Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 767

‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬

‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬


‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫الحمدلله وحده ‪ ،‬والصلة والسلم علی من ل نبی بعده‪.‬‬
‫ل‬
‫تبدأ حكايتنا في هذا الکتاب مععع إطللععة عععام ‪ 1345‬حیععث تقععول هععذه الروايععة ‪ :‬کععان هنععاك رج ً‬

‫يدعی » سلطان الواعظین الشیرازي « وقد زعم هذا الخیرأنه سافر في العام المذكور أعله الى‬

‫بیشاور إحدى مدن باكستان ‪ ،‬وهذا يعني أنه قد معَر علععى رحلتععه المزعومععة أكععثر مععن ‪ 83‬عامعًا‬

‫تقريبَا‪ ،‬حیث مكث هناك عشرة لیالي وتععم فععي خلل هععذه المععدة مناقشععة أهععل السععنة ‪ ،‬واسععتطاع‬

‫الشیرازي بما أوتي من ذكاء وعبقرية أن يبطل مذهب أهل السنة ويثبت ما علیه الشیعة من حق‬

‫وصواب ‪!!...‬؟ كما تقول هذه القصة وعلى لسان الحكواتي المخضرم المدعو سععلطان الععواعظین‬

‫الشیرازي بطل قصتنا أنه قام بكتابه خلصة هذه المناقشة ومادار بینه وبین أهل السععنة فععي تلععك‬

‫المجالس من مكافحة ومنافحة لنصرة الحق الذي هو علیه ‪ ،‬وما توصل الیه بعد جهععد جهیععد مععن‬

‫نتائج باهرة ‪ ،‬استطاع أن يجمع كل ذلك في كتابه المسمى ) لیالي بیشاور ( ‪.!!.......‬‬

‫وهكذا تم له ما أراد وطبع الكتاب لول مرة بعد ثلثین عامًا من تاريخ تدوين هذه الخلصععة الععتي‬

‫بذل فیها صاحبها دم قلبه وماء عینیه وساعات عمره الغالي ‪ ،‬تم توالت طبعععات هععذاالكتاب حععتي‬

‫أصبح أشهر من ناٍرعلى علم ‪ ،‬بل وأصعبح هععذا الكتععاب زينعة المجعالس بالنسعبة للشععیعة‪ ،‬وأحعد‬

‫مفاخرهم التي يفتخرون بها على أهل السنة وكل من ناوأهم‪!.......‬‬

‫توفي مؤلف الكتاب بعد مرور ) ‪ 15‬عامًا ( على تاريخ الطبعة الولى لكتعابه‪ ،‬فلعم تنقطععع طبععات‬

‫الكتاب عن الصدار بین الحین والحین وكیف ليكون الحال كذلك‬

‫وهم ل يكفوا عن القول لكل من ناقشهم أوجادلهم وكأنهم لقنععوا هععذه العبععارة تلقینععا ‪ :‬إقععرأ لیععالي‬

‫بیشاور ‪...‬؟!‬

‫‪1‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫اصبح لي أكثرمن ‪ 23‬عامًا وأنا أعیش في هذه المدينععة ‪ .....‬مدينععة بیشععاور وأنععا ل تكععاد تخفععى‬

‫ى اليام مععا جهلععه غیععري وزودتنععي‬


‫ي خافیة بفضل من ال تعالى عن أحوال أهلها وقد أبدت إل َ‬
‫عل َ‬

‫بالخبار مالم يزودوا ‪!....‬‬

‫فالمورعندي أوضح من الشمس في رابعععة النهععار‪ ،‬ولععذا فععإني أرى مععن المحععال أن يكععون هععذا‬

‫الرجل صادقا فیمععا يععدعیه أوأنععه يكععون قععد عقععد مثععل هععذا المجلععس لمنععاظرة علمععاء أهععل السععنة‬

‫والجماعة كما يحلو له أن يزعم ذلك ويدعیه ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫ل شععافعي‬
‫ولیس من دلیل أدل على بطلن ما يزعمه ويدعیه من قوله ‪ :‬إن الععذي نععاظره كععان رج ً‬

‫المذهب ‪ !.....‬في حین إننا لم نجد وال أعلم مقلدًا شافعیًا واحدًا فعي هعذه المدينعة الصعغیرة العتي‬

‫تسمى بیشاور ‪.....‬؟! ‪.‬‬

‫نعم قد يكون هناك حقیقیة لما يدعیه لو أنعه قعال ‪ :‬كعان ذلعك فعي الهنعد مثل ‪ !....‬فلعلنعا نجعد لعه‬

‫مبررًا و دلیل صدق لما يقول ‪ ،‬وإن أردنا أن نحسن الظن في هذا الرجل ولنجد له بالتالي مسوغًا‬

‫لما يدعیه فنقول ‪ :‬لعله قام بمناقشة عابرة بینه وبین ثلة قلیلة من أبناء أهل السنة ‪ ،‬فجعل منهععا‬

‫خیاله الخصب مناقشات ومجالس ومناظرات ذات طابع ممیز وخطیر بینه وبین علماء أهل السنة‬

‫والجماعة‪..‬؟!‬

‫ثم ل ينقضي عجبك وأنت تراه في هذا الكتاب وقد نصب نفسه خصمًا ومدعیا و قاضیا وحكما في‬

‫الوقت نفسه‪..‬؟!!‬

‫هذا الكتاب الذي بین يدي كتاب مظلم وقد مليء كذبًا وزورًا وبهتانًا ‪ ،‬فعندما بدأت بكتابععة مقدمععة‬

‫الرد على كتاب ) لیالي بیشاور ( فإني قبل ذلك قرأت الكتاب من صفحه ‪ 520 – 501‬وتأملت تلك‬

‫‪2‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الصفحات جیدًا فلم أجد خلل تلك الصفحات العشرين ال صفحًة واحدًة نقل فیها كلم أهل السععنة‪،‬‬

‫وأما باقي الصفحات فهي عبارة عن كلم لهذا الرجل الثرثار المهذار‪!.......‬‬

‫وأود أن أتساءل فعأقول ‪ :‬لمعاذا سعمى هعذا الرجعل تلعك المقالعة أوالمحاضعرة العتي أملهعا علیعه‬

‫ضععمیره ووجععدانه مناقشععة ومجادلععة وردًا‪ ......‬؟! فسععبحان ربععي فقععد أبععى تعععالى ال أن يفضععحه‬

‫ويكشععف كیععده وزوره وبهتععانه ‪ ،‬وصععدق سععبحانه إذ يقععول ‪ ) :‬و لععو نشععاء لرينععاكهم فلعرفتهععم‬

‫بسیماهم ولتعرفنهم في لحن القول وال يعلم أعمالكم ( محمد ‪. 30‬‬

‫فإنك ترى في تلك الصفحة التي خصصها لقوال أهل السنة فععي كتععابه‪ ،‬أقععول ‪ :‬إمععا إنععك تععرى أن‬

‫أهل السنة مرة يطلبون منه توضیحًا اكثر للموضععوع ‪ ،‬وإمععا تجععدهم يؤيععدون كلمععه فععي موضععع‬

‫آخر‪ ،‬وإن اعترضوا علیه فتكون اعتراضععاتهم تافهععة ومقتضععبه وإمععا أن تراهععم يسععألونه أسععئلة‬

‫تتلئم مع ما يشتهیه من أقوال وما يبديه من تخريصععات و تصععريحات‪ ،‬أو أنعك تجععدهم يسععتدلون‬

‫ل أوضعح وقعوًل أصعدق‬


‫بأدلة تخالف عقیدة أهل السعنة والجماععة‪ ،‬فهعل بععد هعذا كلعه تطلعب دلی ً‬

‫وحكما أعدل من تزوير هذه المناقشات والمناظرات التي يدعیها ) سلطان الوعظین الشیرازي (‬

‫‪ 83‬سنة قد مرت وولت علی تلك المناقشة والمناظرة ولکن مع ذلك کلععه فلععم يمععض وقععت طويععل‬

‫علیها ‪ ،‬وها أنا ذا أجیب علی تلك العترافات والردود الواهیة ضاربا بعرض الحععائط ردود اولئك‬

‫العلماء المزعومین‪!!...‬‬

‫ولأنسی أن أقول لولئك الذين يقرأون کتابه و يتبعاهون بعه ‪ :‬إنکعم إن طرحتعم وترکتعم التعصعب‬

‫جانبًا وطلبتم الحق والحقیقة فأنکم سوف تعلمون علمًا جازمًا بصععدق مععا ذهبنععا إلیععه وسععتجدون‬

‫القناعة الکاملة فی أجاباتنا وأدلتنا‪ ،‬ولتدرکوا کذلك أن مؤلف کتاب ) لیالي بیشاور ( لععم يکععن ال‬

‫ل مکارًا ومخادعًا ودجال أكثر منه عالمًا‪.......‬؟!‬


‫رج ً‬

‫‪3‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫کیف ل‪ ،‬وهو قد أعترف وأقرعلی نفسه أن ما قاله فی کتابه ما هو إل تکرار لما قععاله السععابقون‬

‫من قبله ‪ ،‬ال إنه أعاد صیاغته وألبسه ثوبًا جديدًا وألفه بطراز جديد ‪ .‬ومن العجععب أنععك تععری أن‬

‫معظم الذين جاءوا من بعده يکررون ويرددون هذه العترفات و الردود نفسها وکععأنهم يععدورون‬

‫فی حلقة مفرغة ولیس لديهم شیئًا جديدًا يضاف أو يرد‪.......‬؟!‬

‫إن إجابتنا و ردنا علی هذا الکتعاب هعو رّد علعی معظعم کتعب الشعیعة و تفنیععدًا لمعا جعاء بهعا مععن‬

‫أکاذيب واباطیل وکشفًا لما ورد فیها من زخارف وتهاويل ‪.‬‬

‫فأسأل ال تعالی أن يمن علی المخالفین لنا بالبصیرة والرشاد وأن يردهم العی الحعق العذی هعدانا‬

‫ل‬
‫الیه بفضله ومنه وکرمه ولیعلموا ذلك ويدرکوا هذه الحقیقة التي ل مناص منهععا وهوإننععا عععاج ً‬

‫أوآجلً سنکون فی عداد الموتی وسنرحل عن هذه الدنیا کمععا رحععل مععن سععبق ‪ ،‬ولیکععن فععی هععذا‬

‫عبرة وعظه للجمیع‪ ،‬ولیقبلوا علی الحق الذي صدهم عنه الشیطان بما کسبت ايععديهم‪ ،‬ولیعلمععوا‬

‫أن ال تعالی وحده هعو الحعافظ والعرازق‪ ،‬فعإن أدرکعوا حقیقعة ذلعك سعهل علیهعم الذععان للحعق‬

‫وقبوله کما أسععأله سععبحانه أن يبععارك لععي فععي هععذا العمععل القلیععل ويجعلععه سععببًا لهدايععة الحیععاری‬

‫والتائهین من الشیعة ‪..‬‬

‫ما هو الهدف الحقیقی من وراء تألیف کتاب ) لیالی بیشاور (؟!!‬

‫من المعلوم بداهًة إن المؤلف لم يؤلف کتابه هذا لهداية أهععل السععنة ‪ ..‬فکععل طععالبٍ مبتععدئ يععدرك‬

‫جیععدًا أن أقععوال سععلیمان البلخععي وأبععن أبععی الحديععد ل تسععاوي شععیئًا أمععام صععحیحي البخععاري‬

‫ومسلم ‪!!...‬‬

‫إن مؤلف کتاب لیالي بیشاور حاول متعمععدًا التلعععب فععی اللفععاظ والحععاديث المرويععة عععن أهععل‬

‫السنة وذلك بغیة تحقیق هدفه الدنيء من وراء تألیفه لهذا الکتاب ‪ ،‬وکأنه لم يعلم أن أبنععاء أهععل‬

‫‪4‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫السنة والجماعة يقفون له ولمثاله بالمرصاد ‪ ،‬فإنهم والفضل ل وحععده سععبحانه سععیردون علععی‬

‫أقواله و يفضحون زيفه ويكشفون زيغه ثم لیرموا بذلك کله فی وجهه بالمستقبل القريب ‪.‬‬

‫إذن‪ :‬فما هوالمقصد الحقیقی من تألیف هعذا الکتعاب ‪...‬؟ إن الهعدف معن تعألیف هعذا الکتعاب هعو‬

‫محاولة لهثه وسعي حثیث من المؤلف لمنع ذلك البیت الشیعي من التصدع وابنععاءه مععن الحیععرة‬

‫والشك والرتباك والضلل الذي بععدأ يعصععف بهععم عصععفًا هععذا الحعال العذی يکشععف لنععا مععا کعانت‬

‫تتعرض له الشیعة فی عصر المؤلف من حملت شديدة ‪ ،‬کما أن اليرانیون کععانوا يععدرکون جیععدًا‬

‫ويشعرون أن عقیدة الشیعة و انتمائهم الی السلم ل يقوم علی أساس متین ‪ ،‬فتری المؤلف في‬

‫هذا الکتاب يکثر من ايراد الدلة و الشواهد من کتب أهععل السععنة ويحععاول جاهععدًا أن يععأتي بهععذه‬

‫الدلة لیثبت صدق ما يذهب الیه الشیعة من مسائل وآراء ومعتقدات مختلفععه فععأورد لکععل مسععئلة‬

‫حديثاً من کتب أهل السنة‪ !.......‬سواءًا کان ذلك فیما يخص الدلة علی ظهور المهدي أو الطعععن‬

‫في ابي بکر وذمه‪ ،‬أو ما يتعلق كذلك فی اثبات الوقات الثلثة للصععلة ومععا الععی ذلععك‪ ...‬نعععم لقععد‬

‫حقق المؤلف الکیثر مما کان يصبو الیه من وراء تألیفه لهذا الکتاب‪ ،‬وإل فلمععا ذا يقععول الشععیعة‬

‫لنا عند مناقشتهم ومناظرتهم إقرؤوا کتاب ) لیالی بیشاور (‪.....‬؟!!!‪.‬‬

‫وترجع أسباب نجاح هذا الکتاب ونجاح مؤلفه الی سببین رئیسین هما‪:‬‬

‫ل ترثارًا کثیرالکلم ‪.‬‬


‫‪ - 1‬إن مؤلف هذا الکتاب کان رج ً‬

‫‪ -2‬عدم وجود رد علمي من قبل علماء أهل السنة ‪ ،‬فتعالوا معنععا لنععری مععاذا يحععدث الع لنععا مععن‬

‫أمره ‪...‬؟‬

‫‪5‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وقبععل أن نبععدأ بکتابععة الععرد علیععه فععی هععذا الکتععاب علینععا أن نعلععم جمیععًا أن علمععاء الشععیعة فععی‬

‫مناقشتهم وحوارهم لهل السنة يسلکون طريقعًا ل يحفععظ للنسععان کرامتععه وانمععا هوعبععارة عععن‬

‫أسالیب تتخذ من المکر والخداع والکذب والفتراء اقنعة تغطمي بها وجهها الکالح المسود‪.‬‬

‫ومن تلك السالیب القائمة علی المکر والخداع والکید ما يلي ‪:‬‬

‫الول‪ :‬الستدلل بالحاديث الموضوعة والمکذوبة‬

‫وهذا ل يعني إننا نقول ‪ :‬أن کل ما فی کتب أهل السععنة أحععاديث صععحیحة ‪ ،‬ولکععن الشععيء الععذي‬

‫يلفت النتباه أن الشیعة يکثرون من الستدلل بأضعف الحاديث الموجودة فععی کتععب أهععل السععنة‬

‫وحتى الموضوعة منها كذلك ‪......‬؟!! وذلك محاولة منهم لتأيید ما يذهب الیه الشیعة مععن عقععائد‬

‫باطلععة ‪ ،‬وهععذا لعمععري مععن اعجععب العجععب‪ ،‬ولکنهععم يرتکبععون ذلععك ويفعلععونه دون حیععاٍء أو‬

‫خجل‪!.....‬‬

‫وهنا أقول لولئك الشیعة البسطاء السذجة ‪ :‬إن وجود الحديث فی أي کتاب من کتب أهععل السععنة‬

‫ل يعنی الحکم بصحته‪ !....‬کما أنه لم يقل أحد من أبناء أهل السنة إن جمیع الحاديث الموجععودة‬

‫فی کتبنا صحیحة کلها‪ .!!!...‬سبحان ال من يتجرأ علی مثل هذا القول‪..‬؟!‬

‫إن إصرار الشیعة علی القول بصحة جمیع المرويععات فععی کتععب أهععل السععنة يضععطرهم العی قبععول‬

‫الحاديث الواردة فی کتب أهل السنة والتي تخالف وترد علی عقائدهم الباطلععة وعلیهععم کععذلك أل‬

‫يطالبوننا بقبولها أوردها ‪....‬؟!‬

‫واعجبًا لهؤلء‪ !!...‬فهم عندما يطلعون علی تلك الحاديث التي فی کتبنععا والععتي تخععالف مععذهبهم‬

‫وعقیدتهم تراهم يحکمون علیها بالرد والتزوير والضعف ‪ ،‬ومن هنا يتضح لنعا أن الشععیعة لیعس‬

‫‪6‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لهم علم يهتدون به أو أصل متین يرجعععون الیععه فععي قبععول أو رد الحععاديث وإنمععا هععي أهععواءهم‬

‫وتعصبهم البغیض الذي أعمی أبصارهم وبصائرهم‪.‬‬

‫منزلة الصحیحین عند أهل السنة ‪:‬‬

‫قسععم ائمععة الحععديث المرويععات ععن رسععول الع صععلى الع علیععه وسععلم الععی قسععمین ‪ :‬المقبععول‬

‫والمردود‪.‬‬

‫وکل منهما علی درجات ‪ ،‬فالصحیح درجات والضعیف کذلك‪.‬‬

‫ولکن السؤال هو ‪ :‬کیف تسربت هذه الحاديث الضعیفة الی کتبنا؟‬

‫والجواب علی هذا السؤال نقعول ‪ :‬إن الصعحابة قعد تفرقعوا وانتشعروا فعی البلد بععد وفعاة النعبي‬

‫صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬وقد بلغوا للجیال من بعدهم ما حفظوه من احاديث النبي صععلی الع علیععه‬

‫وسلم وماعرفوه من سنته وهديه صلوات ال وسلمه علیه ‪ ،‬وبعد وفاة الجیل الول من اصحاب‬

‫النبي صلى ال علیه وسلم تحمل التابعون المانة و المسؤولیة مععن بعععدهم ‪ ،‬وهکععذا نقععل هععؤلء‬

‫بدورهم ما حفظوه من الصحابة ‪ ،‬وتم تدوين الحديث شیئًا فشیئًا‪ ،‬ولکن المنعافقین واععداء هعذه‬

‫المة ومن کععان يععتربص بهععا الععدوائر اسععتطاعوا أن ينفثععوا سععمومهم فععی المععة ويروجععوا لهععذه‬

‫الکاذيب بینهم وهکذا دخلت وانتشرت في المجتمع السلمي ‪ ،‬کما أن لعوامععل الضعععف البشععري‬

‫کالنسیان‬

‫والخطأ دور کبیر فی نشر هذه الخطععاء فععأدی ذلعك کلععه الععی التحريععف و التبععديل فععي الحععديث ‪،‬‬

‫ولکن من رحمة ال تعالی بهذه المة فقد هیئ لها أئمة أفذاد وعلمععاء أجلء صععادقین مععن امثععال‬

‫امععامي الحععديث البخععاري ومسععلم فجمعععوا رحمهععم ال ع تعععالی الحععاديث الصععحیحة بدقععة تامععة‬

‫‪7‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ومتناهیة فأبوا أن يکتبوا أو يدخلوا فی صحیحیهما اللف من الحاديث فی کتبهععم وذل عك بسععبب‬

‫شك بسیط فیها‪!.....‬‬

‫ولذلك فإن کل ما ورد في هذين الکتابین فهو صحیح وما اتفق علیه المامععان الجلیلن هوأصععح‬

‫الصحیح ‪ ،‬وأما ما عداهما من کتب الحديث فمنها الصحیح و الضعیف ثم جاء العلماء من بعععدهم‬

‫فغربلوا ونقحوا ما جمعه العلماء من قبلهم و قاموا بتحقیق تلعك الحعاديث فمیعزوا بیعن الصععحیح‬

‫منها والسقیم و بین الثابت والمختلععق الموضععوع ‪ ،‬ومععع ذلعك فعإن هنععاك بعععض الحععاديث الععتي‬

‫يتردد الحکععم علیهععا بیععن الصععحة والضعععف نظععرًا لمععا تحملععه مععن أوجععه مختلفععة تجعععل العلمععاء‬

‫يترددون فی الحکم علیها وذلك طبعًا کله يخضع لقواعد وأصول آيًة في الدقة والمصداقیة‪.‬‬

‫فماهي مشکلة هذه الحاديث ‪...‬؟!! ‪.‬‬

‫يذکر أن بعض العلماء قالوا ‪ :‬بما أن هذه الحاديث فیها إحتمال الصدق بدرجة تصل الی ‪% 50‬‬

‫فل بأس بالعمل بها‪ ،‬وأما الخرون فقالوا بما أن درجة الضعف تصل الی ‪ % 50‬فل يعمل بهععا ‪،‬‬

‫وهناك فريق ثالث قال ‪ :‬يعمل بها فی الفضععائل ول يعمععل بهععا فیمععا يجععب علععی المسععلم فععي بععابي‬

‫العتقاد والعبععادة ‪ ،‬والختلف بیععن العلمععاء هنععا هععو احتمععال صععدق الععرواي أو کععذبه ‪ ،‬فمثل إن‬

‫الراوي الفلني عند بعض العلماء يعتد بروايته وهععو صععدوق عنععدهم ‪ ،‬بینمععا الخععرون ل يععرون‬

‫ذلك فیه‪...‬؟‬

‫وإنما حدث ذلك کله بسععبب أولئك العرواة العذين وضعععوا وکعذبوا فععي الحعديث معا لیعس فیععه فععاد‬

‫شؤمهم وأذاهم علی المة کلها ‪ ،‬وهذا ما جعععل ذلعك الختلف الواضععح بیععن مععذاهب أهععل السععنة‬

‫والجماعة‪ ،‬ولکن ول الحمد فإن کتاب ال المحفوظ من يد التحريف والتبععديل جعلععه الع میععزان‬

‫‪8‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عععدل تلجععأ الیععه المععة فععي ملماتهععا لرفععع مثععل هععذه الختلفععات مععن بینهععا والوقايععة مععن آثارهععا‬

‫وشرورها ‪.‬‬

‫قدر ال ذلك وظهر في المة من سولت له نفسه من الکذابین المفترين فغیروا الذان الععذي سععنه‬

‫لنا نبینا محمد صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬ولکنه جل وعل منعهععم مععن أن يفعلععوا ذلعك مععع کتععاب الع‬

‫تعالی و لوحتی في نقطة واحدة منه‪!.......‬‬

‫فهؤلء هم أهل السنة والشیعة علی السواء يقرؤون القععرآن الکريععم بطريقععة واحععدة ول اختلف‬

‫يذکر بین قراءتهم ‪ ،‬فکتاب ال تعالی حفظه ال تعالی من التغییر والتبديل فل اختلف في قراءته‬

‫و لو بكلمة واحدة أما بالنسبة للحاديث الواردة فی صحیح البخاری فععإن الشععیعة ل يقبلععون ولععو‬

‫صفحة واحدًة منه کما إننا ل نقبل و لعو صعفحة واحعدة معن کتعاب ) الکعافي (‪ !.......‬فل بععد مععن‬

‫عرض ما ورد في السنة علی کتاب ال تعالی لکي ندرك بعد ذلك طريععق الحععق والسععتقامة الععتي‬

‫هدی ال الیها والصالحون من قبلنا ‪.‬‬

‫ولو کان مؤلف کتاب لیالي بیشععاور لععديه ذرة مععن صععدق واخلص وإرادة صععحیحة لطلعب الحععق‬

‫ومعرفته لتبع القرآن وجادل المخالفین له به وحاججهم بأدلته و براهینه فبالقرآن يمکننا معرفة‬

‫المحق من المبطل وبالتمسك به يعرف أصحاب الحق أهم السنة أم الشیعة ‪..........‬؟!!‬

‫الثاني ‪ :‬ان استدلل هذا المخادع الماکر بالحاديث التي لم تصح لدينا ولم نقبلهععا ول نععری العمععل‬

‫بها دلیل واضح علی سوء طوية هذا المؤلف وأنه رجل مغرض ل أمان له ‪.‬‬

‫وإل فأين ذهبت تلك الحاديث الموضوعة المکذوبة التي املت بها کتبهععم‪..‬؟ هععل ينکععر أحعد لععه‬

‫أدنی إلمام من العلم ذلك‪.....‬؟‬

‫‪9‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ان لم يکن ذلك عندهم فاعتبروني من زمععرة الشععیعة‪ !!....‬وان کععانت موجععوده فلمععا العععتراض‬

‫علینا والطعن بنا؟‬

‫ل يستدل بالحديث الععوارد فععي مسععتدرك الحععاکم ‪،‬‬


‫الثالث ‪ :‬ان هذا الرجل يتبع هوی نفسه‪ ،‬فهو مث ً‬

‫في حین ان الحاکم رحمه ال أورد في کتابه ) المستدرك( حديثًا مفاده ‪ :‬أن علیًا رضععی ال ع عنععه‬

‫کان يشرب الخمر قبل نزول المنع والتحريم‪ !......‬فنقول له ‪ :‬ان تقبل ما ورد ذکره في مسععتدرك‬

‫الحاکم‪ ،‬فعلیك ان تقبل هذا القول ايضًا‪ ،‬وال فلیس من النصاف في شيء ول من المانة العلمیععة‬

‫أن يکون ما وافق هواه صحیحًا وما عداه فیضرب به عرض الحائط‪..‬؟!!!!‬

‫مع أني أکاد أجزم أن هذا الرجل علی اطلع واسع والمام بکتععب أهععل السععنة ومععا جععاء فیهععا مععن‬

‫أحاديث وروايات ‪ ،‬ولکنه مع ذلك کله لم تکن لديه ملکة التمییز بین الغث‬

‫والسمین والصحیح والضعیف من الروايات ‪ ،‬فأنتم ايها الشیعة تخععدعون أنفسععکم بنقععل الخبععار‬

‫المکذوبة ‪ ،‬أما أهعل السعنة ولع الحمعد فعنعدهم مهعارة ودربعة فعي معرفعة الصعحیح معن السعقیم‬

‫والمقبول من الحديث والمردود فأنت تراهم يفصلون لك کل ما ورد من الحاديث والروايات فهذا‬

‫الصحیح وهذا الضعیف ‪ ،‬وهذا المختلق المصنوع ‪ ،‬وهذا الموضوع ‪ ،‬فکل شععئ عنععدهم واضععح‬

‫وجلععي يعرفععون منشععأه ومصععدره ‪ ،‬واعلمععوا کععذلك أن الشععیعة لععم ينقحععوا مععا بیععن أيععديهم مععن‬

‫الحاديث فل يعلم عندهم الصحیح من المکذوب ول المقبول مععن المععردود‪ ،‬ولکنعك تراهععم حینمععا‬

‫يضیق بهم الخناق ولم يجدوا مفرًا مما هم فیه من سوء الحال والمقععال يسععارعون بععالحکم علععی‬

‫هذا الحديث أو ذاك بالضعف لکي يدرؤوا عن أنفسهم تلك العتراضات والنتقادات الکثیرة الععتي‬

‫توجه الیهم‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لماذا لم تکن عندهم تلك المروءة والرجولة وعلوالهمة وقععوة الرادة فیکتبععوا لنععا کتابعًا ل خفععاء‬

‫فیه ول لبس ول غموض ؟ کتابا يتضح فیععه الصععحیح مععن الضعععیف کمععا يفعععل ذلعك ائمععة السععنة‬

‫ل ‪...‬؟!! لمعاذا‪.....‬؟ ذلعك‬


‫الغراء وکماهوالحال فعي کتعاب صعحیح الترمعذي وضععیف الترمعذي مث ً‬

‫لنهم علی علم تام ويقین ولو کرهت ذلك نفوسععهم المريضععة أنهععم ل ولععن يسععتطیعوا أن يمیععزوا‬

‫بین الغث والسمین بین أحاديثهم وإنی لهم ذلك ‪..‬؟ وقد عم البلء وطععم فلععم يعععد فععي وسعععهم أن‬

‫يثبتوا للعالم أجمع أن هناك حديث صحیح يرتقي الی درجه الحتجاج بععه ‪ ،‬ولکععي تععدرك وتعععرف‬

‫حقیقة مكرالشیعة ودهائهم أضرب لك هذا المثال ‪:‬‬

‫اقول ‪ ) :‬إن الکافي وشريعتي وشیرين عبعادي وکوکعوش يعروون ععن المعام الصعادق ثعم يعذكر‬

‫الحديث ‪ .........‬فیظن القارئ أن شرين عبادي هو أحد الرواة الذين لهم معن الرتبعة والمكانعة معا‬

‫للكافي عند الشیعة أو أنه أحد أئمة الحديث ورواته الذين يشار الیهم بالبنان ‪!!.......‬‬

‫فأقسم بال إن ما فعله مؤلف کتاب لیالی بیشاورهوأسوء بکثیر من ذلك واعتقد بععل اجععزم أن مععا‬

‫ارتکبة من جرم وما اقترفته يداه من تزوير کافیععا لن يعععرض الشععیعة عععن علمععائهم و يرفضععوا‬

‫تمام الرفض کل ما يتبجحون به من باطل وإثم‪.‬‬

‫والن أظنکم قد علمتم واستطعتم أن تدرکوا أي وسیلة استخدمها المؤلف لتضلیل قومه !!‬

‫ي وانا اضرب لکم هذا المثال الخر‪:‬‬


‫ومرة اخری أقول ‪ :‬أعیروني سمعکم واصغوا ال َ‬

‫ما أنا إل فرد من من أفراد أهل السنة ‪ ،‬وقد کنععت قبععل ذلععك شععیعیًا‪ ،‬کمععا أنععي کنععت مدرسعًا لمععادة‬

‫التربیة السلمیة ‪ ،‬وقد صدرت ِلي مؤخرًا عدة کتب ومؤلفات أثنععي فیهععا علععی الصععحابة وأظهععر‬

‫مناقبهم وفضائلهم فلوجاء شخص بعد ‪ 500‬عام وقال لکم ‪ :‬إن محمد بععاقر بععن حسععن کعان أحععد‬

‫کبارالشیعة ) ول يستطیع أحد الن ينکرذلك لیقول أني لم اکن شیعیا ‪( !....‬‬

‫‪11‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فیقول ‪ :‬وکان هذا الشیعي الکبیر ) يقصدني طبعا ( يثني علی الصحابة خیرًا ويکیل لهععم المععدح‬

