Professional Documents
Culture Documents
Articles - الجزء الثالث تفسير المنتخب
Articles - الجزء الثالث تفسير المنتخب
-2وأن بيت القدس كان يسكنه بنو إسرائيل من بعد موسى ،حت أفسدوا فيه ،
شرّدُوا منه من قبل ،مع أننا أعطينا موسى التوراة ،وجعلنا فيها هداية لم ،وقلنا لم
فُ
:ل تتخذوا غي ال معبودا تفوضون إليه أموركم .
-3أنتم -أيها السرائيليون -ذرية الخلصي الذين كانوا مع نوح ف الفلك بعد
إيانم ،ونيناهم من الغرق .اجعلوا نوحا قدوتكم كما جعله أسلفكم ،فإنه كان
عبدا كثي الشكر ل على نعمته .
1
التوراة ،وقتل النبيي ،والتعاون على الث .وأنه ليبسط سلطانكم وتعلون مستكبين
ظالي .
-5فإذا جاء وقت عقاب أولها سلّطنا عليكم بسبب إفسادكم عبادا لنا أصحاب
بطش شديد ،فأخذوا يسيون ف داخل الديار ،ل يتركوا جزءا منها ليقتلوكم ،
وكان وعد العقاب وعدا ل بد أن يكون .
-7وقلنا لم :إن أحسنتم فأطعتم ال كان إحسانكم لنفسكم ف الدنيا والخرة ،
وإن أسأت بالعصيان فإل أنفسكم تسيئون .فإذا جاء وقت عقاب الرة الخرة من
َمرّتى إفسادكم ف الرض ،بعثنا عليكم أعداءكم ،ليجعلوا آثار الساءة والذلة
والكآبة بادية على وجوهكم ،وتكون العاقبة أن يدخلوا مسجد بيت القدس ،
فيخربوه كما دخلوه وخربوه أول مرة ،وليهلكوا ما غلبوا عليه إهلكا شديدا .
َعسَى َربّ ُكمْ أَنْ َي ْرحَ َمكُ ْم َوإِنْ ُع ْدتُمْ ُع ْدنَا َو َجعَلْنَا َجهَنّ َم لِ ْلكَا ِفرِي َن حَصِيًا ( )8إِ ّن َهذَا
ي الّذِينَ َيعْمَلُو َن الصّالِحَاتِ أَ ّن َل ُهمْ َأ ْجرًا
شرُ الْ ُم ْؤمِنِ َ
الْ ُقرْآَ َن َي ْهدِي لِلّتِي هِ َي َأقْوَ ُم َويَُب ّ
ع اْلإِْنسَانُ
كَبِيًا ( )9وَأَ ّن اّلذِي َن لَا ُي ْؤمِنُو َن بِاْل َآخِ َر ِة أَعَْت ْدنَا َل ُهمْ َعذَابًا َألِيمًا ( )10وََيدْ ُ
ح ْونَا
شرّ دُعَا َءهُ بِالْخَ ْي ِر وَكَانَ اْلِإْنسَانُ َعجُولًا (َ )11وجَعَلْنَا اللّ ْيلَ وَالنّهَارَ َآيَتَ ْي ِن فَمَ َ
بِال ّ
ص َر ًة لِتَبَْتغُوا فَضْلًا ِمنْ َرّب ُكمْ َولَِتعْلَمُوا َع َد َد السِّنيَ
َآَيةَ اللّ ْي ِل وَ َجعَلْنَا َآَيةَ الّنهَارِ مُبْ ِ
حسَابَ وَ ُك ّل شَيْ ٍء فَصّلْنَا ُه َتفْصِيلًا ( )12وَ ُك ّل ِإنْسَا ٍن َألْ َزمْنَاهُ طَائِ َر ُه فِي عُُنقِهِ
وَالْ ِ
ج َل ُه َيوْمَ اْلقِيَا َمةِ كِتَابًا يَ ْلقَاهُ مَ ْنشُورًا ()13
خرِ ُ
وَنُ ْ
-8عسى ربكم أن يرحكم بعد الرة الثانية إن تبتم ،وإن عدت إل الفساد عدنا إل
العقوبة ،وجعلنا جهنم للكافرين سجنا ومبسا .
2
-9إن هذا القرآن يرشد الناس للسبيل الت هى أقوم السبل وأسلمها ف الوصول إل
السعادة القيقية ف الدنيا ،ويبشر الؤمني بال ورسوله الذين يُذعنون للحق ويعملون
العمال الصالات بالجر العظيم يوم القيامة .
-10وأن الذين ل يؤمنون بالخرة أعددنا لم ف جهنم عذابا شديد الل .
-11وأن ف طبع النسان تعجلً ف الكم على ما يقع من الناس ،وف أقواله وأفعاله
،فهو يسارع بالدعوة إل الشر مسارعته ف الدعوة إل الي ،ويسارع ف دعاء ال -
تعال -بأن ينل الشر على من يبادر بالغضب عليه مسارعته بالدعاء له بالي .
-12وجعلنا الليل والنهار بيئاتما وتعاقبهما علمتي دالتي على وحدانيتنا وقدرتنا
فأزلنا من الليل الضوء فل يستبان فيه شئ ،وكانت علمته ظلما ل تسرى فيه
الشمس ،تلك العلمة الكبى ،وجعلنا النهار مبصرا ،وترى فيه الشمس الية
الكبى لتتجهوا ف ضوء النهار إل التصرف ف معاشكم ،ولتعلموا باختلف الليل
والنهار عدد السني وحساب الشهر واليام ،وكل شئ لكم فيه مصلحة بيّناه لكم
بيانا واضحا ،لتقوم عليكم الُجة بعد تام النعمة .
-13وألزمنا كل إنسان عمله لزوم القلدة للعنق ،ونرج له يوم القيامة كتابا فيه
أعماله ،يلقاه مفتوحا ،ليسرع ف قراءته .
سهِ
ك حَسِيبًا (َ )14منِ اهَْتدَى َفِإنّمَا َيهَْتدِي لِنَ ْف ِ
ك الَْيوْمَ عَلَ ْي َ
اقْ َرأْ كِتَابَكَ َكفَى بَِن ْفسِ َ
ي حَتّى نَ ْبعَثَ
ضلّ عَلَ ْيهَا وَلَا َتزِرُ وَازِ َر ٌة وِزْ َر ُأخْرَى َومَا كُنّا ُمعَ ّذبِ َ
ض ّل َفِإنّمَا يَ ِ
وَ َمنْ َ
حقّ عَلَ ْيهَا الْ َقوْلُ
سقُوا فِيهَا فَ َ
ك َق ْريَ ًة َأمَ ْرنَا مُ ْت َرفِيهَا َف َف َ
َرسُولًا (َ )15وِإذَا أَ َر ْدنَا أَ ْن ُنهْلِ َ
َفدَ ّم ْرنَاهَا َت ْدمِيًا ( )16وَ َك ْم أَهْ َلكْنَا ِم َن الْ ُقرُونِ ِم ْن َبعْ ِد نُوحٍ وَكَفَى بِ َرّبكَ ِب ُذنُوبِ
عِبَا ِدهِ خَبِيًا بَصِيًا (َ )17منْ كَا َن ُيرِيدُ اْلعَاجِ َلةَ َعجّلْنَا َلهُ فِيهَا مَا َنشَا ُء لِ َمنْ ُنرِيدُ ُثمّ
جَعَلْنَا َلهُ َجهَّنمَ يَصْلَاهَا َم ْذمُومًا َمدْحُورًا (َ )18و َمنْ أَرَادَ اْل َآخِ َر َة وَ َسعَى َلهَا َسعَْيهَا َوهُوَ
مُ ْؤ ِمنٌ َفأُولَئِكَ كَا َن َسعْيُ ُه ْم َمشْكُورًا ()19
3
-14ويقال له :اقرأ بقدرة ال -ولو ل يكن ف الدنيا قارئا -كتاب أعمالك
تكفيك نفسك اليوم حاسبة ومصية عليك عملك .
-15من اتبع طريق الق فإنا ينفع نفسه ،ومن حاد عنه فإنا إث ضلله على نفسه ،
ول تتحمل نفس مذنبة فوق ذنبها ذنب نفس أخرى ،وما صح لنا أن نعذب أحدا
على فعل شئ قبل أن نبعث إليه رسولً من لدنا يهدى إل الق ويردع عن الباطل .
-16وإذا قدّرنا ف اللوح الحفوظ إهلك أهل قرية حسب اقتضاء حكمتنا سلّطنا
الترفي فيها فأفسدوا فيها ،وخرجوا عن جادة الق ،وأتبعهم غيهم من غي أن
يتبينوا ،وبذلك يق عليها كلها العقاب ،فندمرها تدميا شديدا .
-17وكثيا من أهل القرون من بعد نوح أهلكناهم بتمردهم على أنبيائهم ،
ويكفيك بيان ربك وإعلمه ،لنه العال بكل شئ علما دقيقا كعلم من يبصر ،وهو
البي بذنوب عباده البصي با ،فل يفى عليه أفعال أحد من العباد وسيجازيهم با
يستحقون .
َ -18منْ كان يطلب متاع الدنيا العاجلة ويعمل له متخذا السباب ،ول يوقن
بيعاد ،ول ينتظر جزاء الدار الخرة ،عجّلنا له ف الدنيا ما نشاء تعجيله من البسط
والسعة ،وكان هذا لن نريد التعجيل له ،ث أعددنا له ف الخرة جهنم يقاسى
حرها ،وهو مذموم با قدم ،هالك مطرود من رحة ال .
-19ومن أراد بعمله الخرة ،ولا عمل ،وهو مصدق بال وجزائه ،فأولئك كان
عملهم مقبولً عند ال ينالون الثواب عليه .
4
ح ال ّذلّ ِم َن ال ّرحْ َمةِ وَ ُقلْ َربّ ا ْرحَ ْمهُمَا كَمَا
ض َلهُمَا جَنَا َ
َلهُمَا َق ْولًا َكرِيًا ( )23وَا ْخفِ ْ
ي َفِإنّهُ كَا َن لِ ْلَأوّابِيَ
صغِيًا (َ )24رّب ُكمْ أَعْ َل ُم بِمَا فِي ُنفُو ِسكُ ْم إِ ْن تَكُونُوا صَالِحِ َ
َربّيَانِي َ
ي وَاْبنَ السّبِيلِ َولَا تَُبذّ ْر تَ ْبذِيرًا ()26
ت ذَا اْل ُقرْبَى َح ّقهُ وَالْ ِمسْكِ َ
َغفُورًا ( )25وَ َآ ِ
-20وإنا ند كل الفريقي إذا اتذوا السباب من عطاء ربك ف الدنيا ،وما كان
عطاء ربك فيها منوعا من أحد ،مؤمنا كان أو كافرا ،ما داموا قد اتذوا السباب .
-21انظر بعي العتبار كيف فضّلنا بعض عبادنا على بعض ف الال والياة والسعة ،
إذا اتذوا أسباب ذلك ف الدنيا لكمة نعلمها ،وأن تفاوتم ف الدار الخرة أكب
درجات من تفاوتم ف الدنيا ،فينبغى العتناء با ،فالخرة هى الت تكون فيها الرفعة
القيقية والتفاضل القيقى .
-22ل تعل -أيها الكلف -مع ال شريكا فتصي موصوما بالهانة ،ويكون
الذلن مكتوبا عليك .
-23وحكم ربك بأل تعبدوا إل إياه ،وبأن تبوا الوالدين برا تاما ،وإذا بلغ
الوالدان أو أحدها عندك -أيها الخاطب -حال الضعف وصارا ف آخر العمر فل
تتأفف لا يصدر منهما بصوت يدل على الضجر ،ول تزجرها ،وقل لما قول جيل
ليّنا فيه إحسان وتكري لما .
َ -24وَأِلنْ لما جانبك وتواضع لما وكن شفيقا عليهما ،وقل ف شأنما :رب
ارحهما كما رحان حي ربيان صغيا .
-25ربكم -أيها الناس -أعلم منكم با ف ضمائركم ،وياسبكم عليه بالثواب أو
العقاب ،فإن تكونوا قاصدين الصلح فاعلي له ث كانت منكم هفوة ث أنبتم إل ال
فإن ال -سبحانه -يغفر لكم ،لنه دائم الغفرة للراجعي إليه .
5
-26وأعط ذا القرب حقه من الب والصلة ،وذا الاجة السكي ،والسافر الذى
انقطع عن ماله ،حقهما من الزكاة والصدقة ،ول تبعثر مالك ف غي الصلحة تبذيرا
كثيا .
ضنّ
ي وَكَا َن الشّيْطَا ُن ِل َربّهِ َكفُورًا ( )27وَِإمّا ُت ْعرِ َ
إِنّ الْمَُبذّرِينَ كَانُوا إِ ْخوَا َن الشّيَاطِ ِ
ج َعلْ َيدَكَ
عَ ْن ُهمُ ابِْتغَاءَ َرحْ َم ٍة ِمنْ َرّبكَ تَ ْرجُوهَا َف ُق ْل َلهُ ْم َقوْلًا مَ ْيسُورًا ( )28وَلَا تَ ْ
ك يَ ْبسُطُ
حسُورًا ( )29إِنّ َربّ َ
ط فََتقْ ُع َد مَلُومًا َم ْ
ك وَلَا تَ ْبسُ ْطهَا ُك ّل الَْبسْ ِ
َمغْلُوَلةً ِإلَى عُُن ِق َ
ق لِ َم ْن َيشَا ُء َويَ ْقدِ ُر ِإنّهُ كَا َن ِبعِبَا ِد ِه خَبِيًا بَصِيًا (َ )30ولَا َتقْتُلُوا َأوْلَادَ ُكمْ َخشَْيةَ
الرّزْ َ
ح ُن َنرْ ُز ُقهُ ْم َوإِيّا ُكمْ إِنّ قَتْ َل ُهمْ كَا َن خِطْئًا كَبِيًا (َ )31ولَا َت ْقرَبُوا ال ّزنَا ِإنّهُ كَانَ
ق نَ ْ
ِإمْلَا ٍ
ح ّق َو َمنْ قُِت َل مَظْلُومًا
س الّتِي َحرّمَ ال ّل ُه ِإلّا بِالْ َ
شةً َوسَا َء سَبِيلًا ( )32وَلَا َتقْتُلُوا الّنفْ َ
فَا ِح َ
ف فِي اْلقَتْ ِل ِإنّهُ كَا َن مَنْصُورًا ()33
سرِ ْ
َفقَ ْد َجعَلْنَا ِلوَلِّي ِه سُلْطَانًا فَلَا ُي ْ
-28وإن أرغمتك أحوالك الالية على العراض عن هؤلء الذكورين ،فلم تعطهم
لعدم وجود ما تعطيهم ف الال مع رجاء أن يفتح ال عليك به ،فقل لم قول حسنا
يؤملهم فيك .
-29ول تسك يدك عن النفاق ف الي ،وتعلها كأنا مربوطة ف عنقك ِب ِغلّ من
الديد ل تقدر على مدها ،ول تبسطها كل البسط بالسراف ف النفاق ،فتصي
مذموما على المساك نادما أو منقطعا ل شئ عندك بسبب التبذير والسراف .
-30إن ربك يوسع الرزق لن يشاء من عباده ويضيقه على من يشاء منهم ،لنه
خبي بطبائعهم بصي بوائجهم ،فهو يعطى كل منهم ما يتفق مع الكمة إن اتذ
السباب .
6
-31وإذا كان أمر الرزاق بيد ال فل يوز أن تقتلوا أولدكم خوف فقر متوقع ،
لنّا نن ضامنون رزقهم ورزقكم ،إن قتلهم كان إثا عظيما .
-32ول تقربوا الزن بباشرة أسبابه ودواعيه ،لنه رذيلة واضحة القبح ،وبئس
طريقا طريقه .
-33ول تقتلوا النفس الت حرّم ال قتلها إل قتل يكون للحق ،بأن تكون النفس
مستحقة للقتل قصاصا أو عقوبة ،ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لقرب قرابته سلطانا
على القاتل بطلب القصاص من القاضى ،فل ياوز الد ف القتل ،بأن يقتل غي
القاتل ،أو يقتل اثني بواحد ،فإن ال نصره وأوجب له القصاص والدية ،فل يصح
أن يتجاوز الد .
س ُن حَتّى يَبْلُ َغ َأ ُش ّدهُ َوأَ ْوفُوا بِالْ َع ْهدِ إِ ّن اْلعَ ْهدَ كَانَ
وَلَا َتقْ َربُوا مَا َل الْيَتِي ِم ِإلّا بِالّتِي هِ َي َأحْ َ
سنُ
َمسْئُولًا (َ )34وَأوْفُوا الْكَ ْي َل ِإذَا كِلُْت ْم وَ ِزنُوا بِاْل ِقسْطَاسِ الْ ُمسَْتقِيمِ َذِلكَ خَ ْي ٌر وََأ ْح َ
صرَ وَالْ ُفؤَادَ ُك ّل أُولَِئكَ كَانَ
ك ِبهِ عِ ْلمٌ إِ ّن السّمْ َع وَالْبَ َ
َتأْوِيلًا ( )35وَلَا َتقْفُ مَا لَيْسَ لَ َ
ض َوَلنْ تَبْ ُلغَ الْجِبَالَ
ق الْأَرْ َ
خ ِر َ
ك َلنْ تَ ْ
ض َم َرحًا ِإنّ َ
ش فِي الْأَرْ ِ
عَ ْن ُه َمسْئُولًا (َ )36ولَا تَمْ ِ
طُولًا (ُ )37ك ّل َذِلكَ كَا َن سَيُّئهُ عِ ْندَ َرّبكَ َم ْكرُوهًا (َ )38ذِلكَ مِمّا َأوْحَى ِإلَ ْيكَ َرّبكَ
ج َعلْ مَ َع ال ّلهِ ِإَلهًا َآخَ َر فَتُ ْلقَى فِي جَهَّن َم مَلُومًا َم ْدحُورًا ()39
حكْ َمةِ وَلَا تَ ْ
ِمنَ الْ ِ
خذَ ِم َن الْمَلَاِئ َكةِ ِإنَاثًا إِّن ُكمْ لََتقُولُو َن قَ ْولًا عَظِيمًا ()40
ي وَاتّ َ
صفَا ُكمْ َربّ ُكمْ بِالْبَنِ َ
َأفَأَ ْ
-34ول تتصرفوا ف مال اليتيم إل بالطريقة الت هى أحسن الطرق لتنميته وتثميه ،
واستمروا على ذلك حت يبلغ رشده ،وإذا بلغ فسلموه له ،وحافظوا على كل عهد
التزمتموه ،فإن ال سيسأل ناقض العهد عن نقضه وياسبه عليه .
-35وأوفوا الكيل إذا كلتم للمشترى ،وزنوا له باليزان العدل ،فإن إيفاء الكيل
والوزن خي لكم ف الدنيا ،لنه يرغب الناس ف معاملتكم ،وأجل عاقبة ف الخرة .
7
-36ول تتبع -أيها الرء -ما ل علم لك به من قول أو فعل ،فل تقل :سعت ،
وأنت ل تسمع ،أو علمت ،وأنت ل تعلم ،فإن ِنعَ َم السمع والبصر والقلب يسأل
صاحبها عما يفعل بكل منها يوم القيامة .
-37ول تش ف الرض متكبا متالً ،فإنك مهما فعلت فلن ترق الرض بشدة
وطأتك ،ولن تبلغ مهما تطاولت أن تاذى بطولك قمم البال .
-38كل ذلك الذكور من الوصايا ،كان القبيح منه من النهيات مكروها مبغوضا
عند ربك .
-39وهو ما أوحاه إليك ربك من معرفة الق بذاته ،والي للعمل به ،ول تعل مع
ال إلا غيه فتلقى ف جهنم ملوما عند نفسك ،وعند غيك هالكا مطرودا من رحة
ربك .
ص ّرفْنَا فِي َهذَا اْل ُقرْآَ ِن لَِيذّ ّكرُوا َومَا َيزِيدُ ُهمْ إِلّا نُفُورًا (ُ )41ق ْل َلوْ كَا َن َم َعهُ َآِلهَةٌ
وََل َقدْ َ
ش سَبِيلًا ( )42سُبْحَاَنهُ َوَتعَالَى َعمّا يَقُولُونَ عُ ُلوّا
كَمَا َيقُولُونَ ِإذًا لَابَْتغَوْا إِلَى ذِي اْل َعرْ ِ
ض َو َمنْ فِي ِه ّن َوإِنْ ِم ْن شَيْ ٍء ِإلّا ُيسَبّحُ
ح َلهُ السّ َموَاتُ السّبْ ُع وَالْأَرْ ُ
كَبِيًا (ُ )43تسَبّ ُ
ح ُه ْم ِإنّهُ كَا َن حَلِيمًا َغفُورًا ( )44وَِإذَا َق َرْأتَ اْلقُرْ َآنَ
بِحَ ْم ِد ِه َولَ ِكنْ لَا َتفْ َقهُونَ َتسْبِي َ
جَعَلْنَا بَيَْنكَ َوبَ ْينَ اّلذِي َن لَا ُي ْؤمِنُو َن بِالْ َآ ِخرَ ِة حِجَابًا َمسْتُورًا (َ )45وجَعَلْنَا عَلَى قُلُوِب ِهمْ
ك فِي اْلقُرْآَنِ وَ ْح َدهُ َوّلوْا عَلَى
أَكِّنةً أَ ْن َي ْف َقهُو ُه وَفِي َآذَانِ ِهمْ وَ ْقرًا َوِإذَا ذَ َك ْرتَ َربّ َ
جوَى إِذْ
ح ُن أَعْ َل ُم بِمَا َيسْتَ ِمعُو َن ِبهِ إِ ْذ َيسْتَ ِمعُونَ ِإلَ ْيكَ َوِإذْ هُ ْم نَ ْ
َأدْبَا ِرهِ ْم ُنفُورًا ( )46نَ ْ
َيقُولُ الظّالِمُو َن إِ ْن تَتِّبعُونَ ِإلّا َرجُلًا َمسْحُورًا ()47
8
-41لقد بيّنا ف هذا القرآن أحسن بيان ضروبا من المثال والواعظ والحكام ،
ليتعظ هؤلء الشركون ،ولكنهم لتحجر قلوبم ل يزيدهم ذلك التّبيي إل شرودا عن
الق .
-42قل -أيها النب -إظهارا لبطال زعمهم الشركاء ل :لو كان مع ال آلة ف
الوجود كما يقولون لطلب هؤلء اللة طريقا يصلون منه إل صاحب اللك الطلق
لينازعوه عليه .
-43تنه ال تنها لئقا به ،وتعال جل شأنه عما يزعمون من أنه معه آلة .
-44إن السموات السبع والرض ومن فيهن من الخلوقات تنهه وتقدسه ،وتدل
بإتقان صنعها على تنه ال -سبحانه -عن كل نقص وكمال ملكه ،وأنه ل شريك
له ،وما من شئ من الخلوقات ف ملكه الواسع إل ينهه كذلك مع الثناء عليه ،
ولكن الكافرين ل يفهمون هذه الدلة لستيلء الغفلة على قلوبم ،وكان ال حليما
عليهم غفورا لن تاب فلم يعاجلهم بالعقوبة .
-45وإذا قرأت -أيها النب -القرآن الناطق بدلئل الق جعلنا بينك وبي الذين ل
يؤمنون بالبعث والزاء حي إرادة الفتك بك حجابا ساترا لك عنهم ،فل يرونك .
-46وجعلنا بقتضى حكمتك ف الضلل والداية على قلوبم أغطية ،كراهة أن
يفهموا القرآن على حقيقته ،وف آذانم صمما فل يسمعونه ساع انتفاع ،لنم
أسرفوا ف العناد والكابرة ،وإذا ذكرت ربك ف القرآن منفردا عن ذكر آلتهم
رجعوا على أعقابم نافرين عن استماعه .
-47نن أعلم با يستمعون القرآن متلبسي به من الستهزاء والسخرية حي
استماعهم إليك ،وهم ذوو مسارة با ذكر ،وذلك قول الظالي لغيهم ف مسارتم :
إن اتبعتم فأنتم ل تتبعون إل رجل مغلوبا على عقله .
ك الَْأمْثَا َل فَضَلّوا فَلَا َيسْتَطِيعُو َن سَبِيلًا (َ )48وقَالُوا َأِئذَا كُنّا عِظَامًا
ض َربُوا َل َ
انْظُرْ كَيْفَ َ
وَ ُرفَاتًا َأئِنّا لَ َم ْبعُوثُونَ خَ ْلقًا َجدِيدًا (ُ )49قلْ كُونُوا حِجَا َرةً َأ ْو حَدِيدًا ( )50أَ ْو خَ ْلقًا
صدُورِ ُكمْ َفسَيَقُولُو َن َمنْ ُيعِي ُدنَا ُقلِ اّلذِي فَ َطرَ ُكمْ َأوّ َل َم ّرةٍ َفسَيُ ْنغِضُونَ
مِمّا َيكُْبرُ فِي ُ
9
ِإلَيْكَ رُءُو َسهُ ْم َويَقُولُو َن مَتَى ُهوَ ُقلْ َعسَى أَ ْن يَكُو َن َقرِيبًا (َ )51يوْ َم َيدْعُو ُكمْ
فََتسْتَجِيبُو َن بِحَ ْم ِد ِه َوتَظُنّونَ إِ ْن لَبِثُْت ْم ِإلّا قَلِيلًا (َ )52وقُ ْل ِلعِبَادِي َيقُولُوا الّتِي هِيَ
غ بَيَْن ُهمْ إِ ّن الشّيْطَانَ كَانَ لِ ْلِإْنسَانِ َعدُوّا مُبِينًا (َ )53رّبكُ ْم أَعْ َلمُ
سنُ إِنّ الشّيْطَا َن يَ ْنزَ ُ
أَ ْح َ
بِ ُك ْم إِنْ َيشَ ْأ َيرْحَ ْم ُكمْ َأ ْو إِنْ َيشَ ْأ ُيعَ ّذبْ ُك ْم وَمَا أَ ْرسَلْنَاكَ عَلَ ْي ِهمْ وَكِيلًا ()54
10
بعدمه ،وما أرسلناك موكول إليك أمرهم فتجبهم على اليان ،وإنا أرسلناك بشيا
للمصدقي ونذيرا للمكذبي ،فدارهم ،و ُمرْ أصحابك بالحتمال منهم .
-55وربك أعلم بكل من ف السموات والرض وبأحوالم فيختار منهم لنبوته من
يشاء ،وقد اختارك لرسالته فل يصح أن يستكثروا عليك النبوة ،وهؤلء النبياء
ليسوا سواء ف الفضل عنده -جل شأنه -بل بعضهم أفضل من بعض ،ولقد فضل
بعض النبيي على بعض بالعجزات وكثرة التابعي ،ل باللك َ ،ففَضّل داود أنه أوتى
الزبور ،ل لنه أوتى اللك .فل عجب أن تنال الفضل العظيم با أوتيت من القرآن .
-56قل لؤلء الذين يعبدون الخلوقي ،ويزعمونم آلة من دون ال :ادعوا من
تعبدونه إذا نزلت بكم شدة ،أو خفتم نزولا ،وسلوهم ف شأنا ،فلن تدوا منهم
كشفا لضركم ،ول تويل له عنكم .
-57وإن هؤلء الخلوقي الذين يدعوهم من يعبدهم يعبدون ال ،ويطلبون الدرجة
والنلة عنده بالطاعة ،ويرص كل منهم أن يكون أقرب إل ال ،ويطمعون ف
رحته ،ويرهبون عذابه ،إن عذاب ال ينبغى أن يذر وياف!! .
-58وقد جرت سنتنا أن نلك كل قرية ظالة بن فيها ،أو نعذب أهلها عذابا شديدا
بالقتل وغيه ،فليحذر ذلك قومك ،فقد جرى بذلك قضاؤنا ،وسُطّر ف كتابنا .
-59لقد اقترح عليك قومك أن تأتيهم باليات والعجزات ،ول يقنعوا با آتاهم ما
يقنع ذوى اللباب ،وقد جرت سنتنا مع من يقترح اليات ث ياب إليها ول يؤمن با
11
أن نستأصله بالعذاب كما فعلنا بالولي .ومنهم ثود ،إذ اقترحوا آيات ،فكانت
الناقة معجزة مضيئة نية واضحة ملية للشك والريب فكفروا با ،فكان ما كان من
أمرهم ،وكان من حكمة ال أل ييب قومك إل ما طلبوا خشية أن يكفروا با ،
ويرجى منهم َمنْ يؤمن أو يلد َمنْ يؤمن .واليات إنا نرسل با إل الناس تويفا
وإرهابا .
-60واذكر -أيها النب -حي قلنا لك :إن ربك أحاط بالناس ،فهم ف قبضة
قدرته ،فبلّغهم ول تف أحدا فهو يعصمك منهم ،وما جعلنا ما عاينته ليلة السراء
من العجائب إل امتحانا واختبارا للناس ،يزداد به إيان الؤمن وكفر الكافر ،وما
جعلنا الشجرة الذمومة ف القرآن -وهى شجرة الزّقوم الت تنبت ف أصل الحيم -
إل اختبارا لم أيضا ،إذ قالوا :النار ترق الشجر ،فكيف تنبته؟ ونوفهم با ،فما
يزيدهم تويفنا إل تاوزا للحد الكبي .
-61وأن ال ليذكر بأصل اللق والعداوة بي آدم وإبليس ،إذ قال للملئكة :
اسجدوا لدم سجود تية وتكري بالنناء ،فسجدوا على الفور ،إل إبليس امتنع
وقال منكرا :كيف أسجد لن خلقته من طي ،وأنا من نار ،فأنا خي منه .
-62قال إبليس :أخبن يا رب عن هذا الذى كرمته علىّ ،بأن أمرتن بالسجود له
ِ .لمَ كرّمته علىّ وأنا خي منه؟ وعزتك لئن أخرتن حيا إل يوم القيامة لهلكن ذريته
بالغواء ،إل قليل منهم من عصمته وحفظته .
-63قال له الول -تديدا واستدراجا : -امض لشأنك الذى اخترته لنفسك ،
فمن أطاعك من ذرية آدم فإن جهنم جزاؤك وجزاؤهم جزاء وافرا كامل .
12
ك وَشَارِ ْك ُهمْ فِي
ك وَ َرجِلِ َ
ك َوأَجْلِبْ َعلَ ْي ِهمْ بِخَيْ ِل َ
ص ْوتِ َ
ت مِ ْن ُهمْ بِ َ
وَاسَْتفْزِ ْز َمنِ اسْتَ َطعْ َ
س َلكَ
الَْأمْوَالِ وَالَْأ ْولَادِ وَ ِعدْ ُهمْ َومَا َي ِع ُدهُ ُم الشّيْطَا ُن ِإلّا ُغرُورًا ( )64إِنّ عِبَادِي لَيْ َ
حرِ
ك فِي الْبَ ْ
ك وَكِيلًا (َ )65رّبكُ ُم الّذِي ُيزْجِي َل ُكمُ اْلفُلْ َ
عَلَ ْي ِه ْم سُلْطَانٌ وَ َكفَى ِب َربّ َ
ض ّل َمنْ
حرِ َ
لِتَبَْتغُوا ِمنْ فَضْ ِل ِه ِإنّهُ كَا َن ِبكُمْ َرحِيمًا (َ )66وِإذَا َمسّ ُك ُم الضّ ّر فِي الْبَ ْ
َتدْعُو َن ِإلّا ِإيّاهُ فَلَمّا نَجّا ُك ْم ِإلَى الْبَ ّر أَ ْعرَضُْت ْم وَكَانَ اْلِإْنسَانُ َكفُورًا (َ )67أفََأمِنُْتمْ أَنْ
جدُوا َلكُ ْم وَكِيلًا ( )68أَمْ
ب الْبَ ّر َأوْ ُي ْر ِسلَ َعلَ ْيكُ ْم حَاصِبًا ُث ّم لَا تَ ِ
ف بِ ُك ْم جَانِ َ
خسِ َ
يَ ْ
ح فَُي ْغ ِرقَ ُك ْم بِمَا َك َفرُْتمْ
صفًا ِمنَ الرّي ِ
َأمِنْتُ ْم أَ ْن ُيعِيدَ ُك ْم فِيهِ تَا َر ًة ُأخْرَى فَُيرْ ِسلَ عَلَ ْي ُكمْ قَا ِ
جدُوا لَ ُكمْ عَلَيْنَا ِبهِ تَبِيعًا ()69
ُثمّ لَا تَ ِ
13
يكسر فلككم؟ فيغرقكم بسبب جحودكم نعمته حي أناكم أول ،ث ل تدوا لكم
علينا من يطالبنا با فعلنا انتصارا لكم .
-70ولقد كرمنا أولد آدم بسن القوام والنطق وتي الشياء ،وأعطيناهم الكرامة
والعزة إن أطاعوا ،وحلناهم ف الب على الدواب ،وف البحر على السفن ،ورزقناهم
من الستلذات ،وفضلناهم على كثي من الخلوقات بالعقل والتفكي تفضيل عظيما .
-71واذكر -أيها النب -لقومك يوم ندعو كل جاعة بشعارهم الذى يعرفون به ،
أو زعيمهم من رئيس اتبعوه ،أو نب ،أو كتاب ،فيقال :يا أهل موسى ،يا أهل
القرآن ،وهكذا ليتسلموا كتب أعمالم ،فمن أعطى كتاب أعماله بيمينه -وهم
السعداء -فأولئك يقرأون كتابم مبتهجي ول ينقصون من أجورهم أدن شئ .
-72وأما الفريق الخر فيغمه ما يرى ،وتسد عليه مسالك النجاة ،ويعمى عن
كشف ضره ،كما كان أعمى ف الدنيا عن طريق الق والرشاد ،ومن كان ف الدنيا
أعمى فهو أشد ف الخرة وأبعد عن سبيل الي .
-73وإن الشركي يتفننون ف ماولة صرفك عن القرآن لتطلب غيه من العجزات ،
وتكون كالفترى علينا ،وحينئذ يتخذونك صاحبا لم ،وإن هذه الحاولت قد
تكررت وكثرت ،وكان من شأنا أن تقربك ما يريدون ولكنك رسولنا المي .
-74وقد شلك لطفنا فصرفناك عن الستجابة لم ،وثبتناك على الق ،ولول ذلك
لوشكت أن تيل إل استجابتهم طمعا ف أن يكمل إيانم يوما إذا دخلوا ف أوائل
14
السلم .
-75ولو قاربت الركون إليهم لمعنا عليك عذاب الدنيا وضاعفناه ،وعذاب
الخرة وضاعفناه ،ث ل تد لك نصيا علينا ينع عنك العذاب ،ولكن ل يكون
ذلك أبدا لنه متنع على رسولنا المي .
-76ولقد حاول كفار مكة -وكادوا أن يزعجوك من أرض مكة بعداوتم ومكرهم
-ليخرجوك منها ،ولو تقق منهم ذلك ل يبقون بعد خروجك منها إل زمنا قليل ،
ث يغلبون على أمرهم وتكون الكلمة ل .
-77وذلك كطريقنا ف الرسل قبلك من إهلك من أخرجوا نبيهم ،ولن تد لطريقنا
تبديل .
-78أقم الصلة الفروضة من أول زوال الشمس من وسط السماء نو الغرب إل
ظلمة الليل ،وهى صلوات الظهر والعصر والغرب والعشاء ،وأقم صلة الفجر الت
تشهدها اللئكة .
-79وتيقظ من نومك ف بعض الليل فتهجد بالصلة عبادة زائدة على الصلوات
المس خاصة بك ،رجاء أن يقيمك ربك يوم القيامة مقاما يمدك فيه اللئق .
-80وقل :يا رب أدخلن إدخال مرضيا كريا ف كل ما أدخل فيه من أمر أو مكان
،وأخرجن منه إخراجا مرضيا كريا ،واجعل من فضلك قوة تنصرن با على أعدائى
.
15
-81وقل منذرا قومك -الشركي : -جاء الق من التوحيد والدين الصحيح
والعدل ،وذهب الباطل والشرك والدين الفاسد ،إن الباطل مضمحل زائل دائما .
-82وكيف ل يقوى الق ونن ننل من القرآن ما هو شفاء لا ف الصدور من
الشك والريب ،وسبب رحة لن آمن به ،ول يزيد الظالي إل خسارا لكفرهم به .
-83وإن ف طبع النسان الغرور والقنوط ،فإذا أنعمنا عليه بالصحة والسعة ،
أعرض عن ذكرنا ودعائنا ،وبَ ُعدَ عنا بنفسه تكبا وتعاظما ،وإذا مسه الشر كالرض
والفقر ،كان شديد القنوط من رحة ال .
-84قل -أيها النب -لكفار قريش -رغبة عن إثارة الشر والدال : -كل منا
ومنكم يعمل ويسي على طريقته ،فربكم عليم علما ليس فوقه علم بن هو أوضح
طريقا واتباعا للحق فيؤتيه أجره موفورا ،ومن هو اضل سبيل فيعاقبه با يستحق .
-85ويسألك -يا ممد -قومك -بإيعاز من اليهود -عن حقيقة الروح ،قل :
الروح من علم رب الذى استأثر به ،وما أوتيتم من العلم إل شيئا قليلً ف جانب علم
ال تعال .
-86ولئن أردنا أن نحو من صدرك القرآن الذى أوحينا إليك لفعلنا ث ل تد من
يقوم لك وينصرك .
-87ولكن أبقيناه رحة من ربك لن فضله ف هذه العجزة كان عليك عظيما .
-88قل لم متحديا :أن يأتوا بثله وإنم ليعجزون ،ولئن اجتمعت النس والن
16
وتعاونوا على أن يأتوا بثل هذا القرآن ف نظمه ومعانيه ،ل يستطيعون ،ولو كانوا
متعاوني بعضهم يظاهر بعضا .
-89ولقد نوعنا مناهج البيان بوجوه متلفة للناس ف هذا القرآن من كل معن هو
كالثل ف غرابته فأب أكثر الناس إل الحود والنكار .
-90ولا ظهر إعجاز القرآن ولزمتهم الُجة ،اقترحوا اليات والعجزات ،فعل
الحجوج البهوت التحي ،فقالوا :لن نؤمن حت تفجر لنا من أرض مكة عيْنا ل
ينقطع ماؤها .
-91أو يكون لك بكة بستان من نيل وعنب فتفجر النار وسطه تفجيا كثيا .
-92أو تسقط السماء فوق رؤوسنا قطعا كما زعمت أن ال توعدنا بذلك ،أو تأتى
بال واللئكة نقابلهم معاينة ومواجهة .
-93أو يكون لك بيت من زخرف من ذهب ،أو تصعد ف السماء ولن نصدقك ف
هذه الال إل إذا جئتنا بكتاب من ال يقرر فيه صدقك نقرؤه ،قل لم :أنزه رب عن
أن يتحكم فيه أحد ،أو يشاركه ف قدرته ،ما كنت إل بشرا كسائر الرسل ،ول
يأتوا قومهم بآية إل بإذن ال .
-94وما منع مشركى مكة أن يذعنوا للحق حي جاءهم الوحى مقرونا بالعجزات
إل زعمهم جهل منهم أن ال تعال ل يبعث رسله من البشر بل من اللئكة -95 .
17
قل -يا ممد -ردا عليهم :لو كان ف الرض بدل البشر ملئكة يشون فيها
كالدميي مستقرين فيها ،لنلنا عليهم من السماء ملكا رسول من جنسهم ،ولكن
اللئكة ل يكونون كالبشر ،ولو كانوا لاءوا ف صورة البشر .
-96وقل :إن أنكرت رسالت فكفى بال حاكما بين وبينكم مقررا صدق رسالت
إليكم ،إنه كان بعباده عالا بأحوالم بصيا بأفعالم وهو مازيهم عليها .
ش ُرهُ ْم َيوْمَ
حُج َد َلهُ ْم َأوْلِيَا َء ِم ْن دُوِنهِ َونَ ْ
وَ َم ْن َيهْ ِد ال ّلهُ َف ُهوَ الْ ُمهَْتدِ وَ َم ْن يُضْ ِللْ فَ َل ْن تَ ِ
الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِ ِهمْ عُمْيًا َوبُكْمًا وَصُمّا َمأْوَاهُ ْم َجهَنّمُ كُلّمَا خَبَتْ ِز ْدنَاهُ ْم سَعِيًا (
ك جَزَاؤُ ُهمْ بَِأّنهُمْ َك َفرُوا ِبآَيَاتِنَا َوقَالُوا َأِئذَا كُنّا عِظَامًا وَ ُرفَاتًا َأئِنّا لَمَ ْبعُوثُونَ
َ )97ذلِ َ
ض قَادِرٌ َعلَى أَنْ
ت وَاْلأَرْ َ
خَلْقًا جَدِيدًا ( )98أَ َوَلمْ َي َروْا أَ ّن ال ّلهَ اّلذِي خَ َلقَ السّمَاوَا ِ
ب فِي ِه َفَأبَى الظّالِمُو َن إِلّا ُكفُورًا (ُ )99ق ْل َلوْ َأنُْتمْ
يَخْ ُل َق مِثْ َلهُ ْم َوجَ َع َل َلهُ ْم أَجَلًا لَا َريْ َ
ق وَكَانَ اْلِإنْسَا ُن قَتُورًا ()100
سكْتُ ْم َخشَْيةَ اْلإِْنفَا ِ
تَمْ ِلكُو َن َخزَاِئنَ َرحْ َمةِ َربّي ِإذًا َلأَ ْم َ
ت بَيّنَاتٍ فَاسَْألْ بَنِي إِ ْسرَائِي َل ِإذْ جَا َء ُهمْ َفقَا َل َلهُ ِفرْ َعوْ ُن ِإنّي
وََل َقدْ َآتَيْنَا مُوسَى ِتسْعَ َآيَا ٍ
َلأَظُّنكَ يَا مُوسَى َمسْحُورًا ()101
-97وقل لم :من يهده ال لسن استعداده فهو الهتدى ،ومن يضلله لفساد طبعه
فلن تد له أنصارا غيه يهدونم ف الدنيا ،ونشرهم ف الخرة مسحوبي على
وجوههم ل ينظرون ول ينطقون ول يسمعون ،ومكانم الذى يأوون إليه جهنم كلما
ضعف ليبها زادها ال تَ َلهّبا واشتعالً .
-98ذلك العذاب جزاؤهم بسبب كفرهم بالدلة الت أقمناها لم على الق ،
وقولم :أنبعث خَلْقا جديدا بعد أن نصي عظاما ورفاتا؟ .
-99أغفلوا ول يعلموا أن ال الذى خلق السموات والرض -مع عظمهما -قادر
على أن يلق مثلهم من النس والن ،ومن هو قادر على ذلك كيف ل يقدر على
إعادتم ،وهى أهون عليه ،وقد جعل -سبحانه -لعادتم بعد الوت أجل مددا ل
شك ف حصوله وهو يوم القيامة ،ومع ذلك أب الذين ظلموا أنفسهم بالكفر ،بعد
إقامة هذه الُجة إل جحودا .
18
-100قل لؤلء الشركي :لو كنتم تلكون خزائن رزق رب لبخلتم خشية الفقر ،
لن النسان مطبوع على شدة الرص والبخل ،وال هو الغن الواد ،ينح ما شاء
لن يشاء ،وينل من العجزات ما شاء ل ما شاء الناس ،وهو ف ذلك كله حكيم
عليم .
-101ولو أوتى هؤلء من اليات ما اقترحوا لصرفوها عن وجهها ،ول يؤمنوا با ،
ولقد آتينا موسى تسع آيات واضحات ومع ذلك كفروا ،وقال فرعون :إن لظنك
مسحورا يا موسى .
ك يَا
ض بَصَاِئ َر َوإِنّي َلأَظُّن َ
ت وَاْلأَرْ ِ
ب السّمَاوَا ِ
ت مَا َأْنزَ َل َهؤُلَا ِء ِإلّا َر ّ
قَا َل َلقَدْ عَ ِلمْ َ
ض َفأَ ْغ َرقْنَا ُه َو َمنْ َم َعهُ جَمِيعًا ()103
ِفرْ َعوْنُ مَثْبُورًا (َ )102فأَرَا َد أَ ْن َيسْتَ ِف ّزهُ ْم ِمنَ اْلأَرْ ِ
ض َفإِذَا جَا َء وَ ْع ُد الْ َآ ِخ َرةِ جِئْنَا بِ ُكمْ َلفِيفًا (
َوقُلْنَا ِمنْ َب ْع ِدهِ لِبَنِي ِإسْرَائِي َل اسْكُنُوا اْلأَرْ َ
شرًا وََنذِيرًا (َ )105وقُرْ َآنًا
ح ّق َنزَ َل َومَا أَ ْرسَلْنَاكَ ِإلّا مَُب ّ
ح ّق أَْن َزلْنَا ُه َوبِالْ َ
)104وَبِالْ َ
ث َوَنزّلْنَاهُ تَ ْنزِيلًا (ُ )106قلْ َآمِنُوا ِب ِه أَ ْو لَا ُت ْؤمِنُوا إِنّ
َفرَقْنَا ُه لَِتقْ َرَأهُ عَلَى النّاسِ عَلَى مُكْ ٍ
جدًا ( )107وََيقُولُونَ
خرّو َن لِ ْلأَ ْذقَانِ سُ ّ
الّذِينَ أُوتُوا اْلعِ ْلمَ ِم ْن قَبْ ِلهِ ِإذَا يُتْلَى عَ َل ْيهِ ْم يَ ِ
خرّو َن لِ ْلَأذْقَا ِن يَ ْبكُو َن َويَزِيدُ ُهمْ
سُبْحَانَ َربّنَا إِنْ كَا َن وَ ْعدُ َربّنَا لَ َمفْعُولًا ( )108وَيَ ِ
ُخشُوعًا ()109
-102قال موسى :لقد علمت يا فرعون أن الذى أنزل هذه اليات هو رب
السموات والرض ،لنه هو الذى يقدر عليها وهى واضحات تبصرك بصدقى ،
ولكنك تكابر وتعاند ،وإن لظنك يا فرعون هالكا إذا ل ترجع عن عنادك .
-103فتمادى فرعون ف طغيانه ،فأراد أن يرج موسى وبن إسرائيل من أرض
مصر ،فأغرقناه مع جنوده جيعا .
-104ونّينا موسى وقومه ،وقلنا من بعد إغراق فرعون لبن إسرائيل :اسكنوا
الرض القدسة بالشام ،فإذا جاء وقت الياة الخرى جئنا بكم من قبوركم متلطي
ث نكم بينكم بالعدل .
-105وما أنزلنا القرآن إل مؤيدا بالكمة اللية الت اقتضت إنزاله ،وهو ف ذاته
19
وما نزل إل مشتمل على الق كله ،فعقائده هى الصحيحة ،وأحكامه هى
الستقيمة ،وما أرسلناك -أيها النب -إل مبشرا لن آمن بالنة ،ونذيرا لن كفر
بالنار .فليس عليك شئ إذا ل يؤمنوا .
-106وقد فرّقنا هذا القرآن ونزّلناه منجما على مدة طويلة لتقرأه على الناس على
مهل ليفهموه ،نزلناه شيئا بعد شئ تنيل مؤكدا ل شبهة فيه .
-107قل لكفار مكة تديدا لم :اختاروا لنفسكم ما تبون من اليان بالقرآن أو
عدمه ،فإن الذين أوتوا العلم الصحيح والدراك السليم من قبل نزوله ،إذا يتلى
عليهم يقعون على الوجوه سجدا ،شكرا ل على نعمته .
-108ويقولون :تنه ربنا عن خلف الوعد الذى وعد به من نعيم وعذاب ،إن
وعده كان حاصل ل مالة .
-109ويقعون ثانيا على الوجوه سجدا باكي من خوف ال ،ويزيدهم القرآن
تواضعا ل .
ج َه ْر بِصَلَاِتكَ
حسْنَى َولَا تَ ْ
ُقلِ ادْعُوا ال ّلهَ أَ ِو ادْعُوا الرّحْ َم َن َأيّا مَا َتدْعُوا فَ َل ُه الَْأسْمَا ُء الْ ُ
خ ْذ َولَدًا وََلمْ
ك سَبِيلًا (َ )110و ُقلِ الْحَ ْم ُد لِ ّل ِه الّذِي َلمْ يَتّ ِ
وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَ ِغ بَ ْي َن َذلِ َ
ك فِي الْمُ ْلكِ َوَلمْ َي ُكنْ َل ُه وَِل ّي مِ َن الذّ ّل وَكَّب ْرهُ َتكْبِيًا ()111
يَ ُك ْن َلهُ َشرِي ٌ
-110قل لؤلء الشركي :سوا ال باسم ال أو اسم الرحن فأى اسم تسمونه فهو
حسن ،وهو تعال له الساء السن ،ول شبهة لكم ف أن تعدد الساء يستوجب
تعدد السمى .وإذا قرأت القرآن ف صلتك فل ترفع صوتك به ،لئل يسمع
الشركون فيسبوك ويؤذوك ،ول تسر به فل يسمع الؤمنون ،وكن وسطا ف قراءتك
.
-111وقل المد ل الذى ل يتخذ ولدا لعدم حاجته إليه ،ول يكن له شريك ف
اللك ،لنه -وحده -منشئه ،ول يكن له ناصر يعطيه عزة من ُذ ّل لقه ،وعظّم
ربك تعظيما يليق به .
20
ج َعلْ لَهُ ِع َوجًا ()1
ب َولَ ْم يَ ْ
الْحَ ْمدُ لِلّ ِه اّلذِي َأْنزَلَ عَلَى عَ ْب ِد ِه الْكِتَا َ
-1الثناء الميل مستحق ل تعال الذى أنزل على عبده ممد صلى ال تعال عليه
وسلم القرآن ،ول يعل فيه شيئا من النراف عن الصواب ،بل كان فيه الق الذى
ل ريب فيه .
-2وجعله قيما مستقيما ف تعاليمه لينذر الاحدين بعذاب شديد صادر من عنده ،
ويبشر الصدقي الذين يعملون العمال الصالات بأن لم ثوابا جزيلً .
-3هو النة خالدين فيها أبدا .
-4ويُنذر -على وجه الصوص -الذين قالوا عن ال :إنه اتذ ولدا ،وهو النه
عن أن يكون كالوادث يَ ِلدُ أو يُ َوَلدُ له .
-5وليس عندهم علم بذلك ول عند آبائهم من قبل ،فما أعظم الفتراء ف هذه
الكلمة الت ترءوا على إخراجها من أفواههم! ما يقولون :إل افتراء ليس بعده افتراء
.
-6ل تلك نفسك -أيها النب -أسفا وحزنا على إعراضهم عن دعوتك غي
مصدقي بذا القرآن .
-7إنا قد خلقناهم للخي والشر ،وصيّرنا ما فوق الرض زينة لا ومنفعة لهلها ،
لنعاملهم معاملة الختب ليُظهر منهم الصلح عمل ،فمن استهوته الدنيا ول يلتفت إل
الخرة ض ّل ،ومن آمن بالخرة اهتدى .
21
-8وإنا لصيّرون عند انقضاء الدنيا ما فوقها مثل أرض مستوية ل نبات فيها ،بعد أن
كانت خضراء عامرة بظاهر الياة .
-9لقد أنكر الذين استهوتم الدنيا بزينتها البعث ،مع أن الوقائع تثبت الياة بعد
الرقود الطويل ،وهذه قصة أهل الكهف ف البل واللوح الذى رقمت فيه أساؤهم
بعد موتم ل تكن عجبا وحدها دون سائر اليات ،وإن كان شأنا خارقا للعادة ،
فليس أعجب من آياتنا الدالة على قدرتنا .
ف َفقَالُوا َربّنَا َآتِنَا ِمنْ َل ُدنْكَ َرحْ َمةً َوهَّيئْ لَنَا ِمنْ َأ ْم ِرنَا َر َشدًا (
ِإذْ َأوَى اْلفِتَْيةُ ِإلَى اْلكَهْ ِ
ح ْزبَ ْينِ
ي الْ ِ
ف سِنِيَ َع َددًا (ُ )11ث ّم بَعَثْنَا ُهمْ لَِنعْ َلمَ أَ ّ
ضرَبْنَا عَلَى َآذَاِنهِ ْم فِي الْ َكهْ ِ
)10فَ َ
ح ّق ِإّنهُ ْم فِتَْيةٌ َآمَنُوا ِب َرّبهِمْ
ح ُن نَقُصّ َعلَ ْيكَ نََبَأهُ ْم بِالْ َ
أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا َأ َمدًا ( )12نَ ْ
ت وَاْلأَرْضِ
وَ ِزدْنَاهُ ْم ُهدًى ( )13وَ َربَطْنَا عَلَى قُلُوِب ِهمْ ِإ ْذ قَامُوا َفقَالُوا َربّنَا َربّ السّمَاوَا ِ
خذُوا ِم ْن دُوِنهِ َآِل َهةً
َلنْ َندْ ُعوَ مِ ْن دُونِ ِه ِإلَهًا لَ َق ْد قُلْنَا ِإذًا شَطَطًا ( )14هَ ُؤلَا ِء َقوْمُنَا اتّ َ
لَ ْولَا َي ْأتُونَ عَلَ ْي ِهمْ ِبسُلْطَا ٍن بَّينٍ َف َمنْ أَ ْظ َلمُ مِ ّم ِن افَْترَى عَلَى ال ّلهِ َك ِذبًا ()15
-10اذكر حي صار هؤلء الفتيان إل هذه الغارة وجعلوها مأوى لم ،فرارا بدينهم
من الشرك والشركي ،فقالوا :يا ربنا آتنا من عندك مغفرة وأمنا من عدونا ،ويسّر
لنا من شأننا هداية وتوفيقا .
-11فاستجبنا دعاءهم فَأنَمْنَاهُمْ آمني ف الكهف سني عديدة .
ل ،لتكون عاقبة ذلك إظهار عِلْمنا
-12ث أيقظهم ال بعد أن ظلوا نياما أمدا طوي ً
بن أصاب من الفريقي ف تقدير مدة مكثهم .
-13نن نقص عليك -أيها الرسول -خبهم بالصدق :إنم فتيان كانوا قبل
العهود السابقة على دين الق ،صدّقوا بوحدانية ربم وسط قوم مشركي وزدناهم
يقينا .
-14وثبتنا قلوبم على اليان والصب على الشدائد حي قاموا ف قومهم فقالوا
متعاهدين :ربنا أنت الق رب السموات والرض لن نعبد من غيه إلا ،ولن نتحول
عن هذه العقيدة .وال إذا قلنا غي هذا لكان قولنا بعيدا عن الصواب .
22
ل يأتون على ألوهية
-15ث قال بعضهم لبعض :هؤلء قومنا أشركوا بال غيه ،ه ّ
من يعبدونم من دون ال بُجة ظاهرة؟ إنم لظالون فيما فعلوا ،ول أحد أشد ظلما
من افترى على ال كذبا بنسبة الشريك إليه .
-16وقال بعضهم لبعض :ما دمنا قد اعتزلنا القوم ف كفرهم وشركهم فالأوا إل
الكهف فرارا بدينكم ،يبسط لكم ربكم من مغفرته ،ويسهل لكم من أمركم ما
تنتفعون به من مرافق الياة .
ض ُهمْ ذَاتَ
ي وَِإذَا َغ َربَتْ َت ْقرِ ُ
ت َتزَاوَرُ َعنْ َك ْه ِف ِهمْ ذَاتَ الْيَ ِم ِ
س ِإذَا طَ َلعَ ْ
وََترَى الشّمْ َ
ت اللّ ِه َمنْ َي ْهدِ ال ّل ُه َفهُ َو الْ ُمهَْتدِ َو َمنْ يُضْ ِللْ
ك ِمنْ َآيَا ِ
ج َوةٍ مِ ْن ُه َذلِ َ
الشّمَالِ َو ُهمْ فِي فَ ْ
ي َوذَاتَ
حسَُب ُه ْم َأيْقَاظًا وَ ُهمْ ُرقُو ٌد َونُقَلُّب ُهمْ ذَاتَ الْيَ ِم ِ
ج َد َل ُه وَلِيّا ُمرْ ِشدًا ( )17وَتَ ْ
فَ َلنْ تَ ِ
ت مِ ْنهُ ْم ِفرَارًا َولَمُلِئْتَ
ط ذِرَاعَ ْي ِه بِالْوَصِي ِد َلوِ اطّ َلعْتَ عَلَ ْي ِهمْ َل َولّيْ َ
الشّمَالِ وَكَلُْب ُه ْم بَاسِ ٌ
ك َبعَثْنَا ُهمْ لِيََتسَا َءلُوا بَيَْن ُهمْ قَالَ قَاِئلٌ مِ ْن ُهمْ َكمْ لَبِثُْتمْ قَالُوا لَبِثْنَا
مِ ْنهُمْ رُ ْعبًا ( )18وَ َك َذلِ َ
يَ ْومًا َأ ْو َبعْضَ َيوْ ٍم قَالُوا َربّ ُكمْ أَ ْع َلمُ بِمَا لَبِثُْت ْم فَاْبعَثُوا َأحَدَ ُك ْم بِوَ ِر ِقكُ ْم َه ِذهِ ِإلَى الْ َمدِينَةِ
ش ِعرَنّ ِب ُكمْ َأ َحدًا (ِ )19إنّ ُهمْ
ف َولَا ُي ْ
ق مِ ْنهُ َولْيَتَلَطّ ْ
فَلْيَنْ ُظ ْر َأيّهَا أَزْكَى َطعَامًا فَلَْي ْأِتكُ ْم ِبرِزْ ٍ
إِ ْن يَ ْظهَرُوا عَلَ ْيكُ ْم َيرْجُمُو ُك ْم َأوْ ُيعِيدُو ُك ْم فِي مِلِّت ِهمْ َوَلنْ ُتفْلِحُوا ِإذًا َأبَدًا ()20
-17وقد كان ف الكهف فتحة متسعة ف البل ،وهى متجهة إل الشمال ييئهم
منها النسيم العليل ،وإذا طلعت الشمس من الشرق عن يينهم مالت أشعتها عنهم ،
وإذا غربت عن يسارهم تاوزتم ول تدخل أشعتها ف كهفهم ،فحرارة الشمس ل
تؤذيهم .ونسيم الواء يأتيهم ،وذلك كله من دلئل قدرة ال ،ومن يوفقه ال
لدراكها يهتدى ،ومن ل يوفقه فل مرشد له من بعد .
-18وتظنهم -أيها الناظر -منتبهي ،وف القيقة هم نيام ،ونقلبهم ف نومهم يينا
مرة ويسارا مرة لنحفظ أجسامهم من تأثي الرض ،وكلبهم -الذى صاحبهم -مادا
23
ذراعيه بالفناء وهو نائم أيضا ف شكل اليقظان ،لو اطلعت -أيها الخاطب -عليهم
وهم على تلك الال لفررت منهم هاربا ،وللئ قلبك منهم فزعا ليبتهم ف منامهم ،
فل يقع نظر أحد عليهم إل هابم ،كيل يدنو منهم أحد ،ول تسهم يد حت تنتهى
الدة .
-19وكما أنَمْنَاهم أيقظناهم ليسأل بعضهم بعضا عن مدة مكثهم نائمي ،فقال
واحد منهم :ما الزمن الذى مكثتموه ف نومكم؟ فقالوا :مكثنا يوما أو بعض يوم ،
ولا ل يكونوا ُمسْتَيقني من ذلك قالوا :اتركوا المر ل ،فهو العلم به ،وليذهب
واحد منكم بذه العملة الفضية إل الدينة وليتخي أطيب الطعمة فيأتيكم بطعام منه ،
وليكن حسن التفاهم ،ول يظهرن أمركم لحد من الناس .
-20إنم إن رأوكم يقتلوكم رجا بالجارة أو يعيدوكم إل الشرك بالقوة ،وإذا
عدت إليه فلن تفلحوا ف الدنيا والخرة .
ب فِيهَا ِإ ْذ يَتَنَازَعُونَ
وَ َكذَِلكَ أَعَْث ْرنَا عَلَ ْي ِه ْم لَِيعْلَمُوا أَ ّن وَ ْعدَ ال ّلهِ حَ ّق َوأَنّ السّا َعةَ لَا َريْ َ
بَيَْنهُ ْم َأ ْمرَ ُهمْ َفقَالُوا ابْنُوا عَلَ ْي ِهمْ بُنْيَانًا َرّب ُهمْ أَعْ َلمُ ِب ِهمْ قَالَ اّلذِينَ غَ َلبُوا عَلَى َأمْ ِر ِهمْ
س ٌة سَا ِدسُ ُهمْ
جدًا ( )21سَيَقُولُو َن ثَلَاثَةٌ رَاِبعُ ُهمْ كَلُْب ُهمْ َوَيقُولُونَ خَ ْم َ
خذَنّ عَلَ ْي ِه ْم َمسْ ِ
لَنَتّ ِ
ب َوَيقُولُونَ سَ ْب َعةٌ َوثَامُِن ُهمْ كَلُْب ُهمْ ُقلْ َربّي أَعْ َل ُم ِب ِعدِّت ِهمْ مَا َيعْلَ ُمهُ ْم ِإلّا
كَلُْب ُهمْ َرجْمًا بِالْغَيْ ِ
شيْءٍ
ت فِيهِ ْم مِ ْن ُهمْ َأ َحدًا ( )22وَلَا َتقُوَلنّ ِل َ
قَلِيلٌ فَلَا تُمَا ِر فِي ِهمْ ِإلّا ِمرَاءً ظَا ِهرًا َولَا َتسَْتفْ ِ
ِإنّي فَا ِعلٌ َذِلكَ َغدًا (ِ )23إلّا أَ ْن َيشَا َء اللّ ُه وَاذْكُرْ َرّبكَ ِإذَا َنسِيتَ وَ ُقلْ َعسَى أَنْ
ي وَا ْزدَادُوا
َيهْ ِدَينِ َربّي ِلأَ ْق َربَ ِم ْن هَذَا َرشَدًا (َ )24ولَبِثُوا فِي َك ْه ِف ِهمْ ثَلَاثَ مَِئ ٍة سِنِ َ
ِتسْعًا ()25
-21وكما أنناهم وبعثناهم أطلعنا أهل الدينة عليهم ليعلم الطلعون أن وعد ال
بالبعث حق ،وأن القيامة ل شك ف إتيانا .فآمن أهل الدينة بال واليوم الخر ،ث
أمات ال الفتية فتنازعوا ف شأنم ،فقال بعضهم :ابنوا على باب الكهف بنيانا
ونتركهم وشأنم فربم أعلم بالم ،وقال أصحاب الكلمة ف القوم :لنتخذن على
مكانم مسجدا للعبادة .
24
-22سيقول فريق من الائضي ف قصتهم من أهل الكتاب :هم ثلثة رابعهم كلبهم
،ويقول آخرون :هم خسة سادسهم كلبهم .ظنا خاليا من الدليل ،ويقول آخرون
:هم سبعة وثامنهم كلبهم .قل لؤلء الختلفي :رب عليم علما ليس فوقه علم
بعددهم .ول يعلم حقيقته إل قليل من الناس أطلعهم ال على عددهم ،فل تادل
هؤلء الختلفي ف شأن الفتية إل جدال ظاهرا لينا دون ماولة إقناعهم ،فإنم ل
يقتنعون .ول تسأل أحدا منهم عن نبئهم ،فقد جاءك الق الذى ل ِمرْيَة فيه .
-23ول تقولن لشئ ُت ْقدِم عليه وتتم به :إن فاعل ذلك فيما يستقبل من الزمان .
-24إل قول مقترنا بشيئة ال بأن تقول :إن شاء ال! وإذا نسيت أمرا فتدارك
نفسك بذكر ال ،وقل عند اعتزامك أمرا وتعليقه على مشيئة ال :عسى أن يوفقن
رب إل أمر خي ما عزمت عليه وأرشد منه .
-25وإن الفتية مكثوا ف كهفهم نياما ثلثائة سني زادت تسعا .
-26وقل -أيها الرسول -للناس :إن ال -وحده -هو العال بزمنهم كله ،إنه
-سبحانه -هو الختص بعلم الغيب ف السموات والرض ،فما أعظم بصره ف كل
موجود ،وما أعظم سعه لكل مسموع ،وما لهل السموات والرض من يتول
أمورهم غيه ،ول يشرك ف قضائه أحدا من خلقه .
-27واقرأ -أيها الرسول -ما أُوحى إليك من القرآن ،ومنه ما أُوحى إليك من نبأ
الفتية ،ول تستمع لا يهزأون به من طلب تبديل معجزة القرآن بعجزة أخرى ،فإنه
25
ل مغيّر لا ينبئه ال بكلمة الق ف معجزاته ،فإنه ل يقدر أحد على تبديله ،ول تالف
أمر ربك ،فإنك حينئذ لن تد غيه ملجأ يفظك منه .
-28واحتفظ -أيها الرسول -بصحبة صحابتك من الؤمني الذين يعبدون ال -
وحده -ف الصباح وف العشى دائما ،يريدون رضوانه ،ول تنصرف عيناك عنهم
إل الاحدين من الكفار لرادة التمتع معهم بزينة الياة الدنيا ،ول تطع ف طرد فقراء
الؤمني من ملسك من جعلنا قلبه غافل عن ذكرنا ،لسوء استعداده ،وصار عبدا
لواه ،وصار أمره ف جيع أعماله بعيدا عن الصواب ،والنهى للنب نى لغيه ،وأن
النب -صلى ال عليه وسلم -ل يريد الياة الدنيا وزينتها ،ولكن كان اتاه النهى
إليه لكى يترس غيه من استهواء الدنيا ،فإنه إذا فرض فيه إرادة الزينة للبدان؛
لفرض كل إنسان ف نفسه ذلك ليحترس .
-29وقل -أيها الرسول : -إن ما جئت به هو الق من عند ربكم ،فمن شاء أن
يؤمن به فليؤمن ،فذلك خي له ،ومن شاء أن يكفر فليكفر فإنه ل يظلم إل نفسه .
إننا أعددنا لن ظلم نفسه بالكفر نارا تيط بم كالسرادق .وإن يستغث الظالون
بطلب الاء وهم ف جهنم؛ يؤت لم باء كالزيت العكر الشديد الرارة يرق الوجوه
ح هذا الشراب لم ،وقبحت جهنم مكانا لراحتهم .
بلهيبه .قَبُ َ
-30أما الذين آمنوا بال وبدينه الق الذى يُوحى إليك ،وعملوا ما أمرهم به ربم
من العمال الصالة ،فإنا ل نضيع أجرهم على ما أحسنوا من العمال .
26
-31هؤلء لم جنات يقيمون فيها منعّمي أبدا ،تنساب النار من بي أشجارها
وقصورها ،يتحلون فيها بظاهر السعادة ف الدنيا ،كالساور الذهبية ،وملبسهم
فيها الثياب الضر من الرير على اختلف أنواعه ،متكئي فيها على السرر بي
الوسائد والستائر ،نعم الثواب لم ،وحَسُنت النة دار مقام وراحة ،يدون فيها كل
ما يطلبون .
-32بيّن -أيها الرسول -ف شأن الكفار الغنياء مع الؤمني الفقراء مثل وقع فيما
سلف بي رجلي :كافر ومؤمن ،وللكافر حديقتان من أعناب ،وأحطناها بالنخيل
زينة وفائدة ،وجعلنا بي النتي زرعا نضِرا مثمرا .
-33وقد أثرت كل واحدة من النتي ثرها ناضجا موفورا ،ول تنقص منه شيئا ،
وفجّرنا نرا ينساب خللما .
-34وكان لصاحب النتي أموال أخرى مثمرة ،فداخله الزهو بتلك النعم ،فقال
لصاحبه الؤمن ف غرور وها يتناقشان :أنا أكثر منك مال وأقوى عشية ونصيا .
سهِ قَالَ مَا أَ ُظنّ أَ ْن تَبِي َد َه ِذهِ َأَبدًا ( )35وَمَا أَ ُظنّ السّا َعةَ
َودَ َخلَ جَنَّت ُه وَ ُهوَ ظَاِلمٌ لَِن ْف ِ
قَائِ َم ًة َولَئِنْ ُر ِد ْدتُ ِإلَى َربّي لََأ ِجدَنّ خَ ْيرًا مِ ْنهَا مُ ْنقَلَبًا ( )36قَا َل َلهُ صَاحُِبهُ َو ُهوَ يُحَاوِ ُرهُ
ك ِمنْ تُرَابٍ ُث ّم ِمنْ نُ ْط َفةٍ ُث ّم سَوّاكَ َرجُلًا ( )37لَكِنّا هُ َو ال ّلهُ َربّي
أَ َكفَ ْرتَ بِاّلذِي خَ َلقَ َ
ت مَا شَا َء ال ّلهُ لَا ُقوّ َة ِإلّا بِاللّ ِه إِنْ
ك قُلْ َ
ت جَنّتَ َ
وَلَا أُ ْشرِ ُك ِب َربّي أَ َحدًا (َ )38وَلوْلَا ِإ ْذ َدخَلْ َ
ك َوُيرْ ِسلَ عَلَ ْيهَا
ك مَالًا وَ َوَلدًا (َ )39ف َعسَى َربّي أَ ْن ُي ْؤتَِينِ خَ ْيرًا ِم ْن جَنّتِ َ
َترَنِ َأنَا َأ َق ّل مِنْ َ
ح مَاؤُهَا َغوْرًا فَ َل ْن َتسْتَطِي َع َلهُ
صعِيدًا َزلَقًا ( )40أَ ْو يُصْبِ َ
ُحسْبَانًا ِم َن السّمَا ِء فَتُصِْبحَ َ
طَلَبًا ()41
-35ث دخل إحدى جنتيه مع صاحبه الؤمن ،وهو مأخوذ بغروره فقال :ما أظن أن
تفن هذه النة أبدا! .
-36وما أظن القيامة حاصلة ،ولو فرض ورجعت إل رب بالبعث كما تزعم ،وال
لجدن خيا من هذه النة عاقبة ل؛ لنن أهل للنعيم ف كل حال ،فهو يقيس الغائب
على الاضر ،ول يعلم أن الغائب فيه الزاء على اليان وفعل الي .
27
-37قال صاحبه الؤمن ميبا له :أتسوغ لنفسك أن تكفر بربك الذى خلق أصلك
آدم من تراب ،ث من نطفة مائية ،ث صوّرك رجل كامل ،فإن اعتززت بالك
وعشيتك ،فاذكر ربك وأصلك الذى هو من الطي .
-38لكن أقول :إن الذى خلقن وخلق هذا العال كله هو ال رب ،وأنا أعبده -
وحده -ول أشرك معه أحدا .
-39ولول قلت عند دخولك جنتك والنظر إل ما فيها :هذا ما شاء ال ول قوة ل
على تصيله إل بعونة ال ،فيكون ذلك شكرا كفيل بدوام نعمتك .ث قال له :إن
كنت تران أقل منك مال وأقل ولدا ونصيا .
-40فلعل رب يعطين خيا من جنتك ف الدنيا أو الخرة ،ويرسل على جنتك قدَرا
قدّره لا كصواعق من السماء ،فتصي أرضا ملساء ل ينبت فيها شئ ،ول يثبت
عليها قدم .
-41أو يصي ماؤها غائرا ف الرض ل يكن الوصول إليه ،فل تقدر على إخراجه
لسقيها .
ح ُيقَلّبُ َكفّ ْيهِ عَلَى مَا َأْنفَ َق فِيهَا َوهِ َي خَا ِوَيةٌ عَلَى ُعرُو ِشهَا َويَقُو ُل يَا
ط بِثَ َم ِر ِه َفأَصْبَ َ
وَُأحِي َ
صرُوَنهُ ِم ْن دُونِ ال ّلهِ وَمَا كَانَ
لَيْتَنِي َل ْم أُ ْشرِ ْك ِبرَبّي أَ َحدًا ( )42وََل ْم تَ ُك ْن َلهُ فَِئ ٌة يَنْ ُ
ض ِربْ َل ُهمْ
ح ّق هُ َو خَ ْيرٌ َثوَابًا وَخَ ْيرٌ ُعقْبًا ( )44وَا ْ
ك الْ َولَاَيةُ لِ ّل ِه الْ َ
صرًا ( )43هُنَالِ َ
مُنْتَ ِ
ض َفأَصْبَحَ هَشِيمًا
ت الْأَرْ ِ
ط ِب ِه نَبَا ُ
مََثلَ الْحَيَا ِة ال ّدنْيَا َكمَا ٍء َأْنزَلْنَاهُ ِم َن السّمَا ِء فَاخْتَلَ َ
َتذْرُو ُه ال ّريَاحُ وَكَا َن ال ّلهُ عَلَى ُك ّل َشيْ ٍء ُمقْتَدِرًا ( )45الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِيَن ُة الْحَيَاةِ الدّنْيَا
ك َثوَابًا َوخَ ْيرٌ َأمَلًا (َ )46وَيوْمَ ُنسَيّ ُر الْجِبَا َل َوَترَى
ت خَ ْيرٌ عِ ْندَ َربّ َ
وَالْبَاقِيَاتُ الصّالِحَا ُ
ش ْرنَا ُهمْ فَ َل ْم ُنغَادِ ْر مِ ْنهُ ْم َأحَدًا ()47
ض بَارِ َز ًة وَ َح َ
الْأَرْ َ
28
هو بقادر على نصرة نفسه .
-44فإن النصرة ف كل حال ثابتة ل الق -وحده -وهو -سبحانه -خي لعبده
الؤمن يزل له الثواب ويسن له العاقبة .
-45واذكر -أيها الرسول -للناس مثل للحياة الدنيا ف نضرتا وبجتها ث سرعة
فنائها ،بأنا كماء أُنزل من السماء فارتوى به نبات الرض فاخضر وأينع ،ث ل يلبث
طويل حت جف وصار يابسا متكسرا تفرقه الرياح ،وال قادر على كل شئ إنشاءً
وإفناءً .
-46الال والبنون جال ومتعة لكم ف الياة الدنيا وها قوتا ،ولكن ل دوام لا ،بل
هى فانية غي باقية ،والعمال الصالة الباقية خي لكم عند ال ،يزل ثوابا ،وخي
أمل يتعلق به النسان .
-47وأنذر الناس -أيها الرسول -بيوم يفن هذا الوجود ،فيزيل فيه البال ،
وتبصر فيه الرض ظاهرة مستوية ل يسترها شئ ما كان عليها ،ونشر فيه الناس
للحساب فل نترك منهم أحدا .
ج َعلَ
صفّا َل َقدْ جِئْتُمُونَا َكمَا خَلَقْنَا ُكمْ َأ ّولَ َم ّر ٍة َبلْ َزعَمُْت ْم َألّ ْن نَ ْ
وَ ُعرِضُوا عَلَى َرّبكَ َ
ي مِمّا فِي ِه َويَقُولُو َن يَا َويْلَتَنَا
شفِقِ َ
ي ُم ْ
ج ِرمِ َ
لَ ُك ْم مَوْ ِعدًا (َ )48ووُضِ َع اْلكِتَابُ فََترَى الْمُ ْ
ضرًا َولَا
ي ًة ِإلّا َأحْصَاهَا َووَ َجدُوا مَا عَمِلُوا حَا ِ
يةً َولَا كَبِ َ
صغِ َ
ب لَا ُيغَادِرُ َ
مَا ِل هَذَا اْلكِتَا ِ
جدُوا ِإلّا ِإبْلِيسَ كَا َن ِمنَ
جدُوا ِلآَدَ َم َفسَ َ
ك أَ َحدًا ( )49وَِإ ْذ قُلْنَا لِ ْلمَلَاِئ َكةِ اسْ ُ
يَظْ ِلمُ َربّ َ
خذُونَ ُه َوذُ ّريّتَ ُه َأوْلِيَا َء ِم ْن دُونِي َو ُهمْ َلكُمْ َع ُد ّو بِئْسَ
سقَ َعنْ أَ ْمرِ َرّبهِ َأفَتَتّ ِ
جنّ َف َف َ
الْ ِ
ض َولَا خَ ْلقَ َأْن ُفسِ ِه ْم وَمَا كُنْتُ
ت وَاْلأَرْ ِ
ي َبدَلًا ( )50مَا أَ ْش َهدُْت ُهمْ خَ ْل َق السّمَاوَا ِ
لِلظّالِ ِم َ
ضدًا ( )51وََيوْ َم َيقُولُ نَادُوا ُشرَكَاِئيَ اّلذِينَ زَ َعمُْتمْ َفدَ َع ْو ُهمْ فَ َلمْ
خذَ الْمُضِلّيَ عَ ُ
مُتّ ِ
َيسْتَجِيبُوا َل ُهمْ َو َجعَلْنَا بَيَْن ُهمْ َم ْوبِقًا ()52
-48ويعرض الناس ف هذا اليوم على ال ف جوع مصفوفة للحساب ،ويقول ال
تعال :لقد بعثناكم بعد الوت كما أحييناكم أول مرة ،وجئتمونا فرادى بل مال ول
بني ،وكنتم ف الدنيا تكذبون بالبعث والساب .
29
-49ووضع ف يد كل واحد كتاب أعماله ،فَيبْصره الؤمنون فرحي ما فيه ،
ويبصره الاحدون خائفي ما فيه من العمال السيئة ،ويقولون إذا رأوها :يا
هلكنا ،إنا نعجب لذا الكتاب الذى ل يترك من أعمالنا صغية ول كبية إل سجّلها
علينا ،ووجدوا جزاء ما عملوا حقا ،ول يظلم ربك أحدا من عباده .
-50واذكر -أيها الرسول -لم بدء خلقهم ليعلموا أنم من الطي ،وليس لم أن
يغتروا با هم فيه ،ويضعوا لعدوّ أبيهم إبليس ،لنه كان من الن ،فاستكب وترد
على ال ،فكيف بعد ما عرفتم من شأنه تتخذونه وذريته أنصارا لكم من دون ال ،
وهم لكم أعداء؟! قبُح هذا البدل لن ظلم نفسه فأطاع الشيطان .
-51ما أحضرت إبليس ول ذريته خلْق السموات والرض ،ول أشهدت بعضهم
خلْق بعض لستعي بم ،وما كنت ف حاجة إل معي .فضل عن أن أتذ الفسدين
أعوانا ،فكيف تطيعون الشيطان وتعصونن؟ .
-52واذكر لم يوم يقول ال للمشركي :نادوا الذين ادعيتم ف الدنيا أنم شركائى
ف العبادة ليشفعوا لكم بزعمكم ،فاستغاثوا بم فلم ييبوهم ،وجعلنا الن ما كان
بينهم هلكا للكفار بعد أن كان ف الدنيا تواصل عبادة ومبة .
-53وعاين الجرمون النار فأيقنوا أنم واقعون فيها ،ول يدوا بديل عنها مكانا
يلّون فيه .
-54ولقد ذكر ال للناس ف هذا القرآن الذين كفروا به ،وطلبوا معجزة أخرى
30
غيه ،أمثلة متنوعة ليعظهم با فيها ،ولكن النسان ف طبيعته حب الدل ،فإذا كان
جاحدا جادل بالباطل .
-55وما منع الشركي من اليان حي جاءهم سبب الدى -وهو الرسول والقرآن
ليؤمنوا ويستغفروا ال -إل تعنتهم وطلبهم من الرسول أن تأتيهم سنة ال ف
الولي ،وهى اللك الستأصل الذى أتى الولي ،أو يأتيهم العذاب عيانا .
-56ولكن ال ل يرسل رسله إل للتبشي والنذار ،ول يرسلهم ليقترح عليهم
العاندون معجزات معينة ،ولكن الذين كفروا يعرضون عن الُجّة ،ويادلون
الرسلي بالباطل ليبطلوا الق ،وقد وقفوا من القرآن والنّذر موقف الستهزئ الساخر
الذى ل ُيعْن بطلب القائق .
-57وليس أحد أظلم من وُعِظ بآيات ربه فلم يتدبرها ،ونسى عاقبة ما عمل من
العاصى .إنا بسبب ميلهم إل الكفر جعلنا على قلوبم أغطية ،فل تعقل ول يصل
إليها النور ،وف آذانم صمما فل تسمع ساع فهم ،وإن تدعهم -أيها الرسول -
إل الدين الق فلن يهتدوا ما دامت هذه طبيعتهم البتة .
-58وربك العظيم الغفرة لذنوب عباده ،صاحب الرحة الواسعة لن أناب إليه منهم
،ولو شاء أن يؤاخذهم با اجترحوا من السيئات لعجّل لم العذاب كما سلف لغيهم
،ولكنه -لكمة قدّرها -أخرهم لوعد يذوقون فيه أشد العقاب ،ولن يدوا ملجأ
يفظهم منه .
31
-59وها هى ذى القرى الاضية الت دمرناها لا ظلم أهلها بتكذيب رسلهم ،وجعلنا
للكهم موْعدا ل يتخلف ،فكذلك حال الكذبي من قومك إذا ل يؤمنوا .
-60وإن علم ال ل ييط به أحد ،إل أن يعطيه نبيا أو صالا ،واذكر -أيها
الرسول -أن موسى ابن عمران قال لفتاه -خادمه وتلميذه : -ل أزال أسي حت
أبلغ ملتقى البحرين أو أسي زمنا طويلً .
-61فلما بلغ موسى وفتاه الكان الامع بي البحرين ،نسيا فيه حوتما الذى حله
بأمر ال ،فاندر ف البحر واتذ طريقه ف الاء .
-62فلما ابتعد موسى وفتاه عن الكان ،وأحسا بالوع والتعب ،قال موسى لفتاه :
آتنا ما نتغذى به ،لقد لقينا ف سفرنا هذا تعبا ومشقة .
-63قال له فتاه :أتذكر حي التجأنا إل الصخرة ،فإن نسيت الوت ،وما أنسان
ذلك إل الشيطان ،ول بد أن يكون الوت قد اتذ سبيله ف البحر ،وإن لعجب
من نسيان هذا .
-64قال له موسى :إن هذا الذى حدث هو ما كنا نطلبه لكمة أرادها ال ،فرجعا
ف الطريق الذى جاءا منه يتتبعان أثر سيها .
َفوَ َجدَا عَ ْبدًا ِمنْ عِبَادِنَا َآتَيْنَاهُ َرحْ َمةً ِمنْ عِ ْن ِدنَا وَعَلّمْنَاهُ ِم ْن َلدُنّا عِلْمًا ( )65قَا َل َلهُ
مُوسَى َهلْ َأتِّب ُعكَ َعلَى أَ ْن ُتعَلّ َم ِن مِمّا عُلّمْتَ ُرشْدًا ( )66قَالَ ِإّنكَ َل ْن َتسْتَطِي َع َمعِيَ
ج ُدنِي إِ ْن شَا َء اللّهُ
ط ِبهِ خُ ْبرًا ( )68قَالَ سَتَ ِ
ح ْ
ف تَصِْبرُ عَلَى مَا َلمْ تُ ِ
صَ ْبرًا ( )67وَكَيْ َ
ك َأمْرًا ( )69قَا َل َفإِنِ اتَّبعْتَنِي فَلَا َتسَْألْنِي َعنْ َشيْ ٍء حَتّى ُأحْ ِدثَ
صَاِبرًا َولَا أَعْصِي لَ َ
ق َأهْ َلهَا
سفِيَنةِ خَ َر َقهَا قَا َل َأخَ َرقَْتهَا لُِت ْغرِ َ
ك مِ ْنهُ ذِ ْكرًا ( )70فَانْطَ َلقَا حَتّى ِإذَا َركِبَا فِي ال ّ
لَ َ
ت شَيْئًا ِإ ْمرًا ( )71قَالَ َأَلمْ َأ ُقلْ إِّنكَ َل ْن َتسْتَطِي َع َم ِعيَ صَ ْبرًا ( )72قَالَ لَا
َلقَ ْد جِئْ َ
سرًا ()73
ت وَلَا ُترْ ِهقْنِي ِمنْ أَ ْمرِي ُع ْ
تُؤَاخِ ْذنِي بِمَا َنسِي ُ
-65حت وصل الصخرة ،فوجدا عبدا من عبادنا الصالي أعطيناه الكمة ،
وعلمناه من عندنا علما غزيرا .
-66قال موسى للعبد الصال :هل أسي معك على أن تعلمن ما علمك ال؟ .
32
-67قال له :إنك لن تستطيع الصب على مصاحبت .
-68وكيف يكنك الصب على شئ ل خبة لك بثله؟
-69قال موسى :ستران إن شاء ال صابرا مطيعا لك فيما تأمر به .
-70قال العبد الصال :فإن اتبعتن ورأيت ما تنكره ،فل تفاتن بالسؤال عنه حت
أحدثك عنه .
-71فانطلقا يشيان على ساحل البحر حت وجدا سفينة ،فركباها ،فخرقها العبد
الصال ف أثناء سيها ،فاعترض موسى قائل :أخرقتها قاصدا إغراق أهلها؟ لقد
ارتكبت أمرا منكرا! .
-72قال العبد الصال :إنن قلت لك :إنك لن تستطيع الصب على مصاحبت .
-73قال له موسى :ل تؤاخذن على نسيان وصيتك ،ول تكلفن مشقة ف تصيل
العلم منك وتعله عسيا .
ت شَيْئًا ُنكْرًا
س لَ َق ْد جِئْ َ
ت َنفْسًا زَكِّي ًة ِبغَيْ ِر َنفْ ٍ
فَانْطَ َلقَا حَتّى ِإذَا َلقِيَا غُلَامًا َفقَتَ َل ُه قَا َل َأقَتَلْ َ
( )74قَا َل َألَ ْم َأقُ ْل َلكَ ِإّنكَ َل ْن َتسْتَطِي َع َمعِيَ صَ ْبرًا ( )75قَا َل إِ ْن سََألُْتكَ َع ْن َشيْءٍ
َبعْ َدهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي َق ْد بَ َلغْتَ مِ ْن َل ُدنّي ُعذْرًا ( )76فَانْطَ َلقَا حَتّى ِإذَا َأتَيَا َأهْ َل َق ْريَةٍ
اسْتَ ْطعَمَا َأهْلَهَا َفأََبوْا أَ ْن يُضَّيفُوهُمَا َفوَ َجدَا فِيهَا ِجدَارًا ُيرِي ُد أَ ْن يَ ْنقَضّ َفَأقَا َم ُه قَا َل لَوْ
ك بَِتأْوِيلِ مَا َلمْ
ق بَيْنِي َوبَيِْنكَ َسُأنَبّئُ َ
خ ْذتَ عَلَ ْيهِ أَ ْجرًا ( )77قَالَ َهذَا ِفرَا ُ
ت لَاتّ َ
شِئْ َ
ح ِر َفأَ َر ْدتُ أَنْ
ي َيعْمَلُونَ فِي الْبَ ْ
سفِيَنةُ فَكَانَتْ لِ َمسَا ِك َ
َتسْتَطِعْ عَلَ ْيهِ صَ ْبرًا (َ )78أمّا ال ّ
أَعِيَبهَا وَكَا َن وَرَا َء ُهمْ مَ ِلكٌ يَ ْأ ُخذُ ُك ّل َسفِيَنةٍ غَصْبًا ()79
-74وبعد أن خرجا من السفينة ذهبا منطلقي ،فلقيا ف طريقهما صَبِيا فقتله العبد
الصال ،فقال موسى مستنكرا :أتقتل نفسا طاهرة بريئة من الذنوب بغي أن يقتل
صاحبها أحدا؟! لقد أتيت فعل مستنكرا! .
-75قال العبد الصال لوسى :لقد قلت لك :إنك لن تستطيع صبا على السكوت
عن سؤال .
-76قال موسى :إن سألتك عن شئ بعد هذه الرة فل تصاحبن ،لنك قد بلغت
33
الغاية الت تعذر با ف فراقى .
-77فسارا حت أتيا قرية ،فطلبا من أهلها طعاما ،فأبوا ضيافتهما ،فوجدا فيها
ل يكاد يسقط ،فنقضه العبد الصال وبناه حت أقامه ،قال موسى :لو
جدارا مائ ً
شئت طلب أجر على النقض والبناء لفعلت .
-78قال العبد الصال :هذا التعرض منك مرارا لا أفعل سبب الفراق بين وبينك .
وسأخبك بكمة هذه التصرفات الت خفى عليك أمرها ،ول تستطع صبا على ما
خفى حت تعرف حقيقته وسره .
-79أما السفينة الت خرقتها ،فهى لضعفاء متاجي يعملون با ف البحر لتحصيل
رزقهم ،فأردت أن أحدث با عيبا يُزهد فيها ،لن خلفهم ملكا يغتصب كل سفينة
صالة .
-80وأما الغلم الذى قتلته فكان أبواه مؤمني ،فعلمنا -إن عاش -أنه سيصي
سببا لكفرها .
-81فأردنا بقتله أن يعوّضهما ال عنه ولدا خيا منه دينا وأعظم برا وعطفا .
-82وأما الدار الذى أقمته -دون أجر -فكان لغلمي يتيمي من أهل الدينة ،
وكان تته كن تركه أبوها لما ،وكان رجل صالا ،فأراد ال أن يفظ لما الكن
حت يبلغا رشدها ،ويستخرجاه ،رحة بما ،وتكريا لبيهما ف ذريته .وما فعلت ما
فعلت باجتهادى ،إنا فعلته بتوجيه من ال ،هذا تفسي ما خفى عليك يا موسى ول
تستطع الصب عليه .
34
-83يسألك -أيها الرسول -بعض الكفار عن نبإ ذى القرني ،فقل لم :سأقص
عليكم بعض أخباره .
-84لقد مكنّا لمره ف الرض ،يتصرف فيها بتدبيه وسلطانه ،وآتيناه الكثي من
العلم بالسباب ما يستطيع به توجيه المور .
-85فاستعان بذه السباب على بسط سلطانه ف الرض ،واتذ سببا يوصّله إل
بلوغ مغرب الشمس .
س وَ َج َدهَا َتغْ ُربُ فِي عَ ْي ٍن حَمَِئ ٍة وَ َو َجدَ ِع ْندَهَا قَ ْومًا قُلْنَا يَا ذَا
ب الشّمْ ِ
حَتّى ِإذَا بَلَ َغ َم ْغرِ َ
ف ُن َعذُّبهُ
خ َذ فِي ِهمْ ُحسْنًا ( )86قَا َل َأمّا َمنْ ظَ َلمَ َفسَوْ َ
ب وَِإمّا أَ ْن تَتّ ِ
الْ َق ْرنَيْ ِن ِإمّا أَ ْن ُت َعذّ َ
ُثمّ ُي َردّ ِإلَى َرّب ِه فَُي َعذُّبهُ َعذَابًا نُ ْكرًا (َ )87وَأمّا َمنْ َآ َمنَ وَ َع ِملَ صَالِحًا فَ َل ُه َجزَاءً
سرًا (ُ )88ث ّم أَتْبَعَ سَبَبًا ( )89حَتّى ِإذَا بَلَ َغ مَطْ ِلعَ
حسْنَى َوسَنَقُو ُل َلهُ ِم ْن َأمْ ِرنَا ُي ْ
الْ ُ
ك َوقَ ْد َأحَطْنَا
ج َع ْل َلهُ ْم ِمنْ دُوِنهَا سِ ْترًا (َ )90ك َذلِ َ
س َو َجدَهَا تَطْلُعُ عَلَى َقوْ ٍم َلمْ نَ ْ
الشّمْ ِ
بِمَا َل َدْيهِ خُ ْبرًا (ُ )91ثمّ َأتْبَ َع سَبَبًا ()92
-86وسار حت وصل إل مكان سحيق جهة الغرب ،فوجد الشمس -ف رأى العي
-تغرب ف مكان به عي ذات ماء حار وطي أسود ،وبالقرب من هذه العي وجد
ذو القرني قوما كافرين ،فألمه ال أن يتخذ فيهم أحد أمرين :إما أن يدعُوهم إل
اليان ،وهذا أمر حسن ف ذاته ،وإما أن يقاتلهم إن ل ييبوا داعى اليان .
-87فأعلن ذو القرني فيهم :أن من ظلم منهم نفسه بالبقاء على الشرك ،استحق
العذاب الدنيوى على يديه ،ث يرجع إل ربه فيعذبه عذابا شديدا ليس معروفا لم .
-88وأن من استجاب له وآمن بربّه وعمل صالا ،فله العاقبة السن ف الخرة ،
وسنعامله ف الدنيا برفق ويسر .
-89ث سار ذو القرني كذلك ،مستعينا بتوفيق ال ،واتبع سببا للوصول إل مطلع
الشمس مشرقا .
-90حت بلغ مشرق الشمس -ف رأى العي -ف ناية ما وصل إليه من العمران ،
فوجدها تطلع على قوم يعيشون على الفطرة الول ل يسترهم من حرها ساتر .
35
-91وكما دعا ذو القرني السابقي من أهل الغرب إل اليان دعا هؤلء وسار فيهم
سيته الول .
-92ث سار كذلك مستعينا با هيّأ ال له من أسباب التوفيق ،سالكا طريقا بي
الشرق والغرب .
حَتّى ِإذَا بَلَ َغ بَ ْي َن السّ ّدْينِ َوجَ َد ِمنْ دُوِنهِمَا َق ْومًا لَا يَكَادُو َن َيفْ َقهُونَ قَ ْولًا ( )93قَالُوا يَا
ك َخرْجًا عَلَى أَنْ
ج َع ُل لَ َ
ض َف َهلْ نَ ْ
سدُو َن فِي اْلأَرْ ِ
ج َو َمأْجُوجَ ُم ْف ِ
ذَا اْلقَ ْرنَ ْينِ إِنّ َي ْأجُو َ
ج َعلَ بَيْنَنَا َوبَيَْنهُ ْم َسدّا ( )94قَالَ مَا مَكّنّي فِيهِ َربّي خَ ْي ٌر َفأَعِينُونِي بِ ُق ّوةٍ أَ ْج َعلْ بَيَْن ُكمْ
تَ ْ
حدِيدِ حَتّى ِإذَا سَاوَى بَ ْي َن الصّ َدفَ ْينِ قَالَ اْنفُخُوا حَتّى
وَبَيَْن ُهمْ َر ْدمًا (َ )95آتُونِي ُزَبرَ الْ َ
ِإذَا َجعَلَ ُه نَارًا قَالَ َآتُونِي ُأ ْفرِغْ عَلَ ْي ِه قِ ْطرًا ( )96فَمَا اسْطَاعُوا أَ ْن يَ ْظ َهرُو ُه َومَا
اسْتَطَاعُوا َل ُه َنقْبًا ( )97قَا َل هَذَا َرحْ َمةٌ ِمنْ َربّي َفِإذَا جَا َء وَ ْعدُ َربّي َجعَلَ ُه دَكّا َء وَكَانَ
ج َمعْنَا ُهمْ
خ فِي الصّو ِر فَ َ
ض َونُفِ َ
ج فِي بَعْ ٍ
وَ ْعدُ َربّي حَقّا ( )98وََترَكْنَا َبعْضَ ُه ْم يَ ْومَِئذٍ يَمُو ُ
جَ ْمعًا ( )99وَ َعرَضْنَا جَهَّن َم يَ ْومَِئذٍ لِ ْلكَافِرِينَ َعرْضًا ()100
-93حت وصل -ف رحلته الثالثة -إل مكان سحيق بي جبلي مرتفعي ،وهناك
وجد قوما ل يفقهون ما يُقال لم إل ف عسر ومشقة .
-94فلما آنسوا فيه القوة ،طلبوا منه أن يُقيم لم سدا ف وجه يأجوج ومأجوج ،
وهم قوم كانوا َيغِيون عليهم ،فيفسدون ف أرضهم ويربون ،على أن يعلوا له
ضريبة ف نظي هذا العمل .
-95فرد عليهم قائل :إن ما منحنيه ال من الثروة والسلطان خي ما تعرضون علىّ
.وشرع يُقيم السد طالبا منهم أن يعينوه بكل ما يقدرون عليه من رجال وأدوات ،
ليحقق لم ما أرادوا .
-96وطلب منهم أن يمعوا له قطع الديد .فجمعوا له منها ما أراد ،فأقام به سدا
عاليا ساوى به بي حافت البلي ،ث أمرهم أن يوقدوا عليه النار ،فأوقدها حت
انصهر الديد ،فصب عليه النحاس الذاب فأصبح سدا صلبا منيعا .
-97فما استطاع هؤلء الغيون أن يتسلقوا السد لرتفاعه ،ول أن يثقبوه لصلبته
36
.
-98وبعد أن أت ذو القرني بناء السد قال شاكرا ل :هذا السد رحة من رب بعباده
،وسيظل قائما حت يئ أمر ال بدمه ،فيصي أرضا مستويا ،وأمر ال نافذ ل مالة
.
-99ومنذ إتام السد ظل يأجوج ومأجوج من ورائه يضطربون فيما بينهم ،وحبس
شرهم عن الخرين ،فإذا كان يوم القيامة ونفخ ف الصور جع ال اللئق جيعا
للحساب والزاء .
-100وعند ذلك يبز ال جهنم للكافرين إبرازا يروعهم ويشرهم فيها .
حسِبَ
ت أَعْيُُن ُه ْم فِي ِغطَاءٍ َع ْن ذِ ْكرِي وَكَانُوا لَا َيسْتَطِيعُو َن سَ ْمعًا (َ )101أفَ َ
الّذِينَ كَانَ ْ
خذُوا عِبَادِي ِمنْ دُونِي َأ ْولِيَا َء ِإنّا أَعَْت ْدنَا جَهَّن َم لِلْكَا ِفرِينَ نُ ُزلًا ()102
الّذِينَ َك َفرُوا أَ ْن يَتّ ِ
ض ّل َسعْيُ ُه ْم فِي الْحَيَاةِ ال ّدنْيَا َوهُمْ
سرِينَ أَعْمَالًا ( )103اّلذِينَ َ
ُقلْ َه ْل نُنَبُّئكُ ْم بِاْلَأخْ َ
ك الّذِينَ َك َفرُوا ِب َآيَاتِ َرّبهِ ْم َولِقَائِ ِه فَحَبِطَتْ
حسِنُونَ صُ ْنعًا ( )104أُولَئِ َ
حسَبُونَ أَّن ُهمْ يُ ْ
يَ ْ
أَعْمَاُلهُ ْم فَلَا ُنقِي ُم َلهُ ْم َيوْمَ اْلقِيَا َم ِة وَ ْزنًا (َ )105ذِلكَ َجزَا ُؤهُ ْم َجهَّنمُ بِمَا َك َفرُوا
خذُوا َآيَاتِي وَ ُرسُلِي ُهزُوًا ( )106إِنّ اّلذِينَ َآمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ كَانَتْ لَ ُهمْ
وَاتّ َ
س ُنزُلًا ()107
جَنّاتُ اْل ِف ْردَوْ ِ
37
-105هؤلء هم الذين كفروا بدلئل قدرة ال ،وأنكروا يوم البعث والساب ،
فضاعت أعمالم ،واستحقوا يوم القيامة التحقي والهال ،إذ ليس لم عمل ُيعْتدّ به
.
-106ذلك الذى بيّناه وفصّلناه شأن هؤلء ،وجزاؤهم عليه جهنم ،بسبب كفرهم
وسخريتهم با أنزل ال من آيات ،وما أرسل من رسل .
-107إن الذين صدقوا ف اليان وعملوا العمال الصالة؛ جزاؤهم جنات
الفردوس ينلون فيها .
كهيعص ( )1ذِ ْكرُ َرحْ َمةِ َرّبكَ َع ْب َدهُ َز َكرِيّا (ِ )2إذْ نَادَى َرّب ُه ِندَا ًء َخفِيّا ( )3قَالَ َربّ
س شَيْبًا َوَلمْ أَ ُك ْن ِبدُعَائِكَ َربّ َشقِيّا ()4
ِإنّي وَ َهنَ اْلعَ ْظمُ مِنّي وَاشَْت َعلَ الرّأْ ُ
-1حروف صوتية لبيان أن القرآن العجز من هذه الروف ،ولتنبيههم فيسمعون .
-2هذا -أيها الرسول -قصص ربك عن رحته لعبده ونبيه زكريا .
-3حي التجأ إل ال ودعاه ف خفية عن الناس .
38
-4فقال :رب إن قد ضعفت ،وشاب رأسى ،وكنت بدعائك غي شقى يا رب ،
بل كنت سعيدا مستجاب الدعوة .
ت أقارب أل يسنوا القيام على أمر الدين بعد موتى ،وكانت ول تزال
-5وإن ِخفْ ُ
امرأتى عقيما ،فارزقن من فضلك غلما يلفن ف قومى .
-6يرثن ف العلم والدين ،ويرث من آل يعقوب اللك ،واجعله يا رب مرضيا
عندك وعند الناس .
-7فنودى :يا زكريا إنا نبشرك بغلم سيناه يي ،ول نُسم به أحدا قبل .
-8قال زكريا متعجبا :يا رب كيف يكون ل ولد وزوجى عقيم وأنا ف سن
الشيخوخة؟ .
-9فأوحى ال لعبده زكريا أن المر كما بشرت به ،وأن مَنْحَك الولد مع كب السن
و ُعقْم الزوج هَيّن علىّ ،ول تستبعد ذلك فقد خلقتك من قبل ول تك شيئا موجودا .
-10قال زكريا :رب اجعل ل علمة تدل على حصول ما بشرت به .قال ال تعال
:علمتك أن تُحبس عن الكلم ثلث ليال ،وأنت سليم الواس واللسان .
-11فخرج زكريا على قومه من مصله ،فأشار إليهم أن سبحوا ال صباحا ومساء
.
-12ولد يي وشب ث نودى ،وأمر بأن يعمل با ف التوراة ف جد وعزم ،وقد آتاه
ال ف طور الصبا فقْه الدين وفهْم الحكام .
39
وَحَنَانًا ِمنْ َل ُدنّا وَزَكَا ًة وَكَانَ َتقِيّا ( )13وََبرّا ِبوَالِ َدْيهِ َوَلمْ َي ُكنْ جَبّارًا عَصِيّا ()14
ث حَيّا ( )15وَاذْ ُك ْر فِي الْكِتَابِ َم ْريَ َم ِإذِ
وَسَلَامٌ عَ َل ْيهِ َيوْ َم ُولِ َد َويَوْ َم يَمُوتُ وََيوْ َم يُ ْبعَ ُ
خ َذتْ ِم ْن دُوِن ِهمْ حِجَابًا َفأَ ْرسَلْنَا ِإلَ ْيهَا رُوحَنَا
انْتَبَ َذتْ ِم ْن َأهْ ِلهَا مَكَانًا َش ْرقِيّا ( )16فَاتّ َ
ت َتقِيّا ( )18قَالَ
ك إِنْ كُنْ َ
ت إِنّي أَعُو ُذ بِال ّرحْ َمنِ مِ ْن َ
شرًا َسوِيّا ( )17قَالَ ْ
فَتَمَّث َل َلهَا َب َ
ت أَنّى يَكُونُ لِي غُلَا ٌم َوَلمْ
ب لَكِ غُلَامًا زَكِيّا ( )19قَالَ ْ
ِإنّمَا َأنَا َرسُولُ َرّبكِ ِلَأهَ َ
جعَ َلهُ َآيَةً
ك قَالَ َرّبكِ ُهوَ عَ َليّ هَّي ٌن َولِنَ ْ
شرٌ َوَلمْ أَ ُك َبغِيّا ( )20قَالَ َك َذلِ ِ
سسْنِي َب َ
يَ ْم َ
لِلنّاسِ وَ َرحْ َمةً مِنّا وَكَا َن َأمْرًا مَقْضِيّا ()21
40
ت يَا
ع النّخْ َلةِ قَالَ ْ
ض ِإلَى ِجذْ ِ
ت بِ ِه َمكَانًا قَصِيّا (َ )22فأَجَا َءهَا الْمَخَا ُ
فَحَمَلَ ْت ُه فَانْتََبذَ ْ
ح َزنِي َقدْ َج َعلَ
ت َنسْيًا مَ ْنسِيّا ( )23فَنَادَاهَا ِم ْن تَحِْتهَا أَلّا تَ ْ
ت قَ ْب َل َهذَا وَكُنْ ُ
لَيْتَنِي مِ ّ
ع النّخْ َل ِة ُتسَاقِطْ عَلَ ْيكِ رُطَبًا جَنِيّا ()25
جذْ ِ
ك َسرِيّا (َ )24و ُهزّي ِإلَ ْيكِ بِ ِ
َرّبكِ تَحَْت ِ
ص ْومًا
ت لِلرّحْ َمنِ َ
فَكُلِي وَا ْشرَبِي َو َقرّي عَيْنًا َفإِمّا تَ َرِينّ ِم َن الَْبشَ ِر َأحَدًا َفقُولِي ِإنّي َنذَرْ ُ
ت بِ ِه َق ْومَهَا تَحْمِ ُل ُه قَالُوا يَا َمرَْيمُ َل َقدْ جِئْتِ شَيْئًا َف ِريّا (
فَ َلنْ أُكَ ّل َم الَْيوْمَ إِْنسِيّا (َ )26فَأتَ ْ
ك َبغِيّا ()28
ت ُأمّ ِ
ت هَارُو َن مَا كَا َن َأبُوكِ ا ْم َرأَ َسوْ ٍء َومَا كَانَ ْ
)27يَا ُأخْ َ
-22وتققت إرادة ال ،وحلت مري بعيسى على الوجه الذى أراده ال ،وذهبت
بملها إل الكان البعيد عن الناس .
-23فألأها أل الولدة إل أن تركن إل جذع نلة لتستند إليه وتستتر به ،وتيّلت
ما سيكون من إنكار أهلها هذا المر ،وتنت لو أدركها الوت ،وكانت شيئا منسيا
ل يذكر .
-24فناداها اللك من مكان منخفض عنها :ل تزن بالوحدة وعدم الطعام
والشراب ومقالة الناس ،فقد جعل ربك بالقرب منك نرا صغيا .
-25وهزى النخلة نوك يتساقط عليك الرطب الطيب .
-26فكلى منه واشرب ،وطيب نفسا .فإن رأيت أحدا من البشر ينكر عليك
أمرك ،فأشيى إليه أنك صائمة عن الكلم ،ولن تتحدثى اليوم إل أحد .
-27فأقبلت مري على أهلها تمل عيسى ،فقالوا لا ف دهشة واستنكار :لقد أتيت
أمرا فظيعا منكرا .
-28يا سللة هارون النب التقى الورع ،كيف تأتي ما أتيت وما كان أبوك فاسد
الخلق وما كانت أمك فاجرة .
ف ُنكَلّ ُم َمنْ كَانَ فِي الْ َمهْدِ صَِبيّا ( )29قَالَ ِإنّي َع ْبدُ ال ّلهِ َآتَاِنيَ
ت ِإلَ ْيهِ قَالُوا كَيْ َ
َفأَشَارَ ْ
ت َوأَوْصَانِي بِالصّلَا ِة وَالزّكَاةِ مَا
ب وَ َجعَلَنِي نَبِيّا ( )30وَ َجعَلَنِي مُبَارَكًا َأيْ َن مَا ُكنْ ُ
الْكِتَا َ
جعَلْنِي جَبّارًا شَقِيّا ( )32وَالسّلَامُ عَ َل ّي يَوْ َم ُوِلدْتُ
ُدمْتُ حَيّا ( )31وََبرّا ِبوَالِ َدتِي َولَ ْم يَ ْ
حقّ اّلذِي فِيهِ يَمَْترُونَ
ث حَيّا (َ )33ذِلكَ عِيسَى اْبنُ َم ْريَ َم َقوْ َل الْ َ
وََيوْ َم َأمُوتُ وََيوْ َم ُأبْعَ ُ
41
خذَ مِ ْن َولَ ٍد سُبْحَاَنهُ ِإذَا قَضَى َأمْرًا فَِإنّمَا َيقُولُ َلهُ ُك ْن فَيَكُونُ (
( )34مَا كَا َن لِ ّل ِه أَ ْن يَتّ ِ
ب ِمنْ
صرَاطٌ ُمسَْتقِيمٌ ( )36فَاخْتَلَفَ اْلأَ ْحزَا ُ
)35وَإِ ّن ال ّلهَ َربّي وَ َربّ ُكمْ فَاعُْبدُوهُ هَذَا ِ
ش َهدِ َيوْمٍ عَظِيمٍ ()37
بَيِْنهِ ْم َف َويْ ٌل لِ ّلذِينَ َك َفرُوا ِمنْ َم ْ
ص ْر يَوْ َم َي ْأتُونَنَا لَ ِكنِ الظّالِمُونَ الَْيوْ َم فِي ضَلَا ٍل مُبِيٍ ( )38وََأْنذِ ْرهُ ْم َيوْمَ
أَسْ ِم ْع ِبهِ ْم َوأَبْ ِ
ض َو َمنْ
ث الْأَرْ َ
ح ُن َنرِ ُ
سرَ ِة ِإذْ قُضِ َي الَْأ ْمرُ َو ُهمْ فِي َغفْ َلةٍ وَ ُهمْ لَا ُيؤْمِنُونَ (ِ )39إنّا نَ ْ
حْالْ َ
42
صدّيقًا نَبِيّا (ِ )41إذْ
عَلَ ْيهَا وَِإلَيْنَا يُ ْر َجعُونَ ( )40وَاذْ ُك ْر فِي الْكِتَابِ ِإْبرَاهِيمَ ِإّنهُ كَانَ ِ
ت ِإنّي
ك شَيْئًا ( )42يَا أَبَ ِ
ص ُر َولَا ُيغْنِي عَ ْن َ
ت لِ َم َتعُْبدُ مَا لَا َيسْمَ ُع َولَا يُبْ ِ
قَا َل ِلأَبِيهِ يَا َأبَ ِ
ت لَا َتعُْبدِ
صرَاطًا َس ِويّا ( )43يَا َأبَ ِ
ك فَاتِّبعْنِي َأ ْهدِكَ ِ
َقدْ جَا َءنِي ِمنَ اْلعِ ْلمِ مَا َلمْ َي ْأتِ َ
سكَ َعذَابٌ
ف أَ ْن يَ َم ّ
ت ِإنّي أَخَا ُ
الشّيْطَا َن إِ ّن الشّيْطَانَ كَا َن لِل ّرحْ َمنِ عَصِيّا ( )44يَا َأبَ ِ
ِمنَ الرّحْ َم ِن فََتكُو َن لِلشّيْطَا ِن َولِيّا ()45
-38ما أشد سعهم وأقوى بصرهم يوم يلقون ال!! لكنهم اليوم ف الدنيا بظلمهم
أنفسهم ،وتركهم النتفاع بالسمع والبصر ف ضلل عن الق ،ظاهر ل يفى .
-39وحذّر -أيها الرسول -هؤلء الظالي يوما يتحسرون فيه على تفريطهم ف
حق ال وحق أنفسهم -وقد فرغوا من حسابم ،ونالوا جزاءهم -وقد كانوا ف
الدنيا غافلي عن ذلك اليوم ،ل يصدقون بالبعث ول بالزاء .
-40أل فليعلم الناس أن ال هو الوارث لذا الكون وما فيه ،وحسابم على ال .
-41واذكر -أيها الرسول -للناس ما ف القرآن من قصة إبراهيم ،إنه كان عظيم
الصدق ،قول وعمل ،مبا عن ال تعال .
-42واذكر حي وجه إبراهيم الطاب إل أبيه ف رفق قائل له :يا أب كيف تعبد
أصناما ل تسمع ول تبصر ول تلب لك خيا ،ول تدفع عنك شرا؟! .
-43يا أب ،لقد جاءن من طريق الوحى اللى ما ل يأتك من العلم بال ،والعرفة با
يلزم النسان نو ربه ،فاتبعن فيما أدعوك إليه من اليان َ ،أدُلّك على الطريق
الستقيم ،الذى يوصلك إل الق والسعادة .
-44يا أبت :ل تطع الشيطان فيما يُزين لك من عبادة الصنام ،فإن الشيطان
دائب على معصية الرحن ومالفة أمره .
ت على الكفر -أن يُصيبك عذاب شديد من
صرَر َ
-45يا أبت :إن أخشى -إن أ ْ
الرحن ،فتكون قرينا للشيطان ف النار تليه ويليك .
43
اللّ ِه َوأَدْعُو َربّي َعسَى َألّا أَكُو َن ِبدُعَاءِ َربّي َشقِيّا ( )48فَلَمّا اعَْت َزلَ ُه ْم وَمَا يَعُْبدُونَ مِنْ
ق وََي ْعقُوبَ وَكُلّا َجعَلْنَا نَبِيّا ( )49وَ َوهَبْنَا َل ُهمْ مِنْ َرحْمَتِنَا
دُونِ ال ّلهِ َوهَبْنَا لَ ُه ِإسْحَا َ
صدْقٍ عَلِيّا ( )50وَاذْ ُك ْر فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِّنهُ كَا َن مُخْلَصًا وَكَانَ
وَ َجعَلْنَا َل ُهمْ ِلسَانَ ِ
َرسُولًا نَبِيّا ( )51وَنَا َديْنَا ُه ِمنْ جَانِبِ الطّو ِر الَْأيْ َم ِن وَ َق ّربْنَاهُ نَجِيّا ( )52وَ َوهَبْنَا َل ُه ِمنْ
َرحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُو َن نَبِيّا ()53
-46قال الب لبراهيم منكرا عليه ،مهددا له :كيف تنصرف عن آلت يا إبراهيم
وتدعون إل عبادة إلك؟ لئن ل تكف عن شتم الصنام لضربنك بالجارة ،فاحذرن
واتركن زمانا طويل ،حت تدأ ثائرتى عنك .
-47تلطف إبراهيم مع أبيه وودعه قائل :سلم عليك من ،وسأدعو لك رب
بالداية والغفرة ،وقد عوّدن رب أن يكون رحيما ب قريبا من .
-48وهاأنذا أهجركم وأبتعد عما تعبدون من دون ال ،وأعبد رب -وحده -
راجيا أن يقبل طاعت ول ييب رجائى .
-49فلما فارق إبراهيم أباه وقومه وآلتهم ،أكرمه ال بالذرية الصالة على يأس منه
،إذ بلغ هو وزوجه حد الكب الذى ل ينجب ،فوهب له إسحاق ،ورزقه من
إسحاق يعقوب ،وجعلناها نبيي .
-50وأعطيناهم فوق منلة النبوة كثيا من خيْرى الدين والدنيا برحتنا ،وأورثناهم
ف الدنيا ذكرى طيبة خالدة ،بلسان صدق علىّ يتحدث بذكرهم .
-51واتل -أيها الرسول -على الناس ما ف القرآن من قصة موسى ،إنه كان
خالصا بنفسه وقلبه وجسمه ل ،وقد اصطفاه ال للنبوة والرسالة .
-52وكرمناه فناديناه عند جبل الطور ،وسع موسى النداء اللى من الهة اليمن ،
وقرّبناه تقْريب تشريف واصطفيناه لناجاتنا .
-53ومنحناه من رحتنا ونعمنا ،واخترنا معه أخاه هارون نبيا ،يعاونه ف تبليغ
الرسالة .
44
ق الْوَ ْع ِد وَكَانَ َرسُولًا نَبِيّا ( )54وَكَانَ َي ْأ ُمرُ
وَاذْ ُك ْر فِي الْكِتَابِ ِإسْمَاعِي َل إِّنهُ كَانَ صَادِ َ
س ِإنّهُ كَانَ
أَهْ َل ُه بِالصّلَا ِة وَالزّكَاةِ وَكَانَ عِ ْندَ َرّبهِ مَرْضِيّا ( )55وَاذْ ُك ْر فِي الْكِتَابِ ِإدْرِي َ
صدّيقًا نَبِيّا ( )56وَ َر َفعْنَاهُ َمكَانًا عَلِيّا ( )57أُولَِئكَ اّلذِي َن َأنْ َعمَ ال ّلهُ عَلَ ْي ِه ْم ِمنَ النّبِيّيَ
ِ
ح َو ِمنْ ذُ ّرّيةِ ِإْبرَاهِي َم وَِإ ْسرَائِيلَ َومِ ّم ْن َهدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا
ِمنْ ذُ ّرّيةِ َآدَ َم َومِ ّم ْن حَمَلْنَا مَعَ نُو ٍ
جدًا َوُبكِيّا ( )58فَخَلَفَ مِ ْن َب ْعدِ ِهمْ خَلْفٌ
ِإذَا تُتْلَى عَلَ ْي ِهمْ َآيَاتُ ال ّرحْ َمنِ َخرّوا سُ ّ
ب وَ َآ َمنَ وَعَ ِملَ
سوْفَ يَ ْل َقوْنَ غَيّا (ِ )59إلّا َم ْن تَا َ
ت َف َ
شهَوَا ِ
أَضَاعُوا الصّلَاةَ وَاتّبَعُوا ال ّ
ك َيدْخُلُونَ الْجَّن َة َولَا يُظْلَمُو َن شَيْئًا ( )60جَنّاتِ َعدْ ٍن الّتِي وَ َعدَ ال ّرحْ َمنُ
صَالِحًا فَأُولَئِ َ
ب إِّنهُ كَا َن وَ ْع ُدهُ َم ْأتِيّا ()61
عِبَا َدهُ بِاْلغَيْ ِ
-54واتل -أيها الرسول -على الناس ما ف القرآن من قصة إساعيل ،إنه كان
يصدق ف وعده ،وقد وعد أباه بالصب على ذبه له َ ،ووَفّى بوعده ،ففداه ال
وشرفه بالرسالة والنبوة .
-55وكان يأمر أهله بإقامة الصلة وإيتاء الزكاة ،وكان ف القام الكري من رضا ربه
.
-56واتل -أيها الرسول -على الناس ما ف القرآن من قصة إدريس ،إنه كان
شأنه الصدق قول وفعل وعمل .وقد منحه ال شرف النبوة .
-57وقد رفعه ال بذلك مكانا ساميا .
-58أولئك الذين سلف ذكرهم ،من أنعم ال عليهم من النبيي بنعم الدنيا والخرة
من ذرية آدم ومن ذرية من ناه ال مع نوح ف السفينة ،ومن ذرية إبراهيم
كإساعيل ،ومن ذرية يعقوب كأنبياء بن إسرائيل ،ومن هديناهم إل الق ،
واخترناهم لعلء كلمة ال .هؤلء إذا سعوا آيات ال تُتْلى عليهم خشعوا وخروا
ساجدين ل متضرعي له .
-59ث جاء بعد هؤلء الخيار أجيال على غي هدْيهم تركوا الصلة ،وأهلوا
النتفاع بِهدْيها ،وانمكوا ف العاصى ،وسيلقى هؤلء جزاء غيهم وضللم ف الدنيا
والخرة .
45
-60لكن من تداركوا أنفسهم بالتوبة ،وصدق اليان ،والعمل الصال ،فإن ال
يقبل توبتهم ،ويدخلهم النة ،ويوفيهم أجورهم .
-61هذه النات دار خلود ،وعد الرحن با عباده التائبي ،فآمنوا با بالغيب ،فهم
داخلوها ل مالة ،فإن وعد ال ل يتخلف .
ك الْجَّنةُ الّتِي
لَا َيسْ َمعُونَ فِيهَا َلغْوًا ِإلّا سَلَامًا َوَلهُمْ رِ ْز ُق ُهمْ فِيهَا ُبكْ َر ًة وَ َعشِيّا ( )62تِلْ َ
ك َلهُ مَا بَ ْينَ َأْيدِينَا وَمَا خَلْفَنَا
ث ِمنْ عِبَادِنَا َمنْ كَا َن َتقِيّا (َ )63ومَا نَتََن ّزلُ ِإلّا ِبَأ ْمرِ َرّب َ
نُو ِر ُ
ض َومَا بَيَْنهُمَا فَاعُْب ْدهُ
ت وَاْلأَرْ ِ
ب السّمَاوَا ِ
ك َنسِيّا (َ )64ر ّ
وَمَا بَ ْينَ َذِلكَ َومَا كَانَ َربّ َ
ف ُأ ْخرَجُ حَيّا
ت َلسَوْ َ
وَاصْ َطِبرْ ِلعِبَادَِت ِه هَ ْل َتعْ َلمُ َل ُه سَمِيّا (َ )65وَيقُولُ اْلإِْنسَا ُن َأئِذَا مَا مِ ّ
شرَّن ُهمْ
حُك شَيْئًا (َ )67فوَرَّبكَ لََن ْ
( )66أَ َولَا َيذْ ُك ُر الِْإْنسَا ُن َأنّا خَ َلقْنَاهُ ِم ْن قَ ْبلُ َوَلمْ َي ُ
ض َرّنهُ ْم حَ ْولَ َجهَّنمَ جِثِيّا (ُ )68ثمّ لَنَ ْنزِ َع ّن ِمنْ ُكلّ شِي َعةٍ َأّي ُهمْ َأ َشدّ
ي ُث ّم لَنُحْ ِ
وَالشّيَاطِ َ
عَلَى ال ّرحْ َمنِ عِتِيّا ()69
-62وهم ف تلك النات ل يرى بينهم لغو الديث ،ول يسمعون إل خيا وأمنا ،
ورزقهم فيها رغد مكفول دائما .
-63وإنا يؤتى ال تلك النة ويلكها لن كان تقيا ف الدنيا بترك العاصى وفعل
الطاعات .
-64وكان الوحى قد تأخر وقلق الرسول -عليه الصلة والسلم -فجاءه جبيل
-عليه السلم -ليطمئنه وقال له :إن اللئكة ل تنل إل بإذن ربا ،فاطمئن أيها
الرسول الكري فإن ربك ل ينسى .
-65فهو سُبحانه الالق الالك للسموات والرض وما بينهما ،والدبر لشئونما ،
والستحق -وحده -للعبادة ،فاعبده -أيها الخاطب -وثابر على عبادته صابرا
مطمئنا ،فهو سبحانه الستحق -وحده -للعبادة ،وليس له نظي يستحق العبادة ،
أو يسمى باسم من أسائه .
-66ويقول النسان مستغربا البعث :كيف أبعث حيا بعد الوت والفناء؟!! .
-67كيف يستغرب قدرة ال على البعث ف الخرة ،ول يذكر أنه تعال خلقه ف
46
الدنيا من عدم؟ ،مع أن إعادة اللق أ ْهوَن من بدئه ف حكم العقل .
-68وإذا كان أمر البعث غريبا ينكره الكافرون ،فوالذى خلقك وربّاك ونّاك
لنجمعن الكافرين يوم القيامة مع شياطينهم -الذين زينوا لم الكفر -وسنحضرهم
جيعا حول جهنم جاثي على ركبهم ف ذلة لشدة الول والفزع .
-69ث لننعن من كل جاعة أشدهم كفرا بال ،وتردا عليه ،فيدفع بم قبل
سواهم إل أشد العذاب .
صلِيّا (َ )70وإِ ْن مِنْ ُك ْم ِإلّا وَارِ ُدهَا كَانَ عَلَى َربّكَ
ح ُن أَعْ َل ُم بِاّلذِينَ ُهمْ َأ ْولَى ِبهَا ِ
ُثمّ لَنَ ْ
ي فِيهَا جِثِيّا (َ )72وِإذَا تُتْلَى
حَتْمًا َمقْضِيّا (ُ )71ثمّ نُنَجّي الّذِينَ اّتقَوْا وََنذَ ُر الظّالِ ِم َ
س ُن َندِيّا
ت قَا َل اّلذِينَ َك َفرُوا لِ ّلذِينَ َآمَنُوا أَيّ اْل َفرِيقَ ْينِ خَيْ ٌر َمقَامًا َوَأحْ َ
عَلَ ْي ِهمْ َآيَاتُنَا بَيّنَا ٍ
س ُن َأثَاثًا وَ ِرئْيًا (ُ )74ق ْل َمنْ كَا َن فِي الضّلَاَلةِ
( )73وَ َكمْ َأهْ َلكْنَا قَبْ َل ُهمْ ِم ْن َقرْنٍ هُ ْم َأحْ َ
ب وَِإمّا السّا َعةَ َفسََيعْلَمُونَ
فَلْيَ ْم ُددْ َل ُه ال ّرحْ َم ُن مَدّا حَتّى ِإذَا َرَأوْا مَا يُو َعدُو َن ِإمّا الْ َعذَا َ
ضعَفُ جُ ْندًا (َ )75وَيزِيدُ ال ّل ُه الّذِينَ اهَْتدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ
َمنْ ُهوَ َش ّر مَكَانًا َوأَ ْ
الصّالِحَاتُ خَ ْيرٌ عِ ْندَ َرّبكَ َثوَابًا َوخَ ْيرٌ َم َردّا ()76
-70ونن أعلم بالذين هم أحق بسبقهم إل دخول جهنم والصطلء بلهيبها .
-71وإن منكم -معشر اللق -إل حاضر لا ،يراها الؤمن وير با ،والكافر
يدخلها ،وتنفيذ هذا أمر واقع حتما ،جرى به قضاء ال .
-72ث إننا نشمل التقي برحتنا فننجيهم من جهنم ،ونترك با الذين ظلموا أنفسهم
جاثي على ركبهم ،تعذيبا لم .
-73وكان الكافرون ف الدنيا إذا تليت عليهم آيات ال واضحة الدللة أعرضوا
عنها ،وقالوا للمؤمني -معتزين بالم وجعهم -لستم مثلنا حظا ف الدنيا ،فنحن
خي منكم منل وملسا ،فكذلك سيكون حظنا ف الخرة الت تؤمنون با .
-74وكان على هؤلء الكافرين أن يتعظوا َب ْن سبقهم من أمم كثية كفرت بال
وكانوا أحسن منهم حظا ف الدنيا ،وأكثر متاعا وأبى منظرا ،فأهلكهم ال بكفرهم
-وهم كثيون -وف آثارهم عب لكل معتب .
47
-75قل -أيها الرسول -لؤلء :من كان ف الضللة والكفر أمهله الرحن ،
وأملى له ف العمر ليزداد طغيانا وضلل ،وسيدد الكفار قولم للمؤمني :أى
الفريقي خي مقاما وأحسن نديا؟ إل أن يشاهدوا ما يوعدون :إما تعذيب السلمي
إياهم ف الدنيا بالقتل والسر ،وإما خزى القيامة لم ،فحينئذ يعلمون أنم شر منل
وأضعف أنصارا .
-76أما الؤمنون بآيات ال ،فحينما يسمعونا يقبلون عليها ،ويزيدهم ال با توفيقا
لسن العمل ،والعمال الصالة خي وأبقى عند ال ثوابا وعاقبة .
خذَ عِ ْندَ
ب أَ ِم اتّ َ
َأفَ َرَأيْتَ اّلذِي َك َفرَ ِب َآيَاتِنَا َوقَا َل َلأُوتََينّ مَالًا َو َولَدًا ( )77أَطّلَ َع اْلغَيْ َ
ب مَا يَقُولُ َونَ ُمدّ َل ُه ِمنَ اْل َعذَابِ َمدّا (َ )79وَنرُِث ُه مَا
ال ّرحْ َمنِ َع ْهدًا ( )78كَلّا سَنَكْتُ ُ
خذُوا مِ ْن دُونِ ال ّلهِ َآِل َهةً لَِيكُونُوا َل ُهمْ ِعزّا ( )81كَلّا
َيقُولُ َوَيأْتِينَا َفرْدًا ( )80وَاتّ َ
ضدّا (َ )82ألَ ْم َترَ َأنّا أَ ْرسَلْنَا الشّيَاطِيَ عَلَى
سَيَ ْك ُفرُو َن ِبعِبَا َدِتهِ ْم َويَكُونُونَ عَلَ ْي ِهمْ ِ
جلْ عَلَ ْي ِهمْ ِإنّمَا َنعُ ّد َلهُمْ َعدّا ()84
الْكَا ِفرِينَ َتؤُ ّزهُ ْم أَزّا ( )83فَلَا َتعْ َ
-77تعجب -أيها الرسول -من أمر الكافر بآيات ال ،الذى فتنته دنياه ،فأنكر
البعث وقال -مستهزئا : -إن ال سيعطين ف الخرة الت تزعمونا مالً وولدا أعتز
بما هناك ،وظن أن الخرة كالدنيا ،تقاس عليها ،ونسى أنا جزاء الي والشر ،
وأن الفضل فيها بالعمل الصال .
