو إذا ن َ َ من عَل ّقَ ذلك ِبأنه سَيفعَ ُ و َ
حلل.
هذه هي فائدةُ الشتراط.
ف العلماُء في حكم ِ الشِتراط: هذا وقد اختل َ َ
من " الشتراط " والظاهر أنه سبق لسان.
-1قال الشيخ " :الهدي " بدل ِ
327
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ر
ذون ِبظاهِ ِ خ ُرية الذين َيأ ُ ل الظاهِ ِ جب ،وهذا قو ُ من قال :هو وا ِ منهم َ
ذون ِبظاهِرِ اللفاظ بعد َ أن َينظ ُُروا إلى الدِل ّةِ جميعا، اللفاظ ،ول َي ْت َُهم َيأخ ُ
كر أنه قد ب َل َ َ
غ ض العلماء ذ َ َ ن بع َ ظم-حتى أ ّ ن النبي والجمهوَر الع َ فإ ّ
دد در العَ َ ريد أن ن َُق ّ جاج في تلك السنة إلى مئة ألف ،وَنحن ل ن ُ ِ عَد َد ُ الح ّ
رطوا ِلعدم ِ حاجِتهم إلى ذلك، ت اللوفَ-لم َيشت ِ ولكنهم كانوا ِبعشرا ِ
رد عنهم ذلك ؟! هذا ما ل ب ذلك أو أّنه َلم ي َ ِ كن أن ُيقال ِبوجو ِ فهل ُيم ِ
ل ِبه. كن أن ُيقا َ ُيم ِ
حّبة. من قال :هو سّنة مست َ من العلماء َ و ِ
محتاجا إليه ،وهم من كان ُ حب إل ل ِ َ من قال :هو جاِئز وليس ِبمست َ ومنهم َ
كروا هذا الشرط ولكن لبد منه. وإن كانوا َلم َيذ ُ
محتاجا من َلم َيكن ُ محتاجا إليه وأما َ من كان ُ من قال :هو سّنة ل ِ َ ومنهم َ
دي ،فالنبي ح عن ِ حي ُ حّقه ،وهذا هو الص ِ سّنة في َ إليه فهو ليس ب ِ ُ
ة
رط ،وهكذا ِبالنسبةِ إلى الصحاب ِ ِ محتاجا إلى ذلك فَلم َيشت َلم َيكن ُ
دها النبي صلوات ش َ جة إليه فأ َْر َ محتا َ عة هي اله ُ ضبا َت ُ كرام وإنما كان َ ْ ال ِ
الله وسلمه عليه.
محتاجا إليه ،فما من كان ُ سّنية ذلك إل ل ِ َ من َيقول ِبعدم ِ ُ ي َ ي على رأ ِ ب َِق َ
ج بعد َ ذلك إليه ..هل محتاجا إليه ثم احتا َ ط وَلم َيكن ُ من اشتَر َ م َ حك ْ ُ ُ
من ذلك أو ل ؟ َيستِفيد ُ ِ
ف ِلسن ّةِ النبي - أعني مخال ِ ٌ ن هذا ُ من ذلك ،ل ّ قيل :ل فائدة له ِ
من أن ج إلى الّتحّلل فلبد ِ دما َيحتا ُ ط مع عدم ِ الحاجةِ إليه-فعن َ الشترا َ
دي ري ِبه اله ْ َينوِيَ ذلك وأن َيذَبح إن كان معه الهدي أو كان معه ما َيشت ِ
صر. وَيحِلق أو ُيق ّ
وقيلَ :ينفُعه ذلك.
من المساِئل: ل كِثيٌر ِ ح ّ وب ِذِك ْرِ الشتراط ت َن ْ َ
كن أن ة-مثل-وُيم ِ جيَزةٍ ِلتأِديةِ العمر ِ مد ّةٍ وَ ِ ن في ُ من النساء َيذهَب ْ َ كِثيٌر ِ
من كن ِ م ّسها ِبأّنها َلن ت َت َ َ من نف ِ ف ِ دة وهي َتعرِ ُ َيأت َِيها الحيض في تلك الم ّ
َ
ن
بأ ّ ها الحيض فَتضط َّر إلى الرجوِع ِبسب ِ الب ََقاِء في مكة المكرمة إذا أَتا َ
رط كن أن َتشت ِ عُفَها على البقاِء في تلك البقاع فهنا ُيم ِ سا ِ رفَْقَتها ل ت ُ َ
ل ِبذلك. من ذلك فَلها الحل ُ كن ِ م ّ ت وَلم َتت َ ذلك ،وعليه إذا اشتَرط َ ْ
سم ِ الشتاء أو ما ض المراض ..مثل في مو ِ ه بع ُ صيب ُ ُ ت تُ ِ من كان ْ وهكذا َ
من مستِفيدا ِ رط وَيكون ُ مك ُِنه أن َيشت ِ سفار ي ُ ْ شابه ذلك أو ُتؤث ُّر عليه ال ْ
ذلك.
ن
ن إلى تأِديةِ العمرةِ أو الحج وَتأِتيهِ ّ من النساء َيذهَب ْ َ ن كِثيرا ِ وِللسف أ ّ
جع صن َْعن فَتر ِ رية المعروَفة وبعد َ ذلك ل َيعرِْفن ماذا ي َ ْ العادة الشه ِ
َ
ب وَتسَعى ،لّنها َقد ت َ ..تذهَ ُ حل ّ ْ ن أّنها قد أ َ مها وهي ت َظ ُ ّ حدة ب ِِإحرا ِ الوا ِ
328
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن الطواف َيسُق ُ
ط ظن أ ّ طوف فت َ ُ ن المرأة إذا أتاها الحيض ل ت َ ُ ت ِبأ ّ مع َ ْ س ِ َ
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله ث الذي فيه أ ّ مع ِبالحدي ِ عَن َْها ،وقد َتس َ
دما أتاها الحيض َ سَق َ َ
جه عن َ دى أزوا ِ ط الطواف عن ِإح َ وصحبه وسلم-أ ْ
فف العمرة أو في طوا ِ ف الوداع وليس في طوا ِ ن ذلك في طوا ِ ولك ّ
فف الحج-فهذا ُركن ..أعني طوا َ الزيارة أو الفاضة-الذي هو طوا ُ
ض ول ن ِبحي ٍ ف العمرة فهما ل َيسُقطا ِ الزيارة وكذلك ِبالنسبة إلى طوا ِ
ف ن حتى َتطُهر المرأة وت َت َط َّهر وفي تلك الحالة َتطو ُ جل ِ ره ولكن ُيؤ ّ غي ْ ِ
جع بعد َ ذلك وهي صر وَتر ِ هب وَتسَعى وت َُق ّ ثم بعد َ ذلك َتسَعى ..فَتذ َ
سمعت ،وقد سألِني عن ذلك ب ما َ مة-وقد وَقَعَ كِثيرا هذا على حس ِ حرِ َ م ْ ُ
من أن َتبَقى هناك حتى ت لبد ِ صل َ ْ صح ..إذا وَ َ ما ل ي َ ِ م ّ حد-فهذا ِ غي ُْر وا ِ
ن
من أركا ِ ن ِ ف رك ٌ ف ثم َتسَعى ،فالطوا ُ َتطُهر وت َت َط َّهر وبعد َ ذلك َتطو ُ
ن الحج-أعني من أركا ِ ن ِ ظم ،وكذلك هو رك ٌ العمرة بل هو ركُنها الع َ
ف القدوم ِللحاج ط طوا ُ ن أبدا ،وإنما َيسُق ُ ف الزيارة-ل َيسُقطا ِ طوا َ
ما عدا ذلك فل ،فَينبِغي أن ما َ جة أيضا ،أ ّ ف الوداع ِللمرأةِ الحا ّ وطوا ُ
ه ِلذلك جّيدا. ُينت َب َ َ
هب إلى تلك الِبقاع ما هو الذي َيجوُز َله وما ل أن َيذ َ حد قب َ وأن َيتعّلم الوا ِ
حّقه حُرم عليه وما هو الذي ي ُك َْره في َ ب عليه وما هو الذي ي َ ْ ج ُ هو الذي ي َ ِ
ح َله. وما هو الذي ُيبا ُ
دما تأِتيهِ المرأة: ض الناس عن َ غمار ُيفُتون ..بع ُ ض الجهلةِ ال ْ و-كذلك-بع ُ
َ
من أْين َلك َ َ
ري "ِ ، ص ِ سَعي وقَ ّ " أنا أت َت ِْني الدوَرة ..ماذا أصَنع ؟ " " :ا ْ
من ق الله-تبارك وتعالىَ - علم ؟! فلي َت ّ ِ ل على الله ِبغي ْرِ ِ ذلك ؟! ِلماذا ت َت ََقوّ ُ
ل عليه سبحانه؛ ف شْرعَ الله-تبارك وتعالى-ثم بعد َ ذلك ي َت ََقوّ ُ ل َيعرِ ُ
والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
ن ُ
ض الحيان-أ ّ ض الناس في بع ِ ه عليها-وت ََقعُ ِلبع ِ ل التي أن َب ّ ُ من المسائ ِ ِ و ِ
ح أو ما شابه ذلك وَيستحِيي ذلك الطائف ج ِري ٍ الوضوَء قد َينتِقض ِبخرو ِ
ض وضوؤها- حي أن َتقول ِبأنها قد انت ََق َ ت امرأة َ ..تست ِ ولسيما إذا كان ْ
تمن النواِقض-ولسيما إذا كان ْ ره ِ ن الوضوء قد َينتِقض ِبهذا أو غي ْ ِ ومع أ ّ
ف وهي على جع وهي َلم ت َط ُ ْ جها فَتر ِ محَرم ٍ منها أو زو ِ من غي ْرِ َ ت ِ قد ذهب َ ْ
طه الطهارة ،فهي شر ٌ
ط من شْر ِ ف ِ ذور ،فالطوا ُ مح ُ كب اله َ مها فَترت ِ ِإحرا ِ
ت لبد ض ْ حِته ،فإذا انت ََقض فل َيجوُز إل ِبطهارة ،وإذا انت ََق َ ص ّ ط ِ من شرو ِ ِ
من الوضوء وإعادة الطواف بعد َ ذلك ..هذا أمٌر لبد منه ،ول عب َْرةَ ِ
ق
ِبالحياء ..هذا الحياء ل خي َْر فيه ..الحياُء الذي فيه الخْير هو الذي ُيوافِ ُ
من المنك ََرات منك ٌَر ِ ل وَُزور ُ .. شرع َ الله تبارك وتعالى ،أما هذا فهو باط ِ ٌ
دما ن المرأة عن َ دي إلى الوقوِع في معصيةِ الله-تبارك وتعالى-على أ ّ ُيؤ ّ
329
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ثانيا :الطواف
س :هل يستحب أن يكون الطواف حول الكعبة بين
الكعبة ومقام سيدنا إبراهيم أو أنه ل يوجد ما يعيب
من خلف مقام سيدنا إبراهيم ؟ الطواف ِ
ن ذلك أفضل إذا كان ل يؤذي ج :كلما كان الطائف أقرب إلى الكعبة فإ ّ
نب ذلك الخشوع فإ ّغيره ول يؤذيه غيره ،أما إذا تأذى بذلك وأذه َ
من ذلك ،فإذن إذا كان ل يؤذي غيره ول يتأذى الْولى له أن يطوف أبعد ِ
من الكعبة من الكعبة فكلما قرب ِ هو فالفضل له أن يطوف بالقرب ِ
ن ذلك أْولى ،أما إذا كان بخلف ذلك فإنه ل ينبغي لحد أن يؤذي فإ ّ
غيره بل ذلك ل يصح؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
العمرة ثم شك في ُ ل شخص مِن الحج أو س :إذا تحلّ َ
طوافه بأنه قد طاف ستّة أشواط ،ماذا َيجب عليه ؟
لتفت بعد ذلك إلى الشكوك، ج :إذا انتهى النسان مِن الطواف فل َي ِ
من السعي ومِن الحلْق أو ما شابه ذلك ؟! فكيف إذا كان قد انتهى ِ
فهذا شك ل عبرة به ..نعم إذا شك وهو في الطواف فهاهنا َيبني على
ستة ويأتي بالشوط فليعتبِرها ّ
القل ..إذا شك هل طاف ستّة أو سبعة َ
ستة فليَعتبِرها خمسة ..هذا إذا لم السابع ،وإذا شك بْين الخمسة وال ّ
َيترجّح لديه شيء ،أما بعد أن يَنتهي مِن الطواف فل شيء عليه بمشيئة
الله.
ص آخر في مد على شخ ٍ ح ِللطائف أن َيعت ِ س :هل َيص ّ
من مد على َ صّلى ،هل َيعت ِ ي كم َ س َصّلي ون َ ِ عدّ ؟ والذي ي ُ َ ال َ
جن ِْبه ؟بِ َ
مد على نفسه ..هذا هو من أن َيعت ِج :على كل حال؛ النسان لبد ِ
مد هو عليه ،فلماذا ل طئ ذلك الشخص الذي اعت َ الصل ،لنه قد ُيخ ِ
مد على غيره ؟! إذا كان قد وَقَعَ ِلهذا النسان مد على نفسه وَيعت ِ َيعت ِ
ل صاحِبه وهو لم ُيفاِرقه أبدا فإنه سه إلى فِعْ ِ ت نف ُ من قبل واطمأن ّ ْ ِ
مد على ص له في الماضي ،أما في المستقَبل فلَيعت ِ خ َ كن أن ُير ّ ُيم ِ
مد على غيره. نفسه ،ول َيعت ِ
أما ِبالنسبة إلى الصلة فالكلم فيها كالكلم في الحج ..الصل في
ٌ
تسه ولكن إذا وَقَعَ منه خطأ-مثل-واطمأن ّ ْ مد على نف ِ النسان أن َيعت ِ
332
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
حات في الحج ج َ
مَر ّ من باب اله ُ جَعل ذلك ِ ل صاحِبه فإذن ي َ ْ سه إلى فِعْ ِ نف ُ
ح لديه أحد ُ الجانبين فإنه ج َ ن النسان إذا ت ََر ّ من المعلوم أ ّ وفي الصلة ،و ِ
من ص الذي معه ِ ل ذلك الشخ ِ ح له ،فإذن َيكون فِعْ ُ ج َ َيأخذ ِبما ت ََر ّ
مد عليه فإن لم ُيعاِرضه معاِرض في طواف الحج حات ل أنه َيعت ِ ج َ مَر ّ اله ُ
ت-أن كن-كما قل ُ أو الُعمرة أو في الطواف مطَلقا ول في الصلة فُيم ِ
مد على حات ولكن في المستقَبل َينبغي له أن َيعت ِ ج َ مَر ّمن اله ُ جَعل ذلك ِ يَ ْ
سه؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. نف ِ
دة الزحام ،ما حكم الطواف والسعي فوق س :مع ش ّ
السطح ؟
ج :على كل حال؛ ِللعلماء في هذه القضية خلف:
صح ،وذلك لنه ل ن الطواف ل ي َ ِ ل :إ ّ دد في ذلك وي َُقو ُ ش ّ من ي ُ َ منهم َ
ع
ج َواف ،وإذا َر َ ف عليه أن ي ُِعيد ذلك الط َ َ طا َ ن َ م ْ من البيت ،فَ َ ُيحاِذي شيئا ِ
ي معه ،لنه سعى قبل من أن ي ُِعيد ذلك وأن ي ُِعيد السع َ إلى ب ََلده فلبد ِ
معَْتبر.عي اله ُ شْر ِ الطواف ال ّ
طواَفه ذلك صحيح ،وذلك لنه وإن كان ل َ
ذهب أك َْثر أهل العلم إلى أن َ وَ َ
من كل ..الك َْعبة ِ واَء الكعبة وال ُ حاِذي هَ َ من البيت ولكنه ي ُ َ حاِذي شيئا ِ يُ َ
حكم. س ال ُ طى ن َْف َ ماء ت ُعْ َ س َ صِلها إلى ال ّ أ ْ
مست َْقَبل ماضي فل شيَء عليه ،وأما في اله ُ من وََقع في اله َ ن َ وأقول :إ ّ
من الخلف في سه ِ رج ن َْف َ خ ِ حوط ِللنسان أن َيحتاط لمر ِدينه ،وأن ي ُ ْ فال ْ
مسألة؛ والِعلم عند الله. َ
مثل هذه اله َ
سهل. َ
أما السعي فأمُره أ ْ
صّلي إنسان عن َ
ضع ِبأّنه ل ي ُ َ و ِ م ْ من َ كرُتم في أك َْثر ِ س :ذَ َ
ساِئل ذا ال ّ ه َ خر ،لكن َ إنسان وإّنما قد يصوم إنسان عن آ َ
َ ُ
شخص وي أّنهما عن ال ّ واف وأن ْ ِ ي الطّ َ صّلي َركعت َ ْ تأ َ كن ُ قولُ : يَ ُ
َ
يعل َ ّت أّنه ل يصلي أحد عن أحد ،فماذا َ حج عنه ُثم َرأي ْ ُ الذي أ ُ
ما أول ؟ ه َ ؟ وماذا أفعل الن ؟ هل أ ُ َ ّ
صلي ِ
كى بعض ح َ ج :نعمَ ،قد ذك َْرَنا-وذ َك ََر غيرنا-أّنه ل يصلي أحد عن أحد ،وقد َ
ذلك ... الُعلماء اتفاق أهل العلم على َ
صّلي أحد عن أحد إذا كان ذلك صلة فقد ُقلت إّنه ل ي ُ َ ما بالّنسبة إلى ال ّ أ ّ
خَلة في ذلك المر دا ِ ما إذا كانت تلك الصلة َتاب َِعة لمر آخَر َ .. استقلل ،أ ّ
شَرع ما ل ي ُ ْ شَرع ت ََبعا َ ن المر َيختلف في هذه القضية ،وذلك لّنه ي ُ ْ فإ ّ
عدة فقهية مشهورة تدخل مَقّرٌر عند الفقهاء ،وهي َقا ِ استقلل كما هو ُ
مكن أن ي َُقوم أحد صلة إذا كانت مستقّلة ل ي ُ ْ ددة ،فال ّ مت َعَ ّ َتحتها مسائل ُ
من الصلوات كالظهر أو العصر أو المغرب أو ما شابه ِبقضاء فريضة ِ
ذلك عن شخص آخر ،كما أّنه ل ُيمكن أن ي َت َن َّفل عنه ..أن يصلي
333
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ركعتين نافلة وَي َْنوي أّنهما عن فلن أو فلنة أو ما شابه ذلك ..هذا أمر
مام ّ دمين ِ ما ُرِوي عن بعض المت ََق ّ مّتفق عليه كما حكاه غير واحد ،و َ ُ
ح عنه فإّنه ل دليل له على ذلك. َ ص ّ ح عنه ،وإن َ ص ّ ّ
ُيخاِلف ذلك فلعَله ل ي َ ِ
ن الصحيح أّنها واف-ل ّ سّنة الط ّ َ ما بالنسبة إلى صلة الطواف ..أو إلى ُ أ ّ
خَلة في الحج أو دا ِ ن هذه َ جاِئز بات َّفاق أهل العلم ،وذلك ل ّ سّنة-فالمر َ
مر عن شخص آخر ..فهي شخص ي َعْت َ ِ مَرة إذا كان ذلك ال ّ خَلة في العُ ْ دا ِ َ
َتاب َِعة لعمال الحج أو َتاب َِعة لعمال العمرة ،وعليه فما فَعََله هَ َ
ذا
مر أو أن شخص فعل صحيح ،وفي المستقبل ينبغي له إن شاء أن ي َعْت َ ِ ال ّ
يقوم بأداء الحج عن غيره فإنه يفعل ذلك أيضا.
شَرع استقلل وكما قلت هذه المسألة وهي أّنه ُيشرع بالت ّب َعَِية ما ل ي ُ ْ
من ذلك مثل: سائل متعد َّدةِ ، م َ حَتها َ تندرج ت َ ْ
...
جوز له م بعمرة فإّنه ل ي َ ُ حَر َ ن النسان إذا أ ْ من المسائل المهمة-أيضا-أ ّ وَ ِ
ن
معَ َبي َ ج َذا َ سعي ولكن إ َ ص رأسه إل بعد الطواف وال ّ حِلق أو أن ي َُق ّ أن ي َ ْ
الحج والعمرة وهو ما ي ُعَْرف عند العلماء بالقران ..إذا قََرن بين الحج
ي م ِ صير-والحلق أفضل-بعد َر ْ شَرعُ َله الحلق أو الت ّْق ِ والعمرة فإنه ي ُ ْ
نالجمرة قبل أن يطوف وقبل أن يسعى ،فذلك لت َب َعِّية العمرة للحج ل ّ
رعش ِ شَرع له الحلق أو الّتقصير في ذلك الوقت ف ُ رد الحج-مثل-ي ُ ْ الذي ي ُْف ِ
مِهم ،وقد َقال بعض العَُلماء: َ للعمرة-أيضا-لجل تبعيتها للحج وه َ
ذا أمر ُ
فصر إل بعد أن يطوف ويسعى ،واخت ُل ِ َ إّنه ليس له أن َيحلق أو أن ي َُق ّ
حَتى إذا سع أو َ دوم وَلم ي َ ْ ف طواف الُق ُ في هذا هل ذلك إذا كان َلم ي َط ُ ْ
خرا أو َلم يطف َ
مت َأ ّجاء إلى مكة ُ دوم ..الول-مثل-إذا َ واف الُق ُ طاف ط َ َ َ
جائز على مدا-فإّنه َ من السباب أو حتى ت ََرك ذلك متع ّ وَلم يسع لسبب ِ
خرا إلى عرفة فهو َلم يطف مَتأ ّ الصحيح وإن كان خلف الفضل-أو جاء ُ
دوم وَلم يسع ولكّنه َلم طواف القدوم وَلم يسع ،أو طاف طواف الُق ُ
ن معا أّنه َيجوز له أن َيحلق يطف طواف الّركن ؟ فالصحيح في الحالت َي ْ ِ
ما- مًعا أو في إحداهُ َ ذلك في المسألتين َ صر-خلفا ِلمن قال ِبخلف َ أو ي َُق ّ
ق-صلوات الله وسلمه عليهَ-بعد حل َ َ من فعل النبي فإّنه َ وذلك ظاهر ِ
طف طواف الّركن وقد معَ أّنه َلم ي ُ مى َ طر بعد أن َر َ مى ،وأيضا ت َعَ ّ أن َر َ
طف وََلم سيدة عائشة-رضي الله تبارك وتعالى عنها-وهي َلم ت َ ُ ه ال ّ عط َّرت ْ ُ
ع ،فذلك دليل على المسألتين مًعا ،فإذن َيختلف الحكم في هات َْين س َ تَ ْ
عي لذكرها الن. القضي ّت َْين ،وهنالك مسائل أخرى ل دا ِ
كلما في مع النسان َ س ِ مثل هذه المسائل ،وإذا َ من أن ي ُن ْت ََبه ل ِ ِ فلُبد ِ
مسألة ليس له أن َيحكم به على بعض المسائل وإن رأى بأّنها قريبة
من تلك المسألة ،وهو معنى ما ذكره بعض أهل العلم أن النسان إذا ِ
334
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
كان ضعيفا في العلم ليس له أن ي َِقيس مسألة على مسألة ولو َرَأى
وجوه ..أي على حسب ظ َّنه هو لنه قد من كل ال ُ بأّنهما قد ت َ َ
شاَبهتا ِ
خَتلفتكون هنالك بعض المور التي َلم يلحظها هو وفي واقع المر ت َ ْ
شخص-مثل- مَنا فهذا ال ّ
ما َ
عن تلك المسألة ،والمسألة أ َ هذه المسألة َ
ن بأن
مع أو رأى في بعض الكتب-أيضا-بأنه ل يصلي أحد عن أحد فظ ّ س َِ
ذلك ين ْط َِبق على هذه المسألة وذلك ل ين ْط َِبق عليها في حقيقة الواقع.
ثالثا :السعي
ض الناس ُيصّلون بعدَ السعي ،فهل ُتشَرع هد بع َ سُ :نشا ِ
صلةٌ في ذلك الوقت ؟
مة أنه ل ُتشَرعُ صلةٌ بعد َ السعيِ ،لعدم ِ ن الذي عليه جمهوُر ال ّ ج :إ ّ
ت شيٍء في ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وهذا ثبو ِ
ل الصحيح. القول هو القو ُ
ن ِبركعتْين بعد َ من العلماء إلى مشروعيةِ التيا ِ ة جدا ِ ة قليل ٌ ت طائف ٌ وذهب ْ
ث مروي عن ل بن الهمام ِبحدي ٍ ة الكما ُ ج لذلك الع ّ
لم ُ السعي ،وقد احت َ ّ
ة الكمال لم ُرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وذ َك ََر فيه الع ّ
ن هذه ِبأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان ُيصّلي بعد َ سعِيه ،ولك ّ
ل الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،بل لم ت عن رسو ِ الرواية َلم َتثب ْ
ن ماجة ِبهذا اللفظ وإنما رواها ِبلفظ " :بعد َ سبع " ..أي بعد َ ي َْرِوها اب ُ
ف ِبالبيت. من الطوا ِ ن ذلك بعد َ النتهاِء ِ سبعةِ أشواط ،وذلك يعني أ ّ
فهاتان الركعتان بعد َ الطواف ،وليستا بعد َ السعي؛ والله-تبارك وتعالى-
أعلم.
فقه المبي َّنة لحكام الحج والعمرة صت كتب ال ِ س :لقد ن َ ّ
ن الدعاء الذي ُيقال على الصفا والمروة ي َُردّدُ هناك ثلث ِبأ ّ
مرات في كل شوط على كل منها ،فهل ذلك على الوجوب
ي به على طع أن َيأت ِ َ من لم َيست ِ أم الستحباب ؟ وماذا على َ
ة الزحمة الصفة المنصوص عليها في تلك الكتب نتيج َ
ح القتصار على ألفاظ معّينة الشديدة والرتباك ؟ هل َيص ّ
ِبذاتها ؟
ج :على كل حال؛ ما كل ما ورد في الكتب الفقهية ثابت عن النبي
كر الوارد عن صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وهذا الدعاء وكذا الذ ّ ْ
النبي ليس واجبا وإنما هو مندوب ،وَينبغي ِللنسان أن َيعتن ِ َ
ي
من ِبالمندوبات إذا استطاع سبيل إلى ذلك لكن ِبشْرط أن ل ي ُؤِْذي أحدا ِ
صة في عباد الله تبارك وتعالى ،فعندما تكون هنالك زحمة شديدة خا ّ
ت عن النبي-صلى صر على القليل وَيأِتي ِبما ث َب َ َ أيام الحج فَينبغي أن َيقت ِ
طيل من غْير أن ي ُ ِ الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-وَيأِتي ِبدعاٍء جامع ِ
335
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
حتى ل ي ُؤِْذي عباد َ الله تبارك وتعالى ،فعندما تكون هنالك سعة َيأِتي
كر ثم َيدعو ثم َيأِتي كر الوارد عن النبي ثم َيدعو ثم َيأِتي ِبالذ ّ ْ ِبالذ ّ ْ
كر في المرة الثالثة هل هو كر وقد اختلفوا في الدعاء بعد الذ ّ ْ ِبالذ ّ ْ
مشروع أو ل ؟
من قال ِبمشروعية ذلك. منهم َ ِ
من قال ِبعدم المشروعية. ومنهم َ
ت-إنما َيقول من قال ِبالمشروعية في كل هذه القضية-طبعا كما قل ُ و َ
ِبالندبية ل ِبالوجوب؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
سعي بدأنا ِبالصفا ت مع والدي وعند ال ّ مر ُس :لقد اعت َ
وط، فش ْ مْروة نص َ من الصفا إلى الق َ عدّ ذهابنا ِ ولكننا ك ُّنا ن َ ُ
عنا إلى من الصفا إلى المروة ثم رجو َ عدّ ذهاَبنا ِ ِبحيث كّنا ن َ ُ
من كونه شوطين فقد الصفا مّرة أخرى شوطا واحدا بدل ً ِ
مجموع ِبذلك خمس عشر شوطا ؟ كان الق َ
دوا مرة ثانية موا ِبالصفا إل إذا كانوا َزا ُ ج :هو أربعة عشر إذا كانوا اخت َت َ ُ
إلى المروة.
كون وط الواحد ي َ ُ ش ْ ن ال ّ ض أهل الِعلم وهو أ ّ على كل حال؛ هذا رأيٌ ِلبع ِ
من الصفا إلى الصفا ،وقال ِبه الشيخ إسماعيل-رحمه الله تبارك ِ
من أهل ة ِسك الحج " ،وقالت ِبه جماع ٌ من أصحاِبنا في " منا ِ وتعالىِ -
ف جدا. ل ضعي ٌ من الشافعية وغيرهم؛ ولكنه قوْ ٌ العلم-أيضاِ -
من المروة وطا و ِ ش ْ صفا إلى المروة ي ُعَد ّ َ من ال ّ ن ِوالصحيح الثابت هو أ ّ
من الصفا إلى المروة. وطا ،فالشوط الواحد َيكون ِ صفا ي ُعَد ّ ش ْ إلى ال ّ
وِبما أنهم فعلوا ذلك ل شيء عليهمِ-بمشيئة الله تبارك وتعالى-في
الهماضي ،وفي المستقَبل ي َن ْب َِغي َلهم أن ي ُط َب ُّقوا السّنة الصحيحة عن
دي محمد . دي ه ْ ن خْير اله ْالنبي ، إذ إ ّ
س :ما حكم السعي بين الصفا والمروة بالنسبة لحجة
الفراد ؟
ج :السعي لبد منه ..اختلف العلماء في السعي هل هو ركن من أركان
الحج وكذا العمرة أو هو من الواجبات ،وعلى كل رأي من الرأيين ل
يصح ترك ذلك على سبيل العمد وإنما الفرق بين ذلك أن لو تركه
النسان لسبب أو لخر هل لبد من التيان به وإل فإن حجه يعد فاسدا
باطل وهكذا بالنسبة إلى عمرته إن لم يأت به في وقت يصح التيان به
فيه أو أنه ُيجبر بغير ذلك ،أما أن يترك النسان ذلك فل ،وأخشى ما
أخشاه أن يكون قد التبس المر على هذه المرأة ..سمَعت بعضا من
أهل العلم يذكر أن النسان يمكن أن يأتي بسعي الحج بعد طواف
القدوم مباشرة وأنه إذا أتى به في ذلك الوقت فليس عليه أن يسعى
336
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
بعد طواف الزيارة ،وهذا حق وقد قالت به طائفة من أهل العلم وهو
الذي أراه وهو الذي تؤيده الحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه
ردا للحج إما أنوعلى آله وصحبه وسلم ،فالنسان عندما يكون مف ِ
يطوف طواف القدوم وبعد ذلك يسعى ول سعي عليه بعد طواف
الزيارة لنه قد أتى به من قبل ،وإما أن يؤخر السعي ويأتي به بعد
طواف الزيارة ..هذا ل إشكال فيه ،بقي ما هو الفضل ؟ قد يقول
قائل :الفضل أن يؤخر النسان السعي إلى ما بعد طواف الزيارة ،ذلك
لنه يكون صحيحا بإجماع الكل بينما إذا قدمه يكون قد دخل في خلف
ن بعض العلماء يقول " :إنه ل يقدم النسان السعي على أهل العلم ل ّ
طواف الزيارة " ..بقي هل يمكن أن نقول بتفضيل هذا خروجا من
عهدة الخلف قد يقول بذلك بعض أهل العلم وقد ل يقال بذلك بل يقال
الفضل أن يأتي النسان بما ثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله
وسلم وصحابته-ونحن نعلم أن النبي على الصحيح كان قارنا فهو
عندما أتى بالسعي بعد طواف القدوم كان قارنا ولكن إذنه
لصحابته-رضوان الله تبارك وتعالى عليهم-بأن يأتوا بذلك بعد طواف
القدوم هو الحجة بل ذلك كان شائعا عندهم رضوان الله-تبارك وتعالى-
عليهم ،فأرى أن الفضل أن يلتزم النسان بالسّنة الثابتة عن النبي
وإنما يلجأ إلى الخروج من الخلف عندما يكون في المر شيء من
اللتباس ،أما عندما تكون السّنة واضحة جلية ل غموض فيها فل ينبغي
أن يراعي الخلف ويترك السّنة الثابتة عن النبي فإذن السعي لبد
ت-أن يكون المر قد التبس على هذه منه ،فأخشى ما أخشاه-كما قل ُ
ت بعض ذلك في ت شبيها بهذه المسألة وقد ذكر ُ المرأة ،لنني سمع ُ
ن يأتين بتكبيرة الحرام ن بعض النساء ك ّمن ذلك أ ّ
بعض المناسبات ِ ..
عند الدخول في الصلة ول شك بأن تكبيرة الحرام ركن من أركان
ن المرأة لت بعض النساء أ ّ الصلة التي ل تصح الصلة إل بها ،فسمعَ ْ
تأتي بالقامة فظنت بأنها ل تأتي بتكبيرة الحرام أيضا ،ولعل بعض
سط المر للنساء فيقول " :ل تأت بالتكبير " ويقصد الناس يريد أن يب ّ
بذلك التكبير الذي هو في القامة " ..ل تأت بتكبير القامة " أي
بالتكبير وما بعده فظّنت بعض النساء أنها ل تأتي بتكبيرة الحرام
ت بعض النساء تكبيرة الحرام لمدة طويلة بهذا السبب ،وهذا فيه فترك ْ
من الخطورة ما فيه كما ل يخفى لن صلة من لم يأت بتكبيرة الحرام ِ
باطلة ل تصح ،وكذلك بعض النساء سمعن أن الحائض ل تطوف بالبيت
وحقا الحائض ل تطوف بالبيت ذلك لن الطواف بالبيت من شرطه
الطهارة فمن لم يكن طاهرا وكان قادرا على الطهارة فل يصح منه
الطواف ،وَقولي " :إذا كان قادرا على الطهارة " أريد أن أخرج بذلك
337
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من كان مبتلى بسلس البول أو ما شابه ذلك ..أي ل يستطيع أن يكون
على طهارة فهذا مبتلى عليه أن يحاول قدر طاقته وأن يضع شيئا على
موضع خروج البول ثم يتوضأ ويطوف وهو معذور في ذلك بمشيئة الله،
أما الحائض فإنها تستطيع أن تنتظر حتى تطهر وبعد ذلك تطوف ،عندما
سمَعت بعض النساء أن الحائض ل تطوف جاءت وسعت ثم قصرت
وظنت بأن عمرتها قد انتهت أو أن حجها قد انتهى لن الحائض ل
تطوف ،ول شك بأن هذا ل يصح لن الطواف ركن من أركان العمرة
وكذلك بالنسبة إلى طواف الزيارة ،نعم طواف الوداع تعذر منه
الحائض على القول الصحيح الذي تدل له السنة فإذا كانت الحائض قد
أتت بطواف الزيارة واستمر بها الحيض إلى أن أرادت أن تخرج من
مكة المكرمة فإنها تعذر من طواف الوداع ول يجب عليها دم هذا هو
القول الصحيح الذي تنص عليه السنة الصحيحة الثابتة عن النبي ،
فإذن النسان في هذه المور وفي غيرها من المور الشرعية لبد أن
يكون متيقنا في أمره فإذا كان ل يدري ..يظن أن هذا يصح بدون كذا
أو بكذا أو ما شابه ذلك فلبد من أن يسأل عن حكم تلك القضية وليس
له أن يفعل أو أن يترك ما ل يدري حكمه الشرعي ،أؤكد على قضايا
الحج وعلى غيرها من القضايا الشرعية لن كثيرا من الناس يرجعون
وهو لم يؤدوا فريضة الحج ،وفي السبوع الماضي سألني بعض بأن
امرأة لم تأت إلى الن بطواف الزيارة للحج من السنة الماضية وأن
أخرى قد فسد طوافها بسبب انتقاض وضوئها في الطواف ورجعت
الولى وكذا الثانية والولى لم تأت بالعمرة والثانية لم تأت بطواف
الزيارة الذي هو ركن من أركان الحج ،فمن كان واقعا في هذه المور
أو في ما شابهها عليه أن يسأل عن الماضي ماذا عليه ؟ وعليه أل ّ يأتي
في المستقبل إل بما يعرف حكمه.
من هنا أيضا أعذرني أريد أن أنبه على قضايا الحبوب التي تستعملها
النساء لمنع العادة الشهرية ،ل شك أن أهل العلم قد اختلفوا في
استخدام موانع الحيض بقصد الطواف ،فمن أهل العلم من يمنع من
ذلك على الطلق ويقول إنه ل يصح استعمال ذلك ومن استعملت ذلك
فليس لها أن تطوف في وقت عادتها ،ومنهم من ذهب إلى مشروعية
ذلك مطلقا سواء خرج الحيض أو لم يخرج ،ومنهم من ذهب إلى
التفصيل فقال إن استعملته قبل خروج الحيض ولم يأت الحيض فل
بأس ،أما إن استعملته بعد أن خرج الحيض فليس لها ذلك ،هذه القوال
موجودة ومن حيث الراجح بغض النظر عن الحوال التي تعتري ذلك
فإنه إذا انقطع الحيض سواء استعملت هذه الموانع قبل خروج الحيض
أو بعد خروجه فإن الطواف يصح ،لكن-طبعا-بعد خروجه-بعد الغتسال
338
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من ذلك-الطواف يصح لنها في تلك الحال طاهرة ..لها وعليها أحكام
المرأة الطاهرة من حيث الصلة والصيام والحج والطواف وقراءة
القرآن والمعاشرة الزوجية وما شابه ذلك من المور التي لها تعلق
بالحيض والطهارة ،لكن بقي أن هذه الحبوب أو هذه الموانع قد تقطع
الحيض في ذلك الوقت ولكنه بعد ذلك يأتي بعد فترة وجيزة ويستمر
الدم مدة طويلة فل تدري هل ذلك الدم هو دم حيض أو هو دم
استحاضة وقد ينقطع وتؤدي الحج تأتي بالطواف وتنتهي من ذلك ولكن
عندما ترجع تفاجأ بأن هذا الدم ل يأتي على الوجه السابق ..تستمر
مدة طويلة يستمر بها الدم ول تدري هل هو دم حيض أو استحاضة،
وبعض النساء اللتي استعملت هذه الدوية لزالت تعاني من ذلك من
السنة الماضية ول تدري هل هذه الدماء التي تخرج منها هي دم حيض-
وتتعلق به ما يتعلق من المسائل الشرعية-أو هو استحاضة ..ل تدري
هل تصلي أو ل تصلي وهكذا بالنسبة إلى الصيام أو ما شابه ذلك ،وقد
قال العلماء قديما إن مسائل الحيض بحر ل ساحل له فماذا عسى أن
يقال بعد استعمال هذه الموانع ؟! ،فأرى للمرأة أن تترك هذه الموانع
وأن تتأخر ..تطلب من محرمها أو زوجها أن يتأخر معها وبعد ذلك تأتي
بمشيئة الله-تبارك وتعالى-بعد أن تطهر بطائرة أو تأتي بالنقل البري
وهو يسير وقيمته يسيرة بحمد الله-تبارك وتعالى-وإن كانت ل تقوى
على ذلك في هذه السنة مثل فلتتأخر إلى السنة القادمة بمشيئة الله-
تبارك وتعالى-مخافة أن تقع في المحظور الذي أشرنا إليه ،وقد تقول
بعض النساء " :إن بعض النساء قد استعملن ذلك ولم يتأثرن بذلك " ..
حقا وقع ذلك لبعض النساء ولكن ل تدري هذه المرأة ماذا عسى أن
يقع لها ..هل سيقع لها كما وقع للسابقات أو للخيرات اللتي استعملن
ذلك ولم يتأثرن بذلك ،وقد تستعمل المرأة هذه المرة ول تتأثر بذلك
وتستعمله مرة أخرى وتتأثر بذلك ،ومع أن بعض النساء اللتي تأثرن
بذلك قد استشرن بعض الطبيبات ولكن مع ذلك ل جدوى من ذلك ..
من الوقوع في وقع الضرر والعياذ بالله تبارك وتعالى ..فحذار حذار ِ
جد المرأة مخرجا منها بعد ذلك ،و-حقيقة-هذه الورطات التي قد ل ت َ ِ
أمر الصلة ليس بالمر الهين وهكذا بالنسبة إلى غيرها من العبادات
من صيام وغيره؛ فأدعو الله-تبارك وتعالى-أن يوفق الجميع لما فيه
الخير ،والعلم عند الله تعالى.
هب معه وقد شدٌ َيذ َمر ِ من ُيقيم معهم وليس له ُ شرة مع َ مبا َ
ت هناك ن الرسولَ با َ ض أهل العلم هناك ِبأ ّ خذَ ِبفتوى بع ِ أَ َ
من السّنة ؟ ِللستراحة وليس ذلك ِ
جخَر َن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلمَ - ت ِبالمس 1أ ّ ج :أنا ذكر ُ
من منى إلى طلوع الشمس ِ ي بِ ِ
من ،وب َِق َ كة المكّرمة في اليوم الثا ِ من م ّ ِ
ت عنه منى ،وهذا ثاب ٌ صّلى الصلوات الخمس في ِ سع َ .. اليوم التا ِ
صلوات الله وسلمه عليه ،كما جاء ذلك في الحاديث الصحيحة المروية
عنه ،وَينبغي ِللنسان أن ي َْقت َدِيَ ِبرسول الله صلى الله عليه وعلى آله
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله لأ ّ وسلم ،وليس هناِلك دليل ي َد ُ ّ
من أجل الستراحة. ل ذلك ِ وسلم-إنما فَعَ َ
من مكان بعيد من جاء ِ ن َ
ض الناس على ذلك ِبأ ّ ج بع ُ كن أن َيحت ّ وإنما ُيم ِ
سع ل شيَء عليه ،وهذا كلم صحيح ل عرفة في اليوم التا ِ ل إلى َ ص َ وو َ َ
ل على ذلك الحديث الصحيح الثابت عن النبي-صلى غبار عليه ،وقد د ّ
جر شر قبل طلوع ف ْ من جاء في ليلةِ العا ِ الله عليه وعلى آله وسلم-بل َ
جه صحيح ح ّن َ ف بها قبل طلوع الفجر فإ ّ شر إلى عرفة ووَقَ َ اليوم العا ِ
كن أن َيقول قائل إذا استن َد َ إلى مثل هذا ول شيَء عليه ،فهل ُيم ِ
حب- ف ِبعرفة في النهار ليس ِبسّنة وإنما هو مست َ ن الوقو َ الحديث " :إ ّ
جرت قبل طلوع الف ْ أو ما شابه ذلك-والمِهم أن َيأتي النسان في أيّ وق ٍ
ن
ل ِبذلك-أيضا-على أ ّ ست َدِ ّ كن أن ي َ ْ شر " ؟! وهل ُيم ِ من اليوم العا ِ ِ
جّرد ُ استراحة وإنما م َ من السّنة وإنما هو ُ المِبيت ِبالمزدلفة ليس ِ
كن شر أو ما شابه ذلك ؟! كل ّ ل ُيم ِ المشروع هو الدعاء في اليوم العا ِ
د.
دل ِبذلك أح ٌ ست َ ِأن ي َ ْ
كن أن ي َُقاَرن ِبليلة الحادي سع ل ُيم ِ ن المِبيت في ليلة التا ِ َنحن َنقول :إ ّ
عشر والثاني عشر ولكن مع ذلك ل َينبغي لحدٍ أن ُيفّرط فيه إذا
ن لنا في رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله استطاع إلى ذلك ،فإ ّ
ب أو لخر كالسائل-مثل-إذا م ّ ُ
كن ِلسب ٍ من لم ي َت َ َ وة حسنة ،أما َ س َ وسلم-أ ْ
ة
من َيبيت ليل َ كن إل ِبأن ُيراِفق َ رف الط ُّرق ..فإذا كان ل َيتم ّ كان ل َيع ِ
جد َ
من وَ َ عرفة فل شيَء عليه ِبمشيئة الله تبارك وتعالى ،أما َ سع في َ التا ِ
سع ط في المِبيت في ليلة التا ِ من ي َد ُّله على الطريق فَينبغي له أل ّ ي َُفّر َ َ
منى؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. في ِ
-1عند الجواب على السؤال 1من حلقة 16رمضان 1424هه ) 11/11/2003م (.
340
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مة
وفي المسألة خلف معروف ولكن-على كل حال-أجمعت ال ّ
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله السلمية عن َبكرة أبيها على أ ّ
من الليل وقال: ل جزٌء ِ خ َف إلى أن غََرَبت الشمس ود َ َ وصحبه وسلم-وَقَ َ
َ
سككم َلعّلي ل أل َْقاكم بعد عامي هذا ( ،وقد بّين صلى خ ُ
ذوا عّني منا ِ ) ُ
ن هَد َْيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم الله عليه وعلى آله وسلم أ ّ
ل الشرك ن أه َ
دي أهل الشرك حيث إ ّ ف ِله ْ مخال ِ ٌ مين ُ سل ِ م ْ وهد ْيَ اله ُ
غروب الشمس ..عندما تكون الشمس على عرفة قبل ُ من َ َيخُرجون ِ
عمائم الرجال ،فَينبغي ِللنسان أن َيقتدِيَ ِبرسول رؤوس الجبال كأّنها َ
سير على طريِقه صلوات الله وسلمه ديه وأن ي َ ِ دي ِبه ْ الله وأن َيهت ِ
خاَلفة سّنة رسول الله م َوقوع في ُمن ال ُ ذر ِ ذر كل الح َ عليه ،وأن َيح َ
ذار ...المشركين ،فنأخذ ِبهذا المر 1
دي المشركين فح َ وافَقة هَ ْ م َ
و ُ
جِلي. ضح ال َ الوا ِ
من الكلم لهل العلم. أما فساد ُ الحج ففيه ما فيه ِ
من الليل ؟ ر ِ خ ٍت متأ ّ عرفة في وق ٍ سَ :لحق ِبيوم َ
عرفة قبل طلوع الفجر ج :ما دام قد جاء في الليل ..أي جاء إلى َ
ص السّنةمن الليل في ذلك الموقف فإنه ل حرج عليهِ ،بن ّ وأدرك شيئا ِ
الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ي ُيخاِلف ذلك ،وإذا جاء نهر الله َبطل نهر معقل؛ والله عْبرةَ ِبرأ ٍ ول ِ
أعلم.
من اعتمد على خطبة المذياع بعد صلة س :في عرفةَ ،
عا ؟ م ًج ْ الظهر والعصر َ
ج :على كل حال؛ من المعروف أن النبي-صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه وسلم-قد خطب في يوم عرفة بعد أن زالت الشمس ..خطب-
صلوات الله وسلمه عليه-خطبة واحدة وما جاء أنه خطب خطبتين فإنه
ل يصح ،وقياس ذلك على خطبتي الجمعة أيضا ل يصح ،لن هذا القياس
فاسد العتبار لنه مصادم للنص الصحيح الثابت من فعل النبي من
ذكر من أنه خطب خطبتين أنه خطب خطبة واحدة ،وكما قلت إن ما ُ
فإن ذلك ل يصح من حيث إسناده فل يمكن التعويل عليه حتى ولو لم
يعارضه معارض فكيف وقد عارضه الحديث الصحيح الثابت الجلي الذي
ل غموض في دللته ول اعتراض عليه أيضا من حيث إسناده ..خطب
النبي خطبة واحدة وأيضا الناس استمعت إلى خطبة النبي وهذا
سر أن تكون هنالك خطبة واحدة في عرفات وقد الزمان طبعا ل يتي ّ
اختلف الناس منهم من قال تكفي خطبة واحدة والبقية تصلي من غير
خطبة ،ومنهم من يأخذ بأن يخطب خطيب لكل مجموعة ،وهذا هو
الذي يجري عليه العمل لكن لو أن جماعة-مثل-أخذت بخطبة الخطيب
ت إليها بواسطة مكبرات الصوت وصلت من غير خطبة في التي استمعَ ْ
الماضي فل شيء عليهم بمشيئة الله تبارك وتعالى.
بعض أهل العلم إلى أنّ النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ُ وذهب
سَرعَ عند خروجه مِن هذا الوادي لنّ النصارى كانوا يَقفون َ
وسلم-إنما أ ْ
ب إلى س ُصحيحة ول حسنةً بل حتى ول ضعيفة ت ُن ْ َ ً فيه ،وأنا لم َأجِد روايةً
ل على ذلك ،وإنما رُوي ذلك النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-تد ُ ّ
منه:مّر بِهذا الوادي ذ َك ََر كلما ِ عن عمر-رضي الله تعالى عنه-أنه عندما َ
ن النصارى ِديُنها مخالِفًا ِدي َ ........................
َ
من أجل ذلك ،وهذا كلم مردود ،وذلك لنه سَرعَ ِفقالوا إنّ النبي أ ْ
َتكفي في المخالَفة أل ّ َيقف النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-في
هذا الموقف وهو لم َيقف في هذا الوادي وإنما وََقفَ ِبعرفة ،كما هو
معلوم وقد أجمعت عليه المّة ،وأيضا لم ي َث ُْبت عن النصارى أنهم كانوا
جون ،فهذا ل دليل فيه البتة ح ّ قُفون في هذا المكان ول أنهم كانوا ي َ ُ َي ِ
على ما ذََكروه.
ب إلى أنّ النبي إنما أسَرعَ في ذلك الوادي مِن أجل ه َ من َذ َ ومنهم َ
مخالفة الكفار لنهم كانوا يَتفاخرون فيه بآبائهم ،وهذا ل دليل فيه،
وذلك لنه لم ي َث ُْبت-أّول وقبل كل شيء-عن الكفار أنهم كانوا يَتفاخَرون
منهم ذلك في مِنى ..قيل :عند ِبآبائهم في هذا الوادي ،وإنما كان َيقع ِ
قَبة ،وقيل :في مِنى ،ولم يَثبت عنهم أنهم كانوا َيتفاخرون في مرة العَ َ ج َْ
هذا الوادي ،ثم إنه لو كان المر كذلك-أي لو كانوا ي َتفاخرون في هذا
من أل يَقع ِ ما كان في ذلك دليل ،لنه يَكفي في المخالفة ّ الوادي-ل َ َ
من المسلمين ذلك. النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-و ِ
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه إنما أسَرعَ النبي-صلى الله عليه وعلى
ع فيه العذاب على أصحاب الفيل إذ آله وسلم-في هذا الوادي لنه َوَق َ
عيه هؤلء ،وليس المر ف في هذا الوادي على حسب ما ي َد ّ ِ ن الفيلَ َوَق َ إ ّ
ف في وادي لن الفيلَ لم يَقف في هذا الوادي وإنما وََق َ ّ كذلك،
مس وذلك بِالقُرب مِن عرفات على طريق الطائف ..هذا هو مغ َ ّاله ُ
رواية واحدة ٌ هم ،ولم تَأتِ ر ِشْع ِ العرب في أخبارِهم وفي ِ الثابت عن َ
دل على أنه وقع في هذا الوادي ،وذلك-أيضا-مستبعدٌ جدا لنّ هذا َت ّ
دخولهم الحرَم ،ولكن ذلك ِ الوادي مِن الحرَم والعقوبةُ َنزََلت عليهم قبل
وقعت عقوبة مِن المولى-تبارك وتعالى-على بعض ْ ل يَمنع مِن أنه قد
جد دليل يُحد ّد ُ نوعَ هذه العقوبة ،وقد كنا ل نَ ِ الناس في هذا الوادي وإن ّ
قعت عليه نارٌ ْ اد صيْدا في هذا الوادي فوَ قيل :إنه وقع ذلك على رجل صَ َ
موا على بعض أصحابِ الفيل قد ت ََقد ّ ُ ُ مكن-أيضا-أن يَكون فأحرقتْه ،ويُ ِ
الفيل وعلى سائر الجيش-على أنني أيضا ل أستطيع الجزم بذلك ..
صُلوا إلى أن ذلك لم يَقع-أما الجمهور العظم والفيل فإنهم لم ي َ ِ وأظن ّ
ع في هذا الوادي عذابٌ ظنه أنه وََق َ أن الذي نَ ّ هذا المكان ،والحاصل ّ
344
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ستشهد على ذلك بِإسراعِ ِ ن ذلك ،ونَ لزم أن ن ُعَي ّ َبعض الناس ول يَ َ ِ على
الرسول-صلى الله عليه وعلى ُ َ سرع النبي عندما مَرّ ِبدار ثَمود ،فقد أَ
آله وسلم-في ذلك المكان.
وإذا كان المر كذلك فإننا نقول ِبمشروعية السراع-عند المرور على
هذا الوادي ..أي-في هذا الوادي عند الخروج مِن مِنى إلى عرفات بل
من الوقات ولو لم يَكن ذلك في مرّ النسان به في أيّ وقت ِ حتى إذا َ
السراع. شَرعُ فيه ِ الحج في ُ ْ
وعدمُ ذِْكر أنّ النبي َ أسَرعَ فيه عندما ذهبَ إلى عرفة ل يُمكن أن
ِ أفعال كر بعضُ ل به على عدم المشروعية ،وذلك لنه قد ل ي ُذ ْ َ ست َد َ ّ
يُ ْ
نم َالنبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ول ي َل َْزم أن ُيذَْكر كل ما وقع ِ
ل عنه-صلى الله النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وإنما الذي ي ُن َْق ُ
شْرعٌ ِللمّة وقد يكون ذلك بالعبارة وقد عليه وعلى آله وسلم-ما فيه َ
من ع ِ لن إسراعَه عندما رَ َ
ج َ ّ يكون بالشارة ،وهاهنا تكفي الشارة،
من المزدلفة إلى مِنى َيكفي لِلشارة إلى مشروعية هذا عرفة و ِ
كرجد في بعض الحاديث ي ُذ ْ َ جة الوداع فإنه يَ ِ ظرَ في حَ ّ من ن َ َ السراع ،و َ
كر كذا وهكذا. كذا ول ي ُذ ْ َ
هذا ومِن الجدير ِبالذّْكر أنّ العلماء قد اختلفوا في هذا الوادي هل هو
دل على هذا، من مِنى أو هو مِن المزدلفة ؟ وقد جاءتْ بعضُ الدلة تَ ّ ِ
دل على أنه وجاءت بعضُ الدلة تَ ّ ْ بعض الدلة تَدلّ على ذاك، ُ ْ وجاءت
ليس مِن مِنى وليس مِن المزدلفة ،وأقوى ما جاء حديثٌ عند المام
منى حيث جاء فيه " :وهو مِن مِنى " ولكنّ مسلم فيه التصريح بِأنه مِن ِ
ضعيفة عندي ولو كانت في صحيح مسلم ،والذي يَظهر لي ٌ هذه الرواية
منى وليس مِن المزدلفة. بأنه ليس مِن ِ
منى أو كان مِن المزدلفة أو لم يَكن مِن و-على كل حال-سواء كان مِن ِ
هذه ول مِن تلك فإنه ليس لحد أن يَبيت فيه في ليلة المزدلفة على
رأي مَن يَقول إنه مِن المزدلفة ول على أن يُقيم فيه ليلة التاسع وليالي
التشريق اعتبارا على أنه مِن مِنى على رأي مَن يَقول إنه مِن منى،
شرع المكث فيه والبقاء فيه سواء قلنا إنه مِن هذه فعلى كل حال ل يُ َ
أو مِن تلك أو أنه مستقِل.
وهكذا اختلفوا في عُرنَة هل هي مِن عرفة أو ليست مِن عرفة ؟
و-على كل حال-أيضا ل يَجوز الوقوف بها على أنها مِن عرفة سواء قلنا
قل ذلك. إنها مِن عرفة أو لم نَ ُ
سع لها هذه معا يَحتاج إلى إطالة ل تَّت ِ وتحقيق ذلك في المسألتين ً َ
العجالة وإن كانت هي جديرة بِذلك ولكنّ الحكم هو ما ذكرناه.
سر مِن الحرَم. ح ّ أن وادي مُ َ هذا ومِن الجدير ِبالذّْكر-أيضاّ -
345
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وزعَم أنه ليس مِن الحرَم وإنما ذ َ ش ّب إليه ابن حزم حيث َ ه َ ما ذ َ َخلفا ِل َ
حل وأنها حل ،وكذلك شذّ حيث زَعَم أنّ عُرنة ليست مِن اله ِ هو مِن اله ِ
من الحرَم. ِ
حل. فالحق الحقيقُ ِبالقبول أنّ هذا الوادي مِن الحرَم وعُرنة مِن اله ِ ّ
حل وأنها مِن عم أنّ عرفة ليست مِن اله ِ خطأ بيّنا مَن َز َ ً وكذلك قد أخطأ
فيجوز الصيد مِن عرفة ومِن حل ،وعليه َ الحرم ،والحقّ أنها مِن اله ِ َ
عرنة-وكذلك بِالنسبة إلى قطْع الشجار فإنّ ذلك ل مانع منه-وإنما يُمنَع ُ
فليس له أن يَصطاد ،وأما الشجر فل مانع مِن ذلك حرِم ْ م ْ من ذلك اله ُ ِ
حل ،وإنما حل سواء كان معتمِرا أو كان حاجّا ،فإذن عَرفة مِن اله ِ في اله ِ
رم يُمنَع مِن ذلك ولو كان في ح ِم ْ حرِم مِن الصيد لجل أنّ اله ُ م ْ
منع اله ُ ُي َ
حل ،كما هو معروف ..هذا ما يَظهر لي في هذه المسألة. اله ِ
سرح ّ م َ طع وادي ُ طع أن َيق َ من لم َيست ِ من الناس َيسألون ع ّ هذا وكثير ِ
قبل طلوع الشمس ِلوجود زحمة أو ما شابه ذلك ،هل عليه دم ؟
طع أن من لم َيست ِ جب على َ من أهل العلم قالوا :ي َ ِ ن كثيرا ِ والجواب :أ ّ
طيع أن َ َيق َ
جب عليه بل ل أست ِ سر الدم ,والحقّ أنه ل ي َ ِ ح ّم َ طع وادي ُ
خر ِبغْير عذر وإنما أقول إنه ل َينبغي جب عليه الدم وإن كان قد َتأ ّ ُ
أو ِ
من لم َيخُرج منه ن َ ل على أ ّ رد دليل َيد ّ خر ،وذلك َلنه لم ي َ ِ لحد أن َيتأ ّ
جب عليه دم ،والصل في أموال المسلمين قبل طلوع الشمس أنه ي َ ِ
جب شيئا على ِبأنها معصومة ِبعصمة السلم لها وأنه ل َيجوز لحدٍ أن ُيو ِ
أحدٍ ِبغْير دليل ،وِلذلك َينبغي الترّيث في هذه المور ..نعم هذه
من الناس جد كثيرا ِ المسألة فيها خلف مشهور-كما ذكرتُ-ولكننا ن َ ِ
من أهل العلم ،كما جبون الدماء على عباد الله ولو لم َيقل به أحد ِ ُيو ِ
من إنسان دم أوجبوا اشتهر عند الكثير " :في الدم دم " ..إذا خرج ِ
جب التخيير بْين الدم وبْين من المور ي َ ِ عليه دما ،وكذلك في كثير ِ
من الناس ل ُيخّيرون عباد َ الله وإنما ن كثيرا ِ الطعام وبْين الصيام ولك ّ
طرك دم ..إنسان َتع ّ جبون عليهم الدماء ..هذا إنسان فعل كذا ؟ علي َ ُيو ِ
من أظافره ؟ عليك دم َ ..ينبغي أن ك دم ..إنسان قَّلم شيئا ِ مثل ؟ علي َ
زم عباد ُيقال ِلعباد الله ِ بالتخيير كما خي َّرهم الله تبارك وتعالى ،وأل ّ ُنل ِ
زمهم به المولى تبارك وتعالى ،على أنه الله-تبارك وتعالىِ-بما لم ُيل ِ
مد
ل هذا وهو مخطئ أو هو جاهل أو هو متع ّ َينبغي أن َنبحث هل فَعَ َ
رف الحكم ،وهذه المسألة-طبعاَ-تحتاج إلى كلم ،وذلك في أجوبة وَيع ِ
ت أن أنّبه الناس أنه ل َينبغي ُ
أخرى بمشيئة الله تبارك وتعالى ،وإنما أرد ُ
زم العباد ِبما لم َيلَزمهم ،و-أيضا-إذا كان هنالك َتخيير في بعض أن ُنل ِ
جب عليهم أمرا واحدا؛ والله-تبارك خّير الناس وأل ّ ُنو ِ المور َينبغي أن ن ُ َ
وتعالى-أعلم.
346
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
347
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من كان قادرا على الرمي سواء كان بمشيئة الله تبارك وتعالى ،أما َ
سك الحج ،وقد من منا ِسك ِ من الرمي لنه ن ُ ُ رجل أو امرأة فإنه ل ُيعذر ِ
من الناس حتى فّرط الناس فيه كثيرا في الزمنة المتأخرة ..نجد كثيرا ِ
من الرجال الذين يستطيعون على الرمي َيتركون ذلك وُينيبون غيرهم ِ
ما ل َيصح ،فالمرأة إذا كانت مريضة م ّن النابة صارت أمرا عاديا وهذا ِ ل ّ
مل أو ما شابه ذلك .. ح ْأو كبيرة أو عاجزة ِبأيّ عجز أو كانت في حالة َ
الحاصل إذا كانت ل تستطيع على الرمي فإنها ُتعذر ول ْت ُِنب غيرها ،أما
من ذلك ،وقولي " :قادرة " ل يشترط أن ذر ِإذا كانت قادرة فل ُتع َ
شر
تكون قادرة في الوقت الفلني فإذا كانت ل تقدر-مثل-في صباح العا ِ
منفلتذهب في وقت العصر أو حتى بعد المغرب أو حتى بعد العشاء َ ..
كان يستطيع على الرمي في النهار ل َينبغي له أن ُيفّرط في ذلك ،أما
من كان ل يستطيع على الرمي إل في الليل فيجوز له ذلك وليس له َ
من لم يستطع على الرمي بعد الزوال في أيام أن ينيب غيره ،وكذلك َ
التشريق 1وقبل غروب الشمس فبإمكانه أن يرمي بعد غروب
الشمس ،ومن لم يستطع في ذلك اليوم فبإمكانه أن يرمي في اليوم
الذي يليه ،أما أن يتعذر ببعض العذار الواهية التي ل تخفى على الذي
ل تخفى عليه خافية فذلك مما ل يصح وليخش عقوبة الله تبارك
وتعالى.
ت طائفة من الناس تهاونوا بهذه الشعيرة ولكن-والحمد لله-انتبه ْ كثير ِ
ن فلنا قد من الناس ِلذلك لكن ل زالت طائفة ُتعاِرض بذلك بدعوى أ ّ ِ
أفتى بكذا أو ما شابه ذلك ،ونحن إذا جئنا إلى السّنة الصحيحة التي هي
ن الكتاب أشار إلى هذه القضية الفْيصل ..الفْيصل الكتاب والسّنة ولك ّ
ل دللة صريحة واضحة ل غموض والسّنة وضحت أّيما إيضاح فإنها َتد ّ
ن نساءجة أ ّ ن المرأة ترمي فهي تنادي بأعلى وتصرخ بأقوى ح ّ فيها أ ّ
من نساء المسلمين قد النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وغيرهن ِ
رمين ،وأما ما جاء في بعض الروايات ) ورمينا عن النساء ( فتلك رواية
من سّنة النبي باطلة عاطلة فاسدة كاسدة معارضة ِللصحيح الثابت ِ
من حيث المتن فباطلة ل من حيث السناد بمكان ،أما ِ ضعف ِمن ال ّ فهي ِ
ت-برمي النساء ،وهكذا يمكن التعويل عليها ..أحاديث تنادي-كما قل ُ
ن المرأة من عهد الصحابة إلى يومنا هذا ُيصّرحون بهذا وهو أ ّ العلماء ِ
من أن ترمي هي نفسها؛ والله- عندما تكون قادرة على الرمي فلبد ِ
تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
من عدم س :لعل السائل يشير إلى أنه ليست المسألة ِ
القدرة المطلقة وإنما الضعف المركب في ذات المرأة ؟
-1باستثناء اليوم الثالث عشر كما سيأتي لحقا.
349
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن
من النساء يرمين ومعنى ذلك أ ّ ج :على كل حال؛ نحن شاهدنا كثيرا ِ
من المور التي تستطيع عليها النساء ،أما أن َيحتج بعض الناس- ذلك ِ
مثل-بأنه قد أسقط امرأة أو ما شابه ذلك فقد َيحتج أيضا غيره ويقول
ن
من الرجال قد ماتوا في بعض السنوات فهل معنى ذلك أ ّ ن طائفة ِ إ ّ
الرجال ل يرمون ؟!
نمن الناس َيظّنون أ ّ ن كثيرا ِ من المور التي يؤسف لها أ ّ لكن ِ
من أجل ذكر ُ
الشيطان عند الجمرات والمر بعكس ذلك إنما هذا أقيم ِ
ن هنالك من بقية المناسك وليس ل ّ الله تبارك وتعالى ..الرمي كغيره ِ
من الجهلة من الناس ِ جد كثيرا ِ شيطانا ُيقيم في تلك المواطن ولذلك ت َ ِ
من أجل أن يرموه الغمار َيذهبون وهم في أشد ّ الغْيظ على الشيطان ِ
ِبحسب زعمهم ولذلك َتجد الواحد " :رميت الشيطان " أو ما شابه
من الصحة ..هذه خرافة .. ذلك ،وهذا-على كل حال-كلم ل أساس له ِ
من العبادات ..إذا صلى نعم النسان يغيظ الشيطان في كل عبادة ِ
منمن هذه العبادات أو ِ وإذا صام وإذا حج أو أتى ِبأيّ ركن أو شرط ِ
من طاعة الله هو يغيظ الشيطان لكن أن يغيظه في هذه فهذا غيرها ِ
جدكلم فارغ ل قيمة له ..على كل حال يذهبون بهذه النية ولذلك ت َ ِ
دا ِللزحام أو ما شابه ذلك ..لو أتوا ِبهذه المناسك على الواحد مستع ّ
حسب ما هو مشروع لكان المر يسيرا بحمد الله.
من أن من الناس يذهب الواحد في الوقت الفلني ولبد ِ ن كثيرا ِ ثم إ ّ
يرمي في ذلك الوقت لكن ل بأس إذا ذهب في الوقت الفلني ولم َيجد
خر ولو لمدة ساعة أو من الناس فليتأ ّ زحاما فليرم ،وإذا وجد زحمة ِ
من الرجال أكثر َ ..يبحث عن مكان آمن وليجلس فيه هو ومن معه ِ
والنساء وعندما يكون المر يسيرا بحمد الله-تبارك وتعالى-فل بأس
بذلك.
ن العالم الفلني أو العالم الفلني وشون ويقولون-مثل-إ ّ بعض الناس يش ّ
ن هؤلء العلماء يحصرون ن الرمي يكون بعد الزوال " وكأ ّ قد قالوا " :إ ّ
ذلك في تلك الساعة ولذلك هم يطلبون الرخصة ِبأن يكون الرمي في
وقت الضحى أو ما شابه ذلك ..على كل حال العالم ل َيملك بأن َيقول:
ُيرخص في كذا أو ما كذا أو في كذا ..إنما هو يعتمد على الدليل ،فما
دل الدليل عليه ذهب إليه وما دل الدليل على خلفه ذهب إليه ..نعم
بعض الحيان تكون هنالك احتياطات فالحتياط إن لم تكن مشقة قد
يأخذ به النسان وقد يتركه إن كانت هنالك مشقة بل قد يتركه النسان
حتى لغير مشقة ،أما هنا المر واضح ..النبي رمى في ذلك الوقت
من أصحابه فكيف ولم يثبت عنه أنه رمى قبل ذلك ول أنه أذن لحد ِ
يمكن للنسان أن يأذن بعد ذلك ؟! أما أن يبحث وينّقر في الكتب حتى
350
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من المسائل وذهب إلى ل وأخطأ في مسألة ِ من العلماء ز ّ َيجد واحدا ِ
ما ل ينبغي أن ُيلتفت إليه بل ُيلتمس العذر ِلذلك م ّ
خلف السّنة فهذا ِ
العاِلم ول ُيتاَبع على خطئه ..هذا ما يقول به العلماء الربانيون ،فالمر-
ت-ليس محصورا في وقت الزوال فليرم النسان بعد زوال كما قل ُ
الشمس في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر إلى غروب
ن الثالث عشر ل يمكن الشمس وفي اليوم الحادي والثاني عشر ل ّ
الرمي بعد غروب الشمس ..بإمكانه في الحادي عشر والثاني عشر
أن يرمي في الليل إن لم يتمكن حتى أن يرمي في الليل فليرم في
من الُيسر والسهولة ما هو واضح ..هو أيسر اليوم الثاني ،وفي هذا ِ
من قول بعض العلماء الذين قالوا يمكن الرمي قبل الزوال ولكنه ِ
ن العبادة يمكن من ذلك بكثير ،ثم إ ّ ينتهي بغروب الشمس ..هذا أيسر ِ
دم عن وقتها إل بدليل على أن ُتقضى بعد وقتها ولكن ل يمكن أن ُتق ّ
ن النبي أذن للرعاة بأن من باب القضاء ل ّ ن ذلك ِ أنني ل أقول إ ّ
يؤخروا ول يمكن أن يأذن لهم بالقضاء وإنما ذلك يكون أداء لكن ل
ينبغي الترخص في الرمي في الليل أو في اليوم الثاني إل عند وجود
الحاجة.
ن الزوال وهنا-أيضا-أريد أن أنّبه إلى أمر مِهم ..بعض الناس يظنون أ ّ
يكون بالساعة الثانية عشر ،فهم يذهبون وينظرون إلى الساعة الثانية
ن ذلك وقت عشر عندما تصل الساعة إلى ذلك قاموا بالرمي يظنون أ ّ
الرمي هكذا ..هذا خطأ ..نحن نشاهد في بلدنا هاهنا تزول الشمس
ويحين وقت الظهر في بعض الحيان قبل الساعة الثانية عشر وفي
بعض الحيان بعد الثانية عشر وفي بعض الحيان قد يكون في الثانية
عشر فإذن العبرة بزوال الشمس ل بالساعة الثانية عشر ..يأتينا بعض
الناس في أيام الحج يقول " :أنا رميت في الساعة الثانية عشر "
ن ذلك هو الوقت فإذن ل يمكن أن نقول ذلك يكون في الساعة ويظن أ ّ
الفلنية ..ذلك يختلف باختلف الوقات ..قد يكون في بعض الشهر
في الساعة الفلنية ويكون في بعض الشهر في الساعة الفلنية بل
في بعض اليام في الساعة الفلنية وفي بعض اليام في الساعة
الفلنية.
هذا وأدعو الله-تبارك وتعالى-أن يأخذ الناس بكتاب ربهم وبسّنة
نبيهم ..أدعوهم جميعا للخذ بكتاب ربهم وسّنة نبيهم في أمر الحج
ما له علقة م ّ
من أمور العبادات والمعاملت وفي غيرها ِ وفي غيره ِ
ِبشرع الله تبارك وتعالى؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق ،وهو أعلم
بكل شيء.
351
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
م الله
ح َ-1أي التي قال ) :والمقصرين ( في المرة الولى أي الرواية التي جاء فيهاَ ) :ر ِ
رين ( ،مسند المام الربيع بن حبيب، مقصّ ِرين ؟ " قال ) :واله ُمقصّ ِالهمـحَّلقين ( قيل " :واله ُ
حديث رقم.444 :
م اللهح َ-2أي التي قال ) :والمقصرين ( في المرة الولى أي الرواية التي جاء فيهاَ ) :ر ِ
رين (.مقصّ ِرين ؟ " قال ) :واله ُمقصّ ِالهمـحَّلقين ( قيل " :واله ُ
352
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
حّلقين ( في م َ
دمه في الذّْكر سواء ُقلنا إنه قال ... ) :اله ُ هو الذِي قَ ّ
حّلقين وما م َ أنه بدأ أوّل بِاله ُ المرة الولى أو في الثانية أو في الثالثة إل ّ
ذكِر له ذلك صلوات الله وسلمه عليه. رين ( إل بَعد أن ُ قص ِ
م ّ قال ) :واله ُ
مع النسان بيْن الحلْق ج َ
ن الفضل أنْ َي ْ العْلم أَ ّر بعضُ أهل ِ هذا ،وقد َذَك َ
حلق رأسِه ،وهذا-في حقيقة قوم بعد ذلك ِب ْ صر أوّل ثُم يَ ُ ق ّوالتقصير ُ ..ي َِ
جه أو من ح ّ ل مِن َ ل َفقد أَحَ ّ أو ً
رأسه ّ
َ صرَ لن مَن َق ّ ّ ليس بِشيءٍ، الواقعْ - َ
ادف ذلك ص ِ ن َبينهما وبعد ذَلك لم يُ َ عمرتِه أو مِنْهما مَعًا إذَا كَان قد قَرَ َ ُ
حِلق
حِلق َفْلَي ْ ل بعد ذلك َفُهو إن شاء أن يَ ْ ح ًادف مَ َ ص ِحِليق مَحلا ..لم يُ َ الت ْ َ
مرَاد ِبالحلْق الذي فليَْترُك ،فَاله ُ ول عَلقَة لَه ِبالحلل وإن شاء أن َيتْرك ْ َ
ع بَْينَُهما-
م َج َ صير وإل مَن َ ق ِ سبقه تَ ْ
قصير هو الذي لم يَ ْ ل مِن التّ ْ ض ُ هو أَْف َ
اقع قد أخذَ ِبالتقصِير ولم ل ُثم حََلق-فهو في حَقيقة الوَ ِ أو ً
ر ّ ص َأي مَن قَ ّ
الحلق؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. ْ ت بَِيْأ ِ
* الهدي
ح ِللحاج أن ص ّمنى ،هل ي َ ِ ج ِجد خار َ سَلخ ُيو َ م ْ س :هناك َ
دي فيه ؟ َيه ِ
بكة بل في الحَرم كّله على مذه ِ م ّمنى وفي َ ج :نعم ،الهد ْيُ َيجوز في ِ
صت السّنة على جواِز ت على ذلك السّنة ..ن ّ ص ْجمهورِ العلماء كما ن ّ
منى وفي مكة ،وسائُر الحَرم تاب ِعٌ َلهما؛ والله أعلم. ذلك في ِ
دي ،فماذا َيصنع ؟ طع اله ْ ده فلم َيست ِ قدَ نقو َ ف َس :رجل َ
ة
ة أيام في الحج وسبع َ ل الله ِ لذلك َبدل ً وهو أن َيصوم ثلث َ جع َ َ ج :قد َ
أيام بعد رجوعه فتلك عشرة كاملة ..جاء ذلك في كتاب الله تبارك
ة
صم في الحج ثلث َ جد شيئا ِللهدي فل ْي َ ُ ده ولم ي َ ِ من فََقد َ نقو َ وتعالى ،ف َ
1
-1الجزء الثالث من كتاب " الطوفان الجارف لكتائب البغي والعدوان " ،الطبعة الولى )
1420هه2000-م ( ،ص .339-337
355
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
شرة سواًء كان ذلك في الليل أو منى مبا َ عليه السعي أن َيذهب إلى ِ
في النهار ..هذا هو الذي د َّلت عليه السّنة الصحيحة الثابتة عن النبي
ثبوًتا ل شك فيه.
ن العبرةَ ِبالسّنة في مثل هذه المور، من خاَلف ذلك ،فإ ّ عبرة ِبرأي َ ول ِ
كما هو معلوم.
ن النبي طاف ليل أو أنه كان من أ ّ هذا وما جاء في بعض الروايات ِ
ن تلك الروايات ل َتثبت عن منى وَيطوف ِبالبيت فإ ّ َيذهب في ليالي ِ
كارة ِبمكان. من الن َ رسول الله ، فهي ِ
منى في هذه اليام سواًء كان ذلك في الليل أو فإذن السّنة البقاء في ِ
من عليه سعي؛ والله أعلم. في النهار ِباستثناء أداِء الطواف والسعي ل ِ َ
عيد تلك المسألة التي ذكرُتموها في س :ربما ُيريد أن ي ُ ِ
ة ماضية .. 1مسألة رمي الجمرات ..هل ُيشَترط أن حلق ٍ
حوض ؟ قع على ال َ عمود أم َيكفي أن ت َ َ ب ال َ صي َ تُ ِ
كن في ِبداية المر .. حاِدث ..أي لم ي َ ُ مود َ ن ذلك العَ ُ ج :ل ُيشَترط ،ل ّ
خت ََلفأي في عهد إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلة والسلم ،وقد ا ْ
العلماء هل كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ؟
ده صلوات الله وسلمه عليه، وجودا في عه ِ م ْ ذهب بعضهم إلى أنه كان َ
م النبي . ت مروي عن أبي طالب عَ ّ واسَتشَهدوا على ذلك ب ِب َي ْ ٍ
دا.جو ً مو ْ ُ كن َ ضُهم إلى أنه لم ي َ ُ وذهب َبع ُ
مشُروع ن اله َ
وجودا فإ ّ وجودا أو لم َيكن م ْ و-على كل حال-سواًء كان م ْ
شَترط ِبأن َيكون ذلك في ذلك ي النسان في الحوض ،ول َ ي ُ ْ م َ
أن َير ِ
خص؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. مود الشا ِ العَ ُ
من الحجاج في رمي من جماعة ِ ل أخذ وكالة ِ س :رج ٌ
جمار وأخذ منهم الحصى ثم رماها في الشارع ولم ي َْرم ِ ال ِ
خِبرهم وهم عاجزون عن الرمي ،فما الجمرات ولم ي ُ ْ
الحكم ؟
ما فَعََله هذا الشخص ..لقد وَقَعَ في م ّج :العياذ ِبالله-تبارك وتعالىِ -
من معاصي الله تبارك وتعالى ،وعليه أن َيتوب إلى الله-تبارك معصيةٍ ِ
خِبر أولئك الشخاص الذين أنابوه وَوَث ُِقوا ِبه ما وَقَعَ فيه وأن ي ُ ْ م ّ
وتعالىِ -
ضه الله-تبارك وتعالى-عليهم ،وبعد ذلك دي عنهم ما فََر َ سي ُؤَ ّوظّنوا أنه َ
عليهم أن َيسألوا عن هذه المسألة التي وَقَُعوا فيها ،لنهم-في حقيقة
من أن من الرمي ،فلبد ِ عه الله-تبارك وتعالىِ - شَر َ الواقع-لم ي َأ ُْتوا ِبما َ
مل ذلك ؟ في هذه من هو الذي َيتح ّ كم عليهم ِبالدم ،ولكن َبقي َ ُيح َ
-1عند الجواب على السؤال 1من حلقة 17رمضان 1424هه ) 12/11/2003م (.
356
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
حاك َ ُ
موا هذا الشخص فلهم أن من أن ي ُن ْ َ
ظر إليها ،وإن َ المسألة لبد ِ
موه في ذلك.ُيحاك ِ ُ
س
شر " ،وذلك لي َ من الَيوم ِ العا ِ جر ِ دأ ب ِط ُُلوِع الف ْ
ل والمرضى َيب َ والطفا ِ
ث فيها ن الحاِدي َ من الّنظر ،ل ّ ة ِبحاجة إلى شيٍء ِ ت المسأل ُ ِببِعيد وإن كان ْ
مت ََعاِرضة.ُ
ل على جواِز دا ي َد ُ ّ
ديث ثاِبت أب َ ً جد ح ِريق فل ُيو َ ما ِبالّنسبةِ إلى أيام ِ الّتش ِأ ّ
ل ذلك فعليه الّتوَبة إلى الله- مى قب َ من َر َ
ف النهار ،وَ َ ل منتص ِ ي قب َالرم ِ
ت باِقيا فعليه أن ي ُِعيد َ ذلك؛ والله-تبارك وق ُ تبارك وتعالى-وإذا كان ال َ
وتعالى-أعلم.
من الدروس ت في كثير ِ من الَتشديد في شيء ..أنا قل ُ ج :هذا َليس ِ
مل ِبما في طاَلب ِبأن َيع َ م َ ن النسان ُ ت ذلك-أيضا-في هذه الليلة :إ ّ وُقل ُ
ب الله-تبارك وتعالى-وفي سّنة رسوله-صلى الله عليه وعلى آله كتا ِ
ت عنه صلوات الله وسلمه عليه. ت وث َب َت َ ْ ح ْ ص ّ وسلم-التي َ
ت في كتاب الله-تبارك وتعالى-ذِك ٌْر ِلهذه القضية من المعلوم أنه لم َيأ ِ و ِ
ن َ
مرأة أو ِلعدم َرميها ،وأما ِبالنسبة إلى السّنة فإ ّ ..أعني ِلرمي اله َ
ت على َ
على صو ٍ ت ب ِأ ْ ريحا وَناد َ ْ صا ص ِ ت نَ ّ ص ْ السّنة الصحيحة الثابتة قد ن َ ّ
مساِنيد سنن واله َ صحاح وال ّ مشهور في كتب ال ّ ن المرأة َترمي ،وهذا َ أ ّ
من الكُتب التي أ َّلفها خات والجزاء وفي غيرها ِ شي َ َ م ْ
مَعاجم واله َ واله َ
العلماء في سّنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
مذاهب السلمية فإنه كاّفة اله َ من َ ب أهل العلم ِ كت َ ست َْقَرأ َ ُ من ا ْ ن َ ثم إ ّ
من لم َ
منهم َ مي ،و ِ ن المرأة ت َْر ِ صوا على أ ّ جد ُ أن أولئك العلماء قد ن َ ّ يَ ِ
صيص سان َ ..يعني لم ي َذ ْ ُ كر المسألة رأسا وإنما ذ َ َ َ ي َذ ْ ُ
كر الت َن ْ ِ ن الن َ كر أ ّ ً
من كان َقادًِرا على الرمي ن َ حكم العام ،وهو أ ّ كر ال ُ على المرأة وَإ ِّنما ذ َ َ
ف عند علماء المسلمين معرو ٌ ب غيره ،وهذا أمٌر َ فإنه لْيس له أن ي ُِني َ
قاطبة.
ن الّرمي من الرمي ،وذلك ل ّ سَتطيع أن َترمي فلبد ِ مرأة إن كانت ت َ ْ فاله َ
ن
من المعلوم أ ّ من بقية شعائر الحج ،و ِ شَعائر الحج كغيرها ِ من َ شِعيَرة ِ َ
خَتلط ِبالرجال في الطواف وفي السعي ،وذلك-كذلكَ-يكون- المرأة ت َ ْ
من ت ِ أيضا-في الرمي ،فإن كانت المرأة َتستطيع أن َترمي في وق ٍ
مْعروفة-وسأن َّبه على ذلك بعد قليل ِبمشيئة الله تبارك َ
أْوقات الّرمي اله َ
ذورة ِبمشيئة مع ْ ُ َ
ما إذا كانت ل َتستطيع فهي َ من ذلك ،أ ّ وتعالى-فلبد ِ
جل ً إذا كان ل َيستطيع من لم َيسَتطع أن ي َْرمي وََلو كان ر ُ ل َ الله بل ك ُ ّ
ضعف ،أو كانت المرأة مرض أو ال ّ سن أو بسبب اله َ ذلك ِبسبب ك َِبر ال ّ
ذوَرة ،وإنما الكلم في الَقاِدر. مع ْ ُمل أو ما شابه فإنها َ ح ْ في حالة َ
جدون ذلك في مُعون كلما ً لهل العلم أو ي َ ِ س َ من الناس عندما ي َ ْ كثير ِ
ذلك ل َ ي َْفَقُهون ذلك. ن الكتب أو ما شابه َ م َ شيء ِ
واء كانت س َ ل امرأة َ ن كُ ّ نأ ّ معون مثل هذه الفتوى ي َظ ُّنو َ ما َيس َ عْند َ ِ
مي ،وهذا-طبًعا-لم من أن َتذهب إلى الّر ْ َقادَِرةً أو ليست ِبقاِدرةٍ لبد ِ
جل ،إنما العلماء اختلفوا مرأة ول في حقّ الر ُ ي َُقل ِبه أحد ٌ ل في حقّ اله َ
سُقط عنه ذلك ،وهو قو ٌ
ل ه-أو أنه ي َ ْ ب غَي َْر ُ طع هل له أن ي ُِني َ ست َ ِ ن لم ي َ ْ م ْ في َ
دم ؟ ب ِبال ّ طال َ ُ ف جدا-أو أّنه ي ُ َ ضعي ٌ
واًء كان رجل أو امرأة س َ ي َ م َ طع أن ي َْر ِ ست ِ من لم ي َ ْ ن َقالَ : م ْ مْنهم َ ِ -1
ب غي َْره، ذار فإنه ي ُِني ُ من العْ َ ض أو ضعف أو ما شابه ذلك ِ ِبسبب مر ٍ
مذاهب. مة اله َ شُهور عند أئ َ م ْ وهذا هو اله َ
359
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
360
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ضح سبيل .. ن غْير دليل ول َوا ِ م ْ ضةِ السلم ِ ضِني ِبعلماء ب َي ْ َ ت ت َُعارِ ُ وأن ْ َ
َ
من الهَهذيان ". وعا ِ س هذا في العَيان ن َ ْ أل َي ْ َ
خاَلف فيها والمام الخليلي-رحمه الله تبارك وتعالى-قال في مسألةٍ َ
ديًثا َثابتا عن النبي فقال المام في الّرد على ح ِض أهل العلم َ بع ُ
حائط ". ل ِبخلف الحديث ُيضَرب ِبه عْرض ال َ ذلك " :وََقو ٌ
خاَلف حديًثا عن ض العلماء َ جد َ بع َ والمام السالمي-رحمه الله-عندما وَ َ
النبي قال:
خلفا ده ِ ونحن َنحكي بع َ المصطفى َيعتِبر الوصاف
ُ
سن ِد َصأ ْ فيه عن المختار ن ّ ف فيما وََرد َ ل َنقَبل الخل َ
داعي م طويل كثير في هذه الَقضية ،ل َ َ ول ِهَ ُ
مة وِلغْيرهم كل ٌ ؤلء الئ ّ
ِللطالة به.
