Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 13

‫خطبة ما هو الحل‬

‫لفضيلة الشيخ‬
‫أبي إسحاق الحويني‬

‫إن الحمد لله تعالى نحمده‪ ،‬ونستعين به‬


‫ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا‬
‫وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده الله فل مضل له‪ ،‬ومن‬
‫يضلل فل هادى له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله وحده‬
‫ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ‪0‬‬

‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬


‫حقَّ تَُقاتِهِ َول ت َ ُ‬
‫موت ُ َّ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫الل‬ ‫قوا‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ات‬ ‫وا‬ ‫)يَا أيُّهَا ال ِ َ َ ُ‬
‫من‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ن) ‪.‬‬‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫إ ِل وَأنْت ُ ْ‬

‫‪1‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫)يا أ َ‬
‫س‬
‫ٍ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ْ ِ ْ َ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫قك‬
‫َ‬ ‫خل‬
‫َ‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫َ ّ ُ‬ ‫رب‬ ‫قوا‬‫ُ‬ ‫ات‬
‫ّ ُ ّ‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫الن‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ َّ‬ ‫ي‬
‫جال ً كَثِيراً‬ ‫ما رِ َ‬ ‫منْهُ َ‬
‫ث ِ‬ ‫جهَا وَب َ َّ‬ ‫زو َ‬
‫من ْ َهَا َ َ ْ‬‫خلَقَ ِ‬ ‫حدَةٍ َو َ‬ ‫وَا ِ‬
‫ن بهِ واْل َ‬
‫م إ ِ َّ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫حا‬
‫َ‬ ‫ساءَلُو َ ِ َ ْ‬
‫ر‬ ‫ه ال ّذِي ت َ َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫ساءً وَات َّ ُ‬ ‫وَن ِ َ‬
‫َّ‬
‫م َرقِيباً‪( .‬‬ ‫ن عَلَيْك ُْ‬ ‫َ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫الل َ‬
‫ه‬

‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫)يا أ َ‬


‫سدِيداً‪،‬‬‫َ‬ ‫ً‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ول‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫قوا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ات‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫من‬
‫َ َ‬ ‫آ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ن يُطِِع‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫وب‬ ‫ُن‬ ‫ذ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫مال‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫يصل ِح لَك ُم أ َ‬
‫ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ ْ‬
‫َّ‬
‫قد ْ فَاَز فَوْزا ً عَظِيماً)‬ ‫ه فَ َ‬ ‫سول َُ‬ ‫الل َ َ َ ُ‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫ه‬

‫أمــا بــعـد ‪000‬‬

‫فإن اصدق الحديث كتاب الله تعالى‪ ،‬وأحسن‬


‫الهدى هدى محمد صلى الله عله وسلم وشر‬
‫المور محدثاتها‪ ،‬وكل محدثة بدعه‪ ،‬وكل بدعة‬
‫ضلله‪ ،‬وكل ضللة في النار ‪0‬‬

‫‪2‬‬
‫فليس بخاف على أحد منا ما آل إليه حالنا و أمرنا‬
‫حتى أننى ل ألقى رجل أو رجال إل و يسألنى‬
‫سؤال واحدا تتعدد صيغه و المعنى واحد ‪ . . .‬ما‬
‫هو الحل ؟‬

‫هذا الذى يجري فى دنيا الناس اليوم لعل‬


‫المسلمين لم يمروا به قبل ذلك إن كانت المحنة‬
‫قبل ذلك جسيمة و شيديدة ‪ ،‬لكن كان للمسلمين‬
‫خلفة ‪ ،‬حتى مع ضعفها يثوبون إليها ‪ ،‬حتى مع‬
‫ضعف الخليفة ‪ ،‬لكن أمرهم اليوم شذر مذر ‪،‬‬
‫ليس لهم رأس يجمعهم ‪ ،‬و إستطاع أعدائنا أن‬
‫يقسموا العالم السلمى إلى دويلت صغيرة ‪،‬‬
‫وأن يجعلوا بينهم حدودا وهمية ‪ ،‬حتى صارت‬
‫حرب الحدود قنبلة موقوته ‪ ،‬يكاد المسلمون أن‬
‫يقتل بهضهم بعضا بسببها ‪ ،‬فنحن ل ننسي النزاع‬
‫بين المغرب و مرويتانيا و بين مصر والسودان و‬
‫بين قطر و السعودية بل و فى المارات بين بعض‬
‫المارات و بعضها ‪.‬‬

