Professional Documents
Culture Documents
السمو عائض
السمو عائض
المد ل ،والصلة والسلم على رسول ال ،وعلى آله ومن واله ،وبعد:
فإن علو ال مة و سو الروح مطلب شر عي ومق صد إن سان ،أج ع عل يه العقلء،
واتفشق عليشه العارفون ،والطالب العاليشة أمنيات الرواد ،ول يعششق النجوم إل
صفوة القوم ،أما الناكصون التخاذلون فقد رضوا بالدون ،وألتهم المان حت
جاءهم النون ،فليس لم ف سجل الكارم أسم ،ول ف لوح العال رسم .وقد
أردت بكتابش هذا إلاب الماس ،وبشث روح العطاء ،وإنذار النائميش بفيالق
ال صباح ،وال صيحة ف الغافل ي ،و قد قلت لقل ب وأ نا أر سله بكتا ب) :اذْهَ بْ
بِكِتَابِي َهذَا فََألْقِهْ إليهمْ ُثمّ َت َولّ عَْن ُهمْ فَانْ ُظرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) (النمل. )28:
فيا أحفاد الفاتي ،ويا سللة البرار ،ويا بقية الباة ،حانت النطلقة الكبى
والوث بة العظ مي ،و قد عر ضت سفينة النجاح ،ونادي منادي الفلح ( :ارْكَ بْ
مَعَنَا وَل تَكُنْ َمعَ الْكَافِرِينَ)(هود :من الية .)42
فهل من سامع وهل من ميب ؟
بسم ال الرحن الرحيم
بسم ال نبدأ
اللهم لك المد لكن أجله وأعظمه ،ولك الشكر لكن أحسنه وأجله ،ولك
الثناء لكن أكمله وأته ،ولك الدح لكن أبلغه وأحله ،والصلة والسلم على
الصفوة الصطفي ،والسوة الرتضي ،والسيف النتضي ،وأديت حقوق ،وعلى
آله وصحبه ،ومن سار على نجه ،واقتفي أثره إل يوم الدين.
لاذا السمو؟
اخترت لكم هذا العنوان ليوافق سوكم ،ويناسب قدركم ،وييي جهادكم ،
ويهتف بسجاياكم ،ولنكم من أهل ( السمو) أحببت أن أحدو لكم حداء
البطال ،وأن أتفكم يا صفوة الرجال ،لتسافر المال ،ال أفاق اللل ،ولنكم
أبناء الفاتي ،وأحفاد الجدين ،وسللة القادة ،وبقية البرار ،حرصت على
إلاب همكم الاضية ،والشادة باماتكم العالية ،وعزائمكم السامية :
فتال لو أن السماء صحيفة
با الشكر يروي والثناء يرتب
وأشجارنا القلم والبحر حبنا
ونن طوال الدهر نلي ونكتب
لا بلغوا ف كنه شكرك درة
ولو دبوا فيك الديح وأغربوا!
***
تية السمو
هذ مقطوعة ،السك من أريها فواح ،والبلبل من نغمتها صداح ،نديها ال أهل
الصلح والفلح والنجاح:
كل شهم منكموا رمز فتوة
السما تروي ال الرض سوه
هم لو أن للدهشششر با
معهدا ل يلك الدهر عتوه
غيكم ف لوه قد جحت
نفسه يهوي با سبعي هواة
وأراكم صفوة صادقة
فيكم الق وآثار النبوة
دعوة بل صحوة بل وثبة
ف صفاء ووفاء وأخوة
ولنكم أهل الصلح والفلح ،وأحفاد أب بكر وعمر وعثمان وعلى ،ومنكم
خالد وعمرو وسعد والقداد ،ومنكم الجدون والصلحون ،قلنا لكم ف بطاقة
سلم:
حيث الشهامة مضروب سرداقها
بي النقضي من عفو ومن نقم
وللرسالة أنوار مقدسة
تلو البغيضي من ظلم ومن ظلم
وللخوة آيات تنص لنا
على الفي من حكم ومن حكم
وللمكارم أعلم تعلمنا
مدح الزيلي من بأس ومن كرم
وللعل ألسن تثن مامدها
على الميدين من فعل ومن شيم
برقيات عاجلة
تعال بنا نسافر مع أدب لكن صادق ،ومع شعر لكن مؤمن ،ومع قافية لكن
مسلمة:
وقف ماهد مؤمن ف عصر الصحابة على جبال الفغان على مشارف كابل
فقال:
أيا رب ل تعل وفات إن أتت
على شرجع يعلو بسن الطارف
ولكن شهيدا ثاويا ف عصابة
يصابون ف فج من الرض خائف
إذا فارقوا دنياهم فارقوا الذى
وسروا ال موعود ف الصحائف
يقول :يا رب ،ل تعدن ال غرفت الضيقة ،ال سريري الشرجع بالطارف ،
ال زوجت الميلة ،لكن قطعن ف يبلك إربا ..إربا ! وهذه المل النادرة
تدها ف أبديات الوحدين ،وف دواوين الخلصي فقط ،يقولا أحدهم
مستلهما جلل ال وعظمته ،ث تفيض دموعه ،ث يقول :اللهم خذ من دمي
هذا اليوم حت ترضي!!.
