Professional Documents
Culture Documents
تربية الطفل في الإسلام
تربية الطفل في الإسلام
تأليف
سيما راتب عدنان أبو رموز
ماجستي دراسات إسلمية
1
شكر
2
بسم ال الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد ل ،نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ،ونتوب إليه ،و نعوذ بال من
شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهده ال فل مضل له ،ومن يضلل فل هادي له.واشهد
أن ل اله إل ال وحده ل شريك له ،واشهد أن محمدا عبده ورسوله -صلى ال عليه وعلى آله
وصحبه و سلم-تسليما كثيرا ،وبعد:
()1
ن إِلّ وَأَنتُم مّ ْسلِمُونَ { قال تعالى } :يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَ ّ
ق تُقَاِتهِ وَ َل تَمُوتُ ّ
قال تعالى }:يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ وَقُولُوا َقوْ ًل َسدِيدا { }70يُصِْلحْ َلكُمْ
()2
ذنُوَبكُمْ َومَن يُ ِطعْ اللّ َه وَ َرسُولَ ُه فَ َقدْ فَازَ َفوْزا عَظِيما {
أَعْمَاَلكُمْ َويَغْفِرْ َلكُمْ ُ
الطفال هم زينة الحياة الدنيا ،يولدون كصفحةٍ بيضاء ،وعلى الباء والمربين
مسؤولية ملء هذه الصفحة بالعقيدة الصحيحة ،والفكار السلمية ،التي تؤهلهم ليكونوا شبابا
ذوي إنتاجية فعّالة في المجتمع ،وسببا من أسباب رُقيّه وتقدمه ،فهم نواة المجتمع الذي سوف
يأتي بعدنا –إن شاء ال -ليكمل مسيرة الستخلف في الرض.
عن أبي هريرة أن رسول ال -صلى ال عليه وسلم -قال (:إذا مات النسان انقطع
( )4
عنه عمله إل من ثلثة إل من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة آل عمران 102 :
( )2سورة الحزاب 71-70 :
( )3سورة التحريم ،آيه 6
( )4حديث صحيح،أخرجه مسلم ،حديث رقم ،1631كتاب الوصية ،باب ما يلحق النسان من الثواب بعد
وفاته.
3
وقد كان سبب إختياري لهذا البحث ،أن كثيرا من أبناء المة السلميه مفتقدين لمنهج تربوي
إسلمي يقوم على أوامر ال -سبحانه وتعالى -واتباع سنة نبيه محمد– صلى ال عليه وسلم-
ولهميه مرحلة الطفوله في غرس العقيده والعباده والعلم والصحه وغير ذلك في الطفل،
أحببت الخوض في مضمار تربية الطفل في السلم ،كي أستطيع -إن شاء ال تعالى -تربية
أجيال قادمه وأغرس بهم هذه المور سواء في السره أو المجتمع ،نفعني ال -سبحانه
وتعالى -به والمة السلمية -إن شاء ال .-
وعدد ل بأس به من ال ُكتّاب قد بحثوا في هذا الموضوع على مدار السنين ،ولكن الن زاد
اهتمامهم به لكثرة التحديات المشاهدة يوميا والتي تواجه المة السلمية قاطبة.
4
المطلب السابع :الختان
المطلب الثامن :الرضاعة الى الحولين والفطام
المطلب التاسع :الحضانة والولية
الفصل الثاني :بناء شخصية الطفل ( العقائدية ،والعبادية والخُلقية والصحية والعلمية ) منذ
استكماله حولين إلى قبيل سن الرشد.
5
المطلب الول :تكامل العقيدة مع العبادة في تربية الطفل
المطلب الثاني :الصلة
المطلب الثالث :الصيام وبيان حكمه على الطفل وأثره عليه
المطلب الرابع :الزكاة
المطلب الخامس :الحج
الفصل الثالث :الساليب الخاطئة في تربية البناء وأثرها على شخصياتهم ،وتربية البناء
وتحديات العصر ،ودور المرأه في التربية
6
المطلب الول :التسلط أو السيطرة
المطلب الثاني :الحماية الزائدة
المطلب الثالث :الهمــــــال
المطلب الرابع :التدليل
المطلب الخامس :إثارة اللم النفسي
المطلب السادس :التذبذب في المعاملة
المطلب السابع :التفرقة
المطلب الثامن:السراف في القسوة
المطلب التاسع :العجاب الزائد بالطفل :
المبحث الثاني :تربية البناء ،وتحديات العصر ،وكيف يمكن للسرة أن تتغلب عليها أو على
القل كيف تقلل منها:
المطلب الول :غلبة الطابع المادي على تفكير البناء:
المطلب الثاني :سيطرة البناء على الباء:
المطلب الثالث :روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير
من البناء.
المطلب الرابع :ما يسمى بصراع الجيال
المطلب الخامس :ما يعرف بالغزو الفكري والثقافي
7
)3شرحت بعض الكلمات في البحث وذلك بالرجوع الى المعاجم.
)4الرجوع إلى كتب التربية .
)5الرجوع إلى المواقع الموثوقة في شبكة المعلومات العنكبوتية (النترنت)
)6أرفقت البحث بالفهارس العلمية التالية:
. 1فهرس اليات القرآنية الواردة في البحث.
. 2فهرس الحاديث النبوية الواردة في البحث.
. 3فهرس الثار.
. 4فهرس المصادر والمراجع.
. 5فهرس المحتويات.
أخيرا فهذا جهدي المتواضع الذي أتمنى من ال أن يكون بإخلصي نورا لي وهداية ،ورحمه
من ال -سبحانه وتعالى -لكمال المسيرة التعليمية في سبيل ال ،فأي تقصير في هذا البحث
فهو من عندي ،وال يعلم أنه من غير قصد مني ،وال الموفق وصلى ال وسلم وبارك على
سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
تعريف التربية والطفل لغ ًة واصطلحا ،وحقوق المولود قبل الولدة ،وبعدها ،وصفات
المربي الناجح
8
المطلب الثاني :تعريف التربية إصطلحا
المطلب الثالث :تعريف الطفل لغةً
المطلب الرابع :الطفل في الصطلح
9
المطلب التاسع :الحكمة
بالعودة الى المعاجم نجد أن كلمة تربية من الجذر ربا يربو تحمل المعاني التالية :
10
)2النشأة :ربيب رباءً وربيا :نشأت (.)3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)1انظر إلى أبي الحسن علي بن اسماعيل بن سيده المرسي ،المحكم والمحيط العظم ،تحقيق د.
عبد الحميد هنداوي ،جـ ، 10/327دار الكتب العلمية ،ط 1/1421هـ 2000-م
-أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا المتوفى سنة هـ ، 395معجم مقاييس اللغة ،بتحقيق وضبط
عبد السلم محمد هارون ، ،جـ ،2/483بيروت ،دار الجيل.
-الزبيدي ،محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي ،تاج العروس من جواهر
القاموس ،تحقيق علي شيري ،جـ ،19/441دار الفكر 1414 ،هـ 1994/م.
)2سورة البقرة آية 276
)3الفيروز آبادي ،القاموس المحيط ،ضبط وتوثيق يوسف الشيخ محمد البقاعي ،ص ، 1158
بيروت ،دار الفكر 1415 ،هـ 1995-م .
11
ومن الجذر :ربّ َ :يرُبّ تحمل المعاني التية :
)1حفظ الشيء ورعايته :ربّ ولده والصبي َي ُربّه ربّا بمعنى رباه .وفي الحديث ( :لك
()1
نعمة تربها) :أي تحفظها وترعيها وتربيها كما يربي الرجل ولده
)2حسن القيام بالطفل ووليه حتى يدرك .رب ولده والصبي يربه ربا :رباه أي أحسن
()2
القيام ووليه حتى أدرك أي فارق الطفولية كان ابنه أم لم يكن .
)3التعليم :ال ّربّي :منسوب الى الرب ،الرباني الموصوف بعلم الرب ،قيل هو من
( )3
الرب بمعنى التربية ،كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارهم
()4
)4التأديب :رب الولد :يؤدبه
)5التكفل بأمور الصغير :الرابّ كافل ،وهو زوج أم اليتيم وهو اسم فاعل ،من
ربه :يربه أي أنه يكفل بأمره ،وفي حديث مجاهد ،كأن يكره أن يتزوج الرجل
إمرأة رابّه ،يعني أمرأة زوج أمه لنه كان يربيه
( )5
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)1انظر إلى ابن منظور ،أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب ،جـ 2/401
بيروت ،دار الفكر ،الطبعة الولى1410،هـ –1990م.
إبراهيم مصطفى ،أحمد حسن الزيّات ،حامد عبد القادلر ،محمد علي النجار ،المعجم الوسيط،
ص ،345ط 1392 ،2هـ 1972-م.
)2الزبيدي ،محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي ،تاج العروس من
جواهر القاموس ،جـ .7-2/6ابن منظور ،أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان
العرب جـ 1/401
)3ابن منظور ،أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب ،جـ 2/44
)4إبراهيم مصطفى ،أحمد حسن الزيّات ،حامد عبد القادلر ،محمد علي النجار ،المعجم الوسيط،
ص 345
)5ابن منظور ،أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب ،جـ 2/405
12
التربية هي " :مجموعة التصرفات العملية والقولية التي يمارسها راشد بإرادته نحو
صغير ،بهدف مساعدته في اكتمال نموه وتفتح استعداداته اللزمة وتوجيه قدراته ،ليتمكن
من الستقلل في ممارسة النشاطات وتحقيق الغايات التي يعد لها بعد البلوغ ،في ضوء
( )1
توجيهات القرآن والسنة "
"والتربية السلمية ذات طابع شمولي تكاملي لجميع جوانب الشخصية الروحية
والعقلية والوجدانية والخلقية والجسمية والجتماعية والنسانية ،وفق معيار العتدال
()3
والتزان ،فل إفراط في جانب دون غيره ول تفريط في جانب لحساب آخر"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)1محب الدين أبو صالح ،مقدار بالجن ،الستاذ عبد الرحمن النحلوي ،دراسات في التربية
السلمية ،ص 1400، 13هـ 1979م
-انظر الى حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص
، 38-34بيروت ،دار المعرفة ،ط 2001-1422 ، 1م
-أحمد فريد ،التربية على منهج أهل السنة والجماعة ،ص 19- 17مصر ،المكتبة التوفيقية
)2صبحي طه رشيد ابراهيم ،التربية السلمية وأساليب تدريسها ،ص 9عمان ،دار الرقم
للكتب ،ط 1983 – 1403 ، 1م
)3محمد خير فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص ، 52بيروت ،دار الخير ،
ط 1419 ، 1هـ 1998-م
الطفل لغةً :من الفعل الثلثي طَفَلَ ،والطّفل :هو النبات الرخص ،والرخص الناعم والجمع
طفال وطفول .
والطفل والطفلة :الصغيران.
13
( )1
والصبي يدعى طفلً حين يسقط من بطن أمه إلى إن يحتلم
( )2
وجاء في المعجم الوسيط:
الطفل :الرخص الناعم الرقيق والطفل المولود ما دام ناعما رخصا ،والجمع طفوله وطفال.
وقال تعالى } :ثم نخرجكم ( )3
وفي التنزيل العزيز } :واذا بلغ الطفال منكم الحلم فليستأذنوا {
( )5
طفلً } ( { ، )4أو الطفل الذين لم يظهروا على عوارات النساء {
وهو الولد حتى البلوغ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)1ابن منظور ،أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب ،جـ .10/401
الزبيدي ،محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي ،تاج
العروس من جواهر القاموس ،جـ .434-15/433
)2ابراهيم مصطفى وآخرون ،لسان العرب ،ص 587-586
)3سورة النور ،آية .59
)4سورة الحج ،آية 5
)5سورة النور ،آية 31
الطفل :هو " عالم من المجاهيل المعقدة كعالم البحار الواسع الذي كلما خاضه
الباحثون ،كلما وجدوا فيه كنوزا وحقائق علمية جديدة .ل زالت منخفية عنهم وذلك لضعف
وضيق إدراكهم المحدود من جهة ،واتساع نطاق هذا العالم من جهة أخرى" (.)1
14
" والواقع أن الطفولة البشرية تمتد سنوات ل تقل عن اثني عشر سنة ،كما أن الطفولة
()2
البشرية تزداد بازدياد التقدم البشري "
( )3
" والطفولة :المرحلة من الميلد الى البلوغ "
" ومرحلة الطفولة من أهم مراحل التكوين ونمو الشخصية ،وهي مجال إعداد وتدريب للطفل
للقيام بالدور المطلوب منه في الحياة ،ولمّا كانت وظيفة النسان هي أكبر وظيفة ودوره في
الرض هو أكبر وأضخم دور ،اقتضت طفولته مدة أطول ،ليحسن إعداده وتربيته للمستقبل
()4
ومن هنا كانت حاجة الطفل شديدة لملزمة أبويه في هذه المرحلة من مراحل تكوينه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1عبد ال أحمد ،بناء السرة الفاضلة ،ص ،181بيروت .دار البيان العربي 1410 ،هـ1990 ،م
بواسطة سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص ، 94بيروت ،
المكتبة العصرية ،ط 1417 ، 1ه 1997-م
( )2فاخر عامل ،معالم التربية دراسات في التربية العامة والتربية العربية ،ص ، 16بيروت ،دار
العلم ،ط 1983 ،5م
( )3إبراهيم مصطفى وآخرون ،الوسيط ،ص . 587
()4سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 96ابراهيم مصطفى
إن السرة هي الرابطة بين الرجل والمرأة والولد وهي أساس بناء المجتمع.
ولتكوين هذه السرة ل بد من زواج مبني على أساس ودعائم ايمانية لنشاء جيل واع راشد
مستخلف في الرض.
" فالزواج فطرة إنسانية ومصلحة اجتماعية للمحافظة على النوع البشري وعلى النسان
ولسلمة المجتمع من النحلل الخلقي والمراض ،وهو سكن روحاني ونفساني ،ويبدأ هذا
()1
الزواج باختيار الزوجة الصالحة
15
" هذه هي أهم خطوة في طريق بناء السرة ،فزوجة الرجل هي رفيقة عمره وأمينة سره ،
وأم ولده وألصق شيء بنفسه وحسه ،ولهذا كان على الزوج حين يريد ويعزم على اختيار
شريكة حياته أن يتحرى عن السس التي تساعد على استقرار الحياة الزوجية ووقايتها من
الضطراب والنحلل ،وتمكنه من حسن اختيار شريكة حياته لن سعادة النسان وتعاسته
يكون رهن هذا الختيار ،الذي ينبغي ان يخضع لمنطق العقل ل لحكم الهوى ،وأن يصدر
عن حكمه ورويه ،وذلك لن من أكثر وأهم مشكلت الزواج يكون نتيجة التسرع في اختيار
شريك أو شركة حياة دون معرفة وبحث دقيق ،فلهذا يجب بذل المزيد من الجهد في سبيل
حسن اختيار الم لما لها من أثر عميق ودور كبير في حياة السرة وتماسك بنيانها ،فالم
( )2
الصالحة تنشئ أطفالً متكاملين في تكوينهم العقلي والخلقي والنفسي والجسمي "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د .ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد ،تربية الطفل في السلم ،ص 15-14باختصار ،
عمان ،دار الثقافة ،الدار العلمية الدولية ،ط 1423 ، 1هـ 2002 -م
()2سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 106-105
" والزواج عقد شراكه ،الصل بقاؤه مستمرا حتى نهاية الحياة لذلك كان من حق الطرفين
اختيار شريكه ،ولذا كان من حق الفتاه أن تختار الكفؤ المناسب لها ول يجوز لوليائها أن
يكرهوها على من ل ترغب في مشاركته حياة زوجية ،أسها الول أن يرضى الطرفان
( )1
بإنشائها "
عن أبي هريرة عن النبي – صلى ال عليه وسلم – قال ( :ل تنكح البكر حتى تستأذن ول
()2
الثيب حتى تستأمر ) فقيل يا رسول ال :كيف اذنها ؟ قال ( :إذا سكتت )
( )3
السس التي يتم اختيار الزوجين بناءً عليها لقيام حياة زوجية وأسرية مستقرة
حدّث الرسول – صلى ال عليه وسلم – عن الركيزه الولى في بناء السرة وهي اختيار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حلبي .عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد ،منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص .21وانظر إلى
كشك ،عبد الحميد ،بناء السرة المسلمة ،ص ، 33دار المختار السلمي.
16
( )2أخرجه البخاري حديث برقم ، ،6968كتاب الحيل ،باب في النكاح ،انظر ابن حجر العسقلني ،أحمد
بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،طبعة جديدة ومنقحة ومصححة ومطبوعة عن الطبعة التي حقق
أصلها عبد العزيز بن باز ،محمد فؤاد عبد الباقي ،جـ ، 12/477دار مصر ،ط 1421 ، 1هـ 2001-م
وأخرجه مسلم ،حديث رقم ، 1419كتاب النكاح ،باب استئذان الثيب بالنكاح بالنطق ،والبكر بالسكوت،
انظر إلى ،النووي ،يحيى بن شرف ،صحيح مسلم بشرح النووي ،النيسابوري ،مسلم الحجاج القشيري ،
ضبط نص الصحيح ورقمت كتبه وأبوابه وأحاديثه على الطبعة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي ،جـ
، 9/173بيروت دار الكتب العلمية 1420 ،هـ 2000-م.
( )3انظر الى سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص .108
-ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد ،تربية الطفل في السلم ،ص . 16
-علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،جـ ، 41-1/38القاهرة ،دار السلم ،ط ،6
-1403هـ1983-م.
-عماره ،محمود محمد ،تربية الولد في السلم من الكتاب والسنة ،ص ،30المنصورة ،مكتبة
اليمان
-د .سميح أبو مغلي ،د.عبد الحافظ سلمه ،محمد الشناوي ،تربية الطفل في السلم ،ص ، 18
اليازوري ،ط 2001 ،1م.
الزوج والزوجه ذوي الدين والخلق فقال – صلى ال عليه وسلم موضحا ذلك :
( )1
(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إل تفعلوا تكن فتنة في الرض وفسادٌ عريض)
وقد وضح الرسول – صلى ال عليه وسلم – أهمية الدين في انتقاء الزوجة فهي الدعامة
الرسخ والقوى فعن أبي هريرة رضي ال عنه – عن النبي – صلى ال عليه وسلم – قال :
()2
( تنكح المرأة لربع لمالها ،ولحسبها ،ولجمالها ولدينها ،فاظفر بذات الدين تربت يداك )
" ونقصد بالدين الفهم الحقيقي للسلم والتطبيق العلمي السلوكي لكل فضائله الساميه ،وآدابه
الرفيعة ،ونقصد كذلك اللتزام الكامل بمنهاج الشريعة ومبادئها الخالدة على مدى الزمان
( )3
واليام "
" ومما لشك فيه أن المرأة المطيعة لزوجها ،المحبة له ،هي المرشحة أولً وقبل غيرها
للنجاح في تربية الجيل تربية صالحة فيها نفع للدين والمة والوطن ،وهي المؤهلة لداء
الطاعة للزوج لن ربها أمرها بذلك .
17
وكذلك الزوج الصالح التقي ،الوقّاف عند حدود ال هو المؤهل دون غيره ،لرعاية الزوجة
المؤتمن عليها ،وهو القادر على إعطائها حقها غير منقوص مما يجعل مستقبل السرة زاهرا
مضمونا.
وأما الجمال والنسب والحسب فهي خصال محموده شريطة أن تتوافق مع الخصلة الساس
الدين والخلق لن الدين والخلق هو الخصلة التي تحيط تلك الخصال بسياج منيعه ودرع،
( )4
وتمنع هذه الخصال من اليقاع بالمرأة بمهاوي المهالك ،وبراثن المعاصي"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حديث حسن غريب ،أخرجه الترمذي ،انظر إلى ،المباركفوري ،أبي العل محمد عبد الرحمن بن عبد
الرحيم ،تحفة الحوذي بشرح جامع الترمذي ،جـ ،4/173بيروت ،دار الكتب العلمية ،ط 1422 ،1هـ
2001 -م.
()2حديث صحيح ،أخرجه البخاري ،حديث برقم 5090كتاب النكاح ،باب الكفاء في الدين ،انظر ابن
حجر العسقلني ،فتح البادر شرح صحيح البخاري ،جـ 9/45ومسلم حديث رقم ،1466كتاب الرضاع ،
باب استحباب نكاح ذات الدين ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ
10/44
()3عبد ال ناصح علون ،تربية الولد في السلم ،جـ 1/38
( )4حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 22
)2المال :
إن المتتبع لحكام السلم العامة يرى أنها جامعة لخاصتيّ العاطفية والمثالية ،فلم يجعل من
العاطفة الشرط الوحيد لنجاح الحياة الزوجية مهما كانت جياشة قوية ،اذ خشي السلم أل
تصمد العواطف العارمة أمام قسوة الحياة المادية ،وشظف العيش الشديد ،لذا عالج السلم
( )1
ل ،ثم ارتفع بها نحو المثالية شيئا فشيئا
الواقع البشري معالجة ميدانية واقعية أو ً
عن فاطمة بنت قيس ذكرت للنبي –صلى ال عليه وسلم – أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم
خطباها فقال رسول ال –صلى ال عليه وسلم – ( أما أبو جهم فل يضع عصاه عن عاتقه ،
وأما معاوية فصعلوك ل مال له ،انكحي أسامة بن زيد ) فكرهته ،ثم قال ( انكحي أسامه )
" ( )2
فنكحته فجعل ال فيه خيرا ،واغتبطت
قال النووي " :وأما إشارته – صلى ال عليه وسلم -بنكاح أسامه ،فَلِما علمه من دينه وفضله
( )3
وحسن طرائقه وكرم شمائله فنصحها بذلك "
إن كان الرجل تقي ذو خلق وميسور الحال فهذا جيد ،أما إذا كان كثير المال ،قليل التقوى
ففي هذه الحاله يقدم التقي على كل من سواه ،فميزان التقوى هو الساس للزوج والزوجة.
18
)3الحسب والمكانة الجتماعية:
" الزواج كفعل اجتماعي يقوّي من إدراك أهمية التنوع المؤدي إلى التعاون والتعارف القائمين
على أساس الوعي والفهم المتبادل بين الشعوب ،...،وإنّ الشرائح الجتماعية المتقاربة
المستوى والعادات والعراف قادرة على فهم بعضها أكثر من المستويات الخرى المتباينة،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 23
( )2صحيح،أخرجه مسلم ،حديث رقم ، 1480كتاب الطلق ،باب المطلقة البائن ل نفقة لها ،انظر إلى
النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ .10/81
( )3النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ .10/85
( )4سورة الحجرات ،آية 13
وبالتالي فإنّ فرص نجاح الحياة الزوجية بين الشرائح المتقاربة اكبر من فرص النجاح بين
الشرائح المتباينة ،ومع كل ذلك فهذا ل يعني أنّ الزوجين المنتميين إلى شريحتين اجتماعيتين
مختلفتين فاشلن مخفقان في حياتهما الزوجية حتما ،فقد تنجح الحياة الزوجية بينهما لن
()1
حكمنا الغالب العم وليس على المطلق "
" حث النبي – صلى ال عليه وسلم – كل راغب في الزواج أن يكون النتقاء على أساس
()2
الصالة والشرف والصلح والطيب"
)4الجمال
" حب الجمال فطرة في النسان ،...،لذا حث السلم الخاطب على رؤية مخطوبته لعله
يجد ميلً تجاهها ،أو يتعرف على عيوب جسدية أو معنوية وذلك حرصا على استقرار
()3
الحياة المستقبلية لكليهما "
عن أبي هريرة – رضي ال عنه – أن رجلً تزوج إمرأة من النصار فقال له –صلى ال
عليه وسلم – ( أنظرت اليها ) :قال :ل ،قال ( :فاذهب فانظر اليها فإن في أعين
()4
النصار شيئا )
ولكن الرجل " في درامة العجاب بالفتاة الجميلة وتحت وطأة الحب الذي يعمى ويصم ،ل
()5
يرى الخاطب آثار الدماء في معارك الطلق "
19
إن على رأس السس في اختيار الزوج والزجة التقوى والدين والسس الخرى مساعدة إن
توفرت زاد فرصة النجاح وقل الفشل.
" إذن فتربية الولد في السلم يجب أن تبدأ أول ما تبدأ بزواج مثالي يقوم على مبادئ ثابتة
لها في التربية أثر في إعداد الجيل تكوين وبناء.
[ إن من]أوجد في بيته حجر الساس الذي يبني عليه ركائز التربية القوية ودعائم الصلح
()6
الجتماعي و معالم المجتمع الفاضل ،أل وهو المرأة الصالحة "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 24
()2عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،ص 42
( )3المصدر السابق ،ص 24
()4صحيح أخرجه مسلم ،حديث رقم ، 1424كتاب النكاح ،باب ندب النظر إلى وجه المرأه
وكفيها لمن يريد تزوجها ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ .9/179
()5عمارة محمود محمد ،تربية الولد في السلم من الكتاب والسنة ،ص 37
()6علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،ص 48
والجنين عند الطباء :ثمرة الحمل في الرحم حتى نهاية السبوع الثامن ،وبعده بدعى بالحمل
والجنين في علم الحياء :النبات الول في الحبة ،والحيّ من مبدأ انقسام اللقحه حتى يبرز
()3
الى الخارج
()4
قال تعالى } :وإذا أنتم أجنة في بطون أمهاتكم {
ل يتمتع بالحقوق النسانية التي يتمتع بها الخرون دون
" إن الشريعة تعتبر الجنين كائنا مستق ً
()5
أن يؤثر في ذلك أنه مستظل بحياة أمه داخل في كينونتها وغير منفصل عنها "
20
)1وجهة الشارع الباء الى اتخاذ الوسائل التي تكون بها حماية الطفل وصيانته من
نزعات الشيطان عند وصفه في الرحم وذلك بالدعاء عند الجماع رجاء الولد
الصالح
( )6
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)1ابراهيم مصطفى وآخرون ،الوسيط ،ص 161
)2ابن منظور ،أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب ،جـ .3/92
الزبيدي ،محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي ،تاج العروس من جواهر
القاموس ،جـ .18/113
)3المصدر السابق ،ص 162
)4سورة النجم ،آية .32
)5العك ،خالد عبد الرحمن ،تربية البناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ،ص ، 30بيروت
،دار المعرفة ،ط 1422 ،4هـ 2001-م.
)6سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص .143انظر إلى
عمارة ،محمود محمد ،تربية الولد في السلم ،ص . 71محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم
في تربية عقيدة الناشئ ،ص 147
عن ابن عباس قال :قال النبي -صلى ال عليه وسلم ( -أما لو أنّ أحدهم يقول حين يأتي
أهله باسم ال ،اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ،ثم قدر بينهما في ذلك أو
( )1
قضي ولد لم يضره شيطان أبدا )
)3السلم يدعو المرأة الحامل أن تأكل الطعام الطيب المفيد للجنين حيث تحتوي الوجبات
الغذائية على نسبة كبيرة من الكالسيوم لبناء العظام والسنان ،والحديد المهم للدم والفيتامينات
وغير ذلك من الطعام المفيد المغذي للم والجنين ،وأيضا من الشياء المهمة للمرأة عدم
النفعال حيث انه حين النفعال يفرز هرمون الدرينالين من الغدة الكظرية إلى دم الم ثم
يصل الدم الى الجنين وبالتالي يؤدي ذلك الى تأثر الجنين فيخرج في المستقبل أكثر انفعالً
بسبب ذلك.
وبالتالي فأن حالة الم النفسية والصحية تؤثر على الجنين ،فمثلً عند تقرب الم ل –سبحانه
وتعالى – بالطاعات كالصلة وقراءة القرآن ،فإن الجنين يشعر بالطمانينة كأمه.
21
)4تحريم الجهاض
ل يصح للمرأه أن تسقط جنينها ،وإذا فعلت ذلك عمدا أثمت وكان عليها الكفَارة وال ُغرّة وهي
( )2
عُشر دية الم "
ول يجوز تناول الدوية التي تشكل خطرا على الجنين أو التعرض المباشر للشعه في فتره
معينة من الحمل ،مما يؤدي إلى إسقاطه أو تشوهه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1صحيح ،أخرجه البخاري ،حديث رقم ،5165كتاب الكناح ،باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله ،انظر
اإلى ابن حجر العسقلني ،فتح الباري شرح صحيح البخاري ،جـ ، 9/180وأخرجه مسلم في صحيحه
حديث ، 1434كتاب النكاح ،باب ما يستحب أن يقول عن الجماع ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف
صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ. 10/5 ،
( )2العك ،خالد عبد الرحمن ،تربية البناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ،ص 32
")7تأجيل إقامة الحد على المرأه الحامل حتى تضع حملها وذلك حرمة للجنين
( )1
وإبقاء على حياته "
قال رسول ال – صلى ال عليه وسلم -للغامدية عندما جاءته وقالت له أنها زنت وأنها حامل
( امّا ل فاذهبي حتى تلدي ) .
()2
()3
رتب الشارع عقوبات بدنية ومالية تلزم من يتقوى على الجنين
عن أبي هريرة – رضي ال عنه -أن إمرأتين من هذيل ،رمت أحداهما الخرى ،فطرحت
()4
جنينها ،فقضى فيه النبي – صلى ال عليه وسلم -بغرة :عبد أو َأمَة
" ()5
" وهذا الهتمام كله بالجنين قبل أن يولد ،مفخرة من مفاخر هذا الدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 147
22
( )2صحيح،أخرجه مسلم ،حديث رقم ، 1695كتاب الحدود ،باب من اعترف على نفسه بالزنى ،انظر
إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 11/168
( )3المصدر السابق ص .147
( )4صحيح ،رواه مسلم حديث رقم ،1681كتاب القسامه والمحاربين والقصاص والديات ،باب دية الجنين،
ووجوب الدية في قتل الخطأ وشبه العمد على عاقلة الجاني ،جـ 146 -11/145
( )4العك ،خالد عبد الرحمن ،تربية البناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ،ص 34
23
. 38-37سميح أبو مغلي وآخرون ،تربية الطفل في السلم ،ص .33حلبي ،عبد المجيد طعمه ،
التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ص 48
()2صحيح ،أخرجه مسلم ،حديث رقم ، 2585كتاب البر والصلة والداب ،باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم
وتعاضدهم ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 16/114
()3سورة آل عمران ،آية 39
()4ابن قيم الجوزية ،شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ،تحفة المودود بأحكام المولود ،ص
،28تحقيق كمال علي الجمل ،مصر ،مكتبة اليمان .
ب) وهي هروب الشيطان من كلمات الذان ،وهو كان يرصده حتى يولد ،فيقارنه للمحبة
التي قدرها ال وشاءها فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه به.
قال رسول ال –صلى ال عليه وسلم – ( اذا نودي للصلة أدبر الشيطان وله ضراط حتى ل
()1
يسمع التأذين )
جـ) أن تكون دعوته الى ال والى دينه السلم وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان ،كما
كانت فطرة ال التي فطر الناس عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها ولغير ذلك
()2
من الحكم "
24
( )2ابن قيم الجوزية ،شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ،تحفة المودود بأحكام المولود،
ص ص ، 30انظر إلى فاطمه ،محمد خير ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص . 165
علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،جـ 1/75
( )3انظر في هذا الموضوع إلى :عمارة ،محمود محمد ،تربية الولد في السلم ،ص .75محمد خير
فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص ،167الخداش ،المهذب المستفاد لتربية الولد في
ضوء الكتاب والسنة ،ص ، 9عمان ،المكتبة السلمية ،ط 1421 ،1هـ 2000 -م .سميح أو مغلي
وآخرون تربية الطفل في السلم ،ص .35
عن أبي موسى الشعري –رضي ال عنه -قال " :وُلد لي غلم ،فأتيت به النبي – صلى ال
( )1
ي"
عليه وسلم – فسماه ابراهيم ،فحنكه بتمرة ،ودعا له بالبركة ودفعه إل ّ
قال النووي " :اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولدته بتمر فإن تغذية فما في
معناه وقريب منه الحلو فيمضغ المحنك التمر حتى تصير مائعه بحيث تبتلع ثم يفتح فم المولد
ويضعها فيه ليدخل شيء منها جوفه ويستحب أن يكون المحنك من الصالحين وممن يتبرك به
( )2
رجلً أو إمرأة فإن لم يكن حاضرا عند المولود حمل إليه "
" عن أسماء بنت أبي بكر – رضي ال عنهما – أنها حملت بعبد ال بن الزبير بمكة ،قالت :
فخرجت وأنا ُم ِتمّ [ ،أي اقتربت ولدتها ] فأتيت المدينة ،فنزلت قباء ،فولدت بقباء ،ثم أتيت
به رسول ال -صلى ال عليه وسلم – فوضعه في حجره ،ثمّ دعا بتمره فمضغها ،ثمّ تفل
في فيه ،فكان اول شيء دخل جوفه ريق رسول ال –صلى ال عليه وسلم -ثم حنكه بالتمره ،
ثم دعا له فبرك عليه ،وكان أول مولود في السلم ،ففرحوا له فرحا شديدا ،لنهم قيل لهم:
( )3
إن اليهود قد سحرتكم فل يولد لكم "
" التحنيك معناه مضغ التمرة ودلك حنك المولود بها ،وذلك بوضع جزء من الممضوغ على
الصبع ،وإدخال الصبع في فم المولد ،ثم تحريكه يمينا وشمالً بحركة لطيفة ،حتى يبلغ
الفم كله بالمادة المضوعة ،وإن لم يتيسر التمر فليكن التحنيك بأية مادة حلوة كالمعقود ،أو
رائب السكر الممزوج بماء الزهر ،تطبيقا للسنة ،واقتداءا بفعله – صلى ال عليه وسلم-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم 5467كتاب العقيقة ،باب تسمية المولود غداه يولد لمن لم يعق عنه
وتحنيكه .انظر إلى ابن حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 9/682
أخرجه مسلم حديث رقم ، 2145كتاب الداب ،باب استحباب تحنيك المولود عند ولدته وحمله الى صالح
يحنكه وجواز تسمية يوم ولدته ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ
. 14/103
25
( )2النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ .104- 14/103
( )3صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم 5469كتاب العقيقة ،باب تسمية المولود غداه يولد لمن لم يعق عنه
وتحنيكه .انظر إلى ابن حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 9/682
أخرجه مسلم حديث رقم ، 2146كتاب الداب ،باب استحباب تحنيك المولود عند ولدته وحمله الى صالح
يحنكه وجواز تسمية يوم ولدته ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ
. 14/103
ولعل الحكمة في ذلك تقوية عضلت الفم بحركة اللسان مع الحنك مع الفكين بالتلمظ ،حتى
" ()1
يتهيأ المولود للقم الثدي ،وامتصاص اللبن بشكل قوي ،وحاله طبيعيه
وللتمر فوائد جمة للطفل وللم اكتشفها الطب الحديث ففيه نسبة عالية من الكربوهيدرات التي
تمد الجسم بالطاقة ،وغير ذلك وقد خاطب ال -سبحانه وتعالى -مريم -عليها السلم -بإن
ط عََليْكِ رُطَبا َجِنيّا {َ }25فكُلِي تأكل التمر .قال تعالى َ { :وهُزّي إَِليْ ِ
ك ِبجِذْ ِع الّنخْلَةِ تُسَاقِ ْ
()2
وَاشْرَبِي وَقَرّي َعيْنا }
والجدول التالي يبين أهمية التمر
( )3
وبذلك ندرك اهتمام الرسول صلى ال عليه وسلم – بالتمر وتخصيصه بالذات لتحنيك المولود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
26
( )1علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،جـ 1/77
( )2سورة مريم ،آية 26 ،25
( )3حامد أحمد حامد ،اليات العجاب في رحلة النجاب،دار القلم،الطبعة الولى1417،هـ 1996م.