-78فهل اطلع ذلك الكافر على الغيب حت يب عن صدق؟ ،وهل أخذ من ال
عهدا بذلك حت يتعلق بأمل؟ .
-79فليتدع عما يفتريه ،فإننا نصى عليه افتراءه ،وسيصل عذابه مدودا مدّا
ل ل يتصوره .
طوي ً
-80سيسلبه ال ما يعتز به ف الدنيا من مال وولد ،ويهلكه ،ويأتى ف الخرة
وحيدا منفردا ،دون مال أو ولد أو نصي .
-81أولئك الكافرون اتذوا غي ال آلة متلفة عبدوها ،لتكون لم شفعاء ف
الخرة .
48
-82عليهم أن يرتدعوا عما يظنون ،سيجحد اللة عبادتم وينكرونا ،ويكون
هؤلء العبودون خصما للمشركي يطالبون بتعذيبهم .
-83أل تعلم -أيها الرسول -أننا مكنا الشياطي من الكافرين -وقد استحوذت
على هؤلء الكافرين -تُغريهم وتدفعهم إل التمرد على الق فانقادوا لا .
-84فل يضق صدرك -أيها الرسول -بكفرهم ،ول تستعجل لم العذاب ،فإنا
نتركهم ف الدنيا أمدا مدودا ونصى عليهم أعمالم وذنوبم ،لنحاسبهم عليها ف
الخرة .
-85اذكر -أيها الرسول -اليوم الذى نمع فيه التقي إل جنة الرحن وفودا
وجاعات مكرمي .
-86وندفع فيه الجرمي إل جهنم عطاشا ،كاندفاع الدواب العطاش إل الاء .
-87ول يلك الشفاعة ف هذا اليوم أحد إل من يأذن ال تعال له ،لعهد كان له .
-88لقد قال الشركون واليهود والنصارى :إن ال اتذ ولدا من اللئكة أو من
الناس .
-89لقد أتيتم -أيها القائلون -بذلك القول أمرا منكرا ،تنكره العقول الستقيمة
.
-90تكاد السموات يتشققن منه ،وتنخسف الرض ،وتسقط البال قطعا مفتتة .
-91وإنا تقرب حوادث السموات والرض والبال أن تقع ،لنم سوا ل ولدا .
49
-92وما يستقيم ف العقل أن يكون ل ولد ،لن إثبات الولد له يقتضى حدوثه
وحاجته .
-93ما كل من ف السموات والرض إل سيأتى ال سبحانه يوم القيامة عبدا خاضعا
للوهيته .
-94لقد أحاط علمه بم جيعا وبأعمالم ،فل يفى عليه أحد منهم ول شئ من
أعمالم .
-95وهم جيعا ييئون إليه يوم القيامة منفردين عن النصراء وعن الولد والال .
-96إن الؤمني العاملي الصالات يُحبهم ال ،ويُحببهم إل الناس .
-97فإنا يسرنا القرآن بلغتك لتُبشر برضا ال ونعيمه من اتبع أوامره واجتنب
نواهيه ،وتُنذر بسخط ال وعذابه من كفر به واشتد ف خصومته .
-98فل يزنك -أيها الرسول -عنادهم لك ،فقد أهلك ال قبلهم كثيا من
المم والجيال ،لعنادهم ولكفرهم ،ولقد اندثروا ،فل ترى منهم أحدا ،ول تسمع
لم صوتا .
خشَى ()3
شقَى (ِ )2إلّا َتذْ ِكرَ ًة لِ َم ْن يَ ْ
ك الْ ُقرْآَ َن لَِت ْ
طه ( )1مَا َأْنزَلْنَا عَلَ ْي َ
50
ت اْلعُلَا ( )4الرّحْ َمنُ عَلَى الْ َعرْشِ اسَْتوَى (َ )5ل ُه مَا
ض وَالسّمَاوَا ِ
تَ ْنزِيلًا مِ ّمنْ خَلَ َق الْأَرْ َ
ج َهرْ بِاْلقَ ْولِ َفِإنّهُ
ت الّثرَى (َ )6وإِ ْن تَ ْ
ض َومَا بَيَْنهُمَا وَمَا تَحْ َ
ت َومَا فِي اْلأَرْ ِ
فِي السّمَاوَا ِ
حسْنَى ( )8وَ َه ْل َأتَا َك َحدِيثُ
َيعْلَ ُم السّ ّر َوأَ ْخفَى ( )7ال ّلهُ لَا ِإلَ َه ِإلّا ُهوَ َلهُ اْلَأسْمَاءُ الْ ُ
س أَوْ
ت نَارًا َلعَلّي َآتِيكُ ْم مِ ْنهَا ِبقَبَ ٍ
مُوسَى (ِ )9إذْ َرأَى نَارًا َفقَا َل ِلأَهْ ِل ِه امْكُثُوا ِإنّي َآَنسْ ُ
ي يَا مُوسَى (ِ )11إنّي أَنَا َرّبكَ فَاخْلَ ْع نَعْلَ ْيكَ
أَ ِجدُ عَلَى النّا ِر ُهدًى ( )10فَلَمّا أَتَاهَا نُودِ َ
ك بِاْلوَا ِد الْ ُمقَدّسِ ُطوًى ()12
ِإنّ َ
-4قد نزل عليك هذا القرآن من عند ال القادر خالق الرض والسموات الرفيعة
العالية .
-5عظيم الرحة على ملكه استوى .
-6له -وحده -سبحانه ملك السموات وما فيها والرض وما عليها ،وملك ما
بينهما ،وما اختبأ ف الرض من معادن وخيات .
-7وكما شلت قدرة ال -عز وجل -كل شئ قد أحاط علمه بكل شئ ،وإن
ترفع صوتك -أيها النسان -بالقول ،فإن ال يعلمه ،لنه يعلم حديثك مع غيك
ويعلم حديث نفسك .
-8هو ال الله الواحد الستحق للعبادة دون سواه؛ إذ هو التصف بصفات الكمال ،
وله الصفات السن .
-9هل علمت -أيها النب -خب موسى مع فرعون؟
-10حي أبصر نارا ف مسيه ليل من مدين إل مصر ،فقال عند ذلك لزوجه ومن
معها :انتظروا ف مكانكم ،إن أبصرت نارا ،أرجو أن أحل لكم منها جرة تدفئكم ،
أو أجد حول النار من يهدين إل الطريق .
-11فلما بلغ مكانا ،سع صوتا عُ ْلوِيا يناديه :يا موسى .
-12إن أنا ال ربك ،فاخلع نعليك تكريا للموقف ،فإنك بالوادى الطهر البارك
وهو « طوى » .
51
ك فَاسْتَمِ ْع لِمَا يُوحَى (ِ )13إنّنِي َأنَا ال ّلهُ لَا ِإلَ َه ِإلّا َأنَا فَاعُْب ْدنِي َوأَ ِقمِ الصّلَاةَ
وََأنَا اخَْت ْرتُ َ
سعَى ( )15فَلَا
س بِمَا َت ْ
جزَى ُك ّل نَفْ ٍ
ِلذِكْرِي ( )14إِ ّن السّا َعةَ َآتَِي ٌة أَكَادُ ُأ ْخفِيهَا لِتُ ْ
صدّّنكَ عَ ْنهَا َم ْن لَا ُي ْؤمِ ُن ِبهَا وَاتّبَ َع هَوَاهُ فََت ْردَى (َ )16ومَا تِ ْلكَ بِيَمِيِنكَ يَا مُوسَى (
يَ ُ
ب أُ ْخرَى ()18
ش ِبهَا عَلَى غََنمِي َوِليَ فِيهَا مَآَ ِر ُ
ي َأتَوَ ّكأُ عَلَ ْيهَا َوأَهُ ّ
)17قَا َل هِيَ عَصَا َ
سعَى ( )20قَا َل خُ ْذهَا َولَا تَخَفْ
قَا َل َألْ ِقهَا يَا مُوسَى (َ )19فأَْلقَاهَا َفِإذَا ِهيَ حَيّ ٌة َت ْ
ج بَيْضَا َء ِمنْ غَ ْي ِر سُوءٍ َآَيةً
خرُ ْ
ض ُممْ َيدَ َك ِإلَى جَنَا ِحكَ تَ ْ
يَتهَا الْأُولَى ( )21وَا ْ
سَنُعِي ُدهَا سِ َ
أُ ْخرَى ()22
-13وأنا ال أصطفيك بالرسالة ،فاصغ لا أوحيه إليك لتعلمه وتبلغه قومك .
-14إنن أنا ال الله الواحد ،ل معبود بق سواى ،فآمن ب واعبدن ،وداوم على
إقامة الصلة لتظل ف ذكر دائم ب .
-15إن الساعة -الت هى موْعد لقائى ،وقد أخفيت موعدها عن عبادى ،
وأظهرت لم دللتها -آتية ل مالة ،لتحاسب كل نفس على ما عملت وتُجزى به .
-16فل يصرفنك يا موسى عن اليان بالساعة والستعداد لا من ل يصدق با ،
ومال مع هواه فتهلك .
-17وما تلك الت تسكها بيدك اليمن؟
-18وأجاب موسى :إنا عصاى أعتمد عليها ف مسيى ،وأسوق با غنمى ،ول
فيها منافع أخرى ،كدفع أذى اليوان .
-19قال ال سبحانه لوسى :ارم با على الرض .
-20فرمى با موسى ،ففوجئ با تنقلب حية تشى .
-21فارتاع منها ،فطمأنه ال قائل :تَناوْلا دون خوف ،فإننا سنعيدها عصا كما
كانت .
-22وَأدْخِل يدك ف جيب ثوبك مضمومة إل جنبك ترج بيضاء ناصعة من غي داء
،وقد جعلناها لك معجزة ثانية على رسالتك .
52
ح لِي
لُِنرَِيكَ ِمنْ َآيَاتِنَا اْلكُبْرَى ( )23ا ْذهَبْ إِلَى ِفرْ َعوْ َن ِإّنهُ َطغَى ( )24قَالَ َربّ ا ْشرَ ْ
س ْر لِي َأمْرِي ( )26وَاحْ ُللْ ُع ْقدَ ًة ِمنْ ِلسَانِي (َ )27يفْ َقهُوا َقوْلِي (
صدْرِي ( )25وََي ّ
َ
)28وَا ْجعَ ْل لِي وَزِيرًا ِم ْن أَهْلِي ( )29هَارُونَ َأخِي ( )30ا ْشدُ ْد ِبهِ أَزْرِي ()31
حكَ كَثِيًا ( )33وََنذْ ُكرَكَ كَثِيًا (ِ )34إّنكَ كُ ْنتَ
وََأ ْشرِ ْكهُ فِي َأ ْمرِي (َ )32ك ْي ُنسَبّ َ
بِنَا بَصِيًا ()35
-23لُِنرِيك بعض معجزاتنا الكبى لتكون دليل على صدقك ف الرسالة .
-24اذهب إل فرعون وادعه إل اليان بال الواحد الحد ،فإنه قد تاوز الد ف
كفره وطغيانه .
-25فتضرّع موسى إل ربه أن يشرح له صدره ،ليذهب عنه الغضب ،وليؤدى
رسالة ربه .
-26وسهّل ل أمر الرسالة لؤدى حقها .
-27وفك ُعقْدة لسان لبي .
-28ليفهم الناس فهما دقيقا ما أقول لم .
-29واجعل ل مؤازرا من أهلى .
-30هو أخى هارون .
-31اشدد به قوتى .
-32وأشركه معى ف تمل أعباء الرسالة وتبليغها .
-33كى نَُنزّهك كثيا عما ل يليق بك .
-34ونردد أساءك السن كثيا .
-35يا ربنا :إنك دائما بصي بنا ،ومتكفل بأمرنا .
53
ي فِي َأ ْهلِ مَ ْدَينَ ُث ّم جِئْتَ عَلَى َقدَرٍ يَا
ت سِنِ َ
َنفْسًا فَنَجّيْنَا َك ِمنَ اْل َغمّ َوفَتَنّا َك فُتُونًا فَلَبِثْ َ
ت وََأخُوكَ ِب َآيَاتِي َولَا تَنِيَا فِي ذِ ْكرِي (
ب َأنْ َ
ك لَِن ْفسِي ( )41اذْهَ ْ
مُوسَى ( )40وَاصْ َطَنعْتُ َ
)42
-36نادى ال رسوله موسى قائل :قد أعطيتك ما سألت ،وهذه منة عليك .
-37ولقد سبق أن تفضلنا عليك بنة أخرى دون سؤال منك .
-38حي ألمنا أمك إلاما كريا كانت فيه حياتك .
-39ألْهمناها أن تضعك -طفل رضيعا -ف الصندوق ،وأن تلقى به ف النيل ،
لننجيك من قتل فرعون ،إذ كان يقتل من يولد ف بن إسرائيل من الذكور ،وسخرنا
الاء لِيُلْقى الصندوق بالشاطئ ،وشاءت إرادتنا أن يأخذ الصندوق فرعون عدوى
وعدوك ،وأحببتك حب رحة وولية ،ليحبك كل من يراك ،ولترب تربية كرية
ملحوظا برعايت .
-40واعلم يا موسى سابق عنايتنا بك حي مشت أختك ترقب أمرك ،فلما صرت
ف قصر فرعون ،ورأتم يبحثون لك عن ُمرْضِع دلّتهم على أمك ،فرددناك إليها
لتفرح بياتك وعودتك ،ولتكف عن الزن والبكاء ،ولا كبت وقتلت خطأ رجل
من قوم فرعون نيناك من الغم الذى لق بك ،وخلّصناك من شرهم ،فذهبت إل
مدين ومكثت فيها سني عدة ،ث عدت من مدين ف الوعد الذى قدرناه لرسالك .
-41واصطفيتك لوحي وحل رسالت .
ضعُفا ف
-42اذهب مع أخيك ُمؤَيّدين بعجزاتى الدالة على النبوة والرسالة ،ول ت ْ
تبليغ رسالت ،ول تغفل عن ذكرى والستعانة ب .
خشَى ( )44قَالَا
اذْهَبَا إِلَى ِفرْ َعوْ َن ِإّنهُ َطغَى (َ )43فقُولَا َلهُ قَ ْولًا لَيّنًا َلعَلّ ُه يََتذَ ّكرُ َأ ْو يَ ْ
ف أَنْ يَ ْفرُطَ عَلَيْنَا َأوْ أَ ْن يَ ْطغَى ( )45قَالَ لَا تَخَافَا ِإنّنِي َمعَكُمَا أَسْ َم ُع َوأَرَى
َربّنَا ِإنّنَا نَخَا ُ
(َ )46فأْتِيَاهُ فَقُولَا ِإنّا َرسُولَا َرّبكَ َفأَ ْرسِ ْل َمعَنَا بَنِي إِ ْسرَائِي َل وَلَا ُتعَ ّذْبهُ ْم َقدْ جِئْنَا َك ِب َآيَةٍ
ك وَالسّلَامُ عَلَى َمنِ اتّبَ َع اْلهُدَى (ِ )47إنّا َقدْ أُوحِ َي إِلَيْنَا أَ ّن الْ َعذَابَ عَلَى َمنْ
ِمنْ َرّب َ
َك ّذبَ َوتَ َولّى ( )48قَالَ فَ َمنْ َرّبكُمَا يَا مُوسَى ()49
54
-43اذهب مع أخيك هارون إل فرعون ،إنه كافر تاوز الد ف كفره وطغيانه .
-44فادعواه إل اليان ب ف رفق ولي ،راجي أن يتذكر ما غفل عنه من اليان ،
ويشى عاقبة كفره وطغيانه .
-45فتضرع موسى وهارون إل ال قائلي :يا ربنا إننا نشى أن يُبادرنا فرعون
بالذى ،ويتجاوز الد ف الساءة .
-46فطمأنما ال بقوله :ل تافا فرعون ،إنن معكما بالرعاية والفظ ،سيع لا
يقول ،مبصر لا يفعل ،فل أمكّنه من إيذائكما .
-47فاذهبا إل فرعون فقول له :إننا رسولن إليك من ربك ،جئنا ندعوك إل
اليان به ،وأن تطلق بن إسرائيل من السر والعذاب ،قد أتيناك بعجزة من ال
تشهد لنا بصدق ما دعوناك إليه ،وبالمان من عذاب ال وغضبه لن اتبع هداه .
-48وإن ال قد أوحى إلينا أن عذابه الشديد واقع على من كذبنا وأعرض عن
دعوتنا .
-49قال فرعون ف طغيانه وجبوته :فَ َم ْن ربكما يا موسى؟ .
قَالَ َربّنَا اّلذِي أَ ْعطَى ُك ّل َشيْ ٍء خَلْ َق ُه ثُ ّم َهدَى ( )50قَالَ فَمَا بَا ُل الْ ُقرُونِ اْلأُولَى ()51
ضلّ َربّي َولَا يَ ْنسَى ( )52الّذِي جَ َع َل لَ ُكمُ اْلأَرْضَ
قَالَ عِلْ ُمهَا عِ ْندَ َربّي فِي كِتَابٍ لَا يَ ِ
َمهْدًا وَسَ َلكَ َل ُكمْ فِيهَا سُبُلًا َوأَْن َزلَ ِم َن السّمَا ِء مَا ًء َفَأخْ َرجْنَا ِب ِه أَ ْزوَاجًا ِمنْ نَبَاتٍ شَتّى (
)53كُلُوا وَارْ َعوْا َأْنعَا َمكُ ْم إِ ّن فِي َذِلكَ َل َآيَاتٍ ِلأُولِي الّنهَى ( )54مِ ْنهَا خَ َلقْنَا ُكمْ َوفِيهَا
ب وََأبَى ()56
خرِ ُج ُكمْ تَا َر ًة أُ ْخرَى (َ )55وَلقَ ْد أَ َريْنَاهُ َآيَاتِنَا كُ ّلهَا َف َكذّ َ
ُنعِيدُ ُك ْم وَمِ ْنهَا نُ ْ
-50فأجابه موسى :ربنا الذى منح نعمة الوجود لكل موجود ،وخلقه على الصورة
الت اختارها سبحانه له ،ووجّهه لا خلق .
-51قال لفرعون :فما شأن القرون الاضية وما جرى لا؟ .
-52قال موسى :عِ ْل ُم هذه القرون عند رب -وحده -وهى مسجلة ف صحائف
أعمالم ،ل يغيب عن علمه شئ منها ول ينساه .
-53هو الله التفضل على عباده بالوجود والفظ ،مهّد لكم الرض فبسطها
55
بقدرته ،وشق لكم فيها طرقا تسلكونا ،وأنزل الطر عليها ترى به النار فيها ،
فأخرج سبحانه أنواع النبات الختلفة التقابلة ف ألوانا وطعومها ومنافعها ،فمنها
البيض ،ومنها السود ،ومنها اللو ،ومنها الر .
-54ووجّه -سبحانه -عباده إل النتفاع با أخرج من النبات بالكل ورعى
النعام ،ونو ذلك .فذكر أن ف هذا اللق وإبداعه والنْعام به دلئل واضحة ،
يهتدى با ذوو العقول إل اليان بال ورسالته .
-55ومن تراب هذه الرض خلق ال آدم وذريته ،وإليها يردّهم بعد الوت لواراة
أجسامهم ،ومنها يرجهم أحياء مرة أخرى للبعث والزاء .
-56ولقد أرينا فرعون على يد موسى العجزات البيّنة الؤيدة لرسالته وصدقه ف كل
ما أخبه به عن ال وعن آثار قدرته ،ومع هذا فقد تادى فرعون ف كفره ،فكذّب
بكل ذلك ،وَأبَى أن يؤمن به .
56
-60فانصرف فرعون وتول المر بنفسه ،فجمع وسائل تدبيه ،وعِلْيَة من السحرة
،وأدوات السحر ،ث حضر ف الوعد بكل ذلك .
-61قال لم موسى يذرهم هلك ال وعذابه ،وينهاهم عن اختلق الكذب ،
بزعمهم ألوهية فرْعون وتكذيبهم رسل ال ،وإنكارهم العجزات ،وهددهم بأن ال
يستأصلهم بالعذاب إن استمروا على هذا ،ويؤكد خسران من افترى الكذب على
ال .
-62فذعروا من تذير موسى ،وتفاوضوا سرا فيما بينهم متجاذبي وك ّل يشي برأى
فيما ي ْلقَون به موسى .
-63وأجعوا فيما بينهم على أن موسى وهارون ساحران ،يعملن على إخراجهم من
بلدهم ،بإخراج السلطان من أيديهم ،وذلك بالسحر ليتمكن بنو إسرائيل فيها ،
وليبطل عقيدتم الطيبة ف زعمهم .
-64فاجعلوا ما تكيدون به موسى أمرا متفقا عليه ،ث احضروا مُصْ َطفّي ،لتكون
لكم ف نفوس الرائي اليبة والغلبة ،وقد فاز اليوم من غلب .
قَالُوا يَا مُوسَى ِإمّا أَ ْن تُ ْلقِ َي َوإِمّا أَنْ َنكُونَ َأ ّولَ َم ْن َألْقَى ( )65قَالَ َب ْل َألْقُوا َفِإذَا
س ِه خِي َفةً
سعَى (َ )66فأَ ْوجَسَ فِي َنفْ ِ
ح ِر ِهمْ َأّنهَا َت ْ
حِبَاُل ُهمْ وَعِصِّي ُه ْم يُخَّي ُل ِإلَيْ ِه ِمنْ سِ ْ
ف مَا صََنعُوا
ك َأنْتَ اْلأَعْلَى (َ )68وَألْ ِق مَا فِي يَمِيِنكَ تَ ْلقَ ْ
ف ِإنّ َ
مُوسَى ( )67قُلْنَا لَا تَخَ ْ
جدًا قَالُوا
ح َر ُة سُ ّ
ث َأتَى (َ )69فُألْ ِقيَ السّ َ
ح السّا ِحرُ حَيْ ُ
صَنعُوا كَ ْيدُ سَاحِ ٍر َولَا ُيفْلِ ُ
ِإنّمَا َ
ب هَارُو َن َومُوسَى ( )70قَالَ َآمَنُْت ْم َلهُ قَ ْب َل أَنْ َآذَ َن َلكُ ْم ِإّنهُ َلكَبِيُ ُكمُ اّلذِي
َآمَنّا ِبرَ ّ
خلِ
ف َوَلأُصَلّبَّنكُ ْم فِي ُجذُوعِ النّ ْ
ح َر فَ َلُأقَ ّطعَ ّن َأْيدَِيكُ ْم َوأَرْجُ َل ُكمْ ِم ْن خِلَا ٍ
عَلّ َم ُك ُم السّ ْ
وَلََتعْلَ ُم ّن َأيّنَا َأشَدّ َعذَابًا َوَأبْقَى ()71
-65واجه السحرة موسى برأى واحد ،وخيّروه ف شوخ واعتزاز ،بَيْن أن يبدأ
فيلقى عصاه ،أو أن يكونوا هم البادئي .
-66قال موسى :بل ابتدئوا ،فألقوا حبالم وعصيهم ،فتخيّل موسى من السحر أنا
انقلبت ثعابي تتحرك وتسي .
57
-67فأحس موسى بالوف لِما رآه من أثر السحر ،ومن احتمال أن يلتبس السحر
على الناس بالعجزة .
-68فأدركه ال بلطفه قائل :ل تش شيئا ،إنك الغالب النتصر على باطلهم .
-69وَألْق العصا الت بيمينك لتبتلع ما زوّروا من السحر ،إن صنيعهم ل ياوز تويه
السحرة ،وإن الساحر ل يفوز أينما كان .
-70فألقى موسى عصاه ،فإذا با تنقلب حقا بقدرة ال حية كبية ميفة ،وابتلعت
كل ما أعدّوه ،فلما رأى السحرة تلك العجزة بادروا إل السجود موقني بصدق
موسى قائلي :آمنا بال -وحده -رب هارون وموسى ،ورب كل شئ .
-71قال فرعون :كيف تؤمنون به دون إذن من؟ إنه لرئيسكم الذى علّمكم
السحر ،وليس عمله معجزة كما توهتم ،وهددهم ُ :لقَط َعنّ أيديكم وأرجلكم
متلفات بِقَطْع اليمن من واحدة واليسرى من الخرى ،ولصلبنكم ف جذوع النخل
،وستعلمون أى اللي أشد عذابا وأدوم زمنا :أنا أم إله موسى .
ض ِإنّمَا تَقْضِي
قَالُوا َل ْن نُ ْؤِثرَكَ عَلَى مَا جَا َءنَا ِمنَ الْبَيّنَاتِ وَالّذِي فَ َط َرنَا فَاقْضِ مَا َأنْتَ قَا ٍ
حرِ
هَ ِذ ِه الْحَيَاةَ ال ّدنْيَا (ِ )72إنّا َآمَنّا ِبرَبّنَا لَِيغْ ِفرَ لَنَا خَطَايَانَا َومَا أَ ْك َرهْتَنَا عَلَ ْيهِ ِم َن السّ ْ
ت فِيهَا َولَا يَحْيَى (
ج ِرمًا َفإِ ّن َلهُ َجهَّنمَ لَا يَمُو ُ
وَال ّلهُ خَ ْي ٌر َوأَْبقَى (ِ )73إنّ ُه َمنْ َي ْأتِ َرّب ُه مُ ْ
ك َل ُهمُ الدّرَجَاتُ اْلعُلَا ( )75جَنّاتُ
ت َفأُولَئِ َ
)74وَ َم ْن َيأِْتهِ مُ ْؤمِنًا َقدْ عَ ِم َل الصّالِحَا ِ
جرِي ِمنْ تَحِْتهَا الَْأْنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَ َذِلكَ َجزَا ُء َمنْ َتزَكّى (َ )76وَلقَ ْد َأوْحَيْنَا
َعدْ ٍن تَ ْ
ف دَرَكًا َولَا
ح ِر يََبسًا لَا تَخَا ُ
ب َلهُمْ َطرِيقًا فِي الْبَ ْ
ضرِ ْ
ِإلَى مُوسَى أَ ْن َأسْ ِر ِبعِبَادِي فَا ْ
خشَى ()77
تَ ْ
-72ثبت السحرة على إيانم ،ودفعوا تديد فرعون بقولم :لن نبقى على الكفر
معك بعدما تبيّن لنا الق ف معجزة موسى ،ولن نتارك على إله موسى الذى خلقنا ،
فافعل ما تريد أن تفعله ،إن سلطانك ل يتجاوز هذه الياة القصية .
-73فإننا مقيمون على اليان بربنا الق ،ليتجاوز لنا عمّا سلف من السيئات ،
وليغفر لنا مارسة السحر الذى أكرهتنا على تعلمه والعمل به ،وربنا خي منك ثوابا ،
58
إذا أُطيع ،وأبقى منك سلطانا وقدرة على الزاء .
-74إن من يوت على الكفر ويلقى ال مرما فجزاؤه جهنم ل يوت فيها فيستريح
من العذاب ،ول ييا حياة يتمتع فيها بنعيم .
-75ومن يلقى ربه على اليان وصال العمل فله النازل السامية .
-76تلك النازل هى القامة ف جنات النعيم ترى بي أشجارها النار خالدين
فيها ،وذلك جزاء لن طهر نفسه باليان والطاعة بعد الكفر والعصية .
-77ث تتابعت الحداث بي موسى وفرعون ،وأوحى ال إل رسوله موسى أن يرج
ببن إسرائيل من مصر ليل ،وأن يضرب البحر بعصاه فتحدث معجزة أخرى ،إذ
يفتح له الطريق يبسا ف الاء ،وطمأنه أل ياف من إدراك فرعون لم ،ول أن يغرقهم
الاء .
-78فنفّذ موسى ما أمر ال به ،فخرج فرعون بنوده وراءه ،فأدركهم عند البحر ،
وسار وراءهم ف الطريق الت تفتحت ف البحر لوسى وقومه ،وهنا تققت العجزة
الخرى ،وهى انطباق مياه البحر على فرعون وقومه ،فأغرقتهم جيعا .
-79وهكذا انرف بقومه عن طريق الق ،وغرر بم ،فهلكوا جيعا .
-80يا بن إسرائيل ،قد أنيناكم من عدوكم فرعون ،وواعدناكم بالنجاة من
عدوكم على لسان موسى أن تصلوا آمني إل جانب الطور ،ونزّلنا عليكم الن
والسلوى رزقا طيبا من اللو ولم الطي الشهى .
59
-81كلوا من هذه الطيبات الت رزقتم با دون مهود ،ول تظلموا ،ول ترتكبوا
معصية ال ف هذا العيش الرغيد ،حت ل ينل بكم غضب ،فإن من ينل عليه غضب
ينحدر إل أسفل الطبقات من عذاب ال .
-82وإن عظيم الغفران لن رجع عن كفره ،وأحسن اليان ،وأصلح العمل ،
واستمر على ذلك حت يلقى ال .
-83سبق موسى قومه إل الطور ،ليظفر بناجاة ربه ،فسأله ال عن السبب الذى
أعجله بالضور دون قومه .
-84قال موسى :إن قومى قريبون من ،لحقون ب ،وإنا سبقتهم إليك يا رب
رغبة ف رضاك .
-85قال ال له :إنّا قد امتحنا قومك من بعد مغادرتك لم ،فوقعوا ف فتنة ،إذْ
أضلّهم السامرى .
َفرَجَ َع مُوسَى إِلَى َق ْو ِمهِ غَضْبَا َن أَ ِسفًا قَالَ يَا قَوْ ِم َأَلمْ يَ ِعدْ ُكمْ َربّ ُكمْ وَ ْعدًا َحسَنًا َأفَطَالَ
ب ِمنْ َرّبكُ ْم َفأَخْ َلفُْتمْ مَوْ ِعدِي ( )86قَالُوا
حلّ عَلَ ْي ُكمْ غَضَ ٌ
عَلَ ْي ُكمُ اْل َعهْ ُد أَ ْم أَ َر ْدُتمْ أَ ْن يَ ِ
مَا َأخْ َلفْنَا َموْ ِعدَكَ بِ َم ْلكِنَا َولَكِنّا حُمّلْنَا َأوْزَارًا ِمنْ زِيَنةِ اْلقَوْ ِم َف َق َذفْنَاهَا َف َكذَِلكَ أَْلقَى
سيَ
سدًا َلهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إَِل ُهكُ ْم َوإَِل ُه مُوسَى فََن ِ
ج َلهُمْ ِعجْلًا َج َ
السّامِرِيّ (َ )87فأَ ْخرَ َ
ضرّا َولَا َن ْفعًا ( )89وََل َقدْ قَالَ َل ُهمْ
ك َل ُهمْ َ
(َ )88أفَلَا َيرَوْ َن َألّا َي ْرجِ ُع ِإلَيْ ِه ْم قَ ْولًا َولَا يَمْ ِل ُ
هَارُو ُن ِمنْ قَ ْب ُل يَا قَوْ ِم ِإنّمَا فُتِنُْتمْ بِ ِه َوإِنّ َربّ ُكمُ ال ّرحْ َمنُ فَاتِّبعُونِي َوأَطِيعُوا َأمْرِي ()90
-86فعاد موسى إل قومه ف غضب شديد وحزن مؤل ،وخاطب قومه -منكرا
عليهم -بقوله :لقد وعدكم ربكم النجاة والداية بنول التوراة ،والنصر بدخول
الرض القدسة ،ول يطل عليكم العهد حت تنسوا وعد ال لكم ،أردت بسوء
صنيعكم أن ينل بكم غضب ال بطغيانكم الذى حذركم منه ،فأخلفتم عهدكم ل
بالسي على سنت والجئ على أثرى .
-87قال قوم موسى معتذرين :ل نتخلف عن موعدك باختيارنا ،ولكننا حُمّلنا حي
خرجنا من مصر أثقال من حِلْى القوم ،ث رأينا -لشؤمها علينا -أن نتخلص منها ،
60
فأشعل السامرى النار ف حفرة ورمينا فيها هذه الثقال ،فكذلك رمى السامرى ما
معه من اللى .
-88فصنع السامرى لم عجل مسما من الذهب ،ير الريح ف جوفه فيكون له
صوت يسمع كخوار البقر ،لتتم الديعة به ،ودعاهم إل عبادته فاستجابوا ،وقال
هو وأتباعه :هذا معبودكم ومعبود موسى .فنسى أنه يسهل بالتأمل والستدلل على
أن العجل ل يكون إلا .
-89لقد عميت بصائرهم حي يعتبون هذا العجل إلا! أفل يرون أنه ل يرد على
أقوالم ،ول يستطيع أن يدفع عنهم ضرا ،ول أن يلب لم نفعا!؟
-90وكان هارون مقيما فيهم -حي قيام هذه الفتنة -ولقد قال لم قبل رجوع
موسى -عليه السلم : -يا قوم ،لقد وقعتم ف فتنة السامرى بذا الباطل ،وإن
إلكم الق هو ال الرحن دون سواه ،فاتبعون فيما أنصحكم به ،وامتثلوا رأي
بالمتناع عن هذه الضللة .
ي حَتّى َي ْرجِ َع إِلَيْنَا مُوسَى ( )91قَالَ يَا هَارُو ُن مَا مََن َعكَ ِإذْ
قَالُوا َل ْن نَ ْبرَحَ عَلَ ْيهِ عَا ِكفِ َ
ت َأ ْمرِي ( )93قَالَ يَا اْب َن أُ ّم لَا َت ْأخُ ْذ بِلِحْيَتِي َولَا
َرَأيَْتهُمْ ضَلّوا (َ )92ألّا تَتِّب َع ِن َأفَعَصَيْ َ
ب َق ْولِي ( )94قَالَ فَمَا
ِبرَْأسِي ِإنّي َخشِيتُ أَنْ َتقُو َل َف ّرقْتَ بَ ْينَ بَنِي ِإ ْسرَائِي َل وََل ْم َترْقُ ْ
ض ًة ِمنْ َأَثرِ ال ّرسُولِ
ت قَبْ َ
صرُوا ِبهِ َفقَبَضْ ُ
ت بِمَا لَ ْم يَبْ ُ
صرْ ُ
ك يَا سَا ِمرِيّ ( )95قَا َل بَ ُ
خَطْبُ َ
ب َفإِ ّن َلكَ فِي الْحَيَا ِة أَ ْن َتقُولَ لَا
ت لِي َن ْفسِي ( )96قَالَ فَاذْهَ ْ
فَنََبذُْتهَا وَ َك َذِلكَ َسوّلَ ْ
ح ّرقَّنهُ ُثمّ
ك مَوْ ِعدًا َلنْ تُخْ َل َف ُه وَانْ ُظ ْر إِلَى إَِل ِهكَ اّلذِي ظَلْتَ عَ َل ْيهِ عَا ِكفًا لَنُ َ
س َوإِنّ َل َ
ِمسَا َ
سفًا ()97
سفَنّ ُه فِي الَْيمّ َن ْ
لَنَ ْن ِ
-91قالوا :سنظل مستمرين على عبادة هذا العجل إل أن يعود موسى إلينا! .
-92قال موسى متأثرا با علمه ورآه من قومه :يا هارون ،أى سبب منعك أن
تكفهم عن الضللة إذ رأيتهم وقعوا فيها؟
-93ول تقم مقامى بنصحهم كما عهدت إليك ،أفل تتبعن فيما عهدت به إليك أم
هل عصيت أمرى؟ .
61
-94قال هارون لوسى :يا ابن أمى :ل تعاجلن بغضبك ،ول تسك بلحيت ول
برأسى .لقد خفت إن شددت عليهم فتفرقوا شيعا وأحزابا أن تقول ل :فرقت بي
بن إسرائيل ،ول تلفن فيهم كما عهدت إليك .
-95قال موسى -عليه السلم -للسامرى :ما هذا المر الطي الذى يُعد خَطْبا
ووقعت فيه؟! .
-96قال السامرى لوسى :عرفت من حذق الصناعة وحِيَلِها ما ل يعلمه بنو إسرائيل
،وصنعت لم صورة عجل له هذا الصوت ،وقبضت قبضة من أثر الرسول فألقيتها
ف جوف العجل ،تويها على الناس ،وكذلك َزيّنت ل نفسى أن أفعل ما فعلت .
-97قال موسى للسامرى :اخرج من جاعتنا ،وابعد عنا ،وإن جزاءك ف الدنيا أن
تيم على وجهك ،وينفر الناس منك ،حت ل تكون بينك وبينهم صلة ،فل يقربك
أحد ،ول تقترب أنت من أحد ،وإن لعذابك ف الخرة موعدا مددا ل تستطيع
الفرار منه ،وندد موسى به وبإله قائل :انظر الن ماذا نصنع بإلك الذى عكفت
على عبادته ،وفتنت الناس به ،لنحرقنه ث لنذروه ف البحر ذروا .
ك ِمنْ
ِإنّمَا ِإَلهُ ُكمُ ال ّلهُ اّلذِي لَا ِإَلهَ ِإلّا ُهوَ َوسِعَ ُك ّل َشيْءٍ عِلْمًا (َ )98ك َذِلكَ َنقُصّ عَلَ ْي َ
َأنْبَا ِء مَا َقدْ سََب َق وَ َقدْ َآتَيْنَا َك ِمنْ َل ُدنّا ذِ ْكرًا (َ )99م ْن أَ ْعرَضَ عَ ْن ُه َفِإنّ ُه يَحْ ِم ُل َيوْ َم الْقِيَامَةِ
خ فِي الصّورِ
وِزْرًا ( )100خَالِدِينَ فِي ِه وَسَا َء َل ُهمْ َيوْ َم الْقِيَا َمةِ حِمْلًا ( )101يَوْ َم يُ ْنفَ ُ
حنُ
شرًا ( )103نَ ْ
ي َي ْومَئِذٍ زُ ْرقًا ( )102يَتَخَافَتُو َن بَيَْن ُهمْ إِنْ لَبِثُْت ْم ِإلّا َع ْ
ج ِرمِ َ
ش ُر الْمُ ْ
حُوَنَ ْ
سَألُونَكَ َعنِ
أَعْ َلمُ بِمَا َيقُولُو َن ِإذْ َيقُو ُل َأمْثَلُ ُهمْ َطرِيقَ ًة إِ ْن لَبِثُْتمْ إِلّا يَ ْومًا ( )104وََي ْ
سفًا ()105
س ُفهَا َربّي َن ْ
الْجِبَا ِل َفقُ ْل يَ ْن ِ
-98وقام موسى بإناز ما قال ،ث اته إل بن إسرائيل بعد هذه العبة قائل لم :إن
إلكم الواحد ،هو الذى ل يُعبد بق سواه ،وقد أحاط علمه بكل شئ ما كان وما
سيكون .
-99كما قصصنا عليك -أيها الرسول -نبأ موسى ،نبك بالق عن المم
السابقة ،وقد أنزلنا عليك من عندنا كتابا فيه تذكي لك ولمتك ،با فيه صلح
62
دينكم ودنياكم .
-100من انصرف عن تصديقه والهتداء به فإنه يضل ف حياته ،ويأتى يوم القيامة
حامل إث ما صنع ،ويازى بالعذاب الشديد .
-101ويْلد ف هذا العذاب ،وبئس هذا المل السيئ يوم القيامة .
-102اذكر -أيها الرسول -لمتك اليوم الذى نأمر فيه الَلَك أن ينفخ ف الصور
( البوق ) نفخة الحياء والبعث من القبور ،وندعوهم إل الحشر ،ونسوق الجرمي
إل الوقف زرق الوجوه رعبا وفزعا .
-103يتهامسون فيما بينهم ف ذلة واضطراب عن قِصَر الياة الدنيا ،حت كأنم ل
ينعموا با ،ول يلبثوا فيها إل عشرة أيام .
-104وليس تامسهم خافيا ،فنحن أعلم با يتهامسون به ،وبا يقول أقربم إل
تصوير شعورهم نو الدنيا بأنا ل تكن إل كيوم واحد .
-105ويسألك النكرون للبعث -أيها الرسول -عن مصي البال يوم القيامة
الذى تتحدث عنه ،فأجِبْهم بأن ال يفتّتها كالرمل ،ث يطيّرها بالرياح فتكون هباء .
صفْصَفًا ( )106لَا َترَى فِيهَا ِع َوجًا َولَا َأمْتًا (َ )107ي ْومَئِ ٍذ يَتِّبعُونَ الدّا ِعيَ
فََيذَرُهَا قَاعًا َ
ت لِلرّحْ َم ِن فَلَا َتسْمَ ُع ِإلّا هَ ْمسًا ( )108يَ ْومَِئذٍ لَا تَ ْنفَعُ
صوَا ُ
شعَتِ اْلأَ ْ
ج َل ُه وَ َخ َ
لَا ِعوَ َ
ضيَ َل ُه َقوْلًا (َ )109يعْ َلمُ مَا بَ ْينَ َأْيدِي ِهمْ وَمَا خَلْ َف ُهمْ
شفَا َعةُ ِإلّا َم ْن َأذِنَ لَ ُه الرّحْ َم ُن وَرَ ِ
ال ّ
ب َمنْ حَ َملَ ظُ ْلمًا (
ح ّي الْقَيّو ِم َوقَ ْد خَا َ
ت الْ ُوجُو ُه لِلْ َ
وَلَا يُحِيطُو َن ِبهِ عِلْمًا ( )110وَعَنَ ِ
)111وَ َم ْن َيعْ َملْ ِم َن الصّالِحَاتِ َوهُ َو ُمؤْ ِم ٌن فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا َولَا هَضْمًا ()112
ث َل ُهمْ ذِ ْكرًا (
حدِ ُ
ص ّرفْنَا فِي ِه ِمنَ اْلوَعِيدِ َلعَ ّل ُهمْ يَّتقُونَ َأ ْو يُ ْ
وَ َكذَِلكَ َأْن َزلْنَا ُه ُقرْ َآنًا َعرَبِيّا وَ َ
)113
63
بالسكون والرهبة لعظمة الرحن ،فل يُسمَع إل صوت خفى .
-109يومئذ ل تنفع الشفاعة من أحد إل من أكرمه ال فأذن له بالشفاعة ورضى
قوله فيها ،ول تنفع الشفاعة ف أحد إل من أذن الرحن ف أن يُشفع له وكان مؤمنا ،
ورضى ال قوله بالتوحيد واليان .
-110وال -جل شأنه -يعلم ما تقدم من أمورهم ف دنياهم ،وما يستقبلونه منها
ف أُخراهم ،فهو سبحانه يُدبّر المر فيهم بقتضى علمه ،وهم ل ييطون علما
بتدبيه وحكمته .
-111و َذلّت وجوه ف هذا اليوم ،وخضعت للحى الذى ل يوت ،القائم بتدبي
أمور خلقه ،وقد خسر النجاة والثواب ف اليوم الخر من ظلم نفسه ف الدنيا فأشرك
بربه .
-112ومن يعمل من الطاعات وهو مصدق با جاء به -ممد صلى ال عليه وسلم
-فهو ل ياف أن يزاد ف سيئاته ،أو ينقص من حسناته .
-113ومثل هذا البيان الق الذى سلف ف هذه السورة -ف تجيد ال وقصة
موسى ،وأخبار القيامة -أنزل ال هذا الكتاب قرآنا عرب البيان ،وصرف القول ف
أساليب الوعيد ووجوهه ،لينتهوا عما هم فيه من العصيان ،وليجدد القرآن لم عظة
واعتبارا .
64
من قبل أن يفرغ الَلَك من إلقائه إليك ،وقل :رب زدن علما بالقرآن ومعانيه .
-115ولقد وصينا آدم -أيها الرسول -من أول أمره ،أل يالف لنا أمرا ،فنسى
العهد وخالف ،ول ند له أول أمره عزما وثيقا ،وتصميما قويا ينع من أن يتسلل
الشيطان إل نفسه بوسوسته .
-116واذكر -أيها الرسول -حي أمر ال اللئكة بتعظيم آدم على وجه أراده
سبحانه ،فامتثلوا ،لكن إبليس -وهو معهم وكان من الن -خالف وامتنع ،
فأخرج و ُطرِد!
-117فخاطب ال آدم قائل :إن هذا الشيطان الذى خالف أمرنا ف تعظيمك عدو
لك ولواء -زوجتك -فاحذروا وسوسته بالعصية ،فيكون سببا ف خروجكما من
النة ،فتشقى يا آدم ف الياة بعد الروج من النة .
-118إن علينا أن نكفل لك مطالب حياتك ف النة ،فلن يُصيبك فيها جوع ول
ِعرْى .
-119وأنه لن يصيبك فيها عطش ،ولن تتعرض فيها لر الشمس ،كما هو شأن
الكادحي ف خارج النة .
-120فاحتال عليه الشيطان يهمس ف نفسه ُ ،مرَغّبا له ولزوجه ف الكل من
الشجرة النهى عنها ،قائل :أنا أدلك يا آدم على شجرة ،من أكل منها رزق
اللود ،ورزق مُلكا ل يَفن .
65
-121ودلّه على الشجرة الحرّمة ،فخُدع آدم وزوجه بإغراء إبليس ،ونسيا نى
ال ،وأكل منها ،فظهرت لما عوراتما ،جزاء طمعهما ،حت نسيا ووقعا ف مالفته
،وصارا يقطعان من ورق شجر النة ويستران ما بدا منهما ،وخالف آدم ربه ،
حرِم اللود الذى تناه وفسد عيشه .
وكان ذلك قبل النبوة ،فَ ُ
-122ث اصطفاه ال للرسالة ،فقبل توبته ،وهداه إل العتذار والستغفار .
-123أمر ال آدم وزوجه أن يرجا من النة ويهبطا إل الرض ،وأخبها سبحانه
بأن العداوة ستكون ف الرض بي ذريتهما ،وأنه سبحانه سيمدهم بالدى والرشاد ،
فمن اتّبع منهم هدى ال فل يقع ف الآث ف الدنيا ،ول يشقى بالعذاب .
-124ومن أعرض عن هدى ال وطاعته فإنه ييا حياة ل سعادة فيها ،فل يقنع با
قسم ال ،ول يستسلم إل قضاء ال وقدره ،حت إذا كان يوم القيامة جاء إل موقف
الساب مأخوذا بذنبه ،عاجزا عن الجة الت يعتذر با ،كما كان ف دنياه أعمى
البصية عن النظر ف آيات ال .
-125وف هذا الوقف يسأل ربه ف فزع :يا رب كيف أنسيتن الُجة ،وأعجزتن
عن العذرة ،ووقفتن كالعمى؟! وقد كنت ف الدنيا أُبصر ما حول وأجادل وأدافع .
-126المر ف شأنك كما وقع :جاءتك دلئلنا ورسلنا ف الدنيا فنسيتها ،وتعاميت
عنها ،ول تؤمن با ،وكذلك اليوم تترك منسيا ف العذاب والوان .
-127ومثل هذا الزاء السيئ نزى ف الدنيا من أقبل على العصية ،وكذب بال
وآياته ،وإن عذاب الخرة لشد ألا ،وأ ْدوَم ما كان ف الدنيا .
َأفَلَ ْم َي ْهدِ َل ُهمْ َك ْم َأهْ َلكْنَا قَبْ َل ُهمْ ِم َن الْ ُقرُونِ يَ ْمشُو َن فِي َمسَاكِِن ِهمْ إِ ّن فِي ذَِلكَ لَ َآيَاتٍ
ِلأُولِي الّنهَى (َ )128وَلوْلَا كَلِ َم ٌة سََبقَتْ ِمنْ َرّبكَ َلكَانَ ِلزَامًا َوأَ َجلٌ ُمسَمّى ()129
س َوقَ ْبلَ ُغرُوبِهَا وَ ِمنْ َآنَاءِ
ع الشّمْ ِ
ح بِحَ ْمدِ َرّبكَ قَ ْبلَ طُلُو ِ
فَاصِْبرْ عَلَى مَا َيقُولُو َن َوسَبّ ْ
ك ِإلَى مَا مَّتعْنَا ِبهِ
ك َترْضَى ( )130وَلَا تَ ُمدّنّ عَيْنَ ْي َ
ح َوأَ ْطرَافَ الّنهَا ِر َلعَلّ َ
اللّيْ ِل َفسَبّ ْ
أَ ْزوَاجًا مِ ْن ُهمْ َز ْه َر َة الْحَيَاةِ الدّنْيَا لَِنفْتَِنهُ ْم فِيهِ وَرِ ْزقُ َرّبكَ خَ ْي ٌر وََأْبقَى (َ )131وْأمُرْ
66
ك وَاْلعَاقَِبةُ لِلّت ْقوَى ()132
ح ُن َنرْ ُزقُ َ
ك بِالصّلَاةِ وَاصْطَِبرْ َعلَ ْيهَا لَا َنسَْألُكَ رِ ْزقًا نَ ْ
أَهْ َل َ
َوقَالُوا لَ ْولَا َي ْأتِينَا ِب َآيَ ٍة ِمنْ َرّبهِ َأ َولَ ْم َتأِْت ِهمْ بَيَّن ُة مَا فِي الصّحُفِ اْلأُولَى ()133
67
-134ولو عاجل ال هؤلء الكافرين بالهلك قبل أن يرسل إليهم ممدا لعتذروا
يوم القيامة قائلي :يا ربنا ل ترسل إلينا رسول ف الدنيا مؤيدا باليات لنتبعه قبل أن
ينل بنا العذاب والزى ف الخرة .ولكن ل عذر لم الن بعد إرسال الرسول .
-135قل -أيها الرسول -لؤلء العاندين :إننا جيعا منتظرون لا يؤول إليه أمرنا
وأمركم ،وستعلمون حقا أى الفريقي صاحب الدين الق والهتدى بدى ال؟ .
س ِحسَاُب ُهمْ َو ُهمْ فِي َغفْ َلةٍ ُم ْعرِضُونَ ( )1مَا يَ ْأتِي ِهمْ ِم ْن ذِ ْكرٍ ِمنْ َرّب ِهمْ
اقْتَ َربَ لِلنّا ِ
ث ِإلّا اسْتَ َمعُو ُه َوهُ ْم يَ ْلعَبُونَ ()2
حدَ ٍ
مُ ْ
-1دنا للمشركي وقت حسابم يوم القيامة ،وهم غافلون عن هوله ،معرضون عن
اليان به .
-2ما يأتيهم قرآن من ربم مُجدّد نزوله ،مذكر لم با ينفعهم ،إل استمعوه وهم
مشغولون عنه با ل نفع فيه ،يلعبون كما يلعب الطفال .
حرَ
ش ٌر مِثْ ُلكُ ْم َأفََتأْتُونَ السّ ْ
جوَى اّلذِينَ ظَ َلمُوا َهلْ َهذَا ِإلّا َب َ
لَاهَِيةً قُلُوُبهُ ْم َوأَ َسرّوا النّ ْ
صرُونَ ( )3قَالَ َربّي َيعْ َلمُ اْلقَ ْولَ فِي السّمَا ِء وَاْلأَرْضِ وَ ُهوَ السّمِي ُع اْلعَلِيمُ ()4
وََأنُْتمْ تُبْ ِ
ضغَاثُ أَحْلَا ٍم َبلِ افَْترَاهُ َب ْل ُهوَ شَا ِعرٌ فَلَْي ْأتِنَا بِ َآَيةٍ َكمَا أُرْ ِس َل الَْأوّلُونَ ( )5مَا
َبلْ قَالُوا أَ ْ
ت قَبْ َل ُه ْم ِمنْ َق ْريَ ٍة َأهْلَكْنَاهَا َأ َفهُ ْم ُيؤْمِنُونَ ( )6وَمَا أَ ْرسَلْنَا قَبْ َلكَ ِإلّا ِرجَالًا نُوحِي
َآمَنَ ْ
سدًا لَا َيأْكُلُونَ
ِإلَيْ ِه ْم فَا ْسأَلُوا َأ ْهلَ الذّ ْكرِ إِنْ كُ ْنُتمْ لَا َتعْلَمُونَ ( )7وَمَا جَعَلْنَاهُ ْم َج َ
ص َدقْنَاهُ ُم الْوَ ْع َد َفَأنْجَيْنَا ُه ْم وَ َم ْن َنشَا ُء َوَأهْلَكْنَا
الطّعَا َم َومَا كَانُوا خَاِلدِينَ (ُ )8ثمّ َ
الْ ُمسْ ِرفِيَ ()9
-3لهية قلوبم عن التأمل فيه ،وبالغوا ف إخفاء تآمرهم على النب وعلى القرآن ،
قائلي فيما بينهم :ما ممد إل بشر مثلكم ،والرسول ل يكون إل مَلَكا .أتصدقون
ممدا فتحضرون ملس السحر وأنتم تشاهدون أنه سحر؟!
-4قال الرسول لم -وقد أطلعه ال على حديثهم الذى أسروه : -رب يعلم كل ما
يقال ف السماء والرض ،وهو الذى يَسمع كل ما يُسمع ،ويعلم كل ما يقع .
68
-5بل قالوا :إنه أخلط أحلم رآها ف النام ،بل اختلقه ونسبه كذبا إل ال .ث
أعرضوا عن ذلك ،وقالوا :بل هو شاعر يستول على نفوس سامعيه ،فليأتنا بعجزة
مادية دالة على صدقه ،كما أُرسل النبياء الولون مؤيدون بالعجزات .
-6ل تؤمن قبلهم أمة من المم الت أهلكناها بعد أن كذبت بالعجزات الادية ،فهل
يؤمن هؤلء إذا جاءهم ما يطلبون؟! .
-7وما أرسلنا إل الناس قبلك -أيها النب -إل رجال من البشر ،نوحى إليهم
الدين ليبلغوه الناس ،فاسألوا -أيها النكرون -أه َل العلم بالكتب النلة إن كنتم ل
تعلمون ذلك .
-8وما جعلنا الرسل أجسادا تالف أجساد البشر يعيشون دون طعام ،وما كانوا
باقي ملدين .
-9ث صدقناهم ،وحققنا لم الوعد ،فأنيناهم وأنينا معهم من أردنا ناتم من
الؤمني ،وأهلكنا الكافرين السرفي ف تكذيبهم وكفرهم برسالة أنبيائهم .
َلقَ ْد َأنْ َزلْنَا ِإلَ ْيكُمْ كِتَابًا فِي ِه ذِ ْكرُ ُكمْ أَفَلَا َتعْقِلُونَ ( )10وَ َك ْم قَصَمْنَا ِمنْ َق ْرَيةٍ كَانَتْ
ظَالِ َمةً وََأْنشَ ْأنَا َب ْعدَهَا َقوْمًا َآ َخرِينَ ( )11فَلَمّا أَ َحسّوا َبأْسَنَا ِإذَا ُهمْ مِ ْنهَا َيرْكُضُونَ (
)12لَا َترْكُضُوا وَا ْرجِعُوا ِإلَى مَا ُأْت ِرفْتُ ْم فِي ِه وَ َمسَاكِِنكُ ْم َلعَلّ ُكمْ ُتسَْألُونَ ( )13قَالُوا يَا
ك دَ ْعوَا ُهمْ حَتّى جَعَلْنَاهُ ْم حَصِيدًا خَا ِمدِينَ (
وَيْلَنَا ِإنّا كُنّا ظَالِ ِميَ ( )14فَمَا زَالَتْ تِ ْل َ
خذَ َل ْهوًا
)15وَمَا خَلَقْنَا السّمَا َء وَاْلأَرْضَ وَمَا بَيَْنهُمَا لَاعِبِيَ (َ )16لوْ أَ َردْنَا أَنْ نَتّ ِ
خ ْذنَاهُ ِم ْن لَ ُدنّا إِنْ ُكنّا فَاعِ ِليَ ()17
لَاتّ َ
-10لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه تذكي لكم إذا علمتموه وعملتم با فيه ،فكيف
تعرضون وتكفرون به؟! أيبلغ بكم العناد والمق إل ما أنتم عليه فل تعقلون ما
ينفعكم فتسارعون إليه؟
-11وكثي من أهل القرى أهلكناهم بسبب كفرهم وتكذيبهم لنبيائهم ،وأنشأنا
بعد كل قوم منهم قوما غيهم أحسن منهم حال ومآل .
-12فلما أردنا إهلكهم ،وأحسوا با يقع عليهم من شدة عذابنا وقدرتنا على
69
إنزاله؛ سارعوا إل الرب والتماس النجاة با يشبه عمل الدواب .
-13ل تسرعوا -أيها النكرون -فلن يعصمكم من عذاب ال شئ ،وارجعوا إل
ما كنتم فيه من نعيمكم ومساكنكم ،لعل خدمكم وأشياعكم يسألونكم العونة
والرأى كما كان شأنكم ،وأنّى تستطيعون؟ .
-14قالوا -وقد سعوا الستهزاء بم منادين هلكهم موقني به : -إنا كنا ظالي
حي أعرضنا عما ينفعنا ،ول نؤمن بآيات ربنا .
-15فما زالت هذه الكلمات يرددونا ويصيحون با ،حت جعلناهم -بالعذاب -
كالزرع الحصود خامدين ل حياة فيهم .
-16وما خلقنا السماء والرض وما بينهما -بذا النظام الحكم والصنع البديع -
نلعب با ،بل جعلناها لِكمٍ عالية يدركها التأملون .
-17لو أردنا أن نتخذ ما ن ْلهُو به لا أمكن أن نتخذه إل من مُلكنا الذى ليس ف
الوجود مُلك غيه ،إن كنا من يفعل ذلك ،ولسنا من يفعله لستحالته ف حقنا .
-18بل َأ ْمرُنا الذى يليق بنا هو أن نقذف الق ف وجه الباطل فَُي ْذهِبه ،ولكم -أيها
الكافرون -اللك بسبب افترائكم على ال ورسوله .
-19ول -وحده -كل من ف السموات والرض خَلقا ومُلكا ،فمن حقه -
وحده -أن يُعبد ،والقرّبون إليه من اللئكة ل يستكبون عن عبادته والضوع له ،
ول يشعرون بالعياء واللل من طول عبادته بالليل والنهار .
-20يَُنزّهونه جل شأنه عما ل يليق به ،ل يتخلل تنيههم هذا فُتُور ،بل هو تنيه
دائم ل يشغلهم عنه شاغل .
70
-21ل يفعل الشركون ما يفعله القربون من إخلص العبادة ل ،بل عبدوا غيه ،
واتذوا من الرض آلة ل تستحق أن تعبد ،وكيف يُعْبَد من دون ال من ل يستطيع
إعادة الياة؟! .
-22لو كان ف السماء والرض آلة غي ال تُدبّر أمرها لختلّ النظام الذى قام
ب اللك عما ينسبه إليه
عليه خلقهما ،ولا بلغ غاية الدقة والحكام ،فتنيها ل صاح ِ
الشركون .
-23ل يُحاسب -سبحانه -ول يُسأل عما يفعل ،لنه الواحد التفرد بالعزة
والسلطان ،الكيم العليم ،فل يطئ ف فعل أى شئ ،وهم يُحاسبون ويُسألون عما
يفعلون؛ لنم يطئون لضعفهم وجهلهم وغلبة الشهوة عليهم .
خذُوا ِمنْ دُونِهِ َآِل َهةً ُق ْل هَاتُوا ُب ْرهَاَنكُ ْم َهذَا ذِ ْك ُر َمنْ َمعِ َي َوذِ ْكرُ َم ْن قَبْلِي َبلْ
أَ ِم اتّ َ
حقّ َف ُهمْ مُ ْعرِضُونَ (َ )24ومَا أَ ْرسَلْنَا ِم ْن قَبْ ِلكَ ِمنْ َرسُو ٍل ِإلّا
أَكَْثرُ ُه ْم لَا َيعْلَمُو َن الْ َ
خ َذ ال ّرحْ َمنُ َوَلدًا سُبْحَاَنهُ َبلْ عِبَادٌ
نُوحِي ِإلَ ْيهِ َأّنهُ لَا ِإلَ َه ِإلّا َأنَا فَاعُْبدُونِ (َ )25وقَالُوا اتّ َ
مُ ْك َرمُونَ ( )26لَا َيسْبِقُونَ ُه بِاْل َقوْ ِل وَ ُه ْم بَِأ ْم ِرهِ َيعْمَلُونَ (َ )27يعْلَ ُم مَا بَ ْي َن َأيْدِيهِ ْم َومَا
شفِقُونَ (َ )28و َمنْ َي ُقلْ مِ ْن ُهمْ
ش َفعُو َن ِإلّا لِ َمنِ ا ْرتَضَى َو ُهمْ ِم ْن خَشْيَِت ِه ُم ْ
خَلْ َف ُهمْ َولَا َي ْ
جزِي الظّالِ ِميَ ()29
ك نَ ْ
جزِي ِه َجهَنّمَ َك َذلِ َ
ك نَ ْ
ِإنّي إَِل ٌه ِمنْ دُونِ ِه َف َذلِ َ
-24ل يعرفوا حق ال عليهم ،بل اتذوا من غيه آلة يعبدونا دون دليل معقول أو
برهان صادق .قل -أيها النب -هاتوا برهانكم على أن ل شريكا ف اللك يبر
إشراكه ف العبادة .هذا القرآن الذى جاء مذكرا لمت با يب عليها ،وهذه كتب
النبياء الت جاءت لتذكّر المم قبلى تقوم كلها على توحيد ال .بل أكثرهم ل
يعلمون ما جاء ف هذه الكتب ،لنم ل يهتموا بالتأمل فيها ،فهم معرضون عن
اليان بال .
-25وما أرسلنا إل الناس قبلك -أيها النب -رسول ما ،إل أوحينا إليه أن يبلّغ
أمته أنه ل يستحق العبادة غيى ،فَأخْلِصُوا ل العبادة .
-26وقال بعض كفار العرب :اتذ الرحن ولدا بزعمهم أن اللئكة بناته .تنّه عن
71
أن يكون له ولد .بل اللئكة عباد ُمكْرمون عنده بالقرب منه ،والعبادة له .
-27ل يسبقون ال بكلمة يقولونا ،قبل أن يأذن لم با ،وهم بأمره -دون غيه
-يعملون ،ول يتعدون حدود ما يأمرهم به .
-28يعلم ال كل أحوالم وأعمالم -ما قدّموه وما أخّروه -ول يشفعون عنده إل
لن رضى ال عنه ،وهم من شدة خوفهم من ال تعال وتعظيمهم له ف حذرٍ دائم .
-29ومن يقل من اللئكة :إن إله يعبد من دون ال فذلك نزيه جهنم .مثل هذا
الزاء نزى كل الذين يتجاوزون حدود الق ،ويظلمون أنفسهم بالشرك وادعاء
الربوبية .
أَ َوَلمْ َي َر الّذِينَ َكفَرُوا أَ ّن السّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا َرْتقًا َففََتقْنَاهُمَا َو َجعَلْنَا ِمنَ الْمَاءِ ُكلّ
شَيْ ٍء َحيّ َأفَلَا يُ ْؤمِنُونَ ()30
-30أَ َع ِمىَ الذين كفروا ول يبصروا أن السموات والرض كانتا ف بدء خلقهما
ملتصقتي ،فبقدرتنا فَصَلَنا كل منهما عن الخرى ،وجعلنا من الاء الذى ل حياة فيه
كل شئ حى؟! فهل بعد كل هذا يُعرضون ،فل يؤمنون بأنه ل إله غينا؟
وَ َجعَلْنَا فِي الْأَرْضِ َروَاسِ َي أَ ْن تَمِيدَ ِب ِه ْم وَ َجعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا َلعَ ّلهُ ْم َيهَْتدُونَ ()31
-31ومن دلئل قدرتنا أنا جعلنا ف الرض جبال ثوابت ،لئل تضطرب بم ،
وجعلنا فيها طرقا فسيحة ،ومسالك واسعة ،لكى يهتدوا با ف سيهم إل أغراضهم
.
حفُوظًا َوهُمْ َعنْ َآيَاِتهَا ُم ْعرِضُونَ (َ )32وهُ َو اّلذِي خَ َلقَ اللّ ْيلَ
وَ َجعَلْنَا السّمَا َء َسقْفًا مَ ْ
س وَاْلقَ َمرَ ُكلّ فِي فَ َلكٍ َيسْبَحُونَ ()33
وَالّنهَارَ وَالشّمْ َ
72
-33وال هو الذى خلق الليل والنهار ،والشمس والقمر ،كلٌ يرى ف ماله الذى
قدّره ال له ،ويسبح ف فلكه ل ييد عنه .
-34وما جعلنا لحد من البشر قبلك -أيها النب -اللود ف هذه الياة حت
يتربص بك الكفار الوت .فكيف ينتظرون موتك ليشمتوا بك وهم سيموتون كما
توت؟! أفإن مت يبقى هؤلء أحياء دون غيهم من سائر البشر؟ .
-35كل نفس ل بد أن تذوق الوت ،ونعاملكم ف هذه الياة معاملة الختَب با
يصيبكم من نفع وضر ،ليتميز الشاكر للخي والصابر على البلء من الاحد للنعم
والازع عند الصيبة .وإلينا ترجعون فنحاسبكم على أعمالكم .
-36وإذا رآك -أيها النب -الذين كفروا بال وبا جئت به ل يضعونك إل ف
موضع السخرية والستهزاء .يقول بعضهم لبعض :أهذا الذى يذكر آلتكم بالعيب؟
وهم بذكر ال الذى َيعُمّهم برحته ل يصدقون .
-37وإذا كانوا يطلبون التعجيل بالعذاب فإن طبيعة النسان التعجل ،سأريكم -
أيها الستعجلون -نعمت ف الدنيا ،وعذاب ف الخرة فل تشغلوا أنفسكم باستعجال
ما لبد منه .
-38ويقول الكافرون مستعجلي العذاب مستبعدين وقوعه :مت يقع هذا الذى
تَتوعدُوننا به -أيها الؤمنون -إن كنتم صادقي فيما تقولون؟ .
ي لَا َيكُفّونَ َع ْن ُوجُوهِ ِه ُم النّا َر َولَا َعنْ ُظهُو ِر ِهمْ َولَا ُهمْ
لَ ْو َيعْ َلمُ اّلذِينَ َك َفرُوا حِ َ
صرُونَ (َ )39بلْ َت ْأتِيهِ ْم َبغْتَ ًة فَتَ ْبهَُت ُهمْ فَلَا َيسْتَطِيعُونَ َر ّدهَا َولَا ُه ْم يُنْ َظرُونَ ()40
يُنْ َ
73
خرُوا مِ ْن ُه ْم مَا كَانُوا ِبهِ َيسَْت ْه ِزئُونَ (
ق بِالّذِينَ سَ ِ
ك فَحَا َ
وََل َقدِ اسُْت ْهزِئَ ِب ُرسُ ٍل ِمنْ قَبْ ِل َ
ُ )41قلْ َم ْن يَكْ َلؤُ ُكمْ بِاللّ ْيلِ وَالّنهَا ِر ِم َن ال ّرحْ َمنِ َب ْل ُهمْ َعنْ ذِ ْكرِ َرّب ِهمْ مُ ْعرِضُونَ (
سهِ ْم َولَا ُهمْ مِنّا يُصْحَبُونَ (
صرَ أَْن ُف ِ
)42أَ ْم َلهُمْ َآِل َه ٌة تَمَْن ُعهُ ْم ِمنْ دُونِنَا لَا َيسْتَطِيعُو َن نَ ْ
)43
-39لو يعلم الذين كفروا بال حالم -حي ل يستطيعون أن يدفعوا عن وجوههم
النار ول عن ظهورهم ،ول يدون من ينصرهم بدفعها؛ ما قالوا هذا الذى يقولونه .
-40ل تأتيهم القيامة على انتظارٍ وتوقع ،بل تأتيهم فجأة فتحيّرهم فل يستطيعون
ردّها ،ول هم يُ ْمهَلون ليتوبوا ويعتذروا عما قدّموا .
ح ّل بالذين كفروا
-41ولقد حدث للرسل قبلك أن استهزأ بم الكفار من أمهم ،ف َ
وسخروا من رسلهم العذاب الذى جعلوه مثال السخرية والستهزاء .
-42قل -أيها النب -لم َ :منْ يفظكم ف الليل والنهار من نقمته ويرحكم وينعم
عليكم؟ ل أحد يستطيع ذلك ،بل هم منصرفون عن القرآن -الذى يذكّرهم با
ينفعهم ويدفع العذاب عنهم .
َ -43أَلهُم آلة تنع العذاب من دوننا؟ كل :إنم ل يستطيعون أن يعينوا أنفسهم
حت يعينوا غيهم .ول أحد يستطيع أن يفظ واحدا منهم ف جواره وصحبته إذا
أردنا بم العذاب واللك .
صهَا ِمنْ
ض نَ ْنقُ ُ
َبلْ مَّتعْنَا َه ُؤلَا ِء وَ َآبَا َء ُهمْ حَتّى طَالَ عَلَ ْي ِهمُ اْلعُ ُمرُ أَفَلَا َيرَوْ َن َأنّا َن ْأتِي الْأَرْ َ
صمّ الدّعَا َء ِإذَا مَا
أَ ْطرَا ِفهَا َأ َف ُهمُ اْلغَالِبُونَ (ُ )44ق ْل ِإنّمَا ُأْنذِرُ ُكمْ بِالْ َوحْ ِي َولَا َيسْمَ ُع ال ّ
ك لََيقُوُلنّ يَا وَيْلَنَا ِإنّا كُنّا ظَالِمِيَ ()46
حةٌ ِمنْ َعذَابِ َرّب َ
يُ ْنذَرُونَ ( )45وَلَِئ ْن َمسّ ْتهُ ْم َنفْ َ
وَنَضَعُ الْ َموَازِينَ اْلقِسْطَ لِيَوْ ِم اْلقِيَا َمةِ فَلَا تُظْ َل ُم َنفْسٌ شَيْئًا َوإِنْ كَا َن مِ ْثقَا َل حَّبةٍ ِمنْ
خَ ْر َدلٍ َأتَيْنَا بِهَا وَ َكفَى بِنَا حَاسِبِيَ ()47
-44ل نُعجل عقاب هؤلء بكفرهم ،بل استدرجناهم ومتّعناهم ف الياة الدنيا كما
متعنا آباءهم قبلهم حت طال عليهم العمر .أيتعامون عما حولم فل يرون أنا نقصد
74
الرض فننقصها من أطرافها بالفتح ونصر الؤمني؟! أفهم الغالبون ،أم الؤمنون الذين
وعدهم ال بالنصر والتأييد؟ .
-45قل -أيها النب : -ل أحذركم بكلم من عندى ،وإنا أحذركم بالوحى
الصادر عن ال ل -وهو حق وصدق -وهم لطول إعراضهم عن صوت الق ختم
ال على سعهم حت صاروا كالصم ،ول يسمع الصم الدعاءَ حي يوّفون بالعذاب .
-46وتأكد أنم إن أصابتهم إصابة خفيفة من العذاب الذى يسخرون منه يصيحون
من الول قائلي :يا ويلنا إنا كنا ظالي لنفسنا وغينا ،إذ كفرنا با أخبنا به .
-47ونضع الوازين الت تقيم العدل يوم القيامة ،فل تُظَلَم نفس بنقص شئ من
حسناتا أو زيادة شئ ف سيئاتا ،ولو كان وزن حبة صغية أتينا با وحاسبنا عليها ،
وكفى أن نكون الاسبي فل تظلم نفس شيئا .
شوْنَ َرّبهُمْ
خَوََل َقدْ َآتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ اْل ُف ْرقَا َن وَضِيَا ًء َوذِ ْكرًا لِلْمُّتقِيَ ( )48اّلذِي َن يَ ْ
شفِقُونَ (َ )49و َهذَا ذِ ْكرٌ مُبَارَ ٌك َأْن َزلْنَا ُه َأ َفأَنُْتمْ لَ ُه مُ ْنكِرُونَ (
ب وَ ُه ْم ِمنَ السّا َعةِ ُم ْ
بِاْلغَيْ ِ
)50وََل َقدْ َآتَيْنَا ِإْبرَاهِيمَ ُرشْ َد ُه ِمنْ قَ ْب ُل وَكُنّا بِهِ عَالِ ِميَ (ِ )51إذْ قَالَ ِلَأبِي ِه َوقَ ْو ِمهِ مَا
هَ ِذ ِه التّمَاثِي ُل الّتِي َأنُْتمْ َلهَا عَا ِكفُونَ ( )52قَالُوا َوجَ ْدنَا َآبَا َءنَا َلهَا عَاِبدِينَ ( )53قَالَ
ح ّق أَ ْم َأنْتَ ِم َن اللّاعِِبيَ (
َلقَدْ كُنُْت ْم َأنْتُ ْم وَ َآبَاؤُ ُك ْم فِي ضَلَا ٍل مُبِيٍ ( )54قَالُوا َأجِئْتَنَا بِالْ َ
)55
-48ولقد أعطينا موسى وهارون التوراة الت تفرق بي الق والباطل ،واللل
والرام ،وهى إل ذلك نور يهدى إل طرق الي والرشاد ،وتذكي ينتفع به التقون .
-49الذين يافون خالقهم ومالك أمرهم -حال ُبعْد الناس عنهم -ل يراءون أحدا
،وهم من أهوال يوم القيامة ف خوف دائم .
-50وهذا القرآن تذكي كثي للخي ،أنزلناه لكم كما أنزلنا الذكر على موسى ،
فكيف يكون منكم إنكاره وأنتم أول الناس باليان به؟!
-51ولقد أعطينا إبراهيم الرشد والتفكي ف طلب الق ملصا من قبل موسى
وهارون ،وكنا بأحواله وفضائله الت تؤهله لمل الرسالة عالي .
75
خفّا بالصنام الت
-52واذكر -أيها النب -حي قال إبراهيم لبيه وقومه مست ِ
كانوا يعظمونا ويعكفون على عبادتا :ما هذه التماثيل الت أنتم مقيمون على عبادتا؟
-53قالوا :وجدنا آباءنا يعظمونا ويصونا بعبادتم ،فاتّبعناهم .
ح عن الق
-54قال :لقد كنتم ف هذه العبادة وكان آباؤكم من قبلكم ف ُبعْدٍ واض ٍ
.
-55قالوا :أجئتنا ف هذا الذى تقوله با تعتقد أنه الق ،أم أنت بذا الكلم من
الذين يلهون ويلعبون غي متحملي أى تبعة؟
-56قال :ل هزل فيما قلته ،بل ربكم الذى يستحق -دون غيه -التعظيم
والشوع والعبادة هو الذى خلق السموات والرض ،وأوجدهن على غي مثال سابق
.فحقه -وحده -أن يعبد ،وأنا على ذلك الذى أقوله من التحققي الذين يقولون
ما يشاهدونه ويعلمونه .
-57وقال ف نفسه :أقسم بال لدبّرن تدبيا أكسر به أصنامكم بعد أن تبتعدوا
عنها ،ليظهر لكم ضلل ما أنتم عليه .
-58ذهب إبراهيم بعد انصرافهم إل الصنام فحطمها وجعلها قطعا ،إل صنما
كبيا تركه ليجعوا إليه ويسألوه عما وقع للتهم فل ييبهم فيظهر لم بطلن عبادتم
.
-59قالوا بعد أن رأوا ما حصل لصنامهم َ :منْ فعل هذا بآلتنا؟ إنه دون شك من
الذين ظلموا أنفسهم بتعريضها للعقاب .
76
-60قال بعضهم :سعنا شابا يذكرهم بالسب يُدعى إبراهيم .
-61قال كبارهم :اذهبوا إليه فأحضروه ليُحاسب على مرأى من الناس ،لعلهم
يشهدون با فعل ويشاهدون العقوبة الت سننلا به .
-62قالوا بعد أن أحضروه :أأنت الذى فعلت هذا بآلتنا يا إبراهيم؟ .
-63قال مُنَبّها لم على ضللم مُتَهكّما بم :بل فعله كبيهم هذا ،فاسألوا اللة
عمّن فعل با هذا إن كانوا يستطيعون أن يردوا جواب سؤالكم؟ .
سهِ ْم َفقَالُوا ِإنّ ُك ْم أَنُْت ُم الظّالِمُونَ (ُ )64ثمّ ُن ِكسُوا عَلَى رُءُوسِ ِه ْم لَ َقدْ
َفرَ َجعُوا ِإلَى أَْن ُف ِ
ت مَا َه ُؤلَا ِء يَنْ ِطقُونَ ( )65قَا َل َأفَتَعُْبدُونَ ِم ْن دُونِ ال ّل ِه مَا لَا يَنْ َف ُعكُ ْم شَيْئًا َولَا
عَلِ ْم َ
ف لَ ُك ْم وَلِمَا َتعُْبدُو َن ِمنْ دُو ِن ال ّلهِ َأفَلَا َت ْعقِلُونَ ( )67قَالُوا حَ ّرقُوهُ
ضرّ ُكمْ ( )66أُ ّ
يَ ُ
صرُوا َآِلهََتكُ ْم إِنْ كُنُْت ْم فَاعِلِيَ ( )68قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي َب ْردًا وَسَلَامًا عَلَى ِإْبرَاهِيمَ (
وَانْ ُ
ض الّتِي
سرِينَ (َ )70ونَجّيْنَا ُه وَلُوطًا ِإلَى اْلأَرْ ِ
جعَلْنَاهُ ُم الَْأ ْخ َ
)69وَأَرَادُوا ِبهِ َك ْيدًا فَ َ
بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِيَ ( )71وَ َوهَبْنَا َل ُه إِسْحَاقَ وََي ْعقُوبَ نَافِ َلةً وَكُلّا جَعَلْنَا صَالِحِيَ (
)72
-64فعادوا إل أنفسهم يفكرون فيما هم عليه من عبادة ما ل ينفع غيه ،ول يدفع
عن نفسه الشر ،فاستبان لم خطؤهم ،وقال بعضهم :ليس إبراهيم من الظالي ،بل
أنتم -بعبادة ما ل يستحق العبادة -الظالون .
-65ث انقلبوا من الرشاد الطارئ إل الضلل ،وقالوا لبراهيم :إنك قد علمت أن
هؤلء الذين نعبدهم ل ينطقون ،فكيف تطلب منا أن نسألم؟
-66قال :أيكون هذا حالم من العجز ،ويكون هذا حالكم معهم ،فتعبدون من
غي ال ما ل ينفعكم أقل نفع إن عبدتوه ،ول يضركم إن أهلتموه؟! .
-67قُبحا لكم وللتكم ،أتعطلون تفكيكم وتُهملون العتبار با تدركون؟ إن هذه
الصنام ل تستحق العبادة .
-68قال بعضهم لبعض :أحرقوه بالنار وانصروا آلتكم عليه بذا العقاب ،إن كنتم
تريدون أن تفعلوا ما تنصرون به آلتكم .
77
-69فجعلنا النار باردة وسلما ل ضرر فيها على إبراهيم .
-70وأرادوا أن يبطشوا به فأنيناه وجعلناهم أشد الناس خسرانا .
-71ونّيناه ولوطا من كيد الكائدين ،فاتها إل الرض الت أكثرنا فيها الي للناس
جيعا ،وأرسلنا فيها كثيا من النبياء .
-72ووهبنا له إسحاق ،ومن إسحاق يعقوب هبة زائدة على ما طلب ،وكل من
إسحاق ويعقوب جعلناه أهل صلح .
وَ َجعَلْنَا ُه ْم أَئِ ّم ًة َي ْهدُو َن ِبأَ ْم ِرنَا َوأَ ْوحَيْنَا ِإلَ ْي ِهمْ ِف ْعلَ الْخَ ْيرَاتِ َوِإقَامَ الصّلَا ِة وَإِيتَا َء الزّكَاةِ
وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (َ )73ولُوطًا َآتَيْنَاهُ ُحكْمًا وَعِ ْلمًا َونَجّيْنَا ُه ِمنَ اْل َقرَْيةِ الّتِي كَانَتْ
ث ِإنّ ُهمْ كَانُوا َقوْ َم َسوْ ٍء فَا ِسقِيَ (َ )74وَأدْخَلْنَاهُ فِي َرحْمَتِنَا ِإنّ ُه ِمنَ
َتعْ َملُ الْخَبَائِ َ
جبْنَا َل ُه فَنَجّيْنَا ُه َوأَهْ َلهُ مِ َن الْ َك ْربِ اْلعَظِيمِ
الصّالِحِيَ (َ )75ونُوحًا ِإ ْذ نَادَى ِمنْ قَ ْب ُل فَاسْتَ َ
ص ْرنَاهُ ِمنَ اْل َقوْ ِم الّذِينَ َك ّذبُوا ِب َآيَاتِنَا ِإّنهُمْ كَانُوا َقوْ َم سَوْ ٍء َفأَ ْغ َرقْنَا ُه ْم أَجْ َمعِيَ (
( )76وَنَ َ
ت فِيهِ غََن ُم الْ َقوْ ِم وَكُنّا
ث ِإذْ َن َفشَ ْ
حرْ ِ
حكُمَانِ فِي الْ َ
َ )77ودَاوُو َد وَسُلَيْمَا َن ِإ ْذ يَ ْ
حكْ ِم ِهمْ شَا ِهدِينَ ()78
لِ ُ
78
أصحاب شر فأغرقناهم أجعي .
-78واذكر -أيها النب -داود وسليمان حي كانا يكمان ف الزرع ،إذ انتشرت
فيه غنم القوم من غي أصحابه وأكلته ليل ،وكنا لكمهما ف القضية التعلقة به عالي
.
ح َن وَالطّ ْيرَ
خرْنَا مَ َع دَاوُودَ الْجِبَالَ ُيسَبّ ْ
َففَهّمْنَاهَا سُلَيْمَا َن وَكُلّا َآتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا َوسَ ّ
س َلكُ ْم لِتُحْصَِن ُكمْ ِم ْن َبأْ ِسكُ ْم َف َهلْ َأنُْتمْ شَا ِكرُونَ
وَكُنّا فَاعِ ِليَ ( )79وَعَلّمْنَاهُ صَ ْن َع َة لَبُو ٍ
ض الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنّا بِ ُكلّ
جرِي ِبَأمْ ِر ِه ِإلَى الْأَرْ ِ
ص َفةً تَ ْ
( )80وَِلسُلَيْمَا َن الرّيحَ عَا ِ
ك وَكُنّا لَ ُهمْ
ي َمنْ َيغُوصُونَ َل ُه وََيعْمَلُونَ َعمَلًا دُو َن َذلِ َ
شَيْءٍ عَالِ ِميَ ( )81وَ ِم َن الشّيَا ِط ِ
ت أَ ْر َحمُ الرّاحِمِيَ ()83
ض ّر َوأَنْ َ
حَافِظِيَ (َ )82وَأيّوبَ ِإ ْذ نَادَى َرّبهُ َأنّي َمسِّنيَ ال ّ
ض ّر وَ َآتَيْنَا ُه َأهْ َلهُ َومِثْ َلهُ ْم َم َعهُمْ َرحْ َم ًة ِمنْ ِع ْندِنَا وَذِ ْكرَى
شفْنَا مَا ِب ِه ِمنْ ُ
فَاسْتَجَبْنَا َلهُ َف َك َ
لِ ْلعَاِبدِينَ ()84
-79ففهمنا الفتوى سليمان ،وكل منهما أعطيناه حكمة وعلما بالياة وشئونا ،
وسخرنا مع داود البال ينهن ال كما ينّهه داود عن كل ما ل يليق به ،وسخرنا
الطي كذلك يسبحن ال معه ،وكنا فاعلي ذلك بقدرتنا الت ل تعجز .
-80وعلّمنا داود صنعة نسج الدروع ،لتكون لباسا ينعكم من شدة بأس بعضكم
لبعض ،فاشكروا ال على هذه النعم الت أنعم با عليكم .
-81وسخّرنا لسليمان الريح قوية شديدة البوب ،ترى بسب رغبته وأمره إل
الرض الت زدنا فيها الي ،وكنا بكل شئ عالي ،ل تغيب عنا كبية ول صغية .
-82وسخرنا له من الشياطي من يغوصون ف الاء إل أعماق البحار ،ليستخرجوا
اللؤلؤ والرجان ،ويعملوا عمل غي ذلك ،كبناء الصون والقصور ،وكنا لم
مراقبي لعمالم ،فل ينالون أحدا بسوء ،ول يتمرّدون على أمر سليمان .
-83واذكر -أيها النب -أيوب حي دعا ربه -وقد أضْنَاه الرض -وقال :يا
رب ،إن قد أصابن الضّر وآلن ،وأنت أرحم الراحي .
-84فأجبناه إل ما كان يرجوه ،فرفعنا عنه الضّر ،وأعطيناه أولدا بقدر َمنْ مات
79
من أولده ،وزدناه مثلهم رحة به من فضلنا ،وتذكيا لغيه من يعبدوننا ليصبوا
كما صب ،ويطمعوا ف رحة ال كما طمع .
س َوذَا الْ ِك ْفلِ ُك ّل ِم َن الصّاِبرِينَ ( )85وََأ ْدخَلْنَا ُهمْ فِي َرحْمَتِنَا إِّن ُهمْ
وَِإسْمَاعِي َل وَِإدْرِي َ
ب ُمغَاضِبًا فَ َظ ّن أَ ْن َلنْ نَ ْقدِرَ عَلَ ْي ِه فَنَادَى فِي
حيَ (َ )86وذَا النّو ِن ِإذْ ذَهَ َ
ِمنَ الصّالِ ِ
ت ِم َن الظّالِ ِميَ ( )87فَاسْتَجَبْنَا َلهُ َونَجّيْنَاهُ
ك ِإنّي كُنْ ُ
ت سُبْحَانَ َ
ت أَ ْن لَا ِإَلهَ ِإلّا َأنْ َ
الظّلُمَا ِ
ب لَا َتذَ ْرنِي َف ْردًا َوأَنْتَ
ك نُنْجِي الْ ُم ْؤمِنِيَ ( )88وَزَ َك ِريّا ِإذْ نَادَى َربّهُ َر ّ
ِمنَ اْلغَ ّم وَ َك َذلِ َ
خَ ْيرُ اْلوَا ِرثِيَ ( )89فَاسْتَجَبْنَا لَ ُه َووَهَبْنَا لَ ُه يَحْيَى َوأَصْلَحْنَا َلهُ َز ْو َجهُ ِإّنهُمْ كَانُوا
ُيسَارِعُو َن فِي الْخَ ْيرَاتِ َوَيدْعُونَنَا رَغَبًا وَ َرهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَا ِشعِيَ ()90
-85واذكر -أيها النب -لقومك إساعيل وإدريس وذا الكفل ،كل منهم من
الصابرين على احتمال التكاليف والشدائد .
-86وجعلناهم من أهل رحتنا ،إنم من عبادنا الصالي .
-87واذكر -أيها النب -قصة يونس صاحب الوت إذ ضاق بإعراض قومه عن
دعوته ،فهجرهم ورحل عنهم بعيدا غاضبا عليهم ،ظانا أن ال أباح له أن يهجرهم ،
فظن أن ال لن يقدر عليه ،فابتلعه الوت ،وعاش وهو ف ظلمات البحر ،ونادى
ربه ضارعا إليه معترفا با كان منه قائل :يا رب ،ل معبود بق إل أنت ،أنزهك عن
كل ما ل يليق بك ،أعترف أن كنت من الظالي لنفسى بعم ِل ما ل يرضيك .
-88فأجبناه إل ما كان يرجوه ،ونيناه من الغم الذى كان فيه ،ومثل هذا الناء
من البلء ننجى الؤمني الذين يعترفون بأخطائهم ويدعوننا ملصي .
-89واذكر قصة زكريا ،حي نادى ربه بعد أن رأى من قدرته سبحانه ما بعث ف
نفسه المل ف رحته ،فقال :يا رب ،ل تتركن وحيدا دون وارث ،وأنت خي
الذين يرثون غيهم ،فإنك الباقى بعد فناء اللق .
-90فحققنا رجاءه ،وأجبنا دعاءه ،ووهبنا له على الكب ابنه يي ،وجعلنا زوجه
العقيم صالة للولد إن هؤلء الصفياء النبياء كانوا يسارعون ف عمل كل خي
80
ندعوهم إليه ،ويدعوننا طمعا ف رحتنا وخوفا من عذابنا ،وكانوا ل يعظّمون ول
يهابون أحدا غينا .
ت َفرْ َجهَا فََنفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا َوجَعَلْنَاهَا وَابَْنهَا َآَيةً لِ ْلعَالَمِيَ ( )91إِنّ
وَالّتِي َأحْصَنَ ْ
هَ ِذ ِه ُأمّتُ ُك ْم أُ ّم ًة وَا ِح َدةً َوَأنَا َرّبكُ ْم فَاعُْبدُونِ (َ )92وَتقَطّعُوا َأ ْمرَ ُه ْم بَيَْنهُمْ ُك ّل ِإلَيْنَا
سعِْيهِ َوِإنّا َلهُ كَاتِبُونَ
رَاجِعُونَ ( )93فَ َم ْن َيعْ َم ْل ِمنَ الصّالِحَاتِ وَ ُهوَ ُم ْؤ ِمنٌ فَلَا ُك ْفرَا َن ِل َ
ت َيأْجُوجُ
( )94وَ َحرَامٌ عَلَى َقرَْي ٍة أَهْ َلكْنَاهَا أَّن ُهمْ لَا َيرْ ِجعُونَ ( )95حَتّى ِإذَا فُتِحَ ْ
صةٌ
ح ّق َفإِذَا هِ َي شَاخِ َ
ج َوهُ ْم ِمنْ ُكلّ َح َدبٍ يَ ْنسِلُونَ ( )96وَاقَْت َربَ اْلوَ ْعدُ الْ َ
وَ َم ْأجُو ُ
َأبْصَا ُر اّلذِينَ َك َفرُوا يَا َويْلَنَا َقدْ كُنّا فِي َغفْ َل ٍة ِمنْ َهذَا َبلْ كُنّا ظَالِمِيَ ()97
-91واذكر مع هؤلء قصة مري الت صانت فرجها ،فألقينا فيها ِسرّا من أسرارنا ،
وجعلناها تمل دون زوج ،وجعلنا ابنها دون أب ،فكانت هى وابنها دليل ظاهرا
على قدرتنا ف تغيي السباب والسببات ،وإننا قادرون على كل شئ .
-92إن هذه اللّة -الت هى السلم -هى ملّتكم الصحيحة الت يب أن تافظوا
عليها ،حال كونا ملة واحدة متجانسة ل تنافر بي أحكامها ،فل تتفرقوا فيها شيعا
وأحزابا ،وأنا خالقكم ومالك أمركم ،فأخلصوا ل العبادة ول تشركوا معى غيى .
-93ومع هذا الرشاد ،تفرّق أكثر الناس بسب شهواتم ،جاعلي أمر دينهم قِطَعا
،فصاروا به فِرقا متلفة ،وكل فريق منهم راجع إلينا ياسب على أعماله .
-94فمن يعمل عمله من العمال الصالة وهو يؤمن بال وبدينه الذى ارتضاه فل
نقص لشئ من سعيه ،بل سيوفّى جزاءه كامل ،وإنا لذا السعى كاتبون ،فل يضيع
شئ منه .
-95ومتنع على أهل كل قرية أهلكناهم بسبب ظلمهم أنم ل يرجعون إلينا يوم
القيامة ،بل لبد من رجوعهم وحسابم على سوء أعمالم .
-96حت إذا فتحت أبواب الشر والفساد ،وأخذ أبناء يأجوج ومأجوج يسرعون
خفافا من كل مرتفع ف البال والطرق بعوامل الفوضى والقلق .
-97واقترب الوعود به الذى لبد من تققه وهو يوم القيامة ،فيفاجأ الذين كفروا
81
بأبصارهم ل تغمض أبدا من شدة الول ،فيصيحون قائلي :يا خوفنا من هلكنا ،ويا
حسرتنا على ما قدمنا ،قد كنا ف غفلة من هذا اليوم ،بل كنا ظالي لنفسنا بالكفر
والعناد .
-98ويقال لؤلء الكفار :إنكم واللة الت عبدتوها من غي ال وقود نار جهنم ،
أنتم داخلون فيها معذّبون با .
-99لو كان هؤلء -الذين عبدتوهم من دون ال -آلة تستحق أن ُتعْبد ما
دخلوها معكم ،وكل من العابدين والعبودين باقون ف النار .
-100لم فيها نفَسٌ يرج من الصدور بصوت منوق ،لا يلقونه من الضيق ،وهم
فيها ل يسمعون شيئا يسرهم .
-101إن الذين وفّقناهم لتباع الق وعمل الي ،ووعدناهم بالعاقبة السنة ،
أولئك من جهنم وعذابا مبعدون .
-102ل يسمعون صوت َفوَران نارها ،وهم فيما تشتهيه أنفسهم خالدون .
-103ل يزنم الول الكب الذى يفزع منه الكفار ،وتستقبلهم اللئكة بالتهنئة ،
يقولون :هذا يومكم الذى وعدكم ربكم النعيم فيه .
-104يوم نطوى السماء كما تُطْوى الورقة ف الكتاب ،ونُعيد اللق إل الساب
والزاء ،ل تعجزنا إعادتم ،فقد بدأنا خلقهم ،وكما بدأناهم نعيدهم ،وَ َعدْنا بذلك
وعْدا حقا ،إنا كنا فاعلي دائما ما َن ِعدُ به .
82
-105ولقد كتبنا ف الزبور -وهو كتاب داود -من بعد التوراة أن الرض يرثها
عبادى الصالون لعمارتا ،وتيسي أسباب الياة الطيبة فيها .
إِ ّن فِي َهذَا لَبَلَاغًا لِ َقوْمٍ عَاِبدِينَ (َ )106ومَا أَ ْرسَلْنَا َك ِإلّا َرحْ َمةً لِلْعَالَمِيَ (ُ )107قلْ
ِإنّمَا يُوحَى ِإَليّ َأنّمَا ِإلَ ُه ُكمْ ِإَلهٌ وَا ِح ٌد َفهَ ْل َأنُْتمْ ُمسْلِمُونَ (َ )108فإِ ْن َتوَّلوْا َف ُقلْ َآ َذنْتُ ُكمْ
ج ْهرَ ِم َن الْ َقوْلِ
ب أَ ْم َبعِيدٌ مَا تُو َعدُونَ (ِ )109إنّ ُه َيعْلَ ُم الْ َ
عَلَى سَوَا ٍء َوإِنْ َأدْرِي َأ َقرِي ٌ
وََيعْ َلمُ مَا َتكْتُمُونَ (َ )110وإِ ْن َأدْرِي َلعَ ّلهُ فِتَْن ٌة َلكُ ْم َومَتَاعٌ إِلَى حِيٍ ( )111قَالَ َربّ
صفُونَ ()112
حقّ وَ َربّنَا ال ّرحْ َمنُ الْ ُمسَْتعَانُ عَلَى مَا تَ ِ
ا ْح ُكمْ بِالْ َ
-106إن ف هذا الذى ذكرناه من أخبار النبياء مع أقوامهم ،وأخبار النة والنار
لكفاية ف التذكي والعتبار ،لقوم مهيئي لعبادة ال -وحده -ل تفتنهم زخارف
الدنيا .
-107وما أرسلناك -أيها النب -إل لتكون رحة عامة للعالي .
ب الذى أَوحَى ال به إلّ هو :أنه ل إله
-108قل -أيها النب -للناس كافة :إن لُ ّ
لكم إل هو ،وأن بقية ما يوحى به بعد ذلك تابع لذا الصل ،وإذا كان المر كذلك
فيجب أن تستسلموا وتضعوا ل وحده .
-109فإن أعرضوا عن دعوتك ،فقل لم :لقد أعلمتكم جيعا با أمرن به رب ،
وبذلك استوينا ف العلم ،ول أدرى ما توعدون به من البعث والساب ،أهو قريب
أم بعيد؟
-110إن ال يعلم كل ما يقال ما تهرون به ،وما تكتمون ف أنفسكم .
-111وما أدرى لعل إمهالكم وتأخي العذاب عنكم اختبار يتحنكم ال به ،ويتّعكم
ي قدّره ال بسب حكمته .
فيه بلذائذ الياة إل ح ٍ
-112قل -أيها النب : -يا رب احكم بين وبي َم ْن بلّغتُهم الوحى بالعدل حت ل
يستوى الؤمنون والكافرون ،وربنا النعم بلئل النعم ،الستحق للحمد والشكر ،
وهو الستعان به على إبطال ما تفترونه أيها الكافرون .
83
س اّتقُوا َربّ ُكمْ إِنّ َزلْ َزَلةَ السّا َعةِ َشيْءٌ عَظِيمٌ ( )1يَوْ َم َت َر ْونَهَا تَ ْذ َهلُ ُكلّ
يَا َأّيهَا النّا ُ
ت َوتَضَعُ ُك ّل ذَاتِ حَ ْم ٍل حَمْ َلهَا َوَترَى النّاسَ ُسكَارَى َومَا ُهمْ
ضعَ ْ
ضعَةٍ َعمّا أَرْ َ
ُمرْ ِ
ِبسُكَارَى وََل ِكنّ َعذَابَ ال ّلهِ شَدِيدٌ ()2
-1يا أيها الناس :احذروا عقاب ربكم ،وتذكروا دائما يوم القيامة ،لن
الضطراب الذى يدث فيه شديد مزعج ترتف منه اللئق .
-2يوم تشاهدون القيامة ترون هوْلً يبلغ من شدته أنه لو كانت هناك مرضعة ثديها
ف فم رضيعها لذهلت عنه وتركته .ولو كانت هناك امرأة ذات حل أسقط جنينها ف
غي أوانه فزعا ورعبا ،وتشاهد -أيها الناظر -حال الناس ف ذلك اليوم من
نظراتم الذاهلة ،وخطواتم الترنّحة فتظنهم سكارى وما بم من سكر ،ولكن الول
الذى شاهدوه ،والوف من عذاب ال الشديد هو الذى أفقدهم توازنم .
س َمنْ يُجَا ِدلُ فِي اللّ ِه ِبغَ ْيرِ عِ ْلمٍ َويَتّبِعُ ُك ّل شَيْطَا ٍن َمرِيدٍ ( )3كُتِبَ عَلَ ْيهِ أَّن ُه َمنْ
وَ ِم َن النّا ِ
س إِنْ كُنُْت ْم فِي َريْبٍ مِنَ
ب السّعِيِ ( )4يَا َأّيهَا النّا ُ
تَ َولّاهُ َفَأّنهُ يُضِّل ُه وََي ْهدِي ِه ِإلَى َعذَا ِ
ضغَ ٍة مُخَ ّل َق ٍة وَغَ ْيرِ
ب ُثمّ ِم ْن نُ ْط َفةٍ ُث ّم ِمنْ َع َلقَ ٍة ُثمّ ِم ْن مُ ْ
ث َفِإنّا خَ َلقْنَا ُك ْم ِمنْ ُترَا ٍ
الْبَعْ ِ
خ ِرجُ ُكمْ ِطفْلًا ُثمّ
مُخَ ّل َقةٍ لِنُبَّي َن َلكُ ْم َونُ ِق ّر فِي اْلأَرْحَا ِم مَا َنشَا ُء ِإلَى َأجَ ٍل ُمسَمّى ُث ّم نُ ْ
لِتَبْ ُلغُوا أَ ُشدّ ُكمْ َومِ ْنكُ ْم َمنْ يَُت َوفّى َومِنْ ُك ْم َمنْ ُي َردّ ِإلَى أَ ْر َذلِ اْلعُ ُم ِر لِكَيْلَا َيعْلَ َم ِمنْ َب ْعدِ
ت َوَأنْبَتَتْ مِنْ ُكلّ
ض هَا ِم َدةً َفِإذَا َأْن َزلْنَا عَلَ ْيهَا الْمَاءَ اهَْت ّزتْ وَ َربَ ْ
عِ ْل ٍم شَيْئًا َوَترَى اْلأَرْ َ
ج َبهِيجٍ ()5
َزوْ ٍ
-3ومع هذا التحذير الشديد الصادق ،فإن بعض الناس دفعه العناد -أو التقليد -
إل الدل ف ال وصفاته فأثبت له الشركاء ،أو أنكر قدرته على البعث ومازاة الناس
على أعمالم ،غي مستند ف جدله وإنكاره إل علم صحيح أو حجة صادقة ،ولكنه
يقلد ويتبع خطوات كل شيطان متمرد على ربه بعيد عن هديه .
-4قضى ال أن كل من اتبعه واتذه وليا وهاديا أضله عن طريق الق ،ووجّهه إل
الباطل الفضى به إل عذاب النار السعّرة التأججة .
84
-5يا أيها الناس إن كنتم ف شك من َبعْثِنا لكم بعْد الوت ففى خلقكم الدليل على
قدرتنا على البعث ،فقد خلقنا أصلكم من تراب ،ث جعلنا منه نطفة حوّلْناها بعد مدة
صوّرة فيها معال النسان ،أو غي
إل قطعة دم متجمدة ،ث جعلناها قطعة من اللحم مُ َ
مصورة لِنُبيّن لكم قدرتنا على البداع والتدرج ف التكوين ،والتغيي من حال إل
حال ،ونسقِط من الرحام ما نشاء ،ونقر فيها ما نشاء ،حت تكمل مدة المل ،ث
خرِجكم من بطون أمهاتكم أطفالً ،ث نرعاكم لتبلغوا تام العقل والقوة ،ومنكم بعد
نُ ْ
ذلك من يتوفاه ال ،ومنكم من يد له عمره حت يصي إل الرم والوف فيتوقف
علمه وإدراكه للشياء ،ومن َبدََأ خلقكم بذه الصورة ل تعجزه إعادتكم .وأمر آخر
يدلك على قدرة ال على البعث :أنك ترى الرض قاحلة يابسة ،فإذا أنزلنا عليها
الاء دبّت فيها الياة وتركت وزادت وارتفع سطحها با تلله من الاء والواء ،
وأظهرت من أصناف النباتات ما يروق منظره ،ويُبهر حسنه ،ويُبْتَهجُ لرآه .
حقّ َوَأنّ ُه يُحْيِي الْمَ ْوتَى َوَأنّهُ عَلَى ُك ّل شَيْ ٍء َقدِيرٌ (َ )6وأَ ّن السّا َعةَ
ك ِبأَنّ ال ّلهَ ُه َو الْ َ
َذلِ َ
س َمنْ يُجَا ِدلُ فِي اللّ ِه ِبغَ ْيرِ
ث َمنْ فِي الْقُبُورِ ( )7وَ ِم َن النّا ِ
ب فِيهَا وَأَ ّن ال ّلهَ يَ ْبعَ ُ
َآتَِي ٌة لَا َريْ َ
ضلّ َع ْن سَبِيلِ ال ّل ِه َلهُ فِي ال ّدنْيَا ِخزْيٌ
ب مُنِيٍ ( )8ثَاِنيَ عِ ْط ِفهِ لِيُ ِ
عِ ْل ٍم َولَا ُهدًى َولَا كِتَا ٍ
س بِظَلّامٍ
ت َيدَا َك َوأَ ّن اللّ َه لَيْ َ
ك بِمَا َق ّدمَ ْ
حرِيقِ (َ )9ذلِ َ
ب الْ َ
وَُنذِي ُق ُه يَوْ َم اْلقِيَا َمةِ َعذَا َ
ف َفإِنْ أَصَاَبهُ خَيْرٌ اطْ َمأَ ّن ِب ِه وَإِ ْن أَصَابَ ْتهُ
لِ ْلعَبِيدِ (َ )10و ِمنَ النّاسِ َم ْن َيعْبُ ُد ال ّلهَ عَلَى َحرْ ٍ
سرَانُ الْمُِبيُ ()11
خْك ُهوَ الْ ُ
سرَ ال ّدنْيَا وَاْل َآخِ َر َة َذلِ َ
فِتَْنةٌ اْنقَلَبَ عَلَى وَ ْج ِههِ َخ ِ
-7 ، 6ذلك الذى تقدم من خلْق النسان وإنبْات الزرع شاهد بأن ال هو الله الق
،وأنه الذى يي الوتى عند بعثهم كما بدأهم ،وأنه القادر على كل شئ ،وأنّ
القيامة آتية ل شك فيها تقيقا لوعده ،وأن ال يي من ف القبور ببعثهم للحساب
والزاء .
-8ومع ما تقدم ،فبعض الناس يُجادل ف ال وقدرته ،وينكر البعث على غي أساس
علمى أو إلام صادق ،أو كتاب مَُنزّل من ال يستبصر به .فجداله لجرد الوى
والعناد .
85
-9وهو مع ذلك يلوى جانبه تكبّرا وإعراضا عن قبول الق .وهذا الصنف من
الناس سيصيبه خزى وهوان ف الدنيا بنصر كلمة الق ،ويوم القيامة يعذبه ال بالنار
الحرقة .
-10ويقال له :ذلك الذى تَلْقاه من خزى وعذاب إنا كان بسبب افترائك وتكبك
سوّى بي الؤمن والكافر ،والصال والفاجر ،بل
،لن ال عادل ل يظلم ،ول ُي َ
ل منهم بعمله .
يازى ك ً
-11ومن الناس صنف ثالث ل يتمكن اليان من قلبه ،بل هو مزعزع العقيدة ،
تتحكم مصاله ف إيانه ،إن أصابه خي فرح به واطمأن ،وإن أصابته شدة ف نفسه
أو ماله أو ولده ارتد إل الكفر ،فخسر ف الدنيا راحة الطمئنان إل قضاء ال ونصره
،كما خسر ف الخرة النعيم الذى وعده ال للمؤمني الثابتي الصابرين ،ذلك
السران الزدوج هو السران القيقى الواضح .
-12يعبد هذا الاسر من دون ال أصناما ل تضره إن ل يعبدها ،ول تنفعه إن عبدها
،ذلك الفعل منه هو الضلل البعيد عن الق والصواب .
-13يدعو من دون ال َمنْ ضرّه بإفساد العقول وسيطرة الوهام أقرب للنفس من
اعتقاد مناصرته ،فلبئس ذلك العبود نصيا ،ولبئس ذلك العبود عشيا .
-14إن الؤمني بال ورسله إيانا اقترن بالعمل الصال يدخلهم ربم يوم القيامة
جنات ترى من تت أشجارها النار ،إن ال يفعل ما يريد من معاقبة الفسد وإثابة
86
الصلح .
-15من كان من الكفار يظن أن ال ل ينصر نبيه فليمدد ببل إل سقف بيته ،ث
ليختنق به وليقدر ف نفسه وينظر ،هل يذهب فعله ذلك ما يغيظه من نصر ال
لرسوله؟ .
-16ومثل ما بيّنا حجتنا واضحة فيما سبق أن أنزلنا على الرسل ،أنزلنا القرآن كله
على ممد آيات واضحات لتقوم الُجة على الناس ،وأن ال يهدى من أراد هدايته
لسلمة فطرته وبعده عن العناد وأسبابه .
-17إن الذين آمنوا بال وبرسله جيعا ،واليهود النتسبي إل موسى ،وعُبّادَ النجوم
،واللئكة ،والنصارى النتسبي إل عيسى ،والجوسَ عُبّادَ النار ،والشركي عًبّاد
الوثان .إن هؤلء جيعا سيفصل ال بينهم يوم القيامة بإظهار الحق من البطل منهم ،
لنه مطلع على كل شئ ،عال بأعمال خلقه ،وسيجازيهم على أعمالم .
-18أل تعلم -أيها العاقل -أن ال يضع لتصريفه َمنْ ف السموات ومن ف الرض
والشمس والقمر والنجوم والبال والشجر والدواب ،وكثي من الناس يؤمن بال
ويضع لتعاليمه فاسْتَحقّوا بذلك النة ،وكثي منهم ل يؤمن به ول ينفذ تعاليمه
فاستحقوا بذلك العذاب والهانة ،ومن يطرده ال من رحته ويهنه ل يقدر أحد على
إكرامه ،إن ال قادر على كل شئ ،فهو يفعل ما يريد .
87
-19هذان فريقان من الناس تنازعوا ف أمر ربم ،وما يليق به ،وما ل يليق ،فآمن
به فريق ،وكفر فريق ،فالذين كفروا أعد ال لم يوم القيامة نارا تيط بم من كل
جانب ،كما ييط الثوب بالسد ،ولزيادة تعذيبهم تصب اللئكة على رءوسهم الاء
الشديد الرارة .
-20فينفذ إل ما ف بطونم فيذيبها كما يذيب جلودهم .
-21وأُعدت لم أعمدة من حديد .
-22كلما حاولوا الروج من النار من شدة الغم والكرب ضربتهم اللئكة با
وردتم حيث كانوا ،وقالت لم :ذوقوا عذاب النار الحرقة جزاء كفركم .
-23أما الذين آمنوا بال وعملوا العمال الصالة فإن ال يدخلهم جنات ترى من
تت قصورها وأشجارها النار ،ينعمون فيها صنوف النعيم ،وتزينهم اللئكة
بأساور الذهب وباللؤلؤ ،أما لباسهم العتاد فمن حرير .
88
-26واذكر -أيها النب -لؤلء الشركي الذين يدّعون اتّباع إبراهيم -عليه
السلم -ويتخذون من البيت الرام مكانا لصنامهم ،اذكر لم قصة إبراهيم
والبيت الرام حي أرشدناه إل مكانه ،وأمرناه ببنائه وقلْنا له :ل تشرك ب شيئا ما
ف العبادة ،وطهر بيت من الصنام والقذار ،ليكون مُعدّا لن يطوف به ،ويقيم
بواره ،ويتعبد عنده .
-27وأَعْلِم الناس -أيها النب -أن ال فرض على الستطيعي منهم أن يقصدوا هذا
البيت فيلبوا نداءَك ،ويأتون إليه مشاة وركبانا على إبل يُضَمّرها السفر من كل مكان
بعيد .
-28ليحصلوا على منافع دينية لم بأداء فريضة الج ،ومنافع دنيوية بالتعارف مع
إخوانم السلمي ،والتشاور معهم فيما ينفعهم ف دينهم ودنياهم ،وليذكروا اسم ال
ف يوم عيد النحر واليام الثلثة بعده على َذبْح ما رزقهم ويسر لم من البل والبقر
والغنم ،فكلوا منها ما شئتم وأطعموا الذى أصابه .
ك وَ َم ْن ُيعَظّمْ
ت الْعَتِيقِ (َ )29ذلِ َ
ُثمّ لَْيقْضُوا َتفََثهُ ْم َولْيُوفُوا ُنذُو َر ُهمْ َولْيَ ّط ّوفُوا بِالْبَيْ ِ
ت َلكُ ُم الَْأْنعَا ُم ِإلّا مَا يُتْلَى عَلَ ْيكُ ْم فَاجْتَنِبُوا
ت اللّ ِه َف ُهوَ خَ ْي ٌر لَهُ عِ ْندَ َرّب ِه َوأُحِلّ ْ
حُ ُرمَا ِ
شرِكْ
ي ِب ِه َومَ ْن ُي ْ
شرِكِ َ
ال ّرجْسَ مِ َن اْلأَ ْوثَا ِن وَاجْتَنِبُوا قَ ْولَ الزّورِ ( )30حَُنفَا َء لِ ّلهِ َغ ْيرَ ُم ْ
ح فِي َمكَانٍ سَحِيقٍ ()31
بِال ّلهِ فَ َكَأنّمَا َخ ّر مِ َن السّمَا ِء فَتَخْ َط ُفهُ الطّ ْي ُر َأوْ َت ْهوِي ِب ِه الرّي ُ
ك وَ َم ْن ُيعَظّ ْم َشعَاِئرَ ال ّلهِ فَِإّنهَا ِم ْن تَ ْقوَى اْلقُلُوبِ ( )32لَ ُك ْم فِيهَا مَنَافِ ُع إِلَى أَ َجلٍ
َذلِ َ
ت الْعَتِيقِ ()33
ُمسَمّى ُث ّم مَحِ ّلهَا ِإلَى الْبَيْ ِ
-29ث عليهم بعد ذلك أن يُزيلوا من أجسامهم ما علق با أثناء الحرام ،من آثار
العرق وطول السفر ،ويصرفوا ما نذروه ل إن كانوا قد نذروا شيئا ،ويطوفوا بأقدم
بيت بُن لعبادة ال ف الرض .
-30و َمنْ يلتزم أوامر ال ونواهيه ف حجه تعظيما لا ف نفسه كان ذلك خيا له ف
دنياه وآخرته ،وقد أحل ال لكم أكل لوم البل والبقر والغنم إل ف حالت تعرفونا
ما يُتْلى عليكم ف القرآن كاليتة وغيها ،فاجتنبوا عبادة الوثان لن عبادتا قذارة
89
عقلية ونفسية ل تليق بالنسان ،واجتنبوا قول الزور على ال وعلى الناس .
-31وكونوا ملصي ل حريصي على اتّباع الق غي متخذين أى شريك ل ف
شرِك بال فقد سقط من حصن اليان ،وتنازعته الضللت ،
العبادة ،فإن من ُي ْ
ض نفسه لبشع صورة من صور اللك ،وكان حاله حينئذ كحال الذى سقط
وعرّ َ
من السماء فتمزق قِطَعا تاطفتها الطيور فلم يَ ْب َق له أثر ،أو عصفت به الريح العاتية
فشتّتت أجزاءه ،وَهَوتْ بكل جزء منه ف مكان بعيد .
-32إن َم ْن يُعظّم دين ال وفرائض الج وأعماله والدايا الت يسوقها إل فقراء الرم
،فيختارها عظيمة سِمانا صِحاحا ل عيب فيها فقد اتقى ال ،لن تعظيمها أثر من
آثار تقوى القلوب الؤمنة ،وعلمة من علمات الخلص .
-33لكم ف هذه الدايا منافع دنيوية ،فتركبونا وتشربون لبنها إل وقت ذبها ،ث
لكم منافعها الدينية كذلك حينما تذبونا عند البيت الرام َت َقرّبا إل ال .
سكًا لَِيذْ ُكرُوا اسْ َم اللّهِ عَلَى مَا رَ َز َقهُ ْم ِمنْ بَهِي َم ِة اْلأَْنعَا ِم َفإَِلهُ ُك ْم ِإلَهٌ
وَِل ُكلّ ُأ ّمةٍ َجعَلْنَا مَ ْن َ
ت قُلُوُبهُ ْم وَالصّابِرِينَ
شرِ الْ ُمخْبِتِيَ ( )34اّلذِي َن ِإذَا ذُ ِكرَ ال ّل ُه وَجِلَ ْ
وَا ِحدٌ فَ َل ُه أَسْلِمُوا وََب ّ
عَلَى مَا أَصَاَبهُ ْم وَالْ ُمقِيمِي الصّلَا ِة َومِمّا رَ َزقْنَا ُهمْ يُنْ ِفقُونَ ( )35وَالْبُدْ َن َجعَلْنَاهَا َل ُكمْ ِمنْ
ت جُنُوُبهَا َفكُلُوا
ف َفِإذَا َوجَبَ ْ
صوَا ّ
شَعَائِ ِر ال ّلهِ َل ُكمْ فِيهَا خَ ْي ٌر فَاذْكُرُوا ا ْسمَ ال ّلهِ عَلَ ْيهَا َ
خ ْرنَاهَا َلكُ ْم َلعَلّ ُك ْم َتشْ ُكرُونَ ()36
ك سَ ّ
مِ ْنهَا َوأَ ْطعِمُوا الْقَانِ َع وَالْ ُمعَْترّ َك َذلِ َ
-34ليست هذه الفرائض الت تتعلق بالج خاصة بكم ،فقد جعلنا لكل جاعة مؤمنة
قرابي يتقرّبون با إل ال ،ويذكرون اسه ويعظّمونه عند ذبها شكرا له على ما أنعم
عليهم ،ويسره لم من بائم البل والبقر والغنم ،وال الذى شرع لكم ولم إله
واحد ،فأسْلِمُوا له -وحده -أمركم وأخلصوا له عملكم ،ول تشركوا معه أحدا ،
وََبشّر -أيها النب -بالنة والثواب الزيل الخلصي ل من عباده .
-35الذين إذا ذكر ال اضطربت قلوبم من خشيته وخشعت لذكره ،والذين
صبوا على ما أصابم من الكاره والتاعب استسلما لمره وقضائه ،وأقاموا الصلة
على أكمل وجوهها ،وأنفقوا بعض أموالم الت رزقهم ال إياها ف سبيل الي .
90
-36وقد جعلنا ذبح البل والبقر ف الج من أعلم الدين ومظاهره ،وإنكم تتقربون
با إل الناس ،ولكم فيها خي كثي ف الدنيا بركوبا و ُشرْب لبنها ،وف الخرة
بالجر والثواب على ذبها وإطعام الفقراء منها ،فاذكروا اسم ال عليها حال كونا
مصطفة ُم َعدّة للذبح خالية من العيب .فإذا ت لكم ذبها فكلوا بعضها إن أردت ،
وأطعموا الفقي القانع التعفف عن السؤال ،والذى دفعته حاجته إل ذل السؤال ،
وكما سخّرنا كل شئ لا نريده منه سخرناها لنفعكم ،وذللناها لرادتكم لتشكرونا
على نعمنا الكثية عليكم .
ضهُمْ
س َبعْ َ
الّذِينَ ُأ ْخرِجُوا ِمنْ ِديَا ِرهِ ْم ِبغَ ْيرِ َح ّق إِلّا أَ ْن يَقُولُوا َربّنَا ال ّلهُ َوَلوْلَا َدفْعُ ال ّل ِه النّا َ
صرَنّ
ت َومَسَاجِ ُد ُيذْ َكرُ فِيهَا ا ْسمُ ال ّلهِ كَثِيًا َولَيَنْ ُ
صوَامِ ُع َوبِيَ ٌع وَصَ َلوَا ٌ
بَِبعْضٍ َل ُه ّدمَتْ َ
91
ض َأقَامُوا الصّلَاةَ
ص ُر ُه إِ ّن اللّ َه َلقَوِيّ َعزِيزٌ ( )40اّلذِي َن إِ ْن مَكّنّاهُ ْم فِي اْلأَرْ ِ
اللّ ُه َمنْ يَنْ ُ
ف َوَنهَوْا َع ِن الْمُ ْنكَ ِر َولِلّهِ عَاقَِبةُ اْلُأمُورِ ( )41وَإِنْ
وَ َآتَوُا الزّكَا َة وََأ َمرُوا بِالْ َم ْعرُو ِ
ح وَعَادٌ َوثَمُودُ (َ )42و َقوْ ُم إِْبرَاهِي َم َوقَوْ ُم لُوطٍ (
ت قَبْ َل ُهمْ قَوْ ُم نُو ٍ
يُ َك ّذبُو َك َف َقدْ َك ّذبَ ْ
)43
-40الذين ظلمهم الكفار وأرغموهم على ترك وطنهم مكة والجرة منها وما كان
لم من ذنب عندهم إل أنم عرفوا ال فعبدوه -وحده -ولول أن ال سخر للحق
أعوانا ينصرونه ويدفعون عنه طغيان الظالي لساد الباطل ،وتادى الطغاة ف طغيانم ،
وأخدوا صوت الق ،ول يتركوا للنصارى كنائس ،ول لرهبانم صوامع ،ول
لليهود معابد ،ول للمسلمي مساجد يذكر فيها اسم ال ذكرا كثيا ،وقد أخذ ال
العهد الكيد على نفسه أن ينصر كل من نصر دينه ،وأن يعز كل من أعز كلمة الق
ف الرض .ووعد ال ل يتخلف ،لنه قوى على تنفيذ ما يريد عزيز ل يغلبه غالب .
-41هؤلء الؤمنون الذين وعدنا بنصرهم ،هم الذين إن مكّنا سلطانم ف الرض
حافظوا على حسن صلتهم بال وبالناس ،فيؤدون الصلة على أت وجوهها ،ويعطون
زكاة أموالم لستَحقيها ،ويأمرون بكل ما فيه خي ،وينهون عن كل ما فيه شر .ول
-وحده -مصي المور كلها ،فيعز من يشاء ،ويذل من يشاء حسب حكمته .
-42وإذا كنت تلقى -أيها النب -تكذيبا وإيذاء من قومك فل تزن ،وتأمّل ف
تاريخ الرسلي قبلك تد أنك لست أول رسول كذّبه قومه وآذوه ،فمن قبل هؤلء
الذين كذبوك كذبت قوم نوح رسولم نوحا وكذبت قوم عاد رسولم هودا ،
وكذبت ثود رسولم صالا .
-43وكذّب قوم إبراهيم رسولم إبراهيم ،وقوم لوط رسولم لوطا .
92
صدُورِ ( )46وََيسَْتعْجِلُونَكَ
ب الّتِي فِي ال ّ
ِبهَا َفإِّنهَا لَا َتعْمَى اْلأَبْصَا ُر َولَ ِكنْ َتعْمَى اْلقُلُو ُ
ف سَنَ ٍة مِمّا َتعُدّونَ ()47
خلِفَ ال ّل ُه وَ ْع َدهُ َوإِ ّن َيوْمًا عِ ْندَ َرّبكَ َكَألْ ِ
بِاْل َعذَابِ َوَلنْ يُ ْ
-44وكذب أهل مدين رسولم شعيبا ،وكذب فرعون وقومه رسول ال -موسى
. -لقى هؤلء الرسلون الكثي من النكار والتكذيب ،وقد أمهلت الكذبي لعلهم
يثوبون إل رُشدهم ويستجيبون لدعوة الق ،ولكنهم افتروا وتادوا ف تكذيب
رسلهم وإيذائهم ،وازدادوا إثا على آثامهم فعاقبتهم بأشد أنواع العقاب ،فانظر ف
تاريهم تد كيف كان عقاب لم شديدا ،حيث أبدلتهم بالنعمة نقمة ،وبالعافية
هلكا ،وبالعمران خرابا .
-45فأهلكنا كثيا من أهل القرى الذين يعمرونا بسبب ظلمهم وتكذيبهم لرسلهم
فأصبحت ساقطة سقوفها على جدرانا ،خالية من سكانا ،كأن ل تكن موجودة
بالمس ،فكم من بئر تعطلت من روادها واختفى ماؤها ،وقَصْر عظيم مشيد مطلى
بالص خل من سكانه .
-46أيقولون ما يقولون ويستعجلون العذاب ول يسيوا ف الرض ليشاهدوا بأعينهم
مصرع هؤلء الظالي الكذبي؟ فربا تستيقظ قلوبم من غفلتها ،وتعقل ما يب
عليهم نو دعوة الق الت تدعوهم إليها ،وتسمع آذانم أخبار مصارع هؤلء الكفار
فيعتبون با ،ولكن من البعيد أن يعتبوا با شاهدوا أو سعوا ما دامت قلوبم
متحجرة ،إذ ليس العمى القيقى عمى البصار ،ولكنه ف القلوب والبصائر .
-47ويأخذ الغرور كفار مكة فل يبالون مع قيام هذه العب ،فيستعجلونك -أيها
النب -بوقوع ما توعدتم به من العذاب تديا واستهزاء ،وهو ل مالة واقع بم ،
ولكن ف موعد قدّره ال ف الدنيا أو ف الخرة ،ولن يلف وعده بال ولو طالت
السنون ،فإن يوما واحدا عنده ياثل ألف سنة ما تقدرون وتسبون .
93
سخُ ال ّل ُه مَا يُ ْلقِي
قَبْ ِلكَ ِمنْ َرسُولٍ وَلَا نَبِ ّي ِإلّا ِإذَا تَمَنّى َألْقَى الشّيْطَا ُن فِي ُأمْنِيِّتهِ فَيَ ْن َ
حكِ ُم اللّهُ َآيَاِتهِ وَاللّهُ عَلِي ٌم َحكِيمٌ ()52
الشّيْطَا ُن ُثمّ ُي ْ
-48وكثي من أهل القرى كانوا مثلهم ظالي ،فأمْهلْتهم ول أعاجلهم بالعقاب ،ث
أنزلته بم ،وإلّ -وحدى -مرجع الميع يوم القيامة فأجازيهم با يستحقون ،فل
تغتروا -أيها الكفار -بتأخي العذاب عنكم .
-49قل -أيها النب -لؤلء الكذبي الذين يطلبون منك التّعجيل بعذابم :ليس
من مهمت أن أجازيكم على أعمالكم ،وإنا أنا مُحذّر من عقاب ال تذيرا واضحا ،
وال هو الذى يتول حسابكم ومازاتكم .
-50فالذين آمنوا بال وبرسوله وعملوا العمال الصالة لم مغفرة من ال لذنوبم
الت وقعوا فيها ،كما أن لم رزقا كريا ف الدنيا والخرة .
-51والذين أجهدوا أنفسهم ف ماربة القرآن مسابقي الؤمني معارضي لم ،شاقي
زاعمي -خطأ -أنم بذلك يبلغون ما يريدون ،أولئك يلدون ف عذاب الحيم .
-52ل تزن -أيها النب -من ماولت هؤلء الكفار ،فقد جرت الوادث من
قبلك مع كل رسول من رسلنا ونب من أنبيائنا أنه كلما قرأ عليهم شيئا يدعوهم به
إل الق تصدى له شياطي النس التمردون لبطال دعوته وتشكيك الناس فيما يتلوه
عليهم لكى يولوا بي النب وبي أمنيته ف إجابة دعوته ،فيزيل ال ما يدبّرون ،ث
تكون الغلبة ف النهاية للحق؛ حيث يثبت ال شريعته ،وينصر رسوله ،وهو عليم
بأحوال الناس ومكائدهم ،حكيم ف أفعاله يضع كل شئ ف موضعه .
