Professional Documents
Culture Documents
حان الآن عصر القلق - الغاوون الشعرية العدد17 تموز 2009
حان الآن عصر القلق - الغاوون الشعرية العدد17 تموز 2009
حان الآن عصر القلق - الغاوون الشعرية العدد17 تموز 2009
لما ت ّم تجاوزه في مجال النقد والدرا�سة ُيفتر�ض فيه �أن��ه ق�ضايا خا�صة بالتدري�س ق�ب��ل �سن َتين م��ن الآن ظ�ه��ر �إلى في ُبقعة مُهملة هناك َ�ص ْمتٌ ، ول���د وي�����س��ت��ان ه��ي��و �أودن،
الأدب � �ي ��ة ،ح �ي��ث ُي �ح �ي��ي ت� � ��ودوروف الكثير على عموم الأدب ،وهو �شيء ال ي�ستقيم �أبداً ال��وج��ود كتاب "الأدب في خطر" ُ
بيانو يعزف و�صوت كظيم يت�س ّرب من طبله ث ّمة كالب تقبل على الحياة على طريقتها الإنكليزي المولد الأميركي
م��ن ال�ت���ص� ّورات ف��ي علم ال�ج�م��ال كم�س�ألة فكل مجال في نظر عبد الرحيم ج�ي��رانّ ، لتزيفتان ت � ��ودوروف ،وق��د القى �أح�ضروا التابوت �إلى هنا ،و�أقيموا الحِ ـداد� .أي�ضاً، الجن�سية ،في ي��ورك ب�إنكلترا
ربط الأدب بالتاريخ ،في ا�ستعادة مك�شوفة بالن�سبة �إليه له خ�صو�صية مع ّينة ال يمكن ه ��ذا ال �ك �ت��اب ب �� �س��رع��ة م �ك��ان �اً له وث ّمة َف َر ٌ�س يع ّذبها ج ّ
الدها
لتقليد فرن�سي قديم" :ال يتع ّلق ما ي�سوقه غ�ض الطرف عنها .ويمكن القول �إن وراء ّ ف��ي المكتبات العامة والخا�صة ،ومكتبات اجعلوا الطائرات تحوم فوق ر�ؤو�سنا وتنوح تترك حداها
العام .1907انتقل �إلى برمنغهام خالل
ت� ��ودوروف م��ن ح�ج��ج -ع�ل��ى م�ستوى علم كتاب ت��ودوروف ت�صفية ح�ساب ما مع نوع ال�م�ث�ق�ف�ي��ن وال �ن � ّق��اد ال��ذي��ن ق��اب �ل��وه بكثير م�غ� ّب���ش� ًة �صفحة ال���س�م�ـ��اء ب��ر��س��ال��ة" :لقـد �أث َر البراءة على الع�شب. مرحلة الطفولة ،وتل ّقى تعليمه في
الجمال بق�ضايا �أب�ستيمولوجية ،بل يعمد من الأدب قبل �أن يكون ت�صفية ح�ساب مع من اال�ستح�سان ،بل االنبهار لدى البع�ض مــات". �أوك�سفورد .ت�أ ّثر في �شبابه ب�شعر توما�س
فقط �إلى جرد ما هو معروف ومتداول في نوع من النقد. منهم ،ما جعل منه كتاب ال�سنة فور �صدوره وعلى �أع�ن��اقِ الحمام الأبي�ض ارب�ط��وا �شارة ف��ي �إك��ارو���س ب��روغ�ي��ل ،على �سبيل المثال: ه��اردي وروب���رت فرو�ست ،ف�ض ًال عن
العديد من المظان ،وربما كان ما يطرحه طبيعة كتاب جيران �سجالية قائمة على و�ضع في كثير من الأقطار العربية وغيرها .غير كيف يتوارى ك ّل �شيء الحداد، وليام بليك� ،إيميلي ديكين�سون ،جيرارد
تودوروف في هذا الباب م�صوغاً بدقة � ّ
أقل الحجة ،للبرهنة على تهافت الحجة مقابل ّ ّ �أن المنجز ال�ن�ق��دي ه��ذه ال�سنة الثقافية ّ
دعوا َر ُجل المرور يلب�س قفازات من القطن وي�ضيع على مهل من الكارثة؛ مانلي هوبكنز وكذلك ال�شعر الملحمي
�إت�ق��ان�اً وح��رف��ة مما ه��و م��وج��ود ف��ي الكثير كثير من الق�ضايا التي يح�سم تودوروف في حمل �إلينا كتاباً محاججاً بعنوان "�إدانة ال�ف�لاح ك��ان ق��د �سمع �صفعة ال �م��اء ،البكاء الأ�سود.