‫ل وهو من وراء ذلك يريد أن يفهم القارئ والسعامع أن الشعیعة فعي الصعل موالعون للصعحابة‬
‫کی ً‬

‫ومن المحبین لهم‪ !!..‬والن أل يعد هذا القول منه مکرًا وخديعة ‪..‬؟!!‬

‫إن کتاب لیالي بیشاورملیء بمثل هذه الباطیل والکاذيب فععارجوا ان تععدركوا ذلععك وتفهمععوا هععذه‬

‫الحقیقة جیدا‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬المساواة بین العالم المشهور والجاهل المغمور ‪.‬‬

‫إن مؤلف لیالی بیشاور يجلس الصغیر مجلععس الکععبیر ويجمععع بیععن الضععداد ‪ ،‬وأنتععم لععو أمعنتععم‬

‫النظر فإنکم ترونععه ينععزل المععام أحمعد بعن حنبععل وهوالمععام الععالم الجلیعل منزلعة میرسععید علعي‬

‫الهمداني الشافعي وسلیمان الحنفي البلخي ‪ !....‬فیظن القارئ أن الخیرين من کبععار علمععاء أهععل‬

‫السنة‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫الكل يعلم ان المام احمد بن حنبل هو أحد أئمة المذاهب الربعة المشععهورة والععتي أجمععت المعة‬

‫علی إمامة وفضل هذا المام الذي يعرفععه النععاس والعععالم أجمععع مععن )جاکارتععا( شععرقًا الععی )کععازا‬

‫بلنکا( غربا ‪ ،‬أضف الی ذلك فإنه صاحب المسند العظیععم الععذي جمععع بیععن دفععتیِه أحععاديث النععبي‬

‫س فعي الکععثیر معن المعدارس‬


‫صلی ال علیه وسلم والعذي يعععد معن الکتععب المشعهورة الععتی ُتعدر ُ‬

‫والمعاهد العلمیة وذلك أمر ل يخفی علی أحد‪.‬‬

‫فماذا يعني ذلك ‪..‬؟ حیععن يسععوي بیععن هععذا العلععم الشععامخ والمععام القععدوة وبیععن الشععیخ سععلیمان‬

‫البلخي‪..‬؟!!‬

‫إن الشیخ سلیمان البلخي رجل مغمور ل يعرفه أحد ‪ ،‬ول يعلم أحد عععن مولععده ول منشععئه ‪ ،‬کمععا‬

‫ل أن يکععون لهععم إمامعًا ‪..‬؟! ثععم إن کتععابه‬


‫أن أهععل السععنة ل يرتضععونه لهععم بوابعًا ولحاجبععا فضع ً‬
‫‪12‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الموسوم ) بینابیع المودة ( لیس هو من الکتب المعتمدة ول دون ذلك حععتی ‪ !!..‬ولیععس هععو مععن‬

‫الکتب التي يعتمد علیها فتدرس في المعاهد العلمیة أو حتى فععي المععدارس البتدائیععة ‪ !...‬کمععا أن‬

‫السواد العظم من أهل العلم وطلبته ل يعرفون عن هذا الکتاب شیئًا يععذکر ‪ !...‬فهععل أدرکتععم الن‬

‫کیف ُيضل علماء الشیعة أتباعهم لیکونوا من الهالکین ‪..‬؟!‬

‫الرابع ‪ :‬تركیب الحاديث ودمج بعضها ببعض ‪:‬‬

‫حیث يقوم بأخذ قطعة من أحد الحاديث الواردة في أحد کتب الضالین والمبتدعین ثم يأتي بجملة‬

‫من حديث آخر ورد في البخاري أوغیره من صحیح الحديث ثم يکتب بعده ويقول ‪:‬‬

‫رواه سلیمان البلخي وأحمد ) بتصرف ‪ ( !.....‬يعنی ‪ :‬مع بعض الزيادة والنقععص فیععه وهععو بهععذا‬

‫يجعل من هذِه العبارة سترًا وغطاءًا علی تلعبه بالحاديث التي يوردها فی کتابه ‪.‬‬

‫ول أدري ماذا يعنی بقولِه ‪ :‬مع بعض الزيادة والنقصان‪.......‬؟!!‬

‫ی ونور‪ ،‬ول سیما عند اختلف المععة‬


‫إن کل کلمة من أحاديث المصطفی صلی ال علیه وسلم هد ً‬

‫واضطرابها ‪ ،‬ولکن آن لنا أن نعرف هععذه الحقیقععة المععرة ‪ !...‬إن هععؤلء ل يريععدون السععیر علععی‬

‫الهدي السوي والصراط المستقیم الععذي هععدی الع الیععه هععذه المععة ‪ ،‬وإنمععا تراهععم يكیععدوا للمععة‬

‫المکائد فیلبسوا الباطل بلباس الحق ‪ ،‬ول يخفی علی کل عاقل لو أن قطرة من البول سععقطت فععی‬

‫کوب ماٍء عذب صافي ل فسدته کله‪.‬‬

‫الخامس ‪ :‬استدلله بالکتب التي ل ترقی عندنا ال الی الدرجة الرابعة ‪.‬‬

‫فهععم ل ينقلععون الحععاديث مععن المصععادر المعتمععدة عنععدنا والصععول الثععابته وإنمععا إن أرادوا أن‬

‫ل ويشفقواعلینا فإنهم يلجؤون الی الکتب فینقلون عنها وهي ل تصععل عنععدنا مععن‬
‫يسدواالینا جمی ً‬

‫حیث الحجیة والرتبة في الستدلل ال الی الدرجة الرابعة أوالخامسة عندنا فیستدلون بها ‪!.......‬‬

‫‪13‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫هذا من ناحیة ‪ ،‬ومن ناحیة أخری فإنهم في بعض الحیان يريدون أن ينقلوا من الکتب الصععلیة‬

‫ولکنهم يجعلععون بیعن ذلعك واسعطة مثعل سعلیمان البلخععي ‪ ،‬وعلعی سععبیل المثعال‪ :‬فعإني إذا أردت‬

‫محاججتهم ومناقشتهم فأقول ‪ :‬حدثني الدکتورعلي شريعتي عن المام الصادق فی کتابه الشععیعة‬

‫والتشیع ‪...........‬الخ ‪ .‬فهذا عین الکذب والزور والبهتان‪..‬؟! وذلك لنه ينبغععي للناقععل مثلععي أن‬

‫يأتي بالحديث أو الرواية من المصدرالصلي لها ‪ ،‬وهذا من البدهیات التي يعرفها کل مبتععدئ فععي‬

‫طلب العلم ‪ ،‬نعم ل بد لي من نقل أي معلومة من المصادر المعتمدة عنععد الشععیعة أنفسععهم وبهععذا‬

‫أکون قد أديت المانة التي کلفت بحملها‪.‬‬

‫وأما الشیعة فهم يستدلون بکتاب المناقب للخوارزمی ‪ ،‬والخوارزمي طبعًا لم يأت بهذه الحاديث‬

‫أويتلقاها وحیًا من السماء وإنما هو أيضًا نقلها بدوره من مصععدر آخععر ‪ !....‬إذن علیعك ان تنقععل‬

‫الحديث من ذلك المصدر ‪!!....‬‬

‫فهل تراني قلت شططًا من القول أو حملتك منه مال تطیق فهمه أوإدراك معناه ‪..‬؟‬

‫ل فهععو شععیعي‬
‫ثععم لیعلععم الجمیععع إن الخععوارزمي هععذا ل يجععب أن يحسععب علععی أهععل السععنة أص ع ً‬

‫معتزلي ‪...‬؟!!!‬

‫السادس ‪ :‬المدح والثناء والطراء لراوي الحديث وتجاهل سنده ‪.‬‬

‫إن مما يلفت انتباه القارئ لهذا الکتاب إنك تری أن المؤلف عندما يذکر حديثًا فی کتابه أو يستدل‬

‫به ‪ ،‬فإنه بدل أن يولي اهتمامه للحديث ويعرف القارئ بسععند هععذا الحععديث ودرجتععه ورتبتععه مععن‬

‫حیث الصحة اوالضعف فإنك تراه يبدأ قبل کل شيء بالمدح والثناء والطراء لهععذا الععرواي أوذاك‬

‫متناسیًا الحديث وسنده ومدی صحته‪..‬؟!! وهذا أمر محیععر وغريععب علععی أهععل العلععم فععإن صععلح‬

‫‪14‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الراوي وزهده وکثرة عبادته کل هذه صفات ل تصحح حديثٌا هو في نفسه ضعععیف ‪ !...‬ولععم يقععل‬

‫أحٌد أن صلح الرواي دلیل علی صحة المروي‪..‬؟!‬

‫وال فلماذا قلنا أن کل ما عدا صحیحی البخاري ومسلم ففیه الصحیح والضعیف ؟ ثم إذا قبلنا هذا‬

‫القول واعتمدناه فقولععوا لععي بربکععم ‪ :‬لمععاذا لععم يقبععل الحنابلععة جمیععع المرويععات الععتي وردت فععي‬

‫المسند عن إمامهم أحمد بن حنبل علیه الرحمة والرضوان‪..‬؟‬

‫إن الحق أحق أن يتبع ‪ ،‬فالنسان الصالح والعالم التقي مهما بلغ به الصععلح والتقععی فهععو ولبععد‬

‫أن يصدرعنه الخطأ والسنیان ‪ ،‬ول عصمة لحد بعد محمد صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬فکل أحد يؤخذ‬

‫منه ويرد علیه إل أبا القاسم علیه الصلة والسلم ‪ ،‬ثعم ل يجعب علینعا أن ننسعی أن کبعار علمعاء‬

‫هذه المة هم من کان يحکم علی هذا الحديث بالصحة أو بالضعف ‪ ،‬ولم يقععل أحععد منهععم للمععة ‪:‬‬

‫أن کل ما ورد من الحاديث فی کتب الئمة صحیح لضعف فیه ‪..‬؟‬

‫فهذا المام النسائي وابوداود والترمذي وغیرهم الکثیر من الئمة والعلمععاء الجلء وهععم عنععدنا‬

‫والحمد ل من أفاضل الناس وسادتهم ومع ذلعك فإننععا نقععول فععي کععثیرمن الحیععان ‪ :‬ل نقبععل هععذا‬

‫الحديث أو ذاك بسبب ضعف المتعن أوالسعند وهکعذا ‪ ،‬وسعواءًا کعان هعذا الضععف عنعد الترمعذي‬

‫والنسائي أوعند صاحب الموطأ فالکل في میزان الحق سواء‪!......‬‬

‫نعم إن المة تلقت صحیحي البخععاري ومسععلم بععالقبول والرضععا وذلعك لنهععا تعلععم جیععدًا أن هععذين‬

‫المامین الجلیلین علیهما الرحمة والرضوان قد اشترطا علی أل يکتبععوا فععي کتابیهمععا ال ماصععح‬

‫وثبت عن النبي صلی ال علیه وسلم ووضعوا لذلك شروطًا ل تدع للشك والضعععف والضععطراب‬

‫في الحديث مجاًل لقبوله ‪ ،‬کما أنهم لم يکتبوا أو يدخلوا في کتابیهما الکثیر مععن الحععاديث وذل عك‬

‫‪15‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لشدة حرصهم واحتیاطهم حتی ل يدخل ولو حديثًا واحدًا فیهما ومع ذلك فإننععا ل نجعععل ذلعك دلی ً‬
‫ل‬

‫علی تفضیل المامین البخاري و مسلم علی المام أحمد علیه الرحمة‪!!......‬‬

‫و لکي أقرب الصورة الی الذهان اکثر دعوني أضرب لکم هذا المثععال ‪ :‬تخیلععوا معععي وتصععوروا‬

‫لو أن مؤتمرًا عقد لدراسة وعرض کل جديد في مجال مکافحة مععرض نقععص المناعععة ) اليععدز (‬

‫ل ‪ ،‬وعند انعقاد هذا المؤتمر قام کل عالم بإبععداء رأيععه وعععرض ماعنععده مععن آراء قیمععة تخععدم‬
‫مث ً‬

‫الخرين في هعذا المجععال ‪ ،‬وبینمععاهم کععذلك وإذا بشععخص يقععوم امعام الحاضععرين و بععدل أن يقععدم‬

‫ماعنده من حلول للقضاءعلی هذا المرض ‪ ،‬فإنه يبدأ بتعريععف نفسععه للخريععن ثععم يکیععل صععفات‬

‫ل وطريقعًا للخلص‬
‫المدح والطراء وأنه طییب حاذق و ‪ ...‬و ‪ ..‬فهل هذا يعنععي أنععه بهععذا وجععد ح ً‬

‫من هذا المرض الخطیر‪..‬؟‬

‫ومع هذا فإن المؤلف لمکره ودهائه وتلعبه بأحکععام هععذا الععدين وأصععوله ل يتععوانی عععن القععول‬

‫بالحکم علی صحة الحديث إن کان يخععدم أهعدافه ومععآربه وفعي نفسعه صععحیح ‪ ،‬نععم إنععه يسععارع‬

‫لقتناص هذه الفرصه ويقول‪ :‬إن علماؤکم قد حکموا وشهدوا علی صحة هذا الحديثًا أرأيتم مثععل‬

‫هذا الرجل بمکره وخبثه وحیله‪..‬؟!‬

‫السابع ‪ :‬تتبع هفوات العلماء وأخطاءهم ‪.‬‬

‫من المعلوم بداهة ان العلماء رحمهم ال مهما بلغوا من جللة القدر والعلم‬

‫والفضععیلة ‪ ،‬ومهمععا أثععرت عنهععم مععن القععوال النافعععة الثمینععة فععإنهم مععع ذلعك بشععر يصععیبون و‬

‫يخطؤون ‪ ،‬إل إن هذا الرجل يستغل هذه الهفوة أو تلك للوصول الى هدفه ومراده الخبیث ‪!!...‬‬

‫ودعونا نضرب لکم هنا مثاًل آخر ‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫تقول الشیعة بأن إمام زمانهم قال ‪ ) :‬کتاب الکافي لشیعتنا کافي ( ولععو أردنععا أن نضععیق الخنععاق‬

‫علی هذا الشیعي بأسلوب المناقشة والبحث العلمي الرصععین فععإنه ولبععد سععیقول لنععا ولکععي يجععد‬

‫لنفسه مفرًا مما هو فیه ‪ :‬أن حديث کذا في الکافي ضعیف ‪ ،‬أعني بععذلك أن تزکیععه جمیععع علمععاء‬

‫ل کافیعًا علعی أن کعل حعديث فععي الکعافي صععحیحا‪،‬‬


‫الشیعة وإمام زمانهم معهم کعذلك ل يکععون دلی ً‬

‫ولکن مع ذلك فإن مؤلف لیالي بشاور يجبرنا علی القول بصحة کل حععديث ورد فععي هععذا الکتععاب‬

‫أو ذاك بحجة أن مؤلف هذا الکتاب رجل صالح‪...‬؟!!!!‬

‫إذا فهو بهذا الخطأ الفاحش والظن الفاسد يزيد الععی رصععیدِه المظلععم النتععن تلعك الصععورة القاتمععة‬

‫لتشويه العلماء والطعن واللمز بهم ولیمنح الشیعة هذِه الفرصة لینشبوا أظفارهم فعي لحعوم أهعل‬

‫ل علی صحة مذهبهم وعقیععدتهم ‪ ،‬والغريععب فععي المععر‬


‫العلم والديانة ‪ ،‬ولیجعلوا تلك الخطاء دلی ً‬

‫أن هذا الخلق الذمیم ل يقتصرعلی عوام الشیعة فحسب بععل إنعك تععری المئآت مععن علمععاءهم مععن‬

‫يکون أشد حرصًا على تصید هذِه الخطاء للتشهیر بهم وهذا ل يعني أننا ننکر صدور الخطأ مععن‬

‫علمائنا وأئمتنا‪ ،‬ول يتجرأ أحد علعی إلصعاق مثععل هععذِه النقیصععة بنععا ‪ ،‬بععل نحعن العذين ننکرعلععی‬

‫الشیعة وغیرهم القول بعصمة أحد من البشر بعد رسول ال صلی ال علیه وسلم‪ ،‬وقلنا ذلك مععن‬

‫قبل ‪ ،‬ونکررالقول لیکون ذلك عبرة لمن کان له قلب أوالقی السمع‬

‫وهو شهید ‪ ،‬إنه ل عصمة لحد وکل عالم يخطأ ويصیب مهمععا بلغععت درجتععة العلمیععة ومکانتععة ‪،‬‬

‫ول نأمر أحدًا بتقلیدهم تقلیدًا أعمی بل علیه أن يحترمهم ويجلهم ويعرف لهم فضععلهم ول يسععيء‬

‫الدب معهم فهذا ما تعلمناه من هدي نیینا وهدي سلفنا الصالح علیهم الرحمة والرضوان وبععذلك‬

‫أمرنا‪.‬‬

‫والن تعالوا لننظر ماذا فعل هذا الکاتب الشیعي ‪..‬؟‬

‫‪17‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لقد اتبع طريقة في غاية الغرابععة والعبثیععة فهععو يأخععذ بکععل قععوٍل وافععق مععذهبه الفاسععد دون نظععر‬

‫أوتمحیص ‪!!...‬‬

‫فهل هذا القول أو تلك الطريقة تتفق مع ما علیه جمهورالمسلمین وأئمة هذا الدين؟‬

‫بل وصل الحد بالشیعة أنهم يأخععذون بهععذِه الخطععاء والقععوال الموافقععة لهععواهم ومععذهبهم مهمععا‬

‫کانت ضعیفة ومردودة ولو کعانت صععادرة مععن عععالم يععری ضععللهم وکفرهععم ‪ ،‬ل لشععيء ال لکععي‬

‫يقولوا لنا ‪ :‬إن هذا القول هو قول عععالمکم وإمععامکم ؟؟!! وظنععوا بععذلك أنهععم قععد حععازوا قصععب‬

‫السبق بدهائهم ومکرهم وماعلموا أن طريقتهم هذِه طريقة فاسععدة شععاذة ل اعتبععار لهععا ول وزن‬

‫عند من هداهم ال الی الحق ‪ ،‬وذلك لن العتبارالول والمرجععع الحععق لنععا هععو کتععاب الع تعععالی‬

‫وسنة نبیه علیه الصلة والسلم وإنا ل نتبع أحععدًا بعینععه ‪ ،‬ال إذا کععان موافقعًا فععي آرائه وأقععواله‬

‫هذين الصلین العظیمین اللذين جعلهم ال تعالی للمة ملجًأ وعصمة مععن البععدع والهععواء ‪ ،‬وأن‬

‫التشهیر والنفخ وأقتناص الفرص للغض من منزلة العلماء ومکانتهم هو خلق ذمیععم ل ُيعععرف ال‬

‫في خلق الشیعة وثقافتهم وهدي علمائهم الضالون المضلون‪!....‬‬

‫ف الحقیقة‪.‬‬
‫الثامن ‪ :‬الشیعة وأنصا ُ‬

‫إن عّبععاد الشععیطان لععو أردوا مجادلتنععا ومناقشععتنا محتععذين حععذو الشععیعة وطريقتهععم المععاکرة‬

‫لستطاعوا أن يقنعونا ويثبتوا لنا من کتاب ال تعالی أن الشیطان عبععد مععن عبععاد ال ع الصععالحین‬

‫ل يستطیعون أن يقولوا لنا ‪ :‬أن ال تعالی استجاب لعبععده‬


‫الخیار والمنتجبین البرار ‪ !!...‬فهم مث ً‬

‫ب انظرنععي الععی يععوم يبعثععون‪ ،‬قععال إنعك مععن‬


‫الشیطان حین دعععاه والععدلیل قععوله تعععالی ‪ » :‬قععال ر ّ‬

‫المنظرين‪ ،‬العراف ‪ :‬آيه ‪. 15 -14‬‬

‫‪18‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أو أنهم يقولون لنا ‪ :‬إن الشیطان کان من الموحدين ل تعالی وقد تبرأ من المشرکین وشععرکهم ‪،‬‬

‫وکان من أشد عباد ال خوفًا من ربه وخالقه وأنه تاب من ذنبه وأصبح من المتقین ‪!!...‬‬

‫والدلیل قول ال تعالی ‪ » :‬وإذ زين لهم الشیطان أعمععالهم وقععال ل غععالب لکععم الیععوم مععن النععاس‬

‫لع شععديد العقععاب «‬


‫وإني جارلکم فلما تراءت الفئتان نکص علی عقبیه وقال إنععي أخععاف اللععة وا ُ‬

‫النفال ‪ :‬آية ‪. 47‬‬

‫إن طريقععة الشععیعة هععذِه فععي السععتدلل والتلععبیس علععی عبععاد ال ع والتلعععب بععالوحي الشععريف‬

‫يستهويها ويستعذبها ضعاف النفوس من جهلة الشعیعة وحمقتهعم تلعك الطريقعة العتي تجععل معن‬

‫الشیطان عبدًا تقّیا وأن لقمان خیٌر من محمٍد صلی الع علیعه وسعلم ‪ !!..‬ومععاالعجبًُ والسععتغراب‬

‫في ذلك ‪....‬؟! ألم ينزِل ال تعالی سورًة باسم لقمان ‪..‬؟ فإذا قلنا لهم ‪ :‬إن في القرآن کذلك سععورة‬

‫باسم محمد صلی ال علیه وسلم فتراهم عندئذ يقولون لك » قالوا قلوبنا في أکنٍة لما تدعونا الیه‬

‫وفي آذاننا وقٌر ومن بیننا وبینك حجاب ‪ «..‬فصلت‪ :‬آيه – ‪. 5‬‬

‫هذِه هي طريقة الشیعة وأسلوبهم الذي يتمیزون به عن غیرهم ‪!.‬‬

‫ل مخالفعًا للحععق‬
‫إنهم ل يهتمون ويراعون بالذکر إل ما تهواه أنفسهم ولو کععان ذلعك الشععيء بععاط ً‬

‫الذي أنزل ولو کان ذلك الشيء هو الحقیقة بعینها فسبحان من ألهم النفوس فجورها وتتقواها ‪!.‬‬

‫ثم تعالوا لنعید النظر کّرة أخری فالمر لم ينتهي عند هذا الحد فحسب فإن عابععد الشععیطان عنععدما‬

‫يذکر محاسن شیطانه و فضائله حسب ما يذهب إلیه من تأويل ليعات الع تععالی حینمعا تقعول لعه‬

‫أذکر مساوئه التي وردت في کتاب ال کما ذکرت محاسنه ؟‬

‫ل ‪ :‬أنا ل أقبل اوأؤمن بکل ماجاء في هذا القرآن‪ !!!..‬واذا قلنععا لعابععد لقمععان أنظععر إلععی‬
‫أجابك قائ ً‬

‫سورة محمد ‪ !....‬قال ‪ :‬ل أقبل کل ما جاء في هذا القرآن ‪!.......‬‬

‫‪19‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وإذا قلنا لعابد علي ‪ :‬إن ما ورد من فضائل علي صحیح مسّلٌم به ‪ ،‬فانظر کذلك الی ماورد وجععاء‬

‫من فضائل في أبي بکر وعمر عند أهل السنة ‪...‬؟ قال‪ :‬أنععا ل أقبععل جمیععع مععا يععرد مععن الحععاديث‬

‫وإنما أقبل ما اتفقنا فیه واشترکنا في قبوله‪ !!!...‬ألم تکن الية التي أستجیب فیها دعاء الشیطان‬

‫من المشترکات التي بیننا وبین عباد الشیطان أيضا‪..‬؟؟!‬

‫فلم يکن من حق الشیعة أن تذکر الدلة الواردة في فضل علي من کتبنا ثم تقول‬

‫لنا ‪ :‬إنکم شهدتم بأنفسکم على معا لعلعي معن فضعل ومنعاقب وکرامعة وبهعذا نسعتنتج ‪ :‬أن علیعًا‬

‫أفضل من ابي بکر‪ !!...‬ألم تذکر تلك الفضائل نفسها بل وأکثر منها في أبي بکر وعمععر‪...‬؟!! ألععم‬

‫تثبت الروايات الصحیحة والسنن الثابته أن أبابکر أفضل من علي‪.‬؟ وبهذا نعلععم علمعًا ل يخععالجه‬

‫شك أن طريقة الستدلل هذه عبث ل طائل من وراءه ‪ ،‬ولکنهم يعتقدون بهذرهم هععذا وترهععاتهم‬

‫الدائمة واستدللتهم الباطلة التي يمجها کل عقل سلیم أنهععم سععوف يقنعععون غیرهععم بهععذا الغثععاء‬

‫ومحال ذلك‪.‬‬

‫التاسع ‪ :‬التأويلت الباطلة وتشويه الحقائق‬

‫ذکر المام الذهبي في کتابه میزان العتدال تلك الحاديث الضعیفة والمکذوية التي عنععد الشععیعة‬

‫وذلك لفضحهم وکشف زيفهم والتحذيرمنها ‪ ،‬ثم رّد علی تلك الحاديث وأبطلها ‪.‬‬

‫وقد عرف عن الشیعة أنهم يععذکرون قععول القععائل دون الشععارة الععی مععراد القععائل نفسععه مععن هععذا‬

‫القول‪ !!..‬کقولهم ‪ :‬ذکر هذا القول أو ذاك المام الذهبی فعي کتعابه میعزان العتعدال وقعال ‪ :‬كعذا‬

‫ل يقول ‪ :‬أن ال تعالی يقول في كتابه المجید وفرقععانه الحمیععد » أنععا‬


‫وكذا‪ .....‬وهم بذلك کمثل قائ ً‬

‫ب‪ ( !!.....‬علععی القععل هکععذا‬


‫ربکم العلی « فیفهم منه أن ال تعالی يقول ‪ ) :‬ان فرعون هو الر ّ‬

‫يفهم من اليه ‪ ،‬فهل هذِه هي الطريقة العلمیة الصحیحه أم أنه المکر والکید والحیلععه‪....‬؟ فعلععی‬

‫‪20‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المؤلف أن يعرف هذِه الحقیقة جیعدًا أنععه يکععذب ويريععد بهععذِه الطريقعة المنحرفعة الزائفعة إضعلل‬

‫المخاطبین وخداعهم‪!! ....‬‬

‫العاشر ‪:‬النقل عن الصوفیة والستشهاد باقوالهم ‪.‬‬

‫إن المؤلف ل يكاد يكف عن الستشهاد والستدلل علی ما يريد بأقوال مععن ل يراهععم أهععل السععنة‬

‫ل للحتجاج بأقوالهم والستدلل بها وذلك مثل الحتجععاج بععأقوال الصععوفیة عبععدة القبععور مععن‬
‫أه ً‬

‫امثال ابن حجر المکي وهو صوفي متعصب وعداءه عداء سافر لعلماء أهل السععنة والطعععن بهععم‬

‫وسبهم ولعنهم ومن أمثال هؤلء العلماء الذين تطاول علیهم شیخ السلم ابن تیمیة يرحمععه ال ع‬

‫ومن المعلوم فإن هذه السیاسة واقصد بها سیاسة السب والطعن واللعن من الخصال التي يحبهععا‬

‫الشیعة ‪ ،‬ويسیل لها لعابهم ‪ ،‬مع أن الشیعة وللمة طبعهم ودنعاءة أصعلهم يغضعون الطعرف ععن‬

‫أقوال ابن حجرهذا وهو يری کفرهم ويلعنهم لعنًا شديداً‪ !!.....‬ولکن ذلك کله ل يهمهم مادام إنه‬

‫وإياهم علی عقیدة واحدة فالصوفیة بالجملة ل تختلف عن الشیعة في المنهج والمعتقد‪!!.....‬‬

‫الحادی عشر‪ :‬ل حظ للشیعة من العلم فععي کتععاب الع تعععالی وسععنة نععبیه صععلی الع علیععه وسععلم‬

‫والفقه فیهما ‪.‬‬

‫وهذا أمر واضح والتفاوت بیننا وبینهم عظیم في فهم معاني الکتاب والسنة وهععم إن نقلععوا عععن‬

‫أهل السنة حديثًا فهم ل يدرکون ول يفقهون منه تلك المعاني والحکام الععتي أنعععم ال ع بهععا علععی‬

‫أهل السنة‪ ،‬بل ويفسرونها بما يتفق مع أهوائهم وما يؤمنون بععه مععن عقععائد فاسععدة ‪ ،‬فلععو کععانت‬

‫لديهم ذرة إنصاف وعلم وحکمة لنقلوا عنا تفسیر هذا الحديث وشرحه کما نقلوا عنا‬

‫متنه ‪.......‬؟! وها أنذا أستعین ال تعالی بعد أن اطلعت علی هذا الکتاب ورأيت ما فیه من طعن‬

‫‪21‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وسب وشتم وادعاءات کاذبة واتهامععات باطلععة وتحريععف لمععاني الکتععاب والسععنة وافععتراء علعی‬

‫علماءنا وأئمتنا بکتابة هذه الجابات الشافیة وتفنید ما جاء فیععه مععن هعذه الباطیععل والتخرصعات‬

‫والدعاوی الکاذبة ‪ ،‬وسععأقوم بعععد عععون الع وتأيیععده وتضععرعي الیععه جععل فععي عله أن يلهمنععي‬

‫الصواب والسداد في الجابة والرد علععی هععذا الفععاك الثیععم وقععد حععاولت وسعععیت جاهععدًا أل أدع‬

‫اعتراضًا واحدًا ال وقد رددت علیه وبینت زيفه وکشفت عن مقصده وما يرمي الیه قائله والحمد‬

‫ل رب العالمین فمنه العون والتوفیق‪.‬‬

‫الدعاء الول وقوله ‪ :‬أهل السععنة قععاموا بتحريععف كتبهععم ورفععع كععل حععديثا أو محععوه بالكلیععة إن‬

‫وجدوه ل يوافق هواهم ومذهبهم ‪ ،‬ثم تراه يضرب مثال على ذلك ويقول ‪ :‬عندما تم طباعة كتاب‬

‫تفسیر الكشاف لجار ال الزمخشري عام ‪ 1319‬وقد ذكر فیه مؤلفه عدة أبیععات شعععرية ‪ ،‬ولكننععا‬

‫لم نر لهذا الشعر من أثر في طبعة هذا التفسیر عام ‪ 1373‬هجرية ‪ !!....‬ثم يصل في النهاية الععى‬

‫هذه النتیجة فیقول ‪ :‬إذا ما ذكرت لكم قول ما قد ذكر في أحد كتب أهل السنة ولم تجععدوه فععاعلموا‬

