Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫اخشيشن‪ :‬كنا نعتبر المدرسة مثل »الحانوت« نفتحه ومن أراد‬

‫أن يأتي فله ذلك ومن ل يرغب فهو الخاسر‬


‫وزير التربية الوطنية قال إن ‪ 70‬في المائة من التلميذ يغادرون المدرسة من‬
‫دون كفاءة معينة‬
‫حاورته خديجة عليموسى‬
‫أكد أحمد اخشيشن‪ ،‬وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الطر‪ ،‬أن المذكرة ‪ 122‬هدفها الضبط‬
‫والتحكم في اليقاع المدرسي‪ ،‬موضحا أنه لم يعد ممكنا أن يتصرف أي أحد كيفما شاء دون أن يكون‬
‫مطالبا بمحاسبة ما‪ .‬وقال إن بعض الساتذة يمنحون أنفسهم الحق في عدم الحضور إلى المؤسسة دون‬
‫مبرر ودون محاسبة‪ .‬ودعا الوزير إلى ضرورة إعادة العتبار للمدرسة وأن تصير لها حرمتها مثل المسجد‪،‬‬
‫مبينا أن قرار هدم أسوار المدارس هدفه انفتاحها على محيطها الخارجي‪ .‬في هذا الحوار يتحدث الوزير‬
‫عن المدرسة وقيمها وعن مراجعة المقررات والمناهج‪ ،‬وغيرها من مستجدات الدخول المدرسي‪.‬‬

‫ما الذي يميز الدخول المدرسي لهذه السنة؟‬ ‫‪-‬‬


‫> ما يميزه هو أنه أول دخول يتم في إطار المخطط الستعجالي‪ ،‬لذلك هناك محاور لها أولوية‪،‬‬
‫أولها الشروط المادية للعرض التربوي‪ ،‬خاصة أن المدرسة المغربية عرفت تدهورا كبيرا على‬
‫مستوى البنايات والتجهيزات خلل العقود الماضية‪ ،‬لهذا فإن إحدى أولوياتنا تدارك الخصاص في‬
‫هذا المجال لعتبارين‪ ،‬الول‪ :‬هو توفر فضاء يتضمن ما يكفي من الشروط لحتضان الفعل التربوي‬
‫من المقومات الساسية لشروط الجودة‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬هو أن التعليم اليوم ل يحتاج فقط إلى فضاءات‪ ،‬بل إلى تجهيزات مرتبطة بتطور‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬لذلك قمنا السنة الماضية في إطار برنامج تجريبي بإعادة تأهيل حوالي ‪3000‬‬
‫مؤسسة‪ ،‬وسنباشر هذه السنة إعادة تأهيل ‪ 3700‬مؤسسة أخرى‪ ،‬والسنة المقبلة سنكون قد وفينا‬
‫الجميع‪ ،‬أي حوالي ‪ 13‬ألف مؤسسة‪ ،‬وتكلفة المجموع غلف مالي يتجاوز ‪ 2،5‬مليار درهم‪ ،‬إضافة‬
‫إلى توسيع العرض المدرسي بتشييد حوالي ‪ 1100‬مؤسسة خلل الثلث سنوات المقبلة و ‪370‬‬
‫داخلية‪ ،‬وهذا العرض قطع أشواطا مهمة‪ ،‬إذ تم تقديم طلبات العروض فتسلمنا العروض الولية‪،‬‬
‫ونحن في مرحلة دراستها‪ ،‬وسنباشر العمل في غضون السابيع المقبلة‪.‬‬
‫محور ثان يحتاج إلى مجهود أساسي هو الحتفاظ بعدد من الطفال أطول مسار دراسي ممكن للحد‬
‫من الهدر‪ ،‬وسنسعى إلى أن تكون لكل من يغادر المؤسسة كفاءة معينة‪ ،‬وليس كما هو الحال الن‪،‬‬
‫حيث إن أزيد من ‪ 70‬في المائة يغادرون دون كفاءة‪ ،‬وللوقوف على هذا كان ضروريا أن نتعرف‬
‫على أسباب عدم جودة التحصيل الذي يؤدي إلى نقاط ضعيفة وإلى التكرار‪ ،‬فالمغرب آخر‬
