Professional Documents
Culture Documents
اخشيشن 28شتنبر2009
اخشيشن 28شتنبر2009
1
وفي كل سنة يغادر 350ألف تلميذ قبل إتمام الدراسة ،فعندما يغادر الطفل قبل 15سنة ،فإننا
نقذف به نحو المجهول ،خاصة أن القانون يحرم التشغيل قبل هذه السن.
ول ننسى أن هناك أبعادا أخرى خارج نسق المدرسة ،أولها البعد السوسيو اقتصادي ،بسبب عجز
العديد من السر عن تدريس أبنائها بسبب العوز المادي.
-لهذا تم اللجوء إلى تجربة مليون محفظة ،هل كان لها بعض الثر؟
> لحظنا أن تجربة مليون محفظة السنة الماضية ساهمت في القبال على التمدرس ،وهذا ما جعلنا
نوسع هذه المبادرة لتشمل هذه السنة ثلثة مليين و 700ألف طفل ،والهدف هو النتقال الفعلي
في غضون السنوات المقبلة إلى مدرسة عمومية مجانية ،ل تتطلب من السرة مصاريف مباشرة.
إضافة إلى برنامج »تيسير« الذي شمل 47ألف أسرة ،قدحققنا من خلله نتائج باهرة حقيقية ،إذ
أدى إلى تمدرس 8300تلميذ ضمنهم 2400تلميذ كانوا قد انقطعوا عن الدراسة لمدة سنتين،
وسيشمل البرنامج مستقبل 200ألف أسرة من أجل التمكن من ضمان استمرار تدريس مليون طفل
خلل العشر سنوات المقبلة.
-ما هي المعايير المعتمدة لختيار السر المستفيدة من برنامج »تيسير« ،علما أن هناك مدراس لم
تستفد ،رغم أن التلميذ الذين يدرسون بها فقراء؟
> كنا في مرحلة تجريبية لمعرفة هل هذه الفكرة ناجحة أم ل وهل هذا القدر من المال مغر أم
ل؟ إضافة إلى تحديد طرق صرف التعويض المالي للسرة.
وفي إطار الدعم الجتماعي أيضا ضاعفنا عدد منح الطعام المدرسي في أفق مضاعفته ثماني مرات.
ول ننسى مشكلة النقل أيضا ،فتم تخصيص 60مليون درهم لبرنامج تجريبي يهم اقتناء حافلت من
جهة ،وتوزيع دراجات هوائية على التلميذ من جهة ثانية ،عن طريق شراكة مع متدخلين محليين
والجماعات المحلية.
-هناك من يتهمكم بتبذير المال العام لقتنائكم شاشات من نوع »إل سي دي« في وقت توجد فيه
مدارس بدون مراحيض ول ماء ول كهرباء ،ماتعليقكم؟
> إن شراء شاشات تلفزيونية من نوع »إل سي دي« لن يكون على حساب ترك مدارس بدون ماء ول
كهرباء ،فل يعقل أن نتصور ذلك ،فلكل إجراء ميزانيته الخاصة ،كما ل يمكن أن نتصور أن يكون
هناك تلميذ في العصر الحالي لم يسبق له أن شاهد شاشة تلفزية ،والتي ستكون وسيلة من وسائل
التدريس.
-الدخول المدرسي وانفلونزا الخنازير ،هل تم اتخاذ جميع الحتياطات لذلك؟
> شرعنا في التخطيط لهذا الموضوع منذ شهر ماي الماضي ،الذي سيكون فيه الستاذ هو أول
محطة إنذار ،والذي عليه أن ينتبه إلى الحالة الصحية للتلميذ ،وثانيا ضرورة حرص التلميذ على
اتخاذ الجراءات الوقائية ،ومنها غسل اليدين بالماء والصابون ،إلى جانب ضمان استمرارية العملية
ّالتربوية في حالة ضرورة إغلق بعض القسام ،لذلك أطلقنا حملة أيادي نظيفة« من أجل الحرص
على صحة التلميذ.
2
لقد وضعنا كل الجراءات بالتدقيق في حالة تطور الوباء ،مثل إذا كان أكثر من ثلثة تلميذ
مصابين داخل القسم فإننا سنوفر شروط العزل ،وهناك قرارات مشتركة مع الدارة الطبية والدارة
الترابية والجماعة المحلية في حالةالقصوى التي نلجأ فيها إلى إغلق مؤسسة بكاملها.