‫أنهم إما غیروه أو حذفوه ‪!!...‬‬

‫الرد علی هذا الدعاء من عدة وجوه ‪:‬‬

‫الول ‪:‬‬

‫هذا ادعاء باطعل ومعردود ول حقیقعة لعه بحمعدال تععالی ‪ ،‬ولیعس لعذلك وجعود ال فعي رأس هعذا‬

‫المدعي المأفون ‪ ،‬فکتبنا وأصععولنا لععم تتعععرض للتحريععف أوالتبععديل ‪ ،‬ومععن اطلععع علیهععا وأمععن‬

‫النظر فیها علم أن هذا القول ل أساس له مععن الصععحة بععل محععال ‪ ،‬فهععذه المععذاهب الربعععة لهععل‬

‫السنة والجماعة وقد تکون خمسة مذاهب اذا اعتبرنا أن المنهج السلفي منهجعًا ومععذهبًا مسععتق ً‬
‫ل‬

‫عن المذاهب الربعة الخری‪ ،‬وهذه المععذاهب کععانت ومععازالت فععی سعععي حععثیث ودائم لثبععات أن‬

‫‪22‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الطريقة أوالمنهج الذي يتبعه هذا المذهب أوذاك هو المذهب الصحیح والمثل والقرب الی هععدي‬

‫المصطفی صلی ال علیه وسلم وسنته‪ ،‬فلو کان التحريف ممکنًا في کتب أهععل السععنة والجماعععة‬

‫وأصولهم لرأيت للحناف صحیحًا للبخاري وللشافعیة صحیحًا آخر وهکذا بقیة المذاهب الخععری‬

‫ولحاول کل مذهب أن يحذف من البخاري تلك الحاديث التي ل توافق هواه ومذهبه ‪!!..‬‬

‫ولکننا بطبیعة الحال نری أن لجمیع المسلمین في الشمال والجنوب والمشرق‬

‫والمغرب بخاري واحد ومسلم واحد وترمذي واحد ونسائي واحد ‪ ،‬فبناءًا ما تقدم يعلم بمال يععدع‬

‫مجاًل للشك أنه ل مجال ول مکان للتحريف أوالتبديل في کتبنا وأصولنا والحمدال ‪.‬‬

‫الثانی‪:‬‬

‫ل أعرف ول يعرف كل عاقل على وجه البسیطة ما هععوالجرم الععذي ارتکبععه أهععل السععنة بحقکععم‬

‫وأنتم تحاولون جاهدين التشهیر بهم والکذب والفتراء علیهععم ‪..‬؟ هععل تريععدون الغلبععة وإسععکات‬

‫صوت الحق الذي جعله ال عل لسانهم‪..‬؟ إنکعم تحععاولون بکععل مععا أوتیتععم مععن قععوة تحقیععق ذلععك‬

‫ولکن هیهات هیهات ‪ ،‬فإن التباع والتعلق بأذيال أولئك الذين ل صلة لهم بأهععل السععنة البتععه بععل‬

‫أن أهل السنة بريئون من هؤلء وقد بینععوا للجمیععع مععا هععم علیععه مععن الباطععل والضععلل ولکنکععم‬

‫تععذکرون هععذه المثلععة والجمععل مععن أقععوالهم لتوهمععوا النععاس أن هععذه هععي أقععوال أهععل السععنة‬

‫والجماعة‪!!!....‬‬

‫هل تريد أن تجعل من يخالف السنة من أهلها‪..‬؟ إنه منا بريء ونحن منه برآء‪..‬‬

‫وأما ما ذکرته من الشعر وأنك ادعیت أنه قد حذف جملة منه فانظر ماذا قال فیه‬

‫وأكعتمه ‪ ،‬كعتمانه لعي أسعلم‬ ‫إذا سعألوا عن مذهبي لم أبح به‬

‫أبیح الطل وهو الشراب المحرم‬ ‫فعإن حعنفیا قلت ‪ ،‬قالوا بأنني‬
‫‪23‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أبعیح لعهم أكل الكلب وهم هم‬ ‫وإن معالكیا قعلت ‪ ،‬قالوا بأنني‬

‫أبعیح نكاح البنت والبنت تحرم‬ ‫وإن شعافعیا قعلت ‪ ،‬قالوا بأنني‬

‫ثعقیل حعلولي بعغیض مجسم‬ ‫وإن حعنبلیا قعلت ‪ ،‬قالوا بأنني‬

‫يقولون ‪ :‬تیس لیس يدري ويفهم‬ ‫وإن قلت من أهل الحديث وحزبه‬

‫فعما أحعد من ألسن الناس يسلم‬ ‫تععجبت معن هذا الزمان وأهله‬

‫ععلى أنعهم ل يععلمون وأعلم‬ ‫وأخعرني دهعري وقدم معشرا‬

‫هذا الشعر الذي ذکرته في الصفحة )‪ (523‬من کتابك حیث أتهمت فیه أهل السنة بععأنهم يعتععبرون‬

‫ويعتقدون حَل لحم الکلب وأنهم يجیزون نکاح بناتهم وانهم مجسمون فبال علیکم ‪ ....‬هععل مععن‬

‫يقول بهذه القوال ويعتقد صحتها يحسب علی أهل السنة‪...‬؟ من قال بذلك ‪..‬؟ اللهم إن هذا باطععل‬

‫ل نرتضیه ها أنذا محمد باقر وقد کنت من الشیعة وقد هداني ال تعالی وکتبت هععذا الکتععاب للععرد‬

‫ي مغرض مثل أن يستدل بأقوالي هذه مخاطبًا الخرين ‪ :‬أنظروا هذا‬


‫علی الشیعة ‪ ،‬فهل يحق لسن َ‬

‫ل لععه‬
‫محمد باقر الشیعي ماذا يقول ‪..‬؟ إنه يقول ‪ :‬إن عمر رجل صالح وطیب‪..‬؟!! ويعتبر ذلك دلی ً‬

‫من کتب الشیعة علی صلح عمر وعدله واستقامتة وإن أردتم التأکععد فععارجعوا الععی کتععاب ) أيععام‬

‫بیشاور ( ‪..‬؟!!!!!‪.‬‬

‫فجارال الزمخشري هذا عند أهل السنة رجل معروف باعتزاله وضلله ول وزن له عنععدنا ‪ ،‬أمععا‬

‫مؤلف کتاب ) لیالي بیشاور ( فإنه يعتبر ذلك الشخص الذي قال ‪ :‬إن أهل السععنة يجیععزون وطععء‬

‫بناتهم ويعتبر صاحب هذا القول الباطل من أهل السنة کما ذکر في عععدة مععن صععفحات کتععابه وأن‬

‫أهل السنة يقولون ذلك ‪ :‬لقد کان علي علی الحق و عمر علی الباطل‪..‬؟!!‬

‫‪24‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الثالث ‪:‬‬

‫إذا کان أهل السنة يحرفون کتبهععم ‪ ،‬و يفضععحون أنفسععهم امعام المل بمثعل هعذه القعوال والراء‬

‫الفاسدة ‪ ،‬فکان الولی بکم يا معشر الشیعة أن تغتنموا هذه الفرصة الذهبیة فتضععربوا ضععربتکم‬

‫القاضیة وتقضوا علیهم بعرضكم أقوالهم المنحرفة وآراءهم الباطلة ‪ ،‬حتی ل تدعوا لهععم متنفسعًا‬

‫أو فرصة للرد علیکم ‪ ،‬ولکن دعوني أقول لکععم ‪ :‬أَنععی لکععم ذلعك ‪..‬؟ فععإن مععا تعتقععدونه فععي أهععل‬

‫السنة خیالت وأوهام ل تلبث أن ينقشع غمامها أمام نور القرآن وهدي السنة المطهرة وشمسها‬

‫المشرقة ‪ ،‬فهذا التحريف الذي تزعمونه وتدعونه ل وجود له ول حقیقة ‪ ،‬وهذه کتب أهل السععنة‬

‫تطبع لیل نهار في مختلف البلد وبشتی اللسنة والمصار‪ ،‬وکل طبعة منها تجد لها نسخًا أصلیة‬

‫محفوظة فعي مخعازن الکتعب المشعهورة والمتعاحف المعروفعة ‪ ،‬فهعل معع هعذا کلعه تکعون کتبنعا‬

‫عرضة للتحريف أو التبديل‪...‬؟ هل يعقل أن أهل السنة کلهم يتفقون علی تحريف وتبديل کتاب ما‬

‫بغض النظر عن اختلفهم الکبیر وتباين آرائهم‪..‬؟‬

‫أقول ‪ :‬کیف يمکععن ذلعك ثععم يخفععی ذلعك علععی العععداء ول يطلعععوا علیععه مععع اختلف مقاصععدهم‬

‫ومشاربهم وکثرتهم ‪ !...‬يا لجرأته وکذبه وافتراءه‪...‬؟؟!!‬

‫يقول مؤلف لیالي بیشاور ‪ :‬کل سند ذکرته في کتابي ولم تجعدوه فعذلك دلیعل علعی صعدقي وکعذب‬

‫أهل السنة ‪ !!....‬أل يستطیع کل کاتب ومؤلف إن أراد أن يمرر افتراءاته و أکاذيبه علی الخرين‬

‫أن يدعي مثل هذا الدعاء ‪.....‬؟‬

‫وبهذا ل يکون هناك حاجة ول اعتبار يذکر لسند الحديث من جهة ‪ ،‬ولتجنب النتقاد والطعععن بععه‬

‫والتشکیك في أقواله من جهة أخری‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫والن وبعد أن رأينا وسمعنا کل هذه الدعاوی الباطلة‪ ،‬ألیس من حقنا أن نشکك في نیععة المؤلععف‬

‫وقصده وما يرمي الیه من وراء هذه القوال والراء الباطلة ‪...‬؟‬

‫استحلفکم بال الذي ل اله غیره ‪ ..‬هل سمعتم يومًا أنهم أجازوا نکاح البنات‬

‫والمحارم‪..‬؟ إنه لم يکتف بهذا القول الذي يشهد علی کذبه وعظیععم جرمععه وافععتراءه حععتی جعععل‬

‫ذلك عنوانعًا لکلمعه و دلیلً لمعراده‪ ...‬ثعم يععود ثانیعة لیقعول ‪ :‬إن أهعل السعنة قعد حرفعوا کتبهعم‬

‫وبدلوها ‪ !! ...‬أين حدث هذا‪....‬؟ ومتی‪...‬؟‬

‫هل سمعتم أو قرأتم وعلی مرالعصور وکر الدهور أن سنیًا نکح ابنته‪...‬؟‬

‫هل شاهدتم أوسمعتم کذابًا أشر أدهی وأمر من هذا الزمخشري ومؤلف کتاب » لیععالي بیشععاور «‬

‫ذلك الماکر اللئیم ‪.....‬؟‬

‫الدعاء الثاني وقوله‪ :‬فصرح ابن أبي الحديد وغیره من كبار علمائكم ممن شرح نهج البلغة‬

‫أنه )ع( عنى بهذه الوصاف معاوية علیه اللعنة ‪ ،‬فهععو الععذي لمععا غلععب علععى الشععیعة وأصععحاب‬
‫المام علي )ع( أمرهم بسبه ولعنه والتبري منه صلوات ال علیه وقتل من أبى منهم وامتنع مثل‬
‫حجر بن عدي وأصحابه رضوان ال تعالى علیهم أجمعین ‪.‬‬

‫ولقد دامت هذه السنة السیئة والبدعة المیشومة ثمانین سنة على المنابر والصلوات وفعي خطعب‬
‫الجمعات ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هذا محض کذب وآفتراء ل أصل له ‪ ،‬فکیف يرضی المععام الحسععن لنفسععه أن يتصععالح مععع رجععل‬

‫ي رأينععاه وعرفنععاه مععن کتبنععا أن‬


‫کان يسب أباه ويأمر بسبه علععی المنععابر‪...‬؟!! ولکععن الحععق الععذ ِ‬

‫معاوية حینما بلغه الخبر بوفاة علي بکی وحزن ‪ ،‬وعندما قالت له زوجته ‪ :‬بالمس کنت تحاربه‬

‫‪26‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫والیوم تبکي علیه ‪......‬؟!! فأجابها قائلً‪ :‬ل يعرف الناس أي رجل فقدوا‪....‬؟! والحقیقة هوأنکم‬

‫من مبغضي معاوية‬

‫ومحبي الفتنة ‪ ،‬وبهذا فل ولن نقبل أو يقبل أحد من العقلء قولکم ودعوا کم هذه‪.‬‬

‫الدعاء الثالث وقععوله ‪ :‬ل يعلععم أو يعععرف لمعاويععة اسععم أو أثععر ول رسععم بینمععا تجععد أئمتنععا هععم‬

‫أصحاب المشاهد والضرائح المشهورة والقبب الرفیعة ‪.‬‬

‫نعم لقد اندثر كل معلم يدل على معاوية أو قبره وما ذاك إل دلیل واضح بین على ما كان علیه من‬

‫الباطل ‪ ،‬معاوية هذا ل يعرف أحد قبره بینما رقیة الصغیرة فقبرها معععروف مشععهود لععدى جمیععع‬

‫الناس يستلهمون ويستمدون منها ‪( .....................‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إن الستعانة أو الستغاثة واللجوء الی القبر من جهة وإبععرازه والبنععاء علیععه ونصععب القبععب کععل‬

‫ل علی إثبات حق أو بطلنه فإن کثیرًا ممن تعتبرونهم أنتم أنهععم مععن أهععل النععار‬
‫ذلك ل يکون دلی ً‬

‫مثععل عبععدالرحمن الجععامي وعبععدالقادر الجیلنععي ولینیععن وفرعععون فکلهععم أيض عًا قععد بنیععت لهععم‬

‫القبورالعظیمة ونصبت علیها القبب وجعلت لها تلك الصروح المزخزفععة ‪ ،‬فهععذه العمععال کلهععا ل‬

‫ل علی أن صاحب هذا القبرعلی الحق أوالباطل ‪ !....‬وإنمعا يرجعع ذلعك العی مععا يعتقعده‬
‫تکون دلی ً‬

‫الناس ويؤمنون به ‪ ،‬أما نحن فنعتبر أن بناء القبة علی القبععور وتعلیععق السععرج علیهعا وتزيینهععا‬

‫بدعة ل يرتضیها شرع وأما الستعانة بها فهذا شرك لمراء فیه ‪.‬‬

‫نعم ‪ :‬إن لمعاوية قبر ومشهد معلوم وکذلك لغیره من الصحابة والصالحین وهو عمل ل نرتضععیه‬

‫ول نحبه ولکننا في نفس الوقت لنا قبوريین مثلکم‪!!.....‬‬

‫‪27‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الرابع وقوله‪ :‬إن بعض أهل السنة يذمون علیععا ويعتععبرونه إنسععانا ضععال ‪ !!!...‬ومنهععم‬

‫السني الفلني ‪..‬؟؟! ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ب الصحابة عمومعًا خصععلة ل نعلمهععا ول نعرفهععا‬


‫ب علیًا فهو عندنا من الشیعة لن س َ‬
‫کل من س َ‬

‫إل عند الشیعة ‪ !!.......‬وأما أهل السنة فلله الحمد ل يسبون أحدًا من الصحابه ول سَیما علیععاً‪،‬‬

‫و ذلك لما له من المکانة العالیة والمقام الرفیع عندهم ‪ ،‬کما أنه من الخلفاء الراشععدين الربعععة ‪،‬‬

‫ومع ذلك فإن الشیعة مازالوا يتهمون السنة بسب عليَ‪ ،‬ذلك في حقیقة الحال لیععس ال تحريضعًا‬

‫واستفزازا لمشاعرالسذجة والجهلة من أتباعهم وإشعالً للفتنة وتهییجًا لها‪!....‬‬

‫إن الجمیع يعلم وأنتم کذلك تعرفون ذلك ‪ ،‬إننا ل نکره أو نبغض مععن قتعل حمعزة رضععي الع عنععه‬

‫مضغ کبده ‪ ،‬بل نعتقد محبتهما واحترامهما ‪ ،‬وذلك لنهما تابا‬

‫وأسلما وهم من الصحابة الذين يشهد لهما بالخیر في آخر أمرهما ‪ ،‬فهل يعقل أو يمکن بعد ذلععك‬

‫ب علیًا وهو ذلك الصحابي الجلیل وابن عم النععبي‬


‫ب مثل هؤلء ثم نس َ‬
‫أن ندع وننهی غیرنا من س َ‬

‫صلي ال علیه وسلم وختنه آمن به منذ أن کان صغیرًا وجاهد معه وقدم نفسه فداءاً لنبي الهدی‬

‫والرحمة وهو کذلك والد سبطیه‬

‫وريحانتیه في الدنیا ومن أهل بیت النبوة‪......‬؟!!‬

‫هل مثل هذا يسب او ينتقص‪....‬؟‬

‫ألم تقل وتذکر في إحدی صفحات کتابك أن أهل السععنة ل يسععبون أحععدًا مععن أهععل الععبیت بععل إَنهععم‬

‫يحبون علیاً‪. .‬؟؟! فلماذا بعد هذا تنکص علی عقبیك وتناقض نفسك‪...‬؟!!‬

‫‪28‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الخامس وقوله‪:‬‬

‫السنة وكتمان الحقیقة‬

‫هذا حسن هیكل نراه لم يذكر شیئا عن مسألة غدير خم في كتابه ) حیاة الرسول ( في حین أن‬

‫الكثیر من علماء أهل السنة مثل سبط بن الجوزي والثعلبي قد عرجوا على هذا الموضوع‬

‫وذكروه في كتبهم‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫مما ل شك فیه فإنه قد جاء في کتبنا حديث الغدير ) غدير خم ( ولکععن لیععس بالصععورة الععتي أنتععم‬

‫تعتقدونها وتقولون فیها‪ :‬أن النبي صلی ال علیععه وسععلم فععي هععذا الحععديث قععد ذکععر إمامععة علیععه‬

‫وأوصی له وجعله خلیفته من بعده ‪ !....‬هذا هو حديثکم أنتم ‪ !!..‬وسواء قد ذکععر هععذا الحععديث‬

‫هیکل في کتابه أم لم يذکره فل نجد لععذلك ضععرورة تععذکر ‪ ،‬فععإن هععذا وأمثععاله لیسععوا مععن العلمععاء‬

‫والئمة الذين يکون کلمهم حجًة علی غیرهم ‪ ،‬ويجب أن يعلم کذلك فإن هیکل لم يکن يومًا مععن‬

‫الشیعة !!‬

‫الدعاء السادس وقوله ‪ :‬إن الكثیر من أعلمكعم وكبعار علمعائكم ‪ ،‬منهعم ‪ :‬أبععو إسعحاق الثعلععبي‬

‫والذي تحسبوه أمام أصحاب الحديث في تفسیر القرآن ‪ .‬قد وافقنا القول بأن هذه الية نزلععت فععي‬

‫شأن المام علي) ع ( ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫تفسیر الثعلبي ل يعتبر من التفاسیر المعتمععدة عنععد أهععل السععنة والجماعععة ‪ ،‬حیععث ذکععر المععام‬

‫المفسر ابن کثیر رحمعه الع فقعال ‪ » :‬هعذا التفسعیر قعد جمعع الکعثیر معن الحعاديث الموضعوعة‬

‫والمکذوبة ‪ ،‬وجاء فیه بالکثیر من العجائب والغرائب «‬

‫هذا ولیعلم أن الثعلبي لم يکن شیعیًا ‪ ،‬ولکن کتابه لم يکن له قیمة علمیة ذا بال الی درجة يصح‬

‫العتماد علیه فیما يورده من مقالت وآراء ‪ ،‬کما قال عنه المام ابن الجوزي کذلك ‪ » :‬تفسععیر‬

‫الثعلبي لم يکن به بأس لول ما جمع فیعه تلعك الحعاديث العتي ل طعائل معن ورائهععا ول جعدوی «‬

‫فالثعلبي حاطب لیل کما أسماه بذلك شیخ السلم ابن تیمیة ‪ ،‬وذلك لنععه جمععع فععي تفسععیره تل عك‬

‫الحاديث دون تثبت أو نظر الی صحة الحديث او ضعفه وذلك ما جعل الشیعة يجعدون فیعه مرتععًا‬

‫خصباً لکشف وإظهار تلك الفکار والراء المنحرفة المغلوطة لکي تکون لهم عونًا لتأيید ودعععم‬

‫مذهب الشیعة وأفکارهم السقیمة ‪.........‬؟!!‬

‫الدعاء السابع وقوله‪ :‬سبط ابن الجوزي وهو من أعلمكم ‪ ،‬ول يشععك أحععد فععي الععتزامه بمععذهب‬

‫السنة والجماعة ‪ ،‬بل تعصبه في ذلك ‪ ،‬وقد اشتهر بدقة النظععر والحتیععاط فععي صععدور الحكععم فععي‬

‫مثل ما نحن فیععه ‪ ،‬قعد ذكععر فععي كتععابه تععذكرة خععواص المععة فععي ص ‪ 36‬فنقععل قعول الغزالععي فععي‬

‫الموضوع من كتاب سر العالمین ونسبه إلیه من غیر تعلیق أو تشكیك ونقل عنععه العبععارات الععتي‬

‫نقلتها لكم حول الصحابة والخلفة ‪ ،‬وحیث أن سبط ابن الجوزي لم يعلعق علعى عبعارات الغزالعي‬

‫بل استشهد بها فیعلم أنه أيضا موافق لذلك الكلم ومؤيد له ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ل تظنوا أو يظن القارئ الکريععم أن المقصععود بععذلك هععو ذلعك المععام المعععروف والزاهععد العورع‬

‫المام ابن الجوزي صاحب التفسیر المشهور ) بزاد المسیر ( وصععاحب الکتععاب القیععم » تلععبیس‬

‫ابلیس « وغیرها من الکتب القیمة‬

‫وإنما المقصود بهذا المذکورهوسبط ابن الجوزي واسمه يوسف بن قزعلي ويکنی بأبي مظفععر ‪،‬‬

‫وقد ذکره المام الذهبي في کتابه القیم ) میزان العتدال ) ‪ ( 304 / 7‬فقععال‪ » :‬نقععل عععن جععده‬

‫المام ابن الجوزي أکاذيب کثیرة ‪ ،‬وقد توفي سنه ‪ 656‬في مدينة دمشق ولما وصل خععبر وفععاته‬

‫الی الشیخ محي الدين السوسي قال ‪ :‬ل غفر ال له ‪ ،‬لنه مات علععی مععذهب الرافضععة وقععد کتععب‬

‫سبط ابن الجوزي هذا کتابًا دعا فیه الی مذهب الرافضة ‪ ،‬ولما رأی المام الذهبي کتابه هذا تیقن‬

‫أنه کان رافضیًا‪!..‬‬

‫وقد ورد ذکر آسمه کثیرًا في کتاب لیالي بیشاور وإذا رجعتم الیه سترون حقیقیة ذلك ‪.‬‬

‫مما ل شك فیه فإن الشیعة المکرة الدهاة يستفیدوا من هذه الکتب فائدة کبیرة جدًا ويجعلععون مععا‬

‫ل وشاهدًا علی تبجحهععم واسععتهتارهم معلنیععن علععی المل أن سععنیا‬


‫ورد فیها من هذه الکاذيب دلی ً‬

‫منا شهد لهم علینا ‪ ،‬وهم ل يذکرون ول يصرحون لنا وللخرين ما آسم هذا الشاهد ومعا حقیقتعه‬

‫وما أصله ‪..‬؟ طبععًا هععم يفعلععون ذلععك لیوهمععوا السععامع والقععاریء أن المقصععود بععذلك هوالمععام‬

‫المشهور ابن الجوزي‪ !!!....‬هذا وقد اکثر مؤلف کتاب لیالي بیشاور من الستشععهاد بععأقوال هععذا‬

‫المنحرف الضال سبط ابن الجوزي وأما النقل عن الصحیحین والکتب الست ‪ ،‬فإنه يفرمنها فرار‬

‫الشیطان من قول بسم ال وكل ذكر فیه اسم ال ‪!!......‬‬

‫‪31‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثامن وقوله ‪ :‬قال المام الشافعي ‪ ) :‬إن العداء ع أهل السنة ع كتموا الكثیر من فضائل‬

‫علي ‪. !!.. (..‬‬

‫ردنا علیه‪:‬‬

‫تدعي إنه ما من کتاب من کتب أهل السنة إل وقد ذکروا في کتبهععم روايععات وأحععاديث فععي فضععل‬

‫علي رضي ال عنه ‪ !....‬وقد زعمت أن صاحب هذا القول هوالمععام الشععافعي رحمععه الع أحععد‬

‫الئمة الربعة‪ !...‬إذن نفهم من هذا ونستنتج حسب هذا القول أن أهل السنة والفضل ل من أشد‬

‫الناس محبة لهل البیت فکیف تجتمع محبة قوٍم وبغضهم فععي آن واحععد ‪...‬؟ ألیععس هععذا تنععاقض‬

‫بین وقول ظاهر الفساد والبطلن ‪..‬؟‬

‫فأنا حینما أقول ‪ :‬إن الرسول صلی ال علیه وسلم قد جعل علیًا خلیفته من بعده‬

‫ولکنني مع ذلك أکتم هذا القول وأخفي هذه الحقیقة ‪..‬؟ ألم أکن شئت أم أبیت‬

‫متناقضًا في أقوالي ‪..‬؟ وأن آخر هذا القول يبطل أوله‪......‬؟!!‬

‫الدعاء التاسع وقوله‪ :‬إن أهل السنة قد ذكروا في كتبهم مداعبة الرسول صلى الع علیعه وسعلم‬

‫لعائشة ومزاحه معها ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هذا کذب وافتراء ‪ !...‬فإن أهل السنة والحمد ال والفضل لععه وحععده مععا نقلععوا للمععة إل مععا فیععه‬

‫هدايتهم وخیرهم وتعلیمهم دينهم وهدي نبیهم علیه الصععلة والسععلم ‪ ،‬ومثععال ذلععك هععذا الحععديث‬

‫الصحیح ‪ :‬عن عائشة رضي ال عنه قالت ‪ :‬کان النبي صلی ال علیه وسلم يقبلني وأنععا صععائمة‬

‫أبو داود ‪ ( 374 / 1‬وأحمد )‪(179/ 6‬‬ ‫وهو صائم «‬


‫‪32‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وهذا الحديث دلیل واضح علی جواز قبلة الصائم لهله‬

‫والحکمة في نقل هذا حديث وإخبار أم المؤمنین بذلك هو تعلیم المة هدي نبیها‬

‫وما يجوز لهم في دينهم وما ل يجوز‪ ،‬ولیس في ذلك إفشاء لسرالرسععول صععلی الع علیععه وسععلم‬

‫البتععه ‪ !....‬کمععا أنععه ل يفکععر فععي ذل عك أو يقععول بععه إل مععن کععان فععي قلبععه مععرض ‪ -‬عافانععا ال ع‬

‫والمسلمین من ذلك ‪.‬‬

‫الدعاء العاشر وقوله‪ :‬ل اعتراض لحد من أهل السنة على علي ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هذا صحیح ‪ ،‬ولکنك في الوقت نفسه قد ناقضت نفسك ‪ ،‬إذ أنك قلت في الدعاء الرابع ما يخععالف‬

‫هذا ‪ !....‬فارجع الیه وأمعن النظر فیه لتعرف خطأك‪ !.‬ولکععن صععدق مععن قععال ‪ -‬الکععاذب ضعععیف‬

‫الذاکرة ‪. -‬‬

‫الدعاء الحادي عشر وقوله ‪ :‬مصاحبة أبي بكر للرسول صلى ال علیه وسلم فععي الغععار ل يثبععت‬

‫أحقیته بالخلفة ‪..‬‬

‫ردنا علیه‪:‬‬

‫جمیل منك أن تعترف وتقر برفقة أبي بکر لرسول ال صلی ال علیه وسلم‬

‫وصحبته في الغار ‪ ،‬ولکن أنعی للشععیعة أنععی يقبلععوا منعك هععذا القععول فععإنهم علععی اختلف فرقهععم‬

‫ونحلهم وأخص منهم بالذکر شیعة القرن الواحد والعشرين ينکرون أساسًا هذه الفکرة والمقولة‬

‫التي تقول ‪ :‬إن المقصععود بهععذه اليععة هوأبععوبکر الصععديق المعععروف عنععدنا إنمععا القععول الراجععح‬

‫‪33‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عندهم ‪ :‬أن ذلك أبوبکر آخر‪ !!.....‬أنا أجزم أن هؤلء الشیعة هم أعقل منك بکثیر‪ ..‬وهذا أمر ل‬

‫شك فیه ‪ ،‬أتعرف لماذا ‪....‬؟‬

‫نعم ‪ ،‬لنهم يعلمون جیدًا أن القرار والقبول لصحبة أبي بکعر للنعبي صعلی الع علیعه وسعلم فعي‬

‫الغار تستلزم أحد أمرين ل مفر منهمععا ‪ ،‬وکلهمععا علقععم فععي حلععوقکم ‪ ،‬فإمععا أن يکععون أبععو بکععر‬

‫جديراً بالخلفة والمامة بعد رسول ال صلی ال علیه وسلم‬

‫وإما يدل ذلك علی صدق إيمانه رضي ال عنه وإخلصه وعلی ثقة النبي صعلی الع علیعه وسعلم‬

‫واعتماده علیه وصحبته له في المهمات والملمات ‪ !....‬نعم ‪ ،‬إن شیعة القرن الواحد والعشععرين‬

‫يرفضون قولك هذا وينکرونه إنکارًا تامًا ‪ ،‬بل إنه قول ل أساس له عنععدهم ‪ ،‬فععأبوبکر المشععهور‬

‫والمعععروف عنععد المسععلمین ل يمکععن أن يکععون صععاحب النععبي فععي الغععار کل وحاشععا أن يکععون‬

‫کذلك ‪....‬؟؟!!!‬

‫الدعاء الثاني عشر وقوله‪ :‬إن إمامة ابي بكر بالناس ل تدل علععى اسععتحقاق أبععي بكععر بالخلفععة‬

‫وأهلیته لها ‪ ،‬ولنضرب لذلك هذا المثل ‪ :‬لو أن ملكا كلف أحدا من رعیتععه أو أقععاربه لینععوب عنععه‬

‫في الفتتاحات والمناسبات الرسمیة ولم يرسل ولي عهده وخلیفته مثل ‪ ،‬فهل يحق لهذا المكلععف‬

‫أن يدعي الخلفة وولية العهد بعد الملك ‪..‬؟؟ أنصفونا في الحكم ‪ :‬إمامة الناس في عدة صععلوات‬

‫وقضاء أيام معدودة مع النبي في الغار هل تؤهل أو ترفع أبا بكر الععى تلععك المنزلععة الرفیعععة الععتي‬