‫و الذي يفض النزاع فى هذا هو بريطانيا التى‬


‫كانت تحتل هذه اللمنطقة ‪ ،‬فلما خرجت قالت‬
‫أنت لك من هنا إلى هنا و أنت لك من هنا إلى هنا‬

‫‪3‬‬
‫و سجلوا هذا فى دفاتر فإذا أردنا أن نفك‬
‫الشتباك نذهب إلى هؤلء ‪.‬‬

‫إشكالنا أيها الخوة أننا لم نعرف من هم اليهود‬


‫حقيقتا ‪ ،‬هم عرفونا لكن نحن لم نعرفهم ‪.‬‬

‫فى فبراير ‪ 1967‬سألوا بنجوريون – رئيس‬ ‫‪-‬‬


‫اسرائل – لماذا ل تحبون السلم ؟‬

‫‪ -‬فقال ‪ :‬نحن أمة متباينة – يوجد يهود روس و‬


‫أمريكان و من اوروبا ‪ ،‬يوجد يهود اشتراكيون و‬
‫رأس ماليون مجتمع غير متجانس بالمرة – ثم‬
‫ضرب بنجورين مثل قال ‪ :‬لما غزت روسيا الفضاء‬
‫‪ ،‬يهودي روسي ذهب فى حى آخر اسرائيل إلى‬
‫يهودي أمريكي و قال له غزونا الفضاء قبلكم ! إذا‬
‫هو يتحدث بالقومية الروسية و هذا يتحدث‬
‫بالقومية المريكية ‪ ،‬هو يريدهم جميعا أن يتحدثوا‬
‫بلسان واحد ‪ ،‬أزعجه ذلك !‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬ما هو الحل من وجة نظر بنجوريون ‪ -‬أحد‬
‫مؤسسي الدولة اليهودية – يقول ‪ :‬إننا فى احتاج‬
‫إلى عدو خارجى لننصهر و نكون أمة واحدة ‪.‬‬

‫‪ -‬اذا فى اعتقادهم أن بقائهم ل يكون إل بعدو‬


‫خارجي ‪ ،‬إذا لم يوجد هذا العدو يوجدونه ‪ ،‬لن‬
‫معروف أن الزمات تجمع الشتات و تقلص‬
‫الخلفات ‪ ،‬وهذه طبيعة بنى آدم ‪ ،‬فى وسط‬
‫الزمات تجد الناس يد واحدة ‪ ،‬أو على القل غير‬
‫متفرغين لبعضهم و لكن فى أوقات الراحة و‬
‫السلم كل انسان له تطلعاته ‪.‬‬

‫‪ -‬فهؤلء يريدون عدوا و لذلك فى الستفتائية‬


‫الحاصلة الشهر قبل الماضى ‪ % 57‬من‬
‫السرائليون يؤيدون شارون فيما يفعل بالرغم من‬
‫أن اليهود جبناء ‪ ،‬قال الله تعالى ‪ ( :‬و لتجدنهم‬
‫أحرص الناس على حياة ) حياة منزوعة اللف و‬
‫اللم ‪ ،‬منزوعة الكرامة ‪ ،‬منزوعة العزة ‪ . .‬هو‬
‫يريد أن يعيش ولو خادما و لو فى أسفل المهن‬
‫لكنه يريد أن يعيش ‪ ،‬قال تعالى ‪ ( :‬يود أحدهم لو‬
‫يعمر ألف سنة و ما هو بمزحزحه من العذاب أن‬
‫يعمر و الله بصير بما يعملون ) ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬فهؤلء بالرغم من العمليات الفدائية و ليدري‬
‫الواحد منهم أيرجع إلى بيته أم يموت ‪ ،‬أيكون فى‬
‫حافلة فتنفجر ‪ . . .‬ل يدري أي إنسان هل يعود أم‬
‫ل و مع هذا الجبن و الخراب ‪ % 57‬يؤيدون‬
‫شارون فيما يفعل ‪.‬‬

