Professional Documents
Culture Documents
التعليقات البازية على نزهة النظر شرح نخبة الفكر - الشيخ عبد العزيز بن باز
التعليقات البازية على نزهة النظر شرح نخبة الفكر - الشيخ عبد العزيز بن باز
))
(( وصلى ال على سيدنا ممد وعلى آله وصحبه وسلم
))
(( وما توفيقي إل بال
المدُ لِ الذي لَ ْم يَ َز ْل عَليما قديرا حيّا قيّوما (( مريدا )) سَميعا بَصيا ،وأَشهدُ َأنْ ل إِله إِل الُ وح َدهُ ل شريكَ
لهُ ،وأُكبّرُه تَكبيا .
حبِهِ وسَلّ َم تَسْليما
صْ حمّدٍ الذي أَ ْرسَلَهُ إِل النّاسِ كاف ًة بَشيا ونَذيرا ،وعلى آلِ ممدٍ و َ ل عَلى سَيدِنا مُ َ
وصلّى ا ُ
كثيا .
ت للئمةِ ف القديِ (( والَديثِ )) : َأمّا َبعْدُ :فِإ ّن التّصانيفَ ف اصْطِلحِ (( أَه ِل الَديثِ )) قَدْ َكثُرَ ْ
سَت ْوعِبْ .صنّفَ ف ذلك القاضي أبو ممّدٍ الرّا َمهُ ْرمُزِيّ ف كتابه (( الحدّث الفاصل )) ،لكنّه ل يَ ْ فَمِن َأوّ ِل مَن َ
ي ،لكنّه ل ُيهَذّبْ ول يُ َرّتبْ . ل الّنيْسَابور ّ
والاكِ ُم أبو عبدِ ا ِ
خرَجا )) ،وأَبقى أَشياءَ لل ُمَت َعقّبِ . وتله أَبو ُن َعيْم الصبهانِيّ ،فعَمِل على كتابهِ (( مُ ْ
ستَ ْ
ي ،فصنّفَ ف قوانيِ الرواي ِة كتابا سّاه (( الكفايةَ )) ،وف آدابِها كتابا ب أبو بك ٍر الَبغْدَاد ّ ثّ جاءَ بعدَهم الطي ُ
شيْخِ والسّامِع )) . سّاه (( الامعَ لدابِ ال ّ
ف فيهِ كتابا ُمفْرَدا ( ) ،فكانَ كما قال الَافظُ أبو بكرِ ب ُن ُنقْ َطةَ :ك ّل مَن
2
صنّ َ وقلّ ف ّن مِن فُنو ِن الَديثِ إِلّ وقد َ
3
كُتبِهِ ) ( .
ب عِيالٌ على ُ حدّثيَ بع َد الَطي ِ ف عَلِمَ َأنّ ال َ
َأنْصَ َ
ثّ جا َء [ بع َدهُم ] [ بعضُ ] مَن َتأَخّرَ ع ِن الطيبِ فأَ َخ َذ مِن هذا العل ِم بنَصيبٍ :
ض كتابا لطيفا سّا ُه الِلْماع (( ف كتاب الساع )) . فجمَع القاضي عِيا ٌ
حدّثَ َجهْلُه )) . وأبو ح ْفصٍ ا َليّانِجيّ جُزءا سّاه (( ما ل يَسَعُ الُ َ
ت ليتيسّ َر ف ْهمُها . ت وبُسِ َطتْ ليتوفّ َر عِلْمُها ،وا ْخُتصِرَ ْف الّت اشُتهِرَ ْ وأَمثالُ ذَلك مِ َن التّصاني ِ
شهْرَزُوريّ – نزيلُ دمشقَ – ، إِل َأنْ جا َء الافِظُ الفقيهُ تقيّ الدّينِ أَبو عَ ْمرٍو ُعثْمانُ ب ُن الصّلحِ عب ِد الرحنِ ال ّ
ب فنونَهُ ،وأَمل ُه شيئا بع َد شيءٍ ، س الديثِ بالد َر َس ِة الشرفّي ِة – كتابَه الَشهورَ ،فهَذّ َ جمَ َع ] -لا وَلِيَ تدري َ [ف َ
ف الَطيبِ الُتفرّقةِ ( ،فجمَ َع شَتاتَ ) مقاصِدِها ، حصُلْ ترتيبُهُ على الوض ِع الُنا ِسبِ ،واعتن بتصاني ِ فلهذا ْل يَ ْ
سيْ ِرهِس عليهِ وساروا ب َ خبَ فوائِدِها ،فاجتَمَعَ ف كتابِه ما تف ّرقَ ف غيهِ ،فلهذا َعكَفَ النّا ُ وضمّ إِليها مِن َغيْرِها ُن َ
،فل يُحْصى كم ناظِ ٍم [ له ] ومُخَتصِر ،ومستَ ْد ِركٍ [ عليهِ ] و ُم ْقَتصِر ،ومُعا ِرضٍ ل ُه و ُمْنتَصِر !
خَب َة ال ِفكَر ف ُمصْطَلحِ سْيتُها (( نُ ْ
خصْتُهُ ف أوراقٍ لطيفةٍ ّ خصَ لهُ ا ُلهِ ّم مِنْ ذَلكَ فل ّ فسأَلَن َب ْعضُ الِخوانِ َأنْ أُلَ ِ
جتُهُ ،مع ما ض َم ْمتُه إِلي ِه مِن شوارِدِ الفرائِدِ وزَوائ ِد الفوائدِ . [ أَه ِل ] الثَر )) على ترتيبٍ اْبَتكَ ْرتُهُ ،وسبيلٍ اْنَتهَ ْ
ف َرغِبَ إِلّ [ جاعةٌ ] ثانيا َأنْ أَض َع عَليها شرحا يُلّ رموزَها ،ويفت ُح كنوزَها ،ويوضِ ُح ما َخ ِفيَ على الُْبتَدئ من
ذلك ،فأَ َجْبتُه إِل سُؤالِهِ ؛ رجا َء الندِراجِ ف تلكَ السالِكِ .
ح والتّوجيهِ ،ونّب ْهتُ عَلى خَبايا زواياها ؛ لنّ صا ِحبَ الَبيْتِ أَ ْدرَى بِما في ِه ،وظَهَرَ فبالغتُ ف شَرْحِها ف الِيضا ِ
ت هذهِ الطّري َق َة القَليلةَ السالِكِ. ل َأنّ إِيرا َدهُ على صُور ِة البَسْطِ أليقُ ،و َد ْمجَها ضِمْ َن تَوضيحِها َأوْفَقُ ،فسل ْك ُ
ل ] التّوفي َق فيما هُنالِك : ( )[ فأقو ُل ] طالِِبا مِن [ ا ِ 1
الَبَرُ (( قسم من أقسام الكلم يأت ف تعريفه ما يعرف به الكلم (( ث يرج من أقسام الكلم لنه متمل للصدق
والكذب )) و [ هو ] عن َد عُلَما ِء [ هذا ] الفنّ مرادفٌ للحَديثِ .
لبَرُ ما جا َء عن غيِره ،ومِنْ ثَمّ قيلَ ل علي ِه [ وعلى آلهِ ] وسلّ َم ،وا َ وقيلَ :الَديثُ :ما جا َء عَ ِن النّبّ صلّى ا ُ
سّن ِة النبوّي ِة :الُحَدّثَ ) (.
2
لَن يشتغ ُل بالتّواري ِخ وما شاكَلَها :الخبارِيّ ،ولن يشتغلُ بال ّ
ص مُطْلقٌ ،فكلّ حَديثٍ خبٌ من غيِ َع ْكسٍ . وقيل :بيْنهما عُمومٌ وخُصو ٌ
ت هنا بالبَ ِر ليكونَ أش َل ،فهو باعتبارِ وصولِهِ إِلينا ِإمّا َأنْ َيكُونَ لَ ُه طُ ُرقٌ ؛ أي [ :أساني ُد ] كثيةٌ ؛ لنّ وعبّرْ ُ
جمَعُ على ُفعُ ٍل – بضمّتيِ – ،وف القّل ِة على أَ ْفعَِلةٍ . طُرُقا جعُ طريقٍ ،وفعيلٌ ف الكثرةِ يُ ْ
)) ((
3
ق الساني ُد ،والِسنادُ حكايةُ عن طريقِ ا َلتْنِ ) (. والرادُ بالطّ ُر ِ
فجر الحد 1415 / 6 / 24هــ
)(1
القرب أن الحديث مختص بحديث النبي صلى ال عليه وسلم والخبر أعم من ذلك وأوسع .
)(2
السند للرجال والسناد حكاية طريق المتن مثل ( حدثنا ،أخبرنا ) وقد يطلق السناد على السند فيقال سنده جيد أو
)(3
3 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 4 -
ت اسْتَ ْل َز َمتْ حُصولَ العِلْمِ ،وهُو كذلك ف الغاِلبِ (( ،و )) لكنْ قد وقد يُقالُ )ِ :إنّ الشّروطَ الربعةَ إِذا َحصََل ْ
ض لانعٍ . َتتَخَلّفُ ع ِن الَبعْ ِ
(( كأن تصل الفادة ول يصل العلم كما إذا أخب من ل يعتقد ذلك الب حصلت الفادة ول يصل العلم )).
ف الُتواتِرِ . ضحَ بذا (( التقرير )) َتعْري ُ وقد وَ َ
ق الثنيْنِ ؛ أي :بثلثةٍ وخِلفُهُ ق ْد يَ ِر ُد بل َحصْ ٍر [ أَيضا ،لكنْ مع َفقْ ِد بعضِ الشّروطِ ،أَو مَعَ َحصْ ٍر بِما َف ْو َ
ط ،أو بواحِ ٍد [ فقَطْ ]. ط الُتواتِ ِر ،أو بِهما ؛ أي :باثَْنيْنِ فق ْ جمَ ْع شُرو َ فصاعِدا ما ْل يَ ْ
والرا ُد بقولِنا َ (( :أ ْن يَر َد باْثَنيْنِ )) :أ ْن ل يَرِ َد بأَق ّل ِمْنهُما ،فِإنْ وَرَ َد بأَكْثَرَ ف بعضِ الَواضِعِ مِن السّنَ ِد الواحِدِ ل
َيضُرّ ،إذ القلّ ف هذا [ العِلْ ِم ] َيقْضي على ال ْكثَرِ.
((
ي على ما يأْت تقريرُه ،بِشروطِهِ [ ج النّظر ّ فالوّلُ (( :و )) (( هو )) الُتواتِ ُر ،وهو الُفيدُ للعِلْ ِم اليَقيِنيّ ،فأخرَ َ
أي )) الت َتقَ ّد َمتْ .
لبَرَ (( الواحد )) الُتواتِ َر يُفي ُد العِلْ َم الضّروريّ ، واليَقيُ :هو العتقا ُد الا ِزمُ الُطابِ ُق ،وهذا هو ا ُلعْتَمَدُ :أَ ْن ] ا َ
وهو الذي (( ل )) َيضْطّر ا ِلنْسانُ إليهِ بيثُ ل يُ ْم ِكنُهُ د ْفعُهُ .
وقيلَ :ل يُفيدُ العلمَ إِ ّل نَظَ ِريّا !
وليس بشيءٍ ؛ ل ّن العِلْم بالتّواتُرِ حاصِلٌ لن ليس لهُ أهلّيةُ النّظرِ كالعا ّميّ ،إذ النّظرُ :ترتيبُ [ أُمورٍ معلوم ٍة ] أَو
مَظْنونةٍ ُيَتوَصّلُ با إل عُلومٍ أَو ظُنو ٍن ،وليس ف العامّيّ أهِلّيةُ ذلك ،فلو كان نَظَ ِريّا ؛ لا َحصَل لُم .
ي يُفي ُد العِلْ َم بل اسْتِدل ٍل ،والنّظريّ ي والعِ ْل ِم النّ َظرِيّ [ ،إِذ ] الضّرورِ ّ ح بذا التّقريرِالف ْرقُ بي العِلْ ِم الضّرورِ ّ ول َ
حصُلُ إِلّ ِلمَ ْن في ِه أهلّيةُ
ي ل يَ ْ يُفي ُدهُ لك ْن مع الستِدْللِ على الِفادةِ ،وأنّ الضّروريّ ْيصُ ُل لكُلّ سام ٍع ،والنّ َظرِ ّ
النّ َظرِ .
ث عِلْ ِم ا ِلسْنَادِ (( ،وإنا هو من س مِن مبا ِح ِ ط التواترِف الَصْلِ ؛ لنّ ُه على هذهِ الكيفّيةِ لي َ ت شُرو َوإِنّما أَْبهَ ْم ُ
ض ْعفِهِ ؛ ِلُيعْمَ َل بِهِ أَو ُيتْ َركَ مِن حيثُ
ح ِة الديثِ َأوْ َ صّ ث فيهِ عن ِ ح ُ مباحث أصول الفقه )) إِذ عِل ُم الِسْناِد ُيبْ َ
حثٍ .ب العم ُل بهِ مِن غ ِي بَ ْ حثُ عَنْ رجالِهِ ،بل ي ُ صيَغُ الداءِ ،والُتواتِ ُر ل ُيبْ َ صفاتُ الرّجالِ ،و ِ
فائدةٌ ) ( :ذَكَ َر اب ُن الصّلحِ َأ ّن مِثا َل الُتواتِ ِر عَلى التّفسيِ ا ُلتَقَ ّد ِم َيعِ ّز وُجو ُدهُ ؛ إِلّ َأنْ يُ ّدعَى ذلك ف حَديثِ :
1
ب عََليّ [ مَُتعَمّدا ؛ ف ْلَيتََب ّوأْ َمقْعَ َد ُه مِ َن النّارِ ] )) . (( مَنْ كَذَ َ
شَأ عَنْ قِّل ِة الطّلعِ على َكثْ َرةِ الطّ ُرقِ ، وما ا ّدعَا ُه مِن العِ ّزةِ مَمْنوعٌ ،وكذا مَا ادّعا ُه غيُ ُه مِن العَ َدمِ ؛ لنّ ذلك نَ َ
حصُ َل منهُ ُم اتّفاقا.ضَيةِ لِبعادِ العا َدةِ أَ ْن َيتَواطَؤوا عَلى كَذِبٍ ،أو يَ ْ وأَحْوالِ الرّجا ِل ،وصفاتِهِ ُم الُقَت ِ
ومِن أَحْسَنَ مَا ُيقَرّرُ [ بِهِ ] كونُ الُتواتِ ِر مَوجودا وُجودَ َكثْرةٍ ف الَحاديثِ أَ ّن الكُُتبَ الشهورةَ الُتَداوََلةَ بأَيدي
صنّفيها ،إذا ا ْجتَ َم َعتْ على إِخراجِ حَديثٍ ،وتعدّدَتْ سَبتِها إل مُ َ
ح ِة نِ ْ
ع ِعنْدَهُم ِبصِ ّ َأهْ ِل العِلْ ِم شَرْقا وغَرْبا الَقْطو َ
حتِهِ إِل قائِلِهِ .
طُرُقُه تعدّدا تُحيلُ العادةُ تواطُؤهُمْ على الكَذِبِ إِل آ ِخرِ الشّروطِ ؛ أَفا َد العِ ْل َم اليَقينّ بص ّ
شهُو َرةِ [ كَثيٌ ] ( )
1
ومِثْلُ [ ذلكَ ] ف الكُُتبِ الَ ْ
ق مَحْصورٌة بأَكث َر مِن اْثنَيْ ِن وهُو الَشْهورُ( ) عن َد الُحَدّثيَ :سُ ّميَ
2
والثّان –وهُو َأوّلُ أقسام الحادِ – :ما لَ ُه طُ ُر ٌ
بذلك لوُضوحِ ِه ،و ُهوَ الُستفيضُ ؛ عَلى رأْيِ جاعةٍ مِن أَئ ّم ِة الفُقهاءِ ( ) [ ،سُ ّميَ بذلك لنْتشا ِرهِ [ ،و ] مِنْ فاضَ
3
ما قال المصنف صحيح لن في الصحيحين والسنن الربع ومسند أحمد وغيرها إذا اجتمعت على احاديث أو تكرر
)(1
اسناده بطرق كثيرة وتعددت المشايخ يستحيل العادة تواطؤهم على الكذب فالحاصل أن هذا يختلف بحسب صفات الرجال
فإذا جاء الحديث مسنداً من أربعة أو خمسة طرق مختلفة كلهم ثقات يقطع من علم أحوالهم بأنه صح عن النبي صلى ال
عليه وسلم وأنه متواتر وهكذا إذا جاء عن ثمانية أو عشرة وصنف السيوطي في هذا ( الدرر المتناثرة في الحاديث
المتواترة ) ذكر فيها ما تعددت طرقه إلى عشرة فالمقصود كما قال المصنف أن هذا موجود في الصحيحين وغيرهما ولكن
يفهم هذا من عرف أحوال الرجال وصفاتهم فقد يكون متواتراً من أربعة أو ستة أو عشرة كل هذا بحسب أحوالهم في
الثقة والعدالة والمانة والضبط .
المشهور ما تعددت طرقه ولم يصل إلى حد المتواتر إما لنقص في العدالة أو الضبط وما أشبه ذلك فيكون من طرق
)(2
ثلثة فأكثر فإذا أفاد اليقين صار متواتراً .
الصواب أن المستفيض هو المشهور والمشهور هوالمستفيض يعنى استفاض عند العلماء
)(3
وعرفوه واشتهر بينهم .
يعني السماء ل تهم فالمهم كونه يقبل أو ل يقبل فإذا استقام رجاله قبل وإل ل .
)(4
-سئل الشيخ عن الضعف الشديد إذا تعددت طرقه هل يحسن الحديث ؟ الضعف الشديد ل يحسن به الحديث معه .
6 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 7 -
ثّ الَشْهورُ يُ ْطلَ ُق على مَا ُحرّ َر هُنا وعلى ما اشُْتهِ َر على اللْسِنةِ ،فيشْمَلُ ما لَهُ إِسنا ٌد واحِ ٌد فصاعِدا ،بل [ ما ]
5
صلً ) (. ل يوجَدُ لهُ إِسنادٌ أَ ْ
والثّالِثُ ) ( :العَزي ُز وهُو :أَ ْن ل يَرْويَهُ أَقَ ّل مِن اثَْنيْنِ عنِ اْثَنيْنِ ،وسُ ّميَ بذلك ِإمّا ِلقِّل ِة وُجو ِد ِه [ ،وِإمّا] لكونِهِ عَزّ 2
3
– أَي َ :قوِيَ – بَجيئِهِ مِن طَريقٍ أُخْرى ) (.
لبّائ ّي مِن ا ُلعْتزلةِ ،وإِليهِ يُو ِمئُ كل ُم الاكِمِ أَب عبد وَلْيسَ شَرْطا للصّحيحِ ؛ خِلفا لَ ْن زعَمَهُ ( ) ،وهو أَبو عَليّ ا ُ
4
الِ ف (( علو ِم الديثِ )) [ حيثُ ] قال :الصّحيحُ َأنْ يَ ْر ِويَهُ الصّحاِبيّ الزّائِ ُل عنهُ اس ُم الَهالةِ ؛ بَأنْ يكونَ لهُ
راوِيانِ ّ ،ث يتداوَلَهُ أَهلُ الَديثِ إِل وَ ْقتِنِا كالشّها َدةِ [ عَلى الشّها َد ِة ].
ط البُخاريّ ،وأَجاب عمّا أُورِ َد علي ِه مِنْ ح البُخاريّ )) بأَنّ ذلك شَ ْر ُ ح القاضي أَبو َبكْرٍ بنُ العربّ ف (( شَ ْر ِ وصَرّ َ
ب في ِه نَظرٌ ؛ َلنّهُ قال :فِإنْ قيلَ :حديثُ (( (( إنا )) العْمَا ُل بالّنيّاتِ )) َفرْدٌ ؛ل يَ ْر ِوهِ عَ ْن عُمرَ إِلّ عَ ْل َق َمةُ ذلك بِجوا ٍ
ل عنهُ ] عَلى ا ِلْنبَرِ َبضْرةِ الصّحاَبةِ ،فلول َأّنهُ ْم َيعْرِفونَهُ لنْكروهُ ! ب بِهِ عُ َمرُ [ رضيَ ا ُ قالَ ُقلْنا َ [ :قدْ ] خَ َط َ
كذا قالَ !
وتُ ُع ّقبَ (( عليه )) بَأنّهُ ل يَ ْل َز ُم مِنْ َك ْونِهِم َس َكتُوا عنهُ َأنْ يَكُونوا سَمِعوهُ مِ ْن َغيْ ِرهِ ،وبَأنّ هذا لو سُلّمَ ف عُمَرَ مُنِعَ
حيَى ب ِن سَعي ٍد بهِ عَ ْن ُمحَمّ ٍد ؛ عَلى حمّدِ بنِ ِإبْراهي َم بِه عَ ْن عَ ْلقَ َمةَ ،ثُ ّم َتفَرّدِ يَ ْ
ف َتفَرّ ِد عَ ْلقَ َم َة [ عن ُه ] ،ثّ َتفَرّ ِد مُ َ
ف ِعنْ َد الُحَدّثيَ . ما هُو الصّحي ُح الُعْرو ُ
ت ل ُيعَْتبَ ُر بِها [ ِلضَ ْعفِها ] وقَ ْد وَ َردَتْ ُلهْم مُتابعا ٌ
وكَذا ل نُسَلّمُ جَوابَهُ ف َغيْرِ حَديثِ عُ َمرَ [ رضيَ الُ عن ُه ]
5
ط البُخاريّ َأوّلُ حَديثٍ مَذكو ٍر فيهِ ) (. قا َل ابنُ ُر َشيْدٍ :وَلقَ ْد كانَ َيكْفي القاضيَ ف بُطْلنِ ما ا ّدعَى َأنّ ُه شَرْ ُ
صلً .وا ّدعَى ابنُ ِحبّانَ نقيضَ َدعْواهُ ،فقالَ ِ :إنّ رِواَيةَ اثنَيْ ِن عَ ِن اثَنيْنِ إِل َأنْ يَْنَتهِ َي ل تُوجَدُ أَ ْ
قد يطلق المشهور على حديث ل أصل له بل هو مشهور على اللسنة ولكن ل أصل له في الرواية .
)(5
فجر الحد 1415 / 7 / 23هـ
)(2
وهو ما كان مداره على اثنين وقد يزيد على الثنين في بعض طبقات السند وسمي بهذا لقلته يقال هذا شيء عزيز أي
)(3
قليل ،أو سمي بهذا لن كل سند اعتز بالخر عزاه الخر أي قواه .
الصحيح يثبت ولو كان بالواحد إذا كان السند جيداً ورجاله ثقات ومتصل ليس فيه تدليس ول انقطاع يسمى صحيحاً
)(4
مثل حديث عمر بن الخطاب ( إنما العمال بالنيات )
قول ابن رشيد هو الصواب وقول أبي بكر بن العربي في شرح البخاري ذهول وغلط فيكفيه أول حديث عند البخاري
)(5
وهو حديث عمر .
7 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 8 -
يعني في أثناء السند ليس بشرط أن تستمر اثنين اثنين بل قد يزيد ولكن المدار أن يكون على اثنين .
)(1
وهو ما يكون مداره على واحد سواءكان الصحابي أو التابعي أو من بعدهم يسمى غريب كحديث عمر ( إنما العمال
)(2
بالنيات) ول يلزم كل غريب ضعيف .
فجر الحد 1415 / 7 / 30هـ
)(3
خبر الحاد ما لم يستجمع شروط المتواتر وقد يكون رواه واحد أو اثنين أو ثلثة أو أربعة ولكنه لم يستوف شروط
)(4
المتواتر .
8 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 9 -
وهذا شامل لجميع أخبار الحاد فيها المقبول والمردود إذا توافرت شروط الصحة قبل من صدق الراوي واتصال
)(5
السند وعدم الشذوذ والعلة قبل سواء كان صحيح ًا أو حسن ًا لذاته أو لغيره وإذا لم تتوافر صفات القبول رد وأصل صفات
القبول الصدق وأصل صفات الرد الكذب والصفات الخرى توابع لهذا المر فقد يكون السند واحدًا لكنه مسلسل بالثقات
والتصال فيقبل ومحتجاً به كحديث عمر ( إنما العمال بالنيات ) وحديث ابن عمر ( نهى عن بيع الولء وهبته ) وأحاديث
أخرى لنها جاءت من طرق ثابتة فحكم بصحتها ولوكان الطريق واحداً أو طريقين أو ثلثة ،أما إذا كان الطريق فيه
مستور أو انقطاع أو فيه ما يوجب الحكم بضعفه حكم برده لن صفات المقبول لم تتوفر فيه .والثالث :المتوقف فيه لم
تتوافر فيه صفات القبول أو الرد فهذا يتوقف فيه وهذا بالنسبة للناظر والمحدث فيحتاج لتأمل ونظر فيتوقف فيه وهذا
التوقف حكمه حكم المردود ل يجوز العمل به حتى يتضح له إلحاقه بالقبول .
والصواب أن فيها ما يفيد العلم كما قال المؤلف ( وقد يقع فيها ما يفيد العلم النظري بالقرائن ) وهذا بالنسبة للمحدث
)(2
فإن أخبار الحاد إذا اتصل سنده وتسلسل بالثقات أفاد العلم وأطمان له المحدث وجزم أنه ل شك فيه ول ريب وأنه ثابت
عن النبي صلى ال عليه وسلم ليس ظنيًا فقط وإن كانت الحجة قائمة بالظني لكن إذا احتفت به الصفات العظيمة كالصدق
والعدالة واتصال السند فإن المحدث الذي يعرف هذه المور يجزم ويتيقن أنه ثابت عن النبي صلى ال عليه وسلم مثل
حديث ( إنما العمال بالنيات ) أفاد العلم وإن كان من طريق واحد ،وبعض أهل العلم يطلق على أخبار الحاد أنها ظنية
ولكنها ظنية يجب العمل بها والصواب أن فيها ما يفيد العلم تارة بالشواهد وتعدد السانيد وتارة بصفات الرواة وثقتهم
وعدالتهم .
فجر الحد 1415 / 8 / 7هـ
)(3
مما يفيد العلم ما اتفق عليه الشيخان لما ذكره المؤلف رحمه ال فأحاديث الصحيحين تفيد العلم عند من تأمل ونظر إل
)(4
ما حصل فيه اشتباه واختلف كالشياء التي حصل فيها تعارض تحتاج إلى تأمل حتى يتبين وجه الجمع فيها أو وجه
9 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 10 -
الختلف أو كالشياء التي انتقدها الدارقطني وغيره فالمقصود أن هذا الشياء التي هي محل نظر موقوفة حتى يتضح
فيها الجواب .فالمقصود أن ما رواه الشيخان من الشياء التي احتفت بها القرائن فأفادت العلم .
@ السئلة :الرجل الذي لم يخرج له الشيخان هل تضعف روايته ؟
إذا كان ثقة ل يضره .
ب -أحد العلماء الكبار في الجرح والتعديل وعلم الرجال في العصر الحديث يقول إن في البخاري ومسلم أو في أحدهما
بعض الحاديث الضعيفة ؟
هذا قد قاله بعض أهل العلم وليس مسلم والصواب قبول ما فيها .
ج -هل فيهما شيء ولو حديث واحد فيه كلم لهل العلم ؟
فيه حديث في مسلم ( إن ال خلق التربة يوم السبت ) ...فجعل المخلوقات في سبعة أيام من السبت إلى الجمعة وهذا
مخالف لنص القرآن أن خلق الخلق في ستة أيام فهذا وهم من بعض الرواة رفعه إلى النبي صلى ال عليه وسلم وإنما هو
عن كعب الحبار فقد غلط فيه بعض الرواة في رفعه رفعه إلى النبي صلى ال عليه وسلم من طريق أبي هريرة فهذا ل
شك أنه وهم كما قال البخاري وغيره رواه مسلم ولكنه وهم والصواب أن أبا هريرة وراه عن كعب وليس عن النبي صلى
ال عليه وسلم فوهم فيه بعض الرواة ورفعه إلى النبي صلى ال عليه وسلم وإنما هو عن كعب الحبار .وفيه رواية
لمسلم تكلم بعضهم فيها أنه سبحانه ( يأخذ السموات بيمينه والرضين بشماله ) فوصف اليد بالشمال والصواب أنه ل
بأس به لن الدلة الدالة على اليمين تدل على الشمال ولكن كلتا يدي ربي يمين مباركة وإن سميت شمال فهي في الفضل
يمين .
