Professional Documents
Culture Documents
صورة عن إقتصاد المجتمع الإسلامي
صورة عن إقتصاد المجتمع الإسلامي
المجتمع السلمي
م
( (2
ذي آَتاك ُ ْ ل اللهِ ال ّ ِ ما ِ
من ّ هم ِ َ وآُتو ُ
والستخلف يتم على مرحلتين :
المرحلة الولى :استخلف للجماعة البشرية الصالحة ككل
قال الله سبحانه :
ً ( (1 ه لَ ُ َ
كم قَِياما ل الل ّ ُ م ال ِّتي َ
جع َ َ وال َك ُ ُ
سَفَهآَء أم َ َ ول ُتؤُتوا ْ ال ّ
) (1سورة الحديد آية 7
) (2سورة النساء آية 33
) (1سورة النساء آية 5
وهذا النص الشريف يتحدث عن أموال السفهاء وينهى
الجماعة أن يسلموها إلى السفهاء ويضيف الموال إلى
الجماعة نفسها على الرغم من أنها أموال أفراد منهم وذلك
إشعارا ً بأن الموال في هذا الكون قد جعلت لقامة حياة
الجماعة وتمكينها من مواصلة حياتها الكريمة وتحقيق
الهداف اللهية من خلل النسان على الرض ولما كان
السفيه ل يصلح لتحقيق هذه الهداف فقد منع الله الجماعة
من إطلق يده في أمواله .
ومن ناحية أخرى نلحظ أن القرآن الكريم والفقه
السلمي يطبق على كل الثروات الطبيعية التي تحصل عليها
الجماعة المسلمة من الكفار أسم الفيء ويعتبرها ملكية
عامة والفيء كلمة تدل على إعادة الشيء إلى أصله وهذا
يعني أن هذه الثروات كلها في الصل للجماعة وإن
الستخلف من الله تعالى استخلف للجماعة .
ولهذا فإن الجماعة -ككل -بحكم هذا الستخلف
مسؤولة أمام الله تعالى وهذه المسؤولية تحددها الية
الكريمة في قوله تعالى :
ماًء
ماِء َ س َ ن ال ّ م َ ل ِ ض وََأنَز َ َ
ت َوالْر َ ماَوا ِ س َخل َقَ ال ّ ذي َ ه ال ّ ِ الل ُ
م ال ُْفل ْ َ َ
ى
جرِ َ ك ل ِت َ ْ خَر ل َك ُ ُس ّم وَ َ ت رِْزقا ً ل ّك ُ ْ مَرا ِ ن الث ّ َ
مَ َ ج ب ِهِ ِ خَر َ فَأ ْ
َ
س
م َ ش ْ م ال ّ خَر ل َك ُ ُ س ّم الن َْهاَر وَ َ خَر ل َك ُ ُ س ّ مرِهِ وَ َ حرِ ب ِأ ْ في ال ْب َ ْ
ما
ل َ من ك ُ ّ كم ّ ل َوالن َّهاَر َ وآَتا ُ م الل ّي ْ َ خَر ل َك ُ ُ س ّ ن وَ َ دائ ِب َي ْ ِ
مَر َ َوال َْق َ
َ
ن ل َظ َُلو ٌ
م سا َ لن َ نا ِ ها إ ِ ّ صو َ ح ُ ة اللهِ ل ت ُ ْ م َ دوا ْ ن ِعْ َموهُ وَِإن ت َعُ ّ سأل ْت ُ ُ َ
ك َّفاٌر
( (2
ل اللهِ سِبي ِ فُقون ََها في َ ة وَل َ ُين ِ ض َ ب َوال ِْف ّ ن الذ ّهَ َ ن ي َك ْن ُِزو َ ذي َ َ وال ّ ِ
َ
وى م فَت ُك ْ َ جهَن ّ َ مى عَل َي َْها في َنارِ َ ح َ م يُ ْ ب أِليم ٍ ي َوْ َ ذا ٍ هم ب ِعَ َ شْر ُ فَب َ ّ
سك ُ ْ
م م لنُف ِ ما ك َن َْزت ُ ْ ذا َ م هَ َ م وَظ ُُهوُرهُ ْ جُنوب ُهُ ْ م وَ ُ جَباهُهُ ْ ب َِها ِ
ن م ت َك ْن ُِزو َ كنت ُ ْ ما ُ ذوُقوا ْ َ فَ ُ
( (3
المؤشرات العامة
-1اتجاه التشريع :
وهذا المؤشر يعني أن تتواجد في الشريعة وضمن
العناصر الثابتة من القتصاد السلمي أحكام منصوصة في
الكتاب والسنة تتجه كلها نحو هدف مشترك على نحو يبدو
اهتمام الشارع بتحقيق ذلك الهدف بنفسه مؤشرا ً ثابتا ً وقد
يتطلب الحفاظ عليه وضع عناصر متحركة لكي يضمن بقاء
الهدف أو السير إلى ذروته الممكنة :
وفيما يلي مثال على هذا المؤشر يتمثل في مجموعة
من الحكام الشرعية التي تشكل بمجموعها اتجاها ً تشريعيا ً .
