Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 76

‫التعليقات البازية على نزهة‬

‫النظر شرح نبة الفكر‬


‫إعداد‬

‫علي بن حسي بن أحد فقيهي‬


‫عضو الدعوة بالرياض‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 2 -‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬


‫))‬
‫(( وبه ثقت‬
‫))‬
‫(( وصلى ال على سيدنا ممد وآله وصحبه وسلم‬
‫))‬
‫(( وبه ثقت وصلى ال على سيدنا ممد وآله وصحبه وسلم تسليما‬
‫))‬
‫(( رب يسر وتم بالي‬
‫))‬ ‫((‬
‫المد ل رب العالي ‪ ،‬وصلى ال على سيدنا ممد وآله وصحبه وسلّم تسليما كثيا ( )‬
‫‪1‬‬

‫))‬
‫(( وصلى ال على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫))‬
‫(( وما توفيقي إل بال‬
‫المدُ لِ الذي لَ ْم يَ َز ْل عَليما قديرا حيّا قيّوما (( مريدا )) سَميعا بَصيا ‪ ،‬وأَشهدُ َأنْ ل إِله إِل الُ وح َدهُ ل شريكَ‬
‫لهُ ‪ ،‬وأُكبّرُه تَكبيا ‪.‬‬
‫حبِهِ وسَلّ َم تَسْليما‬
‫صْ‬ ‫حمّدٍ الذي أَ ْرسَلَهُ إِل النّاسِ كاف ًة بَشيا ونَذيرا ‪ ،‬وعلى آلِ ممدٍ و َ‬ ‫ل عَلى سَيدِنا مُ َ‬
‫وصلّى ا ُ‬
‫كثيا ‪.‬‬
‫ت للئمةِ ف القديِ (( والَديثِ )) ‪:‬‬ ‫َأمّا َبعْدُ ‪ :‬فِإ ّن التّصانيفَ ف اصْطِلحِ (( أَه ِل الَديثِ )) قَدْ َكثُرَ ْ‬
‫سَت ْوعِبْ ‪.‬‬‫صنّفَ ف ذلك القاضي أبو ممّدٍ الرّا َمهُ ْرمُزِيّ ف كتابه (( الحدّث الفاصل )) ‪ ،‬لكنّه ل يَ ْ‬ ‫فَمِن َأوّ ِل مَن َ‬
‫ي ‪ ،‬لكنّه ل ُيهَذّبْ ول يُ َرّتبْ ‪.‬‬ ‫ل الّنيْسَابور ّ‬
‫والاكِ ُم أبو عبدِ ا ِ‬
‫خرَجا )) ‪ ،‬وأَبقى أَشياءَ لل ُمَت َعقّبِ ‪.‬‬ ‫وتله أَبو ُن َعيْم الصبهانِيّ ‪ ،‬فعَمِل على كتابهِ (( مُ ْ‬
‫ستَ ْ‬
‫ي ‪ ،‬فصنّفَ ف قوانيِ الرواي ِة كتابا سّاه (( الكفايةَ )) ‪ ،‬وف آدابِها كتابا‬ ‫ب أبو بك ٍر الَبغْدَاد ّ‬ ‫ثّ جاءَ بعدَهم الطي ُ‬
‫شيْخِ والسّامِع )) ‪.‬‬ ‫سّاه (( الامعَ لدابِ ال ّ‬
‫ف فيهِ كتابا ُمفْرَدا ( )‪ ،‬فكانَ كما قال الَافظُ أبو بكرِ ب ُن ُنقْ َطةَ ‪ :‬ك ّل مَن‬
‫‪2‬‬
‫صنّ َ‬ ‫وقلّ ف ّن مِن فُنو ِن الَديثِ إِلّ وقد َ‬
‫‪3‬‬
‫كُتبِهِ ‪) ( .‬‬
‫ب عِيالٌ على ُ‬ ‫حدّثيَ بع َد الَطي ِ‬ ‫ف عَلِمَ َأنّ ال َ‬
‫َأنْصَ َ‬
‫ثّ جا َء [ بع َدهُم ] [ بعضُ ] مَن َتأَخّرَ ع ِن الطيبِ فأَ َخ َذ مِن هذا العل ِم بنَصيبٍ ‪:‬‬

‫فجر الحد ‪ 1427 / 6 / 17‬هــ‬


‫‪)(1‬‬
‫المقصود أن التصانيف في هذا الباب كثيرة ولكن متن النخبة وشرحها كتاب جيد جمع المهمات في هذا الباب ولهذا‬
‫‪)(2‬‬
‫رأينا أن تكون القراءة فيه أنسب وأخصر ‪.‬‬
‫وذلك لنه اهتم بهذا المقام رحمه ال واجتهد في التأليف في مصطلح الحديث فقل فن إل وألف فيه رحمه ال تعالى‬
‫‪)(3‬‬
‫ولهذا صار من بعده كالعيال عليه ينتفعون بكتبه ويستفيدون منها ‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 3 -‬‬

‫ض كتابا لطيفا سّا ُه الِلْماع (( ف كتاب الساع )) ‪.‬‬ ‫فجمَع القاضي عِيا ٌ‬
‫حدّثَ َجهْلُه )) ‪.‬‬ ‫وأبو ح ْفصٍ ا َليّانِجيّ جُزءا سّاه (( ما ل يَسَعُ الُ َ‬
‫ت ليتيسّ َر ف ْهمُها ‪.‬‬ ‫ت وبُسِ َطتْ ليتوفّ َر عِلْمُها ‪ ،‬وا ْخُتصِرَ ْ‬‫ف الّت اشُتهِرَ ْ‬ ‫وأَمثالُ ذَلك مِ َن التّصاني ِ‬
‫شهْرَزُوريّ – نزيلُ دمشقَ – ‪،‬‬ ‫إِل َأنْ جا َء الافِظُ الفقيهُ تقيّ الدّينِ أَبو عَ ْمرٍو ُعثْمانُ ب ُن الصّلحِ عب ِد الرحنِ ال ّ‬
‫ب فنونَهُ ‪ ،‬وأَمل ُه شيئا بع َد شيءٍ ‪،‬‬ ‫س الديثِ بالد َر َس ِة الشرفّي ِة – كتابَه الَشهورَ ‪ ،‬فهَذّ َ‬ ‫جمَ َع ] ‪ -‬لا وَلِيَ تدري َ‬ ‫[ف َ‬
‫ف الَطيبِ الُتفرّقةِ ‪ ( ،‬فجمَ َع شَتاتَ ) مقاصِدِها ‪،‬‬ ‫حصُلْ ترتيبُهُ على الوض ِع الُنا ِسبِ ‪ ،‬واعتن بتصاني ِ‬ ‫فلهذا ْل يَ ْ‬
‫سيْ ِرهِ‬‫س عليهِ وساروا ب َ‬ ‫خبَ فوائِدِها ‪ ،‬فاجتَمَعَ ف كتابِه ما تف ّرقَ ف غيهِ ‪ ،‬فلهذا َعكَفَ النّا ُ‬ ‫وضمّ إِليها مِن َغيْرِها ُن َ‬
‫‪ ،‬فل يُحْصى كم ناظِ ٍم [ له ] ومُخَتصِر ‪ ،‬ومستَ ْد ِركٍ [ عليهِ ] و ُم ْقَتصِر ‪ ،‬ومُعا ِرضٍ ل ُه و ُمْنتَصِر !‬
‫خَب َة ال ِفكَر ف ُمصْطَلحِ‬ ‫سْيتُها (( نُ ْ‬
‫خصْتُهُ ف أوراقٍ لطيفةٍ ّ‬ ‫خصَ لهُ ا ُلهِ ّم مِنْ ذَلكَ فل ّ‬ ‫فسأَلَن َب ْعضُ الِخوانِ َأنْ أُلَ ِ‬
‫جتُهُ ‪ ،‬مع ما ض َم ْمتُه إِلي ِه مِن شوارِدِ الفرائِدِ وزَوائ ِد الفوائدِ ‪.‬‬ ‫[ أَه ِل ] الثَر )) على ترتيبٍ اْبَتكَ ْرتُهُ ‪ ،‬وسبيلٍ اْنَتهَ ْ‬
‫ف َرغِبَ إِلّ [ جاعةٌ ] ثانيا َأنْ أَض َع عَليها شرحا يُلّ رموزَها ‪ ،‬ويفت ُح كنوزَها ‪ ،‬ويوضِ ُح ما َخ ِفيَ على الُْبتَدئ من‬
‫ذلك ‪ ،‬فأَ َجْبتُه إِل سُؤالِهِ ؛ رجا َء الندِراجِ ف تلكَ السالِكِ ‪.‬‬
‫ح والتّوجيهِ ‪ ،‬ونّب ْهتُ عَلى خَبايا زواياها ؛ لنّ صا ِحبَ الَبيْتِ أَ ْدرَى بِما في ِه ‪ ،‬وظَهَرَ‬ ‫فبالغتُ ف شَرْحِها ف الِيضا ِ‬
‫ت هذهِ الطّري َق َة القَليلةَ السالِكِ‪.‬‬ ‫ل َأنّ إِيرا َدهُ على صُور ِة البَسْطِ أليقُ ‪ ،‬و َد ْمجَها ضِمْ َن تَوضيحِها َأوْفَقُ ‪ ،‬فسل ْك ُ‬
‫ل ] التّوفي َق فيما هُنالِك ‪:‬‬ ‫( )[ فأقو ُل ] طالِِبا مِن [ ا ِ‬ ‫‪1‬‬

‫الَبَرُ (( قسم من أقسام الكلم يأت ف تعريفه ما يعرف به الكلم (( ث يرج من أقسام الكلم لنه متمل للصدق‬
‫والكذب )) و [ هو ] عن َد عُلَما ِء [ هذا ] الفنّ مرادفٌ للحَديثِ ‪.‬‬
‫لبَرُ ما جا َء عن غيِره ‪ ،‬ومِنْ ثَمّ قيلَ‬ ‫ل علي ِه [ وعلى آلهِ ] وسلّ َم ‪ ،‬وا َ‬ ‫وقيلَ ‪ :‬الَديثُ ‪ :‬ما جا َء عَ ِن النّبّ صلّى ا ُ‬
‫سّن ِة النبوّي ِة ‪ :‬الُحَدّثَ ‪) (.‬‬
‫‪2‬‬
‫لَن يشتغ ُل بالتّواري ِخ وما شاكَلَها ‪ :‬الخبارِيّ ‪ ،‬ولن يشتغلُ بال ّ‬
‫ص مُطْلقٌ ‪ ،‬فكلّ حَديثٍ خبٌ من غيِ َع ْكسٍ ‪.‬‬ ‫وقيل ‪ :‬بيْنهما عُمومٌ وخُصو ٌ‬
‫ت هنا بالبَ ِر ليكونَ أش َل ‪ ،‬فهو باعتبارِ وصولِهِ إِلينا ِإمّا َأنْ َيكُونَ لَ ُه طُ ُرقٌ ؛ أي ‪ [ :‬أساني ُد ] كثيةٌ ؛ لنّ‬ ‫وعبّرْ ُ‬
‫جمَعُ على ُفعُ ٍل – بضمّتيِ – ‪ ،‬وف القّل ِة على أَ ْفعَِلةٍ ‪.‬‬ ‫طُرُقا جعُ طريقٍ ‪ ،‬وفعيلٌ ف الكثرةِ يُ ْ‬
‫))‬ ‫((‬
‫‪3‬‬
‫ق الساني ُد ‪ ،‬والِسنادُ حكايةُ عن طريقِ ا َلتْنِ ‪) (.‬‬ ‫والرادُ بالطّ ُر ِ‬
‫فجر الحد ‪1415 / 6 / 24‬هــ‬
‫‪)(1‬‬
‫القرب أن الحديث مختص بحديث النبي صلى ال عليه وسلم والخبر أعم من ذلك وأوسع ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫السند للرجال والسناد حكاية طريق المتن مثل ( حدثنا ‪ ،‬أخبرنا ) وقد يطلق السناد على السند فيقال سنده جيد أو‬
‫‪)(3‬‬
‫‪3‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 4 -‬‬

‫(( والت هو غاية ما ينتهي إليه السناد من الكلم )) ‪.‬‬


‫((‬
‫ت تواطؤهُم‬ ‫ت ِبلَ َحصْرِ عَد ٍد ُم َعيّنٍ ‪ [ ،‬بل ] [ تكونُ] العادةُ قد أحال ْ‬ ‫ط التّواتُرِ إِذا وَرَدَ ْ‬
‫ك الكث َرةُ أَح ُد شُرو ِ‬‫وتل َ‬
‫أو توافقهم )) على الكذِبِ ‪ ،‬وكذاوقوعُه منهُم اتّفاقا مِنغيِ قصدٍ ‪.‬‬
‫ي العَدَ ِد على الصّحيحِ ‪ ،‬و ِمنْهُم مَ ْن عّينَهُ ف الربعةِ ‪ ،‬وقيلَ ‪ :‬ف المْسةِ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ف السّبعةِ ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬ ‫فل َمعْن لِتعْي ِ‬
‫‪1‬‬
‫ف العشرةِ ‪ ،‬وقيلَ ‪ :‬ف الثَنيْ عَشَر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ف الربعيَ ‪ ،‬وقيلَ ‪ :‬ف السّبعيَ ‪ ،‬وقيلَ غيُ ذلك ‪) (.‬‬
‫وتَمَسّكَ كُلّ قائل بدليل جا َء فيه ذِك ُر [ ذلكَ ] العَ َددِ ‪ ،‬فأفا َد العِلْمَ (( للحال )) ‪ ،‬وليسَ بل ِزمٍ َأنْ يَطّرِدَ ف غَيْ ِرهِ‬
‫لحتمالِ ال ْختِصاصِ ‪.‬‬
‫ي المْ ُر فيهِ ف الكثر ِة الذكورةِ من ابتدائِهِ إل انتهائ ِه – والرادُ‬ ‫ف إليهِ َأ ْن يستو َ‬
‫لبَرُ كذلك وانْضا َ‬ ‫فإذا َورَ َد ا َ‬
‫ص ال َكثْ َرةُ الَذكورةُ ف بعضِ الَواضِعِ ل أَ ْن ل تَزيدَ ‪ ،‬إذ الزّيا َدةُ [ هُنا ] مطلوبةٌ مِن بابِ َأوْل–‬ ‫بالستواءِ أَ ْن ل َتْنقُ َ‬
‫ت ِب َقضِّي ِة ال َعقْ ِل الصّرْفِ ‪.‬‬
‫ستَنَ ُد انتهائِهِ الم َر الُشاهَ َد أو الَسموعَ ‪ ،‬ل مَا َثبَ َ‬ ‫‪ ،‬وأَ ْن يكو َن مُ ْ‬
‫ط الربعةَ ‪ ،‬وهي ‪:‬‬ ‫فإِذا جَمَعَ هذهِ الشّرو َ‬
‫عَدَ ٌد كثيٌ أَحَاَلتِ العاد ُة تواطُؤهُ ْم [ و توافُ َقهُم ] على الكَذِبِ ‪.‬‬
‫(( و )) َر َووْا ذلك عن ِمثِْلهِم من البتداء إل النتهاءِ ‪.‬‬
‫لسّ ‪.‬‬ ‫سَتنَدُ اْنتِهائِهِ ُم ا ِ‬
‫وكان مُ ْ‬
‫حبَ َخبَ َرهُمْ إِفَا َدةُ العِلْمِ لِسا ِمعِهِ ‪.‬‬ ‫وانْضافَ إل ذلك أَ ْن َيصْ َ‬
‫كسٍ ‪) (.‬‬
‫‪2‬‬
‫فهذا هو التواتِ ُر ‪ .‬وما تَخَّل َفتْ إِفَا َد ُة العِلْ ِم عنهُ ( كا َن مَشْهورا فقَط ‪ .‬فكلّ متواتِ ٍر مشهورٌ ‪ ،‬من غيِ َع ْ‬
‫إسناد جيد ‪.‬‬
‫الصواب عدم التقييد لن العدد قد يختلف قد يكون أربعة من الثقات العدول المبرزين يقوم مقام أربعين أو خمسين من‬
‫‪)(1‬‬
‫غيرهم فالحاصل أنه إذا جاء بطرق جيدة يحيل وقوع الكذب من هؤلء تواطؤ أو صدفة فهو المتواتر فقد يكون أربعة أو‬
‫خمسة أو أقل أو أكثر فكلما كانت الصفات أجود وأكمل كالحفظ والصدق والتقوى قل وكفى العدد القليل أربعة أو أكثر ‪.‬‬
‫‪ -‬سئل الشيخ عن اصطلح التواتر والحاد هل هو محدث ؟ فقال الشيخ ‪ :‬هو اصطلح لهل الحديث ول مشاحة في‬
‫الصطلح فل بأس ‪.‬‬
‫المتواتر قد بينه المؤلف وهوما رواه عدد كثير من أول الحديث إلى آخره من المحدث إلى النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫‪)(2‬‬
‫إو إلى غيره من الناس تحيل العادة تواطؤهم على الكذب او وقوعه منهم اتفاق ًا وأن يكون المستند الحس والمشاهدة أو‬
‫السماع ( رأيت كذا أو سمعت كذا ) فإنه بهذا يفيد العلم فيضطر السامع لهذه الطرق من سمعها وأحصاها واعتنى بها‬
‫يضطر تأمله لها واعتقاده لهذه المعاني أن يستفيد العلم ويجزم بأن هذا صدر ممن تواتر عنه عن النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم أو غيره فإذا اختل شيء من الشروط صار من باب المشهور ل من باب المتواتر ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 5 -‬‬

‫ت اسْتَ ْل َز َمتْ حُصولَ العِلْمِ ‪ ،‬وهُو كذلك ف الغاِلبِ ‪ (( ،‬و )) لكنْ قد‬ ‫وقد يُقالُ )‪ِ :‬إنّ الشّروطَ الربعةَ إِذا َحصََل ْ‬
‫ض لانعٍ ‪.‬‬ ‫َتتَخَلّفُ ع ِن الَبعْ ِ‬
‫(( كأن تصل الفادة ول يصل العلم كما إذا أخب من ل يعتقد ذلك الب حصلت الفادة ول يصل العلم ))‪.‬‬
‫ف الُتواتِرِ ‪.‬‬ ‫ضحَ بذا (( التقرير )) َتعْري ُ‬ ‫وقد وَ َ‬
‫ق الثنيْنِ ؛ أي ‪ :‬بثلثةٍ‬ ‫وخِلفُهُ ق ْد يَ ِر ُد بل َحصْ ٍر [ أَيضا ‪ ،‬لكنْ مع َفقْ ِد بعضِ الشّروطِ ‪ ،‬أَو مَعَ َحصْ ٍر بِما َف ْو َ‬
‫ط ‪ ،‬أو بواحِ ٍد [ فقَطْ ]‪.‬‬ ‫ط الُتواتِ ِر ‪ ،‬أو بِهما ؛ أي ‪ :‬باثَْنيْنِ فق ْ‬ ‫جمَ ْع شُرو َ‬ ‫فصاعِدا ما ْل يَ ْ‬
‫والرا ُد بقولِنا ‪َ (( :‬أ ْن يَر َد باْثَنيْنِ )) ‪ :‬أ ْن ل يَرِ َد بأَق ّل ِمْنهُما ‪ ،‬فِإنْ وَرَ َد بأَكْثَرَ ف بعضِ الَواضِعِ مِن السّنَ ِد الواحِدِ ل‬
‫َيضُرّ ‪ ،‬إذ القلّ ف هذا [ العِلْ ِم ] َيقْضي على ال ْكثَرِ‪.‬‬
‫((‬
‫ي على ما يأْت تقريرُه ‪ ،‬بِشروطِهِ [‬ ‫ج النّظر ّ‬ ‫فالوّلُ‪ (( :‬و )) (( هو )) الُتواتِ ُر ‪ ،‬وهو الُفيدُ للعِلْ ِم اليَقيِنيّ ‪ ،‬فأخرَ َ‬
‫أي )) الت َتقَ ّد َمتْ ‪.‬‬
‫لبَرَ (( الواحد )) الُتواتِ َر يُفي ُد العِلْ َم الضّروريّ ‪،‬‬ ‫واليَقيُ ‪ :‬هو العتقا ُد الا ِزمُ الُطابِ ُق ‪ ،‬وهذا هو ا ُلعْتَمَدُ ‪ :‬أَ ْن ] ا َ‬
‫وهو الذي (( ل )) َيضْطّر ا ِلنْسانُ إليهِ بيثُ ل يُ ْم ِكنُهُ د ْفعُهُ ‪.‬‬
‫وقيلَ ‪ :‬ل يُفيدُ العلمَ إِ ّل نَظَ ِريّا !‬
‫وليس بشيءٍ ؛ ل ّن العِلْم بالتّواتُرِ حاصِلٌ لن ليس لهُ أهلّيةُ النّظرِ كالعا ّميّ ‪ ،‬إذ النّظرُ ‪ :‬ترتيبُ [ أُمورٍ معلوم ٍة ] أَو‬
‫مَظْنونةٍ ُيَتوَصّلُ با إل عُلومٍ أَو ظُنو ٍن ‪ ،‬وليس ف العامّيّ أهِلّيةُ ذلك ‪ ،‬فلو كان نَظَ ِريّا ؛ لا َحصَل لُم ‪.‬‬
‫ي يُفي ُد العِلْ َم بل اسْتِدل ٍل ‪ ،‬والنّظريّ‬ ‫ي والعِ ْل ِم النّ َظرِيّ ‪ [ ،‬إِذ ] الضّرورِ ّ‬ ‫ح بذا التّقريرِالف ْرقُ بي العِلْ ِم الضّرورِ ّ‬ ‫ول َ‬
‫حصُلُ إِلّ ِلمَ ْن في ِه أهلّيةُ‬
‫ي ل يَ ْ‬ ‫يُفي ُدهُ لك ْن مع الستِدْللِ على الِفادةِ‪ ،‬وأنّ الضّروريّ ْيصُ ُل لكُلّ سام ٍع ‪ ،‬والنّ َظرِ ّ‬
‫النّ َظرِ ‪.‬‬
‫ث عِلْ ِم ا ِلسْنَادِ ‪ (( ،‬وإنا هو من‬ ‫س مِن مبا ِح ِ‬ ‫ط التواترِف الَصْلِ ؛ لنّ ُه على هذهِ الكيفّيةِ لي َ‬ ‫ت شُرو َ‬‫وإِنّما أَْبهَ ْم ُ‬
‫ض ْعفِهِ ؛ ِلُيعْمَ َل بِهِ أَو ُيتْ َركَ مِن حيثُ‬
‫ح ِة الديثِ َأوْ َ‬ ‫صّ‬ ‫ث فيهِ عن ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫مباحث أصول الفقه )) إِذ عِل ُم الِسْناِد ُيبْ َ‬
‫حثٍ ‪.‬‬‫ب العم ُل بهِ مِن غ ِي بَ ْ‬ ‫حثُ عَنْ رجالِهِ ‪ ،‬بل ي ُ‬ ‫صيَغُ الداءِ ‪ ،‬والُتواتِ ُر ل ُيبْ َ‬ ‫صفاتُ الرّجالِ ‪ ،‬و ِ‬
‫فائدةٌ ‪) ( :‬ذَكَ َر اب ُن الصّلحِ َأ ّن مِثا َل الُتواتِ ِر عَلى التّفسيِ ا ُلتَقَ ّد ِم َيعِ ّز وُجو ُدهُ ؛ إِلّ َأنْ يُ ّدعَى ذلك ف حَديثِ ‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫ب عََليّ [ مَُتعَمّدا ؛ ف ْلَيتََب ّوأْ َمقْعَ َد ُه مِ َن النّارِ ] )) ‪.‬‬ ‫(( مَنْ كَذَ َ‬

‫فجر الحد ‪ 1415 / 7 / 16‬هــ‬


‫‪)(1‬‬
‫‪5‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 6 -‬‬

‫شَأ عَنْ قِّل ِة الطّلعِ على َكثْ َرةِ الطّ ُرقِ ‪،‬‬ ‫وما ا ّدعَا ُه مِن العِ ّزةِ مَمْنوعٌ ‪ ،‬وكذا مَا ادّعا ُه غيُ ُه مِن العَ َدمِ ؛ لنّ ذلك نَ َ‬
‫حصُ َل منهُ ُم اتّفاقا‪.‬‬‫ضَيةِ لِبعادِ العا َدةِ أَ ْن َيتَواطَؤوا عَلى كَذِبٍ ‪ ،‬أو يَ ْ‬ ‫وأَحْوالِ الرّجا ِل ‪ ،‬وصفاتِهِ ُم الُقَت ِ‬
‫ومِن أَحْسَنَ مَا ُيقَرّرُ [ بِهِ ] كونُ الُتواتِ ِر مَوجودا وُجودَ َكثْرةٍ ف الَحاديثِ أَ ّن الكُُتبَ الشهورةَ الُتَداوََلةَ بأَيدي‬
‫صنّفيها‪ ،‬إذا ا ْجتَ َم َعتْ على إِخراجِ حَديثٍ ‪ ،‬وتعدّدَتْ‬ ‫سَبتِها إل مُ َ‬
‫ح ِة نِ ْ‬
‫ع ِعنْدَهُم ِبصِ ّ‬ ‫َأهْ ِل العِلْ ِم شَرْقا وغَرْبا الَقْطو َ‬
‫حتِهِ إِل قائِلِهِ ‪.‬‬
‫طُرُقُه تعدّدا تُحيلُ العادةُ تواطُؤهُمْ على الكَذِبِ إِل آ ِخرِ الشّروطِ ؛ أَفا َد العِ ْل َم اليَقينّ بص ّ‬
‫شهُو َرةِ [ كَثيٌ ] ( )‬
‫‪1‬‬
‫ومِثْلُ [ ذلكَ ] ف الكُُتبِ الَ ْ‬
‫ق مَحْصورٌة بأَكث َر مِن اْثنَيْ ِن وهُو الَشْهورُ( ) عن َد الُحَدّثيَ ‪ :‬سُ ّميَ‬
‫‪2‬‬
‫والثّان –وهُو َأوّلُ أقسام الحادِ – ‪ :‬ما لَ ُه طُ ُر ٌ‬
‫بذلك لوُضوحِ ِه ‪،‬و ُهوَ الُستفيضُ ؛ عَلى رأْيِ جاعةٍ مِن أَئ ّم ِة الفُقهاءِ ( )‪ [ ،‬سُ ّميَ بذلك لنْتشا ِرهِ ‪ [ ،‬و ] مِنْ فاضَ‬
‫‪3‬‬

‫الاءُ يَفيضُ فيضا ‪.‬‬


‫ض يكونُ ف ابْتِدائِ ِه واْنتِهائِ ِه سَواءً ] ‪ ،‬والَشْهورَ َأعَ ّم مِنْ ذلكَ‬ ‫ستَفي َ‬‫ض والَشْهو ِر ؛ بأَنّ الُ ْ‬ ‫ي الُسْتَفي ِ‬‫ومِْنهُم مَن غَايَرَ ب َ‬
‫‪4‬‬
‫حثِ هذا الفَنّ ‪) (.‬‬ ‫‪.‬ومنهُ ْم مَن غايَرَ على كيفّيةٍ أُخْرى ‪ ،‬وليسَ مِن مَبا ِ‬

‫ما قال المصنف صحيح لن في الصحيحين والسنن الربع ومسند أحمد وغيرها إذا اجتمعت على احاديث أو تكرر‬
‫‪)(1‬‬
‫اسناده بطرق كثيرة وتعددت المشايخ يستحيل العادة تواطؤهم على الكذب فالحاصل أن هذا يختلف بحسب صفات الرجال‬
‫فإذا جاء الحديث مسنداً من أربعة أو خمسة طرق مختلفة كلهم ثقات يقطع من علم أحوالهم بأنه صح عن النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم وأنه متواتر وهكذا إذا جاء عن ثمانية أو عشرة وصنف السيوطي في هذا ( الدرر المتناثرة في الحاديث‬
‫المتواترة ) ذكر فيها ما تعددت طرقه إلى عشرة فالمقصود كما قال المصنف أن هذا موجود في الصحيحين وغيرهما ولكن‬
‫يفهم هذا من عرف أحوال الرجال وصفاتهم فقد يكون متواتراً من أربعة أو ستة أو عشرة كل هذا بحسب أحوالهم في‬
‫الثقة والعدالة والمانة والضبط ‪.‬‬
‫المشهور ما تعددت طرقه ولم يصل إلى حد المتواتر إما لنقص في العدالة أو الضبط وما أشبه ذلك فيكون من طرق‬
‫‪)(2‬‬
‫ثلثة فأكثر فإذا أفاد اليقين صار متواتراً ‪.‬‬
‫الصواب أن المستفيض هو المشهور والمشهور هوالمستفيض يعنى استفاض عند العلماء‬
‫‪)(3‬‬
‫وعرفوه واشتهر بينهم ‪.‬‬
‫يعني السماء ل تهم فالمهم كونه يقبل أو ل يقبل فإذا استقام رجاله قبل وإل ل ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫‪ -‬سئل الشيخ عن الضعف الشديد إذا تعددت طرقه هل يحسن الحديث ؟ الضعف الشديد ل يحسن به الحديث معه ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 7 -‬‬

‫ثّ الَشْهورُ يُ ْطلَ ُق على مَا ُحرّ َر هُنا وعلى ما اشُْتهِ َر على اللْسِنةِ ‪ ،‬فيشْمَلُ ما لَهُ إِسنا ٌد واحِ ٌد فصاعِدا ‪ ،‬بل [ ما ]‬
‫‪5‬‬
‫صلً ‪) (.‬‬ ‫ل يوجَدُ لهُ إِسنادٌ أَ ْ‬
‫والثّالِثُ ‪) ( :‬العَزي ُز وهُو ‪ :‬أَ ْن ل يَرْويَهُ أَقَ ّل مِن اثَْنيْنِ عنِ اْثَنيْنِ ‪ ،‬وسُ ّميَ بذلك ِإمّا ِلقِّل ِة وُجو ِد ِه ‪ [ ،‬وِإمّا] لكونِهِ عَزّ‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫– أَي ‪َ :‬قوِيَ – بَجيئِهِ مِن طَريقٍ أُخْرى ‪) (.‬‬
‫لبّائ ّي مِن ا ُلعْتزلةِ ‪ ،‬وإِليهِ يُو ِمئُ كل ُم الاكِمِ أَب عبد‬ ‫وَلْيسَ شَرْطا للصّحيحِ ؛ خِلفا لَ ْن زعَمَهُ ( )‪ ،‬وهو أَبو عَليّ ا ُ‬
‫‪4‬‬

‫الِ ف (( علو ِم الديثِ )) [ حيثُ ] قال ‪ :‬الصّحيحُ َأنْ يَ ْر ِويَهُ الصّحاِبيّ الزّائِ ُل عنهُ اس ُم الَهالةِ ؛ بَأنْ يكونَ لهُ‬
‫راوِيانِ ‪ّ ،‬ث يتداوَلَهُ أَهلُ الَديثِ إِل وَ ْقتِنِا كالشّها َدةِ [ عَلى الشّها َد ِة ]‪.‬‬
‫ط البُخاريّ ‪ ،‬وأَجاب عمّا أُورِ َد علي ِه مِنْ‬ ‫ح البُخاريّ )) بأَنّ ذلك شَ ْر ُ‬ ‫ح القاضي أَبو َبكْرٍ بنُ العربّ ف (( شَ ْر ِ‬ ‫وصَرّ َ‬
‫ب في ِه نَظرٌ ؛ َلنّهُ قال ‪ :‬فِإنْ قيلَ ‪ :‬حديثُ (( (( إنا )) العْمَا ُل بالّنيّاتِ )) َفرْدٌ ؛ل يَ ْر ِوهِ عَ ْن عُمرَ إِلّ عَ ْل َق َمةُ‬ ‫ذلك بِجوا ٍ‬
‫ل عنهُ ] عَلى ا ِلْنبَرِ َبضْرةِ الصّحاَبةِ ‪ ،‬فلول َأّنهُ ْم َيعْرِفونَهُ لنْكروهُ !‬ ‫ب بِهِ عُ َمرُ [ رضيَ ا ُ‬ ‫قالَ ُقلْنا ‪َ [ :‬قدْ ] خَ َط َ‬
‫كذا قالَ !‬
‫وتُ ُع ّقبَ (( عليه )) بَأنّهُ ل يَ ْل َز ُم مِنْ َك ْونِهِم َس َكتُوا عنهُ َأنْ يَكُونوا سَمِعوهُ مِ ْن َغيْ ِرهِ ‪ ،‬وبَأنّ هذا لو سُلّمَ ف عُمَرَ مُنِعَ‬
‫حيَى ب ِن سَعي ٍد بهِ عَ ْن ُمحَمّ ٍد ؛ عَلى‬ ‫حمّدِ بنِ ِإبْراهي َم بِه عَ ْن عَ ْلقَ َمةَ ‪ ،‬ثُ ّم َتفَرّدِ يَ ْ‬
‫ف َتفَرّ ِد عَ ْلقَ َم َة [ عن ُه ] ‪ ،‬ثّ َتفَرّ ِد مُ َ‬
‫ف ِعنْ َد الُحَدّثيَ ‪.‬‬ ‫ما هُو الصّحي ُح الُعْرو ُ‬
‫ت ل ُيعَْتبَ ُر بِها [ ِلضَ ْعفِها ]‬ ‫وقَ ْد وَ َردَتْ ُلهْم مُتابعا ٌ‬
‫وكَذا ل نُسَلّمُ جَوابَهُ ف َغيْرِ حَديثِ عُ َمرَ [ رضيَ الُ عن ُه ]‬
‫‪5‬‬
‫ط البُخاريّ َأوّلُ حَديثٍ مَذكو ٍر فيهِ ‪) (.‬‬ ‫قا َل ابنُ ُر َشيْدٍ ‪ :‬وَلقَ ْد كانَ َيكْفي القاضيَ ف بُطْلنِ ما ا ّدعَى َأنّ ُه شَرْ ُ‬
‫صلً ‪.‬‬‫وا ّدعَى ابنُ ِحبّانَ نقيضَ َدعْواهُ ‪ ،‬فقالَ ‪ِ :‬إنّ رِواَيةَ اثنَيْ ِن عَ ِن اثَنيْنِ إِل َأنْ يَْنَتهِ َي ل تُوجَدُ أَ ْ‬

‫قد يطلق المشهور على حديث ل أصل له بل هو مشهور على اللسنة ولكن ل أصل له في الرواية ‪.‬‬
‫‪)(5‬‬
‫فجر الحد ‪ 1415 / 7 / 23‬هـ‬
‫‪)(2‬‬
‫وهو ما كان مداره على اثنين وقد يزيد على الثنين في بعض طبقات السند وسمي بهذا لقلته يقال هذا شيء عزيز أي‬
‫‪)(3‬‬
‫قليل ‪،‬أو سمي بهذا لن كل سند اعتز بالخر عزاه الخر أي قواه ‪.‬‬
‫الصحيح يثبت ولو كان بالواحد إذا كان السند جيداً ورجاله ثقات ومتصل ليس فيه تدليس ول انقطاع يسمى صحيحاً‬
‫‪)(4‬‬
‫مثل حديث عمر بن الخطاب ( إنما العمال بالنيات )‬
‫قول ابن رشيد هو الصواب وقول أبي بكر بن العربي في شرح البخاري ذهول وغلط فيكفيه أول حديث عند البخاري‬
‫‪)(5‬‬
‫وهو حديث عمر ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 8 -‬‬

‫صلً ] ؛ فيُ ْمكِنُ َأ ْن يُسَلّمَ( ) ‪ ،‬وَأمّا‬


‫‪1‬‬
‫ط ل تُوجَدُ [ أَ ْ‬ ‫ط عَ ِن اْثنَيْنِ َفقَ ْ‬
‫ُق ْلتُ ‪ِ :‬إنْ أرا َد [ [ ب ِه ] َأنّ ] رِواَيةَ اْثنَيْنِ َفقَ ْ‬
‫صُو َرةُ العَزيزِ الّت حَرّرْناها ف َموْجو َدةٌ بَأنْ ل َي ْر ِويَهُ أَقَ ّل مِن اْثنَيْ ِن عَنْ أَقَ ّل مِ َن اْثنَيْنِ ‪.‬‬
‫ل عنهُ )) ‪َ :‬أنّ رَسولَ الِ‬ ‫ي مِن حديثِ أَب هُ َرْي َرةَ (( رضيَ ا ُ‬ ‫س ‪ ،‬والبُخار ّ‬ ‫شيْخانِ مِن حَديثِ َأَن ٍ‬ ‫مثالُهُ ‪ :‬ما رَواهُ ال ّ‬
‫صلّى الُ عليهِ وسلّمَ قالَ ‪ (( :‬ل يُؤمِنُ أَحَدُكُمْ َحتّى أَكُونَ أَ َحبّ إِليهِ مِنْ وال ِد ِه وولَ ِدهِ ‪ )) ...‬الديث ‪.‬‬
‫ص َهْيبٍ ‪ ،‬وروا ُه عَنْ قتا َدةَ ‪ُ :‬شعَْب ُة وسعي ٌد ‪ ،‬ورواهُ [ عَ ْن ] عب ِد العزيزِ‬ ‫[ و ] رواهُ عَنْ َأَنسٍ ‪ :‬قَتا َد ُة وعبدُ العزيزِ بنُ ُ‬
‫ث ‪ ،‬ورواهُ عن كُلّ جَماعةٌ ‪.‬‬ ‫‪ :‬إِساعيلُ ب ُن عَُلّيةَ وعب ُد الوارِ ِ‬
‫ي َموْضِ ٍع وَقَ َع التّفَرّ ُد بِ ِه مِنَ السّنَ ِد عَلى مَا َسُيقْسَمُ إِليهِ‬ ‫ص واحِدٌ ف أَ ّ‬ ‫خ ٌ‬ ‫والرّابِعُ ‪ :‬الغَريبُ وهُو ‪ :‬ما َيتَفَرّ ُد بِروايَتِ ِه شَ ْ‬
‫‪2‬‬
‫ب النّسبّ ‪) (.‬‬ ‫الغَريبُ الُ ْطلَ ُق والغَري ُ‬
‫وكُلّها أي( ) ‪ :‬القسامُ ال ْرَب َعةُ [ الَذْكورةُ ] سوى الوّ ِل ‪ ،‬وهو الُتواتِرُ آحا ٌد ‪ ،‬ويُقا ُل لكُ ّل منها ‪َ :‬خَب ُر واحِدٍ ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص واحِدٌ ‪ ،‬وف الصطِلحِ ‪ :‬ما لَ ْم يَجْ َم ْع شُروط الُتواتِرِ ( )‬


‫‪4‬‬
‫خ ٌ‬ ‫و َخبَ ُر الواحِدِ ف الّل َغةِ ‪ :‬ما يَروي ِه شَ ْ‬
‫جبُ العَمَ ُل بِ ِه ِعنْدَ الُمْهورِ ‪.‬‬ ‫وفيها ؛ أي ‪ [ :‬ف ] الحَادِ‪ :‬ا َلقْبو ُل وهو ‪ :‬ما َي ِ‬
‫ث عَنْ أحوا ِل رواتِها ‪،‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ف الستدل ِل با عَلى البَ ْ‬ ‫خبِ ُر بِ ِه ؛ لتوقّ ِ‬ ‫ص ْدقُ الُ ْ‬‫وَفيها الَ ْردُو ُد ‪ ،‬وهُو [ الّذي ] لَمْ يَتَ َرجّحْ ِ‬
‫دُو َن الوّ ِل ‪ ،‬وهو الُتواتِرُ ‪.‬‬
‫ف َغيْ ِرهِ مِنْ أَخبارِ الحادِ ‪.‬‬ ‫خبِ ِر ِه بِخل ِ‬ ‫ق مُ ْ‬‫فكُلّهُ َمقْبولٌ لِفا َدتِهِ القَطْ َع ِبصِ ْد ِ‬
‫ق النّاقِلِ – ‪،‬‬ ‫ص ْد ِ‬
‫ص َف ِة القَبو ِل – وهُو ثُبوتُ ِ‬ ‫ب العَمَ ُل بالَقْبو ِل مِنها ‪َ ،‬لنّها ِإمّا َأ ْن ُيوْجَ َد فيها أَصلُ ِ‬ ‫لكنْ ؛ ِإنّما وَ َج َ‬
‫ب النّاقِلِ – َأوْ لَ ‪:‬‬ ‫ص َفةِ الرّدّ – وهُو ثُبوتُ كَذِ ِ‬ ‫َأوْ أَصلُ ِ‬
‫ص ْدقِ ناقِلِ ِه فيُؤخَ ُذ بِهِ ‪.‬‬‫لبَرِ ِلثُبوتِ ِ‬ ‫ص ْدقِ ا َ‬ ‫فالوّلُ ‪َ :‬يغِْلبُ على الظّنّ [ ثُبوتُ ] (( به )) ِ‬
‫لبَرِ ِلثُبوتِ كَذِبِ ناقِلِ ِه فيُطْ َرحُ ‪.‬‬ ‫والثّانِي ‪َ :‬يغِْلبُ على الظّنّ (( به )) كَذِبُ ا َ‬

‫يعني في أثناء السند ليس بشرط أن تستمر اثنين اثنين بل قد يزيد ولكن المدار أن يكون على اثنين ‪.‬‬
‫‪)(1‬‬
‫وهو ما يكون مداره على واحد سواءكان الصحابي أو التابعي أو من بعدهم يسمى غريب كحديث عمر ( إنما العمال‬
‫‪)(2‬‬
‫بالنيات) ول يلزم كل غريب ضعيف ‪.‬‬
‫فجر الحد ‪ 1415 / 7 / 30‬هـ‬
‫‪)(3‬‬
‫خبر الحاد ما لم يستجمع شروط المتواتر وقد يكون رواه واحد أو اثنين أو ثلثة أو أربعة ولكنه لم يستوف شروط‬
‫‪)(4‬‬
‫المتواتر ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 9 -‬‬

‫ف عَ ِن العَمَ ِل بهِ صارَ‬‫ف فيهِ ‪ ،‬وإِذا ُتوُقّ َ‬ ‫حقَ ‪ ،‬وإِلّ َفُيَتوَقّ ُ‬


‫حقُ ُه بأَحَ ِد القِسْ َميْ ِن الْتَ َ‬
‫والثّالِثُ ‪ِ :‬إنْ وُ ِجدَتْ قريَن ٌة تُلْ ِ‬
‫جبُ القَبولَ ‪ ،‬والُ أعلمُ ‪) (.‬‬
‫‪5‬‬
‫ص َفةِ ] الرّدّ ‪ ،‬بل ل َك ْونِه ْل تُوجَدْ (( به )) فيهِ صف ٌة تو ِ‬ ‫كالَرْدودِ ‪ ،‬ل ِلثُبوتِ [ ِ‬
‫ي بالقَرائِنِ ؛‬
‫وقد يَق ُع [ فيها ] ؛ أي ‪ :‬ف أَخْبارِ الحادِ ا ُلْنقَسِمَة إِل مَشْهو ٍر وعَزي ٍز وغَريبٍ ؛ مَا يُفي ُد العِ ْل َم النّظر ّ‬
‫عَلى الُختارِ ؛ خِلفا ِلمَنْ أَب ذلك ‪.‬‬
‫والِلفُ ف التّحْقيقِ َلفْظيّ ؛ ل ّن مَنْ َجوّزَ إِطلقَ العِلْمِ َقيّ َد ُه بِكونِ ِه نَظَريّا ‪ ،‬وهُو الاصِ ُل عنالسْتِدللِ ‪ ،‬ومَنْ أَب‬
‫الِطلقَ ؛ َخصّ َلفْظ العِ ْل ِم بالُتواتِرِ ‪ ،‬وما عَداهُ ِعنْ َدهُ [ ُكلّهُ ] ظَّنيّ ‪ ،‬لكنّ ُه ل يَْنفِي َأنّ ما احْتفّ (( منه )) بالقرائِنِ‬
‫ح مّا خَل عَنها ‪) ( .‬‬
‫‪2‬‬
‫أَ ْرجَ ُ‬
‫ف بالقَرائِن أنواعٌ ‪) (:‬‬
‫‪3‬‬
‫حتَ ّ‬ ‫لبَرُ الُ ْ‬
‫وا َ‬
‫حْيهِما مّا لَ ْم َيبْلُغْ [ َحدّ ] التواتِرِ فِإنّهُ ا ْحُتفّتْ بِهِ قرائِنُ ( )؛ منها ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫شيْخانِ ف صَحي َ‬ ‫ِمنْها مَا أَ ْخرَجَهُ ال ّ‬

‫وهذا شامل لجميع أخبار الحاد فيها المقبول والمردود إذا توافرت شروط الصحة قبل من صدق الراوي واتصال‬
‫‪)(5‬‬
‫السند وعدم الشذوذ والعلة قبل سواء كان صحيح ًا أو حسن ًا لذاته أو لغيره وإذا لم تتوافر صفات القبول رد وأصل صفات‬
‫القبول الصدق وأصل صفات الرد الكذب والصفات الخرى توابع لهذا المر فقد يكون السند واحدًا لكنه مسلسل بالثقات‬
‫والتصال فيقبل ومحتجاً به كحديث عمر ( إنما العمال بالنيات ) وحديث ابن عمر ( نهى عن بيع الولء وهبته ) وأحاديث‬
‫أخرى لنها جاءت من طرق ثابتة فحكم بصحتها ولوكان الطريق واحداً أو طريقين أو ثلثة ‪ ،‬أما إذا كان الطريق فيه‬
‫مستور أو انقطاع أو فيه ما يوجب الحكم بضعفه حكم برده لن صفات المقبول لم تتوفر فيه ‪ .‬والثالث ‪ :‬المتوقف فيه لم‬
‫تتوافر فيه صفات القبول أو الرد فهذا يتوقف فيه وهذا بالنسبة للناظر والمحدث فيحتاج لتأمل ونظر فيتوقف فيه وهذا‬
‫التوقف حكمه حكم المردود ل يجوز العمل به حتى يتضح له إلحاقه بالقبول ‪.‬‬
‫والصواب أن فيها ما يفيد العلم كما قال المؤلف ( وقد يقع فيها ما يفيد العلم النظري بالقرائن ) وهذا بالنسبة للمحدث‬
‫‪)(2‬‬
‫فإن أخبار الحاد إذا اتصل سنده وتسلسل بالثقات أفاد العلم وأطمان له المحدث وجزم أنه ل شك فيه ول ريب وأنه ثابت‬
‫عن النبي صلى ال عليه وسلم ليس ظنيًا فقط وإن كانت الحجة قائمة بالظني لكن إذا احتفت به الصفات العظيمة كالصدق‬
‫والعدالة واتصال السند فإن المحدث الذي يعرف هذه المور يجزم ويتيقن أنه ثابت عن النبي صلى ال عليه وسلم مثل‬
‫حديث ( إنما العمال بالنيات ) أفاد العلم وإن كان من طريق واحد ‪ ،‬وبعض أهل العلم يطلق على أخبار الحاد أنها ظنية‬
‫ولكنها ظنية يجب العمل بها والصواب أن فيها ما يفيد العلم تارة بالشواهد وتعدد السانيد وتارة بصفات الرواة وثقتهم‬
‫وعدالتهم ‪.‬‬
‫فجر الحد ‪ 1415 / 8 / 7‬هـ‬
‫‪)(3‬‬
‫مما يفيد العلم ما اتفق عليه الشيخان لما ذكره المؤلف رحمه ال فأحاديث الصحيحين تفيد العلم عند من تأمل ونظر إل‬
‫‪)(4‬‬
‫ما حصل فيه اشتباه واختلف كالشياء التي حصل فيها تعارض تحتاج إلى تأمل حتى يتبين وجه الجمع فيها أو وجه‬
‫‪9‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 10 -‬‬

‫جَللُتهُما ف هذا الشّ ْأنِ ‪.‬‬


‫وَتقَ ّد ُمهُما ف تَمْيي ِز الصّحي ِح على غيِها ‪.‬‬
‫جرّدِ َكثْ َرةِ الطّ ُرقِ القاصرةِ عَنِ‬ ‫وتََلقّي العُلماءِ كِتاَبيْهِما بال َقبُولِ ‪ ،‬وهذا التّلقّي وح َدهُ أَقوى ف إِفاد ِة العل ِم مِن مُ َ‬
‫التّواتُرِ ‪.‬‬
‫ي مَدْلوَليْ ِه مِمّا‬
‫ي ‪ ،‬وبِما َل ْم َيقَ ِع التّجاذُبُ ب َ‬ ‫ظ [ مِمّا ] ف الكِتاب ِ‬ ‫لفّا ِ‬
‫خَتصّ بِمَا َل ْم َينْقُ ْدهُ أَح ٌد مِ َن ا ُ‬
‫إِلّ َأنّ هذا مُ ْ‬
‫ث ل تَرْجي َح لستِحاَلةِ َأنْ يُفي َد الُتناقِضا ِن العِلْ َم بصِدِْقهِما من [ غيِ ] ترجيحٍ لح ِدهِما‬ ‫[ وََقعَ ] ف الكِتابيِ ‪ ،‬حي ُ‬
‫على الخرِ ‪.‬‬
‫حتِهِ ‪.‬‬
‫صلٌ على تَسْليمِ صِ ّ‬ ‫وما عَدا ذلك ؛ فالِجاعُ حا ِ‬
‫حتِهِ ؛ مََن ْعنَاهُ ‪.‬‬
‫صّ‬‫ب العَمَ ِل بِهِ ل عَلى ِ‬ ‫فِإنْ قِيلَ ‪ِ :‬إنّما اتّفَقوا على وُجو ِ‬

‫الختلف أو كالشياء التي انتقدها الدارقطني وغيره فالمقصود أن هذا الشياء التي هي محل نظر موقوفة حتى يتضح‬
‫فيها الجواب ‪ .‬فالمقصود أن ما رواه الشيخان من الشياء التي احتفت بها القرائن فأفادت العلم ‪.‬‬
‫@ السئلة ‪ :‬الرجل الذي لم يخرج له الشيخان هل تضعف روايته ؟‬
‫إذا كان ثقة ل يضره ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أحد العلماء الكبار في الجرح والتعديل وعلم الرجال في العصر الحديث يقول إن في البخاري ومسلم أو في أحدهما‬
‫بعض الحاديث الضعيفة ؟‬
‫هذا قد قاله بعض أهل العلم وليس مسلم والصواب قبول ما فيها ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬هل فيهما شيء ولو حديث واحد فيه كلم لهل العلم ؟‬
‫فيه حديث في مسلم ( إن ال خلق التربة يوم السبت ‪ ) ...‬فجعل المخلوقات في سبعة أيام من السبت إلى الجمعة وهذا‬
‫مخالف لنص القرآن أن خلق الخلق في ستة أيام فهذا وهم من بعض الرواة رفعه إلى النبي صلى ال عليه وسلم وإنما هو‬
‫عن كعب الحبار فقد غلط فيه بعض الرواة في رفعه رفعه إلى النبي صلى ال عليه وسلم من طريق أبي هريرة فهذا ل‬
‫شك أنه وهم كما قال البخاري وغيره رواه مسلم ولكنه وهم والصواب أن أبا هريرة وراه عن كعب وليس عن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم فوهم فيه بعض الرواة ورفعه إلى النبي صلى ال عليه وسلم وإنما هو عن كعب الحبار ‪ .‬وفيه رواية‬
‫لمسلم تكلم بعضهم فيها أنه سبحانه ( يأخذ السموات بيمينه والرضين بشماله ) فوصف اليد بالشمال والصواب أنه ل‬
‫بأس به لن الدلة الدالة على اليمين تدل على الشمال ولكن كلتا يدي ربي يمين مباركة وإن سميت شمال فهي في الفضل‬
‫يمين ‪.‬‬
‫د ‪ -‬حديث الجساسة أحسن ال إليك ؟‬
‫أخرجه مسلم ول بأس به ‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 11 -‬‬