ومن جملة السباب أن ك َِثيرا من الناس يظ ُنو َ
حصور م ْمي َ ت الّر ْ ن وقْ َ نأ ّ َ ّ َ ً ِ ّ ِ ْ ُ ْ
ذلك ي َط ُْلبون الّرخصة في الرمي َقبل َزَوال الشمس دد ،ول ِ َ ح ّ م َت ُ في وق ٍ
منى .. من بقي ب ِ ِ في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر ل ِ َ
دد وهو عند َزَوال الشمس وَبعد مح ّ ت ُ صر في وق ٍ ح ِ من ْ َ وقت ُ ن ال َ ظنون أ ّ يَ ُ
ت المت َّفق عليه ن الوق َ حن ن َُقول :إ ّ غروب الشمس ،ون َ ْ ذلك ِبقليل أو إلى ُ
1
مذكورة بْين أهل العلم هو :أن َيكون وقت الّرمي في اليام الثلثة اله َ
جل ذلك-سواء كان ر ُ شقّ عليه َ من َ من زوال الشمس إلى غروبها ولكن َ ِ
ص له فيما هو خ ُ حتى في الليل بل ي َُر ّ ي َ م َص له أن ي َْر ِ خ ُ أو امرأة-فإنه ي َُر ّ
وم الحادي عشر في الثاني َ
كن أن َيرمي عن الي َ ْ من ذلك ُ ..يم ِ أب َْعد ِ
كون ذلك عشر وعَْنه وعن الثاني عشر في الثالث عشر ِبشْرط أن ي َ ُ
ت
ص ْ ن السّنة قد ن َ ّ من اليوم الثالث عشر ،وذلك ل ّ ب الشمس ِ غرو ِ قَْبل ُ
َ
م أّيام التشريق في الّرمي شيٌء واحد ،فقد روى المام حك ْ َ ن ُ على أ ّ
مالك والشافعي وأحمد والنسائي في " الصغرى " وفي " الكبرى "
وأبو داوود والترمذي والدارمي وابن ماجة وابن خزْيمة وابن حبان وابن
الجارود والحاكم والبيهقي في " السنن الكبرى " والُبخاري في "
ده والطبراني في " الكبير " مسن َ ِ التاريخ الكبير " وأبو ي َْعلى في ُ
سندم ْ ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" والجوهري في " ُ
موطإ " و-كذلكَ-يحيي بن عبد الوهاب بن هب في " اله ُ الموطإ " وابن وَ ْ
من الصحابة " وابن عبد من عاش مئة وعشرين سنة ِ ده في " جزء َ من ْ َ َ
من أئمة البر في " التمهيد " والبغوي في " شرح السّنة " وجماعة ِ
ص ِللّرعاة خ َ ن رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ر ّ الحديث أ ّ
موا في الَيوم الثاني عشر عن اليوم الحادي عشر والثاني عشر .. أن ي َْر ُ
شر ثم ي َت ُْركوا الرمي في اليوم الحادي عشر أي أن ي َْرموا في اليوم العا ِ
-1أي في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر.
361
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ة
ج ٌ ح ّ وي َْرموا عنه وعن الثاني عشر في اليوم الثاني عشر ،وفي ذلك ُ
َ
ن ِللنبي-صلى مك ِ ُداًء ،إذ ل ي ُ ْ ن ذلك ُيعد ّ أ َ موض فيه بأ ّ ل ل غُ ُ ضحة ودلي ٌ وا ِ
خروا الّرمي عن وقته خص َلهم أن ي ُؤَ ّ الله عليه وعلى آله وسلم-أن ي َُر ّ
ما خُروج الوقت ..كل ّ هذا ِ
م ّ دد له شْرعا ثم بعد ذلك َيأتون به ب َْعد ُ مح ّ اله ُ
طع من لم َيست ِ داء ف َ ن ذلك الوقت كّله ل ِل َ َ ل على أ ّ ذلك َيد ّ كن ،بل َ ل ُيم ِ
ْ
أن َيرمي فيما بْين َزوال الشمس وغروبها في الحادي عشر-مثل-فَليرم ِ
طع فْليْرم ِ في الثالث عشر عن الثلثة من لم َيست ِ في الثاني عشر ،و َ
س الثالث عشر إن كان غروب شم ِ ك ُّلهاِ 1بشرط أن َيكون ذلك قبل ُ
منى. ُيريد أن َيبقى الثالث عشر في ِ
من طع ِ طع أن َيرمي في اليوم العاشر ..لم َيست ِ من لم َيست ِ وكذلك َ
طلوع الشمس إلى غروبها فل ْي َْرم ِ في الليل ..أي ليلةِ الحادي عشر.
من مْهما كان الناس ِ حمد الله تبارك وتعالى ،ف َ ذا فالمر فيه سعة ب ِ َ وهَك َ َ
خفى وإّنما ُيمنع النسان من الطول ما ل ي َ ْ الكثرة وَلكن الوقت فيه-أيضاِ -
من أن َيرمي في الحادي من َعُ ِم العبادة على وقتها ..أي ي ُ ْ من أن ي َُقد ّ َ ِ
عشر قبل َزوال الشمس ،وكذلك في الثاني عشر قبل زوال الشمس
إذا كان ذلك عن اليوم الثاني عشر ،وهكذا بالنسبة إلى الثالث عشر.
من لم من ط ُُلوع الشمس إلى غُُروِبها و َ شر فالرمي ِ أما ِبالنسبة إلى العا ِ
ضعفة والنساء ذا ِللقوياء ،أما ِبالنسبة ِلل ّ سَتطع فلي َْرم حتى بعد ذلك وه َ يَ ْ
من اليوم طلوع الفجر ِ خص أن َيكون ذلك بعد ُ ض أهل العلم ُير ّ ن َبع َ فإ ّ
حتى َقبل ذلك ..أي أن َيكون ذلك بعد أن ضهم َ خص َبع ُ شر ،وَر ّ العا ِ
منى ،ولكنني ل غروب القمر وأن َيرموا عندما َيصلون إلى ِ َيخرجوا عند ُ
خصوا ِبالرمي بعد خص لهم قبل ط ُُلوع الفجر ،فإما أن ي ََتر ّ ب الَتر ّ ح ّ أُ ِ
شّقة فيه ِبحمد م َ طلوع الشمس وهذا ل َ ظروا إلى ُ طلوع الفجر أو أن َينت ِ ُ
الله.
سه-سواء كان رجل أو امرأة- من َيستطيع أن ي َْرمي هو نف ُ ن َ خلصة أ ّ وال ُ
مي عنه ،ول َْيس ِلغيره أن ي َْرمي عنه ما ْ
مر غيره ِبأن َير ِ فليس له أن ي َأ ُ
ما إذا كان ل ن ذلك ال ّ َ
سه ،أ ّ طيع أن َيرمي هو نف ُ شخص َيست ِ دام ي َْعلم أ ّ
ب غَْيره. َيستطيع فَل ْي ُن ِ ْ
وم الثاني عشر قبل َ
مكن أن َتقول امرأة :أريد أن أخُرج في الي َ ْ ي يُ ْ ب َِق َ
مكن أن أبقى إلى الثالث عشر ول َأسَتطيع أن غروب الشمس ول ي ُ ْ
َ ُ َ
ت أن َتخُرج قبل ري ؟ الجواب :نعم ،لّنها ن َوَ ْ ب غَي ْ ِ مي ،فهل لي أن أِني َ أْر ِ
ص كتاب الله وسّنة رسوله-صلى الله غروب الشمس ،وذ َِلك َلها ،ب ِن َ ّ
مة ،وما دام المر كذلك وهي ل عليه وعلى آله وسلم-وإجماع ال ّ
ن غيرها أن َيرمي عنها؛ والله أعلم. م ْسَتطيع أن ت َْرمي فَل ْت َط ُْلب ِ تَ ْ
وم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر.
-1أي أن َيرمي عن الي َ ْ
362
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
-2وأما إذا كان هذا الشخص قاِدرا على طواف الوداع ولم َيطف فإنه
مر عند أكثر العلماء ِبالتوبة إلى الله وِبأن َيذَبح دما ِلفقراء م ّ
كة ي ُؤْ َ
المكّرمة شّرفها الله تبارك وتعالى.
مة. م هو مذهب جمهور ال ّ من التوبةِ والد ُ و-على كل حال-لبد ِ
ن العلماء قد اختلفوا فيه: مر فإ ّ أما بالنسبة إلى طواف الوداع ِللمعت ِ
من ذهب إلى مشروعية ذلك ،واستدلوا على ذلك ِبفعل النبي فمنهم َ
مَر بذلك. َ َ
جة الوداع وأ َ ره حيث إنه طاف ِللوداع في ح ّ م ِ وأ ْ
ت
من ذهب إلى خلف ذلك وقالوا :إنه ل ُيشَرع ،لنه لم َيثب ْ من العلماء َ و ِ
َ
من الروايات في ذلك مُر ِبه في حالة الُعمرة ،وما جاء ِ عن النبي ال ْ
ت عنه صلوات الله وسلمه عليه. فإنها ل َتثب ُ
ضْعف ِإسناِده-وِبأنه ت ذلك الحديث عن النبي -ل ِ َ وَنحن ن ُِقّر ِبأنه لم َيثب ْ
ضىف الوداع عندما جاء ل ُِعمرة القضاء ..أي التي َقا َ طف طوا َ لم ي َ ُ
ل منها في ح ّ
من الُعمرة التي أ َ من َُعوه ِعليها كفاَر قريش عندما َ
ض الناس َيقول " :إنه قضى ِبها " ن بع َ ضى " ل ّ تَ " :قا َ الحدْيبية-،وقل ُ
منن كثيرا ِ وذلك لنهم َيقولون " :كانت هذه قضاًء " وفي ذلك نظر ،ل ّ
ل منها ن تلك الُعمرة التي أح ّ أهل العلم َيقولون ليست هذه قضاًء ،ل ّ
ة ،وَبحث ذلك في الدروس القادمة ِبمشيئة الله تبارك حّقَق ً
مت َ َ
كانت ُ
ت أنه طاف جعَْراَنة ،فإنه لم َيثب ْ عمرة ال ِ وتعالى-،وكذلك ِبالنسبة إلى ُ
من كان معه ،وإن كان هذا ليس َ
مَر ِبذلك َ طواف الوداع ول أنه أ َ
مر ..طاف وسعى ِبالصريح ،لنه صلوات الله وسلمه عليه جاء واعت َ
جة الوداع ن طواَفه ِللوداع في ح ّ شرة ،ومهما كان فإ ّ ج بعد ذلك مبا َ خَر َ و َ
دين ط في ال ّ مل والحتيا ُ محت ِ َ
مَرْين والمُر ُ خر وكانوا َيأخذون ِبآخر ال ْ متأ ّ ُ
من مطلوب ،فالفضل ِللنسان أل ّ ُيفّرط في طواف الوداع ِللُعمرة ،و َ
ترك ذلك في الماضي فل شيَء عليه ِبمشيئة الله تبارك وتعالى؛ والعلم
عند الله تعالى.
364
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من كان كصفة من ذكرناه سابقا كان أبا من النسب ف َ الرضاع ما َيحُرم ِ
لها من الرضاع أو جدا لها من الرضاع أو ابنا لها من الرضاع أو ابنا
لبنها أو لبنتها من الرضاع أو أخا لها أو عما لها أو خال لها أو كان أيضا
ابنا لخيها أو لختها من الرضاع فإنهم يسافرون معها بشرط أن يكون
ذلك الرضاع ثابتا ،أما إذا كان مشكوكا فيه بأن-مثل-أدخل ذلك الطفل
ثدي تلك المرأة في فمه ول يعلم هل مص منها أو ل فإن هذا من
المور المشتبهات فمثل هذا ل يصافح تلك المرأة وأيضا ليس لها أن
تسافر معه وهكذا بالنسبة إلى كل ما يتعلق بأحكام الرضاع ،والرضاع ل
يشترط فيه العدد كما ذهب إليه بعض أهل العلم بل الصحيح أنه إذا
ثبت الرضاع ولو كان مرة واحدة فإنه يثبت به الحكم وذلك لظاهر
القرآن ولظاهر الحاديث الثابتة عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله
وسلم-وما جاء مخالفا لذلك فقد رددنا عليه بما فيه الكفاية بمشيئة
الله-تبارك وتعالى ،-وهكذا بالنسبة إذا كان هنالك سبب من السباب
المباحة شرعا وذلك كأن تسافر المرأة مع من يحرم عليها بسبب مباح
شرعا ،تسافر المرأة-مثل-مع أب زوجها أو جده سواء كان ذلك من
جهة أبيه أو من جهة أمه وإن عل أو أن تسافر مع ابن زوجها أو ابن ابنه
أو ابن ِبنته وإن نزل أو أن تسافر كذلك مع زوج أمها أو زوج جدتها وإن
عل وهكذا بالنسبة إلى زوج ِبنتها وزوج بنت بنتها وإن نزل لكن يشترط
بالنسبة إلى زوج الم وزوج الجدة وإن علت الجدة ..يشترط فيه أن
يكون قد دخل بالم أو دخل بالجدة وهكذا بالنسبة أن لو علت الجدة،
أما إذا كان مجرد عقد فإنه ل يكون بذلك محرما منها بخلف زوج البنت
أو بنت البن أو بنت البنت فإنه بمجرد عقده عليها-على ابنتها-يكون
محرما للم ويكون محرما للجدة وهكذا؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :ما مقدار السن بالنسبة للمحَرم إذا كان هذا
المحرم ولدها ؟
ج :لبد أن يكون بالغا ،وبعض العلماء يرخص إذا كان مناهزا للبلوغ بأن
كان يدري بكل ما يدور حوله ،أما إذا كان صبيا صغيرا أو ما شابه ذلك
فهذا مما ل قيمة له ..الصل أن يكون بالغا لكن في حالة الضرورة
القصوى إذا كان مناهزا للبلوغ بقيت سنة أو ما شابه ذلك فبعض
العلماء يرخص في ذلك ،وهكذا بالنسبة إلى عقد النكاح فإن بعض
العلماء يرخص إذا كان ذلك الصبي يعقل ..فإنه يرخص في أن يعقد
على المرأة ولكنني ل أرى ذلك بل أقول إنه لبد من أن يكون بالغا ..
نعم إذا كان مناهزا للبلوغ فهو ُيرخص فيه على رأي بعضهم ..في حالة
عقد النكاح ينبغي أن يأذن ذلك الصبي ولكن لبد من إذن غيره ممن هو
أبعد منه أو من إذن الحاكم معه ،أما ما ُيرخص فيه بعض أهل العلم
366
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مما هو أقل من ذلك فل نراه لن العلة معلومة من هذا وليس مجرد أن
ضر تلكيكون ذكرا وإنما أن يكون يعرف ما يدور حوله ويعرف ما ي ُ
المرأة التي هو محرم منها وما ينفعها وما شابه ذلك ،أما أن يكون
مجرد ذكر فهذا مما ل ينبغي أن يعتمد عليه وإن قال به من قال ،وفي
من نظر إلى بعض المفاسد التي تقع الحقيقة-كما أشرت من قبلَ -
وعلم بذلك فإنه لبد من أن يشدد في قضية الحج والعمرة مع غير
الزوج ومع غير المحرم ،ثم إن المرأة بحاجة إلى من يأخذ بيدها عندما
تطوف وعندما تسعى ولسيما في حالة الزحام ،وقد سمعنا أن بعض
النساء يمسكن في رجال أجانب منها وقد يمسك ذلك الجنبي بيدها
ويطوف بها وقد تنشأ بعد ذلك علقات بينه وبينها لنها ترى أنه قد صنع
لها معروفا ولبد من أن تكافئه باتصال أو مكالمة أو ما شابه ذلك،
وهذا-على كل حال-مما ل يصح ..نعم لو وقعت امرأة فلبد من أن
يحملها النسان حتى تقوم على رجليها أما أن تتعمد المرأة أن تذهب
مع أجنبي منها فهذا مما ل يصح أبدا ..هذا ما أراه؛ والعلم عند الله.
س :إذن نفهم من هذا أنه في حالة عدم وجود المحرم
ل تعتبر المرأة مستطيعة ؟
ج :نعم ..تتأخر المرأة حتى تجد زوجا أو محرما ،لكن إذا لم تجد أبدا
بعد ذلك هل يجب عليها أن تأمر غيرها أن يحج عنها أو أن توصي
جر
بذلك ؟ في ذلك خلف بين أهل العلم ،ول شك أن السلمة أن تؤ ّ
من يحج عنها إذا صارت آيسة من وجود الزوج أو المحرم أو أن توصي
بذلك.
س :في حالة وجود المحرم لكنه ل يملك المال وهي
تملك المال ،هل يجب عليها أن تعطي محرمها المال ليحج
معها ؟
ج :أما الوجوب فيحتاج إلى شيء من النظر ،ولكنني أحث ذلك المحرم
بأن يخرج مع تلك المرأة وأحثها هي-أيضا-أن تعينه بشيء من المال
الذي يمكن أن يذهب معها إذا حصل عليه فيكون هنالك تعاون بين تلك
المرأة وبين محرمها ول شك بأنه إذا ذهب سيحصل على أجر عظيم
بمشيئة الله-تبارك وتعالى-إذا كان صالحا ..أّول سيؤدي الحج ولو كان
قد حج من قبل سيؤدي حجة نافلة وفي ذلك من الفضل ما ل يخفى،
كما جاء عن النبي ) : والحج المبرور ليس له جزاء إل الجنة ( ،وجاء
عنه أيضا ) :من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته
أمه ( ،إلى غير ذلك من الحاديث الدالة على فضل الحج وعظم منزلته
والجر العظيم والثواب الكبير الذي يحصل عليه من أداه طاعة لله-
تبارك وتعالى-وامتثال لمره وكان بارا في حجه ذلك لم يرتكب
367
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
يحصل بها العلم الشرعي ،ومما نلحظه على كثير من الناس أنهم ل
يهتمون بطلب العلم وإنما يهتم الواحد أن يسأل عن مسألة وقع فيها أو
أنه يريد أن يأتي بها في المستقبل أو ما شابه ذلك وقد يجيب بعض
أهل العلم عن تلك المسألة قبل ذلك بقليل أو قبل يوم أو ما شابه ذلك
ول يهتم بتلك المسألة ..يكون مشتغل بالحديث مع فلن أو فلن أو ل
يطلع على تلك البرامج التي تذاع فيها تلك المحاضرات أو تلك الدروس
أو تلك الجوبة أو ما شابه ذلك ويفوته خير كثير من المسائل الشرعية،
فطلب العلم فريضة على كل مسلم وإن كنا ل نقول بأن الكل من
الفرائض ولكن بعضه من الفرائض والبعض الخر من النوافل التي ل
ينبغي التفريط فيها.
بالنسبة إلى هذا السؤال قد ذكرنا-في الجواب الذي مضى قبل قليل-
ن المرأة إذا أرادت الحج لبد من أن تذهب مع زوج أو محرم منها، أ ّ
وأنه ل يصح لها أن تذهب مع مجموعة من النساء معهن بعض أهل
من أهل العلم ،وعليه إن لم الصلح ..هذا الذي ذهبت إليه طائفة كبيرة ِ
محرما منها في ذلك الوقت فلتتأخر حتى تتمكن تجد المرأة زوجا أو َ
من الذهاب بعد ذلك في سنة من السنوات القادمة بمشيئة الله-تبارك
وتعالى-مع زوجها إن كان لها زوج أو مع ذي محرم منها ،و-قلنا إنه-
ينبغي أن ُينظر إذا لم تجد المرأة محرما إل إذا بذلت له المال بأن كان
فقيرا أو ما شابه ذلك و-قلنا إنه-ل ينبغي لها أن تفرط في بذل المال،
أما القول بوجوب ذلك عليها فإنه َيحتاج إلى شيء من النظر ،وحتى
نتمكن من ذلك فإنني ل أقوى على الجزم في ذلك بشيء ،لكن-كما
ت-ينبغي التعاون بين الفريقين ..ينبغي لهذه المرأة أن تبذل المال قل ُ
وينبغي لذلك الرجل أل ّ يأخذ منها إل مقدار ما يؤدي به الحج ويرجع إلى
وطنه ..هذا الذي نعتمده لما ذكرته في ذلك الجواب.
وبعض العلماء ُيرخص أن تذهب المرأة مع رجال من الثقات الصالحين
معهم بعض النساء من محارمهم؛ ولكن هذا القول ل ينبغي التعويل
عليه ،ولسيما في هذا الزمان لشدة الزحام بل ول ينبغي التعويل عليه
في أيّ وقت من الوقات لنه مخاِلف ِلظاهر الحديث الثابت عن النبي-
صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ونحن ل نقطع العذر في هذه المسألة
ول نقول إنها من المسائل القطعية ولكن نقول :إن ذلك القول هو
القول القرب للصواب ،وعلى تقدير صحة تأويل من تأوله من أهل
ت في هذا الزمان ل ينبغي أن يؤخذ بذلك ،لن ذلك إذا العلم فكما قل ُ
كان ل يستدعي أن تمسك المرأة بيد رجل أو يمسكها رجل ويطوف بها
وقد تحتاج إلى حمل أو ما شابه ذلك في الزمنة الغابرة فإن الزمان قد
ن
ت أنه وقع في العوام الماضية أ ّ اختلف في هذه اليام ،وقد سمع ُ
369
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
بعض النساء اللتي ذهبن إلى الحج قد ذهبن للطواف مع رجال أجانب
عنهن وقد أمسكت بعض النساء بيد رجل أجنبي منها فهل يمكن أن
ت -إذا كان هنالك نقول بجواز ذلك ؟! هذا مما ل يصح ..نعم-كما قل ُ
ن على الرجل أن يقوم بحمل تلك المرأة وقع حادث ..وقعت امرأة فإ ّ
حتى تقوم ،أما أن يتعمد ذلك أو أن تتعمد هي ذلك من قبل فهذا مما ل
يصح ،فهذا الذي أراه وأعتمد عليه؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
من ة الخال ،هل هما ِ عم وزوج ِ ة ال َ سِ :بالنسبة ِلزوج ِ
رم ؟ المحا ِ
من المحاِرم .. ة الخال وكذا ِبالنسبةِ إلى زوجةِ الَعم فهما لْيستا ِ ج :زوج ُ
ضرِ ول ن في الحا ِ جه ُ ّ ص أن َيتزوّ َ من ل َيجوز ِللشخ ِ ن َ المراد ُ ِبالمحاِرم ه ّ
ضر ..أي في جها في الحا ِ ل امرأةٍ ل َيجوز له أن َيتزوّ َ في المستقَبل ،فك ّ
حها ،وأما إذا ضر ول في المستقَبل فإنه َيجوز َله أن ُيصافِ َ ت الحا ِ الوق ِ
جها في هذا الوقت أو في المستقَبل فإنه ل َيجوز َله أن كان َله أن َيتزوّ َ
دمنا ذلك؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. من الحوال ،كما ق ّ ل ِ حها ِبحا ٍ ُيصافِ َ
رّبما ي َكون رما ُ .. محْ َ عليه أن يَكون َ دق َ س :مَن الذي يَصْ ُ
رمها في هذا ح َمكن أن َيكون هو مَ ْ لحد النسَاء صبي ،هل ُي ْ
فر ؟ الس َ ّ
كانت
ْ اهقا ..أي مكِن ،وأما إذا كان مُرَ ِ الصبي إذا كان صَِغيرا فل يُ ْ ّ ج :أما
البُلوغ فإنّ أهل العلم قد اختلفوا في ذلك: رب مِن حَالة ُ ق ُ ه تَ ْ حالُ ُ َ
ها ولسيما إذا ر َ ف َافق المرأةَ في سَ َ ر ِ ن يُ َفي لَأ ْ إن هذا يَكْ ِ منْهم مَن قالّ : ِ
الصلح مَُعُهم نِساء. ّ هل من أَ ْ جالٌ ِ كان هَُنالِك رِ َ
رط البُُلوغ. شتَ ِ العلماء يَ ْ وبعض ُ ُ
وي جِدًا ،ولكن في مِثْل هذه ول قَ ِ راط البُُلوغ قَ ْ اشتِ َ ول بِ ْ الق ْ
شك أنّ َ ّ ول
قا َ ..له دِراية بِمثل هذه لبُلوغ وكان لَِب ً قا لِ ُ اه ًمرَ ِ الحالة إذا كان الصبي ُ
المور فل أرى بأسًا بِمشيئة الله تبارك وتعالى.
رم ..مَ َ
ع ح َ م ْ دون َ رة بِ ُ م َ هاب إلى العُ ْ الذ َ ّ ريدُ س :امرأةٌ ُت ِ
انب ؟ أج ِ َ
اجبَة-على رأي رة الوَ ِ م َهذِه المرأة إن َكانتْ لم تَأتِ ِبالعُ ْ إن َ حنُّ : ج :قلنا نَ ْ
ض أهل العِْلم إذا كانت أي بَْع ِ ص َلَها عََلى رَ ِ خ ُ من يقول بِذلك-فإنه قد ُيرَ ّ َ
الصلح.
ّ ب مع نِساء مع رِجال مِن أهْل ذه ُ َت َ
هب إل مَع ذ َ س َلَها أن تَ ْ من أهل العِلم إلى أنه َليْ َ يرةٌ ِ فة َكبِ َ ائ َ
هَبت طَ ِ وذ َ َ
ول أسْلم ،فينبغي َلَها إن كَانت لم ذا القَ ْ ه َ أن َ رمَ؛ ول شَك ب ِ ّ ح َ َزوج أو مَ ْ
د َزوجا أو ذَا ج َ ظر حتى تَ ِ الواجبة-على القَول بِوجوبِها-أن َتنتَ ِ العمرة ََ ؤّد ُت َ
وتْأتي ِبالعمرة شيئَة الله-تبارك وتعالىَ - م ِ ه بِ َ افر مََع ُ س ِ م مِْنَها وَُت َ حرَ ٍ م ْ َ
يضة الحج؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. ر َ ف ِ وب ِ َ
370
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ما لها إذا ما أرادت حَر ً م ْس :زوج أخت المرأة ،هل يعد َ
الذهاب إلى الحج ؟
واز نكاح ج َمة ..أيْ عدم َ حْر َن هذه اله ُ ما َلها ،وذلك ل ّ حَر ً م ْ ج :ل ..ل ي ُعَد ّ َ
مة مؤقتة ولذلك لو: حْر َ وقت ُ ذلك الّرجل َلها في ذلك ال َ
-1ماتت أختها.
جعًيا.
من عدِتها إذا كان الطلق َر ْ -2أو طلقها وخرجت ِ
-3أو طلقها إذا كان الطلق باتا.
مة مؤقتة ،والحرمة الِتي حْر َ مة ُ حْر َ فإنه له أن يتزوجها ،فإذن هذه اله ُ
مة المؤبدة وِبشرط أن تكون حْر َ سفر فهي اله ُ وة أو ال ّ معََها الخل ْ َ َتجوز َ
مؤَّبدة أو كانت ما إذا كانت غير ُ ضاع ،أ ّ صاهرة أو َر َ م َ ب أو ُ س ٍ بسبب ن َ َ
من السباب الخرى غير المور التي ذكرناها فل مؤبدة ولكن بسبب ِ
ة مؤّقتة بينه وبين تلك عن الحرم ُ من ل َ َ وذلك-مثل-كحالة الل َّعان فإن َ
من المرأة التي وقع بينه وبينها اللعان فل يجوز له أن يتزوجها في يوم ِ
حها ،وهكذا خل ُوَ ب َِها وليس له-أيضا-أن ي ُ َ
صافِ َ جوز َله أن ي َ ْ اليام ولكنه ل ي َ ُ
من ما َ َ
شاَبه ذلك ِ من َزَنى ِبها أو َزَنى ِبها ابنه أو أبوه أو َ ِبالّنسبة إلى َ
عن من السباب الخارجة ِ دية فيها بسبب ِ مة الب َ ِ المور التي وَقََعت اله ُ
حْر َ
السباب التي ذكرناها؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
جت ج الّنفل وسبق َلها أن ح ّ ح ّس :امرأة أرادت أن ت َ ُ
حَرم ،فهل عليها أن م ْالفرض لكنها هذه المرة تذهب بدون َ
خر ؟ جل أم تؤ ّ تتع ّ
جل في ت َأدية الحج َفذِلك في حج الفريضة. ْ
من وجوب الت ّعَ ّ ج :ما ذكرناه ِ
ما ِبالّنسبة إلى النافلة فالنسان ل يجب عليه أن ي َت َن َّفل في الحج وإّنما َوأ ّ
ما أن َيجب عليه ذلك فل. ينبغي له ذلك أ ّ
ج الفريضة مع ح ّل ل ََها أن تذهب إلى َ والعلماء قد اختلفوا في المرأة هَ ْ
مها أو زوجها: حارِ ِ م َغَْير َ
ج الفريضة إل مع زوج فبعض العلماء َقالَ :ليس َلها أن تذهب حتى ِلح ّ
حرم ،وذلك لنهي النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- م ْأو َ
محارمها أو زوجها. سفر مع غير َ المرأةَ عن ال ّ
خص في ذلك إذا كان الحج حج فريضة بشرط أن تكون وبعض العلماء ر ّ
من أهل الصلح. محارم ِ من النساء معهن َ مع جملة ِ
حرم؛ م ْما بالنسبة إلى الحج الّنافلة فليس َلها أن تذهب إل مع زوج أو َ أ ّ
والله-تعالى-أعلم.
371
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من ذلك ِبالنسبة إلى المرأة ،إذ وأما ِبالنسبة إلى الجوارب فإّنه ل مانع ِ
ي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..نعم ْ
ت في ذلك نه ٌ لم ي َأ ِ
ذلك لنها تكون أمام من ملبس الزينة و َ ت ُن َْهى المرأة أن ت ََتبّرج ِبشيٍء ِ
ي
صا ِبالحج بل هو شامل ل ّ ذا الحكم ليس خا ّ الرجال الجَانب ولكن هَ َ
من الوقات تكون المرأة فيه أمام الرجال الجانب أو ت َل ْت َِقي فيه ت ِ وق ٍ
جاِنب. ِبالرجال ال َ
من أنواع ن المرأة ت ُْنهى عن عددٍ ِ من أ ّ وأما ما ذكره بعض أهل العلم ِ
ما لم َيرد في سّنة رسول الله صلى م ّن ذلك ِ اللباس-كالحرير مثل-فإ ّ
الله عليه وعلى آله وسلم.
من ف بْين أهل العلم في أيّ مسألةٍ ِ خل ٌ من المعلوم أنه إذا وََرد َ ِ و ِ
خلًفا بْين أهل ل ب َي َْنهم الكتاب والسّنة ..إذا وجدنا ِ ص َ ن الَفي ْ َ المسائل فإ ّ
من أن ن ََنظر في كتاب الله-تبارك مسائل فلبد ِ من اله َ العلم في مسألة ِ
وتعالى-وفي سّنة رسوله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
ل عليه الكتاب أو السّنة فهو القول الصحيح الصحيحة الَثابتة عَْنه ،وما د َ ّ
ذي َينب َِغي ِللنسان أل ّ َيحيد عنه أبدًا. الّراجح ال ِ
شْرط أل ّ ت ََتبّرج ِبزينة، فإذن المرأة في الحَرام ِ ت َْلبس الملبس الَعاِدية ب ِ َ
ت-عن لْبس الّنقاب ،وكذلك الب ُْرُقع ،وكذلك ُتنهى عن وإنما ت ُن َْهى-كما قل ُ
مرأة َيدْيها ،أما ِبالنسبة خل فيه اله َ لبس الُقّفازين ،وهما الشراب الذي ُتد ِ
إلى ما عدا ذلك فل.
من دد في ذلك كثير ِ ضة فقد ش ّ وهكذا ِبالنسبة إلى ُلبس الذهب والف ّ
دد وإنما ت ُْنهى عن ِإظهار ل على هذا الت َ َ جد دليل َيد ّ َ
ش ّ أهل العلم ،ولم أ ِ
عمرة أو ج أو ُ منوع سواء كان ذلك في ح ّ م ْذلك ِللّرجال الجانب فذلك َ
ة ..هذا حل ّ ً م ِ ة أو كانت ُ م ً
حرِ َ م ْ في غَْيرهما ،أو ِبعبارة أخرى :سواء كانت ُ
ما َيظهر لي؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
مّرت المرأة ِبالرجال َ جه إذا ْ َ ل الّثوب على الو ِ ْ سد َ وَأما ِبالنسبة إلى
َ
ذلك ،إذ ض الرجال الجانب فالسّنة قد د َّلت على َ مّر ِبها بع ُ الجانب أو َ
سدِْلن على ن يَ ْ ت الهمؤمنين-رضوان الله تبارك وتعالى عليهن-ك ُ ّ ن أمها ِ إ ّ
مات. حرِ َ
م ْ ن ُ ن الرجال الجانب وه ّ مّر ِبه ّ من النبي إذا َ مسمٍع ومرأى ِ
من الوجه. س ذلك الثوب شيئا ِ م ّ ض العلماء أل ّ ي َ َ ولكن اشتَرط بع ُ
ض أهل العلم. رط ذلك بع ُ ولم َيشت ِ
ل عليه؛ والعلم عند جد دليل ي َد ُ ّ َ
حَتاج إلى دليل ،ولم أ ِ والقول ِبالشت َِراط ي َ ْ
الله تبارك وتعالى.
مات هو َ
ر َ ح ِ م ْ غالبة عند الق ُ س :الحقيقة أصبحت الصفة ال َ
دل هذا س ْ ن الفتنة هي السبب في َ ة الوجه ِبناء على أ ّ تغطي ُ
الخمار.
373
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
زم ِبما في كتاب الله-تبارك طب أن َيلت ِ مخا َ ج :هو ما ذكرناه ..النسان ُ
وتعالى-وِبما في سّنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
مة ِبالرجال أو حر َ م ْ مّر المرأة اله ُ دل عندما ت َ ُ س ْ جواز ال ّ والسّنة د َّلت على َ
شف وجَهها ..هذا الذي ض الرجال ،أما ما عدا ذلك فإنها ت َك ْ ِ َيمّر ِبها بع ُ
ت في السّنة الصحيحة الثابتة؛ والعلم عند الله. ث َب َ َ
كا ُ
ك وسم الحج الناس ك َِثيُرون والحت ِ َ سَ :لكن في م ْ
رد. وا ِ ِبالرجال أمٌر َ
من الوقات ،وإنما يكون ذلك في جَ :لكن ل َيكون ذلك في كل وَْقت ِ
بعض الحيان.
كيف من الفتنة ؟ َيعني َ عَيار الخوف ِ م ْ س :ما هو ِ
من الفتنة ؟ هل هذا خاِئفة ِ هي َ هل ِ َتستطيع المرأة أن ُتمّيز َ
مد على َنظرات الخرين إليها ؟ عت َ ِ سها أم ي َ ْ مد عليها ِبنف ِ َيعت ِ
جاِنبين. عاة ال َ مَرا َ من ُ ج :لبد ِ
من منزِِلها الحرام ِِ سل سل غ ُ ْ غَت ِ لمرأة أن َت ْ ِ س :هل ِل
قبل الخروج ؟ َ
إطالة ،ولكن: َ اج إلى حتَ ُ المسألة تَ ْ َ ج :على كل حال؛ هذه
ت في " زَل ْ ت فيه ..مثل لو نَ َ زَل ْ زِلها المنزل الذي نَ َ منْ ِصدُ ِب َ ق ِ إذا كانتْ َت ْ
مَيتِها بِالمدينة س ِ من تَ ْ المدينة " ..في مدينة النبي ، ول بأس-طبعاِ - ِ
حرِم رج ولكن لُِت ْ خ ُ من هُنَاك َوْلتَ ْ ل ِ س ْ المنورة ..إذا أرادتْ ذلك نعم لِتَْغَت ِ َ
مت ذلك فإنّ ْ و قدّ م ذلك َ ..ل ْ قدّ َ من عندِ الميقات ..ل ينبغِي َلها أن ُت َ ِ
إحرامَها صحِيح-على الصحِيح الذي عليه الجمهور-ولكن ينبغِي لََها أن
عليه وعلى آله صلى الله َ ل النبي َ خرَ ذلك إلى الميقات ،كما فََع َ ؤ ّ ُت َ
ماوما جاء مِ ّ ل على خلفِ ذلكَ ، ت عنه ما َيدُ ّ ولم يَثبُ ْ سلمَ ، وصحبه و َ
شيئة م ِ ذه المناسََبة بِ َ ه ِع الطالة في غيْرِ َ ض ُ
و ِ ف ذلك فإنّه ل يَثُْبتَ ،ومَ ْ خال ُ ُي ِ
الله تبارك وتعالى.
مر عدّ َ
ة سَت ِ
ذهب وتَ ْ ها عندَما تَ َ من ِبلدِ َ سل ِ صد بَِأّنها تَْغَت ِ ق ِ أما إذا كانتْ تَ ْ ّ
كانت
ْ في ِللتيانِ ِبهذِه السّنة ..نعم في وقتِنا هذا-مثل-إذا أيام فهذا ل َيكْ ِ
وجها مباشَرَة فل خرُ ِ ت في بيْتِها قبلَ ُ سَل ْ الطائرَة فإذا اغتَ َ ِ طة
اس ِ و ِ رج بِ َ خ ُ َت ْ
من الغتِسال مكّن ِ رة ول تََت َ مرّ على الميقات وهي في الطائِ َ بأس-لنّها تَ ُ
رم ح ِ من بيِْتها لحرامِها وَْلتُ ْ تسل ِ قةَ-فْلَتْغ ِ ش ّ م َ نت ِب َ
مكّ ْ كن ذلك إنْ َت َ م ّ أو تَتَ َ
اذي الميقات؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق. ح ِعندَما تُ َ
*ما يتعلق بالحيض والنفاس
س :إن كانت المرأة تخشى أن يدركها الحيض في فترة
المناسك ،هل لها أن تتأخر عن الحج أو العمرة بسبب هذا ؟
374
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ج :الله أعلم؛ إذا كانت تريد أن تذهب إلى العمرة فإن كانت تعرف بأنه
سيأتيها هذا الحيض على حسب عادتها ولبد من أن ترجع إلى بلدها في
رم لن في ذلك من الصعوبة ما ل يخفى قد تلك المدة فل يمكن أن تح ِ
تحرم ثم ترجع إلى بلدها وتبقى شهرا أو شهرين أو أكثر وهي محرمة
وفي هذا من المشقة ما ل يخفى لكن إذا كانت-مثل-ذهبت وتظن بأنها
ستطهر قبل ذلك أو أنه لن يأتيها الحيض قبل ذلك فيمكن أن تشترط
فإذا اشترطت ولم تتمكن من تأدية تلك العمرة فل بأس بذلك على
رأي من يقول بالشتراط ونحن نقول بالشتراط لن ذلك ثابت عن
النبي ودعوى أن ذلك خاص بتلك المرأة أو أنه منسوخ مما ل ُيقبل،
أما الخصوصية فإنه مما ل دليل عليها ،والصل أن ما ثبت للواحد يثبت
لغيره إل إذا دل دليل على التخصيص ،وأما دعوى النسخ فإنها مردودة
لن ذلك من أواخر الحكام ولم يأت ما ينسخه ،ولكن بقي هل يباح ذلك
لمثل الحيض أو ما شابه ذلك ؟ عندما تكون هنالك ضرورة ملحة
فيمكن أن نقول بذلك ولكن ل ندعو إلى التساهل كثيرا في مثل هذه
القضية ،أما بالنسبة إلى الحج إذا كانت المرأة تعرف بأنها لن تتمكن
من التيان بالحج وهي طاهرة وطبعا الذي يشترط فيه الطهارة هو
الطواف أما بالنسبة إلى الوقوف والسعي إلى غير ذلك من المور
الخرى كالرمي والمبيت بالمزدلفة والذبح وما شابه ذلك ..هذه المور
ل تشترط فيها الطهارة وإنما الذي تشترط فيه الطهارة هو الطواف
فإذا كانت تعرف بأنها لن تتمكن من التيان بطواف الزيارة فل يمكن
أن تذهب إل إذا كانت تعرف بأنها سترجع ويمكن بعد ذلك أن تذهب بعد
مدة ل يشق عليها ذلك فل إشكال في ذلك أما أن تذهب وبعد ذلك
ترجع وتبقى مدة طويلة فهذا قد يشق عليها كثيرا ولزوجها عليها حقوق
إن كان لها زوج ..له حق الوطء ومن المعلوم أن المرأة إذا كانت
محرمة ل يمكن أن توطأ بل ول ما هو أقل من ذلك حتى اللمس إذا
كان بشهوة والتقبيل والضم وما شابه ذلك ..هذه المور ل تصح في
رم ،فإذن المعتبر الطواف فإذا كانت يمكن أن تتأخر هنالك مح ِحق ال ُ
عن الرفقة والمر يسير في هذا الزمان تأتي في طائرة أو تأتي في
ناقلة مع محرمها أو زوجها فلتتأخر وإن كانت يمكن أن ترجع بعد ذلك
بمدة قصيرة فل بأس بذلك بمشيئة الله-تبارك وتعالى-أما إذا كانت ل
يمكنها ذلك فلتتأخر في هذه السنة ولتذهب في سنة أخرى بمشيئة الله
تبارك وتعالى ،أما بالنسبة إلى عمرة التمتع فل إشكال في ذلك إذا أتاها
الحيض فلُتدخل الحج على العمرة وتكون قارنة كما فعلت السيدة
عائشة بأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..إذا لم
تتمكن من الطواف قبل عرفة فلتدخل الحج على العمرة وتكون قارنة
375
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ولشيء في ذلك بمشيئة الله تبارك وتعالى ،وهكذا بالنسبة إلى طواف
الوداع فإنه ل يلزمها ..هذا أمر لبد من التنبه إليه وقد وقعت في
السنوات الماضية على حسب ما سمعت ..وكثير من المسائل في
هذه القضية ولعلنا ننبه على ذلك في مناسبة أخرى بمشيئة الله تبارك
ما
م ّ ض النساء ِ ت فيها بع ُ من المخاَلفات التي وقع ْ ن هنالك ِ وتعالى ،ل ّ
يبطل الحج أو العمرة أو يؤثر فيهما أو ما شابه ذلك ،وبيان ذلك في
ت إليها بمشيئة الله تبارك وتعالى؛ والله-تعالى-ولي المناسبة التي أشر ُ
التوفيق ،وهو أعلم بكل شيء.
مل ك ِع الحَْيض لِتُ ْ ان َو ِاطى مَ َ ع َ صح لِلمرأة أن تََت َ س :هل َي ِ
القافِلة إلى َ جع فيه ر ِحيْضها زمنًا َت ْ أيامِ َ اد َ د ِ رَتها َنظَرا لمِْت َ م َ ع ْ ُ
ها ؟ ر َ ه ِ طن قبل طُ ْ الوَ َ
ج :هنالك أمران:
ستعمل ذلك ؟ ِ -1الجواز ..أي أَنه هل ِلهذه المرأة أن َت
وّقف لت ذلك قبل نُزول الحَيْض أو في أثناءِ ُنزوله وتَ َ -2وإذا استعمَ ْ
الحيض عن النزول: ْ
انع مِنْه ". قول " :إنّ ذلك مِما ل مَ ِ العلم تَ ُ
فإن طائفة كبيرة مِن أهل ِ ّ
وفرق بعضُ أهل العلم بَْين الحَالتين ..بيْن ما إذا نَزل الحيْض أو كان ّ
ذلك قَبل نُزوله فأجازوا ذلك في الحالة الثانية دون الحالة الولى.
ونحن نقول :إذا انقطع الحيْض ل مَانع مِن ذلك ،ولكن هنالك قَضية َ
ه الحبوب بعد ذلك ملن هذ ِ سَتْع ِ
أن َكثيرا مِن النّساء اللتي يَ ْ خرى وهي ّ ُأ ْ
ارة
جدا وتَارة يَْنزِل وتَ َ ويلة ِ مدّة طَ ِ ستَمر الدّم له ُ وقف هذا الحيْض ويَ ْ ل يََت َ
هي طاهر ل ِ ضبط لَها عادة فَل تَدْري هَ ْ خلف ذلك ول تَنْ ِ َيكون المر ِب ِ
قيةؤّدي مناسِك الحج والعُمرة وتُصلي وتَصوم وهكذا بالنسبة إلى َب َ َفُت َ
ست بِطاهر وليس لها أن ي َليْ َ مَتَعلقة بقضية الحيْض أو هِ َ كام اله ُ الحْ َ َ
رك فالسلمة أن تَتَ ُ ّ قى في مُشكلة كبيرة جدًا، ؤّدي هذه الشياء ..تَْب َ ُت َ
ادة .. ن عَ َ اء َلُه ّس ِ الن َ
ن ّ فإن َكثيرا مِ َ ّ ظر في َأمْرها، هذه المُور وأن َتنْ ُ
مكَُنَها أن رف مََتى يَْبتَدِئ الحيْض ومتى يَْنتَهي الحيض ،فإن كانت يُ ْ َتْع ِ
المناسك،
ِ ك
تل َ أت بِ ْمناسك قبل نُزول الحيض َفْلَتذهب ولْتَ ِ ي ِتلك اله َ ؤّد َ ُت َ
أن الحيض سيأتيها في وإن كان ل يُمكنها َ ..تعرف بِحسب عادَتها بِ ّ
مرة أو تَْأدية الوْقت مِن َتْأِدية العُ ْ مكّن في ذلك َ الوْقت الفُلني ولَن تََت َ َ
قتهم فإنها ُتؤمَ ُ
ر ها تِلك الجماعة التي هي في رفَ َ ر َ ظ َ ن َتنَْت ِ الحج لنّها لَ ْ
ج ا م ِن وسيجعل لَها الله-تبارك وتعالىَ-فرَ ً َ أخر في تلك السنَة، ِبأن َتتَ ّ
معلوم هي لم ومن اله َ قبل إن شاء الله تبارك وتعالىِ ، سَت ْم ْ ها في اله ُ أمرِ َ
ما مِن أجل هذه الضّرورة؛ والله-تبارك وتعالى- وإن َ
تتأخر مِن أجل التَأخر ّ ّ
أعلم.
376
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س :هذه المرأة التي ذهبت إلى الحج جاءها الحيض بعد
الزوال في يوم عرفة ؟
ضّرها ذلك ،لنها-على حسب كلم السائل-طافت طواف الفاضة ج :ل ي َ ُ
من ت ِ ت ..أي بعد أن انتهى حيضها واغتسل ْ ت وت َط َهَّر ْبعد َ أن ط َهَُر ْ
الحيض وما دام المر كذلك فل علقة ِللحيض ِبالوقوف ِبعرفة فوقوفها
صحيح ِبمشيئة الله؛ والله أعلم.
ؤها الحيض في الحج ،ماذا َتفعل ؟ ج ُ س :المرأة التي ُيفا ِ
ج :ل ُتشتَرط الطهارة في الحج ول في الُعمرة إل في الطواف ،فإذا
ظر حتى من أن َتنت ِ أتاها الحيض فإنها ليس َلها أن َتطوف ِبالبيت بل لبد ِ
مرةمعت ِ سل وبعد ذلك َتطوف ،فإن جاءت-مثلُ - من الحيض وَتغت ِ ت َط ُْهر ِ
من الطواف كن ِدة ثم لم َتتم ّ
تم ّ مك َث َ ْتو َ صل َ ْت ِبالُعمرة ووَ َ أّول ..ل َب ّ ْ
صير قارَِنة خل الحج على الُعمرة فت َ ِ مر ِبأن ت ُد ْ ِ سع فإنها ت ُؤْ َ ِبالبيت قبل التا ِ
377
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مرة فقط ،وَتطوف بعد ذلك معت ِ بْين الحج والُعمرة بعد أن كانت ُ
ز ،كما وَقَعَ ِللسيدة عائشة-رضي ج ٍم ْ دا وذلك ُ جها طواًفا وا ِ
ح ً ل ُِعمرِتها وِلح ّ
ت ِبالُعمرة ت ل َب ّ ْمرة ..يعني كان ْ معت ِ الله تبارك وتعالى عنها-فإنها كانت ُ
ت ِبالُعمرة ..أي ت أّول ِبالحج ثم بعد ذلك ل َب ّ ْ فقط ..قيل :إنها ل َب ّ ْ
عمرة ،وقيل :إنها ل َّبت من الحج إلى ُ مها ِ حوَّلت إحرا َ ت الحج َ .. خ ْ فَ َ
س َ
ره الن .. من أول مرة ِبالُعمرة ،وفي ذلك كلم طويل ،ل داعي ل ِذِك ْ ِ ِ
كنكة كانت ت ُل َّبي ِللُعمرة ولكنها لم َتتم ّ ت إلى م ّ صل َ ْ
عندما وَ َ المهم أنها
ت قاِرنة وعندما ط َهَُرت َ
عمرِتها فصار ْ ت الحج على ُ خل َ ْ من الطواف فأد ْ َ ِ
عمرِتها طواًفا واحدا ..فإذن جها و ُ طاَفت ِلح ّ وت َط َّهرَت بعد اليوم التاسع َ
هذا هو الحكم.
ظرها من أن َينت ِ ب أصحاُبها ..أوّل ً ُيقال :لبد ِ أما إذا كان ذلك بعد وذه َ
حَرما ،ولكن إذا كانت هنالك م ْ مَرافِقٌ َلها سواء كان زْوجا أو َ من هو ُ َ
جع وليس لها أن َتطوف قبل أن ْ
جُعوا فلت َْر ِ حة في الرجوع فَر َ مل ِ ّ ضرورة ُ
كة حتى َتقوم ِبأداء من أن َتذهب إلى م ّ ت َط ُْهر وت َت َط َّهر ،ثم بعد ذلك لبد ِ
من أركان الحج. هذا الطواف الذي هو ركن ِ
أما إذا كانت قد طافت طواف الحج وبقي عليها طواف الوداع فإنها
ص السّنة الصحيحة الثابتة عن النبي ، كما ت ُعْذ َُر عن طواف الوداع ،ب ِن َ ّ
جاء ذلك في مسند الربيع-1رحمه الله-وجاء عند غيره من أئمة الحديث
دال على أنه ُيؤمر النسان ِبأن صص ِللحديث العام ال ّ خ ّ م َ وذلك الحديث ُ
ص َيقضي على ص له والخا ّ ص ٌمخ ّ ف الوداع ..هذا الحديث ُ َيطوف طوا َ
خر عليه؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. َ
دم أو ت َأ ّ العام ت ََق ّ
ت طواف الفاضة مع جل َ ْ ت وأ ّ س :المرأة التي حاض ْ
طواف الوداع ..جعلْتهما واحدا ؟
ج :إذا حاضت المرأة أو كانت مريضة-مثل-وهكذا بالنسبة إلى الرجل إذا
سن وَيصعب عليه أن َيطوف مرتين- كان مريضا أو كان كبيرا في ال ّ
كنيطوف أّول طواف الزيارة ثم بعد ذلك َيطوف طواف الوداع-فإنه ُيم ِ
من م ّ
كة ف الزيارة إلى الوقت الذي ُيريد أن َيخُرج فيه ِ خر طوا َ له أن ي ُؤَ ّ
المكّرمة فَيطوف طواًفا واحدا وَيكفيه ذلك ِللزيارة وِللوداع ،ولكن لبد
ض الناس َينوون ن بع َمة هنا وهي أ ّ ه الناس إلى قضية مه ّ من أن ي َن ْت َب ِ َ ِ
من غْير أن ف الوداع ِ ِبذلك الطواف طواف الوداع وإذا ن َوَْوا ِبه طوا َ
فووا ِبه طوا َ زيهم ،فإذن إما أن ي َن ْ ُ ضروا ِبأنه ِللزيارة فذلك ل ُيج ِ َيستح ِ
سد ّم َ سد ّ َ ن الفريضة ت َ ُ ضُروا الوداع ،ل ّ ح ِ ست َ ْ زيهم ولو لم ي َ ْ الزيارة فهذا ُيج ِ
ة
صل في التأكيد إلى درج ِ من المور التي لم ت َ ِ سنة أو ما شابه ذلك ِ ال ّ
ف الزيارة فإنه تلك الفريضة ،فذلك الطواف إذا نوى ِبه النسان طوا َ
زيهم، ووا الطوافْين معا وذلك ُيج ِ زيه عن طواف الوداع ،وإما أن ي َن ْ ُ ُيج ِ
زيهم " بناءً تُ " :يج ِ زيهم ،وقل ُ ف الوداع فذلك ل ُيج ِ أما إذا ن َوَْوا ِبه طوا َ
من أهل العلم وهو الظاهر لنا ،وإل ّ فقد ذهب ل طائفة كبيرة ِ على قو ِ
من أن زي وعليه فلبد على قولهم ِ ن ذلك ل ُيج ِ ض أهل العلم إلى أ ّ بع ُ
من أن َيطوفوا طواًفا ِللزيارة وآخر ِللوداع َيطوفوا طوافْين ..لبد ِ
ف الزيارة على رأي هؤلء فإنهم جعلوا ذلك وا بعد طوا ِ سعَ ْ ولسيما إذا َ
ة
جد رواي ً َ
صل ،لنني لم أ ِ ن هذا ليس ِبفا ِ ن الذي َيظهر لي أ ّ صل ،ولك ّ فا ِ
ن السيدة عائشة-رضي الله تبارك وتعالى عنها- ل على أ ّ صحيحة ت َد ُ ّ
ت لها أنها سع َ ْ ف الُعمرة و َ ت طوا َ ن " الّتنعيم " وطاف ْ م َمرت ِ عندما اعت َ
ل على ذلك ،والظاهر جد ما َيد ّ َ
ت بعد ذلك ِللوداع ..لم أ ِ ت وطاف ْ ذهب ْ
َ
ف الوداع ولو كان ذلك ل ُيجزي َلما أقَّرها ت ِبذلك عن طوا ِ أنها اكتَف ْ
الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-على ذلك ،فأرى أنه ل مانع
من الناس ،وَنحن سيرا على كثير ِ ن فيه تي ْ ِ من الخذ ِبذلك ،ولسيما أ ّ ِ
ل ة عن رسو ِ ب الله ول سن ّ ً من كتا ِ ة ِ ف آي ً سير ِبشْرط أل ّ ُنخال ِ َ ب التي ْ ِ ح ّ نُ ِ
صْرِفه عن حا ل ِ َ مل احتمال ً صال ِ ً ريحا ل َيحت ِ دنا دليل ً ص ِ ج ْ الله ، أما إذا وَ َ
ريح عن دللته وإنما صَرف الص ِ كن أن ي ُ ْ ذلك المعنى الصريح بل ل ُيم ِ
هر إلى معنى ل الدليل على صرِفه عن ذلك الظا ِ هر إذا د َ ّ صَرف الظا ِ يُ ْ
هره أو كان ذلك ل عن ظا ِ ف ذلك الدلي َ صرِ ُجد دليل ً ي َ ْ آخر ،فإذا لم ن َ ِ
ن النسان له أن َيأخذ ِبالقول الفلني كن أن َنقول إ ّ ريحا فل ُيم ِ لص ِ الدلي ُ
من قال ِبذلك، ث الصريح ..ن َعْذ ُُر َ م ِلذلك الحدي ِ صِاد ٌ م َ ل ُ ن ذلك القو َ مع أ ّ
ث الصريح ولكن َلعّله لم ي َط ِّلع عليه أو مد أن ُيخاِلف الحدي َ لنه لم َيتعَ ّ
ن أنه صرُِفه عن دللته وليس المر كذلك أو ظ َ ّ ن هناِلك صاِرفا ي َ ْ نأ ّ ظَ ّ
ت وهو ثاِبت في حقيقة المر أو ما شابه ذلك. لم َيثب ْ
شك سر " وهي حقّ ل َ دين ي ُ ْ ن ِبهذه العبارة " :ال ّ من الناس ي َت َغَن ّوْ َ فكثير ِ
ط في السنن الثابتة عن النبي أو ما فيه ولكن هل ُيمكن أن ن َُفّر َ
ط النسان بعد ذلك شابه ذلك ِبهذه الدعوى ؟! إذا قيل بذلك ربما ي َُفّر ُ
ما لم َيقل ِبه عاِلم ..إنما قال م ّ في الواجبات إلى غير ذلك ،فهذا ِ
جهَِله مه و َ من عَل ِ َ م ذلك َ سر عَل ِ َ دين كله ي ُ ْ سر " ..وال ّ دين ي ُ ْ العلماء " :ال ّ
ة
ن المر ِبخلف ذلك ،فإذن هذه نقط ٌ جهِْله ل ِبسبب أ ّ جهَِله ِبسبب َ من َ َ
من أن ي ُن ْت ََبه لها. لبد ِ
379
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
خص في الرمي في اليوم الحادي مّنا ِبأن ن َُر ّ من الناس َيطلبون ِ كثير ِ
ض أهلن بع َ عشر والثاني عشر والثالث عشر قبل الزوال ِبدعوى أ ّ
من رمى ن َ
ض العلماء قال ِبأ ّ ن بع َ العلم قد قال ِبذلك ،وَنحن ل ن ُن ْك ُِر أ ّ
فقون-في حقيقة المر-مع زيه ولكنهم مت ّ ِ ن ذلك ُيج ِفي ذلك الوقت أ ّ
ن السّنة الثابتة عن النبي هي الرمي بعد الزوال ،فهذا غيرهم ِبأ ّ
ت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فقد روى البخاري الذي ث َب َ َ
من طريق ابن عمر-رضي الله تبارك وتعالى عنهما- وأبو داود والبيهقي ِ
منث-أيضاِ - مى بعد أن زالت الشمس ،وقد جاء هذا الحدي ُ ن النبي َ ر َ أ ّ
طريق جابر بن عبد الله رضي الله تبارك وتعالى عنهما ،رواه المام
مسلم ،ورواه المام البخاري في صحيحه تعليًقا ،ورواه النسائي في "
الصغرى " و " الكبرى " ،ورواه أبو داوود والترمذي والدارمي وابن
ماجة ،ورواه-أيضا-ابن خزيمة وابن الجارود وابن حبان وابن أبي شيبة،
ورواه أبو عوانة وأبو ن ُعَْيم في " المستخَرج على صحيح مسلم " ،ورواه
صر الحكام " ،ورواه البيهقي في " السنن الكبرى طوسي في " مخت َ ال ّ
رفة " وفي " دلئل النبوة " ،ورواه " وفي " الصغرى " وفي " المع ِ
جة الوداع " ،وروته ح ّالحاكم في " المستدَرك " ،ورواه ابن حزم في " َ
من طريق السيدة عائشة من أهل العلم ،ولهما شاهدان ِ طائفة كبيرة ِ
ض أهل العلم ومهما كان فإنهما ما بع ُ واهُ َ من طريق ابن عباس وقد قَ ّ و ِ
صاِلحان ِللستشهاد وإذا قيل ِبعكس ذلك فإننا قد أغنانا الله-تبارك
كن وتعالى-عنهما ِبالصحيح الثابت المت َّفق على ثبوته ،فهل بعد ذلك ُيم ِ
ص في الرمي قبل ذلك مع وجود هذه النصوص الصحيحة الثابتة خ َ أن ن َُر ّ
سيرا " ،ذلك لنناِ-بحمد ن في ذلك تع ِ كن أن ُيقال " :إ ّ ؟! ثم إنه ل ُيم ِ
ن الوقت َيمتد ّ زم الناس ِبأن َيرموا في ذلك الوقت بل قلنا إ ّ الله-لم ن ُل ْ ِ
شرة إلى غروب صف النهار ..أي بعد زوال الشمس مبا َ من منت َ ِ
حَرجا ً أو مشّقة فإنه جد َ َ طع ووَ َ من لم َيست ِ الشمس وهذا ِللمستطيع ،أما َ
ي في اليوم الثاني-أي في م َكن أن َير ِ ي في الليل بل ُيم ِ م َكن أن ي َْر ِ ُيم ِ
اليوم الثاني عشر-عن اليوم الحادي عشر والثاني عشر ،أو في اليوم
من الناس ؟! ه ِ
م ُ من ي َْزعُ ُ ه َم ُ سر الذي ي َْزعُ ُ الثالث عشر ،فأْين هذا العُ ْ
ت عن النبي-صلى الله تبارك وتعالى عليه وعلى آله فالحديث قد ث َب َ َ
صم بن عدي عند المام مالك والشافعي من طريق عا ِ وصحبه وسلمِ -
وأحمد والنسائي وأبي داوود والترمذي والدارمي وابن ماجة وابن
دي وأحمد وغيرهم مي ْ ِح َخزيمة وابن حبان وابن الجارود وأبي يعلى وال ُ
من من أئمة الحديث ،وقد رواه المام الربيع-رحمه الله تبارك وتعالىِ - ِ
380
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ص ِللرعاة ِبأن َيرموا اليوم خ َ طريق أبي عبيدة َبلغا ً عن النبي 1أنه َر ّ
معوا رمي اليومين شر والغداة ثم َيرموا يوما عن يومين ..أي َيج َ العا ِ
ن ذلك يكون أداءً ل جة ن َي َّرة ِبأ ّ ح ّفي يوم واحد ،وهذا فيه دللة واضحة و ُ
من غير دى بعد وقتها ِ مر ِبعبادة ت ُؤَ ّ كن ِللنبي أن َيأ ُ قضاًء ،إذ ل ُيم ِ
مَر ِبذلك ،فهذا دليل على أنه أداء ،ثم إنه لو َ
حة مع أنه قد أ َ مل ِ ّضرورة ُ
كن أن ُتقضى بعد ن العبادة ُيم ِ ل على أ ّ كان قضاًء-أيضا-فهذا الحديث َيد ّ
حقّ ِبالقضاء ( وما شابه ذلك َ وقتها ،وذلك َيد ّ
ن الله أ َ ل عليه أيضا ) :فد َي ْ ُ
كن ما ل ُيم ِ م ّمن غير دليل فهذا ِ من الدلة ،أما تقديم العبادة عن وقتها ِ ِ
أن َيقول ِبه أحد ٌ بعد ثبوت هذه السّنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى
مس العذر لولئك العلماء الذين الله عليه وعلى آله وسلم ،ونحن َنلت ِ
ما ل َينبغي ،ثم ليس هناِلك م ّ قالوا ِبخلف ذلك أما أن نأخذ ِبقولهم فهذا ِ
من أهل العلم قالوا: سر كبير جدا جدا ..كثير ِ سر ِبحمد الله بل فيه ي ُ ْ عُ ْ
ن
ن النسان ليس له أن َيرمي بعد غروب الشمس " ونحن نقول :إ ّ "إ ّ
خر ذلك حتى إلى اليوم طع له أن ي ُؤَ ّ من لم َيست ِ ن َل على أ ّ الدليل قد د ّ
ي اليوم الحادي عشر حتى إلى الثالث م َ خَر َر ْ الثالث عشر ..أن ي ُؤَ ّ
ت في سّنة ة َينبغي أن ي ُن ْت ََبه إليها وأن َنأخذ ِبما ث َب َ َ عشر ،فهذه مسأل ٌ
رسول الله .
من لمة المحّقق سعيد بن خلفان رحمه الله " :و ِ جُبني ما قاله الع ّ وُيع ِ
وأنت ُتعاِرضني ِبعلماء بيْضة َ ص لك عن رسول الله َ
الَعجب أن أن ُ ّ
من غير دليل ول واضِح سبيل ..أليس هذا في العيان نوعا ِ من ْ السلم ِ
الهذيان ؟! ".
من خاَلف وقطب الئمة-رحمه الله تبارك وتعالى-قد شد ّد َ أّيما تشديد في َ
السّنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فقد
قال كلما ما معناه إن لم َيكن هذا هو اللفظ الذي ذ َك ََره القطب رحمه
الله تبارك وتعالى ..قال " :اعلم أنه ل َيجوز لك السرار بها ول تقليد
كلم ' الديوان ' في ذلك بعد قيام الحجة عليك ِبما تقدم وِبما يأتي إن
شاء الله تبارك وتعالى ،وإن كان ِللديوان حديث في ذلك لم ن َط ِّلع عليه
من الحاديث ،فكيف ول حديث ب علينا العمل ِبما اط ّل َْعنا عليه ِ ج َ ل َوَ َ
طلعه من أكب عليه بعد ا ّ مجّرد استحسان ،ف َ ِللديوان في ذلك وإنما هو ُ
ن في ت عليه أل ّ َينجو ول َتناله الشهادة ل ّ خْف ُ على الحاديث والحجج ِ
ذلك إصرارا وعنادا " أو ما هذا معناه ,فالقطب-رحمه الله تبارك
2
-1مسند المام الربيع بن حبيب ،باب ) (7في عَرفة والمزدلفة ومِنى ،حديث رقم :426أبو
خص رسول الله ِ لرعاة البل في البيتوتة ،ويَرمون يوم النحر ،ثم يَرمون عبيدة قالَ :ر ّ
الغد يَرمون يومين ثم يَرمون يوم النفْر.
ِبالغداة ،ومِن بعد َ
-2قطب الئمة الشيخ محمد بن يوسف أطفيش ،كتاب " القنوان الدانية في مسألة الديوان
العانية " ،ص " :14اعلم أنه ل َيجوز لك السرار بها ول تقليد كلم ' الديوان ' في هذا مع
381
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من قّلد كلم صاحب " الديوان " في هذه القضية وتعالى-قد شد ّد َ في َ
وقال إنه حتى لو كان هناِلك حديث استدل به صاحب " الديوان " ِبما
ن الواجب علينا أن َنأخذ ِبالسّنة الصحيحة ،وأنه ل أننا لم نط ِّلع عليه فإ ّ
ت.َيجوز لحد أن ُيعاِند وُيخاِلف السنن بعدما ث َب َت َ ْ
والشيخ السالمي-رحمه الله تبارك وتعالى-قد شد ّد َ في مثل هذه
القضايا أّيما تشديد ،فيقول رحمه الله تبارك وتعالى:
خلفا ده ِ ونحن َنحكي بع َ المصطفى َيعتِبر الوصاف
ُ
سن ِد َصأ ْ فيه عن المختار ن ّ ف فيما وََرد َ ل َنقَبل الخل َ
من الناس َيجعلون المام جد َ رحمه الله-تبارك وتعالى-كثيرا ِ وعندما وَ َ
دد في ذلك رحمه الله- ذن غْير ِثقة َ
ش ّ هو الذي ُيقيم الصلة إذا كان المؤ ّ
تبارك تعالى-أّيما تشديد فقال " :ومثله " ..أي مثل الذان ..
مه ة أحكا َ لنها تاِبع ٌ ومثله قد ِقيل في القامة
ض
ة َيشُرط فيها الب َعْ ُ وث َِق ً فقيل سّنة وقيل فرض
خِفي أسّرها المام فيما ي ُ ْ فإن َيكن ليس ِبهذا الوصف
هذى إني أرى قائله قد َ ول دليل عندنا ِلهذا
وهو فساد حيث ل ي َد ِْريه ن الحتياط فيه نأ ّ ي َظ ُ ّ
من بعده عن سّنة السلف فكان منه سَبب انصراف
إذ كان فيه ثقة سليما فجعلوا إمامهم مقيما
سّيد الورى سّنة َ فبد ُّلوا ُ ضَر ح َ من َ م ّ وَقَب ُِلوا الذان ِ
حب َُناص ْ فهو ُيقيم وعليه َ ذن من أ َ ّ سن ّت ِهِ َ إذ كان في ُ
عون وهم ِللحتياط ي َد ّ ُ جهلوا المسنون من َ حتى أتى َ
من ل َيعِقل ت ِبقلب َ خ ْ س َ وَر َ دلوا فب َد ُّلوا ول َي ْت َُهم ما ب َ ّ
على ثبوِتها ِبما قد قال عاها سّنة واحتال حتى اد ّ َ
لنه َيقول ما ل َيعلم حّرم م َ ل ُ جد َ ٌ ري َ م ِ وهو ل َعَ ْ
حَنة م ْ ِبجهله كفى ِبهذا ِ وأنه ساٍع ل َِهدم السّنة
إلى آخر كلمه رحمه الله تبارك وتعالى.1
ت لك وِبما يأتي إن شاء الله ،ولو كان ِللديوان في ذلك حديث لم قيام الحجة عليك ِبما ذكر ُ
من الحاديث ،فكيف ل حديث ِللديوان لذلك َ ّ
ب علينا العمل ِبما اطلْعنا عليه ِ ج َن َط ِّلع عليه ل َوَ َ
من أكب عليه وترك الحاديث والحجج بعدما مجّرد استحسان ل دليل عليه ،ف َ وإنما هو ُ
ن ذلك منه إصرار وعناد ".ت عليه أن ل َينجو ول َتناله الشهادة ل ّ ف ُ خ ْ
وصلته ِ
-1المام نور الدين السالمي ،جوهر النظام في علمي الديان والحكام ،كتاب :الصلة ،باب:
الذان والقامة ،وهذا بقية كلمه رحمه الله تبارك وتعالى:
فَتن أسلَفنا والعلماءكيف تكون سّنة مخاِلفةِلما عليه العلماء لو كان سّنة كما قد زعملم ت َ ُ
صّلى عليه رّبهمشتِهر مضى عليه صحُبهوالخلفاُء الراشدون أجمعإلى انتهائهم السالفةوِفعله َ
عليه أجمعوا
382
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
-2وكان ذلك-بحمد الله تعالى-عند الجواب على السؤال 2من حلقة 24ذو القعدة 1424هه
) 18/1/2004م ( ،وكان ذلك أيضا-بحمد الله تعالى-عند الجواب على السؤال 8من حلقة
6ذو القعدة 1425هه ) 19/12/2004م (.
383
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جل خرو ِ صح سواء كان ذلك قب َ ممنوع ل ي َ ِ ن ذلك َ ب إلى أ ّ من ذه َ -1منهم َ
جه.الدم أو كان ذلك بعد َ خرو ِ
ج الدم أو ل خرو ِ ب إلى جوازِ ذلك مطَلقا ..أي سواء قب َ من ذه َ -2ومنهم َ
ح َلها أن َتأِتي ِبما َتأِتي ص ّ
ك المرأة ي َ ِ ن تل َ ف الدم فإ ّ جه ،فإذا َتوقّ َ بعد َ خرو ِ
ن الكريم ف وقراءةٍ ِللقرآ ِ من صلةٍ وصيام ٍ واعتكا ٍ ِبه المرأة الطاهَِرة ِ
ف إلى غي ْرِ ذلك ،وهكذا فيما ضَئة-وطوا ٍ ت متو ّ س ِللمصحف-إذا كان ْ َ
ولم ٍ
طء. َيتعّلق ِبمسألةِ الو ْ
ج الدم ن ذلك جائز قب َ س َ
ل خرو ِ ط بْين القولْين فقال :إ ّ من َتو ّ -3ومنهم َ
من هذه الموانع. مل شيئا ِ ج الدم فإنه لْيس ِللمرأةِ أن َتستع ِ أما بعد َ خرو ِ
ل الله-صلى الله عليه وعلى آله ريح في سن ّةِ رسو ِ ولْيس هنالك د َِليل ص ِ
ل الثلثة المذكورة ،ولكن القول ِبجواِز من هذه القوا ِ وسلم-على واحدٍ ِ
ج الدم فإنه ف ذلك الدم إذا استعملْته بعد َ خرو ِ ذلك مطَلقا وأنه إذا َتوقّ َ
جب على المرأةِ الطاهَِرة وَيجوز َلها جب عليها ما ي َ ِ جب عليها الغسل وي َ ِ يَ ِ
ن هذا المر-أعني ما َيجوز ِللمرأةِ الطاهَِرة هو القول الصحيح ،وذلك ل ّ
ن جد َ الط ّْهر فإ ّ ف الحْيض ووُ ِ مَر العبادات-معل ّقٌ ِبوجودِ الحْيض فإذا َتوقّ َ أ ْ
جب منها-وَيجوز َلها فِْعل ما ة-أعني ما ي َ ِ جب على المرأ ِ هذه العبادات ت َ ِ
ف على من المورِ الجائزة ِللمرأةِ الطاهَِرة ،فإذن ذلك َيتوقّ ُ َيجوز َلها ِ
ة
ممنوعٌ في حال ِ جد َ الحيض فهو َ ة ،فما ُيمَنع إذا وُ ِ ض والطهار ِ وجودِ الحي ِ
ب
ج ُ ح أو ي َ ِ ب في حالةِ وجودِ الطهارة فإنه ُيبا ُ ج ُ ح أو ي َ ِ الحيض ،وما ُيبا ُ
ف تلك العبادات ،فإذا على مختلف الحوال ..أي على حسب اختل ِ
جب جب عليها الغسل وي َ ِ ج الدم فإنه ي َ ِ خَر َ دت المرأةُ الطهارةَ وَلو َ ج َوَ َ
من ت-وَيجوز َلها ما َيجوز ِ من العبادات-كما قل ُ جب عليها ِ عليها ما ي َ ِ
ت في َ
العبادات ..هذا الذي أَراه في هذه المسألة ،ولكن القضية ليس ْ
ن هذه الحبوب وهكذا ِبالنسبةِ إلى الَبر وما مر وإنما القضية في أ ّ هذا ال ْ
من ن كثيرا ِ جب التنّبه َلها ،وهو أ ّ ري مجراها فيه قضية شاِئكة أخرى ي َ ِ َيج ِ
من قبل ضاِبطات ن ِ مْلن هذه الحبوب أو هذه الَبر ك ُ ّ النساِء اللِتي َيستع ِ
ن العادة ضِهن ولكن ِبمجّردِ استخدام ِ هذه المواِنع فإ ّ ِلمسألةِ أيام ِ حي ِ
صَرة جدا ،فقد ْ َتكون عاد َةُ المرأةِ منح ِ رب اضطرابا كِثيرا ِ َتختِلف وَتضط ِ
بست ّةِ أيام وقد َتكون في سبعةِ أيام أو َثمانية وهكذا على حس ِ في ِ
ن مها ِلهذه الحبوب أو ِلهذه الَبر فإ ّ ف النساء ولكن ِبمجّردِ استخدا ِ اختل ِ
مرمر خمسة عشر يوما وتارةً تست ِ رب ،فتارةً تست ِ دة تضط َ ِ هذه العا َ
من ذلك ،فل َتدِري هل هذا الدم هو دم حيض مر أكثر ِ شهرا وتارةً تست ِ
أو هو استحاضة ومتى َيكون حيضا ومتى َيكون استحاضة ،وَيترّتب على
دة ل َتدِري هذه المرأة َتأِتي ِبتلك ت متعد ّ َ ذلك إشكالت في عبادا ٍ
جَبة على المرأة في حالةِ الطهارة العبادات أو ل َتأِتي ِبها ،فالصلةُ وا ِ
384
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مة في حالةِ الحيض ،والصيام وأعني ِبالصيام صيام شهر محّر َ وهي ُ
جب إذا كان صيام كفارة وكانت رمضان ،وهكذا ِبالنسبةِ إلى الصيام الوا ِ
جباددة في ذلك الوقت ،وهكذا ِبالنسبةِ إلى صيام ِ النذر ،فَيكون وا ِ مح ّ
من ذلك في حالةِ الحيض ،وهكذا ممنوعة ِ في حالةِ الطهارة وتكون َ
ن الحاِئض ل َيجوز َلها أن َتطوف ِبالبْيت ،وليس ف فإ ّ ِبالنسبةِ إلى الطوا ِ
ة
خل المسجد ،وهكذا ِبالنسبةِ إلى قراء ِ ل العلم أن َتد ُ َلها عند َ أكثرِ أه ِ
كن أن ج َلها ،فهذه المسألة ُيم ِ القرآن ،وهكذا ِبالنسبةِ إلى معاشرةِ الزو ِ
جدا من هذه الناحية ،وأنا قد جاَءت ِْني أسئلة كِثيَرة ِ ديد فيها ِ ل ِبالتش ِ ُيقا َ
سم المباَرك ،وحتى رها وفي غي ْرِ هذا المو ِ ج هذه السنة وفي غي ْ ِ ح ّ في َ
مْلن هذه الحبوب في أيام ِ الحج من النساء اللِتي است َعْ َ هذه اليام كِثيٌر ِ
ت عليه في الساِبق ،وهذه مسأَلة دة َلم َتستِقر كما كان ْ ت العا َ ل زال ْ
َ
صح ِباستخدام ِ هذه الحبوب ول مشك َِلة َينبِغي التنّبه َلها ،فأنا ل أن َ
من من هذه الشياء التي َتمَنع ِ ِباستخدام ِ هذه الَبر ول ِباستخدام ِ شيٍء ِ
ب الذي ب الذي وََرد َ في السؤال وإنما ِلهذا السب ِ ج الحيض ل ِللسب ِ خرو ِ
سّتة أيام أو سبعة ب النساء َتكون ِ ن عادةَ أغل ِ من المعلوم أ ّ ذ َك َْرُته ،و ِ
جح، صل إلى العشَرة وقد ت ََتجاَوز ذلك ِبقِليل على الصحيح الرا ِ وقد ت َ ِ
خر ب إلى الحج ِ ..بإمكانها أن ت ََتأ ّ ريد أن َتذهَ َ ن هذه المرأة التي ت ُ ِ فِبإمكا ِ
سل وَتأِتي بعد َ ذلك في مكة المكّرمة حتى َينتِهي وقت الحيض وَتغت ِ
من من أركان الحج أو ِ ف ركنا ِ جب إذا كان ذلك الطوا ُ ف الوا ِ ِبالطوا ِ
من ذلك، ف القدوم فإّنها معذوَرة ِ أركان العمرة ،وأما ِبالنسبةِ إلى طوا ِ
ح من ذلك على الصحي ِ ف الوداع فإّنها معذوَرة ِ وهكذا ِبالنسبةِ إلى طوا ِ
ت مثل م ْ ت على ذلك السّنة الصحيحة الثاِبتة ،وإذا قدر ِبأنها أحَر َ كما د َل ّ ْ
ل يوم ِ عرفة فإنها ترِدف عليها ن ِبها قب َ من التيا ِ كن ِم ّ ِبالعمَرة ثم لم ت َت َ َ
مت َّعة ،كما وَقَعَ ذلك ِللسيدة عائشة ت مت َ َ الحج فَتكون قارَِنة بعد َ أن كان ْ
جع ت فِبإمكاِنها أن َتر ِ ضط َّر ْرضي الله-تبارك وتعالى-عنها ،على أنها لو ا ْ
ده، هب إلى َتأدِي َةِ الطواف والسعي الذي َبع َ إلى بلِدها ثم بعد َ ذلك َتذ َ
ة
ل أن َتأِتي ِبالطواف وهي في حال ِ ج ِمن أ ْ م هذه الحبوب ِ أما أن َتستخدِ َ
ف ول طيع أن َتأِتي ِبالطوا ِ ظور فل َتست ِ طهارة ثم بعد َ ذلك ي ََقع المح ُ
َتدِري هل ُتصّلي أو ل ُتصّلي وهكذا ِبالنسبةِ إلى بقيةِ العبادات التي َلها
صح ِبذلك بل أقول " :إنه ل ينبِغي ذلك ". َ
مر فإن ِّني ل أن َ علقة ِبهذا ال ْ َ
ل امرأةٍ نك ّ ضي فإننا َنقول :إ ّ من وَقَعَ َله ذلك في الما ِ وأما ِبالنسبةِ إلى َ
ل العلم ف له ِ ص َ
ت فيها ،وأن ت َ ِ ل عن الحالةِ التي وَقَعَ ْ َينبِغي َلها أن َتسأ َ
جه من المور التي ستو ّ مر وما شابه ذلك ِ شك َْله وكم است َ َ نوعَ الدم ِ و َ
ل العلم من أه ِ كم غي ُْرنا ِ كم أو َيح ُ كن أن َنح ُ إليها السئلة فيها حتى ُيم ِ
385
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
388
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من أين
عن طريق الطائرةِ ،
س :المسافر للعمرة َ
1
رم ؟
ح ِ
يُ ْ
- 1وفي سؤال مشابه :سَ :من أراد الذهاب إلى العمرة ِبالطائرةِ ،من أين ُيحِرم ؟
حاِذي الميقات َ ..يستِعد ِمن قبل ..إما أن َيلَبس ثياَبه في بيِته أو في المطار أو أن َيقوم ِبلْبسها عنَدما جُ :يحِرم عنَدما ُي َ
ن الطائرة َتمر مسِرعة على الميقات َيكون قِريبا ِمن الـَمطار ثم عنَدما ُيحاِذي الميقات وَينبِغي َله أن َيتَقّدم ذلك ِبقليل ،ل ّ
جاَوز ذلك ،فيستِعد ِمن قبل ثم بعد ذلك عندما يكون قريبا ِمن ن ِبالتلبية ِمن أعلى الميقات وَيت َ َفَقد ل َيتمّكن ِمن التيا ِ
الميقات ينوي بقلبه العمرة ويسمي-أيضا-ذلك في تلبيته ..يقول " :لبيك عمرة " ويلبي التلبية المعروفة ،وليس َله أن
حِرم ِمن قبل ،وليس َله جع بعَد ذلك إلى الميقات ..لبد ِمن أن ُي ْ خر ذلك إلى مطار " جدة " مثل ،كما أنه ليس َله أن َير ِ ُيؤ ّ
ن عليه أن َيتوب إلى ل إلى الميقات وهو َلم ُيحِرم فإ ّ صَن جاهل َوَقَع َوَو َ ل إلى الميقات ..نعم َلو أ ّ صَ خر إلى أن َي ِ أن َيتأ ّ
جع إلى الميقات الذي َمّر عليه وُيحِرم ِمن هناك ،أما َمن كان َيعِرف الحكم فليس َله أن َيتجاَوَز ذلك أبدا. ربه وأن َير ِ
س ِثيابه
ت-أن َيْلَب َ
شّقة في ذلك والحمد ل ِ ..بإمكاِنه-كما قل ُ شّقة " أو ما شابه ذلك ،ول َم َ ض الناس َيقول " :في ذلك َم َ وبع ُ
ل َيَراه عنَدما َيخَلُع طأّ طاِئَرة أو حتى ِمن مكانه ِبشر ِ س في َدْوَرة المياه في ال ّ ِمن بيِته أو ِمن المطار أو ُيْمِكن أن َيلب َ
ِإزاَره ..أو ِبعبارٍة أخرى ل َيَرى عورَته أحٌد ِمن الناس وُيحِرم ول مشّقة في ذلك ،أما ِبالنسبِة إلى الصلة فل بأس عليه
عة ِللحرام: ن العلماء قد اختَلفوا هل هناِلك صلٌة مشرو َ ل ِللحرام على أ ّ صّك الصلة وَلم ُي َ إن َتَر َ
حِرم بعَد الصلة. ت صلة فريضة فلُي ْ ضَر ْح َ ت هناِلك صلٌة ِللحرام َ ..من أراَد أن ُيحِرم فإن َ ضهم إلى أّنه ليس ْ ذهب بع ُ
ت ذلك ِمن طِريقِ ابن عمر رضي ال-تعالى-عنهما. ب أن ُيحِرَم بعَد أن َيستِوي على راحلِته ،كما ثب َ والصوا ُ
ق ابن عمر. صح ،فالعمَدُة ما جاء ِمن طِري ِ ث ل َي ِ ن النبي َ أحَرَم بعَد الصلة فهو حدي ٌ ث الواِرد أ ّ أما الحدي ُ
ت وقت صلة الضحى أو َأراَد ل المسجد فلُيصل ركعتْين أو إذا َأراَد أن ُيصلي صلَة الضحى إن كان الوق ُ خَوكذلك إن َد َ
صة ِبالحراِم ت هنالك صلة خا ّ صة ِبالحرام فليس ْ أن ُيصلي بعَد الوضوء أو ما شابه ذلك ،أما أن َتكون هناِلك صلٌة خا ّ
ي الصحيح. على الرأ ِ
ل ِبمشروعيِة الصلِة ِللحرام. ضهم إلى القو ِ وذهب بع ُ
ت " ِذي الحليفة " ت " ذي الحليفة " وبْين غيِره فقال ِبمشروعيِة الصلِة ِلَمن َأحَرَم ِمن ميقا ِ ضهم بْين ميقا ِ وفّرق بع ُ
ِبخلف َمن َأحَرَم ِمن غيِر ذلك.
ن الطائرة؛ وال-تبارك وتعالى- صة ِللحرام ،فْلُيحِرم ِم َ سنية صلة خا ّ ل على القول ِب ُ ل على التفريق بل ول دلي َ ول دلي َ
أعلم.
حّلون ثم بعَد ذلك َيذَهبون إلى " التنعيم " ِللحرام ،وفي ن إلى مكة المكرمة وهم ُم ِ ن كثيرا ِمن الناس-وِللسفَ-يأُتو َ على أ ّ
ل إلى مكة المكرمة وَلم ُيحِرم عليه أن َيتوب صَخة ِلسّنة النبي صلى ال عليه وعلى آله وسلم ،فَمن َو َ هذا ُمخاَلفة صاِر َ
ت أْبَعد ِمن ذلك الميقات على رأي جع إلى الميقات الذي جاء منه-أو ميقا ٍ ط ِمن أمِره وأن َير ِ إلى ربه وأن َينَدم على ما َفّر َ
جع إلى " ذي الحليفة " وإذا جاء ِمن ميقات " َنجد " وهو المعروف ن أن َير ِ بعضهم-فإذا جاء ِمن " ذي الحليفة " لبد ِم ْ
389
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
َ
م أمور دينه فإذا أراد أن ن يتعَل ّ َ ج :على كل حال؛ النسان ينبغي َله أ ْ
من أن يت ََعلم يذهب إلى أداء الحج أو إلى أداء العمرة-مثل-فلب ُد ّ ِ
المسائل المهمة التي تتعلق بالحج أو بالعمرة أو ِبهما معا حتى يأتي
ن في حقه ..يأتي ِبها على س ّ جَبت عليه أو التي ت ُ َ بتلك العبادة التي وَ َ
الوجه الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
وسلم.
