‫‪١‬‬

‫ﺭﻏﻡ ﺘﻔﻜﻙ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺩﻭﻟﺔ ﻤﻭﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﻜﻼ ﺍﻟﻌﺼﺭﻴﻥ "ﺍﻟﻬﻼﺩﻯ" ﻭ "ﺍﻟﻬﻠﻴﻨﻰ" ﺇﻻ ﺃﻨﻬـﺎ‬ ‫ﻤﺜﻠﻬﺎ ﻤﺜل ﺍﻯ ﺩﻭﻟﺔ ﺒﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻪ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﺜل‪:‬‬ ‫ﻓﻠﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﺩﻭل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻬﺠﺎﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ‬ ‫ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻻﻴﻭﻟﻴﺔ ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ "ﺍﻻﻴـﻭﻟﻰ" ﻭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻭﺴـﻁ‬ ‫ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻷﻴﻭﻨﻴﺔ ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ "ﺍﻻﻴﻭﻨﻰ" ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻠﻬﺠـﺔ ﺍﻟﺩﻭﺭﻴـﺔ ﻨﺴـﺒﺔ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ "ﺍﻟﺩﻭﺭﻱ"‪.‬‬ ‫ﻓﻠﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻜل ﻓﺭﺩ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺸﻐﻭﻑ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻓﻘﻁ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻜﺒﺎﺭ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﻌﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺒﻌـﺩ‬ ‫ﻤﻥ ﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ‪.‬‬

‫• ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺭﻏﻡ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ‪:‬‬

‫• ﻋﺸﻕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ‪:‬‬

‫ﻓﻠﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻫﻲ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺴﻤﺎﺕ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻤـﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ ﻓﻤـﻥ ﺃﻫـﻡ‬ ‫ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺇﻥ ﺘﺤﺘﻭﻯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻴﻤﻨﺎﺯﻴﻭﻡ ﻭ ﺴﺘﺎﺩ ﻟﻠﻤﻤﺎﺭﺴـﺔ‬ ‫ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻭ ﻟﺘﺨﺭﻴﺞ ﺍﻷﺒﻁﺎل ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻴﺸﺎﺭﻜﻭﺍ ﻓـﻲ ﺍﻟﺒﻁـﻭﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻘﺎﻡ ﺒﻴﻥ ﻜل ﺩﻭل ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻤﺜل ﺍﻻﻭﻟﻴﻤﺒﻴﺎﺩ‪.‬‬ ‫ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻻﺴﺎﺴﻰ ﻟﻭﺤﺩﺓ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﺭﻏﻡ ﺘﻔﻜﻜﻬﺎ ﻭ ﻭﺠﻭﺩ‬ ‫ﻨﻅﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ "ﺍﻟﺒﻭﻟﻴﺱ"‪.‬‬

‫• ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ‪:‬‬

‫• ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻹﻏﺭﻴﻘﻴﺔ‪:‬‬

‫ﺃﺼل ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺔ‬
‫ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺔ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺎﻤﻼ ﻟﻠﻭﺤﺩﺓ ﻋﺎﻤﻼ ﻤﻤﺎﺜﻼ ﻟﻠﺘﻔﺭﻗﺔ ﻭ ﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻻﺴﺎﺴـﻰ‬ ‫ﻟﻠﺸﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﻟﻜل ﺃﺴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﺴﺭ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﺍﻻﻫﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻱ‬ ‫ﺘﺘﺒﺎﺭﻙ ﺒﻪ ﻭ ﺘﻘﺭﺏ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻗﺒل ﺍﻟﺠﻠﻭﺱ ﻟﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻭ ﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻫـﺫﺍ ﺃﻭل‬ ‫ﻤﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻭ ﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺭﺏ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺍﻟﻜﺎﻫﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ‬ ‫ﻜﺎﻥ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺍﻟﻜﺎﻫﻥ ﺍﻷﻋﻅﻡ ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺼل ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺘﺒﺔ ﺍﺒﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻜل ﻤﺩﻴﻨﺔ‬ ‫ﺍﻻﻫﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﻌﺒﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻤﺜﻼ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺩﻴﻨﺔ "ﺃﺜﻴﻨﺎ" ﺘﺘﻌﺒﺩ ﻟﻺﻟﻪ "ﺃﺜﻴﻨـﺎ" ﻭ "ﺒﻭﺴـﺩﻭﻨﻴﺎ"‬ ‫ﺘﺘﻌﺒﺩ ﻟﻺﻟﻪ "ﺒﻭﺴﻴﺩﻥ" ﻭ ﻜﺎﻥ ﻤﻌﺒﺩ ﺍﻹﻟﻪ ﻴﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﻤﺭﺘﻔﻊ ﻓﻲ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ ﻭ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻫل ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻴﺸﺘﺭﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻹﻟﻪ ﻭ ﺸﻌﺎﺭﻩ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻭﻀـﻊ ﻓـﻲ‬ ‫ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺠﻴﻭﺵ ﺤﺘﻰ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﺃﻫل ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻴﺤﺎﺭﺏ ﻤﻌﻬـﻡ ﺇﺫﺍ‬ ‫ﺃﻁﺎﻋﻭﻩ ﻭ ﻀﺩﻫﻡ ﺇﺫﺍ ﺨﺎﻟﻔﻭﻩ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﻓﻘﻁ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﻤﺜﺎﺒـﺔ‬ ‫ﺍﻨﺘﺼﺎﺭ ﺇﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻪ‪.‬‬ ‫ﻭ ﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺘﻔﺭﻕ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭ ﺘﺤﺭﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﺤﺩ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺘﺤﺭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺨﻴﺎل ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺨﺭﺝ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺎﻁﻴﺭ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺭﺍﻓﻴﺔ ﺒﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻟﻜل ﺸﺊ ﻭ ﻜل ﻗﻭﺓ ﻭﻜل ﻨﻌﻤﺔ ﻭﻜل ﻨﻘﻤﺔ ﻭﻜل ﺼﻔﺔ ﺤﺘﻰ‬ ‫ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺭﺫﻴﻠﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺒﺸﺭﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺍﻨﻪ‬ ‫ﻜﺎﻥ ﻟﻜل ﺤﺭﻓﺔ ﻭ ﻜل ﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﻪ ﺃﻭ ﺤﺎﺭﺱ ﺨﺎﺹ ﺒﻬﺎ‪ .‬ﻭ ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺸﻴﺎﻁﻴﻥ‬ ‫ﻭ ﺠﻥ ﻭ ﺍﻻﻫﺎﺕ ﻭ ﻨﺴﺎﺀ ﻤﺠﻨﺤﺔ ﻭ ﺤﻭﺭ ﻋﻴﻥ ﻻ ﻴﻘل ﻋﺩﺩﻫﻡ ﻋﻥ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭ‪.‬‬