د -حديث الجساسة أحسن ال إليك ؟
أخرجه مسلم ول بأس به .
10 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 11 -
شيْخانِ ،فل ْم َيبْقَ للصّحيحيِ ف هذا ص ّح ولوْ َل ْم يُخْ ِرجْهُ ال ّ ب العَمَ ِل ِبكُلّ مَا َ و َسنَ ُد الَنْعِ َأّنهُ ْم ُمتّفِقونَ عَلى وُجو ِ
حةِ .
س الصّ ّ صلٌ على َأ ّن لُما مَ ِزّيةً فيما يَ ْرجِعُ إِل َن ْف ِ مَزّي ٌة ،والِجاعُ حا ِ
ق ا ِل ْسفَرايِينِيّ ،ومِن َأئِ ّمةِ الَديثِ أَبو ي :السْتاذُ أَبو ِإسْحا َ شيْخانِ العِلْ َم النّظَرِ ّ
ح بإِفا َد ِة مَا خَرّجَهُ ال ّ ومِمّن صَرّ َ
ل الُ َميْدِيّ ،وأَبو ال َفضْلِ ب ُن طاهِ ٍر وغيُهُما . عبدِ ا ِ
حتَمَلُ َأنْ يُقا َل :الَ ِزّيةُ الَذْكُو َرةُ َكوْنُ أَحادِيِثهِما أَصَحّ الصّحيحِ . ويُ ْ
ضعْفِ الرّوا ِة ،والعِلَلِ . ق مُتباِيَنةٌ سالِ َم ٌة مِنْ َ ومِنها (( :الَشْهورُ )) إِذا كانَتْ ل ُه طُ ُر ٌ
))
ي ،والسْتاذُ أَبو َبكْرِ بنُ فُو َركٍ (( – بضم الفاء - ي السْتاذُ أَبو َمنْصو ٍر الَبغْدادِ ّ ح بإِفا َدتِهِ العِلْمَ النّظَ ِر ّ
صرّ َومّن َ
وغ ُيهُما .
حدُ بنُ َحْنبَلٍ ث [ الّذي ] َيرْويهِ أَ َ ظ الُْتقِنيَ ،حيثُ ل يكو ُن غَريبا ؛ كالَدي ِ لفّا ِسلُ )) بالئ ّمةِ ا ُ ومِنها (( :الُسَلْ َ
مَثلً ويُشارِكُ ُه في ِه َغيْ ُرهُ عَنِ الشّاِف ِعيّ ،ويُشارِكُ ُه [ فيهِ ] غ ُيهُ عنْ مالِكِ بنِ أَنسٍ ؛ فِإنّهُ يُفي ُد العِلْ َم عن َد سَا ِمعِهِ
لِئ َقةِ الُو ِجَبةِ للقَبو ِل مَا يقومُ مَقا َم العَ َد ِد الكَثيِ ت ال ّ بالستِدْل ِل مِن [ ِج َهةِ ] جَلَلةِ رُواتِهِ ،وَأ ّن فيهِمْ مِ َن الصّفا ِ
1
ن َغيْ ِرهِم ) (. مِ ْ
ق فيهِ ،فإِذا شكّكُ مَنْ لَهُ [ َأ ْدنَى ] مُما َر َس ٍة بالعِلْ ِم وأَخْبا ِر النّاسِ َأنّ مالِكا مَثلً لو شاَفهَهُ َببَرٍ َأنّهُ صا ِد ٌ ول َيتَ َ
س ْهوِ .انْضافَ إِليهِ (( أيضا )) مَ ْن هُو ف تِلْكَ الدّ َر َجةِ ؛ ازْدَادَ ُق ّو ًة ،وبَعُ َد عَمّا يُخْشَى علي ِه مِنَ ال ّ
ف بأَحوالِ ق الَبِ منها إِلّ للعالِ ِم بالَديثِ ،ا ُلتَبَحّ ِر فيهِ ،العارِ ِ حصُلُ العلمُ بصِ ْد ِ ع الّت ذ َكرْناها ل يَ ْ وهذ ِه النْوا ُ
الرّواةِ ،الُطِّل ِع عَلى العِلَلِ .
حصُلُ ل ُه [ العِلْ ُم ] بصِ ْدقِ ذلك ِلقُصو ِرهِ عن الوْصافِ الَذكو َر ِة ل َينْفي حُصو َل العِ ْلمِ لل ُمَتبَحّرِ و َك ْونُ غ ِيهِ ل يَ ْ
2
الَذْكورِ [ ،والُ أَعل ُم ]) (.
حصّ ُل النْواعِ الّثلََث ِة الّت ذَ َكرْناها : ومُ َ
خَتصّ بالصّحيحيِ . أ ّن الوّلَ :يَ ْ
والثان :بِما لَ ُه طُ ُرقٌ ُمَتعَدّ َدةٌ .
والثّاِلثُ :بِما روا ُه الئ ّمةُ .
وهذا صحيح فالحديث المسلسل بالئمة يفيد العلم ول سيما إذا كان من طريقين أو أكثر وقد يفيد العلم ولو من طريق
)(1
واحدة .
وهذا كما قال المؤلف يحصل بحسب علم المام والناظر في المر والمحدث وعلى حسب معرفته بالرجال وخبرته
)(2
فيتفاوت الناس بهذا فليس من عرف أحوالهم وصفاتهم الجليلة كمن جهل ذلك .
11 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 12 -
ث واحِ ٍد ،فل َيْبعُدُ حينئ ٍذ القَطْ ُع بصِدْقِهِ [ ،والُ َأعْلمُ ]. ع الثّلثةِ ف حَدي ٍ ويكِنُ اجْتما ُ
سنَدِ( ) ؛ أي [ :ف ] الوض ِع الّذي يَدو ُر الِسنا ُد علي ِه ويَرْ ِج ُع ،ولو َتعَدّدَتِ 1
[ ّث الغَراَبةُ ِإمّا َأنْ تَكونَ ف أَصلِ ال ّ
ك ؛ بأَ ْن يَكو َن الّتفَرّدُ ف أَثنائِهِ ،كَأنْ يَ ْر ِويَه عَنِالطّرقُ إِليهِ ،وهو طرَفُ ُه الّذي فيهِ الصحابّ َأوْ َل ] يَكونُ كَذل َ
خصٌ واحِدٌ . الصّحابّ أَكثَ ُر مِ ْن وا ِحدٍ ،ثّ يتفرّدُ برواَيتِه عنْ وا ِح ٍد منهُم َش ْ
ث الّنهْ ِي عَنْ بي ِع الوَل ِء وعَنْ ِهَبتِهِ ؛ تفرّ َد بهِ عبدُ الِ بنُ دينارٍ عنِ اب ِن عُمرَ . فالوّلُ :الفَ ْردُ الُ ْطلَقُ ؛ كَحدي ِ
ل عَنْ أَب هُريرةَ ،وتفرّ َد بهِ ث ُش َعبِ الِيانِ ؛ وقد تفرّ َد بهِ أَبو صا ٍ وقد َيَتفَرّدُ بهِ رَا ٍو عَنْ ذلك الُتفرّدِ ؛ كحدي ِ
عبدُ الِ بنُ دينا ٍر عَنْ أَب صالٍ .
سنَ ِد البَزّارِ)) و (( ا ُلعْجَم الوسط )) للطّبانّ أَمثلةٌ كثيةٌ ستَمِرّ التفرّدُ ف جي ِع رواتِهِ َأوْ أَ ْكثَرِهمْ ،وف (( مُ ْوق ْد يَ ْ
لذلك .
ص معيّنٍ ،وِإنْ كا َن الَديثُ ف نفسِه والثّانِي :الفَ ْر ُد النّسِْب ّي سُ ّميَ نسبيّا لكونِ التفرّ ِد فيهِ حص َل بالنسبةِ إِل شخ ٍ
2
مشهورا ) (.
ح غايَروا ويقلّ إِطلقُ الفَرْ ِدّي ِة عليهِ ؛ لنّ الغَريبَ والفَرْدَ مُترادِفانِ لغ ًة واصْطِلحا ؛ إِلّ أَنّ َأهْلَ (( هذا )) الصطِل ِ
3
ل وقِّلتُهُ ) (.
بيَنهُما من حيثُ َكثْ َرةُ الستِعما ِ
لكن قد يقال للفرد المطلق غريب كحديث عمر ( إنما العمال بالنيات ) فهو فرد مطلق ويقال له غريب .
)(1
يبين رحمه ال أنهم في الفعل ل يغايرون يقال تفرد به فلن وأغرب به فلن وإنما التفريق في الغالب في السم فيقال
)(2
غريب وفرد وهكذا ما يقع من النقطاع والرسال فإذ سقط منه واحد سواء في أوله أو في آخره يسمى منقطعاً ويسمى
مرسلً ويطلق على المرسل منقطع لنه لم يتصل بالرسول صلى ال عليه وسلم وهكذا إذا سقط رواته واحد يسمى منقطع
مثل سعيد بن المسيب أو مجاهد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم يسمى منقعط ًا والمشهور أنه مرسل ،
13 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 14 -
سنَ ِد ،غ َي ُمعَلّلٍ ول شا ّذ :هو الصّحيحُ لذاتِهِ ،وهذا َأوّلُ وخبُ الحادِ ( )؛بنق ِل عَدْ ٍل تا ّم الضّبْطِ ُ ،مّتصِلَ ال ّ
1
ت القَبولِ على أَعْلها َأوْ لَ : تقسي ٍم مقبولٍ إِل أربعةِ أَنواعٍ ؛ َلنّهُ ِإمّا َأ ْن يشتَمِ َل مِن صفا ِ
الوّلُ :الصّحيحُ لذاتِهِ .
ك القُصورَ ؛ ككثْ َرةِ الطّرُق ؛ فهُو الصّحيحُ (( لذاته )) أَيضا ،لكنْ ل لذاتِهِ . جبُرُ ذل َوالثّان ِ :إنْ وُ ِج َد ما يَ ْ
وحيثُ ل ُجبْرانَ ؛ فهُو السنُ لذاتِهِ .
ف فيهِ ؛ فهُو الس ُن أيضا [ ،لك ْن ] ل لذاتِهِ . وإِنْ قا َمتْ قرينةٌ تُ َرجّحُ جانِبَ قَبو ِل مَا يَُتوَقّ ُ
وقُ ّد َم الكَلمُ على الصّحي ِح لذاتِهِ لعُُلوّ ُرتَْبتِهِ.
حمِلُ ُه على مُلزمةِ التّقوى والُروءةِ . والُرا ُد بالعَدْلِ :مَنْ (( ما )) ل ُه مََل َك ٌة تَ ْ
ب العمالِ السّيّئةِ مِن شِ ْركٍ أَو فِسقٍ أَو بِدعةٍ . والُرا ُد بالتّقوى :ا ْجتِنا ُ
والضّبْطُ (( ضبطان )) :
ضبْطُ صَدْ ٍر :وهُو [ أَ ْن ] يُْثِبتَ ما سَ ِمعَ ُه بيثُ يتمكّ ُن مِن استحضا ِرهِ مَت شاء . َ
ي منهُ . ب :وهُو صياَنتُهُ لديهِ مُنذُ سِ َع فيهِ وصحّحَهُ إِل َأنْ يُؤدّ َ ضبْطُ كِتا ٍ وَ
وُقيّ َد بـ (( التّامّ )) إِشارةً إِل الرّتب ِة العُليا ف ذلكَ .
ي مِنْ شيخِهِ . ط في ِه ،بيثُ يكونُ كُ ّل مِن رجالِه سَمِعَ ذلكَ الَ ْروِ ّ وا ُلّتصِلُ :ما َسلِمَ إِسنادُه مِن سُقو ٍ
والسّنَدُ :تق ّد َم تعريفُهُ .
وهذا واضح فيه بيان تفصيل خبر الحاد وإنه أقسام اربعة الصحيح لذاته والصحيح لغيره والحسن لذاته والحسن
)(1
لغيره فإذا توافرت الشروط بأن كان من رواية العدل التام الضبط غير المعلل ول الشاذ فهذا يقال له الصحيح لذاته وهذا
هو أعلى مراتب الحاد فإذا كان الضبط غير تام فيقال له الحسن لذاته كما سيأتي فإن كثرت الطرق لهذا الذي فيه نقص
الضبط صار صحيحاً لغيره فإن كان بعض الضعف في بعض الرواة لكثرة الوهم انجبر بوجود طريق آخر فصار حسناً
لغيره فإن كان معللً بانقطاع أو شذوذ لم يكن صحيح ًا ول حسناً ولهذا قال المؤلف ( غير معلل ول شاذ ) ،والشاذ هو ما
خالف الثقة فيه من هو أوثق منه .
@ السئلة :زيادة الثقة الذي لم يخالف ممن هو أوثق منه هل تتعتبر من الشذوذ ؟
ليس شذوذاً فزيادة الثقة مقبولة ما لم يخالف من هو أوثق منه .
ب -حديث من جلس بعد الفجر ثم صلى ركعتين ....هل ل ينجبر ؟
هو من باب الحسن لغيره .
ج -أحاديث الصحيحين هل هي من أحاديث الصحيح لذاته أو لغيره ؟
فيها الصحيح لذاته والصحيح لغيره .
14 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 15 -
والُعَلّلُ لُغةً :ما فِي ِه عِّلةٌ ،واصطِلحا :ما في ِه عِّلةٌ َخ ِفّيةٌ قادِحةٌ .
ف فيهِ الرّاوي مَ ْن هُو أَرْجَ ُح منهُ .ول ُه تفسيٌ آخ ُر سيأْت . والشّاذّ لُغةً :الُنفَرِدُ ،واصطِلحًا :ما يُخالِ ُ
س ،وباقي قُيو ِدهِ كالفَصْلِ . لْن ِ تنبيهٌ :قولُهُ [ (( :و ] خبُ الحادِ )) ؛ كا ِ
وقولُهُ ِ (( :بَنقْ ِل عَدْلٍ )) ؛ ا ْحتِرا ٌزعَمّا َينْقُلُ ُه غ ُي العَدْلِ .
س ِبنَ ْعتٍ لهُ .
لبَرِ ،يُؤ ِذنُ بَأنّ ما َبعْ َدهُ خَ ٌب عَمّا َقبْلَ ُه ،ولي َ وقوله (( :هُو )) يسمّى َف ْ
صلً يَت َوسّطُ بيَ الُبتَ َدإِ وا َ
ج عنهُ ؛ كما تق ّدمَ خرِجُ ما يسمّى صحيحا بأَمرٍ خارِ ٍ وقولُهُ (( :لذاته )) ؛ يُ ْ
ضَيةِ للتّصحيحِ ف ال ُقوّةِ ( ) ؛ فِإنّها
2
ف ا ُلقَْت ِ
ب ] تفاوُتِ هذ ِه الوْصا ِ وتتفاوَتُ ( ) ُرَتبُهُ ؛ أي :الصّحيحُ ،بـ [سب ِ
1
سبِ حةِ ؛ ا ْقَتضَتْ َأنْ يكونَ [ لا ] دَرجاتٌ بعضُها َف ْوقَ بعضٍ بَ َ ت مُفيدةً لغََلَبةِ الظّ ّن الّذي عليهِ مَدارُ الصّ ّ
لّا كاَن ْ
المو ِر الُ َقوّيةِ .
ب التّرجيحَ (( له ضبْطِ وسائِ ِر الصّفاتِ الت تُو ِج ُ وإِذا كانَ كذلك فما يَكونُ رُواتُهُ ف الدّرج ِة العُليا مِن العداَلةِ وال ّ
)) ؛ كانَ أَص ّح مّا دونَهُ .
َفمِ َن الَ ْرتََبةِ العُلْيا ف ذلك ما أَطَْلقَ [ علي ِه ] بعضُ الئ ّمةِ أَنّهُ أَص ّح السانيدِ :
كال ّزهْريّ عن سالِمِ ب ِن عبدِ الِ ب ِن عُمَرَ عن أَبيهِ .
وكمحمّدٍ بنِ سيينَ عن عَبيدةَ ب ِن عَمْروٍ [ السّلْماِنيّ ] عَن عَليّ (( بن أب طالب )) .
ن مَسعودٍ ) (.
3
خ ِعيّ عَ ْن عَ ْلقَ َمةَ عن اب ِ وكَإِبراهي َم النّ َ
ودونَها ف الرّتبةِ :كرِوايةِ ُب َريْدِ بنِ عبدِ الِ بنِ أَب بُ ْر َدةَ عن َج ّدهِ عن أَبيهِ أَب مُوسى (( الشعري )) .
وكَحمّادِ ب ِن سَلَ َم َة عن ثاِبتٍ (( البنان )) عَنْ أَنسٍ .
ودُونَها ف ال ّرْتَبةِ :
ل عَنْ أَبيهِ عن أَب هُريرةَ . س َهيْلِ ] بنِ أَب صا ٍ [كُ
وكالعَلءِ بنِ عب ِد الرحن عن أَبيهِ عن أَب هُريرةَ .
حةِ مات الُرَجّ َ فِإنّ الَميعَ يش َمُلهُم [ اس ُم ] العَداَلةِ والضّبْطِ ؛ إِلّ َأنّ (( ف )) لل َم ْرَتَبةِ الول (( فيهم )) مِن الصّفا ِ
ط ما يقتَضي تقديَها على الثّاِلَثةِ ،وهِي مُقدّمةٌ يقتَضي تقديَ روايِتهِم على الّت تَليها ،وف الّت تليها مِ ْن ق ّوةِ الضّبْ ِ
على رِوايةِ مَن ُيعَ ّد مَا يَْنفَ ِر ُد بِهِ حَسنا ( ) ؛ كمحمّد بنِ إِسحاقَ ( )عن عاصمِ ب ِن عُمرَ (( بن قتادة )) عن جابرٍ ،
2 1
أَص ّح مِن صحي ِح البُخاريّ ؛ َلنّهُ ِإنّما َنفَى وُجو َد كتابٍ أَصحّ مِن كتابِ مسلم ؛ إِذ ا َلنْ ِفيّ إِنّما هُو ما َتقْتَضيهِ صي َغةُ
ف الُساواةَ . حةِ ،يتازُ بتلكَ الزّيا َدةِ عليه ،ول َينْ ِ ب مُسلمٍ ف الصّ ّ حةٍ ف كتابٍ شا َركَ كتا َ أَ ْفعَلَ من زيا َدةِ ص ّ
سنِض الَغا ِرَبةِ َأنّهُ َفضّلَ صحي َح مُسلمٍ على صحي ِح البُخاريّ ؛ فذلكَ فيما ير ِجعُ إِل حُ ْ ك ما ُنقِلَ ع ْن بع ِ وكذل َ
السّياقِ و َج ْو َدةِ الوَضْ ِع والتّرتِيبِ .
ت الّت حّيةِ ،ولو أَ ْفصَحوا به لر ّدهُ عليهِمْ شاهِ ُد الوُجودِ ،فالصّفا ُ ول ُي ْفصِحْ أَح ٌد منهُم بأَنّ ذلكَ راجِعٌ إِل الص ّ
حةُ ف كتابِ البُخاريّ أَ ّت منها ف كتابِ مسل ٍم وَأشَدّ ،وشرطُ ُه فيها أَقوى وَأسَدّ. تدو ُر عليها الصّ ّ
وهذا واضح لنه إذا خف الضبط انتقل من درجة الصحيح إل درجة الحسن .
)(1
فات المؤلف أن يقول محمد بن اسحاق عن عاصم إذا صرح ابن اسحاق بالسماع .
)(2
كلم أبي علي غير مسلم والصواب ما تحت أديم السماء أصح من صحيح البخاري ثم مسلم هذا الذي عليه جمهور
)(3
أهل العلم لكن مسلم امتاز بحسن السياق وجمع الحاديث وضبط طرقها والبخاري تساهل في هذا يقطع الحاديث ويفرقها
على حسب الحاجة إليها ومسلم كانت له عناية بحسن السياق وجمع السانيد حتى يتضح للقاريء الحديث بطرقه كلها في
موضع واحد .
16 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 17 -
ث التصا ُل ؛ فل ْشتِراطِهِ َأنْ يكونَ الرّاوِي قَ ْد َثَبتَ لهُ لِقا ُء مَ ْن روى عنهُ ولو َم ّرةً ،وا ْكتَفى َأمّا رُجْحانُهُ مِن حي ُ
مُسِْلمٌ ُبطْلَ ِق الُعاصَ َرةِ ،وأَلْ َزمَ البُخاريّ بَأنّهُ يتاجُ [ إِل ] أَ ْن ل يقْبَ َل ال َعنْ َعَنةَ أَصلً !
))
وما أَلْ َزمَ ُه ب ِه ليسَ بل ِزمٍ ؛ لنّ الرّاويَ إِذا ثبتَ [ لهُ ] اللّقاءُ م ّرةً ؛ ل يْري ف رواياتِهِ ا ْحتِمالُ َأنْ ل يكونَ (( قد
ضةٌ ف غي الُدَّلسِ . سعَ [ من ُه ] ؛ لنّهُ يلز ُم مِن جَريانِهِ َأنْ يكونَ مُدَلّسا ،والسأَل ُة مَفرو َ ِ
ط ؛ فلنّ الرّجا َل الّذي َن ُتكُلَّ َم فيهِم مِن رجا ِل مُسلِمٍ أَكث ُر عَددا مِن الرّجالِ ضبْ ُث العَداَل ُة وال ّ
وَأمّا ُرجْحَانُ ُه مِ ْن حي ُ
الّذينَ تُكُلّ َم فيهِم مِن رجا ِل البُخاريّ ،معَ َأنّ البُخارِيّ ل ُيكْثِ ْر مِن إِخراجِ حَديِثهِمْ ،بل غالُِبهُ ْم مِن شيوخِهِ الذينَ
ف مُسلمٍ ف المْرَينِ . أَخَ َذ عنهُم ومَارَسَ حَديَثهُم ،بِل ِ
ي مِن الحاديثِ أَقلّ عددا مِمّا اْنُتقِدَ ث عدمُ الشّذو ِذ والِعل ِل ؛ فلنّ ما اْنتُقِ َد [ على البُخار ّ وَأمّا ُرجْحانُ ُه مِن حي ُ
ف بصِناعةِ الَديثِ ي كانَ أَج ّل مِن مُسِْلمٍ ف العُلو ِم وأَعْ َر َ ق العُلما ِء على أنّ البُخار ّ ] على مُسْلِ ٍم ،هذا مع اتّفا ِ
ستَفي ُد منهُ ويتََتبّعُ آثا َرهُ حتّى (( لقد )) قالَ الدّارَقُطِنيّ :لول البُخاريّ مِنهُ ،وَأنّ مُسلما تِلْميذهُ و ِخرّيُهُ ،ول يزَ ْل يَ ْ
1
ح مُسِْل ٌم ول جَاءَ ) ( . لَما را َ
))
ي على غيِه – قُ ّدمَ (( صحي ُح البُخاريّ ط البُخار ّ ومن ثَمّ ؛ أي (( :و )) من هذه اليثّيةِ – وهي أَرجحّيةُ شَرْ ِ
على غيِه من ال ُكُتبِ ا ُلصَنّفةِ ف الديثِ .
سلِمٍ ؛ لُشارَ َكتِه للبُخاريّ ف اتّفاقِ العُلما ِء على تََلقّي كِتابِ ِه بالقَبولِ أَيضا ،سوى ما عُلّلَ . ثّ صحي ُح مُ ْ
ط الصّحيحِ ، حّي ُة ما واَفقَهُ شَ ْر ُطهُما ؛ لنّ الُرا َد به رواُتهُما م َع باقي شُرو ِ ثّ ُيقَ ّدمُ ف الرجحّيةِ من حيثُ الص ّ
ورواتُهما قد َحصَ َل التّفاقُ على ال َقوْلِ بتَعديِلهِمْ بطريقِ اللّزومِ ،فهم ُمقَدّمونَ على غيِهم ف رِواياتِهم ،وهذا
ج عنهُ إِلّ بدليلٍ . أَص ٌل ل يُخْ َر ُ
فِإنْ كا َن الَبَ ُر على شَ ْرطِهما معا ؛ كانَ دونَ ما أَخرَجَهُ مسلمٌ أَو مثله .
ط مُسلمٍ وحدَه تَبَعا لصلِ كُ ّل منهُما . ط البُخاريّ وحْدَه على شر ِ وإِ ْن كانَ على شَ ْرطِ أَحَدِها ؛ فُيقَ ّد ُم شَرْ ُ
حةِ .ج لنا مِن هذا ِسّتةُ أَقسا ٍم تتفاوتُ َدرَجاتُها ف الصّ ّ خرَ َ
فَ
وثَ ّمةَ قسمٌ ساب ٌع ،وهو ما ليسَ على شرطِهما اجتِماعا وانْفرادا ) (.
2
3
ت طُرُقُه ) (. ستُورِ إِذا تعَدّدَ ْ
ال ْعتِضادِ ،نوُ حديثِ الَ ْ
ف الضّعيفُ . ج با ْشتِراطِ باقي الوْصا ِ وخَ َر َ
وهذا القِسْ ُم مِ َن الَسَ ِن مُشا ِركٌ للصّحيحِ ف الحتِجاجِ بهِ ،وِإنْ كانَ دُونَه ،ومشابِهٌ لهُ ف اْنقِسامِه إِل مراتِبَ
4
بعضُها فوقَ بعضٍ ) (.
حةُ ] على الِسنا ِد الّذي ضبْطُ ] راوِي الَسَنِ عن راوي الصّحيحِ ،ومِن ثَ ّم تُطلَ ُق [ الصّ ّ َقصّرَ (( الوصفي )) بهِ [ َ
يكونُ حسنا لذاتِه لو تفرّدَ إِذا َتعَدّدَ .
ث ينفردُ الوصفُ . وهذا حي ُ
ي وغيِه [ :حديثٌ ] حَسَنٌ فِإنْ ُجمِعا ؛ أي :الصّحي ُح والسنُ ف وصفِ [ حديثٍ ] واحدٍ ؛ كقو ِل التّرمذ ّ
حةِ أَو َقصّ َر َعنْها ؟! ط الصّ ّ ت في ِه شُرو ُ صحيحٌ ؛ فللتّرَدّدِ الاص ِل مِن الُجتهدِ ف النّاقِلِ ؛ هل اجتَ َمعَ ْ
حصُ ُل منهُ التّفرّدُ بتلكَ الرّوايةِ . ث يَ ْ
وهذا َحيْ ُ
شكَ َل الَمْعَ بيَ الوصفيِ ،فقالَ :السنُ قاصرٌ عنِ الصّحيحِ ،ففي المعِ بيَ ب مَن اسْتَ ْوعُرِف بذا جوا ُ
الوَص َفيْنِ إِثباتٌ لذلك القُصو ِر وَنفْيُه !
صفَهُ بأَح ِد الوَصفَيِ (( ،معينا )) فيُقالُ حصّ ُل الوابِ أَ ّن تردّدَ أَئ ّم ِة الديثِ ف حالِ ناقلِه اقْتَضى للمُجتهدِ َأنْ ل ي ِ ومُ َ
صفِه عندَ [ قومٍ ] ،صحي ٌح باعتبا ِر وصفِهِ عن َد قومٍ (( آخرين )). فيهِ :حس ٌن ؛ باعتبا ِر وَ ْ
سنٌ أَو صحيحُ ) (.
2
ف [ منهُ ] حرفَ التردّدِ ؛ لنّ حقّهُ َأنْ يقولَ :حَ َ وغايةُ ما فيهِ َأنّه حَذَ َ
ف مِن الّذي (( يقول )) َبعْ َدهُ . وهذا كما حَذَفَ حَرْفَ العَط ِ
وعلى هذا ؛ فما قي َل فيهِ حَسَنٌ صحيحٌ ؛ دونَ ما قي َل فيهِ :صَحيحٌ ؛ لنّ الزمَ أَقوى مِن التّردّ ِد [ ،وهذا حيثُ
التفرّدُ ] .