للسم تأثير نفسي كبير على النسان لذلك أوجب السلم عند اختيار اسم الطفل يكون هذا
السم حسنا وذا معنى جيد .
عن أبي عمر رضي ال عنه أن ابنه لعمر كان يقال لها عاصيه ،فسماها رسول ال –
()3
صلى ال عليه وسلم – جميله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1صحيح ،أخرجه مسلم حديث رقم ،2132كتاب الداب ،باب النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما
يستحب من السماء ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ . 14/95
( )2علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،ص ، 88-84انظر إلى محمد خير ،فاطمه ،منهج
السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص .194-183الخداش ،جاد ال بن حسن ،المهذب المستفاد لتربية
الولد في ضوء الكتاب والسنة ،ص . 12حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا
27
وأسلوبا ،ص .57-54ابن قيم الجوزية ،شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ،تحفة المودود
بأحكام المولود ،ص .107- 93
()3صحيح ،أخرجه مسلم برقم ، 2139كتاب الداب ،باب استحباب تغيير السم القبيح الى حسن ،انظر
إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 14/101
" ومن الحكام التي شرعها السلم للمولود استحباب حلق رأسه يوم سابعه والتصديق بوزنه
على الفقراء والمستحقين والحكمة في ذلك تتعلق بشيئين :
الول :حكمة صحية
لن في إزالة شعر رأس الملود تقوية له ،وفتحا لمسام الرأس ،وتقوية كذلك لحاسة البصر
والشم والسمع.
والسبب في التصديق بالفضة أن الولد لما انتقل من الجنينية الى الطفلية كان ذلك نعمه يجب
شكرها ،وأحسن ما يقع به الشكر ما يؤذن ( يشعر ) أنه عوضه فلما كان شعر الجنين بقية
النشأة الجنينية وإزالته إمارة الستقلل بالنشأة الطفلية وجب أن يؤمر بوزن الشعر فضه ،فأما
تخصيص الفضة فلن الذهب أغلى ول يجده إل غني وسائر المتاع ليس له بال بزنه شعر
( )3
المولود "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،جـ 1/78
()2حديث حسن غريب ،رواه الترمذي ،حديث رقم ،1519كتاب الضاحي ،انظر إلى
المباركفوري ،أبي العل محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم ،تحفة الحوذي بشرح جامع
الترمذي ،جـ .5/92
28
()3محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص 179بواسطة الدهلوي ،
حجة ال البالغة ،جـ 2/108
()1
(.)2عن الذَكر شاتان العقيقة :الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم سبوعه عند حلق شعره
والنثى شاة.
من آداب السلم ،إظهار السرور بالوليد ،عن طريق العقيقة التي تذبح تكريما له ،وشكرا
()3
ل -عز وجل -على نعمة الذرية
عن سلمان بن عامر الضبي قال :سمعت رسول ال –صلى ال عليه وسلم – يقول ( :مع
()4
الغلم عقيقة ،فأهريقوا عنه دما وأحيطوا عنه الذى )
فالرسول – صلى ال عليه وسلم – ينتقل بهذا العمل من مجرد إظهار السرور والتفاخر ،
()5
ليأخذ أهميته ضمن العبادات التي يتقرب بها الى ال "
والسؤال :لماذا هذا التفريق بين الذكر والنثى ؟
" ذكر الحليمي أن الحكمة في كون النثى على النصف من الذكر ان المقصود استبقاء النفس
()6
فاشتبهت الدية "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1انظر إلى موضوع العقيقة في :
-ابن قيم الجوزية ،شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ،تحفة المودود بأحكام المولود ،ص
.80-33
-د.حسام الدين بن موسى عفانه ،المفصل في أحكام العقيقة ،ط 1424 ، 1هـ 2003-م ،القدس
-سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 159-158
-حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 61-58
-علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،ص 107-95
-محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص 180-170
-عمارة ،محمود محمد ،تربية الولد في السلم ،ص 85-82
( )2إبراهيم مصطفى وآخرون ،المعجم الوسيط ،ص 647
( )3عمارة ،محمود محمد ،تربية الولد في السلم ،ص 82
29
( )4صحيح ،أخرجه البخاري رقم ، 5472كتاب العقيقة ،باب إماطة الذى عن الصبي في العقيقة ،انظر
إلى ابن حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 9/687
( )5المصدر السابق ،ص 82
( )6ابن حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 2/690
" إن فرحة الوالدين بالذكر تصل بهما الى درجة التشبع ،...،هذه الفرحة التي تنحسر موجتها
ل أو كثيرا في حال ولدة النثى .ومعنى ذلك :أن واقعية السلم تعترف بهذه الفرحة
قلي ً
وتقدرها قدرها .وبدل أن ينفس الوالدين عنها بطرق غير مشروعة ،يدعو السلم الى
استيعاب هذه الفرحة واحتوائها ،وإفراغ شحنتها لهذه المظاهرة السرية أي بذبح شاتين ل
()1
شاه واحده "
" إن العقيقة عن المولود سنة مستحبة عند جمهور الئمة والفقهاء ،فعلى الب إن ولد له
مولود وكان مستطيعا قادرا أن يحيي سنة رسول ال – صلى ال عليه وسلم – حتى يحظى
بالفضيلة والجر عند ال -سبحانه وتعالى -وحتى يزيد من معاني اللفة والمحبة والروابط
الجتماعية بين الهل والقرباء والجيران والصدقاء جميعا ،وذلك حينما يحضرون وليمة
العقيقة ابتهاجا بالمولود وفرحا بقدومه ،وحتى يساهم كذلك في تحقيق التكافل الجتماعي ،
()1
وذلك حينما يشرك في النتفاع بالعقيقة بعض ذوى الحاجة و من الفقراء والمساكين "
( )4
" العقيقة سنة مؤكدة ،وليس فرضا واجبا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
30
( )1عمارة ،محمود محمد ،تربية الولد في السلم ،ص 84-83
( )2حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 60-59
( )3ابن قيم الجوزية ،شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ،تحفة المودود بأحكام المولود،
ص 59
( )4علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،جـ .1/99
()1
المطلب السابع :الختان :
()2
الختان موقع القطع من الذكر والنثى
والختان :قطع القُلفَه ( أي الجلده ) التي على رأس الذكر.
وفي الصطلح الشرعي :هو الحرف المستدير على اسفل الحشفه ،أي موضع القطع من
( )3
الذكر
" إن الختان رأس الفطره ،وشعار السلم وعنوان الشريعة .وهو واجب على الذكور وإنّ
من لم يبادر اليه في إسلمه ،ولم يقم على تنفيذه قبيل بلوغه ،فإن يكون آثما ،مرتكبا
( )4
المعصية ،واقعا في الوزر والحرام ،لكون الختان شعارا من شعائر السلم
قال رسول ال – صلى ال عليه وسلم – ( الفطرة خمس أو خمسٌ من الفطره ،الختان
()5
والستحداد ،ونتف البط ,وتقليم الظفار ،وقص الشارب )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1انظر إلى موضوع الختان في :
-علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،جـ 118-1/109
-ابن قيم الجوزية ،شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ،تحفة المودود بأحكام المولود ،ص
167-124
-محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص 181-180
-سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 162-160
-الخداش ،جاد ال بن حسن ،المهذب المستفاد لتربية الولد في ضوء الكتاب والسنة ،ص 48-40
( )2إبراهيم مصطفى وآخرون ،المعجم الوسيط ،ص 241
( )3علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،جـ 1/109
( )4المصدر نفسه ،ص 114
( )5صحيح ،أخرجه البخاري رقم ، 5889كتاب اللباس ،باب قص الشارب .انظر إلى ابن حجر
العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ . 10/473وأخرجه مسلم ،حديث رقم ، 257
31
كتاب الطهارة ،باب خصال الفطرة ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ
3/125
يقول د .صبري القباني في كتابه حياتنا الجنسية :وفي الختان بعض الفوائد نذكر منها :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،جـ 117-1/116
( )2النشواتي ،محمد نبيل ،الطفل المثالي تربيته وتنشئته ونموه والعناية به في الصحة والمرض ،ص
،160دمشق ،دار القلم1423 ،هـ 2002 -م.
32
المطلب الثامن :الرضاعة الى الحولين والفطام
أرضعت الم :كأن لها ولد ترضعه .والولد جعلته يرضع ،فهي مرضع ومرضعه والجمع
( )2
وفي التنزيل العزيز } :وحرمنا عليه المراضع من قبل { ( )1
مراضع
والرضاع :هو مص الطفل اللبن من ثدي المرأة في أول حولين بعد الولدة
قال تعالى { :والوالدات يرضعن أولدهن حولين كاملين لمن أراد ان يتم الرضاعة وعلى
()3
المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف }
قال سيد قطب " :وال يفرض للمولود على أمه أن ترضعه حولين كاملين لنه -سبحانه
وتعالى -يعلم أن هذه الفترة هي المثلى من جميع الوجوه الصحيحة والنفسية للطفل ،...،
وللوالدة في مقابل ما فرضه ال عليها ،حق على والد الطفل :أن يرزقها ويكسوها بالمعروف
والمحاسنة ،فكلهما شريك في التبعه وكلههما مسؤول اتجاه هذا الصغير الرضيع هي تمده
(
باللبن والحضانة وأبوه يمدها لغذاء والكساء لترعاه وكل منهما يؤدي واجبه في حدود طاقته.
)4
" في حديث مع الستاذ الدكتور :فتحي الزيات رئيس قسم الفسيولوجي بكلية الطب جامعة
الزهر :
أبان أن لبن الم يفوق اللبان الحيوانية واللبان الصناعية من زوايا عديدة منها ما يلي :
()1إن لبن الم يحتوي على نسب متوازنة من غذاء الرضيع تتلءم مع احتياجاته،
وتلتقي مع احتياجات الرضيع في فترات الرضاعة المختلفة تمشيه مع نموه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1إبراهيم مصطفى وآخرون ،المعجم الوسيط ،ص 374
()2سورة القصص آية 12
()3سورة البقرة أية 233
()4سيد قطب ،في ظلل القرآن ،جـ ، 1/254ط 1422 ، 30هـ 2001-م ،دار الشروق ،
القاهره
33
()2أنه يحتوي على مواد بروتينية تكسب الرضيع قوة ومناعة ضد بعض المراض
التي تحصنه منها الم في الشهور الولى من عمره
()3أن هذا اللبن ل يتعرض للتلوث حيث أنه يخرج من الم الى الطفل مباشره
()4انه يقرب التصال النفسي بين الم والطفل الرضيع ،وبهذا ترشح عاطفة المومة
والبنوة بالرباط المتين الصادق الصحيح.
()5أن لبن المسمار الذي تفرزه الم في اليام الولى من الرضاع يعمل على تنشيط
المعاء لدى الطفل ،فيحدث اللبن المناسب لدى الطفل ويساعد على عملية
()1
الخراج الطبيعية".
(")6يعد حليب الم الحليب المثالي للنمو العقلي للطفل ،ولوحظ انخفاض في نسبة
الصابة بالمراض النفسية واضطرابات السلوك لدى الطفال الذين رضعوا من
أثداء أمهاتهم بالمقارنة مع الذين رضعوا من الرضاعة الصناعية "
( )2
وإن لم يتمكن الطفل الرضاعة من أمه لي سبب من السباب كوفاة الم وضع العلماء شروط
()5
للمرضعة كأن تكون شابه قوية ذات أخلق حسنه وبعيده عن النفعالت النفسيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1عمارة ،محمود محمد ،تربية الولد في السلم ،ص .103-102وانظر إلى مجموعة من المؤلفين،
موسوعة سفير لتربية البناء ،المجلدالثاني321/
( )2محمد مرعي مرعي ،محمد جهاد السعيد ،دليل تربية الطفل صحيا وسلوكيا ،ص ،31سوريا ،دار ربيع.
( )3ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد ،تربية الطفل في السلم ،ص 47
( )4المصدر السابق ،ص 32
( )5انظر إلى حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 66
34
الرضيع والفطام تربويا ً:
" رأى بعض علماء النفس أن أول موقف صدمي إحباطي يتعرض له الطفل في حياته هو
موقف الصدام ،وقد اعتاد هذا الطفل أن يحصل على غذلئه من أمه ،بكل ما بعنيه من
ارتباطه بعا سيكيولوجيا ،ثمّ فجأه يجد أن هذا الوضع قد تغير ،وعليه أن يقبل وضعا جديدا فيه
ابتعاد نفسي عن الم ،فأمام هذه الحالة دعا علماء النفس إلى الفطام التدريجي ليخفضوا من
وطأة الصدمة المباشرة عن الطفل ،ولكي يجدوا الظروف المساعدة على التكيف مع الحياة
()1
الجديدة ،المعبر عنها بالنتقال من الطعام على ثدي الم إلى الطعام الخارجي " .
" وتؤثر طريقة الفطام على شخصية الطفل ومشاعره تجاه أمه وتجاه المجتمع فيما بعد،
فخبراته قد تكون إيجابيه ،ويعتمد ذلك على أسلوب الم في الفطام.
ول شك أن التبكير في الفطام له مساوئ كثيرة ،تشعر الطفل بالحرمان م نالحب والحنان،
لذلك تنعكس على الطفل في مص الصابع ،أو النكوص فيما بعد ،لذلك حرص السلم أن
تكون مدة الرضاعة مناسبة؛ وليس معنى ذلك تأجيل عملية الفطام إلى وقت متأخر جدا،
وتدليلة مما قد يؤدي إلى تثبيت عادات طفليه يتمسك بها الطفل فيما بعد ،وتعيق اعتماده على
( )2
نفسه ،وانفصاله عن أمه".
والحضانة حق للنساء وقد أثبتها النبي – صلى اله عليه وسلم – للنساء
35
واختلف الئمة في مدة الحضانة فذكر الشافعي " الم أحق بالطفل ذكرا كان أو أنثى الى أن
( )1
يبلغا سبع سنين
وفي مقابل رأي الشافعي :يرى بعض العلماء عدم تحديد المدة بسن معينه بل يجعل من
( )2
استقلل الطفل بأمور نفسه غايه لوجوده في حضانة أمه وبداية تؤهله للعيش في كنف الم
36
إن التربية السلمية تعتبر الرسل قدوه النسانية ،...،والنسان يضع هذه القدوة المباركة
نصب عينه محاولً أن يتمثل تعاليمها الطيبة في جميع المستويات فما هي الصفات التي تجعل
( )1
المربي ذو شخصية رسالية ليكون مربيا ناجحا ؟"
" للمربي الناجح صفات كلما ازداد منها زاد نجاحه في تربية ولده بعد توفيق ال ،وقد يكون
المربي أبا أو أما أو أخا أو أختا أو عما أو جدا أو خالً ،أو غير ذلك ،وهذا ل يعني أن
()2
التربية تقع على عاتق واحد ،بل كل من حول الطفل يسهم في تربيته وإن لم يقصد".
وعلى المربي أن يعرف ما في عصره من مذاهب هدّامة وتيارات فكرية منحرفة ،فيعرف ما
ينتشر بين الشباب والمراهقين من المخالفات الشرعية التي تَفدُ إلينا؛ ليكون أقدر على
37
مواجهتها ،وتربية البناء على الداب الشَرعية.
وهذه الصفة مطلوبة في الوالدين ومن يقوم مقامهما ،ولكن لبد أن تكون للب وهي جزء من
القوامة ،ولكن ثمة خوارقٌ تكسر قوامة الرجل وتضعف مكانته في السرة ،منها:
* أن تكون المرأة نشأت في بيت تقوده المرأة ،والرجل فيه ضعيف منقاد ،فتغضب هذه المرأة
القوامة من الرجل بالغراء ،أو التسلط وسوء الخُلق ،واللسان الحاد
* أن تعلن المرأة أمام أولدها التذمر أو العصيان ،أو تتهم الوالد بالتشدد والتعقيد ،فيرسخ في
أذهان الولد ضعف الب .
* أن تَعرض المرأة على زوجها أمرا فإذا أبى الزوج خالفته خفية مع أولدها ،فيتعود الولد
مخالفة الوالد والكذب عليه.
ولبد أن تسلم المرأة قيادة السرة للرجل ،أبا كان أو أخا كبيرا أو خالً أو عما ،وعليها أن
تنقاد لمره ليتربى الولد على الطاعة ،وإن َمنَ َع شيئا فعليها أن تطيع .وإن خالفه بعض
أولدها فيجب أن تخبر الب ول تتستر عليه لن كثيرا من النحرافات تحدث بسبب تستّر
الم.
38
وفي بعض الحوال تصبح الم في حيرة ،كأن يطلب الولد شيئا ل يمنعه الشرع ول الواقع،
ولكن الب يمانع لرأي يراه قد يفصح عنه وقد يكتمه ،فيحاول الولد إقناع الب فل يقتنع،
ففي هذه الحال لبد أن تطيع المرأة ،وتطيّب نفس أولدها وتبين لهم فضل والدهم ورجاحة
عقله ،وتعزيهم بما في الحياة من أحداث تشهد أن للوالدين إحساسا ل يخيب ،وهذا الحساس
يجعل الوالد أحيانا يرفض سفر ولده مثلً ،ثم يسافر الصدقاء فيصابون بأذى فيكون رفض
الوالد خيرا وذلك بسبب إحساسه.
ول يعني العدل تطابق أساليب المعاملة ،بل يتميز الصغير والطفل العاجز أو المريض ،
وذلك لحاجتهما إلى العناية .وكذلك الولد الذي يغيب عن الوالدين بعض أيام السبوع للدراسة
أو العمل أو العلج ،ولبد أن يبيّن الوالدان لبقية الولد سبب تمييز المعاملة بلطف وإشفاق،
وهذا التميز ليس بدرجة الكبيرة ولكن فرق يسير بين معاملة هؤلء ومعاملة البقية ،وهذا
الفرق اليسير يتسامح الخوة به ويتجاوزون عنه.
ومما يزرع الكراهية في نفوس الخوة تلك المقارنات التي تُعقد بينهم ،فيُمدح هذا ويُذم هذا،
وقد يقال ذلك عند الصدقاء والقارب فيحزن الولد المذموم ويكره أخاه.
والعدل ليس في الظاهر فقط ،فإن بعض الناس يعطي هذا خفية عن إخوته وهذا الستخفاء يعّلمُ
الطفل النانية والتآمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1صحيح،أخرجه مسلم ،حديث رقم ،1623كتاب الهبات ،باب كراهة تفضيل الولد في الهبة،
انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 11/56
39
وهو مفهوم تربوي غائبٌ في حياة كثير من السر ،فيظنون أن الحرص هو الدلل أو
الخوف الزائد عن حده والملحقة الدائمة ،ومباشرة جميع حاجات الطفل دون العتماد
عليه ،وتلبية جميع رغائبه.
والم التي تمنع ولدها من اللعب خوفا عليه ،وتطعمه بيدها مع قدرته على العتماد على
نفسه ،والب الذي ل يكلف ولده بأي عمل بحجة أنه صغير كلهما يفسده ويجعله اتّكاليا
ضعيف الرادة ،عديم التفكير .والدليل المشاهَد هو :الفرق الشاسع بين أبناء القرى
والبوادي وبين أبناء المدينة .
س متوق ٌد يحمل المربي على تربية ولده وإن تكبّد المشاق
والحرص الحقيقي المثمر :إحسا ٌ
أو تألم لذلك الطفل .وله مظاهر منها:
(أ) الدعاء :إذ دعوة الوالد لولده مجابة ،لن الرحمة متمكنة من قلبه فيكون أقوى عاطفة
وأشد إلحاحا ،ولذا حذر الرسول – صلى ال عليه وعلى آله وسلم – الوالدين من الدعاء
على أولدهم فقد توافق ساعة إجابة.
(ب) المتابعة والملزمة :لن العملية التربوية مستمرة طويلة المد ،ل يكفي فيها التوجيه
العابر مهما كان خالصا صحيحا .
والملزمة وعدم الغياب الطويل عن البيت شرط للتربية الناجحة ،وإذا كانت ظروف
العمل أو طلب العلم أو الدعوة تقتضي ذلك الغياب فإن مسؤولية الم تصبح ثقيلة ،ومن
كان هذا حاله عليه أن يختار زوجة صالحة قوية قادرة على القيام بدور أكبر من دورها
المطلوب.
وضابط الحزم :أن يُلزم ولده بما يحفظ دينه وعقله وبدنه وماله ،وأن يحول بينه وبين ما
يضره في دينه ودنياه ،وأن يلزمه التقاليد الجتماعية المَرعيّة في بلده ما لم تعارض
الشرع .قال ابن الجوزي – رحمه ال " :-فإنك إن رحمت بكاءه لم تقدر على فطامه ،ولم
يمكنك تأديبه ،قيبلغْ جاهلً فقيرا".
40
وإذا كان المربي غير حازم فإنه يقع أسير حبه للولد ،فيدلّله ،وينفذ جميع رغائبه ،ويترك
معاقبته عند الخطأ ،فينشأ ضعيف الرادة منقادا للهوى ،غير مكترث بالحقوق المفروضة
عليه .
وليس حازما من كان يرقب كل حركة وهمسة وكلمة ،ويعاقب عند كل هفوة أو زلّة،
ولكن ينبغي أن يتسامح أحيانا .
ومن مظاهر الحزم كذلك عدم تلبية طلبات الولد؛ فإن بعضها ترف مفسد ،كما أنه ل ينبغي
أن ينقاد المربي للطفل إذا بكى أو غضب ليدرك الطفل أن الغضب والصياح ل يساعده
على تحقيق رغباته ،وليتعلمَ أن الطلب أقرب إلى الجابة إذا كان بهدوء وأدب واحترام.
ومن أهم ما يجب أن يحزم فيه الوالدان النظام المنزلي ،فيحافظ على أوقات النوم والكل
والخروج ،وبهذا يسهل ضبط أخلقيات الطفال .
ومن المُشاهَد أن كثيرا من السر تتميز بصلحها من قديم الزمن وإن ضل ولد أو زلّ فَاءّ إلى
الخير بعد مدة؛ لصلح والديه وكثرة طاعتهما ل .وهذه القاعدة ليست عامة ولكن هذا حال
غالب الناس .وقد يظن بعض الناس أن هذا ل أثر له ،ويذكرون أمثلة مخالفة لذلك ،ليبرروا
تقصيرهم وضللهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة الكهف ،آيه 82
41
وهو "التزام الحقيقة قولً وعملً" ،والصادق بعيد عن الرياء في العبادات ،والفسق في
المعاملت ،وإخلف الوعد وشهادة الزور ،وخيانة المانات
ومن مظاهر الصدق أل يكذب المربي على ولده مهما كان السبب ،لن المربي إذا كان صادقا
اقتدى به أولده ،وإن كان كاذبا ولو مرة واحدة أصبح عمله ونصحه هباء ،وعليه الوفاء
بالوعد الذي وعده للطفل ،فإن لم يستطع فليعتذر إليه .
وبعض الطفال يتعلم الرياء بسبب المربي الذي يتظاهر أمام الناس بحال من الصلح أو
الخلق أو الغنى أو غيرها ثم يكون حاله خلف ذلك بين أسرته .
وعلى هذا ينبغي تعاون الوالدين واتفاقهما على السلوب التربوي المناسب ،وإذا حدث أن
أمر الب بأمر ل تراه الم فعليها أن ل تعترض أو تسفّه الرجل ،بل تطيع وتنقاد ويتم
الحوار بينهما سرا لتصحيح خطأ أحد الوالدين دون أن يشعر الطفل بذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(http://saaid.net/tarbiah/64.htm )1
انظر إلى http://mknon.net/trbih/boy2.htm
الفصل الثاني
42
بناء شخصية الطفل ( العقائدية ،والعبادية والخُلقية والصحية والعلمية ) منذ استكماله حولين
إلى قبيل سن الرشد.
43
المطلب الول :أهداف التربية البدنية
المطلب الثاني :بعض الممارسات الرياضية في السلم
المطلب الثالث :فوائد اللعب وقيمته
المطلب الرابع :قواعد الكل والشرب والتغذية وأثرها على التربي البدنية
المطلب الخامس :التربية البدنية وآداب النوم
المطلب السادس :إهتمام الطفال بالنظافه
المطلب السابع :الوقاية من المراض والعلج منها
الفصل الثاني
بناء شخصية الطفل ( العقائدية ،والعبادية والخُلقية والصحية والعلمية ) منذ
استكماله حولين إلى قبيل سن الرشد.
إن تأسيس العقيدة السليمة منذ الصغر أمر بالغ لهمية في منهج التربية السلمية ،وأمر بالغ
( )1
السهولة كذلك اذا ما وعى الوالدان واجباتهما في إداء هذه المهمة التي أوكلها ال عز وجل
لهما .
44
كما قال المام الغزالي " :وأعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم المور وأوكدها
والصبي أمانة عند والديه ،وقلبه الطاهر جوهرة نفيسه ساذجه خاليه عن كل نقش وصوره .
وهو قابل لكل ما نقش ،ومائل الى كل ما يمال به اليه ،فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد
في الدنيا والخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب ،وإن عود الشر وأهمل إهمال
. ( )2
البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له .
( )3
قال تعالى } :يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا {
" وهذه المرحلة هي أهم مرحلة بل أخطرها في مجال تربية البناء ،فهي مرحلة تأسيس
العادات الحسنة وتكوينها وترسيخ العقيدة السليمة في أعماق الفكر والقلب ،وتثبيتها والتوجيه
. ()4
الى الخلق الفاضلة وتثبيتها في جميع تصرفاتهم "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص 200
( )2الغزالي ،إحياء علوم الدين ،جـ 3/99
( )3سورة التحريم آيه 6
( )4محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص 201
()1
وهي كما قال الشاعر :
على ما كان عوده أبوه وينشا نأشئ الفنييان منا
يعلمه التدين أقربوه وما دان الفتى بحجىً ولكن
( )2
وقال بعضهم :
ول يلين اذا قومته الخشب ن الغصون إذا قومتها اعتدلت
إّ
وليس ينفع عند الشيبة الدب وينفع الدب الحداث في صغر
[ وبالتالي ] " فإن هذه المرحلة هي أهم مرحلة وأخطرها ،وأنها المرحلة الساسية في التلقين
والتوجيه والتأسيس لهذه العقيدة السليمة ،التي يجب أن يقوم بها الوالدان بشكل أساسي ،
بالستعانه بالمربين إن أمكن ذلك ،وضمن المنهج السلمي الصحيح النابع من القرآن الكريم
()3
والسنة المطهرة ،مع الستفادة من تربية السلف وحسن تطبيقهم لهذا المنهج"
45
أول " :مرحلةُ الطفولة مرحلة صفاء وخلو فكر ،فتوجيه الطفل للناحية الدينية يجد فراغا في
قلبه ،ومكانا في فكره ،وقبول من عقله .
ثانيا :مرحلة الطفولة مرحلة تتوقد فيها ملكات الحفظ والذكاء ،ولعل ذلك بسبب قلة الهموم ،
والشغال التي تشغل القلب في المراحل الخرى ،فوجب استغلل هذه الملكات وتوجيهها
الوجهة الصحيحة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1المعري ،أبي العلء ،ديوان لزوم ما ل يلزم ،حرره وشرح تعابيره وأغراضه ،كمال الزجي ،المجلد
الثاني ،496/بيروت ،دار الجيل ،ط 1412 ،1هـ 1992 -م .
( )2الماوردي ،علي بن محمد بن حبيب البصري ،أدب الدنيا والدين ،تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ،ص
( ،239أدب النفس ) ،المنصورة ،مكتبة اليمان.
( )3محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص 201-201
ثالثا :مرحلة الطفولة مرحلةُ طهر وبراءة ،لم يتلبس الطفل فيها بأفكار هدامة ،ولم تلوث
عقلَه الميولُ الفكرية الفاسدة ،التي تصده عن الهتمام بالناحية الدينية ،بخلف لو بدأ التوجيه
في مراحل متأخرة قليل ،تكون قد تشكلت لديه أفكار تحول دون تقبله لما تمليه الثقافة الدينية.
رابعا :أصبح العالَم في ظل العولمة الحديثة ،كالقرية الصغيرة ،والفردُ المسلم تتناوشه
الفكار المتضادة والمختلفة من كل ناحية ،والتي قد تصده عن دينية ،أو تشوش عليه
عقيدته ،فوجب تسليح المسلمين بالثقافة الدينية ،ليكونون على بصيرة من أمرهم ،ويواجهون
هذه الفكار ،بعقول واعية .
خامسا :غرس الثقافة الدينية في هذه المرحلة يؤثر تأثيرا بالغا في تقويم سلوكه وحسن
استقامته في المستقبل ،فينشأ نشأة سليمة ،بارا بوالديه ،وعضوا فعال في المجتمع .
سادسا :البناء رعية استرعاهم ال آباءَهم ،ومربييهم وأسرهم ،ومجتمعهم ،وهؤلء جميعا،
مسئولون عن هذه الرعية ،ومحاسَبون على التفريط فيها ،كما أنهم مأجورون إن هم أحسنوا
( )1
وأتقنوا".
46
إن غرس العقيدة في النفوس هي أمثل الطرق ليجاد أفراد صالحين يستطيعوا أن يقوموا
بدورهم كاملً في الحياه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(http://saaid.net/tarbiah/6.htm )1
من خلل سيرة النبي – صلى ال عليه وسلم – ومنهجه التربوي في تعليم أطفاله وأطفال
الصحابة أُسس دينهم يتضح لنا كيفية غرس أركان اليمان في الطفال وذلك من خلل أسس
وهي ما يلي :
الساس الول :إحياء بذرة الفطرة في نفس الطفل والتي تتمثل بتلقين الطفل كلمة التوحيد
بالذان في أذنه اليمنى والقامة في أذنه اليسرى.
الفطرة هي " :الخلقة الثابتة المستقيمة التي وضعها ال –عز وجل -في النسان منذ ولدته،
تتميز بجذورها الغريزية الباطنية والتي ل تتحقق بدون تعليم ول تتأثر بالعوامل الخارجية،
()1
كالعوامل الجغرافية والسياسية والقتصادية"
" ولكي نحمي بذور الفطرة في نفوس الطفال علينا منذ اليام الولى لولدته بالتأذين في أذنه
( )2
اليمنى والقامة في أذنه اليسرى" .
" من المور المُسلم بها لدى علماء التربية والخلق أن الطفل حين يولد ،يولد على فطرة
التوحيد وعقيدة اليمان بال ،وعلى أصالة الطهر والبراء ،فإذا تهيأت له التربية المنزلية
الواعية ،والخلطة الجتماعيه الصالحه ،والبيئة التعليمية المؤمنه ،نشأ الولد – إن شاء ال -
على اليمان الراسخ والخلق الفاضلة والتربية الصالحة ،وهذه الحقيقة من الفطرة اليمانية قد
()3
قدرها القرآن الكريم وأكدها الرسول – صلى ال عليه وسلم"-
47
( )4
قال تعالى } :فطرت ال التي فطر الناس عليها ،ل تبديل لخلق ال {
قال سيد قطب " :وبهذا يربط بين فطرة النفس البشرية وطبيعة هذا الدين وكلهما من صنع
ال وكلهما موافق لناموس الوجود وكلهما متناسق مع الخرين في طبيعة واتجاهه ،....،
والفطرة ثابتة والدين ثابت .فإذا انحرفت النفوس عن الفطرة لم يردها اليها إل هذا الدين
()5
المتناسق مع الفطرة ،فطرة البشر وفطرة الوجود "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 186
( )2انظر إلى صفحة من هذا البحث
( )3الخداش ،جاد ال بن حسن ،المهذب المستفاد لتربية الولد في ضوء الكتاب والسنة ،ص 64
( )4سورة الروم ،آية 30
( )5في ظلل القرآن ،جـ 5/2767
عن أبي هريرة – رضي ال عنه -أن رسول ال – صلى ال عليه وسل – قال ( :ما من
( )1
مولود إل يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ،أو ينصرانه أو يمجّسانه )
قال الشوكاني " أي كل مولود يولد على الدين الحق فإذا لزم غيره فذلك لصل ما يعرض له
( )2
بعد الولدة من التغييرات من جهة أبويه أو سائر من يربيه" .
الساس الثاني :تثبيت اعتقادهم بال الواحد الحد ،وترسيخ حب ال تعالى :
48
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1صحيح ،اخرجه البخاري برقم 1358كتاب الجنائز ،باب اذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه ؟ انظر
إلى ابن حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 3/317
وأخرجه مسلم برقم 2658كتاب القدر ،باب معنى كل مولود يولد على الفطره .انظر إلى النووي ،يحيى بن
شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 16/169
()2الشوكاني ،محمد بن علي بن محمد ،نيل الطار شرح منتقى الخيار ،فهارس الكتاب العامة وضعها
الشيخ خليل مأمون شيحا،جـ ،248/ 8-7بيروت ،دار المعرفة،ط 1419 ،1هـ 1998 -م .
( )3سورة آل عمران ،آيه 31
( )4حديث حسن غريب ،أخرجه الترمذي ،كتاب الدعوات عن رسول ال ،باب ما جاء في عقد التسبيح
باليد.
هـ -لن الطفال في الغالب يتعلقون بآبائهم وأمهاتهم -أو مَن يقوم برعايتهم وتربيتهم -أكثر
من أي أحد،مع العلم بأن الباء ،والمهات ،والمربين ل يدومون لطفالهم ،بينما ال تعالى هو
الحيّ القيوم الدائم الباقي الذي ل يموت،والذي ل تأخذه سِنةٌ ول نوم ،فهو معهم أينما كانوا
وهو الذي يحفظهم ويرعاهم أكثر من والديهم،...،إذن فتعلقهم به وحبهم له يُعد ضرورة ،حتى
إذا ما تعرضوا لفقدان الوالدين أو أحدهما عرفوا أن لهم صدرا حانيا ،وعمادا متينا ،وسندا
قويا هو ال -سبحانه وتعالى.-
و -لنهم إذا أحبوا ال عز وجل وعلموا أن القرآن كلمه أحبوا القرآن ،وإذا علموا أن
الصلة لقاء مع ال فرحوا بسماع الذان ،وحرصوا على الصلة وخشعوا فيها ،وإذا علموا
أن ال جميل يحب الجمال فعلوا كل ما هو جميل وتركوا كل ما هو قبيح ،وإذا علموا أن ال
يحب التوابين والمتطهرين ،والمحسنين ،والمتصدقين ،والصابرين ،والمقسطين ،والمتوكلين،
وأن ال مع الصابرين،وأن ال ولي المتقين ،وأنه وليّ الذين آمنوا وأن الَ يدافع عن الذين
آمنوا ،...،إج َتهَدوا ليتصفوا بكل هذه الصفات ،ابتغاء مرضاته ،وحبه ،والفوز بوليته لهم،
ودفاعه عنهم.
أما إذا علموا أن ال ل يحب الخائنين ،ول الكافرين ،ول المتكبرين ،ول المعتدين،
خوّا ن كفور ،أو من كان مختالً فخورا ،...،
ولالظالمين ،ول المفسدين ،وأنه ل يحب كل َ
لبتعدوا قدر استطاعتهم عن كل هذه الصفات حبا في ال ورغبة في إرضاءه.
ز -لنهم إذا أحبوا ال -جل وعل -أطاعوا أوامره واجتنبوا نواهيه بطيب نفس ورحابة
صدر؛ وشبّوا على تفضيل مراده على مرادهم ،و تقديم كل غال وثمين من أجله ،والتضحية
من أجل إرضاءه ،وضبط الشهوات من أجل نيل محبته ،فالمُحب لمن يحب مطيع.