ج َعلَ مَا يُ ْلقِي الشّيْطَا ُن فِتَْن ًة لِ ّلذِي َن فِي قُلُوبِ ِه ْم َمرَضٌ وَالْقَاسِيَ ِة قُلُوبُ ُهمْ وَإِ ّن الظّالِ ِميَ
لِيَ ْ
ك فَُيؤْمِنُوا ِب ِه فَتُخْبِتَ
ح ّق ِمنْ َرّب َ
ق َبعِيدٍ ( )53وَلَِيعْ َلمَ اّلذِي َن أُوتُوا اْلعِ ْلمَ َأّنهُ الْ َ
َلفِي شِقَا ٍ
ط ُمسَْتقِيمٍ (َ )54ولَا َيزَا ُل الّذِينَ َكفَرُوا
صرَا ٍ
َلهُ قُلُوبُ ُه ْم وَإِ ّن ال ّلهَ َلهَادِ اّلذِينَ َآمَنُوا ِإلَى ِ
ك َيوْمَِئذٍ
فِي ِم ْريَ ٍة مِ ْنهُ حَتّى تَ ْأتَِي ُهمُ السّا َع ُة َبغَْتةً َأوْ يَ ْأتَِي ُهمْ َعذَابُ َيوْمٍ َعقِيمٍ ( )55الْمُلْ ُ
ت النّعِيمِ ( )56وَالّذِينَ
ت فِي جَنّا ِ
ح ُكمُ بَيَْنهُ ْم فَاّلذِينَ َآمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَا ِ
لِ ّلهِ يَ ْ
ب ُمهِيٌ ( )57وَاّلذِي َن هَا َجرُوا فِي سَبِيلِ ال ّل ِه ثُمّ
َك َفرُوا وَ َكذّبُوا ِب َآيَاتِنَا َفأُولَِئكَ لَ ُهمْ َعذَا ٌ
94
قُتِلُوا َأوْ مَاتُوا لََيرْ ُزقَنّ ُهمُ ال ّلهُ رِ ْزقًا حَسَنًا َوإِنّ ال ّلهَ َل ُهوَ خَيْ ُر الرّا ِزقِيَ ( )58لَُي ْدخِلَّنهُمْ
ض ْوَنهُ َوإِنّ ال ّل َه َلعَلِي ٌم حَلِيمٌ ()59
ُمدْخَلًا َيرْ َ
-53وإنا مكّن ال التمردين على الق من إلقاء الشّبه والعراقيل ف سبيل الدعوة
ليكون ف ذلك امتحان واختبار للناس ،فالكفار الذين تجرت قلوبم ،والنافقون
ومرضى القلوب يزدادون ضلل بترويج هذه الشّبه ومناصرتا ،ول عجب ف أن
يقف هؤلء الظالون هذا الوقف فإنم لّوا ف الضلل ،وأوغلوا ف العناد والشقاق .
-54وليزداد الذين أوتوا علم الشرع واليان به إيانا وعلما ،بأن ما يقوله الرسل
والنبياء إنا هو الق النّل من عند ال ،وإن ال ليتول الؤمني دائما بعنايته ف
الشاكل الت تر بم ،فيهديهم إل معرفة الطريق الستقيم فيتبعونه .
-55والذين كفروا ل يوفّقون فيستمرون على شكهم ف القرآن حت يأتيهم الوت ،
أو يأتيهم عذاب يوم ل خي لم فيه ول رحة ،وهو يوم القيامة .
-56حيث يكون السلطان القاهر والتصرف الطلق للّه -وحده -ف هذا اليوم
الذى يكم فيه بي عباده ،فالذين آمنوا وعملوا العمال الصالة يلدون ف جنات
تتوافر لم فيها كل صنوف النعيم .
-57والذين كفروا وكذبوا بآيات القرآن الت أنزلناها على ممد ،أولئك لم عذاب
يلقون فيه الذل والوان .
-58والذين تركوا أوطانم لعلء شأن دينهم يبتغون رضا اللّه ،ث قُتِلوا ف ميدان
الهاد ،أو ماتوا على فراشهم ،يزيهم اللّه أحسن الزاء ،وإن اللّه لو خي من
يعطى الثواب الزيل .
-59ولينلنهم ف النة درجات يرضونا ويسعدون با ،وإن اللّه لعليم بأحوالم
فيجزيهم الزاء السن ،حليم يتجاوز عن هفواتم .
95
ف خَبِيٌ (
ض ّر ًة إِ ّن اللّ َه لَطِي ٌ
ض مُخْ َ
َ )62ألَ ْم َترَ أَ ّن ال ّلهَ َأْنزَ َل ِمنَ السّمَا ِء مَا ًء فَتُصْبِحُ اْلأَرْ ُ
ض وَإِ ّن ال ّلهَ َل ُهوَ اْلغَِنيّ الْحَمِيدُ ()64
ت َومَا فِي اْلأَرْ ِ
َ )63لهُ مَا فِي السّمَاوَا ِ
-60ذلك شأننا ف مازاة الناس :ل نظلمهم ،والؤمن الذى يقتص من جن عليه ،
ويازيه بثل اعتدائه دون زيادة ،ث يتمادى الان ف العتداء عليه بعد ذلك ،فإن
اللّه يعطى عهدا مؤكدا بنصره على من تعدى عليه ،وإن اللّه لكثي العفو عمن جازى
بثل ما وقع عليه ،فل يؤاخذه به ،كثي الغفرة فيستر هفوات عبده الطائع ول
يفضحه يوم القيامة .
-61ذلك النصر هيّن على اللّه لنه قادر على كل شئ ،من آيات قدرته البارزة
أمامكم هيمنته على العال فيداول بي الليل والنهار بأن يزيد ف أحدها ما ينقصه من
الخر ،فتسي بعض ظلمة الليل مكان بعض ضوء النهار وينعكس ذلك ،وهو سبحانه
مع تام قدرته سيع لقول الظلوم ،بصي بفعل الظال ،فينتقم منه .
-62ذلك النصر من ال للمظلومي ،وتصرفه الطلق ف الكون كما تلمسون مرجعه
أنه هو الله الق الذى ل إله معه غيه ،وأن ما يعبده الشركون من الصنام هو
الباطل الذى ل حقيقة له ،وأن اللّه -وحده -هو العلى على ما عداه شأنا ،الكبي
سلطانا .
-63أل تعتب -أيها العاقل -با ترى حولك من مظاهر قدرة اللّه فتعبده وحده؟
فهو الذى أنزل ماء المطار من السحاب فأصبحت الرض به مضرة با ينبت فيها من
النبات ،بعد أن كانت مدبة ،إن اللّه كثي اللطف بعباده ،خبي با ينفعهم فيهيئه لم
بقدرته .
-64كل ما ف السموات وما ف الرض ملك له ،وعبيد له وحده ،ويتصرف فيه
كما يشاء ،وهو الغن عن عباده ،وهم الفتقرون إليه ،وهو القيق وحده بالمد
والثناء عليه من جيع خلقه .
96
سكُ
حرِ ِبَأ ْم ِرهِ َويُ ْم ِ
جرِي فِي الْبَ ْ
ض وَالْفُ ْلكَ تَ ْ
خ َر َلكُ ْم مَا فِي الْأَرْ ِ
َألَ ْم َترَ أَ ّن ال ّلهَ سَ ّ
س َلرَءُوفٌ َرحِيمٌ (َ )65وهُ َو اّلذِي
ض إِلّا ِبإِ ْذِنهِ إِ ّن ال ّلهَ بِالنّا ِ
السّمَا َء أَ ْن َتقَعَ َعلَى اْلأَرْ ِ
أَحْيَا ُكمْ ثُ ّم يُمِيُت ُكمْ ُث ّم يُحْيِي ُكمْ إِ ّن اْلإِْنسَا َن لَ َكفُورٌ ()66
-65أل تنظر -أيها العاقل -إل مظاهر قدرة اللّه فتراه ييسر للناس جيعا النتفاع
بالرض وما فيها ،وهيّأ لم البحر تسي فيه السفن بشيئته ،وأمسك الكواكب ف
الفضاء بقدرته حت ل يتل نظامها ،أو تقع على الرض إل إذا اقتضت إرادته ذلك ،
إن اللّه سبحانه شديد الرأفة والرحة بعباده فيهيئ كل سبل الياة الطيبة لم ،كيف
بعد ذلك كله ل يلصون ف شكره وعبادته؟ .
-66وهو الذى أوجد فيكم الياة ،ث ييتكم حي تنقضى آجالكم ،ث يييكم يوم
القيامة للحساب والزاء ،إن النسان مع كل هذه النعم والدلئل لشديد الحود
باللّه وبنعمه عليه .
ك َلعَلَى
ك ِإنّ َ
ع ِإلَى َربّ َ
لِ ُك ّل ُأمّ ٍة جَعَلْنَا مَ ْنسَكًا هُ ْم نَا ِسكُو ُه فَلَا يُنَازِ ُعّنكَ فِي اْلَأمْ ِر وَادْ ُ
ح ُك ُم بَيَْنكُمْ
هُدًى ُمسَْتقِيمٍ ( )67وَإِ ْن جَادَلُو َك َفقُ ِل ال ّلهُ أَعْ َل ُم بِمَا َتعْمَلُونَ ( )68ال ّلهُ يَ ْ
يَوْ َم اْلقِيَا َم ِة فِيمَا كُنُْت ْم فِيهِ تَخْتَ ِلفُونَ (َ )69أَلمْ َتعْ َلمْ أَ ّن ال ّلهَ يَعْ َل ُم مَا فِي السّمَا ِء وَالْأَرْضِ
ك فِي كِتَابٍ إِ ّن َذِلكَ عَلَى ال ّلهِ َيسِيٌ ( )70وََيعُْبدُو َن ِم ْن دُونِ ال ّلهِ مَا َلمْ يَُن ّزلْ ِبهِ
إِ ّن َذلِ َ
ي ِم ْن نَصِيٍ ()71
سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَ ُه ْم ِبهِ ِع ْلمٌ َومَا لِلظّالِمِ َ
-67وقد جعلنا لكل أمة من أصحاب الشرائع السابقة شريعة خاصة بم لئقة
بعصرهم ،يعبدون اللّه عليها إل أن ينسخها ما يأتى بعدها .ومن أجل هذا جعلنا
لمتك -أيها النب -شريعة ُيعَْبدُ اللّه عليها إل يوم القيامة ،وإذا كان هذا هو أمرنا
ووضعنا ،فل يوز أن يشتد ف منازعتك فيه هؤلء التعبدون بأديانم السابقة عليك ،
ت شريعتك شرائعهم ،فل تلتفت لجادلتهم ،واستمر ف الدعوة إل ربك
فقد نَسخ ْ
حسبما يوحى إليك ،إنك لتسي على هدى ربك الستقيم .
-68وإن أصروا على الستمرار ف مادلتك فأعرض عنهم وقل لم :اللّه أعلم
97
بأعمالكم ،وبا تستحقون عليها من الزاء .
-69اللّه يكم بين وبينكم يوم القيامة فيما كنتم تتلفون فيه معى ،فَيُثيب الهتدى
ويعاقب الضال .
-70واعلم -أيها العاقل -أن علْم اللّه ميط بكل ما ف السماء وما ف الرض ،
فل يفى عليه شئ من أعمال هؤلء الجادلي ،فكل ذلك ثابت عند اللّه ف لوح
مفوظ ،لن إحاطته بذلك وإثباته وحفظه يسيٌ عليه كل اليسر .
-71ويعبد الشركون من دون اللّه أوثانا وأشخاصا ل ينل بعبادتا حجة ف كتاب
ساوى ،وليس لديهم عليها دليل عقلى ،ولكن لجرد الوى والتقليد ،وليس لؤلء
ي ينصرهم ويدفع عنهم عذاب النار يوم
الشركي الذين ظلموا وامتهنوا عقولم نص ٌ
القيامة كما يزعمون .
-72هؤلء الشركون إذا تل أحد عليهم آياتنا الواضحات ،وفيها الدليل على صحة
ما تدعو إليه -أيها النب -وفساد عبادتم ،تلحظ ف وجوههم النق والغيظ الذى
يستبد بم ،حت ليكاد يدفعهم إل الفتنة بالذين يتلون عليهم هذه اليات .قل لم -
ل فأخبكم بشئ هو أشد عليكم شرا من
أيها النب -تبكيتا وإنذارا :هل تستمعو إ ّ
الغيظ الذى يرق نفوسكم؟ إنه هو النار الت توعّد اللّه با الذين كفروا أمثالكم يوم
القيامة ،وما أسوأها مصيا ومقاما .
-73يا أيها الناس :إنا نبز أمامكم حقيقة عجيبة ف شأنا ،فاستمعوا إليها وتدبروها
:إن هذه الصنام لن تستطيع أبدا خلق شئ مهما يكن تافها حقيا كالذباب ،وإن
98
ب من الصنام شيئا من
تضافروا جيعا على خلقه ،بل إن هذا الخلوق التافه ،لو سَلَ َ
القرابي الت تقدم إليها ،فإنا ل تستطيع بال من الحوال أن تنعه عنه أو تسترده منه
،وما أضعف الذى ُي َهزْم أمام الذباب عن استرداد ما سلبه منه ،وما أضعف نفس
الذباب ،كلها شديد الضعف ،بل الصنام كما ترون أشد ضعفا ،فكيف يليق
بإنسان عاقل أن يعبدها ويلتمس النفع منها؟ .
-74هؤلء الشركون ما عرفوا اللّه حق معرفته ،ول عظموه حق تعظيمه حي
ج َز الشياء ،مع أن اللّه هو القادر على كل شئ ،العزيز الذى
أشركوا به العبادة أعْ َ
ل يغلبه غالب .
-75وقد اقتضت إرادة اللّه وحكمته أن يتار من اللئكة رسل ،ويتار من البشر
كذلك رسل ،ليُبلّغوا شرعه إل خلقه ،فكيف تعترضون على من اختاره رسول
إليكم؟ إن اللّه سيع لقوال عباده ،بصي با يفعلون ومازيهم عليه .
َيعْلَ ُم مَا بَ ْي َن َأيْدِيهِ ْم َومَا خَ ْل َفهُ ْم َوإِلَى ال ّلهِ ُت ْرجَ ُع الُْأمُورُ ( )76يَا َأّيهَا الّذِينَ َآمَنُوا
جدُوا وَاعُْبدُوا َربّ ُك ْم وَا ْفعَلُوا الْخَ ْيرَ َلعَ ّلكُ ْم ُتفْلِحُونَ ( )77وَجَاهِدُوا فِي
ارْ َكعُوا وَاسْ ُ
ج مِ ّلةَ َأبِيكُ ْم ِإبْرَاهِيمَ
اللّ ِه َحقّ ِجهَا ِد ِه ُهوَ اجْتَبَاكُ ْم َومَا َجعَلَ عَ َل ْيكُ ْم فِي الدّي ِن ِمنْ َحرَ ٍ
ي ِمنْ قَ ْب ُل َوفِي َهذَا لَِيكُو َن الرّسُو ُل َشهِيدًا عَلَ ْي ُكمْ َوَتكُونُوا شُ َهدَاءَ
هُ َو سَمّا ُكمُ الْ ُمسْلِ ِم َ
س َفأَقِيمُوا الصّلَا َة وَ َآتُوا الزّكَا َة وَاعْتَصِمُوا بِاللّ ِه ُهوَ َم ْولَا ُك ْم فَِنعْ َم الْ َموْلَى وَِن ْعمَ
عَلَى النّا ِ
النّصِيُ ()78
-76وهو سبحانه يعلم أحوالم الظاهرة والباطنة ،ل تفى عليه منهم خافية ،وإليه
-وحده -مرجع المور كلها .
-77يا أيها الذين آمنوا ل تلتفتوا إل تضليل الكفار ،واستمروا على أداء صلتكم
تامة وافية راكعي ساجدين ،واعبدوا ربكم الذى خلقكم ورزقكم ،ول تشركوا به
أحدا ،واعملوا كل ما فيه خي ونفع ،كى تكونوا من الصلحي السعداء ف أخراكم
ودنياكم .
-78وجاهدوا ف سبيل إعلء كلمة اللّه وابتغاء مرضاته حت تنتصروا على أعدائكم
99
وشهواتكم ،لنه سبحانه قربكم إليه ،واختاركم لنصرة دينه ،وجعلكم أمة وسطا ،
ول يكلفكم فيما شرعه لكم ما فيه مشقة عليكم ل تتملونا ،ويسر عليكم ما
يعترضكم من مشقة ل تطيقونا .با فرضه لكم من أنواع الرّخَص ،فالزموا دين
أبيكم إبراهيم ف مبادئه وأسسه ،وهو سبحانه الذى سّاكم السلمي ف الكتب النلة
السابقة ،وبإذعانكم لا شرعه ال لكم ،تكونون كما سّاكم اللّه ،فتكون عاقبتكم أن
يشهد رسولكم بأنه بلغكم ،وعلمتم با بلغكم به ،فتسعدوا ،وتكونوا شهداء على
المم السابقة با جاء ف القرآن من أن رسلها بلّغتها ،وإذا كان اللّه قد خصكم بذه
اليزات كلها ،فمن الواجب عليكم أن تقابلوها بالشكر والطاعة له ،فتقيموا الصلة
على أت وجوهها ،وتعطوا الزكاة لستحقيها ،وتتوكلوا على اللّه ف كل أموركم ،
وتستمدوا منه العون .فهو معينكم وناصركم .فنعم الول ونعم النصي .
ح الْ ُم ْؤمِنُونَ ( )1الّذِينَ ُهمْ فِي صَلَاِت ِهمْ خَا ِشعُونَ ( )2وَالّذِينَ ُهمْ َع ِن اللّ ْغوِ
َقدْ َأفْلَ َ
ُمعْرِضُونَ ()3
حقّق الفلح للمؤمني بال وبا جاءت به الرسل ،وفازوا بأمانيهم .
َ -1ت َ
-2الذين ضموا إل إيانم العمل الصال ،هم ف صلتم متوجهون إل ال بقلوبم ،
حسّون بالضوع الطلق له .
خائفون منه ،متذللون له ،يَ ُ
-3هم مؤثرون للجد ،معرضون عمّا ل خي فيه من قول وعمل .
ت َأيْمَانُ ُه ْم َفإِّن ُهمْ غَ ْيرُ مَلُومِيَ ( )6فَ َمنِ ابَْتغَى وَرَا َء َذِلكَ
ِإلّا عَلَى أَ ْزوَا ِجهِ ْم َأوْ مَا مَلَكَ ْ
ك ُهمُ اْلعَادُونَ ( )7وَاّلذِي َن ُهمْ ِلَأمَانَاِت ِهمْ وَ َع ْه ِدهِمْ رَاعُونَ ( )8وَاّلذِي َن ُهمْ َعلَى
َفأُولَئِ َ
100
صَ َلوَاتِ ِهمْ يُحَافِظُونَ ( )9أُولَِئكَ ُهمُ اْلوَا ِرثُونَ ( )10الّذِينَ َي ِرثُو َن اْلفِ ْر َدوْسَ ُهمْ فِيهَا
خَاِلدُونَ ( )11وََل َقدْ خَ َلقْنَا اْلِإنْسَا َن ِمنْ سُلَالَ ٍة ِمنْ طِيٍ (ُ )12ث ّم جَعَلْنَا ُه نُ ْطفَ ًة فِي َقرَارٍ
مَكِيٍ ()13
-6إل بطريق الزواج الشرعى أو بلكية الوارى فل مؤاخذة عليهم فيه .
-7فمن أراد التصال بالرأة عن غي هذين الطريقي فهو متعدٍ للحدود الشروعة
غاية التعدى .
-8وهم مافظون على كل ما ائتمنوا عليه من مال ،أو قول ،أو عمل ،أو غي ذلك
،وعلى كل عهد بينهم وبي ال أو بينهم وبي الناس ،فل يونون المانات ول
ينقضون العهود .
-9وهم مداومون على أداء الصلة ف أوقاتا ،مققون لركانا وخشوعها ،حت
تؤدى إل القصود منها ،وهو النتهاء عن الفحشاء والنكر .
-10هؤلء الوصوفون هم الذين يرثون الي كله ،وينالونه يوم القيامة .
-11هم الذين يتفضل ال عليهم بالفردوس ،أعلى مكان ف النة ،يتمتعون فيه
دون غيهم .
-12وأن على الناس أن ينظروا إل أصل تكوينهم ،فإنه من دلئل قدرتنا الوجبة
لليان بال وبالبعث ،فإننا خلقنا النسان من خلصة الطي .
-13ث خلقنا نسله فجعلناه نطفة -أى ماء فيه كل عناصر الياة الول -تستقر ف
الرحم ،وهو مكان مستقر حصي .
حمًا
ض َغةَ عِظَامًا َف َكسَ ْونَا اْلعِظَا َم لَ ْ
ض َغةً َفخَ َلقْنَا الْمُ ْ
ُثمّ خَ َلقْنَا النّ ْط َفةَ عَ َلقَ ًة فَخَ َلقْنَا الْعَ َل َقةَ مُ ْ
سنُ الْخَالِقِيَ (ُ )14ث ّم إِّن ُكمْ َب ْعدَ َذِلكَ لَمَيّتُونَ (
ُثمّ َأْنشَ ْأنَاهُ خَ ْلقًا َآخَ َر فَتَبَارَ َك ال ّلهُ َأ ْح َ
ُ )15ثمّ ِإنّ ُك ْم يَوْ َم اْلقِيَا َم ِة تُ ْبعَثُونَ ( )16وََل َقدْ خَ َلقْنَا َف ْو َقكُ ْم سَبْعَ َطرَاِئقَ َومَا كُنّا َعنِ
ض َوِإنّا عَلَى َذهَابٍ
الْخَ ْلقِ غَافِلِيَ ( )17وََأْن َزلْنَا ِمنَ السّمَا ِء مَا ًء ِبقَدَ ٍر َفَأسْكَنّاهُ فِي اْلأَرْ ِ
ِبهِ َلقَادِرُونَ ()18
101
-14ث صيّرنا هذه النطفة بعد تلقيح البويضة والخصاب دما ،ث صيّرنا الدم بعد
ذلك قطعة لم ،ث صيناها هيكل عظميا ،ث كسونا العظام باللحم ،ث أتمنا خلقه
فصار ف النهاية بعد نفخ الروح فيه خلقا مغايرا لبدأ تكوينه ،فتعال شأن ال ف
عظمته وقدرته ،فهو ل يشبه أحد ف خلقته وتصويره وإبداعه .
-15ث إنكم -يا بن آدم -بعد ذلك الذى ذكرناه من أمركم صائرون إل الوت
ل مالة .
-16ث إنكم تبعثون يوم القيامة للحساب والزاء .
-17وإننا قد خلقنا سبع سوات مرتفعة فوقكم ،فيها ملوقات ل نغفل عنها
فحفظناها ودبرناها ،ونن ل نغفل عن جيع الخلوقات ،بل نفظها كلها من الزوال
والختلل ،وندبر كل أمورها بالكمة .
-18وأنزلنا من السماء مطرا بكمة وتقدير ف تكوينه وإنزاله ،وتيسيا للنتفاع به
جعلناه مستقرا ف الرض على ظهرها وف جوفها ،وإنا لقادرون على إزالته وعدم
تكينكم من النتفاع به ،ولكنا ل نفعل رحة بكم ،فآمنوا بالقه واشكروه .
-19فخلقنا لكم بذا الاء حدائق من نيل وأعناب لكم فيها فواكه كثية ،ومنها
تأكلون .
-20وخلقنا لكم شجرة الزيتون الت تنبت ف منطقة طور سيناء ،وف ثارها زيت
تنتفعون به ،وهو إدام للكلي .
-21وإن لكم ف النعام -وهى البل والبقر والغنم -ما يدل على قدرتنا وتفضلنا
عليكم بالنعم ،نسقيكم لبنا مستخرجا ما ف بطونا خالصا سائغا سهل للشاربي ،
ولكم فيها سوى اللب منافع كثية كاللحوم والصواف والوبار ،ومنها تعيشون
وترزقون .
102
وَعَلَ ْيهَا وَعَلَى الْفُ ْلكِ تُحْمَلُونَ ( )22وََل َقدْ أَ ْرسَلْنَا نُوحًا ِإلَى َق ْومِ ِه َفقَالَ يَا َقوْمِ اعُْبدُوا
اللّ َه مَا َل ُكمْ ِم ْن ِإلَهٍ غَ ْي ُر ُه َأفَلَا تَّتقُونَ (َ )23فقَا َل الْمَ َلأُ اّلذِينَ َك َفرُوا ِمنْ َق ْومِ ِه مَا َهذَا ِإلّا
ضلَ عَلَ ْيكُ ْم َولَ ْو شَاءَ ال ّل ُه َلأَْنزَ َل مَلَائِ َكةً مَا سَ ِمعْنَا ِب َهذَا فِي َآبَائِنَا
َبشَ ٌر مِثْ ُل ُكمْ ُيرِي ُد أَ ْن يََتفَ ّ
ص ْرنِي
الَْأوّلِيَ ( )24إِ ْن ُهوَ ِإلّا َرجُ ٌل ِبهِ جِّن ٌة فََترَبّصُوا ِب ِه حَتّى حِيٍ ( )25قَالَ َربّ انْ ُ
ك ِبأَعْيُنِنَا وَ َوحْيِنَا َفِإذَا جَا َء َأمْ ُرنَا َوفَارَ
بِمَا َكذّبُونِ (َ )26فَأوْحَيْنَا إِلَ ْي ِه أَنِ اصْنَ ِع اْلفُلْ َ
ك فِيهَا ِمنْ ُكلّ َزوْجَ ْينِ اثْنَ ْي ِن َوأَهْ َلكَ ِإلّا مَ ْن سََبقَ عَلَ ْي ِه الْ َقوْ ُل مِ ْن ُهمْ َولَا
التّنّو ُر فَاسْ ُل ْ
تُخَاطِبْنِي فِي الّذِينَ ظَلَمُوا إِّن ُهمْ ُم ْغ َرقُونَ ()27
-22وعلى هذه النعام وعلى السفن تركبون وتملون الثقال ،فخلقنا لكم وسائل
النتقال والمل ف الب والبحر ،وبا يكون التصال بينكم .
-23وف قصص الولي عبة لكم لتؤمنوا ،فقد أرسلنا نوحا إل قومه ،فقال لم :
يا قوم اعبدوا ال وحده ،فليس لكم إله يستحق العبادة غيه ،أل تافون عقابه ،
وزوال نعمه إن عصيتم .
-24فقال الكباء من قومه الذين كفروا منكرين لدعوته صادّين العامة عن اتباعه :
ل فرق بي نوح وبينكم ،فهو مثلكم ف البشرية ،ولكنه يريد أن يتميز عليكم بذه
الدعوة ،ولو كان هناك رسل من ال -كما يزعم -لرسلهم ملئكة ،ما سعنا ف
تاريخ آبائنا السابقي بذه الدعوة ،ول بإرسال بشر رسول .
-25ما هو إل رجل به جنون ،ولذلك قالوا :فانتظروا واصبوا عليه حت ينكشف
جنونه ،أو يي هلكه .
-26دعا نوح ربه بعد ما يئس من إيانم ،فقال :يا رب انصرن عليهم ،وانتقم
منهم بسبب تكذيبهم لدعوتى .
-27فقلنا له عن طريق الوحى :اصنع السفينة وعنايتنا ترعاك ،فتدفع عنك شرهم
ونرشدك ف عملك ،فإذا حل ميعاد عذابم ،ورأيت التنور يفور ماء بأمرنا ،فأدخل
ف السفينة من كل نوع من الكائنات الية ذكرا وأنثى ،وأدخل أهلك أيضا إل من
103
تقرر تعذيبهم لعدم إيانم ،ول تسألن ناة الذين ظلموا أنفسهم وغيهم بالكفر
والطغيان ،فإن حكمت بإغراقهم لظلمهم بالشراك والعصيان .
-28فإذا ركبت واستقررت أنت ومن معك ف السفينة فقل شاكرا ربك :المد ل
الذى نانا من شر القوم الكافرين الطاغي .
-29وقل :يا رب مكّنّى من النول ف منل مبارك تطيب القامة فيه عند النول إل
ب ل المن فيه ،فأنت -وحدك -الذى تُنل ف مكان الي والمن
الرض ،وه ْ
والسلم .
-30إن ف هذه القصة عبا ومواعظ ،وإنا نتب العباد بالي وبالشر ،وف أنفسهم
الستعداد لكل منها .
ُثمّ َأْنشَ ْأنَا ِم ْن َبعْ ِد ِهمْ َق ْرنًا َآخَرِينَ (َ )31فأَ ْرسَلْنَا فِي ِهمْ َرسُولًا مِ ْن ُهمْ أَنِ اعُْبدُوا ال ّل َه مَا
لَ ُك ْم ِمنْ ِإَلهٍ غَ ْي ُرهُ َأفَلَا تَّتقُونَ (َ )32وقَا َل الْمَ َلأُ ِم ْن َقوْ ِمهِ اّلذِينَ َك َفرُوا وَ َك ّذبُوا بِ ِلقَاءِ
ش ٌر مِثْلُ ُك ْم َيأْكُ ُل مِمّا َتأْكُلُو َن مِ ْنهُ
الْ َآخِ َر ِة َوأَْت َرفْنَا ُهمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا مَا َهذَا ِإلّا َب َ
شرًا مِثْ َل ُكمْ إِّن ُكمْ ِإذًا لَخَا ِسرُونَ ()34
شرَبُونَ ( )33وَلَِئ ْن أَ َطعُْتمْ َب َ
ش َربُ مِمّا َت ْ
وََي ْ
ت هَ ْيهَاتَ لِمَا
خرَجُونَ ( )35هَ ْيهَا َ
َأيَ ِعدُ ُكمْ َأّنكُ ْم ِإذَا مِّتمْ وَكُنُْتمْ ُترَابًا وَعِظَامًا َأنّ ُكمْ ُم ْ
ح ُن بِمَ ْبعُوثِيَ ( )37إِ ْن ُهوَ
تُو َعدُونَ ( )36إِ ْن هِ َي ِإلّا حَيَاتُنَا ال ّدنْيَا نَمُوتُ َونَحْيَا َومَا نَ ْ
ح ُن َلهُ بِ ُم ْؤمِنِيَ ()38
ِإلّا َر ُجلٌ افَْترَى عَلَى ال ّلهِ َك ِذبًا َومَا نَ ْ
-31ث خلقنا من بعد نوح طبقة من الناس غيهم وهم عاد .
-32فأرسلنا إليهم هودا وهو منهم ،وقلنا لم على لسانه :اعبدوا ال -وحده -
فليس لكم إله يستحق العبادة غيه ،وهو -وحده -الدير بأن تافوه ،فهل خفتم
عقابه إن عصيتموه؟ .
104
-33وقال الكباء من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء ال وما ف الخرة من حساب
وجزاء ،وأعطيناهم أكب حظ من الترف والنعيم ،قالوا منكرين عليه دعوته ،صادين
العامة عن اتباعه :ل فرق بي هود وبينكم ،فما هو إل بشر ماثل لكم ف البشرية ،
يأكل من جنس ما تأكلون منه ،ويشرب من جنس ما تشربون ،ومثل هذا ل يكون
رسول لعدم تيزه عنكم .
-34وحذروهم ف قوة وتأكيد ،فقالوا :إن أطعتم رجل ياثلكم ف البشرية ،فأنتم
حقا خاسرون لعدم انتفاعكم بطاعته .
-35وقالوا لم أيضا منكرين للبعث :أيعدكم -هود -أنكم تبعثون من قبوركم
بعد أن توتوا وتصيوا ترابا وعظاما مردة من اللحوم والعصاب؟
-36إن ما وعدكم به بعيد جدا ،ولن يكون أبدا .
-37ليس هناك إل حياة واحدة هى هذه الياة الدنيا الت ند فيها الوت والياة
يتواردان علينا ،فمولود يولد وحى يوت ،ولن نبعث بعد الوت أبدا .
-38ما هو إل رجل كذب على ال ،وادعى أن ال أرسله ،وكذب فيما يدعو
إليه ،ولن نصدقه أبدا .
-39قال هود بعد ما يئس من إيانم :يا رب انصرن عليهم وانتقم منهم ،بسبب
تكذيبهم لدعوتى .
-40قال ال له مؤكدا وعده :سيندمون بعد قليل من الزمن على ما فعلوا عندما يل
بم العذاب .
-41فأخذتم صيحة شديدة أهلكتهم لستحقاقهم ذلك اللك ،وجعلناهم ف
105
القارة والضعف كالشئ الذى يرفه السيل أمامه من أعواد الشجر وأوراقه .هلكا
وبُعدا عن الرحة للظالي بكفرهم وطغيانم .
-42ث خلقنا من بعدهم أقواما غيهم ،كقوم صال ولوط وشعيب .
-43لكل أمة زمنها العيّن لا ،ل تتقدم عنه ول تتأخر .
-44ث أرسلنا رسلنا متتابعي كل إل قومه ،وكلما جاء رسول إل قومه كذّبوه ف
دعوته ،فأهلكناهم متتابعي ،وجعلنا أخبارهم أحاديث يرددها الناس ويعجبون منها ،
فَُبعْدا عن الرحة وهلكا لقوم ل يصدقون الق ول يذعنون له .
-45ث أرسلنا موسى وأخاه هارون بالدلئل القاطعة الدالة على صدقهما ،وبجة
واضحة تبيّن أنما قد أرسل من عندنا .
ش َريْ ِن مِثْلِنَا
ِإلَى ِفرْ َعوْنَ َومَلَِئهِ فَاسْتَكَْبرُوا وَكَانُوا قَ ْومًا عَالِيَ (َ )46فقَالُوا َأنُ ْؤ ِمنُ لَِب َ
َوقَ ْو ُمهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ( )47فَ َك ّذبُوهُمَا فَكَانُوا ِم َن الْ ُمهْلَكِيَ (َ )48وَلقَدْ َآتَيْنَا مُوسَى
ت َقرَارٍ
ب َلعَ ّلهُ ْم َيهْتَدُونَ ( )49وَ َجعَلْنَا اْبنَ مَ ْرَيمَ َوُأمّهُ َآَي ًة وَ َآ َويْنَاهُمَا إِلَى َربْ َو ٍة ذَا ِ
الْكِتَا َ
ت وَاعْمَلُوا صَالِحًا ِإنّي بِمَا َتعْمَلُونَ عَلِيمٌ (
وَ َمعِيٍ ( )50يَا أَّيهَا ال ّرسُلُ كُلُوا ِم َن الطّيّبَا ِ
)51وَإِ ّن َه ِذهِ ُأمُّت ُكمْ ُأ ّمةً وَا ِح َد ًة وََأنَا َرّب ُكمْ فَاّتقُونِ ( )52فََتقَ ّطعُوا َأ ْم َرهُ ْم بَيَْن ُهمْ ُزُبرًا
ُك ّل حِ ْزبٍ بِمَا َل َدْيهِ ْم َفرِحُونَ ()53
106
فيها القامة ويتوافر الاء الذى هو دعامة العيش الرغيد .
-51وقلنا للرسل ليبلغوا أقوامهم :كلوا من أنواع اللل الطيب ،وتتعوا
واشكروا نعمت بعمل الصالات ،إن عليم با تعملون وماز لكم عليه .
-52وقلنا لم ليبلغوا أقوامهم :إن هذا الدين الذى أرسلتكم به دين واحد ف
العقائد وأصول الشرائع ،وإنكم أمة واحدة ف كل الجيال ،منهم الهتدى ومنهم
الضال ،وأنا ربكم الذى أمرتكم باتباعه فخافوا عقاب إن عصيتم .
-53فقطع الناس أمر دينهم ،فمنهم الهتدون ومنهم الضالون الذين اتبعوا
أهواءهم ،فتفرقوا بسبب ذلك جاعات متلفة متعادية ،كل جاعة فرحة با هى
عليه ،ظانة أنه -وحده -الصواب .
-54فاترك الكافرين -يا ممد -ف جهالتهم وغفلتهم ما دمت قد نصحتهم حت
يقضى ال فيهم بالعذاب بعد حي .
-55أيظن هؤلء العاصون أنا إذ نتركهم يتمتعون با أعطيناهم من الال والبني .
-56نكون قد رضينا عنهم ،فتفيض عليهم اليات بسرعة وكثرة ،إنم كالبهائم
ل يشعرون لعدم استخدامهم عقولم ،إنن غي راض عنهم ،وإن هذه النعم استدراج
منا لم .
-57إن الذين هم يشون ال ويهابونه وقد تربت فيهم الخافة منه سبحانه .
-58والذين هم يؤمنون بآيات ربم الوجودة ف الكون ،والتلوة ف الكتب النلة .
-59والذين هم ل يشركون بال أحدا .
107
-60والذين يعطون ما رزقهم ال ،ويؤدون عملهم وهم خائفون من التقصي ،لنم
راجعون إل ال بالبعث وماسبون .
-61أولئك يسارعون بأعمالم إل نيل اليات ،وهم سابقون غيهم ف نيلها .
-62ونن ل نكلف أحدا إل با يستطيع أن يؤديه ،لنه داخل ف طاقته ،وكل عمل
من أعمال العباد مسجل عندنا ف كتاب ،وسنخبهم به كما هو ،وهم ل يظلمون
بزيادة عقاب أو نقص ثواب .
َبلْ قُلُوُبهُ ْم فِي َغ ْم َرةٍ مِ ْن َهذَا َوَلهُ ْم أَعْمَالٌ ِم ْن دُونِ َذِلكَ ُه ْم َلهَا عَامِلُونَ ( )63حَتّى
صرُونَ
جأَرُوا الْيَوْ َم ِإّنكُ ْم مِنّا لَا تُنْ َ
جأَرُونَ ( )64لَا تَ ْ
ِإذَا َأخَ ْذنَا مُ ْت َرفِيهِ ْم بِاْل َعذَابِ إِذَا هُ ْم يَ ْ
(َ )65قدْ كَانَتْ َآيَاتِي تُتْلَى عَلَ ْي ُكمْ َفكُنُْتمْ عَلَى أَ ْعقَابِ ُك ْم تَنْكِصُونَ (ُ )66مسْتَكِْبرِينَ ِبهِ
جرُونَ (َ )67أفَ َلمْ َي ّدّبرُوا اْل َقوْ َل أَ ْم جَا َءهُ ْم مَا َل ْم يَ ْأتِ َآبَا َءهُ ُم اْلأَ ّولِيَ ( )68أَمْ
سَا ِمرًا َتهْ ُ
حقّ
َلمْ َي ْعرِفُوا َرسُولَ ُه ْم َفهُ ْم َلهُ مُ ْن ِكرُونَ ( )69أَ ْم َيقُولُونَ ِب ِه جِنّ ٌة َبلْ جَا َء ُهمْ بِالْ َ
حقّ كَا ِرهُونَ ()70
وَأَكَْث ُر ُهمْ لِلْ َ
108
-69أم ل يعرفوا رسولم -ممدا -الذى نشأ بينهم ف أخلقه العالية الت ل يعهد
معها الكذب ،فهم ينكرون دعوته الن بغيا وحسدا؟ .
-70أم يقولون :إنه منون؟ كل :إنه جاءهم بالدين الق ،وأكثرهم كارهون للحق
،لنه يالف شهواتم وأهواءهم فل يؤمنون به .
-71ولو كان الق تابعا لهوائهم لشاع الفساد ف الرض ولتنازعت الهواء ،
ولكنا أرسلنا إليهم القرآن الذى ُيذَكّرهم بالق الذى يب أن يتمع عليه الميع ،
ومع ذلك هم معرضون عنه .
-72بل أَتطلب منهم -أيها النب -أجرا على أداء الرسالة؟ ل يكن ذلك ،فإن أجر
ربك خي ما عندهم ،وهو خي العطي .
-73وإنك -يا ممد -لتدعوهم إل الدين الذى هو الطريق الستقيم الوصل إل
السعادة .
-74وإن الذين ل يؤمنون بالخرة وما فيها من نعيم أو جحيم يعدلون عن الطريق
الستقيم الذى يأمن السائر فيه من السّي إل طريق الية والضطراب والفساد .
-75ولو رحناهم وأزلنا عنهم ما نزل بم من ضرر ف أبدانم وقحط ف أموالم ونو
ذلك ،لزادوا كفرا ،وتادوا ف الطغيان .
-76ولقد عذّبناهم بعذاب أصابم كالقتل أو الوع فما خضعوا بعده لربم ،بل
أقاموا على عتوهم واستكبارهم بجرد زواله .
109
شأَ
ب شَدِيدٍ ِإذَا ُه ْم فِيهِ مُبْ ِلسُونَ ( )77وَ ُهوَ اّلذِي أَْن َ
حَتّى ِإذَا فَتَحْنَا َعلَ ْي ِهمْ بَابًا ذَا َعذَا ٍ
شكُرُونَ (َ )78وهُ َو اّلذِي ذَ َرأَ ُكمْ فِي الْأَرْضِ
لَ ُكمُ السّ ْم َع وَاْلأَبْصَا َر وَاْلَأفْئِ َد َة قَلِيلًا مَا َت ْ
ت َوَلهُ اخْتِلَافُ اللّ ْي ِل وَالّنهَا ِر َأفَلَا َتعْقِلُونَ
شرُونَ ( )79وَ ُهوَ اّلذِي يُحْيِي َويُمِي ُ
حَوَِإلَ ْيهِ ُت ْ
(َ )80بلْ قَالُوا مِ ْثلَ مَا قَالَ اْلَأوّلُونَ ()81
-82قالوا منكرين للبعث :أنبعث بعد الوت وبعد أن نصي ترابا وعظاما؟ .
-83لقد وُعدنا ووعد آباؤنا من قبلنا بذلك ،وما هذا الوعد إل أكاذيب السابقي
الت سَطروها .
-84قل لم يا ممد :من الذى ملك الرض ومن فيها من الناس وسائر الخلوقات؟
إن كان لكم علم فأجيبون .
-85سيقرون بأن الرض ل ،قل لم إذن :فلم تشركون به؟ أل تذكرون أن من
يلك ذلك جدير بأن يُعبد وحده؟
110
ُقلْ َمنْ َربّ السّمَاوَاتِ السّبْ ِع وَ َربّ اْل َعرْشِ اْلعَظِيمِ ( )86سََيقُولُونَ لِلّ ِه ُق ْل َأفَلَا تَّتقُونَ
ي َولَا يُجَارُ عَلَ ْي ِه إِنْ كُنُْت ْم تَعْلَمُونَ ()88
(ُ )87قلْ َم ْن بَِي ِدهِ مَ َلكُوتُ ُك ّل شَيْ ٍء َوهُ َو يُجِ ُ
حقّ َوِإّنهُ ْم َلكَا ِذبُونَ ( )90مَا
حرُونَ (َ )89ب ْل َأتَيْنَا ُهمْ بِالْ َ
سَيَقُولُو َن لِ ّلهِ ُقلْ َفَأنّى ُتسْ َ
ضهُمْ عَلَى
خذَ ال ّلهُ ِم ْن َولَ ٍد َومَا كَا َن َمعَ ُه ِمنْ إَِل ٍه ِإذًا َلذَهَبَ ُك ّل ِإَلهٍ بِمَا خَ َلقَ َوَلعَلَا َبعْ ُ
اتّ َ
شرِكُونَ (
شهَا َد ِة فََتعَالَى عَمّا ُي ْ
ب وَال ّ
صفُونَ ( )91عَاِلمِ اْلغَيْ ِ
َبعْضٍ سُبْحَا َن ال ّلهِ عَمّا يَ ِ
ب ِإمّا ُت ِريَنّي مَا يُو َعدُونَ ()93
ُ )92قلْ َر ّ
111
ك مَا َن ِعدُ ُه ْم َلقَادِرُونَ ()95
جعَلْنِي فِي الْ َقوْ ِم الظّالِ ِميَ ( )94وَِإنّا عَلَى أَ ْن ُن ِريَ َ
َربّ فَلَا تَ ْ
ب أَعُو ُذ ِبكَ ِمنْ
صفُونَ (َ )96وقُلْ َر ّ
ح ُن أَعْ َل ُم بِمَا يَ ِ
ادْفَ ْع بِالّتِي ِهيَ َأ ْحسَ ُن السّيَّئةَ نَ ْ
ضرُونِ ( )98حَتّى ِإذَا جَا َء أَ َح َدهُمُ
هَ َمزَاتِ الشّيَاطِيِ (َ )97وأَعُوذُ ِبكَ َربّ أَ ْن يَحْ ُ
الْمَ ْوتُ قَالَ َربّ ا ْر ِجعُونِ (َ )99لعَلّي أَ ْع َملُ صَالِحًا فِيمَا َترَكْتُ كَلّا ِإّنهَا كَلِ َم ٌة ُهوَ
ب بَيَْن ُهمْ
خ فِي الصّو ِر فَلَا أَْنسَا َ
خ ِإلَى َيوْمِ يُبْعَثُونَ (َ )100فإِذَا نُفِ َ
قَائِ ُلهَا َو ِمنْ وَرَاِئهِ ْم َبرْزَ ٌ
ك ُهمُ الْ ُمفْلِحُونَ ()102
ت َموَازِيُنهُ َفأُولَئِ َ
يَ ْومَِئذٍ َولَا يََتسَا َءلُونَ ( )101فَ َم ْن َثقُلَ ْ
112
-102فالعمل هو ميزان التقدير ،فمن كانت لم عقائد سليمة وأعمال صالة لا
وزن ف ميزان ال ،فأولئك هم الفائزون .
113
ِإنّي جَ َزيُْت ُهمُ الَْيوْ َم بِمَا صََبرُوا َأنّ ُه ْم هُ ُم اْلفَاِئزُونَ ( )111قَالَ َك ْم لَبِثُْت ْم فِي اْلأَرْضِ َع َددَ
سِنِيَ ( )112قَالُوا لَبِثْنَا َيوْمًا َأ ْو َبعْضَ َيوْ ٍم فَا ْسَألِ اْلعَادّينَ ( )113قَالَ إِ ْن لَبِثُْت ْم ِإلّا قَلِيلًا
حسِبُْتمْ َأنّمَا خَلَقْنَا ُكمْ عَبَثًا َوأَّنكُ ْم ِإلَيْنَا لَا ُترْ َجعُونَ (
لَ ْو َأنّ ُكمْ كُنُْت ْم َتعْلَمُونَ (َ )114أفَ َ
ع مَعَ
ب الْ َعرْشِ اْل َكرِيِ (َ )116و َمنْ َيدْ ُ
ح ّق لَا إَِل َه ِإلّا هُوَ َر ّ
)115فََتعَالَى ال ّلهُ الْمَ ِلكُ الْ َ
ح اْلكَا ِفرُونَ (َ )117و ُقلْ
اللّ ِه ِإلَهًا َآ َخرَ لَا ُبرْهَا َن َلهُ ِب ِه َفإِنّمَا ِحسَاُبهُ عِ ْندَ َربّ ِه ِإنّ ُه لَا ُيفْلِ ُ
ت خَ ْيرُ الرّاحِمِيَ ()118
َربّ ا ْغ ِف ْر وَارْ َح ْم وََأنْ َ
-111إن جزيتهم اليوم بالفلح ،لنم صبوا على سخريتكم وإيذائكم .
-112قال ال للكافرين :كم سنة عشتموها ف الدنيا؟ .
-113قالوا -استقصارا لدة معيشتهم بالنسبة لطول مكثهم ف العذاب : -عشنا
يوما أو بعض يوم ،فاسأل من يتمكنون من العدّ ،لنا مشغولون بالعذاب .
-114فيقول ال لم :ما عشتم ف الدنيا إل زمنا قليل .ولو أنكم كنتم تعلمون
عاقبة الكفر والعصيان وأن متاع الدنيا قليل ،لمنتم وأطعتم .
-115أظننتم أننا خلقناكم بغي حكمة فأفسدت ف الرض ،وظننتم أنكم ل تبعثون
لجازاتكم؟ كل .
-116العظمة ل -وحده -هو مالك اللك كله ،ل معبود بق سواه ،هو صاحب
العرش العظيم .
-117ومن يعبد مع ال إلا آخر ل دليل له على استحقاقه العبودية .فإن ال يعاقبه
على شركه ل مالة ،إن الكافرين ل يفلحون ،وإنا الذى يفلح هم الؤمنون .
-118وقل -يا أيها النب -داعيا ال ضارعا إليه : -يا رب اغفر ل ذنب ،
وارحن فأنت خي الراحي ،لن رحتك واسعة وقريبة من الحسني .
سُو َر ٌة َأْنزَلْنَاهَا َوفَرَضْنَاهَا َوَأنْ َزلْنَا فِيهَا َآيَاتٍ بَيّنَاتٍ َلعَ ّلكُ ْم َتذَ ّكرُونَ ( )1الزّانِيَ ُة وَالزّانِي
فَاجْ ِلدُوا ُك ّل وَا ِحدٍ مِ ْنهُمَا مَِئةَ جَ ْل َدةٍ وَلَا تَ ْأ ُخذْكُ ْم ِبهِمَا َرْأفَ ٌة فِي دِينِ ال ّلهِ إِنْ كُنُْتمْ
ش َهدْ َعذَاَبهُمَا طَاِئفَ ٌة ِمنَ الْ ُم ْؤمِنِيَ ()2
تُ ْؤمِنُونَ بِال ّلهِ وَالْيَوْ ِم اْلآَ ِخ ِر َولْيَ ْ
114
-1هذه سورة أوحينا با وأوجبنا أحكامها .ونزلنا فيها دلئل واضحة على قدرة ال
ووحدانيته .وعلى أن هذا الكتاب من عند ال ،لتتعظوا با .
-2ومن تلك الحكام حكم الزانية والزان فاضربوا كل واحد منهما مائة جلدة ،
ول ينعكم شئ من الرأفة بما عن تنفيذ الكم ،إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر .
لن مقتضى اليان إيثار رضا ال على رضا الناس ،ولْيحضر تنفيذ الكم فيهما جاعة
من الؤمني .ليكون العقاب فيه ردع لغيها .
-3البيث الذى من دأبه الزنا ،ل يرغب إل ف نكاح خبيثة عرفت الزنا أو
الشرك ،والبيثة الت من دأبا الزنا ل يرغب ف نكاحها إل خبيث عرف بالزنا أو
الشرك .ول يليق هذا النكاح بالؤمني لا فيه من التشبه بالفسق .والتعرض للتهم .
-4والذين يتهمون العفيفات النيهات بالزنا ،ث ل يأتوا بأربعة شهود يثبتون صدق
التام ،فعاقبوهم بالضرب ثاني جلدة وبعدم قبول شهادتم على أى شئ كان مدى
الياة ،فهؤلء هم الديرون باسم الارجي خروجا شنيعا على حدود الدين .
-5لكن من تاب منهم فندم على هذه العصية ،وعزم على الطاعة وظهر صدق توبته
بصدق سلوكه ،فإن ال يتجاوز عن عقابه .
115
-6والذين يتهمون زوجاتم بالزنا ،ول يكن هناك عدد يشهد بصدق اتامهم ،
فيطالب الواحد منهم ليدفع عن نفسه الد والعقوبة بأن يشهد بال أربع مرات أنه
صادق ف هذا التام .
-7ويذكر ف الرة الامسة أنه يستحق الطرد من رحة ال إن كان من الكاذبي ف
ذلك .
-8ولو سكتت الزوجة بعد ذلك أقيم عليها عقوبة الزنا ،ولكى تدفع عنها العقوبة
يب عليها أن تشهد بال أربع مرات أن الزوج كاذب ف اتامه إياها بالزنا .
-9وتذكر ف الرة الامسة أنا تستحق أن ينل با غضب ال ،إن كان من الصادقي
ف هذا التام .
-10ولول تفضل ال عليكم ورحته بكم -وإنه كثي قبول التوبة من عباده ،
وحكيم ف كل أفعاله -لا شرع لكم هذه الحكام ،ولعجل عقوبتكم ف الدنيا على
العصية .
-11إن الذين اخترعوا الكذب الصارف عن كل هداية بالنسبة لعائشة زوج النب -
صلى ال عليه وسلم -إذ أشاعوا حولا الفك والكذب -هم جاعة من يعيشون
معكم ،ل تظنوا هذه الادثة شرا لكم بل هى خي لكم ،لنا ميّزت النافقي من
الؤمني الالصي ،وأظهرت كرامة البئي منها ،والتألي ،ولكل شخص من هذه
الماعة التهمة جزاؤه على مقدار اشتراكه ف هذا التام ،ورأس هذه الماعة له
116
عذاب عظيم لعظم جرمه .
-12كان مقتضى اليان أنكم عند ساع خب التهمة؛ أن يظن الؤمنون والؤمنات
بأنفسهم خيا من العفاف والطهر ،وأن يقولوا ف إنكار :هذا كذب واضح
البطلن ،لتعلقه بأكرم الرسلي وأكرم الصديقات .
-13هلّ أحضر القائمون بالتام أربعة شهود يشهدون على ما قالوا؟ إنم ل يفعلوا
ذلك .وإذ ل يفعلوا فأولئك ف حكم ال هم الكاذبون .
-14ولول تفضل ال عليكم ببيان الحكام ،ورحته لكم ف الدنيا بعدم التعجيل
بالعقوبة وف الخرة بالغفرة لنل بكم عذاب عظيم بسبب الوض ف هذه التهمة .
-15فقد تناقلتم الب بألسنتكم وأشعتموه بينكم ،ول يكن عندكم علم بصحته ،
وتظنون أن هذا العمل هي ،ل يعاقب ال عليه ،أو يكون عقابه يسيا مع أنه خطي
يعاقب ال عليه أشد العقاب .
وََل ْولَا ِإذْ سَ ِمعْتُمُو ُه قُلُْت ْم مَا َيكُو ُن لَنَا أَنْ نََتكَ ّلمَ بِ َهذَا سُبْحَاَنكَ َهذَا ُبهْتَانٌ عَظِيمٌ ()16
َيعِظُ ُكمَ ال ّل ُه أَنْ تَعُودُوا لِمِثْ ِلهِ َأَبدًا إِنْ كُنُْت ْم ُم ْؤمِنِيَ (َ )17ويُبَّينُ ال ّل ُه لَ ُكمُ اْل َآيَاتِ وَال ّلهُ
ب أَلِيمٌ
عَلِي ٌم حَكِيمٌ ( )18إِنّ اّلذِينَ يُحِبّو َن أَ ْن َتشِي َع اْلفَا ِحشَ ُة فِي اّلذِينَ َآمَنُوا َل ُهمْ َعذَا ٌ
ضلُ ال ّلهِ عَلَ ْي ُكمْ وَرَحْمَُتهُ
فِي الدّنْيَا وَاْلآَ ِخ َرةِ وَال ّلهُ َيعْ َلمُ َوَأنْتُ ْم لَا َتعْلَمُونَ ( )19وََل ْولَا فَ ْ
وَأَ ّن ال ّلهَ رَءُوفٌ َرحِيمٌ ( )20يَا أَّيهَا اّلذِينَ َآمَنُوا لَا تَتِّبعُوا خُطُوَاتِ الشّيْطَانِ وَ َم ْن يَتّبِعْ
ض ُل اللّهِ عَ َل ْيكُ ْم وَ َرحْمَُتهُ مَا زَكَا
حشَا ِء وَالْمُ ْنكَ ِر َولَ ْولَا فَ ْ
خُطُوَاتِ الشّيْطَانِ فَِإّنهُ َي ْأ ُمرُ بِالْفَ ْ
مِنْ ُك ْم ِمنْ َأ َحدٍ َأَبدًا َولَ ِكنّ ال ّل َه ُيزَكّي َمنْ َيشَا ُء وَال ّل ُه سَمِيعٌ َعلِيمٌ ()21
-16وكان ينبغى عند ساع هذا القول الباطل أن تنصحوا بعدم الوض فيه ،لنه
غي لئق بكم ،وأن تتعجبوا من اختراع هذا النوع القبيح الطي من الكذب .
-17وأن ال ينهاكم أن تعودوا لثل هذه العصية البتّة إن كنتم مؤمني حقا ،لن
وصف اليان يتناف معها .
-18وينل ال لكم اليات الدالة على الحكام واضحة جلية .وال واسع العلم ل
يغيب عنه شئ من أعمالكم ،وهو الكيم ف كل ما يشرع ويلق ،فكل شرعه
117
وخلقه على مقتضى الكمة .
-19إن الذين يبون أن ُيفْشوا ذكر القبائح ،فيفشوا معه القبائح نفسها بي
الؤمني ،لم عذاب مؤل ف الدنيا بالعقوبة القررة ،وف الخرة بالنار إن ل يتوبوا .
وال عليم بميع أحوالكم الظاهرة والباطنة ،وأنتم ل تعلمون ما يعلمه .
-20ولول فضل ال عليكم ورحته بكم ،وأنه شديد الرأفة واسع الرحة ،لَما بيّن
لكم الحكام ،ولعجّل عقوبتكم ف الدنيا بالعصية .
-21يا أيها الذين آمنوا حصّنوا أنفسكم باليان ،ول تسيوا وراء الشيطان الذى
يركم إل إشاعة الفاحشة والعاصى بينكم .ومن يتبع الشيطان فقد عصى ،لنه يأمر
بكبائر الذنوب وقبائح العاصى ،ولول فضل ال عليكم ورحته بكم ببيان الحكام
وقبول توبة العصاة ما طهر أحد منكم من دنس العصيان .ولكن ال يطهر من يتجه
إل ذلك بتوفيقه للبعد عن العصية ،أو مغفرتا له بالتوبة ،وال سيع لكل قول ،عليم
بكل شئ ،ومازيكم عليه .
-22ول يَحّلِف الصالون وذوو اليسار منكم على أن ينعوا إحسانم من يستحقونه
من القارب والساكي والهاجرين ف سبيل ال وغيهم لسبب من السباب الشخصية
،كإساءتم إليهم ،ولكن ينبغى أن يساموهم ويعرضوا عن مازاتم ،وإذا كنتم تبون
أن يعفو ال عن سيئاتكم فافعلوا مع السئ إليكم مثل ما تبون أن يفعل بكم ربكم ،
وتأدبوا بأدبه فهو واسع الغفرة والرحة .
-23إن الذين يتهمون بالزنا الؤمنات العفيفات الطاهرات ،اللتى ل يظن فيهن
ذلك ،بل هن لفرط انصرافهن إل ال غافلت عما يُقال عنهن ،يُبعدهم ال عن رحته
118
ف الدنيا والخرة ،ولم عذاب عظيم إن ل يتوبوا .
-24ذلك العذاب يكون يوم القيامة حيث ل سبيل للنكار ،بل يثبت عليهم ما
ارتكبوا إذ تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بميع ما ارتكبوا من آثام ،وذلك
بظهور آثار ما عملوه عليها ،أو بأن يُنطقها ال الذى أنطق كل شئ .
-25ف ذلك اليوم يعاقبهم ال العقاب القرر لم كاملً غي منقوص ،وهنا يعلمون
علم اليقي أُلوهية ال وأحكام شريعته ،وصدق وعده ووعيده ،لن كل ذلك واضح
دون خفاء .
ت أُولَِئكَ
ي وَالطّيّبُونَ لِلطّيّبَا ِ
ت وَالطّيّبَاتُ لِلطّيّبِ َ
ي وَالْخَبِيثُونَ لِ ْلخَبِيثَا ِ
ت لِلْخَبِيِث َ
الْخَبِيثَا ُ
مَُبرّءُونَ مِمّا َيقُولُو َن َلهُ ْم َمغْ ِف َرةٌ وَرِزْقٌ َكرِيٌ ( )26يَا أَّيهَا اّلذِينَ َآمَنُوا لَا َتدْخُلُوا بُيُوتًا
غَ ْي َر بُيُوِت ُكمْ حَتّى َتسَْت ْأِنسُوا َوُتسَلّمُوا عَلَى َأهْ ِلهَا َذِلكُ ْم خَ ْيرٌ َل ُكمْ َلعَ ّلكُ ْم َتذَ ّكرُونَ ()27
جدُوا فِيهَا َأ َحدًا فَلَا َت ْدخُلُوهَا حَتّى ُي ْؤذَ َن لَ ُكمْ وَإِ ْن قِي َل لَ ُكمُ ارْ ِجعُوا فَا ْرجِعُوا
َفإِنْ َل ْم تَ ِ
ح أَ ْن َتدْخُلُوا بُيُوتًا غَ ْيرَ
هُ َو أَزْكَى لَ ُكمْ وَال ّلهُ بِمَا َتعْمَلُونَ عَلِيمٌ ( )28لَيْسَ عَلَ ْي ُكمْ جُنَا ٌ
ي َيغُضّوا
ع َلكُ ْم وَال ّل ُه يَعْ َل ُم مَا تُ ْبدُونَ َومَا َتكْتُمُونَ (ُ )29قلْ لِلْ ُم ْؤمِنِ َ
َمسْكُوَن ٍة فِيهَا مَتَا ٌ
ك أَزْكَى َل ُهمْ إِ ّن ال ّلهَ خَبِيٌ بِمَا يَصَْنعُونَ ()30
حفَظُوا ُفرُوجَ ُه ْم َذلِ َ
ِمنْ َأبْصَا ِرهِ ْم َويَ ْ
119
-28فإن ل تدوا ف هذه البيوت أحدا يأذن لكم ،فل تدخلوا حت يئ من يسمح
لكم به .وإن ل يُسمح لكم وطُلب منكم الرجوع فارجعوا ،ول تلحوا ف طلب
السماح بالدخول ،فإن الرجوع أكرم بكم وأطهر لنفوسكم ،وال مطلع على كل
أحوالكم ومازيكم عليها فل تالفوا إرشاداته .
-29وإذا أردت دخول بيوت عامة غي مسكونة بقوم مصوصي ،ولكم فيها حاجة
كالوانيت والفنادق ودور العبادة فل حرج عليكم إن دخلتم بدون استئذان ،وال
عال أت العلم بميع أعمالكم الظاهرة والباطنة فاتقوا مالفته .
-30قل -يا أيها النب -للمؤمني -مذرا لم ما يوصل إل الزنا ويعرض للتهم -
:إنم مأمورون أل ينظروا إل ما يرم النظر إليه من عورات النساء ومواطن الزينة
منهن ،وأن يصونوا فروجهم بسترها وبعدم التصال غي الشروع ،ذلك الدب
أكرم بم وأطهر لم وأبعد عن الوقوع ف العصية والتهم .إن ال عال أت العلم بميع
ما يعملون ومازيهم على ذلك .
-31قل أيضا -يا أيها النب -للمؤمنات :إنن مأمورات بكف نظرهن عما يرم
صنّ فروجهن بالستر وعدم التصال غي الشروع ،وأل يُظهرن
النظر إليه ،وأن يَ ُ
للرجال ما يغريهم من الحاسن اللقية والزينة كالصدر والعضد والقلدة ،إل ما يظهر
من غي إظهار كالوجه واليد ،واطلب منهن -يا أيها النب -أن يسترن الواضع الت
تبدو من فتحات اللبس ،كالعنق والصدر ،وذلك بأن يسترن عليها أغطية رؤوسهن
120
،وأل يسمحن بظهور ماسنهن ،إل لزواجهن والقارب الذين يرم عليهم التزوج
منهن تريا مؤبدا كآبائهن أو آباء أزواجهن ،أو أبنائهن أو أبناء أزواجهن من
غيهن ،أو إخوانن أو أبناء إخوانن ،ومثل هؤلء صواحبهن ،وسواء منهن الرائر
والملوكات ،والرجال الذين يعيشون معهن ،ول يوجد عندهم الاجة واليل للنساء
كالطاعني ف السن ،وكذلك الطفال الذين ل يبلْغوا حد الشهوة ،واطلب منهن
أيضا أل يفعلن شيئا يلفت أنظار الرجال إل ما خفى من الزينة ،وذلك كالضرب ف
الرض بأرجلهن ،ليسمع صوت خلخيلهن الستترة بالثياب ،وتوبوا إل ال جيعا -
أيها الؤمنون -فيما خالفتم فيه أمر ال ،والتزموا آداب الدين لتسعدوا ف دنياكم
وأخراكم .
-32وأعينوا على البتعاد عن الزنا وما يوصل إليه بتزويج من ل يتزوج م ْن رجالكم
ونسائكم ،و َمنْ كان صالا من ماليككم كذلك ،ول تكن رقة الال مانعة من
الزواج فإن ال سيهيئ وسائل العيش الكري لن أراد إعفاف نفسه ،وفضل ال واسع
ل يثقله إغناء الناس ،هو عال أت العلم بالنيات وبكل ما يرى ف الكون .
جدُو َن ِنكَاحًا حَتّى ُيغْنَِي ُهمُ ال ّلهُ ِم ْن فَضْ ِلهِ وَاّلذِينَ يَبَْتغُو َن الْكِتَابَ
وَلَْيسَْت ْعفِفِ اّلذِي َن لَا يَ ِ
ت َأيْمَانُ ُكمْ َفكَاتِبُوهُ ْم إِنْ عَ ِلمُْتمْ فِي ِه ْم خَ ْيرًا وَ َآتُو ُهمْ ِم ْن مَا ِل اللّ ِه الّذِي َآتَا ُكمْ
مِمّا مَ َلكَ ْ
ض الْحَيَا ِة ال ّدنْيَا َو َمنْ
وَلَا تُ ْك ِرهُوا فَتَيَاِتكُمْ عَلَى الِْبغَا ِء إِ ْن أَ َردْ َن تَحَصّنًا لِتَبَْتغُوا َعرَ َ
يُ ْك ِرهّ ّن َفإِ ّن اللّ َه ِمنْ َب ْعدِ إِ ْكرَا ِههِنّ َغفُورٌ َرحِيمٌ (َ )33وَلقَ ْد َأنْ َزلْنَا ِإلَ ْي ُكمْ َآيَاتٍ مُبَيّنَاتٍ
وَمَثَلًا ِمنَ اّلذِي َن خَ َلوْا ِمنْ قَبْ ِل ُكمْ َو َموْعِ َظةً لِلْمُّتقِيَ ()34
121
بالزكاة أو الصدقة .ويرم عليكم أن تعلوا جواريكم وسيلة للكسب الدنيوى
الرخيص باحتراف البغاء وتكرهوهن عليه .كيف تُكرِهُو ُهنّ وهن يردن العفاف؟ ومن
يكرههن عليه فإن ال يغفر لن يكرهونن بالتوبة عن الكراه .لن ال واسع الغفرة
والرحة .
-34ولقد أنزلنا إليكم ف هذه السورة وغيها آيات واضحة مبينة للحكام ،وأنزلنا
إليكم أمثلة من أحوال السابقي .وإرشادات ومواعظ يفيد منها الائفون من ال .
-35ال مصدر النور ف السموات والرض ،فهو منورها بكل نور حسى نراه
ونسي فيه ،وبكل نور معنوى ،كنور الق والعدل ،والعلم والفضيلة ،والدى
واليان ،وبالشواهد والثار الت أودعها ملوقاته ،وبكل ما يدل على وجود ال
ويدعو إل اليان به سبحانه َ ،ومَث ُل نوره العظيم وأدلته الباهرة ف الوضوح ،كمثل
نور مصباح شديد التوهج ،وضع ف فجوة من حائط تساعد على تميع نوره ووفرة
إضاءته ،وقد وضع الصباح ف قارورة صافية لمعة لعان كوكب مشرق ،يتلل
كالدر ويستمد الصباح وقوده من زيت شجرة كثية البكات ،طيبة التربة والوقع ،
هى شجرة الزيتون الغروسة ف مكان معتدل متوسط ،فل هى شرقية فتحرم حرارة
الشمس آخر النهار ،ول هى غربية فتحرمها أول النهار ،بل هى على قمة البل ،أو
ف فضاء الرض تفيد من الشمس ف جيع أجزاء النهار ،يكاد زيت هذه الشجرة
لشدة صفائه يضئ ،ولو ل تسسه نار الصباح ،فهذه العوامل كلها تزيد الصباح
إضاءة فوق إضاءة ،ونورا على نور .
122
وهكذا تكون الشواهد النبثة ف الكون حسيها ومعنويها آيات واضحة ل تدع مال
للشك ف وجود ال ،وف وجوب اليان به وبرسالته وما جاءت به .وال يوفق من
يشاء إل اليان عن طريقها ،إذا حاول النتفاع بنور عقله .وقد أتى ال بالمثلة
الحسوسة ليسهل إدراك المور العقولة ،وهو سبحانه واسع العلم ،يعلم من نظر ف
آياته ،ومن أعرض واستكب ،ومازيهم على ذلك .
-36إن هناك قوما يُسبحون ال ويعبدونه ف الساجد الت أمر ال أن تبن وتعظم
وتُعمر بذكر ال ،وهم يترددون عليها صباحا ومساء .
-37ل تشغلهم الدنيا با فيها من بيع وشراء عن تذكر ال ومراقبته ،فهم يقيمون
الصلة ويؤدون الزكاة خائفي من يوم القيامة الذى ل تستقر فيه القلوب من القلق
والم ،وترقب الصي فيه وتلتفت فيه النظار ف حية ودهشة من غرابة النظر وشدة
الول .
-38وستكون عاقبة عملهم مكافأة ال لم أحسن مكافأة على أعمالم الطيبة ،وأن
يتفضل عليهم بأكثر ما يستحقون ،فهو سبحانه واسع الفضل يعطى من يشاء من
عباده الصالي عطاء كبيا ،ل ياسبه عليه أحد ول يستطيع العادّون إحصاءه .
-39والذين جحدوا وأنكروا يسبون أنم يسنون صنعا ،وأن أعمالم السنة
ستفيدهم يوم القيامة ،ولكنهم مطئون ف ظنهم هذا ،فمثل أعمالم ف بطلنا وعدم
جدواها كمثل اللمعان الذى يدث من سقوط أشعة الشمس وقت الظهية على أرض
مستوية ف بيداء ،فيظنه العطشان ماء ،حت إذا جاءه ل يده شيئا نافعا كما كان
يظنه ،كذلك أعمال الكفار يوم الزاء ستكون هباء منثورا ،وسيجد الكافر عقاب
ال ينتظره واقعا تاما ل نقص فيه ،إن حساب ال آت ل ريب فيه ،وهو سبحانه
سريع ف حسابه ل يبطئ ول يطئ .
123
ت َبعْضُهَا
ج ِم ْن فَ ْو ِقهِ سَحَابٌ ظُلُمَا ٌ
ج ّي َي ْغشَا ُه َموْجٌ ِم ْن َفوْ ِق ِه مَوْ ٌ
ح ٍر لُ ّ
ت فِي بَ ْ
أَوْ كَظُ ُلمَا ٍ
ج َعلِ ال ّل ُه َلهُ نُورًا فَمَا َلهُ مِ ْن نُورٍ (
ض ِإذَا َأ ْخرَجَ َي َد ُه َلمْ َيكَ ْد َيرَاهَا َو َمنْ لَ ْم يَ ْ
َفوْقَ بَعْ ٍ
ض وَالطّ ْيرُ صَافّاتٍ ُك ّل َقدْ عَ ِلمَ
ت وَاْلأَرْ ِ
ح َل ُه َمنْ فِي السّمَاوَا ِ
َ )40ألَ ْم َترَ أَ ّن ال ّلهَ ُيسَبّ ُ
ض وَِإلَى ال ّلهِ
ت وَاْلأَرْ ِ
ح ُه وَال ّلهُ عَلِي ٌم بِمَا َي ْفعَلُونَ (َ )41ولِ ّلهِ مُ ْلكُ السّمَاوَا ِ
صَلَاَتهُ َوَتسْبِي َ
الْمَصِيُ ()42
-40وهذا مثل آخر لعمال الكفار ،فمثلها كمثل ظلمات البحر الواسع العميق ،
الذى تتلطم أمواجه عند هياجه ،ويعلو بعضها فوق بعض ،ويغطيها سحاب كثيف
قات يجب النور عنها ،فهذه ظلمات متراكمة ،ل يستطيع راكب البحر معها أن
يرى يده ولو أدناها إل بصره ،فوقف حائرا مبهوتا ،وكيف يرى شيئا ويلص من
هذه الية بدون نور يهديه ف مسيه ويقيه الرتطام واللك؟ وكذلك الكافرون ل
يفيدون من أعمالم ،ول يرجون من عمايتهم وضللم ،ول ينجون بأنفسهم إل
بنور اليان ،ومن ل يوفقه ال لنور اليان ،فليس له نور يهديه إل الي ويدله على
الطريق الستقيم ،فيكون من الالكي .
-41أل تعلم -يا أيها النب -علما يقينيا أن ال يضع له كل من يسكن السموات
والرض ،ويضع له الطي كذلك ،وهى باسطة أجنحتها .فهذه الخلوقات كلها
خاضعة لمر ال وتدبيه تنهه عن الشريك وعن كل ما ل يليق ،وكل منها قد علم
بإلام ال ما وجب عليه من خضوع وتنيه وأداء لوظيفته ف الياة ،وال من ورائهم
عال أت العلم بصلة كل مصل وتسبيح كل مسبح ،وجيع ما يفعله العباد ،فكيف ل
يؤمن به الكافرون؟
-42وال -وحده -هو مالك السموات والرض وما فيهن ،وصاحب السلطان
عليها وكلهم راجع إليه يوم القيامة للحساب والزاء .
ج ِمنْ
خرُ ُ
ق يَ ْ
جعَ ُلهُ رُكَامًا فََترَى الْ َودْ َ
َألَ ْم َترَ أَ ّن ال ّلهَ ُي ْزجِي سَحَابًا ُثمّ ُي َؤلّفُ بَيَْن ُه ُثمّ يَ ْ
ص ِر ُفهُ َع ْن َمنْ
ب ِبهِ َم ْن َيشَاءُ وَيَ ْ
خِلَاِلهِ َويَُنزّ ُل ِمنَ السّمَا ِء ِم ْن جِبَالٍ فِيهَا ِمنْ َب َر ٍد فَيُصِي ُ
124
ب ال ّلهُ اللّ ْيلَ وَالّنهَا َر إِ ّن فِي َذِلكَ َلعِ ْب َرةً
َيشَا ُء َيكَا ُد سَنَا َب ْر ِقهِ َي ْذهَبُ بِاْلأَبْصَارِ (ُ )43يقَلّ ُ
ِلأُولِي الَْأبْصَارِ ()44
-43أل تر -أيها النب -أن ال يسوق بالريح سحابا ،ث يضم بعضه إل بعض
ويعله متراكما ،فترى الطر يرج من خلل السحاب ،وال ينل من مموعات
السحب التكاثفة الت تشبه البال ف عظمتها بردا ،كالصى ينل على قوم فينفعهم
أو يضرهم تبعا لقوانينه وإرادته ول ينل على آخرين كما يريد ال فهو سبحانه
الفاعل الختار ،ويكاد ضوء البق الادث من اصطكاك السحب يذهب بالبصار
لشدته ،وهذه الظواهر دلئل قدرة ال الوجبة لليان به .
-44يغي ال أحوال الليل والنهار بالطول والقصر ،والبدء والنتهاء بدوران
الفلك ،إن ف ذلك كله لعبة لذوى العقول السليمة التبصرة ،يؤمنون عن طريقها
بال .
وَال ّلهُ خَ َلقَ ُك ّل دَاّب ٍة ِمنْ مَا ٍء فَمِ ْن ُه ْم َمنْ يَ ْمشِي عَلَى بَطِْنهِ َومِ ْن ُهمْ َم ْن يَ ْمشِي عَلَى ِرجْلَ ْينِ
وَمِ ْن ُهمْ مَ ْن يَ ْمشِي عَلَى أَ ْربَ ٍع َيخْ ُلقُ ال ّل ُه مَا َيشَا ُء إِنّ ال ّلهَ عَلَى ُك ّل شَيْ ٍء َقدِيرٌ (َ )45ل َقدْ
صرَاطٍ ُمسَْتقِيمٍ ()46
ت وَال ّلهُ يَ ْهدِي َمنْ َيشَا ُء ِإلَى ِ
ت مُبَيّنَا ٍ
َأنْ َزلْنَا َآيَا ٍ
125
وََيقُولُونَ َآمَنّا بِال ّلهِ َوبِال ّرسُولِ َوأَ َطعْنَا ثُ ّم يََت َولّى َفرِي ٌق مِ ْنهُ ْم ِمنْ َب ْعدِ َذِلكَ َومَا أُولَئِكَ
ح ُكمَ بَيَْن ُهمْ ِإذَا َفرِي ٌق مِ ْنهُ ْم ُمعْرِضُونَ (
بِالْ ُم ْؤمِنِيَ (َ )47وِإذَا دُعُوا ِإلَى ال ّلهِ وَ َرسُوِل ِه لِيَ ْ
ض أَمِ ا ْرتَابُوا أَمْ
ح ّق َيأْتُوا ِإلَ ْيهِ ُمذْعِِنيَ (َ )49أفِي قُلُوِب ِهمْ َمرَ ٌ
)48وَإِ ْن َي ُكنْ َل ُهمُ الْ َ
ك هُ ُم الظّالِمُونَ (ِ )50إنّمَا كَا َن َقوْلَ
ف ال ّلهُ عَلَ ْي ِهمْ وَ َرسُوُل ُه َبلْ أُولَئِ َ
يَخَافُو َن أَ ْن يَحِي َ
ح ُك َم بَيَْنهُ ْم أَ ْن َيقُولُوا سَ ِمعْنَا َوأَ َطعْنَا َوأُولَِئكَ ُهمُ
ي ِإذَا ُدعُوا ِإلَى اللّ ِه وَ َرسُوِلهِ لِيَ ْ
الْمُ ْؤمِنِ َ
ش ال ّلهَ َويَّتقْ ِه َفأُولَِئكَ ُهمُ اْلفَاِئزُونَ ()52
الْ ُمفْلِحُونَ (َ )51و َمنْ يُ ِطعِ ال ّل َه وَ َرسُولَ ُه َويَخْ َ
126
خرُ ُج ّن ُقلْ لَا تُ ْقسِمُوا طَا َع ٌة مَ ْعرُوفَ ٌة إِ ّن اللّهَ
وََأ ْقسَمُوا بِاللّ ِه َجهْ َد َأيْمَانِ ِهمْ لَِئنْ َأ َمرَْت ُهمْ لََي ْ
ي بِمَا َتعْمَلُونَ (ُ )53قلْ أَطِيعُوا ال ّل َه وَأَطِيعُوا الرّسُولَ َفإِ ْن َتوَّلوْا َفِإنّمَا عَلَ ْيهِ مَا حُ ّملَ
خَبِ ٌ
غ الْمُبِيُ ( )54وَ َعدَ
وَعَلَ ْيكُ ْم مَا حُمّلُْت ْم َوإِ ْن تُطِيعُو ُه َتهَْتدُوا َومَا عَلَى الرّسُولِ ِإلّا الْبَلَا ُ
ف اّلذِينَ
ت لََيسْتَخْ ِلفَّن ُهمْ فِي الْأَرْضِ َكمَا اسْتَخْلَ َ
اللّ ُه الّذِينَ َآمَنُوا مِ ْنكُ ْم وَعَمِلُوا الصّالِحَا ِ
ِمنْ قَبْ ِل ِه ْم وَلَيُ َمكَّن ّن َلهُ ْم دِيَنهُ ُم الّذِي ا ْرتَضَى َل ُهمْ َولَيَُبدّلَّن ُهمْ مِ ْن َب ْعدِ َخوْ ِف ِهمْ َأمْنًا
ك َفأُولَِئكَ ُهمُ اْلفَا ِسقُونَ ()55
شرِكُونَ بِي شَيْئًا َو َمنْ َك َف َر َبعْ َد َذلِ َ
َيعْبُدُونَنِي لَا ُي ْ
-53وأقسم النافقون بال أقصى ما يكون من إيان مغلظة ،إنك يا ممد إن أمرتم
بالروج معك للغزو أطاعوا ،قل لم :ل تلفوا فالمور الطلوبة منكم معروفة لكم
ل ينكرها أحد منكم ،ول ينفى العلم با إيان تكذبون فيها ،وإن ال لطلع تام
الطلع على كل ما يقع منكم ومازيكم عليه .
-54قل لم :أطيعوا ال وأطيعوا الرسول طاعة صادقة تدل عليها أعمالكم ،فإن
أعرض النافقون ول يتثلوا ،فإنا على ممد ما حله ال من أمر التبليغ وليس مكلفا
بدايتهم ،وعليكم ما حلكم ال من التكليف والطاعة ،وستعاقبون إذا استمررت على
العصيان ،وإن تطيعوا الرسول تتدوا إل الي ،وما عليه سوى التبليغ الواضح -
أطعتم أم عصيتم -وقد بلغ .
-55وعد ال الذين صدّقوا بالق وأذعنوا له منكم ،وعملوا العمال الصالة وعدا
مؤكدا أن يعلهم خلفاء لن سبقوهم وارثي لم ف الكم والولية ف الرض ،كما
كان الشأن فيمن سبقوهم .وأن يكن لم السلم الذى ارتضاه دينا لم ،فتكون لم
الهابة والسلطان ،وأن يبدل حالم من خوف إل أمن بيث يعبدونن مطمئني ،ل
يشركون معى أحدا ف العبادة .ومن اختاروا الكفر بعد هذا الوعد الصادق ،أو
ارتدوا عن السلم فأولئك هم الارجون التمردون الاحدون .
حسََب ّن الّذِينَ
وََأقِيمُوا الصّلَا َة وَ َآتُوا الزّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرّسُو َل َلعَلّ ُك ْم ُترْحَمُونَ ( )56لَا تَ ْ
س الْمَصِيُ ( )57يَا َأّيهَا الّذِينَ َآمَنُوا
ض َو َمأْوَاهُ ُم النّارُ َولَبِئْ َ
جزِي َن فِي الْأَرْ ِ
َك َفرُوا مُعْ ِ
ت ِمنْ قَ ْبلِ
ث َمرّا ٍ
ت َأيْمَاُنكُ ْم وَاّلذِينَ َلمْ يَبْ ُلغُوا الْحُ ُل َم مِ ْنكُ ْم ثَلَا َ
لَِيسَْتأْ ِذنْ ُك ُم الّذِينَ مَ َلكَ ْ
127
يةِ َو ِمنْ َب ْعدِ صَلَاةِ اْل ِعشَاءِ ثَلَاثُ َعوْرَاتٍ
ضعُو َن ثِيَابَ ُكمْ ِم َن ال ّظهِ َ
ي تَ َ
ج ِر َوحِ َ
صَلَا ِة الْفَ ْ
ضكُمْ عَلَى َبعْضٍ َكذَِلكَ
ح َبعْ َد ُهنّ َطوّافُونَ عَلَ ْي ُكمْ َبعْ ُ
لَ ُك ْم لَيْسَ عَلَ ْي ُكمْ َولَا عَلَ ْي ِهمْ جُنَا ٌ
يُبَّينُ ال ّلهُ لَ ُكمُ اْل َآيَاتِ وَال ّلهُ َعلِيمٌ َحكِيمٌ ()58
-56وأقيموا الصلة كاملة الركان ف خشوع وخضوع بيث تكون مانعة من
الفحشاء والنكر ،وأعطوا الزكاة لستحقيها .وأطيعوا الرسول ف سائر ما يأمركم به
ليكون لكم رجاء ف رحة ال ورضوانه .
-57ل تظن -أيها النب -أن الكافرين سيعجزون ال عن أخذهم بذنوبم ،أو
تكي أهل الق من رقابم ف أى مكان من الرض ،بل إنه القادر ،فمصيهم يوم
القيامة هو النار وبئس الصي مصيهم .
-58يا أيها الذين آمنوا ،يب أن تأمروا عبيدكم وصبيانكم الذين ل يصلوا إل حد
البلوغ أل يدخلوا عليكم إل بعد الستئذان ف ثلثة أوقات ،وهى :قبل صلة الفجر
،وحي تتخففون من ثيابكم وقت القيلولة ،ومن بعد صلة العشاء عند الستعداد
للنوم .فهذه الوقات يتغي فيها نظام اللبس باستبدال ثياب النوم بثياب اليقظة ،
ويبدو من عورات السم ما ل ينبغى رؤيته ،ول حرج عليكم ول عليهم ف الدخول
بغي استئذان ف غي هذه الوقات ،لن العادة جرت بأن يتردد فيها بعضكم على
بعض لقضاء الصال .وبثل هذا التوضيح يوضح ال لكم آيات القرآن لبيان الحكام
،وال سبحانه واسع العلم عظيم الكمة ،يعلم ما يصلح لعباده ويشرع لم ما
يناسبهم وياسبهم عليه .
وَِإذَا بَ َل َغ الْأَ ْطفَا ُل مِ ْنكُ ُم الْحُ ُل َم فَلَْيسَْتأْ ِذنُوا كَمَا اسَْتأْذَ َن اّلذِينَ مِ ْن قَبْ ِل ِهمْ َكذَِلكَ يُبَّينُ ال ّلهُ
لَ ُكمْ َآيَاتِ ِه وَال ّلهُ عَلِي ٌم حَكِيمٌ ( )59وَالْ َقوَا ِعدُ ِمنَ الّنسَا ِء اللّاتِي لَا َيرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ
ت ِبزِيَن ٍة وَأَ ْن َيسَْت ْعفِ ْفنَ خَيْ ٌر َل ُهنّ وَاللّ ُه سَمِيعٌ
ض ْعنَ ثِيَاَب ُهنّ َغ ْيرَ مُتََب ّرجَا ٍ
عَلَ ْي ِه ّن جُنَاحٌ أَ ْن يَ َ
عَلِيمٌ ()60
128
-59وإذا وصل صبيانكم حد البلوغ وجب عليهم أن يستأذنوا للدخول ف كل بيت
،وف جيع الوقات ،كما وجب ذلك على الذين بلغوا من قبلهم ،وبثل هذا
التوضيح يوضح ال لكم آياته الت أنزلا ،وال سبحانه واسع العلم ،عظيم الكمة ،
يعلم ما يصلح لعباده ويشرّع لم ما يناسبهم وياسبهم عليه .
-60والنساء الطاعنات ف السن اللتى ل يطمعن ف الزواج ،ل مؤاخذة عليهن إذا
تففن من بعض اللبس ،بيث تكون غي مظهرات زينة أمر ال بإخفائها من
أجسامهن ،ولكن استعفافهن بالستتار الكامل خي لن من التخفف ،وال سيع
لقولن عليم بفعلهن وقصدهن ومازيهن على ذلك .
ج َولَا عَلَى
ج َحرَجٌ َولَا عَلَى الْ َمرِيضِ حَرَ ٌ
لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى َحرَجٌ َولَا عَلَى اْلأَ ْعرَ ِ
سكُ ْم أَ ْن َتأْكُلُوا ِمنْ بُيُوتِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ َآبَائِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ أُ ّمهَاِت ُكمْ َأوْ بُيُوتِ ِإ ْخوَاِنكُمْ
َأنْ ُف ِ
ت َأخَوَاتِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ أَعْمَامِ ُكمْ َأ ْو بُيُوتِ عَمّاِتكُ ْم َأوْ بُيُوتِ َأخْوَالِ ُكمْ أَ ْو بُيُوتِ
أَ ْو بُيُو ِ
ح أَ ْن َتأْكُلُوا جَمِيعًا َأوْ
صدِيقِ ُك ْم لَيْسَ عَلَ ْي ُكمْ جُنَا ٌ
ح ُه َأوْ َ
خَالَاِت ُكمْ َأوْ مَا مَ َلكْتُ ْم َمفَاتِ َ
أَشْتَاتًا َفِإذَا َدخَلُْتمْ بُيُوتًا َفسَلّمُوا عَلَى َأْن ُفسِ ُكمْ تَحِّي ًة ِمنْ عِ ْن ِد اللّ ِه مُبَارَ َكةً طَيَّبةً َك َذلِكَ
يُبَّينُ ال ّلهُ لَ ُكمُ اْل َآيَاتِ َلعَ ّلكُ ْم َت ْعقِلُونَ (ِ )61إنّمَا الْ ُم ْؤمِنُو َن الّذِينَ َآمَنُوا بِال ّل ِه وَ َرسُولِهِ
ك أُولَِئكَ
وَِإذَا كَانُوا َم َعهُ عَلَى َأ ْمرٍ جَامِ ٍع َلمْ َي ْذهَبُوا حَتّى َيسَْتأْ ِذنُو ُه إِ ّن الّذِينَ َيسَْت ْأ ِذنُونَ َ
ت مِ ْن ُهمْ
ض َشأِْن ِهمْ َف ْأذَ ْن لِ َمنْ شِئْ َ
الّذِينَ ُي ْؤمِنُو َن بِاللّ ِه وَ َرسُوِلهِ َفِإذَا اسْتَ ْأ َذنُو َك لَِبعْ ِ
وَاسَْتغْ ِف ْر َلهُ ُم اللّ َه إِ ّن ال ّلهَ َغفُورٌ َرحِيمٌ ()62
-61ليس على أصحاب العذار كالعمى والعرج والريض حرج ،بل ول عليكم
أيها الصحاء حرج ف أن تأكلوا من بيوت أولدكم فهى بيوتكم ،ول أن تأكلوا من
بيوت آبائكم أو أمهاتكم أو إخوانكم أو أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو عماتكم أو
أخوالكم أو خالتكم ،أو البيوت الت وكل إليكم التصرف فيها ،أو بيوت
أصدقائكم الخالطي إذا ل يكن فيها حرمات ،وذلك كله إذا عُلِم ساح رب البيت
بإذن أو قرينة ،وليس عليكم جناح ف أن تأكلوا متمعي أو منفردين ،فإذا دخلتم
بيوتا فحيوا بالسلم أهلها الذين هم قطعة منكم بسبب اتاد الدين أو القرابة فهم
129
كأنفسكم ،وهذه التحية تية مشروعة مباركة بالثواب وفيها تطييب للنفوس وعلى
هذا النحو يوضح ال لكم اليات لتعقلوا ما فيها من العظات والحكام وتفهموها
وتعملوا با .
-62إن الؤمني الصادقي هم الذين آمنوا بال ورسوله ،ول يتركوا الرسول وحده
ف أمر مهم يتطلب اجتماعهم كالهاد ،إل بعد أن يستأذنوه ف النصراف ويسمح
لم به ،إن الذين يقدرونك -أيها النب -حق قدرك ،ويدركون خطر الجتماع فل
ينصرفون إل بعد موافقتك ،وهم الصادقون ف إيانم بال ورسوله ،فإذا استأذنك
هؤلء لقضاء بعض مصالهم فأذن بالنصراف لن تشاء منهم ،إذا رأيت من الدلئل
أنم ف حاجة ماسة إل النصراف ،ول يتم الجتماع وجودهم ،ومع ذلك اطلب
الغفرة لم من ال على انصرافهم الذى ما كان يليق أبدا ،إن ال واسع الغفرة
والرحة .
جعَلُوا دُعَاءَ ال ّرسُولِ بَيَْن ُكمْ َكدُعَا ِء َبعْضِ ُكمْ َبعْضًا قَ ْد َيعْ َلمُ ال ّلهُ اّلذِي َن يََتسَلّلُونَ مِ ْن ُكمْ
لَا تَ ْ
ب َألِيمٌ ()63
حذَ ِر اّلذِي َن يُخَالِفُونَ َع ْن َأ ْمرِ ِه أَ ْن تُصِيَب ُهمْ فِتَْن ٌة َأوْ يُصِيَب ُهمْ َعذَا ٌ
لِوَاذًا فَلْيَ ْ
ض َقدْ يَعْ َل ُم مَا َأنُْتمْ عَلَ ْيهِ وََيوْ َم ُيرْ َجعُونَ ِإلَ ْيهِ فَيُنَبُّئهُمْ
ت وَاْلأَرْ ِ
َألَا إِ ّن لِ ّلهِ مَا فِي السّمَاوَا ِ
بِمَا عَمِلُوا وَال ّلهُ ِب ُكلّ َشيْءٍ عَلِيمٌ ()64
-63احرصوا على احترام دعوة الرسول لكم إل الجتماع للمور الامة ،
واستجيبوا لا ،ول تعلوها كدعوة بعضكم لبعض ف جواز التهاون فيها ،
والنصراف عنها ،ول تنصرفوا إل بعد الستئذان والوافقة ،وف أضيق الدود وأشد
الضرورات .فال سبحانه يعلم من ينصرفون بدون إذن متفي بي الموع حت ل
يراهم الرسول ،فليحذر الخالفون عن أمر ال أن يعاقبهم سبحانه على عصيانم بحنة
شديدة ف الدنيا كالقحط والزلزال ،أو بعذاب شديد اليلم قد أعد لم ف الخرة
وهو النار .
-64تنبهوا -أيها الناس -إل أن ال -وحده -هو مالك السموات والرض وما
فيها ،يعلم ما أنتم عليه من الكفر والسلم والعصيان والطاعة ،فل تالفوا عن
130
أمره ،وسيخب الناس عند رجوعهم إليه يوم القيامة بكل ما عملوا ف الدنيا
وسيجازيهم عليه ،لنه ميط بكل شئ علما .
-1تعال أمر ال وتزايد خيه ،هو الذى نزل القرآن فارقا بي الق والباطل على
عبده ممد -صلى ال عليه وسلم -ليكون نذيرا به مبلغا إياه إل العالي .
-2هو سبحانه الذى يلك -وحده -السموات والرض ،والنه عن اتاذ الولد ،
ول يكن له أى شريك ف ملكه ،وقد خلق كل شئ وقدّره تقديرا دقيقا بنواميس
تكفل له أداء مهمته بنظام .
ضرّا َولَا
س ِهمْ َ
خذُوا ِمنْ دُوِنهِ َآِلهَ ًة لَا يَخْ ُلقُو َن شَيْئًا َو ُهمْ يُخْ َلقُو َن َولَا يَمْ ِلكُونَ ِلَأْنفُ ِ
وَاتّ َ
َنفْعًا َولَا يَ ْم ِلكُو َن َموْتًا وَلَا حَيَا ًة َولَا ُنشُورًا (َ )3وقَا َل الّذِينَ َك َفرُوا إِ ْن َهذَا ِإلّا ِإ ْفكٌ
ي اْلأَ ّولِيَ
افْتَرَا ُه وَأَعَاَنهُ عَلَ ْيهِ قَوْمٌ َآ َخرُو َن َفقَ ْد جَاءُوا ظُ ْلمًا وَزُورًا (َ )4وقَالُوا أَسَاطِ ُ
اكْتَتََبهَا َف ِهيَ تُمْلَى عَ َل ْيهِ ُب ْك َرةً َوأَصِيلًا (ُ )5قلْ َأْن َزلَ ُه الّذِي َيعْلَ ُم السّ ّر فِي السّمَاوَاتِ
ض ِإنّهُ كَانَ َغفُورًا َرحِيمًا ()6
وَاْلأَرْ ِ
-3ومع ذلك ترك الكافرون عبادته ،واتذوا آلة يعبدونا من دون ال من أصنام
وكواكب وأشخاص وهم ل يستطيعون أن يلقوا شيئا ما ،وهم ملوقون ل ،ول
يلكون دفع الضر عن أنفسهم ول جلب خي لا ،ول يلكون إماتة أحد ول إحياءه ،
ول بعث الموات من قبورهم ،وكل من ل يلك شيئا من ذلك ل يستحق أن يعبد ،
وما أجهل من يعبده ،والستحق للعبادة وحده هو مالك كل هذا .
-4وطعن الكفار ف القرآن وقالوا :إنه كذب اخترعه ممد من عند نفسه ونسبه إل
ال ،وساعده ف اختراعه جاعة آخرون من أهل الكتاب ،فارتكب الكفار بقولم هذا
ظلما ف الكم واعتداء على الق ،وجاءوا بزور ل دليل عليه ،لن من أشاروا إليهم
131
من أهل الكتاب لسانم أعجمى ،والقرآن لسان عرب مبي .
-5وقالوا عن القرآن أيضا :إنه أكاذيب السابقي سطّروها ف كتبهم ،ث طلب
منهم أن تُكتب له وتُقرأ عليه على الدوام صباحا ومساء حت يفظها ويقولا .
-6قل لم -أيها النب : -إن القرآن أنزله ال الذى يعلم السرار الفية ف
السموات والرض ،وقد أودعها ف القرآن العجز دليل على أنه وحيه سبحانه ،إن
ال واسع الغفرة والرحة ،يتجاوز عن العاصي إذا تابوا ول يعجل بعقوبتهم .
-7وسَخِروا من ممد فقالوا :أى شئ يتاز به هذا الذى يزعم أنه رسول حت إنه
يأكل الطعام كما نأكل ،ويتردد ف السواق لكسب عيشه كما يفعل سائر البشر؟ لو
كان رسول لكفاه ال ذلك ،ولسأل ربه أن ينل له ملكا من السماء يساعده على
النذار والتبليغ ويصدقه ف دعواه فنؤمن به .
-8وهل سأل أن يكفيه مؤونة التردد على السواق فيلقى إليه كنا من السماء ينفق
منه ،أو يعل له حديقة يقتات من ثارها؟ وقال كبار الكافرين الذين ظلموا أنفسهم
بالكفر صادين الناس عن اليان بحمد ،وماولي تشكيك الؤمني :ما تتبعون إل
ل مسحورا عقلُه ،فهو يهذى با ل حقيقة له .
رج ً
-9انظر -أيها النب -كيف ضربوا لك المثال ،فمثلوك مرة بسحور ،وأخرى
بجنون ،وثالثة بكذاب ،ورابعة بتلقى القرآن عن أعاجم ،إنم بذلك قد ضلوا
طريق الق والحاجة الصحيحة فل يدون إليهما سبيل .
132
-10تعال ال وتزايد خيه ،هو الذى إن شاء جعل لك ف الدنيا أحسن ما
اقترحوا ،فيجعل لك فيها مثل ما وعدك ف الخرة من جنات كثية ترى النار ف
جنباتا وخلل أشجارها ،ومن قصور مشيدة .
-11والقيقة أنم جاحدون بكل آية ،لنم كذّبوا بالبعث ويوم القيامة ،فهم لذا
يتعللون بذه الطالب ليصرفوا الناس إل باطلهم ،وقد أعددنا لن كذب بيوم القيامة
نارا مستعرة شديدة اللتهاب .
-12إذا رأوها ورأتم من بعيد سعوا لا صوتا متغيظا متحفزا لهلكهم ،وفيه مثل
الزفرات الت ترج من صدر متغيظ علمة على ما هى عليه من شدة .
-13وإذا ألقوا ف مكان ضيق منها يتناسب مع جرمهم وهم مقرونة أيديهم إل
أعناقهم بالغلل ،نادوا هناك طالبي تعجيل هلكهم ليستريوا من هول العذاب .
-14فيقال لم توبيخا وسخرية :ل تطلبوا هلكا واحدا بل اطلبوه مرارا ،فلن
تدوا خلصا ما أنتم فيه ،وإن أنواع عذابم كثية .
-15قل -يا أيها النب -للكافرين :أهذا الصي الذى أوعد به الكافرون خي ،أم
النة الدائم نعيمها والت وعد الؤمنون التقياء بأن تكون لم ثوابا ومصيا يصيون
إليه بعد البعث والساب؟ .
-16لم فيها ما يرغبون وينعمون به نعيما دون انقطاع ،وكان هذا النعيم وعدا من
ال لم ،سألوا ربم تقيقه فأجابم إل ما سألوه ،لن وعده ل يتخلف .
133
-17واذكر -للعظة -يوم يشر ال الشركي للحساب ف يوم القيامة مع مَن
عبدوهم ف الدنيا من دون ال ،كعيسى وعزير واللئكة ،فيسأل ال العبودين :أأنتم
الذين أضللتم عبادى فأمرتوهم بأن يعبدوكم ،أم هم الذين ضلوا السبيل باختيارهم
فعبدوكم؟ .
-18فيكون جوابم :تنّهت وتقّدست ،ما كان يق لنا أبدا أن نطلب من دونك
وليا ينصرنا ويتول أمرنا ،فكيف مع هذا ندعوا أحدا أن يعبدنا دونك؟ ولكن السبب
ف كفرهم هو إنعامك عليهم بأن متّعتهم طويل بالدنيا هم وآباؤهم ،فأطغاهم ذلك
ونسوا شكرك والتوجه إليك -وحدك -بالعبادة ،وكانوا بذلك الطغيان والكفر
قوما مستحقي للهلك .
-19فيقال للعابدين الشركي :لقد كذّبكم مَن عبدتوه فيما زعمتم من إضللم
إياكم .فأنتم اليوم إل العذاب صائرون ،ل تلكون حيلة لصرفه عنكم ،ول تدون
نصرا من أحد يلصكم منه ،وليعلم العباد جيعا أن من يظلم نفسه بالكفر والطغيان
كما فعل أولئك فإننا نعذّبه عذابا شديدا .
ق َوجَعَلْنَا
وَمَا أَ ْرسَلْنَا قَبْ َلكَ ِم َن الْ ُمرْسَلِيَ إِلّا إِّن ُهمْ لََيأْكُلُو َن ال ّطعَا َم َويَ ْمشُونَ فِي الَْأسْوَا ِ
ك بَصِيًا (َ )20وقَالَ اّلذِي َن لَا َي ْرجُو َن ِلقَا َءنَا َلوْلَا
ض فِتَْن ًة أَتَصِْبرُو َن وَكَانَ َربّ َ
َبعْضَ ُكمْ لَِبعْ ٍ
س ِهمْ وَعََتوْا عُُتوّا كَِبيًا ()21
ُأنْ ِزلَ عَلَيْنَا الْمَلَاِئكَ ُة َأوْ َنرَى َربّنَا َل َقدِ اسَْتكَْبرُوا فِي َأنْ ُف ِ
حجُورًا (َ )22وقَ ِدمْنَا
جرًا مَ ْ
ي َويَقُولُو َن حِ ْ
ج ِرمِ َ
شرَى يَ ْومَِئذٍ لِ ْلمُ ْ
يَوْ َم َي َروْ َن الْمَلَاِئكَ َة لَا ُب ْ
ب الْجَّنةِ َي ْومَِئذٍ خَ ْي ٌر ُمسْتَ َقرّا
صحَا ُ
جعَلْنَا ُه هَبَا ًء مَنْثُورًا ( )23أَ ْ
ِإلَى مَا َعمِلُوا ِمنْ عَ َم ٍل فَ َ
سنُ َمقِيلًا (َ )24وَيوْمَ َتشَ ّققُ السّمَا ُء بِالْغَمَا ِم َوُنزّ َل الْمَلَائِ َكةُ تَ ْنزِيلًا ( )25الْمُ ْلكُ
وََأ ْح َ
ح ّق لِل ّرحْ َمنِ وَكَا َن َيوْمًا عَلَى اْلكَا ِفرِينَ َعسِيًا ()26
يَ ْومَِئذٍ الْ َ
-20وإذا كان الشركون يعيبونك -أيها النب -بأكلك الطعام ومشيك ف السواق
للعمل والكسب فتلك سنة ال ف الرسلي من قبلك ،ما أرسلنا أحدا منهم إل كان
يأكل الطعام ويتردد ف السواق .وجعلنا بعضكم -أيها الناس -ابتلء لبعض ،
والفسدون ياولون سد الطريق إل الداية والق بشت الساليب ،فهل تصبون على
134
حقكم -أيها الؤمنون -وتتمسكون بدينكم حت يأتى أمر ال بالنصر؟ اصبوا فال
مطلع على كل شئ ويازى كل با عمل .
-21وقال الذين ينكرون البعث ول يتوقعون الزاء على أعمالم :لاذا ل تنل علينا
اللئكة بتأييدك ،أو يتراءى لنا ال فيخبنا بأنه أرسلك؟ .لقد تكن الكب من
نفوسهم وجاوزوا الد ف الظلم والطغيان .
-22يوم القيامة يرون اللئكة كما تنوا ،وسيكون ذلك مصدر تنفي لم ل بشارة .
يستعيذون منهم كما كانوا يستعيذون ما يفزعهم ف الدنيا .
-23ويوم القيامة نأتى إل ما عملوه من مظاهر الب والحسان ف الدنيا فنحبطه
ونرمهم ثوابه ،لعدم إيانم الذى به تعتب العمال .
-24أصحاب النة يوم القيامة خي مستقرا وأحسن منل ومأوى للسترواح ،لنه
النة العدة للمؤمني ل النار العدة للكافرين .
-25واذكر -أيها النب -يوم تنفرج السماء وتنفتح ،ويظهر من ُفرَجها الغمام ،
وتنل اللئكة نزولً مؤكدا .
-26ف هذا اليوم تبطل أملك الالكي من الناس وتنقطع دعاواهم ،ويلص اللك
للرحن -وحده -ويكون يوما شديدا عصيبا على الكافرين .
-27يوم القيامة يعض الظال لنفسه -بالكفر ومالفة الرسل -على يديه أسفا وندما
يقول متمنيا :يا ليتن اتبعت الرسل فسلكت طريق النة وتنبت طريق النار .
-28يقول نادما على اتّباع َمنْ أضلوه :يا ليتن ل أصادق فلنا الذى ملّكته قيادى .
135
-29لقد أبعدن هذا الصديق عن ذكر ال وذكر القرآن بعد أن ُيسّر ل ،وهكذا
يذل الشيطان النسان ويسلمه إل ما فيه هلكته .
-30وقال الرسول يشكو إل ال ما يلقيه من تعنت قومه :إنم تركوا القرآن
وهجروه ،وتادوا ف إعراضهم وعنادهم وعدائهم .
-31كما جعلنا قومك -يا ممد -يعادونك ويُكذّبوك ،جعلنا لكل نب عدوا من
الجرمي يعادونه ويقاومون دعوته ،وسينصرك ال ويهديك إل قهرهم ،وحسبُك به
هاديا ونصيا .
-32وقال الذين كفروا طعنا ف القرآن ِ :ل َم َلمْ ينل دفعة واحدة ،لقد أنزلناه
كذلك مفرقا ليثبت به فؤادك بأُنسك به وحفظك له ،ورتّلناه .فرقنا آيه ،أو قرأناه
على لسان جبيل شيئا فشيئا على تؤدة وتهل .
-33ول يأتونك بال من العتراضات الواهية إل جئناك بالق نبيّنه ونُفسّره أحسن
تفسي .
-34والذين كفروا برسالتك سيُسحبون إل النار على وجوههم أذلء ،وهم شر
الناس منلة وأوغلُهم ف الضلل .
-35وُيسَلّى الرسول ما وقع للرسل قبله ،ولقد نزلنا على موسى التوراة وكلفناه أن
يقوم بتبليغ رسالتنا ،وأيدناه بأخيه هارون وزيرا له ومعينا ف أمره .
-36فقلنا :اذهب أنت وأخوك إل فرعون وقومه .وأيدناه بالعجزات الت تدل على
صدقه ،فلم يؤمنوا با وكذبوه ،فكان عاقبتهم أن أهلكناهم ومقناهم مقا .
-37وكذلك فعلنا من قبل موسى مع قوم نوح لا كذّبوه -ومن كذّب رسول فقد
136
كذّب الرسل أجعي -فقد أغرقناهم بالطوفان وجعلناهم عبة للناس ،وجعلنا لم
ولكل مشرك ف الخرة عذابا أليما .
س لا كذبوا رسلهم ،وأهلكنا أما
-38وكذلك أهلكنا عادا وثود وأصحاب الرّ َ
كثية كانوا بي أمة نوح وبي عاد فأصابم جزاء الظالي .
-39ولقد أنذرنا هؤلء القوام كلهم ،وذكرنا لم العظات والمثال الصحيحة
النافعة ،ولكنهم ل يتعظوا فأخذناهم كلهم بالعذاب وأهلكناهم ودمرنا ديارهم تدميا
.
سوْ ِء َأفَ َلمْ َيكُونُوا َيرَ ْوَنهَا َبلْ كَانُوا لَا َيرْجُونَ
ت مَ َط َر ال ّ
وََل َقدْ َأَتوْا عَلَى اْلقَ ْرَيةِ الّتِي ُأمْ ِطرَ ْ
ث اللّهُ َرسُولًا ( )41إِنْ
ك ِإلّا ُهزُوًا أَ َهذَا اّلذِي َبعَ َ
خذُونَ َ
ُنشُورًا ( )40وَِإذَا َرأَوْ َك إِ ْن يَتّ ِ
ب َمنْ
ي َيرَوْ َن اْلعَذَا َ
ف َيعْلَمُو َن حِ َ
كَادَ لَيُضِلّنَا َعنْ َآِلهَتِنَا َلوْلَا أَنْ صََب ْرنَا عَلَ ْيهَا َوسَوْ َ
خ َذ ِإلَ َههُ هَوَاهُ َأ َفَأنْتَ َتكُونُ عَلَ ْي ِه وَكِيلًا ()43
ت َمنِ اتّ َ
ض ّل سَبِيلًا ( )42أَ َرَأيْ َ
أَ َ
-40وهؤلء -قريش -يرون ف أسفارهم إل الشام على قرية قوم لوط الت أمطرنا
عليها شر مطر وأسوأه -حجارة من سجيل -أفلم يروا هذه القرية فيتعظوا با حل
لهلها؟ إنم يرونا ولكن ل بأعي التعاظ والعتبار ،إذ كانوا ل يؤمنون بعاد ول
بعث ،ول يتوقعون يوما ينشرون فيه إل الساب .
-41وإذا أبصرك هؤلء ل يتخذونك إل موضع هزؤ وسخرية ،ويقول بعضهم
لبعض :أهذا هو الذى بعثه ال رسولً إلينا نتبعه ونسي وراءه؟!
-42لقد أوتى هذا الرجل من ُحسْن البيان وقوة الُجة ما يذب السامعي ،ولقد
نال من عقائدنا حت لقد كاد يُزحزحنا عن آلتنا وييلنا إل إله ،ولكننا ثبتنا على
آلتنا وديننا .سنبي لم جلية المر حي يرون العذاب يوم القيامة ويعلمون من هو
أثبت ف الضلل والغواية .
-43أرأيت -أيها الرسول -ضلل من اتّبع هواه وشهواته حت إنه ليعبد حجارة ل
تضر ول تنفع؟ وأنت قد بعثت نذيرا وبشيا ولست موكل بإيانم وهدايتهم .
137
ض ّل سَبِيلًا ()44
ب أَ ّن أَكَْث َرهُ ْم َيسْ َمعُونَ َأ ْو َيعْقِلُو َن إِنْ هُ ْم ِإلّا كَاْلأَْنعَا ِم َبلْ ُهمْ أَ َ
حسَ ُ
أَ ْم تَ ْ
جعَ َل ُه سَاكِنًا ُثمّ َجعَلْنَا الشّمْسَ عَلَ ْيهِ دَلِيلًا (
ف َمدّ ال ّظ ّل وََل ْو شَا َء لَ َ
َألَ ْم َترَ ِإلَى َرّبكَ كَيْ َ
ُ )45ثمّ قَبَضْنَا ُه ِإلَيْنَا قَبْضًا َيسِيًا (َ )46وهُ َو اّلذِي َجعَ َل َلكُ ُم اللّ ْيلَ لِبَاسًا وَالّنوْ َم سُبَاتًا
وَ َج َعلَ الّنهَارَ ُنشُورًا ()47
-44وهل تظن أن أكثرهم يسمعون ساع الفهم أو يهتدون بعقولم؟! لقد نفذوا ما
تأمرهم به أحلمهم ،وصاروا كالبهائم ل همّ لم إل الكل والشرب ومتاع الياة
الدنيا ،ول تفكي لم فيما وراء ذلك ،بل هم شر مكانا من البهائم ،فالبهائم تنقاد
لصحابا إل ما فيه خيها ،وتنأى عما يضرها ،وهؤلء يلقون بأنفسهم فيما يهلكهم
.
-45لقد نصبنا من الدلئل على التوحيد ما يهدى ذوى اللباب ،انظر إل الظل فقد
بسطه ال وجعله ساكنا أول النهار ،ث سلطنا الشمس تزيل منه با يل مله من
أشعتها ،فكانت الشمس دالة عليه ولولها ما عرف الظل ،ولو شاء ال لعل الظل
ساكنا مطبقا على الناس فتفوت مصالهم ومرافقهم .
-46ولقد كان نسخنا للظل بالشمس تدرييا بقدار ول يكن دفعة واحدة ،وف
ذلك منافع للناس .
-47ومن آيات التوحيد أن جعل الليل سترا بظلمه ،يدخل فيه اللق فيحيطهم
إحاطة الثوب بلبسه .وهيّأ الناس للنوم فكان راحة لم يستجمون به من التعب ،ث
يأتى النهار بضيائه ناشرا للناس باحثي عن معايشهم طالبي لرزقهم .
138
-48وهو الذى سخر الرياح فتسوق السحب وتبشر الناس بالطر الذى هو رحة منه
لم ،ولقد أنزلنا من السماء ماء طاهرا مُطهرا مزيل للناس والوساخ .
-49أنزلنا الطر لينبت به الزرع ،فتحيا به الرض الدبة بعد موتا ،وينتفع به
السقيا ما خلق أنعاما وأناسى كثيا .
-50وهذا القرآن قد بيّنا آياته وصرّفناها ،ليتذكر الناس ربم وليتعظوا ويعملوا
بوجبه ،ولكن أكثر الناس أبوا إل الكفر والعناد .
-51ولو شئنا لبعثنا ف كل بلدة نذيرا ،فاجتهد ف دعوتك ،ودع كلم الكافرين ،
وانبذ ما يأتون به .
-52واستمر ف دعوتك إل الق وتبليغ رسالة ربك ،وإن قاوموا دعوتك واعتدوا
على الؤمني فحاربم وجاهد ف ذلك جهادا عظيما .
-53وال هو الذى أجرى البحرين :البحر العذب والبحر اللح ،وجعل الجرى
لكل واحد ياور الجرى الخر ،ومع ذلك ل يتلطان ،نعمة ورحة بالناس .
-54وال هو الذى خلق من النطفة هؤلء الناس ،وجعلهم ذكورا وإناثا ذوى
قرابات بالنسب أو الصاهرة ،وكان ال قديرا على ما يريد إذ خلق من النطفة
الواحدة نوعي متمايزين .
-55وبعد هذه اليات الدالة على استحقاق ال -وحده -العبادة ،وأن ل إله
سواه ،يعبد فريق من الناس ما ل ينفع ول يضر من الوثان ،وهؤلء بعملهم هذا
يعاونون الشيطان وهو يضلهم ،فهم متظاهرون على الق الذى دعاهم إليه ال .
-56وليس عليك -أيها النب -إل تبليغ ما أرسلت به ،وتبشي الؤمني بالنة ،
139
وتويف الكافرين ما سيلقونه ،وليس عليك بعد ذلك شئ تطالب به .
-57وقل لم :إن ل أبتغى على دعوتكم إل السلم أجرا وجزاء ،إل أن يهتدى
أحدكم ويسلك سبيل الق ويرجع إل ربه .
-58وتوكل ف أمورك على ال الى الذى ل يكن أن يوت ،ونزّهه وقدسه حامدا
أنعمه ،ودع من خرج عن الادة ،فال خبي بم مكافئ لم على ذنوبم .
-59وال هو الذى خلق السموات والرض وما بينهما ف ستة أيام ،وقد استول
على العرش واللكوت وعم سلطانه كل شئ ،وهو الرحن ،وإن ابتغيت أن تعرف
شيئا من صفاته فاسأل البي عنه يبك وهو ال العليم الكيم .
-60وإذا قيل لؤلء الكفار :اخضعوا للرحن واعبدوه .كان جوابم بالنكار
وتاهل الرحن وقالوا :من هو الرحن؟! نن ل نعلمه حت نسجد له ،فهل نضع
لمرك وحسب؟ ،وازدادوا عن اليان ُبعْدا ونفورا .
تَبَارَكَ اّلذِي جَ َع َل فِي السّمَا ِء ُبرُوجًا وَ َج َعلَ فِيهَا ِسرَاجًا َوقَ َمرًا مُنِيًا (َ )61وهُ َو اّلذِي
جَ َع َل اللّيْ َل وَالّنهَا َر خِلْ َف ًة لِ َمنْ أَرَا َد أَ ْن َيذّ ّكرَ َأوْ أَرَا َد شُكُورًا ( )62وَعِبَا ُد ال ّرحْ َمنِ
ض َه ْونًا َوإِذَا خَاطََب ُه ُم الْجَاهِلُو َن قَالُوا سَلَامًا ( )63وَاّلذِينَ
الّذِينَ يَ ْمشُونَ عَلَى الْأَرْ ِ
ب َجهَنّ َم إِنّ
صرِفْ عَنّا َعذَا َ
جدًا َوقِيَامًا ( )64وَالّذِينَ َيقُولُونَ َربّنَا ا ْ
يَبِيتُونَ ِل َرّبهِ ْم سُ ّ
َعذَابَهَا كَانَ َغرَامًا ()65
-61تعال الرحن وتزايد فضله ،أنشأ الكواكب ف السموات وجعل لا منازل تسي
فيها ،وجعل من الكواكب الشمس سراجا مضيئا والقمر منيا .
-62والرحن هو الذى جعل الليل والنهار متعاقبي :يلف أحدها الخر ،وقد
140
دبرنا هذا ليتذكر من شاء هذا التدبي ،فيعرف حكمة ال وقدرته ،أو يشكره على
هذه النعمة الليلة .
-63فعباد الرحن هم الذين يتواضعون ف الدنيا ،إذا مَشوْا على الرض مشوا ف
سكينة ووقار ،وكذلك ف سائر أعمالم ،وإذا سابّهم السفهاء من الشركي تركوهم
وشأنم وقالوا لم :ل شأن لنا بكم بل أمرنا سلم عليكم .
-64والذين يبيتون على التعبد والصلة ويذكرون ال كثيا .
-65والذين يغلّبون الوف على الرجاء -شأن التقياء -فيخافون عذاب الخرة ،
يكون دأبم أن يدعوا ال أن ينجيهم من عذاب جهنم ،فإن عذابا إذا نزل بجرم
يلزمه ول يفارقه .
141
والعمال الصالة ،فهؤلء يغفر لم رحة منه ،ويعل لم مكان السيئات السالفة
حسنات يثيبهم عليها أجزل الثواب ،وأن ال من شأنه الرحة والغفران .
-71وهكذا مضى أمرنا :أن من تاب من إثه وظهر أثر ذلك ف إقباله على الطاعة
واجتنابه العصية ،فهو الذى يقبل ال توبته .وبا يرجع إل ربه بعد نِفاره .
-72ومن أخلق عباد الرحن :أنم يتنّهون عن شهادة الزور ،وأنم إذا صادفوا
من إنسان ما ل يُحمد من قول أو فعل ل يشتركوا فيه ،ورفعوا أنفسهم عن مقارنته .
-73ومن صفاتم :أنم إذا وعظهم واعظ وتل عليهم آيات ال ألقوا بسامعهم إليها
،فوعتها قلوبم ،وتفتحت لا بصائرهم ،ول يكونوا كأولئك الذين يضطربون عند
ساعها معرضي عنها ،ل ترق آذانم وتنسد عنها أبصارهم .
-74وهم يسألون ربم أن يعل نساءهم وأولدهم موضع أنس أنفسهم با يعملون
من خي ،وأن يعلهم أئمة ف الي يقتدى بم الصالون .
-75هؤلء الوصوفون با وصفناهم عباد ال حقا ،وجزاؤهم غرف النة العالية
كفاء صبهم على الطاعات ،وسيلقون ف النة التحية والتسليم .
-76ونعيمهم ف النة خالد ل انقطاع له ،فنعم النة مستقرا ومقاما .
-77قل -أيها الرسول -للناس :إن ال ل يعنيه منكم إل أن تعبدوه وتدعوه ف
شئونكم ول تدعوا غيه ،ولذلك خلقكم ،ولكن الكافرين منكم كذبوا ما جاء به
الرسل ،فسيكون عذابم لزما ل منجى لم منه .
142
-1هذه الروف لبيان أن القرآن العجز للبشر ركبت كلماته منها ومن أخواتا ،
وهى ف طوقهم ،فمن ارتاب ف أنه من عند ال فليأت بثله ،ولن يستطيع .
-2هذا الكلم الذى أوحيت به إليك آيات الكتاب الوضح لا اشتمل عليه من
أحكام .
-3أشفق على نفسك -أيها النب -أن تقتلها حزنا على عناد قومك ،وعدم إيانم
.
-4إن ف قدرتنا أن نأتيهم بعجزة تلجئهم إل اليان ،فيخضعوا لمره ،ويتم ما
ترجوه ،ول نأتم بذلك لن سنتنا تكليف الناس باليان دون إلاء ،كى ل تفوت
الكمة ف البتلء ،وما وراءه من ثواب وعقاب .
-5وما يدد ال لقومك بوحيه ما يذكرهم بالدين الق ،رحة بم ،إل جددوا
إعراضا عنه ،وكفرا به ،حيث أغلقت أمامهم طرق الداية .
-6فقد كذّب هؤلء بالق الذى جئتهم به ،وسخروا منه ،فاصب عليهم ،فسيون
عاقبة استهزائهم القاصمة .
-7فَعلوا ما فَعلوا من الكفر والتكذيب ول ينظروا إل بعض خلق ال ف الرض ،ولو
نظروا متأملي لهتدوا ،فهذه الكثرة من أصناف النباتات النافعة أخرجناها من الرض
،ول يستطيع ذلك غي إله واحد قدير .
-8إن ف إخراج النبات من الرض لدللة عظيمة على وجود الالق القدير ،وما
كان أكثر القوم مؤمني .
-9وإن مالك أمرك وحافظك لو النتقم من الكذبي التفضل بالرحة على الؤمني .
143
-10واذكر -يا ممد -لقومك قصة موسى حي ناداه ربك :يا موسى ،اذهب
رسول إل القوم الذين ظلموا أنفسهم بالكفر ،وبن إسرائيل بالستعباد وذبح الولد
.
-11ائت قوم فرعون ،فإنم ماضون ف ظلمهم .عجبا لم! أما يافون عاقبة ذلك
ويذرونا؟
-12قال موسى :يا رب إنن أخشى أل يقبلوا رسالت كبْرا وعنادا .
-13وييط ب الغم إذا كذبون ،ول ينطلق لسان حينئ ٍذ ف ماجتهم كما أحب ،
فأرسل جبيل إل أخى هارون ليؤازرن ف أمرى .
-14ولؤلء ذنب علىّ ،فقد قتلت منهم رجل فأخاف أن يقتلون قصاصا قبل أداء
مهمت ،ويزيدن ذلك خوفا .
-15قال ال له :لن يقتلوك ،وقد أجبت سؤالك ف هارون ،فاذهبا مزودين
بعجزاتنا ،إن معكما بالفظ أسع ما يرى بينكما وبي فرعون ،فلكما النصر
والتأييد .
-16فتوجها إل فرعون فقول له :إنّا مرسلن إليك من رب العالي .
-17يقول لك رب العالي :أطل ْق سراح بن إسرائيل ليذهبوا معنا .
-18قال فرعون لوسى مُمْتَنا -وقد عرفه حينما دخل عليه وأديا الرسالة حيث ترب
ف قصره -أل نربك فينا وليدا ،ومكثت ف رعايتنا سني من عمرك؟ .
-19وجنيت جنايتك النكراء بقتلك رجل من قومى ،وجحدت نعمت الت سلفت
منا عليك ،فلم تفظ رعيت ،واعتديت على ألوهيتنا بادعاء أنك رسول رب العالي
144
.
-20قال موسى :لقد فعلت ما ذكرت جهل با يفضى إليه العقل من القتل ،فل
تثريب على .
-21ففررت منكم لا خفت أن تقتلون بذه الناية الت ل تكن عن عمد ،فوهب ل
رب فهْما وعلما ،تفضل وإنعاما ،وجعلن من الرسلي .
-22أشار موسى إل خصلة ذميمة من خصال فرعون ،وبيّن أنا تعبيد بن إسرائيل
وذبح أبنائهم ،وأب أن تسمى تربيته ف بيته نعمة ،فسببها اتصافه با تقدم ،فألقى ف
اليَم لينجو من قتله ،فآل إل بيته ،ولول ذلك لرباه أبواه .
-23قال فرعون :وما صفة رب العالي الذى تذكره كثيا ،وتدعى أنك رسوله
حيث ل نعلم عنه شيئا؟
-24قال موسى هو مالك السموات والرض وما بينهما ،إن كنتم موقني بصدق
هذا الواب لنتفعتم واهتديتم ،وعرفتم أن مُلْك فرعون ا ُلدّعى ل يذكر ف جانب
ملكه ،فهو ل يعدو إقليما واحدا ف الرض .
-25قال فرعون -يعجب لن حوله من جواب موسى ،أذْ ذكر ربّا غيه ل يذكر ف
جانب ملكه ملك فرعون :كيف تسمعون كلم موسى؟
-26قال موسى ماضيا ف أمره غي مبال بغيظ فرعون وسوء مقالته :رب العالي
خالقكم وخالق آبائكم السابقي ،ومنهم مَن كان يدّعى الُلوهية كما تدّعى ،وقد
لقهم الفناء ،وستفن مثلهم فيبطل ما تدعيه ،إذ الله الق ل يوت .
145
-27قال فرعون مرضا قومه على تكذيبه :إن رسولكم لجنون ،حيث سألته عن
حقيقة ربه فذكر ل أشياء وصفات غريبة .
خ ْذتَ ِإَلهًا
ق وَالْ َمغْ ِربِ َومَا بَيَْنهُمَا إِنْ كُنُْت ْم َت ْعقِلُونَ ( )28قَا َل لَِئنِ اتّ َ
شرِ ِ
قَالَ َربّ الْ َم ْ
ت ِبهِ
شيْءٍ مُبِيٍ ( )30قَا َل َفأْ ِ
ك ِب َ
سجُونِيَ ( )29قَالَ َأ َولَ ْو جِئْتُ َ
غَ ْيرِي َلأَ ْجعَلَّنكَ ِمنَ الْ َم ْ
ع َيدَ ُه َفِإذَا
ت ِم َن الصّا ِدقِيَ (َ )31فَألْقَى عَصَا ُه َفإِذَا هِ َي ُثعْبَا ٌن مُبِيٌ (َ )32وَنزَ َ
إِنْ كُنْ َ
هِ َي بَيْضَا ُء لِلنّا ِظرِينَ ( )33قَا َل لِلْمَ َلِإ حَ ْوَلهُ إِ ّن َهذَا َلسَا ِحرٌ عَلِيمٌ ()34
-28قال موسى :إن كنتم تعقلون فآمنوا برسالت ،لن شروق الشمس وغروبا
بتقدير مُحكم دليل ظاهر على الالق ،إذن فأنتم الحِقّاء بصفة النون .
-29قال فرعون لوسى :لئن اتذت إلا غيى لجعلنك واحدا من عرفت سوء
حالم ف سجون ،وقد لأ إل تديده بذا بعد أن يئس من رفع آثار صنع الالق .
-30قال موسى متلطفا طمعا ف إيانه :أتعلن من السجوني ولو جئتك ببهان
عظيم يصدقن فيما أقول؟
-31قال فرعون :فأت بالذى يشهد بنبوتك إن كنت صادقا ف دعواك ،قال ذلك
طمعا ف أن يد موطن ضعف ف حجته .
-32فألقى موسى عصاه ف الرض أمامهم ،فانقلبت ثعبانا حقيقيا ،ل شيئا ُمزَورا
بالسّحر ُيشْبه الثعبان .
-33وأخرج موسى يده من جيبه آية ثانية ،فإذا هى بيضاء ،اشتد بياضها من غي
سوء ،حت بر الناظرين .
-34قال فرعون لقومه :إن موسى لساحر فائق ف سحره .قال ذلك خشية أن
يضعوا للحق الذى رأوْه من موسى .
146
ح ُن اْلغَالِبِيَ (
ح َر ُة قَالُوا ِل ِفرْ َعوْنَ َأِئنّ لَنَا َلأَ ْجرًا إِنْ كُنّا نَ ْ
الْغَالِبِيَ ( )40فَلَمّا جَا َء السّ َ
)41قَا َل َنعَ ْم َوإِّنكُ ْم ِإذًا لَ ِم َن الْ ُم َقرّبِيَ ( )42قَالَ َل ُهمْ مُوسَى َألْقُوا مَا َأنُْت ْم مُ ْلقُونَ (
)43
-35وقال فرعون أيضا :يريد هذا الساحر أن يقهرن فيخرجكم من أرضكم ،
وذلك تريض على موسى .إذ من َأ َش ّق الشياء مفارقة الوطن ل سيما إذا كانت قهرا
.وطلب الرأى من يعبدونه ناسيا ألوهيته لقوة آيات موسى .