من الكتب التي تتناول مو�ضوع علم الجمال �صحتها .هذا �إلى جانب ما يتم ّيز به كتاب ّ الأدب" لعبد الرحيم جيران ،وكما ال يخفى الإنكليزي القديم .بد�أ نبوغه ال�شعري
المهجور، يت�ضح عندما كان في �أوك�سفورد ،ومن
تدلبالدر�س والتحليل" .ومن الأمور التي ّ تودوروف من عودة �إلى فكر الو�صايا؛ حيث على القارئ فقد ت�شاطر الكتابان �ش ّقاً من ال ذريعاً؛
لكن بالن�سبة �إليه لم يكن ذلك ف�ش ً لقد كان �شمالي ،جنوبي،
ع�ل��ى م��ا ي�س ّميه ج �ي��ران "نفخ الروح"... ال�ط��اب��ع ال��وع�ظ��ي يطغى ع�ل�ي��ه ،وه��و �شيء العنوان" :الأدب" ،غير �أن ت��ودوروف ي�ضع ال�شم�س مُ�ضيئة كان �شرقي وغربي،
هناك كوّن �صداقات ا�ستمرّت مدى حياته
نذكر �إع��ادة االعتبار �إلى م�س�ألة ربط �صلة "يع ّبر عن عودة �إلى منطق الر�أي الذي ال الأدب ف��ي م��وق��ف ح��رج �إذ ي��راه م �ه �دَّداً في كما هي كذلك ت�ضيء �أقداماً بي�ضاء تختفي كان �أ�سبوع عملي و�إجازة الأحد مع اث َنين من الك ّتاب هما� :ستيفن �سبندر
الأدب بالواقع التي ت�شير �إلى ما تم ّيزت به ي�ستند �إل��ى الحكم العقالني" .يقف كتاب وجوده ،بينما كتاب جيران يعتبر ذلك �إدانة في ُخ�ضرة كان ليلي ،منت�صف ليلي، وكري�ستوفر �إي�شرودز� .أ�صدر مجموعته
المدر�سة الواقعية في النظر �إلى الأدب. "�إدانة الأدب" لدى الكثير من المغالطات بما يحمله هذا النعت من �إحالة على معجم الماء� ،أ ّما ال�سفينة الناعمة ال ُمترفة فكانت حديثي و�أغنيتي ال�شعرية الأولى "ق�صائد" العام 1928
كل من يطلع على كتاب "الأدب يتو ّلد لدى ّ الكامنة خلف كتاب تودوروف ،والتي ت�سيء ال�ق��ان��ون ح�ي��ث ي�ت�ب��ادر �إل ��ى ال��ذه��ن مفهوم
مهدّد" ذلك الإح�سا�س بما ير ّوج حالياً من �إل��ى م��ا ُع��رف ب��ه ه��ذا الناقد ف��ي ج� ّ�ل كتبه ال�م�ح��اك�م��ة؛ وب��ال�ت��ال��ي م��ا الق ��اه الأدب في لطالما ظننت �أن ال�ح� ّ�ب يبقى �إل��ى الأبد ،قد �شهدت في طبعة خا�صة ،ثم في طبعة �شعبية
ومقاالته من د ّقة في تناول ق�ضايا الأدب؛ ت��اري�خ��ه م��ن محاكمات لن�صو�ص اع ُتبرت �سليمان الحقيوي ال، �شيئاً مذه ً لكنني كنت مخطئاً. تحت اال�سم نف�سه وباختالف المحتوى ترجمة� :شريف ال�شهراني
ثقافة تب�سيطية ت�سعى �إل��ى االنحناء �أمام
ق� � ّوة ال�ت�ق�ن�ي��ة ،ول��و ع�ل��ى ح���س��اب متطلبات الأمر الذي دفع جيران �إلى ا ّتهام تودوروف مخ ّل ًة بالأخالق العامة .وبالفعل نكاد نلم�س �صبياً ي�سقط من ال�سماء، العام ،1930ومنذ ذلك التاريخ �أ�سّ �س
الأدب والفن .وهذا ما �أراد جيران الإ�شارة بالر ّدة في مقاربته الجديدة ل�ش�ؤون الأدب. في كتاب ت ��ودوروف ه��ذا ال�ن��زوع المعياري، لديه مكان ما ليذهب �إليه ،و ُتبحر هي في النجوم لم ت ُعد مرغوب ًة الآن، بتقنياته ال�شعرية غير الم�سبوقة ال�صوت