49
حـ -لن حب ال يعني استشعار وجوده -عز وجل -معنا في كل وقت ومكان ،مما يترتب
عليه الشعور بالراحة والطمئنان والثبات ،وعدم القلق أو الحزن ،...،ومن ثم سلمة النفس
والجسد من المراض النفسية والعضوية ، …،بل والهم من ذلك السلمة من المعاصي
والثام .
وما أجمل قول القائل :مَن كان ال معه ،فمَن عليه
طـ -لن أعز ما يملكه النسان -بعد إيمانه بال عز وجل -هو الكرامة " وليس المال
أو المنال ،أو الجاه أو القدرة ،...،فالمجرم يتعذب في داخله قبل أن يحاسبه الخرون ،لنه
على بصيرة من قرارة نفسه التي تحس بغياب الكرامة بفعل الفعال الدنيئة ،أما النسان
المحترم الذي يحس بوفرة الكرامة لديه ،فإنه أحرى أن يعتلي القمم السامية والمنازل
الرفيعة...وهكذا كان شأن "يوسف" الصدّيق -عليه السلم -حين توسم فيه عزيز مصر أن
ينفعه ذات يوم ،ويكون خليفة له على شعبه ،أو يتخذه ولدا؛ لذا فقد قال لمرأته حين أتى
بيوسف مستبشرا به ":أكرِمي مثواه " أي أكرمي مكانته،واجعليه محط احترام وتقدير،ولم
يوصها بأي شيء آخر ...فلعله رأى أن التربية القائمة علىأساس الكرامة تنتهي بالنسان إلى
أن يكون عالما ،وقادرا على أًن يتخذ القرارات السليمة وفقا لسس وقواعد التفكير الحكيم،
هذا بالضافة إلى قدرته على وضعها موضع التنفيذ "
فإذا أردنا الكرامة ونتائجها لطفالنا فما أحرانا بأن نهبها لهم من خلل حبهم لخالق الكرامة
الذي كرّم أباهم آدم وأسجد له الملئكة ،وقال عنهم { :ولقد كرّمنا بني آدم} ( ...)1وإذا أردنا
لهم الدرجات العُل في الدنيا والخرة،فل مفر من مساعدتهم على حب ال الذي يقودهم إلى
فيصبحوا من الذين قال عنهم {:إن أكرمكم عند الِ أتقاكم }
( )3 ( )2
التقوى" ،
أولً " :تنزيه سبحانه ال تعالى وطاعته ومراقبة ال سبحانه وتعالى في سر السر والعلن
جاءت الديانات السماوية كلها توضح وتؤكد تنزيه الخالق فهو مُنزّه عن الشركاء ،له اللوهية
()4
وحده وله الربوبية وحده ،وتعالى ال عما يقولون علوا كبيرا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1سورة السراء ،آيه 70
( )2فضيلة الشيخ " راتب النابلسي".محبة ال أصل الدين :محاضرة مسجلة على الرابط
50
http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=5251بواسطة
http://saaid.net/tarbiah/11.zip
كيف نربي أبناءنا على اليمان،ص ،3من مقالة منشورة على الرابط:
www.almodarresi..com/moha/e91a2cd8.htmبواسطة http://saaid.net/tarbiah/11.zip
()3سورة الحجرات ،آيه 13
()4سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 192
( )1
قال تعالى } :ليس كمثله شيء وهو السميع البصير {
قال سيد قطب " -:والفطرة تؤمن بهذا بداهة مخالق الشياء ل تماثله هذه الشياء التي هي
()2
من خلقه "...
عن عبد ال بن مسعود قال :سألت رسول ال – صلى ال عليه وسلم – أي الذنب أعظم عند
( )3
ال ؟ قال ( :أن تجعل ل ندا وهو خَلقك ) "
وبعد أن نبين لهم ذلك ونوضح لهم ان ال رقيب علينا وعلى كل شيء في الكون ،بعد ذلك
نشعرهم بأن ال يراقبنا في السر والعلن.
" أما ترويضه [ الطفل ] على مراقبة ال وهو يعمل ،فليتعلم الخلص ل رب العالمين في
كل أقواله واعماله وسائر تصرفاته.
أما ترويضه على مراقبة ال وهو يفكر فليتعلم الفكار التي تقربه من خالقه العظيم ،والتي بها
ينفع نفسه وينفع مجتمعه وينفع الناس أجمعين ،بل يجب أن يروض على أن يكون عقله وقلبه
وهواه تبعا لما جاء به خاتم النبياء – صلى ال عليه وسلم –
أمل ترويضه على وهو يحس :فليتعلم كل إحساس نظيف وليتربّى على كل شعور طاهر ،
( )5
فل يحسد ول يحقر ول ينم " ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة الشورى آيه 11
()2في ظلل القرآن ،جـ 5/3146
51
()3صحيح ،أخرجه مسلم حديث رقم ، 86كتاب اليمان ، ،باب كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها
بعده ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 2/69
( )4سورة الفاتحة ،آية 5
( )5علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،جـ 170-1/169
فال -سبحانه وتعالى -يسمع ويرى كل شيء سواء في السر والجهر قال تعالى { :عَالِمُ
الْ َغ ْيبِ وَال ّشهَادَةِ ا ْلكَبِيرُ الْ ُمتَعَا ِل {َ }9سوَاء مّنكُم مّنْ َأسَرّ الْ َقوْلَ َومَن َجهَرَ بِ ِه َومَنْ ُه َو مُ ْسَتخْفٍ
()1
بِالّليْلِ َوسَارِبٌ بِالّنهَارِ}
وبالتالى يشعر بان ال يراقبه فهذا ينعكس ايجابا علي سلوكه وشعوره وتصرفاته 0
قال رسول ال -صلى ال عليه وسلم -عن الحسان( :ان تعبد ال كأنك تراه فان لم تراه فانه
يراك)
( )2
-ان مراقبه ال في السر والعلن توقظ في ضميره الخوف فيبعده عن ارتكاب الذنوب
والمعاصى فاذا أخطأ أو زل بسبب ضعفه البشرى فانه سرعان ما يبادر الى التوبه
والستغفار.
وما احوج الولد وهو صغير الى هذا التوجيه حتى يواجه الحياة بنفسه مطمئنه وضمير يقظ
" ()3
واع يفسح امامه الطريق ليخدم نفسه واسرته ومجتمعه وبلده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
52
()2صحيح ،أخرجه مسلم ،حديث رقم ، 1كتاب اليمان ،باب بيان اليمان والسلم والحسان
ووجوب اليمان ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ
1/141
()3سهام ص 196
ان حسن الظن بال صفه راسخه على كل مؤمن ان يغرسها فى قلبه.
" إن ال فطر النسان على الخوف والرجاء ويعمل هذان الخطان باستمرار في نفسه ،
()1
وبمقدار اتجاهها التجاه السليم ؛ يفوز المسلم بالمن في الدنيا وبالجنة في الخرة "
(")1إن الخوف من ال يحيي ضمير النسان على اليقظة والخشية ،ومراقبة ال
-جل وعل ، -فيمنع النسان من السترسال في المعاصي والثام ،ويجنيه
الوقوع في الحرام ،ويبعث في النسان روح الشجاعه ،ويدفعه الى الجهر
بالحق ،فل يحسبون للخلق حسابا ول يتهيبون من أحد ،ول يخافون من مخلوق
قال تعالى{ :اّلذِينَ ُيبَلّغُونَ ِرسَالَاتِ اللّهِ َوَيخْ َشوْنَهُ َولَا َيخْ َشوْنَ َأحَدا إِلّا اللّهَ َوكَفَى
()2
بِاللّهِ َحسِيبا }
()2إن الخوف من ال يقف حارسا يرغب النسان الى الخير والستقامة ،ويحذره
من الشر والنحراف ،فإذا اقترف ذنبا فإنه يسارع بالتوبة والندم والستغفار ،
والخائفون من ال هم الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
إن النسان إذا خاف من ال فإنه سوف يكف لسانه عن الغيبة والنميمة ....ولهذا
يجب علينا كمربين أن نغرس في نفوس أطفالنا صفة الخوف من ال ليستيقظ ضميره من
()3
صغره ،ويصمد أمام مغريات الدنيا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 198
( )2سورة الحزاب ،آية 39
53
( )3المصدر السابق ،ص 200-199
ن الساس في التربية اليمانية هو أن يكون بين النسان وربه ايصال دائم ل ينقطع ،
"إّ
فالعبادة بجميع أنواعها وشتى صورها تشعر المؤمن أنه موصول بال -سبحانه وتعالى-
يستمد منه الهداية والعون ،يدعو فيجيب ال دعاءه [ ،وبالتالي ] فقد انعقدت بين ال وبين قلب
هذا الطفل صلة ل تنقطع في النهار أو الليل ،ل تنقطع في عمل أو شعور أوفكر أو قول.....
إذا أردنا أن تظهر الفضائل النسانية الحقيقية في قلوب أطفالن،ا فلنربيهم على قاعدة تربوية
( )1
يكون أساسها الرتباط الواقعي والصلة الدائمة بينهم وبين خالقهم "
" وواجبنا ...أن نلفت دائما أنظار أولدنا الى هذا النسان وما فيه من ِنعَم ربانية ل تحصى،
أو أن نُعلّمهم أن علينا واجبا نحو خالقنا –سبحانه وتعالى -الذي تفضل علينا بالنعم وهذا
الواجب يتمثل بشكره تعالى على نعمه ،وأن نقول لهم أن الشكر يتحقق بالعبادة والطاعة
()1الحفاظ على النعمة وعدم زوالها .قال تعالى { :وَضَرَبَ اللّ ُه َمثَ ًل قَ ْريَ ًة كَاَن ْ
ت آ ِمنَةً
مّطْ َمِئنّ ًة يَأْتِيهَا رِزْ ُقهَا رَغَدا مّن كُ ّل َمكَانٍ َفكَفَرَتْ ِبأَنْعُمِ اللّ ِه َفأَذَا َقهَا اللّهُ ِلبَاسَ
()2
ن}
صنَعُو َ
ا ْلجُوعِ وَا ْل َخوْفِ بِمَا كَانُواْ يَ ْ
) )3
()2زيادة النعمة قال تعالى َ {:لئِن شَكَرْتُ ْم لَزِيدَّنكُ ْم }
()4
وغير ذلك الكثير "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 202-201
()2سورة النحل ،آيه 112
()3سورة إبراهيم ،آيه 7
()4سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 203
54
قال سيد قطب " :إنما هو صلح الحياه يتحقق بالشكر ،ونفوس الناس تزكو بالتجاه الى ال،
وتستقيم بشكر الخير وتطمئن الى التصال بالمُنعم ،فل تخش نفاذ النعمة وذهابها ،ول تذهب
()1
حسرات وراء ما ينفق أو يضيع منها ،فالمُنعم موجوده والنعمه بشكره تزكو وتزيد "
تذكرة :
علينا ان نتذكر ما يلي :
سنّه ومستوى إدراكه وفهمه
( ")1أجب على تساؤلت طفلك الدينية بما يناسب مع ِ
()2اعتدل في أوامرك ول تحمل طفلك ما ل طاقة له به
()3ل تلقن طفلك اسم ال من خلل الحداث الليمة
()4حاول أن تَذكر اسم ال تعالى أمام الطفل من خلل مواقف محببة ساره
()5ينبغي ال نرعب الطفل بكثرة الحديث عن غضب ال وعذابه والنار ....بل
()3
بالترغيب بدلً من الترهيب".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1في ظلل القرآن ،جـ 4/2089
( )2سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 209-208
( )3د .حسان شمسي باشا ،كيف تربي أبناءك في هذا الزمان ،ص ،122دمشق ،دار القلم ،ط 1421 ،1
هـ 2001 -م.
55
المطلب الثالث :ترسيخ حب النبي – صلى ال عليه وسلم -وحب آل بيته .
قال تعالى { :قُ ْل إِن كُنتُمْ ُت ِحبّونَ اللّ َه فَاّتبِعُونِي يُ ْحِببْكُمُ اللّهُ َويَغْفِرْ َلكُمْ ُ
ذنُوَبكُمْ وَاللّ ُه غَفُورٌ
()1
رّحِي ٌم }
حبّهِ ل
ن حب الرسول –صلى ال عليه وسلم -واجب على كل مسلم وهو يأتي بعد ُ
"إّ
-سبحانه وتعالى، -وقد أمرنا ال -سبحانه وتعالىِ -بحُب الرسول –صلى ال عليه وسلم-
( )2
حبّه-سبحانه وتعالى -بحب الرسول –صلى ال عليه وسلم" -
وقرن ُ
" يعطي القرآن الكريم الصورة الواضحة المميزة عن أخلقة [ محمد -صلى ال عليه وسلم]-
،ونحن نعيش بعيدين عنه بفاصلة ()3
وأفعاله وأقواله قال تعالىَ { :وإِنّكَ لَعَلى خُلُ ٍ
ق َعظِيمٍ }
زمنية هي أربعة عشر قرنا ،ولقد أبقى القرآن الكريم الرسول العظيم – صلى ال عليه وسلم-
حيا في قلوب المسلمين متعايشا في مشاعرهم وتفكيرهم يفضون تجاهه بمشاعر الحب والتقدير
،واجنبا كمربين أن نرسخ في نفوس أطفالنا حب رسول ال –صلى ال عليه وسلم -وحب آل
بيته ،وأن نبين لهم أن حب رسول ال –صلى ال عليه وسلم -يفوق كل حب ،وأنّ حبه من
مصداقا لقوله –صلى ال عليه وسلم ( -ل يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ()4
اليمان"
( )5
والده وولده والناس أجمعين)
" فبحب رسول ال –صلى ال عليه وسلم -يتحقق الشطر الثاني من الشهادة ،شهادة أن ل إله
ن محمدا رسول ال ،وبترسيخ محبة رسول ال –صلى ال عليه وسلم -تتحرك
إل ال وأ ّ
مشاعر الطفل وأحاسيسه ويقوى لديه النتماء إلى هذا الدين وترسخ لديه عقيدة اليمان به
ن محبة رسول ال –صلى ال عليه وسلم -ل تتحقق بالقوال
كرسول منزل ،وِلنُبين لطفالنا أ ّ
()6
دون الفعال ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1سورة آل عمران آيه 31
( )2العك ،خالد عبد الرحمن ،تربية البناء والبنات ،ص 106
( )3سورة القلم آية 4
( )4سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 210-209
( )5صحيح ،أخرجه البخاري ،حديث رقم ،15كتاب اليمان ،باب حب الرسول من اليمان ،انظر ابن حجر
العسقلني،أحمد بن علي ،فتح الباري في شرح صحيح البخاري ،جـ 1/88
()6المصدر السابق ص 211-210
56
)1الستجابة القوية لوامره وتنفيذها ،واجتناب نواهيه وبالبعد عنها،
قال تعالىَ { :ومَا آتَاكُمُ ال ّرسُو ُل َف ُخذُوهُ َومَا َنهَاكُ ْم َعنْهُ فَانَتهُوا }
()1
" القدوة في التربية هي من أنجع الوسائل المؤثرة في إعداد الولد خُلقيا ،وتكوينه
نفسيا واجتماعيا ،ذلك لن المربي هو المثل العلى في نظر الطفل ،والسوة
الصالحة في عين الولد ،يقلده سلوكيا ويحاكيه خلقيا من حيث يشعر أو ل يشعر ،
بل تنطبع في نفسه وإحساسه صورته القولية والفعلية والحسية والمعنوية من حيث
()2
يدري أو ل يدري "
ذكَرَ قال تعالى { :لَ َق ْد كَانَ َلكُمْ فِي َرسُولِ اللّهِ ُأ ْسوَةٌ َح َسنَةٌ لّمَن كَا َ
ن يَرْجُو اللّ َه وَا ْلَي ْومَ الْآخِرَ َو َ
()3
كثِيرا }
اللّ َه َ
لكن علينا أن نُعلِم أطفالنا بأن يتخذوا الرسول – صلى ال عليه وسلم – قدوتهم في ال ويتأسوا
به ويسيروا على طريقه وبالتالي ينالوا السعادة في الدنيا والخرة والطمأنينة والسكينة والفلح.
57
يجب على المربين التدرج في غرس العقيدة للطفل ،ابتداءا بغرس حب ال ورسوله وآله ثم
()1
ملئكته ،وسوف نتكلم الن -إن شاء ال تعالى -عن اليمان بالملئكة.
وعند التدرج يراعى الستعداد العقلي لقبول ما يقال له ويبدأ بتوضيح :
)1من هم الملئكة .
)2وما هي صفاتهم
)3وما يفعلون وكم عددهم.
الملئكة هم " :من العالم غير المنظور ،عالم الغيب أو عالم ما وراء الطبيعة ،ول يَعلم
حقيقتهم إل ال سبحانه ،وهم من عباد ال المسخرين لطاعته والمجنّدين لتنفيذ أوامره.
()2
قال تعالى { :عليها ملئكة غلظ شداد ،ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون }
وإنهم ل يتوالدون ول يوصفون بذكروه ول بأنوثه ...وقد خلق ال سبحانه وتعالى الملئكة
( )3
من نور "
واليمان بهم هو التصديق الحازم بوجودهم وبصفاتهم وبأعمالهم .
)3ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون قال تعالى َ { :وقَالُوا اّت َخذَ الرّحْمَنُ
( )1
د ّمكْ َرمُونَ { }26لَا يَ ْسبِقُوَنهُ بِا ْل َقوْلِ َوهُم ِبَأمْرِ ِه يَعْمَلُونَ }
َولَدا سُ ْبحَاَنهُ بَ ْل ِعبَا ٌ
58
)4منحوا القدرة على التشكل بأشكال مختلفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1سورة النبياء 27-26
()2انظر إلى ،محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،
ص 334-323
()3سورة الزمر ،آيه 73
()4سورة العلق18-15 ،
()5سورة المدثر31 ،
59
")1اليمان بالملئكة يدل على صدق اليمان ،لن الملئكة ليسوا
من عالم الشهادة بل هم من عالم الغيب ،وقد أوجب ال اليمان
بهم ،وقد جعل ال –سبحانه وتعالى -اليمان بالغيب من ابرز
ب فِيهِ
كتَابُ لَ َريْ َ صفات المؤمنين قال تعالى { الم {َ }1
ذلِكَ ا ْل ِ
ن ُي ْؤمِنُونَ بِا ْل َغ ْيبِ َويُقِيمُونَ الصّلةَ َومِمّا
ُهدًى لّلْ ُمتّقِينَ { }2اَلذِي َ
( )1
ن}
رَزَ ْقنَاهُ ْم يُنفِقُو َ
)3زيادة الشكر ل -عز وجل -وحمده على نعمه التي ل تعد ول
تحصى ومنها أعمال الملئكة التي تساعد المؤمن على الزدياد
من اعمال الخير.
)4تقوية ثقة المؤمن بنصر ال وتأييده ،وذلك عندما يعتقد المؤمن أن
هناك ملئكة قد كلفوا بنصره وتأييده ،كما حدث ذلك لرسول ال
–صلى ال عليه وسلم -في معركة بدر.
)5حمل النسان على التشبه بهم ،في القدام على الطاعات ،
( )2
والبتعاد عن المعاصي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة البقرة ،آيه 3-1
( )2محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص ، 337-335وانظر إلى الزنتاني،
عبد الحميد الصيد ،فلسفة التربية السلميه في القرآن والسنة ،ص 111
60
من أركان العقيدة السلمية اليمان بجميع الكتب السماوية قال تعالى { :يَا َأّيهَا اّلذِي َ
ن آ َمنُواْ
ذيَ أَنزَ َل مِن َقبْ ُل َومَن َيكْفُرْ بِالّلهِ
كتَابِ اّلذِي نَزّ َل عَلَى َرسُولِ ِه وَا ْلكِتَابِ اّل ِ
آ ِمنُواْ بِاللّهِ َو َرسُولِهِ وَا ْل ِ
( )1
كُتبِهِ وَ ُرسُلِهِ وَا ْلَي ْومِ الخِ ِر فَ َقدْ ضَلّ ضَ َللً بَعِيدا }
كتِهِ َو ُ
َو َملَِئ َ
قال سيد قطب (:واليمان بالكتاب كله – بوصف أن الكتب كلها كتاب واحد في الحقيقة –
هو السمة التي تنفرد بها هذه المة المسلمة ،لنه تصورها لربها الواحد ،ومنهجه الواحد ،
وطريقه الواحد ،هو التصور الذي يستقيم مع حقيقة اللوهية ،ويستقيم مع وحدة البشرية
()2
ويستقيم مع وحدة الحق الذي ل يتعدد).
" ل بد أن يؤمن المسلم بجميع كتب ال -سبحانه وتعالى -المنزّلة على رسله الكرام؛ ليبلغوا
()3
بها دينه وشرعه الى عباده ،وذلك حتى يكتمل ايمان المسلم وتصح عقيدته".
" وهذه الكتب هي الصحف المنزلة على ابراهيم -عليه السلم -والتوراة المنزلة على موسى
-عليه السلم -والزبور على داوود -عليه السلم -والنجيل المنزل على عيسى بن مريم
-عليه السلم -ثم خاتمها المصدق لها والمهيمن عليها ، ...،واشملها واكملها وأعظمها
والموجه الى البشرية كاملة :القرآن الكريم المنزّل على خاتم النبياء والمرسلين محمد
( )4
– صلى ال عليه وسلم – "
حرّفت ،
وعلينا أن نؤمن بجميع الكتب السماوية ولكن النجيل والتوراة الموجودة الن ُ
وبالتالي ل يمكن ان نؤمن بما جاء بها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة النساء آيه 136
( )2في ظلل القرآن ،جـ 2/778
( )3انظر إلى محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص 368-338السائح ،عبد
الحميد ،عقيدة المسلم وما يتصل بها ،ص ، 280-234سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية
ومنهج التربية النبوية ،ص ، 234الزنتاني ،عبد الحميد الصيد ،فلسفة التربية السلميه في القرآن
والسنة ،ص 112
( )4الزنتاني ،عبد الحميد الصيد ،فلسفة التربية السلميه في القرآن والسنة ،ص 112
61
( ")1يزيد من معرفة المؤمن بكتب ال التي أنزلها على عباده وما كان فيها من
عقائد وشرائع ،وذلك من خلل ما ورد في القرآن الكريم والنة المطهرة في
ذلك.
()2أنه يبين للمؤمن أن جميع العقائد التي دعت إليها هذه الكتب واحدة ولكن
( )1
الشرائع مختلفة بحسب الزمان والمكان" .
( ")3الستهداء بما جاء في القرآن الكريم الخاتم للكتب السماوية ،والناسخ لشرائعها
وأحكامها والمهيمن عليها ،والذي لم يفرط ال تعالى فيه من شيء ،والذي جعله
تبيانا لكل شيء ،والذي ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه ،والذي تكفل
بحفظه أبد الدهر من التحريف والتبديل ،وذلك حتى تفلح العملية التربوية في
تكوين النسان الصالح ،لن القرآن الكريم يرسم المنهج الرشيد الذي يحقق
للفرد كماله النساني والخُلقي والروحي ،بما يصلح دنياه وأُخراه ،ويرسم معالم
الحياة الفاضلة السعيدة للمجتمع المتعاون على البر والتقوى ،المتكافل في السراء
( )2
والضراء ،المر بالمعروف والناهي عن المنكر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص 367
( )2الزنتاني ،عبد الحميد الصيد ،فلسفة التربية السلميه في القرآن والسنة ،ص 114
على المربين أن يغرسوا في نفوس أبنائهم التصديق الجازم بأن ال ارسل الرسل مبشرين
()1
بالجنة لمن يطيع أوامر ال ،ومنذرين بالنار لمن يعصي ال .
62
قال تعالى ّ { :رسُ ًل ّمبَشّرِينَ َومُنذِرِينَ ِلئَ ّل َيكُونَ لِلنّا ِ
س عَلَى الّلهِ ُحجّةٌ بَ ْعدَ ال ّرسُلِ َوكَانَ اللّهُ
( )2
عَزِيزا َحكِيما }
" ول يكمل ايمان المسلم ول يصح إل بايمانه بالنبياء والرسل جميعا من أولهم آدم -عليه
السلم -الى خاتمهم سيدنا محمد -صلى ال عليه وسلم – وقد اصطفى ال -عز وجل -من
خلقه من البشر رسلً أطهارا ليبلغوا عنه دينه وشرعه ،ويهدوا عباده الى الصراط المستقيم
ويخرجوهم من الظلمات الى النور ،وأيدهم ال بالبيّنات والمعجزات كبرهان على صدقهم ،
( )3
واقناع الناس برسالتهم" .
()4
س إِنّ اللّ َه سَمِيعٌ بَصِيرٌ} قال تعالى { :اللّ ُه يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَاِئكَةِ ُرسُلً َومِ َ
ن النّا ِ
قال تعالى { :قُ ْل إِنّمَا َأنَا َبشَرٌ ّمثُْلكُ ْم يُوحَى إَِليّ أَنّمَا إَِل ُهكُ ْم إِلَهٌ وَا ِحدٌ فَمَن كَا َ
ن يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ
( )5
دةِ رَبّهِ أَحَدا }
فَ ْليَعْمَ ْل عَمَلً صَالِحا َولَا يُشْ ِركْ بِ ِعبَا َ
( )6
قال تعالى َ { :ومَا أَ ْرسَ ْلنَاكَ إِلّا رَحْ َمةً لّلْعَالَمِينَ}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1انظر إلى محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص ، 395-369السائح ،عبد
الحميد ،عقيدة المسلم وما يتصل بها ،ص .218-198سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية
ومنهج التربية النبوية ،ص 235-232
( )2سورة النساء آيه 165
( )3الزنتاني ،عبد الحميد الصيد ،فلسفة التربية السلميه في القرآن والسنة ،ص 115-114
( )4سورة الحج ،آيه 75
( )5سورة الكهف ،آيه 110
( )6سورة النبياء،آيه 107
" إن فلسفة التربية السلمية في القرآن والسنة النبوية المطهرة ،توجه العملية التربوية
ببرامجها ومناهجها ووسائلها التعليمية والتربوية في مختلف مراحل تعليم وتربية الناشئين الى
ترسيخ اليمان بالرسل الخيار عامه ،وبخاتمهم سيدنا محمد –صلى ال عليه وسلم – خاصة
والذي أرسلهم ال تعالى لطفا منه الى عباده لهدايتهم وارشادهم.
63
وذلك كله قصد تحضير الناشئين على التأسي بهم والقتداء بأخلقهم والهتداء بسننهم
والسترشاد بسيرتهم ،وجعلهم الرمز الحي والقدوة المثلى والسوة الحسنة في العبادة والطاعة
وفي اليمان والعمل وفي الصدق والخلص وفي العدل والمانة وفي الخلق والسلوك وفي
السيرة والتصرف ،وفي المواقف ،والتجاهات ،وفي المثابرة والجتهاد ،وفي الصبر على
المكاره والشدائد وفي الجلد والتحمل ،وفي أداء الحقوق والقيام بالواجبات وفي شتى مناشط
( )1
الحياة والمعاملت والعلقات " .
قال تعالى { :لقد كان لكم في رسول اله أسوة حسنة لمن كان يرجوا ال واليوم الخر وذكر
( )2
ال كثيرا }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1الزنتاني ،عبد الحميد الصيد ،فلسفة التربية السلميه في القرآن والسنة ،ص . 118-117انظر إلى
محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص 395-393
( )2سورة الحزات آيه 21
اليوم الخر " :هو نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الخرى ،الذي جعله ال للحساب والثواب
والعقاب.
اليمان باليوم الخر :هو التصديق الجازم واليقين القاطع بما يكون بعد الموت من الحياة
البرزخية ،وأحوال القبر والبعث والحشر والنشر والصحف والميزان والحساب والجزاء
()1
والصراط والحوض والشفاعة والجنة والنار "
نبقى في تربية الطفل على هذا التسلسل السابق تدريجيا حتى نصل اليه الى أن الدنيا فانية
وهي دار اختيار وابتلء وأن النسان لم يخلق عبثا وإنما لهدف وغاية قال تعالى { :أَ َفحَ ِس ْبتُمْ
64
وأن أعمال الدنيا ستكون في كفه موازيننا يوم ()2
ن}
أَنّمَا خَلَ ْقنَاكُمْ َعبَثا وَأَّنكُمْ إَِل ْينَا لَا تُرْجَعُو َ
القيامه.
الهداف التربية المترتبة على اليمان باليوم الخر والتي لها أثرها الفعّال في نفوس ومشاعر
وقلوب الطفال :
" ترشد فلسفة التربية السلمية في القرآن والسنة العملية التربوية بمناهجها ووسائلها ،وتوجه
القائمين عليها من آباء ومربين ومسؤولين الى جني ثمار التأثيرات اليجابية لليمان باليوم
الخر -لما فيه من ترسيخ لليمان والعقيدة بأركانها المتعددة.
-ولما فيه من إحساس دائم بخشية ال تعالى ومراعاته في السر والعلن.
-ولما فيه من ايقاظ متواصل للضمير الديني والخلقي وصحوة للعقل وتحريك
للوجدان.
-يدفع الفرد المسلم الى اتباع سبل الهدى والرشاد ،وفعل الخيرات والصالحات،
()3
وتجنب حبائل الشرك واضلل وعدم التردي في مهاوي الفساد والمنكرات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص . 396انظر إلى ،السائح ،عبد الحميد،
عقيدة المسلم وما يتصل بها ،ص 329-312
( )2سورة المؤمنون ،آيه 115
( )3الزنتاني ،عبد الحميد الصيد ،فلسفة التربية السلميه في القرآن والسنة ،ص . 122انظر إلى ،محمد
خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص .430-428سهام مهدي جبار ،الطفل في
الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 241-240
عن عمر بن الخطاب ":كنا عند رسول ال -صلى ال عليه وسلم -فجاء رجل شديد بياض
الثياب شديد سواد الشعر ل يرى عليه أثر السفر ول يعرفه منا أحد حتى أتى النبي -صلى ال
عليه وسل-م فألزق ركبته بركبته ثم قال ":يا محمد ما اليمان" قال ( :أن تؤمن بال وملئكته
()1
وكتبه ورسله واليوم الخر والقدر خيره وشره )...
عن ابن عباس قال ":كنت خلف رسول ال -صلى ال عليه وسلم -يوما فقال ( :يا غلم إني
أعلمك كلمات احفظ ال يحفظك احفظ ال تجده تجاهك إذا سألت فاسأل ال وإذا استعنت
فاستعن بال واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إل بشيء قد كتبه
65
ال لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إل بشيء قد كتبه ال عليك رفعت
()2
القلم وجفت الصحف).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ،أخرجه الترمذي في كتاب اليمان عن رسول ال ،باب
ما جاء في وصف جبريل للنبي اليمان والسلم.
()2قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ،أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق
والورع عن رسول ال .انظر إلى المباركفوري ،أبي العل محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم،
تحفة الحوذي بشرح جامع الترمذي ،جـ 7/185
()3محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص 434-بواسطة د.محمد
حافظ الشريد ،العقدية الواضحه ،ص 69-68
انظر إلى موضوع اليمان بالقدر خيره وشره في - :السائح ،عبد الحميد ،عقيدة المسلم وما يتصل بها ،ص
150-137
-محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص 450-431
-سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 250-242
ويخاطب المربي الطفل قائلً " :وأنت يا ولدي كما يمتحنك معلموك في المدرسة لمعرفة
اجتهادك في الدروس ،ومقدار التفاوت بينك وبين غيرك من زملئك الطلب ،كذلك -سبحانه
وتعالى -يمتحن عبادة ويختبرهم ،ويمتحن بعضهم بالملك والسلطان والغنى والصحة،
()1
وآخرين بالفقر والمرض والنكبات"
" فعلينا كمربين أن نفهم أطفالنا مسألة القضاء والقدر على قدر ما يبلغه عقولهم.
إننا نجلس الى جانب أطفالنا وبكل بساطة ورويه فنقول لهم إن النسان في الدنيا معرض لكل
أنواع المصائب واللم ولعله يفتقر بعد غنى ويمرض بعد صحه ...فماذا يصنع ؟ ليس له إل
()2
التسليم ،والصبر والرضى بقضاء ال تعالى ...راجيا الثواب والجر في الخرة "
66
قال تعالى { :مَا أَصَابَ مِن مّصِيبَ ٍة فِي ا ْلأَ ْرضِ وَلَا فِي أَن ُف ِسكُمْ إِلّا فِي ِ
كتَابٍ مّن َقبْلِ أَن ّنبْرَ َأهَا
()3
ك عَلَى اللّ ِه يَسِيرٌ }
إِنّ ذَلِ َ
ويمكن أن أذكر للطفل نماذج واقعية حدثت مع أناس مثل مرض أصابهم وكيف أن هذا
المرض في المستقبل كانت النتيجة الحتمية له خير لصاحبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 236
( )2المصدر نفسه ،ص 243-242
( )3سورة الحديد ،آية 22
( )4الزنتاني ،عبد الحميد الصيد ،فلسفة التربية السلميه في القرآن والسنة ،ص 126-125
()1عندما يعلم الطفل ان إيمان المؤمن يتجدد كلما مرت به المحن والشدائد ،فهو
يعلم ابتداء كثمره ليمانه الصادق؛ إن ل –سبحانه وتعالى -في كل صرف من
الصروف إرادة ،وأن ال ل يريد به إل خيرا فهو على موعد في هذه الحياة مع
ن نفسه ل تضيق ول تجزع إنما يواجه الشدائد بنفس راضيه بقضاء
أقدار ال ،فإ ّ
()1
ال وقدره "
()2
قال تعالى { :قل لن يصيبنا إل ما كتب ال لنا }
( ")2كذلك عندما يعلم أطفالنا :إن مجريات المور بيد ال سبحانه ،وبأنه سبحانه
يفعل ما يشاء ويختار ،لنه له مطلق التصرف في ملكه فإنّ ذلك يؤدي الى زياده
ارتباطه بخالقه وتوجهه اليه ،ومن ث ّم تعلق آماله ودعاءه ورجاءه به.
()3
()3تحقيق التوازن والطمئنان القلبي داخل النسان "
67
عندما يشعر المؤمن أن كل ما يحصل له من خير أو شر هو خير له ول يوجد به أي شر فهذا
يشعره بالطمئنان والستقرار النفسي الداخلي.
" إنْ غُرس اليمان بالقضاء والقدر في قلب الطفل وعقله ،فإنه سوف يواجه مشاكله واتعابه
وهمومه بصدر رحب بقضاء ال وقدره ومن ثم يسلم أمره الى ال ويعيش بعد ذلك مطمئن
( )4
القلب هادئ البال "
( ")4من آمن بقدر ال سبحانه ل يجزع ول يفرغ ول يسخط عند المصائب ونزول
النوائب بل يستلم لقدر ال ويحتسب عند ال الثواب ويذكر عند الصدمه الولى
ن إِذَا َأصَاَب ْتهُم مّصِيبَ ٌة قَالُواْ إِنّا لِلّهِ قول ال تعالىَ { :وبَشّرِ الصّابِرِي َ
ن { }155اّلذِي َ
ت مّن رّّبهِمْ وَرَحْ َمةٌ وَأُولَـِئكَ هُمُ
َوإِنّـا إَِليْهِ رَاجِعونَ { }156أُولَـِئكَ عََل ْيهِمْ صََلوَا ٌ
()6( " )5
ن}
الْ ُم ْهتَدُو َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 249
( )2سورة التوبه آيه 51
( )3المصدر السابق ص 249
( )4المصدر نفسه ص 250
( )5محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص 450
( )6سورة البقره آيه 157-155
قال عبد ال علوان " :إنه ل يصلح آخر هذه المة إل بما صلح عليه أولها ،فإذا كان صلح
أول هذه المة بالقرآن تلوةً وعملً وتطبيقا ،وعزتها بالسلم فكرةً وسلوكا وتحقيقا ،فآخر
هذه المة ل تصل الى مراتب الصلح ،ول تتحقق مظاهر العزة ،إلّ أن نربط أولدنا بهذا
القرآن الكريم فهما وحفظا وتلوة وتفسير وتخشعا وعملً وسلوكا وأحكاما ،وبهذا نكون قد
كونا في عصرنا الحاضر جيلً قرآنيا مؤمنا صالحا تقيا ،على يديه تقوم عزة السلم وبفضل
همته العالية الجباره يرتفع في العالمين صرح الدولة السلمية لتناهض المم في عزتها
وقوتها وحضارتها.
