‫‪ 1‬مجموعة كيف تحفظ القرأن‬

‫‪http://groups.google.com.sa/group/hefzquran?hl=ar‬‬
‫‪E.mail : HEFZQ@YAHOO.COM‬‬

‫ما هى السعادة؟‬

‫تمهيد‬
‫تعد السعادة من أهم المحاور التي انشغل بها الفكر السلمي إلى جانب‬
‫إشكالية العقل والنقل وإشكالية الظاهر والباطن والتوفيق بين الدين‬
‫والفلسفة وخلق العالم وخلق القرآن وحشر الجساد وعلم الله بالكليات‬
‫والجزئيات ‪ ،‬بله عن الصول الجدلية التي ناقشها علماء الكلم بعد الفتنة‬
‫الكبرى وخاصة من قبل المرجئة والخوارج والماتريدية والمعتزلة والشاعرة‬
‫كالتوحيد والوعد والوعيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين والمر بالمعروف‬
‫والنهي عن المنكر‪.‬‬

‫وليعني هذا أن مبحث السعادة مقتصر على الفكر السلمي فقط‪ ،‬بل تنوولت‬
‫السعادة قديما من قبل الفلسفة اليونانية‪ ،‬وحديثا مع الفلسفات النسية‬
‫والفلسفات المعاصرة‪ ،‬وقلما نجد فيلسوفا لم يتناول السعادة في كتبه‬
‫الفلسفية أو يعالجها ضمن نسقه الفلسفي‪ .‬وغالبا ماكانت السعادة تدرس في‬
‫مبحث الكسيولوجيا( القيم) إلى جانب العدل والخير والحق والجمال‪.‬‬

‫إذاً‪ ،‬ما هي السعادة لغة واصطلحا؟ وهل تقترن السعادة بالجسد أم بالعقل أم‬
‫بالقلب أم بكل هذه العناصر قاطبة؟ وهل تكون السعادة بالنعزال والخلوة‬
‫والتفرد أم بالتجمع والتمدن والتعاون؟ وبتعبير آخر‪ :‬هل السعادة هي سعادة‬
‫المدينة أم سعادة الفرد؟ وهل هي سعادة فردية أم جماعية؟ تلكم هي السئلة‬
‫التي سوف نحاول الجابة عنها في موضوعنا هذا‪.‬‬

‫السعادة شعور داخلي يحسه النسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس ‪،‬‬
‫وطمأنينة القلب ‪ ،‬وانشراح الصدر ‪ ،‬وراحة الضمير والبال نتيجة لستقامة‬
‫السلوك الظاهر والباطن – المدفوع بقوة اليمان‬

‫الشواهد على ذلك من الكتاب والسنة ‪:‬‬

‫‪ /1‬قال الله تعالى ‪(( :‬من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة‬
‫طيبة‬
‫‪ / 2‬وقال تعالى ‪ :‬فمن اتبع هداي فل يضل ول يشقي ومن أعرض عن ذكري‬
‫فإن له معيشة ضنكا‬
‫‪ / 3‬وقال رسول الله ليس الغنى عن كثرة المال ولكن الغني غني النفس‬

‫السعادة ليست في الماديات فقط ‪:‬‬

 ‫‪ 2‬مجموعة كيف تحفظ القرأن‬
‫‪http://groups.google.com.sa/group/hefzquran?hl=ar‬‬
‫‪E.mail : HEFZQ@YAHOO.COM‬‬
‫إن السعادة في المنظور السلمي ليست قاصرة على الجانب المادي فقط ‪،‬‬
‫وإن كانت السباب المادية من عناصر السعادة ‪ .‬ذلك أن الجانب المادي وسيلة‬
‫وليس غاية في ذاته لذا كان التركيز في تحصيل السعادة على الجانب المعنوي‬
‫كأثر مترتب على السلوك القويم ‪.‬‬
‫وقد تناولت النصوص الشرعية ما يفيد ذلك ومنها ‪:‬‬
‫أ‪ /‬قال الله تعالى‪ :‬والنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ‪ .‬ولكم فيها جمال‬
‫حين تريحون وحين تسرحون‬
‫ب‪ /‬وقال الله تعالى ‪ :‬قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل‬
‫هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة‬
‫‪ ( :‬من سعادة ابن آدم ‪ :‬المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب‬ ‫ج‪ /‬وقال‬
‫الصالح‬