‫‪٢‬‬

‫ﻭ ﻫﻨﺎ ﻴﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺫﻫﻥ ﺴﺅﺍل ﻭﻫﻭ ﻫل ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﻤﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻤﺜل ﺒـﺎﻗﻲ‬ ‫ﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺼﺭ ؟ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻗﻁﻌﺎ ﺒﻼ ﺤﻴﺙ ﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻘـﻭل ﺃﻥ ﺘـﺅﺩﻯ ﺍﻯ‬ ‫ﻤﺅﺍﻤﺭﺓ ﻴﺩﺒﺭﻫﺎ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺨﺭﻭﺝ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﻀـﺨﻡ ﻤـﻥ ﺍﻵﻟﻬـﺔ ﻭ ﺍﻷﺴـﺎﻁﻴﺭ ﻭ‬ ‫ﺍﻟﺨﺭﺍﻓﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻘﺼﺹ ﺍﻟﺴﺎﺤﺭﺓ ﺤﻴﺙ ﺍﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻟﻜل ﺍﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﻪ ﺘﺸﺭﺡ ﺴﺒﺏ ﻭﺠـﻭﺩﻩ‬ ‫ﺃﻭ ﺘﻔﺴﺭ ﻁﻘﻭﺱ ﻋﺒﺎﺩﺘﻪ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﻨﺸﺄﺕ ﻨﺸﺎﻩ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﺭﻑ ﺃﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﺴﺞ ﺨﻴﺎل ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ‪.‬‬

‫ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻵﻟﻬﺔ‬
‫ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻘﺴﻡ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺴﺒﻊ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﻭﻫﻰ‪:‬‬ ‫ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ‪ ،‬ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻷﺭﺽ‪ ،‬ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﺨﺼﺏ‪ ،‬ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺁﻟﻬﺔ ﻤـﺎ ﺘﺤـﺕ ﺍﻷﺭﺽ‪ ،‬ﺁﻟﻬـﺔ‬ ‫ﺍﻷﺴﻼﻑ ﻭ ﺍﻷﺒﻁﺎل‪ ،‬ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻻﻭﻟﻴﻤﺒﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ‪:‬‬

‫ﻜﺎﻥ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻷﻭل ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻴﺴﻤﻰ "ﻫﺯﻴﻭﺩ" ﺜﻡ ﺃﺼﺒﺢ ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺘﻐﻴﺭ ﺍﺴـﻤﻪ‬ ‫ﺇﻟﻰ "ﺃﻭﺭﺍﻨﻭﺱ" ﺜﻡ ﺘﻁﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻪ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻤﺭﺴل ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻭ ﻤﺴﻘﻁ ﺍﻟﻤﻁﺭ ﻭ ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺭﻋـﺩ‬ ‫ﺍﻹﻟﻪ "ﺯﻴﻭﺱ" ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻪ ﺍﻟﺸﻤﺱ "ﻫﻠﻴﻭﺱ" ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺸﺄﻥ ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ‬ ‫ﺤﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ "ﺃﺠﺎﻤﻤﻨﻭﻥ" ﺼﻠﻰ ﻟﻪ ﻭ ﺩﻋﺎ ﻟﻤﻌﻭﻨﺘﻪ‪ ،‬ﻭ ﻜﺎﺩ "ﺍﻨﻜﺴﺠﺭﺱ" ﺃﻥ ﻴﻔﻘﺩ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﺃﺜﻴﻨﺎ ﻷﻨﻪ ﻗﺎل ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﻟﻴﺴﺕ ﺍﻟﻪ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻜﺭﺓ ﻨﺎﺭ ﻟﻴﺱ ﺃﻜﺜﺭ ﺜﻡ ﺯﺍﻟﺕ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸـﻤﺱ‬ ‫ﺘﺩﺭﻴﺠﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﺨﺘﻔﺕ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ‪.‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪:‬ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻷﺭﺽ‪:‬‬
‫ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻲ ﻤﻭﻁﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻹﻟﻬﺔ‬ ‫"ﺠﺎﻴﺎ" ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﺠﺒﺕ ﺍﻟﻤﻁﺭ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻋﺎﻨﻘﻬﺎ "ﺃﻭﺭﺍﻨﻭﺱ" ﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﻜﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻨﺤﻭ ﺃﻟﻑ ﺍﻟﻪ ﺃﺨﺭ‬ ‫ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺘﺘﻔﺠﺭ ﻤﻥ "ﺠﺎﻴﺎ " ﻤﺜل ﻴﻨﺎﺒﻴﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ‪ ،‬ﻭ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﺭﻴﺢ ﻤﺜل‪:‬‬ ‫"ﺒﻭﺭﻴﺎﺱ‪ ،‬ﺯﻓﺭ‪ ،‬ﻨﻭﺘﺱ‪ ،‬ﻴﻭﺭﺱ" ﻭﺴﻴﺩﻫﻡ ﺠﻤﻴﻌﺎ "ﺇﻴﻭﺱ"‬ ‫ﻭﻜﺎﻥ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺭﻋﺎﺓ "ﺒﺎﻥ" ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺭﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺸﻘﻭﻕ ﺍﻟﻘﺩﻤﻴﻥ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻐﺎﺒﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻘﻁﻌﺎﻥ ﻭ ﻜﺎﻥ‬ ‫ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺨﺩﻤﺘﻬﻡ ﺠﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺒﺔ "ﺴﻴﻠﻴﻨﻲ" ﻭ ﻫﻲ ﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﻨﺼﻔﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻭﻱ ﺒﺸﺭﻯ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺴـﻔﻠﻰ‬ ‫ﻓﻌﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻤﺎﻋﺯ‪.‬‬