فاحرص – أخي المربي – أن تهيئ لولدك وبناتك من يعلمهم القرآن الكريم سواء أكان
التعليم لهم في البيت أو في المسجد ،أو في مراكز تعليم القرآن الكريم.
68
واعلم أنك إذا قمت بهذه المهمة على وجهها الصحيح ،فتكون قد قمت بواجب المسؤولية نحو
( )1
ل وأحكاما "
ولدك وربطته بالقرآن روحا وفكرا وتلوة وعم ً
وأوصى الغزالي المربين بتعليم أولدهم " القرآن وأحاديث الخبار وحكايات البرار وأحوالهم
( )2
لينغرس في نفسه حب الصالحين "
" كذلك يحب الهتمام بتعليم أولدنا السنة النبوية المطهره لنها التطبيق العملي والبيان القوي
للتربية السلمية للنشيء ،فكل بحث في تربية الطفل نجد له أصلً ومنبعا من إرشاد المربي
الكبر-صلى ال عليه وسلم -فالحديث الشريف ذو أثر كبير في اليمان والسلوك ،وإن
أحاديث الرسول – صلى ال عليه وسلم – لها أثر كبير في بناء النفس والروح الجهاديه ،فهي
( )3
تجذب وتصقل وتقود "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،جـ 2/772
( )2الغزالي ،أبو حامد بن محمد ،إحياء علوم الدين ،و بذيله كتاب المغني عن حمل السفار في السفار
في تخريج ما في الحياء من الخبار للمام زين الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي ،جـ
، 3/110بيروت ،دار الكتب العلمية ،ط 1423 ، 1هـ 2002-م.
( )3سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 252
" ل بد للمربي – أوالوالدين – أن يهتما أثناء تلوة الطفل بتفسير موجز بسيط للقرآن حتى
تفتح معاني القرآن قلب وعقل الصغير ،للقرآن تأثير كبير على النفس البشرية عامه ،يهزها
ويجذبها ويحرك أعماقها ،وكلما اشتدت النفس صفاءً ،كلما ازدادت تأثرا ،والطفل أقوى الناس
صفاءً ،وفطرته ما زالت نقية ،والشيطان ما زال في كبوته تجاهها ،وإذا تأملنا اليات المكية
وجدناها قصيرة تتناسب مع نفسه القصير ،بالضافة الى قصار السور التي تقدم للطفل
()1
ل بأسطر قليله ،سهله الحفظ قوية التأثير "
موضوعا متكام ً
وعلى المربين الهتمام بغرس فضل تلوة القرآن الكريم في نفوس أطفالهم لهمية تلوة
القرآن الكريم .
( )2
قال تعالى { :الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلوته أولئك يؤمنون به }
وبالتالي على المربين أخذ أولدهم الى المسجد وتسجيلهم بمراكز تعليم التجويد ،فإن كان
المربي على قدرة لتعليم طفله تلوة القرآن الكريم فذلك أفضل.
( )3
قال رسول ال – صلى ال عليه وسلم ( : -إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه )
69
المطلب العاشر :الثبات على العقيدة والتضحية من أجلها:
ن العقيدة السلمية تؤثر في الفرد والمجتمع ،فهي تشعر النسان بقيمته الذاتيه وخصائصه
"إّ
النسانية ،ليسر في سلوكه الحيوي بوحي من هذه العقيده ،وهذا أرقى مستوى يصل إليه
الفرد ،...،وحين تنغرس العقيدة المؤمنة في نفوس معتنقيها ،فإنها تعطي ضمانات لصحابها
بإصلح النفوس والعقول والرواح ،فبدون عقيدة ل ينفع علم ول تنفع تربية ول يردع
قانون ...كذلك العقيدة تنمي بالفرد حب الخير لذاته ل طمعا نفعٍ ول انسياقا وراء غرض
دنيوي أو هوى ،كما تشيع فيه روح التفاؤل وتبعد عنه روح القنوط واليأس ،وبذلك يحيا
المسلم للمل والعمل والجد ،...،والعقيدة لها أثر كبير في المجتمع ،فهي توحد الهدف بين
الفرد ومجتمعه ،مما يضمن لها التماسك والتحاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1العك ،خالد عبد الرحمن ،تربية البناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ،ص 120
( )2سورة البقرة ،آيه 121
( )3صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم ،5028كتاب فضائل القرآن ،باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه ،
انظر إلى ابن حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 8/942
فعقيدة كهذه يجب التضحية من أجلها بالمال والنفس ،فلنربّ أطفالنا ولنس َع جهدنا إلى أن
نربطهم دائما بالعقيدة اللهية ،ولنمي فيهم روح الفداء والتضحية من أجلها ،وكلنا يعلم أنّ
الطفل المسلم اليوم يواجه الكثير من لتحديات ،و ُتخَطط له المؤامرات والدسائس ،لتحرفه عن
دينه السويّ ،ولتخرجه من دائرة الشريعة السمحاء.
فالصبر والثبات والتضحية هي الصل للنجاح ،والحصول عليهم ليس سهلً ،فالثبات والصبر
يكونان من باب الرياضة النفسية التي ل بدّ منها لضمان ثبوته على عقيدته ،لقد ندب إلى
()1
التضحية والثبات كما ندب إلى الصبر ووعد عليهما بالجر العظيم".
قال تعالى { :إِنّ اللّ َه اشْتَرَى مِنَ الْ ُم ْؤ ِمنِينَ أَنفُ َسهُ ْم وَ َأ ْموَاَلهُم ِبأَنّ َلهُمُ ال َجنّ َة يُقَاتِلُو َ
ن فِي َسبِيلِ
( )2
اللّ ِه َفيَ ْقتُلُونَ َويُ ْقتَلُونَ وَعْدا عََليْهِ َحقّا }
ولنحدث أطفالنا عن مواقف من الصبر والثبات والتضحية من السلف الصالح ،وفي مجتمعنا
الحاضر.
" إن مسؤولية التربية العقائدية لدى المربين والباء والمهات لهيَ مسؤولية هامة وخطيرة
لنها تهدف الى خلق الشخصية السلمية السوية التي تحمل رسالة السلم الى العالم بكل ما
70
يهدف اليه السلم من فضائل وأخلق" لتحقيق الستخلف في الرض قال تعالىَ { :وإِذْ
()2
قَالَ رَبّكَ لِلْ َملَِئكَ ِة إِنّي جَا ِعلٌ فِي الَرْضِ خَلِي َفةً }
" فلنعمل على استقرار العقيدة وثباتها في أعماق أنفس أطفالنا لنها تجعلهم أعزة فل يذلون ،
بل أنوفهم شامخة أمام كل قوى الرض ل ترهب سلطانا ول تخضع لهوى ول تنطلق وراء
( )3
الشهوات والملذات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص .258-256انظر إلى
محمد خير ،فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،ص 476 -453
( )2سورة التوبة ،آيه 111
( )3سورة البقرة ،آيه 30
( )4سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 259
" إن الطفولة ليست مرحلة تكليف وإنما هي مرحلة إعداد وتدريب للوصول الى مرحلة
التكليف عند البلوغ .
والعبادة هي الطاعة المتكاملة المترافقة المترابطة مع كمال الخوف وكمال الحب ،والطاعة
منبثقة عن قناعة عقلية بأن ال تعالى خالق كل شيء وقادر على كل شيء ،يدخل الجنة
()1
الصالحين من عباده ويدخل النار الشقياء والكافرين من خلقه "
" والعبادة هي العبودية ل وحده والتلقي من ال وحده في أمر الدنيا والخرة ،ثمّ هي الصلة
()2
الدائمة بال في هذا كله "
ن الحكام التشريعية العبادية إنما هي منبثقة عن القاعدة الساسية؛ أل وهي اليمان بال
إّ
وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر والقدر خيره وشره.
71
فلو انعدم إيمان المسلم برسالة سيدنا محمد –صلى ال عليه وسلم – ونبوته لما كان هناك
صلة وصوم ول حج ول زكاة.
" وباعتبار أنّ العقيدة أصل وعنها قد صدرت العبادة ،فإنّ فصل العبادة عن العقيدة يعتبر
بمثابة فصل الشجرة عن جذرها ،... ،وذلك أنّ العبادة هي الترجمة المحسوسة لصدق
()3
اليمان وحسن تركز العقيدة في قلب المؤمن "
" والعقيدة تمثل الجانب النظري من الدين وقد دعا الرسول –صلى ال عليه وسلم -الناس إليها
()4
في بدء رسالته ،امّا الشريعة فهي الجانب العملي من الدين "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 140
( )2محمد قطب ،منهج التربية السلمية ،جـ ،1/34دار الشروق ،ط 1402 ،6هـ 1982 -م
()3المصدر السابق ،ص 141
( )4سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص .263
ن النواحي العبادية هي المور المهمة التي ل بدّ من أخذها بكل اهتمام وجدية على طريق
"إّ
تكملة بناء النسان المسلم وتتم هذه الخطوة عن طريق الوالدين والمربين؛ بأن يعودوا الطفل
على ممارسة المور العبادية من صوم وصلة وما شابه ذلك ،والغاية من ذلك تعويد الطفل
وتمرينه على فعل العبادات والطاعات ،وإن لم يدرك ما الفائدة منها ،وما المنفعة المترتبة
ن ممارسته على فعلها مع تشجيعه عليها بحيث تصبح عادة لديه ،فل يصعب عليه
عليها ،إلّ أ ّ
متى كبر وشبّ أن يؤدي صلته ،وحتى تصبح الصلة وما فيها من فائدة جزءا من تفكيره
()1
وسلوكه "
الصلة في الصطلح " :هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم ،بشرائط
مخصوصة".
( )3
72
" لبدّ أن تقوم التربية في البيت عن طريق المحاكاة والقدوة والتلقين ،ذلك أن الطفل ينشأ
فيعمل ما يعلمه أبواه ،فإذا كانا يقيمان الصله فعل مثلهما وانطبعت في ذهنه تلك الصورة
( )4
وتاثر بها مدى الحياه"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 265
( )2الجزيري ،عبد الرحمن بن محمد عوض ،الفقة على المذاهب الربعة ،جـ ،1/138القاهرة ،مؤسسة
المختار ،ط 1422 ،1هـ 2001 -م.
( )3انظر إلى العك ،خالد عبد الرحمن ،تربية البناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ،ص .121سهام
مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص .272حلبي ،عبد المجيد طعمه،
التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص .145ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد ،تربية
الطفل في السلم ،ص .60سميح أبو مغلي وآخرون ،تربية الطفل في السلم ،ص 55
( )4سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 272
()2مرحلة تعليم الطفل الصله :حيث يبدأ الوادان بتعليم الطفل أركان الصله
وواجباتها ومفسداتها وقد حدد النبي – صلى ال عليه وسلم – سن السابعة بداية
المرحلة للتعليم.
عن رسول ال – صلى ال عليه وسلم – قال ( مروا الصبي بالصله إذا بلغ سبع سنين ‘ فإذا
()1
بلغ عشر سنين فاضربوه عليها )
" انظر في قوله :مروا لمدة ثلث سنوات يعني من سبع إلى عشر ،ثلث سنوات في كل سنة
360يوما تقريبا في 3سنوات = 1080يوما تقريبا في خمس أوامر عند كل صلة تقول له:
()2
صل = 5400 = 5 × 1080أمر بالصلة بدون ضرب أو نهر أو تعذيب " .
لقد كان الرسول – صلى ال عليه وسلم – يعلم الطفال ما يحتاجونه في الصله
عن الحسن بن علي رضي ال عنهما قال " :علمني رسول ال -صلى ال عليه وسلم -كلمات
أقولهن في الوتر اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي
فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ول يقضى عليك وإنه ل يذل من واليت تباركت
( )3
ربنا وتعاليت "
73
ويكون الضرب " ضرب المعلم المربي المشفق ل ضرب المنتقم ،وذلك لكي يضعوا الطفل في
موقع الجدية وليعلم أن هذا المر جدّ ل هزل فيه ،فعل ل قول ويشترط في الضرب أن يؤلم
( )5
بعض الشيء ل أن يشوه أو يجرح "
أن نفهم الطفل سبب الضرب كأن نقول لهم حديث رسول ال – صلى ال عليه وسلم ( -مروا
( )6
الصبي بالصله إذا بلغ سبع سنين ‘ فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حديث حسن صحيح ،أخرجه أبو داود ،حديث رقم ،4940كتاب الصلة ،باب متى يؤمر الغلم
بالصلة ،انظر إلى ابو داود ،سليمان بن الشعث السجستاني ،سنن أبي داود ،جـ ،238-1/237دار ابن
حزم ،ط 1418 ،1هـ 1997 -م.
(http://saaid.net/tarbiah/20.htm )2
( )3قال أبو عيسى :هذا حديث حسن ،أخرجه الترمذي في كتب الصله ،باب ما جاء في القنوت في الوتر.
( )4العك ،خالد عبد الرحمن ،تربية البناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ،ص 122
( )5حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 149
( )6قال أبو عيسى :هذا حديث حسن ،سبق تخريجه في نفس هذه الصفحة
()4مرحلة اصطحاب الطفال الى المساجد لصلة الجماعة
" الصله فريضة عباديه غير أنّ لها من الفوائد والثمار الكثيرة ،فهي تشد المؤمنين برباط
اليمان ،فتقوي الرابطة الجتماعية بحصول التعارف داخل المسجد ،فكم هو فعل حسن أن
يصطحب الباء والمربون الطفال الى المساجد وقد ارتدوا اللباس البيض النظيف متطهرين
للصله ،متوضئين لها الوضوء التام ،...،ويقبل المربون مع أطفالهم إلى المساجد ،وقلوبهم
عامره باليمان مشتاقة للمثول بين يدي ربها طمعا بمرضاته وجناته وخوفا من غضبه
( )1
وناره "
" والغاية من صلة الجمعة تربية النسان على المساواة الحقيقية فكلهم عباد ال اجتمعوا في
( )2
بيته تظلهم ظلل الخوة والمحبة والمصالح المشتركة "
74
()3المسجد بيت ال يشعر القادم إليه أنه في ضيافة ال ،وعليه أن يراقب نفسه في
هذا البيت أكثر من أيّ مكان آخر ،مما يجعل مشاعره تسمو في أجواء رحبه
عامره بالروحانيه الصادقة والتقوى العامره.
()4يتعليم الطفل بصلة الجماعة في المسجد الترتيب والتنظيم وتوحيد الصفوف
المعبرة عن وحدة القلوب.
()5تصيغ صلة الجماعة في المسجد الطفل صياغة خُلقيه ،فيتشكل لديه إحساس
يومي بتفقد إخوانه المواظبين على الصله جماعه معه ،وبذا يتكون عنده الدافع
للهتمام بشؤون الناس عامه .
" ()3
()6يجيد آداب السماع الى الوعظ والرشاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 150
( )2سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 278
( )3المصدر السابق ،ص .151-150انظر إلى سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج
التربية النبوية ،ص 279-278
()5مرحلة حضور صلة الجماعة :
قال رسول ال –صلى ال عليه وسلم – ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعه فاستمع
()1
س الحصى فقد لغا )
وانصت غفر له ما بينه وبين الجمعه ،وزيادة ثلثة أيام ،ومن ح ّ
على المربين جعل الصبي يرتاد المسجد في الجمعة وغيرها من أجل حسن تربيتة
()2
إذ هو بذاك يحصل على فوائد كثيره منها :
()1عندما يبلُغ ،يكون معتادا على إقامة صلة الجمعه
()2تأثره بسماع الخُطبه إذ فطرته تكون حساسه للتقاط أحاديث اليمان وسيرة
الرسول – صلى ال عليه وسلم-
()3بسماعه الخُطبة يلتقط أحاديث اليمان خاصة أنه في سن يحسن فيه الستقبال ،
وله فيها تدريب على سماع الموعظة والعلم
()4يتألف مع مجتمعه ويتعارف بالناس ،إضافة إلى أن حضوره يزيد من مخزونه
المعرفي الجتماعي والنساني.
()5يكون الطفل بحضوره لصلة الجمعه من الحاضرين للساعه المستجاب فيها
الدعاء التي حدّث عنها رسول ال – صلى ال عليه وسلم. -
75
()6تزود صلة الجمعه الطفل بطاقة ايمانية روحيه تجعله قادرا على أداء الصلوات
الخمس ،وتساعده على أداء الطاعات الخرى بين الجمعه والجمعه.
()7يتعرف الطفل من خلل صلة الجمعه على علماء المه ،مما يجعله محترما لهم
مقدرا لعلمهم.
ثم تأتي مرحلة اصطحاب الطفل لصلة العيد وتعليمه صلة الستخاره والحاجه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1صحيح ،رواه مسلم برقم ، 857كتاب الجمعه ،باب فضل من استمع وانصت في الجمعه .انظر إلى
النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 6/127
( )2حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص .152-151العك ،
خالد عبد الرحمن ،تربية البناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ،ص 123
" )1القدوة :لبد أن يكون الب والم قدوة حسنة لبنائهم بأن يكونا حريصين على أداء
الصلة في أوقاتها لن فاقد الشيء ل يعطيه .لبد أن يرى البناء الب إذا حان وقت الصلة
يبادر إلى المسجد أما ما يكون من بعض الباء من تهاون وعدم حرص على الصلة في
جماعة والصلة في البيت وبعيدا عن أعينهم فإن ذلك يغرس فيهم التهاون بالصلة .لبد أن
يبين الوالد لولده مدى حزنه وندمه على فوات الصلة في جماعة وأن يرى البناء منه التأثر
على فواتها ويروا الب يصلي أمامهم ويحثهم على الصلة معه إذا فاتتهم كذلك .جميل أن
يطلب الب والم من البناء إيقاظهم للصلة وكذلك تنبيههم إذا دخل وقت الصلة وكانا
مشغولين ببعض العمال وذلك حتى يحس البناء باهتمام الوالدين بأمر الصلة والجمل أن
يمدح من يوقظه للصلة من أبنائه وأن يكافئه بهدية ولو كانت بسيطة .
أساليب الترغيب:
76
• أن يذكر الب لبنائه أن الصلة هي جزء بسيط من شكر ال على نعمه الكثيرة علينا .
• أن يذكر الب لبنائه فوائد الصلة في الدنيا والخرة ففي الدنيا للصلة فوائد كثيرة فهي
رياضة وهي وقاية من أمراض العمود الفقري والمفاصل وهي راحة وطمأنينة وهي تعلم
السمع والطاعة والنظام وترتيب الوقات ..الخ وفي الخرة الجنة وما فيها من نعيم .
• أن يجعل الب مسابقة ل بناءه في المحافظة على الصلة ويجعل جائزة قيمة للفائز منهم .
• يمدح من يصلي من البناء أمام أقاربه وأمام جيرانه ويكون المدح لنه حافظ على
الصلوات .وهناك أساليب كثيرة للترغيب يمكن أن تطبقوها .
• ل بد ّللب إذا رجع من المسجد أن يسأل ويتفقد أولده صلوا أم لم يصلوا حتى يحسوا أنه
حريص على أن يصلوا.
أخيرا حتى يطيعك أولدك و ينفذوا أوامرك ل بد أن يحبوك أول ،ل بد أن تحسن علقتك
" ( )3
معهم ،وأن تكون علقتك معهم قوية ،وأن يروك دائما جالسا معهم في البيت .
77
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1قال أبو عيسى :هذا حديث حسن ،سبق تخريجه في صفحة 71
( )2سورة التحريم ،آيه 6
(http://www.saaid.net/tarbiah/70.htm )3
وللصله فوائد جمه فبالضافة الى الراحة والطمأنينة النفسية فلها آثار خُلقية عديدة ،فقد قال
()1
تعالى { :إن الصلة تنهى عن الفحشاء والمنكر }
ولها آثار اجتماعية فالمؤمن يصبح " عضوا نافعا في المجتمع الذي يعيش فيه ،يعمل وينتج
()2
ويعمّ خيره على الناس كافه "
أما عن الفوائد الصحية فهي كثيرة ،ابتداءً من الوضوء وانتهاءً بالتسليم ،ففيها اتقاء من
المراض وتفريغ للطاقة الكهرومغناطيسيه عن طريق السجود وهذا ما اكتشفه العلم الحديث.
" ووضع الركوع والسجود وما يحدث فيه من ضغط على أطراف أصابع القدمين يؤدي إلى
()3
تقليل الضغط على الدماغ ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة العنكبوت ،آيه 45
( )2سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 275
78
( )3السلم والصحة ،مقالة مهمة موجودة على الرابط http://www.khayma.com/salattar/9.htm
الصيام " :هو المساك عن الكل والشرب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر الثاني
( )1
إلى غروب الشمس ،بنية الصوم تقربا الى ال – عز وجل" -
" الصيام مدرسة تربوية عالية الحداث ووسيلة روحيه فعّاله وناجحه لمصلحة النسان [وقد]
()6
أجمع المسلمون على وجوب صيام رمضان".
وتبرز الغاية الكبيرة من الصوم بأنها التقوى قال سيد قطب " :فالتقوى هي التي تستيقظ في
القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة ،طاعة ل وايثارا لرضاه ،والتقوى هي التي تحرس هذه
()7
القلوب من إفساد الصوم بالمعصية "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1التويجري ،محمد بن إبراهيم بن عبد ال ،مختصر الفقه السلمي ،ص ،623بيت الفكار الدولية ،ط
1423 ،4هـ 2002-م
( )2سورة البقره آيه 183
( )3المصدر السابق ص 624
( )4حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 156
( )5أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،كتاب الصوم ،باب صوم الصبيان ،جـ 4/286
( )6سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 280
( )7في ظلل القرآن ،جـ 1/168
79
أثر الصيام في نفس الطفل :
" -ترشيد فلسفة التربية السلمية في القرآن والسنة العملية التربية ببرامجها ومناهجها
وأهدافها الى تأكيد فريضة الصوم وتأصيلها وترسيخها في نفس الفرد المسلم منذ أن يصبح
مكلفا بها شرعيا وقادرا عليها صحيا ،لن لها أبلغ الثار اليجابية الفعّاله في تقوية إيمانه
وتوحيده في عقيدته وعبادته ،وإيقاظ ضميره وصحوة وجدانه ،وإحساسه برقابة موله،
وشعوره بحضوره المستمر معه أينما كان ،وترقية خلقه ،وتزكية روحه ،وكسر حدة شهوته،
والدربة على التحكم في انفعالته وضبط غرائزه ونزواته ،وتربية روح الحتمال والصبر
لديه ،وتفجير معاني العطف والشفقة والرفق والخير في نفسه ،وتحريك مشاركته الوجدانية
الصادقة للخرين وإعانة المحتاجين منهم والمعوزين ،وتقوية ميله الجتماعي فيعمل مع
غيره على حفظ كيان جماعته بالتكافل والتراحم و التعاون ،فضلً عما للصوم من ميزة كبيرة
( )1
في حفظه لصحة الصائم البدنية ووقايته من المراض والعلل المختلفة".
" -يعتاد أل يتكلم كذبا ول زورا ول غشا ول يمارس غدرا ول خيانه ول ايذاءً أو عدوانا
قال رسول ال -صلى ال عليه وسلم ( : -والصيام ()2
على الناس في أموالهم أو اعراضهم"
،فإذا كان يوم صوم أحدكم فل يرفث ول يصخب ،فإن سابه أحد أو قاتله فليقل :إني ( )3
جنّه
ُ
صائم والذي نفسي محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند ال من ريح المسك ،للصائم
( )4
فرحتان يفرحهما :اذا أفطر فرح ،وإذا لقي ربه فرح بصومه )
-يتعلم النظام لن المسلم في رمضان يأكل بنظام ،وينام بنظام ويستيقظ بنظام ولذا فإنك
( )5
ترى أن النظام يتجلى في المجتمع السلمي بأروع صوره في رمضان "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1الزنتاني ،عبد الحميد الصيد ،فلسفة التربية السلميه في القرآن والسنة ،ص 138-137
( )2حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 158
جنّه :أي وقايه من الشهوات انظر إلى إبراهيم مصطفى وآخرون ،المعجم الوسيط ،ص 162
(ُ )3
()4صحيح .أخرجه البخاري برقم ، 1904كتاب الصوم ،باب هل يقول أني صائم اذا شتم ،انظر إلى ،ابن
حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ .4/170وأخرجه مسلم برقم 1151
كتاب الصوم ،باب فضل الصيام ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،
جـ 8/24
()5حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 158
80
الزكاة" :هي النماء والزياده ،وهي حق واجب في مال خاص لطائفه مخصوصه في وقت
( )2
صدَقَةً ُت َطهّ ُرهُمْ وَتُ َزكّيهِم ِبهَا } خاص " ( .)1قال تعالى ُ { :خ ْ
ذ مِنْ َأ ْموَاِلهِمْ َ
" ليس الهدف من أخذ الزكاة جمع المال وإنفاقه على الفقراء والمحتاجين فحسب ،بل الهدف
أن يعلو بالنسان عن المال ،ليكون سيدا له ،ل عبداُ له ،ومن هنا جاءت الزكاه ليزكوا
المعطي والخذ وتطهرهما )3( " .وقد ذكر ال الزكاه في القرآن مقرونه بعباده عظيمه وهي
()4
الصله .قال تعالى { :فإن تابوا وأقاموا الصله وآتوا الزكاه }
الزكاه هي " منهاج تربوي وعلج عملي أصيل لضعف النفس ،وتطهيرها من داء الشح
" ()5
والثره وعبادة المال
" وترشيد فلسفة التربية السلمية في القرآن والسنه ،العملية التربوية ،من خلل برامجها
ومناهجهها وتوجيهاتها الى الحرص على تكوين الفرد كضو صالح في جماعة صالحه ،
تربطه بها مصالح ومنافع وغايات مشتركة ،فيعمل على خيرها والرفع من مستواها
والمشاركه بفائض ماله في إعانة الفقراء والمساكين والمحتاجين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1التويجري ،محمد بن إبراهيم بن عبد ال ،مختصر الفقه السلمي ص ،593وانظر إلى الصابوني ،
محمد علي ،فقه العبادات ،ص ،9بيروت ،المكتبة العصريه ،ط 1422 ،1هـ 2002-م
( )2سورة التوبه آيه 103
( )3المصدر السابق ص ، 594-593انظر إلى ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد ،تربية الطفل في
السلم ،ص . 65-64سميح أبو مغلي وآخرون ،تربية الطفل في السلم ،ص 57
( )4سورة التوبه آيه 11
( )5سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 291
والمساهمة بثروتة في تنمية ثروة الجماعة ومالها ،واسثماره وترشيده فيها يعود بالخير
ن في ذلك تعطيلً لوظيفتها
على الجماعة كلها ،ويحول دون تكدس الموال وتخزينها ،ل ّ
التي خصها ال تعالى بها ،للرفع من مستوى الحياة البشرية وتطويرها وإشاعة السعادة
بين الجميع ،والتخفيف من آلم الفقراء والمعوزين وإزالة شقائهم وسد حاجاتهم ،
81
ومن شأن الزكاه كتشريع رباني حكيم اذا رُسِخت في نفس الناشئ منذ طفولته من خلل
عملية التربية والتنشئة الجتماعية ،أن تؤدي الى خلق مجتمع عادل رحيم تسوده المحبة
بدل الحقد ،والتعاطف بدل التقاطع والتعاون بدل الستغلل والتكافل بدل الصراع
والسعاده بدل الشقاء وتقوى فيه روح النتماء الجتماعي بين أفراده جميعا ،فيتعاونون
على البر والتقوى والحسان ،فينقص البخل والشح والنانية في نفوس الثرياء ،وتختفي
( )1
الكراهية والحقد والحسد من نفوس الفقراء ،ويعيش الجميع في وئام ومحبه وسلم ".
والفضل أن يؤدي ما قدر عليه من مناسبك الحج أو العمره ،وإذا بلغ فيما بعد لزمن أن يحج
حجه السلم .يصح حج الصبي ،ومن حج به فهو مأجور" ()1عن ابن عباس – رضي ال
()2
عنهما -قال:رفعت إمرأة صبيا لها فقالت ":يا رسول ال ألهذا حج"؟ قال(:نعم ولك الجر).
محاسن وأسرار الحج :
82
()1الحج مظهر عملي للخوة السلمية ،ووحدة المه السلميه حيث تذوب في
الحج فوارق الجناس واللوان واللغات والوطان والطبقات ،وتبرز حقيقة
العبوديه والُخوّه ،فالجميع بلباس واحد يتجهون لقبله واحده ويعبدون إلها واحدا
()2والحج مدرسة يتعود فيها المسلم على الصبر وينذكر فيها اليوم الخر وأهواله
ويستشعر فيه لذة العبودية ،ويعرف عظمة ربه ،وافتقار الخلئق كلها اليه
()3والحج موسم كبير لكسب الجور ،تضاعف فيه الحساب وتكفر فيه السيئات
،...،فيرجع من الحج نقيا من الذنوب كيوم ولدته أمه.
()4تذكير بأحوال النبياء والرسل –عليهم الصلة والسلم -ودعوتهم وجهادهم ،
وأخلقهم وتوظيف النفس على فراق الهل والولد .
()5الحج ميزان يعرف به المسلمون أحوال بعضهم وما هم عليه من علم أو جهل أو
()3
غنى أو فقل أو استقامه أو انحراف".
" ومما تقدم يتضح لنا أن فلسفة التربية السلمية في القرآن والسنة ترتكز على العبادات
كمصدر حيوي وهام للعملية التربوية المستمرة والمتصلة بالنسبة للفرد والجماعة معا،
فالصلوات الخمس تربيه يوميه ،وصلة الجمعة تربيه اسبوعيه ،وصله العيدين وصوم
رمضان وايتاء الزكاه والحج ،تربيه سنويه فكأنّ التربيه السلميه هي بحق تربية حياة
متواصله من مهد النسان إلى لحده ،تحمل في طياطها اسباب السعاده في الدارين لمن اتقى
ربه وتمسك بالفرائض وحرص علي ادائها في اوقاتها المعلومه ووفق شروطها واحكامها
ى وأجرا وخيرا ول خوف عليهم في الدنيا
الشرعيه المسنونه ويزيد ال تعالي الذين امنوا هد ً
والخره ول هم يحزنون.
( )2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1التويجري ،محمد بن إبراهيم بن عبد ال ،مختصر الفقه السلمي ص .651وانظر إلى سهام مهدي
جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 297
( )2صحيح ،أخرجه مسلم برقم ، 1336كتاب الحج ،باب صحه حج الصبي وأجر من حج به ،انظر إلى
النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 9/84
( )3المصدر السابق ،ص 648-647
( )4الزنتاني ،عبد الحميد الصيد ،فلسفة التربية السلميه في القرآن والسنة ،ص 140
83
ن التربيه الخُلقيه هي روح التربيه السلميه وعنايتها بالتربيه الخُلقيه ل يعني إهمال
"إّ
الجوانب الخري ،فل بد من العنايه بكل ما يتصل بالطفل اذ أنه بحاجه الي قوه في جسمه
وعقله وروحه وعلمه ،لذا نجد ان الجانب الروحي والعبادي ل ينفصل عن الجانب الخلقي.
ل رسمت له المنهج
ن الخلق في السنه النبويه لم تدع جانبا من جوانب الحياه النسانيه إ ّ
إّ
المثل للسلوك الرفيع في تناسق وتكامل وبناء .فالنبي -صلي ال عليه وسلم -قد بلغ القيمه
في الخلق وافضل طريق للوصول الي مكارم الخلق هو طريق رسول ال -صلي ال
()2( )1
عليه وسلم -والذي خاطبه تعالي بقوله { وانك لعلى خلق عظيم }".
الخُلق " :حال للنفس راسخه تصدر عنها الفعال من خير او شرمن غير حاجه إلى فكر
ورويه والجمع أخلق.
وعلم الخلق :هو علم موضوعه أحكام قيميه تتعلق بالعمال التي توصف بالحسن او
القبيح.
" ( )3
اما الدب فقال عنه أمير المؤمنين " :يا بني احرز حظك من الدب وفرغ له قلبك ،فإنه
أعظم أن يخالطه دنس ،واعلم انك اذا اقتربت عشت به ،وان تغربت كان لك كالصاحب الذي
( )4
ل وحشه معه ،يا بني الدب لقاح العقل وذكاء القلب وعنوان الفضل"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة القلم آيه 4
( )2سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 303 – 302
()3إبراهيم مصطفى وآخرون ،المعجم الوسيط ،ص 275
()4سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 305بواسطه محمد
الديلمي ،ارشاد القلوب ،ص 160
" لتكوين الخلق السوي في الطفل ينبغي أن تعلمه الواجبات التي ينبغي عليه القيام بها وهذا
التعليم يتم بالقدوة والتربية والتوجيه ،والواجبات التي ينبغي على الطفل أداؤها ليست إلّ
الواجبات المعتادة نحو نفسه بالتحلي بالصدق والمانه والكرامه والحياء ،....مما يحافظ على
مكانته النسانية وواجباته نحو الخرين من احترام حقوقهم منذ وقت مبكر حتى يكون فاضلً
()1
في تصرفاته محترما لحقوق الغير "
84
المطلب الثاني :أنواع الداب النبوية للطفال :
عن عبد ال بن مسعود قال :سألت النبي – صلى ال عليه وسلم – " :أي العمل أحب الى ال
تعالى" ؟ قال ( :الصلة على وقتها) ،قلت ثم اي قال ( :بر الوالدين ) قلت ثم أي ؟ قال:
()6
(الجهاد في سبيل ال )
" وعلى الولد أن يتخيروا في مخاطبة آباءهم أجمل الكلمات وألطف العبارات ،وأن يكون
()7
قولهم كريما ل يصحبه شيء من العنف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 312-311
( )2سورة السراء ،آيه 24-23
( )3سورة السراء ،آيه 23
( )4سورة السراء ،آيه 23
( )5في ظلل القرآن ،جـ 4/2221
( )6صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم ،527كتابمواقيت الصلة ،باب فضل الصلة لوقتها ،انظر إلى ابن
حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 2/14
( )7سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 315
( )2أدب الحترام والتوقير:
" من التجاهات الخُلقيه التي يجب على البيت مراعاتها وغرسها في نفس الولد الحترام
والتوقير للكبير والصغير ،وفائدة هذه الخصال أنها بمرور العوام ل ينحصر هذا الحترام
للشخاص فقط ،بل يتناول المثل العليا والمبادئ المُثلى والقيم الروحية ،فيحترم نفسه ومن ثمّ
( )1
يحترم ويوقر الخرين ،ثم يحترم الحياة والكرامة الشخصية والقانون وغير ذلك "
85
فعلى المربين أن يعلموا أطفالهم احترام وتوقير الكبار والعلماء ،وتقدمهم في الكلم ،والعطف
على الصغار.