-36قال له قومه :أجّل الفصل ف أمرها ،وأرسل الند ف الدائن يمعون لك
السحرة من رعيتك ،فالسحر يعارض بالسحر .
-37يأتوك بالعدد الكثي ،وكلهم قد أجاد فن السحر ويفوق موسى عمل به ومرانا
عليه .وقصدوا بذا التخفيف من قلق فرعون .
-38فجمع السحرة من كل أرجاء البلد ،وحدد لم وقت الضحى من يوم الزينة
للجتماع بوسى .
-39وقال الناس -يث بعضهم بعضا على الجتماع ف اليوم العلوم لضور الفل
الشهود « : -هل أنتم متمعون »؟ أى اجتمعوا .
-40وأعلنوا توقعهم انتصار السحرة ،فيثبتون على دينهم ،حْل على الهتمام
والد ف مغالبة موسى .
-41فلما جاء السحرة فرعون قالوا له :أيكون لنا قِبَلك أجر عظيم إن كنا نن
الغالبي؟ .
-42قال فرعون :نعم لكم ما ذكرت ،ومع هذا الجر العظيم تكونون من القربي
ى ،ومن أصحاب الاه والسلطان .
لد ّ
-43قال موسى للسحرة -حينما جاء الوقت الحدد ف اليوم الوعود -ألقوا ما
تريدون إلقاءه من السحر .
147
الْعَالَمِيَ (َ )47ربّ مُوسَى وَهَارُونَ ( )48قَالَ َآمَنُْت ْم َلهُ قَ ْب َل أَنْ َآذَ َن َلكُ ْم ِإّنهُ َلكَبِيُ ُكمُ
ف َتعْلَمُونَ َلُأقَ ّطعَ ّن َأْيدَِيكُ ْم َوأَرْجُ َل ُكمْ ِم ْن خِلَافٍ
سوْ َ
ح َر فَ َل َ
الّذِي عَلّ َم ُك ُم السّ ْ
وََلأُصَلّبَّن ُكمْ َأجْ َمعِيَ ( )49قَالُوا لَا ضَ ْي َر ِإنّا ِإلَى َربّنَا مُ ْنقَلِبُونَ (ِ )50إنّا نَطْ َم ُع أَ ْن َيغْ ِفرَ
لَنَا َربّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنّا َأوّ َل الْمُ ْؤمِنِيَ ()51
-44فألقوا حبالم وعصيّهم ،وخُيّل للناس أنا حيات تسعى ،وأقسموا بعزة فرعون
وقوته إنم الغالبون .
-45فألقى موسى عصاه ،فإذا هى حية عظيمة تبتلع ما كانوا يزوّرونه بالسحر من
حبالم وعصيّهم ،متوهي أنا حيات تسعى .
-46فبادر السحرة بالسجود ل حينما أيقنوا أن أمر موسى ليس بالسحر .
-47قالوا مؤكدين فعل السجود بالقول { :آمنا برب العالي } .
-48وبيّنوا أن رب العالي الذى آمنوا به { رب موسى وهارون } .
-49قال فرعون -منكرا على قومه إيانم بوسى قبل إذنه لم ،مهددا إياهم على
ذلك بأنه أستاذهم الذى عليه تلقوا فنون السحر ،وسيعلمون ما سينل بم من
العقاب : -لقطعنّ أيديكم وأرجلكم من خلف .أقطع اليمن مع اليسرى أو
العكس .ولُصلبنكم أجعي .
-50قال السحرة :ل ضرر علينا ما يلحقنا من عذابك الذى توعدتنا به .لنا
راجعون إل ثواب ربنا ،وهو خي ثواب وخي عاقبة .
-51إنا نرجو أن يغفر لنا ربنا خطايانا الت أسلفْناها ،إذ كنا أول الؤمني ف قومك .
وََأ ْوحَيْنَا ِإلَى مُوسَى أَ ْن َأ ْسرِ ِبعِبَادِي ِإنّ ُكمْ مُتَّبعُونَ (َ )52فأَرْ َس َل ِفرْ َعوْنُ فِي الْ َمدَاِئنِ
حَا ِشرِينَ ( )53إِ ّن هَ ُؤلَا ِء َلشِ ْر ِذمَ ٌة قَلِيلُونَ ( )54وَِإّن ُهمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (َ )55وِإنّا لَجَمِيعٌ
حَاذِرُونَ (َ )56فأَ ْخرَجْنَاهُ ْم ِمنْ جَنّاتٍ وَعُيُونٍ ( )57وَكُنُو ٍز َومَقَامٍ َكرِيٍ (َ )58ك َذِلكَ
ش ِرقِيَ ()60
وََأوْ َرثْنَاهَا بَنِي إِ ْسرَائِيلَ (َ )59فأَتَْبعُو ُهمْ ُم ْ
148
-52وأوحى ال إل موسى -عليه السلم -أن يسي ليل بالؤمني من بن إسرائيل
ج ِد مصابرة موسى ،وقد نظم أمر الفريقي على أن يتقدم موسى بقومه ،
حينما ل تُ ْ
ويتبعهم فرعون بقومه حت يدخلوا مدخلهم من طريق البحر ،فيهلكهم ال .
-53فأرسل فرعون جنده ف مدائن ملكته يمعون الشداء من قومه حينما علم بسي
موسى ببن إسرائيل ،ليحول بينهم وبي ما يقصدون .
-54قال فرعون :إن بن إسرائيل الذين فروا مع موسى طائفة خسيسة ف شأنا قليل
عددها .يثي بذلك المية ف نفوس جنده .
-55وإنم مع هذا فاعلون ما يثي غيظنا بخالفة أمرنا والروج بغي إذننا .
-56وإنا لمع من عادتنا الذر واليقظة ،والزم ف المور .
-57فأخرجنا فرعون وجنوده من أرضهم الشبيهة بنات ترى من تتها النار ،
فأهلكوا بصرفهم عن الق ،وإثارتم إل الروج وراء موسى با جاء ف اليات
الثلث السابقة .
-58وأخرجناهم كذلك من كنوز الذهب والفضة والماكن الت كانوا يقيمون
فيها ،مَُنعّمي بمالا وحسن مرافقها .
-59مثل هذا الخراج العجيب الذى وصفناه لك أخرجناهم ،وجعلنا هذا اللك
وما فيه من ألوان النعيم لبن إسرائيل بعد أن كانوا ُمعْدمي .
-60ج ّد فرعون وقومه ف السي ليلحقوا ببن إسرائيل ،فلحقوا بم وقت شروق
الشمس .
فَلَمّا َترَاءَى الْجَ ْمعَا ِن قَا َل أَصْحَابُ مُوسَى ِإنّا لَ ُمدْرَكُونَ ( )61قَالَ كَلّا إِ ّن مَ ِعيَ َربّي
ح َر فَانْفَ َل َق َفكَانَ ُك ّل ِفرْقٍ
ض ِربْ ِبعَصَاكَ الْبَ ْ
سََيهْدِينِ (َ )62فَأوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ ا ْ
كَالطّ ْو ِد الْعَظِيمِ ( )63وَأَ ْزَلفْنَا َث ّم الْ َآخَرِينَ (َ )64وَأنْجَيْنَا مُوسَى َومَ ْن َمعَ ُه َأجْ َمعِيَ (
ُ )65ثمّ أَ ْغ َرقْنَا اْلآَ َخرِينَ ( )66إِ ّن فِي َذِلكَ َل َآَيةً َومَا كَا َن أَكَْث ُر ُهمْ ُم ْؤمِنِيَ ( )67وَإِنّ
َرّبكَ َل ُهوَ اْلعَزِيزُ ال ّرحِيمُ ( )68وَاْتلُ عَلَ ْي ِهمْ نََبَأ ِإْبرَاهِيمَ (ِ )69إ ْذ قَا َل ِلأَبِيهِ وَ َق ْومِ ِه مَا
َتعْبُدُونَ ()70
149
-61فلما رأى كل من المعي الخر قال أصحاب موسى :إن فرعون وقومه
سيدركوننا ،فينل بنا اللك .
-62قال موسى :إن معى عناية ال تلحقن بالفظ ،وسيشدن إل طريق النجاة .
ليطمئنوا على سلمتهم ،ولتبتعد عن أذهانم فكرة الدراك الفزعة .
-63فأوحينا إل موسى :أن يضرب البحر بعصاه ،فانفلق البحر إل اثن عشر
طريقا بعدد طوائف بن إسرائيل ،وكان كل طريق من هذه الطرق حاجزا من الاء
كالبل العظيم الثابت .
-64وقرّبنا فرعون وقومه حت دخلوا هذه الطرق وراء موسى وقومه .
-65وأنينا موسى ومن معه بفظ البحر متماسكا حت ت عبورهم .
-66ث أغرقنا فرعون ومن معه بإطباق الاء عليهم عندما تبعوهم .
-67إن ف ذلك التصرف اللى العجيب لعبة لن أراد أن ينتفع ،وما كان أكثر
القوم مصدقي .
-68وإن خالقك ومربيك لو القوى ف النتقام من الكذبي ،النعم بالرحات على
الؤمني .
-69واْتلُ على الكافرين -أيها الرسول -قصة إبراهيم -عليه السلم .
-70إذ قال لبيه وقومه :أى شئ هذا الذى تعبدونه ما ل يستحق العبادة؛ يقصد
تقبيح عبادة الصنام .
قَالُوا َنعُْبدُ أَصْنَامًا فَنَ َظ ّل َلهَا عَا ِكفِيَ ( )71قَا َل َهلْ َيسْ َمعُوَن ُكمْ ِإ ْذ تَدْعُونَ (َ )72أوْ
ك َيفْعَلُونَ ( )74قَا َل َأفَ َرَأيْتُ ْم مَا
ضرّونَ ( )73قَالُوا َبلْ َوجَ ْدنَا َآبَا َءنَا َك َذلِ َ
يَ ْنفَعُونَ ُكمْ َأ ْو يَ ُ
ب اْلعَالَمِيَ (
كُنُْت ْم َتعْبُدُونَ (َ )75أنْتُ ْم وَ َآبَاؤُ ُك ُم الَْأ ْقدَمُونَ (َ )76فإِّن ُهمْ َعدُ ّو لِي ِإلّا َر ّ
سقِيِ ( )79وَِإذَا َمرِضْتُ
)77الّذِي خَلَقَنِي َفهُ َو َيهْدِينِ ( )78وَالّذِي هُ َو يُ ْطعِمُنِي وََي ْ
شفِيِ ()80
َفهُ َو َي ْ
-71قالوا ميبي بطريق الباهاة :نعبد أصناما فنقيم على عبادتا دائما تعظيما لا
وتجيدا .
150
-72قال إبراهيم :هل يسمعون دعاءكم ،أو يستجيبون لكم إذ تدعونم؟ يقصد
بذلك التنبيه على فساد مسلكهم .
-73أو يقدمون لكم نفعا إذا أطعتموهم ،أو يصيبونكم بضر إذا عصيتموهم؟ .
-74قالوا :ل يفعلون شيئا من ذلك ،ولكن وجدنا آباءنا يعبدونا مثل عبادتنا ،
فقلدناهم فيما كانوا يفعلون .
-75قال إبراهيم -تبكيتا لم : -أفكّرت فعلمتم أى شئ تستمرون على عبادته؟
-76أنتم وآباؤكم القدمون .أهو أهل لن يعبد أم ل؟ .لو تأملتم لعلمتم أنكم ف
الضلل البي .
-77فإن ما تعبدونم من دون ال أعداء ل ولكم ،فل أعبدهم .لكن خالق العالي
ومالك أمرهم وحافظهم هو الذى أعبده ،وأتقرب إليه .
-78الذى أوجدن من العدم ف أحسن تقوي ،ووهبن الداية لا يوصلن إل سعادتى
ف الدنيا والخرة .
-79وهو الذى أنعم عل ّى بالطعام والشراب ،وأقدرن على تناولما والنتفاع بما ،
حفظا لياتى .
-80وإذا نزل ب مرض فهو الذى يشفين بتيسي أسباب الشفاء ،وتفويض المر
إليه .
وَاّلذِي يُمِيُتنِي ُث ّم يُحْيِيِ ( )81وَالّذِي أَطْ َم ُع أَ ْن يَ ْغ ِفرَ لِي خَطِيئَتِي َيوْ َم الدّينِ (َ )82ربّ
ق فِي اْلآَ ِخرِينَ ()84
صدْ ٍ
حقْنِي بِالصّالِحِيَ ( )83وَا ْجعَ ْل لِي ِلسَانَ ِ
ب لِي حُكْمًا َوأَلْ ِ
هَ ْ
خ ِزنِي
وَا ْجعَلْنِي ِمنْ وَ َرَثةِ جَنّ ِة النّعِيمِ ( )85وَا ْغ ِف ْر ِلأَبِي ِإّنهُ كَانَ مِ َن الضّالّيَ (َ )86ولَا تُ ْ
يَوْ َم يُ ْبعَثُونَ (َ )87يوْ َم لَا يَ ْنفَ ُع مَالٌ َولَا بَنُونَ ()88
-81والذى يُميتن إذا حلّ أجلى ،والذى يُحيين مرة أخرى للحساب والزاء .
-82والذى أطمع ف غفرانه وتاوزه عما فرط من من الفوات ف الدنيا ،إذا جاء
وقت الساب .
-83قال إبراهيم -عليه السلم -داعيا :رب امنحن كمال ف العلم والعمل ،
151
حت أكون أهل لمل رسالتك والكم بي عبادك ،ووفقن لنتظم ف عداد الصالي
.
-84واجعل ل ثناء حسنا ،وذكرا جيل ف المم الت تئ بعدى ،يبقى أثره بي
الناس إل يوم القيامة .
-85واجعلن من عبادك الذين منحتهم نعيم النة ،ثوابا على إيانم بك وعبادتم
لك .
ل للمغفرة بتوفيقه للسلم -وكان قد وعده بالسلم يوم فارقه
-86واجعل أب أه ً
-لنه كان من النحرفي عن طريق الدى والرشاد .
-87ول تُلْحق ب هوانا أو خجل بي الناس يوم يرجون من القبور للحساب
والزاء .
-88يوم ل ينفع أحدا مال يُبذل ،ول بنون ينصرون .
جحِيمُ
ت الْجَّنةُ لِلْ ُمّتقِيَ ( )90وَُبرّ َزتِ الْ َ
ب سَلِيمٍ ( )89وَأُ ْزِلفَ ِ
ِإلّا َمنْ َأتَى ال ّلهَ ِبقَلْ ٍ
صرُوَنكُ ْم َأوْ
لِ ْلغَاوِينَ (َ )91وقِيلَ َل ُه ْم أَْي َن مَا كُ ْنُتمْ َتعُْبدُونَ (ِ )92م ْن دُونِ ال ّلهِ َه ْل يَنْ ُ
صرُونَ ( )93فَكُ ْبكِبُوا فِيهَا ُه ْم وَاْلغَاوُونَ (َ )94وجُنُو ُد ِإبْلِيسَ أَجْ َمعُونَ ( )95قَالُوا
يَنْتَ ِ
سوّي ُكمْ ِب َربّ
صمُونَ ( )96تَاللّ ِه إِنْ كُنّا َلفِي ضَلَالٍ مُبِيٍ (ِ )97إذْ ُن َ
وَ ُه ْم فِيهَا يَخْتَ ِ
الْعَالَمِيَ ()98
-89إل من كان مؤمنا ،وأقبل على ال بقلب برئ من مرض الكفر والنفاق والرياء
.
-90وأُدنِيت النة وقُرّبت من مكان السعداء ،فيسي إليها الذين اتقوا الكفر
والعاصى ،وأقبلوا على اليان والطاعة ف الدنيا .
-91وأُ ْظهِرت الحيم للمنصرفي عن دين الق ،حت يكاد يأخذهم لبها
فيتحسرون .
-92وقيل لم توبيخا :أين آلتكم الت كنتم تعبدونا؟!
-93من دون ال وتزعمون أنا تشفع لكم اليوم ،هل ينفعونكم بنصرتم لكم ،أو
152
ينفعون أنفسهم بانتصارهم؟ ل شئ من ذلك ،لنم وآلتهم وقود النار .
-94فألقوا ف الحيم على وجوههم ،ينقلبون مرة بعد أخرى إل أن يستقروا ف
قاعها هم والذين أضَلّوهم وأوقعوهم ف الغى والضلل .
-95ومعهم أعوان إبليس الذين كانوا يزينون للناس الشرور والثام ،أو الذين
اتبعوه من عصاة النس والن .
-96قالوا -معترفي بطئهم -وهم يتخاصمون مع مَن أضلّوهم من معبوداتم :
-97وال إن كنا ف دنيانا لفى تبط واضح ،وجهل مطبق ،وزيغ عن الق الذى ل
خفاء فيه .
-98إذ نسوّيكم أيها العبودون من دون ال برب العالي ف استحقاق العبادة ،مع
عجزكم وقدرته .
-99وما أوقعنا ف هذا اللك إل الجرمون الذين أضلّونا عن سواء السبيل .
-100فل يوجد لنا شافعون يلّصوننا من العذاب كما توهنا من قبل .
-101ول صديق يتوجع لالم ،وإن ل يلصهم .
-102فيتمنون لنفسهم حينئذ رجعة إل الدنيا ليكونوا من الؤمني حت ينجوا .
-103إن فيما ذكر ال من نبأ إبراهيم لعظة وعبة لن أراد أن يتعظ ويعتب ،وما
كان أكثر قومك الذين تتلو عليهم هذا النبأ مذعني لدعوتك .
-104وإن ربك لو القادر على النتقام من الكذبي ،التفضل بالنعام على
الحسني .
153
-105وذكر ال نبأ نوح ف قوله :كذبت قوم نوح رسالته ،وردّوها عليه ،وبذا
كانوا مكذبي لميع رسل ال ،لتاد دعوتم ف أصولا وغايتها .
-106كذبوا هذه الرسالة حي قال لم أخوهم نوح -نسبا ل دينا -مذرا :أل
تتقون ال فتتركوا عبادة غيه .
-107إن رسول ال إليكم لهديكم إل طريق الرشاد ،أمي على تبليغ هذه الرسالة
.
-108فخافوا ال وامتثلوا أمرى فيما أدعوكم إليه من توحيد ال وطاعته .
-109وما أطلب منكم أى أجر على ما أبذله لكم من النصح والدعاء ،ما جزائى
إل على خالق العالي ومالك أمرهم .
-110فاحذروا عقاب ال ،وامتثلوا ما آمركم به .
-111قال قوم نوح -يردّون دعوته : -لن يكون منا إيان لك ف حال اتباع سفْلة
الناس وأقلهم جاها ومال لك .
-112قال نوح :أى شئ أعلمن ما هم عليه من قلة الاه والال؟ إنا أطلب منهم
اليان دون تعرض لعرفة صناعاتم وأعمالم .
-113ما جزاؤهم على أعمالم إل على رب ،فهو الطلع على بواطنهم ،لو كنتم من
أهل الشعور لعلمتم ذلك .
-114وما أنا بطارد الذين يؤمنون بدعوتى مهما كان حالم من فقر أو غن ،تلبية
لرغبتكم كى تؤمنوا ب .
-115ما أنا إل رسول من ال لنذار الكلفي إنذارا واضحا بالبهان الذى يتميز به
الق من الباطل ،ل فرق بي شريف وضعيف ،فكيف يليق ب طرد الؤمني لفقرهم؟!
154
-116قالوا :لئن ل ترجع يا نوح عن دعوتك لَنرجُمنّك بالجارة .يقصدون بذا
القول تديده بالقتل .
-117قال نوح مظهرا استمرار قومه على التكذيب بندائه { :رب إن قومى كذبون
} .ليبر دعاءه عليهم .
-118فاحكم بين وبينهم حكما تلك به من جحد توحيدك ،وكذّب رسولك ،
ونّن ومن معى من الؤمني من عذاب بغيهم .
َفأَنْجَيْنَا ُه َو َمنْ َم َعهُ فِي اْلفُ ْلكِ الْ َمشْحُونِ (ُ )119ثمّ أَ ْغ َرقْنَا َب ْعدُ الْبَاقِيَ ( )120إِ ّن فِي
ك َلآََيةً َومَا كَانَ أَكَْثرُ ُهمْ مُ ْؤمِنِيَ (َ )121وإِنّ َرّبكَ َل ُهوَ اْلعَزِيزُ ال ّرحِيمُ ()122
َذلِ َ
َك ّذبَتْ عَادٌ الْ ُم ْرسَلِيَ (ِ )123إذْ قَالَ َل ُهمْ َأخُو ُهمْ هُودٌ َألَا تَتّقُونَ (ِ )124إنّي لَ ُكمْ
َرسُولٌ أَمِيٌ ( )125فَاتّقُوا ال ّلهَ َوأَطِيعُونِ ()126
-119فأنيناه ومن آمن معه ف السفينة الملوءة بم ،وبا يتاجون إليه ،استجابة
لدعوته .
-120ث أغرق ال -بعد إناء نوح ومن آمن به -الباقي الذين ل يؤمنوا من قومه
.
-121إن فيما ذكره القرآن من نبأ نوح لجة على صدق الرسل وقدرة ال ،وما
كان أكثر الذين تتلو عليهم هذا القصص مؤمني .
-122وإن ربك لو القوى ف النتقام من كل جبار عنيد .الُنْعم بأنواع الفضل على
التقي .
-123كذبت قبيلة عاد رسولم هودا -عليه السلم -وبذا كانوا مكذبي لميع
الرسل لتاد دعوتم ف أصولا وغايتها .
-124إذ قال لم أخوهم هود :أل تشون ال فتخلصوا له العبادة؟! .
-125إن مرسل من ال لدايتكم إل الرشاد ،حفيظ على رسالة ال ،أبلغها إليكم
كما أمرن رب .
-126فامتثلوا أمر ال ،وخافوا عقوبته ،وأطيعوا ما آمركم به من عند ال .
155
ب الْعَالَمِيَ (َ )127أتَبْنُونَ بِ ُكلّ رِيعٍ َآَيةً
ي ِإلّا َعلَى َر ّ
وَمَا أَ ْسَألُ ُكمْ عَلَ ْي ِه ِمنْ َأ ْجرٍ إِ ْن َأ ْجرِ َ
خذُونَ مَصَانِ َع َلعَلّ ُك ْم تَخْ ُلدُونَ (َ )129وِإذَا بَ َطشُْتمْ بَ َطشُْت ْم جَبّارِينَ
َتعْبَثُونَ (َ )128وتَتّ ِ
( )130فَاّتقُوا اللّ َه َوأَطِيعُونِ ( )131وَاتّقُوا اّلذِي َأ َمدّكُ ْم بِمَا َتعْلَمُونَ (َ )132أ َمدّ ُكمْ
ب َيوْمٍ عَظِيمٍ (
ِبأَْنعَامٍ وَبَنِيَ ( )133وَجَنّاتٍ وَعُيُونٍ (ِ )134إنّي أَخَافُ عَلَ ْي ُكمْ َعذَا َ
)135
-127وما أطلب منكم على نصحى وإرشادى أى نوع من أنواع الجر .ما جزائى
إل على خالق العالي .
-128أُتشَيّدون بكل مكان مرتفع من الرض بناء شاما تتفاخرون به ،وتتمعون
فيه لتعيثوا وتفسدوا؟ يريد سبحانه تنبيههم إل ما ينفعهم ،وتوبيخهم على ترك اليان
وعمل الصالات .
-129وتتخذون قصورا مشيدة منيعة ،وحياضا للماء مؤملي اللود ف هذه الدنيا
كأنكم ل توتون .
-130وإذا أخذت أخذ العقوبة أسرفتم ف البغى جبارين ،تقتلون وتضربون غاضبي
بل رأفة .
-131فخافوا ال ف البطش ،وامتثلوا أمرى فيما أدعوكم إليه ،فإنه أنفع لكم
وأبقى .
-132واحذروا غضب ال الذى بسط إليكم يد إنعامه بالذى تعلمونه بي أيديكم
من ألوان عطائه .
-133عدّد ما أمدهم به من إبل وبقر وغنم ،وبني أقوياء ،ليحفظوا لم النعام ،
ويعينوهم على تكاليف الياة .
-134وبساتي مثمرات ،وعيون ترى بالاء الذى تتاجون إليه .
-135إن أخاف أن يُنل ال بكم عذابا شديدا ف الدنيا ،ويُدخلكم ف الخرة نار
جهنم ،بسبب طغيانكم وإنعام ال عليكم .
156
ت أَ ْم َلمْ َت ُكنْ ِم َن الْوَاعِظِيَ ( )136إِ ْن َهذَا ِإلّا خُ ُلقُ اْلَأوّلِيَ (
قَالُوا َسوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَ ْظ َ
ح ُن بِ ُمعَ ّذبِيَ (َ )138ف َكذّبُوهُ َفَأهْلَكْنَاهُ ْم إِ ّن فِي َذِلكَ َل َآيَ ًة َومَا كَانَ
)137وَمَا نَ ْ
ت ثَمُودُ الْ ُم ْرسَلِيَ (
ك َلهُ َو الْ َعزِي ُز الرّحِيمُ (َ )140ك ّذبَ ْ
أَكَْثرُ ُه ْم مُ ْؤمِنِيَ ( )139وَإِنّ َرّب َ
ح أَلَا تَّتقُونَ (ِ )142إنّي لَ ُكمْ َرسُولٌ َأمِيٌ ()143
ِ )141إذْ قَالَ َل ُهمْ َأخُو ُهمْ صَالِ ٌ
فَاّتقُوا اللّ َه َوأَطِيعُونِ ()144
157
ت ِمنَ
ض َولَا يُصْلِحُونَ ( )152قَالُوا إِنّمَا َأنْ َ
سدُونَ فِي الْأَرْ ِ
الْ ُمسْ ِرفِيَ ( )151اّلذِي َن ُيفْ ِ
ت ِمنَ الصّا ِدقِيَ ( )154قَالَ
ت ِبآََي ٍة إِنْ كُنْ َ
شرٌ مِثْلُنَا َفأْ ِ
ت ِإلّا َب َ
حرِينَ ( )153مَا َأنْ َ
الْ ُمسَ ّ
ب َولَ ُكمْ ِش ْربُ َيوْ ٍم َمعْلُومٍ ()155
هَ ِذ ِه نَاقَ ٌة َلهَا ِشرْ ٌ
-145وما أطلب منكم أى أجر على نصحى لكم وإرشادى ،ما أجرى إل على
مالك العالي .
-146أنكر عليهم اعتقادهم البقاء فيما هم فيه من النعيم ،آمني من العذاب
والزوال والوت .
-147ف حدائق مثمرات ،وعيون ترى بالاء الفرات .
-148وزروع يانعات ،ونل ثرها الذى يظهر منها لي نضيج .
-149وتتخذون من البال بيوتا عاليات .حاذقي نشطي فيما تصنعون .
-150فخافوا عقوبة ال لعدم شكركم له على نعمه ،واقبلوا نصحى واعملوا به .
-151ول تطيعوا أمر الذين أسرفوا على أنفسهم بالشرك واتباع الوى والشهوات .
-152الذين يعيثون ف أرض ال فسادا ،ول يقومون فيها بإصلح به تسعد البلد .
-153قالوا ما أنت إل من الذين سُحِروا سحرا شديدا حت غلب على عقولم .وف
هذا الرد عنف وسفاهة .
-154ما أنت إل فرد ماثل لنا ف البشرية ،فكيف تتميز علينا بالنبوة والرسالة؟!
فإن كنت صادقا ف دعواك فأت بعجزة تدل على ثبوت رسالتك .
-155قال لم صال -حينما أعطاه ال الناقة معجزة له : -هذه ناقة ال أخرجَها
لكم آية ،لا نصيب من الاء ف يوم فل تشربوا فيه ،ولكم نصيب منه ف يوم آخر
فل تشرب فيه .
158
ب الْعَالَمِيَ (َ )164أتَ ْأتُو َن الذّ ْكرَا َن ِمنَ
ي ِإلّا َعلَى َر ّ
أَ ْسَألُ ُكمْ عَلَ ْي ِه ِمنْ َأ ْجرٍ إِ ْن َأ ْجرِ َ
الْعَالَمِيَ ()165
وََتذَرُو َن مَا خَ َلقَ َل ُكمْ َربّ ُكمْ ِم ْن أَ ْزوَا ِجكُ ْم َبلْ َأنُْتمْ َقوْمٌ عَادُونَ ( )166قَالُوا لَِئ ْن َلمْ تَنَْتهِ
خ َرجِيَ ( )167قَا َل ِإنّي لِعَمَ ِل ُك ْم ِمنَ اْلقَالِيَ (َ )168ربّ َنجّنِي
يَا لُوطُ لََتكُوَن ّن ِمنَ الْمُ ْ
وََأهْلِي مِمّا َيعْمَلُونَ ( )169فَنَجّيْنَاهُ َوَأهْلَ ُه َأجْ َمعِيَ (ِ )170إلّا َعجُوزًا فِي اْلغَاِبرِينَ (
ُ )171ثمّ َد ّمرْنَا الْ َآخَرِينَ ()172
159
-166وتتركون ما خلقه ال لتاعكم من أزواجكم اللئل ،بل أنتم قوم متجاوزون
الد ف الظلم بارتكاب جيع العاصى .
-167قالوا -غاضبي لنكاره وتشنيعه عليهم بسبب تلك الرذيلة : -لئن ل تترك
توبيخنا لتكونن من النفيي من بلدنا على أسوإ حال .
-168قال لوط :إن لعملكم هذا من البغضي ،فل أترك إنكاره والتشنيع عليه .
-169ونادى ربه :أن ينقذه وأهله ما يعمل هؤلء الاهلون حينما يئس من
استجابتهم له .
-170فاستجاب ال دعاءه ،ونّاه ومن اتبع دعوته بإخراجهم جيعا من بيوتم وقت
نزول العذاب بالكذبي .
-171إل امرأته العجوز بقيت ول ترج معه فهلكت لكفرها وخيانتها بوالتا
للفاسقي .
-172ث أهلك ال الكفرة الفجرة أشد إهلك وأفظعه .
-173وأنزل ال على ُشذّاذ القوم حجارة من السماء فأهلكتهم ،وكان مطرا هائل
ف كثرته ونوعه ،فساء مطر النذرين مطرهم .إذ نزل بأشد أنواع اللك .
-174إن ف ذلك العقاب الذى نزل بالقوم لجة تدل على تام قدرة ال ،وما كان
أكثر قومك مصدقي بدعوتك .
-175وإن ربك لو الغالب على كل شئ .التصف بالرحة الكاملة فيعاقب الذنبي ،
ويثيب الؤمني .
-176هذه قصة شعيب مع أصحاب اليكة -وهى غَيْضة تنبت ناعم الشجر بقرب
َمدْيَن -نزل با جاعة من الناس وأقاموا با ،فبعث ال إليهم شعيبا كما بعث إل
160
مدين ،فكذبوه ف دعوته ،وبذا كانوا منكرين لميع الرسالت .
-177اذكر -يا ممد -لقومك وقت قول شعيب لصحاب اليكة :أل تافون
ال فتؤمنوا به؟! فبادروا بتكذيبه .
-178إن لدايتكم وإرشادكم مرسل من رب العالي ،أمي على توصيل رسالته
إليكم .
-179فاحذروا عقوبة ال ،وأطيعون باتباع أوامر ال وتليص أنفسكم من الثام .
-180وما أطلب منكم على إرشادى وتعليمى أى أجر ،ما جزائى الكامل ف مقابل
عملى إل على رب العالي .
-181أمرهم شعيب بإعطاء الكيل وافيا حيث كان يشيع بينهم بس الكيل
واليزان ،ونقص حقوق الناس بالتطفيف والسران .
-182و ِزنُوا بي الناس باليزان السوى حت يأخذوا حقهم بالعدل الستقيم .
-183ول تنقصوا الناس شيئا من حقوقهم ،ول تعثوا ف الرض مفسدين ،بالقتل
وقطع الطريق وارتكاب الوبقات وإطاعة الوى .
-184واحذروا عقوبة ال الذى خلقكم ،وخلق المم القوية العاتية التقدمة .
-185قالوا :ما أنت إل واحد من الذين أصابم السحر إصابة شديدة ،فذهب
بعقولم .
-186وما أنت إل واحد منا مُساوٍ لنا ف البشرية ،فكيف تتميز علينا بالرسالة؟!
ونن نعتقد أنك من الراسخي ف الكذب .
-187فأسقط علينا قطع عذاب من السماء إن كنت من الصادقي ف الرسالة .وهذا
161
اقتراح تته كل ألوان النكار .
-188قال شعيب :رب بالغ العلم با تعملونه من العاصى ،وبا تستحقونه من
العذاب ينله عليكم ف وقته القدر له .وهذا منه منتهى التفويض ل وغايته التهديد
لم .
ك َلآََيةً
ب َيوْ ِم الظّ ّلةِ ِإّنهُ كَانَ َعذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( )189إِ ّن فِي َذلِ َ
فَ َك ّذبُو ُه َفأَ َخ َذهُمْ َعذَا ُ
وَمَا كَا َن أَكَْث ُرهُ ْم ُمؤْمِنِيَ (َ )190وإِنّ َرّبكَ َل ُهوَ اْلعَزِيزُ ال ّرحِيمُ ( )191وَِإّنهُ لَتَ ْنزِيلُ
ك لِتَكُو َن ِمنَ الْمُ ْنذِرِينَ (
ح اْلأَمِيُ ( )193عَلَى قَلِْب َ
َربّ اْلعَالَ ِميَ (َ )192نزَ َل ِبهِ الرّو ُ
)194بِ ِلسَانٍ َعرَِب ّي مُبِيٍ ( )195وَِإّنهُ َلفِي ُزُب ِر الَْأ ّولِيَ ( )196أَ َوَلمْ َي ُكنْ َل ُهمْ َآَيةً أَنْ
َيعْلَ َمهُ عُلَمَا ُء بَنِي ِإ ْسرَائِيلَ ()197
-189فاستَمرّوا على تكذيبه ،فسلّط ال عليهم الر الشديد ،فكانوا يفرون منه إل
غي حى ،إل أن أظلتهم سحابة من الشمس فاجتمعوا تتها ،فأسقطها ال عليهم نارا
فأهلكتهم جيعا ف يوم شديد الول .
-190إن فيما نزل بأصحاب اليكة من العقوبة -جزاء تردهم -لدليل على كمال
قدرة ال ،وما كان أكثر قومك مصدقي .
-191وإن ربك لو التفرد بالقوة والغلبة النعم بالرحات على الؤمني .
-192وإن هذا القرآن -الذى ذكرت فيه هذه القصص الصادقة -مَُنزّ ٌل من خالق
العالي ومالك أمرهم ومربيهم ،فخبه صادق ،وحكمه نافذ إل يوم القيامة .
-193نزل به الروح المي ،جبيل -عليه السلم . -
-194على قلبك متمكنا من حفظه وفهمه ،مستقرا ف قلبك استقرارا ل ينسى ،
لتنذرهم با تضمنه من العقوبات للمخالفي .
-195نزل به جبيل -عليه السلم -عليك بلغة عربية ،واضحة العن ،ظاهرة
الدللة فيما يتاجون إليه ف إصلح شئون دينهم ودنياهم .
-196وإن ذكر القرآن والخبار عنه بأنه من عند ال نزل على ممد -صلى ال
عليه وسلم -لثابت ف كتب النبياء السابقي .
162
-197أكفر هؤلء العاندون بالقرآن وعندهم حجة تدل على صدق ممد -صلى
ال عليه وسلم -وهى عِلْم علماء بن إسرائيل بالقرآن كما جاء ف كتبهم؟!
ض الْأَ ْعجَ ِميَ (َ )198فقَ َرَأهُ عَلَ ْي ِهمْ مَا كَانُوا ِبهِ ُم ْؤمِنِيَ ()199
وََل ْو َنزّلْنَاهُ عَلَى َبعْ ِ
ج ِرمِيَ ( )200لَا ُي ْؤمِنُو َن ِبهِ حَتّى يَ َروُا اْلعَذَابَ اْلأَلِيمَ (
ب الْمُ ْ
ك سَلَكْنَا ُه فِي قُلُو ِ
َك َذلِ َ
ح ُن مُنْ َظرُونَ ()203
شعُرُونَ ( )202فََيقُولُوا َهلْ نَ ْ
)201فََيأْتَِي ُهمْ َبغَْت ًة وَ ُهمْ لَا َي ْ
َأفَبِ َعذَابِنَا َيسْتَعْجِلُونَ (َ )204أفَ َرَأيْتَ إِنْ مَّتعْنَاهُ ْم سِنِيَ (ُ )205ث ّم جَا َء ُهمْ مَا كَانُوا
يُو َعدُونَ ()206
-198ولو نزلنا القرآن على بعض من العجمي يقدر على التكلم بالعربية ول
يفصح با ،فل يتوهم اتامه باختراعه .
-199فقرأه عليهم قراءة صحيحة خارقة للعادة لكفروا به ،وانتحلوا لحودهم
عذرا .
-200أدخلنا التكذيب ف قلوب الجرمي ،وقرّرناه فيها مثل تقريره ف قلوب من
هم على صفتهم .
-201فل سبيل إل أن يتغيوا عما هم عليه من جحوده ،حت يعاينوا العذاب
الشديد الذى وعدوا به .
-202فينل بم العذاب فجأة من غي توقع وهم ل يشعرون بقدومه .
-203فيقولون عند نزول العذاب { :هل نن مُنْظَرون } تسرا على ما فاتم من
اليان وطلبا للمهال ،ولكن ل يابون .
-204قال تعال :أَ َغرّ كفار مكة إمْهال فيستعجلون نزول العذاب؟! يريد سبحانه
تسفيه عقولم بسبب استعجالم العذاب إثر تكرار إنذارهم وتويفهم .
ت أننا متعناهم بالياة سني طويلة مع طيب العيش؟
-205أفكّرتَ فعلم َ
-206ث نزل بم العذاب الوعود .
163
مَا أَغْنَى عَ ْن ُه ْم مَا كَانُوا يُمَّتعُونَ (َ )207ومَا َأهْ َلكْنَا ِمنْ َق ْرَيةٍ ِإلّا َلهَا مُنْذِرُونَ ()208
ت ِبهِ الشّيَاطِيُ (َ )210ومَا يَنَْبغِي َل ُهمْ َومَا
ذِ ْكرَى َومَا كُنّا ظَالِمِيَ ( )209وَمَا تََنزّلَ ْ
ع مَ َع ال ّلهِ ِإَلهًا َآخَرَ
َيسْتَطِيعُونَ (ِ )211إّنهُمْ َع ِن السّمْ ِع لَ َم ْعزُولُونَ ( )212فَلَا َتدْ ُ
يَتكَ اْلأَ ْق َربِيَ ()214
فََتكُو َن ِمنَ الْ ُم َع ّذبِيَ ( )213وََأْنذِرْ َعشِ َ
-207ما يدفع عنهم تتعهم بطول العمر وطيب العيش من عذاب ال شيئا ،فعذاب
ل ،ول خي ف نعيم يعقبه عذاب .
ال واقع عاجلً أو آج ً
-208وسُنّتنا ف المم جيعا أننا ل ننل هلكا بأمة إل بعد أن نرسل إليها رسل
ينذرونا إلزاما للحجة .
-209تذكرة وعبة ،وما كان شأننا الظلم فنعذب أمة قبل أن نبعث إليها رسول .
-210نفى القرآن ما قاله كفار مكة من أن لحمد تابعا من الن ،يلقى القرآن إليه
فقال :وما تنلت الشياطي بذا القرآن .
-211وما يوز لم أن ينلوا به ،وما يستطيعون ذلك .
-212إنم عن ساع القرآن الذى ينل به الوحى على ممد -صلى ال عليه وسلم
-لحجوبون .
-213فتوجه إل ال مستمرا على إخلصك له ف العبادة ،ول تتم بفساد زعم
الشركي وسوء مسلكهم .ودعوة الرسول إل هذا اللون من الخلص دعو ٌة لفراد
أمته جيعا .
-214وخوّف بالعذاب على الشرك والعاصى القرب فالقرب من عشيتك .
164
-215وَأِلنْ جانبك لن أجاب دعوتك باليان .
-216فإن عصوك ول يتبعوك ،فتبأ منهم ومن أعمالم ،من الشرك وسائر العاصى
.
-217وفوض أمرك إل القوى القادر على قهر أعدائك بعزته ،وعلى نصرتك
ونصرة كل ملص ف عمله برحته .
-218الذى يراك حي تقوم إل التهجد وأعمال الي .
-219ويرى تصرفك فيما بي الصلي بالقيام والقعود والركوع والسجود حي
تؤمهم ف الصلة .
-220إنه سبحانه هو السميع لدعائك وذكرك ،العليم بنيتك وعملك ،وكأنه
سبحانه يقول له :هَوّن على نفسك مشاق العبادة ،فأنت تعمل برأى ومسمع منا .
-221قال الشركون :إن الشياطي تلقى السمع على ممد .فرد القرآن عليهم :
هل أخبكم على من تتنل الشياطي وتلقى الوساوس؟!
-222تتنل على كل مرتكب لقبح أنواع الكذب وأشنع الثام ،وهم الكهنة
الفجرة الذين بي طباعهم وطباع الشياطي تانس ووفاق .
-223يلقون أساعهم إل الشياطي ،فيتلقون منهم ظنونا ،وأكثرهم كاذبون ،
حيث يزيدون ف القول على ما تلقيه الشياطي .
شعَرَا ُء يَتِّب ُعهُ ُم اْلغَاوُونَ (َ )224أَلمْ َت َر َأنّ ُه ْم فِي ُك ّل وَا ٍد َيهِيمُونَ ( )225وََأّن ُهمْ
وَال ّ
َيقُولُو َن مَا لَا َيفْعَلُونَ (ِ )226إلّا اّلذِينَ َآمَنُوا وَ َعمِلُوا الصّالِحَاتِ َوذَ َكرُوا ال ّلهَ كَِثيًا
ب يَ ْنقَلِبُونَ ()227
ي مُ ْنقَلَ ٍ
صرُوا ِمنْ َب ْعدِ مَا ظُ ِلمُوا َوسَيَعْ َل ُم الّذِينَ ظَلَمُوا أَ ّ
وَانْتَ َ
-224قال الكفار :إن القرآن شعر ،وممد شاعر .فأبطل ال هذا بإثبات أن
القرآن ملئ بالكم والحكام ،فأسلوبه يناف أسلوب الشعر الذى يقوم على الباطل
والكذب ،وبي أن حال ممد -صلى ال عليه وسلم -يناف حال الشعراء ،فهو
ينطق بالكمة ،وهم ينطقون بالزور ،وهذا حال أغلب الشعراء .
-225أل تر أنم ف كل واد من أودية القول يهيمون على وجوههم ،فل يهتدون إل
165
الق؟
-226وأنم يقولون بألسنتهم ما ل يلتزمونه ف عملهم .
-227لكن الذين اهتدوا بدى ال وعملوا الصالات حت تكنت فيهم ملكات
فاضلة ،وذكروا ال كثيا حت تكنت خشيته من قلوبم ،هؤلء يعلون الشعر
كالدواء يصيب الداء ،وينتصرون لدينهم وإقامة الق إذا جي على الق ،وسيعلم
الذين ظلموا أنفسهم بالشرك وهجاء الرسول أى مرجع من مراجع الشر واللك
يرجعون إليه .
الّذِينَ ُيقِيمُو َن الصّلَا َة َويُ ْؤتُونَ الزّكَاةَ َو ُهمْ بِالْ َآ ِخرَ ِة ُهمْ يُوقِنُونَ ( )3إِ ّن اّلذِي َن لَا ُيؤْمِنُونَ
بِاْلآَ ِخ َرةِ َزيّنّا َل ُهمْ أَ ْعمَالَ ُه ْم َفهُ ْم َيعْ َمهُونَ ( )4أُولَِئكَ اّلذِي َن َلهُ ْم سُوءُ اْل َعذَابِ َو ُهمْ فِي
ك لَتُ َلقّى الْ ُقرْآَ َن ِم ْن َلدُنْ َحكِيمٍ َعلِيمٍ (ِ )6إ ْذ قَالَ
سرُونَ (َ )5وِإنّ َ
الْ َآخِ َر ِة ُهمُ اْلأَ ْخ َ
س َلعَلّ ُكمْ
ب قَبَ ٍ
شهَا ٍ
ت نَارًا َس َآتِي ُكمْ مِ ْنهَا بِخََب ٍر أَوْ َآتِي ُكمْ ِب ِ
مُوسَى ِلأَهْ ِل ِه ِإنّي َآَنسْ ُ
تَصْطَلُونَ ( )7فَلَمّا جَا َءهَا نُودِيَ أَنْ بُورِ َك َم ْن فِي النّارِ َو َمنْ َح ْولَهَا وَسُبْحَا َن ال ّلهِ َربّ
حكِيمُ ()9
الْعَالَمِيَ ( )8يَا مُوسَى ِإّنهُ أَنَا ال ّل ُه الْ َعزِي ُز الْ َ
-3الذين يؤدون الصلة ف خشوع مستوفية الركان ،ويعطون الزكاة ف أوقاتا ،
وهم يوقنون بالياة الخرة ،وما يكون فيها من ثواب وعقاب .
-4إن الذين ل يؤمنون باليوم الخر زيّنا لم أعمالم بلق الشهوة فيهم ،فهم
يتردون ف ضللم .
166
-5أولئك الذين لم العذاب السيئ ،وهم ف الخرة أشد الناس خسرانا .
-6وإنك -أيها النب -لتتلقى القرآن الذى ينل عليك من لدن من ل يدان ف
حكمته ،وقد أحاط بكل شئ علما .
-7اذكر حي قال موسى لزوجته ومن معه وهو عائد إل مصر :إنّى أبصرت نارا ،
سآتيكم منها بب عن الطريق ،أو آتيكم بشعلة مضيئة نارا مقبوسة ،لعلكم
تستدفئون با من البد .
-8فلما وصل إليها نودى :أن بُورك من ف مكان النار ومن حولا .وهم اللئكة
وموسى .ونزه ال رب العالي عن كل ما ل يليق به .
-9يا موسى إن أنا ال الستحق للعبادة -وحده -الغالب على كل شئ ،الذى
يضع كل أمر ف موضعه .
ف ِإنّي لَا
ب يَا مُوسَى لَا تَخَ ْ
وََأْلقِ عَصَا َك فَلَمّا رَ َآهَا َتهْتَزّ َكَأّنهَا جَانّ َولّى ُم ْدِبرًا َولَ ْم ُيعَقّ ْ
ف َلدَيّ الْ ُم ْرسَلُونَ (ِ )10إلّا َمنْ ظَ َل َم ُثمّ َب ّدلَ ُحسْنًا بَ ْع َد سُو ٍء َفِإنّي َغفُورٌ َرحِيمٌ (
يَخَا ُ
ج بَيْضَا َء ِمنْ غَ ْي ِر سُو ٍء فِي ِتسْعِ َآيَاتٍ ِإلَى ِفرْ َعوْنَ
خرُ ْ
)11وََأ ْدخِ ْل َيدَ َك فِي جَيِْبكَ تَ ْ
حرٌ مُِبيٌ (
ص َرةً قَالُوا هَذَا سِ ْ
َوقَ ْومِ ِه ِإّنهُمْ كَانُوا َقوْمًا فَا ِسقِيَ ( )12فَلَمّا جَا َءْت ُهمْ َآيَاتُنَا مُبْ ِ
سهُمْ ظُ ْلمًا وَعُ ُلوّا فَانْ ُظرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَ ُة الْ ُم ْفسِدِينَ (
حدُوا ِبهَا وَاسْتَيْقَنَ ْتهَا أَْن ُف ُ
)13وَجَ َ
ي ِمنْ
)14وََل َقدْ َآتَيْنَا دَاوُو َد وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا َوقَالَا الْحَ ْم ُد لِ ّلهِ اّلذِي فَضّلَنَا عَلَى َكثِ ٍ
عِبَا ِدهِ الْ ُم ْؤمِنِيَ ()15
-10وف سبيل أن تؤدى دعوتك ألْق عصاك .فلما ألقاها ورآها تتز كأنا حية
خفيفة سريعة أعرض عنها راجعا إل الوراء ،ول يعد إليها بعد أن أدبر عنها ،فطمْأنه
ال تعال بقوله :ل تف إن ل ياف عندى الرسلون حي أخاطبهم .
-11لكن من عمل شيئا غي مأذون له فيه ،ث بدّل حسنا بعد هفوة فإن كثي الغفرة
عظيم الرحة .
-12وأدخل يدك ف فتحة ثوبك ترج بيضاء من غي برص ،ف جلة تسع
معجزات ،مرسل إل فرعون وقومه ،إنم كانوا قوما خارجي عن أمر اللّه كافرين .
167
-13فلما جاءت هذه العجزات واضحة ظاهرة قالوا :هذا سحر واضح بيّن .
-14وكذبوا با منكرين لدللتها على صدق الرسالة ،وقد وقع اليقي ف قلوبم ،
ولكنهم ل يذعنوا لستعلئهم بالباطل وطغيانم ،فانظر -أيها النب -كيف كانت
عاقبة الذين دأبوا على الفساد ،فكفروا بالعجزات وهى واضحة؟
-15هذا طغيان فرعون بسبب ملكه ،فانظر إل السلطان العادل ،سلطان الكم
وسلطان النبوة ف داود وابنه سليمان -عليهما السلم -لقد آتيناها علما كثيا
بالشريعة ودراية بالحكام ،فأقاما العدل وحدا ال الذى منحهما فضلً على كثي من
عباده الصادقي الذعني للحق .
ث سُلَيْمَانُ دَاوُو َد َوقَالَ يَا َأّيهَا النّاسُ عُلّمْنَا مَنْ ِط َق الطّ ْي ِر وَأُوتِينَا ِمنْ ُك ّل شَيْ ٍء إِنّ
وَوَ ِر َ
س وَالطّ ْي ِر َف ُهمْ
جنّ وَالِْإنْ ِ
شرَ ِلسُلَيْمَا َن جُنُو ُدهُ ِم َن الْ ِ
ض ُل الْمُبِيُ ( )16وَ ُح ِ
هَذَا َلهُ َو الْفَ ْ
ت نَمْ َل ٌة يَا أَّيهَا النّ ْم ُل ادْخُلُوا َمسَاكَِنكُمْ
يُوزَعُونَ ( )17حَتّى ِإذَا أََتوْا عَلَى وَادِ النّ ْم ِل قَالَ ْ
لَا يَحْ ِطمَّنكُ ْم سُلَيْمَا ُن َوجُنُو ُدهُ َو ُهمْ لَا َيشْ ُعرُونَ ()18
-16وقد آل اللك والكم من داود إل سليمان ابنه ،وقال :يا أيها الناس عُلّمنا
لغة الطي ،وأوتينا كثيا ما نتاج إليه ف سلطاننا :إن هذه النعم لى الفضل الواضح
الذى خصنا ال به .
-17وجع لسليمان جنوده من الن والنس والطي ف صعيد واحد ،فهم ببس
أولم على آخرهم حت يكونوا جيشا منظما خاضعا .
-18حت إذا بلغوا وادى النمل قالت نلة :يا أيها النمل ادخلوا مابئكم ،لكيل
تيتكم جنود سليمان وهم ل يسون بوجودكم .
سمَ ضَا ِحكًا ِمنْ َق ْوِلهَا َوقَالَ َربّ َأوْزِعْنِي أَ ْن أَ ْش ُكرَ ِنعْمََتكَ الّتِي َأْنعَمْتَ َع َليّ وَعَلَى
فَتََب ّ
حيَ ( )19وََت َفقّدَ
وَاِلدَيّ َوأَ ْن أَعْ َملَ صَالِحًا َترْضَاهُ َوَأدْخِلْنِي ِب َرحْمَِتكَ فِي عِبَادِ َك الصّالِ ِ
الطّ ْيرَ َفقَا َل مَا ِليَ لَا أَرَى الْ ُه ْدهُ َد أَمْ كَا َن ِمنَ اْلغَائِبِيَ (َ )20لأُ َع ّذبَنّهُ َعذَابًا َشدِيدًا َأوْ
168
ط ِبهِ
ح ْ
ت بِمَا لَ ْم تُ ِ
َلأَ ْذبَحَّن ُه أَ ْو لََي ْأتِيَنّي ِبسُلْطَانٍ مُبِيٍ ( )21فَ َمكَثَ َغ ْيرَ َبعِيدٍ فَقَالَ َأحَط ُ
وَجِئُْتكَ مِ ْن سََبإٍ بِنََبٍإ َيقِيٍ ()22
-19فتبسّم سليمان ضاحكا من قول هذه النملة الريصة على مصالها ،وأحس
بنعمة ال تعال عليه وقال :يا خالقى ألمن أن أشكر نعمتك الت أنعمت با علىّ
ى ،ووفقن لن أعمل العمال الصالة الت ترضاها ،وأدخلن برحتك
وعلى والد ّ
السابغة ف عبادك الذين ترتضى أعمالم .
-20وَت َعرّفَ جنوده من الطي فلم يدوا الدهد ،فتعجب وقال :مال ل أرى
الدهد؟ أهو بيننا ول يقع عليه نظرى ،أم هو غائب عنا ليس بيننا؟!
-21وال لنزلن به عذابا شديدا يردعه ،أو لذبنه إن كان الذنب عظيما ،إل أن
يأتين بجة بيّنة تُبر غيابه عن .
-22وكان الدهد قد مكث ف مكان غي بعيد زمانا غي مديد ،ث جاء إل سليمان
يقول له :قد أحطت علما با ل يكن عندك علم به ،وجئتك من سبأ بب ذى شأن
عظيم وهو مستيقن به .
-23إن وجدت ف أهل سبأ امرأة تكمهم ،وأوتيت من كل شئ من أسباب الدنيا ،
ولا سرير كبي يدل على عظمة ملكها وقوة سلطانا .
169
-24وجدتا هى وقومها يعبدون الشمس ول يعبدون ال ،وحسّن لم الشيطان
أعمالم فظنوها حسنة وهى السوء ،فصرفهم بذلك عن سبيل الق ،فهم ل يهتدون
.
-25أل يسجدوا ل تعال ،وهو الذى يرج الخبوء ف السموات والرض ،ويعلم
ما تسرون وما تظهرون؟!
-26ال ل معبود بق سواه ،صاحب السلطان الطلق العظيم على كل ما ف الوجود
.
-27قال سليمان ماطبا الدهد :سنتحرى خبك هذا ،أصدقت فيه أم كنت من
الكاذبي؟
-28اذهب بكتاب هذا فأوصله إليها وإل قومها ث تنح عنهم متواريا ف مكان
قريب ،لتنظر فيما يرجع به بعضهم إل بعض ويرددونه من قول .
-29وصل الكتاب إليها فجمعت أشراف قومها ،وذوى شوراها ،وقالت :يا أيها
الل إن قد وصل إلّ كتاب عظيم الشأن .
-30ث تلت الكتاب عليهم قائلة :إنه من سليمان وإنه مفتتح باسم ال ذى اللل
والنعام الذى يفيض برحته دائما على خلقه .
-31ل تتكبوا عل ّى وأتون منقادين خاضعي .
شهَدُونِ ( )32قَالُوا
ت قَا ِطعَ ًة َأمْرًا حَتّى َت ْ
ت يَا أَّيهَا الْمَ َلُأ َأفْتُونِي فِي أَ ْمرِي مَا كُ ْن ُ
قَالَ ْ
ت إِنّ
ك فَانْ ُظرِي مَاذَا تَ ْأ ُمرِينَ ( )33قَالَ ْ
س َشدِي ٍد وَاْلأَ ْم ُر ِإلَيْ ِ
ح ُن أُولُو ُق ّوةٍ وَأُولُو َبأْ ٍ
نَ ْ
سدُوهَا َوجَعَلُوا أَ ِع ّز َة َأهْلِهَا َأذِّلةً وَكَ َذِلكَ َي ْفعَلُونَ (َ )34وِإنّي
الْمُلُوكَ ِإذَا دَخَلُوا َق ْرَيةً َأ ْف َ
ُمرْسِ َلةٌ ِإلَ ْي ِهمْ ِب َه ِديّ ٍة فَنَا ِظ َرةٌ بِ َم َيرْجِ ُع الْ ُم ْرسَلُونَ ( )35فَلَمّا جَا َء سُلَيْمَا َن قَا َل َأتُ ِمدّوَننِ
بِمَا ٍل فَمَا َآتَانِ َي اللّ ُه خَ ْيرٌ مِمّا َآتَا ُك ْم َبلْ َأنُْتمْ ِب َه ِديّتِ ُكمْ تَ ْف َرحُونَ ( )36ا ْرجِ ْع ِإلَ ْيهِمْ
خ ِرجَّن ُهمْ مِ ْنهَا َأ ِذّلةً َو ُهمْ صَا ِغرُونَ ()37
فَلََنأْتِيَّن ُه ْم بِجُنُودٍ لَا قَِبلَ َل ُهمْ ِبهَا وَلَنُ ْ
-32قالت لجلس شوراها :بينوا ل الصواب ف هذا المر الطي الذى عرض ل ،
فإن ل أبت ف أمر حت يكون بحضركم .
170
-33قالوا مطمئني لا :نن أصحاب قوة بدنية وأهل ندة وشجاعة ،ل ناف
الرب ،فانظرى ف المر الذى تأمريننا به ،فإنا مطيعون .
-34قالت متريثة مسالة :إن اللوك إذا دخلوا مدينة عظيمة بيوشهم أفسدوها ،
فأذهبوا عمرانا ،وأبادوا الرث والنسل ،وأفعالم كذلك دائما .
-35وإن -إيثارا للسلم والعافية -مرسلة إل سليمان وقومه بدية ،ومنتظرة ما
يرجع به الرسل ،بقبول الدية أم بردها .
-36وصل الرسل إل سيدنا سليمان بالدية ،فقال لم شاعرا بأنعم ال تعال عليه ،
ماطبا لا ولقومها ف مواجهة رسلها :أتعطونن مال؟! فما أعطان ال من النبوة
واللك والنعمة أعظم ما آتاكم ،بل أنتم بديتكم وكثرة أموالكم تفرحون ل مثلى ،
لنكم ل تعلمون إل ما يتعلق بالدنيا .
-37وقال ياطب التكلم باسهم :ارجع -أيها الرسول -إليهم ،فوال لنأتينّهم
بنود ل طاقة لم بقاومتها ومقابلتها ،ولنخرجنهم من سبأ فاقدى العز ،وهم
مستعبدون .
قَا َل يَا َأّيهَا الْمَ َلأُ َأّيكُ ْم َي ْأتِينِي ِبعَ ْر ِشهَا قَ ْبلَ أَنْ َي ْأتُونِي ُمسْلِ ِميَ ( )38قَالَ ِعفْريتٌ ِمنَ
ي َأمِيٌ ( )39قَا َل الّذِي عِ ْن َدهُ
جنّ َأنَا َآتِيكَ ِبهِ قَ ْبلَ أَ ْن َتقُومَ مِ ْن َمقَا ِمكَ َوِإنّي عَلَ ْي ِه َلقَوِ ّ
الْ ِ
ك فَلَمّا رَ َآ ُه ُمسَْت ِقرّا عِ ْن َد ُه قَا َل َهذَا
عِ ْل ٌم ِمنَ اْلكِتَابِ أَنَا َآتِيكَ ِب ِه قَ ْبلَ أَ ْن َي ْرَتدّ ِإلَ ْيكَ َط ْرفُ َ
س ِه وَ َمنْ َك َفرَ َفإِنّ َربّي
ضلِ َربّي لِيَبْ ُل َونِي َأأَ ْش ُكرُ أَ ْم أَ ْك ُف ُر وَ َم ْن شَ َك َر َفإِنّمَا َيشْ ُك ُر لَِنفْ ِ
ِمنْ فَ ْ
غَِنيّ َكرِيٌ ( )40قَا َل نَ ّكرُوا َلهَا َع ْر َشهَا نَنْ ُظ ْر َأَتهْتَدِي أَ ْم َتكُو ُن ِمنَ اّلذِي َن لَا َيهَْتدُونَ (
ك قَالَتْ َكَأّنهُ ُه َو وَأُوتِينَا اْلعِلْ َم ِمنْ قَبْ ِلهَا وَكُنّا
ت قِيلَ َأ َهكَذَا َع ْرشُ ِ
)41فَلَمّا جَا َء ْ
ص ّدهَا مَا كَانَتْ َتعُْبدُ مِ ْن دُونِ ال ّل ِه ِإنّهَا كَانَتْ ِم ْن َقوْمٍ كَا ِفرِينَ ()43
ُمسْلِمِيَ ( )42وَ َ
171
-40قال الذى آتاه ال قوة روحية وعلما من الكتاب :أنا آتيك بذا العرش قبل أن
ترك أجفانك .وقد نفذ ما قال .فلما رأى سليمان العرش ثابتا عنده غي مضطرب
قال :هذا من فضل ال الذى خلقن وأمدن بيه ليختبن أأشكر هذه النعمة أم ل
أؤدى حقها؟ ومن شكر ال فإنا يط عن نفسه عبء الواجب ،ومن يترك الشكر
على النعمة فإن رب غن عن الشكر ،كري بالنعام .
-41قال سليمان لاشيته :اخفوا عنها العرش ببعض التغيي ف مظاهره لنرى أتعرفه
مهتدية إليه أم ل تعرفه فل تتدى إليه؟
-42فلما أقبلت وجهت نظرها إل عرشها ،فقيل لا :أهذا مثل عرشك؟ فقالت :
-لكمال التشابه -كأنه هو .وقال سليمان ومن معه :أوتينا العلم بال وبقدرته
وبصحة ما جاء من عنده مثل علمها وكنا قوما منقادين ل ملصي العبادة له .
-43وصرفها عن عبادة ال ما كانت تعبده من آلة غي ال تعال من شس ونوها ،
إنا كانت من قوم كافرين .
ح مُ َم ّردٌ
صرْ ٌ
شفَتْ َعنْ سَاقَ ْيهَا قَا َل ِإّنهُ َ
ج ًة وَ َك َ
صرْحَ فَلَمّا َرأَْت ُه َحسِبَتْ ُه لُ ّ
قِيلَ َلهَا ا ْدخُلِي ال ّ
ب الْعَالَمِيَ ()44
ت مَعَ سُلَيْمَانَ لِ ّلهِ َر ّ
ت َن ْفسِي َوأَسْلَمْ ُ
ب ِإنّي ظَ َلمْ ُ
ِمنْ َقوَارِي َر قَالَتْ َر ّ
صمُونَ ()45
وََل َقدْ أَ ْرسَلْنَا إِلَى ثَمُو َد َأخَا ُهمْ صَالِحًا أَنِ اعُْبدُوا ال ّلهَ َفِإذَا ُهمْ َفرِيقَا ِن يَخْتَ ِ
حسََن ِة َلوْلَا َتسَْت ْغ ِفرُو َن ال ّلهَ َلعَ ّلكُ ْم ُترْحَمُونَ (
قَا َل يَا َقوْ ِم ِلمَ َتسَْتعْجِلُو َن بِالسّيَّئ ِة قَ ْبلَ الْ َ
ك قَالَ طَاِئرُ ُكمْ عِ ْندَ ال ّل ِه َبلْ َأنُْتمْ َقوْ ٌم ُتفْتَنُونَ ()47
ك وَبِ َم ْن َمعَ َ
)46قَالُوا اطّّي ْرنَا ِب َ
ض َولَا يُصْ ِلحُونَ ( )48قَالُوا تَقَاسَمُوا
سدُونَ فِي الْأَرْ ِ
ط ُيفْ ِ
وَكَانَ فِي الْ َمدِيَنةِ ِتسْ َعةُ َرهْ ٍ
بِال ّلهِ لَنُبَيّتَّنهُ َوَأهْلَ ُه ُثمّ لََنقُولَ ّن ِلوَلِّي ِه مَا َش ِهدْنَا َمهْ ِلكَ أَهْ ِل ِه وَِإنّا لَصَا ِدقُونَ (َ )49ومَ َكرُوا
ش ُعرُونَ ()50
مَ ْكرًا َو َمكَ ْرنَا َم ْكرًا َوهُ ْم لَا َي ْ
-44قيل لا من بعد ذلك :ادخلى قصر سليمان ،وكان صحنه من زجاج تته ماء
يسبح فيه السمك ،فكشفت عن ساقيها تسب ما تر فيه ماء ،فنبهها سليمان إل أن
الصحن أملس مكون من زجاج ،فراعها ذلك النظر الادى ،وعلمت أن ملكها ل
يساوى شيئا بوار ملك سليمان -النب -فقالت :رب إن ظلمت نفسى باغترارى
172
بلكى وكفرى ،وأذعنت ف صحبة سليمان مؤمنة بال تعال خالق العالي ومربيهم
والقائم عليهم .
-45ولقد بعثنا إل ثود أخاهم صالا بأن وحّدوا ال ،فسارعوا إل الختصام
والختلف ،وصاروا فريقي :أحدها مؤمن والخر كافر .
-46قال صال ناصحا لم :يا قوم ل تستعجلون بالعذاب الذى توعدون قبل
التوبة ،هل تطلبون الغفرة من ربكم وتؤمنون به رجاء أن ترحوا؟!
-47وقالوا :تشاءمنا بك أنت ومن معك وأصابنا القحط ،قال :أسباب الي
والشر الذى نزل بكم إنا كان من عند ال .بل أنتم قوم تتبون بالسراء والضراء ،
لعلكم تؤمنون .
-48وكان زعماء الشر فيهم تسعة ،يفسدون بآرائهم ودعايتهم ف الرض ،وليس
من شأنم عمل الصال .
-49قال أولئك الشركون بعضهم لبعض :تبادلوا القسم بال لنغين عليه هو وأهله
ونقتلهم ،ث نقول لول دمه :ما شهدنا هلكه ولهلك أهله ،وإنا لصادقون فيما
ذكرنا .
-50دبّروا الفتك بصال وأهله ،وال من ورائهم قد دبّر النجاة لنبيه وأهله واللك
لم وهم ل يشعرون بتدبي ال .
فَانْ ُظرْ كَيْفَ كَانَ عَاقَِب ُة مَ ْك ِرهِ ْم َأنّا َد ّمرْنَاهُ ْم َوقَ ْو َمهُ ْم َأجْ َمعِيَ ( )51فَتِ ْلكَ بُيُوتُ ُه ْم خَا ِويَةً
ك َلآََي ًة لِ َقوْ ٍم َيعْلَمُونَ (َ )52وَأنْجَيْنَا اّلذِينَ َآمَنُوا وَكَانُوا يَّتقُونَ (
بِمَا ظَلَمُوا إِ ّن فِي َذلِ َ
صرُونَ (َ )54أئِنّ ُكمْ لََت ْأتُونَ الرّجَالَ
)53وَلُوطًا ِإذْ قَالَ ِل َقوْ ِمهِ أََت ْأتُو َن اْلفَا ِحشَ َة َوأَنُْتمْ تُبْ ِ
جهَلُونَ ( )55فَمَا كَا َن َجوَابَ َق ْو ِمهِ ِإلّا أَ ْن قَالُوا
شَ ْه َوةً مِ ْن دُونِ الّنسَا ِء َبلْ أَنُْت ْم َقوْمٌ تَ ْ
ط ِمنْ َق ْريَتِ ُك ْم ِإنّ ُهمْ أُنَاسٌ يَتَ َطهّرُونَ (َ )56فَأنْجَيْنَاهُ وََأهْ َلهُ ِإلّا ا ْم َرأََتهُ
أَ ْخ ِرجُوا َآلَ لُو ٍ
َقدّرْنَاهَا ِمنَ اْلغَاِبرِينَ ( )57وََأمْ َط ْرنَا عَلَ ْي ِه ْم مَ َطرًا َفسَا َء مَ َط ُر الْمُ ْنذَرِينَ ()58
-51فانظر -أيها النب -إل عاقبة تدبيهم وتدبينا لنبينا أنا أهلكناهم وقومهم
أجعي .
173
-52فانظر إل آثارهم تد بيوتم ساقطة متهدمة بسبب ظلمهم وكفرهم وإرادتم
الشر لنبيهم .إن فيما ُفعِل بثمود لية لقوم يعلمون قدرتنا فيتعظون .
-53وأنينا الفريق الؤمن بصال من هذا اللك وكانوا يتقون ترك أوامره .
-54واذكر -أيها النب -لوطا وخبه مع قومه الفاسقي الشاذين إذ قال لم :
أتأتون هذا الذنب البالغ أقصى درجات الفحش والشذوذ ،وأنتم تبصرون وتنظرون
الشر الذى استمرأتوه؟
-55أيسوغ ف نظر العقل والفطرة أن تأتوا الرجال بشهواتكم وتتركوا النساء؟ بل
أنتم قوم قد أصابكم المق والهل الطبق حت صرت ل تيزون بي البيث والطيب .
-56فما كان رد قومه عليه حي ناهم إل قولم :أخرجوا لوطا وأتباعه من هذه
القرية لنم يتنهون عن مشاركتنا فيما نفعل .
-57فخلصناه هو وأهله من العذاب الذى سيقع بالقوم إل امرأته ،قدر ال أن تكون
من الباقي حت تلك بالعذاب مع الكافرين .
-58وأمطرنا على هؤلء الفسدين مطر عذاب ونقمة ،فكان مطرا سيئا مُهلكا لن
أُنذروا بالعذاب الليم ول يذعنوا .
-59قل -أيها الرسول : -إن أحد ال وأثن عليه -وحده -وأسأل ال سلما
وتية لعباده الذين اختارهم لداء رسالته ،وقل -أيها الرسول -للمشركي :هل
174
توحيد ال خي لن آمن ،أم عبادة الصنام الت أشركتم با وهى ل تلك ضرا ول
نفعا؟!
-60بل اسألم -أيها الرسول -عمّن خلق السموات والرض وما فيهما ،وأنزل
لجلكم من السماء غيثا نافعا ،فأنبت به بساتي ذات حُسن وباء ما أمكن لكم أن
تنبتوا شجرها الختلف النواع واللوان والثمار .هذا التناسق ف اللق يثبت أن ليس
مع ال إله ،ولكن الكفار قوم يعدلون عن الق واليان وييلون للباطل والشرك .
-61بل اسألم -أيها الرسول -عمّن مهّد الرض للقامة فيها والستقرار عليها ،
وخلق وسطها أنارا ،وخلق عليها جبال تنعها من اليل ،وجعل بي الاء العذب والاء
اللح فاصل ينع امتزاج أحدها بالخر!! ليس هناك إله مع ال فهو الالق -وحده -
لكن أكثر الناس ل ينتفعون بالعلم الق على وجهه وكأنم ل يعلمون .
-62بل اسألم -أيها الرسول -عمّن ييب الضطر -ف دعائه -إذا أحوجته
الشدة فلجأ إل ال ف ضراعة وخشوع ،ويدفع عن النسان ما يعتريه من مكروه ،
ويعلكم خلفاء لن سبقكم ف الرض؟ .ليس هناك إله مع ال الانح لذه النعم ،
ولكنكم أيها الكافرون قلّما تتعظون .
-63بل اسألم -أيها الرسول -عمّن يرشدهم إل السي ف ظلم الليل برا وبرا ،
وعمن يبعث الرياح مبشرة بطر هو رحة من ال!؟ أهناك إله مع ال تعال يصنع
ذلك؟! تنه ال سبحانه عن أن يكون له شريك .
175
-64بل اسألم -أيها الرسول -عمن ينشئ اللق ابتداء ،ث يوجده بعد فنائه كما
كان؟ ومن الذى ينل لكم الرزق من السماء ويرجه من الرض؟ .ليس هناك إله مع
ال يفعل ذلك .قل -أيها الرسول -موبا لم ومنكرا عليهم :إن كان لكم إله
سوى ال فأقيموا لنا حجة على ذلك إن كنتم تزعمون أنكم صادقون ،ولن يتأتى لكم
ذلك .
-65قل -أيها الرسول : -إن مَن تَفرّد بفعل هذا كله قد تفرد -سبحانه -بعلم
ما ف السموات والرض من أمور الغيب ،وهو ال -وحده -وما يعلم الناس أى
وقت يبعثون فيه من قبورهم للحساب والزاء .
-66تلحق علمهم ف الخرة من جهل با إل شك فيها ،وهم ف عماية عن إدراك
الق ف أى شئ من أمرها لن الغواية أفسدت إدراكهم .
-67وقال الكافرون منكرين للبعث :أئذا صرنا ترابا وبليت أجسامنا وأجسام آبائنا
السابقي هل نعاد ونرج إل الياة من جديد؟!
-68لقد وعدنا ممد بذا البعث كما وعد الرسل السابقون آباءنا ،ولو كان حقا
لصل ،وليس هذا إل من أكاذيب السابقي .
-69قل لم -أيها الرسول : -تولوا ف الدنيا وانظروا آثار ما حل بالكذبي من
عذاب ال لعلكم تعتبون بذا ،وتشون ما وراءه من عذاب الخرة .
ض ْيقٍ مِمّا يَ ْم ُكرُونَ (َ )70وَيقُولُو َن مَتَى هَذَا اْلوَ ْعدُ إِنْ
حزَنْ عَلَ ْي ِه ْم َولَا تَ ُك ْن فِي َ
وَلَا تَ ْ
ف َل ُكمْ َبعْضُ اّلذِي َتسْتَعْجِلُونَ (َ )72وإِنّ
كُنُْتمْ صَا ِدقِيَ (ُ )71قلْ َعسَى أَ ْن َيكُونَ َردِ َ
س َولَ ِكنّ أَكَْث َر ُهمْ لَا َيشْ ُكرُونَ (َ )73وإِنّ َرّبكَ لََيعْ َلمُ مَا تُ ِكنّ
ضلٍ عَلَى النّا ِ
َرّبكَ َلذُو فَ ْ
ض ِإلّا فِي كِتَابٍ مُبِيٍ (
صدُو ُرهُ ْم َومَا ُيعْلِنُونَ (َ )74ومَا ِمنْ غَائَِبةٍ فِي السّمَا ِء وَالْأَرْ ِ
ُ
)75إِ ّن هَذَا اْل ُقرْآَ َن َيقُصّ عَلَى بَنِي ِإسْرَائِي َل أَكَْث َر الّذِي ُهمْ فِي ِه يَخْتَ ِلفُونَ ()76
-70ل تزن -أيها الرسول -على الكافرين الذين ل يتبعوك ،فإنا عليك البلغ ،
ول يكن ف صدرك حرج من مكرهم وكيدهم ،فإن ال ناصرك عليهم .
-71ويبالغ الكافرون ف التكذيب ،فيستعجلون العذاب قائلي :مت يي موعد
176
العذاب الذى هددتونا به إن كنتم صادقي ف أن العذاب نازل بالكذبي؟!
-72قل -أيها الرسول : -لعله أن يكون قد لق بكم وقرب منكم بعض ما
تستعجلونه من العذاب .
-73وإن ال ربك -أيها الرسول -لصاحب إنعام وإحسان على الناس كافة ،ومن
رحته تأخي العقوبة على الكذبي ،ولكن أكثر الناس ل يدركون فضل ال ول
يشكرونه .
-74وإن ال ربك -أيها الرسول -لعليم بكل ما يسرون وما يعلنون من القوال
والفعال النكرة ،ومازيهم عليها .
ض ُؤلَتْ ف السموات أو ف الرض إل علمها
-75وما من خافية غائبة مهما صغرت و َ
ال وأحصاها ف كتاب حق عنده .
-76إن هذا الكتاب -الذى أنزل على ممد -يبي لبن إسرائيل حقيقة ما جاء ف
التوراة من عقائد وأحكام وقصص ،ويردهم إل الصواب فيما اختلفوا فيه .
-77وإن هذا الكتاب لداية من الضلل ورحة من العذاب لميع من آمن به .
-78إن ربك -أيها الرسول -يفصل بي الناس جيعا يوم القيامة بعدله ،وهو
الغالب فل يرد قضاؤه ،العليم فل يلتبس لديه حق بباطل .
-79ففوض أمرك -أيها الرسول -إل ال ،وثابر بدعوتك واثقا بنصره ،لنك
على الق الواضح ،ول يضرك إعراض الكافرين عنك .
-80إنك -أيها الرسول -ل تستطيع هدايتهم فإنم كالوتى ف عدم الوعى ،
وكالصم ف فقدان أداة السمع ،فليسوا مستعدين لسماع دعوتك لتماديهم ف
177
العراض عنك .
-81ولست بستطيع أن تدى إل الق من عميت أبصارهم وبصائرهم ،ول يكنك
أن تُسمع إل من يقبل على اليان بآياتنا ،فهم مطيعون مستجيبون .
-82وإذا قرب أن يتحقق وعد ال بقيام الساعة ،وأن يقع العذاب على الكافرين
أخرج ال للناس دابة من الرض تقول لم من جلة ما تقول :إن الكفار كانوا
بعجزاتنا كلها وباليوم الخر ل يؤمنون ،وقد تقق الن ما كانوا به يكذبون .وها
هو ذا هول الساعة وما وراءها .
-83واذكر -أيها الرسول -يوم نمع من كل أمة طائفة من الكذبي بآياتنا ،وهم
الزعماء التّبَعون فهم يساقون ف مقدمة أمهم إل الساب والزاء .
-84وحينما يقفون بي يدى ال للحساب يقول -سبحانه -لم تبكيتا وتعنيفا :قد
كذبتم بكل آياتى وأنكرتوها دون تدبر ول فهم .بل ماذا كنتم تعملون وأنتم ل
تلقوا عبثا؟
-85وحل بم العذاب بسبب ظلمهم أنفسهم بالكفر ،فهم عاجزون عن الدفاع
والعتذار .
-86لقد شاهدوا أن ال جعل الليل ليستريوا فيه ،وجعل النهار مضيئا ليتصرفوا فيه
ويسعوا على معايشهم؛ إن ف ذلك لدللت واضحة على ألوهية ال ووحدانيته لقوم
يتدبرونا فيؤمنون .
178
-87واذكر -أيها الرسول -يوم ينفخ إسرافيل ف البوق بإذن ال ،فيتعب من ف
السموات ومن ف الرض من هول النفخة إل من طمأنه ال وأعفاه من الفزع ،وكل
الخلوقات يأتون إل ربم صاغرين .
-88وترى -أيها الرسول -البال تظنها ثابتة ل تتحرك ،ولكنها ف واقع المر
تتحرك بسرعة كالسحاب ،وهذا من صنع ال الذى خلق كل شئ وأبدعه .إنه
سبحانه كامل العلم با يفعل الناس من طاعة ومعصية ،ومازيهم عليه .
-89كل من أتى بالسنة ف الدنيا وهى اليان والخلص ف الطاعة فله ف الخرة
الثواب العظم من أجل ما تقدم .وأصحاب هذه السنات آمنون من الوف والفزع
يوم القيامة .
-90وكل من أتى ف الدنيا بالسيئة -وهى الشرك والعصية -ومات على ذلك
فجزاء هذا الفريق أن يكبهم ال على وجوههم ف النار يوم القيامة ويقال لم حينئذ -
توبيخا -إنكم ل تزون اليوم إل بسبب شرككم ومعصيتكم .
-91قل -أيها الرسول -للناس :ما أمرت أن أعبد أحدا إل ال رب مكة الذى
كرمها ،فجعلها حرما آمنا ،ل يسفك فيها دم ،ول يصاد صيدها ،ول يقطع
شجرها .وله سبحانه كل ما ف الكون خلقا وملكا وأمرت أن أكون من الاضعي ل
.
-92وأمرت أن أواظب على تلوة القرآن عبادة وتدبرا ودعوة إل ما فيه ،فمن
اهتدى وآمن به واتبعك فإنا خي ذلك وجزاؤه لنفسه ل لك ،ومن ضل عن الق ول
يتبعك فقل :إنا أنا رسول أنذر وأبلغ .
179
ك ِبغَا ِفلٍ عَمّا َتعْمَلُونَ ()93
َوقُ ِل الْحَ ْم ُد لِ ّلهِ سَُيرِي ُكمْ َآيَاِت ِه فََتعْ ِرفُوَنهَا َومَا َربّ َ
-93وقل -أيها الرسول : -المد ل على نعمة النبوة والداية ،سيكشف ال لكم
ف الدنيا عن آثار قدرته ،وف الخرة عن صدق ما أخبكم به فتعرفونا معرفة حق ،
وليس ال بعاجز عن حسابكم ول بغافل عن أعمالكم .
حقّ
ك ِمنْ نََبِإ مُوسَى َو ِفرْ َعوْنَ بِالْ َ
طسم ( )1تِلْكَ َآيَاتُ اْلكِتَابِ الْمُِبيِ ( )2نَتْلُوا عَلَ ْي َ
ِلقَوْ ٍم ُي ْؤمِنُونَ ()3
-1طسم :حروف صوتية سيقت لبيان أن القرآن العجز من هذه الروف الت
يتألف منها حديثكم ،ولتنبيه السامعي .
-2هذه اليات الت نوحيها إليك -أيها الرسول -آيات القرآن البي الواضح ،
الظهر للحق من الباطل ،وللحلل من الرام ،والوعد بالثواب ،والوعيد بالعقاب .
-3نقُص عليك بعض أخبار موسى وفرعون بالصدق ،ليعتب با فيه الؤمنون .
ح َأبْنَا َءهُمْ
ضعِفُ طَاِئ َفةً مِ ْن ُهمْ يُ َذبّ ُ
ض َو َجعَ َل َأهْلَهَا شِيَعًا َيسْتَ ْ
إِ ّن ِفرْ َعوْنَ عَلَا فِي الْأَرْ ِ
ض ِعفُوا فِي
سدِينَ ( )4وَُنرِيدُ أَ ْن نَ ُمنّ عَلَى الّذِينَ اسْتُ ْ
وََيسْتَحْيِي ِنسَا َءهُ ْم ِإنّهُ كَا َن ِمنَ الْ ُم ْف ِ
ض َوُنرِيَ ِفرْ َعوْنَ
جعَ َل ُهمُ اْلوَارِثِيَ (َ )5ونُ َم ّكنَ َل ُهمْ فِي اْلأَرْ ِ
جعَ َل ُهمْ َأئِ ّمةً وَنَ ْ
ض َونَ ْ
الْأَرْ ِ
ضعِيهِ َفِإذَا
حذَرُونَ (َ )6وَأوْحَيْنَا ِإلَى أُمّ مُوسَى أَ ْن أَرْ ِ
وَهَامَا َن َوجُنُو َدهُمَا مِ ْن ُهمْ مَا كَانُوا يَ ْ
ك َوجَاعِلُو ُه ِمنَ الْ ُم ْرسَلِيَ
ح َزنِي ِإنّا رَادّو ُه ِإلَيْ ِ
خِفْتِ عَلَ ْيهِ َفَأْلقِي ِه فِي الَْي ّم وَلَا تَخَافِي وَلَا تَ ْ
( )7فَالَْتقَ َطهُ َآلُ ِفرْ َعوْ َن لَِيكُو َن َل ُهمْ َعدُوّا وَ َح َزنًا إِ ّن ِفرْ َعوْنَ وَهَامَا َن َوجُنُو َدهُمَا كَانُوا
خ َذهُ
ك لَا َتقْتُلُوهُ َعسَى أَ ْن يَ ْن َفعَنَا َأوْ نَتّ ِ
ت امْ َرَأةُ ِفرْ َعوْ َن ُق ّرةُ عَ ْي ٍن لِي َولَ َ
خَاطِِئيَ (َ )8وقَالَ ِ
وََلدًا َو ُهمْ لَا َيشْ ُعرُونَ ()9
-4إن فرعون تعاظم ف نفسه ،وجاوز الد ف ظلمه ،واستكب ف أرض مصر ،
وصيّر أهلها فرقا ،يصطفى بعضها ويسخّر بعضها ،ويستضعف منهم بن إسرائيل ،
فيذبح الذكور من أولدهم ،ويستبقى الناث .إنه كان من السرفي ف الطغيان
180
والفساد .
-5وأراد ال أن يتفضّل على الذين استضعفهم فرعون ف الرض ،وأن يعلهم هداة
إل الي ،ويورثهم ملك الرض والسلطان .
-6ونُثّبتهم ف الرض ويتخذون فيها مكانا ،ونُثَبت لفرعون ووزيره هامان وجندها
ما كانوا يشونه من ذهاب ملكهم على يد مولود من بن إسرائيل .
-7وألم ال أمّ موسى -حينما خشيت عليه أن يذبه فرعون كما يذبح أبناء بن
إسرائيل -أن ترضعه مطمئنة عليه من قتل فرعون ،فإذا خشيت أن يعرف أمره
وضعته ف صندوق وألقته ف النيل غي خائفة ول مزونه ،فقد تكفل ال لا بفظه
وردّه إليها ،وأن يرسله إل بن إسرائيل .
-8فأخذه آل فرعون ليتحقق ما قدّره ال بأن يكون موسى رسول معاديا لم ،ومثيا
لزنم بنقد دينهم والطعن على ظلمهم .إن فرعون وهامان وأعوانما كانوا آثي
مسرفي ف الطغيان والفساد .
-9وقالت امرأة فرعون -حي رأته -لزوجها :هذا الطفل مبعث السرور ل ولك
.نستبقيه ول نقتله رجاء أن ننتفع به ف تدبي شأننا أو نتبناه ،وهم ل يشعرون با قدر
ال ف شأنه .
-10وصار قلب أم موسى خاليا من العقل لا دهها من الزع لوقوع ولدها ف يد
فرعون .إنا كادت تظهر أمره بأنه ولدها لول أن ثَبّت ال قلبها بالصب لعلنت أنه
ولدها شفقة عليه ،ولتكون ف ضمن الؤمني الطمئني .
181
-11وقالت أمه لخته :تتبعى أثره لتعرف خبه ،فرأته عن بُعد وهى تتجنب ظهور
أمرها وفرعون وآله ل يدرون أنا أخته .
-12ومنع ال الطفل -موسى -أن يرضع ثديا لرضع قبل أن يرشدوا إل أمه ،
فاغتم آل فرعون ،وأههم ذلك ،فقالت لم أخته :أل أرشدكم إل أسرة تكفله
وتتعهده بالرضاع والتربية وهم له حافظون؟
-13فقبلوا إرشادها ،وردّه ال إل أمه كى تطيب نفسها ،وتفرح بعودته إليها ،ول
تزن بفراقه ،ولتزداد علما بأن وعد ال بردّه لا حاصل ل يتخلف ،ولكن أكثر
الناس ل يعلمون عودة موسى إل أمه ،لفائه عليهم .
-14ولا بلغ موسى رشده واكتمل نضجه أعطاه ال الكمة والعلم ،ومثل ذلك
الحسان الذى أحسنا به إل موسى وأمه نكافئ الحسني على إحسانم .
َودَ َخلَ الْ َمدِيَنةَ عَلَى حِيِ َغفْ َلةٍ ِم ْن أَهْ ِلهَا َف َوجَ َد فِيهَا َرجُلَيْ ِن َيقْتَتِلَانِ هَذَا مِ ْن شِيعَِتهِ َوهَذَا
ِمنْ َعدُ ّو ِه فَاسَْتغَاَثهُ اّلذِي مِ ْن شِيعَِتهِ َعلَى اّلذِي ِمنْ َع ُد ّوهِ َفوَ َك َزهُ مُوسَى َفقَضَى عَلَ ْي ِه قَالَ
ضلّ مُِبيٌ ( )15قَالَ َربّ ِإنّي ظَلَمْتُ نَ ْفسِي فَا ْغ ِفرْ لِي
هَذَا ِمنْ عَ َم ِل الشّيْطَا ِن ِإّنهُ َع ُد ّو مُ ِ
ب بِمَا َأنْعَمْتَ عَ َليّ فَ َل ْن أَكُونَ َظهِيًا
َفغَ َف َر لَ ُه ِإّنهُ ُهوَ اْل َغفُو ُر ال ّرحِيمُ ( )16قَالَ َر ّ
ص َرهُ بِالَْأمْسِ
ب َفِإذَا الّذِي اسْتَنْ َ
ح فِي الْ َمدِيَنةِ خَائِفًا يََت َرقّ ُ
ج ِرمِيَ (َ )17فأَصْبَ َ
لِلْمُ ْ
ش بِاّلذِي هُوَ َع ُدوّ
ي مُبِيٌ ( )18فَلَمّا أَنْ أَرَا َد أَ ْن يَبْطِ َ
ك َلغَوِ ّ
صرِ ُخهُ قَالَ َل ُه مُوسَى ِإنّ َ
َيسْتَ ْ
ت َن ْفسًا بِاْلَأمْسِ إِنْ ُترِيدُ ِإلّا أَ ْن َتكُونَ جَبّارًا
َلهُمَا قَالَ يَا مُوسَى َأُترِيدُ أَ ْن َتقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْ َ
حيَ ()19
فِي اْلأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَ ْن َتكُونَ ِم َن الْمُصْلِ ِ
-15ودخل موسى الدينة ف وقت غفل فيه أهلها ،فوجد فيها رجلي يقتتلن :
أحدها من بن إسرائيل ،والخر من قوم فرعون ،فاستعان به السرائيلى على خصمه
فأعانه موسى ،وضرب الصم بقبضة يده فقتله من غي قصد .ث أسف موسى ،
وقال :إ ّن إقدامى على هذا من عمل الشيطان .إن الشيطان لعدو ظاهر العداوة
واضح الضلل .
-16قال موسى متضرعا إل ال ف ندم :يا رب إن أسأت إل نفسى با فعلت ،
182
فاغفر ل فعلت .فأجاب ال دعوته وغفر له .إن ال هو العظيم الغفرة الواسع الرحة
.
-17قال موسى متضرعا :يا رب بق إنعامك علىّ بالكمة والعلم وفقن للخي
والصواب ،فإذا وفقتن فلن أكون عونا للكافرين .
-18فأصبح موسى ف الدينة -مصر -فزعا ،يتوقع أن يصيبه الذى من القوم
بسبب قتله الصرى ،فوجد السرائيلي الذى طلب منه النصرة بالمس يستغيث به
ثانية على مصرى آخر ،فنهره موسى قائل له :إنك لشديد الغواية ظاهر الضلل ،
حيث عدت لثل ما فعلت بالمس ودعوتن مرة ثانية لنصرتك .
-19فلما هم موسى بالبطش بالصرى الذى هو عدو لما ،بسبب هذه العداوة ،
قال -وقد ظن أن موسى سيقتله : -أتريد أن تقتلن كما قتلت شخصا آخر بالمس
.ما تريد إل أن تكون طاغية ف الرض ،وما تريد أن تكون من دعاة الصلح والي
.
ك لَِيقْتُلُوكَ
سعَى قَا َل يَا مُوسَى إِ ّن الْمَ َلَأ َيأْتَ ِمرُو َن بِ َ
وَجَاءَ َر ُجلٌ ِم ْن َأقْصَى الْ َمدِينَ ِة َي ْ
ب نَجّنِي ِمنَ
ب قَالَ َر ّ
ج مِ ْنهَا خَاِئفًا يََت َرقّ ُ
خرَ َ
حيَ ( )20فَ َ
ك ِمنَ النّاصِ ِ
ج إِنّي لَ َ
فَا ْخرُ ْ
الْ َقوْ ِم الظّالِمِيَ (َ )21ولَمّا تَ َوجّ َه تِ ْلقَا َء مَ ْدَينَ قَالَ َعسَى َربّي أَنْ يَ ْه ِديَنِي َسوَا َء السّبِيلِ (
سقُو َن َووَ َجدَ ِم ْن دُوِن ِهمُ ا ْمرَأتَ ْينِ
س َي ْ
)22وَلَمّا وَ َر َد مَا َء َم ْدَينَ َو َجدَ َعلَ ْيهِ ُأ ّمةً ِم َن النّا ِ
صدِ َر الرّعَاءُ وََأبُونَا شَيْخٌ كَبِيٌ ()23
سقِي حَتّى يُ ْ
َتذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا َن ْ
ب إِنّي لِمَا َأْن َزلْتَ ِإَليّ ِم ْن خَ ْيرٍ َفقِيٌ ()24
َفسَقَى لَهُمَا ُثمّ َت َولّى ِإلَى ال ّظلّ َفقَالَ َر ّ
-20وجاء رجل مؤمن من آل فرعون -يفى إيانه -من أقصى الدينة حينما انتشر
نبأ قتل موسى للمصرى ،يب موسى أن قوم فرعون يتشاورون لقتلك ،ويقول له :
اخرج من الدينة فرارا من القتل ،إن لك من الناصحي .
-21فخرج موسى من الدينة خائفا يتوقع أن يتعرض له أعداؤه بالذى ،ضارعا إل
ال أن يُنجيه من ظلم الكافرين .
-22ولا توجه ناحية مدين -قرية شعيب -لا فيها من المن -تضرع إل ال أن
183
يهديه طريق الي والنجاة .
-23ولا وصل ماء آل مدين الذى يسقون منه ،وجد على جانب البئر جاعة كثية
من أناس متلفي يسقون مواشيهم ،ووجد ف مكان أسفل من مكانم امرأتي تدفعان
غنمهما بعيدا عن الاء ،فقال لما موسى :ل تبتعدان عن الاء؟ فأجابتا :ل نستطيع
الزحام ،ول نسقى حت يسقى الرعاة ،وأبونا شيخ طاعن ل يستطيع الرعى ول
السقى .
-24فتطوع موسى وسقى لما ،ث ركن إل ظل شجرة يستريح من الهد ،وهو
يقول ف ضراعة :يا رب إن فقي لا تسوقه إلّ من خي ورزق .
ت لَنَا
ك َأجْ َر مَا َسقَيْ َ
ج ِزيَ َ
ت إِ ّن َأبِي َيدْعُو َك لِيَ ْ
فَجَا َءْتهُ ِإ ْحدَاهُمَا تَ ْمشِي عَلَى اسْتِحْيَا ٍء قَالَ ْ
ت ِمنَ اْل َقوْمِ الظّالِمِيَ ( )25قَالَتْ
جوْ َ
ف نَ َ
ص قَالَ لَا تَخَ ْ
فَلَمّا جَا َء ُه َوقَصّ عَلَ ْي ِه الْقَصَ َ
ت الْ َقوِيّ اْلأَمِيُ ( )26قَا َل ِإنّي أُرِي ُد أَنْ
ت اسْتَ ْأ ِج ْرهُ إِ ّن خَ ْيرَ َم ِن اسْتَ ْأ َجرْ َ
إِ ْحدَاهُمَا يَا َأبَ ِ
شرًا فَ ِمنْ عِ ْندِكَ
ج َفإِ ْن َأتْمَمْتَ َع ْ
حكَ إِ ْحدَى ابْنََتيّ هَاتَ ْينِ عَلَى أَ ْن َت ْأجُ َرنِي ثَمَانِ َي حِجَ ٍ
ُأنْكِ َ
ك بَيْنِي
حيَ ( )27قَا َل َذلِ َ
ج ُدنِي إِ ْن شَا َء ال ّل ُه ِمنَ الصّالِ ِ
ك سَتَ ِ
وَمَا أُرِي ُد أَ ْن َأشُقّ عَلَ ْي َ
ت فَلَا ُع ْدوَانَ عَ َل ّي وَال ّلهُ عَلَى مَا َنقُو ُل وَكِيلٌ ( )28فَلَمّا
ك َأيّمَا اْلأَجَلَ ْي ِن قَضَيْ ُ
وَبَيَْن َ
س ِمنْ جَانِبِ الطّو ِر نَارًا قَالَ ِلَأهْلِ ِه امْكُثُوا ِإنّي
قَضَى مُوسَى اْلأَ َج َل وَسَا َر ِبأَهْ ِلهِ َآنَ َ
ت نَارًا َلعَلّي َآتِي ُك ْم مِ ْنهَا بِخََب ٍر َأوْ َجذْ َو ٍة ِمنَ النّا ِر َلعَلّ ُكمْ تَصْطَلُونَ ()29
َآَنسْ ُ
-25فجاءت إحدى الفتاتي ُ -مرْسَلة من قبل أبيها بعد أن علم بأمر موسى معهما -
تسي إل موسى حياء ،قالت :إن أب يدعوك ليجزيك أجر سقيك لنا .فلما ذهب
إليه وقصّ عليه قصة خروجه من مصر قال والد الفتاتي :ل تف ،نوت من القوم
الظالي ،إذ ل سلطان لفرعون علينا .
-26قالت أحدى الفتاتي :يا أبت اتذه أجيا لرعى الغنم والقيام على شأنا ،إنه
خي من تستأجره لقوّته وأمانته .
-27قال له شعيب -عليه السلم -إن أريد أن أزوجك واحدة من ابنت هاتي ،
على أن يكون مهرها أن تعمل عندنا ثان سنوات ،فإن أتمت عشرا فمن عندك
184
تطوعا ،وما أريد أن ألزمك بأطول الجلي ،وستجدن إن شاء ال من الصالي
الحسني للمعاملة الوفي بالعهد .
-28قال موسى :ذلك الذى عاهدتن عليه قائم بين وبينك ،أى مدة من الدتي
أقضيها ف العمل أكون وفيتك عهدك فل أطالب بزيادة عليها ،وال شاهد على ما
نقول .
-29فلما أت موسى الدة الشروطة ،وأصبح زوجا لبنت الذى آواه ،وعاد با إل
مصر أبصر ف طريقه من ناحية جبل الطور نارا ،فقال لن معه :امكثوا هنا ،إن
رأيت نارا استأنست با ف هذه الظلمة ،سأذهب إليها لتيكم من عندها بب عن
الطريق أو بذوة منها لعلكم تستدفئون با .
ج َر ِة أَ ْن يَا مُوسَى
ي ِمنْ شَا ِطئِ اْلوَا ِد اْلأَيْ َم ِن فِي الُْبقْ َع ِة الْمُبَارَ َكةِ ِم َن الشّ َ
فَلَمّا أَتَاهَا نُودِ َ
ِإنّي أَنَا اللّهُ َربّ اْلعَالَ ِميَ (َ )30وأَ ْن َألْقِ عَصَا َك فَلَمّا َر َآهَا َتهَْتزّ َكأَّنهَا جَا ّن َولّى ُمدِْبرًا
ف ِإّنكَ ِم َن الْ َآمِنِيَ ( )31اسْ ُلكْ يَدَ َك فِي جَيْبِكَ
ب يَا مُوسَى َأقِْبلْ َولَا تَخَ ْ
وََل ْم ُيعَقّ ْ
ك ُبرْهَانَا ِن ِمنْ َرّبكَ
ب َفذَانِ َ
ك جَنَا َحكَ ِمنَ ال ّرهْ ِ
ج بَيْضَا َء ِمنْ غَ ْيرِ سُو ٍء وَاضْ ُم ْم ِإلَيْ َ
خرُ ْ
تَ ْ
ت مِ ْن ُهمْ َن ْفسًا
ب ِإنّي قَتَلْ ُ
ِإلَى ِفرْ َعوْنَ َومَلَِئهِ ِإّن ُهمْ كَانُوا َق ْومًا فَا ِسقِيَ ( )32قَالَ َر ّ
ص ّدقُنِي
ف أَنْ يَقْتُلُونِ ( )33وََأخِي هَارُونُ ُهوَ أَفْصَحُ مِنّي ِلسَانًا َفأَ ْرسِ ْلهُ َم ِعيَ ِر ْدءًا يُ َ
َفأَخَا ُ
ج َعلُ َلكُمَا سُلْطَانًا فَلَا
ضدَ َك ِبأَخِيكَ َونَ ْ
شدّ عَ ُ
ف أَ ْن يُ َك ّذبُونِ ( )34قَالَ سََن ُ
ِإنّي أَخَا ُ
يَصِلُونَ ِإلَ ْيكُمَا ِب َآيَاتِنَا أَنْتُمَا َو َمنِ اتَّبعَكُمَا الْغَالِبُونَ ()35
-30فلما جاء موسى إل النار الت أبصرها ،سع من ناحية الانب الين له من
الشجرة النابتة ف البقعة الباركة بانب البل نداء علويا يقول له :يا موسى ،إن أنا
ال الذى ل يستحق العبادة سواه ،خالق العالي وحاميهم وحافظهم ومربيهم .
-31ونودى :أن ألق عصاك .فألقاها فقلبها ال ثعبانا ،فلما أبصرها موسى تتحرك
كأنا حية ف سعيها خاف وفر فزعا ول يرجع ،فقيل له :يا موسى أقبل على النداء
وعُد إل مكانك ول تف ،إنك ف عداد المني من كل مكروه .
-32وأدخل يدك ف طوق ثوبك ترج شديدة البياض من غي عيب ول مرض ،
185
واضمم يدك إل جانبك ف ثبات من الوف ،ول تفزع من رؤية العصا حية ومن رؤية
اليد بيضاء ،فهاتان العجزتان من ال تواجه بما فرعون وقومه حينما يقابلون رسالتك
بالتكذيب خارجي عن طاعة ال .
-33قال موسى -متخوفا وطالبا العون -يا رب ،إن قتلت منهم نفسا فأخاف أن
يقتلون به قصاصا .
-34وأخى هارون أفصح من لسانا ،فأرسله معى عونا ف التبليغ ،لن أخاف أن
يكذبون .
-35قال ال -استجابة لدعائه : -سنقويك بارون ،ونعل لكما سلطانا وتأييدا
بالعجزات فل يستطيعون العتداء عليكما ،وأنكما ومن اتبعكما واهتدى بكما
الغالبون النتصرون على هؤلء الكافرين .
-36فلما واجههم موسى بدعوته مؤيدة بالعجزات الواضحة أنكروا ما شاهدوا ،
قالوا :ما هذا إل سحر تفتريه على ال ،ول نسمع بذا الذى تدّعيه فيمن سبقنا من
آبائنا الولي .
-37وقال موسى -ردا على فرعون وقومه : -رب يعلم أن جئت بذه اليات
الدالة على الق والدى من عنده ،فهو شاهد ل على ذلك إن كذبتمون ،ويعلم أن
العاقبة الميدة لنا ولهل الق ،إنه ل يفوز بالي الكافرون .
-38وقال فرعون -عندما عجز عن ماجة موسى ،تاديا ف طغيانه -يا أيها الل ،
186
ليس ل علم بوجود إله لكم غيى .وأمر وزيره هامان أن يصنع له ال ُجرّ ويُشيد له
صرحا شاما عاليا ليصعد عليه ،وينظر إل الله الذى يدعو إليه موسى ،ويؤكد
فرعون مع ذلك أن موسى من الكاذبي ف ظنه .
-39وظل فرعون وجنوده مستكبين ف أرض مصر بالباطل ،وظنوا أنم لن يُبعثوا
ف الخرة للحساب والزاء .
-40فانتزعنا فرعون من سلطانه ،واستدرجناه هو وجنوده إل اليَم ،وأغرقناهم فيه
نابذين لم بسبب ظلمهم .فتدبر ياممد ،وحذر قومك كيف كانت ناية الظالي ف
دنياهم؟ وإنك لنصور عليهم .
-41قال تعال :وجعلناهم دعاة يدعون إل الكفر الذى يؤدى إل النار ،ويوم
القيامة ل يدون من ينصرهم ويرجهم من هذا العذاب .
وََأتَْبعْنَا ُهمْ فِي َهذِ ِه الدّنْيَا لَعَْن ًة وََيوْ َم اْلقِيَا َمةِ ُهمْ مِ َن الْ َمقْبُوحِيَ (َ )42وَلقَدْ َآتَيْنَا مُوسَى
ب ِمنْ َب ْعدِ مَا َأهْلَكْنَا اْل ُقرُو َن اْلأُولَى بَصَائِ َر لِلنّاسِ َو ُهدًى وَ َرحْ َمةً لَعَ ّل ُهمْ يََتذَ ّكرُونَ
الْكِتَا َ
ت ِمنَ الشّا ِهدِينَ (
ب اْلغَ ْربِ ّي ِإذْ قَضَيْنَا ِإلَى مُوسَى اْلَأمْ َر َومَا كُ ْن َ
ت بِجَانِ ِ
( )43وَمَا كُنْ َ
ت ثَا ِويًا فِي َأ ْهلِ َم ْدَينَ تَتْلُو عَلَ ْي ِهمْ
شأْنَا ُقرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَ ْي ِه ُم الْعُ ُم ُر َومَا كُ ْن َ
)44وََلكِنّا َأْن َ
ت بِجَانِبِ الطّو ِر ِإذْ نَا َديْنَا َولَ ِكنْ َرحْ َمةً ِمنْ َرّبكَ
َآيَاتِنَا َولَكِنّا كُنّا مُ ْرسِلِيَ (َ )45ومَا كُ ْن َ
لِتُ ْنذِرَ َق ْومًا مَا أَتَاهُ ْم ِمنْ َنذِيرٍ ِم ْن قَبْ ِلكَ َلعَ ّل ُهمْ يََتذَ ّكرُونَ ( )46وََل ْولَا أَ ْن تُصِيَب ُهمْ مُصِيَبةٌ
ك وََنكُو َن ِمنَ
ت ِإلَيْنَا َرسُولًا فَنَتِّبعَ َآيَاتِ َ
ت َأيْدِيهِ ْم فََيقُولُوا َربّنَا َلوْلَا أَ ْرسَلْ َ
بِمَا َق ّدمَ ْ
الْمُ ْؤمِنِيَ ()47
187
-44وما كنت -ياممد -حاضرا مع موسى ف الكان الغرب من البل حي عهد
ال إليه بأمر الرسالة ،ول تكن معاصرا لوسى ول شاهدا تبليغه للرسالة ،فكيف
يكذب قومك برسالتك وأنت تتلوا عليهم أنباء السابقي؟ .
-45ولكنا خلقنا أما كثية ف أجيال طال عليها الزمن فنسوا ما أخذه عليهم من
العهود ،ول تكن -أيها الرسول -مقيما ف مدين حت تب أهل مكة بأنبائهم ،ولكنا
أرسلناك وأخبناك با من طريق الوحى .
-46وما كنت -أيها الرسول -حاضرا ف جانب الطور حي نادى ال موسى
واصطفاه لرسالته ،ولكن ال أعلمك بذا من طريق الوحى رحة بك وبأمتك ،لتبلغه
قوما ل يأتم رسول من قبلك لعلهم يتذكرون .
-47ولول أن الكفار حي تصيبهم عقوبة بسبب كفرهم يعتذرون ويتجون قائلي :
ربنا ل ترسل إلينا رسول نؤمن ونُذعن لعجزاته ونكون من الؤمني ،ما كانت رسالت
الرسل .
ح ّق ِمنْ عِ ْن ِدنَا قَالُوا لَ ْولَا أُوتِ َي مِ ْثلَ مَا أُوِتيَ مُوسَى أَ َوَلمْ َي ْكفُرُوا بِمَا أُوِتيَ
فَلَمّا جَا َء ُهمُ الْ َ
حرَا ِن تَظَا َهرَا َوقَالُوا ِإنّا ِبكُلّ كَا ِفرُونَ (ُ )48قلْ َف ْأتُوا بِكِتَابٍ ِمنْ
مُوسَى ِمنْ قَ ْبلُ قَالُوا سِ ْ
عِ ْن ِد اللّ ِه ُهوَ َأ ْهدَى مِ ْنهُمَا َأتّبِ ْع ُه إِنْ كُنُْتمْ صَا ِدقِيَ (َ )49فإِنْ َل ْم َيسْتَجِيبُوا َلكَ فَاعْ َلمْ
ض ّل مِ ّمنِ اتّبَ َع َهوَاهُ ِبغَ ْيرِ ُهدًى ِمنَ ال ّلهِ إِ ّن ال ّلهَ لَا َيهْدِي
َأنّمَا يَتِّبعُونَ َأ ْهوَا َء ُه ْم وَ َم ْن أَ َ
الْ َقوْ َم الظّالِمِيَ (َ )50وَلقَ ْد وَصّلْنَا َلهُ ُم الْ َقوْ َل َلعَ ّلهُ ْم يََتذَ ّكرُونَ ( )51اّلذِينَ َآتَيْنَاهُمُ
حقّ ِمنْ َربّنَا
ب ِمنْ قَبْ ِل ِه ُهمْ ِب ِه ُيؤْمِنُونَ ( )52وَِإذَا يُتْلَى عَلَ ْي ِه ْم قَالُوا َآمَنّا ِب ِه إِّن ُه الْ َ
الْكِتَا َ
ِإنّا كُنّا ِمنْ قَبْ ِل ِه ُمسْلِمِيَ ()53
-48فلما جاء رسول ال -ممد -بالقرآن من عند ال قال الكفار :ليته أُعْطى
مثل ما أُعْطى موسى من معجزات حسية ،وكتاب نزل جلة واحدة كالتوراة ،وقد
كفروا من قبل بوسى وآياته كما كفروا اليوم بحمد وكتابه ،وقالوا :نن بكل
منهما كافرون .فالحود هو الذى أدى إل الكفر بالعجزات .
-49قل لم -أيها الرسول -إذا ل تؤمنوا بالتوراة والقرآن؛ فهاتوا كتابا من عند
188
ال أحسن منهما هداية أو مثلهما أتبعه معكم إن كنتم صادقي ف زعمكم أن ما جئنا
به سحر .
-50فإن ل يستجيبوا دعاءك إل التيان بالكتاب الهدى ،فاعلم أنم قد ألزموا
الجة ول يبق لم حجة ،وأنم بذلك يتبعون أهواءهم ،ول أحد أكثر ضلل من اتبع
هواه ف الدين بغي هدى من ال ،إن ال ل يوفق من ظلم نفسه باتباع الباطل دون أن
ينشد حقا .
-51ولقد أنزل ال القرآن عليهم متواصل بعضه إثر بعض حسبما تقتضيه الكمة ،
ومتتابعا وعدا ووعيدا وقصصا وعبا ،ليتدبروا ويؤمنوا با فيها .
-52الذين أنزلنا لم التوراة والنيل من قبل نزول القرآن وآمنوا بما وصدقوا با
فيهما عن ممد وكتابه ،هم بحمد وكتابه يؤمنون .
-53وإذا يُقرأ القرآن على هؤلء قالوا -مسارعي إل إعلن اليان : -آمنا به
لنه الق من ربنا ،ونن عرفنا ممدا وكتابه قبل نزوله ،فإسلمنا سابق على تلوته .
-54أولئك الذين آمنوا بالقرآن وبا أنزل من قبله من كتب يعطوْن ثوابم مضاعفا ،
بصبهم على ما يلحقهم من الذى ف سبيل اليان ،ويؤثرون العمل الصال ،
ويقابلون بالعفو والحسان ،وينفقون ف سبيل الي ما منحهم ال من مال .
-55وإذا سعوا الباطل من الاهلي انصرفوا عنه تنها وترفعا ،وقالوا :لنا أعمالنا
القة ل نيد عنها ،ولكم أعمالكم الباطلة ووزرها عليكم ،ونن نترككم وشأنكم
189
لننا ل نريد صحبة الاهلي .
-56إنك -أيها الرسول -شديد الرص على هداية قومك ،ولكنك ل تستطيع
أن تُدْخل ف السلم كل من تب ،ولكن ال يهدى لليان من علم فيهم قبول
الداية واختيارها ،وهو الذى يعلم علما ليس فوقه علم من سيدخل ف صفوف
الهتدين .
-57وقال مشركوا مكة للرسول -صلى ال عليه وسلم -معتذرين عن بقائهم
على دينهم :إن اتبعناك على دينك أخرجَنَا العرب من بلدنا وغلبونا على سلطاننا .
وهم كاذبون فيما يعتذرون به ،فقد ثَبّتَ ال أقدامهم ببلدهم ،وجعله حرما يأمنون
فيه -وهم كفرة -من الغارة والقتل ،وتُحمل إليه الثمرات واليات التنوعة
الكثية رزقا يسوقه ال إليهم من كل جهة ،فكيف يستقيم أن يسلبهم المن
ويعرضهم للتخطف إذا ضموا إل حرمة البيت اليان بحمد؟ ولكن أكثرهم ل
يعلمون الق ،ولو علموا لا خافوا التّخطف .
-58ل يعتب هؤلء بصاير المم السابقة ،فقد أهلك ال قرى الذين اغتروا بنعمة ال
ث كفروا با وبال ،وهذه ديارهم خاوية ل تصلح للسكن بعدهم إل فترات عابرة
للمارين با ،ول يبق لا مالك بعدهم إل ال ذو اللل والكرام .
-59وما كان من حكمة ال تعال -وهو ربك الذى خلقك واصطفاك -أن يهلك
الدن العظيمة إل بعد أن يُرسل إل أهلها رسول بالعجزات الباهرة يتلو عليهم الكتاب
النل ،ويبي لم شرائعه ،ث ل يؤمنوا ،وما كنا مُهلكى الدن العظيمة إل وأهلها
190
مستمرون على الظلم والعتداء .
-60وكل شئ رُزقْتموه من أعراض الدنيا وزينتها متاع مدود إل أمد قريب ،فل
يصرفَنّكم عن اليان والعمل الصال ،فإن ما عند ال ف الخرة من الثواب والنعيم
الالد أنفع وأدوم من ذلك كله ،فلماذا ل تُعمِلون عقولكم بدل أهوائكم؟ .
-61ل يستوى من آمن وعمل صالا فاستحق وعد ال -الوعد السن بالثواب
والنة -فهو ُمدْركه كما وعده ال ،ومن كفر وعمل سيئا وفتنه متاع الياة
وزخرفها ،ث هو يوم القيامة من الُحضرين للحساب ،الالكي ف العذاب .
-62واذكر -أيها الرسول -يوم يقف هؤلء بي يدى ال للحساب فيناديهم
سبحانه نداء توبيخ :أين اللة الذين زعمتموهم شركاء ليدافعوا عنكم أو ليشفعوا
فيكم؟!
-63قال قادة الكفر من الذين حق عليهم غضب ال ووعيده :يا ربنا ،هؤلء الذين
دعوناهم إل الشرك وزيّنا لم الضلل أغْويناهم لنم اختاروا الكفر وتقبّلوه كما
اخترناه نن وتقبّلناه .تبأنا إليك منهم اليوم وما اختاروه ف الدنيا من الكفر ،ل
يعبدونا نن ،بل عبدوا أهواءهم وأطاعوا شهواتم .
-64وأمر الشركي من جانب ال أمر توبيخ بدعوة اللة الت أشركوها مع ال
لتخلصهم من عذابه كما زعموا ،فخضعوا ف ذلة ودعوهم ف حية ،فلم يظفروا
منهم بواب ،وشاهدوا العذاب العد لم حاضرا ،وتنوا لو أنم كانوا ف دنياهم
مؤمني مهتدين لا حاق بم ذلك العذاب .
191
-65واذكر -أيها الرسول -كذلك يوم ينادى الشركون من جانب ال تعال نداء
توبيخ ،فقال لم :بأى شئ أجبتم رسلى الذين أرسلتهم لدعوتكم إل اليان فبلغوكم
الرسالة؟
-66فصارت الخبار غائبة عنهم ل يهتدون إليها ،كأنم ف عَمى ،ول يرجع
بعضهم إل بعض ف ذلك لتساويهم ف العجز عن الجابة .
-67هذا شأن الشركي ،فأمّا من تاب من الشرك ،وآمن إيانا صادقا وعمل
الصالات ،فهو يرجو أن يكون عند ال من الفائزين برضوان ال وبالنعيم الدائم
الستمر .
-68وربك يلق ما يشاء بقدرته ،ويتار بكمته من يشاء للرسالة والطاعة على
مقتضى علمه باستعدادهم لذلك ،ول يكن ف مقدور اللق ول من حقهم أن يتاروا
على ال ما يشاءون من أديان باطلة وآلة زائفة ،تنّه ال -تعال شأنه -عن
الشركاء .
-69وربك -أيها الرسول -ميط علمه با تفيه صدور الشركي من عداوتم
لك ،وما يعلنون بألسنتهم من الطاعن فيك والعتراض على اختيارك للرسالة .
-70وربك -أيها الرسول -هو ال الق الختص باللوهية ،الستحق -وحده -
للحمد من عباده ف الدنيا على إنعامه وهدايته ،وف الخرة على عدله ومثوبته .وهو
-وحده -صاحب الكم والفصل بي عباده ،وإليه الرجع والصي .
ُقلْ أَ َرَأيُْتمْ إِ ْن َج َعلَ ال ّلهُ عَلَ ْي ُكمُ اللّ ْيلَ َس ْر َمدًا ِإلَى يَوْ ِم اْلقِيَا َم ِة َمنْ ِإَلهٌ غَ ْيرُ ال ّل ِه يَ ْأتِيكُمْ
بِضِيَا ٍء َأفَلَا َتسْ َمعُونَ (ُ )71قلْ أَ َرَأيُْتمْ إِ ْن َج َعلَ ال ّلهُ عَلَ ْي ُكمُ الّنهَا َر َس ْرمَدًا إِلَى َيوْ ِم اْلقِيَا َمةِ
صرُونَ ( )72وَ ِمنْ َرحْمَِت ِه جَ َع َل لَ ُكمُ
َمنْ ِإَلهٌ غَ ْيرُ ال ّل ِه َيأْتِيكُ ْم بِلَ ْي ٍل َتسْكُنُو َن فِيهِ َأفَلَا تُبْ ِ
اللّيْ َل وَالّنهَا َر لَِتسْكُنُوا فِي ِه َولِتَبْتَغُوا ِم ْن فَضْ ِلهِ َوَلعَلّ ُك ْم َتشْ ُكرُونَ (َ )73وَيوْمَ يُنَادِيهِمْ
فََيقُولُ َأْينَ شُرَكَائِ َي الّذِينَ كُنُْتمْ َتزْ ُعمُونَ ()74
-71قل -أيها الرسول : -أخبون أيها الناس ،إن جعل ال عليكم الليل متتابعا
دون نار إل يوم القيامة ،فهل لكم إله سوى ال يأتيكم بنهار مضئ تقومون فيه
192
بعاشكم وشئون دنياكم؟
-72قل -أيها الرسول : -للناس :إن جعل ال عليكم النهار متتابعا دون ليل إل
يوم القيامة ،فهل لكم إله سوى ال يأتيكم بليل تستريون فيه من عمل النهار؟ ليس
لكم ذلك ،فلماذا ل تبصرون آيات ال فتؤمنوا وتتدوا؟
-73ومن رحة ال بلقه أن خلق لم الليل والنهار وجعلهما متعاقبي ،ليستريوا ف
الليل ،وليسعوا على رزقهم ومنافعهم ف النهار ،وليُدركوا فضل ال عليهم فيشكروه
.
-74واذكر كذلك -أيها الرسول -يوم ينادَى الشركون من جانب ال تعال نداء
توبيخ ،فيقال لم :أين الشركاء الذين زعمتموهم آلة ينصرونكم أو شفعاء يشفعون
لكم؟!
-75وأخرجنا يوم القيامة من كل أمة شهيدا هو نبيّها .يشهد عليها با كان منها ف
الدنيا فنقول حينئذ للمخالفي منهم :ما هى حجتكم فيما كنتم عليه من الشرك
والعصية؟ فيعجزون عن الواب ،ويعلمون حينئذ أن الق ل بداية وناية ،وغاب
عنهم غيبة الشئ الضائع ما كانوا يفترون على ال .
-76ذكرت السورة قصة قارون ،وأنه كان من قوم موسى ،فتكب عليهم غرورا
بنفسه وماله ،وقد أعطاه ال كنوزا زاخرة بالموال ،بلغت مفاتيحها من الكثرة بيث
يثقل حلها على الماعة القوياء من الرجال ،وحي اغتر بنعمة ال عليه وكفر با
193
نصحه قومه قائلي له :ل تغتر بالك ،ول يفتنك الفرح به عن شكر ال ،إن ال ل
يرضى عن الغرورين الفتوني ،والعبة ف هذه القصة أن الكافرين بحمد -صلى ال
عليه وسلم -قد اغتروا بأموالم ،فبي القرآن أن أموالم بانب مال قارون ليست
شيئا مذكورا .
-77واجعل نصيبا ما أعطى لك ال من الغن والي ف سبيل ال والعمل للدار
الخرة ،ول تنع نفسك نصيبها من التمتع باللل ف الدنيا ،وأحسن إل عباد ال
مثلما أحسن ال إليك بنعمته ،ول تُفسد ف الرض متجاوزا حدود ال ،إن ال
سبحانه ل يرضى عن الفسدين لسوء أعمالم .
-78فلم يستجب قارون لنصح قومه ،ونسى فضل ال عليه ،وتاهل أن ال قد
أهلك قبله كثيين كانوا أكثر منه قدرة على كسب الال وخبة بوجوه استثماره ،
والجرمون ل يُسألون عن ذنوبم لعلمه تعال با ،فيدخلون النار بغي حساب ،وإنا
يُسألون سؤال توبيخ .
-79ل يعبأ قارون بنصح قومه ،وخرج عليهم ف زينته ،فاغتر به الذين يبون متاع
الياة الدنيا ،وتنوا أن يكون لم مثل ما أُعطى قارون من الال والظ العظيم ف الياة
.
-80أما الذين رزقهم ال العلم النافع فلم يفتنهم ذلك ،وتوجهوا بالنصح للمفتوني
قائلي لم :ل تتمنوا هذا ول تنصرفوا عن الدين ،فإن ما عند ال من ثواب ونعيم
194
أزكى لن آمن به وعمل صالا ،وتلك نصيحة حقة ل يتقبلها إل من ياهدون
أنفسهم ويصبون على الطاعة .
-81فخسف ال به الرض فابتلعته هو وداره با فيها من أموال وزينة ،فلم يكن له
أنصار ينعونه من عذاب ال ،ول يكن يستطيع أن ينتصر لنفسه .
-82وصار الذين تنوا منذ وقت قريب منلته من الدنيا يرددون عبارات التحسّر
والندم بعد أن فكروا فيما أصابه! ويقولون :إن ال يوسّع الرزق على من يشاء من
عباده الؤمني وغي الؤمني ،ويضيّق على من يشاء منهم ،ويقولون شاكرين :لول
أن ال أحسن إلينا بالداية إل اليان والعصمة من الزلل لمتحننا بإجابة ما تنيناه ،
ولفعل بنا مثل ما فعل بقارون .إن الكافرين بنعمة ال ل يفلحون بالنجاة من عذابه .
-83تلك الدار الت سعت خبها -أيها الرسول -وبلغك وصفها -وهى النة -
نص با الؤمني الطائعي الذين ل يطلبون الغلبة والتسلط ف الدنيا ،ول ينحرفون إل
الفساد بالعاصى ،والعاقبة الميدة إنا هى للذين تتلئ قلوبم خشية من ال فيعملون
ما يرضيه .
-84الذى يأتى بالسنة -وهى اليان والعمل الصال -له ثواب مضاعف بسببها ،
والذى يأتى بالسيئة -وهى الكفر والعصية -فل يزى إل بثل ما عمل من سوء .
-85إن ال الذى أنزل القرآن ،وفرض عليك تبليغه والتمسك به لرادك إل موعد
-ل مالة منه -وهو يوم القيامة ليفصل بينك وبي مكذبيك ،قل -أيها الرسول -
للكافرين :رب هو الذى يعلم علما ليس فوقه علم بن منحه الداية والرشاد ،وبن
195
هو واقع ف الضلل الذى يدركه كل عاقل سليم الدراك .
-86وما كنت -أيها الرسول -تأمل وتنتظر أن ينل عليك القرآن ،ولكن ال
أنزله عليك من عنده رحة بك وبأمتك ،فاذكر هذه النعمة ،وثابر على تبليغها ،ول
تكن أنت ول من اتبعك عونا للكافرين على ما يريدون .
-87ول يصرفك الكافرون عن تبليغ آيات ال والعمل با ،بعد أن نزل با الوحى
عليك من ال وأصبحت رسالتك ،وثابر على الدعوة إل دين ال ،ول تكن أنت ول
من اتبعك من أنصار الشركي بإعانتهم على ما يريدون .
-88ول تعبد من دون ال إلا سواه ،إذ ليس هناك إله يعبد بق غيه ،كل ما عدا
ال هالك وفان ،والالد إنا هو ال الذى له القضاء النافذ ف الدنيا والخرة ،وإليه
-ل مالة -مصي اللق أجعي .
-1ا .ل .م :حروف صوتية سيقت لبيان أن القرآن العجز مؤلف من هذه الروف
الت يسنون نطقها ،ولتنبيه السامعي ولفت أنظارهم إل الق .
-2أظن الناس أنم يُتركون وشأنم لنطقهم بالشهادتي دون أن يتبوا با يبي به
حقيقة إيانم من الحن والتكاليف؟ ل .بل ل بد من امتحانم بذلك .
196
-3ولقد اختب ال المم السابقة بالتكاليف وألوان النعم والحن ،ليظهر ما سبق ف
علمه القدي ،ويتميّز الصادقون ف إيانم من الكاذبي .
-4أظن الذين يشركون بال ويعصونه أن يسبقونا ف فرارهم من عذاب ال وعقابه؟!
بئس حكمهم هذا .
-5من كان يؤمن بالبعث ويرجو ثواب ال وياف عقابه فإيانه حق ،وليبادر إل
العمل الصال ،فإن اليوم الوعود آت ل مالة ،وال سيع لقوال العباد عليم
بأفعالم ،وسيجزى كل با يستحق .
-6ومن جاهد ف سبيل إعلء كلمة ال ،وجاهد نفسه بالصب على الطاعة فإن ثواب
جهاده لنفسه ،وإن ال -سبحانه -لغن عن طاعة العالي .
-7والذين اتصفوا باليان وعملوا الصالات لنُذهب عنهم سيئاتم ونغفر لم ،
ونزيهم أوف جزاء على أعمالم الصالة .
-8وأمر ال النسان أن يبالغ ف الحسان إل والديه وطاعتهما .وإن حلك على
الشرك بال -وهو ما ل يقره علم ول عقل -فل تطعهما ،وإل ال مرجع اللق
كافة فينبئهم با عملوا ف الدنيا ويزيهم به .
-9والذين صدّقوا بال ورسالته ،وعملوا الصالات ليُدخلنهم ال ف الصالي ،
ينالون جزاءهم ويأنسون بم .