‫المنظومات في العالم الذي يعرف التكرار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وفي كل سنة يغادر ‪ 350‬ألف تلميذ قبل إتمام الدراسة‪ ،‬فعندما يغادر الطفل قبل ‪ 15‬سنة‪ ،‬فإننا‬
‫نقذف به نحو المجهول‪ ،‬خاصة أن القانون يحرم التشغيل قبل هذه السن‪.‬‬
‫ول ننسى أن هناك أبعادا أخرى خارج نسق المدرسة‪ ،‬أولها البعد السوسيو اقتصادي‪ ،‬بسبب عجز‬
‫العديد من السر عن تدريس أبنائها بسبب العوز المادي‪.‬‬
‫‪ -‬لهذا تم اللجوء إلى تجربة مليون محفظة‪ ،‬هل كان لها بعض الثر؟‬
‫> لحظنا أن تجربة مليون محفظة السنة الماضية ساهمت في القبال على التمدرس‪ ،‬وهذا ما جعلنا‬
‫نوسع هذه المبادرة لتشمل هذه السنة ثلثة مليين و ‪ 700‬ألف طفل‪ ،‬والهدف هو النتقال الفعلي‬
‫في غضون السنوات المقبلة إلى مدرسة عمومية مجانية‪ ،‬ل تتطلب من السرة مصاريف مباشرة‪.‬‬
‫إضافة إلى برنامج »تيسير« الذي شمل ‪ 47‬ألف أسرة‪ ،‬قدحققنا من خلله نتائج باهرة حقيقية‪ ،‬إذ‬
‫أدى إلى تمدرس ‪ 8300‬تلميذ ضمنهم ‪ 2400‬تلميذ كانوا قد انقطعوا عن الدراسة لمدة سنتين‪،‬‬
‫وسيشمل البرنامج مستقبل ‪ 200‬ألف أسرة من أجل التمكن من ضمان استمرار تدريس مليون طفل‬
‫خلل العشر سنوات المقبلة‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي المعايير المعتمدة لختيار السر المستفيدة من برنامج »تيسير«‪ ،‬علما أن هناك مدراس لم‬
‫تستفد‪ ،‬رغم أن التلميذ الذين يدرسون بها فقراء؟‬
‫> كنا في مرحلة تجريبية لمعرفة هل هذه الفكرة ناجحة أم ل وهل هذا القدر من المال مغر أم‬
‫ل؟ إضافة إلى تحديد طرق صرف التعويض المالي للسرة‪.‬‬
‫وفي إطار الدعم الجتماعي أيضا ضاعفنا عدد منح الطعام المدرسي في أفق مضاعفته ثماني مرات‪.‬‬
‫ول ننسى مشكلة النقل أيضا‪ ،‬فتم تخصيص ‪ 60‬مليون درهم لبرنامج تجريبي يهم اقتناء حافلت من‬
‫جهة‪ ،‬وتوزيع دراجات هوائية على التلميذ من جهة ثانية‪ ،‬عن طريق شراكة مع متدخلين محليين‬
‫والجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬هناك من يتهمكم بتبذير المال العام لقتنائكم شاشات من نوع »إل سي دي« في وقت توجد فيه‬
‫مدارس بدون مراحيض ول ماء ول كهرباء‪ ،‬ماتعليقكم؟‬
‫> إن شراء شاشات تلفزيونية من نوع »إل سي دي« لن يكون على حساب ترك مدارس بدون ماء ول‬
‫كهرباء‪ ،‬فل يعقل أن نتصور ذلك‪ ،‬فلكل إجراء ميزانيته الخاصة‪ ،‬كما ل يمكن أن نتصور أن يكون‬
‫هناك تلميذ في العصر الحالي لم يسبق له أن شاهد شاشة تلفزية‪ ،‬والتي ستكون وسيلة من وسائل‬
‫التدريس‪.‬‬
‫‪ -‬الدخول المدرسي وانفلونزا الخنازير‪ ،‬هل تم اتخاذ جميع الحتياطات لذلك؟‬
‫> شرعنا في التخطيط لهذا الموضوع منذ شهر ماي الماضي‪ ،‬الذي سيكون فيه الستاذ هو أول‬
‫محطة إنذار‪ ،‬والذي عليه أن ينتبه إلى الحالة الصحية للتلميذ‪ ،‬وثانيا ضرورة حرص التلميذ على‬