من التجاهات الخلقية التي يعمل البيت على بثها وغرسها في نفوس أولدهم الحب
والوّد والحترام بين الخوه جميعا كبارا وصغارا ،وقد نهى الرسول – صلى ال عليه وسلم –
عن الشارة بالسلح الى مسلم للقاء الرعب في قلبه .
عن أبي هريرة عن النبي – صلى ال عليه وسلم – قال ( :من أشار إلى أخيه بحديده فإن
( )2
الملئكة تلعنه حتى إن كان أخاه لبيه وأمه )
قال المام النووي " :فيه تأكيد حرمة المسلم والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرض له
()3
بما قد يؤذيه "
" واجب السرة أن تعمل داخل البيت على بث روح التعاون والثقة والمودة والحترام بين
أفراده جميعا ،فيشعر الولد بأنّ إخوانه أصدقاء له ،يتبادل معهم الحب والحترام ،ومن ثمّ
()4
يشع داخل البيت أنهم كلهم أفراد متفاهمين متعاضدين "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 316
( )2صحيح،أخرجه مسلم ،حديث رقم ، 2616كتاب البر والصلة والداب ،باب النهي عن الشارة بالسلح
إلى مسلم ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 16/139
( )3يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 16/139
( )4سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 319
" للعلماء درجات رفيعهَ ،فهُم قادة المة ورواد البحث ،وهم ورثة النبياء الذين تناط بهم
()1
مواجهة النحلل والفساد ،وتحقيق العدل ونشر العلم "
عن أبي أمامة الباهلي قال ذكر لرسول ال -صلى ال عليه وسلم -رجلن أحدهما عابد
والخر عالم فقال رسول ال -صلى ال عليه وسلم( -فضل العالِم على العابد كفضلي على
ن ال وملئكته وأهل السموات
أدناكم) ثم قال رسول ال -صلى ال عليه وسلم –( إ ّ
()2
والرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير )
86
وقد وجه الحسن البصري ابنه الى مجالسة العلماء فقال له " :يابني إذا جالست العلماء فكن
على أن تسمع أحرص على أن تقول ،وتعلم حسن الستماع كما تتعلم حسن الكلم ،ول تقطع
()3
على أحد حديثا وأن طال حتى يمسك "
" من الحقوق الجتماعية الهامة التي يجب ان يتبين المربون لها تربية أولدهم على احترام
المعلم وتوقيره ،بالقيام له والسلم ،وعدم رفع الصوت وحسن الجلوس ،وعدم فعل ما يكره
والمبادرة الى خدمته فيما يطلبه ويريده .
ونعلم أولدنا أن ينظروا الى معلمهم بعين الجلل مع إظهار فضائله ومحاسنه وعدم التحدث
()4
في مجلسه بالصغاء اليه ،وعدم التلهي والنصراف عنه ،والستفهام منه بلطف "
قال رسول ال – صلى ال عليه وسلم – ( مازال جبريل يوصيني بالجار ،حتى ظننت أنه
( )2
سيورثه )
" وعلى الجار كف الذى عن الجار كالزنى والسرقة والشتام وعليه حماية جاره بالحسان له
()3
ورفع الضرر عنه ،واحتمال أذى الجار والصفح والحلم اليه "
87
( )6أدب الستئذان
" أدب اجتماعي رفيع وهو واجب الكبير والصغير ،وله مكانة خاصة في التشريع السلمي
إذ قال تعالى { :يَا َأّيهَا اّلذِي َ
ن آ َمنُوا ( )4
حتى خصه ال تعالى بآيات مباركات كريمات"
ت مِن َقبْلِ صَلَاةِ الْ َفجْرِ
ث مَرّا ٍ
كتْ َأيْمَاُنكُمْ وَاّلذِينَ لَ ْم َيبْلُغُوا ا ْلحُلُ َم مِنكُمْ ثَلَا َ
ن مََل َ
ِليَ ْسَتأْذِنكُمُ اّلذِي َ
س عََل ْيكُمْ َولَا عََل ْيهِمْ
ث َعوْرَاتٍ ّلكُمْ َل ْي َ
صلَاةِ الْ ِعشَاء ثَلَا ُ
وَحِينَ َتضَعُونَ ِثيَاَبكُم مّنَ ال ّظهِيرَةِ َومِن بَ ْعدِ َ
()5
ك ُيبَيّنُ اللّهُ َلكُمُ الْآيَاتِ وَاللّ ُه عَلِيمٌ َحكِيمٌ}
كذَلِ َ
ض َ
ضكُمْ عَلَى بَعْ ٍ
طوّافُونَ عََل ْيكُم بَ ْع ُ
دهُنّ َ
ُجنَاحٌ َب ْع َ
يجب على المربين أن يرشدوا أولدهم ألى أدب الستئذان في الزيارة بأن يسلم ثمّ يستأذن ،بأن
يعلن عن أسمه أو كنيته ،وأن يستأذن ثلث مرات ،وأن نعلم الطفل ل يدق الباب بعنف بل
يقرع الباب قرعه خفيفه تدل على أدبه ولطفه ،وإذا طلب منه رب المنزل أن يرجع فيعلموه
( )2
الرجوع دون حرج ول تذمر "
88
قال سيد قطب " :إن السلم منهاج حياة كامل ،فهو ينظم حياة النسام في كل أطوارها
ومراحلها ،وفي كل علقاتها وارتباطاتها وفي كل حركاتها وسكناتها ،ومن ثم يتولى بيان
الداب اليومية الصغيرة كما يتولى بيان التكاليف العامة الكبيرة وينسق بينها جميعا ،ويتجه
()3
الى ال في النهاية "
" فالرسول – صلى ال عليه وسلم – لم يترك أمرا صغيرا كان أم كبيرا يتعلق بسلوك ()4
الحديث وسيلة التفاهم الساسية بين الناس وهو مفتاح الشخصية وعنوانها والكاشف عنها ،
فإذا عرف الطفل أسلوب الحديث والحوار منذ الصغر فإنه سوف يكبر ويعرف كيف يُحدّث
الناس على الطريق المُثلى والتي تحمل المضمون القيّم الراقي.
()1التمهل بالكلم أثناء الحديث حتى يفهم المستمع المراد ،منه وأن يكون الحديث
منظوما مرتبا واضح المعنى ليفهم من كان جالسا" .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 119
( )2سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص ، 328-327باختصار
( )3في ظلل القرآن ،جـ 4/2531
( )4المصدر السابق 330-329 ،
( ")2أن يحسن اختيار اللفاظ والكلمات المناسبة حتى ل ينفر المستمعين ول يزعج
الحاضرين ....،وأن يبتعد عن التصنع في الكلم والتكليف في فصاحة اللسان
قال رسول ال – صلى ال عليه وسلم ( : -إن ال -عز وجل -يبغض البليغ
( )1
من الرجال ،الذي يتخلل بلسانه كما تخلل الباقرة بلسانه )
()3المخاطبة على قدر التفهم :يجب أن ل يخاطب الناس إل على قدر عقولهم
بأسلوب يتماشى وثقافة من يخاطبهم ويتفق مع عقولهم وعلى قدر فهمهم
وأعمارهم.
()4يجب أن ل يتكلم كثيرا وان ل يقاطع كلم غيره ،وإن سبقه أحد الى الحديث
فعليه أن ل يتدخل إل بعد أن ينتهي ،وعلى من أراد الكلم أن يستوثق من
89
وضوح الفكرة في ذهنه ،وعلى المرء أن ل يتكلم إل اذا دعت الضرورة الى
ذلك .
()1أن يرسخ في نفسه أن التحية من شأنها أن تؤلف القلوب وتقوي الصلت ،وهي
مظهر من مظاهر المدنيّة السليمة ،قال رسول ال –صلى ال عليه وسلم ( -ل
تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ول تؤمنوا حتى تحابوا أول أدلكم على شيء إذا
( )2
فعلتموه تحاببتم أفشوا السلم بينكم)
()2أن يعلمه صيغة السلم ،وهي ( السلم عليكم ورحمة ال وبركاته) فهي تجلبُ
المحبة وتقوي عُرى المودة
لقوله تعال: ( )4
()3أن يعلمه أن السلم سنة مؤكدة ،وأمّا ردّه فهو فرض لزم "
()3
ن ِم ْنهَا أَوْ ُردّوهَا }
{ َوإِذَا ُحّي ْيتُم ِبَت ِحيّةٍ َف َحيّواْ ِبأَحْسَ َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حديث حسن غريب ،أخرجه أبي داود ،حديث رقم ،5005كتاب الدب ،باب ما جاء في التشدق في
الكلم ،وذكره اللباني في صحيح الجامع وزيادته ،حديث رقم . 1875انظر إلى المباركفوري ،أبي العل
محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم ،تحفة الحوذي بشرح جامع الترمذي ،جـ .5/172اللباني ،محمد ناصر
الدين ،صحيح الجامع وزيادته الفتح الرباني ،اشرف على طبعة زهير الشاويش ،المجلد الول ،382/المكتب
السلمي ،ط 1408 ،1هـ 1988 -م .
ل المؤمنون ،وأنّ
( )2صحيح،أخرجه مسلم ،حديث رقم ، 54كتاب اليمان ،باب بيان أن ل يدخل الجنة إ ّ
محبة المؤمنون من اليمان ،وأنّ إفشاء السلم سبب لحصولها ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح
مسلم بشرح النووي ،جـ 2/31
( )3سورة النساء ،آية 86
( )4سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 332-330
( ")4أن يُسلم القادم على من يقدم عليه ،والراكب على الماشي ،والماشي على
القاعد ،والقليل على الكثير ،والصغير على الكبير قال رسول ال -صلى ال
عليه وسلم ( :-يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على
()1
الكثير )
()2
()5أن نعلمه إذا دخل على أهل بيته ،أن يلقي عليهم السلم "
90
عن أنس بن مالك قال :قال لي رسول ال -صلى ال عليه وسلم ( :-يا بني إذا دخلت على
()3
أهلك فسلم ،يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك )
" مظهر يتعلق بشعر الطفل وحلقته ومظهر لباسه ولونه وخروجه به في الطريق
بالنسبة للولد نهى الرسول – صلى ال عليه وسلم – عن حلق بعض الشعر وترك بعضه .
()4
قال رسول ال –صلى ال عليه وسلم -عن وصل الشعر (:لعن ال الواصلة والمستوصلة)
كما استحب الرسول-صلى ال عليه وسلم تسريح الشعر وتمشيطه ليكون زينه وجمالً ويضفي
الحترام والوقار على صاحبه ،فل يتشبه بأهل الموضات وأهل العبث واللهو.
[ أما بالنسبة لِلِباس الطفال فقد] دعا السلم الى لبس الجميل من الثياب دون تكبر ول
قال رسول ال – صلى ال عليه ()5
مفاخره ،كما يستحب أن تكون الثياب بيضاء نظيفه "،
( )6
وسلم – ( البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم ،6232كتاب الستئذان ،باب يسلم الراكب على الماشي ،انظر إلى
ابن حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 11/21
( )2سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 332
( )3قال أبو عيسى حديث حسن صحيح غريب ،أخرجة الترمذي برقم ،2841كتاب الستئذان والداب ،
باب في التسليم إذا دخل بيته ،انظر إلى المباركفوري ،أبي العل محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم ،تحفة
الحوذي بشرح جامع الترمذي ،جـ 397-7/396
( )4صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم ، 5937كتاب اللباس ،باب وصل الشعر ،انظر إلى ابن حجر
العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 10/77
( )5عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 121
( )6قال أبو عيسى حديث حسن صحيح ،أخرجة الترمذي برقم ،2962كتاب الستئذان والداب ،باب ما
جاء في لبس البياض ،انظر إلى المباركفوري ،أبي العل محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم ،تحفة الحوذي
بشرح جامع الترمذي ،جـ 77-8/76
()9آداب المشي والجلوس ومنها :
91
قال سيد قطب " :ها هي السمة الولى من سمات عباد الرحمن أنهم يمشون على الرض
مشية سهله هينه ليس فيها تكلف ول تصنع ،وليس فيها خيلء ول تنفج ول تصعير ول تخلع
أو ترهل ،فالمشية ككل حركة تعبير عن الشخصية وعما يستكن فيها من مشاعر ،...،فيها
( )2
وقار وسكينه وفيها جد وقوه )
)2أن يسيروا سيرا متوازنا ل سرعه فيها ول بطء.
)3أن يغض الطرف وقت المشي ،والنظر الى الرض ،وأن
يترك الكل وقت المشي
)4نعلم الطفل اذا كان في جلسه مع جماعه عدم التثاؤب
والتمطي ول يمد رجليه ول يفرقع أصابعه.
( )3
)5أل يبصق على الرض وإذا اضطر يضعها في ورقه".
عن عمر بن أبي سلمه يقول :كنت غلما في حجر رسول ال – صلى ال عليه وسلم –
وكانت يدي تطيش في الصحفه فقال لي رسول ال –صلى ال عليه وسلم ( -يا غلم سم ال
وكل بيمينك وكل ممّا يليك) فما زالت تلك طعمتي بعد
( ) 5 ( )4
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة الفرقان ،آية 63
( )2في ظلل القرآن ،جـ 5/2577
( )3حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص ،127-124باختصار.
وانظر إلى سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 344-340
( )4صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم ، 5376كتاب الطعمة ،باب التسمية على الطعام والكل باليمين ،
انظر إلى ابن حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 9/589
( )5انظر غي موضوع آداب الطعام والشراب إلى حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا
وهدفا وأسلوبا ،ص .120سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص
.339-336حسان شمسي باشا ،كيف تربي أبناءك في هذا الزمان ،ص 148
يمكن تلخيص حاجات الطفل الى آداب الطعام على النحو التالي :
")1أل يأخذ الطعام إل بيمينه بعد ذكر اسم ال تعالى ويأكل مما يليه .
)2ل يبادر الى الطعام قبل غيره ول يحدق الى الطعام ول الى من يأكل.
)3ل يسرع في الكل بل يمضع الطعام مضغا جيدا ول يوالي بين اللقم.
)4ل يلطخ ثوبه ول يديه بالطعام.
92
)5يقبح له كثرة الكل ويجب عليه اليثار بالطعام اذا طلبه أطفال آخرون.
)6ان يأكل الموجود المتوفر من الطعام ،وأن ل تلبي كل طلباته وأن يحمد ال بعد
الطعام.
التسمية قبل الشراب والحمد ل بعده ول يشرب قائما ول مضجعا ويقسم الكوب الذي يشرب
()1
به الى ثلثة أقسام يتنفس خللها ويقول الحمد ل" .
( )2
عن النبي – صلى ال عليه وسلم -أنه نهى أن يشرب الرجل قائما "
( )3
قال تعالى { :وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون }
قال سيد قطب " :فالستماع الى هذا القرآن والنصات له ،حيثما قرئ – هو الليق بجلل
هذا القول ،وبجلل قائله سبحانه ! وإذا قال ال أفل يستمع الناس وينصتون ؟ ثم رجاء
الرحمه لهم { لعلكم ترحمون }( )4حيثما قرئ القرآن واستمعت له النفس وأنصتت ،كان ذلك
( )5
أرجى لن تعي وتتأثر وتستجيب فكان ذلك أرجى أن ترحم في الدنيا والخرة جميعا "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 121
( )2صحيح،أخرجه مسلم ،حديث رقم ،2024كتاب الشربة ،باب كراهية الشرب قائما ،انظر إلى النووي،
يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 13/164
( )3سورة العراف ،آية 204
( )4سورة العراف ،آية 204
( )5في ظلل القرآن ،جـ 3/1425
( )1
قال رسول ال صلى ال وسلم ( -اقرأوا القرآن ،فإنه يأتي يوم القيامه شفيعا لصحابه)
" فالستماع له والنصات واجب إسلمي وهو الجدير بجليل الكلم وعظمة المتكلم ،فعندئذ
تتنزل الرحمه .فحيثما قرأ القرآن وحيثما تله المؤمنون تنزلت الرحمات وصفت النفوس
( )2
وزكت القلوب لن في القرآن الذكر والحكام والعبادة والتشريع".
" وعلينا أل ننسى أثر العقيدة الطيبة في استجابة الطفل ،فالمربي الذي يوقر القرآن ويجله
()3
ويُحسن الستماع اليه ،سيكون له أكبر الثر في نفس الطفل وعظيم تقديره لكلم ال تعالى"
93
()12خلق الحياء :
" إن ما يتوج الخلق كلها خلق الحياء ،لنه من أقوى البواعث على التصاف بما هو حسن
واجتناب ما هو قبيح وبالتالي فإنه يقود صاحبها الى أن يسلك مدراج الكمال والفضيلة ،ومن
ثم يرقى في أعين الناس ويكسب المثوبة منه تعالى ،والحياء أول قوة يشدد عليها المربون
لنها تدل على العقل ،وعلى أو الولد قد احسن القبيح ،وبالتالي فإن إحساسه ذلك يجنبه
الوقوع في قبيح الفعال والقوال قال رسول ال – صلى ال عليه وسلم – ( الحياء من
( )4
اليمان)
والحياء ليس هو التغير والنكسار الذي يعتري النسان من خوف يندم عليه ،ولكن يتمثل في
أمور :حفظ الحواس ،حفظ البطن من الشراهه ،ترك ما حرم ال من زينة الدنيا ،لذا يجب
على الباء والمربين أن يأخذوا أبناءهم بهذا الخلق ،وأن يتخيروا لهم الصدقاء مما اتصفوا
بصفة الحياء والخلق الحسنة ،وعلى المربي أن يكون حكيما ؛فل يبالغ في أخذ الناشئين
لهذا الخلق الى حد يصل بهم الى الخجل وضعف الشخصية ،وإنما حياء يعمل على ارتياد
()5
النفس الى معاني المور واقتحام المشاق والجرأة في الحق ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1صحيح ،أخرجه مسلم ،حديث رقم ، 804كتاب صلة المسافرين وقصرها ،باب فضل قراءة القرآن
وسورة البقرة ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 6/78
( )2حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص .127وانظر إلى سهام
مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 346-344
( )3العك ،خالد عبد الرحمن ،تربية البناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ،ص 129
( )4صحيح ،أخرجه مسلم ،حديث رقم ، 36كتاب اليمان ،باب بيان عدد شعب اليمان وأفضلها وأدناها
وفضيلة الحياء وكونه من اليمان ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 2/6
( )5سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 347-346
()13خلق الصدق والتحرز من الكذب :
( )1
الصدق :صدق فلن في الحديث :أخبر بالواقع
()2
والكذب :خلف الصدق
" إن الصدق دعامه الفضائل ،ومظهر من مظاهر السلوك النظيف ودليل الكمال وعنوان
الرقي ،بالصدق يوطد الثقه بين الفراد والجماعات ل يستغني عنه حاكم ول تاجر ،ول رجل
( )3
ول إمرأة ول صغير ول كبير".
( )4
قال تعالى { :يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وكونوا مع الصادقين }
94
والصدق " يولِد في النفوس الطمأنينه والسكينه ،بينما الكذب فإنه يورث القلق والضطراب"
( )5
والصدق يهدي الى البِر والجنة قال رسول ال – صلى ال عليه وسلم – ( عليكم بالصدق ،
( )6
فإن الصدق يهدي الى البر وإن البر يهدي الى الجنه )
" وإذا كانت التربية الفاضلة في نظر المربين تعتمد على القدوه الصالحة فجدير بكل مرب
مسؤول أل يكذب على أطفاله بحجة إسكاتهم من بكاء ،أو ترغيبهم في أمر أو تسكيتهم من
غضب ،فإنهم إن فعلوا ذلك يكونون قد عودوهم عن طريق اليحاء والمحاكاه والقدوة السيئة
()7
على أقبح العادات ،وأرذل الخلق أل وهي رذيلة الكذب "
وعلينا أن نغرس فيهم أنه ل يوجد كذبه بيضاء وكذبه نيسان ،فالكذب هو الكذب ،إلّ في
ص عليها الشرع منها الكذب على العداء إن أدى ذلك لمصلحة عامة
ثلثة حالت معينة قد ن ّ
للسلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1إبراهيم مصطفى وآخرون ،المعجم الوسيط ،ص 536
( )2المصدر نفسه ،ص 816
( )3سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 350
( )4سورة براءة ،آية 119
( )5حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 130
( )6صحيح،أخرجه مسلم ،حديث رقم ،2607كتاب البر والصلة والداب ،باب قبح الكذب وحسن الصدق
وفضله ،انظر إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 16/132
( )7علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،جـ . 1/184وانظر إلى الخداش ،جاد ال بن
حسن ،المهذب المستفاد لتربية الولد في ضوء الكتاب والسنة ،ص 77-76
لماذا يكذب الطفال :
"-قد يكذب الطفل تحدّيا لوالديه اللذين يعاقبانه بشده ،فهو يكذب هربا من العقاب.
-وقد يكذب مازحا مع أصدقائه بُغية الفكاهه.
-وقد يكذب الطفل الذي يشعر بالنقص لكي يستدرّ عطف المحيطين به .
وغير ذلك ()1
-وقد يدعي انه مريض ،لنه ل يريد الذهاب الى المدرسه" .
95
"-نحدثه عن الصدق وأهميته دون إكراه أو ضغط ،نشعره بالعطف والمحبة
ونشجع فيه الثقة بالنفس ونُبصّره بأهمية المانه والصدق فيما يقوله ويفعله ونذكر
له أحاديث الرسول – صلى ال عليه وسلم – التي تحث على الصدق
-ومن أخطر المور أن يعترف الطفل بخطئه ثم يعاقبه بعد اعترافه فكأننا نعاقبه
()2
على الصدق ،وندفع الطفل دفعا الى الكذب "
()3
المانة :الوفاء
" كشف الحق أن المانة دعامة بقاء النسان ومستقر أساس الحكومات وروح العدالة وحدها
( )4
وهي أحد عناصر تكامل الشخصية
( )5
قال تعالى { :إن ال يأمركم أن تؤدوا المانات الى أهلها }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حسان شمسي باشا ،كيف تربي أبناءك في هذا الزمان ،ص 117-116
( )2المصدر نفسه ،ص 118-117
( )3إبراهيم مصطفى وآخرون ،المعجم الوسيط ،ص 48
( )4سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 355
( )5سورة النساء ،آية 58
)1يقول سيد قطب " :والمانات كثيرة في عنق الفرد وفي عنق الجماعة وفي أولها
أمانة الفطرة وقد فطرها ال مستقيمة ،...،والمؤمنون يرعون تلك المانة الكبرى،
فل يدعون فطرتهم تنحرف عن استقامتها فتظل قائمة بأمانتها شاهدة بوجود
( )1
الخالق ووحدانيته ثم تأتي سائر المانات تبعا لتلك المانة الكبرى "
)2أمانة إحسان معاملة أفراد المة :كأن تكون أمينا على الودائع المستودعه لديك من
وبالتالي في غرس ()2
الموال أو حفظ أسرار المجتمع فل تهتك ستره ول تفشي سره "
هذا الخلق في أولدنا ل يخرج جيل به عملء خائنين لوطنهم ولدينهم.
96
)3أمانة المنصب :فإسناد المناصب العامة يجب ان يكون الى القوياء ،والكفاء
المخلصين .وجميع الحقوق المشروعة للحكومة أمانة في عنق الحاكم وهو مسؤول عن
حمايتها وتمكينهم منها ،قال رسول ال -صلى ال عليه وسلم ( : -كلكم راع وسئول
()3
عن رعيته ،فالمام راعٍ ومسؤول عن رعيته )
" من ذلك يظهر حرص السلم على هذا الخلق لن فقدانه يهدم أواصر المجتمع ويذهب
بقيمه هباءً ،ويصبح أفراده كائنات غادره ل تقوم بمسؤولية ،ول ترعى عهدا ول ذمه.
فمن الواجب ترسيخ هذا الخلق الصيل منذ الطفولة كي ينمو في داخل الفرد ويترعرع،
( )4
ليصبح أمينا بناءً في حيانه ،يحمل الخير لنفسه وأهله والناس أجمعين "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1في ظلل القرآن ،جـ 4/2456
( )2حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 133
سيّدِه ،انظر إلى ابن
( )3صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم ، 2558كتاب العتق ،باب العبد راعٍ في مال َ
حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 5/255
( )4المصدر السابق ،ص 134
" لقد عني رسو ل ال – صلى ال عليه وسلم – بحفظ السر لدى الطفال ،لن هذا الخلق
يسهم في تكوين إرادة الطفل الواعية الفاعلة ،لن الطفل يريد أن يتكلم بما يملك من معارف
أو معلومات ،فعندما تدربه على حفظ السر فإنه يتدرب على بذل جهد نفسي مخالف لطبائع
ن عددا من الصفات والسجايا تنمو مع هذا
الطفولة الفطرية ،فإذا نما [جعل] حفظ السر فيه ،وإ ّ
الخُلق مثل قوة الراده وانضباط اللسان ورباطه الجأش ،مما يتسبب في غرس الثقة
()1
الجتماعية ونمو بذرة القوة في نفس الناشئة ".
97
ل يسهم في بناء المجتمع في
" إن الخلق السلمية شملت كل مناحي الحياة وما من خُلق إ ّ
جانب من جوانب الحياة ،فإذا ما تمسك الفراد والمجتمع بأخلق السلم ؛ أصبح قويا تسوده
الخوة.
وخلق العفو والتواضع والتسامح واحد من هذه الركائز التي اذا ما اعتمد عليها انتصر المرء
()2
بها على أهوائه ونزاوته ،ونمت فيه نوازع الرحمة والخير والصفح والمغفره "
إن العفو من الداب التي اتصف بها رسول ال –صلى ال عليه وسلم -قال تعالى َ { :فبِمَا
ف َع ْنهُمْ وَا ْستَغْفِرْ َلهُمْ
ك فَاعْ ُ
رَحْمَ ٍة مّنَ اللّهِ لِنتَ َلهُمْ َوَلوْ كُنتَ َفظّا غَلِيظَ الْقَ ْلبِ لَنفَضّواْ مِنْ َحوِْل َ
( )3
َوشَاوِ ْرهُمْ فِي ا َلمْ ِر }
" إن المتواضعين هم أهل ال والمتكبرين ليس لهم من بره حظ ول نصيب ،لن الكبرياء
( )4
صفه مختصه بال وحده "
" فعلينا تنظيف الصدر من الحقاد لن الحقد يعني دوام العداوة بين الناس وهذا يخالف هدى
( )5
السلم .والتواضع ُيجّذر خلق الحب والود والتراحم "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص .134وانظر إلى سهام
مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 360-358
( )2المصدر نفسه ،ص 135
( )3سورة آل عمران ،آيه 159
( )4سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 361
( )5حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 136
98
)3تساعد على إنماء الوظائف الفكرية ،فالعناية بالجسد وتحسين
صحته ونموه؛ يساعد على تنشيط العملية الفكرية نظرا للعلقة
الوطيده بين الجسد والنشاط الفكري.
)4تسهم في تحسين التكيف الجتماعي عن طريق تنمية العادات
الجتماعية التكيفية ،كالتعامل مع الخرين وتقبلهم أصدقاء كانوا
أم خصوما ،إذ تنمو العادات ممن خلل اللعاب الجماعية
والمؤهلت.
)5تحقيق تربية خلقيه ،فالتدرب على التعب ،وتقبل النجاح أو الفشل
في المباريات ينمي الصبر ،وتمرينات الجرأة والمهارة تنمي
الشجاعة والعزم واللعاب الجماعية تنمي روح التعاون والصدق.
)6تساعد في تغميد العواطف والدوافع وعلج بعض مشكلت
الناشئة وذلك بتوجيهه نحو الرياضة ،لنشغاله عن العمال
المنافية للداب.
()2
)7تنمي حاجات الطفال للحركة واللعب والنشاط".
وغير ذلك من الهداف .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص ،81-79
بواسطة أنطوان حبيب رحمة ،التربية العامة والبدنية ،جـ 14-11
()1
)1تعليم السباحة والرماية وركوب الخيل :
( )2
تحقيقا لقوله تعالى { :واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل }
()3
عن النبي – صلى الله عليه وسلم – (:الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامه )
( )4
قال النبي – صلى ال عليه وسلم – ( :ارموا فأنا معكم كُّلكُم )
أثر عن عمر -رضي ال عنه ( : -علموا أولدكم السباحة ،والرماية ومروهم فليثبوا على
()5
ظهور الخيل وثبا )
وهناك بعض الحدود لمثل هذا النوع من الرياضة في السلم منها :
99
")1إيجاد التوازن ،أن يكون الرتباط الرياضي للولد في حدود
الوسط والعتدال والتوازن مع سائر الواجبات الخرى دون أن
يطغى جانب على آخر
)2مراعاة حدود ال في أن يكون اللباس ساتر للعورة ،ومراعاة
حدود ال في جميع التصرفات.
)3تحرير النية الصالحة ،أن يكون هذا التدريب كله بنية التقوية
الجسمية لتلبية نداء ال -عز وجل -في الجهاد في أية لحظه
()6
)4أن ل تشغله الرياضةعمن واجباته الدينية" .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص ،419-418وانظر إلى
حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص .82ابراهيم الخطيب،
زهدي محمد عيد ،تربية الطفل في السلم ،ص 78
( )2سورة النفال ،آية 6
( )3صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم ،2850كتاب الجهاد والسير ،باب الخيل معقود في نواصيها الخير
إلى يوم القيامة ،انظر إلى ابن حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 6/77
( )4صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم ،2899كتاب الجهاد والسير ،باب التحريض على الرمي ،انظر إلى
ابن حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 6/129
( )5علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،جـ 2/872
( )6سميح أبو مغلي وآخرون ،تربية الطفل في السلم ،ص 68
" وهذا السلوب من الساليب المشجعة لجراء التنافس المحمود بين الطفال لما فيه من
الفائدة لجسامهم النامية ،فقد كان رسول ال –صلى ال عيله وسلم – يجري المسابقات
" ( )1
في الجري بين الطفال .
" إذا أراد الطفال اللعب مع الكبار ؛ وجب على الكبار تلبية ذلك ،وأثناء اللعب يجب أن
يخضع لزعامة الصغار ،نتقبل الفكرة أو الخطة التي يرسمونها ،ول نفرض عليهم ما نود
نحن في اللعب ،وفي أثناء اللعب معهم نستطيع أن نوجه لعبة ونشاطه في لباقة وفهم،
100
ونحاول غرس وتوجيه الطفل الى ما نريده ،وكان الرسول –صلى ال عليه وسلم –
حريصا على اللعب مع الصغار و َنوّع في اللعب معهم فمرّةً لعبهم بالجري ومره بالحمل
" ()2
على الظهر وغير ذلك.
" عندما ينهمك الوالدان في خضم الحياة ،ويبتعدون عن التعايش مع رغبات أطفالهم أو يكونوا
ليسوا منتبهين لتلبية رغبة أطفالهم ،في هذه الحال ينصرف الولد للعب ،غير أن الوالدين
()3
يختارين لولدهم من يلعبون معهم كي ل يتأثروا بأولد غير مهذبين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص .83وانظر إلى سهام
مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص .425-424سميح أبو مغلي وآخرون
،تربية الطفل في السلم ،ص 69
( )2سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص .425انظر إلى حلبي ،عبد
المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 84-83
( )3حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 85-84
()1
" اللعب للطفال كالماء للنسان ،فالطفل بحاجة الى اللعب وإياك أن تحرمه من تلك المتعه"
" ساحات لعب الطفال أماكن يرسم فيها خطوط عريضة من شخصياتهم وأبعاد طويلة من
تفكيرهم قد يصل إلى ترسيخ نواح عَقَدية في نفوسهم ،وهو ضرورة من ضروريات مرحلة
()2
الطفولة ".
")1القيمة التوبوية :حيث يعرف الطفل من خلل اللعب الشكال المختلفة واللوان
والحجام
101
)2القيمة الجتماعية :إذ يتعلم من خلل اللعب كيف يبني علقات مع الخرين بنحو
ناجح.
)3القيمة الخُلقيه :حيث يتعلم الطفل مفهوم الخطأ والصواب والعدل والصدق.
)6القيمة العلجيه النفسيه :حيث يصرف عنه ذاته الشعور بالتوتر ،كما يصرف
( )2
ويتحرر من بعض القيود "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1حسان شمسي باشا ،كيف تربي أبناءك في هذا الزمان ،ص 46
(http://saaid.net/tarbiah/56.htm )2
()3حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص ،87بواسطة مجلة
العربي ،عدد ،234من مقالة دز محيي الدين توق.
المطلب الرابع :قواعد الكل والشرب والتغذية وأثرها على التربي البدنية
الطعام والشراب ضرورة وحاجة للنسان فل حياة ،ول استمرار لهذه الحياة إل بهما .
قال تعالى {:يَا َبنِي آ َ
دمَ ُخذُواْ زِيَنتَكُ ْم عِن َد كُلّ َم ْس ِجدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلَ ُتسْرِفُواْ إِنّ ُه لَ ُي ِحبّ
()1
الْمُسْرِفِينَ }
ولقد وضع السلم قواعده الخاصة بالتغذية وطلب من المسلمين أن ينفذوها ،وعلى المربين
تطبيقها وتعليمها لطفالهم ومنها :
")1غسل اليدين قبل الطعام وبعده
)2العتدال بالطعام لن كثرة الطعام تؤدي الى أمراض منها البدانة والسمنة
واضطراب في الجهاز الهضمي ،ومرض النُقرص (المُلوك) وهو زيادة في مادة
Uric acidنتيجة لكثرة تناول اللحوم وقد يحصل السهال والمساك.
102
ن عَمَلِ ال ّشيْطَانِ قال تعالى َ { :أّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا إِنّمَا ا ْلخَمْرُ وَالْ َميْسِرُ وَالَنصَا ُ
ب وَالَزْ َلمُ ِر ْجسٌ مّ ْ
()2
ن}
فَا ْجَتِنبُوهُ لَعَّلكُمْ تُفِْلحُو َ
دمُ وََلحْمُ ا ْل ِخنْزِيرِ َومَا ُأهِلّ ِل َغيْرِ اللّ ِه بِهِ وَالْ ُم ْن َخنِقَةُ قال تعالى { :حُ ّر َم ْ
ت عََل ْيكُمُ الْ َم ْيتَةُ وَا ْل ّ
()3
صبِ }
ذِبحَ عَلَى النّ ُ
ك ْيتُمْ َومَا ُ
ذّديَةُ وَالنّطِيحَةُ َومَا َأكَ َل ال ّسُبعُ إِ ّل مَا َ
ذةُ وَالْ ُمتَرَ ّ
وَالْ َموْقُو َ
)4السلم يطلب مضغ الطعام وينهي عن أكل الطعام الحار ويكره الكل والشرب
()4
متكئا".
()5
قال رسول ال – صلى الله عليه وسلم – ( :ل آكل متكئا )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة العراف ،آية 31
( )2سورة المائدة ،آية 90
( )3سورة المائدة ،آية 3
( )4انظر إلى ،سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 432-427
حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 91-88
( )5صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم ،5398كتاب الطعمة ،باب الكل متكئا ،انظر إلى ابن حجر
العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 9/616
إنّ السلم دعا الى راحة الجسم راحة بالنوم وقتا كافيا ،وبعد العناء والكد في النهار.
النوم من أعظم المور أهمية في حياة الطفل ،فهو مهم له حتى ينمو حيث إن هرمون النمو ل
يفرز إل بعد تقريبا خمس ساعات من النوم المتواصل العميق ،وقد حض السلم عند النوم
أن ينام الفرد على الجانب اليمن ،والعلم الحديث اكتشف الهمية الكبيرة للجسم عند نومه
على هذا الجانب ،فلنحرص على نوم أطفالنا على هذا الجانب.