‫شيْخانِ ‪ ،‬فل ْم َيبْقَ للصّحيحيِ ف هذا‬ ‫ص ّح ولوْ َل ْم يُخْ ِرجْهُ ال ّ‬ ‫ب العَمَ ِل ِبكُلّ مَا َ‬ ‫و َسنَ ُد الَنْعِ َأّنهُ ْم ُمتّفِقونَ عَلى وُجو ِ‬
‫حةِ ‪.‬‬
‫س الصّ ّ‬ ‫صلٌ على َأ ّن لُما مَ ِزّيةً فيما يَ ْرجِعُ إِل َن ْف ِ‬ ‫مَزّي ٌة ‪ ،‬والِجاعُ حا ِ‬
‫ق ا ِل ْسفَرايِينِيّ ‪ ،‬ومِن َأئِ ّمةِ الَديثِ أَبو‬ ‫ي ‪ :‬السْتاذُ أَبو ِإسْحا َ‬ ‫شيْخانِ العِلْ َم النّظَرِ ّ‬
‫ح بإِفا َد ِة مَا خَرّجَهُ ال ّ‬ ‫ومِمّن صَرّ َ‬
‫ل الُ َميْدِيّ ‪ ،‬وأَبو ال َفضْلِ ب ُن طاهِ ٍر وغيُهُما ‪.‬‬ ‫عبدِ ا ِ‬
‫حتَمَلُ َأنْ يُقا َل ‪ :‬الَ ِزّيةُ الَذْكُو َرةُ َكوْنُ أَحادِيِثهِما أَصَحّ الصّحيحِ ‪.‬‬ ‫ويُ ْ‬
‫ضعْفِ الرّوا ِة ‪ ،‬والعِلَلِ ‪.‬‬ ‫ق مُتباِيَنةٌ سالِ َم ٌة مِنْ َ‬ ‫ومِنها ‪ (( :‬الَشْهورُ )) إِذا كانَتْ ل ُه طُ ُر ٌ‬
‫))‬
‫ي ‪ ،‬والسْتاذُ أَبو َبكْرِ بنُ فُو َركٍ (( – بضم الفاء ‪-‬‬ ‫ي السْتاذُ أَبو َمنْصو ٍر الَبغْدادِ ّ‬ ‫ح بإِفا َدتِهِ العِلْمَ النّظَ ِر ّ‬
‫صرّ َ‬‫ومّن َ‬
‫وغ ُيهُما ‪.‬‬
‫حدُ بنُ َحْنبَلٍ‬ ‫ث [ الّذي ] َيرْويهِ أَ َ‬ ‫ظ الُْتقِنيَ ‪ ،‬حيثُ ل يكو ُن غَريبا ؛ كالَدي ِ‬ ‫لفّا ِ‬‫سلُ )) بالئ ّمةِ ا ُ‬ ‫ومِنها ‪ (( :‬الُسَلْ َ‬
‫مَثلً ويُشارِكُ ُه في ِه َغيْ ُرهُ عَنِ الشّاِف ِعيّ ‪ ،‬ويُشارِكُ ُه [ فيهِ ] غ ُيهُ عنْ مالِكِ بنِ أَنسٍ ؛ فِإنّهُ يُفي ُد العِلْ َم عن َد سَا ِمعِهِ‬
‫لِئ َقةِ الُو ِجَبةِ للقَبو ِل مَا يقومُ مَقا َم العَ َد ِد الكَثيِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫بالستِدْل ِل مِن [ ِج َهةِ ] جَلَلةِ رُواتِهِ ‪ ،‬وَأ ّن فيهِمْ مِ َن الصّفا ِ‬
‫‪1‬‬
‫ن َغيْ ِرهِم ‪) (.‬‬ ‫مِ ْ‬
‫ق فيهِ ‪ ،‬فإِذا‬ ‫شكّكُ مَنْ لَهُ [ َأ ْدنَى ] مُما َر َس ٍة بالعِلْ ِم وأَخْبا ِر النّاسِ َأنّ مالِكا مَثلً لو شاَفهَهُ َببَرٍ َأنّهُ صا ِد ٌ‬ ‫ول َيتَ َ‬
‫س ْهوِ ‪.‬‬‫انْضافَ إِليهِ (( أيضا )) مَ ْن هُو ف تِلْكَ الدّ َر َجةِ ؛ ازْدَادَ ُق ّو ًة ‪ ،‬وبَعُ َد عَمّا يُخْشَى علي ِه مِنَ ال ّ‬
‫ف بأَحوالِ‬ ‫ق الَبِ منها إِلّ للعالِ ِم بالَديثِ ‪ ،‬ا ُلتَبَحّ ِر فيهِ ‪ ،‬العارِ ِ‬ ‫حصُلُ العلمُ بصِ ْد ِ‬ ‫ع الّت ذ َكرْناها ل يَ ْ‬ ‫وهذ ِه النْوا ُ‬
‫الرّواةِ ‪ ،‬الُطِّل ِع عَلى العِلَلِ ‪.‬‬
‫حصُلُ ل ُه [ العِلْ ُم ] بصِ ْدقِ ذلك ِلقُصو ِرهِ عن الوْصافِ الَذكو َر ِة ل َينْفي حُصو َل العِ ْلمِ لل ُمَتبَحّرِ‬ ‫و َك ْونُ غ ِيهِ ل يَ ْ‬
‫‪2‬‬
‫الَذْكورِ ‪ [ ،‬والُ أَعل ُم ]‪) (.‬‬
‫حصّ ُل النْواعِ الّثلََث ِة الّت ذَ َكرْناها ‪:‬‬ ‫ومُ َ‬
‫خَتصّ بالصّحيحيِ ‪.‬‬ ‫أ ّن الوّلَ ‪ :‬يَ ْ‬
‫والثان ‪ :‬بِما لَ ُه طُ ُرقٌ ُمَتعَدّ َدةٌ ‪.‬‬
‫والثّاِلثُ ‪ :‬بِما روا ُه الئ ّمةُ ‪.‬‬

‫وهذا صحيح فالحديث المسلسل بالئمة يفيد العلم ول سيما إذا كان من طريقين أو أكثر وقد يفيد العلم ولو من طريق‬
‫‪)(1‬‬
‫واحدة ‪.‬‬
‫وهذا كما قال المؤلف يحصل بحسب علم المام والناظر في المر والمحدث وعلى حسب معرفته بالرجال وخبرته‬
‫‪)(2‬‬
‫فيتفاوت الناس بهذا فليس من عرف أحوالهم وصفاتهم الجليلة كمن جهل ذلك ‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 12 -‬‬

‫ث واحِ ٍد ‪ ،‬فل َيْبعُدُ حينئ ٍذ القَطْ ُع بصِدْقِهِ ‪ [ ،‬والُ َأعْلمُ ]‪.‬‬ ‫ع الثّلثةِ ف حَدي ٍ‬ ‫ويكِنُ اجْتما ُ‬
‫سنَدِ( ) ؛ أي ‪ [ :‬ف ] الوض ِع الّذي يَدو ُر الِسنا ُد علي ِه ويَرْ ِج ُع ‪ ،‬ولو َتعَدّدَتِ‬ ‫‪1‬‬
‫[ ّث الغَراَبةُ ِإمّا َأنْ تَكونَ ف أَصلِ ال ّ‬
‫ك ؛ بأَ ْن يَكو َن الّتفَرّدُ ف أَثنائِهِ ‪ ،‬كَأنْ يَ ْر ِويَه عَنِ‬‫الطّرقُ إِليهِ ‪ ،‬وهو طرَفُ ُه الّذي فيهِ الصحابّ َأوْ َل ] يَكونُ كَذل َ‬
‫خصٌ واحِدٌ ‪.‬‬ ‫الصّحابّ أَكثَ ُر مِ ْن وا ِحدٍ ‪ ،‬ثّ يتفرّدُ برواَيتِه عنْ وا ِح ٍد منهُم َش ْ‬
‫ث الّنهْ ِي عَنْ بي ِع الوَل ِء وعَنْ ِهَبتِهِ ؛ تفرّ َد بهِ عبدُ الِ بنُ دينارٍ عنِ اب ِن عُمرَ ‪.‬‬ ‫فالوّلُ ‪ :‬الفَ ْردُ الُ ْطلَقُ ؛ كَحدي ِ‬
‫ل عَنْ أَب هُريرةَ ‪ ،‬وتفرّ َد بهِ‬ ‫ث ُش َعبِ الِيانِ ؛ وقد تفرّ َد بهِ أَبو صا ٍ‬ ‫وقد َيَتفَرّدُ بهِ رَا ٍو عَنْ ذلك الُتفرّدِ ؛ كحدي ِ‬
‫عبدُ الِ بنُ دينا ٍر عَنْ أَب صالٍ ‪.‬‬
‫سنَ ِد البَزّارِ)) و (( ا ُلعْجَم الوسط )) للطّبانّ أَمثلةٌ كثيةٌ‬ ‫ستَمِرّ التفرّدُ ف جي ِع رواتِهِ َأوْ أَ ْكثَرِهمْ ‪ ،‬وف (( مُ ْ‬‫وق ْد يَ ْ‬
‫لذلك ‪.‬‬
‫ص معيّنٍ ‪ ،‬وِإنْ كا َن الَديثُ ف نفسِه‬ ‫والثّانِي ‪ :‬الفَ ْر ُد النّسِْب ّي سُ ّميَ نسبيّا لكونِ التفرّ ِد فيهِ حص َل بالنسبةِ إِل شخ ٍ‬
‫‪2‬‬
‫مشهورا ‪) (.‬‬
‫ح غايَروا‬ ‫ويقلّ إِطلقُ الفَرْ ِدّي ِة عليهِ ؛ لنّ الغَريبَ والفَرْدَ مُترادِفانِ لغ ًة واصْطِلحا ؛ إِلّ أَنّ َأهْلَ (( هذا )) الصطِل ِ‬
‫‪3‬‬
‫ل وقِّلتُهُ ‪) (.‬‬
‫بيَنهُما من حيثُ َكثْ َرةُ الستِعما ِ‬

‫فجر الحد ‪ 1415 / 10 / 11‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫هذا بحث الغرابة وقد بين المؤلف رحمه ال تفاصيل ذلك بعبارة موجزة واضحة فالغرابة لها حالن أ ‪ -‬حالة في أصل‬
‫‪)(2‬‬
‫السند ب ‪ -‬وغرابة في أثناء السند ‪ ،‬فما كان في أصل السند فهو الفرد المطلق ويقال له غريب أيضاً ‪ ،‬والفرد النسبي فهو‬
‫بالنسبة إلى أحد رواة السند فقد يكون مشهورًا أو عزيزًا أو متواتراً ولكن يدور على واحد فهو الفرد النسبي فيكون بعض‬
‫طرقه على واحد ‪ ،‬فالول مثل حديث ( نهى عن بيع الولء وهبته ) تفرد به عبد ال بن دينار عن ابن عمر فصار فرداً‬
‫مطلقاً ومثل حديث عمر ( إنما العمال بالنيات ) انفرد به علقمة بن وقاص عن عمر فهو فرد مطلق بالنسبة إلى عمر‬
‫وعلقمة ومحمد بن ابراهيم ثم تواتر عن يحيى بن سعيد ‪ ،‬وقد يكون نسبياً بأن يكون الحديث رواه جماعة عن التابعي أو‬
‫الصحابي ثم انفرد به واحد من العلماء المشهورين فلم يرو عنه إل من طريق واحدة كأن ينفرد به مالك أو الوزاعي أو‬
‫الثوري من طريق واحدة فيرويه عنه واحد فيقال هو غريب بالنسبة إلى مالك لنه ما رواه عنه إل واحد وهو في نفسه‬
‫ليس غريباً قد يكون روي من طرق لكنه لم يروه عن مالك إل واحد أو غريب إلى الوزاعي أو الثوري ‪.‬‬
‫يعني قليل إطلق الفردية على النسبي وإنما يقال له غريب فكلهما يقال له فرد ولكن الغالب أن الفرد يطلق على الفرد‬
‫‪)(3‬‬
‫المطلق بخلف النسبي فالغالب أنه يسمى غريب مثل ما يقع للترمذي كثيراً ‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 13 -‬‬

‫‪)1(.‬‬ ‫فالفرْدُ أَكْثَ ُر ما يُ ْطلِقونَ ُه على الفَ ْر ِد الُطْلَقِ‬


‫والغَريبُ أَكث ُر ما يُطْلِقونَهُ عَلى الفَرْدِ النّسْبّ ‪.‬‬
‫ق الس ِم عليهِما ‪.‬‬ ‫وهذا مِن حيثُ إِطل ُ‬
‫ب بِهِ‬
‫وَأمّا مِ ْن حيثُ اسِتعْمالُهم الفِعْ َل الُشْتَ ّق ؛ فل ُيفَرّقونَ ‪ ،‬فَيقولونَ ف الُ ْطلَ ِق والنّسْبّ ‪َ :‬تفَرّ َد بِهِ فُلنٌ ‪َ ،‬أوْ ‪َ :‬أغْرَ َ‬
‫فُلنٌ ‪.‬‬
‫وقَريبٌ مِن هذا اختِلُفهُم ف ا ُلنْقَطِ ِع والُ ْرسَلِ ؛ (( و )) ه ْل هُما مُتغايِرانِ َأوْ لَ ؟‬
‫شتَ ّق فيستَعْمِلو َن الِرسالَ فقَطْ‬ ‫ق الس ِم ‪ ،‬وأمّا عندَ ا ْستِعمَا ِل ال ِفعْل الُ ْ‬ ‫فأَ ْكثَ ُر الُحَدّثي على التّغايُ ِر ‪ ،‬لكنّهُ عندَ إطل ِ‬
‫سلً َأوْ ُمْنقَطِعا ‪) (.‬‬
‫‪2‬‬
‫فيَقولونَ ‪ :‬أَ ْرسَلَ ُه فلنٌ ‪ ،‬سوا ٌء كانَ [ ذلكَ ] ُم ْر َ‬
‫ي الُ ْرسَلِ‬
‫ظ مواضِ َع اسْتِعمالِ ِه على كثيٍ مِن الُحدّثيَ َأّنهُم ل يُغايِرونَ ب َ‬ ‫ومِن ثَمّ َأطْلَ َق غيُ واحِدٍ – مِمّن ل يلحِ ْ‬
‫وا ُلْنقَطِعِ !‬
‫وليسَ كذلك ؛ لا حَرّرناهُ ‪ ،‬وق ّل مَن نبّهَ على الّنكَْتةِ ف ذلك ‪ [ ،‬والُ أعلمُ ] ‪.‬‬

‫لكن قد يقال للفرد المطلق غريب كحديث عمر ( إنما العمال بالنيات ) فهو فرد مطلق ويقال له غريب ‪.‬‬
‫‪)(1‬‬
‫يبين رحمه ال أنهم في الفعل ل يغايرون يقال تفرد به فلن وأغرب به فلن وإنما التفريق في الغالب في السم فيقال‬
‫‪)(2‬‬
‫غريب وفرد وهكذا ما يقع من النقطاع والرسال فإذ سقط منه واحد سواء في أوله أو في آخره يسمى منقطعاً ويسمى‬
‫مرسلً ويطلق على المرسل منقطع لنه لم يتصل بالرسول صلى ال عليه وسلم وهكذا إذا سقط رواته واحد يسمى منقطع‬
‫مثل سعيد بن المسيب أو مجاهد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم يسمى منقعط ًا والمشهور أنه مرسل ‪،‬‬
‫‪13‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 14 -‬‬

‫سنَ ِد ‪ ،‬غ َي ُمعَلّلٍ ول شا ّذ ‪ :‬هو الصّحيحُ لذاتِهِ ‪ ،‬وهذا َأوّلُ‬ ‫وخبُ الحادِ ( )؛بنق ِل عَدْ ٍل تا ّم الضّبْطِ ‪ُ ،‬مّتصِلَ ال ّ‬
‫‪1‬‬

‫ت القَبولِ على أَعْلها َأوْ لَ ‪:‬‬ ‫تقسي ٍم مقبولٍ إِل أربعةِ أَنواعٍ ؛ َلنّهُ ِإمّا َأ ْن يشتَمِ َل مِن صفا ِ‬
‫الوّلُ‪ :‬الصّحيحُ لذاتِهِ ‪.‬‬
‫ك القُصورَ ؛ ككثْ َرةِ الطّرُق ؛ فهُو الصّحيحُ (( لذاته )) أَيضا ‪ ،‬لكنْ ل لذاتِهِ ‪.‬‬ ‫جبُرُ ذل َ‬‫والثّان ‪ِ :‬إنْ وُ ِج َد ما يَ ْ‬
‫وحيثُ ل ُجبْرانَ ؛ فهُو السنُ لذاتِهِ ‪.‬‬
‫ف فيهِ ؛ فهُو الس ُن أيضا ‪ [ ،‬لك ْن ] ل لذاتِهِ ‪.‬‬ ‫وإِنْ قا َمتْ قرينةٌ تُ َرجّحُ جانِبَ قَبو ِل مَا يَُتوَقّ ُ‬
‫وقُ ّد َم الكَلمُ على الصّحي ِح لذاتِهِ لعُُلوّ ُرتَْبتِهِ‪.‬‬
‫حمِلُ ُه على مُلزمةِ التّقوى والُروءةِ ‪.‬‬ ‫والُرا ُد بالعَدْلِ ‪ :‬مَنْ (( ما )) ل ُه مََل َك ٌة تَ ْ‬
‫ب العمالِ السّيّئةِ مِن شِ ْركٍ أَو فِسقٍ أَو بِدعةٍ ‪.‬‬ ‫والُرا ُد بالتّقوى ‪ :‬ا ْجتِنا ُ‬
‫والضّبْطُ (( ضبطان )) ‪:‬‬
‫ضبْطُ صَدْ ٍر ‪ :‬وهُو [ أَ ْن ] يُْثِبتَ ما سَ ِمعَ ُه بيثُ يتمكّ ُن مِن استحضا ِرهِ مَت شاء ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ي منهُ ‪.‬‬ ‫ب ‪ :‬وهُو صياَنتُهُ لديهِ مُنذُ سِ َع فيهِ وصحّحَهُ إِل َأنْ يُؤدّ َ‬ ‫ضبْطُ كِتا ٍ‬ ‫وَ‬
‫وُقيّ َد بـ (( التّامّ )) إِشارةً إِل الرّتب ِة العُليا ف ذلكَ ‪.‬‬
‫ي مِنْ شيخِهِ ‪.‬‬ ‫ط في ِه ‪ ،‬بيثُ يكونُ كُ ّل مِن رجالِه سَمِعَ ذلكَ الَ ْروِ ّ‬ ‫وا ُلّتصِلُ ‪ :‬ما َسلِمَ إِسنادُه مِن سُقو ٍ‬
‫والسّنَدُ ‪ :‬تق ّد َم تعريفُهُ ‪.‬‬
‫وهذا واضح فيه بيان تفصيل خبر الحاد وإنه أقسام اربعة الصحيح لذاته والصحيح لغيره والحسن لذاته والحسن‬
‫‪)(1‬‬
‫لغيره فإذا توافرت الشروط بأن كان من رواية العدل التام الضبط غير المعلل ول الشاذ فهذا يقال له الصحيح لذاته وهذا‬
‫هو أعلى مراتب الحاد فإذا كان الضبط غير تام فيقال له الحسن لذاته كما سيأتي فإن كثرت الطرق لهذا الذي فيه نقص‬
‫الضبط صار صحيحاً لغيره فإن كان بعض الضعف في بعض الرواة لكثرة الوهم انجبر بوجود طريق آخر فصار حسناً‬
‫لغيره فإن كان معللً بانقطاع أو شذوذ لم يكن صحيح ًا ول حسناً ولهذا قال المؤلف ( غير معلل ول شاذ ) ‪ ،‬والشاذ هو ما‬
‫خالف الثقة فيه من هو أوثق منه ‪.‬‬
‫@ السئلة ‪ :‬زيادة الثقة الذي لم يخالف ممن هو أوثق منه هل تتعتبر من الشذوذ ؟‬
‫ليس شذوذاً فزيادة الثقة مقبولة ما لم يخالف من هو أوثق منه ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حديث من جلس بعد الفجر ثم صلى ركعتين ‪ ....‬هل ل ينجبر ؟‬
‫هو من باب الحسن لغيره ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬أحاديث الصحيحين هل هي من أحاديث الصحيح لذاته أو لغيره ؟‬
‫فيها الصحيح لذاته والصحيح لغيره ‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 15 -‬‬

‫والُعَلّلُ لُغةً ‪ :‬ما فِي ِه عِّلةٌ ‪ ،‬واصطِلحا ‪ :‬ما في ِه عِّلةٌ َخ ِفّيةٌ قادِحةٌ ‪.‬‬
‫ف فيهِ الرّاوي مَ ْن هُو أَرْجَ ُح منهُ ‪ .‬ول ُه تفسيٌ آخ ُر سيأْت ‪.‬‬ ‫والشّاذّ لُغةً ‪ :‬الُنفَرِدُ ‪ ،‬واصطِلحًا ‪ :‬ما يُخالِ ُ‬
‫س ‪ ،‬وباقي قُيو ِدهِ كالفَصْلِ ‪.‬‬ ‫لْن ِ‬ ‫تنبيهٌ ‪ :‬قولُهُ ‪ [ (( :‬و ] خبُ الحادِ )) ؛ كا ِ‬
‫وقولُهُ ‪ِ (( :‬بَنقْ ِل عَدْلٍ )) ؛ ا ْحتِرا ٌزعَمّا َينْقُلُ ُه غ ُي العَدْلِ ‪.‬‬
‫س ِبنَ ْعتٍ لهُ ‪.‬‬
‫لبَرِ ‪ ،‬يُؤ ِذنُ بَأنّ ما َبعْ َدهُ خَ ٌب عَمّا َقبْلَ ُه ‪ ،‬ولي َ‬ ‫وقوله ‪ (( :‬هُو )) يسمّى َف ْ‬
‫صلً يَت َوسّطُ بيَ الُبتَ َدإِ وا َ‬
‫ج عنهُ ؛ كما تق ّدمَ‬ ‫خرِجُ ما يسمّى صحيحا بأَمرٍ خارِ ٍ‬ ‫وقولُهُ ‪ (( :‬لذاته )) ؛ يُ ْ‬
‫ضَيةِ للتّصحيحِ ف ال ُقوّةِ ( ) ؛ فِإنّها‬
‫‪2‬‬
‫ف ا ُلقَْت ِ‬
‫ب ] تفاوُتِ هذ ِه الوْصا ِ‬ ‫وتتفاوَتُ ( ) ُرَتبُهُ ؛ أي ‪ :‬الصّحيحُ ‪ ،‬بـ [سب ِ‬
‫‪1‬‬

‫سبِ‬ ‫حةِ ؛ ا ْقَتضَتْ َأنْ يكونَ [ لا ] دَرجاتٌ بعضُها َف ْوقَ بعضٍ بَ َ‬ ‫ت مُفيدةً لغََلَبةِ الظّ ّن الّذي عليهِ مَدارُ الصّ ّ‬
‫لّا كاَن ْ‬
‫المو ِر الُ َقوّيةِ ‪.‬‬
‫ب التّرجيحَ (( له‬ ‫ضبْطِ وسائِ ِر الصّفاتِ الت تُو ِج ُ‬ ‫وإِذا كانَ كذلك فما يَكونُ رُواتُهُ ف الدّرج ِة العُليا مِن العداَلةِ وال ّ‬
‫)) ؛ كانَ أَص ّح مّا دونَهُ ‪.‬‬
‫َفمِ َن الَ ْرتََبةِ العُلْيا ف ذلك ما أَطَْلقَ [ علي ِه ] بعضُ الئ ّمةِ أَنّهُ أَص ّح السانيدِ ‪:‬‬
‫كال ّزهْريّ عن سالِمِ ب ِن عبدِ الِ ب ِن عُمَرَ عن أَبيهِ ‪.‬‬
‫وكمحمّدٍ بنِ سيينَ عن عَبيدةَ ب ِن عَمْروٍ [ السّلْماِنيّ ] عَن عَليّ (( بن أب طالب )) ‪.‬‬
‫ن مَسعودٍ ‪) (.‬‬
‫‪3‬‬
‫خ ِعيّ عَ ْن عَ ْلقَ َمةَ عن اب ِ‬ ‫وكَإِبراهي َم النّ َ‬
‫ودونَها ف الرّتبةِ ‪ :‬كرِوايةِ ُب َريْدِ بنِ عبدِ الِ بنِ أَب بُ ْر َدةَ عن َج ّدهِ عن أَبيهِ أَب مُوسى (( الشعري )) ‪.‬‬
‫وكَحمّادِ ب ِن سَلَ َم َة عن ثاِبتٍ (( البنان )) عَنْ أَنسٍ ‪.‬‬
‫ودُونَها ف ال ّرْتَبةِ ‪:‬‬
‫ل عَنْ أَبيهِ عن أَب هُريرةَ ‪.‬‬ ‫س َهيْلِ ] بنِ أَب صا ٍ‬ ‫[كُ‬
‫وكالعَلءِ بنِ عب ِد الرحن عن أَبيهِ عن أَب هُريرةَ ‪.‬‬

‫فجر الحد ‪ 1415 / 10 / 18‬هـ )‬


‫‪)(1‬‬
‫وهذا ل شك فيه أن الصحيح تتفاوت رتبه لتفاوت صفات الرواة فتارة تكون درجتهم في أعلى الدرجات لثقة الرواة‬
‫‪)(2‬‬
‫وكمال ضبطهم ‪ ،‬وتارة تكون وسط وتارة تكون دون ذلك فهي متفاوتة على حسب حال الرواة مالك عن نافع عن ابن عمر‬
‫‪ ،‬مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة فالمقصود أن السانيد الصحيحة متفاوتة على حسب تفاوت الرجال في‬
‫الضبط والتقان ‪.‬‬
‫وكمالك عن نافع عن ابن عمر ونحوها ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫‪15‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 16 -‬‬

‫حةِ ما‬‫ت الُرَجّ َ‬ ‫فِإنّ الَميعَ يش َمُلهُم [ اس ُم ] العَداَلةِ والضّبْطِ ؛ إِلّ َأنّ (( ف )) لل َم ْرَتَبةِ الول (( فيهم )) مِن الصّفا ِ‬
‫ط ما يقتَضي تقديَها على الثّاِلَثةِ ‪ ،‬وهِي مُقدّمةٌ‬ ‫يقتَضي تقديَ روايِتهِم على الّت تَليها ‪ ،‬وف الّت تليها مِ ْن ق ّوةِ الضّبْ ِ‬
‫على رِوايةِ مَن ُيعَ ّد مَا يَْنفَ ِر ُد بِهِ حَسنا ( ) ؛ كمحمّد بنِ إِسحاقَ ( )عن عاصمِ ب ِن عُمرَ (( بن قتادة )) عن جابرٍ ‪،‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫و (( عن )) عمروِ ب ِن ُش َعيْبٍ عنْ أَبي ِه عَنْ َج ّدهِ ‪.‬‬


‫وِقسْ على هذهِ الراِتبِ ما يُشِبهُها ‪.‬‬
‫(( و )) الرَتَبةُ الول ِهيَ الّت أَطلَقَ عليها بعضُ الئ ّمةِ َأنّها أَص ّح السانيدِ ‪ ،‬وا ُلعْتَ َم ُد عدمُ الِطلقِ لترجَم ٍة معيّنةٍ‬
‫منها ‪.‬‬
‫حّيتُهُ على ما لَ ْم يُطْلِقوهُ ‪.‬‬ ‫نعم ؛ يُسَتفَا ُد مِن مموعِ ما أَطل َق الئ ّم ُة عليهِ ذلك أَر َج ِ‬
‫حقُ بذا التّفاضُلِ ما اّتفَقَ الشّيخانِ على تَخريِه بالنّسبةِ إِل ما انْفَ َر َد بِهِ أَحَ ُدهُما ‪ ،‬وما انْفَ َر َد ب ِه البُخاريّ‬ ‫وي ْلتَ ِ‬
‫ضهِم على َأّيهِما‬ ‫ف بع ِ‬ ‫ق العُلماءِ بع ِدهِما على تلقّي كِتابَْيهِما بالقَبو ِل ‪ ،‬واختِل ِ‬ ‫بالنّسبةِ إل ما انْفَ َر َد ب ِه مُسلمٌ ؛ لتّفا ِ‬
‫أَ ْرجَحُ ‪ ،‬فما اتّفقا عليهِ أَرجَ ُح مِن هذهِ اليثّي ِة مّا ل يتّفقا عليهِ ‪.‬‬
‫حةِ ‪ ،‬ول يوجَدْ عنْ أح ٍد التّصري ُح بنقيضِهِ ‪.‬‬ ‫ح المهو ُر بتقديِ (( صحي ِح البُخاريّ )) ف الصّ ّ‬ ‫وقد صرّ َ‬
‫وَأمّا ما ُنقِلَ عَن أب عليّ الّنيْسابوريّ َأنّهُ قالَ ‪ :‬ما تتَ أَديِ السّماءِ أَص ّح مِن كتابِ مُسلمٍ ( )؛ فل ْم يُصرّحْ بكونِه‬
‫‪3‬‬

‫أَص ّح مِن صحي ِح البُخاريّ ؛ َلنّهُ ِإنّما َنفَى وُجو َد كتابٍ أَصحّ مِن كتابِ مسلم ؛ إِذ ا َلنْ ِفيّ إِنّما هُو ما َتقْتَضيهِ صي َغةُ‬
‫ف الُساواةَ ‪.‬‬ ‫حةِ ‪ ،‬يتازُ بتلكَ الزّيا َدةِ عليه ‪ ،‬ول َينْ ِ‬ ‫ب مُسلمٍ ف الصّ ّ‬ ‫حةٍ ف كتابٍ شا َركَ كتا َ‬ ‫أَ ْفعَلَ من زيا َدةِ ص ّ‬
‫سنِ‬‫ض الَغا ِرَبةِ َأنّهُ َفضّلَ صحي َح مُسلمٍ على صحي ِح البُخاريّ ؛ فذلكَ فيما ير ِجعُ إِل حُ ْ‬ ‫ك ما ُنقِلَ ع ْن بع ِ‬ ‫وكذل َ‬
‫السّياقِ و َج ْو َدةِ الوَضْ ِع والتّرتِيبِ ‪.‬‬
‫ت الّت‬ ‫حّيةِ ‪ ،‬ولو أَ ْفصَحوا به لر ّدهُ عليهِمْ شاهِ ُد الوُجودِ ‪ ،‬فالصّفا ُ‬ ‫ول ُي ْفصِحْ أَح ٌد منهُم بأَنّ ذلكَ راجِعٌ إِل الص ّ‬
‫حةُ ف كتابِ البُخاريّ أَ ّت منها ف كتابِ مسل ٍم وَأشَدّ ‪ ،‬وشرطُ ُه فيها أَقوى وَأسَدّ‪.‬‬ ‫تدو ُر عليها الصّ ّ‬

‫وهذا واضح لنه إذا خف الضبط انتقل من درجة الصحيح إل درجة الحسن ‪.‬‬
‫‪)(1‬‬
‫فات المؤلف أن يقول محمد بن اسحاق عن عاصم إذا صرح ابن اسحاق بالسماع ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫كلم أبي علي غير مسلم والصواب ما تحت أديم السماء أصح من صحيح البخاري ثم مسلم هذا الذي عليه جمهور‬
‫‪)(3‬‬
‫أهل العلم لكن مسلم امتاز بحسن السياق وجمع الحاديث وضبط طرقها والبخاري تساهل في هذا يقطع الحاديث ويفرقها‬
‫على حسب الحاجة إليها ومسلم كانت له عناية بحسن السياق وجمع السانيد حتى يتضح للقاريء الحديث بطرقه كلها في‬
‫موضع واحد ‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 17 -‬‬

‫ث التصا ُل ؛ فل ْشتِراطِهِ َأنْ يكونَ الرّاوِي قَ ْد َثَبتَ لهُ لِقا ُء مَ ْن روى عنهُ ولو َم ّرةً ‪ ،‬وا ْكتَفى‬ ‫َأمّا رُجْحانُهُ مِن حي ُ‬
‫مُسِْلمٌ ُبطْلَ ِق الُعاصَ َرةِ ‪ ،‬وأَلْ َزمَ البُخاريّ بَأنّهُ يتاجُ [ إِل ] أَ ْن ل يقْبَ َل ال َعنْ َعَنةَ أَصلً !‬
‫))‬
‫وما أَلْ َزمَ ُه ب ِه ليسَ بل ِزمٍ ؛ لنّ الرّاويَ إِذا ثبتَ [ لهُ ] اللّقاءُ م ّرةً ؛ ل يْري ف رواياتِهِ ا ْحتِمالُ َأنْ ل يكونَ (( قد‬
‫ضةٌ ف غي الُدَّلسِ ‪.‬‬ ‫سعَ [ من ُه ] ؛ لنّهُ يلز ُم مِن جَريانِهِ َأنْ يكونَ مُدَلّسا ‪ ،‬والسأَل ُة مَفرو َ‬ ‫ِ‬
‫ط ؛ فلنّ الرّجا َل الّذي َن ُتكُلَّ َم فيهِم مِن رجا ِل مُسلِمٍ أَكث ُر عَددا مِن الرّجالِ‬ ‫ضبْ ُ‬‫ث العَداَل ُة وال ّ‬
‫وَأمّا ُرجْحَانُ ُه مِ ْن حي ُ‬
‫الّذينَ تُكُلّ َم فيهِم مِن رجا ِل البُخاريّ ‪ ،‬معَ َأنّ البُخارِيّ ل ُيكْثِ ْر مِن إِخراجِ حَديِثهِمْ ‪ ،‬بل غالُِبهُ ْم مِن شيوخِهِ الذينَ‬
‫ف مُسلمٍ ف المْرَينِ ‪.‬‬ ‫أَخَ َذ عنهُم ومَارَسَ حَديَثهُم ‪ ،‬بِل ِ‬
‫ي مِن الحاديثِ أَقلّ عددا مِمّا اْنُتقِدَ‬ ‫ث عدمُ الشّذو ِذ والِعل ِل ؛ فلنّ ما اْنتُقِ َد [ على البُخار ّ‬ ‫وَأمّا ُرجْحانُ ُه مِن حي ُ‬
‫ف بصِناعةِ الَديثِ‬ ‫ي كانَ أَج ّل مِن مُسِْلمٍ ف العُلو ِم وأَعْ َر َ‬ ‫ق العُلما ِء على أنّ البُخار ّ‬ ‫] على مُسْلِ ٍم ‪ ،‬هذا مع اتّفا ِ‬
‫ستَفي ُد منهُ ويتََتبّعُ آثا َرهُ حتّى (( لقد )) قالَ الدّارَقُطِنيّ ‪ :‬لول البُخاريّ‬ ‫مِنهُ ‪ ،‬وَأنّ مُسلما تِلْميذهُ و ِخرّيُهُ ‪ ،‬ول يزَ ْل يَ ْ‬
‫‪1‬‬
‫ح مُسِْل ٌم ول جَاءَ ‪) ( .‬‬ ‫لَما را َ‬
‫))‬
‫ي على غيِه – قُ ّدمَ (( صحي ُح البُخاريّ‬ ‫ط البُخار ّ‬ ‫ومن ثَمّ ؛ أي ‪ (( :‬و )) من هذه اليثّيةِ – وهي أَرجحّيةُ شَرْ ِ‬
‫على غيِه من ال ُكُتبِ ا ُلصَنّفةِ ف الديثِ ‪.‬‬
‫سلِمٍ ؛ لُشارَ َكتِه للبُخاريّ ف اتّفاقِ العُلما ِء على تََلقّي كِتابِ ِه بالقَبولِ أَيضا ‪ ،‬سوى ما عُلّلَ ‪.‬‬ ‫ثّ صحي ُح مُ ْ‬
‫ط الصّحيحِ ‪،‬‬ ‫حّي ُة ما واَفقَهُ شَ ْر ُطهُما ؛ لنّ الُرا َد به رواُتهُما م َع باقي شُرو ِ‬ ‫ثّ ُيقَ ّدمُ ف الرجحّيةِ من حيثُ الص ّ‬
‫ورواتُهما قد َحصَ َل التّفاقُ على ال َقوْلِ بتَعديِلهِمْ بطريقِ اللّزومِ ‪ ،‬فهم ُمقَدّمونَ على غيِهم ف رِواياتِهم ‪ ،‬وهذا‬
‫ج عنهُ إِلّ بدليلٍ ‪.‬‬ ‫أَص ٌل ل يُخْ َر ُ‬
‫فِإنْ كا َن الَبَ ُر على شَ ْرطِهما معا ؛ كانَ دونَ ما أَخرَجَهُ مسلمٌ أَو مثله ‪.‬‬
‫ط مُسلمٍ وحدَه تَبَعا لصلِ كُ ّل منهُما ‪.‬‬ ‫ط البُخاريّ وحْدَه على شر ِ‬ ‫وإِ ْن كانَ على شَ ْرطِ أَحَدِها ؛ فُيقَ ّد ُم شَرْ ُ‬
‫حةِ ‪.‬‬‫ج لنا مِن هذا ِسّتةُ أَقسا ٍم تتفاوتُ َدرَجاتُها ف الصّ ّ‬ ‫خرَ َ‬
‫فَ‬
‫وثَ ّمةَ قسمٌ ساب ٌع ‪ ،‬وهو ما ليسَ على شرطِهما اجتِماعا وانْفرادا ‪) (.‬‬
‫‪2‬‬

‫هذا من باب المبالغة وإل فكلهما إمام ‪.‬‬


‫‪)(1‬‬
‫وبهذا تكون إقسام الصحيح من هذه الحيثية سبعة ‪ ،‬الول ما اتفق عليه الشيخان ‪ ،‬والثاني ما رواه البخاري والثالث‬
‫‪)(2‬‬
‫ما رواه مسلم والرابع ما كان على شرطهما والخامس ما كان على شرط البخاري ثم السادس ما كان على شرط مسلم ثم‬
‫السابع ما صححه أحد الئمة وهو ليس على شرط واحد منهما كالذي يصححه الدارقطني وابن حزيمة وابن حبان‬
‫وغيرهم ول يكون فيه قادح ‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 18 -‬‬

‫وهذا التّفاوتُ ِإنّما هو بالنّظرِ إِل اليثّيةِ الذكورةِ ‪.‬‬


‫َأمّا لو [ ُرجّ َح ] قِسْمٌ على ما (( هو )) َفوْقَ ُه بأُمورٍ أُخرى تقتَضي التّرْجيحَ ؛ فِإنّ ُه ُيقَ ّدمُ على ما َفوْقَهُ – إذ قَدْ‬
‫َيعْ ِرضُ للمَفوقِ مَا يعَلُهُ فائقا – ‪.‬‬
‫ث عندَ مُسلم [ مثلً ] ‪ ،‬وهُو مشهورٌ قاصِرٌ عن دَرَ َج ِة التّواتُرِ ‪ ،‬لكنْ َحفّتْهُ قرينةٌ صا َر با يُفيدُ‬ ‫كما لو كان الدي ُ‬
‫خرِجُ ُه البُخاريّ إِذا كانَ فَرْدا مُطْلقا ‪.‬‬ ‫العِلْمَ ؛ فِإنّه ُيقَ ّدمُ (( با )) على الديثِ الذي يُ ْ‬
‫ص َفتْ بكونِها أَصَ ّح السانيدِ كمالِكٍ عن ناف ٍع عن اب ِن عُمرَ ؛‬ ‫وكما لو كانَ الَديثُ الّذي ل يُخْ ِرجَاهُ مِن ترج ٍة وُ ِ‬
‫فإِنه يُقَ ّدمُ على ما انف َر َد بهِ أَح ُدهُما مثلً ‪ ،‬ل سيّما إِذا كانَ ف إِسنا ِد ِه مَن فيهِ مَقالٌ ‪.‬‬
‫ف القومُ خُفوفا ‪ :‬قَلّوا – والُرادُ معَ بقّيةِ الشّروطِ [ الُتق ّد َمةِ ] ف حَدّ‬ ‫ضبْطُ ( )؛ أي‪ :‬ق ّل – يُقالُ ‪َ :‬خ ّ‬
‫‪1‬‬
‫ف ال ّ‬
‫فِإنْ خَ ّ‬
‫ج ] ‪ ،‬وهُو الّذي (( قد )) يكونُ حُ ْ‬
‫سنُ ُه بسببِ‬ ‫الصّحيحِ ؛ فـهُو الَسَ ُن لذاتِهِ ( ) (( لشتهاره )) [ ل لِشيءٍ خارِ ٍ‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫ت طُرُقُه ‪) (.‬‬ ‫ستُورِ إِذا تعَدّدَ ْ‬
‫ال ْعتِضادِ ‪ ،‬نوُ حديثِ الَ ْ‬
‫ف الضّعيفُ ‪.‬‬ ‫ج با ْشتِراطِ باقي الوْصا ِ‬ ‫وخَ َر َ‬
‫وهذا القِسْ ُم مِ َن الَسَ ِن مُشا ِركٌ للصّحيحِ ف الحتِجاجِ بهِ ‪ ،‬وِإنْ كانَ دُونَه ‪ ،‬ومشابِهٌ لهُ ف اْنقِسامِه إِل مراتِبَ‬
‫‪4‬‬
‫بعضُها فوقَ بعضٍ ‪) (.‬‬

‫فجر الحد ‪1415 / 10 / 25‬هـ ) بداية الشريط الثاني ‪.‬‬


‫‪)(1‬‬
‫يعني الشروط موجودة متصل السند غير معلل ول شاذ والرواة عدول لكن ضبطهم دون الرواة في الحالة الولى ‪-‬‬
‫‪)(2‬‬
‫الصحيح لذاته ‪ -‬فيسمى الحسن لذاته مثلوا لهذا مثل عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ‪ ،‬ومحمد بن اسحاق إذا صرح‬
‫بالسماع فضبط هؤلء دون ضبط العمش وسفيان ونافع فيكون هؤلء حديثهم من الحسن لذاته ومثل حماد بن سلمة عن‬
‫ثابت عن أنس وأشباههم‬
‫هذا هو الحسن لغيره فالرواة فيهم مستور وهو مجهول الحال لكن تعددت طرقه يقال له الحسن لغيره وإذا تعدد‬
‫‪)(3‬‬
‫الحسن لذاته صار صحيحاً لغيره فالقسام أربعة ‪ :‬صحيح لذاته وصحيح لغيره وحسن لذاته وحسن لغيره فالصحيح لذاته‬
‫ما تمت فيه الشروط المتقدمة رواية العدل عن العدل مع تمام الضبط مع اتصال السند غير معلل ول شاذ ‪ ،‬فإن خف الضبط‬
‫صار حسناً لذاته فإن تعددت طرق الحسن لذاته صار صحيحاً لغيره فإن كان ليس بضابط بل مستور ليس معروفاً بالعدالة‬
‫والضبط ولكن تعددت الطرق فهذا يقال له الحسن لغيره رواه مستورون لكن مع التصال وعدم العلة فإذا كان طريقين‬
‫فأكثر فهذا يقال الحسن لغيره مثل ابن حجر لذلك بأحاديث مد اليدين ورفعهما في الدعاء فقال إنه من باب الحسن لغيره ‪،‬‬
‫ومثل له ابن كثير بحديث ( ل وضوء لمن لم يذكر اسم ال ) فقال إن له طرقاً فيكون من باب الحسن لغيره ‪.‬‬
‫فهو مشارك للصحيح بالحتجاج به وأنه درجات حسب قوة الضبط ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫‪18‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 19 -‬‬

‫جبُ ُر القَدْ َر الّذي‬


‫حةِ عندَ تعدّدِ الطّ ُرقِ ؛ لنّ للصّور ِة الجموعةِ ُق ّو ًة تَ ْ‬ ‫حكَمُ ل ُه بالصّ ّ‬
‫وبِكثْ َر ِة طُرُقِ ِه ُيصَحّحُ( ) ؛ وِإنّما يُ ْ‬
‫‪1‬‬

‫حةُ ] على الِسنا ِد الّذي‬ ‫ضبْطُ ] راوِي الَسَنِ عن راوي الصّحيحِ ‪ ،‬ومِن ثَ ّم تُطلَ ُق [ الصّ ّ‬ ‫َقصّرَ (( الوصفي )) بهِ [ َ‬
‫يكونُ حسنا لذاتِه لو تفرّدَ إِذا َتعَدّدَ ‪.‬‬
‫ث ينفردُ الوصفُ ‪.‬‬ ‫وهذا حي ُ‬
‫ي وغيِه ‪ [ :‬حديثٌ ] حَسَنٌ‬ ‫فِإنْ ُجمِعا ؛ أي ‪ :‬الصّحي ُح والسنُ ف وصفِ [ حديثٍ ] واحدٍ ؛ كقو ِل التّرمذ ّ‬
‫حةِ أَو َقصّ َر َعنْها ؟!‬ ‫ط الصّ ّ‬ ‫ت في ِه شُرو ُ‬ ‫صحيحٌ ؛ فللتّرَدّدِ الاص ِل مِن الُجتهدِ ف النّاقِلِ ؛ هل اجتَ َمعَ ْ‬
‫حصُ ُل منهُ التّفرّدُ بتلكَ الرّوايةِ ‪.‬‬ ‫ث يَ ْ‬
‫وهذا َحيْ ُ‬
‫شكَ َل الَمْعَ بيَ الوصفيِ ‪ ،‬فقالَ ‪ :‬السنُ قاصرٌ عنِ الصّحيحِ ‪ ،‬ففي المعِ بيَ‬ ‫ب مَن اسْتَ ْ‬‫وعُرِف بذا جوا ُ‬
‫الوَص َفيْنِ إِثباتٌ لذلك القُصو ِر وَنفْيُه !‬
‫صفَهُ بأَح ِد الوَصفَيِ ‪ (( ،‬معينا )) فيُقالُ‬ ‫حصّ ُل الوابِ أَ ّن تردّدَ أَئ ّم ِة الديثِ ف حالِ ناقلِه اقْتَضى للمُجتهدِ َأنْ ل ي ِ‬ ‫ومُ َ‬
‫صفِه عندَ [ قومٍ ] ‪ ،‬صحي ٌح باعتبا ِر وصفِهِ عن َد قومٍ (( آخرين ))‪.‬‬ ‫فيهِ ‪ :‬حس ٌن ؛ باعتبا ِر وَ ْ‬
‫سنٌ أَو صحيحُ ‪) (.‬‬
‫‪2‬‬
‫ف [ منهُ ] حرفَ التردّدِ ؛ لنّ حقّهُ َأنْ يقولَ ‪ :‬حَ َ‬ ‫وغايةُ ما فيهِ َأنّه حَذَ َ‬
‫ف مِن الّذي (( يقول )) َبعْ َدهُ ‪.‬‬ ‫وهذا كما حَذَفَ حَرْفَ العَط ِ‬
‫وعلى هذا ؛ فما قي َل فيهِ حَسَنٌ صحيحٌ ؛ دونَ ما قي َل فيهِ ‪ :‬صَحيحٌ ؛ لنّ الزمَ أَقوى مِن التّردّ ِد ‪ [ ،‬وهذا حيثُ‬
‫التفرّدُ ] ‪.‬‬
‫حصُ ِل التّفرّدُ ؛ فـإِطلقُ الوَص َفيْنِ معا على الديثِ يكونُ با ْعتِبارِ إِسنَا َديْنِ ‪ ،‬أح ُدهُما‬ ‫وإِلّ ؛ [ أَي ]‪ :‬إِذا ل َي ْ‬
‫صحي ٌح ‪ ،‬والخرُ حسنٌ ‪.‬‬
‫وعلى هذا ؛ فما قي َل فيهِ ‪ :‬حسنٌ صحي ٌح ؛ فوقَ ما قي َل فيهِ ‪ :‬صحيحٌ ؛ [ فقطْ ] إذا كانَ َفرْدا ؛ لنّ كثرةَ الطّرقِ‬
‫‪3‬‬
‫ُت َقوّي ‪) ( .‬‬

‫فهذا الصحيح لغيره إذا كان من طريقين في رواته من هو موصوف من رواة الحسن لذاته‬
‫‪)(1‬‬
‫وهذا يقوله الترمذي كثيراً ( حسن صحيح ) فيحمل على أنه حسن من طريق وصحيح من طريق آخر أو على الشك‬
‫‪)(2‬‬
‫فيقول ( حسن أو صحيح ) فأو على الشك هل تم الضبط أو خف الضبط لنه يقوله في بعض الحاديث وليس لها إل طريق‬
‫واحد فيحمل على معنى الشك هل هو حسن أو صحيح ‪ ،‬وأما إذا كان له طرق فالمعنى أنه حسن لتعدد طرقه صحيح‬
‫لشتماله على الشروط ‪ ( .‬تراجع لعله للعكس )‬
‫وهذا واضح لن ما جاء من طريقين أحدهما حسن والخر صحيح أقوى مما يقال فيه صحيح فقط لن الصحيح فقط ما‬
‫‪)(3‬‬
‫جاء باسناد واحد وما جاء باسنادين أحدهما صحيح والخر حسن يكون أقوى لكثرة الطرق ‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 20 -‬‬