-هناك 13ألفا و 550مؤسسة ابتدائية و 216ثانوية إعدادية غير مرتبطة بشبكة توزيع الماء،
كيف يمكن لهذه العملية أن تنجح؟
> نعلم ذلك .إن 80في المائة من المدارس بالعالم القروي ل تتوفر على الماء .لقد اتخذنا كل
الجراءات المناسبة عبر التفاق مع المكتب الوطني للماء والكهرباء من أجل ربط المدارس بالماء،
وبقيت حوالي 3000مؤسسة يتعذر ربطها بالماء ،ولكن سنوفره.
-أثارت المذكرة 122احتجاج العاملين في القطاع ،فقيل إنها جاءت للغاء التوقيت المستمر ،هل
هذا صحيح؟
> إن الزمن المدرسي كان مستهدفا بهدر ل يتصور .ل يمكن السماح بالستمرار على هذا الحال،
فأصبح لزاما أن يكون هناك وضوح في مسار السنة الدراسية التي لها محطات غير البداية والنهاية.
إن الهدف من المذكرة هو ضبط إيقاع الزمن المدرسي واختيار الصيغة المناسبة لكل مؤسسة على
حدة.
أما من يتحدث عن فرض المذكرة ،ونحن نتحدث عن نخبة البلد الذي هو قطاع التعليم ،فهل
نتصور أننا سنسير نخبة المغرب مثل الشاحنات؟ ونقول لها عليك تطبيقها ،هذا غير منطقي ،الذي
يقول هذا الكلم له أهداف أخرى ،فالمذكرة تتضمن اقتراحات وللفرق التربوية المحلية واسع
النظر ،إضافة إلى أنه ليست لدينا سلطة من أجل فرض هذا ،لن ذلك يحدده تدبير الزمن المدرسي
اليومي ،وتحدده الفرق المحلية ،منهم الساتذة والمفتشون والمدراء والنواب ،ولكن ل يمكن أن
نترك الوضع كما هو.
-نحن نعلم أن هناك ثقافة منذ سنوات خلت هي أنه في نهاية السنة ينقطع التلميذ عن الدراسة،
وهو ما يصطلح عليه بـ«الهروب« ،وبعدها ينقطع الساتذة أيضا عن الحضور ،فهل المذكرة جاءت
لهذا الغرض؟
> هذا ما حصل ،والوقوف ضد المذكرة هدفه أن يظل الذين ل يحترمون أوقات العمل يتصرفون
كما يحلو لهم.
-لكن ما جدوى أن يأتي الستاذ إلى الفصل في غياب التلميذ؟
> هل هؤلء التلميذ يتصرفون حسب أهوائهم؟ إن محاربة غياب التلميذ يتم عبر خلق فضاء يجعل
التلميذ يقبل على المؤسسة ،إضافة إلى أن هناك تلميذ يتغيبون ول أحد يسأل عنهم ،لننا كنا في
وقت ما نعتقد أننا نقدم خدمة اجتماعية ،أننا نفتح »حانوت« ومن أراد أن يأتي فله ذلك ،ومن لم
3
يرغب فهو الخاسر ،لكن هذا غير منطقي ،فعدم حضور التلميذ إلى الفصل هو خسارة للجميع ،لن
المكان الطبيعي له قبل 15سنة هو المدرسة.
لذلك ينبغي وضع حد للنقطاع عن الدراسة ،لنه بسلطة القانون يصير التعليم إجباريا إلى حدود
بلوغ الطفل سن 15سنة .لو كنا نفعل القانون ل تخذنا إجراءات زجرية في حق الباء وأولياء
المور الذين ل يحرصون على إرسال أطفالهم إلى المدرسة ،ولكن نعرف أن كل هذا يحتاج إلى
تحسيس وتربية.