‫ﺜﺎﻟﺜﺎ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻹﺨﺼﺎﺏ‪:‬‬

‫ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻋﺠﺏ ﻗﻭﻱ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻫﻲ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﺘﻜﺎﺜﺭ ﻓﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺩ ﺃﻫل ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﺭﻤﺯﻱ‬ ‫ﺍﻹﺨﺼﺎﺏ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺭﺠل ﻭﺍﻟﻤﺭﺁﺓ ﺇﻟﻲ ﺠﺎﻨﺏ ﺨﺼﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﻭﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺩﻴـﺩ ﻤـﻥ ﺁﻟﻬـﺔ‬ ‫ﺍﻹﺨﺼﺎﺏ ﻤﺜل‪" :‬ﺩﻤﺘﺭ" ﻭ"ﺩﻴﻭﻨﻴﺴﻴﺱ" ﻭ"ﻫﺭﻤﺱ" ﻭ"ﺃﺭﺘﻤﻴﺱ" ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﻜﺭﺭ ﻅﻬـﻭﺭ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻻﺕ ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺘﺠﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻋﻴﺩ "ﺩﻴﻭﻨﻴﺸﻴﺎ" ﺤﻴـﺙ ﻜﺎﻨـﺕ ﺘﻘـﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ ﺇﻟﻲ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺜﻴﺭﺓ ﻟﻠﺠﻨﺱ‪ .‬ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻲ ﺠﺎﻨﺏ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻹﻟﻪ "ﺒﺭﻴـﺎﺒﻭﺱ"‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻟﺩ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺒﻴﻥ "ﺩﻴﻭﻨﻴﺴﻴﺱ" ﻭ"ﺃﻓﺭﺩﻴﺘﻲ"‪ .‬ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻘﺎﻡ ﻫـﺫﻩ ﺍﻻﺤﺘﻔـﺎﻻﺕ‬ ‫ﻟﺘﺴﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺴل ﻭ ﺍﻟﺘﻜﺎﺜﺭ‪.‬‬

‫‪٣‬‬

‫ﺭﺍﺒﻌﺎ‪:‬ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺘﺘﺨﺫ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺁﻟﻬﺔ ﻟﺘﻌﺒـﺩﻫﺎ ﺃﻤـﺎ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﻓﻠﻡ ﻴﻜﻥ ﺒﻬﺎ ﻤﺘﺴﻊ ﻟﻜﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺁﻟﻬﺔ ﺒل ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻨﺼﺎﻑ ﺁﻟﻬـﺔ ﺃﻭ ﻤﺠـﺭﺩ‬ ‫ﺭﻤﻭﺯ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻓﻤﺜﻼ‪" :‬ﻫﻴﺭﺍ" ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻤﺜل ﺒﻌﻴﻥ ﺒﻘﺭﺓ ﻓﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻲ ﺃﺴﺎﺴـﺎ ﺒﻘـﺭﺓ ﺜـﻡ‬ ‫ﺘﺤﻭﻟﺕ ﻹﻟﻪ‪ ،‬ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻹﻏﺭﻴﻕ ﻴﻘﺩﺴﻭﻥ ﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻴﺭ ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺭﻤﺯ ﻟﻺﺨﺼﺎﺏ ﻭ ﻜـﺎﻨﻭﺍ‬ ‫ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﻋﻴﺩﺍ ﻴﺴﻤﻰ "ﻋﻴﺩ ﺍﻟﺜﺴﻤﻭﻓﻭﺭﻴﺎ" ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﺩﺴﻭﻥ ﺍﻻﻓﺎﻋﻰ ﺇﻤﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨـﺕ‬ ‫ﺘﺭﻤﺯ ﻟﻁﻭل ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﺇﻨﻬﺎ ﺭﻭﺡ ﻤﻥ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺘﺨﺫﻭﻨﻬﺎ ﺤﺭﺍﺱ ﻟﻠﻬﻴﺎﻜل ﻭ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺒﺩ ﺤﺘﻰ ﺍﻨﻙ ﻗﺩ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻤﺎﺜﻴل ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﻤﻐﻁﺎﺓ ﺒﺎﻻﻓﺎﻋﻰ ﻤﺜل‪ :‬ﺘﻤﺎﺜﻴل ﺍﻵﻟﻬـﺔ‬ ‫"ﻫﺭﻤﺱ"‪" ،‬ﺍﺒﻭﻟﻭ"‪" ،‬ﺍﺴﻜﻠﺒﻴﻭﺱ"‪.‬‬