‫‪ -‬لقد قرأت كثيرا من مذكرات قادة إسرائيل ‪،‬‬


‫قرأت تقريبا كل مذكرات هؤلء ‪ ،‬يتحدثون عن‬
‫اليهود الغربين و اليهود الشرقيين و إن هذه قنبلة‬
‫موقوتة فى المجتمع السرائيلى ‪.‬‬

‫‪ -‬فمسألة السلم أبعد ما يكون ‪ .‬لن حياة هؤلء‬


‫ل تكون إل بوجود عدو ‪ .‬و حتى لو إفترضنا جدلً‬
‫حدوث سلم وهمى فهذا السلم لخدمة هؤلء و‬
‫لتنويمنا نحن ‪ .‬يمنيك بالسلم و أنت منتظر و هو‬
‫فى نفس الوقت يشحذ الطاقات و يعبئ الناس‬
‫بالعداوة لك فهو بذلك استفاد شيئين ‪:‬‬

‫* الول ‪ :‬أن بنيان المجتمع عندم يتماسك ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫* الثانى ‪ :‬أن ينومنا ‪.‬‬

‫وهو الحادث الن ‪ ،‬السبوع قبل الماضى‬ ‫‪-‬‬


‫اتفق الرئيس المريكي و شارون على أن حدود‬
‫‪ 1967‬غير معتبرة !!‬

‫يا ضيعة دمــاء المسلمين !‬ ‫‪-‬‬

‫و يا ضيعة أموالهم !‬ ‫‪-‬‬

‫و يا ضيعة نصف قرن من حياتهم !‬ ‫‪-‬‬

‫عدنا مرة أخري لحدود ‪ . . . 1948‬الن سنبدأ‬


‫التحدث مرة أخري عن حدود ‪ . . 67‬خمسون عاما‬
‫ضاعت !‬

‫مـــا هو السبب ؟ ؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪7‬‬
‫* عدم فهمنـــا لهذه الشخصية ‪.‬‬

‫* و عدم توقيرنا لكلم ربنــا ‪.‬‬

‫أنا أتجب من الذين يتكلمون عن السلم مع‬ ‫‪-‬‬


‫اليهود أما قرأوا القرآن مرة واحدة ؟!‬

‫فل القرآن اتبعوا ول حتى التقريرات‬ ‫‪-‬‬


‫الموجودة التى كتبت على أعينهم اتبعوها !‬

‫‪ -‬هذا جيل جــاء بإعتقاد ‪ . . .‬شارون هذا قرأت‬


‫مذكراته من ‪ 15‬سنه وهو صاحب الثغرة فى حرب‬
‫رمضان – ثغرة الدفرسوار الشهيرة – فهو رجل‬
‫جريء ‪ ،‬جسور ‪ ،‬أهوج ‪.‬‬