حصُ ِل التّفرّدُ ؛ فـإِطلقُ الوَص َفيْنِ معا على الديثِ يكونُ با ْعتِبارِ إِسنَا َديْنِ ،أح ُدهُما وإِلّ ؛ [ أَي ] :إِذا ل َي ْ
صحي ٌح ،والخرُ حسنٌ .
وعلى هذا ؛ فما قي َل فيهِ :حسنٌ صحي ٌح ؛ فوقَ ما قي َل فيهِ :صحيحٌ ؛ [ فقطْ ] إذا كانَ َفرْدا ؛ لنّ كثرةَ الطّرقِ
3
ُت َقوّي ) ( .
فهذا الصحيح لغيره إذا كان من طريقين في رواته من هو موصوف من رواة الحسن لذاته
)(1
وهذا يقوله الترمذي كثيراً ( حسن صحيح ) فيحمل على أنه حسن من طريق وصحيح من طريق آخر أو على الشك
)(2
فيقول ( حسن أو صحيح ) فأو على الشك هل تم الضبط أو خف الضبط لنه يقوله في بعض الحاديث وليس لها إل طريق
واحد فيحمل على معنى الشك هل هو حسن أو صحيح ،وأما إذا كان له طرق فالمعنى أنه حسن لتعدد طرقه صحيح
لشتماله على الشروط ( .تراجع لعله للعكس )
وهذا واضح لن ما جاء من طريقين أحدهما حسن والخر صحيح أقوى مما يقال فيه صحيح فقط لن الصحيح فقط ما
)(3
جاء باسناد واحد وما جاء باسنادين أحدهما صحيح والخر حسن يكون أقوى لكثرة الطرق .
19 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 20 -
ف يقولُ ف بعضِ الحاديثِ :حسنٌ ط الَسَنِ َأنْ ُيرْوى مِن غيِ وجْهٍ ،فكي َ ي بأَ ّن شَرْ َ
ح التّرمِذ ّ
فِإنْ قيلَ :قدْ صَرّ َ
غَريبٌ ل نعرِفُه إِلّ مِن هذا الوجهِ ؟!
ف بنوع خاصّ منهُ وقعَ ف كتابِه ،وهُو ما يقو ُل فيهِ : ف الَسَ َن الُطْلَقَ ،وِإنّما عَرّ َفالوابُ :أَ ّن التّرمذيّ ل ُيعَرّ ِ
(( حسن )) ؛ من غيِ صفةٍ أُخرى ،وذلك َأنّ ُه يقولُ ف بعضِ الحاديثِ (( :حسنٌ )) ،وف بعضِها (( :صحيحٌ )) ،
وف بعضِها (( :غريبٌ )) ،وف بعضِها (( :حسنٌ صحيحٌ )) ،وف بعضِها (( :حس ٌن غَريبٌ )) ،وف بعضِها :
(( صحيحٌ غريبٌ )) [ ،وف بعضِها (( [ :حسنٌ صحي ٌح غريبٌ )) ].
وتعريفُه ِإنّما (( هو )) [ وقعَ ] على الوّلِ فقطْ ،وعبارتُه تُرشِدُ إِل ذلك ،حيثُ قال ف آ ِخ ِر كتابِه :وما قُلْنا ف
كتابِنا (( :حديثٌ [ حس ٌن ] )) ؛ فِإنّما أَ َردْنا بهِ حَسَنٌ إِسنا ِدهِ عندَنا [ ،إِذْ ] كُلّ حديثٍ يُرْوي (( و )) ل يكونُ
1
ب ،ويُروي مِن غيِ وجْهٍ نو ذلك ،ول يكونُ شاذّا ؛ فهو عندَنا حديثٌ حسنٌ ) (. راويهِ ُمتّهَما بكَذِ ٍ
فعُرِف بذا َأنّهُ ِإنّما عَرّفَ الّذي يقولُ فيه (( :حَسنٌ )) فقطْ َ ،أمّا ما يقولُ فيهِ (( :حسنٌ صحيحٌ )) ،أو (( :حسنٌ
غريبٌ )) ،أو (( :حسنٌ صحيحٌ غريبٌ )) ؛ فلم ُيعَرّجْ على تعريفِه ؛كما ل ُيعَرّجْ على تعريفِ ما يقو ُل فيهِ :
(( صحيحٌ )) فقط ،أو (( :غريبٌ )) فقط .
ف ما يقو ُل فيهِ ف كتابهِ (( :حسنٌ )) فقط ؛ وكأنّهُ تَ َركَ ذلك ا ْستِغنا ًء بشُه َرتِه عندَ أَهلِ الف ّن ،واقْتصرَ على تعري ِ
سبْهُ إِل أَه ِل الديثِ كما فعل ِإمّا لغُموضِهِ ،وِإمّا لنّهُ اصطِلحٌ جديدٌ ،ولذلك قيّ َد ُه بقولِه (( :عندنا )) ،ول ينْ ِ
الَطّابّ .
سفِرْ وجْ ُه توجيهِها ،فللهِ المدُ على ما َألَم وبذا التّقريرِ يندف ُع كث ٌي مِن الِيراداتِ الت طا َل البحثُ فيها و ْل يُ ْ
وعَلّمَ .
2
ن هُو َأ ْوثَقُ ) ( )
( وزِياد ُة راويهِما ؛ أي :الصّحي ِح والَسنِ ؛ مقبولةٌ ؛ مَا ْل َتقَ ْع مُناِفيَةً لِـرواي ِة مَ ْ
مّن ل يَذْ ُكرْ تلك الزّيادةِ :
ي روايةِ مَن ل يَذْكُرْها ؛ فهذه ُتقْبَ ُل مُطْلقا ؛ لنّها ف ُحكْمِ [ لنّ الزّياد َة ]ِ :إمّا [ َأنْ ] تكو َن ل تَنافِ َي بينَها وب َ
الديثِ الُستقلّ الذي ينف ِر ُد ب ِه الثّق ُة ول يَرويه عن شيخِ ِه غيُه.
يعني بهذه الشروط الثلثة :من غير وجه ،ول يكون روايه متهم بالكذب ول شاذ فهذا يسميه حسنًا ومعناه الحسن
)(1
لغيره أي القسم الرابع فهذا هو الذي عرفه أما ما يقول فيه حسن صحيح أو حسن غريب أوصحيح غريب فهذا لم يعرفه
فيعرف من أدلة أخرى
وِإمّا َأنْ تكونَ مُنافِيةً بيثُ يلز ُم مِن قبولِها رَدّ الرّوايةِ الخرى ،فهذه (( هي )) الت َيقَ ُع التّرجي ُح بينها وبيَ
1
معارِضِها [ ،فُي ْقبَلُ الرّاجحُ ] ويُ َردّ الرجوحُ) (.
وا ْشتُهِ َر عَنْ جَمْ ٍع مِن العُلما ِء ال َقوْ ُل بقَبولِ الزّيادةِ مُطْلقا مِن غيِ تفصيلٍ ( ) ،ول يََتَأتّى ذلك على طري ِق الُحَدّثيَ
2
الّذينَ يشتَرِطونَ ف الصّحيحِ أَ ْن ل يكونَ شاذّا ،ثّ يفسّرونَ الشّذوذَ بُخالَف ِة الثّق ِة مَن هو أَوث ُق منهُ .
ب مِمّنْ أَغفلَ ذلك منهُم م َع اعْتِرافِه با ْشتِراطِ انْتفاءِ الشّذوذِ ف [ ح ّد ] [ الديثِ ] الصّحيحِ ،وكذا الَسنِ ج ُ والعَ َ
()3
ث الَُتقَدّميَ كعبدِ الرحنِ [ ب ِن ] َمهْدي ،ويي القَطّانِ ،وأَحدَ بنِ حنبلٍ ،ويي ب ِن مَعيٍ والَنقولُ عن أَئ ّم ِة الَدي ِ
ن وغيِهم – اعتبارُ ،وعليّ بنِ الَدينّ ،والبُخاريّ ،وأَب زُرْعةَ (( الرازي )) ،وأَب حا ٍت ،والنّسائيّ ،والدّارقط ّ
التّرجيحِ فيما يتعلّقُ بالزّيادةِ وغيها ،ول ُيعْرَفُ عن أَح ٍد منهُم إِطلقُ قَبولِ الزّيادةِ .
ق كثيٍ مِن الشّافعّيةِ ال َقوْ َل بقَبولِ زِيادةِ الثّقةِ ،معَ َأ ّن نصّ الشافعيّ يدلّ على غيِ ذلك ؛
جبُ مِن ذلك إِطل ُ وَأعْ َ
ط ما َنصّهُ (( :ويكونُ إِذا أشْرَك أَحدا مِن ضبْ ِ
فِإنّهُ قالَ ف أَثناءِ كلمِه على ما ُي ْعَتبَرُ [ بهِ ] حالُ الرّاوي ف ال ّ
زيادة رواي الصحيح والحسن مقبولة ما لم تقع منافية لمن أوثق ،منافية يعني ل تجتمع معها ،أما إذا كانت ل تنافي
)(1
فهي مقبولة فإذا روى الثقة حديثاً عن النبي صلى ال عليه وسلم ثم رواه آخر وزاد عليه جملة أمر ال بها أو نهى عنها
فل بأس ل تكون منافية ،كما روى راوي النهي عن صيام يومي العيدين وزاد آخر فيه النهي عن لبستين أو بيعتين فل
ينافي هذا هذا فهذا شيء وهذا شيء فالزيادة التي ل تنافي تقبل أما إذا كانت تنافيها ل تجتمع مع ما رواه الوثق فإنها
تكون شاذة ل تقبل كأن الثقة عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى ال عليه وسلم أمر بكذا أو فعل ،فيأتي آخر
أضعف من نافع فيروي عن النبي صلى ال عليه وسلم نهى عن رواه نافع عن ابن عمر أنه أمر به فهذه ل تقبل لنها
مخالفة للوثق فل يجتمعان هذا يقول أمر وهذا يقول نهى .
@ السئلة :أ -إذا خالف الثقة الثقات وليس من هو أوثق منه ؟ يطلب الترجيح من طرق أخرى ،أما هذا صرح بالسماع
أو لم يصرح بالسماع أو هذا له شواهد وهذا ليس له شواهد فيرجح من طرق أخرى .
ب -رواية الزبير في حديث وضع الرجل بين الفخذ والساق أثناء التورك ذكرت أنها شاذة ؟ نعم هذه الرواية شاذة لنها
مخالفة للحاديث الصحيحة من حديث عائشة وأبي حميد كلهم ذكروا أنه يتورك في الخيرة ويفترش في الوسطى ول
يجعل رجله بينهما ،والظاهر أنه غلط من بعض الرواة .
ج -من قال أنها صفة جديدة للتورك ؟ ل صفة مؤذية غير مستقيمة تؤذي الجالس .
وهذا تساهل إطلق قبول الزيادة فل بد من التقييد زيادة مقبولة ما لم تكن منافية لمن هو أوثق وما لم تكن أيضاً
)(2
مخالفة لمن هو أوثق فإن كانت منافية ردت وإن مخالفة شاذة ردت .
بعض الناس قد يتكلم ويجعل بعض الشروط وقد تقدم أن من شرط الصحيح أن ل يكون شاذاً ول يكون معلولً فإذا شذ
)(3
خرج عن مرتبة الصحيح .
21 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 22 -
ح ِة َمخْ َرجِ حديثِهِ ،ومت خالَفَ لفّاظِ ل يُخاِلفْهُ ،فِإنْ خاَلفَ ُه فوُجِدَ حديثُهُ َأنْ َقصَ كانَ ف ذلك دليلٌ [ على ] ص ّ اُ
صفْتُ أَضرّ ذلك بديثِهِ )) [ انتهى كلمه ] . ما وَ َ
ف فوُجِدَ حديثُهُ [ أَ ْزيَدَ] (( من )) أَضرّ ذلك بديثِه ،فدلّ على َأنّ زياد َة العَ ْدلِ عندَه ل يل َزمُ ومُقتَضاهُ َأنّهُ إِذا خَاَل َ
ث مَن خاَلفَ ُه مِن ص مِن حدي ِ قَبولُها مُطْلقا ،وِإنّما ُت ْقبَلُ مِن الافِظِ ؛ فِإنّهُ ا ْعتَبَرَ َأ ْن يكونَ حديثُ هذا الُخالِفِ َأْنقَ َ
حتِه ؛ لنّه ل يَدُ ّل على تَحَرّيهِ ،و َجعَ َل ما عَدا ذلك لفّاظِ ،و َجعَ َل نُقصانَ هذا الرّاوي مِن الديثِ دليلً على ص ّ اُ
ت [ عندَه ] مقبولةً مُطْلقا ؛ ل تكنْ ُمضِ ّرةً [ بديثِ] صا ِحبِها ، ُمضِرّا بديثِه ،فدَ َخَلتْ فيهِ الزّيادةُ ،فلو كان ْ
[ والُ أَعلمُ ].
ط [ َأوْ كثرةِ ] عدَدٍ أَو غيِ ذلك مِن وُجوهِ ضبْ ٍ
فِإنْ خُولِفَ – [ [ أي ] الراوي ]– بأرْجَ َح منهُ ؛ لزيدِ َ
ح – يُقالُ لهُ :الشّاذّ . التّرجيحاتِ ؛ فالرّاجِحُ يقالُ ل ُه :الَحْفوظُ .ومُقابِلُ ُه – وهو الرجو ُ
ي والنّسائ ّي وابنُ ماجَة مِن طري ِق [ ابنِ ] ُعَيْينَ َة عن عَمْرو [ بنِ ] دينا ٍر عن َع ْوسَجة ، مثالُ ذلك :ما رواهُ التّرمذ ّ
ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ ،ول يَ َدعْ عن ابنِ عباسٍ [ – رضي ال عنهما :أَنّ ر ُجلً ُتوُفّي ف عهدِ رسولِ الِ صلّى ا ُ
ل هو أَعتقَهُ ....الديثَ . وارِثا إِلّ مو ً
صلِهِ ابنُ جُري ٍج وغيُه .وتابَ َع اب َن ُعيَْيَنةَ على وَ ْ
جةَ ول يَذْكُرِ (( حديث )) اب َن عباسٍ . وخال َفهُم حّادُ بنُ َزيْدٍ ،فرواهُ عَ ْن عَمْرو بنِ دينا ٍر عَن َع ْوسَ َ
قال أبو حا ٍت :الَحفوظُ حديثُ اب ِن ُعَييَْن َة .أهـ كلمُه.
1
ح أبو حاتٍ رواي َة مَن هُم أَكثرُ عددا منهُ ) (. فحمّادُ بنُ زي ٍد مِن أَه ِل العدال ِة والضّبطِ ،ومعَ ذلك رجّ َ
ف مِن هذا التّقريرِ أَنّ :الشّا ّذ :ما رواهُ القْبولُ مُخالِفا ِلمَ ْن هُو َأوْلَى مِنهُ . وعُرِ َ
سبِ الصْطِلحِ . وهذا هُو ا ُلعْتَمَدُ ف تعريفِ الشاذّ بَ َ
ف ] ،ومُقابِلُ ُه يُقالُ [ لهُ ] :ا ُلْنكَرُ . ضعْفِ ؛ فالرّا ِج ُح يُقالُ لهُ [ :ا َلعْرو ُ َوِإنْ وََق َعتِ الُخالفةُ [ لهُ ] م َع ال ّ
ت الُقرئِ– عن مثالُه :ما روا ُه ابنُ أَب حا ٍت مِن [ طريقِ ] ُحَبيّبِ بنِ حَبيبٍ – وهو أَخو حَم َزةَ ب ِن [ حَبيبٍ ] ال ّزيّا ِ
ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ قالَ : أَب إِسحاقَ عن ال َعيْزارِ بنِ حُريثٍ عن ابنِ عبّاسٍ (( رضي ال عنهما )) عن النب صلّى ا ُ
ضيْفَ ؛ دَخَلَ الّنةَ )) . (( مَن أَقا َم الصّل َة وآتى الزّكاةَ و َح ّج [ البيتَ ] وصا َم وقَرَى ال ّ
ق مَوقوفا ،وهُو الَعروفُ . قالَ أَبو حاتٍ (( :و )) هُو ُمْنكَرٌ ؛ َلنّ غيَه مِن الثّقاتِ رواهُ عن أَب إِسحا َ
ف بذا َأنّ بيَ الشّا ّذ والُْنكَ ِر [ عُموما وخُصوصا مِن وَجْهٍ ؛ ل ّن بيَنهُما ] ا ْجتِماعا ف ا ْشتِراطِ الُخال َفةِ ، وعُرِ َ
وافْتراقا ف أَنّ الشّا ّذ راويهِ ثقةٌ أو صدوقٌ ،وا ُلْنكَرَ رَاويهِ ضعيفٌ .
لن العدد إذا كانوا ثقات أوثق من الواحد وعندهم زيادة فتقبل .
)(1
22 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 23 -
سبِيّ ؛ ِإنْ وُ ِجدَ – بع َد ظَنّ كونِه َفرْدا – وقد َغفَ َل مَن َسوّى بيَنهُما ،والُ أَعلمُ .وَما تقدّم ذِكرُه مِن الفَرْ ِد النّ ْ
يهُ ؛ فهُو الُتابِعُ ؛ بكس ِر [ الباءِ ] الوحّدةِ ( )
1
[ قد ] واَفقَهُ غ ُ
3
( )والُتاَب َعةُ على مراِتبَ ) (:
2
يعني إذا كان المخالف ضعيفاً تسمى روايته منكرة وإذا كان المخالف ثقة وخالف من هو أوثق تسمى شاذاً فاجتمعا في
)(1
المخالفة وافترقا في التسمية .
فجر الحد 1415 / 11 / 16هـ
)(2
الفرد النسبي الذي يكون فرداً بالنسبة إلى شيخ من الشيوخ كمالك وشعبة فإذا وافقه غيره يسمى متابعاً فإن من
)(3
طريق صحابي آخر يسمى شاهداً ،فالحديث الذي يرويه مثلً عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم وله طرق ترجع إلى
مالك ثم يأتي آخر يرويه عن غير مالك فهذا يكون متابع ،فإن جاء آخر يروي الحديث عن غير عمر عن ابن عمر أو أبي
سعيد فهذا شاهد .
لن عبد ال بن مسلمة القعنبي رواه عن مالك فتابع الشافعي في روايته عن مالك .
)(4
فهذا متابعة قاصرة لنها ليست متابعة للشافعي بل متابعة لشيخ مالك .والمهم في هذا أن يكون المتابع ثقة حتى
)(5
يقوى السند وتقوى الرواية ،أما المتابعة الضعيفة فأمرها سهل ،لكن يستفيد العلماء من هذا إذا كان المتابع ثقة صار
الحديث له طريقان من طريق فلن ومن طريق فلن فيكون ذلك أقوى وأثبت .
23 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 24 -
وف (( صحيحِ مسلمٍ )) من روايةِ عُبيدِ الِ ب ِن عُمرَ عن نافعٍ عن اب ِن عُمرَ بلفظ (( :فاقْدُروا ثلثيَ )) .
ول ا ْقتِصارَ ف هذه الُتابع ِة – سواءٌ كانتْ تا ّمةً أَم قاصرةً – على الّلفْظِ [ ،بل ] لو جاءَتْ بالعن ؛ ل َك َفتْ ،
1
لكنّها مَتصّ ٌة بكونِها مِن روايةِ ذلك الصّحابّ ) (.
ظ والعن ،أَو ف العن فقطْ ؛ فهُو الشّاهِدُ . شِبهُهُ ف اللّف ِ
وِإنْ ُوجِ َد َمتْ ٌن يُروى مِن حديثِ صحابّ آ َخ َر يُ ْ
ث الّذي قدّمناهُ ما رواهُ النّسائ ّي مِن روايةِ ممّدِ بنِ ُحنَيٍ عن ابن عبّاسِ (( رضي ال عنهما )) عن ومثالُه ف الدي ِ
ث عبد الِ بنِ دينارٍ ع ِن ابنِ عُم َر سواءً . ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ ،فذَكَرَ مثلَ حدي ِ النب صلّى ا ُ
فهذا باللّفظِ ) (.
2
ي مِن روايةِ ممّدِ بنِ زيادٍ عن أَب هُريرةَ بلفظ (( :فِإ ْن غُ ّم عليكُمْ فأَكْ ِملُوا وَأمّا با َلعْن ؛ فهو ما روا ُه البُخار ّ
عِ ّدةَ َشعْبانَ ثلثيَ ))
ظ ،سوا ٌء كانَ مِن روايةِ ذلك الصّحابّ أَم ل ،والشاهدَ با حص َل ] بالَعن ص قومٌ الُتابعةَ با َحصَلَ [ باللّف ِ و َخ ّ
كذلك ) (.
3
سهْلٌ ) (.
4
وقد تُطَْلقُ الُتابع ُة على الشّاه ِد وبالعكسِ ،والمرُ [ فيهِ ] َ
وَاعْلمْ أَ ّن َتتَبّعَ الطّ ُرقِ مِن الوام ِع والسانيدِ والجزا ِء لذلك الديثِ الذي يُظنّ َأنّه فردٌ ِلُيعْلَمَ هلْ ل ُه متابِعٌ أَم ل هُو
:العتبارُ .
ت والشّواهِدِ )) قد يوهِمُ َأنّ العتبارَ قَسي ٌم لُما ،وليسَ كذلك ،بل وقولُ اب ِن الصّلحِ (( :معرف ُة العتبارِ والتابعا ِ
5
هُو هيئةُ التوصّلِ إِليهِما ) (.
حصُلُ فائدةُ تقسيمِ ِه باعتبا ِر مَراتِبِ ِه عندَ الُعارضةِ ،والُ أَعلمُ) (.
6
وجَميعُ ما تق ّد َم مِن أَقسامِ الَقبو ِل تَ ْ
يعنى المتابعة تارة تكون باللفظ وتارة تكون بالمعنى والمتابعة إذا جاءت ولو بالمعنى قوت الرواية .
)(1
فهو شاهد لنه رواه ابن عباس وذاك رواه ابن عمر .
)(2
والصواب الول
)(3
يعنى يتسامحون في ذلك فيتسامح الشيخ أو الراوي في هذا ولكن عند التحقيق المتابع الذي يتابع الراوي في حديث
)(4
واحد والشاهد الذي يتابعه في المعنى من طريق صحابي آخر .
مثل ما قال المؤلف ابن الصلح تسامح فقال ( معرفة العتبار والمتابعات والشواهد ) فقد يوهم أن العتبار غيرهما
)(5
ل وإنما هوالهيئة والطريق إلى معرفة الشواهد والمتابعات يسمى
والتحقيق أن العتبار هو التتبع وليس قسم ًا مستق ً
اعتبا ًر وتتبعاً للطرق .
إنما يحتاج لهذا عند المعارضة حتى يعرف أيهما أقوى وأيهما أثبت عند التعارض حتى يعرف الصحيح من الضعيف
)(6
والمحفوظ من الشاذ والناسخ من المنسوخ حتى يتميز لطالب العلم منزلة الحديث عند المعارضات .
24 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 25 -
ضةِ ؛ أَي :ل َيأْتِ خبٌ يُضا ّدهُ ثّ الَقبولُ( ) ينقسِمُ [ أَيضا ] إل مَعمو ٍل بهِ وغ ِي َمعْمو ٍل بهِ ؛ لنّهُ ِإ ْن سَلِ َم مِ َن الُعارَ َ
7
أما الول فهو نسخ واضح فقوله ( فزوروها ) نسخ للنهي ،وأما الخير ( ترك الوضوء مما مست النار ) فليس
)(1
صريحاً في النسخ ولهذا قال المحققون من أهل العلم إنه يدل على عدم الوجوب وأن قوله صلى ال عليه وسلم ( تؤضوا
مما مست النار ) ليس على الوجوب بل على الستحباب ولهذا ثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه أكل لحم ًا ثم صلى ولم
يتوضأ فدل على أنه ل يجب الوضوء بل يستحب وقال آخرون بل نسخ لقوله ( كان آخر المرين ) ..وهذا الصواب ل يدل
على النسخ بل يدل على الجواز .من توضأ فهو أفضل ومن ترك فل حرج لن الرسول صلى ال عليه وسلم فعل هذا وفعل
هذا .
26 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 27 -
ال ّطعْنِ َ ،أعَ ّم مِن َأنْ يكونَ لمْرٍيرجِعُ إِل دِيانةِ الرّاوي أَو إِل ضبْطِهِ .
وهذا تحقيق عظيم مفيد فإذا أشكل على العالم الجمع ولم يتيسر له علم التأريخ فإنه ينظر في المرجحات فيأخذ الرجح
)(1
لكثرة أسانيده أو لقوة إسناده فيأخذ الصحيح ويطرح الضعيف فإن أشكل على العالم ولم يتبين له المرجح فيتوقف حتى
يتبين له أمر من المور ووجه من الترجيح فيرجح .
فجر الحد 1416 / 4 / 29هـ
)(2
27 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 28 -
صنّفٍ ،أو [ من ] آ ِخ ِرهِ ؛ أي :الِسنادِ بع َد التّابعيّ ،أَو ف ُم َسقْطُ ( )ِإمّا َأ ْن يَكونَ مِ ْن مَبادئ السّنَ ِد مِن تصرّ ِ
1
وال ّ
غي ذلك ،فالوّ ُل :ا ُلعَلّ ُق سواءٌ كا َن [ السّاقِطُ ] واحدا أَوأَكثرَ .
ي ا ُلعْضَلِ الت ذِكْ ُرهُ عمومٌ وخُصوصٌ مِن وجْهٍ . وبينَهُ وب َ
ط منهُ اثنا ِن فصاعِدا يتَمِعُ م َع بعضِ صُورِ ا ُلعَلّقِ . ف ا ُلعْضَ ِل بَأنّهُ سقَ َ
فمِ ْن حيثُ تعري ُ
سنَ ِد يفتَ ِرقُ منهُ ،إِ ْذ هُو َأعَ ّم مِن ذلك .
ف مِن مبادئِ ال ّف ُمصَنّ ٍ ث تقيي ُد الُعَلّقِ بَأنّه مِن تصرّ ِ ومِن حي ُ
ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ ل ] :قالَ رسولُ الِ صلّى ا ُ حذَفَ جيعُ السّن ِد ،ويُقالَ [ مث ً صوَ ِر الُعَلّقِ َ :أنْ يُ ْ
[ و ] مِن ُ
.
ب والتّابعيّ [ معا ] . ومنها َ :أنْ ُيحْذَفَ (( جيع السند )) [ إِلّ ] الصّحابّ َأ ْو [ إِلّ ] الصّحا ّ
ف مَن حَ ّدثَ ُه ويُضيفَهُ إِل مَ ْن فوقَهُ ،فِإ ْن كانَ مَن فوقَه شيخا لذلك الصنّفِ ؛ فقد ا ْختُلِفَ فيه : ومنها :أَ ْن يَحْ ِذ َ
هل يُسمّى تعليقا َأوْ لَ ؟
س قضي بهِ ،وإِلّ فتعليقٌ ف بالّنصّ أَو الستِقْراءِ أ َنّ (( كان )) فاعِلَ ذلك مُدَّل ٌ والصّحيحُ ف هذا :التّفصيلُ :فِإ ْن عُرِ َ
.