‫يحضى بها علي ومع كل تلك الحاديث التي وردت في فضععله وشععأنه وعلععو منزلتععه ‪..‬؟؟؟! كیععف‬

‫يستويان ‪..‬؟؟‬

‫‪34‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إن منصب المامة منصب عظیم وخطیر في السلم ولذلك فقد اعتنععی السععلم بهععا عنايععة کععبیرة‬

‫وأولها إهتمامًا کبیرًا وأهم أرکانها وأعظمها هوإمامة المسلمین في صععلتهم والععتي هععي الرکععن‬

‫الثاني من أرکان السلم ومن هنا يفهم المسلم لماذا لم يکن أحد من البشر ينوب عن النبي صلی‬

‫ال علیه وسلم في إمامة الصلة بحضوره ولو کانوا هم الصحابة أنفسهم رضي ال عنهم ‪ ،‬کما‬

‫إن النبي صلی ال علیه وسلم لم يأمر أحدا بذلك وقد أخذ الخلفاء الراشدون الربعععة کلهععم بهععدي‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم وعملوا به فکانوا يقومون بهذه الوظیفة الخطیرة بأنفسهم‬

‫و لم يمروا أحدًا يقوم بهذا لمهمة نیابة عنهم ‪ ،‬وأعظعم دلیعل وأوضعح برهعان علعی تلعك الهمیعة‬

‫أنهم قاموا بها حتی الرمق الخیععر مععن حیععاتهم ‪ ،‬فهععذا الخلیفععة الراشععد الثععاني والخلیفععة الراشععد‬

‫الرابع کلهما لقیعا مصعرعهما فعي محعراب المسعجد وهعم يقومعان بعأداء هعذه الوظیفعة والمانعة‬

‫العظمیة ‪ !!......‬ومما تجدر الشععارة الیععه أن الحسععن حینمععا تععولی الخلفععة بعععد أبیععه رضععي الع‬

‫عنهما لم يکن لیسمح لحد أن يؤم الناس سواه إذن فمنزلة المامة ووظیفتها لها مکانععة سععامیة‬

‫ومهمة في السلم ‪!..‬‬

‫نعم إن النبي صلی ال علیه وسلم أمر أبابکر رضي ال عنه أن يؤم الناس بالصلة حیععن مععرض‬

‫واشتد به مرضه ‪ ،‬ولم يقدم أو يأمر بتقديم أحٍد غیره من الصععحابة وقععد کععان علععي أحععدهم حیععث‬

‫آئتم بأبي بکر رضي ال عنه ‪ ،‬وفي هذا إشارة واضحة‬

‫دلیل قاطع علی تقديم أبي بکر رضي الع عنعه علعی سعائر الصعحابة رضعي الع عنهعم‪ .‬وإن معا‬

‫ل لکم في هذه المسألة والصحیح هو أن تقول ‪ :‬لو أن ملکًا أرسل مندوبًا له‬
‫ذکرتموه ل يصح دلی ً‬

‫ومبعوثا في مهمة من مهامه ‪ ،‬ثععم أمععر وکلععف ولععي عهععده بمرافقععة سععفیره ومبعععوثه وأمععره أن‬

‫‪35‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يکون تحت أمرته ول يخالفه في شيٍء مععن أمععره فکععون المبعععوث آمععرا وولععي العهععد مععأمورًا ل‬

‫يعني ذلك أنه اکثر منه رتبًة أوأعلی منه منزلة ‪ !.....‬وبهععذا يتضععح بطلن قولععك فععي تقععديم علععي‬

‫علی أبي بکر رضي ال عنها‪.‬‬

‫مع أن علیًا قد آئتم بأبي بکر في صلته وفي هذا دلیععل علععی افضععلیته وعلععو رتبتععه ل أدري لمععه‬

‫أتعبت نفسك وأثقلت ظهرك بما ل تطیقة وبما ل طائل من وراءه‪.....‬؟‬

‫حیث قمت بإيراد الحاديث الکثیرة من کتب أهععل السععنة و نثرتهععا فععي کتابعك ‪ ،‬فعلععت كععل ذلععك ل‬

‫لشيء إل لتثبت الفضلیة لعلي وتقديمه علی أبي بکر ‪.....‬؟!! وهب أنك قمععت بععذلك ‪ ،‬فلمععاذا إذًا‬

‫أغمضت عینیك عن تلك الحاديث الکثیرة التي وردت في فضل أبعی بکعر رضعي الع عنعه ‪...‬؟!!‬

‫لقد کان يکفیك حديثًا واحدًا لیردك الی صوابك ورشدك ولکي تعلم منه أن علیًا رضي ال عنععه ل‬

‫يمکن أن يصل الی رتبة أبي بکر ومنزلته ‪ ،‬والیك هذا الحديث » حدثنا أنس بن مالععك أن أبععابکر‬

‫الصديق حدثه قال‪ :‬نظرت الی أقدام المشرکین علی رؤوسنا ونحن في الغار ‪ ،‬فقلععت ‪ :‬يععا رسععول‬

‫ال لو أن أحدهم نظر الی قدمیه أبصرنا تحت قدمیه ‪ ،‬فقال صلی ال علیعه وسععلم ‪ » :‬يعا أبعابکر‬

‫ما ظنك باثنین ال ثالثهما‪...‬؟« رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬

‫أيها المخادع الماکر أنك طالعت کتبنا وقرأتها فل بد إنك قد رأيت هذا الحديث أيضا فل يعقل أبععدأ‬

‫أنك تنکر أو تجهل مثل هذا الحديث المشهور في کتبنا‪...‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الثالث عشر وقوله‪ :‬أهل السنة وضعوا الحديث واختلقوا الرويات في فضائل أبي بكر ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم يذكر لنا حديثا جاء فیه ‪ :‬أن رسول الع صعلى الع علیععه وسعلم قعال ‪ ) :‬لعو كنعت متخععذا خلیل‬

‫لتخذت أبا بكر خلیل ‪ (......‬ثم يقول بعععده ‪ :‬هعذا الحعديث مععن المختلقعات والموضععوعات بعل هعو‬

‫حديث مزور ‪ ،‬نعم أهل السنة هم من شهدوا وقالوا بذلك ‪. !!...‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫أقولها بکل صدق ويقین وأشهد ال علی ذلك ‪ ،‬نعم ‪ .‬إنك کذاب ‪ ،‬لن أهل السنة يعتععبرون هععذا‬

‫الحععديث مععن الحععاديث الصععحیحة عنععدهم ‪ ،‬وکیععف ل يکععون کععذلك وقععد أورده البخععاري فععي‬

‫صحیحه‪ !!!...‬فهل يعقل بعد هذا أن يقول سنيَ‪ :‬إن هذا حديث موضوع او مصععنوع ‪..‬؟!! وهععذا‬

‫عبد ال بن مسعود رضي ال عنه يحدث عن النبي صلی الع علیععه وسععلم أنععه قععال ‪ » :‬لععو کنععت‬

‫ل ل تخذت أبا بکر ولکنه أخععی وصععاحبي ‪ ،‬وقععد اتخععذ الع عزوجععل صععاحبکم خلیلً«‬
‫متخذا خلی ً‬
‫أخرجه مسلم ) ‪.( 108 | 7‬‬

‫وهکذا فقد خصه بتلك الوصاف التي تدل علی أرقی وأعلی درجعات المعودة والمحبعة وأنبلهعا أل‬

‫وهي الخلة‪!!!...‬‬

‫وبهذا تعلم أيها المکار أن أهل السنة يرون هذا الحديث من أصح الصحیح عنععدهم‪ !.‬ولععم ل‪....‬؟!‬

‫ألم يكن من الحاديث الععتي التفععق الشععیخان علععی أيععراده فععی کتابیهمععا اللععذين همععا أصععح الکتععب‬

‫المصنفة ‪ ،‬وأما الحاديث التي أوردتها في كتابك فأهل السنة يرون أن ) ‪ ( 99 %‬منها أحععاديث‬

‫ضعیفة ل يصح الحتجاج بها أوالعتماد علیها ‪ ،‬وأمععا النسععبة الباقیععة منهععا وهععي ) ‪ ( %1‬فقععط‬

‫فهذه أيضا لم تسلم من تحريفك وتزيیفك وأنت تلععوي أعنعاق النصععوص النبويععة لتجعلهعا موافقعة‬

‫لهواك ومرادك ‪!!....‬؟‬

‫‪37‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫کما إنك لم تلقي باًل أوترعی سمعًا لقوال أهل السنة وما جاء عنهم في تصععحیح هععذه الحععاديث‬

‫أو تضعیفها ‪ ،‬فالمر عندك سیان ‪ ،‬فما دام الحديث يوافق هواك فهو صععحیح مقبععول فععي شععرعك‬

‫وهواك‪ !!!...‬وإل فنحن نعلم جیدًا إنك لحظ لك ول نصیب من علم الحديث وأصععوله ‪ ،‬ولععم تنععل‬

‫من برکته وشرفه ول حتی أقل من القلیل ‪ !.....‬فسبحان ال الذي حکم وقضی أل يحمل هذا العلم‬

‫من کل خلفه إل عدوله‪....‬؟؟! ‪.‬‬

‫الدعاء الرابع عشر وقوله ‪ :‬لیس هناك ما يثیر العجب والستغراب إذا علمنا أن نوحا قد عععاش‬

‫الف وأربعمائة عاما ‪ ،‬فما المانع أن يعیش المهدي مثل هذه العمر بالتمام والكمال ‪..‬؟؟ ولذلك فل‬

‫عجب بعد ذلك إن قلنا ‪ :‬إنه قد غاب منذ ما يقرب من ألف ومائتي سنة ‪!!..‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هل يمکن لفتاٍة أن تلد بدون بعل کما ولدت السیدة مريم عیسی علیه الصلة والسلم ‪..‬؟؟!‬

‫ي آخر ‪ ،‬فنحن نستدل علی طول عمر نععوح‬


‫ي ووقوع المرعلی الحقیقة ش ٌ‬
‫الحتمال والمکان ش ٌ‬

‫علیه السلم من القرآن الکريم کما قال تعالی ) ولقد أرسلنا نوحًا الی قومه فلبث فیهم ألععف سععنة‬

‫ال خمسین عاما« العنکبوت ‪. 14 -‬‬

‫کما نستدل علی وقوع الحمل وهو أمر مخالف للعادة لمريم البتول من القرآن کذلك کمععا قععال عععز‬

‫آل عمععران ‪:‬‬ ‫آسمه » قالت رب أنی يکون لي ولد ولم يمسسني بشر قال کذلك ال يخلق ما يشاء «‬
‫‪. 47‬‬

‫أمعا أنعت أيهعا المشععوذ الفعاك فل دلیعل لعك معن کتعاب الع تععالی فیمعا تعدعیه وتقعوله ال الظعن‬

‫والمقايسات الباطلة وقد علم کل من له لب أن مثل هذه المور المهمة‬

‫ل لها من کتاب ال تعالی کما انعدم الدلیل فیه فلم يرد لعلي‬
‫والخطیرة ل تعدم دلی ً‬
‫‪38‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ول حتی لمام زمانکم ذکر في کتاب ال تعالی‪....‬؟!!!‬

‫وأنت ل تزال تتبجح بتلك التفاهات لتجعل لمام الزمان من المنزلة ما لنبي ال نوح بل لم تکتفععي‬

‫بذلك حتی فضلتم إمام الزمان علی نوح علیه الصلة والسلم ‪!!....‬‬

‫وقد جاء في کتبکم أن نبي ال نوح علیه السلم هوالذي حفر قبر علي بیده ‪!..‬‬

‫ولهذا فأنت الن تحتاج الی نوح علیه السلم لتثبت لنا المامة ‪ !..‬وذلك بضرب مثل هذه المثلععة‬

‫والمقايسات الفاسدة ‪.‬‬

‫الدعاء الخامس عشر وقوله‪ :‬كان للنصارى مطلععق الحريععة بععأداء الصععلة فععي مسععجد الرسععول‬

‫صلى ال علیه وسلم ‪ ،‬بینما نجد الشیعة ل يملكون هذه الحرية في أداء الصلة فععي مسععاجد أهععل‬

‫السنة ‪ ،‬ثم اضاف قائل ‪ :‬لهل السنة الحق في تقبیل أبواب الحععرم وجععدرانه ولكععن لیععس للشععیعة‬

‫مثل هذا الحق ‪..‬؟؟؟ ! ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ي ومععع هععذا فععأنتم ل تسععمحون لهععم ببنععاٍء مسععجد‬


‫يقطن العاصمة طهران أکثر من مائة الف سععن َ‬

‫واحد لهم فیها‪ ،‬فلم كل هذاالظلم والحیف والتمییز الذي تجععاوز کععل الحععدود والعععراف ‪...‬؟ إنکععم‬

‫والحال هذه ماذا ستصنعون بنا وبالمة کلها حینما تسیطرون وتحکمون مکة والمدينععة ) ل قععدر‬

‫ال ذلك ( ‪...‬؟!!!‬

‫تعلمون جیدًا ويعلم الجمیع أنکم سمحتم للیهود ببناء معابد لهم في طهعران ولکنکعم لعم تسعمحوا‬

‫في الوقت نفسه لهل السنة ببناء مسجد لهم ‪...‬؟؟!! ‪.‬‬

‫فکیف بعد کل هذا الظلم والتجبر والطغیان والتعسف والعنجهیة والوقاحة تتبجح‬

‫‪39‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وتقول ‪ :‬بأن أهل السنة في مکة والمدينة ل يسمحون للشیعة بأداء شعائرهم‬

‫وعباداتهم هناك ‪ ،‬بینما هم يسمحون للسنة بذلك‪...‬؟! إن هذا کله محض کذب‬

‫وافتراء ل دلیل لك علیه ‪ ،‬فالناس کلهم هناك سواسیة في رحاب الحرم الطععاهر فل عنصععرية ول‬

‫تمییز بین أحد وأحد ثم کیف يمکن ذلك‪...‬؟ هل کتعب علعی جبهعة کعل أحعد هنعاك هعذا سعني وهعذا‬

‫شیعي ‪...‬؟ !! نعم إنهم ومن حرصهم وحبهم للدين والمحافظة علی جععوهره وصععورته المشععرقة‬

‫من أن تدنسوها بتلك المظاهر والعادات السیئة التي تقومون بها ‪ ،‬فقد منعوکم ومنعوا غیرکم من‬

‫المسلمین سنة وشععیعة معن تقبیععل الحجاروالجعدران والبععواب ومععا العی ذلعك مععن تلعك المظعاهر‬

‫الجاهلیة التي تعج بها عقیدتکم المنحرفة ‪ ،‬وخاصة في عصر مؤلف کتاب ) لیالي بیشاور( فقععد‬

‫کانت الحکومة السعودية آنذاك أشد حرصًا علی منع هذاه المظاهر المنحرفععة ‪ !..‬فالکععذب الععذي‬

‫تتبجع به ل بد أن يکون له حد ‪..‬؟ ولکنك قد تجاوزت کل الحدود وشهد بکذبك واحتیالك القاصی‬

‫والداني ‪!....‬‬

‫الدعاء السادس عشر وقوله ‪ :‬سلیمان البلخي وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف‬

‫بأن الكثیر من الدعاءات والقوال التي يقول بها الشیعة هي اقوال حق ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إبتععداءًا هلمععوا لنتعععرف علععی هععذا العععالم السععني والععذي يععدعی سععلیمان بععن خواجععة إبراهیععم‬

‫قیلن ‪.....‬؟!!!هذا هو اسمه الکامل طبعاً‪ ،‬أما بانسبة للقابه فمنهععا ‪ :‬الحسععیني والحنفععي ‪ ،‬وقععد‬

‫کان علی الطريقة النقشبندية ‪ ،‬والذي يسمیه الشیعة أحیانًا بالحافظ الحنفي القندوزي و) قنععدوز(‬

‫ولية بجوار بلخ بأفغانستان ‪ ،‬ول نريد أن نطیل بتعريف هذا الشععخص فععالنکرة ل يعععرف ال فععي‬

‫‪40‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫حالة خاصة ‪ !.....‬وهي في هذا الشخص قد انتفت تماما حیث ل يعرفه أحد في هاتین الوليععتین‬

‫ول في أفغانستان کلها‪...‬؟!!!‬

‫فما بالك في ) جاکارتا ومکة وبغداد وکازا بلنکا «‪...‬؟ وبالجملة فقد کععان هععذا الرجععل مععن الغلة‬

‫وأحد أفراد هذه الفرقة الصوفیة الضالة ‪ ،‬وکما يعلم من أقواله أنه شیعي محترق ‪ !....‬ولکنععه لععم‬

‫يظهر أو يجاهر بعقیدته هذه لسببین ‪ :‬إما الخوف من الناس هو الذي منعه من ذلك ‪ ،‬أو أنه کان‬

‫يعمل ذلك تقیة ‪ ،‬ول أدل علی ضلله‬

‫واحتراقه من ذلك الحب والهیام في شخص محي الدين بن عربي صاحب کتابي‬

‫) فصوص الحکم ( و ) الفتوحات المکیة ( وهما من الکتب التي حکم علماء أهل السععنة بتکفیععر‬

‫صاحبها وذلك لما فیها من القوال الکفرية وما حوته من ضلل‬

‫وإلحاد مبین ‪ ،‬والن أرجو أن تتأملوا معي ما هو السر في تسمیة الشعیعة لشععیخ السععوء هعذا ‪:‬‬

‫بالحافظ‪ !!!......‬الحنفي ‪ !!!.....‬القندوزي ‪ !....‬أوالشیخ سلیمان البلخي ‪ !....‬أجل وله الکثیر من‬

‫هذه السماء واللقاب ‪ !...‬ولعم يععد يخفعی علیکعم بععد أن عرفتعم هعذا الشعخص ومعا عنعده معن‬

‫ضللت وطامات ‪ ،‬أقول ‪ :‬لم يعد يخفی علیکم کذب الشیعة ومنهم مؤلف ) لیالي بیشاور( عنععدما‬

‫يدعي ‪ :‬أن الشیخ سلیمان البلخي کان حنفیًا ‪ ،‬مع العلم أن الحناف بعلمائهم ومقلديهم وعععامتهم‬

‫من أشد الناس مخالفة للشیعة وبغضًا لهم ‪....‬؟! فکیف بعد هذا کله يريدوا أن يوهمععوا الخريععن‬

‫ويوهمونا أنه من الممکن الجمع بین الکفر واليمان أوالجمع بین المتناقضات‪...‬؟!!‬

‫هذا الرجل کان صوفیًا علی الطريقة النقشبندية ولم يقنع بدين السلم وحده ‪ ،‬حععتی أضععاف الیععه‬

‫واشرك معه هذه الخرافات التي آمن بها ‪ ،‬کما أن له کتاب بآسم ) ينععابیع المععودة ( وهعو کتعاب ل‬

‫يعتني به أحد في الوساط العلمیة عند أهل السنة ال ما تقوم به إيران ‪ ،‬وذل عك طبععًا لحاج عٍة فععي‬

‫‪41‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نفسها‪.....‬؟! حیث تقوم بطباعة هذاالکتاب بین الفینه ولخری ‪ ،‬ومن الطرافة أن هذا الرجل ولد‬

‫قبل مائتین سنة فقط ‪ ،‬ثم لقي حتفه بعد ثمان وأربعیععن سععنة ‪ !! ...‬لقععى حتفععه بعععد عمععر شععحیح‬

‫لخیر فیه ول برکة وإذا تمعنا في ذلعك نجععد أن ذلعك کععان قبععل مععائة وخمسععین سععنة أي فععي عععام‬

‫‪ 1294‬فلم يکن بین هذا المؤلف وبین من ينقل عنه وهو مؤلف لیالي بیشاور ال فترة وجیزة ل‬

‫تستحق هذا العناء الكبیر في نقل كل صغیرة وكبیرة من هععذا الكتععاب وأخععذ هععذا الكععم الهععائل مععن‬

‫الحاديث التي كان باستطاعته أن ينقلها من مصادرها الصلیة ‪!...‬‬

‫كل هذا كان سهل متیسرا ‪ ،‬ولكنه مع هذا تراه يلجأ الى الخععذ مععن كتععاب لععم يكععن بینععه وبینععه إل‬

‫سععبعین عامععا تقريبععا ‪ !...‬هععذا ويجععب أن يعلععم أن هنععاك عععالم شععیعي يعععرف بآسععم ) آغععا بععزرك‬

‫الطهراني ( وهو مؤلف کتاب ) الذريعة( ويعتبر کتاب) ينابیع المودة ( لمؤلفة سلیمان بلخي أن‬

‫هذا الكتاب أحد کتب الشیعة المعتمععدة‪ !!...‬فتعععالوا معععي لنقععرأ هععذا الحععديث الععذي أورده مؤلععف‬

‫) ينابیع المودة ( في کتابه حیث يقول ‪ ) :‬عن جابر قال ‪ :‬قال رسول ال صلی ال علیه وسععلم ‪:‬‬

‫ي سید الوصیین وإن أوصیائي بعدي إثنا عشر ‪ ،‬أولهم علي وآخرهععم القععائم‬
‫) أنا سیدالنبیین وعل َ‬

‫المهدي ( علمًا بأنه ل يوجد مثل هذا الحديث في کتب أهل السنة ‪ ،‬وحتی لوافترضنا ذل عك وبحثنععا‬

‫عنه عندهم فإنا سوف لن نجده حتی في الحاديث الموضوعة او الضعیفة عندهم ‪ ،‬ولکي تتیقنوا‬

‫من صحة ظني أن هذا الرجل کان شیعیا حتى النخاع تعالوا لنقرأ هععذه الحععاديث الععتي وردت فععي‬

‫کتابه ‪ :‬عن جعفر الصادق عن كان علیعلیه السلم يرى مع رسول ال صلى ال علیه وآله وسلم‬

‫قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت ‪ ،‬وقال له‪ :‬لول أني خاتم النبیاء لكنععت شععريكًا فععي النبععوة ‪،‬‬

‫فإن لم تكن نبیًا فإنك وصي نبي ووارثه ‪ ،‬بل أنت سید الوصیاء وإمام التقیاء‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عن جابر بن عبدال قال رسول ال ) صّلى ال علیه و آلععه ( ‪ " :‬يععا جععابر إن أوصععیائي و أئمععة‬

‫المسلمین من بعدي أولهم علي ‪ ،‬ثم الحسن ‪ ،‬ثم الحسین ‪ ،‬ثم علععي بععن الحسععین ‪ ،‬ثععم محمععد بععن‬

‫علي المعروف بالباقر ع ستدركه يا جابر ‪ ،‬فإذا لقیته فأقرأه مني السلم ع ثم جعفر بن محمععد ‪ ،‬ثععم‬

‫موسى بن جعفر ‪ ،‬ثم علي بن موسى ‪ ،‬ثم محمد بن علي ‪ ،‬ثم علي بن محمد ‪ ،‬ثم الحسن بن علي‬

‫‪ ،‬ثم القائم ‪ ،‬اسمه اسمي و كنیته كنیتي ‪ ،‬محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتععح الع تبععارك و‬

‫تعالى على يديه مشارق الرض ومغاربها ‪ ،‬ذاك الذي يغیب عن أولیائه غیبة ل يثبت على القععول‬

‫بإمامته إل من إمتحن ال قلبه لليمان "‬

‫ومفهوم هذا الحديث المختلق ‪ :‬أن سععلیمان البلخععي قععد ذکععر أسععماء اثنععي عشععر أمامعًا مععن أئمععة‬

‫الشیعة باسمهم ورسمهم ‪ ،‬فهل يظن بعد هذا ظان أنععه محسععوب علععی أهععل النسععة والجماعععة‪...‬؟‬

‫ومن ظريف القول فإنه دائمًا يتحدث علی لسان الشععیعة ومععا يعتقععدونه فععي المععام المهععدي وهععو‬

‫قولهم أنه غاب وسیعود مرة أخری في آخر الزمان ‪ ،‬وبهذا الحديث فقط يعلم أن سععلیمان البلخععي‬

‫کان شعیًا منهم وفیهم ول يماري في ذلك أحد يريد الحق ويؤمن به ‪!....‬‬

‫وذکر کذلك في کتابه أن النبي صلی ال علیه وسلم قال ‪ :‬علي خلیفتي ‪ ،‬فیری هذا الرجل أن علیًا‬

‫هو خلیفة الرسول صلی ال علیه وسلم ونائبه ‪.....‬؟!‬

‫ويقول کذلك ‪ :‬قال رسول ال صلی ال علیه وسلم » أنت أخي ووصیي ووزيري‬

‫وخلیفتي فهل لععديکم أي شعك بعععد هععذه الحععاديث الکععثیرة الععتي أوردهععا فععي کتععابه انععه لععم يکععن‬

‫شععیعیًا ‪...‬؟ إفععرؤوا معععي هععذه النصععوص‪ :‬عععن جعفععر بععن مالععك قععال ‪ :‬قععال معاويععة بععن حکیععم‬

‫ومحمدبن أيوب ومحمد بن عثمان‪ :‬إن أبا محمد الحسن عرض ولده علینا ونحن في منزله‪ ،‬وكنا‬

‫‪43‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أربعین رجل‪ ،‬فقال‪ :‬هذا إمامكم من بعدي‪ ،‬وخلیفتي علیكم‪ ،‬أطیعوه ول تتفرقوا من بعدي فتهلكوا‬

‫في أديانكم‪ ،‬أما إنكم ل ترونه بعد يومكم هذا‪.‬‬

‫عن حمدان القلنسي قال‪ :‬قلت لمحمد بن عثمان العمري‪ :‬مضى أبو محمد ؟‬

‫والذي يفهم من ذلك أن سلیمان البلخي لم يکتف بالحديث عن المهدي فحسب في البععاب الثععاني‬

‫والثمانون حتی تعدی من کتابه ذلك الی الحديث عن أصحاب المهدي‬

‫وواظععائفهم وصععفاتهم ‪ !!!...‬ومععع هععذا کلععه تععری الشععیعة أن سععلیمان البلخععي هععذا کععان سععنیًا‬

‫ل‬
‫حنفیا‪...‬؟؟؟!!! أل يعلم الشیعة أن حبل الکذب قصیر ‪..‬؟ وإنهم لن يسععتطیعوا أن يسععتمروا طععوي ً‬

‫بخععداع جمهععور الشعیعة بهعذه الطريقعة الععتي يسععتنکف منهععا کععل عاقعل ‪.‬ثععم ألیععس معن المعدهش‬

‫والظريف في المر أن مؤلف کتاب ) لیالي بیشاور ( يزعم أنه أجری هععذه المناقشععة قبععل ثمععانین‬

‫سنة‪ !!!....‬ثم إذا نظرت الی الفاصل الزمني بینه وبین سلیمان البلخی هععذا تجععدها ل يزيععد علععی‬

‫السبعین سنة ‪ ،‬ومع هذا فإننا المؤلف يقدمه ويفضله علی المععام الجلیععل أحمععد بععن حنبععل ‪....‬؟!!‬

‫کما استدل بأقواله واستشهد بها أکثر من مائتي مرة ‪ ،‬بل وجعل کتععابه وکتععابي البخععاري ومسععلم‬

‫ومسند المام أحمد في رتبة واحدة‪!!!.....‬‬

‫اتعلمون لماذا‪..‬؟ نعم حتی يشعر القارئ لکتابه أن هذا الشخص هو رجل هام‬

‫وعالم کبیر من علماء أهل السنة ‪ ،‬وبهذا تدرکوا الی أي مدی بلغ مکر الشیعة‬

‫وخبثهم وهذه القصة التي حکیتها وذکرتها لکم عن سلیمان البلخععي مععا هععي ال مثععال وإنموذجععا‬

‫بسیطا يغني عن الکثیر من المثلة فقبضة من التراب عینة لکثیره ‪!.....‬‬

‫الدعاء السابع عشر وقوله ‪ :‬ابن ابي الحديد وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف بأن‬

‫الكثیر من الدعاءات والقوال التي يقول بها الشیعة هي اقوال حق ‪.‬‬


‫‪44‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫مما يلفت انتباهکم ويتردد کثیرًا في هذا الکتعاب أنعه يکعثر معن ذکعر المسعمی بعآبن أبعي الحديعد‬

‫المعتزلي ‪ ،‬ويستشهد بأقواله باعتباره هو الخر من علماء أهل السنة والجماعة ‪ ،‬وقععد علععم کععل‬

‫من له أدنی اطلع ان هذا الرجل کتععب کتابعًا وسععماه ) شععرح نهععج البلغععة ( وهععو لیععس لععه مععن‬

‫البضاعة في عالم الکتابة‬

‫والتألیف ال هذا الکتاب فهول يجید علمًا أو فنًا غیر ذلك وشرحه هذا دلیل واضح علی تشیع هذا‬

‫الرجل ‪ ،‬فالشیعة يطلقون علی هذا الشرح ) بالشرح الشريف(‬

‫وعندما أتم تألیفه أهداه الی الوزير آبععن العلقمععي وهععذا الخیععر کعان مععن المتععآمرين علععی ضععرب‬

‫المسلمین وإبععادتهم بعععد أن تصععالح مععع قععائد المغععول والتععار وحفیععد جنکیععز خععان هولکععو عابععد‬

‫الصععنام ‪ ،‬وبهععذه الخیانععة العظیمععة الععتي أطععاحت بصععرح الخلفععة السععلمیة نععال أعلععی الرتععب‬

‫والمراکز الحساسة في عهد دولة اللحعاد والکفععر الدولععة المغولیععة واسععتطاع المغععول أن يبیععدوا‬

‫المسععلمین فععي بغععداد إبععادة تامععة ‪ ،‬فقتععل منهععم مععا يقععرب مععن ملیععوني نفععس ‪ ،‬هععذا علوة علععی‬

‫ماانتهکوه من أعراض المسلمات الطاهرات وابن العلقي هذا قد أهدی لمؤلف شرح نهج البلغة‬

‫مبلغًا جزي ً‬
‫ل‬

‫ومقداره مائة الف درهم إضافة الی ما أتحفه به مععن الثیععاب الفععاخرة والمراکععب الفارهععة جععزاءًا‬

‫علی هذا التألیف الذي قال فیه ‪ :‬إن عمر قد ظلم علیًا واغتصب حقه وأکل ماله ‪....‬؟!! وابن ابععي‬

‫الحديد هذا أصله مععن المععدائن ويععری رأي أهععل العععتزال ويقععول بععه ‪ ،‬ومعلععوم عنععد کععل أحععد أن‬

‫المعتزلة ل صلة لهم بأهل السنة وهم يخالفونهم ويععردون علیهععم ‪ ،‬والحقیقععة أنععه کععان مععن غلة‬
‫‪45‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الشیعة رحل من المدائن واستقر ببغداد وأصبح معتزلیًا ‪ ،‬کما أنه لو کتععب کتاب عًا فععي نقععد ورد مععا‬

