Professional Documents
Culture Documents
الحيل النفسية للعوده
الحيل النفسية للعوده
1
أي أنه يذكر معان مملة عامة يسهل على كل إنسان فهمها وليس فيها من الغموض والدقة أي مقدار.
ومن بعده كان المام الشاطب أيضا يقول:
( إن السلف رحهم ال تعال كان الواحد منهم ل يهتم باللفاظ ،بل يلقي الكلم على عواهله وكيفما أتفق مت ما
علم أن هذا الكلم يؤدي العن القصود ،ويصل إل ذهن السامع ويبلغ العن الشرعي).
إذا لندرك أننا ف هذه اللسة ل يعنينا تزويق اللفاظ.
ول تصفيف العبارات ،ول الترتيب العلمي والوضوعي بقدر ما يعنينا أن أمامنا عددا من اليل النفسية الت نتستر با
أحيانا ينبغي أن نكتشفها ونفضح نفوسنا فيها حت نضعها أمام القيقة وجها لوجه ،ول نبقي عذرا لعتذر يقعد عن أن
يقوم بعمل ف سبيل ال عز وجل.
إذا ل تنتظر من استكمال للموضوع ول تطويل فيه ول تنظيا ،بل ول حسن ترتيب ،فحسب أن تفهم الكلم الذي أقوله
وتوقن أو تعلم بأنه حق وأنه ينبغي أن نعاله.
وبادئ ذي بدء نلحظ أن الرسول (صلى ال عليه وسلم) نى عن العجز واستعاذ منه فقال عليه الصلة والسلم ف
حديث أب هريرة الذي رواه مسلم وهو حديث طويل:
( أحرص على ما ينفعك وأستعن بال ول تعجز).
وهذا ني ،ول تعجز ،إذا أمسك بيدك كلمة العجز حت نفكر بعد قليل ما هو العجز.
ث تنتقل فتجد أن من دعاء النب (صلى ال عليه وسلم) الذي ثبت عن جاعة من الصحابة كأنس أبن مالك مثل أو غيه
أنه كان عليه الصلة والسلم يستعيذ من العجز:
( وأعوذ بك من العجز) .والديث جاء عن أنس وزيد أبن أرقم وهو ف الصحيح وغيه.
وتد ف القرآن الكري كلمة العجز أيضا موجودة ف مواضع منها:
(واتل عليهم نبأ ابن آدم بالق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدها…..اليات)
إل قوله تعال:
(فبعث ال غرابا يبحث ف الرض لييه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلت أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب
فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمي)
إذا هنا يبز أمامك العجز ،فالعجز إذا داء ،مرض يكون سببه الغفلة وعدم الهتداء ،حت أن هذا النسان مثل ل يكن
عاجزا عن أن يفر الرض ليدفن أخاه الذي قتله ،ولكنه غفل عن هذا العن ول يتفطن له حت رأى الغرب يبحث ف
الرض فاستيقظ وتنبه ولم نفسه أن يكون الغراب معلما له ويسبقه إل هذه القضية فيحفر ف الرض فقال:
(قال يا ويلت أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمي).
وبذلك قد نكتشف أن العجز هو صفة ملزمة للمعتدين أحيانا ،لن هذا النسان كان معتديا ،فالعتداء غلف قلبه
وغطى على فطرته حت ل يتفطن إل مسألة أن يفر الرض أخاه.
إذا الزيادة أو النقص الفراط أو التفريط كل هذه الشياء تكون سببا ف ابتلء النسان بالعجز والقعود وترك العمل.
2
النسان يتعلم إذا حت من اليوان ،وأنت تعرف قصة النسان الذي أراد أن يتعلم النحو ففشل مرة ومرتي وثلث ،وبعد
ذلك رأى نلة تصعد وكلما صعدت سقطت ث تكرر الحاولة.
فبعد ذلك تلقن من ذلك درسا أنه يب أن ياول ويكرر الحاولة فيستجيب حت من اليوان أو الطي أو غيه ،حت
يذكرون هذه القصة عن سيبويه أو غيه.
ولذلك وصم ال النافقي الذين تلفوا أنه أراد سبحانه أن يصيبهم ببعض ذنوبم وبا كسبت أيديهم ،وكذلك بعض
الؤمني أيضا الذين هربوا أو تولوا من العركة:
(إن الذين تولوا منكم يوم التقى المعان إنا استزلم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا ال عنهم إن ال غفور
حليم)( .فإن تولوا فاعلم أنا يريد ال أن يصيبهم ببعض ذنوبم وإن كثيا من الناس لفاسقون).
هذا العجز الوارد ف الشرع هو ما يكن أن نعب عنه أحيانا بالعوائق النفسية أو اليل النفسية وهو داء ف القلب أو ف
النفس لكن ل يصل إل حد أن نعتب أن صاحبه بالضرورة كما قد يتوهم البعض مريضا نفسيا أو منونا مثل.
ل ..لكن عنده نوع من اللل ،وأنت تلحظ الفرق بي إنسان سوي النفس سليم القلب ملتزم بالكتاب والسنة كثي
القبال عليهما شديد التوكل على ال ،تد أن موازينه وحساباته مضبوطة.
وآخر أعماله النفسية كلها غي طبيعية بل هي مصابة باللل بسبب نوع من عدم العتدال عنده.
فتجد مثل قضية الدراك عنده غي منضبطة ،ل يدرك المور إدراكا صحيحا ،ول يتصورها تصورا صحيحا ،ول
يتذكرها ول يتخيلها بشكل صحيح ،فهو يدركها على غي صورتا وبذلك يطئ السابات كما سوف يأت أمثلة لذلك
بعد قليل ،وبالتال تد أن هذا النسان ل يعمل.
أحيانا هناك إنسانا قاعدا ل يعمل ،ولو قلت له ،قال لك نعم أنا ل أفعل شيء ،لاذا ؟
قال لك عسى ال يهدين ،وال أنا قادر ومستطيع ،فل يدع نفسه أو يضحك عليها.
ولكن هناك آخر تد أنه إذا حادثته وقلت لاذا ل تفعل شيء؟
بدأ يفلسف هذا العجز ،ويظهره بصورة العقل أحيانا،
أو بصورة الفهم أو الكمة ،أو حت بصورة الشرع كما سوف يبدو لك.
فما هي هذه العذار الت نتستر ورائها أحيانا حت نترك العمل ؟
قبل أن أذكرها أود أن أقول لك نقطة حت تدرك هل أنت تعيش نوعا من اليل النفسية.
تصور وأنت قاعد بي يدي الن ،هل تشعر أنك الخاطب وأن الكلم وموجه لك مباشرة؟
أم تشعر أنه يعن أناس آخرين غيك؟
فإن كنت تتصور أن الكلم موجه لك أنت بالذات دون غيك ،فهذا دليل على نوع من الوضوح والصراحة مع نفسك.
لكن إن كنت تشعر بأن الخاطبي أناس موجودين ف كوكب آخر ،فيجب أن تتنبه إل أن هذه بداية اليل النفسية ،أنك
تعل الكلم يزل عن يينك وشالك ول يصيبك.
أول هذه اليل التواضع الوهي الكاذب.
3
فيى النسان نفسه ليس أهل لشيء ،ل لعمل ول لوظيفة ول لشهادة ول لمامة ول لطابة ول لدعوة ول لتصدر ول
لدارة ول لشيء.
يقول يا أخي أنا أعرف نفسي ،ل تظن أن متواضع ،ل.
القيقة لو تعرف ما ف نفسي من العيوب لعذرتن وأدركت أنن ل أقول إل القيقة ،فدعن ونفسي.
وعبثا تاول إخراج بعض هؤلء الناس من تواضعهم الوهي الذي أصبح يول بينهم وبي أي عمل.
وليست الشكلة ف وجود الشعور نفسه ،كون النسان يتكلم عن نفسه بازدراء أو احتقار أو يهضم نفسه أو يوبها ،هذا
ل شيء فيه بل هو أمر فطري بل الؤمن الصادق هو كذلك ،ل يصاب بغرور ول عجب ول يرى نفسه شيئا.
وكما قال أبن مسعود رضي ال عنه كما ف الصحيح( :إن الؤمن يرى ذنوبه مثل جبل على رأسه يشى أن يقع عليه،
والنافق كذباب وقع على وجهه فقال به هكذا بيده فطار).
إذا نن ل نعيبك أن توبخ نفسك ول أن تزدري نفسك ول أن تتقرها فهذا ل شيء فيه.
ولكن الشكلة أن يتحول هذا الشعور عندك إل منهج يكم كل تصرفاتك وأعمالك.
فإذا قلنا لك يا فلن تعال أمسك السجد وصلي بالسلمي أو درّس أو أمسك هذه الوظيفة الهمة أو ألف كتابا أو ألقي
درسا أو ماضرة أو أمر بعروف أو أنى عن منكر ،هززت رأسك وقلت:
ال الستعان ،لو كنت تعلم ما ب كنت تعذرن ،فتحول هذا الشعور إل عائق وحائل ينع النسان من العمل.
وأنت تد أن كلم السلف يدل على أن الشكلة ليست ف وجود هذا الشعور والكلم ،ولكن الشكلة ف كونه يتحول
إل ذريعة لترك العمل الصال.
مثل أبو الوفاء أبن عقيل – رحه ال – صاحب كتاب الفنون ف ثانائة ملد وهو من أذكياء العال ،له كلم عجيب ف
توبيخ نفسه نقله أبن الوزي ف كتاب صيد الاطر ،وقال أبن الوزي بعد ما وبخ نفسه وذمها وعاتبها قال:
( وقد رأيت المام أبو الوفاء أبن عقيل قد ناح على نفسه نو ما نت فأعجبتن نياحته فنقلتها ها هنا).
يقول أعجبن صياحه وبكائه على نفسه.
ماذا قال أبو الوفاء؟ قال كلما طويل مقصده وخلصته أن أبا الوفاء أبن عقيل ياطب نفسه ويقول:
(يا نفس ماذا استفدت من عمرك الطويل؟ استفدت من أن يقال لك أنك إنسان مناظر قوي الجة ل غي ،مثل ما
يقال للمصارع النتصر الغارة (يوصف بذا الوصف أو يسمى بذا السم).
قال :وعما قليل تترك ذلك ف الوت ،بل حت ف حياتك لو برز للناس شخص أو شاب افره من وأقوى منك عبارة
لربا موهوا له بالقول وركضوا ورائه وتركوك ،فماذا انتفعت من قول الناس لك يا مناظر ؟ وأنت تعلم ما ف نفسك
وما ف قلبك.