‫ﺨﺎﻤﺴﺎ‪:‬ﺁﻟﻬﺔ ﻤﺎ ﺘﺤﺕ ﺍﻷﺭﺽ‪:‬‬

‫ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻗﻭﺓ ﻭ ﺭﻋﺒﺎ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﻴﻥ ﻻ ﻴﻌﺒﺩﻭﻨﻬﺎ ﻨﻬﺎﺭﺍ ﻭﻻ ﻴﺤﺒﻭﻨﻬﺎ‬ ‫ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻌﺒﺩﻭﻨﻬﺎ ﻟﻴﻼ ﺍﺘﻘﺎﺀ ﻟﺸﺭﻫﺎ ﺍﺴﺘﺩﺭﺍﺭﺍ ﻟﻌﻁﻔﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻓﻲ ﺒـﺩﺍﻴﺘﻬﺎ ﻫـﻲ‬ ‫ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺘﻠﻬﺎ ﻭ ﻁﺭﺩﻫﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺁﻟﻬﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ‪:‬‬ ‫"ﻫﺎﺩﻴﺯ" ﻭ ﻫﻭ ﺭﺏ ﻤﺎ ﺘﺤﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻜﺎﻥ ﺃﺨﺎ ﻟـــ "ﺯﻴﻭﺱ" ﺜﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﻴﻥ ﺍﺴـﻤﻪ‬ ‫ﺇﻟﻰ "ﺒﻠﻭﺘﻭ" ﺍﻯ ﻭﺍﻫﺏ ﺍﻟﻭﻓﺭﺓ ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﺘﻘﺎﺀ ﻟﺸﺭﻩ ﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﺸﺩ ﺭﻫﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﻟﻬﻪ "ﻫﻜﺘـﻰ" ﻭ‬ ‫ﻜﺎﻨﺕ ﺭﻭﺡ ﺸﺭﻴﺭﺓ ﺘﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﻟﺘﺒﺙ ﺍﻟﺒﺅﺱ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ‪.‬‬

‫ﺴﺎﺩﺴﺎ‪:‬ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻷﺴﻼﻑ ﻭ ﺍﻷﺒﻁﺎل‪:‬‬

‫ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﻗـﺎﺩﺭﺓ ﺃﻥ ﺘﻬـﺏ‬ ‫ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭ ﺍﻟﺸﺭ ﻭ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﺩﻤﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﻗﺭﺍﺒﻴﻥ ﻭ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻨﻬﺎ ﻤﺜل ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﻴﺴﻴﻥ ﺤﺘﻰ ﺃﻨﻬـﻡ‬ ‫ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﻋﻴﺩﺍ ﻴﺴﻤﻰ "ﺍﻨﺜﺴﺘﺭﻴﺎ"‪.‬‬ ‫ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺒﻁﺎل ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻁل ﺇﻤﺎ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻋﺎﺩﻯ ﻗﺩ ﺤل ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻟﻪ‬ ‫ﻓﺎﺴﺘﺤﺎل ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻪ ﻤﺜﻠﻪ ﺃﻭ ﺇﻨﻪ ﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﺘﺼﺎل ﺠﻨﺴﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﻭ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﺒﺸﺭﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻓﻌل‬ ‫" ﺯﻴﻭﺱ " ﻤﻊ "ﺃﻜﻤﻴﻨﺎ" ﻓﻭﻟﺩﺕ " ﻫﺭﻗل " ﻭ ﻜﺎﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺭﻑ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﻥ ﻴﻨﺴﺒﻭﻥ ﺃﺼﻭﻟﻬﻡ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺒﻁﺎل ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻶﻟﻬﺔ‪.‬‬

‫ﺴﺎﺒﻌﺎ‪ :‬ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻻﻭﻟﻴﻤﺒﻴﺔ‪:‬‬

‫ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻫﻲ ﺍﺸﻬﺭ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ ﻓﻲ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭ ﺍﻏﻠﺏ ﺍﻟﻅﻥ ﺃﻥ ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺠﺎﺀﺕ ﻤﻊ "ﺍﻟﻤﻭﻜﻴﻨﻴﻥ" ﻭ " ﺍﻟـﺩﻭﺭﻴﻴﻥ" ﻭ ﻫﺯﻤﺕ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ ﻭ ﺁﻟﻬﺔ "ﻫـﺎﺩﻴﺯ" ﻭ‬ ‫ﺠﻌﻠﺘﻬﻡ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺨﺩﺍﻡ ﻟﻬﺎ ﻭ ﺤل "ﺯﻴﻭﺱ" ﻤﺤل "ﺠﺎﻴﺎ" ﻭ ﺃﺼﺒﺢ ﻜﺒﻴـﺭﺍ ﻟﻶﻟﻬـﺔ ﺃﻤـﺎ ﺍﻵﻟﻬـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﻬﺯﻭﻤﺔ ﺒﻘﻴﺕ ﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﻶﻟﻬﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﺘﻨﻔﺫ ﺃﻭﺍﻤﺭﻫﺎ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻅﻠﺕ ﻤﺤل ﺘﺒﺠﻴـل ﻋﺎﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺃﻤﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻻﻭﻟﻴﻤﺒﻴﺔ ﻓﻜﺎﻨﺕ ﻗﺎﺼﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺸﺭﺍﻑ‪.‬‬ ‫ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﺘﺤﺎﺩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺒﺎﻻﻭﻟﻴﻤﺒﻴﺔ – ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨـﺕ ﺍﻟﻤـﺩﻥ‬ ‫ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺘﺘﺤﺩ ﺒﺒﻌﻀﻬﺎ – ﻓﺨﻀﻌﺕ ﺍﻟﺠﻨﻴﺎﺕ ﻟــ "ﺩﻴﻭﻨﻴﺴﻴﺱ" ﻭﺨﻀﻌﺕ ﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤـﺭ‬ ‫ﻟـــ "ﺒﻭﺴﻴﺩﻥ"‪.‬‬

