Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 68

‫فتح المعين‬

‫المليباري الهندي ج ‪3‬‬

‫[‪]3‬‬

‫فتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين لزين الدين بن عبد العزيز المليباري الفناني الجزء‬
‫الثالث دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‬

‫[‪]4‬‬

‫جميعع حقوق إعادة الطبعع محفوظعة للناشعر الطبععة الولى ‪ 1418‬ه‍ ‪ 1997 /‬م حارة حربعك ‪-‬‬
‫شارع عبدالنور ‪ -‬برقيعا‪ :‬فكسعي ‪ -‬صحب ‪ 11 / 7061‬تلفون‪ 838136 / 838202 / 838305 :‬فاكعس‬
‫‪ 009611837898‬دولي‪009611860962 :‬‬

‫[‪]5‬‬

‫بسعم الله الرحمعن الرحيعم باب البيعع هعو لغعة‪ :‬مقابلة شعئ بشعئ‪ .‬وشرععا‪ :‬مقابلة مال بمال‪ .‬على‬
‫وجه مخصوص‪.‬‬

‫[‪]6‬‬

‫والصعل فيعه قبعل الجماع آيات ‪ -‬كقوله تعالى‪( * :‬وأحعل الله البيعع) * ‪ -‬وأخبار كخعبر‪ :‬سعئل النعبي‬
‫(ص)‪ :‬أي الكسعب أطيعب ؟ فقال‪ :‬عمعل الرجعل بيده‪ ،‬وكعل بيعع معبرور أي ل غعش فيه ول خيانعة‪( .‬يصعح)‬
‫البيعع (بإيجاب) معن البائع ‪ -‬ولو هزل ‪ -‬وهعو معا دل على التمليعك دللة ظاهرة‪( :‬كبعتعك) ذا بكذا‪ ،‬أو هعو لك‬
‫بكذا‪( ،‬وملكتك)‪ ،‬أو وهبتك (ذا بكذا)‪ ،‬وكذا جعلته لك بكذا‪ .‬إن نوى به البيع‪( .‬وقبول) من المشتري‬

‫[‪]7‬‬

‫‪ -‬ولو هزل ‪ -‬وهو ما دل على التملك كذلك‪( :‬كاشتريت) هذا بكذا‪( ،‬وقبلت)‪ ،‬أو رضيت‪ ،‬أو أخذت‪،‬‬
‫أو تملكت (هذا بكذا)‪ .‬وذلك لتتم الصيغة‪ ،‬الدال على اشتراطها قوله (ص)‪ :‬إنما البيع عن تراض‪ ،‬والرضا‬
‫خفي‪ ،‬فاعتبر ما يدل عليه من اللفظ‪ ،‬فل ينعقد بالمعاطاة‪ ،‬لكن اختير النعقاد بكل ما يتعارف البيع بها‬
‫فيعه‪ :‬كالخبعز‪ ،‬واللحعم‪ ،‬دون نحعو الدواب‪ ،‬والراضعي‪ .‬فعلى الول‪ :‬المقبوض بهعا كالمقبوض بالبيعع الفاسعد‪،‬‬
‫أي‬

‫[‪]8‬‬

‫فعي أحكام الدنيعا‪ .‬أمعا فعي الخرة فل مطالبعة بهعا‪ .‬ويجري خلفهعا فعي سعائر العقود‪ .‬وصعورتها‪ :‬أن‬
‫يتفقعا على ثمعن ومثمعن ‪ -‬وإن لم يوجعد لفعظ معن واحعد ‪ -‬ولو قال متوسعط للبائع‪ :‬بععت ؟ فقال‪ :‬نععم‪ ،‬أو‬
‫إي‪ ،‬وقال للمشتري‪ ،‬إشتريعت ؟ فقال‪ :‬نععم‪ .‬صعح‪ .‬ويصعح أيضعا بنععم منهمعا‪ ،‬لجواب قول المشتري بععت‪،‬‬
‫والبائع اشتريت‪ .‬ولو قرن باليجاب أو القبول حرف استقبال ‪ -‬كأبيعك ‪ -‬لم يصح‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ويظهر أنه‬
‫يغتفر من العامي ‪ -‬نحو فتح تاء المتكلم‪.‬‬

‫[‪]9‬‬

‫وشرط صحة اليجاب والقبول كونهما (بل فصل) بسكوت طويل يقع بينهما ‪ -‬بخلف اليسير‪( ،‬و)‬
‫ل (تخلل لفظ) وإن قل ‪( -‬أجنبي) عن العقد بأن لم يكن من مقتضاه ول من مصالحه‪ .‬ويشترط أيضا أن‬
‫يتوافقا معنى‬
‫[ ‪] 10‬‬

‫‪ -‬ل لفظا ‪ -‬فلو قال بعتك بألف‪ ،‬فزاد أو نقص ‪ -‬أو بألف حالة فأجل‪ ،‬أو عكسه‪ ،‬أو مؤجلة بشهر‪،‬‬
‫فزاد‪ ،‬لم يصعح‪ ،‬للمخالفعة‪( .‬و) بل (تعليعق) ‪ -‬فل يصعح مععه ‪ -‬كإن مات أبعي فقعد بعتعك هذا‪( ،‬و) ل (تأقيعت)‬
‫كبعتك هذا شهرا‪( .‬وشرط في عاقد) ‪ -‬بائعا كان أن مشتريا ‪( -‬تكليف) فل يصح عقد صبي ومجنون‪ ،‬وكذا‬
‫من مكره بغير حق‬

‫[ ‪] 11‬‬

‫‪ -‬لعدم رضاه ‪( -‬وإسعلم لتملك) رقيعق (مسعلم) ل يعتعق عليعه وكذا يشترط أيضعا‪ :‬إسعلم لتملك‬
‫مرتعد ‪ -‬على المعتمعد ‪ .-‬لكعن الذي فعي الروضعة وأصعلها‪ :‬صعحة بيعع المرتعد للكافعر‪( .‬و) لتملك شعئ معن‬
‫(مصعحف) ‪ -‬يعنعي معا كتعب فيعه قرآن‪ ،‬ولو آيعة وإن أثبعت لغيعر الدراسعة‪ ،‬كمعا قاله شيخنعا‪ .‬ويشترط أيضعا‬
‫عدم حرابة من يشتري آلة حرب‪،‬‬

‫[ ‪] 12‬‬

‫كسععيف‪ ،‬ورمععح‪ ،‬ونشاب‪ ،‬وترس‪ ،‬ودرع‪ ،‬وخيععل‪ ،‬بخلف غيععر آلة الحرب‪ ،‬ولو ممععا تتأتععى منععه‪،‬‬
‫كالحديعد‪ ،‬إذ ل يتعيعن جعله عدة حرب‪ ،‬ويصعح بيعهعا للذمعي‪ ،‬أي فعي دارنعا‪( ،‬و) شرط (فعي معقود) عليعه‪،‬‬
‫مثمنعا كان أو ثمنا‪( ،‬ملك له) أي للعاقعد (عليه) فل يصعح بيعع فضولي‪ ،‬وي صح بيع مال غيره ظاهرا‪ ،‬إن بان‬
‫بععد البيعع أنعه له‪ ،‬كأن باع مال مورثعه ظانعا حياتعه فبان ميتعا حينئذ لتعبين أنعه ملكعه‪ .‬ول أثعر لظعن خطعأ بأن‬
‫صحته‪ ،‬لن العتبار في العقود بما في نفس المر‪ ،‬ل بما في ظن المكلف‪.‬‬

‫[ ‪] 13‬‬

‫(فائدة) لو أخذ من غيره بطريق جائز ما ظن حله‪ ،‬وهو حرام باطنا‪ ،‬فإن كان ظاهر المأخوذ منه‬
‫الخيعر لم يطالب فعي الخرة‪ ،‬وإل طولب‪ .‬قاله البغوي‪ .‬ولو اشترى طعامعه فعي الذمعة وقضعى معن حرام‪،‬‬
‫فإن أقبضه له البائع برضاه قبل توفية الثمن حل له أكله‪ ،‬أو بعدها مع علمه أنه حرام حل أيضا‪ ،‬وإل حرم‬
‫إلى أن يبرئه أو يوفيه من حل‪ .‬قاله شيخنا‪( .‬وطهره) أو إمكان طهره بغسل‪ ،‬فل يصح بيع نجس ‪ -‬كخمر‬
‫وجلد ميتة‪ ،‬وإن أمكن طهرها بتخلل أو دباغ ‪ -‬ول متنجس ل يمكن طهره‪ ،‬ولو دهنا تنجس‪ ،‬بل يصح هبته‪.‬‬
‫(ورؤيته) أي المعقود عليه إن كان معينا‪.‬‬

‫[ ‪] 14‬‬

‫فل يصح بيع معين لم يره العاقدان أو أحدهما‪ :‬كرهنه‪ ،‬وإجارته‪ ،‬للغرر المنهي عنه‪ ،‬وإن بالغ في‬
‫وصعفه‪ .‬وتكفعي الرؤيعة قبعل العقعد فيمعا ل يغلب تغيره إلى وقعت العقعد‪ ،‬وتكفعي رؤيعة بععض المعبيع إن دل‬
‫على باقيه‪،‬‬

‫[ ‪] 15‬‬

‫كظاهر صبرة نحو بر‪ ،‬وأعلى المائع‪ ،‬ومثل أنموج متساوي الجزاء كالحبوب أو لم يدل على باقيه‬
‫بعل كان صعوانا للباقعي لبقائه‪ ،‬كقشعر رمان وبيعض‪ ،‬وقشرة سعفلى لنحعو جوز‪ ،‬فيكفعي رؤيتعه‪ ،‬لن صعلح‬
‫باطنه في إبقائه‪ ،‬وإن لم يدل هو عليه‪ ،‬ول يكفي رؤية القشرة العليا إذا انعقدت السفلى‪ .‬ويشترط أيضا‬
‫قدرة تسليمه‪ ،‬فل يصح بيع آبق‪،‬‬

‫[ ‪] 16‬‬

‫وضال‪ ،‬ومغصعوب‪ ،‬لغيعر قادر على انتزاععه‪ ،‬وكذا سعمك بركعة شعق تحصعيله‪( .‬مهمعة) معن تصعرف‬
‫فعي مال غيعر بعبيع أو غيره ظانعا تعديعه فبان أن له عليعه وليعة‪ ،‬كأن كان مال مورثعه فبان موتعه‪ ،‬أو مال‬
‫أجنبي فبان إذنه له‪ ،‬أو ظانا فقد شرط فبان مستوفيا للشروط‪ ،‬صح تصرفه‪ ،‬لن العبرة في العقود بما‬
‫في نفس المر‪ ،‬وفي العبادات بذلك‪ ،‬وبما في ظن المكلف‪ .‬ومن ثم لو توضأ ولم يظن أنه مطلق‪ :‬بطل‬
‫طهوره‪ ،‬وإن بان مطلقا‪ ،‬لن المدار فيها على ظن المكلف‪ .‬وشمل قولنا ببيع أو غيره‪ :‬التزويج‪ ،‬والبراء‪،‬‬
‫وغيرهما‪ .‬فلو أبرأ من حق ظانا أنه ل حق له فبان له حق‪،‬‬

‫[ ‪] 17‬‬

‫صعح ‪ -‬على المعتمعد ‪ -‬ولو تصعرف فعي إنكاح‪ ،‬فإن كان معع الشعك فعي وليعة نفسعه فبان وليعا لهعا‬
‫حينئذ‪ :‬صعح ‪ -‬اعتبارا بمعا فعي نفعس المعر‪( .‬وشرط فعي بيعع) ربوي‪ ،‬وهعو محصعور فعي شيئيعن‪( :‬مطعوم)‬
‫كالبر‪ ،‬والشعيععر‪ ،‬والتمععر‪ ،‬والزبيععب‪ ،‬والملح‪ ،‬والرز‪ ،‬والذرة‪ ،‬والفول‪( ،‬ونقععد) أي ذهععب وفضععة‪ ،‬ولو غيععر‬
‫مضروبيعن ‪ -‬كحلي‪ ،‬وتعبر (بجنسعه) كعبر بعبر‪ ،‬وذهعب بذهعب (حلول) للعوضيعن (وتقابعض قبعل تفرق)‪ .‬ولو‬
‫تقابضعا البععض‪ :‬صح ف يه فقعط‪( ،‬ومماثلة) بيعن العوضيعن يقينعا‪ :‬بكيعل فعي مكيعل‪ ،‬ووزن فعي موزون‪ ،‬وذلك‬
‫لقوله (ص)‪ :‬ل تبيعوا الذهب بالذهب‪ ،‬ول الورق بالورق‪ ،‬ول‬

‫[ ‪] 20‬‬

‫البر بالبر‪ ،‬ول الشعير بالشعير‪ ،‬ول التمر بالتمر‪ ،‬ول الملح بالملح‪ ،‬إل سواء بسواء‪ ،‬عينا بعين‪ ،‬يدا‬
‫بيد‪ ،‬فإذا اختلفت هذه الصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد أي مقابضة‪ .‬قال الرافعي‪ :‬ومن لزمه‬
‫الحلول ‪ -‬أي غالبا ‪ -‬فيبطل بيع الربوي بجنسه جزافا‪ ،‬أو مع ظن مماثلة‪ ،‬وإن خرجتا سواء (و) شرط في‬
‫بيع أحدهما (بغير جنسه) واتحدا في علة الربا ‪ -‬كبر بشعير‪ ،‬وذهب بفضة‪( .‬حلول‪ ،‬وتقابض) قبل تفرق ‪-‬‬
‫ل مماثلة ‪ -‬فيبطل بيع‬

‫[ ‪] 21‬‬

‫الربوي بغير جن سه إن لم يقبضا في المجلس‪ ،‬بل يحرم البيع في الصورتين إن اختل شرط من‬
‫الشروط‪ .‬واتفقوا على أنه من الكبائر‪ ،‬لورود اللعن لكل الربا‪ ،‬وموكله‪ ،‬وكاتبه‪ .‬وعلم بما تقرر أنه لو بيع‬
‫طعام بغيره كنقععد‪ ،‬أو ثوب‪ ،‬أو غيععر طعام بطعام‪ :‬لم يشترط شععئ مععن الثلثععة‪( .‬و) شرط (فععي بيععع‬
‫موصوف في ذمة) ويقال له السلم‪ ،‬مع الشروط المذكورة للبيع غير الرؤية‪( .‬قبض‬

‫[ ‪] 22‬‬

‫رأس مال) معيعن‪ ،‬أو فعي الذمعة‪ ،‬فعي مجلس خيار وهعو (قبعل تفرق) معن مجلس العقعد‪ ،‬ولو كان‬
‫رأس المال منفععة‪ .‬وإنمعا يتصعور تسعليم المنفععة بتسعليم العيعن‪ ،‬كدار وحيوان‪ ،‬ولمسعلم إليعه قبضعه ورده‬
‫لمسعلم‪ ،‬ولو ععن دينعه‪( .‬وكون مسعلم فيعه دينعا) فعي الذمعة‪ :‬حال كان أو مؤجل‪ ،‬لنعه الذي وضعع له لفعظ‬
‫السلم ‪ -‬فأسلمت إليك ألفا في‬

‫[ ‪] 23‬‬

‫هذا العين‪ ،‬أو هذا في هذا‪ :‬ليس سلما‪ ،‬لنتفاء الشرط‪ ،‬ول بيعا‪ ،‬لختلل لفظه ‪ -‬ولو قال إشتريت‬
‫منعك ثوبعا صعفته كذا بهذه الدراهعم‪ ،‬فقال بعتعك‪ .‬كان بيععا‪ ،‬عنعد الشيخيعن‪ ،‬نظرا للفعظ‪ .‬وقيعل سعلم ‪ -‬نظرا‬
‫للمعنعى ‪ -‬واختاره جمعع محققون‪( .‬و) كون المسعلم فيعه (مقدورا) على تسعليمه (فعي محله) بكسعر الحاء‪:‬‬
‫أي وقعت حلوله فل يصعح السعلم فعي منقطعع عنعد المحعل‪ :‬كالرطعب فعي الشتاء‪( ،‬و) كونعه (معلوم قدر)‬
‫بكيعل فعي مكيعل‪ ،‬أو وزن فعي موزون‪ ،‬أو ذرع فعي مذروع‪ ،‬أو ععد فعي معدود‪ .‬وصعح فعي نحعو جوز ولوز‪،‬‬
‫بوزن وموزون بكيل يعد فيه ضابطا‪،‬‬

‫[ ‪] 24‬‬

‫ومكيععل بوزن‪ ،‬ول يجوز فيعه بيضعة ونحوهعا‪ ،‬لنعه يحتاج إلى ذكعر جرمهععا معع وزنهععا‪ ،‬فيورث عزة‬
‫الوجود‪ .‬ويشترط أيضعا بيان محعل تسعليم للمسعلم فيعه إن أسعلم بمحعل ل يصعلح للتسعليم‪ ،‬أو لحمله إليعه‬
‫مؤنة‪ .‬ولو ظفر المسلم بالمسلم إليه بعد المحل في غير محل التسليم ولنقله إلى محل الظ فر مؤنة‪،‬‬
‫لم يلزمه أداء‪ ،‬ول يطالبه بقيمته‪.‬‬
‫[ ‪] 25‬‬

‫ويصح السلم حال ومؤجل بأجل معلوم‪ ،‬ل مجهول ومطلقه حال‪ ،‬ومطلق المسلم فيه جيد‪.‬‬

‫[ ‪] 26‬‬

‫(وحرم ربا) مر بيانه قربيا‪ ،‬وهو أنواع‪ :‬ربا فضل‪ ،‬بأن يزيد أحد العوضين‪ ،‬ومنه ربا القرض‪ :‬بأن‬
‫يشترط فيه ما فيه نفع للمقرض‪ ،‬وربا يد‪ :‬بأن يفارق أحدهما مجلس العقد قبل التقابض‪ ،‬وربا نساء‪ :‬بأن‬
‫يشترط أجعل فعي أحعد العوضيعن‪ ،‬وكلهعا مجمعع عليهعا‪ ،‬ثعم العوضان أن اتفقعا جنسعا‪ :‬اشترط ثلثعة شروط‪،‬‬
‫تقدمت‪ ،‬أو علة‪ :‬وهي الطعم والنقدية‪ ،‬اشترط شرطان‪ ،‬تقدما‪ .‬قال شيخنا ابن زياد‪ :‬ل يندفع إثم إعطاء‬
‫الربعا عنعد القتراض للضرورة‪ ،‬بحيعث أنعه إن لم يععط الربعا ل يحصعل له القرض‪ .‬إذ له طريعق إلى إعطاء‬
‫الزائد بطريق النذر أو التمليك‪ ،‬لسيما إذا قلنا النذر ل يحتاج إلى قبول لفظا على المعتمد‪ .‬وقال شيخنا‪:‬‬
‫يندفع الثم للضرورة‪.‬‬

‫[ ‪] 27‬‬

‫(فائدة)‪ :‬وطريق الخلص من عقد الربا لمن يبيع ذهبا بذهب‪ ،‬أو فضة بفضة‪ ،‬أو برا ببر‪ ،‬أو أرزا‬
‫بأرز متفاضل‪ ،‬بأن يهب كل من البائعين حقه للخر‪ ،‬أو يقرض كل صاحبه ثم يبرئه ويتخلص منه بالقرض‬
‫في بيع الفضة بالذهب أو الرز بالبر بل قبض قبل تفرق‪( ،‬و) حرم (تفريق بين أمة) وإن رضيت‪ ،‬أو كانت‬
‫كافرة‪( ،‬وفرع‬

‫[ ‪] 28‬‬

‫لم يميز) ولو من زنا المملوكين لواحد (بنحو بيع) كهبة وقسمة وهدية لغير من يعتق عليه‪ ،‬لخبر‪:‬‬
‫مععن فرق بيععن الوالدة وولدهععا‪ :‬فرق الله بينععه وبيععن أحبتععه يوم القيامععة وبطععل العقععد (فيهمععا) أي الربععا‬
‫والتفريق بين المة والولد‪ ،‬وألحق الغزالي في فتاويه وأقره غيره‪ ،‬التفريق بالسفر بالتفريق بنحو البيع‬
‫وطرده فعي التفريعق بيعن الزوجعة وولدهعا‪ ،‬وإن كانعت حرة‪ ،‬بخلف المطلقعة والب وإن عل‪ ،‬والجدة وإن‬
‫علت ولو من الب‪ ،‬كالم إذا عدمت‪ .‬أما بعد‬

‫[ ‪] 29‬‬

‫التمييز فل يحرم‪ ،‬لستغناء المميز عن الحضانة‪ :‬كالتفريق بوصية وعتق ورهن ويجوز تفريق ولد‬
‫البهيمة إن استغنى عن أمه بلبن أو غيره‪ ،‬لكن يكره في الرضيع‪ :‬كتفريق الدمي المميز قبل البلوغ عن‬
‫الم‪ ،‬فإن لم يستغن عن اللبن‪ ،‬حرم وبطل‪ ،‬إل إن كان لغرض الذبح‪ ،‬لكن بحث السبكي حرمة ذبح أمه‬
‫معع بقائه‪( .‬و) حرم أيضعا‪( :‬بيعع نحعو عنعب ممعن) علم أو (ظعن أنعه يتخذه مسعكرا) للشرب والمرد ممعن‬
‫عرف بالفجور به‪ ،‬والديك للمهارشة‪،‬‬

‫[ ‪] 30‬‬

‫والكبعش‪ ،‬للمناط حة‪ ،‬والحرير لرجعل يلبسه‪ ،‬وكذا بيعع ن حو المسك لكافعر يشتري لتطييعب الصعنم‪،‬‬
‫والحيوان لكافر علم أنه يأكله بل ذبح‪ ،‬لن الصح أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة كالمسلمين عندنا‪،‬‬
‫خلفا لبي حنيفة ‪ -‬رضي الله تعالى عنه ‪ -‬فل يجوز العانة عليهما‪ ،‬ونحو ذلك من كل تصرف يفضي إلى‬
‫معصية يقينا أو ظنا‪ ،‬ومع ذلك يصح البيع‪ .‬ويكره بيع ما ذكر ممن توهم منه ذلك‪ ،‬وبيع السلح لنحو بغاة‬
‫وقطاع طريق‪ ،‬ومعاملة من بيده‬

‫[ ‪] 31‬‬

‫حلل وحرام ‪ -‬وإن غلب الحرام الحلل‪ .‬نععم‪ :‬إن علم تحريعم معا عقعد بعه‪ :‬حرم‪ ،‬وبطعل‪( .‬و) حرم‬
‫(احتكار قوت) كتمعر‪ ،‬وزبيعب‪ ،‬وكعل مجزئ فعي الفطرة ‪ -‬وهعو إمسعاك معا اشتراه فعي وقعت الغلء ‪ -‬ل‬
‫الرخص ‪ -‬ليبيعه بأكثر عند اشتداد حاجة أهل محله أو غيرهم إليه‪ ،‬وإن لم يشتره بقصد ذلك‪ .‬ل ليمسكه‬
‫لنفسعه أو عياله أو ليعبيعه بثمعن مثله‪ ،‬ول إمسعاك غلة أرضعه‪ ،‬وألحعق الغزالي بالقوت‪ :‬كعل معا يعيعن عليعه‪،‬‬
‫كاللحععم‪ ،‬وصععرح القاضععي بالكراهععة فععي الثوب‪( .‬وسععوم علي سععوم) أي سععوم غيره (بعععد تقرر ثمععن)‬
‫بالتراضي به‪ ،‬وإن فحش نقص الثمن عن القيمة‪،‬‬

‫[ ‪] 32‬‬

‫للنهعي عنعه‪ ،‬وهعو أن يزيعد على آخعر فعي ثمعن معا يريعد شراءه أو يخرج له أرخعص منعه‪ ،‬أو يرغعب‬
‫المالك فعي اسعترداده ليشتريه بأغلى‪ ،‬وتحريمه بععد البيعع‪ .‬وقبعل لزومه لبقاء الخيار أشعد (ونجش) للنهعي‬
‫عنعه‪ ،‬ولليذاء‪ :‬وهعو أن يزيعد فعي الثمعن‪ ،‬ل لرغبتعه‪ ،‬بعل ليخدع غيره‪ ،‬وإن كانعت الزيادة فعي مال محجور‬
‫عليه‪ ،‬ولو عند نقص القيمة على الوجه‪ .‬ول خيار للمشتري إن غبن فيه‪ ،‬وإن واطأ البائع الناجش لتفريط‬
‫المشتري حيث لم يتأمل ويسأل‪ ،‬ومدح‬

‫[ ‪] 33‬‬

‫السلعة‪ ،‬ليرغب فيها بالكذب كالنجش‪ ،‬وشرط التحريم في الكل‪ :‬علم النهي‪ ،‬حتى في النجش‪.‬‬
‫ويصعح البيعع معع التحريعم فعي هذه المواضعع‪ .‬فصعل فعي خياري المجلس والشرط وخيار العيعب يثبعت خيار‬
‫مجلس في كل بيع حتى في الربوي‪ ،‬والسلم‪ .‬وكذا في هبة ذات ثواب على المعتمد‪ .‬وخرج بفئ‪ :‬كل بيع‬
‫غير البيع‪ :‬كالبراء‪ ،‬والهبة بل ثواب‪ ،‬وشركة وقراض‪ ،‬ورهن وحوالة‪ ،‬وكتابة‪ ،‬وإجارة‪ ،‬ولو في‬

‫[ ‪] 34‬‬

‫الذمععة‪ ،‬أو مقدرة بمدة‪ ،‬فل خيار فععي جميععع ذلك‪ ،‬لنهععا ل تسععمى بيعععا‪( .‬وسععقط خيار مععن اختار‬
‫لزومعه) أي البيعع معن بائع ومشتعر‪ :‬كأن يقول اخترنعا لزومعه‪ ،‬أو أجزناه‪ ،‬فيسعقط خيارهمعا‪ ،‬أو معن أحدهمعا‪:‬‬
‫كأن يقول اخترت لزومعه‪ :‬فيسعقط خياره‪ ،‬ويبقعى خيار الخعر‪ ،‬ولو مشتريعا (و) سعقط خيار (كعل) منهمعا‬
‫(بفرقة بدن) منهما‪ ،‬أو من أحدهما‪ ،‬ولو ناسيا‪ ،‬أو جاهل‪ ،‬عن مجلس العقد (عرفا) فما يعده الناس فرقة‪:‬‬
‫يلزم به العقد‪ ،‬وما ل‪ :‬فل‪ .‬فإن كانا في‬

‫[ ‪] 35‬‬

‫دار صعغيرة‪ ،‬فالفرقعة بأن يخرج أحدهمعا منهعا‪ ،‬أو فعي كعبيرة‪ :‬فبأن ينتقعل أحدهمعا إلى بيعت معن‬
‫بيوتهعا‪ ،‬أو فعي صعحراء أو سعوق‪ :‬فبأن يولي أحدهمعا ظهره ويمشعي قليل وإن سعمع الخطاب فيبقعى خيار‬
‫المجلس معا لم يتفرقعا‪ ،‬ولو طال مكثهمعا فعي محعل‪ ،‬وإن بلغ سعنين أو تماشيعا منازل‪ .‬ول يسعقط بموت‬
‫أحدهما‪ :‬فينتقل الخيار للوارث المتأهل‪( ،‬وحلف نافي فرقة أو فسخ قبلها) أي قبل الفرقة‪ :‬بأن جاءآ معا‬
‫وادععى أحدهمعا فرقعة وأنكرهعا الخعر ليفسعخ أو اتفقعا عليهعا وادععى أحدهمعا فسعخا قبلهعا وأنكعر الخعر‪:‬‬
‫فيصدق النافي‪ ،‬لموافقته للصل‪( .‬و) يجوز (لهما) أي للعاقدين (شرط خيار) لهما أو لحدهما في كل بيع‬
‫فيه خيار مجلس إل فيما يعتق فيه المبيع‪ ،‬فل‬

‫[ ‪] 36‬‬

‫يجوز شرطعه لمشتعر للمنافاة‪ ،‬وفعي ربوي وسعلم‪ :‬فل يجوز شرط فيهمعا لحعد‪ ،‬لشتراطعه القبعض‬
‫فيهما في المجلس (ثلثة أيام فأقل)‪ ،‬بخلف ما لو أطلق أو أكثر من ثلثة أيام‪ .‬فإن زاد عليها‪ :‬لم يصح‬
‫العقد (من) حين (الشرط للخيار)‪ ،‬سواء أشرط في العقد أم في مجلسه والملك في المبيع مع توابعه‬
‫في مدة الخيار لمن انفرد‬

‫[ ‪] 37‬‬

‫بخيار من بائع ومشتر‪ ،‬ثم إن كان لهما‪ :‬فموقوف‪ ،‬فإن تم البيع‪ :‬بان أنه لمشتر من حين العقد‪،‬‬
‫وإل فلبائع‪( .‬ويحصل فسخ) للعقد في مدة الخيار (بنحو فسخت البيع) كاسترجعت المبيع‪( .‬وإجازة) فيها‬
‫بنحعو‪ :‬أجزت البيعع‪ ،‬كأمضيتعه‪ ،‬والتصعرف فعي مدة الخيار بوطعئ‪ ،‬وإعتاق‪ ،‬وبيعع‪ ،‬وإجارة‪ ،‬وتزويعج‪ ،‬معن بائع‪:‬‬
‫فسعخ‪ ،‬ومعن مشتعر‪ :‬إجازة للشراء (و) يثبعت (لمشتعر جاهعل) بمعا يأتعي (خيار) فعي رد المعبيع (ب‍) ‪ -‬ظهور‬
‫(عيب قديم) منقص‬
‫[ ‪] 38‬‬

‫قيمعة فعي المعبيع‪ ،‬وكذا للبائع بظهور عيعب قديعم فعي الثمعن‪ .‬وآثروا لول‪ :‬لن الغالب فعي الثمعن‬
‫النضباط‪ ،‬فقيل‪ :‬فيه ظهور العيب‪ .‬والقديم ما قارن العقد‪ ،‬أو حدث قبل القبض‪ ،‬وقد بقي إلى الفسخ‪،‬‬
‫ولو حدث بععض القبعض فل خيار للمشتري‪ ،‬وهعو (كاسعتحاضة)‪ ،‬ونكاح لمعة‪( ،‬وسعرقة‪ ،‬وإباق‪ ،‬وزنعا) معن‬
‫رقيق‪ ،‬أي بكل منها‪ ،‬وإن لم‬

‫[ ‪] 39‬‬

‫يتكرر وتاب‪ ،‬ذكرا كان أو أنثععععى (وبول بفراش) إن اعتاده وبلغ سععععبع سععععنين وبخععععر وصععععنان‬
‫مسعتحكمين‪ .‬ومعن عيوب الرقيعق‪ :‬كونعه نمامعا‪ ،‬أو شتامعا‪ ،‬أو كذابعا‪ ،‬أو آكل لطيعن‪ ،‬أو شاربعا لنحعو خمعر‪ ،‬أو‬
‫تاركعا للصعلة‪ ،‬معا لم يتعب عنهعا‪ ،‬أو أصعم‪ ،‬أو أبله‪ ،‬أو مصعطك الركبتيعن‪ ،‬أو رتقاء‪ ،‬أو حامل فعي آدميعة‪ ،‬ل‬
‫بهيمة‪ ،‬أو ل تحيض من بلغت عشرين‬

‫[ ‪] 40‬‬

‫سنة‪ ،‬أو أحد ثدييها أكبر من الخر‪( ،‬وجماح) لحيوان‪( ،‬وعض)‪ ،‬ورمح‪ ،‬وكون الدار منزل الجند‪ .‬أو‬
‫كون الجن مسلطين على ساكنها بالرجم‪ ،‬أو القردة مثل يرعون زرع الرض‪( .‬و) يثبت بتغرير فعلي‪ .‬وهو‬
‫حرام للتدليعس والضرر (كتصعرية) له‪ :‬وهعي أن يترك حلبعه مدة قبعل بيععه ليوهعم المشتري كثرة اللبعن‬
‫وتجعيد شعر الجارية‪( ،‬ل) خيار (بغبن فاحش‪ :‬كظن) مشتر نحو (زجاجة‪ :‬جوهرة) لتقصيره بعمله بقضية‬
‫وهمه‪ ،‬من غير‬

‫[ ‪] 41‬‬

‫بحث‪( .‬والخيار) بالعيب‪ ،‬ولو بتصرية (فوري) فيبطل بالتأخير بل عذر‪ ،‬ويعتبر الفور عادة‪ ،‬فل يضر‬
‫صلة وأ كل دخل وقتهما‪ ،‬وقضاء حاجة ول سلمة على البائع‪ ،‬بخلف محادثته‪ ،‬ولو عليعه ليل‪ :‬فله التأخيعر‬
‫حتى يصبح‪،‬‬

‫[ ‪] 42‬‬

‫ويعذر فععي تأخيره بجهله جواز الرد بالعيععب‪ ،‬إن قرب عهده بالسععلم‪ ،‬أو نشععأ بعيدا عععن العلماء‪،‬‬
‫وبجهعل فوريتعه إن خفعي عليعه‪ ،‬ثعم إن كان البائع فعي البلد‪ :‬رده المشتري بنفسعه‪ ،‬أو وكليعه على البائع أو‬
‫وكيله‪ ،‬ولو كان البائع غائبعا ععن البلد‪ ،‬ول وكيعل له بهعا‪ :‬رفعع المعر إلى الحا كم وجوبعا‪ ،‬ول يوءخعر لحضوره‪.‬‬
‫فإذا عجعز ععن النهاء‪ ،‬لنحعو مرض‪ ،‬أشهعد على الفسعخ‪ ،‬فإن عجعز ععن الشهاد‪ :‬لم يلزمعه تلفعظ‪ ،‬وعلى‬
‫المشتري ترك استعمال‪ ،‬فلو‬

‫[ ‪] 43‬‬

‫اسععتخدم رقيقععا‪ ،‬ولو بقوله اسععقني‪ ،‬أو ناولنععي الثوب‪ ،‬أو أغلق الباب‪ ،‬فل رد قهرا‪ ،‬وإن يفعععل‬
‫الرقيق ما أمر به‪ ،‬فإن فعل شيئا من ذلك بل طلب‪ :‬لم يضر‪( .‬فرع) لو باع حيوانا أو غيره بشرط براءته‬
‫من العيوب في المبيع أو أن ل يرد بها‪ :‬صح العقد‪ ،‬وبرئ من عيب باطن بالحيوان موجود حال العقد لم‬
‫يعلمه البائع‪ ،‬ل عن عيب باطن في غير الحيوان‪ ،‬ول ظاهر فيه‪ .‬ولو‬

‫[ ‪] 44‬‬

‫اختلفا في قدم العيب‪ ،‬واحتمل صدق كل‪ :‬صدق البائع بيمينه في دعواه حدوثه‪ ،‬لن الصل‪ :‬لزوم‬
‫العقعد‪ .‬وقيعل لن الصعل عدم العيعب فعي يده‪ .‬ولو حدث عيعب ل يعرف القديعم بدونعه ككسعر بيعض‪ ،‬وجوز‪،‬‬
‫وتقويعر بطيعخ مدود‪ ،‬رد ول أرش عليعه للحادث‪ ،‬ويتبعع فعي الرد بالعيعب‪ :‬الزيادة المتصعلة‪ ،‬كالسعمن‪ ،‬وتعلم‬
‫الصنعة‪ ،‬ولو‬
‫[ ‪] 45‬‬

‫بأجرة‪ ،‬وحمعل قارن بيععا‪ ،‬ل المنفصعلة‪ :‬كالولد‪ ،‬والثمعر‪ ،‬وكذا الحمعل الحادث فعي ملك المشتري‪،‬‬
‫فل تتبع في الرد‪ ،‬بل هي للمشتري‪ .‬صل في حكم المبيع قبل القبض (المبيع قبل قبضه من ضمان بائع)‬
‫بمعنى انفساخ البيع بتلفه أو إتلف بائع‪ ،‬وثبوت الخيار بتعيبه أو‬

‫[ ‪] 46‬‬

‫تعييعب بائع‪ ،‬أو أجنعبي‪ ،‬وبإتلف أجنعبي‪ .‬فلو تلف بآفعة‪ ،‬أو أتلفعه البائع‪ :‬انفسعخ البيعع (وإتلف مشتعر‬
‫قبض) وإن جهل أنه للبيع (ويبطل تصرف) ولو مع بائع (بنحو بيع) كهبة‪ ،‬وصدقة‪ ،‬وإجارة ورهن‪ ،‬وإقراض‪:‬‬
‫(فيما لم يقبض‪ ،‬ل بنحو إعتاق) وتزويج‪ ،‬ووقف‪ :‬لتشوف الشارع إلى العتق‪ ،‬ولعدم توقفه على القدرة‬
‫بدليعل صعحة إعتاق البعق‪ ،‬ويكون بعه المشتري قابضعا ول يكون قابضعا بالتزويعج (وقبعض غيعر منقول) معن‬
‫أرض ودار وشجعر (بتخليعة لمشتعر) بأن يمكنعه منعه البائع معع تسعليمه المفتاح وإفراغعه معن أمتععة غيعر‬
‫المشتري (و) قبض (منقول) من‬

‫[ ‪] 47‬‬

‫سفينة أو حيوان (بنقله) من محله إلى محل آخر مع تفريغ السفينة‪ ،‬ويحصل القبض أيضا بوضع‬
‫البائع للمنقول بيعن يدي المشتري بحيعث لو معد إليعه يده لناله‪ .‬وإن قال‪ :‬ل أريده وشرط فعي غائب ععن‬
‫محل العقد‪ ،‬مع إذن البائع في القبض‪ ،‬مضى زمن يمكن فيه المضي إليه عادة‪ .‬ويجوز لمشتر استقلل‬
‫بقبض للمبيع إن كان الثمن‬

‫[ ‪] 48‬‬

‫مؤجل‪ ،‬أو سعلم الحال‪( .‬وجاز اسعتبدال) فعي غيعر ربوي بيعع بمثله معن جنسعه (ععن ثمعن) نقعد أو‬
‫غيره‪ :‬لخبر ابن عمر رضي الله عنه‪ :‬كنت أبيع البل بالدنانير‪ ،‬وآخذ مكانها الدارهم‪ ،‬وأبيع بالدراهم‪ ،‬وآخذ‬
‫مكانهعا الدنانيعر‪ ،‬فأتيعت رسعول الله (ص)‪ ،‬فسعألته عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬ل بأس إذا تفرقتمعا وليعس بينكمعا شعئ‬
‫(و) عن (دين)‬

‫[ ‪] 49‬‬

‫قرض‪ ،‬وأجرة‪ ،‬وصعداق‪ ،‬ل ععن مسعلم فيعه‪ ،‬لعدم اسعتقراره‪ .‬ولو اسعتبدل موافقعا فعي علة الربعا‪،‬‬
‫كدرهم عن دينار‪ ،‬اشترط قبض البدل في المجلس‪ ،‬حذرا من الربا‪ ،‬ل إن استبدل ما ل يوافقه في العلة‪،‬‬
‫كطعام عن در هم ‪ ،‬ول يبدل نوع أ سلم فيه‪ ،‬أو مبيع في الذمة عقد بغير لفظ السلم بنوع آخر‪ ،‬ولو من‬
‫جنسعه‪ :‬كحنظعة سعمراء ععن بيضاء‪ ،‬لن المعبيع معع تعينعه ل يجوز بيععه قبعل قبضعه‪ ،‬فمعع كونعه فعي الذمعة‪.‬‬
‫أولى‪ .‬نعم‪ ،‬يجوز إبداله بنوعه الجود‪ ،‬وكذا الردأ بالتراضي‪.‬‬

‫[ ‪] 50‬‬

‫فصعل فعي بيعع الصعول والثمار (يدخعل فعي بيعع أرض) وهبتهعا ووقفهعا‪ ،‬والوصعية بهعا مطلقعا‪ ،‬ل فعي‬
‫رهنها والقرار بها (ما فيها) من بناء وشجر رطب وثمره الذي لم يظهر عند البيع‪ ،‬وأصول بقل تجز مرة‬
‫بععد أخرى‪ ،‬كقثاء‪ ،‬وبطيعخ‪ ،‬ل معا يوءخعذ دفععة‪ ،‬كعبر وفجعل لنعه ليعس للدوام والثبات‪ ،‬فهعو كالمنقولت فعي‬
‫الدار‪( .‬و) يدخل (في) بيع (بستان)‪ ،‬وقرية‬

‫[ ‪] 51‬‬

‫(أرض‪ ،‬وشجر‪ ،‬وبناء) فيهما‪ ،‬ل مزارع حولهما‪ ،‬لنها ليست منهما‪( .‬و) في بيع (دار هذه الثلثة)‬
‫أي الرض المملوكة للبائع بحملتها‪ ،‬حتى تخومها إلى الرض السابعة‪ ،‬والشجر المغروس فيها‪ ،‬وإن كثر‪،‬‬
‫والبناء فيها بأنواعه‪( ،‬وأبواب منصوبة) وأغلقها المثبتة‪ ،‬ل البواب المقلوعة‪ ،‬والسرر والحجارة المدفونة‬
‫بل بناء‪( ،‬ل في)‬
‫[ ‪] 52‬‬

‫بيععع (قععن) ذكععر أو غيره (حلقععة) بأذنععه‪ ،‬أو خاتععم‪ ،‬أو نعععل‪( ،‬و) كذا (ثوب) عليععه خلفععا للحاوي‪،‬‬
‫كالمحرر‪ ،‬وإن كان ساتر عورته‪( .‬وفي) بيع (شجر) رطب بل أرض عند الطلق (عرق) ولو يابسا إن لم‬
‫يشرط قطعععع الشجعععر‪ ،‬بأن شرط إبقاوه أو أطلق‪ ،‬لوجوب بقاء الشجعععر الرطعععب‪ .‬ويلزم المشتري قلع‬
‫اليابس عند الطلق‪ ،‬للعادة‪ ،‬فإن شرط قطعه أو قلعه‪ :‬عمل به‪ ،‬أو إبقاؤه‪ :‬بطل البيع ول ينتفع المشتري‬
‫بمغرسها (وغصن رطب)‪ ،‬ل يابس‪ ،‬والشجر رطب‪ ،‬لن العادة قطعه‪ ،‬وكذا ورق رطب‪ ،‬ل ورق حناء على‬
‫الوجه‪( ،‬ل) يدخل في بيع الشجر‬

‫[ ‪] 53‬‬

‫(مغرسه)‪ ،‬فل يتبعه في بيعه‪ ،‬لن اسم الشجر ل يتناوله (و) ل ثمر (ظهر)‪ :‬كطلع نخل بتشقق‪،‬‬
‫وثمعر نحعو عنعب‪ :‬بعبروز‪ ،‬وجوز‪ :‬بانعقاد‪ ،‬فمعا ظهعر منعه‪ :‬للبائع‪ ،‬ومعا لم يظهعر‪ :‬للمشتري‪ .‬ولو شرط الثمعر‬
‫لحدهمععا‪ :‬فهععو له‪ ،‬عمل بالشرط‪ :‬سععواء أظهععر الثمععر أم ل‪( ،‬ويبقيان) أي الثمععر الظاهععر والشجععر عنععد‬
‫الطلق‪ ،‬فيسعتحق البائع تبقيعة الثمعر إلى أوان الجداد‪ ،‬فيأخذه دفععة‪ ،‬ل تدريجعا‪ ،‬وللمشتري تبقيعة الشجعر‬
‫ما دام حيا‪ ،‬فإن انقلع‪ ،‬فله غرسه إن نفع ل بد له (و) يدخل (في) بيع (دابة حملها) المملوك لمالكها‪ ،‬فإن‬
‫لم يكن مملوكا لمالكها‪ ،‬لم يصح البيع‪ ،‬كبيعها دون حملها‪ ،‬وكذا عكسه‪.‬‬

‫[ ‪] 54‬‬

‫فصعل فعي اختلف المتعاقديعن (ولو اختلف متعاقدان) ‪ -‬ولو وكيليعن‪ ،‬أو وارثيعن ‪( -‬فعي صعفة عقعد)‬
‫معاوضة كبيع‪ ،‬وسلم‪ ،‬وقراض‪ ،‬وإجارة‪ ،‬وصداق‪( ،‬و) الحال أنه قد (صح) العقد باتفاقهما‪ ،‬أو يمين البائع‪:‬‬
‫(كقدر عوض) من نحو مبيع‪ ،‬أو ثمن‪ ،‬أو جنسه‪ ،‬أو صفته‪ ،‬أو أجل‪ ،‬أو قدره‪( ،‬ول بينة لحدهما) بما ادعاه‪،‬‬
‫أو كان لكل منهما بينة‪ ،‬ولكن قد‬

‫[ ‪] 55‬‬

‫تعارضتا بأن أطلقتا‪ ،‬أو أطلقت إحداهما وأرخت الخرى‪ ،‬أو أرختا بتاريخ واحد‪ ،‬وإل حكم بمقدمة‬
‫التاريخ‪( .‬حلف كل) منهما يمينا واحدة‪ ،‬تجمع نفيا لقول صاحبه‪ ،‬وإثباتا لقوله‪ ،‬فيقول البائع مثل‪ :‬ما بعت‬
‫بكذا‪ ،‬ولقععد بعععت بكذا‪ .‬ويقول المشتري‪ :‬مععا اشتريععت بكذا‪ ،‬ولقععد اشتريععت بكذا‪ ،‬لن كل‪ :‬مععن المدعععي‬
‫والمدععى عليعه‪ .‬والوجعه‪ :‬عدم الكتفاء بمعا بععت إل بكذا‪ ،‬لن النفعي فيعه‪ :‬صعريح والثبات‪ :‬مفهوم‪( ،‬فإن)‬
‫رضي أحدهما بدون ما ادعاه‪ ،‬أو سمح للخر بما ادعاه‪ ،‬لزم العقد‪ ،‬ول رجوع‪ ،‬فإن (أصرا) على الختلف‪:‬‬
‫(فلكعل) منهمعا (أو) للحا كم (فسخه) أي العقعد‪ ،‬وإن لم يسعأله‪ ،‬قطعا‪ ،‬للنزاع‪ .‬ول تجعب الفور ية هنا‪ .‬ثم‬
‫بعد الفسخ‪ :‬يرد المبيع‬

‫[ ‪] 56‬‬

‫بزيادته المتصلة‪ ،‬فإن تلف حسا أو شرعا‪ ،‬كأن وقفه أو باعه‪ ،‬رد مثله إن كان مثليا‪ ،‬أو قيمته إن‬
‫كان متقوما‪ .‬ويرد على البائع قيمة آبق فسخ العقد‪ ،‬وهو آبق من عند المشتري‪ ،‬والظاهر اعتبارها بيوم‬
‫الهرب‪( .‬ولو ادععى) أحدهمعا (بيععا‪ ،‬والخعر رهنعا‪ ،‬أو هبعة)‪ :‬كأن قال أحدهمعا بعتكعه بألف‪ ،‬فقال الخعر‪ :‬بعل‬
‫رهنتنيعه‪ ،‬أو وهبتنيعه‪ ،‬فل تخالف إذا لم يتفقعا على عقعد واحعد‪ ،‬بعل (حلف كعل) منهمعا للخعر (نفيعا)‪ ،‬أي يمينعا‬
‫نافيعة لدعوى الخعر لن الصعل‪ :‬عدمعه‪ ،‬ثعم يرد مدععى البيعع اللف‪ ،‬لنعه مقعر بهعا‪ ،‬ويسعترد العيعن بزوائدهعا‬
‫المتصلة والمنفصلة‪( .‬و) إذا‬

‫[ ‪] 57‬‬

‫اختلف العاقدان‪ :‬فادعى أحدهما اشتمال العقد على مفسد من إخلل ركن أو شرط‪ ،‬كأن ادعى‬
‫أحدهمعا رؤيتعه‪ ،‬وأنكرهعا الخعر‪( :‬حلف مدععي صعحة) العقعد غالبعا‪ ،‬تقديمعا للظاهعر معن حال المكلف‪ ،‬وهعو‬
‫اجتنابعه للفاسعد‪ ،‬على أصعل عدمهعا لتشوف الشارع إلى إمضاء العقود‪ ،‬وقعد يصعدق مدععي الفسعاد‪ ،‬كأن‬
‫قال البائع‪ :‬لم أكعن بالغعا حيعن البيعع‪ ،‬وأنكعر المشتري‪ ،‬واحتمعل معا قاله البائع‪ :‬صعدق بيمينعه‪ ،‬لن الصعل‪:‬‬
‫عدم البلوغ‪ .‬وإن اختلفعا‪ :‬هعل وقعع الصعلح على النكار أو العتراف ؟ فيصعدق مدععي النكار‪ :‬لنعه الغالب‪.‬‬
‫ومن وهب في مرضه شيئا‪ ،‬فادعت ورثته غيبة عقله حال الهبة‪ :‬لم يقبلوا‪ ،‬إل إن علم له غيبة قبل الهبة‪،‬‬
‫وادعوا استمرارها إليها‪ .‬ويصدق منكر أصل نحو البيع‪.‬‬