�إليه ،حيث ن ّبه �إلى ما تفر�ضه اليوم ثقافة ي�ؤاخذ جيران منذ البداية ت��ودوروف حين و�إن ك� ��ان ذل� ��ك ال ي �� �ص��در ع �ن��ه ع �ل��ى نحو �سالم. ف ّرقوا كل واحدة عن الأخرى القيادي للجيل ال�شعري الجديد .يتفرّد
ال��و��س��ائ��ط م��ن ت��أث�ي��ر ف��ي ال� ��ذوق وتجعله يقت�صر في ا�ست�شهاده على مف ّكري ع�صر �صريح ،وخ�صو�صاً حين يهاجم �أدب الأنانة �شعر �أودن ،كما يقول الن ّقاد ،ببراعة
يف�ضل ما هو �سهل وفي المتناول .ولدعم ّ الأن��وار ،في مقابل �إق�صائه عدداً مهماً من (التخييل الذاتي) والأدب العدمي والأدب وتقنية فنية غير اعتيادية وقدرة على
وجهة نظره هذه ي�شير جيران �إل��ى ما ن ّبه ال�ف�لا��س�ف��ة ال��ذي��ن اه �ت � ّم��وا بعلم الجمال، ال�شكالني ،ويعتبر هذا النوع من الأدب غير
�إل�ي��ه هايدغر ف��ي ق��ول��ه �إن التقنية ُتذيب ون � َّ�ظ ��روا ل�ق���ض��اي��اه ال�م�خ�ت�ل�ف��ة كهايدغر جدير بـ"الأدبية" بحجة عدم ا�ستجابته �إلى نظم الق�صيد في �أ�شكال متع ّددة وغزيرة.
االخ�ت�لاف��ات التي تع ّد ج��وه��راً حا�سماً في ون�ي�ت���ش��ه وم �ي��رل��وب��ون �ت��ي ول ��وك ��ا� ��ش ،فمن ما يعتبره محدّداً لمفهومها؛ �أي ارتباطه �شعر ي ّت�صل بالثقافة ال�شعبية والأحداث
بناء منظور الفن .وه��ذا ما ب�صلة ما بالواقع والحياة. الجارية ،كذلك يتميّز بذكاء خارق ا�ستطاع
ن �ج��ده ب��ال�ف�ع��ل ظ ��اه ��راً في يتماثل الكتابان في العناوين لفت الأنظار باعتماده عنا�ص َر و�أ�شكا ًال ف ّنية
ط��رح ت��ودوروف القائم على م��ع ت�غ�ي�ي��ر م�ق���ص��ود م��ن قبل ونظريات اجتماعية و�سيا�سية .دهاء �شعري
تعميم المعنى ف��ي عالقته "�إدانة الأدب" .ف �ع �ن��وان ي�شبه �إلى ح ّد ما الأ�سلوب ال�شعري ل�شعراء
بالعموم؛ ال�شيء الذي يحمل "اختزال عبثي للأدب" يتح ّول
في ط ّياته تذويب االختالف �إلى "اختزال م�صطنع للأدب"، �أمثال :ديكين�سون ،دبليو و .ييت�س ،هنري
ال� ��ذي ي �ع � ّد ج��وه��ر الأدب. وع �ن��وان "ما وراء المدر�سة" جيم�س� .شعره �سرد مطوّل ورحلة للبحث
وه ��ذا التعميم ف��ي المعنى يتحول �إلى "ما وراء الكتاب". والت ّق�صي ا ّتخذت من �أ�سفاره وقراءاته
له ارتباط وثيق باال�ستجابة وهذا التماثل مع التحوير في المادة الإبداعية الخام .انتقل ال�شاعر َ
�إل��ى هيمنة و�سائل الإعالم بنية ال�ع�ن��اوي��ن اخ�ت�ي��ار يهدف �إلى الواليات المتحدة العام 1939حيث
وال��و��س��ائ��ط و�إغ��رائ�ه�م��ا ،وي��رى ج�ي��ران �أن ��ش��أن ه��ذا االخ�ت��زال الم�صطنع �أن يحجب �إلى نوع من المعار�ضة التي تف�ضح "نوايا" التقى حبيبته ت�شي�ستر كولمان وح�صل
ه ��ذه ال �ن��زع��ة ف��ي ال�ت�ع�م�ي��م ق��د ا�ستهدفت كل نقا�ش االختالف الذي يع ّد خا�صية تم ّيز ّ ت ��ودوروف غير المعلنة وال�ت��ي كانت خلف
الخطاب الفكري الفل�سفي الر�صين �ساعي ًة في مو�ضوع معقّد كالأدب ،ويجعل من كتاب ت��أل�ي�ف��ه ك �ت��اب "الأدب مهدّد" .ف�ه��و حين على الجن�سية الأميركية في العام نف�سه.