-1يسمح السلم بالملكية الخاصة لرقبة المال في
مصادر الثروة الطبيعية .
-2ألغى السلم الحمى أي اكتساب الحق في مصدر
طبيعي على أساس الحيازة ومجرد السيطرة -بدون إحياء -
فل يكتسب حق خاص في مصادر الثروة الطبيعية بدون عمل
.
-3إذا تلشى العمل المنفق في مصدر طبيعي وعاد إلى
حالته الولى كان من حق أي فرد آخر غير العامل الول أن
يستثمر المصدر من جديد ويوظفه توظيفا ً صالحا ً .
-4العمل المنفق في إحياء مصدر طبيعي كالرض أو في
استثماره ل ينقل ملكية من القطاع العام إلى القطاع الخاص
،وإنما يؤكد للعامل حق الولوية فيما أحياه على أساس
العمل .
-5الحياء غير المباشر بالطريقة الرأسمالية أي بدفع
الجور ووسائل العمل إلى الجراء ل يكسب حقا ً ول يبرر
للرأسمالي الدافع للجور أن يدعي لنفسه الحق في نتائج
الحياء وأن يقطف ثمار العمل المأجور كما هو الحال في
المجتمع الرأسمالي .
-6النتاج الرأسمالي في الصناعات الستخراجية ل
يكسب الرأسمالي حق ملكية السلعة المنتجة .مثل ً شخص
أو أشخاص يدفعون الجور إلى العمال الذين يستخرجون
النفط ويزودونهم بالوسائل والدوات اللزمة لذلك فل يعتبر
النفط المستخرج في هذه الحالة ملكا ً لدافعي الجور
ومالكي الدوات وهذا معنى رفض إقامة الصناعات
الستخراجية على أساس رأسمالي .
-7ملكية وسائل النتاج المستخدمة في الصناعات
التحويلية ومختلف عمليات النتاج ل تمنح مالك هذه الوسائل
والدوات حقا ً في السلعة المنتجة ،فإذا مارس عدد من
الناس غزل صوفهم في أدوات غزل ميكانيكية يملكها غيرهم
لم يكن لمالكي هذه الدوات نصيب الصوف المغزول وإنما
لهم أجور النتفاع بتلك الدوات على الممارسين لعملية
الغزل الذين يملكون القيمة المنتجة كلها .
-8رأس المال النقدي إذا كان مضمونا ً في عملية
الستثمار فليس من حقه أن يساهم في أي ربح ينتج عن
توظيف رأس المال المذكور لن الربا حرام ومجرد تأجيل
الرأسمالي لنتفاعه بماله أو حرمانه نفسه من الستفادة
المباشرة منه ل يبرر له حقا ً في الربح بدون عمل بل الربح
في حالة من هذا القبيل كله للعامل على الرغم من أنه قد ل
يكون
مالكا ً للبضاعة نفسها والطريقة الوحيدة التي سمح بها
السلم لمشاركة رأس المال النقدي في الربح أن يتحمل
صاحب المخاطرة به ويتحمل وحده دون العامل كل التبعات
السلبية للعملية .