‫[ ‪] 58‬‬

‫(فروع) لورد المشتري مبيعا معينا معيبا‪ .‬فأنكر البائع أنه المبيع‪ .‬فيصدق بيمينه‪ ،‬لن الصل مضي‬
‫العقعد على السعلمة‪ .‬ولو أتعى المشتري بمعا فيعه فأرة‪ ،‬وقال قبضتعه كذلك‪ ،‬فأنكعر المقبعض صعدق بيمينعه‪.‬‬
‫ولو أفرغه في ظرف المشتري‪ ،‬فظهرت فيه فأرة‪ ،‬فادعى كل أنها من عند الخر‪ :‬صدق البائع بيمينه إن‬
‫أمكعن صعدقه‪ ،‬لنعه مدع للصعحة‪ ،‬ولن الصعل فعي كعل حادث‪ :‬تقديره بأقرب زمعن‪ .‬والصعل براءة البائع‪.‬‬
‫وإن دفعع لدائنعه دينعه فرده بعيعب‪ ،‬فقال الدافعع ليعس هعو الذي دفعتعه‪ :‬صعدق الدائن ‪ -‬لن الصعل‪ :‬بقاء‬
‫الذمعة‪ .‬ويصعدق غاصعب رد عينعا‪ ،‬وقال هعي المغصعوبة‪ ،‬وكذا وديعع‪ .‬فصعل فعي القرض والرهعن (القراض)‬
‫وهو تمليك شئ على أن يرد مثله (سنة)‪ ،‬لن فيه إعانة على كشف كربة‪ ،‬فهو من السنن‬

‫[ ‪] 59‬‬

‫الكيدة‪ ،‬للحاديث الشهيرة كخبر مسلم من نفس على أخيه كربة من كرب الدنيا‪ ،‬نفس الله عنه‬
‫كربة من كرب يوم القيامة‪ .‬والله في عون العبد‪ ،‬ما دام العبد في عون أخيه وصح خبر من أقرض الله‬
‫مرتيعن‪ :‬كان له مثعل أجعر أحدهمعا لو تصعدق بعه والصعدقة أفضعل منعه‪ ،‬خلفعا لبعضهعم‪ .‬ومحعل ندبعه‪ :‬إن لم‬
‫يكععن المقترض مضطرا‪ ،‬وإل وجععب‪ .‬ويحرم القتراض على غيعر مضطعر لم يرج الوفاء مععن جهعة ظاهرة‬
‫فورا في الحال‪ ،‬وعند الحلول في‬

‫[ ‪] 60‬‬

‫المؤجععل‪ ،‬كالقراض عنععد العلم‪ ،‬أو الظععن مععن آخذه أنععه ينفقععه فععي معصععية‪ .‬ويحصععل (بإيجاب‪:‬‬
‫كأقرضتععك) هذا‪ ،‬أو ملكتكععه على أن ترد مثله‪ ،‬أو خذه ورد بدله‪ ،‬أو إصععرفه فععي حوائجععك ورد بدله‪ ،‬فإن‬
‫حذف ورد بدله‪ :‬فكنايعة‪ .‬وخذه فقعط‪ :‬لغعو‪ ،‬إل إن سعبقه أقرضنعي هذا‪ ،‬فيكون قرضعا‪ ،‬أو أعطنعي‪ ،‬فيكون‬
‫هبعة‪ .‬ولو اقتصعر على ملكتكعه‪ ،‬ولم ينعو البدل‪ :‬فهبعة‪ ،‬وإل فكنايعة‪ .‬ولو اختلفعا فعي نيعة البدل‪ :‬صعدق الدافعع‪،‬‬
‫لنعه أعرف بقصعده‪ .‬أو فعي ذكعر البدل‪ :‬صعدق الخعذ فعي عدم الذكعر‪ ،‬لنعه الصعل‪ .‬والصعيغة ظاهرة فيمعا‬
‫ادعاه‪ .‬ولو قال لمضطر أطعمتك بعوض‪،‬‬

‫[ ‪] 61‬‬

‫فأنكر‪ ،‬صدق المطعم‪ ،‬حمل للناس على هذه المكرمة ولو قال وهبتك بعوض‪ ،‬فقال مجانا‪ :‬صدق‬
‫المتهب‪ .‬ولو قال اشتر لي بدرهمك خبز‪ ،‬فاشتري له‪ :‬كان الدرهم قرضا‪ ،‬ل هبة‪ ،‬على المعتمد‪( ،‬وقبول)‬
‫متصععل بععه‪ :‬كأقرضتععه‪ ،‬وقبلت قرضععه‪ .‬نعععم‪ :‬القرض الحكمععي ‪ -‬كالنفاق على اللقيععط المحتاج‪ ،‬وإطعام‬
‫الجائع‪ ،‬وكسععوة العاري‪ ،‬ل يفتقععر إلى إيجاب وقبول‪ .‬ومنععه أمععر غيره بإعطاء ماله غرض فيععه‪ :‬كإعطاء‬
‫شاعر‪ ،‬أو ظالم‪ ،‬أو إطعام فقير‪ ،‬أو فداء أسير ‪ -‬وعمر داري‪ .‬وقال جمع‪ :‬ل يشترط في القرض‪ :‬اليجاب‬
‫والقبول واختاره الذرعي‪ .‬وقال قياس جواز المعاطاة في البيع‪ :‬جوازها هنا‪ ،‬وإنما يجوز القرض من أهل‬
‫تبرع‪ :‬فيما يسلم فيه من حيوان وغيره‬

‫[ ‪] 62‬‬

‫ولو نقدا مغشوشعا‪ .‬نععم‪ .‬يجوز قرض الخبعز‪ ،‬والعجيعن‪ ،‬والخميعر الحامعض‪ ،‬ل الروبعة‪ ،‬على الوجعه‪،‬‬
‫وهععي خميرة لبععن حامععض‪ ،‬تلقععى على اللبععن ليروب‪ ،‬لختلف حموضتهععا المقصععودة‪ .‬ولو قال أقرضنععي‬
‫عشرة‪ ،‬فقال خذهعا معن فلن‪ ،‬فإن كانعت له تحعت يده‪ :‬جاز‪ ،‬وإل فهعو وكيعل فعي قبضهعا‪ ،‬فل بعد معن تجديعد‬
‫قرضها‪ .‬ويمتنع على ولي قرض مال موليه بل ضرورة‪ .‬نعم‪ :‬يجوز للقاضي إقراض مال المحجور عليه بل‬
‫ضرورة‪ ،‬لكثرة أشغاله‪:‬‬

‫[ ‪] 63‬‬
‫إن كان المقترض أمينععا موسععرا‪( ،‬وملك مقترض بقبععض) بإذن مقرض‪ ،‬وإن لم يتصععرف فيععه‪،‬‬
‫كالموهوب‪ .‬قال شيخنعا‪ :‬والوجعه فعي النقوط المعتاد فعي الفراح أنعه هبعة‪ ،‬ل قرض‪ ،‬وإن اعتيعد رد مثله‪.‬‬
‫ولو أنفععق على أخيععه الرشيععد وعياله سععنين وهععو سععاكت‪ :‬ل يرجععع بععه‪ ،‬على الوجععه‪( ،‬و) جاز (لمقرض‬
‫استرداد) حيث بقي ذلك المقترض‪ ،‬وإن‬

‫[ ‪] 64‬‬

‫زال عن ملكه ثم عاد على الوجه‪ ،‬بخلف ما لو تعلق به حق لزم‪ ،‬كرهن‪ ،‬وكتابة‪ ،‬فل يرجع فيه‬
‫حينئذ‪ .‬نعم‪ :‬لو آجره رجع فيه‪ ،‬ويجب على المقترض رد المثل في المثلى‪ ،‬وهو النقد والحبوب‪ ،‬ولو نقدا‬
‫أبطله السعلطان‪ ،‬لنعه أقرب إلى حقعه‪ ،‬ورد المثعل صعورة فعي المتقوم‪ ،‬وهعو الحيوان‪ ،‬والثياب والجواهعر‪،‬‬
‫ول يجعب قبول الردئ ععن الجيعد‪ ،‬ول قبول المثعل فعي غيعر محعل القراض إن كان له غرض صعحيح‪ ،‬كأن‬
‫كان لنقله مؤنعة‪ ،‬ولم يتحملهعا المقترض‪ ،‬أو كان الموضعع مخوفعا‪ .‬ول يلزم المقترض الدفعع فعي غيعر محعل‬
‫القراض إل إذا لم يكععن لحملة مؤنععة‪ ،‬أو له مؤنععة وتحملهععا المقرض‪ ،‬لكععن له مطالبععة فععي غيععر محععل‬
‫القراض بقيمعة بمحعل القراض وقعت المطالبعة فيمعا لنقله مؤنعة ولم يتحلمهعا المقرض لجوزا العتياض‬
‫عنه‪( .‬و) جاز لمقرض (نفع) يصل له من مقترض‪ ،‬كرد الزائد‬

‫[ ‪] 65‬‬

‫قدرا أو صفة‪ ،‬والجود في الردئ (بل شرط) في العقد‪ ،‬بل يسن ذلك لمقترض‪ ،‬لقوله (ص)‪ :‬إن‬
‫خياركععم‪ :‬أحسععنكم قضاء ول يكره للمقرض أخذه‪ ،‬كقبول هديتععه‪ ،‬ولو فععي الربوي‪ .‬والوجععه أن المقرض‬
‫يملك الزائد من غير لفظ‪ ،‬لنه وقع تبعا‪ ،‬وأيضا فهو يشبه الهدية‪ ،‬وأن المقترض إذا دفع أكثر مما عليه‪،‬‬
‫وادععى أنعه إنمعا دفعع ذلك ظنعا أنعه الذي عليعه‪ :‬حلف‪ ،‬ورجعع فيعه‪ .‬وأمعا القرض بشرط جعر نفعع لمقرض‬
‫ففاسد‪ ،‬لخبر كل قرض جر منفعة‪ ،‬فهو ربا وجبر ضعفه‪ :‬مجئ معناه عن جمع من الصحابة‪ .‬ومنه القرض‬
‫لمن يستأجر ملكه‪ ،‬أي مثل بأكثر من قيمته لجل القرض‪ .‬إن وقع ذلك شرطا‪ ،‬إذ هو حينئذ حرام إجماعا‪،‬‬
‫وإل كره عندنا‪ ،‬وحرام عند كثير من‬

‫[ ‪] 66‬‬

‫العلماء‪ ،‬قاله السبكي‪ ،‬ويجوز القراض بشرط الرهن أو الكفيل‪ .‬ولو قال أقرض هذا مائة وأنا لها‬
‫ضامعن‪ ،‬فأقرضعه المائة ‪ -‬أو بعضهعا ‪ -‬كان ضامنعا‪ ،‬على الوجعه‪ ،‬للحاجعة‪ :‬كألق متاععك فعي البحعر وعلي‬
‫ضمانهعم وقال البغوي‪ :‬لو ادععى المالك القرض‪ ،‬والخعذ الوديععة‪ :‬صعدق الخعذ لن الصعل‪ :‬عدم الضمان‪،‬‬
‫خلفا للنوار‪( .‬ويصح رهن) وهو جعل عين يجوز بيعها وثيقة بدين يستوفى منها عند تعذر وفائه‪ ،‬فل يصح‬
‫رهن وقف‬

‫[ ‪] 67‬‬

‫وأم ولد (بإيجاب وقبول) كرهنععت‪ ،‬وأرتهنععت ويشترط مععا مععر فععي البيععع‪ ،‬مععن اتصععال اللفظيععن‪،‬‬
‫وتوافقهما معنى‪ ،‬ويأتي هنا خلف المعاطاة (من أهل تبرع)‪ ،‬فل يرهن ولي ‪ -‬أبا كان‪ ،‬أو جدا‪ ،‬أو وصيا‪ ،‬أو‬
‫حاكما ‪ -‬مال صبي ومجنون‪ ،‬كما ل يرتهن لهما ‪ -‬إل لضرورة‪ ،‬أو غطبة ظاهرة‪ ،‬فيجوز له الرهن والرتهان‬
‫‪ -‬كأن يرهن على ما‬

‫[ ‪] 68‬‬

‫يقترض لحاجة المؤنة ليوفي مما ينتظر من الغلة أو حلول الدين‪ ،‬وكأن يرتهن على ما يقرضه أو‬
‫يععبيعه مؤجل لضرورة نهععب أو نحوه‪ ،‬للزوم الرتهان حينئذ (ولو) كان العيععن المرهونععة جزءا مشاعععا‪ ،‬أو‬
‫(عارية)‪ ،‬وإن لم يصرح بلفظها‪ ،‬كأن قال له مالكها‪ :‬ارهنها بدينك لحصول التوثق بها‪ .‬ويصح إعارة النقد‬
‫لذلك‪ ،‬على الوجه‪ ،‬وإن‬

‫[ ‪] 69‬‬
‫منعنععا إعارتععه لغيععر ذلك‪ ،‬فيصععح رهععن معار بإذن مالك بشرط معرفتععه المرتهععن‪ ،‬وجنععس الديععن‬
‫وقدره‪ .‬نعم‪ ،‬في الجواهر لو قال له ارهن عبدي بما شئت‪ :‬صح أن يرهنه بأكثر من قيمته‪ .‬ولو عين قدرا‬
‫فرهعن بدونعه‪ :‬جاز‪ ،‬ول رجوع للمالك بععد قبعض المرتهعن العاريعة‪ ،‬فلو تلف فعي يعد الراهعن‪ ،‬ضمعن لنعه‬
‫مستعير الن‪ ،‬اتفاقا‪ ،‬أو في يد المرتهن‪ :‬فل ضمان عليهما‪ ،‬إذ المرتهن أمين‪ ،‬ولم يسقط الحق عن ذمة‬
‫الراهن‪ .‬نعم‪ :‬إن رهن فاسدا‪ :‬ضمن بالتسليم‪ ،‬على ما قاله غير واحد‪ ،‬ويباع المعار بمراجعة مالكه عند‬
‫حلول الدين‪ ،‬ثم يرجع المالك على الراهن‬

‫[ ‪] 70‬‬

‫بثمنه الذي بيع به (ل) يصح (بشرط ما يضر) الراهن‪ ،‬أو المرتهن‪( :‬كأن ل يباع) أي المرهون‪ ،‬عند‬
‫المحل‪ ،‬أي وقت حلول الدين‪ ،‬أو إل بأكثر من ثمن المثل‪( ،‬وكشرط منفعته) أي المرهون (لمرتهن) كأن‬
‫يشرطا أن الزوائد الحادثة ‪ -‬كثمر الشجر ‪( -‬مرهونة) فيبطل الرهن في الصور الثلث‪( ،‬ول يلزم) الرهن‬
‫كالهبة (إل بقبض)‬

‫[ ‪] 71‬‬

‫بمعا معر فعي قبعض المعبيع (بإذن) معن راهعن يصعح تعبرعه‪ ،‬ويحصعل الرجوع ععن الرهعن قبعل قبضعه‬
‫بتصعرف يزيل الملك كالهبعة‪ ،‬والرهعن لخر‪ ،‬ول بوطئ‪ ،‬وتزو يج‪ ،‬وموت عاقعد‪ ،‬وهرب مرهون‪( .‬واليعد) فعي‬
‫المرهون (لمرتهعن) بععد لزوم الرهعن غالبعا (وهعي) على الرهعن (أمانعة) أي يعد أمانعة‪ ،‬ولو بععد البراءة معن‬
‫الدين‪ ،‬فل يضمنه المرتهن إل‬

‫[ ‪] 72‬‬

‫بالتعدي‪ :‬كأن امتنعع معن الرد بععد سعقوط الديعن (وصعدق) أي المرتهعن (كالمسعتأجر فعي) دعوى‬
‫(تلف) بيمينعه (ل فعي رد) لنهمعا قبضعا لغرض أنفسعهما‪ ،‬فكانعا كالمسعتعير‪ ،‬بخلف الوديعع‪ ،‬والوكيعل‪ ،‬ول‬
‫يسعقط بتلفعه شعئ معن الديعن‪ .‬ولو غفعل ععن نحعو كتاب‪ ،‬فأكلتعه الرضعة‪ ،‬أو جعله فعي محعل هعو مظنتهعا‪،‬‬
‫ضمنه لتفريطه‪( .‬قاعدة) وحكم فساد العقود إذا صدر من رشيد‪ ،‬حكم صحيحها في الضمان وعدمه‪ ،‬لن‬
‫صحيح العقد‬

‫[ ‪] 73‬‬

‫إذا اقتضعععى الضمان بععععد القبعععض ‪ -‬كالبيعععع والقرض ‪ -‬ففاسعععده أولى‪ ،‬أو عدمعععه ‪ -‬كالمرهون‪،‬‬
‫والمستأجر والموهوب‪ ،‬ففاسده كذلك‪( .‬فرع) لو رهن شيئا وجعله مبيعا من المرتهن بعد شهر‪ ،‬أو عارية‬
‫له بعده‪ ،‬بأن شرطا في عقد الرهن ثم قبضه المرتهن‪ :‬لم يضمنه قبل مضي الشهر‪ ،‬وإن علم فساده ‪-‬‬
‫على المعتمد ‪ -‬وضمنه بعده لنه يصير بيعا‪ ،‬أو‬

‫[ ‪] 74‬‬

‫عاريعة فاسعدين لتعليقهمعا بانقضاء الشهعر‪ .‬فإن قال رهنتعك‪ ،‬فإن لم أقعض عنعد الحلول فهعو معبيع‬
‫منعك‪ :‬فسعد البيعع‪ ،‬ل الرهعن‪ ،‬على الوجعه‪ ،‬لنعه لم يشترط فيعه شيئا‪( .‬وله) أي للمرتهعن (طلب بيععه) أي‬
‫المرهون‪ ،‬أو طلب قضاء دينعه إن لم يبعع‪ .‬ول يلزم الراهعن البيعع بخصعوصه‪ ،‬بعل إنمعا يطلب المرتهعن أحعد‬
‫المرين (إن حل دين)‪ ،‬وإنما يبيع الراهن بإذن المرتهن عند الحاجة‪ ،‬لن له فيه حقا ويقدم المرتهن بثمنه‬
‫على سعائر الغرماء‪ .‬فإن أبعى المرتهعن الذن‪ .‬قال له الحاكعم ائذن فعي بيععه‪ ،‬أو أبرئه معن الديعن‪( .‬ويجعبر‬
‫راهعن) أي يجعبره الحاكعم على أحعد المريعن إذا امتنعع بالحبعس‪ ،‬وغيره‪( ،‬فإن أصعر) على المتناع‪ ،‬أو كان‬
‫غائبا وليس له ما يوفى منه غير الرهن‪( .‬باعه) عليه‬

‫[ ‪] 75‬‬

‫(قاض) بعد ثبوت الدين‪ ،‬وملك الراهن والرهن‪ ،‬وكونه بمحل وليته وقضى الدين من ثمنه‪ ،‬دفعا‬
‫لضرر المرتهن‪ ،‬ويجوز للمرتهن بيعه في دين حال بإذن الراهن وحضرته‪ ،‬بخلفه في غيبته‪ .‬نعم‪ ،‬إن قدر‬
‫له الثمن‪ :‬صح مطلقا‪ ،‬لنتفاء التهمة ولو شرطا أن يبيعه ثالث عند المحل‪ :‬جاز بيعه بثمن مثل حال‪ :‬ول‬
‫يشترط مراجععة الراهعن فعي البيعع‪ ،‬لن الصعل بقاء إذنعه‪ ،‬بعل المرتهعن‪ ،‬لنعه قعد يمهعل‪ ،‬أو يعبرئ (وعلى‬
‫مالكعه) معن راهعن‪ ،‬أو معيعر له‪( :‬مؤنعة) للمرهون ‪ -‬كنفقعة رقيعق‪ ،‬وكسعوته‪ ،‬وعلف دابعة‪ ،‬وأجرة رد آبعق‪،‬‬
‫ومكان حفظ‪ ،‬وإعادة ما يهدم‬

‫[ ‪] 76‬‬

‫إجماععا‪ ،‬خلفعا لمعا شعذ بعه الحسعن‪ .‬فإن غاب أو أعسعر‪ .‬راجعع المرتهعن الحاكعم‪ ،‬وله النفاق بإذنعه‬
‫ليكون رهنا بالنفقة أيضا‪ .‬فإن تعذر استئذانه‪ ،‬وأشهد بالنفاق ليرجع‪ ،‬رجع‪ ،‬وإل فل‪( ،‬وليس له) أي للمالك‬
‫بععد لزوم الرهعن‪ :‬بيعع‪ ،‬ووقعف‪ ،‬و (رهعن لخعر)‪ ،‬لئل يزاحعم المرتهعن (ووطعئ) للمرهونعة بل إذنعه‪ ،‬وإن لم‬
‫تحبعل‪ ،‬حسعما للباب‪ ،‬بخلف سعائر التمتعات‪ ،‬فتحعل‪ ،‬إن أمعن الوطعئ‪( ،‬وتزويعج) المعة مرهونعة‪ ،‬لنقصعه‬
‫القيمعة‪( ،‬ل) إن كان التزويعج (منعه)‪ :‬أي المرتهعن‪ ،‬أو بإذنعه‪ ،‬فل يمتنعع على الراهعن‪ ،‬وكذا ل تجوز الجارة‬
‫لغير المرتهن بل إذن إن‬

‫[ ‪] 77‬‬

‫جاوزت مدتها المحل‪ .‬ويجوز له النتفاع بالركوب والسكنى‪ ،‬ل بالبناء والغرس‪ .‬نعم‪ ،‬لو كان الدين‬
‫مؤجل‪ ،‬وقال‪ :‬أنا أقلع عند الجل‪ ،‬فله ذلك‪ .‬وأما وطئ المرتهن الجارية المرهونة‪ ،‬ولو بإذن المالك‪ ،‬فزنا‪،‬‬
‫حيث علم التحريم‪ ،‬فعليه الحد‪ ،‬ويلزمه المهر‪ ،‬ما لم تطاوعه‪ ،‬عالمة بالتحريم‪ ،‬وما نسب إلى عطاء‪ ،‬من‬
‫تجويزه الوطعئ بإذن المالك‪ ،‬ضعيعف جدا‪ ،‬بعل قيعل إنعه مكذوب عليعه‪( .‬وسعئل) القاضعي الطيعب الناشري‬
‫ععن الحكعم فيمعا اعتاده النسعاء معن ارتهان الحلى معع الذن فعي لبسعها‪( .‬فأجاب) ل ضمان على المرتهنعة‬
‫مع اللبس‪ ،‬لن ذلك في حكم إجارة فاسدة معلل ذلك‪ :‬بأن المقرضة‪،‬‬

‫[ ‪] 78‬‬

‫ل تقرض مالهععا إل لجععل الرتهان واللبععس‪ ،‬فجعععل ذلك عوضععا فاسععدا فععي مقابلة اللبععس‪( .‬ولو‬
‫اختلفا) أي الراهعن‪ ،‬والمرتهن (فعي أصل رهن)‪ ،‬كأن قال رهنتنعي كذا‪ ،‬فأنكعر الخر‪( ،‬أو) فعي (قدره)‪ :‬أي‬
‫المرهون كرهنتنعي الرض معع شجرهعا‪ ،‬فقال‪ :‬بعل وحدهعا‪ ،‬أو قدر المرهون بعه‪ :‬كبألفيعن‪ ،‬فقال بعل بألف‪:‬‬
‫(صعدق راهعن) بيمينعه‪ .‬وإن كان المرهون بيعد المرتهعن لن الصعل عدم معا يدعيعه المرتهعن‪ .‬ولو ادععى‬
‫مرتهعن هعو بيده أنعه قبضعه بالذن‪ ،‬وأنكره الراهعن‪ ،‬وقال بعل غصعبته‪ ،‬أو أعرتكعه‪ ،‬أو آجرتكعه‪ :‬صعدق فعي‬
‫جحده بيمينه‪( .‬فرع) من عليه ألفان بأحدهما رهن أو كفيل‪ ،‬فأدي ألفا وقال أديته عن ألف الرهن‪ :‬صدق‬
‫بيمينه‪ ،‬لن المؤدي أعرف بقصده وكيفيته‪ .‬ومن ثم لو أدى لدائنه شيئا وقصد أنه عن دينه وقع عنه‪ ،‬وإن‬
‫ظنه الدائن هدية‪،‬‬

‫[ ‪] 79‬‬

‫كذا قالوه‪ ،‬ثم إن لم ينو الدافع‪ ،‬شيئا حالة الدفعع‪ :‬جعله عما شاء منهما‪ ،‬لن التعيين إليه‪( .‬تتمة)‬
‫المفلس مععن عليععه ديععن لدامععي حال زائد على ماله‪ :‬يحجععر عليععه‪ ،‬بطلبععه الحجععر على نفسععه‪ ،‬أو طلب‬
‫غرمائه وبالحجر‪ :‬يتعلق حق الغرماء بماله‪ ،‬فل يصح تصرفه فيه بما يضرهم‪ .‬كوقف‪ ،‬وهبة‪ ،‬ول بيعه‪ ،‬ولو‬

‫[ ‪] 80‬‬

‫لغرمائه بدينهم‪ ،‬بغير إذن القاضي‪ .‬ويصح إقراره بعين أو دين أسند وجوبه لما قبل الحجر‪ .‬ويبادر‬
‫قاض يبيع ماله‪ ،‬ولو مسكنه‪ ،‬وخاد مه‪ ،‬بحضرته مع غرمائه‪ ،‬وقسم ثمنه بين غرمائه كبيع مال ممتنع عن‬
‫أداء حعق وجعب عليعه أداوه‪ .‬ولقاض إكراه ممتنعع معن الداء بالحبعس وغيره معن أنواع التعزيعر‪ .‬ويحبعس‬
‫مدين مكلف عهد له المال‬

‫[ ‪] 81‬‬

‫ل أصل وإن عل من جهة أب أو أم بدين فرعه‪ ،‬خلفا للحاوي‪ ،‬كالغزالي‪ ،‬وإذا ثبت إعسار مدين‪:‬‬
‫لم يجعز حبسعه‪ ،‬ول ملزمتعه ‪ -‬بعل يمهعل حتعى يوسعر‪ .‬وللدائن ملزمعة معن لم يثبعت إعسعاره‪ ،‬معا لم يختعر‬
‫المديععن الحبععس‪ ،‬فيجاب إليععه‪ ،‬وأجرة الحبععس‪ ،‬وكذا الملزم على المديععن‪ .‬وللحاكععم منععع المحبوس‪:‬‬
‫السعتئناس بالمحادثعة‪ ،‬وحضور الجمععة‪ ،‬وعمعل الصعنعة ‪ -‬إن رأى المصعلحة فيعه ‪ -‬ول يجوز للدائن تجويعع‬
‫المدين بمنع الطعام ‪ -‬كما أفتى به شيخنا الزمزمي‪ ،‬رحمه الله تعالى ‪ -‬ويجوز لغر يم المفلس المحجور‬
‫عليه أو الميت‪ :‬الرجوع فورا إلى‬

‫[ ‪] 82‬‬

‫متاععه‪ ،‬إن وجعد فعي ملكعه ولم يتعلق بعه حعق لزم‪ ،‬والعوض حال‪ ،‬وإن تفرخ البيعض المعبيع‪ ،‬ونبعث‬
‫البذر واشتععد حععب الزرع‪ ،‬لنهععا حدثععت مععن عيععن ماله‪ .‬ويحصععل الرجوع مععن البائع‪ ،‬ولو بل قاض‪ ،‬بنحععو‬
‫فسخت‪ ،‬ورجعت في المبيع ‪ -‬ل بنحو بيع وعتق فيه‪ .‬فصل‬

‫[ ‪] 83‬‬

‫(يحجعز بجنون إلى إفاقعة وصعبا إلى بلوغ) بكمال خمعس عشرة سعنة قمريعة‪ ،‬تحديدا‪ ،‬بشهادة‬
‫عدلين خبيرين‪ ،‬أو خروج مني‪ ،‬أو حيض‪ ،‬وإمكانهما‬

‫[ ‪] 84‬‬

‫كمال تسعع سعنين‪ .‬ويصعدق مدععي بلوغ‪ :‬بإمناء‪ ،‬أو حيعض‪ ،‬ولو فعي خصعومة‪ ،‬بل يميعن‪ .‬إذ ل يعرف‬
‫إل منعه‪ .‬ونبعت العانعة الخشنعة‪ ،‬بحيعث تحتاج إلى الحلق فعي حعق كافعر‪ :‬ذكعر أو أنثعى‪ ،‬أمارة على بلوغعه‬
‫بالسعن أو الحتلم‪ .‬ومثله‪ :‬ولد معن جهعل إسعلمه‪ ،‬ل معن عدم معن يعرف سعنه‪ :‬على الوجعه‪ ،‬وقيعل يكون‬
‫علمة في حق المسلم أيضا‪ .‬وألحقوا‪ ،‬بالعانة‪ :‬الشعر الخشن في البط‪ ،‬وإذا بلغ الصبي رشيدا‪ :‬أعطى‬
‫ماله والرشعد‪ :‬صعلح الديعن‪ ،‬والمال‪ ،‬بأن ل يفععل محرمعا يبطعل عدالة‪ :‬معن ارتكاب كعبيرة أو إصعرار على‬
‫صغيرة مع عدم غلبة طاعاته معاصيه‪،‬‬

‫[ ‪] 85‬‬

‫وبأن ل يبذر بتضييع المال باحتمال غبن فاحش في المعاملة‪ ،‬وإنفاقه‪ ،‬ولو فلسا في محرم‪ .‬وأما‬
‫صعرفه فعي الصعدقة‪ ،‬ووجوه الخيعر‪ ،‬والمطاععم‪ ،‬والملبعس‪ ،‬والهدايعا التعي ل تليعق بعه‪ ،‬فليعس بتبذيعر‪ .‬وبععد‬
‫إفاقعة المجنون وبلوغ الصعبي ‪ -‬ولو بل رشعد ‪ -‬يصعح السعلم‪ ،‬والطلق‪ ،‬والخلع‪ ،‬وكذا التصعرف المالي بععد‬
‫الرشد‪ .‬وولي‬

‫[ ‪] 86‬‬

‫الصعبي‪ :‬أب عدل‪ ،‬فأبوه وإن عل‪ ،‬فوصعي فقاضعي بلد المولى‪ ،‬إن كان عدل أمينعا‪ ،‬فإن كان ماله‬
‫ببلد آخعر‪ :‬فولي ماله قاضعي بلد المال ‪ -‬فعي حفظعه‪ ،‬وبيععه‪ ،‬وإجارتعه عنعد خوف هلكعه ‪ -‬فصعلحاء بلده‬
‫ويتصعرف الولي بالمصعلحة ويلزمعه حفعظ ماله‪ ،‬واسعتنماؤه قدر النفقعة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والمؤن‪ ،‬إن أمكنعه‪ ،‬وله‬
‫السعفر بعه فعي طريعق آمعن لمقصعد آمعن برا‪ ،‬ل بحرا‪ ،‬وشراء عقار يكفيعه غلتعه أولى معن التجارة‪ ،‬ول يعبيع‬
‫عقاره إل لحاجة أو غبطة ظاهرة وأفتى بعضهم‬

‫[ ‪] 87‬‬

‫بأن للولي الصعلح على بععض ديعن المولي إذا تعيعن ذلك طريقعا لتخليعص ذلك البععض‪ ،‬كمعا أن له‪،‬‬
‫بل يلزمه‪ ،‬دفع بعض ماله لسلمة باقية‪ .‬انتهى‪ .‬وله بيع ماله نسيئة لمصلحة‪ ،‬وعليه أن يرتهن بالثمن رهنا‬
‫وافيععا إن لم يكععن المشتري موسععرا‪ .‬ولولي إقراض مال محجور لضرورة‪ .‬ولقاض ذلك مطلقععا‪ ،‬بشرط‬
‫كون المقترض مليئا أمينا‪،‬‬

‫[ ‪] 88‬‬
‫ول ولية لم على الصح‪ ،‬ومن أدلى بها‪ ،‬ول لعصبة‪ .‬نعم‪ ،‬لهم النفاق من مال الطفل في تأديبه‬
‫وتعليمه‪ ،‬لنه قليل‪ ،‬فسومح به عند فقد الولي الخاص‪ .‬ويصدق أب أو جد في أنه تصرف لمصلحة بيمينه‪،‬‬
‫وقاض بل يميعن‪ ،‬إن كان ثقعة عدل‪ ،‬مشهور العفعة‪ ،‬وحسعن السعيرة‪ ،‬ل وصعي‪ ،‬وقيعم‪ ،‬وحاكعم‪ ،‬وفاسعق‪ ،‬بعل‬
‫المصدق بيمينه هو المحجور‪ ،‬حيث ل بينة‪ ،‬لنهم قد يتهمون‪ .‬ومن ثم‪ :‬لو كانت الم وصية كانت كالولين‪،‬‬
‫وكذا آباؤها‪( .‬فرع) ليس لولي أخذ شئ من مال موليه إن كان غنيا مطلقا‪ ،‬فإن كان فقيرا وانقطع بسببه‬
‫ععن كسعبه‪ :‬أخعذ قدر نفقته‪ ،‬وإذا أيسعر‪ :‬لم يلز مه بدل ما أخذه‪ .‬قال السنوي‪ :‬هذا فعي وصي وأميعن‪ ،‬أمعا‬
‫أب أو جد‪ ،‬فيأخذ قدر كفايته ‪ -‬اتفاقا ‪ -‬سواء الصحيح وغيره‪ .‬وقيس بولي اليتيم فيما ذكر‪ :‬من جمع مال‬
‫لفعك أسعير‪ ،‬أي مثل‪ ،‬فله إن كان فقيرا الكعل منعه‪ .‬وللب والجعد‪ :‬اسعتخدام محجوره فيمعا ل يقابعل بأجرة‬
‫ول يضربه على ذلك‪ ،‬خلفا لمن‬

‫[ ‪] 89‬‬

‫جزم بأن له ضربه عليه‪ ،‬وأفتى النووي بأنه لو استخدم ابن ابنته‪ :‬لزمه أجرته إلى بلوغه ورشد‪،‬‬
‫وإن لم يكرهه‪ .‬ول يجب أجرة الرشيد إل إن أكره‪ .‬ويجري هذا في غير الجد للم‪ ،‬وقال الجلل البلقيني‪:‬‬
‫لو كان للصبي مال غائب فأنفق وليه عليه من مال نفسه بنية الرجوع‪ ،‬إذا حضر ماله رجع‪ ،‬إن كان أبا أو‬
‫جدا‪ ،‬لنعه يتولى الطرفيعن‪ ،‬بخلف غيرهمعا‪ :‬أي حتعى الحاكعم‪ ،‬بعل يأذن لمعن ينفعق‪ ،‬ثعم يوفيعه وأفتعى جمعع‬
‫فيمن ثبت له على أبيه دين فادعى إنفاقه عليه‪ :‬بأنه يصدق هو أو وارثه باليمين‪ .‬فصل في الحوالة‬

‫[ ‪] 90‬‬

‫(تصح حوالة بصيغة) وهي إيجاب من المحيل‪ :‬كأحلتك على فلن بالدين الذي لك علي‪ ،‬أو نقلت‬
‫حقعك إلى فلن‪ ،‬أو جعلت مالي عليعه لك‪ ،‬وقبول معن المحتال بل تعليعق‪ ،‬ويصعح بأحلنعي‪( ،‬وبرضعا محيعل‪،‬‬
‫ومحتال) ول يشترط رضعا المحال عليعه‪( .‬ويلزم بهعا) أي الحوالة (ديعن محتال محال عليعه) فيعبرأ المحيعل‬
‫بالحوالة ععن ديعن المحتال‪ ،‬والمحال عليعه ععن ديعن المحيعل‪ ،‬ويتحول حعق المحتال إلى ذمعة المحال عليعه‬
‫إجماععا‪( ،‬فإن تعذر أخذه منعه بفلس) حصعل للمحال عليعه‪ ،‬وإن قارن الفلس الحوالة‪( ،‬أو جحعد) أي إنكار‬
‫منعه للحوالة‪ ،‬أو ديعن المحيعل وحلف عليعه‪ ،‬أو بغيعر ذلك‪ :‬كتعزز المحال عليعه‪ ،‬وموت شهود الحوالة‪( :‬لم‬
‫يرجع) المحتال (على‬

‫[ ‪] 91‬‬

‫محيل) بشئ‪ ،‬وإن جهل ذلك‪ ،‬ول يتخير لو بان المحال عليه معسرا وإن شرط يساره‪ .‬ولو طلب‬
‫المحتال المحال عليه فقال أبرأني المحيل قبل الحوالة‪ ،‬وأقام بذلك بينة‪ :‬سمعت‪ ،‬وإن كان المحيل في‬
‫البلد‪ .‬ثم المتجه أن للمتحال‪ :‬الرجوع بدينه على المحيل‪ ،‬إل إذا استمر على تكذيب المحال عليه‪ .‬ولو باع‬
‫عبدا وأحال بثمنه‪ ،‬ثم اتفق المتبايعان على حريته وقت البيع‪ ،‬أو ثبتت حريته حينئذ ببينة شهدت حسبة‪ ،‬أو‬
‫أقامهعا العبعد‪ :‬لم تصعح الحوالة‪ ،‬وإن كذبهمعا المحتال فعي الحريعة ول بينعة فلكعل منهمعا تحليفعه على نفعي‬
‫العلم بها‪ ،‬وبقيت الحوالة‪( .‬ولو اختلفا) أي الدائن والمدين في أنه (هل وكل أو أحال ؟) بأن قال المدين‪:‬‬
‫وكلتك لتقبض لي‪،‬‬

‫[ ‪] 92‬‬

‫فقال الدائن‪ :‬بعل أحلتنعي‪ ،‬وقال المديعن‪ :‬أحلتعك‪ ،‬فقال الدائن‪ :‬بعل وكلتنعي‪( ،‬صعدق منكعر حوالة)‬
‫بيمينه‪ ،‬فيصدق المدين في الولى‪ ،‬والدائن في الخيرة‪ .‬لن الصل بقاء الحق في ذمة المستحق عليه‪.‬‬
‫(تتمة) يصح من مكلف رشيد‪ :‬ضمان بدين واجب‪ ،‬سواء استقر في ذمة المضمون له‪ :‬كنفقة اليوم وما‬

‫[ ‪] 93‬‬

‫قبله للزوجة‪ ،‬أو لم يستقر‪ ،‬كثمن مبيع لم يقبض‪ ،‬وصداق قبل وطئ‪ ،‬ل بما سيجب‪ ،‬كدين قرض‪،‬‬
‫ونفقة غد للزوجة‪ ،‬ول بنفقة القريب مطلقا‪ .‬ول يشترط رضا الدائن والمدين‪ .‬وصح ضمان الرقيق بإذن‬
‫سعيده‪ .‬وتصعح منعه كفالة بعيعن مضمونعة‪ ،‬كمغصعوبة‪ ،‬ومسعتعارة‪ ،‬وببدن معن يسعتحق حضوره مجلس حكعم‬
‫بإذنه‪ ،‬ويبرأ الكفيل‬
‫[ ‪] 94‬‬

‫بإحضار مكفول‪ ،‬شخصا كان أو عينا‪ ،‬إلى المكفول له‪ ،‬وإن لم يطالبه‪ ،‬وبحضوره عن جهة الكفيل‬
‫بل حائل‪ :‬كمتغلب بالمكان الذي شرط في الكفالة الحضار إليه‪ ،‬وإل فحيث وقعت الكفالة فيه‪ .‬فإن غاب‬
‫لزمعه إحضاره‪ ،‬إن عرف محله‪ ،‬وأمعن الطريعق‪ ،‬وإل فل‪ .‬ول يطالب كفيعل بمال‪ ،‬وإن فات التسعليم بموت‬
‫أو غيره‪ .‬فلو شرط أنه‬

‫[ ‪] 95‬‬

‫يغرم المال‪ ،‬ولو معع قوله إن فات التسعليم للمكفول‪ ،‬لم تصعح‪ .‬وصعيغة اللتزام فيهمعا‪ :‬كضمنعت‬
‫دينك على فلن‪ ،‬أو تحملته‪ ،‬أو تكفلت ببدنه‪ ،‬أو أنا بالمال‪ ،‬أو بإحضار الشخص ضامن‪ ،‬أو كفيل‪ .‬ولو قال‬
‫أوءدي المال‪ ،‬أو أحضر الشخص‪ ،‬فهو وعد بالتزام‪ ،‬كما هو صريح الصيغة‪ ،‬نعم‪ :‬إن حفت به قرينة تصرفه‬
‫إلى النشاء‪ :‬انعقد به‪ ،‬كما بحثه ابن الرفعة‪ ،‬واعتمده السبكي‪ ،‬ول يصحان بشرط براءة أصيل‪ ،‬ول بتعلق‬
‫وتوقيت‪ .‬وللمستحق مطالبة الضامن والصيل‪ .‬ولو برئ‪ :‬برئ الضامن‪ .‬ول عكس في البراء‪ ،‬دون الداء‪،‬‬
‫ولو مات‬

‫[ ‪] 96‬‬

‫أحدهمعا والديعن مؤجعل‪ :‬حعل عليعه‪ .‬ولضامعن رجوع على أصعيل‪ ،‬إن غرم‪ .‬ولو صعالح ععن الديعن بمعا‬
‫دونعه‪ :‬لم يرجععع إل بمعا غرم ولو أدى ديعن غيره بإذن‪ :‬رجععع‪ ،‬وإن لم يشرط له الرجوع‪ ،‬ل إن أداه بقصععد‬
‫التععبرع‪( .‬فرع) أفتععى جمععع محققون بأنععه لو قال رجلن لخععر‪ :‬ضمنععا مالك على فلن‪ :‬طالب كل بجميععع‬
‫الديععن‪ .‬وقال جمععع متقدمون‪ :‬طالب كل بنصععف الديععن‪ ،‬ومال إليععه الذرعععي‪ .‬قال شيخنععا‪ :‬إنمععا تقسععط‬
‫الضمان في‪:‬‬

‫[ ‪] 97‬‬

‫متاعك في البحر وأنا وركاب السفينة ضامنون‪ ،‬لنه ليس ضمانا حقيقة‪ ،‬بل استدعاء إتلف مال‬
‫لمصلحة فاقتضت التوزيع‪ ،‬لئل ينفر الناس عنها‪( .‬واعلم) أن الصلح جائز مع القرار‪ ،‬وهو على شئ غير‬
‫المدعي معاوضة ‪ -‬كما لو قال‪ :‬صالحتك عما‬

‫[ ‪] 98‬‬

‫تدعيععه على هذا الثوب‪ ،‬فله حكععم البيععع‪ ،‬وعلى بعععض المدعععى إبراء إن كان دينععا‪ ،‬فلو لم يقععل‬
‫المدعي أبرأت ذمتك‪ :‬لم يضر‪ ،‬ويلغى الصلح حيث ل حجة للمدعي مع النكار‪ ،‬أو السكوت من المدعى‬
‫عليه‪ ،‬فل يصح‬

‫[ ‪] 99‬‬

‫الصلح على النكار‪ ،‬وإن فرض صدق المدعي‪ ،‬خلفا للئمة الثلثة‪ .‬نعم‪ ،‬يجوز للمدعي المحق أن‬
‫يأخعذ معا بذل له فعي الصعلح على النكار‪ ،‬ثعم إن وقعع بغيعر مدععى بعه كان ظافرا وسعيأتي حكعم الظفعر‪.‬‬
‫(فرع) يحرم على كل أحد غرس شجر في شارع‪ ،‬ولو لعموم النفع للمسلمين‪ ،‬كبناء دكة‪ ،‬وإن لم يضر‬
‫فيه‪ ،‬ولو لذلك أيضا‪ ،‬وإن انتفى الضرر حال‪ ،‬أو كانت الدكة بفناء داره‪ .‬ويحل الغرس بالمسجد للمسلمين‬
‫أو ليصرف ريعه بل يكره‪.‬‬

‫[ ‪] 100‬‬

‫باب في الوكالة والقراض (تصح وكالة) شخص متمكن لنفسه كعبد‪ ،‬وفاسق في قبول نكاح‪ ،‬ولو‬
‫بل إذن سيد‪ ،‬ل في إيجابه‪،‬‬

‫[ ‪] 101‬‬
‫وهعي تفويعض شخعص أمره إلى آخعر فيمعا يقبعل النيابعة ليفعله فعي حياتعه‪ ،‬فتصعح (فعي كعل عقعد)‪:‬‬
‫كعبيع‪ ،‬ونكاح‪ ،‬وهبعة‪ ،‬ورهعن‪ ،‬وطلق منجعز‪( ،‬و) فعي كعل (فسعخ) كإقالة‪ ،‬ورد بعيعب‪ .‬وفعي قبعض‪ ،‬وإقباض‬
‫للدين أو العين‪ ،‬وفي إستيفاء عقوبة آدمي‪ ،‬والدعوى والجواب‪ ،‬وإن كره الخصم‪ ،‬وإنما تصح الوكالة فيما‬
‫ذكر‪ ،‬إن كان (عليه ولية لموكل) بملكه التصرف فيه حين التوكيل‪ ،‬فل يصح في بيع ما سيملكه وطلق‬
‫من سينكحها‪ ،‬لنه ل ولية له عليه حينئذ‪ ،‬وكذا لو وكل من يزوج موليته إذا طلقت أو انقضت عدتها‪ ،‬على‬
‫ما قاله الشيخان هنا‪ ،‬لكن رجح‬

‫[ ‪] 102‬‬

‫في الروضة‪ ،‬في النكاح‪ ،‬الصحة‪ .‬وكذا لو قالت له‪ ،‬وهي في نكاح أو عدة‪ ،‬أذنت لك في تزويجي‬
‫إذا حللت‪ ،‬ولو علق ذلك على النقضاء أو الطلق‪ ،‬فسعدت الوكالة‪ ،‬ونفعذ التزويعج للذن‪( ،‬ل) فعي (إقرار)‬
‫أي ل يصعح التوكيعل فيعه‪ ،‬بأن يقول لغيره‪ :‬وكلتعك لتقعر عنعي لفلن بكذا‪ ،‬فيقول الوكيعل أقررت عنعه بكذا‪،‬‬
‫لنه إخبار عن حق‪ ،‬فل يقبل التوكيل‪ ،‬لكن يكون الموكل مقرا بالتوكيل‪( ،‬و) ل في (يمين)‪ ،‬لن القصد بها‬
‫تعظيم الله تعالى‪،‬‬

‫[ ‪] 103‬‬

‫فأشبهععت العبادة‪ .‬ومثلهععا‪ :‬النذر‪ ،‬وتعليععق العتععق والطلق بصععفة‪ ،‬ول فععي الشهادة‪ ،‬إلحاقععا لهععا‬
‫بالعبادة‪ ،‬والشهادة على الشهادة ليست توكيل‪ ،‬بل الحاجة جعلت الشاهد المتحمل عنه‪ ،‬كحاكم أدى عنه‬
‫عنعد حاكعم آخعر‪( ،‬و) ل فعي (عبادة)‪ ،‬إل فعي حعج‪ ،‬وعمرة‪ ،‬وذبعح نحعو أضحيعة‪ ،‬ول تصعح الوكالة إل (بإيجاب)‬
‫وهو ما يشعر برضا الموكل الذي يصح مباشرته الموكل فيه في التصرف‪( :‬كوكلتك) في كذا‪ ،‬أو فوضت‬
‫إليعك‪ ،‬أو أنبتعك‪ ،‬أو أقمتعك مقامعي فيعه‪( ،‬أو بعع) كذا‪ ،‬أو زوج فلنعة‪ ،‬أو طلقهعا‪ ،‬أو أعطيعت بيدك طلقهعا‬
‫وأعتق فلنا‪ .‬قال السبكي‪ :‬يوءخذ من‬

‫[ ‪] 104‬‬

‫كلمهم صحة قول من ل ولي لها‪ :‬أذنت لكل عاقد في البلد أن يزوجني‪ .‬قال الذرعي‪ :‬وهذا‪ ،‬إذا‬
‫صعح محله‪ ،‬إن عينعت الزوج ولم تفوض إل صعيغة فقعط‪ .‬وبنحعو ذلك‪ .‬أفتعى ابعن الصعلح‪ ،‬ول يشترط فعي‬
‫الوكالة‪ :‬القبول لفظعا‪ ،‬لكعن يشترط عدم الرد فقعط‪ .‬ولو تصعرف غيعر عالم بالوكالة‪ :‬صح‪ ،‬إن تعبين وكالتعه‬
‫حيعن التصعرف‪ ،‬كمعن باع مال أبيعه ظانعا حياتعه فبان ميتعا‪ .‬ول يصح تعليعق الوكالة بشرط‪ :‬كإذا جاء رمضان‬
‫فقد وكلتك في كذا‪ ،‬فلو تصرف بعد وجود الشرط المعلق‪ ،‬كأن وكله بطلق زوجة سينكحها‪ ،‬أو ببيع عبد‬
‫سيملكه‪ ،‬أو بتزويج بنته إذا طلقت واعتدت‪ :‬فطلق بعد أن نكح‪ ،‬أو باع بعد أن ملك‪ ،‬أو زوج بعد العدة نفذ‬
‫عمل بعموم الذن‪ .‬وإن قلنعا بفسعاد الوكالة بالنسعبة إلى سعقوط الجععل المسعمى إن كان ووجوب أجرة‬
‫المثل‪ ،‬وصح تعليق التصرف فقط‪ ،‬كبعه لكن‬