‫اتخاذ الجراءات الوقائية‪ ،‬ومنها غسل اليدين بالماء والصابون‪ ،‬إلى جانب ضمان استمرارية العملية‬
‫ّ‬‫التربوية في حالة ضرورة إغلق بعض القسام‪ ،‬لذلك أطلقنا حملة أيادي نظيفة« من أجل الحرص‬
‫على صحة التلميذ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫لقد وضعنا كل الجراءات بالتدقيق في حالة تطور الوباء‪ ،‬مثل إذا كان أكثر من ثلثة تلميذ‬
‫مصابين داخل القسم فإننا سنوفر شروط العزل‪ ،‬وهناك قرارات مشتركة مع الدارة الطبية والدارة‬
‫الترابية والجماعة المحلية في حالةالقصوى التي نلجأ فيها إلى إغلق مؤسسة بكاملها‪.‬‬
‫‪ -‬هناك ‪ 13‬ألفا و ‪ 550‬مؤسسة ابتدائية و ‪ 216‬ثانوية إعدادية غير مرتبطة بشبكة توزيع الماء‪،‬‬
‫كيف يمكن لهذه العملية أن تنجح؟‬
‫> نعلم ذلك‪ .‬إن ‪ 80‬في المائة من المدارس بالعالم القروي ل تتوفر على الماء‪ .‬لقد اتخذنا كل‬
‫الجراءات المناسبة عبر التفاق مع المكتب الوطني للماء والكهرباء من أجل ربط المدارس بالماء‪،‬‬
‫وبقيت حوالي ‪ 3000‬مؤسسة يتعذر ربطها بالماء‪ ،‬ولكن سنوفره‪.‬‬

‫‪ -‬أثارت المذكرة ‪ 122‬احتجاج العاملين في القطاع‪ ،‬فقيل إنها جاءت للغاء التوقيت المستمر‪ ،‬هل‬
‫هذا صحيح؟‬
‫> إن الزمن المدرسي كان مستهدفا بهدر ل يتصور‪ .‬ل يمكن السماح بالستمرار على هذا الحال‪،‬‬
‫فأصبح لزاما أن يكون هناك وضوح في مسار السنة الدراسية التي لها محطات غير البداية والنهاية‪.‬‬

‫إن الهدف من المذكرة هو ضبط إيقاع الزمن المدرسي واختيار الصيغة المناسبة لكل مؤسسة على‬
‫حدة‪.‬‬
‫أما من يتحدث عن فرض المذكرة‪ ،‬ونحن نتحدث عن نخبة البلد الذي هو قطاع التعليم‪ ،‬فهل‬
‫نتصور أننا سنسير نخبة المغرب مثل الشاحنات؟ ونقول لها عليك تطبيقها‪ ،‬هذا غير منطقي‪ ،‬الذي‬
‫يقول هذا الكلم له أهداف أخرى‪ ،‬فالمذكرة تتضمن اقتراحات وللفرق التربوية المحلية واسع‬
‫النظر‪ ،‬إضافة إلى أنه ليست لدينا سلطة من أجل فرض هذا‪ ،‬لن ذلك يحدده تدبير الزمن المدرسي‬
‫اليومي‪ ،‬وتحدده الفرق المحلية‪ ،‬منهم الساتذة والمفتشون والمدراء والنواب‪ ،‬ولكن ل يمكن أن‬
‫نترك الوضع كما هو‪.‬‬
‫‪ -‬نحن نعلم أن هناك ثقافة منذ سنوات خلت هي أنه في نهاية السنة ينقطع التلميذ عن الدراسة‪،‬‬
‫وهو ما يصطلح عليه بـ«الهروب«‪ ،‬وبعدها ينقطع الساتذة أيضا عن الحضور‪ ،‬فهل المذكرة جاءت‬
‫لهذا الغرض؟‬
‫> هذا ما حصل‪ ،‬والوقوف ضد المذكرة هدفه أن يظل الذين ل يحترمون أوقات العمل يتصرفون‬
‫كما يحلو لهم‪.‬‬
‫‪ -‬لكن ما جدوى أن يأتي الستاذ إلى الفصل في غياب التلميذ؟‬
‫> هل هؤلء التلميذ يتصرفون حسب أهوائهم؟ إن محاربة غياب التلميذ يتم عبر خلق فضاء يجعل‬
‫التلميذ يقبل على المؤسسة‪ ،‬إضافة إلى أن هناك تلميذ يتغيبون ول أحد يسأل عنهم‪ ،‬لننا كنا في‬
‫وقت ما نعتقد أننا نقدم خدمة اجتماعية‪ ،‬أننا نفتح »حانوت« ومن أراد أن يأتي فله ذلك‪ ،‬ومن لم‬