تن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-وَقّ َ من المعلوم أ ّ ِ
من أراد أن يذهب إلى مكة المكرمة مواقيت للحج والعمرة ،ول َيجوز ل ِ َ
لداء الحج أو العمرة أو لدائهما معا أن يتجاوز تلك المواضع إل وهو
ما إذا كان ل يريد حجا ول عمرة فل َيجب عليه الحرام على رم ،أ ّ ح ِم ْ ُ
َ
القول الصحيح الراجح ،وإن كان النسان ل ينبغي له أن يذهب إلى تلك
البقاع إل ويأتي بعمرة لكن إذا كانت هنالك ظروف أو َيجد مشقة أو ما
ن المر فيه سَعة ِبحمد الله تبارك وتعالى ،فإذا كان يريد شابه ذلك فإ ّ
رم ..هذا ثابت ح ِ
م ْالحج أو العمرة ليس له أن يتجاوز المواقيت إل وهو ُ
س
م ِش ْ من َ ص السّنة الصحيحة الثابتة عن النبي ثبوتا أوضح ِ بن ّ
الظهيرة:
مّر على تلك المواقيت: ك الَبر فالمر واضح إذا َ سل ُ ُ
فإذا كان ي َ ْ
من طريق " المدينة " ..وينبغي مّر على ذي الحليفة-مثل-إذا جاء ِ إذا َ
ماه النبي وهو س ّحل َي َْفة " كما َ أن نسمي هذا الموضع به " ذي ال ُ
مى بذلك-أيضا-حتى قبل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وقد س ّ يُ َ
ن علياشاع عند الناس أّنه يسمى الن بأبيار علي ويروي بعض الناس أ ّ
مي بذلك ،وهذا كلم موضوع س ّ قد قاتل الجن بذلك الموضع فلذلك ُ
مي ذلك الموضع ِبهذه س ّمصنوع ل يثبت أبدا ،فل ينبغي ل ََنا أن ن ُ َ خت ََرع َ م ْ ُ
حارب مثل َ
الرواية الموضوعة المخترعة المصنوعة بل ينبغي لَنا أن ن ُ َ
طر النسان اضطرارا إلى هذه التسميات ،لّنها مكذوبة ..نعم إذا اض ُ
ُ
من ' ذي رم ؟ " فإذا قال لهِ " : ح ِمن أين أ ْ ذِك ْرِ ذلك كأن يسأله سائلِ " :
ف
من ' أبيار علي ' " عََر َ الحليفة ' " ل يعرف ذلك لكن إذا قال لهِ " :
ذلك فللضرورة أحكامها الخاصة وينبغي له أن ُيعّلمه ِبالتسمية
منمّر بالمدينة-أي إذا جاء ِ من أهل " المدينة " أو َ الصحيحة ،فإذا كان ِ
ن " ذي الحليفة " ،وليس له أن م ْ رم ِ ح ِمّر بالمدينة-فإنه ي ُ ْ جهة أخرى و َ
ن يريد الحج أو العمرة أو كان كا َ رم إذا َ ح ِم ْ
يتجاوز ذلك المكان إل وهو ُ
يريد أن يأتي بالحج والعمرة معا.
منمن أهل " الشام " وتلك الجهات التي يأتي أهلها-أيضاِ - وإذا كان ِ
حَفة " وهي الميقات الصلي ج ْ من " ال ُ جهة " الشام " فإّنهم ُيحرمون ِ
من " َرابغ " مون ِ حرِ ُمن الزمن ..كان الناس ي ُ ْ دة طويلة ِ لكن كان ِلم ّ
ت سب ما رأي ُ ح ْ مَرت الن على َ خَرابا ولكنها عُ ّ ن " الجحفة " كانت َ ل ّ
ض الكتابات وفي ذلك الموضع مسجد فينبغي الرجوع إلى في بع ِ
الصل ،لّنه هو الثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
ن كان على جهتهم إلى " م ْ وسلم ..نعم إذا جاء أهل " الشام " و َ
من " ذي الحليفة ". رمون ِ المدينة " فإّنهم ُيح ِ
من " ذات عرق من جهة " العراق " الصل ُيحرمون ِ كذلك الذين يأتون ِ
مر على ذلك الموضع طريق أبدا فل ُيمكن المرور " ولكنه الن ل ي َ ُ
من من يأتي ِ مّر أهل " العراق " و َ بالسيارات على ذلك الموضع وإّنما ي َ ُ
من " ذي الحليفة مّرون على " المدينة " فُيحرمون ِ ما أّنهم ي َ ُ ناحيتهم ..إ ّ
" أو أن ُّهم َيمرون على " الرياض " ونواحيها فل يأتون على " السيل "
من " السيل من تلك الجهة أحرموا ِ من " قَْرن " ..فإذا أتوا ِ مون ِ حرِ ُ وي ُ ْ
".
كذلك بالنسبة إلى أهل " َنجد " وإلى أهل " َنجد اليمن" أيضا فإّنهم
من " قرن المنازل ". من " السيل " ِ .. مون ِ حرِ ُ يُ ْ
مَلم ". َ
ما بالنسبة إلى أهل " اليمن " فإّنهم ُيحرمون من " ي َل َ ْ وأ ّ
ن َلم يأت على تلك المواضع-الن الناس تقريبا يأتون على تلك م ْ و َ
ذاته ..إذا كانوا حا َ م َ من ُ مون ِ حرِ ُ المواضع-ينظرون إلى أقرب ميقات وي ُ ْ
ذاة ذلك وإذا كانوا حا َم َ من ُ مون ِ حرِ ُ أقرب إلى " ذي الحليفة " فإّنهم ي ُ ْ
محاذاة " ذات عرق " من ُ من " ذات عرق " فإّنهم ُيحرمون ِ أقرب ِ
وهكذا بالنسبة إلى بقية المواقيت.
من جهة رم ِ ح ِ من جاء في باخرة في البحر فإنه ي ُ ْ وهكذا بالنسبة إلى َ
محاذيا له. الميقات الذي َيمر ُ
مّرون ن الَغالبية العظمى ي َ ُ وأما الذين يأتون على الطائرات فل شك أ ّ
َ
ن الموضع الذي َيمرون م َ مون ِ حرِ ُ مّرون أعلها فإذن ي ُ ْ عََلى المواقيت ..ي َ ُ
شرة من أعلى الميقات مبا َ من الميقات ،وإذا كانوا ل َيمرون ِ أعلى منه ِ
ن الطائرة تسير ن المعروف أ ّ م َ محاذاة ذلك لكن ِ من ُ فإّنهم ُيحرمون ِ
391
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من أعلى الميقات فإنه بسرعة كبيرة جدا فإذا أخذ النسان يست َِعد ِ
ل ذلك .. من أن يستِعد قب َ ما ل َيجوز ،فإذن لبد ِ م ّسيتجاوز ذلك وذلك ِ
ضأ أو ما شابه ذلك فليستعد قبل ويلبس ملبسه إذا كان يريد أن يتو ّ
ل ذلك الموضع ينوي الحرام-وأريد بالنية هاهنا النية فعندما يكون قُب َي ْ َ
القلبية-ويقول " :لبيك عمرة " ُثم يأتي ِبالتلبية ..ل يتجاوز الميقات إل
من أعلى من أن يأتي ِ ن النسان لبد ِ وقد ل َّبى ..هذا لبد منه ،ل ّ
من محاذية لذلك ..نعم إذا جاء ِ الميقات أو يأتي-أيضا-في جهة أخرى ُ
شرة فإّنه في هذه الحالة ل َيمر على دة مبا َ ن غرب ج ّ م ْ الجهة الغربية ِ ..
حيط ن المواقيت ل ت ُ ِ ن أهل العلم ِبأ ّ م ْ ميقات بناء على رأي كثرة كاثرة ِ
من حاِذيا لشيء ِ م َن ذلك الموضع ل يكون ُ ِبالحرم َتماما ..أي أ ّ
ن تلك الجهة ..الذين َيأتون م ْ المواقيت وهذا هو الظاهر لي إلى الن ،ف ِ
من تلك الجهة من تلك الجهة أو الذين يأتون في الطائرات ِ في البواخر ِ
دة " ولكن هي خروا إلى " ج ّ ل َيمرون ِبميقات فَب ِِإمكان هؤلء أن يؤَ ّ
ذون الميقات حا ُ موا عندما ي ُ َ حرِ ُضّيقة جدا جدا فال َوَْلى َلهم أن ي ُ ْ من ْط َِقة َ َ
الذي يكون أقَْرب إليهم ،وهم إما أن ُيحاذوا " السيل " وإما أن ُيحاذوا َ
من تلك الجهة وهي جهة صغيرة ذا الحليفة أو 1الجحفة ،لكن َلو أتوا ِ
جدا جدا فبالمكان ،لكن معنا في الجهة الشرقية وهكذا بالنسبة إلى
من من الجهة الغربية لُبد ِ أهل الجهة الشمالية والجنوبية وبعض الجزاء ِ
من ذلك المكان ول من الحرام ِ من المواقيت فلبد ِ حاذوا ميقاتا ِ أن ي ُ َ
خُروا ذلك. َيجوز َلهم أن ي ُؤَ ّ
كان الناس م َ شر عند َ بعض الناس رأيٌ ِبخلف ذلك وهو أّنهِ " :بإ ْ وقد انت َ
من أعلى مر ِ ن الذي ي َ ُ طار وذلك ل ّ خروا ذلك إلى الوصول إلى الم َ أن ي ُؤَ ّ
من محاذيا له " ،وهذا القول ِ مارا على ميقات ول ُ الميقات ل يكون َ
البطلن ِبمكان ،وتقريره َيحتاج إلى إطالة ،ورّبما يكون ذلك في وقت
آخر بمشيئة الله تبارك وتعالى.
منخر ذلك فعليه أن يستِعد ِ فالحقّ الحقيق ِبالقبول أنه ليس لحد أن ي ُؤَ ّ
خاَفة م َ دم قليل َ من ذلك الموضع ..ي َت ََق ّ رم ِح ِ قبل ويسأل أهل الطائرة وي ُ ْ
من قبل نصف ساعة رم ِ ِ ح
خِبر فلي ْ م ْ خبره ُ أن يتجاوز الميقات وإن َلم ي ُ ْ
ما في حالة َ
من الحرام قبل الميقات لجل الضرورة ،أ ّ تقريبا ،فل بأس ِ
ن النبي َ لم دم على ذلك ،ل ّ عدم الضرورة فل ينبغي لحد أن يت ََق ّ
ن تلك المواقيت ولنا فيه-صلوات م ْ رم قبل الميقات وأمر بالحرام ِ ح ِ
يُ ْ
الله وسلمه عليه-السوة الحسنة؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
مهمة عمل إلى مكة أو إلى جدة ُثم أراد من سافر ل ِ ُ سَ :
من أين ُيحرم ؟ أن يعتمرِ ،
من كلمه " :ذا الحليفة أو ".
ن الشيخ سحب ِ
-1الظاهر أ ّ
392
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مكة المكرمة من غير إحرام لكن لو قَد ّْرَنا أّنها طهَُرت بعد َثلَثة أيام أو
كث المرأة شت ََرط أن َتم ُ ن الحيض ل ي ُ ْ ط َهَُرت بعد يومين بناء على أ ّ
خاِلفا ً
م َعدا كما هو الصحيح الراجح ..وهذا وإن كان ُ صا ِ مدة ثلثة أيام فَ َ لِ ُ
َ
دة الحيض لكّنه هو الذي أَراه وهو مذهب للمشهور-ط َْبعًا-في قضية ُ
م ّ
ن أهل العلم ..إذا ط َهَُرت بعد ثلثة أيام-مثل-فتغتسل م ْ
طائفة كبيرة ِ
وتذهب وُتحرم من التنعيم ول تؤمر هاهنا بأن ترجع إلى الميقات لنها
عندما تجاوزت الميقات ما كانت تنوي العمرة ،وكذلك-مثل-لو أراد بعد
ذلك ذلك الزوج أو ذلك المحرم أن يتأخر قال " :ل بأس أبقى ِلمدة
ستة أيام أو أكثر " مثل فلتصنع ما ذكرناه ،أما ما تفعله بعض النساء
بأّنها تتجاوز الميقات من غير إحرام وهي تنوي العمرة وتصل إلى مكة
المكرمة وتبقى هناك حتى تطهر وتغتسل ُثم بعد ذلك تذهب إلى
مما ل يصح أبدا ،في هذه الحالة عليها أن تتوب إلى الله التنعيم فهذا ِ
وأن تندم على ما فّرطت من أمرها وأن ترجع إلى ذلك الميقات:
مّرت عليه من أن ترجع إلى ذلك الميقات الذي َ بعض العلماء يقول لبد ِ
وَلم ُتحرم منه وهي تريد الحج أو العمرة.
وبعض العلماء يقول ل يلزم أن ترجع إلى ذلك الميقات بل ترجع إلى
أي ميقات من المواقيت.
والمواقيت هي الخمس السابقة وليس الت ّن ِْعيم من تلك المواقيت كما
مّرت على ذي الحليفة-مثل-على الرأي يظنه بعض الناس ..إذا كانت َ
الول لبد من أن ترجع إلى ذي الحليفة ول َيجوز َلها أن تذهب-مثل-إلى
حَفة أو إلى يلملم ..لبد من أن ترجع إلى ذي ج ْالسيل أو إلى ال ُ
حَفة-مثل-فلبد من أن ترجع إلى ج ْ
مّرت على ال ُ الحليفة ،وإذا كانت َ
مّرت على السيل حَفة أو إلى أبعد منه إلى ذي الحليفة ،كذلك إذا َ ج ْ
ال ُ
ن أن ترجع إلى السيل أو إلى ميقات أبعد إلى ذي الحليفة أو م ْلبد ِ
ما أن ترجع إلى ميقات أقرب فعلى هذا الرأي الجحفة أو يلملم-مثل-أ ّ
مّرت على ذي الحليفة ل ُيجزيها أن ُتحرم من أي ميقات آخر ل ..إذا َ
مّرت على الجحفة فإنه ُيجزيها أن ُتحرم من الجحفة أو من ذي وإذا َ
الحليفة أما من يلملم الذي هو أقرب من الجحفة أو من السيل الذي
أقرب من الجحفة فل ،وذهب بعض أهل العلم إلى أّنها ُيجزيها أن ُتحرم
من أي ميقات من المواقيت ولبد من أن ُتحرم من واحد من المواقيت
حل كما يتصوره ل أن تذهب إلى التنعيم أو ما شابه ذلك من مواضع ال ِ
مها مع بعض الناس ،ومع ذلك عليها التوبة إلى الله وبعض العلماء ي ُل ْزِ ُ
ذلك أن تفتدي ولكن إذا رجعت إلى الميقات وتابت وأنابت إلى الله-
ت بالفدية هاهنا ص َلها في عدم الدم ،وعَب ّْر ُ خ ُ تبارك وتعالى-فقد ي َُر ّ
394
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وزا ً وإل الصل أن ل ي ُعَّبر بالفدية لن الفدية على التخيير وهذا ل ج ّ تَ َ
َتخيير فيه فلبد من الدم على رأي من يقول بذلك.
ريد أن تعتمر أو تريد الحج فإذن خلصة ما ذكرناه إذا كانت هذه المرأة ت ُ ِ
َ
رم من الميقات وإذا كانت قد أل َْغت ذلك لظروفها فهنا ح ِفلبد من أن ت ُ ْ
در الله-تبارك وتعالى-وقضى بأن تذهب إلى مكة بدون إحرام فإذا ق ّ
انتظرت تلك الجماعة التي هي فيها أو ط َهَُرت هي قبل الميعاد
المعروف فإّنها تذهب إلى أيّ موضع من مواضع اِلحل وُتحرم من هناك،
رمة ليس َلها أن تطوف ح ِ
م ْ
كذلك الحائض إذا أتت وهي حائض وهي ُ
مَنى وإلى عرفة وإلى بالبيت ..إذا كانت في وقت الحج تذهب إلى ِ
مع ولكن ليس َلها أن تطوف بالبيت تنتظر وكذلك ل تسعى إن كانت ج ْ َ
َلم تطف لن السعي يكون بعد الطواف أما إذا أتاها-مثل-الحيض بعد
صّلت الطواف ..طافت بالبيت وأتاها الحيض بعد الطواف إذا كانت َ
الركعتين فل إشكال تذهب وتسعى لن المسعى على الصحيح ليس من
ن البيت م َ
ن ِكان يظهر لول وهلة بأنه من البيت ولكنه لم ي ُب ْ َ البيت وإن
ْ
سعَ وإن كانت على غير طهارة لن الطهارة ل سيس ،فَل ْت َ ْ والعبرة بالت ّأ ِ
شَترط في السعي وما جاء عن بعضهم من اشتراط ذلك ل يصح، تُ ْ
طأ مالك من رواية َيحي ليست بصحيحة مو َ ّوالرواية التي جاءت في ُ
شذ ّ به َيحي فل ي ُْقَبل مما َ رط ذلك فهذه الرواية ِ شت َ ِ فبقية الروايات ل ت َ ْ
سعَ ول شيء عليها وإن كانت َلم تأت بالركعتين ذوذ منه ،فلت َ ْ ش ُ ذلك ال ّ
َ
خر الركعتين تيسيرا عليها وتأتي بذلك بعد ذلك ِبمشيئة الله تبارك فل ْت ُأ ّ
سمعن بأن ف فلتنتظر وبعض النساء َ ما إذا كانت لم ت َط ُ ْ وتعالى ،أ ّ
سعَْين وأ َل َْغت تلك النساء الطواف لن َ
نو َ الحائض ل تطوف فأت َي ْ َ
طوِفيمَلت ) غَي َْر أن ل ت َ ُ ح َ واف عليها في اعتقادها ..هكذا َ الحائض ل ط َ َ
طأ فاضح ..طواف العمرة وطواف الحج ركن من الركان خ َ ( وهذا َ
ما
داع فقط أ ّ ذر الحائض من طواف الوَ َ كها وإّنما ت ُعْ َ جوز ت َْر ُ التي ل ي َ ُ
طواف الفاضة-أ ُك َّرر-وطواف العمرة ُرك َْنان ..طواف العمرة ُركن من
من أركان أركان العمرة وطواف الفاضة الذي هو طواف الزيارة ركن ِ
ذر الحائض من ذلك فلبد من الت َن َب ّهِ ِلهذا المر؛ والله ولي الحج فل ت ُعْ َ
التوفيق.
رد
ر الفَ ْ
م َ
عتَ ِ
ح أن يَ ْ
ص ّ
ل يَ ِ
ستََند مَن يَقول :إّنهُ َ
س :ما هو مُ ْ
احدة ؟ يارة الوَ ِ
عمرة في الزّ َ أكثر مِن ُ
هؤلء أنّه َلم يَثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ستند َج :مُ ْ
مرّة مع حِرصه على فاره أكثر مِن َ
فرٍ َواحد مِن أسْ ِ
مر في سَ َ أنه اعَْت َ
ّ
الخير ،ولم يَْثبت-كذلك-عن أحد مِن صحابته-رضوان الله تبارك وتعالى َ
395
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
اته-صلوات الله وسلمه عليه-أكَْثر مِن مروا في حََي ِ أنهم قد اعتَ َ عليهمِ-ب ّ
ن النّبي-صلى الله وإنما أَِذ َ ه مّ ، ار ِ ف ِعمرة واحدة في سفر واحد مِن أسْ َ ُ
لسيدة عائشة-رضي الله تبارك وتعالى ّ عليه وعلى آله وصحبه وسلمِ-ل
مرن َلها ِبَأن تَْعَت ِ يبا لِنَفسها أذِ َ طيِ ً ت ..فإنه تَ ْ رَن ْ مر بَعد أن قَ َ عنهاِ-بأن تَْعَت ِ
ولم يَرِد َدليل افقها َ .. ر ِ مرَ أخاها عبد الرحمن ِبأن يُ َ وأ َ
التْنعيم " َ من " َ ِ
سالم مِن ُكل اعتراض ِباعتمار عبد الرحمن-رضي الله تبارك ِ صحيح
مع السيّدَة عائشة-رضي الله تبارك وتعالى عنها- وتعالى عنه وعن أَِبيهَ -
ولعل هذا الأقرَب ّ مرَ، هَنالِك رواية َتدُل عََلى أنه اعْتَ َ مل ُ .. حَت ِوالمر مُ ْ ُ
إلى الصواب ولكن ذلك لِمرافقتِه ِللسيدة عائشة على أننا ل نستطيع
أن َنقول " :إنّه قد اعَْتمر " ،أما الرسول-صلى الله عليه وعلى آله
من ْهم أكثر مِن مرة واحدة. عتمر أحَدٌ ِ وصحابته-كما قلتُ-لم يَ ِ ُ وسلم-
الواحد أكثر مِن روعية العتمار في السّفر َ ش ُ م ْ ول ِب َ ق ُ وبعض العلماء يَ ُ ُ
مرة.
ماحيْث الجواز لِما ذكرناه مِن هذا الدليل وإنّ َ قول بِالجواز مِن َ حن َن ُ ون ْ َ
رات م َ ان ِبالعُ ْ ن التيَ ِ م َ فضل للنسان أَن ُيكِْثرَ ِ هل الأ َ َ الفضل َ .. الكلم في َ
السفر ّ احدَة في رةً َو ِ ر إل مَ ّ م َ ر أن يَْعتَ ِ غيْ ِ واف مِن َ الط َ
َ أو أن ُيكثِر مِ َ
ن
كما ثَبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ اللهم الواحد َ َ
ذهب ختلف ،أما أن يَ ْ مكَرمة فالمر يَ ِ دة طويلة في مَكّة اله ُ قي م ُ ّ إل إذا َب ِ
حسب مَا نَرَى-أن ُيكِْثر مِن الطوَاف النسان ِلعدة أيَام فالفضل-على َ
غير أن يَأتي بِأكثر مِن ِتلك العُمرة التي ومن ذِكر الله-تبارك وتعالى-مِن َ ِ
خل بَِها مَكّة المكرمة ِلما ذكرناه. َد َ
حديث النّبِي صلى الله قا مِن َ اب ً س ِ ض علينا بِما ذَكرناه َ مكن أن يُْعَترَ َ ول يُ ْ
ّ لن م ا (،
فارة ِلما بَيَْنُه َ العمرة كَ ّ مرة إلى ُ عليه وعلى آله وسلم ) :العُ ْ
مر ولم َيأمُر صحابتَه-رضوان الله تبارك عت ِ هو الذِي لم يَ َ الذي قال ذلك ُ
ن ِللسيّدة عائشة-رضي الله تبارك و تعالى ذلك وإنّما أَِذ َ وتعالى عليهم-بِ َ
سع لِلطالة؛ والله- مجال ل يَّت ِ دمناه ،واله َ رف خَاصّ ِبها كما ق ّ ظ ْ عنهاِ-ل َ
تبارك وتعالى-أعلم.
ره، غْي ِ س :العُمرة إذا كانت الولى عن نفسه والثانية لِ َ
قبِيل التكرار ؟ عتَِبر هَذا مِن َ هل يُ ْ
ار مِن حيث الجوَاز وإنّما مِن حيث ر ِ انع مِن التِكْ َ ج :نَحن َنقول :ل مَ ِ
ن قَْبل مر مِ ْ مر عن أبيه وأبوه لم يَْعَت ِ خص يَْعَت ِ الفضل ..أما إذا كان الشّ ْ ْ
مرة يعان الذّهاب إلى العُ ْ ط َ سَت ِأو عن أمّه وأمّه لم تَعتمِر مِن قبل ولَ َي ْ
كذَا ِبالنّسبة إلى اهر وهَ َ الظ ِ ّ س ِ
ب ح ْ ه الشّفاء بِ َ رجى مِْن ُ رض-مثل-ل يُ َ م َلِه َ
ما ل مَانع مِنْه ِبمشيئة الله-تبارك تعالى-بل ذلك مِن هما فذلك مِ ّ أقارِب ِ َ َ
قوى؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. والت َ
ّ باب التعاون على البِر
396
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
397
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
398
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ط فيها من فَّر َ ن َ ثإ ّ حةِ الطواف ِبحي ُ ص ّ ط ِ ن شرو ِ م ْ ط ِ شر ٌ ما هو َ من َْها َ ِ
طل. َيكون طواُفه با ِ
ت ذلك ط فيهاِ ،لثبو ِ ري ُ من السنن التي ل َينبِغي التف ِ سّنة ِ من َْها ما هو ُ و ِ
عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
طه وواجباِته ف ِبمعرفةِ شرو ِ معرفةِ أحكام ِ الطوا ِ من العتناِء ب ِ َ فإذن لبد ِ
سن َِنه ومستحّباِته. و ُ
من ن ِبمعرفةِ ذلك ،فت ََرى كثيرا ِ ت-ل َيعَتنو َ س-كما قل ُ من النا ِ وكثيٌر ِ
العوام َيذهُبون ِلتأديةِ فريضةِ الحج أو ِلتأديةِ العمرة وهم ل َيعرُفون عن
من َلم مع ِبالطواف ومنهم حتى َ من َيس َ أحكام ِ الطواف شيئا ..منهم َ
جه ح ّ ف ِبماذا َيأِتي في َ مع ِبالحج أو العمرة ول َيعرِ ُ س َ مع ِبه وإّنما ي َ ْ َيس َ
ب ِلتأديةِ الحج أو العمرة ريد ُ أن َيذهَ َ دما ي ُ ِ ن عن َ عمرِته ،فلبد ِللنسا ِ وفي ُ
م المورِ التي َتتعل ّقُ ِبهما حتى ُيؤّدي تلك العبادة-التي َ
م أه َ ّ أن َيتعل ّ َ
ره. َ َ
من أم ِ عها الله تبارك وتعالى-على بصيرةٍ ِ
َ
شَر َ
م المهمات في الحج وكذلك في الُعمرة ،فهو من أهَ ّ تِ - ف-كما قل ُ والطوا ُ
ي ما َ كان ِبال ّ َ
من الْر َ
ع َ ن أن ُيرا ِ م ْ ط الذي ذكرُته ،وعليه فلبد ِ شْر ِ ن ِ رك ٌ
َيتعّلق ِبه ولسيما الشروط والواجبات.
ضع وينتهي مو ِ من َ ف ِ دئ الطائ ُ من أن َيبت ِ ة ون َِهاية ،فلبد ِ ف َله ِبداي ٌ الطوا ُ
ريد ُ أن َيطوف من ي ُ ِ دما َيأِتي َ جر ..عن َ من ركن الح َ دئ ِ إليه ،والطواف يب ْت َ ِ
من َتقِبيِله قب َّله وإن ن ِ جر فإن َتمك ّ َ ل الح َ ث ي َُقاب ِ ُ جر ِبحي ُ َيأِتي إلى ُركن الح َ
ن معا فإن َلم اليمنى ل ِبالي َد َي ْ ِ دهجر ب ِي َ ِ مس الح َ من ذلك فإنه ي َل ْ َ كن ِ م ّ َلم ي َت َ َ
دهشاَر ِبها وإّنما يقّبل ي َ َ ده التي أ َ َ شاَر إليه ول ُيقّبل ي َ َ من ذلك أ َ َ كن ِ م ّ ي َت َ َ
ضِع من وَ ْ جر أو ِ من مصافحةِ الح َ ن ِ جر ..أي إذا َتمك ّ َ ح ِبها الح َ صافَ َ التي َ
دئ دئ الطواف ،وليس َله أن َيبت ِ ضع َيبت ِ من ذلك المو ِ ده على الحجر ،و ِ يَ ِ
ن ذلك َ
جر فإ ّ من بعدِ الح َ جر ،فإنه إذا ابتدأ ِ من موضٍع بعد َ الح َ ف ِ الطوا َ
طل ل عبرةَ ِبه ،وعليه َلو َ
من ذلك الموضع َيكون با ِ الشوط الذي ابتدأ ِبه ِ
ين عليه أن ي ُل ْغِ َ ه إلى صِنيِعه ذاك فإ ّ ص في ذلك ُثم انت ََبه أو ن ُب ّ َ وَقَعَ شخ ٌ
هو الشوط ذلك الشوط وأل ّ َيعتِبر ِبه أبدا وي َعَْتد ِبالشوط الذي ي َِليه و ُ
طوف سبعة دمنا ،وي َ ُ جر كما ق ّ ل الح َ مقاب ِ ِ من ُ دئ فيه الطواف ِ الذي َيبت ِ
ن المعلوم أّنه لبد َ أَ ْ
م َ ضع الذي اب ْت َد َأ منه ،و ِ واط وينتهي في ذلك المو ِ ش َ
من ت ولو جزئية صغيرة ِ ص ْ ماما فإذا نَق َ ل الشواط السبعة ت َ َ م َ من أن ي ُك ْ ِ ِ
حيحا. ن طواَفه ذلك ل ُيعتَبر ص ِ ذلك فإ ّ
ف الناس عليه وذلك ط ي َِق ُ من الزمن هناِلك خ ّ صيرةٍ ِ وكان منذ ُ فترةٍ ق ِ
من الناس ما ل سرِ على كثيرٍ ِ من الي ُ ْ ماما وفيه ِ جر ت َ َ ل ِللح َ الخط مقاب ِ ٌ
ت ِبالمس-موجودا كن-كما قل ُ َيخَفى ،لكن ذلك الخط ل َيخفى أّنه َلم ي َ ُ
ن في عهدِ النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-ول في الُقُرو ِ
399
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ُ
من من الزمن ُثم أِزيل ،و ِ صيَرةٍ ِ ضعَ منذ ُ فترةٍ قَ ِ ت ذلك وإّنما وُ ِ التي ت َل َ ْ
ل
مَقاب ِ ِ ف في ُ جر ..وَقَ َ ل الح َ دما َقاب َ َ ف عن َ طا َ ن النبي َ فأ ّ المعرو ِ
مة كِبيَرة ُ
تأ ّ كرام وكان ْ ف معه صحابُته ال ِ من هناك وطا َ ف ِ جر وطا َ الح َ
شد ّد ُ سرِ والسهول َةِ ما ل َيخَفى ،فالت ّ َ من الي ُ ْ من الناس ،وفي ذلك ِ جدا ِ ِ
ما ل َينبِغي. م ّ طع ِ والت ّن َ ّ
ددش ّ من هناك ول ْي َت ُْرك الت ّ َ دئ ِ جر فلَيبت ِ ف الح َ ريد ُ الطوا َ من ي ُ ِ فعندما ُيقاِبل َ
خطا ضع ْ َ ن النبي َ لم ي َ َ من المعلوم أ ّ كوك ،ف ِ ش ُطع والوساِوس وال ُ والتن َ ّ
من ذلك ف ِ شَرع في الطوا ِ جميعا وإّنما َ قُفوا عليه َ من أجل أن ي ِ س ِ ِللنا ِ
كم ( وطاف معه سك َ ُ خ ُ ْ
ذوا عّني منا ِ جِته ) :لت َأ ُ ح ّن في َ ضع وبي ّ َ المو ِ
كرام وهكذا في عُُهوِدهم-رضوان الله تعالى عليهم-وفي ة ال ِ الصحاب ُ
دهم. من جاء بع َ عهودِ التابعين و َ
حّرى ذلك جر ..ي َت َ َ ل الح َ ف في مقاب ِ ِ ريد ُ الطواف أنه ي َِق ُ ِ من ي ُ در َ فلي َُق ّ
ضع الذي ابتدأ َ فيه ضع وَينتِهي-أيضا-في المو ِ من ذلك المو ِ طوف ِ وي َ ُ
من ك شيئا ِ من ذلك ،لّنه َلو ت ََر َ ك شيئا ِ صح َله أن َيتُر َ ت-ل ي َ ِ ث-كما قل ُ ِبحي ُ
َ
ضِع الذي طل ،أما إذا ابتدأ-مثلَ-قبل المو ِ واَفه ذلك َيكون َبا ِ ن طَ َ ذلك فإ ّ
من هناك ثم تب َّين َله أ ّ
ن ة ُتشَرع ِ ن البداي َ ن-مثل-أ ّ منه البداَية ..ظ َ ّ شَرعُ ِ تُ ْ
من أن َينتِهي في ضّره في ذلك لكن لبد ِ ف ذلك فذلك ل ي َ ُ مَر ِبخل ِ ال ْ
من قبل ،وليس َله أن َينتِهي في ضع المعروف الذي حد ّد ُْته ِ المو ِ
من موضٍع ُيخاِلف َ َ
ضع الذي ابتدأ منه في هذا الطواف ،لّنه ابتدأ ِ المو ِ
م
متَقد ّ ٌ حيح الذي هو ُ ضِع الص ِ من المو ِ دئ ِ حيح وما دام َلم َيبت ِ ضعَ الص ِ المو ِ
حيح؛ والله- ضِع الص ِ ي في المو ِ من أن َينتهِ َ ضِع الطواف فلبد ِ على مو ِ
تبارك وتعالى-أعلم.
400
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
401
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ج :الصل أن تعالج المرأة المرأة ،ولكن إن لم يوجد ذلك فل بأس في
حالة الضرورة القصوى بشرط أن يكون الزوج حاضرا أو إحدى قريباتها
،ولكن ينبغي أن يكون هو الزوج إل إذا تعذر ،والله أعلم .
402
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
403
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
رسول الله صلى الله عليه وسلم ول يجوز لحد أن يصافح امرأة ،فقد
ثبت عن الروسل صلى الله عليه وسلم أنه قال) :لن يطعن أحدكم
بمسمار في رأسه خير له من أن يمس امرأة ل تحل له ( والحديث
رواه ابن حزم ورواه الطبراني قال في "الكبير " :قال الهيثمي رجاله
رجال الصحيح ،وقال المنذري في " الترغيب والترهيب" :رجاله تقات
رجال الصحيح ،وإذا كان هذا الحديث صحيح كما رأيتم فل يجوز لحد
أن يخالف السنة الثابتة ،وقد علمتم العقوبة ،وهذه العقوبة ل تكون
إلى على كبيرة من كبائر الذنوب ،والله سبحانه وتعالى أعلم .
404
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
إذا كان في صورته ظاهرة أو كان منقول بشيء من هذا اللت الحسية
،فهذا حرام بنص السنة المروية عن الرسول صلى الله عله وسلم .
406
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س :ما حكم لعب الورقة إذا لم تكن ُتلهي عن الصلة في
وقتها أو غيرها من العبادات ؟
شغل عن عبادة الله وعن طلب شغل شاغل ُ ،ج :أقول :الورقة هذه ُ
العلم ولكن يقال في حكمها أنها مباحة ما لم تشغل عن عبادة الله
سبحانه وتعالى كالصلوات والجماعات وقراءة القرآن والذكار وطلب
العلم ،ولم يكن هناك شيء من السب أو الشتم أو التنابز باللقاب ،
وعلى كل حال فالورقة ل تخلوا من شيء من ذلك ،وهكذا بقية المور
التي تشبه هذه الورقة ،ولكن إذا لم يحصل شيء من ذلك فنقول
بكراهيتها ،أما بالتحريم فل نستطيع أن نقول بذلك لعدم الدليل ،ولكن
نقول بالشروط المتقدمة وهي عدم التساب أو التشائم أو التنابز
باللقاب أو شيء من الرهان أو شغل عن عبادة الله سبحانه وتعالى ،
أما إذا كان شيء من ذلك فهي محرمة .
أئمة الحديث ،وحسنه آخرون ،وهو حديث صحيح ثابت ،وفوق ذلك
فإن الله سبحانه وتعالى قد أشار في الكتاب العزيز إلى النهي عن ذلك
.
فمن حلق لحيته أو قصر شيئا ً منها فهو مرتكب لمحرم والعياذ
بالله تبارك وتعالى من ذلك ،ول يصح الستناد بالخذ من اللحية إلى
الحديث المروي :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من
لحيته ،وهو حديث رواه الترمذي وقال :غريب ،أي ضعيف ،وذلك لن
الترمذي يستعمل كلمة "غريب" على ثلثة معان منها :أنه يريد بها
الضعيف ،فقال :بأنه غريب هاهنا أي ضعيف ،وهو في حقيقة الواقع
موضوع ،وقد قصر الترمذي في اكتفائه بالتضعيف ،وإن كان الضعيف
أيضا ً يشمل الموضوع ،وذلك لن الضعيف على سبعين نوعا من النواع
منها الضعيف .
وهذا الحديث موضوع لنه من طريق عمر بن ميمون وهو كذاب
ضاع ،ول يمكن أن تترك تلك الحاديث الصحيحة الصريحة الثابتة و ّ
بمثل رواية هذا الكذاب والله المستعان .
وصبغ اللحية إذا كان بغير السواد فهو جائز ،وأما بالسواد فل يجوز ،
وقد ثبت النهي في أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء
في بعضها -وحسنه بعض العلماء ) -من صبغ بسواد سود الله وجهه يوم
القيامة( والحديث في النهي ،من ذلك منها في البخاري ومسلم ،
ومنها في غيرهما ،فل يجوز بالسواد وأما ما عدا ذلك فل مانع منه .
408
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س :هل يجوز أخذ قيمة ما يسمى بالدعية التي تظهر على
أغلفه الباردة للطفال والكبار على حد سواء أو الجوائز
التي تصدرها الشركات إذا كان الشخص محتاجا لتلك
المكافأة المالية ؟ وهل من فرق بين المتعمد وغير المتعمد
في أخذ الدعاية ؟
ج :أما القاصد فل تجوز له قطعا ،وأما الذي لم يقصد ففي ذلك
خلف ،والذي نراه عدم الجوائز ،والله أعلم .
409
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
والذي عليه جمهور المة ودل له الثابت عن الرسول صلى الله عليه
وسلم أنه يرث مسلم مشركا ً ،وعليه في مثل هذه الحالة يجوز له أن
يوصي بالجل أو الكل ،الله أعلم .
أما أن يوصي للمشرك بكل ماله فل يجوز ول يجله ،وأما أن يوصي
بنصفه فل بأس ،لكن الوصية لمشركة ل نقول بأنها ل تجوز ،فقد ثبت
عن السلف بل ثبت عن شيء من الروايات عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما يمكن أن يستفاد من ذلك ،وإنما نقول بأنه ل يستحسن
أن بوصي بالكل أو بالجل لغير المسلمين ,أما جوائز الوصية للمشرك
إذا لم يكن حربا للمسلمين فقد جوزه كثير من العلماء ,ول سيما إذا
كانت هناك مصلحه لعليم يدخلون في السلم أو نحو ذلك .
حكم الصيد إذا أطلق عليه النار
س :ما حكم الصيد إذا أطلق عليه النار فسقط ميتا في
حينه ؟
ج :هذه المسألة ذهب الجمهور إلى أنه ل يجوز أكل الصيد الذي أطلق
عليه النار بهذه البنادق ولو ذكر اسم الله سبحانه وتعالى عليها ،وهذا
هو الراجح عندهم ،وإن ذهبت طائفة من العلماء لسيما من المتأخرين
إلى جواز ذلك ،ولكن القول الول هو أقوى القولين ،والله أعلم .
أقول :إذا كانوا يدعون سبعين بابا من الحرام مخافة أن يقعوا في
الحرام ،فما بالك بالحرام نفسه .
410
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
411
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
والنوع الثاني :هو التنويم المسرحي ،الذي يقوم به بعض الدجالين أو
السحرة ،وقد ساعدهم بعض الجن على ذلك ،وهذا النوع دجل
وشعوذة وهو غير جائز ،والزرقاني إن أراد بقوله المذكور أن هذا المر
خارق للعادة ،كما هو الشأن في المعجزة ،فله وجه كما هو مبين في
محله ،وإل فهو باطل ل وجه له ،والله أعلم .
علج الغضب .
س :ما حكم الشرع في الغضب لتفه السباب ؟ وما هي
الطريقة للتخلص منه ؟
ج :يخلص منه بالستعاذة من الشيطان ،لن هذا الشيطان هو الذي
يسبب ذلك ،وقد جاء في بعض الروايات أن الذي يغضب عليه أن
يستحم ،لن للماء خصوصية في تهدئة الغضب ،وعلى كل يجب
الستعاذة من الشيطان واللجوء إلى بعض الذكار الواردة عن الرسول
صلى الله عليه وسلم ،والمواظبة على قراءة القرآن .
توبة المغتاب .
س :كيف تكون توبة المغتاب لشخص ،هل تكون بأن يذهب
إليه ويخبره بأنه إغتابه ويطلب منه الصفح؟
ج :في ذلك خلف بين العلماء ،ذهب أكثر العلماء إلى أنه عليه أن
يتوب إلى الله تبارك وتعالى وليس عليه أن يذهب إلى ذلك الشخص
فيخبره بأنه قد اغتابه ويطلب أن يسامحه في ذلك وذهبت طائفة من
العلماء إلى أنه يجب عليه أن يذهب إليه ،والقول الول لعله هو القول
الصحيح ولسيما إذا خلف من ذلك الفتنة ،والله أعلم .
بيان معنى النسيان في الحديث الذي رواه الربيع عن القرآن .
س :جاء في مسند المام الربيع ) من تعلم القرآن ثم نسيه
حشر يوم القيامة أجذم ( فما المقصود بالنسيان هنا ؟
ج :اختلف العلماء في هذا النسيان ،فقيل بالنسيان نسيان التلوة ،
وقيل النسيان ترك العمل بالكتاب العزيز ،لكن هذا ل يساعفة اللفظ ،
وقيل النسيان هو إذا تعمد أن يترك الكتاب ،وقيل نسيان الترك وليس
نسيان اللفظ ،والله سبحانه وتعالى أعلم ،وتجدون ذلك في شرح
المام السالمي -رحمه الله .-
413
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ص الثاِبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وقد ِبالن ّ
ة السلمية قاطبة ،وإنما وَقَعَ الخل ُ
ف م ُ َ
ت على مسنونيةِ ذلك ال ّ أجمع ْ
بْين العلماء فيما َيتعل ّقُ ِبصيام ِ يوم ِ عرفة في أمرْين اثنْين:
ن
مه كيوم ِ الجمعة مثل فإ ّ دف ذلك يوما منهيا عن صيا ِ أوُّلهما :إذا صا َ
العلماء في هذه الحالة قد اختَلفوا في الصيام ِلهذا اليوم:
ت عن ة منهم إلى عدم ِ مشروعيةِ الصيام ،وذلك ِلما ثب َ ت طائف ٌ فذهب ْ
النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أنه َنهى عن الصيام ِ في يوم ِ
ح ثاِبت عن ث صحي ٌ ده ،وهو حدي ٌ من صام يوما قبَله أو بع َ الجمعة إل ل ِ َ
ة
من أئم ِ ة كبيرة ِ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلمَ ،روَْته طائف ٌ
دهما َيد ّ
ل مر ..أي إذا َتعاَرض دليلن أح ُ دم على ال ْ ي ُيق ّ الحديث ،والنه ُ
دم على مق ّي ُ ن النه َ مرِ ِبه فإ ّ ل على ال ْ خر َيد ّ مر وال َ ي عن أ ْ على النهْ ِ
مر ولو كان ذلك المنهي عنه مكروها إذا كان المأمور ِبه مندوبا. ال ْ
ل ِبمشروعيةِ ذلك ،وذلك نظرا إلى من العلماء إلى القو ِ ة ِ ت طائف ٌ وذهب ْ
م عرفة، مه يو َ صد َ ِبصو ِ م الجمعة وإنما قَ َ مه يو َ صد ِبصو ِ م َلم َيق ِ ن الصائ َ أ ّ
مقي ّد ٌ ب ِعِّلة وهي وإن لم ي ُن النه َ ل الصحيح ،وذلك ل ّ ل هو القو ُ وهذا القو ُ
ن ذلك الحديث مُر كذلك فإ ّ طة وإذا كان ال ْ َتكن منصوصة ولكنها مستنب َ
ل الله-صلى الله عليه وعلى آله ص ِبهذا الحديث الثاِبت عن رسو ِ خ ّ يُ َ
َ
ممن أراد َ أن َيصو َ ضل ل ِ َ من الخلف ،فال َفْ َ وسلم-إل أنه َينبِغي الخروج ِ
م
ن يو َ م الخميس ،ول شك أ ّ م َيو َ م يوما قبَله ِبأن َيصو َ ذلك أن َيصو َ
ة الصحيحة الثاِبتة عن النبي-صلى الله مه السن ّ ُ ت ِبصيا ِ الخميس قد ثبت َ ْ
شر والعمل فيها ن ذلك في اليام ِ الع ْ عليه وعلى آله وسلم-ولسيما أ ّ
َ
ل الله صلى الله عليه وعلى ت ذلك عن رسو ِ رها كما ثب َ من غي ِ ضل ِ أفْ َ
آله وسلم.
من كان واِقفا ِبعرفة فإنه م يوم ِ عرفة ل ِ َ مُر الثاني وهو :صيا ُ ما ال ْ هذا وأ ّ
قد اختَلف فيه العلماء أيضا:
من ُيشِغله ذلك عن الدعاء ن ذلك ُيكَره ل ِ َ من العلماء إلى أ ّ ة ِ ت طائف ٌ ذهب ْ
ب الصوم ،أما إذا لم َيكن ذلك فإنه َينبِغي َله أن هقا ِبسب ِ مر َ ِبأن َيكون ُ
ن ذلك ُيشَرعُ في حّقه. َيصوم بل إ ّ
ت عن ي عن ذلك ،وذلك لنه ثب َ ِ من العلماء إلى النه ة ِ وذهبت طائف ٌ
ل الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أنه أ َفْط ََر في ذلك اليوم رسو ِ
جِته. ح ّ في َ
من ة ِي عن ذلك ِبما َروَْته طائف ٌ من العلماء على النه ِ ة ِ ت طائف ٌ ج ْ واحت َ ّ
ث-كالنسائي في " السنن الكبرى " وأبي داود وابن ماجة أئمةِ الحدي ِ
والحاكم في " المستدَرك " وأبي إسحاق الحربي في " غريب الحديث
حلية الولياء " " والطحاوي في " شرح معاني الثار " وأبي نعيم في " ِ
415
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل-صلى الله عليه ن الرسو َ من أ ّ والخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد "ِ -
ن هذا من كان واِقفا ِبعرفة ،إل أ ّ وعلى آله وسلمَ-نهى عن صيام ِ عرفة ل ِ َ
ل الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،لنه ت عن رسو ِ الحديث لم َيثب ْ
ق أخرى من طري ٍ مجهول ،وقد جاَء ِ ري وهو َ ج ِ
ق مهدي الههَ ْ من طري ِ ِ
ق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى من طري ِ مّرة ،لنها ِ ولكنها واهَِية ب ِ َ
سل َ ِ َ
روايِته. خذ ُ ب ِ ِ
مّرة فل ُيؤ َ مي وهو واهٍ ب ِ َ ال ْ
ل الله صلى الله عليه وعلى آله ل الثاِبت عن رسو ِ فإذن الُعمد َةُ الفع ُ
وسلم.
من المحاِرم ؟ س؟ِ :بالنسبة ِلزوجةِ الَعم وزوجةِ الخال ،هل هما ِ
من المحاِرم .. ة الخال وكذا ِبالنسبةِ إلى زوجةِ الَعم فهما لْيستا ِ ج :زوج ُ
ضرِ ولن في الحا ِ جه ُ ّ
ص أن َيتزوّ َ من ل َيجوز ِللشخ ِ ن َ المراد ُ ِبالمحاِرم ه ّ
ضر ..أي في جها في الحا ِ ل امرأةٍ ل َيجوز له أن َيتزوّ َ في المستقَبل ،فك ّ
حها ،وأما إذا ضر ول في المستقَبل فإنه َيجوز َله أن ُيصافِ َ ت الحا ِ الوق ِ
جها في هذا الوقت أو في المستقَبل فإنه ل َيجوز َله أن كان َله أن َيتزوّ َ
دمنا ذلك؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. من الحوال ،كما ق ّ ل ِ حها ِبحا ٍ ُيصافِ َ
ديح ِللحاج أن َيه ِ ص ّ
منى ،هل ي َ ِ ج ِ جد خار َ سَلخ ُيو َ م ْ س؟ :هناك َ
فيه ؟
كة بل في الحَرم كّله على مذه ِ
ب م ّ منى وفي َ ج :نعم ،الهد ْيُ َيجوز في ِ
صت السّنة على جواِز ت على ذلك السّنة ..ن ّ ص ْ جمهورِ العلماء كما ن ّ
منى وفي مكة ،وسائُر الحَرم تاب ِعٌ َلهما؛ والله أعلم. ذلك في ِ
من ضبط تاريخها كان موضوعها عن :مناسك الحج من حلقة لم نتمكن ِ ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
عام 1422هه
س ... :4
ج :إذا كان ذلك النسان يستطيع أن يذهب بنفسه فإنه ل يجوز لحد أن
يعتمر أو يحج عنه ،وإنما تكون النيابة عن المريض الذي ل يستطيع في
الحال ول في المستقبل على حسب الظاهر أو عن الميت ،فمثل هذين
هما اللذان يصح العتمار أو الحج عنهما؛ والله أعلم.
من حلقة 5رمضان 1422هه ،يوافقه 21/11/2001م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ن الخت أشكل عليها بين الوصية وبين القيام بتنفيذ س :2يبدو أ ّ
الصيام عن طريق الوصية-أيضا-أو الحج ..صحيح أنه ل وصية لوارث
لكن هل عندما يوصي الوارث لموروثه أن يصوم عنه أو أن يحج عنه،
هل له أن يحج عنه أو يصوم عنه ؟
416
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ج... :
وأما بالنسبة إلى هذه المسألة وهي ما إذا أوصى رجل بحج أو صيام أو
ما شابه ذلك فهل لبعض ورثته أن يقوموا بتنفيذ هذه الوصية وأن
ن
يأخذوا مقدارا من المال مقابل تنفيذ تلك الوصية ؟ فالجواب :نعم ،ل ّ
هذه الوصية ليست لذلك الوارث بسبب أنه قريب للمتوفى وإنما بسبب
قيامه بهذا العمل الذي قام به بل الولى أن يقوم بإنفاذ هذه الوصية
ن الحديث قال ) :من مات وعليه وأن يقوم بتأديتها أقارب المتوفى ،ل ّ
ن النبي-صلى صوم صام عنه وليه ( ،وجاء-أيضا-في الحديث الذي فيه أ ّ
الله وسلم وبارك عليه-سمع رجل يقول " :لّبيك عن شبرمة " قال:
ن بعض ) من شبرمة ؟ ( قال " :قريب لي " أو " أخ لي " ،حتى أ ّ
العلماء ذهب إلى أنه ل تصح العبادة من شخص بعيد لشخص بعيد عنه؛
ن هذه القضية ل تدخل ضمن الحديث ولذلك تعرف الخت السائلة بأ ّ
الثابت عن النبي صلى الله وسلم عليه؛ والله-تعالى-أعلم.
س :14رجل نذر أن يحج عن والدته ولكن والدته ضعيفة في
سن ..كبيرة تحتاج إلى أن يقوم برعايتها والعناية بها ،فهل له أن ال ّ
مة على أخواته ليقمن بذلك وأخواته ل يذهب ليحج عنها ويترك المه ّ
مة التي ترضي الوالدة لنها تحتاج إلى رجل يستطعن أن يقمن بالمه ّ
يستطيع حملها إلى دورات المياه وغيرها ؟
مة فعليه ج :الله أعلم ,إذا كانت الخوات يستطعن أن يقمن بهذه المه ّ
أن يذهب لتأدية الحج الذي نذر به ،وأما إذا كانت الخوات ل يستطعن
على ذلك فهو معذور إلى أن يمكنه أن يقوم بتأدية هذه الفريضة ولكن
ن الغالب ل يشقّ على النساء من أن يأخذن هذه المرأة إلى الذي أراه أ ّ
دورات المياه وما شابه ذلك؛ والله-تعالى-أعلم.
من حلقة 6رمضان 1422هه ،يوافقه 22/11/2001م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س ... :9
ن طائفة ج ... :حقوق الله-تبارك وتعالى-كالزكاة والكفارات والحج فإ ّ
ن مثل هذه المور تخرج من رأس المال من أهل العلم يقولون :إ ّ
وليس من الثلث؛ وهذا رأي وجيه جدا ...
من حلقة 7رمضان 1422هه ،يوافقه 23/11/2001م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س ... :1
دينمن ال ّ من المور المعلومة ِ صلة ِ ج ... :فالزكاة والصيام والحج وال ّ
كافر ... ن أ َن ْك ََر َ
ها َ م ْبالضرورة و َ
س ... :6
417
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ُ
نساء ي َذ ْهَب ْ َ ن الن ّ َ
م َ ن كثيرا ِ مة وهي أ ّ ج ... :وأريد أن أن َّبه على مسألة مه ّ
ن
كأ ّ ش ّ حَرم أو َزْوج ول َ م ْ ن َ حب َهُ ّصا ِ من غير أن ي ُ َ إلى الحج أو العمرة ِ
ص بعض العلماء في ذلك لداء الفريضة-أي خ َ ح ..نعم ر ّ ص ّ ذلك ل ي ِ
من الثَقاة ومعهم نساء ط أن يكون هنالك رجال ِ شْر ِ جة الفريضة-ب َ ح ّلِ َ
حَرم م ْ ما أن تذهب امرأة مع رجل أجن َِبي ول يوجد َلها َ مهم ،أ ّ حارِ ِ م َ من َ ِ
ه إل امرأة أو امرأتان مع َ ُ من أهل الصلح أو ليست َ أو هذا الرجل ليس ِ
طؤ وتقع هنالك معصية وا ُ من ُيمكن أن يقع بينهم الت ّ َ م ّأو ما شابه ذلك ِ
من العلماء، ما َلم يقل به أحد ٌ ِ م ّمن معاصي الله-تبارك وتعالى-فهذا ِ ِ
ص فيه ،فهذه المور خ َ وكذلك بالنسبة إلى حج النافلة فل ينبغي أن ُيتر ّ
ه إليها. ينبغي أن ي ُت َن َب ّ َ
من طاعات الله تبارك والنسان إذا كان يريد أن يقوم بالتيان بطاعة ِ
سَنن التي من ال ّ سّنة ِ ن فرائض الله أو ب ُ م ْوتعالى ..أن يأتي بفريضة ِ
ثبتت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-فإّنه ينبغي له أن يأتي
ب َِها على الوجه الصحيح ،وأل ّ يذهب إلى تأدية الحج-سواء كان فريضة أو
مخاِلف لمره ولمر رسوله صلى ص لله تبارك وتعالى ُ .. عا ٍ نافَِلة-وهو َ
ن أو مع محارمه ّ الله وسلم وبارك عليه ،فعلى النساء أل ّ يذهبن إل مع َ
ن لتأدية مهم وأن ُيرافُقوهُ ّ حارِ ِ م َ ن ،وعلى الرجال أن يتعاونوا مع َ أزواجه ّ
ما ينبغي أن م ّ
حَرم فهذا ِ م ْ ن ،أما أن تذهب المرأة مع غير َ ب عليه ّ ج َ ما وَ َ
دد ِفيه؛ والله-تعالى-أعلم. ش ّي ُت َ َ
من حلقة 12رمضان 1422هه ،يوافقه 28/11/2001م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س ... :9
مر-وهذا َ
ج ... :الذي وََرد عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أنه أ َ
من الحج ِبأن ُيقصرن شعر ن ِ حل ّل ِهِ ّمرِ الله تعالى-النساء عند ت َ َ امِتثال ل ْ
دا.
ج ّسيٌر ِسِهن ،وذلك قد ٌْر ي َ ِ رؤو ِ
...
من حلقة 19رمضان 1422هه ،يوافقه 5/12/2001م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س ... :3
من ول َ ن القول الصحيح هو قَ ْ ج ... :وهذا ي َن ْط َب ِقُ على الحج َتماما ،فإ ّ
جب على الَفور: َيقول إّنه ي َ ِ
جَلن إليه َ
1
ِبالَفوْرِ أن ي ُعَ ّ ة عليه جد َ استطاع ً من وَ َ َ
-1المام نور الدين السالمي ،جوهر النظام في علمي الديان والحكام ،كتاب :الحج ،باب:
النيابة في الحج.
418
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ؤدي هذه الفريضة على الفور ،وليس له من استطاع الحج عليه أن ي ُ َ ف َ
خر بدعوى أنه َيجوز التأخير. أن يؤ ّ
حَتج ببعض الحاديث التي َلم تثبت عن رسول الله- صي وي َ ْ وبعضهم ُيو ِ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم-كحديث " :يدخل بالحجة الواحدة ثلثة
ل الله صلى الله عليه سو ِ " وما شابه ذلك ،فهذه أحاديث ل تثبت عن َر ُ
َ
سى ن عَ َ مادي ... { :وَأ ْ حذ َّرَنا عن الت ّ َوعلى آله وسلم ،والله-تعالى-قد َ
1
َ َأن ي َ ُ
م ] } ...سورة العراف ،من الية،[ 185 : جل ُهُ ْ بأ َ ن قَدِ اقْت ََر َ كو َ
دي هذه العبادة-التي هي من استطاع عليه أن ي ُؤَ ّ ما ل َيصح ،ف َ م ّ فالتأخير ِ
ور. من أركان السلم-على الَف ْ ُركن ِ
من حلقة 20رمضان 1422هه ،يوافقه 6/12/2001م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س ... :1
ج... :
ة
طب فيهما ِبخطب ٍ خ َ طبةِ عرفة هل ي ُ ْ خ ْ خط ْب َةِ العيد و ُ ما ِبالنسبة إلى ُ وأ ّ
خطبت َْين ؟ فهذا قد اختَلف فيه أهل العلم: واحدة أو ُيخطب فيهما ب ِ ُ
ة
خطب ٍ مْنهم إلى أّنه ُيخطب في كل واحدةٍ منهما ب ِ ُ ت طائفة كبيرة ِ -1ذهب ْ
ت عن النبي-صلى الله ت الصحيحة التي جاء ْ ن الروايا ِ واحدة ،وذلك ل ّ
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله ت على أ ّ ص ْ عليه وعلى آله وسلم-ن َ ّ
ة واحدة. طب خطب ً وسلم-كان َيخ ُ
نل ِبمشروعية الخطب َت َي ْ ِ من أهل العلم إلى القو ِ -2وذهبت طائفة ِ
ما.
والجلوس ب َي ْن َهُ َ
ضهم إلى مشروعيةِ الخطبتْين وعدم الجلوس. -3وذهب بع ُ
ل القائلون ِبالخطبتْين ِبحديث َْين :جاء أحدهما في صلةِ العيد وله واستد ّ
خط ْب َةِ عََرفة: شاهد أيضا ،وجاء أحدهما في ُ
...
ن النبي- ة فيها-أيضا-أ ّ ت رواي ٌ خط َْبة عََرفة فإّنه قد جاء ْ ما ِبالنسبة إلى ُ وأ ّ
خط َْبتْين ،ولكن هذه الرواية ل خط َ َ
ب ُ صلى الله عليه وعلى آله وسلمَ -
صح لّنها قد رواها المام الشافعي وعَْنه المام البيهقي في " السنن تَ ِ
وى من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي َيحيى وغيره وقد قَ ّ الكبرى " ِ
ن إبراهيم بن محمد بن أبي َيحيى وإن ض العلماء فقال " :إ ّ مَرها بع ُ أ ْ
كان متروكا لكنه َلم ي َت ََفّرد إذ تابعه ذلك الشخص " ولكن ذلك الشخص
مكن أن مب َْهم فُيمكن أن يكون ث َِقة وُيمكن أن يكون ضعيفا وي ُ ْ كما ترون ُ
مد على روايِته مجهول ومادام المر كذلك فل ُيمكن أن ُيعت َ يكون َ
-1قال الشيخ " :وعسى " وهو سبق لسان إن كان الشيخ قصد الية.
419
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ة الصحيحة ت الرواي َ ن هذه الرواية قد خال ََف ْ هر أّنه ضعيف وذلك ل ّ والظا ِ
الثابَتة عن النبي صلى الله عيه وعلى آله وسلم.
...
هذا وِبمناسبة ذِك ْرَِنا ِلخطبة عرفة:
ن النِبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- -1فإنه قد َرَوى أبو داود أ ّ
صح فقد رواها أبو داود وفي إسناِده من َْبر ،وهذه الرواية ل ت َ ِ طب على ِ خ َ َ
خاِلفة ِللروايةِ الصحيحة الثابتة عن النبي-صلى الله م َ جُهولُ ،ثم إّنها ُ م ْ َ
َ
عليه وعلى آله وسلم-أّنه خطب وهو على ظْهر َناقَِته ،فمثل هذه
من َْبر
طب على ِ خ ُ طب ل َينبغي أن ي َ ْ خ َ ن َ م ْ مد عليها ،ف َ الرواية-أيضا-ل ي ُعْت َ َ
ن على شيء اللهم إل ن غيرِ أن يكو َ م ْ طب واِقفا ِ خ ُ أو ما شابه ذلك بل ي َ ْ
خص ن ي ُت ََر ّ
كن أ ْ دوَنه فُيم ِ ض الناس ل ُيشاهِ ُ ج إلى ذلك ِبأن كان بع ُ إذا احتا َ
ن
نأ ّ كن ل أظ ّ ل النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-على َناقَِته وَل َ ِ ِبفع ِ
ل ذلك. ة َتدعو إلى مث ِ الحاج َ
ن النبي-صلى الله عليه وعلى ث عن النبي eفيه أ ّ م إّنه قد جاء حدي ٌ -2ث ُ ّ
طب ِلعرفة بعد أن صّلى الظهر والعصر ،وهذه الرواية خ َآله وسّلمَ -
رواها أحمد ورواها-أيضا-أبو داود وفي إسنادها ابن إسحاق وهو وإن
خاِلف غيَره ولكّنه هاهنا قد ح ِبالسماع إذا َلم ي ُ َ حَتج ِبه إذا صّر َ كان ي ُ ْ
ف الثقات الذين َرووا أنّ النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خال َ َ
مة فقد ي َظ ُ ّ
ن مه ِ ّ ت التنبيه على هذا لنّ فيه فائدة ُ ل ذلك ..أرد ُ طب قب َ خ َ َ
كن أن ي َُقال م ِ
مت ََعاِرض أو ما شابه ذلك مع أّنه ل ي ُ ْ ل ُ بأنّ الفع َ ض ِ َ البع ُ
ل هذه الحادثة لنّ النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ل َ ْ
م ب ِت َعَد ّدِ مث ِ
مّرة واحدة في عرفة وهي طب إل َ خ ُ ذلك َلم ي َ ْ مّرة واحدة ول ِ َ حج إل َ يَ ُ
ل هذه ض الناس َيقولون في مث ِ لن بع َ ّ صلة، ل ال ّ الخطبة التي كانت قب َ
حوا ِبه في هذه وإّنما صّرحوا صّر ُالمور ِبأّنه َيجوز المَران وإن كانوا َلم ي ُ َ
ل ذلك ... ِبه في مث ِ
س ... :5
من حديث ج ... :ثبت عن الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلمِ -
من الحرام في الموضع رط أن َتخُرج ِ عة حيث إنه أجاز لها أن َتشت ِ ضَبا َ ُ
طر إلى الخروج فيه ... الذي َتض َ
من حلقة 24رمضان 1422هه ،يوافقه 10/12/2001م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س ... :1
ج... :
ضل وجاءت رواية عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-فيها ف ْ
صيام ِ يوم ِ التروية ،ولم َيثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
420
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
أنه صامه في الحج ،أما بالنسبة إلى غير الحج فجاءت بعض الروايات
نشر ولك ّ ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-كان َيصوم الع ْ أ ّ
الرواية الصحيحة فيها أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم َيكن
من غيرها، شر أفضل ِ ن العمل الصالح في الع ْ َيصوم ذلك ..نعم جاء أ ّ
وأما رواية يوم التروية فإنها رواية باطلة ل َتثبت عن النبي صلى الله
ن في إسنادها كذابا وفي إسنادها-أيضا-مجهول عليه وعلى آله وسلم ،ل ّ
مل على ذلك الكذاب الذي هو الكلبي المشهور بالكذب. ن الح ْولك ّ
...
والصيام-أيضا-الذي أمر به النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
من كل شهر وهي أيام الليالي ت أن أذكره سابقا-صيام ثلثة أيام ِ ونسي ُ
من كل شهر إل البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ِ
ن ذلك مكروه ،لثبوت النهي عن من شهر ذي الحجة فإ ّ الثالث عشر ِ
النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-عن صيام أيام التشريق.
من اليام التي ثبت النهي عن صيامها أيام التشريق. و ِ
...قد ثبت النهي عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-عن
صيامها ،وقد اختلف العلماء في هذا النهي:
حملته طائفة على التحريم.
وحملته طائفة أخرى على الكراهة.
والقول بالكراهة هو الذي ذهب إليه الكثرون ولكن ل ينبغي لحد أن
َيصوم ذلك حتى على القول بالكراهة ،وهذا أمر واضح ..نعم ثبت
من لم َيجد خلف بين أهل العلم في صيام أيام التشريق بالنسبة ل ِ َ
ن القارن عليه من يقول بأ ّ الهدي أي بالنسبة للمتمتع والقارن على قول َ
هدي ..اختلف العلماء في هل ُيشَرع لهما الصيام في هذه اليام أو ل ؟
ذهبت طائفة إلى مشروعية ذلك ،واحتجوا برواية مروية عن السيدة
منة للرفع وللوقف ،وقد جاء ِ مل ٌعائشة-رضي الله تعالى عنها-وهي محت ِ
طريق أخرى التنصيص على أنها مرفوعة عن النبي-صلى الله عليه
ص في الرفع ل َتثبت، ن هذه الرواية التي هي ن ّ وعلى آله وسلم-ولك ّ
من طريق ل َتصح ،وإنما الصحيحة هي الرواية الولى ولكنها لنها جاءت ِ
ملة للرفع وللوقف ،وِلمناقشة ذلك موضع آخر بمشيئة الله تبارك محت ِ
وتعالى.
من لم من الصيام المكروه صيام يوم الجمعة وهذه الكراهة مقّيدة ب ِ َ و ِ
يصم قبله يوما ول بعده يوما-كما جاء ذلك في الحديث الصحيح الثابت
من صام قبله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-أما َ
يوما أو صام بعده يوما فل كراهة في ذلك.
421
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وقد اختلف العلماء في صيام يوم الجمعة إذا صادف يوم عرفة أو يوم
عاشوراء مثل:
من أهل العلم إلى مشروعية صيامه ،لجل أنه يوم عرفة ذهبت طائفة ِ
أو لجل أنه يوم عاشوراء.
من أهل العلم إلى كراهته ،لجل النهي عن صيام يوم وذهبت طائفة ِ
الجمعة.
من شهر ذي الحجة لجل والفضل للنسان ...أن يصوم اليوم الثامن ِ
من لم يصم ذلك ولسيما بالنسبة إلى من هذا الخلف ولكن َ الخروج ِ
يوم عرفة إذا فاته ذلك مثل هل ُيشَرع له أن يصوم أو ل ؟ في ذلك
ن صيامه مشروع ..هذا هو خلف بين أهل العلم ،والذي َيظهر لي أ ّ
الصواب ،وتقرير ذلك َيحتاج إلى وقت ولعلنا نتكلم على ذلك في
مناسبة أخرى بمشيئة الله لنه سُيصاِدف على احتمال قوي في هذه
السنة ..يوم عرفة سُيصاِدف يوم الجمعة فلعلنا نتعرض لذلك بمشيئة
من قال بصيامه، ت-هو قول َ ن الصحيح-كما قل ُ الله قبل هذا اليوم ،ولك ّ
من مثل هذه الخلفات ولسيما رج النسان نفسه ِ حب بأن ُيخ ِ والمست َ
مع قوة تعارض الدلة فيها.
...
ج الفريضة ولكن ليس لديها محرم إنما س :4تريد أن َتحج ح ّ
َتخرج مع نساء المسلمين.
من النهي ج :الصل أن تذهب المرأة مع زوجها أو مع محرمهاِ ،لما جاء ِ
عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-عن سفر النساء مع غير
المحارم ،وهو حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ،وينبغي للزواج أن يتعاونوا مع زوجاتهم وينبغي للمحارم أن
ن في هذا التعاون ما ل يخفى من النساء ،ل ّ يتعاونوا مع-أيضا-أقاربهم ِ
من أهل العلم من التعاون على الخير والب ِّر والتقوى ،بل ذهبت طائفة ِ ِ
إلى أنه َيجب على الزوج أن ُيساِفر مع زوجته لداء فريضة الحج إذا
من ذلك مانع ،وهذا القول وإن كنا ل كان ل َيجد عذرا شرعيا ول َيمنعه ِ
نقول به بل نقول بعدم وجوب ذلك عليه ولكننا َنحّثه على ذلك،
ضل الحج إذا كان متقيا لله تعالى ،ول َيخفى ما وسَيحصل أيضا على ف ْ
ضل ،كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله من ف ْ في الحج ِ
من أهل العلم إلى أنه ليس وسلم ،و-على كل حال-ذهبت طائفة ِ
حَرم فإن لم َتجد م ْ
للمرأة أن ُتساِفر إلى فريضة الحج إل مع زوج أو َ
صي بذلك إل حَرما فليس لها أن ُتساِفر بل َيجب عليها أن ُتو ِ م ْزوجا أو َ
من العلماء من فعل ذلك ،وذهبت طائفة ِ من اليام ِ كنت في يوم ِ إذا َتم ّ
من من الناس ِ ت رفقة ِ إلى أنها َيجوز لها أن َتذهب إلى الحج إذا َوجد ْ
422
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من أهل العلم، خص فيه كثير ِ أهل الصلح معهم نساء ،وهذا القول َتر ّ
ت به فل حرج ولكن ليس لها أن ُتساِفر مع شخص واحد .. َ
فإذا أخذ ْ
من النساء أو من الناس َيذهب الواحد ومعه مجموعة كبيرة ِ جد كثير ِيو َ
خص من النساء وهذا لم ُير ّ يذهب اثنان أو ما شابه ذلك مع مجموعة ِ
خصوا إذا كانت ددوا فيه ،وإنما ر ّ من أهل العلم ،وإنما ش ّ فيه أحد ِ
من أهل الصلح ول ُيخشى عليها ،فهذا مجموعة كبيرة مع نساء والكل ِ
كن أن نقول بالوجوب ،ونظرا لضيق ترخيص ،وأما الوجوب فل ُيم ِ
صر ،ولعلنا نطيل في ذلك مرة أخرى. المقام فأكتفي بهذا المخت َ
من حلقة 23/12/2001م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
عام 1423هه
روعٌ الوَداع مشْ ُ اف َ و َ ن طَ َ هو َأ ّ ذلكَ - م آخر ،والذي يظهر لَن َاِ-ل َ وحكْ ٍ
م ُ حكْ ٍُ
ق عليه ِلَغْيرِ الحائض والنفساء، ف ٌ للحج والعمرة ،إل أَّنه في الحج مُتّ َ
سه أو ف ِ واختلف العلماء في المريض الذي ل يستطيع الطواف سواء بَِن ْ َ
أن يطوف به غيره هل يَجب عليه الدّم أو ل يَجب عليه ؟ والصحيح بأنّهُ
ذُرون عن م ل يُْع َ عدَا َذلك فإنُّه ْ ن َ ذُر كما تُْعذَُر الحائض والنفساء ،أما مَ ْ ُيْع َ
وبه،ج ِ ر على وُ ُ والْكثَ ُ
َ وب الدّم عليهم، طواف الوداع ،وإن اخْتُِلفَ في ُوجُ ِ
صلالمختََلفَ فيه ل َي ِ ْ ختََلف فيه ،ول شك بأنّ رة مُ ْ م َ
سَبة إلى العُ ْ وأما بالنّ ْ
رع فل ش َفق عليه فإذَا َترََكه بعض الناس ظَّنا بأنّه ل يُ ْ إلى درجة المتّ َ
ف الحكم فإنّه د أن يَْعرِ َ ن بَْع َ
ك ْول ِ
شيئَة الله تبارك وتعالىَ ، م ِ شيء عليه بِ َ
الدم؛ه ّ م ُ
ن ُأْلزِ َ وى على َأ ْ ل ينبغي َله أن يتهاون بذلك وإن كنتُ ل أَْق َ
والله-تبارك وتعالى-أعلم.
من حلقة 24جمادى الولى 1423هه ،يوافقه 4/8/2002م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س ... :1
ج... :
وأما بالنسبة إلى العمرة فقد جاء في فضلها-أيضا-أحاديث عن النبي
صلوات الله وسلمه عليه ،وأما أّنها في شهر رجب بالخصوص فلم
يثبت في ذلك شيء ،وما جاء عن ابن عمر-رضي الله تبارك وتعالى
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-قد اعتمر عنهما-مِن أ ّ
منه رضوان الله-تبارك وتعالى-عليه ،وقد هم ِ في شهر رجب فذلك َو ْ
ن ابن َردّته عليه السيدة عائشة-رضي الله تبارك وتعالى عنها-وذكَرت بأ ّ
عمر-رضي الله تعالى عنهما-قد اعتمر مع النبي-صلى الله عليه وعلى
آله وسلم-في كل عمراته التي اعتمرها-صلوات الله وسلمه عليه-ولم
من ذلك في شهر رجب؛ وكذلك لم يأت شيء في فضل يكن شيء ِ
ن
من غير أن يَعتقد بأ ّ من الحاديث القولية؛ َفمن اعتمر في ذلك ِ ذلك ِ
ذلك ثابت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-فل شيء
مما ل ينبغي؛ والله-تبارك وتعالى- عليه ،أما أن يعتقد ثبوت ذلك فهذا ِ
أعلم.
من حلقة 15رجب 1423هه ،يوافقه 22/9/2002م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س ... :15
ج ... :لم يثبت عن النبي صلوات الله وسلمه عليه ول عن صحابته
الكرام بأنهم كانوا يتلفظون بشيء من هذه النيات ..لم يثبت أنهم
كانوا يتلفظون بنية للصلة أو بنية للصيام أو بنية للحج ..نعم يَُلبون
424
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
بذكر الحج والعمرة ،أما أن يقول الواحد " :اللهم إني نويت الحج
فيسره لي وتقبله مني " أو ما شابه ذلك من اللفاظ فل ...
من حلقة 1رمضان 1423هه ،يوافقه 7/11/2002م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
جة وصيام شهرين لكفارة ح ّس :9توفي أحد الشخاص وأوصى بِ َ
كانت عليه وعنده ولد وابنتان ،فإذا جاز الصيام عنه فهل يجوز أن يجزئ
الشهرين على البناء ؟
ج :لبد مِن إنفاذ هذه الوصية:
فعلى الوصي أن يقوم بالحج عن ذلك الشخص أو بتأجير غيره وينبغي
جة قريبا مِن ذلك المتوفى فإنّ ذلك ح ّ أن يكون الذي يقوم بتأدية هذه اله َ
أولى ،بل ذهب بعض العلماء إلى أنه ل ينوب عن المتوفى أو العاجز إل ْ
القريب.
...
س :14البعض يكتب وصيته فيطاِلب ورثته بالصيام عنه أو كفارة
شهرين أو الحج.
نفذ الورثة وصيتَه ول يَجوز لهم أن ج :مَن أوصى بشيء فلبد مِن أن يُ ّ
َيتركوا ذلك إذا كان ماله يبلغ المقدار الذي يمكنهم أن ينفذوا منه تلك
الوصية ،فمَن أوصى بحج أو بصيام سواء كان ذلك كفارة أو كان غير
ومن المعلوم أنّ الوصية بالحج وبالكفارات من إنفاذ وصيتهِ ، ذلك فلبد ِ
والصيام إذا كان ذلك واجبا عليه أنه يخرج مِن رأس المال ،ل مِن
ختلف؛ والله-تبارك الثلث ،أما إذا كان ذلك ليس واجبا عليه فإنه يَ ِ
وتعالى-أعلم.
من حلقة 7رمضان 1423هه ،يوافقه 13/11/2002م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مَعه للزواج أوج َمع مال لشراء سيارة أو ب َْيت أو َ ج َ
س :6شخص َ
الحج وحال عليه الحول ،هل فيه الزكاة ؟
ج به أو اشترى به ذلك البيت ج :نعم َ ..تجب فيه الزكاة ،فإن ت ََزّوج أو ح ّ
حول عليه الحول فل شيء فيه ولو ريده أو تلك السيارة قبل أن ي َ ُ الذي ي ُ ِ
ل عليه الحول فإّنه َيجب عليه أن حا َما إذا َ كان ذلك قبل ي َوْم ٍ واحد ،أ ّ
صاب؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. كاة إذا كان ي َب ْل ُغُ الن ّ َه الّز َ
من ْ ُج ِ خرِ َ
يُ ْ
من حلقة 9رمضان 1423هه ،يوافقه 15/11/2002م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س ... :2
حة ،وهوص ّ
ط ِ ج ... :فمن تلك الشروط :السلم ،وهذا الشرط شر ُ
ط في كل العبادات ،وإذا وجدنا اشتراط السلم فمعنى ذلك أنه ل شر ٌ
425
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ح من الكافر شيء من العبادات رأسا ،فإذا قيل باشتراط ذلك في َيص ّ
ن
بعض العبادات الواجبة-كالحج والصلة والصيام والزكاة-فمعنى ذلك أ ّ
ح طب بذلك ،على أص ّ طب بذلك ،بل هو مخا َ ح ،ل أنه ل ُيخا َ ذلك ل َيص ّ
ل له الدلة الكثيرة من كتاب الله تبارك القوال وأشهرها ،وهو الذي تد ّ
وتعالى... ،
ن الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ...الشتراط في الحج ،فإ ّ
كن من إتمام مناسك الحج أن َيشترط بأنه من َيخاف أل ّ َيتم ّ خص في َ َر ّ
كن من مواصلة الحج فيه... ، يحل في الموضع الذي ل َيتم ّ
من حلقة 10رمضان 1423هه ،يوافقه 16/11/2002م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س :2هل تجوز الصلة في الطابق الثاني بالمسجد الحرام إذا
كان الطابق الول غير ممتلئ ؟ لعله يقصد الدور الرضي والطابق
الول المقصود به الثاني كما يبدو.
من الصلة في الطابق الول أو في الدور الرضي ج :إذا تمكن النسان ِ
فذلك هو الْولى ،ولكنه إذا صلى في الطابق الول أو في الثاني فصلته
من ت-إذا تمكن ِ تعتَبر صحيحة بمشيئة الله تبارك وتعالى ،ولكنه-كما قل ُ
الصلة حول الكعبة في ذلك المكان فهذا هو الْولى؛ والله-تبارك
وتعالى-أعلم.
س :12هل يستحب أن يكون الطواف حول الكعبة بين الكعبة
من خلف مقام ومقام سيدنا إبراهيم uأو أنه ل يوجد ما يعيب الطواف ِ
سيدنا إبراهيم u؟
ن ذلك أفضل إذا كان ل يؤذي ج :كلما كان الطائف أقرب إلى الكعبة فإ ّ
ن
ب ذلك الخشوع فإ ّ غيره ول يؤذيه غيره ،أما إذا تأذى بذلك وأذه َ
من ذلك ،فإذن إذا كان ل يؤذي غيره ول يتأذى الْولى له أن يطوف أبعد ِ
من الكعبة من الكعبة فكلما قرب ِ هو فالفضل له أن يطوف بالقرب ِ
ن ذلك أْولى ،أما إذا كان بخلف ذلك فإنه ل ينبغي لحد أن يؤذي فإ ّ
غيره بل ذلك ل يصح؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
من حلقة 11رمضان 1423هه ،يوافقه 17/11/2002م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
جَعة فيها، هب إلى الحج وَتاب إلى الله توبة ل َر ْ س :3شخص ذ َ َ
خذ فهل يغفر الله-تعالى-له كل ذ ُُنوبه ؟ وبالنسبة إذا كان هذا الشخص أ َ َ
ذنب موا ،فهل يغفر الله-تعالى-له هذا ال ّ من ُدون أن ي َعْل َ ُ حقوق َناس ِ ُ
من الناس خ َ َ
الذي اقترفه ؟ وماذا يفعل إذا َلم يكن ل َد َي ْهِ المال الذي أ َ
ذه ِ
جَعه ،فما حكم هذا الشخص ؟ لكي ي ُْر ِ
426
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل عظيم بأحاديث كثيرة ثابتة عن النبي صلوات ض ٌ ج :الحج جاء فيه فَ ْ
من من ارتكب كبيرة ِ ن َ معَنى ذلك بأ ّ الله وسلمه عليه ،ولكن ليس َ
من التوبة إلى حَبط عنه تلك الكبائر بالحج ،بل لُبد ِ كبائر الذنوب أّنه ت ُ ْ
الله-تبارك وتعالى-في الكبائر ،وإّنما ذلك في الصغائر ..هذا هو الذي
عليه الجمهور.
من أداِئها إليهم إل إذا َ
حقوق الناس فعلى كل حال لبد ِ ما بالنسبة إلى ُ أ ّ
جد ذلك الن في هَ َ
ذا حُقوقِِهم ،وإذا كان ل ي َ ِ من ُ عفوا عنه وعَذ َُروه ِ َ
ذرصي ِّته ،وإذا ذهب إليهم واعْت َ َ الوقت فإّنه بإمكانه أن يكُتب ذلك في وَ ِ
ما مع هذه الضرورة ،وإل ل ينبغي عن حقوقهم 1وعَذ َُروه في ذلك ول ِ
سي ّ َ
جع تلك الحقوق ذر وإّنما َيتوب إلى الله-تبارك وتعالى-وُير ِ له أن ي َعْت َ ِ
حة َ
م َمنهم المسا َ ن َيطلب ِ ما أ ْ ذه ِلحُقوقهم أ ّ خ ِذر عن أ ْ إليهم ..نعم َيعت َ ِ
جئ َُهم إلى ذلك إل إذا عَذ َُروه؛ والله أعلم. ن ي ُل ْ ِ فل ينبغي له أ ْ
من حلقة 13رمضان 1423هه ،يوافقه 19/11/2002م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
حج إلى بيت الله الحرام ؟ س :1ماذا َينبغي على الذي ُيريد أن ي َ ُ
ماذا عليه أن َيصنع كاستعداد لهذه الفريضة ؟
من أركانه ،والدّلة من فرائض السلم بل هو ُركن ِ ن الحج فريضة ِ ج :إ ّ
من سّنة رسوله من كتاب الله-تبارك وتعالى-و ِ ددة ِ على وجوبه متع ّ
مة السلمية بل هو صلوات الله وسلمه عليه ،وقد أجمعت على ذلك ال ّ
مة المسلمين ،ولذلك ل دين بالضرورة لعا ّ من ال ّ من المور المعلومة ِ ِ
ذكر تلك الدلة. أرى حاجة للطالة ب ِ
والحج َيجب على الفور على القول الصحيح الراجح ،وهو الذي ذهب
من كلم المام نور إليه ابن بركة والشيخ إسماعيل ،وهو الذي ُيفَهم ِ
الدين السالمي-رضي الله تبارك وتعالى عنه-في " جوهر النظام " ،وهو
من ن النسان ل َيدري متى َيأتيه الموت فما ِ الذي ُتؤّيده الدّلة ،على أ ّ
من لحظات حياته إل ّ ويمكن أن َيموت فيها وإذا كان المر كذلك لحظة ِ
ل-على المستطيع عليه فإنه من قب ُ جبا-كما أشرنا إلى ذلك ِ وكان الحج وا ِ
خر عن الحج بل َيجب عليه أن ُيباِدر ليس لحد وجد الستطاعة أن َيتأ ّ
جد الستطاعة عليه أن َيستعِد ّ لذلك وأن َيقوم من و َ إلى ذلك فورا ،ف َ
بتأدية هذه الفريضة العظيمة التي أوجبها الله-تبارك وتعالى-على
من عباِده ،والتي جاءت الحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي- المستطيع ِ
ضلها. ل على عظيم ف ْ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-التي تد ّ
ي
من أراد أن َيقوم بأداء هذه الشعيرة السلمية العظيمة وأن ُيؤد ّ َ ف َ
هذه الفريضة التي افترضها الله-تبارك وتعالى-عليه فعليه أوّل ً أن
-1قال الشيخ " :حقوقه " بدل من " حقوقهم " والظاهر أنه سبق لسان.
427
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ضرة ضرة ،وإن لم َتكن حا ِ من الديون التي عليه إذا كانت حا ِ يتخّلص ِ
فعليه أن َيقوم بتوثيق تلك الديون التي عليه ،وذلك بأن َيكتب ذلك عند
كاتب ث َِقةٍ صاِلح ُيؤخذ بكتابته وأن ُيشِهد شاهدْين عَد ْل َْين على ذلك ثم
ق-وهو ك الشرعي إما عند صاحب الح ّ ضع ذلك الص ّ بعد ذلك َيقوم بو ْ
ضعال َْولى-أو أن َيضع ذلك مع ثقة أمين ثم ُيخِبر صاحب الحقّ بأنه قد و َ
صَفه بصفة ل َتخفى ك الذي وّثق به ماله مع فلن بن فلن وأن ي َ ِ الص ّ
على صاحب ذلك الحق ..هذا بالنسبة إلى حقوق العباد التي عليه ..
من له ذلك المال بأن ح له َ م َ س َ ضرة و َ نعم إذا كانت تلك الحقوق حا ِ
ُيساِفر وبعد ذلك َيقوم بتأدية ذلك الحقّ إليه وكان هو َيمِلك ذلك المال
من ذلك لكن ل َينبغي له من الحقوق فإنه ل مانع ِ الذي ُيساِوي ما عليه ِ
أن َيقوم بمطالبة الناس أن َيسمحوا له بذلك.