‫[ ‪] 105‬‬

‫بعد شهر‪ ،‬وتأقيتها‪ :‬كوكلتك إلى شهر رمضان‪ .‬ويشترط في الوكالة أن يكون الموكل فيه معلوما‬
‫للوكيعل‪ ،‬ولو بوجعه‪ ،‬كوكلتعك فعي بيعع جميعع أموالي‪ ،‬وعتعق أرقائي‪ ،‬وإن لم تكعن أمواله وأرقاؤه معلومعة‪،‬‬
‫لقلة الغرر فيه‪ ،‬بخلف بع هذا أو ذاك‪ ،‬وفارق إحدى عبيدي‪ ،‬بأن الحد صادق على كل‪ ،‬وبخلف بع بعض‬
‫مالي‪ .‬نعم‪ :‬يصح بع‪ ،‬أو هب منه ما شئت‪ .‬وتبطل في المجهول‪ ،‬كوكلتك في كل قليل وكثير‪ ،‬أو في كل‬
‫أموري‪ ،‬أو تصععرف فععي أموري كيععف شئت لكثرة الغرور فيععه (وباع) كالشريععك (وكيععل) صععح مباشرتععه‬
‫التصرف لنفسه (بثمن مثل) فأكثر (حال)‪،‬‬

‫[ ‪] 106‬‬

‫فل يعبيع نسعيئة‪ ،‬ول بغيعر نقعد البلد‪ ،‬ول بغبعن فاحعش‪ ،‬بأن ل يحتمعل غالبعا‪ ،‬فعبيع معا يسعاوي عشرة‬
‫بتسععة‪ :‬محتمعل‪ ،‬وبثمانيعة‪ :‬غيعر محتمعل‪ .‬ومتعى خالف شيئا ممعا ذكعر فسعد تصعرفه‪ ،‬وضمعن قيمتعه يوم‬
‫التسليم‪ ،‬ولو مثليا‪ ،‬إن أقبض المشتري‪ ،‬فإن بقي‪ :‬استرده‪ ،‬وله حينئذ بيعه بالذن السابق‪ ،‬وقبض الثمن‪،‬‬
‫ول يضمنه‪ .‬وإن تلف‪ ،‬غرم الموكل‬
‫[ ‪] 107‬‬

‫بدله الوكيعل أو المشتري والقرار عليعه‪ .‬وهذا كله‪( ،‬إذا أطلق الموكعل) الوكالة فعي البيعع‪ ،‬بأن لم‬
‫يقيعد بثمعن‪ ،‬ول حلول‪ ،‬ول تأجيعل‪ ،‬ول نقعد‪ ،‬وإن قيعد بشعئ‪ ،‬اتبعع‪ .‬فرع‪ :‬لو قال لوكيله بععه بكعم شئت‪ ،‬فله‬
‫بيعه بغبن فاحش‪ ،‬ل بنسيئة‪ ،‬ول بغير نقد البلد‪ ،‬أو بما شئت‪ ،‬أو بما تراه‪ ،‬فله بيعه بغير نقد البلد‪ ،‬ل بغبن‪،‬‬
‫ول بنسيئة‪ ،‬أو بكيف شئت فله بيعة بنسيئة‪ ،‬ل بغبن‪ ،‬ول بغير نقد البلد‪ ،‬أو بما عز وهان‪ ،‬فله بيعه بعرض‬
‫وغبعن‪ ،‬ل بنسعيئة‪( ،‬ول يعبيع) الوكيعل لنفسعه وموليعه‪ ،‬وإن أذن له فعي ذلك‪ ،‬وقدر له بالثمعن‪ ،‬خلفعا لبعن‬
‫الرفعة‪ ،‬لمتناع اتحاد الموجب والقابل‪ ،‬وإن انتفت التهمة‪ ،‬بخلف أبيه وولده‬

‫[ ‪] 108‬‬

‫الرشيععد‪ ،‬ول يصعح البيععع بثمععن المثععل مععع وجود راغععب بزيادة ل يتغابععن بمثلهععا إن وثععق بعه‪ ،‬قال‬
‫الذرععي‪ :‬ولم يكعن مماطل‪ ،‬ول ماله أو كسعبه حرامعا‪ ،‬أي هعو كله‪ ،‬أو أكثره‪ ،‬فإن وجعد راغعب بالزيادة فعي‬
‫ثمعن خيار المجلس أو الشرط ولو للمشتري وحده ولم يرض بالزيادة فسعخ الوكيعل العقعد‪ ،‬وجوبعا‪ ،‬بالبيعع‪،‬‬
‫للراغعب بالزيادة‪ ،‬وإل انفسعخ بنفسعه ول يسعلم الوكيعل بالبيعع بحال المعبيع حتعى يقبعض الثمعن الحال‪ ،‬وإل‬
‫ضمن للموكل قيمة البيع‪ ،‬ولو مثليا‪( ،‬وليس له) أي للوكيل بالشراء (شراء معيب) لقتضاء الطلق عرفا‬
‫السعليم (ووقعع) الشراء (له) أي للوكيعل (إن علم) العيعب واشتراه بثمعن فعي الذمعة‪ ،‬وإن سعاوى المعبيع‬
‫الثمن إل إذا عينه الموكل‪ ،‬وعلم بعيبه‪ ،‬فيقع له‪ ،‬كما إذا‬

‫[ ‪] 109‬‬

‫اشتراه بثمن فعي الذ مة‪ ،‬أو بعين ماله جاهل بعيبه‪ ،‬وإن لم يسعاو المبيع الثمن‪ ،‬وعلم ممعا مر أنه‬
‫حيعث لم يقعع للموكعل‪ ،‬فإن كان الثمعن عيعن ماله‪ ،‬بطعل الشراء‪ ،‬وإل وقعع للوكيعل‪ .‬ويجوز لعامعل القراض‬
‫شراؤه‪ ،‬لن القصعد ثعم الربعح‪ ،‬وقضيتعه أنعه لو كان القصعد هنعا الربعح جاز‪ ،‬وهعو كذلك‪ ،‬ولكعل معن الموكعل‬
‫والوكيعل‪ ،‬فعي صعورة الجهعل‪ ،‬رد بعيعب‪ ،‬ل لوكيعل إن رضعي بعه موكعل‪ .‬ولو دفعع موكله إليعه مال للشراء‪،‬‬
‫وأمره بتسعليمه فعي الثمعن‪ ،‬فسعلم معن عنده‪ ،‬فمتعبرع‪ ،‬حتعى ولو تعذر مال الموكعل‪ ،‬لنحعو غيبعة مفتاح‪ ،‬إذ‬
‫يمكنه الشهاد على أنه أدى عنه ليرجع أو إخبار الحاكم بذلك‪ ،‬فإن لم يدفع له شيئا‪ ،‬أو لم يأمره بالتسليم‬
‫فيه‪ ،‬رجع للقرينة الدالة على إذنه له في التسليم عنه‪( ،‬ول) له (توكيل بل إذن) من الموكل (فيما يتأتى‬
‫منه) لنه لم يرض بغيره‪ .‬نعم‪ ،‬لو وكله في قبض دين فقبضه‬

‫[ ‪] 110‬‬

‫‪ ،‬وأرسعله معع أحعد معن عياله‪ ،‬لم يضمعن كمعا قاله الجوري‪ ،‬قال شيخنعا‪ :‬والذي يظهعر أن المراد‬
‫بهم‪ ،‬أولده ومماليكه‪ ،‬وزوجاته‪ ،‬بخلف غيرهم‪ ،‬ومثله‪ ،‬إرسال نحو ما اشتراه له مع أحدهم‪ ،‬وخرج بقولي‬
‫فيما يتأتى منه‪ :‬ما لم يتأت منه‪ ،‬لكونه يتعسر عليه التيان به لكثرته‪ ،‬أو لكونه ل يحسنه‪ ،‬أو ل يليق به‪،‬‬
‫فله التوكيعل ععن موكله‪ ،‬ل ععن نفسعه‪ ،‬وقضيعة التعليعل المذكور امتناع التوكيعل عنعد جهعل الموكعل بحاله‪.‬‬
‫ولو طرأ له العجز لطرو نحو مرض أو سفر‪ ،‬لم يجز له أن يوكل‪ ،‬وإذا وكل الوكيل بإذن الموكل‪ ،‬فالثاني‬
‫وكيل الموكل‪ ،‬فل يعزله الوكيل‪ .‬فإن قال الموكل‪ ،‬وكل عنك‪ ،‬ففعل‪ ،‬فالثاني وكيل الوكيل‪ ،‬لنه مقتضي‬
‫الذن‪ ،‬فينعزل بعزله‪ ،‬ويلزم الوكيل أن ل يوكل إل أمينا‪ ،‬ما لم يعين له غيره مع علم الموكل بحاله‪ ،‬أو لم‬
‫يقل له وكل من شئت‪ ،‬على الوجه‪ ،‬كما لو قالت‬

‫[ ‪] 111‬‬

‫لوليها‪ :‬زوجني ممن شئت‪ ،‬فله تزويجها من غير الكف ء أيضا‪ ،‬وقوله لوكيله في شئ‪ ،‬افعل فيه‬
‫معا شئت‪ ،‬أو كعل معا تفعله جائز‪ ،‬ليعس إذنعا فعي التوكيعل‪ .‬فرع‪ :‬لو قال بعع لشخعص معيعن كزيعد‪ ،‬لم بيعع من‬
‫غيره‪ ،‬ولو وكيعل زيعد‪ ،‬أو بشعئ معيعن معن المال‪ ،‬كالدينار‪ ،‬لم يبعع بالدراهعم‪ ،‬على المعتمعد‪ ،‬أو فعي مكان‬
‫معيععن‪ ،‬تعيععن‪ ،‬أو فععي زمان معيععن‪ ،‬كشهععر كذا‪ ،‬أو يوم كذا‪ ،‬تعيععن ذلك‪ ،‬فل يجوز قبله‪ ،‬ول بعده‪ ،‬ولو فععي‬
‫الطلق‪ ،‬وإن لم يتعلق به غرض‪ ،‬عمل بالذن‪ ،‬وفارق إذا‬

‫[ ‪] 112‬‬
‫جاء رأس الشهر فأمر زوجتي بيدك‪ ،‬ولم يرد التقييد برأسه‪ ،‬فله إيقاعه بعده‪ ،‬بخلف طلقها يوم‬
‫الجمعة‪ ،‬فإنه يقتضي حصر الفعل فيه‪ ،‬دون غيره‪ ،‬وليلة اليوم‪ ،‬مثله إن استوى الراغبون فيهما‪ .‬ولو قال‬
‫يوم الجمعة‪ ،‬أو العيعد مثل‪ ،‬تعيعن أول جم عة أو عيد يلقاه‪ ،‬وإنما يتعيعن المكان‪ ،‬إذا لم يقدر الثمن‪ ،‬أو نهاه‬
‫عن غيره‪ ،‬وإل جاز البيع في غيره‪( .‬وهو) أي الوكيل ولو بجعل (أمين) فل يضمن ما تلف في يده بل تعد‪،‬‬
‫ويصعدق بيمينعه فعي دعوى التلف والرد على الموكعل‪ ،‬لنعه ائتمنعه بخلف الرد على غيعر الموكعل كرسعوله‪،‬‬
‫فيصعدق الرسعول بيمينعه‪ ،‬ولوكله بقضاء ديعن فقال قضيتعه‪ ،‬وأنكعر المسعتحق دفععه إليعه صعدق المسعتحق‬
‫بيمينه‪ ،‬لن الصل عدم القضاء‪ ،‬فيحلف‪ ،‬ويطالب‬

‫[ ‪] 113‬‬

‫الموكعل فقعط‪( .‬فإن تعدى) كأن ركعب الدابعة ولبعس الثوب تعديعا‪( :‬ضمعن) كسعائر المناء‪ ،‬ومعن‬
‫التعدي‪ ،‬أن يضيعع منعه المال ول يدري كيعف ضاع‪ ،‬أو وضععه بمحعل ثعم نسعيه ول ينعزل بتعديعه بغيعر إتلف‬
‫الموكعل فيعه‪ .‬ولو أرسعل إلى بزاز ليأخعذ منعه ثوبعا سعوما فتلف فعي الطريعق‪ :‬ضمنعه المرسعل‪ ،‬ل الرسعول‪.‬‬
‫فرع‪ :‬لو اختلفا في أصل الوكالة بعد التصرف‪ ،‬كوكلتني في كذا‪ ،‬فقال ما وكلتك‪ .‬أو في صفتها‪ ،‬بأن قال‬
‫وكلتني بالبيع نسيئة‪ ،‬أو بالشراء بعشرين‪ ،‬فقال‪ :‬بل نقدا‪ ،‬أو بعشرة‪ ،‬صدق الموكل بيمينه في الكل لن‬
‫الصل‬

‫[ ‪] 114‬‬

‫مععه (وينعزل) الوكيعل (بعزل أحدهمعا) أي بأن يعزل الوكيعل نفسعه‪ ،‬أو يعزله الموكعل‪ ،‬سعواء كان‬
‫بلفظ العزل أم ل‪ ،‬كفسخت الوكالة‪ ،‬أو أبطلتها‪ ،‬أو أزلتها‪ ،‬وإن لم يعلم المعزول‪( .‬و) ينعزل أيضا‪ ،‬بخروج‬
‫أحدهمعا ععن أهليعة التصعرف (بموت‪ ،‬أو جنون) حصعل لحدهمعا‪ ،‬وإن لم يعلم الخعر بعه‪ ،‬ولو قصعرت مدة‬
‫الجنون‪ ،‬وزوال ملك الموكعل عمعا وكعل فيعه أو منفعتعه‪ ،‬كأن باع أو وقعف أو آجعر أو رهعن أو زوج أمعة‪ .‬ول‬
‫يصدق الموكل (بعد‬

‫[ ‪] 115‬‬

‫تصعرف) أي تصعرف الوكيعل فعي قوله كنعت عزلتعه (إل ببينعة) يقيمهعا على العزل‪ .‬قال السعنوي‪:‬‬
‫وصعورته إذا أنكعر الوكيعل العزل‪ ،‬فإن وافقعه على العزل لكعن ادععى أنعه بععد التصعرف فهعو كدعوى الزوج‬
‫تقدم الرجععة على انقضاء العدة‪ ،‬وفيعه تفصعيل معروف‪ ،‬انتهعى‪ .‬ولو تصعرف وكيعل أو عامعل بععد انعزاله‬
‫جاهل فعي عيعن مال موكله‪ ،‬بطعل‪ ،‬وضمنهعا إن سعلمها‪ ،‬أو فعي ذمتعه انعقعد له‪ .‬فروع‪ :‬لو قال لمدينعه إشتعر‬
‫لي عبدا بما في ذمتك‪ ،‬ففعل‪ ،‬صح للموكل‪ ،‬وبرئ المدين‪ ،‬وإن تلف‪ ،‬على الوجه‪ ،‬ولو قال لمدينه‪ :‬أنفق‬
‫على اليتيم الفلني كل يوم درهما من ديني الذي عليك‪ ،‬ففعل‪ ،‬صح‪،‬‬

‫[ ‪] 116‬‬

‫وبرئ على ما قاله بعضهم‪ :‬يوافقه قول القاضي لو أمر مدينه أن يشتري له بدينه طعاما‪ ،‬ففعل‪،‬‬
‫ودفعع الثمعن وقبعض الطعام‪ ،‬فتلف فعي يده‪ :‬برئ معن الديعن‪ .‬ولو قال لوكيله‪ :‬بعع هذه ببلد كذا‪ ،‬واشتعر لي‬
‫بثمنها قنا‪ ،‬جاز له إيداعها في الطريق‪ ،‬أو المقصد‪ ،‬عند أمين‪ ،‬من حاكم فعيره‪ ،‬إذ العمل غير لزم له‪ ،‬ول‬
‫تغرير منه‪ ،‬بل المالك هو المخاطر بماله‪ ،‬ومن ثم لو باعها‪ ،‬لم يلزمه شراء القن‪ ،‬ولو اشتراه‪ ،‬لم يلزمه‬
‫رده‪ ،‬بعل له إيداععه عنعد معن ذكعر‪ ،‬وليعس له رد الثمعن‪ ،‬حيعث ل قرينعة قويعة تدل على رده‪ ،‬كمعا اسعتظهره‬
‫شيخنا‪ ،‬لن المالك لم يأذن فيه فإن فعل فهو في ضمانه‪ ،‬حتى يصل لمالكه ومن ادعى أنه وكيل لقبض‬
‫معا على زيعد معن عيعن أو ديعن‪ ،‬لم يلزمعه الدفعع إليعه‪ ،‬إل ببينعة بوكالتعه‪ .‬ولكعن يجوز الدفعع له إن صعدقه فعي‬
‫دعواه‪ ،‬أو ادعى أنه محتال به وصدقه‪ ،‬وجب الدفع له‪ ،‬لعترافه بانتقال المال إليه‪ ،‬وإذا دفع إلى مدعي‬
‫الوكالة فأنكعر المسعتحق وحلف أنعه لم يوكعل‪ ،‬فإن كان المدفوع هينعا‪ ،‬اسعتردها إن بقيعت‪ ،‬وإل غرم معن‬
‫شاء منهما‪ ،‬ول رجوع للغارم على الخر‪ ،‬لنه مظلوم بزعمه‪ ،‬أو دينا‪ ،‬طالب‬

‫[ ‪] 117‬‬

‫الدافعع فقعط‪ ،‬أو إلى مدععي الحوالة فأنكعر الدائن الحوالة وحلف‪ ،‬أخعذ دينعه ممعن كان عليعه ول‬
‫يرجع المؤدي على من دفع إليه‪ ،‬لنه اعترف بالملك له‪ .‬قال الكمال الدميري‪ ،‬لو قال أنا وكيل في بيع أو‬
‫نكاح وصعدقه معن يعامله‪ ،‬صعح العقعد‪ ،‬فلو قال بععد العقعد لم يكعن وكيل‪ :‬لم يلتفعت إليعه‪( .‬ويصعح قراض‪:‬‬
‫وهو) أن يعقد على مال يدفعه‬

‫[ ‪] 118‬‬

‫لغيره ليتجعر فيعه‪ ،‬على أن يكون الربعح مشتركعا بينهمعا (فعي نقعد خالص مضروب) لنعه عقعد غرر‪،‬‬
‫لعدم انضباط العمعل والوثوق بالربعح وإنمعا جوز‪ :‬للحاجعة‪ ،‬فاختعص بمعا يروج غالبعا‪ ،‬وهعو النقعد المضروب‪.‬‬
‫ويجوز عليععه‪ ،‬وإن أبطله السععلطان‪ ،‬وخرج بالنقععد‪ ،‬العرض‪ ،‬ولو فلوسععا‪ ،‬وبالخالص‪ ،‬المغشوش وإن علم‬
‫قدر غشه‪ ،‬أو استهلك‪،‬‬

‫[ ‪] 119‬‬

‫وجاز التعامعل بعه‪ .‬وبالمضروب التعبر‪ ،‬وهعو ذهعب أو فضعة لم يضرب‪ ،‬والحلي فل يصعح فعي شعئ‬
‫منها‪ ،‬وقيل يجوز على المغشوش إن استهلك غشه‪ .‬وجزم به الجرجاني‪ .‬وقيل إن راج‪ .‬واختاره السبكي‬
‫وغيره‪ .‬وفي وجه ثالث في زوائد الرضة أنه يجوز على كل مثلي‪ ،‬وإنما يصح القراض (بصيغة) من إيجاب‬
‫من جهة رب المال‪ :‬كقارضتك‪ ،‬أو عاملتك في كذا‪ ،‬أو خذ هذه الدراهم واتجر فيها‪ ،‬أو بع‪ ،‬أو اشتر على‬
‫أن الربعح بيننعا‪ ،‬وقبول فورا معن جهعة العامعل لفظعا‪ ،‬وقيعل يكفعي فعي صعيغة المعر‪ ،‬كخعذ هذه واتجعر فيهعا‬
‫القبول بالفععل‪ ،‬كمعا فعي الوكالة‪ ،‬وشرط المالك والعامعل‪ ،‬كالموكعل والوكيعل‪ ،‬صعحة مباشرتهمعا التصعرف‬
‫(مع شرط ربح لهما) أي للمالك والعامل‪،‬‬

‫[ ‪] 120‬‬

‫فل يصح على أن لحدهما الربح (ويشترط كونه) أي الربح (معلوما بالجزئية) كنصف‪ ،‬وثلث‪ .‬ولو‬
‫قال قارضتعك على أن الربعح بيننعا‪ ،‬صعح مناصعفة‪ ،‬أو على أن لك ربعع سعدس العشعر‪ ،‬صعح‪ ،‬وإن لم يعلماه‬
‫عنعد العقعد‪ ،‬لسعهولة معرفتعه‪ ،‬وهعو جزء معن مائتيعن وأربعيعن جزءا‪ .‬ولو شرط لحدهمعا عشرة‪ ،‬أو ربعح‬
‫صعنف‪ ،‬كالرقيعق‪ ،‬فسعد القراض‪( .‬ولعامعل فعي) عقعد قراض (فاسعد‪ :‬أجرة مثعل) وإن لم يكعن ربعح‪ ،‬لنعه‬
‫عمل طامعا في المسمى‪ ،‬و من القراض الفاسد‪ ،‬على ما أفتي به شيخنا ابن زياد رحمه الله تعالى‪ ،‬ما‬
‫اعتاده بعض الناس من دفع مال إلى آخر بشرط أن يرد له ل كل عشرة اثني عشر إن ربح أو خسر‪ ،‬فل‬
‫يسعتحق العامعل إل أجرة المثعل‪ ،‬وجميعع الربعح أو الخسعران على المالك‪ ،‬ويده على المال يعد أمانعة‪ .‬فإن‬
‫قصعر‪ ،‬بأن جاوز المكان الذي أذن له فيعه‪ ،‬ضمعن المال‪ .‬انتهعى‪ .‬ول أجرة للعامعل فعي الفاسعد إن شرط‬
‫الربح كله للمالك لنه لم يطمع في شئ‪ .‬ويتجه أنه ل يستحق شيئا‬

‫[ ‪] 121‬‬

‫أيضعا إذا علم الفسعاد‪ ،‬وأنعه ل أجرة له‪ .‬ويصعح تصعرف العامعل معع فسعاد القراض‪ ،‬لكعي ل يحعل له‬
‫القدام عليعه بععد علمعه بالفسعاد‪ .‬ويتصعرف العامعل‪ ،‬ولو بعرض‪ ،‬لمصعلحة‪ ،‬ل بغبعن فاحعش‪ ،‬ول بنسعيئة‪ ،‬بل‬
‫إذن فيهما‪ ،‬ول يسافر بالمال بل إذن‪ ،‬وإن قرب السفر‪ ،‬وانتفى الخوف والموءنة‪ ،‬فيضمن به‪ ،‬ويأثم‪ ،‬ومع‬
‫ذلك القراض باق على حاله‪ ،‬أمعا بالذن‪ ،‬فيجوز‪ ،‬لكعن ل يجوز ركوب فعي البحعر إل بنعص عليعه (ول يمون)‬
‫أي ل ينفعق منعه على نفسعه حضرا ول سعفرا‪ ،‬لن له نصعيبا معن الربعح‪ ،‬فل يسعتحق شيئا آخعر‪ ،‬فلو شرط‬
‫المؤ نة فعي العقعد‪ ،‬فسعد (وصعدق) عامعل بيمينعه (فعي) دعوى (تلف) فعي كل المال أو بعضعه‪ ،‬ل نه مأمون‪،‬‬
‫نعم‪ ،‬نص في البويطي‪،‬‬

‫[ ‪] 122‬‬

‫واعتمده جمعع متقدمون‪ ،‬أنعه لو أخعذ معا ل يمكنعه القيام بعه‪ ،‬فتلف بعضعه ضمنعه‪ ،‬لنعه فرط بأخذه‪،‬‬
‫ويطرد ذلك فعي الوكيعل‪ ،‬والوديعع‪ ،‬والوصعي‪ ،‬ولو ادععى المالك بععد التلف أنعه قرض‪ ،‬والعامعل أنعه قراض‪،‬‬
‫حلف العامعل‪ ،‬كمعا أفتعى بعه ابعن الصعلح‪ ،‬كالبغوي‪ ،‬لن الصعل عدم الضمان‪ ،‬خلفعا لمعا رجحعه الزركشعي‬
‫وغيره‪ ،‬من تصديق المالك‪ ،‬فإن أقاما بينة‪ ،‬قدمت بينة المالك‪ ،‬على الوجه‪ ،‬لن معها زيادة علم‪( .‬و) في‬
‫(عدم ربح)‪ ،‬أصل (و) في (قدره) عمل بالصل فيهما‪( ،‬و) في (خسر) ممكن‪ ،‬لنه أمين‪ .‬ولو قال ربحت‬
‫كذا‪ ،‬ثم قال غلطت في‬
‫[ ‪] 123‬‬

‫الحسععاب‪ ،‬أو كذبععت‪ ،‬لم يقبععل‪ ،‬لنععه أقععر بحععق لغيره فلم يقبععل رجوعععه عنععه‪ ،‬ويقبععل قوله بعععد‬
‫خسعرت‪ ،‬إن احتمعل‪ ،‬كأن عرض كسعاد‪( .‬و) فعي (رد) للمال على المالك‪ ،‬لنعه ائتمنعه كالمودع‪ .‬ويصعدق‬
‫العامل أيضا في قدر رأس المال‪ ،‬لن الصل عدم الزائد‪ ،‬وفي قوله اشتريت هذا لي أو للقراض والعقد‬
‫فعي الذمعة لنعه أعلم بقصعده‪ ،‬أمعا لو كان الشراء بعيعن مال القراض‪ ،‬فإنعه يقعع للقراض‪ ،‬وإن نوى نفسعه‪،‬‬
‫كمعا قاله المام‪ ،‬وجزم بعه فعي المطلب‪ .‬وعليعه فتسعمع بينعة المالك أنعه اشتراه بمال القراض‪ .‬وفعي قوله‬
‫لم تنهنععي عععن شراء كذا‪ ،‬لن الصععل عدم النهععي‪ ،‬ولو اختلفععا فععي القدر المشروط له‪ ،‬أهععو النصععف‪ ،‬أو‬
‫الثلث‪ ،‬مثل ؟ تحالف‪ .‬وللعامععل بعععد الفسععخ أجرة المثععل‪ ،‬والربععح جميعععه للمالك‪ ،‬أو فععي أنععه وكيععل أو‬
‫مقارض‪ ،‬صعدق المالك بيمينعه‪ ،‬ول أجرة عليعه للعامعل‪( .‬تتمعة) الشركعة نوعان‪ :‬أحدهمعا فيمعا ملك اثنان‬
‫مشتركا بإرث أو شراء‪ .‬والثاني أربعة أقسام‪ :‬منها قسم‬

‫[ ‪] 124‬‬

‫صحيح‪ ،‬وهو أن يشترط اثنان في مال لهما ليتجرا فيه‪ ،‬وسائر القسام باطلة‪ ،‬كأن يشترك اثنان‬
‫ليكون كسبهما بينهما بتساو‪ ،‬أو تفاوت‪ ،‬أو ليكون بينهما ربح ما يشتريانه في ذمتهما بمؤجل‪ ،‬أو حال‪ ،‬أو‬
‫ليكون بينهما كسبهما‬

‫[ ‪] 125‬‬

‫وربحهمعا ببدنهمعا‪ ،‬أو مالهمعا‪ ،‬وعليهمعا معا يعرض معن غرم‪ ،‬وشرط فيهعا لفعظ يدل على الذن فعي‬
‫التصرف بالبيع والشراء‪ ،‬فلو اقتصر على اشتراكنا‪ :‬لم يكف عن الذن فيه ويتسلط كل واحد منهما على‬
‫التصرف بل ضرر أصل‪ ،‬بأن يكون فيه مصلحة‪ ،‬فل يبيع بثمن مثل وثم راغب بأزيد‪ .‬ول يسافر به حيث لم‬
‫يضطر إليه لنحو قحط وخوف‪ ،‬ول يبضعه بغير إذنه‪ ،‬فإن سافر به‪ ،‬ضمن‪ ،‬وصح تصرفه‪ ،‬أو أبضعه بدفعه‬
‫لمن يعمل لهما فيه‪ ،‬ولو‬

‫[ ‪] 126‬‬

‫تبرعا بل إذن‪ ،‬ضمن أيضا والربح والخسران بقدر المالين‪ ،‬فإن شرطا خلفه‪ ،‬فسد العقد‪ ،‬فلكل‬
‫على الخعر أجرة عمله له‪ ،‬ونقعد التصعرف منهمعا معع ذلك للذن‪ ،‬وتنفسعخ بموت أحدهمعا وجنونعه‪ ،‬ويصعدق‬
‫في دعوى الرد إلى شريكه في الخسران والتلف‪ ،‬في قوله اشتريته لي أو للشركة‪ ،‬ل في قوله اقتسمنا‬
‫وصعار معا بيدي لي معع قول الخعر‪ :‬ل‪ ،‬بعل هعو مشترك‪ ،‬فالمصعدق المنكعر‪ ،‬لن الصعل عدم القسعمة‪ ،‬ولو‬
‫قبض وارث حصته من دين مورثه‪ ،‬شاركه الخر ولو باع شريكان عبدهما صفقة‪ ،‬وقبض أحدهما حصته‪،‬‬
‫لم يشاركعه الخعر‪( .‬فائدة) أفتعى النووي‪ ،‬كابعن الصعلح‪ ،‬فيمعن غصعب نحعو نقعد أو بر وخلطعه بماله‪ ،‬ولم‬
‫يتميز‪ ،‬بأن له إفراز قدر المغصوب‪ ،‬ويحل له التصرف في الباقي‪.‬‬

‫[ ‪] 127‬‬

‫فصل في أحكام الشفعة‬

‫[ ‪] 128‬‬

‫إنما تثبت الشفعة لشريك ل جار في بيع أرض مع تابعها كبناء‪ ،‬وشجر وثمر غير مؤبر فل شفعة‬
‫فعي شجعر أفرد بالبيعع‪ ،‬أو بيعع معع مغرسعه فقعط‪ ،‬ول فعي بئر‪ ،‬ول يملك الشفيعع ل بلفعظ‪ ،‬كأخذت بالشفععة‬
‫مع بذل الثمن للمشتري‪.‬‬

‫[ ‪] 129‬‬

‫باب فعي الجارة هعي لغعة‪ :‬اسعم للجرة‪ ،‬وشرععا‪ ،‬تمليعك منفععة بعوض بشروط آتيعة‪( .‬تصعح إجارة‬
‫بإيجاب‪ ،‬كآجرتك)‬
‫[ ‪] 130‬‬

‫هذا‪ ،‬أو أكريتك‪ ،‬أو ملكتك منافعه سنة‪( :‬بكذا‪ ،‬وقبول‪ ،‬كاستأجرته)‪ ،‬واكتريت‪ ،‬وقبلت‪ .‬قال النووي‬
‫في شرح المهذب‪ ،‬إن خلف المعاطاة يجري في الجارة والرهن والهبة‪ ،‬وإنما تصح الجارة‪( ،‬بأجر) صح‬
‫كونه ثمنا (معلوم) للعاقدين‪ ،‬قدرا‪ ،‬وجنسا‪ ،‬وصفة‪ ،‬إن كان في الذمة‪ ،‬وإل كفت معاينته في إجارة العين‬
‫أو الذمة‪ ،‬فل يصح إجارة دار ودابة بعمارة لها وعلف‪ ،‬ول استئجار لسلخ شاة بجلد‪ ،‬ولطحن نحو بر ببعض‬
‫دقيق (في‬

‫[ ‪] 131‬‬

‫منفعععة متقومععة) أي لهععا قيمععة (معلومععة)‪ ،‬عينععا‪ ،‬وقدرا‪ ،‬وصععفة (واقعععة للمكتري غيععر متضمععن‪،‬‬
‫لستيفاء عين قصدا) بأن ل يتضمنه العقد‪ .‬وخرج بمتقومة ما ليس لها قيمة‪ ،‬فل يصح اكتراء بياع للتلفظ‬
‫بمحض كلمة أو كلمات يسيرة على الوجه‪ ،‬ولو إيجابا وقبول‪ ،‬وإن روجت السلعة‪ ،‬إذ ل قيمة لها‪ .‬ومن ثم‬
‫اختعص هذا بمععبيع مسعتقر القيمعة فعي البلد‪ ،‬كالخبععز‪ ،‬بخلف نحعو عبعد وثوب ممعا يختلف ثمنعه باختلف‬
‫متعاطيه‪ ،‬فيختص بيعه‪ ،‬من البياع‬

‫[ ‪] 132‬‬

‫بمزيد نفع‪ ،‬فيصح استئجاره عليه‪ .‬وحيث لم يصح‪ ،‬فإن تعب بكثرة تردد أو كلم‪ ،‬فله أجرة المثل‪،‬‬
‫وإل فل‪ .‬وأفتى شيخنا المحقق ابن زياد بحرمة أخذ القاضي الجرة على مجرد تليقن اليجاب‪ ،‬إذ ل كلفة‬
‫في ذلك‪ ،‬وسبقة العلمة عمر الفتى‪ ،‬بالفتاء بالجواز إن لم يكن ولي المرأة فقال إذا لقن الولي والزوج‬
‫صيغة النكاح‪ ،‬فله أن يأخذ ما اتفقا عليه بالرضا‪ ،‬وإن كثر‪ ،‬وإن لم يكن لها ولي غيره فليس له أخذ شئ‬
‫على إيجاب النكاح‪ ،‬لوجوبعه عليعه حينئذ‪ ،‬انتهعى‪ .‬وفيعه نظعر لمعا تقرر آنفعا‪ ،‬ول اسعتئجار دراهعم ودنانيعر غيعر‬
‫المعراة للتزين‪ ،‬لن منفعة نحو التزيين بها ل تقابل بمال‪ ،‬وأما المعراة‪ :‬فيصح استئجارها‪ ،‬على ما بحثه‬
‫الذرععي لنهعا حينئذ حلى‪ ،‬واسعتئجار الحلى صعحيح قطععا‪ .‬وبمعلومعة‪ ،‬اسعتئجار المجهول‪ ،‬فأجرتعك إحدى‬
‫الدارين باطل‪ ،‬وبواقعة للمكتري‪ ،‬ما يقع نفعها للجير‪ ،‬فل يصح الستئجار لعبادة تجب فيها نية غير نسك‪،‬‬
‫كالصلة‪ ،‬لن المنعة في‬

‫[ ‪] 133‬‬

‫ذلك للجير ل المستأجر والمامة‪ ،‬ولو نقل كالتراويح‪ ،‬لن المام مصل لنفسه‪ ،‬فمن أراد‪ ،‬اقتدي‬
‫بعه‪ ،‬وإن لم ينعو المامعة أمعا معا ل يحتاج إلى نيعة‪ ،‬كالذان والقامعة فيصعح السعتئجار عليعه‪ ،‬والجرة مقابلة‬
‫لجميعه‪ ،‬مع نحو رعاية الوقت‪ ،‬وتجهيز الميت‪ ،‬وتعليم القرآن كله أو بعضه‪ ،‬وإن تعين على المعلم‪ ،‬للخبر‬
‫الصعحيح‪ :‬إن أحعق معا أخذتعم عليعه أجرا‪ :‬كتاب الله قال شيخنعا فعي شرح المنهاج‪ :‬يصعح السعتئجار لقراءة‬
‫القرآن عند القبر أو مع‬

‫[ ‪] 134‬‬

‫الدعاء بمثعل معا حصعل له معن الجعر له أو لغيره عقبهعا‪ ،‬عيعن زمانعا أو مكانعا أو ل‪ ،‬ونيعة الثواب له‬
‫غيعر دعاء لغعو‪ ،‬خلفعا لجمعع‪ ،‬وإن اختار السعبكي معا قالوه‪ ،‬وكذا أهديعت قراءتعي أو ثوابهعا له خلفعا لجمعع‬
‫أيضا‪ ،‬أو بحضرة المستأجر‪ ،‬أي أو نحو ولده‪ ،‬فيما يظهر‪ ،‬ومع ذكره في القلب حالتها‪ ،‬كما ذكره بعضهم‪،‬‬
‫وذلك لن موضعهعا موضعع بركعة وتنزل رحمعة‪ ،‬والدعاء بعدهعا أقرب إجابعة‪ ،‬وإحضار المسعتأجر فعي القلب‬
‫سبب لشمول الرحمة له إذا نزلت على قلب القارئ‪ ،‬وألحق بها الستئجار لمحض الذكر‪ ،‬والدعاء عقبه‪،‬‬
‫وأفتعى بعضهم‪ ،‬بأ نه لو ترك من القراءة المستأجر عليهعا آيات‪ ،‬لز مه قراءة معا تر كه‪ ،‬ول يلز مه اسعتئناف‬
‫معا بعده‪ .‬وبأن معن اسعتوءجر لقراءة على قعبر‪ ،‬ل يلزمعه عنعد الشروع أن ينوي أن ذلك عمعا اسعتؤجر عنعه‪،‬‬
‫أي بل الشرط عدم الصارف‪.‬‬

‫[ ‪] 135‬‬

‫فإن قلت‪ :‬صعرحوا فعي النذر بأنعه ل بعد أن ينوي أنهعا عنعه‪ .‬قلت‪ :‬هنعا قرينعة صعارفة لوقوعهعا عمعا‬
‫استؤجر له‪ ،‬ول كذلك ثم‪ ،‬ومن ثم لو استؤجر هنا لمطلق القراءة وصححناه‪ :‬احتاج للنية فيما يظهر أول‬
‫لمطلقها‪ ،‬كالقراءة بحضرته لم يحتج لها‪ ،‬فذكر القبر مثال‪ ،‬انتهى ملخصا‪ .‬وبغير متضمن لستيفاء عين ما‬
‫تضمعن اسعتيفاءها‪ ،‬فل يصعح اكتراء بسعتان لثمرتعه‪ ،‬لن العيان ل تملك بعقعد الجارة قصعدا‪ ،‬ونقعل التاج‬
‫السبكي في توشيحه اختيار والده التقي السبكي في آخر عمره‪ ،‬صحة إجارة‬

‫[ ‪] 136‬‬

‫الشجار لثمرهعا‪ ،‬وصعرحوا بصعحة اسعتئجار قناة أو بئر للنتفاع بمائهعا للحاجعة‪ .‬قال فعي العباب‪ :‬ل‬
‫يجوز إجارة الرض لدفعن الميعت لحرمعة نبشعه قبعل بلئه‪ ،‬وجهالة وقعت البلى (و) يجعب (على مكعر تسعليم‬
‫مفتاح دار) لمكتععر‪ ،‬ولو ضاع مععن المكتري‪ ،‬وجععب على المكري تجديده‪ .‬والمراد بالمفتاح‪ ،‬مفتاح الغلق‬
‫المثبعت‪ .‬أمعا غيره‪ ،‬فل يجعب تسعليمه‪ ،‬بعل ول قفله‪ ،‬كسعائر المنقولت‪( .‬وعمارتهعا)‪ ،‬كبناء وتطييعن سعطح‪،‬‬
‫ووضعع باب‪ ،‬وإصعلح منكسعر‪ .‬وليعس المراد بكون معا ذكعر واجبعا على المكري أنه يأثعم بتركعه‪ ،‬أو أنعه يجعبر‬
‫عليعه‪ ،‬بعل إنعه إن تركعه‪ ،‬ثبعت للمكتري الخيار‪ ،‬كمعا بينتعه بقولي‪( :‬فإن بادر) وفععل معا عليعه‪ ،‬فذاك (وإل‬
‫فللمكتري خيار) إن نقصته المنفعة‪،‬‬

‫[ ‪] 137‬‬

‫(وعلى مكتعر‪ .‬تنظيعف عرصعتها) أي الدار‪( ،‬معن كناسعة)‪ ،‬وثلج‪ ،‬والعرصعة‪ :‬كعل بقععة بيعن الدور‬
‫واسعة ليس فيها شئ من بناء‪ ،‬وجمعها‪ :‬عرصات‪( ،‬وهو) أي المكتري (أمين) على العين المكتراة (مدة‬
‫الجارة) إن قدرت بزمن‪ ،‬أو مدة إمكان الستيفاء إن قدرت بم حل عمعل‪( ،‬وكذا بعدها) ما لم يستعملها‪،‬‬
‫اسعتصحابا لمعا كان‪ ،‬ولنعه ل يلزمعه الرد ول مؤنتعه‪ ،‬بعل لو شرط أحدهمعا عليعه‪ ،‬فسعد العقعد‪ .‬وإنمعا الذي‬
‫عليعه‪ ،‬التخليعة‪ ،‬كالوديعع‪ ،‬ورجعح السعبكي أ نه كالمانعة الشرعيعة‪ ،‬فيلزمعه إعلم مالكهعا بهعا أو الرد فورا‪ ،‬وإل‬
‫ضمن‪ .‬والمعتمد خلفه‪ .‬وإذا قلنا‬

‫[ ‪] 138‬‬

‫بالصح أنه ليس عليه إل التخلية‪ ،‬فقضيته أنه ل يلزم إعلم المؤجر بتفريغ العين‪ ،‬بل الشرط أن‬
‫ل يسعتعملها‪ ،‬ول يحبسعها لو طلبهعا‪ .‬وحينئذ يلزم معن ذلك أنعه ل فرق بيعن أن يقفعل باب نحعو الحانوت بععد‬
‫تفريغععه أو ل‪ .‬لكععن قال البغوي‪ :‬لو اسععتأجر حانوتععا شهرا‪ ،‬فأغلق بابععه‪ ،‬وغاب شهريععن‪ ،‬لزمععه المسععمى‬
‫للشهعر الول‪ ،‬وأجرة المثعل للشهعر الثانعي‪ .‬قال شيخنعا فعي شرح المنهاج‪ :‬ومعا ذكره البغوي‪ ،‬فعي مسعألة‬
‫الغيبعة‪ ،‬متجعه‪ ،‬ولو اسعتعمل العيعن بععد المدة لزمعه أجرة المثعل‪( ،‬كأجيعر) فإنعه أميعن‪ ،‬ولو بععد المدة أيضعا‪،‬‬
‫(فل ضمان على واحعد منهمعا) فلو اكترى دابعة‪ ،‬ولم ينتفعع بهعا فتلفعت‪ ،‬أو اكتراه لخياطعة ثوب أو صعبغه‬
‫فتلف‪ ،‬فل يضمن‪ ،‬سواء انفرد الجير باليد أم ل‪ ،‬كأن قعد‬

‫[ ‪] 139‬‬

‫المكتري معه حتى يعمل‪ ،‬أو أحضره منزله ليعمل‪( ،‬إل بتقصير) كأن ترك المكتري النتفاع بالدابة‬
‫فتلفعت بسعبب‪ ،‬كانهدام سعقف اصعطبلها عليهعا فعي وقعت لو انتفعع بهعا فيعه عادة سعلمت‪ ،‬وكأن ضربهعا‪ ،‬أو‬
‫أركبها أثقل منه‪ .‬ول يضمن أجير لحفظ دكان مثل إذا أخذ غيره ما فيها‪ .‬قال الزركشي‪ :‬إنه ل ضمان أيضا‬
‫على الخفيعر‪ ،‬وكأن اسعتأجره ليرععى دابتعه فأعطاهعا آخعر يرعاهعا فيضمنهعا كعل منهمعا‪ ،‬والقرار على معن‬
‫تلفت بيده‪ .‬وكأن أسرف خباز في الوقود‪ ،‬أو مات المتعلم من ضرب المعلم‪ ،‬فإنه يضمن‪ ،‬ويصدق الجير‬
‫في أنه لم يقصر‪ ،‬ما لم يشهد خبيران‬

‫[ ‪] 140‬‬

‫بخلفعه‪ .‬ولو اكترى دابعة ليركبهعا اليوم ويرجعع غدا‪ ،‬فأقام بهعا ورجعع فعي الثالث‪ ،‬ضمنهعا فيعه فقعط‪،‬‬
‫لنعه اسعتعملها فيعه تعديعا‪ .‬ولو اكترى عبدا لعمعل معلوم‪ ،‬ولم يعبين موضععه‪ ،‬فذهعب بعه معن بلد العقعد إلى‬
‫آخر‪ ،‬فأبق‪ :‬ضمنه مع الجرة‪ .‬فرع‪ :‬يجوز لنحو القصار حبس الثوب‪ ،‬كرهنه‪ ،‬بأجرته حتى يستوفيها‪( .‬ول‬
‫أجرة) لعمل‪ :‬كحلق رأس‪،‬‬

‫[ ‪] 141‬‬
‫وخياطة ثوب‪ ،‬وقصارته‪ ،‬وصبغه بصبغ مالكه (بل شرط) الجرة‪ .‬فلو دفع ثوبه إلى خياط ليخيط‪،‬‬
‫أو قصعار ليقصعره‪ ،‬أو صعباغ ليصعبغه‪ ،‬ففععل‪ ،‬ولم يذكعر أحدهمعا أجرة‪ ،‬ول معا يفهمهعا‪ ،‬فل أجرة له‪ ،‬لنعه‬
‫متعبرع‪ .‬قال فعي البحعر‪ :‬ولنعه لو قال اسعكني دارك شهرا‪ ،‬فأسعكنه‪ ،‬ل يسعتحق عليعه أجرة إجماععا‪ ،‬وإن‬
‫عرف بذلك العمل بها‪ ،‬لعدم التزامها‪ .‬ول يستثنى وجوبها على داخل حمام‪ ،‬أو راكب سفينة مثل بل إذن‪،‬‬
‫لسعتيفائه المنفععة معن غيعر أن يصعرفها صعاحبها إليعه بخلفعه بإذنعه‪ .‬أمعا إذا ذكعر أجرة‪ ،‬فيسعتحقها قطععا إن‬
‫صح العقد‪ ،‬وإل فأجرة المثل‪ .‬وأما إذا‬

‫[ ‪] 142‬‬

‫عرض بها‪ ،‬كأرضيك‪ ،‬أو ل أخيبك‪ ،‬أو ترى ما يسرك‪ ،‬فيجب أجرة المثل (وتقررت) أي الجرة التي‬
‫سعميت فعي العقعد (عليعه) أي المكتري (بمضعي مدة) فعي الجارة المقدرة بوقعت أو مضعي مدة إمكان‬
‫الستيفاء في المقدرة بعمل (وإن لم يستوف) المستأجر المنفعة‪ ،‬لن المنافع تلفت تحت يده‪ ،‬وإن ترك‬
‫لنحعو مريعض‪ ،‬أو خوف طريعق‪ ،‬إذ ليعس على المكري إل التمكيعن معن السعتيفاء‪ ،‬وليعس له‪ ،‬بسعبب ذلك‪،‬‬
‫فسخ ول رد إلى تيسير العمل (وتنفسخ) الجارة (بتلف مستوفى منه معين) في العقد‪ ،‬كموت نحو دابة‬
‫وأجير معينين‪ ،‬وانهدام دار‪ ،‬ولو بفعل المستأجر (في) زمان (مستقبل) لفوات محل المنفعة فيه‪ ،‬ل في‬
‫ماض بعد القبض إذا كان لمثله أجرة‪،‬‬

‫[ ‪] 143‬‬

‫لسعتقراره‪ .‬بالقبعض‪ ،‬فيسعتقر قسعطه معن المسعمى باعتبار أجرة المثعل‪ ،‬وخرج بالمسعتوفى منعه‪،‬‬
‫غيره ممعا يأتعي وبالمعيعن فعي العقعد‪ ،‬المعيعن عمعا فعي الذمعة‪ ،‬فإن تلفهمعا‪ :‬ل يوجعب انفسعاخا‪ ،‬يعل يبدلن‪،‬‬
‫ويثبت الخيار على التراخي‪ ،‬على المعتمد‪ ،‬بعيب نحو الدابة المقارن إذا جهله‪ ،‬والحادث لتضرره‪ ،‬وهو ما‬
‫أثر في المنفعة تأثيرا‬

‫[ ‪] 144‬‬

‫يظهعر بعه تفاوت أجرتهعا‪ ،‬ول خيار فعي إجارة الذمعة بعيعب الدابعة‪ ،‬بعل يلزمعه البدال‪ .‬ويجوز فعي‬
‫إجارة عين وذمعة استبدال المسعتوفي‪ ،‬كالراكعب‪ ،‬والسعاكن‪ ،‬والمستوفى به كالمحمول‪ ،‬والمسعتوفى فيه‬
‫كالطريعق بمثلهعا‪ ،‬أو بدون مثلهعا‪ ،‬معا لم يشترط عدم البدال فعي الخريعن‪ .‬فرع‪ :‬لو اسعتأجر ثوبعا للبعس‬
‫المطلق‪ ،‬ل يلبسعه وقعت النوم ليل‪ ،‬وإن اطردت عادتهعم بذلك‪ ،‬ويجوز لمسعتأجر الدابعة مثل منعع المؤجعر‬
‫معن حمعل شعئ عليهعا‪ .‬فائدة‪ :‬قال شيخنعا‪ :‬إن الطعبيب الماهعر‪ ،‬أي بأن كان خطوه نادرا‪ ،‬لو شرطعت له‬
‫أجرة‪ ،‬وأعطععي ثمععن الدويععة‪ ،‬فعالجععه بهععا‪ ،‬فلم يععبرأ‪ ،‬اسععتحق المسععمى‪ ،‬إن صععحت الجارة‪ ،‬وإل فأجرة‬
‫المثل‪ .‬وليس للعليل الرجوع‬