‫‪3‬‬
‫يرغب فهو الخاسر‪ ،‬لكن هذا غير منطقي‪ ،‬فعدم حضور التلميذ إلى الفصل هو خسارة للجميع‪ ،‬لن‬
‫المكان الطبيعي له قبل ‪ 15‬سنة هو المدرسة‪.‬‬
‫لذلك ينبغي وضع حد للنقطاع عن الدراسة‪ ،‬لنه بسلطة القانون يصير التعليم إجباريا إلى حدود‬
‫بلوغ الطفل سن ‪ 15‬سنة‪ .‬لو كنا نفعل القانون ل تخذنا إجراءات زجرية في حق الباء وأولياء‬
‫المور الذين ل يحرصون على إرسال أطفالهم إلى المدرسة‪ ،‬ولكن نعرف أن كل هذا يحتاج إلى‬
‫تحسيس وتربية‪.‬‬
‫‪ -‬هناك نقاش ببعض البلدان الوروبية حول العودة إلى سياسة العقاب والصرامة بالمدارس‪ ،‬فهل‬
‫المغرب يفكر في هذا التجاه؟‬
‫> الصرامة هي الوضوح‪ ،‬فهناك تلميذ يتغيبون ويظلون يتجولون بمحيط المدرسة‪ ،‬وقد يظلون‬
‫على هذه الحال لزيد من عشرة أيام ول أحد يهتم بذلك‪ .‬لذلك ل بد من الضبط والتحكم في اليقاع‬
‫المدرسي‪ ،‬أي أنه انطلقا من الن ل أحد له الحق في أن يتصرف كيفما شاء دون أن يكون مطالبا‬
‫بمحاسبة ما‪ .‬نفس الشيء بالنسبة للستاذة‪ ،‬فهناك من يمنح لنفسه الحق في عدم الحضور إلى‬
‫المؤسسة دون مبرر‪ ،‬ول أحد يحاسبه‪ .‬كل هذا انتهى زمانه‪ ،‬ول يمكن بناء نظام تربوي حديث دون‬
‫ضبط الدوار‪ ،‬وتكون المحاسبة هي الساس‪.‬‬
‫‪ -‬أل يؤدي هذا إلى ارتفاع وتيرة الشواهد الطبية في صفوف رجال التعليم؟‬
‫> هي الن مرتفعة‪ ،‬فمثل خلل سنة ‪ ، 2006‬على ما أعتقد‪ ،‬بلغ عدد أيام التغيب المبررة بالشواهد‬
‫الطبية مليونا و ‪ 800‬يوم‪ ،‬فهل هذا منطقي؟ سيكون واقعيا لو كنا ل قدر ال في حرب أو وباء‪.‬‬
‫هناك أساتذة في فترة العيد يغادرون المؤسسات قبل الموعد الرسمي للعطلة‪ ،‬ويعودون متى شاؤوا‬
‫دون محاسبة‪ ،‬ويعتبرون المر عاديا‪.‬‬
‫‪ -‬هناك كثافة في المقررات الدراسية‪ ،‬أل تعتقدون أن هذا سببه وجود لوبيات تتصارع من أجل‬
‫صفقات في المجال؟‬
‫> هذا صحيح‪ ،‬ليت المر مرتبطا بالمجال التجاري‪ ،‬ولكن الذي حدث مثل أنه في مادة مثل التاريخ‪،‬‬
‫أضيفت مراحل من التاريخ إلى ما كنا ندرسه في السابق‪ ،‬فأصبحت المضامين كثيفة‪ ،‬كما أن‬
‫مجالت معرفية لم تكن في السابق فتمت إضافتها‪ ،‬وهكذا أصبحنا كلما أضيف مجال معرفي‪ ،‬ل‬
‫نحاول إعادة التوازن بين المجالت‪ ،‬بل نضيف في الحصص نفسها‪.‬‬
‫إن المنظومات الحديثة تعمل عكس ذلك عبر اختزال كل المجالت في أسئلة كبرى تتضمن إشكالت‪،‬‬
‫وتتم مساعدة التلميذ على وضع هذه الشكالت والبحث عن تجميع المعطيات لصياغة الجواب المثل‬
‫لمقاربة هذا الشكال‪.‬‬
‫‪ -‬مضت عشر سنوات على وضع الميثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬هل هناك مشروع لتقليص عدد‬
‫المقررات الدراسية؟‬
‫> كانت ثورة فعلية في الوقت الذي تم فيه تحديد الميثاق‪ ،‬ونحن الن في مرحلة تقييم المناهج‬