وعلينا أن نعلمه الدعية الواردة عن النبي – صلى ال عليه وسلم – في الذكار قبل النوم
قال سول ال – صلى ال عليه وسلم (-إذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصله ،ثم
103
اضطجع على شقك اليمن وقل :اللهم أسلمت نفسي اليك ،وفوضت أمري اليك والجأت
ظهري اليك رهبه ورغبة اليك ل ملجأ ول منجا منك إل اليك آمنت بكتابك الذي أنزلت
( )1
ت على الفطره ،فاجعلهن آخر ما تقول )
وبنبيك الذي أرسلت ،فإن متّ ،م ّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم ،6311كتاب الدعوات ،باب إذا بات طاهرا ،انظر إلى ابن حجر
العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 11/152
( )2انظر إلى ،سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 433- 432
حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 92
" لقد عني السلم بالطهارة والنظافة عناية بالغه لن النظافة إحدى العناصر المهمة في
تكوين الجانب الصحي ،وتجعل النسان بمأمن من التلوث بالمراض السارية والوبئة الفتّاكة.
( )1
قال تعالى { :وثيابك فطهر {}4والرجز فاهجر }
وعلينا أن نغرس في أطفالنا حب النظافة ونشعرهم بأهميتها الكبيرة.
قال رسول ال – صلى ال عليه وسلم – ( لول أن أشق على المؤمنين لمرتهم بالسواك عند
()3
كل صله )
ففي السواك فوائد منها :
(")1نظافة السنان بإزالة العوالق بينها
104
()4
()2تقوية اللثة "
ونعلمه الستنجاء وأهميته ،وايضا نعلم أطفالنا بعض الداب عند قضاء الحاجة منها :
")1أن يدخل الطفل الحام برجله اليسرى ويخرج منه برجله اليمنى
" ()5
)2أن يقول دعاء دخول المرحاض ،ودعاء الخروج منه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة المدثر ،آيه 5-4
( )2سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص .441-436حلبي ،عبد
المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 98-95
( )3صحيح،أخرجه مسلم ،حديث رقم ،252كتاب الطهارة ،باب السواك ،انظر إلى النووي ،يحيى بن
شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 3/121
( )4سميح أبو مغلي وآخرون ،تربية الطفل في السلم ،ص 69
( )5ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد ،تربية الطفل في السلم ،ص 81
كان النبي -صلى ال عليه وسلم -إذا دخل الخلء قال( :اللهم إني أعوذ بك من الخبث
( )1
والخبائث)
عن عائشة -رضي ال عنها -قالت كان النبي -صلى ال عليه وسلم -إذا خرج من الخلء
قال (:غفرانك )
( )2
" من طرق الوقاية من المراض إبعاد الطفل عن المناطق الموبوءة بالمراض أو عدم
إختلطهم بالمرضى .
105
( )1صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم ،142كتاب الوضوء ،باب ما يقول عند الخلء ،انظر إلى ابن حجر
العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 2/351
( )2قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب ،أخرجه الترمذي في كتاب الوضوء عن رسول ال ،باب مل
يقول إذغ خرج من الخلء.
( )3سورة يونس ،آية 57
( )4انظر إلى :
-سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 446-441
-حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 102-99
-ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد ،تربية الطفل في السلم ،ص 84-83
سميح أبو مغلي وآخرون ،تربية الطفل في السلم ،ص 73-71
( )5صحيح،أخرجه مسلم ،حديث رقم ،2203كتاب السلم ،باب لكل داء دواء واستحباب التداوي ،انظر
إلى النووي ،يحيى بن شرف صحيح مسلم بشرح النووي ،جـ 14/159
العِلم :هو إدراك الشيء بحقيقته ،وهو نور ال يقذفه في قلب من يحب.
والعِلم :المعرفة ،ويطلق العِلم على مجموع المسائل وأصول كلية تجمعها جهة واحدة ،كعلم
()1
الكلم والعلوم الطبيعيه.
والعِلم تحصيل وبالتالي يحتاج إلى جهد مخطط ،ولفظ العلم جاء في القرآن الكريم في أماكن
()2
عدّه لهمية العِلم ،قال تعالى { :فاعلم أنه ل إله إل ال }
" لم تعرف الشريعة دينا مثل السلم عنيَ بالعلم عناية بالغة حيث دفع العقول إلى مجال
العلوم والمعرفة ودعاهم إلى تفتح آفاق الفكر ،حيث فتح أمامهم كتاب الكون على مصراعيه
قال تعالى { :قلِ انظُرُواْ ( )3
ودعاهم إلى العلم والتأمل والتفكر في الكون للوقوف على أسراره
ض}
( )4
مَاذَا فِي السّمَاوَاتِ وَالَرْ ِ
قال سيد قطب :ولفت الحس والقلب والعقل للنظر إلى ما في السماوات والرض وسيلة من
()5
وسائل النهج القرآني لستحياء القلب النساني لعله ينبض ويتحرك ويتلقى ويستجيب "
ن العلم الذي يدعو إليه السلم هو العلم بمفهومه الشامل الذ يينظم كل ما يتصل بالحياة ،
"إّ
ي عناية بالعقل
وكل ما يعود بالمنفعة على المسلمين في الدنيا والخره .لقد عني السلم أ ّ
()6
فدعا إلى انطلقه ،وتفتح آفاقه ،وتنشط الذهان والتفكر العميق في ظواهر الكون "
106
" فالسلم يدفع النسان إلى تعلم كل علم نافع له ولمجتمعه وللنسانية جمعاء سواء أكان هذا
العلم في دائرة العلوم الشرعية أو الجتماعية أو الطبيعية أو غير ذلك من أنواع المعارف
( )7
والعلوم " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1ابراهيم مصطفى وآخرون ،المعجم الوسيط ،ص .655
( )2سورة محمد آية19:
( )3سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 367
( )4سورة يونس آية 101:
( )5في ظلل القرآن ،جـ 3/1823
( )6سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 367
( )7فرحات ،اسحق أحمد ،التربية السلمية بين الصالة والمعاصرة ،ص ،63ط ، 3دار الفرقان،
1411هـ 1991 -م.
وقد دعا السلم إلى :
" )1التدبر في خلق النسان ووصف تكوينه العقلي والجسمي قال تعال { :فَ ْليَنظُرِ ا ْلإِنسَا ُ
ن مِمّ
ق {َ }6يخْرُ ُج مِن َبيْنِ الصّ ْلبِ وَالتّرَاِئبِ }
( )1
ق { }5خُِلقَ مِن مّاء دَافِ ٍ
خُلِ َ
ن معرفة النسان لنفسه تدعوه إلى حتمية اليمان بال الخالق المبدع ،وهذا المجال تناولته
إّ
علوم الطب وعلم النفس.
)2التأمل في الكائنات الحية كالنباتات مما تناوه علوم النبات قال تعالى { :فَ ْليَنظُرِ الْإِنسَانُ
ض شَقّا {َ }26فأَنَب ْتنَا فِيهَا َحبّا {}27
صبّا { }25ثُ ّم شَقَ ْقنَا ا ْلأَرْ َ
صَب ْبنَا الْمَاء َ
طعَامِ ِه { }24أَنّا َ
إِلَى َ
كهَةً وَ َأبّا {ّ }31متَاعا ّلكُمْ
وَ ِعنَبا وَ َقضْبا {َ }28و َزيْتُونا وََنخْ ًل {َ }29و َحدَاِئقَ غُلْبا {َ }30وفَا ِ
()2
َوِلأَنْعَا ِمكُ ْم }
)3دعا السلم إلى المعان في تكوين الحيوان ،مما تناوله علم الحيوان قال تعالىَ { :أوَلَمْ
()3
يءٍ َبصِيرٌ }
ن إِنّ ُه ِبكُلّ شَ ْ
كهُنّ إِلّا الرّحْمَ ُ
ن مَا يُمْ ِس ُ
يَرَوْا إِلَى ال ّطيْرِ َفوْ َقهُمْ صَافّاتٍ َويَ ْقبِضْ َ
ن فضاء الكون
)4الكون وما فيه من الجرام السماويه مما ساعد علماء الفلك التوصل إلى أ ّ
تسبح في أجزاءه أعداد تفوق الحصر من المجرات قال تعالى { :لَا الشّ ْمسُ يَنبَغِي َلهَا أَن
ك يَ ْسَبحُونَ }
( )4
ق الّنهَارِ َوكُ ّل فِي فَلَ ٍ
ُتدْ ِركَ الْقَمَ َر وَلَا الّليْ ُل سَابِ ُ
)5وصف للرض التي نعيش عليها ،وما فيها من جبال وأنهار وسهول وصحاري ووديان ،
قال تعالى { :أَلَ ْم َنجْعَلِ ا ْلأَرْ َ
ض ِمهَادا {}6 ()5
مما تناولته علوم الجغرافيا وطبقات الرض"
()6
وَا ْل ِجبَالَ أَ ْوتَادا }
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
107
( )1سورة الطارق آية7 ،6 ،5 :
( )2سورة عبس ،آيه 32-24 :
( )3سورة الملك ،آيه 19
()4سورة يسن ،آيه 40 :
( )5سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ص ،369-368وانظر إلى
الزنتاني ،عبد الحميد الصيد ،فلسفة التربية السلميه في القرآن والسنة ،ص .536-516
( )6سورة النبأ آيه 7 ،6
فعندما نقرأ القرآن ونقرؤه لطفالنا وننبه عقولهم إلى كل هذه العلوم التي أشار إليها القرآن
الكريم ،فإنه ينغرس في قلبهم أنّ ال -سبحانه وتعالى – حثّ على التفكير في كل هذه العلوم
وبالتالي يبدأ الطفل في إشغال عقله في مجال معين وهو أن يسير في خطى علم معين ،فيبدأ
منذ طفولته في بناء هذا العلم في عقله وتفكيره ،حتى إذا شبّ سار في خطى العلم والمعرفة
ليشكل فردا صالحا في المجتمع ،مع تأكده بأن جميع مصادرالعِلم هي من ال – عز وجل-
()1
قال تعالى َ { :و َفوْقَ كُ ّل ذِي عِلْ ٍم عَلِي ٌم }
" عندما أنزل ال تبارك وتعالى – القرآن دعا فيه إلى العلم ونوّه فيه بالمعرفة وأشاد بدور
العلماء في خدمة الحقيقة ،لنهم قادة الفكر ،وصانعوا الحضارة ،وأهم ورثة النبياء ،
،قال تعالىَ { :ش ِهدَ اللّهُ َأنّهُ َل إِلَـهَ إِلّ ()2
وجعلهم ال –سبحانه وتعالى -في مصاف الملئكة "
ط لَ إِلَـ َه إِ ّل ُهوَ الْعَزِيزُ ا ْلحَكِي ُم }
( )3
ُهوَ وَالْمَلَِئكَ ُة وَأُ ْولُواْ الْعِلْ ِم قَآئِمَا بِالْ ِقسْ ِ
وأول خمس آيات نزلت على النبي – صلى ال عليه وسلم -تدعوه إلى العلم قال تعالى{ :
ق { }2اقْرَ ْأ وَرَبّكَ ا ْلَأكْ َر ُم { }3اّلذِي َعلّمَ
ن عَلَ ٍ
ن مِ ْ
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ اّلذِي خَلَقَ { }1خَلَقَ الْإِنسَا َ
()4
ن مَا لَ ْم يَعْلَ ْم }
بِالْقَلَ ِم { }4عَلّمَ الْإِنسَا َ
قال سيد قطب " :تبرز حقيقة التعليم ،تعليم الب للنسان بالقلم ،لنّ القلم كان ول يزال
()5
أوسع وأعمق أدوات التعليم أثرا في حياة النسان "
" والقرآن الكريم يرى أن مادة العلم مادة الخشية من ال –سبحانه وتعالى ، -قال تعالى:
()6
{ إِنّمَا يَخْشَى اللّ َه مِنْ ِعبَادِهِ الْعُلَمَاء }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
108
( )1سورة يوسف آية76:
( )2سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 369
()3سورة آل عمران آية 18 :
( )4سورة القلم آية 5-1 :
( )5في ظلل القرآن جـ 6/3939
( )6سورة فاطر آية28 :
" وقد خص ال –سبحانه وتعالى -في كتابه العلماء بمناقب منها :
)1اليمان :قال تعالى { :وَالرّا ِسخُونَ فِي الْعِلْ ِم يَقُولُونَ آ َمنّا ِبهِ
()1
ب}
ذكّرُ إِلّ ُأوْلُواْ ال ْلبَا ِ
ن عِندِ َرّبنَا َومَا َي ّ
كُلّ مّ ْ
)2التوحيد :قال تعالىَ { :ش ِهدَ اللّهُ َأنّهُ َل إِلَـهَ إِ ّل ُهوَ وَالْ َملَِئكَةُ
()2
وَ ُأوْلُواْ ا ْلعِلْ ِم قَآئِمَا بِالْ ِقسْطِ َل إِلَـهَ إِ ّل ُهوَ الْعَزِيزُ ا ْل َحكِيمُ }
)3الخشوع والبكاء :قال تعالى { :إِنّ اّلذِينَ أُوتُواْ الْعِلْ َم مِن َقبْلِهِ
( )3
ن سُجّدا }
إِذَا ُيتْلَى عََل ْيهِمْ َيخِرّونَ ِللَذْقَا ِ
()4
دهِ ا ْلعُلَمَاء } )4الخشية :قال تعالى { :إِنّمَا َيخْشَى اللّ َه مِ ْ
ن ِعبَا ِ
ن العلم يعمل على تعميق العقيدة في النفوس وترسيخ اليمان في القلوب ويمنح النسان نفاذا
إّ
ن اجتماع العلم واليمان مما يمنح
في البصيرة وقوة وسلمة في الدراك والتفكير ،ولهذا فإ ّ
قال تعالى { :يَرْ َفعِ اللّهُ اّلذِينَ ( )5
ال –عز وجل -به الرفعة في الدنيا والخرة وسمو المنزلة "
()6
ت}
آ َمنُوا مِنكُمْ وَاّلذِينَ أُوتُوا ا ْلعِلْمَ دَرَجَا ٍ
" بعث ال –سبحانه وتعالى – بشرع كامل عظيم وشامل فيه الهداية ،والتبيان لجميع ما يحتاج
الناس إليه ،فتحول الناس بفضل هذه الرسالة العظيمة إلى حملة الهداية والعلم وقادة البشر .
.قال تعالىَ { :فتَعَالَى اللّهُ ( )7
وكان رسول ال –صلى ال عليه وسلم -يطلب المزيد من العلم"
( )8
دنِي عِلْما }
ن مِن َقبْلِ أَن يُقْضَى إَِليْكَ َو ْحيُهُ وَقُل رّبّ زِ ْ
الْمَلِكُ ا ْلحَقّ َولَا تَ ْعجَلْ بِالْقُرْآ ِ
109
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة آل عمران آية7 :
( )2سورة آل عمران آية18 :
( )3سورة السراء آية 109-107
( )4سورة فاطر آية 28 :
( )5سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ص 373-372
( )6سورة المجادلة آية 11
( )7المصدر السابق ص 375
( )8سورة طه آية 114
والسنة النبوية تحثُ على تعليم الصغار ،وقد كان الرسول –صلى ال عليه وسلم -يقول
النصائح الشرعية والعلمية للطفال.
()1
قال النبي ( يا غلم سم ال وكل بيمينك وكل مما يليك)
كذلك فالرسول في معركة بدر طلب من قريش لفتداء اسراهم أن يعلموا غلمان الصحابة ،
( )2
وهذا يدل على مدى اهتمام رسول ال –صلى ال عليه وسلم -بالعلم والتعليم
( )3
قال رسول ال –صلى ال عليه وسلم ( -من أراد ال به خيرا يفقهه في الدين )
والحاديث التي تدل على اهتمام رسول ال –صلى ال عليه وسلم -بالعلم والتعليم والحض
على ذلك كثيرة.
110
( )2انظر إلى سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 380-376
حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 194
( )3صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم ،71كتاب العلم ،باب من يرد ال به خيراّ يفهه في الدين ،انظر
إلى ابن حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ .1/240
( )4حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،ص 194
( )5سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،ص 383-382
( )6علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،جـ 271-270 /1
وللجميع دور في التربية العلمية للطفل تبدأ بالوالدين والهل ث ّم يأتي دور المدرسة
والمعلم والمنهاج والمسجد والعلم ،فكل هؤلء يشكل ركيزه مهمة ،فإذا اجتمعوا شكلوا قوة
عظيمة تنشأ أجيال ذات عقيدة راسخة وإيمان قوي وعلم متين ،وبالتالي نكون أمة سيدنا محمد
– صلى ال عليه وسلم – التي لم تخلق عبثا لنحقق ما أمرنا به ال –سبحانه وتعالى – وهو
الستخلف في الرض .
( )1
قال تعالى َ { :وإِ ْ
ذ قَالَ رَبّكَ لِلْمَ َلِئكَةِ إِنّي جَاعِ ٌل فِي الَرْضِ خَلِيفَ ًة }
وبالتالي تنهض المة بأبنائها ،ويكون لنا دور مهم في المجتمع والعالم ،ونَحد كثيرا
من هجرة العقول العربية للخارج ،فالحضارة السلمية هي حضارة العلم والمعرفة في جميع
مجالت الحياة ،والتاريخ يشهد بذلك ،بتخريج ابن سينا والرازي وغيرهم من علماء المة .
الذي نتمنى من ال تعالى بتظافر الجهود أن نعيد للمة السلمية مجدها وعزها الديني
والعلمي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1سورة البقرة آية 30 :
111
بسم ال الرحمن الرحيم
الفصل الثالث
الساليب الخاطئة في تربية البناء وأثرها على شخصياتهم ،وتربية البناء وتحديات العصر،
ودور المرأه في التربية
المبحث الثاني :تربية البناء ،وتحديات العصر ،وكيف يمكن للسرة أن تتغلب عليها أو على
القل كيف تقلل منها:
المطلب الول :غلبة الطابع المادي على تفكير البناء:
المطلب الثاني :سيطرة البناء على الباء:
المطلب الثالث :روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير
من البناء.
المطلب الرابع :ما يسمى بصراع الجيال
المطلب الخامس :ما يعرف بالغزو الفكري والثقافي
112
الفصل الثالث
الساليب الخاطئة في تربية البناء وأثرها على شخصياتهم ،وتربية البناء
وتحديات العصر ،ودور المرأه في التربية
" تتكون الساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل ،إما لجهل الوالدين في تلك الطرق أو
لتباع أسلوب الباء والمهات والجدات ،أو لحرمان الب او الم من اتجاه معين فالب
عندما يَنحرم من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة أو العكس،
بعض الباء يريد ان يطبق نفس السلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال
بالنسبة للم .
التجاهات الغير سوية والخاطئة التي ينتهجها الوالدين او أحدهما في تربية الطفل والتي تترك
بآثارها سلبا على شخصية البناء :
ويعني تحكم الب او الم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته التلقائية ومنعه من القيام
بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة ،او إلزام الطفل بالقيام
بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته ،ويرافق ذلك استخدام العنف او الضرب او الحرمان
أحيانا وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة المسموحات ،كأن تفرض الم على الطفل
ارتداء ملبس معينة او طعام معين او أصدقاء معينين.
ظنا من الوالدين ان ذلك في مصلحة الطفل دون ان يعلموا ان لذلك السلوب خطر على صحة
( )1
الطفل النفسية وعلى شخصيته مستقبل "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(http://www.saaid.net/tarbiah/43.htm )1
113
" ونتيجة لذلك السلوب المتبع في التربية أ) ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع واتباع
الخرين ب) ل يستطيع ان يُبدع او ان يفكر جـ) عدم قدرته على إبداء الرأي والمناقشة
د) تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة .
هـ) تفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم
النجاز .
و) وقد ينتج عن اتباع هذا السلوب طفل عدواني يخرب ويكسر اشياء الخرين ،لن الطفل
في صغره لم يشبع حاجته للحرية والستمتاع بها.
يعني قيام احد الوالدين او كلهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي يفترض ان يقوم بها
الطفل وحده ،حيث يحرص الوالدان او احدهما على حماية الطفل والتدخل في شؤونه فل يتاح
للطفل فرصة اتخاذ قراره بنفسه وعدم إعطاءه حرية التصرف في كثير من أموره :كَحل
الواجبات المدرسية عن الطفل او الدفاع عنه عندما يعتدي عليه احد الطفال
وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل لسيما اذا كان الطفل الول او الوحيد او اذا
كان ولد وسط عديد من البنات او العكس فيبالغان في تربيته .
وهذا السلوب بل شك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته أ) فينمو الطفل بشخصية
ضعيفة غير مستقلة ب) يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل
المسؤولية ورفضها جـ) إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الحباط د) كذلك
نجد هذا النوع من الطفال الذي تربي على هذا السلوب ليثق في قراراته التي يصدرها
ويثق في قرارات الخرين ويعتمد عليهم في كل شيء هـ) ويكون نسبة حساسيته للنقد
مرتفعة
عندما يكبر يطالب بأن تذهب معه امه للمدرسة حتى مرحلة متقدمة من العمر يفترض ان
يعتمد فيها الشخص على نفسه
وتحصل له مشاكل في عدم التكيف مستقبل بسبب ان هذا الفرد حرم من اشباع حاجته
للستقلل في طفولته ولذلك يظل معتمدا على الخرين دائما .
114
يعني ان يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه او الستجابة له وتركه
دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب ،وقد ينتهج الوالدين او احدهما هذا السلوب
بسبب النشغال الدائم عن البناء وإهمالهم المستمر لهم
فالب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج ول يأتي ال بعد ان ينام الولد والم
تنشغل بكثرة الزيارات والحفلت او في الهاتف او على النترنت او التلفزيون وتهمل أبناءها،
او عندما تهمل الم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور
والبناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهية والهمال فتنعكس بآثارها سلبا على
نموهم النفسي
ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل فمثل عندما يقدم الطفل للم عمل قد أنجزه
وسعد به ،تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك ،وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك
المور التافهة كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في احد المواد الدراسية ل
يكافأ ماديا ول معنويا بينما ان حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه ،وهذا
بلشك يحرم الطفل من حاجته الى الحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في
السرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم
وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته
فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه
وهذا يفسر بلشك هروب بعض البناء من المنزل الى شلة الصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم
المفقودة هناك في المنزل
وتكون خطورة ذلك السلوب المتبع وهو الهمال أكثر ضررا على الطفل في سنين حياته
الولى بإهماله ,وعدم إشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية لحاجة الطفل للخرين وعجزه عن
القيام باشباع تلك الحاجات
ومن نتائج إتباع هذا السلوب في التربية ظهور بعض الضطرابات السلوكية لدى الطفل
كالعدوان والعنف او العتداء على الخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد
النفعالي وعدم الكتراث بالوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين.
المطلب الرابع :التدليل
115
ويعني ان نشجع الطفل على تحقيق معظم رغباته كما يريد هو ،وعدم توجيهه وعدم كفه عن
ممارسة بعض السلوكيات الغير مقبولة سواء دينيا او خلقيا او اجتماعيا والتساهل معه في
ذلك.
عندما تصطحب الم الطفل معها مثل الى منزل الجيران او القارب ويخرب الطفل أشياء
الخرين ويكسرها ل توبخه او تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الخرين ،كذلك
الحال عندما يشتم او يتعارك مع احد الطفال تحميه ول توبخه على ذلك السلوك بل توافقه
عليه .
وقد يتجه الوالدين او احدهما إلى اتباع هذا السلوب مع الطفل إمّا لنه طفلهما الوحيد او لنه
ولد بين اكثر من بنت او العكس ،او لن الب قاسي فتشعر الم تجاه الطفل بالعطف الزائد
فتدل وتحاول ان تعوضه عما فقده او لن الم او الب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك على
ابنهما .
ولشك ان لتلك المعاملة مع الطفل آثار على شخصيته ،ودائما خير المور الوسط ل افراط
ول تفريط وكما يقولون الشي اذا زاد عن حده انقلب إلى ضده فمن نتائج تلك المعاملة ان
الطفل ينشأ ل يعتمد على نفسه غير قادر على تحمل المسؤولية بحاجة لمساندة الخرين
ومعونتهم ،كما يتعود الطفل على ان يأخذ دائما ول يعطي وان على الخرين ان يلبوا طلباته
وان لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد انهم اعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء
وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية ( المجتمع ) فينشأ وهو يريد ان
يلبي له الجميع مطالبه يثور ويغضب عندما ينتقد على سلوك ما ويعتقد الكمال في كل
حمّل زوجته كافة المسؤوليات دون ادنى
تصرفاته وانه منزه عن الخطأ ،وعندما يتزوج ُي َ
مشاركة منه ويكون مستهترا نتيجة غمره بالحب دون توجيه .
ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فيه او كلما عبر عن رغبة
سيئة ،ايضا تحقير الطفل والتقليل من شأنه والبحث عن أخطاءه ونقد سلوكه .
116
مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون مترددا عند القيام بأي عمل خوفا من حرمانه من رضا الكبار
وحبهم
وعندما يكبر هذا الطفل فيكون شخصية انسحابية منطوية غير واثق من نفسه يوجه عدوانه
لذاته ،وعدم الشعور بالمان ،يتوقع النظار دائمة موجهة إليه فيخاف كثيرا ل يحب ذاته
ويمتدح الخرين ويفتخر بهم وبإنجازاتهم وقدراتهم اما هو فيحطم نفسه ويزدريها.
ويعني عدم استقرار الب او الم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل
على سلوك معين مره ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى
وذلك نلحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض الباء والمهات مع أبناءهم مثل :عندما
يسب الطفل أمه او أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ،بينما لو كان الطفل
يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني
فيكون الطفل في حيرة من أمره ل يعرف هل هو على صح ام على خطأ فمرة يثيبانه على
السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك
وغالبا ما يترتب على اتباع ذلك السلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الخرين ،
وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق
وحنان تارة ،وتارة يكون قاسي بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية
البخل والتدقيق في حساباته ،ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخص اخر كريم متسامح
ضاحك مبتسم وهذا دائما نلحظه في بعض الناس .
ويظهر أيضا اثر هذا التذبذب في سلوك ابناءه حيث يسمح لهم بأتيان سلوك معين في حين
يعاقبهم مرة أخرى بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات.
أيضا يفضل احد أبناءه على الخر فيميل مع جنس البنات او الولد وذلك حسب الجنس الذي
أعطاه الحنان والحب في الطفولة .
وفي عمله ومع رئيسة ذو خلق حسن بينما يكون على من يرأسهم شديد وقاسي وكل ذلك
بسبب ذلك التذبذب فأدى به إلى شخصية مزدوجة في التعامل مع الخرين .
117
المطلب السابع :التفرقة
ويعني عدم المساواة بين البناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس او ترتيب المولود او
السن او غيرها.
نجد بعض السر تفضل البناء الذكور على الناث او تفضيل الصغر على الكبر او تفضيل
ابن من البناء بسبب انه متفوق او جميل او ذكي وغيرها من أساليب خاطئة
وهذا بلشك يؤثر على نفسيات البناء الخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون بالحقد والحسد
تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل ان يأخذ دون ان يعطي ويحب ان
يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الخرين ويصبح ل يرى إلّ ذاته فقط
والخرين ل يهمونه ينتج عنه شخصية تعرف مالها ول تعرف ما عليها تعرف حقوقها ول
()1
تعرف واجباتها ".
" للصرامة والشدة مع الطفل وإنزال العقاب فيه بصورة مستمرة وصده وزجره كلما أراد أن
يعبر عن نفسه أضرار منها:
-1قد يؤدى بالطفل إلى النطواء أو النزواء أو انسحاب فى معترك الحياة الجتماعية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(http://www.saaid.net/tarbiah/43.htm )1
-5قد ينتهج هو نفسه منهج الصرامة والشدة في حياته المستقبلية عن طريق عمليتي التقليد أو
التقمص لشخصية أحد الوالدين أو كلهما
118
المطلب التاسع :العجاب الزائد بالطفل :
حيث يعبر الباء والمهات بصورة مبالغ فيها عن إعجابهم بالطفل وحبة ومدحه والمباهاه به
أضرار هذا النمط :
-1شعور الطفل بالغرور الزائد والثقة الزائدة بالنفس
-3تضخيم من صورة الفرد عن ذاته ويؤدى هذا إلى إصابته بعد ذلك بالحباط والفشل عندما
( )1
يصطدم مع غيرة من الناس الذين ل يمنحونه نفس القدر من العجاب "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1العيسوى ،عبدالرحمن ،مشكلت الطفولة والمراهقة بواسطة http://saaid.net/tarbiah/44.htm
المبحث الثاني :تربية البناء ،وتحديات العصر ،وكيف يمكن للسرة أن تتغلب عليها أو
على القل كيف تقلل منها :
" إن الحياة كلما تعقدت ،وكلما خطت البشرية خطوات على سلم الحياة المادية ،كلما زادت
أعباء الباء في تربية أبنائهم ،وذلك لنهم مصدر الثروة الحقيقة بالنسبة للفرد والجماعة ،
فالمال ينضب والثروات المادية تزيد وتنقص وهم الثروة الحقيقة التي تعتمد عليها المم ،بل
إنهم الثروة التي تبقى للباء بعد موتهم ،فمن بين ما ينفع الباء بعد موتهم دعاء الولد الصالح
كما أخبر الرسول -صلى ال عليه وسلم .-
ن قصور الدور التربوي للسرة قد جعلها تواجه في هذا العصر العديد من التحديات ،ومن
إّ
تلك التحديات ما يأتي :
119
المطلب الول :غلبة الطابع المادي على تفكير البناء:
فمطالبهم المادية ل تنتهي ول يجد فيهم الباء تلك الحالة من الرضا التي كانت لدى الباء
أنفسهم وهم في نفس المراحل العمرية لبنائهم ،فالمتطلبات المادية رغم كثرتها في أيديهم
ومع ذلك نجد أنها ل تسعدهم ،بل عيونهم على ما ليس لديهم فإذا أدركوه تطلعوا إلى غيره
وهكذا.
فل ينكر أحد أن هذه الظاهرة إنما هي سمة من سمات هذا العصر ،فالتقدم المادي ينطلق
بسرعة هائلة ول يواكبه التزام بالقيم النسانية .
ول ننكر أهمية المادة في حياة النسان ،ولكن ل بد من توازن الجانبيين ،فالمادة يجب أن
تكون معيارا نقيس به ما لدينا من قيم إنسانية ومبادئ خُلقية ،وديننا يعلمنا ذلك ،فقد ربطت
آيات القرآن الكريم بين الجانبيين رباطا متجانسا منسجما ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(http://saaid.net/tarbiah/67.htm )1
" وعلى عكس ما ينبغي أن تكون عليه الحال ،فقد درس عالم النفس " إدوارد ليتن " هذه
الظاهرة على الباء في أمريكا وقرر أننا نعيش في عصر يحكمه البناء ،فبدلً من أن يوجه
الباء أبناءهم ،فإن البناء هم الذين يوجهون سلوك آبائهم ،فهم الذين يختارون البيت ،
ويشيرون بمكان قضاء العطلة ،وإذا دخلوا متجرا مضى كل طفل إلى ما يعجبه ،وما على
( )1
الب إل أن يفتح حافظته ويدفع" .
" ولعل هذه المشكلة سببها ما يشعر به الباء من تقصير تجاه أبنائهم ،فالب مشغول طول
وقته ،والم كذلك ل سيما إن كانت عاملة ،ومن هنا يكون سلوك الباء إلى محاولة إرضاء
البناء كنوع من التعويض عن التقصير معهم ،فتكون النتيجة الستجابة لكل طلبات البناء
120
وتنفيذ ما يريدون صوابا كان أم خطأً ،والذي يجب النتباه إليه هو أن لهؤلء البناء حقوقا
تعطى لهم ول تنتقص ،فمن حقهم أن يجدوا آباءهم وأمهاتهم معهم وقتا كافيا لسيما في
مرحلة الطفولة ،ومن حقوقهم أن يعيشوا طفولتهم ،فل يتعجلهم الباء وكأنهم يريدون القفز
بهم إلى الرشد قبل أن يصلوا إليه حقيق ًة ،فمن الخطأ الجسيم أن ننظر إلى الطفل على أنه
رجل مصغر ،...،وإذا أعطيناهم ما لهم من حقوق ففي هذه الحالة ل تكون هناك حاجة
( )2
للتعويض عن التقصير معهم .
المطلب الثالث :روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير من
البناء في السر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1عدنان السبيعي ،من أجل أطفالنا ،ص ، 70بيروت،مؤسسة الرسالة ،ط 1404 ،3هـ 1984 -م .
بواسطة http://saaid.net/tarbiah/67.htm
(http://saaid.net/tarbiah/67.htm )2
" يتفق أهل التربية على أهمية غرس حب القراءة فـي نفس الطِفل ،وتربيته على حبها،حتى
تصبح عادة له يمارسها ويستمتع بها.
وما هذا إل لمعرفتهم بأهمية القراءة ،فقد أثبتت البحوث العلمية أن هناك ترابطا مرتفعا بين
القدرة على القراءة والتقدم الدراسي.
وهناك مقولت لعلماء عظام تبين أهمية القراءة أذكر منها:
-1النسان القارئ تصعب هزيمته.
-2إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي فـي المدرسة بألف مرة.
-3سئل أحد العلماء العباقرة :لماذا تقرأ كثيرا؟ فقال" :لن حياة واحدة ل تكفيني
إن القراءة تفيد الطفل فـي حياته ،فهي توسع دائرة خبراته ،وتفتح أمامه أبواب الثقافة،
وتحقق التسلية والمتعة ،وتكسب الطفل حسا لغويا أفضل ،ويتحدث ويكتب بشكل أفضل ،كما
121
أن القراءة تعطي الطفل قدرة على التخيل وبعد النظر ،وتنمي لدى الطفل ملكة التفكير السليم،
وترفع مستوى الفهم ،وقراءة الطفل تساعده على بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلت
التي تواجهه.
وأشياء كثيرة وجميلة تصنعها القراءة وحب الكتاب فـي نفس الطفل.
إن غرس حب القراءة فـي نفس الطفل ينطلق من البيت الذي يجب عليه أن يغرس هذا الحب
فـي نفس الطفل ،فإن أنت علمت أولدك كيف يحبون القراءة ،فإنك تكون قد وهبتهم هدية
سوف تثري حياتهم أكثر من أي شيء آخر ،ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ ول سيما فـي
عصر قد كثرت فيه عناصر الترفيه المشوقة واللعاب الساحرة التي جعلت الطفل يمارسها
( )1
لساعات متواصلة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(http://saaid.net/tarbiah/67.htm )1
( )2راشد بن محمد الشعلن ،مُ َركِز إشراف تربوي http://saaid.net/tarbiah/1.htm
-1القدوة القارئة:
" إذا كان البيت عامرا بمكتبة ولو صغيرة ،تضم الكتب والمجلت المشوقة ،وكان أفراد
السرة ول سّيما الب من القارئين والمحبين للقراءة ،فإن الطفل سوف يحب القراءة والكتاب.
فالطفل عندما يرى أباه وأفراد أسرته يقرأون ،ويتعاملون مع الكتاب ،فإنه سوف يقلدهم،
ويحاول أن يمسك بالكتاب وتبدأ علقته معه.