‫[ ‪] 145‬‬

‫عليعه بشعئ‪ ،‬لن المسعتأجر عليعه المعالجعة ل الشفاء‪ ،‬بعل إن شرط‪ ،‬بطلت الجارة‪ ،‬لنعه بيعد الله‬
‫تعالى ل غير‪ .‬أما غير الماهر‪ ،‬فل يستحق أجرة ويرجع عليه بثمن الدوية‪ ،‬لتقصيره بمباشرته بما ليس له‬
‫بأهعل‪ .‬ولو اختلفعا‪ :‬أي المكري والمكتري (فعي أجرة أو مدة) أو قدر منفععة‪ ،‬هعل هعي عشرة فراسعخ‪ ،‬أو‬
‫خمسة ؟ أو في قدر المستأجر‪ :‬هل هو كل الدار‪ ،‬أو بيت منها ؟ (تحالفا‪ ،‬وفسخت)‪ ،‬أي الجارة‪ ،‬ووجب‬
‫على المكتري أجرة المثعل لمعا اسعتوفاه‪ .‬فرع‪ :‬لو وجعد المحمول على الدابعة مثل ناقصعا نقصعا يؤثعر‪ ،‬وقعد‬
‫كاله المؤجر‪ ،‬حط قسطه من الجرة‪ ،‬إن‬

‫[ ‪] 146‬‬

‫كانت الجارة في الذمة وإل لم يحط شئ من الجرة‪ .‬ولو استأجر سفينة فدخلها سمك‪ ،‬فهل هو‬
‫له‪ ،‬أو للمؤجر ؟ وجهان‪.‬‬

‫[ ‪] 147‬‬
‫تتمعة‪ :‬تجوز المسعاقاة وهعي أن يعامعل المالك غيره على نخعل أو شجعر عنعب مغروس معيعن فعي‬
‫العقد مرئي‬

‫[ ‪] 148‬‬

‫لهما عنده ليتعهده بالسقي والتربية‪ ،‬على أن الثمرة الحادثة أو الموجودة لهما‪ .‬وإل تجوز في غير‬
‫نخعل وعنعب ل تبععا لهمعا‪ .‬وجوزهعا القديعم فعي سعائر الشجار‪ ،‬وبعه قال مالك وأحمعد‪ ،‬واختاره جمعع معن‬
‫أصحابنا‪ ،‬ولو ساقاه على ودي غير مغروس ليغرسه ويكون الشجر أو ثمرته إذا أثمر لهما‪ ،‬لم تجز‪ ،‬لكن‬
‫قضية كلم جمع من السلف‪ ،‬جوازها‪ ،‬والشجر لمالكه‪ ،‬وعليه لذي الرض أجرة مثلها‪ ،‬والمزارعة‪ :‬هي أن‬
‫يعامل المالك غيره على أرض‬

‫[ ‪] 149‬‬

‫ليزرعها بجزء معلوم مما يخرج منها‪ ،‬والبذر من المالك‪ ،‬فإن كان البذر من العامل‪ ،‬فهي مخابرة‪،‬‬
‫وهما باطلن‪ ،‬للنهي عنهما‪ ،‬واختار السبكي‪ ،‬كجمع آخرين‪ ،‬جوازهما‪ ،‬واستدلوا بعمل عمر رضي الله عنه‬
‫وأهعل المديعة‪ ،‬وعلى المرجعح‪ ،‬فلو أفردت الرض بالمزارععة‪ ،‬فالمغعل للمالك‪ ،‬وعليعه للعامعل أجرة عمله‬
‫ودوابعه وآلتعه‪ ،‬وإن أفردت الرض بالمخابرة‪ ،‬فالمغعل للعامعل‪ ،‬وعليعه لمالك الرض أجرة مثلهعا وطريعق‬
‫جعل الغلة لهما ول أجرة أن‬

‫[ ‪] 150‬‬

‫يكتري العامل نصف الرض بنصف البذر ونصف عمله ونصف منافع آلته‪ ،‬أو بنصف البذر ويتبرع‬
‫بالعمل والمنافع إن كان البذر منه‪ ،‬فإن كان من المالك استأجرة بنصف البذر ليزرع له النصف الخر من‬
‫البذر في نصف الرض‪ ،‬ويعيره نصفها‪.‬‬

‫[ ‪] 151‬‬

‫باب فعي العاريعة بتشديعد الياء وتخفيفهعا‪ :‬وهعي اسعم لمعا يعار للعقعد المتضمعن لباحعة النتفاع بمعا‬
‫يحعل النتفاع بعه معع بقاء عينعه ليرده‪ .‬معن عار‪ :‬ذهعب‪ ،‬وجاء بسعرعة‪ ،‬ل معن العار‪ .‬وهعي مسعتحبة أصعالة‬
‫لشدة الحاجة إليها‪ ،‬وقد تجب‪ ،‬كإعارة ثوب توقفت صحة الصلة عليه‪ ،‬وما ينقذ غريقا‪ ،‬أو يذبح به حيون‬
‫محترم يخشى موته‪( .‬صح) من ذي‬

‫[ ‪] 152‬‬

‫تععبرع‪( .‬إعارة عععن) غيععر مسععتعارة (لنتفاع) مععع بقاء عينععه (مملوك) ذلك النتفاع‪ ،‬ولو بوصععية أو‬
‫إجارة أو وقعف‪ ،‬وإن لم يملك العيعن‪ ،‬لن العاريعة ترد على المنفععة فقعط‪ .‬وقيعد ابعن الرفععة صعحتها معن‬
‫الموقوف عليععه‪ ،‬بمععا إذا كان ناظرا‪ .‬قال السععنوي‪ :‬يجوز للمام إعارة مال بيععت المال (مباح) فل يصععح‬
‫إعارة ما يحرم النتفاع به كآلة لهو‪،‬‬

‫[ ‪] 153‬‬

‫وفرس‪ ،‬وسعلح لحربعي‪ ،‬وكأمعة مشتهاة لخدمعة أجنعبي‪ ،‬وإنمعا تصعح العارة معن أهعل تعبرع‪( .‬بلفعظ‬
‫يشععر بإذن فيعه) أي النتفاع‪( .‬كأعرتعك‪ ،‬وأبحتعك) منفععة‪ ،‬وكاركعب‪ ،‬وخذه لتنتفعع بعه‪ .‬ويكفعي لفعظ أحدهمعا‬
‫مع فعل الخر‪ .‬ول يجوز لمستعير إعارة عين مستعارة بل إذن معير‪ ،‬وله إنابة من يستوفي المنفعة له‪،‬‬
‫كأن يركعب دابعة اسعتعارها للركوب معن هعو مثله أو دونعه لحاجتعه‪ ،‬ول يصعح إعارة معا ل ينتفعع بعه معع بقاء‬
‫عينه‪ ،‬كالشمع للوقود‪ ،‬لستهلكه‪.‬‬

‫[ ‪] 154‬‬
‫ومعن ثعم‪ ،‬صعحت للتزيعن بعه‪ ،‬كالنقعد‪ ،‬وحيعث لم تصعح العاريعة فجرت‪ ،‬ضمنعت‪ ،‬لن للفاسعد حكعم‬
‫صحيحه‪ ،‬وقيل ل ضمان‪ ،‬لن ما جرى بينهما ليس بعارية صحيحة‪ ،‬ول فاسدة‪ ،‬ولو قال احفر في أرضي‬
‫بئرا لنفسك‪ ،‬فحفر‪ ،‬لم يملكها‪ ،‬ول أجرة له على المر‪ ،‬فإن قال أمرتني بأجرة‪ ،‬فقال مجانا‪ ،‬صدق المر‪،‬‬
‫ووارثه‪ .‬ولو أرسل‬

‫[ ‪] 155‬‬

‫صعبيا ليسعتعير له شيئا‪ ،‬لم يصعح‪ ،‬فلو تلف فعي يده‪ ،‬أو أتلفعه لم يضمنعه هعو‪ ،‬ول مرسعله‪ ،‬كذا فعي‬
‫الجواهعر‪( .‬و) يجعب (على مسعتعير ضمان قيمعة يوم تلف) للمعار إن تلف كله أو بعضعه فعي يده‪ ،‬ولو بآفعة‬
‫مععن غيععر تقصععير‪ ،‬بدل أو أرشععا‪ ،‬وإن شرطععا عدم ضمانععه‪ ،‬لخععبر أبععي داود وغيره‪ :‬العاريععة مضمونععة‪ ،‬أي‬
‫بالقيمة‪ ،‬يوم التلف‪ ،‬ل يوم القبض في المتقوم‪ ،‬وبالمثل في المثلي على الوجه‪ .‬وجزم في النوار بلزوم‬
‫القيمة‪ ،‬ولو في المثلي‪ :‬كخشب‪،‬‬

‫[ ‪] 156‬‬

‫وحجر‪ .‬وشرط التلف المضمن‪ ،‬أن يحصل (ل باستعمال)‪ ،‬وإن حصل معه‪ ،‬فإن تلف هو‪ ،‬أو جزؤه‬
‫باسععتعمال مأذون فيععه‪ :‬كركوب‪ ،‬أو حمععل‪ ،‬أو لبععس اعتيععد‪ ،‬فل ضمان للذن فيععه‪ ،‬وكذا ل ضمان على‬
‫مستعير من نحو مستأجر إجارة صحيحة‪ ،‬فل ضمان عليه‪ ،‬لنه نائب عنه‪ ،‬و هو ل يضمن‪ ،‬فكذا هو‪ .‬وفي‬
‫معنى المستأجر‪ ،‬الموصى له بالمنفعة‪ ،‬والموقوف عليه‪ ،‬وكذا مستعار لرهن تلف في يد مرتهن ل ضمان‬
‫عليعه‪ ،‬كالراهعن‪ ،‬وكتاب موقوف على المسعلمين مثل اسعتعاره فقيعه فتلف فعي يده معن غيعر تفريعط‪ ،‬لنعه‬
‫مععن جملة الموقوف عليهععم‪ .‬فرع‪ :‬لو اختلفععا فععي أن التلف بالسععتعمال المأذون فيععه‪ ،‬أو بغيره‪ :‬صععدق‬
‫المعير‪ ،‬كما قاله الجلل‬

‫[ ‪] 157‬‬

‫البلقينععي‪ ،‬لن الصععل فععي العاريععة‪ ،‬الضمان‪ ،‬حتععى يثبععت مسععقطه‪( .‬و) يجععب (عليععه) أي على‬
‫المسعتعير (مؤنعة رد) للمعار على المالك‪ ،‬وخرج بمؤنعة الرد‪ ،‬مؤنعة المعار‪ ،‬فتلزم المالك‪ ،‬لنهعا معن حقوق‬
‫الملك‪ .‬وخالف القاضعي‪ ،‬فقال إنهعا على المسعتعير‪( .‬و) جاز (لكعل) معن المعيعر والمسعتعير (رجوع) فعي‬
‫العارية‪ ،‬مطلقة كانت أو مؤقتة‪ ،‬حتى‬

‫[ ‪] 158‬‬

‫فعي العارة لدفعن ميعت قبعل مواراتعه بالتراب‪ ،‬ولو بععد وضععه فعي القعبر‪ ،‬ل بععد المواراة‪ ،‬حتعى‬
‫يبلى‪ ،‬ول رجوع لمستعير حيث تلزمه الستعارة‪ ،‬كإسكان معتدة‪ ،‬ول لمعير في سفينة صارت في اللجة‬
‫وفيهعا متاع المسعتعير‪ .‬وبحعث ابعن الرفععة أن له الجرة‪ .‬ول فعي جذع لدععم جدار مائل بععد اسعتناده‪ ،‬وله‬
‫الجرة من الرجوع‪ .‬ولو استعار‬

‫[ ‪] 159‬‬

‫للبناء أو الغراس‪ ،‬لم يجعز له ذلك إل مرة واحدة‪ .‬فلو قلع معا بناه أو غرسعه‪ ،‬لم يجعز له إعادة إل‬
‫بإذن جديعد‪ ،‬إل إذا صعرح له بالتجديعد مرة أخرى‪ .‬فروع‪ :‬لو اختلف مالك عيعن والمتصعرف فيعه‪ ،‬كأن قال‬
‫المتصرف أعرتني‪ ،‬فقال المالك بل آجرتك بكذا‪ .‬صدق المتصرف بيمينه‪ ،‬إن بقيت العين‪ ،‬ولم يمض مدة‬
‫لهعا أجرة‪ ،‬وإل حلف المالك واسعتحقها‪ ،‬كمعا لو أكعل طعام غيره وقال كنعت أبحعت لي‪ ،‬وأنكعر المالك‪ ،‬أو‬
‫عكسه‪ ،‬بأن قال المتصرف آجرتني بكذا‪ ،‬وقال المالك بل‬

‫[ ‪] 160‬‬

‫أعرتعك والعيعن باقيعة‪ ،‬صعدق المالك بيمينعه‪ ،‬ولو أعطعى رجل حانوتعا ودراهعم‪ ،‬أو أرضعا وبذرا‪ ،‬وقال‬
‫اتجر‪ ،‬أو ازرعه فيها لنفسك‪ ،‬فالعقار عارية‪ ،‬وغيره قرض‪ ،‬على الوجه‪ ،‬ل هبة خلفا لبعضهم‪ ،‬ويصدق في‬
‫قصده‪ ،‬ولو أخذ كوزا من سقاء ليشرب منه‪ ،‬فوقع من يده وانكسر قبل شربه أو بعده‪ ،‬فإن طلبه مجانا‪،‬‬
‫ضمنه‪ ،‬دون الماء‪ ،‬أو بعوض والماء قدر كفايته‪ ،‬فعكسه‪ .‬ولو استعار حليا‪ ،‬وألبسه بنته الصغيرة‪ ،‬ثم أمر‬
‫غيره بحفظه في بيته‪،‬‬

‫[ ‪] 161‬‬

‫ففععل‪ ،‬فسعرق غرم المالك المسعتعير‪ ،‬ويرجعع على الثانعي‪ ،‬إن علم أنعه عاريعة‪ ،‬وإن لم يكعن يعلم‬
‫أنه عارية‪ ،‬بل ظنه للمر‪ ،‬لم يضمن‪ .‬ومن سكن دارا مدة بإذن مالك أهل‪ ،‬ولم يذكر له أجرة‪ ،‬لم تلزمه‪.‬‬
‫مهمعة قال العبادي وغيره فعي كتاب مسعتعار رأى فيعه خطعأ ل يصعلحه إل المصعحف فيجعب‪ .‬قال شيخنعا‪:‬‬
‫والذي يتجعه أن المملوك غيعر المصعحف ل يصعلح فيعه شعئ‪ ،‬إل إن ظعن رضعا مالكعه بعه‪ ،‬وأنعه يجعب إصعلح‬
‫المصحف‪ ،‬لكن إن لم ينقصه خطه‪ ،‬لرداءته‪ ،‬وأن الوقف يجب إصلحه‪ ،‬إن تيقن الخطأ فيه‪.‬‬

‫[ ‪] 162‬‬

‫فصل في بيان أحكام الغصب الغصب‪ :‬استيلء على حق غير‪ ،‬ولو منفعة‪ ،‬كإقامة من قعد بمسجد‬
‫أو سوق بل حق‪ ،‬كجلوسه على‬

‫[ ‪] 163‬‬

‫فراش غيره‪ ،‬وإن لم ينقله‪ ،‬وإزعاجعه ععن داره‪ ،‬وإن لم يدخلهعا‪ ،‬وكركوب دابعة غيره‪ ،‬واسعتخدام‬
‫عبده‪( .‬وعلى الغاصعب‪ :‬رد وضمان متمول تلف بأقصعى قيمعه معن حيعن غصعب إلى تلف ويضمعن) مثلي‪،‬‬
‫وهو ما حصره كيل‪ ،‬أو وزن‪ .‬وجاز السلم فيه كقطن‪ ،‬ودقيق‪ ،‬وماء ومسك‪ ،‬ونحاس ودراهم ودنانير‪ ،‬ولو‬
‫مغشوشا‪ ،‬وتمر‪ ،‬وزبيب‪،‬‬

‫[ ‪] 164‬‬

‫وحب جاف‪ ،‬ودهن‪ ،‬وسمن (بمثله) في أي مكان حل به المثلي‪ ،‬فإن فقد المثل‪ ،‬فيضمن بأقصى‬
‫قيم من غصب إلى فقد‪ .‬ولو تلف المثلي‪ :‬فله مطالبته بمثله في غير المكان الذي حل به المثلي‪ ،‬إن لم‬
‫يكععن لنقله مؤنععة‪ ،‬وأمععن الطريععق وإل فبأقصععى قيععم المكان‪ .‬ويضمععن متقوم أتلف‪ ،‬كالمنافععع والحيوان‪،‬‬
‫بالقيمة‪ .‬ويجوز أخذ القيمة‬

‫[ ‪] 165‬‬

‫ععن المثلي بالتراضعي‪ .‬وإذا أخعذ منعه القيمعة‪ ،‬فاجتمععا ببلد التلف‪ ،‬لم يرجععا إلى المثعل‪ ،‬وحيعث‬
‫وجب مثل‪ ،‬فل أثر لغلء‪ ،‬أو رخص‪.‬‬

‫[ ‪] 166‬‬

‫(فروع) لوحل رباط سفينة فغرقت بسببه ضمنها‪ ،‬أو بحادث ريح‪ ،‬فل‪ .‬وكذا إن لم يظهر سبب‪،‬‬
‫ولو حل وثاق بهيمة‪ ،‬أو عبد ل يميز‪ ،‬أو فتح قفصا عن طير‪ ،‬فخرجوا‪ ،‬ضمن إن كان بتهييجه وتنفيره‪ .‬وكذا‬
‫إن اقتصععر على الفتععح‪ ،‬إن كان الخروج حال ل عبدا عاقل حععل قيده فأبععق‪ ،‬ولو معتادا للباق‪ .‬ولو ضرب‬
‫ظالم عبعد غيره فأبعق‪ ،‬لم يضمعن‪ .‬ويعبرأ الغاصعب برد العيعن إلى المالك‪ ،‬ويكفعي وضعهعا عنده ولو نسعيه‬
‫برئ بالرد إلى القاضعي‪ .‬ولو خلط مثليعا أو متقومعا بمعا ل يتميعز‪ :‬كدهعن‪ ،‬أو حعب‪ ،‬وكذا درهعم‪ ،‬على الوجعه‪،‬‬
‫بجنسه‪ ،‬أو غيره‪ ،‬وتعذر‬

‫[ ‪] 167‬‬

‫التمييعز‪ ،‬صعار هالكعا‪ ،‬ل مشتركعا فيملكعه الغاصعب‪ ،‬لكعن الوجعه أنعه محجور عليعه فعي التصعرف فيعه‬
‫حتى يعطى بدله‪.‬‬
‫[ ‪] 168‬‬

‫باب في الهبة أي مطلقها‪ :‬الشامل للصدقة والهدية‪( .‬الهبة‪ :‬تمليك عين) يصح بيعها غالبا‪ ،‬أو دين‬
‫من أهل تبرع‪،‬‬

‫[ ‪] 169‬‬

‫(بل عوض)‪ .‬واحترز بقولنا بل عوض‪ ،‬عن البيع والهبة بثواب‪ ،‬فإنها بيع حقيقة (بإيجاب‪ :‬كوهبتك)‬
‫هذا‪ ،‬وملكتكه‪ ،‬ومنحتكه‪( .‬وقبول) متصل به‪( ،‬كقبلت) ورضيت وتنعقد بالكتابة‪ :‬كلك هذا‪ ،‬أو كسوتك هذا‪.‬‬
‫وبالمعاطاة على المختار‪ .‬قال‪ :‬قال شيخنععا فععي شرح المنهاج‪ :‬وقععد ل تشترط الصععيغة‪ ،‬كمععا لو كانععت‬
‫ضمنية‪ ،‬كأعتق عبدك عني‪ ،‬فأعتقه‪ ،‬وإن لم يقل مجانا‪ ،‬وكما لو زين ولده الصغير بحلى‪ ،‬بخلف زوجته‪،‬‬
‫لنه قادر على‬

‫[ ‪] 170‬‬

‫تمليكعه بتولي الطرفيعن‪ .‬قاله القفال‪ ،‬وأقره جمعع‪ ،‬لكعن اعترض بأن كلم الشيخيعن يخالفعه‪ ،‬حيعث‬
‫اشترطا في هبة الصل‪ ،‬تولي الطرفين بإيجاب وقبول‪ .‬وهبة ولي غيره أن يقبلها الحاكم أو نائبه‪ .‬ونقلوا‬
‫عن العبادي وأقره‪ :‬أنه لو غرس أشجارا‪ ،‬وقال عند الغرس أغرسها لبني مثل‪ ،‬لم يكن إقرارا‪ ،‬بخلف ما‬
‫لو قال لعيعن فعي يده اشتريتهعا لبنعي‪ ،‬أو لفلن الجنعبي‪ ،‬فإنعه إقرار‪ .‬ولو قال جعلت هذا لبنعي‪ ،‬لم يملكعه‬
‫إل إن قبض له‪ ،‬وضعف السبكي والذرعي وغيرهما قول الخوارزمي وغيره‪ ،‬أن إلباس الب الصغير حليا‬
‫يملكه إياه‪ .‬ونقل جماعة عن فتاوى القفال نفسه أنه لو جهز بنته مع أمتعة بل تمليك‪ ،‬يصدق بيمينه في‬
‫أنه لم يملكها‪ ،‬إن ادعته‪ ،‬وهذا صريح في رد‬

‫[ ‪] 171‬‬

‫ما سبق عنه‪ ،‬وأفتى القاضي فيمن بعث بنته وجهازها إلى دار الزوج‪ ،‬بأنه إن قال هذا جهاز بنتي‪،‬‬
‫فهعو مالك لهعا‪ ،‬وإل فهعو عاريعة‪ ،‬ويصعدق بيمينعه‪ .‬وكخلع الملوك‪ ،‬لعتياد عدم اللفعظ فيهعا‪ ،‬انتهعى‪ .‬ونقعل‬
‫شيخنا ابن زياد عن فتاوى ابن الخياط‪ :‬إذا أهدى الزوج للزو جة بعد العقد بسببه‪ ،‬فإنهعا تملكه‪ ،‬ول يحتاج‬
‫إلى إيجاب وقبول ومن ذلك‪ ،‬ما يدفعه الرجل إلى المرأة صبح الزواج مما يسمى صبحية في عرفنا‪ ،‬وما‬
‫يدفعععه إليهععا إذا غضبععت‪ ،‬أو تزوج عليهععا‪ ،‬فإن ذلك تملكععه المرأة بمجرد الدفععع إليهععا‪ .‬انتهععى‪ .‬ول يشترط‬
‫اليجاب والقبول قطععا فعي الصعدقة‪ ،‬وهعي معا أعطاه محتاجعا‪ ،‬وإن لم يقصعد الثواب أو غنيعا لجعل ثواب‬
‫الخرة‪ ،‬بل يكفي فيها العطاء والخذ ول في الهدية‬

‫[ ‪] 172‬‬

‫ولو غيعر مأكول‪ ،‬وهعي معا نقله إلى مكان الموهوب له إكرامعا‪ ،‬بعل يكفعي فيهعا البعععث معن هذا‪،‬‬
‫والقبعض معن ذاك‪ ،‬وكلهعا مسعنونة‪ ،‬وأفضلهعا الصعدقة‪ ،‬وأمعا كتاب الرسعالة الذي لم تدل قرينعة على عوده‪،‬‬
‫فقعد قال المتولي إنعه ملك المكتوب إليعه‪ ،‬وقال غيره‪ :‬هعو باق بملك الكاتعب‪ ،‬وللمكتوب إليعه النتفاع بعه‬
‫على سبيل الباحة‪ .‬وتصح الهبة‬

‫[ ‪] 173‬‬

‫باللفظ المذكور‪( :‬بل تعليق)‪ ،‬فل تصح مع تعليق كإذا جاء رأس الشهر فقد وهبتك‪ ،‬أو أبرأتك‪ ،‬ول‬
‫معع تأقيعت بغيعر عمرى ورقعبى فإن أقعت الواهعب الهبعة بعمعر المتهعب‪ ،‬كوهبعت لك هذا عمرععك‪ ،‬أو معا‬
‫عشت‪ ،‬صحت‪ ،‬وإن لم يقل فإذا مت فهي لورثتك‪ ،‬وكذا إن شرط عودها إلى الواهب أو وارثه بعد موت‬
‫المتهعب فل تعود إليعه ول إلى وارثعه للخعبر الصعحيح‪ ،‬وتصعح ويلغعو الشرط‪ .‬فإذا أقعت بعمعر الواهعب أو‬
‫الجنبي‪ ،‬كأعمرتك هذا عمري‪ ،‬أو عمر فلن‪ .‬لم تصح‪ .‬ولو قال لغيره أنت في حل مما تأخذ أو تعطي أو‬
‫تأكعل معن مالي‪ ،‬فله الكعل فقعط‪ ،‬لنعه إباحعة‪ ،‬وهعي تصعح بمجهول‪ ،‬بخلف الخعذ والعطاء‪ ،‬قاله العبادي‪،‬‬
‫ولو قال وهبعت لك جميعع معا لي‪ ،‬أو نصعف معا لي‪ ،‬صعحت إن كان المال أو نصعفه معلومعا لهمعا‪ ،‬وإل فل‪.‬‬
‫وفي النوار‪ :‬لو قال أبحت لك ما في داري‪ ،‬أو ما في‬
‫[ ‪] 174‬‬

‫كرمي‪ ،‬من العنب‪ ،‬فله أكله دون بيعه‪ ،‬وحمله‪ ،‬وإطعامه لغيره‪ ،‬وتقتصر الباحة على الموجود‪ ،‬أي‬
‫عندها في الدار أو الكرم‪ .‬ولو قال أبحت لك جميع ما في داري أكل واستعمال‪ ،‬ولم يعلم المبيح الجميع‪،‬‬
‫لم تحصل الباحة‪ .‬اه‍‪ .‬وجزم بعضهم أن الباحة ل ترتد بالرد‪ .‬وشرط الموهوب كونه عينا يصح بيعها‪ ،‬فل‬
‫تصعح هبعة المجهول كعبيعه‪ ،‬وقعد معر آنفعا بيانعه‪ ،‬بخلف هديتعه وصعدقته‪ ،‬فتصعحان‪ ،‬فيمعا اسعتظهره شيخنعا‪،‬‬
‫وتصعح هبعة المشاع‪ ،‬كعبيعه‪ ،‬ولو قبعل القسعمة‪ :‬سعواء وهبعه للشريعك أو غيره‪ .‬وقعد تصعح الهبعة دون البيعع‪،‬‬
‫كهبعة حبتعي بر ونحوهمعا معن المحقرات‪ ،‬وجلد نجعس‪ ،‬على تناقعض فيعه فعي الروضعة‪ ،‬وكذا دهعن متنجعس‬
‫(وتلزم) أي الهبة‬

‫[ ‪] 175‬‬

‫بأنواعها الثلثة‪( :‬بقبض)‪ ،‬فل تلزم بالعقد‪ ،‬بل بالقبض على الجديد‪ ،‬لخبر أنه (ص) أهدى للنجاشي‬
‫ثلثيعن أوقيعة مسعكا‪ ،‬فمات قبعل أن يصعل إليعه‪ ،‬فقسعمه (ص) بيعن نسعائه‪ ،‬ويقاس بالهديعة‪ .‬الباقعي‪ ،‬وإنمعا‬
‫يعتعد بالقبعض إن كان بإقباض الواهعب أو بإذنعه أو إذن وكيله فيعه‪ ،‬ويحتاج إلى إذنعه فيعه وإن كان الموهوب‬
‫فعي يعد المتهعب‪ .‬ول يكفعي هنعا الوضعع بيعن يدي المتهعب بل إذن فيعه‪ ،‬لن قبضعه غيعر مسعتحق له‪ ،‬فاعتعبر‬
‫تحققه‪ ،‬بخلفه في المبيع‪ ،‬فلو مات‬

‫[ ‪] 176‬‬

‫أحدهما قبل القبض‪ ،‬قام مقامه وارثه في القبض والقباض‪ .‬ولو قبضه فقال الواهب رجعت عن‬
‫الذن قبله‪ ،‬وقال المتهعب بععد صعدق الواهعب على معا اسعتظهره الذرععي‪ ،‬لكعن ميعل شيخنعا إلى تصعديق‬
‫المتهعب‪ ،‬لن الصعل عدم الرجوع قبله‪ ،‬وهعو قريعب‪ .‬ويكفعي القرار بالقبعض‪ ،‬كأن قيعل له وهبعت كذا معن‬
‫فلن وأقبضته‪ ،‬فقال نعم‪ ،‬وأما القرار‪ ،‬أو الشهادة بمجرد الهبة‪ .‬فل يستلزم القبض‪ .‬نعم‪ ،‬يكفي عنه قول‬
‫الواهب ملكها المتهب ملكا لزما‪ .‬قال بعضهم‪ :‬وليس للحاكم سؤال الشاهد عنه‪ ،‬لئل يتنبه له‪( ،‬ولصل)‬
‫ذكعر أو أنثعى معن جهعة الب أو الم وإن عل (رجوع فيمعا وهعب)‪ ،‬أو تصعدق‪ ،‬أو أهدى‪ ،‬ل فيمعا أبرأ (لفرع)‬
‫وإن سفل‪ ،‬إن بقي الموهوب (في‬

‫[ ‪] 177‬‬

‫سعلطنتة بل اسعتهلك) وإن غرس الرض‪ ،‬أو بنعى فيهعا‪ ،‬أو تخلل عصعير موهوب‪ ،‬أو آجره‪ ،‬أو علق‬
‫عتقعه‪ ،‬أو رهنعه‪ ،‬أو وهبعه بل قبعض فيهمعا لبقائه فعي سعلطنته‪ ،‬فل رجوع إن زال ملكعه بهبعة معع قبعض‪ ،‬وإن‬
‫كانت الهبة من البن لبنه أو لخيه لبيه‪ ،‬أو ببيع‪ ،‬ولو من الواهب‪ ،‬على الوجه‪ ،‬أو بوقف‪ .‬ويمتنع الرجوع‬
‫بزوال الملك‪ ،‬وإن عاد إليعه‪ ،‬ولو بإقالة أو رد بعيعب‪ ،‬لن الملك غيعر مسعتفاد منعه حينئذ‪ .‬ولو وهبعه الفرع‬
‫لفرعه وأقبضه ثم رجع فيه‪:‬‬

‫[ ‪] 178‬‬

‫ففعي رجوع الب وجهان‪ ،‬والوجعه منهمعا‪ :‬عدم الرجوع‪ ،‬لزوال ملكعه‪ ،‬ثعم عوده‪ ،‬ويمتنعع أيضعا إن‬
‫تعلق بعه حعق لزم‪ ،‬كأن رهنعه لغيعر أصعل وأقبضعه ولم ينفعك‪ ،‬وكذا إن اسعتهلك‪ ،‬كأن تفرخ البيعض‪ ،‬أو نبعت‬
‫الحعب‪ ،‬لن الموهوب صعار مسعتهلكا‪ .‬ويحصعل الرجوع (بنحعو رجععت) فعي الهبعة‪ ،‬كنقضتهعا‪ ،‬أو أبطلتهعا‪ ،‬أو‬
‫رددت الموهوب إلى ملكععي‪ .‬وكذا بكنايععة‪ ،‬كأخذتععه‪ ،‬وقبضتععه‪ ،‬مععع النيععة‪ ،‬ل بنحععو بيععع وإعتاق وهبععة لغيره‬
‫ووقف‪ ،‬لكمال ملك الفرع‪ .‬ول يصح تعليق الرجوع بشرط‪ ،‬ولو زاد الموهوب رجع بزيادته المتصلة‪ ،‬كتعلم‬
‫الصنعة‪ ،‬ل‬

‫[ ‪] 179‬‬

‫المنفصعلة‪ ،‬كالجرة والولد والحمعل الحادث على ملك فرععه‪ .‬ويكره للصعل‪ ،‬الرجوع فعي عطيعة‬
‫الفرع‪ ،‬إل لعذر‪ ،‬كأن كان الولد عاقعا‪ ،‬أو يصعرفه فعي معصعية‪ ،‬وبحعث البلقينعي امتناععه فعي صعدقة واجبعة‪،‬‬
‫كزكاة‪ ،‬ونذر‪ ،‬وكفارة‪ ،‬وبما ذكره أفتى كثيرون ممن سبقه وتأخر عنه‪ ،‬وله الرجوع فيما أقر بأنه لفرعه‪،‬‬
‫كما أفتى به النووي‪ ،‬واعتمده جمع متأخرون‪ ،‬قال الجلل البلقينعي عن أب يه‪ ،‬وفرض ذلك فيما إذا فسره‬
‫بالهبععة‪ ،‬وهععو فرض ل بععد منععه‪ .‬انتهععى‪ .‬وقال النووي‪ :‬لو وهععب وأقبععض ومات فادعععى الوارث كونععه فععي‬
‫المرض‪ ،‬والمتهب كونه في الصحة‪،‬‬

‫[ ‪] 180‬‬

‫صعدق‪ .‬انتهعى ولو أقامعا بينتيعن قدمعت بينعة الوارث‪ ،‬لن معهعا زيادة علم (وهبعة ديعن للمديعن إبراء)‬
‫له عنععه‪ ،‬فل يحتاج إلى قبول‪ ،‬نظرا للمعنععى‪( .‬ولغيره) أي المديععن هبععة (صععحيحة) إن علمععا قدره‪ ،‬كمععا‬
‫صححه جمع‪ ،‬تبعا للنص‪ ،‬خلفا لما صححه المنهاج‪( .‬تنبيه) ل يصح البراء من المجهول للدائن أو المدين‪،‬‬
‫لكن فيما فيه معاوضة‪ ،‬كأن أبرأتني فأنت طالق‪ ،‬ل فيما عدا ذلك‪ :‬على المعتمد‪ ،‬وفي القديم‪ :‬يصح من‬
‫المجهول مطلقا‪ .‬ولو أبرأ‪ ،‬ثم ادعى الجهل‪ :‬لم يقبل‬

‫[ ‪] 181‬‬

‫ظاهرا‪ ،‬بعل باطنعا‪ .‬ذكره الرافععي‪ .‬وفعي الجواهعر ععن الزبيلي‪ :‬تصعدق الصعغيرة المزوجعة إجبارا‬
‫بيمينها في جهلها بمهرها‪ .‬قال الغزي‪ :‬وكذا الكبيرة المجبرة إن دل الحال على جهلها‪ ،‬وطريق البراء من‬
‫المجهول‪ ،‬أن يبرئه مما يعلم أنه ل ينقص عن الدين‪ ،‬كألف شك هل دينه يبلغها أو ينقص عنها ؟ ولو أبرأ‬
‫معن معيعن معتقدا أنعه ل يسعتحقه‪ ،‬فبان أنعه يسعتحقه‪ ،‬برئ‪ ،‬ويكره لمععط‪ :‬تفضيعل فعي عطيعة فروع‪ ،‬وإن‬
‫سعفلوا‪ ،‬ولو الحفاد معع وجود الولد‪ ،‬على الوجعه‪ ،‬سعواء كانعت تلك العطيعة هبعة أم هديعة أم صعدقة أم‬
‫وقفا‪ .‬أو أصول‪ ،‬وإن بعدوا‪ ،‬سواء الذكر وغيره إل لتفاوت حاجة‪ ،‬أو فضل‪ ،‬على الوجه‪ ،‬قال جمع‪ :‬يحرم‪،‬‬
‫ونقل في الروضة عن الدارمي‪ :‬فإن‬

‫[ ‪] 182‬‬

‫فضل في الصل فليفضل الم‪ ،‬وأقره لما في الحديث أن لها ثلثي البر‪ ،‬بل في شرح مسلم عن‬
‫المحاسبي‪ ،‬الجماع على تفصيلها في البر على الب‪.‬‬

‫[ ‪] 183‬‬

‫(فروع) الهدايعا المحمولة عنعد الختان ملك للب‪ ،‬وقال جمعع‪ :‬للبعن‪ .‬فعليعه يلزم الب قبولهعا‪،‬‬
‫ومحل الخلف إذا أطلق المهدي فلم يق صد واحدا منهما‪ ،‬وإل فهي لمن قصده‪ ،‬اتفاقا‪ ،‬ويجري ذلك فيما‬
‫يعطاه خادم الصوفية فهو له فقط عند الطلق‪ ،‬أو قصده‪ .‬ولهم عند قصدهم وله ولهم عند قصدهما‪ ،‬أي‬
‫يكون له النصف فيما يظهر‪ ،‬وقضية ذلك أن ما اعتيد في بعض النواحي من وضع طاسة بين يدي صاحب‬
‫الفرح ليضعع الناس فيهعا دراهعم‪ ،‬ثعم يقسعم على الحالق أو الخاتعن أو نحوهمعا‪ ،‬يجري فيعه ذلك التفصعيل‪،‬‬
‫فإن قصعد ذلك وحده‪ ،‬أو معع نظرائه المعاونيعن له‪ ،‬عمعل بالقصعد‪ .‬وإن أطلق‪ ،‬كان ملكعا لصعاحب الفرح‪،‬‬
‫يعطيه لمن يشاء‪ .‬وبهذا يعلم أنه ل نظر هنا للعرف‪ ،‬أما مع قصد خلفه‪ ،‬فواضح‪ ،‬وأما مع الطلق‪ ،‬فلن‬
‫حمله على من ذكر‪ ،‬من الب والخادم‬

‫[ ‪] 184‬‬

‫وصاحب الفرح‪ ،‬نظرا للغالب أن كل من هؤلء هو المقصود هو عرف الشرع‪ ،‬فيقدم على العرف‬
‫المخالف له‪ ،‬بخلف ما ليعس للشرع فيه عرف‪ ،‬فإنعه تحكم فيه العادة‪ .‬ومن ثم لو نذر لولي ميت بمال‪،‬‬
‫فإن قصد أنه يملكه‪ ،‬لغا‪ ،‬وإن أطلق‪ ،‬فإن كان على قبره ما يحتاج للصرف في مصالحه‪ ،‬صرف له‪ ،‬وإل‬
‫فإن كان عنده قوم اعتيد قصدهم بالنذر للولي‪ ،‬صرف لهم‪ ،‬ولو أهدي لمن خلصه من ظالم لئل ينقص ما‬
‫فعله لم يحل له قبوله‪ ،‬وإل حل‪ ،‬أي وإن تعين عليه تخليصه‪ ،‬ولو قال خذ هذا واشتر لك به كذا‪ ،‬تعين ما‬
‫لم يرد التبسط‪ ،‬أي أو تدل‬

‫[ ‪] 185‬‬

‫قرينة حاله عليه‪ .‬ومن دفع لمخطوبته أو وكيلها أو وليها طعاما أو غيره ليتزوجها فرد قبل العقد‪،‬‬
‫رجععع على معن أقبضعه‪ ،‬ولو بععث هديعة إلى شخعص فمات المهدي إليععه قبععل وصععولها‪ ،‬بقيععت على ملك‬
‫المهدي‪ ،‬فإن مات المهدى‪ ،‬لم يكن للرسول حملها إلى المهدى إليه‪.‬‬
‫[ ‪] 186‬‬

‫باب فعي الوقعف هعو لغعة‪ :‬الحبعس‪ .‬وشرععا‪ :‬حبعس مال يمكعن النتفاع بعه معع بقاء عينعه بقطعع‬
‫التصعرف فعي رقبتعه على مصعرف مباح وجهعة والصل فيعه‪ :‬خعبر مسعلم‪ :‬إذا مات المسعلم انقطعع عمله إل‬
‫من ثلث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬أو‬

‫[ ‪] 187‬‬

‫علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح أي مسلم يدعو له‪ ،‬وحمل العلماء‪ :‬الصدقة الجارية على الوقف دون‬
‫نحعو الوصعية بالمنافعع المباحعة‪ .‬ووقعف عمعر رضعي الله عنعه أرضعا أصعابها بخيعبر بأمره (ص) وشرط فيهعا‬
‫شروط‪ :‬منهعا أنعه ل يباع أصعلها ول يورث ول يوهعب‪ ،‬وأن معن وليهعا يأكعل منهعا بالمعروف‪ ،‬ويطععم صعديقا‬
‫غير متمول‪ .‬رواه الشيخان‪ .‬وهو‬

‫[ ‪] 188‬‬

‫أول معن وقعف فعي السعلم‪ .‬وععن أبعي يوسعف أنعه لمعا سعمع خعبر عمعر أنعه ل يباع أصعلها رجعع ععن‬
‫قول أبي حنيفة ببيع الوقف‪ ،‬وقال لو سمعه لقال به‪( .‬صح وقف عين) معينة (مملوكة) ملكا يقبل النقل‬
‫(تفيد) فائدة حال أو مآل‪ :‬كثمرة‪ ،‬أو منفعة يستأجر لها غالبا (وهي باقية) لنه شرع ليكون صدقة جارية‬
‫وذلك كوقف شجر لريعه وحلى للبس ونحو مسك لشم وريحان مزروع بخلف عود البخور‪ ،‬لنه ل ينتفع‬
‫به إل باستهلكه‪ .‬والمطعوم‪ ،‬لن‬

‫[ ‪] 189‬‬

‫نفعه في إهلكه‪ .‬وزعم ابن الصلح‪ :‬صحة وقف الماء اختيار له ويصح وقف المغصوب وإن عجز‬
‫ععن تخليصعه ووقعف العلو دون السعفل مسعجدا‪ .‬والوجعه صعحة وقعف المشاع‪ ،‬وإن قعل‪ ،‬مسعجدا‪ .‬ويحرم‬
‫المكعث فيعه على الجنعب‪ ،‬تغليبعا للمنعع‪ ،‬ويمنعع إعتكاف وصعلة بعه معن غيعر إذن معا لك المنفععة (بوقفعت‬
‫وسبلت)‪ ،‬وحبست (كذا‬

‫[ ‪] 190‬‬

‫على كذا) أو أرضعي موقوفعة‪ ،‬أو وقعف عليعه‪ .‬ولو قال تصعدقت بكذا على كذا صعدقة محرمعة أو‬
‫مؤبدة‪ ،‬أو صدقة لتباع أو ل توهب أو ل تورث‪ :‬فصريح ‪ -‬في الصح ‪( -‬و) من الصرائح قوله‪( :‬جعلت هذا)‬
‫المكان (مسعجدا) فيصعير بعه مسعجدا‪ ،‬وإن لم يقعل لله‪ ،‬ول أتعى بشعئ ممعا معر‪ :‬لن المسعجد ل يكون إل‬
‫وقفعا‪ .‬ووقفتعه للصعلة‪ :‬صعريح فعي الوقفيعة‪ ،‬وكنايعة فعي خصعوص المسعجدية‪ .‬فل بعد معن نيتهعا فعي غيعر‬
‫الموات‪ .‬نقل القامولي عن الرواياني وأقره من أنه لو عمر مسجدا خرابا ولم يقف آلته‪ :‬كانت عارية له‪،‬‬
‫يرجع فيها متى شاء‪ .‬انتهى‪ .‬ول يثبت حكم المسجد من صحة العتكاف وحرمة المكث للجنب لما أضيف‬
‫من الرض الموقوفة حوله إذا احتيج‬

‫[ ‪] 191‬‬

‫إلى توسععته على معا أفتعى بعه شيخنعا ابعن زياد وغيره‪ .‬وعلم ممعا معر أن الوقعف ل يصعح إل بلفعظ‪،‬‬
‫ول يأتعي فيه خلف المعاطاة‪ .‬فلو بنعى بناء علي هيئة مسعجد وأذن فعي إقا مة الصعلة ف يه‪ :‬لم يخرج بذلك‬
‫عن ملكه‪ ،‬كما إذا جعل مكانا على هيئة المقبرة‪ ،‬وأذن في الدفن ‪ -‬بخلف ما لو أذن في العتكاف فيه‬
‫فإنه يصير بذلك مسجدا‪ .‬قال البغوي في فتاويه‪ .‬لو قال لقيم المسجد اضرب اللبن من أرضي للمسجد‪،‬‬
‫فضربه‪ ،‬وبنى به المسجد‪ ،‬صار له حكم المسجد‪ ،‬وليس له نقضه‪ ،‬وله استرداده قبل أن يبنى به‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وألحعق البلقينعي بالمسعجد فعي ذلك‪ :‬البئر المحفورة للسعبيل‪ .‬والسعنوي‪ :‬المدارس والربعط‪ .‬وقال الشيعخ‬
‫أبو محمد‪ :‬وكذا لو أخذ من الناس ليبنى به زاوية أو رباطا فيصير كذلك بمجرد بنائه‪ .‬و ‪ 2‬ضعفه بعضهم‪.‬‬
‫ويصعح وقعف بقرة على رباط ليشرب لبنهععا معن نزله أو ليباع نسععلها لمصععالحه‪( .‬وشرط له) أي للوقعف‬
‫(تأبيد) فل يصح تأقيته‪ .‬كوقفته على زيد سنة‪( .‬وتنجيز)‪ ،‬فل يصح‬
‫[ ‪] 192‬‬

‫تعليقه‪ :‬كوقفته على زيد إذا جاء رأس الشهر‪ .‬نعم‪ :‬يصح تعليقه بالموت‪ :‬كوقفت داري بعد موتي‬
‫على الفقراء‪ .‬قال الشيخان‪ :‬وكأنعه وصعية‪ ،‬لقول القفال إنعه عرضهعا للبيعع كان رجوععا‪( .‬وإمكان تمليعك)‬
‫للموقوف عليعه العيعن الموقوفعة إن وقعف على معيعن واحعد‪ ،‬أو جمعع‪ :‬بأن يوجعد خارجعا متأهل للملك‪ .‬فل‬
‫يصح الوقف على‬

‫[ ‪] 193‬‬

‫معدوم‪ :‬كعلى مسععجد سععيبني‪ ،‬أو على ولده ‪ -‬ول ولد له ‪ -‬أو على مععن سععيولد لي ثععم الفقراء‪.‬‬
‫لنقطاع أوله‪ .‬أو على فقراء أولده ول فقيعر فيهعم‪ ،‬أو على أن يطععم المسعاكين ريععه على رأس قعبره ‪-‬‬
‫بخلف قعبر أبيعه الميعت‪ .‬وأفتعى ابعن الصعلح بأنعه لو وقعف على معن يقرأ على قعبره بععد موتعه فمات ولم‬
‫يعرف له قبر‪ :‬بطل‪ .‬انتهى‪ .‬ويصح على المعدوم تبعا للموجود‪ :‬كوقفته على ولدي ثم على ولد ولدي‪ ،‬ول‬
‫على أحعد هذيعن‪ ،‬ول على عمارة مسعجد ‪ -‬إن لم يعبينه ‪ -‬ول على نفسعه‪ :‬لتعذر تمليعك النسعان ملكعه أو‬
‫منافع ملكه لنفسه‪ .‬ومنه أن يشرط نحو قضاء‬

‫[ ‪] 194‬‬

‫دينعه ممعا وقفعه أو انتفاععه بعه‪ ،‬ل شرط نحعو شربعه أو مطالعتعه معن بئر وكتاب وقفهمعا على نحعو‬
‫الفقراء‪ .‬كذا قاله بعض شراح المنهاج‪ .‬ولو وقف على الفقراء مثل ثم صار فقيرا‪ :‬جاز له الخذ منه‪ ،‬وكذا‬
‫لو كان فقيرا حال الوقف‪ .‬ويصح شرط النظر لنفسه ولو بمقا بل ‪ -‬إن كان بقدر أجرة مثل فأقل ‪ -‬ومن‬
‫حيل صحة الوقف على نفسه‪ :‬أن يقف‬

‫[ ‪] 195‬‬

‫على أولد أبيه ويذكر صفات نفسه‪ ،‬فيصح‪ ،‬كما قاله جمع متأخرون‪ ،‬واعتمده ابن الرفعة‪ ،‬وعمل‬
‫بعه فعي حعق نفسعه‪ ،‬فوقعف على الفقعه معن بنعي الرفععة‪ ،‬وكان يتناوله‪ .‬ويبطعل الوقعف فعي جهعة معصعية‪:‬‬
‫كعمارة الكنائس‪ ،‬وكوقععف سععلح على قطاع طريععق‪ ،‬ووقععف على عمارة قبور غيععر النععبياء والعلماء‬
‫والصععالحين‪( .‬فرع) يقععع لكثيريععن أنهععم يقفون أموالهععم فععي صععحتهم على ذكور أولدهععم قاصععدين بذلك‬
‫حرمان إناثهعم‪ ،‬وقعد تكرر‪ - ،‬معن غيعر واحعد ‪ -‬الفتاء ببطلن الوقعف حينئذ‪ .‬قال شيخنعا ‪ -‬كالطنبداوي ‪ -‬فيعه‬
‫نظر ظاهر‪ ،‬بل الوجه الصحة‪( .‬ل قبول) فل يشترط (ولو من معين) نظرا إلى أنه قربة‪ ،‬بل الشرط عدم‬
‫الرد‪ .‬وما ذكرته في المعين هو‬

‫[ ‪] 196‬‬

‫المنقول ععن الكثريعن‪ .‬واختاره فعي الروضعة ونقله فعي شرح الوسعيط ععن نعص الشافععي‪ .‬وقيعل‬
‫يشترط من المعين القبول‪ ،‬نظرا إلى أنه تمليك‪ ،‬وهو ما رجحه في المنهاج كأصله‪ .‬فإذا رد المعين‪ :‬بطل‬
‫حقه ‪ -‬سوءاء شرطنا قبوله أم ل ‪ -‬نعم‪ :‬لو وقف على وارثه الحائز شيئا يخرج من الثلث‪ :‬لزم‪ ،‬وإن رده‪.‬‬
‫وخرج بالمعيعن‪ :‬الجهعة العامعة وجهعة التحريعر ‪ -‬كالمسعجد ‪ -‬فل قبول فيعه جزمعا‪ :‬ولو وقعف على اثنيعن‬
‫معينين ثم الفقراء فمات أحدهما فنصيبه‬