ث قال وال ما أعلم ف نفسي حسنة أستطيع أن أسأل ال با فأقول :اللهم إن أسألك كذا بكذا.
مثل اللهم أن أسألك النة بأن أقوم الليل أو بأن أصوم النهار أو بصلة رحم مثل ،يقول إن ل أعلم لنفسي حسنة
أستطيع أسأل ال با فأقول اللهم إن أسألك كذا بكذا.
4
(وعما قليل أموت فيقول الناس مات الرجل الصال العال الورع الـ ..الـ ..وول لو علموا حقيقت ما دفنون).
وكلم من هذا القبيل طويل ،كلم ث قال:
(وال لنادين على نفسي وأفضحها لعل ال أن يرحن بذلك).
كلم أبن الوزي مثل ،وكل أبو الوفاء أبن عقيل وغيهم من أهل العلم لعل الكثيين منكم يفضحون نونية القحطان:
وال لو علموا قبيح سريرت ….لب السلم علي من يلقان
ولعرضوا عن وملوا صحبت…ولبؤت بعد كرامة بوان
إل آخر قصيدته.
لكن السؤال ،أبو الوفاء أبن عقيل وأبن الوزي والقحطان ومن قبلهم ومن بعدهم حت الصحابة رضي ال عنهم لم ف
ذلك كلم كثي ف ازدراء النفس ،هل هذا الشعور جعلهم ل يعملون ،ل ياهدون ،ل يأمرون بالعروف ل ينهون عن
النكر؟ ل ..أبو بكر هو الليفة وأمور السلمي كلها ف عنقه ومع ذلك كثيا ما يوبخ نفسه ،فإذا مدحوه قال:
(اللهم أغفر ل ما ل يعلمون واجعلن خيا ما يظنون).
وكثي ما كان أبو بكر رضي ال عنه يقبل على نفسه فيوبها ويذمها.
ومثله عمر ،خليفة وتعرف عمر ماذا فعل رجل إياب من الدرجة الول ،ومع ذلك عمر كما ف الثر الصحيح كان
يقول( :بخٍ بخ يا أبن الطاب ،بالمس ترعى غنم الطاب ،واليوم أمي الؤمني ،وال لتتقي ال أو ليعذبنك).
إذا فرق بي شعورك بالزدراء والحتقار لنفسك الذي هو خي وضمانة –إن شاء ال -عن العجب والغترار وعن
حبوط العمل وعن الكب وعن الغطرسة وعن رد الق ،فرق بي هذا ،وبي هذا الحتقار للنفس الذي هو مدخل من
مداخل الشيطان يعلك ل تقوم بأي عمل صال ول تارس أي دور.
كلم أبو الوفاء أبن عقيل وأبن الوزي والقحطان ومن قبلهم أب بكر وعمر وعثمان وعلي وفلن وعلن ل ينع آخرين
من أن يتكلموا عن ما وهبهم ال من الي والنعم.
لن النعمة يب أن تشكر ،وأول مراحل الشكر للنعمة هو أن تعرف النعمة ،يقول ال عز وجل:
(يعرفون نعمة ال ث ينكرونا وأكثرهم الكافرون).
فأول مراحل الشكر للنعمة العرفة ،فإذا كان ال أعطاك مواهب لبد أن تعرف هذه الواهب حت تشكرها ،ولو جحدتا
لكنت منكرا نعمة ال تعال عليك.
يوسف عليه السلم نب ال( :قال اجعلن على خزائن الرض إن حفيظ عليم).
ما منعه أن يطالب بأن يكون على خزائن الرض لنه يعلم أن ال تعال قد أختصه بذه الزايا.
أبن عباس يقول( :أنا من الراسخي ف العلم الذين يعلمون تأويله (وما يعلم تأويله إل ال) ،وف قوله تعال ( ،ما
يعلمهم إل قليل) ،أنا من القليل الذين يعلمه) .ل ينعه تواضعه أن يقول هذا.
عثمان أبن أب العاص كما ف السنن وهو حديث صحيح( :يا رسول ال اجعلن إمام قومي ،قال أنت إمامهم ،واقتدي
بأضعفهم ،وأتذ مؤذنا ل يأخذ على آذانه أجرا).
5
فعثمان ابن أب العاص ل ينعه تواضعه وهضم نفسه من أن يطلب أن يتول عمل دينيا وهو المامة.
ليس عمل دنيويا إنا ل نول هذا المر من طلبه ،ولكن العمل الدين.
ولذا ال تعال وصف التقي كلهم بأنم عباد الرحن بأنم يقولون:
(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعي واجعلنا للمتقي إماما).
اجعلنا للمتقي إماما ،ما طلبوا فقط أن يكونوا من التقي.
بل طلبوا أن يكونوا أئمة للمتقي ،ليسوا أئمة للمؤمني أو السلمي فقط ،بل للمتقي.
ول شك أنه من الغب أن يقول العبد ف سجوده ،واجعلنا للمتقي إماما ،ث يطلب منه أن يتول أمر ثلثة ف دعوة أو
إصلح أو قيادة أو توجيه أو أمر بعروف أو ني عن منكر ،ث ينفض ثوبه ويتنصل ويقول:
ل أستطيع …ل أستطيع.
لن مقتضى الشرع أن الدعاء يتطلب العمل الصال ،فإذا قلت:
(واجعلنا للمتقي إماما) ينبغي أن تسعى إل تقيق المامة ف الدين .قال ال تعال:
(وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لا صبوا وكانوا بآياتنا يوقنون).
قال سفيان( :بالصب واليقي تنال المامة ف الدين).
ولا قال ربيعة ابن مالك السلمي رضي ال عنه كما ف صحيح مسلم لرسول ال (صلى ال عليه وسلم):
(يا رسول ال أدعو ال أن أكون رفيقك ف النة ،قال أعن بكثرة السجود).
إذا ،إذا دعوت بشيء عزز دعائك بفعل السباب ،وكما قال عمر رضي ال عنه:
(أخلط مع دعاء العجوز شيئا من القطران).
كانوا يقولون إذا أصاب أبل الصدقة الرب ،نذهب إل عجوز هناك تدعو فيشفيها ال تعال ،فقال عمر رضي ال عنه:
ل بأس هذا جيد أذهبوا للعجوز لكي تدعو.
ولكن وف نفس الوقت هاتوا القطران وهو نوع من العلج اطلوا به هذا الرب فيزول بأذن ال تعال.
فالسبب لبد من فعله ،الدعاء سبب وفعل العمل الصال من السجود أو السعي إل المامة ف الدين بالصب والتقوى
واليقي هو أيضا مطلوب.
وأحيانا تد أن العصية أو النقص أو التقصي يتسبب للنسان ف ترك العمل الصال ،وكأنه يظن أنه ل يعمل للخي إل
الكامل فل يعملون ،مع أنك لو نظرت للنص الشرعي وجدت غي هذا.
يا فلن لاذا ل تدعو إل ال ؟
قال ال الستعان ،روائح ذنوب فاحت.
أنا أستحي أن أقف أمام الناس ،أستحي من ال تعال.
أخجل أن أعظ الناس وأنا أحتاج إل من يعظن.
طيب يا أخي ،الن أنت عندك مال ،هل تزكيه؟
6
قال نعم أزكيه لنه بلغ النصاب.
طيب ،الال بلغ النصاب تزكيه ،لكن أل تعلم أن العلم عليه زكاة أيضا ،وف نفس الوقت العلم ليس له نصاب ،فالرسول
عليه الصلة والسلم بي النصاب ف الموال الزكوية ،ولكن بالنسبة للعلم ماذا قال ؟ قال:
(بلغوا عن ولو آية) .كما ف الصحيح.
آية واحدة فقط أو حديثا.
(نظّر ال امرؤا سع منا حديثا فبلغه).
آية وحدة أو حديث واحد ،من يوجد من السلمي كلهم من ل يفظ آية أو يفظ حديثا؟
فيجب أن تتفطن أن كل قدر من العلم ولو قل عندك عليه زكاة ،وأن تقصيك أنت بفعل العصية ،ليس موجبا بل ول
مبيحا لترك النهي عنه ،وتقصيك بترك الطاعة ليس موجبا بل ول مبيحا بترك المر با.
بعن يب أن تأمر بالعروف ولو كنت تاركا له ،ويب أنت تنهى عن النكر ولو كنت واقعا فيه.
ولو ل يعظ ف الناس من هو مذنب….فمن يعظُ العاصي بعد ممدِ
ول شك ف هذا بل هو يكاد يكون إجاعا لهل العلم.
إذ كونك تركت العروف بنفسك هذا خطأ ،تعاله بطاء آخر أنك أيضا ل تأمر به.
وكونك فعلت النكر هذا خطأ ،لكن تعال هذا الطاء بطأ آخر هو أنك ل تنهى عن النكر.
وأضرب لك مثال بسيطا:
أنت – وحاشاك إن شاء ال – مبتلى بشرب الدخان لنك نشأت ف بيئة ل تعودك على ترك هذا ،فأخذته بالتقليد
والعادة وأصبح صعبا عليك تركه بسبب الدمان.
تزوجت ورزقت بأولد فوجدت أبن عشر سنوات من أولدك يدخن.
هل تقول حي إذا ل أناه لن أنا مدخن؟
قطعا ل… بل ستقول أمنعه وستتخذ من كونك مدخنا حجة عليه ،وستقول له يا ولدي
أنا جربت قبلك وابتليت بذا الداء الذي أخرج من مال وأتركه لكن عجزت.
فأنت الن ما دمت ف بداية الطريق أبتعد عن هذا الشيء.
فتستفيد من الطأ الذي وقعت فيه ف ني الناس.
مع أنك مطالب بترك العصية ومطالب بفعل الطاعة ،ولكن ليس من شروط المر بالعروف أن تكون فاعله.
ول من شروط النهي عن النكر أن تكون تركا له.
أما قول ال تعال:
(أتأمرون الناس بالب وتنسون أنفسكم).
هذا نعم ..ل شك أنه يوبخ لن المر للناس عال ،وكان مفروضا أن يكون أول المتثلي ،كما قال شعيب عليه السلم:
(وما أريد أن أخالفكم إل ما أناكم عنه
).
7
لكن كونك قصرت ف هذا ل يبيح لك أن تقصر ف الثان.
مثله قوله عليه السلم كما ف حديث أسامة ف صحيح البخاري:
(يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى بالنار …إل قوله كنتم آمركم بالعروف ول آتيه ،وأناكم عن النكر وآتيه).