‫والبرامج‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ليس المشكل في العدد‪ ،‬إذا كان الغرض هو المنهجية فلن تبقى هناك كتب‪ ،‬ففي المنظومات‬
‫الحديثة ل يشكل الكتاب كمقرر إل جزءا قليل جدا من الساليب المتاحة للوصول إلى المعرفة‪.‬‬
‫ولقد أصبح الكتاب لشيء مقارنة بالنترنيت‪ ،‬كما يمكن للعديد من الدروس أن يتم تلقينها عبر‬
‫زيارات ميدانية‪ ،‬فلم يعد الكتاب هو الهاجس‪ ،‬بل هو أداة من الدعامات الممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬هل يمكن العودة إلى الكتاب الموحد ؟‬
‫> الموضوع مفتوح على كل الحتمالت‪ ،‬يمكن الرجوع إلى الكتاب الموحد‪ ،‬والحرية للفرق‬
‫التربوية من أجل تحديد المناهج التي يمكن من خللها الوصول إلى الهداف الممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬حسب نتائج البرنامج الوطني لتقويم التحصيل الدراسي ‪ ، 2008‬قدم المجلس العلى للتعليم نتائج‬
‫كانت كارثية بالنسبة للتحصيل في مجال الرياضيات واللغة العربية والنشاط العلمي‪ ،‬كيف‬
‫ستتعاملون مع الموضوع؟‬
‫> طبعا هذه النتائج كانت مرتقبة‪ ،‬ولكن الجديد هو أنه لول مرة وفر لنا تقرير من هذا النوع‬
‫أداة لقياس المردودية على عكس ما كان سابقا‪ ،‬إذ كان التقييم يتم من خلل نسب النجاح دون‬
‫معرفة مستوى التحصيل‪ ،‬وهذا البرنامج سيمكننا من معرفة ما إذا كانت المدرسة استطاعت أن‬
‫تؤدي دورها المنوط بها‪ ،‬غير أنه يبدو بوضوح أنها ل تؤدي المطلوب منها فيما يخص هذه‬
‫المعارف‪ ،‬لذلك فإن الغرض من تلك الدراسة هو تصحيح ومعرفة مكامن الخلل‪ ،‬هل يوجد في طبيعة‬
‫المناهج أو في أساليب عملنا؟‬
‫‪ -‬ستشمل الكتب المدرسية لمادة التربية السلمية لول مرة في الدخول المدرسي الحالي دروسا عن‬
‫الثوابت الوطنية )إمارة المؤمنين‪ /‬الصحابة( أل ترون أن المواضيع مهمة ولكن المقاربة ترقيعية؟‬
‫لماذا ل يتم إقحام بعض الدروس الخاصة بهذه المفاهيم ضمن المناهج الدراسية بكاملها وخاصة‬
‫مواد اللغات والعلوم الجتماعية ؟‬
‫> من خلل مراجعة المناهج قد تظهر اختللت أو نقصان دعامة ما‪ ،‬وتقوم فرق التفتيش باقتراح‬
‫في الموضوع‪ ،‬وإدراج هذه المواد جاء باقتراح من مفتشي مادة التربية السلمية‪ ،‬ويمكن إدراجها‬
‫ضمن مواد أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬أصبح الخوف يتملك الباء بشأن أبنائهم بفعل انتشار العديد من الفات من قبيل المخدرات‬
‫والسجائر‪ ،‬وجاء المخطط الستعجالي بمشروع »مدرسة الحترام«‪ .‬ما الهدف من ذلك؟‬
‫> إن النقاش داخل المجتمع هو أن المدرسة لم تعد تقوم بالدوار المنوطة بها‪ ،‬وما يطلبه المجتمع‬
‫هو أن تعيد المدرسة تشكيل الذات الجماعية‪ ،‬وأن يعرف المتعلمون ما هو المغرب‪ ,‬ويدركوا أن‬
‫ديننا السلم‪ ،‬وغير ذلك من المور‪.‬‬
‫لقد عرفت المنظومة التعليمية اختللت تتعلق بمكونات الذات الجماعية التي أضحت متلشية‪ ،‬مثل‬