من المال ما من أن َيكون َيمِلك ِ فإذن إذا كانت عليه حقوق فلبد ِ
من مال. من أن ُيوّثق ما عليه ِ ُيساوي تلك الحقوق التي عليه ولبد ِ
من المور صي َّته ،بل الوصية وتوثيق الحقوق ِ ثم عليه-أيضا-أن َيكُتب و ِ
رد وسواًء كان ذلك في التي لبد منها سواًء أراد النسان الحج أو لم ي ُ ِ
ن النسان ل َيملك متى يأتيه من أ ّ وقت الحج أو ل ،وذلك ِلما ذكرناه ِ
رض له وقد َتضيع حقوق الناس الموت فل َيدري متى يأتيه ومتى َيع ِ
ضهم بتأدية ما عليه ل بع ِ علم ورثِته أو بتساهِلهم أو تساه ِ بموته وعدم ِ
ن النسان لبد ص-وهو صحيح ثابت-على أ ّ من الحقوق ،والحديث قد ن ّ ِ
من أن َيقوم بكتابة وصيِته وأنه ل َيجوز له أن َيبيت ثلث ليال إل ِ
ووصيُته مكتوبة ،أو ما هذا معناه ،وهو حديث صحيح ثابت ،وذكرناه
بمعناه ل بلفظه.
من الوقت الذي من المال ما َيكفيه ِلسد ّ حاجِته ِ ئ ِ و-كذلك-عليه أن ُيهي ّ َ
من المال ده وَيأخذ ُ مقدارا ِ جع إلى بل ِ من بلِده إلى أن َير ِ َيخُرج فيه ِ
من وجوب من مرض أو ِ رض له ِ َيكفيه لسد ّ بعض المور التي قد َتع ِ
ن النسان قد َيقع في بعض المور التي َيجب عليه ِفديةٍ أو جزاٍء ،ل ّ
فدية أو َيجب عليه بسببها الجزاء ،وهي أمور سيأتي توضيحها بسببها ال ِ
في مناسبة أخرى بمشيئة الله تبارك وتعالى.
من الناس-وللسف ن كثيرا ِ و-كذلك-عليه أن َيقوم بتعّلم أمورِ الحج ،ل ّ
رفون عن كيفية أدائها الشديدَ-يذهبون لتأدية هذه الفريضة وهم ل َيع ِ
مد على أنه سُيراِفق فلنا أو فلنا أو أنه سَيبحث من َيعت ِ شيئا ..منهم َ
ت أريد بالتعّلم أن ف أو ما شابه ذلك ،وهذا أمر ل َينبغي ،ولس ُ مط َوّ ٍ عن ُ
ن هذا َيتعّلم النسان الدقاِئق الفقهية التي ذكرها العلماء في كتبهم ،فإ ّ
من الناس ،وإنما أريد أن َيتعّلم ما ل َيقوى عليه إل قّلة قليلة ِ م ّ
المر ِ
م المناسك ،وهي أمور سهلة بمشيئة الله تبارك وتعالى، النسان أه ّ
428
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
رم ،وما هو الذي َيجوز له في الحرام من أين ُيح ِ رف ِ من أن َيع ِ فلبد ِ
رف كيف من أن َيع ِ وما هو الذي ل َيجوز له في الحرام ،و-كذلك-لبد ِ
من إحرام وطواف وسعي وإحلل ِبالنسبة إلى َيقوم بتأدية الحج ِ ..
وقوف ب ِعََرَفة كذلك بالنسبة إلى الحج ُ ..يضاف إلى ذلك ال ُ العمرة ،و َ
مِبيت وضع الشريف ،واله َ م ْدعاء في ذلك ال َ معَ ال ّ دلَفة َ والمبيت بالمْز َ
ذبح ِبالنسبة للمتمّتع والَقاِرن ..أي ذبح الهدي ِبمنى مع الرمي ،وال ّ
كتب سهلة ،وقد َ ُ
سيرة َ مور ي َ ِ يأ ُ من المور ،وهِ َ والحلق ،إلى غير ذلك ِ
من المؤّلفات المِفيدة ض المؤّلفات ،و ِ من أهل العلم بع َ ِفيها كثير ِ
مب َْتدئين جزاهم الله تبارك وتعالى خيرا-لل ُ صرة التي ك ََتبها العلماءَ - المخت َ
ن
قين الصبيان " ،فإ ّ شر المشهور ِبكتاب " َتل ِ منت ِ كتاب المْعروف اله ُ ال ِ
مة الشيخ المام السالمي-رحمه الله تبارك وتعالى-ذ َك ََر أمورا مهِ ّ
كتاب ،ول َينبغي للنسان أن َيشتِغل ب ِِتلك بالنسبة إلى الحج في هذا ال ِ
من أهل العلم وبعضها موجود في " تلقين كثير ِ الذكار التي ذ َك ََرها َ
جدا ،أما أن َيشتِغل ب َِفْتح حفظها فهي حسَنة ِ الصبيان " ..نعم إذا كان ي َ ْ
عائه-وما شابه ذلك-فهذا شعُ في د ُ َ كتاب أو ِبمتاب ََعة فلن أو فلن ول َيخ َ
دعية التي َيحفظها وَيكون عند ما ل َينبغيَ ،بل َينبغي أن َيأِتي ِبال ْ م ّ
ِ
ما ما عدا ذلك فل َينبغي له أن َ
شًعا لله تبارك وتعالى ،أ ّ خا ِ التيان ب َِها َ
مون ببعض الجزئيات الَبسيطة ولكنهم ّ من الناس ي َهْت َ َيتكّلف ذلك ..كثير ِ
ّ
مة التي تترّتب على ذلك ،فإذن ت َعَّلم ل َيدرون شيئا عن المور المه ّ
مة من المور المه ّ ل الذهاب إلى الحج ِ من قَب ْ ِ سائل المتعّلقة ِبالحج ِ الم َ
جَهلون حتى ت-ي َ ْ من الناس-كما قل ُ ريط فيها ..وكثير ِ التي ل َينبغي الت ّْف ِ
من من الكبار و ِ صة ِ خا ّ من الناس-و َ المور الَبسيطة كالتلبية ،فكثير ِ
كبوا في رفون الت َْلبية ،وإنما َيذهبون إلى الحج فإذا َر ِ النساء-ل َيع ِ
من الناس ب ِِقراءة تلك الّتلبية وهم ي َُتاِبعونه عليها السيارة-مثلَ-قام واحد ِ
من التلبية ول َيأتون ِبها على ض الكلمات ِ ونظرا لعاميتهم قد َتفوُتهم بع ُ
شُروع الثابت عن النبي صلوات الله وسلمه عليه. وجهها الصحيح الم ْ
من ُ
دي ما عليه ِ ن أقاِربه ،وبأن ُيؤ ّ دع النسا ُ مور ِ ..بأن ُيو ّ كذلك هنالك أ ُ
من المور وثيق ذلكَ ،فهذا ِ ذلك أو َيقوم ب ِت َ ْ ذور أو ما شابه َ كفارات ون ُ ُ
عليه من ما َ من الوصية فالْولى للنسان أن ي ُك َّفر َ ض ْالتي َتدخل في ِ
مان حن ْث ِهِ في َبعض الي ْ َ عن َترك صيام أو كان ِبسبب ِ أْيمان سواء كانت َ
ب عليه ج َ من شهر رمضان أو وَ َ مثل ،و-كذلك-إذا كان قد أْفطر شْيئا ِ
من أن َيقوم ب َِتأِدية ذلك، من المور فلبد ِ ذر أو ِبغير ذلك ِ م بسبب ن ْ صو ٌ
ْ
در الله تبارك وتعالى-عند ت َأدِي َِته للحج ،ول ث-ل ق ّ مخافة أن ُيصيبه حاد ٌ
ْ
رنا ِلهذا الكلم أو ب ِذِك ْ ِ
ر من ت َأدية المناسك ب ِذِك ْ ِ َينَبغي للناس أن َيخافوا ِ
ض الناس رف بع َ سْهل ِبمشيئة الله ،لنني أع ِ َبعض الناس ِلذلك ،فالحج َ
429
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من ِزحام-أو ما شابه ذلك-عند ما َيسمعونه ِ من تأدية الحج ل ِ َ َيخافون ِ
سيَرةٌ في حقيقة ة يَ ِ سهْل َ ٌ تأدية المناسك وخاصة عند الرمي ،فهذه أمور َ
ك س ِ من تأدية الن ّ ُ ذلك َ ..يظّنون بأنه لبد ِ جهَُلون َ الواقع ،وإّنما الناس ي َ ْ
ض الت َّعب أو س وُيصيب ُُهم َبع ُ حمون النا َ الُفلني في الوقت الفلني فُيزا ِ
شّقة أو ما شابه ذلك ..ل ..مثل الّرميِ-بحمد الله تبارك م َ صيُبهم َ تُ ِ
كاث َِرةٍ ول كثرة َ من ط ُُلوع الشمس على قَ ْ وتعالى-في اليوم العاشر َيبدأ ِ
ل لم َيقل أحد ِبأنه َيبدأ َبعد ط ُُلوع الشمس وإّنما من أهل العلم ب َ ْ ِ
ما إذا طلعت الشمس طلوع الشمس أو ل ؟ أ ّ هل َيجوز قْبل ُ خلف َ ال ِ
من مة السلمية قاطبة ،وَيمتد ّ الوقت-عند طائفة ِ مشروع باّتفاق ال ّ فَُهو َ
من الناس لبد عندما َيأتون إلى صف النهار ..كثير ِ أهل العلم-إلى منت َ
سك في ذلك الوقت ول من أن َيقوموا بتأِدية ذلك الن ّ ُ ضع الرمي لبد ِ مو ِ
ث ساعة أو شّقة بإمكانه أن ي َت ََري ّ َ م َ جد َ النسان َ معنى لذلك ،فإذا وَ َ
ن الوَْقت َيمتد ّ إلى غروب ساعتين أو أكثر ،بل ذهب بعض العلماء إلى أ ّ
ن الْولى أل ّ الشمس ،وبعضهم إلى طلوع الفجر ،ونحن وإن كّنا نقول :إ ّ
صف النهار وإن كانت هنالك خَر النسان ِلغير المشّقة إلى ما بعد منت َ ُيؤ ّ
ما ما عدا خر إلى غروب الشمس ،أ ّ كن أن َيتأ ّ مم ِ سيطة ُ شّقة ولو ب َ ِ م َ َ
خر عن ذلك ..أي عند عدم وجود المشّقة الشديدة فل َينبغي له أن يتأ ّ
ذلك ،وهكذا بالنسبة إلى الرمي في اليوم الثاني ..أي في اليوم الحادي
عشر وكذا في اليوم الثاني عشر وفي اليوم الثالث عشر ِلمن أراد أن
م ُ َ
صف النهار وَيمت َد ّ كث ذلك اليوم فهو َيبدأ ِبمنت َ جل ..أي أراد أن ي َ ْ ي َت َأ ّ
إلى غروب الشمس بل لليوم الحادي عشر والثاني عشر ِ ..لمن لم
ح ذلك في موضعه بمشيئة شْر ُ من ذلك ،و َ ما هو أبعد ِ طع َيمتد ّ إلى َ َيست ِ
ن المر َيسير ،وبأنه ل َينبغي لهم أن الله ،وإّنما ُنريد أن ن ُب َّين للناس بأ ّ
ت الممتد ّ حموا في وقت-مثل عند منتصف النهار-وَيتركون الوق َ َيتزا َ
من المور التي الطويل وُيتِعبون أنفسهم و-كذلكُ-يتعبون غَي َْرهم ،فهذا ِ
ل َتنب َِغي.
رفها عندما َيذهب إلى تأدية من المور التي َينبغي للنسان أن َيع ِ فهذا ِ
رف مناسك الحج ،وأن ُيوّثق ما عليه ت-أن َيع ِ مها-كما قل ُ من أهَ ّ الحج ،و ِ
من ديون ،وأن َيقوم بالت ّوَْبة والنابة إلى الله ،وذلك ِبأن ي َِفد َ إلى ربه- ِ
من حقوق الله-تبارك وتعالى- من كل ما عليه ِ تبارك وتعالى-وقد َتخّلص ِ
من وحقوق عباِده وتاب وأناب إليه وإذا كانت بينه خصومات وبين غيره ِ
جر س للمسلم أن َيه ُ حُهم َبل ل َي ْ َ صال ِ َ من أن ي ُ َ عبادِ الله-تبارك وتعالى-لبد ِ
رض هذا عن صاحبه ،كما ثبت رض هذا وُيع ِ ث َيلتقيان ُيع ِ أخاه فوق ثل ٍ
ذلك في الحديث عن النبي صلوات الله وسلمه عليه.
430
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من الوْقت وهنالك أمور أخرى َتتعّلق ِبهذا الموضوع ..أيْ ِبكيفية الحج ِ
من أذكار ذا َيصنع إلى أن َيرجع إلى ب َْيته ِ ما َ
من بيته ..فيه َ الذي َيخرج ِ
جل الكلم عليها إلى مناسبة أخرى ،وعسى أن يكون ذلك ،سُنؤ ّ إلى غير َ
ذلك في اليام القريبة إن شاء الله تعالى.
ما
من المال َ مَتاع و ِ من اله َ ن النسان إذا كان َيمِلك ِ س :2ذكرتم ِبأ ّ
در الله-فََلو كان َيمتِلك ب َي َْته فقط سد ّ د ُُيوَنه فيما لو حدث له مكروه-ل ق ّ يَ ُ
صّية ؟ مَنه الوَ ِ ض ّ سَيارته ،فهل ذلك َيكفي لكي ي ُ َ و َ
ده ب ِب َْيع ب َي ِْتهم وبعد ذلك َ
مور ضرورية ،فل ُيمكن أن َيقوم أول ُ ج :هذه أ ُ
ضل عن حاجته في أيّ موضع سيسكنون ؟! ل ..وإّنما إذا كان ذلك َيف ُ
ما في المور وحاجة أولِده الضرورية ،و-أيضا-هذا في ديون الحلل ،أ ّ
خيص .. مْنها ولو باع الَغاِلي والّر ِ مة فعلى النسان أن َيتخّلص ِ المحّر َ
من أن َيتخّلص مة لبد ِ ما في المور المحّر َ فهذا في المور الحلل ،أ ّ
مه بأن َيبقى على معصية الله- َ
جل ..نعم إذا كان ل َيه ّ وليس له أن ي َت َأ ّ
ن الله-تبارك وتعالى-ل َيتقّبل إل تعالى-فنقول له " :اذهب إلى الحج ولك ّ
ما أن ُيقال َله بأن َيتُرك الحج وَيبقى على معصيته فهذا من المتقين " ،أ ّ ِ
من كانت ن" َ ما ل َيصح ،فإذا وجد الناس في قول بعض أهل العلم بأ ّ م ّ ِ
ّ
مة ليس له أن َيذهب إلى الحج بل عليه أن َيتخلص عليه ديون محّر َ
ذا الشخص ُيريد حّقا أن َيتخّلص ،أ ّ
ما دون ذلك إذا كان هَ َ وَيتوب " ُ ..يري ُ
بعض الناس َيمِلكون بعض الراضي أو بعض العقارات أو ما شابه ذلك
حن نريد أن نتخّلص ولكن ل ُيمكن أن َنبيع هذه من المور وَيقولون " :ن َ ْ ِ
جد ثمنا كبيرا أو َنبني عليها وبعد ذلك ن َُقوم ب ِب َي ِْعها " أو جل حتى ن َ ِ بل َنتأ ّ
ما شابه ذلك فهؤلء-في حقيقة الواقع-ل ُيريدون أن َيتخّلصوا فعليهم أن
ك الحج ومعصية َيذهبوا إلى الحج لئل َيجمعوا بين معصيتين ..معصية ت َْر ِ
البقاء على الحرام؛ والله المستعان.
ما لها إذا ما أرادت الذهاب حَر ً م ْ س :9زوج أخت المرأة ،هل يعد َ
إلى الحج ؟
واز نكاح ج َمة ..أيْ عدم َ حْر َ ن هذه اله ُ ما َلها ،وذلك ل ّ حَر ً م ْ ج :ل ..ل ي ُعَد ّ َ
مة مؤقتة ولذلك لو: حْر َ وقت ُ ذلك الّرجل َلها في ذلك ال َ
-1ماتت أختها.
جعًيا.
من عدِتها إذا كان الطلق َر ْ -2أو طلقها وخرجت ِ
-3أو طلقها إذا كان الطلق باتا.
مة مؤقتة ،والحرمة الِتي حْر َ مة ُ حْر َ فإنه له أن يتزوجها ،فإذن هذه اله ُ
مة المؤبدة وِبشرط أن تكون حْر َ سفر فهي اله ُ وة أو ال ّ معََها الخل ْ َ َتجوز َ
مؤَّبدة أو كانت ما إذا كانت غير ُ ضاع ،أ ّ صاهرة أو َر َ م َ ب أو ُ س ٍ بسبب ن َ َ
من السباب الخرى غير المور التي ذكرناها فل مؤبدة ولكن بسبب ِ
431
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ة مؤّقتة بينه وبين تلك عن الحرم ُ من ل َ َ وذلك-مثل-كحالة الل َّعان فإن َ
من المرأة التي وقع بينه وبينها اللعان فل يجوز له أن يتزوجها في يوم ِ
حها ،وهكذا صافِ َ خل ُوَ ب َِها وليس له-أيضا-أن ي ُ َ جوز َله أن ي َ ْ اليام ولكنه ل ي َ ُ
من ما َ َ
شاَبه ذلك ِ من َزَنى ِبها أو َزَنى ِبها ابنه أو أبوه أو َ ِبالّنسبة إلى َ
عن من السباب الخارجة ِ دية فيها بسبب ِ مة الب َ ِ حْر َالمور التي وَقََعت اله ُ
السباب التي ذكرناها؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
جت الفرض ج الّنفل وسبق َلها أن ح ّ ح ّ س :11امرأة أرادت أن ت َ ُ
خر ؟ جل أم تؤ ّ حَرم ،فهل عليها أن تتع ّ م ْ لكنها هذه المرة تذهب بدون َ
جل في ت َأدية الحج َفذِلك في حج الفريضة. ْ
من وجوب الت ّعَ ّ ج :ما ذكرناه ِ
ما ِبالّنسبة إلى النافلة فالنسان ل يجب عليه أن ي َت َن َّفل في الحج وإّنما َوأ ّ
ما أن َيجب عليه ذلك فل. ينبغي له ذلك أ ّ
ج الفريضة مع ح ّ ل ل ََها أن تذهب إلى َ والعلماء قد اختلفوا في المرأة هَ ْ
مها أو زوجها: حارِ ِ غَْير َ
م َ
ج الفريضة إل مع زوج فبعض العلماء َقالَ :ليس َلها أن تذهب حتى ِلح ّ
حرم ،وذلك لنهي النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- م ْ
أو َ
محارمها أو زوجها. سفر مع غير َ المرأةَ عن ال ّ
خص في ذلك إذا كان الحج حج فريضة بشرط أن تكون وبعض العلماء ر ّ
من أهل الصلح. محارم ِ من النساء معهن َ مع جملة ِ
حرم؛ م ْ ما بالنسبة إلى الحج الّنافلة فليس َلها أن تذهب إل مع زوج أو َ أ ّ
والله-تعالى-أعلم.
من حلقة 17شوال 1423هه ،يوافقه 22/12/2002م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
حد ُّثونا-باختصار-عن صفة الحج ..ما الذي س :1نريد منكم أن ت ُ َ
يأتيه الحاج وما الذي يذره ؟
َ
ضل الطاعات وأعْ َ َ
ظم الُقُربات من أفْ َ ج ِ ن الح ّ حد أ ّ ج :إنه ل َيخفى على أ َ
التي ي َت ََقّرب ِبها النسان إلى ربه تبارك وتعالى ،ولذلك َيجب أن َتكون
ت عنه، وِفْقَ سّنة رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-التي ثبت ْ
ج وب َّين للناس ح ّفالرسول-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلمَ -
ض المور المتعّلقة ِبذلك ِبقول ِهِ وب َْعد أن فََعل كيفية الحج ب ِِفعله وب َّين بع َ
سككم ،ل َعَّلي ل ألقاكم بعد عامي تلك المناسك قال ) :خذوا عني منا ِ
ت في بعض من تلك المور ،واختلف ْ مة في كثير ِ ت ال ّ هذا ( ،وقد اّتفق ْ
المور هل هي ثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
ت فيه الك َل ِ َ
مة مة السلمية فل إشكال فيه ،وما اختلف ْ ت عليه ال ّ فما اّتفق ْ
ت عن النبي صلى الله عليه وعلى فإنه َينبغي ِللنسان أن َيأخذ ِبما ثب َ
آله وصحبه وسلم.
432
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
فمن كان مِن أهل هذه البلدان أو كان طريقُه على ذلك الميقات َ
حرم قبلها ،إذ إنّ النبي- حرم مِن هذه المواقيت ،ول ينبغي له أن يُ ِ فليُ ِ ْ
حرم قبل ذلك ،فقد أحرم مِن صلى الله عليه وعلى آله وسلم-لم يُ ِ
ده عنها كفار العمرة التي صَ ّوأحرَم كذلك في ُ الميقات في حجّة الوداعَ ،
صد ّ عنها،
العمرة التي ُ قريش ،وكذلك في العُمرة التي قضى بها تلك ُ
بل وّقت ذلك بقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،ولو كان
فَعَله النبي-صلى الله عليه وعلى هنالك فضْل-أي في التقدم على ذلكَ-ل َ
ما وأنه لم َيفعل شيئا مِن ذلك ولم رح بذلك ،أ ّ آله وصحبه وسلم-أو لصَ ّ
رح بشيء منه فل ينبغي لحد أن يقول بأنّ ذلك أفضل ،وأما الجواز ص ّ ُي َ
فل إشكال فيه.
يتقدم النسان على الميقات ّ من أنّ الفضل أنْ من الحاديث ِ وما جاء ِ
وفعل الناس ل ما ل يَصح عن النبي صلوات الله وسلمه عليهِ ، فذلك مِ ّ
ولست أريد أن
ُ جة فيه ..هذا إذا صح عن أحد مِن الصحابة أو غيرهم، ح ّ ُ
أطيل الكلم على صحّة وعدم ثبوت تلك الروايات التي رُويت عن
بعضهم.
حرم مِن ذلك. صل إلى الميقات وكان يُريد حجّا أو عُمرة فإنه يُ ِ فإذا َو َ
والعمرة تكون في سائر السنة إل ما استُثني مِن اليام التي يكون ُ
عتمر في اليوم العاشر أو في النسان فيها في الحج ،فل يمكن أن يَ ِ
اليوم الحادي عشر أو في اليوم الثاني عشر وكذلك قبل أن يَنتهي مِن
من تأخّر. الرمي في اليوم الثالث عشر ل ِ َ
أما الحج فإنه ل يكون إل في أشهر الحج وأشهر الحج معلومة فهو
يكون في شوال وفي ذو القعدة وفي اليام الولى مِن شهر ذي الحجّة.
أما بالنسبة إلى بقية شهر ذي الحجّة فإنه وإن قال مَن قال مِن أهل
العلم بأنه مِن أشهر الحج لكنهم ل يريدون بذلك أنّ الحرام يَصح فيه،
إن مَن لم يَقف بعرفة قبل طلوع الفجر مِن اليوم العاشر مِن شهر إذ ّ
جة ..أي قبل طلوع فجر ليلة اليوم العاشر منه فإنه ل حج له ذي الح ّ
باتفاق العلماء قاطبة وبنصّ الحديث قبلَ ذلك ..أي بنصّ الحديث
الثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
غتسل ،كما ثبت ذلك عن النبي ِ فإذا جاء إلى الميقات فإنه ينبغي له أن يَ
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،فقد اغتسَل وأمرَ بالغتسال
غتسلن ،فقد ثبت عن النبي-صلى الله ِ أن الحائض والنفساء تَبل حتى ّ
عليه وعلى آله وسلم-أنه أمرَ زوجَ أبي بكر-أمّ محمد بن أبي بكر-بأن
شرع له
غتسل مع أنها نفساء ،فمَن كان يستطيع على الغُسل فيُ َ ِ َت
الغسل ،وهو وإن لم يكن واجبا ولكنه سنّة ثابتة عن النبي eفل ينبغي ُ
شدة البرد-التفريط فيها ،أما مَن كان مريضا ل يقوى على الغُسل ل ِ ّ
434
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مرّ على من َ جد ماءً-والحمد لله الن موجود بالنسبة لِ َ مثل-أو لم يَ ِ
المواقيت-فإنه ل بأس عليه بِترك الغتسال ،إذ ل قدرة له عليه ،ول
شرع في حقّه التيمم على القول الصحيح الراجح ،لنه لم يَرِد حديثٌ ُي َ
دل على التيمم ،ول يمكن عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلمَ-ي ّ
قياسه على التيمّم لِلوضوء للصلة ولغسل الجنابة ..نعم إذا كان ل ُ
صلي فإنه يَتيمّم لِلصلة ل لرادة الحرام، َيقوى على الوضوء وأراد أن يُ ّ
اغتسل وتوضّأ فإن كان الوقتُ وقت فريضة فإنه ُيصلّي الفريضة َ فإذا
حرم بعد ذلك كما سيأتي إن شاء الله ،أما إذا لم يَكن الوقتُ وقت وي ِ ُ
حرم
نافلة ويُ ِ
ً فريضة أو قد صلّى قبل ذلك فاختلف أهل العلم هل يُصلّي
بعدها ؟ ولم يَثبت عن النبي eما َيدلّ على ذلك ،إل أنه إذا دخل
ويحرِم بعد ذلك-كما سيأتي بمشيئة المسجد فإنه يُصلّي ركعتي التحية ُ
صليها مُطلَقا أوالله تبارك وتعالى-أو كان الوقتُ وقت الضحى وكان يُ ّ
سنة الضحى-فإنه يُحرِم بعدها أو أراد أن في بعض الحيان-أعني يُصلّي ّ
بعد ذلك كما َ صلى بعدَ الوضوء فإنه ُيحرِم صلي ركعتي السنّة التي تُ ّ ُي ّ
ص ركعتين لِلحرام سيأتي بمشيئة الله تبارك وتعالى ،أما أن يُخصّ َ
فالصحيح أنه لم َيثبت في ذلك شيءٌ عن النبي صلى الله عليه وعلى
آله وسلم ،وما دام لم يَثبت شيءٌ في ذلك فل يُمكِن أن نقول
دل عليه ،فإذا صلى-إذا أراد الصلة- بمشروعية شيءٍ ول نملك دليل يَ ّ
حرم-في ذلك الوقت على رأي بعض أهل العلم ،وفي رأي بعض فإنه يُ ِ
ل عليه الحديث حرم-إذا َركب راحلته ،وهذا هو الذي َد ّ أهل العلم أنه ُي ِ
الصحيح الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وأما بعد الصلة فإنه قد ورد حديثٌ عن ابن عباس وقوّاه بعض الناس
من جهة السناد. ولكنه ل يَثبت عن النبي ِ e
وهذا الخلف إنما هو في الفضل ،وأما مِن حيث الجواز فالمر جائز ول
إشكال فيه.
إزارا ساترًاً لرجل ..يَلبس ُ لبس ثوبَي الحرام بالنسبة لِ والحرام يَكون بِ ْ
من أن يكون ساترا ِلعورته. ولبد ِ
خرجُون ما هو أسفل مِن وكثير مِن الناس-هداني الله تعالى وإياهم-يُ ِ
السرة مع أنّ ما بيْن السرة والركبة عورة-وهذا الكلم بالنسبة إلى
الرجل ،وسيأتي ما يتعّلق بالمرأة ِبمشيئة الله تعالى-1فهذا أمر ل يَصح
بين السرة والركبة ،وإنما الخلف في السرة ..لبد مِن أن يَستر ما ْ
نفسها وفي الركبتين ..نعم ُيوجَد خلفٌ في ما هو أعلى مِن الركبتين
لكن الصحيح ما ذكرناه ،أما ما هو أسفل مِن السرة فل يمكن أن ّ و
رخّص فيه ،فلبد مِن أن يَنتبِه النسان. ُي َ
حرم:
ويلبس-أيضاِ-رداءً ،ويَنوي الحرام وذلك يكون إما أن يُ ِ َ
فرد.ِ-1بحج مُ ْ
-2أو بعُمرة ثم بعدَ ذلك يُحرِم بالحج عندما يَنتهي مِن العُمرة كما
سيأتي إن شاء الله.
جمع بيْن العمرة والحج. -3أو يَ َ
وتمتّع.
وقرانَ ، فالمور ثلثةِ :إفرادِ ،
حرم بالحج ،فإذا أتى مكّة المكرّمة طاف لِلقدوم فالفراد هو أن يُ ِ
وسعى بيْن الصفا والمروة ثم يَبقى على إحرامه حتى يَنتهي مِن رمي َ
يحلّ ..أي في اليوم العاشر. جمرة العقبة وفي ذلك ُ ِ
حرم أوّل بُعمرة ،فإذا أتى مكّة المكرّمة وأما بالنسبة إلى التمتّع فإنه يُ ِ
من إحرامه. طاف بالبيت وسعى بيْن الصفا والمروة وأحَلّ ِ
قابل الحجَرئ الطواف مِن ركن الحجَر ُ ..ي ِ فة الطواف أن َيبتدِ َ وص َ
ِ
وينوي الطواف ويَطوف سبعة أشواط ويُْرمِل في طوافه في الثلثة َ
طبَاع-على الصحيحَ-يكون في ض ِ ضط َِبع ولكنّ ال ْ
الشواط الولى وكذلك يَ ْ
الشواط السبعة كلّها ،كما ثبت ذلك في السنّة عن النبي صلى الله
وسط الثوب تَحت إِْبطه اليْمن َ عليه وعلى آله وسلم ،وذلك بِأن يَجعل
من الطواف فعليه رفي الرّداء على َيده اليُسرى ،فإذا انتهى ِ ويجعل طَ َ َ
ؤدي الركعتين وقد سََترَ أن ُيرجِع ثَوب الحرام على ما كان عليه حتى يُ ّ
فإن ذلك أمر لبد منه ،كما ثبت ذلك مِن أمر النبي صلى الله ّ ق ه، عات َ ِ
قّبُله
من تقبيله فإنه يُ َ والحجر إن تَمكّن َِ عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
قّبل بعدَ ذلك يدَه وإن لم َيتمكّن مِن تقبيله فإنه يَلمسُه بيدِه اليُمنى ويُ َ
يده عصا-وهو صعبٌ في هذا الزمان- اليمنى فإن لم يَتمكّن وكان في ِ ُ
قبّلفإنه يَلمسه بعصاه فإن لم يَتمكّن أشار إليه بيدِه وإذا أشار فل ُي َ
الركن اليَماني فإنه يَلمسه بيدِه إن تَمكّن ول يده ،وأما بالنسبة إلى ّ َ
قبلها وأما إذا لم يَتمكّن فإنه ل يُشير إليهِ ،لعدم ثبوت ذلك عن النبي ُي ّ
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،أما بالنسبة إلى الرّْكنين
قبّلهما ول َيلمسهما الشاميين وهما الرّكن العراقي والشامي فإنه ل يُ َ ِ
بيدِه ول ُيشير إليهما ،لعدم ثبوت ذلك عن النبي صلوات الله وسلمه
عليه ،وعند مقابلة الحجَر ُيكبّر ..يقول " :الله أكبر ".
واستحب بعض العلماء أن َيقول " :بسم الله ..الله أكبر " ،وذلك لم
يَثبت في حديثٍ مرفوع ،وإنما الثابت التكبير ..نعم ثبتت التسمية عن
ابن عمر رضي الله-تعالى-عنهما ،أما الحديث المرفوع فهو ما ذكرتُه.
436
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
بشيء مِن كتاب الله ..أي مِن ٍ سر له ،وإذا دعا وعند طوافه َيدعو بِما تيَ ّ
من الثابت عن النبي-صلوات الله اليات التي جاء فيها الدعاء أو بشيءٍ ِ
وسلمه عليه-فذلك أفضل ،أما أن يَشغِل بترديد الدعية والذكار خْلف
ما ل يَنبغي م ّقه شيئا مِن تلك الذكار أو تلك الدعية فهذا ِ ف َوف ول يَ ْ ط ّ م َ ُ
سِهن م ِ حذَر النسان مِن مزاحمة النساء ومِن َل ْ ولَي ْ
لحد أن يشتَِغل بهْ ،
ما يُنهَى عنه النهي الشديد ،فإذا انتهى مِن الطواف-كما فإن ذلك مِ ّ ّ
خْلفه مباشَرة-وفي صلّ ركعتين خَْلف المقَام وإن لم يَتمكّن َ ذكرتَُ-فْلُي َ
قعة بعيدة صلي في بُ ْ ذلك صعوبة شديدة ولسيما في أيام الحج-فإنه يُ ّ
منمكان ِ
ٍ ل في أيّ ص ّ من ذلك فَْليُ َ وليَجعله أمامه وإن لم يَتمكّن ِ عنه ْ
صلي َيأتي إلى الحجَر المقام ،ثم بعدَ أن يُ ّ َ البيت ولو لم َيكن خلْف
سبعة
َ ع بيْن الصفا والمروة س َ
وجه بعدَ ذلك إلى الصفا ولْيَ ْ ويدعو ثم َيتَ ّ َ
أشواط ..مِن الصفا إلى المروة يَُعدّه شوطا وهكذا مِن المروة إلى
الصفا ،ولبد مِن أن تكون البداية مِن الصفا وأن تكون النهاية بالمروة،
ذكر موله-تبارك وتعالى-وهو فلبد مِن أن يَنتبِه النسانُ ِلذلكَ ،وْلَي ُ
مستقبِلا ً ل ِلبيت في حالة صعوده على الصفا والمروة يقول " :الله أكبر، ُ
الله أكبر ،الله أكبر ،ل إله إل الله ،وحده ل شريك له ،له الملك وله
صرَ
ون َوعدَه َ الحمد وهو على كل شيء قدير ،ل إله إل الله وحدهَ ،أْنجزَ ْ
وحدَه " ويَدعو بعد ذلك ثم يَأتي بالذّكر السابق زمَ الحزابَ ْ ده وهَ َ عبْ َ
ويدعو بعد ذلك ثم يَأتي بعد ذلك بالذّكر السابق ،فإذا انتهى مِن ذلك َ
والحلق أفْضل إل في حالة أن يَكون أراد ْ أحلّ ِبالحلْق أو التقصير، َ
عمرته في العشْر فل ُِقرب الحرام بالحج فإنّ الفضل له أن الحلل مِن ُ
مرَ النبي e صر حتى َيتمكّن مِن الحلْق عند إحلله مِن الحج ،وقد أَ َ ق ّ ُي َ
بالتقصير في هذه الحالة ،وذلك لجل أن يَبقى شعرُه طويل حتى َيتمكّن
من حلْقه-كما قلتُ-عند الحلل مِن الحج. ِ
حرم بالعمرة والحج معاً ،فإذا َفعل ران ،وذلك بأن يُ ِ الق َ
والنوع الثالثِ :
ويبقى على ويسعى َ ذلك فإنه عندما َيأتي البيت يَطوف طواف القدوم َ
ويبقى على منى َ ويتوجه بعدَ ذلك إلى ِ إحرامه حتى اليوم الثامنَ 1
ويذبح هدْيه ،فإذا ذَبح الهدْي ي جمرة العقبة َ إحرامه-كما قلتُ-حتى يَرمِ َ
لن الرسول eيقول) : ّ والحلق أفضل، ْ بالتقصير أو بالحلْق، َ حل فإنه يُ ِ
قين ( ..قال ذلك ثلث مرات وفي الرابعة قال) : م الله المحلّ ِ ح َ َر ِ
رين (. والمقص ِ
ّ
القارن يَذبح ِ راد هو أنّ الفرْق بَْين القِرَان والِْف َ وبذلك ُتلحِظون أنّ َ
القارن فإنّ عليه ِ الهدي بِخلف المفرِد فإنه ل هدْي عليه إجماعا ،أما ْ
الهدي على مذهب جمهور المّة. ْ
-1قال الشيخ " :الثامن عشر " وهو سبق لسان.
437
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
سق من لم يَ ُ مّتع لِ َمن ساق الهدْي والتّ َ ن الفضل القِرَان ِل َ تإ ّ كما قل ُ
الهدي ،وبقي الخلف هل الفضل للنسان أن يَسوق الهدْي ويكون قارِنا ْ
بين حجّه وعُمرته أو الفضل له أن يَتمتّع ؟ والول هو الصحيح ،لفعل ْ
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فالله اختار لنبيه ذلك ولم يكن
ما
منّى ذلك ل ِ َ ِلَيختار له إل الفضل ،وأما تَمنّي النبي ِ eللتمتع فإنه إنما َت َ
ب أصحابه-رضوان الله تبارك وتعالى عليهم-للبقاء على رأى مِن حُ ّ
ترك العملَ الفضل أصحابه ،وقد كان َ eي ُ َ واف َ
ق الحرام فتمنّى حتى يُ ِ
وتحرير ذلك لأجل موافَقة أصحابِه رضوان الله-تبارك وتعالى-عليهمَ ،
ول ،وموضعه آخر بمشيئة الله تعالى. ط ّ
م َحث ٍُ َيحتاج إلى بَ
صلون الصلوات هب الناس في اليوم الثامن إلى مِنى فإنهم يُ ّ فإذا َذ َ
خرج قَبْل جون بَْعد طلوع الشمس ،ومَن َ خرُ ُ الخمس هناك ،وبعد ذلك يَ ْ
السنة أن يَخرُجوا بعد طلوع الشمس ّ ذلك فل شي عليه ولكنّ
مرَة فذلك هو الذي َفعله النبي بن ِتوجهون إلى عرفة ..لو أَمكَن البقاء َ وي ّ َ
و َ
ن ق ْولكن هذا الزمان فيه مِن الصعوبة ما فيه ِلكثرة الحجاج ،فيَْب َ ّ ،e
فليُكبّر ومَن شاء كبّر ْ من شاء أن يُ َ هنالك على ذِْكر الله تبارك وتعالى َ ..
ب ،ويَنبغي لهم أن يُكثِروا مِن الدعاء والذّْكر ما استطاعوا أن ُيَلّبي فلْيَُل ّ
صّلوا ولَيتركوا كلم الدنيا ،وإذا زالت الشمس فيَنبغي لهم مباشَرة أن يُ َ ْ
الظهر والعصر َ ..يقوم المام خطيبا ولْيَخطب خطبة مختصَرة ثم بَْعد
صرُون الظهر ركعتين وكذلك ق ُ معا َ ..ي ْ ذلك يَقومون بِتأدية الصلتين جَ ْ
ويقيم ن أذانا واحدا ُ المؤّذ ُ
َ ؤّذن مع تقديم ،ويُ َ جمعونهما جَ ْ َ العصرَ .. 1ي
وليُكثِروا مِن الدعاء صّلوا فليَذْكروا الله-تبارك وتعالىْ - ِإقامتين ،فإذا َ
ويكثِروا مِن قول " :ل إله إل الله وحده ل شريك له ،له الملك وله ُ
من الدعاء ولُيكثِروا بِما شاؤوا ِ الحمد وهو على كل شيء قدير "ْ ،
حت عن رسول ص ّ
من الدعية التي وََرَدت في كتاب الله أو َ ولسيما ِ
فإن هذا الوقت مِن أفضل الوقات ّ الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
قوا ولَيبْ َ
نوم أو بِكلم أو ما شابه ذلكْ ، ط فيه بِ ْ فرّ َ فل يَنبغي للنسان أن ُي َ
حققا ل لَبْس فيه ،وليس تحققوا مِن غروب الشمس تَ ّ على ذلك حتى يَ ّ
قي في عامِه لن النبي eنهى عن ذلك ،ولنه بَ ِ ّ خرج قَْبل ذلك، لحد أن يَ ُ
غموض وبَْعد حقق غروب الشمس تَحقّقا ل لَْبسَ فيه ول ُ ذلك حتى تَ ّ
ذلك أَفاض وقال ) :خذوا عني مناسِككم (.
خالف ما يُ ِ خرجون قَبْل ذلك ،وهذا مِ ّ وللسف نَجد كثيرا مِن الناس يَ ُ ِ
صارخة ،ول يَنبغي لِلنسان ِ السنة الصحيحة الثابتة عن النبي eمخالَفة ّ
المخالفة والعياذ َ خالف هذه المقدسة أن ُي ِ ّ الذي َذهب إلى تلك المواطن
بالله-تعالى-مِن ذلك.
جمعوا بيْن المغرب لتهم بِها ولْيَ َ لي َمزدل ََفة ولْيَِبيتُوا ْ ثم لَِيذهبوا إلى ال ُ
لمسافر-
ِ صّلون المغرب ثلثا والعشاء ركعتين- 1وطبعا هذا لِ والعشاء ُ ..ي َ ِ
ل عليه الحديث ويكون ذلك بأذان وإقامتين على الصحيح الذي دَ ّ
صّلوا صلة الفجْر في أوّل وقتها ثم الصحيح ،فإذا قاموا في الصباح فلُْي َ
ِلَيذْكروا الله-تبارك وتعالى-هناك ذِْكرا كثيرا ولَْيبَْتِهلوا إليه ولُْيكِْثروا مِن
خرجوا بَْعد ذلك قَْبل طلوع وع إليه ، Iثم ِليَ ُ ش ٍ وخ ُ رعٍ ُ ض ّ
السؤال مع تَ َ
سرِعوا السيْر فذلك مكََنُهم أن يُ ْ محَسّر ِإن أَ ْ روا بِوادي ُ الشمس ،وإذا مَ ّ
هو المطلوب ،وإن لم َيتمكّنوا مِن ذلك فل حَرَجَِ-بمشيئة الله تبارك
وتعالى-مع شدّة هذا الزحام الذي نراه الن.
وف الناس مِن ذلك ،وإنما خ ّشدة الزحام " ..ل أريد أن يََت َ ّ وأقول" :
َأْذُكر أنّ ذلك هو الواقع ولكنّ المر يَسير بمشيئة الله تبارك وتعالى ..
جد مشقّة في ذلك، الناس أفواجا ولكنه يَمرّ ِبسهولة ويُسر ول يَ ِ َ َيرى
ومن ذهب إلى تلك المواطن عَرَف ذلك حقّ المعرفة ،فل يَنبغي لحد َ
تصوره كثير مِن الناس. ّ ما يَسر مِ ّ وف مِن ذلك فالمر أَْي َ خ ّ أن َيتَ َ
من مجاوزة الوادي إل بعد طلوع الشمس لِزحام أو ما ومن لم يَتمكّن ِ َ
شابه ذلك فل شيء عليه على الرأي الصحيح الراجح.
زمَه بعضُ العلماء الدم ،ول يَجب عليهِ ،لعدم وجود دليلٍ على ذلك .. وأْل َ َ
هذا هو الصحيح عندي.
شرط أن يَكون ذلك بعد مرَة ِب ْ رموا بِها الجَ ْ فإذا وصلوا إلى مِنى فَْليَ ْ
من خذُ ِ
ؤ َ
طلوع الشمس-كما هو مذهب كثير مِن أهل العلم-وهو الذي يُ ْ
حديث ابن عباس رضوان الله-تعالى-عليهما.
مكنهم أن يَخرُجوا مِن المزدََلفة بعد غروب القمَر مِن ليلة ة يُ ِ ف ُ الضَع َ ّ
القادر فليس له ِ العاشر ولكن لَِينتظِروا الرمي حتى تَطلع الشمس ،وأما ِ
أن َيخرُج إل بعد صلة الفجْر ،كما فَعل النبي ، eوالرمي في هذا اليوم
كبّر مع كل جرات وليُ َ مها النسان بِسبع حَ َ فلَيرْ ِ
جمرة العقَبة فقطْ ، يكون لِ ْ
طع التلبية عند إرادة الرمي ..هذا هو القول الصحيح الثابت ق َ وليَ َْرمية ْ
شرَع الدعاء في هذا مي ل يُ ْ دلت عليه السنّة الصحيحة ،ثم بَْعد الرّ ْ الذي ّ
وطن ،بل يَذهب الناس إلى الذبح بالنسبة إلى مَن كان قارِنا أو كان م ِ ال َ
سن وسَِلم مِن العيوب ،ول ذَبحوا الهدْي ولْيَكن قد َبَلغ ال ّ متمتّعا ..فليَ ْ
شرَع في ُيمكن أن أُطيل ب ِأكثر مِن ذلك في هذا الوقت ،فإذا ذََبحوا فيُ ْ
والحلق أفضل ،وأما النساء فإنهن ْ هذا الوقت الحلْق والتقصير ِللرجال،
وبْعد ذلك مَن شاء أن يَطوف فلَْيذهب إلى مَلةَ ، قصرن بِمقدار أنْ ُ ُي ّ
-1قال الشيخ " :ثلثا " بدل من " ركعتين " ،وهو سبق لسان نبّه عليه فيما بعد.
440
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
طف ِبالبيت على الصفة التي ذكرناها إل أنه ل يُشرع فيه الطواف وليَ ُ
مل على حسب ما ذكرنا بل يَطوف طوافا عاديا ،وبعد طَباع ول الرّ َ ض ِ ال ْ
سعى ،كما هو مذهب جمهور مّتع فإنّ عليه أن يَ ْ المتَ َذلك بالنسبة إلى ُ
فرِد فإن كانا قد ارن والمُ ْ
ل عليه صحيح السنّة ،وأما القَ ِ المة الذي دَ ّ ّ
سعيا مِن قَْبل فل سعي عليهما ،أما إذا كانا لم يَسعيا مِن قَْبلِ-لعدم
ن التأخير جائز وإن كان مكنهما مِن ذلك أو أنهما شاءَا تأخيرَ ذلك ،إذ إ ّ َت ّ
التقديم أفضل-فعليهما-أيضا-السعي ،وإذا فعلوا ذلك فإنهم يَرجِعون إلى
منى مباشَرة ول ْيَرموا الجمرات الثلث في اليوم الثاني والثالث ،فمَن ِ
عجل بعد الرمي مِن اليوم الثالث وهو الثاني بالنسبة عجل فلَْيتَ ّ أراد أن يََت ّ
من أيام ومن شاء أن يَمكث الثالث-وهو اليوم الرابع ِ إلى أيام التشريقَ ،
كث ،والرمي يكون في هذه اليام بَْعد زوال الشمس، م ُ
فلي ْ
الرمي ُكّلهاَ - ّ
زي قَْبلها. ول ُيجْ ِ
دم على ذلك فهو مخالِف للسنّة ق ّ
من التَ َ وما َيفعله كثير مِن الناس ِ
الصحيحة الثابتة ،ول ُيجزِيهم أنهم ُيقلّدون فلنا أو فلنا ،فالعبرة
بالصحيح الثابت ،كما نصّ على ذلك أهل العلم بل هو الذي نصّت عليه
ويعجبني كلم المام السالمي-رحمه الله-حيث يقول: الدلةُ ،
ونحن نحكي بَْعده خلفا عتبر الوصاف المصطفى َي ِ
فيه عن المختار نصّ ُأسند قبل الخلف فيما ورد ل نَ َ
ولنَترك بقية ح فل شيء إل التسليمْ ، وص ّ
َ فإذا َورد حديث عن النبي e
القوال ،فإذا انتهوا مِن ذلك فلَْيبْقوا بمكة ما شاءوا وإذا أرادوا
وليكن النصراف منها فليَنصرِفوا ولكن بعد أن يَطوفوا طواف الوداع ْ
دة ش ّ
وتْعذَر مِنه الحائض والنفساء ومَن لم يَتمكّن لِ ِ ذلك هو الخَِتامُ ،
المرض الذي ل ُيمكن مََعه أن يَطوف بنفسه أو مَحمول ،أما إذا أمكن
أن َيطوف ولو مَحمول فل يُعذَر مِن ذلك ،والحائض تُعذَر مِن هذا
ؤخّرعذر ،فلبد أن تُ َ الطواف أما مِن طواف الحج وطواف العُمرة فل تُ َ
طف بَْعد ذلك. ولتَ ُ
غتسل ِْ طهر وتَ ذلك حتى تَ ُ
تعلق ِبصفة الحج ،وهنالك أحكام كثيرة تركتُها لِضيق صرٌ فيما يَ ّ هذا مختَ َ
الوقت واختصرتُ الكلم في بعضها؛ والله ولي التوفيق.
ن الحاج يُصلّي في مزدلفة س :لعله مِن سبق اللسان ذكرتُم أ ّ
المغرب ثلثا والعِشاء ثلثا ؟
صلى ثلثا ل رد حديث بأنها تُ ّ ج :المغرب ثلثا والعشاء ركعتين ،إذ لم يَ ِ
جمعة على الربع في الحضر ،وذهب في حضر ول في سفر ،والمّة مُ ِ
جمهور المّة إلى أنّ المسافر يَأتي بها ركعتين ..في القصر الصحيحُ
صليها النسان ثلثا فل شك أنّ هذا مِن باب سبق الوجوب ،أما أن يُ ّ
441
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
اللسان إن كان قلنا ذلك ،إذ لم يَقل بذلك أحد ول يُمكن أن يقول به
أحد-أيضا-إلى يوم القيامة؛ والله أعلم.
ت مكة جاءها مت بالعُمرة لكنّها عندما وصلَ ْ حرَ َ س :2امرأة أَ ْ
ووضعت النقاب ولَمّا
ْ وامتشطت وتطيبتْ
ْ الحيض فمكثتْ في السكن
ؤّد المناسك فقيل طُهرت ذهبت وصَّلت في الحرَم الشريف لكنها لم تُ َ َ
رمت مرة أخرى ،ماذا عليها ؟ وأحْ َ لها في ذلك فذهبتْ إلى " التنعيم " َ
ن النسان ج :سبب هذا الجهل الفاضح ..قلنا نحن في مرة سابقة :إ ّ
1
إذا أراد أن يَذهب إلى الحج أو العُمرة بل إذا أراد أن يَأتي بشيء مِن
تعلم ذلك ،فلقد أخطأت هذه المرأة خطأ عظيما العبادات لبد مِن أن يَ ّ
..عليها أن تتوب إلى الله-تبارك تعالى-وإحرامُها السابق كان باقيا
ي بذَبح شاة ويكون ذلك في الحرَم ُ ..يْعطى د َ فتَ ِ
وعليها مع ذلك أن تَ ْ
فقراء الحرَم ..أي الذين يُوجَدون في الحرَم في وقت ذَْبح هذه
الشاة ..هذه رخصة لها.
ؤجل إلى طواف س :3بالنسبة لطواف الفاضة ،هل يَصحّ أن يُ ّ
الوداع ؟
ج :الرسول eطاف في النهار على الصحيح ،وما جاء مِن أنه طاف
طوافه ِ eللوداع فإنه ِ هم ذلك مِن و ّ
ولعل الراوي َت َّ بالليل فخطأٌ ل يَصح،
طافه قَْبل صلة الفجر على الصحيح ،ومَن كانت لديه القدرة فيَنبغي له
ومن لم أن َيقتِدي بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلمَ ،
خر ذلك إلى اليوم الذي ؤ ّ
مكن أن يُ َ مرض أو ما شابه ذلك فيُ ْ ستطع لِ َ
ِ َي
طف في ذلك اليوم طواف الفاضة ُيريد أن َيخرُج فيه إلى بلده وليَ ُ
جزيه عن طواف الوداع بِشرط أن يكون آخر العمال ..نعم وذلك يُ ِ
ع مِن َقبْل ،أما س َ
خص له أن يَأتي بَْعده بالسعي إن كان لم يَ ْ ُيمكن أن يُرَ ّ
شرع إل للعُمرة ع ،إذ إنّ السعي ل يُ ْ إذا كان قد سعى مِن قبل فل َيسْ َ
من قبل في حالتين ..في والحج ،ويمكن أن يكون النسان قد سعى ِ
س عىحالة الفراد والقِران ،أما في حالة التمتّع فالمتمتّع لبد أن يَ ْ
مرتين ..بعد طواف العُمرة وبعد طواف الحج ..هذا هو مذهب
الجمهور ،وهو الذي دَّلت عليه السنّة ،خلفا لبن تيمية ومَن سار على
نهجه مِن أنه ُيجزيه سعي واحد ،فهذا مخالِف للسنّة.
من الطواف في الشوط السابع يَأخذون س :4البعض عند انتهائه ِ
ِبالتدرج ِللخروج مِن الطواف قبل انتهائهم منه ،هل عليهم حرج
وخصوصا الزحام يكون كثيرا ؟
وْوا ج :إذا كانوا لم َينووا الخروج مِن الطواف فهم في الطواف ،أما إذا نَ َ
الخروج فل ،فإذن إذا كانوا بنية الطواف فل حرج بمشيئة الله ،أما إذا
وْوا الخروج فذلك ل يَصح. َن َ
حج عن والدته إذا كانت عاجزة ؟ وإذا لرجل أن يَ ّ س :5هل يَجوز ِل ُ
كانت قد أصيبت بالعمى كذلك ؟
حج عنها ،وكذلك إذا كانت ميّتة، صح له أن يَ ّ ّ ج :نعم ،إذا كانت عاجزة يَ
من فقد ثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-أنه أجاب بذلك لِ َ
سأله عن من مات أحد أوليائه ..جاء في بعضها " :رجُل " ،وفي
بعضها " :امرأة " ،وهل الكل صحيح أو البعض صحيح والبعض شاذ ؟
ِلذلك موضع آخر ،ولكن القول بالجواز هو القول الصحيحِ ،لصحّة السنّة.
ادعى بأنها خاصّة بذلك الشخص أو بأولئك الشخاص دعوى ودعوى مَن ّ
ل تقوم عليها حجّة.
مكن أن يَأخذها معه وتَأتي بأعمال أما بالنسبة إلى العَمى فإن كان يُ ِ
ها عند تأدية المناسك فل يَصحّ لها الترك، ود َق ُ
وي ُالحج ..أي َيأخذها معه َ
صح لها ذلك، ّ أما إذا كانت ل َتتمكّن مِن الفعل أبدًا ففي هذه الحالة يَ
ؤّدوا ذلك بِمساعدة صرون ولكنّهم يُمكنُهم أن ُي َ فكثير مِن الناس ل يُبْ ِ
غيرهم.
حرَم إل س :6والدتها تريد أن تَذهب إلى الحج ولكن ليس عندها مَ ْ
صطحب معه زوجتَه مع مجموعة مِن النساء ،فهل تَذهب ِ المقاول يَ
ِ ّ أن
معهم ؟
ج :الله المستعان ،كثير مِن أهل العلم ذهبوا إلى أنّ المرأة ل يَجوز لها
رمِ ،لنهي النبي e ح َ ج أو مَ ْ أن َتذهب إلى الحج ول إلى غيره إل مع زو ٍ
صت طائفة مِن أهل العلم خ َ ور ّ
رمَ ، ح َ م ْفرِها إل مع الزوج أو اله َ س َ
عن َ
الحج حجّ فريضة َ ..رخّصوا لها ّ ِللمرأة إذا كانت َتذهب لِتأدية الحج وكان
من أهل الصلح ،ولكن ل َيخفى ما في أن َتذهب مع نساء معهنّ رجال ِ
شدة الزحام في هذا المر وضَْعفِ المرأة فقد تَحتاج إلى مساعدة في ّ
مرض وتَحتاج إلى مَن َيقوم بشؤونها، الطواف أو في السعي وقد تَ َ
ومرضت منهنّ بعض النساء ْ من غير مَحارمِ ّ
هن ن ِوكثير مِن النساء ذَهبْ َ
سك بهم أو م ِواحتاجت إلى أن يَقوم الرجال بِحمِْلها أو مساعدتِها أو أن تُ ْ ْ
ما شابه ذلك وهم مِن غير مَحارمِها فيَقعون في معصية الله تبارك
نتظر
رخّص في مثل هذا المر فلتَ ِ وتعالى ..هذا الوقت ل يُمكن أن ن ُ َ
رما منها وهي معذورة إلى أن تَجد ذلك-بمشيئة ح َ
حتى تَجد زوْجا أو مَ ْ
رم؛ والله ح َم ْ من التأْدية مع الزوج أو اله َ الله-وتوصي بذلك حتى تَتمكّن ِ
أعلم.
443
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
َ
ن
علم ُ ..يعا ُ شرِ ِ من ن َ ْ جوه في هذه البلد أوَْلى ِ .. ب فهَُناِلك وُ ُ ب ود َ ّ من هَ َّ
ض الشرطة أو ما شابه ض الكتب أو بع ُ ض الفقراء أو ت ُط ْب َعُ ِبها بع ُ ِبها بع ُ
مع هذه ج ّ جب عليها أن ت ُ َ ن هذه المرأة ي َ ِ ل طبعا " :إ ّ ذلك َ ..نحن ل نقو ُ
جير من المال ُثم بعد َ ذلك ت َُقوم ِبتأ ِ صل إلى مبلٍغ ِ ل أن ت َ ِ ج ِ من أ ْ الدراهم ِ
طيعة في هذا الوقت ت غير مست ِ من َيقوم ِبتأِديةِ الحج " لّنها ما دام ْ َ
ست ما بعد َ ِ من المال فل َيلَزمها أن َتتُرك هذا المال إلى َ وَتمِلك مبلغا ِ
مع إليها هذه الموال جت َ ِسنوات أو عشر سنوات أو ما شابه ذلك حتى ت َ ْ
ة ُ
م ِبتأدِي َ ِت أو أن َتقو َ مع إذا شاَء ْ ج َ
ما أن ت َ ْ
جَرةِ الحج ،فإ ّ صل إلى أ ْ التي ت َ ِ
من َ
هد كثيرا ِ ن ُوجوهِ الِبر والصلح ،لن َّنا ُنشا ِ م ْ ن وجهٍ ِ س ِ ح َذلك إلى أ ْ
منض الموال إلى مكة المكرمة ولكن كثيرا ِ ل بع ِ الناس َيقومون ب ِِإرسا ِ
الناس الذين َيقومون ِبتوزيِع تلك الموال ل ي َعْرُِفون الوجوهَ الصحيحة
التي ت ُوَّزع فَيقومون ب ِِإعطاِء فلن أو فلن أو ما شابه ذلك ..طبعا ذلك
َ
نس ِح َ ث عن أ ْ حَراما ولكن النسان ينبِغي َله أن َيب َ
ح َ ن َ النفاق ل َيكو ُ
ها؛ والله أعلم. الوجوهِ وأْول َ
من حلقة 29ذو الحجة 1423هه ،يوافقه 2/3/2003م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
عام 1424هه
جه:
لبد مِن أن يقول في حَ ّ قَية العبادات ..نعم في الحج ُ بالنسبة إلى بَ ِ ّ
اللهم
جة " أو " لبيك عمرة " أو ما شابه ذلك ل أن يقولّ " : ح ّ" لبيك َ
ما لَم يَرِد عن النّبي .. eنعم اختلف العلماء إني نويت الحج " فهذا مِ ّ
في جواز ذلك:
هب إلى أن ل بأس على النسان أن يقول " :اللهم إنِي نويت أن منهم ذَ َ
الظهر " أو " فريضة العصر " أو " أن أحج " أو " أن ّ أصلي فريضة
ذكر
وّفي زوجها أن تَ ُ دة المرأة التِي ُت ُ أفعل كذا " وهكذا بالنّسبة إلى عِ ّ
بلسانها.
ِ ذلك هي
هب إلى أنّ ذلك بدعة وأّنه ل يَجوز. من َذ َ ومنهم َ
أنه لَم يثبت عن النبي eولكن ل نقول: ول شك أنّ هذا بدعة ِ ..بمعنَى ّ
ختَلف والكلم حرّمة ،بل البِدع تَ ْ لنه ليست كل البِدع مُ َ إن ذلك حرامّ ، ّ
ونحن نقول :إنّه ل ينبغي ِللنسان أن يأتي بِشيء مِن طولَ ، على ذلك يَ ُ
هذه اللفاظ ،ولكن إذا أتَى بشيء مِن هذه اللفاظ ل نقول إنّه ارتكب
أما أنْ يقوم رجل أجنبي-أو ما شابه حرّما ولكن نقول :الفضل التّركّ ، م َ ُ
ما ل يصح، ابَعتِه فهذا مِ ّ مت َ فظ وتقوم تلك المرأة بِ َ ذلك-بقراءة هذا اللّ ْ
قر إلى نِّية-والمراد بالنية فتَ ِ دة هل تَ ْ أن العلماء قد اختلفوا في العِ ّ على ّ
هاهنا النية القلبِية كما ذكرت-أو أنّها ل تفتقر إلى النية:
أنها ل تفتقر إلى النّية. وقد ذهب أكثر العلماء إلى ّ
حه المام نور هب إليه ابن بركة وصحّ َ وذهب بعض العلماء-وهو الذي ذَ َ
قر إلى النية ،فإذا قُلنا بِهذا الدين رحمه الله تبارك وتعالى-إلى أنّها تفتَ ِ
وي-فإن المراد بالنّية-كما قلتُ-هي النية القلبية. القول-وهو قول قَ ِ
...
وافقه 13/7/2003م من حلقة 13جمادى الولى 1424هه ،ي ُ َ ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
رض إذا وَجَدت س :1هَل يَْلزَم المرأة الذّهاب إلى العُمرة الفَ ْ
رم ؟ ح َ دْيَها مَ ْ رفقة فيها رجال ونساء ُأمََناء وليْس لَ َ َ
فوا في حُكْم العُمرة: ماءَ َقد اختلَ ُ ن العَُل َ ج :إ ّ
أدلة متََعدّدة مِن أنها وَاجَِبة ،وقد استدَّلوا على ذلك بِ ّ ب إلى ّ ه َ منُْهم مَن ذَ َ ِ
العلمَاء قد
سنة رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-إل أنّ ُ ّ
ومنُْهم مَن قال ن قال بُِثبُوتهاِ ، منُْهم مَ ْ اختََلفوا في ثُبوت هذه الحاديثِ ، ْ
بثبوت بعضها ،ومِْنهم مَن قال بِعدم ثُبُوت شيء مِْنها.
وإنما هِي سنّة مرةّ ، الع ْوب ُ ت طائفة مِن أهل العلم إلى عَدَم ُوجُ ِ هَب ْ وذ َ َ
فرط فيها من السنن وثََبت فيها الفضل العظيم فل يَْنبَغي لِلنسان أن يُ ّ ِ
ابوا عن تِلك الحاديث وأجَ ُ صل إلى درجة الوجوبَ ، وإن كان ذلك ل يَ ِ
446
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وسلم- َ ت عن رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله أنها مِنْها مَا ل يَثُْب ُ ِب ّ
ومنها ما ل دللة فيه على المطلوب.
حقيق الحقّ فيها يَحتاج إلى وجود في المسألة ،وتَ ْ ما كان-الخلف مَ ْ مْه َ وَ -
جهةمن كَلم مِن جهة الثّبوت ومِن ِ خُلو ِ لن جميع تلك الدلة ل تَ ْ ّ إطالة،
الدللة أيضا.
وبها هِي ل تَصل إلى درجة وج ِ ول بِ ُق ُ ما كان-حتى على رأي مَن َي ُ مْه َ وََ -
ص سنّة رسول ُوجوب الحجَ ،ذلك لنّ الحج ركن مِن أرْكان السلم ِبنَ ّ
ص كتاب الله الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ثم هُو َواجب ِبنَ ّ
قت المّة ف َ سنة رسوله صلوات الله وسلمه عليه ،وقد اتّ َ ص ّ وبن ّ ِ
معلومة عند جوبه ،وهو مِن المُور الضرورية اله َ السلمية عَلى وُ ُ
مسلمين. اله ُ
هل ماعة مِن الثّقات أَ ْ سَفر المرأة مع جَ َ واز َ وقد اختلف العلماء في جَ َ
الصلح مََعُهم نِساء: ّ
دّلوا بِبعض الدلة. از ذَلك ،واستَ َ و ِ منْهم مَن ذَهب إلى جَ َ ِ
إن ذلك ل يَجوز لهاِ ،لنهي النبي-صلى الله عليه وعلى ومنْهم مَن قالّ : ِ
رم ،كما ثبت ذلك في ح َافر إل مع زَوج أو مَ ْ س ِ المرأة أن تُ َ َ آله وسلم-
سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ّ
الخلف في العُمرة أشَد، ِ وإذا كان المْر كَذلك ..أعني في الحج فإنّ
مختلف ق عليْه في الَفرضيةَ ،بل هِي ُ ف ِمّت َ ذلك لنها ل تَصل إلى دَرجة اله ُ
مل .. حَت ِ
وي وإنْ َكان مُ ْ وبها ليْس بِذلك القَ ِ ج ِ و ُ والقول بِ ُ َ فيها-كما ذكرتُ-
ولةِ-بمكان-أن َيجزم به النسان من السُّه َ ول ليْس ِ عني َترْجيحُ هذا القَ ْ َي ِ
ه يَْنبغي وإن كان له وجه وجيه ،وإذا كان المر كَذلك فإنّني أَُقول :إنّ ُ
ذهب معه لِتَْأدية رما منها وتَ ْ ح َ جد زوْجا أو مَ ْ أخر حتى َت ِ لهذه المرأة أن تَتَ ّ
أداء فريضة وم بِ َ
ق َ لن النسان يُمكن أن يَ ُ ّ العمرة، فريضة الحج وتَْأِدية ُ
الحج وأداء العُمرة في سفر واحد:
أتي بِها ثم العمرة ويَ ِ ل بِ ُ حرم أوّ ً هو الفْضل ُ ..ي ْ مّتع بيْنهما كما ُ -1إما أن يَتَ َ
حرم بِفريضة الحج ،كما هو معلوم في كتب حل مِْنها ثم بعد ذلك يُ ْ ُي ِ
المناسك.
ِ
والعمرة ُ ..تحرِم بِهما إحراما واحدا. ُ -2وإما أن ُتقْرِن بيْن الحج
سق الهدْي ،فهي في هذه الحالة إذا من لم يَ ُ شك أَفضل لِ َ والول ل َ
ؤدي فريضة الحج ولبد مِن أن ن تُ ّ معهم نِساء لَ ْ ُ ت مع رجال ثِقات هَب ْ َذ َ
سافر-كما ِ تأخر إلى ذلك الوقت وتُ إمكانها أن تَ ّ ِ افر مرة أخرى فإذن بِ س ِ ُت َ
رم بِمشيئَة الله. ح َ قلتُ-مع زوْج أو مَ ْ
ارمِِهم مِن باب العَانة على ح ِ هُبوا مع مَ َ ارم أن يَذْ َ ح ِ لم َ نبغي لِلزواج ولِ َ وي ِ َ
قومُون ِبتَْأِدية سي ُمشيئة الله تبارك وتعالىَ - ضا بِ َ أي َ ر والتّقوى ،وهمْ - الب ّ ِ
447
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
فلون يتنَ ّ
مرة إذا كَانوا لم يَْأُتوا بَِهما مِن قَْبل أو أنّهم سَ َ ريضة الحج والعُ ْ َف ِ
ِبذلك وفي ذلك َفضل عَظيم ،كما ثَبت ذلك في سنّة رسول الله صلى
مرَة الع ْ ويكْفي مِن ذلك أنّ النبي َ eقالُ ) : الله عليه وعلى آله وسلمَ ،
جزاء إل الجنة (، مبرور ليْس له َ والحج اله َ َ فارة لِما بَيْنهما، مرة َك َ إلى العُ ْ
ضل؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. ريد الفَ ْ من يُ ِ فى بَِهذا فضْل ِل َ وك َ َ
محْرَما ُ ..رّبما ي َكون لحد دق عَليه أن يَكون َ ص ُس :2مَن الذي يَ ْ
فر ؟ حرَمها في هذا السّ َ م ْ مكن أن يَكون هو َ النساء صبي ،هل يُ ْ َ
كانت
ْ اهقا ..أي مكِن ،وأما إذا كان مُرَ ِ الصبي إذا كان صَِغيرا فل يُ ْ ّ ج :أما
البُلوغ فإنّ أهل العلم قد اختلفوا في ذلك: رب مِن حَالة ُ ق ُ ه تَ ْ حالُ ُ َ
ها ولسيما إذا ر َ ف َ افق المرأةَ في سَ َ ر ِن يُ َفي لَأ ْ إن هذا يَكْ ِ منْهم مَن قالّ : ِ
الصلح مَُعُهم نِساء. ّ هل من أَ ْ جالٌ ِ كان هَُنالِك رِ َ
رط البُُلوغ. شتَ ِ العلماء يَ ْ وبعض ُ ُ
دا ،ولكن في مِْثل هذه وي ج ِ ً ول قَ ِ ول بِاشِْترَاط البُُلوغ قَ ْ الق ْ
شك أنّ َ ّ ول
قا َ ..له دِراية بِمثل هذه لبُلوغ وكان لَِب ً قا لِ ُ اه ً
مرَ ِ الحالة إذا كان الصبي ُ
المور فل أرى بأسًا بِمشيئة الله تبارك وتعالى.
رَتها م َمل عُ ْ ع الحَْيض لُِتكْ ِ ان َ و ِ
م َ اطى َ صح ِللمرأة أن تَتََع َ س :3هل يَ ِ
لوطَن قبل افلة إلى ا َ رجِع فيه القَ ِ حيْضها زمنًا تَ ْ أيامِ َ اد َ ظرا لمِْتدَ ِ َن َ
ها ؟ طْهرِ َ ُ
ج :هنالك أمران:
ستعمل ذلك ؟ ِ -1الجواز ..أي أَنه هل ِلهذه المرأة أن َت
وّقف لت ذلك قبل نُزول الحَيْض أو في أثناءِ ُنزوله وتَ َ -2وإذا استعمَ ْ
الحيض عن النزول: ْ
انع مِنْه ". قول " :إنّ ذلك مِما ل مَ ِ العلم تَ ُ فإن طائفة كبيرة مِن أهل ِ ّ
وفرق بعضُ أهل العلم بَْين الحَالتين ..بيْن ما إذا نَزل الحيْض أو كان ّ
ذلك قَبل نُزوله فأجازوا ذلك في الحالة الثانية دون الحالة الولى.
ونحن نقول :إذا انقطع الحيْض ل مَانع مِن ذلك ،ولكن هنالك قَضية َ
ه الحبوب بعد ذلك ملن هذ ِ سَتْع ِ أن َكثيرا مِن النّساء اللتي يَ ْ خرى وهي ّ ُأ ْ
ارة
جدا وتَارة يَْنزِل وتَ َ ويلة ِ مدّة طَ ِ ستَمر الدّم له ُ وقف هذا الحيْض ويَ ْ ل يََت َ
هي طاهر ل ِ ضبط لَها عادة فَل تَدْري هَ ْ خلف ذلك ول تَنْ ِ َيكون المر ِب ِ
قية
ؤّدي مناسِك الحج والعُمرة وتُصلي وتَصوم وهكذا بالنسبة إلى َب َ َفُت َ
ست بِطاهر وليس لها أن ي َليْ َ مَتَعلقة بقضية الحيْض أو هِ َ كام اله ُ الحْ َ َ
رك فالسلمة أن تَتَ ُ ّ قى في مُشكلة كبيرة جدًا، ؤّدي هذه الشياء ..تَْب َ ُت َ
ادة .. ن عَ َ اء َلُه ّ س ِ الن َ
ن ّ فإن َكثيرا مِ َ ّ ظر في َأمْرها، هذه المُور وأن َتنْ ُ
مكَُنَها أن رف مََتى يَْبتَدِئ الحيْض ومتى يَْنتَهي الحيض ،فإن كانت يُ ْ َتْع ِ
المناسك،
ِ ك
تل َ أت بِ ْ مناسك قبل نُزول الحيض َفْلَتذهب ولْتَ ِ ي ِتلك اله َ ؤّد َ ُت َ
448
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
أن الحيض سيأتيها في وإن كان ل يُمكنها َ ..تعرف بِحسب عادَتها بِ ّ
مرة أو تَْأدية الوْقت مِن َتْأِدية العُ ْ مكّن في ذلك َ الوْقت الفُلني ولَن تََت َ َ
قتهم فإنها ُتؤمَرُ ها تِلك الجماعة التي هي في رفَ َ ر َ ظ َ ن َتنَْت ِ الحج لنّها لَ ْ
ج ا م ِن وسيجعل لَها الله-تبارك وتعالىَ-فرَ ً َ أخر في تلك السنَة، ِبأن َتتَ ّ
معلوم هي لم قبل إن شاء الله تبارك وتعالى ،ومِن اله َ سَت ْ م ْ ها في اله ُ أمرِ َ
ما مِن أجل هذه الضّرورة؛ والله-تبارك وتعالى- وإن َ
تتأخر مِن أجل التَأخر ّ ّ
أعلم.
َ
من ُْهم الرضيع مرة و ِ م للعُ ْ معَهُ ْ خذ ُ بعض المسلمين أطفالهم َ س َ :4يأ ُ
مت َعَل َّقة ِبهؤلء الطفال ؟ نرجوا مّيز ،فما هي الحكام ال ُ م َ ومنهم اله ُ
دوا رموا َلهم وأن ي ُؤَ ّ ح ِ ل َلهم أن ي ُ ْ ضّية ..ي َعِْني هَ ْ صيل في هذه الَق ِ الَتف ِ
كذا الحج ؟ مرة وهَ َ العُ ْ
كون هنالك اقع قد تَ ُ ج :أما الطفل إذا كان صَِغيرا جدا فهذا في الوَ ِ
مّيز ولَو قليل فقد ثَبت ذا الطفل يُ َ ه َ مشكلة في الحرَامِ َله ،أمَا إذا َكان َ
دة طُرُقٍ-عن النبي-صلى الله عليه من ع ِ ّفي السنّة الصحيحة الثابتةِ -
وله ومِْنها مِن إقراره: منَْها مِن قَ ْ وعلى آله وسلمِ -
قال لها : e هل ِلهذا حج ؟ "-أي لِصبي مََعها رفعَْتهَُ-ف َ ألته امرأةَ " : س ْ فقد َ
ك أجر (. ) نعم ولَ ِ
ع رسول م َ حابة-رضوان الله تبارك وتعالى عليهمَ - الص َ ّ فة مِ َ
ن ائ َ هب طَ ِ وذ ََ
صلوا هم لم يَ ِ الله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-إلى الحج َو ُ
هم رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأَقرّ ُ إلى مَرْتبة البُُلوغ َ
على ذلك.
العمرة على م ُيطالَبون بَعد ذلك ِبفريضة الحج ويُطالَُبون بِ ُ ه ْنعم ُ ..
ختلفول بَِأّنها سنّة وإنّما تَ ِ ون بِها حتى عَلى القَ ْ طالبُ َ وبها ،أو يُ َ وج ِ القول بِ ُ
الدرجة.
مكن أنْ دير أو يُ ْ ق ِل تَ ْارِته على أََق ّ حافظ على طََه َ هذا الصبِي ُي ِ فإذا كان َ
ض ٌ
ل رم مِن ذلك ،ففي ذلك فَ ْ ح َ يسأل أو ما شابه ذلك فل يَنبغي أن يُ ْ ُ َ
واب وث َ
عظيم ِلذلك الصّبي بِمشيئة الله تبارك وتعالى ،وفي ذلك أَجْر َ
ه الله ج َ دا بِذلك َو ْ فل إذا كان قَاصِ ً الط ْ
ّ م ِلذَِلك أحرَ َ من ْ ِبمشيئة الله ِل َ
تبارك وتعالى.
شكِلة؛ رام َله مُ ْ ون فِي الحْ َ ك َ صِغيرا جدًا جدًا َفَهذَا قد تَ ُ ان َ أما ِإذا كَ َ
والله-تبارك وتعالى-أعلم.
هذا الصّبي المميّز-الذي يَستطيع أن َيفهم ما يُقال ب َ ك َ س :إذا ارتَ َ
ل مَا يَترتب على ذَلك ؟ م ُح ّظوَرات ،مَن الذِي يَتَ َ ح ُ من الم ْ شيئا ِ لهَ -
لف بَْين أهل العلم: ٌ خ
ج :في هذه المسألة ِ
449
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ف ٌ
و رمَ له ،فذلك مَْع ُ شيءَ عليه ول على مَن َأحْ َ ل َ إنه َ قولّ : -1منْهم مَن َي ُ
عنه بِمشيئة الله تبارك وتعالى. َ
أحرَم له. -2ومِْنُهم مَن َيقولُ :يخاطب بِه مَن ْ
ائفة مِن أهل العلم ول الول قد َقالت به طَ َ والق ْ
َ والقول الثاني مَشهور،
وله َوجْه َوجِيه؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
ؤّدي طواف الوداع ؟ ستحاضة ،كيف تُ َ م ْ س :5المرأةُ اله ُ
واف الوداع: العلماء في طَ َ ج :أما الحائض فقد اختلف ُ
ش ً
اة كنها ذلك وإل فََعليها أن َتذْبح َ أخر إن أَمْ َ منْهم مَن قَالُ :تؤمَر ِبأن تََت ّ ِ
ايا هُم :مَ ْ
ن ض َ
اد ِبفقراء الحرَمِ في مِْثل هذه القَ َ مرَ ُ م ..واله ُ حرَ ِ ِلفقراء اله َ
م أو كانوا واء َكانوا مِن أهل الحرَ ِ م في ذلك الوَْقت سَ َ ون في الحرَ ِ وجدُ َ ُي َ
دموا إلى الحرَمِ. اقيين الذين قَ ِ الف ِ َ م َ
ن ِ
رج إل إذَا خ ُ يَء عََليَْها وتَ ْ العلم إلى أنه ل شَ ْ ت طائفة مِن أهل ِ هب ْ وذ َ َ
طوف وترجِع وتَ ُ سل َ غت ِ ؤمر بَِأن َت َ مكة فإنّها تُ َ ارَقة بُُيوتِ ّ ف َ طُهرَت قبل مُ َ َ
ؤمَر ِبالرّجوع ول فإنها ل تُ ْ الحرَم ّ َ و في رت بَعد ذَلك ولَ ْ البْيت ،أما إذا طَُه َ ِب َ
عليها. يء َ ش َ َ
ول هُو القَول الصحيحِ ،لدللة حديثِ رسول الله-صلى الله عليه الق ْوهذا َ
عَلْيه.وعلى آله وسلمَ -
مس َلُهمُ يلتَ
طِلعوا على الحديثِ ف ُ ْ ولعل الذين قَالوا بِخلف ذلك لم َي ّ َ
رد إل المصطفى صلى ذ مِن َقوله ويُ َ ؤخَ ُ وِلهم ،إذ كلّ ُي ْ ق ْخذُ ِب َ ؤ َالعذْر ول يُ ْ ُ
الله عليه وعلى آله وسلم:
قولوا خَالف الثار وإن يَ ُ مختار حسبك أن تَّتبع اله ُ
والله أعلم.
تسل وبعد ضها أَن تَْغ ِ ر بَعد حَْي ِ ؤمَ ُ حاضة فإنّها تُ ْ َ م َ
ست سبة إلى اله ُ أما ِبالنّ َ
دم ثُبوت ذلك عن النبي eمِن حيحِ-لَع َ الص َِ ؤمر بِالغتسال على ذلك ل تُ َ
ضع النجاسة وبِأن و ِ مر بَِغسل مَ ْ ؤ َ ما تُ ْ وإن َ
جيةّ - ح ّ صلُ إلى مرتبة اله ُ ه َي ِ ج ٍ َو ْ
جاسة إلى شيءٍ مِن جسدها أو إلى وج تِْلك النّ َ ر ِ منَع مِن خُ ُ شيْئا َي ْ س َ َتْلبَ َ
طوفُ كما تُصلي؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. ضأ وتَ ُ و ّ الرض ثم تَتَ َ ْ
س :6أنا شاب ذهبتُ إلى الديار المقدّسة لداء العُمرة وبعد أن
ت أداَءها شككت في أنها غير مقبولة ولكن لم أفعل أيّ شيء أنهي ُ
َيتنافى مع أعمالها ..الحمد لله جميع الركان كانت صحيحة ولكن
لوصولي أول مرة إلى الديار المقدسة حدث لي حرج كبير وارتباك
شديد أثناء الطواف ؟
القبُول فيَْعَلمه الله-تبارك وتعالى-ول عِْلم لنا نَحن ول ِلَغِْيرِنا ج :أما َ
صل مَن أتَى ِبشيءٍ حة-ولكن الَ ْ ما يََتكَّلم أهْل العِْلم على الصّ َ وإن َ ِبذلكّ -
ربه-تبارك قيًا لِ ّ ه الصحيح وكان مُّت ِ الوجْ ِ من الَعمال الصَالحة على َ ِ
450
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
إذ إنّ الله-تبارك وتعالى-إّنما قبّل مِْنهْ ، أن الله-تبارك وتعالىَ-يَت َ وتعالىّ -
من كان متّقيًا فإنّ الله-تبارك وتعالى-قد وَعَ َ
د َيتقبّل مِن المتّقينَ ،ف َ
خلف ذلك. كن كَذَِلك فالمْر ِب ِ ول أعمَاله الصّالحة ،ومَن َلم يَ ُ قب ِ ِب ُ
أتى بِها بِحسب مَا هِي حة عُمرته فإن كان قد َ وأما ِبالنسبة إلى صِ ّ
حيحة بِمشيئة الله- فإنها صَ َ أركانها وشُروطها ّ مشروعة عليه ..أََتى ِبها بِ ْ
اوس؛ والله-تبارك س ِ كوك والوَ َ فت إلى هذه الشُ ُ تبارك وتعالى-ول يَْلَت ِ
وتعالى-أعلم.
الفرْد أكثر مِن ر َ م َح أن يَْعتَ ِ ص ّ
ل َي ِ ه َ سَتنَد مَن َيقول :إّن ُ س :7ما هو مُ ْ
الواحِدة ؟ يارة َ عمرة في الزّ َ ُ
هؤلء أنّه َلم يَثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ستند َ ج :مُ ْ
مرّة مع حِرصه على فاره أكثر مِن َ فرٍ َواحد مِن أسْ ِ مر في سَ َ أنه اعَْت َ ّ
الخير ،ولم يَْثبت-كذلك-عن أحد مِن صحابته-رضوان الله تبارك وتعالى َ
اته-صلوات الله وسلمه عليه-أكَْثر مِن مروا في حََي ِ أنهم قد اعتَ َ عليهمِ-ب ّ
ن النّبي-صلى الله وإنما أَِذ َ ه مّ ، ار ِ ف ِ عمرة واحدة في سفر واحد مِن أسْ َ ُ
لسيدة عائشة-رضي الله تبارك وتعالى ّ عليه وعلى آله وصحبه وسلمِ-ل
مرن َلها بَِأن َتْعتَ ِ طِييبًا لَِنفسها أذِ َ ت ..فإنه تَ ْ رَن ْ مر بَعد أن قَ َ عنهاِ-بأن تَْعَت ِ
رد دَليل ولم يَ ِ افقها َ .. مرَ أخاها عبد الرحمن بِأن ُيرَ ِ وأ َ
التْنعيم " َ من " َ ِ
سالم مِن ُكل اعتراض ِباعتمار عبد الرحمن-رضي الله تبارك ِ صحيح
مع السيّدَة عائشة-رضي الله تبارك وتعالى عنها- وتعالى عنه وعن أَِبيهَ -
ولعل هذا الأقرَب ّ مرَ، هَنالِك رواية َتدُل عََلى أنه اعْتَ َ مل ُ .. حَت ِ والمر مُ ْ ُ
إلى الصواب ولكن ذلك لِمرافقتِه ِللسيدة عائشة على أننا ل نستطيع
أن َنقول " :إنّه قد اعَْتمر " ،أما الرسول-صلى الله عليه وعلى آله
من ْهم أكثر مِن مرة واحدة. عتمر أحَدٌ ِ وصحابته-كما قلتُ-لم يَ ِ ُ وسلم-
الواحد أكثر مِن روعية العتمار في السّفر َ ش ُ م ْ ول ِب َ ق ُ وبعض العلماء يَ ُ ُ
مرة.
ماحيْث الجواز لِما ذكرناه مِن هذا الدليل وإنّ َ قول بِالجواز مِن َ حن َن ُ ون ْ َ
راتم َ ان ِبالعُ ْن التيَ ِ م َ فضل للنسان أَن ُيكِْثرَ ِ َ
هل الأ َ الفضل َ .. الكلم في َ
السفر ّ احدَة في رةً َو ِ ر إل مَ ّ م َ ر أن يَْعتَ ِ غيْ ِواف مِن َ الط َ
َ أو أن ُيكثِر مِ َ
ن
كما ثَبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ اللهم الواحد َ َ
ذهب ختلف ،أما أن يَ ْ مكَرمة فالمر يَ ِ دة طويلة في مَكّة اله ُ قي م ُ ّ إل إذا َب ِ
حسب مَا نَرَى-أن ُيكِْثر مِن الطوَاف النسان ِلعدة أيَام فالفضل-على َ
غير أن يَأتي بِأكثر مِن ِتلك العُمرة التي ومن ذِكر الله-تبارك وتعالى-مِن َ ِ
خل بَِها مَكّة المكرمة ِلما ذكرناه. َد َ
حديث النّبِي صلى الله قا مِن َ اب ً س ِ ض علينا بِما ذَكرناه َ مكن أن يُْعَترَ َ ول يُ ْ
ّ لن م ا (،
فارة ِلما بَيَْنُه َ العمرة كَ ّ مرة إلى ُ عليه وعلى آله وسلم ) :العُ ْ
451
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مر ولم َيأمُر صحابتَه-رضوان الله تبارك عت ِهو الذِي لم يَ َ الذي قال ذلك ُ
ن ِللسيّدة عائشة-رضي الله تبارك و تعالى ذلك وإنّما أَِذ َ وتعالى عليهم-بِ َ
سع لِلطالة؛ والله- مجال ل يَّت ِ دمناه ،واله َ رف خَاصّ ِبها كما ق ّ ظ ْ عنهاِ-ل َ
تبارك وتعالى-أعلم.