‫[ ‪] 197‬‬

‫يصرف للخر‪ ،‬لنه شرط في النتقال إلى الفقراء انقراضهما جميعا‪ ،‬ولم يوجد (ولو انقرض) أي‬
‫الموقوف عليه المعين (في منقطع آخر) كأن قال وقفت على أولدي ‪ -‬ولم يذكر أحدا بعد ‪ -‬أو على زيد‬
‫ثععم نسععله ونحوهمععا ممععا ل يدوم‪( :‬فمصععرفه) الفقيععر (القرب) رحمععا ‪ -‬ل إرثععا ‪( -‬إلى الواقععف) يوم‬
‫انقراضهم‪ :‬كابن البنت وإن كان هناك ابن أخ مثل‪ ،‬لن الصدقة على القارب أفضل‪ ،‬وأفضل منه الصدقة‬
‫على أقربهم فأفقرهم‪ .‬ومن ثم يجب أن يخص‬

‫[ ‪] 198‬‬
‫به فقراءهم فإن لم يعرف أرباب الوقف أو عرف ولم يكن له أقارب فقراء بل كانوا أغنياء ‪ -‬وهم‬
‫مععن حرمععت عليععه الزكاة ‪ -‬صععرفه المام فععي مصععالح المسععلمين‪ .‬وقال جمععع يصععرف إلى الفقراء‬
‫والمسعاكين‪ :‬أي ببلد الموقوف‪ .‬ول يبطعل الوقعف على كعل حال بعل يكون مسعتمرا عليعه إل فيمعا لم يذكعر‬
‫المصرف كوقفت هذا وإن قال لله‪ ،‬لن الوقف يقتضي تمليك المنافع‪ ،‬فإذا لم يعين متملكعا بطل‪ .‬وإنما‬
‫صعح أوصعيت بثلثعي وصعرف للمسعاكين‪ ،‬لن غالب الوصعايا لهعم‪ ،‬فحمعل الطلق عليهعم‪ ،‬وإل فعي منقطعع‬
‫الول‪ :‬كوقفته على من يقرأ على قبري بعد موتي‪ ،‬أو‬

‫[ ‪] 199‬‬

‫على قعبر أبعي و هو حعي‪ :‬فيبطعل ‪ -‬بخلف وقف ته الن‪ ،‬أو بععد موتعي على معن يقرأ على قعبري بععد‬
‫موتعي‪ ،‬فإنعه وصعية‪ .‬فإن خرج معن الثلث أو أجيعز وعرف قعبره‪ :‬صعحت‪ ،‬وإل فل‪ .‬وحيعث صعحت‪ ،‬وإل فل‪.‬‬
‫وحيث صححنا الوقف أو الوصية‪ :‬كفي قراءة شئ من القرآن بل تعيين بسورة يس‪ ،‬وإن كان غالب قصد‬
‫الواقعف ذلك ‪ -‬كمعا أفتععى بعه شيخنععا الزمزمعي ‪ -‬وقال بععض أصعحابنا‪ :‬هذا إذا لم يطرد عرف فععي البلد‬
‫بقراءة قدر معلوم أو سععورة معينععة وعلمععه الواقععف‪ ،‬وإل فل بععد منععه‪ :‬إذ عرف البلد المطرد فععي زمنععه‬
‫بمنزلة شرطه (ولو شرط) أي الواقف (شيئا) يقصد‬

‫[ ‪] 200‬‬

‫كشرط أن ل يؤجر مطلقعا‪ ،‬أو إل كذا‪ :‬كسنة‪ ،‬أو أن يف ضل بعض الموقوف علي هم على بعض ‪ -‬أو‬
‫أنثى على ذ كر ‪ -‬أو يسوى بين هم‪ ،‬أو اختصاص ن حو مسجد ‪ -‬كمدرسعة ومقبرة ‪ -‬بطائفعة كشافعيعة‪( :‬اتبع)‬
‫شرطععه ‪ -‬فععي غيععر حالة الضرورة ‪ -‬كسععائر شروطععه التععي لم تخالف الشرع‪ .‬وذلك لمععا فيععه مععن وجوه‬
‫المصلحة‪ :‬أما ما خالف الشرع‪ :‬كشرط العزوبة في سكان المدرسة ‪ -‬أي مثل ‪ -‬فل يصح ‪ -‬كما أفتى به‬
‫البلقينعي ‪ -‬وخرج بغيعر حالة الضرورة‪ ،‬معا لم يوجعد غيعر المسعتأجر الول وقعد شرط أن ل يوءجعر لنسعان‬
‫أكثر من سنة أو أن الطالب ل يقيم أكثر من سنة ولم‬

‫[ ‪] 201‬‬

‫يوجعد غيره فعي السعنة الثانيعة‪ :‬فيهمعل شرطعه حينئذ ‪ -‬كمعا قاله ابعن عبعد السعلم‪( .‬فائدة) الواو‬
‫العاطفعة للتسعوية بيعن المتعاطفات‪ :‬كوقفعت هذا على أولدي وأولد أولدي وثعم والفاء للترتيعب ويدخعل‬
‫أولد بنات في ذرية ونسل وعقب وأولد أولد‪ ،‬إل إن قال على من ينسب إلي منهم‪ ،‬فل‬

‫[ ‪] 202‬‬

‫يدخلون حينئذ‪ ،‬والمولى يشمعل معتقعا وعتيقعا‪ .‬تنعبيه حيعث أجمعل الواقعف شرطعه‪ ،‬اتبعع فيعه العرف‬
‫المطرد في زمنه ‪ -‬لنه بمنزلة شرطه ‪ -‬ثم ما كان أقرب إلى مقاصد الواقفين ‪ -‬كما يدل عليه كلمهم ‪-‬‬
‫ومعن ثعم امتنعع فعي السعقايات المسعبلة على الطرق غيعر الشرب ونقعل الماء منهعا ولو للشرب‪ .‬وبحعث‬
‫بعضهم حرمة نحو بصاق وعسل وسخ في ماء مطهرة المسجد‪ ،‬وإن كثر‪.‬‬

‫[ ‪] 203‬‬

‫(وسعئل) العلمة الطنبداوي ععن الجوابعي والجرار التعي عند المسعاجد فيهعا الماء إذا لم يعلم أنهعا‬
‫موقوفعة للشرب‪ ،‬أو الوضوء أو الغسعل الواجعب‪ ،‬أو المسعنون‪ ،‬أو غسعل النجاسعة ؟ (فأجاب) إنعه إذا دلت‬
‫قرينعة على أن الماء موضوع لتعميعم النتفاع‪ :‬جاز جميعع معا ذكعر معن الشرب وغسعل النجاسعة وغسعل‬
‫الجنابععة وغيرهععا‪ .‬ومثال القرينععة‪ :‬جريان الناس على تعميععم لنتفاع مععن غيععر نكيععر مععن فقيععه وغيره‪ ،‬إذا‬
‫الظاهعر معن عدم النكيعر‪ :‬أنهعم أقدموا على تعميعم النتفاع بالماء بغسعل وشرب ووضوء وغسعل نجاسعة‪.‬‬
‫فمثععل هذا إيقاع يقال بالجواز‪ .‬وقال إن فتوى العلمععة عبععد الله بامخرمععة يوافععق مععا ذكره‪ .‬انتهععى‪ .‬قال‬
‫القفال وتبعوه‪ :‬ويجوز شرط رهن من مستعير كتاب وقف يأخذه الناظر منه ليحمله على رده وألحق به‬
‫شرط ضامععن‪ .‬وأفتععى بعضهععم فععي الوقععف على النععبي (ص) أو النذر له بأنععه يصععرف لمصععالح حجرتععه‬
‫الشريفة فقط‪ ،‬أو على أهل بلد أعطي مقيم بها أو غائب عنها لحاجة غيبة ل تقطع نسبته إليها عرفا‪.‬‬

‫[ ‪] 204‬‬
‫(فروع) قال التاج الفزاري والبرهان المراغي وغيرهما‪ :‬من شرط قراءة جزء من القرآن كل يوم‬
‫كفاه قدر جزء‪ ،‬ولو مفرقعا ونظرا‪ ،‬وفعي المفرق نظعر‪ .‬ولو قال ليتصعدق بغلتعه فعي رمضان أو عاشوراء‬
‫ففات‪ :‬تصعدق بعده‪ ،‬ول ينتظعر مثله‪ .‬نععم‪ :‬إن قال فطرا لصعوامه انتظره‪ .‬وأفتعى غيعر واحعد بأنعه لو قال‬
‫على معن يقرأ على قعبر أبعي كعل جمععة يعس بأنعه إن حعد القراء بمدة معينعة‪ ،‬أو عيعن لكعل سعنة غلة‪ :‬اتبعع‪،‬‬
‫وإل ب طل ‪ -‬نظير معا قالوه من بطلن الوصية لزيعد كل شهعر بدينار إل فعي دينار واحد‪ .‬انتهى‪ .‬وإنما يتجه‬
‫إلحاق الوقف بالوصية‪ :‬إن علق بالموت‪ ،‬لنه حينئذ‬

‫[ ‪] 205‬‬

‫وصية‪ .‬وأما الوقف الذي ليس كالوصية‪ :‬فالذي يتجه صحته‪ ،‬إذ ل يترتب عليه محذور بوجه ‪ -‬لن‬
‫الناظعر إذا قرر معن يقرأ كذلك‪ :‬اسعتحق معا شرط معا دام يقرأه فإذا مات مثل‪ :‬قرر الناظعر غيره‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫ولو قال الواقف وقفعت هذا على فلن ليعمعل كذا‪ :‬قال ابعن الصلح‪ :‬احتمعل أن يكون شرطا للسعتحقاق‪،‬‬
‫وأن يكون توصية له لجل وقفه‪ .‬فإن علم مراده‪ :‬اتبع‪ ،‬وإن شك‪ :‬لم يمنع الستحقاق‪ .‬وإنما يتجه فيما ل‬
‫يقصعد عرفعا صعرف الغلة فعي مقابلتعه‪ ،‬وإل كلتقرأ أو تتعلم كذا‪ :‬فهعو شرط للسعتحقاق ‪ -‬فيمعا اسعتظهره‬
‫شيخنا ‪ -‬ولوقف وأوصى للضيف‪ :‬صرف للوارد على ما يقتضيه العرف ول يزاد على ثلثة أيام مطلقا‪ ،‬ول‬
‫يدفعع له حعب إل إن شرطعه الواقعف‪ .‬وهعل يشترط فيعه الفقعر ؟ قال شيخنعا‪ :‬الظاهعر ل‪( .‬وسعئل) شيخنعا‬
‫الزمزمي عمال وقف ليصرف غلته للطعام عن رسول الله (ص)‪ :‬فهل يجوز للناظر أن‬

‫[ ‪] 206‬‬

‫يطعمها من نزل به من الضيفان في غير شهر المولد بذلك القصد أو ل ؟ وهل يجوز للقاضي أن‬
‫يأكل من ذلك إذا لم يكن له رزق من بيت المال ول من مياسير المسلمين ؟ (فأجاب) بأنه يجوز للناظر‬
‫أن يصرف الغلة المذكورة في إطعام من ذكر‪ ،‬ويجوز للقاضي الكل منها أيضا ‪ -‬لنها صدقة ‪ -‬والقاضي‬
‫إذا لم يعرفه المتصدق ولم يكن القاضي عارفا به‪ .‬قال السبكي ل شك في جواز الخذ له‪ .‬وبقوله أقول‪:‬‬
‫لنتفاء المعنى المانع‪ ،‬وإل يحتمل أن يكون كالهدية‪ .‬ويحتمل الفرق بأن المتصدق إنما قصد ثواب الخرة‪.‬‬
‫انتهى‪ .‬وقال ابن عبد السلم‪ :‬ول يستحق ذو وظيفة كقراءة أخل بها في بعض اليام‪ .‬وقال النووي‪ :‬وإن‬
‫أخل استناب لعذر ‪ -‬كمرض‪ ،‬أو حبس ‪ -‬بقي استحقاقه‪ ،‬وإل لم يستحق لمدة الستنابة‪ .‬فأفهم‬

‫[ ‪] 207‬‬

‫بقاء أثعر أسعتحقاقه لغيعر مدة الخلل‪ ،‬وهعو معا اعتمده السعبكي ‪ -‬كابعن الصعلح ‪ -‬فعي كعل وظيفعة‬
‫تقبعل النابعة‪ :‬كالتدريعس والمامعة‪( .‬ولموقوف عليعه) عيعن مطلقعا أو لسعتغلل ريعهعا لغيعر نفعع خاص منهعا‬
‫(ريعع) وهعو فوائد الموقوف جميعهعا‪ :‬كأجرة ودر وولد حادث بععد الوقعف‪ ،‬وثمعر وغصعن يعتاد قطععه‪ ،‬أو‬
‫شرط ولم يوءد قطععه لموت أصعله فيتصعرف فعي فوائده تصعرف الملك بنفسعه وبغيره ‪ -‬معا لم يخالف‬
‫شرط الواقف ‪ -‬لن ذلك هو المقصود من‬

‫[ ‪] 208‬‬

‫الوقعف‪ .‬وأمعا الحمعل المقارن‪ :‬فوقعف تبععا لمعة‪ .‬أمعا إذا وقفعت عليعه عيعن لنفعع خاص ‪ -‬كدابعة‬
‫للركوب ‪ -‬ففوائدها من در ونحوه للواقف‪ .‬ول يجوز وطئ أمة موقوفة ‪ -‬ولو من واقف أو موقوف عليه‬
‫‪ -‬لعدم ملكها‪ ،‬بل يحدان‪ ،‬ويزوجها قاض بإذن الموقوف عليه ‪ -‬ل له‪ ،‬ول للواقف‪( .‬واعلم) أن الملك في‬
‫رقبعة الموقوف على معيعن أو جهعة ينتقعل إلى الله تعالى‪ :‬أي ينفعك ععن اختصعاص الدمييعن‪ .‬فلو شغعل‬
‫المسجد بأمتعة وجبت الجرة له فتصرف لمصالحه على الوجه‪.‬‬

‫[ ‪] 209‬‬

‫(فائدة) ومن سبق إلى محل من مسجد لقراء قرآن أو حديث أو علم شرعي أو آلة له أو لتعلم‬
‫ما ذكر أو كسماع درس بين يدي مدرس وفار قه ليعود إليه ولم تطل مفارق ته بحيث انقطع عنه اللفة‪:‬‬
‫فحقعه باق‪ ،‬لن له غرضعا فعي ملزمعة ذلك الموضعع ليألفعه الناس‪ .‬وقيعل يبطعل حقعه بقيامعه‪ .‬وأطالوا فعي‬
‫ترجيحه نقل ومعنى أو للصلة‬
‫[ ‪] 210‬‬

‫ولو قبعل دخول وقتهعا أو قراءة أو ذكعر وفارقعه بعذر‪ :‬كقضاء حاجعة وإجابعة داع‪ ،‬فحقعه باق ‪ -‬ولو‬
‫صعبيا ‪ -‬فعي الصعف الول فعي تلك الصعلة‪ ،‬وإن لم يترك رداءه فيعه‪ .‬فيحرم ‪ -‬على غيعر العالم ‪ -‬الجلوس‬
‫فيعه بغيعر إذنعه‪ ،‬أو ظعن رضاه‪ .‬نععم‪ :‬إن أقيمعت الصعلة فعي غيبتعه واتصعلت الصعفوف‪ :‬فالوجعه سعد الصعف‬
‫مكانه‪ ،‬لحاجة إتمام الصفوف‪ .‬ذكره‬

‫[ ‪] 211‬‬

‫الذرععي وغيره‪ .‬فلو كان له سعجادة فيعه فينحيهعا برجله معن غيعر أن يرفعهعا بهعا ععن الرض‪ ،‬لئل‬
‫تدخعل فعي ضمانعه‪ .‬أمعا جلوسعه لعتكاف فإن لم ينو مدة بطعل حقعه بخروجعه ‪ -‬ولو لحاجعة ‪ -‬وإل لم يبطعل‬
‫حقه بخروجه أثناءها لحاجة‪ .‬وأفتى القفال بمنع تعليم الصبيان في المساجد (ول يباع موقوف وإن خرب)‬
‫فلو انهدم مسجد وتعذرت إعادته‪ :‬لم يبع‪ ،‬ول يعود ملكا بحال ‪ -‬لمكان الصلة والعتكاف في أرضه ‪ -‬أو‬
‫جف الشجر الموقوف أو قلعه ريح لم‬

‫[ ‪] 212‬‬

‫يبطل الوقف‪ ،‬فل يباع ول يوهب‪ ،‬بل ينتفع الموقوف عليه ‪ -‬ولو بجعله أبوابا‪ ،‬إن لم يمكنه إجارته‬
‫خشبعا بحاله ‪ -‬فإن تعذر النتفاع بعه إل باسعتهلكه‪ :‬كأن صعار ل ينتفعع بعه إل بالحراق‪ :‬انقطعع الوقعف ‪ -‬أي‬
‫ويملكعه الموقوف عليعه حينئذ ‪ -‬على المعتمعد فينتفعع بعينعه ول يعبيعه‪ .‬ويجوز بيعع حصعر المسعجد الموقوفعة‬
‫عليه إذا بليت‪ ،‬بأن ذهب جمالها ونفعها وكانت المصلحة في بيعها‪ ،‬وكذا جذوعه المنكسرة ‪ -‬خلفا لجمع‬
‫فيهما ‪ -‬ويصرف ثمنها لمصالح‬

‫[ ‪] 213‬‬

‫المسعجد إن لم يمكعن شراء حصعير أو جذع بعه‪ .‬والخلف فعي الموقوفعة ‪ -‬ولو بأن اشتراهعا الناظعر‬
‫ووقفها ‪ -‬بخلف الموهوبة والمشتراة للمسجد‪ ،‬فتباع جزما‪ ،‬لمجرد الحاجة‪ :‬أي المصلحة ‪ -‬وإن لم تبل ‪-‬‬
‫وكذا نحعو القناديعل‪ .‬ول يجوز اسعتعمال حصعر المسعجد ول فراشعه فعي غيعر فرشعه مطلقعا ‪ -‬سعواء كانعت‬
‫لحاجعة أم ل ‪ -‬كمعا أفتعى بعه شيخنعا‪ .‬ولو اشترى الناظعر أخشابعا للمسعجد‪ ،‬أو وهبعت له وقبلهعا الناظعر‪ :‬جاز‬
‫بيعهعا لمصعلحة ‪ -‬كأن خاف عليهعا نحعو سعرقة ‪ -‬ل إن كانعت موقوفعة معن أجزاء المسعجد‪ ،‬بعل تحفعظ له‬
‫وجوبا‪ .‬ذكره الكمال الرداد في فتاويه‪ .‬ول ينقض المسجد إل إذا خيف على نقضه فينقض يحفظ‪ ،‬أو يعمر‬
‫به مسجد آخر إن رآه الحاكم‪ .‬والقرب إليه أولى‪ ،‬ول يعمر به‬

‫[ ‪] 214‬‬

‫غيععر جنسععه كرباط وبئر ‪ -‬كالعكععس ‪ -‬إل إذا تعذر جنسععه‪ .‬والذي يتجععه ترجيحععه فععي ريععع وقععف‬
‫المنهدم‪ ،‬أنعه إن توقعع عوده‪ :‬حفعظ له‪ ،‬وإل صعرف لمسعجد آخعر‪ .‬فإن تعذر‪ :‬صعرف للفقراء‪ ،‬كمعا يصعرف‬
‫النقعض لنحعو رباط‪( .‬وسعئل) شيخنعا عمعا إذا عمعر مسعجد بآلت جدد‪ ،‬وبقيعت آلتعه القديمعة‪ :‬فهعل يجوز‬
‫عمارة مسعجد آخعر قديعم بهعا أو تباع ويحفعظ ثمنهعا ؟ (فأجاب) بأنعه يجوز عمارة مسعجد قديعم وحادث بهعا‬
‫حيث قطع بعدم احتياج ما هي منه إليها قبل فنائها‪،‬‬

‫[ ‪] 215‬‬

‫ول يجوز بيععه بوجعه معن الوجوه‪ .‬انتهعى‪ .‬ونقعل نحعو حصعير المسعجد وقناديله كنقعل آلتعه‪ .‬ويصعرف‬
‫ريعع الموقوف على المسعجد مطلقعا‪ ،‬أو على عمارتعه فعي البناء ‪ -‬ولو لمنارتعه ‪ -‬وفعي التجصعيص المحكعم‬
‫والسلم‪ ،‬وفي أجرة القيم ‪ -‬ل المؤذن والمام والحصر والدهن‪ ،‬إل إن كان الوقف لمصالحه‪ ،‬فيصرف في‬
‫ذلك ‪ -‬ل في التزويق والنقش ‪ -‬وما ذكرته ‪ -‬من أنه ل يصرف للمؤذن والمام في الوقف المطلق ‪ -‬هو‬
‫مقتضى ما نقله النووي في الروضة عن البغوي‪ ،‬لكنه نقل بعده عن فتاوي الغزالي أنه يصرف لهما‪ ،‬وهو‬
‫الوجه ‪ -‬كما في الوقف على مصالحه ‪ -‬ولو وقف على دهن لسراج المسجد به أسرج كل الليل إن لم‬
‫يكن مغلقا مهجورا‪ .‬وأفتى ابن عبد السلم بجواز إيقاد اليسير من المصابيح فيه ليل ‪ -‬احتراما ‪ -‬مع خلوه‬
‫من الناس‪ ،‬واعتمده جمع‪ .‬وجزم في الروضة بحرمة إسراج الخالي‪ .‬قال في المجموع‪ :‬يحرم أخذ شئ‬
‫من زيته وشمعه ‪ -‬كحصاه وترابه ‪.-‬‬
‫[ ‪] 216‬‬

‫(فرع) ثمعر الشجعر النابعت بالمقعبرة المباحعة مباح وصعرفه لمصعالحها أولى‪ ،‬وثمعر المغروس فعي‬
‫المسعجد ملكعه إن غرس له‪ ،‬فيصعرف لمصعالحه‪ .‬وإن غرس ليوءكعل أو جهعل الحال فمباح‪ .‬وفعي النوار‪:‬‬
‫ليعس للمام إذا اندرسعت مقعبرة ولم يبعق بهعا أثعر‪ :‬إجارتهعا للزراععة ‪ -‬أي مثل ‪ -‬وصعرف غلتهعا للمصعالح‬
‫وحمل على الموقوفة‪ :‬فالمملوكة لمالكها إن عرف‪ ،‬وإل فمال ضائع‪ :‬أي إن أيس من معرفته يعمل فيه‬
‫المام بالمصعلحة‪ ،‬وكذا المجهولة‪( .‬وسعئل) العلمعة الطنبداوي فعي شجرة نبتعت بمقعبرة مسعبلة ولم يكعن‬
‫لها ثمر ينتفع به إل أن بها أخشابا كثيرة‬

‫[ ‪] 217‬‬

‫تصعلح للبناء‪ ،‬ولم يكعن لهعا ناظعر خاص‪ ،‬فهعل للناظعر العام ‪ -‬أي القاضعي ‪ -‬بيعهعا وقطعهعا وصعرف‬
‫قيمتها إلى مصالح المسلمين ؟‪( .‬فأجاب) نعم‪ :‬للقاضي في المقبرة العامة المسبلة بيعها وصرف ثمنها‬
‫فعي مصعالح المسعلمين‪ ،‬كثمعر الشجرة التعي لهعا ثمعر‪ ،‬فإن صعرفها فعي مصعالح المقعبرة أولى‪ .‬هذا عنعد‬
‫سعقوطها بنحعو ريعح‪ .‬وأمعا قطعهعا معع سعلمتها فيظهعر إبقاوهعا للرفعق بالزائر والمشيعع‪( .‬ولو شرط واقعف‬
‫نظرا له) أي لنفسعه (أو لغيره اتبعع) كسعائر شروطعه‪ .‬وقبول معن شرط له النظعر‪ :‬كقبول الوكيعل ‪ -‬على‬
‫الوجه ‪ -‬وليس له عزل من شرط نظره حال الوقف ‪ -‬ولو‬

‫[ ‪] 218‬‬

‫لمصععلحة ‪( -‬وإل) يشرط لحععد (فهععو لقاض) أي قاضععي بلد الموقوف بالنسععبة لحفظععه وإجارتععه‪،‬‬
‫وقاضي بلد الموقوف عليه بالنسبة لما عدا ذلك على المذهب‪ :‬لنه صاحب النظر العام‪ ،‬فكان أولى من‬
‫غيره‪ ،‬ولو واقفا أو موقوفا عليه‪ .‬وجزم الخوارزمي بثبوته للواقف وذريته بل شرط ضعيف‪ .‬قال السبكي‪:‬‬
‫ليس للقاضي أخذ ما شرط للناظر إل أن صرح الواقف بنظره كما أنه ليس له أخذ شئ من سهم عامل‬
‫الزكاة قال ابنعه التاج‪ :‬ومحله فعي قاض له قدر كفايتعه‪ .‬وبحعث بعضهعم أنعه لو خشعي معن القاضعي أكعل‬
‫الوقعف لجوره جاز لمعن هعو بيده صعرفه فعي مصعارفه‪ :‬أي إن عرفهعا‪ ،‬وإلفوضعه لفقيعه عارف بهعا أو سعأله‬
‫وصرفها‪ .‬وشرط الناظر ‪ -‬واقفا كان أو غيره ‪ -‬العدالة‪،‬‬

‫[ ‪] 219‬‬

‫والهتداء إلى التصعرف المفوض إليعه‪ .‬ويجوز للناظعر معا شرط له معن الجرة وإن زاد على أجرة‬
‫مثله‪ ،‬معا لم يكعن الواقعف‪ .‬فإن لم يشرط له شعئ فل أجرة له‪ .‬نععم‪ :‬له رفعع المعر إلى الحاكعم ليقرر له‬
‫القعل معن نفقتعه وأجرة مثله ‪ -‬كولي اليتيعم ‪ -‬وأفتعى ابعن الصعباغ بأن له السعتقلل بذلك معن غيعر حاكعم‬
‫وينعزل الناظعر بالفسعق‪ ،‬فيكون النظعر للحا كم‪ .‬وللوا قف عزل معن وله ونصعب غيره‪ ،‬إل إن شرط نظره‬
‫حال الوقف‪.‬‬

‫[ ‪] 220‬‬

‫(تتمة) لو طلب المستحقون من الناظر كتاب الوقف ليكتبوا منه نسخة حفظا لستحقاقهم‪ :‬لزمه‬
‫تمكينهم ‪ -‬كما أفتى به بعضهم‪.‬‬

‫[ ‪] 221‬‬

‫باب في القرار هو لغة الثبات‪ ،‬وشرعا إخبار الشخص بحق عليه‪ .‬ويسمى اعترافا (يؤاخذ بإقرار‬
‫مكلف مختار) فل‬

‫[ ‪] 222‬‬

‫يؤاخذ بإقرار صبي ومجنون ومكره بغير حق على القرار بأن ضرب ليقر‪ ،‬إما مكره على الصدق‪:‬‬
‫كأن ضرب ليصعدق فعي قضيعة اتهعم فيهعا فيصعح حال الضرب وبعده على إشكال قوي فيعه‪ ،‬سعيما إن علم‬
‫أنهعم ل يرفعون الضرب إل بأخذت مثل‪ .‬ولو ادععى صعبا أمكعن أو نحعو جنون عهعد أو إكراهعا‪ ،‬وثعم أمارة‬
‫كحبس أو تر سيم وثبت ببي نة أو بإقرار الم قر له أو بيميعن مردودة‪ :‬صدق بيمينه‪ ،‬معا لم ت قم بينة بخلفه‪.‬‬
‫وأما إذا ادعى الصبي بلوغا بإمناء‬

‫[ ‪] 223‬‬

‫ممكن‪ ،‬فيصدق في ذلك ول يحلف عليه‪ ،‬أو بسن‪ :‬كلف ببنة عليه وإن كان غريبا ل يعرف ‪ -‬وهي‬
‫رجلن ‪ -‬نعم‪ :‬إن شهد أربع نسوة بولدته يوم كذا‪ :‬قبلن ويثبت بهن السن تبعا ‪ -‬كما قاله شيخنا (وشرط‬
‫فيعه) أي القرار (لفعظ) يشععر بالتزام بحعق (كعلي) أو (عندي كذا) لزيعد‪ ،‬ولو زاد‪ :‬فيمعا أظعن أو أحسعب‪:‬‬
‫لغا‪ .‬ثم إن كان المقر به‬

‫[ ‪] 224‬‬

‫معينا‪ :‬كلزيد هذا الثوب‪ ،‬أو خذ به أو غيره كله ثوب أو ألف‪ :‬اشترط أن يضم إليه شئ مما يأتي‪:‬‬
‫كعندي‪ ،‬أو علي‪ .‬وقوله علي أو في ذمتي للدين‪ ،‬ومعي أو عندي للعين ويحمل العين على أدنى المراتب‪،‬‬
‫وهو الوديعة‪ ،‬فيقبل قوله بيمينه في الرد والتلف (و) ك‍ (‪ -‬نعم)‪ ،‬وبلى وصدقت‪( ،‬وأبرأتني) منه‪ ،‬أو أبرئني‬
‫منه‪( .‬وقضيته لجواب أليس لي) عليك كذا ؟ (أو) قال له (لي عليك كذا) من غير استفهام‪ ،‬لن المفهوم‬
‫من ذلك‪ :‬القرار‪ .‬ولو‬

‫[ ‪] 225‬‬

‫قال اقض اللف الذي لي عليك‪ ،‬أو أخبرت أن لي عليك أل فا فقال نعم‪ ،‬أو أمهلني‪ ،‬أو ل أنكر ما‬
‫تدعيععه‪ ،‬أو حتععى أفتععح الكيععس‪ ،‬أو أجععد المفتاح أو الدراهععم مثل‪ :‬فإقرار ‪ -‬حيععث ل اسععتهزاء ‪ -‬فإن اقترن‬
‫بواحعد ممعا ذكعر قرينعة اسعتهزاء‪ :‬كإيراد كلمعه بنحعو ضحعك وهعز رأسعه ممعا يدل على التعجعب والنكار‪ :‬أي‬
‫وثبعت ذلك ‪ -‬كمعا هعو ظاهعر ‪ -‬لم يكعن بعه مقرا على المعتمعد‪ .‬وطلب البيعع إقرار بالملك والعاريعة والجارة‬
‫بملك المنفعة‪ ،‬لكن تعينها إلى‬

‫[ ‪] 226‬‬

‫المقعر‪ .‬وأمعا قوله ليعس لك علي أكثعب معن ألف‪ ،‬جوابعا لقوله لي عليعك ألف أو نتحاسعب أو اكتبوا‬
‫لزيد علي ألف درهم أو اشهدوا علي بكذا أو بما في هذا الكتاب‪ ،‬فليس بإقرار ‪ -‬بخلف أشهدكم‪ ،‬مضافا‬
‫لنفسعه‪ .‬وقوله ‪ -‬لمعن شهعد عليعه ‪ -‬هعو عدل فيمعا شهعد بعه إقرار‪ :‬كإذا شهعد علي فلن بمائة أو قال ذلك‬
‫فهو صادق‪ ،‬فإنه إقرار ‪ -‬وإن لم يشهد ‪( -‬و) شرط (في مقر به أن ل يكون) ملكا (لمقر) حين يقر‪ ،‬لن‬
‫القرار ليس إزالة عن الملك‪ ،‬وإنما هو إخبار عن كونه ملكا للمقر له إذا لم يكذبه‪ .‬فقوله داري أو ثوبي‬
‫أو داري التي اشتريتها لنفسي لزيد‪ ،‬أو ديني‬

‫[ ‪] 227‬‬

‫الذي على زيعد لعمرو‪ :‬لغعو ‪ -‬لن الضافعة إليعه تقتضعي الملك له‪ ،‬فتنافعى القرار بعه لغيره‪ :‬إذ هعو‬
‫إقرار بحعق سعابق‪ .‬ولو قال مسعكني أو ملبوسعي لزيعد‪ ،‬فهعو إقرار‪ ،‬لنعه قعد يسعكن ويلبعس ملك غيره‪ .‬ولو‬
‫قال‪ :‬الديعن الذي كتبتعه أو باسعمي على زيعد لعمرو‪ :‬صعح‪ ،‬أو الديعن الذي لي على زيعد لعمرو‪ :‬لم يصعح‪ ،‬إل‬
‫إن قال‪ :‬واسمي في الكتاب عارية‪ .‬ولو أقر بحرية عبد معين في يد غيره أو شهد بها ثم اشتراه لنفسه‬
‫أو ملكه بوجه آخر‪ :‬حكم بحريته‪ .‬ولو‬

‫[ ‪] 228‬‬

‫أشهعد أنعه سعيقر بمعا ليعس عليعه‪ ،‬فأقعر أن عليعه لفلن كذا‪ :‬لزمعه‪ ،‬ولم ينفععه ذلك الشهاد‪( .‬وصعح‬
‫إقرار من مريض) مرض موت (ولو لوارث) بدين أو عين‪ ،‬فيخرج من رأس المال ‪ -‬وإن كذبه بقية الورثة‬
‫‪ -‬لنه انتهى إلى حالة يصدق فيها الكاذب ويتوب الفاجر‪ ،‬فالظاهر صدقه‪ .‬لكن للوارث تحليف المقر له‬
‫على الستحقاق ‪ -‬فيما استظهره شيخنا ‪ -‬خلفا للقفال‪ .‬ولو أقر بنحو هبة مع قبض في الصحة قبل‪ ،‬وإن‬
‫أطلق أو قال فعي عيعن عرف أنهعا ملكعه هذه ملك لوراثعي نزل على حالة المرض‪ .‬قاله القاضعي‪ .‬فيتوقعف‬
‫على إجازة بقية الورثة‪ :‬كما لو قال وهبته‬

‫[ ‪] 229‬‬

‫فعي مرضعي‪ .‬واختار جمعع عدم قبوله إن اتهعم لفسعاد الزمان‪ ،‬بعل قعد تقطعع القرائن بكذبعه‪ ،‬فل‬
‫ينبغعي لمعن يخشعى الله أن يقضعي أو يفتعي بالصعحة‪ ،‬ول شعك فيعه إذا علم أن قصعده الحرمان‪ .‬وقعد صعرح‬
‫جمعع بالحرمعة حينئذ‪ ،‬وأنعه ل يحعل للمقعر له أخذه‪ ،‬ول يقدم إقرار صعحة على إقرار مرض (و) صعح إقرار‬
‫(بمجهول) كشعئ أو كذا‪ ،‬فيطلب معن المقعر تفسعيره ‪ -‬فلو قال له علي شعئ أو كذا قبعل تفسعيره بغيعر‬
‫عيادة المريض ورد سلم ونجس ل يقتنى‬

‫[ ‪] 230‬‬

‫كخنزير‪ .‬ولو قال له علي مال قبل تفسيره بمتمول وإن قال ‪ -‬ل بنجس ‪ -‬ولو قال هذه الدار وما‬
‫فيها لفلن صح‪ ،‬واستحق جميع ما فيهعا وقت القرار‪ .‬فإن اختلفا في شئ أهو بها وقته ؟ صدق المقر‪،‬‬
‫وعلى المقعر له البينة‪( .‬و) صح إقرار (بنسعب ألح قه بنفسه)‪ :‬كأن قال هذا ابني (بشرط إمكان) فيه بأن‬
‫ل يكذبعه الشرع والحعس ‪ -‬بأن يكون دونعه فعي السعن بزمعن يمكعن فيعه كونعه ابنعه‪ ،‬وبأن ل يكون معروف‬
‫النسب بغيره (و) مع (تصديق مستلحق) أهل له‬

‫[ ‪] 231‬‬

‫فإن لم يصعدقه أو سعكت‪ :‬لم يثبعت نسعبه إل ببينعة‪( .‬ولو أقعر بعبيع أو هبعة وقبعض وإقباض) بعدهعا‬
‫(فادععى فسعاده لم يقبعل) فعي دعواه فسعاده‪ .‬وإن قال أقررت لظنعي الصعحة‪ ،‬لن السعم عنعد الطلق‬
‫يحمعل على الصعحيح‪ .‬نععم‪ :‬إن قطعع ظاهعر الحال بصعدقه ‪ -‬كبدوي جلف فينبغعي قبول قوله‪ - .‬كمعا قاله‬
‫شيخنعا ‪ -‬وخرج بإقباض‪ :‬معا لو اقتصعر على الهبعة‪ ،‬فل يكون مقرا بإقباض‪ .‬فإن قال ملكهعا ملكعا لزمعا وهعو‬
‫يعرف معنعى ذلك‪ :‬كان مقرا بالقباض‪ ،‬وله تحليعف المقعر له أنعه ليعس فاسعدا لمكان معا يدعيعه‪ ،‬ول تقبعل‬
‫ببيته‪ ،‬لنه كذبها بإقراره فإن نكل حلف المقر أنه كان فاسدا وبطل البيع أو الهبة‪ ،‬لن اليمين المردودة‬
‫كالقرار‪ .‬ولو قال هذا لزيد بل لعمرو‪ ،‬أو غصبت من زيد بل من‬

‫[ ‪] 232‬‬

‫عمرو‪ :‬سععلم لزيععد ‪ -‬سععواء قال ذلك متصععل بمععا قبله أم منفصععل عنععه‪ ،‬وإن طال الزمععن‪ ،‬لمتناع‬
‫الرجوع عن القرار بحق آدمي وغرم بدله لعمرو‪ .‬ولو أقر بشئ ثم أقر ببعضه دخل القل في الكثر‪ .‬ولو‬
‫أقر بدين لخر ثم ادعى أداءه إليه وأنه نسي ذلك حالة القرار‪ :‬سمعت دعواه للتحليف فقط‪ .‬فإن أقام‬
‫بينة بالداء‪ :‬قبلت ‪ -‬على ما أفتى به بعضهم ‪ -‬لحتمال ما قاله كما لو قال ل بينة لي ثم أتى ببينة تسمع‪.‬‬
‫ولو قال ل حق لي على فلن ففيه خلف‪ .‬والراجح منه أنه إن قال فيما أظن أو فيما أعلم ثم أقام بينة‬
‫بأن له عليه حقا قبلت‪ ،‬وإن لم يقل ذلك لم تقبل ببينته إل إن اعتذر بنحو نسيان أو غلط ظاهر‪.‬‬

‫[ ‪] 234‬‬

‫باب في الوصية هي لغة اليصال‪ :‬من وصى الشئ بكذا وصله به‪ ،‬لن الموصي وصل خير دنياه‬
‫بخيعر عقباه‪ .‬وشرععا تعبرع بحعق مضاف لمعا بععد الموت‪ .‬وهعي سعنة مؤكدة إجماععا‪ .‬وإن كانعت الصعدقة‬
‫بصحة فمرض أفضل‪ ،‬فينبغي أن ل‬

‫[ ‪] 235‬‬

‫يغفل عنها ساعة‪ :‬كما صرح به الخبر الصحيح ما حق أمرئ مسلم له شئ يوصي فيه يبيت ليلة‬
‫أو ليلتيعن إل ووصعيته مكتوبعة عنعد رأسعه أي معا الحزم أو المعروف شرععا إل ذلك‪ ،‬لن النسعان ل يدري‬
‫متى يفجؤه الموت‪ .‬وتكره الزيادة على الثلث إن لم يقصد حرمان ورثته‪ ،‬وإل حرمت (تصح وصية مكلف‬
‫حر) مختار عند‪ ،‬الوصية‪،‬‬
‫[ ‪] 236‬‬

‫فل تصععح مععن صععبي ومجنون ورقيععق ولو مكاتبععا لم يأذن له السععيد ول مععن مكره والسععكران‬
‫كالمكلف‪ .‬وفعي قول تصعح معن صعبي مميعز (لجهعة حعل)‪ :‬كعمارة مسعجد ومصعالحه‪ ،‬وتحمعل عليهمعا عنعد‬
‫الطلق‪ :‬بأن قال أوصيت به للمسجد ‪ -‬ولو غير ضرورية ‪ -‬عمل بالعرف‪ .‬ويصرفه الناظر للهم والصلح‬
‫باجتهاده‪ .‬وهي للكعبة وللضريح‬

‫[ ‪] 237‬‬

‫النبوي تصرف لمصالحهما الخاصة بهما كترميم ما‪ ،‬وهي من الكعبة دون بقية الحرم‪ ،‬وقيل في‬
‫الولى لمساكين مكة‪ .‬قال شيخنا‪ :‬يظهر أخذا مما قالوه في النذر للقبر المعروف بجرجان صحة الوصية‬
‫كالوقعف لضريعح الشيعخ الفلنعي‪ ،‬وتصعرف فعي مصعالح قعبره والبناء الجائز عليعه ومعن يخدمونعه أو يقرأون‬
‫عليعه‪ .‬أمعا إذا قال للشيعخ الفلنعي ولم ينعو ضريحعه ونحوه‪ :‬فهعي باطلة‪ .‬ولو أوصعى لمسعجد سعيبني‪ :‬لم‬
‫تصح‪ ،‬وإن بني قبل موته إل تبعا‪ ،‬وقيل تبطل فيما لو قال أردت تمليكه وكعمارة نحو قبة على قبر نحو‬
‫عالم في غير مسبلة‪ .‬ووقع في زيادات العبادي‪ :‬ولو‬

‫[ ‪] 238‬‬

‫أوصععى بأن يدفععن فععي بيتععه بطلت الوصععية‪ .‬وخرج بجهععة حععل‪ :‬جهععة المعصععية ‪ -‬كعمارة كنيسععة‬
‫وإسعراج فيهعا وكتابعة نحعو توراة وعلم محرم (و) تصعح (لحمعل) موجود حال الوصعية يقينعا‪ ،‬فتصعح لحمعل‬
‫انفصل وبه حياة مستقرة لدون ستة أشهر من الوصية أو لربع سنين فأقل ولم تكن المرأة فراشا لزوج‬
‫أو سيد وأمكن كون الحمل منه‪ ،‬لن‬

‫[ ‪] 239‬‬

‫الظاهر وجوده عندها لندرة وطئ الشبهة وفي تقدير الزنا إساءة ظن بها‪ .‬نعم‪ :‬لو لم تكن فراشا‬
‫قط لم تصح الوصية قطعا ل لحمل سيحدث وإن حدث قبل موت الموصي‪ :‬لنها تمليك‪ ،‬وتمليك المعدوم‬
‫ممتنع‪ ،‬فأشبهت الوقف على من سيولد له‪ .‬نعم‪ ،‬إن جعل المعدوم تبعا للموجود ‪ -‬كأن أوصى لولد زيد‬
‫الموجودين ومن سيحدث له من الولد ‪ -‬صحت لهم تبعا‪ ،‬ول لغير معين فل تصح لحد هذين‪ .‬هذا إذا كان‬
‫بلفظ الوصية‪ ،‬فإن كان بلفظ أعطوا هذا لحدهما‪ :‬صح‪ ،‬لنه وصية بالتمليك من الموصى إليه‪( .‬و) تصح‬
‫(لوارث) للموصي (مع‬

‫[ ‪] 240‬‬

‫إجازة) بقية (ورثته) بعد موت الموصي وإن كانت الوصية ببعض الثلث ول أثر لجازتهم في حياة‬
‫الموصعي‪ :‬إذ ل حعق لهعم حينئذ‪ ،‬والحيلة فعي أخذه معن غيعر توقعف على إجازة أن يوصعي لفلن بألف‪ :‬أي‬
‫وهو ثلثه فأقل إن تبرع لولده بخمسمائة‪ ،‬أو بألفين كما هو ظاهر‪ .‬فإذا قبل وأدى للبن ما شرط عليه‪.‬‬
‫أخعذ الوصعية‪ ،‬ولم يشارك بقيعة الورثعة البعن فيمعا حصعل له‪ .‬ومعن الوصعية له إبراؤه وهبتعه والوقعف عليعه‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬لو وقف عليهم ما يخرج من الثلث على قدر نصيبهم نفذ من غير إجازة‪ ،‬فليس لهم نقضه‪ .‬والوصية‬
‫لكل وارث بقدر حصته ‪ -‬كنصف وثلث ‪ -‬لغو‪،‬‬

‫[ ‪] 241‬‬

‫لنه يستحقه بغير وصية‪ ،‬ول يأثم بذلك‪ .‬وبعين هي قدر حصته‪ :‬كأن ترك ابنين وقنا ودارا قيمتهما‬
‫سعواء‪ ،‬فخعص كل بواحعد صعحيحة إن أجازا‪ .‬ولو أوصعى للفقراء بشعئ لم يجعز للوصعي أن يعطعى منعه شيئا‬
‫لورثة الميت‪ ،‬ولو فقراء ‪ -‬كما نص عليه في الم ‪ -‬وإنما تصح الوصية (بأعطوه كذا)‪ ،‬وإن لم يقل من ما‬
‫لي أو وهبتعه له أو جعلتعه له (أو هعو له بععد موتعي) فعي الربععة‪ ،‬وذلك لن إضافعة كعل منهعا للموت صعيرتها‬
‫بمعنعى الوصعية (وبأوصعيت له) بكذا وإن لم يقعل بععد موتعي لوضعهعا شرععا لذلك‪ .‬فلو اقتصعر على نحعو‬
‫وهبته له‪ :‬فهو هبة ناجزة‪ ،‬أو على نحو ادفعوا‬

‫[ ‪] 242‬‬
‫إليه من مالي كذا أو أعطوا فلنا من مالي كذا‪ :‬فتوكيل يرتفع بنحو الموت وليست كناية وصية‪،‬‬
‫أو على جعلته له‪ :‬احتمل الوصية والهبة‪ ،‬فإن علمت نيته لحدهما‪ ،‬وإل بطل‪ ،‬أو على ثلث مالي للفقراء‬
‫لم يكن إقرارا ول وصية للفقراء‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ويظهر أنه كناية وصية‪ ،‬أو على هو له فإقرار‪ ،‬فإن زاد من‬
‫مالي فكنايعة وصعية‪ .‬وصعرح جمعع متأخرون بصعحة قوله لمدينعة إن معت فأععط فلنعا دينعي الذي عليعك أو‬
‫ففرقه على الفقراء‪ ،‬ول يقبل قوله في ذلك‪ ،‬بل ل بد من بينة به‪ .‬وتنعقد بالكناية‪ :‬كقوله عينت هذا له‪،‬‬
‫أو ميزته له‪ ،‬أو عبدي هذا له‪ .‬والكتابة كناية فتنعقد بها‬

‫[ ‪] 243‬‬

‫مع النية‪ ،‬ولو من ناطق ‪ -‬إن اعترف نطقا هو أو وارثه بنية الوصية بها ‪ -‬ول يكفي هذا خطي وما‬
‫فيه وصيتي‪ ،‬وتصح باللفاظ المذكورة من الموصي (مع قبول) موصى له (معين) محصور إن تأهل‪ ،‬وإل‬
‫فنحو وليه (بعد موت موص) ولو بتراخ‪ ،‬فل يصح القبول كالرد قبل موت الموصي‪ ،‬لن للموصي أن يرجع‬
‫فيها‪ .‬فلمن رد قبل الموت‬

‫[ ‪] 244‬‬

‫القبول بعده‪ ،‬ول يصح الرد بعد القبول‪ .‬ومن صريح الرد‪ :‬رددتها‪ ،‬أو ل أقبلها‪ .‬ومن كنايته‪ :‬ل حاجة‬
‫لي بها‪ ،‬وأنا غني عنها ول يشترط القبول في غير معين كالفقراء‪ ،‬بل تلزم بالموت‪ ،‬ويجوز القتصار على‬
‫ثلثة منهم‪ ،‬ول يجب التسوية بينهم‪ .‬وإذا قبل الموصى له بعد الموت بأن به ‪ -‬أي بالقبول ‪ -‬الملك له في‬
‫الموصي به من‬

‫[ ‪] 245‬‬

‫الموت‪ :‬فيحكم بترتب أحكام الملك حينئذ من وجوب نفقة وفطرة والفوز بالفوائد الحاصلة وغير‬
‫ذلك‪( .‬ل) تصععح الوصععية (فععي زائد على ثلث فععي) وصععية وقعععت فععي (مرض مخوف) لتولد الموت عععن‬
‫جنسععه كثيرا (إن رده وارث) خاص مطلق التصععرف‪ ،‬لنععه حقععه‪ ،‬فإن كان غيععر مطلق التصععرف ‪ -‬فإن‬
‫توقععت أهليتعه ععن قرب‪ :‬وقعف إليهعا‪ ،‬وإل بطلت‪ ،‬ولو أجار بععض الورثعة فقعط‪ :‬صعح فعي قدر حصعته معن‬
‫الزائد وإن أجاز الوارث الهعل فإجازتعه تنفيعذ للوصعية بالزائد والمخوف‪ :‬كإسعهال متتابعع‪ ،‬وخروج الطعام‬
‫بشدة ووجع‪ ،‬أو مع دم من عضو شريف‪،‬‬