‫ف يقولُ ف بعضِ الحاديثِ ‪ :‬حسنٌ‬ ‫ط الَسَنِ َأنْ ُيرْوى مِن غيِ وجْهٍ ‪ ،‬فكي َ‬ ‫ي بأَ ّن شَرْ َ‬
‫ح التّرمِذ ّ‬
‫فِإنْ قيلَ ‪ :‬قدْ صَرّ َ‬
‫غَريبٌ ل نعرِفُه إِلّ مِن هذا الوجهِ ؟!‬
‫ف بنوع خاصّ منهُ وقعَ ف كتابِه ‪ ،‬وهُو ما يقو ُل فيهِ ‪:‬‬ ‫ف الَسَ َن الُطْلَقَ ‪ ،‬وِإنّما عَرّ َ‬‫فالوابُ ‪ :‬أَ ّن التّرمذيّ ل ُيعَرّ ِ‬
‫(( حسن )) ؛ من غيِ صفةٍ أُخرى ‪ ،‬وذلك َأنّ ُه يقولُ ف بعضِ الحاديثِ ‪ (( :‬حسنٌ )) ‪ ،‬وف بعضِها ‪ (( :‬صحيحٌ )) ‪،‬‬
‫وف بعضِها ‪ (( :‬غريبٌ )) ‪ ،‬وف بعضِها ‪ (( :‬حسنٌ صحيحٌ )) ‪ ،‬وف بعضِها ‪ (( :‬حس ٌن غَريبٌ )) ‪ ،‬وف بعضِها ‪:‬‬
‫(( صحيحٌ غريبٌ )) ‪ [ ،‬وف بعضِها ‪ (( [ :‬حسنٌ صحي ٌح غريبٌ )) ]‪.‬‬
‫وتعريفُه ِإنّما (( هو )) [ وقعَ ] على الوّلِ فقطْ ‪ ،‬وعبارتُه تُرشِدُ إِل ذلك ‪ ،‬حيثُ قال ف آ ِخ ِر كتابِه ‪ :‬وما قُلْنا ف‬
‫كتابِنا ‪ (( :‬حديثٌ [ حس ٌن ] )) ؛ فِإنّما أَ َردْنا بهِ حَسَنٌ إِسنا ِدهِ عندَنا ‪ [ ،‬إِذْ ] كُلّ حديثٍ يُرْوي (( و )) ل يكونُ‬
‫‪1‬‬
‫ب ‪ ،‬ويُروي مِن غيِ وجْهٍ نو ذلك ‪ ،‬ول يكونُ شاذّا ؛ فهو عندَنا حديثٌ حسنٌ ‪) (.‬‬ ‫راويهِ ُمتّهَما بكَذِ ٍ‬
‫فعُرِف بذا َأنّهُ ِإنّما عَرّفَ الّذي يقولُ فيه ‪ (( :‬حَسنٌ )) فقطْ ‪َ ،‬أمّا ما يقولُ فيهِ ‪ (( :‬حسنٌ صحيحٌ )) ‪ ،‬أو ‪ (( :‬حسنٌ‬
‫غريبٌ )) ‪ ،‬أو ‪ (( :‬حسنٌ صحيحٌ غريبٌ )) ؛ فلم ُيعَرّجْ على تعريفِه ؛كما ل ُيعَرّجْ على تعريفِ ما يقو ُل فيهِ ‪:‬‬
‫(( صحيحٌ )) فقط ‪ ،‬أو ‪ (( :‬غريبٌ )) فقط ‪.‬‬
‫ف ما يقو ُل فيهِ ف كتابهِ ‪ (( :‬حسنٌ )) فقط ؛‬ ‫وكأنّهُ تَ َركَ ذلك ا ْستِغنا ًء بشُه َرتِه عندَ أَهلِ الف ّن ‪ ،‬واقْتصرَ على تعري ِ‬
‫سبْهُ إِل أَه ِل الديثِ كما فعل‬ ‫ِإمّا لغُموضِهِ ‪ ،‬وِإمّا لنّهُ اصطِلحٌ جديدٌ ‪ ،‬ولذلك قيّ َد ُه بقولِه ‪ (( :‬عندنا )) ‪ ،‬ول ينْ ِ‬
‫الَطّابّ ‪.‬‬
‫سفِرْ وجْ ُه توجيهِها ‪ ،‬فللهِ المدُ على ما َألَم‬ ‫وبذا التّقريرِ يندف ُع كث ٌي مِن الِيراداتِ الت طا َل البحثُ فيها و ْل يُ ْ‬
‫وعَلّمَ ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ن هُو َأ ْوثَقُ ) ( )‬
‫( وزِياد ُة راويهِما ؛ أي‪ :‬الصّحي ِح والَسنِ ؛ مقبولةٌ ؛ مَا ْل َتقَ ْع مُناِفيَةً لِـرواي ِة مَ ْ‬
‫مّن ل يَذْ ُكرْ تلك الزّيادةِ ‪:‬‬
‫ي روايةِ مَن ل يَذْكُرْها ؛ فهذه ُتقْبَ ُل مُطْلقا ؛ لنّها ف ُحكْمِ‬ ‫[ لنّ الزّياد َة ]‪ِ :‬إمّا [ َأنْ ] تكو َن ل تَنافِ َي بينَها وب َ‬
‫الديثِ الُستقلّ الذي ينف ِر ُد ب ِه الثّق ُة ول يَرويه عن شيخِ ِه غيُه‪.‬‬

‫يعني بهذه الشروط الثلثة ‪ :‬من غير وجه ‪ ،‬ول يكون روايه متهم بالكذب ول شاذ فهذا يسميه حسنًا ومعناه الحسن‬
‫‪)(1‬‬
‫لغيره أي القسم الرابع فهذا هو الذي عرفه أما ما يقول فيه حسن صحيح أو حسن غريب أوصحيح غريب فهذا لم يعرفه‬
‫فيعرف من أدلة أخرى‬

‫فجر الحد ‪ 1415 / 11 / 2‬هــ‬


‫‪)(2‬‬
‫‪20‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 21 -‬‬

‫وِإمّا َأنْ تكونَ مُنافِيةً بيثُ يلز ُم مِن قبولِها رَدّ الرّوايةِ الخرى ‪ ،‬فهذه (( هي )) الت َيقَ ُع التّرجي ُح بينها وبيَ‬
‫‪1‬‬
‫معارِضِها ‪ [ ،‬فُي ْقبَلُ الرّاجحُ ] ويُ َردّ الرجوحُ‪) (.‬‬
‫وا ْشتُهِ َر عَنْ جَمْ ٍع مِن العُلما ِء ال َقوْ ُل بقَبولِ الزّيادةِ مُطْلقا مِن غيِ تفصيلٍ ( )‪ ،‬ول يََتَأتّى ذلك على طري ِق الُحَدّثيَ‬
‫‪2‬‬

‫الّذينَ يشتَرِطونَ ف الصّحيحِ أَ ْن ل يكونَ شاذّا ‪ ،‬ثّ يفسّرونَ الشّذوذَ بُخالَف ِة الثّق ِة مَن هو أَوث ُق منهُ ‪.‬‬
‫ب مِمّنْ أَغفلَ ذلك منهُم م َع اعْتِرافِه با ْشتِراطِ انْتفاءِ الشّذوذِ ف [ ح ّد ] [ الديثِ ] الصّحيحِ ‪ ،‬وكذا الَسنِ‬ ‫ج ُ‬ ‫والعَ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ث الَُتقَدّميَ كعبدِ الرحنِ [ ب ِن ] َمهْدي ‪ ،‬ويي القَطّانِ ‪ ،‬وأَحدَ بنِ حنبلٍ ‪ ،‬ويي ب ِن مَعيٍ‬ ‫والَنقولُ عن أَئ ّم ِة الَدي ِ‬
‫ن وغيِهم – اعتبارُ‬ ‫‪ ،‬وعليّ بنِ الَدينّ ‪ ،‬والبُخاريّ ‪ ،‬وأَب زُرْعةَ (( الرازي )) ‪ ،‬وأَب حا ٍت ‪ ،‬والنّسائيّ ‪ ،‬والدّارقط ّ‬
‫التّرجيحِ فيما يتعلّقُ بالزّيادةِ وغيها ‪ ،‬ول ُيعْرَفُ عن أَح ٍد منهُم إِطلقُ قَبولِ الزّيادةِ ‪.‬‬
‫ق كثيٍ مِن الشّافعّيةِ ال َقوْ َل بقَبولِ زِيادةِ الثّقةِ ‪ ،‬معَ َأ ّن نصّ الشافعيّ يدلّ على غيِ ذلك ؛‬
‫جبُ مِن ذلك إِطل ُ‬ ‫وَأعْ َ‬
‫ط ما َنصّهُ ‪ (( :‬ويكونُ إِذا أشْرَك أَحدا مِن‬ ‫ضبْ ِ‬
‫فِإنّهُ قالَ ف أَثناءِ كلمِه على ما ُي ْعَتبَرُ [ بهِ ] حالُ الرّاوي ف ال ّ‬
‫زيادة رواي الصحيح والحسن مقبولة ما لم تقع منافية لمن أوثق ‪ ،‬منافية يعني ل تجتمع معها ‪ ،‬أما إذا كانت ل تنافي‬
‫‪)(1‬‬
‫فهي مقبولة فإذا روى الثقة حديثاً عن النبي صلى ال عليه وسلم ثم رواه آخر وزاد عليه جملة أمر ال بها أو نهى عنها‬
‫فل بأس ل تكون منافية ‪ ،‬كما روى راوي النهي عن صيام يومي العيدين وزاد آخر فيه النهي عن لبستين أو بيعتين فل‬
‫ينافي هذا هذا فهذا شيء وهذا شيء فالزيادة التي ل تنافي تقبل أما إذا كانت تنافيها ل تجتمع مع ما رواه الوثق فإنها‬
‫تكون شاذة ل تقبل كأن الثقة عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم أمر بكذا أو فعل ‪ ،‬فيأتي آخر‬
‫أضعف من نافع فيروي عن النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن رواه نافع عن ابن عمر أنه أمر به فهذه ل تقبل لنها‬
‫مخالفة للوثق فل يجتمعان هذا يقول أمر وهذا يقول نهى ‪.‬‬
‫@ السئلة ‪ :‬أ ‪ -‬إذا خالف الثقة الثقات وليس من هو أوثق منه ؟ يطلب الترجيح من طرق أخرى‪ ،‬أما هذا صرح بالسماع‬
‫أو لم يصرح بالسماع أو هذا له شواهد وهذا ليس له شواهد فيرجح من طرق أخرى ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬رواية الزبير في حديث وضع الرجل بين الفخذ والساق أثناء التورك ذكرت أنها شاذة ؟ نعم هذه الرواية شاذة لنها‬
‫مخالفة للحاديث الصحيحة من حديث عائشة وأبي حميد كلهم ذكروا أنه يتورك في الخيرة ويفترش في الوسطى ول‬
‫يجعل رجله بينهما ‪ ،‬والظاهر أنه غلط من بعض الرواة ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬من قال أنها صفة جديدة للتورك ؟ ل صفة مؤذية غير مستقيمة تؤذي الجالس ‪.‬‬
‫وهذا تساهل إطلق قبول الزيادة فل بد من التقييد زيادة مقبولة ما لم تكن منافية لمن هو أوثق وما لم تكن أيضاً‬
‫‪)(2‬‬
‫مخالفة لمن هو أوثق فإن كانت منافية ردت وإن مخالفة شاذة ردت ‪.‬‬
‫بعض الناس قد يتكلم ويجعل بعض الشروط وقد تقدم أن من شرط الصحيح أن ل يكون شاذاً ول يكون معلولً فإذا شذ‬
‫‪)(3‬‬
‫خرج عن مرتبة الصحيح ‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 22 -‬‬

‫ح ِة َمخْ َرجِ حديثِهِ ‪ ،‬ومت خالَفَ‬ ‫لفّاظِ ل يُخاِلفْهُ ‪ ،‬فِإنْ خاَلفَ ُه فوُجِدَ حديثُهُ َأنْ َقصَ كانَ ف ذلك دليلٌ [ على ] ص ّ‬ ‫اُ‬
‫صفْتُ أَضرّ ذلك بديثِهِ )) [ انتهى كلمه ] ‪.‬‬ ‫ما وَ َ‬
‫ف فوُجِدَ حديثُهُ [ أَ ْزيَدَ] (( من )) أَضرّ ذلك بديثِه ‪ ،‬فدلّ على َأنّ زياد َة العَ ْدلِ عندَه ل يل َزمُ‬ ‫ومُقتَضاهُ َأنّهُ إِذا خَاَل َ‬
‫ث مَن خاَلفَ ُه مِن‬ ‫ص مِن حدي ِ‬ ‫قَبولُها مُطْلقا ‪ ،‬وِإنّما ُت ْقبَلُ مِن الافِظِ ؛ فِإنّهُ ا ْعتَبَرَ َأ ْن يكونَ حديثُ هذا الُخالِفِ َأْنقَ َ‬
‫حتِه ؛ لنّه ل يَدُ ّل على تَحَرّيهِ ‪ ،‬و َجعَ َل ما عَدا ذلك‬ ‫لفّاظِ ‪ ،‬و َجعَ َل نُقصانَ هذا الرّاوي مِن الديثِ دليلً على ص ّ‬ ‫اُ‬
‫ت [ عندَه ] مقبولةً مُطْلقا ؛ ل تكنْ ُمضِ ّرةً [ بديثِ] صا ِحبِها ‪،‬‬ ‫ُمضِرّا بديثِه ‪ ،‬فدَ َخَلتْ فيهِ الزّيادةُ ‪ ،‬فلو كان ْ‬
‫[ والُ أَعلمُ ]‪.‬‬
‫ط [ َأوْ كثرةِ ] عدَدٍ أَو غيِ ذلك مِن وُجوهِ‬ ‫ضبْ ٍ‬
‫فِإنْ خُولِفَ – [ [ أي ] الراوي ]– بأرْجَ َح منهُ ؛ لزيدِ َ‬
‫ح – يُقالُ لهُ ‪ :‬الشّاذّ ‪.‬‬ ‫التّرجيحاتِ ؛ فالرّاجِحُ يقالُ ل ُه ‪ :‬الَحْفوظُ ‪ .‬ومُقابِلُ ُه – وهو الرجو ُ‬
‫ي والنّسائ ّي وابنُ ماجَة مِن طري ِق [ ابنِ ] ُعَيْينَ َة عن عَمْرو [ بنِ ] دينا ٍر عن َع ْوسَجة ‪،‬‬ ‫مثالُ ذلك ‪ :‬ما رواهُ التّرمذ ّ‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ ‪ ،‬ول يَ َدعْ‬ ‫عن ابنِ عباسٍ [ – رضي ال عنهما‪ :‬أَنّ ر ُجلً ُتوُفّي ف عهدِ رسولِ الِ صلّى ا ُ‬
‫ل هو أَعتقَهُ ‪ ....‬الديثَ ‪.‬‬ ‫وارِثا إِلّ مو ً‬
‫صلِهِ ابنُ جُري ٍج وغيُه ‪.‬‬‫وتابَ َع اب َن ُعيَْيَنةَ على وَ ْ‬
‫جةَ ول يَذْكُرِ (( حديث )) اب َن عباسٍ ‪.‬‬ ‫وخال َفهُم حّادُ بنُ َزيْدٍ ‪ ،‬فرواهُ عَ ْن عَمْرو بنِ دينا ٍر عَن َع ْوسَ َ‬
‫قال أبو حا ٍت ‪ :‬الَحفوظُ حديثُ اب ِن ُعَييَْن َة ‪ .‬أهـ كلمُه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ح أبو حاتٍ رواي َة مَن هُم أَكثرُ عددا منهُ ‪) (.‬‬ ‫فحمّادُ بنُ زي ٍد مِن أَه ِل العدال ِة والضّبطِ ‪ ،‬ومعَ ذلك رجّ َ‬
‫ف مِن هذا التّقريرِ أَنّ ‪ :‬الشّا ّذ ‪ :‬ما رواهُ القْبولُ مُخالِفا ِلمَ ْن هُو َأوْلَى مِنهُ ‪.‬‬ ‫وعُرِ َ‬
‫سبِ الصْطِلحِ ‪.‬‬ ‫وهذا هُو ا ُلعْتَمَدُ ف تعريفِ الشاذّ بَ َ‬
‫ف ] ‪ ،‬ومُقابِلُ ُه يُقالُ [ لهُ ]‪ :‬ا ُلْنكَرُ ‪.‬‬ ‫ضعْفِ ؛ فالرّا ِج ُح يُقالُ لهُ ‪ [ :‬ا َلعْرو ُ‬ ‫َوِإنْ وََق َعتِ الُخالفةُ [ لهُ ] م َع ال ّ‬
‫ت الُقرئِ– عن‬ ‫مثالُه ‪ :‬ما روا ُه ابنُ أَب حا ٍت مِن [ طريقِ ] ُحَبيّبِ بنِ حَبيبٍ – وهو أَخو حَم َزةَ ب ِن [ حَبيبٍ ] ال ّزيّا ِ‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ قالَ ‪:‬‬ ‫أَب إِسحاقَ عن ال َعيْزارِ بنِ حُريثٍ عن ابنِ عبّاسٍ (( رضي ال عنهما )) عن النب صلّى ا ُ‬
‫ضيْفَ ؛ دَخَلَ الّنةَ )) ‪.‬‬ ‫(( مَن أَقا َم الصّل َة وآتى الزّكاةَ و َح ّج [ البيتَ ] وصا َم وقَرَى ال ّ‬
‫ق مَوقوفا ‪ ،‬وهُو الَعروفُ ‪.‬‬ ‫قالَ أَبو حاتٍ ‪ (( :‬و )) هُو ُمْنكَرٌ ؛ َلنّ غيَه مِن الثّقاتِ رواهُ عن أَب إِسحا َ‬
‫ف بذا َأنّ بيَ الشّا ّذ والُْنكَ ِر [ عُموما وخُصوصا مِن وَجْهٍ ؛ ل ّن بيَنهُما ] ا ْجتِماعا ف ا ْشتِراطِ الُخال َفةِ ‪،‬‬ ‫وعُرِ َ‬
‫وافْتراقا ف أَنّ الشّا ّذ راويهِ ثقةٌ أو صدوقٌ ‪ ،‬وا ُلْنكَرَ رَاويهِ ضعيفٌ ‪.‬‬
‫لن العدد إذا كانوا ثقات أوثق من الواحد وعندهم زيادة فتقبل ‪.‬‬
‫‪)(1‬‬
‫‪22‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 23 -‬‬

‫سبِيّ ؛ ِإنْ وُ ِجدَ – بع َد ظَنّ كونِه َفرْدا –‬ ‫وقد َغفَ َل مَن َسوّى بيَنهُما ‪ ،‬والُ أَعلمُ ‪ .‬وَما تقدّم ذِكرُه مِن الفَرْ ِد النّ ْ‬
‫يهُ ؛ فهُو الُتابِعُ ؛ بكس ِر [ الباءِ ] الوحّدةِ ( )‬
‫‪1‬‬
‫[ قد ] واَفقَهُ غ ُ‬
‫‪3‬‬
‫( )والُتاَب َعةُ على مراِتبَ ‪) (:‬‬
‫‪2‬‬

‫[ لنّها ] إِنْ َحصََلتْ للرّاوي نفسِهِ ؛ فهِي التّا ّمةُ‪.‬‬


‫وإِنْ َحصََلتْ لشيخِهِ ف َم ْن فوقَهُ ؛ ف ِهيَ القاصِرةُ ‪.‬‬
‫ويُستفا ُد منها التّقويةُ ‪.‬‬
‫ك عن عبدِ الِ بنِ دينارٍ عن ابنِ عُمرَ َأنّ رسولَ ال‬ ‫مِثا ُل الُتابعةِ (( التامة ))‪ :‬ما رواهُ الشّافعيّ ف (( المّ )) عن مالِ ٍ‬
‫شهْ ُر تِسْ ٌع وعِشرون ‪ ،‬فل تَصوموا حتّى تَروُا الِللَ ‪ ،‬ول‬ ‫صلى ال [ تعال ] عليه [ وآله ] وسلم قالَ ‪ (( :‬ال ّ‬
‫ُتفْطِروا حتّى تَ َر ْوهُ ‪ ،‬فِإ ْن غُمّ عليكم ؛ فأَكْمِلوا العِ ّد َة ثلثيَ )) ‪.‬‬
‫ظ ظَ ّن قومٌ َأنّ الشافعيّ (( رحه ال تعال )) تفرّ َد بهِ عن مالِكٍ ‪ ،‬فعَدّوهُ ف غراِئبِه ؛ لنّ‬ ‫فهذا الديثُ بذا اللّف ِ‬
‫أَصحابَ مالِكٍ ر َو ْوهُ عنهُ بذا الِسنادِ ‪ [ ،‬و ] بلفظِ ‪ (( :‬فِإ ْن غُ ّم عََلْيكُمُ فاقْدُروا لهُ )) !‬
‫ي عنهُ عن مالكٍ ‪.‬‬ ‫لكِنْ وجَدْنا للشّافع ّي مُتابِعا ‪ ،‬وهو عبدُ الِ ب ُن مَسَْل َمةَ ال َق ْعنَِبيّ ‪ ،‬كذلك أَخرجَ ُه البُخار ّ‬
‫‪4‬‬
‫فهَذهِ متابَعةٌ تامّةٌ ‪) (.‬‬
‫ووَ َجدْنا لهُ أَيضا مُتاَب َعةٌ قاصرةً ف (( صحي ِح ابنِ خُ َزيْمةَ )) مِن روايةِ عاصمِ بنِ ممّ ٍد عن أبيهِ [ ممّدِ ] بنِ زيدٍ عن‬
‫ن عُمرَ بلفظِ ‪ (( :‬فكَمّلوا ثلثيَ )) ‪) (.‬‬
‫‪5‬‬
‫ج ّد ِه عبدِ الِ ب ِ‬

‫يعني إذا كان المخالف ضعيفاً تسمى روايته منكرة وإذا كان المخالف ثقة وخالف من هو أوثق تسمى شاذاً فاجتمعا في‬
‫‪)(1‬‬
‫المخالفة وافترقا في التسمية ‪.‬‬
‫فجر الحد ‪ 1415 / 11 / 16‬هـ‬
‫‪)(2‬‬
‫الفرد النسبي الذي يكون فرداً بالنسبة إلى شيخ من الشيوخ كمالك وشعبة فإذا وافقه غيره يسمى متابعاً فإن من‬
‫‪)(3‬‬
‫طريق صحابي آخر يسمى شاهداً ‪ ،‬فالحديث الذي يرويه مثلً عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم وله طرق ترجع إلى‬
‫مالك ثم يأتي آخر يرويه عن غير مالك فهذا يكون متابع ‪ ،‬فإن جاء آخر يروي الحديث عن غير عمر عن ابن عمر أو أبي‬
‫سعيد فهذا شاهد ‪.‬‬
‫لن عبد ال بن مسلمة القعنبي رواه عن مالك فتابع الشافعي في روايته عن مالك ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫فهذا متابعة قاصرة لنها ليست متابعة للشافعي بل متابعة لشيخ مالك ‪ .‬والمهم في هذا أن يكون المتابع ثقة حتى‬
‫‪)(5‬‬
‫يقوى السند وتقوى الرواية ‪ ،‬أما المتابعة الضعيفة فأمرها سهل ‪ ،‬لكن يستفيد العلماء من هذا إذا كان المتابع ثقة صار‬
‫الحديث له طريقان من طريق فلن ومن طريق فلن فيكون ذلك أقوى وأثبت ‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 24 -‬‬

‫وف (( صحيحِ مسلمٍ )) من روايةِ عُبيدِ الِ ب ِن عُمرَ عن نافعٍ عن اب ِن عُمرَ بلفظ ‪ (( :‬فاقْدُروا ثلثيَ )) ‪.‬‬
‫ول ا ْقتِصارَ ف هذه الُتابع ِة – سواءٌ كانتْ تا ّمةً أَم قاصرةً – على الّلفْظِ ‪ [ ،‬بل ] لو جاءَتْ بالعن ؛ ل َك َفتْ ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫لكنّها مَتصّ ٌة بكونِها مِن روايةِ ذلك الصّحابّ ‪) (.‬‬
‫ظ والعن ‪ ،‬أَو ف العن فقطْ ؛ فهُو الشّاهِدُ ‪.‬‬ ‫شِبهُهُ ف اللّف ِ‬
‫وِإنْ ُوجِ َد َمتْ ٌن يُروى مِن حديثِ صحابّ آ َخ َر يُ ْ‬
‫ث الّذي قدّمناهُ ما رواهُ النّسائ ّي مِن روايةِ ممّدِ بنِ ُحنَيٍ عن ابن عبّاسِ (( رضي ال عنهما )) عن‬ ‫ومثالُه ف الدي ِ‬
‫ث عبد الِ بنِ دينارٍ ع ِن ابنِ عُم َر سواءً ‪.‬‬ ‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ ‪ ،‬فذَكَرَ مثلَ حدي ِ‬ ‫النب صلّى ا ُ‬
‫فهذا باللّفظِ ‪) (.‬‬
‫‪2‬‬

‫ي مِن روايةِ ممّدِ بنِ زيادٍ عن أَب هُريرةَ بلفظ ‪ (( :‬فِإ ْن غُ ّم عليكُمْ فأَكْ ِملُوا‬ ‫وَأمّا با َلعْن ؛ فهو ما روا ُه البُخار ّ‬
‫عِ ّدةَ َشعْبانَ ثلثيَ ))‬
‫ظ ‪ ،‬سوا ٌء كانَ مِن روايةِ ذلك الصّحابّ أَم ل ‪ ،‬والشاهدَ با حص َل ] بالَعن‬ ‫ص قومٌ الُتابعةَ با َحصَلَ [ باللّف ِ‬ ‫و َخ ّ‬
‫كذلك ‪) (.‬‬
‫‪3‬‬

‫سهْلٌ ‪) (.‬‬
‫‪4‬‬
‫وقد تُطَْلقُ الُتابع ُة على الشّاه ِد وبالعكسِ ‪ ،‬والمرُ [ فيهِ ] َ‬
‫وَاعْلمْ أَ ّن َتتَبّعَ الطّ ُرقِ مِن الوام ِع والسانيدِ والجزا ِء لذلك الديثِ الذي يُظنّ َأنّه فردٌ ِلُيعْلَمَ هلْ ل ُه متابِعٌ أَم ل هُو‬
‫‪ :‬العتبارُ ‪.‬‬
‫ت والشّواهِدِ )) قد يوهِمُ َأنّ العتبارَ قَسي ٌم لُما ‪ ،‬وليسَ كذلك ‪ ،‬بل‬ ‫وقولُ اب ِن الصّلحِ ‪ (( :‬معرف ُة العتبارِ والتابعا ِ‬
‫‪5‬‬
‫هُو هيئةُ التوصّلِ إِليهِما ‪) (.‬‬
‫حصُلُ فائدةُ تقسيمِ ِه باعتبا ِر مَراتِبِ ِه عندَ الُعارضةِ‪ ،‬والُ أَعلمُ‪) (.‬‬
‫‪6‬‬
‫وجَميعُ ما تق ّد َم مِن أَقسامِ الَقبو ِل تَ ْ‬
‫يعنى المتابعة تارة تكون باللفظ وتارة تكون بالمعنى والمتابعة إذا جاءت ولو بالمعنى قوت الرواية ‪.‬‬
‫‪)(1‬‬
‫فهو شاهد لنه رواه ابن عباس وذاك رواه ابن عمر ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫والصواب الول‬
‫‪)(3‬‬
‫يعنى يتسامحون في ذلك فيتسامح الشيخ أو الراوي في هذا ولكن عند التحقيق المتابع الذي يتابع الراوي في حديث‬
‫‪)(4‬‬
‫واحد والشاهد الذي يتابعه في المعنى من طريق صحابي آخر ‪.‬‬
‫مثل ما قال المؤلف ابن الصلح تسامح فقال ( معرفة العتبار والمتابعات والشواهد ) فقد يوهم أن العتبار غيرهما‬
‫‪)(5‬‬
‫ل وإنما هوالهيئة والطريق إلى معرفة الشواهد والمتابعات يسمى‬
‫والتحقيق أن العتبار هو التتبع وليس قسم ًا مستق ً‬
‫اعتبا ًر وتتبعاً للطرق ‪.‬‬
‫إنما يحتاج لهذا عند المعارضة حتى يعرف أيهما أقوى وأيهما أثبت عند التعارض حتى يعرف الصحيح من الضعيف‬
‫‪)(6‬‬
‫والمحفوظ من الشاذ والناسخ من المنسوخ حتى يتميز لطالب العلم منزلة الحديث عند المعارضات ‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 25 -‬‬

‫ضةِ ؛ أَي ‪:‬ل َيأْتِ خبٌ يُضا ّدهُ‬ ‫ثّ الَقبولُ( ) ينقسِمُ [ أَيضا ] إل مَعمو ٍل بهِ وغ ِي َمعْمو ٍل بهِ ؛ لنّهُ ِإ ْن سَلِ َم مِ َن الُعارَ َ‬
‫‪7‬‬

‫حكَمُ ‪ ،‬وأَمثلتُه كثيةٌ ‪.‬‬ ‫‪ ،‬ف ُه َو الُ ْ‬


‫ضةُ مقبولً مثلَه ‪ ،‬أَو يكو َن مَردودا ‪ ،‬فالثّان ل أَثرَ [ ل ُه ] ؛ لنّ‬ ‫وإِ ْن عُو ِرضَ ؛ فل يَخْلو ِإمّا َأ ْن يكونَ مُعارِ ُ‬
‫القويّ ل تُؤثّرُ في ِه مُخالف ُة الضّعيفِ ‪.‬‬
‫وِإنْ كانتِ الُعارض ُة بِ ِمثْلِهِ فل يلو ِإمّا َأنْ يُ ْمكِ َن الَمْعُ [ بي ] مدلوَلْيهِما بغ ِي َتعَسّفٍ َأوْ لَ‪:‬‬
‫ح بديثِ ‪ (( :‬ل عَدْوى ول‬ ‫ختَلِفَ الَديثِ ‪ [ ،‬و ] مثّلَ ل ُه ابنُ الصّل ِ‬ ‫فِإنْ َأ ْمكَ َن الَمْ ُع ؛ فـهو النّوعُ الُسمّى مُ ْ‬
‫صفَر ‪ ،‬ول غُول ])) مع حديث ‪ (( :‬فِرّ مِنَ الَجذومِ فِرا َركَ مِن السَدِ )) ‪.‬‬ ‫طِيَ َر َة ‪ [ ،‬ول هامّةَ ‪ ،‬ول َ‬
‫وكلهُما ف الصّحيحِ ‪ ،‬وظاهِرُها التّعا ُرضُ ‍!‬
‫ض با‬ ‫ووجْهُ الم ِع بيَنهُما َأ ّن هذهِ المراضَ ل ُتعْدي بطْبعِها ‪ ،‬لكنّ ال [ سبحانَه و ] تعال َجعَ َل مُخالطةَ الري ِ‬
‫للصّحي ِح سببا لعدائِهِ مَرَضَه ‪.‬‬
‫ح تَبعا لغيِه !‬ ‫ثّ قد يتخلّفُ ذلك عن سَببِه كما ف غ ِيهِ من السبابِ ‪ ،‬كذا جَمَ َع بينَهما اب ُن الصّل ِ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ للعَْدوى باقٍ على عُمومِهِ ‪ ،‬وقد صحّ قوله صلّى‬ ‫وا َلوْل ف الَمْ ِع بينَهُما َأ ْن يُقالَ ‪ :‬إِ ّن َن ْفيَهُ صلّى ا ُ‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ ِلمَن عارَضَ ُه ‪ :‬بأَنّ‬ ‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ ‪ (( :‬ل ُيعْدِى شي ٌء شيئا )) ‪ ،‬وقولُه صلّى ا ُ‬ ‫اُ‬
‫ب يكونُ ف الِب ِل الصّحيحةِ ‪ ،‬فيُخالِطُها ‪ ،‬فَتجْرَبُ ‪ ،‬حيثُ ر ّد عليهِ بقولِه ‪ (( :‬ف َمنْ أَعْدى الوّلَ ؟‬ ‫البَعيَ الجْرَ َ‬
‫)) ؛ يعن ‪ :‬أَنّ ال [ سبحانَه و ] تعال ابتَ َدأَ ذلك ف الثّان كما (( ف )) ابْتَ َدأَف الوّلِ ‪.‬‬
‫وهذا بحث مهم فالمقبول من الحديث وهو ما ثبت سنده ويحتج به له أقسام تارة يكون محكم وتارة يكون غير ذلك‬
‫‪)(7‬‬
‫وتارة يكون منسوخ وتارة يكون ناسخ وتارة يحصل التوقف على أحوال المتون والسانيد فالمقبول إن سلم من المعارضة‬
‫يسمى المحكم ولو كان المعارض ضعيفاً ل يلتفت إليه ويطرح الضعيف ويسمى الحديث محكماً لنه لم يعارض بحديث‬
‫يؤثر عليه مثل حديث ( إنما العمال بالنيات ) وحديث ( البيعان بالخيار ) وأحاديث كثيرة ‪ ،‬وتارة يعارض بمثله يعارض‬
‫بحديث قوي فهذا فيه التفصيل إن إمكن الجمع يسمى مختلف الحديث فيجمع بينهما بما يراه العالم كأن يحمل المطلق على‬
‫المقيد والعام على الخاص فيزول العتراض مثل حديث ( ل عدوى ول طيرة ) وحديث ( فر من المجذوم فرارك من‬
‫السد ) فالجمع بينهما ممكن وليس هناك نسخ ‪ ،‬فتحمل ( ل عدوى ول طيرة ) يعنى ل تعدي بطبعها ولكن قد يجعل ال‬
‫عز وجل الخلطة سبباً كما قال ابن الصلح وغيره وهذا أرجح فقوله ( ل عدوى ) يعنى ل تعدي بطبعها ‪ ،‬وقوله ( فر من‬
‫المجذوم ) يعنى ل تتعاطى السباب الجالبة للعدوى قال صلى ال عليه وسلم ( ل يورد ممرض على مصح ) من باب توقي‬
‫السباب الضارة ‪ ،‬فالعدوى ليست لزمة ولكن أمر الرسول صلى ال عليه وسلم بالسباب التي والبعد عن الشياء التي قد‬
‫جرت العادة أنها تعدي أخذاً بالسباب والبعد عن الخطر ‪.‬‬
‫فإن لم يتيسر الجمع فينظر في أمر ثالث وهو النسخ يكون المتأخر ناسخاً للمتقدم‬
‫‪25‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 26 -‬‬

‫خصِ الذي يُالِطُه شيءٌ مِن ذلك بتقديرِ ا ِ‬


‫ل‬ ‫ل َيّتفِقَ للشّ ْ‬ ‫وَأمّا الم ُر بالفِرا ِر مِن الَجْذومِ فمِن بابِ سدّ الذّرائعِ ؛ لئ ّ‬
‫ح َة العَدْوى ‪ ،‬فيقعَ ف الَرَجِ‬ ‫(( سبحانه و )) تعال ابتداءً ل بالعَدْوى الَْن ِفيّة ‪ ،‬فيَ ُظّنأَنّ ذلك بسببِ مُخالطتِه فيعتقدَ صِ ّ‬
‫‪ ،‬فَأمَ َر بتجّنبِه حسْما للما ّدةِ ‪ [ ،‬وال أعلم ]‬
‫وقد صنّفَ ف هذا النّوعِ [ الِمامُ ] الشافع ّي كتابَ (( اختِلفِ الديثِ )) ‪ ،‬لكنّهُ ل َي ْقصِدِ استيعابَه ‪.‬‬
‫ي وغيُها ‪.‬‬ ‫و [ قد ] صنّفَ فيهِ بع َدهُ ابنُ قُتيبةَ والطّحاو ّ‬
‫ف التّاري ُخ أوْ لَ ‪:‬‬ ‫وإِنْ ل يُ ْمكِنِ المعُ ؛ فل يْلو ِإمّا َأنْ ُيعْرَ َ‬
‫ح من ُه ؛ فهو النّاسِخُ ‪ ،‬والخَ ُر ا َلنْسُوخُ ‪.‬‬ ‫ف َوثََبتَ ا ُلتَأَخّ ُر [ بهِ ] ‪ ،‬أَو بأَصر َ‬‫فِإنْ عُ ِر َ‬
‫والنّسْخُ ‪ :‬ر ْفعُ تعلّقِ حُكمٍ شرعيّ بدلي ٍل شرعيّ متأَخّ ٍر عنهُ ‪.‬‬
‫والنّاسخُ ‪ :‬ما يدلّ [ على ] الرّف ِع الذكورِ ‪.‬‬
‫وتسميتُهُ ناسِخا مازٌ ؛ لنّ النّاسخَ ف القيق ِة هو الُ تعال ‪.‬‬
‫ف النّس ُخ بأُمورٍ ‪:‬‬‫ويُعْ َر ُ‬
‫))‬
‫ت َنهَْيُتكُم عن زِيارةِ القُبورِ (( أل‬ ‫ث بُري َدةَ ف (( صحي ِح مسلمٍ )) ‪ُ (( :‬كْن ُ‬ ‫أَصرحُها ‪ :‬ما ورَدَ ف النّصّ كحدي ِ‬
‫فزُوروها ؛ فِإنّها تُذَكّرُ الخِ َرةَ ))‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ]‬ ‫ومِنها ما ي ِزمُ الصّحابّ ُبأَنّه متأَخّرٌ كقولِ جابرٍ ‪ (( :‬كانَ آ ِخ َر الَمْ َريْ ِن مِن رسولِ ال صلّى ا ُ‬
‫ستِ النّارُ )) أَخرَجَهُ أَصحابُ السّننِ ‪) (.‬‬
‫‪1‬‬
‫وسلّ َم تَ ْركُ الوُضو ِء مِمّا مَ ّ‬
‫و ِمنْها ما ُيعْرَفُ بالتّاري ِخ ‪ [ ،‬وهُو كَث ٌي ]‬
‫وليسَ ِمنْها مَا يَرويهِ الصّحابّ الُتأَخّ ُر الِسل ِم مُعارِضا لل ُمَتقَ ّد ِم عليهِ ؛ لحْتمالِ َأنْ يكونَ سَ ِمعَ ُه مِن صَحابّ آخَرَ‬
‫أَقد َم مِ َن ا ُلتَقَ ّد ِم [ الذكو ِر ] أو مثلِهِ فأَ ْرسَلَهُ ‪.‬‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّ َم فيَتّجِهُ أَ ْن يكونَ ناسِخا ؛ بشَرْطِ َأنْ‬ ‫لكنْ؛ إِ ْن وَقَ َع التّصريحُ بسماعِه [ ل ُه مِن النبّ صلّى ا ُ‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ ] َشيْئا قبلَ إِسلمِهِ ‪.‬‬ ‫يكونَ [ الَُتأَخّرُ ] لْ يَتحمّ ْل مِنَ النبّ صلّى ا ُ‬

‫أما الول فهو نسخ واضح فقوله ( فزوروها ) نسخ للنهي ‪ ،‬وأما الخير ( ترك الوضوء مما مست النار ) فليس‬
‫‪)(1‬‬
‫صريحاً في النسخ ولهذا قال المحققون من أهل العلم إنه يدل على عدم الوجوب وأن قوله صلى ال عليه وسلم ( تؤضوا‬
‫مما مست النار ) ليس على الوجوب بل على الستحباب ولهذا ثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه أكل لحم ًا ثم صلى ولم‬
‫يتوضأ فدل على أنه ل يجب الوضوء بل يستحب وقال آخرون بل نسخ لقوله ( كان آخر المرين ‪ ) ..‬وهذا الصواب ل يدل‬
‫على النسخ بل يدل على الجواز ‪ .‬من توضأ فهو أفضل ومن ترك فل حرج لن الرسول صلى ال عليه وسلم فعل هذا وفعل‬
‫هذا ‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 27 -‬‬

‫وَأمّا الِجاعُ ؛ فليسَ بناسِخٍ ‪ ،‬بل ي ُدلّ على ذلكَ ‪.‬‬


‫ف التّاريخُ ؛ فل يلو ِإمّا َأنْ يُ ْمكِنَ ترجيحُ أَح ِدهِما على الخَرِ بوجْهٍ مِن وجوهِ التّرجي ِح الُتعّل َق ِة بالتْنِ أَو‬
‫وِإنْ ْل ُيعْرَ ِ‬
‫بالِسنادِ َأوْ لَ ‪:‬‬
‫فِإنْ َأمْكَ َن التّرجي ُح ؛ تعيّ َن الصيُ إِليهِ ‪ ،‬وإِلّ ؛ فل ‪.‬‬
‫ض واقِعا على [ هذا ] التّرتيبِ ‪:‬‬ ‫فصا َر ما ظاهِ ُرهُ التّعا ُر ُ‬
‫‪‬المعُ ِإنْ أَمكَنَ ‪.‬‬
‫‪‬فاعْتبا ُر النّاسِخِ وا َلنْسوخِ ‪.‬‬
‫‪‬فالتّرْجيحُ ِإنْ تَعيّنَ ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ّ ‬ث التوقّفُ ع ِن العَمَ ِل بأَح ِد الَديثيِ ( )‪.‬‬
‫والتّعبيُ بالتوقّفِ أَول مِن التّعب ِي بالتّساقُطِ ؛ َلنّ خفا َء ترجيحِ أَح ِدهِما على الخَرِ ِإنّما هُو بالنّسبةِ لل ُم ْعَتبِرِ ف‬
‫الالةِ الرّاهنةِ ‪ ،‬معَ [ احتِمالِ ] َأنْ يظهَرَ لغ ِيهِ ما َخفِ َي عليهِ ‪ ،‬والُ أعلمُ ‪.‬‬
‫ط مِن إِسنادٍ ‪َ ،‬أوْ َطعْنٍ (( من إسناد )) ف رَاوٍ على ا ْختِل ِ‬
‫ف وُجوهِ‬ ‫سقْ ٍ‬‫ثّ الردودُ( ) ‪ :‬ومو ِجبُ الرّ ّد [ ِإمّا َأنْ يكونَ لِ َ‬
‫‪2‬‬

‫ال ّطعْنِ ‪َ ،‬أعَ ّم مِن َأنْ يكونَ لمْرٍيرجِعُ إِل دِيانةِ الرّاوي أَو إِل ضبْطِهِ ‪.‬‬

‫وهذا تحقيق عظيم مفيد فإذا أشكل على العالم الجمع ولم يتيسر له علم التأريخ فإنه ينظر في المرجحات فيأخذ الرجح‬
‫‪)(1‬‬
‫لكثرة أسانيده أو لقوة إسناده فيأخذ الصحيح ويطرح الضعيف فإن أشكل على العالم ولم يتبين له المرجح فيتوقف حتى‬
‫يتبين له أمر من المور ووجه من الترجيح فيرجح ‪.‬‬
‫فجر الحد ‪1416 / 4 / 29‬هـ‬
‫‪)(2‬‬
‫‪27‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 28 -‬‬

‫صنّفٍ ‪ ،‬أو [ من ] آ ِخ ِرهِ ؛ أي ‪ :‬الِسنادِ بع َد التّابعيّ ‪ ،‬أَو‬ ‫ف ُم َ‬‫سقْطُ ( )ِإمّا َأ ْن يَكونَ مِ ْن مَبادئ السّنَ ِد مِن تصرّ ِ‬
‫‪1‬‬
‫وال ّ‬
‫غي ذلك ‪ ،‬فالوّ ُل ‪ :‬ا ُلعَلّ ُق سواءٌ كا َن [ السّاقِطُ ] واحدا أَوأَكثرَ ‪.‬‬
‫ي ا ُلعْضَلِ الت ذِكْ ُرهُ عمومٌ وخُصوصٌ مِن وجْهٍ ‪.‬‬ ‫وبينَهُ وب َ‬
‫ط منهُ اثنا ِن فصاعِدا يتَمِعُ م َع بعضِ صُورِ ا ُلعَلّقِ ‪.‬‬ ‫ف ا ُلعْضَ ِل بَأنّهُ سقَ َ‬
‫فمِ ْن حيثُ تعري ُ‬
‫سنَ ِد يفتَ ِرقُ منهُ ‪ ،‬إِ ْذ هُو َأعَ ّم مِن ذلك ‪.‬‬
‫ف مِن مبادئِ ال ّ‬‫ف ُمصَنّ ٍ‬ ‫ث تقيي ُد الُعَلّقِ بَأنّه مِن تصرّ ِ‬ ‫ومِن حي ُ‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ‬ ‫ل ]‪ :‬قالَ رسولُ الِ صلّى ا ُ‬ ‫حذَفَ جيعُ السّن ِد ‪ ،‬ويُقالَ [ مث ً‬ ‫صوَ ِر الُعَلّقِ ‪َ :‬أنْ يُ ْ‬
‫[ و ] مِن ُ‬
‫‪.‬‬
‫ب والتّابعيّ [ معا ] ‪.‬‬ ‫ومنها ‪َ :‬أنْ ُيحْذَفَ (( جيع السند )) [ إِلّ ] الصّحابّ َأ ْو [ إِلّ ] الصّحا ّ‬
‫ف مَن حَ ّدثَ ُه ويُضيفَهُ إِل مَ ْن فوقَهُ ‪ ،‬فِإ ْن كانَ مَن فوقَه شيخا لذلك الصنّفِ ؛ فقد ا ْختُلِفَ فيه ‪:‬‬ ‫ومنها ‪ :‬أَ ْن يَحْ ِذ َ‬
‫هل يُسمّى تعليقا َأوْ لَ ؟‬
‫س قضي بهِ ‪ ،‬وإِلّ فتعليقٌ‬ ‫ف بالّنصّ أَو الستِقْراءِ أ َنّ (( كان )) فاعِلَ ذلك مُدَّل ٌ‬ ‫والصّحيحُ ف هذا ‪ :‬التّفصيلُ ‪ :‬فِإ ْن عُرِ َ‬
‫‪.‬‬
‫جهْلِ بالِ الحذوفِ ‪.‬‬ ‫وِإنّما ذُ ِك َر التّعليقُ ف قسمِ الردودِ لل َ‬

‫المردود إما يكون لسقط أو لطعن ‪ ،‬والسقط إما أن يكون من أول الحديث أو من آخره فإن كان من أول الحديث فهو‬
‫‪)(1‬‬
‫المعلق مثل قول البخاري ‪ :‬قال قتادة كذا قال الزهري كذا فهذا يسمى معلقاً وهو ما حذف أوله فهذا إن كان المعلِق ملتزم‬
‫أن ل يعلق إلالصحيح مثل البخاري فهذا يحتج بتعليقه ولكن ينظر فيما بعد المعلق فإذا قال ‪ :‬قال الوزاعي فينظر فيما بعد‬
‫الوزاعي فإن كان سليماً فهو طيب وإن كان المعلق ممن ل يلتزم الصحيح فهو ضعيف مثل لو قال أبو داود والترمذي ‪:‬‬
‫قال الزهري ‪ ،‬فهذا ضعيف ‪ .‬أما إذا كان السقط من آخر السند بأن سقط الصحابي فهذا يسمى المرسل والمراسيل كلها‬
‫ضعيفة ل يحتج بها إل ما جاء في مراسيل سعيد بن المسيب ‪ .‬أما إذا كان في أثنائه فإن كان إثنين فصاعدًا فالمعضل وإن‬
‫كان بواحد فهو المنقطع ‪ ،‬ثم قد يكون النقطاع واضح ًا أو خفياً فالواضح بأن الرواي عن الصحابي أو عن شيخه أو أي‬
‫شخص لم يلقه فهذا انقطاع واضح كأن يقول الزهري أو الوزاعي عن عمر فهذا انقطاع واضح لنهم لم يدركوا الصحابة‬
‫وقد يكون النقطاع خفياً وهو المدلس بأن يروي عمن أدركهم ولكن بشيء لم يسمعه منهم مثل قول قتادة عن فلن وقول‬
‫العمش عن فلن ول يقول حدثني ول سمعت فهذا يسمى مدلس يكون علة في السند حتى يصرح بالشيخ إذا كان الراوي‬
‫مدلس ًا أما إذا لم يكن الراوي مدلس ًا فعنعنته تحمل على السماع لكن إذا كان مدلساً فل بد من التصريح ‪،‬وهكذا المرسل‬
‫الخفي من معاصر لم يلقه إذا روى عن معاصره لو يصرح بالسماع فهذا يسمى مرسل خفي لنه قد يمكنه السماع ولكنه‬
‫لم يصرح بالسماع وليس بمدلس فهذا يسمى مرسل خفي حتى يوجد ما يدل على اتصاله ‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 29 -‬‬

‫ت مسأَلةُ‬ ‫ف بَأنْ ييءَ مس ّمىً مِن وجهٍ آ َخرَ ‪ ،‬فِإنْ قالَ ‪ :‬جي ُع مَن َأحْذِفُ ُه ثقاتٌ ؛ جاء ْ‬ ‫حتِهِ إِ ْن عُرِ َ‬
‫حكَمُ بص ّ‬
‫وقد يُ ْ‬
‫التّعديلِ على الِبامِ ‪.‬‬
‫و [ عن َد ] الُمهورِ ل ُي ْقبَلُ حتّى يُسمّى‪.‬‬
‫حتُه ]؛ كالبُخاريّ؛ فما أَتى (( فيه )) بالَ ْزمِ دلّ‬ ‫ب التُ ِز َمتْ [ ص ّ‬‫لكنْ قا َل اب ُن الصّلحِ هنا‪ِ :‬إنْ وَقَعَ الَذْفُ ف كتا ٍ‬
‫ض مِ َن ا َلغْراضِ‪.‬‬ ‫على َأنّه َثبَتَ إِسنا ُدهُ عِندَه‪ ،‬وإِنّما حُذِفَ لغَ َر ٍ‬
‫‪1‬‬
‫ي الَ ْزمِ ؛ ففيهِ مقالٌ ‪) (.‬‬ ‫ومَا أَتى فيهِ بغ ِ‬
‫حتُ أَمثلةَ ذلك ف (( النّكتِ على ابنِ الصّلحِ )) ‪.‬‬ ‫ضْ‬‫وقد َأوْ َ‬
‫والثّان ‪ :‬وهو ما َسقَطَ مِن آخِ ِر ِه مَن بع َد التّابعيّ هو الُ ْرسَلُ ‪:‬‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ كذا ‪ ،‬أو‪ :‬فعَلَ‬ ‫وصو َرتُه َأنْ يقو َل التابعيّ سواءٌ كا َن كبيا أو صغيا قالَ رسولُ ال صلّى ا ُ‬
‫كذا ‪ ،‬أو ‪ُ :‬فعِلَ بضرتِه كذا ‪ ،‬أونوُ ذلك ‪.‬‬
‫حتَمَ ُل [ أَ ْن يكونَ ]‬
‫حتَمَلُ َأ ْن يكونَ صحابيّا ‪ ،‬ويُ ْ‬ ‫جهْلِ بالِ الحذوفِ ؛ َلنّه يُ ْ‬ ‫وإِنّما ذُكِرَ ف قس ِم الَردودِ لل َ‬
‫حتَمَلُ( ) ] أَ ْن يكونَ حَمَلَ‬
‫‪2‬‬
‫حتَمَلُ َأنْ يكو َن ثقةً ‪ ،‬وعلى الثّان يُ ْ‬ ‫حتَمَلُ [ َأنْ يكونَ ضَعيفا ‪ ،‬ويُ ْ‬ ‫تابعيّا ‪ ،‬وعلى الثّان يُ ْ‬
‫حتَ َملُ َأنْ يكونَ حَ َم َل عن تابعيّ آخَ َر ‪ ،‬وعلى الثّان فيعودُ الحتمالُ السّابقُ ‪ ،‬ويتعدّدُ (( و )) َأمّا‬ ‫ب ‪ ،‬ويُ ْ‬
‫عن صحا ّ‬
‫بالتّجوي ِز العقليّ ‪ ،‬فإِل ما ل نايةَ لهُ ‪ ،‬وَأمّا بالستقراءِ ؛ فإِل سّتةٍ أَو سبعةٍ ‪ ،‬وهو أَكث ُر ما وُ ِج َد مِن روايةِ بعضِ‬
‫ي عن بعضٍ ‪.‬‬ ‫التّابع َ‬
‫ف مِن عاد ِة التّابعيّ َأنّه ل يُرسِلُ إِ ّل عن ثِقةٍ؛ فذ َهبَ جُمهورُ الحُدّثيَ إِل التوقّفِ؛ لبقاءِ الحتمالِ‪ ،‬وهُو‬ ‫فِإ ْن عُرِ َ‬
‫أَحدُ قوَليْ أَحدَ‪.‬‬
‫ي – ُي ْقبَ ُل مُطْلقا‪.‬‬
‫وثانيهِما – وهُو [ قو ُل ] الالِكيّيَ والكوفيّ َ‬
‫سنَدا كانَ أَو‬ ‫ل عنهُ ] ‪ُ :‬ي ْقبَلُ ِإنِ ا ْعَتضَدَ بجيئِهِ مِن وجْهٍ آخَ َر يُبايِنُ الطّ ُرقَ الول مُ ْ‬ ‫وقالَ الشّافِعيّ [ رضيَ ا ُ‬
‫س المرِ ( )‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ف ثقةً ف نف ِ‬ ‫مُ ْر َسلً ؛ ليترجّحَاحتما ُل كونِ الحذو ِ‬
‫ي مِن النفّيةِ وأبو الوليدِ البا ِجيّ مِن الالِكّيةِ أَنّ الرّاويَ إِذا كا َن يُ ْرسِلُ ع ِن الثّقاتِ وغيِهم ل‬ ‫ونقلَ أَبو بكرٍ الرّاز ّ‬
‫‪4‬‬
‫ُيقْبَل مُر َسلُه اتّفاقا ( )‪.‬‬