‫‪٤‬‬

‫) ﻋﺎﺌﻠﺔ ﺯﻴـــﻭﺱ(‬
‫ﻜﺎﻥ " ﺯﻴﻭﺱ " ﻜﺒﻴﺭ ﻟﻶﻟﻬﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺨﻠﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﻟﻡ ﻴﺨﻠـﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺇﻨﻤـﺎ ﻜﺎﻨـﺕ‬ ‫ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺩ ﻭﺠﺩﻭﺍ ﻗﺒل ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻭ ﺒﻤﺎ ﺃﻥ " ﺯﻴﻭﺱ " ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺨﺎﻟﻕ ﻟﻺﻨﺴـﺎﻥ‬ ‫ﻓﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻴﺤﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﻴﺘﺯﻭﺝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﻡ‪.‬‬ ‫ﻭ ﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺤﺒﻪ ﺍﻷﻭل " ﺩﻴﻭﻨﻲ" ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ " ﺍﺒﻴﺭﻭﺱ " ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺘﺭﻜﻬﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺫﻫـﺏ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺠﺒل ﺍﻻﻭﻟﻴﻤﺏ‪.‬‬ ‫ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﺯﻭﺝ ﻤﻥ " ﻤﺘﻴﺱ" ﻭ ﺤﺩﺙ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺨﻼﻑ ﺒﺴﺒﺏ ﺃﻥ "ﺯﻴـﻭﺱ " ﺘﺨﻴـل ﺃﻥ ﺃﺒﻨـﺎﺀ‬ ‫"ﻤﺘﻴﺱ" ﺇﻟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺴﻭﻑ ﻴﺴﺘﻭﻟﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻓﺎﺒﺘﻠﻌﻬﺎ ﻭ ﺃﻨﺠﺒﺕ " ﺃﺜﻴﻨـﺎ " ﻓـﻲ ﺠﻭﻓـﻪ‬ ‫ﻓﺼﺎﺭﺕ " ﺃﺜﻴﻨﺎ " ﺘﺤﻤل ﺼﻔﺘﻲ " ﺯﻴﻭﺱ " ﻭ " ﻤﺘﻴﺱ "‪.‬‬ ‫ﺜﻡ ﺸﻌﺭ ﺒﺎﻟﻭﺤﺩﺓ ﻓﺘﺯﻭﺝ " ﺜﻤﻴﺱ " ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﺠﺒﺕ ﻟﻪ " ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﺜﻨﻰ ﻋﺸﺭ " ﻭ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺘﺯﻭﺝ‬ ‫"ﻴﻭﺭﻴﻨﻭﻡ " ﻭ ﺃﻨﺠﺒﺕ ﻟﻪ "ﺭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻠﻁﻑ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ " ﻭ ﺒﻌﺩﻫﻡ " ﻨﻤﻭﺴﻴﻨﻰ " ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺩﺕ ﻟﻪ "ﺭﺒﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ " ﻭ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺘﺯﻭﺝ " ﻟﻴﺘﻭ " ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺩﺕ " ﺃﺒﻭﻟﻠﻭ " ﻭ " ﺍﺭﺘﻤﻴﺱ " ﺜﻡ ﺘﺯﻭﺝ ﻤﻥ‬ ‫ﺃﺨﺘﻪ " ﺩﻤﺘﺭ " ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﺠﺒﺕ ﻟﻪ " ﺒﺭﺴﻔﻭﻨﻰ"‪.‬‬ ‫ﻭ ﺃﺨﻴﺭﺍ ﺘﺯﻭﺝ ﻤﻥ ﺃﺨﺘﻪ " ﻫﻴﺭﺍ " ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﺠﺒﺕ ﻟﻪ " ﻫﻴﺒﻰ " ﻭ " ﺍﻴﺭﻴﺱ" ﻭ " ﻫﻔﺴـﺘﻭﺱ " ﻭ‬ ‫"ﺍﻟﻴﺜﻴﺎ " ﻭ ﻟﻜﻥ ﺤﺩﺙ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻤﺸﺎﻜل ﺒﺴﺒﺏ ﺤﺏ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟـــ " ﻫﻴﺭﺍ " ﺍﻜﺜﺭ ﻤﻥ " ﺯﻴﻭﺱ "‬ ‫ﻓﻔﻜﺭ ﺃﻥ ﻴﻌﺎﻗﺒﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻨﻪ ﻭﺠﺩ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻴﺴﺭ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻪ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻴﺘﺯﻭﺝ ﻤﻥ ﺍﻵﺩﻤﻴﻴﻥ ﻓﺘﻜﻭﻥ‬ ‫ﺃﻭﻟﻰ ﺯﻭﺠﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻵﺩﻤﻴﻴﻥ " ﻨﻴﻭﺒﻰ " ﻭ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﺨﺭﻫﻡ " ﺍﻟﻜﻤﻴﻨﺎ " – ﻭﺍﻟﺩﺓ " ﻫﺭﻗل " – ﻭﻫﻰ‬ ‫ﺤﻔﻴﺩﺓ "ﻨﻴﻭﺒﻰ " ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴل ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‪.‬‬

‫ﺒﻭﺴﻴﺩﻥ‪:‬‬
‫ﻜﺎﻥ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﻯ ﻤﻥ ﻤﻤﻠﻜﺘﻪ ﺃﻨﻪ ﻨﺩ ﻟــ " ﺯﻴﻭﺱ " ﺃﺨﻭﻩ ﻓﻠﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻌﺒـﺩﻩ ﺃﻫـل‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺤل ﻓﺤﺴﺏ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺒﺩﻩ ﺃﻴﻀﺎ ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻓﻘﻁ‬ ‫ﺒل ﺍﻷﻨﻬﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻴﻨﺎﺒﻴﻊ ﻭ ﺍﻟﺠﺩﺍﻭل ﻭ ﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻟﺯﻻﺯل ﻭ ﺍﻟﻤﺩ ﻭ ﺍﻟﺠﺫﺭ‪.‬‬

‫ﺃﺒــﻨــﺎﺀ ﺯﻴـــــﻭﺱ‬

‫ﺃﺜﻴﻨﺎ‪:‬‬
‫ﺤﻴﻥ ﻭﻟﺩﺕ "ﺃﺜﻴﻨﺎ " ﻜﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﻤﻥ ﺭﺃﺱ " ﺯﻴﻭﺱ " ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺇﻟﻬـﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤـﺔ ﻭ ﺃﺼـﺒﺤﺕ‬ ‫ﺠﺩﻴﺭﺓ ﺒﺎﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻌﺒﻭﺩﺓ ﻤﺩﻴﻨﺔ " ﺃﺜﻴﻨﺎ " ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻹﺸﻌﺎﻉ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭ ﻗـﺩ‬ ‫ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺒﻌﺙ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺍﻟﺤﻤﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ‪.‬‬