وننبه هنا إلى عدم إغفال الطفال الذين لم يدخلوا المدرسة ونتساءل :هل الطفل ليس فـي
حاجة إلى الكتاب إل بعد دخوله للمدرسة؟
122
إن المتخصصين فـي التربية وسيكولوجية القراءة ،يرون تدريب الطفل الذي لم يدخل
المدرسة على مسك الكتاب وتصفحه ،كما أنه من الضروري أن توفر له السرة بعضا من
الكتب الخاصة به ،والتي تقترب من اللعاب فـي أشكالها ،وتكثر فيها الرسوم والصور.
123
مصور يكون فـي الصفحة الواحدة صورة وكلمة فقط ،ثم كتاب مصور يكون في
الصفحة الواحدة كلمتين ،ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة سطر وهكذا.
124
على الب أن يدركها ،فالمناسبات والفرص التي تمر بالسرة كثيرة ،ونذكر هنا بعض
المثلة ،لستغلل الفرص والمناسبات لتنشئة الطفل على حب القراءة.
أ -استغلل العياد بتقديم القصص والكتب المناسبة هدية للطفل ،وكذلك عندما ينجح أو
يتفوق فـي دراسته.
ب -استغلل المناسبات الدينية ،مثل الحج والصوم ،وعيد الضحى ،ويوم عاشوراء،
وغيرها من مناسبات لتقديم القصص والكتيبات الجذابة للطفل حول هذه المناسبات،
والقراءة له ،وحواره بشكل مبسط والستماع لسئلته.
جـ -استغلل الفرص مثل :الرحلت والنزهات والزيارات ،كزيارة حديقة الحيوان،
وإعطاء الطفل قصصا عن الحيوانات ،وحواره فيها ،وما الحيوانات التي يحبها،
وتخصيص قصص مشوقة لها ،وهناك فرص أخرى مثل المرض وألم السنان ،يمكن
تقديم كتيبات وقصص جذابة ومفيدة حولها.
125
-10قراءة الطفل والتلفزيون:
إن كثرة أجهزة التلفزيون فـي المنزل .تشجع الطفل على أن يقضي معظم وقته فـي
مشاهدة برامجها ،وعدم البحث عن وسائل للتسلية ،أما مع وجود جهاز تلفزيون واحد ،فإن
الطفل سوف يلجأ إلى القراءة بالذات حين يكون فرد آخر فـي أسرته يتابع برنامج ل
يرغب الطفل فـي متابعته.
وإياك أن تضع جهاز تلفزيون فـي غرفة نوم طفلك لنه سوف ينام وهو يشاهده بدلً من
قراءة كتاب قبل النوم.
وكلما كبر طفلك وازدحمت حياته ،وزاد انشغاله ،فإن وقت ما قبل النوم ،يصبح هو
الفرصة الوحيدة للقراءة عنده ،لذا أحرص على غرس هذه العادة فـي طفلك.
126
القراءة لدى الطفل ،وأحيانا يخشى المعلم القيام بأنشطة قرائية حرة داخل الصف ويترك
المقرر قليلً ،لذا عليك أن تدعم هذا المعلم وترسل له خطابات الشكر هو ومديره ،وأشكره
على عمله ،واعرض عليه التبرع بالقصص المشوقة والكتب المناسبة لمكتبة الفصل،
عندما يسمع المعلمون الخرون عن هذا التشجيع فقد يجدون الشجاعة لعمل الشيء ذاته
فـي فصولهم.
-13طفلك والرحلت المدرسية وأصدقاؤه والقراءة:
إذا شارك طفلك فـي رحلة مدرسية ،فاحرص على أن تزوده ببعض الكتب والقصص
المشوقة [،ممكن أن تكون عن البلد التي يودون زيارتها] فقد يكون هناك وقت مناسب
لكي يقرأ فيها ،ويمرر هذه الكتب والقصص المفيدة لصدقائه ،ولكن ينبغي أن يطلع عليها
المعلم أولً ،أيضا يمكن أن تقدم لصدقاء طفلك بعض الكتب والقصص المشوقة أو يعيرها
ولدك لهم .هذا بإذن ال سوف يضمن إنشاء أصدقاء لطفلك يحبون القراءة.
-14السيارة وقراءة طفلك:
احرص على توفير المجلت والقصص المناسبة لطفلك فـي سيارتك .وقدمها لطفلك أثناء
القيادة ،ول سيما إذا كان الطفل سيجلس لمدة طويلة فـي السيارة .إن الطفل وقتها سوف
ينشغل فـي القراءة ويكف عن الصراخ والمشاجرة وهذه فائدة أخرى.
ومن الملحظ أن من الناس من يمضي وقتا طويلً ،وسيارته واقفة لغسيلها ،أو إصلح
ل فيها ،أو لي سبب آخر ،ول يستفيد من هذا الوقت فـي القراءة فـي
المهندس لعط ٍ
مجلت أو كتب نافعة ،فل تجعل أطفالك من هذا النوع إذا كبروا.
127
وتشرح له ما لم يفهمه منها.
المهم أن يتعود على قراءة أية وصفة مصاحبة لي غرض.
تحدّث مع أفراد أسرتك عن المقالت والكتب التي قرأتها ،وخصص وقتا للحوار والنقاش
فيها ،وليكن ذلك بوجود أطفالك ،واسمح لهم بالمشاركة فـي الحوار ،وحاورهم فـي
قراءتهم ،وشجعهم على القراءة ،وعلى كتابة ما يعجبهم من القصص فـي دفتر خاص
بذلك.
إن الطفال يقرأون بسهولة عندما يفهمون ما يقرأون ،لذا اختر الدوار فـي القصة،
واجعل طفلك يصبح إحدى الشخصيات ويقرأ الحوار الذي تنطق به وهذا هو ما يسمى
(مسرح القراءة).
وهذا سوف يساعد على المتعة والثارة أثناء القراءة.
ل تيأس أبدا فمهما بلغت سن أطفالك ومهما كبروا يمكنهم أن يتعلموا حب القراءة لكن من
المهم أن توفر لهم المجلت ،والكتب التي تلبي حاجاتهم القرائية ،ومن الممكن أن تشترك
لهم فـي بعض المجلت المناسبة ،ول سيما إذا كانوا مراهقين عليك أن تشبع حاجاتهم
( )1
القرائية بشكل أكبر".
128
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1راشد بن محمد الشعلن ،مُ َركِز إشراف تربوي http://saaid.net/tarbiah/1.htm
" ويقصد به اتساع الفجوة بين تفكير البناء وتفكير الباء ،وعزوف البناء في كثير من
الحيان عن الستفادة من خبرات جيل الكبار إذ ينظرون إلى خبراتهم على أنها لم تعد ذات
قيمة في هذا العصر الذي نعيش فيه .
ل ينكر عاقل أهمية انتفاع جيل الصغار من جيل الكبار ،وإذا لم يحدث ذلك فتكون النتيجة أن
يبدأ كل جيل من نقطة الصفر ،وهذا مستحيل .
وإذا كان العالم يشهد طفرة هائلة من التقدم العلمي ،ول شك في أن هذا الكم الهائل من العلم
والمعرفة لم يصنعه جيل واحد بعينه ،وإنما هو خلصة فكر الجيال إذ يضيف كل جيل إلى
جهد سابقيه ،وهكذا تبدو أهمية احترام ما لدى جيل الكبار من خبرات يستفيد منها من بعدهم،
يُعدّلون فيها ويضيفون إليها ،ولكن الخطر كل الخطر أن يعزفوا عنها ويقللوا من أهميتها .قد
يحدث اختلف لكن هذا الختلف ل ينبغي أن يكون سببا في الصراع والتنافر .
المتمثل فيما يشاهده البناء ويستمعون إليه عبر وسائل العلم المختلفة من أفكار وقيم قد ل
تكون في كثير من الحيان متفقة مع قيم مجتمعاتنا .
( )1
"انتشار العنف في وسائل العلم"
إن كثيرا من السر تواجه بعض التحديات فيما تجد من تأثر أبنائها بما يقرءون أو يشاهدون
أو يسمعون عبر وسائل العلم المختلفة ،وتمثلهم لبعض القيم التي قد ل ترضى عنها السرة
129
في كثير من الحيان ،وتكون النتيجة أن ما تغرسه السرة من قيم أخلقية تقتلعه تلك الوسائط
الخرى ،والحقيقة أن هناك اتجاهين في مواجهة ما يفد إلينا عبر وسائل العلم :
()2
أحدها :يتنكر لكل ما يأتي إلينا سواءً اتفق مع شريعتنا أم اختلف معها " ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1انظر إلى مجموعة من المؤلفين ،موسوعة سفير لتربية البناء ،المجلد الثاني494/
(http://saaid.net/tarbiah/67.htm )2
" وحجة القائلين به أنه في عالم القتصاد ل يلجأ الفرد إلى الستدانة ما دام له رصيد مذخور
،والمسلمون لديهم تراث حضاري هائل حتى في العلوم الطبيعية التي استفادت منها النهضة
الوروبية ،ويستدلون على ذلك بأن العرب قبل السلم كانوا أمة متأخرة فلما جاء السلم
تقدموا به وجعلهم سادة ،فإن أرادوا العزة بغيره أذلهم ال
ويرى أصحاب هذا الرأي أن ما لدى غيرنا من قيم هي في الغالب تتنافى مع ديننا فمنها من
ينظر إلى الحياة على أنها هي الوجود البشري كله فل بعث ول حساب ول جزاء ،فماذا
نستفيد من قيم هؤلء .
أما الرأي الثاني :فعلى عكس الرأي الول إذ يرى أن نفتح نوافذ المعرفة على كل اتجاه ،
ونتعرف على كل جديد ،ونزن هذا بميزان الشرع والعقدية فما تعارف معها قبلناه ،وما
تناكر معها رفضناه ،وحجة هؤلء القائلين بهذا الرأي :أن العلم ل دين له ول وطن ،
والمعرفة ليست ملكا لدولة ول حكرا على أمة ،وإنما هي للبشرية كلها ،فمن انتفع بقانون "
ارخميدس " لم يصبح يونانيا ،ومن اقتبس نظريات جابر بن حيان والخوارزمي وابن سينا
والرازي لم يصبح عربيا مسلما ،ومن اقتبس قانون الجاذبية لنيوتن لم يصبح انجليزيا.
والحقيقة أن هذا الموضوع يتطلب الوعي الكامل على مستوى السرة ،بل على مستوى الدولة
كذلك ،فهذه الوسائل التي تحمل إلينا أفكار غيرنا إنما نحن الذي نملكها ونتحكم فيها ،وهي
أدوات وأجهزة نأخذ فيها ما نريد وندع ما يريد ،فل يجب أن تتحكم فينا ،بل علينا نحن أن
نتحكم فيها ،ونربي أبناءنا على ذلك ،فل نرى أو نسمع إل ما نريده والمعيار في ذلك هو
ميزان عقيدتنا ،وذلك لن السلم ليس منفصلً عن الحياة ،وذلك لن العتقاد بأن الدين
شيء والحياة شيء آخر يفضي بأجيالنا إلى حياة ليست فيها أية علمات تدل على احترامهم
لشرائع ال أو إذعانهم لمشيئته
130
وهكذا فقد وجدنا أن السرة تواجه كثيرا من التحديات المعاصرة قد تؤدي إلى قصور دورها
التربوي ،وفي نفس الوقت وجدنا أن السرة هي أيضا القادرة على مواجهة تلك التحديات
()1
والتغلب عليها ،حتى تستعيد دورها التربوي الفعال ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(http://saaid.net/tarbiah/67.htm )1
" تحتل الم مكانة مهمة وأساسية في التربية ،ويبدو ذلك من خلل المور التية:
131
الحامل ،ولهذا يسأل الطبيب المرأة كثيرا حين يصف لها بعض الدوية عن كونها حامل أو
ليست كذلك .
وصور ًة أخرى من المور المؤثرة وقد ل تتصوره المهات والباء هذه القضية ،وهي حالة
الم النفعالية أثناء الحمل ،فقد يخرج الطفل وهو كثير الصراخ في أوائل طفولته ،وقد يخرج
الطفل وهو يتخوف كثيرا ،وذلك كله بسبب مؤثرات تلقاها من حالة أمه النفعالية التي كانت
تعيشها وهي في حال الحمل ،وحين تزيد النفعالت الحادة عند المرأة وتكرر فإن هذا يؤثر
في الهرمونات التي تفرزها الم وتنتقل إلى الجنين ،وإذا طالت هذه الحالة فإنها ل بد أن تؤثر
على نفسيته وانفعالته وعلى صحته ،ولهذا ينبغي أن يحرص الزوج على أن يهيئ لها جوا
ومناخا مناسبا ،وأن تحرص هي على أن تتجنب الحالت التي تؤدي بها حدة النفعال .
أمر آخر أيضا له دور وتأثير على الجنين وهو اتجاه الم نحو حملها أو نظرتها نحو حملها
فهي حين تكون مسرورة مستبشرة بهذا الحمل ل بد أن يتأثر الحمل بذلك ،وحين تكون غير
راضية عن هذا الحمل فإن هذا سيؤثر على هذا الجنين ،ومن هنا وجه الشرع الناس إلى
تصحيح النظر حول الولد الذكر والنثى ،قال سبحانه وتعالى ِ {:للّ ِه مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ
ذكْرَانا َوإِنَاثا
ذكُورَ { }49أَ ْو يُزَوّ ُجهُمْ ُ
ن يَشَا ُء إِنَاثا َوَي َهبُ لِمَن يَشَا ُء ال ّ
ق مَا يَشَا ُء َي َهبُ لِمَ ْ
يَخْلُ ُ
َوَيجْعَ ُل مَن يَشَاءُ عَقِيما إِنّ ُه عَلِي ٌم َقدِيرٌ }( .)1فهو -سبحانه وتعالى -له ما يشاء وله الحكم
-سبحانه وتعالى-؛ فيقرر للناس أنه -عز وجل -صاحب الحكم والمر ،وما يختار ال
-سبحانه وتعالى -أمرا إل لحكمة ،لذا فالزوجة والزوج جميعا ينبغي أن يرضوا بما قسم ال،
ويعلموا أن ما قسم ال -عز وجل -خير لهم ،سواءً كان ذكرا أو أنثى ،وحين تفقد المرأة هذا
الشعور ،فيكشف لها التقرير الطبي أن الجنين الذي في بطنها أنثى ،فتبدأ تغير نظرتها
ومشاعرها نحو هذا الحمل أو العكس فإن هذا ل بد أن يؤثر على الحمل،...،و من هذا كله
[نرى]أن دور المرأة يبدأ من حين حملها وأنها تعيش مرحلة تؤثر على مستقبل هذا المولود ل
يشاركها غيرها.
132
للمربية والخادمة؛ فهي التي تقوم بتنظيفه وتهيئة اللباس له وإعداد طعامه ،وحين يستعمل
الرضاعة الصناعية فهي التي تهيئها له ،وهذا يفقد الطفل قدرا من الرعاية النفسية هو بأمس
الحاجة إليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة الشورى ،آيه 50-49
وإذا ابتليت الم بالخادمة -والصل الستغناء عنها -فينبغي أن تحرص في المراحل الولية
على أن تباشر هي رعاية الطفل ،وتترك للخادمة إعداد الطعام في المنزل أو تنظيفه أو غير
ذلك من العمال ،فلن يجد الطفل الحنان والرعاية من الخادمة كما يجدها من الم ،وهذا له
دور كبير في نفسية الطفل واتجاهاته في المستقبل ،وبخاصة أن كثيرا من الخادمات والمربيات
في العالم السلمي لسن من المسلمات ،وحتى المسلمات غالبهن من غير المتدينات ،وهذا
ليخفى أثره ،والحديث عن هذا الجانب يطول.
فالمقصود أن الم كما قلنا تتعامل مع هذه المرحلة مع الطفل أكثر مما يتعامل معه الب ،وفي
هذه المرحلة سوف يكتسب العديد من العادات والمعايير ،ويكتسب الخلق والسلوك الذي
يصعب تغييره في المستقبل ،وهنا تكمن خطورة دور الم فهي البوابة على هذه المرحلة
الخطرة من حياة الطفل فيما بعد ،حتى أن بعض الناس يكون مستقيما صالحا متدينا لكنه لم
ينشأ من الصغر على المعايير المنضبطة في السلوك والخلق ،فتجد منه نوعا من سوء
الخلق وعدم النضباط السلوكي ،والسبب أنه لم يترب على ذلك من صغره.
إنه من المهم أن تعيش الم مع بناتها وتكون قريبة منهن؛ ذلك أن الفتاة تجرؤ أن تصارح الم
أكثر من أن تصارح الب ،وأن تقترب منها وتمل الفراغ العاطفي لديها.
ويزداد هذا الفراغ الذي تعاني منه الفتاة في البيت الذي فيه خادمة ،فهي تحمل عنها أعباء
133
المنزل ،والسرة ترى تفريغ هذه البنت للدراسة لنها مشغولة في الدراسة ،وحين تنهي
أعباءها الدراسية يتبقى عندها وقت فراغ ،فبم تقضي هذا الفراغ :في القراءة؟ فنحن لم نغرس
حب القراءة لدى أولدنا.
وبين الم وبين الفتاة هوه سحيقة ،تشعر الفتاة أن أمها ل توافقها في ثقافتها وتوجهاتها ،ول في
تفكيرها ،وتشعر بفجوة ثقافية وفجوة حضارية بينها وبين الم؛ فتجد البنت ضالتها في مجلة
تتحدث عن الزياء وعن تنظيم المنزل ،وتتحدث عن الحب والغرام ،وكيف تكسبين الخرين
فتثير عندها هذه العاطفة ،وقد تجد ضالتها في أفلم الفيديو ،أو قد تجد ضالتها من خلل
التصال مع الشباب في الهاتف ،أو إن عدمت هذا وذاك ففي المدرسة تتعلم من بعض
زميلتها مثل هذه السلوك.
134
هذا الجانب وإعداده.
وفي جانب التنشئة الدينية والتربية الدينية يحصرها كثير من الناس في توجيهات وأوامر أو
عقوبات ،والمر أوسع من ذلك ،ففرق بين شخص يعاقب ابنه حيث ل يصلي وبين شخص
آخر يغرس عند ابنه حب الصلة ،وفرق بين شخص يعاقب ابنه حين يتفوه بكلمة نابية ،وبين
شخص يغرس عند ابنه رفض هذه الكلمة وحسن المنطق ،وهذا هو الذي نريده حين نتكلم عن
حسن التربية ،فينبغي أن يفهم الجميع –والمهات بخاصة -التربية بهذا المعنى الواسع.
ب -استثمار اللقاءات العائلية؛ من خلل النقاش فيها عن أمور التربية ،والستفادة من آراء
المهات الخريات وتجاربهن في التربية ،أما الحديث الذي يدور كثيرا في مجالسنا في انتقاد
الطفال ،وأنهم كثيرو العبث ويجلبون العناء لهلهم ،وتبادل الهموم في ذلك ،فإنه حديث غير
مفيد ،بل هو مخادعة لنفسنا وإشعار لها بأن المشكلة ليست لدينا وإنما هي لدى أولدنا.
لم ل نكون صرحاء مع أنفسنا ونتحدث عن أخطائنا نحن؟ وإذا كان هذا واقع أولدنا فهو نتاج
ل لهم.
تربيتنا نحن ،ولم يتول تربيتهم غيرنا ،وفشلنا في تقويمهم فشل لنا وليس فش ً
135
والخطاء التي تمر بالشخص ،فالخطاء التي وقعتِ بها مع الطفل الول تتجنبينها مع الطفل
ت بها مع الطفل الثاني تتجنبينها مع الطفل الثالث ،وهكذا تشعرين
الثاني ،والخطاء التي وقع ِ
أنك ما دمت تتعاملين مع الطفال فأنت في رقي وتطور.
136
أكبر من فلن أو أقوى من فلن.
إننا بحاجة لن نغرس لدى أطفالنا ثقتهم بأنفسهم،وأنهم قادرون على تحقيق أمور كثيرة،
ويمكن أن يتم ذلك من خلل تكليفهم بأعمال يسيرة يستطيعون إنجازها ،وتعويدهم على ذلك.
ويحتاجون إلى أن يشعرون بأننا نثق بهم ،ومما يعين على ذلك تجنب السخرية وتجنب النقد
اللذع لهم حين يقعون في الخطأ ،ومن خلل حسن التعامل مع مواقف الفشل التي تمر بهم
ومحاولة استثمارها لغرس الثقة بالنجاح لديهم بدلً من أسلوب التثبيط .
137
الحذر من التركيز على ما يكون دور الطفل فيها سلبيّا ،أو يقلل من حركته ،كمشاهدة الفيديو
أو ألعاب الحاسب اللي ،فل بد من أن يصرف جزءا من وقته في ألعاب حركية ،...،كاللعب
بالدراجة أو الجري ونحو ذلك.
يحتاج الناس جميعا إلى العدل ،وتبدو هذه الحاجة لدى الطفال بشكل أكبر من غيرهم،
ولذا أمر النبي -صلى ال عليه وسلم -بالعدل بين الولد ،وشدد في ذلك.
عن حصين عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير -رضي ال عنهما -وهو على المنبر
يقول أعطاني أبي عطية فقالت ":عمرة بنت رواحة ل أرضى حتى تشهد رسول ال
-صلى ال عليه وسلم" -فأتى رسول ال -صلى ال عليه وسلم -فقال ":إني أعطيت ابني
من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول ال" قال (:أعطيت سائر ولدك
()1
مثل هذا) قال :ل قال (:فاتقوا ال واعدلوا بين أولدكم) قال فرجع فرد عطيته
ومهما كانت المبررات لدى الم في تفضيل أحد أولدها على الخر ،فإن ذلك ل يقنع الطفل،
ولبد من العتناء بضبط المشاعر الخاصة اتجاه أحد الطفال حتى ل تطغى ،فتترك أثرها
عليه وعلى سائر إخوانه وأخواته.
ومن المشكلت التي تنشأ عن ذلك مشكلة الطفل الجديد ،فكثير من المهات تعاني منها .
138
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1صحيح ،أخرجه البخاري حديث رقم ،2587كتاب الهبة وفضائلها والتحريض عليها ،باب الشهاد في
الهبة ،انظر إلى ابن حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،جـ 5/297
-التفاهم بين الوالدين على الساليب التربوية والتفاق عليها قدر المكان.
-أن يسعى كل من الوالدين إلى غرس ثقة الطفال بالخر ،فيتجنب الب انتقاد الم أو عتابها
أمام أولدها فضلً عن السخرية بها أو تأنيبها ،كما أن الم ينبغي أن تحرص على غرس ثقة
أطفالها بوالدهم ،وإشعارهم بأنه يسعى لمصلحتهم –ولو اختلفت معه -وأنه إن انشغل عنهم
فهو مشغول بأمور مهمة تنفع المسلمين أجمع ،أو تنفع هؤلء الولد.
ومما ينبغي مراعاته هنا الحرص على تجنب أثر اختلف الموقف أو وجهة النظر بين
الوالدين ،وأن نسعى إلى أل يظهر ذلك على أولدنا فهم أعز ما نملك ،وبإمكاننا أن نختلف
ونتناقش في أمورنا لوحدنا.
)1عدم المثالية:
كثيرا ما نكون مثاليين مع أطفالنا ،وكثيرا ما نطالبهم بما ل يطيقون ،ومن ثم نلومهم على ما
نعده أخطاء وليست كذلك.
الطفل في بداية عمره ل يملك التوازن الحركي لذا فقد يحمل الكوب فيسقط منه وينكسر ،فبدلً
من عتابه وتأنيبه لو قالت أمه :الحمد ال أنه لم يصيبك أذى ،أنا أعرف أنك لم تتعمد لكنه
سقط منك عن غير قصد ،والخطأ حين تتعمد إتلفه.
إن هذا السلوب يحدد له الخطأ من الصواب ،ويعوده على تحمل مسؤولية عمله ،ويشعره
بالهتمام والتقدير ،والعجيب أن نكسر قلوب أطفالنا ونحطمهم لجل تحطيمهم لناء ،فأيهما
أثمن لدينا الطفال أم الواني؟
)2التوازن في العقوبة:
139
قد تضطر الم لعقوبة طفلها ،والعقوبة حين تكون في موضعها مطلب تربوي ،لكن بعض
المهات حين تعاقب طفلها فإنها تعاقبه وهي في حالة غضب شديد ،فتتحول العقوبة من تأديب
وتربية إلى انتقام ،والواقع أن كثيرا من حالت ضربنا لطفالنا تشعرهم بذلك.
ل تسأل عن تلك المشاعر التي سيحملها هذا الطفل تجاه الخرين حتى حين يكون شيخا
فستبقى هذه المشاعر عنده ويصعب أن نقتلعها فيما بعد والسبب هو عدم التوازن في العقوبة.
)3تجنب البذاءة:
حين تغضب بعض المهات أو بعض الباء فيعاتبون أطفالهم فإنهم يوجهون إليهم ألفاظا بذيئة،
أو يذمونهم بعبارات وقحة ،وهذا له أثره في تعويدهم على المنطق السيء.
والعاقل ل يخرجه غضبه عن أدبه في منطقه وتعامله مع الناس ،فضلً عن أولده.
)4تجنب الهانة:
من المور المهمة في علج أخطاء الطفال أن نتجنب إهانتهم أو وصفهم بالفشل والطفولة
والفوضوية والغباء …إلخ .فهذا له أثره البالغ على فقدانهم للثقة بأنفسهم ،وعلى تعويدهم سوء
الدب والمنطق.
الوسائل التي يمكن أن تفيد الم في غرس السلوك الحسن ،أو تعديل السلوك السيئ
)1التجاهل:
يعمد الطفل أحيانا إلى أساليب غير مرغوبة لتحقيق مطالبه ،كالصراخ والبكاء
وإحراج الم أمام الضيوف وغير ذلك ،والسلوب المثل في ذلك ليس هو
الغضب والقسوة على الطفل ،إنما تجاهل هذا السلوك وعدم الستجابة للطفل،
140
وتعويده على أن يستخدم الساليب المناسبة والهادئة في التعبير عن مطالبه،
وأسلوب التجاهل يمكن أن يخفي كثيرا من السلوكيات الضارة عند الطفل أو على
القل يخفف من حدتها.
)2القدوة:
الجميع يدرك أهمية القدوة وأثرها في التربية ،فإنني حين أطالب الطفل بترتيب غرفته
ويجد غرفتي غير مرتبة ،وحين أطالبه أن ل يتفوه بكلمات بذيئة ويجدني عندما أغضب
أتفوه بكلمات بذيئة ،وحين تأمره الم أل يكذب ،ثم تأمره بالكذب على والده حينئذ سنمحو
بأفعالنا مانبنيه بأقوالنا.
جـ) المكافأة:
المكافأة لها أثر في تعزيز السلوك اليجابي لدى الطفل ،وهي ليست بالضرورة قاصرة
على المكافأة المادية فقد تكون بالثناء والتشجيع وإظهار العجاب ،ومن وسائل المكافأة أن
تعده بأن تطلب من والده اصطحابه معه في السيارة ،أو غير ذلك مما يحبه الطفل ويميل
إليه.
ومما ينبغي مراعاته أن يكون استخدام المكافأة باعتدال حتى ل تصبح ثمنا للسلوك.
141
إنما تسعى إلى تخفيف آثارها قدر المكان ،ومن ذلك:
تعويدهم على حل الخلفات بينهم بالطرق الودية ،ووضع النظمة والحوافز التي تعينهم
على ذلك ،وعدم تدخل الم في الخلفات اليسيرة ،فذلك يعود الطفل على ضعف الشخصية
وكثرة الشكوى واللجوء للخرين.
هذه بعض المقترحات لتحسين الدور الذي يمكن أن تقوم به الم ،وينبغي لها أل تغفل عن
( )1
دعاء ال –سبحانه تعالى -وسؤاله الصلح لولدها".
قال تعالى { :والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين
( )2
إماما}
142
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1سورة الفرقان ،آيه 74
()2الشيخ محمد الدويش ،دور المرأة في التربية ،بواسطة الرابطhttp://saaid.net/female/20.htm ،
وانظر إلى :
-دور المرأة في إصلح المجتمع ،لفضيلة الشيخ :محمد بن صالح العثيمين -رحمه ال -
بواسطة الرابطhttp://www.lahaonline.com/Daawa/Fiqh/a3-26-08-2003.doc_cvt.htm ،
-أفراح بنت علي الحميضي ،بواسطة الرابط http://saaid.net/female/19.htm
ملحق
143
)20تدريبهم على العمل النافع .
)21أن يعوّد البناء على الكل مما هو موجود على المائدة .
)22تعوديهم على عدم السهر .
)23غرس الخلق الحميدة في نفوسهم( الكرم – الشجاعة )
)24تكوين مكتبة خاصة للولد .
)25غرس شيم إكرام الضيف في سن مبكرة بتعويدهم على استقبال الضيوف .
)26التركيز على قراءة السيرة النبوية وقصص النبياء .
)27تعليمهم أنه لكي يأتيك الرزق لبد من العمل
)28تعليمهم معنى العبادة الشامل ،وعدم الفصل بين أعمال الدنيا والخرة .
)29تعليمهم أداء الصلة بخشوع وأناة وعدم العجلة فيها .
)30تعليمهم المر بالمعروف والنهي عن المنكر تدريجيا .
)31عدم إهمال الخطاء دون معالجة .
)32زرع القناعة في نفوس الولد .
)33الصبر وعدم الشكوى من تربية الولد والستعانة بال والدعاء لهم بالصلح .
)34ضرورة العدالة في المعاملة والعطيات بين الولد .
)35إيجاد المحفزات لعمال الخير .
)36إيجاد الدروس في المنزل .
)37الستفادة من الوقت في السيارة .
)38الكثار من ذكر المصطلحات الشرعية .
)39التدرج والصبر وطول النفس .
)40ايجاد القدوة ،وتنويع الساليب .
)41ربط القلب بال –عزوجل -في التربية .
)42التركيز على الولد الكبر في تربيته ،فهو يمثل قدوة لخوته.
)43إيضاح دور الم للبنات ( وهو دور المرأة في السلم ) .
)44اهتمام الب بالجديد في التربية من دراسات وغيرها .
)45ملحظة الفروق الفردية بين الولد .
)46التركيز على فعل الخير والطاعات بنفس التركيز على المنع من الشر والمعاصي .
)47التوازن في التربية
)48الشمول في التربية .
144
)49إذا أمرت البن بشيء فتابع تنفيذه .
)50القدرة على التحكم في الشخصية .
145
)75كثرة التدخل تفسد العلقة .
)76اصطحاب الولد في حلقات العلم والمحاضرات . .
)77تعليمهم عادة الشكر للناس عموما وللب وللم خصوصا .
)78تعليمهم كلمات في محبة بعضهم لبعض .
)79التربية على العتماد على النفس ،وقضاء المور بنفسه .
)80عدم المقارنة بين الولد .
)81عدم إظهار شجار البوين بين الولد .
)82الوقاية خير من العلج
)83التربية على التواضع وقبول الحق وعدم الكبر .
)84التربية على التوافق بين حالتي الولد الفكرية والتربوية .
)85توجيه البناء من منطلق شرعي وليس عاطفي .
)86الستشارة لهل العلم والتخصص .
)87معرفة التركيبة النفسيه لكل إبن .
)88لعب إبنك سبعا ( ) 7 -1
)89أدّبه سبعا ( ) 14-7
)90صاحبه سبعا ( ) 21-14
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
146
خاتمة المطاف
وبعد النتهاء من هذا البحث -نفعني ال -جل عل -به والمة السلمية -إن شاء ال تعالى-
وبعد ما عرفنا أهمية دور المربين الساسي في بناء الشخصية السلمية للطفل من جميع
جوانب حياته
أحببتُ تقديم بعض النصائح والرشادات التي أتمنى من ال –عز وجل -تطبيقها في القريب
العاجل :
)1غرس العقيدة السلميه في الجيل الناشىء وذلك في المدارس ،لنّ كثير منهم قد
حرِم من نعمة هذه التربية ،فعلينا الذهاب إليهم وعدم النتظار .
ُ
وفي سبيل تنفيذ ذلك أقترح :
أ) ذهاب واعظين وواعظات كل حسب قدرته ،الى المدارس والهدف السمى هو
أن نبدأ بتوعية هذا الجيل ،إذ أنه قد رُسخ بِفِكره جزء كبير من مخلفات الباء
والجداد الخاطئه ،فإن تركناه سار كما سار والديه.
ب)التدرج في بناء ِفكْر إسلمي لهذا الجيل ،فالبدء بغرس العقيدة ثم العبادة ثم
الخلق وتواليه ،والهتمام بالتحديات التي يواجهها الطلب من إعلم وموسيقى
وموضه قادمة من الغرب ،هدفها السمى القضاء على المة السلمية ،وذلك من
خلل زياره أسبوعيه لهم.
جـ) إهداء الطلب شرائط وكتبيات ووضعها في زاوية مكتبة الصف ،واستغلل
حصص التربيه في سماع الشرائط وقراءة الكتيبات بطريقة جماعية.
147
هـ) إستغلل المناسبات الدينية مثل رمضان والحج والعياد عند ذهابنا الى
المدارس وإعطائهم تمر وما شابه ذلك ،ونشرات تحتوي على ركائز إيمانية
وبالتالي يستفيد منها -إن شاء ال -الطلب والمعلمين.
)2الهتمام بالمربين أنفسهم حيث إنّ عدد كبير منهم ل يعرفون المنهج السلمي في
تربية الطفال ،وذلك بذهاب الوعاظ إليهم في بيوتهم وإعطائهم المواعظ والكتب
لفادتهم.
)3عمل حلقات أسبوعيه ممتده فتره من الزمن خاصه للمهات ،في مراكز الوعظ
النسوي أو في المسجد ،كي نبين لهم المنهج التربوي السلمي في تربية الطفال
.
)4الذهاب الى السواق وعدم الكتفاء بالدعوه في المساجد وخطب الجمعه ،فنحن
محاسبين أمام ال -سبحانه وتعالى -عن أي تقصير من ِقبَلنا.