نقول هذا هل دخل النار لنه يأمر بالعروف وينهى عن النكر؟
كل…المر بالعروف والنهي عن النكر بالنية الصالة عمل صال يدخل النة ويباعد عن النار ،وإنا دخل النار لنه
يفعل النكر ويترك العروف.
أو لنه يأمر وينهى على سبيل النفاق والداع والتغرير ل على سبيل الصدق والخلص والعمل الصال.
ولنسان الياب الفعال له منطق آخر.
تده مكن يلقي درسا عن قيام الليل وفصل قيام الليل ويرغّب الناس فيه ،فإذا قالت له زوجته وهي تعرف أنه ل يقوم
الليل ،أو قال له زميله الذي يعرف انه ل يقوم الليل:
يا فلن أتث الناس على قيام الليل وأنت منجعف على فراشك تتقلب ،ما تاف ال ؟ ما تستحي ؟
حاول أن يقوم وبذل الهد ،لكنه يقول ف نفسه أيضا ربا قام أحد هؤلء الناس الذين سعوا موعظت فدعا ال سبحانه
وتعال فكنت أنا شريكا ف الجر لنه قام بسبب ،وربا أشركن بدعوة صالة ،والدال على الي كفاعله.
وف حديث أب هريرة عند مسلم( :من دعا إل هدى كان له من الجر مثل أجور من تبعه)
وف حديث جرير أبن عبد ال البجلي( :من سن ف السلم سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل با)
فيأخذ المر من هذا النطلق.
أضرب لكم مثال يسيا ،وإنا اخترته لكثرة تكرره:
رأيت الكثيين من الشباب ،أئمة مساجد وأساتذة ،ومدرسي ف حلقات ،ومشرفي على نشاطات خيية ،تد الواحد
منهم يتبم من عمله ويتضايق ويهم بالترك حت كأنه عصفور ف قفص ،وقد التقيت بالكثيين منهم فأساله لاذا؟
فيقول عندي عيوب عندي أخطاء ،أنا ما أستاهل ،أنا..أنا..
وبعدما الغلغه واخرج ما ف نفسه أكتشف مثل أن هذا النسان مبتلى با يسمى بالعادة السرية.
طيب..هذا خطأ وينبغي أن تبذل جهدك للخلص منه.
ولو ل يكن من سيئاته إل ما أوجده ف قلبك من الضيق والتبم والسرة والشقاء والجل لكان كافيا.
ولكن هذا الذنب حت مع القول بتحريه وهو قول كثي من أهل العلم وإن ل يقولوا أنه من كبائر الذنوب بل هو من
صغائرها .هذا الذنب هل يوجب ترك المامة وترك الطابة وترك الدعوة وترك التعليم وترك التوجيه؟
يا أخي ربا يغفر لك بسبب إنسان علمته أو دعوته أو وجهته أو ركعة ركعتها أو صلة صليتها بالسلمي.
وهذا ضرره قاصر على نفسك ل يتعدى إل غيك ،لكن أعمال الي الت تقوم به أنت نفعها متعدي إل المة كلها.
فل يدعنك الشيطان ،يرك من العمال الصالة بذه الجة الواهية.
8
ث بعد ذلك ل أنت تركت العصية أو الذنب الذي أنت واقع فيه ول أنت قمت بذه العمال الصالة الت هي تقاوم
الث والسيئة ،وال عز وجل يقول( :إن السنات يذهب السيئات).
وف حديث النب (صلى ال عليه وسلم)( :وأتبع السيئة السنة تحها).
إذا ل بد من النول للميدان ،لبد من الشاركة ف العمال ،لبد من التوكل على ال عز وجل ،لبد من العلم الصحيح
الذي يضئ للنسان الطريق ويبي له ما يأخذ وما يدع ،ولبد من أن يهتم النسان بأمر نفسه ودعوته ،فيهتم بوضوع
القدوة ويهتم أيضا بوضوع الدعوة ،فإذا أراد أن يقوم بعمل من العمال الصالة فإنه يرص على إتقانا وأدائها.
الاجز الثان أو الوهم الثان وهو الوف:
والوف أذل أعناق الرجال ،وكما أسلفت أحيانا عندما يكون عند النسان خلل ف نفسيته يكون عنده خلل ف تصوره
للمور ,وإدراكه للمور وتيله لا ،فتجد أنه يطئ ف السابات ويضخم المور تضخيما مبالغا فيه.
فمثلا إنسان عنده وسواس ،ولشك أن الوسواس نوع من اللل ،تد هذا الوسوس ياف من الكفر ،فيقول يا أخي أنا
قلت كذا هل يعتب هذا العمل كفر؟ تقول له ل.
بعد فترة يقول لك أنا جاء ف قلب كذا ،هل تعد هذا من الكفر؟ تقول له ل.
وربا سألك ف اليوم الواحد عشرين سؤال كلها تدور حول هل يعد من الكفر؟ هل يعد من الكفر؟
طيب..أنت إنسان موصول القلب بال عز وجل ،مقبل على ال تعال ،مب ل ولدينه ،حريص على تنب حت الشبهة
فضل عن الرام ،فضل عن الكبائر ،فضل عن الكفر ،فكيف تول المر إل خوف ف قلبك؟
هذا بسبب أن عنده خلل ف نفسيته فصار عند خلل ف إدراك الشياء وتصورها وتيلها ومعرفتها.
فتجد أن النسان ياف ،ياف من الطلق مثل ،حت أن بعضهم مرد خاطر ف قلبه يأتيه الشيطان ويلقي عنده خاطر أنه
إذا ل تتجاوز هذه السيارة وتسبقها فزوجتك طالق ،مرد خاطر.
فتجده يسرع بقوة حت يتجاوز هذه السيارة ،فإذا وصل إل الشارة وضع الشيطان عند وهم أنه إذا ما رجعت من عند
هذه الشارة وأخذت الدورة مرة أخرى من عند الرصيف الخر فزوجتك طالق.
فتجد هذا السكي يركض كالجنون ،تركض وراء ماذا؟ تبحث عن ماذا؟
مرد أوهام يلقيها الشيطان وأخيلة نتيجة خلل ف النفسية واضطراب وعدم وضع للمور ف مواضعها.
هذا نوذج قد يكون واضح ،وربا البعض يضحك منه.
لكن خذ أمثلة مشابة قد ل تضحك منها بل ربا تقول أنا مبتلى با.
مثل الوف من رجال المن ،الوف من أجهزة الخابرات وأجهزة الباحث.
تدها ترسم بصماتا أحيانا على بعض الناس فيخاف من كل شيء ويقرأ ف كل حركة وف كل لفتة وف كل نضرة.
ياف من الباحث ياف من الستخبارات ،ياف من الدول ،سواء ما يسمونا الدول العظمى أو غيها حت يقول
أحدهم وكان إنسانا أخطأ فهرب فيقول معبا عن هذا العن بالضبط يقول:
9
لقد خفت حت لو تر حامة….لقلت عدو أو طليعة معشر
فإن قيل خي قلت هذه خديعة….وإن قيل شر قلت حق فشمر
يقول إذا جاءن واحد وقال أبدا اطمأن المور طيبة ،قلت هذا مرسول ليخدعن ،وإن جاءن أحد وقال أهرب الطلب
ف أثرك ،قلت هذا صادق ث شرت وركضت .هذا خوف.
والخر يقول:
حت صدى المسات غشاه الوهن…ل تنطقوا إن الدار له إذن.
والثالث يقول:
لو كنت أستطيع أن أقابل السلطان
قلت له يا حضرة السلطان
كلبك الفترسات دائما ورائي
كلبك الفترسات مزقت حذائي
ومبوك دائما ورائي
أنوفهم ورائي ،عيونم ورائي
آذانم ورائي
كالقدر الحتوم كالقضاء
يستجوبون زوجت
ويكتبون عنهم أساء أصدقائي.
والرابع الذي يقول:
(هناك مب يدخله مع الشهيق ،ويرج مع الزفي أو يرسل التقرير مع الزفي).
طبعا هذا شاعر ،ومن عادة الشاعر أنه يب البالغة بطبيعته ،وليس بالضرورة أنه يعيش هذه الوهام ،لكن هو يصور
حقيقة لكن بالغ ف تصويرها ،ولكن هذه البالغة تتحول إل إحساس حقيقي عند بعض الرضى.
وبعض الصابي فتجد أنه ياف من كل شيء،ل يعمل شيء ،تايله الوهام دائما وأبدا.
وبالعكس تد أحيانا دول أو مسؤولي ف دول أو شخصيات تده ياف من الناس ياف من شعبه.
يفسر كل حركة وكل خطوة وكل سكنة وكل ماولة وكل شيء بأنه ضده وأنه القصود فيه ،فتجده يواجه هذا ويارب
هذا ويفرق الجتمع ويمع التفرق ،ويقوم بركات تنبئ عن الوف.
هذا الوف هو ف كثي من الحيان عبارة عن وهم نفسي ،وليس حقيقة واقعة ،وبالتال قد يتصور أنه يستطيع أن يؤذ
الناس أو أن يبطش بم أو ينكل أو يكمم الفواه أو ما أشبه ذلك ولكن هيهات.
وهذا ما يسمى أحيانا بعقدة الؤامرة الت توجد لدى الفرد أو الماعة أو الدولة ،شعورك بأن كل شيء مؤامرة ومطط
ضدك أو ضد هذه الدولة أو ضد السلم أو ضد جاعة بعينها مثل.
10
نعم نن ندرك أن هناك مؤامرات ،ويب أن نعرف الواقع ،ونعرف حجم عدونا ونعرف كيف يفكر وكيف يعمل.
وحت ل نبالغ فنحن ف أحيان كثية نتكلم عن مؤامرات العداء ونشخصها.
وقبل أيام كان ل درس عن وسائل النصرين ،وسأتدث عن هذا الوضوع أيضا مرات أخرى.
لكن فرق بي أن تدرك الواقع على طبيعته وبي أن تضخم هذا الواقع حت يتحول إل عقدة عندك تتصور كل شيء ورائه
مؤامرة ،حت لو كان شيء ف صالك تيلت أن ورائه مؤامرة وبذلك توقفت عنه.
مثل إنسان يقدم له طعاما طيبا فيقول وال مكن أن هذا الطعام فيه شيء فيه حاجة ،إذا ل داعي ،فيتركه خوفا أن يكون
ورائه شيء ،فيحرم نفسه من خي أتيح له.