‫فإذا قال روي أو يذكر فهو ضعيف إل أن يثبت أنه رواه في موضع آخر بالجزم ‪.‬‬
‫‪)(1‬‬
‫يح َتمِل بفتح التاء وكسر الميم أحسن ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫الصواب أنه ل يقبل حتى يصرح لنه قد ينسى فيعلق عن غير ثقة فل يقبل إل إذا صرح‬
‫‪)(3‬‬
‫وهذا صحيح فإذا كان معروفاً بالتساهل فل يقبل بالتفاق لنه قد يرسل عن ثقة وعن غير ثقة ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫‪29‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 30 -‬‬

‫ط مِن الِسنادِ ِإ ْن كانَ باثنَيْ ِن فصاعِدا مَ َع التّوال ؛ فهو الُ ْعضَلُ ‪ ،‬وإِلّ فِإنْ كا َن‬ ‫سقْ ِ‬
‫وَالقس ُم الثّاِلثُ مِن أَقسامِ ال ّ‬
‫ض َعيْ ِن مثلً ؛ فـهُو الُْنقَطِعُ ‪ ،‬وكذا ِإنْ َسقَطَ واحدٌ فقط ‪ ،‬أَو أَكثرُ مِن اثنيِ ‪،‬‬ ‫ي غيِ متواِلَييْنِ ف مَو ِ‬ ‫ط باثن ِ‬ ‫السّقْ ُ‬
‫ط عد ِم التّوال ‪.‬‬ ‫لكنّه بشر ِ‬
‫ثّ ِإنّ السّقطَ مِن الِسنادِ قدْ يَكونُ واضِحا يصُ ُل الشْتِراكُ ف معرَفتِه ك َكوْنِ الرّاوي مثلً ل ُيعْاصِ ْر مَن روى عنهُ‬
‫ث وعِلَ ِل السانيدِ ‪.‬‬ ‫َأوْ يكونُ َخ ِفيّا ؛ فل يُدْرِكُهُ إِ ّل الئ ّم ُة الُذّاقُ الُطّلِعونَ على طُ ُرقِ الدي ِ‬
‫فا َلوّ ُل وهُو الواضحُ يُدْ َركُ بعَد ِم التّلقي بيَ الرّاوِي وشيخِ ِه بكونِه لْ يُدْ ِركْ عصْ َرهُ أَو أَدْرَكَ ُه لكنّهما ل ْيتَمِعا ‪،‬‬
‫وليستْ لهُ [ من ُه ] إِجازٌة ول وِجَا َدةٌ ‪.‬‬
‫ومِ ْن ثَمّ ا ْحتِيجَ إِل التّاري ِخ لتض ّمنِهِ تري َر مواليدِ الرّواةِ ووَفياِتهِم وأَوقاتِ طََلِبهِم وا ْرتِحالِهم ‪.‬‬
‫وقد ا ْفتُضِحَ أَقوامٌ ا ّدعَوا الرّوايةَ عن شيوخٍ ظه َر بالتّاريخِ كَذِبُ دعْواهُم ‪.‬‬
‫لفِ ّي الُدَّلسُ ؛ بفت ِح اللّمِ ‪ ،‬سُمّي بذلك لكونِ الرّاوي ل يُسَ ّم مَن َح ّدثَهُ ‪ ،‬وأَوهَمَ ساعَهُ‬ ‫وَالقس ُم الثّانِي( ) ‪ :‬وهو ا َ‬
‫‪1‬‬

‫ث مِمّن ل ُيحَ ّدثْ ُه بهِ ‪.‬‬‫للحَدي ِ‬


‫وا ْشتِقاقُهُ مِن الدَّلسِ – بالتّحريكِ – وهو اختلطُ الظّل ِم [ بالنّو ِر ] ‪ ،‬سُ ّميَ بذلك لشترا ِكهِما [ ف الَفاءِ‪.‬‬
‫س ومَن أَسنَ َد عنهُ َكعَن وَكذا قََالَ ‪.‬‬ ‫ي الُدَّل ِ‬‫حتَمِ ُل وقوعَ الّل ِقيّ ب َ‬ ‫س بِصي َغ ٍة مِن صيغِ الدا ِء تَ ْ‬ ‫ويَ ِردُ الُدَّل ُ‬
‫جوّ َز فيها ؛ كانَ كذِبا ‪.‬‬ ‫ومت وَقعَ بصيغةٍ صري ٍة ل تَ َ‬
‫ح في ِه بالتّحديثِ على الصحّ ( )‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫و ُحكْ ُم مَن ثبتَ عن ُه التّدليسُ إِذا كانَ عَدْلً َأنْ ل ُي ْقبَ َل منهُ إِلّ ما صرّ َ‬
‫ث عنهُ ‪ ،‬بل بينَه وبينَه واسِطةٌ ‪.‬‬ ‫صدَ َر مِ ْن مُعاصِرٍ َل ْم يَلْ َق مَن حَدّ َ‬‫ل ِفيّ إِذا َ‬
‫وكَذا الُ ْرسَلُ ا َ‬
‫س والُ ْرسَ ِل الفيّ دقيقٌ َحصَلَ تريرُه با ذُ ِكرَ هنا ‪:‬‬ ‫ي الُدَّل ِ‬
‫والفَ ْرقُ ب َ‬
‫لفِيّ ‪.‬‬ ‫ص َرهُ ول ُيعْ َرفْ َأنّه ل ِقيَهُ ؛ َفهُو الُ ْرسَ ُل ا َ‬ ‫ف لقاؤهُ ِإيّاهُ ‪ ،‬فأَمّا إِن عا َ‬ ‫س يتصّ بَن روى عمّن عُرِ َ‬ ‫وهو أَ ّن التّدلي َ‬
‫ص َرةَ ‪ ،‬ولو بغيِ لُقي ؛ ل ِزمَهُ دُخو ُل الُ ْرسَ ِل الَ ِفيّ ف تعريفِهِ ‪.‬‬ ‫س الُعا َ‬ ‫ف التّدلي ِ‬‫ومَن أَدْخَلَ ف تعري ِ‬
‫ب التّفرق ُة بيَنهُما‪.‬‬ ‫والصّوا ُ‬

‫فجر الحد ‪ 1416 / 5 / 7‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫وهذا هو الصواب إذا ثبت التدليس وهو ثقة ل يقبل من حديثه إل ما صرح فيه بالسماع مثل العمش وابن اسحاق‬
‫‪)(2‬‬
‫وأبي الزبير ‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 31 -‬‬

‫ويد ّل على َأنّ اعتبارَ اللّقي ف التّدليسِ دونَ الُعاصرةِ وحْدَها لبُ ّد منهُ ِإطْباقُ أَه ِل العل ِم بالديثِ على أَ ّن روايةَ‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّ َم مِن قبي ِل الِرسالِ ل‬ ‫ي وقيسِ بنِ أَب حا ِز ٍم عن النبّ صلّى ا ُ‬ ‫ي كأَب عُثما َن الّنهْد ّ‬‫ضرَم َ‬
‫خ ْ‬
‫الُ َ‬
‫مِن قَبي ِل التّدليسِ ‪.‬‬
‫ي لّنهْم عاصَروا النبّ صلّى الُ عليهِ [ وآلهِ‬ ‫س ؛ لكانَ هؤلءِ مُدلّس َ‬ ‫ولو كانَ مرّ ُد الُعاصرةِ يُ ْكتَفى [ بهِ ] ف التّدلي ِ‬
‫وسلّمَ قطعا ‪ ،‬ولكنْ ْل ُيعْرَفْ هل َلقُوهُ َأمْ ل؟‬
‫))‬
‫ومّن [ قا َل ] با ْشتِراطِ اللّقاءِ ف التّدليسِ الِمامُ الشافعيّ وأَبو بكرٍ البزّا ُر ‪ ،‬وكلمُ الطيبِ ف (( الكِفايةِ‬
‫‪1‬‬
‫يقتَضي ِه ‪ ،‬وهُو ا ُلعْتَمَدُ ‪) (.‬‬
‫ويُعْ َرفُ عد ُم الُلقا ِة بإِخبا ِرهِ ع ْن نفسِهِ بذلك ‪ ،‬أَو بَ ْزمِ إِمامٍ مُطّلعٍ ‪.‬‬
‫حكَمُ ف هذه‬ ‫ول َيكْفي أَ ْن َيقَعَ ف بعض الطّ ُرقِ زيادةُ راوٍ [ أَو أَكثرَ ] بيَنهُما؛ لحتمال َأ ْن يكونَ مِن الزيدِ‪ ،‬ول يُ ْ‬
‫الصّورةِ ُبكْمٍ ُكّليّ؛ لتَعا ُرضِ احتما ِل التّصا ِل والْنقِطاعِ‪.‬‬
‫ف في ِه الَطيبُ كتابَ (( التّفصيلِ ُلْبهَمِ الراسيلِ )) ‪ ،‬وكتاب (( الزيدِ ف ُمتّصِ ِل السانيدِ ))( ) ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وقد صنّ َ‬
‫و[ قد ] انَْت َهتْ هُنا (( حكم )) أَقسامُ حُكمِ السّاقِطِ مِن الِسنادِ‪.‬‬
‫ح مِن بعضٍ‪ ،‬خس ٌة منها تتعلّقُ بالعداَلةِ‪ ) (،‬وخسةٌ‬
‫‪3‬‬
‫ثّ ال ّطعْ ُن يكونُ بعشرةِ أَشياءَ‪ ،‬بعضُها (( يكون )) أَشدّ ف القَدْ ِ‬
‫ضبْطِ‪.‬‬ ‫تتعلّقُ بال ّ‬
‫ضتْ ذلك‪ ،‬وهي ترتيبُها على الشدّ فالشدّ ف‬ ‫ي مِن ال َخ ِر لصلح ٍة ا ْقتَ َ‬ ‫حصُلِ العتنا ُء بتمييزِ أَح ِد القِسم ِ‬
‫ول َي ْ‬
‫مو َجبِ الرّ َدّ على سَبيلِ التّدلّي؛ لنّ ال ّطعْنَ ِإمّا َأ ْن يكونَ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫ل َيقُلْ ُه متَعمّدا لذلك‪) ( .‬‬
‫ل عليهِ وسلّمَ ما ْ‬ ‫ي عنهُ صلّى ا ُ‬ ‫ي بأَنْ يرو َ‬ ‫ِلكَذِبِ الرّاوِي ف الديثِ النبو ّ‬

‫الصواب ما قال المصنف في التفريق بين المدلس والمرسل الخفي ‪.‬‬


‫‪)(1‬‬
‫يعني إذا روى عن شيخه بواسطة ل يقال هذا دليل على أنه مدلس لنه قد يسمع من شيخه وقد يسمع من شيخه‬
‫‪)(2‬‬
‫بواسطة فهذا يقال له المزيد في متصل السانيد فمثلً فلن يروي عن شيخه ابن عباس وفي بعض الحيان يروي عن‬
‫بعض تلميذ ابن عباس عن ابن عباس مما سمعه عن ابن عباس فيرويه عن تلميذ ابن عباس فيكون واسطة من باب‬
‫المزيد في متصل السانيد ‪.‬‬
‫ما يتعلق بالعدالة كذب الراوي أو تهمته بذلك أو غفلته أو فسقه أو وهمه فهذه تتعلق العدالة والبقية تتعلق بالضبط ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫من تعمد الكذب فعرف بكذبه فهذا يسمى حديثه موضوع ‪ ،‬أما من يتهم بذلك لقلة علمه ومخالفته الروايات الصحيحة‬
‫‪)(4‬‬
‫أو غفلته ليس عنده بصيرة فيقع في روايته الكذب فهذا يسمى متروك لنه تقع في رواياته الكذب ل عن تعمد بل لسباب‬
‫أخرى إما لغفلة أو لحسن ظنه بمن يروي عنه ‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 32 -‬‬

‫أو ُتهْ َمتِهِ بذلكَ؛ بأَ ْن ل يُرْوى ذلك الديثُ إِ ّل مِن جِهتِهِ‪ ،‬ويكونَ مُخالِفا للقواعِ ِد العلومةِ‪ ،‬وكذا مَ ْن عُرِفَ‬
‫ث النبويّ‪ ،‬وهذا دُو َن الوّلِ‪.‬‬ ‫بالكذبِ ف كلمِهِ‪ ،‬و [ ِإنْ ] ل يَ ْظ َه ْر منهُ وقوعُ ذلك ف الَدي ِ‬
‫ش غَلَطِهِ ؛ أي ‪َ :‬كثْ َرتِه ‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫أَو ُف ْ‬
‫أَو َغفَْلتِ ِه عن الِتْقانِ ‪.‬‬
‫سقِهِ ؛ أي ‪ :‬بالفع ِل وال َقوْ ِل مّا ل يبلُ ُغ ال ُكفْرَ ‪.‬‬ ‫أَو فِ ْ‬
‫ح بهِ أَشدّ ف هذا الفنّ ‪.‬‬ ‫ي الوّ ِل عُمومٌ (( وخصوص مطلق )) ‪ ،‬وِإنّما أُفْرِ َد الوّ ُل لكو ِن القَدْ ِ‬ ‫[ و ] بينَهُ وب َ‬
‫وَأمّا الفِس ُق با ُل ْعتَقَ ِد ؛ فسيأْت بيانُه ‪.‬‬
‫ي على سبي ِل التوهّمِ ‪.‬‬ ‫أَو َوهَمِ ِه بأَ ْن يَ ْروِ َ‬
‫أَو مُخاَل َفتِه ؛ أَي ‪ :‬للثّقاتِ ‪.‬‬
‫ف فيهِ تعدي ٌل و [ ل ] تَجريحٌ [ مُعيّنٌ ] ‪.‬‬ ‫أو جَهاَلتِهِ ؛ (( أي )) بَأنْ ل ُيعْرَ َ‬
‫ف الَعروفِ عن النبّ صلّى الُ عليهِ وسلّمَ ‪ ،‬ل بِمعانَ َدةٍ ‪ ،‬بل بَن ْوعِ‬ ‫أَو بِدْعتِهِ ‪ ،‬وهي اعتقا ُد ما أُحْدِثَ على خِل ِ‬
‫شبهةٍ‪.‬‬
‫أَو سوءِ ِحفْظهِ ‪ ،‬و ِهيَ عبارةٌ عن َأنْ ل يكو َن غَلَطُهُ أَق ّل مِن إِصابتِه‪.‬‬
‫لكْمُ عليهِ بالوَضْعِ ِإنّما هُو‬ ‫ي هو الَوضوعُ ‪ ،‬وا ُ‬ ‫فـالقس ُم الوّ ُل ‪ ،‬وهُو ال ّطعْ ُن [ بكَذِبِ ] الرّاوي ف الَديثِ النبو ّ‬
‫ث مََل َكةً قوّيةً ييّزون با (( بي‬ ‫ب ل بالقَ ْطعِ ‪ ،‬إِذ [ قَ ْد ] َيصْ ُدقُ الكَذوبُ ‪ ،‬لكنّ لهلِ العلمِ بالدي ِ‬ ‫بطريقِ الظّ ّن الغاِل ِ‬
‫)) ذلك ‪ ،‬وِإنّما يقومُ بذلك منهُم مَن يكونُ إِطّلعُهُ تامّا ‪ ،‬وذ ْهنُ ُه ثاقِبا ‪ ،‬وفهمُ ُه قويّا ‪ ،‬ومعرِفتُهُ بالقرائنِ الدّاّلةِ على‬
‫ذلك مت َمكَّنةً ‪.‬‬
‫ضعِه ] ‪ ،‬قا َل ابنُ دقي ِق العيدِ (( رحه ال ))‪ :‬لك ْن ل يُقْ َطعُ بذلك ؛ لحتمالِ َأنْ يكونَ‬ ‫ف الوض ُع بإِقرارِ [ وا ِ‬ ‫وقد ُيعْ َر ُ‬
‫كَذَبَ ف ذلك الِقرارِ أ‪.‬هـ‬
‫ل ‪ ،‬وليسَ ذلكَ مرا َدهُ ‪ ،‬وِإنّما نفى القَطْعَ بذلك ‪ ،‬ول يل َز ُم مِن‬ ‫وفهِ َم من ُه بعضُهم َأنّ ُه ل يُعْ َملُ بذلك الِقرارِ أَص ً‬
‫غ قتْلُ الُقرّ بالقتلِ ‪،‬‬ ‫لكْمَ يقعُ بالظّنّ الغاِلبِ ‪ ،‬وهُو هُنا كذلك ‪ ،‬ولول ذلك لَما سا َ‬ ‫لكْمِ ؛ لنّ ا ُ‬‫نفيِ القَطْ ِع نفيُ ا ُ‬
‫ول رَجْ ُم ا ُل ْعتَرِفِ بالزّن ؛ لحتمالِ َأنْ يكونا كا ِذَبيْن فيما ا ْعتَرَفا به!( )‬
‫‪1‬‬

‫فهو مؤاخذ بإقراره في الحق والباطل وأن اتهم ما دام عاقلً ولهذا يقتل إذا أقر بالقتل وكذا إذا أقر بالزنا وغيره ‪.‬‬
‫‪)(1‬‬
‫‪32‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 33 -‬‬

‫( )ومِن القَرائنِ الّت يُدْ َركُ با الوَضْعُ ما يؤخَ ُذ مِن حالِ الرّاوي ؛ كما وقَ َع لأْمونِ بنِ أَحدَ َأنّه ذُ ِكرَ بض َرتِه‬ ‫‪1‬‬

‫اللفُ ف كونِ الس ِن سَمِعَ مِن أَب هُريرةَ َأوْلَ ؟ فساقَ ف الالِ إِسنادا إِل النبّ صلّى الُ عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ‬
‫‪2‬‬
‫ن مِن أَب هُريرة ‪) ( .‬‬ ‫سعَ الس ُ‬ ‫َأنّهُ قالَ ‪ِ :‬‬
‫ب بالَمَام ‪ ،‬فساقَ ف الا ِل [ إِسنادا ] إِل النبّ‬ ‫وكما وقعَ لِغياثِ بنِ إِبراهي َم حيثُ دخَ َل على ا َلهْدي فو َج َدهُ يلع ُ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ ‪َ :‬أنّه [ قالَ ] ‪ (( :‬ل َسبَقَ إِلّ ف َنصْلٍ أَو ُخفّ أَو حافِرٍ أَو جَناحٍ )) ‪ ،‬فزادَ ف الديثِ ‪:‬‬ ‫صلّى ا ُ‬
‫‪3‬‬
‫ح الَمَامِ ‪) (.‬‬‫ف الهديّ َأنّه كذبَ لجلِهِ ‪ ،‬فأَمرَ ب َذبْ ِ‬ ‫(( أَو جَناحٍ )) ‪َ ،‬فعَرَ َ‬
‫سّنةِ الُتواتِ َرةِ أَو الِجاعِ القطعيّ أَو صَريحِ‬ ‫ص القُرآنِ أَو ال ّ‬ ‫ي كَأنْ يكو َن مُناقِضا لَن ّ‬ ‫ومِنها ما يُؤ َخذُ مِن حالِ الَرو ّ‬
‫ال َعقْلِ ‪ ،‬حيثُ ل َي ْقبَلُ شي ٌء مِن ذلك الّتأْويلَ ‪.‬‬
‫ف الصّالِ أَو قُدما ِء الُكماءِ أَو‬ ‫ي تار ًة يتَ ِرعُ ُه الواضِ ُع ‪ ،‬وتار ًة يأْخُذُ [ مِن ] كل ِم غيِ ِه كَبعْضِ السّل ِ‬ ‫ثّ الَرو ّ‬
‫‪4‬‬
‫كبُ لَهُ إِسنادا صحيحا ليَرُوجَ ‪) (.‬‬ ‫ف الِسنادِ ‪ ،‬فيُرَ ّ‬‫الِسرائيليّاتِ ‪ ،‬أَو يأْخُذُ حَديثا ضَعي َ‬
‫والامِلُ للواضِعِ على الوَضْعِ ‪:‬‬
‫ِإمّا عَ َدمُ الدّينِ ؛ كالزّنادقةِ ‪.‬‬
‫أَو غََلَبةُ الَه ِل ؛ كبعضِ التعبّدينَ ‪.‬‬
‫ط العَصبّيةِ ؛ كبعضِ الُقلّدينَ ‪.‬‬ ‫أَو َفرْ ُ‬
‫أَو اتّباعُ هوى بعضِ الرّؤساءِ ‪.‬‬
‫أَو الِغرابُ لقص ِد الشتِهارِ !‬
‫ض الكَرّامّيةِ وبعضَ الُتصوّفةِ نُقِ َل عنهُم إِبا َح ُة الوَضْعِ ف التّرغيبِ‬ ‫ع مَن ُي ْعتَ ّد بهِ ‪ ،‬إِلّ َأنّ بع َ‬
‫وكُلّ ذلك حَرا ٌم بإِجا ِ‬
‫ب والتّرهيبَ مِن جُمل ِة الحكامِ‬ ‫والتّرهيبِ (( والترتيب )) وهو خطأ مِن فاعلِهِ ‪ ،‬نشََأ عَن َجهْلٍ ؛ ل ّن التّرغي َ‬
‫‪5‬‬
‫الشّرعّيةِ ‪) (.‬‬

‫( فجر الحد ‪ 1416 / 5 / 14‬هـ )‬


‫‪)(1‬‬
‫هذا واضح فيه الكذب فالحسن ولد بعد النبي صلى ال عليه وسلم بمدة وكونه يروي عن النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫‪)(2‬‬
‫أن الحسن سمع من أبي هريرة فهذا يدل على الكذب ‪.‬‬
‫وهذا من الفضائح التي افتضح فيها الوضاعون فزاد في الحديث ليرضي به الخليفة ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫هذه حال الوضاعين فتارة يأخذون كلماً لبعض السلف أو من قدماء الحكماء أو السرائيليات أو يأخذ حديثاً ضعيف‬
‫‪)(4‬‬
‫السناد فيركب إسناداً صحيحاً ‪.‬‬
‫من جوزه ل يعول عليهم ‪ ،‬أجمع المسلمون على تحريم الوضع لحديث ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من‬
‫‪)(5‬‬
‫‪33‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 34 -‬‬

‫الكَبائِرِ‪)1(.‬‬ ‫ل عليهِ وسلّ َم مِن‬ ‫ب على النبّ صلّى ا ُ‬ ‫واتّفقوا على َأنّ َتعَمّدَ الكذ ِ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ ‪.‬‬ ‫ل َوْينِ ّي ف َكفّ َر مَن تعمّ َد الكَذِبَ على النبّ صلّى ا ُ‬ ‫وبالَغَ (( فيه )) أَبو مُحمّدٍ ا ُ‬
‫ث َعنّي بديثٍ يُرى‬ ‫ل عليهِ وسلّمَ ‪ (( :‬مَن حَدّ َ‬ ‫واّتفَقوا على َتحْر ِي رواي ِة الوضوعِ إِلّ مقرونا ببيانِه ؛ لقولِه صلّى ا ُ‬
‫َأنّهُ كذبٌ ؛ فهُو أَحدُ الكا ِذَبيْنِ )) ‪ ،‬أَخرجَهُ مسلمٌ ‪.‬‬
‫وَالقس ُم الثّان مِن أَقسامِ الَردودِ ( )‪ ،‬وهو ما يكونُ بسَببِ تُه َمةِ الرّاوي بالكَذِبِ ‪ (( ،‬و )) هُو ا َلتْروكُ ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫شتَرِطُ ف ا ُلْنكَرِ قيدَ الُخالفةِ ‪.‬‬ ‫ي مَن ل يَ ْ‬ ‫ث ‪ :‬الُْنكَرُ ؛ على َرأْ ِ‬ ‫والثّالِ ُ‬
‫سقُه ؛ فحديثُهُ ُمْنكَرٍ( ) ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ت غَفَلتُه ‪ ،‬أَو ظهَرَ فِ ْ‬
‫ش غَلَطُهُ ‪ ،‬أَو َكثُرَ ْ‬
‫ح َ‬
‫وكذا الرّابِعُ والَا ِمسُ ‪ ،‬فمَنْ َف ُ‬
‫ثّ ال َوهَ ُم ‪ ،‬وهُو [ القِسمُ ] السّادسُ ‪ ،‬وِإنّما أُ ْفصِ َح بهِ لِطو ِل ال َفصْلِ ‪ِ ،‬إنِ اطّل َع عَليهِ ؛ أي ‪ :‬على ال َوهَمِ بِالقَرائِنِ‬
‫الدّاّلةِ على َوهَ ِم راويهِ مِن وَصْ ِل مُ ْرسَل أَو ُمنْقَطع ‪ ،‬أَو إِدخال حَديثٍ ف حَديثٍ ‪ ،‬أَو نوِ ذلك مِن الشياءِ القادحةِ‬
‫ع عُلومِ الديثِ‬ ‫حصُلُ معرفةُ ذلك بكثر ِة التّتبّعِ ‪ ،‬وجَ ْمعِ الطّ ُرقِ ؛ فـهذا هو ا ُلعَلّ ُل وهو مِن أَغ َمضِ أَنوا ِ‬ ‫وتَ ْ‬
‫وأَدقّها ‪ ،‬ول يقومُ بهِ إ ّل مَن رَزَقَهُ الُ [ تعال ] فهْما ثاقِبا ‪ ،‬و ِحفْظا واسِعا ‪ ،‬ومعرِف ًة تا ّمةً براِتبِ الرّواةِ ‪ ،‬ومََل َكةً‬
‫قوّيةً بالساني ِد والُتونِ ‪ ،‬ولذا ل يتكلّ ْم فيهِ إِ ّل القلي ُل مِن أَه ِل هذا الش ْأنِ ؛ كعليّ ب ِن الَدينّ ‪ ،‬وأَحدَ بنِ حنبلٍ ‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫شيْبةَ ‪ ،‬وأَب حاتٍ ‪ ،‬وأَب زُرعةَ ‪ ،‬والدّارَقُطنّ ‪) (.‬‬ ‫ي ‪ ،‬ويَعقوبَ بنِ (( أب )) َ‬ ‫والبُخار ّ‬
‫النار ) وقال صلى ال عليه وسلم ( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) وهذا بإجماع المسلمين بل قال بعضهم‬
‫بكفر من وضعه كأبي محمد الجويني فالمقصود أن الوضع من الكبائر العظيمة ول عبرة بقول الكرامية وغيرهم ممن جوز‬
‫الوضع للترغيب والترهيب فهذا كلم منكر باطل كما قال الحافظ العراقي ‪ :‬وجوز الوضع على الترغيب &&& قول‬
‫الكرام في الترهيب ‪ ،‬فهذا قول باطل والكرامية من المرجئة الخبثاء فالحاصل أن الوضع والكذب على الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم من المنكرات العظيمة بإجماع أهل السنة والجماعة ‪.‬‬
‫هذا أمر متفق عليه ل يجوز ذكره إل ببيانه والتحذير منه فمن حدث بحديث يرى أو يظن أنه كذب فهو أحد الكاذبين‬
‫‪)(1‬‬
‫يروى ( الكاذبين ) وبالجمع ( الكاذبين ) وأبلغ من هذا قوله صلى ال عليه وسلم ( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده‬
‫من النار )‬

‫( فجر الحد ‪ 1416 / 5 / 21‬هـ ) بداية الشريط الثالث ‪.‬‬


‫‪)(2‬‬
‫تقدم أن من عرف بالكذب بأي وجه يسمى خبره موضوع ومن اتهم بالكذب يسمى حديثه متروك ومن فحش غلطه‬
‫‪)(3‬‬
‫يسمى حديثه منكر أو يعرف بالغفلة أو الفسق فهؤلء أخبارهم منكرة لعدم استيفائها شروط القبول من الحفظ والصدق‬
‫لنه ل يؤمن أن يكون مما غلط فيه إذا فحش غلطه أو كان مغفلً ل يضبط الروايات أو فاسقاً معروفاً بالفسق ل يؤمن ‪.‬‬
‫الوهم يقع من الرواة فل يفطن له إل الخواص من أئمة الحديث كعلي بن المديني ويحيى بن سعيد القطان والبخاري‬
‫‪)(4‬‬
‫وأحمد بن حنبل وأبي حاتم وأبي زرعة ‪ ،‬ويعرف المعلل بالقرائن وتتبع الطرق ‪ ،‬فإذا تتبع طرق الرواية اتضح لعالم‬
‫‪34‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 35 -‬‬

‫وقد َت ْقصُرُ عبار ُة الُعَلّل عَن إِقام ِة الُجّة على َدعْواهُ ؛ كالصّيْ َرفّ ف َنقْدِ الدّينارِ والدّرهَمِ( ) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ق السنادِ ؛ فـالواق ُع فيهِ ذلك‬ ‫ت واقع ًة بـسببِ َتغْييِ السّياقِ ؛ أي ‪ :‬سيا ِ‬ ‫ثّ الُخال َفةُ ( )وهوالقسمُ السابعُ ِإنْ كان ْ‬
‫‪2‬‬

‫ج الِسْنا ِد ‪ ،‬وهو أَقسامٌ ‪:‬‬ ‫التّغييُ هو مُدْ َر ُ‬


‫ث بأَساني َد مُختلفةٍ ‪ ،‬فيويهِ عنهُم راوٍ ‪ ،‬فيَجْ َم ُع الكُ ّل على إِسنادٍ وا ِح ٍد مِن تلكَ‬ ‫الوّلُ ‪َ :‬أ ْن يَ ْروِيَ جاع ٌة الدي َ‬
‫الساني ِد ‪ ،‬ول ُيَبيّنُ الختلفَ ‪.‬‬
‫[ و ] الثّان ‪َ :‬أنْ يكونَ التُ عن َد راوٍ إِ ّل طَرفا منهُ ؛ [ فِإنّه عندَه بإِسنادٍ آ َخرَ ‪ ،‬فيويهِ را ٍو عنهُ تامّا بالِسنا ِد الوّلِ‬
‫‪.‬‬
‫ف الواسِطةِ‪.‬‬ ‫ث مِن شيخِهِ إِلّ طرفا منهُ فيس َمعَ ُه عَن شيخِ ِه بواسطةٍ‪ ،‬فيويهِ را ٍو عنهُ تامّا بَ ْذ ِ‬ ‫ومنهُ َأنْ يس َم َع الدي َ‬
‫ي ‪ ،‬فيويهِما راوٍ عن ُه مُقَتصِرا على أَح ِد الِسنادينِ ‪،‬‬ ‫ختَلِفان بإِسنادينِ متلف ِ‬ ‫الثّالِثُ ‪َ :‬أنْ يكونَ عندَ الرّاوي متْنانِ مُ ْ‬
‫ص بهِ ‪ ،‬لكنْ يزي ُد في ِه مِن ا َلتْنِ الخَ ِر ما ليسَ ف [ الَتْ ِن ] الوّلِ ‪.‬‬ ‫أَو يروي أَحَ َد الَديثيِ بإِسنا ِد ِه الا ّ‬
‫الرّابعُ ‪َ :‬أ ْن يسوقَ [ الرّاوي ] الِسنادَ ‪ ،‬فَيعْ ِرضُ لهُ عا ِرضٌ ‪ ،‬فيقولُ (( له )) كلما مِن ِقبَ ِل نفسِهِ ‪ ،‬فيظ ّن بعضُ مَن‬
‫ت [ ذلكَ ] السنادِ ‪ ،‬فيَرويهِ عنهُ كذلك ‪.‬‬ ‫ك الكل َم هُو م ُ‬ ‫سَ ِمعَهُ َأنّ ذل َ‬
‫ج الِسنادِ‬ ‫هذهِ أَقسامُ ُمدْرَ ِ‬
‫((‬
‫س منهُ ‪ ،‬فتارةً يكونُ ف َأوّلِه ‪ ،‬وتارةً (( يكون )) ف أَثنائِه ‪ ،‬وتارةً‬ ‫ت كلمٌ لي َ‬ ‫وَأمّا مُدْ َرجُ ا َلتْنِ ‪ ،‬فهُو أَ ْن َيقَعَ ف ال ِ‬
‫يكون )) ف آخِ ِر ِه – وهو الكثرُ– لنّهُ يقعُ بعطفِ جُملةٍ على جُمل ٍة ‪ ،‬أو بِ َدمْ ِج َموْقوفٍ مِن كل ِم الصّحابةِ أَو مَنْ‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّ َم مِن غيِ فصلٍ ‪ ،‬فـهذا هُو مُدْ َرجُ ا َلتْنِ ‪.‬‬ ‫ع مِن كلمِ النبّ صلّى ا ُ‬ ‫بعْ َدهُم بِ َمرْفو ٍ‬
‫ويُدْ َر ُك الِدراجُ ‪:‬‬
‫ج فيهِ ‪.‬‬‫ج مِمّا أُدْ ِر َ‬
‫بوُرو ِد رواي ٍة ُمفَصّلةٍ للقَدْ ِر الُدْرَ ِ‬
‫أَو بالتّنصيصِ على ذلك مِن الرّاوي( )‪ ،‬أَو مِن بعضِ الئ ّمةِ الُطّلعيَ ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّ َم يقولُ ذلك ‪.‬‬ ‫أو باستحاَل ِة كونِ النبّ صلّى ا ُ‬
‫ت عليهِ ق ْدرَ ما ذ َكرَ مرّتيِ أَو أَكثرَ ‪ ،‬ولِ المدُ ‪.‬‬ ‫صتُهُ وزد ُ‬ ‫ج كتابا ولّ ْ‬ ‫ف الَطيبُ ف الُدْرَ ِ‬ ‫وقد صنّ َ‬

‫الحديث ما فيه من العلة من انقطاع أو ارسال أو وهم أو قلب كلمة أو ما أشباه ذلك مما قد يقع من بعض الرواة ‪.‬‬
‫المقصود أنه قد تقصر عبارة الذي يحكم عليه بأنه معلل عن اليضاح لكنه قد جزم به لنه اتضح له من الطرق فيقال‬
‫‪)(1‬‬
‫له معلل هذا الكثر ويقال له معلول والفصح عندهم معلل ومعل من إعل فهو معل ومعلل ودونها معلول ‪.‬‬
‫فجر الحد ‪ 1416 / 5 / 28‬هـ‬
‫‪)(2‬‬
‫فيفصل الراوي نفسه بين المرفوع والمدرج من عنده ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫‪35‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 36 -‬‬

‫ت الُخالفةُ ِبَتقْ ِديٍ أَوَتأْخيٍ ( ) ؛ أي ‪ :‬ف الساءِ كَ ُم ّرةَ ب ِن كعبٍ ‪ ،‬وكَعبِ ب ِن مُ ّرةَ ؛ لنّ اس َم‬
‫‪1‬‬
‫َأ ْو [ إِ ْن ] كانَ ِ‬
‫ب فيهِ كتابُ (( يُسمى )) (( رافعِ ال ْرتِيابِ (( ف القلوب من‬ ‫أَح ِدهِما اسمُ أَب ال َخرِ ؛ فـهذا هو ا َلقْلوبُ ‪ ،‬وللخطي ِ‬
‫الساء والنساب ))‪.‬‬
‫وقد َيقَ ُع القلبُ ف التِ أَيضا ؛ (( ويصي )) كحديثِ أَب هُريرةَ (( رضي ال تعال عنه )) عندَ مُسلمٍ ف السّبعةِ الّذينَ‬
‫ل تتَ ظ ّل عَ ْرشِهِ ‪ ،‬ففيهِ‪ [ (( :‬و ] رَج ٌل تص ّدقَ بصدَقةٍ أَخْفاها حتّى ل َتعْلَمَ يينُهُ ما ُتْنفِقُ شِمالُهُ )) ‪،‬‬ ‫يُظِّلهُم ا ُ‬
‫فهذا مّا اْنقََلبَ على أَحدِ الرّواةِ ‪ ،‬وِإنّما هو ‪ (( :‬حتّى ل تعَْل َم شِمالُه ما ُتنْفِقُ يينُهُ )) ؛ كما ف الصّحيحيِ ‪.‬‬
‫َأوْ ِإنْ كانتِ الُخالف ُة بِزياد ِة راوٍ ف أَثناءِ الِسنادِ (‪ ،‬ومَن ل يَزِدْها أَتقَنُ مّن زادَها ‪ ،‬فـهذا هُو الَزيدُ ف ُمتّصِلِ‬
‫‪2‬‬
‫الَسانِيدِ ‪) (.‬‬
‫حتِ الزّيادةُ ‪.‬‬‫وشرطُهُ َأنْ يق َع التّصريحُ بالسّماعِ ف َموْضِعِ الزّيادةِ ‪ ،‬وإِلّ ؛ فمت كا َن ُم َعنْعَنا – مثلً – ؛ ترجّ َ‬
‫َأوْ [ ِإنْ ] كانتِ الُخالف ُة بِِإبْدَالِهِ؛ أي‪ :‬الراوي‪ ،‬ول ُمرَجّحَ لحدى الراويتي على الخرى‪ ،‬فـ [ هذا ] هو‬
‫ا ُلضْطَرِبُ‪ ،‬وهو يقعُ ف الِسنا ِد غالبا‪ ،‬وقد يقعُ ف التْن‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ب بالنّسبةِ إل الختلفِ ف الَتْنِ دونَ الِسنادِ‪) (.‬‬ ‫ث على الديثِ بالضطرا ِ‬ ‫حكُمَ الحدّ ُ‬
‫لكنْ قلّ َأ ْن يَ ْ‬
‫ي والعُ َقيْليّ وغ ِيهِما ‪ ،‬وشَرْطهُ‬ ‫وقد َيقَ ُع الِبدا ُل عَمْدا لَن يُرادُ اختبار حفظه امتحانا مِن فاعِلِهِ ؛ كما وقعَ للبُخار ّ‬
‫‪4‬‬
‫ن ل يُستم ّر علي ِه ‪ ،‬بل ينتهي بانْتهاءِ الاجةِ ‪) ( .‬‬ ‫أَ ْ‬
‫ب مثلً ؛ فهو مِن أَقسامِ الوضوعِ ‪ ،‬ولو وقعَ غَلَطا ؛ فهُو مِن‬ ‫فلو وَقَ َع الِبدالُ [ عمدا ] ل لصلحةٍ ‪ ،‬بل للِغرا ِ‬
‫ب أو ا ُلعَلّلِ ‪.‬‬
‫القلو ِ‬
‫ف مَ َع بَقاءِ صور ِة الَطّ ف السّياقِ ‪.‬‬ ‫َأوْ ِإنْ كانتِ الُخالف ُة بتَغْييِ حرفٍ أَو حُرو ٍ‬
‫فِإنْ كانَ ذلك بالنّسبةِ إِل الّنقْطِ؛ فا ُلصَحّفُ ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ع مُه ّمةٌ ‪) (.‬‬ ‫َوإِ ْن كانَ بالنّسبةِ إل الشّكْلِ ؛ فـا ُلحَرّفُ ‪ ،‬ومعرف ُة هذا النّو ِ‬

‫فجر الحد ‪ 1416 / 6 / 5‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫وهذا يقع كثيرًا وأسبابه أن الراوي يروي عن زيد عن عمرو ثم يسهل ال له لقاء عمرو فيسمع منه مثلً يروي عن‬
‫‪)(2‬‬
‫ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم وكان قد سمعه من سالم عن ابن عمر ثم لقي ابن عمر فسمعه منه فتكون روايته‬
‫عن سالم عن ابن عمر من المزيد في متصل السانيد إذا صرح بالسماع أما إذا كانت بالعنعنة فالزيادة له شأن آخر ‪.‬‬
‫وقد يقع في المتن بأن يرويه جماعة بلفظ ويرويه آخر بلفظ آخر ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫فيقلب الشيخ لتلميذه السانيد ليمتحنهم فيتبين الحاذق والبصير من غيره ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫وهذا يقع كثيراً ( عتبة ‪ ،‬عيينة ‪ ،‬حمزة ‪ ،‬حمرة ‪ ،‬يزيد ‪ ،‬بريد ‪ ،‬ول يعرف إل بالعناية وجمع المتون والسانيد حتى‬
‫‪)(5‬‬
‫‪36‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 37 -‬‬

‫وقد صنّف فيهِ ‪ :‬العَسْكَريّ ‪ ،‬والدّارَقُطِنيّ ‪ ،‬وغيُها ‪.‬‬


‫وأَكثرُ ما يقعُ ف الُتونِ ‪ ،‬وقد يقعُ ف السا ِء الّت ف السانيدِ ‪.‬‬
‫(( ))‬
‫ظ الُرادِفِ بالّلفْظِ و‬ ‫ص ول ِإبْدالُ الّلفْ ِ‬ ‫ول يَجُو ُز َتعَمّدُ تَغْييِ صو َرةِ ا َلتْنِ مُطلقا( ) ‪ ،‬ول الختصا ُر منه ُ} بالّنقْ ِ‬
‫‪1‬‬

‫ظ ‪ ،‬وبِما يُحي ُل الَعان على الصّحيحِ ف السأََلتَيْنِ ‪:‬‬ ‫الُرادِفِ لهُ ؛ إِلّ لِعالٍِ بَدْلولتِ اللْفا ِ‬
‫َأمّا ا ْختِصا ُر الَديثِ ؛ فال ْكثَرونَ على جَوا ِز ِه بِشرطِ َأنْ يكونَ الّذي يَتصِ ُر ُه عالِما ؛ لنّ العالِ َم ل َينْ ُقصُ مِن‬
‫الديثِ إِلّ ما ل تعلّقَ لهُ با يُبْقيهِ [ منهُ ] ؛ [ بيثُ ] ل تتِلفُ الدّلل ُة ‪ ،‬ول يتَ ّل البَيانُ ‪ ،‬حتّى يكونَ الَذكورُ‬
‫والَحذوفُ بنَِلةِ َخبَرينِ ‪ ،‬أَو يَدُلّ ما ذَكَ َرهُ على [ ما ] َحذَفَهُ ؛ بِلفِ الاهِلِ ‪ ،‬فِإنّهُ قد َيْن ُقصُ ما لَهُ تعلّقٌ ؛ كتَ ْركِ‬
‫‪2‬‬
‫الستِثناءِ ‪) (.‬‬
‫ف فيها شَهيٌ ‪ ،‬والكثرُ على الَوازِ أَيضا ‪ ،‬ومِن أَقوى حُججهِم الِجاعُ على جوازِ‬ ‫وَأمّا الراوية بالعن ؛ فالِل ُ‬
‫ف بهِ ‪ ،‬فإِذا جا َز الِبدالُ بلُغةٍ أُخرى ؛ فجوا ُزهُ باللّغ ِة العربّيةِ أَول ( )‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫شرحِ الشّريعةِ للعَجَمِ بلساِنهِم للعارِ ِ‬
‫وقيلَ ‪ِ :‬إنّما يَجوزُ ف الُفْرَداتِ دونَ الُرَكّباتِ !‬
‫ظ ليتَ َمكّ َن مِن التّصرّفِ فيه ‪.‬‬ ‫حضِرُ الّلفْ َ‬
‫وقيلَ ‪ِ :‬إنّما يَجُو ُز لَن يستَ ْ‬
‫وقيلَ ‪ِ :‬إنّما يَجو ُز لَن كانَ يفَظُ الَديثَ فنَسِيَ لفظَ ُه ‪ ،‬وبق َي معنا ُه مُ ْرتَسما ف ذِهنِه ‪ ،‬فلهُ َأنْ ير ِويَهُ بالعن‬
‫‪4‬‬
‫حضِرا لَِلفْظِهِ‪) (.‬‬ ‫ستَ ْ‬
‫ف مَن كا َن مُ ْ‬‫لكْ ِم منهُ ؛ بِل ِ‬ ‫ح ِة تصيلِ ا ُ‬ ‫لصَل َ‬
‫ف فيهِ ‪.‬‬‫وجَميعُ ما تق ّد َم يتعلّ ُق بالَوا ِز وعَ َدمِه ‪ ،‬ول شكّ َأنّ الوْل إِيرا ُد الَديثِ بأَلفاظِهِ دُو َن التّصرّ ِ‬
‫قالَ القاضي عِياضٌ‪َ (( :‬يْنَبغِي سَ ّد بابِ الرّاوي ِة بالَ ْعنَى لئلّ يتَسَلّطَ مَن لَ يُحْسِ ُن مّن (( به )) يظنّ أَنّ ُه يُحْسِنُ ؛ كما‬
‫وقَعَ لِكث ٍي مِن الرّواةِ قديا وحَديثا )) ‪ ،‬وا ُ‬
‫ل ا ُلوَفّقُ ‪.‬‬
‫ب ؛ ككتابِ أَب عَُبيْدٍ (( ال‬ ‫ح الغَري ِ‬ ‫فِإنْ َخ ِفيَ ا َلعْنَى بَأنْ كانَ الّلفْظُ مسَتعْ َملً بقّلةٍ احْتيجَ إِل ال ُكُتبِ الصّن َفةِ ف شَ ْر ِ‬
‫)) القاسِمِ ب ِن سل ٍم ‪ ،‬وهو غيُ مرّتبٍ ‪ ،‬وقد رّتبَهُ الشي ُخ مُوفّقُ الدّي ِن ابنُ قُدامَة على الُروفِ ‪.‬‬
‫وأَجْ َم ُع منهُ كتابُ أَب عُبي ٍد الَ َروِيّ ‪ ،‬وقد اعَتنَى ب ِه الافظُ أَبو موسى الَديِنيّ فَن ّقبَ علي ِه وا ْستَدْ َركَ ‪.‬‬
‫يتبين التحريف والتصحيف ‪.‬‬

‫فجر الحد ‪1416 / 6 / 12‬هــ‬


‫‪)(1‬‬
‫ل بد أن يكون المختصر من أهل العلم والبصيرة فالواجب ذكر الحديث تام ًا إل إذا كان اختصاره ل يؤثر ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫لن المقصود هو المعنى فإذا أدى المعنى فقد حصل المطلوب ولهذا يجوز ترجمة معاني اليات والحاديث للعجم‬
‫‪)(3‬‬
‫بلغتهم ليعرفوا معاني اليات والحديث ‪.‬‬
‫والصواب جوازه مطلقاً ولو كان مستحضراً للفظه ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫‪37‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 38 -‬‬

‫ي كتابٌ اسُهُ (( الفائِقُ )) حس ُن التّرتيبِ ‪.‬‬ ‫ولل ّز َمخْشَرِ ّ‬


‫ثّ جَ َم َع الَميعَ اب ُن الثيِ ف (( النّهايةِ )) ‪ ،‬وكتابُهُ أَسهَ ُل ال ُكُتبِ تناوُلً ‪ ،‬مع إِعواز قلي ٍل فيهِ ‪.‬‬
‫ب الُصّن َفةِ ف شَ ْرحِ معان الخْبا ِر وبيانِ‬ ‫ظ مُسَتعْملً بكثرةٍ ‪ ،‬لكنّ ف مَدلُولِهِ دِّقةً ؛ ا ْحتِيجَ إل ال ُكتُ ِ‬ ‫وإِ ْن كانَ الّلفْ ُ‬
‫شكِ ِل منها ‪.‬‬ ‫الُ ْ‬
‫ب وابنِ عب ِد البَ ّر وغيِهم ‪.‬‬ ‫ي والَطّا ّ‬ ‫وقد أَكث َر الئ ّم ُة مِن التّصانيفِ ف ذلك ؛ كالطّحاو ّ‬
‫ّث الَهالةُ بالرّاوِي( ) ‪ ،‬و ِهيَ السّببُ الثّامِنُ ف ال ّطعْ ِن ‪ ،‬و َسَببُها َأمْرانِ ‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫ب ‪ ،‬فيشَتهِ ُر بشي ٍء مِنها ‪،‬‬ ‫ص َفةٍ أَو ِحرْفةٍ أَو نَسَ ٍ‬ ‫أَحَ ُدهُما ‪َ :‬أنّ الرّاوِيَ َق ْد تَ ْكثُ ُر نُعوتُهُ مِن اسمٍ أَو ُكنَْيةٍ أَو َلقَبٍ أَو ِ‬
‫حصُ ُل الهْلُ بالِهِ ‪.‬‬ ‫فيُذْ َك ُر ِبغَيْ ِر مَا ا ْشُتهِ َر بِهِ ِل َغ َرضٍ مِن الغْراضِ ‪ ،‬فيُظنّ َأنّه آخرُ ‪ ،‬فيَ ْ‬
‫ب ‪ ،‬وسبَقَ ُه [ إِليه ] عب ُد الغنّ‬ ‫وصّنفُوا فِيهِ ؛ أي ‪ :‬ف هذا النّوعِ ا ُلوْضِ َح لوها ِم المْ ِع والتّفريقِ ؛ أَجا َد في ِه الَطي ُ‬
‫‪2‬‬
‫ث الصّورِيّ ‪) (.‬‬ ‫ي وهو الَ ْزدِيّ (( أيضا )) ّ‬ ‫[ ب ُن سعيدٍ ا ِلصْر ّ‬
‫سبَهُ بعضُهم إِل َج ّدهِ ‪ ،‬فقالَ ‪ :‬ممّدُ ب ُن بِشرٍ ‪ ،‬وسّاهُ بعضُهم‬ ‫ومِن أَمثلتِهِ ممّدُ بنُ السّائِبِ ب ِن بِشْ ٍر الكَ ْلبِيّ ( )؛ نَ َ‬
‫‪3‬‬

‫ضهُم أَبا النّصرِ‪ ،‬وبعضُهُم أَبا سعيدٍ ‪ ،‬وبعضُهم أَبا هِشامٍ ‪ ،‬فصا َر يُظَنّ َأنّهُ جاعةٌ ‪،‬‬ ‫حّادَ بنَ السّائبِ ‪ ،‬وكَنا ُه بع ُ‬
‫ف شيئا مِن ذلك ‪.‬‬ ‫ف حقيقةَ الم ِر فيهِ ل يعرِ ُ‬ ‫وهو وا ِحدٌ ‪ ،‬ومَن ل يعرِ ُ‬
‫ل مِن الديثِ ‪ ،‬فل َيكْثُرُ الَ ْخ ُذ عَنْهُ ‪:‬‬ ‫وَالم ُر الثّان ‪ :‬أَنّ الرّاويَ قد يكو ُن ُمقِ ً‬
‫صنّفوا فِي ِه الوُحْدانَ – وهو [ مَن ] ل يَ ْر ِو عنهُ إِ ّل واحِ ٌد ‪ ،‬ولو سُ ّميَ – فمِمّن جَ َمعَ ُه مُسلمٌ ‪ ،‬والسنُ بنُ‬ ‫وَقد َ‬
‫سُفيا َن ‪ ،‬وغيُها ‪.‬‬
‫َأوْ َل يُسمّى الرّاوِي اختِصَارا مِن الرّاوي عنهُ ؛ كقولِه ‪ :‬أَ ْخبَرَن فلنٌ ‪ ،‬أَو شيخٌ ‪ ،‬أَو رجلٌ ‪ ،‬أَو بعضُهم ‪ ،‬أَو ابنُ‬
‫فلنٍ ‪.‬‬
‫ويُستَدَلّ على معرَف ِة اس ِم الُْبهَ ِم بوُرودِه مِن طريقٍ أُخرى [ مس ّمىً [ فيها ]‬