‫جاء في نهج البلغة من الخبار والقوال المنسوبة الی علي رضي ال عنه وهي بل شك أقععواًل‬

‫مردودة مکذوبة لهان الخطب ولکنه ألف شرحًا أيد کل ما جاء فیه وصدقه وطعن في خیععرة هععذه‬

‫المة وسلفها الصالح ‪ ،‬وجاء فیه بالغرائب النکرة والخبعار المکذوبعة يعلمهعا کعل معن نعور الع‬

‫قلبه ورزقه حب نبیه وأهل بیته وأصحابه البررة ‪ ،‬فهل يعقل أن شخصًا يععأتي بکععل منکععر وشععاذ‬

‫ومخالف لعقیدة أهل السنة والجماعة ثم ينسب زورًا وظلمًا وبهتانًا الی السنة وأهلها ‪..‬؟!!‬

‫هذا قول ل يرتضیه دين ول شرع ول عقل سوي ‪ ،‬وأنا في الوقت الذي اکتب فیه هذه الکلمات ل‬

‫أکاد أجد خلصًا مما ينتابني من الحیرة والدهشة بسبب هؤلء القوم الذين لم نقف لهم علعی ديعن‬

‫أو مبدٍء أو مرجع نحاکمهم الیه ‪ ،‬فهم يکذبون بمناسبة وبغیر مناسبة وإل فبععأي حععق أو ديععن أن‬

‫يجعل علماء الشیعة المعاصرين آبععن أبععی الحديععد سععنیًا‪..‬؟! ول سععیما منهععم مؤلععف کتععاب لیععالي‬

‫بیشاورهذا المکار المحتال الذي رأی من المصلحة الکبیرة أن يجعل آبن أبی الحديد هذا من أهععل‬

‫السنة وينسبه إلیهم وذلك لکي يمرر کذبه وزيفععه علععی الجهلععة مععن أمثععاله وآتبععاعه مععن جهععة ‪،‬‬

‫ولکي يظهر هذا الباطل الذي يخوض فیه بصورة جديدة تذهب برونق الحق و بهائه ‪..‬‬

‫ولتلبس الباطععل بلبععاس الحععق مععن جهععة أخععری‪...‬؟! وهععذا آيععة الع القمععي مععن الععذين يصععرحوا‬

‫ويعلنون علی المل أن ابن أبي الحديد شیعیا ‪ ،‬فکیف بعد هذا يستطیع أحد أن يشك في تشیع ابععن‬

‫ابي الحديد‪....‬؟!! أم کیف نصععدق هععؤلء الکذبععة بعععد کععل هععذا التضععارب والتنععاقض فععي القععوال‬

‫والدعاوی الکاذبة التي ل دلیل علیها ول برهان‪ !!...‬لکن ما في يد الشیعة حیلة أخععری فهععم ان‬

‫لم يجعلوا هععؤلء المتشععیعین سععنًة لیسععتدلوا بععأقوالهم ويجعلععونهم متکععأ وعلقععة يعلقععون علیهععا‬

‫وينسبون الیها کل قول باطل أورواية موضوعة ‪ ،‬أقول ‪ :‬ان لم يفعلوا ذلك فمن ذا الذي يصععدقهم‬

‫‪46‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫في قولهم أم کیف تنطلي تلك الکاذيب علی الخرين ؟ فهم ل ولن يستطیعوا مهما أوتوا من قوة‬

‫ل واحععدًا علععی جععواز‬


‫في الباطل وکید في المماحلة والمماطلة أن يثبتوا لنا من کتاب ال تعالی دلی ً‬

‫اللطم وضرب الصدر ‪ ،‬أوأنهم يثبتوا المامة لحد مععن الئمععة المزعععومین ‪ !..‬نعععم قععد يسععتطیعوا‬

‫اثبات ذلعك مععن خلل القععوانین الععتي سععنَها وشععرعها إيتععاتورك ‪ ،‬وباسععتطاعتهم کععذلك أن يثبتععوا‬

‫لليرانین الذين يعیشون في کالیفورنیا أنه ل دلیل من کتاب ال تعالی علی وجععوب الحجععاب أو ل‬

‫أمر به ‪!!..‬‬

‫وأود أن أقول هنا لکل من أراد أن يحاججنا بهذا الکتاب ‪ -‬إثبت الحجر ثم انقش –‬

‫وذلك لننا وجمیع إخواننا من أهل السنة رؤساءًا ومرؤسین ل نعتقد صحة هذا الکتاب أو نسععبته‬

‫الی علي رضي ال عنه ‪ ،‬کما تدعي ذلك الشععیعة ‪ ،‬بععل نحععن نعتقععد کععذب ذلعك ‪ ،‬وإذا کععان المععر‬

‫هکذا فما قیمة المؤلف وشرحه حتی يجعله مؤلععف لیععالي بیشععاور أحععد المراجععع المهمععة لکتععابه‬

‫والتي يعتمد علیها لثبات زيغه وکعذبه ‪..‬؟! هععذه بلدنععا السععلمیة وتلعك هععي مدارسععنا العلمیعة ‪،‬‬

‫انظروها فتشوها هل تجدون لهذا الکتاب أثرًا في مقرراتها ومناهجها العلمیة والدارسیة ‪..‬؟؟ کل‬

‫وألف کل‪ ...‬وذلك لن هذا الکتاب لو صحت نسبته لعلي رضي ال عنه وثبت ذلك بالدلیل العلمععي‬

‫الموثوق فیه لوضعه أهل السنة والجماعة علی رؤسهم ولقبلوه بکل رحابة صععدر وطیبععة نفععس‬

‫ل‬
‫وأما الشيء الذي ل نقبله ول نرتضیه أن يکون ابن ابعي الحديععد هعذا سععنیًا ثععم تعراه قعوًل وعم ً‬

‫مخالفًا ومنکرًا ومشنعًا علعی أهعل الحعق والععدل معن سعادات وأئمعة وسعلف هعذه المعة وخیعرة‬

‫أهلها ‪....‬؟! لقد عاش ابن أبي الحديد في القرن السابع ‪ ،‬وهذا يعني أن بینه وبین الحديث‬

‫وأهله ونقلته ومعاهده الصلیة أمدًا بعیدًا ‪ ،‬فکیف يجیزون الخعذ عنعه والنقعل ععن کتعابه وثعم ل‬

‫يکتفون بذلك حتی يريدوا أن يجعلوه حجة علی العباد أجمعین‪..‬؟!!‬

‫‪47‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إن ابن الحديد ومما ل شك فیه قد نقل عن غیره کل ما أثبته في کتابه من أقوال‬

‫وايرادات ‪ ،‬وإذا کان المر کذلك فلمعاذا يعا تععری ل تأخععذوا ممععن أخعذ عنععه و نقععل منععه‪,,‬؟! ومععا‬

‫الحاجة إذا عرف الصل والمصدر للخذ من أمثال هذا وغیرة ‪..‬؟ نعم إنکم لو نقلتم أقععوالکم هععذه‬

‫من مصادرنا وکتبنا المعتمدة لسلمنا لکم وصدقناکم وصدق المثععل القععائل ‪ - :‬إذا حضععر نهععر ال ع‬

‫بطل نهر معقل ‪ -‬ولکنهم ما فعلوا ذلك إل لخبیئة فاسدة وکید بالمة وأهلها وتشکیکا منهععم بکععل‬

‫الثوابت والسس التي أرسی قواعدها و دعا الیها سیدنا محمد صلی ال علیه وسععلم وبلغهععا مععن‬

‫بعده صحابته البررة وخیر قرون هذه المة‪!!..‬‬

‫فلماذا إذًا يکون لبن ابي الحديد کل هذا الوزن عندکم مع أنه ل قیمة له تذکر عند أهل السنة ‪...‬؟‬

‫حتی أنا لم أقرأ کتاب نهج البلغة ولم أجد له أثرًا في مکتبات أهل السععنة‪ ،‬ولکننعي قرأتععه حینمعا‬

‫کنت شیعیًا آنذاك ‪ ،‬وأذکر أني عندما سألت بعض العلماء والمفسرين من علماء أهععل السععنة عععن‬

‫هذا الکتاب وهل أنکم قرأتموه ؟ فکان الجواب هو‪ :‬أنهم لم يطلعوا علی هذا الکتاب ولم يقععرؤوه‬

‫فإذا کانوا ل يقرأون الکتاب الصلي وما فیه من القوال المنسوبة لعلي رضي ال عنه ‪ ،‬فما بالك‬

‫بشرحه ‪..‬؟ وماالفائدة من ذکرکم المستمر لقواله واحتجاجکم بها‪..‬؟ ألم يقععل هععذا التععافه ناعتععا‬

‫اباهريرة رضي ال عنه بالراشي ‪ !...‬وقد علم جیدًا أن کتب أهل السععنة قععد ملت بأحععاديثه الععتي‬

‫نقلها عن رسول ال صلی ال علیه وسلم‪ ،‬وکیف يعقل في الوقت الععذي ل يععری ابععن ابععي الحديععد‬

‫صحة حديث إذا کان راويه مرتشیًا وبالتععالي فهععو ل يععری الخععذ بععاقوال اهععل السععنة ‪ ،‬فهععل بقععي‬

‫لقولك وادعائك وجه أوحجة في آنتساب ابن ابي الحديد لهل السععنة‪..‬؟ انععا ل أعععرف لتصععرفاتکم‬

‫ولفعالکم هذه أي معنی أو مبرر ففي الععوقت الععذي ل ترتضععون أو تقبلععون أي قععول لهععل السععنة‬

‫‪48‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫والجماعة ‪ ،‬نراکم هنا تکثرون اليراد والستشهاد بأقوال هذا الدعي الععذي تنسععبوه لهععل السععنة‬

‫حتی جعلتم لقواله كل هذه الهمیة في الحتجاح والستدلل بها ؟!!‬

‫ودعوني أسرد هذه الدلة لثبت لکم أن آبن أبي الحديد هذا لم يکن إل شیعیًا حتی العظم ولتأتي‬

‫هذه الشهادة علی لسان علماء الشیعة المعاصرين حیث قالوا عنه ‪ :‬هو عز الدين بن أبي الحسن‬

‫بن أبی الحديد المدائني ‪ ...‬وبهذا تعلمون أن آية ال خونساري کان يعتبره شیعیٌا کما ذکر القمي‬

‫في کتابه ) الکني واللقاب ( ابن ابي الحديد ولد في المدائن وكان الغالب على أهل المدائن‬

‫التشیع والتطرف والمغالة فسار في دربهم وتقلد مذهبهم ونظم العقائد المعروفة بالعلويات‬

‫السبع على طريقتهم وفیها غالي وتشیع وذهب مذهب السراف في كثیر من البیات ‪ ،‬ثم ذكر‬

‫القمي بعض البیات التى قالها غالیا ثم خف الى بغداد وجنح الى العتزال واصبح كما يقول‬

‫صاحب نسخة السحر معتزلیًا جاهزيا في اكثر شرحه بعد ان كان شیعیًا غالیا‪ ،‬وتوفي في بغداد‬

‫سنة ‪. 655‬‬

‫والن دعك من الخوض في هذا واسمع معي هذه الحکاية ‪ :‬قیل لحدهم ‪ :‬ما آسمك ؟!! فقععال‬

‫‪ :‬مسیو قرابیط ‪ .‬قالوا ‪ :‬ل تسألوا عن دينه إذًا ‪..‬؟!!‬

‫فأنتم تقولون ‪ :‬إن ابن ابی الحديد کان معتزلیا‪ ...‬وقد علم أن المعتزلي ل يحسب علی أهل السععنة‬

‫کما أن أهل السنة ل يعتبرونه واحدًا منهم ‪ ،‬بل وينکرون علیععه مععذهبه وعقیععدته ويضععللونه‪!!...‬‬

‫ق من‬
‫فعندما يکتب کتابًا يشرح فیه نهج البلغة ويذکر فیه ‪ :‬أن عمر کان ظالمًا وقد أغتصب الح َ‬

‫عليَ‪ ،‬ووصفه بأسوء من ذلك ‪ ،‬ثم بعد ذلك يهدي هذا الکتاب لبن العلقمي وأضرابه ‪ !!..‬ثم بعد‬

‫کل ذلك يقال لنا ‪ :‬أنه کان سنیا‪..‬؟!!! إن أردت تصديق منا ذلك ‪ ،‬فهل تصدقوا لو أن أحدًا أخبرکم‬

‫أن شخصًا کتب کتابًا في فضل عمر ثم قام بتقديم هذا الکتاب وأهدائه الععی ولععي العهععد السعععودي‬

‫‪49‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم يخبرکم ‪ :‬أن الکاتب وولي العهد السعودي کانا شیعیین‪...‬؟!!! إن صدقتم هذا حینهععا سنصععدق‬

‫قولکم‪...‬؟!!!‬

‫ومما يدل علی تشیع هذا الرجل تلك القصة التي ذکرها في کتابه ) شععرح نهععج البلغععة( أن علی عًا‬

‫علیه السلم قال في جوابه لمن سأله ‪ :‬لماذا لم تسترجع حقك من‬

‫فدك ؟ فقال ‪ :‬أنعا اسعتحي معن الع تععالی أن اسعترجع شعیئًا منعنیعه أبعوبکر ووافقعه علعی ذلعك‬

‫عمر‪ !!!..‬وهو بهذا يشیر الی أن أبابکر وعمر قد اغتصبوا حقًا کان لعلي ‪!!!....‬‬

‫وذکر فی کتابه أيضًا ‪ :‬أن محمد بن اسحاق قال ‪ :‬سألت المام الباقر علیه السلم ماذا عمل علععي‬

‫في الخمس من فدك حینما استولی علی العراق ؟ فقال الباقر ‪ :‬عمل بها بما کان علیععه المععر فععي‬

‫خلفة ابي بکر وعمر ‪ ،‬فقلت ‪ِ :‬لم وکیف ‪.....‬؟ ألم تقولوا أن ذلك من حق أهل البیت ‪..‬؟ قال ‪:‬‬

‫وال إن أهل بیته ل يتجاوزون قولی ول يرون إل رأيه ‪ ،‬قلت ‪ :‬فما الذي يمکععن أمیععر المععؤمنین‬

‫من استرداد حقه ؟ قال‪ :‬کان يکره مخالفة أبی بکر وعمر ‪!....‬‬

‫لقد کان يکره علي ذلك ‪ ،‬وأما ابن ابي الحديد فقد ترك الحیاء ورمی به جانبًا ولم يسعه ما وسععع‬

‫أمیر المؤمنین رضي ال عنه ‪ ،‬وصرح أن أبابکر وعمر قد اغتصبا حقًا کان لعلععي ‪ !!...‬وکععأنه‬

‫أغمض عینیه عن تلك الحاديث العتي وردت بالعشعرات فعي صعحیح البخعاري ‪ ،‬والعتي تعذکر أن‬

‫علیًا رضي ال عنه کان يترحم ويترضی‬

‫ويمدح هذين الصحابیین الجلیلین وأما ابن ابن الحديععد فهععو ل يععری ذلعك ولععم يجععد مععن ضععرورة‬

‫ليراد ذلك في کتابه ‪......................‬؟!!!!‬

‫الدعاء الثامن عشر وقوله‪ :‬موفق بن أحمد الخوارزمي وهو أحد كبار علماء أهل السععنة يشععهد‬

‫ويعترف بأن الكثیر من الدعاءات والقوال التي يقول بها الشیعة هي اقوال حق ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫والن تعالوا معي لنعرف هذا الرجل ‪ ،‬حیث کان من المعتزلة وأحد تلمذة الزمخشععري ‪ ،‬ولکععي‬

‫تقفوا علی حقیقته يتحتم علیکم معرفة استاذه ‪..‬؟!‬

‫ولمعرفة ذلك أقرؤوا ردنا علی الدعاء التاسع عشر ‪.‬‬

‫فهذا الخوارزمي کان يتظاهر أنه من الحناف ولکنه کان يبطن التشیع بدلیل أنه کان يکعثر النقعل‬

‫وال ستدلل بأقوال الرافضة الکذبة مثل ابن شاذان والبلوي وفي هععذا الصععدد فقععد حععذرنا ونبهنععا‬

‫المام الذهبي رحمه ال الی طامة من طاماته وعیب من عیوبه وذلك أن مؤلفععات هععذا الرجععل قععد‬

‫ملئت بالحاديث المختلقة والموضوعة حیث ذکر عنععه أنععه نقععل بجهلععه وسععوء صععنیعه عععن ابععن‬

‫شاذان هذا الحديث ‪ :‬من أحب علیًا أعطاه ال بکل قطععرة مععن عرقععه مدينععة فععي الجنععة ‪ !!...‬ولععم‬

‫يکتفي عند هذا الحد بل وأسند هذه الرواية الی ابن عمر عن طريق مالك عن نافع بسععند ل قیمععة‬

‫له ول وزن ‪ ،‬ول يثبت أمام التحقیق العلمي والنقد البناء کما روی بنفسه هذا الحديث ‪:‬‬

‫ل عبدال تعالی ألف سنة وأنفق من مالِه مثل جبل أحد ذهبا وحععج الععف مععرة‬
‫» يا علي لو أن رج ً‬

‫ماشیًا وقتل بین الصفا والمروة مظلومًا ثم ل يحبك ويوالیك ول يراك کععذلك ‪ ،‬ل يععدخل الجنععة ول‬

‫يجد ريحها ‪ .« !.......‬فبعد ما رأيتم وسععمعتم کیععف تععرون الخععوارزمي هععل شععیعیًا أم سععنیا‪.....‬؟!‬

‫المر الیکم ‪ !!..‬أما صاحب لیالي بیشاور فیعتععبره سعنیًا وشعهد لنفسعه بنفسعه علعی صععدق ذلعك‬

‫کالثعلب يشهد ذنبععه علععی نفسععه‪ !..‬ول نععدري مععن هععم اولئك الععذي نععاظرهم وأجععری معهععم تلعك‬

‫المساجلت العلمیة في محفل قل نظیره وکثر ناظرة ‪ ......‬يا تری هل لهذا المر حقیقة ‪...‬؟ أم أنه‬

‫من بنات أفکاره ‪......‬؟!!‬

‫‪51‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء التاسع عشععر وقععوله‪ :‬جععار الع الزمخشععري وهععو أحععد كبععار علمععاء أهععل السععنة يشععهد‬

‫ويعترف بأن الكثیر من الدعاءات والقوال التي يقول بها الشیعة هي اقوال حق ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ذکر المؤلف في کتابه )صفحة ‪ ( 523 -‬جملة من البیات ثم نسبها الی جار ال الزمخشري شیخ‬

‫الخوارزمي حیث جاء فیها ‪:‬‬

‫وأكعتمه ‪ ،‬كعتمانه لعیأسعلم‬ ‫إذا سعألوا عن مذهبي لم أبح به‬

‫أبیح الطل وهو الشراب المحرم‬ ‫فعإن حعنفیا قلت ‪ ،‬قالوا بأنني‬

‫أبعیح لعهم أكل الكلب وهم هم‬ ‫وإن معالكیا قعلت ‪ ،‬قالوا بأنني‬

‫أبعیح نكاح البنت والبنت تحرم‬ ‫وإن شعافعیا قعلت ‪ ،‬قالوا بأنني‬

‫ثعقیل حعلولي بعغیض مجسم‬ ‫وإن حعنبلیا قعلت ‪ ،‬قالوا بأنني‬

‫يقولون ‪ :‬تیس لیس يدري ويفهم‬ ‫وإن قلت من أهل الحديث وحزبه‬

‫فعما أحعد من ألسن الناس يسلم‬ ‫تععجبت معن هذا الزمان وأهله‬

‫ععلى أنعهم ل يععلمون وأعلم‬ ‫وأخعرني دهعري وقدم معشرا‬

‫فهو کما ترون يذم جمیع المذاهب ‪ ،‬ويری أن السنة لم يسلم لهم مذهب واحد فهي کلهععا قععد ملئت‬

‫بالضللت وكل ما يشین بالسلم وأهله ‪ ،‬وهععذه فععي الحقیقعة تهععم ينکرهعا کعل منصععف عاقععل ‪،‬‬

‫ويعلم أن السنة منها براء ‪ ،‬فالحنفي ل يری الخمر حلًل والمععالکي ل يععری لحععم الکلععب مباحعًا ‪،‬‬

‫ي لم يقل بنکاح المحرمات من البنات‬


‫والسن ّ‬

‫‪52‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وتراه لم يععذکر فععي الشععیعة عیبعًا يسععتحق التنععويه الیععه والتحععذير منععه ‪ ،‬وهععذا وحععده دلیععل علععی‬

‫تشیعه ‪ ،‬وهو کذلك لم يکن أفضل من أستاذه وقائل هذه الکلمات التي تقطععر کعذبًا وزورًا وبهتانعًا‬

‫وطعنًا بالحق وأهلِه ‪!!...........‬‬

‫الدعاء العشرون وقوله‪ :‬ابن المغازلي الشافعي وهو أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعترف‬

‫بأن الكثیر من الدعاءات والقوال التي يقول بها الشیعة هي اقوال حق ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫مما ترونه يتکرر في کتاب لیالي بیشععاورهو آسععم ابععن المغععازلي الشععافعي أيضععا ‪ ،‬فمععن هععوابن‬

‫المغازلي الشافعي ‪...‬؟ إن هذا الشخص هعو مؤلعف کتعاب ) المنعاقب ( حیعث ذکعر فیعه جملعة معن‬

‫مناقب وفضائل علي رضي ال عنه وکان هذا الرجل يعتقد في علي أنه خلق من النعور قبعل خلعق‬

‫السموات والرض ‪....‬؟؟! «‬

‫وکان يذهب مذهب الشیعة في تأويل آيات القرآن الکريم ‪ ،‬فقد فسر الية الکريمة من قوله تعالی‬

‫فعي سعورة النعور » الع نورالسعموات وال رض‪ «....‬اليعه فقعال ‪ :‬المشعکاة ‪ :‬يعنعي فاطمعة‪....‬‬

‫المصباح يعني الحسن ‪ ،‬والزجاجة يعني الحسین والکوكب الدري يعني فاطمة ‪ ،‬نور علععی نععور‪:‬‬

‫يعني ايضًا فاطمة ويعني بذلك النور علی النور أنها فاطمة وجنینها الذي تحمله المام الحسن‪.‬‬

‫ومن عجائبه التي سبق بها غیره من علماء الشیعة ومفسريهم أنه قال ‪ :‬إن المقصععود مععن قععوله‬

‫تعالی » إنك علی صراط المستقیم « سورة الزخرف ‪ :‬آيه – ‪43‬‬

‫إن الرسول علی هدي علي وطريقه ‪!!....‬‬

‫‪53‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ويقولون کذلك ‪ :‬إن الضمیر في الية الکريمة » وإنه لذکر لك ولقومعك « يعععود الععی علععي ‪!!...‬‬

‫أرأيت أعجب من هذا الفهم السقیم ؟ ولذلك ل نستغرب بعععد ذلعك إذا سععمعنا قععولهم ‪ :‬أنععه ل يععأذن‬

‫بالمرور لحد علی الصراط يوم القیامععة ال إذا کعان قعد أخععذ الذن مععن علععي‪.....‬؟!! وهکععذا فإنعك‬

‫تسمع من أصحاب هذه الفواه النتنة العفنة کل معا هععو عجیععب وغريععب فععي تأويععل آيععات الکتععاب‬

‫العزيز‪ ،‬وأما بشأن ابن المغازلي ‪ ،‬فهناك عدة احتماللت ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬يحتمل أن يکون هناك شخصععان يحملن السععم نفسععه وهععو‪ :‬علععي بععن محمععد بععن محمععد‬

‫الطیب الجلبي الفقیه الواسطي المعروف بابن المغععازلي ) وواسععط احعدى مععدن العععراق ( وبهععذا‬

‫يکون أحدهما سنیًا والخر شیعیًا ‪!!......‬‬

‫الثاني ‪ :‬أن يکون شخص واحد ولکنه تقیة أخفی تشیعه ‪.....‬؟!‬

‫الثالث ‪ :‬لعله يکون من أهل السنة ول تصح نسبة کتاب المناقب الیه ولم يکن هو مؤلفه ‪.‬‬

‫الرابع ‪ :‬أن يکون هو مؤلف الکتاب ولم يکععن هنععاك شععخص آخععر غیععره ‪ ،‬إل إن هععذا الحتمععال‬

‫الخیر ضعیف ‪.‬‬

‫وأما الدلیل علی اعتبار أن علي بن محمد بن محمد الجلبي الفقیه الواسطي کان مالکي المععذهب‬

‫وذلك لن ابن بطريق يحی بن الحسن السدي الحلي قد اعتبره في کتععابه ) عمععدة عیععون صععحاح‬

‫الخبار في مناقب إمام البرار( شافعیاً‪ ،‬ولم يکن ذلك منه مرة أو مرتین بل تکرر ذلك منه عععدة‬

‫مرات ‪ ،‬وابن بطريق هذا هو أول من نقل عن کتابه ‪ ،‬ولذلك فإن من جاء بعده امثال ابن طاووس‬

‫وألربلي والعلمة الحلي‬

‫‪54‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫والمجلسي والتي کانت و فاتهم بعد القرن السادس الهجري قد استفادوا من ابن بطريق يحی بععن‬

‫الحسن السدي الحلي والذي توفي في القرن السادس ونقل بدوره عن ابن المغازلي وبناءًا علععی‬

‫نقلهم عنه واستفادتهم منه فقد اشتهر عندهم بأنه شافعي المذهب‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والعشرون وقوله ‪ :‬عبید ال الحسكاني وهو أحد كبار علماء أهل السععنة يشععهد‬

‫ويعترف بأن الكثیر من الدعاءات والقوال التي يقول بها الشیعة هي اقوال حق ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ل أن وزارة الرشععاد والثقافععة اليرانیععه ل تععزال‬


‫لکي تعرفوا سوء هذا الرجل وخبثه فیکفینععا دلی ً‬

‫تحرص علی طباعة هذا الکتاب بین الحین والحیععن والکععل يعلععم تلعك الهععداف الععتي تسعععی هععذه‬

‫الوزارة لتحقیقها من وراء هذا الهتمام الزائد‬

‫والدعم الکبیر لطباعة مثل هذه الکتب‪..‬؟!!‬

‫ولوأردنا أن نتصور مثلً‪ :‬أن تقوم هیئة کبعار العلمعاء فععي السععودية بالسعماح والتشععجیع کعذلك‬

‫لطباعة کتاب آيععة الع السیسععتاني مثلً‪ ،‬وهععذه الهیئة کمعا تعلمععون تمثععل القطععب بالنسععبة للفكععر‬

‫والمنهج السلفي في العالم السلمي ‪ ،‬فما الظن حینئذ بالسیستاني ‪..........‬؟؟ ‪.‬‬

‫فهذا الرجل کان حنفیًا ثم تشیع فالستدلل بأقواله ومما ل يشك فیععه أحععد هععو مععن قبیععل التلعععب‬

‫والمکر والنصب والحتیال واليقاع بأصحاب العقول الضعیفة والقلوب المريضة ‪.‬‬

‫فأنا الشخص الماثل أمامکم ‪ ،‬إسمي محمد باقر ولدت شیعیًا وکنت أستاذًا للعلععوم الشععرعیة ‪ ،‬ثععم‬

‫أصبحت سنیًا فلو أن أهل السنة استدلوا بأقوالي هذه وکتابي الذي هو بین أيديکم الن ثععم قععالوا‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إن الشیعة يعتقدون عقیدتنا ‪ ،‬ويرون رأينا ‪ ،‬لکان ذلك کذبًا وخداعًا وزيفا مکشوفًا ل يخفی علی‬

‫أحد ‪ ،‬بل وكان من البهتان الذي يمجه كل أحد ‪.‬‬

‫إن المصادر الصلیة والکتب المعتمععدة عنعد الشععیعة فععي متنععاول کعل مععن طلبهععا فمعا الحجععة فععي‬

‫قولي‪..‬؟ وما ضرورة الستدال بکتابي وآرائي ‪...‬؟‬

‫ثم إن کانت المصادر الموثوقة والکتب المعتمدة مثل البخاري ومسلم وسععنن الترمععذي والنسععائي‬

‫وغیرها میسرة لمن طلبها ورجع الیها للحتجاج بها والنقل عنها ‪ ،‬فما الحاجة بعععدئذ للسععتدلل‬

‫ل لکععم وحجععة لععديکم تلوحععون بهععا أمععام وجععوه أهععل السععنة‬


‫بععأقوال الحسععکاني لتجعلوهععا دلی ً‬

‫والجماعة‪....‬؟ ولکنه المکر ول شيء غیره ‪ ،‬نعم فعلتم ذلك لتمرروا هذه الکاذيب علی اتبععاعکم‬

‫وأنصارکم من الشیعة أما أهل السنة فهم في عافیة منکم بل هم لکم بالمرصاد ‪!!....‬‬

‫ومن معتقداته الضالة أنه کان يعتقعد أن القمعر ععاد مکعانه ‪ ،‬والشعمس لعم تعبرح مکانهعا‪ ،‬وذلعك‬

‫إکرامعًا لعلععي حععتی ل تفععوته صععلة العصععر ‪..‬؟! وبهععذا اسععتدل المععام الععذهبي علععی صععحة تشععیع‬

‫الحسکاني ‪.......‬؟!! بل مما لشك إن کل من يعتقد أو يری صحة هذا الحديث القععائل ‪ » :‬إن ال ع‬

‫ي صلة العصر « فهو رجل جاهل ل علم لععه بالحععديث‬


‫تعالی أمر الشمس أل تغرب حتی يصلي عل ّ‬

‫ولیم يكن من أهله طرفة عین ‪ ،‬کما إن الحسکاني وأمثاله ل يمکععن بحععال أن يکععون حنفیعًا بهععذه‬

‫العقیدة المنحرفه ‪ ،‬و قععد علعم الجمیععع أن الحنععاف مععن أشععد النعاس بغضععا لهععذه العقیععدة وأهلهعا‬

‫وأقصد بهم الشیعة ‪!....‬‬

‫الععدعاء الثععاني والعشععرون وقععوله‪ :‬الكنجععي الشععافعي وهععو أحععد كبععار علمععاء أهععل السععنة يشععهد‬

‫ويعترف بأن الكثیر من الدعاءات والقوال التي يقول بها الشیعة هي اقوال حق ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫مما ترونه کثیرًا ما يتردد علی ألسععنة الشععیعة ويععذکرونه فععي کتبهععم هععو هععذا الشععخص وکتععابه‬

‫الموسوم ‪ ) :‬بالطالب( حیث يظن الشیعة أن ما جاء فیه هعو عقیعدة أهعل السعنة ‪ ،‬وبعه يحتجعون‬