وينبغي أن تدرك أن العدو والعداء ،وأن أجهزة الخابرات العالية مثل الخابرات المريكية أو الوساد السرائيلية أو
الخابرات الروسية ،أو أي جهاز مابرات ف العال.
بل حت الدول نفسها تعتمد على ما يسمى بالرب النفسية ،حرب التخويف والتضليل وإلقاء الرهبة ف نفوس الشعوب.
حت تد أن الواحد ينهزم قبل أن يوض العركة لنه يشعر أنه ضعيف وأنه ل يلك شيء ف حي أنه يواجه عدوا مدججا
يلك كل شيء.
ولعلكم تعرفون على سبيل الثال أفلم الرعب الت تعرض الن ف التلفاز أو ف الفيديو وأكثر من يشاهدها الطفال.
مسلسلت للرعب كيف تغرس ف نفوس الطفال؟
تغرس ف نفوسهم الخاوف ،وتغرس ف نفوسهم الرعب حت إن إحدى الستشفيات استقبلت ف أسبوع أكثر من أربعي
حالة لبعض الطفال بسبب فيلم أو مسلسل عرض ف التلفاز.
أيضا تعرف كتب الاسوسية باللف ،الكتب الت تتكلم عن التجسس والاسوسية ،وأعمال الاسوسية وغيه ،بعضها
حقائق وبعضها غي صحيح ولكن ربا بعض الوكالت تقوم بنفسها بالتأليف عن نفسها من أجل أن تضخم حقيقتها ف
نفوس الشعوب ،لن الوف أحيانا يريهم من أشياء كثية.
مرد الوف منعك من العمل ومنعك من الشاركة ومنعك من القدام فلم يتاجوا بعد ذلك إل شيء آخر ،وهم
يعتمدون على التهويل والبالغة ،بل يقومون أحيانا بتسريب بعض العلومات والخبار غي الصحيحة من أجل الرب
النفسية.
وأوضح مثال اليهود:
الن هناك عشرات الكتب تتكلم عن اليهود ،اليهود القوة الفية ف العال.
اليهود الذين يلكون القتصاد ويلكون العلم ويلكون أمريكا ويلكون روسيا.
واليهود الذين يلكون التصنيع،.حت تصور البعض أن اليهود وراء كل شيء ووراء كل عمل وأن أمريكا دمية بيد اليهود،
وأن روسيا كذلك ،وأن العال كله.
وبناء عليه فليس هناك داعي أن نواجه اليهود ،ول أمل ف النتصار عليهم.
11
طيب ..لاذا ل تفترض أن هذه الصورة الوهية اليالية البالغ فيها أن اليهود هم الذين سعوا إل رسها لنفسهم ف نفسي
ونفسك حت نبقى خائفي ،ول شك أن الوف بداية الزية.
خاصة إذا تصورنا أن اليهود عندهم خطط ف الرب النفسية ناجحة ف مال العلم ،نعم ف مال الرب النفسية
والخابرات لديهم خطط ،فل غرابة أن يططوا لثل هذا ،لكن تصور أن اليهود يتحكمون ف كل شيء هذا وهم.
والمر كما قال أحد الكتاب:
(قال اليهود ل يصنعون الحداث ،ولكنهم يستغلونا).
وهم أعجز من أن يديروا كل شيء ويعملوا كل شيء ،لكن عندهم قدرة على استثمار الحداث بقدر المكان
لصالهم ،وهذا ل ينكر ،واليهود لديهم قوة ولديهم قدرة ولديهم تغلغل.
مثل ف أمريكا وف روسيا وف عدد من البلد ،وأعطاهم ال سبحانه وتعال بعض التمكي ،لكن مع ذلك أقول أن
الصورة الت ترسم ف أذهاننا هي ف كثي من الحيان صورة خيالية ومبالغ فيها عن حقيقة القوة اليهودية.
مثل ذلك أيضا قصص التعذيب:
كثي من شباب الدعوة أول ما يبدأ ف القراءة يقرأ مثل كتاب:
البوابة السوداء ،ف الزنزانة ،لاذا أعدم سيد قطب وإخوانه ؟ ،ف غياهب السجون.
وعشرات الكتب الت تتكلم عن سجون عبد الناصر
وألوان التعذيب ،أو السجون الن ف تونس أو ف الزائر أو ف أي بلد آخر.
فالشاب الذي هو ف أول حياته ل ينضج بعد ،ول يزال غضا طريا نشأ على هذه العان وهذه الفاهيم فتولد عنده رعب
وخوف ،ونشأ ف نوع من الذل ونوع من الزية ونوع من الضعف.
فأصبح مثل الشجرة الت نشأت ف الظل ليس فيها قوة واخضرار وناء ،تد فيها صفرة وفيها ضعف ول تقاوم العواصف
خاصة إذا كان هذا ف أول عمره وترب عليه وأكثر من قراءته ففي الغالب أن هذا يدث عنده أثرا سلبيا.
إذا لبد من تطيم هذه الخاوف وهذه اليبة والديث بصورة معتدلة عن كل هذه المور.
فمثل لاذا ل نتحدث الن عن سقوط أمريكا؟
وقد ظهرت الن كتب ودراسات وتقيقات علمية عن بداية السقوط لمريكا ،ليس بأقلم علماء ومشايخ وكتاب
مسلمي ،ل ..بل بأقلم أمريكان.
ومن آخر هذه الكتب وأخطرها وأكثرها شهرة كتاب أسه "صعود القوى العظمى وانطاطها" ،يتكلم عن ما جرى
للتاد السوفيت ويقول إن السنة ماضية وأن أمريكا تسي على الثر.
ث رصد عدد من الظواهر الجتماعية والقتصادية والسياسية والعسكرية الت تأكد أن أمريكا سوف تتفتت وتنهار بطريقة
أو بأخرى كما انار التاد السوفيت.
فلماذا ل نتكلم عن هذا العن حت نزيل الرهبة الوجودة ف نفوس البعض.
12
والذين يتصورون أن أمريكا تستطيع أن تفعل كل شيء ،وأنا تيمن عل كل ما يقع ف هذا الكون حت تولت إل شبح
ليس ف نفوس البسطاء والسذج فقط ،بل ف نفوس الساسة أحيانا وف نفوس الفكرين وف نفوس الصحفيي والعلميي.
ولعلكم تسمعون وتقرءون كيف يتكلمون عن هذه القوة الت يقدسونا ويسبحون بمدها أحيانا ويضفون عليها من
أوصاف اللل والقوة والقدرة واليمنة شيء ل عهد للتاريخ بثله.
لاذا ل نطم هذه اليبة بالكلم عن سقوط أمريكا هذا السقوط الوشيك خس سنوات عشر سنوات المر يسي.
لاذا ل نتكلم مثل عن سقوط اليهود سواء من خلل الحداث الواقعية أو من خلل النصوص الشرعية؟.
لاذا ل نتكلم عن ضعف البشر وأن جيع أجهزة البشر وإمكانيات البشر مهما بلغت من قوة ومن دقة فهي ضعيفة ،ولو
أردت أن أحدثكم ف هذا الوضوع لفعلت ولكن ليس هذا موضوع حديثي.
الهم أن نثبت أن البشر ضعاف ومهازيل ويفوتم الكثي وتنطلي عليهم أمور كثية جدا ،وهم ل يدركون إل القليل،
وحت هذا القليل الذي يدركونه قد ل يدركونه تاما وعلى حقيقته بل يدركون شيئا منه:
(يعلمون ظاهرا من الياة الدنيا).
وقارا وقد خلقكم أطوارا). وبالقابل ل بد من تعظيم ال عز وجل( :ما لكم ل ترجون ل
اليان بوعد ال تعال ولقائه واليوم الخر الذي تعد الدنيا كلها وما فيها بالنسبة له كقطرة ف بر.
اليان تعظيم رسل ال عز وجل ومبتهم واليان با جاءوا به.
إدراك أو تصور وتذكر الوت الذي يهون عليك كل شيء وهو السبيل إل الدار الخرة.
اليان بقضاء ال وقدره ،كل هذه العان إذا ترب عليها النسان وأدركها بنفسه إدراكا صحيحا اعتدلت عنده المور
وأصبح يدرك المور على حقيقتها بل مبالغة.
من ألوان الوف وهو من أنواع اليل النفسية ،الوف من الفشل:
فتجد النسان ل يقوم بأب عمل لاذا؟
قال أخاف أفشل.
لاذا مثل ل تدرس؟
قال أخشى من الرسوب.
طيب أقترح عليك لو تقوم تلقي كلمة.
قال وال أخاف أخطئ ف اللغة أو آت بكلمة مضحكة فيسخر الناس من ث بعد ذلك ل أقوم أبدا ول تقوم ل قائمة.
طيب..لاذا ل تفتح مؤسسة تارية تستفيد منها وينتفع من ورائها السلمون؟
قال وال أخاف من السارة.
إذا هذا الوف إذا لحق النسان سيمنعه من أي عمل.
وبناء عليه يب أن تدرك أن أي عمل ف الدنيا يتطلب قدرا من التضحية وقدرا من الغامرة.
فالعمل التجاري مثل ،خاصة إذا كان عمل مدروسا قد يفشل فعل ،لكن كم نسبة فشله؟
13
إذا كان مدروسا فقد تكون نسبة الفشل عشرة بالائة ،وهذه نسبة ل يلتفت إليها ،ث لو حصل الفشل ،تصور ما النتيجة؟
ربا تسر عشرة آلف ريال ،خسة عشر ألف ريال ،عشرين ألف ريال فقط وتستطيع أن تسددها ،ليس الفشل معناه
أنك خسرت الدنيا والخرة مثل.
ولذلك تفكر بقدر إمكانياتك ،ل تفكر تفكيا خياليا.
طيب ..الكلمة الت نطالبك أن تتكلم با أمام الناس أو تلقي موعظة ،تقول يكن أخطئ.
إذا أخطأت كان ماذا؟ سأستحي وأخجل.
مكن وصحيح ،لكن هذا الجل ستنساه خلل يوم أو يومي ،وتتنع عن الكلمة أسبوع ،وف السبوع الثان ربا تكرر
الحاولة ول تعود إل الفشل بأذن ال تعال.
ومع ذلك نن نقول ينبغي أن تتاط وتضبط الكلم وتعده إعدادا جيدا وحت تطمئن إن شاء ال أنك لن تطئ ،وإن
كان خطأ فهو خطأ يسي مكن أن يتمل ،مثل أن يكون خطأ ف اللغة فقط.