‫فجر الحد ‪ 1416 / 6 / 19‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫الجهالة لها أسباب منها أن يذكر الراوي بغير ما اشتهر به فيكون مجهولً فيدرس وينظر فيه حتى يتضح أمره‬
‫‪)(2‬‬
‫وصنفوا فيه الموضح بالتخفيف وقد يسمى الموضح ولكن الموضح بالتخفيف من أوضح يوضح فصنفوا فيه الكتب‬
‫ل فيقل الخذ عنه وصنفوا فيه الوحدان كما صنف مسلم في‬
‫الموضحة للرواة وألقابهم وصفاتهم ‪ ،‬وقد يكون الراوي مق ً‬
‫ذلك يعنى الرواة الذين لم يرو عنهم إل واحد فإن سمي وانفرد را ٍو عنه فهذا يقال له مجهول العين إل أن يوثق فإن روى‬
‫عنه اثنان ولم يوثق فمجهول الحال ويقال له المستور ‪.‬‬
‫وهو ضعيف ل يحتج ولكن كثرت نعوته وصفاته فاشتبه ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫‪38‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 39 -‬‬

‫وَصنّفوا فيهِ ا ُلْبهَمات ‪.‬‬


‫ف عَْينُهُ ‪ ،‬فكيفَ [‬ ‫لبَ ِر عداَلةُ راويهِ ‪ ،‬ومَن ُأبْهِمَ اسُه ل ُتعْ َر ُ‬ ‫ث الُْبهَمُ ما ل يُسَمّ ؛ لنّ شرطَ قَبو ِل ا َ‬ ‫ول ُي ْقبَلُ حدي ُ‬
‫‪1‬‬
‫ف ] عداَلتُهُ ؟! ( )‬ ‫ُتعْرَ ُ‬
‫ظ التّعْديلِ ؛ كَأنْ يقولَ الرّاوي عنهُ ‪ :‬أَ ْخبَرَن الّثقُة ؛ لنّهُ قد يكونُ ثقةً‬ ‫وكذا ل ُي ْقبَلُ َخبَرُه ‪ [ ،‬و ] لو ُأْبهِ َم بَِلفْ ِ‬
‫عندَه مروحا عن َد غيِه ‪ ،‬وهذا عَلى الصَحّ ف السأَلةِ ‪) (.‬‬
‫‪2‬‬

‫ولذه النّكتةِ ل [ ُي ْقبَلِ ] الُرسلُ ‪ ،‬ولو أَرسَلَهُ العدلُ جازِما( )‬


‫‪3‬‬

‫ف الصْلِ ‪) (.‬‬
‫‪4‬‬
‫وقيلَ ‪ُ :‬ي ْقبَلُ تسّكا بالظّاهِرِ ‪ ،‬إِذ الَ ْرحُ على خِل ِ‬
‫‪5‬‬
‫ق مَن يوافِقُهُ ف مَ ْذهَبِهِ ‪) (.‬‬
‫وقيلَ ‪ :‬إِ ْن كانَ القائ ُل عالِما أَجْزأَ ذلك ف ح ّ‬
‫ل الُوفّقُ ‪.‬‬‫س مِن مبا ِحثِ (( عُلومِ )) الَديثِ ‪ ،‬وا ُ‬ ‫وهذا لي َ‬
‫فإن سُ ّميَ الرّاوي واْنفَرَ َد را ٍو واحِدٌ بالرّوايةِ َعنْهُ ؛ فـهو مَجْهو ُل العَيْنِ( ) ؛ كا ُلبْهَ ِم ‪ [ ،‬فل ُي ْقبَلُ حديثُهُ ] إِلّ َأنْ‬
‫‪6‬‬

‫))‬ ‫((‬
‫ن ينفَ ِر ُد عنهُ على الصحّ ‪ ،‬وكذا مَن َينْفَ ِر ُد عنهُ على الصح إِذا كانَ ُمَتأَ ّهلً لذلك ‪) (.‬‬
‫‪7‬‬
‫ُي َوّثقَهُ غ ُي مَ ْ‬
‫فالمبهم ل تقبل روايته ول يحتج به لنه ل تعرف عينه فكيف تعرف عدالته والحديث ضعيف من هذا الطريق حتى‬
‫‪)(1‬‬
‫يسمى ويعرف أنه ثقة ‪.‬‬
‫ل يقبل المبهم ولو عدّل لنه قد يكون ثقة عند من عدله مجروحاً عند غيره فإذا قال أخبرني الثقة أو من ل أتهم ل‬
‫‪)(2‬‬
‫يكون الحديث صحيحاً لنه قد يكون عنده ثقة وعند غيره مجروحاً ‪.‬‬
‫يعني لهذه العلة لم يقبل المرسل لن المرسل قد يكون أرسل عن تابعي آخر فإذا قال مجاهد قال رسول ال أو قال سعيد‬
‫‪)(3‬‬
‫بن جبير قال رسول ال أو قال أو صالح السمان قال رسول ال فل يقبل لن التابعي هذا قد يكون نقله عن تابعي آخر‬
‫وليس عن صحابي فالعلة موجودة فل المراسيل ضعيفة حتى يصرح المرسل عمن روى عنه روى عن صحابي أو روى‬
‫عن ثقة عن صحابي ‪.‬‬
‫والصواب أنه ل يقبل حتى يبين لن الواجب الحتياط للدين والحذر من التساهل في أمر الدين فل يجب على الناس‬
‫‪)(4‬‬
‫شيء ول يستحب لهم شيء ول يحرم عليهم شيء إل بالدليل لن ال عز وجل يقول ( فإن تنازعتم في شيء فرده إلى ال‬
‫والرسول ‪ )..‬ويقول ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى ال ) ول نعرف إن من حكم ال ول من الرسول إل من طريق‬
‫الثقات ‪.‬‬
‫وقيل أنه حجة في حق من يقلد ذلك المام فإذا قال أحمد حدثني الثقة احتج به الحنابلة والصواب أنه ل يعتبر ول يحتج‬
‫‪)(5‬‬
‫به ل عند أصحابه ول عند غيرهم ‪.‬‬

‫فجر الحد ‪ 1416 / 6 / 26‬هـ‬


‫‪)(6‬‬
‫وهذا هو الصواب فإنه إذا سمي الراوي وانفرد واحد عنه يسمى مجهول العين فل بد من اثنين فإذا روى أحمد أو‬
‫‪)(7‬‬
‫‪39‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 40 -‬‬

‫َأوْ ِإنْ روى [ عن ُه ] اثنانِ فصاعِدا ول ُي َوثّقْ؛ فـ [ هو ] مَجْهولُ الالِ‪ ،‬وهُو الَسْتورُ‪ ،‬وقد قَبلَ روايتَهُ جاع ٌة بغيِ‬
‫قيدٍ‪ ،‬وردّها الُمهورُ‬
‫والتّحقيقُ َأ ّن روايةَ الستو ِر ون ِوهِ مّا في ِه الحتِما ُل ل يُطَلقُ [ القو ُل بردّها ول ِبقَبولِها ‪ ،‬بل (( يقال )) هي موقوفةٌ‬
‫‪1‬‬
‫ستِباَنةِ حالِه كما جَ َز َم بهِ إِما ُم الَرميِ ‪) ( .‬‬ ‫إِل ا ْ‬
‫ح غيِ ُمفَسّرٍ ‪.‬‬ ‫ونوُهُ قو ُل اب ِن الصّلحِ فيمَن جُ ِرحَ بَ ْر ٍ‬
‫ب التّاس ُع مِن أَسبابِ الطّعنِ ف الرّاوي ‪ ،‬وهي ِإمّا َأ ْن تَكونَ ُب َكفّرٍ ؛ كأَ ْن يعتَقِدَ ما‬ ‫ثّ البِ ْد َعةُ( ) ‪ ،‬وهي السّب ُ‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫كفْ َر ‪ ،‬أو بِ ُمفَسّقٍ ‪) (:‬‬‫يستَلْ ِز ُم ال ُ‬
‫فالوّلُ ‪ :‬ل َيقْبَلُ صا ِحبَها الُمهورُ ‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫ل]()‬ ‫وقيلَ ‪ُ :‬يقْبَ ُل مُطلقا ‪ ،‬وقيلَ ‪ِ :‬إ ْن كانَ ل يعتَقِدُ حِ ّل الكَذِبِ لنُص َرةِ مقاَلتِه [ ُقبِ َ‬
‫والتحقيق ‪ :‬أنه ل يُ َردّ كُ ّل مُكفّرٍ ببد َعتِه ؛ َلنّ ك ّل طائفةٍ تدّعي أَنّ مالِفيها مبتَدِعةٌ ‪ ،‬وقد تُبالِ ُغ فتُكفّرُ مالِفها ‪،‬‬
‫فلو أُخِذَ ذلك على الِطلقِ ؛ ل ْستَلْ َز َم تكفيَ جيعِ الطّوائفِ ‪ ،‬فا ُلعْتَ َمدُ أَ ّن الّذي تُ َر ّد روايتُ ُه مَنْ َأنْكَرَ أَمرا مُتواتِرا‬
‫‪5‬‬
‫ن بالضّرورةِ ‪ ،‬وكذا مَن اعتق َد عكسَهُ ‪) (.‬‬ ‫مِن [ الشّرعِ ] ‪ ،‬معلوما مِن الدّي ِ‬
‫وكيع عن شخص ولم يروي عنه غيره يسمى مجهول العين إل إن وثقه من روى عنه وهو أهل لذلك كأن يروي عنه أحمد‬
‫ويوثقه أو يروي عنه وكيع ويوثقه أو يوثقه غير من روى عنه زالت عنه الجهالة ‪.‬‬
‫وهذا هو الصواب أن المستور يكون موقوف إذا جاء له شواهد فهو من باب الحسن لغيره وإذا لم يأت له شواهد فهو‬
‫‪)(1‬‬
‫من باب الضعيف إل إذا وثقه من يعتمد زالت عنه جهالة الحال وهذا كثير في كتب الرجال التهذيب والتقريب ‪.‬‬

‫فجر الحد ‪ 1416 / 7 / 4‬هـ‬


‫‪)(2‬‬
‫هذا الطعن التاسع ‪ :‬البدعة ‪ ،‬والبدعة تختلف فقد تكون مكفرة وقد تكون مفسقة فإذا كانت بدعته مكفرة لم يقبل‬
‫‪)(3‬‬
‫كالجهمية والمعتزلة ل تقبل روايته ول كرامة عند جمهور أهل العلم أما المفسقة كبدعة الرجاء وتأويل بعض الصفات‬
‫فهذا تقبل فيما ل يكون مقوياً لبدعته إذا روى وهو معروف بالصدق والمانة تقبل روايته إل في الشيء الذي يقوي بدعته‬
‫فل ‪.‬‬
‫الصوا أنه ل يقبل مطلق ًا ول كرامة لن في قبوله ترويجاً لبدعته وقد يغتر به الناس فيقبلون منه ما ابتدعه ولو كان ل‬
‫‪)(4‬‬
‫يستحل الكذب كالخوارج ‪.‬‬
‫@ سئل الشيخ عن عمران بن حطان ؟ فقال ‪ :‬هذا ليس من الدعاة وهم أهل صدق ‪.‬‬
‫المقصود من هذا أن يكون المكفر قام عليه الدليل ليس بمجرد التعصب والتقليد بل قام الدليل على كفره بأن يكون أتى‬
‫‪)(5‬‬
‫شيئ ًا يوجب تكفيره بالدلة الشرعية أما كونه يكفر لهواه أو لمخالفة نحلته فل المهم أن تكون البدعة المكفرة من جهة‬
‫الدليل ‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 41 -‬‬

‫))‬
‫‪) 1(.‬‬ ‫ضبْطُهُ لِما يَروي ِه مَ َع وَ َرعِ ِه وَتقْواهُ ؛ فل مانِ َع مِن قَبولِهِ (( أصلً‬
‫ص َفةِ ‪ ،‬واْنضَمّ إِل ذلك َ‬ ‫فَأمّا مَن ل يَكُ ْن بذ ِه ال ّ‬
‫والثان ‪ :‬وهو مَن ل َت ْقتَضي بد َعتُهُ التّكفيَ أَصلً ‪ [ ،‬و ] قد اختُلِفَ أَيضا ف قَبولِهِ ورَ ّدهِ ‪:‬‬
‫فقيلَ ‪ :‬يُرَ ّد مُطلَقا – وهُو بَعيدٌ – ‪.‬‬
‫وأَكث ُر مَا عُلّ َل بهِ َأنّ ف الرّواي ِة عنهُ تَرْويا لم ِر ِه وَتنْويها بذِ ْك ِرهِ ‪.‬‬
‫ع شيءٌ يُشارِكُه في ِه غيُ مُبتدعٍ ‪) (.‬‬
‫‪2‬‬
‫وعلى هذا ؛ فَينْبَغي َأ ْن ل يُرْوى ع ْن ُمبْتَد ٍ‬
‫وقيلَ ‪ُ :‬ي ْقبَلُ مُطْلقا إِلّ إِن اعَْتقَدَ حِلّ الكَذِبِ ؛ كما تق ّدمَ ‪) (.‬‬
‫‪3‬‬

‫ي بِد َعتِه قد يَحْ ِملُهُ على تَحريفِ الرّواياتِ وتَسويَتِها على ما‬ ‫وقيلَ ‪ُ :‬يقْبَ ُل مَنْ لَ ْم َيكُنْ داعِيةً إِل بِدعَتِهِ ؛ لنّ تزي َ‬
‫يقتَضيهِ مذ َهبُه ‪ ،‬وهذا ف الصَحّ ‪.‬‬
‫ب ابنُ ِحبّانَ ‪ ،‬فادّعى التّفاقَ على قَبو ِل غيِ الدّاعي ِة مِن غ ِي تفصيلِ ‪.‬‬ ‫وأَغْرَ َ‬
‫َنعَمْ ؛ الكثرُ على قَبو ِل غيِ الدّاعيةِ ؛ إِ ّل إنْ رَوى ما ُيقَوّي بِ ْد َعتَهُ ‪ ،‬فُيرَ ّد على الذ َهبِ الُخْتارِ ( )‪ ،‬وبهِ صرّحَ‬
‫‪4‬‬

‫ب الُوْزَجانِ ّي شيخُ أَب داو َد ‪ ،‬والنّساِئيّ ف كتابِه (( معرفة الرّجال )) ‪ ،‬فقالَ ف‬ ‫الافِظُ أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ ب ُن يعقو َ‬
‫جةِ ‪ ،‬فليسَ فيهِ حيلةٌ ؛ إِلّ َأ ْن يُؤخَذَ مِن‬ ‫سّنةِ – صادقُ اللّه َ‬ ‫وَصْفِ الرّواةِ ‪ (( :‬ومِنهُم زائغٌ عن الَقّ – أَيْ ‪ :‬عنِ ال ّ‬
‫حديثِه (( غي )) ما ل يكو ُن ُمنْكرا إِذا ل يُ َق ّو [ بهِ] ب ْد َعتَهُ )) اهـ‬
‫ي يُوافِ ُق مذ َهبَ ا ُلبْتَدِع ‪ ،‬ولو‬ ‫وما قالَه متّجِهٌ ؛ ل ّن العّلةَ الت لا رُدّ حديثُ الدّاعي ِة وارِدةٌ فيما إِذا كانَ ظاهِرُ الرو ّ‬
‫ل يكنْ داعيةً ‪ ،‬والُ أَعلمُ ‪.‬‬
‫ب العاشِ ُر مِن أَسبابِ الطّعنِ ‪ ،‬والُرا ُد بهِ ‪ :‬مَن ل يُرَجّحْ جاِنبُ إِصابتِه على جاِنبِ‬ ‫لفْظِ( ) وهو السّب ُ‬
‫‪5‬‬
‫ثّ سو ُء ا ِ‬
‫‪6‬‬
‫خَطَئ ِه وهو على قسميِ ‪) (:‬‬

‫يعني إذا لم تكن بدعته مكفرة وعرف بالصدق والعدالة فل بأس لنه يتأول ويرى أنه مصيب ومجتهد ‪.‬‬
‫‪)(1‬‬
‫وهذا ل شك فيه فإذا كان المبتدع يشاركه غيره فينبغي الرواية عن غيره من أهل السنة ويترك المبتدع حتى ولو كان‬
‫‪)(2‬‬
‫غير داعية هجراً له وتحذيراً له من هذه البدعة ‪.‬‬
‫وهذا ضعيف ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫وهذا هو الصواب أنه إذا روى ما ل يقوي بدعته وكان معروفاً بالصدق والستقامة فل بأس ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫فجر الحد ‪ 1416 / 7 / 11‬هـ‬
‫‪)(5‬‬
‫وهذا السبب العاشر للطعن في الحديث وهو سوء الحفظ فتارة يكون لزم ًا وتارة يكون طارئاً فاللزم يسمى شاذاً‬
‫‪)(6‬‬
‫ويسمى ضعيف ًا إذا سوء الحفظ لزم له من أصله هو سيء الحفظ ‪ .‬وإما يكون طارئاً وهو الذي صاحبه يطرأ عليه سوء‬
‫الحفظ إما لمرض أو احتراق كتبه كابن لهيعة أو لتوليه القضاء كشريك القاضي أو أشباه ذلك فسوء الحفظ قد يطرأ على‬
‫‪41‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 42 -‬‬

‫ِإنْ كانَ لزِما للرّاوي ف جَميعِ حالتِه ‪ ،‬فـهُو الشاذّ ؛ على َرأْيِ [ بعضِ أَهلِ الَديثِ ‪.‬‬
‫َأوْ (( إن )) كانَ سو ُء الفظِ ] طارِئا على الرّاوي ِإمّا ل ِكبَ ِرهِ أَو لذَهابِ بصرِه ‪َ ،‬أوْ لحتِراقِ ُكُتبِه ‪ ،‬أَو عدمِها ؛ بأَنْ‬
‫ختَلِطُ ‪.‬‬‫كا َن يعْتَمِدُها ‪ ،‬فرَجَعَ إِل حفظِهِ ‪ ،‬فساءَ ‪ ،‬فـهذا هو الُ ْ‬
‫‪1‬‬
‫ف فيهِ ‪) ( ،‬‬‫ث بهِ قب َل الختلطِ إِذا تَميّزَ ُقبِلَ ‪ ،‬وإِذا ل َيتَ َميّ ْز ُتوُقّ َ‬
‫والُكْ ُم فيهِ َأنّ ما حَدّ َ‬
‫وكذا مَن اشَتبَ َه الم ُر فيهِ ( )‪ ،‬وِإنّما يُعْ َرفُ ذلك با ْعتِبارِ الخِذي َن عنهُ ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫((‬
‫ط الّذي ل يتَ َميّ ْز و‬ ‫ظ بِ ُم ْعَتبَرٍ ؛ (( أي )) كَأنْ يكو َن فوقَهُ أَو مِثْلَه ل دُونَه( ) ‪ ،‬وكَذا الُ ْ‬
‫ختَلِ ُ‬ ‫‪3‬‬
‫سيّءُ الِفْ ِ‬ ‫ومَت تُوبِعَ ال ّ‬
‫ف منهُ صارَ حديُثهُم حَسنا ( )؛ ل لذاتِهِ ‪ ،‬بل‬
‫‪4‬‬
‫كذا )) الَسْتو ُر والِسنا ُد الُ ْرسَلُ وكذا الُدَّلسُ إِذا ل ُيعْرَفِ الحذو ُ‬
‫))‬
‫صفُهُ بذلك بـاعتبارِ الَجْموعِ من التابِعِ والتَابَعِ ؛ لنّ [ معَ ] كلّ واح ٍد منهُم ا ْحتِمالَ كو ِن روايتِه (( معه‬ ‫وَ ْ‬
‫صوابا أَو غ َي صوابٍ على ح ّد سواءٍ ‪.‬‬
‫ي الَذكو َريْنِ ‪ ،‬ودلّ ذلك على‬ ‫ي مِن ال ْحتِمال ِ‬ ‫ت مِنَ ا ُل ْعتَبَري َن رواي ٌة مُوافِقةٌ لح ِدهِم ؛ ُرجّحَ أَح ُد الانِب ِ‬
‫فإِذا جاءَ ْ‬
‫َأنّ الَديثَ مَحْفوظٌ ‪ ،‬فا ْرتَقى مِن درَ َج ِة التوقّفِ إِل َدرَ َج ِة القَبولِ ‪ [ ،‬والُ أَعل ُم ]‬
‫ف بعضُهم عنْ إِطلقِ اس ِم الَسَنِ‬ ‫ومعَ ا ْرتِقائِهِ إِل دَرَ َج ِة القَبولِ ؛ فهُو ُمنْحَطّ عنْ ُرْتَب ِة الَسَنِ لذاتِه ‪ ،‬و ُربّما توقّ َ‬
‫عليهِ ‪ .‬وقد اْنقَضى ما يتعلّ ُق با َلتْنِ [ مِن حيثُ ] القَبولُ والرّدّ ‪.‬‬

‫النسان إما لمرض أو لكبر سن أو لسوء توليه القضاء أو لمصيبة أصابته كموت ولده أو زوجته أو احتراق كتبه ويسمى‬
‫المختلط اختلط إذا ساء حفظه سوءاً كثيرًا وإذا لم يكن كثيراً يقال ساء حفظه فقط ‪.‬‬
‫فهذا المختلط الحكم فيه أنه إذا تميز قبل منه ما كان قبل الختلط ورد ما بعد الختلط مثل عطاء بن السائب جماعة‬
‫‪)(1‬‬
‫ضبطوا حديثه قبل الختلط فقبل مثل حماد بن زيد وشعبة وسفيان وجماعة ضبطوا حديثه قبل الختلط فصارت روايتهم‬
‫عنه مقبولة ‪ ،‬وجماعة آخرون رووا عنه بعد الختلط أو رووا عنه قبل الختلط وبعد الختلط ولم يتميز حديثه الذي قبل‬
‫الختلط عندهم فإن روايتهم عنه ضعيفة لنهم رووا عنه بعد الختلط أو رووا عنه قبل وبعد الختلط ولم يتميز هذا عن‬
‫هذا فل تقبل روايتهم ‪.‬‬
‫@ سئل الشيخ عن ابن لهيعة روايته بعد الختلط ترد مطلقاً ؟ أحاديثه لم تتميز ولهذا حكموا بضعفها إل رواية العبادلة‬
‫عنه كعبد ال بن المبارك وعبد ال بن وهب وعبد ال بن يزيد أحسن من غيرها وإل فكلها ضعيفة لن أحاديثه لم تتميز ‪،‬‬
‫فرواية العبادلة أحسن من غيرها ومع هذا فهي ضعيفة يعني يستشهد بها من باب الستشهاد ‪.‬‬
‫من اشتبه المر فيه يكون حديثه ضعيفاً ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫إذا توبع بمعتبر مثله أو أحسن منه صار حديثه حسناً فإذا روى ابن لهيعة حديثاً وروى شريك القاضي أو غيره حديثاً‬
‫‪)(3‬‬
‫مثله أو أحسن منه يكون من باب الحسن إذا كان المتابع مثله أو أحسن منه ‪.‬‬
‫فيكون حديثهم من باب الحسن لغيره ل لذاته ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫‪42‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 43 -‬‬

‫‪)2( )1(.‬‬ ‫ّث الِسْنا ُد وهُو الطّري ُق الُوصَِلةُ إِل التِ‬


‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ ‪،‬‬ ‫وا َلتْ ُن ‪ :‬هُو غاَي ُة ما يَْنتَهي إِليه الِسنا ُد مِن [ الكلمِ ] ‪ ،‬وهُو ِإمّا َأ ْن يَْنَت ِهيَ إِل الّنبِيّ صلّى ا ُ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ ‪َ ،‬أوْ مِن ِف ْعلِهِ ‪،‬‬ ‫ويقتَضي لفظُهُ – ِإمّا َتصْريا َأوْ ُحكْما – أَ ّن الَنقْولَ بذلك الِسنا ِد مِن قولِهِ صلّى ا ُ‬
‫‪3‬‬
‫أو مِن تَقري ِرهِ ‪) (.‬‬
‫ل عليهِ وسلّ َم يقولُ ‪ :‬كذا ‪ ،‬أَو ‪ :‬ح ّدثَنا‬ ‫مثا ُل الَرفوعِ مِن القو ِل تَصريا ‪ :‬أَن يقو َل الصّحابّ ‪ :‬سعتُ النبّ صلّى ا ُ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ بكَذا ‪ ،‬أَو يقو ُل هو أَو غيُه ‪ :‬قالَ رسولُ الِ صلّى الُ عليهِ وسلّمَ كذا ‪ ،‬أَو ‪ :‬عنْ‬ ‫رسولُ الِ صلّى ا ُ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ َأنّه قالَ كذا ‪ ،‬أو نوَ ذلك ‪.‬‬ ‫رسولِ الِ صلّى ا ُ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ فعَلَ كذا ‪ ،‬أَو يقولَ‬ ‫ع مِن الفِعْ ِل تَصريا ‪ :‬أَن يقو َل الصّحابّ ‪ :‬رَأْيتُ رسولَ الِ صلّى ا ُ‬ ‫ومِثا ُل الَرفو ِ‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّ َم يفعَلّ كذا ‪.‬‬ ‫هُو أَو غيُه ‪ :‬كانَ رسولُ الِ صلّى ا ُ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ كذا ‪ ،‬أَو يقولَ هو‬ ‫ع مِن التّقري ِر تَصريا ‪َ :‬أ ْن يقو َل الصّحابّ ‪ :‬فعَ ْلتُ بض َرةِ النبّ صلّى ا ُ‬ ‫ومِثا ُل الَرفو ِ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ كذا ‪ ،‬ول يذكُرُ إِنكا َرهُ لذلك ‪.‬‬ ‫أَو غيُه ‪ :‬فعَلَ فُلنٌ َبضْ َر ِة النبّ صلّى ا ُ‬
‫ومثا ُل الرفوعِ مِن القولِ ُحكْما ل َتصْريا ‪َ) ( :‬أنْ يقو َل الصّحابّ – الّذي ل يأْخُ ْذ عَ ِن الِسرائيليّاتِ – ما ل مالَ‬
‫‪4‬‬

‫لل ْجتِها ِد فيهِ ‪ ،‬ول [ لهُ ] تعلّ ٌق ببيانِ لُغةٍ أَو شرحِ غريبٍ ؛ كالِخْبارِ ع ِن المورِ الاضيةِ مِن بدْءِ الَ ْل ِق وأَخْبارِ‬
‫النبياءِ (( عليهم الصلة والسلم )) أَو التيةِ كاللح ِم وال ِفتَنِ وأَحوا ِل يومِ القيامةِ ‪.‬‬
‫ب مَخْصوصٌ ‪.‬‬ ‫ب مَخْصوصٌ أَو عِقا ٌ‬ ‫وكذا الِخْبارُ عمّا ْيصُ ُل ب ِفعْلِ ِه ثوا ٌ‬
‫خبِرا لهُ ‪ ،‬و [ ما ] ل مَجالَ للجتِها ِد في ِه يَقتَضي مُوقِفا‬ ‫وِإنّما كانَ لهُ ُحكْمُ الَرفوعِ ؛ لنّ إِخبا َرهُ بذلك يقتَضي مُ ْ‬
‫خِب ُر عَن الكُتبِ القديةِ ‪،‬‬ ‫ل عليهِ [ وآل ِه ]وسلّمَ ‪ ،‬أَو بعضُ مَن يُ ْ‬ ‫للقائلِ بهِ ‪ ،‬ول مُوقِفَ للصّحاَبةِ إِ ّل النبّ صلّى ا ُ‬

‫فجر الحد ‪ 1416 / 7 / 18‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫بداية الشريط الرابع‬
‫‪)(2‬‬
‫هذه أنواع ما ينقل عن النبي صلى ال عليه وسلم مثال القول ( إنما العمال بالنيات ) والفعل مثل قول الصحابي رأيت‬
‫‪)(3‬‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم يصلي كذا ويسوي الصفوف ويأكل بيمينه ‪ ،‬والتقرير مثل ‪ :‬فعلت كذا والنبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ينظر فهذا من التقرير إذا حكى أنه فعله والنبي صلى ال عليه وسلم شاهده ولم ينكره ‪.‬‬
‫فجر الحد ‪ 1416 / 7 / 25‬هـ ( ‪1416 / 10 / 14‬هـ )‬
‫‪)(4‬‬
‫‪43‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 44 -‬‬

‫ل عليهِ‬
‫فلهذا وقعَ ال ْحتِرازُ عنِ القس ِم الثّان ‪ ،‬وإِذا كانَ كذلك ؛ فلهُ ُحكْمُ ما لو قالَ ‪ :‬قالَ رسولُ الِ صلّى ا ُ‬
‫‪1‬‬
‫سعَ ُه منهُ أَو عنهُ بواسِطةٍ ‪) (.‬‬‫[ وآلهِ ] وسلّمَ ؛ فهُو مَرْفوعٌ ؛ سوا ٌء كانَ مّا ِ‬
‫ومِثا ُل الَرفوعِ مِن ال ِفعْلِ حُكما ‪َ :‬أنْ يفعَ َل الصّحابّ ما ل مَجالَ لل ْجتِها ِد في ِه فيُنَزّلُ على َأنّ ذلك عندَه عنِ النبّ‬
‫‪2‬‬
‫ل عليهِ وسلّمَ كما قالَ الشافعيّ ف صل ِة عليّ ف الكُسوفِ ف كُلّ ركعةٍ أَكث َر مِن رُكو َعيْنِ ‪) (.‬‬ ‫صلّى ا ُ‬
‫ومثا ُل الَرفوعِ مِن التّقريرِ ُحكْما ‪َ :‬أ ْن يُخبِ َر الصّحابّ َأّنهُم كانُوا ي ْفعَلونَ ف زمانِ النبّ صلّى الُ عليهِ وسلّمَ كذا ؛‬
‫ل عليهِ وسلّمَ على ذلك لتوفّرِ دَواعِيهِم على‬ ‫فِإنّ ُه يكونُ لهُ حُكمُ الرّف ِع مِن جهةِ أَنّ الظّاهِرَ (( هو )) اطّلعُهُ صلّى ا ُ‬
‫سُؤالِهِ عن أُمورِ دِينِهم ‪ ،‬ولنّ ذلك الزّمانَ زما ُن [ نُزو ِل ] الوَ ْحيِ فل يق ُع مِن الصّحابةِ ِفعْ ُل شي ٍء ويستمرّونَ عليهِ‬
‫إِلّ وهُو غيُ منوعِ الفعلِ ‪.‬‬
‫وق ِد استدلّ جابِ ٌر وأَبو سعي ٍد [ الُدريّ ]– رضي ال عنهما – على جوا ِز العَزْ ِل بَأّنهُم كانوا يفعَلونَه والقرآ ُن ينِلُ‬
‫‪ ،‬ولو كا َن مّا ُيْنهَى عنهُ لنَهى [ عنهُ ] القُرآنُ ‪.‬‬
‫ل عليهِ وسلّمَ ؛‬ ‫ح ُق بقَول ‪ُ (( :‬حكْما )) ؛ ما ور َد بصيغ ِة الكنايةِ ف موض ِع الصّيَ ِغ الصّري ِة بالنّسبةِ إِليه صلّى ا ُ‬ ‫ويلتَ ِ‬
‫‪3‬‬
‫ن الصّحابّ ‪ :‬يرف ُع الَديثَ ‪ ،‬أو ‪ :‬يرويهِ ‪ ،‬أو ‪َ :‬ينْميهِ ‪ ،‬أَو ‪ :‬روايةً ‪ ،‬أَو ‪ :‬يبُل ُغ بهِ ‪ ،‬أَو ‪ :‬رواهُ ( )‬ ‫كقولِ التّابعيّ ع ِ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ ؛ كقو ِل ابنِ سيينَ عنْ أَب‬ ‫وقد َي ْقَتصِرونَ على القولِ معَ حَذْفِ القائ ِل ‪ ،‬ويُريدونَ بهِ النبّ صلّى ا ُ‬
‫هُريرةَ [قالَ ‪ :‬قالَ( ) ‪ (( :‬تُقاتِلونَ َقوْما )) الديث ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫إذا قال الصحابي شيئ ًا ل يقال بالرأي وليس ممن ينقل عن بني اسرائيل فيكون له حكم الرفع مثل قول ابن عباس‬
‫‪)(1‬‬
‫( أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت ) ‪.‬‬
‫وهذا مثل ما يروى عن ابن عباس أنه يصلى للزلزلة مثل ما يصلى للكسوف فحمله بعضهم أنه في حكم المرفوع‬
‫‪)(2‬‬
‫وأنه ل مجال للجتهاد فيه لنه عبادة فدل على أنه يصلى للزلزلة هكذا قال بعض أهل العلم فحمل ذلك على الرفع لنه فعل‬
‫ل يحتمل الجتهاد والعبادات ليست محل اجتهاد وقال آخرون محتمل أنه اجتهاد منه رضي ال عنه وأنه قاس الزلزلة على‬
‫الكسوف لن الرسول صلى ال عليه وسلم قال في الكسوف ( يخوف ال بها عباده فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا ) قال‬
‫بعضهم فلعل ابن عباس وما يروى عن علي كذلك إنما هو للعلة ‪.‬‬
‫معناه الشارة إلى أنه مرفوع وهذا يعرف من التتبع للروايات عن الصحابة واصطلحهم فأخذها أصحاب المصطلح‬
‫‪)(3‬‬
‫ونبوه عليها ‪.‬‬
‫يعني هذا إشارة قال قال أي رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪)(4‬‬
‫@ السئلة ‪ :‬ما زاد على الركوعين في الكسوف هل هو صحيح ؟ بعض أهل العلم أن الكسوف جاء على أنواع ركوعين‬
‫وثلث ركوعات وأربع وخمس ‪ ،‬وقال آخرون الصواب ركوعان فقط في كل ركعة كما جاء في الصحيحين عن ابن عباس‬
‫وعائشة ‪ ،‬وقالوا ما زاد على هذا فهو وهم من بعض الرواة وليس بصحيح وهذا رأي البخاري وجماعة لن الواقعة‬
‫‪44‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 45 -‬‬

‫وف كلمِ الَطيبِ َأنّه اصْطِلحٌ خاصّ بأَهلِ البَص َرةِ ‪.‬‬
‫حتَمِلةِ ‪ :‬قو ُل الصّحابّ ‪ :‬مِِن السّّنةِ كذا ( )‪ ،‬فالكثرُعلى َأنّ ذلك مرفوعٌ ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫صيَ ِغ الُ ْ‬
‫ومِن ال ّ‬
‫سّنةِ‬
‫ضفْها إِل صا ِحبِها ك ُ‬ ‫ونق َل ابنُ عب ِد البّ في ِه التّفاقَ ؛ قالَ ‪ :‬وإِذا قالَها غ ُي الصّحابّ ؛ فكذلك ‪ ،‬ما ل ُي ِ‬
‫العُمَرينِ‪.‬‬
‫وف َنقْلِ التّفاقِ نَ َظرٌ ‪ ،‬فعَنِ الشّافعيّ ف أَصلِ السأَلةِ قولنِ ‪.‬‬
‫ي مِن النفّي ِة ‪ ،‬وابنُ حزمٍ مِن أَهلِ‬ ‫ف مِن الشّافعّيةِ ‪ ،‬وأَبو بكرٍ الرّاز ّ‬ ‫و َذ َهبَ إِل َأنّهُ غيُ مرفوعٍ أَبو بك ٍر الصّي ّ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ وبيَ غيِه ‪ ،‬وأُجِيبوا بَأنّ ا ْحتِمالَ إِرادةِ غيِ النبّ‬ ‫سّنةَ تتردّدُ بيَ النبّ صلّى ا ُ‬ ‫الظّاهِ ِر ‪ ،‬واحتَجّوا بأَنّ ال ّ‬
‫‪2‬‬
‫صلّى الُ عليه وسلّ َم بعيدٌ ‪) (.‬‬
‫صتِه معَ‬
‫ث ابنِ شِهابٍ ‪ ،‬عن سالِمِ ب ِن عبدِ الِ ب ِن عُ َمرَ عن أَبيهِ ف ق ّ‬ ‫وقد روى البُخاريّ ف صحيحِه ف حدي ِ‬
‫‪3‬‬
‫سّنةَ فهَجّ ْر بالصّلةِ [ يومَ عَرََف َة ] ( )‬ ‫الجّاج حيَ قالَ لهُ ‪ :‬إِنْ ُكْنتَ تُريدُ ال ّ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ ؟ فقالَ ‪ :‬وهل َيعْنونَ [ بذلك ] إِلّ ُسّنتَهُ‬ ‫قالَ اب ُن شِهابٍ ‪ :‬فقلتُ لسالِمٍ ‪ :‬أََفعَلَهُ رسولُ الِ صلّى ا ُ‬
‫[ صلى ال تعال عليه وآله وسلم ]‬
‫ظ مِن التّابعيَ [ ع ِن الصّحابةِ ] َأنّهم إِذا أَطلَقوا‬ ‫فَنقَلَ سا ٌل – وهو أَح ُد الفُقهاءِ السّب َع ِة مِن أَهلِ الدينةِ وأَح ُد الفّا ِ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ ‪.‬‬ ‫سّنةَ ؛ ل يُريدونَ بذلك إِ ّل ّسنّةَ النبّ صلّى ا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ضهِم ‪ :‬إِذا كانَ مرفوعا ؛ فل َم ل يقولو َن فيهِ ‪ :‬قالَ رسولُ الِ (( صلى ال عليه وسلم )) ؟ فجوابُهُ ‪:‬‬ ‫وَأمّا قو ُل بع ِ‬
‫ِإّنهُم تَرَكوا الَ ْزمَ بذلك تورّعا واحتِياطا ‪.‬‬

‫واحدة والكسوف وقع يوم مات ابراهيم ‪ .‬فقام صلى ال عليه وسلم وصلى بركوعين وقراءتين وسجدتين فقالوا هذا يدل‬
‫على أن الواقعة واحدة وأصح ما روي قراءتان وركوعان وسجدتان في الصحيحين ‪ ،‬وأما ثلث وأربع ركوعات فهذه في‬
‫صحيح مسلم خاصة ‪ ،‬وأما خمس ركوعات فهي عند أبي داود وجماعة فقالوا ‪ :‬هذه وهم من بعض الرواة وإنما الصواب‬
‫ركوعان وقراءتان وسجدتان وهذا هو الفضل والحوط وهو أخف على الناس وأيسر ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ما حكم الصلة عند الزلزلة ؟ محل نظر والظهر عدم الصلة فيها لعدم الدليل ‪.‬‬
‫الصواب أن الصحابي إذا قال من السنة يعني سنة النبي صلى ال عليه وسلم هذا هو الصواب الذي نقل عليه ابن‬
‫‪)(1‬‬
‫عبد البر الجماع لنهم إنما يحكون عن سنة النبي صلى ال عليه وسلم ل سنة غيره ‪.‬‬
‫نهاية الشريط الثالث ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫ومثله قول ابن عباس ( من السنة للمسافر يصل مع المقيم أن يصلى أربعاً ) ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫‪45‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 46 -‬‬

‫ج البِكْ َر على الثّّيبِ أَقا َم عندَها سَبعا )) ‪ ،‬أَخرَجاهُ ف‬ ‫سّنةِ إِذا تزوّ َ‬
‫ومِن هذا ‪ :‬قولُ أَب قِلبةَ عن أَنسٍ ‪ (( :‬مِن ال ّ‬
‫الصّحيحيِ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ‬‫قالَ أَبو قِلبةَ (( عن أنس ))‪ :‬لو ِشْئتُ لقلتُ ‪ِ :‬إنّ أَنسا رَفعَهُ إِل النبّ [ صلّى ا ُ‬
‫سنّةِ )) هذا معناهُ ‪ (( ،‬و )) لكنّ إِيرا َد ُه بالصّي َغةِ الت ذَكَرها الصّحابّ‬ ‫أَي ‪ :‬لو قُلتُ ‪ :‬لْ أَكْذِبْ ؛ َلنّ قولَه ‪ (( :‬مِن ال ّ‬
‫َأوْل‬
‫ف [ فيهِ ] كالِلفِ ف الّذي َقْبلَهُ ؛ لنّ‬ ‫ومِن ذلك ( )‪ :‬قو ُل الصّحابّ ‪ُ :‬أمِرْنا بكَذا ‪ ،‬أَو ‪ :‬نُهينا عنْ كذا ‪ ،‬فالِل ُ‬
‫‪1‬‬

‫ل عليهِ وسلّمَ ‪.‬‬‫ف بظاهِرِه إِل مَنْ لهُ الم ُر والّن ْهيُ ‪ ،‬وهُو الرّسولُصلّى ا ُ‬ ‫مُطْلَقَ ذلك ينصَ ِر ُ‬
‫وخالفَ ف ذلك طائفةٌ (( و )) تَسّكوا با ْحتِمالِ َأنْ يَكو َن الُرا ُد غيَه ‪ ،‬كأَم ِر القُرآنِ ‪ ،‬أَو الِجاعِ ‪ ،‬أَو بعضِ الُلفاءِ‬
‫‪ ،‬أَو السِتنْباطِ !‬
‫‪2‬‬
‫ل ‪ ،‬لكنّ ُه بالنسبةِ إلي ِه مرجوحٌ ‪) (.‬‬ ‫حتَمَ ٌ‬
‫وأُجيبوا بأَنّ الص َل هو الوّلُ ‪ ،‬وما عدا ُه مُ ْ‬
‫وأَيضا ؛ فمَن كان ف طاعةِ رئيسٍ إِذا قالَ ‪ُ :‬أمِرْتُ ؛ ل ُي ْفهَ ُم عنهُ َأنّ آمِ َرهُ [ ليس ] إِلّ رئيسُهُ ‪.‬‬
‫حتَمَلُ َأنْ يُظنّ ما ليسَ بأمرٍ أمرا ! فل ا ْختِصاصَ لهُ بذهِ السأََلةِ ‪ ،‬بل [ هُو ] مذكورٌ فيما لو‬ ‫وَأمّا قو ُل مَن قالَ ‪ُ :‬ي ْ‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ بكذا ‪.‬‬ ‫صرّحَ ‪ ،‬فقالَ ‪َ :‬أمَرَنا رسولُ الِ صلّى ا ُ‬
‫‪3‬‬
‫ن الصّحابّ عدلٌ عارفٌ باللّسانِ ‪ ،‬فل يُطلقُ ذلك إِلّ بع َد التحقّقِ ( )‬ ‫وهو ا ْحتِمالٌ ضعيفٌ ؛ ل ّ‬
‫‪4‬‬
‫حكْمُ الرّفعِ أَيضا كما تق ّدمَ ‪) (.‬‬ ‫ومن ذلك ‪ :‬قولُه‪ :‬كنّا نفعَلُ كذا ‪ ،‬فلهُ ُ‬
‫ل عليهِ وآلهِ‬‫حكُ َم الصّحابّ على فِع ٍل مِن الفعالِ بَأنّه طاعةٌ لِ (( تعال )) أَو لرسولِهِ [ صلّى ا ُ‬ ‫ومِن ذلك ‪َ :‬أنْ يَ ْ‬
‫ل عليهِ‬‫وسلّمَ ] ‪ ،‬أَو معصيةٌ ؛ كقو ِل عَمّارٍ ‪ (( :‬مَن صا َم اليو َم الّذي يُشَكّ فيهِ ؛ فق ْد عَصى أَبا القاسِمِ (( صلّى ا ُ‬
‫))‬
‫‪5‬‬
‫وسلّمَ ( )‬
‫ل عليهِ وسلّمَ ‪.‬‬‫ب ] صلّى ا ُ‬ ‫فلهذا ُحكْمُ الرّفعِ أَيضا ؛ لنّ الظّاهِرَ َأنّ ذلك مّا تلقّاهُ عنِ [ الن ّ‬

‫فجر الحد ‪ 1416 / 10 / 21‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫وهذا هو الصواب أن له حكم الرفع كقول ابن عباس ( أمر الناس أن يكون عهدهم بالبيت ) وهذا كثير في لسان‬
‫‪)(2‬‬
‫الصحابة ومثله قول أم عطية ( نهينا أن اتباع الجنائز ) ‪.‬‬
‫وهذا القول واضح فل يظن بالصحابي قد يظن ما ليس بأم ٍر أمراً وما ليس بنهي ليس نهياً هذا غلط فل يظن بهم ذلك‬
‫‪)(3‬‬
‫فهم أفصح الناس وأعرف الناس وهم أكثر الناس أمانة فإذا قال أمرنا أو نهينا فهو يعرف المر والنهي ‪.‬‬
‫كقول جابر ( كنا نعزل والقرآن ينزل ) ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫ومثله قول أبي هريرة لما رأى رجلً خرج من المسجد بعد الذان فقال ( أما هذا فقد عصى أبا القاسم ) ‪.‬‬
‫‪)(5‬‬
‫‪46‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 47 -‬‬

‫ظ َيقْتَضي التّصريحَ بَأنّ الَقولَ هُو مِن‬ ‫َأ ْو َتنْتَهي غاي ُة الِسنادِ إل الصّحاِبيّ كَذلكَ؛ أَي ‪ِ :‬مثْلَ ما تق ّدمَ ف كونِ الّلفْ ِ‬
‫قو ِل الصّحابّ ‪ ،‬أَو مِن فعلِهِ ‪ ،‬أَو مِن تقريرِه ‪ ،‬ول يَجي ُء فيهِ جَميعُ ما تق ّدمَ بل ُمعْظَمُه ‪.‬‬
‫شتَرَطُ في ِه الُساواةُ مِن كلّ جهةٍ‬ ‫والتّشبيهُ ل تُ ْ‬
‫ب مَن (( ما‬ ‫ف الصّحا ّ‬ ‫ع [ عُلومِ ] الَديثِ ا ْستَطْرَدْتُ [ منهُ إِل تَعري ِ‬ ‫ختَص ُر شا ِملً لَميعِ أَنوا ِ‬ ‫ولّا [ َأنْ ] كانَ هذا الُ ْ‬
‫ت عَلى الِسلمِ ‪،‬ولو‬ ‫ل [ تَعال ] عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ ُمؤمِنا ب ِه وما َ‬ ‫صلّى ا ُ‬‫ت ‪ :‬وهُو ‪ :‬مَنْ َل ِقيَ الّنبِيّ َ‬ ‫هو ‪ ،‬فقل ُ‬
‫‪1‬‬
‫تَخَلَّلتْ رِ ّدةٌ ؛ [ ف ] الَصَحّ ‪) (.‬‬
‫س ِة والُماشاةِ ووصولِ أَح ِدهِما إِل الخَ ِر وِإنْ ل يُكالِمْهُ‪ ،‬وتدخُ ُل [ فيهِ ] رُؤَيةُ‬ ‫والرادُ باللّقا ِء ما هُو أَع ّم مِن الُجالَ َ‬
‫أَحدِها ال َخرَ‪ ،‬سواءٌ كانَ ذلك بنفسِه أَو بغيْرِه‪.‬‬
‫ب مَن رأَى النبّ [ صلى ال تعال عليه وآله وسلم لنّهُ يرُجُ‬ ‫والتّعْبيُ بـ (( الّل ِقيّ )) أَول مِن قو ِل بعضِهم ‪ :‬الصّحا ّ‬
‫لْنسِ ‪.‬‬ ‫ف كا ِ‬‫[ حينئذٍ ] ابنُ ُأمّ مكتومٍ ون ُوهُ مِن العُميانِ ‪ ،‬وهُم صحاب ٌة بل تَ َردّدٍ ‪ ،‬واللّقي ف هذا التّعري ِ‬
‫‪2‬‬
‫ل كونِه كافرا ‪) (.‬‬ ‫ج مَن َحصَلَ لهُ اللّقاءُ الذكورُ ‪ ،‬لكنْ ف حا ِ‬ ‫و (( ف )) َقوْلِي ‪ (( :‬مُؤمنا )) ؛ كال َفصْلِ ‪ ،‬يُ ْ‬
‫خرِ ُ‬
‫))‬
‫ج مَن َل ِقيَ ُه مُؤمِنا لك ْن بغيِه مِن النبياءِ (( عليهم الصلة والسلم‬ ‫خرِ ُ‬‫وَقوْل‪ (( :‬بهِ )) فص ٌل ثانٍ يُ ْ‬
‫ج مَن َل ِقيَهُ مُؤمِنا بَأنّهُ َسُيْبعَثُ ول يُدْ ِر ِك البِ ْعَثةَ (( كبحية )) (( و )) فيهِ نَظرٌ !‬
‫لكنْ‪ :‬هل ُيخْ ِر ُ‬
‫ج مَنِ ارتَدّ بعدَ َأنْ َلقِيَه مُؤمِنا [ بهِ ] ‪ ،‬وماتَ على الرّ ّدةِ ؛‬ ‫وَقوْل ‪ (( :‬وماتَ على الِسلمِ )) ؛ فصلٌ ثاِلثٌ يُ ْ‬
‫خرِ ُ‬
‫حشٍ وابن َخطَلٍ ‪.‬‬ ‫ك ُعَبيْدِ الِ بنِ َج ْ‬
‫ي موتِه على الِسلمِ ؛ فِإ ّن اسمَ الصّحب ِة باقٍ‬ ‫خلَّلتْ رِ ّدةٌ )) ؛ أي ‪ :‬بيَ ُلقِيّهِ ل ُه مُؤمِنا [ بهِ ] وب َ‬ ‫وَقوْل ‪ [ (( :‬ولو ] تَ َ‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّ َم ] أَو بعدَه ‪ [ ،‬و ] سواءٌ أََل ِقيَهُ ثانيا َأمْ ل !‬ ‫ل ُه ‪ ،‬سواءٌ أَرجَعَ إِل السلمِ ف حياتِهِ [ صلّى ا ُ‬
‫وَقوْل ‪ (( :‬ف الصحّ )) ؛ إِشارةٌ إِل الِلفِ ف السأَلةِ ‪.‬‬