�إل��ى تحويله خطاباً �شعبياً ،قبل �أن تطاول "الأدب مهدّد" م�ص َّنفاً �ضمن خانة كتب ُيق�صي �أ�صنافاً من الكتابة الأدبية يختزل �أودن مع ال�سيناتور كينيدي العام 1956لحظة ت�س ّلمه "جائزة الكتاب الوطني لل�شعر". قبل ذلك كان �أودن قد �أم�ضى �أوقاتاً غير
الأدب ،كا�شفاً بذلك عن الخلفية النظرية ال�م��واق��ف ال�ت��ي مل��أت وم��ا زال��ت ال�ساحات الأدب على نحو م�صطنع وغير مب ّرر ،فال م�ستقرّة متنق ًال بين �ألمانيا� ،أي�سلندا،
وال �م �ع��رف �ي��ة ال �ت��ي ي �ت �ح � ّرك ف�ي�ه��ا خطاب ال�ث�ق��اف�ي��ة" :ويمكن و� �ص��ف ه ��ذا الكتاب، ي�م�ك��ن �إغ �ف ��ال م��ا ت�ن�ط��وي ع�ل�ي��ه ن�صو�ص الروائي احب�سوا القمر و�ش ّردوا ال�شم�س وال�صين ،وخدم �أي�ضاً في الحرب الأهلية
ت��ودوروف النقدي الجديد في كتابه هذا. م�ن��ذ ال��وه�ل��ة الأول � ��ى ،ب ��أن��ه ك�ت��اب مواقف، �أدبية تتمحور حول الأنا من عالقة نوعية واكن�سوا �ا
� ن � ه ا��س�ك�ب��وا المحيط ب�ع�ي��داً م��ن الإ�سبانية .ومنذ انتقاله �إلى �أميركا تغيّرت
ال ع ّما �إذا كان يحقّ لتودوروف ،من مت�سائ ً �أكثر منه كتاباً نقدياً يخل�ص للمعرفة بما وم�خ�ت�ل�ف��ة ب��ال��واق��ع الإن �� �س��ان��ي" :يح�سم مُن ّم ٌق بال َملَكة ك�أنها ب ّزة �أنيقة،
ت��ودوروف في حكمه القيمي �أع�لاه ب�صدد مكان ُة ك ّل �شاعر بالت�أكيد معروفة؛ الأر�ض معتقداته تغيّراً جذرياً ،فلم يعد ذلك ال�شاب
الناحية الأخ�لاق �ي��ة ،نقد مناهج تدري�س ت�ستلزمه م��ن ن��زاه��ة ،وح��ر���ص على الدقة ً
الأدب ال�م�ق� ّررة ف��ي فرن�سا ،ف��ي حين كان والمو�ضوعية" .ينتقل ج �ي��ران ب�ع��د ذلك الأدب ،وم��ا يتر ّتب عليه من ت�صنيف ،من ب�إمكانهم �أن ُيده�شونا كالعا�صفة الرعد ّية، خير. أي � ب أتي � ي أن � يمكن ا مطلق �شيء الآن ال المتع�صب لال�شتراكية والم�ؤيّد ّ الإنكليزي
�أحد الأع�ضاء الم�ست�شارين في "المجل�س �إل��ى مناق�شة بع�ض ق�ضايا الكتاب وت�صدّع دون �أن يت�ساءل ع ّما �إذا لم يكن �أدب الأنانة �أو بموت يافع� ،أو بقائه وحيداً ل�سنين. للفكر الفرويدي ومبادئ التحليل النف�سي،
الوطني للبرامج" الذي ُيعتبر م�س�ؤو ًال عن بنائه المعرفي ،و�أول ه��ذه الق�ضايا جمع والعدمية وال�شكالنية يطرح �صلته بالعالم ب ��إم �ك��ان��ه �أن ي �� �ض��رب الأر� � � ��ض ك �ت �ي �ب � ًة من و�إنما �أخ��ذ ي�شتغل ب�ش�ؤون الم�سيحية