جهْلِ بالِ الحذوفِ . وِإنّما ذُ ِك َر التّعليقُ ف قسمِ الردودِ لل َ
المردود إما يكون لسقط أو لطعن ،والسقط إما أن يكون من أول الحديث أو من آخره فإن كان من أول الحديث فهو
)(1
المعلق مثل قول البخاري :قال قتادة كذا قال الزهري كذا فهذا يسمى معلقاً وهو ما حذف أوله فهذا إن كان المعلِق ملتزم
أن ل يعلق إلالصحيح مثل البخاري فهذا يحتج بتعليقه ولكن ينظر فيما بعد المعلق فإذا قال :قال الوزاعي فينظر فيما بعد
الوزاعي فإن كان سليماً فهو طيب وإن كان المعلق ممن ل يلتزم الصحيح فهو ضعيف مثل لو قال أبو داود والترمذي :
قال الزهري ،فهذا ضعيف .أما إذا كان السقط من آخر السند بأن سقط الصحابي فهذا يسمى المرسل والمراسيل كلها
ضعيفة ل يحتج بها إل ما جاء في مراسيل سعيد بن المسيب .أما إذا كان في أثنائه فإن كان إثنين فصاعدًا فالمعضل وإن
كان بواحد فهو المنقطع ،ثم قد يكون النقطاع واضح ًا أو خفياً فالواضح بأن الرواي عن الصحابي أو عن شيخه أو أي
شخص لم يلقه فهذا انقطاع واضح كأن يقول الزهري أو الوزاعي عن عمر فهذا انقطاع واضح لنهم لم يدركوا الصحابة
وقد يكون النقطاع خفياً وهو المدلس بأن يروي عمن أدركهم ولكن بشيء لم يسمعه منهم مثل قول قتادة عن فلن وقول
العمش عن فلن ول يقول حدثني ول سمعت فهذا يسمى مدلس يكون علة في السند حتى يصرح بالشيخ إذا كان الراوي
مدلس ًا أما إذا لم يكن الراوي مدلس ًا فعنعنته تحمل على السماع لكن إذا كان مدلساً فل بد من التصريح ،وهكذا المرسل
الخفي من معاصر لم يلقه إذا روى عن معاصره لو يصرح بالسماع فهذا يسمى مرسل خفي لنه قد يمكنه السماع ولكنه
لم يصرح بالسماع وليس بمدلس فهذا يسمى مرسل خفي حتى يوجد ما يدل على اتصاله .
28 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 29 -
ت مسأَلةُ ف بَأنْ ييءَ مس ّمىً مِن وجهٍ آ َخرَ ،فِإنْ قالَ :جي ُع مَن َأحْذِفُ ُه ثقاتٌ ؛ جاء ْ حتِهِ إِ ْن عُرِ َ
حكَمُ بص ّ
وقد يُ ْ
التّعديلِ على الِبامِ .
و [ عن َد ] الُمهورِ ل ُي ْقبَلُ حتّى يُسمّى.
حتُه ]؛ كالبُخاريّ؛ فما أَتى (( فيه )) بالَ ْزمِ دلّ ب التُ ِز َمتْ [ ص ّلكنْ قا َل اب ُن الصّلحِ هناِ :إنْ وَقَعَ الَذْفُ ف كتا ٍ
ض مِ َن ا َلغْراضِ. على َأنّه َثبَتَ إِسنا ُدهُ عِندَه ،وإِنّما حُذِفَ لغَ َر ٍ
1
ي الَ ْزمِ ؛ ففيهِ مقالٌ ) (. ومَا أَتى فيهِ بغ ِ
حتُ أَمثلةَ ذلك ف (( النّكتِ على ابنِ الصّلحِ )) . ضْوقد َأوْ َ
والثّان :وهو ما َسقَطَ مِن آخِ ِر ِه مَن بع َد التّابعيّ هو الُ ْرسَلُ :
ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ كذا ،أو :فعَلَ وصو َرتُه َأنْ يقو َل التابعيّ سواءٌ كا َن كبيا أو صغيا قالَ رسولُ ال صلّى ا ُ
كذا ،أو ُ :فعِلَ بضرتِه كذا ،أونوُ ذلك .
حتَمَ ُل [ أَ ْن يكونَ ]
حتَمَلُ َأ ْن يكونَ صحابيّا ،ويُ ْ جهْلِ بالِ الحذوفِ ؛ َلنّه يُ ْ وإِنّما ذُكِرَ ف قس ِم الَردودِ لل َ
حتَمَلُ( ) ] أَ ْن يكونَ حَمَلَ
2
حتَمَلُ َأنْ يكو َن ثقةً ،وعلى الثّان يُ ْ حتَمَلُ [ َأنْ يكونَ ضَعيفا ،ويُ ْ تابعيّا ،وعلى الثّان يُ ْ
حتَ َملُ َأنْ يكونَ حَ َم َل عن تابعيّ آخَ َر ،وعلى الثّان فيعودُ الحتمالُ السّابقُ ،ويتعدّدُ (( و )) َأمّا ب ،ويُ ْ
عن صحا ّ
بالتّجوي ِز العقليّ ،فإِل ما ل نايةَ لهُ ،وَأمّا بالستقراءِ ؛ فإِل سّتةٍ أَو سبعةٍ ،وهو أَكث ُر ما وُ ِج َد مِن روايةِ بعضِ
ي عن بعضٍ . التّابع َ
ف مِن عاد ِة التّابعيّ َأنّه ل يُرسِلُ إِ ّل عن ثِقةٍ؛ فذ َهبَ جُمهورُ الحُدّثيَ إِل التوقّفِ؛ لبقاءِ الحتمالِ ،وهُو فِإ ْن عُرِ َ
أَحدُ قوَليْ أَحدَ.
ي – ُي ْقبَ ُل مُطْلقا.
وثانيهِما – وهُو [ قو ُل ] الالِكيّيَ والكوفيّ َ
سنَدا كانَ أَو ل عنهُ ] ُ :ي ْقبَلُ ِإنِ ا ْعَتضَدَ بجيئِهِ مِن وجْهٍ آخَ َر يُبايِنُ الطّ ُرقَ الول مُ ْ وقالَ الشّافِعيّ [ رضيَ ا ُ
س المرِ ( ).
3
ف ثقةً ف نف ِ مُ ْر َسلً ؛ ليترجّحَاحتما ُل كونِ الحذو ِ
ي مِن النفّيةِ وأبو الوليدِ البا ِجيّ مِن الالِكّيةِ أَنّ الرّاويَ إِذا كا َن يُ ْرسِلُ ع ِن الثّقاتِ وغيِهم ل ونقلَ أَبو بكرٍ الرّاز ّ
4
ُيقْبَل مُر َسلُه اتّفاقا ( ).
فإذا قال روي أو يذكر فهو ضعيف إل أن يثبت أنه رواه في موضع آخر بالجزم .
)(1
يح َتمِل بفتح التاء وكسر الميم أحسن .
)(2
الصواب أنه ل يقبل حتى يصرح لنه قد ينسى فيعلق عن غير ثقة فل يقبل إل إذا صرح
)(3
وهذا صحيح فإذا كان معروفاً بالتساهل فل يقبل بالتفاق لنه قد يرسل عن ثقة وعن غير ثقة .
)(4
29 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 30 -
ط مِن الِسنادِ ِإ ْن كانَ باثنَيْ ِن فصاعِدا مَ َع التّوال ؛ فهو الُ ْعضَلُ ،وإِلّ فِإنْ كا َن سقْ ِ
وَالقس ُم الثّاِلثُ مِن أَقسامِ ال ّ
ض َعيْ ِن مثلً ؛ فـهُو الُْنقَطِعُ ،وكذا ِإنْ َسقَطَ واحدٌ فقط ،أَو أَكثرُ مِن اثنيِ ، ي غيِ متواِلَييْنِ ف مَو ِ ط باثن ِ السّقْ ُ
ط عد ِم التّوال . لكنّه بشر ِ
ثّ ِإنّ السّقطَ مِن الِسنادِ قدْ يَكونُ واضِحا يصُ ُل الشْتِراكُ ف معرَفتِه ك َكوْنِ الرّاوي مثلً ل ُيعْاصِ ْر مَن روى عنهُ
ث وعِلَ ِل السانيدِ . َأوْ يكونُ َخ ِفيّا ؛ فل يُدْرِكُهُ إِ ّل الئ ّم ُة الُذّاقُ الُطّلِعونَ على طُ ُرقِ الدي ِ
فا َلوّ ُل وهُو الواضحُ يُدْ َركُ بعَد ِم التّلقي بيَ الرّاوِي وشيخِ ِه بكونِه لْ يُدْ ِركْ عصْ َرهُ أَو أَدْرَكَ ُه لكنّهما ل ْيتَمِعا ،
وليستْ لهُ [ من ُه ] إِجازٌة ول وِجَا َدةٌ .
ومِ ْن ثَمّ ا ْحتِيجَ إِل التّاري ِخ لتض ّمنِهِ تري َر مواليدِ الرّواةِ ووَفياِتهِم وأَوقاتِ طََلِبهِم وا ْرتِحالِهم .
وقد ا ْفتُضِحَ أَقوامٌ ا ّدعَوا الرّوايةَ عن شيوخٍ ظه َر بالتّاريخِ كَذِبُ دعْواهُم .
لفِ ّي الُدَّلسُ ؛ بفت ِح اللّمِ ،سُمّي بذلك لكونِ الرّاوي ل يُسَ ّم مَن َح ّدثَهُ ،وأَوهَمَ ساعَهُ وَالقس ُم الثّانِي( ) :وهو ا َ
1
ويد ّل على َأنّ اعتبارَ اللّقي ف التّدليسِ دونَ الُعاصرةِ وحْدَها لبُ ّد منهُ ِإطْباقُ أَه ِل العل ِم بالديثِ على أَ ّن روايةَ
ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّ َم مِن قبي ِل الِرسالِ ل ي وقيسِ بنِ أَب حا ِز ٍم عن النبّ صلّى ا ُ ي كأَب عُثما َن الّنهْد ّضرَم َ
خ ْ
الُ َ
مِن قَبي ِل التّدليسِ .
ي لّنهْم عاصَروا النبّ صلّى الُ عليهِ [ وآلهِ س ؛ لكانَ هؤلءِ مُدلّس َ ولو كانَ مرّ ُد الُعاصرةِ يُ ْكتَفى [ بهِ ] ف التّدلي ِ
وسلّمَ قطعا ،ولكنْ ْل ُيعْرَفْ هل َلقُوهُ َأمْ ل؟
))
ومّن [ قا َل ] با ْشتِراطِ اللّقاءِ ف التّدليسِ الِمامُ الشافعيّ وأَبو بكرٍ البزّا ُر ،وكلمُ الطيبِ ف (( الكِفايةِ
1
يقتَضي ِه ،وهُو ا ُلعْتَمَدُ ) (.
ويُعْ َرفُ عد ُم الُلقا ِة بإِخبا ِرهِ ع ْن نفسِهِ بذلك ،أَو بَ ْزمِ إِمامٍ مُطّلعٍ .
حكَمُ ف هذه ول َيكْفي أَ ْن َيقَعَ ف بعض الطّ ُرقِ زيادةُ راوٍ [ أَو أَكثرَ ] بيَنهُما؛ لحتمال َأ ْن يكونَ مِن الزيدِ ،ول يُ ْ
الصّورةِ ُبكْمٍ ُكّليّ؛ لتَعا ُرضِ احتما ِل التّصا ِل والْنقِطاعِ.
ف في ِه الَطيبُ كتابَ (( التّفصيلِ ُلْبهَمِ الراسيلِ )) ،وكتاب (( الزيدِ ف ُمتّصِ ِل السانيدِ ))( ) .
2
وقد صنّ َ
و[ قد ] انَْت َهتْ هُنا (( حكم )) أَقسامُ حُكمِ السّاقِطِ مِن الِسنادِ.
ح مِن بعضٍ ،خس ٌة منها تتعلّقُ بالعداَلةِ ) (،وخسةٌ
3
ثّ ال ّطعْ ُن يكونُ بعشرةِ أَشياءَ ،بعضُها (( يكون )) أَشدّ ف القَدْ ِ
ضبْطِ. تتعلّقُ بال ّ
ضتْ ذلك ،وهي ترتيبُها على الشدّ فالشدّ ف ي مِن ال َخ ِر لصلح ٍة ا ْقتَ َ حصُلِ العتنا ُء بتمييزِ أَح ِد القِسم ِ
ول َي ْ
مو َجبِ الرّ َدّ على سَبيلِ التّدلّي؛ لنّ ال ّطعْنَ ِإمّا َأ ْن يكونَ:
4
ل َيقُلْ ُه متَعمّدا لذلك) ( .
ل عليهِ وسلّمَ ما ْ ي عنهُ صلّى ا ُ ي بأَنْ يرو َ ِلكَذِبِ الرّاوِي ف الديثِ النبو ّ
أو ُتهْ َمتِهِ بذلكَ؛ بأَ ْن ل يُرْوى ذلك الديثُ إِ ّل مِن جِهتِهِ ،ويكونَ مُخالِفا للقواعِ ِد العلومةِ ،وكذا مَ ْن عُرِفَ
ث النبويّ ،وهذا دُو َن الوّلِ. بالكذبِ ف كلمِهِ ،و [ ِإنْ ] ل يَ ْظ َه ْر منهُ وقوعُ ذلك ف الَدي ِ
ش غَلَطِهِ ؛ أي َ :كثْ َرتِه . ح ِ أَو ُف ْ
أَو َغفَْلتِ ِه عن الِتْقانِ .
سقِهِ ؛ أي :بالفع ِل وال َقوْ ِل مّا ل يبلُ ُغ ال ُكفْرَ . أَو فِ ْ
ح بهِ أَشدّ ف هذا الفنّ . ي الوّ ِل عُمومٌ (( وخصوص مطلق )) ،وِإنّما أُفْرِ َد الوّ ُل لكو ِن القَدْ ِ [ و ] بينَهُ وب َ
وَأمّا الفِس ُق با ُل ْعتَقَ ِد ؛ فسيأْت بيانُه .
ي على سبي ِل التوهّمِ . أَو َوهَمِ ِه بأَ ْن يَ ْروِ َ
أَو مُخاَل َفتِه ؛ أَي :للثّقاتِ .
ف فيهِ تعدي ٌل و [ ل ] تَجريحٌ [ مُعيّنٌ ] . أو جَهاَلتِهِ ؛ (( أي )) بَأنْ ل ُيعْرَ َ
ف الَعروفِ عن النبّ صلّى الُ عليهِ وسلّمَ ،ل بِمعانَ َدةٍ ،بل بَن ْوعِ أَو بِدْعتِهِ ،وهي اعتقا ُد ما أُحْدِثَ على خِل ِ
شبهةٍ.
أَو سوءِ ِحفْظهِ ،و ِهيَ عبارةٌ عن َأنْ ل يكو َن غَلَطُهُ أَق ّل مِن إِصابتِه.
لكْمُ عليهِ بالوَضْعِ ِإنّما هُو ي هو الَوضوعُ ،وا ُ فـالقس ُم الوّ ُل ،وهُو ال ّطعْ ُن [ بكَذِبِ ] الرّاوي ف الَديثِ النبو ّ
ث مََل َكةً قوّيةً ييّزون با (( بي ب ل بالقَ ْطعِ ،إِذ [ قَ ْد ] َيصْ ُدقُ الكَذوبُ ،لكنّ لهلِ العلمِ بالدي ِ بطريقِ الظّ ّن الغاِل ِ
)) ذلك ،وِإنّما يقومُ بذلك منهُم مَن يكونُ إِطّلعُهُ تامّا ،وذ ْهنُ ُه ثاقِبا ،وفهمُ ُه قويّا ،ومعرِفتُهُ بالقرائنِ الدّاّلةِ على
ذلك مت َمكَّنةً .
ضعِه ] ،قا َل ابنُ دقي ِق العيدِ (( رحه ال )) :لك ْن ل يُقْ َطعُ بذلك ؛ لحتمالِ َأنْ يكونَ ف الوض ُع بإِقرارِ [ وا ِ وقد ُيعْ َر ُ
كَذَبَ ف ذلك الِقرارِ أ.هـ
ل ،وليسَ ذلكَ مرا َدهُ ،وِإنّما نفى القَطْعَ بذلك ،ول يل َز ُم مِن وفهِ َم من ُه بعضُهم َأنّ ُه ل يُعْ َملُ بذلك الِقرارِ أَص ً
غ قتْلُ الُقرّ بالقتلِ ، لكْمَ يقعُ بالظّنّ الغاِلبِ ،وهُو هُنا كذلك ،ولول ذلك لَما سا َ لكْمِ ؛ لنّ ا ُنفيِ القَطْ ِع نفيُ ا ُ
ول رَجْ ُم ا ُل ْعتَرِفِ بالزّن ؛ لحتمالِ َأنْ يكونا كا ِذَبيْن فيما ا ْعتَرَفا به!( )
1
فهو مؤاخذ بإقراره في الحق والباطل وأن اتهم ما دام عاقلً ولهذا يقتل إذا أقر بالقتل وكذا إذا أقر بالزنا وغيره .
)(1
32 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 33 -
( )ومِن القَرائنِ الّت يُدْ َركُ با الوَضْعُ ما يؤخَ ُذ مِن حالِ الرّاوي ؛ كما وقَ َع لأْمونِ بنِ أَحدَ َأنّه ذُ ِكرَ بض َرتِه 1
اللفُ ف كونِ الس ِن سَمِعَ مِن أَب هُريرةَ َأوْلَ ؟ فساقَ ف الالِ إِسنادا إِل النبّ صلّى الُ عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ
2
ن مِن أَب هُريرة ) ( . سعَ الس ُ َأنّهُ قالَ ِ :
ب بالَمَام ،فساقَ ف الا ِل [ إِسنادا ] إِل النبّ وكما وقعَ لِغياثِ بنِ إِبراهي َم حيثُ دخَ َل على ا َلهْدي فو َج َدهُ يلع ُ
ل عليهِ وسلّمَ َ :أنّه [ قالَ ] (( :ل َسبَقَ إِلّ ف َنصْلٍ أَو ُخفّ أَو حافِرٍ أَو جَناحٍ )) ،فزادَ ف الديثِ : صلّى ا ُ
3
ح الَمَامِ ) (.ف الهديّ َأنّه كذبَ لجلِهِ ،فأَمرَ ب َذبْ ِ (( أَو جَناحٍ )) َ ،فعَرَ َ
سّنةِ الُتواتِ َرةِ أَو الِجاعِ القطعيّ أَو صَريحِ ص القُرآنِ أَو ال ّ ي كَأنْ يكو َن مُناقِضا لَن ّ ومِنها ما يُؤ َخذُ مِن حالِ الَرو ّ
ال َعقْلِ ،حيثُ ل َي ْقبَلُ شي ٌء مِن ذلك الّتأْويلَ .
ف الصّالِ أَو قُدما ِء الُكماءِ أَو ي تار ًة يتَ ِرعُ ُه الواضِ ُع ،وتار ًة يأْخُذُ [ مِن ] كل ِم غيِ ِه كَبعْضِ السّل ِ ثّ الَرو ّ
4
كبُ لَهُ إِسنادا صحيحا ليَرُوجَ ) (. ف الِسنادِ ،فيُرَ ّالِسرائيليّاتِ ،أَو يأْخُذُ حَديثا ضَعي َ
والامِلُ للواضِعِ على الوَضْعِ :
ِإمّا عَ َدمُ الدّينِ ؛ كالزّنادقةِ .
أَو غََلَبةُ الَه ِل ؛ كبعضِ التعبّدينَ .
ط العَصبّيةِ ؛ كبعضِ الُقلّدينَ . أَو َفرْ ُ
أَو اتّباعُ هوى بعضِ الرّؤساءِ .
أَو الِغرابُ لقص ِد الشتِهارِ !
ض الكَرّامّيةِ وبعضَ الُتصوّفةِ نُقِ َل عنهُم إِبا َح ُة الوَضْعِ ف التّرغيبِ ع مَن ُي ْعتَ ّد بهِ ،إِلّ َأنّ بع َ
وكُلّ ذلك حَرا ٌم بإِجا ِ
ب والتّرهيبَ مِن جُمل ِة الحكامِ والتّرهيبِ (( والترتيب )) وهو خطأ مِن فاعلِهِ ،نشََأ عَن َجهْلٍ ؛ ل ّن التّرغي َ
5
الشّرعّيةِ ) (.
الكَبائِرِ)1(. ل عليهِ وسلّ َم مِن ب على النبّ صلّى ا ُ واتّفقوا على َأنّ َتعَمّدَ الكذ ِ
ل عليهِ وسلّمَ . ل َوْينِ ّي ف َكفّ َر مَن تعمّ َد الكَذِبَ على النبّ صلّى ا ُ وبالَغَ (( فيه )) أَبو مُحمّدٍ ا ُ
ث َعنّي بديثٍ يُرى ل عليهِ وسلّمَ (( :مَن حَدّ َ واّتفَقوا على َتحْر ِي رواي ِة الوضوعِ إِلّ مقرونا ببيانِه ؛ لقولِه صلّى ا ُ
َأنّهُ كذبٌ ؛ فهُو أَحدُ الكا ِذَبيْنِ )) ،أَخرجَهُ مسلمٌ .
وَالقس ُم الثّان مِن أَقسامِ الَردودِ ( ) ،وهو ما يكونُ بسَببِ تُه َمةِ الرّاوي بالكَذِبِ (( ،و )) هُو ا َلتْروكُ .
2
شتَرِطُ ف ا ُلْنكَرِ قيدَ الُخالفةِ . ي مَن ل يَ ْ ث :الُْنكَرُ ؛ على َرأْ ِ والثّالِ ُ
سقُه ؛ فحديثُهُ ُمْنكَرٍ( ) .
3
ت غَفَلتُه ،أَو ظهَرَ فِ ْ
ش غَلَطُهُ ،أَو َكثُرَ ْ
ح َ
وكذا الرّابِعُ والَا ِمسُ ،فمَنْ َف ُ
ثّ ال َوهَ ُم ،وهُو [ القِسمُ ] السّادسُ ،وِإنّما أُ ْفصِ َح بهِ لِطو ِل ال َفصْلِ ِ ،إنِ اطّل َع عَليهِ ؛ أي :على ال َوهَمِ بِالقَرائِنِ
الدّاّلةِ على َوهَ ِم راويهِ مِن وَصْ ِل مُ ْرسَل أَو ُمنْقَطع ،أَو إِدخال حَديثٍ ف حَديثٍ ،أَو نوِ ذلك مِن الشياءِ القادحةِ
ع عُلومِ الديثِ حصُلُ معرفةُ ذلك بكثر ِة التّتبّعِ ،وجَ ْمعِ الطّ ُرقِ ؛ فـهذا هو ا ُلعَلّ ُل وهو مِن أَغ َمضِ أَنوا ِ وتَ ْ
وأَدقّها ،ول يقومُ بهِ إ ّل مَن رَزَقَهُ الُ [ تعال ] فهْما ثاقِبا ،و ِحفْظا واسِعا ،ومعرِف ًة تا ّمةً براِتبِ الرّواةِ ،ومََل َكةً
قوّيةً بالساني ِد والُتونِ ،ولذا ل يتكلّ ْم فيهِ إِ ّل القلي ُل مِن أَه ِل هذا الش ْأنِ ؛ كعليّ ب ِن الَدينّ ،وأَحدَ بنِ حنبلٍ ،
4
شيْبةَ ،وأَب حاتٍ ،وأَب زُرعةَ ،والدّارَقُطنّ ) (. ي ،ويَعقوبَ بنِ (( أب )) َ والبُخار ّ
النار ) وقال صلى ال عليه وسلم ( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) وهذا بإجماع المسلمين بل قال بعضهم
بكفر من وضعه كأبي محمد الجويني فالمقصود أن الوضع من الكبائر العظيمة ول عبرة بقول الكرامية وغيرهم ممن جوز
الوضع للترغيب والترهيب فهذا كلم منكر باطل كما قال الحافظ العراقي :وجوز الوضع على الترغيب &&& قول
الكرام في الترهيب ،فهذا قول باطل والكرامية من المرجئة الخبثاء فالحاصل أن الوضع والكذب على الرسول صلى ال
عليه وسلم من المنكرات العظيمة بإجماع أهل السنة والجماعة .
هذا أمر متفق عليه ل يجوز ذكره إل ببيانه والتحذير منه فمن حدث بحديث يرى أو يظن أنه كذب فهو أحد الكاذبين
)(1
يروى ( الكاذبين ) وبالجمع ( الكاذبين ) وأبلغ من هذا قوله صلى ال عليه وسلم ( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده
من النار )
وقد َت ْقصُرُ عبار ُة الُعَلّل عَن إِقام ِة الُجّة على َدعْواهُ ؛ كالصّيْ َرفّ ف َنقْدِ الدّينارِ والدّرهَمِ( ) .
1
ق السنادِ ؛ فـالواق ُع فيهِ ذلك ت واقع ًة بـسببِ َتغْييِ السّياقِ ؛ أي :سيا ِ ثّ الُخال َفةُ ( )وهوالقسمُ السابعُ ِإنْ كان ْ
2
ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّ َم يقولُ ذلك . أو باستحاَل ِة كونِ النبّ صلّى ا ُ
ت عليهِ ق ْدرَ ما ذ َكرَ مرّتيِ أَو أَكثرَ ،ولِ المدُ . صتُهُ وزد ُ ج كتابا ولّ ْ ف الَطيبُ ف الُدْرَ ِ وقد صنّ َ
الحديث ما فيه من العلة من انقطاع أو ارسال أو وهم أو قلب كلمة أو ما أشباه ذلك مما قد يقع من بعض الرواة .
المقصود أنه قد تقصر عبارة الذي يحكم عليه بأنه معلل عن اليضاح لكنه قد جزم به لنه اتضح له من الطرق فيقال
)(1
له معلل هذا الكثر ويقال له معلول والفصح عندهم معلل ومعل من إعل فهو معل ومعلل ودونها معلول .
فجر الحد 1416 / 5 / 28هـ
)(2
فيفصل الراوي نفسه بين المرفوع والمدرج من عنده .
)(3
35 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 36 -
ت الُخالفةُ ِبَتقْ ِديٍ أَوَتأْخيٍ ( ) ؛ أي :ف الساءِ كَ ُم ّرةَ ب ِن كعبٍ ،وكَعبِ ب ِن مُ ّرةَ ؛ لنّ اس َم
1
َأ ْو [ إِ ْن ] كانَ ِ
ب فيهِ كتابُ (( يُسمى )) (( رافعِ ال ْرتِيابِ (( ف القلوب من أَح ِدهِما اسمُ أَب ال َخرِ ؛ فـهذا هو ا َلقْلوبُ ،وللخطي ِ
الساء والنساب )).
وقد َيقَ ُع القلبُ ف التِ أَيضا ؛ (( ويصي )) كحديثِ أَب هُريرةَ (( رضي ال تعال عنه )) عندَ مُسلمٍ ف السّبعةِ الّذينَ
ل تتَ ظ ّل عَ ْرشِهِ ،ففيهِ [ (( :و ] رَج ٌل تص ّدقَ بصدَقةٍ أَخْفاها حتّى ل َتعْلَمَ يينُهُ ما ُتْنفِقُ شِمالُهُ )) ، يُظِّلهُم ا ُ
فهذا مّا اْنقََلبَ على أَحدِ الرّواةِ ،وِإنّما هو (( :حتّى ل تعَْل َم شِمالُه ما ُتنْفِقُ يينُهُ )) ؛ كما ف الصّحيحيِ .
َأوْ ِإنْ كانتِ الُخالف ُة بِزياد ِة راوٍ ف أَثناءِ الِسنادِ ( ،ومَن ل يَزِدْها أَتقَنُ مّن زادَها ،فـهذا هُو الَزيدُ ف ُمتّصِلِ
2
الَسانِيدِ ) (.
حتِ الزّيادةُ .وشرطُهُ َأنْ يق َع التّصريحُ بالسّماعِ ف َموْضِعِ الزّيادةِ ،وإِلّ ؛ فمت كا َن ُم َعنْعَنا – مثلً – ؛ ترجّ َ
َأوْ [ ِإنْ ] كانتِ الُخالف ُة بِِإبْدَالِهِ؛ أي :الراوي ،ول ُمرَجّحَ لحدى الراويتي على الخرى ،فـ [ هذا ] هو
ا ُلضْطَرِبُ ،وهو يقعُ ف الِسنا ِد غالبا ،وقد يقعُ ف التْن.