‫السلم يحقق السعادة البدية للنسان ‪:‬‬

‫لقد جاء السلم بنظام شامل فوضع للنسان من القواعد والنظم ما يرتب له‬
‫حياته الدنيوية والخروية وبذلك ضمن للنسان ما يحقق له جميع مصالحه‬
‫الدنيوية والخروية ‪ ،‬فقد جاء السلم للحفاظ على المصالح العليا والمتمثلة‬
‫في الحفاظ على‪ :‬النفس والعقل والمال والنسل والدين فالسعادة في‬
‫المنظور السلمي تشمل مرحلتين ‪:‬‬
‫‪1‬السعادة الدنيوية‬
‫فقد شرع السلم من الحكام ووضح من الضوابط ما يكفل للنسان سعادته‬
‫الدنيوية في حياته الولى‪ ,‬إل أنه يؤكد بأن الحياة الدنيا ليست سوي سبيل إلى‬
‫الخرة‪ ،،‬وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها النسان هي حياة الخرة‬
‫قال الله تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة‬
‫طيبة)‬
‫وقال تعالى‪( :‬وابتغ فيما آتاك الله الدار الخرة ول تنسى نصيبك من الدنيا)‬
‫وقال تعالى‪ ( :‬فما متاع الحياة الدنيا في الخرة إل قليل)‬

‫‪ 2‬السعادة الخروية‬
‫‪ :‬وهذه هي السعادة الدائمة الخالدة ‪ ،‬وهي مرتبة على صلح المرء في حياته‬
‫الدنيا‬
‫قال الله تعالى‪ (( :‬الذين تتوفاهم الملئكة طيبين يقولون سلم عليكم ادخلوا‬
‫الجنة بما كنتم تعملون ))‬
‫وقال تعالى ‪ (( :‬للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الخرة خير ولنعم دار‬
‫المتقين‬

‫الحياة الدنيا ليست جنة في الرض ‪:‬‬

‫لقد حدد السلم وظيفة النسان في الرض بأنه خليفة فيها يسعى لعمارها‬
 ‫‪ 3‬مجموعة كيف تحفظ القرأن‬
‫‪http://groups.google.com.sa/group/hefzquran?hl=ar‬‬
‫‪E.mail : HEFZQ@YAHOO.COM‬‬
‫وتحقيق خير البشرية ومصالحها التي ارتبطت بالرض إل أن هذا العمار‬
‫وتحصيل المصالح تكتنفه كثير من الصعاب ويتطلب من النسان بذل الجهد‬
‫وتحمل المشاق في سبيل ذلك كما أن الحياة ليست مذللة سهلة دائما كما‬
‫يريدها النسان ويتمناها بل هي متقلبة من يسر إلى عسر ومن صحة إلى مرض‬
‫ومن فقر إلى غنى أو عكس ذلك وهذه إبتلءات دائمة يتمرس عليها النسان‬
‫في معيشته فيحقق عن طريقها المعاني السامية التي أمر بها من الصبر وقوة‬
‫الرادة والعزم والتوكل والشجاعة والبذل وحسن الخلق وغير ذلك وهذه من‬
‫أقوى أسباب الطمأنينة والسعادة والرضا‬
‫قال الله تعالى ‪ (( :‬ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الموال‬
‫والنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا‬
‫إليه راجعون ‪ .‬أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ))‬

‫‪ ( :‬عجبا لمر المؤمن فإن أمره كله خير فإن أصابته سراء شكر فكان‬ ‫وقال‬
‫خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له‬