‫ويستدلون قائلین ‪ :‬هذه أقوالکم وتلك هي عقیدتکم يا معشر أهل السنة ‪ ،‬لقععد ولععد المؤلععف لهععذا‬

‫الکتاب عام ‪ 658‬وهو العام الذي آبتلی ال به المسلمین فسلط علیهم المغول والتتار ‪!.....‬‬

‫في تلك السنة وجدت الشیعة المیدان أمامها خالیعا لتسععرح وتمععرح وتفعععل مععا شععاء ثععم أصععبحت‬

‫للمغول الید الضاربة لهل السنة في أرض السلم ودار السلم فعأدت بعذلك أقعذر دور فعي تاريعخ‬

‫المة بل والبشرية جمعاء ‪ !!....‬فقتلت أطفال المسلمین وابناء أهل السنة آخذة بثأر الحسین کما‬

‫تدعي ذلك ومهما يکن فمحمد بن أحمد القمي کان يقول ‪ :‬لقد کععان يمیععل الععی ) التشععیع ( ولجععل‬

‫ذلك فقد ثار الناس علیه وقتلوه ‪ ،‬وبهذا الصدد فقد ذکر المام ابن کثیر رحمععه ال ع قصععة عجیبععة‬

‫عن ظلم المغول فقال ‪ :‬إن شیخًا رافضیًا کععان قععد تععآمر ضععد المسععلمین فجعععل مععن نفسععه مرشععدًا‬

‫ودلیلً يدل المغول علی مخابيء المسلمین من أهل السنة ومواضع أمععوالهم وذخععائرهم ومععؤنهم‬

‫وأخیرًا لقی حتفه فقتل علی أيدي المسلمین مع من قتل من المنافقین والمرتدين والمتآمرين من‬

‫أمثالهم والحمد ال ‪.......‬؟؟؟!‬

‫والن نعود لحديثنا ‪ ،‬إن هذا الذي يدعون أنه شافعیًا وهو فععي الحقیقععة لععم يکععن کععذلك وذلعك لأن‬

‫ابععن طععاووس الرافضععي کععان يقععول عنععه ‪ :‬إن السععید الکنجععي کععان يعتععبر أن محمععد بععن الحسععن‬

‫العسکري هوالمهدي ‪ ،‬وکان يعتقد ظهوره وذلك ينبئ عن يأسه وهو يری بأم عینیه تلك المظالم‬

‫التي يشیب لها الولدان ‪ ،‬فأخذ ينتظرالمهدي وظهععوره ‪ ،‬لنهععم يعتقععدون أن المهععدي لععن يظهععر‬

‫حتی تمتل الرص ظلما وجورا‬

‫‪57‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ولذلك فقد کان هذا المأفون کأمثاله من الشیعة يساعد هععؤلء المغععول معتقععدًا أن ذل عك يعجععل فععي‬

‫ظهور المهدي‪......‬؟!!!‪ .‬ومما تقوله الشیعة عنه ‪ :‬أن له کتاب باسم‬

‫) البیان في أخبار صاحب الزمان ( وبذلك يعرف أنه شیعي ‪..‬؟!! ومع هذا فالشیعة مصرون علی‬

‫تلقیبه بالشافعي ‪ ،‬مع العلم أن الشافعي ل يعتقد صحة الصلة خلف الشیعة کما قععال عنهععم المععام‬

‫الشافعي ‪ ) :‬ما رأ يت أحدًا أظهر کذبًا مثل الشیعة ( ولکنهم مع ذلك ينسبونه الی الشوافع تلبیسا‬

‫منهم وخداعًا لمثالهم واتباعهم من الشیعة ‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والعشرون وقوله‪ :‬ابراهیم بن محمد بن المؤيد ابي بكر بن حمويه الجويني وهععو‬

‫أحد كبار علماء أهل السنة يشهد ويعععترف بعأن الكعثیر مععن الدععاءات والقعوال العتي يقعول بهعا‬

‫الشیعة هي اقوال حق ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يعتبر المام ابن حجر العسقلني هذا الرجل صوفیًا ول ننسععی أن الشععیعة مععا ظهععرت ال كنتیجععة‬

‫لخرافات الصوفیة وضللتهم ‪ ،‬وقد کان هذا صديقًا لمحسن العاملي‬

‫) أحد علماء الشیعة ( وإنما يعرف المرء بخلیله ‪.....‬؟؟!‬

‫فکل قرين بالمقارن يقتدي‬ ‫عن المرء ل تسأل وسل عن قرينه‬

‫کما أن له کتاب يعرف ) بالفرائد الستین في فضائل المرتضی والبتول والسبطین ( وقد طبععع فععي‬

‫طهران ‪.‬‬

‫قال المام الذهبي عنه ‪ » :‬هو حاطب لیل ‪ ،‬يعني بذلك أنه جمع في کتابه الحسن والضعیف ‪ ،‬وقد‬

‫جمع في کتابه الکثیر من الباطل والکاذيب ثم سماها أحاديث زورا وبهتانا‪....‬؟!!!‬


‫‪58‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الرابع والعشرون وقوله ‪ :‬الحاكم النیسابوري وهو أحععد كبععار علمععاء أهععل السععنة يشععهد‬

‫ويعترف بأن الكثیر من الدعاءات والقوال التي يقول بها الشیعة هي اقوال حق ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لا بد لنا وقبل کل شيء أن نعرف هذه الحقیقة عن هذا المععام العععالم السععني ‪ !!!......‬وذلعك أنععه‬

‫خرج بعض الحاديث في کتابه وحکم بصحتها وقال أنها علی شععرط الصععحیحین ‪ ،‬مععع أن الئمععة‬

‫من بعده حکموا بضعفها وعدم صحتها ‪ ،‬بل وقد ترك الشیخان رحمهمععا الع تعععاالى ايرادهععا فععي‬

‫کتابیهما اللذين هما أصح الکتب المصنفة ‪ ،‬وطبعًا هذاعیب وخلل واضح أن يصدر مثل هذا المر‬

‫من إمام وعالم مثله ‪ !!!...‬وبهذا وجدت الشیعة ضالتها فأخذت تکثرالخذ عنه برغبة أو برهبة‬

‫ولکنهم طبعًا وذلك المر متأصععلً فیهععم ‪ ،‬فهععم ل يععوردون الحععاديث علععى وجههععا بععل يقلبععون‬

‫ويحرفون ويزيفون تلك الروايات والحاديث حتی توافعق میععولهم وأهعوائهم فلیتهععم حیعن رضععوا‬

‫منه تلك الحاديث الضعیفة أنهم قبلوا منه ذلك الحديث الذي أورده في کتععابه حیععث جععاء فیععه ‪» :‬‬

‫أن علیًا رضي ال عنه کان يشرب الخمر قبل تحريمععه « وإل فکیععف يسععلم لکععم القععول ببعضععها‬

‫وأنتم تبرؤونه وتضعفون کل حین ل يوافق هواکم ‪......‬؟!‬

‫الدعاء الخامس والعشرون وقوله ‪ :‬المتقععي الهنععدي وهععو أحععد كبععار علمععاء أهععل السععنة يشععهد‬

‫ويعترف بأن الكثیر من الدعاءات والقوال التي يقول بها الشیعة هي اقوال حق ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫له الکتاب المعروف » کنزا لعمال « وهو کتععاب جمععع فیععه مععن الحععاديث مااسععتطاعت يععداه أن‬

‫تصل الیه من کتععب السععنة ومصععادرها ‪ ،‬والشععیعة کعادتهععا حینمععا تععذکر حععديثًا فهععي تنسععب ذلعك‬
‫‪59‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الحديث الی کنزالعمال ول تعزوه الی المصدر الذي أخذ عنه صاحب الکنععز هععذا‪....‬؟!! ل اعععرف‬

‫لماذا ‪.....‬؟!! وتراهم کذلك إن هم ذکععروا حععديثًا ثععم ذکععروا مصععدره يععذکرون مععع ذلعك کتععاب کنععز‬

‫العمال لیوهموا السامع أن هذا الحديث وتلك الرواية هکذا وردت في کتب أهل السنة بهععذا اللفععظ‬

‫دون أي تعارض أو تفاوت في التحمل والرواية والنقل وکأن کتاب کنزالعمال مصدر قائم بنفسه‬

‫ومرجع مهم من مراجع الحديث ‪ ،‬وقد علمت المة إننا لو قمنا بمحو هذا الکتععاب مععن الوجععود ‪،‬‬

‫فإن ذلك لن يضر المة شيء فما هو ال کتاب قد جمعع فیعه معؤلفه هعذه الحعاديث معن المصعادر‬

‫المطبوعة والمحفوظة في کل بیت من بیوت أهل السنة والجماعة ‪ ،‬ولن تأسف أبدأ علی فقععده أو‬

‫إلغاءه بالکلیة ‪ ،‬فوجب علی المة والمتمثلة بعلمائها أن تحذر مما في هذا الکتاب من الحععاديث‬

‫الواهیة والموضوعة والضعیفة حفاظًا علی نصاعة عقیدتها وطهارة منهجها وأستقامة صراطها‬

‫ولتؤدي المانة التي أمرها ال بأدائها ‪.‬‬

‫نعم إن الشیعة بفعلهم هذا ولعلمهم أنهم أنععاس مفلسععون يريععدون أن يکععثروا مععن اسععماء الکتععب‬

‫والمصادر لكل ما وافق ضل لهم وباطلهم وطعنا منهم بأهل السنة‬

‫واحراجًا لهم ‪ ،‬ولقد علمععوا أن ذلعك الزيعف مکشعوف وإن هعذا الباطعل ممحععوق ولععو جعاؤواعلی‬

‫باطلهم هذت بألف شاهد وشاهد ‪!!!!....‬‬

‫الدعاء السادس والعشرون وقوله ‪ :‬محمد بن طلحة الشافعي وهو أحد كبار علمععاء أهععل السععنة‬

‫يشهد ويعترف بأن الكثیر من الدعاءات والقوال التي يقول بها الشیعة هي اقوال حق ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ي ‪ !!....‬ولکععن طبع عًا‬


‫هذا المخبول کان يری ويعتقد أنه قد أخذ علم رموز العداد مععن المععام عل ع ّ‬

‫ذلك کله في المنام ‪ !!...‬ويعتقد کذلك بناءًا علی المنععام العجیععب ‪ ،‬أنععه أدرك بععدقیق علمععه وفهمععه‬

‫الثاقب أن الدنیا ستنتهي وتفنی في عام ‪ 999‬من السنة الهجرية ‪......‬؟!!‬

‫وله کذلك الکثیر من هععذه الهععذيانات والخععزعیلت والخنفشععاريات الععتي تمجهععا العقععول ويأباهععا‬

‫المنقول ‪ ،‬فل عجب أن تری الشیعة في هذا الشععخص أنععه مععن عجععائب الزمععان وقععد وجععدت فیععه‬

‫ضالتها ومبتغاها ‪.‬‬

‫الدعاء السابع والعشرون وقوله‪ :‬المسعودي وهو أحد كبار علماء أهععل السععنة يشععهد ويعععترف‬

‫بأن الكثیر من الدعاءات والقوال التي يقول بها الشیعة هي اقوال حق ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لقد کان هذا من أهل الرفض العتزال ‪ ،‬فل أعرف سببًا وجیهًا تطمأن الیه النفس لمه لم تجعلععه‬

‫الشیعة من زمرتهم ‪ ،‬والحال أن هذا الرجل قد تکاملت فیه الشروط التي تجعل منه شیعیًا خالصععا‬

‫وأقصد بذلك ‪ :‬بغضه للصحابة وسبهم والطعن‬

‫فیهم ‪ !!..‬نعم إنها تحسبه علی أهل السنة ثم ل تخفي أعجابهععا بعه وفرحهعا فیععه ‪ ،‬ول أدل علعی‬

‫ذلك من إعراضهم عن کتب الصحاح والسنن مثل البخاري ومسلم وابي داود والنسععائي ‪ ،‬ثععم هععم‬

‫يسارعون ويکثرون من الخذ عنه والستشهاد و بمروياته ومهمععا يکععن فنحععن ل نعتععبره سععنیًا‬

‫بحال ‪ ،‬بل هو عندنا من أهل الرفض والتشیع وإن هاجوا وماجوا ثم ماتوا ‪.....‬؟!!‬

‫‪61‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثامن والعشرون وقوله‪ :‬ابن الصباغ المالكي وهو أحععد كبععار علمععاء أهععل السععنة يشععهد‬

‫ويعترف بأن الكثیر من الدعاءات والقوال التي يقول بها الشیعة هي اقوال حق ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إسمه الکامل هو ) نور الدين علي بن محمد ( وله کتاب اسمه‬

‫) الفصول المهمة في معرفة الئمة ( وقد ذکر في کل فصل من فصول کتابه هذا أمامًا من الئمععة‬

‫الثني عشر وخصصه له ‪ ،‬وأنا أتساءل ول تکاد الدهشة تفارقني لما ينسب هذا الرجل نفسه الی‬

‫مذهب المام مالك فینعت نفسه بالمالکي ‪...‬؟!! مع أنه يتضح من کتعابه المعذکورآنفًا أنعه الشعیعة‬

‫المبرزين ‪ ،‬ومع ذلك مععا آنفعك صععاحب لیععالي بیشععاور ينعععق وکععأنه بومععة فععي خربععة إن صععاحب‬

‫الفضول هذا ‪.....‬عفوا الفصول أحد أشهر علماء السنة المالكیین ‪!!.....‬‬

‫الدعاء التاسع والعشرون وقععوله‪ :‬يعمععد بعععض أهععل السععنة الععى سععب عمععار بععن ياسععر‪ ،‬فبمععاذا‬

‫سیجیبون ال تعالى يععوم القیامععة ‪..‬؟؟ ويضععیف قععائل ‪ :‬ممععن عععرف عنععه سععب الصععحابة الكععاتب‬

‫المصري أحمد أمین ‪ ،‬ومما يلفت النظر ويشد النتباه هو قول المؤلعف ‪ :‬الويعل لحمعد أمیععن معن‬

‫يوم تشخص فیه البصار يوم تجد فیه كعل نفععس مععا عملععت محضععرا ‪ ،‬إنععه يععوم العععدل والحسععاب‬

‫والمجازاة ‪ ،‬يوم يرى فیه ذلك الرجل من أصحاب النبي صلى ال علیه وسلم وقد بلععغ مععن العمععر‬

‫تسعین سنة إنه عمار بن ياسر‪ ،‬فل أدري بماذاسیجیب أم كیف سیرد على ذلك البهتان والفععتراء‬

‫الذي افتراه على هذا الصحابي الجلیل ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫نقول فی جوابنا أولً‪ :‬بعد الحمد والثناء علی الکبیر المتعال ‪ :‬نحن ل نعرف هذا المدعو أحمد‬

‫أمین ‪ !....‬کما ل يهمنا أمره کثیرا ‪...‬؟ وحسبنا أن نقول‪ :‬إن کل من ثبت علیه أنه يسب أصحاب‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم ويبغضهم فهو ل شك لم يکن سنیًا حتی يلج الجمل في سم الخیاط ‪.‬؟!‬

‫أما أنتم ‪ ،‬فعلیکم أن تثبتوا أنه لم يکن شیعیًا‪!!...‬؟ وأما في يوم الحساب ‪ ،‬يوم تذهل کل مرضعة‬

‫عما أرضعت وتضع کل ذات حمل حملها فإنه سیجیب ربه کما ستجیبونه ‪ !....‬وکل امرئ حسیب‬

‫!!!‪ ......‬نفسیوم يضع ال تعالی الموازين القسط‬

‫ب والطعن في اصحاب النبي صلی‬


‫فلو نظرتم الی هذا المؤلف فإنکم لن تروا في کتابه ال الس ّ‬

‫ال علیه وسلم وکأن ل شاغل له ال الذم واللعن بأشرف وأبر الناس بعد نبیهم علیه الصلة‬

‫!والسلم ‪....‬؟؟؟‬

‫ثانیًا ‪ :‬قول هذا المدعي البطال يذکرني بأولئك الععذين لطخععو أيععديهم وشععارکوا فععي قتععل الحسععین‬

‫رضي ال عنه ‪ !!...‬فعندما سأل أحد العراقیین عبدال بن عمر رضي ال عنه عععن دم البعوضععة‬

‫هل هو طاهر أم نجس ؟ فقال ابن عمر‪ :‬ويحکم يا أهل العراق تسفکون دم الحسععین ثععم تسععألون‬

‫عن دم البعوضة‪...‬؟!! فالمحتال هذا ينطبق علیه هذا المثل ‪ !...‬فهو يسب أصحاب النبي ويطعن‬

‫في زوجات رسول ال صلی ال علیه وسلم وأمهععات المععؤمنین الطععاهرات ثععم هععا أنععت ذا جالسعًا‬

‫علی سجادتك‬

‫ل ‪ :‬أبرأ الی ال منکم ‪ ،‬ل صلة‬


‫صب علیك صبا قائ ً‬
‫ومصلتك تبتهل وتتضرع وکأن ظلم الدنیا قد ُ‬

‫تربطني بکم يوم القیامة‪...‬؟!!!! ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثلثون وقوله ‪ :‬مما ل يشك فیه أحد فإن علمععاء أهععل السععنة قععد اعععترفوا بفضععائل أهععل‬

‫البیت وطهارتهم ‪ ،‬وهذا ما شهدت به كتبكم أنتععم أهععل السععنة ‪ ،‬افل يكععون فععي ذلععك دللععة وحجععة‬

‫وشهادة أن الشیعة أولى بالحق من غیرهم ‪..‬؟ هذا وقد نقلت لكم بععض الحعاديث الشعريفة معن‬

‫كتبكم المعتبرة ومصادركم المشتهرة كحديث الثقلین وحديث السععفینة وبععاب حطععة وغیرهععا ‪ .‬وإذ‬

‫تنصفونا وتتركوا العناد واللجعاج ‪ ،‬لكفعى كعل واحعد مععن تلعك الحعاديث فععي إثبعات قولنعا وأحقیعة‬

‫مذهبنا ‪ .‬وأما أنتم فلیس عندكم حتى حديث واحد عن النبي )ص( يأمر أمته بمتابعة الشعععري أو‬

‫ابن عطاء في مسائل أصول الدين ‪ ،‬أو العمل بآراء وأقوال مالك بععن أنععس أو أحمععد بععن حنبععل أو‬

‫أبي حنیفة أو محمد بن إدريععس الشععافعي فععي فععروع الععدين وأحكعام العبععادات والمعععاملت ‪ ،‬لیععت‬

‫شعري من أين جاء هذا النحصار ؟! فاتركوا التعصب لمذهب الباء والمهات والتمسك بالتقالید‬

‫والعادات ‪ ،‬وارجعوا إلى القرآن الحكیم وأحاديث النبي الكريم )ص( فلو كان عشر هععذه الروايععات‬

‫والحاديث المروية في كتبكم والواصلة عن طرقكم في متابعة أهل البیت علیهم السلم ‪ ،‬لو كانت‬

‫في حق واحد من أئمة المذاهب الربعة لتبعناه وأخذنا برأيه وعملنععا بقععوله ‪ .‬ولكععن ل نععرى فععي‬

‫كتبكم وأسانیدكم إل أحاديث النبي )ص( وهو يحرض ويحفز على متابعة المام علي علیه السلم‬

‫بل يأمر المسلمین بذلك وينهى عن مخالفته ويصرح بأن الحق معععه ‪ .‬والن تععذكرت حععديثا نبويععا‬

‫نقله كثیر من علمائكم وأعلمكم ‪ ،‬أنقله لكم بالمناسبة لتعرفوا أن الشیعة ل يتبعون علیا وأبنععاءه‬

‫عن تعصب وهوى ‪ ،‬بل بأمر من ال ورسوله )ص( ولیس إلى الحق والجنععة سععبیل غیععر مععذهب‬

‫أهل البیت علیهم السلم وهو مذهب رسول ال )ص(‬

‫روى الشیخ سلیمان الحنفي القندوزي في كتابه ينابیع المودة الباب الرابع ‪ /‬عن فرائد السععمطین‬

‫لشیخ السلم الحمويني بسنده عن سعید بن جبیر عن ابن عباس ع رضي ال عنهما ع قععال ‪ :‬قععال‬
‫‪64‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫رسول ال لعلي بن أبي طالب ‪ :‬يا علي أنا مدينة العلم و أنت بابها و لن تؤتى المدينة إل من قبععل‬

‫الباب ‪ ،‬و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لنك مني و أنا منك ‪ ،‬لحمك مععن لحمععي و دمععك مععن‬

‫دمي و روحك من روحي و سريرتك من سريرتي و علنیتك مععن علنیععتي ‪ ،‬سعععد مععن أطاعععك و‬

‫شقي من عصاك ‪ ،‬و ربح من تولك ‪ ،‬و خسر من عاداك ‪ ،‬و فاز من لزمك ‪ ،‬و هلك من فارقععك ‪،‬‬

‫مثلك و مثل الئمة من ولدك بعدي ‪ ،‬مثل سفینة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنهععا غععرق ‪ ،‬و‬

‫مثلهم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القیامة ‪.‬‬

‫ويصرح النبي )ص( في حديث الثقلین الععذي اتفععق علمععاء المسععلمین علععى صععحته ‪ ،‬إنكععم مععا إن‬

‫تمسكتم بالقرآن وبأهل بیته وعترته لن تضلوا بعده أبدا ‪.‬‬

‫وقد تكلمت حعول هعذا الحعديث بالتفصعیل فععي اللیعالي الماضعیة وذكععرت لكعم مصععادره مععن كتبكعم‬

‫ومسانیدكم ‪ ،‬ولكن بالمناسبة أقول ‪:‬‬

‫إن ابن حجر الهیثمي وهو ممن ل يتهم عندكم بشيء بل ل ينكر أحد تعصبه في مذهبه ‪ ،‬وتمسكه‬

‫بطريقة أهل السنة والجماعة ‪.‬‬

‫قال في كتاب الصواعق المحرقة ‪ /‬الفصل الول من الباب الحادي عشر عند ذكره اليات الكريمة‬

‫النازلة في شأن أهل البیت علیهم السلم فیقول في ذيل الية الرابعة قوله تعالى ‪:‬‬

‫ؤوُلو َ‬
‫ن( ‪ ،‬أي عن ولية علي وأهععل الععبیت ‪ ....‬قععال ابععن حجععر ‪:‬‬ ‫س ُ‬
‫م ْ‬
‫هم ّ‬
‫م إ ِن ّ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ق ُ‬
‫فو ُ‬ ‫و ِ‬
‫) َ‬

‫وأخرج الترمذي وقال ‪ :‬حسن غريععب ‪ ،‬إنععه )ص( قععال ‪ :‬إنععي تععارك فیكععم مععا إن تمسععكتم بععه لععن‬

‫تضلوا بعدي ‪ :‬أحدهما أعظم من الخر و هو كتاب ال ععز وجعل ‪ ،‬حبعل ممعدود معن الرض إلعى‬

‫‪65‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫السماء و عترتي أهل بیتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ‪ ،‬فانظروا كیف تخلفوني فیهما ؟!‬

‫قال ‪ " :‬وأخرجه أحمد " في مسنده بمعناه ولفظه ‪ :‬إنععي أوشععك أن أدعععى فععأجیب‪ ،‬و إنععي تععارك‬

‫فیكم الثقلین ‪ :‬كتاب ال حبل ممدود من السماء إلى الرض و عععترتي أهععل بیععتي ‪ ،‬و إن اللطیععف‬

‫الخبیر أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ‪ .‬فانظروا بم تخلفوني فیهما ؟! وسععنده ل‬

‫بأس به ‪ .‬وفي رواية ‪ :‬إن ذلك كان في حجة الوداع ‪ .‬وفي ] رواية [ أخرى ‪ :‬مثله ع يعني ‪ :‬كتاب‬

‫ال ع كسفینة نوح من ركب فیها نجى ‪ .‬ومثلهم ع أي أهل بیته ع كمثل باب حطة مععن دخلععه غفععرت‬

‫له الذنوب ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫مما ل يشك فیه أحد فإن أهل السنة حبهم لهل البیت ل يدانیه حب وهوأمر ظاهر ل يحتععاج معععه‬

‫الی دلیل ‪ ،‬ولکن علیهم أوًل أن يستدلوا بمصادرنا ويرجعوا الیها فکتبنا فیها من الصحیح الثابت‬

‫ومما تبثت به الحجة علعی کعل أحعد والحمععد لع ولعه المنععة والفضعل ‪ ،‬ول نقبعل بحعال أي حععديث‬

‫ضعیف أومشکوك فیه أما الکتب التي تعتععبر عنععدنا مععن الدرجععة الرابعععة أو الخامسععة مععن حیععث‬

‫الحجیة والستدال ومنها کتاب‬

‫) ينابیع المودة ( لسلیمان البلخي والذي يرجع تاريخ تألیفه الی مائة وخمسین عامًا فإن مععؤلفه‬

‫رجل ضال مضل ل صلة له بأهل السنة ول کرامععة ونحععن ل نحصععي لع تعععالی حمععدًا ول شععکرًا‬

‫علی نعمه الکثیرة ‪ ،‬فإن القائمة طويلة جدا لولئك العلماء الجلل والئمة الفطاحعل العذين کتبعوا‬

‫الکتب في فضائل أئمة أهل البیت علیهم الرحمة والرضوان وهي خیر شععاهد ودلیععل علععی نزاهععة‬

‫أهل السنة وعدلهم وإنصافهم ‪ ،‬وإن هؤلء العلماء الجلء لم يکتمععوا الحععق ولععم يتظععاهرواعلیه‬

‫کما يفعل ذلك الشیعة ودعاتهم ‪ ،‬فذکروا الحاديث الکثیرة في فضععلهم ومنععاقبهم وأدوا ذل عك بکععل‬
‫‪66‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إمانة ونزاهة ل نظیر لها في تاريخ المم کلها ‪ ،‬کما إنهم لم يکتموا حععديثًا واحععدًا ورد فععي فضععل‬

‫علي رضي ال عنه أوأحدا من أهل بیته ‪ ،‬ويجب أن يعلم إن ما ذکره الشععیعة مععن أحععاديث کععثیرة‬

‫يفهم منهععا أن الصععحابة رضععي الع عنهععم قععد تمععالؤوا واجتمعععوا علععی عععدواة علععي وأهععل بیتععه‬

‫ظلموهم ‪ ،‬أقول ‪ :‬کل ذلك محض کذب وافتراء وبهتان هم منه برءاء والحمدل ‪.‬‬

‫أما الشیعة فمن الدلئل الواضحة علی ظلمهم وعدم عدلهم وإنصافهم أنهم لععم يععذکروا لبععي بکععر‬

‫رضي ال عنه حديثًا واحدًا من فضائله ومناقبه الکثیرة رضي ال تعالی عنععه وکععذلك لععم يععذکروا‬

‫ب والطعن واللعن ‪!!...‬‬


‫ذلك عن عمر وعثمان رضي ال عنهما ‪ ،‬بل لم نجد عندهم ال الذم والس ّ‬

‫أما السنة فعلی العکس تمامًا من ذلك فهم لم يذکروا في کتبهم حديثًا واحدًا يفهم منه طعنا أو ذمعًا‬

‫لعلي رضي ال عنه ‪ -‬حاشال ثم حاشاهم من ذلك ‪ ، -‬فأهل السنه بحمد ال تعالی لم يکونوا ولن‬

‫يکونوا أعداءا لعلي بل هم أحباؤه وأنصاره وأولیعاؤه وشعیعته فعلعی کعل عاقعل منصعف أن يأخعذ‬

‫بأقوال أهل السنة وما ذکروه من عدل وإنصاف وحق ويبتعد وينبذ وراء ظهره کععل مععا جععاء عععن‬

‫هؤلء الفاکین الکذبة الذين ل يعرفون الحق فهم ل يعرفون أهله ‪...‬؟!‬

‫الدعاء الحادي والثلثون وقوله‪ :‬هذا المام محمد بن إدريس الشافعي اسععتمع الیععه وهععو ينشععد‬

‫أبیاتا من الشعر نقلها عنه العلمة العجیلي في ع ذخیرة المععآل عع وهععي تتحععدث عععن فضععائل أهععل‬

‫البیت وهو دلیل كاف وشاهد واضح يقول بكل صراحة ‪ :‬أن الشیعة هم أهععل الحععق وهععو دون مععا‬

‫سواهم على الصواب ‪:‬‬

‫معذاهبهم فعي أبعحر الغي والجهل‬ ‫ولعّما رأيعت العناس قد ذهبت بهم‬

‫وهم أهل بیت المصطفى خاتم الرسل‬ ‫ركعبت على اسم ال في سفن النجا‬

‫‪67‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫كعما قعد أمعرنا بعالتمسك بالحبل‬ ‫وأمعسكت حعبل ال وهعو ولؤهم‬

‫ونعیفا على ما جاء في واضح النقل‬ ‫إذا افعترقت في الدين سبعون فرقة‬

‫فعقل لعي بها يا ذا الرجاحة والعقل‬ ‫ولعم يعك نعاج معنهم غعیر فرقة‬

‫أم العفرقة اللتي نجت منهم قل لي‬ ‫أفععي العفرقة العهلك آل معحمد‬

‫وإن قلت في الهلك حفت عن العدل‬ ‫فعإن قعلت في الناجین فالقول واحد‬

‫رضعیت بهم ل زال في ظلهم ظلي‬ ‫إذا كعان معولى العقوم منهم فإنني‬

‫وأنعت معن الباقین في أوسع الحل‬ ‫رضعیت ععلیا لعي إمعاما ونسله‬

‫فل يخفى على من أمعن ونظر في هععذه البیععات لعععرف تصععريح الشععافعي وهععو إمععام أهععل السععنة‬

‫والجماعة ‪ ،‬بأن آل محمد )ص( ومن تمسك بهم هم الفرقة الناجیة وغیرهم هالكون ‪ ،‬وفي وادي‬

‫الضللة تائهون !!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يعلم الجمیع إن المام الشافعي أثر عنه الکثیر من الشعار في مدح آل بیت النبي صلی ال علیه‬

‫وسلم أما أنتم فقد ألبستم الحق بالباطل وزدتم فیها من باطلکم متبعیععن فععي ذلععك مععا تععأمرتکم بععه‬

‫نفوسکم المريضة ‪ ،‬و ذلك دلیل واکرر القول مرة أخری ‪ :‬ذلك دلیل علی حععب أهععل السععنة لهععل‬

‫البیت وعدلهم وإنصافهم ‪ ،‬ولو کان هناك من الحق والنصاف اکثر من ذلك لقععاله الشععافعي وکععل‬

‫إمام منصف مثله لقال ذلك ولو کلفه ذلك الکثیر علمًا بأن الشافعي رحمه ال قد قال ذلك في زمن‬

