‫ال شك ان دخل الفرد الخليجي مرتفع بالنسبة للدول العربية‪ ،‬وهو يتعايش مع هذا‬ ‫الوضع‪ ،‬حيث ينفق هذا الدخل وزيادة‪ ،‬لكن االمر المستغرب أنك ال تجد من يضع حدا‬ ‫لهذا اإلنفاق‪ ،‬فاالب مسرف قبل ولده واألم مبذرة قبل ابنتها‪ ،‬وما هذا اال نسيانا أو‬ ‫تناسيا لتعاليم ديننا الحنيف وقوله تعالى (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل‬ ‫وال تبذر تبذيرا) ‪.‬األسرة المبذرة تعلم أن هذا التبذير مخالف لشرع هللا تعالى‪ ،‬وأن‬ ‫كثيرا من االسر في هذا العالم المتمدن تنام من غير عشاء‪ ،‬ال ندعو هنا إلى أن يحرم‬ ‫اإلنسان نفسه من نعم هللا ومتع الحياة المشروعة‪ ،‬لكن االعتدال واجب وهو من صلب‬ ‫تعاليم ديننا الحنيف فإن هللا يحب ان يرى أثر نعمته على عبده وهو القائل (وال تجعل‬ ‫يدك مغلولة إلى عنقك وال تبسطها كل البسط فتقعد ملوما ً محسوراً‪).‬‬ ‫إن هذه النعم التي أنعم هللا بها على عباده ومنهم األسرة الخليجية يجب أن تقابل‬ ‫بالشكر والمنة واالعتدال في االنفاق وكبح جماح االسراف والتبذير‪ ،‬فالمال قد يكون‬ ‫سببا في انحراف ابنائنا عن الجادة السليمة‪ ،‬فالترف الزائد يلهي المرء عن خالقه فال‬ ‫يفكر بأكثر من تأمين وسائل السعادة والترفيه ليصل به األمر إلى االنغماس في‬ ‫اسلوب حياة الترف والتخلي عن أعماله وواجباته تجاه أسرته ومجتمعه ووطنه‬ ‫ودينه‪ ،‬وهنا نذكر بالقول المأثور (اخشوشنوا فإن النعم ال تدوم‪ )..‬ونتمنى من هللا أن‬ ‫يديم علينا النعم واألمن واألمان والرفاه والرخاء‪.‬‬