الأهداف العامة للتعليم وما يرتبط به من ت��ودوروف في كتابه المذكور بين ق�ض ّي َتين من زاوي��ة نظر مغايرة ،ووف��ق ت�ص ّور فنّي الخ ّيالة: المتحف الفرن�سي للفنون الجميلة الحديثة والالهوت البروت�ستانتي .في
م�ق� ّررات تعليمية ،وم��واد ،وط��رق تدري�س. مختلف َتين ال تقبالن الجمع وهما تدري�س وجمالي يختزن موقفاً فكرياً من العالم". لكن عليه �أن ُيجاري لعبته ال�صبيان ّية تلك مراحل الحقة �صار �أودن ليبيرالياً معتد ًال،
و ُي�صارع، عن معاناة لم يكن لها �أن ُتخطئ،
ف��ي معنى �آخ ��ر ال يمكن �إع �ف��اء ت ��ودوروف الأدب ال��ذي ل��ه مجاله الخا�ص والتنظير ك�م��ا �أن ت � ��ودوروف ح�ي��ن ي�ب�ح��ث ف��ي كتابه ولعل هذه التجربة الخ�صبة �أنتجت كاتباً ّ
م ��ن ال �م �� �س ��ؤول �ي��ة ع ��ن ال �م �ن��اه��ج النقدية الأدب� ��ي ذو ال �ط��اب��ع الأك��ادي �م��ي ،فتدري�س ع� ّم��ا وراء المدر�سة م��ن ع��وام��ل تمنع من المع ّلمون القدامى :كيف يمكن �أن يفهموا عليه �أن يتع ّلم كيف يكون وا�ضحاً و�صعب ً
وجود �صلة قوية بين التلميذ وحب الأدب، المرا�س، ج ّيداً ً ً
غزير الإنتاج وم�سرح ّيا مت�ألقا ومحرّرا ذائع
ال���س��ائ��دة ف��ي ت��دري����س الأدب ف��ي الثانوي الأدب كما هو معلوم يفر�ض على الدار�س يح�صل أن � يمكن وكيف الب�شر، مكان هذا �أن
لأن��ه ك��ان ب�إمكانه معار�ضتها خ�لال فترة االلتزام بما يفر�ضه مو�ضوعه من �شروط ال ي�ف�ع��ل ذل ��ك وف ��ق ه ��دف تعليمي �صرف كيف يمكن �أن تكون البطل، ال�صيت ،بالإ�ضافة �إلى كونه �أحد �أعظم
تح ّمله م�ه��ام��ه .تدفعنا ه��ذه النقطة �إلى خا�صة ف��ي ممار�سته� ،أم��ا التنظير الأدبي ي�ن�ح���ص��ر ف ��ي م �ج��ال ت��دري ����س الن�صو�ص ّ
ي�ستحق عندما ال يخطر لأح��دٍ �أن ث ّمة م��ا غير ذلك؛ �شعراء الإنكليزية في القرن الع�شرين،
طرح ت�سا�ؤل �آخر هو :ما الدافع الذي كان فهو مختلف تماماً وفق ال�شروط المعرفية الأدبية ،و�إنما لغايات �أخرى غير تعليمية، النظر. هناك أكل � ي آخر � �شخ�ص بينما ث ّمة فقد �أ ّث���رت �أعماله ب�شكل كبير على
�أو ي�ف�ت��ح ال �ن��اف��ذة �أو ي�م���ش��ي ب �ل �ي��داً طوال
وراء كتابة تودوروف كتابه المذكور في هذا والمنهجية التي يتط ّلبها في بناء مجاله وهي اال�ستجابة �إلى �شروط جديدة �صارت
الطريق؛ �أجيال من ال�شعراء على امتداد �ضف َتي