طيّب ..حت لو تصورت السباحة مثل ،كم واحد ل ييد السباحة؟
لاذا؟ ..عملية بسيطة ل تتاج إل جهود ول إل تعب ،اليوانات تسبح تلقائيا إذا وضعت ف الاء.
لكن تد النسان لنه تعلم الوف ،فتجده ياف ول يسبح أحيانا ،لاذا؟
لنه عنده عقدة الوف ،أخاف من الغرق.
وبذه العقدة توقفه عن أي عمل إياب ومثمر.
إذا لبد أن تعمل أعمال الي ،بل حت أعمال الدنيا الطلوبة منك باجتهادك ،ولئن تعمل باجتهاد ويتبي لك ف ما بعد
أن هذا الجتهاد مرجوح خي من أن تقعد.
يعن الذي يعمل ويطئ أحب إلينا من الذي ل يعمل أصل.
فكونك تأمر بالعروف ث اكتشفت القيقة أنك الرة هذه أغلظت ف المر بالعروف ،أنت أحب إلينا من إنسان ل يأمر،
خاصة إذا كان الغلظ بقدر معقول ،لاذا ؟
لنك استفدت درسا من الغلظ هذه الرة ،فالرة الثانية إن شاء ال سوف تأمر بالعروف وتنهى عن النكر بالسن
والكمة والكلمة الطيبة ولن تغلظ إل أحد بقول أو فعل.
لكن ذلك النسان الذي ل يأمر بعروف ول ينهى عن منكر هو قد قصر ف أصل الواجب.
وأنت مطالب بأن تعمل وتصحح وتواصل ،ل تقف عند الطأ ،صحح الطأ وواصل.
ولو تأملت القرآن والديث لوجدت أن ترك العمل خوف الفشل من سات النافقي ،وإياك أن تكون منهم.
(الذين قالوا لخوانم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا).
خضنا معركة وقتل منا من قتل ،فجاء واحد وقال:
قتلوا هؤلء ،يا أخي نزفت دماء.
هؤلء لو أطاعونا وجلسوا ف بيوتم ما قتلوا.
14
(قل فأدروا عن أنفسكم الوت).
من ل يت بالسيف مات بغيه ،قتل هؤلء ف معركة شهداء ف سبيل ال.
طيّب ..كم يوت ويقتل ف سبيل الطاغوت ؟
كم يقتل ف سبيل الدنيا ؟
كم يقتل من مهرب الخدرات ؟
كم يقتل من اللصوص ،كم يقتل ..وكم يقتل ؟
أعداد غفية من الناس.
طيّب..كم يوت بالرض ؟
كم يوت بالوع والعطش والعري والبد والر ؟
أعداد غفية من الناس ،فلماذا تستكثر أن يوت ف سبيل السلم بضعة أشخاص أو مئات أو ألوف ،ول تستكثر أن
يوتوا ف سبيل الدنيا ،الوت أمر طبيعي ،ومن ل يت بالسيف مات بغيه.
(لو كان لنا من المر شيء ما قتلنا ها هنا).
يقولون نن ما كان رأينا الروج ف العركة ،كان رأينا نلس ف الدينة.
فلو كان الرسول (عليه السلم) استشارنا ما قتلنا ها هنا.
( قل لو كنتم ف بيوتكم لبز الذين كتب عليهم القتل إل مضاجعهم).
إذا الؤمن بالقضاء والقدر ما يأت دائما وأبدا لو ..لو.
ولذلك النب عليه الصلة والسلم قال ف نفس حديث أب هريرة الذي سقته أول:
(ول تعجز) لحظ قرن بي هذا وهذا قال ول تعجز فنهاك ني عن العجز ،من أسباب العجز الوف من الفشل ،أن
تقول ل أفعل أخاف ،ولذا قال:
(وإن أصابك شيء فل تقل لو أن فعلت كذا لكان كذا ،ولكن قل قدّر ال وما شاء فعل ،فإن لو تفتح حل
الشيطان).
من ألوان وصور الوف أيضا الوف من النقد والتبم به:
فالكثيون من الناس يتلكون حساسية مفرطة شديدة ،ل يب أن يسمع كلمة نقد ،وإذا انتقد يس بأنه اختل توازنه،
ويتمن أن تنفتح الرض لتبتلعه خجل.
أو أحيانا تد بعض الناس يستكب عن النقد ويتعجرف عن أن يسمع ،مع أن الواقع أن النسان إذا قام بعمل فهو عرضة
للنقد ،ولذا قالوا:
(من ألف فقد أستهدف).
يعن لا تكتب كتاب وتقدمه للناس فسيقرئه مئات أو ألوف.
هذا أعجبه الكتاب وهذا ما أعجبه ،وهذا أعجبه لكن له ملحظات ،وهذا ..وهذا.
15
هذا شيء طبيعي ،وحينما تلقي درسا أو ماضرة أو كلمة.
سيقول هذا زاد وهذا نقص وهذا أخطأ وهذا لن وهذا أفرط وهذا فرط..إل أخره.
وهذا طبيعي ،فأنت حينما تقوم بأي عمل ،ضع باعتبارك أنك عرضة للنقد ،حت العمال الدنيوية.
تارة مثل ..سيقول لك واحد وال يا فلن لو كانت البقالة ف الكان الفلن كان أفضل.
وآخر يقول لك العامل الذي وضعته غي مناسب وغي مأمون ،وهذا أخلقه سيئة وشرسة مع الناس..وثالث..ورابع.
إذا أنت عرضة للنقد ينبغي أن يكون لديك استعداد للعمل واستعداد لسماع النقد واستعداد للتصحيح أيضا.
لاذا؟ ..لن الناقد يشترط كما يقول بعضهم.
بعن أن الناقد يشترط الكمال ف ما قلت أو ف ما فعلت ولذا يطالبك بالزيد من الشروط السليمة.
ولذا قال الشاعر حت عن خصومة:
عدات لم فضل علي ومنة… فل أبعد الرحن عن العادي
همُ بثوا عن زلت فاجتبتها… وهم نافسون فاكتسبت العال
ما رأيك ف إناء يشترك ف غسله أيد كثية من أيدي الصدقاء والعداء ،لبد أن يتنظف هذا الناء ولو بعد حي.
من ألوان الوف ،الوف على لكاسب:
هذا موظف مثل كسب ف وظيفته مستوى معينا أو رتبة معينة ،فتجده ل ياول أن ينتقل مثل إل إدارة أخرى…لاذا؟
لنه ياف على بعض الكاسب الت حصلت له ف إدارته.
يقول مثل أنا أقمت علقات جيدة مع الرؤساء ،فربا لو انتقلت إل إدارة أخرى قد ل يصل هذا.
هذا قد يقع ،لكن أحيانا تد أن هذا الوف قد يول بينك وبي وظيفة أفضل.
كذلك التاجر ،لو تقترح عليه النتقال إل عمل تاري أمثل وافضل ،خاف.
حت بائع السامي ف السوق ،لو تأتيه وتقول:
يا فلن أنت تتاجر ف السامي ،والناس الن بنت الدور والقصور وملكت وكذا ،لاذا ؟
أنت رجل وعندك عقل وتفكي.
فيتصور هذا النسان أنه لو ترك بيع هذه الشياء البسيطة أنه سوف يوت هو وأولده جوعا..لاذا ؟
لنه حصل كسبا بسيطا فهو ياف على هذا الكسب أن يضيع.
ومثله داعية قام بعمل طيب ولكن هذا المل مدود ،مثل أقام مكتبة ونشط ف هذه الكتبة وهدى ال على يديه أفراد ف
الي ،فتقول له يا فلن:
أنت لست حقك أن يهدي ال على يديك خسة أو عشرة ،أنت حقك أن تاطب بلدا بأكمل أو أمة بأكملها.
قال يا أخي نعم لكن هؤلء العشرة أخاف عليهم أن يضيعوا وليس لم أحد غيي.
فالوف على هذا الكسب تسبب بأن يفوت على نفسه خيا أكب واعظم.
قد يكون هذا هو قدره ،قد يكون هؤلء الفراد هم الجم الناسب لمكانياته.
16
لكن أحيانا قد تد إنسان يلك مواهب أكب وأوسع وأكثر وقدرات وإمكانيات قد أهدرها وضيعها..لاذا؟
لنه أرتبط بذا الواقع وهذا الوضع فصار يشى على هذا الكسب ،وهو مكسب حقيقي ،ولكنه مدود ويكن أن يقوم
به إنسان آخر أقل منه مواهب ،فخسرنا بذلك وخسر هو أمور أكب.
لاذا ؟ لنه دائما يد يدا قصية ،وهو يامي دون هذه الكاسب وياف عليها.
ولذلك كلما قيل له تعال هنا ،تعال إل هذا اليدان
قال ل أخاف على فوات بعض ما كسبت.
إذا لبد من كب المة وعلوها وحسن الظن بال تعال ،والعوام يقولون ف أمثلتهم:
(قل خيا يقوله ال عز وجل).
ونن ل نقول هكذا ،ولكن نقول كما قال ال عز وجل ف الديث القدسي وهو صحيح:
(أنا عند ظن عبدي ب ،فليظن ب ما شاء).
فظن بال خيا ،وأعتقد إن شاء ال أن ال يفتح لك أبواب الي ،مت ما كبت هتك واتسع نطاق تفكيك ،وانتقل إن
شاء ال من مكسب إل مكسب ومن نصر إل نصر أكب منه ،ول تقف عند حد معي وتقول هذا يكفي.
من اليل النفسية تطلب الكمال مع عدم السعي ف تصيله:
تد النسان أحيانا يفترض هدفا عظيما وكبيا جدا ل يستطيعه ول يسعى إليه وإنا يتحسر ف نفسه ويدع العمل.
وخذ هذه بعض المثلة:
مثل يفترض السلم اليوم وجود دولة إسلمية نظيفة ناضجة كاملة على الكتاب والسنة.
يأمر فيها بالعروف وينهى فيها عن النكر وتقام الدود وينع الرب.
ول يوجد فيها منكرا ول معصية ويدعى فيها إل السنة ،يعن يفترض دولة إسلمية كاملة مائة بالائة.
ث ينظر إل واقع العال كله اليوم فيجد أن هذا المر بعيد النال ،فحي إذ يصبح عنده نوع من الستحسار وترك العمل.
مثال آخر إنسان بدأ ف طلب العلم فتبز إل ذهنه أحيانا:
صورة عال أو فقيه أو مفت ل يسأل عن مسألة إل أجاب فيها بالدليل والتعليل والتفصيل.
