وأعظم من ذلك في الظلم وإفساد العمران والدولة التسلط على أموال الناس ،بشراء ما بين ايديهم بؤبخس األثمان ،ثم فرض البضائع عليهم بؤرفع األثمان على وجه الغصب واإلكراه في الشراء والبيع .وربما تفرض عليهم تلك األثمان على التراخي والتؤجيل ،فيتعللون في تلك الخسارة التي تلحقهم بما تحدثهم المطامع من جبر ذلك بحوالة األسواق في تلك البضائع التي فرضت عليهم بالغالء ،إلى بيعها بؤبخس األثمان ،وتعود خسارة ما بين الصفقتين على رإوس أموالهم .وقد يعم ذلك أصناف التجار المقيمين بالمدينة والواردين من األفاق في البضائع ،وسائر السوقة ،وأهل الدكاكين في المآكل والفواكه ،وأهل الصنائع فيما يتخذ من األالت والمواعين ،فتشمل الخسارة سائر األصناف والطبقات ،وتتوالى على الساعات ،وتجحف برإوس األموال ،وال يجدون عنها وليجة إال القعود عن األسواق لذهاب رإوس األموال في جبرها باألرباح ،ويتثاقل الواردون من األفاق لشراء البضائع وبيعها من أجل ذلك ،فتكسد األسواق ويبطل معاش الرعايا ،ألن عامته من البيع والشراء .وإذا كانت األسواق عطالً منها بطل معاشهم ،وتنقص