انب ؟ أج ِع َ حرَم ..مَ َ دون مَ ْ رة بِ ُ م َ هاب إلى العُ ْ الذ َ
ريدُ ّ س :8امرأةٌ تُ ِ
اجبَة-على رأي رة الوَ ِ م َهذِه المرأة إن َكانتْ لم تَأتِ ِبالعُ ْ إن َ حنُّ : ج :قلنا نَ ْ
ض أهل العِْلم إذا كانت أي بَْع ِ ص َلَها عََلى رَ ِ خ ُ من يقول بِذلك-فإنه قد ُيرَ ّ َ
الصلح. ّ ب مع نِساء مع رِجال مِن أهْل ذه ُ َت َ
هب إل مَع ذ َس َلَها أن تَ ْ من أهل العِلم إلى أنه َليْ َ يرةٌ ِ فة َكبِ َ ائ َ هَبت طَ ِ وذ َ َ
ول أسْلم ،فينبغي َلَها إن كَانت لم ذا القَ ْ ه َ أن َ رمَ؛ ول شَك ب ِ ّ ح َ َزوج أو مَ ْ
د َزوجا أو ذَا ج َ ظر حتى تَ ِ الواجبة-على القَول بِوجوبِها-أن َتنتَ ِ العمرة َ َ ؤّد ُت َ
وتْأتي ِبالعمرة شيئَة الله-تبارك وتعالىَ - م ِ ه بِ َ افر مََع ُ س ِ م مِْنَها وَُت َ حرَ ٍ م ْ َ
يضة الحج؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. ر َ ف ِ وب ِ َ
الحلق ،كيف يَكون ؟ ْ قصير أو الت ِ س :9الحلل بِ َ
رمح ِ م ْج :الحلل َيكون بِالحلق ويكون-كذلكِ-بالتقصير ،فالنسان اله ُ
تقصير
ِ أسه كله أو بِ حلق رَ ِ حل ِب ْ ِبالحج أو العُمرة أو بِهما مًَعا إما أن يُ ِ
هنا ،كما يَصنَع كثير مِن ذ مِن هنا ومِن َ أخ َ س له أن يَ ُ وليْ َ رأسه كلهَ ، ِ
قصر شيئا آخر قصر شيئا قليل مِن الجهة الفلنية مِن رأسه ويُ ّ الناس يُ ّ
سنة رسول الله الف لِ ّ خ ِ هذا خَطأ مُ َ من الجِهة الفلنية وهكذا ..ل َ .. ِ
قصر الرأس ُكلهَ ،
ول لبد مِن أن يُ ّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ُ ..
السنة الصحيحة الثَابتة عن رسول الله ، e ّ ّ نص الحلق بِ ْ الفضل شك أنّ َ َ
قصرِين ؟ " م ّ حّلقين ( ِقيل " :واله ُ م َ م الله اله ُ فإن الرسول eقالَ ) :رحِ َ ّ
رين ؟ يا رسول الله " قص ِ
م ّ حّلقين ( ِقيل " :واله ُ م َ م الله اله ُ قالَ ) :رحِ َ
قصرِين ؟ " قال) : م ّ حّلقين ( قِيل " :واله ُ م َ م الله اله ُ ح َ قالَ ) :ر ِ
رين (. قص ِم ّ واله ُ
حّلقين ( قيل" : م َ م الله اله ُ ض الرواياتَ ) :رحِ َ وجاء في َبْع ِ
معتُ عن َبعضِ الناس س ْ رين (؛ وقد َ قص ِ م ّ رين ؟ " قال ) :واله ُ قص ِم ّ واله ُ
ل واحد بِدليل هذه الرواية ول دَللة ض َ الف ْ أن َ قول بِ ّ قصير ويَ ُ الت ْ
أخذ ِب َ أنه يَ ُ ّ
مسند جاءت في بَْعض أول أنّ ِرواية اله ُ هذه الرواية على ذَلك أبدًاّ ، في َ
م الله ح َ النسخ بِما ذكرناه 1وجاءت في نسخة َقدِيمة بِلفظَ ) :ر ِ ّ
م الله ح َقصرِين ؟ يا رسول الله " قالَ ) :ر ِ م ّ حّلقين ( ِقيل " :واله ُ م َ اله ُ
فالنسخة ّ رين (، قص ِم ّ قصرِين ؟ " قال ) :واله ُ م ّ حّلقين ( قِيل " :واله ُ م َ اله ُ
م الله
ح َ
-1أي التي قال ) :والمقصرين ( في المرة الولى أي الرواية التي جاء فيهاَ ) :ر ِ
رين ( ،مسند المام الربيع بن حبيب، مقصّ ِ
رين ؟ " قال ) :واله ُ
مقصّ ِ
الهمـحَّلقين ( قيل " :واله ُ
حديث رقم.444 :
452
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
قصرِين م ّ أن هذه النسخة التي قال ) :واله ُ ختَِلفة وليْس لحد أن يَدّعي بِ ّ م ْ ُ
الولى هي لعل ُ
ّ ( في المرة الولى ِبَأّنها هي النّسخة الصحيحة بَل
ذه ه ِم م ِن َ أقدَ ُ قَية الروايات ثم هِي ْ ون إلى بَ ِ ك ُ ب مَا تَ ُ الصحيحة لنها أقْرَ ُ
مكن أن نَقول أنه حَتى عَلى الرّواية الولى 1يُ ْ هذا علَى ّ النسخة ِبكثير َ .. ّ
صُهم خ ّ لن الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلمَ - ّ ضيل المحلّقين، تف ِ ِب ْ
د ذلك) : رين ؟ " ،قال بَْع َ أول بالذّكر فلما ِقيل له " :والهمقصّ ِ ً
اب والسّّن ِ
ة الكتَ ِ ص ِ ائز بَِن ّ ج ِ فالكلّ َُ رين ( ..وعلى كل حال قص ِ م ّ واله ُ
الصحيحة الثابتة عن رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-إل أَ ّ
ن
أيضا-
الذي فََعَله الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-هو الحلْق ثمً - ِ
حّلقين ( في م َ دمه في الذّْكر سواء ُقلنا إنه قال ... ) :اله ُ هو الذِي قَ ّ
حّلقين وما م َ أنه بدأ أوّل بِاله ُ المرة الولى أو في الثانية أو في الثالثة إل ّ
ذكِر له ذلك صلوات الله وسلمه عليه. رين ( إل بَعد أن ُ قص ِ م ّ قال ) :واله ُ
مع النسان بيْن الحلْق ج َ
ن الفضل أنْ َي ْ العْلم أَ ّ ر بعضُ أهل ِ هذا ،وقد َذَك َ
حلق رأسِه ،وهذا-في حقيقة قوم بعد ذلك ِب ْ صر أوّل ثُم يَ ُ ق ّ والتقصير ُ ..ي َ ِ
جه أو من ح ّ ل مِن َ ل َفقد أَحَ ّ أو ً
رأسه ّ َ صرَ لن مَن َق ّ ّ ليس بِشيءٍ، الواقعْ - َ
ادف ذلك ص ِ ن َبينهما وبعد ذَلك لم يُ َ عمرتِه أو مِنْهما مَعًا إذَا كَان قد قَرَ َ ُ
حِلق حِلق َفْلَي ْ ل بعد ذلك َفُهو إن شاء أن يَ ْ ح ً ادف مَ َ ص ِ حِليق مَحلا ..لم يُ َ الت ْ َ
مرَاد ِبالحلْق الذي فليَْترُك ،فَاله ُ ول عَلقَة لَه ِبالحلل وإن شاء أن َيتْرك ْ َ
ع بَْينَُهما- م َ ج َ صير وإل مَن َ ق ِ سبقه تَ ْ قصير هو الذي لم يَ ْ ل مِن التّ ْ ض ُ هو أَْف َ
اقع قد أخذَ ِبالتقصِير ولم ل ُثم حََلق-فهو في حَقيقة الوَ ِ أو ً ر ّ ص َأي مَن قَ ّ
الحلق؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. ْ ت بِ َيْأ ِ
قصير شَْعرِها في كررت العُمرة ،هل ُتحلّل ِبتَ ْ س :10المرأة إذا ّ
كل مرة ؟
فاء بُِعمرةٍ ضل في الكِْت َ الف ْأن َ ج :نََعم لبد مِن التّقصير لكن-كما قلتُّ -
الواحدة ولسيما ِللنساء. رةِ َ ف َ واحدةٍ في السّ ْ
ره ،هل العمرة إذا كانت الولى عن نفسه والثانية لَِغيْ ِ س ُ :11
هذا مِن قَِبيل التكرار ؟ ُيْعَتبِر َ
ار مِن حيث الجوَاز وإنّما مِن حيث ر ِ انع مِن التِكْ َ ج :نَحن َنقول :ل مَ ِ
ن قَْبل مر مِ ْ مر عن أبيه وأبوه لم يَْعَت ِ خص يَْعَت ِ الفضل ..أما إذا كان الشّ ْ ْ
مرة يعان الذّهاب إلى العُ ْ ط َ سَت ِ أو عن أمّه وأمّه لم تَعتمِر مِن قبل ولَ َي ْ
كذَا ِبالنّسبة إلى اهر وهَ َ الظ ِّ س ِ
ب ح ْ ه الشّفاء بِ َ رجى مِْن ُ رض-مثل-ل يُ َ م َ لِه َ
ما ل مَانع مِنْه ِبمشيئة الله-تبارك تعالى-بل ذلك مِن هما فذلك مِ ّ أقارِب ِ َ َ
قوى؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. والت َ ّ باب التعاون على البِر
م الله
ح َ
-1أي التي قال ) :والمقصرين ( في المرة الولى أي الرواية التي جاء فيهاَ ) :ر ِ
رين (.
مقصّ ِ
رين ؟ " قال ) :واله ُ
مقصّ ِ
الهمـحَّلقين ( قيل " :واله ُ
453
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مُعوا على خِلف ذلك وإن قا لِلصّواب " بل أجْ َ اف ً
و ِ ؤدي العمرة ويَكون مُ َ ُي ّ
اختلفوا هَل ِتلك العُمرة: َ خالَف بعض المتأخّرين ،وإنما َ
الفدية. ر بِ ِ َ-1تكون صحيحة ويُؤمَ ُ
حل وإن كان قد الخروج إلى ال ِ ؤمرُ ب ِ ُ ل يُ َ صحيحة بَ ْ ون َ ك ُ -2أو أنّها ل تَ ُ
في كتَ ِل الصحيح ،أما أَن يَ ْ و ُ هو القَ ْ ل ُ و ُذا القَ ْ وه َ من قَْبل ؟ َ طاف وسََعى ِ َ
وافق أن ذلك مُ َ ن بِ ّ ظ ّ خرج ويَ ُ غيْر أن يَ ُ رم فَقط مِن َ من الحَ َ رامِ ِ الح َ ِب ْ
قل بِه أحدٌ مِن العلماء المتقدّمين- ما لم يَ ُ ور ِبه فََهذا مِ ّ لسنة أو أنّه مأمُ ٌ ّ ِل
كما قلتُ-بل أجمعوا على خِلف ذلك.
ختصرا مِن َ النسان ولو مُ ُ فينبغي أن ُينتبَه لِمثل هذه المُور ،وأن َيقرََأ
ستطيع على القَراءة ،وأنْ َيسأَل أهل العلم عن المختصرات إن كان يَ ْ َ
شرْع الله-تبارك وتعالى-في هذه القضية وفي غيرها ،وليس له ام َ أحكَ ِ ْ
قدم على شَيءٍ ِبَغيْر عِلم فإنّ ذلك-والعياذ بِالله تبارك وتعالى-قد أن َيتَ ّ
ان ِبأمر مِن المور التيَ ُ ل ْ شرْع الله بَ ْ الفة لِ َ عض المور المخَ ِ ِ وقُعه في بَ ُي ِ
ما ل يَنبغي لحد أن يَذهبَ سه مِ ّ ف ُ مه ..هذا المرُ َن ْ حكْ َ عرف النسانُ ُ ول يَ ِ
اد َ
ف دم مِن غَْير عِلم إذا صَ َ ق ّ اختلف العلماء في هلكه في التّ َ َ إليه وإن
سلَمتِه؛ والله-تبارك د بِ َ قل َأحَ ٌ صادف الحق فإنه لم يَ ُ ِ الحق ،أما إذا لم يُ
وتعالى-أعلم.
المعاصِي عند عودته َ جل إلى الحج ثم فََع َ
ل ب الرّ ُ ه َ س :13إذا َذ َ
جه بِمثل هذا الفِعل ؟ قض حَ ّ إلى بَلده ،هل يَنَْت ِ
جه ،وأما ح ّت َ ج :حجّه صحيح إن كان لم يَْأتِ ِبما يَُنافي ذَلك في وَْق ِ
من ذلك لمَعاصِي بعد ذلك فََعَليْه أن يَتوب إلى الله-تبارك وتعالىِ - ِفْعُله لِ َ
واهأغ َ
وإذا ْ شيئا مِن مَعاصي الله-تبارك وتعالىَ - فَعلَ َ ..على النسان ألا ّ َي ْ
مَعاصِي الله-تبارك ن َ شيًْئا مِ ْ وفَعل َ الشيطان-والعياذ بالله تبارك وتعالىَ -
صوحًا ،وإذا تاب ة َن ُ وَب ً ر بِالتوبة إلى الله-تبارك وتعالىَ-ت ْ وتعالى-فإنه يُؤمَ ُ
ما قَد فإن الله-تبارك وتعالى-قد بَيّنَ-ك َ ّ وأناب إلى الله-تبارك وتعالى-
من أتى شَْيئا مِن المعاصي ثم تَاب إلى الله I أن َ َثبت في الحديثِ-ب ّ
دد له ذلك العمل-ذكرتُ معنى الحديث ل النص-فهذا ه ُيجَ ّ إليْه أنّ ُ ع َ ج َ َوَر َ
جه السابق ولكن مع ذلك ؤّثر على حَ ّ جل فِْعُله لَِتْلك المعاصي ل ُي َ الر ُ ّ
ع ِفيه إن كانت ص مِن ُكل مَا وََق َ خّل َ وعَلْيه أن يََت َ مر بِالتوبة-كما قلتَُ - ؤ َ ُي ْ
صبَ-مثلً-امرأةً-والعياذ الله حقوق العِباد ..إذا اغتَ َ هنالك شيء مِن ُ
مة أو عبدة أو ائ َهي َن ِ صبِية أو أتى امرََأة وَ ِ تبارك تعالى-وزنى بِها أو َزنى ِب َ
ال الناس و ِ خذ شَْيئًا مِن أمْ َ د أَ َ إذا كان قَ ْ كذَا َ وه َونة أو مَا شابه ذَِلكَ ، جنُ َ م ْ َ
اهم
ض ُ من غَْيرِ ِر َ ِ
العباد،
من حُقوق ِ ص ِ خّل َ لبد مِن أن يَتَ َ والحاصل أَّنه ُ ِ ص .. خّل َ ه أن يََت َ عَلْي ِ َ
صَيام أو ما شابه ذلك- يٍء مِن صلة أو ِ وكذلك إذا كان قَدْ َفرّط في شَ ْ
456
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وَبةن التّ ْ عنِي ِبالصلة والصيام الصلةَ الواجبة والصيامَ الواجب-فلبد مِ َ وأ ْ َ
ه أو زََنى في َنَه ِ
ار جتَ ُ د َوطِئ َزْو َ اء ذَلك ،وإذا كان قَ ْ ض ِ ومن قَ َ إلى الله ِ
أن مَا فلبد مِن الكفارة ..والحاصل ّ رمضان-والعياذ بالله تبارك وتعالىُ -
جه السَابق ولكنه ُيؤمَر ِبالتوْبة إلى ؤّثر على حَ ّ من المعَاصِي ل يُ َ ه ِ َفَعَل ُ
ب التخَّل ُ
ص ج ُ شيء َي ِ ٌ ال َ
ك هنَ ِ ان ُ ع ِفيه إذا كَ َ خّلص مِن ُكل ما وََق َ الله والتَ َ
ه؛ والله أعلم. منْ ُ ِ
الذهاب إلى العُمرة ؟ َ ع زوجتَه عن اعة إذا مََن َ ج طَ َ لزْو ِس :14هَل ِل ّ
م َلها حرَ ٍ يضة الحج وكانت تُريد أن تَذهب مع مَ ْ ر َ ج :أما إذا مَنََعَها عن فَ ِ
حّتم عََليْها ،إذ إنّ متَ َ ب ُ ر َواجِ ٍ منَُعَها عن أمْ ٍ فل طاعة له ول َكرامة ،لنه يَ ْ
ص كتابِ الله وسنّة رسوله صلوات الله وسلمه عليه ،ثم واجب ِبنَ ّ ٌ ّ الحج
حرَ ٍ
م م ْ ع َ ب مَ َ ه ُ ذ َ
انت سَتَ ْ فإَذا كَ َ يح كما قلنا ِ .. ح ِ وِر على الصَ ِ الف ْ
هو على َ
قة على اف َو َ م َ ه ِباله ُ قِنَع ُ اول بِأن تُ ْ ح ِ ن ُت َ منَْها ومَنََعَها مِن ذلك فََينبغي لَها أ ْ ِ
اعة
ل طَ َ إذ َامةْ ، ول َكرَ َ ه َ ة َل ُ اع َافق عََلى ذَِلك فَل طَ َ و ِ إذا َلم يُ َ هابِ َو َ الذ َ ّ
مَن َ
ع دل مِن أن يَ ْ قول لِهذا الزوج بَ َ صَية الله تبارك وتعالى ،فََن ُ ِلَعْبد في معْ ِ
ليه أن يَتُوب إلى الله- فرِيضة الحج أو ِبالعُمرة أنّه عَ ْ جتَه عَن التيان ِب َ زو َ ْ
أدَية فَرْض الله-تبارك افقها مِن أجل تَ ِ وينَْبغي له أن يُرَ ِ تبارك وتعالىَ -
يضة وهو وتعالى-عليه إن كَان قادِرا على ذلك ،وإن كان َقدْ َأّدى الفَرِ َ
المقدّسة َ قدُر على الذهَاب-أيضاَ-ينبَغي له أن يَذهب إلى ِتلك البِقاع يَْ ِ
حج أو اعتمَر إذا كان يُريد ضل مَن َ ويْأتي ِبالعُمرة وبِالحج ،وقد سََبق فَ ْ َ
جه الله تبارك وتعالى. ِبذلك َو َ
حرَم مِْنَها-فكما قلتُ- ذهب مَع مَ ْ ل تَ ْ مرة فإن كانت َ أما ِبالنسبة إلى العُ ْ
ؤِدي الحج هب وتُ َ ذ َ رمًا مِنْها وتَ ْ ح َ جد مَ ْ ر ذَِلك حَّتى تَ ِ تؤخّ َ َيْنبَِغي َلَها أَن َ
ن أهل العِلم كما قدمناه، ف َبيْ َ ل ٌ مرة فيها خِ َ الع ْ والعمرَة مًَعا ،ثم-أيضاُ - ُ
العمرة بعد ذلك ريضة الحج وتَْأِدَية ُ ِ أدَية فَبت ِلتَ ِ ه ْ فإذا َتَأخّرت قليل ثم ذَ َ َ
ي الله-تبارك وتعالى-هذا رمٍ مِْنَها وَتدعو-وَنحن نَدعو معهاِ-بأن ي َهدِ َ ح َمع مَ ْ
وغْيرَه مِن الناس وأن َيْهدَِيَنا جَميعا إلى طاعة الله تبارك وتعالى- جلَ - الر ُ ّ
افقه. ما مِْنَها وتُرَ ِ حرَ ً جد مَ ْ ن َلها أو َت ِ أذ ُ افقتها أو يَ َ ر َ م َوم بِ ُ ق ُ فلعله يَ ُ ّ
العمرة فعلى ما فيها مِن طاعَة َله أبَدا ،أما ُ و-كما قلتُ-في الحج لَ َ
ذهب في هذه السنَة ة شهور ثم تَ َ و ِلِعدّ ِ ؤخّر َوَل ْ أيضا-أن ُت َ انهاْ - إمكَ ِ وب ْ كلمِ ،
افق ولكن و ِ ذا الزّوج أو لم َي َ مًعا وافَق هَ َ ن َ أدَية المْرَْي ِ ِبمشيئة الله ِلَت ِ
حرَم مِْنها؛ والله أعلم. ذهب مع مَ ْ َت ْ
قين الصبيَان " ،هل هي ثَابتة س :15الذكار الواردة في كتاب " َتْل ِ
ؤتى ِبها أو ل ؟ عن النبي e؟ هل يُ َ
ر الله-تبارك وتعالىِ-ذْكرًا كثيرا، ذُك َ ج :على كل حال؛ َينبَغي لِلنسان أن يَ ْ
الحج وفي العُمرة بل في كل وقتٍ مِن ّ كثر مِن ذلك في وينبغي له أن يُ ْ َ
457
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
أن النبي eكان يَذُْكرُ الله-تبارك ت ّ أوقاته ولسيما في الوقات التي َثبَ َ ِ
اول بِأن ح ِ ر فيها ..فعلى النسان أن يُ َ مرُ ِبالذّْك ِ
وتعالىِ-فيها أو أنّه كان يَْأ ُ
ت وأن يُكثِر مِن الدعاء ومِن ر الله-تبارك وتعالى-في ُكل َوْق ٍ ذُك َ َي ْ
الستغفار.
وأما ِبالنسبة إلى الذكار في الحج والعُمرة فإنّ الثابت عن النبي e
فإنها ثابتة عنه صلوات الله وسلمه عليه ،وثابت عنه-أيضا على التْلبِيةّ ، َ
ول فيما بيْن الركنيْن ..بيْن الركن ق ُ رأي كثير مِن أهل العلم-أنه كَان َي ُ
جر ) :ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا ح َماني واله َ الي َ َ
من أهل العلم ،وإسناده ل بأس ع ِم ٌ عذاب النار ( ،فهذا قد قال بِثُُبوته جَ ْ
حسن على رَأي كثير مِن أهل العلم ،ثم إنّ هذا الدعاء ّ مكن أن يُ به ُ ..ي ِ
في كتاب الله-1تبارك وتعالى-وكَان ُيكِْثر مِنْه النبي eكثيرا ،وإذا دَخل
سَأل: النسان الجنّة فإنّ َذلك هو أعظم شيءٍ يَطلُبه النسان ،و-أيضاَ-ي ْ
افَية في الدّنيا والخرة ،اللهم أعَنّي على والع ِ
َ ف َ
و أسألك العَ ْ ُ " اللهم إني
سبحان الله ،والحمد لله، عبادَِتك " ويَْأتي ِبهُ " : سن ِ رك وحُ ِ وشكِ ِ ُ ِذْكرِك
وة إل بِالله العلي ول إله إل الله ،والله أكبر " ويأتي ِبه " :ل حوْل ول قَ ّ
حمد، ملك وله اله َ ه ل شريك ،له اله ُ العظيم " وبِه " ل إله إل الله وحْدَ ُ
ويميت ،وهو على كل شيءٍ قدير " وبِما شابه ذلك مِن الذكار حيي ُ ُي ْ
والدعية التِي جاءتْ في كتابِ الله-تبارك وتعالى-أو في سنّة رسوله-
أتي بَِبعض الدعية وبإمكانه-أيضا-أن َي ِ صلى الله عليه وعلى آله وسلمِ -
ر الله بِه عَِباده أو أنه سواء أَمَ َ الخرى ولكن ما جاء في الكتاب العزيز َ
رهم ،أو كان يَأتي بِه اده الصالحين مِن النبياء أو غَيْ ِ عبَ ِ
ض ِ ه عَن َبْع ِ َذَكرَ ُ
ر به-صلوات الله وسلمه عليه-فإنّ ت في سنِّته أو أَمَ َ اب ٌهو ثَ ِ النبي eكما ُ
ضل مِن غيره ،فإذا كان الإنسان ل يَحفظ َذلك فَل شك بِأنه أَْف َ ذلك ل َ
ة وَِفي سن َ ًح َ وجد فيما أحسب إنسان ل يَحفظَ ... { :رب َّنا آت َِنا ِفي الد ّن َْيا َ ُي َ
ب الّناِر } ] سورة البقرة ،من الية [ 201 :أو ذا َ ة وَقَِنا عَ َ سن َ ً ح َ خَرةِ َ ال ِ
ل يَْنبَِغي قدير " :اللهم أدخِْلنِي الجنّة " أو ما شابه ذلك َ .. على أقل تَ ْ
صا-أو خ ً ابع شَ ْ رُأ مِن الكتاب ،أو ُيتَ ِ ق َأن يَشْتِغل ِببَعض الكتب َ ..ي ْ ِللنسان ْ
ش على الناس وُيذهِب بِالخشوع عن ذلك و ُ ش ّما شابه ذلك-ذلك يُ َ
2
حفظ تلك الدعية التي في التَْلقين و َي ْ النسان وعن غيره ..إذا كان هُ َ
فل بأس أنْ َيأتي بِتلك الدعية ،وإن كان ل يَحفظ ذلك َفْلَيأتِ ِبما ذكرناه
هب ويذْ ِؤِذي غَْيرَه ُ من كتاب ويُ ْ قرَأ ِ أو بِشيء مِما ذكرناه ،أما أن يَ ْ
ماالك بَْلبَلة وتشويش على الناس فهذا مِ ّ هنَ َ الخشوع عن نفسه وتَكُون ُ ُ ِب
وت الص ّْ ويرفَع به ل ينبغي ..كذلك بعض الناس يَأتي بِدعاء وَيجَهر َ
قُهون شيئا مِن ذلك أبَدًا ف َابُعونه على ذلك وهُم كَثير مِْنهم ل يَ ْ والناس يَُت ِ
ون في بعضِ اللفاظ مَعُهم النسان ُيخطؤُ َ س َوي َْبل ُيرَّدُدون ذلك الكلم َ
عض تِلك ِ ي ِببَ أت َطيع أن يَ ِ ست ِ من ل يَ َ حفظوا تلك اللفاظ ومِنُْهم َ لّنهم لم يَ ْ َ
شع في تلك خ َام مثل ،وهو-أيضا-ل يَ ْ و ِ ابته عَليه ِلكونه مِن العَ َ ر َاللفاظ لَِغ َ
ب على الستماع إلى ذلك الشخص ،فهذا ص ٌ مه مُنْ َ ه ّ
ل َ الوقات لنّ ُك ّ
حفظه وأن يَدعو بِما ذكر بِما يَ ْ ما ل يَنبَغي أبدا بل َينبغي ِللنسان أن َي ُ م ّ ِ
قول " :سبحان الله ،والحمد لله ،ول إله إل الله ،والله َيحفظه ولو أن َي ُ
ب ة وَقَِنا عَ َ
ذا َ سن َ ًح َ
خَرةِ َ ة وَِفي ال ِ سن َ ً
ح َ أكبر " وَ ... { :رب َّنا آت َِنا ِفي الد ّن َْيا َ
الّناِر } ؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
من حلقة 11جمادى الثانية 1424هه ،يوافقه 10/8/2003م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س ... :2
ج... :
فإن كانت قد أطلقت النّذر ..أي نذرت بِأن تقوم بزيارة مكة المكرمة
لتأدَية الحج والعمرة فإنه عندما تتمكن مِن الذهاب إلى ذلك المكان ِ
مت به نفسها. هذَا النّذر الذي أَْلزَ َ فإنها لبد مِن أن تقوم بتأدية َ ّ
...
مكّن ُتؤمَر بالذهاب فإذن هذه المرأة إن كانت قد أطلقت فإنّها عندما تََت َ
لتأدية الحج ،والعمرة إذا كانت قد نَذرت بعمرة أيضا ِ ..بحسب نذرها،
من أن تقوم أوّل بتأدية جة الفريضة فلبد-أيضاِ - وإذا كانت لَم تَحج حَ ّ
جة التي نذرت بها. ح ّ جة الفريضة ثم بعد ذلك تقوم بتأدية اله َ ح ّ َ
...
من حلقة 9شعبان 1424هه ،يوافقه 5/10/2003م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ٌ أمر دثَ
العمرة ولكن حَ َ َ وفقنِي َرّبي ِللذهاب إلى س :5الحمدُ لله ّ
يقنا إلى الحرم المكي بعدَ حة العمرَة حيثُ في طرِ ِ ص ّ كنِي في ِ شك ُ
ُي ّ
معه بعضُ الدم، ل َ كائي إلى خروجِ ُزكام الذي نَزَ َ وأّدى بُ ِ ت َ إحرامِنا بكيْ ُ
وني في ذلك. فيدُ ِ فأرجو أن تُ ِ
خروج هذا الدم فإنه ل شيءَ عليه ،لنه َلم يَتسبّب ِ وضَأ بعدَ ج :إذا كان َت ّ
في ذلك.
من قولهم " :في الدم دم " فذلك ل وأما ما يُشيعه كثير مِن الناس ِ
رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. ِ ل َله في سنّة أص َ ْ
459
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
خروج ذلك الدم فعمرتُه صحيحة بِمشيئة الله ِ وضَأ بعدَ فإن كان َقد تَ ّ
تبارك وتعالى.
من التفصيل توضأ فذلك َيحتاج إلى شيءٍ ِ ّ أما إن كان طاف ولم يَ
توضأ؛ والله أعلم. ّ ذكر ذلك إن كان قد طاف ولم َي إمكانه أن يَ ُ ِ ِ وب
من حلقة 23شعبان 1424هه ،يوافقه 19/10/2003م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
صّلي إنسان عن إنسان َ
ضع ِبأّنه ل ي ُ َ مو ْ ِمن َ كرُتم في أك َْثر ِ س :1ذ َ َ
صّلي ُ ساِئل ي َُقولُ : خر ،لكن هَ َ
تأ َ كن ُ ذا ال ّ وإّنما قد يصوم إنسان عن آ َ
َ َ َ
ت أّنه ل حج عنه ُثم َرأي ْ ُ شخص الذي أ ُ وي أّنهما عن ال ّ ِ واف وأن ْ ي الط ّ َ ركعت َ ْ
ُ
ما أول ؟ صّليهِ َ ي ؟ وماذا أفعل الن ؟ هل أ َ يصلي أحد عن أحد ،فماذا عَل َ ّ
كى بعض ح َ ج :نعمَ ،قد ذك َْرَنا-وذ َك ََر غيرنا-أّنه ل يصلي أحد عن أحد ،وقد َ
ذلك ... الُعلماء اتفاق أهل العلم على َ
صّلي أحد عن أحد إذا كان ذلك صلة فقد ُقلت إّنه ل ي ُ َ ما بالّنسبة إلى ال ّ أ ّ
خَلة في ذلك المر دا ِ ما إذا كانت تلك الصلة َتاب َِعة لمر آخَر َ .. استقلل ،أ ّ
شَرع ما ل ي ُ ْ شَرع ت ََبعا َ ن المر َيختلف في هذه القضية ،وذلك لّنه ي ُ ْ فإ ّ
عدة فقهية مشهورة تدخل مَقّرٌر عند الفقهاء ،وهي َقا ِ استقلل كما هو ُ
مكن أن ي َُقوم أحد صلة إذا كانت مستقّلة ل ي ُ ْ ددة ،فال ّ مت َعَ َّتحتها مسائل ُ
من الصلوات كالظهر أو العصر أو المغرب أو ما شابه ِبقضاء فريضة ِ
ذلك عن شخص آخر ،كما أّنه ل ُيمكن أن ي َت َن َّفل عنه ..أن يصلي
ركعتين نافلة وَي َْنوي أّنهما عن فلن أو فلنة أو ما شابه ذلك ..هذا أمر
ما
م ّ دمين ِ ما ُرِوي عن بعض المت ََق ّ مّتفق عليه كما حكاه غير واحد ،و َ ُ
ح عنه فإّنه ل دليل َله على ذلك. ص ّح عنه ،وإن َ ص ّ ُيخاِلف ذلك فلعَّله ل ي َ ِ
ن الصحيح أّنها واف-ل ّ سّنة الط ّ َ ما بالنسبة إلى صلة الطواف ..أو إلى ُ أ ّ
خَلة في الحج أو دا ِ ن هذه َ جاِئز بات َّفاق أهل العلم ،وذلك ل ّ سّنة-فالمر َ
مر عن شخص آخر ..فهي شخص ي َعْت َ ِ مَرة إذا كان ذلك ال ّ خَلة في العُ ْ دا ِ َ
َتاب َِعة لعمال الحج أو َتاب َِعة لعمال العمرة ،وعليه فما فَعََله هَ َ
ذا
مر أو أن شخص فعل صحيح ،وفي المستقبل ينبغي له إن شاء أن ي َعْت َ ِ ال ّ
يقوم بأداء الحج عن غيره فإنه يفعل ذلك أيضا.
شَرع استقلل وكما قلت هذه المسألة وهي أّنه ُيشرع بالت ّب َعَِية ما ل ي ُ ْ
من ذلك مثل: سائل متعد َّدةِ ، م َ حَتها َ تندرج ت َ ْ
...
جوز له م بعمرة فإّنه ل ي َ ُ حَر َ ن النسان إذا أ ْ من المسائل المهمة-أيضا-أ ّ وَ ِ
ن
معَ َبي َ ج َ ذا َ سعي ولكن إ َ ص رأسه إل بعد الطواف وال ّ حِلق أو أن ي َُق ّ أن ي َ ْ
الحج والعمرة وهو ما ي ُعَْرف عند العلماء بالقران ..إذا قََرن بين الحج
يم ِ صير-والحلق أفضل-بعد َر ْ شَرعُ َله الحلق أو الت ّْق ِ والعمرة فإنه ي ُ ْ
460
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
كة المكرمة وإلى م ّ كذلك بالنسبة إلى أولئك الذين يأخذون الحجاج إلى َ
مُعون أهل جاوزون حدود الله تبارك وتعالى َ ..يس َ سك فإّنهم ي َت َ َ المَنا ِ
من عرفة-مثل-إل شَرع الخروج ِ العلم وطلبة العلم ي ُن َب ُّهون كثيرا بأّنه ل ي ُ ْ
دلفة إل في الوقت من المْز َ شَرع ِ وقت الفلني وَأ َّنه-ك َذ َِلك-ل ي ُ ْ في ال َ
سك ومع ذلك يذهبون مَنا ِ مت َعَل َّقة باله َ ن المور اله ُ م َ ما شابه ذلك ِ الفلني وَ َ
ضعََفة .. معَُهم وأعِني بال ّ ضعََفة َ في غير تلك الوقات ويأخذون الحجاج ال ّ
من أمثال النساء والعجزة أو ست َغِّلون أولئك الذين ل ي َعْرُِفون المك َِنة ِ يَ ْ
ح َلهم ول َيجوز ،ولُبد ص ّ ما ل ي َ ِ م ّ واِقع ِ ذا في حقيقة ال َ ما شابه ذلك ،وهَ َ َ
َ
مِلك عُُقوب َت َُهم؛ والله-تبارك وتعالى-ولي من ي َ ْ م ّ مَثال هؤلء ِ معاقبة أ ْ من ُ ِ
التوفيق.
ن الحجاج الذين من أ ّ كون ِ شت َ ُ مَقاوِِلي الحجاج ي َ ْ س :لكن بعض ُ
جُلوَنهم ؟ ذين ي ُعَ ّ هم ال ِ معَُهم ُ َ
خُرجوا في الوَْقت الذي ل مْنهم الحجاج بأن ي َ ْ ج :ل عبرة ِبذلك ،إذا طلب ِ
مع ول طاعة ول س ْ مع َلهم ول طاعة-وكذلك ل َ س ْ ح فيه الخروج فل َ َيص ّ
من شْرعَ الله تبارك وتعالى-ف َ خال َُفوا َ مثل هؤلء المقاوِِلين إذا َ ك ََرامة ل ِ ِ
جلس إذا كان ذلك جِلس فَل ْي َ ْ شاَء أن ي َ ْ ن َ م َ شاء أن يذهب َفليذهب ،وَ َ
عن النبي ،e ت َ ما ث َب َ َ ذن العِب َْرة ب ِ َ شْرِع الله تبارك وتعالى ،فإ َ خاِلفا ل ِ َ م َ ُ
دود ٌمْر ُ
مُرَنا فهو َرد ( أيْ َ س عليه أ ْ َ
مل عمل لي ْ َ من عَ ِ وفي الحديثَ ) :
ض الناس أن حد أو ب َعْ ُ من ُْهم أ َ ب ِ جِهه ،فإذا ط َل َ َ ب ِبه في وَ ْ ضُرو ٌ م ْ عَل َْيه َ
ت في سّنة رسول الله eفليس َلهم أن وقت الذي ث َب َ َ َيخرجوا في غير ال َ
خل بالشرط الذي اتفقوا عليه عندما خرجوا- م ِ ي َل ْت َِفُتوا إليه ول ي ُعَد ّ ذلك ُ
عمان أو ما شابه ذلك وَل َوْ اشترطوا-مثل-عليهم لن ذلك من ُ مثلِ -
شْرط أو ف َ َ
خاِلف لسّنة رسول الله ،eوالنسان إذا اشترط أل ْ َ م َ ال ّ
شْرط ُ
شرط؛ والله- شرع الله فل َيجوز ت َن ِْفيذ ذلك ال ّ خاِلفا ل َ م َ أكثر إذا كان ذلك ُ
تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
س ... :8
ضان وَِفي غَْير رمضان إل في حالة الحرام م َ صح الّنكاح في َر َ ج ... :ي َ ِ
ح الّنكاح- ص ّ بالحج أو العمرةِ ،في حالة الحرام بالحج أو العمرة فل ي َ ِ
ح الّراجح-لنهي النبي-صلى الله عليه وعلى آله حي ِ ص ِ ل ال ّ على الَقوْ ِ
دا ذلك فهو صحيح. ما عَ َ ما َ وسلم-عن ذلك أ ّ
من حلقة 7رمضان 1424هه يوافقه 2/11/2003م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س :6الناس معروفٌ أنهم عندما يفيضون مِن عرفات إلى مزدلفة
ومن مزدلفة إلى مِنى ..عندما يَقطعون الطريق مِن مزدلفة إلى مِنى ِ
سر لكن ل َيعلمون شيئا عن السراع في هذا ح ّ م َرعون في وادي ُ س ِ يُ ْ
462
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
الوادي عندما يذهبون مِن مِنى إلى عرفات ،فهل يَصنعون نفس
الفعل ؟
جد روايةً عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- ج :أنا لم أَ ِ
ل على مشروعية السراع أو عدم السراع عند الذهاب إلى عرفات َتد ُ ّ
في هذا الوادي.
فإن
ّ وأما عندما يَرجِع الحاج مِن عرفة وبعد ذلك مِن المزدلفة إلى مِنى
السراع في هذا الوادي عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ثابت َ
صحيح ل شك فيه.
عرف الحكم في المسألة الولى ..أي في مشروعية وإذا أردنا أن نَ ِ
رف السراع وعدمه عند الذهاب إلى عرفات فإنه ينبغي لنا أن ن َعْ ِ
الحكمة من إسراع النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-في
كر العلماء في ذلك عدّة أمور: هذا الوادي ،وقد ذ َ َ
منهم مَن قال :إنما فََعل ذلك النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-لنّ ِ
ع النبي-صلى الله عليه وعلى آله سرَ َفأ ْ
هذا الوادي مأوى الشياطين َ
جد لهم دليل على هذا الكلم ن في هذا الوادي ،ولم أَ ِ و ِ الك ْوسلم-خشية َ
َ
ومِ النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه حادثة نَ ْ ولعلهم َيستدِّلون بِ ِ
وسلم-وصحابته الكرام في الوادي إلى أن ط َل ََعت الشمس ثم أخبرهم ِ
النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-بأنّ في هذا الوادي شيطانا
بعد ذلك فخرجوا-رضوان الله تعالى َ الخروج منه والصلةِ ِ مرَهم بِوأ َ
َ
فريضة الفجر
َ صّلوا
عليهم-مع النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-و َ
بعد طلوع الشمس بعدَ الخروج مِن ذلك الوادي ،ول دليل في هذا، َ
ت فيه ونام هو رع في هذا الوادي بل َبا َ س ِ لن النبي eلم ي ُ ْ ّ وذلك
م بِالخروج لم َيأمُرهم ِبالسراع ولم يَثبت مَرهُ ْ وصحابته ،وأيضا عندما أ َ
سَرعَ عند خروجه منه فإذن ل دللةَ َ
عنه صلوات الله وسلمه عليه أنه أ ْ
في هذا الدليل الذي استنبطَ منه بعضُ أهل العلم هذا الستنباط.
بعض أهل العلم إلى أنّ النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ُ وذهب
سَرعَ عند خروجه مِن هذا الوادي لنّ النصارى كانوا يَقفون َ
وسلم-إنما أ ْ
ب إلى س ُحسنة بل حتى ول ضعيفة ت ُن ْ َ ً صحيحة ول
ً رواية
ً فيه ،وأنا لم َأجِد
ل على ذلك ،وإنما رُوي ذلك النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-تد ُ ّ
منه: مّر بِهذا الوادي ذ َك ََر كلما ِ عن عمر-رضي الله تعالى عنه-أنه عندما َ
ن النصارى ِديُنها مخالِفًا ِدي َ ........................
َ
من أجل ذلك ،وهذا كلم مردود ،وذلك لنه سَرعَ ِ فقالوا إنّ النبي eأ ْ
َتكفي في المخالَفة أل ّ َيقف النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-في
هذا الموقف وهو لم َيقف في هذا الوادي وإنما وََقفَ ِبعرفة ،كما هو
معلوم وقد أجمعت عليه المّة ،وأيضا لم ي َث ُْبت عن النصارى أنهم كانوا
463
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جون ،فهذا ل دليل فيه البتة ح ّ قُفون في هذا المكان ول أنهم كانوا ي َ ُ َي ِ
على ما ذََكروه.
ب إلى أنّ النبي eإنما أسَرعَ في ذلك الوادي مِن أجل ه َ من َذ َ ومنهم َ
مخالفة الكفار لنهم كانوا يَتفاخرون فيه بآبائهم ،وهذا ل دليل فيه،
وذلك لنه لم ي َث ُْبت-أّول وقبل كل شيء-عن الكفار أنهم كانوا يَتفاخَرون
منهم ذلك في مِنى ..قيل :عند ِبآبائهم في هذا الوادي ،وإنما كان َيقع ِ
قَبة ،وقيل :في مِنى ،ولم يَثبت عنهم أنهم كانوا َيتفاخرون في مرة العَ َ ج ْ َ
هذا الوادي ،ثم إنه لو كان المر كذلك-أي لو كانوا ي َتفاخرون في هذا
منأل يَقع ِ ما كان في ذلك دليل ،لنه يَكفي في المخالفة ّ الوادي-ل َ َ
من المسلمين ذلك. النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-و ِ
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه إنما أسَرعَ النبي-صلى الله عليه وعلى
ع فيه العذاب على أصحاب الفيل إذ آله وسلم-في هذا الوادي لنه َوَق َ
عيه هؤلء ،وليس المر ف في هذا الوادي على حسب ما ي َد ّ ِ ن الفيلَ َوَق َ إ ّ
ف في وادي لن الفيلَ لم يَقف في هذا الوادي وإنما وََق َ ّ كذلك،
مس وذلك بِالقُرب مِن عرفات على طريق الطائف ..هذا هو مغ َ ّاله ُ
رواية واحدة ٌ هم ،ولم تَأتِ ر ِ
شْع ِ العرب في أخبارِهم وفي ِ الثابت عن َ
دل على أنه وقع في هذا الوادي ،وذلك-أيضا-مستبعدٌ جدا لنّ هذا َت ّ
دخولهم الحرَم ،ولكن ذلك ِ الوادي مِن الحرَم والعقوبةُ َنزََلت عليهم قبل
وقعت عقوبة مِن المولى-تبارك وتعالى-على بعض ْ ل يَمنع مِن أنه قد
جد دليل يُحد ّد ُ نوعَ هذه العقوبة ،وقد كنا ل نَ ِ الناس في هذا الوادي وإن ّ
قعت عليه نارٌ ْ اد صيْدا في هذا الوادي فوَ قيل :إنه وقع ذلك على رجل صَ َ
موا على بعض أصحابِ الفيل قد ت ََقد ّ ُ ُ مكن-أيضا-أن يَكون فأحرقتْه ،ويُ ِ
الفيل وعلى سائر الجيش-على أنني أيضا ل أستطيع الجزم بذلك ..
صُلوا إلى أن ذلك لم يَقع-أما الجمهور العظم والفيل فإنهم لم ي َ ِ وأظن ّ
ع في هذا الوادي عذابٌ ظنه أنه وََق َ أن الذي نَ ّ هذا المكان ،والحاصل ّ
ستشهد على ذلك بِإسراعِ ِ ن ذلك ،ونَ لزم أن ن ُعَي ّ َ بعض الناس ول يَ َ ِ على
الرسول-صلى الله عليه وعلى ُ َ سرع النبي eعندما مَرّ ِبدار ثَمود ،فقد أَ
آله وسلم-في ذلك المكان.
وإذا كان المر كذلك فإننا نقول ِبمشروعية السراع-عند المرور على
هذا الوادي ..أي-في هذا الوادي عند الخروج مِن مِنى إلى عرفات بل
من الوقات ولو لم يَكن ذلك في مرّ النسان به في أيّ وقت ِ حتى إذا َ
السراع. شَرعُ فيه ِ الحج في ُ ْ
وعدمُ ذِْكر أنّ النبي َ eأسَرعَ فيه عندما ذهبَ إلى عرفة ل يُمكن أن
ِ أفعال كر بعضُ ل به على عدم المشروعية ،وذلك لنه قد ل ي ُذ ْ َ ست َد َ ّيُ ْ
ن
م َالنبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ول ي َل َْزم أن ُيذَْكر كل ما وقع ِ
464
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل عنه-صلى الله النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وإنما الذي ي ُن َْق ُ
شْرعٌ ِللمّة وقد يكون ذلك بالعبارة وقد عليه وعلى آله وسلم-ما فيه َ
من ع ِ ج َلن إسراعَه eعندما رَ َ ّ يكون بالشارة ،وهاهنا تكفي الشارة،
من المزدلفة إلى مِنى َيكفي لِلشارة إلى مشروعية هذا عرفة و ِ
جد في بعض الحاديث ي ُذ ْ َ
كر جة الوداع فإنه يَ ِ ظرَ في حَ ّ من ن َ َ السراع ،و َ
كر كذا وهكذا. كذا ول ي ُذ ْ َ
هذا ومِن الجدير ِبالذّْكر أنّ العلماء قد اختلفوا في هذا الوادي هل هو
دل على هذا، من مِنى أو هو مِن المزدلفة ؟ وقد جاءتْ بعضُ الدلة تَ ّ ِ
دل على أنه وجاءت بعضُ الدلة تَ ّ ْ بعض الدلة تَدلّ على ذاك، ُ ْ وجاءت
ليس مِن مِنى وليس مِن المزدلفة ،وأقوى ما جاء حديثٌ عند المام
منى حيث جاء فيه " :وهو مِن مِنى " ولكنّ مسلم فيه التصريح بِأنه مِن ِ
ضعيفة عندي ولو كانت في صحيح مسلم ،والذي يَظهر لي ٌ هذه الرواية
منى وليس مِن المزدلفة. بأنه ليس مِن ِ
منى أو كان مِن المزدلفة أو لم يَكن مِن و-على كل حال-سواء كان مِن ِ
هذه ول مِن تلك فإنه ليس لحد أن يَبيت فيه في ليلة المزدلفة على
رأي مَن يَقول إنه مِن المزدلفة ول على أن يُقيم فيه ليلة التاسع وليالي
التشريق اعتبارا على أنه مِن مِنى على رأي مَن يَقول إنه مِن منى،
شرع المكث فيه والبقاء فيه سواء قلنا إنه مِن هذه فعلى كل حال ل يُ َ
أو مِن تلك أو أنه مستقِل.
وهكذا اختلفوا في عُرنَة هل هي مِن عرفة أو ليست مِن عرفة ؟
و-على كل حال-أيضا ل يَجوز الوقوف بها على أنها مِن عرفة سواء قلنا
قل ذلك. إنها مِن عرفة أو لم نَ ُ
سع لها هذه معا يَحتاج إلى إطالة ل تَّت ِ وتحقيق ذلك في المسألتين ً َ
العجالة وإن كانت هي جديرة بِذلك ولكنّ الحكم هو ما ذكرناه.
سر مِن الحرَم. ح ّ أن وادي مُ َ هذا ومِن الجدير ِبالذّْكر-أيضاّ -
وزعَم أنه ليس مِن الحرَم وإنما ذ َ ش ّ
ب إليه ابن حزم حيث َ ه َ ما ذ َ َ خلفا ِل َ
حل وأنها حل ،وكذلك شذّ حيث زَعَم أنّ عُرنة ليست مِن اله ِ هو مِن اله ِ
من الحرَم. ِ
حل. فالحق الحقيقُ ِبالقبول أنّ هذا الوادي مِن الحرَم وعُرنة مِن اله ِ ّ
حل وأنها مِن عم أنّ عرفة ليست مِن اله ِ خطأ بيّنا مَن َز ًَ وكذلك قد أخطأ
فيجوز الصيد مِن عرفة ومِن حل ،وعليه َ الحرم ،والحقّ أنها مِن اله ِ َ
عرنة-وكذلك بِالنسبة إلى قطْع الشجار فإنّ ذلك ل مانع منه-وإنما يُمنَع ُ
فليس له أن يَصطاد ،وأما الشجر فل مانع مِن ذلك حرِم ْ م ْ من ذلك اله ُ ِ
حل ،وإنما حل سواء كان معتمِرا أو كان حاجّا ،فإذن عَرفة مِن اله ِ في اله ِ
465
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
رم يُمنَع مِن ذلك ولو كان في ح ِم ْ حرِم مِن الصيد لجل أنّ اله ُ م ْ
منع اله ُ ُي َ
حل ،كما هو معروف ..هذا ما يَظهر لي في هذه المسألة. اله ِ
سرح ّم َطع وادي ُ طع أن َيق َ من لم َيست ِ من الناس َيسألون ع ّ هذا وكثير ِ
قبل طلوع الشمس ِلوجود زحمة أو ما شابه ذلك ،هل عليه دم ؟
طع أن من لم َيست ِ جب على َ من أهل العلم قالوا :ي َ ِ ن كثيرا ِ والجواب :أ ّ
طيع أن َ َيق َ
جب عليه بل ل أست ِ سر الدم ,والحقّ أنه ل ي َ ِ ح ّ
م َ
طع وادي ُ
خر ِبغْير عذر وإنما أقول إنه ل َينبغي جب عليه الدم وإن كان قد َتأ ّ ُ
أو ِ
من لم َيخُرج منه ن َ ل على أ ّ رد دليل َيد ّ خر ،وذلك َلنه لم ي َ ِ لحد أن َيتأ ّ
جب عليه دم ،والصل في أموال المسلمين قبل طلوع الشمس أنه ي َ ِ
جب شيئا على ِبأنها معصومة ِبعصمة السلم لها وأنه ل َيجوز لحدٍ أن ُيو ِ
أحدٍ ِبغْير دليل ،وِلذلك َينبغي الترّيث في هذه المور ..نعم هذه
من الناس جد كثيرا ِ المسألة فيها خلف مشهور-كما ذكرتُ-ولكننا ن َ ِ
من أهل العلم ،كما جبون الدماء على عباد الله ولو لم َيقل به أحد ِ ُيو ِ
من إنسان دم أوجبوا اشتهر عند الكثير " :في الدم دم " ..إذا خرج ِ
جب التخيير بْين الدم وبْين من المور ي َ ِ عليه دما ،وكذلك في كثير ِ
من الناس ل ُيخّيرون عباد َ الله وإنما ن كثيرا ِ الطعام وبْين الصيام ولك ّ
ك دم ..إنسان َتع ّ
طر جبون عليهم الدماء ..هذا إنسان فعل كذا ؟ علي َ ُيو ِ
من أظافره ؟ عليك دم َ ..ينبغي أن ك دم ..إنسان قَّلم شيئا ِ مثل ؟ علي َ
زم عباد ُيقال ِلعباد الله ِ Iبالتخيير كما خي َّرهم الله تبارك وتعالى ،وأل ّ ُنل ِ
زمهم به المولى تبارك وتعالى ،على أنه الله-تبارك وتعالىِ-بما لم ُيل ِ
مد
ل هذا وهو مخطئ أو هو جاهل أو هو متع ّ َينبغي أن َنبحث هل فَعَ َ
رف الحكم ،وهذه المسألة-طبعاَ-تحتاج إلى كلم ،وذلك في أجوبة وَيع ِ
ت أن أنّبه الناس أنه ل َينبغي ُ
أخرى بمشيئة الله تبارك وتعالى ،وإنما أرد ُ
زم العباد ِبما لم َيلَزمهم ،و-أيضا-إذا كان هنالك َتخيير في بعض أن ُنل ِ
جب عليهم أمرا واحدا؛ والله-تبارك خّير الناس وأل ّ ُنو ِ المور َينبغي أن ن ُ َ
وتعالى-أعلم.
من حلقة 8رمضان 1424هه يوافقه 3/11/2003م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س ... :1
ج ... :وإذا كان قد وقع في شيء من معاصي الله-تبارك وتعالى-بأن
كان قد فرّط في شيء من واجبات الله فلم يأت بها أو أنه فعل شيئا
من المحرمات فعليه أن يتخلص قبل فوات الوان سواء كانت تلك
الحقوق من حقوق الله-تبارك وتعالى-أو من حقوق عباده أو من ذوات
الوجهين ..أي من الحقوق التي هي من جهةٍ لله-تبارك وتعالى-ومن
جهة للعباد ،فإذا كان قد ترك شيئا من الصلوات أو الصيام أو الزكاة أو ٍ
466
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
لم يأت بفريضة الحج فعليه أن يعيد تلك الصلوات التي فرّط فيها سواء
تركها أو أنه ترك شيئا من أركانها أو شروطها التي ل تتم إل بها ،وهكذا
بالنسبة إلى الزكاة إذا كان لم يأت بها أو أنه قد أتى بها على غير الوجه
الذي أمر به المولى-تبارك وتعالى-فإنه عليه أن يتخلص من ذلك ..أي
عليه أن يقوم بأداء تلك الزكاة التي فرّط فيها إلى أصحابها الذين بيّنهم
الله-تبارك وتعالى-في سورة التوبة ،1وهكذا إذا كان قد فرّط في شيء
من العبادات ..من صيام-كما قلتُ-أو أنه لم يأت بالحج أو أنه قد أتى
به على غير الوجه الصحيح أو أنه قد فرّط في شيء من النذور أو
الكفارات أو ما شابه ذلك ،وهكذا بالنسبة إذا كان هنالك شيء من
حقوق العباد ..إذا كان قد اغتصب شيئا من أموال الناس أو أنه قد
أخذها بوجه صحيح ولكنه بعد ذلك لم يقم بأداء قيمة تلك الشياء إلى
أصحابها وما شابه ذلك ،فإذا كان يعلم حكم ذلك في الشرع الحنيف
فعليه أن يقوم بتنفيذ ذلك ،وإن كان ل يعرف ذلك فعليه أن يسأل أهل
العلم الذين يثق بدينهم وبعلمهم حتى يرشدوه إلى الطريق الصحيح
للتخلص من هذه الحقوق... .
ن رجل أعمى ذهب إلى الحج وكان دثني أحد الثقات بأ ّ ...بالمس ح ّ
لبسا لنعال مخيطة فرآه بعض الناس الذين يظنون أنهم يأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر ولكنه-وللسف الشديد-جاهل بحكم الله
جك باطل " وقد نح ّ
تعالى ..جاهل بشرع الله جهل فاضحا فقال له " :إ ّ
َنسب هذه الفرية إلى أحد علماء المسلمين ..افترى على الله وعلى
رسوله وعلى أهل العلم ،مع أنه لم يقل أحد من المسلمين ببطلن
حجه ،وإنما الخلف هل الفضل أن يلبس نعال ليست بمخيطة أو أنه ل
بأس من لباس النعال المخيطة ؟ والحق أنه ل بأس بذلك ،إذ لم يأت
ن الفضل أن يترك النعال المخيطة بل الدليل يدل دليل يدل على أ ّ
على خلف ذلك ،وهكذا بالنسبة إلى الحكام... .
...
ن مَن زار مريضا ينبغي له أن ينبهه ت-أن أنبه إلى أ ّ
لكنني أحب-كما قل ُ
إلى هذه المور ،وإذا رآه ل يدري الحكام الشرعية ممكن أن يذكر له:
" هل أقسمت بشيء من ال َْيمان ولم تأت بها ولم تكّفر عنها " ،وهكذا
بالنسبة إلى بقية العبادات ..من زكاة وصيام وحج ومن حقوق العباد
إلى غير ذلك ..هذا أمر مطلوب.
...
م وَِفي الّرَقا ِ
ب فةِ قُُلوب ُهُ ْ
مؤَل ّ َ
ن عَل َي َْها َوال ْ ُ ن َوال َْعا ِ
مِلي َ كي ِسا ِ
م َقَراء َوال ْ َ
ف َت ل ِل ْ ُصد ََقا ُ
ما ال ّ [-1إ ِن ّ َ
م ] ] الية.[ 60 :كي ٌ
ح ِم َ ه عَِلي ٌن اللهِ َوالل ُ م َ ة ّض ً
ري َل فَ ِ سِبي ِن ال ّل اللهِ َواب ْ ِسِبي ِ ن وَِفي َ َوال َْغارِ ِ
مي َ
467
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س ... :1
أن بعض أهل العلم قد أخذوا من الحديث الذي جاء ...وللسف الشديد ّ
من طريق أبي أمامة-رضي الله تبارك وتعالى عنه-والذي فيه ذِكر "
أن النسان إذا ذهب إلى الحج وأراد أن يلبّي فإنه فلن بن فلنة " ّ
يقول " :لبيك عن فلن بن فلنة " ،وقد جاءت-أيضا-رواية أخرى تدل
على ذلك ولكنها باطلة عاطلة؛ والحق الحقيق بالقبول أنه يقول " :بن
فلن " ل أن يقول " :بن فلنة " أو يكتفي بذكر اسم ذلك الشخص؛
والله-تبارك وتعالى-أعلم.
من حلقة 12رمضان 1424هه ،يوافقه 7/11/2003م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ن الدماء التي َتجب على الحاج أو س :1ذكرُتم في حلقة ماضية 1أ ّ
من المور َتحتاج من المور أو فعل أمرا ِ رم إذا ما أخطأ في أمر ِ ح ِم ْ
ال ُ
جب الدم وهناك أمور تأتي إلى تفصيل وليس كل ما أخطأ فيه الحاج ُيو ِ
من التفصيل باختصار. على التخيير ..كل هذه نريد فيها شيئا ِ
ج... :
حت الن فإنها-في حقيقة الواقع- أما بالنسبة إلى المسألة التي ط ُرِ َ
َتحتاج إلى كلم طويل جدا جدا ،وسأتكلم على شيء منها بمشيئة الله
من الكلم على جزئية واحدة وهي في الدروس القادمة ،ولكن ل بأس ِ
ث له شيء في الحج أو وقع منه شيء أو حد َ َ
من َ الدماء التي َتجب على َ
ما شابه ذلك ..متى َتجب على التخيير ؟ ومتى َتجب على الترتيب ؟
جب أو ل من هذه الدماء هل ت َ ِ ن العلماء قد اختلفوا في كثير ِ َنحن َنعلم أ ّ
جب مع اّتفاقهم على وجوب بعضهاِ ،لوجود نصوص صريحة داّلة عليها. تَ ِ
مة على وجوبها هي: فالدماء التي اّتفقت ال ّ
دي إن جب عليه اله ْ مّتع ِبالُعمرة إلى الحج فإنه ي َ ِ من ت َ َ مّتع ،ف َ
دي الت َ َ -1ه ْ
ف
صل إلى عشرة أو َتزيد على خل ٍ ط معروفة ت َ ِ جدا ِلذلك ِبشرو ٍ كان وا ِ
ن َأكث ََرها ِبمشيئة ُ ُ
كثير بْين أهل العلم في هذه الشروط ،وسأب َي ُّنها أو أب َي ّ ُ
جب ت فيه تلك الشروط ي َ ِ مّتع إذا َتوافََر ْ مت َ َالله في الدروس القادمة ،فال ُ
دي منصوص عليه في كتاب ن هذا اله ْ مة ،وذلك ل ّ دي ِباّتفاق ال ّ عليه اله ْ
من ف بْين المسلمين ،ف َ كن أن َيقع فيه خل ٌ الله-تبارك وتعالى-فل ُيم ِ
جد فعليه أن َيصوم عشرة أيام .. من لم ي َ ِ دي ،و َ دي فعليه اله ْ جد َ اله ْ وَ َ
ة أيام في الحج وَيصوم البقية المت َب َّقَية-وهي سبعة-إذا رجع َيصوم ثلث َ
كر ذلك، ل في وقت الصيام في الحج ،ول داعي ل ِذِ ْ إلى بلده على تفصي ٍ
2
من حلقة 8رمضان 1424هه ) 3/11/2003م (. -1عند الجواب على السؤال ِ 6
-2قال الله تعالى ... { :فَإ َ َ
ي فَ َ
من ن ال ْهَد ْ ِ
م َ سَر ِ ست َي ْ َما ا ْ ج فَ َ
ح ّ مَرةِ إ َِلى ال ْ َ مت ّعَ ِبال ْعُ ْ
من ت َ َم فَ َ
منت ُ ْذا أ ِِ َ
ن ُ
م ي َك ْ ّ
من ل ْ َ َ
ة ذل ِك ل ِ َ َ
مل ٌ َ َ
م ت ِلك عَشَرةٌ كا ِ َ ْ جعْت ُ ْ َ
سب ْعَةٍ إ ِذا َر َ ج وَ َح ّ ْ
م َثلث َةِ أّيام ٍ ِفي ال َ جد ْ فَ ِ
صَيا ُ م يَ ِ لّ ْ
َ
حَرام ِ ] } ...سورة البقرة ،من الية.[ 196 : جدِ ال ْ َ س ِ ري ال ْ َ
م ْ ض ِ
حا ِه َأهْل ُ ُ
469
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
َ
ريضا أوْم ِ من ُ
كم ّ ن ِ من َ
كا َ حل ّ ُ
ه فَ َ حّتى ي َب ْل ُغَ ال ْهَد ْيُ َ
م ِ سك ُ ْ
م َ قوا ُر ُ
ؤو َ -1قال الله تعالى ... { :وَل َ ت َ ْ
حل ِ ُ
َ َ ْ ب ِهِ أ َ ً
ك ] } ...سورة البقرة ،من الية.[ 196 : س ٍ صد َقَةٍ أوْ ن ُ ُ
صَيام ٍ أوْ َمن ِ ة ّ سه ِ ف َ ِ
فد ْي َ ٌ من ّرأ ِ
ذى ّ
470
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل على ت دليل َيد ّ كن أن ي َُفّرقَ بينهما ،إذ لم َيأ ِ والذي أراه أنه ل ُيم ِ
كن أن ُيصار إليه التفريق ،والقياس على الكفارات وما شابه ذلك ل ُيم ِ
في مثل هذه القضية ،وبيان ذلك في غير هذا الموضع ِبمشيئة الله
ئ زوجَته في الحج فإنه ل من وَط ِ َ من هذا المر َ ست َث َْنى ِتبارك وتعالى ،وي ُ ْ
من الثلثة المذكورة دي ِبواحدٍ ِ خّير بْين هذه الشياء بل وليس له أن َيفت ِ يُ َ
وإنما عليه أن َيذبح ب َد ََنة على تفصيل بْين العلماء في ذلك إذا كان ذلك
ل الصغر أو مطلقا: قَْبل التحل ّ ِ
ل الصغر. حل ّ ِل الت َ َمن يقول :ذلك يكون قَب ْ َ فمنهم َ
وبعضهم يقول :ذلك مطلقا.
من أهل ضع ،وهذا قد ذهب إليه كثير ِ وبيان ذلك-أيضا-ليس في هذا المو ِ
العلم ،وإن كان الدليل عليه ليس قطعيا.
من كتاب الله ص قاطٍع ِ من ذلك جزاُء الصيد ،فإنه منصوص عليه بن َ ّ -3و ِ
ة ُتساوي تبارك وتعالى ،1وهو على التخيير ،إما أن َيذبح النسان ذبيح ً
م ذلك ده ،وذلك معلوم في كتب الفقه ،وإما أن ي َُقوّ َ صا َ ذلك الصيد الذي َ
بالدراهم ثم َيشتري ِبقيمة تلك الدراهم طعاما وَيدفع لكل مسكين
من ذلك الطعام ،وإما أن َيصوم ِبمقدار يوم ِبمقابل إطعام ِ نصف صاع ِ
م ثلثين مسكينا فعليه أن َيصوم مسكين فإذا كان الطعام ُيساوي طعا َ
ثلثين يوما أو كان ذلك أكثر فعليه أن َيصوم بعدد ذلك وهكذا إذا كان
م ذلك بالدراهم ثم أقل وليس له أن َيدفع قيمة الطعام بل عليه أن ي َُقوّ َ
يشتري بذلك طعاما وَيدفعه وليس له أن َيدفع القيمة ،وفي هذه
المسألة تفاصيل كثيرة ،ل أريد أن أبّينها الن.2
صَر عن الحج أو الُعمرة فعليه ُ
ح ِ من أ ْ صر ،ف َ ح َ
م ْ دي ال ُ من ذلك ه ْ -4و ِ
دي هل دي ..عليه أن َيذبح ذبيحة ،واختلفوا إذا لم َيستطع على اله ْ
3
اله ْ
َيجب عليه الصيام ؟
جب عليه الصيام ..عليه أن َيصوم من أهل العلم إلى أنه ي َ ِ فذهب كثير ِ
عشرة أيام.
َ َ
دا
م ًمت َعَ ّ
كم ّ من ُ ه ِ من قَت َل َ ُ م وَ َ حُر ٌ م ُ صي ْد َ وَأنت ُ ْ قت ُُلوا ال ّ مُنوا ل َ ت َ ْ نآ َ ذي َ -1قال الله تعالىَ { :يا أي َّها ال ّ ِ
فاَرةٌ ط ََعا ُ
م م هَد ًْيا َبال ِغَ ال ْك َعْب َةِ أ َوْ ك َ ّ منك ُ ْ ل ّ م ب ِهِ ذ ََوا عَد ْ ٍ حك ُ ُن الن ّعَم ِ ي َ ْ م َ ل ِ ما قَت َ َ ل َمث ْ ُ جَزاٌء ّ فَ َ
َ َ ّ ل ذ َل ِ َ َ
ه
من ْ ُ
ه ِ م الل ُ ق ُعاد َ فََينت َ ِ ن َ م ْسلف وَ َ ما َ ه عَ ّ فا الل ُ مرِهِ عَ َ لأ ْ ذوقَ وََبا َ ما لي َ ُ صَيا ً
ك ِ ن أو عَد ْ ُ كي َ سا ِم ََ
قام ٍ } ] سورة المائدة ،الية.[ 95 : ذو ان ْت ِ َ زيٌز ُ ِ َ ع هوالل
َ ُ
من حلقة 16 ِ 5 السؤال على الجواب عند المسألة هذه في أخرى تفاصيل الشيخ ين ّ ب -وقد 2
جد دليل صريح جب عليه صيام ،وذلك أنه ل ُيو َ وذهب بعضهم إلى أنه ل ي َ ِ
من أهل العلم ِبذلك اعتمادا على من قال ِ ل على ذلك ،وإنما قال َ ي َد ُ ّ
دي التمّتع. القياس على ه ْ
وهذا القياس فيه نظر ،فالصحيح عندي أنه ل َيجب عليه الصيام ،فإن لم
رط ،أما إذا دي فل شيء عليه-بمشيئة الله-وهذا إذا لم َيشت ِ جد اله ْ يَ ِ
دي عليه على الصحيح. اشتَرط فل ه ْ
ن الشتراط ل من قال " :إ ّ ن الشتراط منسوخ " ،ول ِ َ من قال " :إ ّ خلفا ل ِ َ
دي " ،فهذان القولن ضعيفان على التحقيق، َيكفي في عدم وجوب اله ْ
جد هنالك ناسخ ِلهذا الحديث البّتة، من الثاني ،لنه ل ُيو َ ما أضعف ِ وأوّل ُهُ َ
ث-أعني حديث " الشتراط " حديث-صحيح ثابت. وهو حدي ٌ
من الكتاب عليها ،وهي على مت َّفقٌ عليهاِ ،لنصوص صريحة ِ فهذه الدماء ُ
ف في ِفدية الذى ،فالمت َّفق عليه جد خل ٌ مُ-يو َ ن-ن َعَ ْت ،ولك ْ حسب ما ب َي ّن ْ ُ
طر إلى ذلك فهو مت َّفق عليه، من كان معذورا ..أي اض ُ هو ِفدية الحْلق ل ِ َ
ة ِبذلك على خلف بْين أهل العلم في ذلك. حَق ٌمل ْ َأما البقية فهي ُ
طئ: وبقي الكلم في المخ ِ
من يقول :عليه الِفدية. فمنهم َ
من يقول :ل فدية عليه ،وهو الصحيح عندي. ومنهم َ
جب الِفدية جب الِفدية فيها ول ُيو ِ من ي َُفّرقُ بْين بعض المور فُيو ِ ومنهم َ
في البعض الخر ،فلباس الثياب الممنوعة والعطر وما شابه ذلك ..
من كان في حكمه ،وأما هذه المور ل ِفدية فيها ..أعني على الناسي و َ
بعض المور التي فيها إتلف أو ما شابه التلف ..التلف :مثل كتقليم
ذب الشعر أو حْلق الشعر أو ما شابه ذلك ..في ذلك الظافر أو كج ْ
إتلف ،وما شابه التلف :الوطء ،فإنه وإن لم يكن إتلفا فهو بْينه وبْين
مب َّين في هذا الباب. التلف مشاَبهة ،كما ل َيخفى ،كما هو ُ
وبقي الخلف في الجاهل:
جب عليه الِفدية. بعضهم ُيو ِ
جبها. وبعضهم ل ُيو ِ
صل بْين ما فيه إتلف وما شابه التلف وبْين ما لم يكن فيه وبعضهم ي َُف ّ
ت.ذلك كما قدم ُ
والجاهل الذي لم ي َُفّرط في أحكام شرع الله-تبارك وتعالى-الصحيح ل
ِفدية عليه ،وسأقيم الدليل على ذلك بمشيئة الله في الدروس القادمة.
من المور المتعّلقة ِبالحج ول ت َت َعَّلق ِبالجسد، ل شيئا ِ من فَعَ َ بقي هنالك َ
من الواجبات أو ما شابه ذلك، ك شيئا ِ م شيئا على شيء أو ت ََر َ من قَد ّ َ ك َ
جعَ على رم ولم َيرجع إليه أو َر َ جاوََز الميقات ولم ُيح ِ من َ وذلك-مثل-ك َ
من الرمي على خلف طويل في ك شيئا ِ رأي بعض أهل العلم ،أو ت ََر َ
472
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ذلك ،وما شابه هذه المور ،فهل تكون هذه على التخيير أو تكون على
الترتيب ؟
من سّنة جد دليل ي َد ُ ّ َ
ل على ِإيجاب الدماء في هذه المور ِ أّول :أنا لم أ ِ
رسول الله ، eوالحديث الدال على ذلك حديث ل َيصح عن النبي ، e
جد في ذلك رواية عن ابن عباس-رضي الله تعالى عنه-وقد وإنما ُتو َ
اختلف العلماء هل هي محمولة على الرفع معًنى وإن كانت موقوفة
في اللفظ:
فذهب بعضهم إلى ذلك.
من ذلك الباب. ت ِ ة اجتهادية وليس ْ ن المسأل َ وذهب بعضهم إلى أ ّ
مل ،وعلى القول ِبإيجاب الدماء في هذه المسائل-كما هو محت ِ والمر ُ
جب على مذهب الجمهور على تفصيل فيها-فهي على الترتيب ،أّول ي َ ِ
ما فإن لم َيستط ِعْ على ذلك هل عليه شيء أو ل ذبح د َ ً النسان أن ي َ ْ
جب 1عليه شيء " ؟ يقال " :ي َ ِ
جب عليه شيئا بعد ذلك. من َيذكر هذا ول ُيو ِ منهم َ
من كلم بعضهم أنه عليه أن َيصوم عشرة أيام. خذ ِ وُيؤ َ
كمنا به في بعض المسائل والصيام ل نراه أبدا ،والدم َنحكم به إذا ح َ
القليلة الناِدرة جدا.
من الناس في ِإيجاب الدماء على عباد الله-تبارك َ
ف كثير ِ سَر َ وقد أ ْ
ل كذا من فَعَ َ جبه عليهم المولى تبارك وتعالى َ " .. وتعالىِ-بما لم ُيو ِ
من جُبون في كثير ِ عليه دم " ..ل َيذكرون التخيير فيما فيه التخيير ،وُيو ِ
من علماء رها لم َيقل به أحد ِ ت عليها دليل ،وفي أكث ِ المور التي لم َيأ ِ
ت-لم من أهل العلم ،وأنا-حقيقة كما قل ُ المسلمين أو قال به قِّلة قليلة ِ
من كلم ابن عباس وهو َ َ
ت-أخذوه ِ جد دليل على ذلك ،وإنما-كما قل ُ أ ِ
من باب خذ ذلك-أيضاِ - مرْين وجانب الجتهاد أقوى ،وقد ُيؤ َ ل ِلل ْ م ٌ محت ِ ُ
صر عنها إذا كان ذلك ُ من ت ََر َ
ح ِ ض المور فإنه أ ْ ك بع َ صة في َ صار خا ّ ح َ ال ِ ْ
صار وُيقال " :عليه ِبالدم " ح َ من ال ِ ْ خذ ذلك ِ من السباب فقد ُيؤ َ ِلسبب ِ
ُ
ل الكلم عليها ص ُ ت-ذلك في أمور بسيطة جدا ،سأفَ ّ ولكن-كما قل ُ
ق الله أولئك الذين بمشيئة الله-تبارك وتعالى-في الدروس القادمة ،فليت ّ ِ
من الدماء على عباد الله Iول دليل لهم على ذلك ،بل جبون كثيرا ِ ُيو ِ
من من علماء المسلمين أو شذ ّ َ من تلك المور لم َيقل بها أحد ِ كثير ِ
قال بذلك ،و-أيضاِ-ليّتقوا الله-تبارك وتعالى-في تلك المور التي ل
نخي ُّرون عباد الله-تبارك وتعالى-فيها مع أنه قد وََرد َ فيها التخيير مع أ ّ يُ َ
ة الشاة جد ما َيشتري به شاةً ..مثل قيم ُ سهل ِبكثير ..هذا ل ي َ ِ التخيير أ ْ
سهل عليه من ال ْ جد ذلك و ِ ُتساوي ثلثمائة ريال سعودي أو أكثر وهو ل ي َ ِ
ن " ل " هنا زائدة.
-1قال الشيخ " :ل يجب " ويبدو أ ّ
473
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جد المال ولكنه من المساكين أو ي َ ِ ة ِ م ثلثة أيام أو أن ُيطِعم ست ّ ً أن َيصو َ
ل َيعرف المساكين فَيخشى أن َيضعها في غير الموضع الصحيح بينما
من حيث إنه من حيث إنه ل قيمة عليه و ِ سهل عليه ِ إذا صام ..ذلك أ ْ
جَبه الله-تبارك وتعالى-عليه ،فعلينا-إذن-أن ن َْفعَ َ
ل َ
دى ما أوْ َ َيعلم ِبأنه قد أ ّ
جد فيه دليل جد هنالك دليل ،وما لم ُيو َ ل عليه الدليل إن وُ ِ ِبحسب ما د َ ّ
من ل قدرة له، دهم ِبالنسبة ل ِ َ من تقلي ِ فإذا قال به بعض العلماء فل بأس ِ
أما إذا أفتى علماء المسلمين الذين ُيوَثق بهم وب َي ُّنوا أنه ل دليل على
ف ِبذلك اللهم إل إذا أراد أن َيأتي كن أن ي ُك َل ّ َ ن النسان ل ُيم ِ ذلك وأ ّ
جّهال أن ي ُك َل ُّفوا عباد َ الله-تبارك ِبذلك على سبيل الحتياط فل َينبغي ِلل ُ
مْرهم ِبه المولى تبارك وتعالى. ْ
وتعالىِ-بما لم ي َأ ُ
من خذ ِ كن أن ُتؤ َ هذا وهنالك بعض المور التي َتحتاج إلى تنبيه فل ُيم ِ
ن بعض المور-أيضا-ل ِفدية فيها على مذهب هذا الجواب الجمالي ،ل ّ
ن العلماء قد اختلفوا رم فإ ّ ح ِ م ْ جمهور المسلمين ،وذلك ك َعَْقدِ النكاح ل ِل ْ ُ
هل َيجوز له أن ي َعِْقد َ النكاح أو ل َيجوز له ،وعلى القول ِبعدم الجواز
جب عليه ن عليه الِفدية ،فل ُيمكن-أيضا-أن ُنو ِ ن الجمهور ل ي ََروْ َ فإ ّ
الِفدية.
ب على َ من الجدير ِبال ّ
ج َ من أوْ َ ن َ ض أهل العلم قالوا :إ ّ ن بع َ ذكر أ ّ هذا و ِ
من علماء المسلمين جْبه عليه المولى ولم ي َْقت َدِ ِبأحدٍ ِ ص شيئا َلم ُيو ِ شخ ٍ
من أهل العلم وهو ليس في الِعير ول في الن ِّفير أنه وهو َيتظاهر ِبأنه ِ
جّهال الذين ظّنوا س ال ُ ض النا ِ جب عليه أن َيقوم ب ِغُْرم ِ ما أفتى ِبه بع َ يَ ِ
ل سائغ قوي، من ذلك الباب ،وهو قو ٌ من أهل العلم وهو ليس ِ فيه ِبأنه ِ
َ
ه أن ي ُن َّفذ َ ذلك حتى ي َْرت َدِعَ مت ُ ُت عليه ِبذلك وأل َْز ْ م ُ حك َ ْ ت قاضيا ل َ َ ولو كن ُ
أولئك الجهال الذي ُيفُتون عباد َ الله-تبارك وتعالىِ-بغير علم.
هروا من العلم ولم َيتظا َ أما أولئك الجهلة الذين ل ِدراية لهم ِبشيء ِ
َ
م عليهم حك ُ َ كن أن ن َ ْ وا ِبشيٍء فل ُيم ِ ِبذلك وهم معروفون ِبذلك فإذا أفْت َ ْ
ضمن سألهم فقد عَّر َ ف عنهم العلم ،ف َ ب ِغُْرم ِ ذلك ،وذلك لنهم ل ي ُْعر ُ
مثل هذه المور ،وقد ذ َك ََر المام السالمي-رحمه الله تبارك سه ل ِ ِ نف َ
ل الذي قال به من " جوهر النظام " القو َ وتعالى-في باب أصول الفقه ِ
من أفتى ِبغْير علم وهو َيتظاهر أنه بعض أهل العلم ِبوجوب الغُْرم ِ على َ
جع إليه:1 من شاء ذلك فل ْي َْر ِ من أهل العلم ،ف َ ِ
من كتابه " جوهر النظام ": -1هذا ما قاله المام نور الدين السالمي في باب :أصول الفقهِ ،
ف ما َيقصد ُ فيمن لساِنهخل ُ ة عنه وما أْولهوذاك أن َيخُرج ِ وزّلة العاِلم في فتواهمرفوع ٌ
َ
عملِبقوله إذ ِللخطا منهن ِللذي َ ماوإنما الضما ُ ن ثلًثا أت َ ّ
مامع البني َن ال ّ جناِنهمثاُله أن ي ُعْط ِي َ ّ
َ
من يض
َ َ فقطوإنما بالجهل
ِ رف يع
ُ َ َ
ثملنه يأ
َ ولكن ّ ق الح لف َ خا رمإن غ
َْ ُ ي فليس أفتى لٌ قبلوجاه َ
لك ّ
ل من قو ِ في ذاك الوسطلنه غَّر الذي ُيساِئلِبحاله وإنه َلجاهلول ضمان إن َيكن لم َيخُرج ِ
حجِجالعلماِء اله ُ
474
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مرة العََقَبة وذ ََبح ،ثم ج ْ مى َ منى وَر َ ج منها إلى ِ خَر َعا َ صّلى الفجر ود َ َ َ
من قبل سَعى ِ سعَ لنه قد َ كة المكَرمة وطاف ِبها ولم ي َ ْ ب إلى م ّ ذ َهَ َ
عمرته صلوات الله جه و ُ ح ّ سعُْيه ذلك كان كافيا له لنه كان َقاِرنا بْين َ و َ
كة ثم صّلى الظهر ِبم ّ وسلمه عليه ،وقد جاء في بعض الروايات أنه َ
منى ،وقد صّلى الظهر ب ِ ِ منى ،وجاء في بعض الروايات أنه َ ذهب إلى ِ
اختلف العلماء في هاتين الروايتين:
منى. ة الصلة ب ِ ِ ح رواي َ ح َ ص ّمن َ منهم َ
من شاء ت ذلك في " الطوفان " ،ف َ س ذلك ،كما ذكر ُ من عَك َ َ ومنهم َ
1
-1الجزء الثالث من كتاب " الطوفان الجارف لكتائب البغي والعدوان " ،الطبعة الولى )
1420هه2000-م ( ،ص .339-337
476
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
منى في هذه اليام سواًء كان ذلك في الليل أو فإذن السّنة البقاء في ِ
من عليه سعي؛ والله أعلم. في النهار ِباستثناء أداِء الطواف والسعي ل ِ َ
س :2في هذه اليام ربما ِلكثرة الزحام وكثرة السيارات قد ل
منى فَيذهب ِلطواف من مكة إلى ِ ممّهدا إلى مكة و ِ جد الحاج طريقا ُ يَ ِ
خر َ ..يعني قبل الفجر ِبساعة أو ساعتين متأ ّ الفاضة وَيعود في وقت ُ
منى ،هل عليه بأس ؟ َيعود إلى ِ
ج :على كل حال؛ هذه ضرورة والضرورةُ ت َُقد ُّر ب َِقدِرها ،والله-تبارك
ها ... ما آَتا َ سا ِإل َ ه ن َْف ًف الل ُ سا إل وسعها ... { :ل ي ُك َل ّ ُ ف نف ً وتعالى-ل ي ُك َل ّ ُ
} ] سورة الطلق ،من الية .. [ 7 :ما جعل عليكم في الدين مِن
سر لكن- دين ِبحمد الله-تبارك وتعالى-ي ُ ْ سر ،فال ّ حرج ..يريد بكم اليُ ْ
سر في اتباع هذه ن الي ُ ْ طبعا-هذا ل َيقتضي أن ُنخاِلف السنن الثابتة ،ل ّ
السنن.