‫ل أحد يعرف النشيد الوطني‪ ،‬والراية غير موجودة بالمدرسة‪ ،‬علوة على تدهور العلقة بين الستاذ‬
‫والتلميذ‪ ،‬والتطاول على حرمة المدرسة‪ ،‬ول يقتصر الموضوع على المخدرات والسجائر‪ ،‬ولكن‬
‫أصبحت جنبات المدرسة أسواقا شعبية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫زد على ذلك شحن البرامج والمناهج بعدد من المور‪ ،‬مما جعل كل أهداف العملية التعليمية‬
‫متساوية‪.‬‬
‫فمثل ل يمكن معرفة ضرورة النظافة وواجب احترام الوالدين وحب الوطن‪ ...‬كل ذلك نسترجعه‬
‫ضمن المشروع الجماعي الذي هو مدرسة الحترام‪.‬‬
‫ل بد من احترام محيط المؤسسة‪ ،‬مثل بأمريكا ل يمكن أن تجد حانة أو محل لبيع السلح قرب‬
‫مؤسسة تعليمية‪ ،‬ول يمكن السماح لسيارة بالوقوف أمام مدرسة‪.‬‬
‫وبالمغرب يجب التفاق مع الجميع‪ ،‬سواء جمعيات آباء وأولياء التلميذ أوالسلطات المحلية‪ ،‬على‬
‫فرض المن‪ ،‬بل أكثر من ذلك اتخذنا قرار هدم أسوار المدارس‪ ،‬لتصبح فضاءات مفتوحة على‬
‫المجتمع‪ ،‬فإذا كان المجتمع المغربي غير قادر على حماية المدارس‪ ،‬فلن نحميها عبر بناء السوار‪.‬‬

‫‪ -‬أل يؤدي هذا القرار إلى انعدام المن داخل المؤسسة التعليمية‪ ،‬خاصة مع انتشار العديد من‬
‫الظواهر الجتماعية السلبية؟‬
‫> ل يمكن انتظار حتى ينهي المجتمع علقته مع المخدرات والخمر ونقوم بهذا الجراء‪ ،‬هناك‬
‫مجتمعات تتفشى فيها آفات أكثر من المغرب‪ ،‬ولكن يدركون أن الخط الحمر هو المدرسة‪.‬‬
‫مثل قام شخص بسرقة أشياء من مدرسة‪ ،‬فقلت لهم إذا لم يقض ليلته في السجن فسنغلق هذه‬
‫المؤسسة‪ .‬ينبغي أن تكون للمدرسة الحرمة ذاتها التي يتوفر عليها المسجد‪.‬‬
‫‪ -‬ستتحول المدارس حتما إلى مرتع للمشردين والمنحرفين بعد هدم السوار‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫> الدليل على عدم جدوى السوار أنها لم تحل المشكلة‪ ،‬في السابق كانت المدرسة مسيجة بشباك‬
‫حديدي وكان كل ما يقع داخلها باديا للعيان‪ ،‬وكانت فضاء مفتوحا‪ .‬ل نريد أن تتحول المدرسة‬
‫إلى سجن مفتوح على الفضاء الخارجي‪.‬‬
‫‪ -‬إلى جانب انتشار المخدرات والسجائر‪ ،‬هناك العديد من التلميذات يتعرضن للتحرش الجنسي‬
‫بالقرب من المؤسسات بسبب توافد الغرباء‪ .‬ما هي الجراءات المتخذة في هذا الباب؟‬
‫> يجب أن يتم تحديد الدوار‪ ،‬فالتلميذ ينبغي أن يبقى تلميذا والستاذ أستاذا‪ ،‬والمدير مديرا‪ .‬إن‬
‫التلميذة التي بمجرد ما تغادر المؤسسة ول تعتبر نفسها تلميذة‪ ،‬ول ترتدي الزي الذي يميزها عن‬
‫الخريات‪ ،‬ستتعرض حتما للتحرش‪ ،‬وهي بدون شك تكون مستعدة لممارسات ما بسبب العديد من‬
‫الغراءات‪.‬‬
‫كما أن الذي يمنح لنفسه الحق في التحرش بتلميذة بالقرب من المؤسسة التعليمية ول يطاله أي‬
‫عقاب‪ ،‬فإن ذلك يشجعه على التمادي في تصرفاته‪ ،‬والشيء نفسه بالنسبة لمروجي المخدرات‬