‫فالمقصود أنه من لقي النبي صلى ال عليه وسلم فله حكم الصحبة إذا كان مؤمناً به ولو كان تبعاً كالصحابة الصغار‬
‫‪)(1‬‬
‫الذين لقوا النبي صلى ال عليه وسلم أو قدمهم أباءهم إلى النبي صلى ال عليه وسلم كعبد ال بن أبي طلحة وأشباهه فهم‬
‫صحابة حتى ولو ارتد ولو رجع فالصحبة ل تزول كالذين ارتدوا أيام الردة ثم رجعوا كأشعث بن قيس وغيره فلهم حكم‬
‫الصحبة ‪.‬‬
‫@ السئلة ‪ :‬النجاشي هل يعتبر صحابي ؟ ل ما لقي النبي صلى ال عليه وسلم هو تابعي وإنما كاتبه ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬محمود بن الربيع هل هو صحابي ؟ نعم صحابي صغير مج النبي صلى ال عليه وسلم في وجهه مجة ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬محمد بن أبي بكر هل هو صحابي ؟ نعم صحابي لقي النبي صلى ال عليه وسلم حمل إليه ‪.‬‬
‫فهذا ل يسمى صحابي فإذا لقيه كافراً ثم أسلم بعد ذلك يكون تابعياً‬
‫‪)(2‬‬
‫‪47‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 48 -‬‬

‫ص ُة الشْ َعثِ ب ِن قيسٍ ؛ فِإنّه كا َن مّ ِن ارتَدّ ‪ ،‬وُأتِ َي بهِ [ إِل ] [ أَب بك ٍر ] الصدّيقِ ]‬ ‫ويدلّ على ُرجْحا ِن الوّلِ ق ّ‬
‫أَسيا ‪ ،‬فعادَ إِل السلمِ ‪ ،‬ف َقبِ َل منهُ ذلك ‪ ،‬وزوّجَهُ أُ ْختَهُ ‪ ،‬ول يتخلّفْ أَحدٌ عنْ ذِكْ ِرهِ ف الصّحابةِ ول عنْ تريجِ‬
‫أحاديثِه ف الَساني ِد وغيِها ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫َتنْبيهانِ ‪) (:‬‬
‫حتَ رايتِه ‪ ،‬على مَن ل‬ ‫ل عليهِ وسلّ َم ‪ ،‬وقاتَ َل معَهُ ‪ ،‬أَو ُقتِ َل َت ْ‬‫أَحَدُها ‪ :‬ل خَفاءَ ب ُرجْحانِ رُتب ِة مَن ل َزمَه صلّى ا ُ‬
‫حضُرْ معهُ مشهدا ‪ ،‬و على مَن كلّمَ ُه يَسيا ‪ ،‬أَو ماشاهُ قَليلً ‪ ،‬أَو رآهُ على ُبعْدٍ ‪ ،‬أَو ف حالِ‬ ‫يُلزمْهُ ‪ ،‬أَو ل يَ ْ‬
‫‪2‬‬
‫صلً للجَميعِ ‪) (.‬‬ ‫ف الصّحْبةِ حا ِ‬ ‫الطّفولةِ ‪ ،‬وإِن كانَ شر ُ‬
‫ع منهُ ؛ فحديثُهُ مُ ْرسَلٌ من حيثُ الرّوايةُ ‪ ،‬وهُم معَ ذلك معددونَ ف الصّحابةِ ؛ لا نالو ُه مِن‬ ‫ومَ ْن ليسَ ل ُه مِنهُم سا ٌ‬
‫‪3‬‬
‫شرفِ الرّؤيةِ ( )‬
‫ف كونُه صحابيّا ؛ بالتّواتُ ِر ‪ ،‬والستفاضة ‪ ،‬أَو الشّهْرةِ ‪ ،‬أَو بإِخبا ِر بعضِ الصّحابةِ ‪ ،‬أَو‬ ‫(( و )) ثانيهِما ‪ُ :‬يعْرَ ُ‬
‫ت الِمكانِ !‬ ‫ت التّابِعيَ ‪ ،‬أَو بإِخبا ِرهِ ع ْن نفسِهِ بَأنّهُ صحابّ ؛ إِذا كا َن دعواهُ ذلكَ تدخُ ُل ت َ‬ ‫بعضِ ثقا ِ‬
‫ث [ إِنّ ] دعواهُ ذلك نظيُ َدعْوى مَن قالَ‪ :‬أَنا عَ ْدلٌ !‬ ‫شكَلَ هذا الخيَ جا َعةٌ مِن حي ُ‬ ‫وقد استَ ْ‬
‫‪4‬‬
‫ويَحْتاجُ إِل تأَمّلٍ !!( )‬

‫فجر الحد ‪ 1416 / 10 / 28‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫الصحابة يتفاوتون وليسوا على حد سواء فهم أقسام وطبقات على حسب صحبتهم وتقدم صحبتهم وجهادهم وسبقهم‬
‫‪)(2‬‬
‫فالصديق أفضلهم لسبقه العظيم ونفعه في السلم وجهاده بماله وبدنه في مكة والمدينة وفي المغازي ثم عمر لصدقه‬
‫وإيمانه وقوته في دين ال ونصره للحق ثم عثمان لصفاته الحميدة وأعماله المجيدة ونصره للسلم وبذله للمال العظيم‬
‫في نصرة السلم ثم علي لفضله العظيم وصبره وجهاده وقوته في الدين ثم بقية العشرة ثم أصحاب بدر ثم الذين بايعوا‬
‫تحت الشجرة فهم طبقات في علمهم وفضلهم وجهادهم وتقدمهم في الدين وأقلهم من ولد على السلم ورأى النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم تحصل له الصحبة فالصحبة عامة لمن لقي النبي صلى ال عليه وسلم ولو تبع ًا لغيره كعبد ال بن طلحة‬
‫الذي ولد في عهد النبي صلى ال عليه وسلم وعرض عليه وحنكه وغيره من الصغار كعبد ال بن الزبير وعبد ال بن‬
‫عباس والسائب بن يزيد وغيرهم من صغار الصحابة ‪.‬‬
‫@ السئلة ‪ :‬من أدرك النبي صلى ال عليه وسلم ولم يلقه ؟ هذا ليسمى صحابي يسمى تابعي كالصنابحي وكعب الحبار‬
‫هؤلء يقال لهم تابعيون وإن كانوا أدركوا النبي صلى ال عليه وسلم ولكنهم لم يلقوه ‪.‬‬
‫مرسل الصحابي حجة لنه تلقاه عن الصحابة فالذي رأى النبي صلى ال عليه وسلم وآمن به ولكن لم يسمع منه‬
‫‪)(3‬‬
‫فحديثه يسمى مرسل صحابي وهو حجة ‪.‬‬
‫مثل هذا ل يشكل لنه قوله شاهدت النبي صلى ال عليه وسلم أو رأيت النبي صلى ال عليه وسلم ل يكون مثل قول‬
‫‪)(4‬‬
‫‪48‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 49 -‬‬

‫َأ ْو تنتَهي غاي ُة الِسنادِ إِل التّابِعيَ ( ) ‪ ،‬وهو مَنْ َل ِق َي الصّحاِبيّ كذلكَ ‪ ،‬وهذا متعلّقٌ باللّقيّ ‪ ،‬وما ذُكِرَمعهُ ؛ إِلّ‬
‫‪1‬‬

‫َقيْ ُد الِيا ِن بهِ ؛ فذلكَ خاصّ بالنبّ صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حَبةَ السّماعِ ‪ ،‬أَو التّمييزَ ‪) (.‬‬‫وهذا هُو الُختارُ ؛ خلفا لَن ا ْشتَرَطَ ف التّابعيّ طو َل الُلزمةِ ‪ ،‬أَو صُ ْ‬
‫ضرَمونَ (( من )) الّذين أَدْرَكوا‬ ‫خ ْ‬
‫ي ‪ ،‬وهُم الُ َ‬ ‫ي القِسم ِ‬
‫ي الصّحاب ِة والتّابعيَ طَب َقةٌ ا ْختُلِفَ ف إِلاِقهِم بأَ ّ‬
‫وَب ِقيَ ب َ‬
‫الَاهِلّي َة والِسلمَ ‪ ،‬ول يَرَوا النبّ صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فع ّدهُم اب ُن عب ِد البّ ف الصّحابةِ ‪.‬‬
‫ض وغيُه َأنّ [ ابنَ ] عب ِد البّ يقولُ ‪ِ :‬إّنهُم صحابةٌ ! وفيهِ نظرٌ ؛ لنّ ُه [ أَفصَحَ ] ف [ خُطب ِة ] كتابِه بأَنّهُ‬ ‫وا ّدعَى عِيا ٌ‬
‫ِإنّما أَورَ َدهُم ليكو َن كتابُه جامِعا مُستوعِبا لهْ ِل القر ِن الوّلِ ‪.‬‬
‫ي سواءٌ عُرِف أَ ّن الواحِدَ منهُم كا َن مُسلما ف زمنِ النبّ [ صلى ال عليه‬ ‫والصّحيحُ َأّنهُم مَعددونَ ف كبا ِر التّابع َ‬
‫وسلم ] كالنّجاشيّ – َأمْ ل ؟‬
‫لكنْ ِإنْ ثبتَ َأ ّن النبّ صلى ال عليه وسلم ليل َة ا ِلسْراءِ كُشِفَ لهُ عن جَمي ِع مَن ف ال ْرضِ فرَآهُمْ ‪ ،‬فَينَْبغِي َأنْ يُعَدّ‬
‫ل عليهِ‬‫مَ ْن كا َن مُؤمِنا [ بهِ ] [ ف حياتِه ] [ إِذْ ذا َك وإِنْ ْل يُلقِهِ ف الصّحابةِ ؛ لُصولِ الرّؤيَةِ من جانِبِهِ صلّى ا ُ‬
‫‪3‬‬
‫وسلّمَ ‪) (.‬‬
‫ل عليهِ وسلّ َم ] غايةُ‬ ‫فـالقس ُم الوّ ُل مّا تق ّدمَ ذِكْ ُر ُه مِن القْسامِ الثّلثةِ ( )– وهُو ما تَْنتَهي إل [ النّبّ صلّى ا ُ‬
‫‪4‬‬

‫الِسنا ِد – هُو الَرْفوعُ ‪ ،‬سوا ٌء كانَ ذلك النتها ُء بإِسنادٍ مُتّصلٍ أَم ل ‪.‬‬
‫ف ‪ ،‬وهو ما اْنتَهَى إل الصّحابّ ‪.‬‬ ‫والثّانِي ‪ (( :‬هو )) ا َلوْقو ُ‬

‫الرجل أنا عدل فهو يخبر عما جرى ولم يكذب وعرفت ثقته وإمامته وعدالته فالصحابة عدول رضي ال عنهم وأرضاهم‬
‫فإذا قال ذلك ثبت له حكم الصحابة لنه لو كان كاذباً لكذبه الصحابة الذين عرفوه ‪.‬‬
‫إذا انتهت الرواية إلى التابعي فهذا يقال له أثر فإذا انتهت إلى عكرمة إلى سعيد بن المسيب إلى أبي صالح السمان‬
‫‪)(1‬‬
‫فهذا يسمى أثر فإذا رفعه إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقيل له مرسل ‪.‬‬
‫والصواب هذا ليس بشرط والمقصود أنه رآءه واجتمع به ولقيه يكفي ولو لم تطل الصحبة ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫وهذا ليس بشيء فلم يثبت أنه صلى ال عليه وسلم كشف له عن المة ولو ثبت ما كان لهم حكم الصحابة لن‬
‫‪)(3‬‬
‫الصحابة حكمه لمن رآءه هو إذا رآءه الصحابي نفسه النبي صلى ال عليه وسلم ويؤمن به فالنبي صلى ال عليه وسلم‬
‫رأى أناساً كثير وما أسلموا إل من بعده فل يكون لهم حكم الصحبة إل من لقيه مؤمناً به والمخضرمون ليسوا بصحابة‬
‫هذا هو الصواب لنهم ما رأوا النبي صلى ال عليه وسلم وإن كانوا مسلمين في عهدهم صلى ال عليه وسلم كالنجاشي‬
‫وكذا الصنابحي وكعب الحبار وقيس بن سعد فهؤلء كبار التابعين ‪.‬‬

‫فجر الحد ‪ 1416 / 11 / 5‬هـ‬


‫‪)(4‬‬
‫‪49‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 50 -‬‬

‫ع ‪ ،‬وهو ما يْنتَهي إل التّابعيّ ‪.‬‬ ‫ث ‪ :‬الَقْطو ُ‬‫والثّالِ ُ‬


‫ع التّابعيَ فمَ ْن بعْ َدهُم ؛ فيهِ ؛ أَي ‪ :‬ف التّسميةِ ‪ِ ،‬مثْلُهُ ؛ أَي ‪ :‬مثلُ ما ينتَهي إِل‬ ‫ومَنْ (( هو )) دُونَ التّابِ ِع ّي مِن َأتْبا ِ‬
‫التّابعيّ ف تسميةِ [ جيعِ ] ذلك مَقطوعا ‪ ،‬وِإنْ ِشْئتَ ُق ْلتَ ‪ :‬موقوفٌ على فُلنٍ ‪.‬‬
‫ث الِسنادِ كما تق ّدمَ ‪،‬‬ ‫ع وا ُلْنقَطِعِ ‪ [ ،‬فا ُلنْقَطِعُ ] مِن مبا ِح ِ‬ ‫ح بي الَقطو ِ‬ ‫ت التّفرقةُ ف (( جيع )) الصطِل ِ‬ ‫حصََل ِ‬‫فَ‬
‫ث الَتْنِ كما ترى ‪.‬‬ ‫وا َلقْطوعُ مِن مبا ِح ِ‬
‫وقد أَطلَ َق بعضُهُم هذا ف موضِعِ هذا ‪ ،‬وبالعكْسِ ؛ توّزا عنِ الصطِلح ‪.‬‬
‫ف والَقطوعِ ‪ :‬الَثَرُ‬ ‫ويُقالُ للخيينِ ؛ أي ‪ :‬الوقو ِ‬
‫والُسْنَدُ ( )ف قولِ أَه ِل الَديث ‪ :‬هذا [ حديثٌ مُسنَ ٌد ]‪ :‬هو ‪ :‬مرفوعُ صَحاِب ّي بِسَنَ ٍد ظاهِ ُر ُه التّصالُ ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫[ قال الشيخ ابن باز ‪ :‬وهذا هو أكمل التعاريف ]‬


‫ج بهِ ما رفعهُ التّابعيّ ؛ فِإنّه مُ ْرسَلٌ ‪ ،‬أَو مَن‬ ‫فقول ‪ (( :‬مرفوعٌ )) كالنسِ ‪ ،‬وقول ‪ (( :‬صحابّ )) كالفصلِ ‪ ،‬يَخ ُر ُ‬
‫دونَه ؛ [ فِإنّه ] ُمعْضَلٌ أَو مُعلّقٌ ‪.‬‬
‫ج ما ظاهِرُه النقطاعُ ‪ ،‬ويُدخِل [ ما ] فيه الحتمالُ ‪ ،‬وما يوجَ ُد فيه‬ ‫و (( ف )) قول ‪ (( :‬ظاهِ ُر ُه التّصالُ )) يُخْ ِر ُ‬
‫حقيقةُ التّصا ِل مِن بابِ أَول‬
‫))‬
‫ع الفيّ كعن َعَنةِ الدّلسِ والُعاصرِ الذي ل [ يثبُتْ ] ُلقِيّهُ ؛ ل يُخرِجُ (( عن‬ ‫ويُفهَ ُم مِن التّقييدِ بالظّهورِ َأ ّن النقطا َ‬
‫الديثَ عن [ كونِه ] مُسنَدا ؛ لِطباقِ [ الئ ّم ِة ] الّذينَ خَرّجوا السانيدَ على ذلك ‪.‬‬
‫سنَدُ‪ :‬ما رواهُ الحدّثُ عن شي ٍخ يَ ْظهَرُ ساعُه منهُ‪ ،‬وكذا شيخُه من شيخِهِ‬ ‫ف مُوافِقٌ لقَولِ الاكمِ‪ (( :‬الُ ْ‬ ‫وهذا التّعري ُ‬
‫ُمتّصلً إِل صحابّ إِل رسولِ الِ صلى ال عليه وسلم ))‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫سنَدُ‪ :‬ا ُلتّصلُ‪) (.‬‬‫وأمّا الَطيبُ فقالَ‪ :‬الُ ْ‬
‫فعلى هذا‪ :‬الوقوفُ إِذا جا َء بسن ٍد ُمتّصلٍ يسمّى عندَه مسندا‪ ،‬لكنْ قال‪ :‬إِنّ ذلك قد يأْت‪ ،‬لكنْ بقّلةٍ‪.‬‬
‫وأَبعدَ اب ُن عب ِد البّ حيثُ قالَ ‪ (( :‬الُسندُ الرفوعُ )) ول يتع ّرضْ للِسنادِ ؛ فِإنّ ُه يص ُدقُ على الُرس ِل والُعضَلِ‬
‫والُنقطِعِ إِذا كانَ التُ مرفوعا ! ول قائ َل بهِ ‪.‬‬

‫فجر الحد ‪ 1416 / 11 / 12‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫هذه اصطلحات كونه يسمى المتصل ل بد من قيد المسند المتصل إلى النبي صلى ال عليه وسلم وأما المتصل المطلق‬
‫‪)(2‬‬
‫فهذا يشمل المتصل للنبي صلى ال عليه وسلم والمتصل للصحابي ولكن إذا قيل هذا حديث مسند فالمراد للنبي صلى ال‬
‫عليه وسلم هذا المعروف عند أئمة الحديث اصطلحوا عليه مثل ما يقال هذا حديث مرفوع‬
‫‪50‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 51 -‬‬

‫فِإنْ قَ ّل عَ َد َدهُ ؛ أي ‪ :‬عددُ رجالِ السّندِ ‪ ،‬فِإمّا أَ ْن َينَْت ِهيَ إِل الّنِبيّ صلّى الُ عليهِ وسلّمَ بذلك العددِ القلي ِل بالنّسبةِ‬
‫ص َفةٍ عَِلّيةٍ‬
‫ث بعينِه بعد ٍد كثيٍ ‪َ ،‬أ ْو ينَت ِهيَ إِل إِمامٍ مِن أَئ ّم ِة الَديثِ ذي ِ‬‫ي ] سندٍ آ َخ َر يَرِ ُد بهِ ذلك الَدي ُ‬ ‫إِل [ أَ ّ‬
‫ك والثّوريّ‬ ‫شعَْبةَ ومال ٍ‬
‫ف وغيِ ذلك من الصّفاتِ الُقَتضَِيةِ للتّرجيحِ ؛ ك ُ‬ ‫كالفظِ [ والفِق ِه ] والضّبطِ والتّصني ِ‬
‫والشّافعيّ والبُخاريّ [ ومُسلمٍ ] ونوِهم‬
‫ل عليهِ وسلّمَ ‪ :‬العُُل ّو الُطْلَقُ ‪ ،‬فإِن اّتفَقَ أَ ْن يكونَ سن ُدهُ صحيحا ؛ كانَ‬ ‫فالوّ ُل وهُو ما ينتَهي إِل النّبّ صلّى ا ُ‬
‫‪1‬‬
‫ن موضوعا ؛ [ فهُو ] كالع َدمِ ‪) (.‬‬ ‫الغايةَ القُصوى ‪ ،‬وإِلّ َفصُورةُ العل ّو فيهِ موجودةٌ ما ل يكُ ْ‬
‫سِبيّ ‪ :‬وهُو ما يقلّ العددُ فيهِ إِل ذلك الِمامِ ( )‪ ،‬ولو كانَ العددُ من ذلك الِمامِ إِل مُنتهاهُ‬
‫‪2‬‬
‫والثّانِي ‪ :‬العُُل ّو النّ ْ‬
‫كَثيا ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ت رغبةُ الُتأَخّرينَ فيهِ ‪ ،‬حتّى غََلبَ ذلك على كثيٍ منهُم ‪ ،‬بيثُ َأهْمَلوا الشتِغالَ با هُو أَه ّم منهُ ‪) (.‬‬ ‫وقد عَظُ َم ْ‬
‫حةِ ‪ ،‬وقّل ِة الطأِ ؛ لنّهُ ما مِن را ٍو مِن رجا ِل الِسنادِ إِ ّل والطأُ‬ ‫وِإنّما كانَ العل ّو مَرغوبا في ِه ؛ لكونِه أَقربَ إِل الص ّ‬
‫ت الوسائطُ وطالَ السّندُ ؛ َكثُرَتْ مظا ّن التّجويزِ ‪ ،‬وكلّما قّلتْ ؛ قَلّتْ ‪.‬‬ ‫جائ ٌز عليهِ ‪ ،‬فكلّما َكثُر ِ‬
‫فِإنْ كانَ ف النّزو ِل َم ِزّيةٌ ليستْ ف العلوّ ؛ كأَ ْن يكونَ رجالُه أَوثقَ [ منهُ ] ‪ ،‬أَو أَحفَظَ ‪ ،‬أَو أَفقهَ ‪ ،‬أَو التّصا ُل فيهِ‬
‫‪4‬‬
‫ل حينئذٍ أَول ‪) ( .‬‬ ‫أَظه َر ؛ فل تردّدَ ف َأنّ النّزو َ‬
‫‪5‬‬
‫جرُ !( )‬ ‫ث تقتَضي الش ّقةَ ؛ فيعظُمُ ال ْ‬ ‫وَأمّا مَن رجّ َح النّزو َل مُطلقا ‪ ،‬وا ْحتَ ّج بأَنّ كَثرةَ البح ِ‬
‫فذلك ترجيحٌ بأَمرٍ أَجنبّ عمّا يتعلّ ُق بالتّصحي ِح والتّضعيفِ ‪.‬‬
‫ي مِن غيِ طريقهِ ؛ أَي ‪:‬‬ ‫صنّف َ‬
‫ب الُواَف َقةُ ( )‪ ،‬وهي الوصول إل شيخِ [ أح ِد ] ا ُل َ‬
‫‪6‬‬
‫وفيهِ ؛ أي ‪ (( :‬ف )) العلوّ النس ّ‬
‫الطّريقِ الت تصلُ إِل ذلك الصنّفِ الُعيّنِ ‪.‬‬
‫إن قل العدد فهذا يسمى العلو سند عالٍ كأن يقال مالك عن نافع عن ابن عمر ‪ ،‬أو الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن‬
‫‪)(1‬‬
‫عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال كذا فهذا يسمى عا ٍل وإذا رواه الشافعي عن آخرين بسند رباعي أو خماسي‬
‫فهذا يقال له نازل ولكن العبرة بالثقة واستقامة السند فكم من نازلٍ أصح من عالٍ فإذا اجتمع المران عا ٍل وصحيح كان‬
‫ذلك أرفع ‪.‬‬
‫العلو النسبي كأن يرويه بسند قليل إلى مالك أو الشافعي والثوري ونحو ذلك فيرويه عبد ال بن أحمد أو الطبراني إلى‬
‫‪)(2‬‬
‫مالك بعدد قليل فهذا علو نسبي ‪.‬‬
‫وهذا ليس بجيد والولى الشتغال بما ينفع في ثقة الرجال واستقامة السانيد هذا ما ينبغي فيه العناية ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫وهذا ل شك فيه ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫وهذا صحيح ترجيح النزول لجل التعب والبحث ليس بشيء إنما العمدة بما يتعلق بحفظ الرجال وثقتهم واتصال السند‬
‫‪)(5‬‬
‫فهذا هو محل البحث ‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 52 -‬‬

‫(( و )) مثالُه ‪ :‬روى البُخاريّ عن قُتيبةَ عن مالكٍ حديثا ‪...‬‬


‫فلو َر َويْنا ُه مِن طريقِهِ ؛ كا َن بينَنا وبيَ ُقَتيَْبةَ ثانيةٌ ‪ ،‬ولو َروْينا ذلك الَديثَ [ بعينِه ] مِن [ طريقِ ] أَب العبّاس‬
‫السّرّاجِ عن قُتيبةَ مثلً ؛ لكا َن بينَنا وبيَ قُتيبةَ (( مثلً )) (( فيه سبعةٌ ‪.‬‬
‫فقدْ َحصََلتْ لنا الُوافقةُ م َع البُخاريّ ف شيخِ ِه بعينِهِ م َع عُل ّو الِسنا ِد [ على الِسنا ِد ] إِليهِ ‪.‬‬
‫ب البَدَلُ ‪ ،‬وهو الوُصولُ إِل شيخِ شيخِهِ [ كذلكَ ]‬ ‫وفيهِ ؛ أَي ‪ (( :‬ف )) العلوّ النس ّ‬
‫ب بَدلً‬‫ك ‪ ،‬فيكو ُن ال َقعْنَ ّ‬ ‫كَأنْ يقعَ لنا ذلك الِسنادُ (( على السناد إليه )) بعينِهِ مِن طريقٍ أُخرى إِل القعنَِب ّي عن مال ٍ‬
‫في ِه مِن ُقَتيَْبةَ ‪.‬‬
‫وأَكث ُر ما يعَتبِرونَ الُوافَ َق َة والبَدَلَ إِذا قا َرنَا العُّلوّ ‪ ،‬وإِلّ ؛ فاس ُم الُوافقةِ والبَد ِل [ واقِعٌ ] بدُونِه ‪.‬‬
‫ب الُساواةُ ‪ ،‬وهي‪ :‬استواءُ ع َددِ الِِسنادِ مِن الرّاوي إِل آ ِخ ِرهِ ؛ أَي ‪ :‬الِسنا ِد مَعَ إِسنادِ أَحدِ‬ ‫وفيهِ ؛ أَي ‪ :‬العُلوّ النس ّ‬
‫صنّفيَ ‪.‬‬ ‫ا ُل َ‬
‫ل عليهِ وسلّ َم [ في ِه ] أَحدَ عش َر نفسا ( )‪ ،‬فيقعُ لنا‬
‫‪1‬‬
‫ي النّسائيّ مَثلً حَديثا [ يق ُع ] بينَهُ وبيَ النبّ صلّى ا ُ‬ ‫كأَنْ يروِ َ‬
‫ل عليهِ وسلّمَ أَح َد عشرَ‬ ‫ي النّبّ صلّى ا ُ‬‫ل عليهِ وسلّمَ يق ُع بينَنا فيه وب َ‬ ‫ذلك الديثُ بعينِه بإِسنادٍ آ َخرَ إِل النبّ صلّى ا ُ‬
‫نفسا ‪ ،‬فنُساوي النّسائيّ مِن حيثُ العددُ معَ قط ِع النّظرِ عن مُلحظةِ ذلك الِسنا ِد الاصّ ‪.‬‬
‫ك ا ُلصَنّفِ على الوجْهِ الَشروحِ‬ ‫ح ُة ‪ ،‬وهي ‪ :‬الستواءُ مَ َع تِلْميذِ ذل َ‬ ‫وفيهِ ؛ أَي ‪ [ :‬ف ] العلوّ النسبّ أَيضا الُصافَ َ‬
‫َأوّلً ‪.‬‬
‫ب بالُصافحةِ بيَ مَن تلقَيا ‪ ،‬وننُ ف هذهِ الصّور ِة كَأنّا لَقينا النّسائيّ ‪،‬‬ ‫وسُمّيتْ مُصافح ًة لنّ العادةَ جرتْ ف الغال ِ‬
‫فكَأنّا صافَحْناهُ ‪.‬‬
‫ويُقابِلُ العُُلوّ( ) بأَقْسَامِ ِه الَذكور ِة النّزو ُل فيكونُ كلّ قس ٍم مِن أَقسا ِم العُلوّ يُقابِلُهُ قسمٌ مِن أَقسامِ النّزولِ ؛‬
‫‪2‬‬

‫[ خِلفا ] لَن زعمَ أَ ّن العُلوّ قد يق ُع غيَ تابعٍ للنّزولِ‬

‫فجر الحد ‪ 1417 / 5 / 17‬هـ‬


‫‪)(6‬‬
‫وهذا يقع أيضاً فقد يروي النسائي أو أبو داود حديثاً فيه أحد عشر نفساً ويأتي من هو دون النسائي بمسافة كأن يكون‬
‫‪)(1‬‬
‫في القرن الرابع فيرويه من طرق مشايخ معمرين برجال مثل رجال النسائي أحد عشر فتأخر زمانه ووافق النسائي في‬
‫عدد الرجال وهذا من باب علوم السناد التي قد تقع ول تعلق بالصحة والضعف ‪.‬‬

‫فجر الحد ‪ 1417 / 5 /24‬هـ‬


‫‪)(2‬‬
‫‪52‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 53 -‬‬

‫فِإنْ تَشا َركَ الرّاوِي ومَنْ روى َعنْهُ ف أَم ٍر مِن المو ِر التعّل َقةِ بالرّوايةِ ؛ مثلِ السّنّ والّل ِقيّ ‪ ،‬و [ هو ] الخذُ عن‬
‫الشايخِ ؛ فهُو النّوعُ الّذي يُقالُ ل ُه ‪ :‬روايةُ القْرانِ ( )؛ لنّ ُه حينئذٍ يكونُ راويا عن قَرينِهِ ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫وِإنْ رَوى كُ ّل ِمْنهُما ؛ أَي ‪ :‬القَريَنيْ ِن عَنِ الخَ ِر ؛ فـهو الُ َدبّجُ ( )‪ ،‬وهو أَخصّ مِن الوّلِ ‪ ،‬فكلّ مُ َدبّجٍ أَقرانٌ ‪،‬‬
‫‪2‬‬

‫وليسَ كلّ أَقرانٍ مدبّجا ‪.‬‬


‫وقد صنّفَ الدّارقطنّ ف ذلك ‪ ،‬وصنّف أَبو الشيخِ الصبهانّ ف الّذي قبلَه ‪.‬‬
‫ل منهُما يروي عنِ الخَرِ ؛ فهل يُسمّى مُدبّجا ؟‬ ‫وإِذا روى [ الشّيخُ ] عن تلمي ِذهِ صَدَق َأنّ ك ّ‬
‫فيهِ بثٌ ‪ ،‬والظّاهرُ ‪ :‬ل ؛ لنّهُ مِن [ روايةِ ] الكابِ ِر عَ ِن الصاغِ ِر ‪ ،‬والتّدبي ُج مأْخو ٌذ مِن دِيبا َجَت ِي الوجهِ ‪َ ،‬فَي ْقَتضِي‬
‫أَن يكونَ [ ذلك ] مُستوِيا مِن الانَبيْنِ ‪ ،‬فل يي ُء فيهِ هذا ‪.‬‬
‫ع هو رواي ُة الكابِ ُر عَنِ‬ ‫وإِنْ رَوى الرّاوي عَمّ ْن [ هُو ] دُونَهُ ف السنّ أَو (( ف )) اللّقيّ أَو ف الِقدارِ ؛ فـهذا النّو ُ‬
‫الصاغِرِ ‪.‬‬
‫ص مِن مُطَلقِ ِه – روايةُ البا ُء عَنِ البْناءِ ‪ ،‬والصّحابةِ عنِ‬ ‫ومِنهُ ؛ أَي ‪ (( :‬و )) مِن جُملةِ هذا النّوعِ – وهو أَخ ّ‬
‫التّابعيَ ‪ ،‬والشّي ِخ عن تلمي ِذهِ ‪ ،‬ونوِ ذلك ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫كثْ َرةٌ ؛ لنّ ُه هُو الا ّدةُ السلوك ُة الغالبةُ ( )‬‫وف َعكْسِهِ َ‬
‫[ و ِمنْهُ‪ :‬مَنْ رَوى عَنْ أَبي ِه عَنْ جَ ّدهِ‬
‫وفائدةُ معرَِفةِ ذلك ‪ :‬التّمييزُ بيَ مراِتِبهِم ‪ ،‬وَتنْزي ُل النّاسِ منازَِلهُم ‪.‬‬
‫ف الَطيبُ ف راويةِ الباءِ عنِ البناءِ تصنيفا ‪ ،‬وأَفردَ جُزءا لطيفا ف رواي ِة الصّحابةِ عن التّابِعيَ ‪.‬‬ ‫وقد صنّ َ‬
‫و َجمَ َع الافظُ صلحُ الدّي ِن العَلئيّ – مِن التأَخّرينَ – مُجلّدا [ كبيا ] ف معرف ِة مَن روى عن أَبي ِه عن ج ّدهِ عن‬
‫ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ ( )‪ ،‬وقسّمهُ أَقساما ‪ ،‬فمنهُ ما يعو ُد الضّميُ ف قولِه ‪ (( :‬عن ج ّدهِ )) على الرّاوي‬
‫‪4‬‬
‫النبّ صلّى ا ُ‬
‫‪ ،‬ومنهُ ما يعو ُد الضّميُ في ِه على أَبي ِه ‪ ،‬وبيّن ذلك ‪ ،‬وح ّققَهُ ‪ ،‬وخرّج ف كلّ ترجةٍ حديثا مِن مرويّهِ ‪.‬‬
‫سَلتْ فيهِ الرّاويةُ عن الباءِ‬ ‫ت عليهِ تراجِ َم كثيةً جدّا ‪ ،‬وأَكثرُ ما وق َع فيهِ ما تسلْ َ‬ ‫ت كتابَه الذكورَ ‪ ،‬و ِزدْ ُ‬‫وقد لّص ُ‬
‫بأَربعةَ عشر أَبا ‪.‬‬

‫لنهم قد تقاربوا في السن واللقي للمشايخ كأصحاب ابن عباس وأصحاب الزهري ومالك ‪.‬‬
‫‪)(1‬‬
‫وهو اصطلح لهم ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫وهذا هو القاعدة والمشهور ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫مثل عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وبهز بن حكيم عن أبيه عن جده ‪ ،‬فبهز بن حكيم عن أبيه أبي بهز عن جده‬
‫‪)(4‬‬
‫أي جد بهز ‪ ،‬وعمرو بن شعيب عن أبيه أي شعيب ‪ ( ،‬عن جده ) يعني جد شعيب وليس جد عمرو ‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 54 -‬‬

‫‪)2(.‬‬ ‫وِإنْ ا ْشتَ َركَ اْثنَانِ عَ ْن َشيْخٍ( ) ‪ ،‬وَتقَ ّد َم َموْتُ َأحَ ِدهِما على الخَرِ ؛ ف ُهوَ ‪ :‬السّابِقُ واللّحِقُ‬
‫‪1‬‬

‫وأَكث ُر ما وََقفْنا عليهِ مِن ذلك ما بيَ الرّا ْويَيْنِ فيهِ ف الوفا ِة مئةٌ و َخمْسو َن سنةً ‪ ،‬وذلك َأنّ الافظَ السّلفيّ سِ َع منهُ‬
‫س مئةٍ ‪.‬‬‫س الَ ْم ِ‬‫أَبو عليّ البَرْدانّ– أَحدُ مشايِهِ – حَديثا ‪ ،‬ورواهُ عنهُ ‪ ،‬وماتَ على رأَ ِ‬
‫ت وفاتُه سنةَ خسيَ‬ ‫[ ثّ ] كانَ آ ِخرُ أَصحابِ السّلفيّ بالسّماعِ ِسبْطَهُ أَبا القاس ِم عبدَ الرحنِ بن َمكّيّ ‪ ،‬وكان ْ‬
‫ت مئةٍ ‪.‬‬‫وس ّ‬
‫ج شيئا ف التّاري ِخ وغيِه ‪ ،‬وماتَ سن َة ستّ‬ ‫ث عن تِلمي ِذهِ أَب العبّاسِ السّرّا ِ‬‫ومِن قديِ ذلك أَ ّن البُخاريّ حدّ َ‬
‫ت سنةَ ثلثٍ وتسعيَ وثلثِ‬ ‫لفّافُ ‪ ،‬وما َ‬ ‫ي ومئتيِ ‪ ،‬وآ ِخ ُر مَن حدّثَ عن السّرّاجِ بالسّماعِ أَبو الُسيِ ا َ‬ ‫وخس َ‬
‫‪3‬‬
‫مئةٍ ‪) (.‬‬
‫ي عنهُ زمانا ‪ ،‬حتّى‬ ‫ع منهُ قد يتأَخّرُ بع َد [ [ موتِ ] [ أَح ِد ] (( أخذ )) الرّاوي ِ‬ ‫وغالِبُ ما يقعُ مِن ذلك َأنّ السمو َ‬
‫ح ُو هذهِ ال ّدةِ ‪ ،‬والُ‬ ‫حصُ ُل مِن مموعِ ذلك نَ ْ‬ ‫ث ويعيشَ بعدَ السّماعِ منهُ َدهْرا طويلً ‪ ،‬في ْ‬ ‫يس َم َع منهُ بعضُ الحدا ِ‬
‫الوفّقُ‬
‫وِإنْ رَوى الرّاوي عَ ِن اْثنَيْ ِن ُمّتفِ َق ِي السْمِ ‪ ،‬أَو م َع اس ِم البِ ‪ ،‬أَو م َع اس ِم الدّ ‪ ،‬أَو م َع النّسبةِ ‪ ،‬ولَ ْم َيتَ َميّزا با‬
‫ُيصّ ُكلّ منهُما ‪ ،‬فِإ ْن كانا ثقََتيْنِ ل َيضُرّ ‪.‬‬
‫ك ما وقَعَ ف البُخاريّ مِن روايتِه عن أَح َد – غ َي مَنسوبٍ – عن [ ابنِ ] َو ْهبٍ ؛ فِإنّهُ ِإمّا أَحدُ بنُ‬ ‫ومِن ذل َ‬
‫لمٍ أَو ممّدُ‬ ‫صالٍ ‪ ،‬أَوأَحدُ ب ُن عيسى ‪ ،‬أَو ‪ :‬عن ممّ ٍد – غ َي منسوبٍ – عن أَهلِ العراقِ ؛ فِإنّهُ ِإمّا ممّدُ ب ُن َس َ‬
‫ب ُن يَحْي الذّهليّ ‪.‬‬
‫))‬
‫ح البُخاريّ‬‫وق ِد اسَت ْو َعبْتُ ذلك ف مقدّمةِ (( شر ِ‬
‫ي عنهُ ] الراوي‬ ‫ومَن أَرادَ لذلك ضابِطا كُّليّا يتا ُز بهِ أَحدُها عنِ ال َخرِ ؛ فبا ْختِصاصِهِ ؛ [ أَي [ الشيخِ الرو ّ‬
‫‪4‬‬
‫ن ا ُلهْمَلُ ‪) (.‬‬‫بأَحَ ِدهِما َيَتبَيّ ُ‬
‫‪5‬‬
‫ومت ل يَتبَيّنْ ذلك ‪ ،‬أَو كا َن مَتصّا بما معا ؛ فإشكالُه شديدٌ ‪ ،‬فيُرْ َجعُ فيهِ إِل القرائنِ ‪ ،‬والظّنّ الغالِبِ ( )‪.‬‬

‫فجر الحد ‪1417 / 6 / 1‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫وهذا اصطلح لهم ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫وهذه فوائد ليس لها أهمية من جهة الصحة إنما هي فوائد تاريخية وهذا ل يترتب عليه حكم ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫إذا اشتبها فينظر لشدة اتصاقه بالخر واجتماعه به يغلب على الظن أنه عن فلن إذا كان يتميز اتصاله بأحد التلميذين‬
‫‪)(4‬‬
‫أو الشيخين تجعله يتميز عن الخر ‪.‬‬
‫إذا كان أحدهما ثقة والخر غير ثقة واشتبه المر يكون الحديث معلول حينئذٍ فل يحتج به حتى يتميز ويتبين من هو‬
‫‪)(5‬‬
‫‪54‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 55 -‬‬

‫جحَدَ الشي ُخ مَ ْر ِويّهُ ‪.‬‬ ‫وِإنْ روى عن شيخٍ حَديثا ؛ فـ َ‬


‫فِإنْ كانَ َجزْما – كأَ ْن يقولَ ‪ :‬كذِبٌ عليّ ‪ ،‬أَو ‪ :‬ما ر َوْيتُ هذا ‪ ،‬أَو نوَ ذلك – ‪ ،‬فِإنْ وق َع منهُ ذلك ؛ ُردّ ذلك‬
‫ب واحِدٍ منهُما ‪ ،‬ل ِب َعْينِه ‪.‬‬ ‫البُ ِلكَذِ ِ‬
‫ول يكونُ ذلك قادِحا ف واح ٍد منهُما للتّعا ُرضِ( ) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ح َدهُ ا ْحتِمالً ‪ ،‬كَأنْ يَقولَ ‪ :‬ما أَذْكُ ُر هذا ‪ ،‬أَو‪ :‬ل َأعْرِفُهُ ؛ ُقبِلَ ذلك الَديثُ ف الصَحّ ؛ َلنّ ذلك‬ ‫[ َأ ْو ] كانَ جَ َ‬
‫ع َتبَعٌ للصلِ ف إِثباتِ الَديثِ ‪ [ ،‬بيثُ ] إِذا َثبَتَ أَصلُ‬ ‫حمَ ُل على نِسيانِ الشّيخِ ‪ ،‬وقيلَ ‪ :‬ل ُي ْقبَلُ ؛ لنّ الفر َ‬ ‫يُ ْ‬
‫ت روايةُ الفرعِ ‪ ،‬فكذلكَ يْنبَغي أَ ْن يكونَ فرعا عليهِ وتَبَعا لهُ ف التّحقيقِ‬ ‫الَديثِ ؛ َثَبتَ ْ‬
‫ع تقتَضي صِدْقَهُ( )‪ ،‬وعدمُ عِ ْلمِ الص ِل ل يُنافيهِ ‪ ،‬فا ُلثِْبتُ مق ّدمٌ على النّاف ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وهذا ُمتَ َع ّقبٌ بأَنّ عداَل َة الفر ِ‬
‫ع ل تُسْ َمعُ م َع القُدرةِ على شَهاد ِة الَصلِ ؛ بلفِ الرّوايةِ ‪،‬‬ ‫وَأمّا قياسُ ذلك بالشّهادةِ ؛ ففاسِدٌ ؛ لنّ شهاد َة الفر ِ‬
‫فا ْفتَرَقَا ‪.‬‬
‫سيَ )) ‪ ،‬وفيه ما يد ّل على َت ْقوَِيةِ الذهب‬ ‫ث ونَ ِ‬ ‫ع صنّفَ الدّارقطنّ [ كِتابَ ] (( مَنْ حَدّ َ‬ ‫وفيهِ ؛ أَي ‪ (( :‬و ف هذا النّو ِ‬
‫ت عليهِم ‪ ،‬ل يتذكّروها ‪ ،‬لكنّهُم – ل ْعتِمادِهم‬ ‫ض ْ‬
‫الصّحي ِح لكونِ كثيٍ مِنهُم حدّثوا بأَحاديثَ [ َأوّلً ] فلمّا عُرِ َ‬
‫سهِم ‪.‬‬‫على الرّواةِ عنهُم – صارُوا يروونَها ع ِن الّذينَ َر َووْها عنهُم عن َأْنفُ ِ‬
‫صةِ الشّاهِ ِد واليَميِ ‪.‬‬
‫ل عن أَبيهِ عن أَب هُريرةَ – مرفوعا – ف ِق ّ‬ ‫كحَديثِ ُس َهيْلِ بنِ [ أَب ] صا ٍ‬
‫ت سُهيلً ‪،‬‬ ‫قالَ عبدُ العزيزِ بنُ ممّدٍ الدّراوَردِيّ ‪ :‬حدّثن ب ِه ربيعةُ بنُ أَب عب ِد الرح ِن عن سُهيلٍ ؛ قالَ ‪ :‬فلقي ُ‬
‫فسأَلتُه عنهُ ؟ فلم َيعْرِفْهُ ‪ ،‬فقلتُ (( له ))‪ِ :‬إنّ ربيعةَ حدّثن عنكَ بكذا ‪ ،‬فكا َن ُس َهيْلٌ بعدَ ذلك يقولُ ‪ :‬حدّثن ربيعةُ‬
‫عنّي َأنّي حدّثتُه عن أَب بهِ( ) ‪ .‬ونظائِ ُرهُ كثيةٌ ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫شيخه هل هو الثقة أو الضعيف ‪.‬‬


‫إذا جحد الشيخ مرويه جازم ًا أنه ما روى هذا الحديث فل يقبل هذا الحديث لجل الشك في صحته وإن كانا ثقتين وقال‬
‫‪)(1‬‬
‫بعض أهل العلم يقبل إذا كانا ثقتين لن الشيخ قد ينسى ويجزم بعدم الرواية فإذا كانا ثقتين فالصواب أنه يقبل وإن قال‬
‫الشيخ ما حدثته لن النسان يغلب عليه النسيان ‪ ،‬أما إذا قال نسيت فل يضر الراوي الثقة ‪ ،‬فإذا روى الزهري عن سعيد‬
‫بن المسيب أو عن غيره وقال سعيد ل أذكر أني حدثت الزهري بهذا فقول الزهري مقبول والصحيح ولو جزم سعيد أنه لم‬
‫يحدثه لنه قد ينسى ‪ ،‬وهكذا اشباههم وهذا قد يقع بين التلميذ وشيخه فإذا كانا جميع ًا ثقتين فإن صرح الشيخ بالنسيان فل‬
‫يضر وإن جزم ولم يصرح بالنسيان فهذا محل البحث والظهر والقرب أنه يقبل ويحمل كلم الشيخ على النسيان ‪.‬‬
‫وهذا هو الصواب فالثقة في الفرع تمنع الشك وطبيعة ابن آدم الشك والنسيان فما دام الطالب ثقة فل يضر ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫وهذا من النصاف إذا وثق الشيخ بالتلميذ حدث عنه بذلك لن الشيخ يقع له النسيان فل يمنع من ذلك كون التلميذ ثقة‬
‫‪)(3‬‬
‫يكون شيخاً له فيقول حدثنى فلن أني حدثته بكذا كما وقع لسهيل وهذا يقع في كل وقت ‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 56 -‬‬

‫ت فلنا ‪ ،‬قالَ ‪ :‬سعتُ فُلنا ‪َ ...‬أوْ ‪:‬‬ ‫صيَغِ الَداءِ( ) ؛ [ كـ ‪ :‬سع ُ‬


‫‪1‬‬
‫وإِ ْن اتّفَقَ الرّواةُ ف إِسنا ٍد مِن السانيدِ ف ِ‬
‫ت القولّيةِ ] ؛ كـ ‪ :‬سعتُ فلنا‬ ‫حدّثنا فُلنٌ ؛ [ قالَ ‪ :‬حدّثنا فُل ٌن ] و غيِ ذلك من الصّيَغِ ‪َ ،‬أ ْو َغيْرِها مِن الال ِ‬
‫يقولُ ‪ُ :‬أ ْشهِدُ الَ لقد ح ّدثَن فلنٌ ‪ ...‬إِل ‪ ،‬أَو الفِعلّيةِ ؛ كقولِه ‪ :‬دَخَلْنا على فُلنٍ ‪ ،‬فَأ ْطعَمَنا تَمرا ‪ ...‬إِل ‪ ،‬أَو‬
‫حَيتِه ؛ قالَ ‪ [ :‬آمْنتُ ] بالقَدَرِ ‪ ...‬إل؛ فهُو ‪:‬‬ ‫القولّيةِ والفِعلّيةِ معا ؛ كقولِه ‪ :‬ح ّدثَن فل ٌن و [ هُو ] آخِ ٌذ بل ْ‬
‫ت الِسنادِ‬ ‫سلُ( ) ‪ ،‬وهو مِن صفا ِ‬
‫‪2‬‬
‫الُسَلْ َ‬
‫سَلةِ تْنتَهي فيهِ إِل سُفيانَ ب ِن عُييَنةَ‬
‫وقد يق ُع التّسلسُلُ ف معظ ِم الِسنادِ ؛ كحديثِ الُسَلْسَ ِل بالوّلّيةِ ‪ ،‬فِإنّ السّلْ ِ‬
‫سلً إِل منتهاهُ ‪ ،‬فقد َوهِمَ ‪.‬‬ ‫فقط ‪ ،‬ومَن رواهُ مُسلْ َ‬
‫‪3‬‬
‫صيَغُ الدَاءِ الشارُ إِليها على ثانِ مراتِبَ ‪) (:‬‬ ‫وِ‬
‫الول ‪ :‬سَ ِم ْعتُ وحَ ّدثَن ‪.‬‬
‫ت عليهِ ؛ وهي الرتب ُة الثّانيةُ ‪.‬‬ ‫ثّ ‪ :‬أ ْخبَرَن وق َرأْ ُ‬
‫ثّ ‪ :‬قُرِئَ عََليْهِ وأَنا َأسْمَ ُع ‪ ،‬وهي الثالثةُ ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ثّ ‪َ :‬أْنَبأَن ‪ ،‬وهي الرّابعةُ ‪) (.‬‬
‫‪5‬‬
‫ّث ‪ :‬ناوَلَن ‪ ،‬وهي الامسةُ ( )‪.‬‬
‫ثّ ‪ :‬شاَفهَن ؛ أَي ‪ :‬بالِجاز ِة ‪ ،‬وهي السّادسةُ ‪.‬‬
‫( )ثّ ‪َ :‬كتَبَ إِلّ ؛ [ أَي ] ‪ :‬بالِجازةِ ‪ ،‬وهي السّابعةُ ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫فجر الحد ‪ 1417 / 6 / 8‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫هذا بيان المسلسل فإذا اتفق الرواة في صفة قولية أو فعلية أو مشتركة بين القول والفعل فهذا يسمى المسلسل وهذه‬
‫‪)(2‬‬
‫من صفات السناد التي تقع للرواة ل يتعلق بها صحة أو ضعف ‪.‬‬
‫هذه صيغ الداء التي يتعاطاه المحدثون أولها وأصرحها حدثني وسمعت والثانية أخبرنا وحدثنا فيكون معه غيره‬
‫‪)(3‬‬
‫والثالثة قريء عليه وأنا أسمع وهذه كلها من صيغ الداء بين المحدثين ‪.‬‬
‫أنبأني بمعنى أخبرني لكنها قد يظن بعض الناس إنها إجازة فلهذا صارت أضعف وهي عند الولين بمعنى واحد أنبأني‬
‫‪)(4‬‬
‫وأخبرني فلهذا صارت أضعف ولكنها عند المتأخرين صار لهم في النباء اصطلح في الجازة وإل فالصواب أن أنبأنا من‬
‫جنس أخبرنا ‪.‬‬
‫يعني ناولني الكتاب الذي فيه الحديث ‪.‬‬
‫‪)(5‬‬
‫يعني قال له مشافهة ( حدث عني بهذا الشيء )‬
‫‪)(6‬‬
‫‪56‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 57 -‬‬

‫حتَمِلةِ للسّماعِ والِجازةِ ولِعدمِ السّماعِ أَيضا ( )‪ ،‬وهذا مثلُ ‪ :‬قالَ ‪ ،‬وذكرَ ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫حوُها مِن الصّيغِ الُ ْ‬
‫ّث ‪ :‬عَ ْن ونَ ْ‬
‫وروى ‪.‬‬
‫شيْخِ ‪.‬‬
‫فـاللّفظا ِن الوّل ِن مِن صيغِ الداءِ ‪ ،‬وهُما ‪ :‬سعتُ ‪ ،‬وحدّثن صالِحا ِن لَن سَمِ َع وَ ْح َدهُ مِن َلفْظِ ال ّ‬
‫ل الَديثِ اصطِلحا ‪) (.‬‬
‫‪2‬‬
‫ص التّحديثِ با سُمِ َع مِن لفظِ الشّي ِخ هو الشّائعُ بيَ أَه ِ‬ ‫وتَخْصي ُ‬
‫)‬
‫ق بينَهما تكلّفٌ شديدٌ ( )‪ ،‬لك ْن لّا ( صار‬
‫‪4‬‬
‫ث والِخبارِ مِن حيثُ اللّغةُ ‪ ،‬وف ادّعاءِ الفر ِ‬ ‫ي التّحدي ِ‬‫( )ول فرقَ ب َ‬‫‪3‬‬