3
ب بالنّسبةِ إل الختلفِ ف الَتْنِ دونَ الِسنادِ) (. ث على الديثِ بالضطرا ِ حكُمَ الحدّ ُ
لكنْ قلّ َأ ْن يَ ْ
ي والعُ َقيْليّ وغ ِيهِما ،وشَرْطهُ وقد َيقَ ُع الِبدا ُل عَمْدا لَن يُرادُ اختبار حفظه امتحانا مِن فاعِلِهِ ؛ كما وقعَ للبُخار ّ
4
ن ل يُستم ّر علي ِه ،بل ينتهي بانْتهاءِ الاجةِ ) ( . أَ ْ
ب مثلً ؛ فهو مِن أَقسامِ الوضوعِ ،ولو وقعَ غَلَطا ؛ فهُو مِن فلو وَقَ َع الِبدالُ [ عمدا ] ل لصلحةٍ ،بل للِغرا ِ
ب أو ا ُلعَلّلِ .
القلو ِ
ف مَ َع بَقاءِ صور ِة الَطّ ف السّياقِ . َأوْ ِإنْ كانتِ الُخالف ُة بتَغْييِ حرفٍ أَو حُرو ٍ
فِإنْ كانَ ذلك بالنّسبةِ إِل الّنقْطِ؛ فا ُلصَحّفُ .
5
ع مُه ّمةٌ ) (. َوإِ ْن كانَ بالنّسبةِ إل الشّكْلِ ؛ فـا ُلحَرّفُ ،ومعرف ُة هذا النّو ِ
ظ ،وبِما يُحي ُل الَعان على الصّحيحِ ف السأََلتَيْنِ : الُرادِفِ لهُ ؛ إِلّ لِعالٍِ بَدْلولتِ اللْفا ِ
َأمّا ا ْختِصا ُر الَديثِ ؛ فال ْكثَرونَ على جَوا ِز ِه بِشرطِ َأنْ يكونَ الّذي يَتصِ ُر ُه عالِما ؛ لنّ العالِ َم ل َينْ ُقصُ مِن
الديثِ إِلّ ما ل تعلّقَ لهُ با يُبْقيهِ [ منهُ ] ؛ [ بيثُ ] ل تتِلفُ الدّلل ُة ،ول يتَ ّل البَيانُ ،حتّى يكونَ الَذكورُ
والَحذوفُ بنَِلةِ َخبَرينِ ،أَو يَدُلّ ما ذَكَ َرهُ على [ ما ] َحذَفَهُ ؛ بِلفِ الاهِلِ ،فِإنّهُ قد َيْن ُقصُ ما لَهُ تعلّقٌ ؛ كتَ ْركِ
2
الستِثناءِ ) (.
ف فيها شَهيٌ ،والكثرُ على الَوازِ أَيضا ،ومِن أَقوى حُججهِم الِجاعُ على جوازِ وَأمّا الراوية بالعن ؛ فالِل ُ
ف بهِ ،فإِذا جا َز الِبدالُ بلُغةٍ أُخرى ؛ فجوا ُزهُ باللّغ ِة العربّيةِ أَول ( ).
3
شرحِ الشّريعةِ للعَجَمِ بلساِنهِم للعارِ ِ
وقيلَ ِ :إنّما يَجوزُ ف الُفْرَداتِ دونَ الُرَكّباتِ !
ظ ليتَ َمكّ َن مِن التّصرّفِ فيه . حضِرُ الّلفْ َ
وقيلَ ِ :إنّما يَجُو ُز لَن يستَ ْ
وقيلَ ِ :إنّما يَجو ُز لَن كانَ يفَظُ الَديثَ فنَسِيَ لفظَ ُه ،وبق َي معنا ُه مُ ْرتَسما ف ذِهنِه ،فلهُ َأنْ ير ِويَهُ بالعن
4
حضِرا لَِلفْظِهِ) (. ستَ ْ
ف مَن كا َن مُ ْلكْ ِم منهُ ؛ بِل ِ ح ِة تصيلِ ا ُ لصَل َ
ف فيهِ .وجَميعُ ما تق ّد َم يتعلّ ُق بالَوا ِز وعَ َدمِه ،ول شكّ َأنّ الوْل إِيرا ُد الَديثِ بأَلفاظِهِ دُو َن التّصرّ ِ
قالَ القاضي عِياضٌَ (( :يْنَبغِي سَ ّد بابِ الرّاوي ِة بالَ ْعنَى لئلّ يتَسَلّطَ مَن لَ يُحْسِ ُن مّن (( به )) يظنّ أَنّ ُه يُحْسِنُ ؛ كما
وقَعَ لِكث ٍي مِن الرّواةِ قديا وحَديثا )) ،وا ُ
ل ا ُلوَفّقُ .
ب ؛ ككتابِ أَب عَُبيْدٍ (( ال ح الغَري ِ فِإنْ َخ ِفيَ ا َلعْنَى بَأنْ كانَ الّلفْظُ مسَتعْ َملً بقّلةٍ احْتيجَ إِل ال ُكُتبِ الصّن َفةِ ف شَ ْر ِ
)) القاسِمِ ب ِن سل ٍم ،وهو غيُ مرّتبٍ ،وقد رّتبَهُ الشي ُخ مُوفّقُ الدّي ِن ابنُ قُدامَة على الُروفِ .
وأَجْ َم ُع منهُ كتابُ أَب عُبي ٍد الَ َروِيّ ،وقد اعَتنَى ب ِه الافظُ أَبو موسى الَديِنيّ فَن ّقبَ علي ِه وا ْستَدْ َركَ .
يتبين التحريف والتصحيف .
ب ،فيشَتهِ ُر بشي ٍء مِنها ، ص َفةٍ أَو ِحرْفةٍ أَو نَسَ ٍ أَحَ ُدهُما َ :أنّ الرّاوِيَ َق ْد تَ ْكثُ ُر نُعوتُهُ مِن اسمٍ أَو ُكنَْيةٍ أَو َلقَبٍ أَو ِ
حصُ ُل الهْلُ بالِهِ . فيُذْ َك ُر ِبغَيْ ِر مَا ا ْشُتهِ َر بِهِ ِل َغ َرضٍ مِن الغْراضِ ،فيُظنّ َأنّه آخرُ ،فيَ ْ
ب ،وسبَقَ ُه [ إِليه ] عب ُد الغنّ وصّنفُوا فِيهِ ؛ أي :ف هذا النّوعِ ا ُلوْضِ َح لوها ِم المْ ِع والتّفريقِ ؛ أَجا َد في ِه الَطي ُ
2
ث الصّورِيّ ) (. ي وهو الَ ْزدِيّ (( أيضا )) ّ [ ب ُن سعيدٍ ا ِلصْر ّ
سبَهُ بعضُهم إِل َج ّدهِ ،فقالَ :ممّدُ ب ُن بِشرٍ ،وسّاهُ بعضُهم ومِن أَمثلتِهِ ممّدُ بنُ السّائِبِ ب ِن بِشْ ٍر الكَ ْلبِيّ ( )؛ نَ َ
3
ضهُم أَبا النّصرِ ،وبعضُهُم أَبا سعيدٍ ،وبعضُهم أَبا هِشامٍ ،فصا َر يُظَنّ َأنّهُ جاعةٌ ، حّادَ بنَ السّائبِ ،وكَنا ُه بع ُ
ف شيئا مِن ذلك . ف حقيقةَ الم ِر فيهِ ل يعرِ ُ وهو وا ِحدٌ ،ومَن ل يعرِ ُ
ل مِن الديثِ ،فل َيكْثُرُ الَ ْخ ُذ عَنْهُ : وَالم ُر الثّان :أَنّ الرّاويَ قد يكو ُن ُمقِ ً
صنّفوا فِي ِه الوُحْدانَ – وهو [ مَن ] ل يَ ْر ِو عنهُ إِ ّل واحِ ٌد ،ولو سُ ّميَ – فمِمّن جَ َمعَ ُه مُسلمٌ ،والسنُ بنُ وَقد َ
سُفيا َن ،وغيُها .
َأوْ َل يُسمّى الرّاوِي اختِصَارا مِن الرّاوي عنهُ ؛ كقولِه :أَ ْخبَرَن فلنٌ ،أَو شيخٌ ،أَو رجلٌ ،أَو بعضُهم ،أَو ابنُ
فلنٍ .
ويُستَدَلّ على معرَف ِة اس ِم الُْبهَ ِم بوُرودِه مِن طريقٍ أُخرى [ مس ّمىً [ فيها ]
ف الصْلِ ) (.
4
وقيلَ ُ :ي ْقبَلُ تسّكا بالظّاهِرِ ،إِذ الَ ْرحُ على خِل ِ
5
ق مَن يوافِقُهُ ف مَ ْذهَبِهِ ) (.
وقيلَ :إِ ْن كانَ القائ ُل عالِما أَجْزأَ ذلك ف ح ّ
ل الُوفّقُ .س مِن مبا ِحثِ (( عُلومِ )) الَديثِ ،وا ُ وهذا لي َ
فإن سُ ّميَ الرّاوي واْنفَرَ َد را ٍو واحِدٌ بالرّوايةِ َعنْهُ ؛ فـهو مَجْهو ُل العَيْنِ( ) ؛ كا ُلبْهَ ِم [ ،فل ُي ْقبَلُ حديثُهُ ] إِلّ َأنْ
6
)) ((
ن ينفَ ِر ُد عنهُ على الصحّ ،وكذا مَن َينْفَ ِر ُد عنهُ على الصح إِذا كانَ ُمَتأَ ّهلً لذلك ) (.
7
ُي َوّثقَهُ غ ُي مَ ْ
فالمبهم ل تقبل روايته ول يحتج به لنه ل تعرف عينه فكيف تعرف عدالته والحديث ضعيف من هذا الطريق حتى
)(1
يسمى ويعرف أنه ثقة .
ل يقبل المبهم ولو عدّل لنه قد يكون ثقة عند من عدله مجروحاً عند غيره فإذا قال أخبرني الثقة أو من ل أتهم ل
)(2
يكون الحديث صحيحاً لنه قد يكون عنده ثقة وعند غيره مجروحاً .
يعني لهذه العلة لم يقبل المرسل لن المرسل قد يكون أرسل عن تابعي آخر فإذا قال مجاهد قال رسول ال أو قال سعيد
)(3
بن جبير قال رسول ال أو قال أو صالح السمان قال رسول ال فل يقبل لن التابعي هذا قد يكون نقله عن تابعي آخر
وليس عن صحابي فالعلة موجودة فل المراسيل ضعيفة حتى يصرح المرسل عمن روى عنه روى عن صحابي أو روى
عن ثقة عن صحابي .
والصواب أنه ل يقبل حتى يبين لن الواجب الحتياط للدين والحذر من التساهل في أمر الدين فل يجب على الناس
)(4
شيء ول يستحب لهم شيء ول يحرم عليهم شيء إل بالدليل لن ال عز وجل يقول ( فإن تنازعتم في شيء فرده إلى ال
والرسول )..ويقول ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى ال ) ول نعرف إن من حكم ال ول من الرسول إل من طريق
الثقات .
وقيل أنه حجة في حق من يقلد ذلك المام فإذا قال أحمد حدثني الثقة احتج به الحنابلة والصواب أنه ل يعتبر ول يحتج
)(5
به ل عند أصحابه ول عند غيرهم .
َأوْ ِإنْ روى [ عن ُه ] اثنانِ فصاعِدا ول ُي َوثّقْ؛ فـ [ هو ] مَجْهولُ الالِ ،وهُو الَسْتورُ ،وقد قَبلَ روايتَهُ جاع ٌة بغيِ
قيدٍ ،وردّها الُمهورُ
والتّحقيقُ َأ ّن روايةَ الستو ِر ون ِوهِ مّا في ِه الحتِما ُل ل يُطَلقُ [ القو ُل بردّها ول ِبقَبولِها ،بل (( يقال )) هي موقوفةٌ
1
ستِباَنةِ حالِه كما جَ َز َم بهِ إِما ُم الَرميِ ) ( . إِل ا ْ
ح غيِ ُمفَسّرٍ . ونوُهُ قو ُل اب ِن الصّلحِ فيمَن جُ ِرحَ بَ ْر ٍ
ب التّاس ُع مِن أَسبابِ الطّعنِ ف الرّاوي ،وهي ِإمّا َأ ْن تَكونَ ُب َكفّرٍ ؛ كأَ ْن يعتَقِدَ ما ثّ البِ ْد َعةُ( ) ،وهي السّب ُ
2
3
كفْ َر ،أو بِ ُمفَسّقٍ ) (:يستَلْ ِز ُم ال ُ
فالوّلُ :ل َيقْبَلُ صا ِحبَها الُمهورُ ،
4
ل]() وقيلَ ُ :يقْبَ ُل مُطلقا ،وقيلَ ِ :إ ْن كانَ ل يعتَقِدُ حِ ّل الكَذِبِ لنُص َرةِ مقاَلتِه [ ُقبِ َ
والتحقيق :أنه ل يُ َردّ كُ ّل مُكفّرٍ ببد َعتِه ؛ َلنّ ك ّل طائفةٍ تدّعي أَنّ مالِفيها مبتَدِعةٌ ،وقد تُبالِ ُغ فتُكفّرُ مالِفها ،
فلو أُخِذَ ذلك على الِطلقِ ؛ ل ْستَلْ َز َم تكفيَ جيعِ الطّوائفِ ،فا ُلعْتَ َمدُ أَ ّن الّذي تُ َر ّد روايتُ ُه مَنْ َأنْكَرَ أَمرا مُتواتِرا
5
ن بالضّرورةِ ،وكذا مَن اعتق َد عكسَهُ ) (. مِن [ الشّرعِ ] ،معلوما مِن الدّي ِ
وكيع عن شخص ولم يروي عنه غيره يسمى مجهول العين إل إن وثقه من روى عنه وهو أهل لذلك كأن يروي عنه أحمد
ويوثقه أو يروي عنه وكيع ويوثقه أو يوثقه غير من روى عنه زالت عنه الجهالة .
وهذا هو الصواب أن المستور يكون موقوف إذا جاء له شواهد فهو من باب الحسن لغيره وإذا لم يأت له شواهد فهو
)(1
من باب الضعيف إل إذا وثقه من يعتمد زالت عنه جهالة الحال وهذا كثير في كتب الرجال التهذيب والتقريب .
))
) 1(. ضبْطُهُ لِما يَروي ِه مَ َع وَ َرعِ ِه وَتقْواهُ ؛ فل مانِ َع مِن قَبولِهِ (( أصلً
ص َفةِ ،واْنضَمّ إِل ذلك َ فَأمّا مَن ل يَكُ ْن بذ ِه ال ّ
والثان :وهو مَن ل َت ْقتَضي بد َعتُهُ التّكفيَ أَصلً [ ،و ] قد اختُلِفَ أَيضا ف قَبولِهِ ورَ ّدهِ :
فقيلَ :يُرَ ّد مُطلَقا – وهُو بَعيدٌ – .
وأَكث ُر مَا عُلّ َل بهِ َأنّ ف الرّواي ِة عنهُ تَرْويا لم ِر ِه وَتنْويها بذِ ْك ِرهِ .
ع شيءٌ يُشارِكُه في ِه غيُ مُبتدعٍ ) (.
2
وعلى هذا ؛ فَينْبَغي َأ ْن ل يُرْوى ع ْن ُمبْتَد ٍ
وقيلَ ُ :ي ْقبَلُ مُطْلقا إِلّ إِن اعَْتقَدَ حِلّ الكَذِبِ ؛ كما تق ّدمَ ) (.
3
ي بِد َعتِه قد يَحْ ِملُهُ على تَحريفِ الرّواياتِ وتَسويَتِها على ما وقيلَ ُ :يقْبَ ُل مَنْ لَ ْم َيكُنْ داعِيةً إِل بِدعَتِهِ ؛ لنّ تزي َ
يقتَضيهِ مذ َهبُه ،وهذا ف الصَحّ .
ب ابنُ ِحبّانَ ،فادّعى التّفاقَ على قَبو ِل غيِ الدّاعي ِة مِن غ ِي تفصيلِ . وأَغْرَ َ
َنعَمْ ؛ الكثرُ على قَبو ِل غيِ الدّاعيةِ ؛ إِ ّل إنْ رَوى ما ُيقَوّي بِ ْد َعتَهُ ،فُيرَ ّد على الذ َهبِ الُخْتارِ ( ) ،وبهِ صرّحَ
4
ب الُوْزَجانِ ّي شيخُ أَب داو َد ،والنّساِئيّ ف كتابِه (( معرفة الرّجال )) ،فقالَ ف الافِظُ أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ ب ُن يعقو َ
جةِ ،فليسَ فيهِ حيلةٌ ؛ إِلّ َأ ْن يُؤخَذَ مِن سّنةِ – صادقُ اللّه َ وَصْفِ الرّواةِ (( :ومِنهُم زائغٌ عن الَقّ – أَيْ :عنِ ال ّ
حديثِه (( غي )) ما ل يكو ُن ُمنْكرا إِذا ل يُ َق ّو [ بهِ] ب ْد َعتَهُ )) اهـ
ي يُوافِ ُق مذ َهبَ ا ُلبْتَدِع ،ولو وما قالَه متّجِهٌ ؛ ل ّن العّلةَ الت لا رُدّ حديثُ الدّاعي ِة وارِدةٌ فيما إِذا كانَ ظاهِرُ الرو ّ
ل يكنْ داعيةً ،والُ أَعلمُ .
ب العاشِ ُر مِن أَسبابِ الطّعنِ ،والُرا ُد بهِ :مَن ل يُرَجّحْ جاِنبُ إِصابتِه على جاِنبِ لفْظِ( ) وهو السّب ُ
5
ثّ سو ُء ا ِ
6
خَطَئ ِه وهو على قسميِ ) (:
يعني إذا لم تكن بدعته مكفرة وعرف بالصدق والعدالة فل بأس لنه يتأول ويرى أنه مصيب ومجتهد .
)(1
وهذا ل شك فيه فإذا كان المبتدع يشاركه غيره فينبغي الرواية عن غيره من أهل السنة ويترك المبتدع حتى ولو كان
)(2
غير داعية هجراً له وتحذيراً له من هذه البدعة .
وهذا ضعيف .
)(3
وهذا هو الصواب أنه إذا روى ما ل يقوي بدعته وكان معروفاً بالصدق والستقامة فل بأس .
)(4
فجر الحد 1416 / 7 / 11هـ
)(5
وهذا السبب العاشر للطعن في الحديث وهو سوء الحفظ فتارة يكون لزم ًا وتارة يكون طارئاً فاللزم يسمى شاذاً
)(6
ويسمى ضعيف ًا إذا سوء الحفظ لزم له من أصله هو سيء الحفظ .وإما يكون طارئاً وهو الذي صاحبه يطرأ عليه سوء
الحفظ إما لمرض أو احتراق كتبه كابن لهيعة أو لتوليه القضاء كشريك القاضي أو أشباه ذلك فسوء الحفظ قد يطرأ على
41 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 42 -
ِإنْ كانَ لزِما للرّاوي ف جَميعِ حالتِه ،فـهُو الشاذّ ؛ على َرأْيِ [ بعضِ أَهلِ الَديثِ .
َأوْ (( إن )) كانَ سو ُء الفظِ ] طارِئا على الرّاوي ِإمّا ل ِكبَ ِرهِ أَو لذَهابِ بصرِه َ ،أوْ لحتِراقِ ُكُتبِه ،أَو عدمِها ؛ بأَنْ
ختَلِطُ .كا َن يعْتَمِدُها ،فرَجَعَ إِل حفظِهِ ،فساءَ ،فـهذا هو الُ ْ
1
ف فيهِ ) ( ،ث بهِ قب َل الختلطِ إِذا تَميّزَ ُقبِلَ ،وإِذا ل َيتَ َميّ ْز ُتوُقّ َ
والُكْ ُم فيهِ َأنّ ما حَدّ َ
وكذا مَن اشَتبَ َه الم ُر فيهِ ( ) ،وِإنّما يُعْ َرفُ ذلك با ْعتِبارِ الخِذي َن عنهُ .
2
((
ط الّذي ل يتَ َميّ ْز و ظ بِ ُم ْعَتبَرٍ ؛ (( أي )) كَأنْ يكو َن فوقَهُ أَو مِثْلَه ل دُونَه( ) ،وكَذا الُ ْ
ختَلِ ُ 3
سيّءُ الِفْ ِ ومَت تُوبِعَ ال ّ
ف منهُ صارَ حديُثهُم حَسنا ( )؛ ل لذاتِهِ ،بل
4
كذا )) الَسْتو ُر والِسنا ُد الُ ْرسَلُ وكذا الُدَّلسُ إِذا ل ُيعْرَفِ الحذو ُ
))
صفُهُ بذلك بـاعتبارِ الَجْموعِ من التابِعِ والتَابَعِ ؛ لنّ [ معَ ] كلّ واح ٍد منهُم ا ْحتِمالَ كو ِن روايتِه (( معه وَ ْ
صوابا أَو غ َي صوابٍ على ح ّد سواءٍ .
ي الَذكو َريْنِ ،ودلّ ذلك على ي مِن ال ْحتِمال ِ ت مِنَ ا ُل ْعتَبَري َن رواي ٌة مُوافِقةٌ لح ِدهِم ؛ ُرجّحَ أَح ُد الانِب ِ
فإِذا جاءَ ْ
َأنّ الَديثَ مَحْفوظٌ ،فا ْرتَقى مِن درَ َج ِة التوقّفِ إِل َدرَ َج ِة القَبولِ [ ،والُ أَعل ُم ]
ف بعضُهم عنْ إِطلقِ اس ِم الَسَنِ ومعَ ا ْرتِقائِهِ إِل دَرَ َج ِة القَبولِ ؛ فهُو ُمنْحَطّ عنْ ُرْتَب ِة الَسَنِ لذاتِه ،و ُربّما توقّ َ
عليهِ .وقد اْنقَضى ما يتعلّ ُق با َلتْنِ [ مِن حيثُ ] القَبولُ والرّدّ .
النسان إما لمرض أو لكبر سن أو لسوء توليه القضاء أو لمصيبة أصابته كموت ولده أو زوجته أو احتراق كتبه ويسمى
المختلط اختلط إذا ساء حفظه سوءاً كثيرًا وإذا لم يكن كثيراً يقال ساء حفظه فقط .
فهذا المختلط الحكم فيه أنه إذا تميز قبل منه ما كان قبل الختلط ورد ما بعد الختلط مثل عطاء بن السائب جماعة
)(1
ضبطوا حديثه قبل الختلط فقبل مثل حماد بن زيد وشعبة وسفيان وجماعة ضبطوا حديثه قبل الختلط فصارت روايتهم
عنه مقبولة ،وجماعة آخرون رووا عنه بعد الختلط أو رووا عنه قبل الختلط وبعد الختلط ولم يتميز حديثه الذي قبل
الختلط عندهم فإن روايتهم عنه ضعيفة لنهم رووا عنه بعد الختلط أو رووا عنه قبل وبعد الختلط ولم يتميز هذا عن
هذا فل تقبل روايتهم .
@ سئل الشيخ عن ابن لهيعة روايته بعد الختلط ترد مطلقاً ؟ أحاديثه لم تتميز ولهذا حكموا بضعفها إل رواية العبادلة
عنه كعبد ال بن المبارك وعبد ال بن وهب وعبد ال بن يزيد أحسن من غيرها وإل فكلها ضعيفة لن أحاديثه لم تتميز ،
فرواية العبادلة أحسن من غيرها ومع هذا فهي ضعيفة يعني يستشهد بها من باب الستشهاد .
من اشتبه المر فيه يكون حديثه ضعيفاً .
)(2
إذا توبع بمعتبر مثله أو أحسن منه صار حديثه حسناً فإذا روى ابن لهيعة حديثاً وروى شريك القاضي أو غيره حديثاً
)(3
مثله أو أحسن منه يكون من باب الحسن إذا كان المتابع مثله أو أحسن منه .
فيكون حديثهم من باب الحسن لغيره ل لذاته .
)(4
42 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 43 -
لل ْجتِها ِد فيهِ ،ول [ لهُ ] تعلّ ٌق ببيانِ لُغةٍ أَو شرحِ غريبٍ ؛ كالِخْبارِ ع ِن المورِ الاضيةِ مِن بدْءِ الَ ْل ِق وأَخْبارِ
النبياءِ (( عليهم الصلة والسلم )) أَو التيةِ كاللح ِم وال ِفتَنِ وأَحوا ِل يومِ القيامةِ .
ب مَخْصوصٌ . ب مَخْصوصٌ أَو عِقا ٌ وكذا الِخْبارُ عمّا ْيصُ ُل ب ِفعْلِ ِه ثوا ٌ
خبِرا لهُ ،و [ ما ] ل مَجالَ للجتِها ِد في ِه يَقتَضي مُوقِفا وِإنّما كانَ لهُ ُحكْمُ الَرفوعِ ؛ لنّ إِخبا َرهُ بذلك يقتَضي مُ ْ
خِب ُر عَن الكُتبِ القديةِ ، ل عليهِ [ وآل ِه ]وسلّمَ ،أَو بعضُ مَن يُ ْ للقائلِ بهِ ،ول مُوقِفَ للصّحاَبةِ إِ ّل النبّ صلّى ا ُ
ل عليهِ
فلهذا وقعَ ال ْحتِرازُ عنِ القس ِم الثّان ،وإِذا كانَ كذلك ؛ فلهُ ُحكْمُ ما لو قالَ :قالَ رسولُ الِ صلّى ا ُ
1
سعَ ُه منهُ أَو عنهُ بواسِطةٍ ) (.[ وآلهِ ] وسلّمَ ؛ فهُو مَرْفوعٌ ؛ سوا ٌء كانَ مّا ِ
ومِثا ُل الَرفوعِ مِن ال ِفعْلِ حُكما َ :أنْ يفعَ َل الصّحابّ ما ل مَجالَ لل ْجتِها ِد في ِه فيُنَزّلُ على َأنّ ذلك عندَه عنِ النبّ
2
ل عليهِ وسلّمَ كما قالَ الشافعيّ ف صل ِة عليّ ف الكُسوفِ ف كُلّ ركعةٍ أَكث َر مِن رُكو َعيْنِ ) (. صلّى ا ُ
ومثا ُل الَرفوعِ مِن التّقريرِ ُحكْما َ :أ ْن يُخبِ َر الصّحابّ َأّنهُم كانُوا ي ْفعَلونَ ف زمانِ النبّ صلّى الُ عليهِ وسلّمَ كذا ؛
ل عليهِ وسلّمَ على ذلك لتوفّرِ دَواعِيهِم على فِإنّ ُه يكونُ لهُ حُكمُ الرّف ِع مِن جهةِ أَنّ الظّاهِرَ (( هو )) اطّلعُهُ صلّى ا ُ
سُؤالِهِ عن أُمورِ دِينِهم ،ولنّ ذلك الزّمانَ زما ُن [ نُزو ِل ] الوَ ْحيِ فل يق ُع مِن الصّحابةِ ِفعْ ُل شي ٍء ويستمرّونَ عليهِ
إِلّ وهُو غيُ منوعِ الفعلِ .
وق ِد استدلّ جابِ ٌر وأَبو سعي ٍد [ الُدريّ ]– رضي ال عنهما – على جوا ِز العَزْ ِل بَأّنهُم كانوا يفعَلونَه والقرآ ُن ينِلُ
،ولو كا َن مّا ُيْنهَى عنهُ لنَهى [ عنهُ ] القُرآنُ .
ل عليهِ وسلّمَ ؛ ح ُق بقَول ُ (( :حكْما )) ؛ ما ور َد بصيغ ِة الكنايةِ ف موض ِع الصّيَ ِغ الصّري ِة بالنّسبةِ إِليه صلّى ا ُ ويلتَ ِ
3
ن الصّحابّ :يرف ُع الَديثَ ،أو :يرويهِ ،أو َ :ينْميهِ ،أَو :روايةً ،أَو :يبُل ُغ بهِ ،أَو :رواهُ ( ) كقولِ التّابعيّ ع ِ
ل عليهِ وسلّمَ ؛ كقو ِل ابنِ سيينَ عنْ أَب وقد َي ْقَتصِرونَ على القولِ معَ حَذْفِ القائ ِل ،ويُريدونَ بهِ النبّ صلّى ا ُ
هُريرةَ [قالَ :قالَ( ) (( :تُقاتِلونَ َقوْما )) الديث .