‫والسجائر‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬فإن التدخين أصبح ممنوعا داخل الفضاءات المدرسية‪ ،‬هذا يعني أن التساهل مع‬
‫الستاذ أو المدير أو أي شخص كان‪ ،‬وهذا كله توضيح للدوار التي تحدثنا عنها سلفا‪ ،‬والذي‬
‫تجاوز حده ينبغي أن يعاقب على ذلك‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬هل تراجع دور الستاذ التربوي؟‬
‫> صحيح‪ .‬لقد أصبح هم الستاذ هو أن يدرس وينصرف لحاله‪ ،‬وهذه تطورات عرفتها العديد من‬
‫المجتمعات‪ ،‬وخلل هذه السنة سنشغل ‪ 300‬مساعدة اجتماعية غرضها الوقوف على العديد من‬
‫المشاكل المرتبطة بالتلميذ‪.‬‬
‫‪ -‬لكن في السابق كان الستاذ يقوم بدور التربية والتعليم في آن واحد‪ ،‬لماذا ل يقوم الن بدور‬
‫المساعدة الجتماعية؟‬
‫> لم يعد ممكنا‪ ،‬وهذا يحتاج إلى تكوين وإلمام بحل المشاكل التي لها أبعاد اجتماعية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ضرورة تحديد المهام والوظائف داخل المدرسة‪ ،‬والمساعدات الجتماعيات سيساعدن في حل مشكلة‬
‫الغياب عبر السؤال عن أحوال التلميذ المتغيبين ومعرفة أحوالهم السرية‪.‬‬
‫‪ -‬ما مصير مشروع المدرسة الجماعية‪ ،‬إذ لحد الن لم يتم تشييد أي واحدة منها؟‬
‫> هذه السنة شرعنا في بناء حوالي ‪ 14‬مؤسسة ستكون جاهزة مع الدخول المدرسي المقبل‪،‬‬
‫وسطرنا في نهاية البرنامج الستعجالي إنشاء ‪ 50‬مدرسة‪ ،‬ولكن بدون شك سيكون العدد أكبر وقد‬
‫نصل إلى ‪ 200‬مدرسة‪.‬‬
‫إن هذا الجراء جاء لصلح اختيار لم يكن صائبا‪ ،‬حيث كنا نعتقد أنه ينبغي تشييد مدرسة بكل‬
‫دوار‪ ،‬والتي تشبه في كثير من الحالت »علبتي عود ثقاب«‪ ،‬ل تتوفر على ماء ول كهرباء ول‬
‫مرحاض‪ ،‬فهل هذه الشروط ستمكن الساتذة من ممارسة عملهم في أحسن الظروف‪ ،‬وتدفع التلميذ‬
‫إلى التحصيل؟‬
‫‪ -‬هل هذا سيضع حدا لما يسمى بـ»القسم السلسلة« الذي يضم كل المستويات التعليمية في قسم‬
‫واحد في العالم القروي؟‬
‫> »الحماق هداك«‪ ،‬أي قسم السلسة‪ ،‬الحل سيتم عبر المدرسة الجماعاتية‪ ،‬حيث يمكن التفاق مع‬
‫المتدخلين على موقع معين لبناء مؤسسة تضم عشرة أقسام‪ ،‬ويدرس بها ما بين ‪ 12‬و ‪ 15‬أستاذا‪،‬‬
‫وتضم داخلية تاوي تلميذ يبعدون عن المؤسسة بمسافة معينة‪ ،‬ومطعما وسكنا للساتذة والمرافق‬
‫الصحية‪ ،‬وتحتوي على الشروط الصحية لحتضان الفعل التربوي‪.‬‬
‫‪ -‬قضية التوظيف المباشر الذي تم بموجب المباراة التي نظمتها الوزارة في ‪ 3‬غشت‪ ،‬والتي سيتم‬
‫بموجبها تعيين أكثر من ‪ 1800‬إطار تربوي بدون تكوين‪ ،‬أل ينعكس هذا على جودة التعليم؟‬
‫> طبعا يحد من جودة التعليم‪ ،‬لن هناك مقولة‪،‬هي‪» :‬ليست هناك منظومة يمكن أن تعطي أكثر من‬
‫كفاءة الستاذ«‪ ،‬لذلك فبقدر ما كانت للستاذ كفاءة عالية بقدر ما يرتفع سقف طموحنا‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فالعديد من الدول يتوفر أستاذ التعليم البتدائي على شهادة الماستر ثم يخضع إلى تكوين‬