والباء بن مالك ست روحه ال الواحد القيوم فاضطجع على ظهره ووضع رجله
اليمن على اليسرى ،ورفع عقيته بالنشيد ،فقال له أنس :أتنشد وتغن أنت من
أصحاب ممد عليه الصلة والسلم؟ فقال له أسكت ،فوال الذي ل إله إل
هو ،لقد قالت من الكفار مائة مبازرة ،ووال الذي ل إله إل هو لموتن
شهيدا!..
لاذا يقسم؟!..
لن الرسول عليه الصلة والسلم قال فيه وقد رآه بذ اليئة ،رث الثياب :
(( رب أشعث أغب ذي طمرين لو أقسم على ال لبره منهم الباء بن مالك))..
فأقسم على ال يوم (تستر) أن يقتل شهيدا فقتل شهيدا!.
وعمر بن عبد العزيز ست روحه يوم تول اللفة ،جلس على النب الدمشقي
ليحكم اثنتي وعشرين دولة إسلمية ،ففاضت دموعه وبكي وأجهش الناس
بالبكاء ،قال الحدث الرواية الثقة رجاء بن حيوه :وال لقد كنت أنظر ال
جدران السجد هل تبكي معنا!.
وف حلية الولياء عن سفيان قال :قال عمر بن عبد العزيز :كانت ل نفس
تواقة ،فكنت ل أنال منها شيئا إل تاقت ال ما هو أعظم ،فلما بلغت نفسي
الغاية ،تاقت ال الخرة ! .هذا هو السمو!..
ومن أبديات السالكي قولم على لسان عبد ال بن رواحه وقد تن الصحابة
عودته سالا ،قال:
لكنن أسال الرحن مغفرة
وطعنة ذات فرغ تقذف الزبدا
أو طعنة بيدي حران مهزة
برية تنفذ الحشاء والكبدا
حن يقال إذا مروا على جسدي
أرشده ال من غاز وقد رشدا
فقتل ف مؤتة ،وقبه هناك ،ولكن سريره دخل ال جنات النعيم ،ورآه رسول
الدي ش عليه الصلة والسلم ش بعينه.
والعباد أيضا يشاركون مع الجاهدين ف سو المة ،فأما أحدهم وهو عباد بن
عبد ال بن الزبي ،فيقول :اللهم إن أسالك اليتة السنة ،قالوا :ما هي؟ قال :
أن يتوفان رب وأنا ساجد ،فقبض ال روحه وهو ساجد ف آخر سجدة من
صلة الغرب ،وقس على ذلك قوله صلي ال عليه وسلم ف حديث حسن لعمر
وقد رآه لبس ثوبا أبيض ،فقال له (( :ألبس جديدا وعش حيدا ،ومت
شهيدا)) ،فرزقه ال سوا ف الدنيا :عدلً ف الرعية ،رحة بالمة ،زهدا ف نفسه
،ث توفاه شهيدا ف الحراب ،وعلى ذلك سار السلف ،حت إنه ف ليلة من ليال
أهل السمو العلمي كان إسحاق بن منصور (تلميذ أحد بن حنبل ) ف خراسان،
فرجع بعد ما روى الديث سبع سنوات وكتبه ف قراطيس ،فأمطرت السماء
ف الليل ،فوضع الكتب والدفاتر تت بطنه واحتضنها والبد يصب على ظهره ،
والطر البارد يغطي جسده ،والريح تسف على وجهه ،وهو يتضن دفاتره لئل
تسح بالاء بعد رحلة سبع سنوات ،عاش طويلً ومات ،فرآه أحد الصالي ف
النة ،قال :ما فعل ال بك ؟ قال :غفر ل بليلة الطر يوم اننيت على الدفاتر
وحضنت أوراقي .