-هناك نقاش ببعض البلدان الوروبية حول العودة إلى سياسة العقاب والصرامة بالمدارس ،فهل
المغرب يفكر في هذا التجاه؟
> الصرامة هي الوضوح ،فهناك تلميذ يتغيبون ويظلون يتجولون بمحيط المدرسة ،وقد يظلون
على هذه الحال لزيد من عشرة أيام ول أحد يهتم بذلك .لذلك ل بد من الضبط والتحكم في اليقاع
المدرسي ،أي أنه انطلقا من الن ل أحد له الحق في أن يتصرف كيفما شاء دون أن يكون مطالبا
بمحاسبة ما .نفس الشيء بالنسبة للستاذة ،فهناك من يمنح لنفسه الحق في عدم الحضور إلى
المؤسسة دون مبرر ،ول أحد يحاسبه .كل هذا انتهى زمانه ،ول يمكن بناء نظام تربوي حديث دون
ضبط الدوار ،وتكون المحاسبة هي الساس.
-أل يؤدي هذا إلى ارتفاع وتيرة الشواهد الطبية في صفوف رجال التعليم؟
> هي الن مرتفعة ،فمثل خلل سنة ، 2006على ما أعتقد ،بلغ عدد أيام التغيب المبررة بالشواهد
الطبية مليونا و 800يوم ،فهل هذا منطقي؟ سيكون واقعيا لو كنا ل قدر ال في حرب أو وباء.
هناك أساتذة في فترة العيد يغادرون المؤسسات قبل الموعد الرسمي للعطلة ،ويعودون متى شاؤوا
دون محاسبة ،ويعتبرون المر عاديا.
-هناك كثافة في المقررات الدراسية ،أل تعتقدون أن هذا سببه وجود لوبيات تتصارع من أجل
صفقات في المجال؟
> هذا صحيح ،ليت المر مرتبطا بالمجال التجاري ،ولكن الذي حدث مثل أنه في مادة مثل التاريخ،
أضيفت مراحل من التاريخ إلى ما كنا ندرسه في السابق ،فأصبحت المضامين كثيفة ،كما أن
مجالت معرفية لم تكن في السابق فتمت إضافتها ،وهكذا أصبحنا كلما أضيف مجال معرفي ،ل
نحاول إعادة التوازن بين المجالت ،بل نضيف في الحصص نفسها.
إن المنظومات الحديثة تعمل عكس ذلك عبر اختزال كل المجالت في أسئلة كبرى تتضمن إشكالت،
وتتم مساعدة التلميذ على وضع هذه الشكالت والبحث عن تجميع المعطيات لصياغة الجواب المثل
لمقاربة هذا الشكال.
-مضت عشر سنوات على وضع الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،هل هناك مشروع لتقليص عدد
المقررات الدراسية؟
> كانت ثورة فعلية في الوقت الذي تم فيه تحديد الميثاق ،ونحن الن في مرحلة تقييم المناهج
والبرامج.
4
ليس المشكل في العدد ،إذا كان الغرض هو المنهجية فلن تبقى هناك كتب ،ففي المنظومات
الحديثة ل يشكل الكتاب كمقرر إل جزءا قليل جدا من الساليب المتاحة للوصول إلى المعرفة.
ولقد أصبح الكتاب لشيء مقارنة بالنترنيت ،كما يمكن للعديد من الدروس أن يتم تلقينها عبر
زيارات ميدانية ،فلم يعد الكتاب هو الهاجس ،بل هو أداة من الدعامات الممكنة.
-هل يمكن العودة إلى الكتاب الموحد ؟
> الموضوع مفتوح على كل الحتمالت ،يمكن الرجوع إلى الكتاب الموحد ،والحرية للفرق
التربوية من أجل تحديد المناهج التي يمكن من خللها الوصول إلى الهداف الممكنة.