‫‪ -‬و بعد أن انتهت الحرب اعتزل العمل‬


‫السياسي و العسكري ‪ . . .‬قال (شارون فى‬
‫مذكراته ) ‪ :‬و ارسل لى مناحن بيجن رئيس‬
‫الوزراء آن ذاك لولى وزارة الزراعة معه ‪،‬‬
‫فذهبت إليه فى بيته و كانت أول مرة أقابله ‪ .‬و‬
‫‪8‬‬
‫دخل البيت عنده و أخذ يصف البيت فيقول ‪" :‬‬
‫بيت صغير ضيق ‪ ،‬كراسي غرفة الصالون‬
‫كسوتها مقطعة ومهلهلة ‪ ،‬ل تستطيع أن تمد‬
‫رجلك و أنت جالس من ضيق المكان ‪ ،‬المنضدة‬
‫التى يكتب عليها رئيس الوزراء بثلثة أرجل ‪ ،‬فإذا‬
‫اراد أن يكتب ضم إليها كرسي من الكراسي و‬
‫كتب ‪ .‬يقول " شارون " ‪ :‬فسرحت و تذكرت‬
‫الجيل الول ( بنجوريون ‪ ،‬ليفى أشكول ‪ ،‬جولدا‬
‫مائير ‪ ) . . . .‬و هؤلء الذين كونوا الدولة و بدأت‬
‫الشرارة الولى معهم ‪ ،‬لم يكن لهم هم فى‬
‫الحياة إل أن يقيموا الدولة و تركوا كل متعهم‬
‫الشخصية و أمانيهم حتى يقيموا الدولة ‪.‬‬

‫‪ -‬هؤلء أحرص الناس على حياة و هؤلء حبناء‬


‫كما قال الله تعالى عنهم ‪ ( :‬ل يقاتلونكم جميعا إل‬
‫فى قري محصنة أو من وراء جدر ‪ ،‬بأسهم بينهم‬
‫شديد تحسبهم جميعا و قلوبهم شتا ) ‪.‬‬

‫نحن أولى بهـذا منهـم ‪ ،‬إننا معاشر‬ ‫‪-‬‬


‫المسلمين أشجع الناس قلوبا ل نرضى بالحياة مع‬
‫الذل ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫بل إسقنى‬ ‫ل تسقينى ماء الحياة بذل‬
‫بالعز كأس الحنظل‬

‫‪ -‬و فتش فى المم المعاصرة كلها الن هل تجد‬


‫أحد يضحى بحياته و يأنف بأن يكون ذلبل بأن‬
‫يفجر نفسه فى عدوه إل المسلمين فقط ؟!‬

‫‪ -‬كثير من الناس يتنازعون فى الدنيا ‪ ،‬ما وصل‬


‫الفداء و البذل و رفض الذل و العار فى أمة من‬
‫المم ما نعرفهم إل َّ عند المسلمين فقط ‪.‬‬

‫‪ -‬و لذلك هم يخافون المسلمين و يعملون لهم‬


‫ألف حساب ‪ ...‬لكن هذا الجنس ( المسلمون )‬
‫لهم خصيصة إستطاع عدونا أن يكتشفها و لعبوا‬
‫بنا ‪.‬‬

‫هذه الخصيخة أننا جنس ل يصلح إل بدين ‪،‬‬ ‫‪-‬‬


‫غيرنا يصلح مع الزندقة و الرتداد و الكفران ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الرجل فى الغرب يسكر و يزنى و يقتل و‬ ‫‪-‬‬
‫ينتج ‪.‬‬

‫‪ -‬أما نحن فل ‪ .‬و تامل حال العرب قبل السلم‬


‫و كان آن ذاك فى الدنيا فارس و الروم حضارتان‬
‫كبيرتان تملن الدنيا ‪ ،‬أما العرب فما كانوا يزنزن‬
‫جناح بعوضة ‪ ،‬على هامش الدنيا ‪.‬‬