وأنظر ال بعض الصالي يرسل نشيده ال الواحد الحد لكن ينظمه ببات قلبه
،يبدأ بالنثر فيقول كلما معناه:
يا رب ،إن أحب كثي عزة ،وأحب غيلن مية ،فاجعل حب فيك يا رب ،وإن
أحب عنترة عبلة ،وأحب فلن ليلي ،وأحب الخر سلمي ،فاجعل حب لك
وحدك ،ث نظمها شعرا فقال:
إذا كان حب الائمي من الورى
بليلي وسلمي يسلب اللب والعقل
فماذا عسي أن يصنع الائم الذي
سري قلبه شوقا ال العال العلى ؟
أف على الوتر! ..أف على الغناء ! .أف على الضياع ! أف على حياة اللهو
والغرام واليام إن ل تكن الحبة للواحد العلم ،الذي بن دار السلم ،فلماذا
انتهي من بنائها قال ( :تكلمي وعزت وجلل ،قالتَ) :قدْ َأفْلَ َح الْ ُمؤْمِنُونَ
اّلذِينَ ُه ْم فِي صَلِت ِهمْ خَاشِعُونَ) (الؤمنون )1،2:قال (( :وعزت وجلل ل
ياورن فيك بيل )) !
هذه مسية الصالي ،ولكن ينحرف بعض الناس ال هواه ،ال العيون السود ،
ال الدود ؛ يقول ابن زريق ف بغداد وهو هائم بامرأة:
ل تعذليه فإن العذل يوجعه
قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
ث يقول :آه ،ث يوت !! ..ولكن (مسلما) صاحب الصحيح ،الذي قدم لنا
مياث ممد عليه الصلة والسلم ،العال الربان ،بات ليلة كاملة يبحث عن
حديث للرسول عليه الصلة والسلم ،ول ينم ،فلما صلي الفجر :آه..آه..آه،
ث مات ،فقيل :شهيد الديث! ،والنابلسي الحدث العال الزاهد الذي أفت
بفتوي شجاعة ف الفاطميي النحرفي الكفرة ش عند كثي من أهل العلم ش
قال :من عنده عشرة سهام فليم الفاطميي بتسعة والنصارى بسهم ،فطعنه
يهودي بالنجر ،قال الذهب :كان دمه يتصبب ف الرض وهو يقول :ال ..
ال ..ال.!..
سؤال نقدمه لهل السمو ،وأهل العزائم والمم:
قالوا :الوي والب هل تنو له
أم أنت ف أرض الوي متجلد
قلت :الحبة للذي صنع الدى
فحبيب قلب ف الياة ممد
اللهم اجعله حبيبنا بعد حبنا لك ،يقول عمر بن عبد العزيز وروحه تسافر ف
ممع من الناس وقد حدثته باللفة وهو زاهد عابد ،قال :قام فينا معاوية بن
أب سفيان رضي ال عنه ف الدينة على النب ونن جلوس أمامه ،وقد تول
اللفة ،فقال :من أول من باللفة ،قال :فحللت حبوت لرد عليه وأقول :
ك الدّارُ
أول منك الهاجرون والنصار! ،فتذكرت قوله سبحانه وتعال( :تِلْ َ
الْآخِ َرةُ َنجْعَُلهَا لِّلذِينَ ل ُيرِيدُونَ ُعُلوّا فِي الَْأ ْرضِ وَل َفسَادا ) (القصص :الية
،)83فجلست مكان!!.