كة أو في خر في الطريق إلى م ّ ب لداء طواف الفاضة وَتأ ّ من ذ َهَ َ ف َ
منى أو في الحالتين معا فإنه ل بأس عليهِ-بمشيئة الله-ول الطريق إلى ِ
شيء عليه ولو كان ذلك في الليل ،إذ إنه ل طاقة له فوق ذلك ،وإنما
كة مع قدرِته ووجودِ الراحلة في ذهاِبه إلى خر ِبم ّ ي ُْنهى النسان عن التأ ّ
منى ..هذا هو الذي ُينهى عنه. ِ
من أجل البقاء من الناس َيخُرجون في الليل ِ ن كثيرا ِ و-كذلكَ-بلغني أ ّ
من أن ها ،فلبد ِللنسان ِ جون ِببعض الفتاوى التي لم ي َْفَقُهو َ ج ُ ح ّ كة وي َت َ َ ِبم ّ
ض أهل العلم من الناس َيأتون ِبفتاوى إلى بع ِ ن كثيرا ِ ه الفتاوى ،فإ ّ ي َْفَق َ
من المور وأولئك العلماء يْفُتون ِبمقدار تلك المور وي َذ ْك ُُرون فيها كثيرا ِ
ن المراد َ منها، مون تلك الفتاوى ول ي َْفَقُهو َ م ُ ض الناس وي ُعَ ّ ثم َيأتي بع ُ
منى في هذه ن النسان َيبقى ب ِ ِ فإذن السّنة الصحيحة عن الرسول eأ ّ
ذر- ت-وي ُعْ َالليالي وفي اليام-أيضاِ-باستثناء ذهاِبه إلى الطواف-كما قل ُ
ن
خر في الطريق سواًء كان ذلك في الذهاب أو الياب ،ل ّ أيضا-إن َتأ ّ
حلة ومع عَد َم ِ كة مع وجود الرا ِ من الضرورات ،أما أن ي َب َْقى في م ّ ذلك ِ
كن أن ُيباح ِبحال ..ل أريد-طبعاِ-بالباحة ما ل ُيم ِ م ّحة فهذا ِ مل ِ ّالمشّقة اله ُ
ن ُ
هنا الباحة التي ُتقاِبل التحريم أو الوجوب أو ما شابه ذلك ،وإنما أب َي ّ ُ
ة الثابتة ،و: السن ّ َ
وإن َيقولوا خاَلف الثار حسُبك أن ت َت ِّبع المختاَر
صل َ َ
ضني ِبعلماءِ ت ُتعارِ ُ ك عن رسول الله eوأن َ ب أن أن ُ ّ ج ِ من العَ َ "و ِ
َ
س هذا في العيان ح سبيل ..أل َي ْ َ ل ول واض ِ من غْير دلي ٍ بيضةِ السلم ِ
من أهل العلم ،وقالوا أيضا: من الهذيان " ..هكذا قال المحّققون ِ نوعا ِ
ض
ت-بع ُ ضَرب به عُْرض الحائط " ،و-كما قل ُ ل ِبخلف الحديث ي ُ ْ " وقو ٌ
477
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ها بينما مو َ الفتاوى ل ي َْفَقهَُها الناس وَيأتون ِببعض المور التي لم ي َْفهَ ُ
أولئك العلماء أو ذلك العالم ما أراد ذلك أبدا؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
جدوا من السنوات ذهبوا إلى الحج فلم ي َ ِ س :بعض الخوة في سنة ِ
منى ِبسبب كثرة الزحمة والمخيم أصبح مزحوما .. مكانا ي َِبيتون فيه في ِ
منى ،فهل كة وقبل الفجر ِبساعة أو ساعتين يأتون إلى ِ يبيتون في م ّ
ُيجزيهم ذلك ؟
ي لهم ُ
ن أولئك العلماء عندما أت ِ َ ض الفتاوى ..أ ّ ت ِبهذا إلى بع ِ ج :أنا أشر ُ
من باب الضرورات وهذا ل ن هذا ِ خصوا في ذلك ل ّ ِبمثل هذه المور ر ّ
موها فأخذوا م ُ
دوا هذه الفتوى عَ ّ ج ُض الناس عندما وَ َ ن بع َ مانع منه ،لك ّ
مك ُِنهم أن ي َْبقوا فيه، كة المكّرمة مع وجود المكان الذي ي ُ ْ جون إلى م ّ خُر ُ يَ ْ
َففتوى أولئك العلماء صحيحة ل شك فيها وإنما الكلم ماذا ُيراد ِبمثل
من ذلك ..إذا لم َيجد النسان تلك الفتوى ؟ فإذن عند الضرورة ل مانع ِ
كن أن ما ل ُيم ِ م ّ جد َ مكانا ي َب َْقى فيه فهذا ِ مكانا َيمكث فيه ،أما إذا وَ َ
ص له؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. خ َ ي َُر ّ
ن لك ن َظ ًَرا في تعبير كر أ ّ س :سمعُتك في الحلقة الماضية ت َذ ْ ُ
1
هم منهيات الحرام َ ..يقولون " :لبس المخيط " ،فما العلماء عند ذِك ْرِ ِ
هو هذا النظر ؟
ت عنها في ج :على كل حال؛ هذه المسألة َتحتاج إلى إطالة ،وقد أجب ُ
من الحسن أن أتكّلم ت عليها ِبكلم ٍِ طويل ،و ِ العام الماضي ،وتكلم ُ
ن مثل هذا عليها ِبمشيئة الله-تبارك وتعالى-في الدروس القادمة ،ل ّ
ل هذه العجالة. سب مع مث ِ السؤال َيحتاج إلى إطالة ،وذلك ل َيتنا َ
ف الوداع ،فماذا َيلزمه ؟ ك طوا َ ج ت ََر َ س :3حا ّ
من أحد أمرين: ج :ذلك ل َيخلو ِ
-1إما أن َيكون معذورا وذلك كالمرأة الحائض والنفساء:
ن الحائض معذوَرة عن من أهل العلم أ ّ ت إليه طائفة ِ ن الذي ذهب ْ فإ ّ
ل عليه السّنة الصحيحة طواف الوداع ،وهذا هو القول الصحيح ،الذي َتد ّ
الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
من الدم على مثل هذه ض العلماء ذهب إلى أنه لبد ِ وإن كان بع ُ
ل ذلك العاِلم لم ي َط ِّلع على هذا مخاِلف ِللحديث ،فلع ّ ن هذا ُ المرأة ،ولك ّ
ن أنه لم الحديث ،أو لعّله اط ّل َعَ عليه-كما رأيُته بالنسبة إلى بعضهم-وظ َ ّ
ض الحاديث الدالة على وجوب ت لنه على حسب ن َظ َرِهِ ُيعاِرض بع َ َيثب ُ ْ
ن ذلك طواف الوداع ،وَنحن نقول :إنه ل معاَرضة بْين الحديثْين ،ل ّ
-1عند الجواب على السؤال 1من حلقة 15رمضان 1424هه ) 10/11/2003م (.
478
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ص
الحديث الدال على وجوب أو سّنية طواف الوداع عام وهذا خا ّ
2
جة الوداع ن طواَفه ِللوداع في ح ّ شرة ،ومهما كان فإ ّ ج بعد ذلك مبا َ خَر َ و َ
دين ط في ال ّ مل والحتيا ُ محت ِ َ
مَرْين والمُر ُ خر وكانوا َيأخذون ِبآخر ال ْ متأ ّ
ُ
من مطلوب ،فالفضل ِللنسان أل ُيفّرط في طواف الوداع ِللُعمرة ،و َ ّ
ترك ذلك في الماضي فل شيَء عليه ِبمشيئة الله تبارك وتعالى؛ والعلم
عند الله تعالى.
حج مع أنه كان قاِدرا على الحج في س :4إذا ُتوفي النسان ولم ي َ ُ
من حَرم عنه ِ حياته ،فما الحكم ؟ وإذا قلنا ِبوجوب الحج عنه ،فهل ي ُ ْ
جر عنه ؟ من مكان الذي َيستأ ِ مكانه أم ِ
جب عليه أن جد َ الستطاعة على الحج فإنه ي َ ِ من وَ َ ج :على كل حال؛ َ
سَبه من أهل العلم ،وقد ن َ َ ن ِ حّقِقي َ م َورا على مذهب اله ُ َيذهب إلى ذلك ف ْ
مة:ض أهل العلم إلى جمهور ال ّ بع ُ
جَلن إليه َ
1
ِبالَفوْرِ أن ي ُعَ ّ ة عليه جد َ استطاع ً من وَ َ َ
س كما قال هذا الشيخ-أعني المام السالمي-رحمه الله تبارك ن النا َ ولك ّ
وتعالى:
مون ن ي َْزعُ ُ كالد ّي ْ ِوأنه َ خرون وأكثُر الناس ُيؤ ّ
عون خادِ ُ م َل ُ خُرف الَقوْ ِ ب ُِز ْ مغُْروُرون مُر الله َ هم ل َعَ ْ و ُ
2
ف ..ل سو ّ ُ مة ولكنه ي ُ َ جد المال وهو في صحة تا ّ فتجد الواحد منهم ي َ ِ
ث عشرات السنين وهو ل مك ُ ُ َيذهب في هذه السنة ول في التي َتليها وي َ ْ
سئل فيقول إنه سَيذهب ،والحج ليس على الفور ،أو ما َيذهب وإذا ُ
خرافات ،والذين قالوا " :إنه على التراخي " ما أرادوا من ال ُ شابه ذلك ِ
ِبذلك هذا المعنى الذي ُيعّبر عنه هؤلء الجهلة ِبهذا الكلم ،فينبغي
وراجد َ الستطاعة أن َيذهب إلى الحج ف ْ جب عليه إذا وَ َ ِللنسان بل ي َ ِ
ق الله-تبارك وتعالى-فهو ل َيعلم وف في ذلك أب ً ْ
دا ولي َت ّ ِ س ّ
وليس له أن ي ُ َ
م
ت العا ُ جؤه الموت ولم َيأ ِ إلى متى سَيبقى في هذه الحياة فربما ُيفا ِ
مّنا َيمِلك ِبأنه من أحدٍ ِ م الذي َيزعم ِبأنه سَيذهب فيه إلى الحج فما ِ القاد ُ
عم ِبأنه َيبقى إلى السنة من أن َيز ُ ضل ً ِ من اللحظات ف ْ ة ِ سَيبقى َلحظ ً
القادمة أو التي َتليها أو ما شابه ذلك.
من الحج فل جها ِ ن المرأة إذا منعها زو ُ ت في بعض الفتاوى :3إ ّ وأنا قل ُ
محاِرمها ،وهكذا من َ من ُيراِفقها ِ جد َ ت تَ ِ ة له في ذلك إذا كان ْ طاع َ
كلهما عن الحج-وأعني ِبذلك من ََعه أبوه أو أمه أو ِ ِبالنسبة إلى الوَل َدِ إذا َ
معَ َلهما فل طاعة َلهما ول كرامة، ضة-فليس له أن َيس َ ة الفري َ ج َ
طبعا ح ّ
-1المام نور الدين السالمي ،جوهر النظام في علمي الديان والحكام ،كتاب :الحج ،باب:
النيابة في الحج.
-2المام نور الدين السالمي ،جوهر النظام في علمي الديان والحكام ،كتاب :الحج ،باب:
النيابة في الحج.
-3عند الجواب على السؤال 14من حلقة 11جمادى الثانية 1424هه ) 10/8/2003م (.
480
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
س
دهما لي َ من أح ِ معروف وهذا النهي منهما أو ِ ن الطاعة َتكون في اله َ ل ّ
في المعروف بل هو َنهي عن طاعة الله . I
من مات ولم َيأت ِبفريضة الحج مع أنه قاِدر على أما بالنسبة إلى َ
التيان ِبها فعلى كل حال أمُره إلى رّبه تبارك وتعالى.
من تنفيذ وصيته ،وقد اختلف العلماء في فإن كان قد أوصى ِبذلك فلبد ِ
من الثلث ؟ من رأس المال أو ِ هذه الوصية هل تكون ِ
س المال ،وهذا القول هو القول من رأ َ ِ فذهب بعضهم إلى أنها تكون ِ
ضى ( وما شابه ذلك. حقّ أن ي ُْق َ ن الله أ َ الصحيح عنديِ ،لحديث ) :فد َي ْ ُ
من الثلث. وذهب بعض أهل العلم إلى أنها تكون ِ
ت الوصايا الواجبة الثلث ولم َيبقى منه بقية هل وفائدةُ ذلك إذا است َغَْرقَ ْ
ن حقوقَ العباد من َيقول " :إ ّ ُتخَرج عنه الزكاة أو ل ؟ وهذا على رأي َ
1
دم على حقوق الله تبارك وتعالى " ،وهو أحد القوال في المسألة. ُتق ّ
ن الله دم ،وذلك ِلحديث ) :فد َي ْ ُ ن حقوقَ الله ُتق ّ وبعض العلماء يقول :إ ّ
ضى (. َ
حقّ أن ي ُْق َ أ َ
ص بْينها. ص ُ وبعض العلماء يقول :إنه ُيحا َ
ن
حة ،أما ديو ُ شا ّ م َ دم ،وذلك لنه مبني على اله ُ ن العباد ي َُق ّ ن د َي ْ َوالحقّ أ ّ
ي عنها ..وإن كانت واجبة الله-تبارك وتعالى-فالله-تبارك وتعالى-غَن ِ ّ
حقّ أن َ
ن الله أ َ ث ) :فد َي ْ ُ ن العباد ،وحدي ُ دم على ديو ِ كن أن ت َُق ّ لكن ل ُيم ِ
من ذلك ن العباد ،وإنما ُيراد ُ ِ ِ م على د َي ْ ضى ( ل ُيراد ُ ِبه أنه ي َُقد ّ ُ ي ُْق َ
كن.م َ َ
الوجوب ..أي أنه لبد منه-طبعا-وذلك إذا أ ْ
جا أو غي َْره ح ّ ن حقوقَ الله-تبارك وتعالى-سواء كانت َ وَنحن قد ُقلنا :إ ّ
من إخراج ذلك، من أصل المال ،فما دام المال ي َِفي ِبذلك فلبد ِ ُتخَرج ِ
ق العباد-فل حول ول من المال بعد َ أداِء حقو ِ أما إذا لم َيكن هناِلك شيء ِ
جوا عنه. ح ّ قوة إل ِبالله-فَينبغي لقاربه أن ي َ ُ
ن أهل العلم قد اختلفوا في ذلك: ص ِبذلك فإ ّ أما إذا كان لم ُيو ِ
ص
جة ،لنه لم ُيو ِ والذي عليه جمهور أصحابنا هو أنه ل ُتخَرج عنه الح ّ
ِبذلك.
خرين إلى أنه ُتخَرج عنهِ ،للحديث الذي ذ َك َْرَناه. ض المتأ ّ وذهب بع ُ
ضح على أحدِ ل وا ِ ة-في حقيقة الواقع-ليس فيها دلي ٌ وهذه المسأل ُ
ث الورثة إما أن ح ّ مل ،وأنا أقول :إنه َينبغي أن ي ُ َ محت ِ ث ُ مَرْين والحدي ُ ال ْ
ن وكما من ماِله والمال َفا ٍ رجوا ذلك ِ ج عنه أو أن ُيخ ِ َيذهبوا لداء الح ّ
ض
مات هو عنه فإنهم سَيموتون عن ذلك َ ..بقي إذا كان في الورثة بع ُ
ظر هؤلء كن أن ي ُن ْت َ َ صلوا إلى مرتبة التكليف فُيم ِ صغار الذين لم ي َ ِ ال ّ
ن لناضوا ِبذلك فإ ّ حث ِّهم على ذلك فإن لم ي َْر َ وَيقوم بعض أهل العلم ب ِ َ
من " ُتخَرج عنه الزكاة ".
-1لعل الشيخ قصد أن يقولُ " :يؤّدى عنه الحج " بدل ِ
481
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل
ب هذاِ ،لعدم وجودِ دلي ٍ ح ّ كلما في ذلك ِبمشيئة الله ،أما الن فإننا ن ُ ِ
مل؛ وسأتكّلم على محت ِ ح في المسألة وهذا الحديث الذي ذ َك َْرَناه ُ صري ٍ
سع في الدروس القادمة ِبمشيئة الله. هذه المسألة ِبتو ّ
مد ؟ وهل من غير عَ ْ ل الصي ْد َ في الحَرم ِ من قَت َ َ س :5ما حكم َ
جه صحيح أو ل ؟ ح ّ
َ
ل أو في الحَرم وهكذا ح ّ رم سواًء كان في اله ِ ح ِم ْ ل الصي ْدِ ل ِل ْ ُج :قَت ْ ُ
حل رم حرام في اله ِ ح ِ م ْ ل الصْيد في الحَرم ..الصي ْد ُ ل ِل ْ ُ ِبالنسبة إلى قَت ْ ِ
رم ،فليس ح ِ م ْحل واله ُ م ِ وفي الحَرم ،والصْيد في الحَرم حرام على اله ُ
رم أن ح ِ م ْل ،كما أنه ليس ل ِل ْ ُ ح ّ م ِمن الحَرم ولو كان ُ ِللنسان أن يصيد ِ
ضن بع َ ه إليه ،ل ّ حل ..هذا أمٌر َينبغي أن ي ُن ْت َب َ َ من اله ِ يصيد ولو كان ِ
مدمرْين وقد ي ََقعُ في خطإ ٍ في هذه المسألة ،فَتع ّ الناس ل ي َُفّرقُ بْين ال ْ
من من كبائر الذنوب ،ف َ من معاصي الله بل كبيرةٌ ِ ة ِ ذلك حرام ومعصي ٌ
جع إليه-تبارك وتعالى-وأن ل ذلك فعليه أن َيتوب إلى رّبه وأن َير ِ فَعَ َ
ن السائل لم َيسأل عن ذلك لنه ِبحمد الله-تبارك ي ُؤَد ّيَ ما عليه ،وِبما أ ّ
تم ُ مد ذلك فل حاجة ِللكلم عليه ولسيما أنني قد ت َك َل ّ ْ وتعالى-لم َيتع ّ
على ذلك ِبالمس .
1
مد ذلك ،وذلك- ب عليه ،لنه لم َيتع ّ وأما ِبالنسبة إلى المخطئ فإنه ل ذ َن ْ َ
مرا-بل حتى عمرته أن لو كان معت ِ جه ول في ُ ح ّ طبعا-ل ي ُؤَث ُّر في َ
مة- عمرته ِبذلك على ما ذهب إليه جمهور ال ّ جته أو ُ ح ّسد َ مد ل َتف ُ مت َعَ ّاله ُ
ب الجزاء على هذا السائل-الذي وَقَعَ ما وَقَعَ منه وأما ِبالنسبة إلى وجو ِ
على سبيل الخطِإ-فقد اختَلف العلماء فيه:
من أهل العلم-وهو مذهب جمهورهم-إلى أنه عليه الجزاء. ذهبت طائفة ِ
ب الئمة رحمه الله تبارك حه قط ُ ج َ
من أهل العلم-وَر ّ وذهبت طائفة ِ
ت ذلك في " قُّرة العَي ْن َْين " ،وهو
2
تعالى في " الجامع الصغير " كما ذكر ُ
من أهل العلم-إلى أنه ل جزاء عليه ،وهذا القول هو أيضا مذهب جماعةٍ ِ
القول الصحيح عندي ،فإن شاء أن َيأخذ ِبهذا الرأي-وهو مبني على
ل أصيل-فل حرج عليه ِبمشيئة الله تبارك وتعالى ،وإن شاء أن أص ٍ
م في حك ُ َ من أن ي َ ْ من الخلف في هذه المسألة فلبد ِ َيحتاط وأن َيخُرج ِ
ن مسائل الجزاء في الصْيد لبد فيها لن ،إذ إ ّ مان عَد ْ َ حك َ َ هذه القضية َ
لنمان عَد ْ َ حك َ َ م فيها َ حك ُ َ من أن ي َ ْ كم ،ول َتكفي فيها الُفت َْيا ،فلبد ِ ح ْ
من اله ُ ِ
-1عند الجواب على السؤال 1من حلقة 15رمضان 1424هه ) 10/11/2003م (.
-2كتاب " قّرة العين َْين في صلة الجمعة ِبخطبتين " ص ،47وهذا ما ذكره الشيخ فيه' :
من قتل الصيد ناسيا ،واختاراختار-رحمه الله تعالى-في " الجامع الصغير " أنه ل جزاء على َ
ت :والقول ِبعدم وجوب الجزاء على مد والناسي ،قل ُ
في بقية كتبه وجوب الجزاء على العا ِ
الناسي هو الصحيحِ ،لعدم الدليل الدال على الفدية ،والصل عدم ذلك؛ والله-تعالى-أعلم.' .
482
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
483
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ج :على كل حال؛ أخطأ هذا الشخص خطأ ً ب َي ًّنا ،فما كان َينبغي له أن
ي الن صل ّ َ
ب إلى الله-تبارك وتعالى-وَينبغي له أن ي ُ َ ك ذلك فل ْي ُت ُ ْ ي َت ُْر َ
ركعتْين فعسى الله-تبارك وتعالى-أن َيتجاوَز عنه.
من الليل ؟ خرٍ ِ ت متأ ّ عرفة في وق ٍ س َ :8لحق ِبيوم َ
عرفة قبل طلوع الفجر ج :ما دام قد جاء في الليل ..أي جاء إلى َ
ص السّنة من الليل في ذلك الموقف فإنه ل حرج عليهِ ،بن ّ وأدرك شيئا ِ
الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ي ُيخاِلف ذلك ،وإذا جاء نهر الله َبطل نهر معقل؛ والله عْبرةَ ِبرأ ٍ ول ِ
أعلم.
دي ،فماذا َيصنع ؟ طع اله ْ ده فلم َيست ِ س :9رجل فََقد َ نقو َ
ة
ة أيام في الحج وسبع َ ل الله ِ Iلذلك َبدل ً وهو أن َيصوم ثلث َ جع َ َج :قد َ
أيام بعد رجوعه فتلك عشرة كاملة ..جاء ذلك في كتاب الله تبارك
ة
صم في الحج ثلث َ جد شيئا ِللهدي فل ْي َ ُ ده ولم ي َ ِ من فََقد َ نقو َ وتعالى ،ف َ
1
مة؛
دم عليه كما هو مذهب جمهور ال ّ ن الخاص َيقضي على العام فُيق ّ فإ ّ
والله-تبارك وتعالى-أعلم.
من بعض الشخاص الذين أما إذا كان هذا الرجل غنيا في بلده واقترض ِ
رض إذا كان ل مشّقة عليه ،أما إذا كان ل معه فل بأس عليه ِبأن َيقت ِ
من الدراهم َيقوم ِبقضائها من عدم وجود شيٍء ِ جد الوفاء أو َيخشى ِ يَ ِ
ن
ت-أ ّ جد عند أصحابه أو ما شابه ذلك-فكما ذكر ُ لصحابه مثل أو ل ُيو َ
سر والحمد لله تبارك من باب الي ُ ْ ل لنا َبدل ً وهذا ِ جع َ َ الله-تعالى-قد َ
سروا ول ت ُن َّفروا (؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. وتعالى ) :ي َ ّ
ة
جرح في أصبعها نتيج َ ُ
مة ِبالُعمرة أصيبت ب ِ ُ حرِ َ م ْ س :10امرأة ُ
ج منها دم ليس ِبالكثير ،فماذا خَر َ استخدام السكين-وكانت حائضا-ف َ
عليها ؟
من الناس " :في الدم دم " وهذه قاعدة ليست ج :اشتهر عند كثير ِ
ج منه دم في الحج فعليه دم ..هذه خَر َن النسان إذا َ ِبصحيحة ،أي أ ّ
ج منه دم خَر َ
وك و َالقاعدة ليست ِبصحيحة ..مثل لو كان النسان َيتس ّ
مة السلمية قاطبة ،على ما فهل ُيقال عليه دم ؟ ل دم عليه ِبإجماع ال ّ
من أهل العلم ،ولذلك ل ينبغي ِللنسان أن َيترك حكاه غي ُْر واحدٍ ِ
السواك بعد ثبوت السّنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله-صلى الله
متي ُ ضله ) :لول أن أ َ ُ
شقّ على أ ّ عليه وعلى آله وسلم-الدالة على ف ْ
مْرُتهم ِبالسواك عند كل صلة ( ،وفي بعض الروايات ) :عند كل َ
ل َ
مع بينهما ،فل َينبغي ِللنسان أن ي َت ُْر َ
ك وضوء ( ،وفي بعضها جاء الج ْ
من عادته أنه مخافة-مثل-أن َيخُرج منه دم ولسيما إذا كان ِ السواك َ
من الحتياطات الباِردة َ ..ينبغي َيخُرج منه الدم ..هذا-على كل حالِ -
ِللنسان أن ي ُط َب ّقَ السّنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه وسلم:
ول كلم المصطفى الّواه ظر ِبكتاب الله ول ُتنا ِ
ولو َيكون عاِلما خبيرا جَعل له نظيرا معناه ل ت َ ْ
طع ِبهذا السكين شيئا-مثل-ما فعلى كل حال هذه المرأة التي كانت َتق َ
ج منها الدم أو ما شابه ذلك فل خُر َ دها أو أن ي َ ْ ريد أن ت َْقط َعَ ي َ َ كانت ت ُ ِ
من خروج الدم في ذر ِح َ
حرج عليها ِبمشيئة الله تبارك وتعالى ولكن ل ِت َ ْ
الطواف ،وهكذا ِبالنسبة إلى قضية الحيض ..الحائض ليس َلها أن
َتطوف ِبالبيت ،وإنما الكلم في السعي ..هل لها أن َتسعى أو ل ؟
مة أنه ل بأس على الحائض منه ..أي ل بأس جمعت ال ّ السعي قد أ ْ
على الحائض أن تسعى وإنما الْفضل أن َيكون النسان على طهارة
كنها أن َتكون على طهارة ،وإنما الكلم في وقتنا والحائض-طبعا-ل ُيم ِ
ن الحائض والجنب و-طبعا من المسجد أو ل ؟ ل ّ هذا هل المسعى ِ
485
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من خلوا المسجد ..هل المسعى الن ِ هكذا-النفساء ليس لهم أن َيد ُ
خل وَتسعى من المسجد فليس ِللحائض أن َتد ُ المسجد ؟ فإن كان ِ
ح معه السعي، ن الحيض ل َيص ّ ِللنهي عن دخولها المسجد ،ل لجل أ ّ
من المسجد فل بأس عليها-أو على ن المسعى ليس ِ والذي يظهر لي أ ّ
ظر حتى َينتهي هذا حّيض-في قضية السعي ،فإذن َتنت ِ من ال ُ غيرها ِ
من الحيض وُلتطف بعد ذلك، سل ِ الحيض وت َط ْهَُر منه وت َت َط َّهر ..أي َتغت ِ
من ذلك الجرح الذي أصابها لبد وكذلك ِبالنسبة إلى الدم إذا كان َيخرج ِ
من أن ُتزيل ذلك الدم وُتعيد الوضوء ،ول َتطوف إل وهي طاهرة ،أما ِ
إذا كان ذلك قبل الطواف ِبفترة أو ما شابه ذلك فأمره بّين لنها
ضأ بعد ذلك ِبمشيئة الله. ستتو ّ
دم السعي على الطواف ؟ س :وَيصح لها-إذن-مع هذا أن ت َُق ّ
م السعي على الطواف في الُعمرة ِباّتفاقهم. ج :ل ..ليس لها أن ت َُقد ّ َ
وفي الحج فيه كلم طويل سأتعّرض له في الدروس القاِدمة بمشيئة
الله.
ص آخر في العَد ّ ؟ مد على شخ ٍ ح ِللطائف أن َيعت ِ س :11هل َيص ّ
جن ِْبه ؟ من ب ِ َ مد على َ صّلى ،هل َيعت ِ ي كم َ س َ صّلي ون َ ِ والذي ي ُ َ
مد على نفسه ..هذا هو من أن َيعت ِ ج :على كل حال؛ النسان لبد ِ
مد هو عليه ،فلماذا ل طئ ذلك الشخص الذي اعت َ الصل ،لنه قد ُيخ ِ
مد على غيره ؟! إذا كان قد وَقَعَ ِلهذا النسان مد على نفسه وَيعت ِ َيعت ِ
ل صاحِبه وهو لم ُيفاِرقه أبدا فإنه سه إلى فِعْ ِ ت نف ُ من قبل واطمأن ّ ْ ِ
مد على ص له في الماضي ،أما في المستقَبل فلَيعت ِ خ َ كن أن ُير ّ ُيم ِ
مد على غيره. نفسه ،ول َيعت ِ
أما ِبالنسبة إلى الصلة فالكلم فيها كالكلم في الحج ..الصل في
ٌ
تسه ولكن إذا وَقَعَ منه خطأ-مثل-واطمأن ّ ْ مد على نف ِ النسان أن َيعت ِ
حات في الحج ج َمَر ّ من باب اله ُ جَعل ذلك ِ ل صاحِبه فإذن ي َ ْ سه إلى فِعْ ِ نف ُ
ح لديه أحد ُ الجانبين فإنه ج َ ن النسان إذا ت ََر ّ من المعلوم أ ّ وفي الصلة ،و ِ
منص الذي معه ِ ل ذلك الشخ ِ ح له ،فإذن َيكون فِعْ ُ ج َ َيأخذ ِبما ت ََر ّ
مد عليه فإن لم ُيعاِرضه معاِرض في طواف الحج حات ل أنه َيعت ِ ج َ مَر ّ اله ُ
ت-أن كن-كما قل ُ أو الُعمرة أو في الطواف مطَلقا ول في الصلة فُيم ِ
مد على حات ولكن في المستقَبل َينبغي له أن َيعت ِ ج َ مَر ّ من اله ُ جَعل ذلك ِ يَ ْ
سه؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. نف ِ
من حلقة 16رمضان 1424هه ،يوافقه 11/11/2003م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
م شديد دث ِزحا ٌ س :1في أيام الحج-وَيكاد َيتكّرر في كل عامَ-يح ُ
صل إلى سعة ِلنفسه حتى ي َ ِ من الناس الّتو ِ أثناء الرمي وُيحاِول كل واحد ِ
486
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من وصول الحصاة إلى مَرة ،هل لبد ِ ج ْ الحوض وِبالتالي َيرمي تلك اله َ
مَرة أم أنها َيكفي أن َتسُقط في الحوض ؟ وِبذلك َيفَهم الناس ج ْ
اله َ
ف الزحام. خ ّ القضية وي َ ِ
ي
ع َ سه أن ُيرا ِ عي نف َ ج :إنه َينبغي أن َينتِبه المسلم أنه َينبغي له كما ُيرا ِ
غيره ،فليس له أن ُيؤذِيَ غي َْره ل في الطواف ول في السعي ول عند
ما ل َيصح. م ّ جمار ،فإيذاء المسلمين ِ رمي ال ِ
س في من الناس ،فَترى النا َ وهذا أمٌر-وِللسف الشديد-ل َينتِبه إليه كثيٌر ِ
من سه وب ِ َ حد منهم ِبنف ِ م الوا ِ حالة الطواف أو السعي أو في الرمي َيهت َ ّ
ظر إلى بقية المسلمين ،فقد ي ُؤِْذي أحدا-وقد َيفَعل ما ُيراِفقه ول َين ُ
فت إلى ذلك الشخص ،بينما هذا ل َيجوز ،لدّلة معلومةٍ في َيفَعل-ول َيلت ِ
مواضعها.
مة سك الحجِ ،باّتفاق جميع ال ّ من منا ِ ن الرمي ِ أما ِبالنسبة إلى الرمي فإ ّ
مَر َ
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-أ َ السلمية ،وذلك ل ّ
سككم ( ،كما َثبت ذلك في الحاديث ِبه وفَعََله وقال ) :خذوا عّني منا ِ
الصحيحة الثابتة.
من الناس ِبالرمي ،فَترى هذا ل َيذهب ِللرمي وِللسف لقد َتهاون كثيٌر ِ
عم أنه ل َيستطيع أن َيذهب بل ُينيب غي َْره مع ُقدرِته على ذلك وقد ي َْز ُ
ن الله-تبارك وتعالى- إلى الرمي عند منتصف النهار ،أو ما شابه ذلك ،كأ ّ
موا في ذلك الوقت ! َ
ب على الناس أن ي َْر ُ ج َ ضّيق هذه القضية وأوْ َ قد َ
ت واسعٌ ِبحمد الله تبارك وتعالى، ن الوق َ س كذلك ،إذ إ ّ ن المَر لي َ مع أ ّ
وقد َنتكّلم عليه في وقت آخر إن شاء الله تبارك وتعالى.
ضلُتم ِبطرحه فالجواب عليه :أنه ل أما ِبالنسبة إلى هذا السؤال الذي تف ّ
صيب صيب تلك الحجارةُ التي َيرميها ذلك الشخص ..أن ت ُ ِ ُيشتَرط أن ت ُ ِ
خل في ذلك تلك الحجارةَ المنصوبة وإنما الشرط في الرمي أن ت َد ْ ُ
زي ِبمشيئة الله تبارك ن الرمي ِبذلك ُيج ِ الحوض ،فإذا أصابت الحوض فإ ّ
من قبل وإنما هو دلي ٌ
ل دا ِ ث لم َيكن موجو ً ن ذلك البناء حادِ ٌ وتعالى ،إذ إ ّ
ز
ج ٍ
م ْن ذلك ُ على مكان الرمي ،فإذا وقعت الحجارة في الحوض فإ ّ
ِبحمد الله تبارك وتعالى؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
ضَعت حتى ل ن تلك الحجارة المنصوبة إنما وُ ِ س :هل يعني ذلك أ ّ
ُيصيب الحجاج بعضهم البعض وإل فالصل الحوض ؟
ض ..تلك علمة ..الصل في ذلك ج :على كل حال؛ الصل هو الحو ُ
ف؛ والله أعلم. ن ذلك كا ٍ ضع فإ ّ ضع ،فإذا وصلت ذلك المو ِ المو ِ
جمار من الحجاج في رمي ال ِ من جماعة ِ ل أخذ وكالة ِ س :2رج ٌ
وأخذ منهم الحصى ثم رماها في الشارع ولم ي َْرم ِ الجمرات ولم
خِبرهم وهم عاجزون عن الرمي ،فما الحكم ؟ يُ ْ
487
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ما فَعََله هذا الشخص ..لقد وَقَعَ في م ّ ج :العياذ ِبالله-تبارك وتعالىِ -
من معاصي الله تبارك وتعالى ،وعليه أن َيتوب إلى الله-تبارك معصيةٍ ِ
خِبر أولئك الشخاص الذين أنابوه وَوَث ُِقوا ِبه ما وَقَعَ فيه وأن ي ُ ْ م ّوتعالىِ -
ضه الله-تبارك وتعالى-عليهم ،وبعد ذلك دي عنهم ما فََر َ سي ُؤَ ّ وظّنوا أنه َ
عليهم أن َيسألوا عن هذه المسألة التي وَقَُعوا فيها ،لنهم-في حقيقة
من أن من الرمي ،فلبد ِ عه الله-تبارك وتعالىِ - شَر َ الواقع-لم ي َأ ُْتوا ِبما َ
مل ذلك ؟ في هذه من هو الذي َيتح ّ كم عليهم ِبالدم ،ولكن َبقي َ ُيح َ
موا هذا الشخص فلهم أن حاك َ ُ
ظر إليها ،وإن َ من أن ي ُن ْ َ المسألة لبد ِ
موه في ذلك. ُيحاك ِ ُ
مَرات وعند ج َ ل ل َِرمي اله َ س :3في اليوم الحادي عشر ذهب رج ٌ
مَرت َْين الوسطى والكبرى ج ْ
مَرة الولى وذهب ل َِرمي اله َ ج ْوصوله َرمى اله َ
سها مَرة الوسطى و َ ج ْ
دة الزحام في ذلك اليوم لم َينتِبه إلى اله َ من ش ّ و ِ
عودِته ِبالطريق مَرة الخيرة وَرماها وعند َ ج ْ ل إلى اله َ ص َعن َرمِيها حتى وَ َ
كه حتى ش ّ مَرة الوسطى وَبقي على َ ج ْ سه أنه لم ي َْرم ِ اله َ ك في نف ِ ش ّ َ
ل تلك ص َ عودِته ِللرمي في هذا اليوم وَ َ اليوم التالي-الثاني عشر-وعند َ
كه ِلليوم الول وذلك في اليوم ش ّصَيات عن َ ح َ مَرة وَرماها ِبسبِع َ ج ْ اله َ
زي أم ماذا َيكون عليه ؟ الثاني عشر ،فهل َتصّرفه هذا ُيج ِ
ج :هل رماها في اليوم الثاني عشر مرتين ..عن الحادي عشر وعن
الثاني عشر ؟
مه هكذا. من كل ِ هر ِ س :الظا ِ
من أهل العلم. ج :إذا كان قد رماها فل شيَء عليه على مذهب كثير ِ
وسطى ي ال ُ م َ من أن َير ِ رط الترتيب في هذه القضية فلبد ِ من َيشت ِ أما َ
ي الكبرى عن اليوم الحادي عشر وَيرمي بعد ذلك عن
1
م َ ثم ُيعيد َر ْ
اليوم الثاني عشر.
رط الترتيب فإنه ل بأس عليه ِلهذا الفعل. من ل َيشت ِ وأما َ
ص ِبتلك الرخصة التي قال خ َ مضى فإذا ت ََر ّ ت قد َ ن الوق َ هذا ونظرا إلى أ ّ
من أهل العلم فل حرج عليه ِبمشيئة الله تبارك وتعالى؛ من قال ِ بها َ
والله-تبارك وتعالى-أعلم.
سل أم ل س :4ما حكم غسل الحصى ؟ يعني هل الحصى ُيغ َ
سل ؟ ُيغ َ
ج :هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم:
من قال ِبمشروعية الُغسل. -1منهم َ
من ل َيرى ذلك. -2ومنهم َ
كر في المرة الثالثة هل هو كر وقد اختلفوا في الدعاء بعد الذ ّ ْ ِبالذ ّ ْ
مشروع أو ل ؟
من قال ِبمشروعية ذلك. منهم َ ِ
من قال ِبعدم المشروعية. ومنهم َ
ت-إنما َيقول من قال ِبالمشروعية في كل هذه القضية-طبعا كما قل ُ و َ
ِبالندبية ل ِبالوجوب؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
من عليه د َْين ،هل َيذهب إلى الحج أم ل َيذهب ؟ س َ :7
من أحد أمرْين: ج :إذا كان على النسان د َْين فل َيخلو ذلك ِ
إما أن تكون لديه أموال َتكفي ِلقضاء ذلك الد ّْين الذي عليه وتكفي أيضا
ِلمؤونة أهله حتى َيرجع إليهم فإن كان عليه د َْين ولديه هذه الموال
من أن َيقوم أّول ِبقضاء ذلك التي َتكفي ِلقضاء هذا الد ّْين فإنه لبد ِ
ل ثم بعد ذلك َيذهب إلى الد ّْين إذا كان ذلك الد ّْين حال ّ أو في حكم الحا ّ
دين إما عند جل ً فل ُْيوص ِبذلك ول ْي َت ُْرك وصيته ِبذلك ال ّ مؤ َ ّ
الحج ،وإن كان ُ
ضَعه مع فلن ص أمين وُيخِبر ذلك الدائن ِبأنه قد وَّثق له د َي َْنه ووَ َ شخ ٍ
وإما أن َيضع-تلك الوثيقة أو-ذلك الصك مع صاحب المال الصلي.
من الد ّْين فإنه ل سد ّ ما عليه ِ من المال َيكفي ل ِ َ أما إذا كان ل َيملك شيئا ِ
طيع سبيل طيع وهذا ل َيست ِ جب على المست ِ ن الحج ي َ ِ جب عليه الحج ،ل ّ يَ ِ
إلى ذلك ،و-طبعا-ل أريد ِبالموال الدراهم إذ قد َيقول شخص إنه ل
من الدراهم ولكنه َيمِلك عقارات أو ما شابه ذلك فهي َتقوم َيملك شيئا ِ
سد ّمن الموال َتكفي ل ِ َ في مقام الدراهم ،فالحاصل هل َيملك شيئا ِ
من حّرما فلبد ِ م َ ذلك الد ّْين أو ل َيمِلك شيئا ..هذا وإذا كان الد ّْين ُ
من الحرام والتوبة والرجوع إلى الله-تبارك وتعالى-حتى الّتخلص أّول ِ
من هذه القاذورات وهذا كله إذا كان ُيريد أن ي َِفد َ بعد ذلك وقد ت َط َّهر ِ
جع إليه سبحانه ،أما إذا كان ل َيهَتم َيتوب إلى الله-تبارك وتعالى-وأن َير ِ
ِبهذه المور ول ُيبالي ِبها فإنه إذا قيل له " :ل َتذهب إلى الحج " سَيبقى
كن أن َيقوم ِبقضاء تلك الديون التي عليه هنا وهو َيمِلك الموال التي ُيم ِ
وإنما ُيريد أن َيشتري الرض الفلنية والعقار الفلني وما شابه ذلك
ن الله-تبارك-ل فهذا-على كل حالُ-يقال له " :اذهب إلى الحج " ولك ّ
ق ِلرّبه بل هو من المّتقين وهو ليس ِبمت ّ ٍ ل منه ،إذ إنه Iل يت ََقّبل إل ِ ي ََتقب ّ ُ
ن الله- من حيث الِفْعل ولك ّ جه صحيح ِ محاِرب له .. Iهذا هو الحكم ،فح ّ ُ
منمنه شيئا ِ تبارك وتعالى-ل َيتقّبل منه ..ل َيتقّبل منه الحج ول َيتقّبل ِ
من الطاِلح؛ والله- من الصاِلح ل ِ ن القبول َيكون ِ العمال الصالحة ،ل ّ
تبارك وتعالى-أعلم.
سع ة التا ِ ت ليل َ من لم ي َب ِ ْ من شيخنا أن ُيبّين لنا حكم َ س :8أرجو ِ
من ُيقيم شرة مع َ عرفة مبا َ ب إلى َ منى وإنما ذ َهَ َ جة في ِ ح ّمن ذي ال ِ ِ
490
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ض أهل العلم هناك خذ َ ِبفتوى بع ِ هب معه وقد أ َ َ شد ٌ َيذ َ مر ِ معهم وليس له ُ
من السّنة ؟ ت هناك ِللستراحة وليس ذلك ِ ن الرسول َ eبا َ ِبأ ّ
جخَر َ ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلمَ - ت ِبالمس 1أ ّ ج :أنا ذكر ُ
من منى إلى طلوع الشمس ِ ي بِ ِ
من ،وب َِق َ كة المكّرمة في اليوم الثا ِ من م ّ ِ
ت عنه منى ،وهذا ثاب ٌ صّلى الصلوات الخمس في ِ سع َ .. اليوم التا ِ
صلوات الله وسلمه عليه ،كما جاء ذلك في الحاديث الصحيحة المروية
عنه ،وَينبغي ِللنسان أن ي َْقت َدِيَ ِبرسول الله صلى الله عليه وعلى آله
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله لأ ّ وسلم ،وليس هناِلك دليل ي َد ُ ّ
من أجل الستراحة. ل ذلك ِ وسلم-إنما فَعَ َ
من مكان بعيد من جاء ِ ن َض الناس على ذلك ِبأ ّ ج بع ُ كن أن َيحت ّ وإنما ُيم ِ
سع ل شيَء عليه ،وهذا كلم صحيح ل عرفة في اليوم التا ِ ل إلى َ ص َ وو َ َ
ل على ذلك الحديث الصحيح الثابت عن النبي-صلى غبار عليه ،وقد د ّ
جر شر قبل طلوع ف ْ من جاء في ليلةِ العا ِ الله عليه وعلى آله وسلم-بل َ
جه صحيح ح ّن َ ف بها قبل طلوع الفجر فإ ّ شر إلى عرفة ووَقَ َ اليوم العا ِ
كن أن َيقول قائل إذا استن َد َ إلى مثل هذا ول شيَء عليه ،فهل ُيم ِ
حب- ف ِبعرفة في النهار ليس ِبسّنة وإنما هو مست َ ن الوقو َ الحديث " :إ ّ
جرت قبل طلوع الف ْ أو ما شابه ذلك-والمِهم أن َيأتي النسان في أيّ وق ٍ
ن
ل ِبذلك-أيضا-على أ ّ ست َدِ ّكن أن ي َ ْ شر " ؟! وهل ُيم ِ من اليوم العا ِ ِ
جّرد ُ استراحة وإنما م َ من السّنة وإنما هو ُ المِبيت ِبالمزدلفة ليس ِ
كن شر أو ما شابه ذلك ؟! كل ّ ل ُيم ِ المشروع هو الدعاء في اليوم العا ِ
د.دل ِبذلك أح ٌ ست َ ِ أن ي َ ْ
كن أن ي َُقاَرن ِبليلة الحادي سع ل ُيم ِ ن المِبيت في ليلة التا ِ َنحن َنقول :إ ّ
عشر والثاني عشر ولكن مع ذلك ل َينبغي لحدٍ أن ُيفّرط فيه إذا
ن لنا في رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله استطاع إلى ذلك ،فإ ّ
ب أو لخر كالسائل-مثل-إذا م ّ ُ
كن ِلسب ٍ من لم ي َت َ َ وة حسنة ،أما َ س َ وسلم-أ ْ
ة
من َيبيت ليل َ كن إل ِبأن ُيراِفق َ رف الط ُّرق ..فإذا كان ل َيتم ّ كان ل َيع ِ
جد َ
من وَ َ عرفة فل شيَء عليه ِبمشيئة الله تبارك وتعالى ،أما َ سع في َ التا ِ
سع ط في المِبيت في ليلة التا ِ من ي َد ُّله على الطريق فَينبغي له أل ّ ي َُفّر َ َ
منى؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. في ِ
ؤها الحيض في الحج ،ماذا َتفعل ؟ ج ُ
س :9المرأة التي ُيفا ِ
ج :ل ُتشتَرط الطهارة في الحج ول في الُعمرة إل في الطواف ،فإذا
ظر حتى من أن َتنت ِ أتاها الحيض فإنها ليس َلها أن َتطوف ِبالبيت بل لبد ِ
مرة معت ِ سل وبعد ذلك َتطوف ،فإن جاءت-مثلُ - من الحيض وَتغت ِ ت َط ُْهر ِ
من الطواف كن ِ دة ثم لم َتتم ّ تم ّ مك َث َ ْ تو َ صل َ ْ ت ِبالُعمرة ووَ َ أّول ..ل َب ّ ْ
-1عند الجواب على السؤال 1من حلقة 16رمضان 1424هه ) 11/11/2003م (.
491
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
صير قارَِنة خل الحج على الُعمرة فت َ ِ مر ِبأن ت ُد ْ ِ سع فإنها ت ُؤْ َ ِبالبيت قبل التا ِ
مرة فقط ،وَتطوف بعد ذلك معت ِ بْين الحج والُعمرة بعد أن كانت ُ
ز ،كما وَقَعَ ِللسيدة عائشة-رضي ج ٍ م ْ دا وذلك ُ ح ً جها طواًفا وا ِ ل ُِعمرِتها وِلح ّ
ت ِبالُعمرة ت ل َب ّ ْمرة ..يعني كان ْ معت ِ الله تبارك وتعالى عنها-فإنها كانت ُ
ت ِبالُعمرة ..أي ت أّول ِبالحج ثم بعد ذلك ل َب ّ ْ فقط ..قيل :إنها ل َب ّ ْ
عمرة ،وقيل :إنها ل َّبت من الحج إلى ُ مها ِ حوَّلت إحرا َ ت الحج َ .. خ ْ فَ َ
س َ
ره الن .. من أول مرة ِبالُعمرة ،وفي ذلك كلم طويل ،ل داعي ل ِذِك ْ ِ ِ
كنكة كانت ت ُل َّبي ِللُعمرة ولكنها لم َتتم ّ ت إلى م ّ صل َ ْ
عندما وَ َ المهم أنها
ت قاِرنة وعندما ط َهَُرت َ
عمرِتها فصار ْ ت الحج على ُ خل َ ْ من الطواف فأد ْ َ ِ
عمرِتها طواًفا واحدا ..فإذن جها و ُ طاَفت ِلح ّ وت َط َّهرَت بعد اليوم التاسع َ
هذا هو الحكم.
ظرها من أن َينت ِ ب أصحاُبها ..أوّل ً ُيقال :لبد ِ أما إذا كان ذلك بعد وذه َ
حَرما ،ولكن إذا كانت هنالك م ْ مَرافِقٌ َلها سواء كان زْوجا أو َ من هو ُ َ
جع وليس لها أن َتطوف قبل أن جُعوا فل ْت َْر ِ حة في الرجوع فَر َ مل ِ ّضرورة ُ
كة حتى َتقوم ِبأداء من أن َتذهب إلى م ّ ت َط ُْهر وت َت َط َّهر ،ثم بعد ذلك لبد ِ
من أركان الحج. هذا الطواف الذي هو ركن ِ
أما إذا كانت قد طافت طواف الحج وبقي عليها طواف الوداع فإنها
ص السّنة الصحيحة الثابتة عن النبي ، eكما ت ُعْذ َُر عن طواف الوداع ،ب ِن َ ّ
جاء ذلك في مسند الربيع-1رحمه الله-وجاء عند غيره من أئمة الحديث
دال على أنه ُيؤمر النسان ِبأن صص ِللحديث العام ال ّ خ ّ م َ وذلك الحديث ُ
ص َيقضي على ص له والخا ّ ص ٌمخ ّ ف الوداع ..هذا الحديث ُ َيطوف طوا َ
خر عليه؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. َ
دم أو ت َأ ّ العام ت ََق ّ
ت طواف الفاضة مع طواف جل َ ْ ت وأ ّ س :10المرأة التي حاض ْ
الوداع ..جعلْتهما واحدا ؟
ج :إذا حاضت المرأة أو كانت مريضة-مثل-وهكذا بالنسبة إلى الرجل إذا
سن وَيصعب عليه أن َيطوف مرتين- كان مريضا أو كان كبيرا في ال ّ
كن يطوف أّول طواف الزيارة ثم بعد ذلك َيطوف طواف الوداع-فإنه ُيم ِ
من م ّ
كة ف الزيارة إلى الوقت الذي ُيريد أن َيخُرج فيه ِ خر طوا َ له أن ي ُؤَ ّ
المكّرمة فَيطوف طواًفا واحدا وَيكفيه ذلك ِللزيارة وِللوداع ،ولكن لبد
-1مسند المام الربيع بن حبيب ،باب ) (11ما تفعل الحائض في الحج:
حديث رقم :439أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة-رضي الله عنها-قالت :قلتُ
إن صفية بنت حيي قد حاضت " فقال لها رسول الله ) : eلعلها ِلرسول الله ّ " : e
حابستنا ؟! ألم تكن قد طافت معكن بالبيت ؟ ( قلتُ " :بلى " قال ) :فاخرجن (.
أو حديث رقم :441أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها-
فذكرت ذلك لِرسول الله eفقال:
ُ إن صفية بنت حيي زوج النبي eحاضتْ قالتّ " :
) أحابستنا هي ؟! ( فقيل أنها أفاضتْ ،قال ) :فل إذن ( ".
492
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ض الناس َينوون ن بع َ مة هنا وهي أ ّ ه الناس إلى قضية مه ّ من أن ي َن ْت َب ِ َ ِ
من غْير أن ف الوداع ِ ِبذلك الطواف طواف الوداع وإذا ن َوَْوا ِبه طوا َ
فووا ِبه طوا َ زيهم ،فإذن إما أن ي َن ْ ُ ضروا ِبأنه ِللزيارة فذلك ل ُيج ِ َيستح ِ
سد ّ
م َ سد ّ َ ن الفريضة ت َ ُ ضُروا الوداع ،ل ّ ح ِ ست َ ْ زيهم ولو لم ي َ ْ الزيارة فهذا ُيج ِ
ة
صل في التأكيد إلى درج ِ من المور التي لم ت َ ِ سنة أو ما شابه ذلك ِ ال ّ
ف الزيارة فإنه تلك الفريضة ،فذلك الطواف إذا نوى ِبه النسان طوا َ
زيهم، ووا الطوافْين معا وذلك ُيج ِ زيه عن طواف الوداع ،وإما أن ي َن ْ ُ ُيج ِ
زيهم " بناءً تُ " :يج ِ زيهم ،وقل ُ ف الوداع فذلك ل ُيج ِ أما إذا ن َوَْوا ِبه طوا َ
من أهل العلم وهو الظاهر لنا ،وإل ّ فقد ذهب ل طائفة كبيرة ِ على قو ِ
من أن زي وعليه فلبد على قولهم ِ ن ذلك ل ُيج ِ ض أهل العلم إلى أ ّ بع ُ
من أن َيطوفوا طواًفا ِللزيارة وآخر ِللوداع َيطوفوا طوافْين ..لبد ِ
ف الزيارة على رأي هؤلء فإنهم جعلوا ذلك وا بعد طوا ِ سعَ ْ ولسيما إذا َ
ة
جد رواي ً َ
صل ،لنني لم أ ِ ن هذا ليس ِبفا ِ ن الذي َيظهر لي أ ّ صل ،ولك ّ فا ِ
ن السيدة عائشة-رضي الله تبارك وتعالى عنها- ل على أ ّ صحيحة ت َد ُ ّ
ت لها أنها سع َ ْ ف الُعمرة و َ ت طوا َ ن " الّتنعيم " وطاف ْ م َ مرت ِ عندما اعت َ
ل على ذلك ،والظاهر جد ما َيد ّ َ
ت بعد ذلك ِللوداع ..لم أ ِ ت وطاف ْ ذهب ْ
َ
ف الوداع ولو كان ذلك ل ُيجزي َلما أقَّرها ت ِبذلك عن طوا ِ أنها اكتَف ْ
الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-على ذلك ،فأرى أنه ل مانع
من الناس ،وَنحن سيرا على كثير ِ ن فيه تي ْ ِ من الخذ ِبذلك ،ولسيما أ ّ ِ
ل ة عن رسو ِ ب الله ول سن ّ ً من كتا ِ ة ِ ف آي ً سير ِبشْرط أل ّ ُنخال ِ َ ب التي ْ ِ ح ّ نُ ِ
صْرِفه عن حا ل ِ َ مل احتمال ً صال ِ ً ريحا ل َيحت ِ دنا دليل ً ص ِ ج ْالله ، eأما إذا وَ َ
ريح عن دللته وإنما صَرف الص ِ كن أن ي ُ ْ ذلك المعنى الصريح بل ل ُيم ِ
هر إلى معنى ل الدليل على صرِفه عن ذلك الظا ِ هر إذا د َ ّ صَرف الظا ِ يُ ْ
هره أو كان ذلك ل عن ظا ِ ف ذلك الدلي َ صرِ ُجد دليل ً ي َ ْ آخر ،فإذا لم ن َ ِ
ن النسان له أن َيأخذ ِبالقول الفلني كن أن َنقول إ ّ ريحا فل ُيم ِ لص ِ الدلي ُ
من قال ِبذلك، ث الصريح ..ن َعْذ ُُر َ م ِلذلك الحدي ِ صِاد ٌ م َ ل ُ ن ذلك القو َ مع أ ّ
ث الصريح ولكن َلعّله لم ي َط ِّلع عليه أو مد أن ُيخاِلف الحدي َ لنه لم َيتعَ ّ
ن أنه صرُِفه عن دللته وليس المر كذلك أو ظ َ ّ ن هناِلك صاِرفا ي َ ْ نأ ّ ظَ ّ
ت وهو ثاِبت في حقيقة المر أو ما شابه ذلك. لم َيثب ْ
شك سر " وهي حقّ ل َ دين ي ُ ْ ن ِبهذه العبارة " :ال ّ من الناس ي َت َغَن ّوْ َ فكثير ِ
ط في السنن الثابتة عن النبي eأو ما شابه فيه ولكن هل ُيمكن أن ن َُفّر َ
ط النسان بعد ذلك في ذلك ِبهذه الدعوى ؟! إذا قيل بذلك ربما ي َُفّر ُ
ما لم َيقل ِبه عاِلم ..إنما قال العلماء" : م ّ الواجبات إلى غير ذلك ،فهذا ِ
جهَِله من َ جهَِله َ مه و َ من عَل ِ َ م ذلك َ سر عَل ِ َ دين كله ي ُ ْ سر " ..وال ّ دين ي ُ ْ ال ّ
493
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من أن ة لبد ِ ن المر ِبخلف ذلك ،فإذن هذه نقط ٌ جهِْله ل ِبسبب أ ّ ِبسبب َ
ي ُن ْت ََبه لها.
خص في الرمي في اليوم الحادي مّنا ِبأن ن َُر ّ من الناس َيطلبون ِ كثير ِ
ض أهل ن بع َ عشر والثاني عشر والثالث عشر قبل الزوال ِبدعوى أ ّ
من رمى ن َ ض العلماء قال ِبأ ّ ن بع َ العلم قد قال ِبذلك ،وَنحن ل ن ُن ْك ُِر أ ّ
فقون-في حقيقة المر-مع زيه ولكنهم مت ّ ِ ن ذلك ُيج ِ في ذلك الوقت أ ّ
ن السّنة الثابتة عن النبي eهي الرمي بعد الزوال ،فهذا الذي غيرهم ِبأ ّ
ت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فقد روى البخاري وأبو ث َب َ َ
ن
من طريق ابن عمر-رضي الله تبارك وتعالى عنهما-أ ّ داود والبيهقي ِ
من ث-أيضاِ - مى بعد أن زالت الشمس ،وقد جاء هذا الحدي ُ النبي َ eر َ
طريق جابر بن عبد الله رضي الله تبارك وتعالى عنهما ،رواه المام
مسلم ،ورواه المام البخاري في صحيحه تعليًقا ،ورواه النسائي في "
الصغرى " و " الكبرى " ،ورواه أبو داوود والترمذي والدارمي وابن
ماجة ،ورواه-أيضا-ابن خزيمة وابن الجارود وابن حبان وابن أبي شيبة،
ورواه أبو عوانة وأبو ن ُعَْيم في " المستخَرج على صحيح مسلم " ،ورواه
صر الحكام " ،ورواه البيهقي في " السنن الكبرى طوسي في " مخت َ ال ّ
رفة " وفي " دلئل النبوة " ،ورواه " وفي " الصغرى " وفي " المع ِ
جة الوداع " ،وروته ح ّالحاكم في " المستدَرك " ،ورواه ابن حزم في " َ
من طريق السيدة عائشة من أهل العلم ،ولهما شاهدان ِ طائفة كبيرة ِ
ض أهل العلم ومهما كان فإنهما ما بع ُ واهُ َ من طريق ابن عباس وقد قَ ّ و ِ
صاِلحان ِللستشهاد وإذا قيل ِبعكس ذلك فإننا قد أغنانا الله-تبارك
كن وتعالى-عنهما ِبالصحيح الثابت المت َّفق على ثبوته ،فهل بعد ذلك ُيم ِ
ص في الرمي قبل ذلك مع وجود هذه النصوص الصحيحة الثابتة خ َ أن ن َُر ّ
سيرا " ،ذلك لنناِ-بحمد ن في ذلك تع ِ كن أن ُيقال " :إ ّ ؟! ثم إنه ل ُيم ِ
ن الوقت َيمتد ّ زم الناس ِبأن َيرموا في ذلك الوقت بل قلنا إ ّ الله-لم ن ُل ْ ِ
شرة إلى غروب صف النهار ..أي بعد زوال الشمس مبا َ من منت َ ِ
حَرجا ً أو مشّقة فإنه جد َ َ طع ووَ َ من لم َيست ِ الشمس وهذا ِللمستطيع ،أما َ
ي في اليوم الثاني-أي في م َكن أن َير ِ ي في الليل بل ُيم ِ م َ كن أن ي َْر ِ ُيم ِ
اليوم الثاني عشر-عن اليوم الحادي عشر والثاني عشر ،أو في اليوم
من الناس ؟! ه ِ
م ُ من ي َْزعُ ُ ه َم ُ سر الذي ي َْزعُ ُ الثالث عشر ،فأْين هذا العُ ْ
ت عن النبي-صلى الله تبارك وتعالى عليه وعلى آله فالحديث قد ث َب َ َ
صم بن عدي عند المام مالك والشافعي من طريق عا ِ وصحبه وسلمِ -
وأحمد والنسائي وأبي داوود والترمذي والدارمي وابن ماجة وابن
دي وأحمد وغيرهم مي ْ ِح َخزيمة وابن حبان وابن الجارود وأبي يعلى وال ُ
من من أئمة الحديث ،وقد رواه المام الربيع-رحمه الله تبارك وتعالىِ - ِ
494
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ص ِللرعاة ِبأن َيرموا اليوم خ َ طريق أبي عبيدة َبلغا ً عن النبي e 1أنه َر ّ
معوا رمي اليومين شر والغداة ثم َيرموا يوما عن يومين ..أي َيج َ العا ِ
ن ذلك يكون أداءً ل جة ن َي َّرة ِبأ ّ ح ّفي يوم واحد ،وهذا فيه دللة واضحة و ُ
من غير دى بعد وقتها ِ مر ِبعبادة ت ُؤَ ّ كن ِللنبي eأن َيأ ُ قضاًء ،إذ ل ُيم ِ
مَر ِبذلك ،فهذا دليل على أنه أداء ،ثم إنه لو َ
حة مع أنه قد أ َ مل ِ ّضرورة ُ
كن أن ُتقضى بعد ن العبادة ُيم ِ ل على أ ّ كان قضاًء-أيضا-فهذا الحديث َيد ّ
حقّ ِبالقضاء ( وما شابه ذلك َ وقتها ،وذلك َيد ّ
ن الله أ َ ل عليه أيضا ) :فد َي ْ ُ
كن ما ل ُيم ِ م ّ
من غير دليل فهذا ِ من الدلة ،أما تقديم العبادة عن وقتها ِ ِ
أن َيقول ِبه أحد ٌ بعد ثبوت هذه السّنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى
مس العذر لولئك العلماء الذين الله عليه وعلى آله وسلم ،ونحن َنلت ِ
ما ل َينبغي ،ثم ليس هناِلك م ّ قالوا ِبخلف ذلك أما أن نأخذ ِبقولهم فهذا ِ
من أهل العلم قالوا: سر كبير جدا جدا ..كثير ِ سر ِبحمد الله بل فيه ي ُ ْ عُ ْ
ن
ن النسان ليس له أن َيرمي بعد غروب الشمس " ونحن نقول :إ ّ "إ ّ
خر ذلك حتى إلى اليوم طع له أن ي ُؤَ ّ من لم َيست ِ ن َل على أ ّ الدليل قد د ّ
ي اليوم الحادي عشر حتى إلى الثالث م َ خَر َر ْ الثالث عشر ..أن ي ُؤَ ّ
ت في سّنة ة َينبغي أن ي ُن ْت ََبه إليها وأن َنأخذ ِبما ث َب َ َ عشر ،فهذه مسأل ٌ
رسول الله . e
من لمة المحّقق سعيد بن خلفان رحمه الله " :و ِ جُبني ما قاله الع ّ وُيع ِ
وأنت ُتعاِرضني ِبعلماء بيْضة َ ص لك عن رسول الله e َ
الَعجب أن أن ُ ّ
من غير دليل ول واضِح سبيل ..أليس هذا في العيان نوعا ِ من ْ السلم ِ
الهذيان ؟! ".
من خاَلف وقطب الئمة-رحمه الله تبارك وتعالى-قد شد ّد َ أّيما تشديد في َ
السّنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فقد
قال كلما ما معناه إن لم َيكن هذا هو اللفظ الذي ذ َك ََره القطب رحمه
الله تبارك وتعالى ..قال " :اعلم أنه ل َيجوز لك السرار بها ول تقليد
كلم ' الديوان ' في ذلك بعد قيام الحجة عليك ِبما تقدم وِبما يأتي إن
شاء الله تبارك وتعالى ،وإن كان ِللديوان حديث في ذلك لم ن َط ِّلع عليه
من الحاديث ،فكيف ول حديث ب علينا العمل ِبما اط ّل َْعنا عليه ِ ج َ ل َوَ َ
طلعه من أكب عليه بعد ا ّ مجّرد استحسان ،ف َ ِللديوان في ذلك وإنما هو ُ
ن في ت عليه أل ّ َينجو ول َتناله الشهادة ل ّ خْف ُ على الحاديث والحجج ِ
ذلك إصرارا وعنادا " أو ما هذا معناه ,2فالقطب-رحمه الله تبارك
من قّلد كلم صاحب " الديوان " في هذه القضية وتعالى-قد شد ّد َ في َ
-1مسند المام الربيع بن حبيب ،باب ) (7في عَرفة والمزدلفة ومِنى ،حديث رقم :426أبو
خص رسول الله ِ eلرعاة البل في البيتوتة ،ويَرمون يوم النحر ،ثم يَرمونعبيدة قالَ :ر ّ
الغد يَرمون يومين ثم يَرمون يوم النفْر.
ِبالغداة ،ومِن بعد َ
495
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وقال إنه حتى لو كان هناِلك حديث استدل به صاحب " الديوان " ِبما
ن الواجب علينا أن َنأخذ ِبالسّنة الصحيحة ،وأنه ل أننا لم نط ِّلع عليه فإ ّ
ت.َيجوز لحد أن ُيعاِند وُيخاِلف السنن بعدما ث َب َت َ ْ
والشيخ السالمي-رحمه الله تبارك وتعالى-قد شد ّد َ في مثل هذه
القضايا أّيما تشديد ،فيقول رحمه الله تبارك وتعالى:
خلفا ده ِ ونحن َنحكي بع َ المصطفى َيعتِبر الوصاف
ُ
سن ِد َصأ ْ فيه عن المختار ن ّ ف فيما وََرد َ ل َنقَبل الخل َ
من الناس َيجعلون المام جد َ رحمه الله-تبارك وتعالى-كثيرا ِ وعندما وَ َ
دد في ذلك رحمه الله- ش ّذن غْير ِثقة َ هو الذي ُيقيم الصلة إذا كان المؤ ّ
تبارك تعالى-أّيما تشديد فقال " :ومثله " ..أي مثل الذان ..
مه ة أحكا َ لنها تاِبع ٌ ومثله قد ِقيل في القامة
ض
ة َيشُرط فيها الب َعْ ُ وث َِق ً فقيل سّنة وقيل فرض
خِفي أسّرها المام فيما ي ُ ْ فإن َيكن ليس ِبهذا الوصف
هذى إني أرى قائله قد َ ول دليل عندنا ِلهذا
وهو فساد حيث ل ي َد ِْريه ن الحتياط فيه نأ ّ ي َظ ُ ّ
من بعده عن سّنة السلف فكان منه سَبب انصراف
إذ كان فيه ثقة سليما فجعلوا إمامهم مقيما
سّيد الورى سّنة َ فبد ُّلوا ُ ضَرح َ من َ م ّوَقَب ُِلوا الذان ِ
حب َُنا ص ْ فهو ُيقيم وعليه َ ذن من أ َ ّ سن ّت ِهِ َ
إذ كان في ُ
عون وهم ِللحتياط ي َد ّ ُ جهلوا المسنون من َ حتى أتى َ
من ل َيعِقل ت ِبقلب َ خ ْس َ وَر َ دلوا فب َد ُّلوا ول َي ْت َُهم ما ب َ ّ
على ثبوِتها ِبما قد قال عاها سّنة واحتال حتى اد ّ َ
لنه َيقول ما ل َيعلم حّرم م َ ل ُ جد َ ٌ ري َ م ِ وهو ل َعَ ْ
حَنة م ْ ِبجهله كفى ِبهذا ِ وأنه ساٍع ل َِهدم السّنة
إلى آخر كلمه رحمه الله تبارك وتعالى.1
-2قطب الئمة الشيخ محمد بن يوسف أطفيش ،كتاب " القنوان الدانية في مسألة الديوان
العانية " ،ص " :14اعلم أنه ل َيجوز لك السرار بها ول تقليد كلم ' الديوان ' في هذا مع
ت لك وِبما يأتي إن شاء الله ،ولو كان ِللديوان في ذلك حديث لم قيام الحجة عليك ِبما ذكر ُ
من الحاديث ،فكيف ل حديث ِللديوان لذلك َ ّ
ب علينا العمل ِبما اطلْعنا عليه ِ ن َط ِّلع عليه ل َوَ َ
ج َ
من أكب عليه وترك الحاديث والحجج بعدما مجّرد استحسان ل دليل عليه ،ف َ وإنما هو ُ
ن ذلك منه إصرار وعناد ".
ت عليه أن ل َينجو ول َتناله الشهادة ل ّ ف ُ خ ْ
وصلته ِ
-1المام نور الدين السالمي ،جوهر النظام في علمي الديان والحكام ،كتاب :الصلة ،باب:
الذان والقامة ،وهذا بقية كلمه رحمه الله تبارك وتعالى:
فَتن أسلَفنا والعلماءكيف تكون سّنة مخاِلفةِلما عليه العلماءلو كان سّنة كما قد زعملم ت َ ُ
صّلى عليه رّبهمشتِهر مضى عليه صحُبهوالخلفاُء الراشدون أجمعإلى انتهائهم السالفةوِفعله َ
عليه أجمعوا
496
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ر
ج ِما ي َت َعَل ّقُ ِبش َ م ّ من المور ِ ما شابه ذلك ِ من قَط ِْع أو قَل ِْع أو َ ن ِ النسا ُ
مُنوع هو م ْ حل ،فإذن اله َ م ِ رما أو كان ُ ح ِم ْص ُ خ ُ ش ْ الحَرم سواء كان ذلك ال ّ
حل ،وعليه فإن قَط ْ َ
ع م ِ رم واله ُ مح ِ جُر الحَرم ول فَْرقَ في ذلك ب َْين اله ُ ش َ َ
من غي ْرِ الحَرم كعرفة-مثلَ-فل شيَء عليه رم شجرا ً ِ مح ِ حل أو ُ م ِ ص ُ شخ ٌ
مة ول عب َْرةَ ل جمهورِ ال ّ هو قو ُ من الحَرم كما ُ ت ِ س ْ ن عََرَفة ل َي ْ َ بناء على أ ّ
خاَلف ِفي ذلك. من َ ف َ خل ِ بِ ِ
ص السن ّةِ الصحيحة الثاِبتة مُنوعٌ ب ِن َ ّ م ْ جرِ الحرم فإّنه َ ش َ ما ِبالّنسَبة إلى َ أ ّ
مة إل ّ ما وََرد َ جماِع ال ّ عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وِبإ ْ
استثناؤه.
جرِ الحَرم سواء ش َ من َ من قَط َعَ شيئا ِ ب على َ ج ُ ذا ي َ ِ ما َ سَبة إلى َ ما ِبالن ّ ْ وأ ّ
ن العَُلماء َقد اختل َُفوا في ذلك: رما ؟ فإ ّ ح ِ م ْ حل أو ُ م ِ كان ُ
ث الجزاء أو الِفد َْية من حي ُ ب إلى أّنه ل شيَء عليه-أيْ ِ من ذه َ منهم َ ِ -1
ب إلى الله-تبارك وتعالى-لّنه جب عليه أن َيتو َ أو ما شابه ذلك-وإّنما ي َ ِ
ت ِبه طائفة حظ ََره ُ الله-تبارك وتعالى-عليه ،وهذا القول قال ْ ما َ ب َ ارتك َ َ
ل العلم. من أه ِ ِ
جب عليه الجزاء إل أّنهم اختَلفوا في مة إلى أّنه ي َ ِ جمهوُر ال ّ ب ُ -2وذه َ
ذلك:
صي ْدِ الحَرم-وقد تكّلمنا على ذلك- ن حكمه كحم ِ َ من ذهب إلى أ ّ منهم َ
مة في ذلك. كو َ ح ُ من ُ وعليه فإنه لبد ِ
قيمة ". جب فيه ال ِ صي ْدِ الحَرم وََقال " :إّنه ت َ ِ من فَّرق بْينه وبْين َ ومنهم َ
ف ذلك. من َقال ِبخل ِ ومنهم َ
ثمن حي ُ جب عليه شيٌء ِ والذي َيظَهر ِلي في هذه القضية أّنه ل ي َ ِ
ة إلى الله تبارك وتعالى ،وذلك لّنه َلم الجزاء أو الِفدية وإّنما عليه الّتوب َ ُ
من سن ّةِ رسوِله-صلى الله عليه وعلى آله ب الله ول ِ من كتا ِ ل ِ دلي ٌ ت َ َيأ ِ
نمن المعلوم ِ أ ّ مة على ذلك ،و ِ مع ال ّ ج ِ وسلم-الصحيحة الثاِبتة وَلم ت ُ ْ
جب شيئا كن أن ُنو ِ مة ِبعصمةِ السلم ِ َلها َفل ُيم ِ صو َ مع ْ ُ مين َ ل المسل ِ ِ أموا َ
ت ك د َِليل في ذلك وإّنما جاء ْ ن ل َنمل ِ ُ عي ،وَنح ُ ل شْر ِ على أحد إل ِبدِلي ٍ
ت تلك ديرِ ثبو ِ ل الله eوعلى تق ِ ض صحابةِ رسو ِ ت عن بع ِ ض الروايا ِ بع ُ
جة على ح ّن مذهب الصحابي ليس ب ِ ُ جة فيها ،إذ إ ّ ح ّ الّروايات فإّنه ل ُ
من ت-هو أّنه ل جزاءَ على َ ح-كما قل ُ جح الصحيح ،فإذن الصحي ُ ل الرا ِ القو ِ
جرِ الحَرم وإّنما عليه الّتوبة والَناَبة إلى الله-تبارك ش َ من َ قَط َعَ شيئا ِ
ما الوجوب فل سن ،أ ّ ح َن ذلك َ من الخي ْرِ فإ ّ وتعالى-وإن فعل شيئا ِ
وجوب؛ والله أعلم.
من سبعة طوابق وَت ُوُفَّيت ون ِ مك َ ّ من مبنى ُ ت ِ س :3فتاة سقط ْ
سبعة عشر سَنة وعشرة أشهر ،وَلم ت َّتضح للجهات من الُعمر َ وهي تبلغ ِ
498
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
مي حتى في كن فِبإمكاِنه أن َير ِ م ّ من َلم ي َت َ َ عند َ طائفةٍ أخرى ،ومع ذلك َ
بخر ما ذكرُته في الجوا ِ الليل َبل وحتى في اليوم ِ الحاِدي عشر إلى آ ِ
كن أن َيكون في الثاِني عشر أو في الثاِلث عشر السابق ..أي ُيم ِ
ض
من اليوم ِ الثاِلث عشر ،بل بع ُ س ِ ب الشم ِ ل غرو ِ ط أن َيكون قب َ ِبشْر ِ
من الّنساءِ جزة ِ شر في حقّ العَ َ ي في اليوم ِ العا ِ ن الّرم َ العلماء قال " :إ ّ
سشر " ،وذلك لي َ من الَيوم ِ العا ِ جر ِ دأ ب ِط ُُلوِع الف ْ ل والمرضى َيب َ والطفا ِ
ث فيها ن الحاِدي َ من الّنظر ،ل ّ ة ِبحاجة إلى شيٍء ِ ت المسأل ُ ِببِعيد وإن كان ْ
مت ََعاِرضة. ُ
ل على جواِز دا ي َد ُ ّديث ثاِبت أب َ ً جد ح ِ ريق فل ُيو َ ما ِبالّنسبةِ إلى أيام ِ الّتش ِ أ ّ
ل ذلك فعليه الّتوَبة إلى الله- مى قب َ من َر َف النهار ،وَ َ ل منتص ِ ي قب َ الرم ِ
ت باِقيا فعليه أن ي ُِعيد َ ذلك؛ والله-تبارك وق ُتبارك وتعالى-وإذا كان ال َ
وتعالى-أعلم.
من حلقة 18رمضان 1424هه ،يوافقه 13/11/2003م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
على ن َ ض النساء ي َْفهم َ ن بع َ طريَقة إحَرام ِ المرأة ؟ ل ّ س :1ما َ
َ
من معَّينا وطريقة معّينة ،هل هناك ِبالفعل شيءٌ ِ ن لباسا ُ س َ أّنهن ي َل ْب َ ْ
ذا ؟ ه َ
ضة الحج أن ي َ ُ ْ
ن
كو َ ري َ ب إلى ت َأدَِية فَ ِ من أراد أن َيذه َ ل َ ج :إنه ي َن ْب َِغي لك ّ
جل أو امرأة ما ي َت َعَّلق بأحكام الحج سواء كان َر ُ من أمره في َ عََلى ب َّينة ِ
دي إلى َفساد عية التي َقد ت ُؤَ ّ شْر ِ خالفات ال َ حتى ل َ َيقع في بعض الم َ
صل ذلك إلى من الّنقص في الحج وإن كان ل ي َ ِ دي إلى شيٍء ِ جه أو ُتؤ ّ ح ّ َ
سادِ الحج. جة فَ َ د ََر َ
سأن َّبه عليه بعد قليل ِبمشيئة الله ُ المرأة ت َْلبس الم َ
لبس الَعادية إل ما َ
ن السّنة النبوية-على صاحبها وآله أفضل الصلة تبارك وتعالى ،وذلك ل ّ
من اللباس ِبالنسبة ِللمرأة إل أنها ْ
ي عن شيٍء ِ ت فيها َنه ٌ م ي َأ ِ والسلم-ل َ
ُتنهى أن ت َن ْت َِقب ،فالنبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-نهى المرأة أن
ت َن ْت َِقب ..أي أن ت َل َْبس الن َّقاب ،وكذلك ِبالنسبة إلى الب ُْرُقع ،فليس لها أن
س الُقفازين. َتلبس الب ُْرُقع وليس لها أن ت َن ْت َِقب وليس لها-أْيضا-أن ت َل ْب َ َ
من ذلك ِبالنسبة إلى المرأة ،إذ وأما ِبالنسبة إلى الجوارب فإّنه ل مانع ِ
ي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..نعم نه ذلك في ت لم يأ ْ
ٌ ِ َ
ذلك لنها تكون أمام من ملبس الزينة و َ ت ُن َْهى المرأة أن ت ََتبّرج ِبشيٍء ِ
ي
صا ِبالحج بل هو شامل ل ّ ذا الحكم ليس خا ّ الرجال الجَانب ولكن هَ َ
من الوقات تكون المرأة فيه أمام الرجال الجانب أو ت َل ْت َِقي فيه ت ِ وق ٍ
جاِنب. ِبالرجال ال َ
500
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من أنواع ن المرأة ت ُْنهى عن عددٍ ِ من أ ّ وأما ما ذكره بعض أهل العلم ِ
ما لم َيرد في سّنة رسول الله صلى م ّن ذلك ِ اللباس-كالحرير مثل-فإ ّ
الله عليه وعلى آله وسلم.
من ف بْين أهل العلم في أيّ مسألةٍ ِ خل ٌ من المعلوم أنه إذا وََرد َ ِ و ِ
خلًفا بْين أهل ل ب َي َْنهم الكتاب والسّنة ..إذا وجدنا ِ ص َ ن الَفي ْ َ المسائل فإ ّ
من أن ن ََنظر في كتاب الله-تبارك مسائل فلبد ِ من اله َ العلم في مسألة ِ
وتعالى-وفي سّنة رسوله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
ل عليه الكتاب أو السّنة فهو القول الصحيح الصحيحة الَثابتة عَْنه ،وما د َ ّ
ذي َينب َِغي ِللنسان أل ّ َيحيد عنه أبدًا. الّراجح ال ِ
شْرط أل ّ ت ََتبّرج ِبزينة، فإذن المرأة في الحَرام ِ ت َْلبس الملبس الَعاِدية ب ِ َ
ت-عن لْبس الّنقاب ،وكذلك الب ُْرُقع ،وكذلك ُتنهى عن وإنما ت ُن َْهى-كما قل ُ
مرأة َيدْيها ،أما ِبالنسبة خل فيه اله َ لبس الُقّفازين ،وهما الشراب الذي ُتد ِ
إلى ما عدا ذلك فل.
من دد في ذلك كثير ِ ضة فقد ش ّ وهكذا ِبالنسبة إلى ُلبس الذهب والف ّ
دد وإنما ت ُْنهى عن ِإظهار ل على هذا الت َ َ جد دليل َيد ّ َ
ش ّ أهل العلم ،ولم أ ِ
عمرة أو ج أو ُ منوع سواء كان ذلك في ح ّ م ْ ذلك ِللّرجال الجانب فذلك َ
ة ..هذا حل ّ ً م ِ ة أو كانت ُ م ًحرِ َ م ْ في غَْيرهما ،أو ِبعبارة أخرى :سواء كانت ُ
ما َيظهر لي؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
مّرت المرأة ِبالرجال َ جه إذا ْ َ ل الّثوب على الو ِ ْ سد َ وَأما ِبالنسبة إلى
َ
ذلك ،إذ ض الرجال الجانب فالسّنة قد د َّلت على َ مّر ِبها بع ُ الجانب أو َ
سدِْلن على ن يَ ْ ت الهمؤمنين-رضوان الله تبارك وتعالى عليهن-ك ُ ّ ن أمها ِ إ ّ
مات. حرِ َ م ْ ن ُ ن الرجال الجانب وه ّ مّر ِبه ّ من النبي eإذا َ مسمٍع ومرأى ِ
من الوجه. س ذلك الثوب شيئا ِ م ّ ض العلماء أل ّ ي َ َ ولكن اشتَرط بع ُ
ض أهل العلم. رط ذلك بع ُ ولم َيشت ِ
ل عليه؛ والعلم عند جد دليل ي َد ُ ّ َ
حَتاج إلى دليل ،ولم أ ِ والقول ِبالشت َِراط ي َ ْ
الله تبارك وتعالى.
ة
مات هو تغطي ُ َ
حرِ َ م ْ س :الحقيقة أصبحت الصفة الَغالبة عند اله ُ
دل هذا الخمار. س ْ ن الفتنة هي السبب في َ الوجه ِبناء على أ ّ
زم ِبما في كتاب الله-تبارك طب أن َيلت ِ مخا َ ج :هو ما ذكرناه ..النسان ُ
وتعالى-وِبما في سّنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
مة ِبالرجال أو حر َ م ْ مّر المرأة اله ُ دل عندما ت َ ُ س ْ جواز ال ّ والسّنة د َّلت على َ
شف وجَهها ..هذا الذي ض الرجال ،أما ما عدا ذلك فإنها ت َك ْ ِ َيمّر ِبها بع ُ
ت في السّنة الصحيحة الثابتة؛ والعلم عند الله. ث َب َ َ
ك ِبالرجال أمٌر كا ُ وسم الحج الناس ك َِثيُرون والحت ِ َ سَ :لكن في م ْ
َواِرد.
501
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من الوقات ،وإنما يكون ذلك في جَ :لكن ل َيكون ذلك في كل وَْقت ِ
بعض الحيان.
كيف َتستطيع المرأة من الفتنة ؟ َيعني َ معَْيار الخوف ِ س :ما هو ِ
سها أم مد عليها ِبنف ِ من الفتنة ؟ هل هذا َيعت ِ خاِئفة ِ هي َ هل ِ أن ُتمّيز َ
مد على َنظرات الخرين إليها ؟ ي َعْت َ ِ
جاِنبين. عاة ال َ مَرا َ من ُ ج :لبد ِ
مَرات ج َ ددُتم في مسألةِ َرمي المرأة ِلل َ ش ّ كر عَْنكم أنكم َ س :2ذ ُ ِ
ت َقادرةً على ي ب َِنفسها وأل ّ ُتنيب غيرها ما دام ْ طال َب ُْتم المرأةَ أن َترم َ ف َ
ح هذاض َشديد " فَُنريد أن ُتو ّ من الت ْ ض ي َُقول " :في ذلك شيٌء ِ ذلك فالبع ُ
لمر حتى َيفهم الجميع المراد. ا َ
من الدروس ت في كثير ِ من الَتشديد في شيء ..أنا قل ُ ج :هذا َليس ِ
مل ِبما في طاَلب ِبأن َيع َ م َ ن النسان ُ ت ذلك-أيضا-في هذه الليلة :إ ّ وُقل ُ
ب الله-تبارك وتعالى-وفي سّنة رسوله-صلى الله عليه وعلى آله كتا ِ
ت عنه صلوات الله وسلمه عليه. ت وث َب َت َ ْ ح ْ ص ّ وسلم-التي َ
ت في كتاب الله-تبارك وتعالى-ذِك ٌْر ِلهذه القضية من المعلوم أنه لم َيأ ِ و ِ
ن َ
مرأة أو ِلعدم َرميها ،وأما ِبالنسبة إلى السّنة فإ ّ ..أعني ِلرمي اله َ
ت على َ
على صو ٍ ت ب ِأ ْ
ريحا وَناد َ ْ صا ص ِ ت نَ ّ ص ْ السّنة الصحيحة الثابتة قد ن َ ّ
مساِنيد سنن واله َ صحاح وال ّ مشهور في كتب ال ّ ن المرأة َترمي ،وهذا َ أ ّ
َ
من الكُتب التي أّلفها م ْ
خات والجزاء وفي غيرها ِ شي َ َ مَعاجم واله َ واله َ
العلماء في سّنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
مذاهب السلمية فإنه كاّفة اله َ من َ ب أهل العلم ِ كت َ ست َْقَرأ َ ُ من ا ْ ن َثم إ ّ
من لم َ
منهم َ مي ،و ِ ن المرأة ت َْر ِ صوا على أ ّ جد ُ أن أولئك العلماء قد ن َ ّ يَ ِ
صيص سان َ ..يعني لم ي َذ ْ ُ َ سا وإنما ذ َ َ ي َذ ْ ُ
كر الت َن ْ ِ ن الن َ كر أ ّ كر المسألة رأ ً
من كان َقادًِرا على الرمي ن َ حكم العام ،وهو أ ّ كر ال ُ على المرأة وَإ ِّنما ذ َ َ
ف عند علماء المسلمين معرو ٌ ب غيره ،وهذا أمٌر َ فإنه لْيس له أن ي ُِني َ
قاطبة.