وأحيان يبز إل ذهنه ذاك الديب الشاعر اللغوي التكلم.
وأحيانا تبز إل ذهنه ذلك الطيب الفوه الذي يهز أعواد النابر.،
فتجد هذا النسان مشتت ،يتصور أنه يكون كل هؤلء ،عال وفقه وخطيب ومفت وداعية وشاعر.
فيتصور أن هذا المر بعيد النال فيستحسر ويدع طلب العلم.
لاذا ؟ لن هذه الصورة الت رسها صورة مثالية كمالية ،هي خيالية قد ل تكون واقعة أصل أو مكنة.
إنسان ثالث يتصور أنه مطالب بتربية الشعوب كلها على السلم قبل أن يتحقق للسلم نصر.
فيقول مت نرب الشعوب كلها ،الواحد منا يلس سنوات يرب شخص على السلم أو أشخاص ،وقد ل يتم له ما أراد،
فكيف ترب شعوبا بأكملها ،إذا هذا أمر مال فيستحسر ويدع العمل.
17
وينسى أنه ليس بالضرورة أن تكون تربية الشعوب كلها أن يربون على النهج الكامل أصول وفروعا واعتقادا وعمل
وعبادة ف جيع الوانب..ل .هذه سنة ال أن البشر فيهم وفيهم.
والرسول عليه الصلة والسلم كما تعلم مثل لا جاء إل صلح الديبية كان معه ألف وأربعمائة رجل.
وف فتح مكة زاد العدد فلم يكلم أحد بعد الصلح إل أسلم..
وبعده ف حني خرج النب (صلى ال عليه وسلم) بعشرة آلف ،عشرة آلف هؤلء خلل فترة مدودة جدا هي أقل من
سنتي ،بطبيعة الال ما تلقوا من التربية قدرا كبيا ،ولذا لا مروا بقوم على شجرة قالوا :
(يا رسول ال أجعل لنا ذات أنواط كما لم ذات أنواط).
فقال عليه الصلة والسلم:
(إنا السنن ،قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لوسى أجعل لنا إله كما لم آلة).
ث صلى بم عليه الصلة والسلم على أثر ساء كانت من الليل ،فقال:
( هل تدرون ماذا قال ربكم ؟)
قالوا ال ورسوله أعلم،
قال( :أصبح من عبادي مؤمن ب وكافر ،فأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر إل آخر الديث)
الهم تربية عامة وتربية جاعية جاهيية على قدر معقول من الدين ،وقدر معي ول يلزم أن يكونوا كلهم ف الدرجة العليا
من الفهم والوعي والعلم والدراك ،بل قد علم كل أناس مشربم ،وكل إنسان له سقف وله مستوى يكفي أن يصل إليه.
مثله أيضا لا يتكلم النسان ،يلقي درسا أو ماضرة يفترض ف نفسه جاهي غفية تضر له ،فإذا جاء للمسجد وقد تعب
وأعد وجد أن الضور صف أو صفي أصيب بإحباط ونكسه ،ث تصور أن هذا العمل خطأ.
طيّب ..لاذا تفترض كمال العمل منذ البداية ،لاذا ل تعود الناس القوة والودة ف العداد والتجديد والبذل ،وسيتكاثر
حولك الناس حت ينتفعوا بك ويستفيدوا من علمك.
ومثله تاما أو قريبا منه قضية ترك العمل بجة عدم صلح النية.
فتجد لواحد يترك العمال يقول أخاف من الرياء.
طيّب ..ليس الل هو ترك العمل ،بل أستمر ف العمل وجاهد نفسك على ترك الرياء.
صحح النية وادع ال تعال وقل كما علم الرسول(صلى ال عليه وسلم) أبا بكر:
(اللهم إن أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا أعلمه ،وأستغفرك لا أعلمه).
واستمر على العمل ول يكون هذا سببا ف ترك العمل بسبب فساد النية.
إذا وجود هدف معقول من أسباب حسن العمل.
فأنت مثل تنشر العلم وليس بشرط لكي تدرس أن تكون عالا فحل يشار إليك بالبنان ،ولكن لو كان عندك معرفة بت
من التون فمن المكن أن تدرسه للناس بقدر طاقتك.
تفيظ القرآن ،ل يشترط لكي تلس لتحفيظ القرآن أن تكون حافظا للقران بالقراءات السبع وعلومها.
18
بل لو كان عندك القدرة على الفظ بيث تفظ وتفظ طلبك ف آن واحد ول يوجد غيك أفضل منك فل بأس بذا.
وهكذا الطابة ليس شرطا أن تكون (سحبان وائل) مثل ،أو خطيبا يهز أعواد النابر ويرك عواطف الماهي من أول
وهلة ،الهم أن عندك قدرة على أدن حد معقول من الطابة لتستفيد من هذا وتتدرب وتترقى ف مراقي ومعارج الكمال
شيئا فشيئا.
ولبد أن تدرك أن المور نسبية،
وأننا نن الن ف زمن الغربة ،وهذا آخر الزمان،
وأنت الن لست ف القرون الفاضلة الت ذكرها النب (صلى ال عليه وسلم) وقد كثرت الفت وكثرت الشهوات وكثرت
الغريات وكثرت الصوارف لك أنت ولغيك من الناس عن الي ،فينبغي أن تضع ذلك كله ف اعتبارك.
إذا فلبد من اليان والقبول بالكاسب الزئية والطالبة با هو أكب منها كما سبق.
مثل ليست المور كلها مائة بالائة أو صفر ،أنك تطلب دائما وأبدا طفرات ،أو تفسر الكاسب تفسيا غي دقيق بناء
على أنه القصود منها الجاملة أو لحتوى أو التخطيط أو غي ذلك.
واضرب لك مثال يوضح لك ما قصدت:
أنت تطلب الكمال ،وجدت مثل ف أسواقنا ف كل مكان أن السواق متلئة بأماكن الياطة النسائية ،والياطون رجال،
وهذه الصورة ف الواقع صورة شاذة لن رجل تقف أمامه امرأة لدة نصف ساعة أو ساعة أو ساعتي أحيانا ويرى بعض
مفاتنها وتتحدث معه وقد تضحك معه وقد تتصل عليه بالاتف وقد تادثه إل آخره.
هذه الصورة صورة شاذة ،ولكنها أصبحت مألوفة ف الجتمع لنا موجودة.
فبعد فترة ند أنه وجد ف الجتمع أماكن خياطة نسائية للنساء ،يعن أن الياطات نساء ،ووجدت أن كثيا من الناس
يقول لك يا أخي إن أماكن الياطة النسائية هذه غي مرية أو أنا مشبوهة.
وأنا لست أزكيها ول أدري عنها شيئا ،لكنن أقول على كل حال هي أفضل إجال من أماكن الياطة الرجالية لن
الصل أن الرأة تتعامل مع امرأة مثلها ،وينبغي أن تضبط ويافظ عليها وتراقب بالوسائل المكنة.
لكن ل ينبغي أن تارب لننا نقول أنه يتسن للمرأة أن تتصل با وتفسدها أكثر ما يتسن للرجل ،لن الصل أن تتعامل
الرأة مع الرأة.
مثل الضيفات ،وأعرف أن الضيفات ف الطوط هنا قد ألزمن بالجاب.
ومثله أيضا المرضات ف بعض الستشفيات ،هذا مكسب ،هو مكسب جزئي لشك وليس هو كل ما ننادي به أو كل
ما نطالب به ،لكن أنت أحسب أنه واحد باللف أو عشرة آلف ما هو مطلوب ،وما ينبغي أن نسعى إل تصيله.
فأنت تنظر إليه حينئذ على أنه مكسب طيب تفرح به وتطلب الزيد ،فل تتوقف لنه حصل لك ما تريد ،هذا شيء ما
تريد ،وهو ليس جديدا أصل لن هذا هو الصل ،وكان يفترض أن ل يوجد الطأ أصل بيث تتاج إل تصليح ،فكان
يفترض أن ل يوجد ف الجتمع أصل إل الحجبات وإل التدينات وإل التسترات اليات البعيدان عن أي نوع من ألوان
التبج .لكن إذ وجد هذا النكر فالسعي ف إزالته واجب،
19
والفرح بزوال النكر أو بعضه أيضا هو أمر فطري ل يلك النسان حياله إل أن يفرح.
مثله أيضا قضية البنوك السلمية ،الصل أن ل يوجد ف أي متمع مسلم بنك إل إسلمي وفق الشريعة ،وهذا مكن
وليس مستحيل أبدا ،وتضخيم هذا المر وتويله هو من اليل النفسية ،فمن المكن أن تكون كل بنوكنا إسلمية ،وكل
معاملتنا إسلمية ،ليس بشرط بي يوم وليلة بل نعطي فرصة لترتيب هذا المر.
القصود أنه لا تفتح الجالت لقامة بنوك إسلمية ،هذا مكسب جزئي أفرح به باعتبار أنه خطوة ل باعتبار أنه الطلب
النهائي .فوجود بنك إسلمي يعل من يريد اللل يده فل يتجه إل البنك الربوي إل من أصروا عليه.
كما أن هذه البنوك السلمية بإذن ال تعال مع الوقت سوف تقاوم وتنافس البنوك الربوية خاصة مع ازدياد الوعي الدين
لدى الناس والرص على اللل وتنب الرام ،ث أنا مع الوقت سوف تثبت إذا نحت وهي ستنجح بإذن ال إذا وجد
الغيورون ورائها ،سوف تثبت أن وجود اقتصاد إسلمي نظيف أمرا مكنا ول حجة لحد ف تركه.
إذا من المكن أن أقبل بالكاسب الزئية وأطالب بالزيد ،وليس شرطا أن ل أقبل إل الشيء الكامل مائة ف الائة.
أتصور كما قلت دولة إسلمية كاملة ،أو أتصور مثل علما غزيرا أو شعوبا تربت بأكملها على السلم أو غي ذلك.
من صور تطلب الكمال مع عدم السعي ف تصيله أنك تد النسان ينتقص الخرين أحيانا أو يعكر على جهودهم.
مثل قيام دعوة إسلمية وانتشار الشريط السلمي ،هذه ظاهرة إيابية بكل القاييس ول شك ف هذا ،ظاهرة إيابية.
ولكن من المكن أن تكون هذه الظاهرة عليها سلبيات كثية تتاج إل علج ،فتجد هذا النسان يأت ليقول لك مثل:
وال هذه الشرطة ف الواقع طيبة ولكن يغلب عليها أنا أشرطة طابعها سياسي ،ودائما تتكلم ف موضوعات سياسية،
وف أحوال السلمي وغي ذلك مثل.