-حسب نتائج البرنامج الوطني لتقويم التحصيل الدراسي ، 2008قدم المجلس العلى للتعليم نتائج
كانت كارثية بالنسبة للتحصيل في مجال الرياضيات واللغة العربية والنشاط العلمي ،كيف
ستتعاملون مع الموضوع؟
> طبعا هذه النتائج كانت مرتقبة ،ولكن الجديد هو أنه لول مرة وفر لنا تقرير من هذا النوع
أداة لقياس المردودية على عكس ما كان سابقا ،إذ كان التقييم يتم من خلل نسب النجاح دون
معرفة مستوى التحصيل ،وهذا البرنامج سيمكننا من معرفة ما إذا كانت المدرسة استطاعت أن
تؤدي دورها المنوط بها ،غير أنه يبدو بوضوح أنها ل تؤدي المطلوب منها فيما يخص هذه
المعارف ،لذلك فإن الغرض من تلك الدراسة هو تصحيح ومعرفة مكامن الخلل ،هل يوجد في طبيعة
المناهج أو في أساليب عملنا؟
-ستشمل الكتب المدرسية لمادة التربية السلمية لول مرة في الدخول المدرسي الحالي دروسا عن
الثوابت الوطنية )إمارة المؤمنين /الصحابة( أل ترون أن المواضيع مهمة ولكن المقاربة ترقيعية؟
لماذا ل يتم إقحام بعض الدروس الخاصة بهذه المفاهيم ضمن المناهج الدراسية بكاملها وخاصة
مواد اللغات والعلوم الجتماعية ؟
> من خلل مراجعة المناهج قد تظهر اختللت أو نقصان دعامة ما ،وتقوم فرق التفتيش باقتراح
في الموضوع ،وإدراج هذه المواد جاء باقتراح من مفتشي مادة التربية السلمية ،ويمكن إدراجها
ضمن مواد أخرى.
-أصبح الخوف يتملك الباء بشأن أبنائهم بفعل انتشار العديد من الفات من قبيل المخدرات
والسجائر ،وجاء المخطط الستعجالي بمشروع »مدرسة الحترام« .ما الهدف من ذلك؟
> إن النقاش داخل المجتمع هو أن المدرسة لم تعد تقوم بالدوار المنوطة بها ،وما يطلبه المجتمع
هو أن تعيد المدرسة تشكيل الذات الجماعية ،وأن يعرف المتعلمون ما هو المغرب ,ويدركوا أن
ديننا السلم ،وغير ذلك من المور.
لقد عرفت المنظومة التعليمية اختللت تتعلق بمكونات الذات الجماعية التي أضحت متلشية ،مثل
ل أحد يعرف النشيد الوطني ،والراية غير موجودة بالمدرسة ،علوة على تدهور العلقة بين الستاذ
والتلميذ ،والتطاول على حرمة المدرسة ،ول يقتصر الموضوع على المخدرات والسجائر ،ولكن
أصبحت جنبات المدرسة أسواقا شعبية.
5
زد على ذلك شحن البرامج والمناهج بعدد من المور ،مما جعل كل أهداف العملية التعليمية
متساوية.
فمثل ل يمكن معرفة ضرورة النظافة وواجب احترام الوالدين وحب الوطن ...كل ذلك نسترجعه
ضمن المشروع الجماعي الذي هو مدرسة الحترام.
ل بد من احترام محيط المؤسسة ،مثل بأمريكا ل يمكن أن تجد حانة أو محل لبيع السلح قرب
مؤسسة تعليمية ،ول يمكن السماح لسيارة بالوقوف أمام مدرسة.
وبالمغرب يجب التفاق مع الجميع ،سواء جمعيات آباء وأولياء التلميذ أوالسلطات المحلية ،على
فرض المن ،بل أكثر من ذلك اتخذنا قرار هدم أسوار المدارس ،لتصبح فضاءات مفتوحة على
المجتمع ،فإذا كان المجتمع المغربي غير قادر على حماية المدارس ،فلن نحميها عبر بناء السوار.
-أل يؤدي هذا القرار إلى انعدام المن داخل المؤسسة التعليمية ،خاصة مع انتشار العديد من
الظواهر الجتماعية السلبية؟
> ل يمكن انتظار حتى ينهي المجتمع علقته مع المخدرات والخمر ونقوم بهذا الجراء ،هناك
مجتمعات تتفشى فيها آفات أكثر من المغرب ،ولكن يدركون أن الخط الحمر هو المدرسة.
مثل قام شخص بسرقة أشياء من مدرسة ،فقلت لهم إذا لم يقض ليلته في السجن فسنغلق هذه
المؤسسة .ينبغي أن تكون للمدرسة الحرمة ذاتها التي يتوفر عليها المسجد.
-ستتحول المدارس حتما إلى مرتع للمشردين والمنحرفين بعد هدم السوار ،أليس كذلك؟
> الدليل على عدم جدوى السوار أنها لم تحل المشكلة ،في السابق كانت المدرسة مسيجة بشباك
حديدي وكان كل ما يقع داخلها باديا للعيان ،وكانت فضاء مفتوحا .ل نريد أن تتحول المدرسة
إلى سجن مفتوح على الفضاء الخارجي.