‫ع عندَ‬ ‫ح [ ِإنّما ] شا َ‬ ‫تقرّر الصطلحُ صارَ ذلك حقيق ًة عُرفّيةً ‪ ،‬فُتقَ ّدمُ على القيقةِ اللّغويةِ ‪ ،‬معَ َأنّ هذا الصطل َ‬
‫الَشارَِق ِة ومَن تَِب َعهُم ‪ ،‬وَأمّا غالِبُ الَغا ِرَبةِ ؛ فل ْم يسَتعْمِلوا هذا الصطِلحَ ‪ ،‬بل الِخبارُ والتّحديثُ عن َدهُم بعنً‬
‫‪5‬‬
‫واحدٍ ‪) (.‬‬
‫فِإنْ جَمَعَ الرّاوي ؛ أي ‪ :‬أَتى بصيغ ِة الَمْعِ [ ف الصّيغ ِة ] الول ؛ كأَ ْن يقولَ ‪ :‬ح ّدثَنا فلنٌ ‪ ،‬أَو ‪ :‬سَ ِمعْنا فلنا‬
‫‪6‬‬
‫سمِ َع منهُ مَ َع غَيْ ِر ِه ‪ ،‬وقد تكونُ النّونُ للعظمةِ لكنْ بقّلةٍ ‪) (.‬‬ ‫يقولُ ‪ :‬؛ فـهُو دلي ٌل على َأنّه َ‬
‫وأوّلُها أَي( )‪ [ :‬صيغُ ] الراِتبِ أَصْرَحُها ؛ أَي ‪ :‬أَصرحُ صِي ِغ الَداءِ ف ساعِ قائلِها ؛ لنّها ل تتَمِ ُل الواسِطةَ ‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫ولنّ (( حدّثن )) قد يُ ْطلَقُ ف الِجازةِ تدليسا ‪.‬‬


‫وأَرَْفعُها مِقدارا ما يقعُ ف الِمْل ِء لا فيهِ مِن التثّبتِ والتحفّظِ ‪.‬‬
‫ث ‪ ،‬وهو أَخَبرَن ‪.‬‬ ‫والثّالِ ُ‬
‫والرّابِعُ ‪ ،‬وهو قرأْتُ (( عليه )) لِمَنْ َق َرَأ ِبنَفْسِهِ على الشّيخِ ‪.‬‬

‫وهذه الثامنة ( عن ) وهي أضعفها لنها تحتمل السماع وتحتمل عدم السماع فعن وقال وذكر فلن هي أدنى المراتب‬
‫‪)(1‬‬
‫لنها محتملة للسماع وعدمه ‪.‬‬
‫اشتهر عندهم إنه إذا جمع هو مع غيره حدثنا وأخبرنا ‪ ،‬وقد يقوله النسان ولو لم يكن معه أحد تسامحاً حدثنا مالك‬
‫‪)(2‬‬
‫أخبرنا أحمد وليس عنده أحد لكن الغالب أن الواحد يقول حدثني متواضعاً ‪ ،‬أخبرني لكن قد يتسامح من دون قصد التكبر‬
‫والرياء فيقول حدثنا أخبرنا فلن وهو واحد ‪.‬‬

‫بداية الشريط الخامس ‪.‬‬


‫‪)(3‬‬
‫وهذا هو الصواب فالتحديث والنباء والخبار من حيث اللغة شيء واحد‬
‫‪)(4‬‬
‫وهذا هو الصل أنهما شيء واحد إل إذا اصطلح قوم فل بأس فإذا اصطلح قوم فقالوا حدثنا بمعنى السماع وإذا قالوا‬
‫‪)(5‬‬
‫أخبرنا وأنبانا فمعناه إجازة فلهم اصطلحهم ‪.‬‬
‫لكن قد ل يكون المقصد الرياء ول التفاخر لكن قد يتسامح في العبارة فيقول حدثنا وأخبرنا وليس معه أحد ‪.‬‬
‫‪)(6‬‬
‫فجر الحد ‪ 1417 / 6 / 15‬هـ‬
‫‪)(7‬‬
‫‪57‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 58 -‬‬

‫فِإنْ جَمَ َع كَأنْ يقولَ ‪ :‬أَ ْخبَرَنا ‪ ،‬أَو ‪َ :‬ق َرأْنا عليهِ ؛ فـهو كالا ِمسِ ‪ ،‬وهو ‪ :‬قُرىءَ عليهِ وأَنا أَسعُ ‪.‬‬
‫ف مِن هذا أَ ّن التّعبيَ بـ (( قرأتُ )) لَن قرأَ خ ٌي مِن التّعب ِي بالِخبارِ ؛ لنّهُ أَفص ُح بصورةِ الالِ ‪.‬‬ ‫وعُرِ َ‬
‫تنبيهٌ ‪ :‬القراءةُ على الشّيخِ أَح ُد وجوهِ التحمّ ِل عن َد الُمهورِ ‪.‬‬
‫ي عليهِم ف ذلك ‪ ،‬حتّى بالغَ‬ ‫ك وغ ِيهِ مِن الدنيّ َ‬ ‫وأَبع َد مَن أَب ذلك مِن أَه ِل العِراقِ ‪ ،‬وقد اشتدّ إِنكا ُر الِمامِ مال ٍ‬
‫ضهُم فرجّحَها على السّماعِ مِن لفظِ الشّيخِ !‬ ‫بع ُ‬
‫ع مِن‬‫وذ َهبَ جعٌ [ جمّ ] منهُم البُخاريّ ‪ ،‬وحكاهُ ف أَوائلِ (( صحيحِهِ )) عن جاع ٍة مِن الئ ّمةِ – إِل أَنّ السّما َ‬
‫‪1‬‬
‫ح ِة وال ُقوّ ِة [ سواءً ] ‪ ،‬والُ أَعلمُ ‪) (.‬‬‫لفظِ الشّي ِخ والقرا َءةَ عليهِ يعن ف الصّ ّ‬
‫))‬
‫ف ا ُلتَأَخّرينَ ؛ فهُو للِجا َزةِ ؛ كـ (( عن‬ ‫ح التقدّميَ ب ْعنَى الِخْبارِ ؛ إِلّ ف عُرْ ِ‬‫وا ِلنْباءُ من حيثُ اللّغةُ واصطل ُ‬
‫‪2‬‬
‫ن للِجازةِ ‪) (.‬‬ ‫لنّها ف عُرفِ التأَخّري َ‬
‫ف غيِ الُعاصِرِ ؛ فِإنّها تكونُ مُرسَلةً ‪ ،‬أَو مُنق ِط َعةً ‪ ،‬فشرْطُ حْلِها [‬ ‫وعَْن َعَنةُ الُعاصِ ِر مَحْموَل ٌة عَلى السّماعِ ( )؛ بل ِ‬
‫‪3‬‬

‫على السّماعِ ] ثُبوتُ الُعاصرةِ ؛ إِ ّل مِ ْن مُدَّلسٍ ؛ فِإنّها ليستْ ممولةً على السّماعِ ‪.‬‬
‫شتَرَطُ ف حلِ عن َعَنةِ الُعاص ِر على السّماعِ ثُبوتُ لِقائِهِمَا أَيْ ‪ :‬الشيخِ والرّاوي عنهُ ‪ ،‬وَلوْ َم ّرةً واحدةً‬‫وقيلَ ‪ :‬يُ ْ‬
‫ن والبُخاريّ‬ ‫حصُلَ المنُ [ ف ] باقي العن َعَنةِ عن كونِهِ مِن الُرس ِل الف ّي ‪ ،‬وهُو الُخْتا ُر ؛ تبعا لعليّ ب ِن الَدي ّ‬ ‫ليَ ْ‬
‫‪4‬‬
‫وغيِها مِن الّنقّادِ ‪) (.‬‬

‫وهذا كله متقارب فمن أنكر أن القراءة تقتضي السماع فقد أبعد النجعة فهي صريحة في السماع ولهذا ذكر البخاري‬
‫‪)(1‬‬
‫وجماعة أنها من جنس سمعت في المعنى فحدثني وسمعت وأخبرني وقرأت كلها متقاربة في أنه سمع منه وليس هناك‬
‫شك في أنه سمع منه والكلم في هذا لمن كان ثقة يعتمد عليه إذا قال حدثنى وأخبرني أما الضعفاء والكذابون فغير‬
‫داخلون في هذا ‪.‬‬
‫النباء من جنس أخبرني عند المتقدمين ولكن للحتمال صارت بعده وإل فهي من جنس أخبرني لن أنباء أخبر وهكذا‬
‫‪)(2‬‬
‫ل لنه قال قريء عليه وأنا أسمع ولم‬
‫قريء عليه وأنا أسمع من جنس أخبرني ومن جنس قرأت عليه إل أنها دونها قلي ً‬
‫يقل قرأت عليه والمعنى متقارب في السماع‬
‫عنعنة المعاصر محمولة على السماع لنه ثقة والثقة مفروغ فيه أنه إذا قال عن فلن فل واسطة إل المدلس فل بد‬
‫‪)(3‬‬
‫من التصريح إل إذا جاء ما يدل على سماعه ‪ ،‬فإذا روى المعاصر عن معاصره فهي محمولة على السماع كما اعتمد ذلك‬
‫مسلم رحمه ال ‪ ،‬وعند البخاري وجماعة يقولون ل بد من تأكد اللقي وأن يصرح في بعض الروايات أنه لقيه وسمع منه‬
‫فتحمل بقية الروايات على هذا فإن لم يصرح فل تحمل على السماع بل هو منقطع حتى يصرح بالسماع ‪.‬‬
‫اختار هذا البخاري وعلي بن المديني وجماعة فقالوا ل بد من اللقي ولو مرة يصرح بالسماع حتى تطمئن النفوس‬
‫‪)(4‬‬
‫ويعلم أنه لقيه ولو كان معاصراً ولو كان في بلده حتى يصرح في بعض الروايات بقوله سمعت أو حدثني وهذا قول قوي‬
‫‪58‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 59 -‬‬

‫توّزا‪)1(.‬‬ ‫وَأطَْلقُوا الُشاَفهَةَ ف الِجا َزةِ ا ُلتََلفّظِ بِها‬


‫ف الُتقدّميَ‪ ،‬فِإّنهُم ِإنّما‬ ‫[ وَكذا الُكاتََبةَ ] ف الِجا َز ِة الَ ْكتُوبِ بِها‪ ،‬وهُو موجودٌ ف عِبارةِ كث ٍي مِن الُتأَخّرينَ؛ بل ِ‬
‫يُطلِقونَها فيما كَتبَ بهِ الشّيخُ مِن الديثِ إِل الطّالبِ‪ ،‬سواءٌ أَ ِذنَ لهُ ف رِوايتِه أَم ل‪ ،‬ل فيما إذا كتَبَ إِليهِ بالِجازةِ‬
‫فقطْ‪.‬‬
‫ع الِجا َزةِ ؛‬ ‫حةِ الرّوايةِ بـالُناوََلةِ ( )اقْتِرانَها بالِ ْذنِ بالرّواي ِة ‪ ،‬وهِيَ إذا َحصَ َل هذا الشّرطُ أَرْفَعُ َأنْوا ِ‬
‫‪2‬‬
‫وا ْشتَ َرطُوا ف صِ ّ‬
‫ي والتّشخيصِ ‪.‬‬ ‫لا فيها مِن التّعي ِ‬
‫ب الَصْلَ للشّي ِخ ‪ ،‬ويقولَ لهُ ف‬ ‫حضِرَ الطّاِل ُ‬ ‫وصو َرتُها ‪َ :‬أ ْن يَدْفَعَ الشّيخُ أَصلَهُ أَو ما قا َم مَقامَهُ للطّاِلبِ ‪ ،‬أَو يُ ْ‬
‫الصّورتيِ ‪ :‬هذا رِوايَت ع ْن فلنٍ فا ْر ِوهِ عنّي ‪.‬‬
‫وشَ ْرطُهُ أَيضا ‪َ :‬أنْ يُ َم ّكنَ ُه منهُ ؛ ِإمّا بالتّمليكِ ‪ ،‬وِإمّا بالعارّيةِ ‪ِ ،‬لَيْنقُلَ من ُه ‪ ،‬ويُقابِ َل عليهِ ( )‪ ،‬وإِلّ ؛ ( و ) ِإ ْن ناوَلَهُ‬
‫‪3‬‬

‫واستردّ (( منه )) ف الا ِل فل ُتتََبيّنُ [ أَرفعيّتُهُ ‪ ،‬لكنّ ] لا زياد َة مَزّيةٍ على الِجاز ِة العّيَنةِ ‪ ،‬وهيَ أَ ْن يُجي َزهُ الشّيخُ‬
‫ب معيّ ٍن ‪ ،‬وُي َعيّنَ لهُ كيفّيةَ روايتِهِ لهُ ‪.‬‬ ‫برواي ِة كتا ٍ‬
‫‪4‬‬
‫ت الُناوَلةُ عن الِذنِ ‪ ،‬ل ُي ْعَتبَ ْر با عن َد الُمهورِ ‪) (.‬‬ ‫وإِذا خََل ِ‬
‫ب مِن بلدٍ إِل بلدٍ ‪.‬‬ ‫و َجنَ َح مَنِ ا ْعَتبَرَها إِل أَ ّن مُناولَتَهُ ِإيّاهُ [ تقو ُم مقامَ إرسالِهِ إليهِ ] بالكتا ِ‬
‫حةِ الرّواي ِة بالُكاتب ِة الُجرّدةِ جاعةٌ مِن الئ ّمةِ ‪ ،‬و [ لو ] ل يقتَ ِرنْ ذلك بالِذنِ بالرّوايةِ ؛ كَأّنهُم‬ ‫وقد ذ َهبَ إِل ص ّ‬
‫اكَْت َفوْا ف ذلك بالقرينةِ ‪.‬‬

‫جيد ولكن كونه شرط محل نظر لن الثقة إذا قال ‪ :‬قال فلن عن فلن المفروض فيه أنه قاله عن سماع ‪ ،‬فما دام الحديث‬
‫عن الثقات والئمة فل يظن بهم التدليس إل بدليل ‪.‬‬
‫أطلقوا شافهني أو كتب إلي في الجازة ‪ ،‬كتب إلي تروي عني صحيح البخاري أو صحيح مسلم أو شافهه بذلك فهذه‬
‫‪)(1‬‬
‫إجازة وهذا عند المتأخرين وأما عند المتقدمين شافهته بكذا أو كتبت إليه بكذا فهو من جنس السماع لكنه اصطلح فقط ‪،‬‬
‫والمقصود من هذا كله ينبغي اعتبار اصطلح القوم فيما يعبرون عنه بالكتابة والجازة ‪.‬‬

‫فجر الحد ‪ 1417 / 6 / 22‬هـ‬


‫‪)(2‬‬
‫حتى يتمكن من روايته عنه ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫لنه قد يعطيه ول يأذن له في الرواية لنه ليس أهلً للرواية بعض الناس مغفل ل يصلح أن يؤذن له في الرواية‬
‫‪)(4‬‬
‫فيستفيد ول يروي ‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 60 -‬‬

‫ب [ مِن يدهِ ] للطّالبِ ‪ ،‬وبيَ إِرسالِهِ [ إِليهِ ] بالكتابِ مِن موضعٍ‬ ‫ي مُناولةِ الشّي ِخ الكِتا َ‬
‫و ْل يَ ْظهَرْ ل فرقٌ قويّ ب َ‬
‫‪1‬‬
‫ل منهُما عن الِذنِ ‪) ( .‬‬ ‫إِل آخَرَ ‪ ،‬إِذا خَل ك ّ‬
‫ط فلنٍ ‪ ،‬ول يسوغُ‬ ‫ف كاِتبَهُ ‪ ،‬فيقولُ ‪ :‬وجَدْتُ ب ّ‬ ‫وكَذا ا ْشتَ َرطُوا الِ ْذنَ ف الوِجَا َدةِ ‪ ،‬وهي ‪َ :‬أنْ يَجِدَ بطّ يعرِ ُ‬
‫فيهِ إِطلقُ ‪ :‬أَ ْخبَرَن ؛ بجرّدِ ذلك ‪ ،‬إِلّ ِإنْ كانَ ل ُه منهُ إِذنٌ بالرّوايةِ عنهُ ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وأَطلقَ قومٌ ذلك فغَلِطوا ‪) (.‬‬
‫خصٍ معيّ ٍن بأَصلِه أَو بأُصولِهِ ؛ فقد قا َل قو ٌم مِن‬ ‫ب ‪ ،‬وهي َأ ْن يُوصِ َي عندَ موتِه أَو سف ِرهِ لش ْ‬ ‫وَكذا الوَصِّي ُة بالكِتَا ِ‬
‫الئ ّم ِة التقدّميَ ‪ :‬يوزُ لهُ َأنْ يروِيَ تلكَ الصولَ عنهُ بجرّدِ (( هذه )) الوصّيةِ !‬
‫‪3‬‬
‫وأَب ذلك الُمهورُ ؛ إِلّ ِإنْ كانَ ل ُه منهُ إِجازةٌ ‪) (.‬‬
‫ن عن فُلنٍ ‪،‬‬ ‫ب الفُل ّ‬
‫وَكذا َشرَطوا الِ ْذنَ بالرّوايةِ ف ا ِلعْل ِم ‪ ،‬وهُو َأنْ ُيعِْلمَ الشّيخُ أَحدَ الطّلبةِ بَأنّن أَروي الكِتا َ‬
‫فِإنْ كانَ ل ُه منهُ إِجازةٌ [ اعْت َب ] ‪ ،‬وإِلّ ؛ فل ِعبْ َرةَ بذلك ؛ كالِجَا َز ِة العَا ّمةِ ف الُجازِ لهُ ‪ ،‬ل [ ف ] الُجا ِز بهِ ‪،‬‬
‫كَأنْ يقولَ ‪ :‬أَجَزْتُ ( به ) لَمي ِع الُسلميَ ‪ ،‬أَو ‪ :‬لَنْ أَ ْد َركَ حَياتِي ‪ ،‬أَو ‪ :‬لَهْ ِل الِقلي ِم الفُلنّ ‪ ،‬أَو ‪ :‬لهْلِ البَلدةِ‬
‫الفُلنيّةِ‬
‫ب النصارِ ‪.‬‬ ‫حةِ ؛ ل ُقرْ ِ‬‫وهُو أَقربُ إِل الصّ ّ‬
‫‪4‬‬
‫ن يَكونَ ُمْبهَما َأ ْو ُمهْملً ‪) (.‬‬ ‫جهُولِ ؛ كأَ ْ‬ ‫وَكذلك [ الِجازةُ ] لل َم ْ‬
‫وَكذلك الِجازةُ لل َمعْدومِ ؛ كَأنْ يَقولَ ‪ :‬أَ َجزْتُ لِمَ ْن سَيولَدُ ِلفُلنٍ‬
‫[ و[ قد ] قيل ‪ :‬إن عطفَهُ علَى مَوجودٍ ؛ صحّ ؛ كَأنْ يقولَ ‪ :‬أَ َجزْتُ لكَ ‪ ،‬ولِمَ ْن سيُولَدُ لكَ ] ‪ ،‬والقرَبُ ع َدمُ‬
‫حةِ أَيضا ‪.‬‬ ‫الص ّ‬
‫ط [ مشيئةِ ] [ الغيِ ؛ كأَ ْن يقولَ ‪ :‬أَجَزْتُ لكَ ِإنْ شاءَ فلنٌ ‪ [ ،‬أَو‬ ‫ت بشَرْ ِ‬‫وكذلك الِجازةُ لوجودٍ أَو معدومٍ عُّل َق ْ‬
‫)‬
‫ت لَن شاءَ فُلنٌ ] ‪ ،‬ل َأنْ يقولَ ‪ :‬أَجزْتُ لك إِ ْن شْئتَ ( فإن هذا توز‬ ‫‪ :‬أَجز ُ‬
‫وهذا على الصَحّ ف جَميعِ ذلكَ ‪.‬‬

‫ل فرق فل بد من الذن ‪.‬‬


‫‪)(1‬‬
‫ول شك أن هذا غلط فإذا وجد كتاباً له يعلم أنه كتابه فليس له أن يقول حدثني وسمعت وأخبرني بل يقول وجدت في‬
‫‪)(2‬‬
‫كتاب فلن كذا وكذا ‪.‬‬
‫وهذا هو الصحيح لنه قد ل يكون أهلً للرواية ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫فل بد أن يكون المجاز معلوم ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫‪60‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 61 -‬‬

‫وقد َجوّزَ الرّوايةَ بَميعِ ذلك سِوى الَجْهولِ( )– ما ل َيَتبَيّ ِن الُرا ُد منهُ – الَطيبُ‪ ،‬وحَكاهُ عن جَماعةٍ مِن مشايِهِ‬
‫‪5‬‬

‫واستَعْمَ َل الِجازةَ للمَعدو ِم مِن القُدماءِ أَبو بكرِ بنُ أَب دَاودَ ‪ ،‬و [ أَبو ] عبدِ الِ ب ُن َمنْدَه ‪.‬‬
‫واستَعْمَ َل ا ُلعَلّقةَ منهُم أَيضا أَبو بكرِ بنُ أَب َخْيثَمَة ‪.‬‬
‫لفّاظِ ف كِتابٍ‪ ،‬ورّتَبهُم على حُروف العجَ ِم ل َكثْ َرتِهم‪.‬‬ ‫وروى بالِجاز ِة العا ّمةِ جَمعٌ كَثيٌ‪ ،‬جَ َم َعهُم بعضُ ا ُ‬
‫حتِها اختِلفا‬ ‫ختَلَفٌ ف ص ّ‬ ‫صةَ العيَّن َة مُ ْ‬
‫ضيّ( )؛ لنّ الِجاز َة الا ّ‬
‫‪2‬‬
‫ح – توسّ ٌع غيُ َمرْ ِ‬ ‫وكلّ ذلك – كما قا َل اب ُن الصّل ِ‬
‫ع } بالتّفاقِ ‪،‬‬ ‫قويّا عن َد القُدماءِ ‪ ،‬وإِ ْن كانَ العملُ (( قد )) استقرّ على اعْتبارِها عندَ التأَخّرينَ ‪ ،‬ف ِهيَ دونَ السّما ِ‬
‫فكيفَ إِذا حصَ َل فيها السترسالُ الَذكورُ ؟! فِإنّها تَزدادُ ضَعفا ‪ ،‬لكنّها ف الُملةِ خ ٌي مِن إِيرا ِد الَديثِ ُمعْضلً ‪،‬‬
‫والُ (( تعال )) أَعلمُ ‪.‬‬
‫صيَغِ الداءِ ‪.‬‬
‫[ و ] إِل هُنا انْتَهى الكلمُ ف [ أَقسامِ ] ِ‬
‫صهُمْ ‪ ،‬سوا ٌء اتّفَقَ ف ذلك اثْنا ِن مِنهُم‬ ‫ثّ الرّواةُ ( )؛ ِإنِ اّتفَ َقتْ أَساؤهُ ْم وَأسْماءُ آباِئهِمْ فَصاعِدا ‪ ،‬وا ْختََل َفتْ َأشْخَا ُ‬
‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫ق وا ُل ْفتَ ِرقُ ‪) ( .‬‬
‫َأمْ أَكثرُ ‪ ،‬وكذلك إِذا اّتفَقَ اثْنانِ فصاعِدا ف الكُني ِة والنّسبةِ ؛ فهُو النّوعُ الذي يُقالُ ل ُه ‪ :‬الُّتفِ ُ‬
‫شَيةُ أَ ْن يُظَنّ الشّخصانِ شَخْصا واحِدا ‪.‬‬ ‫وفائدةُ معرَفتِه ‪ :‬خَ ْ‬
‫ت عليهِ أَشياءَ كثيةً‬ ‫صتُهُ وزِدْ ُ‬
‫ب كتابا حاِفلً ‪ .‬وقد لّ ْ‬ ‫ف في ِه الَطي ُ‬ ‫وقد صنّ َ‬
‫وهذا عَكسُ ما تق ّدمَ مِن النّوعِ السمّى با ُلهْمَلِ ؛ لنّ ُه يُخْشى منهُ أَن يُظَ ّن الواحِدُ اثَنيْنِ ‪ ،‬وهذا يُخْشى منهُ َأنْ‬
‫يُظَ ّن الثنانِ واحِدا ‪.‬‬
‫ختَِلفُ‬‫ف والُ ْ‬ ‫شكْلَ ؛ فهُو ‪:‬الُؤتَلِ ُ‬ ‫ت الَسْماءُ خَطّا وا ْختََل َفتْ نُطْقا سواءٌ كانَ مر ِج ُع الختلفِ الّنقْطَ أَم ال ّ‬ ‫وِإنِ اّت َفقَ ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫ومعرَِفتُه مِن مهمّاتِ هذا الفنّ ‪ [ ،‬حتّى ] قا َل عليّ ب ُن الَدينّ ‪ (( :‬أَش ّد التّصحيفِ ما يقعُ ف الساءِ)) ‪ ،‬وو ّجهَهُ‬
‫بعضُهم بَأنّهُ شي ٌء ل يَدْ ُخلُ ُه القياسُ ‪ ،‬ول َقبْلَ ُه شيءٌ يدلّ عليهِ ول بعدَه ‪.‬‬
‫ي ‪ ،‬لكنّه أَضافَهُ إِل كتابِ (( التّصحيفِ )) [ له ]‬ ‫ف فيهِ أَبو أَح َد العسكر ّ‬ ‫وقد صنّ َ‬

‫وهذا مثل الجازة العامة ‪.‬‬


‫‪)(5‬‬
‫هذا التوسع من باب توسيع العلم ونشره ونقله وإل فل تعتبر إجازة ولكن تفيد أن هذا الكتاب كتابه وأذن في روايته‬
‫‪)(2‬‬
‫ولكن ل يقول أجازني لنه ما أجازه ‪.‬‬

‫فجر الحد ‪1417 / 6 / 29‬هـ‬


‫‪)(3‬‬
‫فهم متفقون في السماء مفترقون في الحقائق ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫فيحتاج إلى تمييز من جهة الشيوخ ومن جهة التلميذ ومن جهة العصر فيكون للراوي بصيرة في حالهم ‪.‬‬
‫‪)(5‬‬
‫‪61‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 62 -‬‬

‫ي ‪ ،‬كتابا ف (( مُشتَبِهِ الساءِ )) ‪ ،‬وكتابا ف (( مُ ْ‬


‫شَتبِهِ النّسبةِ‬ ‫ف عب ُد الغنّ ب ُن سعيدٍ ‪ ،‬فجمَ َع فيهِ كِتاب ِ‬‫ثّ أَف َر َدهُ بالّتأْلي ِ‬
‫وجَ َمعَ شيخُهُ الدّارقطنّ [ ف ذلك ] كتابا حاِفلً ‪.‬‬
‫ثّ جَ َم َع الَطيبُ ذَيلً ‪.‬‬
‫ثّ جَمَ َع الَميعَ أَبو َنصْرِ [ بنُ ] ماكُول ف كتابِه (( الِكمالِ )) ‪.‬‬
‫وا ْستَدْ َركَ عليهِم ف كتابٍ آخَرَ جَمَ َع فيهِ أَوهامَهُ ْم وبّينَها ‪.‬‬
‫وكتابُه مِن أَجعِ ما [ جُ ِمعَ ] ف ذلك ‪ ،‬وهُو عُمدةُ كلّ مدّثٍ بعدَه ‪.‬‬
‫خمٍ ‪.‬‬ ‫وقد استَ ْد َركَ عليهِ أَبو بكرِ ب ُن نُق َطةَ ما فاتَه ‪ ،‬أو تدّدَ بعدَه ف ملّدٍ ضَ ْ‬
‫ثّ َذيّ َل علي ِه منصورُ ب ُن سَليمٍ – بفتحِ السّيِ – ف ملّدٍ لطيفٍ ‪.‬‬
‫وكذلك أَبو حامدِ اب ُن الصّابونّ ‪.‬‬
‫ف الُبايِنُ‬
‫ط والتّصحي ُ‬ ‫ضبْطِ بالقََلمِ ‪ ،‬فكَثُرَ فيهِ الغَلَ ُ‬ ‫ختَصرا جِدّا ‪ ،‬اعتَمَ َد فيهِ على ال ّ‬‫وجَ َمعَ الذهبّ ف ذلكَ [ كِتابا ] مُ ْ‬
‫ع الكِتابِ ‪.‬‬‫لوضو ِ‬
‫سيْتُهُ ((َتبْصي الُْنَتبِه بتَحرير الُشَْتبِه )) ‪ ،‬وهو ملّدٌ واحدٌ ‪،‬‬ ‫وقد يسّرَ الُ (( سبحانه )) [ تَعال ] بتوضيحِهِ ف كتابٍ ّ‬
‫ف عليهِ ‪ ،‬ولِ الم ُد على‬ ‫ت عليهِ شيئا كثيا مّا َأهْمَلَهُ ‪ ،‬أَولَ ْم َيقِ ْ‬ ‫ضّيةِ ‪ ،‬وزد ُ‬
‫ضبَطتُ ُه بالُروفِ على الطّريقةِ الَرْ ِ‬ ‫َف َ‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ت السْماءُ خطّا ونُطْقا ( )‪ ،‬وا ْختََل َفتِ البا ُء نُطْقا مع ائْتِلفِها ( ) خطّا ؛ كمحمّدِ ب ِن عَقي ٍل – بفتحِ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫وِإنِ اّت َفقَ ِ‬
‫ب ‪ ،‬وهُما مشهورانِ ‪ ،‬وطبقتُهما مُتقارِبةٌ‪،‬‬ ‫العيِ – ‪ ،‬وممّدِ ب ِن ُع َقيْلٍ – بضمّها– ‪ :‬الوّ ُل نيسابوريّ ‪ ،‬والثان فِرْيا ّ‬
‫َأوْ بال َع ْكسِ ؛ كَأنْ تَختَلِفَ السا ُء [ نُطْقا ] وت ْأتِلِفَ خطّا ‪ ،‬وتتّف َق الباءُ خطّا ونُطقا ‪ ،‬كشُريحِ ب ِن النّعمانِ ‪،‬‬
‫ي الُعجم ِة والاءِ الُهمل ِة ‪ ،‬وهو تابعيّ يروي عن عليّ [ رضيَ الُ (( تعال )) عنهُ ]‬ ‫وسُ َريْجِ ب ِن النّعمانِ ‪ ،‬الوّلُ بالشّ ِ‬
‫خ البُخاريّ ؛ فهُو النّوعُ الّذي يُقالُ ل ُه ‪ :‬الُتشابِهُ ‪.‬‬ ‫ي الُهمََل ِة والي ِم ‪ ،‬وهُو مِن شُيو ِ‬ ‫والثّان ‪ :‬بالسّ ِ‬
‫[ وكَذا ِإنْ وََقعَ ذلك [ التّفَاقُ ] ف الس ِم واس ِم البِ ‪ ،‬والختلفُ ف النّسَبةِ ‪].‬‬
‫ف في ِه الَطيبُ كتابا جَليلً سّاهُ (( تَلخيصَ الُتشابِهِ )) ‪.‬‬ ‫وقد صنّ َ‬
‫ثّ َذيّلَ [ هُو ] عليهِ أَيضا با فاته َأوّ ًل ‪ ،‬وهُو كث ُي الفائدةِ ‪.‬‬

‫فجر الحد ‪ 1417 / 7 / 6‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫وهذا التفاق والشتباه ل يضر إذا كانوا ثقات أو ضعفاء وإنما يضر إذا كان أحدهما ثقة والخر ضعيفاً ولم يتميزا فهو‬
‫‪)(2‬‬
‫الذي يحتاج إلى مزيد عناية حتى يميز هذا من هذا أما بالشيوخ أو بالتلميذ ‪.‬‬
‫‪62‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 63 -‬‬

‫وَيتَرَ ّكبُ ِمنْ ُه ومِمّا َقبْلَهُ َأنْواعٌ ‪:‬‬


‫ق أو الشتِباهُ ف الس ِم واس ِم البِ مثلً ؛ إلّ ‪ :‬ف َحرْفٍ أَو حَرَْفيْ ِن فأَكثرَ ‪ ،‬مِن أَح ِدهِما‬ ‫حصُ َل التّفا ُ‬‫مِنها ‪ :‬أَ ْن يَ ْ‬
‫أو مِنهُما ‪.‬‬
‫وهُو على قسميِ ‪:‬‬
‫ف ثابِتٌ ف الِ َهَتيْنِ‬ ‫ِإمّا َأنْ يكونَ ال ْختِلفُ بالتّغييِ ‪ ،‬معَ َأنّ عدَ َد الُرو ِ‬
‫ف بالتّغييِ م َع نُقصانِ بعضِ السا ِء عن بعضٍ ‪.‬‬ ‫َأ ْو يكونَ الختِل ُ‬
‫فمِن أَمثَِلةِ الوّلِ ‪:‬‬
‫ي]‬‫ف – ‪ ،‬وهُم جاعةٌ ؛ منهُم ‪ :‬ال َعوَق ّي – بفتحِ [ الع ِ‬ ‫ي بينَهُما أَل ٌ‬ ‫ي ] الُه َمَلةِ ونون ِ‬
‫ممّدُ ب ُن سِنان – بكس ِر [ السّ ِ‬
‫والوا ِو ثّ القافِ – شي ُخ البُخاريّ ‪.‬‬
‫وممّدُ ب ُن سيّارٍ – بفت ِح [ السّيِ ] الُهمَلةِ وتشدي ِد الياءِ التّحتانّيةِ وبعد اللف راءٌ – ‪ ،‬وهُم أيضا جاع ٌة ؛ منهُم‬
‫اليَما ِميّ شي ُخ عُمرَ بنِ يوُنسَ ‪.‬‬
‫ومنها‬
‫ممّدُ بنُ ُحَنيْ ٍن – بضمّ [ الا ِء ] (الُهمََل ِة ونونيِ ‪ ،‬الول مفتوح ٌة ‪ ،‬بينَهما ياءٌ تتانّيةٌ – تابعيّ (( و )) يروي عن ابنِ‬
‫س وغيِه ‪.‬‬ ‫عبّا ٍ‬
‫وممّدُ بنُ جُبيٍ – باليمِ ‪ ،‬بعدها [ باءٌ ] موحّدةٌ ‪ ،‬وآ ِخرُه را ٌء – ‪ ،‬وهُو ممّدُ بنُ جُبيِ ب ِن مُ ْطعِمٍ ‪ ،‬تابعيّ مشهورٌ‬
‫أَيضا ‪.‬‬
‫ومِن ذلك ‪:‬‬
‫معرّفُ ب ُن واصِلٍ ‪ :‬كوِف ّي مشهورٌ ‪.‬‬
‫ومُطَرّف ب ُن واصِلٍ – بالطّا ِء بد َل العيِ – شيخٌ آخ ُر يرويعنهُ أَبو حُذي َف َة الّنهْدِيّ ‪.‬‬
‫ومنهُ أَيضا ‪:‬‬
‫أَحدُ ب ُن الُسيِ – صا ِحبُ إِبراهيمَ ب ِن سعيدٍ _وآخرونَ ‪.‬‬
‫ي يروي عنهُ عبدُ الِ بنُ ممّدِ [ ب ِن ] البِي َكنْدِيّ‬ ‫وأَحيَدُ ب ُن الُسيِ مثلُهُ ‪ ،‬لكِنْ بد َل اليمِ يا ٌء تتانّيةٌ ‪ ،‬وهو شيخٌ بار ّ‬
‫ومِن ذلك أَيضا ‪:‬‬
‫ح ْفصُ ب ُن َميْسَ َر َة شيخٌ مشهو ٌر مِن طَب َقةِ مالكٍ ‪.‬‬
‫ف ‪ ،‬الوّلُ ‪ :‬بالاءِ ا ُلهْمََل ِة والفاءِ ‪ ،‬بعدَها صا ٌد مهْمََل ٌة ‪ ،‬والثّان ‪:‬‬ ‫و َج ْعفَرُ ب ُن َميْسَ َرةَ ؛ شيخٌ ل ُعبَيْدِ الِ بنِ مُوسى الكُو ّ‬
‫ي الُهْ َمَلةِ بعدَها فا ٌء ثّ راءٌ ‪.‬‬ ‫باليمِ و الع ِ‬
‫‪63‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 64 -‬‬

‫ومِن أَمثَل ِة الثّان ‪:‬‬


‫عبدُ الِ بنُ زيدٍ ‪ :‬جاعةٌ ‪:‬‬
‫ب الذانِ ‪ ،‬واسمُ ج ّد ِه عبدُ ربّهِ ‪.‬‬ ‫منهُم ف الصّحابةِ صا ِح ُ‬
‫وراوِي حديثِ الوُضوءِ ‪ ،‬واسمُ ج ّد ِه عاصِ ٌم ‪ ،‬وهُما (( أيضا )) أَنصاريّانِ ‪.‬‬
‫وعبدُ الِ ب ُن يَزيدَ – بزيادةِ ياءٍ ف َأوّلِ اس ِم البِ والزّايُ مكسورةٌ – وهُم أَيضا جَماعةٌ ‪:‬‬
‫[ منهُم ] ف الصّحابةِ ‪ :‬الَطْ ِم ّي ُيكْن أبا موسى ‪ ،‬وحديثُهُ ف الصّحيحيِ ‪.‬‬
‫ث عائشةَ (( رضي ال عنها )) ‪ ،‬وقد زعَ َم بعضُهم َأنّه الطْ ِميّ ‪ ،‬وفيهِ نظرٌ !‬ ‫و [ منهُم ]‪ :‬القارئُ ‪ ،‬له ذِكْرٌ ف حدي ِ‬
‫[ ومنها ‪ :‬عبد ال بن يي ‪ ،‬وهم جاعةٌ ‪] .‬‬
‫جيّ – بض ّم النّونِ وفت ِح اليمِ وتشدي ِد الياءِ – تابعيّ معروفٌ ‪ ،‬يروي عن عليّ‬ ‫[ و ] (( منها )) عبدُ الِ ب ُن نُ َ‬
‫[ رضيَ الُ (( تعال )) عنهُ ]‬
‫حصُلُ ال ْختِلفُ أَو الشتِباهُ بالتّقْد ِي والّتأْخيِ ‪ِ ،‬إمّا ف السيَ جُملةً‬ ‫ط والنّطْقِ ‪ ،‬لكنْ َي ْ‬ ‫حصُ ُل التّفاقُ ف الَ ّ‬ ‫َأوْ يَ ْ‬
‫حوَ ذلكَ ‪ ،‬كأَ ْن يقَ َع التّقديُ والّتأْخيُ ف السمِ الواحِدِ ف بعضِ حُروفِ ِه بالنّسبةِ إِل ما يشَتبِهُ بهِ ‪.‬‬ ‫أَو نَ ْ‬
‫مثالُ [ الوّ ِل ]‪ :‬السودُ بنُ يزيدَ ‪ ،‬ويزيدُ ب ُن السوَ ِد ‪ ،‬وهُو ظاهِرٌ ‪.‬‬
‫ومن ُه ‪ :‬عبدُ الِ ب ُن يَزيدَ ‪ ،‬ويزيدُ ب ُن عبدِ الِ ‪.‬‬
‫ومثا ُل الثّانِي ‪َ :‬أيّوبُ ب ُن َسيّارٍ ‪ ،‬وَأيّوبُ ب ُن يَسارٍ‬
‫ن مشهو ٌر ليسَ بالقويّ ‪ ،‬والخَرُ ‪ :‬مهولٌ ‪.‬‬ ‫الوّلُ‪ :‬م َد ّ‬

‫خاتِ َمةٌ‬
‫(‪) 1‬‬
‫طبَقاتِ الرّواةِ‪) (.‬‬
‫‪2‬‬
‫ي َمعْرَِفةُ‪َ :‬‬ ‫ومِ َن ا ُلهِمّ عندَ الحدّث َ‬
‫ي التّدليسِ ‪ ،‬والوُقوفُ على حَقيقةِ الُرا ِد مِن‬ ‫وفائدتُ ُه ‪ :‬المْنُ مِن تَداخُلِ الُشَتبِهيَ ‪ ،‬وإِمكانُ الطّلعِ على تَبي ِ‬
‫ال َعنْ َعَنةِ ‪.‬‬
‫شتَركوا ف السّنّ ولقاءِ الشايخِ‪) (.‬‬
‫‪3‬‬
‫وال ّطَب َقةُ ف اصْطِل ِحهِم‪ :‬عبارةٌ عنْ جَماعةٍ ا ْ‬

‫فجر الحد ‪ 1417 / 7 / 20‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫ل بطبقاتهم تلتبس‬
‫معرفة طبقات الرواة يعين المحدث على معرفة المنقطع والمرسل والمدلس بخلف ما إذا كان جاه ً‬
‫‪)(2‬‬
‫عليه المور ‪.‬‬
‫يعنى سنهم متقارب ووقتهم متقارب مثل كبار التابعين أوساط التابعين صغار التابعين وقد رتبهم رحمه ال في‬
‫‪)(3‬‬
‫‪64‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 65 -‬‬

‫ث ثُبوتُ صُحبتِه‬ ‫ل عنهُ ؛ فِإنّهُ مِن حي ُ‬ ‫وقد يكونُ الشّخصُ الواحِ ُد مِن طَبقََتيْ ِن باعْتِبارينِ ؛ كأََنسِ بنِ مالكٍ رضيَ ا ُ‬
‫صغَرُ الس ّن ُيعَدّ ف طََب َق ِة مَن بع َدهُم ‪.‬‬ ‫ل عليهِ وعلى وسلّ َم ُيعَدّ ف طبق ِة العشر ِة مثلً ‪ ،‬ومِن حيثُ ِ‬ ‫للنبّ صلّى ا ُ‬
‫فمَ ْن نَ َظرَ إِل الصّحاب ِة با ْعتِبا ِر الصّحَبةِ ؛ َجعَلَ الَمي َع طبقةً واحِ َدةً ؛ كما صنَعَ ابنُ ِحبّا َن وغيُه ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫جعََلهُم طَبقاتٍ ‪) (.‬‬‫سبْقِ إِل الِسلمِ أَو شُهو ِد الشاهِدِ الفاضَِلةِ َ‬ ‫ومَ ْن نَظَرَ إِليهِم باعْتبارِ قَدْرٍ زائدٍ ‪ ،‬كال ّ‬
‫جعُ ما جُ ِمعَ ف ذلك ‪.‬‬ ‫ي ‪ ،‬وكتابُه أَ َ‬ ‫وإِل ذلك َجنَحَ صا ِحبُ (( الطّبقاتِ )) أَبو عبدِ الِ ممّدُ بنُ سعدٍ البَغداد ّ‬
‫وكذلك مَن جاءَ بع َد الصّحاب ِة – وهُم التّابعونَ – مَن نَ َظرَ إِليهِم باعتبارِ الخْذِ عن بعضِ [ الصّحابةِ ] فقطْ ؛‬
‫صنَعَ ابنُ ِحبّانَ أَيضا ‪.‬‬ ‫َجعَلَ الَمي َع طبقةً واحِ َدةً كما َ‬
‫ومَ ْن نَ َظرَ إِليهِم باعتبارِ اللّقاءِ قسّ َمهُم ؛ كما فعَلَ ممّدُ بنُ سعدٍ ‪.‬‬
‫ولكلّ منهُما وجْهٌ ‪.‬‬
‫ضهِم وهُو‬ ‫وَمِن الُهمّ أَيضا معرِف ُة موالي ِدهِمْ ( )‪ ،‬ووَفَياِتهِمْ ؛ لنّ َبعْرَِفتِهما يصُلُ المْ ُن مِن َدعْوى الُدّعي للقا ِء بع ِ‬
‫‪2‬‬

‫ف َن ْفسِ الم ِر ليسَ كذلكَ ‪.‬‬


‫سيْنِ إِذا اتّفقا [ نُطْقا ] ‪ ،‬لكنْ (( قد )) ا ْفتَرَقا‬ ‫وَمِن الُهمّ أَيضا معرِف ُة بُ ْلدَانِهِ ْم وأَوطانِهم‪ ،‬وفائدتُه المنُ مِن تدا ُخلِ ال َ‬
‫سبِ‬ ‫بالنّ َ‬
‫ف عداَلتُه ‪ ،‬أَو ُيعْرَفَ‬ ‫ل ‪ ،‬وتَجْريا ‪ ،‬وجَهالةً ( )؛ لنّ الرّاويَ ِإمّا َأ ْن ُتعْرَ َ‬
‫‪3‬‬
‫وَمِن ا ُلهِمّ أَيضا معرفةُ أَحْواِلهِمْ ؛ َتعْدي ً‬
‫ف في ِه شيءٌ مِن ذلك ‪.‬‬ ‫سقُه ‪َ ،‬أوْ ل ُيعْرَ َ‬
‫فِ ْ‬
‫جرّحونَ الشّخصَ با ل يستَلْ ِزمُ ردّ‬ ‫ب الَرْحِ [ والتّعدي ِل ] لّنهُم قد يُ َ‬ ‫وَمِن أَهمّ ذلك – بع َد الطّلعِ – معرِفةُ مَراتِ ِ‬
‫حديثِه كلّهِ ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫حصَرْناها ف عَشرةٍ ‪ ،‬وتقدّم شرحُها مفصّلً ‪) (.‬‬ ‫وقد بّينّا أَسبابَ ذلك فيما مَضى ‪ ،‬و َ‬
‫ك الراتِبِ ‪.‬‬ ‫ض هُنا ذِكْرُ اللفاظِ الدّاّلةِ ف اصطِل ِحهِم على تِل َ‬ ‫والغَ َر ُ‬

‫التقريب كل عشرين سنة طبقة ‪.‬‬


‫وهذا هو الصواب أنهم طبقات تشملهم الصحبة ولكنهم طبقات فالخلفاء الربعة وبقية العشرة وأهل بدر وبيعة‬
‫‪)(1‬‬
‫الرضوان فوق غيره فهم طبقات في علمهم وفضلهم وسبقهم رضي ال عنهم ولكن يدخل كلهم في قوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ( خير الناس قرني )‬

‫فجر الحد ‪ 1417 / 7 / 27‬هـ‬


‫‪)(2‬‬
‫وهذا أهم المور لن قبول الحديث ورده ينبني على عدالة الرواة وحفظهم وثقتهم فهذا من أهم الشياء ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫في قوله ( ثم الطعن إما أن يكون لكذب الراوي ‪) ....‬‬
‫‪)(4‬‬
‫‪65‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 66 -‬‬

‫وللجَ ْرحِ مراِتبُ ‪:‬‬


‫[ و ] َأسْ َوأُها ‪ :‬الوَصْفُ با دلّ على الُباَلغَ ِة فيهِ ‪.‬‬
‫ب النّاسِ ‪ ،‬وكذا قولُهم ‪ :‬إِلي ِه الُْنتَهى ف الوضعِ ‪ ،‬أَو‪ :‬هُو ركنُ الكذبِ ‪،‬‬ ‫وأَصرحُ ذلك التّعبيُ بأَ ْفعَلَ ؛ كـ ‪ :‬أَكْذَ ِ‬
‫ونوُ ذلك ‪.‬‬
‫ع مُبالغةٍ ‪ ،‬لكنّها دونَ الّت قبلَها ‪.‬‬ ‫ثّ ‪ :‬دجّالٌ ‪ ،‬أو ‪ :‬وَضّاعٌ ‪ ،‬أو ‪ :‬كَذّابٌ ؛ لنّها وِإنْ كا َن فيها نو ُ‬
‫لفْظِ ‪َ ،‬أوْ ‪ :‬فيهِ أَدن َمقَالٍ ‪.‬‬ ‫وَأ ْسهَُلهَا؛ أَي‪ :‬اللفاظِ الدّاّلةِ على الَرْح‪ :‬قولُهم‪ :‬فُلنٌ ليّنٌ‪ ،‬أو‪ :‬سيّئ ا ِ‬
‫ح وأَسهَلِهِ مراِتبُ ل تَخْفى‬ ‫وبيَ أَسوأ الَرْ ِ‬
‫س بالقويّ‪ ،‬أَو‪:‬‬ ‫ش الغَلَطِ‪ ،‬أَو‪ُ :‬مْنكَ ُر الَديثِ‪ ،‬أَش ّد مِن قولِهم‪ :‬ضعيفٌ‪ ،‬أَو لي َ‬ ‫فقوُلهُم‪ :‬متْروكٌ‪ ،‬أَو ساقِطٌ‪ ،‬أَو‪ :‬فا ِح ُ‬
‫فيهِ مقالٌ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ب التّعديلِ ‪) (.‬‬ ‫وَمن الهمّ أَيضا معرِفةُ مراتِ ِ‬
‫وأَرَْفعُها ‪ :‬الوَصْفُ [ أَيضا ] با دلّ على الُبالغ ِة فيهِ ‪.‬‬
‫وأَصْ َرحُ ذلك ‪ :‬التّعبيُ بأَ ْفعَلَ ؛ كـ ‪َ :‬أ ْوثَقِ النّاسِ ‪ ،‬أَو ‪ :‬أَثَبتِ النّاس ‪ ،‬أَو ‪ :‬إِلي ِه الُْنتَهى ف الّتَثبّتِ‪.‬‬
‫ص َفَتيْنِ ؛ كـ ‪ :‬ثقةٌ ثقةٌ ‪ ،‬أو ‪ :‬ثبتٌ ثبتٌ ‪َ ،‬أ ْو ‪ :‬ثقةٌ‬ ‫ص َفةٍ مِن الصّفاتِ الدّاّلةِ على التّعديلِ ‪ ،‬أَو ِ‬‫ّث ما تَأَكّ َد ِب ِ‬
‫حافظٌ ‪ ،‬أَو ‪ :‬عدلٌ ضابِطٌ ‪ ،‬أو نوُ ذلك ‪.‬‬
‫وأَدْناها‪ :‬ما َأشْعَرَ بالقُرْبِ مِنْ َأسْهَ ِل التّجْرِيحِ؛ كـ ‪ :‬شيخٌ ‪ ،‬و ‪ُ :‬يرْوى حديثُه ‪ ،‬و ‪ُ :‬يعَْتبَ ُر ب ِه ‪ ،‬ونوُ ذلك ‪.‬‬
‫وبيَ ذلك مراِتبُ ل تَخْفى‬
‫وَهذهِ أَحكا ٌم تتعلّقُ بذلك ‪ ،‬ذ َك ْرتُها هُنا لتَكْ ِمَل ِة الفائدةِ ‪ ،‬فأَقولُ ‪:‬‬
‫ل ] يُز ّكيَ بجرّدِ ما يظ َهرُ [ ل ُه ] اْبتِداءً مِن غيِ‬ ‫ُتقْبَ ُل التّز ِكَيةُ مِ ْن عَارِفٍ بَأ ْسبَابِها ل مِ ْن غيِ عارِفٍ (( بأسبابا )) [ لئ ّ‬
‫مارس ٍة وا ْختِبارٍ ‪.‬‬
‫وَلوْ كانتِ التّزكيةُ صادِرةً مِن ُم َزكّ واحِ ٍد عَلى الصَحّ؛ خلفا لَن شَرَطَ َأنّها ل ُتقْبَلُ إِ ّل مِ َن اثَْنيْنِ؛ إِلْحاقا لا‬
‫‪2‬‬
‫بالشّها َدةِ ف الصحّ أَيضا !( )‬