* * *
اسع إل الوحي ياطبك بأن ترتفع (وَل َتهِنُوا وَل َتحْزَنُوا وَأَنُْت ُم الْأَعَْلوْنَ)(آل
عمران :الية ، )139ل يصيبك إحباط ول يأس ول فشل ،وأنت تسجد ل
ومعك القرآن ،وقد هديت ال تكبية الحرام ،ومعك أخوة صالون ،ومعك
دعاة وعلماء ،إن ال يب معال المور.
واسع ال على بن عبد العزيز الرجان الفقيه الحدث والقاضي الواعظ ،وهو
يبك بعصارة حياته ،وقد ترك الناس ،وأغلق الباب على نفسه ف البيت ،ل
يالط كبيا ول صغيا ،ويقول :
أنست بوحدت ولزمت بيت
فدام ل النا ونا السرور
وأدبن الزمان فل أبال هجرت
فشششل أزار ول أزور
فلست بسائل ما عشت يوما
أسار اليش أم ركب المي
وهو الذي يقول:
يقولون ل فيك انقباض وإنا
رأوا رجلً عن موقف الذل أحجما
وما زلت منحازا بعرضي جانبا
من الذم أعتد الصيانة مغنما
إذا قيل هذا مشرب قلت قد أري
ولكن نفس الر تتمل الظما
ول أقض حق العلم إن كان كلما
بدا مطمع صيته ل سلما
ول أبتذل ف خدمة العلم مهجت
لخدم من لقيت لكن لخذما
أأشقى به غرسا وأجنبه ذلة
إذا فابتياع الهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانم
ولو عظموه ف النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهان ودنسوا
مياه بالطماع حت تهما
ومن سو البخاري صاحب الصحيح رحه ال يقول :رأيت ف منامي الرسول
صلي ال عليه وسلم وكأنه يرفع خطوة واضع رجلي أو قدمي مكان قدمه،
فسألت أهل العلم وأنا شاب ،قالوا :أنت تفظ سنة الرسول عليه الصلة
والسلم! ويقول :ما اغتبت مسلما منذ احتلمت! ،فقل ل بال يا من أكثر من
الغيبة والوشاية والنميمة واستحلل العراض :كيف نقارن بينك وبي
البخاري؟.
وقال الشافعي صاحب المة العالية :ما كذبت منذ علمت أن الكذب يضر
أهله! ..ل كذب ف هزل ول جد ،ول ليل ول نار ،ويقول وهو ياسب نفسه
:ما حلفت بال صادقا ول كاذبا !،..وكان يعيش على كسرة البز ،وامتل بيته
باللخاف والريد والصحف حت كاد هو وأمه يرجان خارج البيت ،وهو
يطلب العلم ويقول ش وقد عرضت له القناطي من الذهب من هارون الرشيد
وبسم ال نتم
ربنا اسلك بنا طريق ممد ،ربنا اهدنا سبيل اللفاء الراشدين ،ربنا احشرنا مع
الصادقي ،ربنا اجعلنا مع الالدين ،ربنا ارحنا ،ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا ف
أمر نا ،..أخطأ نا ،أ سأنان تاوز نا ،لك نك رح يم ،لك نك كر ي ،لك نك ع فو،
لك نك منان ،لك نك رح ن ،لك نك ديان ،فع فو م نك يا ال ال نب صلي ال عل يه
وسلم ورحاك يا رب ،اللهم أكرمنا برحة م نك ،ومغفرة منك ،ونوال طيب
منك ،لكل وافدٍ ضيافة ،ولكل زائر رفادة ،ضيافتنا منك ربنا ،فيا رب غفران،
ك رَبّ الْعِزّةِ َعمّا يَ صِفُونَ َ سَلمٌ عَلَى
ووفادتنا رضوانك وأنت رحن سُْبحَانَ رَبّ َ
ب الْعَاَلمِيَ).
اْلمُرْسَلِيَ وَاْلحَ ْمدُ لِلّ ِه رَ ّ