-إلى جانب انتشار المخدرات والسجائر ،هناك العديد من التلميذات يتعرضن للتحرش الجنسي
بالقرب من المؤسسات بسبب توافد الغرباء .ما هي الجراءات المتخذة في هذا الباب؟
> يجب أن يتم تحديد الدوار ،فالتلميذ ينبغي أن يبقى تلميذا والستاذ أستاذا ،والمدير مديرا .إن
التلميذة التي بمجرد ما تغادر المؤسسة ول تعتبر نفسها تلميذة ،ول ترتدي الزي الذي يميزها عن
الخريات ،ستتعرض حتما للتحرش ،وهي بدون شك تكون مستعدة لممارسات ما بسبب العديد من
الغراءات.
كما أن الذي يمنح لنفسه الحق في التحرش بتلميذة بالقرب من المؤسسة التعليمية ول يطاله أي
عقاب ،فإن ذلك يشجعه على التمادي في تصرفاته ،والشيء نفسه بالنسبة لمروجي المخدرات
والسجائر.
وعلى سبيل المثال ،فإن التدخين أصبح ممنوعا داخل الفضاءات المدرسية ،هذا يعني أن التساهل مع
الستاذ أو المدير أو أي شخص كان ،وهذا كله توضيح للدوار التي تحدثنا عنها سلفا ،والذي
تجاوز حده ينبغي أن يعاقب على ذلك.
6
-هل تراجع دور الستاذ التربوي؟
> صحيح .لقد أصبح هم الستاذ هو أن يدرس وينصرف لحاله ،وهذه تطورات عرفتها العديد من
المجتمعات ،وخلل هذه السنة سنشغل 300مساعدة اجتماعية غرضها الوقوف على العديد من
المشاكل المرتبطة بالتلميذ.
-لكن في السابق كان الستاذ يقوم بدور التربية والتعليم في آن واحد ،لماذا ل يقوم الن بدور
المساعدة الجتماعية؟
> لم يعد ممكنا ،وهذا يحتاج إلى تكوين وإلمام بحل المشاكل التي لها أبعاد اجتماعية ،إضافة إلى
ضرورة تحديد المهام والوظائف داخل المدرسة ،والمساعدات الجتماعيات سيساعدن في حل مشكلة
الغياب عبر السؤال عن أحوال التلميذ المتغيبين ومعرفة أحوالهم السرية.
-ما مصير مشروع المدرسة الجماعية ،إذ لحد الن لم يتم تشييد أي واحدة منها؟
> هذه السنة شرعنا في بناء حوالي 14مؤسسة ستكون جاهزة مع الدخول المدرسي المقبل،
وسطرنا في نهاية البرنامج الستعجالي إنشاء 50مدرسة ،ولكن بدون شك سيكون العدد أكبر وقد
نصل إلى 200مدرسة.
إن هذا الجراء جاء لصلح اختيار لم يكن صائبا ،حيث كنا نعتقد أنه ينبغي تشييد مدرسة بكل
دوار ،والتي تشبه في كثير من الحالت »علبتي عود ثقاب« ،ل تتوفر على ماء ول كهرباء ول
مرحاض ،فهل هذه الشروط ستمكن الساتذة من ممارسة عملهم في أحسن الظروف ،وتدفع التلميذ
إلى التحصيل؟
-هل هذا سيضع حدا لما يسمى بـ»القسم السلسلة« الذي يضم كل المستويات التعليمية في قسم
واحد في العالم القروي؟
> »الحماق هداك« ،أي قسم السلسة ،الحل سيتم عبر المدرسة الجماعاتية ،حيث يمكن التفاق مع
المتدخلين على موقع معين لبناء مؤسسة تضم عشرة أقسام ،ويدرس بها ما بين 12و 15أستاذا،
وتضم داخلية تاوي تلميذ يبعدون عن المؤسسة بمسافة معينة ،ومطعما وسكنا للساتذة والمرافق
الصحية ،وتحتوي على الشروط الصحية لحتضان الفعل التربوي.