‫عملي في التدريس‪ ،‬ونحن في المغرب أبدعت قريحتنا تكوين أطرنا في مراكز خاصة‪ ،‬في حين أن‬
‫العالم بأسره توجد به مسالك للمهن المدرسية في الجامعة شأنهم في ذلك شأن الطباء والمهندسين‪،‬‬
‫وهذا ما سنفعله ابتداء من السنة المقبلة‪ ،‬حيث سنفتح مسالك للتكوين في الجامعة مرتبطة بالمهن‬
‫المدرسية يلجها الطلبة الحاصلون على البكالوريا‪ ،‬وبعد الجازة نفتح مباراة للتوظيف ويخضعون‬
‫‪7‬‬
‫لتكوين‪ ،‬مدته سنتان‪ ،‬خاص بالمستويات التي سيدرسونها داخل مراكز جهوية سنفتحها لهذا‬
‫الغرض‪.‬‬
‫‪ -‬في كل سنة يطرح ملف اللتحاق بالزواج في قطاع التعليم‪ ،‬هل فكرتم في حلول لذلك؟‬
‫> مشكلة اللتحاق بالزواج مطروحة فقط بمنظومة التعليم ول توجد بباقي القطاعات‪ ،‬وكان‬
‫تدبيرها يتم عبر الحركة النتقالية‪ ،‬علما أنه سنويا يتم تقديم ‪ 70‬ألف طلب بهذا الخصوص ول‬
‫تتم الستجابة إل لـ ‪ 10‬في المائة‪ ،‬ولهذا فإن فرق عمل تبحث في الموضوع لتدبير حلول أخرى‪،‬‬
‫والحل الذي يبدو لحد الن مناسبا هو خلق نوع من »بورصة للتبادل بين الساتذة« لحل هذا الملف‪،‬‬
‫إضافة إلى وجود تحفيزات أخرى من قبيل توفير السكن‪ ،‬وتقديم تعويضات مادية للذين يدرسون في‬
‫ظروف صعبة‪.‬‬
‫‪ -‬ما رأيك في الساعات الضافية التي تحولت إلى تجارة مربحة في صفوف الساتذة؟‬
‫> الخطير هو أن هناك ممارسات أصبحت تمس أخلقيات المهنة‪ ،‬لننا وقفنا على حالت يتم فيها‬
‫ابتزاز التلميذ الذي ل يأتي للدروس الضافية ويتعرض لعقاب قد ل يكون معلنا‪ ،‬وتتحول العلقة ما‬
‫بين التلميذ والستاذ إلى علقة زبونية‪ ،‬ولمواجهة هذه الفة ل بد من الدعم التربوي لتدارك‬
‫التفاوت بين التلميذ‪.‬‬
‫وما دامت الساعات الضافية تدخل في إطار علقة تجارية فإن المجتمع يقبلها‪ ،‬لكن ما أخشاه هو أن‬
‫يطال البتزاز‪ ،‬كما هو حاصل في الجامعات‪ ،‬علقات أخرى فتتحول إلى علقات مشبوهة ل يمكن‬
‫التحكم فيها‪.‬‬
‫‪ -‬أطلقتم مبادرة مدرسة النجاح وأعلمتم بتأسيس جمعيات مدرسية لهذا الغرض برئاسة مديري‬
‫المؤسسات التعليمية‪ ،‬أل يحدث هذا تداخل بين مهامها ومهام مجالس تدبير المؤسسات؟‬
‫> هذا غير صحيح‪ ،‬فمجالس التدبير محددة بموجب القانون‪ ،‬أما جمعية النجاح فالغرض منها هو‬
‫حل العديد من المشاكل النية داخل المؤسسة‪ .‬لهذا فإننا اعتمدنا على مبدأ أساسي هو الصيانة‬
‫الوقائية عبر تخصيص ميزانية لكل مؤسسة‪ ،‬حسب عدد القسام‪ ،‬لمواجهة المشاكل البسيطة من‬
‫قبيل إصلح طاولة أو نافذة‪ ،‬إضافة إلى تدبير ملف مليون محفظة‪ .‬فل يمكن للمدير وحده أن يقوم‬
‫بهذا العمل لوجود تعقيدات إدارية‪ ،‬لذلك قمنا بتفويت هذا الملف إلى الجمعيات لنها هي الدرى‬
‫بمحيطها‪.‬‬
‫‪ http://74.53.192.83/?artid=28910‬المساء العدد ‪ 939‬الثنين ‪ 28‬سبتمبر ‪2009‬‬

‫‪8‬‬

You might also like