‫فجر الحد ‪ 1417 / 10 / 9‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫تقبل التزكية من عالم عارف بأسبابها ولو من واحد إذا كان عارفاً بأسبابها من أهل العلم والثقة والمانة ‪ .‬وكلما تعدد‬
‫‪)(2‬‬
‫المزكون صارت الثقة أكثر ‪.‬‬
‫‪66‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 67 -‬‬

‫ط فيها العددُ ‪ ،‬و (( تزكية )) [ الشّهادةُ تق ُع مِن ] الشّاهِدِ‬ ‫شتَ َر ُ‬


‫لكْمِ ‪ ،‬فل يُ ْ‬‫والفَ ْرقُ بيَنهُما َأنّ التّزكية ُتنَزّلُ منَِلةَ ا ُ‬
‫))‬ ‫((‬
‫تقع عن َد الاكِمِ ‪ ،‬فا ْفتَرقا ‪) (.‬‬
‫‪1‬‬

‫ت التّزكيةُ ف الرّاوي مُسَتنِ َدةً مِن الُزكّي إِل ا ْجتِها ِدهِ‪ ،‬أَو إِل الّنقْلِ عنْ غيِه ؛‬ ‫وَلوْ قيلَ ‪ُ :‬ي َفصّلُ بيَ ما إِذا كان ِ‬
‫لكانَ ُمتّجها ‪.‬‬
‫ل ؛ [ لنّهُ حينئ ٍذ ] يكونُ بنلةِ الاكمِ ‪.‬‬ ‫شتَرَطُ (( فيه )) العددُ أَص ً‬ ‫لنّه ِإ ْن كانَ الوّلُ ‪ ،‬فل يُ ْ‬
‫شتَرَطُ العددُ (( أصلً )) (( أيضا )) ؛ لنّ أَص َل النّقلِ‬ ‫ف ‪ ،‬وَيَتبَيّنُ َأنّه – أَيضا –ل يُ ْ‬ ‫وإِ ْن كانَ الثَانَ ؛ فيُجْرى في ِه الِل ُ‬
‫ع عنهُ ‪ ،‬والُ أَعلمُ ‪) (.‬‬
‫‪2‬‬
‫ط فيهِ العددُ ‪ ،‬فكَذا ما تف ّر َ‬ ‫ل يُشْتَ َر ُ‬
‫ح مَنْ أَفْ َرطَ فيهِ ُمجَرّحٌ با‬
‫ح والّتعْديلُ إِ ّل مِن عد ٍل ُمَتيَقّظٍ ( )‪ ،‬فل [ ُي ْقبَلُ ] جَ ْر ُ‬
‫‪3‬‬
‫و [ كذا ] َيْنبَغي َأنْ ل ُي ْقبَلَ الَ ْر ُ‬
‫ث الُحَدّثِ ( )‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ل يقْتَضي َردّ حدي ِ‬
‫ق التّزكيةَ ‪) (.‬‬
‫‪5‬‬
‫كما [ ل ] ُي ْقبَلُ تز ِكَيةُ مَن أَخَذَ بجرّدِ الظّاهِرِ ‪ ،‬فأَطلَ َ‬
‫ب – وهُو مِن َأهْ ِل الستِقرا ِء التّامّ ف نَقْدِ الرّجالِ – (( لْ ْيتَمِ ِع اثْنا ِن مِن عُلما ِء هذا الشّأنِ قطّ على تَوثيقِ‬ ‫وقالَ الذّه ّ‬
‫))‬
‫ف ثِقةٍ ( )‬
‫‪6‬‬
‫ضَعيفٍ ‪ ،‬ول [ على ] تَضعي ِ‬
‫ولذا كانَ [ مذ َهبُ ] النّسائيّ َأنْ ل ُيتْ َركَ حديثُ الرّجُلِ حتّى يتَمِ َع الَمي ُع على تَرْكِهِ ( )‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫والمقصود أن التزكية للفراد تجري مجرى الحكم والخبار كالمؤذن من باب الخبر والحكم بخلف الشهادة فإنها‬
‫‪)(1‬‬
‫تتضمن الشهادة بحق لفلن أو عدم حق لفلن تؤدى عند القضاة حتى يثبت بها حق المدعي أو عدم حقه ‪ .‬فل بد فيها من‬
‫شاهدين أو شاهد يؤكد باليمين كما جاءت به السنة لنها ليست من باب الخبر المجرد بل من باب الخبر الذي يتضمن‬
‫إعطاء شخص حقاً من شخص آخر فلهذا جاءت الشريعة بالتعدد فيها لن الصل براءة الذمة من حقوق الناس وأن ما في‬
‫يد النسان هو له فاحتيط من جهة الشريعة فلم ينزع ما في يده ولم يلزم بشيء في ذمته إل بحجة قوية أقلها شاهدان ‪.‬‬
‫وهذا هو الصواب سواء كان عن اجتهاده أو عن النقل عن اجتهاده الذي يعرفه أو عن النقل عن الثقات فتقبل التزكية‬
‫‪)(2‬‬
‫ولو عن واحد ولكن إذا كانت من اثنين فأكثر كانت أطمأن لقلب المزكي وأثبت له وإل فالواحد يكفي مثل قول ابن أبي حاتم‬
‫حدثني أنه كذا وكذا ‪ ،‬وسألت أحمد فقال كذا وكذا فهي تزكية ينقلها فل بأس ‪.‬‬

‫فجر الحد ‪ 1417 / 10 / 16‬هـ‬


‫‪)(3‬‬
‫ل بد في الجرح من عارف بأسبابه وأن يكون جرح ًا مفسراً ‪ ،‬وإل فيقدم قول من وثق ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫وكذا ل تقبل التزكية من المتساهلين المتسامحين ل بد من عارف بالسباب متثبت ‪.‬‬
‫‪)(5‬‬
‫وهذا من الستقراء و الذهبي وهو إمام له كتاب الميزان فلم يجتمع اثنان على توثيق ضعيف أو تضعيف ثقة بل إذا‬
‫‪)(6‬‬
‫سبرت أقوالهم تجدها موثقة في تضعيف الضعفاء وتوثيق الثقات ‪.‬‬
‫وهذا مذهب فيه نظر ولهذا وقع في بعض الحاديث في السنن بعض التساهل ولكن الصواب أنه متى جرح جرحاً بيناً‬
‫‪)(7‬‬
‫‪67‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 68 -‬‬

‫وْليَحْذَ ِر التكلّمُ ف هذا الف ّن مِن التّساهُلِ ف الَرْحِ والتّعديلِ ‪ ،‬فِإنّهُ إِنْ عدّ َل [ أَحدا ] بغيِ تثّبتِ كا َن كالُْثِبتِ‬
‫‪1‬‬
‫كذِبٌ )) ‪) (.‬‬ ‫ُحكْما ليسَ بثابتٍ ‪ ،‬فُيخْشى عليهِ َأنْ ي ْدخُلَ ف زُمرةِ (( مَن روى حَديثا وهُو يظنّ َأنّهُ َ‬
‫ح بغ ِي تَحرّزٍ ‪ [ ،‬فِإنّه ] أَقْ َدمَ على الطّعنِ ف مُسل ٍم بَري ٍء مِن ذلك ‪ ،‬ووسَمَهُ بِميْسَ ِم سُوءٍ َيبْقى عليهِ عا ُرهُ‬ ‫وإِنْ َجرّ َ‬
‫أَبدا ‪.‬‬
‫والفةُ تدخُلُ ف هذا ‪ :‬تار ًة مِ َن الَوى والغَ َرضِ الفاسِدِ– وكلمُ التقدّميَ ساِل ٌم مِن هذا غالبا – ‪ ،‬وتارةً مِن الُخالفةِ‬
‫ف العَقائ ِد – وهُو موجو ٌد كثيا ؛ قديا وحَديثا – ‪ ،‬ول ينْبَغي إِطلقُ الَرْحِ بذلك ‪ ،‬فقد ق ّدمْنا تقيقَ الالِ ف‬
‫العم ِل بروايةِ الُبتَدِعةِ‬
‫ف بأَ ْسبَابِهِ ؛‬
‫ح ُمقَ ّد ٌم عَلى الّتعْديلِ ( )‪ ،‬وأَطلقَ ذلك جاعةٌ ( )‪ ،‬ولكنّ ملّهُ إِن صَ َد َر ُمبَيّنا مِن عَارِ ٍ‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫والَ ْر ُ‬
‫لنّه ِإ ْن كانَ غيَ مفسّرٍ ل َيقْدَحْ في َم ْن ثبََتتْ عداَلتُه ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ف بالسبابِ ل ُي ْعتَبَ ْر ب ِه أيضا ‪) (.‬‬ ‫وإِنْ ص َد َر مِن غيِ عار ٍ‬
‫ح فيهِ مُجْ َملً غ َي مبيّنِ السّببِ إِذا ص َد َر مِن عارفٍ عَلى الُخْتارِ( ) ؛ لنّهُ‬
‫‪5‬‬
‫فِإنْ خَل الَجْروحُ عَ ِن التّعديلِ ؛ ُقبِلَ الَرْ ُ‬
‫جرّحِ أَول مِن إِهالِه ‪.‬‬ ‫إِذا ْل يكُنْ فيهِ تعدي ٌل ؛ [ فهو ] ف حيّزِ الَجهولِ ‪ ،‬وإِعمالُ قو ِل الُ َ‬
‫‪6‬‬
‫ل هذا إل التوقّفِ [ فيهِ ] ( )‬ ‫ومالَ اب ُن الصّلحِ ف مث ِ‬

‫عارفاً بأسبابه قدم على التعديل من باب الحتياط والتوثق للدين ‪.‬‬
‫فل بد من التثبت في الجرح والتعديل والنصيحة ل والتجرد من الهوى ‪.‬‬
‫‪)(1‬‬
‫فجر الحد ‪ 1417 / 10 / 23‬هـ‬
‫‪)(2‬‬
‫وليس هذا بصواب على الطلق وإنما يقدم على التعديل إن صدر مبيناً من عارفٍ بأسبابه أما الجرح المجمل فل يقدم‬
‫‪)(3‬‬
‫على التعديل بل التعديل يقدم عليه ‪ ،‬أما الجرح المفسر فيقول كذاب ‪ ،‬فاسق يبين أسباب الجرح وأن يكون من إمام ثقة‬
‫عارفٍ بأسبابه يقدم على التعديل ‪.‬‬
‫فل بد أن يكون عارفٍ بأسبابه كأبي عبيد القاسم بن سلم وأبي حاتم وأبي زرعة وأحمد ومالك والشافعي والبخاري‬
‫‪)(4‬‬
‫وغيرهم ‪.‬‬
‫إذا كان الجرح في إنسان لم يوثق قُبِل مجملً فإذا كان النسان لم يوثقه أحد مطلقاً قبل فيه الجرح مطلقاً ولو لم يفسر‬
‫‪)(5‬‬
‫ويبين إذا كان من إمام عارف بأسبابه لنه ليس هناك شيء يقابله من التعديل ‪ ،‬فإذا كان هناك إنسان مجهول ثم جرح قبل‬
‫فيه الجرح ‪.‬‬
‫والصواب ما قاله المؤلف إذا خل الراوي عن التعديل قبل فيه الجرح وقيل ضعيف لنه اجتمع فيه الجهالة مع الجرح‬
‫‪)(6‬‬
‫فل يعتد بروايته ‪.‬‬
‫‪68‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 69 -‬‬

‫فص ٌل‬
‫ومِنَ ا ُلهِمّ ف هذا الفنّ معْرِفةُ ( )‪ُ :‬كنَى الُسَ ّميْنَ [ مّن اشُْتهِرَ باسِهِ ولهُ كُنيةٌ ل يُؤمَنُ َأنْ ي ْأتِيَ ف بعضِ الرّاوياتِ‬
‫‪1‬‬

‫ظنّ َأنّه آخرُ ‪) (.‬‬


‫‪2‬‬
‫ُمكَنيّا ؛ لئلّ يُ َ‬
‫))‬
‫وَمعرفةُ َأسْمَا ِء الُ َكّنيْنَ ‪ ،‬وهو عكسُ الّذي قبلَهُ (( كابن جريج‬
‫وَمعرِفةُ مَنْ اسُهُ ُكْنَيتُهُ ‪ ،‬وهُم قليلٌ ‪.‬‬
‫وَمعرِفةُ مَنْ ا ْختُلِفَ ف ُكنَْيتِهِ ‪ [ ،‬وهُم كثيٌ ]‬
‫وَمعرِفةُ مَنْ َكثَُرتْ كُناهُ ؛ كابنِ جُريجٍ ؛ لهُ كُنيتانِ ‪ [ :‬أَبو ] الولي ِد ‪ ،‬وأبو خالدٍ ‪.‬‬
‫َأوْ َكثُرتْ ُنعُوتُهُ وأَلقابُه ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ق إبراهيمَ بنِ إِسحاقَ الَدنّ أَح ِد [ أَتباعِ ] التّابِعيَ ‪) (.‬‬ ‫وَمعرِفةُ مَ ْن وافَ َقتْ ُكنَْيتُهُ اسمَ أَبيهِ ؛ كأَب إِسحا َ‬
‫وفائدةُ معرَِفتِه ‪:‬‬
‫سبَ إِل التّصحيفِ ‪ ،‬وأَ ّن الصّوابَ [ أَ ْخبَرنا] أَبو‬ ‫سبَهُ إِل أَبيهِ ‪ ،‬فقالَ ‪ :‬أَ ْخبَرنا ابنُ إِسحاقَ ‪َ ،‬فنُ ِ‬ ‫نفيُ الغَلَطِ عمّ ْن نَ َ‬
‫إِسحاقَ ‪.‬‬
‫أَو بالعَ ْكسِ ؛ كإِسحاقَ بنِ أَب إِسحاقَ السّبيعيّ ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ن [ مشهورانِ ] ( )‬ ‫ي وُأمّ َأيّوبَ ؛ صحابيّا ِ‬ ‫َأوْ وافقتْ ُكنَْيتُهُ ُكنَْيةَ َزوْ َجتِهِ ؛ كأَب َأيّوبَ النصار ّ‬
‫أَو وافقَ اسمُ شيخِه اسمَ أَبيِه ؛ كالرّبيعِ بنِ أَنسٍ عن أَنسٍ ؛ هكذا يأْت ف الرّوايات ‪ ،‬فيُظنّ َأنّه يَروي عن أَبيهِ ؛‬
‫س شيخُ الرّبيعِ والِ َدهُ ‪ ،‬بل أَبوهُ‬ ‫كما وقعَ ف (( الصّحيحِ )) ‪ :‬عن عامِرِ بنِ سعدٍ عن سعدٍ ‪ ،‬وهو أبو ُه ‪ ،‬وليسَ أَن ٌ‬
‫ب الشهو ُر ‪ ،‬وليسَ الرّبيعُ الذكو ُر مِن أَولدِه ‪) (.‬‬
‫‪5‬‬
‫ك الصّحا ّ‬ ‫ي ‪ ،‬وهُو أَنسُ بنُ مال ٍ‬ ‫ي وشيخُهُ أَنصار ّ‬ ‫بك ِر ّ‬
‫ي لكونِه تبنّاه ‪ ،‬وإِنّما هُو مِقدادُ‬ ‫سبَ إِل َغيْرِ أَبيهِ ؛ كالِقدادِ بنِ السودِ ‪ [ ،‬نُسِبَ إل السودِ ] ال ّزهْرِ ّ‬ ‫وَمعرِفةُ مَ ْن نُ ِ‬
‫ب ُن عَمْرٍو ‪.‬‬

‫فجر الحد ‪ 1417 / 10 / 30‬هـ ( بداية الشريط السادس )‬


‫‪)(1‬‬
‫وهذه كلها من مهمات السانيد ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫وهذا كثير ما يكنى الراوي بأبيه ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫يعنى كنيته وكنية زوجته واحدة ‪ ،‬هذا ل يخفى هذا أبو أيوب وهذه أم أيوب ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫وهذا مهم فينبغي للراوي أن يتبنه لهذا لنه قد يشتبه أبوه بشيخه ‪.‬‬
‫‪)(5‬‬
‫‪69‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 70 -‬‬

‫سبَ ] إِل ُأمّهِ ؛ كاب ِن عَُلّي َة ‪ ،‬هُو إِساعيلُ ب ُن إبراهيمَ ب ِن ِمقْسَمٍ ‪ ،‬أَح ُد الثّقاتِ ‪ ،‬و عَُلّي ُة اسمُ ُأمّهِ ‪ ،‬اشُتهِرَ‬ ‫َأوْ [ نُ ِ‬
‫‪6‬‬
‫ن عَُليّة ‪) (.‬‬
‫با ‪ ،‬وكا َن ل يبّ َأ ْن يُقالَ لهُ‪ :‬اب ُ‬
‫[ ولذا [ كا َن ] يَقولُ الشّافِعيّ ‪ :‬أَ ْخَبرَنا ِإسْماعِي ُل الّذي يُقالُ لَهُ ‪ :‬ابنُ عَُلّيةُ ]‬
‫سبِقُ إِل الفَهْمِ ( )؛ كالَذّا ِء ‪ ،‬ظاهِرُه َأنّه منسوبٌ إِل صناعتِها ‪ ،‬أو بيعِها ‪ ،‬وليس كذلك ‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫سبَ إِل َغيْ ِر مَا يَ ْ‬ ‫َأوْ نُ ِ‬
‫ب إليهِم ‪.‬‬ ‫وإِنا كانَ يالِسُهم ‪ ،‬فنُسِ َ‬
‫وكسُليمانَ التّيميّ ؛ ل يك ْن مِن بَن الّتيْم ‪ ،‬ولكنْ نز َل فيهِم ‪.‬‬
‫سبَ إِل ج ّد ِه ‪ ،‬فل يؤمَنُ التِباسُه بَن وافقَ اسُه [ اسَه ] ‪ ،‬واسمُ أَبيهِ اس َم ال ّد الذكورِ ‪.‬‬ ‫وكَذا مَن نُ ِ‬
‫ل عنهُ‬‫وَمعرِفةُ مَ ِن اتّفَقَ اسُهُ واسمُ أَبيهِ وجَ ّدهِ؛ كالسنِ بنِ السنِ بنِ السنِ ب ِن عليّ بنِ أَب طالبٍ [ رضيَ ا ُ‬
‫وقد [ يقعُ ] أَكث ُر مِن ذلك‪ ،‬وهُو مِن فُروعِ الُسَلْسَلِ‪.‬‬
‫وقد يّتفِقُ الس ُم واسمُ البِ مع اس ِم الَ ّد واسمِ أَبيهِ فصاعِدا؛ كأَب اليُمْ ِن الكِنْديّ‪ (( ،‬و )) هُو زيدُ بنُ السنِ بنِ‬
‫‪3‬‬
‫ن]()‬ ‫زيدِ بنِ السنِ [ بنِ زيدِ بنِ الس ِ‬
‫َأوْ اتّفَ َق اسمُ الرّاوي واسمُ شيخِ ِه و َشيْ ِخ َشيْخِ ِه فصاعِدا ؛ كعِمْرا َن عن عِمْرانَ عَن عِمْرا َن ؛ الوّل ‪ُ :‬يعْرَف بالقَصِيِ‬
‫ل عنهُ ]‬ ‫ي ‪ ،‬والثّالثُ ‪ :‬ابنُ حُصيٍ الصّحابّ [ رضيَ ا ُ‬ ‫‪ ،‬والثّان ‪ :‬أبو رَجا ٍء العُطارِد ّ‬
‫ن ‪ ،‬والثّان ‪ :‬ابنُ أَح َد الواسطيّ ‪ ،‬والثّالثُ‬ ‫وكسُليمانَ عن سُليمانَ عن سُليما َن ‪ :‬الوّلُ ‪ :‬ابنُ أحدَ ب ِن أيوبَ الطّبا ّ‬
‫‪ :‬اب ُن عبد الرحنِ الدّمشقيّ العروفُ بابنِ [ بنتِ ] شُ َرحْبيلَ ‪.‬‬
‫وقد يقعُ ذلك للرّاوي ولشيخِهِ [ معا ] كأَب العل ِء الَمْدانّ العطّا ِر الَشْهورِ بالرّوايةِ عن أَب عليّ الصبهانّ‬
‫الدّادِ ‪ ،‬وك ّل منهُما اسُه السنُ بنُ أَحدَ ب ِن الَسنِ بنِ أَحدَ (( بن السن بن أحد )) ‪ ،‬فاتّفقا ف ذلك ‪ ،‬وا ْفتَرقا ف‬
‫الكُني ِة ‪ ،‬والنّسبةِ إِل البل ِد والصّناعةِ ‪.‬‬
‫ف فيهِ أَبو موسى الَدينّ جُزءا حاِفلً ‪.‬‬ ‫و (( قد )) صنّ َ‬
‫وَمعرفةُ مَ ِن اّتفَقَ اسْ ُم َشيْخِهِ والرّاوِي َعنْهُ( ) ‪ ،‬وهو (( من )) نوعٌ لطيفٌ ‪ ،‬ل يتع ّرضْ ل ُه اب ُن الصّلحِ ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫وفائدتُه ‪ :‬رفعُ الّلْبسِ عمّن يُظنّ َأنّ في ِه تَكرارا ‪ ،‬أوانقلبا ‪.‬‬

‫ومثل عبد ال بن أم مكتوم ‪.‬‬


‫‪)(6‬‬
‫فجر الحد ‪1417 / 11 / 7‬هـ‬
‫‪)(2‬‬
‫وهذا يقع كثيرًا كل واحد يسمي على أبيه ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫فجر الحد ‪ 1417 / 11 / 14‬هـ‬
‫‪)(4‬‬
‫‪70‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 71 -‬‬

‫ي البَصريّ ‪،‬‬ ‫فمِن أَمثلتِه ‪ :‬البُخاريّ ؛ روى عَن مُسْل ٍم ‪ ،‬وروى عنهُ مُسلمٌ ‪ ،‬فشيخُهُ مسلمُ بنُ إبراهي َم الفَراهيد ّ‬
‫ب الصّحيحِ ‪.‬‬ ‫والرّاوي عنهُ مُسلمُ بنُ الجّاجِ القُشييّ صا ِح ُ‬
‫وكذا وقعَ ذلك لعبدِ بنِ حُمي ٍد أيضا ‪ :‬روى عن مُسلمِ بنِ إبراهي َم ‪ ،‬وروى عن ُه مُسلمُ بنُ الجّاجِ ف صحيحِه‬
‫حديثا بذه التّرج ِة بعينها ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬يي بنُ أَب كَثيٍ ‪ ،‬روى عن هِشامٍ ‪ ،‬وروى عن ُه هِشامٌ [ فشيخُه هشامُ ب ُن عُروةَ ‪ ،‬وهو مِن أَقرانِه ‪،‬‬
‫والرّاوي عنهُ هِشامٌ بنُ أب عبدِ الِ ال ّد ْستُواِئيّ ‪.‬‬
‫ف الصّنعانّ ‪.‬‬ ‫ومنها ‪ :‬ابنُ جُريْجٍ ‪ ،‬روى عن هشا ٍم ‪ ،‬وروى عنهُ هِشامٌ ] ‪ ،‬فالعْلى اب ُن عُروةَ ‪ ،‬والدْن ابنُ يوسُ َ‬
‫((‬
‫ومنها ‪ :‬الكمُ ب ُن ُعتَْيَبةَ ‪ ،‬روى عن ابنِ أَب ليلى ‪ ،‬و [ روى ] عنهُ ابنُ أب َليْلى ‪ ،‬فالعْلى عبدُ الرّحنِ ‪ ،‬والدْن‬
‫ممد )) ب ُن عبدِ الرّح ِن الذكورِ ‪.‬‬
‫وأَمثَلتُه كثيةٌ ‪.‬‬
‫جرّ َدةِ ‪ ،‬وقد َج َمعَها جاع ٌة مِن الئ ّمةِ ‪ :‬فمنهُم مَن جَ َمعَها بغيِ قَيدٍ ‪،‬‬ ‫وَمِن الهمّ ف هذا الفنّ َمعْرَِف ِة الَسْما ِء الُ َ‬
‫ح والتّعديلِ‬ ‫كابنِ سعدٍ ف (( الطّبقاتِ )) ‪ ،‬وابنِ أَب َخْيثَمَة ‪ ،‬والبُخاريّ ف (( تار َيْيهِما )) ‪ ،‬وابنِ أَب حاتٍ ف (( الَ ْر ِ‬
‫)) ‪.‬‬
‫ومنهُم مَن أَفر َد الثّقاتِ [ بالذّكرِ ] ؛ كالعِجِْل ّي ‪ ،‬وابنِ ِحبّا َن ‪ ،‬وابنِ شاهيَ ‪.‬‬
‫ومنهُم مَن أَفْ َردَ الَجْروحيَ ؛ كابنِ عديّ ‪ ،‬وابنِ حبّانَ أَيضا ‪.‬‬
‫ومنهُم مَ ْن تَقيّ َد بكتابٍ مَخصوصٍ ‪ :‬كـ (( رجال البُخاري )) لب نص ٍر الكَلَباذيّ ‪ ،‬و (( رجالِ مسلمٍ )) لب بكرِ‬
‫ج َويْهِ ‪ ،‬ورجالِهما معا لَب الفضلِ ب ِن طاهرٍ ‪ ،‬و (( رجالِ أب داودَ )) لب عل ّي اليّانِي ‪ ،‬وكذا (( رِجال‬ ‫ب ِن َمنْ َ‬
‫ي والنّسائيّ‬ ‫ي وأَب داو َد والتّرمذ ّ‬ ‫سّتةِ ‪ :‬الصّحيح ِ‬ ‫التّرمذيّ )) و(( رجال النّسائيّ )) لماعةٍ مِن الَغاربةِ ‪ ،‬ورجالِ ال ّ‬
‫))‬
‫ن القدِسيّ ف كتابِه (( الكمالِ )) ثّ ه ّذبَ ُه الِزّيّ ف (( تذيبِ الكَمالِ‬ ‫وابنِ ماجة ؛ لعبدِ الغ ّ‬
‫سْيتُه (( تذيب التّهذيب )) ‪ ،‬وجاءَ م َع ما اشتَمَ َل عليهِ من الزّياداتِ قدْرَ‬ ‫ت عليهِ أَشياءَ كثيةً ‪ ،‬و ّ‬ ‫صتُهُ ‪ ،‬وزد ُ‬
‫ل ْ‬‫وقد ّ‬
‫ثُُلثِ الصلِ ‪.‬‬
‫ف فيها الافظُ أَبو بكرٍ أَحدُ ب ُن هارونَ البَردييّ ‪ ،‬فذكرَ أَشياءَ‬ ‫وَمِن الُهمّ أَيضا معرِفةُ الساءِ ا ُلفْ َر َدةِ ( )‪ ،‬وقد صنّ َ‬
‫‪1‬‬

‫صغْديّ ب ُن سِنانٍ )) ‪ ،‬أَح ُد الضّعفا ِء ‪ ،‬وهو بض ّم [ الصّا ِد ] الُهملةِ ‪ ،‬وقد‬ ‫َتعَقّبوا علي ِه بعضَها ‪ ،‬مِن ذلك قولُه ‪ُ (( :‬‬
‫ي الُعجم ِة ‪ ،‬بعدها دا ٌل مُهمل ٌة ‪ ،‬ثّ ياءٌ كياءِ النّسبِ ‪ ،‬وهو اس ُم علمٍ بلفظِ‬ ‫ُتبْد ُل سينا مُهملة ‪ ،‬وسكونِ الغ ِ‬
‫ب ‪ ،‬وليسَ هُو فردا ‪.‬‬ ‫النّس ِ‬
‫فجر الحد ‪1418 / 5 / 13‬هـ‬
‫‪)(1‬‬
‫‪71‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 72 -‬‬

‫ي الّذي قبلَه فض ّعفَهُ ‪.‬‬‫ف ‪ ،‬وّثقَ ُه ابنُ مَعيٍ ‪ ،‬وف ّرقَ بينَه وب َ‬ ‫ي الكو ّ‬ ‫ح والتّعديلِ )) لبنِ أَب حاتٍ ‪ُ :‬‬
‫صغْد ّ‬ ‫ففي (( الَر ِ‬
‫صغْديّ ب ُن عبدِ الِ يروي عن قَتادةَ ‪ ،‬قال [ العُقيليّ ]‪ :‬حَديثُ ُه غيُ مفوظٍ ‪ .‬أهـ‬ ‫وف (( تاري ِخ العُقيليّ )) ‪ُ :‬‬
‫وأَظنّهُ هُو الّذي ذك َرهُ ابنُ أَب حاتٍ ‪ ،‬وأَمّا كونُ ال ُع َقيْليّ ذكرَه ف (( الضّعفاءِ )) ؛ فِإنّما [ هُو ] للحديثِ الذي‬
‫سةُ ب ُن عبدِ الرحنِ ‪ ،‬والُ أعلمُ ‪.‬‬ ‫ذ َك َرهُ ‪ ،‬وليستِ الف ُة منهُ ‪ ،‬بل ِهيَ ] مِن الرّاوي عنهُ َعْنبَ َ‬
‫ومِن ذلك ‪َ (( :‬سنْدَر ))( ) بالُهْمَل ِة والنّون ‪ ،‬بوزنِ َجعْف ٍر ‪ ،‬وهو مول ( ِزْنبَاعٍ الُذاميّ له صُحب ٌة وروايةٌ ‪ [ ،‬و ]‬
‫‪1‬‬

‫ل ‪ ،‬وهُو اسمٌ فردٌ ل يتس ّم بهِ غيُه فيما نعلمُ لكنْ ذكرَ أَبو موسى ف (( الذّيلِ )) على‬ ‫الشهورُ َأنّه ُي ْكنَى أَبا عبدِ ا ِ‬
‫ب عليهِ ذلك ؛ فِإنّه هُو الذي‬ ‫(( معرف ِة الصّحابةِ )) لب ِن منده ‪َ :‬سنْدَرٌ أَبو السودِ ‪ ،‬وروى ل ُه [ حديثا ] ‪ ،‬وُت ُعقّ َ‬
‫ذ َك َرهُ ابنُ منده ‪.‬‬
‫ث الذكورَ ممّدُ بنُ الرّبيعِ [ الِيزيّ ف (( تاري ِخ الصّحابةِ الّذين نَزلوا مِصرَ )) ف ترج ِة َسنْدَرٍ مول‬ ‫وقد ذك َر الدي َ‬
‫ِزنْباع ‪.‬‬
‫وقد حرّرتُ ذلك ف كتاب (( ف ))) الصّحابة ‪.‬‬
‫ظ الس ِم ‪ ،‬وتارةً‬ ‫وَكذا معرِفةُ ال ُكنَى الُجرّ َدةِ [ و [ الُفْ َر َدةِ وَ [ كذا مَعرَِف ُة ] اللْقابِ ( )‪ ،‬وهي تارةً تكونُ بلف ِ‬
‫‪2‬‬

‫))‬ ‫((‬ ‫))‬ ‫((‬


‫ظ الكُنيةِ ‪ ،‬و قد تق ُع نِسب ًة إل ] عا َهةٍ كالعمش أَو حِرفةٍ ‪) (.‬‬
‫‪3‬‬
‫(( تكون )) بلف ِ‬
‫وَكذا [ َمعْرَِفةُ ] النْسابِ ‪.‬‬
‫وَهي تارةً َتقَعُ إِل القَبائِلِ ( )‪ ،‬وهي ف التقدّميَ أَكث ُر بالنّسبةِ إل (( أكثر )) التأَخّرينَ ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫وَتارةً إِل الوْطانِ( ) ‪ ،‬وهذا ف التأَخّرينَ أَكثرُ (( أي )) بالنّسبةِ إِل التقدّمي ‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫ليّاطِ‬‫والنّسبةُ إِل الوطنِ أَع ّم مِن أَ ْن يكونَ بلدا ‪ ،‬أو ضياعا ‪ ،‬أو سِ َككَا ‪ ،‬أو مُجاوَ َرةً وتقع إِل الصّنائعِ كا َ‬
‫والِ َرفِ كالبَزّازِ‬
‫ق والشتباهُ ؛ كالساءِ‬ ‫ويق ُع فيها التّفا ُ‬
‫ب منها‬ ‫وقد تَق ُع النْسابُ أَلقابا ؛ كخالِدِ ب ِن مَخلَ ٍد القَطوانّ ‪ ،‬كانَ كوفيّا ‪ ،‬ويل ّقبُ بالقَطَوانّ ‪ ،‬وكان يغضَ ُ‬

‫سندر اسم فرد ل يعرف له نظير والمقصود أن على طالب العلم معرفة السماء المفردة التي لم يشارك فيها صاحبها ‪.‬‬
‫‪)(1‬‬
‫فجر الحد ‪ 1418 / 5 / 20‬هـ‬
‫‪)(2‬‬
‫كالحداد والخراز‬
‫‪)(3‬‬
‫كالقرشي والهاشمي والتميمي والتيمي ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫كالبخاري والبغدادي والمكي والمدني والدمشقي ‪.‬‬
‫‪)(5‬‬
‫‪72‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 73 -‬‬

‫(‪)6‬‬ ‫ف ظاهِرِها ]‬‫ب الّت با ِطنُها على خِل ِ‬ ‫وَمِن الُهمّ أَيضا َمعْرِفةُ أَسبابِ ذلك ؛ أي ‪ :‬اللقابِ [ والنّس ِ‬
‫[ َو ] [ كَذا ] و )) َمعْرَِفةُ الَوال مِنْ َأعْلى و [ مِ ْن ] َأ ْسفَلَ ؛ بال ّرقّ ‪ ،‬أَو بالِلْفِ أو بالِسل ِم ؛ لنّ كلّ ذلك يُطَْلقُ‬
‫ص عليهِ ‪) (.‬‬
‫‪2‬‬
‫عليهِ مول ‪ ،‬ول ُيعْرَفُ تييزُ ذلك إِ ّل بالتّنْصي ِ‬
‫ف في ِه القُدماءُ ؛ كعليّ ب ِن الَدينّ ‪.‬‬ ‫وَ (( كذا )) َمعْرَِف ُة الِ ْخ َوةِ والخَواتِ ‪ ،‬وقد صنّ َ‬
‫شيْخِ والطّاِلبِ ‪ :‬ويشتَرِكانِ ف ‪) (:‬‬
‫‪3‬‬
‫وَمِن الهمّ أَيضا َمعْرَِفةُ آدابِ ال ّ‬
‫ي الُلُق ‪.‬‬ ‫تصحي ِح النّّي ِة ‪ ،‬والتّطه ِي مِن أَعراضِ ال ّدنْيا ‪ ،‬وتَحس ِ‬
‫وينفَرِدُ الشّي ُخ بأَنْ ‪:‬‬
‫يُسمعَ إِذا احْتيجَ إِليهِ‬
‫ول يُحدّثُ ببل ٍد في ِه [ مَن هُو ] أَول منهُ ‪ ،‬بل يُرْشدُ إِليهِ ( )‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ول َيتْ ُركُ إِساعَ أَح ٍد لنّيةٍ فاسدةٍ ‪.‬‬


‫‪5‬‬
‫س بوَقارٍ ‪) (.‬‬ ‫وأَ ْن يتطهّ َر ويِْل َ‬
‫جلً ‪ ،‬ول ف الطّريقِ إِلّ ِإنِ اضطُرّ إِل ذلك ‪) (.‬‬
‫‪6‬‬
‫ث قائما ول عَ ِ‬ ‫ول ُيحَدّ ُ‬
‫ن لَ َرضٍ أَو هَ َرمٍ ‪) (.‬‬
‫‪7‬‬
‫ش َي الّت َغيّرَ أَو النّسيا َ‬
‫وَأنْ يُمْسِكَ ع ِن التّحديثِ إِذا خَ ِ‬
‫ستَم ٍل يقِظٌ ‪.‬‬‫س الِملءِ ؛ َأنْ يكونَ ل ُه مُ ْ‬ ‫جِل َ‬
‫وإِذا اتّخَ َذ مَ ْ‬
‫وينفَرِدُ الطّاِلبُ بَأنْ ‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫خ ول ُيضْجِ َرهُ ‪) (.‬‬ ‫يوقّرَ الشّي َ‬
‫ويُرشِ َد غيَهُ لِما سَ ِمعَهُ ‪.‬‬
‫وذلك من باب الفائدة والتأكد حتى تكون المعرفة والتمييز كاملة ‪.‬‬
‫‪)(6‬‬
‫وهذا من كمال المعرفة ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫فجر الحد ‪1418 / 5 / 27‬هـ‬
‫‪)(3‬‬
‫وهذا من باب النصح ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫كونه عن طهارة أفضل لنه يسمع اليات وأحاديث الرسول صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪)(5‬‬
‫حتى ل يغلط فهذا أضبط وأسلم من الخطأ فإذا دعت الحاجة إلى ذلك وهو قائم أو وهو ماشي فل حرج ‪ .‬فالنبي صلى‬
‫‪)(6‬‬
‫ال عليه وسلم حدث وهو ماشي ‪.‬‬
‫حتى ل يقول على ال وعلى رسوله بغير علم‬
‫‪)(7‬‬
‫يوقره بالكلمات الطيبة ول يضجره بالسئلة الكثيرة وغيرها ويتحرى السئلة المناسبة والكلم الطيب مع استاذه حتى‬
‫‪)(8‬‬
‫ينشرح صدر الستاذ لتعليمه وتوجيهه ‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 74 -‬‬

‫‪) 1(.‬‬ ‫ع الستفا َد َة لَياءٍ أَو تكبّرٍ‬ ‫ول يَ َد َ‬


‫‪2‬‬
‫سعَهُ تامّا ‪) (.‬‬
‫ويكُتبَ ما ِ‬
‫ويعَتنِ َي بالتّقيي ِد والضّبطِ ‪.‬‬
‫ويُذاكِرَ بحفوظِ ِه ليَ ْرسَخَ ف ذ ْهنِه ‪.‬‬
‫وَمِن اله ّم [ أَيضا ]( ) معرِفةُ سِ ّن التّحَمّ ِل والداءِ( )‪ ،‬والص ّح اعتبارُ س ّن التّحمّ ِل بالتّمييزِ ‪ ،‬هذا ف السّماعِ ‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫ي بإِحضا ِرهِ ُم الطفالَ (( ف )) ماِلسَ الَديثِ‪ ،‬ويكتُبونَ لُم َأنّهم َحضَروا‪.‬‬ ‫ت عادةُ الحدّث َ‬
‫وقد جَرَ ْ‬
‫))‬ ‫((‬
‫ولبدّ لم ف مثلِ ذلك مِن إِجازةِ الُسْ ِمعِ ‪) (.‬‬
‫‪5‬‬

‫والصحّ ف سنّ الطّالبِ بنفسِه أَ ْن يتَأهّلَ لذلك‪.‬‬


‫ل الكافِرِ أَيضا إِذا أَدّاهُ بعدَ إِسلمِه ‪) (.‬‬
‫‪6‬‬
‫وَيصِحّ تمّ ُ‬
‫ت عداَلتِه ‪.‬‬
‫وكذا الفاسِ ِق مِن بابِ َأوْل إِذا أَدّاهُ بع َد توبتِه وثُبو ِ‬
‫ج والتَأهّلِ لذلك‪) (.‬‬
‫‪7‬‬
‫وَأمّا الداءُ؛ فقد تق ّدمَ أَنّه ل اختصاصَ له بزَم ٍن مُعيّنٍ‪ ،‬بل يُقيّدُ بالحتيا ِ‬
‫ف الشخاصِ ‪.‬‬ ‫ختَلِفٌ با ْختِل ِ‬ ‫وهُو مُ ْ‬
‫خلّدٍ ‪ :‬إِذا [ بلَ َغ ] الَمسيَ ‪ ،‬ول ُينْكَ ُر عندَ الربعيَ ‪) (.‬‬
‫‪8‬‬
‫وقا َل ابنُ ُ‬

‫في الحديث ( ل ينال العلم مستحي ول متكبر ) ‪.‬‬


‫‪)(1‬‬
‫فل يخل بشيء لنه قد يخل بشيء يخل بالحديث ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫فجر الحد ‪ 1418 / 6 / 4‬هـ‬
‫‪)(3‬‬
‫وأرجح ما قيل في هذا أنه يصح سماع الصبي إذا كان مميزاً ضابطاً ‪ ،‬قال بعضهم ولو كان ابن أربع سنين أو خمس‬
‫‪)(4‬‬
‫سنين المهم أن يكون ضابطاً لما سمع وحدث به بعد كبره كما حدث ابن الزبير وابن عباس وجماعة من صغار الصحابة‬
‫واحتج العلماء بحديثهم لنهم سمعوه وهم صغار وأدوه وهم ضابطون لحديثهم ‪.‬‬
‫يعني أن يأذن له أن يحدث عنه ‪.‬‬
‫‪)(5‬‬
‫مثل جبير بن مطعم وغيره سمعوا من النبي صلى ال عليه وسلم أحاديث وحدث بها بعد إسلمه ‪.‬‬
‫‪)(6‬‬
‫الداء ل زمن له معين بل حسب الحاجة فإذا رأى الحاجة أدى وإذا لم ير حاجة وهناك من يؤدي عنه فالحمد ل ‪،‬‬
‫‪)(7‬‬
‫فيؤدي عند الحاجة إليه فإذا كان في مكان قد أدى عنه غيره فل يجب عليه ولكن إذا أدى زيادة فهو من باب الفضل‬
‫والخير ومن باب التعاون على الخير ‪.‬‬
‫وهذا ليس عليه دليل بل يؤدي عند الحاجة إليه ولو ابن عشرين ولو ابن ثلثين فيؤدي عند الحاجة إليه والصحابة‬
‫‪)(8‬‬
‫أدوا وهم صغار فابن عباس وابن الزبير أدوا وهم شباب ‪ .‬المهم ضبط الرواية والحاديث وثقة الراوي فلو حدث وهو ثقة‬
‫ولو أنه شاب فليس بلزم أن يكون ابن اربعين أو خمسين ‪.‬‬
‫‪74‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 75 -‬‬

‫وتُ ُع ّقبَ (( عليه )) بَن حدّثَ قبلَها ؛ كمالكٍ ‪.‬‬


‫شكُ َل الُشْكِ َل [ منهُ ] و َيْنقُطَهُ ‪ ،‬ويكتُبَ‬ ‫ص َفةِ كِتاَب ِة الَديثِ ( )‪ ،‬وهو أَ ْن يكُتبَ ُه مُبيّنا مفسّرا ويَ ْ‬
‫‪1‬‬
‫وَمِن الهمّ معرَفةُ ِ‬
‫السّاقِطَ ف [ الاشيةِ ] اليُمن ‪ ،‬ما دامَ ف السّط ِر بقّيةٌ ‪ ،‬وإِلّ ففي اليُسرى ( )‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وَصفةِ عَرْضِهِ ‪ ،‬وهُو مُقابَلتُهُ معَ الشّي ِخ الُسمِع ( )‪ ،‬أَو م َع ثقةٍ غيِه ‪ ،‬أَو معَ نفسِه شيئا فشيئا ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫))‬
‫(( وَصف ِة سَمَاعِهِ( ) بأن ل يتشاغلُ با يلُ به من نس ٍخ أو حديثٍ أو نعاسٍ‬
‫‪4‬‬

‫وَصفةِ ِإسْمَاعِهِ كذلك ‪ ،‬وأَنْ يكونَ (( الذي )) ذلك مِن أَصلِ ِه الّذي سِ َع فيهِ [ كِتابَهُ ] ‪ ،‬أَو مِن ف ْرعٍ قُوبِلَ على‬
‫جبُ ْر ُه بالِجاز ِة لا خالَفَ ِإنْ خالَفَ ‪.‬‬ ‫أَصلِه ‪ ،‬فِإنْ تعذّرَ ؛ فليَ ْ‬
‫س عندَه ‪ ،‬ويكونُ‬ ‫حصّلُ ف الرّحل ِة ما لي َ‬ ‫ث َيْبتَدِئُ بديثِ أَهلِ بلد ِه فيست ْو ِعبُهُ ‪ ،‬ثّ يرح ُل فيُ َ‬
‫وَصفةِ الرّحْل ِة فيهِ ‪ ،‬حي ُ‬
‫اعتناؤهُ [ ف أَسفا ِر ِه ] بتكثيِ الَسموعِ أَول مِن اعتنائِ ِه بتكثيِ الشّيوخِ ‪.‬‬
‫صنِيفِهِ وذلك ِإمّا على الساني ِد ‪ ،‬بأَنْ يْمَ َع مسنَدَ كلّ صحابّ على حِ َدةٍ ‪ ،‬فِإنْ شاءَ رّتبَ ُه على سواِب ِقهِم ‪،‬‬ ‫وَصفة َت ْ‬
‫ل تناوُلً ‪) (.‬‬
‫‪5‬‬
‫ج ِم ‪ ،‬وهو أَسهَ ُ‬
‫ف الُعْ َ‬ ‫وإِنْ شاءَ رّتبَهُ على حُرو ِ‬
‫َأوْ تصنيفِه على ا َلبْوابِ الفِقهّيةِ ( )أَو غيِها ‪ ،‬بَأنْ يَجمَعَ ف ك ّل بابٍ ما ورَدَ فيهِ مّا يدلّ على حُكمِه ِإثْباتا أَو نفيا‬
‫‪6‬‬

‫‪ ،‬والوْل َأنْ يقَتصِرَ على ما صحّ أَو حَسُنَ ( )‪ ،‬فِإنْ جَمَعَ الَميعَ َف ْلُيبَيّنْ عّل َة الضّعْفِ‬
‫‪7‬‬

‫ف َنقََلتِه ‪ ،‬والحْسَنُ َأنْ يرّتبَها على البوابِ ليسهُلَ‬ ‫ت وطُرُقَ ُه ‪ ،‬وبيانَ اختل ِ‬ ‫َأوْ تصنيفِه على العَِللِ ( )‪ ،‬فيذ ُكرُ ال َ‬
‫‪8‬‬

‫تناوُلُها ‪.‬‬

‫فجر الحد ‪ 1418 / 6 / 11‬هـ‬


‫‪)(1‬‬
‫وهذا حسب اصطلحهم والمهم هو ضبط الحديث ‪.‬‬
‫‪)(2‬‬
‫وهذا مهم والمقابلة مع الشيخ أضبط ومع غيره ل بأس ولكن مع شيخه أضبط حتى ل ينس شيئاً ‪.‬‬
‫‪)(3‬‬
‫هل قال حدثنا ‪ ،‬هل قال ‪ :‬كتب إلي فلن حتى يكون أكمل في الرواية ‪.‬‬
‫‪)(4‬‬
‫وهذا حسب التيسير مثل ما فعل أحمد جمع أحاديثهم على اسمائهم ولم يرتبها على البواب وهكذا أبو داود‬
‫‪)(5‬‬
‫الطيالسي ‪،‬وهو مخير إن شاء رتبهم على سبقهم في السلم مثل ما بدأ أحمد بالخلفاء الراشدين وإن شاء رتبهم على‬
‫حروف المعجم ‪.‬‬
‫كما فعل الكثرون ‪.‬‬
‫‪)(6‬‬
‫وهذا هو الذي ينبغي وفي جمع الصحيح والحسن كفاية وإن أراد جمع معها الضعيف فليميز الصحيح والحسن‬
‫‪)(7‬‬
‫والضعيف ‪.‬‬
‫فجر الحد ‪ 1418 / 6 / 18‬هـ‬
‫‪)(8‬‬
‫‪75‬‬ ‫()‬
‫إعداد ‪ :‬علي بن حسين بن أحمد‬ ‫التعليقات البازية على نزهة النظر‬
‫فقيهي ‪- 76 -‬‬

‫‪)9(.‬‬ ‫ف الديثِ الدّالّ على بقّيتِه‬ ‫َأوْ ي َمعُهُ على الطْرافِ ‪ ،‬فيذ ُكرُ طرَ َ‬
‫ب مصوصةٍ ‪.‬‬ ‫ويْمَعُ أَسانيدَه ‪ِ :‬إمّا مستوعِبا ‪ ،‬وِإمّا متقيّدا ب ُكتُ ٍ‬
‫‪2‬‬
‫ب الَديثِ ‪) (:‬‬ ‫وَمِن ا ُلهِمِ َمعْرَِف ُة َسبَ ِ‬
‫ص العُكْبيّ ‪.‬‬ ‫خ القَاضي أَب َيعْلى [ ب ِن ] الفَرّاءِ [ النبليّ ] ‪ ،‬وهو أبو حف ٍ‬ ‫ض شُيو ِ‬
‫ف في ِه َبعْ ُ‬
‫صنّ َ‬
‫وقَدْ َ‬
‫وقد ذ َكرَ الشيخُ تقيّ الدّينِ بنُ دَقي ِق العي ِد [ َأنّ ] بعضَ أَهلِ عصرِه شرعَ ف َجمْعِ ذلك ‪ ،‬فكَأنّهُ ما رأى تصنيفَ‬
‫ال ُعكْبيّ الذكور ‪.‬‬
‫ب هذهِ النْواعِ على ما َأشَرْنا إِلي ِه غَالِبا ‪.‬‬ ‫وصنّفوا ف غال ِ‬
‫سَت ْغنَِيةٌ ع ِن التّمْثيلِ ‪.‬‬
‫حضٌ ‪ ،‬ظاهِ َر ُة التّعْريفِ ‪ ،‬مُ ْ‬ ‫وهِيَ ؛ أي ‪ :‬هذهِ النواعُ الَذكورةُ ف هذهِ الاتةِ َنقْلٌ َم ْ‬
‫ل الوُقوفُ على حقائقِها ‪) (.‬‬
‫‪3‬‬
‫حصُ َ‬ ‫[ و َحصْرُها ُمَتعَسّرٌ ] ؛ ف ْلتُراجَعْ لَها َمبْسوطاتُها ؛ ِليَ ْ‬
‫والُ ا ُلوَفّ ُق والَادي (( إل الصواب ‪ ،‬و )) ل إِلَهَ إِ ّل هُو ‪ (( ،‬ممد رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وأصحابه‬
‫ل ونِعمَ الوَكيلُ ]‬ ‫ت وإِليهِ أُنيبُ ‪ [( ،‬وحسبُنا ا ُ‬ ‫وسلم تسليما و )) عليهِ توكّ ْل ُ‬
‫‪4‬‬
‫[ وصلّى الُ على سيّدنا ممّ ٍد و (( على )) آلهِ وصحبهِ وسلّمَ ( ) ‪.‬‬

‫كما فعل جماعة كابن كثير وغيره ‪.‬‬


‫‪)(9‬‬
‫فيه فائدة كبيرة فإن السبب يوضح المعنى وإن كان العبرة بعموم اللفظ ل بخصوص السبب ولكن السبب يفيد في‬
‫‪)(2‬‬
‫وضوح المعنى ‪.‬‬
‫إنما أراد المصنف الشارة لما ذكره أهل العلم من هذه الشياء ومن أراد البسط فليراجعها إلى مضانها وأصولها‬
‫‪)(3‬‬
‫والمقصود بيان القواعد في هذا ‪.‬‬
‫رحمه ال وغفر ال لنا وله ‪ ،‬النخبة كتاب جيد مفيد على اختصارها مفيدة ‪ ( .‬نهاية الشريط السادس )‬
‫‪)(4‬‬
‫‪76‬‬ ‫()‬

You might also like