وأنا قد أتدث عن نفسي شخصيا ف هذا الانب وإن ل يكن هذا الوضوع.
ولكن الدفاع عن النفس على كل حال مشروع ،من حق النسان أن يدافع عن نفسه ،فأنا أقول مثل حي تقول أنت
هذا الكلم لاذا تغفل أكثر من مائة وثلثي درسا ف شرح بلوغ الرام؟
لاذا تغفل أكثر من ثلثائة درس بل ضعف هذا العدد ف شرح البخاري ومسلم؟
لاذا تغفل أشرطة تصل إل مائة ف الدعوة والتربية والصلح؟
وبالملة فإن الشرطة الت تعال موضوعات سياسية ل تتجاوز عشرة بالائه ،لكن من طبيعة الناس أنم يتابعونا،
ويسمعونا ويهتمون با ،فيتصورون أن فلنا ل يقول إل هذا ،ول يعرفونه إل من خلل هذا الشريط.
على كل حال دعك من هذا المر ،لنفترض ونسلم أن هذا نقص موجود عندي أو عند زيد أو عبيد من الناس.
طيّب ..إنسان فتح له مال خي أو بورك له ف شيء ونفع ال به ف هذا الانب ،لاذا أنت ل تكمل الانب الخر؟
لاذا تفترض الكمال وأن فلنا إن تكلم فينبغي أن يتكلم ف كل شيء؟
مكن يكون إنسان فقيه ول يسن التفسي.
وآخر مفسر ول يسن ف الديث.
وثالث مدث ول يستطيع الطابة.
20
ورابع خطيب ولكن ليس عنده علم.
وخامس يستطيع أن يقرر أمور العقيدة ولكن ل يستطيع أن يقرر أمور الحكام.
وهذا من عمر الدنيا وهو موجود وقائم ،فإذا وجد نقص عند فلن أو علن من الناس وهو موجود بطبيعة الال.
فلماذا أنت ل تكمل هذا النقص الوجود عندهم ؟
وتعتب أنك أنت والثان والثالث مموعكم يكن أن يشكل منهجا صحيحا للناس.
أما تصور أن فلنا بذاته وبا يطرحه هو منهج متكامل ،هذا مطالبة با ل يطاق ول يكن.
مثال آخر من انتقاص الخرين:
تتحدث عن السلمي مثل ف يوغسلفيا أو السلمي ف روسيا وضرورة دعمهم ،يأتيك إنسان فيقول لك:
يا أخي هؤلء عندهم معاصي ويشربون المور وبعضهم ل يصلي والنساء متبجات…إل آخره.
طبعا هذا المر جزء منه كبي موجود بسبب أن هذه البلد ظلت زماننا طويل تت تسلط الشيوعية ،وتت تسلط الكفر
وحيل بينهم وبي السلمي فل تعليم ول دعوة ول إصلح.
ومن الطبيعي أن إنسان يعيش ف مثل هذه الجاهل أن تكون هذه النتيجة.
لكن لديهم من الرغبة ف العلم شيء كبي حت أن بعض الخوة الذين ذهبوا إليهم يقولون:
إذا رأونا جلسوا بي يدينا ل يعرفون لغتنا ول يلكون إل البكاء والدموع ،واستعدادهم للتعلم عجيب ،وليس لديهم أي
لون من ألوان التعصب وال تعال أعلم.
فلديهم استعداد للتعلم ،فلماذا بدل من أن تكون القضية قضية تنقص لؤلء وأن فيهم وفيهم.
بدل من هذه اليلة النفسية الت نقنع با أنفسنا أن ل نعمل ول نساعد.
لاذا ل نقوم نن بدعمهم ،ومن دعمهم تعليمهم دين ال عز وجل،
وأمرهم بالعروف بالسن ونيهم عن النكر بالسن،
والتسلل إل قلوبم ومساعدتم ماديا وإنسانيا،
وإغاثتهم ومساعدتم أيضا بالسلح والوقوف إل صفهم بالنفس والال حت نستطيع أن نرجهم من منتهم وأن نعلهم
مسلمي أقوياء صالي.
إذا حيلة نفسية أنك تنتقص هذا النسان أو تنتقص هذا الهد أو تنتقص هذا الطريق أو تنتقص هذا النهج لتبر لنفسك
ترك العمل ،بشكل عام ل نعذرك أبدا أن تنظر للجانب السلب وتترك الان الياب.
مثل أضرب لك مثال بسيطا ،مثال بعيد عن الوضوع لكن من أجل أن تدرك:
إنسان خرج من صلة الفجر ،فلما خرج مر فوجد شخصا آخر قد خرج لتوه من صلة الفجر وهو يقلم أشجار الديقة
أو الشجار الحيطة ف النـزل ،فقال هذا النسان:
فلن مسكي ما وجد شيئا يشغل به وقته إل أن يقلم الشجار ،لاذا ل يذهب ليقرأ قرآن ف السجد؟
جيل قرأة القرآن أفضل من تقليم الشجار ل شك ف هذا ،لكن أيضا تقليم الشجار عندنا أفضل من النوم وأنت ذاهب
إل أين؟ إل الفراش.
21
فلماذا تنتقد إنسان ،ل بأس أن توجهه لكن أيضا ينبغي أن توجه نفسك وتنتبه إل أنك أنت ذاهب إل عمل أقل قدرا
حت من تقليم الشجار الذي تنتقد به صاحبك.
طبيعي الوضوع طويل ،ولعلي أمر عليه مرور الكرام إن استطعت.
من اليل النفسية القناعة الزائفة:
شعور النسان أحيانا بأنه كامل ،أو أن هذا العمل الذي يقوم به عمل كامل وأنه ل مزيد عليه بال من الحوال..
وأن كل المكانيات الوجودة لديه قد صرفها ف سبيل العلم أو الدعوة أو الهاد أو المر أو النهي ،ولذا ل يطلب ول
يسعى إل الكمال.
وعلى سبيل الثال ومن أوضح المثلة أحوال الدول والماعات ،تد هذه الدولة أو تلك ترى أنا قد بلغت الكمال ف
اقتصادها وسياستها وإعلمها وجيشها وأمنها وغي ذلك ،ولذا ل تقوم بأي لون من ألوان الصلح ،لاذا ؟
لنا ترى الكمال وأن الصلح يعن وجود نقص سابق.
وبذلك يتبي لك خيانة العلم الرسي الضلل ف كثي من الحيان الذي ل يذكر إل الصورة اليابية ،ويتجاهل
السلبيات وهو بذلك يالف أول النهج الشرعي القائم على النقد والنصيحة ،وف حديث أب رقية ف مسلم:
(الدين النصيحة).
وهو أيضا مالف للمنهج الغرب مع السف الذي يقلده العرب والسلمون اليوم ،فإن النهج الغرب قائم على النقد وحرية
النقد للفراد والدول والحزاب والؤسسات.
وبكل حال فإن العلم ل يصلح إل ف جو من الرية الشرعية الت تعله يقوم بدوره ليس فقط الثناء على الكاسب
والبالغة ف ذلك ،بل ف نقد الواقع وتصحيحه وحث الناس وحفز المم إل التغيي نو الفضل ،وينبغي أن ندرك ذلك
جيدا ونعيه.
ومن قبل كان عمر رضي ال عنه كان يقول:
(أشكو إل ال عجز التقي وجور الفاجر).
لحظ التقي الن يشعر بأنه وصل إل درجة معينة فل يطلب الزيد ،أما الفاجر فتجده يطالب.
الداعية يتحرك على استحياء ،يتسلل ويأت كما يقال من أبواب الدم ،والفروض أن السلم يدخل من أبواب اللوك ل
من أبواب السوقة.
أما الصم العدو للسلم الحارب تده يصيح دائما وأبدا وينادي بالويل والثبور مع أنه هو النتصر ،ويتبجح وهو
الغالب.
مثل الرأة ف التلفاز ،أول ما ظهرت الرأة ف التلفاز كان ما يظهر إل اليد فقط أثناء عملية إعداد الطبخ،
ث ظهر جزء من البدن ،ث ظهرت مجبة ث ظهر الوجه ،ث ظهر الشعر ،ث بدأ الثوب ينحسر حت أصبحت ترى الرأة ف
التلفاز يظهر منها إل ما فوق نصف الفخذ أحيانا وبأبى زينة ،بل يصل أحيانا ما هو أكثر من ذلك.
فهذا التدرج تد أن بعض الفاسقي يطالب أن العلم ل يزال مافظا ،وأنه ينبغي ترير العلم ،وينبغي وينبغي…
22
لكن الخيار حي يطالب الواحد منهم بتصحيح وضع ،أو يرسل ملحظة على برنامج يرسل على استحياء, ،إذا حصل
أدن استجابة تد يشعر بأنه حصل كل ما يريد وتقق كل شيء.
الداعية ،إذا كان الداعية وخاصة ف مال الدعوة ،مع السف قد يكون الداعية أحيانا مندوب الدعوة أو مدير لركز من
مراكز الدعوة ،فتجد أنه ل يأخذ صلحياته ول يقوم بأعماله.
وإنا يد يدا قصية ويرى أنه قد قام بكل شيء وانه ل مزيد على ما قام به.
لكن تد أن أندية رياضية فضل عن مثل الراكز الصيفية كما هو حاصل الن مثل ،تد أندية رياضية أو جهات ليس لا
علقة بالدعوة ،تد أنه تنشط ف مال الدروس والاضرات وتطم بعض الواجز وبعض الوانع وبعض السدود وتارس
عملها بقوة وجرأة وشجاعة يفقدها مع السف حت بعض النتسبي إل مؤسسات دينية رسية.
أحيانا يشعر النسان داعية أو موظف متدين أو غي ذلك ،يشعر بالتهمة الت تقال عنه ،ويتقبل هذه التهمة فتجد أنه يدافع
عن نفسه ويتحرك على ضوئها ولذا ل يقوم بالعمال قياما صحيحا بل يقنع قناعة زائفة بأدن ناح يتحقق له.
من اليل النفسية تميل الخرين السؤولية:
أنت بريء والسؤولون هم الخرون.
وأحيانا السؤول الشيطان فتجد النسان يلقي باللئمة على الشيطان.
وأحيانا النسان يتج بالقدر.
وأحيانا بالعدو كالستعمار أو الصهيونية أو الغرب أو غي لك.
وأحيانا الكام ،الكام هم السؤولون عن كل شيء ف نظر البعض.