‫ﺃﺒﻭﻟﻠﻭ‪:‬‬
‫ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺒﺎﺩﺓ " ﺃﺒﻭﻟﻠﻭ " ﺃﻭﺴﻊ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺃﺨﺘﻪ " ﺃﺜﻴﻨﺎ " ﻭ ﻜﺎﻥ " ﺃﺒﻭﻟﻠـﻭ " ﻫـﻭ ﺇﻟـﻪ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﺍﻟﻔﻥ ﻭ ﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭ ﻜﺎﻥ ﺃﻗﺩﺱ ﻤﻥ ﻴﻨﺯل ﺍﻟـﻭﺤﻲ ﻭ ﻜـﺎﻥ ﺇﻟـﻪ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺎﺼﻴل‪.‬‬

‫‪٥‬‬

‫ﺃﺭﺘﻤﻴﺱ‪:‬‬
‫ﻜﺎﻨﺕ " ﺍﺭﺘﻤﻴﺱ " ﺇﻟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺍﻟﻤﻨﻬﻤﻜﺔ ﻓﻲ ﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﻐﺎﺒﺔ ﻤﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺘﺭﻙ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻟﺤﺏ‬ ‫ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻭ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ " ﺃﺒﻭﻟﻠﻭ " ﺍﻟﻤﺜل ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻜﺎﻨﺕ " ﺃﺭﺘﻤﻴﺱ " ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺜـل‬ ‫ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﻭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺴﻡ‪ ،‬ﺭﺸﻴﻘﺔ‪ .‬ﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻴﺩﻋﻭﻨﻬﺎ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟـﻭﻻﺩﺓ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺇﻟﻬﺔ ﺍﻷﻤﻭﻤﺔ ﻭ ﺍﻹﺨﺼﺎﺏ‪.‬‬

‫ﻫﻔﺴﺘﻭﺱ‪:‬‬
‫ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻪ ﺃﺸﺒﻪ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﺒﻥ ﻟـــ " ﻫﻴﺭﺍ " ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻬﺎ ﻏﺎﺭﺕ ﻤـﻥ "‬ ‫ﺯﻴﻭﺱ " ﻷﻨﻪ ﺃﻨﺠﺏ " ﺃﺜﻴﻨﺎ " ﺒﺩﻭﻥ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻓﻘﺭﺭﺕ ﺃﻥ ﺘﻨﺠﺏ ﻫﻲ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺒـﺩﻭﻥ ﺭﺠـل ﻭ‬ ‫ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻭﺠﺩﺘﻪ ﻗﺒﻴﺢ ﺍﻟﻤﻨﻅﺭ‪ ،‬ﻀﻌﻴﻑ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﻓﺄﻟﻘﺕ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒل ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺭﻑ ﻁﺭﻴـﻕ‬ ‫ﻋﻭﺩﺘﻪ ﻭ ﺃﻨﺸﺄ ﻟﻶﻟﻬﺔ ﺍﻟﻘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺴﻜﻨﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﻜﻥ ﻷﻤﻪ ﻜـل ﺍﻟﺤـﺏ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻤﻌﻪ ﺤﺘﻰ ﺃﻨﻪ ﻭﻗﻑ ﻤﻌﻬﺎ ﻀﺩ " ﺯﻴﻭﺱ " ﻓﺄﻤﺴﻙ " ﺯﻴﻭﺱ " ﺒﺴﺎﻗﻪ ﻭ ﻗﺫﻓﻬﺎ‬ ‫ﻤﻥ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﺠﺒل ﻭ ﺃﺴﺘﻐﺭﻕ " ﻫﻔﺴﺘﻭﺱ " ﻴﻭﻡ ﻜﺎﻤل ﻟﻠﻨﺯﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺒل ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺴـﺎﻗﻪ ﻭ‬ ‫ﺭﻏﻡ ﻋﺭﺠﻪ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺃﺼﺒﺢ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﺭﻑ ﻓﻲ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ‪.‬‬ ‫ﻭ ﺘﺭﻭﻯ ﺍﻷﺴﺎﻁﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﺘﺯﻭﺝ ﻤﻥ " ﺍﻓﺭﺩﻴﺘﻰ " ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺨﺎﻨﺘﻪ ﻤـﻊ "ﺍﻴـﺭﻴﺱ" ﺍﻟـﻪ‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﺼﻨﻊ ﻟﻬﻡ ﺸﺭﻙ ﻭ ﺴﺎﻗﻬﻡ ﻤﻜﺒﻠﻴﻥ ﻟﻶﻟﻬﺔ ﻟﻴﺤﻜﻤﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻡ‪.‬‬

‫ﺍﻴﺭﻴﺱ‪:‬‬
‫ﻜﺎﻥ ﺇﻴﺭﻴﺱ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻤﺘﺎﺯ ﺒﺎﻟﺫﻜﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻫﺎﺀ ﺤﺘﻰ ﺃﻥ ﻤﻔﺎﺘﻥ " ﺃﻓﺭﺩﻴﺘﻰ " ﻟﻡ‬ ‫ﺘﻜﻥ ﺘﺜﻴﺭ ﺸﻬﻭﺘﻪ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺜﻴﺭﻩ ﺘﻘﺒﻴﻠﻬﺎ ﻭ ﻗﺩ ﻟﻘﺏ ﺒﺄﻨﻪ ﻨﻘﻤﺔ ﻗﺩ ﺼﺒﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸـﺭ ﺒﺴـﺒﺏ‬ ‫ﺸﺭﻩ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺤﺘﻰ ﺃﻥ ﺸﺭﻩ ﻫﺫﺍ ﺠﻌل " ﺃﺜﻴﻨﺎ " ﺘﻠﻘﻴﻪ ﺒﻀﺭﺒﻪ ﺤﺠﺭ ﻤﻥ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﺠﺒل ﻟﻤﺎ ﺴـﻘﻁ‬ ‫ﻏﻁﻰ ﻤﺴﺎﺤﻪ ﺴﺒﻌﺔ ﺃﻓﺩﻨﺔ‪.‬‬