‫[ ‪] 246‬‬

‫كالكبد‪ ،‬دون البواسير‪ ،‬أو بل استحالة‪ ،‬وحمى مطبقة‪ ،‬وكطلق حامل‪ ،‬وإن تكررت ولدتها‪ ،‬لعظم‬
‫خطره‪ ،‬ومن ثم كان موتها منه شهادة وبقاء مشيمة والتحام قتال بين متكافئين واضطراب ريح في حق‬
‫راكب سفينة‪ ،‬وإن‬

‫[ ‪] 247‬‬

‫أحسن السباحة وقرب من البر ‪ -‬وأما زمن الوباء والطاعون فتصرف الناس كلهم فيه محسوب‬
‫من الثلث‪ .‬وينبغي لمن ورثته أغنياء أو فقراء أن ل يوصي بزائد على ثلث‪ ،‬والحسن أن ينقص منه شيئا‪.‬‬
‫(ويعتبر منه) أي الثلث‬

‫[ ‪] 248‬‬

‫أيضا (عتق علق بالموت) في الصحة أو المرض (و) تبرع نجز في مرضه‪( .‬كوقف وهبة) وإبراء‪.‬‬
‫ولو اختلف الوارث والمتهب‪ :‬هل الهبة في الصحة أو المرض ؟ صدق المتهب بيمينه‪ ،‬لن العين في يده‪.‬‬
‫ولو وهب في‬

‫[ ‪] 249‬‬
‫الصعحة وأقبعض فعي المرض‪ ،‬اعتعبر معن الثلث‪ .‬أمعا المنجعز فعي صعحته فيحسعب معن رأس المال‪،‬‬
‫كحجة السلم‪ ،‬وعتق المستولدة‪ ،‬ولو ادعى الوارث موته في مرض تبرعه والمتبرع عليه شفاءه وموته‬
‫معن مرض آخعر أو فجأة‪ ،‬فإن كان مخوفعا صعدق الوارث وإل فالخعر‪ .‬ولو اختلفعا فعي وقوع التصعرف فعي‬
‫الصععحة أو فععي المرض‪ ،‬صععدق المتععبرع عليععه‪ ،‬لن الصععل دوام الصععحة‪ ،‬فإن أقامععا بينتيععن قدمععت بينععة‬
‫المرض‪( .‬فرع) لو أوصى لجيرانه فلربعين دارا من كل جانب فيقسم حصة كل دار على عدد سكانها‪ ،‬أو‬
‫للعلماء‬

‫[ ‪] 250‬‬

‫فلمحدث يعرف حال الراوي قوة أو ضدهعا والمروي صعحة وضدهعا‪ ،‬ومفسعر يعرف معنعى كعل آيعة‬
‫وما أريد بها‪ ،‬وفقيه يعرف الحكام الشرعية نصا واستنباطا‪ .‬والمراد هنا من حصل شيئا من الفقه‪ ،‬بحيث‬
‫يتأهل به لفهم باقيه‪،‬‬

‫[ ‪] 251‬‬

‫وليس منهم نحوي وصرفي ولغوي ومتكلم ويكفي ثلثة من أصحاب العلوم الثلثة أو بعضها‪ .‬ولو‬
‫أوصى لعلم الناس اختص بالفقهاء‪ ،‬أو للقراء لم يعط إل من يحفظ كل القرآن عن ظهر قلب‪ ،‬أو لجهل‬
‫الناس صرف لعباد‬

‫[ ‪] 252‬‬

‫الوثععن‪ ،‬فإن قال مععن المسععلمين فمععن يسععب الصععحابة ويدخععل فععي وصععية الفقراء والمسععاكين‬
‫وعكسه‪ ،‬ويدخل في أقارب زيد كل قريب‪ ،‬وإن كان بعد‪ ،‬ل أصل وفرع‪ ،‬ول تدخل في أقارب نفسه ورثته‬
‫(وتبطعل الوصعية المعلقعة بالموت) ومثلهعا تبرع علق بالموت‪ ،‬سواء كان التعليعق فعي الصحة أو المرض‪،‬‬
‫فللموصي الرجوع فيها‪ ،‬كالهبة‪ ،‬قبل القبض‪ ،‬بل أولى‪ .‬ومن ثم لم يرجع في تبرع نجزه في مرضه‪ ،‬وإن‬
‫اعتبر من الثلث (برجوع) عن الوصية‬

‫[ ‪] 253‬‬

‫(بنحو نقضتها)‪ ،‬كأبطلتها أو رددتها أو أزلتها‪ .‬والوجه صحة تعليق الرجوع فيها على شرط لجواز‬
‫التعليعق فيهعا‪ ،‬فأولى فعي الرجوع عنهعا (و) بنحعو (هذا لوارثعي) أو ميراث عنعي‪ ،‬سعواء أنسعي الوصعية أم‬
‫ذكرها‪( .‬وسئل) شيخنا عما لو أوصى له بثلث ماله إل كتبه‪ ،‬ثم بعد مدة أوصى له بثلث ماله ولم يستثن‪:‬‬
‫هعل يعمعل بالولى أو بالثانيعة ؟‪( .‬فأجاب) بأن الذي يظهعر العمعل بالولى‪ ،‬لنهعا نعص فعي إخراج الكتعب‪،‬‬
‫والثانية محتملة إنه ترك الستثناء فيها لتصريحه به في الولى‪ ،‬وأنه تركه إبطال له‪ ،‬والنصب مقدم على‬
‫المحتمل (و) بنحو (بيع ورهن) ولو بل قبول (وعرض عليه) وتوكيل فيه (و) نحو (غراس) في أرض أوصى‬
‫بها‪ ،‬بخلف زرعه بها‪ .‬ولو اختص نحو‬

‫[ ‪] 254‬‬

‫الغراس ببععض الرض‪ ،‬اختعص الرجوع بمحله‪ .‬وليعس معن الرجوع إنكار الموصعي الوصعية إن كان‬
‫لغرض‪ .‬ولو أوصى بشئ لزيد ثم أوصى به لعمرو‪ ،‬فليس رجوعا‪ ،‬بل يكون بينهما نصفين‪ .‬ولو أوصى به‬
‫لثالث كان بينهعم أثلثعا‪ ،‬وهكذا‪ .‬قاله الشيعخ زكريعا فعي شرح المنهعج‪ .‬ولو أوصعى لزيعد بمائة ثعم بخمسعين‬
‫فليس له إل خمسون‪ ،‬لتضمن الثانية الرجوع عن بعض الولى‪ ،‬قاله النووي‪.‬‬

‫[ ‪] 255‬‬

‫مطلب في اليصاء‬

‫[ ‪] 256‬‬
‫(وتنفع ميتا) من وارث وغيره (صدقة) عنه‪ ،‬ومنها وقف لمصحف وغيره‪ ،‬وبناء مسجد‪ ،‬وحفر بئر‪،‬‬
‫وغرس شجر منه في حياته أو من غيره عنه بعد موته (ودعاء) له إجماعا‪ .‬وصح في الخبر أن الله تعالى‬
‫يرفعع درجعة العبعد فعي الجنعة باسعتغفار ولده له وقوله تعالى‪( * :‬وأن ليعس للنسعان إل معا سععى) * عام‬
‫مخصوص‬

‫[ ‪] 257‬‬

‫بذلك‪ ،‬وقيل منسوخ‪ .‬ومعنى نفعه بالصدقة أنه يصير كأنه تصدق‪ .‬قال الشافعي ‪ -‬رضي الله عنه‬
‫‪ -‬وواسع فضل الله أن يثيب المتصدق أيضا‪ .‬ومن ثم قال أصحابنا‪ :‬يسن له نية الصدقة عن أبويه مثل‪،‬‬
‫فإنعه تعالى يثيبهمعا ول ينقعص معن أجره شيئا‪ .‬ومعنعى نفععه بالدعاء‪ ،‬حصعول المدععو بعه له إذا اسعتجيب‪،‬‬
‫واستجابته محض فضل من الله تعالى‪ .‬أما نفس الدعاء وثوابه فهو للداعي‪ ،‬لنه شفاعة أجرها للشافع‪،‬‬
‫ومقصعودها للمشفوع له‪ .‬نععم‪ ،‬دعاء الولد يحصعل ثوابعه‪ ،‬نفسعه للوالد الميعت‪ ،‬لن عمعل ولده لتسعببه فعي‬
‫وجوده معن جملة عمله‪ ،‬كمعا صعرح بعه خعبر ينقطعع عمعل ابعن آدم إل معن ثلث ثعم قال‪ :‬أو ولد صعالح‪ ،‬أي‬
‫مسلم‪ ،‬يدعو له حمل دعاءه من عمل الوالد‪.‬‬

‫[ ‪] 258‬‬

‫أمعا القراءة فقعد قال النووي فعي شرح مسعلم‪ :‬المشهور معن مذهعب الشافععي أنعه ل يصعل ثوابهعا‬
‫إلى الميعت‪ .‬وقال بععض أصعحابنا يصعل ثوابهعا للميعت بمجرد قصعده بهعا‪ ،‬ولو بعدهعا‪ ،‬وعليعه الئمعة الثلثعة‬
‫واختاره كثيرون معن أئمتنعا‪ ،‬واعتمده السعبكي وغيره‪ ،‬فقال‪ :‬والذي دل عليعه الخعبر بالسعتنباط أن بععض‬
‫القرآن إذا قصعد بعه نفعع الميعت نفععه وبيعن ذلك‪ ،‬وحمعل جمعع عدم الوصعول الذي قاله النووي على معا إذا‬
‫قرأ ل بحضرة الميت ولم ينو القارئ ثواب‬

‫[ ‪] 259‬‬

‫قراءتعه له أو نواه ولم يدع‪ .‬وقعد نعص الشافععي والصعحاب على ندب قراءة معا تيسعر عنعد الميعت‬
‫والدعاء عقبهعا‪ ،‬أي لنعه حينئذ أرجعى للجابعة‪ ،‬ولن الميعت تناله بركعة القراءة‪ :‬كالحعي الحاضعر قال ابعن‬
‫الصلح‪ :‬وينبغي الجزم بنفع‪:‬‬

‫[ ‪] 260‬‬

‫اللهم أوصل ثواب ما قرأته أي مثله‪ ،‬فهو المراد‪ ،‬وإن لم يصرح به لفلن‪ ،‬لنه إذا نفعه الدعاء بما‬
‫ليس للداعي فماله أولى‪ .‬ويجري هذا في سائر العمال من صلة وصوم وغيرهما‪.‬‬

‫[ ‪] 261‬‬

‫باب الفرائض‬

‫[ ‪] 262‬‬

‫أي مسعائل قسعمة المواريعث جمعع فريضعة‪ ،‬بمعنعى مفروضعه‪ .‬والفرض لغعة التقديعر‪ ،‬وشرععا هنعا‬
‫نصعيب مقدر للوارث‪ ،‬وهعو معن الرجال عشرة‪ :‬ابعن‪ ،‬وابنعه‪ ،‬وأب‪ ،‬وأبوه‪ ،‬وأخ مطلقعا‪ ،‬وابنعه‪ ،‬إل معن الم‪،‬‬
‫وعم‪ ،‬وابنه‪ ،‬إل‬

‫[ ‪] 263‬‬

‫للم‪ ،‬وزوج وذو ولء‪ .‬معن النسعاء تسعع‪ :‬بنعت‪ ،‬وبنعت ابعن‪ ،‬وأم‪ ،‬وجدة‪ ،‬وأخعت‪ ،‬وزوجعة وذات ولء‪،‬‬
‫ولو فقعد الورثعة كلهعم فأصعل المذهعب أنعه ل يورث ذوو الرحام‪ ،‬ول يرد على أهعل الفرض فيمعا إذا وجعد‬
‫بعضهم‪ ،‬بل‬
‫[ ‪] 264‬‬

‫المال لبيت المال‪ ،‬ثم إن لم ينتظم المال رد ما فضل عنهم عليهم غير الزوجين بنسبة الفروض‪،‬‬
‫ثعم ذوي الرحام‪ ،‬وهعم أحعد عشعر‪ :‬ولد بنعت‪ ،‬وأخعت‪ ،‬وبنعت أخ‪ ،‬وععم وععم لم‪ ،‬وخال‪ ،‬وخالة‪ ،‬وعمعة‪ ،‬وأبعو‬
‫أم‪ ،‬وأم أبي‬

‫[ ‪] 265‬‬

‫أم‪ ،‬وولد أخ لم‪( .‬الفروض) المقدرة (فععي كتاب الله) سععتة‪ :‬ثلثان‪ ،‬ونصععف‪ ،‬وربععع‪ ،‬وثمععن وثلث‪،‬‬
‫وسدس‪ .‬فال‍ (‪ -‬ثلثان) فرض أربعة (لثنين) فأكثر‪( ،‬من بنت‪ ،‬وبنت ابن‪ ،‬وأخت لبوين‪ ،‬ولب‪ ،‬وعصب كل)‬
‫من البنت‬

‫[ ‪] 266‬‬

‫وبنت البوين‪ ،‬والخت لبويه أو لب (أخ ساوى) له في الرتبة والدلء‪ ،‬فل يعصب ابن البن البنت‬
‫ول ابعن ابعن البعن بنعت ابعن لعدم المسعاواة فعي الرتبعة‪ .‬ول يعصعب الخ لبويعن الخعت لب ول الخ لب‬
‫الخت لبوين لعدم المساواة في الدلء‪ ،‬وإن تساويا في الرتبة‪( ،‬و) عصب (الخريين) أي الخت لبوين‬
‫أو لب (الوليان) وهما‬

‫[ ‪] 267‬‬

‫البنت وبنت البن‪ .‬والمعنى أن الخت لبوين أو لب مع البنت أو بنت البن تكون عصبة‪ ،‬فتسقط‬
‫أخت لبوين اجتمعت مع بنت أو بنت ابن أخا لب‪ ،‬كما يسقط الخ لب (ونصف) فرض خمسة (لهن) أي‬
‫لمعن ذكرنعا حال كونهعن (منفردات) ععن أخواتهعن وععن معصعبهن‪( ،‬ولزوج ليعس لزوجتعه فرع) وارث‪ ،‬ذكرا‬
‫كان أو أنثى (وربع) فرض اثنين (له) أي للزوج (معه) أي مع فرعها‪( ،‬و) ربع (لها) أي لزوجة فأكثر (دونه)‬
‫أي دون فرع له‪( ،‬وثمن‬

‫[ ‪] 268‬‬

‫لهعا) أي للزوجعة (مععه) أي معع فرع لزوجهعا‪( ،‬وثلث فرض اثنيعن لم ليعس لميتهعا فرع) وارث (ول‬
‫عدد) اثنان فأكثعر (معن إخوة) ذكرا كان أو أنثعى‪( ،‬ولولديهعا) أي ولدي أم فأكثعر يسعتوي فيعه الذكعر والنثعى‬
‫(وسدس) فرض سبعة (لب وجد لميتهما فرع) وارث (وأم لميتها ذلك أو عدد من إخوة) وأخوات اثنان‬
‫فأكثر (وجدة) أم أب وأم أم‪،‬‬

‫[ ‪] 269‬‬

‫وإن علتعا سعواء كان معهعا ولد أم ل‪ .‬هذا إ لم تدل بذكعر بيعن أنثييعن‪ ،‬فإن أدلت بعه كأم أبعي أم لم‬
‫ترث بخصعوص القرابعة‪ ،‬لنهعا معن ذوي الرحام (وبنعت ابعن فأكثعر معع بنعت أو بنعت ابعن أعلى) منهعا (وأخعت‬
‫فأكثر لب مع أخت‬

‫[ ‪] 270‬‬

‫لبوين‪ ،‬وواحد من ولد أم) ذكرا كان أو غيره (وثلث باق) بعد فرض الزوج أو الزوجة (لم مع أحد‬
‫زوجين وأب)‪ ،‬ل ثلث الجميع ليأخذ الب مثلي ما تأخذه الم‪ .‬فإن كانت مع زوج وأب فالمسألة من ستة‪،‬‬
‫للزوج ثلثة‪ ،‬وللب اثنان‪ ،‬وللم واحد‪ .‬وإن كانت مع زوجة وأب فالمسألة من أربعة‪ ،‬للزوجة واحد‪ ،‬وللم‬
‫واحد‪،‬‬

‫[ ‪] 271‬‬
‫وللب اثنان‪ .‬واسعتبقوا فيهمعا لفعظ الثلث محافظعة على الدب فعي موافقعة قوله تعالى‪( * :‬وورثعه‬
‫أبواه فلمه الثلث) * وإل فما تأخذه الم في الولى سدس وفي الثانية ربع‪( .‬ويحجب ولد ابن بابن أو ابن‬
‫ابن أقرب منه‪،‬‬

‫[ ‪] 272‬‬

‫و) يحجعب (جعد بأب‪ ،‬و) تحجعب (جدة لم بأم) لنهعا أدلت بهعا‪( ،‬و) جدة (لب بأب) لنهعا أدلت بعه‪،‬‬
‫(وأم بالجماع‪( .‬و) يحجب (أخ لبوين بأب وابن وابنه) وإن نزل (و) يحجب (أخ لب بهما) أي بأب وابن‬
‫(وبأخ لبوين) وبأخت لبوين معها بنت أو بنت ابن‪ ،‬كما سيأتي‪( ،‬و) يحجب أخ (لم بأب) وأبيه‪ ،‬وإن عل‪،‬‬
‫(وفرع)‬

‫[ ‪] 273‬‬

‫وارث للميت‪ ،‬وإن نزل‪ ،‬ذكرا كان أو غيره‪( ،‬و) يحجب (إبن أخ لبوين بأب وجد وابن) وابنه‪ ،‬وإن‬
‫نزل‪( ،‬وأخ) لبويععن أو لب (و) يحجععب (ابععن أخ لب بهؤلء) السععتة‪( ،‬وبابععن أخ لبويععن) لنععه أقوى منععه‪،‬‬
‫ويحجعب عم لبويعن بهولء السعبعة‪ ،‬وبابعن أخ لب و عم لب بهؤلء الثمانيعة‪ ،‬وبععم لبويعن وابعن ععم لبويعن‬
‫بهؤلء التسعة‪ ،‬وبعم لب وابن عم لب بهؤلء العشرة‪ ،‬وبابن عم لبوين‪ .‬ويحجب ابن ابن أخ لبوين بابن‬
‫أخ لب لنه أقرب منه‪ ،‬وبنات البن بابن أو بنتين فأكثر للميت إن لم يعصب أخ أو ابن عم‪ ،‬فإن عصبت‬
‫به أخذت معه الباقي بععد ثلثي البنتين بالتعصيب والخوات لب بأختين لبوين فأكثر‪ ،‬إل أن يكون معهن‬
‫ذكر فيعصبهن‪ .‬ويحجبن أيضا بأخت لبوين معها بنت أو بنت ابن‪( .‬واعلم) أن إبن البن كالبن إل أنه ليس‬
‫له مع البنت مثلها‪ ،‬والجدة كالم إل أنها ل ترث الثلث ول ثلث‬

‫[ ‪] 274‬‬

‫الباقي‪ ،‬بل فرضها دائما السدس‪ .‬والجد كالب إل أنه ل يحجب الخوة لبوين أو لب‪ ،‬وبنت البن‬
‫كالبنت إل‬

‫[ ‪] 275‬‬

‫أنها تحجب بالبن والخ لب كالخ لبوين إل أنه ليس له مع الخت لبوين مثلها‪( ،‬وما فضل) من‬
‫التركعة عمعن له فرض معن أصعحاب الفروض (أو الكعل) أي كعل التركعة إن لم يكعن له ذو فرض (لعصعبة)‪.‬‬
‫وتسعقط عنعد السعتغراق (وهعي ابعن ف‍) ‪ -‬بعده (ابنعه) وإن سعفل (فأب فأبوه) وإن عل (فأخ لبويعن و) أخ‬
‫(لب فبنوهما) كذلك (فعم لبوين فلب فبنوهما) كذلك‪ ،‬ثم عم الب ثم بنوه ثم عم الجد ثم بنوه‪ .‬وهكذا‬
‫(ف‍) ‪ -‬بعد عصبة النسب‬

‫[ ‪] 276‬‬

‫عصبة الولء‪ ،‬وهو (معتق) ذكرا كان أو أنثى‪( ،‬ف‍) ‪ -‬بعد المعتق (ذكور عصبته) دون إناثهم ويؤخر‬
‫هنعا الجعد ععن الخ وابنعه فمعتعق المعتعق فعصعبته‪ .‬فلو اجتمعع بنون وبنات أو إخوة وأخوات فالتركعة لهعم‬
‫(للذكر مثل حظ النثين)‬

‫[ ‪] 277‬‬

‫وفضل الذكعر بذلك لختصاصه بلزوم ما ل يلزم النثعى من الجهاد وغيره‪ .‬وولد ابن كولد وأخ لب‬
‫كأخ لبوين فيما ذكر‪.‬‬

‫[ ‪] 278‬‬
‫فصل في بيان أصول المسائل (أصل المسألة عدد الرؤوس إن كانت الورثة عصبات) كثلثة بنين‬
‫أو أعمام فأصعلها ثلثعة (وقدر الذكعر أنثييعن إن اجتمععا) أي الصعنفان معن نسعب‪ .‬ففعي ابعن وبنعت يقسعم‬
‫المتروك على ثلثعة‪ :‬للبعن اثنان‪ ،‬وللبنعت واحعد‪ ،‬ومخارج الفروض اثنان وثلثعة وأربععة وسعتة وثمانيعة واثنعا‬
‫عشر وأربعة وعشرون‪ .‬فإن كان في المسألة فرضان‬

‫[ ‪] 279‬‬

‫فأكثعر اكتفعى عنعد تماثعل المخرجيعن بأحدهمعا‪ ،‬كنصعفين فعي مسعألة زوج وأخعت فهعي معن الثنيعن‪،‬‬
‫وعنعد تداخلهمعا بأكثرهمعا كسعدس وثلث فعي مسعألة أم وولديهعا وأخ لبويعن أو لب فهعي معن سعتة‪ ،‬وكذا‬
‫يكتفي في زوجة وأبوين‪.‬‬

‫[ ‪] 280‬‬

‫وعند توافقهما بمضروب وفق أحدهما في الخر‪ ،‬كسدس وثمن في مسألة أم وزوجة وابن‪ ،‬فهي‬
‫من أربعة وعشريعن‪ ،‬حاصعل ضرب وفعق أحدهما‪ ،‬وهو نصف السعتة أو الثمانية‪ ،‬فعي الخعر‪ ،‬وعنعد تباينهمعا‬
‫بمضروب أحدهمعا فعي الخعر‪ ،‬كثلث وربعع فعي مسعألة أم وزوجعة أخ لبويعن أو لب‪ ،‬فهعي معن اثنعي عشعر‬
‫حاصل ضرب ثلثة في أربعة (وأصل) مسألة (كل فريضة فيها نصفان) كزوج وأخت لب (أو نصف وما‬
‫بقي)‪ ،‬كزوج وأخ لب (اثنان) مخرج النصف (أو) فيها (ثلثان وثلث) كأختين لب وأختين لم (أو ثلثان وما‬
‫بقي) كبنتين وأخ لب (أو‬

‫[ ‪] 281‬‬

‫ثلث وما بقي) كأم وعم (ثلثة) مخرج الثلث (أو) فيها (ربع وما بقي) كزوجه وعم (أربعة) مخرج‬
‫الربع (أو) فيها (سدس‪ ،‬وما بقي) كأم وابن (أو سدس وثلث) كأم وأخوين لم (أو) سدس (وثلثان) كأم‬
‫وأختين لب (أو) سدس ونصف كأم وبنت (ستة) مخرج السدس (أو) فيها (ثمن وما بقي) كزوجة وابن‬
‫(أو) ثمن (ونصف ما بقي) كزوجة وبنت وأخ لب (ثمانية) مخرج الثمن (أو) فيها (ربع وسدس) كزوجة‬
‫وأخ لم (اثنا عشر) مضروب وفق أحد المخرجين في الخر (أو) فيها (ثمن وسدس) كزوجة وجدة وابن‬
‫(أربعة وعشرون) مضروب وفق أحدهما في‬

‫[ ‪] 282‬‬

‫الخر (وتعول) من أصول مسائل الفرائض ثلثة (ستة إلى عشرة) وترا وشفعا‪ .‬فعولها إلى سبعة‬
‫كزوج وأختين لغير أم‪ ،‬وإلى ثمانية كهم وأم‪ ،‬وإلى تسعة كهم وأخ لم‪ ،‬وإلى عشرة كهم وأخ آخر لم (و)‬
‫تعول اثنا عشر إلى‬

‫[ ‪] 283‬‬

‫سبعة عشر وترا فعولها إلى ثلثة عشر كزوجة وأم وأختين لغير أم‪ ،‬وإلى خمسة عشر كهم وأخ‬
‫لم‪ ،‬وإلى سبعة عشر كهم وأخ آخر لم (و) تعول (أربعة وعشرون لسبعة وعشرين) فقط كبنتين وأبوين‬
‫وزوجة‪ ،‬للبنتين ستة عشر وللبوين ثمانية وللزوجة ثلثة‪ ،‬وتسمى بالمنبرية‪ ،‬لن عليا رضي الله عنه كان‬
‫يخطعب على منعبر الكوفعة قائل‪ :‬الحمعد لله الذي يحكعم بالحعق قطععا ويجزي كعل نفعس بمعا تسععى وإليعه‬
‫المآل والرجعى‪ ،‬فسئل حينئذ عن هذه المسألة فقال ارتجال‪ :‬صار ثمن المرأة تسعا‪ ،‬ومضى في خطبته‪.‬‬
‫وإنما عالوا ليدخل النقص على الجميع كأرباب الديون والوصايا إذا ضاق المال عن قدر حصتهم‪.‬‬

‫[ ‪] 284‬‬

‫فصعل فعي بيان أحكام الوديععة صعح إيداع محترم بأودعتعك هذا أو اسعتحفظتكه‪ ،‬وبخذه معع نيعة‪.‬‬
‫وحرم على عاجز عن حفظ الوديعة أخذها‪ ،‬وكره على غير واثق بأمانته‪ .‬ويضمن وديع بإيداع غيره ‪ -‬ولو‬
‫قاضيا ‪ -‬بل إذن من المالك‪ ،‬ل إن كان لعذر‬
‫[ ‪] 286‬‬

‫كمرض وسعفر وخوف حرق وإشراف حرز على خراب‪ ،‬وبوضعع فعي غيعر حرز مثلهعا‪ ،‬وبنقلهعا إلى‬
‫دون حرز مثلهعا‪ ،‬وبترك دفعع متلفاتهعا كتهويعة ثياب صعوف أو ترك لبسعها عنعد حاجتهعا‪ ،‬وبعدول ععن الحفعظ‬
‫المأمور به من‬

‫[ ‪] 287‬‬

‫المالك‪ ،‬وبجحدهعا وتأخيعر تسعليمها لمالك بل عذر بععد طلب مالكهعا‪ ،‬وبانتفاع بهعا كلبعس وركوب بل‬
‫غرض المالك‪ ،‬وبأخذ درهم مثل من كيس فيه دراهم مودعة عنده وإن رد إليه مثله فيضمن الجميع إذا لم‬
‫يتميز الدرهم المردود عن البقية‪ ،‬لنه خلطها بمال نفسه بل تمييز‪ ،‬فهو متعد‪ ،‬فإن تميز بنحو سكة أو رد‬
‫إليه عين الدرهم ضمنه‬

‫[ ‪] 288‬‬

‫فقط‪ .‬وصدق وديع ‪ -‬كوكيل وشريك وعامل قراض ‪ -‬بيمين في دعوى ردها على مؤتمنه‪ ،‬ل على‬
‫وارثه‪ .‬وفي قوله ما لك عندي وديعة‪ ،‬وفي تلفها مطلقا‪ ،‬أو بسبب خفي كسرقة‪ ،‬أو بظاهر كحريق عرف‬
‫‪ -‬دون عمومه ‪ -‬فإن عرف عمومه لم يحلف حيث ل تهمة‪( .‬فائدة) الكذب حرام‪ ،‬وقد يجب‪ :‬كما إذا سأل‬
‫ظالم ععن وديععة يريعد أخذهعا فيجعب إنكارهعا وإن كذب‪ ،‬وله الحلف عليعه معع التوريعة‪ .‬وإذا لم ينكرهعا ولم‬
‫يمتنع من إعلمه بها جهده ضمن‪ ،‬وكذا لو رأى معصوما اختفى‬

‫[ ‪] 289‬‬

‫من ظالم يريد قتله‪ .‬وقد يجوز كما إذا كان ل يتم مقصود حرب وإصلح ذات البين وإرضاء زوجته‬
‫إل بالكذب فمباح‪ ،‬ولو كان تحت يده وديعة لم يعرف صاحبها وأيس من معرفته بعد البحث التام صرفها‬
‫فيما يجب على المام ال صرف فيه‪ ،‬وهو أ هم مصالح المسلمين مقدما أهل الضرورة وشدة الحاجة ‪ -‬ل‬
‫في بناء نحو مسجد ‪ -‬فإن جهل ما ذكر دفعه لثقة عالم بالمصالح الواجبة التقديم‪ ،‬والروع العلم أولى‪.‬‬
‫فصل في بيان أحاكم اللقطة‬

‫[ ‪] 290‬‬

‫لو التقط شيئا ل يخشى فساده ‪ -‬كنقد ونحاس بعمارة أو مفازة عرفه سنة في السواق وأبواب‬
‫المساجد فإن‬

‫[ ‪] 291‬‬

‫ظهر مالكه‪ ،‬وإل تملكه بلفظ تملكت‪ ،‬وإن شاء باعه وحفظ ثمنه‪ .‬أو ما يخشى فساده ‪ -‬كهريسة‬
‫وبقل وفاكهة ورطب ل يتتمر ‪ -‬فيتخير ملتقطة بين أكله متملكا له ويغرم قيمته‪ ،‬وبين بيعه‪ ،‬ويعرفه بعد‬
‫بيعه ‪ -‬ليتملك ثمنه بعد‬

‫[ ‪] 292‬‬

‫التعريعف ‪ -‬فإن ظهعر مالكعه أعطاه قيمتعه إن أكله‪ ،‬أو ثمنعه إن باععه‪ .‬وفعي التعريعف بععد الكعل‬
‫وجهان‪ :‬أصعحهما فعي العمارة وجوبعه‪ ،‬وفعي المفازة قال المام‪ :‬والظاهعر أنعه ل يجعب‪ ،‬لنعه ل فائدة فيعه‪.‬‬
‫ولو وجعد بعبيته درهمعا مثل وجوز أنعه لمعن يدخلونعه عرفعه لهعم ‪ -‬كاللقطعة ‪ -‬قاله القفال‪ .‬ويعرف حقيعر ل‬
‫يعرض عنه غالبا‪ ،‬وقيل هو درهم زمنا يظن أن فاقده يعرض عنه بعده غالبا ويختلف ذلك باختلف المال‪:‬‬
‫فدانعق الفضعة حال‪ ،‬والذهعب نحعو ثلثعة أيام‪ .‬أمعا معا يعرض عنعه غالبعا ‪ -‬كحبعة زبيعب ‪ -‬اسعتبد بعه واجده بل‬
‫تعريف‪ .‬ومن رأي لقطة فرفعها برجله ليعرفها وتركها لم يضمنها‪ .‬ويجوز أخذ نحو سنابل الحصادين التي‬
‫اعتيد العراض عنها‪ ،‬ولو مما فيه زكاة ‪ -‬خلفا للزركشي ‪-‬‬
‫[ ‪] 293‬‬

‫وكذا برادة الحداديعن وكسعرة الخبعز معن رشيعد ونحعو ذلك ممعا يعرض عنعه عادة‪ ،‬فيملكعه آخذه‪،‬‬
‫وينفعذ تصعرفه فيعه أخذا بظاهعر أحوال السعلف‪ .‬ويحرم أخعذ ثمعر تسعاقط إن حوط عليعه وسعقط داخعل‬
‫الجدار‪ .‬قال في المجموع‪ :‬ما سقط خارج الجدار إن لم يعتد إباحته حرم‪ ،‬وإن اعتيدت حل‪ ،‬عمل بالعادة‬
‫المستمرة المغلبة على الظن إباحتهم له‪.‬‬

‫[ ‪] 295‬‬

‫باب النكاح‬

‫[ ‪] 296‬‬

‫وهعو لغعة الضعم والجتماع‪ .‬ومنعه قولهعم تناكحعت الشجار‪ :‬إذا تمايلت وانضعم بعضهعا إلى بععض‪.‬‬
‫وشرععا عقعد يتضمعن إباحعة وطعئ بلفعظ إنكاح أو تزويعج‪ ،‬وهعو حقيقعة فعي العقعد مجاز فعي الوطعئ على‬
‫الصحيح (سن) أي‬

‫[ ‪] 297‬‬

‫النكاح (لتائق) أي محتاج للوطعئ ‪ -‬وإن اشتغعل بالعبادة ‪( -‬قادر) على مؤنعة ‪ -‬معن مهعر‪ ،‬وكسعوة‬
‫فصعل تمكيعن‪ ،‬ونف قة يومعه ‪ -‬للخبار الثابتعة فعي السعنن ‪ -‬وقعد أوردت جملة منهعا فعي كتابعي (إحكام أحكام‬
‫النكاح) ‪ -‬ولمعا فيعه معن حفعظ الديعن وبقاء النسعل‪ .‬وأمعا التائق العاجعز ععن المؤن فالولى له تركعه وكسعر‬
‫حاجته بالصوم ‪ -‬ل بالدواء ‪ -‬وكره‬

‫[ ‪] 298‬‬

‫لعاجز عن المؤن غير تائق‪ .‬ويجب بالنذر‪ ،‬حيث ندب‪( .‬و) سن (نظر كل) من الزوجين بعد العزم‬
‫على النكاح وقبل الخطبة (الخر غير عورة) مقررة في شروط الصلة‪ .‬فينظر من الحرة وجهها ليعرف‬
‫جمالها‪ ،‬وكفيها ظهرا‬

‫[ ‪] 299‬‬

‫وبطنعا ليعرف خصعوبة بدنهعا‪ .‬وممعن بهعا رق ‪ -‬معا عدا معا بيعن السعرة والركبعة ‪ -‬وهمعا ينظران منعه‬
‫ذلك‪ .‬ول بعد فعي حعل النظعر معن تيقنعه خلوهعا معن نكاح وعدة‪ ،‬وأن ل يغلب على ظنعه أنعه ل يجاب‪ .‬وندب‬
‫لمعن ل يتيسعر له النظعر أن يرسعل نحعو امرأة لتتأملهعا وتصعفها له‪ .‬وخرج بالنظعر‪ :‬المعس‪ ،‬فيحرم ‪ -‬إذ ل‬
‫حاجعة إليعه‪( .‬مهمعة) يحرم على الرجعل ‪ -‬ولو شيخعا همعا ‪ -‬تعمعد نظعر شعئ معن بدن أجنبيعة ‪ -‬حرة أو أمعة ‪-‬‬
‫بلغت حدا‬

‫[ ‪] 300‬‬

‫تشتهى فيه ‪ -‬ولو شوهاء أو عجوزا ‪ -‬وعكسه‪ ،‬خلفا للحاوي ‪ -‬كالرافعي ‪ -‬وإن نظر بغير شهوة أو‬
‫مع أمن الفتنة‬

‫[ ‪] 301‬‬

‫على المعتمد‪ ،‬ل في نحو مرآة‪ ،‬كما أفتى به غير واحد وقول السنوي‪ ،‬تبعا للروضة‪ ،‬الصواب حل‬
‫النظر إلى الوجه والكفين عند أمن الفتنة‪ :‬ضعيف‪ ،‬وكذا اختيار الذرعي قول جمع يحل نظر وجه وكف‬
‫عجوز يؤمعن معن نظرهمعا الفتنعة ول يحعل النظعر إلى عنعق الحرة ورأسعها قطععا‪ .‬وقيعل يحعل معع الكراهعة‬
‫النظر بل شهوة وخوف فتنة إلى‬
‫[ ‪] 302‬‬

‫المعة إل معا بيعن السعرة والركبعة لنعه عورتهعا فعي الصعلة‪ .‬وليعس معن العورة الصعوت فل يحرم‬
‫سعماعه إل إن خشعي منعه فتنعة أو التعذ بعه ‪ -‬كمعا بحثعه الزركشعي ‪ -‬وأفتعى بععض المتأخريعن بجواز نظعر‬
‫الصغير للنساء في الولئم والفراح‪ ،‬والمعتمد عند الشيخين عدم جواز نظر فرج صغيرة ل تشتهى‪ ،‬وقيل‬
‫يكره ذلك‪ .‬وصعحح المتولي حعل نظعر فرج الصعغير إلى التمييعز‪ ،‬وجزم بعه غيره‪ ،‬وقيعل يحرم‪ .‬ويجوز لنحعو‬
‫الم نظعر فرجيهمعا ومسعه زمعن الرضاع والتربيعة ‪ -‬للضرورة ‪ -‬وللعبعد العدل النظعر إلى سعيدته المتصعفة‬
‫بالعدالة ما عدا ما بين السرة والركبة كهي‪ .‬ولمحرم ‪ -‬ولو‬

‫[ ‪] 303‬‬

‫فاسعقا أو كافرا ‪ -‬نظعر معا وراء سعرة وركبعة منهعا‪ ،‬كنظرهعا إليعه‪ ،‬ولمحرم ومماثعل معس معا وراء‬
‫السرة والرك بة‪ .‬نعم‪ :‬مس ظهر أو ساق محرمة كأمه وبنته وعكسه ل يحل إل لحاجة أو شف قة‪ .‬وحيث‬
‫حرم نظره حرم مسعه بل حائل لنعه أبلغ فعي اللذة‪ .‬نععم‪ :‬يحرم معس وجعه الجنبيعة مطلقعا‪ ،‬وكعل معا حرم‬
‫نظره منععه أو منهععا متصععل حرم نظره منفصععل‪ :‬كقلمععة يععد أو رجععل‪ ،‬وشعععر امرأة وعانععة رجععل‪ ،‬فيجععب‬
‫مواراتهما وتحتجب ‪ -‬وجوبا مسلمة عن كافرة‪ ،‬وكذا عفيفة‬

‫[ ‪] 304‬‬

‫ععن فاسعقة ‪ -‬أي بسعحاق‪ ،‬أو زنعا‪ ،‬أو قيادة‪ ،‬ويحرم مضاجععة رجليعن أو امرأتيعن عارييعن فعي ثوب‬
‫واحعد‪ ،‬وإن لم يتماسعكا أو تباعدا معع اتحاد الفراش‪ ،‬خلفعا للسعبكي‪ ،‬وبحعث اسعتثناء الب أو الم لخعبر فيه‬
‫بعيد جدا ويجب التفريق بين ابن عشر سنين وأبويه وإخوته في المضجع‪ ،‬وإن نظر فيه بعضهم بالنسبة‬
‫للب أو الم‪ .‬ويستحب‬

‫[ ‪] 305‬‬

‫تصععافح الرجليععن أو المرأتيععن إذا تلقيععا‪ .‬ويحرم مصععافحة المرد الجميععل كنظره بشهوة‪ ،‬ويكره‬
‫مصافحة من به عاهة‬

‫[ ‪] 306‬‬

‫كالبرص والجذم ‪ -‬ويجوز نظر وجه المرأة عند المعاملة ببيع وغيره للحاجة إلى معرفتها‪ ،‬وتعليم‬
‫معا يجعب تعلمعه ‪ -‬كالفاتحعة ‪ -‬دون معا يسعن على الوجعه والشهادة تحمل وأداء لهعا أو عليهعا‪ .‬وتعمعد النظعر‬
‫للشهادة ل يضعر‪ ،‬وإن تيسعر وجود نسعاء أو محارم يشهدن على الوجعه (و) يسعن (خطبعة) ‪ -‬بضعم الخاء ‪-‬‬
‫من الولي (له) أي للنكاح الذي هو‬

‫[ ‪] 307‬‬

‫العقد بأن تكون قبل إيجابه‪ ،‬فل تندب أخرى من المخاطب قبل قبوله ‪ -‬كما صححه في المنهاج ‪-‬‬
‫بل يستحب تركها خروجا من خلف من أبطل بها‪ ،‬كما صرح به شيخنا وشيخه زكريا رحمهما الله ‪ -‬لكن‬
‫الذي فعي الروضعة وأصعلها ندبهعا‪ .‬وتسعن خطبعة أيضعا قبعل الخطبعة‪ ،‬وكذا قبعل الجابعة‪ ،‬فيبدأ كعل بالحمعد‬
‫والثناء على الله تعالى‪ ،‬ثم‬

‫[ ‪] 309‬‬

‫بالصلة والسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يوصي بالتقوى‪ ،‬ثم يقول في خطبة‬
‫الخطبعة‪ :‬جئتكعم راغبعا فعي كريمتكعم ‪ -‬أو فتاتكعم ‪ -‬وإن كان وكيل‪ :‬قال‪ :‬جاءكعم موكلي‪ ،‬أو جئتكعم عنعه‬
‫خاطبعا كريمتكعم‪ ،‬فيخطعب الولي أو نائبعه كذلك‪ ،‬ثعم يقول لسعت بمرغوب عنعك‪ .‬ويسعتحب أن يقول قبعل‬
‫العقد أزوجك على ما أمر الله به عز وجل من إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان‪.‬‬
‫[ ‪] 310‬‬

‫(فروع) يحرم التصعريح بخطبعة المعتدة معن غيره رجعيعة كانعت أو بائنعا بطلق أو فسعخ أو موت‪.‬‬
‫ويجوز التعريعض بهعا فعي عدة غيعر رجعيعة‪ ،‬وهعو‪ :‬كأنعت جميلة‪ ،‬ورب راغعب فيعك‪ .‬ول يحعل خطبعة المطلقعة‬
‫منعه ثلثعا حتعى تتحلل وتنقضعي عدة المحلل إن طلق رجعيعا‪ ،‬وإل جاز التعريعض فعي عدة المحلل‪ .‬ويحرم‬
‫على عالم بخطبة‬

‫[ ‪] 311‬‬

‫الغيعر والجابعة له خطبعة على خطبعة معن جازت خطبتعه وإن كرهعت ‪ -‬وقعد صعرح لفظعا بإجابتعه إل‬
‫بإذنعه له معن غيعر خوف ول حياء‪ ،‬أو بإعراضعه‪ :‬كأن طال الزمعن بععد إجابتعه‪ ،‬ومنعه سعفره البعيعد‪ .‬ومعن‬
‫اسعتشير فعي خاطعب أو نحعو عالم يريعد الجتماع بعه ذكعر ‪ -‬وجوبعا ‪ -‬مسعاويه بصعدق‪ :‬بذل للنصعيحة الواجبعة‬
‫(ودينة) أي نكاح المرأة الدينة التي‬

‫[ ‪] 312‬‬

‫وجدت فيهعا صعفة العدالة أولى معن نكاح الفاسعقة ولو بغيعر نحعو زنعا‪ ،‬للخعبر المتفعق عليعه فاظفعر‬
‫بذات الديعن (ونسعيبة) أي معروفعة الصعل وطيبتعه لنسعبتها إلى العلماء والصعلحاء أولى معن غيرهعا‪ :‬لخعبر‪:‬‬
‫تخيروا لنطفكم‬

‫[ ‪] 313‬‬

‫ول تضعوهعا فعي غيعر الكفاء وتكره بنعت الزنعا والفاسعق‪( ،‬وجميلة) أولى‪ :‬لخعبر‪ :‬خيعر النسعاء معن‬
‫تسر إذا نظرت (و) قرابة (بعيدة) عنه ممن في نسبه أولى من قرابة قريبة وأجنبية لضعف الشهوة في‬
‫القريبعة‪ ،‬فيجعئ الولد نحيفعا‪ .‬والقريبعة معن هعي فعي أول درجات العمومعة والخوولة‪ ،‬والجنبيعة أولى معن‬
‫القرابة القريبة‪ .‬ول يشكل ما ذكر بتزوج النبي (ص) زينب مع أنها بنت عمته لنه تزوجها بيانا للجواز‪ ،‬ول‬
‫بتزوج علي فاطمة رضي الله عنهما لنها بعيدة إذ‬

‫[ ‪] 314‬‬

‫هي بنت ابن عمه‪ ،‬ل بنت عمه‪( ،‬وبكر) أولى من الثيب‪ ،‬للمر به في الخبار الصحيحة‪ .‬إل لعذر‪:‬‬
‫كضععف آلتعه ععن القتضاض‪( ،‬وولود) وودود (أولى) للمعر بهمعا‪ .‬ويعرف ذلك فعي البكعر بأقاربهعا‪ ،‬والولى‬
‫أيضععا أن تكون وافرة الععععل وحسععنة الخلق‪ ،‬وأن ل تكون ذات ولد مععن غيره إل لمصععلحة‪ ،‬وأن ل تكون‬
‫شقراء ول طويلة مهزولة‬

‫[ ‪] 315‬‬

‫للنهي عن نكاحها‪ .‬ومحل رعاية جميع ما مر حيث لم تتوقف العفة على غير متصفه بها‪ ،‬وإل فهي‬
‫أولى‪ .‬قال شيخنعا فعي شرح المنهاج‪ :‬ولو تعارضعت تلك الصعفات فالذي يظهعر أنعه يقدم الديعن مطلقعا‪ ،‬ثعم‬
‫العقل وحسن الخلق‪ ،‬ثم الولدة‪ ،‬ثم النسب‪ ،‬ثم البكارة‪ ،‬ثم الجمال‪ ،‬ثم ما المصلحة فيه أظهر ‪ -‬بحسب‬
‫اجتهاده‪ .‬انتهى‪ .‬وجزم في شرح الرشاد بتقديم الولدة على العقل‪ .‬وندب للولي عرض موليته على ذوي‬
‫الصعلح‪ .‬ويسعن أن ينوي بالنكاح السعنة وصعون دينعه‪ .‬وإنمعا يثاب عليعه إن قصعد بعه طاععة معن نحعو عفعة أو‬
‫ولد صالح‪ .‬وأن يكون العقد‬

‫[ ‪] 316‬‬

‫فععي المسععجد ويوم الجمعععة وأول النهار وفععي شوال‪ ،‬وأن يدخععل فيععه أيضععا‪( .‬أركانععه) أي النكاح‬
‫خمسععة‪( :‬زوجععة‪ ،‬وزوج‪ ،‬وولي‪ ،‬وشاهدان‪ ،‬وصععيغة‪ .‬وشرط فيهععا) أي الصععيغة (إيجاب مععن الولي) وهععو‬
‫(كزوجتك أو أنكحتك)‬
‫[ ‪] 317‬‬

‫موليتي فلنة‪ ،‬فل يصح اليجاب إل بأحد هذين اللفظين‪ ،‬لخبر مسلم‪ :‬إتقوا الله في النساء فإنكم‬
‫أخذتموهعن بأمانعة الله‪ ،‬واسعتحللتم فروجهعن بكلمعة الله وهعي معا ورد فعي كتابعه‪ ،‬ولم يرد فيعه غيرهمعا‪ .‬ول‬
‫يصعح بأزوجععك أو أنكحععك على الوجععه‪ ،‬ول بكنايععة كأحللتععك ابنتععي أو عقدتهععا لك (وقبول متصععل بعه) أي‬
‫باليجاب من الزوج وهو (كتزوجتها أو نكحتها) فل بد من دال عليها من نحو اسم أو ضمير أو إشارة (أو‬
‫قبلت أو رضيت) على الصح‬

‫[ ‪] 318‬‬

‫‪ -‬خلفعا للسعبكي ‪ -‬ل فعلت (نكاحهعا) أو تزويجهعا أو قبلت النكاح أو التزويعج ‪ -‬على المعتمعد ‪ -‬ل‬
‫قبلت ول قبلتهعا مطلقعا ‪ -‬أي المنكوحعة ‪ -‬ول قبلتعه ‪ -‬أي النكاح ‪ -‬والولى فعي القبول‪ :‬قبلت نكاحهعا لنعه‬
‫القبول الحقيقي (وصح) النكاح (بترجمة) أي ترجمة أحد اللفظين بأي لغة ولو ممن يحسن العربية لكن‬
‫يشترط أن يأتعي بمعا يعده أهعل تلك اللغعة صعريحا فعي لغتهعم‪ .‬هذا إن فهعم كعل كلم نفسعه وكلم الخعر‬
‫والشاهدان‪ .‬وقال العلمة التقي السبكي في‬

‫[ ‪] 319‬‬

‫شرح المنهاج‪ :‬ولو تواطعأ أهعل قطعر على لفعظ فعي إرادة النكاح معن غيعر صعريح ترجمتعه لم ينعقعد‬
‫النكاح بعه‪ .‬انتهعى‪ .‬والمراد بالترجمعة ترجمعة معناه اللغوي كالضعم‪ ،‬فل ينعقعد بألفاظ اشتهرت فعي بععض‬
‫القطار للنكاح ‪ -‬كمععا أفتععى بعه شيخنععا المحقععق الزمزمععي ‪ -‬ولو عقععد القاضععي النكاح بالصععيغة العربيععة‬
‫لعجمي ل يعرف معناها الصلي بل يعرف أنها موضوعة لعقد النكاح صح ‪ -‬كذا أفتى به شيخنا‪ ،‬والشيخ‬
‫عطيعة ‪ -‬وقال فعي شرحعي الرشاد والمنهاج‪ :‬أنعه ل يضعر لحعن العامعي ‪ -‬كفتعح تاء المتكلم‪ ،‬وإبدال الجيعم‬
‫زايا‪ ،‬أو عكسه‪ .‬وينعقد بإشارة أخرس مفهمة وقيل‬