-قضية التوظيف المباشر الذي تم بموجب المباراة التي نظمتها الوزارة في 3غشت ،والتي سيتم
بموجبها تعيين أكثر من 1800إطار تربوي بدون تكوين ،أل ينعكس هذا على جودة التعليم؟
> طبعا يحد من جودة التعليم ،لن هناك مقولة،هي» :ليست هناك منظومة يمكن أن تعطي أكثر من
كفاءة الستاذ« ،لذلك فبقدر ما كانت للستاذ كفاءة عالية بقدر ما يرتفع سقف طموحنا.
وعليه ،فالعديد من الدول يتوفر أستاذ التعليم البتدائي على شهادة الماستر ثم يخضع إلى تكوين
عملي في التدريس ،ونحن في المغرب أبدعت قريحتنا تكوين أطرنا في مراكز خاصة ،في حين أن
العالم بأسره توجد به مسالك للمهن المدرسية في الجامعة شأنهم في ذلك شأن الطباء والمهندسين،
وهذا ما سنفعله ابتداء من السنة المقبلة ،حيث سنفتح مسالك للتكوين في الجامعة مرتبطة بالمهن
المدرسية يلجها الطلبة الحاصلون على البكالوريا ،وبعد الجازة نفتح مباراة للتوظيف ويخضعون
7
لتكوين ،مدته سنتان ،خاص بالمستويات التي سيدرسونها داخل مراكز جهوية سنفتحها لهذا
الغرض.
-في كل سنة يطرح ملف اللتحاق بالزواج في قطاع التعليم ،هل فكرتم في حلول لذلك؟
> مشكلة اللتحاق بالزواج مطروحة فقط بمنظومة التعليم ول توجد بباقي القطاعات ،وكان
تدبيرها يتم عبر الحركة النتقالية ،علما أنه سنويا يتم تقديم 70ألف طلب بهذا الخصوص ول
تتم الستجابة إل لـ 10في المائة ،ولهذا فإن فرق عمل تبحث في الموضوع لتدبير حلول أخرى،
والحل الذي يبدو لحد الن مناسبا هو خلق نوع من »بورصة للتبادل بين الساتذة« لحل هذا الملف،
إضافة إلى وجود تحفيزات أخرى من قبيل توفير السكن ،وتقديم تعويضات مادية للذين يدرسون في
ظروف صعبة.
-ما رأيك في الساعات الضافية التي تحولت إلى تجارة مربحة في صفوف الساتذة؟
> الخطير هو أن هناك ممارسات أصبحت تمس أخلقيات المهنة ،لننا وقفنا على حالت يتم فيها
ابتزاز التلميذ الذي ل يأتي للدروس الضافية ويتعرض لعقاب قد ل يكون معلنا ،وتتحول العلقة ما
بين التلميذ والستاذ إلى علقة زبونية ،ولمواجهة هذه الفة ل بد من الدعم التربوي لتدارك
التفاوت بين التلميذ.
وما دامت الساعات الضافية تدخل في إطار علقة تجارية فإن المجتمع يقبلها ،لكن ما أخشاه هو أن
يطال البتزاز ،كما هو حاصل في الجامعات ،علقات أخرى فتتحول إلى علقات مشبوهة ل يمكن
التحكم فيها.
-أطلقتم مبادرة مدرسة النجاح وأعلمتم بتأسيس جمعيات مدرسية لهذا الغرض برئاسة مديري
المؤسسات التعليمية ،أل يحدث هذا تداخل بين مهامها ومهام مجالس تدبير المؤسسات؟
> هذا غير صحيح ،فمجالس التدبير محددة بموجب القانون ،أما جمعية النجاح فالغرض منها هو
حل العديد من المشاكل النية داخل المؤسسة .لهذا فإننا اعتمدنا على مبدأ أساسي هو الصيانة
الوقائية عبر تخصيص ميزانية لكل مؤسسة ،حسب عدد القسام ،لمواجهة المشاكل البسيطة من
قبيل إصلح طاولة أو نافذة ،إضافة إلى تدبير ملف مليون محفظة .فل يمكن للمدير وحده أن يقوم
بهذا العمل لوجود تعقيدات إدارية ،لذلك قمنا بتفويت هذا الملف إلى الجمعيات لنها هي الدرى
بمحيطها.
http://74.53.192.83/?artid=28910المساء العدد 939الثنين 28سبتمبر 2009
8