‫‪ -‬و قد أحسن المغيرة بن شعبة فى وصف‬


‫حالهم قبل بعثت النبي صلى الله عليه وسلم فى‬
‫الحديث الذى رواه البخاري فى صحيحة ‪ ،‬عن‬
‫جبير بن حية قال ‪ :‬بعث عمر الناس في أفناء‬
‫المصار يقاتلون المشركين ثم أرسل إلى‬
‫الهرمزان (‪ )1‬فقال إني مستشيرك في مغازي‬
‫هذه قال نعم مثلها ومثل من فيها من الناس من‬
‫عدو المسلمين مثل طائر له رأس وله جناحان‬
‫وله رجلن فإن كسر أحد الجناحين نهضت‬
‫الرجلن بجناح والرأس فإن كسر الجناح الخر‬
‫نهضت الرجلن والرأس وإن شدخ الرأس ذهبت‬
‫الرجلن والجناحان والرأس فالرأس كسرى‬
‫والجناح قيصر والجناح الخر فارس ‪ ،‬قال الجبير‬
‫بن حية ‪ :‬فندبنا عمر واستعمل علينا النعمان بن‬
‫مقرن حتى إذا كنا بأرض العدو وخرج علينا عامل‬
‫‪11‬‬
‫كسرى في أربعين ألفا فقام ترجمان فقال‬
‫ليكلمني رجل منكم فقال المغيرة سل عما شئت‬
‫قال ما أنتم (‪ )2‬قال نحن أناس من العرب كنا‬
‫في شقاء شديد وبلء شديد نمص الجلد والنوى‬
‫من الجوع ونلبس الوبر والشعر ونعبد الشجر‬
‫والحجر فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات‬
‫ورب الرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبيا‬
‫من أنفسنا نعرف أباه وأمه فأمرنا رآه رسول ربنا‬
‫صلى الله عليه وسلم أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله‬
‫وحده أو تؤدوا الجزية وأخبرنا رآه صلى الله عليه‬
‫وسلم عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى‬
‫الجنة في نعيم لم ير مثلها قط ومن بقي منا ملك‬
‫رقابكم ‪.‬‬

‫‪ -‬هذا ملخص حال العرب ‪ . . .‬بلء شديد و شقاء‬


‫شديد و منتهى الهمجية و ل قيمة لهم على‬
‫الطلق فلما بعث الله عز وجل نبيه صلى الله‬
‫عليه و سلم صاروا رجل ‪.‬‬
‫‪ -‬فى حدود ‪ 23‬عاما منها ‪ 13‬عاما إبتلءات‬
‫محضة ‪ ،‬يضرب و يقول الله عز وجل لهم‬
‫( فاعفوا و اصفحوا حتى يأتى الله بأمره ) و قال‬
‫( كفوا أيديكم و أقيموا الصلة ) ‪ . .‬و هؤلء الذين‬
‫يعذبوننا أفل ندفعهم ؟ نهاهم الله عز وجل ليكونوا‬
‫‪12‬‬
‫رجال ‪ ،‬لينظر أفبعذاب يتخلى المرء عن عقيدته‬
‫أم يصبر ؟ فإذا ثبت و صبر على هذا العتقاديدفع‬
‫بهم إلى ميدان القتال و لذلك بعد أن استتمت‬
‫رجولتهم و صهرهم البلء نزلت الرخصة ‪ ،‬قال‬
‫تعالى ‪ ( :‬أذن للذين يقاتلون بأهم ظلموا و إن‬
‫الله على نصرهم لقدير)‪.‬‬
‫لماذا تركهم لهؤلء ليميز الله الخبيث من‬ ‫‪-‬‬
‫الطيب ‪ ،‬فكانت هذه السنوات الثلثة عشر بناء‬
‫لهؤلء الرجال ‪.‬‬
‫إذا المواجهه الحقيقة كانت لما رحلوا إلى‬ ‫‪-‬‬
‫المدينة ‪.‬‬
‫أنا أقول هذا الكلم مقدمة لغزوة أحد ‪ .‬لن‬ ‫‪-‬‬
‫هؤلء الذين يقولون ما الحل و ما العمل ؟‬
‫الجابة ‪ :‬فى تدبر غزوة أحد على وجه‬ ‫·‬
‫الخصوص ‪.‬‬
‫و للحديث بقية إن شاء الله تعالى‬
‫‪--------------------------‬‬

‫الهرمزان ‪ :‬كان رجل فارسيا عظيما فيهم فأسلم و كان ذا عقل‬ ‫(‪)1‬‬
‫لذلك أدناه عمر و كان يستشيره ‪.‬‬

‫يقول الحافظ بن حجر لم يقل لهم من أنتم إحتقارا لهم ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪13‬‬

You might also like