‫وعهد کان المخالف لعلي وأهل بیته کث‪ ،‬بل کان باستطاعته أن يقععول خلف ذل عك دون خععوف أو‬

‫وجل حیث ل مانع يمنع من ذل‪ ،‬بل کانت الفرصة مواتیة والداعي لذلك والناصععر لععه موجععود بععل‬

‫‪68‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫کان الشافعي رحمه ال باستطاعته أن يفعل أکثر من ذل‪ ،‬وهذا دلیل آخععر يثبععت مععاأنتم علیععه مععن‬

‫الباطل والضلل الذي تخوضون فیه دون خوف من ال تعالی أو خوف من حسععاب ووقععوف بیععن‬

‫يدي الجلیل عز شأنه ‪ ،‬نعم إنه دلیل علی إفراطکم وتجاوزکم لکل الحدود‪ ،‬وکععان يجععدر بکععم أن‬

‫تقفوا حیث وقف الئمة والمنصفون من أمثال الشافعي علیه الرحمة والرضوان ‪.‬‬

‫الدلیل الثاني والثلثون وقوله ‪ :‬يعتقد أهل السنة كذلك بخروج المهدي المنتظر ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫نعم ‪ ،‬ل ننکر ذلك بل نعتقده ونؤمن به ‪ ،‬وکل مسلم سني يعتقد ظهور المهدي کما جاء ذل عك فععي‬

‫الحاديث الصحیحة في کتب أهل السنة والجماعة اما استدللك بهذا فهععو زيععف ومکععر واضععح ل‬

‫يخفی علینا ومثلك مثل رجل أنکر علی النصاری کفرهم وقععولهم أن عیسععی هععو ابععن ال ع ‪!!!....‬‬

‫فردوا علیه قائلین وعن عقیدتهم مدافعین ‪ :‬لسنا وحدنا من يععؤمن بعیسععى ‪ ،‬بععل حععتی المسععلمین‬

‫يؤمنون به کذلك ‪ ،‬فهم صدقوا في قععولهم فإنععا نععؤمن ونصععدق بنبععوة عیسععی ولکنهععم کععذبوا فععي‬

‫زعمهم وما يدعونه في عیسی علیه الصلة والسلم ‪ ،‬فالمسلمون ل يعتقدون فیه ذلك ‪ ،‬وهکععذا‬

‫فلیس بین مهدينا ومهديکم أيها الشیعة واليمان به ال کما بین السماء الرض وکما بیععن ظلمععة‬

‫اللیل ووضوح النهار ‪!!...‬‬

‫الدعاء الثالث والثلثون وقوله ‪ :‬يعتقد بعض أهل السععنة والجماعععة بإمامنععا المهععدي ويؤمنععون‬

‫بخروجه ثم يضیف نقل عن ابن خواجة كلن ‪ :‬بأن سلیمان بن ابراهیععم البلخعي ذكععر أحععد عشعر‬

‫حديثا في الباب الرابع والثمانین من كتابه حول الشخاص الذين رأوا إمام الزمان المهععدي أثنععاء‬

‫غیابه ‪ ،‬وهذا يعتبر الحديث الثاني الذي ينقله عن الحمويني وسلیمان البلخي ‪..‬؟!!‬
‫‪69‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪ :‬ان الحديث لیس بتلك الرتبة ولم يکن کععذلك فهععذان الشخصععان لعم يکونععا مععن رواة‬

‫الحديث ‪ ،‬فلو قال لك شخص إني ذهبت لزيارة بهاء الع وقبلععت يعده ‪ ،‬فهععل يشعك أحعد کعون هعذا‬

‫الزائر بهائیاً؟ فإذا کان هذا الباب ورد في کتاب ) ينابیع المودة ( فل تشععکوا أو ترتععابوا إذًا فععي‬

‫تشیع سلیمان البلخي وقد أوضععحت المععر بمععا فیععه کفايععة وبینععت کفععره وشععرکه فلععم يکععن لیععالي‬

‫بیشاور من الکتب التي تستحق ذکرًا ‪ ،‬وما هععو ال شععرك نصععبه مععؤلفه لیصععطاد بععه المغروريععن‬

‫والمخدوعین بثرثرته وهذيانه ‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والثلثون وقوله ‪ :‬أهل السنة يشهدون بفضائل أهعل العبیت وهعذا دلیعل أننعا علعى‬

‫الحق ‪ !!...‬ومن المثلة على ذلك هذا الحديث ‪ ) :‬من لم يعرف حق عترتي مععن النصععار والعععرب‬

‫فهو لحد ثلث ‪ :‬إما منافقا ‪ ،‬وإما لزنیة ‪ ،‬وإما لغیعر ( وعبعارة ) إمعا لغیعر ( تعنعي ‪ :‬حملتعه أمعه‬

‫على غیر طهور ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬ذکر هذ الحديث في موضعین من کتاب ) الصواعق المحرقة ( حیث أورده مرة في الجععزء‬

‫الثاني باب » الحث علی حبهم « وأورده مرة أخری في الجزء الثاني في بععاب ) المقصععد الثععاني‬

‫فیما تضمنته تلك الية من طلب محبة آله وأن ذلك من کمال اليمان « وأما أصل الحععديث فهععو ‪:‬‬

‫» من لم يعرف حق عترتی والنصار والعرب فهو لحد ثلث ‪ :‬إما منافقًا وإما لزنیة واما لغیر (‬

‫وقوله ‪ ) :‬إما لغیر ( أي حملته أمه علی غیر طهور « إذًا لماذا غیععر الحععديث ؟ ذل عك لنععه ينعععق‬

‫بما ل يسمع فل دين يردعه ول خوف من الرب الجلیل سبحانه يرده ‪ ،‬إضافة الی ذلك فإنه خاف‬

‫أن يعد من أولد الزنی لعداوته الشديدة لصحابه فلذلك تجده غیر وبّدل هذا الحععديث وممععا يجععب‬
‫‪70‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أن يعلم إن هذا الحديث الوارد بهذا اللفظ لم يصح سععنده ‪ ،‬ولکنععه أبععی مععع ضعععف الحععديث ال إن‬

‫يمد يده للحديث بالتحريف والتبديل ‪!!........‬‬

‫الثاني ‪ :‬إن جمیع الحاديث التي أوردها وذکرها في کتابه في مدح أهل البیت والثناء علیهم دلیععل‬

‫واضح وبرهان ساطع علی أن أئمععة وعلمععاء أهععل السععنة معن رواة الحعديث لعم يخفععوا شعیئًا معن‬

‫أحاديث الفضائل التي وردت في علي وأهل بیته ‪ ،‬ولم يکن ذلك بالطبع خوفًا من أحد فما الععداعي‬

‫إذًا لعتماد هععؤلء وولعهعم بالحعاديث الضعععیفة والمختلقععة والمععزورة‪...‬؟ لمععاذا تمسععکوا بهععذه‬

‫الحاديث الواهیععة وأغمضععوا أبصععارهم عععن الحععاديث الصعحیحة الععتي جعاءت فععي کتبنععا وأداهعا‬

‫العلمععاء بکععل أمانععة ودقععة ومصععداقیة‪..‬؟ مععا السععبب فععي إعراضععهم عععن الکتععب المعتمععده‬

‫والمصادرالهامة والتي لها الدرجة الولی في الحجیة مثل البخاري ومسلم والععتي جععاءت فیهمععا‬

‫الحاديث الکثیرة والفصول العديدة في فضل علي وأهل بیته ‪ ،‬ثععم تراهعم يعتمععدون علعی أمثعال ‪:‬‬

‫خواجه کلن ) سلیمان البلخي ( ومیر سید الهمداني وکواشکي والعلوي والثعلبي وجغال والبقال‬

‫؟!! ثم يدعي بعد هذا ذلك الدعاء الکاذب في الثعلبي حیث جعله أوًل إمامعًا ‪ ،‬ثععم أمیععرًا لصععحاب‬

‫الحديث وهذا من کذبه الظاهر الذي يصدقه كل أحععد وللسعف الشععديد فعإن کتعاب الثعلععبي قعد مل‬

‫کتابه بالحاديث الضعیفة والموضوعة ولکن المؤلف لم يکتفي ان يجعله احد رواة الحديث حععتی‬

‫جعل منه أمیرًا للمحدثین وهذا من أشنع الکذب و أقبح البهتان ‪!!......‬‬

‫الدعاء الخامس والثلثون وقوله ‪ :‬محبة أهل البیت وموالتهم من اصول الدين‬

‫‪71‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫جاء في تفسیر آية المودة ) قل ل أسألكم علیه أجرا إل المودة في القربي ومن يقترف حسنة نزد‬

‫له فیها حسنا إن ال غفور شكور ( شورى ‪. 23‬‬

‫) من مات على حب آل محمد مات شهیدا ‪ ،‬أل ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ‪ ،‬ال‬

‫ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ‪ ،‬أل ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل‬

‫اليمان ‪ ،‬أل ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكیر ‪ ،‬أل ومن مات‬

‫على حب آل محمد يزف الى الجنة كما تزف العروس الى بیت زوجها ‪ ،‬أل ومن مات على حب‬

‫آل محمد فتح له في قبره بابان الى الجنة ‪ ،‬أل ومن مات على حب آل محمد جعل ال قبره مزارا‬

‫ملئكة الرحمة ‪ ،‬أل ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ‪ ،‬أل ومن مات على‬

‫بغض آل محمد جاء يوم القیامة مكتوب بین عینیه ‪ :‬آيس من رحمة ال ‪ ،‬أل ومن مات على‬

‫بغض آل محمد مات كافرا ‪ ،‬أل ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة (هكذا يقول‬

‫عالمكم ومفسركم الكبیر المدعو عكرمة ‪. !!..‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫الول ‪ٍ :‬ذکر المؤلف هذا الحديث في الصفحة ) ‪ ( 66‬من کتابه لیالي بیشاور‬

‫‪.‬انتهى‬ ‫قال الشیخ اللباني رحمه ال تعالی ‪ :‬هذا الحديث باطل موضوع‬

‫ثم يقععول ‪ ) :‬ل أسعألکم علعى معا ادععوكم الیععه أجعرا إل أن تحفظععوني فعي قرابععتي علععي وفاطمعة‬

‫والحسن والحسین وابناهما ‪ (..‬هكذا في كتبكم ‪..‬؟؟‬

‫‪72‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬الرد علیك في هذا ‪ :‬هععل کععان النععبی صععلی الع علیععه وسععلم قععد أفهمکععم أو أفهععم المععة أل‬

‫تراعوا حرمًة ول تؤدوا حقًا أوأن تقولوا ما شئتم معن تلعك القعوال الباطلعة والفعك المعبین بحعق‬

‫أزواجه أمهات المؤمنین رضی ال عنهن ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫نعم ‪ ،‬هذا ما يفهم وما علمناه من تفسیرکم لهذه العبارة ‪ !!....‬وانا بالطبع لم أجد هذا الحديث في‬

‫کتبنا ‪ ،‬ولکنه من قول عکرمة حیث قال ‪ » :‬ل أسألکم علی ما أدعوکم الیه إل أن تحفظععوني فععي‬

‫قرابععتی بینععي وبینكععم ولیععس كمععا يقععول الكععذابون « هععذا هععو قععوله ‪ ،‬ل كمععا يدعیععة الکذبععة‬

‫المارقون ‪......‬؟!! وبهذا تعلموا أن مؤلف الکتاب لم يکن أمینًا في نقل القوال ‪ ،‬بل کان يحرفها‬

‫ويقلبها ويتصرف فیها کما يريد أو كما تشتهي نفسه وما يملیه علیه هععواه‪ !!..‬فهععو يقععول ‪ :‬هععذا‬

‫الحديث من أحاديث أهل السنة ونقلهم ) النجوم أمان لهل السماء وأهل بیتي أمان لمتي (‬

‫قلت ‪ :‬إسناد هذا الحديث ل يصح قطعًا ‪ ،‬وإنا لم أقل هذا من تلقعاء نفسععي وأنمععا هععو قععول المععام‬

‫الحبر ابن حجر رحمه ال ‪ ،‬نعم قد عرفت ضعف هذا الحديث بقرينة أن هععذا المخععادع الكععذاب قععد‬

‫اعتمد علیه واستدل به‪ ،‬وذلك لننا ما عهدنا هذا الكذاب يسععتدل بحععديث صععحیح موثععوق بععه لمععا‬

‫يريد إثباته لنععا مععن أباطیععل ‪ ،‬کمععا ان هنععاك الكععثیر مععن الأدلععة والقععرائن سععاعدتني فععي الوصععول‬

‫ى هذِه النتیجة‪!!..‬؟‬
‫تدريجیا ال ً‬

‫وأما قوله إن هذا الحديث ورد في إثبات ما لهل البیت من حق ‪ ،‬يقول السني ‪:‬‬

‫) الزموا مودتنا أهل البیت فإنه من لقي ال عععز وجععل وهععو يودنععا دخععل الجنععة بشععفاعتنا والععذي‬

‫(‬ ‫نفسي بیده ل ينفع عبدا عمله إل بمعرفة حقنا‬

‫فنجیب قائلین‪ :‬يقصد المؤلف مععن قععوله »إل بمعرفععة حقنععا « هوالعتقععاد بألوهیععة الئمععة ‪..‬؟؟!!‬

‫وال فمما يعلمه الجمیععع إننعا نکعن کععل محبعة وتقععدير لهعل العبیت ول شعك فعإن أمهعات العؤمنین‬

‫‪73‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وأزواجُه صلی ال علیه وسلم منهم ‪ ،‬مع أن هذا الحديث قال عنه صاحب ) مجمع العزوائد ( هعذا‬

‫حديث ل يصح ‪!!....‬‬

‫الدعاء السادس والثلثون وقوله ‪ :‬لععدى أهععل السععنة حععديث يقععول بصععريح العبععارة ‪ :‬إن الحقععد‬

‫الدفون في قلوب الصحابة سوف يظهر ويعلن بعد موت النبي صععلى الع علیععه وسععلم ‪ ،‬هععذا وقععد‬

‫نقععل الشععیخ سععلیمان الحنفععي البلخععي فععي البععاب الخععامس والسععبعون مععن كتععابه هععذا الحععديث‪:‬‬

‫) يا علي اتقي الحقاد التي مخبأة في القلوب ل يظهرونها إل بعد مععوتي ‪ ،‬هععم الععذين يلعنهععم الع‬

‫ويلعنهم اللعنون (‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫من المقصود بذلك ‪.......‬؟ من الواضح جدًا إنه يقصد بذلك أبابکر وعمر وعثمان ‪ !!..‬حقیقة إن‬

‫اشیعة قد حرموا نعمة الحیاء ونزعوا برقعه ‪ ،‬فتراه مرة أخری يريد أن يفهم الشیعة أن سععلیمان‬

‫البلخي ما هو ال إمامًا من أئمة السععنة الحنععاف ‪ ،‬وشععیخًا مععن مشععايخهم ومععاذاك ال مععن المکععر‬

‫السافر والكذب الداعر على أهل طائفته من الشیعة ‪.‬‬

‫الدعاء السابع والثلثون وقوله ‪ :‬أولد البتول علیها السلم ذرية الرسول )ص( ولذا فنحن‬

‫باستطاعتنا أن ندعوهم بابن رسول ال ‪ !...‬ثم ذكر المؤلف شجرته على النحو التالي ‪:‬‬

‫شجرة المؤلف‪:‬‬

‫أنا محمد بن علي أكبر "أشرف الواعظین" بن قاسم" بحر العلوم" ابن حسن بن إسماعیل‬
‫"المجتهد الواعظ" بن ابراهیم بن صالح بن أبي على محمد بن علي " المعروف بالمردان" بن‬
‫أبي القاسم محمد تقي بن "مقبول الدين" حسین بن أبي علي حسن بن محمد بن فتح ال بن‬
‫إسحاق بن هاشم بن أبي محمد بن إبراهیم بن أبي الفتیان بن عبدال بن الحسن بن أحمد " أبي‬
‫‪74‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الطیب" ابن أبي علي حسن بن أبي جعفر محمد الحائري "نزيل كرمان" ابن إبراهیم الضرير‬
‫المعروف بع"المجاب" ابن المیر محمد العابد بن المام موسى الكاظم بن المام جعفر الصادق‬
‫بن المام محمد الباقر بن المام علي السجاد "زين العابدين" بن المام أبى عبدال الحسین‬
‫"السبط الشهید" بن المام أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب )سلم ال علیهم أجمعین(‬

‫الحافظ ‪ :‬جید‪ ،‬لقد انتهى نسبك ع حسب بیانك هذا ع إلى علي بن أبي طالب )كرم ال وجهه(‪ ،‬وهذا‬
‫النتساب يثبت أنك من أقرباء النبي )ص( ل من أولده‪ ،‬لن الولد إنما هم من ذرية النسان‬
‫ونسله‪ ،‬ل من ختنه وصهره‪ ،‬فكیف اّدعیت مع ذلك بأنك من أولد رسول ال )ص( ؟!‬

‫قلت إن انتسابنا إلى النبي الكرم )ص( إنما يكون عن طريق فاطمة الزهراء علیها السلم بنت‬
‫رسول ال )ص(‪ ،‬لنها أم المام الحسین الشهید علیه السلم ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬العجب كل العجب منك ومن كلمك ! إذ كیف تتفّوه بهذا الكلم وأنت من أهل العلم‬
‫والدب ؟!‬

‫ألست تعلم أن نسل النسان وعقبه إنما يكون عن طريق الولد الذكور ل الناث ؟! ورسول ال‬
‫)ص( لم يكن له عقب من أولده الذكور !! فإذن أنتم أسباطه وأبناء بنته‪ ،‬ل أولده وذريته !!‬

‫قلت ‪ :‬إني وفي أثناء كلمكم تذكرت مناظرة حول الموضوع‪ ،‬جرت بین الخلیفة العباسي هارون‪،‬‬
‫وبین ‪ :‬المام أبي إبراهیم موسى بن جعفر الكاظم علیه السلم‪ ،‬فقد أجابه علیه السلم بجواب‬
‫كاف وشاف اقتنع به هارون وصدقه ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬كیف كانت تلك المناظرة أرجو أن تبینوها لنا ؟‬

‫قلت ‪ :‬قد نقل هذه المناظرة علماؤنا العلم في كتبهم المعتبرة‪ ،‬منهم ‪ :‬ثقة عصره‪ ،‬ووحید‬
‫دهره‪ ،‬الشیخ الصدوق في كتابه القیم ‪) :‬عیون أخبار الرضا(‪.‬‬

‫حاثة قرنه‪ ،‬الشیخ الطبرسي في كتابه الثمین ‪):‬الحتجاج(وأنا أنقلها‬


‫ومنهم ‪ :‬علمة زمانه‪ ،‬وب ّ‬
‫لكم من كتاب‪.‬‬

‫)الحتجاج( وهو كتاب علمي قّیم‪ ،‬يضم بین دفتیه أضخم تراث علمي وأدبي ل بّد لمثالك أيها‬
‫الحافظ من مطالعته‪ ،‬حتى ينكشف لكم الكثیر من الحقائق العلمیة والوقائع التاريخیة الخافیة‬
‫علیكم ‪.‬‬

‫أولد البتول علیها السلم ذرية الرسول )ص(‪:‬‬

‫روى العلمة الطبرسي أبو منصور أحمد بن علي في الجزء الثاني من كتابه ‪):‬الحتجاج( رواية‬
‫مفصلة وطويلة تحت عنوان ‪ ":‬أجوبة المام موسى بن جعفر علیه السلم لسئلة هارون "‬
‫وآخر سؤال وجواب‪ ،‬كان حول الموضوع الذي يدور الن بیننا‪ ،‬وإلیكم الحديث بتصّرف ‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫هارون ‪ :‬لقد جّوزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى النبي )ص( ويقولوا لكم ‪ :‬يا أولد رسول‬
‫ال‪ ،‬وأنتم بنو علي‪ ،‬وإنما ينسب المرء إلى أبیه‪ ،‬وفاطمة إنما هي وعاء‪ ،‬والنبي جدكم من قبل‬
‫أمكم ؟؟!‬

‫المام علیه السلم ‪ :‬لو أن النبي )ص( نشر فخطب إلیك كريمتك‪ ،‬هل كنت تجیبه ؟!‬

‫هارون ‪ :‬سبحان ال ! ولم ل أجیبه‪ ،‬وأفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك ‪.‬‬

‫ي‪ ،‬ول أزّوجه ‪.‬‬


‫المام علیه السلم ‪ :‬لكنه ل يخطب إل ّ‬

‫هارون ‪ :‬وِلَم ؟!‬

‫المام علیه السلم ‪ :‬لنه ولدني ولم يلدك ‪.‬‬

‫هارون ‪ :‬أحسنت !!‬

‫ولكن كیف قلتم ‪ :‬إنا ذرية النبي )ص( والنبي لم يعّقب ؟! وإنما العقب للذكر ل للنثى‪ ،‬وأنتم ولد‬
‫بنت النبي‪ ،‬ول يكون ولدها عقبا له )ص(!!‬

‫المام علیه السلم ‪ :‬أسألك بحق القرابة والقبر ومن فیه إل أعفیتني عن هذه المسألة ‪.‬‬

‫هارون‪ :‬ل ‪ ...‬أو تخبرني بحجتكم فیه يا ولد علي ! وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم‪ ،‬كذا‬
‫أنهى لي‪ ،‬ولست أعفیك في كل ما أسألك عنه‪ ،‬حتى تأتیني فیه بحجة من كتاب ال‪ ،‬وأنتم معشر‬
‫ولد علي تّدعون ‪ :‬أنه ل يسقط عنكم منه شيء‪ ،‬ألف ول واو‪ ،‬إل تأويله عندكم واحتججتم بقوله‬
‫ء( وقد استغنیتم عن رأي العلماء‬‫ي ٍ‬ ‫من َ‬
‫ش ْ‬ ‫ب ِ‬‫في ال ْك َِتا ِ‬
‫فّرطَْنا ِ‬
‫ما َ‬
‫عز وجل ‪َ ) :‬‬
‫وقیاسهم !!‬

‫المام علیه السلم ‪ :‬تأذن لي في الجواب ؟‬

‫هارون ‪ :‬هات ‪.‬‬

‫من‬ ‫و ِ‬
‫المام علیه السلم ‪ :‬أعوذ بال من الشیطان الرجیم‪ ،‬بسم ال الرحمن الرحیم ‪َ ) :‬‬
‫و َ‬
‫كذل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ذُريت ِه داود وسل َيمان َ‬
‫ن َ‬‫هاُرو َ‬‫و َ‬
‫سى َ‬ ‫مو َ‬
‫و ُ‬
‫ف َ‬‫س َ‬ ‫وُيو ُ‬
‫ب َ‬ ‫وأّيو َ‬‫ّ ّ ِ َ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫ل ِ‬‫س كُ ّ‬‫وإ ِل َْيا َ‬‫سى َ‬ ‫عي َ‬
‫و ِ‬
‫حَيى َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫وَزك َ ِ‬
‫رّيا َ‬ ‫ن َ‬
‫سِني َ‬
‫ح ِ‬
‫م ْ‬‫زي ال ْ ُ‬ ‫ج ِ‬‫نَ ْ‬
‫ن( فمن أبو عیسى علیه السلم ؟‬ ‫حي َ‬ ‫صال ِ ِ‬‫ال ّ‬
‫هارون ‪ :‬لیس لعیسى أب !‬

‫المام علیه السلم ‪ :‬فال عز وجل ألحقه بذراري النبیاء عن طريق أمه مريم علیها السلم‬
‫وكذلك ألحقنا بذراري النبي )ص( من قبل أمنا فاطمة علیها السلم ‪ ،‬وكذلك الشیخ أبو بكر‬

‫‪76‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الرازي في )التفسیر الكبیر( في ذيل آية المباهلة‪ ،‬وفي تفسیر كلمة )أبناءنا( له كلم طويل‬
‫وتحقیق جلیل‪ ،‬أثبت فیه أن الحسن والحسین هم أبنا رسول ال )ص( وذريته ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫وجوابنا علیه من عدة وجوه ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬کلنا نصدق ونعتقد أن النبي صلی ال علیه وسلم هو جد الحسععن والحسععین وقععد ناداهمععا‬

‫ل لهما ‪ ) :‬ابني ( ولکننا ل نقبل بحال ما تقولعونه دائمعا‬


‫النبی صلی ال علیه وسلم وخاطبهما قائ ً‬

‫وتکررونه باستمرار عند مناداتکم واسعتغاثتکم حیععث تقولعون ‪ :‬يععا أبعن رسععول الع ‪ ،‬بععل کعان‬

‫الولی بکم أن تقولوا ‪ :‬إن الحسین هو أبن علي ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬مما يثیر الدهشة والعجب أن المؤلف ليستدل باليععة الکريمععة والععتي هععي لهععا مسععاس‬

‫مباشر بما نحن بصدده من هذا الموضوع وهو قوله تعالی‪:‬‬

‫» ما کان محمد أبا أحد من رجالکم « وهذا واضح ‪ ،‬فرسول ال صلى ال علیععه وسععلم لععم يکععن‬

‫أبا لحد من الناس فبطل قولك‪ ) :‬يابن رسول ال ‪ ( !!...‬ولیس من حقنا ول من أحد من البشر‬

‫أن يعتبر نفسه من أبناءه أو أن ينتسب الى النبي صلی ال علیه وسلم مالم لکن له صلة حقیقیععة‬

‫من البنوة کأولده الثلثة ‪.‬‬

‫ی أن تمثلععوا الحسععن والحسععین بعیسععی ابععن مريععم علیععه الصععلة‬


‫الثالث‪ :‬لیس من الحععق فععي شع ً‬

‫والسلم ‪ ،‬أو أن تقارنوا بینهم وبینه ‪ ،‬فإن ذلك القیاس قبیح وشاذ ‪ ،‬فلیععس أحعٌد مععن البشععر مثععل‬

‫عیسی من حیث أنه ولد من غیر أب وکانت تلك أحدی المعجزات التي أيده ال تعالی بها ‪ ،‬وکانت‬

‫للناس آية‪ !! ......‬فسماه ال تعالی لذلك بعیسى ابن مريم‪ ،‬أما نحن فل يحق لنا أن نسمي مععا لععم‬

‫يسمه ال به عیسی فإن ذلك القول فاسد وهو کقولك الحسن بن فاطمة أوالحسین ابععن فاطمععة ‪،‬‬

‫بل الحق أن تقولوا إن الحسن والحسین ابنا علي رضي ال عنهم أجمعین ‪ ،‬وذلك لننا أمرنعا فععي‬
‫‪77‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الشرع أن ننسب البن لبیه ‪ !...‬ول نعجب اذا علمنا أن هععذِه الطريقععة الفاسععدة والقیسععة الشعاذة‬

‫من عادة الشیعة التي تمیزوا بها عن غیرهم ‪ ،‬فعیسی هو عیسععی والحسععین هععو الحسععین ‪ ،‬ذلععك‬

‫ولد من غیر اب صلی ال علیه وسلم فنسب الی أمه ‪ ،‬فهل تستطبع امرأة أن تععدعي وتقععول ‪:‬‬

‫ولدت ابني هذا من غیر أب ‪.....‬؟ فالمر واضح وقولها فععي غايععة الفسععاد والبطلن ‪ ،‬أمععا الحععال‬

‫حیر کل ذي لب ‪.‬‬
‫مع مريم فمختلف جدًا ‪ !!....‬هذا العمر ال أيها الشیعة قیاس باطل وشاذ ي ُ‬

‫جععك ِفیعِه ِمععن‬


‫حا ّ‬
‫ن َ‬
‫الدعاء الثامن والثلثون وقوله‪ : :‬دلیلنا من القرآن الكريم قوله تعالى‪َ ) :‬فَم ْ‬

‫سعُكْم ُثعّم‬
‫سعَنا َوَأْنُف َ‬
‫سععاَءُكْم َوَأْنُف َ‬
‫سععاَءَنا َوِن َ‬
‫ع َأْبَناَءَنععا َوَأْبَنععاَءُكْم َوِن َ‬
‫ن اْلِعْلِم َفُقْل َتَعاَلْوا َنْد ُ‬
‫ك ِم َ‬
‫جاَء َ‬
‫َبْعِدَما َ‬

‫أول‬ ‫ن(‪.‬‬
‫عَلى اْلَكاِذِبی َ‬
‫ل َ‬
‫جَعْل َلْعَنَة ا ّ‬
‫َنْبَتِهل َفَن ْ‬

‫‪ :‬الية تدل على أن علیا وفاطمة والحسن والحسین )ع( هععم أفضععل الخلععق وأشععرفهم بعععد النععبي‬

‫)ص( عند ال تبارك وتعالى ‪ ،‬وهذا ما وصل إلیه وصرح به كثیر من علمائكم حععتى المتعصععبین‬

‫منهم ‪ ،‬مثل الزمخشري في تفسیره لية المباهلة ‪ ،‬فقعد ذكعر شعرحا وافیعا ععن الخمسعة الطیعبین‬

‫وكشف حقائق ودقائق مفیدة عن فضلهم ومقامهم عند الع سععبحانه ‪ ،‬حععتى قععال ‪ :‬إن هععذه اليععة‬

‫الكريمة أكبر دلیل وأقوى برهان على أفضلیة أصحاب الكساء على من سواهم ‪ .‬ورأى البیضاوي‬

‫والفخر الرازي في تفسیر الية قريب من رأي الزمخشري ‪.‬‬

‫ثانیا ‪ :‬نستنبط من الية الكريمة أن مولنا علي بععن أبععي طععالب هععو أفضععل الخلععق وأشععرفهم بعععد‬

‫رسول ال )ص( ‪ ،‬لن ال تعالى جعلععه نفععس النععبي )ص( إذا أن كلمععة ) أنفسععنا( ل تعنععي النععبي‬

‫)ص( ‪ ،‬لن الدعوة منه ل تصح لنفسه )ص( ‪ ،‬وإنما الدعوة من النسان لغیره ‪ ،‬فالمقصععود مععن‬

‫) أنفسنا ( في الية الكريمة هو سیدنا وإمامنا علي )ع( ‪ ،‬فكان بمنزلة نفععس النععبي )ص( ‪ ،‬ولععذا‬

‫دعاه وجاء به إلى المباهلة ‪ ،‬وذلك بأمر ال سبحانه ‪.‬‬


‫‪78‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫هذا جواب سؤالكم وارتباط الية الكريمة بالموضوع ‪.‬‬

‫فعلي )ع( هو نفس رسول ال )ص( بتعبیر القرآن الكريم ‪ ،‬وهو تعبیر مجععازي واتحععاد اعتبععاري‬