س َمنْ َيقُولُ َآمَنّا بِال ّل ِه َفإِذَا أُوذِيَ فِي اللّ ِه َجعَ َل فِتَْن َة النّاسِ َك َعذَابِ ال ّل ِه وَلَِئنْ
وَ ِم َن النّا ِ
صدُو ِر الْعَالَمِيَ (
س ال ّلهُ ِبأَعْ َل َم بِمَا فِي ُ
ك لََيقُوُلنّ ِإنّا كُنّا َم َعكُ ْم َأوَلَيْ َ
ص ٌر ِمنْ َربّ َ
جَا َء نَ ْ
)10وَلََيعْلَ َم ّن ال ّلهُ اّلذِينَ َآمَنُوا َولََيعْلَ َمنّ الْمُنَا ِفقِيَ (َ )11وقَالَ اّلذِينَ َك َفرُوا لِ ّلذِينَ
ي ِم ْن خَطَايَا ُه ْم ِمنْ َشيْ ٍء إِّن ُهمْ
َآمَنُوا اتِّبعُوا سَبِيلَنَا َولْنَحْ ِم ْل خَطَايَا ُك ْم وَمَا هُ ْم بِحَامِلِ َ
سَألُ ّن َيوْ َم الْقِيَامَةِ َعمّا كَانُوا
لَكَاذِبُونَ (َ )12ولَيَحْمِ ُل ّن َأْثقَاَلهُ ْم َوأَْثقَالًا مَ َع َأثْقَالِ ِه ْم وَلَُي ْ
َيفْتَرُونَ (َ )13وَلقَ ْد أَ ْرسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَ ْو ِمهِ فَلَبِثَ فِيهِ ْم َألْفَ سََن ٍة إِلّا خَ ْمسِيَ عَامًا
سفِيَنةِ وَ َجعَلْنَاهَا َآَيةً
ب ال ّ
صحَا َ
َفأَ َخذَ ُهمُ الطّوفَانُ َو ُهمْ ظَالِمُونَ (َ )14فَأنْجَيْنَاهُ وَأَ ْ
لِ ْلعَالَمِيَ ()15
197
-10ومن الناس من يقول بلسانه :آمنا ،فإذا أصابه أذى ف سبيل ال جزع وفُت
عن دينه ،ول يفكر ف عذاب ال يوم القيامة ،فكأنه جعل إيذاء الناس كعذاب ال ف
الخرة .إذا نصر ال الؤمني على عدوهم فغنموا منهم جاء هؤلء التظاهرون باليان
،وقالوا للمسلمي :إنا كنا معكم ف اليان ،فأعطونا نصيبا من الغنيمة .ل ينبغى أن
يظن هؤلء أن أمرهم خافٍ على ال ،فال أعلم با ف صدور الناس من نفاق وإيان .
-11وليظهرنّ ال للناس سابق علمه ،فيُمَّي ُز بي الؤمني والنافقي ،ويازى كل با
عمل .
-12وكان زعماء الشرك يقولون للذين دخلوا ف السلم ملصي :كونوا كما
كنتم على ديننا ،واتبعوا ما نن عليه ،وإذا كان هناك بعث وحساب تشونه فنحن
نمل عنكم آثامكم .لن تمل نفس وزر نفس أخرى ،إن الكافرين لكاذبون ف
وعدهم .
-13وسوف يمل الكفار أوزار أنفسهم الثقيلة ،ويملون معها مثل أوزار من
أضلوهم وصرفوهم عن الق ،وسيحاسبون حتما يوم القيامة على ما كانوا يتلقون
ف الدنيا من الكاذيب ،ويعذبون با .
-14ولقد بعث ال نوحا إل قومه يدعوهم إل التوحيد ،فمكث يدعوهم تسعمائة
وخسي سنة وهم ل يستجيبون له ،فأغرقهم ال بالطوفان وهم ظالون لنفسهم
بالكفر .
-15وحقق ال وعده لنوح ،فأناه والؤمني الذين ركبوا معه السفينة ،وجعل
قصتهم عبة لن بعدهم .
وَِإْبرَاهِيمَ ِإ ْذ قَا َل ِلقَ ْو ِمهِ اعُْبدُوا ال ّلهَ وَاّتقُو ُه َذلِ ُكمْ خَ ْي ٌر لَ ُك ْم إِنْ كُنُْت ْم َتعْلَمُونَ (ِ )16إنّمَا
َتعْبُدُو َن ِمنْ دُو ِن اللّ ِه َأوْثَانًا َوتَخْ ُلقُو َن ِإ ْفكًا إِ ّن الّذِينَ َتعُْبدُو َن ِم ْن دُو ِن ال ّلهِ لَا يَمْ ِلكُونَ
ق وَاعُْبدُو ُه وَاشْ ُكرُوا َلهُ ِإلَ ْيهِ تُ ْر َجعُونَ (َ )17وإِ ْن تُ َك ّذبُوا
لَ ُكمْ رِ ْزقًا فَابَْتغُوا عِ ْن َد اللّ ِه الرّزْ َ
َفقَدْ َك ّذبَ ُأ َممٌ ِم ْن قَبْ ِلكُ ْم َومَا عَلَى الرّسُو ِل ِإلّا الْبَلَاغُ الْمُِبيُ ( )18أَ َوَلمْ َي َروْا كَيْفَ
يُ ْبدِئُ ال ّلهُ الْخَ ْل َق ُثمّ ُيعِي ُدهُ إِ ّن َذِلكَ عَلَى ال ّلهِ َيسِيٌ ()19
198
-16واذكر -أيها الرسول -قصة إبراهيم حي دعا قومه إل توحيد ال وطاعته ،
وَنَّب َههُم إل أن اليان خي لم من الكفر إن كانوا من ذوى العلم والعقل .
-17وقال لم :أنتم ل تعبدون من دون ال إل تاثيل وأصناما تصنعونا بأيديكم ،
وتتلقون الكذب فتسمونا آلة .وأن هذه الوثان الت تعبدونا من دون ال ل تنفع
ول تضر ول تستطيع لكم رزقا ،فالتمسوا الرزق من ال -وحده -وخُصّوه
بالعبادة والشكر له على أنعمه ،فإليه مصيكم أجعي فيجازيكم على أعمالكم .
-18وإن تستمروا على تكذيب فلن تضرون ،فقد أبلغتكم أن الرسل قبلى كذبتهم
أمهم وما ضروهم ،وإنا ضروا أنفسهم إذ أهلكهم ال بسبب تكذيبهم ،فليس على
الرسول إل أن يبلغ ف وضوح رسالته إل قومه .
-19قد رأوا وعلموا أن ال يُبدئ اللق ث يُعيده ،فكيف ينكرون البعث ف اليوم
الخر للحساب والزاء؟ إن العادة على ال أسهل .
-20قل -أيها الرسول -لؤلء الكذبي :امشوا ف الرض ،وتأملوا فيما أنشأ ال
فيها من متلف الكائنات ،وانظروا إل آثار من كان فيها قبلكم بعد أن ماتوا وخلت
منهم ديارهم ،واعلموا أن ال بقدرته سيعيد كل ذلك ف الخرة بالبعث وهو النشاء
الخر ،وكذلك شأنكم ،إن ال -سبحانه -تام القدرة على كل شئ .
-21يعذب ال من يشاء بعد النشأة الخرة وهم النكرون لا ،ويرحم من يشاء وهم
الؤمنون القرون با ،وإليه -وحده -مرجع اللق جيعا للحساب والزاء .
-22ولستم -أيها الكذبون -بغالبي لقدرة ال ،سواء أكنتم ف الرض أم ف
199
السماء ،بل هى ميطة بكم ،وليس لكم ولّ ينعكم من ال ول نصي يدفع عنكم
عذابه .
-23والذين كفروا بدلئل ال على وحدانيته ،وكذّبوا برسله وكتبه ،وأنكروا
البعث والساب .هؤلء ليس لم مطمع ف رحة ال وهؤلء لم عذاب شديد مؤل .
-24ل يكن جواب قوم إبراهيم له -حي أمرهم بعبادة ال وترك ما هم عليه من
عبادة الوثان -إل المعان ف الكفر ،وقوْل بعضهم لبعض :اقتلوه أو حَرّقوه ،
فألقوه ف النار ،فجعلها ال بردا وسلما عليه ،وأناه منها ،إن ف إحباط كيدهم
وإنائه منها ،وعدم تأثيها فيه لدلئل واضحة لقوم يصدقون بتوحيد ال وقدرته .
خذُْتمْ مِ ْن دُونِ ال ّل ِه َأوْثَانًا َموَ ّد َة بَيِْنكُ ْم فِي الْحَيَا ِة ال ّدنْيَا ُث ّم يَوْ َم اْلقِيَا َمةِ يَ ْك ُفرُ
َوقَالَ ِإنّمَا اتّ َ
صرِينَ (َ )25فآَ َم َن لَهُ
ض َويَلْ َع ُن َبعْضُ ُكمْ َبعْضًا وَ َم ْأوَا ُك ُم النّا ُر َومَا َلكُ ْم ِمنْ نَا ِ
َبعْضُ ُكمْ بَِبعْ ٍ
حكِيمُ ( )26وَ َوهَبْنَا َل ُه إِسْحَاقَ
ط َوقَالَ إِنّي ُمهَاجِ ٌر ِإلَى َربّي ِإّنهُ ُهوَ اْل َعزِي ُز الْ َ
لُو ٌ
ب وَ َآتَيْنَاهُ َأ ْج َرهُ فِي ال ّدنْيَا َوإِّن ُه فِي الْ َآ ِخ َرةِ لَ ِمنَ
وََي ْعقُوبَ َو َجعَلْنَا فِي ذُ ّريِّت ِه النّبُ ّو َة وَاْلكِتَا َ
شةَ مَا سَبَ َق ُكمْ ِبهَا ِم ْن َأحَ ٍد ِمنَ
الصّالِحِيَ (َ )27ولُوطًا ِإ ْذ قَا َل ِلقَ ْومِ ِه ِإنّ ُك ْم لََتأْتُونَ اْلفَا ِح َ
الْعَالَمِيَ (َ )28أئِنّ ُكمْ لََت ْأتُونَ الرّجَالَ َوَتقْطَعُو َن السّبِي َل َوتَ ْأتُونَ فِي نَادِي ُكمُ الْمُ ْن َك َر فَمَا
ت ِم َن الصّا ِدقِيَ ( )29قَالَ َربّ
ب اللّ ِه إِنْ كُنْ َ
كَا َن جَوَابَ َق ْومِ ِه ِإلّا أَ ْن قَالُوا ائْتِنَا بِ َعذَا ِ
سدِينَ ()30
انْصُ ْرنِي َعلَى اْلقَوْ ِم الْ ُم ْف ِ
-25وقال إبراهيم لقومه :ل تعبدوا إل آلة باطلة عبادتا .ث يتبدل الال يوم
القيامة ،فيتبأ القادة من التباع ،ويلعن التباع القادة ،ومصيكم جيعا النار ،
وليس لكم ناصر ينعكم من دخولا .
-26وكان أول من أجاب دعوة إبراهيم إل الق « لوط » فصدق وكان موحدا من
قبل ،وقال إبراهيم -مطيعا لمر ال : -إن مهاجر إل الهة الت أمرن رب بالجرة
إليها والقيام بالدعوة إل ال فيها .وهو العزيز الذى ينعن من أعدائى ،الكيم الذى
ل يأمرن إل با هو خي .
-27و َمنّ ال على إبراهيم بإسحاق ولده وبيعقوب حفيده ،وكرّمه بأن جعل
200
النبوات ف ذريته ،وأنزل عليهم الكتب السماوية ،وجزاه ال أحسن الزاء ف
الدنيا ،وهو ف الخرة من خيار الصالي .
-28واذكر -أيها الرسول -إذ أرسلنا لوطا إل قومه ،فدعاهم إل توحيد ال
وطاعته ،وأنكر عليهم العمل الفاحش الذى كانوا يفعلونه ول يسبقهم إل فعله أحد
من خلق ال .
-29إن ما تفعلونه منكر مُهلك .فإنكم تفعلون الفاحشة بالرجال ،وتقطعون سبيل
النسل ،فيكون الآل الفناء .وترتكبون ف متمعاتكم النكرات دون خوف من ال ول
حياء فيما بينكم .فلم يستمع له قومه ،ول يكن لم جواب غي السخرية به ،وطلبوا
منه أن يُعجّل بعذاب ال يُهددهم به إن كان صادقا فيما يقول .
-30فاستعان لوط عليهم بال ،وطلب أن ينصره على قومه الفسدين ف الرض .
شرَى قَالُوا ِإنّا ُمهْ ِلكُو َأهْ ِل َه ِذهِ اْلقَ ْرَيةِ إِ ّن َأهْ َلهَا كَانُوا
وَلَمّا جَا َءتْ ُرسُلُنَا ِإبْرَاهِي َم بِالُْب ْ
ح ُن أَعْ َل ُم بِ َم ْن فِيهَا لَنُنَجّيَّنهُ َوَأهْلَ ُه ِإلّا ا ْمرََأَتهُ
ظَالِمِيَ ( )31قَالَ إِ ّن فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَ ْ
ق ِبهِ ْم ذَرْعًا
كَانَتْ مِ َن اْلغَاِبرِينَ ( )32وَلَمّا أَ ْن جَا َءتْ ُرسُلُنَا لُوطًا سِي َء ِبهِ ْم وَضَا َ
ت ِمنَ اْلغَاِبرِينَ (ِ )33إنّا
ك ِإلّا ا ْمرََأَتكَ كَانَ ْ
حزَ ْن ِإنّا مَُنجّوكَ وََأهْلَ َ
ف َولَا تَ ْ
َوقَالُوا لَا تَخَ ْ
مُ ْنزِلُونَ عَلَى أَ ْه ِل َهذِ ِه اْلقَ ْرَيةِ ِر ْجزًا ِم َن السّمَاءِ بِمَا كَانُوا َي ْفسُقُونَ ( )34وََل َقدْ َترَكْنَا
مِ ْنهَا َآَي ًة بَيَّنةً ِل َقوْ ٍم َيعْقِلُونَ ( )35وَِإلَى َم ْديَ َن َأخَا ُهمْ ُشعَيْبًا َفقَا َل يَا َقوْمِ اعُْبدُوا ال ّلهَ
سدِينَ ()36
ض ُم ْف ِ
وَا ْرجُوا الْيَوْ َم اْلآَ ِخ َر َولَا َتعْثَوْا فِي الْأَرْ ِ
201
قومه ،وعجزت حيلته فيما يتعلق بمايتهم ،فطمأنوه وقالوا له :ل ْتشََينّ عدوان
قومك علينا ،ول تزن من أجلنا ،فقد أتينا لهلك أهل هذه القرية ،وسننجيك
وأهلك ،ولكن امرأتك لكفرها ستكون مع الالكي .
-34وقالت اللئكة :إننا مرسَلُون لتنفيذ أمر ال بإنزال العذاب من السماء على
سكان هذه القرية بسبب فسقهم وكفرهم .
-35ولقد أهلك ال هذه القرية وترك منها آثارا ظاهرة ،لتكون دليل على ما فعله
ال بم ،وعبة لن يتدبّر .
-36وأرسل ال إل أهل مدين رسول منهم هو شعيب ،دعاهم إل توحيد ال
وعبادته والوف من اليوم الخر ،وفِعْل ما يرجون به ثواب ال فيه .وناهم عن
السعى ف الرض بالفساد .
فَ َك ّذبُو ُه َفأَ َخ َذتْ ُهمُ ال ّرجْ َف ُة َفأَصْبَحُوا فِي دَا ِر ِهمْ جَاثِمِيَ ( )37وَعَادًا َوثَمُودَ َو َقدْ تَبَّينَ
صرِينَ
ص ّدهُمْ َع ِن السّبِيلِ وَكَانُوا ُمسْتَبْ ِ
لَ ُك ْم ِمنْ َمسَاكِِنهِ ْم وَ َزّينَ َل ُهمُ الشّيْطَا ُن أَعْمَاَلهُ ْم فَ َ
ت فَاسَْتكَْبرُوا فِي الْأَرْضِ
(َ )38وقَارُو َن َوفِرْ َعوْ َن َوهَامَانَ َوَلقَ ْد جَا َءهُ ْم مُوسَى بِالْبَيّنَا ِ
وَمَا كَانُوا سَاِبقِيَ ( )39فَكُلّا أَ َخ ْذنَا ِب َذنْبِ ِه فَمِ ْن ُهمْ مَ ْن أَ ْرسَلْنَا عَلَ ْيهِ حَاصِبًا َومِنْ ُه ْم َمنْ
ض وَمِ ْن ُهمْ مَ ْن أَ ْغ َرقْنَا َومَا كَانَ ال ّل ُه لِيَظْلِ َم ُهمْ
ح ُة وَمِ ْن ُهمْ َم ْن َخسَفْنَا ِبهِ اْلأَرْ َ
أَ َخ َذتْ ُه الصّيْ َ
س ُهمْ يَظْ ِلمُونَ ()40
وََل ِكنْ كَانُوا َأْنفُ َ
-37فكذبوه وعصوه ،فأهلكهم ال بزلزال شديد دمّر عليهم مساكنهم ،فغدوا فيها
صرعى ميتي .
-38واذكر -أيها الرسول -مصارع عاد وثود إذ أهلكناهم ،وقد بقيت من
مساكنهم آثار ظاهرة ترونا ،وكان هذا اللك بسبب ما زين لم الشيطان من
أعمالم الباطلة فاتبعوه ،فصرفهم عن طريق الق الذى كانوا يعرفونه بواسطة الرسل
.
-39واذكر -أيها الرسول -لؤلء الغترين بأموالم وسلطانم مصرع قارون
وفرعون وهامان وما جرى عليهم من سنة ال بإهلك الكذبي ،وقد بعث ال إليهم
202
موسى بالعجزات الظاهرة الدالة على صدقه ،فكذبوه وأبوا أن يستجيبوا له
استكبارا ،وما كانوا غالبي لقدرة ال بالفلت من عذابه .
-40فكل أمة من هذه المم الكذبة برسلها أهلكها ال بسبب كفرها وما ارتكبت
من العصية ،فبعض هذه المم أهلكه ال بالريح العاصفة الت حصبتهم بالجارة ،
وبعضهم هلك بالصيحة الدوية الهلكة ،وبعضهم خسف ال به الرض ،وبعضهم
أغرقه ال ف اليم .ول يكن هذا العذاب ظلما من ال لم ،بل كان بسبب كفرهم
وارتكابم الذنوب .
203
لن الصلة مع الخلص من شأنا أن تصرف من يقيمها عن الذنوب وكل ما ينكره
الشرع .ولتقوى ال ومراقبته ف الصلة وغيها أكب أثرا وأعظم ثوابا .وال يعلم ما
تفعلون من الي والشر فيجازيكم عليه .
204
على الرسل من قبل؟ .قل لم :إنا العجزات كلها من عند ال ،ينلا حي يشاء ،
وإنا أنا مكلف بالنذار الواضح ،ل التيان با تقترحون .
-51أيقترحون هذه اليات ول يكفيهم أنّا أنزلنا عليك الكتاب يُقرأ عليهم -وهو
الية الالدة على مر الزمن -إنّ ف إنزال هذا الكتاب عليكم لرحة بم وبالجيال من
بعدهم ،وتذكرة دائمة نافعة لقوم شأنم أن يؤمنوا إذا وضحت لم سبل الداية .
-52قل :حسب وحسبكم أن يكون ال شاهدا على أنّى قد بلّغتكم ما أُرسلت به
إليكم ،فهو مطلع على أمرى وأمركم ،ل يفى عليه شئ ف السموات والرض .
والذين عبدوا غي ال وكفروا بال فلم يصوه بالعبادة؛ أولئك هم الذين اشتروا الكفر
باليان فأصابم السران البي .
-53ويتحداك الكافرون أن تعجّل لم العذاب الذى حذرتم منه ،ولول أجل معلوم
قضت به حكمتنا لعجّلنا لم العذاب الذى استعجلوه ،وأقسم ليأتينهم فجأة وهم ل
يشعرون .
-54يطلبون إليك تعجيل العذاب وهو واقع بم ل مالة .وإن جهنم لتحيط -يقينا
-بالكافرين .
-55يوم يغمرهم العذاب من أعلهم ومن أسفلهم ،ويقول اللك الوكل بعذابم :
ذوقوا جزاء ما كنتم تعملون من السيئات .
-56يا عبادى الذين صدّقوا ب وبرسول :إنّ أرضى واسعة لن أراد أن يفر عن
205
مواطن الشرك .ففروا إل ملصي ل العبادة .
ج َزوْن با قدمتم
-57كل نفس ستذوق طعم الوت -ل مالة -ث إلينا تعودون فَتُ ْ
من خي وشر .
-59 ، 58والذين صدّقوا بال وكتبه ورسله ،وعملوا العمال الصالة ،نقسم :
لننلنّهم من دار النعيم غرفات ترى من تتها النار ،ل ينقطع عنهم نعيمها ،نعم
هذا الزاء أجرا للعاملي الصابرين على كل ما يصيبهم ف سبيل ال من فراق الوطان
والهل والموال ،العتمدين على ال -وحده -ف جيع أحوالم .
-60وكثي من الدواب الت تعيش معكم ف الرض ل تستطيع -لضعفها -أن
تمل رزقها وتنقله ،لتأكله أو تدخره .ال يهيئ لا أسباب رزقها وحياتا ،ويهيئ
لكم أسباب رزقكم وحياتكم .وهو الحيط بكل ما خلق سعا وعلما .
-61وأقسم إن سألت الشركي :من أوجد السموات والرض ،وذلل الشمس
والقمر وأخضعهما لنافع الناس؟ ليقولون :خلقهن ال ،ول يذكرون أحدا سواه ،
فكيف إذن ينصرفون عن توحيد ال -تعال -مع إقرارهم بذا كله؟! .
-62ال يُوسّع على مَن يشاء ف الرزق ،ويُضّيقُ على مَن يشاء حسبما يقتضيه علمه
بالصال ،فإن ال قد أحاط بكل شئ علما .
-63وأقسم إن سألتهم :من نزّل من السماء ماء فجعل منه حياة الرض بالنبات بعد
206
جدبا؟ ليقولن :ال .قل :المد ل على اعترافهم بالق ،بل أكثرهم ل يفهمون ما
يقعون فيه من تناقض .
-64وليست هذه الياة الدنيا إل متاعا مدود الوقت ،يلهو به الغافلون كما يلهو
الصبيان ويلعبون وقتا ما ث ينفضون .وإن الدار الخرة لى دار الياة القيقية
الكاملة الدائمة ،وهذه حقائق ثابتة يدركها هؤلء لو كان من شأنم الدراك الصحيح
.
-65هم على ما وُصفوا به من شرك ،فإذا ركبوا السفن ف البحر وأدركهم شئ من
أهواله توجهوا إل ال ملصي له الدعاء أن يكشف عنهم الضر ،فلما ناهم إل الب
سارعوا بالعودة إل الشراك .
-66لينكروا ما أعطيناهم من النعم ،ولينتفعوا با يرضى هواهم ف هذه الياة ،
فسوف يعلمون عاقبة الكفر حي يشاهدون العذاب الليم .
-67أَ َعمِى كفار مكة عن نعم ال الت أسبغها عليهم َ ،أوَ َلمْ يروا أنا جعلنا بلدهم
مصونا ل يُنهب ول ُيسْلَب ،مقدسا ل ُيسْبَى أهله ول يقع فيه قتل ،وُيسْلَب الناس
ويُسبون من حولم؟! أعموا عن هذه النعم .فَب َم ل أصل له يصدقون ،وبحمد وبكل
ما جاء به يكذبون؟! .
-68وليس هناك أحد أشد ظلما من نسب إل ال ما ل يشرعه ،أو كذّب بالدين
الق حي بلغه ،إن ف جهنم لأوى لؤلء الظالي الكافرين .
207
-69والذين بذلوا جهدهم ،واحتملوا الشقة ف نصرة ديننا ،لنيدنّهم هداية إل
الي والق .وإن ال لع الذين يسنون أعمالم ،يعينهم وينصرهم .وال أعلم .
-1بدأت السورة بذه الية لبيان أن القرآن مؤلف من هذه الروف الت ينطق با
العرب ف سهولة ووضوح ،ولكن النكرين له عجزوا عن التيان بثله .وهى -
كذلك -تُنَبّه الناس إل الستماع والنصات .وتملهم على التصديق برسالة ممد
صلى ال عليه وسلم .
-3 ، 2غَلَبت فارس الروم ف أقرب الرض من العرب ،وهى أطراف الشام ،وهم
بعد انزامهم سيغلبون فارس .
صرُ
ص ِر اللّ ِه يَنْ ُ
ي لِ ّل ِه الَْأ ْمرُ ِم ْن قَ ْب ُل وَ ِم ْن َبعْ ُد َويَ ْومَِئذٍ َي ْفرَحُ الْ ُم ْؤمِنُونَ ( )4بِنَ ْ
فِي بِضْ ِع سِنِ َ
س لَا
ف اللّ ُه وَ ْع َدهُ َوَلكِ ّن أَكَْث َر النّا ِ
َمنْ َيشَا ُء َوهُ َو الْ َعزِي ُز الرّحِيمُ ( )5وَ ْع َد اللّ ِه لَا ُيخْلِ ُ
َيعْلَمُونَ (َ )6يعْلَمُونَ ظَا ِهرًا ِم َن الْحَيَاةِ ال ّدنْيَا َوهُمْ َع ِن اْلآَ ِخ َرةِ ُهمْ غَافِلُونَ ()7
-5 ، 4قبل أن تضى تسع سنوات -وكان الشركون قد فرحوا بانتصار فارس ،
وقالوا للمسلمي :سنغلبكم كما غلبت فارس الروم الت هى من أهل الكتاب -قد
حقّق ال وعده ،فانتصر الروم على فارس ف الجل الذى سّاه ،فكان ذلك آية بينة
على صدق ممد ( ف دعواه وصحة ما جاء به ،ل المر والقضاء من قبل كل شئ
ومن بعد كل شئ ،ويوم ينتصر الروم على فارس يفرح الؤمنون بنصر ال الذى يؤيد
من يشاء ،وهو الغالب على أعدائه ،الرحيم بأوليائه .
-6وعد ال الؤمني وعدا صادقا -ل يلف ال وعده -ولكن الاحدين ليس من
شأنم العلم بالمور على وجهها .
-7يعلمون شئون ووسائل عمرانا والتمتع بزخارفها ،وهم عن التزود للخرة
مسرفون ف الهل والغفلة .
208
ح ّق َوأَ َجلٍ
ض َومَا بَيَْنهُمَا ِإلّا بِالْ َ
ت وَاْلأَرْ َ
سهِ ْم مَا خَ َل َق اللّ ُه السّمَاوَا ِ
أَ َوَلمْ يََت َف ّكرُوا فِي َأنْ ُف ِ
ض فَيَنْ ُظرُوا
ُمسَمّى َوإِنّ كَثِيًا ِمنَ النّاسِ بِ ِلقَاءِ َرّب ِهمْ َلكَا ِفرُونَ (َ )8أ َولَ ْم َيسِيُوا فِي اْلأَرْ ِ
ض وَعَ َمرُوهَا أَكَْثرَ
كَيْفَ كَانَ عَاقَِب ُة الّذِينَ ِم ْن قَبْ ِل ِهمْ كَانُوا َأشَ ّد مِ ْن ُهمْ ُق ّوةً َوَأثَارُوا اْلأَرْ َ
ت فَمَا كَا َن اللّ ُه لِيَظْلِ َم ُه ْم َولَ ِكنْ كَانُوا َأْن ُفسَ ُهمْ
مِمّا عَ َمرُوهَا وَجَا َءْت ُهمْ ُرسُ ُل ُهمْ بِالْبَيّنَا ِ
ت اللّ ِه وَكَانُوا ِبهَا
يَظْلِمُونَ (ُ )9ثمّ كَانَ عَاقَِبةَ اّلذِي َن أَسَاءُوا السّوأَى أَنْ َك ّذبُوا بِ َآيَا ِ
َيسَْتهْ ِزئُونَ ( )10اللّ ُه يَ ْبدَُأ الْخَ ْل َق ُثمّ ُيعِي ُدهُ ُث ّم إِلَ ْي ِه ُترْ َجعُونَ (َ )11وَيوْمَ تَقُو ُم السّا َعةُ
شرَكَاِئ ِهمْ كَا ِفرِينَ
ج ِرمُونَ ( )12وََل ْم يَ ُك ْن َلهُ ْم ِمنْ ُشرَكَائِ ِه ْم شُ َفعَا ُء وَكَانُوا ِب ُ
س الْمُ ْ
يُبْلِ ُ
( )13وََيوْ َم َتقُو ُم السّا َعةُ َي ْومَِئذٍ يََت َف ّرقُونَ ()14
َ -8أطُمِسَ على أعينهم وقلوبم ول يتفكروا ف أمر أنفسهم ليعرفوا مصيهم؟ ما خلق
ال السموات والرض وما بينهما من كواكب وغيها إل مقرونة بالد ،مصحوبة
ومدودة بوقت تنتهى عنده ،وإن كثيا من الناس بلقاء ال وقيام الساعة لاحدون .
َ -9أَل ِزمُوا وطنهم ول يسيوا ف أرجاء الرض ليشاهدوا كيف كانت ناية الذين
كفروا من قبلهم؟ كانوا أشد من هؤلء الكافرين الاضرين قوة ،وقلبوا وجه
الرض ،ليستخرجوا ما فيها من مياه ومعادن وزروع ،وعمروا الرض أكثر ما
عمرها هؤلء ،وجاءتم رسل ال بالعجزات الواضحات فكفروا ،فأخذهم ال -لنه
ما كان ليجزيهم من غي ذنب ،ول ليأخذهم قبل تذكيهم وإمهالم -ولكن كان
هؤلء ل يظلمون إل أنفسهم .
-10ث كانت ناية الذين ارتكبوا أشد ألوان الساءة أن جحدوا آيات ال ،وكانوا
يُحقّرون من شأنا .
-11ال -سبحانه وتعال -ينشئ خلق الناس ابتداء ،ث يُعيد خلقهم بعد موتم ،ث
إليه -وحده -يعودون للحساب والزاء .
-12ويوم تأتى القيامة ييأس الكافرون من الدفاع عن أنفسهم .
-13ول يوجد لم من الذين عبدوهم مع ال شفعاء ،وكانوا ف الدنيا بسببهم
209
كافرين .
-14ويوم تقوم الساعة -يوم إذ تقوم -يذهب كل فريق إل مصيه البدى .
-15فأما الذين آمنوا وقرنوا إيانم بالعمال الصالة؛ فهم ف جنة ذات أشجار
وأزهار يسرون وينعمون .
-16وأمّا الذين كفروا وأنكروا آياتنا ولقاء البعث والساب؛ فأولئك ف العذاب
مقيمون ل يغيبون عنه .
-17فنّهوا ال عما ل يليق بلله وكماله واعبدوه حي تدخلون ف الساء وحي
تدخلون ف الصباح .
-18وال -وحده -هو القيق بالمد والثناء والشكر من أهل السموات
والرض ،فاحدوه واعبدوه ف العشى ،وحي تدخلون ف الظهية .
-19يُخرج الكائن الى من شئ ل حياة فيه ،ويُخرج الشئ الذى ل حياة فيه من
الكائن الى ،ويُحي الرض بالنبات بعد يبسها ،ومثل هذا الخراج يُخرجكم ال
من قبوركم .
-20ومن الدلئل على كمال قدرته أن خلق أصلكم من تراب ل حياة فيه ،ث أنتم
بشر تتفرقون ف الرض للسعى ف تصيل ما به بقاؤكم .
-21ومن دلئل رحته أن خلق لكم -أيها الرجال -زوجات من جنسكم لتألفوهن
210
،وجعل بينكم وبينهن مودة وتراحا .إن ف ذلك لدلئل لقوم يفكرون ف صنع ال
تعال .
-22ومن الدلئل على كمال قدرته وحكمته خلق السموات والرض على هذا
النظام البديع ،واختلف ألسنتكم ف اللغات واللهجات ،وتباين ألوانكم ف السواد
والبياض وغيها .إن ف ذلك لدلئل ينتفع با أهل العلم والفهم .
-23ومن آياته الدالة على كمال قدرته أن هيأ لكم أسباب الراحة بنامكم ،ويسّر
لكم طلب الرزق ليل ونارا من فضله الواسع .إن ف ذلك لدلئل لقوم ينتفعون با
يسمعون .
-24ومن آياته أنه يريكم البق من خلل السحب لتشعروا بالوف من الصواعق ،
وتطمعوا ف الطر أن ينل من السماء لتحيا به الرض بعد أن يبست .إن ف ذلك
لدللت لقوم يتدبّرون المور فيفهمونا على وجهها .
-25ومن الدلئل على كمال قدرته وحكمته وسعة رحته أن تقوم السماء والرض
بأمر ال على ما ترون من إحكام صنع ودقة تدبي ،ث إذا دعاكم للبعث ترجون من
القبور مسرعي مستجيبي لدعائه .
-26ول -سبحانه وتعال -كل من ف السموات والرض خلْقا وملكا وخضوعا ،
كلهم ل منقادون .
-27وال -سبحانه -الذى يبدأ اللق على غي مثال ،ث يعيده بعد الوت ،
211
وإعادته أهون عليه من ابتدائه بالنظر إل مقاييسكم واعتقادكم أن إعادة الشئ أسهل
من ابتدائه .ول الوصف السابق العجيب الشأن ف القدرة الكاملة والكمة التامة ف
السموات والرض ،وهو الغالب ف ملكه الكيم ف فعله وتقديره .
-28بيّن ال لكم مثل مُنْتزعا من أنفسكم وقد ضربه ال -عز وجل -لن جعل له
شريكا من خلقه :هل لكم من عبيدكم شركاء فيما ملّكناكم من الموال وغيها؟
فأنتم وهم مستوون فيها ،تافون هؤلء العبيد فل تتصرفون ف شئ ما تلكون دون
إذنم كما ياف الحرار بعضهم بعضا ،فإذا كنتم ل تعقلون هذا ول تفعلونه ،
فكيف تعلون بعض ملوكات ال شركاء له؟ مثل هذا التفصيل نبي اليات لقوم
يتدبرون ف ضرب المثال .
-29بل اتبع الذين كفروا أهواءهم دون علم بعاقبة كفرهم ،فل أحد يهدى من
أضل ال ،وليس لم من يشفع أو يدفع عنهم عذابه .
-30فسدد وجهك واته إل الدين بعيدا عن ضللتهم ،والزم خلقة ال الت خلق
الناس عليها ،وهى أنم قابلون للتوحيد غي منكرين له ،وما ينبغى أن تغي هذه
اللقة .ذلك اللق على التوحيد هو الدين الستقيم ،ولكن الشركي ل يعلمون
حقيقة ذلك .
-31كونوا راجعي إليه ،وافعلوا ما أمركم به ،واتركوا ما ناكم عنه ،وحافظوا
على الصلة ،ول تكونوا من الذين عبدوا مع ال غيه .
212
-32من الذين فرّقوا دينهم فاختلفوا فيه ،وصاروا فرقا كل فرقة تشايع من تتبعه ،
كل فريق منهم با عندهم مسرورون ،يظنون أنم على الق .
ي ِإلَيْ ِه ُثمّ ِإذَا َأذَا َقهُ ْم مِ ْنهُ َرحْ َمةً ِإذَا َفرِيقٌ مِ ْن ُهمْ
ض ّر دَ َعوْا َرّب ُهمْ مُنِيِب َ
س النّاسَ ُ
وَِإذَا مَ ّ
سوْفَ َتعْلَمُونَ ( )34أَ ْم َأنْ َزلْنَا
شرِكُونَ ( )33لِيَ ْك ُفرُوا بِمَا َآتَيْنَا ُه ْم فَتَمَّتعُوا َف َ
ِبرَّب ِهمْ ُي ْ
شرِكُونَ ( )35وَِإذَا َأ َذقْنَا النّاسَ َرحْ َمةً َف ِرحُوا
عَلَ ْي ِه ْم سُلْطَانًا َفهُ َو يَتَكَ ّل ُم بِمَا كَانُوا ِب ِه ُي ْ
ت َأْيدِي ِهمْ ِإذَا هُ ْم َيقْنَطُونَ ( )36أَ َوَلمْ َي َروْا أَ ّن ال ّلهَ يَ ْبسُطُ
ِبهَا َوإِنْ تُصِ ْب ُه ْم سَيَّئةٌ بِمَا َقدّمَ ْ
ك َل َآيَاتٍ ِل َقوْ ٍم يُ ْؤمِنُونَ (َ )37ف َآتِ ذَا الْ ُق ْربَى حَ ّقهُ
ق لِ َم ْن َيشَا ُء َويَ ْقدِ ُر إِ ّن فِي َذلِ َ
الرّزْ َ
ك ُهمُ الْ ُمفْلِحُونَ (
ك خَ ْيرٌ لِ ّلذِينَ ُيرِيدُو َن وَ ْجهَ ال ّل ِه وَأُولَئِ َ
ي وَاْبنَ السّبِي ِل َذلِ َ
سكِ َ
وَالْ ِم ْ
)38
213
وَمَا َآتَيُْت ْم ِمنْ ِربًا لَِيرُْب َو فِي َأمْوَالِ النّاسِ فَلَا َيرْبُو عِ ْن َد اللّ ِه َومَا َآتَيُْت ْم ِمنْ زَكَاةٍ ُترِيدُونَ
ض ِعفُونَ ( )39ال ّلهُ اّلذِي خَ َل َقكُ ْم ُثمّ َر َزقَ ُك ْم ثُ ّم يُمِيُت ُكمْ ُثمّ
ك ُهمُ الْمُ ْ
وَ ْجهَ ال ّل ِه َفأُولَئِ َ
شرِكُونَ
يُحْيِي ُكمْ َه ْل ِمنْ ُشرَكَاِئ ُكمْ َم ْن يَ ْف َعلُ ِم ْن َذلِ ُك ْم ِمنْ َشيْ ٍء سُبْحَاَن ُه وََتعَالَى عَمّا ُي ْ
ض الّذِي َعمِلُوا
ت َأْيدِي النّاسِ لُِيذِي َق ُهمْ َبعْ َ
ح ِر بِمَا َكسَبَ ْ
(َ )40ظ َه َر الْ َفسَا ُد فِي الَْب ّر وَالْبَ ْ
ض فَانْ ُظرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَ ُة اّلذِينَ مِ ْن قَ ْبلُ
َلعَلّ ُه ْم َيرْ ِجعُونَ (ُ )41ق ْل سِيُوا فِي اْلأَرْ ِ
ك لِلدّي ِن الْقَّي ِم ِمنْ قَ ْب ِل أَ ْن َيأِْتيَ َيوْ ٌم لَا َمرَ ّد َلهُ
شرِكِيَ (َ )42فأَ ِق ْم وَ ْجهَ َ
كَا َن أَكَْث ُرهُ ْم ُم ْ
س ِهمْ
صدّعُونَ (َ )43منْ َك َف َر َفعَلَ ْيهِ ُك ْف ُر ُه َومَنْ َع ِملَ صَالِحًا فَ ِلَأْنفُ ِ
ِمنَ ال ّلهِ َي ْومَِئذٍ يَ ّ
ب اْلكَا ِفرِينَ
ي اّلذِينَ َآمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ ِم ْن فَضْ ِلهِ ِإّنهُ لَا يُحِ ّ
جزِ َ
يَ ْم َهدُونَ ( )44لِيَ ْ
()45
-39وما أعطيتم أكلة الربا من مال ليزيد لكم ف أموالم فل َيزْكو عند ال ول يبارك
فيه ،وما أعطيتم من صدقة تبتغون با وجه ال -بدون رياء ول طمع ف مكافأة -
فأولئك هم أصحاب الضعاف من السنات .
-40ال -سبحانه -الذى أوجدكم ،ث أعطاكم ما تعيشون به ،ث ييتكم ث
يبعثكم من قبوركم .هل هناك من الشركاء -الذين تزعمونم فتعبدونم من دون ال
-من يفعل من اللق والرزق والماتة والحياء شيئا من تلك الفعال؟ تنه ال وتعال
عما يشركون به .
-41ظهر الرق والقحط والفات وكساد التجارة والغرق بسبب ما فعله الناس من
جرائم وآثام ،ليعاقب ال الناس ف الدنيا ببعض أعمالم لعلهم يرجعون عن العاصى .
-42قل -يا أيها النب -للمشركي :سيوا ف نواحى الرض ،فانظروا كيف
كانت ناية الذين مضوا قبلكم ،فسترون أن ال أهلكهم وخرّب ديارهم ،لن
أكثرهم كانوا مشركي مثلكم .
-43فأخلص عبادتك للله الواحد ليصح إسلمك ول تكونن من الشركي ،من
قبل أن يأتى يوم ل يستطيع أحد أن يرده من ال ،يومئذٍ يتفرق الناس وتتلف حالم .
-44من كفر بال فعليه وبال كفره ،ومن آمن وعمل صالا فلنفسهم -وحدها -
214
يسوون طريق النعيم القيم .
-45لن ال يزى الذين آمنوا وعملوا الصالات على ما قدّموا ويزيد جزاءهم
تفضل منه ،لنه يبهم ،ويُبغض الذين كفروا به وأنكروا نعمه .
ك ِبأَ ْم ِرهِ
جرِيَ اْلفُلْ ُ
ت َولِيُذِيقَ ُكمْ ِمنْ َرحْمَِت ِه َولِتَ ْ
شرَا ٍ
وَ ِمنْ َآيَاتِ ِه أَ ْن ُيرْ ِسلَ ال ّريَاحَ مَُب ّ
وَلِتَبَْتغُوا ِم ْن فَضْ ِلهِ َوَلعَلّ ُك ْم َتشْ ُكرُونَ (َ )46وَلقَ ْد أَ ْرسَلْنَا ِم ْن قَبْ ِلكَ ُرسُلًا إِلَى قَ ْو ِمهِمْ
ص ُر الْ ُمؤْمِنِيَ ( )47ال ّلهُ
فَجَاءُوهُ ْم بِالْبَيّنَاتِ فَانَْتقَمْنَا ِم َن الّذِينَ َأ ْجرَمُوا وَكَا َن َحقّا عَلَيْنَا نَ ْ
سفًا فََترَى
جعَ ُلهُ ِك َ
ف َيشَا ُء َويَ ْ
ي سَحَابًا فَيَ ْبسُ ُط ُه فِي السّمَاءِ كَيْ َ
ح فَتُثِ ُ
الّذِي ُيرْ ِسلُ ال ّريَا َ
ج ِمنْ خِلَاِلهِ َفِإذَا أَصَابَ ِب ِه َمنْ َيشَا ُء ِمنْ عِبَا ِدهِ ِإذَا ُه ْم َيسْتَ ْبشِرُونَ ()48
خرُ ُ
ق يَ ْ
الْ َودْ َ
وَإِنْ كَانُوا ِمنْ قَ ْبلِ أَ ْن يَُن ّزلَ عَلَ ْي ِهمْ ِم ْن قَبْ ِلهِ لَمُ ْب ِلسِيَ ( )49فَانْ ُظ ْر ِإلَى َآثَارِ َرحْ َمةِ ال ّلهِ
ك لَمُحْيِي الْ َموْتَى َو ُهوَ َعلَى ُك ّل َشيْ ٍء َقدِيرٌ ()50
ض َب ْعدَ َم ْوِتهَا إِ ّن َذلِ َ
ف يُحْيِي الْأَرْ َ
كَيْ َ
-46ومن الدلئل على قدرة ال ورحته أنه يبعث الرياح مبشرات بالطر الذى يكون
لكم رِيا وسقيا ،وليهبكم من فيض إحسانه النافع الت نشأت من الطر ،ولتجرى
السفن ف الاء بأمر ال وقدرته ،ولتطلبوا الرزق من فضله بالتجارة واستغلل ما ف
الب والبحر ،ولتشكروا ل نعمه بطاعتكم له وعبادتكم إيّاه .
-47ولقد أرسلنا من قبلك رسل إل قومهم ،فجاء كل رسول قومه بالُجج
الواضحة الدالة على صدقه فكذّبه قومه ،فأهلكنا الذين أذنبوا وعصوا .وقد أوجب
ال على نفسه أن ينصر عباده الؤمني .
-48ال -سبحانه وتعال -الذى يُرسل الرياح فتحرك بقوة دفعها السحاب ،
فيبسطه ال ف السماء كيف يشاء هنا وهناك ف قلة أو كثرة ،ويعله قطعا ،فترى
الطر يرج من بي السحاب ،فإذا أنزل ال الطر على من يشاء من عباده يسارعون
إل الِبشْر والفرح .
-49وإنم كانوا قبل أن ينل بم الطر لفى يأس وحية .
-50فانظر نظر تفكر وتدبر إل آثار الطر ،كيف يي ال الرض بالنبات بعد أن
215
كانت هامدة كاليت ،إن الذى َقدِر على إحياء الرض بعد موتا لقادر على إحياء
الوتى من الناس ،وهو تام القدرة ل يعجزه شئ .
-51وأقسم :لئن أرسلنا ريا مضرة بالنبات فرأوه مصفرا بسببها ،لصاروا من بعد
اصفراره يحدون النعمة ويكفرون بال .
-52فل تزن من عنادهم وعدم استجابتهم لك ،فأنت ل تستطيع أن تُسمع الوتى
دعاءك ،ول أن تُسمع الصم نداءك ،إذا زادوا على صممهم بأن فروا عنك معرضي
.
-53وهؤلء كالعمى لغلقهم قلوبم عن الستجابة للهدى ،وأنت ل تستطيع
هداية من فقدوا البصر والبصية وتول بينهم وبي كفرهم ،وإنا تسمع ساع فهم
وقبول من تيأت قلوبم لتلقى اليان .فهؤلء ينقادون للحق مت ظهر .
-54ال الذى خلقكم من نطفة فنشأت ضعافا ،ث جعل لكم من بعد هذا الضعف
قوة بنموكم وبلوغكم حد الرشد ،ث جعل لكم من بعد هذه القوة ضعف الشيخوخة
والشيب ،يلق ما يشاء وهو العليم بتدبي خلقه القدير على إياد ما يشاء .
-55ويوم تقوم الساعة يلف الكافرون أنم ما لبثوا ف الدنيا أو ف قبورهم غي
ساعة ،ومثل ذلك التصرف كانت تصرفهم الشياطي ف الدنيا عن الق إل الباطل .
-56وقال الذين آتاهم ال العلم من النبياء واللئكة والؤمني :لقد لبثتم ف حكم
216
ال وقضائه إل يوم البعث .فهذا يوم البعث الذى أنكرتوه ،ولكنكم كنتم ف الدنيا
ل تعلمون أنه حق ،لهالتكم وإعراضكم .
س فِي
ض َربْنَا لِلنّا ِ
فََيوْمَِئ ٍذ لَا يَ ْنفَ ُع الّذِينَ ظَلَمُوا مَ ْعذِ َرُتهُ ْم َولَا ُهمْ ُيسَْتعْتَبُونَ (َ )57وَلقَدْ َ
هَذَا الْ ُقرْآَ ِن ِمنْ ُك ّل مََثلٍ َولَِئنْ جِئَْت ُهمْ بِ َآَيةٍ لََيقُوَل ّن الّذِينَ َك َفرُوا إِ ْن َأنُْتمْ ِإلّا مُبْطِلُونَ (
ك يَطْبَ ُع ال ّلهُ عَلَى قُلُوبِ اّلذِي َن لَا َيعْلَمُونَ ( )59فَاصِْبرْ إِ ّن وَ ْع َد ال ّلهِ َحقّ َولَا
َ )58ك َذلِ َ
ك اّلذِينَ لَا يُوقِنُونَ ()60
خفّنّ َ
َيسْتَ ِ
217
-1ال :هذه حروف ابتدأ ال با بعض السور ،ليشي با إل إعجاز القرآن الؤلف
من حروف كالروف الت يؤلف منها العرب كلمهم ،ومع ذلك عجزوا عن التيان
بثله ،ولينبّه إل الستماع والنصات ،وكان الشركون قد اتفقوا على أن يَلْغوا فيه
ول يسمعوا .
-2هذه اليات العظيمة آيات القرآن الشتمل على الكمة والصواب .
-3هذه اليات هداية كاملة ورحة شاملة لن يسنون العمل .
-4هم الذين يؤدون الصلة على أكمل وجه ،ويعطون الزكاة لستحقيها ،وهم
بالياة الخرة يؤمنون أقوى اليان .
-5أولئك الؤمنون الحسنون ف أعمالم متمكنون من الدى الذى جاءهم من ربم ،
وأولئك هم -دون غيهم -الفائزون حقا .
-6ومن الناس من يشترى باطل الديث ويقصّه على الناس ،ليصدّهم عن السلم
والقرآن جهل منه با عليه من إث ،ويتخذ دين ال ووحيه سخرية .الذين يفعلون
ذلك لم عذاب يهينهم ويذلم .
-7وإذا تتلى على هذا الضال آيات ال البينات أعرض عنها متكبا ،وحاله ف ذلك
حال من ل يسمع ،كأن ف أذنيه صمما ،فأنذره بأن ال أعد له عذابا شديدا اليلم .
-8إن الذين آمنوا بال وعملوا العمال الطيبة الصالة لم جنات النعيم .
-9يبقون فيها على وجه اللود :وعدهم ال وعْدا ل يتخلف ،وال الغالب على
218
كل شئ .الكيم ف أقواله وأفعاله .
-10خلق ال السموات من غي عُمُد مرئية لكم ،وجعل ف الرض جبال ثوابت ،
لئل تضطرب بكم ،ونشر فيها من كل اليوانات الت تدب وتتحرك ،وأنزلنا من
السماء ماء ،فأنبتنا به ف الرض من كل صنف حسن كثي النافع .
-11هذا ملوق ال أمامكم ،فأرون ماذا خلق الذين تعلونم آلة من دونه حت
يكونوا شركاء له؟ بل الظالون -بإشراكهم -ف ضلل واضح .
-12ولقد أعطينا لقمان الكم والعلم والصابة ف القول ،وقلنا له :اشكر ال على
ما أعطاك من النعم .ومن يشكر فإنا يبتغى الي لنفسه ،ومن كفر النعم ول يشكرها
فإن ال غي متاج إل شكره ،وهو مستحق للحمد وإن ل يمده أحد .
-13واذكر إذ قال لقمان لبنه وهو يعظه :يا بن ،ل تشرك بال أحدا ،إن الشرك
بال لظلم عظيم يسوى بي ال الستحق للعبادة وحده ،وبي من ل يستحقونا من
الوثان وغيها من البعودات .
وَوَصّيْنَا اْلإِْنسَانَ بِوَالِ َدْيهِ حَمَلَ ْت ُه ُأمّ ُه َوهْنًا عَلَى َوهْ ٍن َوفِصَاُلهُ فِي عَامَ ْينِ أَ ِن ا ْشكُ ْر لِي
ك ِبهِ عِ ْل ٌم فَلَا
س لَ َ
ك ِإلَ ّي الْمَصِيُ ( )14وَإِ ْن جَا َهدَاكَ عَلَى أَنْ ُتشْرِ َك بِي مَا لَيْ َ
وَِلوَاِل َديْ َ
تُ ِطعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي ال ّدنْيَا َمعْرُوفًا وَاتّبِعْ سَبِي َل َمنْ أَنَابَ ِإلَ ّي ُثمّ ِإَليّ َم ْرجِ ُع ُكمْ َفُأنَبّئُ ُكمْ
خ َرةٍ أَوْ
صْبِمَا كُنُْتمْ تَعْمَلُونَ ( )15يَا بَُنيّ ِإّنهَا إِ ْن َتكُ مِ ْثقَالَ حَّبةٍ ِم ْن َخرْ َدلٍ فَتَ ُك ْن فِي َ
ض َي ْأتِ ِبهَا ال ّلهُ إِ ّن ال ّلهَ لَطِيفٌ خَبِيٌ ()16
ت َأوْ فِي الْأَرْ ِ
فِي السّمَاوَا ِ
219
-16يا بن :إن السنة أو السيئة للنسان إن تكن -مثل -ف الصغر كحبة
الردل ،فتكن ف أخفى مكان كقلب صخرة أو ف السموات أو ف الرض يظهرها
ال وياسب عليها ،إن ال لطيف ل تفى عليه دقائق الشياء ،خبي يعلم حقائق
الشياء كلها .
ك ِمنْ
ك إِ ّن َذلِ َ
ف وَانْهَ َع ِن الْمُ ْن َكرِ وَاصِْبرْ عَلَى مَا أَصَابَ َ
يَا بَُنيّ َأ ِقمِ الصّلَا َة َوأْ ُمرْ بِالْ َم ْعرُو ِ
حبّ
ض َمرَحًا إِنّ ال ّل َه لَا يُ ِ
ش فِي اْلأَرْ ِ
س َولَا تَمْ ِ
صعّ ْر َخدّكَ لِلنّا ِ
َعزْ ِم اْلأُمُورِ ( )17وَلَا تُ َ
صوَاتِ
ك إِ ّن َأنْ َكرَ اْلأَ ْ
ص ْوتِ َ
ض ِمنْ َ
ُك ّل مُخْتَالٍ فَخُورٍ ( )18وَاقْصِ ْد فِي َمشِْيكَ وَاغْضُ ْ
خ َر َلكُ ْم مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
حمِيِ (َ )19أَلمْ َت َروْا أَ ّن ال ّلهَ سَ ّ
صوْتُ الْ َ
لَ َ
س َمنْ ُيجَا ِدلُ فِي اللّ ِه ِبغَ ْيرِ عِ ْلمٍ َولَا ُهدًى
وََأسْبَغَ عَ َل ْيكُ ْم ِنعَ َمهُ ظَا ِه َر ًة وَبَاطَِن ًة َومِ َن النّا ِ
وَلَا كِتَابٍ مُنِيٍ (َ )20وِإذَا قِي َل َلهُ ُم اتّبِعُوا مَا أَْن َزلَ ال ّلهُ قَالُوا َبلْ نَتِّب ُع مَا َوجَ ْدنَا عَلَ ْيهِ
ب السّعِيِ (َ )21و َمنْ ُيسْ ِل ْم وَ ْج َههُ ِإلَى ال ّلهِ
َآبَا َءنَا َأ َولَوْ كَا َن الشّيْطَانُ َيدْعُوهُ ْم ِإلَى َعذَا ِ
سكَ بِاْلعُ ْر َوةِ اْل ُوثْقَى َوِإلَى اللّهِ عَاقَِبةُ اْلُأمُورِ ()22
سنٌ َف َقدِ اسْتَ ْم َ
حِوَ ُهوَ مُ ْ
-17يا بن :حافظ على الصلة ،وأمر بكل حسن ،وانْه عن كل قبيح ،واحتمل
ما أصابك من الشدائد ،إن ما أوصى ال به هو من المور الت ينبغى الرص عليها
والتمسك با .
-18ول تُ ِملْ خدك للناس تكبا ،ول تش ف الرض مُعجبا بنفسك ،إن ال ل
يب كل متال يعدد مناقبه .
-19وتوسط ف مشيك بي السرعة والبطء ،واخفض من صوتك ،لن أقبح ما
يستنكر من الصوات هو صوت المي ،أوله زفي ما يكره ،وآخره شهيق ما
يستقبح .
-20قد رأيتم أن ال ذلّل لكم ما ف السموات من الشمس والقمر والنجوم
وغيها ،وما ف الرض من النار والثمار والدواب ،وأت عليكم نعمه ظاهرة لكم
ومستورة عنكم ،ومن الناس من يُجادل ف ذات ال وصفاته بل دليل ول رشاد مأثور
عن نب ول وحى يضئ طريق الق .
220
-21وإذا قيل لم :اتبعوا ما أنزل ال من الق والدى ،قالوا :بل نتبع ما وجدنا
عليه آباءنا ،أيتبعونم ولو كان الشيطان يدعوهم إل ضلل يدخلهم عذاب السعي؟ .
-22ومن يتجه إل ال بقلبه ووجهه ويفوض إليه جيع أمره -وهو مسن ف عمله -
فقد تعلق بأقوى السباب الت توصله إل رضا ال ،وإليه -سبحانه -مصي المور
كلها .
ح ُزْنكَ ُك ْف ُر ُه ِإلَيْنَا َمرْ ِج ُعهُ ْم فَنُنَبُّئ ُه ْم بِمَا عَمِلُوا إِ ّن ال ّلهَ عَلِي ٌم ِبذَاتِ
وَ َمنْ َك َفرَ فَلَا يَ ْ
الصّدُورِ ( )23نُمَّت ُعهُ ْم قَلِيلًا ُثمّ نَضْ َط ّر ُهمْ ِإلَى َعذَابٍ غَلِيظٍ (َ )24ولَِئنْ َسَألَْتهُ ْم َمنْ
ح ْمدُ لِ ّل ِه َبلْ أَكَْث ُر ُهمْ لَا َيعْلَمُونَ ( )25لِ ّل ِه مَا
ض لََيقُوُل ّن اللّ ُه ُقلِ الْ َ
خَ َلقَ السّمَاوَاتِ وَالْأَرْ َ
ج َرةٍ
ض ِمنْ شَ َ
ض إِ ّن ال ّلهَ ُهوَ اْلغَِنيّ الْحَمِيدُ ( )26وََل ْو أَنّمَا فِي اْلأَرْ ِ
ت وَاْلأَرْ ِ
فِي السّمَاوَا ِ
حرٍ مَا َنفِ َدتْ كَلِمَاتُ ال ّلهِ إِ ّن ال ّلهَ َعزِي ٌز َحكِيمٌ (
ح ُر يَ ُم ّدهُ ِم ْن َبعْ ِد ِه سَ ْبعَ ُة َأبْ ُ
َأقْلَا ٌم وَالْبَ ْ
)27مَا خَ ْلقُ ُك ْم وَلَا بَعُْث ُكمْ ِإلّا كََنفْسٍ وَاحِ َد ٍة إِ ّن اللّ َه سَمِي ٌع بَصِيٌ ()28
-23ومن ل يعل ذاته ونفسه خالصة ل فل يزنك جحوده وإعراضه ،إلينا -
وحدنا -مرجع هؤلء يوم القيامة ،فنعرض عليهم أعمالم .لننا نيط علما بدخائل
النفوس فكيف بظواهر العمال؟ .
-24نتعهم زمنا قليل ف دنياهم ،ث نلجئهم إل عذاب شديد ل يتمل .
-25وأقسم لك -أيها النب -إن سألتهم من خلق السموات والرض ليقولن :هو
ال ،قل :المد ل الذى أوجد من دلئل وحدانيته ما يهدم ما هم عليه من إشراك
غيه معه ف العبادة .ولكن أكثرهم ل يعلمون أنم بإقرارهم هذا قد أقاموا الُجة
على أنفسهم بفساد عقيدتم .
-26ل ما ف السموات والرض خلقا واقتدارا وتدبيا ،فكيف يتركون عبادته؟
وإن ال -سبحانه -هو الغن عن خلقه وعن عبادتم له .الحمود بذاته .الدير
بالثناء عليه من عباده .
-27ولو تولت كل أشجار الرض أقلما وصارت مياه البحر الكثية مِدادا تكتب
به كلمات ال لفنيت القلم ونفد الداد قبل أن تنفد كلمات ال .لن ال عزيز ل
221
يعجزه شئ .حكيم ل يرج من علمه وحكمته شئ ،فل تنفد كلماته وحكمته .
-28ما خلقكم ابتداء ول بعثكم بعد الوت أمام قدرة ال إل كخلق نفس واحدة أو
بعثها .إن ال سيع لقول الشركي :ل بعث .بصي بأعمالم فيجازيهم عليها .
-29أل تنظر -أيها الكلف -نظر اعتبار أن ال ينقص من زمن الليل بقدر ما يزيد
من النهار ،وينقص من زمن النهار بقدر ما يزيد ف زمن الليل ،وذَلّل الشمس والقمر
لصالكم ،وأخضعهما لنظام بديع ،فيجرى كل منهما ف فلك معي ل ييد عنه ،
ويستمر كذلك إل يوم القيامة ،وأنه -سبحانه -خبي بكل ما تعملون ومازيكم
عليه .
-30ذلك الذكور من عجائب صنع ال وقدرته بسبب أن صانعه هو الله الثابت
اللوهية ،الدير -وحده -بالعبادة ،وإن اللة الت تعبدونا من دونه باطلة
اللوهية ،وإن ال -وحده -هو العلى الشأن ،الكبي السلطان .
-31أل تنظر -أيها النسان -إل الفلك ترى ف البحر برحة ال حاملة على
ظهرها ما ينفعكم ،ليظهر لكم بذلك بعض عجائب صنعه ،ودلئل قدرته .إن ف
ذلك ليات لكل صبّار على بلئه .شكور لنعمائه .
-32هؤلء الاحدون بال إذا ركبوا ف السفن واضطرب بم البحر وارتفعت
أمواجه حت بدت كأنا تظللهم ،وظنوا أنم غارقون -ل مالة -لأوا إل ال
222
يدعونه ف إخلص وخضوع أن ينجيهم ،فلما نّاهم إل الب كان منهم قليل تذكّر
عهده ،واعتدل ف عمله ،ومنهم كثي نسى فضل ربه ،وظل على جحوده به ،ول
ينكر فضل ربه عليه وإحسانه إليه إل كل إنسان شديد الغدر ،مسرف ف الكفر بربه
.
-33يا أيها الناس :افعلوا ما أمركم ربكم به ،واتركوا ما ناكم عنه ،واحذروا
عذابه يوم القيامة ،يوم ل يغن والد فيه عن ولده شيئا ،ول مولود هو مغن عن والده
شيئا ،إن هذا اليوم وعد ال به ،ووعده حق ل يتخلف ،فل تلهينكم زخارف الدنيا
وزينتها عن الستعداد له ،ول ْتدَعّنكُم وساوس الشيطان ،فتصرفكم عن ال وطاعته
.
-34إن ال يثبت عنده علم الساعة فل يعلمها أحد سواه ،وينل الطر ف موعده
الذى ضربه له ،ويعلم ما ف الرحام ،أى يعلم مصي هذا الارج من الرحام إل
الدنيا بي الشقاء والسعادة ،وبي التوفيق والذلن ،وبي مقدار إقامته ف الدنيا
وخروجه منها .وما تعلم نفس بارة أو فاجرة ما تكسبه ف غدها من خي أو شر ،وما
تعلم نفس ببقعة الرض الت فيها ينقضى أجلها ،لن ال تام العلم والبة لكل شئ ،
ول يظهر على غيبه أحدا .
حقّ
ب فِي ِه ِمنْ َربّ اْلعَالَمِيَ ( )2أَ ْم َيقُولُو َن افَْترَا ُه َبلْ ُهوَ الْ َ
ب لَا َريْ َ
ال ( )1تَ ْنزِي ُل الْكِتَا ِ
ك لِتُ ْنذِرَ َق ْومًا مَا أَتَاهُ ْم ِمنْ َنذِيرٍ ِم ْن قَبْ ِلكَ َلعَ ّل ُهمْ َيهَْتدُونَ ()3
ِمنْ َرّب َ
-1ا .ل .م :حروف صيغ منها القرآن ،كما صيغ منها كلمكم ،فإذا عجزت عن
التيان بثله كان عجزكم دليل على أنه من عند ال ،ول يقله بشر .
-2تنيل القرآن من ال رب العالي ومدبر أمورهم ،ل شك ف كونه منلً منه .
-3بل يقولون :اختلقه ممد ،ونسبه ل .ما كان لم أن يقولوا هذا ،بل هو الق
223
النل عليك من ربك لتخوف به قوما ل يأتم من رسول من قبلك ،ترجو بذلك
النذار هدايتهم وإذعانم للحق .
ض َومَا بَيَْنهُمَا فِي سِّت ِة َأيّا ٍم ُثمّ اسَْتوَى عَلَى اْل َعرْشِ مَا
اللّ ُه الّذِي خَ َلقَ السّمَاوَاتِ وَالْأَرْ َ
لَ ُك ْم ِمنْ دُونِ ِه ِمنْ َوِليّ َولَا َشفِي ٍع َأفَلَا تََتذَ ّكرُونَ (ُ )4يدَّبرُ اْلَأمْ َر ِمنَ السّمَا ِء ِإلَى اْلأَرْضِ
ف سََنةٍ مِمّا َت ُعدّونَ (َ )5ذلِكَ عَاِلمُ اْلغَيْبِ
ُثمّ َي ْعرُجُ ِإلَ ْي ِه فِي َيوْمٍ كَا َن ِمقْدَا ُر ُه أَلْ َ
شهَا َدةِ اْل َعزِي ُز ال ّرحِيمُ ( )6اّلذِي َأ ْحسَنَ ُك ّل َشيْءٍ خَلَ َقهُ وََب َدأَ خَ ْلقَ اْلِإْنسَا ِن ِمنْ طِيٍ
وَال ّ
خ فِي ِه ِمنْ رُو ِحهِ َو َجعَلَ
(ُ )7ثمّ َج َعلَ َنسْ َلهُ ِم ْن سُلَاَل ٍة ِمنْ مَا ٍء َمهِيٍ (ُ )8ثمّ َسوّا ُه َونَفَ َ
ض َأئِنّا
شكُرُونَ (َ )9وقَالُوا َأِئذَا ضَلَ ْلنَا فِي اْلأَرْ ِ
لَ ُكمُ السّ ْم َع وَاْلأَبْصَا َر وَاْلَأفْئِ َد َة قَلِيلًا مَا َت ْ
َلفِي خَلْ ٍق َجدِي ٍد َبلْ ُهمْ بِ ِلقَاءِ َرّب ِهمْ كَا ِفرُونَ ()10
-4ال الذى خلق السموات والرض وما بينهما ف ستة أيام ،ث استوى على العرش
استواء يليق به ،ما لكم من دون ال ناصر ينصركم ،ول شفيع لكم ،أتتمادون ف
الكفر والعناد فل تتعظون بواعظ ال؟ .
-5يُدبّر شئون اللق من السماء إل الرض ،ث يصعد إليه أمرها ف يوم مُقدر بألف
سنة من سن الدنيا الت تعدونا .
-6ذلك الوصوف باللق والستواء والتدبي عاِل ٌم ما غاب عن اللق وما شاهدوه ،
الغالب أمره ،الواسع الرحة .
-7الذى أتقن كل شئ خلقه بسب ما تقتضيه حكمته ،وبدأ خلق النسان الول
من طي .
-8ث جعل ذريته -بعد ذلك -متخلقة من ماء قليل ضعيف ل ُي ْؤبَه له ف العادة .
-9ث قوّمه ووضع فيه من سره الذى اختص به ،وجعل لكم السمع والبصار
والعقول لتسمعوا وتبصروا وتعقلوا ،ما تشكرون إل شكرا قليل .
-10وقال النكرون للبعث :أئذا صرنا ترابا متلطا بتراب الرض ل يتميز عنه ،أئنا
لنعود ف خلق جديد؟! ،إنم ل ينكرون البعث -وحده -بل هم بميع ما يكون ف
الخرة مكذبون .
224
ُقلْ يََت َوفّاكُ ْم مَ َلكُ الْ َم ْوتِ اّلذِي وُ ّك َل بِ ُك ْم ثُ ّم ِإلَى َرّبكُ ْم ُترْ َجعُونَ (َ )11وَلوْ َترَى إِذِ
ص ْرنَا َوسَ ِمعْنَا فَارْ ِجعْنَا َنعْ َملْ صَالِحًا ِإنّا
ج ِرمُو َن نَا ِكسُو ُرءُو ِس ِهمْ عِ ْندَ َربّ ِهمْ َربّنَا َأبْ َ
الْمُ ْ
مُوقِنُونَ ( )12وََل ْو شِئْنَا َل َآتَيْنَا ُك ّل َنفْسٍ هُدَاهَا َولَ ِكنْ َح ّق الْ َقوْ ُل مِنّي َلَأمْلَأَ ّن َجهَّنمَ ِمنَ
س َأجْ َمعِيَ (َ )13فذُوقُوا بِمَا َنسِيتُ ْم ِلقَا َء َي ْومِ ُك ْم هَذَا إِنّا َنسِينَاكُ ْم َوذُوقُوا
الْجِّنةِ وَالنّا ِ
ب الْخُ ْلدِ بِمَا ُكنُْتمْ َتعْمَلُونَ (ِ )14إنّمَا ُي ْؤمِ ُن ِبآَيَاتِنَا اّلذِينَ إِذَا ذُ ّكرُوا ِبهَا َخرّوا
َعذَا َ
جدًا َوسَبّحُوا بِحَ ْمدِ َرّب ِهمْ َو ُهمْ لَا َيسْتَكِْبرُونَ ( )15تَتَجَافَى جُنُوبُ ُهمْ َع ِن الْمَضَاجِعِ
سُ ّ
َيدْعُونَ َرّب ُهمْ خَ ْوفًا وَطَ َمعًا َومِمّا َر َزقْنَا ُهمْ يُ ْن ِفقُونَ ()16
-11قل :يتوفاكم ملك الوت الوكل بقبض أرواحكم عند انتهاء آجالكم ،ث إل
ال -وحده -تعودون .
-12ولو أتيح لك أن ترى الجرمي ف موقف الساب ،لرأيت عجبا ،إذ الجرمون
الستكبون منكسو الرءوس خزيا من ربم ،يقولون ف ذلة :ربنا أبصرنا ما كنا
نتعامى عنه ،وسعنا ما كنا نتصامم عنه ،فارجعنا إل الدنيا نعمل صالا غي الذى كنا
نعمله ،إنا موقنون -الن بالق الذى جاء به رسلك .
-13ولو شئنا لعطينا كل نفس هُداها ،ولكن سبق القول من لملن جهنم من
الِنة والناس أجعي ،لعلمنا أن أكثرهم سيختارون الضللة دون الدى .
-14فذوقوا العذاب با غفلتم عن لقاء يومكم هذا ،إنا تركناكم ف العذاب
كالنسيي ،وذوقوا العذاب الدائم الذى ل انقطاع له بسبب كفركم ومعاصيكم .
صدّق بآياتنا الذين إذا وعظوا با خروا ل ساجدين ،ونزّهوا ربم عن كل
-15إنا يُ َ
نقص ،مثني عليه بكل كمال ،وهم ل يستكبون عن النقياد لذه اليات .
-16تتنحى جنوبم عن مضاجعها .يدعون ربم خوفا من سخطه ،وطمعا ف
رحته ،ومن الال الذى رزقناهم به ينفقون ف وجوه الي .
س مَا ُأ ْخفِ َي َلهُ ْم ِمنْ ُقرّ ِة أَعُْي ٍن َجزَا ًء بِمَا كَانُوا َيعْمَلُونَ (َ )17أفَ َمنْ كَانَ
فَلَا َتعْ َلمُ َنفْ ٌ
ت فَ َل ُهمْ
مُ ْؤمِنًا كَ َمنْ كَا َن فَا ِسقًا لَا َيسْتَوُونَ (َ )18أمّا الّذِينَ َآمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَا ِ
سقُوا فَ َم ْأوَا ُهمُ النّارُ كُلّمَا
جَنّاتُ الْ َم ْأوَى ُن ُزلًا بِمَا كَانُوا َيعْمَلُونَ (َ )19وَأمّا الّذِينَ َف َ
225
خ ُرجُوا مِ ْنهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِي َل َلهُ ْم ذُوقُوا َعذَابَ النّا ِر الّذِي كُنُْت ْم ِبهِ
أَرَادُوا أَ ْن يَ ْ
ب اْلأَ ْدنَى دُونَ اْل َعذَابِ اْلأَكَْب ِر لَعَ ّل ُهمْ يَ ْر ِجعُونَ (
تُ َك ّذبُونَ ( )20وَلَُنذِيقَنّ ُه ْم ِمنَ اْلعَذَا ِ
ي مُنَْتقِمُونَ ()22
ج ِرمِ َ
)21وَ َم ْن أَظْ َل ُم مِ ّمنْ ذُ ّكرَ ِب َآيَاتِ َرّبهِ ُث ّم أَ ْعرَضَ عَ ْنهَا إِنّا ِمنَ الْمُ ْ
ب فَلَا َت ُكنْ فِي ِمرَْي ٍة ِمنْ ِلقَاِئهِ وَ َجعَلْنَاهُ ُهدًى لِبَنِي إِ ْسرَائِيلَ (
وََل َقدْ َآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَا َ
)23
-17فل تعلم نفس مقدار ما أعده ال وأخفاه لؤلء من النعيم العظيم ،الذى تقر به
عيونم ،جزاء با كانوا يكسبون من الطاعة والعمال .
-18أيستوى الناس ف جزائهم وقد اختلفوا ف أعمالم؟ أفمن كان مؤمنا بال كمن
كان كافرا به عاصيا له؟ ل يستوون!
-19أما الذين آمنوا وعملوا الصالات فلهم جنات الأوى الت فيها مساكنهم ،
كرامة لم با كانوا يعملون .
-20وأما الذين خرجوا عن طاعة ال بكفرهم فمقامهم الذى أُ ِعدّ لم النار ،كلما
حاولوا الروج منها أعيدوا فيها ،وقيل لم :ذوقوا عذاب النار الذى كنتم ف الدنيا
تصرون على التكذيب به .
-21وُنقْسم :لنذيقنهم ف الدنيا عذاب الذلن قبل أن يصلوا إل العذاب الكب ،
وهو اللود ف النار ،لعل العذبي بالعذاب الدن يتوبون عن الكفر .
-22ول أحد أشد ظلما للحق ولنفسه من إنسان ذُ ّك َر بآيات ال وحججه البينات ث
انصرف عن اليان با مع وضوحها ،إننا من كل مرم سننتقم .
-23ولقد آتينا موسى التوراة فل تكن ف شك من لقاء موسى للكتاب ،وجعلنا
الكتاب النل على موسى هاديا لبن إسرائيل .
ك ُهوَ
وَ َجعَلْنَا مِ ْن ُه ْم أَئِ ّم ًة َي ْهدُو َن ِبأَ ْم ِرنَا لَمّا صََبرُوا وَكَانُوا ِبآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ ( )24إِنّ َربّ َ
َيفْصِ ُل بَيَْن ُهمْ َيوْ َم اْلقِيَا َمةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَ ِلفُونَ ( )25أَ َوَلمْ َي ْهدِ لَ ُهمْ َك ْم أَهْ َلكْنَا ِمنْ
ت َأفَلَا َيسْ َمعُونَ (َ )26أ َولَمْ
قَبْ ِل ِهمْ ِمنَ اْل ُقرُو ِن يَ ْمشُو َن فِي َمسَاكِِن ِهمْ إِ ّن فِي َذِلكَ َل َآيَا ٍ
سهُمْ
ج ِبهِ زَرْعًا َتأْ ُكلُ مِنْ ُه َأْنعَا ُمهُ ْم َوأَْن ُف ُ
خرِ ُ
جرُ ِز فَنُ ْ
ض الْ ُ
ق الْمَا َء ِإلَى الْأَرْ ِ
َيرَوْا َأنّا َنسُو ُ
226
ح لَا
ح إِنْ كُنُْتمْ صَا ِدقِيَ (ُ )28قلْ َيوْ َم اْلفَتْ ِ
صرُونَ ( )27وََيقُولُو َن مَتَى َهذَا اْلفَتْ ُ
َأفَلَا يُبْ ِ
يَ ْنفَعُ اّلذِينَ َك َفرُوا إِيَانُ ُه ْم وَلَا هُ ْم يُنْ َظرُونَ (َ )29فأَ ْعرِضْ عَ ْن ُهمْ وَانْتَ ِظرْ ِإّن ُهمْ مُنْتَ ِظرُونَ (
)30
-1يا أيها النب :استمر على ما أنت عليه من تقوى ال ،ول تقبل رأيا من الكافرين
والنافقي ،إن ال ميط علما بكل شئ ،حكيم ف أقواله وأفعاله .
227
ك إِ ّن اللّهَ كَا َن بِمَا َتعْمَلُونَ خَبِيًا ( )2وََتوَ ّكلْ عَلَى ال ّلهِ
ك ِمنْ َربّ َ
وَاتّبِ ْع مَا يُوحَى ِإلَيْ َ
وَ َكفَى بِال ّلهِ وَكِيلًا ( )3مَا جَ َعلَ ال ّل ُه ِلرَ ُجلٍ مِ ْن قَلْبَ ْي ِن فِي َج ْوفِ ِه َومَا جَ َع َل أَ ْزوَاجَ ُكمُ
اللّائِي تُظَاهِرُو َن مِ ْنهُ ّن ُأ ّمهَاتِ ُك ْم وَمَا جَ َع َل َأدْعِيَاءَ ُكمْ أَبْنَاءَ ُك ْم َذلِ ُك ْم قَ ْوُلكُ ْم ِبأَ ْفوَا ِهكُمْ
ح ّق وَ ُهوَ َي ْهدِي السّبِيلَ ( )4ادْعُو ُهمْ ِل َآبَاِئ ِهمْ ُهوَ َأ ْقسَطُ عِ ْندَ ال ّل ِه َفإِنْ َلمْ
وَال ّلهُ َيقُو ُل الْ َ
َتعْلَمُوا َآبَا َء ُهمْ َفِإخْوَانُ ُكمْ فِي الدّينِ َو َموَالِي ُك ْم وَلَيْسَ عَلَ ْيكُ ْم جُنَاحٌ فِيمَا َأخْ َط ْأتُ ْم ِبهِ
ي ِمنْ
ت قُلُوُبكُ ْم وَكَانَ ال ّلهُ َغفُورًا َرحِيمًا ( )5النِّبيّ َأ ْولَى بِالْ ُم ْؤمِنِ َ
وََل ِكنْ مَا َتعَ ّمدَ ْ
ب اللّ ِه ِمنَ
ض فِي كِتَا ِ
ضهُ ْم َأوْلَى بَِبعْ ٍ
سهِ ْم َوأَ ْزوَاجُ ُه ُأ ّمهَاُتهُ ْم َوأُولُو اْلأَرْحَا ِم َبعْ ُ
َأنْ ُف ِ
ك فِي اْلكِتَابِ
ي وَالْ ُمهَا ِجرِي َن ِإلّا أَ ْن َتفْعَلُوا ِإلَى َأوْلِيَائِ ُك ْم مَ ْعرُوفًا كَا َن َذلِ َ
الْمُ ْؤمِنِ َ
َمسْطُورًا ()6
-2واتبع الوحى الذى ينل عليك من ربك ،إن ال الذى يوحى إليك خبي بدقائق
ما تعمل -أنت -ويعمل الكافرون والنافقون .
-3وفوض جيع أمورك إل ال ،وكفى بال حافظا موكولً إليه كل أمر .
-4ما جعل ال لرجل من قلبي ف جوفه ،وما جعل زوجة أحدكم حي يقول لا :
أنت علىّ كظهر أمّى ُأمّا له ،وما جعل الولد الذين تتبنوهم أبناء لكم يأخذون حكم
البناء من النسب .ذلكم -أى جعْلِكُم الدعياء أبناء -قول يصدر من أفواهكم ل
حقيقة له ،فل حكم يترتب عليه ،وال يقول المر الثابت الحقق ،ويرشدكم إليه ،
وهو -وحده سبحانه -يهدى الناس إل طريق الصواب .
-5اْنسِبُوا هؤلء الولد لبائهم القيقيي هو أعدل عند ال ،فإن ل تعلموا آباءهم
النتسبي بق إليهم فهم إخوانكم ف الدين ونصراؤكم ،ول إث عليكم حي تنسبونم
إل غي آبائهم خطأ ،ولكن الث فيما تقصده قلوبكم بعد أن تبيّن لكم المر .وال
يغفر لكم خطأكم ،ويقبل توبة متعمدكم .
-6النب -ممد -أحق ولية بالؤمني ،وأرحم بم من نفوسهم ،فعليهم أن يبوه
ويطيعوه ،وأزواجه أمهاتم ف التوقي وحرمة التزوج بن بعده ،وذوو القرابات أول
من الؤمني والهاجرين بأن يتوارثوا فيما بينهم فرضا ف القرآن .لكن يوز أن تقدموا
228
إل َم ْن وَاليتم ف الدين من غي القارب معروفا ،فتعطوه -برا وعطفا عليه -أو
توصوا له بزء من مالكم .كان ذلك التوارث بالرحام ف الكتاب مقررا ل يعتريه
تبديل .
229
-12واذكر ما حدث من النافقي ومرضى القلوب بالريب حي يقولون :ما وعدنا
ال ورسوله إل وعدا باطلً قصد به التغرير بنا .
وَِإ ْذ قَالَتْ طَاِئ َفةٌ مِ ْن ُه ْم يَا َأ ْهلَ يَ ْث ِربَ لَا مُقَا َم َلكُ ْم فَا ْرجِعُوا َوَيسْتَ ْأذِ ُن َفرِي ٌق مِ ْن ُهمُ النِّبيّ
َيقُولُو َن إِ ّن بُيُوتَنَا َعوْ َر ٌة َومَا ِهيَ ِب َعوْ َرةٍ إِ ْن ُيرِيدُو َن ِإلّا ِفرَارًا (َ )13وَلوْ ُدخِلَتْ عَلَ ْي ِهمْ
ِمنْ َأقْطَا ِرهَا ُثمّ سُئِلُوا اْلفِتَْنةَ َل َآتَ ْوهَا َومَا تَلَبّثُوا ِبهَا إِلّا َيسِيًا (َ )14وَلقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا
اللّ َه ِمنْ قَ ْب ُل لَا ُي َولّو َن اْلأَ ْدبَارَ وَكَانَ َعهْ ُد ال ّلهِ َمسْئُولًا (ُ )15قلْ َل ْن يَ ْنفَ َع ُكمُ اْلفِرَا ُر إِنْ
َفرَ ْرتُ ْم ِمنَ الْ َم ْوتِ َأوِ اْلقَ ْتلِ َوِإذًا لَا تُمَّتعُو َن ِإلّا قَلِيلًا (ُ )16قلْ َم ْن ذَا اّلذِي َيعْصِ ُم ُكمْ ِمنَ
جدُو َن َل ُهمْ ِم ْن دُونِ ال ّل ِه وَلِيّا وَلَا نَصِيًا
اللّ ِه إِ ْن أَرَادَ ِبكُ ْم سُوءًا َأ ْو أَرَا َد ِبكُمْ َرحْ َم ًة وَلَا يَ ِ
ي ِلِإخْوَانِ ِه ْم هَلُ ّم ِإلَيْنَا َولَا َي ْأتُو َن الَْبأْسَ ِإلّا
ي مِ ْنكُ ْم وَاْلقَائِلِ َ
(َ )17قدْ َيعْ َلمُ ال ّلهُ الْ ُم َع ّوقِ َ
قَلِيلًا ()18
-13واذكر حي قالت طائفة من النافقي وضعاف العزائم :يا أهل الدينة ،ل وجه
لبقائكم هنا ف معركة خاسرة ،فارجعوا إل منازلكم .ويستأذن فريق منهم الرسول
ف الرجوع إل الدينة ،ويقولون إن بيوتنا غي مصنة ،ول بد لنا من الرجوع
لراستها ،وما كانت بيوتم معرضة كما يقولون ،وما يريدون إل الفرار من العركة
بذا العذر الكاذب .
-14ولو دخلت الحزاب عليهم الدينة من كل جوانبها ،ث طلب منهم أن يعلنوا
رجوعهم عن السلم ويقاتلوا السلمي لستجابوا لا طلب منهم ،وما انتظروا ف
ذلك إل وقتا قصيا .
-15ولقد كان هؤلء الفارون من ميدان القتال عاهدوا ال -من قبل هذه الغزوة -
أن يثبتوا ف القتال مع الرسول ول يفروا .وكان عهد ال مسئول عن صاحبه ،يب
عليه الوفاء به .
-16قل لم :لن ينفعكم الرب إن هربتم من الوت أو القتل وقد حضر أجلكم ،
وإذا ل يضر وبقيتم ل تُ َمّتعُون ف الدنيا إل مدة أعماركم ،وهى قليلة .
-17قل لؤلء الترددين :من ذا الذى ييكم من ال إن أراد بكم شرا ،أو ينع
230
الي عنكم إن أراد بكم رحة؟ ول يدون لم من دون ال ميا ول مغيثا .
-18إن ال يعلم الثبطي منكم والذين يقولون لخوانم :انضموا إلينا ،ول يأتون
شدة الرب إل إتيانا قليلً .
ُ -19حرَصاء عليكم ف الظاهر حيث ل خوف ،فإذا جاء الوف من قبل العدو أو
من قبل الرسول -صلى ال عليه وسلم -رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم حائرة ،
كحال الغشى عليه من سكرات الوت ،فإذا ذهب الوف بالغوا ف ذمكم وشتمكم
بألسنة قاطعة ،بلء بكل خي .أولئك ل يؤمنوا بقلوبم وإن أعلنوا إسلمهم فأبطل
ال أعمالم بإضمارهم الكفر ،وكان ذلك الحباط أمرا هينا على ال .
-20يظن هؤلء النافقون أن جيوش الكفار التحزبة ل تزال مكانا تاصر الدينة ،
وإن يأت الحزاب كرة أخرى يَتَ َمنّ البناء أن لو كانوا يعيشون مع العراب ف
البوادى يتسقطون أخباركم ،ولو ظل هؤلء ف معسكرهم ول يفروا والتحم اليشان
ما قاتلوا معكم إل قليل للرياء والسمعة .
-21لقد كان لكم ف رسول ال قدوة حسنة لن كان يرجو رحة ال ونعيم اليوم
الخر ،وذكر ال كثيا ف الوف والرجاء والشدة والرخاء .
-22ولّا رأى الؤمنون الحزاب الشركي قالوا :هذا ما وعدنا ال ورسوله من
231
قبل ،فقد وعدنا بالشدائد ث النصر ،وصدق ال ورسوله ،وما زادتم هذه الشدائد
إل قوة إيان بال وحسن تسليم لقضائه .
ص َدقُوا مَا عَا َهدُوا اللّهَ عَلَ ْي ِه فَمِ ْن ُه ْم َمنْ قَضَى نَحَْب ُه وَمِ ْن ُهمْ مَ ْن يَنْتَ ِظرُ
ِمنَ الْ ُم ْؤمِنِيَ ِرجَالٌ َ
ي إِ ْن شَا َء َأوْ
ب الْمُنَا ِفقِ َ
ص ْدقِ ِه ْم وَُي َعذّ َ
ي بِ ِ
جزِيَ ال ّل ُه الصّا ِدقِ َ
وَمَا َبدّلُوا تَ ْبدِيلًا ( )23لِيَ ْ
يَتُوبَ عَلَ ْي ِه ْم إِنّ ال ّلهَ كَانَ َغفُورًا َرحِيمًا ( )24وَ َردّ ال ّلهُ اّلذِينَ َك َفرُوا ِبغَيْ ِظهِ ْم َلمْ يَنَالُوا
خَ ْيرًا وَ َكفَى اللّ ُه الْ ُمؤْمِنِيَ اْلقِتَا َل وَكَانَ ال ّل ُه َقوِيّا َعزِيزًا ( )25وََأْنزَ َل الّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ
ب َفرِيقًا تَقْتُلُو َن َوتَ ْأ ِسرُو َن َفرِيقًا
ف فِي قُلُوِب ِهمُ الرّعْ َ
ِمنْ َأ ْهلِ اْلكِتَابِ ِمنْ صَيَاصِي ِه ْم َوقَذَ َ
ض ُهمْ َو ِديَا َر ُهمْ َوَأمْوَاَلهُ ْم َوأَرْضًا َل ْم تَطَئُوهَا وَكَا َن ال ّلهُ عَلَى ُكلّ َشيْءٍ
( )26وََأوْ َرثَ ُك ْم أَرْ َ
ك إِنْ كُنُْت ّن ُت ِردْنَ الْحَيَا َة ال ّدنْيَا وَزِينََتهَا فََتعَالَ ْينَ
َقدِيرًا ( )27يَا أَّيهَا النِّب ّي ُقلْ ِلأَ ْزوَاجِ َ
ُأمَتّ ْع ُكنّ َوأُ َس ّرحْ ُكنّ َسرَاحًا جَمِيلًا ()28
-23من هؤلء الؤمني رجال عاهدوا ال على الثبات ف القتال مع الرسول فوفوا با
عاهدوا ،فمنهم من نال شرف الستشهاد ،ومنهم من بقى حيا ينتظر أن ينال هذا
الشرف ،وما بدلوا عهد ال الذى قطعوه على أنفسهم ،ول غيوا شيئا منه .
-24ليجزى ال الؤمني الصادقي بصدقهم ف إيانم ووفائهم بعهدهم ،ويعذب
النافقي -إن شاء -أو يوفق الستعد منهم إل التوبة ،إن ال كان غفورا بقبول
التوبة .رحيما بالعفو عن العصية .
-25ور ّد ال الكفار التحزبي على الرسول متلئة قلوبم بالغيظ ل ينالوا خيا من
نصر أو غنيمة ،وكفى ال الؤمني مشقة قتالم با سلطه عليهم من الريح واللئكة ،
وكان ال قويا على تنفيذ ما يريد ،عزيزا ل يغلبه غالب .
-26وأنزل ال الذين عاونوا الحزاب من أهل الكتاب -وهم يهود بن قريظة -
من قلعهم الت يتحصنون با ،وألقى ف قلوبم الرعب .فريقا تقتلون -وهم
الرجال -وتأسرون فريقا آخر وهو النساء والذرارى .
-27وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالم وأرضا ل تطأها أقدامكم من قبل ،وكان
ال -سبحانه -قديرا على تنفيذ كل شئ يريد .
232
-28يا أيها النب :قل لزواجك -ناصحا لن : -إن كنت تردن الياة الدنيا
ومتعتها فأقبلن أدفع إليكن ما يُخفف وحشة الطلق ،فيكون متعة لَ ُكنّ ،وأطلقكن
طلقا ل إساءة معه .
-29وإن كنت تؤثرن حب ال ورسوله ونعيم الدار الخرة ،وترضي با أنُتنّ فيه من
خشونة عيش ،فإن ال أعد لمثالكن من الحسنات ف أعمالن أجرا ل يقدر قدره .
-30يا نساء النب :من يفعل منكن خطيئة ظاهرة ف قبحها يضم إل عذابا عذابان ،
حت تكون ثلثة بالقياس إل عذاب غيها ،وكان ذلك التضعيف على ال هينا .
-31ومن يدم منكن على الضوع ل ورسوله ،وتعمل صالا يعطها ال أجرها
مرتي ،وأعددنا لا ف الخرة رزقا جليل القدر .
-32يا نساء النب :لست ف الفضل والشرف كأحد من النساء ،إن أردتن التقوى
فل تتحدثن بكلم فيه طراوة وتكسر ،فيطمع فيكن من ف قلبه فساد ،وليكن قولكن
قول متعارفا غي متكلف .
-33واْلزَ ْم َن بيوتكن ل ترجن إل لاجة شرع ال الروج لقضائها ،ول تُظْهرن
ماسنكن وزينتكن للرجال إذا خرجت .كما كانت تفعل أهل الهالة الول ،وأدين
الصلة كاملة ،وأعطي الزكاة ،وامتثلن أمر ال ورسوله .إنا يريد ال -بكل ما
يأمركن به وينهاكن عنه -الشرف والكرامة .ليذهب عنكم الث والعصية -يا أهل
233
بيت النب -ويطهركم تطهيا ل يالطه شبهة .
-34واحفظن ما يقرأ ف بيوتكن من آيات القرآن الت أنزلا ال ،وما ينطق به
رسول ال من الكم السديد .إن ال كان عالا بغوامض الشياء وحقائقها ،فاحذرن
مالفته ومعصية رسوله .
ت وَالصّادِقِيَ
ي وَاْلقَانِتَا ِ
ت وَاْلقَانِتِ َ
ي وَالْ ُم ْؤمِنَا ِ
ت وَالْ ُم ْؤمِنِ َ
ي وَالْ ُمسْلِمَا ِ
إِنّ الْ ُمسْ ِلمِ َ
ص ّدقَاتِ
ي وَالْمُتَ َ
ص ّدقِ َ
ي وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَ َ
ت وَالْخَا ِشعِ َ
وَالصّادِقَاتِ وَالصّاِبرِي َن وَالصّابِرَا ِ
ت وَالذّا ِكرِينَ ال ّلهَ كَثِيًا
ي ُفرُو َج ُهمْ وَالْحَافِظَا ِ
ت وَالْحَافِظِ َ
ي وَالصّائِمَا ِ
وَالصّائِمِ َ
وَالذّا ِكرَاتِ أَ َع ّد اللّ ُه َل ُهمْ َم ْغفِ َر ًة َوأَ ْجرًا عَظِيمًا ( )35وَمَا كَا َن لِ ُم ْؤمِ ٍن َولَا ُمؤْمَِن ٍة ِإذَا
قَضَى ال ّلهُ وَ َرسُوُلهُ أَ ْمرًا أَ ْن َيكُونَ َل ُهمُ الْخَِي َر ُة ِمنْ أَ ْم ِرهِ ْم َومَ ْن َيعْصِ ال ّل َه وَرَسُولَ ُه َف َقدْ
سكْ َعلَ ْيكَ
ضلّ ضَلَالًا مُبِينًا ( )36وَِإ ْذ َتقُولُ لِ ّلذِي َأنْ َعمَ ال ّلهُ عَلَ ْي ِه َوأَْنعَمْتَ َعلَ ْيهِ َأ ْم ِ
َ
خشَاهُ
س وَال ّل ُه أَ َح ّق أَ ْن تَ ْ
خشَى النّا َ
سكَ مَا اللّ ُه مُ ْبدِي ِه َوتَ ْ
خفِي فِي َنفْ ِ
َزوْ َجكَ وَاّتقِ ال ّلهَ َوتُ ْ
ي َحرَجٌ فِي أَ ْزوَاجِ
فَلَمّا قَضَى َزْي ٌد مِ ْنهَا وَ َطرًا َزوّجْنَا َكهَا ِلكَ ْي لَا َيكُونَ عَلَى الْ ُم ْؤمِنِ َ
َأدْعِيَاِئ ِهمْ ِإذَا قَضَوْا مِ ْنهُ ّن وَ َطرًا وَكَا َن َأ ْمرُ ال ّلهِ مَ ْفعُولًا ()37
234
عليه بالتربية والعتق ،أمسك عليك زوجك -زينب بنت جحش -واتق ال فيها ،
واصب على معاشرتا ،وتفى ف نفسك ما ال مظهره من أنه سيطلقها وأنك
ستتزوجها ،وتاف أن يُعيّرك الناس ،وال هو الدير بأن تافه ،ولو كان ف ذلك
مشقة عليك .فلما قضى زيد منها حاجته وطلقها تلصا من ضيق الياة معها
زوجناكها .لتكون قدوة ف إبطال هذه العادة الرذولة ،ول يتحرج السلمي بعد
ذلك من التزوج بزوجات من كانوا يتبنونم بعد طلقهن .وكان أمر ال الذى يريده
واقعا ل مالة .
-38ما كان على النب من إث ف عمل أمره ال به ،سن ال سنته مع النبياء من قبل
ال يظر عليهم ما أباح لم ووسع عليهم ،وكان أمر ال قضاء مقضيا وحكما مثبوتا
.
-39الذين يُبلّغون إل الناس رسالت ال كما أنزلا ،ويافونه ول يافون أحدا سواه
،وكفى أن يكون ال هو الرقيب الحاسب .
-40ما كان ممد أبا أحد من رجالكم حت يرم عليه التزوج من مطلقته ،ولكن
رسول ال وخات النبيي ،عليه أن يؤدى رسالته كما أمره ربه من غي خشية أحد ،
وكان ال بكل شئ ميطا علمه .
-42 ، 41يا أيها الذين آمنوا :اثنوا على ال بضروب الثناء وأكثروا من ذلك ،
ونزّهوه عن كل ما ل يليق به أول النهار وآخره .
235
-43وهو الذى يتعهدكم برحته ولطفه ،وملئكته تطلب الغفرة والداية لكم ،
ليخرجكم ال بذلك من ظلمات الكفر والضلل إل نور اليان والطاعة ،وكان ال
بالؤمني عظيم الرحة .
-44تيتهم من ال يوم يلقونه أمن وسلم لم ،وهيّأ لم على أعمالم أجرا سخيا
يشعرهم بفضله .
-45يا أيها النب :إنا بعثناك إل الناس برسالة السلم تشهد بالق ،وتبشر الؤمني
با يكون لم من خي وثواب ،وتنذر الكافرين بسوء الصي .
-46وداعيا اللق إل ال بأمره ،وسراجا يهدى بنوره الاضرين ف ظلمات الشك .
-47وبشر الؤمني بأن لم مزيدا كبيا من الي ف الدنيا والخرة .
-48ول تطع الكافرين والنافقي ول تعبأ بأذاهم ،واجعل ال وكيلك يدفع عنك
ضرهم وشرهم وحسبك ال وكيل يكفيك ويغنيك .
-49يا أيها الذين آمنوا إذا عقدت على الؤمنات ث طلقتموهن من قبل أن تدخلوا بن
،فليس لكم عليهن عدة تستوفون عددها ،فأعطوهن شيئا من الال جبا لاطرهن ،
وأخرجوهن من بيوتكم من غي إضرار بن .
-50يا أيها النب :إنا أبنا لك أزواجك اللتى أعطيتهن مهورهن ،وأبنا لك ما
236
ملكت يينك من الماء ما أنعم ال به عليك ،وأحللنا لك التزوج من بنات عمك
وبنات عماتك ،وبنات خالك وبنات خالتك اللتى هاجرن معك ،وأحللنا لك
امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها لك بل مهر ،وأنت تريد نكاحها وترغب فيها .خلصت
لك هذه البة من دون الؤمني فل تل لم .قد علمنا ما فرضناه على الؤمني ف
أزواجهم وإمائهم من أحكام .وما رخصنا لك فيه دونم .لئل يكون عليك ضيق فيما
شرعناه لك .وكان ال غفورا لذنوب عباده رحيما بالتوسعة عليهم .
-51تؤخر مَن تشاء منهن ف القسم ،وتدن إليك مَن تشاء ،ومن طلبت من أخرت
قسمها فل مؤاخذة عليك ،ذلك التفويض إل مشيئتك أقرب إل سرورهن وُبعْد
الزن عنهن ،ويرضي كلهن با آتيتهن ،وال يعلم ما ف قلوبكم من السخط أو
الرضا با شرع ،وكان ال عليما با ف الصدور .حليما ل يعاجل بالعقوبة .
-52ل يل لك النساء من بعد ،ول أن تطلقهن لتستبدل بن من النساء من تشاء ،
ولو أعجبك حسنهن ،ولكن ال أحل لك ما تلكه يدك من الماء ،وكان ال مطلعا
على كل شئ ،حافظا له .
-53يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت النب إل ف حال إذنه لكم لتناول الطعام
غي منتظرين وقت إدراكه ،ولكن إذا دعاكم الرسول فادخلوا ،فإذا طعمتم
237
فانصرفوا ،ول تكثوا بعد ذلك مستأنسي لديث بعضكم بعضا .لن الدخول بدون
إذنه وإطالة الكث بعد الطعام كان يؤذى النب فيستحى أن يطلب إليكم الروج ،
ولكن ال -تعال -ل ينعه من الهر بالق ما ينع الخلوقي ،وإذا سألتم إحدى
زوجات النب -صلى ال عليه وسلم -حاجة فاسألوهن من وراء حجاب ،ذلك
أعظم طهارة لقلوبكم وقلوبن من وساوس الشيطان ،وما صح لكم أن تؤذوا رسول
ال ول أن تتزوجوا نساءه من بعده أبدا .احتراما له ولن .إن ذلكم كان عند ال
ذنبا عظيما .
خفُوهُ َفإِ ّن ال ّلهَ كَا َن ِب ُكلّ َشيْءٍ عَلِيمًا ( )54لَا جُنَاحَ عَلَ ْي ِه ّن فِي
إِ ْن تُ ْبدُوا شَيْئًا َأوْ تُ ْ
َآبَائِ ِه ّن وَلَا َأبْنَاِئهِ ّن َولَا ِإخْوَانِ ِه ّن وَلَا َأبْنَا ِء ِإ ْخوَاِنهِ ّن َولَا َأبْنَاءِ أَ َخوَاِت ِهنّ َولَا ِنسَائِ ِه ّن وَلَا مَا
ي ال ّلهَ إِ ّن ال ّلهَ كَانَ عَلَى ُكلّ َشيْ ٍء َشهِيدًا ( )55إِنّ ال ّل َه َومَلَائِكََتهُ
ت َأيْمَاُنهُ ّن وَاّتقِ َ
مَلَكَ ْ
يُصَلّونَ عَلَى النِّبيّ يَا َأيّهَا الّذِينَ َآمَنُوا صَلّوا عَلَ ْي ِه وَسَلّمُوا َتسْلِيمًا ( )56إِ ّن اّلذِينَ
يُ ْؤذُونَ ال ّل َه وَرَسُولَ ُه َلعََنهُ ُم اللّ ُه فِي ال ّدنْيَا وَاْلآَ ِخ َر ِة وَأَ َع ّد َل ُهمْ َعذَابًا ُمهِينًا ( )57وَالّذِينَ
ت ِبغَ ْيرِ مَا اكَْتسَبُوا َفقَ ِد احْتَمَلُوا ُبهْتَانًا وَِإثْمًا مُبِينًا ( )58يَا
ي وَالْمُ ْؤمِنَا ِ
يُ ْؤذُونَ الْ ُم ْؤمِنِ َ
ك َأ ْدنَى
ي ُي ْدنِيَ عَلَ ْي ِه ّن ِمنْ جَلَابِيِبهِ ّن َذلِ َ
ك َوبَنَاِتكَ َوِنسَاءِ الْ ُم ْؤمِنِ َ
َأيّهَا النِّب ّي ُقلْ ِلأَ ْزوَاجِ َ
أَ ْن يُ ْع َر ْفنَ فَلَا ُيؤْ َذْينَ وَكَا َن ال ّلهُ َغفُورًا َرحِيمًا ( )59لَِئنْ َل ْم يَنَْتهِ الْمُنَا ِفقُو َن وَاّلذِي َن فِي
ك فِيهَا ِإلّا قَلِيلًا (
ك ِبهِ ْم ُثمّ لَا يُجَاوِرُونَ َ
ض وَالْ ُم ْر ِجفُو َن فِي الْ َمدِيَنةِ لَُن ْغ ِريَنّ َ
قُلُوِب ِهمْ َمرَ ٌ
)60
-54إن تظهروا شيئا ما يؤذيه أو تفوه ف صدوركم فإن ال كان بكل شئ عليما .
-55ل إث على نساء النب أل يتجب من آبائهن ول أبنائهن ول إخوانن ول أبناء
إخوانن ول أبناء أخواتن ول النساء الؤمنات ول العبيد الملوكي لن لشدة الاجة
إليهم ف الدمة ،واتقي ال فيما أمركن به ،فل تتجاوزن حدوده .لنه كان بكل
شئ عالا ل تفى عليه خافية .
-56إن ال يرحم نبيه ويرضى عنه ،واللئكة يدعون له ،يا أيها الذين آمنوا صلوا
عليه وسلموا تسليما .
238
-57إن الذين يؤذون ال ورسوله بتحديهما والتحريض على الكفر بما طردهم ال
ف الدنيا والخرة من رحته ،وأعد لم عذابا يذل كبياءهم .
-58والذين يؤذون الؤمني والؤمنات بقول أو فعل من غي ذنب فعلوه فقد تملوا
وزر كذبم عليهم ،وأتوا ذنبا ظاهر القبح .
-59يا أيها النب قل لزواجك وبناتك ونساء الؤمني :يسدلن على أجسامهن من
جلبيبهن ،وذلك اللباس على هذا الال أول وأحق بأن يعرفن فل يُتعرض لن
بأذى ،وكان ال غفورا رحيما لن أقلع عن ذنوبه .
-60أقسم :إن ل يكف النافقون والذين ف قلوبم مرض والشيعون للخبار الكاذبة
ف الدينة لنسلطنك عليهم ،ث ل يكون لم بقاء بوارك فيها إل زمنا قليلً .
ي َأيْنَمَا ُث ِقفُوا أُ ِخذُوا َوقُتّلُوا َتقْتِيلًا ( )61سُّنةَ ال ّل ِه فِي اّلذِينَ خَلَوْا ِم ْن قَ ْب ُل وََلنْ
مَ ْلعُونِ َ
سَألُكَ النّاسُ َع ِن السّا َع ِة ُقلْ ِإنّمَا عِ ْل ُمهَا عِ ْن َد ال ّلهِ َومَا
جدَ ِلسُنّ ِة اللّ ِه تَ ْبدِيلًا (َ )62ي ْ
تَ ِ
ُيدْرِيكَ َل َعلّ السّا َعةَ تَكُونُ َقرِيبًا ( )63إِ ّن ال ّلهَ َل َعنَ اْلكَا ِفرِي َن َوأَ َعدّ َل ُهمْ َسعِيًا ()64
ب ُوجُو ُههُ ْم فِي النّا ِر يَقُولُونَ
جدُو َن َولِيّا َولَا نَصِيًا ( )65يَوْ َم ُتقَلّ ُ
خَاِلدِي َن فِيهَا َأَبدًا لَا يَ ِ
يَا لَيْتَنَا أَ َطعْنَا ال ّلهَ وَأَ َطعْنَا ال ّرسُولَا (َ )66وقَالُوا َربّنَا ِإنّا َأ َطعْنَا سَا َدتَنَا وَكَُبرَا َءنَا فَأَضَلّونَا
ب وَاْلعَ ْن ُهمْ َلعْنًا َكبِيًا ()68
ض ْعفَ ْينِ مِ َن اْلعَذَا ِ
السّبِيلَا (َ )67ربّنَا َآِتهِمْ ِ
239
أطعنا ال وأطعنا الرسول .
-67وقالوا :ربنا إنا اتبعنا رؤساءنا وكباءنا ف الكفر بك وبرسولك فأبْعدونا عن
الطريق الستقيم .
-68ربنا اجعل عذابم مضاعفا ،واطردهم من رحتك طردا كبيا بقادر إثهم
وجُرمهم .
يَا َأّيهَا الّذِينَ َآمَنُوا لَا َتكُونُوا كَاّلذِينَ َآ َذوْا مُوسَى فََبرَّأ ُه اللّ ُه مِمّا قَالُوا وَكَانَ عِ ْن َد ال ّلهِ
ح َلكُمْ
وَجِيهًا ( )69يَا أَّيهَا اّلذِينَ َآمَنُوا اّتقُوا اللّ َه َوقُولُوا َقوْلًا سَدِيدًا ( )70يُصْلِ ْ
أَعْمَالَ ُك ْم وََي ْغفِ ْر َلكُ ْم ُذنُوَبكُ ْم َومَ ْن يُطِ ِع ال ّلهَ وَ َرسُوَل ُه َفقَ ْد فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (ِ )71إنّا
حمِلَْنهَا َوَأشْ َف ْقنَ مِ ْنهَا
ض وَالْجِبَالِ َفَأبَ ْينَ أَ ْن يَ ْ
ت وَاْلأَرْ ِ
َعرَضْنَا الَْأمَاَنةَ عَلَى السّمَاوَا ِ
ي وَالْمُنَا ِفقَاتِ
وَحَمَ َلهَا الِْإْنسَا ُن ِإّنهُ كَانَ ظَلُومًا َجهُولًا ( )72لُِيعَ ّذبَ ال ّلهُ الْمُنَا ِفقِ َ
ت وَكَانَ ال ّلهُ َغفُورًا
ي وَالْ ُم ْؤمِنَا ِ
ب ال ّلهُ عَلَى الْ ُم ْؤمِنِ َ
شرِكَاتِ وَيَتُو َ
ي وَالْ ُم ْ
شرِكِ َ
وَالْ ُم ْ
َرحِيمًا ()73
-69يا أيها الذين آمنوا ل تؤذوا النب بأى نوع من الذى ،كالذين آذوا موسى من
قومه فََبرّأه ال ما نسبوه إليه ،وكان موسى عند ال سيدا ذا جاه .
-70يا أيها الذين آمنوا خافوا عقاب ال إذا عصيتموه ،وقولوا قول مستقيما ل
اعوجاج فيه .
ح ذنوبكم ،ومَن يطع ال ورسوله فقد نال الفوز
-71يوفقكم للعمل الصال وي ُ
العظيم بالنجاة من العقاب والصول على الثواب .
-72إنا عرضنا التكاليف على السموات والرض والبال فأبي حلها وخفْن منها ،
وحلها النسان إنه كان شديد الظلم لنفسه ،جهول با يطيق حله .
-73ليُعذب ال النافقي والنافقات والشركي والشركات ،ويقبل ال توبة الؤمني
والؤمنات ،وال كثي الغفرة واسع الرحة .
240
ض َولَ ُه الْحَ ْم ُد فِي اْلآَ ِخ َرةِ َو ُهوَ
الْحَ ْمدُ لِلّ ِه اّلذِي َلهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ َومَا فِي اْلأَرْ ِ
ج مِ ْنهَا وَمَا يَ ْنزِ ُل ِمنَ السّمَا ِء َومَا
خرُ ُ
ض َومَا يَ ْ
الْحَكِي ُم الْخَبِيُ (َ )1يعْلَ ُم مَا يَلِجُ فِي الْأَرْ ِ
ج فِيهَا َو ُهوَ الرّحِيمُ اْل َغفُورُ (َ )2وقَالَ اّلذِينَ َك َفرُوا لَا َت ْأتِينَا السّا َع ُة ُقلْ بَلَى وَ َربّي
َيعْرُ ُ
ص َغرُ
ض َولَا أَ ْ
ب لَا َي ْع ُزبُ َع ْنهُ مِ ْثقَا ُل ذَ ّر ٍة فِي السّمَاوَاتِ َولَا فِي اْلأَرْ ِ
لََتأْتِيَّن ُكمْ عَاِلمِ اْلغَيْ ِ
ي اّلذِينَ َآمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ
جزِ َ
ب مُبِيٍ ( )3لِيَ ْ
ِمنْ َذِلكَ َولَا أَكَْب ُر ِإلّا فِي كِتَا ٍ
أُولَِئكَ َل ُهمْ َم ْغ ِف َرةٌ وَرِ ْزقٌ َكرِيٌ ()4
241
سفًا ِمنَ السّمَا ِء إِ ّن فِي ذَِلكَ لَ َآَيةً ِل ُكلّ عَ ْبدٍ
سقِطْ عَلَ ْي ِهمْ ِك َ
ض أَ ْو ُن ْ
ف ِب ِهمُ اْلأَرْ َ
خسِ ْ
َنشَ ْأ نَ ْ
مُنِيبٍ ()9
-5والذين أجهدوا أنفسهم ف ماربة القرآن مغالبي أمر ال ف نصر رسوله ،أولئك
لم عذاب من أسوأ العذاب الؤل .
-6ويعلم الذين َمنّ ال عليهم بالعلم أن القرآن الذى أنزل إليك من ربك -با فيه
من عقائد وهداية -هو الق الذى ل مرية فيه ،وهو الذى يهدى إل طريق ال
الغالب على كل شئ ،الستحق لكل ثناء .
-7وقال الكفار بعضهم لبعض -استهزاء بب البعث : -هل ندلكم على رجل
يُحدثكم أنكم إذا متم و ُفرّقت أجسامكم كل تفريق أنكم لتبعثون ف خلق جديد؟
-8أختلق هذا الرجل على ال كذبا فيما نسبه إليه من إحياء الوتى ،أم به جنون فهو
يتكلم با ل يدرى؟ ليس المر كما زعموا ،بل القيقة أن الذين ل يؤمنون بالخرة
واقعون ف العذاب والضلل البعيد عن الق .
-9أعموا فلم ينظروا إل ما بي أيديهم وما وراءهم من السماء والرض ،ليعلموا
قدرتنا على فعل ما نشاء؟! إن نشأ نسف بم الرض خسفناها بم ،أو إن نشأ نُسقط
عليهم قطعا من السماء نسحقهم با أسقطناها .إن فيما ذكرنا لدليل لكل عبد راجع
إل ربه ف كل أمره .
242
-10وال :لقد أعطينا داود منا فضل بإعطائه الكمة والكتاب ،وقلنا :يا جبال
رددى معه التسبيح إذا سبّح ،وسخرنا له الطي ترجع تقديس ال ،وصينا له الديد
ليّنا يشكله كما يشاء .
-11أوحينا إليه أن اعمل دروعا واسعة تمى من بأس العداء ،وأحكم نسْجها
بتداخل حلقاتا ،وقلنا له ولله :اعملوا ما يعود عليكم وعلى غيكم بالي
والصلح ،إن بكل ما تعملون بصي ل يغيب عن شئ منه .
-12وسخرنا لسليمان الريح ،جريها ف أول النهار يعدل السي العادى شهرا ،
وجريها ف آخر النهار يعدل السي شهرا وأسلْنا له معدن النحاس يرى غزيرا مستمرا
،وسخرنا له من الن من يعمل أمامه بتسخي ربه ،ومن ينحرف من الن عن أمرنا
لم بطاعة سليمان نُذقه من عذاب النار الستعرة .
-13يعملون له ما يريد من مساجد للعبادة ،وصور مسمة ،وقصاع كبية
كالحواض ،وأوان للطبخ ثابتات على قواعدها لعظمها ،وقلنا لل داود :اعملوا
عمل تشكرون به ال شكرا ،وقليل من عبادى من يذكر نعمى فيكثر شكرى .
-14فلما حكمنا على سليمان بالوت ما دل الن على موته إل دابة الرض تأكل
عصاه وهو متكئ عليها ،فلما سقط علمت الن أنم لو كانوا يعلمون الغيب ما
مكثوا ف العذاب الشاق الهي لم .
243
-15أقسم :قد كان لهل سبأ ف مسكنهم باليمن آية دالة على قدرتنا :حديقتان
تفّان ببلدهم عن يي وشال ،قيل لم :كلوا من رزق ربكم واشكروا نعمه بصرفها
ف وجوهها .بلدتكم بلدة طيبة ذات ظل وثار ،وربكم كثي الغفرة لن شكره .
-16فأعرضوا عن شكر النعمة وبطروا معيشتهم ،فأطلقنا عليهم السيل الارف
الذى أعقب تصدع السدود فأهلكت البساتي ،وبدّلناهم بنتيهم الثمرتي جنتي
ذواتى ثر مر ،وشجر ل يثمر ،وشئ من نبق قليل ل غناء فيه .
-17ذلك الزاء جزيناهم بكفرهم النعمة وعدم شكرها ،وهل نعاقب هذا العقاب
إل شديد الكفر بال وبأفضاله؟!
-18وجعلنا بي مسكنهم باليمن وبي القرى الباركة قرى متقاربة يظهر بعضها
لبعض ،وجعلنا نسبة بعضها إل بعض على مقدار ُمعَيّن من السي ل مشقة معه ،وقلنا
لم :سيوا فيها ليال وأياما متمتعي بالمن .
-19فقالوا -بطرا بنعمة الراحة والمن : -ربنا باعد بي أسفارنا ،فل نصادف
قرى عامرة ف طريقنا إل مقاصدنا ،فباعد ال بي أسفارهم ،وظلموا أنفسهم
بطغيانم ،فصيّرناهم أحاديث للناس ،وفرقناهم كل تفريق ،إن فيما وقع لم لعظات
لكل صابر على البلء ،شكور على العطاء .
صدّقَ عَلَ ْي ِه ْم ِإبْلِيسُ ظَّن ُه فَاتَّبعُوهُ ِإلّا َفرِيقًا ِمنَ الْ ُم ْؤمِنِيَ ( )20وَمَا كَا َن َلهُ عَلَ ْي ِهمْ
وََل َقدْ َ
ِمنْ سُلْطَا ٍن ِإلّا لَِنعْ َلمَ َم ْن يُ ْؤ ِمنُ بِاْلآَ ِخ َرةِ مِ ّم ْن ُهوَ مِ ْنهَا فِي َشكّ وَ َرّبكَ َعلَى ُك ّل َشيْءٍ
حَفِيظٌ (ُ )21ق ِل ادْعُوا الّذِينَ زَعَمُْت ْم ِمنْ دُو ِن ال ّلهِ لَا يَمْ ِلكُو َن مِ ْثقَا َل ذَ ّر ٍة فِي
ت وَلَا فِي اْلأَرْضِ وَمَا لَ ُه ْم فِيهِمَا ِم ْن ِشرْكٍ َومَا َل ُه مِ ْن ُهمْ ِمنْ َظهِيٍ (َ )22ولَا
السّمَاوَا ِ
شفَا َعةُ عِ ْن َدهُ ِإلّا لِ َم ْن َأذِ َن َلهُ حَتّى ِإذَا ُفزّعَ َع ْن قُلُوِب ِهمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ َربّ ُك ْم قَالُوا
تَ ْنفَعُ ال ّ
ض ُقلِ ال ّل ُه وَِإنّا َأوْ
ت وَاْلأَرْ ِ
حقّ َو ُهوَ اْلعَلِ ّي الْكَبِيُ (ُ )23قلْ َم ْن َيرْ ُزقُ ُكمْ ِم َن السّمَاوَا ِ
الْ َ
سأَلُ َعمّا
ِإيّا ُك ْم لَعَلَى هُدًى َأوْ فِي ضَلَالٍ مُبِيٍ (ُ )24قلْ لَا ُتسَْألُونَ عَمّا أَ ْج َرمْنَا َولَا ُن ْ
َتعْمَلُونَ ()25
244
-20ولقد حقّق إبليس ظنه عليهم ،فاتبعوه إل فريقا قليل من الؤمني .
-21وما كان لبليس عليهم من قوة يضعهم با ،ولكن ال امتحنهم ليُظهر من
يُصدق بالخرة من هو منها ف شك .وربك -أيها النب -على كل شئ رقيب قائم
على كل أمر .
-22قل -أيها النب -للمشركي :ادعو الذين ادّعيتم باطل أنم شركاء من دون
ال يلبوا لكم نفعا أو يدفعوا عنكم ضرا .هم ل ييبونكم لنم ل يلكون مقدار ذرة
ف السموات ول ف الرض ،وليس لم فيهما شركة مع ال ف خلق أو ملك ،وليس
ل من هؤلء الشركاء الزعومي من يُعينه على تدبي شئون خلقه .
-23ول تنفع الشفاعة عند ال إل للمستأهلي لقام الشفاعة ،حت إذا كشف الفزع
عن قلوبم بالذن لم ف الشفاعة قال بعضهم لبعض -مستبشرين : -ماذا قال
ربكم؟! فيجابون بأنه قال القول الق بإذنه ف الشفاعة لن ارتضى ،وهو -وحده -
صاحب العلو والكبياء ،ويأذن وينع من يشاء كما يشاء .
-24قل -أيها النب -للمشركي :من يأتيكم برزقكم من السموات والرض؟!
قل لم -حي ل ييبون عنادا : -ال -وحده -هو الذى يرزقكم منهما ،وإننا
معشر الؤمني أو إياكم معشر الشركي لعلى أحد المرين من الدى أو الضلل
الواضح .
-25قل لم -أيها النب : -ل تسألون عما أذنبنا ول نسأل عن أعمالكم .
245
ص َد ْدنَا ُكمْ َعنِ
حنُ َ
ضعِفُوا َأنَ ْ
َأنْتُ ْم َلكُنّا ُمؤْمِنِيَ ( )31قَا َل الّذِينَ اسْتَكَْبرُوا لِ ّلذِي َن اسْتُ ْ
ج ِرمِيَ ()32
الْ ُهدَى َب ْعدَ إِ ْذ جَاءَ ُكمْ بَلْ كُنُْت ْم مُ ْ
-26قل لم :يمع بيننا ربنا يوم القيامة ث يقضى بيننا بالق ،وهو -سبحانه -
الاكم ف كل أمر ،العليم بقيقة ما كان منا ومنكم .
-27قل لم :أرون الذين ألقتم بال ف استحقاق العبادة تزعمون شركتهم له ،
ليس له شريك ،بل هو ال الغالب على كل شئ .الكيم ف تدبيه وتصريفه .
-28وما أرسلناك -يا ممد -إل للناس جيعا بشيا للمؤمني بالي ،ونذيرا
للكافرين بالشر ،ولكن أكثر الناس ل يعلمون صدقك وعموم رسالتك .
-29ويقول الكافرون -استبعادا لليوم الوعود للجزاء : -مت هذا الوعد فندخل
النار وتدخلون النة إن كنتم صادقي ف وعدكم به؟!
-30قل لم -أيها النب : -لكم ميعاد يوم عظيم ل تستأخرون عنه ساعة ول
تستقدمون .
-31وقال الذين كفروا :لن نصدق بذا القرآن ول بالكتب الت تقدمت عليه فيما
تأمر به وتدعو إليه ،ولو ترى -يا من تكنك الرؤية -وقت وقف الظالي عند
خالقهم ومالك أمرهم لرأيت العجيب ف موقفهم حي يرد بعضهم إل بعض القول ،
يقول الستضعفون للمستعلي عليهم :لول أنتم -بتسلطكم علينا -لكنا مؤمني .
-32قال الستكبون للمستضعفي -منكرين قولم : -أنن صددناكم عن الدى
بعد ميئه لكم نصدكم عنه؟ .بل كنتم مؤثرين الضللة على الدى .
ض ِعفُوا لِ ّلذِينَ اسَْتكَْبرُوا َبلْ َم ْكرُ اللّ ْيلِ وَالّنهَا ِر ِإ ْذ تَ ْأ ُمرُونَنَا أَ ْن َن ْكفُ َر بِاللّهِ
َوقَالَ اّلذِينَ اسْتُ ْ
ق اّلذِينَ
ج َع َل َلهُ َأْندَادًا َوَأسَرّوا الّندَا َمةَ لَمّا َرَأوُا اْل َعذَابَ َو َجعَلْنَا الْأَغْلَا َل فِي أَعْنَا ِ
وَنَ ْ
ج َزوْ َن ِإلّا مَا كَانُوا َيعْمَلُونَ ( )33وَمَا أَ ْرسَلْنَا فِي َق ْرَيةٍ ِم ْن َنذِيرٍ إِلّا قَالَ
َك َفرُوا هَ ْل يُ ْ
حنُ
ح ُن أَكَْث ُر َأمْوَالًا َوأَ ْولَادًا وَمَا نَ ْ
مُ ْترَفُوهَا ِإنّا بِمَا أُ ْرسِلْتُ ْم ِبهِ كَا ِفرُونَ (َ )34وقَالُوا نَ ْ
ط الرّزْقَ لِ َمنْ َيشَا ُء َويَ ْقدِ ُر َولَ ِكنّ أَكَْث َر النّاسِ لَا َيعْلَمُونَ
بِ ُم َعذّبِيَ (ُ )35قلْ إِنّ َربّي يَ ْبسُ ُ
( )36وَمَا َأمْوَاُل ُكمْ َولَا َأ ْولَادُ ُكمْ بِالّتِي ُت َقرُّب ُكمْ ِع ْندَنَا ُزْلفَى ِإلّا َمنْ َآ َمنَ وَعَ ِملَ صَالِحًا
246
ف بِمَا عَمِلُوا وَ ُهمْ فِي الْ ُغ ُرفَاتِ َآمِنُونَ ( )37وَاّلذِي َن َيسْ َعوْنَ
ضعْ ِ
ك َل ُهمْ َجزَاءُ ال ّ
َفأُولَئِ َ
ط الرّزْقَ لِ َمنْ
ضرُونَ (ُ )38قلْ إِنّ َربّي يَ ْبسُ ُ
ب مُحْ َ
ك فِي الْ َعذَا ِ
فِي َآيَاتِنَا ُمعَا ِجزِي َن أُولَِئ َ
َيشَا ُء ِمنْ عِبَا ِد ِه وََي ْقدِرُ لَ ُه َومَا َأنْ َفقُْتمْ ِم ْن شَيْ ٍء َف ُه َو يُخْ ِل ُفهُ َوهُ َو خَ ْيرُ الرّا ِزقِيَ ()39
ش ُرهُ ْم جَمِيعًا ُث ّم َيقُولُ لِلْمَلَاِئكَ ِة َأهَ ُؤلَا ِء ِإيّا ُكمْ كَانُوا َيعُْبدُونَ ( )40قَالُوا
حُوََيوْ َم يَ ْ
جنّ أَكَْث ُر ُهمْ ِب ِهمْ ُم ْؤمِنُونَ ()41
ت َولِيّنَا ِم ْن دُوِن ِهمْ َبلْ كَانُوا َيعْبُدُو َن الْ ِ
ك أَنْ َ
سُبْحَانَ َ
ب النّارِ
ضرّا َونَقُو ُل لِ ّلذِينَ ظَ َلمُوا ذُوقُوا َعذَا َ
ك َبعْضُ ُك ْم لَِبعْضٍ َن ْفعًا َولَا َ
فَالَْيوْ َم لَا يَمْ ِل ُ
247
ت قَالُوا مَا هَذَا إِلّا َر ُجلٌ ُيرِيدُ
الّتِي كُنُْت ْم ِبهَا ُتكَ ّذبُونَ (َ )42وِإذَا تُتْلَى عَلَ ْي ِهمْ َآيَاتُنَا بَيّنَا ٍ
صدّكُمْ َعمّا كَانَ َيعُْبدُ َآبَاؤُ ُك ْم َوقَالُوا مَا َهذَا ِإلّا ِإ ْفكٌ ُمفَْترًى وَقَالَ اّلذِينَ َك َفرُوا
أَ ْن يَ ُ
ب َيدْ ُرسُوَنهَا َومَا
ح ٌر مُبِيٌ ( )43وَمَا َآتَيْنَاهُ ْم ِمنْ كُتُ ٍ
ح ّق لَمّا جَا َء ُهمْ إِ ْن َهذَا ِإلّا سِ ْ
لِلْ َ
أَ ْرسَلْنَا ِإلَ ْيهِ ْم قَبْ َلكَ ِم ْن َنذِيرٍ ( )44وَ َك ّذبَ اّلذِي َن ِمنْ قَبْ ِل ِه ْم وَمَا بَ َلغُوا ِم ْعشَارَ مَا َآتَيْنَا ُهمْ
فَ َك ّذبُوا ُرسُلِي َفكَيْفَ كَانَ َنكِيِ ()45
-40واذكر -أيها النب -يوم يشرهم ال جيعا .ث يقول -سبحانه -للملئكة
أمام من كانوا يعبدونم :أهؤلء خصّوكم بالعبادة دون؟!
-41قالت اللئكة :نُنهك -تنيها -عن أن يكون لك شريك ،أنت الذى نواليه
من دونم ،وهم واهون ف زعمهم أنم كانوا يعبدوننا ،بل كانوا خاضعي لتأثي
الشياطي الذين زينوا لم الشرك أكثرهم بم مصدقون .
-42فيوم الشر ل يلك بعضكم لبعض جلب نفع ول دفع ضر ،ونقول للظالي
أنفسهم :ذوقوا عذاب النار الت كنتم با ف الدنيا تكذبون .
-43وإذا تتلى على الكفار آياتنا واضحات الدللة على الق ،قال الكافرون :ما
هذا إل رجل يُريد أن ينعكم عمّا كان يعبد آباؤكم ،وقالوا :ما هذا القرآن إل
كذب متلق ،وقال الذين كفروا للقرآن لّا جاءهم :ما هذا إل سحر واضح .
-44وما أنزل ال على العرب من كتب ساوية يدرسونا ،وما أرسلنا إليهم قبلك
من نذير يوفهم عاقبة جحودهم .
-45و َكذّب الذين سبقوا من المم أنبياءهم ،وما بلغ مشركو قومك ُعشْر ما آتينا
هؤلء السابقي من قوة وتكي ،فكذّبوا رسلى ،فكيف كان إنكارى عليهم بعقاب
لم؟ .