وأحينا العلماء إذا صلحوا صلح الناس.
وأحيانا وهذا من الضحكات الناس ،من هم الناس؟ أنا وأنت.
تد كثي من الدباء يؤلف كتب ويعل فصول ف هجاء الناس ،ما لقي الناس من الناس ،والناس كذا والناس كذا.
من الناس ؟ أنا وأنت والؤلف من الناس أيضا ،فهو إن يهجو الناس يهجو نفسه.
ونن نقول الشيطان موجود وله دور.
والقدر حق ول شك فيه.
والعدو يطط.
والكام عليهم مسؤولية كبية أكب من غيهم.
والعلماء كذلك.
لكن ل يعن هذا أبدا أنك أنت بذاتك وشخصك وعينك ونفسك أنك خارج إطار السؤولية.
بعضهم يقول ،كل الشاكل الت نعانيها الن هي من صنع اليل السابق وسوف يقوم بلها اليل اللحق.
إذا نن خارج الدائرة ،ل صنعنا الشاكل ول شاركنا ف حلها ،هذا ل يوز بال.
بعض الخوة من تميلهم السؤولية للخرين تد أنم ينتظرون الفاجئات:
23
إما مفاجئات ربانية خوارق أو معجزات أو آيات ،وتد البعض ينتظرون الهدي أو عيسى.
ونن نؤمن بالهدي أنه يأت ف آخر الزمان ،ونؤمن بعيسى أنه ينل ف آخر الزمان ،وهذا فيه نصوص صرية.
ولكن ما أمرنا شرعا أن ننتظر الهدي ول عيسى عليه السلم ول غيه ول حت الجدد الذي يبعثه ال على رأس كل مائة
سنة .ما امرنا بالنتظار ،امرنا بأن نعمل ما نستطيع ول نمل السؤولية الخرين ،ول ننتظر أحد.
كذلك بعضهم ينتظرون مفاجئات يصنعها الخرون:
مثل واحد ينتظر مفاجأة يصنعها الكفار ،أن الكفار مثل سوف يعلنون حربا ضروسا على السلمي ،حربا صليبية تستثي
هم السلمي العاديي وتدفعهم إل القوة وإل الشاركة.
هذا ليس بلزم بل ينبغي أن نقوم نن بالعمل ول ننتظر عدونا.
من تميل الخرين السؤولية التلوم ،والتلوم مبناه سوء الظن بالناس ،فأنت تسيء الظن بالناس فتلومهم ،فالقائد مثل
يلوم القود ويقول:
ولو أن قومي أنطقتن رماحهم…نطقت ولكن الرماح أجرت
وكما يقول بعضهم يقول:
(الناس حزمة خوص) يعن لو كربتها بالبل تشتت وتفرقت.
إذا ل أهتم بالناس ول أكترث لم ،وكذلك قد يقول القائل كما قال الول:
أضاعون وأي فت أضاعوا…..ليوم كريهة وسداد ثغر
أما جهور الناس القودين فيقول قائلهم:
تاه الدليل فل تعجب إذا تاهوا… أو ضيع الركب أشباح وأشباه
تاه الدليل فل تعجب إذا انرفوا… عن السراط للت الشرك عزاه
تاه الدليل فل تعجب إذا تركوا… قصد السبيل وحاذوا عن سجاياه
فهذا يلوم هذا وهذا يلوم هذا ،والواقع أنه ف غياب القائد ول لو يوجد قائد فيجب أن نكون كلنا قواد.
وف معركة مؤته لا قتل القواد الذي حددهم رسول ال (صلى ال عليه وسلم) وكاد السلمون أن يقتلوا.
قام رجل متسب وهو ثابت أبن أقرم العجلن ،حل الراية وقال أيها السلمون إل إل ،مبادرة شجاعة حت تمع الناس
وقال اختاروا من بينكم قالوا أنت ،قال لست لا بأهل ،اختاروا ،فاختاروا خالد فسلمه الراية.
تد البعض يقول لك ،يا أخي الناس اليوم ليس عندهم استعداد للتضحيات ،الناس ل يفعلون شيء ،الناس ل يقدرون
الهود.
يا أخي الن الكفار يفعلون الكثي.
والكفار يقدرون الهود.
والكفار مستعدون أن يضحوا من أجل دينهم الباطل.
24
كما رأيت الصرب الن ،وكما رأيت الروس كيف قاوموا النقلب الشيوعي الفاشل ،وكما رأيت أمم الكفر كلها
قامت وواجهت القوة بأجساد عارية وبسواعد ل تلك شيئا ومع ذلك حققوا انتصار.
فهل تظن أن السلمي وهم حسب الحصائيات الرسية ألف مليون عاجزون عن أن يدافعوا عن دينهم؟
بل وال قادرون ،لكن لو أفلح الدعاة بتحريك مشاعرهم وماطبتهم ودعوتم إل اليدان وإقناعهم بضرورة الشاركة
بكل صورها وألوانا.
من ألوان تميل الخرين السؤولية اعتقادك أن الساحة ملئ وأنه ما عدا فيه مال ،المد ل الي كثي ،والصوات كثية
والعلماء وطلب العلم كثيون وأنه مالك مال أبدا ،وهذا خطأ ،فال عز وجل يقول:
(فقاتل ف سبيل ال ل تكلف إل نفسك).
وأنت إذا اعتذرت عن أعمال الي الن بجة أن الساحة ملئ ،فأخشى أن تعتذر يوم القيامة عن دخول النة.
كما ف الديث الصحيح:
(أن ال عز وجل قال لرجل اذهب فأدخل النة ،فذهب فلما اقترب منها وجد أنا مل ،ظن أنا مل أو خيل إليه،
فقال يا رب وجدتا مل ،فقال ال تعال له اذهب فإن لك الدنيا وعشرة أمثال الدنيا)
وهذا من آخر من يدخل النة ،فربا تتأخر منلتك ف النة بسبب تأخرك عن العمل الصال الن بجة أن الساحة مل
وأن الخيار كثيون.
أما الشرع فهو ف هذا واضح ،ما أعطاك الشرع حجة وما ترك لك مال للعتذار بأن هناك كفاية ف عدد الدعاة أو
المرين بالعروف أو الناهي عن النكر أو الصلحي أو الجاهدين أو الباذلي ف سبيل ال أو أي لون من ألوان الي.
مثل يقول ربنا جل وعل:
(وهو الذي جعلكم خلئف الرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم).
كلكم بشر ،كلكم خلئف الرض ،كلكم مبتلون با أعطاكم ال تعال ،علم ،جاه ،مال ،شجاعة ،رئاسة ،إدارة ،خط،
رسم ،خطابة ،بلغة ،منلة ،أي لون من ألوان الواهب والعطايا فهي بلوى ابتليت با.
يقول ال تعال:
(وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه ونرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا)
(إن كل من ف السماوات والرض إل آت الرحن عبدا،لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا).
ويقول النب (صلى ال عليه وسلم):
(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) .وهو ف الصحيحي.
وف الديث الخر وهو عند الترمذي وغيه وهو صحيح:
(لن تزول قدم عبد (أي عبد) يوم القيامة حت يسأل عن أربع ،عن عمره وعن شبابه وعن مالك وعن علمه ماذا
عمل به).
كذلك قول ال تعال( :ل يكلف ال نفسا إل وسعها).
25
بعض الخوة يفرح ( ل يكلف ال نفسا إل وسعها) ،طّيب… .يا أخي هذه حجة عليك ،لاذا أنت تفهم من الية
العفاء ول تفهم من لية السؤولية ؟
ال تعال كلفك وسعك ،ول يكلفك ما هو فوق وسعك.
فالبعض إذا أحتج عن ترك العمل قال (ل يكلف ال نفسا إل وسعها).
طيّب ..هذا دليل على أن ال قد كلفك وسعك وطاقتك ،فنحتج عليك به على أنك مسؤول قبل أن تتج به أنت على
أنك غي مسؤول وأنك غي مكلف.
ومثله أن بعض الخوة مثل يقول يا أخي ورع أن أترك العمل ،فيون أن الورع ف ترك الشيء ،ول يذكرون أن الورع
أحيانا ف فعل الشيء ،نعم من الورع ترك الكروه ،وترك الذي يشتبه بالكروه ،أو يشتبه بأنه حرام ،هذا كله من الورع.
لكن أيضا ألست تعرف أن من الورع أن تفعل ما يشتبه أن يكون واجبا أو يشتبه أن يكون مستحبا عليك ،فالشبيه
بالستحب أو الشبيه بالواجب من الورع أن تفعله ،لكن تدنا دائما نب ترك العمل.
ولذا فالورع الذي فيه ترك من نتركه ،لكن الورع الذي فيه فعل نتأخر عن فعله لننا دائما وأبدا نتأخر إل الوراء ،ل
نرغب ف أن نقوم بعمل وهذا هو العجز كما ذكرته قبل قليل.
تدنا نقرأ هذه الية:
(ل يكلف ال نفسا إل وسعها).
وننسى أن معن الية أن ال تعال قد كلفنا تكليفا شرعيا أن نعمل بكل وسعنا.
بقي ف موضوع اليل النفسية.
موضوع التسويف
موضوع اليأس
موضوع تعظيم المر أو توينه.
وأتركها لن الوقت ضاق ،وأسأل ال تعلى أن يعل ما قلته سببا إل أن نقوم جيعا با أو جب ال تعال علينا من القوال
والفعال وأن ناهد ف سبيل ال تعال كما أمر ال.
أسأل ال تعال ل ولكم التوفيق لصال القول والعمل.
(ت بمد ال وتوفيقه)
……………………………………………………….
أخي البيب – رعاك ال
ل نقصد من نشر هذه الادة القراءة فقط أو حفظها ف جهاز الاسب،
بل نآمل منك تفاعل أكثر من خلل:
-إبلغنا عن الطأ الملئي أو الجائي كي يتم التعديل.
-نشر هذه الادة ف مواقع أخرى على الشبكة.
26
-مراجعتها ومن ث طباعتها وتغليفها بطريقة جذابة كهدية للحباب والصحاب.
-ف حال إمكان ذلك الستاذان من الشيخ لتبن طباعتها ككتيب يكون صدقة جارية لك.
أخي البيب ل ترمنا من دعوة صالة ف ظهر الغيب.
من خلل اقتراحاتك وتوجيهاتك لخيك يكن أن تساهم ف هذا العمل الليل.
اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكري.
للتواصل مع أخوكم البوراق anaheho@maktoob.com /
27