‫[ ‪] 320‬‬

‫ل ينعقد النكاح إل بالصيغة العربية‪ .‬فعليه يصبر عند العجز إلى أن يتعلم أو يوكل‪ .‬وحكي هذا عن‬
‫أحمعد‪ .‬وخرج بقولي متصعل معا إذا تخلل لفعظ أجنعبي ععن العقعد وإن قعل‪ :‬كأنكحتعك ابنتعي فاسعتوص بهعا‬
‫خيرا‪ .‬ول يضر تخلل خطبة خفيفة من الزوج‪ ،‬وإن قلنا بعدم استحبابها ‪ -‬خلفا للسبكي وابن أبي الشريف‬
‫‪ -‬ول فقل قبلت نكاحها لنه من مقتضى العقد‪ .‬فلو أوجب ثم رجع عن إيجابه أو رجعت الذنة في إذنها‬
‫قبعل القبول أو جنعت أو ارتدت امتنعع القبول‪( .‬فرع) لو قال الولي زوجتكهعا بمهعر كذا‪ ،‬فقال الزوج قبلت‬
‫نكاحها ولم يقل على هذا الصداق‪ :‬صح النكاح بمهر المثل ‪ -‬خلفا للبارزي ‪( -‬ل) يصح النكاح مع (تعليق)‬
‫كالبيع بل أولى لختصاصه بمزيد‬

‫[ ‪] 321‬‬

‫الحتياط‪ :‬كأن يقول الب للخععر إن كانععت بنتععي طلقععت أو اعتدت فقععد زوجتكهععا فقبععل ثععم بان‬
‫انقضاء عدتها وأنها أذنت له‪ :‬فل يصح لفساد الصيغة بالتعليق‪ .‬وبحث بعضهم الصحة في إن كانت فلنة‬
‫موليتعي فقعد زوجتكهعا وفعي زوجتعك إن شئت كالبيعع‪ :‬إذ ل تعليعق فعي الحقيقعة‪( ،‬و) ل معع (تأقيعت) للنكاح‬
‫بمدة معلومة أو مجهولة فيفسد لصحة النهي عن نكاح المتعة ‪ -‬وهو المؤقت ولو بألف سنة ‪ -‬وليس منه‬
‫ما لو قال زوجتكها مدة حياتك أو حياتها‬

‫[ ‪] 322‬‬

‫لنعه مقتضعى العقعد‪ ،‬بعل يبقعى أثره بععد الموت‪ ،‬ويلزمعه فعي نكاح المتععة المهعر والنسعب والعدة‪،‬‬
‫ويسعقط الحعد إن عقعد بولي وشاهديعن فإن عقعد بينعه وبيعن المرأة وجعب الحمعد إن وطعئ‪ :‬وحيعث وجعب‬
‫الحد لم يثبت المهر ول ما‬

‫[ ‪] 323‬‬
‫بعده وينعقعد النكاح بل ذكعر مهعر فعي العقعد بعل يسعن ذكره فيعه‪ .‬وكره إخلؤه عنعه‪ .‬نععم‪ ،‬لو زوج‬
‫أمتعه بعيده لم يسعتحب (و) شرط (فعي الزوجعة) أي المنكوحعة (خلو معن نكاح وعدة) معن غيره (وتعييعن)‬
‫لها‪ .‬فزوجتك إحدى‬

‫[ ‪] 325‬‬

‫بناتعي باطعل ولو معع الشارة‪ ،‬ويكفعي التعييعن بوصعف أو إشارة كزوجتعك بنتعي وليعس له غيرهعا أو‬
‫التعي فعي الدار وليعس فيهعا غيرهعا أو هذه وإن سعماها بغيعر اسعمها فعي الكعل ‪ -‬بخلف زوجتعك فاطمعة وإن‬
‫كان اسم بنته إل إن نوياها‪ .‬ولو‬

‫[ ‪] 326‬‬

‫قال زوجتعك بنتعي الكعبرى وسعماها باسعم الصعغرى صعح فعي الكعبرى لن الكعبر صعفة قائمعة بذاتهعا‪،‬‬
‫بخلف السم فقدم عليه‪ :‬ولو قال‪ :‬زوجتك بنتي خديجة فبانت بنت ابنه صح إن نوياها أو عينها بإشارة أو‬
‫لم يعرف لصلبه غيرها‪ ،‬وإل فل (و) شرط فيها أيضا (عدم محرمية) بينها وبين الخاطب (بنسب فيحرم)‬
‫به آخر لية‪( * :‬حرمت عليكم) * (نساء قرابة غير) ما دخل في (ولد عمومة وخؤولة) فحينئذ يحرم نكاح‬
‫أم وهي من ولدتك‪ ،‬أو ولدت‬

‫[ ‪] 327‬‬

‫معن ولدك ذكرا كان أو أنثعى وهعي الجدة من الجهتيعن‪ ،‬وبنعت وهعي من ولدتهعا أو ولدت من ولدهعا‬
‫ذكرا كان أو أنثى ‪ -‬ل مخلوقة من ماء زناه ‪ -‬وأخت‪ ،‬وبنت أخ‪ ،‬وأخت‪ ،‬وعمة وهي أخت ذكر ولدك‪ ،‬وخالة‬
‫وهي أخت أنثى ولدتك‪( .‬فرع) لو تزوج مجهولة النسب فاستلحقها أبوه ثبت نسبها ول ينفسخ النكاح إن‬
‫كذبه الزوج‪ ،‬ومثله عكسه‬

‫[ ‪] 328‬‬

‫بأن تزوجععت مجهول فاسععتلحقه أبوهععا ولم تصععدقه (أو رضاع فيحرم بععه) أي بالرضاع (مععن يحرم‬
‫بنسب) للخبر المتفق عليه‪ :‬ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب فمرضعتك ومرضعتها ومرضعة من‬
‫ولدك معن نسعب أو رضاع وكعل معن ولدت مرضعتعك أو ذا لبنهعا‪ ،‬أمعك معن رضاع‪ ،‬والمرتضععة بلبنعك ولبعن‬
‫فرعك نسبا أو رضاعا‬

‫[ ‪] 329‬‬

‫وبنتها كذلك وإن سفلت بنتك‪ ،‬والمرتضعة بلبن أحد أبويك نسبا أو رضاعا أختك‪ .‬وقس على هذا‬
‫بقيععة الصععناف المتقدمععة‪ .‬ول يحرم عليععك برضاع مععن أرضعععت أخاك أو ولد ولدك ول أم مرضعععة ولدك‬
‫وبنتها‪ ،‬وكذا أخت أخيك لبيك أو لمك من نسب أو رضاع‪( .‬تنبيه) الرضاع المحرم وصول لبن آدمية بلغت‬
‫سن حيض‪ ،‬ولو قطرة‪ ،‬أو مختلطا بغيره ‪ -‬وإن قل ‪ -‬جوف‬

‫[ ‪] 330‬‬

‫رضيعع لم يبلغ حوليعن يقينعا خمعس مرات يقينعا عرفعا‪ ،‬فإن قطعع الرضيعع إعراضعا وإن لم يشتغعل‬
‫بشئ آخر أو قطعته‬

‫[ ‪] 331‬‬

‫المرضععة ثعم عاد إليعه فيهمعا فورا فرضعتان‪ ،‬أو قطععه لنحعو لهعو كنوم خفيعف وعاد حال أو طال‬
‫والثدي بفمعه أو تحول ولو بتحويلهعا معن ثدي لخعر أو قطعتعه لشغعل خفيعف ثعم عادت إليعه فل تعدد فعي‬
‫جميعع ذلك‪ ،‬وتصعير المرضععة أمعه‪ ،‬وذو اللبعن أباه‪ .‬وتسعري الحرمعة معن الرضيعع إلى أصعولهما وفروعهمعا‬
‫وحواشيهما نسبا ورضاعا‪،‬‬

‫[ ‪] 332‬‬

‫وإلى فروع الرضيعع ‪ -‬ل إلى أصعوله وحواشيعه ‪ -‬ولو أقعر رجعل وامرأة قبعل العقعد أن بينهمعا أخوة‬
‫رضاع وأمكن حرم تناكحهما‪ ،‬وإن رجعا عن القرار أو بعده فهو باطل‪ ،‬فيفرق بينهما‪ .‬وإن أقر به فأنكرت‬
‫صعدق فعي حقعه‪ ،‬ويفرق بينهمعا أو أقرت بعه دونعه‪ .‬فإن كان بععد أن عينتعه فعي الذن للتزويعج أو مكنتعه معن‬
‫وطئه إياها لم يقبل قولها‪ ،‬وإل‬

‫[ ‪] 333‬‬

‫صعدقت بيمينهعا ول تسعمع دعوى نحعو أب محرميعة بالرضاع بيعن الزوجيعن‪ .‬ويثبعت الرضاع برجعل‬
‫وامرأتين‪ ،‬وبأربع نسوة ولو فيهن أم المرضعة إن شهدت حسبة بل سبق دعوى كشهادة أب امرأة وابنها‬
‫بطلقهعا كذلك‪ .‬وتقبعل شهادة مرضععة معع غيرهعا لم تطلب أجرة الرضاع وإن ذكرت فعلهعا كأشهعد أنعي‬
‫أرضعتها‪ .‬وشرط شهادة الرضاع ذكر وقت‬

‫[ ‪] 334‬‬

‫الرضاع‪ ،‬وعدده‪ ،‬وتفرق المرات‪ ،‬ووصعول اللبعن إلى جوفعه فعي كعل رضععة‪ .‬ويعرف بنظعر حلب‬
‫وإيجار وازدراد‪ ،‬وبقرائن كامتصعاص ثدي وحركعة حلقعة بععد علمعه أنهعا ذات لبعن وإل لم يحعل له أن يشهعد‬
‫لن الصعل عدم اللبعن‪ .‬ول يكفعي فعي أداء الشهادة ذكره القرائن بعل يعتمدهعا ويجزم بالشهادة‪ .‬ولو شهعد‬
‫بعه دون النصعاب أو وقعع شعك فعي تمام الرضعات أو الحوليعن أو وصعول اللبعن إلى جوف الرضيعع لم يحرم‬
‫النكاح‪ ،‬لكعن الورع الجتناب وإن لم تخعبره إل واحدة‪ .‬نععم إن صعدقها يوم الخعذ بقولهعا ول يثبعت القرار‬
‫بالرضاع إل برجلين عدلين (أو مصاهرة) محرم زوجة أصل من أب أو جد لب أو أم وإن عل من نسب أو‬
‫رضاع‪( ،‬وفصل) من ابن وابنه وإن سفل منهما‪،‬‬

‫[ ‪] 335‬‬

‫(وأصل زوجة) أي أمهاتها بنسب أو رضاع وإن علت وإن لم يدخل بها للية‪ .‬وحكمته ابتلء الزوج‬
‫بمكالمتهعا والخلوة لترتيعب أمعر الزوجعة فحرمعت كسعابقتيها بنفعس العقعد ليتمكعن معن ذلك‪( .‬واعلم) أنعه‬
‫يعتبر في زوجتي الب والبن وفي أم الزوجة عند عدم الدخول بهن أن يكون العقد صحيحا (وكذا فصلها)‬
‫أي الزوجة بنسب أو رضاع ولو بواسطة سواء بنت ابنها وبنت ابنتها وإن سفلت (إن دخل بها) بأن‬

‫[ ‪] 336‬‬

‫وطئها ولو في الدبر وإن كان العقد فاسدا‪ ،‬وإن لم يطأها لم تحرم بنتها ‪ -‬بخلف أمها‪ .‬ول تحرم‬
‫بنعت زوج الم ول أم زوجعة الب والبعن‪ .‬ومعن وطعئ امرأة بملك أو شبهعة منعه كأنعه وطعئ بفاسعد نكاح أو‬
‫شراء أو بظن زوجة‬

‫[ ‪] 337‬‬

‫حرم عليعه أمهاتهعا وبناتهعا وحرمعت على آبائه وأبنائه لن الوطعئ بملك اليميعن نازل بمنزلة عقعد‬
‫النكاح وبشبهة يثبت النسب والعدة لحتمال حملها منه سواء أوجد منها شبهة أيضا أم ل‪ ،‬لكن يحرم على‬
‫الواطئ بشبهة نظر أم الموطوءة وبنتها ومسهما‪( .‬فرع) لو اختطلت محرمة بنسوة غير محصورات بأن‬
‫يعسر عدهن على الحاد كألف امرأة نكح من شاء‬

‫[ ‪] 338‬‬
‫منهعن إلى أن تبقعى واحدة على الرجعح وإن قدر ولو بسعهولة على متيقنعة الحعل أو بمحصعورات‬
‫كعشريعن بعل مائة لم ينكعح منهعن شيئا‪ .‬نععم إن قطعع بتميزهعا كسعوداء اختلطعت بمعن ل سعواد فيهعن لم‬
‫يحرم غيرها ‪ -‬كما استظهره شيخنا‪( .‬تنبيه) اعلم أنه يشترط أيضا في المنكوحة كونها مسلمة أو كتابية‬
‫خالصة ذمية كانت أو حربية‪ ،‬فيحل مع‬

‫[ ‪] 339‬‬

‫الكراهة نكاح السرائيلية بشرط أن ل يعلم دخول أول آبائها في ذلك الدين بعد بعثة عيسى عليه‬
‫السلم وإن علم دخوله فيه بعد التحري‪ ،‬ونكاح غيرها بشرط أن يعلم دخول أول آبائها فيه قبلها ولو بعد‬
‫التحريف إن تجنبوا‬

‫[ ‪] 340‬‬

‫المحرف‪ ،‬ولو أسعلم كتابعي وتحتعه كتابيعة دام نكاحعه وإن كان قبعل الدخول أو وثنعي وتحتعه وثنيعة‬
‫فتخلفعت قبعل الدخول تنجزت الفرقعة أو بعده وأسعلمت فعي العدة دام نكاحعه‪ ،‬وإل فالفرقعة معن إسعلمه‪.‬‬
‫ولو أسعلمت وأصعر على الكفعر‪ :‬فإن دخعل بهعا وأسعلم فعي العدة دام النكاح‪ ،‬وإل فالفرقعة معن إسعلمها‪.‬‬
‫وحيعث أدمنعا ل يضعر مقارنعة مفسعد هعو زائل عنعد السعلم فتقعر على نكاح فعي عدة هعي منقضيعة عنعد‬
‫السلم وعلى غصب حربي لحربية إن اعتقدوه‬

‫[ ‪] 341‬‬

‫نكاحععا‪ .‬وكالغصععب المطاوعععة‪ .‬قاله شيخنععا‪ .‬ونكاح الكفار صععحيح‪ ،‬على الصععحيح‪ ،‬ول يصععح نكاح‬
‫الجنيعة كعكسعه على معا عليعه أكثعر المتأخريعن‪( .‬و) شرط (فعي الزوج تعييعن) فزوجعت بنتعي أحدكمعا باطعل‬
‫ولو مع الشارة (وعدم محرمة) كأخت أو عمة أو خالة (للمخطوبة) بنسب أو رضاع (تحته) أي الزوج ولو‬
‫فعي العدة الرجعيعة لن الرجعيعة كالزوجعة بدليعل التوارث‪ .‬فإن نكعح محرميعن فعي عقعد بطعل فيهمعا‪ :‬إذ ل‬
‫مرجح‪ ،‬أو في عقدين بطل‬

‫[ ‪] 342‬‬

‫الثانعي‪ .‬وضابعط معن يحرم الجمعع بينهمعا كعل امرأتيعن بينهمعا نسعب أو رضاع يحرم تناكحهمعا إن‬
‫فرضت إحداهما ذكرا ويشترط أيضا أن ل تكون تحته أربع من الزوجات سوى المخطوبة ولو كان بعضهن‬
‫فعي العدة الرجعيعة لن الرجعية فعي حكعم الزو جة‪ ،‬فلو نكعح الحعر خمسعا مرتبا بطل في الخامسة أو في‬
‫عقعد بطعل فعي الجميعع أو زاد العبعد على الثنتيعن بطعل كذلك‪ .‬أمعا إذا كانعت المحرمعة للمخطوبعة أو إحدى‬
‫الزوجات الربعة في العدة البائن فيصح‬

‫[ ‪] 343‬‬

‫نكاح محرمتها والخامسة لن البائنة أجنبية (و) شرط (في الشاهدين أهلية شهادة) تأتي شروطها‬
‫فعي باب الشهادة وهعي حريعة كاملة وذكورة محققعة وعدالة ومعن لزمهعا السعلم والتكليعف وسعمع ونطعق‬
‫وبصعر لمعا يأتعي أن القوال ل تثبعت إل بالمعاينعة والسعماع‪ .‬وفعي العمعى وجعه لنعه أهعل للشهادة فعي‬
‫الجملة‪ ،‬الصععح ل وإن عرف الزوجيععن‪ ،‬ومثله مععن بظلمععة شديدة ومعرفععة لسععان المتعاقديععن‪( .‬وعدم‬
‫تعينهما) أو أحدهما (للولية) فل يصح النكاح بحضرة‬

‫[ ‪] 344‬‬

‫عبدين أو امرأتين أو فاسقين أو أصمين أو أخرسين أو أعميين أو من لم يفهم لسان المتعاقدين‬


‫ول بحضرة متعيعن للوليعة‪ .‬فلو وكعل الب أو الخ المنفرد فعي النكاح وحضعر معع الخعر لم يصعح لنعه ولي‬
‫عاقعد فل يكون شاهدا‪ .‬ومعن ثعم لو شهعد أخوان معن ثلثعة وعقعد الثالث بغيعر وكالة معن أحدهمعا صعح‪ ،‬وإل‬
‫فل‪( .‬تنبيه) ل يشترط الشهاد على إذن معتبرة الذن لنه ليس ركنا للعقد‪ ،‬بل هو شرط فيه‪ ،‬فلم يجب‬
‫الشهاد‬
‫[ ‪] 345‬‬

‫عليه إن كان الولي غير حاكم وكذا إن كان حاكما على الوجه‪ .‬ونقل في البحر عن الصحاب أنه‬
‫يجوز اعتماد صعبي أرسعله الولي إلى غيره ليزوج موليتعه‪ :‬أي إن وقعع فعي قلبعه صعدق الخعبر‪( .‬فرع) لو‬
‫زوجها وليها قبل بلوغ إذنها إليه صح على الوجه إن كان الذن سابقا على حالة التزويج‪ ،‬لن العبرة في‬
‫العقود بما في نفس المر ‪ -‬ل بما في ظن المكلف ‪( -‬وصح) النكاح (بمستوري عدالة) وهما من لم‬

‫[ ‪] 346‬‬

‫يعرف لهمعا مفسعق‪ ،‬كمعا نعص عليعه‪ ،‬واعتمده جمعع‪ ،‬وأطالوا فيعه‪ .‬وبطعل السعتر بتجريعح عدل وإذا‬
‫تاب الفاسعق لم يلتحق بالمسعتور‪ .‬ويسن استتابة المسعتور عند العقد‪ .‬ولو علم الحاكعم فسعق الشاهدين‬
‫لزمه التفريق بين الزوجين ولو قبل الترافع إليه على الوجه‪ .‬ويصح أيضا بابني الزوجين أو عدويهما‪ .‬وقد‬
‫ي صح كون الب شاهدا أيضعا‪ :‬كأن تكون بنته قنة‪ .‬وظاهعر كلم الحناطي ‪ -‬بل صعريحه ‪ -‬أنه ل يلزم الزوج‬
‫البحث عن حال الولي والشهود‪ .‬قال شيخنا‪ :‬وهو كذلك إن لم يظن وجود مفسد للعقد (وبان بطلنه) أي‬
‫النكاح (بحجة فيه) أي في النكاح من بينة أو‬

‫[ ‪] 347‬‬

‫علم حاكعم (أو بإقرار الزوجيعن فعي حقهمعا بمعا يمنعع صعحته) كفسعق الشاهعد أو الولي عنعد العقعد‬
‫والرق والصبا لهما وكوقوعه في العدة‪ .‬وخرج بفي حقهما حق الله تعالى كأن طلقها ثلثا ثم اتفقا على‬
‫فسعاد النكاح بشعئ ممعا ذكعر وأراد نكاحعا جديدا فل يقيعل إقرارهمعا‪ ،‬بعل ل بعد معن محلل للتهمعة‪ ،‬ول نه حعق‬
‫الله‪ ،‬ولو أقاما عليه بينة لم تسمع‪.‬‬

‫[ ‪] 348‬‬

‫أما بينة الحسبة فتسمع‪ .‬نعم محل عدم قبول إقرارهما في الظاهر‪ ،‬أما في الباطن فالنظر لما‬
‫في نفس المر ول يتبين البطلن بإقرار الشاهدين بما يمنع الصحة فل يؤثر في البطال‪ ،‬كما ل يؤثر فيه‬
‫بععد الحكعم بشهادتهمعا‪ ،‬ولن الحعق ليعس لهمعا فل يقبعل قولهمعا‪ .‬أمعا إذا أقعر بعه الزوج دون الزوجعة فيفرق‬
‫بينهما مؤاخذة له بإقراره وعليه نصف المهر إن لم يدخل بها وإل فكله‪ :‬إذ ل يقبل قوله عليها في المهر‬
‫بخلف ما إذا أقرت به دونه فيصدق هو‬

‫[ ‪] 349‬‬

‫بيمينه لن العصمة بيده وهي تريد رفعها فل تطالبه بمهر إن طلقت قبل وطئ‪ ،‬وعليه إن وطئ‬
‫القعل معن المسعمى ومهعر المثعل‪ .‬ولو أقرت بالذن ثعم ادععت أنهعا إنمعا أذنعت بشرط صعفة فعي الزوج ولم‬
‫توجعد ونفعى الزوج ذلك صعدقت بيمينهعا فيمعا اسعتظهره شيخنعا (و) إذا اختلفعا فادععت أنهعا محرمعة بنحعو‬
‫رضاع وأنكر (حلفت مدعية محرمية) وصدقت وبان بطلن النكاح فيفرق بينهما إن (لم ترضه) أي الزوج‬
‫حال العقعد ول عقبعه لجبارهعا أو أذنهعا فعي غيعر معيعن ولم ترض بععد العقعد بنطعق ول تمكيعن لحتمال معا‬
‫تدعيعه معع عدم سعبق مناقضعه‪ ،‬فهعو كقولهعا ابتداء فلن أخعي معن الرضاع فل تزوج منعه‪ .‬فإن رضيعت ولم‬
‫تعتذر بنحو نسيان أو غلط لم تسمع دعواها (و) إن اعتذرت‬

‫[ ‪] 350‬‬

‫سعمعت دعواهعا للعذر ولكعن (حلف) هعو أي الزوج (لراضيعة اعتذرت) بنسعيان أو غلط (و) شرط‬
‫(فعي الولي عدالة وحريعة وتكليعف) فل وليعة لفاسعق غيعر المام العظعم لن الفسعق نقعص يقدح فعي‬
‫الشهادة فيمنععع الوليععة كالرق‪ .‬هذا هععو المذهععب للخععبر الصععحيح ل نكاح إل بولي مرشععد أي عدل‪ .‬وقال‬
‫بعضهم‪ :‬إنه يلي‪ .‬والذي اختاره‬

‫[ ‪] 351‬‬
‫النووي ‪ -‬كابن الصلح والسبكي ‪ -‬ما أفتى به الغزالي من بقاء الولية للفاسق حيث تنتقل لحاكم‬
‫فاسعق‪ .‬ولو تاب الفاسعق توبعة صعحيحة زوج حال على معا اعتمده شيخنعا كغيره‪ ،‬لكعن الذي قاله الشيخان‬
‫إنعه ل يزوج إل بععد السعتبراء‪ - ،‬واعتمده السعبكي ‪ -‬ول لرقيعق كله أو بعضعه لنقصعه ول لصعبي ومجنون‬
‫لنقصهما أيضا وإن تقطع الجنون تغليبا لزمنه المقتضي لسلب العبارة فيزوج البعد زمنه فقط ول تنتظر‬
‫إفاقته‪ .‬نعم‪ :‬إن قصر زمن الجنون‬

‫[ ‪] 352‬‬

‫كيوم فعي سعنة انتظرت إفاقتعه‪ ،‬وكذي الجنون ذو ألم يشغله ععن النظعر بالمصعلحة ومختعل النظعر‬
‫بنحو هرم ومن به بعد الفاقة آثار خبل توجب حدة في الخلق (وينقل ضد كل) من الفسق والرق والصبا‬
‫والجنون (ولية لبعد) ل لحاكم ‪ -‬ولو في باب الولء ‪ -‬حتى لو أعتق شخص أمة ومات عن ابن صغير وأخ‬
‫كبير كانت الولية للخ ل للحاكم على المعتمد‪ .‬ول ولية أيضا لنثى فل تزوج امرأة نفسها ‪ -‬ولو بإذن من‬
‫وليها ‪ -‬ول بناتها خلفا لبي‬

‫[ ‪] 353‬‬

‫حنيفعة فيهمعا‪ .‬ويقبعل إقرار مكلفعة بعه لصعدقها وإن كذبهعا وليهعا لن النكاح حعق الزوجيعن فيثبعت‬
‫بتصادقهما (وهو) أي الولي (أب ف‍) ‪ -‬عند عدمه حسا أو شرعا (أبوه) وإن عل (فيزوجان) أي الب والجد‬
‫حيث ل عداوة ظاهرة (بكرا‬

‫[ ‪] 354‬‬

‫أو ثيبعا بل وطعئ) لمعن زالت بكارتهعا بنحعو إصعبع (بغيعر إذنهعا) فل يشترط الذن منهعا بالغعة كانعت أو‬
‫غيعر بالغة لكمال شفقته ولخبر الدارقطنعي‪ :‬الثيب أحعق بنفسعها من وليهعا والبكر يزوجها أبوها (لكف ء)‬
‫موسعر بمهعر المثعل‪ ،‬فإن زوجهعا المجعبر ‪ -‬أي الب أو الجعد ‪ -‬لغيعر كعف ء لم يصعح النكاح‪ ،‬وكذا إن زوجهعا‬
‫لغيععر موسععر بالمهععر على مععا اعتمده الشيخان‪ ،‬لكععن الذي اختاره جمععع محققون الصععحة فععي الثانيععة‪،‬‬
‫واعتمده شيخنعا ابعن زياد‪ .‬ويشترط لجواز مباشرتعه لذلك ‪ -‬ل لصعحته ‪ -‬كونعه بمهعر المثعل الحال معن نقعد‬
‫البلد فإن انتفيا صح بمهر المثل من نقد البلد‪.‬‬

‫[ ‪] 355‬‬

‫(فرع) لو أقعر مجعبر بالنكاح لكعف ء قبعل إقراره وإن أنكرتعه لن معن ملك النشاء ملك القرار‪،‬‬
‫بخلف غيره (ل) يزوجان (ثيبعا بوطعئ) ولو زنعا وإن كانعت ثيوبتهعا بقولهعا إن حلفعت (إل بإذنهعا نطقعا) للخعبر‬
‫السعابق (بالغعة) فل تزوج الثيعب الصعغيرة العاقلة الحرة حتعى تبلغ لعدم اعتبار إذنهعا‪ ،‬خلفعا لبعي حنيفعة‬
‫رضي الله عنه‪( .‬وتصدق)‬

‫[ ‪] 356‬‬

‫المرأة البالغعة (فعي) دعوى (بكارة) بل يميعن وفعي ثيوبعة قبعل عقعد عليهعا (بيمينهعا) وإن لم تتزوج‬
‫ولم تذكر سببا‪ ،‬فل تسئل عن السبب الذي صارت به ثيبا‪ .‬وخرج بقولي قبل عقد دعواها الثيوبة بعد أن‬
‫يزوجهعا الب بغيعر إذنهعا بظنعه بكرا فل تصعدق هعي لمعا فعي تصعديقها معن إبطال النكاح معع أن الصعل بقاء‬
‫البكارة‪ ،‬بل لو شهدت أربع نسوة بثيوبتها عند العقد لم يبطل لحتمال إزالتها بنحو أصبع أو خلقت بدونها‪.‬‬
‫وفي فتاوى الكمال الرداد‪ :‬يجوز للب تزويج صغيرة أخبرته أن الزوج الذي طلقها لم يطأها‪ :‬أي إذا غلب‬
‫على ظنه صدق قولها وإن عاشرها الزوج أياما‪ ،‬ول ينتظر بلوغه للتزويج‪( .‬ثم) بعد الصل (عصبتها وهو)‬
‫من على حاشية النسب فيقدم (أخ‬

‫[ ‪] 357‬‬

‫لبويعن فأخ لب فبنوهمعا) كذلك فيقدم بنعو الخوة لبويعن ثعم بنعو الخوة لب (ف‍) ‪ -‬بععد ابعن الخ‬
‫(عم) لبوين ثم لب ثم بنوهما كذلك ثم عم الب ثم بنوه كذلك وهكذا‪( .‬ثم) بعد فقد عصبة النسب من‬
‫كان عصبة بولء كترتيب إرثهم فيقدم (معتعق فعصباته) ثم معتعق المعتق ثم عصباته وهكذا‪( ،‬فيزوجون)‬
‫أي الولياء المذكورين على ترتيب ول (يتهم بالغة) ل صغيرة ‪ -‬خلفا لبي حنيفة (بإذن ثيب بوطئ نطقا)‬
‫لخبر الدارقطني السعابق‪ ،‬ويجوز الذن منها بلفظ الوكالة كوكلتك في تزويجي ورضيت بمن يرضاه أبي‬
‫أو أمي أو بما يفعله أبي ل بما تفعله‬

‫[ ‪] 358‬‬

‫أمي لنها ل تعقد ول إن رضي أبي أو أمي للتعليق وبرضيت فلنا زوجا أو رضيت أن أزوج‪ .‬وكذا‬
‫بأذنت له أن يعقد لي وإن لم تذكر نكاحا ‪ -‬على ما بحث ‪ -‬ولو قيل لها أرضيت بالتزويج ؟ فقالت رضيت‬
‫كفى (وصمت بكر) ولو عتيقة (استوءذنت) في كف ء وغيره وإن بكت‪ ،‬لكن من غير صياح أو ضرب حد‪:‬‬
‫لخبر‪ :‬والبكر تستأمر‪ ،‬وإذنها سكوتها وخرج بثيب بوطئ مزالة البكارة بنحو إصبع فحكمها حكم البكر في‬
‫الكتفاء بالسكوت بعد‬

‫[ ‪] 359‬‬

‫السعتئذان‪ .‬ويندب للب والجعد اسعتئذان البكعر البالغعة تطييبعا لخاطرهعا‪ ،‬أمعا الصعغيرة فل إذن لهعا‬
‫وبحعث ندبعه فعي المميزة ولغيرهمعا الشهاد على الذن‪( .‬فرع) لو أعتعق جماععة أمعة اشترط رضعا كلهعم‬
‫فيوكلون واحدا منهعم أو معن غيرهعم‪ .‬ولو أراد أحدهعم أن يتزوجهعا زوجعه الباقون معع القاضعي‪ :‬فإن مات‬
‫جميعهم كفى رضا كل واحد من عصبة كل واحد‪ ،‬ولو اجتمع عدد من عصبات المعتق في درجة جاز أن‬
‫يزوجهعا أحدهعم برضاهعا وإن لم يرض الباقون (ثعم) بععد فقعد عصعبة النسعب والولء (قاض) أو نائبعه لقوله‬
‫(ص)‪ :‬السلطان ولي من ل ولي لها والمراد من له ولية من المام والقضاة ونوابهم‬

‫[ ‪] 360‬‬

‫(فيزوج) أي القاضي (بكف ء) ل بغيره (بالغة) كائنة في محل وليته حالة العقد ولو مجتازة به‬
‫وإن كان إذنها له وهي خارجعة‪ ،‬أمعا إذا كانت خارجعة ععن محل وليتعه حالتعه فل يزوجها وإن أذنعت له قبعل‬
‫خروجهععا منععه أو كان هععو فيععه لن الوليععة عليهععا ل تتعلق بالخاطععب‪ .‬وخرج بالبالغععة اليتيمععة فل يزوجهععا‬
‫القاضعي ولو حنفيعا لم يأذن له سعلطان حنفعي فيعه‪ .‬وتصعدق المرأة فعي دعوى البلوغ بحيعض أو إمناء بل‬
‫يمين‪ :‬إذ ل يعرف إل منها في دعوى البلوغ بالسن إل ببينة خبيرة تذكر عدد السنين (وعدم وليها) الخاص‬
‫بنسب أو ولء (أو غاب) أي أقرب أوليائها‬

‫[ ‪] 361‬‬

‫(مرحلتين) وليس له وكيل حاضر في التزويج وتصدق المرأة في دعوى غيبة الولي وخلوها من‬
‫النكاح والعدة وإن لم تقعم بينعة بذلك‪ .‬ويسعن طلب بينعة بذلك منهعا‪ ،‬وإل فتحليفهعا‪ .‬ولو زوجهعا لغيبعة الولي‬
‫فبان أنه قريب من بلد‬

‫[ ‪] 362‬‬

‫العقعد وقعت النكاح لم ينعقعد إن ثبعت قربعه‪ .‬فل يقدح فعي صعحة النكاح مجعر قوله كنعت قريبعا معن‬
‫البلد‪ ،‬بل ل بد من بينة على الوجه‪ ،‬خلفا لما نقله الزركشي والشيخ زكريا عن فتاوي البغوي (أو) غاب‬
‫إلى دونهمعا لكعن (تعذر وصعول إليعه) أي إلى الولي (لخوف) فعي الطريعق معن القتعل أو الضرب أو أخعذ‬
‫المال (أو فقععد) أي الولي بأن لم يعرف مكانععه ول موتععه ول حياتععه بعععد غيبععة أو حضور قتال أو انكسععار‬
‫سععفينة أو أسععر عدو‪ .‬هذا إن لم يحكععم بموتععه‪ ،‬وإل زوجهععا البعععد‪( .‬أو عضععل) الولي ولو مجععبر أي منععع‬
‫(مكلفة) أي بالغة عاقلة (دعت إلى) تزويجها من (كف ء) ولو بدون مهر المثل من تزويجها به‪.‬‬

‫[ ‪] 363‬‬

‫(فروع) ل يزوج القاضعي إن عضعل مجعبر معن تزويجهعا بكعف ء عينتعه وقعد عيعن هعو كفعؤ آخعر غيعر‬
‫معينها وإن كان معينة دون معينها كفاءة‪ .‬ول يزوج غير المجبر ولو أبا أو جدا بأن كانت ثيبا إل ممن عينته‬
‫وإل كان عاضل‪ .‬ولو ثبت تواري الولي أو تعززه زوجها الحاكم‪ .‬وكذا يزوج القاضي إذا أحرم الولي أو أراد‬
‫نكاحهعا كابعن عم فقعد معن يسعاويه فعي الدرجعة ومعتعق فل يزوج البععد فعي الصور المذكورة لبقاء القرب‬
‫على وليته‪ .‬وإنما يزوج‬

‫[ ‪] 364‬‬

‫للقاضعي أو طفله إذا أراد نكاح معن ليعس لهعا ولي قاض آخعر بمحعل وليتعه إذا كانعت المرأة فعي‬
‫عمله أو نائب القاضي الذي يتزوج هو أو طفله (ثم) إن لم يوجد ولي ممن مر فيزوجها (محكم عدل) حر‬
‫ولته مع خاطبها أمرها ليزوجها منه وإن لم يكن مجتهدا إذا لم يكن ثم قاض ولو غير أهل‪ ،‬وإل فيشترط‬
‫كون المحكم مجتهدا‪ .‬قال‬

‫[ ‪] 365‬‬

‫شيخنعا‪ :‬نععم إن كان الحاكعم ل يزوج إل بدراهعم‪ ،‬كمعا حدث الن ‪ -‬فيتجعه أن لهعا أن تولي عدل معع‬
‫وجوده وإن سلمنا أنه ل ينعزل بذلك بأن علم موليه ذلك منه حال التولية‪ .‬انتهى‪ .‬ولو وطئ في نكاح بل‬
‫ولي كأن زوجت نفسها ولم يحكم حاكم بصحته ول ببطلنه لزمه مهر المثل دون المسمى لفساد النكاح‬
‫ويعزر به معتقد تحريمه ويسقط عند الحد‪( .‬و) يجوز (لقاض تزويج من قالت أنا خلية عن نكاح وعدة) أو‬
‫طلقني زوجي واعتددت (ما لم يعرف لها زوجا) معينا (وإل) أي وإن عرف لها زوجا باسمه أو شخصه أو‬
‫عينته (شرط) في صحة تزويج‬

‫[ ‪] 366‬‬

‫الحاكعم لهعا دون الولي الخاص (إثبات لفراقعه) بنحعو طلق أو موت ‪ -‬سعواء أغاب أم حضعر ‪ -‬وإنمعا‬
‫فرقوا بيعن المعيعن وغيره ‪ -‬معع أن المدار والعلم يسعبق الزوجيعة أو بعدمعه حتعى يعمعل بالصعل فعي كعل‬
‫منهما ‪ -‬لن القاضي لما تعين الزوج عنده باسمه أو شخصه تأكد له الحتياط والعمل بأصل بقاء الزوجية‬
‫فاشترط الثبوت‪ ،‬ولنها لما ذكرت معينا باسم العلم كأنها ادعت عليه‪ ،‬بل صرحوا بأنها دعوى عليه فل بد‬
‫من إثبات ذلك ‪ -‬بخلف ما إذا عرف مطلق الزوجيعة معن غيعر تعييعن بما ذكر فاكتفي بإخبارهعا بالخلو عن‬
‫الموانع‪ .‬لقول الصحاب‪ :‬إن العبرة فعي العقود بقول أربابهعا‪ .‬وأما الولي الخاص فيزوجهعا إن صعدقها وإن‬
‫عرف زوجهعا الول معن غيعر إثبات طلق ول يميعن‪ ،‬لكعن يسعن له ‪ -‬كقاض لم يعرف زوجهعا ‪ -‬طلبعت إثبات‬
‫ذلك‪ ،‬ول فرق بين القاضي والولي حيث فصل بين‬

‫[ ‪] 367‬‬

‫المعيععن وغيره فععي ذلك دون هذا لن القاضععي يجععب عليععه الحتياط أكثععر مععن الولي (و) يجوز‬
‫(لمجبر) وهو الب والجد ‪ -‬في البكر (توكيل) معين صح تزوجه في تزويج موليته بغير إذنها وإن لم يعين‬
‫المجعبر الزوج فعي توكيله (وعلى وكيعل) إن لم يعيعن الولي الزوج (رعايعة حعظ) واحتياط فعي أمرهعا‪ ،‬فإن‬
‫زوجهعا بغيعر كعف ء أو بكعف ء وقعد خطبهعا أكفعأ منعه لم يصعح التزويعج لمخالفتعه الحتياط الواجعب عليعه (و)‬
‫يجوز التوكيل (لغيره) أي غير المجبر بأن‬

‫[ ‪] 368‬‬

‫لم يكعن أبعا ول جدا فعي البكعر أن كانعت موليتعه ثيبعا فليوكعل (بععد إذن) حصعل منهعا (له فيعه) أي‬
‫التزويج إن لم تنهه عن التوكيل‪ .‬وإذا عينت للولي رجل فليعينه للوكيل وإل لم يصح تزيجه‪ .‬ولو لمن عينته‬
‫لن الذن المطلق معع أن المطلوب معيعن فاسعد‪ .‬وخرج بقولي بععد إذنهعا للولي فعي التزويعج معا لو وكله‬
‫قبل إذنها له فيه فل يصح التوكيل ول النكاح‪ .‬نعم‪ :‬لو وكل قبل أن يعلم إذنها له ظانا جواز التوكيل قبل‬
‫الذن فزوجها الوكيل صح إن تبين أنها كانت أذنت قبل التوكيل لن العبرة في العقود بما في نفس المر‬
‫ل بما في ظن المكلف وإل فل‪.‬‬

‫[ ‪] 369‬‬

‫(فروع) لو زوج القاضعي امرأة قبعل ثبوت توكيله بعل بخعبر عدل نفعذ وصعح‪ ،‬لكنعه غيعر جائز لنعه‬
‫تعاطععى عقدا فاسععدا فععي الظاهععر ‪ -‬كمععا قاله بعععض أصععحابنا ‪ -‬ولو بلغععت الولي امرأة إذن موليتععه فيععه‬
‫فصدقها ووكل القاضي فزوجها صح التوكيل والتزويج‪ .‬ولو قالت امرأة لوليها أذنت لك في تزويجي لمن‬
‫أراد تزويجعي الن وبععد طلقعي وانقضاء عدتعي صعح تزويجعه بهذا الذن ثانيعا‪ ،‬فلو وكعل الولي أجنبيعا بهذه‬
‫الصفة صح تزويجه ثانيا أيضا لنه وإن لم يملكه حال الذن لكنه تابع لما ملكه حال الذن ‪ -‬كما أفتى به‬
‫الطيب الناشري‪ ،‬وأقره بعض أصحابنا‪ .‬ولو أمر القاضي‬

‫[ ‪] 370‬‬

‫رجل بتزويج من ل ولي لها قبل استئذانها فيه فزوجها بإذنها جاز بناء على الصح إن استنابته في‬
‫شغل معين استخلف ل توكيل‪( .‬فرع) لو استخلف القاضي فقيها في تزويج امرأة لم يكف استخلف ل‬
‫توكيعل الكتاب فقعط بعل يشترط اللفعظ عليعه منعه‪ ،‬وليعس للمكتوب إليعه العتماد على الخعط‪ .‬هذا معا فعي‬
‫أصل الروضة‪ .‬وتضعيف البلقيني له مردود بتصريحهم بأن الكتابة وحدها ل تفيد في الستخلف‪ ،‬بل ل بد‬
‫مععن إشهاد شاهديععن على ذلك‪ :‬قاله شيخنععا فععي شرحععه الكععبير‪( .‬و) يجوز (لزوج توكيععل فععي قبوله) أي‬
‫النكاح فيقول وكيل الولي للزوج زوجتك فلنة بنت فلن ابن فلن ثم يقول موكلي أو وكالة عنه إن جهل‬
‫الزوج أو الشاهدان وكالته وإل لم يشترط ذلك وإن حصل العلم بأخبار الوكيل‪ .‬ويقول الولي‬

‫[ ‪] 371‬‬

‫لوكيل الزوج زوجت بنتي لفلن بن فلن‪ ،‬فيقول وكيله كما يقول ولي الصبي حين يقبل النكاح له‬
‫قبلت نكاحها له‪ .‬فإن ترك لفظة له فيهما لم يصح النكاح وإن نوى الموكل أو الطفل كما لو قال زوجتك‬
‫بدل فلن لعدم التوافعق‪ ،‬فإن ترك لفظعة له فعي هذه انعقعد للوكيعل وإن نوى موكله‪( .‬فروع) معن قال أنعا‬
‫وكيعل فعي تزويعج فلنعة فلمعن صعدقه قبول النكاح منعه ويجوز لمعن أخعبره عدل بطلق فلن أو موتعه أو‬
‫توكيله أن يعمل به بالنسبة لما يتعلق بنفسه وكذا خطه الموثوق به‪ ،‬وأما بالنسبة لحق الغير أو لما‬

‫[ ‪] 372‬‬

‫يتعلق بالحاكعم فل يجوز اعتماد عدل ول خعط قاض معن كعل معا ليعس بحجعة شرعيعة (فرع‪ :‬يزوج‬
‫عتيقعة امرأة حيعة) عدم ولي عتيقتهعا نسعبا (وليهعا) أي المعتقعة تبععا لوليتعه عليهعا فيزوجهعا أبعو المعتقعة ثعم‬
‫جدها بترتيب الولياء ول يزوجها ابن المعتقة ما دامت حية (بإذن عتيقة) ولو لم ترض المعتقة‪ :‬إذ ل ولية‬
‫لها‪ ،‬فإذا ماتت المعتقة‪ ،‬زوجها‬

‫[ ‪] 373‬‬

‫ابنهعا (و) يزوج (أمعة) امرأة (بالغعة) رشيدة (وليهعا) أي ولي السعيدة (بإذنهعا وحدهعا) لنهعا المالكعة‬
‫لها‪ ،‬فل يعتبر إذن المة لن لسيدتها إجبارها على النكاح‪ .‬ويشترط أن يكون إذن السيدة نطقا وإن كانت‬
‫بكرا (و) يزوج (أمععة صععغيرة بكععر أو صععغير أب) فأبوه (لغبطععة) وجدت كتحصععيل مهععر أو نفقععة (ل يزوج‬
‫عبدهمعا) لنقطاع كسعبه عنهمعا ‪ -‬خلفعا لمالك ‪ -‬إن ظهرت مصعلحة ول أمعة ثيعب صعغيرة لنعه ل يلي نكاح‬
‫مالكتها‪ .‬ول يجوز للقاضي أن يزوج أمة الغائب‬

‫[ ‪] 374‬‬

‫وإن احتاجت إلى النكاح وتضررت بعدم النفقة‪ .‬نعم‪ :‬إن رأى القاضي بيعها لن الحظ فيه للغائب‬
‫معن النفاق عليهعا باعهعا (و) يزوج (سعيد) بالملك ولو فاسعقا (أمتعه) المملوكعة كلهعا له ل المشتركعة ولو‬
‫باغتنام بينه وبين جماعة أخرى بغير رضا جميعهم (ولو) بكرا (صغيرة) أو ثيبا غير بالغة أو كبيرة بل إذن‬
‫منها لن النكاح يرد على منافع البضع وهي مملوكة له وله إجبارها عليه لكن ل يزوجها لغير كف ء بعيب‬
‫مثبععت للخيار أو فسععق أو حرفععة دنيئة إل برضاهععا‪ ،‬وله تزويجهععا برقيععق ودنععئ نسععب لعدم النسععب لهععا‪.‬‬
‫وللمكتب ل لسيده تزويج أمته إن أذن له سيده فيه‪.‬‬

‫[ ‪] 375‬‬

‫ولو طلبعت المعة تزويجهعا لم يلزم السعيد لنعه ينقعص قيمتهعا قال شيخنعا‪ :‬يزوج الحاكعم أمعة كافعر‬
‫أسلمت بإذنه والموقوفة بإذن الموقوف عليهم ‪ -‬أي إن انحصروا وإل لم تزوج فيما يظهر (ول ينكح عبد)‬
‫ولو مكاتبعا (إل بإذن سعيده) ولو كان السعيد أنثعى سعواء أطلق الذن أم قيعد بامرأة معينعة أو قعبيلة فينكعح‬
‫بحسب إذنه‪ .‬ول يعدل عما أذن له‬

‫[ ‪] 376‬‬

‫فيه مراعاة لحقه‪ .‬فإن عدل عنه لم يصح النكاح ولو نكح العبد بل إذن سيده بطل النكاح‪ .‬ويفرق‬
‫بينهمعا خلفعا لمالك فإن وطعئ فل شعئ عليعه لرشيدة مختارة‪ .‬أمعا السعفيهة والصعغيرة فيلزم فيهمعا مهعر‬
‫المثعل‪ .‬ول يجوز للعبعد ولو مأذونعا فعي التجارة أو مكاتبعا أن يتسعرى وإن جاز له النكاح بالذن لن المأذون‬
‫له ل يملك ولضعف الملك في‬

‫[ ‪] 377‬‬

‫المكاتب‪ .‬ولو طلب العبد النكاح ل يجب على السيد إجابته ولو مكاتبا‪ :‬ول يصدق مدعي عتق من‬
‫عبد أو أمة إل بالبينة المعتبرة التي بيانها في باب الشهادة وصدق مدعي حرية أصالة بيمين ما لم يسبق‬
‫إقرار برق أو لم يثبت لن الصعل الحر ية‪ .‬فصعل فعي الكفاءة وهعي معتبرة فعي النكاح ل ل صحته‪ ،‬بل لنها‬
‫حق للمرأة والولي فلهما إسقاطها‪( .‬ل يكافئ حرة) أصلية أو‬

‫[ ‪] 378‬‬

‫عتيقة ول من لم يمسها الرق أو آباءها أو القرب إليها منهم غيرها بأن ل يكون مثلها في ذلك ول‬
‫أثعر لمعس الرق فعي المهات (ول عفيفعة) وسعنية وغيرهمعا معن فاسعق ومبتدع‪ ،‬فالفاسعق كف ء للفا سقة‪:‬‬
‫أي إن اسعتوى فسعقهما (و) ل (نسعيبة) معن عربيعة وقرشيعة وهاشميعة أو مطلبيعة غيرهعا يعنعي ل يكافعئ‬
‫عربية أبا غيرها من العجم وإن كانت أمة‬

‫[ ‪] 379‬‬

‫عربية‪ ،‬ول قرشية غيرها من بقية العرب‪ ،‬ول هاشمية أو مطلبية غيرهما من بقية قريش‪ .‬وصح‪:‬‬
‫نحن وبنو المطلب شئ واحد فهما متكافئان‪ .‬ول يكافئ من أسلم بنفسه من لها أب أو أكثر في السلم‪،‬‬
‫ومن له أبوان لمن لها ثلثة آباء فيه على ما صرحوا به‪ ،‬لكن حكى القاضي أبو الطيب وغيره فيه وجها‬
‫أنهما كفآن واختاره‬