ُقلْ ِإنّمَا أَعِ ُظ ُكمْ ِبوَا ِح َدةٍ أَ ْن َتقُومُوا لِ ّلهِ مَثْنَى َو ُفرَادَى ُث ّم تََتفَ ّكرُوا مَا بِصَاحِبِ ُكمْ مِ ْن جِّنةٍ
ب َشدِيدٍ (ُ )46قلْ مَا سََألُْتكُ ْم ِمنْ َأ ْجرٍ َف ُهوَ لَ ُكمْ إِنْ
إِ ْن هُ َو ِإلّا َنذِي ٌر لَ ُك ْم بَ ْينَ َيدَيْ َعذَا ٍ
حقّ عَلّامُ
ف بِالْ َ
ي إِلّا عَلَى اللّ ِه َوهُوَ عَلَى ُك ّل شَيْ ٍء َشهِيدٌ (ُ )47قلْ إِنّ َربّي يَ ْقذِ ُ
أَ ْجرِ َ
ئ الْبَا ِطلُ َومَا ُيعِيدُ (ُ )49ق ْل إِنْ ضَلَلْتُ فَِإنّمَا
ح ّق وَمَا يُبْدِ ُ
الْغُيُوبِ (ُ )48قلْ جَا َء الْ َ
248
ت فَبِمَا يُوحِي ِإلَيّ َربّي ِإّنهُ سَمِي ٌع َقرِيبٌ ( )50وََل ْو َترَى ِإذْ
ضلّ عَلَى نَ ْفسِي َوإِ ِن اهْتَ َديْ ُ
أَ ِ
َفزِعُوا فَلَا َف ْوتَ َوُأخِذُوا ِم ْن مَكَا ٍن َقرِيبٍ ()51
-46قل لم :إنا آمركم بصلة واحدة هى :أن تقوموا -ملصي ل بعيدين عن
التقليد -ف البحث بإخلص ل ،ومتفرقي اثني اثني ليتعاونا ف التأمل ،وواحدا
واحدا ينظر بعدل وإنصاف ،ث تتفكروا ف أمر صاحبكم -ممد -الذى عاشرتوه
وعرفتم سلمة عقله .ما به من جنون حي تصدى لذا المر .إن هو إل نذير لكم
بعذاب شديد مقبل أمامكم .
-47قل للكفار :أى شئ من أجر طلبته منكم على تبليغ الرسالة فهو لكم ،ما
أجرى الذى انتظره إل على ال ،وهو على كل شئ رقيب مطلع .
-48قل لم :إن رب يرمى بالق ف وجه الباطل فيمحقه ،وهو علم الغيوب ل
يفى عليه سر .
-49قل لم :ظهر السلم ،وما يصلح الباطل أن يكون وسيلة لدفع الق ،ول أن
يفيد وسائله السابقة .
ت عن الق فإنا ضرر ذلك عائد على نفسى ،وإن اهتديت
-50قل لم :إن انرف ُ
فبإرشاد رب ،إنه سيع لقول وقولكم ،قريب من ومنكم .
-51ولو ترى -أيها البصر -حي فزع الكفار عند ظهور الق فل مهرب لم ،
وأخذوا إل النار من مكان قريب .
َوقَالُوا َآمَنّا بِ ِه َوأَنّى لَ ُه ُم التّنَاوُشُ ِم ْن َمكَا ٍن َبعِيدٍ (َ )52و َقدْ َك َفرُوا ِب ِه ِمنْ قَ ْب ُل َويَ ْق ِذفُونَ
ب ِمنْ َمكَانٍ َبعِيدٍ ( )53وَحِي َل بَيَْنهُ ْم َوبَ ْينَ مَا َيشْتَهُونَ كَمَا ُف ِعلَ ِبَأشْيَا ِع ِه ْم ِمنْ قَ ْبلُ
بِاْلغَيْ ِ
ك ُمرِيبٍ ()54
ِإنّ ُهمْ كَانُوا فِي شَ ّ
249
الصواب .
-54وحيل بينهم وبي ما يشتهون من إيان ينفعهم ،كما فعلَ بأشياعهم من قبل
عندما آمنوا بعد فوات الوقت ،لنم -جيعا -كانوا ف شك من الق .
ح ٍة مَثْنَى َوثُلَاثَ
ض جَا ِع ِل الْمَلَائِ َكةِ ُرسُلًا أُولِي َأجْنِ َ
ت وَاْلأَرْ ِ
الْحَ ْمدُ لِلّ ِه فَا ِط ِر السّمَاوَا ِ
س ِمنْ
ح ال ّلهُ لِلنّا ِ
ع َيزِيدُ فِي الْخَ ْل ِق مَا َيشَا ُء إِ ّن ال ّلهَ عَلَى ُك ّل َشيْ ٍء َقدِيرٌ ( )1مَا َيفْتَ ِ
وَ ُربَا َ
حكِيمُ ( )2يَا
ك فَلَا ُمرْ ِسلَ َل ُه ِمنْ َب ْع ِدهِ َو ُهوَ اْلعَزِيزُ الْ َ
سكَ َلهَا وَمَا يُ ْمسِ ْ
َرحْ َمةٍ فَلَا مُ ْم ِ
س اذْكُرُوا ِنعْ َم َة اللّهِ عَلَ ْي ُك ْم هَ ْل ِمنْ خَاِلقٍ غَ ْيرُ ال ّل ِه َيرْزُ ُق ُكمْ ِم َن السّمَا ِء وَالْأَرْضِ
َأيّهَا النّا ُ
لَا ِإَلهَ ِإلّا ُهوَ فََأنّى ُت ْؤفَكُونَ ( )3وَإِ ْن ُي َكذّبُو َك َفقَدْ ُك ّذبَتْ ُر ُسلٌ ِم ْن قَبْ ِلكَ َوِإلَى ال ّلهِ
ُترْجَ ُع اْلأُمُورُ ( )4يَا أَّيهَا النّاسُ إِنّ وَ ْع َد ال ّلهِ َح ّق فَلَا َت ُغرّّن ُكمُ الْحَيَا ُة ال ّدنْيَا َولَا َي ُغرّّن ُكمْ
بِال ّلهِ اْل َغرُورُ ()5
-1الثناء الميل حق ل -وحده -موجد السموات والرض على غي مثال سبق ،
ل إل خلقه ذوى أجنحة متلفة العدد ،اثني اثني وثلثا ثلثا وأربعا
جاعل اللئكة رس ً
أربعا يزيد ف اللق ما يشاء أن يزيد ،ل يعجزه شئ ،إن ال على كل شئ عظيم
القدرة .
-2ما يرسل ال للناس رحة -أى رحة كانت مطرا أو نعمة أو أمنا أو حكمة -فل
أحد يبسها عنهم ،وما يبس من ذلك فل أحد يستطيع أن يطلقه من بعده ،وهو
الغالب الذى ل يغلب ،الكيم الذى ل يطئ .
-3يا أيها الناس اذكروا نعمة ال عليكم بشكرها وتأدية حقها ،وأقروا با يقع ف
نفوسكم إنه ل خالق غي ال ،يرزقكم من السماء با ترسله ،والرض با ترجه ما به
حياتكم .ل إله إل هو يرزق عباده ،فكيف تصرفون عن توحيد خالقكم ورازقكم إل
الشرك ف عبادته؟
-4وإن يكذبك كفار قومك فيما جئتهم به من الدى فاصب عليهم ،فقد كذبت
رسل من قبلك فصبوا على ما ُكذّبوا حت انتصروا ،وإل ال -وحده -ترجع
المور كلها .
250
-5يا أيها الناس :إن وعد ال -بالبعث والزاء والنصر -حق فل تدعنكم الدنيا
عن الخرة ،ول يدعنكم الشيطان عن اتباع الرسل ،فيمنيكم بالغفرة مع الصرار
على العصية .
ب السّعِيِ (
صحَا ِ
خذُوهُ َعدُوّا إِنّمَا َيدْعُو ِح ْزبَ ُه لَِيكُونُوا ِمنْ أَ ْ
إِنّ الشّيْطَا َن َلكُمْ َع ُد ّو فَاتّ ِ
ت َلهُ ْم َمغْ ِف َر ٌة وََأ ْجرٌ
)6الّذِينَ َك َفرُوا َل ُهمْ َعذَابٌ شَدِيدٌ وَالّذِينَ َآمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَا ِ
ضلّ َم ْن َيشَا ُء وََي ْهدِي َم ْن َيشَاءُ
كَبِيٌ (َ )7أفَ َمنْ ُزّينَ َل ُه سُوءُ عَمَ ِل ِه َفرَ َآ ُه َحسَنًا َفإِ ّن اللّ َه يُ ِ
ت إِنّ ال ّلهَ عَلِي ٌم بِمَا يَصَْنعُونَ ( )8وَال ّلهُ اّلذِي أَ ْر َسلَ
سرَا ٍ
سكَ عَلَ ْي ِهمْ َح َ
فَلَا َت ْذهَبْ نَ ْف ُ
ض َبعْ َد َموِْتهَا َكذَِلكَ الّنشُورُ (
ت َفَأحْيَيْنَا ِبهِ اْلأَرْ َ
ي سَحَابًا َفسُقْنَا ُه إِلَى بَلَ ٍد مَيّ ٍ
ال ّريَاحَ فَتُِث ُ
صعَ ُد الْكَ ِلمُ الطّيّبُ وَاْلعَ َملُ الصّالِحُ
َ )9منْ كَا َن ُيرِيدُ اْلعِ ّز َة فَلِ ّلهِ اْل ِع ّزةُ جَمِيعًا إِلَ ْي ِه يَ ْ
ت َل ُهمْ َعذَابٌ َشدِي ٌد َومَ ْك ُر أُولَِئكَ ُهوَ يَبُورُ ()10
َيرْ َف ُعهُ وَالّذِينَ يَ ْم ُكرُونَ السّيّئَا ِ
-6إن الشيطان لكم عدو قدي فل تنخدعوا بوعوده فاتذوه عدوا ،إنا يدعو متابعيه
ليكونوا من أصحاب النار الشتعلة ل يدعوهم لغيها .
-7الذين كفروا بال ورسله لم عذاب شديد ،والذين آمنوا بال ورسله وعملوا
الصالات لم عند ال مغفرة لذنوبم وأجر كبي على أعمالم .
-8أفقدوا التمييز؟ ،فمن زيّن له الشيطان عمله السيئ فرآه حسنا كمن اهتدى
بدى ال فرأى السن حسنا والسيئ سيئا!؟ فإن ال يضل من يشاء من ارتضوا سبيل
الضلل سبيل ،ويهدى من يشاء من اختاروا سبيل الداية سبيل .فل تلك نفسك
حزنا على الضالي وحسرة عليهم .إن ال ميط علمه با يصنعون من شر ،فيجزيهم
به .
-9وال -وحده -هو الذى أرسل الرياح فتحرك سحابا تراكم من أبرة الاء ،
فسقنا السحاب إل بلد مدب ،فأحيينا أرضه بالنبات بعد موتا ،مثل إخراجنا النبات
من الرض نُخرج الوتى من القبور يوم القيامة .
-10من كان يريد الشرف والقوة فليطلبها بطاعة ال ،فإن له القوة كلها ،إليه يعلو
251
الكلم الطيب ،ويرفع ال العمل الصال فيقبله ،والذين يدبرون للمؤمني الكيدات
الت تسوؤهم لم عذاب شديد ،وتدبيهم فاسد ،ل يقق غرضا ول ينتج شيئا .
وَال ّلهُ خَ َل َقكُ ْم ِمنْ ُترَابٍ ُث ّم مِ ْن نُ ْط َفةٍ ُث ّم جَعَ َل ُكمْ أَ ْزوَاجًا وَمَا تَحْ ِم ُل ِمنْ ُأنْثَى َولَا تَضَعُ إِلّا
ِبعِلْ ِمهِ َومَا ُيعَ ّم ُر ِمنْ ُمعَ ّم ٍر وَلَا يُ ْنقَصُ ِمنْ عُ ُم ِر ِه ِإلّا فِي كِتَابٍ إِ ّن َذلِكَ عَلَى ال ّلهِ َيسِيٌ (
ح ُأجَاجٌ َو ِمنْ ُكلّ
ت سَائِ ٌغ َشرَاُبهُ َو َهذَا مِلْ ٌ
ب ُفرَا ٌ
حرَانِ َهذَا َعذْ ٌ
)11وَمَا َيسْتَوِي الْبَ ْ
ك فِي ِه مَوَاخِ َر لِتَبَْتغُوا ِمنْ
خ ِرجُونَ حِلْيَ ًة تَلَْبسُوَنهَا َوَترَى اْلفُلْ َ
حمًا َط ِريّا َوتَسْتَ ْ
َتأْكُلُو َن لَ ْ
فَضْ ِلهِ َوَلعَلّ ُك ْم َتشْ ُكرُونَ ()12
-11وال أوجدكم من تراب ،إذ خلق أباكم آدم منه ،ث خلقكم من نطفة هى الاء
الذى يصب ف الرحام ،وهى أيضا من أغذية ترج من التراب ،ث جعلكم ذكرانا
وإناثا ،وما تمل من أنثى ول تضع حلها إل بعلمه تعال ،وما يد ف عمر أحد ول
ينقص من عمره إل مسجل ف كتاب .إن ذلك على ال سهل هي .
-12وما يستوى البحران ف علمنا وتقديرنا وإن اشتركا ف بعض منافعهما ،هذا
ماؤه عذب يقطع العطش لشدة عذوبته وحلوته وسهولة تناوله ،وهذا ملح شديد
اللوحة .ومن كل منهما تأكلون لما طريا ما تصيدون من الساك وتستخرجون ما
تتخذونه زينة كاللؤلؤ والرجان .وترى -أيها الشاهد -السفن ترى فيه شاقة الاء
بسرعتها ،لتطلبوا شيئا من فضل ال بالتجارة ،ولعلكم تشكرون لربكم هذه النعم .
جرِي ِلَأجَلٍ
س وَاْلقَ َمرَ ُكلّ َي ْ
خ َر الشّمْ َ
ج الّنهَا َر فِي اللّ ْي ِل وَسَ ّ
ج اللّ ْيلَ فِي النّهَا ِر َويُولِ ُ
يُولِ ُ
ك وَاّلذِي َن َتدْعُونَ ِم ْن دُوِن ِه مَا يَمْ ِلكُونَ ِم ْن قِطْمِيٍ (
ُمسَمّى َذِلكُ ُم اللّهُ َرّبكُ ْم َلهُ الْمُ ْل ُ
)13إِ ْن تَدْعُو ُهمْ لَا َيسْ َمعُوا ُدعَاءَ ُكمْ وََلوْ سَ ِمعُوا مَا اسْتَجَابُوا َلكُ ْم َويَوْ َم اْلقِيَا َمةِ
شرْ ِككُ ْم َولَا يُنَبُّئكَ مِ ْث ُل خَبِيٍ ( )14يَا أَّيهَا النّاسُ أَنُْت ُم الْ ُف َقرَا ُء ِإلَى ال ّلهِ وَال ّلهُ
يَ ْك ُفرُو َن ِب ِ
شأْ ُي ْذهِبْ ُك ْم وََي ْأتِ بِخَ ْل ٍق َجدِيدٍ ( )16وَمَا َذلِكَ عَلَى اللّهِ
حمِيدُ ( )15إِ ْن َي َ
هُ َو الْغَِنيّ الْ َ
ِبعَزِيزٍ ()17
252
-13يُدخل الليل ف النهار ويُدخل النهار ف الليل بطول ساعات أحدها وقصرها ف
الخر .حسب أوضاع مكمة مدى العوام والدهور ،وسخر الشمس والقمر
لنفعتكم ،كل منهما يرى إل أجل معي ينتهى إليه .ذلك العظيم الشأن هو ال مدبّر
أموركم ،له اللك -وحده -والذين تدعون من غيه آلة تعبدونا ما يلكون من
لفافة نواة ،فكيف يستأهلون العبادة؟!
-14إن تدعوا الذين تعبدونم من دون ال ل يسمعوا دعاءكم ،ولو سعوا دعاءكم
ما أجابوا شيئا ما تطلبون ،ويوم القيامة ينكرون إشراككم لم مع ال ،ول يبكم
بذا الب من أحوال الخرة مثل عليم به علما دقيقا .
-15يا أيها الناس :أنتم الحتاجون إل ال ف كل شئ ،وال هو الغن -وحده -
عن كل خلقه ،الستحق للحمد على كل حال .
-16إن يشأ ال إهلككم أهلككم لتمام قدرته ،ويأت بلق جديد ترضاه حكمته .
-17وما هلككم والتيان بغيكم بمتنع على ال .
-18ول تمل نفس مذنبة إث نفس أخرى ،وإن تدع نفس مثقلة بالذنوب شخصا
ليحمل عنها ل يمل هذا الشخص من ذنوبا شيئا ،ولو كان ذا قرابة با ،لشتغال
كل بنفسه ،ول يزنك -أيها النب -عناد قومك ،إنا ينفع تذيرك الذين يافون
ربم ف خلواتم ،وأقاموا الصلة على وجهها ،ومن تطهر من دنس الذنوب فإنا
يتطهر لنفسه ،وإل ال الرجع ف النهاية ،فيعامل كل با يستحق .
-21 ، 20 ، 19وما يستوى الذى ل يهتدى إل الق لهله ،والذى يسلك طريق
253
الداية لعلمه ،ول الباطل ول الق ،ول الظل ول الريح الارة .
-22ول يستوى الحياء بقبول اليان ،ول الموات الذين عطلت حواسهم
وأغلقت قلوبم عن ساع الق ،إن ال يهدى من يشاء إل ساع الجة ساع قبول ،
وما أنت -أيها النب -بسمع أموات القلوب بالعناد والكفر ،كما أنك ل تسمع
الوتى ف القبور .
-23ما عليك إل أن تبلغ وتنذر .
-24إنا أرسلناك -أيها النب -للناس جيعا بالدين الق ،مبشرا من آمن به بالنة ،
ومُنْذرا من كفر به بعذاب النار ،وما من أمة من المم الاضية إل جاءها من قبل ال
من يذرها عقابه .
وَإِ ْن ُي َكذّبُو َك َفقَدْ َك ّذبَ اّلذِي َن ِمنْ قَبْ ِل ِه ْم جَا َءْت ُهمْ ُرسُلُ ُه ْم بِالْبَيّنَاتِ َوبِال ّزبُ ِر َوبِاْلكِتَابِ
الْمُنِيِ (ُ )25ثمّ َأخَ ْذتُ اّلذِينَ َك َفرُوا َفكَيْفَ كَانَ َنكِيِ (َ )26ألَ ْم َترَ أَ ّن ال ّلهَ َأْنزَ َل ِمنَ
ختَلِفٌ
ض َوحُ ْمرٌ مُ ْ
ت مُخْتَ ِلفًا َأْلوَاُنهَا َو ِمنَ الْجِبَالِ ُج َددٌ بِي ٌ
السّمَا ِء مَا ًء َفَأخْ َرجْنَا ِب ِه ثَ َمرَا ٍ
ف َأْلوَاُنهُ َك َذِلكَ ِإنّمَا
ب وَاْلَأنْعَا ِم مُخْتَلِ ٌ
ب سُودٌ (َ )27و ِمنَ النّاسِ وَال ّدوَا ّ
َألْوَاُنهَا وَ َغرَابِي ُ
خشَى ال ّلهَ ِمنْ عِبَا ِد ِه الْعُلَمَا ُء إِ ّن ال ّلهَ َعزِيزٌ َغفُورٌ ()28
يَ ْ
-25وإن يكذبك قومك ف ذلك فقد كذب الذين من قبلهم رسلهم ،وقد جاءوهم
بالعجزات الواضحات وبالصحف الربانية وبالكتاب الني لطريق النجاة ف الدنيا
والخرة .
-26ث أخذت الذين كفروا أخذا شديدا ،فانظر كيف كان إنكارى لعملهم وغضب
عليهم؟ .
-27أل تر -أيها العاقل -أنّ ال أنزل من السماء ماء فأخرج به ثرات متلفا
ألوانا ،منها الحر والصفر واللو والر والطيب والبيث ،ومن البال جبال ذوو
طرائق وخطوط بيض وحر متلفة بالشدة والضعف .
-28ومن الناس والدواب والبل والبقر والغنم متلف ألوانه كذلك ف الشكل
والجم واللون .وما يتدبر هذا الصنع العجيب ويشى صانعه إل العلماء الذين
254
يدركون أسرار صنعه ،إن ال غالب يشاه الؤمنون ،غفور كثي الحو لذنوب من
يرجع إليه .
إِنّ اّلذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ال ّلهِ َوَأقَامُوا الصّلَاةَ َوَأنْ َفقُوا مِمّا رَ َزقْنَاهُ ْم ِسرّا وَعَلَانِيَ ًة َيرْجُونَ
تِجَا َر ًة َلنْ تَبُورَ ( )29لُِي َوفَّيهُ ْم ُأجُو َر ُهمْ َوَيزِي َدهُ ْم ِمنْ فَضْ ِل ِه ِإنّهُ َغفُو ٌر شَكُورٌ ()30
خبِيٌ
ص ّدقًا لِمَا بَ ْي َن َيدَْيهِ إِ ّن ال ّلهَ بِعِبَا ِدهِ لَ َ
حقّ مُ َ
ب هُ َو الْ َ
ك ِمنَ اْلكِتَا ِ
وَاّلذِي َأ ْوحَيْنَا ِإلَيْ َ
ب الّذِينَ اصْ َطفَيْنَا ِمنْ عِبَادِنَا فَمِ ْن ُهمْ ظَالِ ٌم لَِن ْفسِ ِه َومِنْ ُهمْ
بَصِيٌ (ُ )31ث ّم أَوْ َرثْنَا اْلكِتَا َ
ضلُ اْلكَبِيُ ( )32جَنّاتُ َعدْنٍ
ت ِبِإذْنِ ال ّلهِ َذِلكَ ُه َو الْفَ ْ
ُمقْتَصِ ٌد َومِ ْنهُ ْم سَاِبقٌ بِالْخَ ْيرَا ِ
ب َولُ ْؤُلؤًا َولِبَا ُسهُ ْم فِيهَا َحرِيرٌ (َ )33وقَالُوا
حّلوْنَ فِيهَا ِمنْ َأسَاوِ َر ِمنْ َذهَ ٍ
َيدْخُلُوَنهَا يُ َ
حزَ َن إِنّ َربّنَا َلغَفُو ٌر شَكُورٌ ( )34اّلذِي َأحَلّنَا دَا َر الْ ُمقَا َمةِ
الْحَ ْمدُ لِلّ ِه اّلذِي َأ ْذهَبَ عَنّا الْ َ
ب َولَا يَ َمسّنَا فِيهَا ُلغُوبٌ ()35
ِمنْ فَضْ ِل ِه لَا يَ َمسّنَا فِيهَا نَصَ ٌ
-29إن الذين يتلون كتاب ال ،متدبرين فيه عاملي به ،وأقاموا الصلة على
وجهها الصحيح ،وأنفقوا بعض ما رزقهم ال سرا وجهرا ،يرجون بذلك تارة مع
ال لن تكسد .
-30ليوفيهم ربم أجورهم ويزيدهم من فضله ،با يرب من حسناتم ويحو من
سيئاتم ،إنه غفور كثي الحو للهفوات ،شكور كثي الشكر للطاعات .
-31والذى أوحينا إليك من القرآن هو الق الذى ل شبهة فيه ،أنزلناه مصدقا لا
تقدم من الكتب النلة على الرسل قبلك ،لتفاق أصولا ،إن ال بعباده واسع البة
والبصر .
-32ث جعلنا هذا الكتاب مياثا للذين اخترناهم من عبادنا ،فمنهم ظال لنفسه بغلبة
سيئاته على حسناته ،ومنهم مقتصد ل يسرف ف السيئات ول يكثر من السنات ،
ومنهم سابق غيه بفعل اليات بتيسي ال ،ذلك السبق باليات هو الفوز الكبي
من ال .
-33جزاؤهم ف الخرة جنات إقامة يدخلونا ،يتزيّنون فيها بأساور من ذهب
ولؤلؤا ،وثيابم ف النة حرير .
255
-34وقالوا وقد دخلوها :الثناء الميل ل الذى أذهب عنا ما يزننا .إن ربنا لكثي
الغفرة كثي الشكر .
-35الذى أنزلنا دار النعيم القيم من فضله ل يصيبنا فيها تعب ،ول يسنا فيها إعياء
.
-36والذين كفروا جزاؤهم العد لم نار جهنم يدخلونا ،ل يقضى عليهم ال
بالوت فيموتوا ،ول يفف عنهم شئ من عذابا فيستريوا .كذلك نزى به كل
متمادٍ ف الكفر مصرّ عليه .
-37وهم يستغيثون فيها قائلي :ربنا أخرجنا من النار نعمل صالا غي العمل الذى
كنا نعمله ف الدنيا ،فيقول لم :أل نكنكم من العمل ونطل أعماركم زمنا يتمكن فيه
من التدبر من يتدبر ،وجاءكم الرسول يذركم من هذا العذاب؟ فذوقوا ف جهنم
جزاء ظلمكم ،فليس للظالي من ناصر أو معي .
-38إن ال مطلع على كل غائب ف السموات والرض ،ل يغيب عن علمه شئ ،
ولو أجابكم وأعادكم إل الدنيا لعدت إل ما ناكم عنه .إنه -تعال -عليم بفايا
الصدور من النعات واليول .
-39ال هو الذى جعل بعضكم يلف بعضا ف تعمي الرض وتثميها ،وهو حقيق
256
بالشكر ل بالكفر ،فمن كفر بال فعليه وزر كفره ،ول يزيد الكافرين كفرهم عند
ربم إل بغضا وغضبا ،ول يزيد الكافرين إل خسرانا .
-40قل -أيها النب -للمشركي :أخبون :أأبصرت حال شركائكم الذين
تعبدونم من دون ال؟! أخبون :أى جزء خلقوا من الرض؟! بل ألم شركة مع ال
ف خلق السموات؟! ل نعطهم كتابا بالشركة فهم على حجة منه ،بل ما يعد الظالون
بعضهم بعضا بشفاعة اللة الت يشركونا مع ال إل باطل وزخرفا ل يدع إل
ضعاف العقول .
-41إن ال هو الذى ينع اختلل نظام السموات والرض ،ويفظهما بقدرته من
الزوال ،ولئن قدّر لما الزوال ما استطاع أحد أن يفظهما بعد ال .إنه كان حليما
ل يُعجل بعقوبة الخالفي غفورا لذنوب الراجعي إليه .
-42وأقسم الكافرون بال غاية اجتهادهم ف تأكيد يينهم :لئن جاءهم رسول
ينذرهم ليكونن أكثر هداية من إحدى المم الت كذبت رسلها ،فلما جاءهم رسول
منهم ينذرهم ما زادهم بإنذاره ونصحه إل نفورا عن الق .
-43نفروا استكبارا ف الرض وأنفة من الضوع للرسول والدين الذى جاء به ،
ومكروا مكر السيئ -وهو الشيطان الذى قادهم إل النصراف عن الدين وماربة
الرسول -ول ييط ضرر الكر السيئ إل بن دبروه ،فهل ينتظرون إل ما جرت به
سنة ال ف الذين سبقوهم؟ فلن تد لطريقة ال ف معاملة المم تغييا يُطمّع هؤلء
257
الاكرين ف وضع ل يكن لن سبقوهم ،ولن تد لسنة ال تويل عن اتاهها .
-44اقعدوا وأنكروا وعيد ال للمشركي ،ول يسيوا ف الرض فينظروا بأعينهم
آثار اللك الذى أنزل على من قبلهم عقابا لتكذيبهم الرسل؟! وكان من قبلهم من
المم أشد منهم قوة ،فلم تنعهم قوتم من عذاب ال ،وما كان ليعجزه من شئ ف
السموات ول ف الرض .إنه واسع العلم عظيم القدر .
س بِمَا َكسَبُوا مَا َترَكَ عَلَى َظ ْهرِهَا ِمنْ دَابّ ٍة َولَ ِكنْ يُ َؤ ّخرُ ُهمْ ِإلَى َأ َجلٍ
وََل ْو يُؤَاخِ ُذ اللّ ُه النّا َ
ُمسَمّى َفِإذَا جَا َء أَجَ ُل ُهمْ َفإِ ّن ال ّلهَ كَا َن ِبعِبَا ِدهِ بَصِيًا ()45
-45ولو يعاقب ال الناس ف الدنيا لعم العقاب ،وما ترك على ظهر الرض دابة ،
لصدور الذنوب منهم جيعا ،ولكن يؤخر عقابم إل زمن معي هو يوم القيامة ،فإذا
جاء أجلهم الضروب لم فسيجازيهم بكل دقة ،لنه كان بأعمال عباده بصيا ،ل
يفى عليه شئ منها .
-1يس :حرفان بُدئت بما السورة على طريقة القرآن ف بدء بعض السور بالروف
القطعة .
-2أقسم بالقرآن الشتمل على الكمة والعلم النافع .
-3إنك يا ممد لن الذين بعثهم ال إل الناس بالدى ودين الق .
-4على طريق معتدل ،هو دين السلم .
تَ ْنزِي َل الْ َعزِي ِز الرّحِيمِ ( )5لِتُ ْنذِرَ َق ْومًا مَا أُْنذِرَ َآبَاؤُ ُهمْ َفهُمْ غَافِلُونَ (َ )6ل َقدْ َحقّ اْل َقوْلُ
عَلَى أَكَْثرِ ِه ْم َفهُ ْم لَا ُي ْؤمِنُونَ (ِ )7إنّا َجعَلْنَا فِي أَعْنَاقِ ِه ْم أَغْلَالًا َفهِ َي ِإلَى الَْأ ْذقَانِ َف ُهمْ
ُمقْمَحُونَ ( )8وَ َجعَلْنَا ِم ْن بَ ْينِ َأْيدِي ِه ْم سَدّا وَ ِم ْن خَلْ ِف ِهمْ َسدّا َفأَ ْغشَيْنَاهُ ْم َف ُهمْ لَا
صرُونَ ( )9وَ َسوَاءٌ عَلَ ْي ِهمْ أََأْنذَ ْرتَ ُهمْ أَ ْم َلمْ تُ ْنذِ ْرهُ ْم لَا ُي ْؤمِنُونَ (ِ )10إنّمَا تُ ْنذِرُ َم ِن اتّبَعَ
يُبْ ِ
258
ح ُن نُحْيِي الْ َموْتَى
ش ْرهُ بِ َم ْغ ِف َرةٍ وََأ ْجرٍ َكرِيٍ (ِ )11إنّا نَ ْ
ب فََب ّ
شيَ الرّحْ َم َن بِاْلغَيْ ِ
الذّ ْك َر وَ َخ ِ
ب مَا َق ّدمُوا وَ َآثَارَ ُهمْ وَ ُكلّ َشيْءٍ أحْصَيْنَا ُه فِي ِإمَامٍ مُبِيٍ ()12
وََنكْتُ ُ
-5تنيل القوى الغالب على كل شئ الذى ل يستطيع أحد أن ينعه عما يريد ،
الرحيم بعباده ،إذ أرسل إليهم من يرشدهم إل طريق النجاة .
-6لتُنذر قوما ل ينذر آباؤهم القربون من قبل ،فهم ساهون عمّا يب عليهم نو ال
ونو أنفسهم ونو الناس .
-7لقد سبق ف علمنا أن أكثرهم ل يتارون اليان ،فطابق واقعهم ما علمناه
عنهم ،فلن يكون منهم اليان .
-8إنا جعلنا الصرين على الكفر كمن وضعت ف أعناقهم السلسل ،فهى تصل إل
أذقانم ،وتشد أيديهم برؤوسهم وترفعها مع غض أبصارهم ،فل يستطيعون أن
يركوا الرءوس ليوا .
-9وجعلنا من حُرموا النظر ف اليات والدلئل كمن حبسوا بي سدّين فغطّيت
أعينهم فهم ل يرون ما أمامهم وما خلفهم .
-10وسواء عليهم تذيرك لم وعدم تذيرك ،فهم ل يؤمنون .
-11إنا يفيد تذيرك من يتبع القرآن وياف الرحن -وإن كان ل يراه -فبشر
هؤلء بعفو من ال عن سيئاتم ،وجزاء حسن على أعمالم .
-12إنا نن ني الوتى ،ونُسجّل ما قدموا ف الدنيا من أعمال وما أبقوا فيها من
آثار بعد موتم ،وكل شئ أثبتناه ف كتاب واضح .
ب اْلقَ ْرَيةِ ِإ ْذ جَا َءهَا الْ ُم ْرسَلُونَ (ِ )13إ ْذ أَ ْرسَلْنَا ِإلَ ْيهِ ُم اثْنَ ْينِ
صحَا َ
ب َلهُ ْم مَثَلًا أَ ْ
ض ِر ْ
وَا ْ
ش ٌر مِثْلُنَا َومَا
ث َفقَالُوا ِإنّا ِإلَيْ ُكمْ مُ ْرسَلُونَ ( )14قَالُوا مَا َأنُْتمْ ِإلّا َب َ
فَ َك ّذبُوهُمَا فَ َعزّ ْزنَا بِثَالِ ٍ
َأنْ َزلَ الرّحْ َم ُن ِم ْن شَيْ ٍء إِ ْن َأنُْتمْ ِإلّا َت ْكذِبُونَ ( )15قَالُوا َربّنَا َيعْ َلمُ ِإنّا إِلَ ْي ُكمْ لَ ُم ْرسَلُونَ (
غ الْمُبِيُ ( )17قَالُوا إِنّا تَطَّي ْرنَا بِ ُك ْم لَِئنْ َل ْم تَنَْتهُوا لََنرْجُمَّن ُكمْ
)16وَمَا عَلَيْنَا ِإلّا الْبَلَا ُ
س ِرفُونَ
وَلَيَ َمسّّن ُكمْ مِنّا َعذَابٌ َألِيمٌ ( )18قَالُوا طَاِئرُكُ ْم َمعَ ُك ْم أَِئ ْن ذُ ّك ْرتُ ْم َبلْ َأنُْتمْ قَوْ ٌم ُم ْ
259
سعَى قَا َل يَا َقوْ ِم اتّبِعُوا الْ ُم ْرسَلِيَ ( )20اتّبِعُوا
( )19وَجَا َء ِمنْ َأقْصَى الْ َمدِيَنةِ َرجُ ٌل َي ْ
َمنْ لَا َيسَْألُ ُك ْم أَ ْجرًا َو ُهمْ ُمهَْتدُونَ ()21
-13واذكر -أيها النب -لقومك :قصة أهل القرية فإنا كقصتهم ،إذ ذهب إليهم
الرسلون لدايتهم .
-14أرسلنا إليهم اثني فكذبوها ،فقويناها بثالث ،فقال هؤلء الثلثة :إنا إليكم
مرسلون .
-15قال أهل القرية -ردا عليهم : -ما أنتم إل بشر مثلنا ،وما أوْحى الرحن إل
بشر من شئ ،ما أنتم إل قوم تقولون غي الواقع .
-16قال الرسلون :ربنا الذى بعثنا إليكم يعلم إنا إليكم لرسلون .
-17وليس علينا إل أن نُبَلّغ رسالة ال بلغا واضحا .
-18قال أهل القرية :إننا تشاءمنا بكم .ونُقسم :إن ل تكفوا عن دعوتكم
لنرمينكم بالجارة ،وليصيبنكم منا عذاب شديد الل .
-19قال الرسلون :شؤمكم معكم بكفركم ،أئن وُعظْتم با فيه سعادتكم تتشاءموا
منا وتددونا بالعذاب الليم؟! لكن أنتم قوم متجاوزون الق والعدل .
-20وأقبل من أبعد مكان بالدينة رجل يُسرع نو أهل الدينة ،قال :يا قوم ،اتبعوا
الرسلي من ال إليكم .
-21اتبعوا الذين ل يطلبون منكم أجرا على نصحكم وإرشادكم -وهم مهتدون -
تنتفعون بديهم ف سلوك طريق الي والفلح .
260
س َرةً عَلَى اْلعِبَا ِد مَا َي ْأتِيهِ ْم ِمنْ َرسُولٍ ِإلّا كَانُوا ِبهِ َيسَْت ْه ِزئُونَ (َ )30ألَ ْم َيرَوْا
)29يَا َح ْ
َك ْم أَهْ َلكْنَا قَبْ َل ُه ْم ِمنَ اْلقُرُو ِن َأنّ ُه ْم إِلَ ْي ِهمْ لَا َيرْ ِجعُونَ ()31
261
جرِي لِ ُمسَْت َقرّ َلهَا َذِلكَ
س تَ ْ
خ مِ ْنهُ الّنهَا َر َفإِذَا هُ ْم مُظْلِمُونَ ( )37وَالشّمْ ُ
اللّيْ ُل َنسْلَ ُ
َتقْدِيرُ اْلعَزِيزِ اْلعَلِيمِ ( )38وَاْلقَ َمرَ َقدّ ْرنَاهُ مَنَا ِزلَ حَتّى عَادَ كَالْ ُعرْجُو ِن الْ َقدِيِ ()39
-32وما كل من المم السابقة واللحقة إل مموعون لدينا يوم الساب والزاء .
-33ودليل لم على قدرتنا على البعث والنشور :الرض الدبة أحييناها بالاء ،
وأخرجنا منها حبا ،فمنه يأكلون .
-35 ، 34وأنشأنا فيها حدائق وبساتي من نيل وأعناب ،وشققنا فيها من عيون
الاء ما يروى شجرها ويرج ثرها ليأكلوا منه ،وما هو من صنع أيديهم ،أفل يؤدون
حق ال عليهم ف ذلك باليان والثناء عليه؟ .
-36تنيها ل الذى خلق الشياء كلها على سنة الذكورة والنوثة من النبات ومن
النفس وما ل يعلم الناس .
-37وآية لم على وجود ال وقدرته الليل ننع عنه النهار الساتر له ،فإذا الناس
داخلون ف الظلم الشتمل عليهم من كل جانب .
-38والشمس تسي لستقر لا ،قدّره ال زمانا ومكانا ،ذلك تدبي الغالب بقدرته ،
الحيط علما بكل شئ .
-39والقمر جعلناه بتدبي منا منازل ،إذ يبدو أول الشهر ضئيل ،ث يزداد ليلة بعد
ليلة إل أن يكتمل بدرا ،ث يأخذ ف النقصان كذلك حت يعود ف مرآه كأصل
العنقود من الرطب إذا قدم فدق وانن واصفر .
س يَنَْبغِي َلهَا أَ ْن ُتدْرِ َك الْقَ َم َر َولَا اللّ ْيلُ سَابِ ُق الّنهَا ِر وَ ُك ّل فِي فَ َلكٍ َيسْبَحُونَ (
لَا الشّمْ ُ
)40وَ َآَيةٌ َل ُهمْ َأنّا حَمَلْنَا ذُ ّريَّت ُهمْ فِي اْلفُ ْلكِ الْ َمشْحُونِ ( )41وَخَ َلقْنَا َل ُهمْ مِ ْن مِثْ ِل ِه مَا
خ َلهُ ْم َولَا ُهمْ يُ ْن َقذُونَ (ِ )43إلّا َرحْ َمةً مِنّا
صرِي َ
شأْ ُن ْغ ِر ْقهُ ْم فَلَا َ
َيرْكَبُونَ ( )42وَإِ ْن َن َ
وَمَتَاعًا ِإلَى حِيٍ ()44
-40ل الشمس يتأتى لا أن ترج على نواميسها فتلحق القمر وتدخل ف مداره ،
ول الليل يتأتى له أن يغلب النهار ويول دون ميئه ،بل ها متعاقبان .وكل من
262
الشمس والقمر وغيها يسبح ف فلك ل يرج عنه .
-41وآية أخرى لم أنا حلنا بن النسان ف السفن الملوءة بم وبأمتعتهم وأرزاقهم
.
-42وخلقنا لم من مثل الفلك ما يركبونه كذلك .
-43وإن نُرد إغراقهم با كسبوا نُغرقهم - ،فليس لم مغيث ،ول هم ينجون من
اللك .
-44لكنا ل نغرقهم رحة منا بم ،ولنمتعهم إل أجل مقدر .
وَِإذَا قِي َل َل ُهمُ اّتقُوا مَا بَ ْي َن أَْيدِي ُكمْ وَمَا خَلْ َفكُ ْم َلعَلّ ُك ْم ُترْحَمُونَ ( )45وَمَا َتأْتِي ِهمْ ِمنْ
َآَيةٍ مِنْ َآيَاتِ َربّ ِه ْم ِإلّا كَانُوا عَ ْنهَا مُ ْعرِضِيَ (َ )46وِإذَا قِي َل َلهُ ْم َأنْ ِفقُوا مِمّا رَ َز َقكُ ُم اللّهُ
قَا َل الّذِينَ َك َفرُوا لِ ّلذِينَ َآمَنُوا أَنُ ْط ِعمُ َم ْن َلوْ َيشَا ُء ال ّلهُ أَ ْطعَ َم ُه إِ ْن َأنْتُ ْم ِإلّا فِي ضَلَالٍ مُبِيٍ
ح ًة وَا ِح َدةً
( )47وََيقُولُو َن مَتَى َهذَا الْوَ ْع ُد إِنْ كُنُْتمْ صَا ِدقِيَ ( )48مَا يَنْ ُظرُو َن ِإلّا صَيْ َ
َتأْ ُخذُ ُهمْ وَ ُهمْ َيخِصّمُونَ ( )49فَلَا َيسْتَطِيعُو َن َتوْصَِيةً وَلَا إِلَى َأهْ ِل ِهمْ َي ْرجِعُونَ ()50
ث ِإلَى َرّب ِهمْ يَ ْنسِلُونَ ()51
خ فِي الصّو ِر َفإِذَا هُ ْم ِمنَ اْلأَ ْجدَا ِ
وَُنفِ َ
-45وإذا قيل لم :خافوا مثل ما جرى للمم الاضية بتكذيبهم ،وخافوا عذاب
الخرة الذى تتعرضون له بإصراركم على الكفر -رجاء أن يرحكم ربكم إذا
اتقيتموه -أعرضوا .
-46وما تيئهم من حجة من حجج ربم دالةً على وحدانية ال وقدرته إل كانوا
عنها منصرفي .
-47وإذا قيل لم أنفقوا على الفقراء ما رزقكم ال قال الكافرون للمؤمني :أنطعم
من لو أراد ال إطعامه ،فنعاند بذا مشيئة ال؟ ما أنتم -أيها الداعون إل النفاق -
إل ف عمى واضح عن الق .
-48ويقولون للمؤمني -استهزاء بم : -مت يقع هذا الذى وعدتونا به إن كنتم
صادقي فيما وعدت؟!
-49ما ينتظرون إل صوتا واحدا يقضى عليهم بغتة ،وهم يتنازعون ف شئون
263
الدنيا ،غافلي عن الخرة .
-50فل يستطيعون -لسرعة ما نزل بم -أن يُوصلوا بشئ ،ول أن يرجعوا إل
أهلهم .
-51ونفخ ف الصور نفخة البعث ،فإذا الموات يرجون من قبورهم مسرعي للقاء
ال .والصور والنفخ فيه ما استأثر ال بعلمه .
-52قال البعوثون من القبور :يا هول ما ينتظرنا ،من أيقظنا من نومنا؟ ويضرهم
جواب سؤالم :هذا يوم البعث الذى وعد الرحن به عباده ،وصدق الرسلون فيما
أخبوا عنه .
-53ما كانت دعوتم إل الروج إل ندا ًء واحدا ،فإذا هم متمعون لدينا ،
مضرون لسابنا .
-54ففى هذا اليوم ل تنقص نفس أجر شئ ما عملته ،ول تلقون إل جزاء ما كنتم
تعملون من خي أو شر .
-55إن أصحاب النة ف هذا اليوم مشغولون با هم فيه من نعيم ،معجبون به
فرحون .
-56هم وأزواجهم ف ظلل سابغة على السرر الزينة متكئون .
-57لم ف النة فاكهة من كل أنواعها ،ولم فيها كل ما يطلبون .
-58يقال لم :سلم قولً صادرا من رب رحيم .
264
-59ويقال للمجرمي ف هذا اليوم :اعتزلوا عن الؤمني .
-60أل أوصكم -يا بن آدم -أل تطيعوا الشيطان طاعة العبود؟ إنه لكم عدو بَيّن
العداوة .
-61وأن افردون بالعبادة ،فإفرادى با طريق عظيم ف استقامته .
ض ّل مِ ْن ُكمْ جِبِلّا كَثِيًا َأفَ َلمْ َتكُونُوا َتعْقِلُونَ ( )62هَ ِذ ِه َجهَنّ ُم الّتِي كُنُْت ْم تُو َعدُونَ
وََل َقدْ أَ َ
( )63اصْ َلوْهَا الْيَوْ َم بِمَا كُنُْت ْم َتكْ ُفرُونَ ( )64الَْيوْ َم نَخِْتمُ عَلَى َأفْوَا ِه ِهمْ َوُتكَلّمُنَا َأْيدِي ِهمْ
ش َهدُ أَ ْرجُ ُل ُهمْ بِمَا كَانُوا يَ ْكسِبُونَ ( )65وََل ْو َنشَا ُء لَطَ َمسْنَا َعلَى أَعْيُِن ِه ْم فَاسْتََبقُوا
وََت ْ
سخْنَا ُهمْ عَلَى مَكَانَتِ ِه ْم فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيّا
صرُونَ ( )66وََل ْو َنشَا ُء لَ َم َ
الصّرَاطَ فََأنّى يُبْ ِ
سهُ فِي الْخَ ْلقِ أَفَلَا َيعْقِلُونَ ()68
وَلَا َيرْ ِجعُونَ (َ )67و َمنْ ُنعَ ّم ْر ُه نُنَ ّك ْ
-62ولقد أغوى الشيطان منكم خلْقا كثيا .أغفلتم عن ذلك ،فلم تكونوا تعقلون
حي أطعتموه؟!
-63يقال لم :هذه جهنم الت كنتم توعدون با ف الدنيا ،جزاء كفركم .
-64ادخلوها ،وقاسوا حرها ف هذا اليوم بكفركم .
-65اليوم نُغطى على أفواههم فل تنطق ،وتكلمنا أيديهم ،وتنطق أرجلهم شاهدة
عليهم با كانوا يعملون .
-66فمضوا يتخبطون ل يعرفون فيها -ف الدنيا أو على الصراط ف الخرة -
طريق الدى بعدما أعميناهم .
-67ولو نشاء تغيي صورهم لغيناها إل صور قبيحة يتسمرون عندها ف أماكنهم ،
ل يضون إل المام ،ول يرجعون إل اللف لا جرى عليهم من أمرنا ف إفقادهم
قواهم .
-68ومن نُطل عمره نرده من القوة إل الضعف ،أفل يعقلون قدرتنا على ذلك
ليعلموا أن الدنيا دار فناء ،وأن الخرة هى دار البقاء!
265
شعْ َر َومَا يَنَْبغِي َلهُ إِ ْن ُهوَ إِلّا ذِ ْكرٌ َو ُقرْآَ ٌن مُبِيٌ ( )69لِيُ ْنذِ َر َمنْ كَانَ حَيّا
وَمَا عَلّ ْمنَاهُ ال ّ
ت َأْيدِينَا َأنْعَامًا َف ُهمْ
ح ّق اْلقَ ْولُ عَلَى اْلكَا ِفرِينَ ( )70أَ َوَلمْ َي َروْا َأنّا خَ َلقْنَا َل ُهمْ مِمّا عَمِلَ ْ
وَيَ ِ
َلهَا مَاِلكُونَ (َ )71وذَلّلْنَاهَا َلهُ ْم فَمِ ْنهَا رَكُوُبهُ ْم َومِنْهَا يَأْكُلُونَ ( )72وََل ُهمْ فِيهَا مَنَافِعُ
صرُونَ ( )74لَا
خذُوا ِمنْ دُو ِن ال ّلهِ َآِلهَ ًة َلعَ ّلهُ ْم يُنْ َ
ش ُكرُونَ ( )73وَاتّ َ
وَ َمشَا ِربُ َأفَلَا َي ْ
ضرُونَ ()75
ص َرهُ ْم َوهُ ْم َلهُ ْم جُ ْندٌ مُحْ َ
َيسْتَطِيعُو َن نَ ْ
-69وما علمنا رسولنا الشعر ،وما يصح -لكانته ومنلته -أن يكون شاعرا .وما
القرآن النل عليه إل عظة وكتاب ساوى واضح ،فل مناسبة بينه وبي الشعر .
-70ليخوف من كان حى القلب مُستني العقل ،وتَجِبُ كلمة العذاب على
الاحدين به ،النكرين لديه .
-71أعمى الكافرون ول يروا أنا خلقنا لم ما صنعت قدرتنا أنعاما فهم مالكون لا ،
يتصرفون فيها كما يشاءون؟
-72وأخضعناها لم ،فمنها ما يركبون ،ومنها ما يأكلون .
-73ولم فيها ما ينتفعون به من أصوافها وأوبارها وأشعارها وجلودها وعظامها ،
ومشارب من ألبانا ،أينسون هذه النعم فل يشكرون النعم با؟ .
-74واتذ الشركون من دون ال آلة يعبدونا ،رجاء أن تنصرهم .
-75ل تستطيع اللة نصرهم إن أراد ال بم سوءا ،لنا ل تنفع ول تضر ،وهم
للتهم العاجزة جند معدون لدمتهم ودفع السوء عنهم .
ح ُزْنكَ َق ْوُلهُ ْم ِإنّا َنعْ َلمُ مَا ُيسِرّو َن وَمَا يُعْلِنُونَ ( )76أَ َوَلمْ َي َر الِْإْنسَانُ َأنّا خَ َلقْنَاهُ ِمنْ
فَلَا يَ ْ
ب لَنَا مَثَلًا َوَنسِ َي خَلْ َق ُه قَا َل َمنْ يُحْيِي الْعِظَامَ
ضرَ َ
نُ ْطفَ ٍة َفِإذَا ُهوَ خَصِيمٌ مُبِيٌ ( )77وَ َ
شأَهَا أَ ّولَ مَ ّر ٍة َوهُ َو بِ ُك ّل خَ ْلقٍ عَلِيمٌ ( )79اّلذِي
وَ ِهيَ َرمِيمٌ (ُ )78ق ْل يُحْيِيهَا اّلذِي أَْن َ
جرِ اْلَأخْضَ ِر نَارًا َفِإذَا َأنُْتمْ مِ ْن ُه تُو ِقدُونَ ()80
جَ َع َل لَ ُك ْم ِمنَ الشّ َ
-76فل يزنك قولم ف ال باللاد وفيك بالتكذيب ،إنا نعلم ما يُخفون وما
يُعلنون ،فنجازيهم عليه .
266
-77أجحد النسان وجود ال وقدرته .ول ير أنا خلقناه -بعد العدم -من نطفة
مهينة؟ فإذا هو شديد الصومة ،مبي لا ،معلن عنها .
ل ينكر به قدرتنا على إحياء العظام بعد أن
-78وساق لنا هذا الصيم البي مث ً
تبلى ،ونسى خلقنا إياه بعد أن ل يكن ،قال -منكرا مستبعدا قدرتنا على ذلك : -
من يُحي العظام وهى رميم؟
-79قل -يا ممد : -يُحييها الذى أنشأها أول مرة ،ففى استطاعة من بدأ أن يُعيد
،وهو عظيم العلم بكل ما خلق ،فل يعجزه جع الجزاء بعد تفرقها .
-80الذى خلق لكم من الشجر الخضر -بعد جفافه ويبسه -نارا .
267
-3فالتاليات لليات يذكرون ال ذكرا بالتسبيح والتمجيد .
-4إن إلكم الستوجب للعبادة لواحد ل شريك له ف ذات أو فعل أو صفة .
َربّ السّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَمَا بَيَْنهُمَا وَ َربّ الْ َمشَارِقِ (ِ )5إنّا َزيّنّا السّمَاءَ ال ّدنْيَا ِبزِينَةٍ
الْ َكوَاكِبِ (َ )6وحِفْظًا ِمنْ ُكلّ شَيْطَا ٍن مَا ِردٍ ( )7لَا َيسّ ّمعُو َن ِإلَى الْمَ َلإِ اْلأَعْلَى َوُيقْ َذفُونَ
ب وَاصِبٌ ()9
ِمنْ ُك ّل جَانِبٍ (ُ )8دحُورًا َولَ ُهمْ َعذَا ٌ
-5هو -وحده -خالق السموات والرض وما بينهما ،ومدبّر المر ،ومالك
الشارق لكل ما له مشرق .
-6إنّا جّلْنا السماء القريبة من أهل الرض بزينة هى الكواكب الشرقة الختلفة
الحجام والوضاع ف ميط الكون الت نراها كل مساء بالعي الجردة .
-7وحفظناها حفظا مكما من كل شيطان عات متمرد .
-8ل يكن عتاة الشياطي من التسمع إل ما يرى ف عال اللئكة ،وُي ْرمَوْن من كل
با يدفعهم .
-9يُطردون طردا عنيفا عن الوصول إل تسمع أخبار السماء ،ولم عذاب شديد
دائم ف الخرة .
ف الْخَ ْط َفةَ َفَأتَْبعَ ُه ِشهَابٌ ثَاقِبٌ ( )10فَاسْتَفِْت ِهمْ َأ ُهمْ َأ َشدّ خَ ْلقًا أَمْ مَ ْن خَ َلقْنَا
ِإلّا َمنْ خَطِ َ
خرُونَ ( )12وَِإذَا ذُ ّكرُوا لَا َيذْ ُكرُونَ
ت َويَسْ َ
جبْ َ
ي لَا ِزبٍ (َ )11بلْ عَ ِ
ِإنّا خَ َلقْنَا ُهمْ ِمنْ ِط ٍ
حرٌ مُِبيٌ (َ )15أئِذَا مِتْنَا
خرُونَ (َ )14وقَالُوا إِ ْن هَذَا إِلّا سِ ْ
( )13وَِإذَا َرأَوْا َآَيةً َيسَْتسْ ِ
وَكُنّا ُترَابًا وَعِظَامًا َأئِنّا لَمَ ْبعُوثُونَ ( )16أَوَ َآبَاؤُنَا الَْأوّلُونَ (ُ )17قلْ َن َعمْ َوَأنُْتمْ دَاخِرُونَ
(َ )18فإِنّمَا هِيَ َز ْج َرةٌ وَاحِ َد ٌة َفِإذَا ُهمْ يَنْ ُظرُونَ (َ )19وقَالُوا يَا َويْلَنَا َهذَا َيوْ ُم الدّينِ (
)20
-10إل من اختلس الكلمة من أخبار السماء ،فإننا نتبعه بشعلة من النار تثقب الو
بضوئها فتحرقه .
-11فاستخب -أيها النب -النكرين للبعث والستبعدين لصوله :أهُم أصعب
268
خلقا أم من خلقنا من السموات والرض والكواكب وغي ذلك؟ .إنا خلقناهم من
طي لصق بعضه ببعض ،فَ ِل َم يستبعدون إعادتم؟! .
-12بل عجبت -أيها النب -من إنكارهم للبعث -مع قيام الدلة على قدرة ال
-وهم يسخرون من تعجبك وتقريرك له .
-13وإذا ووجهوا بأدلة قدرة ال على البعث ل يلتفتون ول ينتفعون بدللتها .
-14وإذا رأوا برهانا على قدرة ال دعا بعضهم بعضا إل البالغة ف الستهزاء به .
-15وقال الكافرون ف اليات الدالة على القدرة :ما هذا الذى نراه إل سحر
واضح .
-16أئذا متنا وصرنا ترابا وعظاما أئنا لُخرجون من قبورنا أحياء؟ .
-17أنيا ويبعث آباؤنا الولون الذين ماتوا قبلنا فبادوا وهلكوا؟!
-18قل -أيها النب -لم :نعم ستبعثون جيعا وأنتم أذلء صاغرون .
-19فإنا البعثة صيحة واحدة فإذا هم أحياء ينظرون ما كانوا يوعدون .
-20وقال الشركون :يا هلكنا . .هذا يوم الساب والزاء على العمال .
صلِ اّلذِي كُنُْتمْ ِب ِه ُتكَ ّذبُونَ ( )21ا ْحشُرُوا اّلذِينَ ظَ َلمُوا َوأَزْوَاجَ ُه ْم وَمَا
هَذَا يَوْ ُم اْلفَ ْ
ط الْجَحِيمِ (َ )23وقِفُو ُه ْم إِّن ُهمْ
صرَا ِ
كَانُوا يَعُْبدُونَ (ِ )22م ْن دُونِ ال ّلهِ فَا ْهدُوهُ ْم ِإلَى ِ
صرُونَ (َ )25ب ْل هُ ُم الَْيوْمَ ُمسْتَسْلِمُونَ (َ )26وَأقَْبلَ
َمسْئُولُونَ ( )24مَا لَ ُكمْ لَا تَنَا َ
ض يََتسَا َءلُونَ ( )27قَالُوا ِإنّ ُكمْ كُنُْت ْم َتأْتُونَنَا َع ِن الْيَمِيِ ( )28قَالُوا َبلْ
َبعْضُ ُهمْ عَلَى بَعْ ٍ
َلمْ َتكُونُوا ُمؤْمِنِيَ ( )29وَمَا كَا َن لَنَا عَلَ ْيكُ ْم ِمنْ سُلْطَا ٍن َبلْ كُنُْت ْم َقوْمًا طَاغِيَ ()30
-21فيجابون :هذا يوم القضاء والفصل ف العمال الذى كنتم به ف الدنيا تكذبون
.
-23 ، 22اجعوا -يا ملئكت -الظالي أنفسهم بالكفر وأزواجهم الكافرات
وآلتهم الت كانوا يعبدونا من دون ال من الوثان والنداد ،فعرفوهم طريق النار
ليسلكوها .
-24واحبسوهم ف هذا الوقف ،إنم مسئولون عن عقائدهم وأعمالم .
269
-25ما لكم -أيها الشركون -ل ينصر بعضكم بعضا كما كنتم تتناصرون ف
الدنيا؟!
-26ل يتناصرون ف هذا اليوم ،بل هم منقادون مستسلمون لمر ال .
-27وأقبل بعضهم على بعض يتلومون ويتخاصمون ،ويسأل بعضهم بعضا عن
مصيهم السيئ .
-28قال الضعفاء للذين استكبوا :إنكم كنتم تأتوننا من الناحية الت نظن فيها الي
واليُمن ،لتصرفونا عن الق إل الضلل .
-29قال الستكبون :ل نصرفكم ،بل أنتم أبيتم اليان وأعرضتم عنه باختياركم .
-30وما كان لنا من تسلط عليكم نسلبكم به اختياركم ،بل كنتم قوما خارجي
على الق .
حقّ عَلَيْنَا َقوْلُ َربّنَا إِنّا َلذَاِئقُونَ (َ )31فأَ ْغوَيْنَا ُكمْ ِإنّا كُنّا غَاوِينَ (َ )32فِإّنهُ ْم َيوْمَِئذٍ فِي
فَ َ
ج ِرمِيَ (ِ )34إّنهُمْ كَانُوا ِإذَا قِي َل َلهُ ْم لَا
ك َنفْ َع ُل بِالْمُ ْ
ب ُمشْتَرِكُونَ (ِ )33إنّا َك َذلِ َ
الْ َعذَا ِ
ِإلَ َه ِإلّا اللّ ُه َيسَْتكْبِرُونَ (َ )35وَيقُولُو َن َأئِنّا لَتَارِكُوا َآِلهَتِنَا ِلشَا ِعرٍ مَجْنُونٍ (َ )36ب ْل جَاءَ
ج َزوْ َن ِإلّا مَا
ب الَْألِيمِ (َ )38ومَا تُ ْ
ق الْ ُمرْسَ ِليَ (ِ )37إّنكُ ْم َلذَاِئقُو الْ َعذَا ِ
صدّ َ
ح ّق وَ َ
بِالْ َ
ق َمعْلُومٌ ()41
ك َلهُمْ رِ ْز ٌ
خلَصِيَ ( )40أُولَئِ َ
كُنُْت ْم َتعْمَلُونَ (ِ )39إلّا عِبَادَ ال ّلهِ الْمُ ْ
َفوَا ِك ُه وَ ُهمْ مُ ْك َرمُونَ ()42
-31فحق علينا كلمة ربنا :إنا لذائقون العذاب يوم القيامة .
-32فدعوناكم إل الغى والضلل فاستجبتم لدعوتنا ،إن شأننا التحايل لدعوة الناس
إل ما نن عليه من الضلل ،فل لوم علينا .
-33فإن التباع والتبوعي يوم القيامة ف العذاب مشتركون .
-34إن مثل ذلك العذاب نفعل بالذين أجرموا ف حق ال بالشرك وفعل العاصى .
-35إن هؤلء كانوا إذا قيل لم :ل إله إل ال يأبون القرار بذلك تكبا واستعظاما
.
-36ويقولون :أنن نترك عبادة آلتنا لقول شاعر متخبل مستور العقل؟ .
270
-37بل جاءهم رسولم بالتوحيد الذى دعا إليه جيع الرسل ،وصدق بذلك دعوة
الرسلي .
-38إنكم -يا أيها الشركون -لذائقوا العذاب الشديد ف الخرة .
-39وما تلقون من جزاء ف الخرة إل جزاء عملكم ف الدنيا .
-40إل عباد ال الخلصي ،فإنم ل يذوقون العذاب ،لنم أهل إيان وطاعة .
-41هؤلء الخلصون لم ف الخرة رزق معلوم عند ال .
-42فواكه متنوعة ،وهم مرفهون معظمون .
ت النّعِيمِ ( )43عَلَى سُرُ ٍر مَُتقَابِ ِليَ ( )44يُطَافُ عَلَ ْي ِهمْ بِ َكأْسٍ ِم ْن َمعِيٍ ()45
فِي جَنّا ِ
صرَاتُ
بَيْضَا َء َلذّ ٍة لِلشّا ِربِيَ ( )46لَا فِيهَا َغ ْولٌ َولَا ُهمْ عَ ْنهَا يُ ْنزَفُونَ ( )47وَعِ ْندَ ُه ْم قَا ِ
ض يََتسَا َءلُونَ (
ض ُهمْ عَلَى َبعْ ٍ
ض َمكْنُونٌ (َ )49فَأقَْبلَ َبعْ ُ
الطّرْفِ عِيٌ (َ )48كَأّن ُهنّ بَيْ ٌ
ص ّدقِيَ ()52
ك لَ ِمنَ الْمُ َ
)50قَا َل قَاِئ ٌل مِ ْنهُ ْم ِإنّي كَا َن لِي َقرِينٌ (َ )51يقُو ُل َأئِنّ َ
271
وما جاء به القرآن الكري .
-52يقول :أئِنك لن الذين يصدقون بالبعث بعد الوت والساب والزاء؟ .
َأئِذَا مِتْنَا وَكُنّا ُترَابًا وَعِظَامًا َأئِنّا لَ َمدِينُونَ ( )53قَالَ َه ْل أَنُْت ْم مُطّ ِلعُونَ ( )54فَاطّ َلعَ
َفرَ َآ ُه فِي َسوَا ِء الْجَحِيمِ ( )55قَالَ تَاللّ ِه إِنْ ِك ْدتَ لَُت ْردِينِ (َ )56وَلوْلَا ِنعْ َمةُ َربّي َلكُنْتُ
حنُ بِ ُم َع ّذبِيَ ()59
ح ُن بِمَيِّتيَ (ِ )58إلّا َموْتَتَنَا اْلأُولَى َومَا َن ْ
ضرِينَ (َ )57أفَمَا نَ ْ
ِمنَ الْمُحْ َ
إِ ّن هَذَا َلهُ َو الْ َفوْزُ اْلعَظِيمُ ( )60لِمِ ْث ِل هَذَا فَلَْيعْ َملِ اْلعَامِلُونَ (َ )61أذَِلكَ خَ ْي ٌر ُنزُلًا أَمْ
صلِ
ج فِي أَ ْ
خرُ ُ
ج َر ٌة تَ ْ
ج َرةُ ال ّزقّومِ (ِ )62إنّا َجعَلْنَاهَا فِتَْنةً لِلظّالِمِيَ (ِ )63إّنهَا شَ َ
شَ َ
الْجَحِيمِ ()64
-53أبعد أن نفن ونصي ترابا وعظاما نيا مرة أخرى ،لنحاسب ونازى على ما
قدمنا من عمل؟! .
-54قال الؤمن للسائه :هل أنتم يا أهل النة مُطّلعون على أهل النار ،فأرى
َقرِين؟ .
-55ودار ببصره نو النار ،فرأى صاحبه القدي ف وسطها ،يُعذب بنارها .
-56قال حينما رآه :تال إن كدت ف الدنيا لتهلكن لو أطعتك ف كفرك وعصيانك
.
-57ولول نعمة رب بدايته وتوفيقه ل إل اليان بال وبالبعث لكنت مثلك من
الحضرين ف العذاب .
-59 ، 58أنن مُخلّدون منعّمون ف النة ،فل نوت أبدا غي موتتنا الول ف
الدنيا ،وما نن بعذبي بعد دخولنا النة؟
-60إن هذا الذى أعطانا ال من الكرامة ف النة لو الفوز العظيم ،والنجاة الكبى
ما كنا نذره ف الدنيا من عقاب ال .
-61لنيل مثل ما حظى به الؤمنون من الكرامة ف الخرة فليعمل ف الدنيا العاملون ،
ليدركوا ما أدركوه .
-62أذلك الرزق العلوم العد لهل النة خي أم شجرة الزقوم العدة لهل النار؟
272
-63إنا جعلنا هذه الشجرة منة وعذابا ف الخرة للمشركي .
-64إنا شجرة ف وسط الحيم ،غذيت من النار ومنها خلقت .
س الشّيَا ِطيِ (َ )65فإِّن ُهمْ َلآَكِلُو َن مِ ْنهَا فَمَالِئُونَ مِ ْنهَا الْبُطُونَ (ُ )66ثمّ
طَ ْل ُعهَا َكأَّنهُ رُءُو ُ
إِ ّن َلهُمْ عَلَ ْيهَا َلشَ ْوبًا ِم ْن حَمِيمٍ (ُ )67ثمّ إِ ّن َمرْ ِج َع ُهمْ َلِإلَى الْجَحِيمِ (ِ )68إنّ ُهمْ أَْل َفوْا
ض ّل قَبْ َلهُ ْم أَكَْث ُر الَْأوّلِيَ (
َآبَا َء ُهمْ ضَالّيَ (َ )69ف ُهمْ عَلَى َآثَارِ ِه ْم ُيهْرَعُونَ ( )70وََل َقدْ َ
)71وََل َقدْ أَ ْرسَلْنَا فِيهِ ْم مُ ْنذِرِينَ ( )72فَانْ ُظرْ كَيْفَ كَانَ عَاقَِب ُة الْمُ ْنذَرِينَ (ِ )73إلّا عِبَادَ
ح فَلَِن ْعمَ الْمُجِيبُونَ ()75
صيَ ( )74وََل َقدْ نَادَانَا نُو ٌ
اللّ ِه الْمُخْلَ ِ
-65ثرها قبيح النظر ،كريه الصورة ،تنفر منه العيون كأنه رؤوس الشياطي الت ل
يرها الناس ،ولكن وقع ف وههم شناعتها وقبح منظرها .
-66فإنم لكلون من هذه الشجرة فمالئون من طلعها بطونم ،إذ ل يدون غيها
ما يأكلون .
-67ث إن لؤلء الشركي على ما يأكلون من الزّقوم للطا ومزاجا من ماء حار
يشوى وجوههم ،وتنقطع منه أمعاؤهم .
-68ث إن مصيهم إل النار ،فهم ف عذاب دائم ،إذ يؤتى بم من النار إل شجرة
الزّقوم ،فيأكلون ث يسقون ،ث يرجع بم إل ملهم من الحيم .
-70 ، 69إنم وجدوا آباءهم ضالي ،فهم يُسرعون الطا على آثارهم ،
ويستعجلون السي ف طريقهم ،مقلدين ل متبصرين ،كأنم يزعجون ويثون على
السراع إل متابعة الباء من غي تدبر ول تعقل .
-71ولقد ضل عن قصد السبيل وطريق اليان قبل مشركى مكة أكثر المم الالية
من قبلهم .
ل ينذرونم ويوفونم عذاب ال فكذبوهم
-72ولقد أرسلنا ف هذه المم الالية رس ً
.
-73فانظر -يا من يتأتى منك النظر -كيف كان مآل الذين أنذرتْهم رسلهم؟! لقد
أُهْلِكوا ،فصاروا عبة للناس .
273
-74لكن هناك مؤمنون استخلصهم ال لعبادته ،لينالوا فضل كرامته ،ففازوا بثوابه
،ونوا من عذابه .
-75ولقد نادانا نوح حي يئس من قومه فلنعم الجيبون كنا له إذ استجبنا دعاءه ،
فأهلكنا قومه بالطوفان .
وَنَجّ ْينَاهُ َوَأهْلَ ُه ِمنَ اْلكَ ْربِ اْلعَظِيمِ (َ )76وجَعَلْنَا ذُ ّريَّتهُ ُهمُ الْبَاقِيَ ( )77وََترَكْنَا عَلَ ْيهِ
حسِِنيَ (
جزِي الْمُ ْ
ح فِي اْلعَالَمِيَ (ِ )79إنّا َك َذِلكَ نَ ْ
فِي اْلآَ ِخرِينَ ( )78سَلَامٌ عَلَى نُو ٍ
ِ )80إنّ ُه ِمنْ عِبَادِنَا الْ ُم ْؤمِنِيَ (ُ )81ث ّم أَ ْغ َرقْنَا الْ َآ َخرِينَ ( )82وَإِ ّن ِم ْن شِيعَِت ِه َلإِْبرَاهِيمَ (
ب سَلِيمٍ (ِ )84إذْ قَالَ ِلَأبِي ِه َوقَ ْو ِمهِ مَاذَا َتعُْبدُونَ ()85
ِ )83إذْ جَاءَ َرّبهُ ِبقَلْ ٍ
274
ض ْربًا بِالْيَ ِميِ (َ )93فأَقْبَلُوا ِإلَ ْيهِ
َألَا َتأْكُلُونَ ( )91مَا َلكُ ْم لَا تَنْ ِطقُونَ (َ )92فرَاغَ عَلَ ْي ِهمْ َ
َيزِفّونَ ( )94قَالَ َأَتعْبُدُو َن مَا تَنْحِتُونَ ( )95وَاللّ ُه خَ َلقَ ُكمْ َومَا َتعْمَلُونَ ()96
275
-97قال عُبّاد الصنام لبعض -لا قرعتهم الُجّة ،ولأوا إل القوة ،فعزموا على
إحراقه : -ابنوا له بنيانا ،واملوه نارا متأججة ،وألقوه ف وسطها .
-98فأرادوا بذا أن يُنلوا به الذى ،فأناه ال من النار بعد أن أُلقى فيها ،وعل
شأنه با كان له من كرامة ،وجعلهم ال هم السفلي .
-99وقال إبراهيم -لا يئس من إيانم : -إن مهاجر إل الكان الذى أمرن رب
بالسي إليه ،سيهدين رب إل القر المي والبلد الطيب .
-100رب هب ل ذرية من الصالي ،تقوم على الدعوة إليك من بعدى .
-101فبشرته اللئكة بابن يتحلى بالعقل واللم .
َ -102و ُولِ َد إساعيل وشَبّ ،فلما بلغ معه مبلغ السعى ف مطالب الياة اختُب
إبراهيم فيه برؤية رآها .قال إبراهيم :يا بن إن أرى ف النام وحيا من ال يطلب من
ذبك ،فانظر ماذا ترى؟ قال البن الصال :يا أبت أنز أمر ربك ،ستجدن من
الصابرين إن شاء ال .
-103فلما استسلم الوالد والولود لقضاء ال ،ودفعه إبراهيم على الرمل التجمع ،
وأسقطه على شقه ،فوقع جبينه على الرض ،وتيأ لذبه .
صدْق إبراهيم وابنه ف الختبار ،وناداه ال -نداء الليل
-105 ، 104وعلم ال ِ
: -يا إبراهيم ،قد استجبت مطمئنا لوحى الرؤيا ،ول تتردد ف المتثال ،فحسبك
هذا ،إنا نفف عنك اختبارنا جزاء إحسانك ،كما نزى الحسني على إحسانم .
-106إن هذا البتلء الذى ابتلينا به إبراهيم وابنه لو البتلء الذى أبان جوهر
276
إيانما ويقينهما ف رب العالي .
-107وفديناه بذبوح عظيم القدر لكونه بأمر ال تعال .
-108وتركنا له الثناء على ألسنة مَ ْن جاء بعده .
-109تية أمن وسلم على إبراهيم .
-110مثل ذلك الزاء الدافع للبلء نزى الحسني ف امتثال أوامر ال .
-111إن إبراهيم من عبادنا الذعني للحق .
ق َومِ ْن ذُ ّريِّتهِمَا
ق نَبِيّا ِمنَ الصّالِحِيَ (َ )112وبَارَكْنَا عَلَ ْيهِ وَعَلَى ِإسْحَا َ
ش ْرنَا ُه ِبإِسْحَا َ
وََب ّ
سهِ مُبِيٌ ( )113وََل َقدْ مَنَنّا عَلَى مُوسَى َوهَارُونَ (َ )114ونَجّيْنَاهُمَا
سنٌ وَظَاِلمٌ لِنَ ْف ِ
حِمُ ْ
ص ْرنَا ُهمْ َفكَانُوا ُه ُم الْغَالِبِيَ ( )116وَ َآتَيْنَاهُمَا
ب الْعَظِيمِ ( )115وَنَ َ
َوقَ ْو َمهُمَا ِمنَ اْل َكرْ ِ
ط الْ ُمسَْتقِيمَ ( )118وََترَكْنَا عَلَ ْيهِمَا فِي
صرَا َ
ب الْ ُمسْتَبِيَ (َ )117و َهدَيْنَاهُمَا ال ّ
الْكِتَا َ
حسِِنيَ (
جزِي الْمُ ْ
الْ َآخِرِينَ ( )119سَلَامٌ عَلَى مُوسَى َوهَارُونَ (ِ )120إنّا َك َذِلكَ نَ ْ
ِ )121إنّهُمَا ِمنْ عِبَادِنَا الْ ُم ْؤمِنِيَ ()122
-112وبشرته اللئكة -بأمرنا -بأنه سيزق ابنه إسحاق على يأس وعقم من
امرأته ،وأنه سيكون نبيا من الصالي .
-113ومنحناه وابنه البكة والي ف الدنيا والخرة ،ومن ذريتهما مسن لنفسه
باليان والطاعة ،وظال لا بيّن الضلل بكفره ومعصيته .
-114ولقد أنعمنا على موسى وهارون بالنبوة والنعم السام .
-115ونيناها وقومهما من الكرب الشديد الذى كان ينله بم فرعون وقومه .
-116ونصرناهم على أعدائهم ،فكانوا هم الغالبي .
-117وآتينا موسى وهارون الكتاب الواضح البي لحكام الدين ،وهى التوراة .
-118وأرشدناها إل الطريق العتدل .
-119وأبقينا ثنا ًء حسنا عليهما ف الخرين الذين جاءوا من بعدهم .
-120تية أمن وسلم على موسى وهارون .
277
-121إن مثل الزاء الذى جازينا به موسى وهارون نزى كل الحسني .
-122إنما من عبادنا الذعني للحق .
وَإِ ّن ِإلْيَاسَ لَ ِم َن الْ ُم ْرسَلِيَ (ِ )123إذْ قَالَ ِل َقوْ ِمهِ أَلَا تَّتقُونَ (َ )124أتَدْعُو َن َبعْلًا
سنَ الْخَاِلقِيَ ( )125اللّهَ َرّبكُ ْم وَ َربّ َآبَاِئكُ ُم الَْأ ّولِيَ ( )126فَ َك ّذبُوهُ
وََتذَرُو َن أَ ْح َ
خلَصِيَ (َ )128وَترَكْنَا عَلَ ْيهِ فِي الْ َآ ِخرِينَ (
ضرُونَ (ِ )127إلّا عِبَادَ ال ّلهِ الْمُ ْ
َفإِّن ُهمْ لَ ُمحْ َ
حسِِنيَ (ِ )131إنّ ُه ِمنْ
جزِي الْمُ ْ
)129سَلَامٌ عَلَى ِإ ْل يَاسِيَ (ِ )130إنّا َك َذِلكَ نَ ْ
عِبَا ِدنَا الْ ُمؤْمِنِيَ ()132
وَإِ ّن لُوطًا لَ ِمنَ الْ ُم ْرسَلِيَ (ِ )133إذْ نَجّيْنَا ُه َوأَهْ َل ُه أَجْ َمعِيَ (ِ )134إلّا عَجُوزًا فِي
الْغَابِرِينَ (ُ )135ث ّم َدمّ ْرنَا اْلآَ َخرِينَ ( )136وَِإّنكُ ْم لَتَ ُمرّونَ عَلَ ْي ِهمْ مُصْبِحِيَ ()137
س لَ ِم َن الْ ُمرْسَلِيَ (ِ )139إ ْذ َأبَ َق ِإلَى الْفُ ْلكِ
وَبِاللّ ْيلِ َأفَلَا تَ ْعقِلُونَ (َ )138وإِ ّن يُونُ َ
278
الْ َمشْحُونِ (َ )140فسَاهَ َم َفكَا َن ِمنَ الْ ُم ْدحَضِيَ ( )141فَالَْتقَ َمهُ الْحُوتُ وَ ُهوَ مُلِيمٌ (
)142
279
-147حت إذا صح ما أصابه ،أرسلناه إل عدد كبي يقول من رآه :إنم مائة ألف
أو يزيدون .
-148فاستجابوا لدعوته ،فبسطنا عليهم نعمتنا إل وقت معلوم .
-149فاستفت قومك -أيها النب : -ألالقك البنات دونم ،ولم البنون دونه؟ .
-150بل أخلقنا اللئكة إناثا وهم معاينون خلقهم ،فتعلقوا با شاهدوه؟ .
-152 ، 151تنبه -أيها السامع -لديثهم ،إنم من كذبم ليقولون :ولد ال ،
وهو الَُن ّزهُ عن الوالدية والولدية ،وإنم لكاذبون فىهذا القول بشهادة الدلة على
وحدانيته .
-153أختار لنفسه البنات الكروهة ف زعمكم على البني الحبوبي منكم ،وهو
الالق للبنات والبني؟ .
-154ماذا أصابكم حي حكمتم بل دليل؟ ،كيف تكمون بذلك مع وضوح
بطلنه؟ .
-155أنسيتم دلئل القدرة والتنيه فل تتذكرون حت وقعتم ف الضلل؟ .
-156بل ألكم قوة دليل بَيّن تستدلون به على ما تدعون؟ .
-157فأتوا بجتكم -إن كان لكم حجة ف كتاب ساوى -إن كنتم صادقي فيما
تقولون وتكمون .
280
َأنْتُمْ عَلَ ْي ِه ِبفَاتِنِيَ (ِ )162إلّا َمنْ ُهوَ صَالِ الْجَحِيمِ (َ )163ومَا مِنّا ِإلّا َلهُ َمقَا ٌم َمعْلُومٌ (
حنُ الصّافّونَ ()165
)164وَِإنّا لََن ْ
حنُ الْ ُمسَبّحُونَ (َ )166وإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ ( )167لَ ْو أَنّ عِ ْن َدنَا ذِ ْكرًا ِمنَ
وَِإنّا لََن ْ
ف َيعْلَمُونَ ()170
الَْأوّلِيَ (َ )168لكُنّا عِبَادَ ال ّلهِ الْمُخْ َلصِيَ (َ )169ف َكفَرُوا ِب ِه َفسَوْ َ
وََل َقدْ سََبقَتْ كَ ِلمَتُنَا ِلعِبَادِنَا الْ ُمرْسَلِيَ (ِ )171إّنهُ ْم َل ُهمُ الْمَنْصُورُونَ ( )172وَإِنّ
صرُونَ
ف يُبْ ِ
ص ْرهُ ْم َفسَوْ َ
جُنْ َدنَا َل ُهمُ اْلغَالِبُونَ ( )173فََتوَلّ عَ ْن ُه ْم حَتّى حِيٍ ( )174وََأبْ ِ
صبَاحُ الْمُ ْنذَرِينَ (
(َ )175أفَبِ َعذَابِنَا َيسْتَعْجِلُونَ (َ )176فِإذَا َن َزلَ ِبسَاحَِت ِهمْ َفسَاءَ َ
)177وََت َولّ َع ْنهُ ْم حَتّى حِيٍ ()178
281
-172 ، 171أقسم :لقد سبق قضاؤنا لعبادنا الرسلي أن النصر والعاقبة لم على
الكافرين .
-173وإن أتباعنا وأنصارنا لم الغلبة -وحدهم -على الخالفي .
-174فأعرض عنهم وانتظر إل وقت مؤجل ،فإننا سنعجل لك العاقبة والنصر
والظفر .
-175وأنظرهم وارتقب ماذا يل بم من العذاب والنكال بخالفتك وتكذيبك ،
فسوف يعاينون الزية بصفوفهم ،ويرون نصر ال للمؤمني .
-176أسلبوا عقولم فبعذابنا يستعجلون؟
-177فإذا نزل العذاب بفنائهم الواسع فساء صباح النذرين بالعذاب .
-178وأعرض عنهم إل حي ينتهى إليه أمرهم .
صفُونَ ( )180وَسَلَامٌ
صرُونَ ( )179سُبْحَانَ َرّبكَ َربّ اْل ِعزّةِ َعمّا يَ ِ
ف يُبْ ِ
صرْ َفسَوْ َ
وََأبْ ِ
ب الْعَالَمِيَ ()182
عَلَى الْ ُمرْسَلِيَ ( )181وَالْحَ ْم ُد لِ ّلهِ َر ّ
ص وَاْلقُرْآَ ِن ذِي الذّ ْكرِ (َ )1ب ِل الّذِينَ َك َفرُوا فِي ِع ّزةٍ وَ ِشقَاقٍ ()2
-1ص :حرف بدئت به السورة على طريقة القرآن ف بدء بعض السور بالروف
القطعة ،أقسم بالقرآن ذى الشرف والشأن العظيم إنه لق ل ريب فيه .
-2بل الذين كفروا ف استكبار عن اتباع الق ومعاندة لهله .
282
عُجَابٌ ( )5وَانْطَ َل َق الْمَ َلأُ مِ ْن ُهمْ أَ ِن ا ْمشُوا وَاصِْبرُوا عَلَى َآِلهَِتكُ ْم إِ ّن هَذَا َلشَيْ ٌء ُيرَادُ (
)6مَا سَ ِمعْنَا ِب َهذَا فِي الْمِ ّل ِة اْلآَ ِخ َرةِ إِ ْن َهذَا ِإلّا اخْتِلَاقٌ ( )7أَ ُؤْنزِلَ عَلَ ْي ِه الذّ ْكرُ ِم ْن بَيْنِنَا
ك ِمنْ ذِ ْكرِي َب ْل لَمّا َيذُوقُوا َعذَابِ ( )8أَمْ عِ ْن َدهُ ْم َخزَاِئنُ َرحْ َمةِ َرّبكَ
َبلْ ُهمْ فِي شَ ّ
ض َومَا بَيَْنهُمَا فَلَْي ْرَتقُوا فِي الَْأسْبَابِ (
الْ َعزِي ِز الْ َوهّابِ ( )9أَ ْم َلهُ ْم مُ ْلكُ السّمَاوَاتِ وَالْأَرْ ِ
ك َم ْهزُو ٌم ِم َن الَْأ ْحزَابِ ()11
)10جُنْ ٌد مَا هُنَالِ َ
ط َوأَصْحَابُ
َك ّذبَتْ قَبْ َلهُ ْم َقوْ ُم نُوحٍ وَعَا ٌد َوفِرْ َعوْ ُن ذُو اْلأَ ْوتَادِ (َ )12وثَمُودُ َو َقوْ ُم لُو ٍ
حقّ ِعقَابِ ( )14وَمَا يَنْ ُظرُ
الَْأيْ َك ِة أُولَِئكَ اْلأَ ْحزَابُ ( )13إِنْ ُك ّل إِلّا َك ّذبَ الرّ ُسلَ فَ َ
283
جلْ لَنَا قِطّنَا قَ ْبلَ َيوْمِ
حةً وَاحِ َد ًة مَا َلهَا ِم ْن َفوَاقٍ (َ )15وقَالُوا َربّنَا َع ّ
هَ ُؤلَا ِء ِإلّا صَ ْي َ
حسَابِ ( )16اصِْبرْ َعلَى مَا يَقُولُو َن وَاذْ ُكرْ عَ ْب َدنَا دَاوُو َد ذَا اْلَأيْ ِد ِإنّ ُه َأوّابٌ (ِ )17إنّا
الْ ِ
حشُو َرةً ُكلّ َل ُه َأوّابٌ (
ح َن بِاْل َعشِ ّي وَاْلإِ ْشرَاقِ ( )18وَالطّ ْي َر مَ ْ
خ ْرنَا الْجِبَا َل َمعَ ُه ُيسَبّ ْ
سَ ّ
ص ِم ِإذْ
ص َل الْخِطَابِ ( )20وَ َه ْل َأتَا َك نََبأُ الْخَ ْ
حكْ َمةَ َوفَ ْ
)19وَ َش َددْنَا مُلْ َك ُه وَ َآتَيْنَاهُ الْ ِ
حرَابَ ()21
َتسَوّرُوا الْمِ ْ
-13 ، 12كذبت قبل هؤلء قوم نوح وعاد وفرعون ذو البنية العظيمة الراسخة
كالبال ،وثود ،وقوم لوط ،وقوم شعيب -أصحاب الشجر الكثيف اللتف -
أولئك الذين تزبوا على رسلهم كما تزب قومك .
-14ما أحد من كل هؤلء إل كذّب رسوله ،فحل بم عقاب .
-15وما ينتظر هؤلء التحزبون على الرسل إل صيحة واحدة ل تتاج إل تكرار .
-16وقال الكافرون مستهزئي :ربنا عجّل لنا نصيبنا من العذاب قبل يوم الزاء .
-17اصب -يا ممد -على ما يقوله فيك الشركون ،واذكر عبدنا داود ذا القوة
ف الدين والدنيا ،إنه كان رجّاعا إل ال ف جيع أحواله .
-18إنا ذللنا البال معه ،يستغل ما فيها من منافع ،و ُهنّ ينّهن ال -تعال -عن
كل نقص ف آخر النهار وأوله .
-19وذللنا له الطي مموعة من كل صنف وكل مكان ،ك ّل من البال والطي
رجّاعة لشيئة داود ،يصرفها كيف شاء للخي العام .
-20وقوّينا ملكه ،وآتيناه النبوة ،وتييز الق من الباطل .
-21وهل جاءك -يا ممد -خب الصوم الذين جاءوا داود من سور الحراب
وهو مل العبادة ،ل من بابه؟! .
ض فَا ْحكُمْ
ف خَصْمَا ِن َبغَى َبعْضُنَا عَلَى َبعْ ٍ
ع مِ ْن ُهمْ قَالُوا لَا تَخَ ْ
ِإذْ َدخَلُوا عَلَى دَاوُودَ َف َفزِ َ
سعُونَ
صرَاطِ ( )22إِ ّن َهذَا َأخِي َلهُ ِتسْ ٌع َوِت ْ
ط وَا ْه ِدنَا ِإلَى سَوَا ِء ال ّ
ح ّق وَلَا ُتشْطِ ْ
بَيْنَنَا بِالْ َ
جةٌ وَاحِ َد ٌة َفقَا َل أَ ْكفِلْنِيهَا وَ َع ّزنِي فِي الْخِطَابِ ( )23قَا َل َلقَدْ ظَ َل َمكَ
جةً َولِ َي َنعْ َ
َنعْ َ
ضهُمْ عَلَى َبعْضٍ إِلّا اّلذِينَ
ِبسُؤَا ِل َنعْجَِتكَ ِإلَى ِنعَا ِج ِه وَإِنّ كَِثيًا ِم َن الْخُلَطَا ِء لَيَ ْبغِي َبعْ ُ
284
َآمَنُوا وَعَ ِملُوا الصّالِحَاتِ َوقَلِي ٌل مَا ُهمْ وَ َظ ّن دَاوُو ُد أَنّمَا فَتَنّا ُه فَاسَْتغْ َفرَ َرّبهُ َو َخرّ رَا ِكعًا
وََأنَابَ (َ )24فغَ َف ْرنَا َلهُ َذِلكَ َوإِ ّن َلهُ عِ ْن َدنَا َلزُْلفَى َو ُحسْ َن َمآَبٍ ( )25يَا دَاوُودُ إِنّا
ح ّق َولَا تَتّبِ ِع اْل َهوَى فَيُضِ ّلكَ َع ْن سَبِيلِ
س بِالْ َ
ض فَا ْح ُكمْ بَ ْي َن النّا ِ
جَعَلْنَا َك خَلِي َفةً فِي اْلأَرْ ِ
حسَابِ ()26
اللّ ِه إِ ّن الّذِينَ يَضِلّونَ َع ْن سَبِيلِ ال ّل ِه َلهُمْ َعذَابٌ َشدِي ٌد بِمَا َنسُوا َيوْ َم الْ ِ
-22إذ دخلوا على داود فخاف منهم واضطرب .قالوا :ل تف نن متخاصمان ،
ظلم بعضنا بعضا ،فاحكم بيننا بالعدل ول تتجاوزه ،وأرشدنا إل الطريقة الثلى .
-23قال أحد الصمي :إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ،ول نعجة واحدة
فقال :اجعلن كافلها كما أكفل ما تت يدى ،وغلبن ف الخاطبة .
-24قال داود -قبل أن يسمع كلم الصم الخر : -لقد ظلمك بطلب ضم
نعجتك إل نعاجه ،وإن كثيا من التخالطي ليجور بعضهم على بعض ،إل من استقر
اليان ف قلوبم ،وكان عمل الصالات من دأبم ،وهم قلة نادرة ،وعرف داود أن
المر ما هو إل امتحان منا له فطلب من ال الغفرة ،وانن راكعا ل ،ورجع إليه
خاشعا .
-25فغفرنا له تعجّله ف الكم ،وإن له عندنا لقرب وحسن مرجع .
-26وأوحى ال إليه :يا داود إنا صيّرناك خليفة عنا ف الرض ،فاحكم بي الناس
با شرعت لك ،ول َتسِر ف الكم وراء الوى ،فيحيد بك عن سبيل ال ،إن الذين
ييدون عن سبيل ال باتباع أهوائهم لم عذاب شديد بغفلتهم عن يوم الزاء .
وَمَا خَلَقْنَا السّمَا َء وَاْلأَرْضَ وَمَا بَيَْنهُمَا بَاطِلًا َذلِكَ َظ ّن اّلذِينَ َك َفرُوا َف َوْيلٌ لِ ّلذِينَ َك َفرُوا
ض أَمْ
سدِينَ فِي الْأَرْ ِ
ج َع ُل الّذِينَ َآمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ كَالْ ُم ْف ِ
ِمنَ النّارِ ( )27أَ ْم نَ ْ
ب َأنْ َزلْنَاهُ ِإلَ ْيكَ مُبَارَ ٌك لَِي ّدبّرُوا َآيَاِتهِ َولِيََتذَ ّكرَ أُولُو
ج َعلُ الْمُّتقِيَ كَاْلفُجّارِ ( )28كِتَا ٌ
نَ ْ
الَْألْبَابِ ( )29وَ َوهَبْنَا ِلدَاوُودَ سُلَيْمَا َن ِن ْعمَ اْلعَ ْبدُ ِإّنهُ َأوّابٌ (ِ )30إذْ ُعرِضَ عَلَ ْيهِ
ب الْخَ ْيرِ َع ْن ذِ ْكرِ َربّي حَتّى
ت حُ ّ
ت الْجِيَادُ (َ )31فقَالَ ِإنّي َأحْبَبْ ُ
بِاْل َعشِ ّي الصّافِنَا ُ
تَوَا َرتْ بِالْحِجَابِ (ُ )32ردّوهَا عَ َل ّي فَ َطفِ َق َمسْحًا بِالسّوقِ وَاْلأَعْنَاقِ ()33
285
-27وما خلقنا السموات والرض وما بينهما عبثا ،ذلك ما يظنه الكافرون ،
فأجروا الحكام على أهوائهم ،فعذاب شديد للذين كفروا من النار .
-28أيليق بكمتنا وعدلنا أن نسوّى بي الؤمني الصالي وبي الفسدين ف الرض؟
،أم يليق أن نسوّى بي من خاف عذابنا واتقى عقابنا وبي التمردين على أحكامنا؟ .
-29هذا الَُنزّل عليك -يا ممد -كتاب أنزلناه كثي النفع ،ليتعمقوا ف فهم
آياته ،وليتعظ به أصحاب العقول الصحيحة والبصائرة النّيّرة .
-30ووهبنا لداود سليمان الستحق للثناء ،الليق أن يُقال فيه :نعم العبد ،لنه
رجّاع إل ال ف كل أحواله .
-31واذكر من أخبار سليمان أنه عرض عليه بعد الظهر اليل الصيلة الت تسكن
حي وقوفها وتسرع حي سيها .
-32فقال سليمان :إن أشربت حب اليل -لنا عدة الي وهو الهاد ف سبيل
ال -حبا ناشئا عن ذكر رب ،وما زال مشغول بعرضها حت غابت الشمس عن
ناظريه .
-33أمر بردها عليه ليتعرف أحوالا ،فأخذ يسح سوقها وأعناقها ترفقا با وحبا لا
.
وََل َقدْ فَتَنّا سُلَيْمَا َن َوأَْلقَيْنَا عَلَى ُكرْسِّي ِه َجسَدًا ُث ّم َأنَابَ ( )34قَالَ َربّ ا ْغ ِفرْ لِي وَهَبْ
جرِي
ح تَ ْ
خ ْرنَا َل ُه الرّي َ
ت اْلوَهّابُ (َ )35فسَ ّ
لِي مُ ْلكًا لَا يَنَْبغِي ِلَأحَ ٍد ِمنْ بَ ْعدِي إِّنكَ َأنْ َ
ث أَصَابَ ( )36وَالشّيَاطِيَ ُك ّل بَنّا ٍء وَ َغوّاصٍ ( )37وَ َآخَرِينَ ُم َق ّرنِيَ
ِبأَ ْم ِرهِ ُرخَا ًء حَيْ ُ
سكْ ِبغَ ْي ِر ِحسَابٍ (َ )39وإِ ّن َلهُ ِع ْندَنَا
صفَادِ (َ )38هذَا عَطَا ُؤنَا فَامُْننْ َأ ْو َأمْ ِ
فِي اْلأَ ْ
س َن َمآَبٍ ( )40وَاذْ ُكرْ عَ ْبدَنَا َأيّوبَ ِإ ْذ نَادَى َرّبهُ َأنّي َمسِّنيَ الشّيْطَا ُن بِنُصْبٍ
َلزُْلفَى َوحُ ْ
وَ َعذَابٍ ()41
-34ولقد امتحنا سليمان حت ل يغتر بأبّهة اللك ،فألقينا جسدا على كرسيه ل
يستطيع تدبي المور ،فتنبه إل هذا المتحان فرجع إل ال -تعال -وأناب .
-35دعا سليمان ربه -منيبا إليه : -رب اغفر ل ما بدر من ،وهب ل ملكا ل
286
يليق لحد من بعدى ،إنك أنت الوهّاب الكثي العطاء .
-36فذللنا له الريح ،ترى حسب مشيئته رخية هينة ،حيث قصد وأراد .
-37وذللنا له كل بنّاء وغواص ف أعماق البحار من الشياطي التمردين .
-38وآخرين من هؤلء الشياطي قرن بعضهم ببعض ف الغلل والسلسل ،ليكف
فسادهم عن الخرين .
-39وأوحى إليه أن هذا الذى أنعمنا به عليك عطاؤنا ،فأعط من شئت واحرم من
شئت ،فل حساب عليك ف العطاء أو النع .
-40إن لسليمان عندنا لقربة عظيمة وحُسْن مرجع ومآل .
-41واذكر -يا ممد -عبدنا أيوب إذ دعا ربه أن أصابن الشيطان بالتعب والل
.
سلٌ بَا ِر ٌد وَ َشرَابٌ ( )42وَ َوهَبْنَا َل ُه َأهْلَ ُه َومِثْ َلهُ ْم َمعَ ُهمْ َرحْ َمةً
ض ِبرِجْ ِلكَ َهذَا ُمغَْت َ
ارْكُ ْ
ث ِإنّا َوجَ ْدنَاهُ
ض ِربْ ِب ِه وَلَا تَحْنَ ْ
ضغْثًا فَا ْ
مِنّا َوذِ ْكرَى ِلأُولِي اْلَألْبَابِ ( )43وَ ُخذْ بِيَدِكَ ِ
ب أُولِي اْلأَْيدِي
ق َويَ ْعقُو َ
صَاِبرًا ِنعْ َم الْعَ ْب ُد ِإنّ ُه َأوّابٌ ( )44وَاذْ ُكرْ عِبَادَنَا ِإْبرَاهِي َم وَِإسْحَا َ
صةٍ ذِ ْكرَى الدّارِ ( )46وَِإّن ُهمْ ِع ْندَنَا لَ ِمنَ
وَاْلأَبْصَارِ (ِ )45إنّا أَخْلَصْنَا ُهمْ بِخَالِ َ
الْمُصْ َطفَ ْينَ اْلأَخْيَارِ ( )47وَاذْ ُك ْر إِسْمَاعِي َل وَالْيَسَ َع َوذَا اْل ِكفْ ِل وَ ُكلّ ِم َن الَْأخْيَارِ ()48
-42فاستجبنا له وناديناه :أن اضرب برجليك الرض ،فثمة ماء بارد تغتسل منه
وتشرب ،فيزول ما بك من نصب وعذاب .
-43وجعنا شله بأهله الذين تفرقوا عنه أيام منته ،وزدنا عليهم مثلهم ،وفعلنا ذلك
رحة منا له ،وعظة لول العقول ،ليعرفوا أن عاقبة الصب الفرج .
-44كان أيوب قد حلف أن يضرب أحدا من أهله عددا من العصى ،فحلل ال له
يينه بأن يأخذ حزمة فيها العدد الذى حلف أن يضربه به ،فيضرب بالزمة من حلف
ضرْبه فيب بيمينه بأقل أل وقد مَن ال عليه بذه النعم ،لن ال وجده صابرا على
على َ
بلئه ،فاستحق بذلك الثناء ،فنعم الوصوف بالعبادة هو ،لنه رجّاع إل ال ف كل
المور .
287
-45واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أول القوة ف الدين والدنيا والبصائر
النّيّرة .
-46إنا خصصناهم بصفة هى :ذكرهم الدار الخرة ،يذكرونا وُيذَكّرون با .
-47وإنم عندنا لن الختارين الخيار .
-48واذكر إساعيل واليسع وذا الكفل وكلهم من الخيار .
-49هذا الذى قصصناه عليك نبأ بعض الرسلي تذكي لك ولقومك ،وإن للمتقي
التحرزين من عصيان ال -تعال -حسن مرجع ومآل .
-50أعد لم جنات عدن مفتحة لم أبوابا ،ل يصدهم عنها صاد .
-51يلسون فيها متكئي على الرائك والسّرر شأن الترفي ،ويتمتعون فيها بطلب
فاكهة كثية وشراب كثي .
-52وعندهم ف النة من نسوة قصرن أبصارهن على أزواجهن ،فل ينظرن إل
غيهم ،وهن مستويات السن معهم ،ليكون ذلك أدعى إل الوفاق .
-53هذا النعيم هو الذى توعدونه ليوم القيامة .
-54إن هذا لعطاؤنا ما له من ناية .
-55هذا النعيم جزاء التقي .وإن للطاغي التمردين على أنبيائهم لشر مآل ومنقلب
.
-56وهو جهنم يدخلونا ويقاسون حرها ،وبئس الفراش هى .
-57هذا ماء بلغ الغاية ف الرارة وصديد أهل جهنم ،يؤمرون أن يذوقوه .
288
-58وعذاب آخر مثل هذا العذاب أنواع مزدوجة .
-59ويقال للطاغي -وهم رؤساء الشركي : -هذا جع كثي داخلون النار معكم
ف زحة وشدة ،وهمَ أتباعكم ،فيقول هؤلء الرؤساء :ل مرحبا بم ،إنم داخلون
النار يقاسون مرها ،ويكتوون بعذابا .
-60قال التباع :بل أنتم أحق بذا الدعاء الذى دعوت به علينا ،لنكم الذين
قدمتم لنا هذا العذاب بإغرائكم لنا ودعوتنا إل الكفر ،فكفرنا بسببكم ،فبئس الدار
والستقر جهنم .
-61قال التباع :ربنا مَن تسبّب لنا ف هذا العذاب فزده عذابا مضاعفا ف النار .
-62وقال أهل النار :ما لنا ل نرى رجال كنا نعدهم ف الدنيا من الشرار الراذل
الذين ل خي فيهم؟ وهم فقراء السلمي .
-63كيف اتذناهم ف الدنيا هزؤا ول يدخلوا النار معنا .أم أنم دخلوها وزاغت
عنهم أبصارنا فلم نرهم؟
-64إن ذلك الذى ذكرناه من حديث أهل النار حق ل بد أن يقع ،وهو تاصم
ونزاع أهل النار بعضهم مع بعض .
-65قل للمشركي -يا ممد : -إنا أنا موّف من عذاب ال ،وما من معبود بق
إل ال الواحد الذى ل شريك له ،القهار الذى يغلب كل ذى سلطان .
-66رب السموات والرض وما بينهما العزيز الذى ل يغلب ،الغفار التجاوز عن
ذنوب من آمن به .
289
-68 ، 67قل لم -يا ممد : -هذا الذى أنذرتكم به خب عظيم أنتم عنه
معرضون ل تفكرون فيه .
مَا كَا َن ِليَ ِمنْ عِ ْل ٍم بِالْمَ َلإِ اْلأَعْلَى ِإ ْذ يَخْتَصِمُونَ ( )69إِ ْن يُوحَى ِإَليّ ِإلّا َأنّمَا َأنَا َنذِيرٌ
شرًا ِمنْ طِيٍ (َ )71فِإذَا َسوّيُْت ُه وََنفَخْتُ
ك لِلْمَلَائِ َكةِ ِإنّي خَالِ ٌق َب َ
مُبِيٌ (ِ )70إذْ قَالَ َرّب َ
ج َد الْمَلَائِ َكةُ ُكّلهُ ْم َأجْ َمعُونَ (ِ )73إلّا
فِيهِ ِمنْ رُوحِي َفقَعُوا َلهُ سَاجِدِينَ (َ )72فسَ َ
جدَ لِمَا خَ َلقْتُ
ك أَ ْن َتسْ ُ
س مَا مََنعَ َ
ِإبْلِيسَ اسَْتكَْبرَ وَكَا َن ِمنَ اْلكَا ِفرِينَ ( )74قَالَ يَا إِبْلِي ُ
ت ِمنَ اْلعَالِيَ ( )75قَا َل َأنَا خَ ْيرٌ مِ ْن ُه خَلَقْتَنِي ِمنْ نَا ٍر وَخَ َلقَْتهُ ِمنْ
بَِيدَيّ َأسْتَكَْب ْرتَ أَمْ كُنْ َ
ِطيٍ ()76
-69ما كان ل من علم بأخبار الل العلى وقت اختصامهم ف شأن آدم ،لن ل
أسلك للعلم الطريق التعارف بي الناس من قراءة الكتب ،أو التلقى عن العلمي ،
وطريق علمى هو :الوحى .
-70ما يوحى إل إل لنن رسول أبلّغكم رسالة رب ِبَأبْيَن عبارة .
-71اذكر لم حي قال ربك للملئكة :إن خالق بشرا -وهو آدم عليه السلم -
من طي .
-72فإذا أتت خلقه ونفخت فيه سر الياة -وهو الروح -فخِروا له ساجدين
سجود تعظيم وتية ،ل سجود عبادة .
-74 ، 73فامتثل اللئكة كلهم أجعون ،وخروا له ساجدين ،إل إبليس ل يسجد ،
وتعاظم وتكب ،وكان بذا التكب من الكافرين .
-75قال ال تعال :يا إبليس ،ما منعك من السجود لا خلقته بنفسى بل واسطة؟
أتكبت مع أنك غي كبي ،أم أنت ف حقيقة نفسك من التفوقي؟ .
-76قال إبليس :أنا خي من آدم لنك خلقتن من نار وخلقته من طي ،فكيف
أسجد له .
290
ج مِ ْنهَا َفإِّنكَ َرجِيمٌ ( )77وَإِنّ عَلَ ْيكَ َلعْنَتِي ِإلَى َيوْ ِم الدّينِ ( )78قَالَ َربّ
قَا َل فَا ْخرُ ْ
َفأَنْ ِظ ْرنِي ِإلَى َيوْ ِم يُ ْبعَثُونَ ( )79قَا َل َفإِّنكَ ِم َن الْمُنْ َظرِينَ (ِ )80إلَى يَوْ ِم اْل َوقْتِ الْ َمعْلُومِ
( )81قَا َل فَِبعِ ّزِتكَ َلأُ ْغ ِويَنّ ُه ْم أَجْ َمعِيَ (ِ )82إلّا عِبَادَكَ مِ ْن ُه ُم الْمُخْلَصِيَ ( )83قَالَ
ح ّق َأقُولُ (َ )84لأَمْ َلأَ ّن جَهَّن َم مِ ْنكَ َومِ ّمنْ تَبِ َعكَ مِ ْنهُ ْم أَجْ َمعِيَ (ُ )85ق ْل مَا
ح ّق وَالْ َ
فَالْ َ
أَ ْسَألُ ُكمْ عَلَ ْي ِه ِمنْ َأ ْجرٍ َومَا َأنَا ِم َن الْمَُتكَلّفِيَ ( )86إِ ْن هُ َو ِإلّا ذِ ْك ٌر لِ ْلعَالَمِيَ ()87
وَلََتعْلَ ُم ّن نََبَأهُ َب ْعدَ حِيٍ ()88
-77قال ال تعال لبليس -جزاء له على تكبه عن أمر ربه : -فاخرج من جاعة
الل العلى ،فإنك مطرود من رحت .
-78وإن عليك إبعادى لك عن كل خي إل يوم الزاء ،فتجزى على كفرك ب
وتكبك على .
-79قال إبليس :رب أمهلن ول تتن إل يوم البعث .
-81 ، 80قال ال تعال :فإنك من الؤجلي المهلي إل يوم الوقت العلوم لنا ،
وهو ناية الدنيا .
-83 ، 82قال إبليس :فبعظمتك وجللك لغوين البشر أجعي ،إل عبادك الذين
أخلصتهم لطاعتك ،فل سلطان ل عليهم .
-85 ، 84قال ال تعال :الق يين وقسمى ،ول أقول إل الق ،لملن جهنم
من جنسك من الشياطي ومن تبعك من ذرية آدم أجعي ،ل فرق عندى بي تابع
ومتبوع .
-86قل لمتك -يا ممد : -ما أسألكم على ما أمرت بتبليغه إليكم من القرآن
والوحى أجرا ،وما أنا من الذين يتحلون با ليس فيهم حت أدعى النبوة .
-87ما القرآن إل تذكي وعظة للعالي جيعا .
-88ولتعلمن -أيها الكذبون به -صدق ما اشتمل عليه من وعد ووعيد وأخبار
عن أمور مستقبلة وآيات كونية بعد وقت قريب .
291
حقّ فَاعُْب ِد اللّهَ
ب بِالْ َ
ك الْكِتَا َ
حكِيمِ (ِ )1إنّا َأْن َزلْنَا ِإلَيْ َ
ب ِمنَ ال ّلهِ اْل َعزِي ِز الْ َ
تَ ْنزِي ُل الْكِتَا ِ
خذُوا ِمنْ دُوِنهِ َأ ْولِيَا َء مَا َنعْبُ ُد ُهمْ
ص وَاّلذِينَ اتّ َ
مُخْلِصًا َلهُ الدّينَ (َ )2ألَا لِ ّلهِ الدّي ُن الْخَالِ ُ
ح ُكمُ بَيَْن ُهمْ فِي مَا ُه ْم فِيهِ يَخْتَ ِلفُو َن إِ ّن اللّ َه لَا َي ْهدِي
ِإلّا لُِيقَ ّربُونَا إِلَى ال ّلهِ ُزْلفَى إِ ّن اللّ َه يَ ْ
خ ُلقُ مَا َيشَاءُ
خ َذ َولَدًا لَاصْ َطفَى مِمّا يَ ْ
َمنْ ُهوَ كَاذِبٌ َكفّارٌ (َ )3لوْ أَرَا َد اللّ ُه أَ ْن يَتّ ِ
سُبْحَانَ ُه هُ َو ال ّلهُ اْلوَاحِ ُد اْلقَهّارُ ()4
-1تنيل القرآن من ال الذى ل يغلبه أحد على مراده ،الكيم ف فعله وتشريعه .
-2إنا أنزلنا إليك -يا ممد -القرآن آمرا بالق ،فاعبد ال ملصا له -وحده -
العبادة .
-3أل ل -وحده -الدين البئ من كل شائبة ،والشركون الذين اتذوا من دونه
نصراء يقولون :ما نعبد هؤلء لنم خالقون ،إنا نعبدهم ليقربونا إل ال -تقريبا -
بشفاعتهم لنا عنده .إن ال يكم بي هؤلء الشركي وبي الؤمني الوحّدين فيما
كانوا فيه يتلفون من أمر الشرك والتوحيد ،إن ال ل يوفق لدراك الق من شأنه
الكذب والمعان فيه .
-4لو أراد ال أن يتخذ ولدا -كما قالت النصارى ف السيح ،والشركون ف
اللئكة -لختار الولد من خلقه كما يشاء هو ،ل كما تشاءون أنتم ،تنه ال عن
أن يكون له ولد ،هو ال الذى ل مثيل له ،القهّار الذى بلغ الغاية ف القهر .
حقّ ُي َكوّرُ اللّ ْيلَ عَلَى النّهَا ِر َويُ َكوّرُ الّنهَارَ عَلَى اللّ ْيلِ
ض بِالْ َ
خَ َلقَ السّمَاوَاتِ وَالْأَرْ َ
جرِي ِلَأجَ ٍل ُمسَمّى َألَا هُ َو الْ َعزِي ُز اْلغَفّارُ ( )5خَلَ َق ُكمْ ِمنْ
س وَاْلقَ َمرَ ُك ّل يَ ْ
خ َر الشّمْ َ
وَسَ ّ
ج يَخْ ُل ُقكُ ْم فِي
َنفْسٍ وَاحِ َد ٍة ُثمّ َج َعلَ مِ ْنهَا َزوْ َجهَا َوَأنْ َزلَ َل ُكمْ ِم َن الَْأْنعَا ِم ثَمَانَِيةَ أَ ْزوَا ٍ
بُطُونِ ُأ ّمهَاِتكُ ْم خَ ْلقًا ِمنْ بَ ْع ِد خَلْ ٍق فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ َذِل ُكمُ ال ّلهُ َرّب ُكمْ َل ُه الْمُ ْلكُ لَا إَِلهَ
صرَفُونَ ()6
ِإلّا هُ َو َفَأنّى تُ ْ
-5خلق السموات والرض متصفا دائما بالق والصواب على ناموس ثابت ،يلف
الليل على النهار ويلف النهار على الليل على صورة الكرة ،وذلل الشمس والقمر
292
لرادته ومصلحة عباده ،كل منهما يسي ف فلكه إل وقت مدد عنده ،وهو يوم
القيامة ،أل هو -دون غيه -الغالب على كل شئ ،فل يرج شئ عن إرادته ،
الذى بلغ الغاية ف الصفح عن الذنبي من عباده .
-6خلقكم -أيها الناس -من نفس واحدة -هو آدم أبو البشر -وخلق من هذه
النفس زوجها حواء ،وأنزل لصالكم ثانية أنواع من النعام ذكرا وأنثى :وهى
البل والبقر والضأن والاعز ،يلقكم ف بطون أمهاتكم طورا من بعد طور ف ظلمات
ثلث :هى ظلمة البطن والرحم والشيمة ،ذلكم النعم بذه النعم هو ال مربيكم
ومالك أمركم ،له -ل لغيه -اللك الالص ،ل معبود بق إل هو ،فكيف
يعدلون عن عبادته إل عبادة غيه؟ .
ض ُه لَ ُكمْ وَلَا
شكُرُوا َيرْ َ
إِ ْن تَ ْك ُفرُوا فَإِ ّن ال ّلهَ غَِنيّ عَ ْنكُ ْم َولَا َيرْضَى ِلعِبَا ِدهِ اْلكُ ْفرَ وَإِ ْن َت ْ
َتزِرُ وَازِ َر ٌة وِزْ َر ُأخْرَى ُثمّ ِإلَى َرّب ُكمْ َم ْرجِ ُع ُكمْ فَيُنَبُّئ ُكمْ بِمَا كُ ْنُتمْ َتعْمَلُو َن ِإنّهُ عَلِي ٌم ِبذَاتِ
سيَ مَا
ض ّر دَعَا َرّبهُ مُنِيبًا ِإلَ ْيهِ ُث ّم ِإذَا خَ ّوَلهُ ِنعْ َم ًة مِ ْنهُ َن ِ
س اْلِإنْسَانَ ُ
الصّدُورِ ( )7وَِإذَا مَ ّ
ضلّ َعنْ سَبِيلِ ِه ُق ْل تَمَتّ ْع ِب ُكفْرِ َك قَلِيلًا ِإنّكَ
كَا َن َيدْعُو ِإلَ ْيهِ ِم ْن قَ ْبلُ َو َجعَ َل لِ ّلهِ أَْندَادًا لِيُ ِ
حذَ ُر الْ َآ ِخ َرةَ َوَيرْجُو
ب النّارِ ( )8أَ ْم َم ْن ُهوَ قَانِتٌ َآنَا َء اللّ ْيلِ سَا ِجدًا َوقَائِمًا يَ ْ
صحَا ِ
ِمنْ أَ ْ
َرحْ َمةَ َربّ ِه ُق ْل هَ ْل َيسَْتوِي اّلذِي َن َيعْلَمُونَ وَالّذِينَ لَا َيعْلَمُونَ ِإنّمَا يََتذَ ّكرُ أُولُو الَْألْبَابِ (
)9
-7إن تكفروا بنعمه -أيها الناس -فإن ال غن عن إيانكم وشكركم ،ول يب
لعباده الكفر ،لا فيه من ضرهم ،وإن تشكروه على نعمه يرض هذا الشكر لكم ،
ول تمل نفس آثة إث نفس أخرى ،ث إل ربكم مآلكم فيخبكم با كنتم تعملون ف
الدنيا ،إنه عليم با تكتمه قلوبكم الت ف الصدور .
-8وإذا أصاب النسان مكروه -من مكاره الدنيا -دعا ربه راجعا إليه بعد أن
كان معرضا عنه ،ث إذا أعطاه ربه نعمة عظيمة نسى الضر الذى كان يدعو ربه إل
إزالته وكشفه من قبل أن ين عليه بذه النعمة ،وجعل ل شركاء متساوين معه ف
العبادة ،فعل هذا النسان ذلك ليضل نفسه وغيه عن طريق ال .قل -يا ممد -
293
لن هذه صفته متوعدا :تتع بكفرك بنعم ال عليك زمنا قليلً ،إنك من أهل النار .
َ -9أمّن هو خاشع ل أثناء الليل يقضيه ساجدا وقائما ،يشى الخرة ويرجو رحة
ربه .كمن يدعو ربه ف الضراء وينساه ف السراء؟! قل لم -يا ممد : -هل
يستوى الذين يعلمون حقوق ال فيوحدونه ،والذين ل يعلمون ،لهالم النظر ف
الدلة؟ إنا يتعظ أصحاب العقول السليمة .
ض ال ّلهِ
ُقلْ يَا عِبَادِ اّلذِينَ َآمَنُوا اّتقُوا َرّبكُ ْم لِ ّلذِي َن َأحْسَنُوا فِي هَ ِذ ِه ال ّدنْيَا َحسََن ٌة وَأَرْ ُ
وَا ِسعَ ٌة ِإنّمَا ُي َوفّى الصّاِبرُو َن َأ ْجرَ ُهمْ ِبغَ ْي ِر ِحسَابٍ (ُ )10ق ْل ِإنّي ُأمِ ْرتُ أَ ْن أَعُْب َد ال ّلهَ
ف إِنْ
ت ِلأَنْ أَكُو َن َأوّ َل الْ ُمسْلِمِيَ (ُ )12ق ْل ِإنّي أَخَا ُ
مُخْلِصًا َلهُ الدّينَ ( )11وَُأ ِمرْ ُ
عَصَيْتُ َربّي َعذَابَ َيوْمٍ عَظِيمٍ (ُ )13ق ِل اللّ َه أَعُْب ُد مُخْلِصًا َلهُ دِينِي ( )14فَاعُْبدُوا مَا
س ُهمْ َوَأهْلِيهِ ْم َيوْمَ اْلقِيَا َم ِة َألَا َذلِكَ
سرُوا َأنْ ُف َ
شِئُْتمْ ِم ْن دُوِنهِ ُق ْل إِ ّن الْخَا ِسرِي َن اّلذِينَ خَ ِ
خوّفُ
ك يُ َ
سرَا ُن الْمُبِيُ (َ )15ل ُهمْ ِم ْن َفوْ ِق ِهمْ ظُ َل ٌل ِمنَ النّا ِر وَ ِم ْن تَحِْت ِهمْ ظُ َل ٌل َذلِ َ
خْهُ َو الْ ُ
اللّ ُه ِبهِ عِبَا َدهُ يَا عِبَادِ فَاّتقُونِ ()16
-10قل -أيها النب -مُبلغا عن ربك :يا عبادى الذين آمنوا ب ،اتذوا وقاية من
غضب ربكم ،فإن لِمن أحسن العمل عاقبة حسنة ف الدنيا بالتأييد ،وف الخرة
بالنة .ول تقيموا ف ذل ،فأرض ال واسعة ،واصبوا على مفارقة الوطان
والحباب ،إنا يوف ال الصابرين أجرهم مضاعفا ،ل يدخل تت حساب الاسبي .
-11قل :إن أمرت أن أعبد ال ملصا له عبادتى من كل شرك ورياء .
-12وأمرت منه تعال -أمرا مؤكدا -أن أكون أول النقادين لوامره .
-13قل :إن أخشى إن عصيت رب عذاب يوم عظيم الول .
-15 ، 14قل لم يا ممد :ال -وحده -أعبد ،مبئا عبادتى من الشرك
والرياء ،فإذا عرفتم طريقت ول تطيعون فاعبدوا ما شئتم من دونه .قل لم :إن
الاسرين -كل السران -هم الذين أضاعوا أنفسهم بضللم ،وأهليهم بإضللم
يوم القيامة .أل ذلك الضياع هو السران الكامل الواضح .
294
-16لؤلء الاسرين من فوقهم طبقات متراكمة من النار ،ومن تتهم مثلها ،ذلك
التصوير للعذاب يوّف ال به عباده ،يا عباد :فاخشوا بأسى .
صدْ َر ُه لِ ْلِإسْلَا ِم َف ُهوَ عَلَى نُو ٍر ِمنْ َربّ ِه َف َويْ ٌل لِ ْلقَاسَِيةِ قُلُوُبهُ ْم ِمنْ ذِ ْكرِ
ح اللّهُ َ
َأفَ َمنْ َشرَ َ
ش ِعرّ
حدِيثِ كِتَابًا مَُتشَاِبهًا مَثَاِنيَ تَ ْق َ
س َن الْ َ
اللّ ِه أُولَِئكَ فِي ضَلَالٍ مُِبيٍ ( )22اللّ ُه َنزّ َل َأحْ َ
295
ك ُهدَى ال ّلهِ
شوْنَ َرّبهُ ْم ُثمّ تَلِيُ جُلُو ُدهُ ْم َوقُلُوُبهُ ْم ِإلَى ذِ ْكرِ ال ّل ِه َذلِ َ
خَمِ ْنهُ جُلُودُ اّلذِي َن يَ ْ
َيهْدِي ِبهِ َم ْن َيشَا ُء َو َمنْ يُضْ ِل ِل ال ّلهُ فَمَا َلهُ مِ ْن هَادٍ (َ )23أفَ َمنْ يَّتقِي ِب َوجْ ِههِ سُوءَ
ي ذُوقُوا مَا كُنُْت ْم َتكْسِبُونَ (َ )24ك ّذبَ اّلذِي َن ِمنْ
ب يَوْ َم اْلقِيَا َمةِ وَقِي َل لِلظّالِمِ َ
الْ َعذَا ِ
خزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا
شعُرُونَ (َ )25فأَذَا َقهُ ُم اللّ ُه الْ ِ
قَبْ ِل ِهمْ َفَأتَا ُهمُ اْلعَذَابُ ِم ْن حَيْثُ لَا َي ْ
س فِي َهذَا اْل ُقرْآَ ِن ِمنْ
ض َربْنَا لِلنّا ِ
وََل َعذَابُ اْل َآخِ َر ِة أَكَْبرُ لَوْ كَانُوا َيعْلَمُونَ (َ )26وَلقَدْ َ
ُك ّل مََثلٍ َلعَ ّل ُهمْ يََتذَ ّكرُونَ ()27
-22أ ُك ّل الناس سواء؟ ،فمن شرح ال صدره للسلم بقبول تعاليمه ،فهو على
بصية من ربه ،كمن أعرض عن النظر ف آياته؟ .فعذاب شديد للذين قست قلوبم
عن ذكر ال ،أولئك القاسية قلوبم ف انراف عن الق واضح .
-23ال نزّل أحسن الديث كتابا تشابت معانيه وألفاظه ف بلوغ الغاية ف العجاز
والحكام ،تتردد فيه الواعظ والحكام ،كما يكرر ف التلوة ،تنقبض عند تلوته
وساع وعيده جلود الذين يافون ربم ،ث تلي جلودهم وقلوبم إل ذكر ال ،ذلك
الكتاب الذى اشتمل على هذه الصفات نور ال يهدى به من يشاء ،فيوفقه إل اليان
به ،ومن يضله ال -لعلمه أنه سيُعرِض عن الق -فليس له من مرشد ينقذه من
الضلل .
-24ل يكون الناس متساوين يوم القيامة ،فالذى يتقى بوجهه العذاب بعد أن تغل
يداه ،ليس كمن يأتى آمنا يوم القيامة؟ حيث يقال للظالي :ذوقوا وبال عملكم .
-25كذّب الذين من قبل هؤلء الشركي فجاءهم العذاب من حيث ل يتوقعون .
-26فأذاقهم ال الصغار ف الياة الدنيا ،أقسم :لعذاب الخرة أكب من عذاب
الدنيا ،لو كانوا من أهل العلم والنظر .
-27ولقد بيّنا للناس ف هذا القرآن من كل مثل يذكرهم بالق ،رجاء أن يتذكروا
ويتعظوا .
296
ت وَِإّن ُهمْ مَيّتُونَ (ُ )30ثمّ ِإنّ ُك ْم يَوْ َم اْلقِيَا َمةِ عِ ْندَ َرّبكُ ْم تَخْتَصِمُونَ ()31
ك مَيّ ٌ
ِ )29إنّ َ
س فِي َجهَّنمَ مَ ْثوًى
ق ِإ ْذ جَا َء ُه َألَيْ َ
صدْ ِ
ب بِال ّ
فَ َم ْن أَظْ َلمُ مِ ّمنْ َكذَبَ عَلَى اللّ ِه وَ َكذّ َ
ك ُهمُ الْمُّتقُونَ (َ )33ل ُهمْ مَا
ق ِبهِ أُولَئِ َ
صدّ َ
ق وَ َ
صدْ ِ
لِلْكَا ِفرِينَ ( )32وَالّذِي جَا َء بِال ّ
حسِِنيَ ( )34لُِي َكفّ َر ال ّلهُ َع ْنهُ ْم َأسْ َوأَ اّلذِي عَمِلُوا
ك جَزَا ُء الْمُ ْ
َيشَاءُونَ ِع ْندَ َرّب ِه ْم َذلِ َ
خ ّوفُوَنكَ
س اللّ ُه ِبكَافٍ عَ ْب َدهُ َويُ َ
ج ِزَي ُهمْ َأ ْجرَ ُهمْ بَِأ ْحسَ ِن اّلذِي كَانُوا َيعْمَلُونَ (َ )35ألَيْ َ
وَيَ ْ
بِاّلذِي َن ِمنْ دُوِنهِ َو َمنْ يُضْ ِل ِل اللّ ُه فَمَا َلهُ ِم ْن هَادٍ ()36
-28ولقد أنزلنا قرآنا عربيا بلسانم ل اختلل فيه ،رجاء أن يتقوا ويشوا ربم .
ل ملوكا لشركاء متنازعي فيه ،وضرب مثل
-29ضرب ال مثلً للمشرك :رج ً
للموحد :رجلً خالص اللكية لواحد ،هل يستويان مثلً؟ ل يستويان .المد ل على
إقامة الُجة على الناس ،لكن أكثر الناس ل يعلمون الق .
-31 ، 30إنك -يا ممد -وإنم جيعا ميّتون .ث إنكم بعد الوت والبعث عند
ال ياصم بعضكم بعضا .
-32فليس أحد أشد ظلما من نسب إل ال ما ليس له ،وأنكر الق حي جاءه على
لسان الرسل من غي تفكي ول تدبر ،أليس ف جهنم مستقر للكافرين الغترين حت
يترئوا على ال؟!
-33والذى جاء بالق وصدّق به إذ جاءه ،أولئك هم التقون ل غيهم .
-34لؤلء التقي عند ربم ما يبون ،ذلك الفضل جزاء كل مسن ف عقيدته
وعمله .
-35أكرم ال التقي با أكرمهم به ليغفر لم أسوأ عملهم ،ويوفيهم أجرهم بأحسن
ما عملوا ف الدنيا .
-36ال -وحده -كاف عباده كل ما يهمهم ،ويوفك -يا ممد -كفار قريش
بآلتهم الت يدعونا من دون ال -وذلك من ضللم -ومن يضلل ال -لعلمه أنه
يتار الضللة على الدى -فما له من مرشد يرشده .
297
س ال ّلهُ ِب َعزِي ٍز ذِي انِْتقَامٍ ( )37وَلَِئ ْن َسأَلَْت ُهمْ َم ْن خَ َلقَ
ضلّ َألَيْ َ
وَ َم ْن َيهْ ِد ال ّلهُ فَمَا َلهُ ِم ْن مُ ِ
ضرّ
ض لََيقُوُلنّ ال ّلهُ ُق ْل َأ َفرََأيُْتمْ مَا َتدْعُونَ ِم ْن دُونِ ال ّلهِ إِنْ أَرَا َدنِ َي ال ّلهُ بِ ُ
ت وَاْلأَرْ َ
السّمَاوَا ِ
ض ّر ِه َأوْ أَرَا َدنِي ِبرَحْ َم ٍة َهلْ ُه ّن مُ ْمسِكَاتُ َرحْمَِت ِه ُقلْ حَسِْبيَ ال ّلهُ
َهلْ ُهنّ كَا ِشفَاتُ ُ
عَلَ ْي ِه يََتوَ ّكلُ الْمَُتوَكّلُونَ (ُ )38قلْ يَا َقوْمِ اعْمَلُوا عَلَى َمكَانَِت ُكمْ ِإنّي عَا ِملٌ َفسَوْفَ
حلّ عَ َل ْيهِ َعذَابٌ مُقِيمٌ (ِ )40إنّا َأنْ َزلْنَا عَلَ ْيكَ
خزِيهِ وَيَ ِ
َتعْلَمُونَ (َ )39منْ َي ْأتِيهِ َعذَابٌ يُ ْ
ضلّ عَلَ ْيهَا وَمَا َأنْتَ عَلَ ْي ِهمْ
ض ّل َفِإنّمَا يَ ِ
س ِه وَ َمنْ َ
ح ّق فَ َمنِ اهَْتدَى فَلَِنفْ ِ
ب لِلنّاسِ بِالْ َ
الْكِتَا َ
بِوَكِيلٍ ()41
-37ومن يرشده ال إل الق ويوفقه إليه -لعلمه أنه يتار الدى على الضللة -
فما له من مضل ينحرف به عن سبيل الرشاد ،أليس ال بنيع الناب ،ذى انتقام
شديد ،فيحفظ أولياءه من أعدائه؟ .