4
إذا قال الصحابي شيئ ًا ل يقال بالرأي وليس ممن ينقل عن بني اسرائيل فيكون له حكم الرفع مثل قول ابن عباس
)(1
( أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت ) .
وهذا مثل ما يروى عن ابن عباس أنه يصلى للزلزلة مثل ما يصلى للكسوف فحمله بعضهم أنه في حكم المرفوع
)(2
وأنه ل مجال للجتهاد فيه لنه عبادة فدل على أنه يصلى للزلزلة هكذا قال بعض أهل العلم فحمل ذلك على الرفع لنه فعل
ل يحتمل الجتهاد والعبادات ليست محل اجتهاد وقال آخرون محتمل أنه اجتهاد منه رضي ال عنه وأنه قاس الزلزلة على
الكسوف لن الرسول صلى ال عليه وسلم قال في الكسوف ( يخوف ال بها عباده فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا ) قال
بعضهم فلعل ابن عباس وما يروى عن علي كذلك إنما هو للعلة .
معناه الشارة إلى أنه مرفوع وهذا يعرف من التتبع للروايات عن الصحابة واصطلحهم فأخذها أصحاب المصطلح
)(3
ونبوه عليها .
يعني هذا إشارة قال قال أي رسول ال صلى ال عليه وسلم
)(4
@ السئلة :ما زاد على الركوعين في الكسوف هل هو صحيح ؟ بعض أهل العلم أن الكسوف جاء على أنواع ركوعين
وثلث ركوعات وأربع وخمس ،وقال آخرون الصواب ركوعان فقط في كل ركعة كما جاء في الصحيحين عن ابن عباس
وعائشة ،وقالوا ما زاد على هذا فهو وهم من بعض الرواة وليس بصحيح وهذا رأي البخاري وجماعة لن الواقعة
44 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 45 -
وف كلمِ الَطيبِ َأنّه اصْطِلحٌ خاصّ بأَهلِ البَص َرةِ .
حتَمِلةِ :قو ُل الصّحابّ :مِِن السّّنةِ كذا ( ) ،فالكثرُعلى َأنّ ذلك مرفوعٌ .
1
صيَ ِغ الُ ْ
ومِن ال ّ
سّنةِ
ضفْها إِل صا ِحبِها ك ُ ونق َل ابنُ عب ِد البّ في ِه التّفاقَ ؛ قالَ :وإِذا قالَها غ ُي الصّحابّ ؛ فكذلك ،ما ل ُي ِ
العُمَرينِ.
وف َنقْلِ التّفاقِ نَ َظرٌ ،فعَنِ الشّافعيّ ف أَصلِ السأَلةِ قولنِ .
ي مِن النفّي ِة ،وابنُ حزمٍ مِن أَهلِ ف مِن الشّافعّيةِ ،وأَبو بكرٍ الرّاز ّ و َذ َهبَ إِل َأنّهُ غيُ مرفوعٍ أَبو بك ٍر الصّي ّ
ل عليهِ وسلّمَ وبيَ غيِه ،وأُجِيبوا بَأنّ ا ْحتِمالَ إِرادةِ غيِ النبّ سّنةَ تتردّدُ بيَ النبّ صلّى ا ُ الظّاهِ ِر ،واحتَجّوا بأَنّ ال ّ
2
صلّى الُ عليه وسلّ َم بعيدٌ ) (.
صتِه معَ
ث ابنِ شِهابٍ ،عن سالِمِ ب ِن عبدِ الِ ب ِن عُ َمرَ عن أَبيهِ ف ق ّ وقد روى البُخاريّ ف صحيحِه ف حدي ِ
3
سّنةَ فهَجّ ْر بالصّلةِ [ يومَ عَرََف َة ] ( ) الجّاج حيَ قالَ لهُ :إِنْ ُكْنتَ تُريدُ ال ّ
ل عليهِ وسلّمَ ؟ فقالَ :وهل َيعْنونَ [ بذلك ] إِلّ ُسّنتَهُ قالَ اب ُن شِهابٍ :فقلتُ لسالِمٍ :أََفعَلَهُ رسولُ الِ صلّى ا ُ
[ صلى ال تعال عليه وآله وسلم ]
ظ مِن التّابعيَ [ ع ِن الصّحابةِ ] َأنّهم إِذا أَطلَقوا فَنقَلَ سا ٌل – وهو أَح ُد الفُقهاءِ السّب َع ِة مِن أَهلِ الدينةِ وأَح ُد الفّا ِ
ل عليهِ وسلّمَ . سّنةَ ؛ ل يُريدونَ بذلك إِ ّل ّسنّةَ النبّ صلّى ا ُ ال ّ
ضهِم :إِذا كانَ مرفوعا ؛ فل َم ل يقولو َن فيهِ :قالَ رسولُ الِ (( صلى ال عليه وسلم )) ؟ فجوابُهُ : وَأمّا قو ُل بع ِ
ِإّنهُم تَرَكوا الَ ْزمَ بذلك تورّعا واحتِياطا .
واحدة والكسوف وقع يوم مات ابراهيم .فقام صلى ال عليه وسلم وصلى بركوعين وقراءتين وسجدتين فقالوا هذا يدل
على أن الواقعة واحدة وأصح ما روي قراءتان وركوعان وسجدتان في الصحيحين ،وأما ثلث وأربع ركوعات فهذه في
صحيح مسلم خاصة ،وأما خمس ركوعات فهي عند أبي داود وجماعة فقالوا :هذه وهم من بعض الرواة وإنما الصواب
ركوعان وقراءتان وسجدتان وهذا هو الفضل والحوط وهو أخف على الناس وأيسر .
ب -ما حكم الصلة عند الزلزلة ؟ محل نظر والظهر عدم الصلة فيها لعدم الدليل .
الصواب أن الصحابي إذا قال من السنة يعني سنة النبي صلى ال عليه وسلم هذا هو الصواب الذي نقل عليه ابن
)(1
عبد البر الجماع لنهم إنما يحكون عن سنة النبي صلى ال عليه وسلم ل سنة غيره .
نهاية الشريط الثالث .
)(2
ومثله قول ابن عباس ( من السنة للمسافر يصل مع المقيم أن يصلى أربعاً ) .
)(3
45 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 46 -
ج البِكْ َر على الثّّيبِ أَقا َم عندَها سَبعا )) ،أَخرَجاهُ ف سّنةِ إِذا تزوّ َ
ومِن هذا :قولُ أَب قِلبةَ عن أَنسٍ (( :مِن ال ّ
الصّحيحيِ
ل عليهِ وسلّمَقالَ أَبو قِلبةَ (( عن أنس )) :لو ِشْئتُ لقلتُ ِ :إنّ أَنسا رَفعَهُ إِل النبّ [ صلّى ا ُ
سنّةِ )) هذا معناهُ (( ،و )) لكنّ إِيرا َد ُه بالصّي َغةِ الت ذَكَرها الصّحابّ أَي :لو قُلتُ :لْ أَكْذِبْ ؛ َلنّ قولَه (( :مِن ال ّ
َأوْل
ف [ فيهِ ] كالِلفِ ف الّذي َقْبلَهُ ؛ لنّ ومِن ذلك ( ) :قو ُل الصّحابّ ُ :أمِرْنا بكَذا ،أَو :نُهينا عنْ كذا ،فالِل ُ
1
ل عليهِ وسلّمَ .ف بظاهِرِه إِل مَنْ لهُ الم ُر والّن ْهيُ ،وهُو الرّسولُصلّى ا ُ مُطْلَقَ ذلك ينصَ ِر ُ
وخالفَ ف ذلك طائفةٌ (( و )) تَسّكوا با ْحتِمالِ َأنْ يَكو َن الُرا ُد غيَه ،كأَم ِر القُرآنِ ،أَو الِجاعِ ،أَو بعضِ الُلفاءِ
،أَو السِتنْباطِ !
2
ل ،لكنّ ُه بالنسبةِ إلي ِه مرجوحٌ ) (. حتَمَ ٌ
وأُجيبوا بأَنّ الص َل هو الوّلُ ،وما عدا ُه مُ ْ
وأَيضا ؛ فمَن كان ف طاعةِ رئيسٍ إِذا قالَ ُ :أمِرْتُ ؛ ل ُي ْفهَ ُم عنهُ َأنّ آمِ َرهُ [ ليس ] إِلّ رئيسُهُ .
حتَمَلُ َأنْ يُظنّ ما ليسَ بأمرٍ أمرا ! فل ا ْختِصاصَ لهُ بذهِ السأََلةِ ،بل [ هُو ] مذكورٌ فيما لو وَأمّا قو ُل مَن قالَ ُ :ي ْ
ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ بكذا . صرّحَ ،فقالَ َ :أمَرَنا رسولُ الِ صلّى ا ُ
3
ن الصّحابّ عدلٌ عارفٌ باللّسانِ ،فل يُطلقُ ذلك إِلّ بع َد التحقّقِ ( ) وهو ا ْحتِمالٌ ضعيفٌ ؛ ل ّ
4
حكْمُ الرّفعِ أَيضا كما تق ّدمَ ) (. ومن ذلك :قولُه :كنّا نفعَلُ كذا ،فلهُ ُ
ل عليهِ وآلهِحكُ َم الصّحابّ على فِع ٍل مِن الفعالِ بَأنّه طاعةٌ لِ (( تعال )) أَو لرسولِهِ [ صلّى ا ُ ومِن ذلك َ :أنْ يَ ْ
ل عليهِوسلّمَ ] ،أَو معصيةٌ ؛ كقو ِل عَمّارٍ (( :مَن صا َم اليو َم الّذي يُشَكّ فيهِ ؛ فق ْد عَصى أَبا القاسِمِ (( صلّى ا ُ
))
5
وسلّمَ ( )
ل عليهِ وسلّمَ .ب ] صلّى ا ُ فلهذا ُحكْمُ الرّفعِ أَيضا ؛ لنّ الظّاهِرَ َأنّ ذلك مّا تلقّاهُ عنِ [ الن ّ
ظ َيقْتَضي التّصريحَ بَأنّ الَقولَ هُو مِن َأ ْو َتنْتَهي غاي ُة الِسنادِ إل الصّحاِبيّ كَذلكَ؛ أَي ِ :مثْلَ ما تق ّدمَ ف كونِ الّلفْ ِ
قو ِل الصّحابّ ،أَو مِن فعلِهِ ،أَو مِن تقريرِه ،ول يَجي ُء فيهِ جَميعُ ما تق ّدمَ بل ُمعْظَمُه .
شتَرَطُ في ِه الُساواةُ مِن كلّ جهةٍ والتّشبيهُ ل تُ ْ
ب مَن (( ما ف الصّحا ّ ع [ عُلومِ ] الَديثِ ا ْستَطْرَدْتُ [ منهُ إِل تَعري ِ ختَص ُر شا ِملً لَميعِ أَنوا ِ ولّا [ َأنْ ] كانَ هذا الُ ْ
ت عَلى الِسلمِ ،ولو ل [ تَعال ] عليهِ [ وآلهِ ] وسلّمَ ُمؤمِنا ب ِه وما َ صلّى ا ُت :وهُو :مَنْ َل ِقيَ الّنبِيّ َ هو ،فقل ُ
1
تَخَلَّلتْ رِ ّدةٌ ؛ [ ف ] الَصَحّ ) (.
س ِة والُماشاةِ ووصولِ أَح ِدهِما إِل الخَ ِر وِإنْ ل يُكالِمْهُ ،وتدخُ ُل [ فيهِ ] رُؤَيةُ والرادُ باللّقا ِء ما هُو أَع ّم مِن الُجالَ َ
أَحدِها ال َخرَ ،سواءٌ كانَ ذلك بنفسِه أَو بغيْرِه.
ب مَن رأَى النبّ [ صلى ال تعال عليه وآله وسلم لنّهُ يرُجُ والتّعْبيُ بـ (( الّل ِقيّ )) أَول مِن قو ِل بعضِهم :الصّحا ّ
لْنسِ . ف كا ِ[ حينئذٍ ] ابنُ ُأمّ مكتومٍ ون ُوهُ مِن العُميانِ ،وهُم صحاب ٌة بل تَ َردّدٍ ،واللّقي ف هذا التّعري ِ
2
ل كونِه كافرا ) (. ج مَن َحصَلَ لهُ اللّقاءُ الذكورُ ،لكنْ ف حا ِ و (( ف )) َقوْلِي (( :مُؤمنا )) ؛ كال َفصْلِ ،يُ ْ
خرِ ُ
))
ج مَن َل ِقيَ ُه مُؤمِنا لك ْن بغيِه مِن النبياءِ (( عليهم الصلة والسلم خرِ ُوَقوْل (( :بهِ )) فص ٌل ثانٍ يُ ْ
ج مَن َل ِقيَهُ مُؤمِنا بَأنّهُ َسُيْبعَثُ ول يُدْ ِر ِك البِ ْعَثةَ (( كبحية )) (( و )) فيهِ نَظرٌ !
لكنْ :هل ُيخْ ِر ُ
ج مَنِ ارتَدّ بعدَ َأنْ َلقِيَه مُؤمِنا [ بهِ ] ،وماتَ على الرّ ّدةِ ؛ وَقوْل (( :وماتَ على الِسلمِ )) ؛ فصلٌ ثاِلثٌ يُ ْ
خرِ ُ
حشٍ وابن َخطَلٍ . ك ُعَبيْدِ الِ بنِ َج ْ
ي موتِه على الِسلمِ ؛ فِإ ّن اسمَ الصّحب ِة باقٍ خلَّلتْ رِ ّدةٌ )) ؛ أي :بيَ ُلقِيّهِ ل ُه مُؤمِنا [ بهِ ] وب َ وَقوْل [ (( :ولو ] تَ َ
ل عليهِ [ وآلهِ ] وسلّ َم ] أَو بعدَه [ ،و ] سواءٌ أََل ِقيَهُ ثانيا َأمْ ل ! ل ُه ،سواءٌ أَرجَعَ إِل السلمِ ف حياتِهِ [ صلّى ا ُ
وَقوْل (( :ف الصحّ )) ؛ إِشارةٌ إِل الِلفِ ف السأَلةِ .
فالمقصود أنه من لقي النبي صلى ال عليه وسلم فله حكم الصحبة إذا كان مؤمناً به ولو كان تبعاً كالصحابة الصغار
)(1
الذين لقوا النبي صلى ال عليه وسلم أو قدمهم أباءهم إلى النبي صلى ال عليه وسلم كعبد ال بن أبي طلحة وأشباهه فهم
صحابة حتى ولو ارتد ولو رجع فالصحبة ل تزول كالذين ارتدوا أيام الردة ثم رجعوا كأشعث بن قيس وغيره فلهم حكم
الصحبة .
@ السئلة :النجاشي هل يعتبر صحابي ؟ ل ما لقي النبي صلى ال عليه وسلم هو تابعي وإنما كاتبه .
ب -محمود بن الربيع هل هو صحابي ؟ نعم صحابي صغير مج النبي صلى ال عليه وسلم في وجهه مجة .
ج -محمد بن أبي بكر هل هو صحابي ؟ نعم صحابي لقي النبي صلى ال عليه وسلم حمل إليه .
فهذا ل يسمى صحابي فإذا لقيه كافراً ثم أسلم بعد ذلك يكون تابعياً
)(2
47 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 48 -
ص ُة الشْ َعثِ ب ِن قيسٍ ؛ فِإنّه كا َن مّ ِن ارتَدّ ،وُأتِ َي بهِ [ إِل ] [ أَب بك ٍر ] الصدّيقِ ] ويدلّ على ُرجْحا ِن الوّلِ ق ّ
أَسيا ،فعادَ إِل السلمِ ،ف َقبِ َل منهُ ذلك ،وزوّجَهُ أُ ْختَهُ ،ول يتخلّفْ أَحدٌ عنْ ذِكْ ِرهِ ف الصّحابةِ ول عنْ تريجِ
أحاديثِه ف الَساني ِد وغيِها .
1
َتنْبيهانِ ) (:
حتَ رايتِه ،على مَن ل ل عليهِ وسلّ َم ،وقاتَ َل معَهُ ،أَو ُقتِ َل َت ْأَحَدُها :ل خَفاءَ ب ُرجْحانِ رُتب ِة مَن ل َزمَه صلّى ا ُ
حضُرْ معهُ مشهدا ،و على مَن كلّمَ ُه يَسيا ،أَو ماشاهُ قَليلً ،أَو رآهُ على ُبعْدٍ ،أَو ف حالِ يُلزمْهُ ،أَو ل يَ ْ
2
صلً للجَميعِ ) (. ف الصّحْبةِ حا ِ الطّفولةِ ،وإِن كانَ شر ُ
ع منهُ ؛ فحديثُهُ مُ ْرسَلٌ من حيثُ الرّوايةُ ،وهُم معَ ذلك معددونَ ف الصّحابةِ ؛ لا نالو ُه مِن ومَ ْن ليسَ ل ُه مِنهُم سا ٌ
3
شرفِ الرّؤيةِ ( )
ف كونُه صحابيّا ؛ بالتّواتُ ِر ،والستفاضة ،أَو الشّهْرةِ ،أَو بإِخبا ِر بعضِ الصّحابةِ ،أَو (( و )) ثانيهِما ُ :يعْرَ ُ
ت الِمكانِ ! ت التّابِعيَ ،أَو بإِخبا ِرهِ ع ْن نفسِهِ بَأنّهُ صحابّ ؛ إِذا كا َن دعواهُ ذلكَ تدخُ ُل ت َ بعضِ ثقا ِ
ث [ إِنّ ] دعواهُ ذلك نظيُ َدعْوى مَن قالَ :أَنا عَ ْدلٌ ! شكَلَ هذا الخيَ جا َعةٌ مِن حي ُ وقد استَ ْ
4
ويَحْتاجُ إِل تأَمّلٍ !!( )
َأ ْو تنتَهي غاي ُة الِسنادِ إِل التّابِعيَ ( ) ،وهو مَنْ َل ِق َي الصّحاِبيّ كذلكَ ،وهذا متعلّقٌ باللّقيّ ،وما ذُكِرَمعهُ ؛ إِلّ
1
َقيْ ُد الِيا ِن بهِ ؛ فذلكَ خاصّ بالنبّ صلى ال عليه وسلم .
2
حَبةَ السّماعِ ،أَو التّمييزَ ) (.وهذا هُو الُختارُ ؛ خلفا لَن ا ْشتَرَطَ ف التّابعيّ طو َل الُلزمةِ ،أَو صُ ْ
ضرَمونَ (( من )) الّذين أَدْرَكوا خ ْ
ي ،وهُم الُ َ ي القِسم ِ
ي الصّحاب ِة والتّابعيَ طَب َقةٌ ا ْختُلِفَ ف إِلاِقهِم بأَ ّ
وَب ِقيَ ب َ
الَاهِلّي َة والِسلمَ ،ول يَرَوا النبّ صلى ال عليه وسلم ،فع ّدهُم اب ُن عب ِد البّ ف الصّحابةِ .
ض وغيُه َأنّ [ ابنَ ] عب ِد البّ يقولُ ِ :إّنهُم صحابةٌ ! وفيهِ نظرٌ ؛ لنّ ُه [ أَفصَحَ ] ف [ خُطب ِة ] كتابِه بأَنّهُ وا ّدعَى عِيا ٌ
ِإنّما أَورَ َدهُم ليكو َن كتابُه جامِعا مُستوعِبا لهْ ِل القر ِن الوّلِ .
ي سواءٌ عُرِف أَ ّن الواحِدَ منهُم كا َن مُسلما ف زمنِ النبّ [ صلى ال عليه والصّحيحُ َأّنهُم مَعددونَ ف كبا ِر التّابع َ
وسلم ] كالنّجاشيّ – َأمْ ل ؟
لكنْ ِإنْ ثبتَ َأ ّن النبّ صلى ال عليه وسلم ليل َة ا ِلسْراءِ كُشِفَ لهُ عن جَمي ِع مَن ف ال ْرضِ فرَآهُمْ ،فَينَْبغِي َأنْ يُعَدّ
ل عليهِمَ ْن كا َن مُؤمِنا [ بهِ ] [ ف حياتِه ] [ إِذْ ذا َك وإِنْ ْل يُلقِهِ ف الصّحابةِ ؛ لُصولِ الرّؤيَةِ من جانِبِهِ صلّى ا ُ
3
وسلّمَ ) (.
ل عليهِ وسلّ َم ] غايةُ فـالقس ُم الوّ ُل مّا تق ّدمَ ذِكْ ُر ُه مِن القْسامِ الثّلثةِ ( )– وهُو ما تَْنتَهي إل [ النّبّ صلّى ا ُ
4
الِسنا ِد – هُو الَرْفوعُ ،سوا ٌء كانَ ذلك النتها ُء بإِسنادٍ مُتّصلٍ أَم ل .
ف ،وهو ما اْنتَهَى إل الصّحابّ . والثّانِي (( :هو )) ا َلوْقو ُ
الرجل أنا عدل فهو يخبر عما جرى ولم يكذب وعرفت ثقته وإمامته وعدالته فالصحابة عدول رضي ال عنهم وأرضاهم
فإذا قال ذلك ثبت له حكم الصحابة لنه لو كان كاذباً لكذبه الصحابة الذين عرفوه .
إذا انتهت الرواية إلى التابعي فهذا يقال له أثر فإذا انتهت إلى عكرمة إلى سعيد بن المسيب إلى أبي صالح السمان
)(1
فهذا يسمى أثر فإذا رفعه إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقيل له مرسل .
والصواب هذا ليس بشرط والمقصود أنه رآءه واجتمع به ولقيه يكفي ولو لم تطل الصحبة .
)(2
وهذا ليس بشيء فلم يثبت أنه صلى ال عليه وسلم كشف له عن المة ولو ثبت ما كان لهم حكم الصحابة لن
)(3
الصحابة حكمه لمن رآءه هو إذا رآءه الصحابي نفسه النبي صلى ال عليه وسلم ويؤمن به فالنبي صلى ال عليه وسلم
رأى أناساً كثير وما أسلموا إل من بعده فل يكون لهم حكم الصحبة إل من لقيه مؤمناً به والمخضرمون ليسوا بصحابة
هذا هو الصواب لنهم ما رأوا النبي صلى ال عليه وسلم وإن كانوا مسلمين في عهدهم صلى ال عليه وسلم كالنجاشي
وكذا الصنابحي وكعب الحبار وقيس بن سعد فهؤلء كبار التابعين .
فِإنْ قَ ّل عَ َد َدهُ ؛ أي :عددُ رجالِ السّندِ ،فِإمّا أَ ْن َينَْت ِهيَ إِل الّنِبيّ صلّى الُ عليهِ وسلّمَ بذلك العددِ القلي ِل بالنّسبةِ
ص َفةٍ عَِلّيةٍ
ث بعينِه بعد ٍد كثيٍ َ ،أ ْو ينَت ِهيَ إِل إِمامٍ مِن أَئ ّم ِة الَديثِ ذي ِي ] سندٍ آ َخ َر يَرِ ُد بهِ ذلك الَدي ُ إِل [ أَ ّ
ك والثّوريّ شعَْبةَ ومال ٍ
ف وغيِ ذلك من الصّفاتِ الُقَتضَِيةِ للتّرجيحِ ؛ ك ُ كالفظِ [ والفِق ِه ] والضّبطِ والتّصني ِ
والشّافعيّ والبُخاريّ [ ومُسلمٍ ] ونوِهم
ل عليهِ وسلّمَ :العُُل ّو الُطْلَقُ ،فإِن اّتفَقَ أَ ْن يكونَ سن ُدهُ صحيحا ؛ كانَ فالوّ ُل وهُو ما ينتَهي إِل النّبّ صلّى ا ُ
1
ن موضوعا ؛ [ فهُو ] كالع َدمِ ) (. الغايةَ القُصوى ،وإِلّ َفصُورةُ العل ّو فيهِ موجودةٌ ما ل يكُ ْ
سِبيّ :وهُو ما يقلّ العددُ فيهِ إِل ذلك الِمامِ ( ) ،ولو كانَ العددُ من ذلك الِمامِ إِل مُنتهاهُ
2
والثّانِي :العُُل ّو النّ ْ
كَثيا .
3
ت رغبةُ الُتأَخّرينَ فيهِ ،حتّى غََلبَ ذلك على كثيٍ منهُم ،بيثُ َأهْمَلوا الشتِغالَ با هُو أَه ّم منهُ ) (. وقد عَظُ َم ْ
حةِ ،وقّل ِة الطأِ ؛ لنّهُ ما مِن را ٍو مِن رجا ِل الِسنادِ إِ ّل والطأُ وِإنّما كانَ العل ّو مَرغوبا في ِه ؛ لكونِه أَقربَ إِل الص ّ
ت الوسائطُ وطالَ السّندُ ؛ َكثُرَتْ مظا ّن التّجويزِ ،وكلّما قّلتْ ؛ قَلّتْ . جائ ٌز عليهِ ،فكلّما َكثُر ِ
فِإنْ كانَ ف النّزو ِل َم ِزّيةٌ ليستْ ف العلوّ ؛ كأَ ْن يكونَ رجالُه أَوثقَ [ منهُ ] ،أَو أَحفَظَ ،أَو أَفقهَ ،أَو التّصا ُل فيهِ
4
ل حينئذٍ أَول ) ( . أَظه َر ؛ فل تردّدَ ف َأنّ النّزو َ
5
جرُ !( ) ث تقتَضي الش ّقةَ ؛ فيعظُمُ ال ْ وَأمّا مَن رجّ َح النّزو َل مُطلقا ،وا ْحتَ ّج بأَنّ كَثرةَ البح ِ
فذلك ترجيحٌ بأَمرٍ أَجنبّ عمّا يتعلّ ُق بالتّصحي ِح والتّضعيفِ .
ي مِن غيِ طريقهِ ؛ أَي : صنّف َ
ب الُواَف َقةُ ( ) ،وهي الوصول إل شيخِ [ أح ِد ] ا ُل َ
6
وفيهِ ؛ أي (( :ف )) العلوّ النس ّ
الطّريقِ الت تصلُ إِل ذلك الصنّفِ الُعيّنِ .
إن قل العدد فهذا يسمى العلو سند عالٍ كأن يقال مالك عن نافع عن ابن عمر ،أو الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن
)(1
عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال كذا فهذا يسمى عا ٍل وإذا رواه الشافعي عن آخرين بسند رباعي أو خماسي
فهذا يقال له نازل ولكن العبرة بالثقة واستقامة السند فكم من نازلٍ أصح من عالٍ فإذا اجتمع المران عا ٍل وصحيح كان
ذلك أرفع .
العلو النسبي كأن يرويه بسند قليل إلى مالك أو الشافعي والثوري ونحو ذلك فيرويه عبد ال بن أحمد أو الطبراني إلى
)(2
مالك بعدد قليل فهذا علو نسبي .
وهذا ليس بجيد والولى الشتغال بما ينفع في ثقة الرجال واستقامة السانيد هذا ما ينبغي فيه العناية .
)(3
وهذا ل شك فيه .
)(4
وهذا صحيح ترجيح النزول لجل التعب والبحث ليس بشيء إنما العمدة بما يتعلق بحفظ الرجال وثقتهم واتصال السند
)(5
فهذا هو محل البحث .
51 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 52 -
فِإنْ تَشا َركَ الرّاوِي ومَنْ روى َعنْهُ ف أَم ٍر مِن المو ِر التعّل َقةِ بالرّوايةِ ؛ مثلِ السّنّ والّل ِقيّ ،و [ هو ] الخذُ عن
الشايخِ ؛ فهُو النّوعُ الّذي يُقالُ ل ُه :روايةُ القْرانِ ( )؛ لنّ ُه حينئذٍ يكونُ راويا عن قَرينِهِ .