-9ل يجوز للمستأجر أن يستثمر الجرة التي دفعها
استثمارا ً رأسماليا ً ويربح على أساسها ربحا ً بدون عمل وذلك
بأن يستأجر الدار أو السفينة أو المعمل بأجرة محددة ثم
يؤجر بأجرة أكبر دون أن يقوم بعمل في العين المستأجرة
وكذلك ل يجوز أن يستأجر الجير بأجر ثم تؤجر منافعه بأجرة
أكبر .
-10ل يجوز إشغال ذمة الغير بمال عن طريق القرض
بدون إقباضه مال ً حقيقيا ً لن القبض شرط في عقد القرض
وبهذا تبطل كل الوراق المالية التي تفتق عنها ذهن
الرأسمالي الوربي ووجد فيها فرصته الذهبية لتنمية المال
بدون أي عمل تنمية رأسمالية بحتة وذلك لنه لحظ أن
بإمكانه أن يصدر تعهدات بقيمة عشرة أضعاف ما لديه من
أموال حقيقية ويغطي بها قرضا ً للخرين بما يعادل القيمة
المتعهد بها في تلك الوراق ما دام يعرف أنه لن يطالب
بالتزاماته في وقت واحد وأن كل مدين يؤثر التعامل بأوراقه
المالية بدل ً عن أن يسحب المال الحقيقي من خزائن
الرأسمالي أو البنك الرأسمالي وهكذا تتضاعف ثروة
الرأسمالي بدون عمل على أساس إلغاء دور القبض في
عقد القرض .
وهذه الحكام تتجه كلها إلى استئصال الكسب الذي ل
يقوم على أساس العمل ورفض الستثمار الرأسمالي أي
تنمية ملكية المال بالمال وحده وهذا التجاه يشل مؤشرا ً
ثابتا ً وأساسا ً للعناصر المتحركة في اقتصاد المجتمع
السلمي وعلى الحاكم الشرعي أن يسير على هذا التجاه
ضمن صيغ تشريعية تتسع لها صلحياته ول تصطدم مع عنصر
ثابت في التشريع
-2الهدف المنصوص لحكم ثابت :
وهذا المؤشر يعني أن مصادر السلم من الكتاب والسنة
إذا شرعت حكما ً ونصت على الهدف منه كان الهدف علمة
هادية لملء الجانب المتحرك من صورة القتصاد السلمي
بصيغ تشريعية تضمن تحقيقه على أن تدخل هذه الصيغ
ضمن صلحيات الحاكم الشرعي الذي يجتهد ويقدر ما
يتطلبه تحقيق ذلك الهدف عمليا ً من صيغ تشريعية على ضوء
ظروف المجتمع وشروطه القتصادية والجتماعية .
ومثال ذلك النص القرآني التي :
ما أ ََفاَء الله عََلى رسول ِه م َ
ل
سو ِ ل ال ُْقَرى فَل ِل ّهِ وَِللّر ُ ن أه ْ ِ َ ُ ِ ِ ْ ُ َ
نكو َ كي ل َ ي َ ُ ل َسِبي ِ ن ال ّ ن َواب ْ ِ كي ِسا ِ مى َوال ْ َ
م َ ذي ال ُْقْرَبى َوال ْي ََتا َ وَل ِ ِ
َ دول َ ً
ما ن ََهاك ُ ْ
م ذوهُ وَ َخ ُ ل فَ ُسو ُ م الّر ُ ما آَتاك ُ ُ م وَ َمنك ُ ْ
ن الغْن َِياِء ِ ة ب َي ْ َ ُ
ب ديد ُ العَِقا ِ ش ِ ه َ ن الل َ ه إِ َه َفانت َُهوا ْ َوات ُّقوا ْ الل َ عَن ْ ُ
( (1