-38وأقسم :لئن سألت -يا ممد هؤلء الشركي -من خلق السموات والرض؟
ليقولن :ال هو الذى خلقهن .قل لم -يا ممد : -أعقلتم فرأيتم الشركاء الذين
تدعونم من دون ال ،إن شاء ال ضرى هل هن مزيلت عن ضره ،أو شاء ل رحة
هل هن مانعات عن رحته؟ قل لم -يا ممد : -الذى يكفين ف كل شئ وحده ،
عليه -ل على غيه -يعتمد التوكلون الفوضون كل شئ إليه .
-40 ، 39قل لم -متوعدا : -يا قوم اثبتوا على طريقتكم من الكفر والتكذيب
إن ثابت على عمل ما أمرن به رب ،فسوف تدركون من منا الذى يأتيه عذاب يذله ،
وينل عليه عذاب دائم ل ينكشف عنه .
-41إنا أنزلنا عليك -أيها النب -القرآن الكري لميع الناس مشتمل على الق
الثابت .فمن استرشد به فنفْع ذلك لنفسه ،ومن ضل عن طريقه فإنا يرجع وبال
ضلله على نفسه .وما أنت -يا ممد -بوكل بدايتهم ،فما عليك إل البلغ ،
وقد بلغت .
298
خذُوا ِم ْن دُونِ ال ّل ِه شُ َفعَا َء ُقلْ َأ َولَوْ كَانُوا لَا يَمْ ِلكُونَ شَيْئًا َولَا َيعْقِلُونَ (ُ )43قلْ لِ ّلهِ
اتّ َ
ض ُث ّم ِإلَيْ ِه ُترْ َجعُونَ (َ )44وِإذَا ذُ ِك َر اللّهُ
شفَا َعةُ جَمِيعًا لَ ُه مُ ْلكُ السّمَاوَاتِ وَالْأَرْ ِ
ال ّ
وَ ْح َدهُ اشْ َمأَ ّزتْ قُلُوبُ اّلذِي َن لَا ُي ْؤمِنُو َن بِالْ َآ ِخرَ ِة َوِإذَا ذُ ِكرَ اّلذِي َن ِمنْ دُوِنهِ ِإذَا ُهمْ
ب وَالشّهَا َدةِ َأنْتَ
َيسْتَ ْبشِرُونَ (ُ )45ق ِل اللّ ُه ّم فَا ِطرَ السّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِ َم الْغَيْ ِ
حكُ ُم بَ ْينَ عِبَادِ َك فِي مَا كَانُوا فِي ِه يَخْتَ ِلفُونَ (َ )46وَلوْ أَ ّن لِ ّلذِينَ ظَ َلمُوا مَا فِي الْأَرْضِ
تَ ْ
ب َيوْمَ اْلقِيَامَ ِة َوبَدَا َل ُه ْم ِمنَ ال ّلهِ مَا َلمْ
جَمِيعًا َومِثْ َلهُ َم َعهُ لَافَْتدَوْا ِب ِه ِمنْ سُو ِء الْ َعذَا ِ
يَكُونُوا َيحَْتسِبُونَ ()47
299
وََبدَا َل ُهمْ سَيّئَاتُ مَا َكسَبُوا َوحَاقَ بِ ِه ْم مَا كَانُوا ِبهِ َيسَْت ْه ِزئُونَ (َ )48فإِذَا مَسّ اْلِإْنسَانَ
ض ّر دَعَانَا ُثمّ ِإذَا خَ ّولْنَاهُ ِنعْ َمةً مِنّا قَا َل ِإنّمَا أُوتِيُتهُ عَلَى عِ ْلمٍ َب ْل ِهيَ فِتَْن ٌة َولَ ِكنّ أَكَْث َر ُهمْ
ُ
لَا َيعْلَمُونَ (َ )49ق ْد قَاَلهَا اّلذِي َن ِمنْ قَبْ ِل ِه ْم فَمَا أَغْنَى عَ ْن ُهمْ مَا كَانُوا َي ْكسِبُونَ ()50
ت مَا َكسَبُوا َومَا
َفأَصَاَب ُهمْ سَيّئَاتُ مَا َكسَبُوا وَاّلذِينَ ظَلَمُوا ِم ْن هَ ُؤلَا ِء سَيُصِيُب ُهمْ سَيّئَا ُ
ق لِ َم ْن َيشَا ُء َوَي ْقدِرُ إِ ّن فِي ذَِلكَ
ط الرّزْ َ
جزِينَ (َ )51أ َولَ ْم َيعْلَمُوا أَ ّن اللّ َه يَ ْبسُ ُ
هُ ْم بِ ُمعْ ِ
ت ِلقَوْ ٍم ُي ْؤمِنُونَ ()52
َلآَيَا ٍ
300
حسِِنيَ ()58
ب َلوْ أَ ّن لِي َك ّرةً َفأَكُو َن ِمنَ الْمُ ْ
ي َترَى اْلعَذَا َ
الْمُّتقِيَ ( )57أَ ْو َتقُولَ حِ َ
ت ِم َن الْكَافِرِينَ ()59
ت ِبهَا وَاسْتَكَْب ْرتَ وَكُنْ َ
بَلَى َقدْ جَا َءْتكَ َآيَاتِي َف َكذّبْ َ
-53قل يا ممد -مبلغا عن ربك :يا عبادى الذين أكثروا على أنفسهم من
العاصى ،ل تيأسوا من رحة ال ،إن ال يتجاوز عن الذنوب جيعا ،إنه هو -وحده
-العظيم ف مغفرته ورحته .
-54وارجعوا -أيها السرفون على أنفسهم -إل مالك أمركم ومربيكم ،وانقادوا
له من قبل أن ييئكم العذاب ث ل ينصركم أحد من ال ويدفع عنكم عذابه .
-55واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم -وهو القرآن الكري -من قبل أن
ييئكم العذاب فجأة وعلى غي استعداد ،وأنتم ل تعلمون بجيئه .
-56ارجعوا إل ربكم ،وأسلموا له ،واتبعوا تعاليمه ،لئل تقول نفس مذنبة حينما
ترى العذاب :يا أسفى على ما فرّطت ف جنب ال وحقه ،وإن كنت ف الدنيا لن
الستهزئي بدينه .
-57أو تقول تلك النفس الذنبة -متحملة للعذر : -لو أن ال وفقن للهدى
لكنت ف الدنيا من الذين وقوا أنفسهم من عذاب ال باليان والعمل الصال .
-58أو تقول تلك النفس الذنبة -حي تشاهد العذاب : -ليت ل رجعة إل
الدنيا ،فأكون فيها من يسنون العقيدة والعمل .
-59بلى -أيها النادم -قد جاءتك تعاليمى على لسان الرسل ،فكذبت با
وتعاليت عن اتباعها ،وكنت ف دنياك من الثابتي على الكفر .
وََيوْ َم اْلقِيَا َمةِ َترَى اّلذِينَ َك َذبُوا عَلَى ال ّلهِ ُوجُو ُههُ ْم ُمسْ َو ّد ٌة َألَيْسَ فِي جَهَّن َم مَ ْثوًى
ح َزنُونَ (
سهُ ُم السّو ُء َولَا ُهمْ يَ ْ
لِلْمَُتكَّبرِينَ (َ )60ويُنَجّي ال ّل ُه الّذِينَ اّتقَوْا بِ َمفَا َزِت ِهمْ لَا يَ َم ّ
)61اللّ ُه خَاِلقُ ُك ّل شَيْ ٍء َوهُوَ عَلَى ُك ّل شَيْ ٍء وَكِيلٌ (َ )62لهُ َمقَالِيدُ السّمَاوَاتِ
ك ُهمُ الْخَاسِرُونَ (ُ )63قلْ َأ َفغَ ْيرَ ال ّلهِ َت ْأ ُمرُونّي
ت ال ّلهِ أُولَئِ َ
ض وَاّلذِينَ َك َفرُوا ِبآَيَا ِ
وَاْلأَرْ ِ
ك لَِئنْ َأ ْشرَكْتَ
ك وَِإلَى اّلذِي َن ِمنْ قَبْ ِل َ
أَعُْبدُ أَّيهَا الْجَاهِلُونَ ( )64وََل َقدْ أُوحِ َي ِإلَيْ َ
لَيَحْبَ َطنّ َعمَ ُلكَ َولََتكُوَننّ ِم َن الْخَا ِسرِينَ (َ )65ب ِل اللّ َه فَاعُْبدْ وَ ُك ْن ِمنَ الشّا ِكرِينَ ()66
301
-60ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على ال -فنسبوا إليه ما ليس له -وجوههم
مسودة من الزن والكآبة ،إن ف جهنم مقرا للمتكبين التعالي عن الق .
-61ويُنجّى ال الذين جعلوا لم وقاية من عذاب ال -با سبق ف علمه من فوزهم
-لختيارهم الدى على الضلل ،ل يصيبهم ف هذا اليوم السوء ،ول هم يزنون
على فوت نعيم كانوا يؤملونه .
-62ال خالق كل شئ ،وهو -وحده -على كل شئ وكيل ،يتول أمره بقتضى
حكمته .
-63ل -وحده -تصاريف أمور السموات والرض ،فل يتصرف فيهن سواه ،
والكافرون بجج ال وبراهينه هم وحدهم -الاسرون أت خسران .
-64قل -يا ممد -أفبعد وضوح اليات على وجوب توحيد ال بالعبادة تأمرون
أن أخص غيه بالعبادة أيها الاهلون؟!
-65وأقسم :لقد أوحى إليك -يا ممد -وإل الرسل من قبلك :لئن أشركت
بال شيئا ما ،ليبطلن ال عملك ،ولتكونن من القوم الاسرين أت خسران .
-66ل تبهم -أيها الرسول -إل ما طلبوه منك ،بل اعبد ال -وحده -وكن
من القوم الشاكرين له على نعمه .
302
-67وما عظّم الشركون ال حق عظمته ،وما عرفوه حق معرفته إذ أشركوا معه غيه
،ودعوا الرسول -صلى ال عليه وسلم -إل الشرك به ،والرض جيعها ملوكة له
يوم القيامة ،والسموات قد طويت -كما تطوى الثياب -بيمينه ،تنه ال عن كل
نقص ،وتعال علوا كبيا عما يشركونه من دونه .
-68وسينفخ -حتما -ف الصور ،فيموت من ف السموات ومن ف الرض إل
من شاء ال أن يؤخرهم إل وقت آخر ،ث نفخ فيه أخرى فإذا الميع قائمون من
قبورهم ينتظرون ما يُفعل بم .
-69وأضاءت الرض -يومئذ -بنور خالقها ومالكها ،وأعد الكتاب الذى
سجلت فيه أعمالم ،وأحضر النبياء والعدول ليشهدوا على اللق ،وفصل بي
اللق بالعدل ،وهم ل يظلمون بنقص ثواب أو زيادة عقاب .
-70وأعطيت كل نفس جزاء عملها ،وال أعلم بفعلهم .
ث الكافرون على السي -بعنف -إل جهنم جاعات جاعات ،حت إذا
-71وحُ ّ
بلغوها فتحت أبوابا ،وقال لم حراسها -موبي : -أل يأتكم سفراء عن ال من
نوعكم ،يقرأون عليكم آيات ربكم ،ويُخوّفونكم لقاء يومكم هذا؟ قال الكافرون
مقرين :بلى جاءتنا الرسل ،ولكن وجبت كلمة العذاب على الكافرين ،لختيارهم
الكفر على اليان .
-72قيل لم :ادخلوا أبواب جهنم مقدرا لكم فيها اللود ،فبئست جهنم مستقرا
للمتعالي عن قبول الق .
ث التقون على السي -مكرمي -إل النة جاعات جاعات ،حت إذا
-73وحُ ّ
303
بلغوها ،وقد فتحت أبوابا ،وقال لم حفظتها :أمان عظيم عليكم ،طبتم ف الدنيا
من دنس العاصى ،وطبتم ف الخرة -نفسا -با نلتم من النعيم ،فادخلوها ُم َقدّرا
لكم اللود ،فإن لكم من النعيم ما ل يطر على بال .
-74وقال التقون :الثناء ل -وحده -الذى حقق لنا ما وعدنا به على لسان رسله
،وملكنا أرض النة ننل منها حيث نشاء ،فنعم أجر العاملي الحسني النة .
-75وترى -أيها الرائى -اللئكة ميطي بالعرش ،يزهون ال عن كل نقص ،
تنيها مقترنا بمد خالقهم ومربيهم ،وفصل بي جيع اللئق بالعدل ،ونطق الكون
كله قائل :المد ل رب اللئق كلها .
-1ح .م :حرفان من حروف الجاء بدئت بما السورة -على طريقة القرآن ف
بعض السور -للشارة إل أن القرآن من جنس كلمهم ،ومع ذلك عجزوا عن
التيان بثله .
-3 ، 2تنيل القرآن من ال القوى الغالب ،الحيط علمه بكل شئ ،وقابل التوبة
من التائبي ،شديد العذاب ،صاحب النعام ،ل معبود بق إل هو ،إليه -وحده -
الرجع والآل .
-4ما يارى ف آيات ال الدالة عليه إل الذين كفروا ،فل يدعك تنقلهم ف البلد
بتيسي ال شئونم مع كفرهم .
-5كذبت قبل هؤلء الشركي قوم نوح والجتمعون على معاداة الرسل من بعد
قومه ،وحرصت على إيقاع الشر برسولم ليأخذوه بالبطش ،وتاروا ف الباطل الذى
ل حقيقة له ،ليزيلوا بدلم الق الثابت ،فأخذتم بالعذاب الستأصل ،فانظر كيف
304
كان عقاب لم؟ .
-6وكما حقّت كلمة العذاب على المم الت كذّبت أنبياءها ،حقت كلمة ربك
على الكافرين بك -يا ممد -لنم أصحاب النار ،لختيارهم الكفر على اليان .
حمِلُونَ اْل َعرْشَ َو َمنْ َح ْولَ ُه ُيسَبّحُو َن بِحَ ْمدِ َرّب ِهمْ َوُيؤْمِنُو َن بِ ِه َوَيسْتَ ْغ ِفرُو َن لِ ّلذِينَ
الّذِينَ يَ ْ
َآمَنُوا َربّنَا وَ ِسعْتَ ُك ّل شَيْءٍ َرحْ َمةً وَعِ ْلمًا فَا ْغ ِفرْ لِلّذِينَ تَابُوا وَاتَّبعُوا سَبِي َلكَ َو ِقهِمْ
ح ِمنْ َآبَائِ ِهمْ
ب الْجَحِيمِ (َ )7ربّنَا َوَأدْخِ ْل ُهمْ جَنّاتِ َعدْنٍ الّتِي وَ َعدَْت ُهمْ َو َمنْ صَلَ َ
َعذَا َ
ت وَ َم ْن َتقِ السّيّئَاتِ
حكِيمُ (َ )8و ِقهِ ُم السّيّئَا ِ
ت الْ َعزِيزُ الْ َ
وَأَ ْزوَا ِج ِهمْ َوذُ ّريّاِت ِهمْ ِإّنكَ َأنْ َ
ت ال ّلهِ
ك ُهوَ اْلفَوْ ُز اْلعَظِيمُ ( )9إِنّ اّلذِينَ َك َفرُوا يُنَادَوْ َن لَ َمقْ ُ
يَ ْومَِئذٍ َف َقدْ َرحِمَْتهُ َو َذلِ َ
أَكَْبرُ ِم ْن َمقْتِ ُك ْم أَْن ُفسَ ُك ْم ِإذْ ُتدْ َعوْ َن ِإلَى اْلإِيَا ِن فََتكْ ُفرُونَ ( )10قَالُوا َربّنَا َأمَتّنَا اثْنَتَ ْينِ
وََأحْيَيْتَنَا اثْنَتَ ْي ِن فَاعَْت َرفْنَا ِب ُذنُوبِنَا َف َهلْ إِلَى ُخرُوجٍ مِ ْن سَبِيلٍ ()11
305
البزخ وأحييتنا مرتي :مرة هى حياتنا الدنيا ،ومرة أخرى بالبعث من القبور ،فهل
إل خروجنا من العذاب من طريق .
-12ذلكم العذاب الذى أنتم فيه لن شأنكم ف الدنيا إذا دُ ِعىَ ال -وحده -
كفرت وإن يُشرك به غيه تُؤمنوا ،وإذا كان هذا شأنكم فقد استحققتم جزاء
شكرككم ،فالكم ل العلى الكبي الذى يازى من كفر با يستحقه .
-13ال الذى يريكم دلئل قدرته ،فينل لصالكم من السماء ماء يكون سبب
رزقكم .وما يتعظ بذا إل من يرجع إل التفكي ف آيات ال .
-14فاعبدوا ال ملصي له العبادة ،ولو أبغض الكافرون عبادتكم وإخلصكم .
-16 ، 15ال عال القامات ،صاحب العرش ،يُنل الوحى من قضائه وأمره على
من اصطفاه من عباده ،ليخوّف الناس عاقبة مالفة الرسلي يوم التقاء اللق أجعي ،
يوم الساب الذى يظهر فيه الناس واضحي ،ل يفى على ال من أمرهم شئ ،
يتسامعون ندا ًء رهيبا :لن اللك اليوم؟ وجوابا حاسا :ل الواحد التفرد بالكم بي
عباده ،البالغ القهر لم .
-17اليوم تُجزى كل نفس با فعلت ،ل ظلم اليوم بنقص أجر أو زيادة عقاب ،إن
ال سريع حسابه فل يتأخر عن وقته .
-18وخوّفهم -يا ممد -يوم القيامة القريبة ،حي تكون القلوب عند الناجر من
306
شدة الوف ،متلئي غيظا ل يستطيعون التعبي عنه ،ليس للظالي أنفسهم بالكفر
قريب ول شفيع يطاع ف أمرهم .
-19وهو -سبحانه -يعلم النظرة الائنة للعي ،وما تفيه الصدور من الكنونات .
307
الذين آمنوا معه واتركوا نساءهم أحياء .وليس مكر الكافرين إل ذاهبا ف متاهة
وضياع .
ع ربه لينقذه من ،إن أخشى أن يغيّر
-26وقال فرعون :دعون أقتل موسى وليد ُ
دينكم -يا قوم -أو أن يشيع ف الرض الفت .
-27وقال موسى لفرعون وقومه :إن تصنت بالك أمرى الذى ربان ،ومالك
أمركم ومربيكم بنعمه وإحسانه ،من كل متغطرس متعال ل يؤمن بيوم الساب .
-28وقال رجل مؤمن من أهل فرعون يفى إيانه -ماطبا قومه : -أتقصدون
ل بالقتل لنه يقول :معبودىَ ال ،وقد جاءكم بالدلة الواضحات من مالك
رج ً
أمركم ومربيكم ،وإن يكن كاذبا ف دعواه فعليه -وحده -وبال كذبه ،وإن يكن
صادقا يُنل بكم بعض الذى يوفكم به من العذاب ،إن ال ل يوفق إل طريق النجاة
من هو ماوز الد مبالغ ف الكذب .
-29قال فرعون :ما دعوتكم إليه هو الق ،وما أدعوكم إليه هو طريق الي
والرشاد .
-31 ، 30وقال الرجل الذى آمن من آل فرعون :يا قوم إن أخشى عليكم يوما
مثل يوم القوام التحزبي على رسلهم ،مثل عادة قوم نوح وعاد وثود والقوام
308
الذين من بعدهم ،وما ال يشاء ظلما لعباده .
-33 ، 32ويا قوم :إن أخاف عليكم يوم تفرون مدبرين ليس لكم من ال من مانع
،ومن يضلله ال -لعلمه أنه يتار الضللة على الدى -فما له من مرشد يهديه .
ف ِمنْ قَ ْب ُل بِالْبَيّنَاتِ فَمَا ِزلُْت ْم فِي َشكّ مِمّا جَاءَ ُكمْ بِ ِه حَتّى ِإذَا هَ َلكَ
وََل َقدْ جَاءَ ُك ْم يُوسُ ُ
ف ُم ْرتَابٌ ()34
ضلّ ال ّل ُه َمنْ ُهوَ ُمسْرِ ٌ
ك يُ ِ
قُلُْتمْ َل ْن يَ ْبعَثَ ال ّل ُه ِمنْ َب ْع ِدهِ َرسُولًا َك َذلِ َ
ت اللّ ِه ِبغَ ْيرِ سُلْطَا ٍن َأتَا ُهمْ َكُبرَ َمقْتًا عِ ْن َد اللّ ِه وَعِ ْندَ اّلذِينَ َآمَنُوا
الّذِينَ يُجَا ِدلُو َن فِي َآيَا ِ
ك يَطْبَ ُع ال ّلهُ عَلَى ُكلّ قَلْبِ مُتَكَّب ٍر جَبّارٍ (َ )35وقَا َل ِفرْ َعوْنُ يَا هَامَا ُن ابْ ِن لِي
َك َذلِ َ
ص ْرحًا َلعَلّي َأبْلُ ُغ الَْأسْبَابَ ( )36أَسْبَابَ السّمَاوَاتِ َفأَطّ ِل َع إِلَى إَِل ِه مُوسَى َوإِنّي َلأَظُّنهُ
َ
صدّ َع ِن السّبِيلِ َومَا كَ ْيدُ ِفرْ َعوْ َن ِإلّا فِي تَبَابٍ
كَاذِبًا وَ َكذَِلكَ ُزيّ َن ِل ِفرْ َعوْنَ سُوءُ َعمَ ِلهِ وَ ُ
(َ )37وقَالَ اّلذِي َآ َمنَ يَا قَوْ ِم اتِّبعُونِ َأ ْهدِ ُكمْ سَبِي َل ال ّرشَادِ ( )38يَا َقوْ ِم ِإنّمَا َه ِذهِ
جزَى إِلّا مِثْ َلهَا
ع وَإِ ّن اْلآَ ِخ َرةَ ِهيَ دَا ُر اْلقَرَارِ (َ )39منْ عَ ِم َل سَيَّئةً فَلَا يُ ْ
الْحَيَاةُ الدّنْيَا مَتَا ٌ
ك يَ ْدخُلُونَ الْجَّن َة ُيرْ َزقُو َن فِيهَا ِبغَ ْيرِ
وَ َمنْ عَ ِملَ صَالِحًا ِم ْن ذَ َكرٍ َأ ْو ُأنْثَى وَ ُهوَ مُ ْؤ ِمنٌ َفأُولَِئ َ
ِحسَابٍ ()40
-34لقد أتاكم يوسف من قبل موسى باليات الواضحات ،فما زلتم ف شك ما
أتاكم به ،حت إذا مات قلتم :لن يرسل ال من بعد يوسف رسول ،مثل هذا
الضلل الشنيع يُضل ال من هو ماوز الد ،كثي الشك والرتياب .
-35الذين يادلون ف آيات ال بغي برهان جاءهم ،كَُبرَ كرها وسخطا عند ال
وعند الؤمني ما انطبعوا عليه من الدال ،مثل هذا التم يتم ال على كل قلب
متعال على اللق ،متسلط على الناس .
-37 ، 36وقال فرعون :يا هامان ابن ل بنا ًء عاليا رجاء أن أبلغ السالك ،مسالك
السموات فأرى إله موسى ،وإن لظنه كاذبا ف دعوى الرسالة ،ومثل هذا التزين
الباطل زين لفرعون سوء عمله حت رآه حسنا ،ومنع عن سبيل الق لختياره سبيل
الضللة ،وليس مكر فرعون إل ف خسار عظيم .
-38وقال الذى آمن من قوم فرعون :يا قوم اقتدوا ب أرشدكم طريق الصلح .
309
-39يا قوم :ما هذه الياة الدنيا إل كمتاع الراكب يفن بسرعة ،وإن الدار الخرة
هى -وحدها -دار الستقرار .
-40من عمل سيئة ف الدنيا فل يُجازى عليها ف الخرة إل مثلها ،ومن عمل صالا
من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون النة يرزقون فيها رزقا غي مقدر بساب
الاسبي .
وَيَا َقوْمِ مَا لِي َأدْعُو ُكمْ ِإلَى النّجَا ِة َوتَدْعُونَنِي ِإلَى النّارِ (َ )41تدْعُونَنِي ِلأَكْ ُف َر بِال ّلهِ
س لِي بِهِ عِ ْل ٌم َوَأنَا َأدْعُو ُكمْ ِإلَى اْلعَزِيزِ اْلغَفّارِ ( )42لَا َجرَ َم َأنّمَا
وَُأ ْشرِكَ بِ ِه مَا لَيْ َ
س ِرفِيَ
س َل ُه دَ ْع َوةٌ فِي ال ّدنْيَا َولَا فِي الْ َآخِ َر ِة َوأَنّ َم َر ّدنَا ِإلَى ال ّلهِ َوأَنّ الْ ُم ْ
َتدْعُونَنِي ِإلَ ْيهِ لَيْ َ
ض أَ ْمرِي ِإلَى ال ّل ِه إِ ّن اللّ َه بَصِيٌ
ب النّارِ (َ )43فسََتذْكُرُو َن مَا َأقُو ُل لَ ُك ْم وَُأ َفوّ ُ
هُ ْم أَصْحَا ُ
ق ِبآَ ِل ِفرْ َعوْنَ سُو ُء اْلعَذَابِ ( )45النّارُ
ت مَا َم َكرُوا وَحَا َ
بِاْلعِبَادِ (َ )44ف َوقَا ُه ال ّلهُ سَيّئَا ِ
ُيعْرَضُونَ عَلَ ْيهَا ُغ ُدوّا وَ َعشِيّا َويَوْ َم َتقُومُ السّا َعةُ أَ ْدخِلُوا َآ َل ِفرْ َعوْنَ أَ َشدّ اْل َعذَابِ ()46
ض َعفَا ُء لِ ّلذِينَ اسْتَكَْبرُوا ِإنّا كُنّا َلكُ ْم تََبعًا َف َهلْ أَنُْتمْ
وَِإ ْذ يَتَحَاجّو َن فِي النّا ِر فََيقُولُ ال ّ
ُمغْنُونَ عَنّا نَصِيبًا ِمنَ النّارِ ()47
-42 ، 41ويا قوم :أى شئ ل ،أدعوكم إل أسباب النجاة وتدعونن إل النار؟ .
تدعونن إل الكفر بال وإشراك من ل علم ل به ،وأنا أدعوكم إل القوى الذى ل
يغلب ،الكثي الغفرة للذنوب .
-43ل مالة أن الله الذى تدعونن إل عبادته ليس له دعوة يستجيبها ف الدنيا ول
ف الخرة ،وأن مرجعنا إل ال ،وأن الجاوزين الدود هم أهل النار ل الؤمني
العتدلي .
-44فستعلمون صدق ما قلته لكم ،وأكل أمرى إل ال ،إن ال ميط بصره بالعباد
فيجازيهم على أعمالم .
- 46 ، 45فَ َوقَى ال مؤمن آل فرعون شدائد مكرهم وأحاط بآل فرعون العذاب
السيئ .النار يدخلونا صباحا ومسا ًء ،هذا ف الدنيا وهم ف عال البزخ ،ويوم
القيامة يقول ال تعال :أدخلوا قوم فرعون أشد أنوع العذاب .
310
-47واذكر لم -يا ممد -حي يتخاصم أهل النار فيها ،فيقول الضعفاء -وهم
التباع -للمستكبين -وهم الرؤساء : -إنا كنا لكم ف الدنيا تَبعا ،فهل أنتم
حاملون عنا جزءا من عذاب النار؟ .
قَا َل الّذِينَ اسْتَكَْبرُوا ِإنّا ُك ّل فِيهَا إِنّ ال ّل َه َقدْ َحكَ َم بَ ْينَ اْلعِبَادِ (َ )48وقَالَ اّلذِي َن فِي
خفّفْ عَنّا يَ ْومًا ِم َن الْ َعذَابِ ( )49قَالُوا َأ َولَ ْم تَكُ
خ َزَنةِ َجهَّنمَ ادْعُوا َربّ ُكمْ يُ َ
النّا ِر لِ َ
َتأْتِيكُمْ ُرسُ ُلكُ ْم بِالْبَيّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَا ُء الْكَافِرِينَ ِإلّا فِي ضَلَالٍ ()50
صرُ ُرسُلَنَا وَالّذِينَ َآمَنُوا فِي الْحَيَاةِ ال ّدنْيَا َويَوْ َم َيقُو ُم الَْأ ْشهَادُ ( )51يَوْ َم لَا يَ ْنفَعُ
ِإنّا لَنَنْ ُ
ي َم ْعذِ َرُتهُ ْم َولَ ُهمُ ال ّلعَْنةُ َوَل ُهمْ سُو ُء الدّارِ ( )52وََل َقدْ َآتَيْنَا مُوسَى الْ ُهدَى َوَأوْ َرثْنَا
الظّالِمِ َ
بَنِي ِإسْرَائِيلَ اْلكِتَابَ ( )53هُدًى َوذِ ْكرَى ِلأُولِي اْلَألْبَابِ ( )54فَاصِْب ْر إِ ّن وَ ْعدَ ال ّلهِ
ك بِاْل َعشِ ّي وَاْلِإبْكَارِ ()55
ح ْمدِ َربّ َ
ح بِ َ
ك وَسَبّ ْ
حَ ّق وَاسَْت ْغفِ ْر ِل َذنْبِ َ
-48قال الستكبون :إننا كلنا فيها -نن وأنتم -إن ال فصل بالق بي العباد ،
فلكل منا ما قضاه عليه من العذاب .
-49وقال الذين ف النار من الضعفاء والكباء لفظة جهنم -متوسلي إليهم -
ادعوا إلكم يُخفف عنا يوما من العذاب نستروح فيه .
-50قال خزنة جهنم لم -موبي : -أل تتنبهوا إل ما نزل بكم وكانت تيئكم
الرسل بالباهي الواضحات؟ قال أهل جهنم :بلى جاءتنا الرسل فكذبناها .قال
الزنة :فإذا كان المر كذلك فادعوا -أنتم -وما دعاء الاحدين إل ف ضياع .
-51إنا لننصر رسلنا والؤمني ف الياة الدنيا بالنتقام من أعدائهم ،وإقامة الُجة
عليهم ،وف يوم القيامة يوم يقوم الشهود يشهدون للرسل بالتبليغ ،ويشهدون على
الكفرة بالتكذيب .
-52يوم ل ينفع الظالي اعتذارهم عمّا فرط منهم ف الدنيا ،ولم الطرد من الرحة ،
ولم سوء الدار .
-54 ، 53لقد آتينا موسى ما يهتدى به إل الق ،وأورثنا بن إسرائيل التوراة هادية
ومذكرة لصحاب العقول السليمة .
311
-55إذا عرفت ما قصصناه عليك فاصب -يا ممد -على ما ينالك من أذى ،إن
وعد ال بنصرك ونصر الؤمني حق ل يتخلف ،واطلب الغفرة من ربك لا قد يُعد
ذنبا بالنسبة إليك ،ونزّه ربك عن النقائص تنيها مقترنا بالثناء عليه أواخر النهار
وأوائله .
-56إن الذين يارون ف دلئل ال بغي حُجة منه -تعال -ليس ف صدورهم إل
تعال عن اتباع الق ،وليس تعاليهم بوصلهم إل غايتهم ،فاطلب الفظ من ال ،إنه
هو الحيط سعه وبصره بكل شئ .
-57أقسم :للق السموات والرض أعظم من خلق الناس ،لكن أكثر الناس سلبوا
العلم ،فلم يؤمنوا بالبعث مع إقرارهم بأنه خالق السموات والرض .
-58وما يستوى العمى عن الق والبصي العارف به ،ول يستوى الحسنون الذين
آمنوا وعملوا الصالات والسئ ف عقيدته وعمله ،قليل -أى قليل -تتذكرون -
أيها الناس .
-59إن القيامة لتية ل شك فيها ،ولكن أكثر الناس ل يصدقون .
-60وقال خالقكم ومالك أمركم :اسألون أعطكم ،إن الذين يتعاظمون عن دعائى
سيدخلون جهنم أذلء صاغرين .
-61ال -وحده -الذى جعل لكم الليل لتهدأوا فيه وتستريوا من العمل ،
312
والنهار مضيئا لتعملوا فيه ،إن ال لصاحب فضل عظيم على الناس ،ولكن أكثرهم
ل يشكرونه على نعمه .
-62ذلكم النعم بذه النعم الليلة ال مالك أمركم ،خالق كل شئ ،ل معبود بق
إل هو ،فإل أى جهة تصرفون عن عبادته إل عبادة غيه؟ .
-63مثل هذا النصراف عن الق إل الباطل انصرف الذين كانوا من قبلكم ،
ينكرون آيات ال ويحدونا .
-64ال -وحده -الذى جعل لكم الرض مستقرة صالة لياتكم عليها ،
والسماء بناء مكم الترابط ،وقدّر خلقكم فأبدع صوركم ،وجعلكم ف أحسن تقوي
،ورزقكم من الباحات ما يلذ لكم ،ذلك النعم بذه النعم ال ربكم ،فتعال ال
مالك العوال كلها ومربيهم .
-65هو النفرد بالياة الدائمة ،ل معبود بق إل هو ،فتوجهوا بالدعاء إليه ملصي
له العبادة ،الثناء كله حق ثابت ل رب اللئق جيعا .
-66قل -أيها الرسول : -إن نُهيت عن عبادة اللة الت تعبدونا من دون ال
حي جاءن الُجج من رب ،وأمرت أن أنقاد ف كل أمورى ل رب العوال كلها .
313
-67ال -وحده -الذى خلقكم -يا بن آدم -من تراب ،ث حول هذا التراب
نطفة ،ث حول هذه النطفة إل قطعة دم جامدة ،ث يُخرجكم من بطون أمهاتكم
أطفال ،ث يد ف آجالكم لتبلغوا سن الكمال ف القوة والعقل ،ث يطيل أعماركم
لتكونوا شيوخا ،ومنكم من يُتوف قبل سن الشباب أو الشيخوخة ،وخلقكم ال على
هذا النمط لتبلغوا وقتا مسمى عنده وهو يوم البعث ،ولكى تعقلوا ما ف هذا التنقل
ف الطوار من حكم وعب .
-68ال الذى يي وييت ،فإذا أراد إبراز أمر إل الوجود فإنا يقول له :كن .
فيكون دون تلف .
-69أل تنظر إل الذين يادلون ف آيات ال الواضحة كيف يُصرفون عن النظر فيها
ويصرون على ما هم فيه من ضلل؟ .
-74 ، 73 ، 72 ، 71 ، 70الذين كذّبوا بالقرآن وبا أرسلنا به رسلنا -جيعا -
من الوحى ،فسوف يعلمون عاقبة تكذيبهم حي تكون الغلل والسلسل ف أعناقهم
،يرون با ف الاء الذى بلغ الغاية ف الرارة ،ث بعد ذلك يلقون ف النار يصطلون
حرها ،ث يقال لم -توبيخا وتبكيتا : -أين معبوداتكم الت كنتم تعبدونا من دون
ال؟ قال الكافرون :غابوا عنا ،بل الق أننا ل نكن نعبد من قبل ف الدنيا شيئا يعتد
به .مثل هذا الضلل الشنيع يُضل ال الكافرين عن سبيل الق لعلمه أنم يؤثرون
الضللة على الدى .
314
-76 ، 75يُقال للكافرين :ذلكم العذاب بسبب ما كنتم ف الدنيا تفرحون ف
الرض بغي ما يستحق الفرح ،وبسبب توسعكم ف الفرح با يصيب أنبياء ال
وأولياءه من أذى ،ادخلوا أبواب جهنم مقدرا لكم فيها اللود ،فبئس مستقر
التكبين جهنم .
-77فاصب -يا ممد -إن وعد ال لك -بعذاب أعدائك -حق ل ريب فيه ،
وسيأتيهم هذا العذاب إمّا ف حياتك أو حي يرجعون إلينا ،فإن نُرِ َك بعض ما خوّفناهم
من العذاب ف حياتك فذاك ،وإن نُمِتْك قبل ذلك فإلينا يرجعون ،فنحاسبهم على ما
كانوا يفعلون .
-78لقد أرسلنا رسل كثيين من قبلك ،منهم من أوردنا أخبارهم عليك ،ومنهم
من ل نرد عليك أخبارهم ،وما كان لرسول منهم أن يأتى بعجزة إل بشيئة ال
وإرادته ،ل من تلقاء نفسه ول باقتراح قومه ،فإذا جاء أمر ال بالعذاب ف الدنيا أو
الخرة قضى بينهم بالعدل ،وخسر ف ذلك الوقت أهل الباطل .
-79ال الذى ذلل لكم البل ،لتركبوا بعضها وتأكلوا بعضها .
-80ولكم فيها منافع كثية غي الركوب والكل ،ولتبلغوا عليها حاجة تتمون با
ف أنفسكم ،كجر الثقال وحلها ونو ذلك .وعلى البل الت هى نوع من النعام ،
وعلى الفلك تملون أنتم وأمتعتكم .
-81ويريكم ال دلئل قدرته ،فأخبون أى دليل منها تنكرون ،وهى من الوضوح
315
بيث ل ينكرها من له أدن عقل .
-82أقعدوا فلم يسيوا ف الرض فيوا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم من اللك
والتدمي!؟ كان من قبلهم أكثر منهم عددا وأشد منهم قوة وآثارا ف الرض ،فما
دفع عنهم عذاب ال ما كسبوه من مال أو قوة أو سلطان .
-83فحي جاءت هذه المم رسلهم بالشرائع والعجزات الواضحات فرحت هذه
المم با عندهم من علوم الدنيا ،واستهزأوا بعلم الرسلي ،فنل بم العذاب الذى
أخبهم به الرسلون وكانوا به يستهزئون .
-84فَلمّا رأت هذه المم شدة عذابنا قالوا :صدّقنا بال -وحده -وأنكرنا اللة
الت كنا بسببها مشركي .
-85فلم يكن ينفعهم إيانم حي رأوا شدة عذابنا َ ،سنّ ال سنة قد سبقت ف عباده
:أل يقبل اليان حي نزول العذاب ،وخسر وقت نزول العذاب الكافرون .
-1حم حرفان من حروف العجم افتتحت بما السورة -كعادة القرآن ف افتتاح
كثي من السور -لثارة النتباه والتدليل على إعجاز القرآن .
-2هذا الكتاب تنيل بديع من النعم بلئل النعم ودقائقها .
316
-3كتاب ميزت آياته لفظا ومقاطع ،ومعن بتمييزه بي الق والباطل ،والبشارة
والنذار ،وتذيب النفوس ،وضرب المثال ،وبيان الحكام ،وهو مقروء باللسان
العرب ميسرا فهمه لقوم يعلمون .
-4مبشرا الؤمني العاملي با أعد لم من نعيم ،وموفا الكذبي با أعد لم من
عذاب أليم ،فانصرف عنه أكثرهم ،فلم ينتفعوا به ،كأنم ل يسمعوا .
-5وقال الكافرون للرسول -صلى ال عليه وسلم : -قلوبنا ف أغطية متكاثقة ما
تدعونا إليه من توحيد ال ،وف آذاننا صمم فل نسمع ما تدعونا إليه ،ومن بيننا
وبينك حجاب منيع ينعنا من قبول ما جئت به ،فاعمل ما شئت إننا عاملون ما شئنا .
-7 ، 6قل لم -أيها الرسول : -ما أنا إل بشر مثلكم يوحى إل من ال إنا
معبودكم الق إله واحد ،فاسلكوا إليه الطريق القوي ،واطلبوا منه الغفرة لذنوبكم ،
وعذاب شديد للمشركي الذين ل يؤدون الزكاة إل مستحقيها ،وهم بالياة الخرة
-دون غيهم -جاحدون .
317
عليها بيان للسائلي .
-11ث تعلقت قدرته بلق السماء وهى على هيئة دخان فوجدت ،وخلقه للسموات
والرض -على وفق إرادته -هيّن عليه بنلة ما يقال للشئ :احضر -راضيا أو
كارها -فيطيع .
ت فِي َي ْومَ ْينِ َوَأوْحَى فِي ُكلّ سَمَا ٍء َأ ْم َرهَا وَ َزيّنّا السّمَا َء ال ّدنْيَا
َفقَضَا ُهنّ سَبْ َع سَ َموَا ٍ
ح وَ ِحفْظًا َذِلكَ َت ْقدِي ُر الْ َعزِيزِ اْلعَلِيمِ (َ )12فإِ ْن أَ ْعرَضُوا َف ُقلْ أَْنذَ ْرتُ ُكمْ صَا ِع َقةً
بِمَصَابِي َ
مِ ْثلَ صَا ِعقَةِ عَا ٍد َوثَمُودَ (ِ )13إذْ جَا َءْتهُ ُم الرّ ُسلُ ِم ْن بَ ْينِ َأْيدِي ِه ْم وَ ِم ْن خَلْ ِف ِهمْ َألّا تَعُْبدُوا
ِإلّا اللّ َه قَالُوا َل ْو شَاءَ َربّنَا َلَأنْ َزلَ مَلَائِ َك ًة َفإِنّا بِمَا أُ ْرسِلُْتمْ بِهِ كَا ِفرُونَ (َ )14فأَمّا عَادٌ
ح ّق َوقَالُوا َمنْ أَ َشدّ مِنّا ُق ّوةً َأ َولَ ْم َيرَوْا أَنّ ال ّل َه الّذِي
ض ِبغَ ْيرِ الْ َ
فَاسَْتكَْبرُوا فِي الْأَرْ ِ
صرًا
صرْ َ
حدُونَ (َ )15فأَرْسَلْنَا عَلَ ْي ِهمْ رِيًا َ
خَلَ َق ُهمْ ُه َو أَ َش ّد مِ ْنهُ ْم ُق ّوةً وَكَانُوا بِ َآيَاتِنَا يَجْ َ
ب الْ َآ ِخ َرةِ َأ ْخزَى َوهُمْ
ي فِي الْحَيَاةِ ال ّدنْيَا َولَ َعذَا ُ
خزْ ِ
ت لُِنذِي َقهُمْ َعذَابَ الْ ِ
حسَا ٍ
فِي َأيّامٍ نَ ِ
صرُونَ ()16
لَا يُنْ َ
-12وأت خلق السموات سبعا ف يومي آخرين ،وأوجد ف كل ساء ما أعدت له
واقتضته حكمته ،وزين السماء القريبة من الرض بالنجوم النية كالصابيح ،للهداية
وحفظا من استماع الشياطي لخبار الل العلى ،ذلك اللق التقن تدبي العزيز الذى
ل يغلب ،الحيط علمه بكل شئ .
-13فإن أعرض الشركون عن اليان بعد وضوح دلئله فقل لم -أيها الرسول -
:خوفتكم عذابا شديد الوقع كالصاعقة مثل صاعقة عاد وثود .
-14أتت عادا وثود الصاعقة حي أتتهم رسلهم من جيع الهات ،فلم يدعوا
طريقا لرشادهم إل سلكوه ،وقالوا لم :ل تعبدوا إل ال .قالوا :لو أراد ال
إرسال رسول لنزل إلينا ملئكة ،فإنا با أرسلتم به من التوحيد وغيه جاحدون .
-15فأما عاد فتعالوا ف الرض بغي حق لم ف هذا التعال ،وقالوا -مغترين
بأنفسهم : -من أشد منا قوة؟! عجبا لم .أيقولون ذلك ول يروا أن ال الذى
خلقهم هو أشد منهم قوة؟! وكانوا بآياتنا ينكرون .
318
-16فأرسلنا عليهم ريا ذات صوت شديد ف أيام مشئومات لنذيقهم عذاب الون
ف الياة الدنيا ،وأقسم :لعذاب الخرة أشد خزيا ،وهم ل ينصرهم ناصر يومئذ .
وََأمّا ثَمُو ُد َفهَ َديْنَا ُه ْم فَاسْتَحَبّوا اْلعَمَى عَلَى اْل ُهدَى َفَأخَ َذْتهُمْ صَا ِع َق ُة الْ َعذَابِ اْلهُونِ بِمَا
شرُ أَ ْعدَا ُء ال ّلهِ
حَكَانُوا يَ ْكسِبُونَ (َ )17ونَجّيْنَا الّذِينَ َآمَنُوا وَكَانُوا يَّتقُونَ (َ )18وَيوْمَ يُ ْ
ِإلَى النّا ِر َف ُهمْ يُوزَعُونَ ( )19حَتّى ِإذَا مَا جَاءُوهَا َش ِهدَ عَلَ ْي ِهمْ سَ ْم ُع ُهمْ َوَأبْصَارُ ُهمْ
وَجُلُودُ ُهمْ بِمَا كَانُوا َيعْمَلُونَ (َ )20وقَالُوا لِجُلُودِ ِهمْ لِ َم َشهِ ْدُتمْ عَلَيْنَا قَالُوا َأنْ َطقَنَا ال ّلهُ
الّذِي َأنْطَقَ ُك ّل َشيْءٍ وَ ُهوَ خَ َل َقكُ ْم َأوّ َل َم ّرةٍ َوِإلَيْ ِه ُترْ َجعُونَ (َ )21ومَا كُ ْنُتمْ َتسْتَِترُونَ
أَ ْن َيشْ َهدَ عَلَ ْي ُكمْ سَ ْم ُع ُكمْ َولَا َأبْصَارُ ُكمْ َولَا جُلُودُ ُكمْ َولَ ِكنْ ظَنَنُْت ْم أَ ّن ال ّلهَ لَا يَعْ َلمُ كَثِيًا
مِمّا َتعْمَلُونَ (َ )22وذَِلكُمْ ظَّن ُك ُم الّذِي ظَنَنُْت ْم ِب َربّ ُكمْ أَ ْردَا ُك ْم َفأَصْبَحُْت ْم ِمنَ الْخَاسِرِينَ (
)23
-17وأما ثود فبينا لم طريق الي وطريق الشر ،فاختاروا الضللة على الدى
فأصابتهم صاعقة أحرقتهم ف مذلة وهوان ،بسبب ما كسبوا من ذنوب .
-18ونينا من هذا العذاب الذين آمنوا وكانوا يتقون ال ويشون عذابه .
-19واذكر لم -أيها النب -يوم يشر أعداء ال إل النار ،فيجئ أولم على
آخرهم ،ليتم إلزام الُجة عليهم بي جيعهم .
-20حت إذا ما جاءوا النار وسئلوا عما ارتكبوا من الثام ف الدنيا ،فأنكروا ،شهد
عليهم سعهم وأبصارهم وجلودهم با كانوا يعملون ف الدنيا .
-21وقال أعداء ال للودهم :ل شهدت علينا؟ قالوا :أنطقنا ال الذى أنطق كل
شئ ،وهو خلقكم أول مرة من العدم ،وإليه -وحده -ترجعون بعد البعث
فيحاسبكم على ما قدمتم من عمل .
-22وما كان باستطاعتكم أن تفوا أعمالكم القبيحة عن جوارحكم مافة أن يشهد
عليكم سعكم وأبصاركم وجلودكم ،ولكن كنتم تظنون أن ال ل يعلم كثيا من
أعمالكم ،بسبب إتيانا ف الفاء .
319
-23وذلك الظن الفاسد الذى ظننتموه بربكم أهلككم ،فأصبحتم -يوم القيامة -
من الاسرين أت خسران .
َفإِنْ يَصِْبرُوا فَالنّارُ مَ ْثوًى َلهُ ْم َوإِنْ َيسَْتعْتِبُوا فَمَا ُهمْ ِم َن الْ ُمعْتَبِيَ (َ )24وقَيّضْنَا َل ُهمْ
ت ِمنْ
ُقرَنَا َء َف َزيّنُوا َلهُ ْم مَا بَ ْي َن َأيْدِيهِ ْم َومَا خَ ْلفَ ُه ْم وَ َحقّ عَلَ ْي ِهمُ اْل َقوْ ُل فِي ُأ َممٍ َق ْد خَلَ ْ
س ِإنّ ُهمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (َ )25وقَا َل الّذِينَ َك َفرُوا لَا َتسْ َمعُوا ِل َهذَا
ج ّن وَالِْإنْ ِ
قَبْ ِل ِهمْ ِمنَ الْ ِ
ج ِزيَّنهُمْ
الْ ُقرْآَ ِن وَالْ َغوْا فِي ِه لَعَ ّل ُكمْ َتغْلِبُونَ ( )26فَلَُنذِي َقنّ اّلذِينَ َك َفرُوا َعذَابًا َشدِيدًا َولَنَ ْ
أَ ْس َوأَ اّلذِي كَانُوا َيعْمَلُونَ (َ )27ذِلكَ َجزَا ُء أَ ْعدَا ِء ال ّلهِ النّا ُر َل ُهمْ فِيهَا دَا ُر الْخُ ْل ِد جَزَاءً
جنّ
حدُونَ (َ )28وقَالَ اّلذِينَ َك َفرُوا َربّنَا أَ ِرنَا اّل َذْينِ أَضَلّانَا ِم َن الْ ِ
بِمَا كَانُوا ِب َآيَاتِنَا َيجْ َ
ت َأ ْقدَامِنَا لِيَكُونَا ِمنَ اْلأَ ْسفَلِيَ ()29
جعَ ْلهُمَا تَحْ َ
س نَ ْ
وَاْلإِنْ ِ
-24فإن يكظموا آلمهم فالنار مصيهم ومستقرهم الدائم ،وإن يطلبوا رضاء ال
عليهم فما هم بجابي إل طلبهم .
-25وهيأنا لم قرناء فاسدين -ف الدنيا -فحسنوا لم ما بي أيديهم من أمور
الخرة -فأغروهم بأنه ل بعث ول حساب -وما خلفهم من أمور الدنيا ليستمتعوا
با ،وثبتت عليهم كلمة العذاب مع أمم قد مضت من قبلهم من الن والنس من
كانوا على شاكلتهم ،لختيارهم الضللة على الدى ،إن هؤلء -جيعا -كانوا من
الاسرين أت خسران .
-26وقال الكفار بعضهم لبعض :ل تصغوا لذا القرآن ،وأتوا باللغو الباطل عند
تلوته فل يستمع لتلوته أحد ول ينتفع به ،رجاء أن تغلبوا ممدا بذلك .
-27فنقسم :لنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا على فعلهم -ول سيما ماربتهم
القرآن -ولنجزينهم أسوأ جزاء على أعمالم .
-28ذلك الذى ذكر من العذاب جزاء حق لعداء ال ،النار مُ َع ّد لم فيها دار
اللود ،جزاء جحودهم الستمر بآيات ال وحججه .
-29وقال الكافرون -وهم ف النار : -ربنا أرنا الفريقي اللذين أوقعانا ف الضلل
من الن والنس نعلهما تت أقدامنا ،ليكونا من السفلي مكانة ومكانا .
320
ح َزنُوا
إِنّ اّلذِينَ قَالُوا َربّنَا ال ّلهُ ُثمّ اسَْتقَامُوا تَتََن ّزلُ عَلَ ْي ِهمُ الْمَلَاِئكَ ُة َألّا تَخَافُوا َولَا تَ ْ
ح ُن أَ ْولِيَاؤُ ُك ْم فِي الْحَيَاةِ ال ّدنْيَا َوفِي اْلآَ ِخ َرةِ
شرُوا بِالْجَّن ِة الّتِي كُنُْت ْم تُو َعدُونَ ( )30نَ ْ
وََأْب ِ
سكُ ْم َولَ ُكمْ فِيهَا مَا َتدّعُونَ (ُ )31نزُلًا مِنْ َغفُورٍ َرحِيمٍ ()32
وََل ُكمْ فِيهَا مَا َتشَْتهِي َأنْ ُف ُ
س ُن قَ ْولًا مِ ّم ْن دَعَا ِإلَى ال ّلهِ وَعَ ِملَ صَالِحًا َوقَا َل إِنّنِي ِمنَ الْ ُمسْلِ ِميَ ( )33وَلَا
وَ َم ْن أَ ْح َ
ك َوبَيَْنهُ َعدَا َوةٌ َكأَّنهُ
س ُن َفإِذَا اّلذِي بَيْنَ َ
حسََنةُ َولَا السّيَّئةُ ا ْدفَ ْع بِالّتِي هِ َي َأحْ َ
َتسْتَوِي الْ َ
وَِل ّي حَمِيمٌ (َ )34ومَا يُ َلقّاهَا إِلّا الّذِينَ صََبرُوا وَمَا يُ َلقّاهَا ِإلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍ ( )35وَِإمّا
غ فَاسَْت ِعذْ بِال ّلهِ ِإّنهُ ُهوَ السّمِيعُ اْلعَلِيمُ ()36
يَ ْنزَغَّنكَ ِم َن الشّيْطَا ِن َنزْ ٌ
-30إن الذين قالوا :ربنا ال إقرارا بوحدانيته ،ث استقاموا على شريعته ،تنل
عليهم اللئكة مرة بعد مرة ،قائلي :ل تافوا من شر ينل بكم ،ول تزنوا على
خي يفوتكم ،وأبشروا بالنة الت كنتم توعدون با على لسان النبياء والرسلي .
-32 ، 31وتقول لم اللئكة :نن نصراؤكم ف الياة الدنيا بالتأييد وف الخرة
بالشفاعة والتكري ،ولكم ف الخرة ما تشتهيه أنفسكم من اللذ والطيبات ،ولكم
فيها ما تتمنون إكراما وتية من رب واسع الغفرة والرحة .
-33ل أحد أحسن قولً من دعا إل توحيد ال وطاعته ،وعمل -مع ذلك -عمل
صالا ،وقال -اعترافا بعقيدته : -إن من النقادين لوامر ال .
-34ول تستوى الصلة السنة ول الصلة القبيحة ،ادفع الساءة -إن جاءتك
من عدو -بالصلة الت هى أحسن منها ،فتكون العاقبة العاجلة .إن الذى بينك
وبينه عداوة كأنه ناصر ملص .
-35وما يُرزَق هذه الصلة -وهى دفع السيئة بالسنة -إل الذين عندهم خُلق
الصب ،وما يُرزقها إل ذو نصيب عظيم من خصال الي وكمال النفس .
-36وإن يوسوس لك الشيطان ليصرفك عمّا أمرت به -أيها الخاطب -فتحصن
بال منه ،إن ال هو الحيط سعه وعلمه بكل شئ فيُعيذك منه .
جدُوا لِ ّلهِ
جدُوا لِلشّمْسِ وَلَا لِلْقَ َم ِر وَاسْ ُ
س وَالْقَ َم ُر لَا َتسْ ُ
وَ ِمنْ َآيَاتِ ِه اللّ ْيلُ وَالّنهَا ُر وَالشّمْ ُ
ك ُيسَبّحُونَ َلهُ
الّذِي خَلَ َق ُه ّن إِنْ كُنُْتمْ إِيّاهُ تَعُْبدُونَ (َ )37فإِ ِن اسْتَكَْبرُوا فَاّلذِينَ عِ ْندَ َرّب َ
321
ض خَا ِشعَ ًة َفِإذَا َأنْ َزلْنَا
ك َترَى اْلأَرْ َ
بِاللّ ْي ِل وَالّنهَارِ َو ُهمْ لَا َيسَْأمُونَ ( )38وَ ِمنْ َآيَاتِ ِه َأنّ َ
ت إِ ّن الّذِي َأحْيَاهَا لَ ُمحْيِي الْ َم ْوتَى ِإنّهُ عَلَى ُك ّل شَيْ ٍء َقدِيرٌ (
عَلَ ْيهَا الْمَاءَ اهَْت ّزتْ وَ َربَ ْ
خ َفوْنَ عَلَيْنَا َأفَ َمنْ يُ ْلقَى فِي النّا ِر خَ ْيرٌ أَمْ مَ ْن َي ْأتِي
حدُو َن فِي َآيَاتِنَا لَا يَ ْ
)39إِنّ اّلذِينَ يُلْ ِ
َآمِنًا يَوْ َم اْلقِيَا َمةِ اعْمَلُوا مَا شِئُْتمْ ِإّنهُ بِمَا َتعْمَلُونَ بَصِيٌ ()40
-37ومن دلئل قدرته تعال -الليل والنهار والشمس والقمر ،ل تسجدوا للشمس
ول للقمر ،لنما من آياته ،واسجدوا ل -وحده -الذى خلق الشمس والقمر
والليل والنهار إن كنتم حقا تعبدونه وحده .
-38فإن تعاظم الشركون عن امتثال أمرك فل تأسف ،فالذين عند ربك ف حضرة
قدسه -وهم اللئكة -يُنّهونه عن كل نقص ف كل وقت بالليل والنهار ،ملصي
له ،وهم ل يَمِلّون من تسبيحه .
-39ومن دلئل قدرته -تعال -أنك ترى -يا من يستطيع أن يرى -الرض
يابسة ،فإذا أنزلنا عليها الاء ترّكت للنبات ،إن الذى أحيا الرض بعد موتا لليق
أن يي الوتى من اليوان ،إنه على كل شئ تام القدرة .
-40إن الذين ييلون عن الصراط السوى ف شأن آياتنا ،ويزيغون عنها تكذيبا لا ،
ل يغيب عنا أمرهم وما يقصدون ،وسنجازيهم با يستحقون ،أفمَن يرمى ف النار
خي أم من يأتى مطمئنا يوم القيامة إل ناته من كل سوء؟ قل لم متوعدا :اعملوا ما
أردت ،إن ال ميط بصره بكل شئ ،فيجازى كل بعمله .
إِنّ اّلذِينَ َك َفرُوا بِالذّ ْك ِر لَمّا جَا َء ُهمْ َوِإنّ ُه َلكِتَابٌ َعزِيزٌ ( )41لَا َي ْأتِي ِه الْبَا ِطلُ ِم ْن بَ ْينِ
َيدَْيهِ َولَا ِم ْن خَ ْلفِ ِه تَ ْنزِي ٌل ِمنْ َحكِيمٍ حَمِيدٍ ( )42مَا يُقَالُ َلكَ ِإلّا مَا َقدْ قِي َل لِل ّرسُ ِل ِمنْ
جمِيّا لَقَالُوا لَ ْولَا
قَبْ ِلكَ إِنّ َرّبكَ لَذُو مَ ْغ ِف َرةٍ َوذُو ِعقَابٍ أَلِيمٍ ( )43وََل ْو جَعَلْنَا ُه ُقرْ َآنًا أَعْ َ
ج ِميّ وَ َع َربِ ّي ُق ْل هُ َو لِ ّلذِينَ َآمَنُوا ُهدًى وَ ِشفَا ٌء وَاّلذِينَ لَا ُيؤْمِنُو َن فِي
فُصّلَتْ َآيَاُتهُ َأأَعْ َ
َآذَانِ ِه ْم َوقْ ٌر َوهُوَ عَلَ ْي ِهمْ عَمًى أُولَِئكَ يُنَا َدوْنَ مِ ْن َمكَا ٍن َبعِيدٍ (َ )44وَلقَدْ َآتَيْنَا مُوسَى
ك َلقُضِ َي بَيَْنهُ ْم َوإِّن ُهمْ َلفِي َشكّ مِ ْنهُ
ت ِمنْ َرّب َ
ف فِي ِه وََل ْولَا كَلِ َم ٌة سََبقَ ْ
ب فَاخْتُلِ َ
الْكِتَا َ
ُمرِيبٍ ()45
322
-42 ، 41إن الذين جحدوا بالقرآن ذى الشأن حي جاءهم -من غي تدبر -
سيكون لم من العذاب ما ل يدخل تت تصور أحد .جحدوه وإنه لكتاب عز
نظيه ،يغلب كل من عارضه ،ل يأتيه الباطل الذى ل أصل له من أية ناحية من
نواحيه ،نزل متتابعا من إله منه عن العبث ،ممود كثي المد با أسدى من نعم .
-43ل يقال لك -يا ممد -من أعدائك إل كما قيل للرسل من قبلك من
أعدائهم من شتْم وتكذيب ،إن خالقك ومربيك لذو مغفرة عظيمة وذو عقاب بالغ
الل ،فيغفر لن تاب منهم وينتقم لك من أصر على عناده .
-44ولو جعلنا القرآن أعجميا -كما اقترح بعض التعنتي -لقالوا -منكرين : -
هل بيّنت آياته بلسان نفقهه ،أكتاب أعجمى وماطب به عرب؟ قل لم -أيها
الرسول -هو كما نزل للمؤمني -دون غيهم -هدى وشفاء للمؤمني ،ينقذهم
من الية ،ويشفيهم من الشكوك .والذين ل يؤمنون به كأن ف آذانم -من
العراض -صمما ،وهو عليهم عمى ،لنم ل يرون منه إل ما يبتغون به الفتنة ،
أولئك الكافرون كمن يدعون إل اليان به من مكان بعيد ل يسمعون فيه دعاء .
-45أقسم :لقد آتينا موسى التوراة فاختلف فيها قومه ،ولول قضاء سبق من ربك
-يا ممد -أن يُؤخر عذاب الكذبي بك إل أجل مدد عنده ،لفصل بينك وبينهم
باستئصال الكذبي ،وإن كفار قومك لفى شك من القرآن موجب للقلق
والضطراب .
323
ض َوَنأَى
بِمَا عَمِلُوا وَلَُنذِيقَّن ُهمْ ِمنْ َعذَابٍ غَلِيظٍ ( )50وَِإذَا َأْنعَمْنَا عَلَى اْلِإْنسَا ِن أَ ْعرَ َ
بِجَانِبِ ِه َوإِذَا َمسّ ُه الشّ ّر َفذُو دُعَاءٍ َعرِيضٍ ()51
ل صالا فأجره لنفسه ،ومن أساء ف عمله فإثه على نفسه ،
-46من عمل عم ً
وليس ربك بظلم لعبيده ،فيعاقب أحدا بذنب غيه .
-47إل ال -وحده -يرجع علم قيام الساعة ،وما ترج من ثرات من أوعيتها ،
وما تمل من أنثى ول تضع حلها إل كان هذا مقترنا بعلمه ،واذكر يوم ينادى ال
الشركي -توبيخا لم : -أين شركائى الذين كنتم تدعونم من دون؟ قالوا -
معتذرين ُ : -نعْلمك -يا ال -ليس منا من يشهد أن لك شريكا .
-48وغاب عنهم ما كانوا يعبدونه من قبل من الشركاء ،وأيقنوا أنه ل مهرب لم .
-49ل يل النسان من دعاء ربه بالي الدنيوى ،فإذا أصابه الشر فهو ذو يأس
شديد من الي ،ذو قنوط بالغ من أن يستجيب ال دعاءه .
-50ونقسم :إن أذقنا النسان نعمة -تفضل منا -من بعد ضر شديد أصابه
ليقولن :هذا الذى نلته من النعم حق ثابت ل ،وما أظن القيامة آتية ،وأقسم :إن
ُفرِضَ ورجعت إل رب إن ل عنده للعاقبة البالغة السن .ونقسم نن لنجزين الذين
كفروا -يوم القيامة -بعملهم ،ولنذيقنهم من عذاب شديد متراكما بعضه فوق
بعض .
-51وإذا أنعمنا على النسان تول عن شكرنا ،وبعد بانبه عن ديننا ،وإذا مسه
الشر فهو ذو دعاء كثي .
ق َبعِيدٍ ()52
ض ّل مِ ّم ْن ُهوَ فِي شِقَا ٍ
ُقلْ أَ َرَأيُْتمْ إِنْ كَا َن ِمنْ عِ ْن ِد ال ّلهِ ُثمّ َك َفرُْتمْ بِ ِه َمنْ أَ َ
ف ِبرَّبكَ َأّنهُ
ح ّق أَ َوَلمْ َيكْ ِ
سهِ ْم حَتّى يَتَبَّي َن َلهُ ْم َأّنهُ الْ َ
ق َوفِي أَْن ُف ِ
سَُنرِي ِهمْ َآيَاتِنَا فِي الْ َآفَا ِ
عَلَى ُك ّل شَيْ ٍء َشهِيدٌ (َ )53ألَا ِإّن ُهمْ فِي ِم ْرَيةٍ ِم ْن ِلقَاءِ َرّب ِه ْم أَلَا ِإنّ ُه بِ ُك ّل شَيْ ٍء مُحِيطٌ (
)54
324
-52قل لم -يا ممد : -أخبون إن كان هذا القرآن من عند ال ث جحدت به ،
فمن أبعد عن الصواب من هو ف خلف بعيد عن الق؟!
-53قريبا ُنرِى هؤلء النكرين دلئلنا على صدقك ف أقطار السموات والرض وف
أنفسهم حت يظهر لم أن ما جئت به هو الق دون غيه ،أأنكروا إظهارنا لم اليات
،أو ل يكف بربك أنه مطلع على كل شئ؟
-54أل إن هؤلء الكفار ف شك عظيم من لقاء ربم لستبعادهم البعث ،أل إن ال
بكل شئ ميط بعلمه وقدرته .
حكِيمُ ()3
ك يُوحِي ِإلَ ْيكَ َوِإلَى اّلذِينَ ِم ْن قَبْ ِلكَ ال ّلهُ اْل َعزِيزُ الْ َ
حم ( )1عسق (َ )2ك َذلِ َ
ت يََتفَ ّطرْنَ ِمنْ
ض وَ ُهوَ اْلعَ ِليّ اْلعَظِيمُ ( )4تَكَادُ السّ َموَا ُ
ت َومَا فِي اْلأَرْ ِ
َلهُ مَا فِي السّمَاوَا ِ
ض َألَا إِ ّن ال ّلهَ هُوَ
ح ْمدِ َرّب ِه ْم وََيسَْت ْغفِرُو َن لِ َمنْ فِي الْأَرْ ِ
َفوْ ِق ِهنّ وَالْمَلَائِ َكةُ ُيسَبّحُو َن بِ َ
خذُوا مِ ْن دُونِ ِه َأوْلِيَا َء ال ّلهُ َحفِيظٌ عَلَ ْي ِه ْم َومَا َأنْتَ عَلَ ْي ِهمْ
الْ َغفُو ُر الرّحِيمُ ( )5وَاّلذِي َن اتّ َ
بِوَكِيلٍ ()6
-2 ، 1حم .عسق :افتتحت هذه السورة بذه الروف الصوتية على طريقة القرآن
الكري ف افتتاح كثي من السور بثل هذه الروف .
-3مثل ما ف هذه السورة من العان يوحى إليك وإل الرسلي من قبلك ال الغالب
بقهره ،الذى يضع كل شئ موضعه ،على وفق الكمة ف أفعاله وتدبيه .
-4ل -وحده -ما ف السموات وما ف الرض خلقا وملكا وتدبيا ،وهو التفرد
بعلو الشأن وعظم السلطان .
-5تكاد السموات -مع عِظَ ِمهِن وتاسكهن -أن يتشققن من فوقهن ،خشية من
ال ،وتأثرا بعظمته وجلله ،واللئكة ينهون ال عما ل يليق به ،مثني عليه با هو
أهله ،ويسألون ال الغفرة لهل الرض ،وينبه -سبحانه -إل أن ال هو -وحده
-صاحب الغفرة الشاملة والرحة الواسعة .
-6والذين اتذوا من دون ال نصراء ،ال رقيب عليهم فيما يفعلون ،ولست أنت
-يا ممد -موكلً براقبهم .
325
ك ُقرْ َآنًا َع َربِيّا لِتُ ْنذِ َر أُ ّم الْ ُقرَى وَ َم ْن حَ ْوَلهَا َوتُنْذِ َر َيوْ َم الْجَمْعِ لَا َريْبَ
وَ َكذَِلكَ َأ ْوحَيْنَا ِإلَيْ َ
جعَ َل ُهمْ ُأ ّمةً وَاحِ َد ًة َولَ ِكنْ
فِيهِ َفرِيقٌ فِي الْجَّن ِة َو َفرِي ٌق فِي السّعِيِ (َ )7وَلوْ شَا َء اللّ ُه لَ َ
خذُوا ِمنْ
ُيدْ ِخلُ َم ْن َيشَاءُ فِي َرحْمَِت ِه وَالظّالِمُونَ مَا َلهُ ْم ِمنْ َوِليّ َولَا نَصِيٍ ( )8أَ ِم اتّ َ
دُوِنهِ َأ ْولِيَا َء فَال ّلهُ هُ َو الْ َولِ ّي َوهُ َو يُحْيِي الْ َم ْوتَى َوهُوَ عَلَى ُك ّل شَيْ ٍء َقدِيرٌ (َ )9ومَا
ت َوِإلَيْ ِه ُأنِيبُ ()10
حكْ ُم ُه ِإلَى اللّ ِه َذلِ ُكمُ ال ّلهُ َربّي عَلَ ْيهِ َتوَكّلْ ُ
اخْتَ َلفُْتمْ فِيهِ ِم ْن شَيْ ٍء فَ ُ
سكُ ْم أَ ْزوَاجًا َو ِمنَ اْلَأنْعَا ِم أَ ْزوَاجًا َيذْ َرؤُ ُكمْ
ض َج َعلَ َل ُكمْ ِم ْن َأنْ ُف ِ
فَا ِطرُ السّمَاوَاتِ وَالْأَرْ ِ
ض يَ ْبسُطُ
ت وَاْلأَرْ ِ
فِيهِ لَيْسَ َكمِثْ ِل ِه شَيْ ٌء َوهُ َو السّمِي ُع الْبَصِيُ (َ )11لهُ َمقَالِيدُ السّمَاوَا ِ
ق لِ َم ْن َيشَا ُء َويَ ْقدِ ُر ِإنّ ُه ِبكُ ّل شَيْءٍ عَلِيمٌ ()12
الرّزْ َ
-7ومثل ذلك الياء البيّن أوحينا إليك قرآنا عربيا ل لبس فيه ،لتنذر أهل مكة
ومن حولا من العرب ،وتنذر الناس عذاب يوم يمع ال فيه اللئق للحساب ،ل
ريب ف ميئه ،الناس فيه فريقان :فريق ف النة ،وفريق ف السعي .
-8ولو شاء ال أن يمع الناس ف الدنيا على طريقة واحدة لمعهم ،ولكن يدخل
من يشاء ف رحته ،لعلمه أنم سيختارون الدى على الضللة ،والظالون أنفسهم
بالكفر ليس لم من دون ال ول يتكفل بمايتهم ،ول نصي يُنقذهم من عذاب ال .
-9هؤلء الظالون ل يتخذوا ال وليا ،بل اتذوا غيه أولياء ،وليس لم ذلك ،فال
-وحده -الول بق إن أرادوا وليا ،وهو يي الوتى للحساب ،وهو السيطر
بقدرته على كل شئ .
-10والذى اختلفتم فيه من اليان والكفر فالكم الفصل فيه مفوض إل ال ،وقد
بينه ،وهو -سبحانه -معتمدى ومرجعى ف كل أمورى .
-11مُبدع السموات والرض ،خلق لكم من جنسكم أزواجا ذكورا وإناثا ،وخلق
من النعام من جنسها أزواجا كذلك ،يكثّركم بذا التدبي الحكم ،ليس كذاته
شئ ،فليس له شئ يزاوجه ،وهو الدرك -إدراكا كاملً -لميع السموعات
والرئيات بل تأثر حاسة .
326
-12له مقاليد السموات والرض حفظا وتدبيا ،يوسع الرزق لن يشاء ،ويضيقه
على من يشاء ،إنه -تعال -ميط علمه بكل شئ .
ع َل ُكمْ ِم َن الدّينِ مَا وَصّى ِب ِه نُوحًا وَالّذِي َأوْحَيْنَا ِإلَ ْيكَ َومَا وَصّ ْينَا ِب ِه ِإبْرَاهِيمَ
شَرَ َ
شرِكِيَ مَا َتدْعُو ُهمْ إِلَ ْيهِ
وَمُوسَى وَعِيسَى أَ ْن َأقِيمُوا الدّي َن وَلَا تََتفَ ّرقُوا فِيهِ كَُبرَ عَلَى الْ ُم ْ
اللّ ُه يَجْتَبِي ِإلَيْ ِه َمنْ َيشَا ُء َوَيهْدِي ِإلَيْ ِه َمنْ يُنِيبُ (َ )13ومَا َت َف ّرقُوا ِإلّا ِم ْن َبعْ ِد مَا جَا َء ُهمُ
ضيَ بَيَْن ُه ْم َوإِنّ اّلذِينَ
ت ِمنْ َرّبكَ ِإلَى َأجَ ٍل ُمسَمّى َلقُ ِ
الْعِ ْلمُ بَغْيًا بَيَْنهُ ْم َولَ ْولَا َكلِ َم ٌة سَبَقَ ْ
ع وَاسَْت ِقمْ كَمَا أُ ِم ْرتَ
أُو ِرثُوا الْكِتَابَ ِم ْن َبعْ ِد ِهمْ َلفِي َشكّ مِ ْن ُه ُمرِيبٍ ( )14فَ ِلذَِلكَ فَادْ ُ
ت ِلأَ ْعدِ َل بَيَْنكُ ُم اللّهُ َربّنَا
ت بِمَا َأنْ َزلَ ال ّلهُ مِنْ كِتَابٍ وَُأ ِمرْ ُ
وَلَا تَتّبِ ْع َأهْوَا َء ُهمْ َو ُقلْ َآمَنْ ُ
جمَ ُع بَيْنَنَا َوإِلَ ْي ِه الْمَصِيُ (
ج َة بَيْنَنَا وَبَيَْن ُكمُ ال ّلهُ يَ ْ
وَ َربّ ُكمْ لَنَا أَعْمَالُنَا َوَلكُ ْم أَعْمَاُلكُ ْم لَا حُ ّ
ضةٌ ِع ْندَ َرّب ِهمْ
ب َل ُه حُجُّت ُهمْ دَاحِ َ
)15وَاّلذِي َن يُحَاجّو َن فِي ال ّلهِ ِم ْن َبعْ ِد مَا اسْتُجِي َ
ب َشدِيدٌ ()16
ب َوَلهُمْ َعذَا ٌ
وَعَلَ ْي ِهمْ غَضَ ٌ
-13شرع لكم من العقائد ما عهد به إل نوح ،والذى أوحيناه إليك ،وما عهدنا به
إل إبراهيم وموسى وعيسى ،أن ثبّتوا دعائم الدين -بامتثال ما جاء به -ول تتلفوا
ف شأنه ،شق على الشركي ما تدعوهم إليه من إقامة دعائم الدين ،ال يصطفى
لرسالته من يشاء ،ويوفق لليان وإقامة الدين من يترك العناد ويقبل عليه .
-14وما اختلف أتباع الرسل السابقي ف الدين عداوة وحسدا فيما بينهم إل من
بعد ما جاءهم العلم بقيقته ف رسالتك ،ولول وعْد سابق من ال بتأجيل العذاب إل
يوم القيامة لهلكوا ،وإن الذين ورثوا الكتاب من أسلفهم وأدركوا عهدك لفى شك
من كتابم موقع ف الريب ،حيث ل يستجيبوا لدعوتك .
-15فلجل وحدة الدين ،وعدم التفرق فيه ،فادعهم إل إقامة الدين ،وثابر على
تلك الدعوة كما أمرك ال ،ول تساير أهواء الشركي ،وقل :آمنت بميع الكتب
الت أنزلا ال على رسله ،وأمرن ال بإقامة العدل بينكم ،وقل لم :ال خالقنا
وخالقكم ،لنا أعمالنا ل لكم ،ولكم أعمالكم ل لنا ،ل احتجاج بيننا وبينكم
لوضوح الق .ال يمع بيننا للفصل بالعدل ،وإليه -وحده -الرجع والآل .
327
-16والذين يُجادلون ف دين ال من بعد ما استجاب الناس لدعوته الواضحة ،حُجّة
هؤلء الرتابي باطلة عند ربم ،وعليهم غضب شديد بكفرهم ،ولم عذاب أليم
ينتظرهم .
جلُ
ك َلعَ ّل السّا َع َة َقرِيبٌ (َ )17يسَْتعْ ِ
ح ّق وَالْمِيزَا َن َومَا ُيدْرِي َ
ب بِالْ َ
اللّ ُه الّذِي َأنْ َزلَ اْلكِتَا َ
ح ّق َألَا إِ ّن الّذِينَ
ش ِفقُو َن مِ ْنهَا َوَيعْلَمُونَ َأّنهَا الْ َ
ِبهَا الّذِينَ لَا ُيؤْمِنُو َن ِبهَا وَاّلذِينَ َآمَنُوا ُم ْ
ق َم ْن َيشَا ُء َو ُهوَ
ف ِبعِبَا ِدهِ َيرْزُ ُ
يُمَارُونَ فِي السّا َع ِة لَفِي ضَلَالٍ َبعِيدٍ ( )18ال ّلهُ لَطِي ٌ
الْ َقوِيّ اْل َعزِيزُ (َ )19منْ كَا َن ُيرِي ُد حَ ْرثَ اْلآَ ِخ َر ِة َنزِ ْد َلهُ فِي حَ ْرِثهِ َو َمنْ كَانَ يُرِيدُ َح ْرثَ
ال ّدنْيَا ُن ْؤتِ ِه مِ ْنهَا َومَا َلهُ فِي الْ َآ ِخ َرةِ ِم ْن نَصِيبٍ ( )20أَ ْم َلهُ ْم ُشرَكَا ُء شَرَعُوا لَ ُه ْم ِمنَ
ي َل ُهمْ َعذَابٌ َألِيمٌ
ضيَ بَيَْن ُه ْم َوإِنّ الظّالِمِ َ
صلِ َلقُ ِ
الدّينِ مَا لَ ْم َي ْأذَنْ ِب ِه اللّ ُه َولَ ْولَا كَ ِل َمةُ اْلفَ ْ
ي مِمّا َكسَبُوا َو ُهوَ وَاقِ ٌع ِبهِ ْم وَاّلذِينَ َآمَنُوا وَعَمِلُوا
شفِقِ َ
ي ُم ْ
(َ )21ترَى الظّالِ ِم َ
ضلُ اْلكَبِيُ (
ت َلهُ ْم مَا َيشَاءُونَ عِ ْندَ َرّب ِهمْ َذِلكَ ُهوَ اْلفَ ْ
ت الْجَنّا ِ
الصّالِحَاتِ فِي َروْضَا ِ
)22
-17ال الذى أنزل كتاب ممد وما قبله من كتب الرسلي مشتملة على الق
والعدل ،وما يُعلمك لعل وقت الساعة قريب وأنت ل تدرى .
-18يستعجل بجئ الساعة -استهزاء -الذين ل يصدقون با ،والذين صدقوا با
خائفون من وقوعها فل يستعجلونا ،ويعلمون أنا الق الثابت الذى ل ريب فيه ،
ويُنبّه -سبحانه -إل أن الذين يادلون ف وقوعها لفى ضلل بعيد عن الق .
-19ال عظيم الب بميع عباده ،يرزق من يشاء كما يشاء ،وهو الغالب على كل
شئ ،النيع الذى ل يغلب .
-20من كان يريد بعمله ثواب الخرة نضاعف له أجره ،ومن كان يريد بأعماله
متاع الدنيا -فحسب -غي راغب ف متاع الخرة نعطه ما قسم له فيها ،وليس له
ف الخرة نصيب من الثواب .
-21بل ألُم آلة شرعوا لم من الدين ما ل يأمر به ال؟ ل يكن ذلك ،ولول وعد
سابق بتأخر الفصل إل يوم القيامة لقضى بي الكافرين والؤمني ف الدنيا ،وإن
328
الظالي أنفسهم بالكفر لم عذاب شديد اليلم .
-22ترى ف القيامة -أيها الخاطب -الذين ظلموا أنفسهم بالشرك خائفي عقاب
شركهم ،وهو نازل بم -ل مالة -وترى الذين آمنوا وعملوا الصالات مَُتمَتّعي
ف أطيب بقاع النة ،لم ما يتمنون من النعيم عند ربم ،ذلك الزاء العظيم هو
الفضل الكبي الذى تتعلق به المال .
شرُ ال ّلهُ عِبَا َدهُ اّلذِينَ َآمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ ُق ْل لَا َأ ْسأَُلكُمْ عَلَ ْي ِه َأ ْجرًا
ك الّذِي يَُب ّ
َذلِ َ
ف َحسَنَ ًة َن ِزدْ َلهُ فِيهَا ُحسْنًا إِ ّن ال ّلهَ َغفُو ٌر شَكُورٌ ()23
ِإلّا الْ َموَ ّد َة فِي اْلقُ ْربَى َو َمنْ َيقَْترِ ْ
حقّ
أَ ْم َيقُولُونَ افَْترَى عَلَى ال ّلهِ َك ِذبًا َفإِ ْن َيشَِأ اللّ ُه يَخِْتمْ عَلَى قَلِْبكَ َويَمْحُ ال ّل ُه الْبَا ِط َل َويُ ِ
ت الصّدُورِ ( )24وَ ُهوَ اّلذِي يَقَْب ُل التّ ْوَبةَ َعنْ عِبَا ِدهِ َوَيعْفُو
حقّ ِبكَلِمَاتِ ِه ِإنّهُ عَلِيمٌ ِبذَا ِ
الْ َ
ب اّلذِينَ َآمَنُوا وَعَ ِملُوا الصّالِحَاتِ
َع ِن السّيّئَاتِ َوَيعْ َلمُ مَا تَ ْفعَلُونَ (َ )25وَيسْتَجِي ُ
ق لِعِبَا ِدهِ
ط اللّ ُه الرّ ْز َ
وََيزِيدُ ُهمْ ِم ْن فَضْ ِلهِ وَالْكَا ِفرُو َن َل ُهمْ َعذَابٌ َشدِيدٌ ( )26وََل ْو َبسَ َ
ي بَصِيٌ ()27
ض َوَلكِ ْن يَُنزّ ُل ِبقَدَ ٍر مَا َيشَا ُء ِإّنهُ ِبعِبَا ِدهِ خَبِ ٌ
لََبغَوْا فِي الْأَرْ ِ
-23ذلك الفضل الكبي هو الذى يُبشّر ال به عباده الؤمني الطائعي ،قل -أيها
الرسول : -ل أطلب منكم على تبليغ الرسالة أجرا إل أن تبوا ال ورسوله ف
تقربكم إليه -سبحانه -بعمل الصالات ،ومن يكتسب طاعة يُضاعف ال له
جزاءها ،إن ال واسع الغفرة للمذنبي ،شكور لعباده طيبات أعمالم .
-24أيقول الكفار :اختلق ممد الكذب على ال؟! فإن يشأ ال يربط على قلبك
بالصب على أذاهم ،واتامك بالفتراء على ال ،ويزيل ال الشرك ويذله ،ويثبت
السلم ويظهره بالوحى الذى أنزله على رسوله صلى ال عليه وسلم إنه -سبحانه -
ميط بفايا قلوبكم جيعا .
-25وال -وحده -الذى يقبل التوبة من أهل طاعته بالتجاوز عما تابوا منه ،
ل ورحة -عن السيئات دون الشرك ،ويعلم ما تفعلون من خي أو
ويصفح -تفض ً
شر .
-26ويُجيب ال الؤمني إل ما طلبوا ،ويزيدهم خيا على مطلوبم ،والكافرون لم
329
عذاب بالغ غاية الشدة واليلم .
-27ولو وسّع ال الرزق لميع عباده -كما يبتغون -لطغوا ف الرض وظلموا ،
ولكن ال يوسع الرزق لن يشاء ،ويُضيقه على من يشاء ،حسبما اقتضته حكمته ،
إن ال ميط علما با خفى وظهر من أمور عباده ،فيقدر بكمته لك ّل ما يصلح شأنه .
-28وال -وحده -هو الذى ينل الطر الذى يغيثهم من الدب من بعد اليأس
واشتداد القحط ،رحة بعباده ،وينشر بركات الطر ف النبات والثمار واليوان
والسهل والبل ،وهو -وحده -الذى يتول تدبي أمور عباده ،الحمود على إنعامه
وجيع أفعاله .
-29ومن دلئل قدرة ال على خلق ما يشاء :خلق السموات والرض على هذا
النظام الحكم ،وخلق ما فرق ونشر فيهما من الدواب الرئية وغيها ،وال الذى
ثبتت قدرته بإبداع ما تقدم قدير على جع الكلفي ف الوقت الذى يشاء بعثهم فيه
للجزاء .
-30وأى مصيبة أصابتكم ما تكرهونه فبسبب معاصيكم ،وما عفا عنه ف الدنيا أو
آخذ عليه فيها ،فال أكرم من أن يعاقب به ف الخرة ،وبذا تنّه عن الظلم واتصف
بالرحة الواسعة .
-31ولستم بقادرين على أن تعجزوا ال عن إنزال الصائب ف الدنيا عقابا على
معاصيكم ،وإن هربتم ف الرض كل مهرب ،وليس لكم من دون ال من يتولكم
بالرحة عند نزول البلء ،ول من ينصركم بدفعه عنكم .
330
-32ومن دلئل قدرة ال السفن الارية ف البحر كالبال الشاهقة ف عظمتها .
-33إن يشأ ال ُيسْكِن الريح فتظل السفن ثوابت على ظهر الاء ل ترى بم إل
مقاصدهم ،إن ف سيها ووقوفها بأمر ال لدلئل واضحة على قدرة ال ،يعتب با
الؤمنون الصابرون ف الضراء ،الشاكرون ف السراء .
-34أو يهلكن بذنوب ركابا بإرسال الرياح العاصفة ،وإن يشأ يعف عن كثي ،فل
يعاقبهم بإسكان الريح ،أو بإرسالا عاصفة مغرقة .
وََيعْ َلمَ اّلذِي َن يُجَا ِدلُو َن فِي َآيَاتِنَا مَا َل ُهمْ ِم ْن مَحِيصٍ ( )35فَمَا أُوتِيُتمْ ِم ْن شَيْ ٍء فَ َمتَاعُ
الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَمَا عِ ْن َد اللّ ِه خَ ْيرٌ َوَأْبقَى لِ ّلذِينَ َآمَنُوا وَعَلَى َرّبهِ ْم يََتوَكّلُونَ ( )36وَالّذِينَ
يَجْتَنِبُونَ كَبَاِئرَ اْلإِْث ِم وَاْلفَوَاحِشَ َوِإذَا مَا غَضِبُوا ُه ْم يَ ْغ ِفرُونَ ( )37وَاّلذِينَ اسْتَجَابُوا
ِلرَّب ِهمْ َوَأقَامُوا الصّلَاةَ َوَأمْ ُر ُهمْ شُورَى بَيَْن ُه ْم وَمِمّا رَ َزقْنَا ُهمْ يُ ْن ِفقُونَ ( )38وَاّلذِي َن ِإذَا
ح َفَأجْ ُرهُ
صرُونَ (َ )39و َجزَا ُء سَيَّئ ٍة سَيّئَ ٌة مِثْ ُلهَا فَ َمنْ َعفَا َوأَصْلَ َ
أَصَابَ ُهمُ الَْب ْغيُ ُهمْ يَنْتَ ِ
ك مَا عَلَ ْي ِهمْ ِمنْ
ص َر َبعْدَ ُظلْ ِم ِه َفأُولَئِ َ
ب الظّالِمِيَ (َ )40ولَ َمنِ انْتَ َ
ح ّ
عَلَى اللّ ِه ِإنّ ُه لَا يُ ِ
سَبِيلٍ ()41
-35ال -سبحانه -فعل ذلك ليعتب الؤمنون ،ويعلم الذين يردون آياته بالباطل
أنم ف قبضته ،ما لم مهرب من عذاب ال .
-36ل تغتروا بتاع الدنيا ،فكل ما أعطيتموه -أيها الناس -من الال والبني
وسواها فهو متاع لكم ف الياة الدنيا ،وما أعده ال من نعيم النة خي وأدْوم للذين
آمنوا ،وعلى خالقهم ومربيهم -وحده -يعتمدون .
-37والذين يبتعدون عن ارتكاب كبائر ما نى ال عنه ،وكل ما زاد قبحه من
الذنوب ،وإذا ما استفزوا بالساءة إليهم ف دنياهم ،هم -وحدهم -يبادرون
بالصفح حت كان ذلك علجا نافعا .
-38والذين أجابوا دعوة خالقهم ومربيهم ،فآمنوا به ،وحافظوا على صلواتم ،
وكان شأنم التشاور ف أمورهم لقامة العدل ف متمعهم ،دون أن يستبد بم فرد أو
قلة من الناس ،وما أنعم ال به عليهم ينفقون ف وجوه الي .
331
-39والذين إذا اعتدى عليهم ظال هم ينتصرون لنفسهم بقاومة عدوانه .
-40وجزاء السئ إساءة ماثلة تقريرا للعدل ،فمن عفا عمن أساءه عند القدرة ،
وأصلح ما بينه وبي خصمه تقريرا للود ،فثوابه على ال الذى ل يعلم بقدره سواه ،
إن ال ل يرحم العتدين على حقوق الناس بجاوزة شريعة ال .
-41وإن الذين يعاقبون العتدين بثل ما اعتدوا به فل مؤاخذة عليهم ول لوم .
ك َل ُهمْ َعذَابٌ
حقّ أُولَئِ َ
ض بِغَ ْي ِر الْ َ
س َويَبْغُو َن فِي اْلأَرْ ِ
ِإنّمَا السّبِيلُ عَلَى اّلذِي َن يَظْلِمُو َن النّا َ
َألِيمٌ (َ )42ولَ َمنْ صََب َر وَ َغ َفرَ إِ ّن َذِلكَ لَ ِمنْ َع ْزمِ اْلُأمُورِ (َ )43و َمنْ يُضْ ِل ِل ال ّلهُ فَمَا َلهُ
ي لَمّا َرَأوُا اْلعَذَابَ َيقُولُونَ هَ ْل ِإلَى َم َردّ ِم ْن سَبِيلٍ (
ِمنْ َولِ ّي ِمنْ بَ ْع ِدهِ وََترَى الظّالِمِ َ
ف َخ ِفيّ َوقَا َل الّذِينَ
ي ِمنَ الذّ ّل يَنْ ُظرُونَ ِمنْ َطرْ ٍ
)44وََترَا ُه ْم ُيعْرَضُونَ عَلَ ْيهَا خَا ِشعِ َ
ي فِي
َآمَنُوا إِ ّن الْخَاسِرِينَ اّلذِي َن َخسِرُوا َأْن ُفسَ ُهمْ وََأهْلِيهِ ْم َيوْ َم الْقِيَامَ ِة َألَا إِ ّن الظّالِ ِم َ
صرُوَن ُهمْ ِم ْن دُونِ ال ّل ِه وَ َم ْن يُضْ ِللِ ال ّلهُ
ب ُمقِيمٍ (َ )45ومَا كَا َن َل ُهمْ ِم ْن َأوْلِيَا َء يَنْ ُ
َعذَا ٍ
فَمَا لَ ُه ِمنْ سَبِيلٍ ()46
-42إنا اللوم والؤاخذة على العتدين الذين يظلمون الناس ويتكبون ف الرض ،
ويفسدون فيها بغي الق ،أولئك لم عذاب شديد اليلم .
-43أقسم :لن صب على الظلم وتاوز عن ظاله ،ول ينتصر لنفسه حينما ل يكون
العفو تكينا للفساد ف الرض ،إن ذلك لن المور الت ينبغى أن يوجبها العاقل على
نفسه .
-44ومن ضل طريق الدى -لسوء اختياره -فليس له ناصر سوى ال يهديه أو
ينعه من العذاب ،وترى ف القيامة -أيها الخاطب -الظالي حي يشاهدون عذاب
الخرة يسألون ربم أى وسيلة يرجعون با إل الدنيا ،كى يعملوا صالا غي الذى
كانوا يعملون .
-45وترى الظالي -كذلك -يُعرضون على النار متضائلي بسبب ما رأوه من
الول وما نزل بم من الوان ،يسارقون النظر إل النار خوفا من مكارهها ،ويقول
الؤمنون -حينئذ : -إن الاسرين حقا هم الذين ظلموا أنفسهم بالكفر ،وخسروا
332
أزواجهم وأولدهم وأقاربم با حيل بينهم ،ويُنبّه ال إل أن الظالي ف عذاب دائم .
-46وما كان لم نصراء ما عبدوهم من دون ال ،ومن أطاعوا ف معصيته ،
ينقذونم من عذاب ال ،ومن ضل طريق الق -لسوء اختياره -فليس له أى طريق
ينجّيه من سوء الصي .
-47سارعوا -أيها الناس -إل إجابة ما دعاكم إليه رسول خالقكم ومُربيكم من
اليان والطاعة ،من قبل أن تنتهى الياة الت هى فرصة للعمل ،ويأتى يوم الساب
الذى ل يردّه ال بعد أن قضى به ،ليس لكم -يومئذ -أى ملذ يميكم من العذاب
ول تدوا من يدفع عنكم أو يقوى على حايتكم .
-48فإن أعرض الشركون عن إجابتك -أيها الرسول -فل تزن ،فلست رقيبا
عليهم فيما يفعلون ،إنا كُ ّلفْت البلغ ،وقد بيّنت ،وإن شأن الناس إذا منحناهم من
لدنا سعة بطروا لجلها ،وإن تصبهم مصيبة بسبب معاصيهم فإنم ينسون النعمة ،
ويزعون لنول البلء كفرا وجحودا .
-49ل -وحده -ملك السموات والرض خلقا وتدبيا وتصرفا ،يلق ما يشاء
خلقه ،يهب لن يشاء الناث من الذرية ،وينح من يشاء الذكور دون الناث .
-50ويتفضل -سبحانه -على من يشاء بالمع بي الذكور والناث ،ويعل من
يشاء ل ولد له ،إن ال ميط علمه بكل شئ ،قدير على فعل كل ما يريد .
-51وما صح لحد من البشر أن يُكلمه ال إل وحيا باللقاء ف القلب إلاما ،أو
333
مناما ،أو بإساع الكلم اللى دون أن يرى السامع من يكلمه ،أو بإرسال ملك يرى
صورته ،ويسمع صوته ،ليوحى بإذن ال ما يشاء ،إن ال قاهر فل يانع ،بالغ
الكمة ف تصرفاته وتدبيه .
-52ومثل ما أوحينا إل الرسل قبلك أوحينا إليك -أيها الرسول -هذا القرآن
حياة للقلوب بأمرنا ،ما كنت تعرف قبل الياء إليك ما هو القرآن ،ول تعرف ما
شرائع اليان ،ولكن جعلنا القرآن نورا عظيما يرشد به من اختار الدى ،وإنك
لتدعو بذا القرآن إل طريق مستقيم .
-53صراط ال طريقه الذى له -وحده -ما ف السموات وما ف الرض وهذا ما
تدعو إليه -يا ممد -وما نزلت به رسالتك ،ليعلم الناس أن إل ال وحده -تصي
كل المور .
حم ( )1وَاْلكِتَابِ الْمُِبيِ (ِ )2إنّا جَعَلْنَا ُه ُقرْ َآنًا َع َربِيّا َلعَلّ ُكمْ َت ْعقِلُونَ ()3
-1حم :افتتحت هذه السورة ببعض الروف الصوتية على طريقة القرآن الكري ف
افتتاح كثي من السور بثل هذه الروف .
-2أقسم سبحانه -بالقرآن الوضح لا اشتمل عليه من العقائد والحكام .
-3إنا صيّرنا الكتاب قرآنا عربيا ،لكى تستطيعوا إدراك إعجازه وتدبر معانيه .
334
ض لََيقُوُل ّن خَلَ َق ُهنّ اْل َعزِي ُز الْعَلِيمُ ( )9الّذِي جَ َع َل لَ ُكمُ اْلأَرْضَ
خَ َلقَ السّمَاوَاتِ وَالْأَرْ َ
َمهْدًا وَ َج َعلَ َلكُ ْم فِيهَا سُبُلًا َلعَلّ ُكمْ َتهَْتدُونَ ()10
-4وإن هذا القرآن الثابت ف اللوح الحفوظ عندنا ،لرفيع القدر ،ومُحكم النّظْم ،
ف أعلى طبقات البلغة .
َ -5أُنهْملكم فنمنع إنزال القرآن إليكم إعراضا عنكم ،لسرافكم على أنفسكم ف
الكفر ،ل يكون ذلك ،لقتضاء الكمة إلزامكم الجة .
-6وأرسلنا كثيا من النبياء ف المم السابقة ،فليس عجيبا إرسال رسول إليكم .
-7وما ييئهم من رسول يُذكّرهم بالق إل استمروا على استهزائهم به .
-8فأهلكنا الكذبي السابقي ،وقد كانوا أشد من كفار مكة قوة ومنعة ،فل يغتر
هؤلء بسطوتم ،وسلف ف القرآن من قصص الولي العجيب ما جعلهم عبة
لغيهم ،فاعتبوا -أيها الكذبون .
-9وأقسم :إن سألت الكافرين -أيها الرسول -عمن خلق السموات والرض؟
ليقولن -جوابا لذلك : -خلقهن ال ،التصف ف واقع المر بالعزة والعلم الحيط .
-10الذى جعل لكم الرض مكانا مهدا ،لتستطيعوا القامة فيها واستغللا ،
وجعل لجلكم فيها طرقات تسلكونا ف أسفاركم كى تصلوا إل غاياتكم .
خ َرجُونَ ( )11وَالّذِي
شرْنَا بِ ِه بَ ْل َدةً مَيْتًا َك َذِلكَ تُ ْ
وَاّلذِي َن ّزلَ ِم َن السّمَا ِء مَا ًء ِب َقدَرٍ فََأْن َ
خَ َلقَ اْلأَزْوَاجَ كُ ّلهَا وَ َج َعلَ َلكُ ْم ِمنَ اْلفُ ْلكِ وَالَْأْنعَا ِم مَا َترْكَبُونَ ( )12لَِتسَْتوُوا عَلَى
خ َر لَنَا هَذَا
ُظهُو ِر ِه ثُ ّم َتذْ ُكرُوا نِعْ َمةَ َرّب ُكمْ ِإذَا اسَْتوَيُْتمْ عَلَ ْي ِه َوتَقُولُوا سُبْحَا َن اّلذِي سَ ّ
وَمَا كُنّا َلهُ ُم ْقرِنِيَ (َ )13وِإنّا ِإلَى َربّنَا لَ ُم ْنقَلِبُونَ (َ )14وجَعَلُوا َل ُه ِمنْ عِبَا ِدهِ ُجزْءًا إِنّ
شرَ
صفَا ُكمْ بِالْبَنِيَ (َ )16وِإذَا ُب ّ
ت وَأَ ْ
خ َذ مِمّا يَخْ ُل ُق بَنَا ٍ
الِْإْنسَا َن َلكَفُو ٌر مُبِيٌ ( )15أَ ِم اتّ َ
شُأ فِي
ض َربَ لِل ّرحْ َمنِ مَثَلًا َظ ّل َو ْجهُ ُه ُمسْ َودّا َو ُهوَ َكظِيمٌ ( )17أَ َو َمنْ يَُن ّ
أَ َح ُدهُ ْم بِمَا َ
الْحِلَْيةِ َو ُهوَ فِي الْخِصَامِ غَ ْي ُر مُبِيٍ ()18
335
-11والذى نزّل من السماء ماء بقدر الاجة ،فأحيا به بلدة مدبة ل نبات فيها ،
كمثل ذلك الحياء للرض وإخراج الزروع منها تبعثون من قبوركم للجزاء ،فكيف
تنكرونه؟ .
-12والذى خلق أصناف الخلوقات كلها ،وسخّر لكم من السفن والبل ما
تركبونه ف أسفاركم لقضاء حوائجكم .
-13كى تستقروا فوق ظهورها ،ث تذكروا نعمة خالقكم ومُربّيكم ف تسخيها
لكم عند الستقرار عليها ،ولتقولوا -استعظاما لتذليلها العجيب ،واعترافا بالعجز
عن ضبطها ،والتسلط عليها : -سبحان الذى ذلل لنا هذا ،وما كنا لتذليلها مطيقي
.
-14وإنا إل خالقنا لراجعون بعد هذه الياة ،ليحاسب ُك ّل على ما قدّمت يداه .
-15وجعل الشركون ل -سبحانه -بعض خلقه ولدا ظنوه جزءا منه ،إن النسان
بعمله هذا لبالغ ف كفره ،واضح ف جحوده .
-16بل أتزعمون أنه اتذ لنفسه من خلقه البنات وآثركم بالذكور؟! إن هذا لمر
عجيب حقا .
-17نسبوا إليه ذلك ،والال أنه إذا بشر أحدهم بولدة أنثى له صار وجهه مسودا
غيظا ،وهو ملوء كآبة وحزنا لسوء ما ُبشّر به .
-18أيترئون ويعلون ولدا ل من شأنه النشأة ف الزينة ،وهو ف الدال وإقامة
الُجة عاجز لقصور بيانه؟! إن هذا لعجيب .
336
)23قَا َل أَ َوَلوْ جِئُْت ُكمْ ِبَأهْدَى مِمّا وَ َجدُْتمْ عَلَ ْيهِ َآبَاءَ ُك ْم قَالُوا ِإنّا بِمَا أُ ْرسِلُْتمْ بِهِ كَا ِفرُونَ
( )24فَانَْتقَمْنَا مِ ْنهُ ْم فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَ ُة الْ ُمكَ ّذبِيَ ()25
-19وسوا اللئكة الخلوقي للرحن إناثا ،أرأوا خلقهم رؤية مشاهدة حت يكموا
بذلك؟ ل يروه ،سنسجل عليهم هذا الفتراء ،ويُحاسبون عليه يوم القيامة .
-20وقال الشركون :لو شاء الرحن عدم عبادتنا لؤلء الشركاء ما عبدناهم ،
زاعمي أنه راض عن عبادتم لؤلء الشركاء ،ليس لديهم با قالوا أى علم يستندون
إليه ،وما هم إل واهون ،يقولون قولً غي مستند إل دليل .
-21هل أعطيناهم كتابا من قبل القرآن يؤيد افتراءهم ،فهم به متعلقون أشد
التعلق؟! ل ننل عليهم ذلك ،فل حُجة لم من النقل .
-22بل قال الشركون -حي فقدوا كل حُجة : -إنا وجدنا آباءنا على دين ،
وإننا على آثارهم سائرون .
-23ومثل الال الذى عليه هؤلء حال المم السابقة ،ما أرسلنا من قبلك ف قرية
رسول إل قال التنعمون فيها -وهم الذين أبطرتم النعمة : -إننا وجدنا آباءنا على
دين ،وإنا على آثارهم سائرون ،فالتقليد ضلل قدي .
-24قال النذير :أتتبعون آباءكم ولو جئتكم با هو أدخل ف الداية ما وجدت عليه
آباءكم؟ قالوا -ميبي لرسلهم يكذبون بالدين : -إننا با أرسلتم به جاحدون .
-25فعاقبنا الكذبي لرسلهم عقابا شديدا ف الدنيا ،فانظر -أيها التأمل -كيف
صار مآل الكذبي لكم مثل عجيبا وعظة بالغة؟! .
وَِإ ْذ قَا َل ِإبْرَاهِي ُم ِلأَبِي ِه َوقَ ْو ِمهِ ِإنّنِي َبرَا ٌء مِمّا َتعُْبدُونَ (ِ )26إلّا اّلذِي فَ َط َرنِي َفِإنّ ُه سََي ْهدِينِ
ت َهؤُلَا ِء وَ َآبَا َءهُمْ
( )27وَ َجعَ َلهَا كَ ِل َمةً بَاقَِيةً فِي َعقِِبهِ َلعَ ّل ُهمْ َي ْرجِعُونَ (َ )28بلْ مَّتعْ ُ
ح ٌر َوِإنّا ِبهِ
ح ّق قَالُوا َهذَا سِ ْ
حقّ وَ َرسُو ٌل مُبِيٌ (َ )29ولَمّا جَا َء ُهمُ الْ َ
حَتّى جَا َءهُ ُم الْ َ
كَا ِفرُونَ (َ )30وقَالُوا لَ ْولَا ُن ّزلَ َهذَا اْل ُقرْآَنُ عَلَى َر ُجلٍ ِم َن الْ َق ْريَتَ ْينِ عَظِيمٍ (َ )31أ ُهمْ
ض ُهمْ َفوْقَ
ح ُن َقسَمْنَا بَيَْن ُهمْ َمعِيشََتهُ ْم فِي الْحَيَا ِة ال ّدنْيَا وَ َر َفعْنَا َبعْ َ
َيقْسِمُونَ َرحْ َمةَ َرّبكَ نَ ْ
ك خَ ْيرٌ مِمّا يَجْ َمعُونَ ()32
خ ِريّا وَ َرحْ َمةُ َربّ َ
ضهُ ْم َبعْضًا سُ ْ
خ َذ َبعْ ُ
ت لِيَتّ ِ
َبعْضٍ دَ َرجَا ٍ
337
-26واذكر -يا ممد -للمكذبي قصة إبراهيم ،إذ قال لبيه وقومه :إنن برئ
من عبادة آلتكم الباطلة .
-27لكن أعبد ال الذى خلقن ،لنه سبحانه -الذى سيشدن إل طريق الق .
-28وصيّرها -بإعلنا لم -كلمة باقية ف ذريته -هى كلمة التوحيد -لعلهم
يرجعون إليها ،فيؤمنون با .
-29ل يقق الشركون رجاء إبراهيم ،ول أعجل لم العقوبة ،بل متعت الاضرين
-لك يا ممد -ومتعت آباءهم من قبل بأنواع النعم ،حت نزل القرآن داعيا إل
الق وجاءهم رسول مبي يدعوهم إليه .
-30وحي نزل القرآن يرشدهم إل التوحيد ضموا إل شركهم تسميته سحرا
وتويها -استهزاء به -وأصروا على كفرهم .
-31وقال الشركون ،استخفافا بحمد ،واستعظاما أن ينل عليه القرآن :هل
نزل القرآن -الذى يزعم أنه وحى ال -على رجل عظيم من مكة أو الطائف؟ .
-32ليس بأيدى الشركي مفاتيح الرسالة ،حت يعلوها ف أصحاب الاه ،نن
تولينا تدبي معيشتهم لعجزهم عن ذلك ،وفضلنا بعضهم على بعض ف الرزق والاه ،
ليتخذ بعضهم من بعض أعوانا يسخرونم ف قضاء حوائجهم ،حت يتساندوا ف طلب
العيش وتنظيم الياة والنبوة وما يتبعها من سعادة الدارين خي من أكب مقامات الدنيا
.
ضةٍ
جعَلْنَا لِ َم ْن َيكْ ُف ُر بِالرّحْ َم ِن لِبُيُوتِ ِه ْم سُ ُقفًا ِم ْن فِ ّ
س ُأمّ ًة وَا ِح َدةً َل َ
وََل ْولَا أَ ْن َيكُو َن النّا ُ
وَ َمعَارِجَ عَلَ ْيهَا يَ ْظ َهرُونَ ( )33وَلِبُيُوِتهِ ْم َأبْوَابًا وَ ُسرُرًا عَلَ ْيهَا يَتّكِئُونَ ( )34وَزُ ْخ ُرفًا َوإِنْ
ك لِلْمُّتقِيَ (َ )35و َمنْ َيعْشُ َع ْن ذِ ْكرِ
ع الْحَيَا ِة ال ّدنْيَا وَالْ َآ ِخ َرةُ عِ ْندَ َربّ َ
ك لَمّا مَتَا ُ
ُك ّل َذلِ َ
حسَبُونَ
صدّوَن ُهمْ َعنِ السّبِي ِل وَيَ ْ
ض َلهُ شَيْطَانًا َف ُهوَ َل ُه َقرِينٌ ( )36وَِإّن ُهمْ لَيَ ُ
ال ّرحْ َمنِ ُنقَيّ ْ
ش ِرقَيْ ِن فَبِئْسَ
ك ُبعْ َد الْ َم ْ
َأنّ ُهمْ مُهَْتدُونَ ( )37حَتّى ِإذَا جَا َءنَا قَا َل يَا لَيْتَ بَيْنِي َوبَيْنَ َ
ب ُمشْتَرِكُونَ (َ )39أفََأنْتَ
الْ َقرِينُ ( )38وََل ْن يَ ْنفَ َع ُكمُ الَْيوْ َم ِإذْ ظَلَمُْت ْم َأنّ ُكمْ فِي الْ َعذَا ِ
صمّ َأوْ تَ ْهدِي اْلعُ ْميَ وَ َمنْ كَا َن فِي ضَلَا ٍل مُبِيٍ ()40
ُتسْمِ ُع ال ّ
338
-33ولول كراهة أن يكفر الناس جيعا إذا رأوا الكفار ف سعة من الرزق ،لعلنا
لبيوت من يكفر بالرحن سقفا ومصاعد يرتقون عليها من الفضة ،لوان الدنيا علينا .
-35 ، 34ولعلنا لبيوتم أبوابا وسررا من فضة ينعمون با ويتكئون عليها ،ولعلنا
لم زينة من كل شئ ،وما كل ذلك التاع الذى وصفناه لك إل متاعا فانيا مقصورا
على الياة الدنيا ،وثواب الخرة عند خالقك ومربيك ُمعَد للذين اتقوا الشرك ،
واجتنبوا الوبقات .
-36ومن يتعامى عن القرآن الذى أنزله الرحن ذكرى للعاملي نعل له شيطانا
يتسلط عليه ،فهو معه -دائما -يضله ويغويه .
-37وإن شياطي التعامي عن القرآن ليمنعونم عن الطريق الذى يدعو إليه الرحن ،
ويسب التعامون أنم -باتباع قرنائهم -على الدى .
-38حت إذا جاء من تعامى عن القرآن إل ال يوم القيامة ،ورأى عاقبة تعاميه ،قال
لقرينه -نادما : -يا ليت بين وبينك ف الدنيا بُعد الشرق عن الغرب ،فبئس
الصاحب كنت ل ،حت أوقعتن ف الاوية .
-39ويقال لم حينئذ -توبيخا : -لن يفف العذاب عنكم اليوم -إذ ظلمتم
أنفسكم بالكفر -اشتراك شياطينكم معكم فيه ،لن كل يعان من العذاب ما يثقله .
-40أتقدر -يا ممد -على هداية من استول عليهم الضلل؟ أفأنت تسمع الصم
عن الق ،والعمى عن العتبار ،ومن كان ف علم ال أنه يوت على الضلل؟ ل
تستطيع ذلك ،لنم استقروا ف الكفر ،فلم ينتفعوا با يسمعونه ويرونه .
ك َفإِنّا مِ ْن ُه ْم مُنَْتقِمُونَ (َ )41أوْ نُ ِريَّنكَ اّلذِي وَ َع ْدنَا ُهمْ فَِإنّا عَلَ ْي ِهمْ
َفإِمّا نَ ْذهََبنّ ِب َ
صرَاطٍ ُمسَْتقِيمٍ (َ )43وِإنّهُ
سكْ بِاّلذِي أُو ِحيَ ِإلَ ْيكَ ِإّنكَ عَلَى ِ
ُمقْتَدِرُونَ ( )42فَاسْتَ ْم ِ
ك ِمنْ ُرسُلِنَا
سأَلُونَ ( )44وَا ْسَألْ َم ْن أَ ْرسَلْنَا ِمنْ قَبْ ِل َ
ف ُت ْ
ك َوسَوْ َ
َلذِكْ ٌر َلكَ َوِلقَ ْومِ َ
أَ َجعَلْنَا ِم ْن دُونِ ال ّرحْ َمنِ َآِلهَ ًة ُيعْبَدُونَ (َ )45وَلقَ ْد أَ ْرسَلْنَا مُوسَى ِب َآيَاتِنَا إِلَى ِفرْعَوْنَ
حكُونَ (
ب اْلعَالَمِيَ ( )46فَلَمّا جَا َءهُ ْم ِب َآيَاتِنَا ِإذَا ُه ْم مِ ْنهَا يَضْ َ
وَمَلَِئ ِه َفقَالَ إِنّي َرسُولُ َر ّ
339
)47وَمَا ُنرِي ِهمْ ِمنْ َآَي ٍة إِلّا هِ َي أَكَْب ُر ِمنْ ُأخِْتهَا َوأَ َخذْنَاهُ ْم بِاْل َعذَابِ لَعَ ّل ُهمْ َي ْر ِجعُونَ (
)48
-41فإن قبضناك قبل أن نريك عذابم ،ونشفى بذلك صدرك وصدور قوم مؤمني
فإنا سننتقم منهم -ل مالة -ف الدنيا والخرة .
-42أو إذا أردت أن نريك العذاب الذى وعدناهم قبل وفاتك أريناك ،لننا
مسيطرون عليهم بقدرتنا وقهرنا .
-43إذا كان أحد هذين المرين واقعا -ل مالة -فكن مستمسكا بالقرآن الذى
أوحيناه إليك ،واثبت على العمل به ،لنك على طريق الق القوي .
-44وإن هذا القرآن لشرف عظيم لك -يا ممد -ولمتك ،لنوله عليك بلغة
العرب ،وسوف تسألون يوم القيامة عن القيام بقه وشكر نعمته .
-45وانظر ف شرائع من أرسلنا من قبلك من رسلنا ،أجاءت فيها دعوة الناس إل
عبادة غي ال؟ ل يئ ذلك ،فالعابدون لغي ال متوغلون ف الضلل بعبادتم .
-46ولقد أرسلنا موسى بالعجزات الدالة على صدقه إل فرعون وقومه ،فقال :إن
رسول خالق العالي ومُربّيهم إليكم ،فطالبوه بالعجزات .
-47فلما جاءهم بالعجزات الؤيدة لرسالته قابلوه فور ميئها بالضحك منها -
سخرية واستهزاء -دون تأمل فيها .
-48وكل معجزة من العجزات الت توالت عليهم إذا نظر إليها قيل :هى أكب من
قرينتها وصاحبتها .وحينما أصروا على الطغيان أصبناهم بأنواع البليا ،ليجعوا عن
غيهم .
شفْنَا
ك بِمَا َع ِهدَ عِ ْندَ َك ِإنّنَا لَ ُمهَْتدُونَ ( )49فَلَمّا َك َ
ع لَنَا َربّ َ
َوقَالُوا يَا َأّيهَا السّا ِحرُ ادْ ُ
عَ ْن ُهمُ اْل َعذَابَ إِذَا هُ ْم يَ ْنكُثُونَ (َ )50ونَادَى ِفرْ َعوْنُ فِي َقوْ ِم ِه قَا َل يَا َقوْ ِم َألَيْسَ لِي مُ ْلكُ
صرُونَ ( )51أَ ْم َأنَا خَ ْي ٌر ِمنْ َهذَا اّلذِي ُهوَ
جرِي ِم ْن تَحْتِي أَفَلَا تُبْ ِ
صرَ َو َه ِذهِ اْلأَْنهَارُ َت ْ
مِ ْ
ي وَلَا يَكَادُ يُِبيُ ( )52فَ َلوْلَا أُْل ِقيَ َعلَ ْيهِ َأ ْسوِ َرةٌ ِم ْن َذهَبٍ َأ ْو جَا َء َم َعهُ الْمَلَاِئكَةُ
َمهِ ٌ
340
ف َقوْ َمهُ َفأَطَاعُو ُه ِإنّ ُهمْ كَانُوا قَ ْومًا فَاسِقِيَ ( )54فَلَمّا َآسَفُونَا
ُمقْتَ ِرنِيَ ( )53فَاسْتَخَ ّ
انْتَقَمْنَا مِ ْن ُهمْ َفأَ ْغ َرقْنَا ُهمْ أَجْ َمعِيَ ()55
-49وقالوا -مستغيثي بوسى حينما عمّهم البلء : -يا أيها الساحر -وهو العال
-ادع لنا ربك متوسل بعهده عندك أن يكشف عنا العذاب ،إنا -إذا ُكشِف -
لهتدون .
-50فلما كشف ال عنهم الصائب بدعاء موسى فاجأوه بنقض عهدهم باليان .
-51ونادى فرعون ف قومه -معلنا قوته وتسلطه : -أليس ل -ل لغيى -ملك
مصر ،وهذه النار الت تشاهدونا ترى من تت قصرى؟ أعميتم عن مشاهدة
ذلك ،فل تعقلون ما تليه الشاهدة من قوتى وضعف موسى؟ وأراد بندائه تثبيتهم
على طاعته .
-52قال فرعون -مبالغة ف الطغيان : -بل أنا خي من هذا الذى هو ضعيف
ذليل ،ول يُكاد يُبي دعواه بلسان فصيح .
-53وقال أيضا -مرضا على تكذيب موسى : -فهل ألقى عليه ربه أسْورة من
ذهب ليلقى إليه بقاليد المور ،أو أعانه بلئكة يؤيدونه إن كان صادقا ف دعواه
الرسالة؟
-54فاستفز فرعون قومه بالقول ،وأثر فيهم هذا التمويه ،فأطاعوه ف ضلله ،إنم
كانوا قوما خارجي عن دين ال القوي .
-55فلما أغضبونا أشد الغضب -بإفراطهم ف الفساد -انتقمنا منهم بإغراقهم
أجعي .
ك مِ ْنهُ يَصِدّونَ
ب ابْ ُن َمرَْي َم مَثَلًا ِإذَا َق ْومُ َ
ض ِر َ
جعَلْنَا ُه ْم سَلَفًا وَمَثَلًا لِ ْلآَ ِخرِينَ ( )56وَلَمّا ُ
فَ َ
ك ِإلّا َجدَلًا َبلْ ُهمْ َقوْ ٌم خَصِمُونَ ( )58إِنْ
ض َربُو ُه لَ َ
(َ )57وقَالُوا أَ َآِلهَتُنَا خَ ْيرٌ أَ ْم هُ َو مَا َ
جعَلْنَا مِ ْن ُكمْ مَلَاِئكَةً
هُ َو ِإلّا عَ ْب ٌد َأْنعَمْنَا عَلَ ْي ِه وَ َجعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي ِإ ْسرَائِيلَ (َ )59وَلوْ َنشَا ُء لَ َ
صرَاطٌ ُمسَْتقِيمٌ
فِي اْلأَرْضِ يَخْ ُلفُونَ (َ )60وِإنّ ُه َلعِلْ ٌم لِلسّا َعةِ فَلَا تَمَْترُ ّن ِبهَا وَاتّبِعُو ِن هَذَا ِ
صدّّنكُ ُم الشّيْطَانُ ِإّنهُ َل ُكمْ َعدُ ّو مُبِيٌ ()62
( )61وَلَا يَ ُ
341
-56فجعلنا فرعون وقومه قدوة للكافرين بعدهم ف استحقاق مثل عقابم .وحديثا
عجيب الشأن يعتب به جيع الناس .
-57ولا ضرب ال عيسى ابن مري مثلً ،ف كونه كآدم ،خلقه من تراب ،ث قال
له :كن فيكون ،فهو عبد ملوق ،مُنعم عليه بالنبوة ،ل تصح عبادته من دون ال .
إذا قومك يعرضون ول يعون .
-58وقال الكافرون :أآلتنا خي أم عيسى؟ فإذا كان هو ف النار فلنكن نن وآلتنا
معه .ما ضرب الكفار هذا الثل لك إل للجدل والغلبة ف القول ل لطلب الق ،بل
هم قوم شداد ف الصومة معنون فيها .
-59ما عيسى إل عبد أنعمنا عليه بالنبوة ،وصيّرناه عبة عجيبة كالثل -للقه
بدون أب -لبن إسرائيل يستدلون به على كمال قدرتنا .
-60لو نشاء لوّلنا بعضكم -أيها الرجال -ملئكة يلفونكم ف الرض كما
يلفكم أولدكم ،لتعرفوا أن اللئكة خاضعون لتصريف قدرة ال ،فمن أين لم
استحقاق اللوهية؟
-61وأن عيسى بدوثه بدون أب ،وإبرائه الكمه والبرص لدليل على قيام الساعة
،فل تشكن فيها ،واتبعوا هداى ورسول .هذا الذى أدعوكم إليه ،طريق مستقيم
موصل إل النجاة .
-62ول ينعكم الشيطان عن اتباع طريقى الستقيم ،إنه لكم عدو ظاهر العداوة .
ختَ ِلفُونَ
حكْ َمةِ َوِلُأبَيّ َن َلكُ ْم َبعْضَ اّلذِي تَ ْ
ت قَا َل َقدْ جِئْتُ ُكمْ بِالْ ِ
وَلَمّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيّنَا ِ
ط ُمسَْتقِيمٌ (
صرَا ٌ
فِيهِ فَاّتقُوا ال ّلهَ وَأَطِيعُونِ ( )63إِنّ ال ّل َه هُوَ َربّي وَ َرّب ُكمْ فَاعُْبدُوهُ َهذَا ِ
ب َيوْ ٍم أَلِيمٍ (َ )65هلْ
ف الَْأ ْحزَابُ ِم ْن بَيِْن ِهمْ َف َويْ ٌل لِ ّلذِينَ ظَ َلمُوا ِمنْ َعذَا ِ
)64فَاخْتَلَ َ
ش ُعرُونَ ( )66اْلأَخِلّا ُء َيوْمَِئ ٍذ َبعْضُ ُه ْم لَِبعْضٍ
يَنْ ُظرُو َن ِإلّا السّا َعةَ أَ ْن َت ْأتِيَ ُه ْم َبغْتَ ًة َوهُ ْم لَا َي ْ
ح َزنُونَ ( )68اّلذِينَ
َع ُدوّ ِإلّا الْمُّتقِيَ ( )67يَا عِبَادِ لَا َخوْفٌ عَلَ ْي ُكمُ الَْيوْ َم وَلَا أَنُْت ْم تَ ْ
َآمَنُوا ِب َآيَاتِنَا وَكَانُوا ُمسْلِمِيَ ( )69ا ْدخُلُوا الْجَّن َة َأنُْتمْ َوأَ ْزوَاجُ ُك ْم تُحَْبرُونَ ()70
342
-63وحينما أرسل عيسى إل بن إسرائيل بالعجزات الواضحات واليات البينات
قال لم :قد جئتكم بشريعة حكيمة تدعوكم إل التوحيد ،وجئتكم لبي لكم بعض
الذى تتلفون فيه من أمر الدين لتجتمعوا على الق ،فاخشوا عذاب ال وأطيعون
فيما أدعوكم إليه .
-64إن ال -وحده -هو خالقى وخالقكم ،فاعبدوه دون سواه ،وحافظوا على
شريعته ،هذا الذى أدعوكم إليه طريق مستقيم موصل إل النجاة .
-65فاختلف الحزاب من بي النصارى بعد عيسى فرقا ف أمره ،فهلك للذين
ظلموا با قالوه ف عيسى ما كفروا به من عذاب شديد اليلم يوم القيامة .
-66ما ينتظر الكافرون شيئا بعد إعراضهم عن اليان إل إتيان الساعة بغتة ،وهم
غافلون عنها .
-67الصدقاء الذين جعهم الباطل ف الدنيا يكون بعضهم لبعض عدوا يوم إتيان
الساعة بغتة ،وتنقطع كل مبة إل مبة الذين خافوا -وهم ف الدنيا -عذاب ال ،
واجتمعوا فيها على طاعته .
-68ينادى ال التقي -تكريا لم -يا عبادى ،ل تافوا اليوم عذابا ،ول أنتم
تزنون ،فقد أمنتم العذاب ،وضمن ال لكم الثواب .
-69الذين صدّقوا بآيات ال وأطاعوه ،وكانوا له منقادين .
-70يقال لم يوم القيامة تشريفا :ادخلوا النة أنتم مع أزواجكم ،تُسرّون فيها
سرورا عظيما ،يظهر أثره على وجوهكم .
343
-71وبعد دخولم النة يُطاف عليهم بأوان من ذهب وأكواب كذلك ،وفيها ألوان
الطعمة وأنواع الشربة ،ولم ف النة كل ما تشتهيه النفس وتقر به العي ،ويقال
لم -إكمال للسرور : -أنتم ف هذا النعيم ملدون .
-72ويقال -إتاما للنعمة : -تلك هى النة الت ظفرت با بسبب ما قدّمتم ف
الدنيا من عمل الصالات .
-73لكم فيها فاكهة كثية النواع واللوان والطعوم ،تتمتعون بالكل منها .
-74إن الذين أجرموا بالكفر ف عذاب جهنم خالدون .
-75ل يُخفف العذاب عن هؤلء الجرمي ول ينقطع ،وهم فيه يائسون من النجاة
.
-76وما ظلمنا هؤلء الجرمي بذا العذاب ،ولكن كانوا هم الذين ظلموا أنفسهم
باختيارهم الضللة على الدى .
-77ونادى الجرمون -حي يئسوا من تفيف العذاب الشديد -مالكا خازن النار
قائلي له :سل ربك أن يُميتنا لنستريح من أهوال جهنم .فقال لم مالك :إنكم
مقيمون ف العذاب دائما .
-78قال تعال -ردا عليهم : -لقد جاءكم رسولنا -يا أهل مكة -بالدين الق .
فآمن به قليل ،وأعرض عنه أكثركم .وهم لذا الق كارهون .
-79بل أأحكم مشركو مكة أمرهم على تكذيب الرسول والتآمر على قتله؟ فإنا
مكمون أمرا ف مازاتم وإظهارك عليهم .
جوَا ُهمْ بَلَى وَرُسُلُنَا َلدَْي ِهمْ َيكْتُبُونَ (ُ )80قلْ إِنْ كَانَ
حسَبُو َن َأنّا لَا َنسْمَعُ سِ ّر ُهمْ َونَ ْ
أَ ْم يَ ْ
ب الْ َعرْشِ
ت وَاْلأَرْضِ َر ّ
ب السّمَاوَا ِ
لِلرّحْ َم ِن َولَ ٌد َفأَنَا أَ ّولُ اْلعَاِبدِينَ ( )81سُبْحَانَ َر ّ
صفُونَ (َ )82فذَ ْر ُهمْ يَخُوضُوا َويَ ْلعَبُوا حَتّى يُلَاقُوا يَ ْو َمهُ ُم الّذِي يُو َعدُونَ ()83
عَمّا يَ ِ
حكِي ُم اْلعَلِيمُ ( )84وَتَبَارَ َك اّلذِي َلهُ
ض ِإَلهٌ َوهُ َو الْ َ
وَ ُهوَ اّلذِي فِي السّمَاءِ إَِل ٌه وَفِي اْلأَرْ ِ
ض َومَا بَيَْنهُمَا وَعِ ْن َدهُ عِ ْلمُ السّا َعةِ وَِإلَ ْيهِ ُت ْرجَعُونَ ()85
ت وَاْلأَرْ ِ
ك السّمَاوَا ِ
مُلْ ُ
344
-80بل أيسب هؤلء الشركون أنا ل نسمع حديث أنفسهم بتدبي الكيد ،وما
يتكلمون به فيما بينهم من تكذيب الق؟ بلى نسمعها ،والفظة من اللئكة عندهم
يكتبون ذلك .
-81قل للمشركي :إن صح بالبهان أ ّن للرحن ولدا فأنا أول العابدين لذا الولد ،
لكنه ل يصح بالُجة أن ولدا للرحن ،لا يترتب عليه من مشابة الالق للمخلوقي ،
وهو -سبحانه -منه عن مشابة الوادث من خلقه .