‫[ ‪] 380‬‬

‫الرويانعي‪ .‬وجزم بعه صعاحب العباب‪( .‬و) ل (سعليمة معن حرف دنيئة)‪ ،‬وهعي معا دلت ملبسعته على‬
‫انحطاط المروءة‪ ،‬غيرهعا‪ ،‬فل يكافعئ معن هعو أو أبوه حجام أو كناس أو راع بنعت خياط ول هعو بنعت تاجعر‪،‬‬
‫وهو من يجلب البضائع من غير تقييد بجنس‪ ،‬أو بزاز‪ ،‬وهو بائع البز ول هما بنت عالم أو قاض عادل‪ .‬قال‬
‫الروياني‪ :‬وصوبه‪ ،‬الذرعي ول يكافئ عالمة جاهل‪ ،‬خلفا للروضة والصح أن اليسار ل يعتبر في الكفاءة‬
‫لن المال ظل زائل ول‬

‫[ ‪] 381‬‬

‫يفتخر أهل المروءات والبصائر (و) ل سليمة حال العقد (من عيب) مثبت لخيار (نكاح) لجاهل به‬
‫حالته كجنون‬

‫[ ‪] 382‬‬

‫ولو متقطعا‪ ،‬وإن قل‪ ،‬وهو مرض يزول به الشعور من القلب (وجذام) مستحكم وهي علة يحمر‬
‫منها العضو ثم يسود ثم يتقطع (وبرص) مستحكم وهو بياض شديد يذهب دموية الجلد‪ ،‬وإن قل‪ ،‬وعلمة‬
‫السعتحكام فعي الول اسعوداد العضعو‪ .‬وفعي الثانعي عدم احمراره عنعد عصعره (غيعر) ممعن بعه عيعب لن‬
‫النفعس تعاف صعحبة معن بعه ذلك ولو كان بهعا عيعب أيضعا فل كفاءة وإن اتفقعا أو كان معا بهعا أقبعح‪ .‬أمعا‬
‫العيوب التي ل تثبت الخيار فل تؤثر‪ ،‬كالعمى وقطع الطرف وتشوه الصورة‪ ،‬خلفا لجمع متقدمين‪.‬‬

‫[ ‪] 383‬‬

‫(تتمعة) ومعن عيوب النكاح رتعق وقرن فيهعا وجعب وعنعة فيعه فلكعل معن الزوجيعن الخيار فورا فعي‬
‫فسععخ النكاح بمععا وجععد مععن العيوب المذكورة فععي الخععر بشرط أن يكون بحضور الحاكععم‪ .‬وليععس منهععا‬
‫استحاضة وبخر وصنان‬

‫[ ‪] 384‬‬

‫وقروح سيالة وضيق منفذ‪ .‬ويجوز لكل من الزوجين خيار بخلف شرط وقع في العقد ل قبله كأن‬
‫شرط في أحد الزوجين حرية أو نسب أو جمال أو يسار أو بكارة أو شباب أو سلمة من عيوب كزوجتك‬
‫بشرط أنها بكر أو حرة مثل‪ ،‬فإن بان أدنى مما شرط فله فسخ ولو بل قاض ولو شرطت بكارة فوجدت‬
‫ثيبا وادعت ذهابها عنده فأنكر‬

‫[ ‪] 385‬‬

‫صدقت بيمينها لدفع الفسخ أو ادعت افتضاضه لها فأنكر فالقول قولها بيمينها لدفع الفسخ أيضا‪،‬‬
‫لكعن يصعدق هعو بيمينعه لتشطيعر المهعر إن طلق قبعل الدخول (ول يقابعل بعضهعا) أي بععض خصعال الكفاءة‬
‫(ببعض) من تلك الخصال فل تزوج حرة عجمية برقيق عربي ول حرة فاسقة بعبد عفيف‪ .‬قال المتولي‪:‬‬
‫وليعس معن الحرف الدنيئة خبازة‪ .‬ولو اطرد عرف بلد بتفضيعل بععض الحرف الدنيئة التعي نصعوا عليهعا لم‬
‫يعتعبر‪ ،‬ويعتعبر عرف بلدهعا فيمعا لم ينصعوا عليعه‪ .‬وليعس للب تزويعج ابنعه الصعغير أمعة لنعه مأمون العنعت‬
‫(ويزوجها بغير كف ء ولي) بنسب وولء (ل‬

‫[ ‪] 386‬‬

‫قاض برضا كل) منها ومن وليها أو أوليائها المستوين الكاملين لزوال المانع برضاهم‪ ،‬أما القاضي‬
‫فل يصح له تزويجها لغير كف ء وإن رضيت به على المعتمد إن كان لها ولي غائب أو مفقود لنه كالنائب‬
‫عنعه فل يترك الحعظ له‪ .‬وبحعث جمعع متأخرون أنهعا لو لم تجعد كفؤا وخافعت الفتنعة لزم القاضعي إجابتهعا‬
‫للضرورة‪ .‬قال شيخنا وهو‬

‫[ ‪] 387‬‬

‫متحه‪ .‬مدركا‪ ،‬أما من ليس لها ولي أصل فتزويجها القاضي لغير كف ء بطلبها التزويج منه صحيح‬
‫على المختار ‪ -‬خلفعا للشيخيعن‪( .‬فرع) لو زوجعت معن غيعر كعف ء بالجبار أو بالذن المطلق عنعد التقييعد‬
‫بكف ء أو بغيره لم يصح التزويج لعدم رضاها به‪ ،‬فإن أذنت في تزويجها بمن ظنته كفؤا فبان خلفه صح‬
‫النكاح ول خيار لهعا لتقصعيرها بترك البحعث نععم‪ ،‬لهعا خيار إن بان معيبعا أو رقيقعا وهعي حرة‪( .‬تتمعة) يجوز‬
‫للزوج كل تمتع منها بما سوى حلقة دبرها ولو بمص بظرها أو استمناء بيدها‪ ،‬ل بيده‪ ،‬وإن‬

‫[ ‪] 388‬‬

‫خاف الزنعا‪ ،‬خلفعا لحمعد‪ ،‬ول افتضاض بأصعبع‪ .‬ويسعن ملعبعة الزوجعة إيناسعا‪ ،‬وأن ل يخليهعا ععن‬
‫الجماع كعل أربعع ليال مرة بل عذر‪ ،‬وأن يتحرى بالجماع وقعت السعحر‪ ،‬وأن يمهعل لتنزل إذا تقدم إنزاله‪،‬‬
‫وأن يجامعها عند القدوم من سفره‪ ،‬وأن يتطيبا للغشيان‪ ،‬وأن يقول كل‪ ،‬ولو مع اليأس من الولد‪ ،‬بسم‬
‫الله اللهم جنبنا الشيطان‪ .‬وجنب الشيطان ما رزقتنا‪ .‬وأن يناما في فراش واحد والتقوي له بأدوية مباحة‬
‫بقصد صالح‪ :‬كعفة ونسل وسيلة لمحبوب فليكن محبوبا فيما يظهر‪ .‬قاله شيخنا‪ :‬ويحرم عليها منعه من‬
‫استمتاع جائز‪ .‬ويكره لها أن تصف‬

‫[ ‪] 389‬‬
‫لزوجهعا أو غيره امرأة أخرى لغيعر حاجعة‪ .‬وله الوطعئ فعي زمعن يعلم دخول وقعت المكتوبعة فيعه‬
‫وخروجعه قبعل وجود الماء وأنهعا ل تغتسعل عقبعه وتفوت الصعلة‪ .‬فصعل فعي نكاح المعة (حرم لحعر) ولو‬
‫عقيما أو آيسا من الولد (نكاح أمة) لغيره ولو مبعضة (إل) بثلثة شروط‪ :‬أحدها (بعجز عمن تصلح لتمتع)‬
‫ولو أمة أو رجعية لنها في حكم الزوجية ما لم تنقض عدتها بدليل التوارث بأن ل يكون تحته‬

‫[ ‪] 390‬‬

‫شعئ معن ذلك ول قادرا على نكاح حرة لعدمهعا أو فقره أو التسعري بعدم وجود أمعة فعي ملكعه أو‬
‫ثمن لشرائها‪ .‬ولو وجد من يقرض أو يهب مال أو جارية لم يلزمه القبول‪ ،‬بل يحل مع ذلك نكاح المة ل‬
‫لمن له ولد موسر‪ .‬أما إذا كان تحته صغيرة ل تحتمل الوطئ أو هرمة أو مجنونة أو مجذومة أو برصاء أو‬
‫رتقاء أو قرناء فتحل المة‪ .‬وكذا إن كان تحته زانية على ما أفتى به غير واحدة‪ .‬ولو قدر على غائبة في‬
‫مكان قريب لم يشق قصدها وأمكن انتقالها‬

‫[ ‪] 391‬‬

‫لبلده لم تحعل المعة‪ ،‬أمعا لو كان تحتعه غائبعة فعي مكان بعيعد ععن بلده ولحقعه مشقعة ظاهرة بأن‬
‫ينسعب متحملهعا فعي طلب الزوجعة إلى مجاوزة الحعد في قصدها أو يخاف الزنعا مدة قصدها فهي كالعدم‬
‫كالتعي ل يمكعن انتقالهعا إلى وطئة لمشقعة الغربعة له‪( .‬و) ثانيهعا (بخوفعه زنعا) بغلبعة شهوة وضععف تقواه‬
‫فتحل ‪ -‬للية ‪ -‬فإن ضعفت شهوته وله تقوى أو مروءة أو حياء يستقبح معه الزنا أو قويت شهوته وتقواه‬
‫لم تحل له المة لنه ل يخاف الزنا‪ .‬ولو خاف الزنا‬

‫[ ‪] 392‬‬

‫معن أمعة بعينهعا لقوة ميله إليهعا لم تحعل له ‪ -‬كمعا صعرحوا بعه ‪ -‬والشرط الثالث‪ :‬أن تكون المعة‬
‫مسلمة يمكن وطوها فل تحل له المة الكتابية‪ .‬وعند أبي حنيفة رضي الله عنه يجوز للحر نكاح أمة غيره‬
‫إن لم يكن تحته حرة‪( .‬فروع) لو نكح الحر المة بشروطه ثم أيسر أو نكح الحرة لم ينفسخ نكاح المة‪.‬‬
‫وولد المعة معن نكاح أو غيره كزنعا أو شبهعة بأن نكحهعا وهعو موسعر قعن لمالكهعا‪ .‬ولو غعر واحعد بحريعة أمعة‬
‫وتزوجها فأولدها الحاصلون منه‬

‫[ ‪] 393‬‬

‫أحرار ما لم يعلم برقها وإن كان عبدا ويلزمه قيمتهم يوم الولدة (وحل لمسلم) حر (وطئ) أمته‬
‫(الكتابية) ل الوثنية والمجوسية‪( .‬تتمة) ل يضمن سيد بإذنه في نكاح عبده مهرا ول مؤنة وإن شرط في‬
‫إذنعه ضمان‪ ،‬بعل يكونان فعي كسعبه وفعي مال تجارة أذن له فيهعا‪ .‬ثعم إن لم يكعن مكتسعبا ول مأذونعا فهمعا‬
‫فعي ذمته فقعط كزائد على مقدر له ومهعر وجب بوطعئ فعي نكاح فاسعد لم يأذن فيه سيده ول يثبعت مهعر‬
‫أصل بتزويج أمته لعبده وإن سماه‪ ،‬وقيل يجب ثم يسقط‪.‬‬

‫[ ‪] 394‬‬

‫فصعل فعي الصعداق وهعو معا وجعب بنكاح أو وطعئ‪ .‬وسعمي بذلك لشعاره بصعدق رغبعة باذله فعي‬
‫النكاح الذي هو الصل في‬

‫[ ‪] 395‬‬

‫إيجابه‪ ،‬ويقال له أيضا مهر‪ .‬وقيل الصداق ما وجب بتسميته في العقد‪ .‬والمهر ما وجب بغير ذلك‬
‫(سن) ولو في تزويج أمته بعبده ذكر صداق في عقد) وكونه من فضة‪ ،‬للتباع فيهما‪ ،‬وعدم زيادة على‬
‫خمسمائة درهم أصدقة‬

‫[ ‪] 396‬‬
‫بناتعه (ص) أو نقصعان ععن عشرة دراهعم خالصعة‪ :‬وكره إخلوه ععن ذكره‪ .‬وقعد يجعب لعارض‪ :‬كأن‬
‫كانت المرأة غير جائزة التصرف‪( .‬وما صح) كونه (ثمنا صح) كونه (صداقا) وإن قل ل صحة كونه عوضا‬
‫فإن عقد بما ل يتمول‪،‬‬

‫[ ‪] 397‬‬

‫كنواة وحصاة وقمع باذنجان وترك حد قذف‪ ،‬فسدت التسمية لخروجه عن العوضية (ولها) كولي‬
‫ناقصة بصغر أو جنون وسيد أمة (حبس نفسها لتقبض غير مؤجل) من المهر المعين أو الحال سواء كان‬
‫بعضعه أم كله‪ ،‬أمعا لو كان مؤجل فل حبعس لهعا وإن حعل قبعل تسعليمها نفسعها له‪ ،‬ويسعقط حعق الحبعس‬
‫بوطئه إياهعا طائعة كاملة فلغيرها الحبس بعد الكمال إل أن يسلمها الولي بمصلحة‪ ،‬وتمهل وجوبا النحو‬
‫تنظف بالطلب منها أو من وليها ما يراه قاض من‬

‫[ ‪] 398‬‬

‫ثلثععة أيام فأقععل‪ ،‬ل لنقطاع حيععض ونفاس‪ .‬نعععم‪ ،‬لو خشيععت أنععه يطؤهععا سععلمت نفسععها وعليهععا‬
‫المتناع‪ ،‬فإن علمعت أن امتناعهعا ل يفيعد واقتضعت القرائن بالقطعع بأنعه يطوهعا لم يبععد أن لهعا‪ ،‬بعل عليهعا‪،‬‬
‫المتناع حينئذ‪ ،‬على معا قاله شيخنعا‪( ،‬ولو أنكعح) الولي (صعغيرة) أو مجنونعة (أو رشيدة بكرا بل إذن بدون‬
‫مهر مثل أو عينت له قدرا‬

‫[ ‪] 399‬‬

‫فنقعص عنعه) أو أطلقعت الذن ولم تتعرض لمهعر فنقعص ععن مهعر مثعل‪( .‬صعح) النكاح على الصعح‬
‫(بمهر مثل) لفسعاد المسمى كمعا إذا قبعل النكاح لطفله بفوق مهر مثل من ماله‪ .‬ولو ذكروا مهرا سرا‬
‫وأكثر منه جهرا لزمه ما عقد به اعتبارا بالعقد‪ .‬وإذا عقد سرا بألف ثم أعيد جهرا بألفين تجمل لزم ألف‬
‫(وفعي وطعئ نكاح) أو شراء (فاسعد) كمعا فعي وطعئ شبهعة يجعب (مهعر مثعل) لسعتيفائه منفععة البضعع‪ ،‬ول‬
‫يتعدد بتعدد الوطئ إن اتحدت الشبهة‪( .‬ويتقرر كله)‬

‫[ ‪] 400‬‬

‫أي كل الصداق (بموت) لحدهما‪ ،‬ولو قبل الوطئ‪ ،‬لجماع الصحابة على ذلك (أو وطئ) أي بغيبة‬
‫الحشفة وإن بقيت البكارة (ويسقط) أي كله (بفراق) وقع منها (قبله) أي قبل وطئ (كفسخها) بعيبه أو‬
‫بإعساره وكردتها أو‬

‫[ ‪] 401‬‬

‫بسعببها كفسخه بعيبهعا (ويتشطر) المهر‪ :‬أي يجعب ن صفه ف قط (بطلق) ولو باختيارهعا‪ :‬كأن فوض‬
‫الطلق إليها فطلقت نفسها أو علقه بفعلها ففعلت أو فورقت بالخلع وبإنفساخ نكاح بردته وحده (قبله)‬
‫أي الوطعئ‪( .‬وصعدق نافعي وطعئ) معن الزوجيعن بيمينعه لن الصعل عدمعه إل إذا نكحهعا بشرط البكارة ثعم‬
‫قال وجدتها ثيبا ولم أطأها فقالت‬

‫[ ‪] 402‬‬

‫بعل زالت بوطئك فتصعدق بيمينهعا لدفعع الفسعخ‪ ،‬ويصعدق هعو لتشطيره إن طلق قبعل وطعئ (وإذا‬
‫اختلفا) أي الزوجان (في قدره) أي المهر المسمى وكان ما يدعيه الزوج أقل (أو) في (صفته) من نحو‬
‫جنس كدنانير وحلول وقدر أجل وصحة وضدها‪( .‬ول بينة) لحدهما أو تعارضت بيناتهما (تحالفا) كما في‬
‫البيع‪( ،‬ثم) بعد التحالف (يفسخ‬

‫[ ‪] 403‬‬
‫المسمى ويجب مهر المثل) وإن زاد على ما ادعته الزوجة وهو ما يرغب به عادة في مثلها نسبا‬
‫وصعفة معن نسعاء عصعباتها‪ ،‬فتقدم أخعت لبويعن فلب فبنعت أخ فعمعة كذلك فإن جهعل مهرهعن فيعتعبر مهعر‬
‫رحعم لهعا كجدة وخالة‪ .‬قال الماوردي والرويانعي‪ :‬تقدم الم فالخعت للم فالجدات فالخالة فبنعت الخعت‪،‬‬
‫أي للم‪ ،‬فبنعت الخالة‪ .‬ولو اجتمعع أم أب وأم أم فالذي يتجعه اسعتواوهما‪ ،‬فإن تعذرت اعتعبر بمثلهعا فعي‬
‫الشبعه معن الجنعبيات‪ .‬ويعتعبر معع ذلك معا يختلف بعه غرض كسعن ويسعار وبكارة وجمال وفصعاحة‪ ،‬فإن‬
‫اختصت عنهن بفضل أو نقص زيد عليه أو نقص منه‬

‫[ ‪] 404‬‬

‫لئق بالحال بحسعب معا يراه قاض‪ .‬ولو سعامحت واحدة لم يجعب موافقتهعا (وليعس لولي عفعو ععن‬
‫مهر) لموليته كسائر ديونها وحقوقها‪ .‬ووجدت من خط العلمة الطنبداوي أن الحيلة في براءة الزوج عن‬
‫المهعر حيعث كانعت المرأة صعغيرة أو مجنونعة أو سعفيهة أن يقول الولي مثل طلق موليتعي على خمسعمائة‬
‫درهعم مثل علي فيطلق ثعم يقول الزوج أحلت عليعك موليتعك بالصعداق الذي لهعا علي فيقول الولي قبلت‬
‫فيبرأ الزوج حينئذ من الصداق اه‍‪ .‬ويصح التبرع بالمهر من مكلفة بلفظ البراء والعفو والسقاط والحلل‬
‫والتحليل والباحة والهبة وإن لم يحصل قبول‪.‬‬

‫[ ‪] 405‬‬

‫(مهمات) لو خطب امرأة ثم أرسل أو دفع بل لفظ إليها مال قبل العقد‪ :‬أي ولم يقصد التبرع ثم‬
‫وقع العراض منها أو منه رجع بما وصلها منه‪ ،‬كما صرح به جمع محققون‪ ،‬ولو أعطاها مال فقالت هدية‬
‫وقال صعداقا صعدق بيمينعه وإن كان معن غيعر جنسعه‪ ،‬ولو دفعع لمخطوبتعه وقال جعلتعه معن الصعداق الذي‬
‫سيجب بالعقد أو من الكسوة التي ستجب بالعقد والتمكين وقالت بل هي هدية فالذي يتجه تصديقها‪ ،‬إذ‬
‫ل قرينة هنا على صدقه في قصده‪ ،‬ولو طلق في مسألتنا بعد العقد لم يرجع بشئ‪ ،‬كما رجحه الذرعي‪،‬‬
‫خلفا للبغوي‪ ،‬لنه إنما أعطى لجل العقد وقد وجد‪.‬‬

‫[ ‪] 406‬‬

‫(تتمة) تجب عليه لزوجة موطوءة ولو أمة متعة بفراق بغير سببها وبغيعر موت أحدهما وهي ما‬
‫يتراضعى الزوجان عليعه وقيعل أقعل مال يجوز جعله صعداقا‪ .‬ويسعن أن ل ينقعص ععن ثلثيعن درهمعا‪ ،‬فإن‬
‫تنازعا قدرها القاضي بقدر حالهما من يساره وإعساره ونسبها وصفتها‪.‬‬

‫[ ‪] 407‬‬

‫(خاتمة) الوليمة لعرس سنة مؤكدة للزوج الرشيد وولي غيره من مال نفسه ول حد لقلها‪ ،‬لكن‬
‫الفضععل للقادر شاة‪ .‬ووقتهععا الفضععل بعععد الدخول‪ ،‬للتباع‪ ،‬وقبله بعععد العقععد يحصععل بهععا أصععل السععنة‪.‬‬
‫والمتجه استمرار طلبها بعد الدخول وإن طال الزمن كالعقيقة أو طلقها وهي ليل أولى‪ .‬وتجب على غير‬
‫معذور بأعذار الجمعة‬

‫[ ‪] 408‬‬

‫وقاض الجابعة إلى وليمعة عرس عملت بععد عقعد‪ ،‬ل قبله‪ ،‬إن دعاه مسعلم إليهعا بنفسعه أو نائبعة‬
‫الثقععة‪ ،‬وكذا مميععز لم يعهععد منععه كذب وعععم بالدعاء الموصععوفين يوصععف قصععده كجيرانععه وعشيرتععه أو‬
‫أصعدقائه أو أهعل حرفتعه فلو كثعر نحعو عشيرتعه أو عجعز ععن السعتيعاب لفقره لم يشترط عموم الدعوة‬
‫على الوجعه‪ ،‬بعل الشرط أن ل يظهعر منعه قصعد تخصعيص لغنعي أو غيره وأن يعيعن المدععو بعينعه أو وصعفه‬
‫فل يكفي من أراد فليحضر أو ادع من شئت أو لقيت‪ ،‬بل‬

‫[ ‪] 409‬‬

‫ل تسععن الجابععة حينئذ‪ .‬وأن ل يترتععب على إجابتععه خلوة محرمععة فالمرأة تجيبهععا المرأة إن أذن‬
‫زوجهعا أو سعيدها ل الرجعل إل إن كان هناك مانعع خلوة محرمعة كمحرم لهعا أو له أو امرأة‪ .‬أمعا معع الخلوة‬
‫فل يجيبها مطلقا‪ ،‬وكذا مع‬
‫[ ‪] 410‬‬

‫عدمهعا إن كان الطعام خاصعا بعه‪ :‬كأن جلسعت بعبيت وبعثعت له الطعام إلى بيعت آخعر معن دارهعا‬
‫خوف الفتنعة‪ .‬بخلف إذا لم تخعف‪ ،‬فقعد كان شعبان وأضرابعه رابععة العدويعة ويسعمعون كلمهعا‪ :‬فإن وجعد‬
‫رجعل كسعفيان وامرأة كرابععة لم تحرم الجابعة‪ ،‬بعل ل تكره‪ .‬وأن ل يدععي لنحعو خوف منعه أو طمعع فعي‬
‫جاهعه أو لعانتعه على باطعل ول إلى شبهعة بأن ل يعلم حرام فعي ماله‪ .‬أمعا إذا كان فيعه شبهعة بأن علم‬
‫اختلطه أو طعام الوليمة بحرام‪ ،‬وإن قل‪ ،‬فل تجب إجابة‪ ،‬بل تكره إن كان أكثر ماله حراما‪ ،‬فإن علم أن‬
‫عين الطعام حرام حرمت الجابة وإن لم يرد الكل منه‪ ،‬كما استظهره شيخنا‪ ،‬ول إلى محل فيه منكر ل‬
‫يزول بحضوره‪ .‬ومن المنكر ستر جدار بحرير وفرش‬

‫[ ‪] 411‬‬

‫مغصعوبة أو مسعروقة ووجود معن يضحعك الحاضريعن بالفحعش والكذب‪ ،‬فإن كان حرمعت الجابعة‪،‬‬
‫ومنعه صعورة حيوان مشتملة على معا ل يمكعن بقاؤه بدونعه وإن لم يكعن لهعا نظيعر كفرس بأجنحعة وطيعر‬
‫بوجعه إنسععان على سععقف أو جدار أو سععتر علق لزينععة أو ثياب ملبوسععة أو وسععادة منصععوبة لنهععا تشبععه‬
‫الصنام فل تجب الجابة في شئ من الصور‬

‫[ ‪] 412‬‬

‫المذكورة بععل تحرم‪ ،‬ول أثععر بحمععل النقععد الذي عليععه صععورة كاملة لنععه للحاجععة ولنهععا ممتهنععة‬
‫بالمعاملة بهعا‪ .‬ويجوز حضور محعل فيعه صعورة تمتهعن كالصعور ببسعاط يداس ومخدة ينام أو يتكعأ عليهعا‬
‫وطبعق وخوان وقصععة وإبريعق‪ ،‬وكذا إن قطعع رأسعها لزوال معا بعه الحياة‪ .‬ويحرم ‪ -‬ولو على نحعو أرض ‪-‬‬
‫تصوير حيوان وإن لم يكن له نظير‪ .‬نعم‪ :‬يجوز‬

‫[ ‪] 413‬‬

‫تصعوير لععب البنات لن عائشعة رضعي الله عنعه كانعت تلععب بهعا عنده (ص)‪ ،‬كمعا فعي مسعلم‪.‬‬
‫وحكمتعه تدريبهعن أمعر التربيعة‪ .‬ول يحرم أيضعا تصعوير حيوان بل رأس‪ ،‬خلفعا للمتولي‪ ،‬ويحعل صعوغ حلي‬
‫ونسج حرير لنه يحل للنساء‪ .‬نعم‪ :‬صنعته لمن ل يحل له استعماله حرام‪ .‬ولو دعاه اثنان أجاب أسبقهما‬
‫دعوة فإن دعواه مععا أجاب القرب رحمعا فدارا ثعم بالقر عة‪ .‬وتسعن إجابعة سعائر الولئم كمعا عمل للختان‬
‫والولدة وسلمة المرأة الطلق وقدوم المسافر وختم القرآن‪ ،‬وهي مستحبة في كلها‪.‬‬

‫[ ‪] 415‬‬

‫(فروع) يندب الكل في صوم نفل ولو مؤكدا لرضاء ذي الطعام بأن شق عليه إمساكه ولو آخر‬
‫النهار‬

‫[ ‪] 416‬‬

‫للمر بالفطر ويثاب على ما مضى وقضى ندبا يوما مكا نه‪ ،‬فإن لم يشق عليه إمساكه لم يندب‬
‫الفطار‪ ،‬بعل المسعاك أولى‪ .‬قال الغزالي‪ :‬يندب أن ينوي بفطره إدخال السعرور عليعه‪ ،‬ويجوز للضيعف أن‬
‫يأ كل مما قدم له بل لفعظ من المضيعف‪ .‬ن عم‪ .‬إن انتظعر غيره لم يجعز قبعل حضوره إل بلفعظ منه‪ .‬وصرح‬
‫الشيخان بكراهة الكل فوق‬

‫[ ‪] 417‬‬

‫الشبعع وآخرون بحرمتعه‪ .‬وورد بسعند ضعيعف زجعر النعبي (ص) أن يعتمعد الرجعل على يده اليسعرى‬
‫عنعد الكعل‪ .‬قال مالك‪ :‬هعو نوع معن التكاء‪ ،‬فالسعنة للكعل أن يجلس جاثيعا على ركبتيعه وظهور قدميعه‪ ،‬أو‬
‫ينصب رجله اليمنى ويجلس على اليسرى‪ .‬ويكره الكل متكئا‪ ،‬وهو المعتمد‪ ،‬على وطاء تحته ومضطجعا‬
‫إل فيمعا يتنقعل بعه ل قائمعا والشرب قائمعا خلف الولى ويسعن للكعل أن يغسعل اليديعن والفعم قبعل الكعل‬
‫وبعده ويقرأ سورتي الخلص‬

‫[ ‪] 418‬‬

‫وقريش بعده ول يبتلع ما يخرج من أسنانه بالخلل بل يرميه‪ ،‬بخلف ما يجمعه بلسانه من بينها‬
‫فإنه يبتلعه‪ .‬ويحرم أن يكبر اللقم مسرعا حتى يستوفي أكثر الطعام ويحرم غيره‪ .‬ولو دخل على آكلين‬
‫فأذنوا له لم يجز له الكل معهم إل إن ظن أنه عن طيب نفس‪ ،‬ل لنحو حياء‪ ،‬ول يجوز للضيف أن يطعم‬
‫سععائل أو هرة إل إن علم رضععا الداعععي‪ .‬ويكره للداعععي تخصععيص بعععض الضيفان بطعام نفيععس‪ .‬ويحرم‬
‫للراذل أكل ما قدم للماثل‪ .‬ولو تناول ضيف إناء طعام فانكسر منه ضمنه‪ ،‬كما بحثه الزركشي‪ ،‬لنه في‬
‫يده في حكم العارية‪ .‬ويجوز للنسان‬

‫[ ‪] 419‬‬

‫أخععذ مععن نحععو طعام صععديقه مععع ظععن رضععا مالكععه بذلك‪ ،‬ويختلف بقدر المأخوذ وجنسععه وبحال‬
‫المضيف‪ .‬ومع ذلك ينبغي له مراعاة نصفة أصحابه فل يأخذ إل ما يخصه أو يرضون به عن طيب نفس ل‬
‫عن حياء‪ .‬وكذا يقال في قران ن حو تمرتين أما عند الشك في الرضعا فيحرم الخذ كالتطفل ما لم يعم‪:‬‬
‫كأن فتعح الباب ليدخعل معن شاء ولزم مالك طعام إطعام مضطعر قدر سعد رمقعه إن كان معصعوما مسعلما‬
‫أو ذميعا وإن احتاجعه مالكعه مآل‪ ،‬وكذا بهيمعة الغيعر المحترمعة‪ ،‬بخلف حربعي ومرتعد وزان محصعن وتارك‬
‫صلة وكلب عقور‪ ،‬فإن منع فله أخذه قهرا بعوض إن‬

‫[ ‪] 420‬‬

‫حضر‪ ،‬وإل فنسيئة‪ .‬ولو أطعمه ولم يذكر عوضا فل عوض له لتقصيره ولو اختلفا في ذكر العوض‬
‫صعدق المالك بيمينعه‪ .‬ويجوز نثعر نحعو سعكر وتنبعل وتركعه أولى‪ .‬ويحعل التقاطعه للعلم برضعا مالكعه‪ .‬ويكره‬
‫أخذه لنعه دناءة ويحرم أخعذ فرخ طيعر عشعش بملك الغيعر وسعمك دخعل معع الماء فعي حوضعه‪ .‬فصعل فعي‬
‫القسم والنشوز‬

‫[ ‪] 421‬‬

‫(يجب قسم لزوجات) إن بات عند بعضهن بقرعة أو غيرها فيلزمه قسم لمن بقي منهن ولو قام‬
‫بهعن عذر كمرض وحيعض‪ .‬وتسعن التسعوية بينهعن فعي سعائر أنواع السعتمتاع‪ ،‬ول يوءاخعذ بميعل القلب إلى‬
‫بعضهعن‪ ،‬وأن ل يعطلهعن بأن يعبيت عندهعن‪ ،‬ول قسعم بيعن إماء ول إماء وزوجعة‪ .‬ويجعب على الزوجيعن أن‬
‫يتعاشرا بالمعروف‪ ،‬بأن يمتنع كل عما يكره صاحبه ويؤدي إليه حقه مع الرضا وطلقة الوجه من غير أن‬
‫يحوجه إلى مؤنة وكلفة في ذلك‬

‫[ ‪] 422‬‬

‫(غير) معتدة عن وطئ شبهة لتحريم الخلوة بها وصغيرة ل تطيق الوطئ‪ ،‬و (ناشزة) أي خارجة‬
‫عن طاعته بأن تخرج بغير إذنه من منزله‪ ،‬أو تمنعه من التمتع بها‪ ،‬أو تغلق الباب في وجهه‪ ،‬ولو مجنونة‪،‬‬
‫وغيعر مسعافرة وحدهعا لحاجتهعا ولو بإذنعه فل قسعم لهعن كمعا ل نفقعة لهعن‪( .‬فرع) قال الذرععي نقل ععن‬
‫تجزئة الرويانعي‪ :‬ولو ظهعر زناهعا حعل له منعع قسعمها وحقوقهعا لتفتدي منعه‪ .‬نعص عليعه فعي الم‪ .‬وهعو أصعح‬
‫القولين‪ .‬انتهى‪ .‬قال شيخنا‪ :‬وهو ظاهر إن أراد أنه يحل له ذلك باطنا معاقبة له لتلطيخ فراشه‪ ،‬أما في‬
‫الظاهر فدعواه عليها ذلك غير مقبولة‪ ،‬بل ولو ثبت زناها ل يجوز للقاضي أن يمكنه من ذلك فيما‬

‫[ ‪] 423‬‬

‫يظهر‪( .‬وله) أي للزوج (دخول في ليل) لواحدة (على) زوجة (أخرى لضرورة) ل لغيرها كمرضها‬
‫المخوف‪ ،‬ولو ظنعا‪( ،‬وله) دخول (فعي نهار لحاجعة) كوضعع متاع أو أخذه وعيادة وتسعليم نفقعة وتعرف خعبر‬
‫(بل إطالة) في مكث عرفا على قدر الحاجة‪ ،‬وإن أطال فوق الحاجة عصى لجوره وقضى وجوبا لذات‬
‫النوبة بقدر ما مكث من نوبة المدخول عليها‪ .‬هذا ما في المهذب وغيره‪ .‬وقضية كلم المنهاج والروضة‬
‫وأصليهما خلفه فيما إذا دخل‬

‫[ ‪] 424‬‬

‫فعي النهار لحاجعة وإن طال فل تجعب تسعوية فعي القامعة فعي غيعر الصعل كأن كان نهارا‪ ،‬أي فعي‬
‫قدرها‪ ،‬لنه وقت التردد وهو يقل ويكثر عند حل الدخول‪ ،‬يجوز له أن يتمتع‪ .‬ويحرم الجماع‪ ،‬ل لذاته‪ ،‬بل‬
‫لمععر خارج ول يلزمعه قضاء الوطععئ لتعلقعه بالنشاط بععل يقضععي زمنعه إن طال عرفععا‪( .‬واعلم) أن أقععل‬
‫القسم ليلة لكل واحدة وهي من الغروب إلى الفجر (وأكثره ثلث) فل يجوز أكثر منها‬

‫[ ‪] 425‬‬

‫وإن تفرقن في البلد إل برضاهن‪ .‬وعليه يحمل قول الم‪ :‬يقسم مشاهرة ومسانهة‪ .‬والصل فيه‬
‫لمعن عمله نهارا الليعل والنهار قبله أو بعده وهعو أولى تبعع‪ .‬ولحرة ليلتان ولمعة سعلمت له ليل ونهارا ليلة‪.‬‬
‫ويبدأ وجوبعا فعي القسعم بقرععة (ولجديدة) نكحهعا وفعي عصعمته زوجعة فأكثعر (بكعر سعبع) معن اليام يقيمهعا‬
‫عندها متوالية وجوبا (و) لجديدة‬

‫[ ‪] 426‬‬

‫(ثيب ثلث) ولء بل قضاء ولو أمة فيهما لقوله (ص)‪ :‬سبع للبكر وثلث للثيب ويسن تخيير الثيب‬
‫بين ثلث بل قضاء وسبع بقضاء‪ :‬للتباع‪( .‬تنبيه) يجب عند الشيخين‪ ،‬وإن أطال الذرعي‪ :‬كالزركشي في‬
‫رده‪ ،‬أن يتخلف ليالي مدة الزفاف ععن نحعو الخروج للجماععة وتشييعع الجنائز‪ ،‬وأن يسعوي ليالي القسعم‬
‫بينهن في الخروج لذلك أو عدمه‪ ،‬فيأثم‬

‫[ ‪] 427‬‬

‫بتخصيص ليلة واحدة بالخروج لذلك (و) وعظ زوجته ندبا لجل خوف وقوع نشوز منها كالعراض‬
‫والعبوس بععد القبال وطلقعة الوجعه والكلم الخشعن بععد لينعه و (هجعر) إن شاء (مضجععا)‪ ،‬معع وعظهعا ل‬
‫في الكلم‪ ،‬بل يكره فيه‪ ،‬ويحرم الهجر به ولو لغير الزوجة فوق ثلثة أيام‪ :‬للخبر الصحيح‪ .‬نعم إن قصد‬
‫به ردها عن المعصية‬

‫[ ‪] 428‬‬

‫وإصلح دينها جاز (وضربها) جوازا ضربا غير مبرح ول مدم على غير وجه ومقتل إن أفاد الضرب‬
‫فعي ظنعه ولو بسعوط وعصعا‪ .‬لكعن نقعل الرويانعي تعيينعه بيده أو بمنديعل (بنشوز) أي بسعببه وإن لم يتكرر‪،‬‬
‫خلفا للمحرر‪ ،‬ويسقط بذلك القسم‪ .‬ومنه امتناعهن إذا دعاهن إلى بيته ولو لشتغالها بحاجتها لمخالفتها‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬إن عذرت لنحو مرض‬

‫[ ‪] 429‬‬

‫أو كانت ذات قدر وخفر لم تعتد البروز لم تلزمها إجابته‪ ،‬وعليه أن يقسم لها في بيتها‪ .‬ويجوز له‬
‫أن يؤدبهعا على شتمهعا له‪( .‬تتمعة) يعصعى بطلق معن لم تسعتوف حقهعا بععد حضور وقتعه وإن كان الطلق‬
‫رجعيا‪ .‬قال ابن الرفعة‪ :‬ما لم يكن بسؤالها‪.‬‬

‫[ ‪] 430‬‬

‫فصل في الخلع بضم الخاء من الخلع بفتحها وهو النزع لن كل من الزوجين لباس للخر كما في‬
‫الية‪ ،‬وأصله مكروه‪.‬‬
‫[ ‪] 431‬‬

‫وقد يستحب كالطلق ويزيد هذا بندبه لمن حلف بالطلق الثلث على شئ ل بد له من فعله قال‬
‫شيخنعا‪ :‬وفيعه نظعر لكثرة القائليعن بعود الصعفة‪ .‬فالوجعه أنعه مباح لذلك‪ ،‬ل مندوب‪ ،‬وفعي شرحعي المنهاج‬
‫والرشاد له‪ :‬لو منعها‬

‫[ ‪] 432‬‬

‫ن حو نفقعة لتختلع م نه بمال ففعلت بطعل الخلع ووقعع رجعيعا ‪ -‬كمعا نقله جمعع متقدمون ععن الشيعخ‬
‫أبي حامد ‪ -‬أول بقصد ذلك وقع بائنا‪ .‬وعليه يحمل ما نقله الشيخان عنه أنه يصح ويأثم بفعله في الحالين‬
‫وإن تحقعق زناهعا‪ ،‬لكعن ل يكره الخلع حينئذ‪( .‬الخلع) شرععا (فرقعة بعوض) كميتعه مقصعود معن زوجعة أو‬
‫غيرها راجع (لزوج) أو سيدة (بلفظ طلق أو خلع) أو مفاداة ولو كان الخلع في رجعية لنها كالزوجة في‬
‫كثير من الحكام‪( .‬فلو جرى) الخلع‬

‫[ ‪] 433‬‬

‫(بل) ذكعر (عوض) معهعا (بنيعة التماس قبول) منهعا‪ :‬كأن قال خالعتعك أو فاديتعك ونوى التماس‬
‫قبولهعا فقبلت (فمهعر مثعل) يجعب عليهعا لطراد العرف بجريان ذلك بعوض‪ ،‬فإن جرى معع أجنعبي طلقعت‬
‫مجانا‪ ،‬كما لو كان معه‬

‫[ ‪] 434‬‬

‫والعوض فاسعد‪ .‬ولو أطلق فقال خالعتعك ولم ينعو التماس قبولهعا وقعع رجعيعا وإن قبلت (وإذا بدأ)‬
‫الزوج (ب‍) ‪ -‬صععيغة (معاوضععة‪ :‬كطلقتععك) أو خالعتععك (بألف فمعاوضععة) لخذه عوضععا فععي مقابلة البضععع‬
‫المسعتحق له وبهعا شوب تعليعق لتوقعف وقوع الطلق بهعا على القبول (فله رجوع قبعل قبولهعا) لن هذا‬
‫شأن المعاوضات (وشرط قبولها فورا) أي‬

‫[ ‪] 435‬‬

‫في مجلس التواجب بلفظ كقبلت أو ضمنت أو يفعل كإعطائها اللف على ما قاله جمع محققون‬
‫فلو تحلل بين لفظه وقبولها زمن أو كلم طويل لم ينفذ‪ .‬ولو قال طلقتك ثلثا بألف فقبلت واحدة بألف‬
‫فتقععع الثلث وتجععب اللف‪ .‬فإذا بدأت الزوجععة بطلب طلق كطلقنععي بألف أو إن طلقتنععي فلك علي كذا‬
‫فأجابها الزوج فمعاوضة من جانبها فلها رجوع قبل جوابه لن ذلك حكم المعاوضة‪ .‬ويشترط الطلق بعد‬
‫سؤالها فورا فإن لم يطلقها فورا كان‬

‫[ ‪] 436‬‬

‫تطليقه لها ابتداء للطلق‪ .‬قال الشيخ زكريا‪ :‬لو ادعى أنه جواب وكان جاهل معذورا صدق بيمينه‬
‫(أو بدأ ب‍) ‪ -‬صعيغة (تعليعق) فعي إثبات (كمتعى) أو أي حيعن (أعطيتنعي كذا فأنعت طالق فتعليعق) لقتضاء‬
‫الصيغة له (فل) طلق إل بعد تحقق الصفة ول (رجوع) له عنه قبل الصفة كسائر التعليقات (ول يشترط)‬
‫فيععه (قبول) لفظععا (ول إعطاء فورا) بععل يكفععي العطاء ولو بعععد أن تفرقععا عععن المجلس لدللتععه على‬
‫اسعتغراق كعل الزمنعة منعه صعريحا‪ ،‬وإنمعا وجعب الفور فعي قولهعا متعى طلقتنعي فلك كذا لن الغالب على‬
‫جانبها المعاوضة فإن لم يطلقها فورا حمل على البتداء لقدرته عليه أما إذا كان التعليق في النفي كمتى‬
‫لم تعطنعي ألفعا فأنعت طالق فللفور فتطلق بمضعي زمعن يمكعن فيعه العطاء فلم تعطعه (وشرط فور) أي‬
‫العطاء في مجلس التواجب بأن ل يتخلل كلم أو سكوت طويل‬

‫[ ‪] 437‬‬

‫عرفعا معن حرة حاضرة أو غائبعة علمتعه (فعي إن) أو إذا (أعطيتنعي) كذا فأنعت طالق لنعه مقتضعى‬
‫اللفععظ مععع العوض وخولف فععي نحععو متععى لصععراحتها فععي جواز التأخيععر لكععن ل رجوع له عنععه قبله‪ .‬ول‬
‫يشترط القبول لفظعا‪( .‬تنعبيه) البراء فيمعا ذكعر كالعطاء ففعي إن أبرأتنعي ل بعد معن إبرائهعا فورا براءة‬
‫صحيحة عقب علمها وإل لم يقع‪ .‬وإفتاء بعضهم بأنه يقع في الغائبة مطلقا لنه لم يخاطبها بالعوض بعيد‬
‫مخالف لكلمهم‪ .‬ولو قال إن أبرأتني‬

‫[ ‪] 438‬‬

‫فأنعت وكيعل فعي طلقهعا فأبرأتعه برئ ثعم الوكيعل مخيعر‪ ،‬فإن طلق وقعع رجعيعا لن البراء وقعع فعي‬
‫مقابلة التوكيل‪ ،‬ومن علق طلق زوجته بإبرائها إياه من صداقها لم يقع عليه‪ .‬إل إن وجدت براءة صحيحة‬
‫معن جميععه فيقعع بائنعا بأن تكون رشيدة وكعل منهمعا يعلم قدره ولم تتعلق بعه زكاة خلفعا لمعا أطال بعه‬
‫الريمي أنه ل فرق بين تعلقها به وعدمه وإن نقله عن المحققين وذلك لن البراء ل يصح من قدرها وقد‬
‫علق بالبراء من جميعه فلم توجد الصفة المعلق عليها وقيل يقع بائنا بمهر المثل‪ .‬ولو أبرأته ثم ادعت‬
‫الجهعل بقدره‪ .‬فإن زوجعت صعغيرة صعدقت بيمينهعا أو بالغعة ودل الحال على جهلهعا بعه لكونهعا مجعبرة لم‬
‫تسعتأذن فكذلك وإل صعدق بيمينعه‪ :‬ولو قال إن أبرأتنعي معن مهرك فأنعت طالق بععد شهعر فأبرأتعه‪ ،‬برئ‬
‫مطلقا‪ .‬ثم إن عاش إلى مضي الشهر طلقت وإل فل‪ .‬وفي النوار في أبرأتك من‬

‫[ ‪] 439‬‬

‫مهري بشرط أن تطلقنعي فطلق وقعع ول يعبرأ‪ ،‬لكعن الذي فعي الكافعي وأقره البلقينعي وغيره فعي‬
‫أبرأتعك معن صعداقي بشرط الطلق أو على أن تطلقنعي تعبين ويعبرأ‪ ،‬بخلف إن طلقعت ضرتعي فأنعت برئ‬
‫من صداقي فطلق الضرة وقع الطلق ول براءة‪ .‬قال شيخنا‪ :‬والمتجه ما في النوار لن الشرط المذكور‬
‫متضمعن للتعليعق‪( .‬فروع) لو قال إن أبرأتنعي معن صعداقك أطلقعك فأبرأت فطلق برئ وطلقعت ولم تكعن‬
‫مخالععة ولو قالت طلقنعي وأنعت برئ معن مهري فطلقهعا بانعت به لنهعا صعيغة التزام‪ ،‬أو قالت إن طلقتنعي‬
‫فقد أبرأتك أو فأنت برئ‬

‫[ ‪] 440‬‬

‫معن صعداقي فطلقهعا بانعت بمهعر المثعل‪ ،‬على المعتمعد‪ ،‬لفسعاد العوض بتعليعق البراء‪ .‬وأفتعى أبعو‬
‫زرععة فيمعن سعأل زوج بنتعه قبعل الوطعئ أن يطلقهعا على جميعع صعداقها والتزم بعه والدهعا فطلقهعا واحتال‬
‫معن نفسعه على نفسعه لهعا وهعي محجورتعه بأنعه خلع على نظيعر صعداقها فعي ذمعة الب‪ .‬نععم‪ ،‬شرط صعحة‬
‫هذه الحوالة أن يحيله الزوج به لبن ته‪ .‬إذ ل بد فيها من إيجاب وقبول ومع ذلك ل تصح إل في نصف ذلك‬
‫لسقوط نصف صداقها عليه ببينونتها منه فيبقى‬

‫[ ‪] 441‬‬

‫للزوج على الب نصعفه لنعه لمعا سعأله بنظيعر الجميعع فذمتعه فاسعتحقه والمسعتحق على الزوج‬
‫النصف ل غير فطريقه أن يسأله الخلع بنظير النصف الباقي لمحجورته لبراءته حينئذ بالحوالة عن جميع‬
‫ديعن الزوج‪ .‬اه‍‪ .‬قال شيخنعا‪ :‬وسعيعلم ممعا يأتعي أن الضمان يلزمعه بعه مهعر المثعل‪ ،‬فاللتزام المذكور مثله‬
‫وإن لم توجد الحوالة‪ .‬ولو اختلع الب أو غيره ب صداقها أو قال طلقها وأ نت برئ منه وقع رجعيا‪ ،‬ول يبرأ‬
‫معن شعئ منعه‪ .‬نععم‪ ،‬إن ضمعن له الب أو الجنعبي الدرك أو قال علي ضمان ذلك وقعع بائنعا بمهعر المثعل‬
‫على الب أو الجنبي‪ .‬ولو قال لجنبي سل فلنا أن يطلق زوجته بألف‪ ،‬اشترط في لزوم اللف أن يقول‬
‫علي‪ .‬بخلف سل زوجتي أن يطلقني على كذا فإنه‬

‫[ ‪] 442‬‬

‫توكيعل وإن لم تقعل علي‪ .‬ولو قال طلق زوجتعك على أن أطلق زوجتعي ففعل‪ ،‬بانتعا‪ ،‬لنعه خلع غيعر‬
‫فاسعد‪ :‬لن العوض فيه مقصود‪ ،‬خلفا لبعضهم‪ ،‬فلكعل على الخر مهر مثل زوجتعه‪( .‬تنعبيه) الفرقة بلفظ‬
‫الخلع طلق ينقعص العدد‪ .‬وفعي قول نعص عليعه فعي القديعم والجديعد الفرقعة بلفعظ الخلع إذا لم يقصعد بعه‬
‫طلقا فسخ ل ينقص عددا‪ ،‬فيجوز تجديد النكاح بعد تكرره من غير حصر‪ ،‬واختاره كثيرون من‬

‫[ ‪] 443‬‬
‫أصحابنا المتقدمين والمتأخرين‪ ،‬بل تكرر من البلقيني الفتاء به‪ .‬أما الفرقة بلفظ الطلق بعوض‬
‫فطلق ينقص قطعا‪ ،‬كما لو قصد بلفظ الخلع الطلق‪ ،‬لكن نقل المام عن المحققين القطع بأنه ل يصير‬
‫طلقا بالنية‪.‬‬

You might also like