ن الّرمي من الرمي ،وذلك ل ّ سَتطيع أن َترمي فلبد ِ مرأة إن كانت ت َ ْ فاله َ
ن
من المعلوم أ ّ من بقية شعائر الحج ،و ِ شَعائر الحج كغيرها ِ من َ شِعيَرة ِ َ
خَتلط ِبالرجال في الطواف وفي السعي ،وذلك-كذلكَ-يكون- المرأة ت َ ْ
من ت ِ أيضا-في الرمي ،فإن كانت المرأة َتستطيع أن َترمي في وق ٍ
مْعروفة-وسأن َّبه على ذلك بعد قليل ِبمشيئة الله تبارك َ
أْوقات الّرمي اله َ
ذورة ِبمشيئة مع ْ ُ َ
ما إذا كانت ل َتستطيع فهي َ من ذلك ،أ ّ وتعالى-فلبد ِ
جل ً إذا كان ل َيستطيع من لم َيسَتطع أن ي َْرمي وََلو كان ر ُ ل َ الله بل ك ُ ّ
ضعف ،أو كانت المرأة مرض أو ال ّ سن أو بسبب اله َ ذلك ِبسبب ك َِبر ال ّ
ذوَرة ،وإنما الكلم في الَقاِدر. مع ْ ُمل أو ما شابه فإنها َ ح ْفي حالة َ
502
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
جدون ذلك في مُعون كلما ً لهل العلم أو ي َ ِ س َ من الناس عندما ي َ ْ كثير ِ
ذلك ل َ ي َْفَقُهون ذلك. ن الكتب أو ما شابه َ م َ شيء ِ
واء كانت س َ ل امرأة َ ن كُ ّ نأ ّ معون مثل هذه الفتوى ي َظ ُّنو َ ما َيس َ عْند َ ِ
مي ،وهذا-طبًعا-لم من أن َتذهب إلى الّر ْ َقادَِرةً أو ليست ِبقاِدرةٍ لبد ِ
جل ،إنما العلماء اختلفوا مرأة ول في حقّ الر ُ ي َُقل ِبه أحد ٌ ل في حقّ اله َ
سُقط عنه ذلك ،وهو قو ٌ
ل ه-أو أنه ي َ ْ ب غَي َْر ُ طع هل له أن ي ُِني َ ست َ ِ ن لم ي َ ْ م ْ في َ
دم ؟ ب ِبال ّ طال َ ُف جدا-أو أّنه ي ُ َ ضعي ٌ
واًء كان رجل أو امرأة س َي َ م َ طع أن ي َْر ِ ست ِ من لم ي َ ْ ن َقالَ : م ْ مْنهم َ ِ -1
ب غي َْره، ذار فإنه ي ُِني ُ من العْ َ ض أو ضعف أو ما شابه ذلك ِ ِبسبب مر ٍ
مذاهب. مة اله َ شُهور عند أئ َ م ْ وهذا هو اله َ
ضعيف جدا. سقط عنه ،وهو قول َ ن قال :إنه ي َ ْ م ْ -2ومنهم َ
حَرم. ما ِلفقراء ال َ ذبح د ً ن قال :عليه دم ..أي عليه أن ي َ ْ م ْ -3ومنهم َ
مشهور ب غَي َْره-هو الَقول اله َ مر ِبأن ي ُِني ُ والقول الّول-وهو :أنه ي ُؤْ َ
من استطاع-سواء كان رجل ما َ مه ،أ ّ حك ُ من لم َيسَتطعْ فهذا ُ الصحيح ،ف َ
من أن َيرمي. أو امرأة-فلبد له ِ
َ
من الناس استْثقلوا هذا بسبب هذا. ن كثيرا ِ والذي أظ ُّنه أ ّ
صون خ ُ من الناس ي َُر ّ جد َ كثيرا ِ من استثقل ذلك بسبب أنه وَ َ مْنهم َ و ِ
خصوا ن العلماء َر ّ ماضي ،ول أقول " :إ ّ مي في اله َ دم الّر ْ ِللنساء في عَ َ
ض
ت بع ُ سك َ َ من الناس وقد يكون َ من فَعََله ِ في ذلك " ،وإّنما َفعل ذلك َ
طعن على الّرمي أو ن بعض الّنساء ل َيست ِ العلماء عن ذلك ظّنا منهم أ ّ
كما وَقَعَ مثل ذلك في غير هذه المسألة، من السباب َ ما شابه ذلك ِ
من الناس. سَتثَقل ذلك ِ من ا ْ سبب ذلك است َث َْقل ذلك َ وب ِ َ
وام فإّنهم ما شاهَد َهُ العَ َ ن الشيَء إذا كان مخاِلفا ِله َ معُْلوم أ ّ من اله َ و ِ
موا من الصحابة قد است َعْظ َ ُ ن كثيرا ِ جد أ ّ حن ن َ ِ مرا عظيما ،بل ن َ ْ هأ ْ ي ََروْن َ ُ
مَرهم َ
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-قد أ َ ض المور مع أ ّ بع َ
كةم ّ جاَء النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-إلى َ ِبذلك ،فعندما َ
مَر أصحاَبه-رضوان الله تبارك وتعالى َ
جة الوداع وأ َ المكّرمة في ح ّ
منهم .. سائًقا ِللهدي ِ من لم َيكن َ ل بعد الطواف والسعي ل ِ َ حل َ ِ عليهمِ-بال ْ
من الصحابة رضوان الله تبارك وتعالى عليهم، ذلك كثير ِ استثقل َ
َ
من هو الذي مِني "َ ، كيُرنا ت َْقط ُُر اله َ ذا ِ م َ ب إلى عََرفة و َ وقالوا " :أن َذ ْهَ ُ
م
عل ُ أمرهم بذلك ؟! هو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..أ َ ْ
مَر النبي-صلى الله عليه وعلى آله َ
الناس وأْتقاهم ..وكذلك عندما أ َ
كثرةٌ ذلك َ ل َ ست َث َْق َ
حديبية ا ْ عمرة اله ُ ل في ُ حل َ ِ وصحبه وسلم-أصحاَبه ِبال ِ ْ
َ َ
ضب مَرهم النبي ِ eبالحلل فلم َيفعلوا حتى غَ ِ من الصحابة ،وأ َ كاث َِرة ِ
503
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
وأبو داوود والترمذي والدارمي وابن ماجة وابن خزْيمة وابن حبان وابن
الجارود والحاكم والبيهقي في " السنن الكبرى " والُبخاري في "
ده والطبراني في " الكبير " مسن َ ِ التاريخ الكبير " وأبو ي َْعلى في ُ
سند م ْويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" والجوهري في " ُ
موطإ " و-كذلكَ-يحيي بن عبد الوهاب بن هب في " اله ُ الموطإ " وابن وَ ْ
من الصحابة " وابن عبد من عاش مئة وعشرين سنة ِ ده في " جزء َ من ْ َ َ
من أئمة البر في " التمهيد " والبغوي في " شرح السّنة " وجماعة ِ
ص ِللّرعاة خ َ ن رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ر ّ الحديث أ ّ
موا في الَيوم الثاني عشر عن اليوم الحادي عشر والثاني عشر .. أن ي َْر ُ
شر ثم ي َت ُْركوا الرمي في اليوم الحادي عشر أي أن ي َْرموا في اليوم العا ِ
ة
ج ٌ ح ّ وي َْرموا عنه وعن الثاني عشر في اليوم الثاني عشر ،وفي ذلك ُ
َ
ن ِللنبي-صلى مك ِ ُ
داًء ،إذ ل ي ُ ْ ن ذلك ُيعد ّ أ َ موض فيه بأ ّ ل ل غُ ُ ضحة ودلي ٌ وا ِ
خروا الّرمي عن وقته خص َلهم أن ي ُؤَ ّ الله عليه وعلى آله وسلم-أن ي َُر ّ
ما خُروج الوقت ..كل ّ هذا ِ
م ّ دد له شْرعا ثم بعد ذلك َيأتون به ب َْعد ُ مح ّ اله ُ
طع من لم َيست ِ َ
ن ذلك الوقت كّله ل ِل َ ذلك َيد ّ كن ،بل َ
داء ف َ ل على أ ّ ل ُيم ِ
ْ
أن َيرمي فيما بْين َزوال الشمس وغروبها في الحادي عشر-مثل-فَليرم ِ
طع فْليْرم ِ في الثالث عشر عن الثلثة من لم َيست ِ في الثاني عشر ،و َ
س الثالث عشر إن كان غروب شم ِ ك ُّلهاِ 1بشرط أن َيكون ذلك قبل ُ
منى. ُيريد أن َيبقى الثالث عشر في ِ
من طع ِ طع أن َيرمي في اليوم العاشر ..لم َيست ِ من لم َيست ِ وكذلك َ
طلوع الشمس إلى غروبها فل ْي َْرم ِ في الليل ..أي ليلةِ الحادي عشر.
من مْهما كان الناس ِ حمد الله تبارك وتعالى ،ف َ ذا فالمر فيه سعة ب ِ َ وهَك َ َ
خفى وإّنما ُيمنع النسان من الطول ما ل ي َ ْ الكثرة وَلكن الوقت فيه-أيضاِ -
من أن َيرمي في الحادي من َعُ ِم العبادة على وقتها ..أي ي ُ ْ من أن ي َُقد ّ َ ِ
عشر قبل َزوال الشمس ،وكذلك في الثاني عشر قبل زوال الشمس
إذا كان ذلك عن اليوم الثاني عشر ،وهكذا بالنسبة إلى الثالث عشر.
من لم من ط ُُلوع الشمس إلى غُُروِبها و َ شر فالرمي ِ أما ِبالنسبة إلى العا ِ
ضعفة والنساء ذا ِللقوياء ،أما ِبالنسبة ِلل ّ سَتطع فلي َْرم حتى بعد ذلك وه َ يَ ْ
من اليوم طلوع الفجر ِ خص أن َيكون ذلك بعد ُ ض أهل العلم ُير ّ ن َبع َ فإ ّ
حتى َقبل ذلك ..أي أن َيكون ذلك بعد أن ضهم َ خص َبع ُ شر ،وَر ّ العا ِ
منى ،ولكنني ل غروب القمر وأن َيرموا عندما َيصلون إلى ِ َيخرجوا عند ُ
خصوا ِبالرمي بعد خص لهم قبل ط ُُلوع الفجر ،فإما أن ي ََتر ّ ب الَتر ّ ح ّ أُ ِ
شّقة فيه ِبحمد م َ طلوع الشمس وهذا ل َ ظروا إلى ُ طلوع الفجر أو أن َينت ِ ُ
الله.
وم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر.
-1أي أن َيرمي عن الي َ ْ
505
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
506
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ة
ص ً صّلي صلةً خا ّ ما أن ي ُ َ صلة الضحى ،وهكذا إذا أراد أن ي َت َن َّفل ،أ ّ
من أهل العلم-ل ُيشَرع له ذلك. ِبالحرام فإنه-عند هذه الطائفة ِ
من أهل العلم إلى مشروعية ذلك. ت طاِئفة ِ ذهب ْ و َ
َ
ل على مشروعية هذه الصلة ولكن- جد دليل ً َيد ّ و-على كل حال-أَنا َلم أ ِ
رم بعد ذلك .. كع ركعتْين ول ْي ُ ْ
ح ِ ت-إذا دخل النسان المسجد فل ْي َْر َ كما قل ُ
ي بعد الوضوء أو أراد أن صل ّ َ كب في سيارته ،وإذا أراد أن ي ُ َ أي بعد أن َير َ
عتاد عليها وكان ذلك من الّنوافل التي ا ْ ي صلة الضحى أو شيئا ِ صل ّ َيُ َ
مكن طبعا ِللنسان أن ما ل ُينَهى عن الصلة فيه-ول ي ُ ْ م ّالوقت-طبعاِ -
ت ي ُن َْهى عن الصلة فيه-فإذا صلى فل بأس ي َعَْتاد على الصلة في وق ٍ
بذلك ِبمشيئة الله؛ والعلم عند الله.
من المور التي ُيمَنع منها الحاج غير طيب ِ ن ال ّ من المعلوم أ ّ س ِ :6
ضي ُّقون على من الّناس قد ي َل ْت َِبس عليهم المر وَلربما ي ُ َ ن كثيرا ِ أ ّ
من ذلك ما َيتعلق سع الله-تعالى-عليهم فيها ِ سهم أمورا قد و ّ أنُف ِ
سواك طيلة مت َِنعون عن الستحمام ِ أو ال ّ ض الناس ي َ ْ جد بع َ ِبالّنظاَفة فن ِ
رم: ح ِم ْ مشروعية استخدام المواد التالية ِلل ُ أيام الحرام ،وسؤالنا عن َ
ض أنواع الصابون كالذي به رائحة " الديتول " أو رائحة -1استخدام بع ِ
خدام مثل هذه النواع الّليمون أو رائحة الفواكه الخرى ..فهل است ْ
مندي أو الستحمام أث َْناَء فترة الحرام ِ واء غسل الي ْ ِ رم س َ ح ِ م ْ
ِلل ُ
الممنوع ؟
من من الممنوع ،فهذه الشياء ل مانع ِللنسان ِ ج :ل ،هذا ليس ِ
من غسل اليدين أو ما شابه ذلك. الستحمام ِبها أو ِ
وهكذا ِبالنسبة إلى السواك ل مانع منه ،سواء كان ذلك بالراك أو كان
ض أهل العلم الجماعَ على ذلك- حكى بع ُ ذلك ِبالمعاجين العصرية-وقد َ
من لّثته-مثل-أو ما شابه ذلك ..هذا ل م ِخَرج د ٌ ول بأس عليه حتى لو َ
مانع منه بل السواك مطلوب ..الرسول-صلى الله عليه وعلى آله
مْرُتهم ِبالسواك عند كل َ
متي ل َ شقّ على أ ّ وسلم-يقول ) :لول َ أن أ َ ُ
صلة ( وفي بعض الروايات ) :عند كل وضوء ( وفي بعضها الجمع
من ذلك لكن إن كان مانع ِ من اللّثة-مثل-ل َ خرج دم ِ بينهما ،فحتى لو َ
ض ِللوضوء عند أكثر أهل ن الدم َناقِ ٌ ذلك َبعد ُوضوء فل ْي ُعِد ْ وضوَءه ل ّ
العلم.
ت فيه رائحة أو فيه شيٌء وهكذا ِبالنسبة إلى الصابون العادي الذي ليس ْ
طر في شيٍء كالشياء التي وََرد َ ذِك ُْرها من العِ ْ ت ِ من الروائح التي ليس ْ ِ
في السؤال.
سه ِبما لم ي ُل ْزِ ْ
مه زم ن َْف َ سه وأن ي ُل ْ ِ شد ّد َ على َنف ِ فل َينبغي ِللنسان أن ي ُ َ
سواك الله-تبارك وتعالىِ-به ،فما الداعي أن َيبقى النسان ل َيسَتخدم ال ّ
508
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
محذور مع وف اله َ وي َت ُْرك السّنة الثابتة الصحيحة عن النبي َ eبدعوى َ
خ ْ
محذور في ذلك أبدا ؟! والله أعلم. أنه ل َ
سِتخدام المعاجين التي ِبها رائحة ل بأس ؟ نا ْ س-2 :معنى ذلك أ ّ
طر في واقع المر فل مانع منها. ع ْ ت ِبرائحة ِ ج :هذه الرائحة ليس ْ
دهان كالكريمات مثل زيت الزيتون وزيت دام ال ِ س-3 :استخ َ
وادء أيضا. الَناْرجيل والحبة الس ْ
مور في أيام الحج ..ل داعي إلى ج :هو-حقيقة-ل َداعي ِلمثل هذه ال ُ
م ذلك ت عن النبي .. eالنبي eاستخد َ َ ن ذلك لم ي َْثب ْ مْثل هذه المور ل ّ ِ
حلي َْفة وهو في طريقه إلى َ في المدينة عندما أراد أن َيخُرج إلى ذي ال ُ
ستخدم النبي eذلك ،ولنا فيه أسوة ة ،أما في أيام الحرام لم ي َ ْ مك ّ َ َ
حسنة.
ه
صن َعَ ُمن قبل ،ما الذي أفضل له أن ي َ ْ مرة ِ دى العُ ْ من أ ّس َ :7
عندما ُيريد أن يحج ؟
ج :هو مخّير:
رم ب ُِعمرة أّول وَيطوف وَيسعى ح ِ
-1إن شاء أن ي ََتمّتع فلي ََتمّتع ..أي أن ي ُ ْ
من ذي الحجة، رم في الَيوم الثامن ِ ح ِحل ّ إلى أن ي ُ ْ م ِ صر وَيبقى ُ َلها ثم ي َُق ّ
من أن ي ََتمّتع دي-طبعا-في هذه الحالة ،والصحيح أنه ل مانع ِ وعليه ه ْ
النسان ب ُِعمرة الّنفل إلى الفريضة ..هذا ما ذهب إليه الجمهور ،وهو
ضح. وا ِ
-2وله-أيضا-أن َيكون قاِرنا ..أن ي ُْقرن بْين الحج والعمرة ،ول مانع-
عمرة نفل ويكون الحج حج فريضة ،وعليه- من أن تكون الُعمرة ُ أيضاِ -
دي عند أكثر أهل العلم في هذه القضية. أيضا-اله ْ
دي عليه إذا أفرد. رد الحج ،ول ه ْ -3وبْين-أيضا-أن ُيف ِ
الْفضل ما هو ؟ الْفضل ل شك الّتمتع.
منن فريضة الحج ت َط َْبع على صاحبها ألوانا ِ س :8لديه قناعة أ ّ
من هناك مُثل والخلق والِقَيم والستقامة لكن البعض عندما َيعود ِ اله ُ
من المعاصي َ ..يطلب كب شيئا ِ َيتغاَفل أو َينسى مع مرور اليام فَيرت ِ
نصيحة بسيطة.
سه قبل سب نف َ ل إنسان ِبأن ي َّتقي الله-تبارك وتعالى-وأن ُيحا ِ مر ك ّ جَ :نأ ُ
من قبل أو لم ي َُقم دى فريضة الحج ِ سبها الله سواًء كان قد أ ّ أن ُيحا ِ
ْ
حه ِبأن ُيباِدر إلى ذلك من قبل فَن َن ْ َ
ص ُ ت ِبها ِ ِبتأِديتها ولكن إذا كان لم ي َأ ِ
ي ِبهذه الفريضة ،و- ل أن َيأت ِ َ من قب ِ جئه الموت ِ مخاَفة أن ي َُفا ِ ف َ سو ّ َ وأل ّ ي ُ َ
من معاصي الله-تبارك وتعالى- ي بِ َ ْ
يٍء ِ ش ْ كذلك-ليس ِللنسان أن ي َأت ِ َ
من الزمن ..أّول معاصي الله-تبارك دة ِ ِبدعوى أنه سَيتوب بعد م ّ
ن كان رد وإ ْ وتعالى-ليس ِللنسان أن ي َْفعََلها سواًء أراد أن َيتوب أو لم ي ُ ِ
509
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من غيره ولكن المعصية معصية وإنما الكلم إذا أراد التوبة هو أسهل ِ
عدمه ،وإل فالمعصية معصية ليس ِللنسان أن في قضية الصرار و َ
منحماها ..كذلك النسان ل َيمِلك ِ دا وليس له أن َيحوم حول ِ ي َْقَرَبها أب ً
موت الن وهو لم ي َُتب إلى الله-تبارك وتعالى- ْ
ره شيئا ..قد ي َأِتيه اله َ أم ِ
ؤلء أن ي َت ُّقوا الله-تبارك مة والعياذ بالله ،فعلى هَ ُ خي َ وَتكون العاقبة وَ ِ
وات الوان. وتعالى-وأن ي َُتوُبوا إليه Iقبل فَ َ
جب علْيهم أن َيأتوا دا وي َ ِ جهم فاس ً ح ّ ؤاله :هل َيكون َ س َ أما ِبالنسبة إلى ُ
جوا عن خَر ُ خَرجوا عن السلم ،فإذا َ جة أخرى ؟ فالجواب :ل إل إذا َ ح ّبِ َ
مندا على قول طائفة كبيرة ِ جا جدي ً ح ّ جوا َ ح ّ السلم َيجب عليهم أن ي َ ُ
من أركان ن ِ ن الحج ُرك ْ ٌ من الحج ل ّ ن ذلك السلم لبد له ِ أهل العلم ،ل ّ
جعُ إليه تلك العمال م جديد فهو وإن كانت َتر ِ السلم وهذا إسل ٌ
ت ِبالحج في ْ الصالحة ولكن الحج شْر ٌ
من شروط السلم وهو لم ي َأ ِ ط ِ
جع في ذلك إلى ف طويل ِبإمكاِنه أن َير ِ خل ٌ ة فيها ِ إسلمه هذا ،والمسأل ُ
ن الوقت من كتب أهل العلم ،فإ ّ " شرح الجامع الصحيح " أو إلى غيره ِ 1
-1شرح " الجامع الصحيح ،مسند المام الربيع بن حبيب " للمام نور الدين السالمي ،ج ،1
ص .103
510
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ة
س :10ربما ُيريد أن ي ُِعيد تلك المسألة التي ذكرُتموها في حلق ٍ
ب الَعمود أم صي َ ماضية .. 1مسألة رمي الجمرات ..هل ُيشَترط أن ت ُ ِ
حوض ؟ َيكفي أن ت ََقع على ال َ
كن في ِبداية المر .. حاِدث ..أي لم ي َ ُ مود َ ن ذلك العَ ُ ج :ل ُيشَترط ،ل ّ
خت ََلف أي في عهد إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلة والسلم ،وقد ا ْ
العلماء هل كان موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ؟
ده صلوات الله وسلمه عليه، وجودا في عه ِ م ْذهب بعضهم إلى أنه كان َ
م النبي . e ت مروي عن أبي طالب عَ ّ واسَتشَهدوا على ذلك ب ِب َي ْ ٍ
دا.
جو ً مو ْ ُ كن َ ضُهم إلى أنه لم ي َ ُ وذهب َبع ُ
مشُروع ن اله َ وجودا فإ ّ وجودا أو لم َيكن م ْ و-على كل حال-سواًء كان م ْ
شَترط ِبأن َيكون ذلك في ذلك ي النسان في الحوض ،ول َ ي ُ ْ م َ أن َير ِ
خص؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. مود الشا ِ العَ ُ
سعي بدأنا ِبالصفا ولكننا ت مع والدي وعند ال ّ مر ُ س :11لقد اعت َ
وطِ ،بحيث كّنا ن َعُد ّ ذهاَبنا فش ْ مْروة نص َ من الصفا إلى اله َ ك ُّنا ن َعُد ّ ذهابنا ِ
عنا إلى الصفا مّرة أخرى شوطا واحدا من الصفا إلى المروة ثم رجو َ ِ
مجموع ِبذلك خمس عشر شوطا ؟ من كونه شوطين فقد كان اله َ بدل ً ِ
دوا مرة ثانية موا ِبالصفا إل إذا كانوا َزا ُ ج :هو أربعة عشر إذا كانوا اخت َت َ ُ
إلى المروة.
كون وط الواحد ي َ ُ ش ْ ن ال ّ ض أهل الِعلم وهو أ ّ على كل حال؛ هذا رأيٌ ِلبع ِ
من الصفا إلى الصفا ،وقال ِبه الشيخ إسماعيل-رحمه الله تبارك ِ
من أهل ة ِ سك الحج " ،وقالت ِبه جماع ٌ من أصحاِبنا في " منا ِ وتعالىِ -
ف جدا. ل ضعي ٌ من الشافعية وغيرهم؛ ولكنه قوْ ٌ العلم-أيضاِ -
من المروة وطا و ِ ش ْ صفا إلى المروة ي ُعَد ّ َ من ال ّ ن ِ والصحيح الثابت هو أ ّ
من الصفا إلى المروة. وطا ،فالشوط الواحد َيكون ِ صفا ي ُعَد ّ ش ْ إلى ال ّ
وِبما أنهم فعلوا ذلك ل شيء عليهمِ-بمشيئة الله تبارك وتعالى-في
الهماضي ،وفي المستقَبل ي َن ْب َِغي َلهم أن ي ُط َب ُّقوا السّنة الصحيحة عن
دي محمد . e دي ه ْ ن خْير اله ْ النبي ، eإذ إ ّ
ست َِغل فريضة الحج ض الناس-وكما يبدو هم قِّلة جدا-ي َ ْ س :12بع ُ
مُهم ؟ من ظ َل َ َ في الدعاء على َ
حشًا، سّباًبا ول ل َّعاَنا ول َفا ِ ج :على كل حال؛ ل َينبغي ِللمسلم أن َيكون َ
وَينبغي له أن َيدعو ِلهؤُل َِء الناس ِبالهداية إلى الطريق المستقيم،
من كفار ي ِ ي ما ل َِق َ فالنبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-مع أنه ل َِق َ
من صنوف الذى كان َيدعو الله-تبارك وتعالىِ-بأن َيهدَيهم .. قريش ِ
-1عند الجواب على السؤال 1من حلقة 17رمضان 1424هه ) 12/11/2003م (.
511
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
512
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
هب إن شاء الله في السنة صي ِبالحج ،ول َْيذ َ خص له وُيو ِ القريب-مثل-في َُر ّ
القادمة.
من أن حذيرا ِللحجاج ِ ت منكم في حلقات ماضية ت َ ْ
1
س :15سمع ُ
من هذا النوع من عرفات قبل َتحّقق غروب الشمس فأيّ حركة ِ َيفيضوا ِ
دي إلى الحكام التي ستذكروَنها إن شاء الله ،ولكن كيف ت ُوَفُّقون ُتؤ ّ
عرفة .. ف قليل في َ جل وَقَ َ نر ُ بْين هذا وبْين الحديث الذي وََرد َ فيه أ ّ
جل َيقول " :يا رسول هذا الحديث الذي أخرجه المام أحمد ..هذا الر ُ
َ
ت نفسي ،والله ما حل َِتي وأت ْعَب ْ ُ ت را ِ يء أك ْل َل َ ُ جبل ط َ ْ من َ جْئت ِ الله ،إني ِ
من من حج ؟ " َفقال َ ) : e من جبل إل وَقَْفت عليه ،فهل لي ِ ت ِ ت ََرك ْ ُ
ف ب َِعرفة قبل ذلك ليل ف معنا حتى َندفع وقد وَقَ َ شهِد َ صلَتنا هذه ووَقَ َ َ
شير الحديث أنه حتى لو وَقَ َ َ
ف جه وقضى ت ََفَثه ( في ُ ِ ح ّ م َ أو نهارا فقد أت َ ّ
كفي ؟ من النهار فذلك ي َ ْ جزًء قليل ِ
من ث صحيح ،وقد رواه أكثر ِ ج :على كل حال؛ هذا الحديث حدي ٌ
رهم الن. من أئمة الحديث ،ل أرى داعيا ِللطالة ب ِذِك ْ ِ عشرين عاِلما ِ
ن النسان إذا من العموم ..ظاهر هذا الحديث أ ّ ث فيه شيٌء ِ وهذا الحدي ُ
ن ذلك ُيجزيه، سيطا فإ ّ ف جزًء ب َ ِ سع ولو وَقَ َ من صباح اليوم التا ِ َوقف ِ
من ف ل َيكون إل بعد زوال الشمس ِ ن الوقو َ مة قالوا :إ ّ جمهور ال ّ بْينما ُ
جة. من ذي الح ّ سع ِ وم التا ِ الي َ ْ
ذهبوا إلى أنه َيكون قبل ذلك ِبظاهر هذا خلفا لكثر الحنابلة حيث َ ِ
من أّول الَيوم. الحديث ..أي َيكون ِ
ن ذلك ن الذي ذهب إليه الجمهور هو الصحيح ،وذلك ل ّ شك أ ّ ول َ
ن النبي-صلى الله عليه نِ-بفعل النبي ، eحيث إ ّ مب َي ّ ٌص-أو ُ ص ٌ خ ّ م َ الحديث ُ
صص خ ّ م َ ف إل بعد زوال الشمس ،وكذلك هو ُ وعلى آله وسلم-لم ي َِق ْ
هر ظا ِن َ ما إل ِبطواف الفاضة مع أ ّ ن الحج ل َيكون تا ّ ِبشيٍء آخر وهو أ ّ
جه مح ّ عرفة ( وبعد ذلك قال ) :فقد ت َ ّ ج َ هذا الحديث ي َُقول ) :الح ّ
ما ِبذلك بل لبد كون تا ّ ن الحج-في حقيقة الواقع-ل ي َ ُ وقضى ت ََفَثه ( مع أ ّ
ت طائفة كبيرة من أركان الحج ،بل ذهب ْ من طواف الزيارة ،إذ إنه ركن ِ ِ
من من أهل العلم إلى عدم َتمامه إل ِبالسعي ،لنه عند هذه الطائفة ِ ِ
من أركان الحج أيضا. أهل العلم ِ
غروب ف إلى ُ من لم ي َِق ْ من قال ِبفساد الحج ِبالنسبة ل ِ َ هذا الحديث عند َ
ن الحديث من الليل َ ..يقولون :إ ّ ل جزٍء ِ دخو ِ غروِبها و ُ الشمس وَتحّقق ُ
غربت ف إلى أن َ ن النبي eوَقَ َ مب َّين ب ِِفعل النبي ، eحيث إ ّ السابق ُ
من ن َ من الليلِ ،لذلك ذهبوا إلى أ ّ ل جزٌء ِ خ َ الشمس وَتحّقق غروُبها ود َ َ
جه باطل. نح ّ ف إلى هذا الوقت فإ ّ لم ي َِق ْ
من حلقة 9ذو القعدة 1423هه ) 12/1/2003م (.
-1عند الجواب على السؤال ِ 1
513
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
أما ِبالنسبة إلى لزوم الزيارة فليست ِبلزمة ،ولكن َينبغي ِللنسان أن
سّلم على النبي eوصحابِته الكرام وإن كان ذلك ل ي َُزور تلك الِبقاع وي ُ َ
خ َ
ل له ِبالحج. دَ ْ
ن فقد جفاني " فهو َباطل ،وكذلك ج ولم ي َُزْر ِ ح ّ
من َ أما حديثَ " :
ماِثلة له. م َِبالنسبة إلى الحاديث اله ُ
ره متىسفر الحج أو غي ْ ِ فَل ْي َُزْر المدينة وقَب َْر الرسول eسواًء كان في َ
شاء؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق ،وهو أعلم ِبكل شيء.
من حلقة 24ذو القعدة 1424هه ،يوافقه 18/1/2004م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
عام 1425هه
ة
ممنوعٌ في حال ِ جد َ الحيض فهو َ ة ،فما ُيمَنع إذا وُ ِ ض والطهار ِ وجودِ الحي ِ
ب
ج ُ ح أو ي َ ِب في حالةِ وجودِ الطهارة فإنه ُيبا ُ ج ُ ح أو ي َ ِ الحيض ،وما ُيبا ُ
ف تلك العبادات ،فإذا على مختلف الحوال ..أي على حسب اختل ِ
جب جب عليها الغسل وي َ ِ ج الدم فإنه ي َ ِ خَر َدت المرأةُ الطهارةَ وَلو َ ج َوَ َ
من ت-وَيجوز َلها ما َيجوز ِ من العبادات-كما قل ُ جب عليها ِ عليها ما ي َ ِ
ت في َ
العبادات ..هذا الذي أَراه في هذه المسألة ،ولكن القضية ليس ْ
ن هذه الحبوب وهكذا ِبالنسبةِ إلى الَبر وما مر وإنما القضية في أ ّ هذا ال ْ
من ن كثيرا ِ جب التنّبه َلها ،وهو أ ّ ري مجراها فيه قضية شاِئكة أخرى ي َ ِ َيج ِ
من قبل ضاِبطات مْلن هذه الحبوب أو هذه الَبر ك ُ ّ
ن ِ النساِء اللِتي َيستع ِ
ن العادة ضِهن ولكن ِبمجّردِ استخدام ِ هذه المواِنع فإ ّ ِلمسألةِ أيام ِ حي ِ
صَرة جدا ،فقد ْ َتكون عاد َةُ المرأةِ منح ِ رب اضطرابا كِثيرا ِ َتختِلف وَتضط ِ
ب ست ّةِ أيام وقد َتكون في سبعةِ أيام أو َثمانية وهكذا على حس ِ في ِ
نمها ِلهذه الحبوب أو ِلهذه الَبر فإ ّ ف النساء ولكن ِبمجّردِ استخدا ِ اختل ِ
مرمر خمسة عشر يوما وتارةً تست ِ رب ،فتارةً تست ِ دة تضط َ ِ هذه العا َ
من ذلك ،فل َتدِري هل هذا الدم هو دم حيض مر أكثر ِ شهرا وتارةً تست ِ
أو هو استحاضة ومتى َيكون حيضا ومتى َيكون استحاضة ،وَيترّتب على
دة ل َتدِري هذه المرأة َتأِتي ِبتلك ت متعد ّ َ ذلك إشكالت في عبادا ٍ
جَبة على المرأة في حالةِ الطهارة العبادات أو ل َتأِتي ِبها ،فالصلةُ وا ِ
مة في حالةِ الحيض ،والصيام وأعني ِبالصيام صيام شهر محّر َ وهي ُ
جب إذا كان صيام كفارة وكانت رمضان ،وهكذا ِبالنسبةِ إلى الصيام الوا ِ
جباددة في ذلك الوقت ،وهكذا ِبالنسبةِ إلى صيام ِ النذر ،فَيكون وا ِ مح ّ
من ذلك في حالةِ الحيض ،وهكذا ممنوعة ِ في حالةِ الطهارة وتكون َ
ن الحاِئض ل َيجوز َلها أن َتطوف ِبالبْيت ،وليس ف فإ ّ ِبالنسبةِ إلى الطوا ِ
ة
خل المسجد ،وهكذا ِبالنسبةِ إلى قراء ِ ل العلم أن َتد ُ َلها عند َ أكثرِ أه ِ
كن أن ج َلها ،فهذه المسألة ُيم ِ القرآن ،وهكذا ِبالنسبةِ إلى معاشرةِ الزو ِ
جدا من هذه الناحية ،وأنا قد جاَءت ِْني أسئلة كِثيَرة ِ ديد فيها ِ ل ِبالتش ِ ُيقا َ
سم المباَرك ،وحتى رها وفي غي ْرِ هذا المو ِ ج هذه السنة وفي غي ْ ِ ح ّ في َ
مْلن هذه الحبوب في أيام ِ الحج من النساء اللِتي است َعْ َ هذه اليام كِثيٌر ِ
ت عليه في الساِبق ،وهذه مسأَلة دة َلم َتستِقر كما كان ْ ت العا َ ل زال ْ
َ
صح ِباستخدام ِ هذه الحبوب ول مشك َِلة َينبِغي التنّبه َلها ،فأنا ل أن َ
من من هذه الشياء التي َتمَنع ِ ِباستخدام ِ هذه الَبر ول ِباستخدام ِ شيٍء ِ
ب الذي ب الذي وََرد َ في السؤال وإنما ِلهذا السب ِ ج الحيض ل ِللسب ِ خرو ِ
سّتة أيام أو سبعة ب النساء َتكون ِ ن عادةَ أغل ِ من المعلوم أ ّ ذ َك َْرُته ،و ِ
جح، صل إلى العشَرة وقد ت ََتجاَوز ذلك ِبقِليل على الصحيح الرا ِ وقد ت َ ِ
خر ب إلى الحج ِ ..بإمكانها أن ت ََتأ ّ ريد أن َتذهَ َ ن هذه المرأة التي ت ُ ِ فِبإمكا ِ
516
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
سل وَتأِتي بعد َ ذلك في مكة المكّرمة حتى َينتِهي وقت الحيض وَتغت ِ
من من أركان الحج أو ِ ف ركنا ِ جب إذا كان ذلك الطوا ُ ف الوا ِ ِبالطوا ِ
من ذلك، ف القدوم فإّنها معذوَرة ِ أركان العمرة ،وأما ِبالنسبةِ إلى طوا ِ
ح من ذلك على الصحي ِ ف الوداع فإّنها معذوَرة ِ وهكذا ِبالنسبةِ إلى طوا ِ
ت مثل م ْ ت على ذلك السّنة الصحيحة الثاِبتة ،وإذا قدر ِبأنها أحَر َ كما د َل ّ ْ
ل يوم ِ عرفة فإنها ترِدف عليها ن ِبها قب َ من التيا ِ كن ِ م ّ ِبالعمَرة ثم لم ت َت َ َ
مت َّعة ،كما وَقَعَ ذلك ِللسيدة عائشة ت مت َ َالحج فَتكون قارَِنة بعد َ أن كان ْ
جع ت فِبإمكاِنها أن َتر ِ ضط َّر ْ رضي الله-تبارك وتعالى-عنها ،على أنها لو ا ْ
ده،هب إلى َتأدِي َةِ الطواف والسعي الذي َبع َ إلى بلِدها ثم بعد َ ذلك َتذ َ
ة
ل أن َتأِتي ِبالطواف وهي في حال ِ ج ِ من أ ْ م هذه الحبوب ِ أما أن َتستخدِ َ
ف ول طيع أن َتأِتي ِبالطوا ِ ظور فل َتست ِ طهارة ثم بعد َ ذلك ي ََقع المح ُ
َتدِري هل ُتصّلي أو ل ُتصّلي وهكذا ِبالنسبةِ إلى بقيةِ العبادات التي َلها
صح ِبذلك بل أقول " :إنه ل ينبِغي ذلك ". َ
مر فإن ِّني ل أن َ علقة ِبهذا ال ْ َ
ل امرأةٍ نك ّ ضي فإننا َنقول :إ ّ من وَقَعَ َله ذلك في الما ِ وأما ِبالنسبةِ إلى َ
ل العلم ف له ِ ص َ
ت فيها ،وأن ت َ ِ ل عن الحالةِ التي وَقَعَ ْ َينبِغي َلها أن َتسأ َ
جهمن المور التي ستو ّ مر وما شابه ذلك ِ شك َْله وكم است َ َ نوعَ الدم ِ و َ
ل العلم من أه ِ كم غي ُْرنا ِ كم أو َيح ُ كن أن َنح ُ إليها السئلة فيها حتى ُيم ِ
على هذه الحالة هل هي حْيض أو استحاضة؛ والله-تبارك وتعالى-ولي
التوفيق.
جه ب ِّر الوالد َْين بعد َ موِتهما ؟ ... َ
س :5ما هي أوْ ُ
ة
ج َ ح ّ ديا َ ل حال-إن كان الواِلد أو الواِلدة أو كلهما َلم ُيؤ ّ ج ... :و-على ك ّ
ج عنهما ... ح ّ ريضة فينبِغي َله أن ي َ ُ الف ِ
من حلقة 19ربيع الول 1425هه ،يوافقه 9/5/2004م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س ... :1
ج... :
ط في حة ،فهو شر ٌ طص ّ ط السلم ولكن هذا الشرط شر ُ من ذلك شر ُ و ِ
ح منه عبادة ..ل تصح منه الصلة ول جميع العبادات ،فالكافر ل تص ّ
كها طبا ِبها وعليه الثم ِبسبب ت َْر ِ الزكاة ول الصيام ول الحج وإن كان مخا َ
ل على من الدلة التي َتد ّ ضح ذلك ِ م القيامة ،كما ي َت ّ ِ وُيعاَقب على ذلك يو َ
ت-هو ن هذا الشرط-كما قل ُ طبون ِبفروع الشريعة ولك ّ مخا َ ن الكفاَر ُ أ ّ
ط في جميع العبادات؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. شر ٌ
من حلقة 23جمادى الولى 1425هه ،يوافقه 11/7/2004م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
س ... :1
517
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
لته صحِيحة وتَكون جَ ... :قد يَكون صيَام الشخص صحِيحا وقد َتكون صَ ُ
من ية ِ معص ٍ
ِ جه صحِيحا ولكنّه إذا كان مُتََلبّسا بِ زكاته صحِيحة ويَكون حَ ّ ُ
من الذنوب ومات ِ من كبائِرِ ّ يرة ِ وكانت تلك المعصِية كبِ َ ْ معاصي الله ِ
دخُل النار-والعياذ سيَ ْ صادقة إلى الله-تبارك وتعالى-منها فإنه َ ِ ٍ توبة غيرِ
ْ
من كتابِ الله ومِن سّنةِ يرة ِ ة َكثِ َ أدّل ٍخُلدُ فيها بِ ِ وسي ْ
َ بالله تبارك وتعالى-
حذَ ِ
ار رسوله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-الصحِيحة الثابِتة عنهَ ،ف َ ِ
معاصي الله تبارك وتعالى؛ والله-تبارك وتعالى- ِ من الوُقوعِ في حذار ِ ِ
ولي التوفيق.
س ... :6
ج... :
بين التلبية الثابِتة شتّان ْ نعم التَْلبِية في الحج هي ثابِتة عن النبي eولكن َ
ة
ج َ ج حَ ّ ح ّ ت أن أَ ُ وْي ُ وبين أن يَقول النسان " :اللهم إنّي َن َ عن النبي ْ e
شاسع ِ ق
هنالك فَرْ ٌ ِ ة النافِلة " أو ما شابه ذلك .. ج َ الفريضة " أو " حَ ّ ِ
بينهما ... ْ
من حلقة 1رمضان 1425هه ،يوافقه 16/10/2004م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
من منزِِلها قبلَ سل الحرامِ ِ سل غُ ْ لمرأة أن تَْغتَ ِ ِ س :7هل لِ
الخروج ؟
إطالة ،ولكن: َ اج إلى حتَ ُ المسألة تَ َْ ج :على كل حال؛ هذه
ت في " زَل ْ ت فيه ..مثل لو نَ َ زَل ْ زِلها المنزل الذي نَ َ منْ ِصدُ ِب َ ق ِ إذا كانتْ َت ْ
مَيتِها بِالمدينة س ِمن تَ ْ المدينة " ..في مدينة النبي ، eول بأس-طبعاِ - ِ
حرِم رج ولكن لُِت ْ خ ُ من هُنَاك َوْلتَ ْ ل ِ س ْ المنورة ..إذا أرادتْ ذلك نعم لِتَْغَت ِ َ
مت ذلك فإنّ ْ و قدّ م ذلك َ ..ل ْ قدّ َ من عندِ الميقات ..ل ينبغِي َلها أن ُت َ ِ
إحرامَها صحِيح-على الصحِيح الذي عليه الجمهور-ولكن ينبغِي لََها أن
عليه وعلى آله صلى الله َ ل النبي َ خرَ ذلك إلى الميقات ،كما فََع َ ؤ ّ ُت َ
ما وما جاء مِ ّ ل على خلفِ ذلكَ ، ت عنه ما َيدُ ّ ولم يَثبُ ْ سلمَ ، وصحبه و َ
شيئةم ِ ذه المناسََبة بِ َ ه ِ ع الطالة في غيْرِ َ ض ُ
و ِ ف ذلك فإنّه ل يَثُْبتَ ،ومَ ْ خال ُ ُي ِ
الله تبارك وتعالى.
مر عدّ َ
ة سَت ِذهب وتَ ْ ها عندَما تَ َ من ِبلدِ َ سل ِ صد بَِأّنها تَْغَت ِ ق ِ أما إذا كانتْ تَ ْ ّ
كانت
ْ في ِللتيانِ ِبهذِه السّنة ..نعم في وقتِنا هذا-مثل-إذا أيام فهذا ل َيكْ ِ
وجها مباشَرَة فل خرُ ِ ت في بيْتِها قبلَ ُ سَل ْ الطائرَة فإذا اغتَ َ ِ طة
اس ِ و ِ رج بِ َ خ ُ َت ْ
من الغتِسال مكّن ِ رة ول تََت َ مرّ على الميقات وهي في الطائِ َ بأس-لنّها تَ ُ
رم ح ِ من بيِْتها لحرامِها وَْلتُ ْ تسل ِ قةَ-فْلَتْغ ِ ش ّ
م َ نت ِب َمكّ ْ كن ذلك إنْ َت َ م ّ أو تَتَ َ
اذي الميقات؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق. ح ِ
عندَما تُ َ
من حلقة 3رمضان 1425هه ،يوافقه 18/10/2004م ِ
518
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
محرم ٍ رها إلى الحج أن َيكون ذو َ ة ،هل ُيشتَرط ِلسف ِ س :1المرأ ُ
معها ؟
ن العلماء قد اختَلفوا في هذه المسألة: ج :إ ّ
محرم ٍ من أن ُيرافَِقها ذو َ ن المرأةَ لبد ِ ة كِبيرةٌ منهم إلى أ ّ -1ذهبت طائف ٌ
ت إلى الحج. منها إذا ذهب ْ
ث عن النبي ، e ت ذلك في الحدي ِ ل في المحَرم كما ثب َ خ ٌ ج دا ِ والزو ُ
ح َلها السفر ص ّ ما ُيعَلم ِبالضرورةِ أنه ي َ ِ م ّديرِ عدم ِ دخوِله فإنه ِ وعلى تق ِ
من بقيةِ المحاِرم. معه ،إذ إنه أوَْلى ِ
ب إلى ن المرأةَ َيجوز َلها أن َتذهَ َ ل العلم إلى أ ّ من أه ِ ة ِ ت طائف ٌ -2وذهب ْ
ح معهم نساء ،وقال بعضهم " :أن َيكونوا ل الصل ِ من أه ِ ج مع جماعةٍ ِ الح ّ
ل العلم. من أه ِ من أهل العلم " ..اشتَرط أن َيكوُنوا ِ ِ
من بقيةِ القضايا رها ِ صل في هذه القضية كغي ْ ِ ن الفي ْ َ من المعلوم أ ّ و ِ
ت-عن النبي صلى الله عليه وعلى عي ،وقد ث َب َ َ ل الشر ِ عية هو الدلي ُ الشر ِ
ن النبي ق بن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنهما-أ ّ من طري ِ آله وسلمِ -
ث
ث حدي ٌ محَرم منها ،فهذا الحدي ُ َ eنهى المرأةَ عن السَفر إل مع ِذي َ
نمن أ ّ من أنواِع السَفر إل ما است ُث ِْني ِ ح ثاِبت وهو َيشمل أيّ نوٍع ِ حي ٌ ص ِ
ت على ت على ِديِنها أو خاف ْ شي َ ْمحَرم إذا خ ِ المرأة ُتساِفر مع غْير ِذي اله َ
ر
ن مع غي ْ ِ جْر َ ن ها َ جرات أنه ّ ض المها ِ سها ،وذلك كما جاَء عن بع ِ نف ِ
مة إلى المدينة المنوَّرة ،أما ما عدا ذلك فل كة المكّر َ من م ّ ن ِ مه ِ ّ محارِ ِ
سمعَ هذا دما َ جل ذ َك ََر ِللنبي eعن َ ن َر ُ ن الحديث قد جاء فيه أ ّ ولسيما أ ّ
َ
مَره النبي e ريد ُ الحج فأ َ جه ت ُ ِ ن َزوْ َ ب في غزوةِ كذا وأ ّ النهي أنه قد اك ْت َت َ َ
ِبأن يخرج إلى الحج مع امرأِته ..كما جاء ذلك في الحديث الصحيح.
ن المرأة ليس َلها أن ُتساِفر إلى الحج أو العمرة ن القول ِبأ ّ ول شك ِبأ ّ
ل القوي الذي َينبِغي أن يعتمد عليه محَرم ٍ منها هو القو ُ ج أو َ إل مع زو ٍ
ولسيما في هذا الزمان.
خُر عن الحج حتى َ
محَرما منها فإنها ت َت َأ ّ جد ُ زْوجا أو َ ت ل تَ ِ فالمرأةُ إذا كان ْ
جها-إن كان َلها زوج-أو ن الله-تبارك وتعالى-عليها ِبأن ُيسافَِر معها زو ُ م ّ يَ ُ
نمها فإ ّ محارِ ِ من غي ْرِ َ جها أو ِ محَرم ٍ منها ،أما أن ُتسافَِر مع غي ْرِ زو ِ ذو َ
ة كِبيَرةٌ ت-طائف ٌ ت إليه-كما قل ُ صح على هذا القول الذي ذهب ْ ما ل ي َ ِ م ّ ذلك ِ
سد َ
من المفا ِ دهِ ،لما رأيناه ِ م ُ ل العلم ،وهذا القول هو الذي أعت َ ِ من أه ِ ِ
مها، محارِ ِ من غي ْرِ ِذي َ جها أو ِ التي َتترّتب على سَفرِ المرأةِ مع غي ْرِ زو ِ
ح ثاِبت ل شك في حي ٌ ثص ِ ت-مثل-الحديث فكيف وهو حدي ٌ حتى إذا َلم َيثب ُ ْ
ثبوِته عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
519
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من أقارِِبها سواء كان محَرم ٍ منها ِ جها أو َفإذن المرأةُ ل ُتساِفر إل مع زو ِ
مباح َ ..تساِفر المرأة مع ب ُ ت-أو ِبسب ٍ ب قراَبة منها-كما أشر ُ ذلك ِبسب ِ
دها وإن عل ومع ابنها أو ابن ابنها أو ابن ابنتها وإن ن ََزل أبيها أو ج ّ
مها ومع ل وُتساِفر مع ع ّ خيها وابن أخِتها وإن ن ََز َ خيها وابن أ ِ
وُتساِفر مع أ ِ
من الرضاع كالعلقةِ التي من َله علقة ِبها ِ خاِلها ،وكذلك ُتساِفر مع َ
من الرضاع ت عن النبي eأنه قالَ ) :يحُرم ِ من النسب ِلما ثب َ ذكرناها ِ
منضح الدللة على أنه َيحُرم ِ ث وا ِمن النسب ( فهذا الحدي ُ ما َيحُرم ِ
من كان كصفة من ذكرناه سابقا كان أبا من النسب ف َ الرضاع ما َيحُرم ِ
لها من الرضاع أو جدا لها من الرضاع أو ابنا لها من الرضاع أو ابنا
لبنها أو لبنتها من الرضاع أو أخا لها أو عما لها أو خال لها أو كان أيضا
ابنا لخيها أو لختها من الرضاع فإنهم يسافرون معها بشرط أن يكون
ذلك الرضاع ثابتا ،أما إذا كان مشكوكا فيه بأن-مثل-أدخل ذلك الطفل
ثدي تلك المرأة في فمه ول يعلم هل مص منها أو ل فإن هذا من
المور المشتبهات فمثل هذا ل يصافح تلك المرأة وأيضا ليس لها أن
تسافر معه وهكذا بالنسبة إلى كل ما يتعلق بأحكام الرضاع ،والرضاع ل
يشترط فيه العدد كما ذهب إليه بعض أهل العلم بل الصحيح أنه إذا
ثبت الرضاع ولو كان مرة واحدة فإنه يثبت به الحكم وذلك لظاهر
القرآن ولظاهر الحاديث الثابتة عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله
وسلم-وما جاء مخالفا لذلك فقد رددنا عليه بما فيه الكفاية بمشيئة
الله-تبارك وتعالى ،-وهكذا بالنسبة إذا كان هنالك سبب من السباب
المباحة شرعا وذلك كأن تسافر المرأة مع من يحرم عليها بسبب مباح
شرعا ،تسافر المرأة-مثل-مع أب زوجها أو جده سواء كان ذلك من
جهة أبيه أو من جهة أمه وإن عل أو أن تسافر مع ابن زوجها أو ابن ابنه
أو ابن ِبنته وإن نزل أو أن تسافر كذلك مع زوج أمها أو زوج جدتها وإن
عل وهكذا بالنسبة إلى زوج ِبنتها وزوج بنت بنتها وإن نزل لكن يشترط
بالنسبة إلى زوج الم وزوج الجدة وإن علت الجدة ..يشترط فيه أن
يكون قد دخل بالم أو دخل بالجدة وهكذا بالنسبة أن لو علت الجدة،
أما إذا كان مجرد عقد فإنه ل يكون بذلك محرما منها بخلف زوج البنت
أو بنت البن أو بنت البنت فإنه بمجرد عقده عليها-على ابنتها-يكون
محرما للم ويكون محرما للجدة وهكذا؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :ما مقدار السن بالنسبة للمحَرم إذا كان هذا المحرم ولدها ؟
ج :لبد أن يكون بالغا ،وبعض العلماء يرخص إذا كان مناهزا للبلوغ بأن
كان يدري بكل ما يدور حوله ،أما إذا كان صبيا صغيرا أو ما شابه ذلك
فهذا مما ل قيمة له ..الصل أن يكون بالغا لكن في حالة الضرورة
القصوى إذا كان مناهزا للبلوغ بقيت سنة أو ما شابه ذلك فبعض
520
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
العلماء يرخص في ذلك ،وهكذا بالنسبة إلى عقد النكاح فإن بعض
العلماء يرخص إذا كان ذلك الصبي يعقل ..فإنه يرخص في أن يعقد
على المرأة ولكنني ل أرى ذلك بل أقول إنه لبد من أن يكون بالغا ..
نعم إذا كان مناهزا للبلوغ فهو ُيرخص فيه على رأي بعضهم ..في حالة
عقد النكاح ينبغي أن يأذن ذلك الصبي ولكن لبد من إذن غيره ممن هو
أبعد منه أو من إذن الحاكم معه ،أما ما ُيرخص فيه بعض أهل العلم
مما هو أقل من ذلك فل نراه لن العلة معلومة من هذا وليس مجرد أن
ضر تلك يكون ذكرا وإنما أن يكون يعرف ما يدور حوله ويعرف ما ي ُ
المرأة التي هو محرم منها وما ينفعها وما شابه ذلك ،أما أن يكون
مجرد ذكر فهذا مما ل ينبغي أن يعتمد عليه وإن قال به من قال ،وفي
من نظر إلى بعض المفاسد التي تقع الحقيقة-كما أشرت من قبلَ -
وعلم بذلك فإنه لبد من أن يشدد في قضية الحج والعمرة مع غير
الزوج ومع غير المحرم ،ثم إن المرأة بحاجة إلى من يأخذ بيدها عندما
تطوف وعندما تسعى ولسيما في حالة الزحام ،وقد سمعنا أن بعض
النساء يمسكن في رجال أجانب منها وقد يمسك ذلك الجنبي بيدها
ويطوف بها وقد تنشأ بعد ذلك علقات بينه وبينها لنها ترى أنه قد صنع
لها معروفا ولبد من أن تكافئه باتصال أو مكالمة أو ما شابه ذلك،
وهذا-على كل حال-مما ل يصح ..نعم لو وقعت امرأة فلبد من أن
يحملها النسان حتى تقوم على رجليها أما أن تتعمد المرأة أن تذهب
مع أجنبي منها فهذا مما ل يصح أبدا ..هذا ما أراه؛ والعلم عند الله.
س :إذن نفهم من هذا أنه في حالة عدم وجود المحرم ل تعتبر
المرأة مستطيعة ؟
ج :نعم ..تتأخر المرأة حتى تجد زوجا أو محرما ،لكن إذا لم تجد أبدا
بعد ذلك هل يجب عليها أن تأمر غيرها أن يحج عنها أو أن توصي
جربذلك ؟ في ذلك خلف بين أهل العلم ،ول شك أن السلمة أن تؤ ّ
من يحج عنها إذا صارت آيسة من وجود الزوج أو المحرم أو أن توصي
بذلك.
س :في حالة وجود المحرم لكنه ل يملك المال وهي تملك المال،
هل يجب عليها أن تعطي محرمها المال ليحج معها ؟
ج :أما الوجوب فيحتاج إلى شيء من النظر ،ولكنني أحث ذلك المحرم
بأن يخرج مع تلك المرأة وأحثها هي-أيضا-أن تعينه بشيء من المال
الذي يمكن أن يذهب معها إذا حصل عليه فيكون هنالك تعاون بين تلك
المرأة وبين محرمها ول شك بأنه إذا ذهب سيحصل على أجر عظيم
بمشيئة الله-تبارك وتعالى-إذا كان صالحا ..أّول سيؤدي الحج ولو كان
قد حج من قبل سيؤدي حجة نافلة وفي ذلك من الفضل ما ل يخفى،
521
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
محرما منها في ذلك الوقت فلتتأخر حتى تتمكن تجد المرأة زوجا أو َ
من الذهاب بعد ذلك في سنة من السنوات القادمة بمشيئة الله-تبارك
وتعالى-مع زوجها إن كان لها زوج أو مع ذي محرم منها ،و-قلنا إنه-
ينبغي أن ُينظر إذا لم تجد المرأة محرما إل إذا بذلت له المال بأن كان
فقيرا أو ما شابه ذلك و-قلنا إنه-ل ينبغي لها أن تفرط في بذل المال،
أما القول بوجوب ذلك عليها فإنه َيحتاج إلى شيء من النظر ،وحتى
نتمكن من ذلك فإنني ل أقوى على الجزم في ذلك بشيء ،لكن-كما
ت-ينبغي التعاون بين الفريقين ..ينبغي لهذه المرأة أن تبذل المال قل ُ
وينبغي لذلك الرجل أل ّ يأخذ منها إل مقدار ما يؤدي به الحج ويرجع إلى
وطنه ..هذا الذي نعتمده لما ذكرته في ذلك الجواب.
وبعض العلماء ُيرخص أن تذهب المرأة مع رجال من الثقات الصالحين
معهم بعض النساء من محارمهم؛ ولكن هذا القول ل ينبغي التعويل
عليه ،ولسيما في هذا الزمان لشدة الزحام بل ول ينبغي التعويل عليه
في أيّ وقت من الوقات لنه مخاِلف ِلظاهر الحديث الثابت عن النبي-
صلى الله عليه وعلى آله وسلم-ونحن ل نقطع العذر في هذه المسألة
ول نقول إنها من المسائل القطعية ولكن نقول :إن ذلك القول هو
القول القرب للصواب ،وعلى تقدير صحة تأويل من تأوله من أهل
ت في هذا الزمان ل ينبغي أن يؤخذ بذلك ،لن ذلك إذا العلم فكما قل ُ
كان ل يستدعي أن تمسك المرأة بيد رجل أو يمسكها رجل ويطوف بها
وقد تحتاج إلى حمل أو ما شابه ذلك في الزمنة الغابرة فإن الزمان قد
نت أنه وقع في العوام الماضية أ ّ اختلف في هذه اليام ،وقد سمع ُ
بعض النساء اللتي ذهبن إلى الحج قد ذهبن للطواف مع رجال أجانب
عنهن وقد أمسكت بعض النساء بيد رجل أجنبي منها فهل يمكن أن
ت -إذا كان هنالك نقول بجواز ذلك ؟! هذا مما ل يصح ..نعم-كما قل ُ
ن على الرجل أن يقوم بحمل تلك المرأة وقع حادث ..وقعت امرأة فإ ّ
حتى تقوم ،أما أن يتعمد ذلك أو أن تتعمد هي ذلك من قبل فهذا مما ل
يصح ،فهذا الذي أراه وأعتمد عليه؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
س :5ما هي شروط استئجار الحج ؟ وهل يصح أن ُيستأجر أو أن
ُيحج عن غير الولي وهو من لم يكن على طاعة ؟
ج :على كل حال؛ النابة في الحج ثابتة في سنة النبي eثبوتا ل شك
فيه ،فقد جاء ذلك من عدة طرق عن النبي-صلوات الله وسلمه عليه-
ودعوى من ادعى بأن ذلك خاص بأولئك أو ما شابه ذلك مما ذكره
بعض أهل العلم مردود على صاحبه ول داعي للطالة بالجوبة التي
أجيب بها عن ذلك ،فالنابة إذن ثابتة ل إشكال فيها فمن كان عاجزا
بسبب مرض أو كبر سن ول يستطيع أن يذهب في الحال ول في
523
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
أن يكون قصده أن يجمع هذا الحطام الفاني فهذا مما لم يقل به أحد
من أهل العلم؛ والعلم عند الله.
ج الفريضة على حساب الدولة أن َيحج ح ّمن َ س :7هل َيجوز ل ِ َ
من ماله ؟ جة أخرى بنية الفريضة أيضا ِ ح ّ َ
ج :لماذا ؟! تقول هذه المرأة الناقلة بأنه مشكوك فيه ..ل أدري ما هو
1
وجه الشك ،فل ينبغي للنسان أن يلتفت إلى مثل هذه الشكوك
والوساوس ،فإن لم يكن هذا المال حراما فل ينبغي له أن يلتفت إلى
من الدولة ل من أيّ جهة ..إذا كان ِ ذلك ،كيف يكون ذلك ؟! ل أدري ِ
من المؤسسات شيء عليه بمشيئة الله تبارك وتعالى ،أما إذا كان شيئا ِ
مام ّ
المحرمة أو ما شابه ذلك فإنه إذا احتاط لمر ِديِنه فإنه ل شك أنه ِ
ينبغي له أل ّ ُيفّرط فيه ،أما أن نقول بوجوب ذلك عليه فعلى كل حال
دى تلك الفريضة ،فإذن إن كان هذا المال ما ل نقوى عليه ،لنه أ ّ م ّهذا ِ
من مؤسسة محرمة أو ما شابه ذلك فالمر َيختِلف ،أما الذي ذهب به ِ
من الدولة فل شيء عليه وإن كان يريد بعد ذلك أن إذا كان-كما تقولِ -
ما ل ينبغي للنسان أن م ّجة نافلة أو ما شابه ذلك فإنه ِ ح ّيذهب لتأدية َ
من الناس-كما ن كثيرا ُِيفّرط في عمل الخير بشرط أل ّ يؤذي غي َْره ،فإ ّ
من العوام ويكون هنالك نشاهدهم-يذهبون إلى الحج في كل عام ِ
من المرضى أو ما من الكبار و ِ زحام شديد جدا جدا ُ ..يؤُذون غي َْرهم ِ
ن النسان ينبِغي َله أن خرين فإ ّ دى المر إلى أ َِذية ال َ شابه ذلك ،فإن أ ّ
ضخر في تلك السنة أو في ما شابه ذلك وُينِفق تلك الموال في بع ِ يتأ ّ
من الذهاب سن النية وعندما يتمكن ِ ريد الخْير ولُيح ِ أمورِ الِبر إن كان ي ُ َ ِ
من المسلمين فليذهب بمشيئة الله تبارك ره ِ من غي ْرِ أِذية لغي ْ ِ إلى الحج ِ
وتعالى.
س :8من أراد الحج وعليه دين ربوي ؟
ج :إذا كان ربويا فعليه أن يتخلص من ذلك عليه أن يتوب إلى الله-
تبارك وتعالى-من محاربة الله-تبارك وتعالى-ورسوله ... { :فَأ ْذ َُنوا
ه ] } ...سورة البقرة ،من الية [ 279 :عليه أن سول ِ ِن اللهِ وََر ُ م َ
ب ّ حْر ٍ بِ َ
يتوب إلى الله-تبارك وتعالى-وأن يتخلص من هذه المعاملة قبل أن
يخرج من هذه الدنيا إلى عذاب الله-تبارك وتعالى-فهذا إن كان يريد أن
يتوب ،أما إذا كان ل يريد أن يتوب في حقيقة الواقع ول أعني بذلك ما
يلقلق به كثير من الناس ألسنتهم يدعي الواحد يقول" :أريد أن أتوب"
وهو ل يسلك طريق التوبة يجلس السنوات الطويلة وهو ل يتخلص من
من " مشغول " ،والسؤال كما ورد في المكالمة ن الشيخ سمع " مشكوك " بدل ِ-1يبدو أ ّ
هو " :نظرا لّنه عندما ذهب في المرة الولى على نفقة الدولة كان مشغول في بعض
المور فهو يود أن يعوض بأن يذهب على نفقته ،هل يجوز له أن يذهب الن مرة ثانية بنفقته
وينوي فريضة ؟ ".
525
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
هذه المعاملت فإن كان ل يريد أن يتخلص الن فليذهب لتأدية الحج
حتى ل يجمع بين معصيتين بين معصية إقامته على محاربته الله-تبارك
وتعالى-ورسوله بأخذ هذا المال الحرام أو بالتعامل بهذه المعاملة
المحرمة وبتأخير الحج وإن كان هذا الحج ل يتقبل منه لن الله-تبارك
وتعالى-ل يتقبل إل من المتقين 2وكيف يكون هذا متقيا لله وهو ملعون
على لسان رسول الله eمحارب لله-تبارك وتعالى-بنص كتابه
سبحانه ؟! ولكنه قد أدى هذه الفريضة بمعنى أنه ل يطالب بها بعد ذلك
مرة أخرى؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
س :9من عليه دين وليس عنده الوفاء لكن جهة عمله تتكفل
بإرجاع الحق لصحابه على تقدير وفاته ؟
ج :إذا ثبت هذا حقا بأن تلك الجهة تقوم بعد ذلك بتأدية هذا المال إلى
أصحابه وكان هذا الدين مؤجل أو كان صاحبه يرضى بالتأخير فل بأس
بذلك بمشيئة الله-تبارك وتعالى-أما إذا كان هذا الدين حال فلبد من أن
يدفع المال إلى صاحبه إل إذا أذن له بذلك ،ثم أيضا ل ينبغي للناس أن
يحرجوا غيرهم تجد الواحد يذهب إلى غيره "يا فلن أنا أريد الحج وأريد
منك أن تؤخرني" أو ما شابه ذلك فكثير من الناس على كل حال
سيقولون لهذا السائل "اذهب إلى الحج" لكن هل هم راضون بذلك حقا
؟ قد يقول قائل العبرة بما ذكروه والله أعلم بما صدورهم نقول له لبد
من النظر والتأمل في هذا المر فقد يقول لك النسان بلسانه وهو ل
يرضى بذلك ،الصل أن تؤدي هذا المال إلى صاحبه ول تذهب إلى الحج
إل بعد أن تؤدي ما عليك لكن إذا كنت واثقا من صاحبك مطمئنا إليه
تمام الطمئنان كما يعرف عند أهل العلم بالتعارف أو ما شابه ذلك فل
بأس بهذا بمشيئة الله-تبارك وتعالى-أما إذا كان المر بخلف ذلك فل،
وكثير من الناس يدعون بأن هذا من المور التي يتعارفون عليها أو بأنه
واثق من أمر صاحبه ولكن المر بعكس ذلك يتساهلون في هذه المور
عرفا بينهم في هذه القضايا وفي غيرها من القضايا دعون أن هنالك ُ ي ّ
وليس هنالك عرف في حقيقة الواقع ،إذن لبد من أن يكون واثقا من
ذلك تمام الثقة أما إذا كان مجرد ظن وتخمين أو ما شابه ذلك فهذا
مما ل ُيلتفت إليه.
ن المحرم سيصاحب هذه المرأة في سفره س :10على تقدير أ ّ
لكن مصاحبته لها تكون في اللتقاء بها-مثل-في مكة أو في ...؟
ج :لكن والطريق ؟
س :قد يذهب هو بالطائرة وتلتقي هي به بعد أو العكس.
ج :حقيقة هذا مما ل ينبغي التساهل فيه فلتذهب معه في الطائرة أو
في غير الطائرة.
س :11إن كانت المرأة تخشى أن يدركها الحيض في فترة
المناسك ،هل لها أن تتأخر عن الحج أو العمرة بسبب هذا ؟
ج :الله أعلم؛ إذا كانت تريد أن تذهب إلى العمرة فإن كانت تعرف بأنه
سيأتيها هذا الحيض على حسب عادتها ولبد من أن ترجع إلى بلدها في
رم لن في ذلك من الصعوبة ما ل يخفى قد تلك المدة فل يمكن أن تح ِ
تحرم ثم ترجع إلى بلدها وتبقى شهرا أو شهرين أو أكثر وهي محرمة
وفي هذا من المشقة ما ل يخفى لكن إذا كانت-مثل-ذهبت وتظن بأنها
ستطهر قبل ذلك أو أنه لن يأتيها الحيض قبل ذلك فيمكن أن تشترط
فإذا اشترطت ولم تتمكن من تأدية تلك العمرة فل بأس بذلك على
رأي من يقول بالشتراط ونحن نقول بالشتراط لن ذلك ثابت عن
النبي eودعوى أن ذلك خاص بتلك المرأة أو أنه منسوخ مما ل ُيقبل،
أما الخصوصية فإنه مما ل دليل عليها ،والصل أن ما ثبت للواحد يثبت
لغيره إل إذا دل دليل على التخصيص ،وأما دعوى النسخ فإنها مردودة
لن ذلك من أواخر الحكام ولم يأت ما ينسخه ،ولكن بقي هل يباح ذلك
لمثل الحيض أو ما شابه ذلك ؟ عندما تكون هنالك ضرورة ملحة
فيمكن أن نقول بذلك ولكن ل ندعو إلى التساهل كثيرا في مثل هذه
القضية ،أما بالنسبة إلى الحج إذا كانت المرأة تعرف بأنها لن تتمكن
من التيان بالحج وهي طاهرة وطبعا الذي يشترط فيه الطهارة هو
الطواف أما بالنسبة إلى الوقوف والسعي إلى غير ذلك من المور
الخرى كالرمي والمبيت بالمزدلفة والذبح وما شابه ذلك ..هذه المور
ل تشترط فيها الطهارة وإنما الذي تشترط فيه الطهارة هو الطواف
فإذا كانت تعرف بأنها لن تتمكن من التيان بطواف الزيارة فل يمكن
أن تذهب إل إذا كانت تعرف بأنها سترجع ويمكن بعد ذلك أن تذهب بعد
مدة ل يشق عليها ذلك فل إشكال في ذلك أما أن تذهب وبعد ذلك
ترجع وتبقى مدة طويلة فهذا قد يشق عليها كثيرا ولزوجها عليها حقوق
إن كان لها زوج ..له حق الوطء ومن المعلوم أن المرأة إذا كانت
محرمة ل يمكن أن توطأ بل ول ما هو أقل من ذلك حتى اللمس إذا
كان بشهوة والتقبيل والضم وما شابه ذلك ..هذه المور ل تصح في
رم ،فإذن المعتبر الطواف فإذا كانت يمكن أن تتأخر هنالك مح ِحق ال ُ
عن الرفقة والمر يسير في هذا الزمان تأتي في طائرة أو تأتي في
ناقلة مع محرمها أو زوجها فلتتأخر وإن كانت يمكن أن ترجع بعد ذلك
بمدة قصيرة فل بأس بذلك بمشيئة الله-تبارك وتعالى-أما إذا كانت ل
يمكنها ذلك فلتتأخر في هذه السنة ولتذهب في سنة أخرى بمشيئة الله
527
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
تبارك وتعالى ،أما بالنسبة إلى عمرة التمتع فل إشكال في ذلك إذا أتاها
الحيض فلُتدخل الحج على العمرة وتكون قارنة كما فعلت السيدة
عائشة بأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..إذا لم
تتمكن من الطواف قبل عرفة فلتدخل الحج على العمرة وتكون قارنة
ولشيء في ذلك بمشيئة الله تبارك وتعالى ،وهكذا بالنسبة إلى طواف
الوداع فإنه ل يلزمها ..هذا أمر لبد من التنبه إليه وقد وقعت في
السنوات الماضية على حسب ما سمعت ..وكثير من المسائل في
هذه القضية ولعلنا ننبه على ذلك في مناسبة أخرى بمشيئة الله تبارك
ما
م ّ
ض النساء ِ ت فيها بع ُ من المخاَلفات التي وقع ْ ن هنالك ِ
وتعالى ،ل ّ
يبطل الحج أو العمرة أو يؤثر فيهما أو ما شابه ذلك ،وبيان ذلك في
ت إليها بمشيئة الله تبارك وتعالى؛ والله-تعالى-ولي المناسبة التي أشر ُ
التوفيق ،وهو أعلم بكل شيء.
من حلقة 29شوال 1425هه ،يوافقه 12/12/2004م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
من مكة بعد أداء عمرة التمتع ،هل يلزمه أن من خرج ِ س َ :1
يدخل إليها بعد ذلك محرما بالحج ؟
ج :قد اختلفت كلمة أهل العلم فيمن أراد أن يدخل إلى مكة المكرمة
ولم يكن يريد في ذلك الوقت حجا ول عمرة هل يجب عليه أن يدخلها
بإحرام أو أنه يجوز له أن يدخلها بغير إحرام ،وقد استدل كل فريق
بأدلة متعددة وقد ذكرنا ذلك في مناسبات سابقة فل داعي لعادتها
مرة ثانية والقول الصحيح الذي تشهد له الدلة الصحيحة الثابتة أن
النسان إذا كان يريد أن يدخل إلى مكة المكرمة ول يريد حجا ول
عمرة أنه ل يلزمه الحرام ،وذلك لن الحديث الذي جاء من طريق بن
عباس-رضي الله تبارك وتعالى عنهما-نص صريح ولم يعارضه معارض
معتبر فكل ما استدل به من قال بخلف هذا الرأي ل تقوم به الحجة
لضعفه وعدم ثبوته عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
وما جاء عن غيره-صلوات الله عليه وسلمه عليه-فإنه ل تقوم به الحجة
إذ ل تقوم الحجة إل بكتاب الله وبسنة رسوله-صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه وسلم-أو ما يرجع إليهما بوجه من وجوه الحجية المعروفة عند
أهل العلم ،وأيضا فإن من قد أدى فريضة الحج من قبل وقد أدى
العمرة الواجبة على القول بوجوبها فإنه إن ألزمناه أن يدخل بإحرام
فإما أن نلزمه بعمرة أو بحجة أو أن نلزمه أن يدخل بإحرام ويطوف أو
يدخل بإحرام ثم بعد ذلك يقوم بخلع إحرامه ،ول دليل على شيء من
هذه المور لن الطواف يصح من دون إحرام ثم إنه أيضا ليس بواجب
أي ل يجب مستقل من دون أن يكون لحج أو عمرة ومجرد الدخول ل
528
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
يحتاج إلى إحرام ،فإذن القول الصحيح هو عدم وجوب الحرام لمن
أراد أن يدخل مكة المكرمة ولم يكن يريد في ذلك الوقت حجا ول
عمرة ،نعم من لم يحج من قبل وكان ذلك الوقت وقتا للحج فإنه عليه
أن يدخل بإحرام للحج اللهم إل إذا كانت هنالك ظروف تمنعه من الحج
في تلك السنة ويريد أن يرجع-مثل-فالمر يختلف ،وكذلك من لم يؤد
العمرة الواجبة على القول بوجوبها أو العمرة المسنونة فإنه ل ينبغي
له أن يفّرط ويدخل من غير إحرام ثم إنه إن كان أيضا ل يشق عليه
وإن كان قد أدى من قبل الحج والعمرة فإنه إذا دخل بعمرة فإن في
ذلك من الفضل ما ل يخفى فل ينبغي لطالب الخير والفضل أن يفّرط
فيه أما الوجوب فشيء آخر ،أما من دخل أّول بعمرة التمتع-مثل-وأدى
العمرة ثم إنه رجع إلى المدينة المنورة لقصد إحضار أصحابه أو لي
أمر من المور أو ذهب إلى جدة-والمدينة خارج الميقات وجدة داخلة
في الميقات-أو ذهب إلى أي موضع من المواضع أو ذهب لعرفة أو
لغير ذلك من المواضع وأراد أن يرجع إلى المكان الذي قد استقر فيه
من قبل فإنه ل يلزمه أن يدخل بالحج في ذلك الوقت ،لنه وإن كان
يريد أن يحج في تلك السنة ولكنه ل يريد أن ينشئ الحج في ذلك
الوقت بل هو راجع إلى موضعه الذي هو فيه ذهب لحضار حاجة أو
للنظر في أي أمر من المور أو ما شابه ذلك ،فالذي عندي أنه ل يلزمه
الحرام في ذلك الوقت وهذا ل شك بأن فيه من الرفق ما ل يخفى
والدين بحمد الله-تبارك وتعالى-يسر ،فينبغي أن ييسر على عباد الله-
تبارك وتعالى-في المور التي ل تصادم دليل من الدلة الشرعية أما إذا
كان ذلك مصادما لدليل فإنه ل يمكن أن يدعى بأن فيه تيسيرا إذ ل
يمكن لحد أن يخالف الدليل ولو كان يظهر للنسان أن فيما يخالفه ..
أن فيه اليسر أو ما شابه ذلك فالعبرة بما دل عليه الدليل ،فإذن من
ذهب إلى المدينة أو إلى جدة أو إلى عرفة أو إلى أي موضع من
المواضع وكان قصده أن يرجع إلى الموطن الذي كان مستقرا فيه أو
ما شابه ذلك ولم يرد أن ينشئ الحج في ذلك الوقت بأن رجع في
اليوم الثالث أو الرابع أو الخامس أو السادس وهو يريد أن يحرم بالحج
في اليوم الثامن فل يلزمه الحرام هذا ما أراه والعلم عند الله تبارك
وتعالى.
من ل يستطيع أداء الحج إما لكبر سنه أو لمرض ألم به، س َ :2
هل الْولى له أن يؤجر في حياته أو أن يوصي بالحج ؟ وهل هو مطالب
جر أو يوصي وهو على هذا الحال ؟ أساسا بأن يؤ ّ
ج :أما إذا كان قد وجب عليه الحج من قبل وفّرط فيه فإنه ل شك بأنه
جر في الوقت الحاضر-أي في وقت حياته-أو أن يوصي يجب عليه أن يؤ ّ
529
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
بذلك ،أما إذا لم يكن واجبا عليه من قبل فإن لهل العلم خلفا ،وقد
ذهبت طائفة من أهل العلم إلى أن النسان إذا كان واجدا للمال ولم
جريكن قادرا في يوم من اليام أن يذهب إلى الحج أنه ل يلزمه أن يؤ ّ
أو أن يوصي بالحج وذلك لن من شرط ذلك أن يكون قادرا على
الذهاب إلى تلك الماكن المقدسة ول يكفي أن يكون واجدا للمال،
وذهبت طائفة من أهل العلم إلى أن ذلك يجب عليه واستدلوا بظواهر
الحاديث فعلى هذا الرأي الثاني من كان واجدا للمال ولو لم يكن
مستطيعا في وقت من الوقات على الذهاب إلى الحج أو كان قادرا
على الذهاب-على الركوب مثل أو ما شابه ذلك-ولكنه لم يكن في ذلك
الوقت واجدا للمال ولم يجد المال إل بعد أن صار عاجزا عن الذهاب
فإنه يجب عليه الحج على هذا الرأي ،ول شك بأن هذا الذي تؤيده
ظواهر النصوص وإن كانت ليست بصريحة في ذلك ومهما كان فهذا
ن الله-تبارك وتعالى-
القول أحوط وأسلم ،فل ينبغي للنسان الذي م ّ
عليه بالمال الطيب الحلل أن يفّرط في ذلك لن في مثل هذه
المسائل التي يشتد فيها الخلف ولسيما عندما تكون الدلة أقرب ما
تكون إلى ذلك الرأي فأن النسان ل ينبغي أن يفّرط فيه ،أما من حيث
هل الفضل للنسان أن يؤجر في حياته إذا كان يعرف من نفسه أنه ل
يستطيع أن يذهب أبدا إما لكبر سنه أو لنه آيس من الشفاء بحسب
جر في حياته أو أن يوصي بذلك ؟ لشك الظاهر ..هل الفضل له أن يؤ ّ
جر في حياته ذلك ،بل الفضل للنسان أن يؤدي ما أن الفضل له أن يؤ ّ
عليه من جميع الحقوق في حياته وإنما يؤخر الوصية للقارب الذين ل
يرثونه فإن الوصية للقارب ل يمكن أن يؤديها النسان في حياته بل
لبد من أن تنّفذ بعد وفاته ،أما ما عليه من كفارات أو ديون أو ما يريد
أن يتبرع به أو ما شابه ذلك فإن الولى أن يأتي به في حياته ،ذلك لن
النسان ل يدري ماذا عسى أن يعرض للورثة أو للوصي أو ما شابه
ذلك وهل سيؤدون ذلك على الطريق المطلوب أو ل ثم النسان أيضا ل
يضمن أن يبقى معه المال إلى أن يموت فقد يضيع منه أو قد تصيبه
جائحة أو ما شابه ذلك ثم إن النسان لشك أنه إذا أداه في حياته ..ل
شك أن هنالك فرقا بينما إذا أداه في حياته أو أداه بعد ذلك لن النسان
قد ل يبالي بالمال بعد وفاته أما في هذه الحياة يكون حريصا عليه غاية
الحرص فإذا أداه في حياته فل شك أنه أولى من جميع هذه الوجوه؛
والله-تبارك وتعالى-أعلم.
س :3ما حكم استخدام حقيبة النوم بالنسبة للمحرم ؟
ج :هي ليست من اللباس في شيء فل نرى مانعا من استخدامها ..
من حيث الحتياط فإن احتاط من حيث الجواز وعدمه ،وأما ِ هذا ِ
530
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
النسان ولم يستخدمها إل على طريق بأن قام بوضعها عليه أو ما شابه
ذلك فذلك أحوط لكن من حيث المنع فل نقوى عليه لكن بشرط أل ّ
ن إحرام الرجل يكون في رأسه ..نعم إذا يضع ذلك على رأسه ل ّ
اضطر الرجل لتغطية رأسه اضطرارا بأن كان يخشى من البرد الشديد
أو ما شابه ذلك فلبد من الفدية هاهنا ،أما إذا لم يضطر فل ولو قال
شخص مثل " :أنا ل بأس سأعمل الفدية ..أصوم ثلثة أيام أو أطعم
ستة مساكين أو أذبح ذبيحة-وطبعا الطعام والذبح يكونان لفقراء
الحرم-فهذا أمر يسير " نقول له :هذا-أّول وقبل كل شيء-ممنوع ..
ليس لك ذلك وإنما يكون ذلك في حالة الضرورة ..عندما ل يستطيع
دة البرد إل بأن يضع شيئا على رأسه فهنا هذه ضرورة من ش ّ النسان ِ
وفي هذه الحالة نقول له " :اصنع ذلك وافتد " ،أما إذا كان يستطيع أو
من المشقة اليسيرة أو ما شابه ذلك فليس له ذلك، قد يجد شيئا ِ
والحاصل إذا غطى رأسه لضرورة لبد منها فلبد له من أن يفتدي أما
إذا لم يكن مضطرا فليس له ذلك أبدا ،وهكذا المرأة ليس لها أن
من ذلك ..هذا ما يظهر لي، تغطي وجهها أما ما عدا ذلك فل مانع ِ
والعلم عند الله تعالى.
س :4من أراد الذهاب إلى الحج وليس لديه مال ،هل له أن يقوم
بجمع تبرعات ...؟
ج :الحقيقة؛ ليس للنسان أن يسأل الناس ل في الحج ول في غيره إل
إذا وصل به الحال إلى أن يخشى على نفسه الهلك يسأل شيئا يأكله
وهذا بعد أن يطرق الوسائل ولم يجد مخرجا من ذلك فهنالك حاجة
ضرورية جدا جدا فيباح له بمقدار ما يسد حاجته ،ومن المعلوم أن ذلك
قد ل يحتاج له النسان في حياته اللهم إل لبعض الفراد النادرين ،أما
بالنسبة إلى الحج فليس له ذلك ول لغير الحج كما أشرت ،والحمد لله
والمنة والفضل أن الله-تبارك وتعالى-لم يفترض الحج إل على
المستطيع من عباده فما دام هذا الشخص ل يجد الستطاعة فإنه ل
يجب عليه الحج وإذا وجدها في يوم من اليام فليبادر إلى ذلك؛ والله-
تبارك وتعالى-أعلم.
س :5ما حكم السعي بين الصفا والمروة بالنسبة لحجة الفراد ؟
ج :السعي لبد منه ..اختلف العلماء في السعي هل هو ركن من أركان
الحج وكذا العمرة أو هو من الواجبات ،وعلى كل رأي من الرأيين ل
يصح ترك ذلك على سبيل العمد وإنما الفرق بين ذلك أن لو تركه
النسان لسبب أو لخر هل لبد من التيان به وإل فإن حجه يعد فاسدا
باطل وهكذا بالنسبة إلى عمرته إن لم يأت به في وقت يصح التيان به
فيه أو أنه ُيجبر بغير ذلك ،أما أن يترك النسان ذلك فل ،وأخشى ما
531
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
أخشاه أن يكون قد التبس المر على هذه المرأة ..سمَعت بعضا من
أهل العلم يذكر أن النسان يمكن أن يأتي بسعي الحج بعد طواف
القدوم مباشرة وأنه إذا أتى به في ذلك الوقت فليس عليه أن يسعى
بعد طواف الزيارة ،وهذا حق وقد قالت به طائفة من أهل العلم وهو
الذي أراه وهو الذي تؤيده الحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه
ردا للحج إما أن
وعلى آله وصحبه وسلم ،فالنسان عندما يكون مف ِ
يطوف طواف القدوم وبعد ذلك يسعى ول سعي عليه بعد طواف
الزيارة لنه قد أتى به من قبل ،وإما أن يؤخر السعي ويأتي به بعد
طواف الزيارة ..هذا ل إشكال فيه ،بقي ما هو الفضل ؟ قد يقول
قائل :الفضل أن يؤخر النسان السعي إلى ما بعد طواف الزيارة ،ذلك
لنه يكون صحيحا بإجماع الكل بينما إذا قدمه يكون قد دخل في خلف
ن بعض العلماء يقول " :إنه ل يقدم النسان السعي على أهل العلم ل ّ
طواف الزيارة " ..بقي هل يمكن أن نقول بتفضيل هذا خروجا من
عهدة الخلف قد يقول بذلك بعض أهل العلم وقد ل يقال بذلك بل يقال
الفضل أن يأتي النسان بما ثبت عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله
وسلم وصحابته-ونحن نعلم أن النبي eعلى الصحيح كان قارنا فهو
عندما أتى بالسعي بعد طواف القدوم كان قارنا ولكن إذنه eلصحابته-
رضوان الله تبارك وتعالى عليهم-بأن يأتوا بذلك بعد طواف القدوم هو
الحجة بل ذلك كان شائعا عندهم رضوان الله-تبارك وتعالى-عليهم،
فأرى أن الفضل أن يلتزم النسان بالسّنة الثابتة عن النبي eوإنما يلجأ
إلى الخروج من الخلف عندما يكون في المر شيء من اللتباس ،أما
عندما تكون السّنة واضحة جلية ل غموض فيها فل ينبغي أن يراعي
الخلف ويترك السّنة الثابتة عن النبي eفإذن السعي لبد منه ،فأخشى
ت-أن يكون المر قد التبس على هذه المرأة ،لنني ما أخشاه-كما قل ُ
ت بعض ذلك في بعض المناسبات ت شبيها بهذه المسألة وقد ذكر ُ سمع ُ
ن يأتين بتكبيرة الحرام عند الدخول في ن بعض النساء ك ّ من ذلك أ ِّ ..
الصلة ول شك بأن تكبيرة الحرام ركن من أركان الصلة التي ل تصح
ن المرأة ل تأتي بالقامة فظنت ت بعض النساء أ ّالصلة إل بها ،فسمعَ ْ
سطبأنها ل تأتي بتكبيرة الحرام أيضا ،ولعل بعض الناس يريد أن يب ّ
المر للنساء فيقول " :ل تأت بالتكبير " ويقصد بذلك التكبير الذي هو
في القامة " ..ل تأت بتكبير القامة " أي بالتكبير وما بعده فظّنت
ت بعض النساء تكبيرة بعض النساء أنها ل تأتي بتكبيرة الحرام فترك ْ
من الخطورة ما فيه كما ل الحرام لمدة طويلة بهذا السبب ،وهذا فيه ِ
يخفى لن صلة من لم يأت بتكبيرة الحرام باطلة ل تصح ،وكذلك بعض
النساء سمعن أن الحائض ل تطوف بالبيت وحقا الحائض ل تطوف
532
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
موجودة ومن حيث الراجح بغض النظر عن الحوال التي تعتري ذلك
فإنه إذا انقطع الحيض سواء استعملت هذه الموانع قبل خروج الحيض
أو بعد خروجه فإن الطواف يصح ،لكن-طبعا-بعد خروجه-بعد الغتسال
من ذلك-الطواف يصح لنها في تلك الحال طاهرة ..لها وعليها أحكام
المرأة الطاهرة من حيث الصلة والصيام والحج والطواف وقراءة
القرآن والمعاشرة الزوجية وما شابه ذلك من المور التي لها تعلق
بالحيض والطهارة ،لكن بقي أن هذه الحبوب أو هذه الموانع قد تقطع
الحيض في ذلك الوقت ولكنه بعد ذلك يأتي بعد فترة وجيزة ويستمر
الدم مدة طويلة فل تدري هل ذلك الدم هو دم حيض أو هو دم
استحاضة وقد ينقطع وتؤدي الحج تأتي بالطواف وتنتهي من ذلك ولكن
عندما ترجع تفاجأ بأن هذا الدم ل يأتي على الوجه السابق ..تستمر
مدة طويلة يستمر بها الدم ول تدري هل هو دم حيض أو استحاضة،
وبعض النساء اللتي استعملت هذه الدوية لزالت تعاني من ذلك من
السنة الماضية ول تدري هل هذه الدماء التي تخرج منها هي دم حيض-
وتتعلق به ما يتعلق من المسائل الشرعية-أو هو استحاضة ..ل تدري
هل تصلي أو ل تصلي وهكذا بالنسبة إلى الصيام أو ما شابه ذلك ،وقد
قال العلماء قديما إن مسائل الحيض بحر ل ساحل له فماذا عسى أن
يقال بعد استعمال هذه الموانع ؟! ،فأرى للمرأة أن تترك هذه الموانع
وأن تتأخر ..تطلب من محرمها أو زوجها أن يتأخر معها وبعد ذلك تأتي
بمشيئة الله-تبارك وتعالى-بعد أن تطهر بطائرة أو تأتي بالنقل البري
وهو يسير وقيمته يسيرة بحمد الله-تبارك وتعالى-وإن كانت ل تقوى
على ذلك في هذه السنة مثل فلتتأخر إلى السنة القادمة بمشيئة الله-
تبارك وتعالى-مخافة أن تقع في المحظور الذي أشرنا إليه ،وقد تقول
بعض النساء " :إن بعض النساء قد استعملن ذلك ولم يتأثرن بذلك " ..