الوقت؟ �أي ما هو الجديد الذي طر�أ وجعله الخا�ص� .أما الق�ضية الثانية فتتع ّلق ببناء تفر�ض نف�سها على الأدب من خارجه ،وهي بالن�سبة �إليه، الأطل�سي� .شغل �أودن من�صب "م�ست�شار
يغ ّير وج�ه��ة ن�ظ��ره؟ ه��ل ه��و ال�خ��وف فع ً
ال ال �م �ق��ارب��ة الأدب� �ي ��ة م�ن�ه�ج�ي�اً وممار�ستها هيمنة الو�سائط ،من دون �أن ي�شير تودوروف ل ُينجز �أتفه �أمنية لديه،
على م�صير الأدب� ،أم �أن ثمة �أم��وراً �أخرى على م�ستوى التدري�س ف��ي ال�ث��ان��وي .فال �إل��ى ذل��ك" :يجب �أال يغيب عن الذهن �أن بتبجل ال ب ّد من �أن ي�صبح كومة �س�أم، كيف ومنذ متى وال�شيوخ ينتظرون ّ الأكاديمية الأميركية لل�شعراء" العام
كانت وراء ذلك؟ هذا الت�سا�ؤل هو ما حاول ي�م�ك��ن ال �ق �ي��ام ب �ه��ا ،ع�ل��ى ن�ح��و ��س�ل�ي��م ،من تودوروف واقع في كتابه المذكور ،على نحو الحب،
ّ مثل بتذلةمُ ال لل�شكاوى ً ا خا�ضع ميالد المعجزة... 1954حتى وفاته في فيي ّنا العام .1973
كتاب "�إدانة الأدب" الإجابة عنه من طريق دون ال �ت��واف��ر منهجياً ع�ل��ى ح�ل��ول عملية واع �أو غير واع ،تحت الت�أثير الذي تمار�سه وما بين بين. تلك للمعجزة �دون � ي �ر
� ي ال الأط �ف��ال ال��ذي��ن
رب ��ط � �ص��دور ك �ت��اب ت� � ��ودوروف بمجموعة و�أدوات �إج��رائ�ي��ة ق��ادرة على �أن تك�شف لنا مجموعة من المف ّكرين الفرن�سيين ،من خ�صو�صاً �أن تقع،
م��ن العوامل التي يعتبرها حا�سمة ،ومن الطريقة التي ب�إمكانها �أن تكفل النجاح لما �أم�ث��ال مي�شيل �أون �ف��راي ،ووان ��دي كونت - ُكن ال َب ْين ،من بين �أبذ�أ بذيء كن كذلك، يجدّفون في البركة عند حافة الغابة، جنائزي حزيـن
ّ لحن
�ضمنها التح ّوالت التي ي�صحبها معها عالم يطرحه تودوروف من �أحكام عامة .وتظهر �سبونفيل ،ال��ذي��ن يتجادلون ح��ول مفهوم وفي ذاته ال�ضعيفة� ،إن تقوى، ولن ين�سوا مطلقاً
الو�سائط وهيمنته �إل��ى مختلف المعارف، الق�ضية الثالثة في ما �س ّماه جيران "نفخ ال �ج �م �ه��ور العري�ض" .وال ي �ق��ف الأم� ��ر �أن ف��زع اال�ست�شهاد ال ب � ّد م��ن �أن يقع على ال ب� � ّد م��ن �أن ت �ع��ان��ي ب �خ �ف��وت ك� � ّل �أخطا ِء �أوقفوا ال�ساعات ك ّلها ،اقطعوا التلفون،
ومن بينها الأدب طبعاً. ال ��روح ف��ي المهجور"؛ �أي �إع ��ادة االعتبار عند ه��ذه ال�ح��دود ،بل يمت ّد �إل��ى تعميم ما الب�شر. طريقته في ركن ما، امنعوا الكلب من العواء واللهاث بعظمته،