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
148
فهرس اليات القرآنية الواردة في البحث
فهرس الحاديث النبوية الواردة في البحث
فهرس الثار
فهرس المصادر والمراجع
فهرس المحتويات
149
53 5 الفاتحة } اياك نعبد وإياك نستعين {
62 1-3 البقرة ب فِي ِه هُدًى لّلْ ُمتّقِينَ { }2
كتَابُ لَ َريْ َ
ذلِكَ ا ْل ِ
{ الم {َ }1
ن يُ ْؤ ِمنُونَ بِا ْل َغ ْيبِ َويُقِيمُونَ الصّل َة َومِمّا رَزَ ْقنَاهُمْ
اَلذِي َ
يُنفِقُونَ}
115،73 30 البقرة ذ قَالَ َربّكَ لِلْ َملَِئكَ ِة إِنّي جَاعِلٌ فِي الَرْضِ َخلِيفَةً }
{ َوإِ ْ
72 121 البقرة {الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلوته أولئك يؤمنون به }
70 155- البقرة { وََبشّرِ الصّابِرِينَ { }155اّلذِينَ إِذَا أَصَاَب ْتهُم مّصِيبَ ٌة قَالُواْ
157
ك عََل ْيهِمْ صََلوَاتٌ مّن
ن { }156أُولَـئِ َ
إِنّا لِلّ ِه َوإِنّـا إَِليْهِ رَاجِعو َ
ن}
ك هُمُ الْ ُم ْهَتدُو َ
رّّبهِمْ َورَحْمَةٌ َوأُولَـئِ َ
82 183 البقره كِتبَ عَلَى
صيَا ُم كَمَا ُ
ب عََل ْيكُمُ ال ّ
كتِ َ
ن آ َمنُو ْا ُ
{ يَا َأّيهَا اّلذِي َ
ن}
ن مِن َقبِْلكُمْ لَعَّلكُمْ َتتّقُو َ
اّلذِي َ
34 233 البقرة {والوالدات يرضعن أولدهن حولين كاملين لمن أراد ان
يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف }
11 276 البقرة { ويربي الصدقات {
113 7 آل عمران ن عِندِ رَّبنَا َومَا
ن آ َمنّا بِ ِه كُ ّل مّ ْ
وَالرّا ِسخُونَ فِي ا ْلعِلْمِ يَقُولُو َ
ب}
ذكّ ُر إِلّ أُوْلُو ْا ال ْلبَا ِ
يَ ّ
113،112 18 آل عمران { َشهِدَ اللّهُ أَنّ ُه َل إِلَـ َه إِ ّل ُهوَ وَالْمَ َلِئكَةُ وَُوْلُواْ الْعِلْ ِم قَآئِمَا
بِالْقِ ْسطِ َل إِلَـ َه إِ ّل ُهوَ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َحكِيمُ }
58،50 31 آل عمران ل ،ويَغفر لكم
{ قُل إن كُنتم تحبون الَ فاتّبعوني ُيحِببْكُم ا ُ
ذنوبَكم،والُ غفو ٌر رحيم }
24 39 آل عمران } فنادته الملئكة وهو قائم يصلي في المحراب أن ال
يبشرك بيحيى{
85 96- آل عمران ضعَ لِلنّاسِ لَّلذِي ِببَكّ َة ُمبَارَكا َو ُهدًى لّلْعَالَمِينَ
{ إِنّ َأوّلَ َب ْيتٍ وُ ِ
97
ن آمِنا
دخَلَ ُه كَا َ
ت مّقَا ُم إِبْرَاهِيمَ َومَن َ
ت َبيّـنَا ٌ
{ }96فِيهِ آيَا ٌ
ت مَنِ ا ْستَطَا َع إَِليْ ِه سَبِي ًل َومَن كَفَرَ
َولِلّ ِه عَلَى النّاسِ ِحجّ ا ْلبَ ْي ِ
ن }
ي عَنِ الْعَالَمِي َ
ن ال َغنِ ّ
فَإِ ّ
3 102 آل عمران ن إِلّ َوأَنتُم
ن آ َمنُواْ اتّقُواْ اللّ َه حَقّ تُقَاتِهِ َولَ تَمُوتُ ّ
} يَا َأّيهَا اّلذِي َ
ن}
مّسْلِمُو َ
101 159 آل عمران ت فَظّا غَلِيظَ الْ َقْلبِ
{ َفبِمَا رَحْ َم ٍة مّنَ الّلهِ لِنتَ َلهُ ْم وََل ْو كُن َ
ف َع ْنهُمْ وَا ْستَغْفِرْ َلهُمْ َوشَا ِو ْرهُمْ فِي
ك فَاعْ ُ
لَنفَضّواْ مِنْ َحوِْل َ
ا َلمْ ِر }
99 58 النساء { إن ال يأمركم أن تؤدوا المانات الى أهلها }
150
93 86 النساء ن ِم ْنهَا َأوْ رُدّوهَا }
{ َوإِذَا ُحّي ْيتُم ِبَتحِيّ ٍة َف َحيّواْ ِبأَ ْحسَ َ
93 136 النساء كتَابِ اّلذِي نَزّلَ
ن آ َمنُواْ آ ِمنُواْ بِاللّ ِه وَ َرسُولِهِ وَا ْل ِ
{يَا َأّيهَا اّلذِي َ
ذيَ أَنزَ َل مِن َقبْ ُل َومَن َيكْفُرْ بِالّلهِ
عَلَى َرسُولِ ِه وَا ْلكِتَابِ اّل ِ
كُتبِهِ وَ ُرسُلِهِ وَا ْلَي ْومِ الخِ ِر فَ َقدْ ضَلّ ضَ َللً بَعِيدا }
كتِهِ َو ُ
َو َملَِئ َ
65 165 النساء س عَلَى اللّهِ ُحجّ ٌة بَ ْعدَ
{ ّرسُ ًل ّمبَشّرِينَ َومُنذِرِينَ ِلئَ ّل يَكُونَ لِلنّا ِ
ال ّرسُلِ َوكَانَ اللّ ُه عَزِيزا َحكِيما }
106 3 المائدة دمُ وََلحْمُ ا ْل ِخنْزِيرِ َومَا ُأهِلّ ِل َغيْرِ الّلهِ
{ ُح ّر َمتْ عََل ْيكُمُ الْ َم ْيتَةُ وَا ْل ّ
ديَةُ وَالنّطِيحَةُ َومَا َأكَلَ ال ّسُبعُ
بِ ِه وَالْ ُم ْنخَنِقَ ُة وَالْ َموْقُوذَةُ وَالْ ُمتَرَ ّ
ب}
ص ِ
ك ْيتُمْ َومَا ذُِب َح عَلَى النّ ُ
ذّإِ ّل مَا َ
106 90 المائدة ن آ َمنُو ْا إِنّمَا ا ْلخَمْرُ وَالْ َميْسِرُ وَالَنصَابُ وَالَزْ َلمُ
{ َأّيهَا اّلذِي َ
ن}
ن فَا ْجَتِنبُوهُ لَعَّلكُمْ تُفِْلحُو َ
س مّنْ عَمَ ِل ال ّشيْطَا ِ
رِ ْج ٌ
106 31 العراف دمَ ُخذُواْ زِيَنتَكُ ْم عِندَ كُ ّل مَ ْس ِجدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ
{ يَا َبنِي آ َ
َولَ تُسْرِفُو ْا إِنّهُ َل ُي ِحبّ الْمُسْرِفِينَ }
96 204 العراف { وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون }
103 6 النفال واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل }
84 11 التوبه { فإن تابوا وأقاموا الصله وآتوا الزكاه }
70 51 التوبه { قل لن يصيبنا إل ما كتب ال لنا }
84 103 التوبه صدَقَ ًة تُ َطهّ ُرهُمْ وَُت َزكّيهِم ِبهَا }
ذ مِنْ َأ ْموَاِلهِمْ َ
{ ُخ ْ
73 111 التوبة { إِنّ اللّ َه ا ْشتَرَى مِنَ الْ ُم ْؤ ِمنِينَ أَنفُ َسهُمْ َو َأ ْموَاَلهُم ِبأَنّ َلهُمُ
ال َجنّةَ يُقَاِتلُونَ فِي َسبِيلِ اللّ ِه َفيَ ْقتُلُونَ َويُ ْقتَلُونَ وَعْدا عََليْهِ َحقّا }
98 119 التوبة { يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وكونوا مع الصادقين }
109 57 يونس س َقدْ جَاء ْتكُم ّموْعِظَ ٌة مّن رّّبكُمْ َوشِفَاء لّمَا فِي
{ يَا َأّيهَا النّا ُ
ن}
صدُورِ َو ُهدًى وَرَحْمَ ٌة لّلْ ُم ْؤ ِمنِي َ
ال ّ
110 101 يونس ض}
{قلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السّمَاوَاتِ وَالَرْ ِ
112 76 يوسف ق كُلّ ذِي عِلْ ٍم عَلِيمٌ }
{ وَ َفوْ َ
54 10 الرعد كبِيرُ الْ ُمتَعَا ِل {َ }9سوَاء مّنكُم مّنْ
{عَالِمُ الْ َغ ْيبِ وَال ّشهَادَةِ ا ْل َ
َأسَرّ الْ َقوْ َل َومَن َجهَرَ بِ ِه َومَنْ ُه َو مُ ْسَتخْفٍ بِالّليْلِ َوسَارِبٌ
بِالّنهَارِ}
56 7 إبراهيم { َلئِن َشكَرْتُ ْم لَزِيدَّنكُمْ }
56 112 النحل ت آ ِمنَ ًة مّطْ َمِئنّ ًة يَأْتِيهَا رِزْ ُقهَا
{ وَضَرَبَ اللّ ُه َمثَ ًل قَ ْريَ ًة كَاَن ْ
ن َفكَفَرَتْ ِبأَنْعُمِ الّلهِ َفَأذَا َقهَا اللّ ُه ِلبَاسَ
رَغَدا مّن كُلّ َمكَا ٍ
ن}
صنَعُو َ
ا ْلجُوعِ وَا ْل َخوْفِ بِمَا كَانُواْ يَ ْ
151
88 23- السراء { وَقَضَى رَبّكَ َألّ تَ ْعُبدُو ْا إِلّ ِإيّاهُ َوبِا ْلوَاِل َديْنِ إِحْسَانا}
24
52 70 السراء { ولقد كرّمنا بني آدم}
113 107- السراء { إِنّ اّلذِينَ أُوتُواْ الْعِلْ َم مِن َقبْلِ ِه إِذَا ُيتْلَى عََل ْيهِمْ َيخِرّونَ
109
ن ُسجّدا }
ِللَذْقَا ِ
42 82 الكهف { َوكَانَ َأبُو ُهمَا صَاِلحًا}
65 110 الكهف د فَمَن
{ قُ ْل إِنّمَا َأنَا َبشَ ٌر ّمثْلُكُ ْم يُوحَى إِلَيّ َأنّمَا إَِلهُكُ ْم إِلَهٌ وَا ِح ٌ
ن يَرْجُو ِلقَاء َربّ ِه فَ ْليَعْمَ ْل عَ َملً صَالِحا وَلَا يُشْ ِركْ بِ ِعبَادَةِ رَبّهِ
كَا َ
أَحَدا }
27 25- مريم ط عََليْكِ رُطَبا َجِنيّا {}25
{ َوهُزّي إَِليْكِ ِب ِجذْ ِع النّخْلَ ِة تُسَا ِق ْ
26
َفكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرّي َعيْنا }
113 114 طه ن مِن َقبْلِ أَن يُقْضَى
{ َفتَعَالَى اللّهُ الْمَِلكُ ا ْلحَقّ وَلَا تَ ْعجَلْ بِالْقُرْآ ِ
دنِي عِلْما }
إَِليْكَ وَ ْحيُ ُه وَقُل رّبّ زِ ْ
61 26- النبياء ن {}26
ن وَلَدا ُس ْبحَانَهُ بَ ْل ِعبَادٌ ّمكْ َرمُو َ
{ وَقَالُوا اّت َخذَ الرّحْمَ ُ
27
ن}
لَا يَ ْسبِقُونَ ُه بِالْ َقوْ ِل َوهُم ِبَأمْرِهِ يَعْمَلُو َ
65 107 النبياء { َومَا أَ ْرسَ ْلنَاكَ إِلّا َرحْمَةً لّلْعَالَمِينَ}
14 5 الحج }ثم نخرجكم طفلً } سورة ،آية
152
49 30 الروم } فطرت ال التي فطر الناس عليها ،ل تبديل لخلق ال {
66،59 21 الحزاب ن يَرْجُو
ن َلكُمْ فِي َرسُولِ اللّهِ ُأ ْسوَةٌ حَ َسنَ ٌة لّمَن كَا َ
{ لَ َقدْ كَا َ
كثِيرا }
ذكَرَ اللّ َه َ
اللّهَ وَا ْلَي ْومَ الْآخِرَ وَ َ
59 32 الحزاب { إنما يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا }
55 39 الحزاب ن يُبَلّغُونَ ِرسَالَاتِ اللّهِ َوَيخْ َشوْنَهُ َولَا َيخْ َشوْنَ َأحَدا إِلّا اللّهَ
اّلذِي َ
َوكَفَى بِاللّهِ حَسِيبا }
3 70- الحزاب }:يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ وَقُولُوا َقوْ ًل سَدِيدا {}70
71
ذنُوَبكُمْ َومَن يُ ِطعْ اللّ َه وَ َرسُولَهُ
يُصِْلحْ َلكُمْ أَعْمَاَلكُمْ َويَغْفِ ْر َلكُمْ ُ
فَ َقدْ فَا َز َفوْزا عَظِيما }
60 1 فاطر { الحَ ْمدُ لِلّ ِه فَاطِرِ السّمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَاِئكَةِ ُرسُلً أُولِي
أَ ْجِنحَ ٍة ّم ْثنَى وَثُلَاثَ وَ ُربَا َع يَزِيدُ فِي ا ْلخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنّ اللّ َه عَلَى
يءٍ َقدِيرٌ }
كُلّ َش ْ
113،112 28 فاطر ن ِعبَادِهِ الْعُلَمَاء }
{ إِنّمَا َيخْشَى اللّهَ مِ ْ
111 40 يسن ق الّنهَارِ
{ لَا الشّ ْمسُ يَنبَغِي َلهَا أَن ُتدْ ِركَ الْقَمَرَ َولَا الّليْ ُل سَابِ ُ
ك يَ ْسَبحُونَ }
َوكُ ّل فِي َفلَ ٍ
61 73 الزمر { َوسِيقَ اّلذِينَ اتّ َقوْا رَّبهُ ْم إِلَى ا ْل َجنّةِ ُزمَرا َحتّى إِذَا جَاؤُوهَا
دخُلُوهَا
ط ْبتُ ْم فَا ْ
وَ ُفِت َحتْ أَ ْبوَاُبهَا وَقَالَ َلهُمْ خَزََنُتهَا سَلَا ٌم عََل ْيكُمْ ِ
خَاِلدِينَ }
53 11 الشورى } ليس كمثله شيء وهو السميع البصير {
137 49- الشورى ن يَشَاءُ إِنَاثا
ق مَا يَشَاءُ َي َهبُ لِمَ ْ
ض َيخْلُ ُ
ك السّمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ ِ
{ لِلّ ِه مُلْ ُ
50
ذكْرَانا َوإِنَاثا
ذكُورَ {َ }49أوْ يُ َزوّ ُجهُمْ ُ
َوَي َهبُ لِمَن يَشَاءُ ال ّ
َوَيجْعَ ُل مَن يَشَاءُ عَقِيما إِنّ ُه عَلِي ٌم َقدِيرٌ }
110 19 محمد { فاعلم أنه ل إله إل ال }
52،19 13 الحجرات ذكَرٍ وَأُنثَى وَ َجعَ ْلنَاكُ ْم شُعُوبا
{ يَا َأّيهَا النّاسُ إِنّا خَلَ ْقنَاكُم مّن َ
وَ َقبَائِلَ ِلتَعَارَفُوا إِنّ َأكْ َر َمكُمْ عِندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ إِنّ اللّ َه عَلِيمٌ
َخبِيرٌ }
21 32 النجم وإذا أنتم أجنة في بطون أمهاتكم {
69 22 الحديد ب مِن مّصِيبَ ٍة فِي ا ْلأَرْضِ َولَا فِي أَنفُ ِسكُ ْم إِلّا فِي
{ مَا أَصَا َ
ك عَلَى اللّ ِه يَسِي ٌر }
كتَابٍ مّن َقبْلِ أَن ّنبْرَ َأهَا إِنّ ذَِل َ
ِ
113 11 المجادلة ت}
{ يَرْ َفعِ اللّهُ اّلذِينَ آ َمنُوا مِنكُمْ وَاّلذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَ َرجَا ٍ
59 7 الحشر { َومَا آتَاكُمُ ال ّرسُو ُل َف ُخذُوهُ َومَا َنهَاكُمْ َعنْ ُه فَانَتهُوا }
153
46،3 6 التحريم { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا عليها ملئكة
80،60 غلظ شداد ،ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون }
111 19 الملك كهُنّ إِلّا
ت َويَ ْقبِضْنَ مَا يُمْ ِس ُ
{ َأوَلَ ْم يَرَوْا إِلَى ال ّطيْ ِر َفوْ َقهُمْ صَافّا ٍ
يءٍ بَصِي ٌر }
ن إِنّهُ ِبكُ ّل شَ ْ
الرّحْمَ ُ
58 1-5 القلم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ اّلذِي خَلَقَ}
112،87
108 4-5 المدثر { وثيابك فطهر {}4والرجز فاهجر }
61 31 المدثر { وما يعلم جنود ربك إل هو }
111 7 -6 النبأ ض ِمهَادا { }6وَا ْل ِجبَالَ أَ ْوتَادا }
{ َألَمْ َنجْعَلِ ا ْلأَرْ َ
111 24 عبس ن إِلَى طَعَا ِمهِ}
{ فَ ْليَنظُرِ الْإِنسَا ُ
111 7 -5 الطارق ق {َ }6يخْرُجُ
ن مِمّ خُِلقَ { }5خُِلقَ مِن مّاء دَافِ ٍ
{ فَ ْليَنظُرِ الْإِنسَا ُ
مِن َبيْنِ الصّ ْلبِ وَالتّرَاِئبِ }
61 15- العلق طئَةٍ
ذبَةٍ خَا ِ
صيَ ٍة كَا ِ
صيَ ِة { }15نَا ِ
{ كَلّا َلئِن لّ ْم يَنتَهِ َلنَسْفَعا بِالنّا ِ
18
ديَه{َ }17سنَدْعُ الزّبَاِنيَةَ}
{ }16فَ ْليَدْعُ نَا ِ
فهرس الحاديث
154
18 (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
إل تفعلوا تكن فتنة في الرض وفسادٌ
عريض)
3 ( إذا مات النسان انقطع عنه عمله إل من
ثلثة إل من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو
ولد صالح يدعو له)
25 ( اذا نودي للصلة أدبر الشيطان وله ضراط
حتى ل يسمع التأذين )
103 ( ارموا فأنا معكم كُّلكُم)
155
28 ( إن أحب أسمائكم الى ال -عز وجل -عبد
ال وعبد الرحمن )
72 ( إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه )
156
50 ( كان من دعاء داود يقول اللهم إني أسألك
حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني
حبك ،اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي
وأهلي ومن الماء البارد)
100 (كلكم راع وسئول عن رعيته ،فالمام راعٍ
ومسؤول عن رعيته )
106 (ل آكل متكئا )
93 ( ل تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ول تؤمنوا
حتى تحابوا أول أدلكم على شيء إذا فعلتموه
تحاببتم أفشوا السلم بينكم)
17 ( ل تنكح البكر حتى تستأذن ول الثيب حتى
تستأمر )
58 ( ل يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من
والده وولده والناس أجمعين)
94 ( لعن ال الواصلة والمستوصلة)
109 ( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ
بإذن ال عز وجل)
109 (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)
108 ( لول أن أشق على المؤمنين لمرتهم
بالسواك عند كل صله )
91 ( مازال جبريل يوصيني بالجار ،حتى ظننت
أنه سيورثه )
157
30 ( مع الغلم عقيقة ،فأهريقوا عنه دما
وأحيطوا عنه الذى )
89 ( من أشار إلى أخيه بحديده فإن الملئكة
تلعنه حتى إن كان أخاه لبيه وأمه )
114 ( من أراد ال به خيرا يفقهه في الدين)
78 ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعه
فاستمع وانصت غفر له ما بينه وبين الجمعه)
85 ( من حج ل فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم
ولدته أمه )
2 ( من ل يشكر الناس ل يشكر ال )
102 (المؤمن القوي خير وأحب الى ال من
المؤمن الضعيف وفي كل خير )
86 (نعم ولك الجر)
83 جنّه)
( والصيام ُ
94 ( يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم ،يكن
بركة عليك وعلى أهل بيتك )
114،68 ( يا غلم إني أعلمك كلمات احفظ ال يحفظك
114،95 ( يا غلم سم ال وكل بيمينك وكل ممّا يليك)
29 ( يا فاطمه ،احلقي رأسه وتصدقي بزنه شعره
فضه)
94 ( يسلم الراكب على الماشي والماشي على
القاعد والقليل على الكثير )
فهرس الثار
158
فطرحت جنينها ،فقضى فيه النبي – صلى
ال عليه وسلم -بغرة :عبد أو َأمَة
26 عن أسماء بنت أبي بكر – رضي ال عنهما–
أنها حملت بعبد ال بن الزبير بمكة ،قالت :
" فخرجت وأنا ُم ِتمّ"
26 عن أبي موسى الشعري –رضي ال عنه -
قال " :وُلد لي غلم ،فأتيت به النبي
– صلى ال عليه وسلم – فسماه ابراهيم ،
فحنكه بتمرة ،ودعا له بالبركة ودفعه إليّ"
28 عن أبي عمر رضي ال عنه أن ابنه لعمر
كان يقال لها عاصيه ،فسماها رسول ال
– صلى ال عليه وسلم – جميله
76 عن الحسن بن علي -رضي ال عنهما -قال:
" علمني رسول ال -صلى ال عليه وسلم-
كلمات أقولهن في الوتر
.1اللباني ،محمد ناصر الدين ،صحيح الجامع وزيادته الفتح الرباني ،اشرف على
طبعة زهير الشاويش ،المجلد الول ،382/المكتب السلمي ،ط 1408 ،1هـ -
1988م
.2إبراهيم مصطفى ،أحمد حسن الزيّات ،حامد عبد القادلر ،محمد علي النجار،
المعجم الوسيط ، ،ط 1392 ،2هـ 1972-م.
159
.3ابراهيم الخطيب ،زهدي محمد عيد ،تربية الطفل في السلم ،ص 15-14
باختصار ،عمان ،دار الثقافة ،الدار العلمية الدولية ،ط 1423 ، 1هـ -
2002م
.4ابن حجر العسقلني ،أحمد بن علي ،فتح الباري شرح البخاري ،طبعة جديدة
ومنقحة ومصححة ومطبوعة عن الطبعة التي حقق أصلها عبد العزيز بن باز ،
محمد فؤاد عبد الباقي ،دار مصر ،ط 1421 ، 1هـ 2001-م
.5ابن قيم الجوزية ،شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ،تحفة
المودود بأحكام المولود ،ص ،28تحقيق كمال علي الجمل ،مصر ،مكتبة
اليمان .
.6ابن قيم الجوزيه ،زاد المعاد من هدي خير العباد ،مكتبة القدسي
.7ابن منظور ،أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب ،بيروت ،دار الفكر،
الطبعة الولى1410،هـ –1990م.
.8أبو الحسن علي بن اسماعيل بن سيده المرسي ،المحكم والمحيط العظم ،تحقيق
د .عبد الحميد هنداوي ،دار الكتب العلمية ،ط 1/1421هـ 2000-م
.9أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا المتوفى سنة هـ ، 395معجم مقاييس
اللغة ،بتحقيق وضبط عبد السلم محمد هارون ، ، ،بيروت ،دار الجيل.
.10أحمد فريد ،التربية على منهج أهل السنة والجماعة ،مصر ،المكتبة التوفيقية
.11التويجري ،محمد بن إبراهيم بن عبد ال ،مختصر الفقه السلمي ،بيت الفكار
الدولية،ط 1423 ،4هـ 2002 -م.
.12الجزيري ،عبد الرحمن بن محمد عوض ،الفقة على المذاهب الربعة ،القاهرة،
مؤسسة المختار ،ط 1422 ،1هـ 2001 -م.
.13حامد أحمد حامد ،اليات العجاب في رحلة النجاب،دار القلم ،ط 1،1417هـ-
1996م.
.14حسام الدين بن موسى عفانه ،المفصل في أحكام العقيقة ،ط 1424 ، 1هـ -
2003م ،القدس
.15حلبي ،عبد المجيد طعمه ،التربية السلمية للولد منهجا وهدفا وأسلوبا ،
بيروت ،دار المعرفة ،ط 2001-1422 ، 1م
.16حسان شمسي باشا ،كيف تربي أبناءك في هذا الزمان ،دمشق ،دار القلم ،ط ،1
1421هـ 2001 -م.
160
.17الخداش ،جاد ال بن حسن ،المهذب المستفاد لتربية الولد في ضوء الكتاب
والسنة ،عمان ،المكتبة السلمية ،ط 1421 ،1هـ 2000 -م
.18الزبيدي ،محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي ،تاج
العروس من جواهر القاموس ،تحقيق علي شيري ، ،دار الفكر 1414 ،هـ -
1994م.
.19الزنتاني ،عبد الحميد الصيد ،فلسفة التربية السلميه في القرآن والسنة.
.20السائح ،عبد الحميد ،عقيدة المسلم وما يتصل بها ،عمان ،مطابع وزارة الوقاف
والشؤون والمقدسات السلمية ،ط 1404 ،2هـ 1983 -م.
.21سميح أبو مغلي ،د.عبد الحافظ سلمه ،محمد الشناوي ،تربية الطفل في
السلم ،اليازوري ،ط 2001 ،1م.
.22سهام مهدي جبار ،الطفل في الشريعة السلمية ومنهج التربية النبوية ،بيروت
،المكتبة العصرية ،ط 1417 ، 1ه 1997-م
.23سيد قطب ،في ظلل القرآن ،ط 1422 ، 30هـ 2001-م ،دار الشروق ،
القاهره
.24الشوكاني ،محمد بن علي بن محمد ،نيل الطار شرح منتقى الخيار ،فهارس
الكتاب العامة وضعها الشيخ خليل مأمون شيحا ،بيروت ،دار المعرفة،ط ،1
1419هـ 1998 -م .
.25الصابوني ،محمد علي ،فقه العبادات ،بيروت ،المكتبة العصريه ،ط ،1
1422هـ 2002-م
.26صبحي طه رشيد ابراهيم ،التربية السلمية وأساليب تدريسها ،عمان ،دار
الرقم للكتب ،ط 1983 – 1403 ، 1م
.27العك ،خالد عبد الرحمن ،تربية البناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ، ،
بيروت ،دار المعرفة ،ط 1422 ،4هـ 2001-م.
.28علوان ،عبد ال ناصح ،تربية الولد في السلم ،القاهرة ،دار السلم ،ط ،6
-1403هـ1983-م.
.29عماره ،محمود محمد ،تربية الولد في السلم من الكتاب والسنة ،
المنصورة ،مكتبة اليمان
161
.30الغزالي ،أبو حامد بن محمد ،إحياء علوم الدين ،و بذيله كتاب المغني عن حمل
السفار في السفار في تخريج ما في الحياء من الخبار للمام زين الدين أبي
الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي ،بيروت ،دار الكتب العلمية ،ط ، 1
1423هـ 2002-م.
.31فاخر عامل ،معالم التربية دراسات في التربية العامة والتربية العربية ،بيروت
،دار العلم ،ط 1983 ،5م
.32فرحات ،اسحق أحمد ،التربية السلمية بين الصالة والمعاصرة ،ط ، 3دار
الفرقان1411 ،هـ 1991 -م.
.33الفيروز آبادي ،القاموس المحيط ،ضبط وتوثيق يوسف الشيخ محمد
البقاعي ، ،بيروت ،دار الفكر 1415 ،هـ 1995-م .
.34كشك ،عبد الحميد ،بناء السرة المسلمة ،دار المختار السلمي.
.35الماوردي ،علي بن محمد بن حبيب البصري ،أدب الدنيا والدين ،تحقيق طه عبد
الرؤوف سعد ، ،المنصورة ،مكتبة اليمان.
.36المباركفوري ،أبو العل محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم ،تحفة الحوذي بشرح
جامع الترمذي بيروت ،دار الكتب العالمية ،ط 1422 ،1هـ2001-م.
.37مجموعة من المؤلفين ،موسوعة سفير لتربية البناء.
.38محب الدين أبو صالح ،مقدار بالجن ،الستاذ عبد الرحمن النحلوي ،دراسات
في التربية السلمية 1400،هـ 1979م
.39محمد خير فاطمه ،منهج السلم في تربية عقيدة الناشئ ،بيروت ،دار الخير
،ط 1419 ، 1هـ 1998-م
.40محمد قطب ،منهج الربية السلمية ،دار الشروق ،ط 1402 ،6هـ 1982 -
.41محمد مرعي مرعي ،محمد جهاد السعيد ،دليل تربية الطفل صحيا وسلوكيا ،
سوريا ،دار ربيع.
.42المعري ،أبي العلء ،ديوان لزوم ما ل يلزم ،حرره وشرح تعابيره وأغراضه،
كمال الزجي ، ،بيروت ،دار الجيل ،ط 1412 ،1هـ 1992 -م .
.43النشواتي ،محمد نبيل ،الطفل المثالي تربيته وتنشئته ونموه والعناية به في
الصحة والمرض ،دمشق ،دار القلم1423 ،هـ 2002 -م.
162
مسلم، النيسابوري، صحيح مسلم بشرح النووي، يحيى بن شرف، النووي.44
ضبط نص الصحيح ورقمت كتبه وأبوابه وأحاديثه على، الحجاج القشيري
، بيروت دار الكتب العلمية، الطبعة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي
. م2000-هـ1420
http://saaid.net/tarbiah/64.htm.45
http://mknon.net/trbih/boy2.htm.46
http://saaid.net/tarbiah/64.htm.47
http://saaid.net/tarbiah/6.htm.48
http://saaid.net/tarbiah/11.zip.49
http://saaid.net/tarbiah/20.htm.50
http://www.saaid.net/tarbiah/70.htm.51
http://www.khayma.com/salattar/9.htm.52
http://saaid.net/tarbiah/56.htm.53
http://www.saaid.net/tarbiah/43.htm.54
http://saaid.net/tarbiah/44.htm.55
http://saaid.net/tarbiah/67.htm.56
http://saaid.net/tarbiah/1.htm.57
http://saaid.net/female/20.htm.58
http://www.lahaonline.com/Daawa/Fiqh/a3-26-08-.59
2003.doc_cvt.htm
http://saaid.net/female/19.htm.60
163
فهرس الموضوعات
164
)11الجمال
21-23 المطلب الثاني :حقوق الجنين
24-37 المبحث الثالث :المولود ما بعد الولدة
24 المطلب الول :استحباب البشارة بالمولود
25 المطلب الثاني :الذان في أذنه اليمنى ،والقامة في أذنه اليسرى
25-27 المطلب الثالث :استحباب التحنيك
28 المطلب الرابع :تسمية الطفل
29 المطلب الخامس :استحباب حلق رأس الطفل
30-31 المطلب السادس :العقيقة
32-33 المطلب السابع :الختان
34-36 المطلب الثامن :الرضاعة الى الحولين والفطام
36-37 المطلب التاسع :الحضانة والولية
38-43 المبحث الرابع :صفات المربي الناجح
38 المطلب الول :العِلم
39 المطلب الثاني :المانة
39-40 المطلب الثالث :القوة
40 المطلب الرابع :العدل
41 المطلب الخامس :الحرص
41-42 المطلب السادس :الحزم
42 المطلب السابع :الصلح
43 المطلب الثامن :الصدق
43 المطلب التاسع :الحكمة
44-115 الفصل الثاني :بناء شخصية الطفل ( العقائدية ،والعبادية والخُلقية
والصحية والعلمية ) منذ استكماله حولين إلى قبيل سن الرشد.
46-73 المبحث الول :البناء العقائدي
46-48 المطلب الول :أهمية مرحلة الطفولة في غرس العقيدة
49-57 المطلب الثاني :أسس غرس أركان اليمان في الطفال :
49-50
الساس الول :إحياء بذرة الفطرة في نفس الطفل
الساس الثاني :تثبيت اعتقادهم بال الواحد الحد ،وترسيخ حب ال
50-52
165
-52 تعالى :
52-54 لماذا نعلمهم حب ال تعالى :
166
84-85 المطلب الرابع :الزكاة
85-86 المطلب الخامس :الحج
87-101 المبحث الثالث :البناء الخلقي
87-88 المطلب الول :خلق تاديب الطفال
88-101 المطلب الثاني :أنواع الداب النبوية للطفال
88
89 )1الدب مع الوالدين
89-90 )2أدب الحترام والتوقير
90
)3أدب الخوه
90-91
91-92 )4أدب احترام المعلم
92-94 )5أدب الجار
94
95 )6أدب الستئذان
95-96 )7أدب الحديث والسلم
96-97
97 )8أدب مظهر الطفل
98-99 )9آداب المشي والجلوس
99-100
101 )10آداب الطعام والشراب
101 )11آداب النصات أثناء تلوة القرآن الكريم
)12خلق الحياء
)13خلق الصدق والتحرز من الكذب
)14خلق المانه والحتراز من الخيانة
)15خلق حفظ السر
)16العفو والتواضع
102-109 المبحث الرابع :البناء البدني
102 المطلب الول :أهداف التربية البدنية
103-104 المطلب الثاني :بعض الممارسات الرياضية في السلم
105 المطلب الثالث :فوائد اللعب وقيمته
106 المطلب الرابع :قواعد الكل والشرب والتغذية وأثرها على التربي البدنية
107 المطلب الخامس :التربية البدنية وآداب النوم
108-109 المطلب السادس :إهتمام الطفال بالنظافه
109 المطلب السابع :الوقاية من المراض والعلج منها
167
110-115 المبحث الخامس :البناء العلمي
110-112 المطلب الول :الشريعة تدعو إلى العِلم بمعناه الشامل
112-113 المطلب الثاني :العِلم في القرآن الكريم
113-114 المطلب الثالث :العِلم في السنة النبوية المطهرة
114-115 المطلب الرابع :السن الذي يبدأ فيه تعليم الطفل وتأديبه
الفصل الثالث :الساليب الخاطئة في تربية البناء وأثرها على شخصياتهم116-147 ،
وتربية البناء وتحديات العصر ،ودور المرأه في التربية
117-123 المبحث الول :الساليب الخاطئة في تربية البناء وأثرها على
شخصياتهم
117-118 المطلب الول :التسلط أو السيطرة
118 المطلب الثاني :الحماية الزائدة
119 المطلب الثالث :الهمــــــال
120 المطلب الرابع :التدليل
121 المطلب الخامس :إثارة اللم النفسي
121-122 المطلب السادس :التذبذب في المعاملة
122 المطلب السابع :التفرقة
122-123 المطلب الثامن:السراف في القسوة
123 المطلب التاسع :العجاب الزائد بالطفل :
124-135 المبحث الثاني :تربية البناء ،وتحديات العصر ،وكيف يمكن للسرة أن
تتغلب عليها أو على القل كيف تقلل منها
124 المطلب الول :غلبة الطابع المادي على تفكير البناء
125 المطلب الثاني :سيطرة البناء على الباء
125-133 المطلب الثالث :روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى
168
136-137 -المر الول :أثر السرة في التربية
137-138
138-139 -المر الثاني :الطفل يتأثر بحالة أمه وهي حامل
139 -المر الثالث :دور الم مع الطفل في الطفولة المبكرة
-المر الرابع :دور الم مع البنات
-المر الخامس :الم تتطلع على التفاصيل الخاصة لولدها
139-147 المطلب الثاني :مقترحات تربوية للم
139
140 أولً :الشعور بأهمية التربية
140 ثانيا :العتناء بالنظام في المنزل
141
ثالثا :السعي لزيادة الخبرة التربوية
141
142 رابعا :العتناء بتلبية حاجات الطفللحاجة إلى الهتمام المباشر
142 .1الحاجة إلى الثقة
143
143-144 .2الحاجة إلى الستطلع:
144-147 .3الحاجة إلى اللعب
144
144 .4الحاجة إلى العدل:
145 خامسا :الحرص على التوافق بين الوالدين
145
145 سادسا :التعامل مع أخطاء الطفال
145 )1عدم المثالية:
145
)2التوازن في العقوبة:
145-146
146 )3تجنب البذاءة:
146 )4تجنب الهانة:
146
146 )5تجنب إحراجه أمام الخرين :
146-147 سابعا :وسائل مقترحة لبناء السلوك وتقويمه
147
أ)التجاهل:
ب) القدوة:
جـ) المكافأة:
د) القناع والحوار:
هـ) وضع النظمة الواضحة:
و) التعويد على حل الخلفات بالطرق الودية:
ز) تغيير البيئة:
حـ) التعويد :
169
148-149 خاتمة المطاف
151-155 فهرس اليات الوارد ذكرها في البحث
156-159 فهرس الحاديث الوارد ذكرها في البحث
160 فهرس الثار
161-165 فهرس المصادر والمراجع
166-171 فهرس الموضوعات
170