‫ﻫﺭﻤﺱ‪:‬‬
‫ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻪ ﻓﻲ ﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﻤﺭ ﺤﺠﺭ ﺜﻡ ﺘﻁﻭﺭ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺍﻟﺴﺎﻜﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﻀـﻊ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺭ ﺜﻡ ﺼﺎﺭ ﺇﻟﻪ ﻟﻠﺤﺩﻭﺩ ﻭﻜﺎﻥ ﺭﻤﺯﻩ ﻫﻭ ﻗﻀﻴﺏ ﺍﻟﺭﺠل ﻭﻜﺎﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭﻴﻥ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﺤﻅ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺜﻡ ﺃﺼﺒﺢ ﻤﺨﺘﺭﻉ ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻴﻥ ﻭ ﺤﺎﺭﺴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨـﺏ ﺃﻨـﻪ ﻜـﺎﻥ ﺭﺍﻋـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻠﺼﻭﺹ ﻭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﺴﻴﻥ ﻭ ﻜﺎﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﺤﺎﻤﻼ ﻟﻠﺭﺴﺎﺌل ﺒﻴﻥ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺃﻨـﻪ ﺃﺘﺨـﺫ‬ ‫ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﺍﻟﺭﺸﻴﻕ ﺴﺭﻴﻊ ﺍﻟﻌﺩﻭ‪.‬‬

‫‪٦‬‬

‫ﺍﻓﺭﺩﻴﺘﻰ‪:‬‬
‫ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﻁﻥ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ " ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﺩﻨﻰ " ﺜﻡ ﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﺇﻟﻰ "ﻗﺒﺭﺹ " ﺜﻡ ﺇﻟﻲ " ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ "‬ ‫ﻭ ﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺇﻟﻬﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﻭ ﺍﻟﺤﺏ ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻬﺎ ﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﺘﻭﺍﻟﺩ ﻭ ﺍﻹﺨﺼﺎﺏ ﺜﻡ ﺘﻁـﻭﺭﺕ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺔ ﺍﻟﻠﺫﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﻋﺒﺩﻫﺎ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﺼﻭﺭ‪:‬‬ ‫"ﺃﻓﺭﺩﻴﺘﻰ ﺍﻭﺭﺍﻨﻴﺎ"‪ :‬ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺭﺒﺔ ﺍﻟﺤﺏ ﺍﻟﻌﺫﺭﻱ‪ " ،‬ﺍﻓﺭﺩﻴﺘﻰ ﺒﻨﺩﻤﺱ"‪ :‬ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻬـﺔ ﺍﻟﺤـﺏ‬ ‫ﺍﻟﺩﻨﺱ‪" ،‬ﺍﻓﺭﺩﻴﺘﻰ ﻜﻠﻴﺒﻴﺠﻭﺱ"‪ :‬ﺭﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل‪.‬‬ ‫ﻭ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻌﻴﺩﻭﺍ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻭل ﺸﻬﺭ ﺇﺒﺭﻴل ﺒــ "ﻋﻴﺩ ﺍﻻﻓﺭﻴﺩﻴﺴﻴﺎ " ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺒـﺎﺡ ﻓﻴـﻪ‬ ‫ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻻﺨﺘﻼﻁ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ‪.‬‬

‫ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ‪:‬‬
‫ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺃﻗل ﺸﺄﻥ ﻋﻠﻰ ﺠﺒل ﺍﻻﻭﻟﻴﻤﺏ ﻭ ﻤﻨﻬﺎ‪:‬‬ ‫" ﻫﻴﺴﺘﻴﺎ "‪ :‬ﺇﻟﻬﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ‪ " ،‬ﻫﻴﺒﻰ "‪ :‬ﺇﻟﻬﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‪ " ،‬ﺇﻟﻴﺜﻴﺎ "‪ :‬ﻤﻌﻴﻨـﺔ ﺍﻟﻨﺴـﺎﺀ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﻭﻀﻊ‪ " ،‬ﺩﻴﻜﻰ "‪ :‬ﺇﻟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ‪ " ،‬ﺘﻴﻜﻰ "‪ :‬ﺇﻟﻬﺔ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ‪ " ،‬ﻫﺒﻨﻭﺱ "‪ :‬ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻨﻭﻡ‪" ،‬ﺜﻨﺎﻁﻭﺱ‬ ‫"‪ :‬ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻤﻭﺕ‪ " ،‬ﺃﻨﻴﺭﻭﺱ "‪ :‬ﺇﻟﻪ ﺍﻷﺤﻼﻡ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﻡ‪......‬‬

‫ﺭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ‪:‬‬

‫ﻭ ﻫﻡ " ﻜﻠﻴﻭ "‪ :‬ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ‪ " ،‬ﻴﻭﺘﺭﺒﻰ "‪ :‬ﻟﻠﺸﻌﺭ‪ " ،‬ﺜﺎﻟﻴﺎ "‪ :‬ﻟﻠﻤﺴﺭﺡ‪ " ،‬ﻟﻴﻭﻤﻴﻨﻰ "‪ :‬ﻟﻠﻤﺄﺴـﺎﺓ‪" ،‬‬ ‫ﺘﺭﺒﺴﻜﻭﺭﻯ "‪ :‬ﻟﻠﺭﻗﺹ ﻭ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ‪ " ،‬ﺇﻴﺭﺍﺘﻭ "‪ :‬ﻟﻠﻐﺯل‪ " ،‬ﺒﻭﺭﻤﻴﻨﻴﺎ "‪ :‬ﻟﻠﺘـﺭﺍﻨﻴﻡ‪ " ،‬ﺃﻭﺭﺍﻨﻴـﺎ"‪:‬‬ ‫ﻟﻠﻔﻠﻙ‪ " ،‬ﻜﻠﻴﻭﺒﻰ "‪ :‬ﻟﻠﺸﻌﺭ ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﻲ‪.‬‬