-82تنيها لالق السموات والرض خالق العرش ،العظيم عمّا يصفه به
الشركون ،ما ل يليق بألوهيته .
-83فدعهم ينغمسوا ف أباطيلهم ويلعبوا ف دنياهم -بترك الادة -غي ملتفت
إليهم ،حت يئ يوم القيامة الذى وعدوا به ،لتجزى كل نفس با كسبت .
-84وهو الذى يُعبد ف السماء بق ،ويُعبد ف الرض بق ،وهو -وحده -ذو
الحكام البالغ ف أفعاله وتدبيه ،الحيط علمه با كان وما يكون .
-85وتعال وتعظم الذى له -وحده -كمال التصرف ف السموات والرض وفيما
بينهما من ملوقات الو الشاهدة وغيها ،وله تدبي المر ف ذلك ،وعنده -وحده
-علم وقت القيامة ،وإليه -وحده -ترجعون ف الخرة للحساب .
345
-88أقسم بقول ممد صلى ال عليه وسلم مستغيثا داعيا « :يا رب » إن هؤلء
العاندين قوم ل ينتظر منهم إيان .
-89فأعرض -أيها الرسول -عنهم -لشدة عنادهم -ودعهم ،وقل لم :سلم
.
حم ( )1وَاْلكِتَابِ الْمُِبيِ (ِ )2إنّا َأنْ َزلْنَاهُ فِي لَيْ َلةٍ مُبَارَ َك ٍة ِإنّا كُنّا مُ ْنذِرِينَ ()3
-1حم :ابتدأت هذه السورة ببعض الروف الصوتية على طريقة القرآن الكري ف
افتتاح كثي من السور بثل هذه الروف .
-2أقسم ال بالقرآن الكاشف عن الدين الق ،الوضح للناس ما يُصلح دنياهم
وآخرتم ،إعلما برفعة قدره .
-3إننا ابتدأنا إنزال القرآن ف ليلة وفية الي ،كثية البكات ،لن من شأننا
النذار بإرسال الرسل وإنزال الكتب .
ك ِإنّهُ
فِيهَا ُي ْفرَقُ ُك ّل أَ ْم ٍر حَكِيمٍ (َ )4أمْرًا مِنْ عِ ْن ِدنَا إِنّا كُنّا ُمرْسِلِيَ (َ )5رحْ َم ًة ِمنْ َربّ َ
هُ َو السّمِي ُع اْلعَلِيمُ (َ )6ربّ السّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَمَا بَيَْنهُمَا إِنْ كُنُْت ْم مُوقِنِيَ ( )7لَا ِإَلهَ
ِإلّا هُ َو يُحْيِي َويُمِيتُ َرّبكُ ْم وَ َربّ َآبَاِئكُ ُم الَْأ ّولِيَ (َ )8ب ْل هُ ْم فِي َشكّ يَ ْلعَبُونَ ()9
ب َيوْ َم َتأْتِي السّمَا ُء ِبدُخَا ٍن مُبِيٍ ()10
فَارَْتقِ ْ
-4ف هذه الليلة الباركة ُيفَصّل ويُبيّن كل أمر مكم ،والقرآن رأس الكمة ،
والفيصل بي الق والباطل ،ولذا كان إنزاله فيها .
-5أعن بذا المر أمرا عظيما صادرا من عندنا كما اقتضاه تدبينا ،لن من شأننا
إرسال الرسل بالكتب لتبليغ العباد .
-6لجل رحة ربك بعباده أرسل رسله للناس يبلغونم هَدْيه ،لنه -وحده -
السميع لكل مسموع ،الحيط علما بكل معلوم .
-7هو خالق السموات والرض وما بينهما ،إن كنتم موقني بالق ،مذعني له ،
مؤمني بأنه النل للقرآن رحة وهداية .
346
-8ل إله يستحق العبادة سواه ،هو -وحده يي وييت ،وهو -وحده -خالقكم
وخالق آبائكم الولي .
-9بل الكفار ف شك من هذا الق ،يتبعون أهواءهم ،وذلك شأن اللهي
اللعبي ،ل شأن أهل العلم واليقي .
-10فانتظر -أيها الرسول -حينما ينل بم القحط ،فيصابون بالزال وضعف
البصر ،فيى الرجل بي السماء والرض دخانا واضحا! .
-11ييط هذا الدخان بالكذبي الذين أصابم الدب ،فيقولون لشدة الول :هذا
عذاب شديد اليلم .
-12كما يقولون استغاثة بال :إننا سنؤمن بعد أن تكشف عنا عذاب الوع
والرمان .
-13كيف يتعظ هؤلء ،ويوفون با وعدوا من اليان عند كشف العذاب ،وقد
جاءهم رسول واضح الرسالة بالعجزات الدالة على صدقه ،وذلك أعظم موجبات
التعاظ؟ .
-14ث أعرضوا عن التصديق بالرسول الؤيد بالعجزات الواضحة ،وقالوا -كذبا
وافتراءً : -تارة يعلمه البشر ،وقالوا تارة أخرى :اختلط عقله .
-15فرد ال عليهم :إنا سنرفع عنكم العذاب زمن الدنيا ،وهو قليل ،وإنكم
عائدون -ل مالة -إل ما كنتم عليه .
-16اذكر -أيها الرسول -يوم نأخذهم الخذة الكبى بعنف وقوة ،إننا -بذا
الخذ -منتقمون منهم .
347
-17ولقد امتحنا قبل كفار مكة قوم فرعون بالدعوة إل اليان ،وجاءهم موسى
رسول كري على ال ،فكفروا به عنادا ،وكذلك شأن هؤلء الشركي .
أَ ْن َأدّوا ِإَليّ عِبَادَ ال ّلهِ ِإنّي َل ُكمْ َرسُو ٌل َأمِيٌ (َ )18وأَ ْن لَا َتعْلُوا عَلَى اللّ ِه ِإنّي َآتِي ُكمْ
ِبسُلْطَانٍ مُِبيٍ (َ )19وِإنّي ُع ْذتُ ِب َربّي وَ َربّ ُك ْم أَنْ تَ ْرجُمُونِ ( )20وَإِ ْن َل ْم تُ ْؤمِنُوا لِي
ج ِرمُونَ (َ )22فأَ ْسرِ ِبعِبَادِي لَيْلًا ِإنّ ُكمْ مُتَّبعُونَ
فَاعَْتزِلُونِ (َ )21فدَعَا َرّب ُه أَ ّن هَ ُؤلَا ِء َقوْمٌ مُ ْ
حرَ َرهْوًا ِإّن ُهمْ جُ ْن ٌد مُ ْغ َرقُونَ (َ )24ك ْم َترَكُوا ِمنْ جَنّاتٍ وَعُيُونٍ ()25
( )23وَاْترُ ِك الْبَ ْ
ع وَ َمقَامٍ َكرِيٍ ()26
وَزُرُو ٍ
348
س ِرفِيَ ( )31وََل َقدِ اخَْت ْرنَاهُمْ عَلَى عِ ْلمٍ عَلَى
(ِ )30منْ ِفرْ َعوْ َن ِإنّهُ كَانَ عَالِيًا مِ َن الْ ُم ْ
ت مَا فِي ِه بَلَا ٌء مُبِيٌ ( )33إِ ّن َهؤُلَا ِء لََيقُولُونَ ( )34إِنْ
الْعَالَمِيَ ( )32وَ َآتَيْنَا ُهمْ مِ َن اْلآَيَا ِ
شرِينَ (َ )35فأْتُوا ِب َآبَائِنَا إِنْ كُ ْنُتمْ صَادِقِيَ ()36
حنُ بِمُ ْن َ
هِ َي ِإلّا َموْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَ ْ
349
-37أكفار مكة خي ف القوة والنعة والسلطان وسائر أمور الدنيا أم قوم تبع ومن
سبقهم؟ ليس مشركو قومك -يا ممد -أقوى منهم ،وقد أهلكناهم ف الدنيا
بكفرهم وأجرامهم ،فليعتبوا بم .
-38وما خلق ال السموات والرض وما بينهما بكمة ولكمة .
-39ما خلقناها إل خلقا منوطا بالكمة على نظام ثابت يدل على وجود ال
ووحدانيته وقدرته ،ولكن أكثر هؤلء ف غفلة عمياء ،ل يعلمون هذه الدللة .
-40إن يوم الكم بي الحق والبطل وقت موعدهم أجعي .
-41يوم ل يدفع أى قريب عن أى قريب ،ول أى حليف عن أى حليف شيئا قليلً
من العذاب ،ول هم ينصرون عند ال بأنفسهم .
-42لكن الذين رحهم ال من الؤمني يعفو ال عنهم ،ويأذن لم بالشفاعة ،إنه
الغالب على كل شئ ،الرحيم بعباده الؤمني .
-44 ، 43إن شجرة الزقوم -العروفة بقبح منظرها وخبث طعمها وريها -طعام
الفاجر كثي الثام .
-46 ، 45طعامها كسائل العدن الذى صهرته الرارة ،يغلى ف البطون كغلى الاء
الذى بلغ النهاية ف غليانه .
ب الْحَمِيمِ ()48
خُذُوهُ فَاعْتِلُو ُه ِإلَى سَوَا ِء الْجَحِيمِ (ُ )47ثمّ صُبّوا َفوْقَ َرْأ ِسهِ ِمنْ َعذَا ِ
ي فِي
ك َأنْتَ اْل َعزِي ُز الْ َكرِيُ ( )49إِ ّن هَذَا مَا كُنُْت ْم ِبهِ تَمَْترُونَ ( )50إِ ّن الْمُّتقِ َ
ق ِإنّ َ
ذُ ْ
ق مَُتقَابِلِيَ ()53
َمقَا ٍم َأمِيٍ ( )51فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ ( )52يَلَْبسُو َن ِمنْ سُ ْندُسٍ َوِإسْتَ ْبرَ ٍ
ك وَ َزوّجْنَا ُه ْم بِحُورٍ عِيٍ (َ )54يدْعُو َن فِيهَا ِبكُ ّل فَا ِك َهةٍ َآمِنِيَ ()55
َك َذلِ َ
-47خذوا -يا زبانية جهنم -هذا الفاجر الثيم فقودوه بعنف وغلظة إل وسط
جهنم .
-48ث صبوا فوق رأسه الاء الشديد الرارة ،زيادة ف تعذيبه وإيلمه .
-49يقال له -استهزاء وتكما به -ذق العذاب الشديد ،إنك أنت العزيز ف
قومك ،الكري ف حسبك .
350
-50إن هذا العذاب الذى لستموه حقيقة واقعة هو ما كنتم تاصمون بشأنه ف
الدنيا ،وتشكّون ف وقوعه .
-51إن الذين وقوا أنفسهم من العاصى بالتزام طاعة ال ف مكان عظيم يأمنون فيه
على أنفسهم .
-52ف جنات ينعمون فيها ،وعيون من الاء ترى من تتها ،إكراما لم بإعظام
نعيمهم .
ق وما غلظ من الرير زيادة ف زينتهم ،متقابلي ف مالسهم ،
-53يلبسون ما ر ّ
ليتم لم النس .
-54ومع هذا الزاء زوّجناهم ف النة بور عي ،يار فيهن الطرف لفرط حسنهن
وجالن وسعة عيونن .
-55يطلبون ف النة كل فاكهة يشتهونا ،آمني من الغصص والزوال والرمان .
-56ل يذوقون ف النة الوت بعد الوتة الول الت ذاقوها ف الدنيا عند انقضاء
آجالم ،وحفظهم ربم من عذاب النار .
-57حفظوا من العذاب -فضل وإحسانا من خالقك -ذلك الفظ من العذاب
ودخول النة هو غاية الفوز العظيم .
-58فإنا سهّلنا عليك تلوة القرآن وتبليغه مَُنزّل بلغتك ولغتهم كى يتعظوا فيؤمنوا
به ويعملوا با فيه .
-59فانتظر ما يل بم ،إنم منتظرون ما يل بك وبدعوتك من الدوائر .
ض َل َآيَاتٍ
ت وَاْلأَرْ ِ
حكِيمِ ( )2إِ ّن فِي السّمَاوَا ِ
ب ِمنَ ال ّلهِ اْل َعزِي ِز الْ َ
حم ( )1تَ ْنزِي ُل الْكِتَا ِ
لِلْ ُم ْؤمِنِيَ ()3
351
-1حم :حرفان من الروف الصوتية ابتدأت بما هذه السورة على طريقة القرآن ف
افتتاح بعض سوره بثل هذه الروف للشارة إل عجز الشركي عن التيان بثله مع
أنه مؤلف من الروف الت يستعملونا ف كلمهم .
-2تنيل القرآن من ال القوى النيع ،الكيم ف تدبيه وصنعه .
-3إن ف خلق السموات والرض من بديع صنع ال لدللت قوية على ألوهيته
ووحدانيته ،يؤمن با الصدقون بال بفطرهم السليمة .
-4وف خلق ال لكم -أيها الناس -على ما أنتم عليه من حسن الصورة وبديع
الصنع ،وما يفرق وينشر من الدواب على اختلف الصور والنافع لدللت قوية
واضحة لقوم َيسْتَ ْيقِنو َن بأمورهم بالتدبر والتفكر .
-5وف اختلف الليل والنهار ف الطول والقصر والنور والظلم مع تعاقبهما على
نظام ثابت ،وفيما أنزل ال من السماء من مطر فأحيا به الرض بالنبات بعد موتا
بالدب ،وتصريف الرياح إل جهات متعددة مع اختلفها برودة وحرارة وقوة
وضعفا ،علمات واضحة على كمال قدرة ال لقوم فكروا بعقولم فخلص يقينهم .
-6تلك آيات ال الكونية الت أقامها ال للناس ،نقرؤها عليك ف القرآن على لسان
جبيل مشتملة على الق ،فإذا ل يؤمنوا فبأى حديث بعد حديث ال -وهو القرآن
-وآياته يصدقون؟ .
-7هلك شديد لكل من افترى على ال أقبح الكاذيب ولن كثرت آثامه بذلك .
-8يسمع هذا الفترى آيات ال تتلى ناطقة بالق ،ث يُصر على الكفر متكبا عن
352
اليان ،شأنه شأن من ل يسمع اليات ،فبشره أيها النب -تكما -بعذاب أليم
لصراره على عمل ما يوصل إليه .
-9وإذا علم هذا العنيد أى شئ من آيات ال ،جعل آيات ال كلها مادة لسخريته
واستهزائه ،أولئك الفاكون الثون لم عذاب يذل كبياءهم .
-10من ورائهم جهنم تنتظرهم ،ول يدفع عنهم ما كسبوا ف الدنيا شيئا من
عذابا ،ول اللة الت اتذوها من دون ال نصراء تدفع شيئا من عذابا ،ولم عذاب
عظيم ف هوله وشدته .
-11هذا القرآن دليل كامل على أن الق من عند ال ،والذين جحدوا ما اشتمل
عليه من حُجج خالقهم ومربيهم ،لم عذاب من أشد أنواع العذاب .
-12ال -وحده -هو الذى ذلل لكم البحر لتسي السفن فيه بإذنه وقدرته حاملة
لكم ولاجاتكم ،ولتطلبوا من فضل ال من خيات البحر باستفادة علم وتارة
وجهاد وهداية وصيد ،واستخراج آنية ،ولعلكم تشكرون نعمه بإخلص الدين ل .
-13وذلل لكم جيع ما ف السموات من نوم مضيئة وكواكب ،وكل ما ف الرض
من زرع وضرع وخصب وماء ونار وهواء وصحراء جيعا منه -تعال -ليوفر لكم
منافع الياة .إن فيما ذكر من نعم ليات دالة على قدرته لقوم يتدبرون اليات .
-14قل -أيها الرسول -للذين صدّقوا بال واتبعوك يصفحوا عن اليذاء الذى
يصيبهم من الذين ل يتوقعون أيام ال الت يزى فيها أقواما بالي وأقواما بالشر
353
حسبما كانوا .
-15من عمل صالا فلنفسه الجر والثواب ،ومن أساء عمله فعلى نفسه وزر عمله
،ث إل خالقكم ترجعون للجزاء .
-16أقسم لقد أعطينا بن إسرائيل التوراة والكم با فيها ،والنبوة اللهمة من قبل
ال ،ورزقناهم من اليات التنوعة ،وفضلناهم بكثي من النعم على اللق أجعي .
-17وأعطيناهم دلئل واضحة من أمر دينهم فما وقع بينهم اختلف إل من بعد ما
جاءهم العلم بقيقة الدين وأحكامه عداوة وحسدا فيما بينهم ،إن ربك يفصل بي
الختلفي يوم القيامة ف المر الذى كانوا فيه يتلفون .
-18ث جعلناك -يا ممد -بعد اختلف أهل الكتاب مبعوثا على منهاج واضح من
أمر الدين الذى شرعناه لك ولن قبلك من رسلنا ،فاتبع شريعتك القة الثابتة بالُجج
والدلئل ،ول تتبع أهواء الذين ل يعلمون طريق الق .
-19إن البطلي الطامعي ف اتباعك لم لن يدفعوا عنك من عذاب ال شيئا أن
اتبعتهم ،وإن التجاوزين لدود ال بعضهم أنصار بعض على الباطل ،وال ناصر
الذين يشونه فل ينالم ظلم الظالي .
-20هذا القرآن -النل عليك -دلئل للناس تبصرهم بالدين الق ،وهدى
يرشدهم إل مسالك الي ،ونعمة لقوم يستيقنون بثواب ال وعقابه .
-21بل حسب الذين اكتسبوا ما يسوء من الكفر والعاصى أن نعلهم كالذين آمنوا
354
بال وعملوا الصالات من العمال ،فنسوّى بي الفريقي ف الياة ونسّوى بي
الفريقي ف المات؟ ،بئس ما يقضون إذا أحسوا أنم كالؤمني .
355
يعلمون قدرة ال على البعث ،لعراضهم عن التأمل ف الدلئل ،والقادر على ذلك
قادر على التيان بآبائكم .
-27ول -وحده -ملك السموات والرض خلقا وملكا وتدبيا ،وحي تقوم
الساعة -يوم قيامها -يسر الذين اتبعوا الباطل .
-28وترى يوم تقوم الساعة -أيها الخاطب -أهل كل دين جالسي على الركب
من هول الوقف متحفزين لجابة النداء ،كل أمة تُدعى إل سجل أعمالا ،ويُقال لم
:اليوم تستوفون جزاء ما كنتم تعملون ف الدنيا .
-29ويقال لم :هذا كتابنا الذى سجلنا فيه أعمالكم وأخذتوه بأيديكم ،ينطق
عليكم با عملتم شهادة صدق ،إنا كنا نستكتب اللئكة أعمالكم لنحاسبكم على ما
فرط منكم .
-30فأما الذين آمنوا وعملوا العمال الصالة فيدخلهم ربم ف جنته ،ذلك الزاء
هو الفوز البي الواضح .
-31وأما الذين كفروا بال ورسله فيقال لم -توبيخا : -أل تأتكم رسلى ،أفلم
تكن آياتى تتلى عليكم فتعاليتم عن قول الق وكنتم قوما كافرين؟ .
-32وإذا قال لكم رسول ال - :أيها النكرون للبعث -إن وعد ال بالزاء حق
ثابت ،والساعة ل شك ف ميئها ،قلتم :ما نعلم أى شئ عن الساعة ما حقيقتها؟ ما
نن إل نظن مئ الساعة ظنا ،وما نن بوقني أنا آتية .
356
ق ِب ِهمْ مَا كَانُوا بِ ِه َيسَْت ْهزِئُونَ (َ )33وقِي َل الْيَوْ َم نَ ْنسَا ُكمْ
وََبدَا َل ُهمْ سَيّئَاتُ مَا َعمِلُوا َوحَا َ
صرِينَ (َ )34ذلِ ُكمْ ِبَأنّ ُكمُ
كَمَا َنسِيُتمْ ِلقَا َء َيوْ ِمكُ ْم َهذَا َومَ ْأوَا ُكمُ النّارُ َومَا َل ُكمْ ِم ْن نَا ِ
خ َرجُو َن مِ ْنهَا َولَا ُهمْ
ت اللّ ِه ُهزُوًا وَ َغ ّرتْ ُكمُ الْحَيَا ُة ال ّدنْيَا فَالَْيوْمَ لَا يُ ْ
خذُْتمْ َآيَا ِ
اتّ َ
ت وَ َربّ اْلأَرْضِ َربّ اْلعَالَ ِميَ ( )36وََلهُ
ب السّمَاوَا ِ
ُيسْتَعْتَبُونَ ( )35فَلِ ّلهِ الْحَ ْمدُ َر ّ
ض وَ ُهوَ اْل َعزِي ُز الْحَكِيمُ ()37
الْكِ ْب ِريَا ُء فِي السّمَاوَاتِ وَاْلأَرْ ِ
-33وظهر لؤلء الكفار قبائح أعمالم ،ونزل بم جزاء استهزائهم بآيات ال .
-34وقيل لؤلء الشركي -توبيخا : -اليوم نترككم ف العذاب كما تركتم
الستعداد للقاء ربكم ف هذا اليوم بالطاعة والعمل الصال ،ومقركم النار ،وليس
لكم من ناصرين ينقذونكم من عذابا .
-35ذلكم العذاب الذى نزل بكم بسبب كفركم واستهزائكم بآيات ال ،
وخدعتكم الياة الدنيا بزخرفها ،فاليوم ل يستطيع أحد إخراج هؤلء من النار ،ول
يؤذن لم بالعتذار .
-36فلله -وحده -الثناء ،خالق السموات والرض وخالق جيع اللق ،فإن هذه
الربوبية العامة توجب المد على كل نعمة .
-37وله -وحده سبحانه -العظمة والسلطان ف السموات والرض ،وهو العزيز
الذى ل يغلب ،ذو الكمة الذى ل يطئ ف أحكامه .
ض َومَا
حكِيمِ ( )2مَا خَ َلقْنَا السّمَاوَاتِ وَالْأَرْ َ
ب ِمنَ ال ّلهِ اْل َعزِي ِز الْ َ
حم ( )1تَ ْنزِي ُل الْكِتَا ِ
ح ّق وََأ َجلٍ ُمسَمّى وَاّلذِينَ َك َفرُوا عَمّا ُأْنذِرُوا مُ ْعرِضُونَ ()3
بَيَْنهُمَا ِإلّا بِالْ َ
-1افتتحت هذه السورة ببعض الروف على طريقة القرآن الكري ف افتتاح طائفة
من سوره بالروف .
-2تنيل القرآن من عند ال الغالب على كل شئ ،ذى الكمة ف كل ما يفعل .
-3ما خلقنا السموات والرض وما بينهما إل على نواميس ثابتة ،لغايات تقتضيها
357
الكمة ،وإل أمد معي تفن بعده ،والذين جحدوا بذه القيقة معرضون عما أنذروا
به من خلق جديد يوم يبعث الناس للجزاء .
ُقلْ أَ َرَأيُْتمْ مَا َتدْعُو َن ِم ْن دُونِ ال ّلهِ أَرُونِي مَاذَا خَ َلقُوا مِ َن اْلأَرْضِ أَ ْم َلهُ ْم ِشرْكٌ فِي
ت ائْتُونِي ِبكِتَابٍ ِم ْن قَ ْب ِل هَذَا أَ ْو َأثَا َر ٍة ِمنْ عِ ْل ٍم إِنْ كُنُْتمْ صَا ِدقِيَ ( )4وَ َمنْ
السّمَاوَا ِ
ب َل ُه ِإلَى يَوْ ِم اْلقِيَا َمةِ وَ ُهمْ َع ْن دُعَائِ ِهمْ
ض ّل مِ ّمنْ َيدْعُو ِمنْ دُو ِن اللّ ِه َمنْ لَا َيسْتَجِي ُ
أَ َ
شرَ النّاسُ كَانُوا َل ُهمْ أَ ْعدَا ًء وَكَانُوا ِبعِبَادَِت ِهمْ كَافِرِينَ (َ )6وِإذَا تُتْلَى
غَافِلُونَ (َ )5وِإذَا ُح ِ
ح ٌر مُبِيٌ ( )7أَ ْم َيقُولُونَ
حقّ لَمّا جَا َء ُهمْ َهذَا سِ ْ
ت قَا َل اّلذِينَ َك َفرُوا لِ ْل َ
عَلَ ْي ِهمْ َآيَاتُنَا بَيّنَا ٍ
افْتَرَا ُه ُقلْ إِ ِن افَْت َريْتُ ُه فَلَا تَ ْم ِلكُو َن لِي ِمنَ ال ّل ِه شَيْئًا ُهوَ أَ ْع َلمُ بِمَا ُتفِيضُونَ فِيهِ َكفَى ِبهِ
ت ِبدْعًا ِم َن ال ّر ُسلِ َومَا َأدْرِي مَا
شَهِيدًا بَيْنِي َوبَيْنَ ُكمْ وَ ُهوَ اْل َغفُو ُر ال ّرحِيمُ (ُ )8ق ْل مَا كُ ْن ُ
ُيفْ َعلُ بِي َولَا بِ ُك ْم إِ ْن أَتّبِعُ إِلّا مَا يُوحَى ِإَليّ َومَا َأنَا ِإلّا َنذِيرٌ مُِبيٌ ()9
358
-9قل لم :ما كنت أول رسول من عند ال فتنكروا رسالت ،ولست أعلم ما يفعل
ال ب ول بكم ،ما أتبع فيما أقول أو أفعل إل الذى يوحيه ال إل ،وما أنا إل منذر
بيّن النذار .
ُقلْ أَ َرَأيُْتمْ إِنْ كَا َن ِمنْ عِ ْن ِد ال ّلهِ وَ َك َفرُْت ْم ِبهِ َوشَ ِه َد شَا ِهدٌ ِم ْن بَنِي ِإسْرَائِيلَ عَلَى مِثْ ِلهِ
َفآَ َم َن وَاسْتَكَْب ْرُتمْ إِ ّن ال ّلهَ لَا َيهْدِي الْ َقوْ َم الظّالِ ِميَ (َ )10وقَالَ اّلذِينَ َك َفرُوا لِ ّلذِينَ َآمَنُوا
ك َقدِيٌ ( )11وَ ِم ْن قَبْ ِلهِ
لَوْ كَا َن خَ ْيرًا مَا سَبَقُونَا ِإلَيْ ِه َوِإذْ َلمْ يَهَْتدُوا ِبهِ َفسََيقُولُو َن َهذَا ِإفْ ٌ
شرَى
ق ِلسَانًا َع َربِيّا لِيُ ْنذِ َر اّلذِينَ ظَ َلمُوا َوبُ ْ
صدّ ٌ
كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَ َرحْ َمةً َو َهذَا كِتَابٌ مُ َ
ح َزنُونَ
حسِِنيَ ( )12إِ ّن اّلذِي َن قَالُوا َربّنَا اللّ ُه ُثمّ اسَْتقَامُوا فَلَا َخوْفٌ عَلَ ْي ِه ْم َولَا ُهمْ يَ ْ
لِلْمُ ْ
ب الْجَّنةِ خَاِلدِينَ فِيهَا َجزَا ًء بِمَا كَانُوا َيعْمَلُونَ ()14
صحَا ُ
( )13أُولَِئكَ أَ ْ
359
ضعَ ْتهُ ُكرْهًا وَحَمْ ُل ُه َوفِصَاُلهُ ثَلَاثُونَ
وَوَصّيْنَا اْلإِْنسَانَ بِوَالِ َدْيهِ ِإ ْحسَانًا حَمَلَ ْت ُه ُأ ّمهُ ُك ْرهًا َووَ َ
ك الّتِي
ب أَوْزِعْنِي أَ ْن َأشْ ُكرَ ِنعْمََت َ
ي سََن ًة قَالَ َر ّ
شَ ْهرًا حَتّى ِإذَا بَلَ َغ َأشُ ّد ُه َوبَلَ َغ أَ ْربَعِ َ
ح لِي فِي ذُ ّريّتِي ِإنّي تُبْتُ
ي وَأَ ْن أَعْ َملَ صَالِحًا َترْضَاهُ َوأَصْ ِل ْ
َأنْعَمْتَ عَ َليّ وَعَلَى وَاِلدَ ّ
ك وَِإنّي ِم َن الْ ُمسْلِمِيَ ( )15أُولَِئكَ اّلذِي َن نََتقَّبلُ َع ْنهُ ْم َأ ْحسَ َن مَا عَمِلُوا َونَتَجاوَزُ
ِإلَيْ َ
ق اّلذِي كَانُوا يُو َعدُونَ ( )16وَالّذِي قَالَ
صدْ ِ
َع ْن سَيّئَاِت ِهمْ فِي أَصْحَابِ الْجَّن ِة وَ ْعدَ ال ّ
ت اْل ُقرُو ُن ِمنْ قَبْلِي َوهُمَا َيسَْتغِيثَانِ ال ّلهَ
ف َلكُمَا أََت ِعدَانِنِي أَ ْن ُأ ْخرَجَ َو َقدْ خَلَ ِ
لِوَالِ َدْيهِ أُ ّ
ي اْلأَ ّولِيَ ()17
وَيْ َلكَ َآ ِمنْ إِنّ وَ ْع َد ال ّلهِ َح ّق فََيقُولُ مَا هَذَا ِإلّا أَسَاطِ ُ
ل ذا
-15ووصينا النسان بوالديه أن يسن إليهما إحسانا عظيما ،حلته أمه ح ً
مشقة ،ووضعته وضعا ذا مشقة ،ومدة حله وفصاله ثلثون شهرا قاست فيها صنوف
اللم ،حت إذا بلغ كمال قوته وعقله ،وبلغ أربعي سنة ،قال :رب ألمن شكر
ل صالا ترضاه ،
نعمتك الت أنعمت علىّ وعلى والدى ،وألمن أن أعمل عم ً
واجعل الصلح ساريا ف ذريت ،إن تبت إليك من كل ذنب ،وإن من الذين أسلموا
أنفسهم إليك .
-16أولئك الوصوفون بتلك الحامد هم الذين نتقبل عنهم أعمالم السنة ،ونعفو
عن سيئاتم ف عداد أصحاب النة ،مققي لم وعد الصدق الذى كانوا يوعدون به
ف الدنيا .
-17والذى قال لوالديه حي دعواه إل اليان بالبعث متضجرا منهما ومنكرا عليهما
:أف لكما ،أتعدانن بالروج من القب وقد مضت المم من قبلى ول يبعث من
القبور أحد؟ وأبواه يستغيثان ال استعظاما لرمه ،ويقولن له حثّا على اليان :
هلكت إن ل تؤمن ،إن وعد ال بالبعث حق ،فيقول -إمعانا ف التكذيب : -ما
هذا الذى تقولنه إل خرافات سطرها الولون .
س إِّن ُهمْ
ج ّن وَالِْإنْ ِ
ت ِم ْن قَبْ ِلهِ ْم ِمنَ الْ ِ
أُولَِئكَ اّلذِي َن َحقّ َعلَ ْي ِهمُ اْلقَ ْولُ فِي أُ َم ٍم َقدْ خَلَ ْ
كَانُوا خَاسِرِينَ (َ )18ولِ ُك ّل دَ َرجَاتٌ مِمّا عَمِلُوا َولُِيوَفَّي ُهمْ أَعْمَالَ ُه ْم وَ ُه ْم لَا يُظْلَمُونَ (
)19وََيوْ َم ُي ْعرَضُ اّلذِينَ َك َفرُوا عَلَى النّا ِر َأ ْذهَبُْتمْ طَيّبَاتِ ُكمْ فِي حَيَاِتكُ ُم ال ّدنْيَا وَاسْتَمَْتعْتُمْ
360
ح ّق َوبِمَا كُنُْتمْ
ض ِبغَ ْيرِ الْ َ
ب اْلهُو ِن بِمَا كُنُْت ْم َتسْتَكِْبرُونَ فِي الْأَرْ ِ
ج َزوْنَ َعذَا َ
ِبهَا فَالَْيوْ َم تُ ْ
ت النّذُ ُر ِم ْن بَ ْينِ َي َديْهِ
ف َوقَ ْد خَلَ ِ
سقُونَ ( )20وَاذْ ُك ْر أَخَا عَادٍ ِإ ْذ َأنْذَ َر َق ْومَ ُه بِاْلَأحْقَا ِ
َتفْ ُ
ب يَوْمٍ عَظِيمٍ ()21
وَ ِم ْن خَ ْلفِ ِه َألّا َتعْبُدُوا ِإلّا ال ّلهَ إِنّي َأخَافُ عَلَ ْي ُكمْ َعذَا َ
-18أولئك القائلون ذلك هم الذين حق عليهم وقوع العذاب ف عداد أمم قد خلت
من قبلهم من الن والنس ،لنم كانوا خاسرين .
-19ولكل من السلمي والكفار منازل ملئمة لا عملوا ليظهر عدل ال فيهم ،
وليوفيهم جزاء أعمالم وهم ل يظلمون ،لستحقاقهم ما يزون به .
-20ويوم يوقف الذين كفروا على النار يقال لم :أذهبتم نصيبكم من الطيبات ف
حياتكم الدنيا ،واستمتعتم با فاليوم تزون عذاب الون با كنتم عليه ف الدنيا من
الستكبار ف الرض بغي الق ،والروج عن طاعة ال .
-21واذكر هودا أخا عاد إذ حذّر قومه القيمي بالحقاف -وقد مضت الرسل قبله
وبعده بثل إنذاره -قائلً لم :ل تعبدوا إل ال إن أخاف عليكم عذاب يوم عظيم
الول .
-22قال قوم هود إنكارا عليه :أجئتنا لتصرفنا عن عبادة آلتنا؟! فأتنا با تعدنا من
العذاب إن كنت من الصادقي ف هذا الوعيد .
361
-23قال هود :إنا العلم بوقت عذابكم عند ال -وحده -وأنا أبلغكم الذى
أرسلت به ،ولكن أراكم قوما تهلون ما تبعث به الرسل .
-25 ، 24فأتاهم العذاب ف صورة سحاب ،فلما رأوه متدا ف الفق متوجها نو
أوديتهم ،قالوا فرحي :هذا سحاب يأتينا بالطر والي .فقيل لم :بل هو ما
استعجلتم به ريح فيها عذاب شديد الل ،تلك كل شئ بأمر خالقها ،فدمرتم
فأصبحوا ل يرى من آثارها إل مساكنهم .كذلك الزاء نزى كل من ارتكب مثل
جرمهم .
-26ولقد مكنا عادا فيما ل نكنكم فيه من السعة والقوة يا أهل مكة ،وجعلنا لم
سعا وأبصارا وأفئدة لو شاءوا النتفاع با ،فما نفعهم سعهم ول أبصارهم ول
ل ،لنم كانوا يكذبون بآيات ال ،فحال ذلك بينهم وبي انتفاعهم
أفئدتم شيئا قلي ً
با أوتوا ،وأحاط بم العذاب الذى كانوا به يستهزئون .
-27ولقد أهلكنا القرى الت كانت حولكم يا أهل مكة ،وبيّنا لم الدلئل بأساليب
متنوعة ،لعلهم يرجعون عن الكفر ،فلم يرجعوا .
خذُوا ِمنْ دُو ِن اللّ ِه ُق ْربَانًا َآلِ َه ًة َبلْ ضَلّوا عَ ْن ُه ْم َوذَِلكَ ِإ ْف ُكهُ ْم َومَا
صرَ ُهمُ اّلذِي َن اتّ َ
فَ َلوْلَا نَ َ
ج ّن َيسْتَ ِمعُونَ اْل ُقرْآَ َن فَلَمّا حَضَرُوهُ
ك َن َفرًا ِمنَ الْ ِ
ص َرفْنَا ِإلَيْ َ
كَانُوا يَفَْترُونَ (َ )28وِإذْ َ
ضيَ َوّلوْا ِإلَى َقوْ ِم ِهمْ مُ ْنذِرِينَ ( )29قَالُوا يَا َق ْومَنَا ِإنّا سَ ِمعْنَا ِكتَابًا
قَالُوا َأنْصِتُوا فَلَمّا قُ ِ
ح ّق َوإِلَى َطرِي ٍق ُمسَْتقِيمٍ ( )30يَا
ص ّدقًا لِمَا بَ ْينَ يَ َدْيهِ َي ْهدِي ِإلَى الْ َ
ُأنْ ِزلَ ِم ْن َبعْ ِد مُوسَى مُ َ
جرْ ُك ْم ِمنْ َعذَابٍ َألِيمٍ (
َقوْمَنَا أَجِيبُوا دَا ِعيَ ال ّل ِه وَ َآمِنُوا ِبهِ َي ْغفِ ْر َلكُ ْم ِمنْ ُذنُوبِ ُكمْ َويُ ِ
س لَ ُه ِمنْ دُوِنهِ َأ ْولِيَا ُء أُولَئِكَ
ض َولَيْ َ
ج ٍز فِي اْلأَرْ ِ
س بِ ُمعْ ِ
ب دَاعِ َي ال ّلهِ فَلَيْ َ
ج ْ
)31وَ َم ْن لَا يُ ِ
ض وََل ْم َيعْيَ
ت وَاْلأَرْ َ
فِي ضَلَا ٍل مُبِيٍ ( )32أَ َوَلمْ َي َروْا أَ ّن ال ّلهَ اّلذِي خَ َلقَ السّمَاوَا ِ
بِخَ ْل ِق ِهنّ ِبقَادِرٍ َعلَى أَ ْن يُحِْي َي الْ َموْتَى بَلَى إِّنهُ عَلَى ُك ّل شَيْ ٍء َقدِيرٌ ()33
-28فهل منعهم من اللك الذين اتذوهم من دون ال آلة متقربي بم إليه تعال؟!
بل غابت هذه اللة عنهم وهم أحوج ما كانوا إل النصرة ،وذلك الذى حل بم من
خذلن آلتهم لم وضللم عنهم هو عاقبة كذبم وافترائهم .
362
-29واذكر -يا ممد -إذ وجهنا إليك جاعة من الن يستمعون القرآن ،فلما
حضروا تلوته قال بعضهم لبعض :أنصتوا -فلما تت تلوته رجعوا مسرعي إل
قومهم ،مذرين من الكفر داعي إل اليان .
-30قالوا :يا قومنا إنا سعنا كتابا عظيم الشأن ،أنزل من بعد موسى ،مصدقا لا
تقدمه من الكتب اللية ،يرشد إل الق ف العتقاد ،وإل شريعة قوية ف العمل .
-31يا قومنا :أجيبوا داعى ال الذى يهدى إل الق وإل طريق مستقيم ،وصدقوا
بال يغفر لكم ما سلف من ذنوبكم ،وينعكم من عذاب شديد الل .
-32ومن ل يب داعى ال فليس بستطيع أن يعجز ال عن أخذه وإن هرب ف
الرض كل مهرب .وليس له من دون ال نصراء ينعونه من عذابه .أولئك الذين
يعرضون عن إجابة الداعى إل ال ف حية وبعد واضح عن الق .
-33أَغَفلوا ول يعلموا أن ال الذى خلق السموات والرض ول يعجز عن خلقهن
قادر على إحياء الوتى؟ بل هو قادر على ذلك ،لنه -تعال -على كل شئ تام
القدرة .
-34ويوم يوقف الذين كفروا على النار يقال لم تقريعا :أليس هذا العذاب بالمر
الق الطابق لا أنذرناكم ف الدنيا؟ قالوا :بلى وربنا هو الق ،قال :فذوقوا ألوان
العذاب الشديد بإصراركم على الكفر والتكذيب .
-35فاصب -يا ممد -على الكافرين كما صب أصحاب القوة والثبات من الرسل
ف الشدائد ،ول تستعجل لم العذاب ،فهو واقع بم -ل مالة -وإن طال المد .
كأنم يوم يشاهدون هوله يسبون مدة لبثهم قبله ساعة من نار .هذا الذى وعظتم به
كاف ف الوعظة ،فلن يهلك بعذاب ال إل الارجون عن طاعته .
363
ض ّل أَعْمَاَلهُمْ ( )1وَاّلذِينَ َآمَنُوا وَ َعمِلُوا
صدّوا َع ْن سَبِي ِل اللّ ِه أَ َ
الّذِينَ َك َفرُوا وَ َ
ح ّق مِنْ َرّب ِهمْ َكفّرَ عَ ْن ُه ْم سَيّئَاِت ِهمْ
الصّالِحَاتِ وَ َآمَنُوا بِمَا ُنزّلَ عَلَى مُحَ ّم ٍد َوهُ َو الْ َ
حقّ
ح بَاَل ُهمْ (َ )2ذِلكَ ِبأَ ّن الّذِينَ َك َفرُوا اتَّبعُوا الْبَا ِط َل َوأَنّ اّلذِينَ َآمَنُوا اتَّبعُوا الْ َ
وَأَصْ َل َ
ب اللّ ُه لِلنّاسِ َأمْثَالَ ُهمْ ()3
ضرِ ُ
ك يَ ْ
ِمنْ َرّب ِهمْ َك َذلِ َ
-1الذين كفروا بال ورسوله وصدّوا غيهم عن الدخول ف السلم أبطل ال كل ما
عملوه .
-2والذين آمنوا وعملوا الصالات وصدّقوا با أنزل على ممد وهو الق من ربم ،
ما عنهم سيئاتم ،وأصلح حالم ف الدين والدنيا .
-3ذلك بأن الذين كفروا سلكوا طريق الباطل ،وأن الذين آمنوا اتبعوا طريق الق
من ربم ،مثل ذلك البيان الواضح يُبَيّن ال للناس أحوالم ليعتبوا .
-6 ، 5 ، 4فإذا لقيتم الذين كفروا ف الرب فاضربوا رقابم ،حت إذا أضعفتموهم
بكثرة القتل فيهم فاحكموا قيد السارى ،فإما أن تنوا بعد انتهاء العركة منا
بإطلقهم دون عوض ،وإمّا أن تقبلوا أن يفتدوا بالال أو بالسرى من السلمي .
وليكن هذا شأنكم مع الكافرين ،حت تضع الرب أثقالا وينتهى ،فهذا حكم ال
فيهم ،ولو شاء ال لنتصر منهم بغي قتال ،وليختب الؤمني بالكافرين شرع الهاد ،
والذين قتلوا ف سبيل ال فلن يُبطل أعمالم ،سيهديهم ويصلح قلوبم ،ويدخلهم
النة عرّفها لم .
364
-7يا أيها الذين آمنوا :إن تنصروا دين ال ينصركم على عدوكم ،ويوطد أمركم .
-8والذين كفروا فأشقاهم ال وأبطل أعمالم .
َ -9أ ْمرُهم ذلك بسبب أنم كرهوا ما أنزل ال من القرآن والتكاليف ،فأبطل
أعمالم .
ض فَيَنْ ُظرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَ ُة اّلذِينَ مِ ْن قَبْ ِل ِهمْ َد ّم َر اللّهُ عَلَ ْي ِهمْ
َأفَلَ ْم َيسِيُوا فِي اْلأَرْ ِ
وَلِ ْلكَا ِفرِينَ َأمْثَاُلهَا (َ )10ذِلكَ ِبأَ ّن اللّ َه َموْلَى اّلذِينَ َآمَنُوا َوأَ ّن الْكَافِرِينَ لَا َموْلَى َل ُهمْ (
جرِي ِم ْن تَحِْتهَا اْلَأنْهَارُ
)11إِنّ ال ّل َه ُيدْ ِخلُ اّلذِينَ َآمَنُوا وَ َعمِلُوا الصّالِحَاتِ جَنّاتٍ تَ ْ
وَاّلذِينَ َك َفرُوا يَتَمَّتعُونَ َوَيأْكُلُونَ كَمَا تَأْ ُك ُل الَْأْنعَا ُم وَالنّارُ مَ ْثوًى َلهُمْ ( )12وَ َكأَّي ْن ِمنْ
صرَ َل ُهمْ (َ )13أفَ َمنْ كَانَ
َقرَْي ٍة هِ َي أَ َش ّد ُقوّ ًة ِمنْ َقرْيَِتكَ الّتِي َأ ْخرَجَ ْتكَ َأهْ َلكْنَا ُهمْ فَلَا نَا ِ
عَلَى بَيَّنةٍ ِمنْ َرّبهِ كَ َمنْ ُزّينَ َل ُه سُوءُ عَمَ ِل ِه وَاتَّبعُوا َأهْوَا َء ُهمْ ()14
َ -10أقَعدوا عن طلب ما يعظهم ،فلم يسيوا ف الرض فينظروا ف أى حال كان
عاقبة الذين كذّبوا الرسل من قبلهم ،أوقع ال عليهم اللك ف كل ما يتص بم من
نفس ومال وولد ،وللكافرين بال وبرسوله أمثال هذه العاقبة .
-11ذلك الزاء من نصر الؤمني وقهر الكافرين بأن ال مول الذين آمنوا وناصرهم
،وأن الكافرين ل مول لم ينصرهم وينع هلكهم .
-12إن ال يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالات جنات عظيمة ترى من تتها
النار ،والذين كفروا يتمتعون ف الدنيا قليل ،ويأكلون كما تأكل النعام ،غافلي
عن التفكي ف العاقبة ،ل همّ لم سوى شهواتم ،والنار ف الخرة مأوى لم .
-13وكثي من أهل القرى السابقي هم أشد قوة من أهل قريتك -مكة -الت
أخرجك أهلها -يا ممد -أهلكناهم بأنواع العذاب ،فل ناصر لم ينعهم منا .
-14أيستوى الفريقان ف الزاء؟! أفمن كان منهما على معرفة بينة بالقه ومربيه
فأطاعه ،كمن ُزيّن له سوء عمله ،واتبعوا فيما يأتون ويذرون أهواءهم الباطلة؟ .
365
مََثلُ الْجَّن ِة الّتِي وُ ِعدَ الْمُّتقُو َن فِيهَا َأْنهَا ٌر ِم ْن مَاءٍ غَ ْيرِ َآ ِسنٍ َوَأْنهَا ٌر ِمنْ لََبنٍ َلمْ يَتَغَّيرْ
صفّى وََل ُهمْ فِيهَا ِمنْ ُكلّ
س ٍل مُ َ
ي وََأْنهَا ٌر ِمنْ َع َ
َطعْ ُم ُه َوأَْنهَارٌ ِم ْن خَ ْم ٍر لَ ّذ ٍة لِلشّا ِربِ َ
الثّ َمرَاتِ َو َم ْغفِ َر ٌة ِمنْ َرّب ِهمْ كَ َم ْن ُهوَ خَالِ ٌد فِي النّارِ َو ُسقُوا مَا ًء حَمِيمًا َفقَطّ َع َأ ْمعَا َءهُمْ (
)15وَمِ ْن ُهمْ مَ ْن َيسْتَمِ ُع ِإلَ ْيكَ حَتّى ِإذَا َخرَجُوا ِمنْ عِ ْندِ َك قَالُوا لِ ّلذِينَ أُوتُوا اْلعِ ْلمَ مَاذَا
ك الّذِينَ طَبَ َع ال ّلهُ عَلَى قُلُوِبهِ ْم وَاتَّبعُوا َأهْوَا َء ُهمْ ( )16وَالّذِينَ اهَْتدَوْا
قَالَ َآِنفًا أُولَئِ َ
زَادَ ُه ْم هُدًى وَ َآتَا ُهمْ تَ ْقوَا ُهمْ (َ )17ف َهلْ يَنْ ُظرُو َن ِإلّا السّا َع َة أَ ْن َتأْتَِي ُهمْ بَغَْت ًة َفقَ ْد جَاءَ
أَ ْشرَا ُطهَا َفَأنّى َلهُ ْم ِإذَا جَا َءْتهُ ْم ذِ ْكرَا ُهمْ ( )18فَاعْ َل ْم َأنّ ُه لَا ِإَلهَ ِإلّا ال ّل ُه وَاسَْتغْ ِف ْر لِ َذنِْبكَ
ي وَالْ ُمؤْمِنَاتِ وَاللّ ُه َيعْلَ ُم مَُتقَلَّبكُ ْم َومَثْوَا ُكمْ ()19
وَلِلْ ُم ْؤمِنِ َ
-15تعرض الية لبيان الفارق بي نعيم النة وعذاب النار فنتحدث عن النة الت
وعد ال با التقي :فيها أنار من ماء غي متغي ،وأنار من لب ل يفسد طعمه ،وأنار
من خر لذة للشاربي ،وأنار من عسل مصفى ما يالطه .ولم فيها أنواع من كل
الثمرات ،ومغفرة عظيمة من ربم .فهل حال من يستمعون بذا النعيم من الؤمني
كحال من يلدون ف النار من الكفار الذين يسقون من ماء شديد الرارة ،فقطع
أمعاءهم .
-16ومن الكفار فريق يستمعون إليك -يا ممد -غي مؤمني بك ،ول منتفعي
ى قول
بقولك ،حت إذا انصرفوا من ملسك ،قالوا استهزاء للذين أوتوا العلم :أَ ّ
قال ممد الن؟ أولئك الذين طبع ال على قلوبم بالكفر ،فانصرفوا عن الي
منقادين لشهواتم .
-17والذين اهتدوا إل طريق الق زادهم ال هدى ،وأعطاهم تقواهم الت يتقون با
النار .
-18ل يتعظ الكذبون بأحوال السابقي .فهل ينظرون إل الساعة أن تأتيهم فجأة؟
فقد ظهرت علماتا ول يعتبوا بجيئها ،فمن أين لم التذكر إذا جاءتم الساعة
بغتة؟!
366
-19فاثبت على العلم بأنه ل معبود بق إل ال ،واستغفر ال لذنبك ولذنوب
الؤمني والؤمنات ،وال يعلم كل منصرف لكم وكل إقامة .
-22 ، 21 ، 20ويقول الذين آمنوا :هل نزلت سورة تدعونا إل القتال؟ فإذا
نزلت سورة ل تتمل غي وجوبه ،وذكر فيها القتال مأمورا به رأيت الذين ف قلوبم
نفاق ينظرون إليك نظر الغشى عليه من الوت خوفا منه وكراهية له ،فأحق بم طاعة
ل وقول يقره الشرع ،فإذا جد المر ولزمهم القتال ،فلو صدقوا ال ف اليان
والطاعة لكان خيا لم من النفاق ،فهل يتوقع منكم -أيها النافقون -إن توليتم أن
تفسدوا ف الرض وتقطعوا صلتكم بأقاربكم؟
-23أولئك الذين أبعدهم ال عن رحته ،فأصمّهم عن ساع الق ،وأعمى أبصارهم
عن رؤية طريق الدى .
-24أعموا فل يتفهمون هدى القرآن؟ بل على قلوبم ما يجبها عن تدبره .
-25إن الذين ارتدوا إل ما كانوا عليه من الكفر والضلل من بعد ما ظهر لم طريق
الداية .الشيطان زيّن لم ذلك ،ومد لم ف المال الكاذبة .
-27 ، 26ذلك الرتداد بأنم قالوا للذين كرهوا ما نزّل ال :سنطيعكم ف بعض
المر ،وال يعلم أسرار هؤلء النافقي .فهذا حالم ف حياتم ،أم حي تتوفاهم
367
اللئكة يضربون وجوههم وأدبارهم إذللً لم فهذا ما ل يتصورنه ولن يقدروا على
احتماله .
-28ذلك التوف الرهيب على تلك الالة بأنم اتبعوا الباطل الذى أغضب ال ،
وكرهوا الق الذى يرضاه ،فأبطل كل ما عملوه .
368
-35فل تضعفوا لعدائكم إذا لقيتموهم ،ول تدعوهم إل السالة خوفا منهم ،
وأنتم الَعْلَون الغالبون بقوة اليان ،وال معكم بنصره ،ولن ينقصكم ثواب
أعمالكم .
ب َولَ ْهوٌ َوإِ ْن ُتؤْمِنُوا َوتَّتقُوا يُ ْؤِتكُ ْم أُجُورَ ُك ْم وَلَا َيسَْألْ ُك ْم َأمْوَاَل ُكمْ (
ِإنّمَا الْحَيَاةُ ال ّدنْيَا َلعِ ٌ
ضغَاَنكُمْ ( )37هَا َأنُْتمْ َه ُؤلَا ِء ُتدْ َعوْنَ
ج أَ ْ
خرِ ْ
ح ِف ُكمْ تَ ْبخَلُوا َويُ ْ
)36إِ ْن َيسَْألْكُمُوهَا فَيُ ْ
سهِ وَال ّلهُ اْلغَنِيّ
خلُ َعنْ نَ ْف ِ
خ ْل َفِإنّمَا يَ ْب َ
خ ُل َو َمنْ يَبْ َ
لِتُ ْنفِقُوا فِي سَبِي ِل ال ّلهِ فَمِ ْن ُك ْم َمنْ يَبْ َ
وََأنُْتمُ اْل ُفقَرَا ُء َوإِنْ تَتَ َوّلوْا َيسْتَ ْبدِ ْل َقوْمًا غَ ْيرَ ُك ْم ثُ ّم لَا َيكُونُوا َأمْثَاَل ُكمْ ()38
-37 ، 36إنا الياة الدنيا باطل وغرور ،وإن تؤمنوا وتتركوا العاصى وتفعلوا الي
ُيعْطكم ال ثواب ذلك ،ول يسألكم أموالكم ،إن يسألكم إيّاها فيبالغ ف طلبها
تبخلوا با ،ويظهر أحقادكم لبكم لا .
-38ها أنتم هؤلء تدعون لتنفقوا ف سبيل ال الذى شرعه ،فمنكم من يبخل بذا
النفاق ومن يبخل فما يضر إل نفسه .وال -وحده -الغن ،وأنتم الفقراء
الحتاجون إليه .
وإن تعرضوا عن طاعة ال يستبدل مكانكم قوما غيكم ،ث ل يكونوا أمثالكم ف
العراض عن طاعته .
-3 ، 2 ، 1إنا فتحنا لك -يا ممد -فتحا عظيما مبينا بانتصار الق على الباطل ،
ليغفر لك ال ما تقدّم ما ُيعَ ّد لثل مقامك ذنبا ،وما تأخر منه ،ويكمل نعمته عليك
بانتشار دعوتك ،ويُثَبَّتكَ على طريق ال الستقيم ،وينصرك ال على أعداء رسالتك
نصرا قويا غاليا .
369
ي لَِي ْزدَادُوا إِيَانًا مَ َع إِيَاِنهِ ْم َولِلّ ِه جُنُودُ
سكِيَنةَ فِي قُلُوبِ الْ ُم ْؤمِنِ َ
هُ َو الّذِي َأْنزَلَ ال ّ
ض وَكَانَ ال ّلهُ عَلِيمًا َحكِيمًا ( )4لُِي ْدخِ َل الْ ُمؤْمِنِيَ وَالْ ُم ْؤمِنَاتِ جَنّاتٍ
ت وَاْلأَرْ ِ
السّمَاوَا ِ
جرِي مِ ْن تَحِْتهَا الَْأْنهَا ُر خَاِلدِي َن فِيهَا َوُيكَ ّفرَ عَ ْن ُهمْ سَيّئَاِتهِ ْم وَكَا َن َذلِكَ عِ ْن َد اللّ ِه َفوْزًا
تَ ْ
ي بِال ّلهِ َظنّ
شرِكَاتِ الظّانّ َ
ي وَالْ ُم ْ
شرِكِ َ
ي وَالْمُنَا ِفقَاتِ وَالْ ُم ْ
عَظِيمًا (َ )5وُيعَ ّذبَ الْمُنَا ِفقِ َ
ب ال ّلهُ عَلَ ْي ِهمْ وََلعََنهُ ْم َوأَ َعدّ َل ُهمْ جَهَّن َم وَسَا َءتْ مَصِيًا
سوْ ِء وَغَضِ َ
سوْءِ عَلَ ْي ِه ْم دَائِ َر ُة ال ّ
ال ّ
ض وَكَانَ ال ّلهُ َعزِيزًا حَكِيمًا (ِ )7إنّا أَ ْرسَلْنَا َك شَا ِهدًا
ت وَاْلأَرْ ِ
( )6وَلِ ّل ِه جُنُو ُد السّمَاوَا ِ
شرًا َوَنذِيرًا ( )8لُِت ْؤمِنُوا بِال ّلهِ وَ َرسُوِل ِه وَُت َعزّرُوهُ َوتُ َو ّقرُو ُه َوُتسَبّحُوهُ ُب ْك َرةً َوأَصِيلًا (
وَمَُب ّ
)9
-4هو ال الذى أنزل الطمأنينة ف قلوب الؤمني ليزدادوا با يقينا مع يقينهم ،ول
-وحده -جنود السموات والرض ،يدبّر أمرها كما يشاء ،وكان ال ميطا علمه
بكل شئ ،ذا حكمة بالغة ف تدبي كل شأن .
-6 ، 5ليُدخل ال الؤمني والؤمنات بال ورسوله جنات ترى من تتها النار ،
دائمي فيها ،يحو عنهم سيئاتم ،وكان ذلك الزاء عند ال فوزا بالغا غاية العِظم .
وليعذب النافقي والنافقات ،والشركي مع ال غيه والشركات ،الظاني بال ظنا
فاسدا .وهو أنه ل ينصر رسوله ،عليهم -وحدهم -دائرة السوء ،ل يفلتون
منها ،وغضب ال عليهم وطردهم من رحته َوهَيّأ لعذابم جهنم وساءت ناية لم .
-7ول جنود السموات والرض ،يدبّر أمرها بكمته كما يشاء ،وكان ال غالبا
على كل شئ ،ذا حكمة بالغة ف تدبي كل شأن .
-8إنا أرسلناك -يا ممد -شاهدا على أمتك وعلى من قبلها من المم ،ومُبشّرا
التقي بسن الثواب ،ونذيرا للعصاة بسوء العذاب .
-9لتؤمنوا -أيها الرسل إليكم -بال ورسوله ،وتنصروا ال بنصر دينه ،وتعظّموه
مع الجلل والكبار ،وتنّهوه عما ل يليق به غدوة وعشيا .
370
س فِي قُلُوبِ ِه ْم ُقلْ
ِمنَ اْلأَ ْعرَابِ شَغَلَتْنَا َأمْوَالُنَا َوأَهْلُونَا فَاسَْت ْغفِ ْر لَنَا َيقُولُو َن ِبأَْلسِنَِت ِهمْ مَا لَيْ َ
ضرّا َأ ْو أَرَا َد ِبكُ ْم َنفْعًا َبلْ كَا َن ال ّلهُ بِمَا
فَ َم ْن يَمْ ِلكُ َل ُكمْ ِم َن اللّ ِه شَيْئًا إِ ْن أَرَادَ بِ ُكمْ َ
ب الرّسُولُ وَالْمُ ْؤمِنُونَ إِلَى َأهْلِي ِهمْ َأَبدًا وَ ُزّينَ
َتعْمَلُونَ خَبِيًا (َ )11بلْ ظَنَنُْت ْم أَ ْن َلنْ يَنْقَلِ َ
سوْ ِء وَكُنُْتمْ قَ ْومًا بُورًا (َ )12و َمنْ َل ْم يُ ْؤ ِمنْ بِال ّلهِ
ك فِي قُلُوبِ ُكمْ وَظََننُْتمْ َظنّ ال ّ
َذلِ َ
ض َي ْغفِ ُر لِ َمنْ
وَرَسُولِ ِه َفِإنّا أَعَْت ْدنَا لِ ْلكَا ِفرِي َن َسعِيًا ( )13وَلِ ّل ِه مُ ْلكُ السّمَاوَاتِ وَالْأَرْ ِ
َيشَا ُء َوُيعَ ّذبُ مَ ْن َيشَا ُء وَكَانَ ال ّلهُ َغفُورًا َرحِيمًا ()14
-10إن الذين يعاهدونك -على بذل الطاقة لنصرتك -إنا يعاهدون ال ،قوة ال
معك فوق قوتم ،فمن نقض عهدك بعد ميثاقه ،فل يعود ضرر ذلك إل على نفسه ،
ومَن وفّى بالعهد الذى عاهد ال عليه -بإتام بيعتك -فسيعطيه ال ثوابا بالغا غاية
العظم .
-11سيقول لك من خلّفهم النفاق من سكان البادية -إذا رجعت من سفرك : -
شغلتنا عن الروج معك أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا .يقولون بألسنتهم غي ما ف
قلوبم ،قل ردا عليهم :فمن يلك لكم من ال شيئا يدفع عنكم قضاءه ،إن أراد
بكم ما يضركم ،أو أراد بكم ما ينفعكم؟ بل كان ال بكل ما تعملون ميطا .
-12بل ظننتم أن لن يرجع الرسول والؤمنون من غزوهم إل أهليهم أبدا ،
فتخلفتم ،وزُيّن ذلك الظن ف قلوبكم ،وظننتم الظن الفاسد ف كل شئونكم .وكنتم
ف علم ال قوما هالكي ،مستحقي لسخطه وعقابه .
-13ومن ل يؤمن بال ورسوله ،فإنا هيّأنا للكافرين نارا موقدة ذات لب .
-14ول -وحده -ملك السموات والرض يدبره تدبي قادر حكيم ،يغفر
الذنوب لن يشاء ،ويعذب بكمته من يشاء ،وكان ال عظيم الغفرة واسع الرحة .
سَيَقُولُ الْمُخَ ّلفُو َن ِإذَا انْطَ َلقْتُ ْم ِإلَى َمغَاِنمَ لَِت ْأخُذُوهَا ذَرُونَا نَتِّبعْ ُكمْ يُرِيدُو َن أَ ْن يَُب ّدلُوا
سدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا
حُكَلَا َم ال ّلهِ ُق ْل َلنْ تَتِّبعُونَا َك َذلِ ُك ْم قَالَ ال ّل ُه ِمنْ قَ ْب ُل َفسََيقُولُونَ َب ْل تَ ْ
س َشدِيدٍ
ب سَُتدْ َعوْنَ ِإلَى َقوْ ٍم أُولِي بَأْ ٍ
ي ِمنَ اْلأَ ْعرَا ِ
َيفْ َقهُونَ ِإلّا قَلِيلًا (ُ )15قلْ لِلْ ُمخَ ّلفِ َ
ُتقَاتِلُوَن ُهمْ َأوْ ُيسْلِمُونَ َفإِ ْن تُطِيعُوا ُيؤِْتكُ ُم ال ّلهُ َأ ْجرًا َحسَنًا َوإِنْ تَتَ َوّلوْا كَمَا َت َولّيْتُ ْم ِمنْ
371
ج َحرَجٌ َولَا عَلَى
قَ ْبلُ ُي َع ّذبْ ُكمْ َعذَابًا َألِيمًا ( )16لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى َحرَجٌ َولَا عَلَى اْلأَ ْعرَ ِ
جرِي ِمنْ تَحِْتهَا الَْأْنهَا ُر َو َمنْ يََت َولّ
ت تَ ْ
ض َحرَجٌ َو َمنْ يُطِ ِع اللّ َه وَ َرسُوَلهُ ُي ْدخِلْ ُه جَنّا ٍ
الْ َمرِي ِ
ج َر ِة َفعَلِمَ
ت الشّ َ
ك تَحْ َ
ي ِإذْ يُبَاِيعُونَ َ
ض َي اللّهُ َع ِن الْ ُم ْؤمِنِ َ
ُيعَ ّذْبهُ َعذَابًا َألِيمًا (َ )17لقَدْ رَ ِ
ي ًة َي ْأخُذُوَنهَا
سكِينَةَ عَ َل ْيهِ ْم َوأَثَاَبهُ ْم فَتْحًا َقرِيبًا ( )18وَ َمغَاِنمَ كَثِ َ
مَا فِي قُلُوِبهِ ْم َفَأنْ َزلَ ال ّ
وَكَانَ ال ّلهُ َعزِيزًا حَكِيمًا ()19
-15سيقول هؤلء الذين أقعدهم النفاق عن الروج معك من سكان البادية :إذا
انطلقتم إل مغان وعدكم ال با لتأخذوها ،دعونا نتّبعكم إليها .يريدون بذلك تغيي
وعد ال بأن تلك الغنائم ل تكون للمخلّفي الذين قعدوا عن الهاد وإنا تكون للذين
خرجوا مع رسول ال يوم الديبية ،قل لم -يا ممد : -لن تتبعونا .فحكم ال أن
هذه الغنائم لن خرج إل الغزو مع رسوله ،أما الخلّفون فسيقولون :ل يأمركم ال
بذلك ،بل تسدوننا أن نشارككم ،وهم بقولتهم عاجزون عن إدراك أن أمر ال ل
بد أن ينفذ .
-16قل للمتخلفي عن الروج من أهل البادية :ستدعوْن إل قتال قوم ذوى شدة
قوية ف الرب ،فإن َتسْتَجيبوا لذه الدعوة يعطكم ال الغنيمة ف الدنيا ،والثواب ف
الخرة ،وإن تعرضوا عنها كما أعرضتم من قبل يُعذبكم ال عذابا بالغ الل .
-17ليس على العمى إث ف التّخلف عن قتال الكفار ،ول على العرج إث ،ول
على الريض إث كذلك ،حيث ل يستطيعون ،ومن يطع ال ورسوله ف كل أمر ونى
يُدخله جنات فسيحات ترى من تتها النار ،ومن يعرض عن طاعة ال ورسوله
يعذبه عذابا بالغ الل .
-19 ، 18لقد رضى ال عن الؤمني حي يعاهدونك متارين تت الشجرة ،فعلم
ما ف قلوبم من الخلص والوفاء لرسالتك ،فأنزل الطمأنينة عليهم وأعطاهم
بصدقهم ف البيعة وإتام الصلح عِزا عاجل .ومغان كثية وعدهم ال با يأخذونا ،
وكان ال غالبا على كل شئ ،ذا حكمة بالغة ف كل ما قضاه .
372
ف َأْيدِيَ النّاسِ عَ ْنكُ ْم َولِتَكُونَ
ج َل َل ُكمْ َه ِذهِ وَكَ ّ
ي ًة َت ْأخُذُونَهَا فَعَ ّ
وَ َعدَ ُكمُ ال ّلهُ َمغَانِمَ كَثِ َ
ط ال ّلهُ
صرَاطًا ُمسَْتقِيمًا (َ )20وأُ ْخرَى َلمْ َت ْقدِرُوا عَلَ ْيهَا َقدْ َأحَا َ
َآَيةً لِلْ ُمؤْمِنِيَ وََي ْهدَِي ُكمْ ِ
ِبهَا وَكَانَ ال ّلهُ عَلَى ُك ّل شَيْ ٍء َقدِيرًا (َ )21وَلوْ قَاتَلَ ُكمُ اّلذِينَ َك َفرُوا َلوَّلوُا اْلأَ ْدبَارَ ثُ ّم لَا
ج َد ِلسُنّ ِة ال ّلهِ
ت ِمنْ قَ ْب ُل َولَ ْن تَ ِ
جدُونَ َولِيّا َولَا نَصِيًا ( )22سُنّ َة ال ّلهِ الّتِي َق ْد خَلَ ْ
يَ ِ
ف َأْيدَِي ُهمْ عَ ْن ُكمْ َوَأيْ ِديَ ُكمْ عَ ْن ُهمْ بِبَ ْطنِ َم ّكةَ ِم ْن َبعْ ِد أَنْ
تَ ْبدِيلًا (َ )23وهُ َو اّلذِي كَ ّ
أَ ْظ َفرَ ُكمْ َعلَ ْي ِهمْ وَكَا َن اللّ ُه بِمَا َتعْمَلُونَ بَصِيًا ()24
-21 ، 20وعدكم ال مغان كثية تأخذونا ف الوقت القدّر لا ،فعجّل لكم هذه
-وهو ما وعدكم به من الغنائم -ومنع أذى الناس عنكم ،ولتكون آية للمؤمني
على صدق وعد ال لم .
ويهديكم طريقا مستقيما بطاعته واتباع رسوله ،ومغان أخرى ل تقدروا عليها قد
حفظها ال لكم فأظفركم با ،وكان ال على كل شئ تام القدرة .
-22ولو قاتلكم الذين كفروا من أهل مكة ،ول يعقدوا معكم صلحا ،لفروا
ل يلى أمرهم ،ول أى نصي ينصرهم .
منهزمي ُرعْبا منكم ،ث ل يدون أى و ّ
َ -23س ّن ال سُنّة قد مضت من قبل ف خلقه أن تكون العاقبة لرسله وللمؤمني ،
ولن تد لسنة ال تغييا .
-24وهو ال -وحده -الذى منع أيدى الكفار من إيذائكم وأيديكم من قتالم
بوسط مكة من بعد أن أقدركم عليهم ،وكان ال بكل ما تعملون بصيا .
373
ح ّق لِيُ ْظ ِهرَهُ عَلَى الدّينِ كُ ّلهِ
فَتْحًا َقرِيبًا ( )27هُ َو الّذِي أَ ْر َسلَ َرسُولَ ُه بِاْل ُهدَى َودِي ِن الْ َ
وَ َكفَى بِال ّلهِ شَهِيدًا ()28
-26 ، 25أهل مكة هم الذين كفروا ومنعوكم من دخول السجد الرام ،ومنعوا
الدى الذى سقتموه مبوسا معكم على التقرب به من بلوغ مكانه الذى ينحر فيه ،
ولول كراهة أن تُصيبوا رجالً مؤمني ونساء مؤمنات بي الكفار بكة أخفوا إيانم
فلم تعلموهم فتقتلوهم بغي علم بم ،فيلحقكم بقتلهم عار وخزى ،ولذا كان منع
القتال ف هذا اليوم حت يفظ ال من كانوا مستخفي بإسلمهم بي كفار مكة .لو
تيز الؤمنون لعاقبنا الذين أصروا على الكفر منهم عقابا بالغ الل ،حي جعل الذين
كفروا ف قلوبم النفة أنفة الاهلية ،فأنزل ال طمأنينته على رسوله وعلى الؤمني ،
ل لا .وكان علم ال
وألزمهم كلمة الوقاية من الشرك والعذاب ،وكانوا أحق با وأه ً
ميطا بكل شئ .
-27لقد صدق ال رسوله رؤياه دخول السجد الرام بتحققها .أقسم :لتدخلن
السجد الرام -إن شاء ال -آمني عدوكم ،بي ملق رأسه ومقصر ،وغي خائفي
،فعلم سبحانه الي الذى ل تعلموه ف تأخي دخول السجد الرام ،فجعل من قبل
دخولكم فتحا قريبا .
-28هو ال الذى أرسل رسوله بالرشاد الواضح ودين السلم ليعليه على الديان
كلها ،وكفى بال شهيدا على ذلك .
جدًا
مُحَ ّمدٌ َرسُو ُل اللّ ِه وَاّلذِي َن َمعَ ُه َأشِدّاءُ عَلَى الْ ُكفّارِ ُرحَمَا ُء بَيَْنهُ ْم َترَا ُهمْ رُ ّكعًا سُ ّ
ك مَثَ ُل ُهمْ فِي
ضوَانًا سِيمَاهُ ْم فِي ُوجُو ِه ِهمْ ِم ْن أََث ِر السّجُو ِد َذلِ َ
يَبَْتغُو َن فَضْلًا ِمنَ ال ّلهِ وَرِ ْ
ظ فَاسَْتوَى عَلَى سُو ِقهِ
ع َأ ْخرَجَ شَطَْأ ُه َفآَزَ َر ُه فَاسَْتغْلَ َ
التّوْرَاةِ وَمَثَ ُل ُهمْ فِي الِْإنْجِيلِ َكزَرْ ٍ
ت مِ ْنهُ ْم َم ْغفِ َرةً
ظ ِب ِهمُ اْلكُفّا َر وَ َعدَ ال ّل ُه الّذِينَ َآمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَا ِ
ع لَِيغِي َ
ب الزّرّا َ
ُيعْجِ ُ
وََأ ْجرًا عَظِيمًا ()29
374
-29ممد رسول ال وأصحابه الذين معه أشداء أقوياء على الكفار ،متراحون ،
متعاطفون فيما بينهم ،تُبصرهم راكعي ساجدين كثيا ،يرجون بذلك ثوابا عظيما من
ال ورضوانا عميما ،علمتهم خشوع ظاهر ف وجوههم من أثر الصلة كثيا ،ذلك
هو وصفهم العظيم ف التوراة ،وصفتهم ف النيل كصفة زرع أخرج أول ما ينشق
عنه ،فآزره ،فتحول من الدقة إل الغلظ ،فاستقام على أصوله ،يُعجب الزراع بقوته
،وكان الؤمنون كذلك ،ليغيظ ال بقوتم الكفار ،وعد ال الذين آمنوا وعملوا
الصالات منهم مغفرة تحو جيع ذنوبم ،وثوابا بالغا غاية العظم .
يَا َأّيهَا الّذِينَ َآمَنُوا لَا ُت َق ّدمُوا بَ ْي َن َيدَيِ ال ّلهِ وَ َرسُوِل ِه وَاّتقُوا ال ّل َه إِ ّن اللّ َه سَمِيعٌ عَلِيمٌ ()1
ج ْهرِ
ج َهرُوا َلهُ بِاْلقَ ْولِ َك َ
ت النِّبيّ َولَا تَ ْ
صوْ ِ
صوَاتَ ُك ْم َفوْقَ َ
يَا َأّيهَا الّذِينَ َآمَنُوا لَا َت ْر َفعُوا أَ ْ
ط أَعْمَالُ ُكمْ وََأنُْتمْ لَا َتشْ ُعرُونَ ()2
ض أَ ْن تَحَْب َ
َبعْضِ ُكمْ لَِبعْ ٍ
-1يا أيها الذين آمنوا :ل تقدّموا أى أمر ف الدين والدنيا دون أن يأمر به ال
ورسوله ،واجعلوا لنفسكم وقاية من عذاب ال بامتثال شريعته .إن ال عظيم
السمع لكل ما تقولون ،ميط علمه بكل شئ .
-2يا أيها الذين آمنوا :ل ترفعوا أصواتكم فوق صوت النب إذا تكلم وتكلمتم ،
ول تساووا أصواتكم بصوته -كما ياطب بعضكم بعضا -كراهة أن تبطل أعمالكم
وأنتم ل تشعرون ببطلنا .
375
-3إن الذين يفضون أصواتم ف ملس رسول ال -إجل ًل له -أولئك -وحدهم
-هم الذين أخلص ال قلوبم للتقوى ،فليس لغيها مكان فيها ،لم مغفرة واسعة
لذنوبم وثواب بالغ غاية العظم .
-4إن الذين ينادونك من وراء حجراتك أكثرهم ل يعقلون ما ينبغى لقامك من
التوقي والجلل .
-5ولو أ ّن هؤلء صبوا -تأدبا معك -حت تقصد الروج إليهم لكان ذلك خيا
لم ف دينهم ،وال عظيم الغفرة ذو رحة واسعة .
-6يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم أى خارج عن حدود شريعة ال بأى خب فتثبتوا من
صدقه ،كراهة أن تصيبوا أى قوم بأذى -جاهلي حالم -فتصيوا على ما فعلتم
معهم -بعد ظهور براءتم -مغتمّي دائما على وقوعه ،متمني أنه ل يقع منكم .
-8 ، 7واعلموا -أيها الؤمنون -أن فيكم رسول ال فاقْدروه حق قدْره
واصْدقوه ،لو يطيع ضعاف اليان منكم ف كثي من المور ،لوقعتم ف الشقة
واللك ،ولكن ال حبّب ف الكاملي منكم اليان ،وزيّنه ف قلوبكم ،فتصَونوّا عن
تزيي ما ل ينبغى ،وبغّض إليكم جحود نعم ال ،والروج عن حدود شريعته ومالفة
أوامره ،أولئك هم -وحدهم -الذين عرفوا طريق الدى وثبتوا عليه تفضل كريا ،
وإنعاما عظيما من ال عليهم ،وال ميط علمه بكل شئ ،ذو حكمة بالغة ف تدبي
كل شأن .
376
حمَ َأخِيهِ مَيْتًا َف َكرِهْتُمُو ُه وَاّتقُوا ال ّل َه إِنّ ال ّلهَ
ب أَ َحدُ ُكمْ أَ ْن َيأْ ُك َل لَ ْ
ح ّ
َبعْضُ ُكمْ َبعْضًا أَيُ ِ
تَوّابٌ َرحِيمٌ ()12
-9وإن طائفتان من الؤمني تقاتلوا فأصلحوا -أيها الؤمنون -بينهما ،فإن تعدت
إحداها على الخرى ورفضت الصلح معها فقاتلوا الت تتعدى إل أن ترجع إل حكم
ال ،فإن رجعت فأصلحوا بينهما بالنصاف ،واعدلوا بي الناس جيعا ف كل الشئون
،إن ال يب العادلي .
-10إنا الؤمنون بال ورسوله إخوة جع اليان بي قلوبم ،فأصلحوا بي أخويكم
رعاية لخُوّة اليان ،واجعلوا لنفسكم وقاية من عذاب ال بامتثال أمره واجتناب
نيه راجي أن يرحكم ال بتقواكم .
-11يا أيها الذّين آمنوا :ل يسخر رجال منكم من رجال آخرين ،عسى أ ْن يكونوا
عند ال خيا من الساخرين .ول يسخر نساء مؤمنات من نساء مؤمنات عسى أن
ع الواحد أخاه با
يكنّ عند ال خيا من الساخرات ول يعب بعضكم بعضا ،ول يدْ ُ
يستكره من اللقاب .بئس الذكر للمؤمني أن يُذكروا بالفسوق بعد اتصافهم باليان
،ومن ل يرجع عمّا نى عنه فأولئك هم -وحدهم -الظالون أنفسهم وغيهم .
-12يا أيها الذين آمنوا :ابتعدوا عن كثي من ظن السوء بأهل الي .إن بعض
الظن إث يستوجب العقوبة ،ول تتبعوا عورات السلمي ،ول يذكر بعضكم بعضا با
يكره ف غيبته .أيب أحدكم أن يأكل لم أخيه ميتا ،فقد كرهتموه؟! فاكرهوا
الغيبة فإنا ماثلة له ،وقوا أنفسكم عذاب ال بامتثال ما أمر ،واجتناب ما نى .إن
ال عظيم ف قبول توبة التائبي ذو رحة واسعة بالعالي .
س ِإنّا خَ َلقْنَاكُ ْم ِمنْ ذَ َكرٍ َوُأنْثَى وَ َجعَلْنَا ُكمْ ُشعُوبًا وَقَبَاِئلَ لَِتعَا َرفُوا إِ ّن أَ ْك َر َمكُمْ
يَا َأّيهَا النّا ُ
ت اْلأَ ْعرَابُ َآمَنّا ُق ْل َلمْ ُت ْؤمِنُوا وََل ِكنْ
عِ ْن َد اللّ ِه َأْتقَا ُك ْم إِنّ ال ّلهَ عَلِي ٌم خَبِيٌ ( )13قَالَ ِ
قُولُوا َأسْلَمْنَا َولَمّا َيدْ ُخلِ اْلإِيَانُ فِي قُلُوِب ُكمْ َوإِ ْن تُطِيعُوا ال ّل َه وَ َرسُولَ ُه لَا يَلِ ْت ُكمْ مِنْ
أَعْمَالِ ُك ْم شَيْئًا إِ ّن ال ّلهَ َغفُورٌ َرحِيمٌ (ِ )14إنّمَا الْ ُم ْؤمِنُو َن الّذِينَ َآمَنُوا بِال ّل ِه وَ َرسُولِ ِه ُثمّ
َلمْ َي ْرتَابُوا وَجَاهَدُوا ِبَأمْوَالِ ِه ْم وََأْن ُفسِ ِهمْ فِي سَبِيلِ ال ّلهِ أُولَِئكَ ُهمُ الصّا ِدقُونَ (ُ )15قلْ
377
ض وَال ّل ُه بِ ُك ّل شَيْءٍ عَلِيمٌ
َأتُعَلّمُو َن ال ّلهَ ِبدِينِ ُكمْ وَال ّلهُ َيعْ َلمُ مَا فِي السّمَاوَاتِ َومَا فِي اْلأَرْ ِ
ك أَ ْن أَسْلَمُوا ُقلْ لَا تَمُنّوا عَ َل ّي ِإسْلَا َمكُ ْم َبلِ ال ّلهُ يَ ُمنّ عَلَ ْيكُ ْم أَنْ
( )16يَمُنّونَ عَلَ ْي َ
ض وَاللّهُ
ب السّمَاوَاتِ وَالْأَرْ ِ
هَدَا ُكمْ لِلْإِيَا ِن إِنْ كُنُْتمْ صَا ِدقِيَ ( )17إِ ّن ال ّلهَ َيعْ َلمُ غَيْ َ
ي بِمَا تَعْمَلُونَ ()18
بَصِ ٌ
-13يا أيها الناس :إنا خلقناكم متساوين من أصل واحد هو آدم وحواء ،
وصيّرناكم بالتكاثر جوعا عظيمة وقبائل متعددة ،ليتم التعارف والتعاون بينكم ،إن
أرفعكم منلة عند ال ف الدنيا والخرة أتقاكم له .إن ال ميط علمه بكل شئ ،
خبي ل تفى عليه دقائق كل شأن .
-14قالت العراب بألسنتهم :آمنا ،قل لم -يا ممد : -ل تؤمنوا ،لن قلوبكم
ل تصدق ما نطقتم به ،ولكن قولوا :انقدنا ظاهرا لرسالتك ولّا يدخل اليان ف
قلوبكم بعد ،وإن تطيعوا ال ورسوله صادقي ل ينقصكم من ثواب أعمالكم أى شئ
.إن ال عظيم الغفرة للعباد ،ذو رحة واسعة بكل شئ .
-15إنا الؤمنون -حقا -هم الذين آمنوا بال ورسوله ،ث ل يقع ف قلوبم شك
فيما آمنوا به ،وجاهدوا بأموالم وأنفسهم ف طريق طاعة ال ،أولئك هم -وحدهم
-الذين صدقوا ف إيانم .
-16قل لم -يا ممد -تكذيبا لقولم آمنا :أتبون ال بتصديق قلوبكم ،وال -
وحده -يعلم كل ما ف السموات ،وكل ما ف الرض ،وال ميط علمه بكل شئ .
-17يعدون إسلمهم يدا لم عليك -يا ممد -تستوجب شكرك لم ،قل :ل
تنّوا علىّ إسلمكم فخيه لكم ،بل ال -وحده -يَ ُم ّن عليكم بدايته إياكم إل
اليان ،إن كنتم صادقي ف دعواكم .
-18إن ال يعلم كل ما استتر ف السموات والرض ،وال ميط الرؤية بكل ما
تعملون .
378
جبُوا أَ ْن جَا َء ُه ْم مُ ْنذِرٌ مِ ْن ُه ْم َفقَالَ اْلكَا ِفرُو َن َهذَا َشيْءٌ
ق وَالْ ُقرْآَ ِن الْمَجِيدِ (َ )1بلْ عَ ِ
ض مِ ْنهُمْ
عَجِيبٌ (َ )2أئِذَا مِتْنَا وَكُنّا ُترَابًا َذِلكَ َرجْ ٌع َبعِيدٌ (َ )3قدْ عَلِ ْمنَا مَا تَ ْنقُصُ اْلأَرْ ُ
وَعِ ْن َدنَا كِتَابٌ َحفِيظٌ ()4
-2 ، 1ق :حرف من حروف الجاء افتتحت السورة به على طريقة القرآن الكري
ف افتتاح بعض السور ببعض هذه الروف للتحدى وتنبيه الذهان ،أُقسم بالقرآن
ذى الكرامة والجد والشرف :إنا أرسلناك -يا ممد -لتنذر الناس به ،فلم يؤمن
أهل مكة ،بل عجبوا أن جاءهم رسول من جنسهم يُنذرهم بالبعث ،فقال الكافرون
:هذا شئ منكر عجيب .
-3أبعد أن نوت ونصي ترابا نرجع؟ ذلك البعث بعد الوت رجْع بعيد الوقوع .
-4قد علمنا ما تأخذه الرض من أجسامهم بعد الوت ،وعندنا كتاب دقيق
الحصاء والفظ .
حقّ لَمّا جَا َءهُ ْم َف ُهمْ فِي أَ ْم ٍر َمرِيجٍ (َ )5أفَلَ ْم يَنْ ُظرُوا ِإلَى السّمَاءِ فَ ْو َق ُهمْ
َبلْ َك ّذبُوا بِالْ َ
ض َم َد ْدنَاهَا َوأَْلقَيْنَا فِيهَا َروَا ِسيَ
ف بَنَيْنَاهَا وَ َزيّنّاهَا َومَا َلهَا ِمنْ ُفرُوجٍ ( )6وَالْأَرْ َ
كَيْ َ
ص َر ًة َوذِ ْكرَى ِلكُلّ عَ ْب ٍد مُنِيبٍ (َ )8وَنزّلْنَا ِمنَ
وََأنْبَتْنَا فِيهَا ِمنْ ُكلّ َزوْجٍ َبهِيجٍ ( )7تَبْ ِ
خلَ بَاسِقَاتٍ َلهَا طَلْعٌ
ت َوحَبّ الْحَصِيدِ ( )9وَالنّ ْ
السّمَا ِء مَا ًء مُبَارَكًا َفأَنْبَتْنَا ِبهِ جَنّا ٍ
خرُوجُ ()11
ك الْ ُ
نَضِيدٌ ( )10رِ ْزقًا لِلْعِبَادِ وََأحْيَيْنَا ِب ِه بَ ْل َدةً مَيْتًا َك َذلِ َ
-5ل يتدبروا ما جاءهم به الرسول ،بل كذّبوا به من فورهم دون تدبّر وتفكر ،فهم
ف شأن مضطرب ل يستقرون على حال .
-6أغفلوا فلم ينظروا إل السماء مرفوعة فوقهم بغي عمد؟ كيف أحكمنا بناءها
وزيّناها بالكواكب ،وليس فيها أى شقوق تعاب با؟
-7والرض بسطناها وأرسينا فيها جبا ًل ثوابت ضاربة ف أعماقها ،وأنبتنا فيها من
كل صنف يبتهج به من النبات ،يسر الناظرين .
-8جعلنا ذلك تبصيا وتذكيا لكل عبد راجع إل ربه ،يُفكر ف دلئل قدرته .
379
-9ونزّلنا من السماء ماء كثي الي والبكات ،فأنبتنا به جنات ذات أشجار وأزهار
وثار ،وأخرجنا به حب الزرع الذى يصد .
-10والنخل ذاهبات إل السماء طو ًل ،لا طلع متراكم بعضه فوق بعض لكثرة ما
فيه من مادة الثمر .
-11أنبتناها رزقا للعباد ،وأحيينا بالاء أرضا جف نباتا ،كذلك خروج الوتى من
القبور حي يبعثون .
-14 ، 13 ، 12كذبت بالرسل قبل هؤلء أمم كثية :قوم نوح ،والقوم
العروفون بأصحاب الرس ،وثود ،وعاد ،وفرعون ،وقوم لوط ،والقوم العروفون
بأصحاب اليكة ،وقوم تُبّع ،كل من هؤلء كذب رسوله فحق عليهم ما وعدتم به
من اللك .
-15أعطلت إرادتنا أو عوّقت قدرتنا فعجزنا عن اللق الول فل نستطيع إعادتم؟!
ل نعجز باعترافهم ،بل هم ف ريب وشبهة من خلق جديد بعد الوت .
-16أقسم :لقد خلقنا النسان ونعلم ما تدثه به نفسه ،ونن -بعلمنا بأحواله
كلها -أقرب إليه من عرق الوريد ،الذى هو أقرب شئ منه .
-17إذ يتلقى اللكان الافظان أحدها عن اليمي قعيد والخر عن الشمال قعيد ،
لتسجيل أعماله .
-18ما يتكلم به من قول إل لديه ملك حافظ مهيأ لكتابة قوله .
380
-19وجاءت غشية الوت بالق الذى ل مرية فيه .ذلك المر الق ما كنت ترب
منه .
-20ونفخ ف الصور نفخة البعث ،ذلك النفخ يوم وقوع العذاب الذى توعدهم به
.
-21وجاءت كل نفس برة أو فاجرة معها من يسوقها إل الحشر ،ومن يشهد
بعملها .
-22ث يقال -تقريعا -للمكذب :لقد كنت ف الدنيا ف غفلة تامة من هذا الذى
تقاسيه ،فأزلنا عنك الجاب الذى يُغطى عنك أمور الخرة .فبصرك اليوم نافذ قوى
.
-23وقال شيطانه الذى كان مقيضا له ف الدنيا :هذا هو الكافر الذى عندى مُهيأ
لهنم بإضلل .
-25 ، 24يقال للملكي :ألقيا ف جهنم كل مبالغ ف الكفر ،مبالغ ف العناد ،
وترك النقياد للحق ،مبالغ ف النع لكل خي ،ظال متجاوز للحق ،شاك ف ال تعال
وفيما أنزله .
-26الذى اتذ مع ال إلا آخر يعبده فألقياه ف العذاب البالغ غاية الشدة .
-27قال الشيطان ردا لقول الكافر :ربنا ما أطغيته ،ولكن كان ف ضلل بعيد عن
الق ،فأعنته عليه بإغوائى .
-28قال تعال للكافرين وقرنائهم :ل تتصموا عندى ف موقف الساب والزاء ،
وقد قدّمت إليكم ف الدنيا وعيدا على الكفر ف رسالتى إليكم ،فلم تؤمنوا .
381
-29ما ُيغَيّر القول الذى عندى ووعيدى بإدخال الكافرين النار ،ولست بظلم
للعبيد فل أعاقب عبدا بغي ذنب .
-30يوم يقول الق لهنم تقريعا للكافرين :هل امتلت ،وتقول جهنم غضبا
عليهم :هل من زيادة أستزيد با من هؤلء الظالي؟ .
-31وأدنيت النة مزينة للذين اتقوا ربم -بامتثال أمره واجتناب نيه -مكانا غي
بعيد منهم .
-32هذا الثواب الذى توعدون به لكل رجّاع إل ال ،شديد الفظ لشريعته .
-33من خاف عقاب من وسعت رحته كل شئ -وهو غائب عنه ل يره -وجاء ف
الخرة بقلب راجع إليه تعال .
-34يُقال تكريا للمؤمني :ادخلوا النة آمني ذلك اليوم الذى دخلتم فيه النة هو
يوم البقاء الذى ل انتهاء له .
-35لؤلء التقي كل ما يشاءون ف النة ،وعندنا مزيد من النعيم ما ل يطر على
قلب بشر .
-36وكثيا أهلكنا من قبل هؤلء الكذبي من أهل القرون الاضية ،هم أشد من
هؤلء قوة وتسلّطا ،فطوّفوا ف البلد وأمعنوا ف البحث والطلب ،هل كان لم
مهرب من اللك؟ .
-37إن فيما فعل بالمم الاضية لعظة لن كان له قلب يدرك القائق ،أو أصغى إل
الداية وهو حاضر بفطنته .
382
وََل َقدْ خَ َلقْنَا السّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضَ وَمَا بَيَْنهُمَا فِي سِتّ ِة َأيّا ٍم َومَا َمسّنَا ِمنْ ُلغُوبٍ ()38
س َوقَ ْب َل الْ ُغرُوبِ ()39
ع الشّمْ ِ
ح بِحَ ْمدِ َرّبكَ قَ ْبلَ طُلُو ِ
فَاصِْبرْ عَلَى مَا َيقُولُو َن َوسَبّ ْ
ح ُه َوأَ ْدبَارَ السّجُودِ ( )40وَاسْتَ ِم ْع َيوْ َم يُنَا ِد الْمُنَادِ ِم ْن مَكَا ٍن َقرِيبٍ (
وَ ِم َن اللّ ْيلِ َفسَبّ ْ
ح ُن نُحْيِي َونُمِيتُ
خرُوجِ (ِ )42إنّا نَ ْ
ك يَوْ ُم الْ ُ
ح ّق َذلِ َ
حةَ بِالْ َ
)41يَوْ َم َيسْ َمعُو َن الصّيْ َ
حنُ
ك َحشْرٌ عَ َليْنَا َيسِيٌ ( )44نَ ْ
ش ّققُ اْلأَرْضُ عَ ْن ُه ْم ِسرَاعًا َذلِ َ
صيُ ( )43يَوْ َم َت َ
وَِإلَيْنَا الْمَ ِ
جبّارٍ َفذَ ّك ْر بِاْل ُقرْآَ ِن َمنْ َيخَافُ وَعِيدِ ()45
أَعْ َلمُ بِمَا َيقُولُو َن وَمَا َأنْتَ عَلَ ْي ِهمْ بِ َ
-38أقسم :لقد خلقنا السموات والرض وما بينهما من اللئق ف ستة أيام ،وما
أصابنا أى إعياء .
-40 ، 39إذا تبي ذلك ،فاصب -أيها الرسول -على ما يقول هؤلء الكذبون
من الزور والبهتان ف شأن رسالتك ،ونزه خالقك ومربيك عن كل نقص ،حامدا له
وقت الفجر ،ووقت العصر ،لعظم العبادة فيهما ،ونزهه ف بعض الليل وأعقاب
الصلة .
-42 ، 41واستمع لا أُخبك به من حديث القيامة لعظم شأنه ،يوم يُنادى اللك
النادى من مكان قريب من يُناديهم ،يوم يسمعون النفخة الثانية بالق الذى هو
البعث .ذلك اليوم هو يوم الروج من القبور .
-43إنا نن -وحدنا -نُحي اللئق ونُميتهم ف الدنيا ،وإلينا -وحدنا -
الرجوع ف الخرة .
-44يوم تنشق الرض عنهم فيخرجون منها مسرعي إل الحشر . . .ذلك المر
العظيم حشر هَيّن ويسي علينا -وحدنا . -
-45نن أعلم بكل ما يقولون من الكاذيب ف شأن رسالتك ،وما أنت عليهم
بسلط تبهم على ما تريد ،وإنا أنت منذر ،فذكر بالقرآن الؤمن الذى ياف عقاب
،فتنفعه الذكرى .
383
ت َأمْرًا (
سرًا ( )3فَالْ ُم َقسّمَا ِ
ت ذَ ْروًا ( )1فَالْحَامِلَاتِ ِو ْقرًا ( )2فَالْجَا ِريَاتِ ُي ْ
وَالذّا ِريَا ِ
ت الْحُُبكِ (ِ )7إّنكُمْ
ِ )4إنّمَا تُو َعدُو َن لَصَادِقٌ ( )5وَإِ ّن الدّي َن لَوَاقِعٌ ( )6وَالسّمَا ِء ذَا ِ
َلفِي قَ ْولٍ مُخْتَلِفٍ ()8
-9ينصرف عن اليان بذلك الوعد الصادق ،والزاء الواقع من صرف عنه ،
ليثاره هواه على عقله .
-11 ، 10هلك الكذّابون القائلون ف شأن القيامة بالظن والتخمي ،الذين هم
مغمورون ف الهل ،غافلون عن أدلة اليقي .
-12يسألون -مستهزئي مستبعدين -مت يوم الزاء؟ .
-13يوم هم موْقوفون على النار ،يُصهرون با .
-14يُقال لم :ذوقوا عذابكم هذا الذى كنتم ف الدنيا تستعجلون وقوعه .
384
-15إن الذين أطاعوا ال وخافوه ينعمون ف جنات وعيون ل ييط با الوصف .
-16متقبلي ما أعطاهم ربم من الثواب والتكري ،إنم كانوا قبل ذلك -ف الدنيا
-مسني ف أداء ما طُلب منهم .
ل من الليل ،ويستيقظون أكثره للعبادة ،وبأواخر الليل
-18 ، 17كانوا ينامون قلي ً
هم يستغفرون .
-19وف أموالم نصيب ثابت للمحتاجي ،السائلي منهم والحرومي التعففي .
-20وف الرض دلئل واضحات موصلة إل اليقي لن سلك طريقه .
صرُونَ (َ )21وفِي السّمَاءِ رِ ْز ُق ُكمْ َومَا تُو َعدُونَ (َ )22فوَ َربّ
َوفِي أَْن ُفسِ ُك ْم َأفَلَا تُبْ ِ
ف إِْبرَاهِيمَ
ضيْ ِ
حقّ مِ ْث َل مَا َأّنكُ ْم تَنْ ِطقُونَ (َ )23ه ْل أَتَا َك َحدِيثُ َ
ض ِإّنهُ لَ َ
السّمَا ِء وَالْأَرْ ِ
غ ِإلَى
الْمُ ْك َرمِيَ (ِ )24إذْ َدخَلُوا عَلَ ْي ِه َفقَالُوا سَلَامًا قَا َل سَلَا ٌم قَوْ ٌم مُ ْن َكرُونَ (َ )25فرَا َ
ج ٍل سَمِيٍ (َ )26فقَ ّرَبهُ ِإلَ ْي ِهمْ قَالَ َألَا َتأْكُلُونَ (َ )27فأَ ْوجَسَ مِ ْن ُه ْم خِي َفةً
أَهْ ِل ِه فَجَا َء ِبعِ ْ
ت وَ ْج َههَا
صكّ ْ
ص ّر ٍة فَ َ
ت ا ْم َرأَُتهُ فِي َ
شرُوهُ ِبغُلَامٍ عَلِيمٍ (َ )28فأَقْبَلَ ِ
ف وََب ّ
قَالُوا لَا تَخَ ْ
حكِيمُ اْلعَلِيمُ ( )30قَالَ فَمَا
ك قَالَ َرّبكِ ِإّنهُ ُهوَ الْ َ
َوقَالَتْ عَجُوزٌ َعقِيمٌ ( )29قَالُوا َك َذلِ ِ
خَطْبُ ُك ْم َأيّهَا الْ ُم ْرسَلُونَ ()31
-21وف أنفسكم كذلك آيات واضحات ،أغفِلتم عنها فل تبصرون دللتها؟ .
-22وف السماء أ ْمرُ رزقكم وتقدير ما توعدون .
-23فأقسم برب السماء والرض :إن كل ما تنكرون من وقوع البعث والزاء
وتعذيب الكذبي وإثابة التقي لثابت مثل نطقكم الذى ل تشكون ف وقوعه منكم .
-25 ، 24هل علمت قصة اللئكة أضياف إبراهيم الكرمي إذ دخلوا عليه فقالوا :
سلما ،قال :سلم قوم غي معروفي .
-27 ، 26فذهب إل أهله ف خفية ،فجاء بعجل سي ،فقرّبه إليهم ،فلم يأكلوا
منه ،قال متعجبا من حالم :أل تأكلون؟ .
-28فأحس ف نفسه خوْفا منهم ،قالوا :ل تف ،وبشروه بغلم له حظ وافر من
العلم .
385
-29فأقبلت امرأته ف صيحة حي سعت البشارة ،فضربت وجهها بيدها -استبعادا
وتعجبا -وقالت :أنا عجوز عاقر ،فكيف ألد؟
-30قالوا :كذلك قضى ربك إنه هو الكيم ف كل ما يقضى ،العليم الذى ل يفى
عليه شئ .
-31قال إبراهيم :فما شأنكم -بعد هذه البشارة -أيها الرسلون؟! .
سوّ َمةً
ج ِرمِيَ ( )32لُِن ْرسِلَ عَ َل ْيهِ ْم حِجَا َر ًة ِمنْ طِيٍ (ُ )33م َ
قَالُوا ِإنّا أُ ْرسِلْنَا ِإلَى َقوْ ٍم مُ ْ
س ِرفِيَ (َ )34فَأخْ َرجْنَا َمنْ كَا َن فِيهَا ِمنَ الْ ُم ْؤمِنِيَ ( )35فَمَا َوجَ ْدنَا فِيهَا
عِ ْندَ َرّبكَ لِلْ ُم ْ
ب اْلأَلِيمَ ()37
ت ِمنَ الْ ُمسْلِ ِميَ ( )36وََترَكْنَا فِيهَا َآَي ًة لِ ّلذِي َن يَخَافُو َن اْلعَذَا َ
غَ ْي َر بَيْ ٍ
َوفِي مُوسَى ِإذْ أَ ْرسَلْنَا ُه إِلَى ِفرْعَوْ َن ِبسُلْطَا ٍن مُبِيٍ ( )38فََت َولّى ِبرُكِْنهِ َوقَا َل سَا ِحرٌ َأوْ
مَجْنُونٌ (َ )39فأَ َخذْنَا ُه وَجُنُو َدهُ فَنََب ْذنَا ُهمْ فِي الْيَ ّم َوهُ َو مُلِيمٌ (َ )40وفِي عَا ٍد ِإذْ أَ ْرسَلْنَا
ح الْ َعقِيمَ ( )41مَا تَذَ ُر ِم ْن شَيْ ٍء َأتَتْ عَلَ ْي ِه ِإلّا َجعَلَ ْتهُ كَال ّرمِيمِ (َ )42وفِي
عَلَ ْي ِه ُم الرّي َ
ثَمُودَ ِإ ْذ قِيلَ َل ُهمْ تَ َمّتعُوا حَتّى حِيٍ (َ )43فعََتوْا َع ْن َأ ْمرِ َربّ ِه ْم َفأَ َخذَْت ُهمُ الصّا ِع َقةُ َو ُهمْ
صرِينَ ()45
يَنْ ُظرُونَ ( )44فَمَا اسْتَطَاعُوا ِم ْن قِيَا ٍم َومَا كَانُوا مُنْتَ ِ
386
-41وف قصة عاد عظة ،إذ أرسلنا عليهم الريح الت ل خي فيها .
-42ما تترك من شئ مرّت عليه إل جعلته كالعظم البال .
-44 ، 43وف قصة ثود آية ،إذ قيل لم :تتعوا ف داركم إل وقت معلوم ،
فتَجبّروا وتعالوا عن الستجابة لمر ربم ،فأهلكتهم الصاعقة وهم يعاينون وقوعها
بم .
-45فما تكنوا من نوض ،وما كانوا قادرين على النتصار بدفع العذاب .
ح ِمنْ قَ ْب ُل ِإنّ ُهمْ كَانُوا َق ْومًا فَاسِقِيَ ( )46وَالسّمَا َء بَنَيْنَاهَا ِبَأْيدٍ َوِإنّا لَمُو ِسعُونَ (
َوقَوْ َم نُو ٍ
ض َفرَشْنَاهَا فَِن ْعمَ الْمَاهِدُونَ (َ )48و ِمنْ ُك ّل َشيْ ٍء خَ َلقْنَا َز ْوجَيْ ِن َلعَلّ ُكمْ
)47وَاْلأَرْ َ
جعَلُوا مَعَ ال ّل ِه ِإلَهًا
َتذَكّرُونَ (َ )49ف ِفرّوا ِإلَى ال ّل ِه ِإنّي لَ ُك ْم مِ ْنهُ َنذِي ٌر مُبِيٌ (َ )50ولَا تَ ْ
ك مَا َأتَى اّلذِي َن ِمنْ قَبْ ِل ِهمْ مِنْ َرسُو ٍل ِإلّا قَالُوا
َآ َخرَ ِإنّي َل ُكمْ مِ ْن ُه َنذِي ٌر مُبِيٌ (َ )51ك َذلِ َ
صوْا ِب ِه َبلْ ُه ْم َقوْمٌ طَاغُونَ ( )53فََتوَلّ عَ ْن ُه ْم فَمَا َأنْتَ
سَا ِحرٌ َأوْ مَجْنُونٌ (َ )52أَتوَا َ
بِمَلُومٍ ()54
-46وقوم نوح أهلكناهم من قبل هؤلء ،إنم كانوا قوما خارجي عن طاعة ال .
-48 ، 47والسماء أحكمناها بقوة ،وإنا لقادرون على أكثر من ذلك .والرض
بسطناها ،فنعم الهاد الذى ينتفع به النسان .
-49ومن كل شئ خلقنا صنفي مزدوجي لعلكم تتذكرون فتؤمنوا بقدرتنا .
-51 ، 50فسارعوا إل طاعة ال ،إن لكم من ال نذير مُبَيّن عاقبة الشراك .
-52كذلك كان شأن المم مع رسلهم ،ما أتى الذين من قبل قومك من رسول إل
قالوا :ساحر أو منون .
-53أأوصى بعضهم بعضا بذا القول حت تواردوا عليه؟ بل هم قوم متجاوزون
الدود فتلقوا ف الطعن على الرسل .
ض عن هؤلء العاندين ،فما أنت بلوم على عدم استجابتهم .
-54فأعر ْ
387
س ِإلّا لَِيعُْبدُونِ ()56
جنّ وَالِْإنْ َ
ت الْ ِ
َوذَكّ ْر َفإِ ّن الذّ ْكرَى تَ ْنفَعُ الْ ُم ْؤمِنِيَ (َ )55ومَا خَ َلقْ ُ
ق ذُو الْ ُق ّوةِ الْمَِتيُ
ق َومَا أُرِيدُ أَ ْن يُ ْطعِمُونِ ( )57إِنّ ال ّل َه هُ َو الرّزّا ُ
مَا أُرِيدُ مِ ْن ُه ْم ِمنْ رِ ْز ٍ
ب أَصْحَاِب ِهمْ فَلَا َيسَْتعْجِلُونِ (َ )59ف َويْ ٌل لِ ّلذِينَ
(َ )58فإِنّ لِ ّلذِينَ ظَلَمُوا َذنُوبًا مِ ْثلَ َذنُو ِ
َك َفرُوا ِمنْ َي ْومِ ِهمُ اّلذِي يُو َعدُونَ ()60
-55ودم على التذكي ،فإن الذكرى تزيد الؤمني بصية وقوة يقي .
-56وما خلقت الن والنس لشئ يعود عل ّى بالنفع ،وإنا خلقتهم ليعبدون ،
والعبادة نفع لم .
-57ما أريد منهم من رزق -لن غن عن العالي -وما أريد أن يطعمون لن
أُ ْطعِم ول أُ ْطعَم .
-58إن ال -وحده -هو التكفل برزق عباده ،وهو ذو القوة الشديد الذى ل
يعجز .
-59فإن للذين ظلموا أنفسهم بالكفر والتكذيب نصيبا من العذاب مثل نصيب
أصحابم من المم الاضية ،فل يستعجلون بإنزال العذاب قبل أوانه .
-60فهلك للذين كفروا من يومهم الذى يوعدونه ،لا فيه من الشدائد والهوال .
سقْفِ
ت الْ َمعْمُورِ ( )4وَال ّ
ق مَ ْنشُورٍ ( )3وَالْبَيْ ِ
ب َمسْطُورٍ ( )2فِي رَ ّ
وَالطّورِ ( )1وَكِتَا ٍ
ح ِر الْ َمسْجُورِ ( )6إِنّ َعذَابَ َرّبكَ َلوَاقِعٌ ( )7مَا لَ ُه ِمنْ دَافِعٍ ()8
الْ َمرْفُوعِ ( )5وَالْبَ ْ
ي الْجِبَالُ سَ ْيرًا (َ )10ف َويْ ٌل َيوْمَِئ ٍذ لِلْ ُم َكذّبِيَ ()11
يَوْ َم تَمُو ُر السّمَا ُء َموْرًا ( )9وََتسِ ُ
ض يَ ْلعَبُونَ ( )12يَوْ َم ُيدَعّو َن ِإلَى نَارِ َجهَّنمَ دَعّا (َ )13ه ِذهِ النّا ُر الّتِي
الّذِينَ ُهمْ فِي خَوْ ٍ
صرُونَ ( )15اصْ َلوْهَا فَاصِْبرُوا أَ ْو لَا
ح ٌر هَذَا أَ ْم َأنْتُ ْم لَا تُبْ ِ
كُنُْت ْم ِبهَا ُتكَ ّذبُونَ (َ )14أ َفسِ ْ
ي فِي جَنّاتٍ َوَنعِيمٍ (
ج َزوْ َن مَا كُنُْت ْم َتعْمَلُونَ ( )16إِ ّن الْمُّتقِ َ
تَصِْبرُوا سَوَاءٌ عَلَ ْي ُك ْم إِنّمَا تُ ْ
)17
388
بالطائقي والقائمي والركع السجود ،وبالسماء الرفوعة بغي عمد ،وبالبحر الملوء .
-8 ، 7إن عذاب ربك الذى توعد به الكافرين لنازل بم ل مالة ،ليس له من دافع
يدفعه عنهم .
-10 ، 9يوم تضطرب السماء اضطرابا شديدا ،وتنتقل البال من مقارها انتقالً
ظاهرا .
-12 ، 11فهلك شديد ف هذا اليوم للمكذبي بالق ،والذين هم ف باطل يلهون .
-13يوم ُيدْفعون إل نار جهنم دفعا عنيفا .
-14يقال لم :هذه النار الت كنتم با تكذبون ف الدنيا .
-15أبقيتم على إنكاركم ،فهذا الذى تشاهدونه من النار سحرا؟ أم أنتم ل
تبصرون! .
-16ادخلوها وذوقوا حرّها ،فاصبوا على شدائدها أو ل تصبوا ،فصبكم
وعدمه سواء عليكم ،إنا تلقون اليوم جزاء ما كنتم تعملون ف الدنيا .
-17إن التقي ف جنات فسيحات ،ل ياط بوصفها ،ونعيم عظيم كذلك .
ي بِمَا َآتَا ُهمْ َرّبهُ ْم وَ َوقَا ُهمْ َرّبهُمْ َعذَابَ الْجَحِيمِ ( )18كُلُوا وَا ْشرَبُوا هَنِيئًا بِمَا
فَا ِكهِ َ
صفُو َفةٍ وَ َزوّجْنَاهُ ْم بِحُورٍ ِعيٍ ( )20وَاّلذِينَ
كُنُْت ْم َتعْمَلُونَ ( )19مُّتكِئِيَ َعلَى ُسرُ ٍر مَ ْ
حقْنَا ِب ِهمْ ذُ ّريَّت ُه ْم وَمَا أَلَتْنَا ُهمْ ِمنْ عَمَ ِل ِه ْم ِمنْ َشيْءٍ ُكلّ
َآمَنُوا وَاتّبَعَ ْت ُهمْ ذُ ّريُّت ُه ْم بِإِيَا ٍن َألْ َ
حمٍ مِمّا َيشَْتهُونَ ( )22يَتَنَازَعُونَ
ئ بِمَا َكسَبَ َرهِيٌ (َ )21وَأمْ َد ْدنَا ُهمْ ِبفَا ِكهَ ٍة َولَ ْ
امْرِ ٍ
فِيهَا َك ْأسًا لَا لَ ْغوٌ فِيهَا َولَا َتأْثِيمٌ ( )23وَيَطُوفُ عَ َل ْيهِمْ غِ ْلمَا ٌن َلهُمْ َكَأّنهُ ْم ُلؤُْلؤٌ َمكْنُونٌ (
شفِقِيَ (
ض يََتسَا َءلُونَ ( )25قَالُوا إِنّا كُنّا قَ ْبلُ فِي أَهْلِنَا ُم ْ
ض ُهمْ عَلَى بَعْ ٍ
)24وََأقَْب َل بَعْ ُ
)26فَ َمنّ ال ّلهُ عَلَيْنَا َو َوقَانَا َعذَابَ السّمُومِ ()27
389
حسانا .
-21والذين أمنوا واستحقوا درجات عالية ،واتبعتهم ذريتهم بإيان ،ول يبلغوا
درجات الباء ،ألقنا بم ذريتهم ،لتقر أعينهم بم ،وما نقصناهم شيئا من ثواب
أعمالم .ول يمل الباء شيئا من أخطاء ذرياتم ،لن كل إنسان مرهون بعمله ،ل
يؤخذ به غيه .
-22وزدناهم بفاكهة كثية ،ولم ما يشتهون .
-23يتجاذبون ف النة -متوادين -كأسا مليئة بالشراب ،ل يكون منهم بشربا
كلم باطل ،ول عمل يستوجب الث .
-24ويطوف عليهم غلمان ُم َعدّون لدمتهم ،كأنم ف الصفاء والبياض لؤلؤ مصون
.
-25وأقبل بعض أهل النة على بعض ،يسأل كل صاحبه عن عظم ما هم فيه وسببه
.
-27 ، 26قالوا :إنا كنا قبل هذا النعيم بي أهلينا خائفي من عذاب ال ،فَ َمنّ ال
علينا برحته ووقانا عذاب النار .
390
صرُونَ ( )46وَإِنّ
ص َعقُونَ (َ )45يوْ َم لَا ُيغْنِي عَ ْن ُهمْ َك ْيدُ ُهمْ شَيْئًا َولَا ُهمْ يُنْ َ
الّذِي فِيهِ يُ ْ
حكْمِ َرّبكَ
لِ ّلذِينَ ظَلَمُوا َعذَابًا دُونَ َذِلكَ َوَلكِ ّن أَكَْث َرهُ ْم لَا َيعْلَمُونَ ( )47وَاصِْب ْر لِ ُ
ح ُه َوإِ ْدبَارَ النّجُومِ (
ي َتقُومُ ( )48وَ ِم َن اللّ ْيلِ َفسَبّ ْ
ح بِحَ ْمدِ َرّبكَ حِ َ
َفإِّنكَ ِبأَعْيُنِنَا َوسَبّ ْ
)49
-28إنا كنا من قبل ف الدنيا نعبده .إنه -وحده -هو الحسن الواسع الرحة .
َ -29فدُمْ على ما أنت عليه من التذكي ،فما أنت -با أنعم ال عليك من النبوة
ورجاحة العقل -بكاهن ،تب بالغيب دون علم ،ول منون تقول ما ل تقصد .
-31 ، 30بل أيقولون هو شاعر ،ننتظر به نزول الوت؟ ،قل تديدا لم ،انتظروا
فإن معكم من النتظرين عاقبة أمرى وأمركم .
-32أتأمرهم عقولم بذا القول التناقض؟ ،فالكاهن والشاعر ذو فطنة وعقل ،
والجنون ل عقل له ،بل هم قوم ماوزون الد ف العناد .
-33أيقولون :اختلق ممد القرآن؟ بل هم لكابرتم ل يؤمنون .
-34فليأتوا بديث مثل القرآن ،إن كانوا صادقي ف قولم :أن ممدا اختلقه .
َ -35أخُ ِلقُوا من غي خالق .أم هم الذين خَلَقُوا أنفسهم ،فل يعترفون بالق
يعبدونه؟ .
-36أخلقوا السموات والرض على هذا الصنع البديع؟ بل هم ل يوقنون با يب
للخالق ،فلهذا يشركون به .
-37أعندهم خزائن ربك يتصرفون فيها؟ ،بل أهم القاهرون الدبرون للمور كما
يشاءون؟ .
-38بل ألم مرقى يصعدون فيه إل السماء ،فيستمعون ما يقضي به ال ؟ فليأت
مستمعهم بجة واضحة تصدق دعواه .
- 39بل أل البنات كما تزعمون ،ولكم البني كما تبون .
- 40بل أتسألم شيئا من الجر على تبليغ الرسالة ،فهم لا يلحقهم من الغرامة
مثقلون متبمون .
391
- 41بل أعندهم علم الغيب ،فهم يكتبون منه ما شاءوا ؟.
- 42بل أيريدون مكرا بك وإبطال لرسالتك ؟ ،فالذين كفروا هم الذين ييق بم
مكرهم.
- 43أم لم معبود غي ال ينعهم من عذاب ال ،تنيها ل عما يشركون .
- 44وإن يشاهدوا جزءا من السماء ساقطا عليهم لعذابم ،يقولوا عنادا :هو
سحاب متمع .
- 45فدعهم غي مكترث بم ،حت يلقوا يومهم الذي فيه يهلكون .
- 46يوم ل يدفع عنهم مكرهم شيئا من العذاب ،ول هم يدون ناصرا.
- 47وإن للذين ظلموا عذابا غي العذاب الذي يهلكون به ف الدنيا ،ولكن أكثرهم
ل يعلمون ذلك .
- 48واصب لكم ربك بإمهالم ،وعلى ما يلحقك من أذاهم ،فإنك ف حفظنا
ورعايتنا ،فلن يضرك كيدهم ،وسبح بمد ربك حي تقوم .
- 49وتي جزءا من الليل فسبحه فيه ،وسبحه وقت إدبار النجوم.
ضلّ صَاحِبُ ُك ْم وَمَا َغوَى (َ )2ومَا يَنْ ِطقُ َع ِن اْلهَوَى ( )3إِنْ
ج ِم ِإذَا َهوَى ( )1مَا َ
وَالنّ ْ
هُ َو ِإلّا َوحْ ٌي يُوحَى ()4
- 2 ، 1أقسم بالنجم إذا هوى للغروب :ما عدل ممد عن طريق الق وما اعتقد
باطل.
- 3وما يصدر نطقه فيما يتكلم به من القرآن عن هوى نفسه
- 4ما القرآن الذي ينطق به إل وحي من ال يوحيه إليه .
عَلّ َم ُه َشدِي ُد الْ ُقوَى ( )5ذُو ِمرّ ٍة فَاسَْتوَى ( )6وَ ُهوَ بِاْلأُ ُف ِق الْأَعْلَى (ُ )7ثمّ َدنَا فََت َدلّى (
ب اْلفُؤَادُ
ب َقوْسَ ْي ِن أَ ْو َأ ْدنَى (َ )9فأَ ْوحَى ِإلَى عَ ْب ِد ِه مَا َأوْحَى ( )10مَا َكذَ َ
)8فَكَا َن قَا َ
مَا َرأَى (َ )11أفَتُمَارُوَنهُ عَلَى مَا َيرَى (َ )12وَلقَدْ رَ َآ ُه َن ْزَلةً ُأ ْخرَى ( )13عِ ْندَ ِسدْ َرةِ
سدْ َرةَ مَا َي ْغشَى ( )16مَا زَاغَ
الْمُنَْتهَى ( )14عِ ْن َدهَا جَّنةُ الْ َم ْأوَى (ِ )15إ ْذ َيغْشَى ال ّ
392
ت وَاْل ُعزّى (
الْبَصَ ُر َومَا َطغَى (َ )17لقَدْ َرأَى ِمنْ َآيَاتِ َربّ ِه الْكُ ْبرَى (َ )18أفَ َرَأيْتُ ُم اللّا َ
)19وَمَنَا َة الثّالَِثةَ اْلأُ ْخرَى (َ )20أَلكُ ُم الذّ َك ُر َولَ ُه الُْأنْثَى ( )21تِ ْلكَ إِذًا ِقسْ َمةٌ ضِيزَى
()22
إِ ْن هِ َي ِإلّا َأسْمَاءٌ سَمّيْتُمُوهَا َأنْتُ ْم وَ َآبَاؤُ ُك ْم مَا َأْنزَ َل اللّ ُه ِبهَا ِم ْن سُلْطَانٍ إِ ْن يَتِّبعُو َن إِلّا
س وََل َقدْ جَا َء ُهمْ ِمنْ َرّبهِ ُم اْلهُدَى ( )23أَ ْم لِ ْلإِْنسَا ِن مَا تَمَنّى ()24
الظّ ّن َومَا َت ْهوَى اْلأَْنفُ ُ
ك فِي السّمَاوَاتِ لَا ُتغْنِي شَفَاعَُت ُهمْ شَيْئًا ِإلّا ِمنْ
فَلِ ّلهِ اْلآَ ِخ َر ُة وَاْلأُولَى ( )25وَ َكمْ ِم ْن مَلَ ٍ
393
َبعْ ِد أَ ْن َيأْذَ َن ال ّلهُ لِ َم ْن َيشَا ُء وََيرْضَى ( )26إِ ّن اّلذِي َن لَا ُيؤْمِنُو َن بِاْل َآخِ َر ِة لَُيسَمّونَ
الْمَلَاِئكَ َة َتسْمَِي َة الُْأنْثَى ( )27وَمَا َلهُ ْم ِبهِ ِمنْ عِ ْل ٍم إِ ْن يَتِّبعُو َن ِإلّا ال ّظ ّن وَإِ ّن ال ّظنّ لَا ُيغْنِي
ح ّق شَيْئًا (َ )28فأَ ْعرِضْ َع ْن َم ْن تَ َولّى َعنْ ذِ ْك ِرنَا َوَلمْ ُي ِر ْد ِإلّا الْحَيَاةَ الدّنْيَا ()29
ِمنَ الْ َ
ضلّ َع ْن سَبِي ِلهِ َوهُ َو أَعْ َل ُم بِ َمنِ اهَْتدَى (
ك مَبْ َلغُ ُه ْم ِمنَ اْلعِلْ ِم إِنّ َرّبكَ ُه َو أَعْ َلمُ بِ َمنْ َ
َذلِ َ
)30
-23ما الصنام إل مرد أساء ليس فيها شئ من معن اللوهية ،سيتموها أنتم
وآباؤكم بقتضى أهوائكم الباطلة ،ما أنزل ال با من حُجّة تُصدق دعواكم فيها ،ما
يتبعون إل الظن وما تواه النفوس النحرفة عن الفطرة السليمة ،ولقد جاءهم من ربم
ما فيه هدايتهم لو اتبعوه .
-25 ، 24بل ليس للنسان ما تناه من شفاعة هذه الصنام أو غي ذلك ما تشتهيه
نفسه ،فلله -وحده -أمر الخرة والدنيا جيعا .
-26وكثي من اللئكة ف السموات مع علو منلتهم ل تغن شفاعتهم شيئا -ما -
إل بعد إذنه تعال للشفيع ورضاه عن الشفوع له .
-27إن الذين ل يؤمنون بالدار الخرة ليصفون اللئكة بالنوثة ،فيقولون :اللئكة
بنات ال .
-28وما لم بذا القول من علم ،ما يتبعون فيه إل ظنهم الباطل ،وإن الظن ل يغن
من الق شيئا .
-29فانصرف عن هؤلء الكافرين الذين أعرضوا عن القرآن ول يكن ههم إل الياة
الدنيا جاهدين فيما يصلحها .
-30ذلك الذي يتبعونه ف عقائدهم وأعمالم منتهى ما وصلوا إليه من العلم ،إن
ربك هو أعلم بن أصر على الضلل ،وهو أعلم بن شأنه قبول الهتداء .
جزِيَ اّلذِينَ
جزِيَ اّلذِي َن أَسَاءُوا بِمَا َعمِلُوا َويَ ْ
ض لَِي ْ
وَلِ ّل ِه مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْ ِ
حسْنَى ( )31اّلذِي َن يَجْتَنِبُونَ كَبَاِئرَ اْلإِْث ِم وَاْلفَوَاحِشَ ِإلّا اللّ َم َم إِنّ َرّبكَ
أَ ْحسَنُوا بِالْ ُ
ض َوإِ ْذ َأنُْتمْ َأجِّنةٌ فِي بُطُو ِن ُأ ّمهَاِتكُمْ
شأَكُ ْم ِمنَ اْلأَرْ ِ
وَاسِ ُع الْ َمغْ ِف َر ِة هُ َو أَعْ َل ُم بِ ُك ْم ِإذْ َأْن َ
394
فَلَا ُتزَكّوا َأْن ُفسَ ُكمْ ُهوَ أَعْ َلمُ بِ َم ِن اّتقَى (َ )32أفَ َرَأيْتَ اّلذِي تَ َولّى ( )33وَأَعْطَى قَلِيلًا
ف مُوسَى (
صحُ ِ
ب َف ُهوَ َيرَى ( )35أَ ْم َلمْ يُنَّب ْأ بِمَا فِي ُ
وَأَ ْكدَى ( )34أَعِ ْن َدهُ عِ ْلمُ اْلغَيْ ِ
س لِ ْلإِْنسَانِ إِلّا
)36وَِإْبرَاهِيمَ اّلذِي َوفّى (َ )37ألّا َتزِ ُر وَازِ َرةٌ وِزْرَ أُ ْخرَى (َ )38وأَ ْن لَيْ َ
جزَا َء اْلأَ ْوفَى ()41
جزَاهُ الْ َ
ف ُيرَى (ُ )40ثمّ يُ ْ
مَا َسعَى ( )39وَأَ ّن َسعَْيهُ َسوْ َ
-31ول -وحده -ما ف السموات وما ف الرض خلقا وتدبيا ،ليجزى الضالي
السيئي بعملهم ،ويزى الهتدين الحسني بالثوبة السن .
-32الذين يتنبون ما يكب عقابه من الذنوب وما يعظم قبحه منها ،لكن الصغائر من
الذنوب يعفو ال عنها ،إن ربك عظيم الغفرة ،هو أعلم بأحوالكم ،إذ خلقكم من
الرض ،وإذ أنتم أجنة ف بطون أمهاتكم ف أطواركم الختلفة ،فل تصفوا أنفسكم
بالتزكى مدحا وتفاخرا ،هو أعلم بن اتقى ،فزكت نفسه حقيقة بتقواه .
-35 ، 34 ، 33أتأملت فرأيت الذى أعرض عن اتباع الق ،وأعطى شيئا قليلً
من الال ،وقطع العطاء؟! أعنده علم الغيب فهو منكشف له عما يدفعه إل التول عن
الق والبخل بالال؟
-38 ، 37 ، 36بل أل يبَر با ف صحف موسى وإبراهيم الذى بلغ الغاية ف الوفاء
با عاهد ال عليه :أنه ل تمل نفس إث نفس أخرى؟!
-39وأنه ليس للنسان إل جزاء عمله .
-40وأن عمله سوف يعلن ،فيُرى يوم القيامة تشريفا للمحسن وتوبيخا للمسئ .
-41ث يزى النسان على عمله الزاء الوفر .
395
والقبض .
-44وأنه هو -وحده -سلب الياة ووهبها .
-46 ، 45وأنه خلق الزوجي الذكر والنثى -من النسان واليوان -من نطفة
دافقة .
-47وأن عليه الحياء بعد الماتة .
-48وأنه -هو -أعطى ما يكفى ،وأرضى با يقتن ويدخر .
-49وأنه -هو -رب هذا الكوكب العظيم السمى بالشعرى .
-51 ، 50وأنه أهلك عادا الول قوم هود ،وأهلك ثود قوم صال ،فما أبقى
عليهم .
-52وأهلك قوم نوح من قبل هلك عاد وثود ،إنم كانوا -هم -أكثر ظلما
وأشد طغيانا من عاد وثود .
-53والقرى النقلبة بقوم لوط هو الذى قلبها .
-55 ، 54فأحاط با من العذاب ما أحاط ،فبأى نعمة من نعم ربك ترتاب!
-56هذا القرآن نذير من جنس النذر الول الت أنذرت با المم السابقة .
-58 ، 57قربت القيامة ،ليس لا من دون ال من يكشف عن وقت وقوعها .
-61 ، 60 ، 59أتحدون كل حق؟ ،فمن هذا القرآن تعجبون إنكارا ،
وتضحكون استهزاءً وسخريةً ،ول تبكون كما يفعل الوقنون ،وأنتم لهون
متكبون؟!
-62فاسجدوا ل الذى أنزل القرآن هدى للناس ،وأفْرِدوه بالعبادة جل جلله .
396
ح ٌر ُمسْتَ ِمرّ ()2
شقّ اْلقَ َمرُ ( )1وَإِ ْن َي َروْا َآَي ًة ُيعْرِضُوا وََيقُولُوا سِ ْ
ت السّا َع ُة وَاْن َ
اقْتَ َربَ ِ
وَ َكذّبُوا وَاتّبَعُوا َأهْوَا َء ُهمْ وَ ُك ّل َأ ْمرٍ ُمسَْت ِقرّ (َ )3وَلقَ ْد جَا َءهُ ْم ِمنَ اْلأَنْبَا ِء مَا فِيهِ ُم ْزدَ َجرٌ (
)4حِكْ َم ٌة بَاِل َغةٌ فَمَا ُت ْغنِ الّنذُرُ ()5
397