1
وِإنْ رَوى كُ ّل ِمْنهُما ؛ أَي :القَريَنيْ ِن عَنِ الخَ ِر ؛ فـهو الُ َدبّجُ ( ) ،وهو أَخصّ مِن الوّلِ ،فكلّ مُ َدبّجٍ أَقرانٌ ،
2
لنهم قد تقاربوا في السن واللقي للمشايخ كأصحاب ابن عباس وأصحاب الزهري ومالك .
)(1
وهو اصطلح لهم .
)(2
وهذا هو القاعدة والمشهور .
)(3
مثل عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وبهز بن حكيم عن أبيه عن جده ،فبهز بن حكيم عن أبيه أبي بهز عن جده
)(4
أي جد بهز ،وعمرو بن شعيب عن أبيه أي شعيب ( ،عن جده ) يعني جد شعيب وليس جد عمرو .
53 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 54 -
)2(. وِإنْ ا ْشتَ َركَ اْثنَانِ عَ ْن َشيْخٍ( ) ،وَتقَ ّد َم َموْتُ َأحَ ِدهِما على الخَرِ ؛ ف ُهوَ :السّابِقُ واللّحِقُ
1
وأَكث ُر ما وََقفْنا عليهِ مِن ذلك ما بيَ الرّا ْويَيْنِ فيهِ ف الوفا ِة مئةٌ و َخمْسو َن سنةً ،وذلك َأنّ الافظَ السّلفيّ سِ َع منهُ
س مئةٍ .س الَ ْم ِأَبو عليّ البَرْدانّ– أَحدُ مشايِهِ – حَديثا ،ورواهُ عنهُ ،وماتَ على رأَ ِ
ت وفاتُه سنةَ خسيَ [ ثّ ] كانَ آ ِخرُ أَصحابِ السّلفيّ بالسّماعِ ِسبْطَهُ أَبا القاس ِم عبدَ الرحنِ بن َمكّيّ ،وكان ْ
ت مئةٍ .وس ّ
ج شيئا ف التّاري ِخ وغيِه ،وماتَ سن َة ستّ ث عن تِلمي ِذهِ أَب العبّاسِ السّرّا ِومِن قديِ ذلك أَ ّن البُخاريّ حدّ َ
ت سنةَ ثلثٍ وتسعيَ وثلثِ لفّافُ ،وما َ ي ومئتيِ ،وآ ِخ ُر مَن حدّثَ عن السّرّاجِ بالسّماعِ أَبو الُسيِ ا َ وخس َ
3
مئةٍ ) (.
ي عنهُ زمانا ،حتّى ع منهُ قد يتأَخّرُ بع َد [ [ موتِ ] [ أَح ِد ] (( أخذ )) الرّاوي ِ وغالِبُ ما يقعُ مِن ذلك َأنّ السمو َ
ح ُو هذهِ ال ّدةِ ،والُ حصُ ُل مِن مموعِ ذلك نَ ْ ث ويعيشَ بعدَ السّماعِ منهُ َدهْرا طويلً ،في ْ يس َم َع منهُ بعضُ الحدا ِ
الوفّقُ
وِإنْ رَوى الرّاوي عَ ِن اْثنَيْ ِن ُمّتفِ َق ِي السْمِ ،أَو م َع اس ِم البِ ،أَو م َع اس ِم الدّ ،أَو م َع النّسبةِ ،ولَ ْم َيتَ َميّزا با
ُيصّ ُكلّ منهُما ،فِإ ْن كانا ثقََتيْنِ ل َيضُرّ .
ك ما وقَعَ ف البُخاريّ مِن روايتِه عن أَح َد – غ َي مَنسوبٍ – عن [ ابنِ ] َو ْهبٍ ؛ فِإنّهُ ِإمّا أَحدُ بنُ ومِن ذل َ
لمٍ أَو ممّدُ صالٍ ،أَوأَحدُ ب ُن عيسى ،أَو :عن ممّ ٍد – غ َي منسوبٍ – عن أَهلِ العراقِ ؛ فِإنّهُ ِإمّا ممّدُ ب ُن َس َ
ب ُن يَحْي الذّهليّ .
))
ح البُخاريّوق ِد اسَت ْو َعبْتُ ذلك ف مقدّمةِ (( شر ِ
ي عنهُ ] الراوي ومَن أَرادَ لذلك ضابِطا كُّليّا يتا ُز بهِ أَحدُها عنِ ال َخرِ ؛ فبا ْختِصاصِهِ ؛ [ أَي [ الشيخِ الرو ّ
4
ن ا ُلهْمَلُ ) (.بأَحَ ِدهِما َيَتبَيّ ُ
5
ومت ل يَتبَيّنْ ذلك ،أَو كا َن مَتصّا بما معا ؛ فإشكالُه شديدٌ ،فيُرْ َجعُ فيهِ إِل القرائنِ ،والظّنّ الغالِبِ ( ).
ح َدهُ ا ْحتِمالً ،كَأنْ يَقولَ :ما أَذْكُ ُر هذا ،أَو :ل َأعْرِفُهُ ؛ ُقبِلَ ذلك الَديثُ ف الصَحّ ؛ َلنّ ذلك [ َأ ْو ] كانَ جَ َ
ع َتبَعٌ للصلِ ف إِثباتِ الَديثِ [ ،بيثُ ] إِذا َثبَتَ أَصلُ حمَ ُل على نِسيانِ الشّيخِ ،وقيلَ :ل ُي ْقبَلُ ؛ لنّ الفر َ يُ ْ
ت روايةُ الفرعِ ،فكذلكَ يْنبَغي أَ ْن يكونَ فرعا عليهِ وتَبَعا لهُ ف التّحقيقِ الَديثِ ؛ َثَبتَ ْ
ع تقتَضي صِدْقَهُ( ) ،وعدمُ عِ ْلمِ الص ِل ل يُنافيهِ ،فا ُلثِْبتُ مق ّدمٌ على النّاف .
2
وهذا ُمتَ َع ّقبٌ بأَنّ عداَل َة الفر ِ
ع ل تُسْ َمعُ م َع القُدرةِ على شَهاد ِة الَصلِ ؛ بلفِ الرّوايةِ ، وَأمّا قياسُ ذلك بالشّهادةِ ؛ ففاسِدٌ ؛ لنّ شهاد َة الفر ِ
فا ْفتَرَقَا .
سيَ )) ،وفيه ما يد ّل على َت ْقوَِيةِ الذهب ث ونَ ِ ع صنّفَ الدّارقطنّ [ كِتابَ ] (( مَنْ حَدّ َ وفيهِ ؛ أَي (( :و ف هذا النّو ِ
ت عليهِم ،ل يتذكّروها ،لكنّهُم – ل ْعتِمادِهم ض ْ
الصّحي ِح لكونِ كثيٍ مِنهُم حدّثوا بأَحاديثَ [ َأوّلً ] فلمّا عُرِ َ
سهِم .على الرّواةِ عنهُم – صارُوا يروونَها ع ِن الّذينَ َر َووْها عنهُم عن َأْنفُ ِ
صةِ الشّاهِ ِد واليَميِ .
ل عن أَبيهِ عن أَب هُريرةَ – مرفوعا – ف ِق ّ كحَديثِ ُس َهيْلِ بنِ [ أَب ] صا ٍ
ت سُهيلً ، قالَ عبدُ العزيزِ بنُ ممّدٍ الدّراوَردِيّ :حدّثن ب ِه ربيعةُ بنُ أَب عب ِد الرح ِن عن سُهيلٍ ؛ قالَ :فلقي ُ
فسأَلتُه عنهُ ؟ فلم َيعْرِفْهُ ،فقلتُ (( له ))ِ :إنّ ربيعةَ حدّثن عنكَ بكذا ،فكا َن ُس َهيْلٌ بعدَ ذلك يقولُ :حدّثن ربيعةُ
عنّي َأنّي حدّثتُه عن أَب بهِ( ) .ونظائِ ُرهُ كثيةٌ .
3
حتَمِلةِ للسّماعِ والِجازةِ ولِعدمِ السّماعِ أَيضا ( ) ،وهذا مثلُ :قالَ ،وذكرَ ،
1
حوُها مِن الصّيغِ الُ ْ
ّث :عَ ْن ونَ ْ
وروى .
شيْخِ .
فـاللّفظا ِن الوّل ِن مِن صيغِ الداءِ ،وهُما :سعتُ ،وحدّثن صالِحا ِن لَن سَمِ َع وَ ْح َدهُ مِن َلفْظِ ال ّ
ل الَديثِ اصطِلحا ) (.
2
ص التّحديثِ با سُمِ َع مِن لفظِ الشّي ِخ هو الشّائعُ بيَ أَه ِ وتَخْصي ُ
)
ق بينَهما تكلّفٌ شديدٌ ( ) ،لك ْن لّا ( صار
4
ث والِخبارِ مِن حيثُ اللّغةُ ،وف ادّعاءِ الفر ِ ي التّحدي ِ( )ول فرقَ ب َ3
ع عندَ ح [ ِإنّما ] شا َ تقرّر الصطلحُ صارَ ذلك حقيق ًة عُرفّيةً ،فُتقَ ّدمُ على القيقةِ اللّغويةِ ،معَ َأنّ هذا الصطل َ
الَشارَِق ِة ومَن تَِب َعهُم ،وَأمّا غالِبُ الَغا ِرَبةِ ؛ فل ْم يسَتعْمِلوا هذا الصطِلحَ ،بل الِخبارُ والتّحديثُ عن َدهُم بعنً
5
واحدٍ ) (.
فِإنْ جَمَعَ الرّاوي ؛ أي :أَتى بصيغ ِة الَمْعِ [ ف الصّيغ ِة ] الول ؛ كأَ ْن يقولَ :ح ّدثَنا فلنٌ ،أَو :سَ ِمعْنا فلنا
6
سمِ َع منهُ مَ َع غَيْ ِر ِه ،وقد تكونُ النّونُ للعظمةِ لكنْ بقّلةٍ ) (. يقولُ :؛ فـهُو دلي ٌل على َأنّه َ
وأوّلُها أَي( ) [ :صيغُ ] الراِتبِ أَصْرَحُها ؛ أَي :أَصرحُ صِي ِغ الَداءِ ف ساعِ قائلِها ؛ لنّها ل تتَمِ ُل الواسِطةَ ، 7
وهذه الثامنة ( عن ) وهي أضعفها لنها تحتمل السماع وتحتمل عدم السماع فعن وقال وذكر فلن هي أدنى المراتب
)(1
لنها محتملة للسماع وعدمه .
اشتهر عندهم إنه إذا جمع هو مع غيره حدثنا وأخبرنا ،وقد يقوله النسان ولو لم يكن معه أحد تسامحاً حدثنا مالك
)(2
أخبرنا أحمد وليس عنده أحد لكن الغالب أن الواحد يقول حدثني متواضعاً ،أخبرني لكن قد يتسامح من دون قصد التكبر
والرياء فيقول حدثنا أخبرنا فلن وهو واحد .
فِإنْ جَمَ َع كَأنْ يقولَ :أَ ْخبَرَنا ،أَو َ :ق َرأْنا عليهِ ؛ فـهو كالا ِمسِ ،وهو :قُرىءَ عليهِ وأَنا أَسعُ .
ف مِن هذا أَ ّن التّعبيَ بـ (( قرأتُ )) لَن قرأَ خ ٌي مِن التّعب ِي بالِخبارِ ؛ لنّهُ أَفص ُح بصورةِ الالِ . وعُرِ َ
تنبيهٌ :القراءةُ على الشّيخِ أَح ُد وجوهِ التحمّ ِل عن َد الُمهورِ .
ي عليهِم ف ذلك ،حتّى بالغَ ك وغ ِيهِ مِن الدنيّ َ وأَبع َد مَن أَب ذلك مِن أَه ِل العِراقِ ،وقد اشتدّ إِنكا ُر الِمامِ مال ٍ
ضهُم فرجّحَها على السّماعِ مِن لفظِ الشّيخِ ! بع ُ
ع مِنوذ َهبَ جعٌ [ جمّ ] منهُم البُخاريّ ،وحكاهُ ف أَوائلِ (( صحيحِهِ )) عن جاع ٍة مِن الئ ّمةِ – إِل أَنّ السّما َ
1
ح ِة وال ُقوّ ِة [ سواءً ] ،والُ أَعلمُ ) (.لفظِ الشّي ِخ والقرا َءةَ عليهِ يعن ف الصّ ّ
))
ف ا ُلتَأَخّرينَ ؛ فهُو للِجا َزةِ ؛ كـ (( عن ح التقدّميَ ب ْعنَى الِخْبارِ ؛ إِلّ ف عُرْ ِوا ِلنْباءُ من حيثُ اللّغةُ واصطل ُ
2
ن للِجازةِ ) (. لنّها ف عُرفِ التأَخّري َ
ف غيِ الُعاصِرِ ؛ فِإنّها تكونُ مُرسَلةً ،أَو مُنق ِط َعةً ،فشرْطُ حْلِها [ وعَْن َعَنةُ الُعاصِ ِر مَحْموَل ٌة عَلى السّماعِ ( )؛ بل ِ
3
على السّماعِ ] ثُبوتُ الُعاصرةِ ؛ إِ ّل مِ ْن مُدَّلسٍ ؛ فِإنّها ليستْ ممولةً على السّماعِ .
شتَرَطُ ف حلِ عن َعَنةِ الُعاص ِر على السّماعِ ثُبوتُ لِقائِهِمَا أَيْ :الشيخِ والرّاوي عنهُ ،وَلوْ َم ّرةً واحدةًوقيلَ :يُ ْ
ن والبُخاريّ حصُلَ المنُ [ ف ] باقي العن َعَنةِ عن كونِهِ مِن الُرس ِل الف ّي ،وهُو الُخْتا ُر ؛ تبعا لعليّ ب ِن الَدي ّ ليَ ْ
4
وغيِها مِن الّنقّادِ ) (.
وهذا كله متقارب فمن أنكر أن القراءة تقتضي السماع فقد أبعد النجعة فهي صريحة في السماع ولهذا ذكر البخاري
)(1
وجماعة أنها من جنس سمعت في المعنى فحدثني وسمعت وأخبرني وقرأت كلها متقاربة في أنه سمع منه وليس هناك
شك في أنه سمع منه والكلم في هذا لمن كان ثقة يعتمد عليه إذا قال حدثنى وأخبرني أما الضعفاء والكذابون فغير
داخلون في هذا .
النباء من جنس أخبرني عند المتقدمين ولكن للحتمال صارت بعده وإل فهي من جنس أخبرني لن أنباء أخبر وهكذا
)(2
ل لنه قال قريء عليه وأنا أسمع ولم
قريء عليه وأنا أسمع من جنس أخبرني ومن جنس قرأت عليه إل أنها دونها قلي ً
يقل قرأت عليه والمعنى متقارب في السماع
عنعنة المعاصر محمولة على السماع لنه ثقة والثقة مفروغ فيه أنه إذا قال عن فلن فل واسطة إل المدلس فل بد
)(3
من التصريح إل إذا جاء ما يدل على سماعه ،فإذا روى المعاصر عن معاصره فهي محمولة على السماع كما اعتمد ذلك
مسلم رحمه ال ،وعند البخاري وجماعة يقولون ل بد من تأكد اللقي وأن يصرح في بعض الروايات أنه لقيه وسمع منه
فتحمل بقية الروايات على هذا فإن لم يصرح فل تحمل على السماع بل هو منقطع حتى يصرح بالسماع .
اختار هذا البخاري وعلي بن المديني وجماعة فقالوا ل بد من اللقي ولو مرة يصرح بالسماع حتى تطمئن النفوس
)(4
ويعلم أنه لقيه ولو كان معاصراً ولو كان في بلده حتى يصرح في بعض الروايات بقوله سمعت أو حدثني وهذا قول قوي
58 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 59 -
واستردّ (( منه )) ف الا ِل فل ُتتََبيّنُ [ أَرفعيّتُهُ ،لكنّ ] لا زياد َة مَزّيةٍ على الِجاز ِة العّيَنةِ ،وهيَ أَ ْن يُجي َزهُ الشّيخُ
ب معيّ ٍن ،وُي َعيّنَ لهُ كيفّيةَ روايتِهِ لهُ . برواي ِة كتا ٍ
4
ت الُناوَلةُ عن الِذنِ ،ل ُي ْعَتبَ ْر با عن َد الُمهورِ ) (. وإِذا خََل ِ
ب مِن بلدٍ إِل بلدٍ . و َجنَ َح مَنِ ا ْعَتبَرَها إِل أَ ّن مُناولَتَهُ ِإيّاهُ [ تقو ُم مقامَ إرسالِهِ إليهِ ] بالكتا ِ
حةِ الرّواي ِة بالُكاتب ِة الُجرّدةِ جاعةٌ مِن الئ ّمةِ ،و [ لو ] ل يقتَ ِرنْ ذلك بالِذنِ بالرّوايةِ ؛ كَأّنهُم وقد ذ َهبَ إِل ص ّ
اكَْت َفوْا ف ذلك بالقرينةِ .
جيد ولكن كونه شرط محل نظر لن الثقة إذا قال :قال فلن عن فلن المفروض فيه أنه قاله عن سماع ،فما دام الحديث
عن الثقات والئمة فل يظن بهم التدليس إل بدليل .
أطلقوا شافهني أو كتب إلي في الجازة ،كتب إلي تروي عني صحيح البخاري أو صحيح مسلم أو شافهه بذلك فهذه
)(1
إجازة وهذا عند المتأخرين وأما عند المتقدمين شافهته بكذا أو كتبت إليه بكذا فهو من جنس السماع لكنه اصطلح فقط ،
والمقصود من هذا كله ينبغي اعتبار اصطلح القوم فيما يعبرون عنه بالكتابة والجازة .
ب [ مِن يدهِ ] للطّالبِ ،وبيَ إِرسالِهِ [ إِليهِ ] بالكتابِ مِن موضعٍ ي مُناولةِ الشّي ِخ الكِتا َ
و ْل يَ ْظهَرْ ل فرقٌ قويّ ب َ
1
ل منهُما عن الِذنِ ) ( . إِل آخَرَ ،إِذا خَل ك ّ
ط فلنٍ ،ول يسوغُ ف كاِتبَهُ ،فيقولُ :وجَدْتُ ب ّ وكَذا ا ْشتَ َرطُوا الِ ْذنَ ف الوِجَا َدةِ ،وهي َ :أنْ يَجِدَ بطّ يعرِ ُ
فيهِ إِطلقُ :أَ ْخبَرَن ؛ بجرّدِ ذلك ،إِلّ ِإنْ كانَ ل ُه منهُ إِذنٌ بالرّوايةِ عنهُ .
2
وأَطلقَ قومٌ ذلك فغَلِطوا ) (.
خصٍ معيّ ٍن بأَصلِه أَو بأُصولِهِ ؛ فقد قا َل قو ٌم مِن ب ،وهي َأ ْن يُوصِ َي عندَ موتِه أَو سف ِرهِ لش ْ وَكذا الوَصِّي ُة بالكِتَا ِ
الئ ّم ِة التقدّميَ :يوزُ لهُ َأنْ يروِيَ تلكَ الصولَ عنهُ بجرّدِ (( هذه )) الوصّيةِ !
3
وأَب ذلك الُمهورُ ؛ إِلّ ِإنْ كانَ ل ُه منهُ إِجازةٌ ) (.
ن عن فُلنٍ ، ب الفُل ّ
وَكذا َشرَطوا الِ ْذنَ بالرّوايةِ ف ا ِلعْل ِم ،وهُو َأنْ ُيعِْلمَ الشّيخُ أَحدَ الطّلبةِ بَأنّن أَروي الكِتا َ
فِإنْ كانَ ل ُه منهُ إِجازةٌ [ اعْت َب ] ،وإِلّ ؛ فل ِعبْ َرةَ بذلك ؛ كالِجَا َز ِة العَا ّمةِ ف الُجازِ لهُ ،ل [ ف ] الُجا ِز بهِ ،
كَأنْ يقولَ :أَجَزْتُ ( به ) لَمي ِع الُسلميَ ،أَو :لَنْ أَ ْد َركَ حَياتِي ،أَو :لَهْ ِل الِقلي ِم الفُلنّ ،أَو :لهْلِ البَلدةِ
الفُلنيّةِ
ب النصارِ . حةِ ؛ ل ُقرْ ِوهُو أَقربُ إِل الصّ ّ
4
ن يَكونَ ُمْبهَما َأ ْو ُمهْملً ) (. جهُولِ ؛ كأَ ْ وَكذلك [ الِجازةُ ] لل َم ْ
وَكذلك الِجازةُ لل َمعْدومِ ؛ كَأنْ يَقولَ :أَ َجزْتُ لِمَ ْن سَيولَدُ ِلفُلنٍ
[ و[ قد ] قيل :إن عطفَهُ علَى مَوجودٍ ؛ صحّ ؛ كَأنْ يقولَ :أَ َجزْتُ لكَ ،ولِمَ ْن سيُولَدُ لكَ ] ،والقرَبُ ع َدمُ
حةِ أَيضا . الص ّ
ط [ مشيئةِ ] [ الغيِ ؛ كأَ ْن يقولَ :أَجَزْتُ لكَ ِإنْ شاءَ فلنٌ [ ،أَو ت بشَرْ ِوكذلك الِجازةُ لوجودٍ أَو معدومٍ عُّل َق ْ
)
ت لَن شاءَ فُلنٌ ] ،ل َأنْ يقولَ :أَجزْتُ لك إِ ْن شْئتَ ( فإن هذا توز :أَجز ُ
وهذا على الصَحّ ف جَميعِ ذلكَ .
وقد َجوّزَ الرّوايةَ بَميعِ ذلك سِوى الَجْهولِ( )– ما ل َيَتبَيّ ِن الُرا ُد منهُ – الَطيبُ ،وحَكاهُ عن جَماعةٍ مِن مشايِهِ
5
واستَعْمَ َل الِجازةَ للمَعدو ِم مِن القُدماءِ أَبو بكرِ بنُ أَب دَاودَ ،و [ أَبو ] عبدِ الِ ب ُن َمنْدَه .
واستَعْمَ َل ا ُلعَلّقةَ منهُم أَيضا أَبو بكرِ بنُ أَب َخْيثَمَة .
لفّاظِ ف كِتابٍ ،ورّتَبهُم على حُروف العجَ ِم ل َكثْ َرتِهم. وروى بالِجاز ِة العا ّمةِ جَمعٌ كَثيٌ ،جَ َم َعهُم بعضُ ا ُ
حتِها اختِلفا ختَلَفٌ ف ص ّ صةَ العيَّن َة مُ ْ
ضيّ( )؛ لنّ الِجاز َة الا ّ
2
ح – توسّ ٌع غيُ َمرْ ِ وكلّ ذلك – كما قا َل اب ُن الصّل ِ
ع } بالتّفاقِ ، قويّا عن َد القُدماءِ ،وإِ ْن كانَ العملُ (( قد )) استقرّ على اعْتبارِها عندَ التأَخّرينَ ،ف ِهيَ دونَ السّما ِ
فكيفَ إِذا حصَ َل فيها السترسالُ الَذكورُ ؟! فِإنّها تَزدادُ ضَعفا ،لكنّها ف الُملةِ خ ٌي مِن إِيرا ِد الَديثِ ُمعْضلً ،
والُ (( تعال )) أَعلمُ .
صيَغِ الداءِ .
[ و ] إِل هُنا انْتَهى الكلمُ ف [ أَقسامِ ] ِ
صهُمْ ،سوا ٌء اتّفَقَ ف ذلك اثْنا ِن مِنهُم ثّ الرّواةُ ( )؛ ِإنِ اّتفَ َقتْ أَساؤهُ ْم وَأسْماءُ آباِئهِمْ فَصاعِدا ،وا ْختََل َفتْ َأشْخَا ُ
3
4
ق وا ُل ْفتَ ِرقُ ) ( .
َأمْ أَكثرُ ،وكذلك إِذا اّتفَقَ اثْنانِ فصاعِدا ف الكُني ِة والنّسبةِ ؛ فهُو النّوعُ الذي يُقالُ ل ُه :الُّتفِ ُ
شَيةُ أَ ْن يُظَنّ الشّخصانِ شَخْصا واحِدا . وفائدةُ معرَفتِه :خَ ْ
ت عليهِ أَشياءَ كثيةً صتُهُ وزِدْ ُ
ب كتابا حاِفلً .وقد لّ ْ ف في ِه الَطي ُ وقد صنّ َ
وهذا عَكسُ ما تق ّدمَ مِن النّوعِ السمّى با ُلهْمَلِ ؛ لنّ ُه يُخْشى منهُ أَن يُظَ ّن الواحِدُ اثَنيْنِ ،وهذا يُخْشى منهُ َأنْ
يُظَ ّن الثنانِ واحِدا .
ختَِلفُف والُ ْ شكْلَ ؛ فهُو :الُؤتَلِ ُ ت الَسْماءُ خَطّا وا ْختََل َفتْ نُطْقا سواءٌ كانَ مر ِج ُع الختلفِ الّنقْطَ أَم ال ّ وِإنِ اّت َفقَ ِ
()5
ومعرَِفتُه مِن مهمّاتِ هذا الفنّ [ ،حتّى ] قا َل عليّ ب ُن الَدينّ (( :أَش ّد التّصحيفِ ما يقعُ ف الساءِ)) ،وو ّجهَهُ
بعضُهم بَأنّهُ شي ٌء ل يَدْ ُخلُ ُه القياسُ ،ول َقبْلَ ُه شيءٌ يدلّ عليهِ ول بعدَه .
ي ،لكنّه أَضافَهُ إِل كتابِ (( التّصحيفِ )) [ له ] ف فيهِ أَبو أَح َد العسكر ّ وقد صنّ َ
خاتِ َمةٌ
() 1
طبَقاتِ الرّواةِ) (.
2
ي َمعْرَِفةَُ : ومِ َن ا ُلهِمّ عندَ الحدّث َ
ي التّدليسِ ،والوُقوفُ على حَقيقةِ الُرا ِد مِن وفائدتُ ُه :المْنُ مِن تَداخُلِ الُشَتبِهيَ ،وإِمكانُ الطّلعِ على تَبي ِ
ال َعنْ َعَنةِ .
شتَركوا ف السّنّ ولقاءِ الشايخِ) (.
3
وال ّطَب َقةُ ف اصْطِل ِحهِم :عبارةٌ عنْ جَماعةٍ ا ْ
ث ثُبوتُ صُحبتِه ل عنهُ ؛ فِإنّهُ مِن حي ُ وقد يكونُ الشّخصُ الواحِ ُد مِن طَبقََتيْ ِن باعْتِبارينِ ؛ كأََنسِ بنِ مالكٍ رضيَ ا ُ
صغَرُ الس ّن ُيعَدّ ف طََب َق ِة مَن بع َدهُم . ل عليهِ وعلى وسلّ َم ُيعَدّ ف طبق ِة العشر ِة مثلً ،ومِن حيثُ ِ للنبّ صلّى ا ُ
فمَ ْن نَ َظرَ إِل الصّحاب ِة با ْعتِبا ِر الصّحَبةِ ؛ َجعَلَ الَمي َع طبقةً واحِ َدةً ؛ كما صنَعَ ابنُ ِحبّا َن وغيُه .
1
جعََلهُم طَبقاتٍ ) (.سبْقِ إِل الِسلمِ أَو شُهو ِد الشاهِدِ الفاضَِلةِ َ ومَ ْن نَظَرَ إِليهِم باعْتبارِ قَدْرٍ زائدٍ ،كال ّ
جعُ ما جُ ِمعَ ف ذلك . ي ،وكتابُه أَ َ وإِل ذلك َجنَحَ صا ِحبُ (( الطّبقاتِ )) أَبو عبدِ الِ ممّدُ بنُ سعدٍ البَغداد ّ
وكذلك مَن جاءَ بع َد الصّحاب ِة – وهُم التّابعونَ – مَن نَ َظرَ إِليهِم باعتبارِ الخْذِ عن بعضِ [ الصّحابةِ ] فقطْ ؛
صنَعَ ابنُ ِحبّانَ أَيضا . َجعَلَ الَمي َع طبقةً واحِ َدةً كما َ
ومَ ْن نَ َظرَ إِليهِم باعتبارِ اللّقاءِ قسّ َمهُم ؛ كما فعَلَ ممّدُ بنُ سعدٍ .