حقا وقع ذلك لبعض النساء ولكن ل تدري هذه المرأة ماذا عسى أن
يقع لها ..هل سيقع لها كما وقع للسابقات أو للخيرات اللتي استعملن
ذلك ولم يتأثرن بذلك ،وقد تستعمل المرأة هذه المرة ول تتأثر بذلك
وتستعمله مرة أخرى وتتأثر بذلك ،ومع أن بعض النساء اللتي تأثرن
بذلك قد استشرن بعض الطبيبات ولكن مع ذلك ل جدوى من ذلك ..
من الوقوع في وقع الضرر والعياذ بالله تبارك وتعالى ..فحذار حذار ِ
جد المرأة مخرجا منها بعد ذلك ،و-حقيقة-هذه الورطات التي قد ل ت َ ِ
أمر الصلة ليس بالمر الهين وهكذا بالنسبة إلى غيرها من العبادات
من صيام وغيره؛ فأدعو الله-تبارك وتعالى-أن يوفق الجميع لما فيه
الخير ،والعلم عند الله تعالى.
534
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من أن ترمي هي نفسها؛ والله- عندما تكون قادرة على الرمي فلبد ِ
تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
من عدم القدرة س :لعل السائل يشير إلى أنه ليست المسألة ِ
المطلقة وإنما الضعف المركب في ذات المرأة ؟
ن
من النساء يرمين ومعنى ذلك أ ّ ج :على كل حال؛ نحن شاهدنا كثيرا ِ
من المور التي تستطيع عليها النساء ،أما أن َيحتج بعض الناس- ذلك ِ
مثل-بأنه قد أسقط امرأة أو ما شابه ذلك فقد َيحتج أيضا غيره ويقول
ن
من الرجال قد ماتوا في بعض السنوات فهل معنى ذلك أ ّ ن طائفة ِ إ ّ
الرجال ل يرمون ؟!
نمن الناس َيظّنون أ ّ ن كثيرا ِ من المور التي يؤسف لها أ ّ لكن ِ
من أجل ذكر ُ
الشيطان عند الجمرات والمر بعكس ذلك إنما هذا أقيم ِ
ن هنالك من بقية المناسك وليس ل ّ الله تبارك وتعالى ..الرمي كغيره ِ
من الجهلة من الناس ِ جد كثيرا ِ شيطانا ُيقيم في تلك المواطن ولذلك ت َ ِ
من أجل أن يرموه الغمار َيذهبون وهم في أشد ّ الغْيظ على الشيطان ِ
ِبحسب زعمهم ولذلك َتجد الواحد " :رميت الشيطان " أو ما شابه
من الصحة ..هذه خرافة .. ذلك ،وهذا-على كل حال-كلم ل أساس له ِ
من العبادات ..إذا صلى نعم النسان يغيظ الشيطان في كل عبادة ِ
من من هذه العبادات أو ِ وإذا صام وإذا حج أو أتى ِبأيّ ركن أو شرط ِ
من طاعة الله هو يغيظ الشيطان لكن أن يغيظه في هذه فهذا غيرها ِ
جدكلم فارغ ل قيمة له ..على كل حال يذهبون بهذه النية ولذلك ت َ ِ
دا ِللزحام أو ما شابه ذلك ..لو أتوا ِبهذه المناسك على الواحد مستع ّ
حسب ما هو مشروع لكان المر يسيرا بحمد الله.
من أن من الناس يذهب الواحد في الوقت الفلني ولبد ِ ن كثيرا ِ ثم إ ّ
يرمي في ذلك الوقت لكن ل بأس إذا ذهب في الوقت الفلني ولم َيجد
خر ولو لمدة ساعة أو من الناس فليتأ ّ زحاما فليرم ،وإذا وجد زحمة ِ
من الرجال أكثر َ ..يبحث عن مكان آمن وليجلس فيه هو ومن معه ِ
والنساء وعندما يكون المر يسيرا بحمد الله-تبارك وتعالى-فل بأس
بذلك.
ن العالم الفلني أو العالم الفلني وشون ويقولون-مثل-إ ّ بعض الناس يش ّ
ن هؤلء العلماء يحصرون ن الرمي يكون بعد الزوال " وكأ ّ قد قالوا " :إ ّ
ذلك في تلك الساعة ولذلك هم يطلبون الرخصة ِبأن يكون الرمي في
وقت الضحى أو ما شابه ذلك ..على كل حال العالم ل َيملك بأن َيقول:
ُيرخص في كذا أو ما كذا أو في كذا ..إنما هو يعتمد على الدليل ،فما
دل الدليل عليه ذهب إليه وما دل الدليل على خلفه ذهب إليه ..نعم
بعض الحيان تكون هنالك احتياطات فالحتياط إن لم تكن مشقة قد
537
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ما له علقة
م ّ
من أمور العبادات والمعاملت وفي غيرها ِ وفي غيره ِ
ِبشرع الله تبارك وتعالى؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق ،وهو أعلم
بكل شيء.
من حلقة 6ذو القعدة 1425هه ،يوافقه 19/12/2004م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
عام 1426هه
رم ؟ح ِمن أين ي ُ ْ عن طريق الطائرةِ ، س :2المسافر للعمرة َ
َ
م أمور دينه فإذا أراد أن ن يتعَل ّ َ ج :على كل حال؛ النسان ينبغي َله أ ْ
من أن يت ََعلم يذهب إلى أداء الحج أو إلى أداء العمرة-مثل-فلب ُد ّ ِ
المسائل المهمة التي تتعلق بالحج أو بالعمرة أو ِبهما معا حتى يأتي
ن في حقه ..يأتي ِبها على س ّ جَبت عليه أو التي ت ُ َ بتلك العبادة التي وَ َ
الوجه الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
وسلم.
تن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-وَقّ َ من المعلوم أ ّ ِ
من أراد أن يذهب إلى مكة المكرمة مواقيت للحج والعمرة ،ول َيجوز ل ِ َ
لداء الحج أو العمرة أو لدائهما معا أن يتجاوز تلك المواضع إل وهو
ما إذا كان ل يريد حجا ول عمرة فل َيجب عليه الحرام على رم ،أ ّ ح ِ
م ْ ُ
القول الصحيح الراجح ،وإن كان النسان ل ينبغي َله أن يذهب إلى تلك
البقاع إل ويأتي بعمرة لكن إذا كانت هنالك ظروف أو َيجد مشقة أو ما
ن المر فيه سَعة ِبحمد الله تبارك وتعالى ،فإذا كان يريد شابه ذلك فإ ّ
رم ..هذا ثابت ح ِ
م ْ
الحج أو العمرة ليس له أن يتجاوز المواقيت إل وهو ُ
س
م ِ ش ْمن َ ص السّنة الصحيحة الثابتة عن النبي eثبوتا أوضح ِ بن ّ
الظهيرة:
مّر على تلك المواقيت: ك الَبر فالمر واضح إذا َ سل ُ ُ
فإذا كان ي َ ْ
من طريق " المدينة " ..وينبغي مّر على ذي الحليفة-مثل-إذا جاء ِ إذا َ
مى س ّ ماه النبي eوهو ي ُ َ س ّحل َي َْفة " كما َ أن نسمي هذا الموضع به " ذي ال ُ
بذلك-أيضا-حتى قبل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وقد شاع
ن عليا قد عند الناس أّنه يسمى الن بأبيار علي ويروي بعض الناس أ ّ
خت ََرعم ْمي بذلك ،وهذا كلم موضوع ُ س ّ قاتل الجن بذلك الموضع فلذلك ُ
مي ذلك الموضع ِبهذه الرواية س ّمصنوع ل يثبت أبدا ،فل ينبغي ل ََنا أن ن ُ َ َ
حارب مثل هذه الموضوعة المخترعة المصنوعة بل ينبغي ل ََنا أن ن ُ َ
طر النسان اضطرارا إلى ذِك ْ ِ
ر التسميات ،لّنها مكذوبة ..نعم إذا اض ُ
من ' ذي ُ
رم ؟ " فإذا قال لهِ " : ح ِ من أين أ ْ ذلك كأن يسأله سائلِ " :
فمن ' أبيار علي ' " عََر َ الحليفة ' " ل يعرف ذلك لكن إذا قال لهِ " :
539
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ل ذلك .. من أن يستِعد قب َ ما ل َيجوز ،فإذن لبد ِ م ّسيتجاوز ذلك وذلك ِ
ضأ أو ما شابه ذلك فليستعد قبل ويلبس ملبسه إذا كان يريد أن يتو ّ
ل ذلك الموضع ينوي الحرام-وأريد بالنية هاهنا النية فعندما يكون قُب َي ْ َ
القلبية-ويقول " :لبيك عمرة " ُثم يأتي ِبالتلبية ..ل يتجاوز الميقات إل
من أعلى من أن يأتي ِ ن النسان لبد ِ وقد ل َّبى ..هذا لبد منه ،ل ّ
من محاذية لذلك ..نعم إذا جاء ِ الميقات أو يأتي-أيضا-في جهة أخرى ُ
شرة فإّنه في هذه الحالة ل َيمر على دة مبا َ ن غرب ج ّ م ْ الجهة الغربية ِ ..
حيط ن المواقيت ل ت ُ ِ ن أهل العلم ِبأ ّ م ْ ميقات بناء على رأي كثرة كاثرة ِ
من حاِذيا لشيء ِ م َن ذلك الموضع ل يكون ُ ِبالحرم َتماما ..أي أ ّ
ن تلك الجهة ..الذين َيأتون م ْ المواقيت وهذا هو الظاهر لي إلى الن ،ف ِ
من تلك الجهة من تلك الجهة أو الذين يأتون في الطائرات ِ في البواخر ِ
دة " ولكن هي خروا إلى " ج ّ ل َيمرون ِبميقات فَب ِِإمكان هؤلء أن يؤَ ّ
ذون الميقات حا ُ موا عندما ي ُ َ حرِ ُضّيقة جدا جدا فال َوَْلى َلهم أن ي ُ ْ من ْط َِقة َ َ
الذي يكون أقَْرب إليهم ،وهم إما أن ُيحاذوا " السيل " وإما أن ُيحاذوا َ
من تلك الجهة وهي جهة صغيرة ذا الحليفة أو 1الجحفة ،لكن َلو أتوا ِ
جدا جدا فبالمكان ،لكن معنا في الجهة الشرقية وهكذا بالنسبة إلى
من من الجهة الغربية لُبد ِ أهل الجهة الشمالية والجنوبية وبعض الجزاء ِ
من ذلك المكان ول من الحرام ِ من المواقيت فلبد ِ حاذوا ميقاتا ِ أن ي ُ َ
خُروا ذلك. َيجوز َلهم أن ي ُؤَ ّ
كان الناس م َ شر عند َ بعض الناس رأيٌ ِبخلف ذلك وهو أّنهِ " :بإ ْ وقد انت َ
من أعلى مر ِ ن الذي ي َ ُ طار وذلك ل ّ خروا ذلك إلى الوصول إلى الم َ أن ي ُؤَ ّ
من محاذيا له " ،وهذا القول ِ مارا على ميقات ول ُ الميقات ل يكون َ
البطلن ِبمكان ،وتقريره َيحتاج إلى إطالة ،ورّبما يكون ذلك في وقت
آخر بمشيئة الله تبارك وتعالى.
منخر ذلك فعليه أن يستِعد ِ فالحقّ الحقيق ِبالقبول أنه ليس لحد أن ي ُؤَ ّ
خاَفة م َ دم قليل َ من ذلك الموضع ..ي َت ََق ّ رم ِ ح ِ قبل ويسأل أهل الطائرة وي ُ ْ
من قبل نصف ساعة رم ِ ِ ح
خِبر فلي ْ م ْ خبره ُ أن يتجاوز الميقات وإن َلم ي ُ ْ
ما في حالة َ
من الحرام قبل الميقات لجل الضرورة ،أ ّ تقريبا ،فل بأس ِ
رم ح ِ ن النبي َ eلم ي ُ ْ دم على ذلك ،ل ّ عدم الضرورة فل ينبغي لحد أن يت ََق ّ
ن تلك المواقيت ولنا فيه-صلوات الله م ْ قبل الميقات وأمر بالحرام ِ
وسلمه عليه-السوة الحسنة؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
مهمة عمل إلى مكة أو إلى جدة ُثم أراد أن من سافر ل ِ ُ س َ :3
من أين ُيحرم ؟ يعتمرِ ،
ج :ل َيخلو من أحد أمرين:
من كلمه " :ذا الحليفة أو ".
ن الشيخ سحب ِ
-1الظاهر أ ّ
541
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
َ
صدا لن يعتمر ن ُيريد أن يعتمر ..عندما خرج من بلده كان َقا ِ إما أ ْ
من عند الميقات ..لبد من أن ُيحرم من وهذا لبد من أن ُيحرم ِ
الميقات.
مر أو إلى ذلك العمل ولكن إذا وإما أن يريد أن يذهب إلى ذلك المؤت َ َ
من الوقت وحصلت له فرصة فإّنه سع ِ مت ّ َ بقي هنالك وقت ..إذا بقي ُ
سيذهب لتأدية العمرة وإن َلم يبق شيء من الوقت فإنه سيرجع إلى
بلده ،فهذا َلم يعزم على العمرة فيذهب ويقضي مآربه وبعد ذلك إن
حل أما من ذلك الموضع إذا كان من ال ِ رم ِ ح ِ رم بالعمرة فإّنه ي ُ ْ أراد أن ُيح ِ
من الحرم ..إذا كان يريد أن إذا كان في الحرم فلبد من أن َيخرج ِ
ُيحرم بعمرة لبد من أن َيخرج من الحرم إلى الحل وُيحرم من الحل،
أما إذا كان-مثل-يذهب إلى جدة أو إلى أي مكان آخر داخل المواقيت
ن أراد أن يعتمر فليحرم وخارج من الحرم فإّنه يقضي مآربه وبعد ذلك إ ْ
من ذلك الموضع الذي هو فيه ،وهكذا بالنسبة إلى الذين يعيشون في
ن الميقات وبين الحرم فإّنهم تلك المواطن أي الذين يعيشون ب َي ْ َ
رمون من ذلك المكان. ُيح ِ
ن َ
من أي ْ َ س :8بالنسبة للمرأة الحائض إذا سافرت للعمرةِ ،
رم ؟ ِ ح
تُ ْ
صل ل أن ت َ ِ ها الحيض قَب ْ َ ريد العمرة ولكن أ ََتا َ ج :إذا كانت هذه المرأة ت ُ ِ
من ذلك من أن ُتحرم ِ ريد َةً للعمرة فلبد ِ م ِإلى الميقات وهي لزالت ُ
ماء بأن تغتسل وهي ُنفساء س َ الموضع لتغتسل كما أمر النبي eأ ْ
ظر حتى تط ْهَُر صل إلى مكة المكرمة وت َن ْت َ ِ حك ْم ِ النفساء وت َ ِ والحائض في ُ
مناسك العمرة .. وت َت َط َّهر فإذا ط َهَُرت وتط َهَّرت فإّنها تأتي بعد ذلك ب ِ َ
وت أن ت ُل ِْغي ها الحيض ن َ َ صر ،أما إذا كان عندما أ ََتا َ تطوف وتسعى وت َُق ّ
مَلة التي هي فيها ..مثل ح ْسْفَرة بسبب ارتباط تلك ال َ العمرة في تلك ال ّ
حَرم أو الزوج الذي ُيرافقها ل ُيمكنه أن ينتظرها حتى م ْ
كان ذلك اله َ
مل ب َِقّية مناسك العمرة فهاهنا ت ُل ِْغي تلك العمرة، تطهر وتغتسل وت ُك ْ ِ
من قَْبل ..لو كانت أحرمت ِبها من قبل فالمر َيختلف رم ِبها ِ ح ِ هي َلم ت ُ ْ
حسب السؤال ..لتترك ن ِّية العمرة ولتذهب مع رم على َ ح ِ لكنها َلم ت ُ ْ
جع وتعتمر مرة أخرى ِبمشيئة الله تبارك وتعالى، أصحاِبها وبعد ذلك ت َْر ِ
َ
ن ترجع إلى بلدها فإّنها في هذه لكن-مثل-لو ط َهَُرت واغتسلت قبل أ ْ
من هناك وتؤدي مناسك العمرة ،قد رم ِ ح ِ الحالة تذهب إلى الت ّن ِْعيم وت ُ ْ
حَرم أو ذلك الزوج م ْ
ف ذلك اله َ تكون عادة المرأة-مثل-ستة أيام وي َعْرِ ُ
ذه المدة فَهُوَ يريد أن المرافق لتلك المرأة أّنه َلن يتمكن لن يبقى ل ِهَ ِ
من مكة المكرمة بعد ثلثة أيام-مثل-فََهذه المرأة تذهب هكذا إلى َيخرج ِ
مكة المكرمة من غير إحرام لكن لو قَد ّْرَنا أّنها طهَُرت بعد َثلَثة أيام أو
542
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
كث المرأة شت ََرط أن َتم ُ ن الحيض ل ي ُ ْ ط َهَُرت بعد يومين بناء على أ ّ
خاِلفا ً
م َعدا كما هو الصحيح الراجح ..وهذا وإن كان ُ صا ِ مدة ثلثة أيام فَ َ لِ ُ
َ
دة الحيض لكّنه هو الذي أَراه وهو مذهب للمشهور-ط َْبعًا-في قضية ُ
م ّ
ن أهل العلم ..إذا ط َهَُرت بعد ثلثة أيام-مثل-فتغتسل م ْ
طائفة كبيرة ِ
وتذهب وُتحرم من التنعيم ول تؤمر هاهنا بأن ترجع إلى الميقات لنها
عندما تجاوزت الميقات ما كانت تنوي العمرة ،وكذلك-مثل-لو أراد بعد
ذلك ذلك الزوج أو ذلك المحرم أن يتأخر قال " :ل بأس أبقى ِلمدة
ستة أيام أو أكثر " مثل فلتصنع ما ذكرناه ،أما ما تفعله بعض النساء
بأّنها تتجاوز الميقات من غير إحرام وهي تنوي العمرة وتصل إلى مكة
المكرمة وتبقى هناك حتى تطهر وتغتسل ُثم بعد ذلك تذهب إلى
مما ل يصح أبدا ،في هذه الحالة عليها أن تتوب إلى الله التنعيم فهذا ِ
وأن تندم على ما فّرطت من أمرها وأن ترجع إلى ذلك الميقات:
مّرت عليه من أن ترجع إلى ذلك الميقات الذي َ بعض العلماء يقول لبد ِ
وَلم ُتحرم منه وهي تريد الحج أو العمرة.
وبعض العلماء يقول ل يلزم أن ترجع إلى ذلك الميقات بل ترجع إلى
أي ميقات من المواقيت.
والمواقيت هي الخمس السابقة وليس الت ّن ِْعيم من تلك المواقيت كما
مّرت على ذي الحليفة-مثل-على الرأي يظنه بعض الناس ..إذا كانت َ
الول لبد من أن ترجع إلى ذي الحليفة ول َيجوز َلها أن تذهب-مثل-إلى
حَفة أو إلى يلملم ..لبد من أن ترجع إلى ذي ج ْالسيل أو إلى ال ُ
حَفة-مثل-فلبد من أن ترجع إلى ج ْ
مّرت على ال ُ الحليفة ،وإذا كانت َ
مّرت على السيل حَفة أو إلى أبعد منه إلى ذي الحليفة ،كذلك إذا َ ج ْ ال ُ
ن أن ترجع إلى السيل أو إلى ميقات أبعد إلى ذي الحليفة أو م ْلبد ِ
ما أن ترجع إلى ميقات أقرب فعلى هذا الرأي الجحفة أو يلملم-مثل-أ ّ
مّرت على ذي الحليفة ل ُيجزيها أن ُتحرم من أي ميقات آخر ل ..إذا َ
مّرت على الجحفة فإنه ُيجزيها أن ُتحرم من الجحفة أو من ذي وإذا َ
الحليفة أما من يلملم الذي هو أقرب من الجحفة أو من السيل الذي
أقرب من الجحفة فل ،وذهب بعض أهل العلم إلى أّنها ُيجزيها أن ُتحرم
من أي ميقات من المواقيت ولبد من أن ُتحرم من واحد من المواقيت
حل كما يتصوره ل أن تذهب إلى التنعيم أو ما شابه ذلك من مواضع ال ِ
مها مع بعض الناس ،ومع ذلك عليها التوبة إلى الله وبعض العلماء ي ُل ْزِ ُ
ذلك أن تفتدي ولكن إذا رجعت إلى الميقات وتابت وأنابت إلى الله-
ت بالفدية هاهنا ص َلها في عدم الدم ،وعَب ّْر ُ خ ُ تبارك وتعالى-فقد ي َُر ّ
وزا ً وإل الصل أن ل ي ُعَّبر بالفدية لن الفدية على التخيير وهذا ل ج ّ تَ َ
َتخيير فيه فلبد من الدم على رأي من يقول بذلك.
543
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ريد أن تعتمر أو تريد الحج فإذن خلصة ما ذكرناه إذا كانت هذه المرأة ت ُ ِ
َ
رم من الميقات وإذا كانت قد أل َْغت ذلك لظروفها فهنا ح ِ فلبد من أن ت ُ ْ
در الله-تبارك وتعالى-وقضى بأن تذهب إلى مكة بدون إحرام فإذا ق ّ
انتظرت تلك الجماعة التي هي فيها أو ط َهَُرت هي قبل الميعاد
المعروف فإّنها تذهب إلى أيّ موضع من مواضع اِلحل وُتحرم من هناك،
رمة ليس َلها أن تطوف ح ِ
م ْكذلك الحائض إذا أتت وهي حائض وهي ُ
مَنى وإلى عرفة وإلى بالبيت ..إذا كانت في وقت الحج تذهب إلى ِ
مع ولكن ليس َلها أن تطوف بالبيت تنتظر وكذلك ل تسعى إن كانت ج َْ
َلم تطف لن السعي يكون بعد الطواف أما إذا أتاها-مثل-الحيض بعد
صّلت الطواف ..طافت بالبيت وأتاها الحيض بعد الطواف إذا كانت َ
الركعتين فل إشكال تذهب وتسعى لن المسعى على الصحيح ليس من
ن البيت م َن ِ كان يظهر لول وهلة بأنه من البيت ولكنه لم ي ُب ْ َ البيت وإن
ْ
سعَ وإن كانت على غير طهارة لن الطهارة ل سيس ،فَل ْت َ ْ والعبرة بالت ّأ ِ
شَترط في السعي وما جاء عن بعضهم من اشتراط ذلك ل يصح، تُ ْ
طأ مالك من رواية َيحي ليست بصحيحة مو َ ّوالرواية التي جاءت في ُ
شذ ّ به َيحي فل ي ُْقَبل مما َ رط ذلك فهذه الرواية ِ شت َ ِ فبقية الروايات ل ت َ ْ
سعَ ول شيء عليها وإن كانت َلم تأت بالركعتين ذوذ منه ،فلت َ ْ ش ُ ذلك ال ّ
َ
خر الركعتين تيسيرا عليها وتأتي بذلك بعد ذلك ِبمشيئة الله تبارك فل ْت ُأ ّ
سمعن بأن ف فلتنتظر وبعض النساء َ ما إذا كانت لم ت َط ُ ْ وتعالى ،أ ّ
سعَْين وأل َْغت تلك النساء الطواف لن َ َ
نو َ الحائض ل تطوف فأت َي ْ َ
طوِفيمَلت ) غَي َْر أن ل ت َ ُ ح َ واف عليها في اعتقادها ..هكذا َ الحائض ل ط َ َ
طأ فاضح ..طواف العمرة وطواف الحج ركن من الركان خ َ ( وهذا َ
ما
داع فقط أ ّ ذر الحائض من طواف الوَ َ كها وإّنما ت ُعْ َ جوز ت َْر ُ التي ل ي َ ُ
طواف الفاضة-أك َّرر-وطواف العمرة ُرك َْنان ..طواف العمرة ُركن من ُ
من أركان أركان العمرة وطواف الفاضة الذي هو طواف الزيارة ركن ِ
ذر الحائض من ذلك فلبد من الت َن َب ّهِ ِلهذا المر؛ والله ولي الحج فل ت ُعْ َ
التوفيق.
من حلقة 26جمادى الولى 1426هه ،يوافقه 3/7/2005م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
رم ؟ من أين ُيح ِ من أراد الذهاب إلى العمرة ِبالطائرةِ ، س َ :9
من قبل ..إما أن َيلَبس ثياَبه حاِذي الميقات َ ..يستِعد ِ دما ي ُ َ رم عن َ جُ :يح ِ
من ريبا ِ دما َيكون ق ِ في بيِته أو في المطار أو أن َيقوم ِبلْبسها عن َ
ن
دم ذلك ِبقليل ،ل ّ دما ُيحاِذي الميقات 1وَينبِغي َله أن َيتَق ّ مطار ثم عن َ اله َ
-1قال الشيخ " :المطار " بدل من " الميقات " والظاهر أنه سبق لسان.
544
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ن ِبالتلبية من التيا ِ كن ِ رعة على الميقات 1فََقد ل َيتم ّ الطائرة َتمر مس ِ
من قبل ثم بعد ذلك عندما جاَوز ذلك ،فيستِعد ِ من أعلى الميقات وَيت َ ِ
من الميقات ينوي بقلبه العمرة ويسمي-أيضا-ذلك في تلبيته يكون قريبا ِ
خر ..يقول " :لبيك عمرة " ويلبي التلبية المعروفة ،وليس َله أن ُيؤ ّ
جع بعد َ ذلك إلى ذلك إلى مطار " جدة " مثل ،كما أنه ليس َله أن َير ِ
ص َ
ل خر إلى أن ي َ ِ من قبل ،وليس َله أن َيتأ ّ رم ِ ح ِ من أن ي ُ ْ الميقات ..لبد ِ
رم ل إلى الميقات وهو َلم ُيح ِ ص َ ن جاهل وَقَعَ وَوَ َ إلى الميقات ..نعم َلو أ ّ
مّر عليه جع إلى الميقات الذي َ ن عليه أن َيتوب إلى ربه وأن َير ِ فإ ّ
رف الحكم فليس َله أن َيتجاوََز ذلك من كان َيع ِ من هناك ،أما َ رم ِ وُيح ِ
أبدا.
شّقة في م َ شّقة " أو ما شابه ذلك ،ول َ م َ ض الناس َيقول " :في ذلك َ وبع ُ
من من بيِته أو ِ س ِثيابه ِ ت-أن ي َل ْب َ َ ذلك والحمد لله ِ ..بإمكاِنه-كما قل ُ
من طائ َِرة أو حتى ِ س في د َوَْرة المياه في ال ّ كن أن َيلب َ م ِ المطار أو ي ُ ْ
دما َيخل َعُ ِإزاَره ..أو ِبعبارةٍ أخرى ل ي ََرى عورَته ط أل ّ ي ََراه عن َ مكانه ِبشر ِ
رم ول مشّقة في ذلك ،أما ِبالنسبةِ إلى الصلة فل من الناس وُيح ِ أحد ٌ ِ
ن العلماء قد اختَلفوا ل ِللحرام على أ ّ ص ّ ك الصلة وَلم ي ُ َ بأس عليه إن ت ََر َ
عة ِللحرام: هل هناِلك صلةٌ مشرو َ
رم من أراد َ أن ُيح ِ ت هناِلك صلةٌ ِللحرام َ .. ضهم إلى أّنه ليس ْ ذهب بع ُ
رم بعد َ الصلة. ح ِ ت صلة فريضة فلي ُ ْ ضَر ْ ح َ فإن َ
من ت ذلك ِ وي على راحلِته ،كما ثب َ م بعد َ أن َيست ِ ب أن ُيحرِ َ والصوا ُ
ق ابن عمر رضي الله-تعالى-عنهما. ري ِ ط ِ
َ
صح، ث ل يَ ِ م بعد َ الصلة فهو حدي ٌ ن النبي eأحَر َ ث الواِرد أ ّ أما الحدي ُ
ق ابن عمر. ِ ري
ِ من ط فالعمد َةُ ما جاء ِ
ل المسجد فلُيصل ركعتْين أو إذا َأراد َ أن ُيصلي صلةَ خ َ وكذلك إن د َ َ
َ
ت وقت صلة الضحى أو أراد َ أن ُيصلي بعد َ الضحى إن كان الوق ُ
صة ِبالحرام الوضوء أو ما شابه ذلك ،أما أن َتكون هناِلك صلةٌ خا ّ
ي الصحيح. صة ِبالحرام ِ على الرأ ِ ت هنالك صلة خا ّ فليس ْ
ل ِبمشروعيةِ الصلةِ ِللحرام. ضهم إلى القو ِ وذهب بع ُ
ة
ره فقال ِبمشروعي ِ ت " ذي الحليفة " وبْين غي ِ ضهم بْين ميقا ِ وفّرق بع ُ
ر َ َ
من غي ِ م ِ من أحَر َ ت " ِذي الحليفة " ِبخلف َ من ميقا ِ م ِ من أحَر َ الصلةِ ل ِ َ
ذلك.
صة سنية صلة خا ّ ل على القول ب ِ ُ ل على التفريق بل ول دلي َ ول دلي َ
ن الطائرة؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم. م َ رم ِ ِللحرام ،فل ُْيح ِ
-1قال الشيخ " :المطار " بدل من " الميقات " والظاهر أنه سبق لسان.
545
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من المت ِّقين وإّنما َتكون ل إل ِ ن الله-تبارك وتعالى-ل ي َت ََقب ّ ُ من المت ِّقين وأ ّ ِ
ب ِبها إذا تاب-مثل-في المستقَبل. ث إنه ل ُيطال َ ُ حيحة ِبحي ُ جُته ص ِ ح ّ َ
وقت ،وإما أن موَّقتا ب ِ َ خُلو :إما أن َيكون ُ حّلل فل ي َ ْ م َ أما الد ّْين إذا كان ُ
جل. مؤ َ ّ حك ْم ِ الموّقت ،وإما أن َيكون ُ َيكون في ُ
دين. ضي ذلك ال ّ من أن َيق ِ موّقتا ِبوقت فلبد ِ فإن كان ُ
حك ْم ِ الموّقت-أي الذي َلم ي َُقّيد وهكذا ِبالنسبةِ إلى الد ّْين الذي هو في ُ
ص
ضَعه مع شخ ٍ ضي ذلك إل إذا وَ َ من أن َيق ِ من الوقات-فلبد ِ ت ِ ِبوق ٍ
ث ي َد ْفَُعه إلى صاحِبه. ل المانة ِبحي ُ على سِبي ِ
ضى ِبه كن أن ُيق َ جد ُ ما ُيم ِ جل فل إشكال فيه إذا كان ي َ ِ دين المؤ ّ وأما ال ّ
ن عليه ح ُ َ َ
ما شابه ذلك ..مثل إنسا ٌ ذوٌر أو َ م ْ ن لو أصاَبه َ ذلك الد ّْين عنه أ ْ
ف ريال ِلشخص وهو َيمِلك مقدار ما ُيساِوي ذلك اللف فل ْي ُوَّثق ذلك أل ُ
ضع ذلك الصك مع دل وي َ َ عي ُيشهِد ُ عليه شاهِد َيْ عَ ْ صك شر ِ دين ب ِ َ ال ّ
ب الحق ِبأّنه قد ن ي َث ِقُ ِبه ول ْي ُ ْ َ
خِبر صاح َ مي ٍ ضُعه مع أ ِ ب الحق أو ي َ َ صاح ِ
ت َله ذلك الحق مع فلن بن فلن الفلني أو ما ضعَ الصك الذي ي ُث ْب ِ ُ وَ َ
ضدوا بع َ مُرون ِبأن ي ُؤَ ّ سفُ-يؤ َ من الناس-وِلل َ ن كثيرا ِ شابه ذلك ،ل ّ
َ َ
منضي العام أو أكَثر ِ خُرون في ذلك وقد َيم ِ المانات إلى َأصحاِبها ثم ي َت َأ ّ
ب الحق َيسَأل صُلون تلك الحقوق إلى أصحاِبها ثم َيأِتي صاح ُ ذلك ول ُيو ِ
َ
من الزمان مع شخص سَله منذ ُ فترةٍ ِ من عليه الحق وُيخب ُِره ِبأّنه قد أر َ َ
َ
س َ
ل من أر َ ن َ ن هنا ن َُقول إ ّ ْ م
سف الشديد ،و ِ وَلم ي ُؤَد ّ ذلك الشخص وِلل َ
من أن َيسَأل ذلك الذي َله الحق خر أّنه لبد ِ صآ َص مع شخ ٍ حّقا ِلشخ ٍ
ط أو ري ِ ة النسيان أو التف ِ مخافَ َ صْله َ صَله ذلك الحق الذي َله أو َلم ي َ ِ هل وَ َ
ما شابه ذلك؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
من حلقة 3رمضان 1426هه ،يوافقه 7/10/2005م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
من طاف بعد َ الحجر أث َْناَء أداِئه العمرة ؟ هل ي َعَْتد م َ س :1ما حك ُ
شوط أو ل ؟ ذا ال ّ ب ِهَ َ
ن طواف العمرة وطواف الزيارة بالنسبة إلى ما ل َيخفى أ ّ م ّ
ج :إّنه ِ
صح العمرة ول الحج إل ِبها ،وعليه فلبد ن الركان التي ل ت َ ِ م َ الحج ركن ِ
من الموِر من الناس ُيفّرطون في كثيرٍ ِ من العتناء بأمره ،وكثير ِ ِ
من الحكام: من المعلوم أّنه َيندِرج َتحت الطواف ك َِثير ِ المتعّلقةِ به ،و ِ
ط فيها من فَّر َ ن َ ثإ ّ حةِ الطواف ِبحي ُ ص ّ ط ِ ن شرو ِ م ْ ط ِ شر ٌ ما هو َ من َْها َ ِ
طل. َيكون طواُفه با ِ
ت ذلك ط فيهاِ ،لثبو ِ ري ُ من السنن التي ل َينبِغي التف ِ سّنة ِ من َْها ما هو ُ و ِ
عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
547
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
طه وواجباِته ف ِبمعرفةِ شرو ِ معرفةِ أحكام ِ الطوا ِ من العتناِء ب ِ َ فإذن لبد ِ
سن َِنه ومستحّباِته. و ُ
من ن ِبمعرفةِ ذلك ،فت ََرى كثيرا ِ ت-ل َيعَتنو َ س-كما قل ُ من النا ِ وكثيٌر ِ
العوام َيذهُبون ِلتأديةِ فريضةِ الحج أو ِلتأديةِ العمرة وهم ل َيعرُفون عن
من َلم مع ِبالطواف ومنهم حتى َ من َيس َ أحكام ِ الطواف شيئا ..منهم َ
جه ح ّ ف ِبماذا َيأِتي في َ مع ِبالحج أو العمرة ول َيعرِ ُ س َ مع ِبه وإّنما ي َ ْ َيس َ
ب ِلتأديةِ الحج أو العمرة ريد ُ أن َيذهَ َ دما ي ُ ِ ن عن َ عمرِته ،فلبد ِللنسا ِ وفي ُ
م المورِ التي َتتعل ّقُ ِبهما حتى ُيؤّدي تلك العبادة-التي َ
م أه َ ّ أن َيتعل ّ َ
ره. َ َ
من أم ِ عها الله تبارك وتعالى-على بصيرةٍ ِ
َ
شَر َ
م المهمات في الحج وكذلك في الُعمرة ،فهو من أهَ ّ تِ - ف-كما قل ُ والطوا ُ
ي ما َ كان ِبال ّ َ
من الْر َ
ع َ ن أن ُيرا ِ م ْ ط الذي ذكرُته ،وعليه فلبد ِ شْر ِ ن ِ رك ٌ
َيتعّلق ِبه ولسيما الشروط والواجبات.
ضع وينتهي مو ِ من َ ف ِ دئ الطائ ُ من أن َيبت ِ ة ون َِهاية ،فلبد ِ ف َله ِبداي ٌ الطوا ُ
ريد ُ أن َيطوف من ي ُ ِ دما َيأِتي َ جر ..عن َ من ركن الح َ دئ ِ إليه ،والطواف يب ْت َ ِ
من َتقِبيِله قب َّله وإن ن ِ جر فإن َتمك ّ َ ل الح َ ث ي َُقاب ِ ُ جر ِبحي ُ َيأِتي إلى ُركن الح َ
ن معا فإن َلم اليمنى ل ِبالي َد َي ْ ِ دهجر ب ِي َ ِ مس الح َ من ذلك فإنه ي َل ْ َ كن ِ م ّ َلم ي َت َ َ
دهشاَر ِبها وإّنما يقّبل ي َ َ ده التي أ َ َ شاَر إليه ول ُيقّبل ي َ َ من ذلك أ َ َ كن ِ م ّ ي َت َ َ
ضِع من وَ ْ جر أو ِ من مصافحةِ الح َ ن ِ جر ..أي إذا َتمك ّ َ ح ِبها الح َ صافَ َ التي َ
دئ دئ الطواف ،وليس َله أن َيبت ِ ضع َيبت ِ من ذلك المو ِ ده على الحجر ،و ِ يَ ِ
ن ذلك َ
جر فإ ّ من بعدِ الح َ جر ،فإنه إذا ابتدأ ِ من موضٍع بعد َ الح َ ف ِ الطوا َ
طل ل عبرةَ ِبه ،وعليه َلو َ
من ذلك الموضع َيكون با ِ الشوط الذي ابتدأ ِبه ِ
ين عليه أن ي ُل ْغِ َ ه إلى صِنيِعه ذاك فإ ّ ص في ذلك ُثم انت ََبه أو ن ُب ّ َ وَقَعَ شخ ٌ
هو الشوط ذلك الشوط وأل ّ َيعتِبر ِبه أبدا وي َعَْتد ِبالشوط الذي ي َِليه و ُ
طوف سبعة دمنا ،وي َ ُ جر كما ق ّ ل الح َ مقاب ِ ِ من ُ دئ فيه الطواف ِ الذي َيبت ِ
ن المعلوم أّنه لبد َ أَ ْ
م َ ضع الذي اب ْت َد َأ منه ،و ِ واط وينتهي في ذلك المو ِ ش َ
من ت ولو جزئية صغيرة ِ ص ْ ماما فإذا نَق َ ل الشواط السبعة ت َ َ م َ من أن ي ُك ْ ِ ِ
حيحا. ن طواَفه ذلك ل ُيعتَبر ص ِ ذلك فإ ّ
ف الناس عليه وذلك ط ي َِق ُ من الزمن هناِلك خ ّ صيرةٍ ِ وكان منذ ُ فترةٍ ق ِ
من الناس ما ل سرِ على كثيرٍ ِ من الي ُ ْ ماما وفيه ِ جر ت َ َ ل ِللح َ الخط مقاب ِ ٌ
ت ِبالمس-موجودا كن-كما قل ُ َيخَفى ،لكن ذلك الخط ل َيخفى أّنه َلم ي َ ُ
ن في عهدِ النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-ول في الُقُرو ِ
ُ
من من الزمن ُثم أِزيل ،و ِ صيَرةٍ ِ ضعَ منذ ُ فترةٍ قَ ِ ت ذلك وإّنما وُ ِ التي ت َل َ ْ
لمَقاب ِ ِ ف في ُ جر ..وَقَ َ ل الح َ دما َقاب َ َ ف عن َ طا َ ن النبي َ e فأ ّ المعرو ِ
مة كِبيَرة ُ
تأ ّ كرام وكان ْ ف معه صحابُته ال ِ من هناك وطا َ ف ِ جر وطا َ الح َ
548
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
شد ّد ُ سرِ والسهول َةِ ما ل َيخَفى ،فالت ّ َ من الي ُ ْ من الناس ،وفي ذلك ِ جدا ِ ِ
ما ل َينبِغي. م ّ طع ِ والت ّن َ ّ
دد ش ّ من هناك ول ْي َت ُْرك الت ّ َ دئ ِ جر فلَيبت ِ ف الح َ ريد ُ الطوا َ من ي ُ ِ فعندما ُيقاِبل َ
خطا ضع ْ َ ن النبي َ eلم ي َ َ من المعلوم أ ّ كوك ،ف ِ ش ُ
طع والوساِوس وال ُ والتن َ ّ
من ذلك ف ِ شَرع في الطوا ِ جميعا وإّنما َ قُفوا عليه َ من أجل أن ي ِ س ِ ِللنا ِ
كم ( وطاف معه سك َ ُ خ ُ ْ
ذوا عّني منا ِ جِته ) :لت َأ ُ ح ّ ن في َ ضع وبي ّ َ المو ِ
كرام وهكذا في عُُهوِدهم-رضوان الله تعالى عليهم-وفي ة ال ِ الصحاب ُ
دهم. من جاء بع َ عهودِ التابعين و َ
حّرى ذلك جر ..ي َت َ َ ل الح َ ف في مقاب ِ ِ ريد ُ الطواف أنه ي َِق ُ من ي ُ ِ در َ فلي َُق ّ
َ
ضع الذي ابتدأ فيه وي َ ُ
ضع وَينتِهي-أيضا-في المو ِ من ذلك المو ِ طوف ِ
من ك شيئا ِ من ذلك ،لّنه َلو ت ََر َ ك شيئا ِ صح َله أن َيتُر َ ت-ل ي َ ِ ث-كما قل ُ ِبحي ُ
َ
ضِع الذي طل ،أما إذا ابتدأ-مثلَ-قبل المو ِ واَفه ذلك َيكون َبا ِ ن طَ َ ذلك فإ ّ
من هناك ثم تب َّين َله أ ّ
ن ة ُتشَرع ِ ن البداي َ ن-مثل-أ ّ منه البداَية ..ظ َ ّ شَرعُ ِ تُ ْ
من أن َينتِهي في ضّره في ذلك لكن لبد ِ ف ذلك فذلك ل ي َ ُ مَر ِبخل ِ ال ْ
من قبل ،وليس َله أن َينتِهي في ضع المعروف الذي حد ّد ُْته ِ المو ِ
من موضٍع ُيخاِلف َ َ
ضع الذي ابتدأ منه في هذا الطواف ،لّنه ابتدأ ِ المو ِ
م
متَقد ّ ٌ حيح الذي هو ُ ضِع الص ِ من المو ِ دئ ِ حيح وما دام َلم َيبت ِ ضعَ الص ِ المو ِ
حيح؛ والله- ضِع الص ِ ي في المو ِ من أن َينتهِ َ ضِع الطواف فلبد ِ على مو ِ
تبارك وتعالى-أعلم.
سه ... س :6من اعتمر عن غيره ثم تحل ّ َ َ
1
ج عن نف ِ م ِبالح ّ حَر َ ل وأ ْ َ ِ َ َ َ
صل ماذا خلت وَلم ُيف ّ دا َ م َ ره وفيه ُ عن غي ِ هر َ ج :حقيقة؛ هذا السؤال الظا ِ
ضي ت المسألة َواقَِعة في الما ِ َيسُقط عنه وماذا ل َيسُقط عنه فما دام ْ
َ
صل ماذا فَينبِغي ِلذلك الذي وَقَعَ في هذه القضية أن َيسأل عنها وُيف ّ
ت ِبه، ل أن َيطوف وما الذي َلم َيأ ِ خَر وما الذي أ ََتى ِبه قب َ م وماذا أ َ ّ قَد ّ َ
ضح ريد ُ أن َيفَعل ذلك في المستقَبل فَينبِغي َله-أيضا-أن ي ُوَ ّ وإذا كان ي ُ ِ
من السئلة التي ن كثيرا ِ ريد أن َيفَعل ،ل ّ ريد ُ أن َيفَعل وماذا ل ي ُ ِ ماذا ي ُ ِ
رهم َيكون المر َيختِلف عن ذلك السؤال ض الناس عن غي ْ ِ َيأِتي ِبها بع ُ
ح المسألة على وجِهها من أن ُتطَر َ رح ،والمُر ِدين ،فلبد ِ الذي ط ُ ِ
ظور، ة الوقوع في المح ُ مخاف َ من غي ْرِ زيادةٍ ول نقصان ول تغِيير َ حيح ِ الص ِ
ِ
مع أو ِبمقدارِ ما ن الذي ي ُْفِتي في واقِِع المر ي ُْفِتي ِبمقدارِ ما َيس َ ل ّ
ف ذلك ..هو كن أن َيكون المُر ِبخل ِ هد إذا كان السؤال مكتوبا وُيم ِ ُيشا ِ
مه. ريد أن ُيقد ّ َ َلم ي ُب َّين ماذا الذي ي ُ ِ
-1السؤال كما وََرد َ في المكالمة " :شخص يذهب للحج ويريد أن يعتمر لغيره ويحج لنفسه،
من الحرام ..حتى ل يبقى في فهل عليه هدي ؟ مع العلم أنه يفعل ذلك بنية التخّلص ِ
دم سعي من الهدي وحتى يق ّ من أعمال الحج ُ ..يقّلل ِ
قّلل ِ
الحرام فترة طويلة وحتى ي ُ َ
الحج ..يعني يعتمر لغيره ِبهذه النية ،فهل عليه إساءة بهذا الفعل ؟ ".
549
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
ضع استفساِره ِبالضبط :هل عليه هدي إذا اعتمَر عن س :هو مو ِ
سه ؟ ج عن نف ِ ره وح ّ غي ْ ِ
مَر عنه أو عن ن اعت َ وافَِرة ِبأ ْ مت َ َ ت الشروط ُ ج :أما الهديُ نعم إذا كان ْ
َ َ
ن غي ْرِ أن م ْ من تلك السنة ِ ج في أشهرِ الحج ِ ح ّ ره في أشهرِ الحج و َ غَي ْ ِ
جع إلى وطِنه. َير ِ
خير ديهم والتأ ِ ة التق ِ ديهم ..هناِلك جزئية أخَرى ..قضي ُ ة التق ِ أما قضي ُ
ضحة. ت ِبوا ِ فليس ْ
ة
شّق ِم َ ن َ م ْ كر جزئيت َْين ..جزئية أّنه يريد أن َيهرب ِ س :ن ََعم هو ذ َ َ
رما ... ح ِ م ْ البقاِء ُ
من مَرةِ إلى الحج ِ ع-مثلِ-بالعُ ْ مت ّ َ
من أن ي َت َ َ ج :على كل حال؛ ل َينبِغي ِللمؤ ِ
ل كذا ول َ َ َ
ج ِ من أ ْ ل كذا أو ِ ج ِمن أ ْ ب عن البقاِء على الحرام ِ أو ِ ل الهَر ِ ج ِ أ ْ
أن يفعل كذا-مثل-م َ
من كذا، ص ِ خل ّ َ ذا أو أن ي َت َ َ ن كَ َ م ْ ب ِ ل أن َيهر َ ج ِ نأ ْ ِ ْ ْ َ َ
شد َ النبي-صلى الله عليه وعلى َ
ما أْر َ م ّن ذلك ِ ما ِلكو ِ وإّنما َيفَعل ذلك إ ّ
ما فَعََله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو م ّآله وصحبه وسلم-إليه أو ِ
خّلص ..هناِلك َ َ َ
ل الت ّ َ ج ِ من أ ْ سر أو ما شابه ذلك ..ل ِ ضل أو لنه أي ْ َ لنه أفْ َ
َ من َ ن الت ّ َ ّ
حه الله ن هذا المر-أَبا َ كذا وبْين قضيةِ أ ّ ص ِ خل َ ِ جدا ب َي ْ َ فَْرقٌ كِبيٌر ِ
سٌر عه الله-تبارك وتعالى-وفيه ي ُ ْ شَر َ عمَ - تبارك وتعالى ،أو ِبعبارةٍ أ َ
ة على العبد. وسهول ٌ
ث عنها ذلك الساِئل نفسه ح َ من أن َيب َ ة التي ت َت َعَّلق ِبذلك لُبد ِ فالقضي ُ
ب عليها. جي َ كن أن ن ُ ِ حتى ُيم ِ
زي، ن النية الجمالية ُتج ِ س :7ذكرُتم أمس فيما ي َت َعَل ّقُ ِبالنية أ ّ
ضر أنه في صلةِ الظهر مه أن َيستح ِ ل ِبنيةِ صلةِ الظهر ل َيلَز ُ خ َ من د َ َ ف َ
1
وي الركوع ... سَين ِ
مه أن ضر ِنية الظهر ،وإّنما ل َيلَز ُ مه أن َيستح ِ ما قُل َْنا ل ي َل َْز ُ جَ :نحن َ
وي الركوع أو القراءة أو السجود أو الجلوس أو ما ضر أّنه الن َين ِ َيستح ِ
ن ُيصّلي فريضة كذا ..فريضة الظهر أو العصر. وي أ ْ شابه ذلك َ ..ين ِ
نم ْ ضَرة ِ وي أن ُيصّلي الفريضة الحا ِ زيه أن َين ِ ض العلماء قال ُيج ِ نعم بع ُ
من وَقَعَ في ذلك فل بأس وي فريضة كذا أو فريضة كذا ،و َ غي ْرِ أن َين ِ
ما في المستقَبل فَينبِغي َله أن ُيخرِ َ
ج عليه ِبمشيئة الله تبارك وتعالى أ ّ
ة الظهر أو العصر أو المغرب أو ما شابه ض َ ري َوي فَ ِ ف وَين ِ من الخل ِ سه ِ نف َ
ذلك.
عاد َةِ تلك اليام ب ِبإ َ ل في السلم ِ ل ُيخاط َ ُ خ َ من د َ َ وهكذا ِبالنسبةِ إلى َ
ص في السلم ِ ل شخ ٌ خ َ من هذا الشهرِ المباَرك َ ..لو-مثل-د َ َ ت ِ ض ْ م َ التي َ
ت على ذلك ..هذا سب ََق ْ ب ِباليام ِ التي َ شر فإّنه ل ُيخاط َ ُ في اليوم ِ العا ِ
حيح. ل الص ِ القو ُ
ب ِبإعادةِ اليام شر-مثل-فإّنه ل ُيخاط َ ُ وكذلك َلو ب َل َغَ صِبي في اليوم ِ العا ِ
الماضية على الصحيح.
ف ذلك، جّزأ َلكان المُر ِبخل ِ ة واحدة ل ت َت َ َ ريض ً بينما لو كان الشهُر ف ِ
وِلذلك:
َ
ر
شه ِ ِ من أيام سد َ يوما ِ من أفْ َ ن َ ل العلم إلى أ ّ من أه ِ ب ِ من ذه َ ب َ ذه َ
َ
ضي على أقَ ّ
ل ن عليه أن ي ُِعيد َ الشهَر كّله أو الما ِ رمضان المباَرك فإ ّ
َ
سل َ َ
م ضي وكذلك لو أ ْ ن عليه أن ي ُِعيد َ الما ِ دير ،وكذلك لو ب َل َغَ الصبي فإ ّ تق ِ
ضي ،وكذلك لو ب َل َغَ الصبي. كاِفر عليه أن ي ُِعيد َ الما ِ ال َ
زم الكاِفر دون الصِبي. من ي َُفّرق بْين الصبي والكاِفر ،في ُل ْ ِ ومنهم َ
من الفروع ل فرٍع ِ زموا ِبك ّ ريعات ،ومع ذلك َلم َيلت ِ من التف ِ إلى غي ْرِ ذلك ِ
ض الفروع. من َ َ
خالف في بع ِ التي ذكرناها ،فمنهم َ
مستِقلة. ريضة ُ ل يوم ٍ منه ف ِ دة ..ك ّ متعد ّ َ فإذن شهُر رمضان فراِئض ُ
ريضة ل يوم ٍ ف ِ نك ّ ل العلم الذين قالوا " :إ ّ ض أه ِ ومع ذلك فقد ْ قال بع ُ
صد ل ليلة فإذا نوى النية وأق ِ من أوّ ِ زي فيه النية ِ ج ِ مستِقلة ِبذاِتها " بأنه ت ُ ْ ُ
ل الشهر فإنه ُتجزيه من أوّ ِ خَفى ..إذا نوى ِ ِبالنية النية القلبية كما ل ي َ ْ
ص أن َيصوم شهَر رمضان وَلم وى شخ ٌ طر ،فمثل َلو ن َ َ تلك النية ما َلم ُيف ِ
َ
من
ب ِ ن تلك النية ُتجزيه ِللشهر كّله وإذا أفط ََر ِبسب ٍ طر فإ ّ صل ِبف ِ ي َْف ِ
ريد ُ أن َيصوم .. دما ي ُ ِ وي بعد َ ذلك الفطارِ عن َ ن عليه أن ي َن ْ ِ السباب فإ ّ
صخ َ كن أن يتر ّ ل موجود ،وُيم ِ وي أن َيصوم ،وهكذا ..هذا قو ٌ عليه أن َين ِ
ن السلمة َله أن من َلم ي ََقع فل شك أ ّ من وَقَعَ في الماضي ،أما َ ِبه ل ِ َ
سْهل والحمد لله. َ ل ل َْيلة ،والني ُ وي في ك ّ
سير َ مُرها ي َ ِ ةأ ْ َين ِ
مل ن الله-تبارك وتعالى-خاط ََبنا أن َنع َ ل العلم قالَ :لو أ ّ ض أه ِ ن بع َ حتى أ ّ
بن النسان َلو ذ َهَ َ طاق ،ل ّ ف ِبما ل ي ُ َ من التكِلي ِ عمل ِبدون نية َلكان ذلك ِ
ة
هب ِلتأدي ِ وي نية ؟! هو ذا ِ ريد ؟! هل لبد أن َين ِ ن الصلة ماذا ي ُ ِ إلى مكا ِ
جَلس وما شابه بو َ ب إلى الوضوِء فهو قد ذ َهَ َ الصلة ،وكذلك َلو ذ َهَ َ
َ
ت هي النية ؟! س ْ ريد ؟! أل َي ْ َ ذلك فماذا ي ُ ِ
حر ..شرب أو س ّ قام الشخص-ما كان في شعبان مثل يقوم للسحور-وت َ َ
ض الحيان ريد ؟! نعم قد َيكون في بع ِ أكل أو ما شابه ذلك ..ماذا ي ُ ِ
ما ذ َك َْرناه. ولكنها هي ل َتبُعد ع ّ
من الناس-ولذلك ل قد فيها كِثيٌر ِ ف ما َيعت ِ سيرةِ-بخل ِ ة يَ ِ ة سهل ٌ فإذن الني ُ
ره؛ والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق. ج إلى َتلّفظ ول غي ْ ِ َتحتا ُ
552
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
553
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
554
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من جد ُ كِثيرا ِ ب الصول فإننا ن َ ِ ب الفْقه وكت ِ دما َننظ ُُر في كت ِ ن عن َ وَنح ُ
مُعوا عليها وقد َ
ج َ ن هذه القضية قد أ ْ مد ٍّع ِبأ ّ عي ُ عاَوى الجماع ..ي َد ّ ِ دَ َ
حد َ الناس َيذك ُُر مسأل ً
ة َ
تأ َ مع ُ س ِ ف ذلك ،و َ خل ِ مة على ِ جمهوُر ال ّ ن ُ َيكو ُ
ت في معٌ عليه وأنا قد ْ رأي ُ مج َ ل ُ ن هذا القو َ عى ِبأ ّ وذ َك ََر فيها قول واد ّ َ
ضهم حكى ث عن ذلك ،وبع ُ من غي ْرِ أن أْبح َ المسألةِ عشرة أقوال ِ
س ذلك ضهم الجماعَ على عك ِ ض القضايا وحكى بع ُ الجماعَ في بع ِ
ض
كيها بع ُ ب هذه الحكايات التي َيح ِ القول َتماما ،فل َينبِغي لحدٍ أن ي َْرهَ َ
ض في ري ٌ ويل ع ِ مط ِ من غي ْرِ أن ي َت َث َب ُّتوا في ذلك ،ولنا كل ٌ ل العلم ِ أه ِ
ل ِبه المقام. طي ُ ُ
جة ،ل أ ِ ح ّ الجماع الذي هو ُ
ت عن ابن عمر-رضي ج على عدم ِ مشروعيةِ ذلك ِبما ثب َ ضهم احت َ ّ وبع ُ
ن
كم " ..معناه أ ّ سّنة ن َب ِي ّ ُ ث قال " :حسُبكم ُ الله تبارك وتعالى عنهما-حي ُ
من عاِلم-وإن ب َل َغَ من المعلوم أنه ما ِ ريب ،ف ِ رط ،وهذا غ ِ النبي eلم َيشت ِ
ث النبي صلى ض أحاِدي ِ ت عليه بع ُ خفي َ ْ ح الجوزاء-إل وقد َ السماء وناط َ َ
الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،فإذا كان ابن عمر َلم َيعَلم ِبذلك وقد
كن أن ن َُرد ّ بعد َ ذلك ل الله eفهل ُيم ِ من صحابةِ رسو ِ ة ِ م ِبه طائف ٌ عَل ِ َ
مع س َ ض الصحابة َلم ي َ ْ ن بع َ وى أ ّ ت عن أولئك ب ِد َعْ َ الرواية التي ثبت ْ
ج ِبه. حت َ ّ كن أن ي ُ ْ ما ل ُيم ِ م ِّبذلك ؟! هذا ِ
ط النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-فل م اشترا ِ وأما عد ُ
ة
ددة في قضي ٍ متع ّ ة ُ ت أِدل ٌ جد َ ْ ن الشتراط ،لنه إذا وُ ِ ل ذلك على بطل ِ ي َد ُ ّ
كن أن ظر تارة ُيم ِ معَ بْين تلك الِدلة ،وُين َ ج َ من القضايا فإنه َينبِغي أن ي ُ ْ ِ
ن الجواز أو ن هذا ِلبيا ِ ن هذا مسنون وهذا جائز أو أ ّ معَ بينها على أ ّ ُيج َ
مل إلى غي ْرِ ذلك ،فالنبي- حا ِ م َ من اله َ مل على كذا ِ هذا ل ِعِّلة أو هذا ُيح َ
ده عن ص ّ ن قريشا ست َ ُ صلى الله عليه وعلى آله وسلمَ-لم َيكن َيعَلم ِبأ ّ
جةِ الوداع فإنه َلم َيكن ِبحاجةٍ صلوات ح ّ رط ،وأما في َ الحَرم حتى َيشت َ ِ
الله وسلمه عليه إلى ذلك.
ل في هذه القضية ،وأ ََرى أن طو ُ ل يَ ُ ل القو ِ مجا َ ن َ وعلى كل حال؛ فإ ّ
دة إلى ذلك في مناسبةٍ أخرى ِبمشيئة َ
صر ،ولنا عو َ ي ِبهذا المخت َ أكت َِف َ
ن كثيرا سيرِ ما ل َيخَفى ،فإ ّ من التي ِ ن في هذا المر ِ الله تبارك وتعالى ،ل ّ
ض الناس ن بع َ عوى أ ّ ن منه ب ِد َ ْ جون إليه فِلماذا ُيمن َُعو َ س قد َيحتا ُ من النا ِ ِ
ن العلماء قد اختلفوا في هذه َ مد ٍّع ِبأ ّ عي ُ ف ذلك ؟! وقد ي َد ّ ِ خل ِ َيقول ب ِ ِ
دما صاُر إليه عن َ ن الحتياط ي ُ َ ك ذلك ،وأقول :إ ّ وط ت َْر ُ ح َ القضية فال ْ
ر
م ٍ جيح ولكن ذلك ِبأ ْ ن التر ِ جيح وقد ُيمك ِ ُ ب التر ِ صعُ ُ ض الدِّلة وي َ ْ ت ََتعاَر ُ
ل ِذي عَْينْين فل ة ِلك ّ ح ً ض َ ة وا ِ س طال ِعَ ً ن الشم ُ دما َتكو ُ مل ،أما عن َ محت ِ ُ
ج إليها دما َيحتا ُ ك السَنن الثاِبتة عن النبي eولسيما عن َ َينبِغي أن ت ُت َْر َ
تل هذه القضية بل السَنن التي ل ُتفَعل ..في وق ِ مث ِ النسان في ِ
556
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
عه عليها طل ِ ف ذلك ِلعدم إ ِ ّ خل ِ ل بِ ِ مقول َةِ قائ ِ ٍ جة ل َينبِغي أن ت ُت َْرك ل ِ َ الحا َ
ِ
جة. ح ّ ت ِبها اله ُ ق ل ت َث ْب ُ ُ أو ل ّ
ري ٍ من ط ِ عه عليها ِ طل ِ
َ
ت هذا الحديث، ث عَل ّقَ ذلك على ثبو ِ ن المام الشافعي حي ُ س َ ح َ وقد أ ْ
م عند َ الله تعالى. ح عن النبي e؛ والعل ُ ص ّ تو َ ث قد ث َب َ َ والحدي ُ
س :2ولكن ما فائدة هذا الشتراط في الحرام ؟
ن هذا ل فائدة َله وإنما من قال :إ ّ ج :العلماء قد اختَلفوا في ذلك ،منهم َ
ريب .. مغ ِ من اللفاظ التي ي ُت َعَب ّد ُ ِبها ،وهذا كل ٌ ره ِ ظ ي ُت َعَب ّد ُ ِبه كغي ْ ِ هو لف ٌ
ة-رضي الله ضباع َ ن ُ ره ،فإ ّ ة َله وحكايُته ت ُغِْني عن ذِك ْ ِ ل عِليل ل قيم َ قو ٌ
نض الروايات أ ّ ريد ُ الحج-وفي بع ِ ت ِللنبي eأنها ت ُ ِ تعالى عنها-قد ذ َك ََر ْ
ريضة-فذ َك ََر َلها النبي-صلى الله خب ََرْته ِبأنها م ِ ح َلها ذلك وأ َ ْ النبي eاقْت ََر َ
ي ِبه عليه وعلى آله وصحبه-ذلك ،فإذا كان ل فائدةَ َله فما قيمة أن تأت ِ َ
ن ِلذلك فائدةً بأ ّ ة َله ،وإّنما الصوا ُ ب ل قيم َ ري ٌ مغ ِ ضباعة ؟! فهذا كل ٌ ُ
ل ِبمشيئةِ الله تبارك وتعالى. سأب َي ُّنها بعد َ قلي ٍ
َ
ل
من فِعْ ِ كن ِ م ّ صد ّ عن ذلك ِبعد ُوّ أو َلم ي َت َ َ مو ُ حَر َ من أ ْ ن َ من المعلوم ِ أ ّ ِ
ة
ل إلى الحَرم وتأِدي ِ ذر عليه الوصو ُ وه وت َعَ ّ ض أو َنح ِ ب مر ٍ ذلك ِبسب ِ
ة الحج في وقِته ي ِبالحج في وقِته ..أما تأِدي ُ العمرةِ أو ت َعَذ َّر عليه أن َيأت ِ َ
من َلم َ َ
ض لِ َ ض َله في هذا الوقت ،وإنما أت َعَّر ُ ل ،ل أَتعّر ُ وي ٌ مط ِ ففيها كل ٌ
ف العلماُء فيه: سا ..قد اختل َ َ ْ م ّ
من ذلك َرأ ً كن ِ ي َت َ َ
ح ذ َِبيح ً
ة من ذلك أبدا فعليه أن ي َذ ْب َ َ كن ِ م ّ ب إلى أنه إذا َلم ي َت َ َ من ذ َهَ َ من ُْهم َ ِ
ُ
سَرست َي ْ َما ا ْ م فَ َ صْرت ُ ْ ح ِ نأ ْ ب الله تبارك وتعالى ... { :فَإ ِ ْ كما هو ظاهُِر كتا ِ
ي ] } ...سورة البقرة ،من الية:[ 196 : ن ال ْهَد ْ ِ م َ ِ
مَر مت َّفقٌ عليه بْين العلماء. ن ال ْ دي فإ ّ وإذا كان سائ ًِقا ِلله ْ
ن العلماَء قد اختَلفوا في ذلك: دي فإ ّ سق اله ْ أما إذا كان َلم ي َ ُ
ر
ف ِلظاهِ ِ مخال ِ ٌ ل ُ من قال :ل هد ْيَ عليه في هذه الحالة ،وهو قو ٌ منهم َ
ب العزيز. الكتا ِ
من قال :عليه أن َيشترِيَ ذلك ،وهذا هو الحق ..هذا إذا كان ومنهم َ
جد فقد دي فإن كان َلم ي َ ِ كن أن َيشت َرِيَ ِبها اله ْ قيمة التي ُيم ِ جدا ِلل ِ وا ِ
اختَلف العلماء في ذلك:
دي.1 جد ْ اله ْ من َلم ي َ ِ ل َ م عشرة أيام كحا ِ من قال :عليه أن َيصو َ منهم َ
ب إلى أنه ل شيَء عليه. من ذ َهَ َ ومنهم َ
سُر َله دما ي َت َي َ ّ ب إلى أنه ل شيَء عليه في ذلك الوقت وعن َ من ذ َهَ َ ومنهم َ
دي. دي فإنه َيه ِ اله ْ
ة أيام. م ثلث َ ب إلى أنه َيصو ُ من ذ َهَ َ ومنهم َ
ج بعد َ ذلك طعاما- ة ِبالطعام ثم ُيخرِ ُ م الذبيح َ من قال :إنه ُيقوّ ُ ومنهم َ
طيعُ أن َيشترِيَ ذبيحة جد ُ الطعام فهو َيست ِ مها وكان ي َ ِ والواِقع أّنه إذا قَوّ َ
ريه ففي مثل تلك الحالة ي َُقا ُ
ل جد ُ ما َيشت ِ ن ذلك إذا كان ل ي َ ِ وإنما َيكو ُ
م
صو ُ وم ذلك ..ي َ ُ طيعُ على شراِء الطعام فإنه ُيق ّ ذلك-أما إذا كان ل َيست ِ
مضي أن َيصو َ ن ذلك َيقت ِ من المشّقة ما فيه ،فإ ّ مد ،وهذا فيه ِ ل ُ عن ك ّ
ن الذبيحة ُتقاِرب ثلِثين ِريال-مثل-أو ما شابه ت مئة يوم أو أكَثر ،ل ّ س ّ
عددٍ كِبير ومعنى ذلك ل إلى َ ص ُ مداد فل شك ِبأنه ي َ ِ َ
ذلك فإذا قد َّرها ِبال ْ
سُر َ م عن ك ّ
ن أي ْ َ دي ُ من المشّقة ما فيه ،وال ّ مد ّ يوما ففي هذا ِ ل ُ أنه َيصو ُ
من ذلك. ِ
َ
ل وهْلة. من أوّ ِ م ِ من قال :ل ُيطِعم وإنما َيصو ُ ومنهم َ
من الراء. ب إلى غي ْرِ ذلك ِ من ذ َهَ َ ومنهم َ
ديا فإنه جد ه ْ ل عليها ،فإذا كان َلم ي َ ِ ل حال-هذه القوال ل دلي َ و-على ك ّ
ل على ب الله-تبارك وتعالى-ول في سن ّةِ رسوِله eما ي َد ُ ّ س في كتا ِ لي َ
من تلك القوال التي ذ َك َْرناها ،وإّنما عليه أن َيحِلق أو أنه َيصَنع شيئا ِ
دي ففي ذلك خير. من اله ْ ن بعد َ ذلك ِ صر وإن َتمك ّ َ ي َُق ّ
من قال ِبأنه ل َ دما ذ َك َْرناه قو ُ ت بع َ ن أقوى تلك القوال التي ِقيل َ ْ على أ ّ
ن ما َ
ل م ِبه ،ل ّ كن أن َنحك ُ َ م عشرة أيام ،ولكن فيه ما فيه ،فل ُيم ِ َيصو ُ
م عباد َ الله- م ِبعصمةِ السلم َله ،فليس لحدٍ أن ُيلزِ َ المسِلم معصو ٌ
من كن أن ي َذ ْك َُر ذلك ل ِ َ زمُهم الشاِرع ِبه وإنما ُيم ِ تبارك وتعالىِ-بما َلم ُيل ِ
خلف إن من ال ِ ج ِ دين والخرو ِ من باب الحتياط في ال ّ خذ َ ِبه ِ شاء أن َيأ ُ
خلف ِلكثرةِ ما ذ َك َْرناه في َ
من ال ِ كن أن َيخُرج ِبذلك ِ ن وإن كان ل ُيم ِ مك َ َ أ ْ
هذه المسألة.
مه أن صر-2 .وقيل :ل َيلَز ُ حل ِقَ أو ي َُق ّ و-1 :كذلك عليه بعد َ أن َيذَبح أن ي َ ْ
جد َوإل فل شيَء عليه-أو عليه ما ذ َك َْرناه صر بل َيذَبح إن وَ َ حل ِقَ أو ُيق ّ يَ ْ
ب العزيز، ف ِلظاهِرِ الكتا ِ خال ِ ٌم َ جداُ ، ف ِ ل ضِعي ٌ من تلك القوال-وهو قو ٌ ِ
ث إنه حيحةِ الثاِبتة عن النبي ، eحي ُ ف ِللسن ّةِ الص ِ مخال ِ ٌ وكذلك هو ُ
ْ َ
ثح ّ صيرِ و َ ق أو التق ِ مَر أصحاَبه ِبالحل ِ حل َقَ وأ َ صلوات الله وسلمه عليه َ
رين ،فإذن هذا ص ِ ق ودعا ِللحال ِِقين أّول ثلثا ثم بعد َ ذلك ِللمَق ّ على الحل ِ
حيحةِ عن النبي . e ص السن ّةِ الص ِ ت ِبظاهِرِ الكتاب ون ّ ثاب ِ ٌ
جه أو ح ّ من تأِديةِ َ كن ِ مه إن َلم َيتم ّ ط في ِإحرا ِ من اشتَر َ إذا عِلمنا ذلك ف َ
دي ،فهذه إذن فائدةُ ج إلى ه ْ من غي ْرِ أن َيحتا َ ل ِبذلك ِ ح ّ عمرِته فإنه ي َ ِ ُ
558
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
م أنه ل فائدةَ ِلذلك-وإّنما هناِلك فْرقٌ في من َزعَ َ خلفا ل ِ َ الشتراطِ -1
سحب ِ َ ست َِني " أو ذ َك ََر ِبأنه إذا ُ حب َ ْ ث َ حّلي حي ُ م ِالصيغة ..إذا قال " :ف َ
حّلي " ...فِبمجّردِ عدم قدرِته م ِمه ،فإن قالَ ... " : من ِإحرا ِ ل ِ ح ّ سي َ ِ
حلل ِبذلك ،وإذا عَل ّقَ ذلك ِبإرادِته َ
ن َم ِبه فإنه َيكو ُ على ِإتمام ِ ما أحَر َ
من أن َينوِيَ ذلك. ِللحلل فمعَنى ذلك أنه لبد ِ
فإذن:
رط عليه أن َينوْيَ الحلل وَيذَبح ما استطاع وَيحِلق أو من َلم َيشت ِ َ
صر. ي َُق ّ
ست َِني " ل شيَء عليه. حب َ ْ ث َ حّلي حي ُ م ِ من قالَ " : و َ
لحلل فإنه َيكون ِبذلك وى ا ِ ل ذلك فهو إذا ن َ َ من عَل ّقَ ذلك ِبأنه سَيفعَ ُ و َ
حلل.
هذه هي فائدةُ الشتراط.
ف العلماُء في حكم ِ الشِتراط: هذا وقد اختل َ َ
ر
ذون ِبظاهِ ِ خ ُرية الذين َيأ ُ ل الظاهِ ِ جب ،وهذا قو ُ من قال :هو وا ِ منهم َ
ذون ِبظاهِرِ اللفاظ بعد َ أن َينظ ُُروا إلى الدِل ّةِ جميعا، اللفاظ ،ول َي ْت َُهم َيأخ ُ
كر أنه قد ب َل َ َ
غ ض العلماء ذ َ َ ن بع َ ظم-حتى أ ّ ن النبي eوالجمهوَر الع َ فإ ّ
دد
در العَ َ ريد أن ن َُق ّ جاج في تلك السنة إلى مئة ألف ،وَنحن ل ن ُ ِ عَد َد ُ الح ّ
رطوا ِلعدم ِ حاجِتهم إلى ذلك، ت اللوفَ-لم َيشت ِ ولكنهم كانوا ِبعشرا ِ
رد عنهم ذلك ؟! هذا ما ل ب ذلك أو أّنه َلم ي َ ِ كن أن ُيقال ِبوجو ِ فهل ُيم ِ
ل ِبه. كن أن ُيقا َ ُيم ِ
حّبة. من قال :هو سّنة مست َ من العلماء َ و ِ
محتاجا إليه ،وهم من كان ُ حب إل ل ِ َ من قال :هو جاِئز وليس ِبمست َ ومنهم َ
كروا هذا الشرط ولكن لبد منه. وإن كانوا َلم َيذ ُ
محتاجا من َلم َيكن ُ محتاجا إليه وأما َ من كان ُ من قال :هو سّنة ل ِ َ ومنهم َ
دي ،فالنبي َ eلم َيكن ح عن ِ حي ُ حّقه ،وهذا هو الص ِ سّنة في َ إليه فهو ليس ب ِ ُ
كرام y رط ،وهكذا ِبالنسبةِ إلى الصحابةِ ال ِ ِ محتاجا إلى ذلك فَلم َيشت ُ
دها النبي صلوات الله َ
جة إليه فأْر َ
ش َ محتا َ عة هي اله ُ ضبا َ ت ُ وإنما كان َ ْ
وسلمه عليه.
محتاجا إليه ،فما من كان ُ سّنية ذلك إل ل ِ َ من َيقول ِبعدم ِ ُ ي َ ي على رأ ِ ب َِق َ
ج بعد َ ذلك إليه ..هل محتاجا إليه ثم احتا َ ط وَلم َيكن ُ من اشتَر َ م َ حك ْ ُ ُ
من ذلك أو ل ؟ َيستِفيد ُ ِ
ف ِلسن ّةِ النبي - eأعني مخال ِ ٌ ن هذا ُ من ذلك ،ل ّ قيل :ل فائدة له ِ
من أن ج إلى الّتحّلل فلبد ِ دما َيحتا ُ ط مع عدم ِ الحاجةِ إليه-فعن َ الشترا َ
دي ري ِبه اله ْ َينوِيَ ذلك وأن َيذَبح إن كان معه الهدي أو كان معه ما َيشت ِ
صر. وَيحِلق أو ُيق ّ
وقيلَ :ينفُعه ذلك.
من المساِئل: ل كِثيٌر ِ ح ّ وب ِذِك ْرِ الشتراط ت َن ْ َ
كن أن ة-مثل-وُيم ِ جيَزةٍ ِلتأِديةِ العمر ِ مد ّةٍ وَ ِ ن في ُ من النساء َيذهَب ْ َ كِثيٌر ِ
من كن ِ سها ِبأّنها َلن ت َت َ َ
م ّ من نف ِ ف ِ دة وهي َتعرِ ُ َيأت َِيها الحيض في تلك الم ّ
َ
ن
بأ ّ ها الحيض فَتضط َّر إلى الرجوِع ِبسب ِ الب ََقاِء في مكة المكرمة إذا أَتا َ
رط كن أن َتشت ِ عُفَها على البقاِء في تلك البقاع فهنا ُيم ِ سا ِ رفَْقَتها ل ت ُ َ
ل ِبذلك. من ذلك فَلها الحل ُ كن ِ م ّ ت وَلم َتت َ ذلك ،وعليه إذا اشتَرط َ ْ
سم ِ الشتاء أو ما ض المراض ..مثل في مو ِ ه بع ُ صيب ُ ُ ت تُ ِ من كان ْ وهكذا َ
من مستِفيدا ِ رط وَيكون ُ مك ُِنه أن َيشت ِ سفار ي ُ ْ شابه ذلك أو ُتؤث ُّر عليه ال ْ
ذلك.
نن إلى تأِديةِ العمرةِ أو الحج وَتأِتيهِ ّ من النساء َيذهَب ْ َ ن كِثيرا ِ وِللسف أ ّ
جع صن َْعن فَتر ِ رية المعروَفة وبعد َ ذلك ل َيعرِْفن ماذا ي َ ْ العادة الشه ِ
َ
ب وَتسَعى ،لّنها َقد ت َ ..تذهَ ُ حل ّ ْ ن أّنها قد أ َ مها وهي ت َظ ُ ّ حدة ب ِِإحرا ِ الوا ِ
طن الطواف َيسُق ُ ظن أ ّ طوف فت َ ُ ن المرأة إذا أتاها الحيض ل ت َ ُ ت ِبأ ّ مع َ ْ س ِ َ
ن النبي-صلى الله عليه وعلى آله ث الذي فيه أ ّ مع ِبالحدي ِ عَن َْها ،وقد َتس َ
دما أتاها الحيض َ سَق َ َ
جه عن َ دى أزوا ِ ط الطواف عن ِإح َ وصحبه وسلم-أ ْ
فف العمرة أو في طوا ِ ف الوداع وليس في طوا ِ ن ذلك في طوا ِ ولك ّ
ف ف الحج-فهذا ُركن ..أعني طوا َ الزيارة أو الفاضة-الذي هو طوا ُ
ض ول ن ِبحي ٍ ف العمرة فهما ل َيسُقطا ِ الزيارة وكذلك ِبالنسبة إلى طوا ِ
ن حتى َتطُهر المرأة وت َت َط َّهر وفي تلك الحالة َتطو ُ
ف جل ِ ره ولكن ُيؤ ّ غي ْ ِ
جع بعد َ ذلك وهي صر وَتر ِ هب وَتسَعى وت َُق ّ ثم بعد َ ذلك َتسَعى ..فَتذ َ
سمعت ،وقد سألِني عن ذلك ب ما َ مة-وقد وَقَعَ كِثيرا هذا على حس ِ حرِ َ م ْ ُ
من أن َتبَقى هناك حتى ت لبد ِ صل ْ َ صح ..إذا وَ َ ما ل ي َ ِ م ّ حد-فهذا ِ غي ُْر وا ِ
ن
من أركا ِ ن ِ ف رك ٌ ف ثم َتسَعى ،فالطوا ُ َتطُهر وت َت َط َّهر وبعد َ ذلك َتطو ُ
ن الحج-أعني من أركا ِ ن ِ ظم ،وكذلك هو رك ٌ العمرة بل هو ركُنها الع َ
ف القدوم ِللحاج ط طوا ُ ن أبدا ،وإنما َيسُق ُ ف الزيارة-ل َيسُقطا ِ طوا َ
ما عدا ذلك فل ،فَينبِغي أن ما َ جة أيضا ،أ ّ ف الوداع ِللمرأةِ الحا ّ وطوا ُ
ه ِلذلك جّيدا. ُينت َب َ َ
هب إلى تلك الِبقاع ما هو الذي َيجوُز َله وما ل أن َيذ َ حد قب َ وأن َيتعّلم الوا ِ
حّقه حُرم عليه وما هو الذي ي ُك َْره في َ ب عليه وما هو الذي ي َ ْ ج ُ هو الذي ي َ ِ
ح َله. وما هو الذي ُيبا ُ
دما تأِتيهِ المرأة: ض الناس عن َ غمار ُيفُتون ..بع ُ ض الجهلةِ ال ْ و-كذلك-بع ُ
من أ َْين َلك ري "ِ ، ص ِ سَعي وقَ ّ
َ
" أنا أت َت ِْني الدوَرة ..ماذا أصَنع ؟ " " :ا ْ
َ
560
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
من ق الله-تبارك وتعالىَ - علم ؟! فلي َت ّ ِ ل على الله ِبغي ْرِ ِ ذلك ؟! ِلماذا ت َت ََقوّ ُ
ل عليه سبحانه؛ ف شْرعَ الله-تبارك وتعالى-ثم بعد َ ذلك ي َت ََقوّ ُ ل َيعرِ ُ
والله-تبارك وتعالى-ولي التوفيق.
ن ومن المسائ ِل التي أ ُ
ض الحيان-أ ّ ِ بع في الناس ض
ِ لبع ِ ُ ع ق
َ َ ت عليها-و ه
ُ ّ بَ ن ِ ِ
ح أو ما شابه ذلك وَيستحِيي ذلك الطائف ج ِري ٍ الوضوَء قد َينتِقض ِبخرو ِ
ض وضوؤها- حي أن َتقول ِبأنها قد انت ََق َ ت امرأة َ ..تست ِ ولسيما إذا كان ْ
ت من النواِقض-ولسيما إذا كان ْ ره ِ ن الوضوء قد َينتِقض ِبهذا أو غي ْ ِ ومع أ ّ
ف وهي على جع وهي َلم ت َط ُ ْ جها فَتر ِ محَرم ٍ منها أو زو ِ من غي ْرِ َ ت ِ قد ذهب َ ْ
طه الطهارة ،فهي شر ٌ
ط من شْر ِ ف ِ ذور ،فالطوا ُ مح ُ كب اله َ مها فَترت ِ ِإحرا ِ
ت لبد ض ْحِته ،فإذا انت ََقض فل َيجوُز إل ِبطهارة ،وإذا انت ََق َ ص ّ ط ِ من شرو ِ ِ
من الوضوء وإعادة الطواف بعد َ ذلك ..هذا أمٌر لبد منه ،ول عب َْرةَ ِ
ق
ِبالحياء ..هذا الحياء ل خي َْر فيه ..الحياُء الذي فيه الخْير هو الذي ُيوافِ ُ
من المنك ََرات منك ٌَر ِ ل وَُزور ُ .. شرع َ الله تبارك وتعالى ،أما هذا فهو باط ِ ٌ
دما ن المرأة عن َ دي إلى الوقوِع في معصيةِ الله-تبارك وتعالى-على أ ّ ُيؤ ّ
حَرم ٍ منها ،ل م ْ جها أو مع َ هب مع زو ِ عمَرة فلَتذ َ ج أو ُ ح ّ هب إلى َ ريد ُ أن َتذ َ تُ ِ
مع أجنِبي عنها؛ والله ولي التوفيق. َ
صّلى أربع صح ركعتا الطواف أن ت ُ َ س ِ :4بالنسبة ِللطواف ،هل ي َ ِ
ركعات ؟
ل النبي ، eوما دام ذلك هو الثاِبت فليس لحدٍ ص فع ِ ج :هما ركعتان ِبن ّ
زيد على ما فعَله النبي ُ .. eيصّلي ركعتْين وبعد َ ذلك إن شاء أن أن ي َ ِ
ي َت َن َّفل فل ْي َت َن َّفل ِبما شاء.
من حلقة 17رمضان 1426هه ،يوافقه 21/10/2005م ِ
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
من ت ِ دما انتهَ ْ ت ولكن عن َ سع َ ْ تو َ ت إلى الُعمَرة وطاف ْ س :9ذ َهَب َ ْ
ت عنهم طْبعا لكّنها َلم َ
حث َ ْت أهَلها وب َ َ السعي وعند َ المْروة ِبالذات فََقد َ ْ
سها. ت ِلنف ِ صَر ْ حل فََق ّ م ِ صر َلها ُ كن َتعَلم أنه َينبِغي أن ي َُق ّ تَ ُ
صر َلها غي ُْرها ..ل حل-مثل-أو ي َُق ّ م ِ صَر َلها اله ُ ج :قوُلها ِبأّنه ي َل َْزم أن ي َُق ّ
1
حيح أنه م في ذلك ،ولكن الص ِ ل على اللزام ..نعم العلماء َلهم كل ٌ دلي َ
خر ،كما أنه صَر َله آ َ من غي ْرِ أن ي َُق ّ ره ِ من شع ِ صَر ِ ن أن ي َُق ّ كن ِللنسا ِ ُيم ِ
جح ،أما إذا كان حيح الرا ِ رم ..هذا هو الص ِ مح ِ ص ُ صر َله شخ ٌ كن أن ي َُق ّ ُيم ِ
تس ْ ض المسائل التي ل َي ْ َ ن في بع ِ س ٌ ح َ خلف َ من ال ِ َينبِغي ..فالخروج ِ
ض فيها الدِّلة وما شابه ذلك ،أما اللزام فل ِإلزام. فيها أدِّلة أو ت ََتعاَر ُ
-1السؤال كما وََرد َ في المكالمة " :أنا ذهبت إلى العمرة واعتمرت وطفت وبعد ذلك ذهبت
وسعيت لما وصلت المروة أنا فقدت أهلي أصل ولما فقدت أهلي ما كنت أعرف أنه يلزم
يقصر لي أحد فذهبت أنا وقصرت بنفسي ،فما الحكم ؟ ".
561
)فتاوى فضيلة الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي )ج + 1ج 2
كن
مها فل شيَء عليها ِبمشيئةِ الله بل ُيم ِ من ِإحرا ِت ِ فِبما أنها قد قَ ّ
صَر ْ
َلها في المستقَبل أن َتصَنع ذلك مّرةً ثانية وثالثة وهكذا.
من حلقة 23رمضان 1426هه ،يوافقه 27/10/2005م ِ
562