‫ﺩﻴﻭﻨﺴﻴﺱ‪:‬‬
‫ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻪ ﺃﺤﺏ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻘﺒل ﺒﻴﻥ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻻﻭﻟﻴﻤﺏ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﺨﺭ ﺃﻴﺎﻤـﻪ ﻭ‬ ‫ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺨﺼﺏ ﺜﻡ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺸﻜﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺼﺎﺭ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻭ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻟﻪ ﻴﺴـﻤﻰ‬ ‫"ﺯﺠﺭﻴﻭﺱ" ﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﺤﺏ ﺇﻟﻰ "ﺯﻴﻭﺱ" ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺌﻪ ﻓﺤﺴﺩﺘﻪ "ﻫﻴﺭﺍ" ﻭﺃﻏﺭﺕ ﺍﻟﺠﺒـﺎﺒﺭﺓ ﺒﻘﺘﻠـﻪ‬ ‫ﻓﺒﺩﻟﻭﻩ "ﺯﻴﻭﺱ" ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺜﻭﺭ ﻟﻴﺨﻔﻴﻪ ﻋﻥ ﺍﻷﻨﻅﺎﺭ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺠﺒﺎﺒﺭﺓ ﻗﺒﻀﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻗﻁﻌـﻭﺍ‬ ‫ﺠﺴﻤﻪ ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺸﺎﺀ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺃﻥ ﺘﺄﺨﺫ "ﺃﺜﻴﻨﺎ" ﻗﻠﺒﻪ ﺇﻟﻰ " ﺯﻴﻭﺱ" ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻁﻴﻪ ﺇﻟﻰ "ﺴﻤﻴﻠﻰ" ﻓﺘﺤﺒل‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻭﺘﻠﺩﻩ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻭ ﺴﻤﻲ ﺒﻌﺩ ﻤﻭﻟﺩﻩ " ﺩﻴﻭﻨﺴﻴﺱ"‪.‬‬ ‫ﻭ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﻘﻭﺱ ﺍﻟﻤﺼﺎﺤﺒﺔ ﻟﻌﻴﺩﻩ ﻓﻲ ﺃﻭل ﺍﻟﺭﺒﻴﻊ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻴﺼـﻌﺩﻥ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻼل ﺤﻴﻥ ﺘﺯﻫﺭ ﺍﻟﻜﺭﻭﻡ ﻭ ﻴﻘﻀﻴﻥ ﻴﻭﻤﻴﻥ ﻴﺸﺭﺒﻥ ﻓﻴﻬﻡ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻭ ﻜﻥ ﻴﻨﺩﺒﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺘﻪ‬ ‫ﻭ ﻴﺘﻠﻴﻥ ﻗﺼﺘﻪ ﺜﻡ ﻜﻥ ﻴﻤﺴﻜﻥ ﺇﻤﺎ ﺒﻤﺎﻋﺯ ﺃﻭ ﺜﻭﺭ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺭﺠل ﻴﺘﺨﻴﻠﻥ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﻗﺩ ﺘﻘﻤﺼﻪ ﻭ‬ ‫ﻴﻘﻁﻌﻨﻪ ﻭ ﻴﺄﻜﻠﻥ ﻟﺤﻤﻪ ﻭ ﻴﺸﺭﺒﻥ ﺩﻤﻪ ﻤﺘﺨﻴﻼﺕ ﺃﻥ ﺍﻹﻟﻪ ﺴﻴﻠﺒﺴﻬﻥ‪.‬‬

‫‪٧‬‬

‫ﺨــــﺘــــﺎﻤــــــــﺎ‪:‬‬
‫ﻭ ﺒﻌﺩ ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﺸﻬﺭ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﻴﺘﺭﺍﻤﻰ ﻟﻸﺫﻫﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﻜﺎﻨـﺕ ﺩﻴﺎﻨـﺔ‬ ‫ﻤﺠﺭﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﺒل ﻫﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺎﻁﻴﺭ ﻭ ﺍﻟﺴﺤﺭ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺩﻤﺜﺔ ﻭ ﺍﻟﻁﻘﻭﺱ‬ ‫ﺍﻟﻤﺜﻴﺭﺓ ﻟﻠﺸﻬﻭﺓ‪.‬‬ ‫ﻭﻟﻜﻥ ﺭﻏﻡ ﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺸﻤﻌﺔ ﻤﻀﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻅﻼﻡ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺘﻌـﻴﻥ ﻋـل‬ ‫ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺔ ﻏﺎﻤﻀﺔ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻐﻀﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﻴﺭ ﻭ ﺘﺤﻤﻰ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ‬ ‫ﻭ ﺘﺴﺘﺠﻴﺏ ﻟﻠﺩﺍﻋﻲ ﻭ ﺘﻨﺘﻘﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺭ‪.‬‬ ‫ﻭ ﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺘﻠﻘﻰ ﺒﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺩﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﻴﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﻟـﺩ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺘﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ﺤﺘﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﻅﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﻷﻫـل ﺍﻟﻴﻭﻨـﺎﻥ ﻭ‬ ‫ﺘﻘﻭﻯ ﻤﻥ ﺘﺭﺍﺒﻁﻬﻡ ﺭﻏﻡ ﻋﺩﻡ ﻭﺤﺩﺘﻬﻡ‪.‬‬

‫‪-------------------------------‬‬‫‪----------------------------‬‬‫ﺍﻟــﻤﺭﺠــــــﻊ‬ ‫ﻜﺘﺎﺏ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل‬ ‫)ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ (‬

‫ﺍﻟﻜـﺎﺘــﺏ‬ ‫ﻤﺤﻤﺩ ﺒﺩﺭﺍﻥ‬

‫‪-------------------------------‬‬‫‪-----------------------------‬‬