ولكلّ منهُما وجْهٌ .
ضهِم وهُو وَمِن الُهمّ أَيضا معرِف ُة موالي ِدهِمْ ( ) ،ووَفَياِتهِمْ ؛ لنّ َبعْرَِفتِهما يصُلُ المْ ُن مِن َدعْوى الُدّعي للقا ِء بع ِ
2
ت التّزكيةُ ف الرّاوي مُسَتنِ َدةً مِن الُزكّي إِل ا ْجتِها ِدهِ ،أَو إِل الّنقْلِ عنْ غيِه ؛ وَلوْ قيلَ ُ :ي َفصّلُ بيَ ما إِذا كان ِ
لكانَ ُمتّجها .
ل ؛ [ لنّهُ حينئ ٍذ ] يكونُ بنلةِ الاكمِ . شتَرَطُ (( فيه )) العددُ أَص ً لنّه ِإ ْن كانَ الوّلُ ،فل يُ ْ
شتَرَطُ العددُ (( أصلً )) (( أيضا )) ؛ لنّ أَص َل النّقلِ ف ،وَيَتبَيّنُ َأنّه – أَيضا –ل يُ ْ وإِ ْن كانَ الثَانَ ؛ فيُجْرى في ِه الِل ُ
ع عنهُ ،والُ أَعلمُ ) (.
2
ط فيهِ العددُ ،فكَذا ما تف ّر َ ل يُشْتَ َر ُ
ح مَنْ أَفْ َرطَ فيهِ ُمجَرّحٌ با
ح والّتعْديلُ إِ ّل مِن عد ٍل ُمَتيَقّظٍ ( ) ،فل [ ُي ْقبَلُ ] جَ ْر ُ
3
و [ كذا ] َيْنبَغي َأنْ ل ُي ْقبَلَ الَ ْر ُ
ث الُحَدّثِ ( ).
4
ل يقْتَضي َردّ حدي ِ
ق التّزكيةَ ) (.
5
كما [ ل ] ُي ْقبَلُ تز ِكَيةُ مَن أَخَذَ بجرّدِ الظّاهِرِ ،فأَطلَ َ
ب – وهُو مِن َأهْ ِل الستِقرا ِء التّامّ ف نَقْدِ الرّجالِ – (( لْ ْيتَمِ ِع اثْنا ِن مِن عُلما ِء هذا الشّأنِ قطّ على تَوثيقِ وقالَ الذّه ّ
))
ف ثِقةٍ ( )
6
ضَعيفٍ ،ول [ على ] تَضعي ِ
ولذا كانَ [ مذ َهبُ ] النّسائيّ َأنْ ل ُيتْ َركَ حديثُ الرّجُلِ حتّى يتَمِ َع الَمي ُع على تَرْكِهِ ( ).
7
والمقصود أن التزكية للفراد تجري مجرى الحكم والخبار كالمؤذن من باب الخبر والحكم بخلف الشهادة فإنها
)(1
تتضمن الشهادة بحق لفلن أو عدم حق لفلن تؤدى عند القضاة حتى يثبت بها حق المدعي أو عدم حقه .فل بد فيها من
شاهدين أو شاهد يؤكد باليمين كما جاءت به السنة لنها ليست من باب الخبر المجرد بل من باب الخبر الذي يتضمن
إعطاء شخص حقاً من شخص آخر فلهذا جاءت الشريعة بالتعدد فيها لن الصل براءة الذمة من حقوق الناس وأن ما في
يد النسان هو له فاحتيط من جهة الشريعة فلم ينزع ما في يده ولم يلزم بشيء في ذمته إل بحجة قوية أقلها شاهدان .
وهذا هو الصواب سواء كان عن اجتهاده أو عن النقل عن اجتهاده الذي يعرفه أو عن النقل عن الثقات فتقبل التزكية
)(2
ولو عن واحد ولكن إذا كانت من اثنين فأكثر كانت أطمأن لقلب المزكي وأثبت له وإل فالواحد يكفي مثل قول ابن أبي حاتم
حدثني أنه كذا وكذا ،وسألت أحمد فقال كذا وكذا فهي تزكية ينقلها فل بأس .
وْليَحْذَ ِر التكلّمُ ف هذا الف ّن مِن التّساهُلِ ف الَرْحِ والتّعديلِ ،فِإنّهُ إِنْ عدّ َل [ أَحدا ] بغيِ تثّبتِ كا َن كالُْثِبتِ
1
كذِبٌ )) ) (. ُحكْما ليسَ بثابتٍ ،فُيخْشى عليهِ َأنْ ي ْدخُلَ ف زُمرةِ (( مَن روى حَديثا وهُو يظنّ َأنّهُ َ
ح بغ ِي تَحرّزٍ [ ،فِإنّه ] أَقْ َدمَ على الطّعنِ ف مُسل ٍم بَري ٍء مِن ذلك ،ووسَمَهُ بِميْسَ ِم سُوءٍ َيبْقى عليهِ عا ُرهُ وإِنْ َجرّ َ
أَبدا .
والفةُ تدخُلُ ف هذا :تار ًة مِ َن الَوى والغَ َرضِ الفاسِدِ– وكلمُ التقدّميَ ساِل ٌم مِن هذا غالبا – ،وتارةً مِن الُخالفةِ
ف العَقائ ِد – وهُو موجو ٌد كثيا ؛ قديا وحَديثا – ،ول ينْبَغي إِطلقُ الَرْحِ بذلك ،فقد ق ّدمْنا تقيقَ الالِ ف
العم ِل بروايةِ الُبتَدِعةِ
ف بأَ ْسبَابِهِ ؛
ح ُمقَ ّد ٌم عَلى الّتعْديلِ ( ) ،وأَطلقَ ذلك جاعةٌ ( ) ،ولكنّ ملّهُ إِن صَ َد َر ُمبَيّنا مِن عَارِ ٍ
3 2
والَ ْر ُ
لنّه ِإ ْن كانَ غيَ مفسّرٍ ل َيقْدَحْ في َم ْن ثبََتتْ عداَلتُه .
4
ف بالسبابِ ل ُي ْعتَبَ ْر ب ِه أيضا ) (. وإِنْ ص َد َر مِن غيِ عار ٍ
ح فيهِ مُجْ َملً غ َي مبيّنِ السّببِ إِذا ص َد َر مِن عارفٍ عَلى الُخْتارِ( ) ؛ لنّهُ
5
فِإنْ خَل الَجْروحُ عَ ِن التّعديلِ ؛ ُقبِلَ الَرْ ُ
جرّحِ أَول مِن إِهالِه . إِذا ْل يكُنْ فيهِ تعدي ٌل ؛ [ فهو ] ف حيّزِ الَجهولِ ،وإِعمالُ قو ِل الُ َ
6
ل هذا إل التوقّفِ [ فيهِ ] ( ) ومالَ اب ُن الصّلحِ ف مث ِ
عارفاً بأسبابه قدم على التعديل من باب الحتياط والتوثق للدين .
فل بد من التثبت في الجرح والتعديل والنصيحة ل والتجرد من الهوى .
)(1
فجر الحد 1417 / 10 / 23هـ
)(2
وليس هذا بصواب على الطلق وإنما يقدم على التعديل إن صدر مبيناً من عارفٍ بأسبابه أما الجرح المجمل فل يقدم
)(3
على التعديل بل التعديل يقدم عليه ،أما الجرح المفسر فيقول كذاب ،فاسق يبين أسباب الجرح وأن يكون من إمام ثقة
عارفٍ بأسبابه يقدم على التعديل .
فل بد أن يكون عارفٍ بأسبابه كأبي عبيد القاسم بن سلم وأبي حاتم وأبي زرعة وأحمد ومالك والشافعي والبخاري
)(4
وغيرهم .
إذا كان الجرح في إنسان لم يوثق قُبِل مجملً فإذا كان النسان لم يوثقه أحد مطلقاً قبل فيه الجرح مطلقاً ولو لم يفسر
)(5
ويبين إذا كان من إمام عارف بأسبابه لنه ليس هناك شيء يقابله من التعديل ،فإذا كان هناك إنسان مجهول ثم جرح قبل
فيه الجرح .
والصواب ما قاله المؤلف إذا خل الراوي عن التعديل قبل فيه الجرح وقيل ضعيف لنه اجتمع فيه الجهالة مع الجرح
)(6
فل يعتد بروايته .
68 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 69 -
فص ٌل
ومِنَ ا ُلهِمّ ف هذا الفنّ معْرِفةُ ( )ُ :كنَى الُسَ ّميْنَ [ مّن اشُْتهِرَ باسِهِ ولهُ كُنيةٌ ل يُؤمَنُ َأنْ ي ْأتِيَ ف بعضِ الرّاوياتِ
1
سبَ ] إِل ُأمّهِ ؛ كاب ِن عَُلّي َة ،هُو إِساعيلُ ب ُن إبراهيمَ ب ِن ِمقْسَمٍ ،أَح ُد الثّقاتِ ،و عَُلّي ُة اسمُ ُأمّهِ ،اشُتهِرَ َأوْ [ نُ ِ
6
ن عَُليّة ) (.
با ،وكا َن ل يبّ َأ ْن يُقالَ لهُ :اب ُ
[ ولذا [ كا َن ] يَقولُ الشّافِعيّ :أَ ْخَبرَنا ِإسْماعِي ُل الّذي يُقالُ لَهُ :ابنُ عَُلّيةُ ]
سبِقُ إِل الفَهْمِ ( )؛ كالَذّا ِء ،ظاهِرُه َأنّه منسوبٌ إِل صناعتِها ،أو بيعِها ،وليس كذلك ، 2
سبَ إِل َغيْ ِر مَا يَ ْ َأوْ نُ ِ
ب إليهِم . وإِنا كانَ يالِسُهم ،فنُسِ َ
وكسُليمانَ التّيميّ ؛ ل يك ْن مِن بَن الّتيْم ،ولكنْ نز َل فيهِم .
سبَ إِل ج ّد ِه ،فل يؤمَنُ التِباسُه بَن وافقَ اسُه [ اسَه ] ،واسمُ أَبيهِ اس َم ال ّد الذكورِ . وكَذا مَن نُ ِ
ل عنهُوَمعرِفةُ مَ ِن اتّفَقَ اسُهُ واسمُ أَبيهِ وجَ ّدهِ؛ كالسنِ بنِ السنِ بنِ السنِ ب ِن عليّ بنِ أَب طالبٍ [ رضيَ ا ُ
وقد [ يقعُ ] أَكث ُر مِن ذلك ،وهُو مِن فُروعِ الُسَلْسَلِ.
وقد يّتفِقُ الس ُم واسمُ البِ مع اس ِم الَ ّد واسمِ أَبيهِ فصاعِدا؛ كأَب اليُمْ ِن الكِنْديّ (( ،و )) هُو زيدُ بنُ السنِ بنِ
3
ن]() زيدِ بنِ السنِ [ بنِ زيدِ بنِ الس ِ
َأوْ اتّفَ َق اسمُ الرّاوي واسمُ شيخِ ِه و َشيْ ِخ َشيْخِ ِه فصاعِدا ؛ كعِمْرا َن عن عِمْرانَ عَن عِمْرا َن ؛ الوّل ُ :يعْرَف بالقَصِيِ
ل عنهُ ] ي ،والثّالثُ :ابنُ حُصيٍ الصّحابّ [ رضيَ ا ُ ،والثّان :أبو رَجا ٍء العُطارِد ّ
ن ،والثّان :ابنُ أَح َد الواسطيّ ،والثّالثُ وكسُليمانَ عن سُليمانَ عن سُليما َن :الوّلُ :ابنُ أحدَ ب ِن أيوبَ الطّبا ّ
:اب ُن عبد الرحنِ الدّمشقيّ العروفُ بابنِ [ بنتِ ] شُ َرحْبيلَ .
وقد يقعُ ذلك للرّاوي ولشيخِهِ [ معا ] كأَب العل ِء الَمْدانّ العطّا ِر الَشْهورِ بالرّوايةِ عن أَب عليّ الصبهانّ
الدّادِ ،وك ّل منهُما اسُه السنُ بنُ أَحدَ ب ِن الَسنِ بنِ أَحدَ (( بن السن بن أحد )) ،فاتّفقا ف ذلك ،وا ْفتَرقا ف
الكُني ِة ،والنّسبةِ إِل البل ِد والصّناعةِ .
ف فيهِ أَبو موسى الَدينّ جُزءا حاِفلً . و (( قد )) صنّ َ
وَمعرفةُ مَ ِن اّتفَقَ اسْ ُم َشيْخِهِ والرّاوِي َعنْهُ( ) ،وهو (( من )) نوعٌ لطيفٌ ،ل يتع ّرضْ ل ُه اب ُن الصّلحِ .
4
ي البَصريّ ، فمِن أَمثلتِه :البُخاريّ ؛ روى عَن مُسْل ٍم ،وروى عنهُ مُسلمٌ ،فشيخُهُ مسلمُ بنُ إبراهي َم الفَراهيد ّ
ب الصّحيحِ . والرّاوي عنهُ مُسلمُ بنُ الجّاجِ القُشييّ صا ِح ُ
وكذا وقعَ ذلك لعبدِ بنِ حُمي ٍد أيضا :روى عن مُسلمِ بنِ إبراهي َم ،وروى عن ُه مُسلمُ بنُ الجّاجِ ف صحيحِه
حديثا بذه التّرج ِة بعينها .
ومنها :يي بنُ أَب كَثيٍ ،روى عن هِشامٍ ،وروى عن ُه هِشامٌ [ فشيخُه هشامُ ب ُن عُروةَ ،وهو مِن أَقرانِه ،
والرّاوي عنهُ هِشامٌ بنُ أب عبدِ الِ ال ّد ْستُواِئيّ .
ف الصّنعانّ . ومنها :ابنُ جُريْجٍ ،روى عن هشا ٍم ،وروى عنهُ هِشامٌ ] ،فالعْلى اب ُن عُروةَ ،والدْن ابنُ يوسُ َ
((
ومنها :الكمُ ب ُن ُعتَْيَبةَ ،روى عن ابنِ أَب ليلى ،و [ روى ] عنهُ ابنُ أب َليْلى ،فالعْلى عبدُ الرّحنِ ،والدْن
ممد )) ب ُن عبدِ الرّح ِن الذكورِ .
وأَمثَلتُه كثيةٌ .
جرّ َدةِ ،وقد َج َمعَها جاع ٌة مِن الئ ّمةِ :فمنهُم مَن جَ َمعَها بغيِ قَيدٍ ، وَمِن الهمّ ف هذا الفنّ َمعْرَِف ِة الَسْما ِء الُ َ
ح والتّعديلِ كابنِ سعدٍ ف (( الطّبقاتِ )) ،وابنِ أَب َخْيثَمَة ،والبُخاريّ ف (( تار َيْيهِما )) ،وابنِ أَب حاتٍ ف (( الَ ْر ِ
)) .
ومنهُم مَن أَفر َد الثّقاتِ [ بالذّكرِ ] ؛ كالعِجِْل ّي ،وابنِ ِحبّا َن ،وابنِ شاهيَ .
ومنهُم مَن أَفْ َردَ الَجْروحيَ ؛ كابنِ عديّ ،وابنِ حبّانَ أَيضا .
ومنهُم مَ ْن تَقيّ َد بكتابٍ مَخصوصٍ :كـ (( رجال البُخاري )) لب نص ٍر الكَلَباذيّ ،و (( رجالِ مسلمٍ )) لب بكرِ
ج َويْهِ ،ورجالِهما معا لَب الفضلِ ب ِن طاهرٍ ،و (( رجالِ أب داودَ )) لب عل ّي اليّانِي ،وكذا (( رِجال ب ِن َمنْ َ
ي والنّسائيّ ي وأَب داو َد والتّرمذ ّ سّتةِ :الصّحيح ِ التّرمذيّ )) و(( رجال النّسائيّ )) لماعةٍ مِن الَغاربةِ ،ورجالِ ال ّ
))
ن القدِسيّ ف كتابِه (( الكمالِ )) ثّ ه ّذبَ ُه الِزّيّ ف (( تذيبِ الكَمالِ وابنِ ماجة ؛ لعبدِ الغ ّ
سْيتُه (( تذيب التّهذيب )) ،وجاءَ م َع ما اشتَمَ َل عليهِ من الزّياداتِ قدْرَ ت عليهِ أَشياءَ كثيةً ،و ّ صتُهُ ،وزد ُ
ل ْوقد ّ
ثُُلثِ الصلِ .
ف فيها الافظُ أَبو بكرٍ أَحدُ ب ُن هارونَ البَردييّ ،فذكرَ أَشياءَ وَمِن الُهمّ أَيضا معرِفةُ الساءِ ا ُلفْ َر َدةِ ( ) ،وقد صنّ َ
1
صغْديّ ب ُن سِنانٍ )) ،أَح ُد الضّعفا ِء ،وهو بض ّم [ الصّا ِد ] الُهملةِ ،وقد َتعَقّبوا علي ِه بعضَها ،مِن ذلك قولُه ُ (( :
ي الُعجم ِة ،بعدها دا ٌل مُهمل ٌة ،ثّ ياءٌ كياءِ النّسبِ ،وهو اس ُم علمٍ بلفظِ ُتبْد ُل سينا مُهملة ،وسكونِ الغ ِ
ب ،وليسَ هُو فردا . النّس ِ
فجر الحد 1418 / 5 / 13هـ
)(1
71 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 72 -
ي الّذي قبلَه فض ّعفَهُ .ف ،وّثقَ ُه ابنُ مَعيٍ ،وف ّرقَ بينَه وب َ ي الكو ّ ح والتّعديلِ )) لبنِ أَب حاتٍ ُ :
صغْد ّ ففي (( الَر ِ
صغْديّ ب ُن عبدِ الِ يروي عن قَتادةَ ،قال [ العُقيليّ ] :حَديثُ ُه غيُ مفوظٍ .أهـ وف (( تاري ِخ العُقيليّ )) ُ :
وأَظنّهُ هُو الّذي ذك َرهُ ابنُ أَب حاتٍ ،وأَمّا كونُ ال ُع َقيْليّ ذكرَه ف (( الضّعفاءِ )) ؛ فِإنّما [ هُو ] للحديثِ الذي
سةُ ب ُن عبدِ الرحنِ ،والُ أعلمُ . ذ َك َرهُ ،وليستِ الف ُة منهُ ،بل ِهيَ ] مِن الرّاوي عنهُ َعْنبَ َ
ومِن ذلك َ (( :سنْدَر ))( ) بالُهْمَل ِة والنّون ،بوزنِ َجعْف ٍر ،وهو مول ( ِزْنبَاعٍ الُذاميّ له صُحب ٌة وروايةٌ [ ،و ]
1
ل ،وهُو اسمٌ فردٌ ل يتس ّم بهِ غيُه فيما نعلمُ لكنْ ذكرَ أَبو موسى ف (( الذّيلِ )) على الشهورُ َأنّه ُي ْكنَى أَبا عبدِ ا ِ
ب عليهِ ذلك ؛ فِإنّه هُو الذي (( معرف ِة الصّحابةِ )) لب ِن منده َ :سنْدَرٌ أَبو السودِ ،وروى ل ُه [ حديثا ] ،وُت ُعقّ َ
ذ َك َرهُ ابنُ منده .
ث الذكورَ ممّدُ بنُ الرّبيعِ [ الِيزيّ ف (( تاري ِخ الصّحابةِ الّذين نَزلوا مِصرَ )) ف ترج ِة َسنْدَرٍ مول وقد ذك َر الدي َ
ِزنْباع .
وقد حرّرتُ ذلك ف كتاب (( ف ))) الصّحابة .
ظ الس ِم ،وتارةً وَكذا معرِفةُ ال ُكنَى الُجرّ َدةِ [ و [ الُفْ َر َدةِ وَ [ كذا مَعرَِف ُة ] اللْقابِ ( ) ،وهي تارةً تكونُ بلف ِ
2
وَتارةً إِل الوْطانِ( ) ،وهذا ف التأَخّرينَ أَكثرُ (( أي )) بالنّسبةِ إِل التقدّمي .
5
ليّاطِوالنّسبةُ إِل الوطنِ أَع ّم مِن أَ ْن يكونَ بلدا ،أو ضياعا ،أو سِ َككَا ،أو مُجاوَ َرةً وتقع إِل الصّنائعِ كا َ
والِ َرفِ كالبَزّازِ
ق والشتباهُ ؛ كالساءِ ويق ُع فيها التّفا ُ
ب منها وقد تَق ُع النْسابُ أَلقابا ؛ كخالِدِ ب ِن مَخلَ ٍد القَطوانّ ،كانَ كوفيّا ،ويل ّقبُ بالقَطَوانّ ،وكان يغضَ ُ
سندر اسم فرد ل يعرف له نظير والمقصود أن على طالب العلم معرفة السماء المفردة التي لم يشارك فيها صاحبها .
)(1
فجر الحد 1418 / 5 / 20هـ
)(2
كالحداد والخراز
)(3
كالقرشي والهاشمي والتميمي والتيمي .
)(4
كالبخاري والبغدادي والمكي والمدني والدمشقي .
)(5
72 ()
إعداد :علي بن حسين بن أحمد التعليقات البازية على نزهة النظر
فقيهي - 73 -
()6 ف ظاهِرِها ]ب الّت با ِطنُها على خِل ِ وَمِن الُهمّ أَيضا َمعْرِفةُ أَسبابِ ذلك ؛ أي :اللقابِ [ والنّس ِ
[ َو ] [ كَذا ] و )) َمعْرَِفةُ الَوال مِنْ َأعْلى و [ مِ ْن ] َأ ْسفَلَ ؛ بال ّرقّ ،أَو بالِلْفِ أو بالِسل ِم ؛ لنّ كلّ ذلك يُطَْلقُ
ص عليهِ ) (.
2
عليهِ مول ،ول ُيعْرَفُ تييزُ ذلك إِ ّل بالتّنْصي ِ
ف في ِه القُدماءُ ؛ كعليّ ب ِن الَدينّ . وَ (( كذا )) َمعْرَِف ُة الِ ْخ َوةِ والخَواتِ ،وقد صنّ َ
شيْخِ والطّاِلبِ :ويشتَرِكانِ ف ) (:
3
وَمِن الهمّ أَيضا َمعْرَِفةُ آدابِ ال ّ
ي الُلُق . تصحي ِح النّّي ِة ،والتّطه ِي مِن أَعراضِ ال ّدنْيا ،وتَحس ِ
وينفَرِدُ الشّي ُخ بأَنْ :
يُسمعَ إِذا احْتيجَ إِليهِ
ول يُحدّثُ ببل ٍد في ِه [ مَن هُو ] أَول منهُ ،بل يُرْشدُ إِليهِ ( ).
4
ي بإِحضا ِرهِ ُم الطفالَ (( ف )) ماِلسَ الَديثِ ،ويكتُبونَ لُم َأنّهم َحضَروا. ت عادةُ الحدّث َ
وقد جَرَ ْ
)) ((
ولبدّ لم ف مثلِ ذلك مِن إِجازةِ الُسْ ِمعِ ) (.
5
وَصفةِ عَرْضِهِ ،وهُو مُقابَلتُهُ معَ الشّي ِخ الُسمِع ( ) ،أَو م َع ثقةٍ غيِه ،أَو معَ نفسِه شيئا فشيئا .
3
))
(( وَصف ِة سَمَاعِهِ( ) بأن ل يتشاغلُ با يلُ به من نس ٍخ أو حديثٍ أو نعاسٍ
4
وَصفةِ ِإسْمَاعِهِ كذلك ،وأَنْ يكونَ (( الذي )) ذلك مِن أَصلِ ِه الّذي سِ َع فيهِ [ كِتابَهُ ] ،أَو مِن ف ْرعٍ قُوبِلَ على
جبُ ْر ُه بالِجاز ِة لا خالَفَ ِإنْ خالَفَ . أَصلِه ،فِإنْ تعذّرَ ؛ فليَ ْ
س عندَه ،ويكونُ حصّلُ ف الرّحل ِة ما لي َ ث َيْبتَدِئُ بديثِ أَهلِ بلد ِه فيست ْو ِعبُهُ ،ثّ يرح ُل فيُ َ
وَصفةِ الرّحْل ِة فيهِ ،حي ُ
اعتناؤهُ [ ف أَسفا ِر ِه ] بتكثيِ الَسموعِ أَول مِن اعتنائِ ِه بتكثيِ الشّيوخِ .
صنِيفِهِ وذلك ِإمّا على الساني ِد ،بأَنْ يْمَ َع مسنَدَ كلّ صحابّ على حِ َدةٍ ،فِإنْ شاءَ رّتبَ ُه على سواِب ِقهِم ، وَصفة َت ْ
ل تناوُلً ) (.
5
ج ِم ،وهو أَسهَ ُ
ف الُعْ َ وإِنْ شاءَ رّتبَهُ على حُرو ِ
َأوْ تصنيفِه على ا َلبْوابِ الفِقهّيةِ ( )أَو غيِها ،بَأنْ يَجمَعَ ف ك ّل بابٍ ما ورَدَ فيهِ مّا يدلّ على حُكمِه ِإثْباتا أَو نفيا
6
،والوْل َأنْ يقَتصِرَ على ما صحّ أَو حَسُنَ ( ) ،فِإنْ جَمَعَ الَميعَ َف ْلُيبَيّنْ عّل َة الضّعْفِ
7
ف َنقََلتِه ،والحْسَنُ َأنْ يرّتبَها على البوابِ ليسهُلَ ت وطُرُقَ ُه ،وبيانَ اختل ِ َأوْ تصنيفِه على العَِللِ ( ) ،فيذ ُكرُ ال َ
8
تناوُلُها .
)9(. ف الديثِ الدّالّ على بقّيتِه َأوْ ي َمعُهُ على الطْرافِ ،فيذ ُكرُ طرَ َ
ب مصوصةٍ . ويْمَعُ أَسانيدَه ِ :إمّا مستوعِبا ،وِإمّا متقيّدا ب ُكتُ ٍ
2
ب الَديثِ ) (: وَمِن ا ُلهِمِ َمعْرَِف ُة َسبَ ِ
ص العُكْبيّ . خ القَاضي أَب َيعْلى [ ب ِن ] الفَرّاءِ [ النبليّ ] ،وهو أبو حف ٍ ض شُيو ِ
ف في ِه َبعْ ُ
صنّ َ
وقَدْ َ
وقد ذ َكرَ الشيخُ تقيّ الدّينِ بنُ دَقي ِق العي ِد [ َأنّ ] بعضَ أَهلِ عصرِه شرعَ ف َجمْعِ ذلك ،فكَأنّهُ ما رأى تصنيفَ
ال ُعكْبيّ الذكور .
ب هذهِ النْواعِ على ما َأشَرْنا إِلي ِه غَالِبا . وصنّفوا ف غال ِ
سَت ْغنَِيةٌ ع ِن التّمْثيلِ .
حضٌ ،ظاهِ َر ُة التّعْريفِ ،مُ ْ وهِيَ ؛ أي :هذهِ النواعُ الَذكورةُ ف هذهِ الاتةِ َنقْلٌ َم ْ
ل الوُقوفُ على حقائقِها ) (.
3
حصُ َ [ و َحصْرُها ُمَتعَسّرٌ ] ؛ ف ْلتُراجَعْ لَها َمبْسوطاتُها ؛ ِليَ ْ
والُ ا ُلوَفّ ُق والَادي (( إل الصواب ،و )) ل إِلَهَ إِ ّل هُو (( ،ممد رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وأصحابه
ل ونِعمَ الوَكيلُ ] ت وإِليهِ أُنيبُ [( ،وحسبُنا ا ُ وسلم تسليما و )) عليهِ توكّ ْل ُ
4
[ وصلّى الُ على سيّدنا ممّ ٍد و (( على )) آلهِ وصحبهِ وسلّمَ ( ) .