‫ل حقیقي ‪ .‬وقد قال الصولیون ‪ :‬حمل اللفظ على المعنى المجازي القرب أولععى مععن حملععه علععى‬

‫ه‬
‫في ِ‬ ‫ج َ‬
‫ك ِ‬ ‫حا ّ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫البعد وقال في موضع آخر ‪ .:‬المام علیه السلم ‪ :‬قعععال الععع تععععالى ‪َ ) :‬‬
‫ف َ‬
‫ع أ َبَناءَن َــا َ‬
‫وأب ْن َــاءَك ُ ْ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫عــال َ ْ‬
‫وا ن َـدْ ُ ْ‬ ‫ل تَ َ‬ ‫عل ْـم ِ َ‬
‫ف ُ‬
‫قـ ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫مـ َ‬ ‫جــاءَ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ما َ‬
‫د َ‬
‫ع ِ‬
‫من ب َ ْ‬
‫ِ‬

‫ة الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ل لَ ْ‬
‫عن َ َ‬ ‫ع ْ‬
‫ج َ‬ ‫هل َ‬
‫فن َ ْ‬ ‫م ن َب ْت َ ِ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م ثُ ّ‬ ‫وأ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫سَنا َ‬ ‫وأ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫ساءَك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ون ِ َ‬
‫ساءََنا َ‬
‫ون ِ َ‬
‫َ‬

‫ن( ولم يّدع أحد أنه أدخله النبي )ص( تحت الكساء وعنععد مباهلععة النصععارى‪،‬‬ ‫عَلى ال ْ َ‬
‫كاِذِبي َ‬ ‫َ‬

‫إل علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسین علیها السلم‪ ،‬واتفععق المسععلمون ‪ :‬أن مصععداق‬

‫)أبناءنا( في الية الكريمة ‪ :‬الحسن والحسین علیهما السلم‪) ،‬ونساءنا( ‪ :‬فاطمة الزهراء علیها‬

‫السلم ‪) .‬وأنفسنا( ‪ :‬علي بن أبي طالب علیه السلم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫تفسععیرك لليععة ظععاهر الخطععأ ‪ ،‬لن لفععظ ) البنععاء( و ) النسععاء ( و ) النفععس ( ألفععاظ جمععوع ‪،‬‬

‫والحال أن الحسن والحسین اثنان ‪ ،‬وعلي ورسول ال اثنان ‪ ،‬وفاطمة لععم تكععن إل واحععدة ‪!!....‬‬

‫ومعلوم في اللغة العربیة أن للمثنى لفظه الخاص والية هنا تدل علی اکثر من ذلك ‪ ،‬ونحن نععری‬

‫أن هذِه الية لها دللة عامة ‪ ،‬فهي خطاب يصلح لجمیع الزمان والعصععور وتصععح المباهلععة مععع‬

‫الکفار والمبتدعععة وأصععحاب الطععرق والمناهععج المنحرفععة الضععالة ‪ ،‬وذلععك نصععرة للحععق والععدين‬

‫وإظهار ما علیه عصابة اليمان من الحق المبین ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء التاسع والثلثون وقوله‪ :‬ذرية الحسن والحسین هم نسععل النععبي صععلى الع علیععه وسععلم‬

‫الى يوم القیامة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫سبق وأن ذکرنا إن أبناء فاطمة رضي ال عنها هعم أحفعاد رسعول الع صعلی الع علیعه وسعلم ‪،‬‬

‫وکما هو معلوم عند أهل العلم ان العتبار في النساب هو الذکورة ‪ ،‬أي إن البن ينسب الی أبیععه‬

‫ول ينسب الی أمه وذلك ل يعني أننا ننکر ما للحفاد من مکانة وقععرب ومزيععة ل تنکععر ‪ ،‬وکیععف‬

‫ننکر من أمرنا بمجته ومودته ؟!! ولکن في الوقت نفسه يجب أن يعرف إن التکال علی الحسب‬

‫والنسب وحده ل يکفي أبدأ ول يغني من الحق شیئًا وذك إن لم يکن معه عمل صالح يرتجی أثره‬

‫يوم القیامة في صحائف العمال الصالحة المتقبله ‪ !!........‬وهذا ولد نوح علیععه السععلم واولئك‬

‫هم ابناء يعقوب علیه السلم قد علمنا من أنباءهم ما أخبرنا ال به في کتابه والمعقصععود هنععا إن‬

‫الحسب والنسب وحدهما ل يکونا سببًا في النجاة يوم القیامة أو الرفعة والمنزلة فععي هععذِه الععدنیا‬

‫ال اذا رافق ذلك عمل صعالح متقبععل عنعد الع عزوجعل ‪ .‬وهععذا أمععر معلعوم لينکععر ‪ ،‬فهععؤلء هعم‬

‫الشیعة أنفسهم يکفرون بعض أولد علععي رضععي الع عنععه مثععل أولد اسععماعیل بععن جعفععر وهععو‬

‫المعروفین باسم ) بالفرقة السماعیلیة ( کما إنهم يعتبرون أخ المام الحععادي عشععر وابععن المععام‬

‫العاشر من الکذبة وشاربي الخمور وأهل الفجور ‪ !!....‬إذا کیف يصععح أو يقبععل مععن کععل سععثیعي‬

‫دعي يعتبر نفسه من أولد الرسول صلی ال علیه وسلم ثم يععأمر النععاس أن يأخععذوا عنععه کععل مععا‬

‫يقوله وينطق به معتبرا ذلك هو الحق الذي ليسع الناس اتباع قوًل غیره ‪.......‬؟؟! حععتی جعلععوا‬

‫هذِه المقولة شعارًا ل ينبغي لحٍد أن يحید عنها أو يکذبها فما دمت من ابنععاء الرسععول فأنععا علععی‬

‫الحق ‪ !!........‬ما هذا الهراء ‪ ...‬؟؟ ومن أين لکم کل هذا الحق ‪...‬؟ حتی تقولوا للناس مثل هذِه‬

‫‪80‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الباطیل والضللت التي لم ينزل ال تعالی بها سلطانًا فععي کتععابه أو سععنة نععبیه ‪.....‬؟!! إن کنععت‬

‫حقًا من ابناء الرسول صلی ال علیه وسلم وأحفادهِ‪ ،‬فقععل لنععا مععا عملععك ومععدی اتباعععك للکتعاب‬

‫والسنة ‪....‬؟ لکي نعلم بعد ذلك صدقك من کذبك ‪...........‬؟!!‬

‫ل علی خلف ماجاء به الشرع الحنیف واتبعت غیر سعبیل المعؤمنین يولعك الع‬
‫إنك ان عملت عم ً‬

‫ما تولیت ويصلك جهنم وساءت مصیرا ‪ ،‬ول ينفعك حینئذ نسبك أو حسععبك وادعععاء اتععك الباطلععة‬

‫الکاذبه ‪ ،‬إنما هي أعمالکم إن کانت خیرًا فخیر وإن کانت شرًا فشر ‪ ،‬کمال نصععدق كععل مععن هععب‬

‫ودب أنه من الشجرة الشريفة والنسب الطاهر بناءا علعى ادعععاءات يععدعیها هععو أو أن يقععول فععي‬

‫کتاب ال تعالی برأيه أو يفسره حسب هواه ‪ !!....‬فلیس لحد مهما علععت منزلتععه وسععمت رتبتععه‬

‫أن يتحدث بحديث مخالف للکتاب والسنة ‪ ،‬بععل حععتی الشععیعة فقععد رأينععاهم يقولععوا لتبععاعهم ‪ :‬إن‬

‫رأيت عالمًا أو شخصًا أعلم من السید ) ويقصدون به الشخص من ابناء واحفععاد علععي ( فععاتبعوه‬

‫وهکذا فهم يقلدون في بعض الحیان أشخاصًا لم يکونوا من هؤلء السادة المنسععوبین الععی أهععل‬

‫البیت ‪.!!!.....‬‬

‫الدعاء الربعون وقوله‪ :‬الستدلل بكتب العامة ورواياتهم‪ :‬أن الحسن والحسین أبناء النبي‬

‫وسلم ‪.‬‬ ‫صلى ال علیه‬

‫جلها علماؤكم ونقلها‬‫هناك دلئل كثیرة جاءت في نفس الموضوع تدل على ما ذكرناه وقد س ّ‬
‫حفاظكم ورواتك ومنهم ‪ :‬ابن أبي الحديد في ‪ " :‬شرح نهج البلغة"‪ ،‬وأبو بكر الرازي في‬
‫تفسیره و محمد بن يوسف الشافعي‪ ،‬المعروف بالعلمة الكنجي‪ ،‬ذكر في كتابه )كفاية الطالب( و‬
‫الخطیب الخوارزمي‪ ،‬فقد روى في )المناقب( عن ابن عباس ورواه ابن حجر المكي في صواعقه‬
‫المحرقة ‪ :‬ص ‪ 74‬و ‪ 94‬عن الطبراني عن جابر بن عبدال أنه قال ‪ :‬قال رسول ال )ص( إن ال‬
‫عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه‪ ،‬وإن ال عز وجل جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب‬
‫"‬

‫‪81‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قال المام الهیثمي في رجععال هععذا الحععديث ) يحیععی بععن العلء ( ل يعتععبر قععوله ‪ ،‬وقععد روی هععذا‬

‫الحديث المام الطبراني ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫فما الحاجة بعدئذ الععی ذکععر جملععة هععذِه السععماء مععن أمثععال ابععن ابععي الحديععد والکنجععي الشععافعي‬

‫والخوارزمي وابن حجرالمکي والرازي وغیرهم ‪....‬؟‬

‫ي أن کبار علماء أهل السنة يقولون بهذا القول ‪!.‬‬


‫أتعرفون لماذا ‪..‬؟ أنه يريد بذلك أن يظهر للقار ّ‬

‫ول شك فإن هذا مکر واضععح وخععداع ليخفععی علععی أحععد ‪ ،‬فمثلععه مثععل قععول القععائل ‪ :‬ان الحععديث‬

‫الفلني قد نقله الکافي والحسیني والسیستاني وإمام مسجدنا وجريدة کیهان ومجلة إيران الیوم!‬

‫يقول الشیخ سلیمان الحنفي بعد أن ذكر جملة من أسعماء الئمعة والعلمعاء السعنة وأضعاف الیهعم‬

‫أسماء من ينتسبون الى أهل السنة ونسععب الیهععم هععذا الحععديث ‪ :‬أن الخلیفععة الثععاني قععال ‪ ) :‬انععی‬

‫سمعت رسول ال يقول ‪ :‬کل حسب ونسب فمنقطع يوم القیمععه مععا خل حسععبی ونسععبی وکععل بنععی‬

‫اثنی عصبتهم لبیهم ما خل بنی فاطمه فانی انا ابوهم وانا عصبتهم ‪.‬‬

‫قال الهیثمي ‪ :‬من رواة هذا الحديث ‪ ) :‬شیبة بن نعامة ( وهو ل يعتععد بقععوله ‪ ،‬وقععال الدمشععقي ‪:‬‬

‫ومن رواة هذا الحديث ‪ ) :‬حسین الشقر ( وهو رافضي كذاب ‪.‬‬

‫ثم يقول المؤلف ‪ :‬وروى الحافظ الكنجي الشافعي في آخر هذا الفصل‪ ،‬بسنده عن عمر بن‬
‫الخطاب‪ ،‬قال سمعت رسول ال يقول ‪ :‬كل بني أنثى فإن عصبتهم لبیهم ما خل ولد فاطمة‪ ،‬فإني‬
‫أنا عصبتهم وأنا أبوهم ‪.‬‬

‫قال العلمة الكنجي ‪ :‬رواه الطبري في ترجمة الحسن ‪.‬‬

‫هذا ونقله أيضا بتفاوت يسیر وزيادة في أوله‪ ،‬بأن رسول ال )ص( قال ‪ :‬كل حسب ونسب‬
‫منقطع يوم الیوم القیامة ما خل حسبي ونسبي ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أقول ‪ :‬ونقله كثیر من علمائكم وحفاظكم‪ ،‬منهم الحافظ سلیمان الحنفي في كتابه ‪ :‬ينابیع المودة‬
‫وقد أفرد بابا في الموضوع فرواه عن أبي صالح‪ ،‬والحافظ عبدالعزيز بن الخضر وأبي نعیم في‬
‫معرفة الصحابة‪ ،‬والدار قطني والطبراني في الوسط ‪.‬‬

‫ومنهم ‪ :‬الشیخ عبد ال بن محمد الشبراوي في ‪):‬التحاف بحب الشراف( ‪.‬‬

‫ومنهم ‪ :‬جلل الدين السیوطي في )إحیاء المیت بفضائل أهل البیت(‪.‬‬

‫ومنهم ‪ :‬أبو بكر بن شهاب الدين في ‪) :‬رشفة الصادي في بحر فضائل بني النبي الهادي(‬

‫ومنهم ‪ :‬ابن حجر الهیتمي في )الصواعق المحرقة( الباب التاسع‪ ،‬الفصل الثامن‪ ،‬الحديث‬
‫السابع والعشرون‪ ،‬قال ‪ :‬أخرج الطبراني عن جابر‪ ،‬والخطیب عن ابن عباس ‪ ...‬ونقل الحديث ‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والربعون وقوله‪ :‬العثور على جسد شاه جراغ في شیراز دلیل على أن الشیعة‬

‫على الحق ‪..‬؟!! ‪.‬‬

‫يقول المؤلف ‪ :‬إن العثور على قبر الشهید بعد أربعمائة عام وبقاء الجسد على الحالععة الععتي قتععل‬

‫علیها فكأنه قتل الساعة ‪ !!...‬حیث حفروا له قبرا ثععم دفنععوه وأطلقععوا علیععه اسععم ‪ ) :‬شععاه جععراغ‬

‫شیراز ( ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫دينکم وعقیدتکم مبنیة علی الظنون الکاذبة والتخرصات الواهیة وإل فمن أين لکم وکیف عرفتم‬

‫أن صاحب هذا القبر من الشهداء ‪..‬؟ وإن صح ذلك فمن ذا الذي أخبرکم أن شععهادته هععذِه متقبلععة‬

‫عند ال سبحانه وتعالی ‪..‬؟ وکیف علمتم أنه من أهل الجنة‪..‬؟ ألديکم سلطانًا بهذا ‪...‬؟ أودلیععل‬

‫حق نعتمد علیه ‪..‬؟ إن القیامة لم تقم بعد ‪.......‬؟ فما بععالکم وقععد ادخلتمععوه الجنععة وبوأتمععوه تلععك‬

‫امنزلة العالیة فیها ثم جعلتموه من أهل الکرامة والشفاعة المتقبلة ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والربعون ‪ :‬حكاية السید علء الدين حسین دلیل آخر يضاف الى الدلععة السععابقة‬

‫أن الشیعة على الحق ‪. !!...‬‬

‫‪83‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫حكاية ظريفة وعجیبة ‪ ،‬نعم عجیبة وغريبة جدا تلععك القصععة الععتي تتكلععم لنععا عععن كشععف الشععیعة‬

‫وعثورهم على جسد أحد أبناء المام موسى الكاظم فالنستمع الى ما يقوله المؤلف ‪ :‬وجد النععاس‬

‫على عهد الدولة الصفوية رجل قتل طعنا بالسكین والدم ما زال ينععزف مععن جسععده ‪ ،‬وبعععد النظععر‬

‫الى القرائن والشواهد ‪....‬؟؟!!! قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬ماذا تبین لكم بعد النظر في القرائن ‪..‬؟‬

‫قالوا إن هذا المقتول هو ابن المام ‪ ،‬وإنه قد قتل قبل عدة قرون ‪.............‬؟؟! فقععرروا أن يبنععوا‬

‫على ضريحه وقبره مزارا مشهودا ‪. !!......‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هذا المکر والدهاء من القاتل نفسه حتی ل يفتضح أمععره ويؤخععذ بجريرتععه ‪ ،‬فععأخبرا النععاس أن‬

‫هذا المقتول من أولد المام ولکي يحبك اللعبة أظهر للنعاس هعذِه الکرامعة الخارقعة الععادة وهعو‬

‫وجود الدم علی جسد المقتول بعد هذِه الزمنة والقرون‬

‫العديدة ‪ !......‬بقي هذا الثر بعد مقتله بسبعمائه سنة ‪....‬؟!! فهل رأيتم کرامععة فععوق هععذه ‪.....‬؟‬

‫هل سمعتم مکرًا ودهاءًا اعظم من دهاء هذا القاتل المجععرم الععذي أخفععی جريمتععه بإظهععار کرامععة‬

‫المقتول ‪..‬؟ ثم ل ينقطع عجبك من هؤلء السفهاء فكلما أردت مناقشتهم قععالوا لععك ‪ :‬إقععرأ كتععاب‬

‫لیالي بیشاور ‪....‬؟! مع أني على يقین أن الكثیر منهم لم يطلع بعد على هذا الكتاب الذي جمع فیه‬

‫صاحبه كل غريب وشاذ ‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والربعون ‪ :‬ابراهیم المجاب دلیل آخر يشهد أن الشیعة على الحق ‪.‬‬

‫ع ابراهیم المجاب ع وحسب ادعاء المؤلف سلم على المام علي في الیقظة ولیس في المنععام ‪!..‬‬

‫فرد علي علیه السلم مع أنه ع أي ابراهیم هذا ع لم يولد إل بعد قرابة ستة قععرون مععن وفععاة علععي‬

‫رضي ال عنه ‪...‬؟؟!!‬

‫‪84‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫من الذي يشهد للمؤلف علی صدق ما يقوله وما يدعیه ‪.......‬؟ فإن کان قد سلم علیه وسمع رد‬

‫السلم منه ‪ ،‬فذلك يعني أنه هو نفسععه ‪...‬؟! أل تسععتحي مععن هععذا الدعععاء الکععاذب ‪.......‬؟ ولکععن‬

‫الذي يظهر لي ان هذا الکذب والمکر متأصل في آباءك وأجدادك ‪...‬؟!!‬

‫ظهور قبر علي دلیل على أحقیة الشیعة ‪!...‬‬ ‫الدعاء الرابع والربعون ‪:‬‬

‫وهنا ذكر المؤلف قصة خیالیة قاصدا من وراء ذلك التعظیم والمغععالة فععي شخصععیة المععام علععي‬

‫رضي ال عنه فیقول ‪ :‬من الكرامات الظاهرة لعلي رضي ال عنه أن نوحا علیه السععلم هععو مععن‬

‫حفر قبر علي في زمنه الذي كان فیه ‪.......‬؟؟!!!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ذکر صاحب الکتاب هنا قصة خیالیة هي أشبه بالخرافة منها الى الحقیقة ‪!!..‬‬

‫حیث جعل ذلك إحدی کرامات علي رضی ال عنه قاصدًا بذلك أن يلفت أنظار الناس الی هذا القبر‬

‫الخیالي لعلي رضي ال عنه ‪ ،‬حیث زعم أن الذي قام بحفر هذا القبر هو سیدنا نوح علیه الصلة‬

‫والسلم ‪..‬؟!!!‪ .‬ولکي نرد علی هذا الزعم الکاذب نجیب بالتي ‪:‬‬

‫نوح علیه الصلة والسلم نبي ورسول من أولععي العععزم ‪ ،‬ولععه عنععد الع تعععالی المکانععة العالیععة‬

‫والمنزلة الرفیعة ‪ ،‬فهل يعقل أن يکون هذا النبي الکريم حفارا لقبر علي رضي ال عنععه ‪...‬؟ ألععم‬

‫تکن هذِه منقبة لعلي ومزية واضععحة يسععتحق معهععا أن يفتخععر بهععا علععی نععوح علیععه والسععلم ‪،‬‬

‫ويععتیه بهعا علیعه‪..‬؟! الظعاهر مععن قعولکم وکعذبکم أيهعا الشعیعة أنکععم تريعدوا بعذلك أن تخبرونعا‬

‫وتفهمونا إن لعلي من المکانة والمنزلة مال يبلغها أو يصلها نوح علیه الصلة والسععلم ول مععا‬

‫سواه من النبیاء والرسل ‪ !!..‬الم يکن هذا هو فحوی کلمکععم ومقتضععاه ‪ ......‬أم أنکععم تنکععرون‬

‫‪85‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ذلك ؟ نحن لم نر سورة واحدة بل ول آية واحدة ذکر فیها اسععم علععي رضععي الع عنععه کمعا ذکععر‬

‫نوح علیه الصلة والسلم ‪ .‬ألععم يکععن باسععتطاعتکم أن تجععدوا قععبر زوجتععه رضععي الع عنععه کمععا‬

‫وجدتم قبره هو ‪...‬؟ لعلکم تقولون لنا ‪ :‬بما أن لکم امام غائب فل بععد أن يکععون معععه قععبر غععائ ٌ‬
‫ب‬

‫أيضًا ‪..‬؟!!‬

‫الدعاء الخامس والربعون وقوله ‪ :‬فتح علي شاه كان ملكا مسلما محبا للعلم والعلماء ‪.‬‬

‫ب العلم فتح علي شععاة ‪ !!....‬وأخیععرًا وبعععد جهععد جهیععد وسعععي‬


‫ردنا علیه ‪ :‬ملك الملوك ‪ ،‬مح ّ‬

‫حثیث استطعنا أن نقف علی شجرة ونسب هذا المؤلف المحترم‪.‬؟! يمتد هذا النسب لیصل بنا الی‬

‫طهران ‪ ،‬نعم طهران في عهد السلطان فتح علي شاه قاجار‪ ،‬حیث مکث هنعاك بنعاءًا علعی طلعب‬

‫ب العلم والعلماء فتععح علععي شععاة ‪ ،‬وفتععح علععي هععو ذلععك‬


‫واستدعاء من ذلك السلطان المسلم مح ّ‬

‫السلطان الذي استطاع ‪ --‬وبمبارکة من فتوی قالها جد هذا الؤلف والذي يدعی سععادات شععیرازي‬

‫‪ - -‬أن يتزوج اکثر من تسعمائه امرأة زواج المتعة ‪.......‬؟؟!! وقععد اسععتمر الوضععع علععى مععا هععو‬

‫علیه تسع وتسعین سنًة تقريبًا وکأنهم أغمضوا عیععونهم عععن اليععة الرابعععة مععن سععورة النسععاء‬

‫والتي لم تبح لحد أن ينکح اکثر من أربعة نساء فقط ‪ ،‬فهم بذلك کععانوا السععبب الول الععذي جعععل‬

‫هذا السلطان ينغمس في ملذه ولهوه وفجوره وشربه للخمر ضععاربین بالععدين عععرض الحععائط –‬

‫نعم کان ذلك کله بمبارکة من سادات شیرازي الذي أفتی له بععذلك‪ ،‬بینمععا کععانت القععوات الروسععیة‬

‫تدك الحصون تلو الحصون وتفتح القلع تلوا القلع بینما کان السلطان فتععح علععي شععاه مشععغول‬

‫بفض البكور والعذارى ‪...‬؟؟!!‬

‫‪86‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أل تتعجب من صنع سادات شیرازي وتتحیر من فعله حیث يعتععبر السعلطان فتععح علععي شععاه رجل‬

‫مسلمًا ومن محبي العلم ومن القائمین علی خدمته ‪!!...‬‬

‫أنا لحد الن لم أکن آتصور أن معنی محبة العلم هو أن تهتم ببطنك وتطلق العنان لنفسك لترتکب‬

‫من الثام والفجور والفسق وكل ما يحلو لها فعلعه ‪..‬؟!! فهعل أصعبح المجعون والفسعق والفجعور‬

‫ل علی محبة العلم وخدمته ‪..‬؟ ثم لماذا يسمیه ) شاهنشاه ( هل يمکعن لشعخص يقعوم‬
‫علمة ودلی ً‬

‫بکل هذِه العمال القبیحة السیئة يستحق أن تطلق علیه كل هذِه اللقاب الکبیرة مثل ملك الملععوك‬

‫والسلطان ومحب العلم ‪.....‬؟!! إننا ل يهمنا ذلك کله ‪ ،‬فالذي يهمنا هنا أن نعرف ويعرف الجمیععع‬

‫ان أجداد السید الشیرازی يأکلوا مجانًا وينکحوا نکاح المتعة مجانًا مع من يشاؤون دون حسعیب‬

‫أو رقیب ‪ ،‬وطبقًا لهذِه القصة والرواية التي ذکرها الؤلععف المععاکر فععإن هععؤلء السععادات واليععات‬

‫بقوا في طهران حتی عهد ناصر الدين شاه والذي کان تحته ثلثمائه امرأة بنکاح المتعة ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫وفي زمن هذا الملك ناصر الدين لقب جد المؤلععف وبقععرار مععن هععذا الملععك ) أشععرف الععواعظین (‬

‫ولکي تعرفوا حقیقة هذا الملك أکثر فاکثر وتعرفوا مدی الفوضی التي کان يعیشععها إسععمعوا هععذِه‬

‫القصة الطريفة عنه ‪:‬‬

‫ذات يوم فرت إحدی نساء السلطان ‪ ،‬وعندما وصل الیه الخبر ‪ ،‬أخذ يضرب علی رأسة ويقععول ‪:‬‬

‫من هي ‪..‬؟ من هي ‪...‬؟ يحاول أن يتذکر شکلها رصفتها ‪ !!!..‬نعم لقععد کععان مععن أرکععان دولتععه‬

‫ورجاله المعتمدين هو ‪ :‬اشرف الواعظین هذا ‪ ،‬جد مؤلفنا‪ !!..‬سععبحان ربععي کیععف فضععح الؤلععف‬

‫نفسه ‪!!!...‬‬

‫الدعاء السادس والربعون وقوله‪ :‬فإن كلمة "الشیعة" اصطلح يطلق على أتباع علي بن‬
‫أبي طالب وأنصاره منذ عهد النبي )ص( وإن واضع هذه الكلمة والذي جعلها علما علیهم هو‬

‫‪87‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫و‬
‫ه َ‬
‫ن ُ‬
‫وى إ ِ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ه َ‬ ‫ع ِ‬
‫ق َ‬
‫ما َينطِ ُ‬
‫و َ‬
‫رسول ال )ص(‪ ،‬وهو كما قال ال عز وجل فیه ‪َ ) :‬‬
‫حى(‪.‬‬ ‫ي ُيو َ‬
‫ح ٌ‬ ‫إ ِّل َ‬
‫و ْ‬
‫وقد قال )ص( ‪ ":‬شیعة علي هم الفائزون" وروى علماؤكم هذا الحديث وأمثاله في كتبهم‬
‫وتفاسیرهم ثم يقول ‪:‬‬

‫الحافظ أبو نعیم هو من أكبر علمائكم ومحدثیكم‪ ،‬يقول ابن خلكان في كتابه )وفیات العیان(‬
‫بأنه من أكبر الحفاظ الثقات‪ ،‬وأعلم المحثین‪ ،‬وكتابه )حلیة الولیاء( الذي يبلغ عشر مجلدات من‬
‫أحسن الكتب ‪.‬‬
‫وقال صلح الدين الصفدي في كتابه )الوافي بالوفیات( ‪ :‬تاج المحدثین الحافظ أبو نعیم ‪...‬الى‬
‫آخره ‪.‬‬
‫وقال في تعريفه محمد بن عبدال الخطیب في كتابه )مشكاة المصابیح( ‪ :‬هو من مشايخ الحديث‬
‫الثقات‪ ،‬المعمول بحديثهم‪ ،‬المرجوع الى قولهم‪ ،‬كبیر القدر‪ ،‬وله من العمر ست وتسعون سنة ‪.‬‬
‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يريد هذا المفلس أن يثبت هنا ومن کتب ومصادر أهععل السععنة ان کلمععتي الشععیعة والحععزب کانتععا‬

‫موجودتین على عهد النبي صلی ال علیه وسلم فکتعب مععا سعبق ذكعره آنفععا ‪ ،‬فعأنظروا أعععزائي‬

‫وقرائي الکرام الی کذب هذا الؤلف ومکره واحتیاله ‪ ،‬فهو قبععل أن يععبین لنععا صععحة هععذا الحععديث‬

‫وسنده تراه يکیل المدح والثناء علی ناقل هذا الحديث ويطريه عظیععم الطععراء ‪ !!...‬دع عنععك يععا‬

‫هذا الحافظ أبا نعیم الصفهاني ولو کان ذلك المام أحمد رحمه ال تعالی أوأي إمام آخر من أئمة‬

‫أهل السنة ‪ ،‬فقد علمت أيها الماکر کما علمت الئمة کلها إن أهععل السععنة ل يسععتدلون أو يجعلععون‬

‫صلح الراوي أو المؤلف وحسعن سعیرته وتقعواه وعظیعم إيمعانه میزانعًا لصعحة هعذا الحعديث أو‬

‫ضعفه ‪ ،‬وإنما العبرة بالضبط والتقان والتثبت في التحمل والداء في حديث النبي صلی ال علیه‬

‫وسلم ‪ ،‬ولو کان المر کما زعمت بظنك الباطل وتخرصك الفاضح لقبل أهل السنة کل ما جاء فععي‬

‫مسند المام أحمد وحکموا بصحته ‪...‬؟!!‬

‫فهل حقیقة ل يعلم هذا الفاك هذِه الحقیقة الناصعة الواضحه ‪...‬؟!!‬

‫‪88‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أقول ‪ :‬يعلم ذلك تمام العلم ‪ ،‬ولکنه أراد أن يخدع الخريععن کمععا هععو ديععدنه دائمعًا وأبععدا ‪ ،‬بععل إن‬

‫کتاب لیالي بیشاور لم يکتب ويؤلف إل لهذا القصد السيء الخبیث ‪.‬‬

‫والن نريد أن نطلع علی الحديث الذي نقله عن الحافظ ابي نعیم حیث يقول ‪ » :‬لما نزلععت هاتععان‬

‫اليتان من سورة البینة وهو قوله تعالی ‪ » :‬إن الذين آمنععوا وعملععوا الصععالحات اولئك هععم خیععر‬

‫ن تجري من تحتها النهار خالدين فیها أبدًا رضي ال عنهم‬


‫البرية ‪ ،‬جزاؤهم عند ربهم جنات عد ٍ‬

‫قال الرسول صلی ال علیه وسلم لعلي ‪:‬‬ ‫البنیة‪ ) /‬آية ‪( 8-7-‬‬ ‫ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه «‬

‫ي هو أنت وشیعتك تأتي أنت وشیعتك يوم القیامة راضین مرضیین « قال علععي ‪ :‬فقععال‬
‫» ياعل ّ‬

‫رسول ال صلی ال علیععه وسععلم » وإنععك وشععیعتك فععي الجنععة « هععذا فعلععك الععدائم أيهعا الکععذاب‬

‫حرمت من نعمة العلم والدين واليمان وقععول الحععق فلجععأت الععی‬


‫المحتال أيها الرافضي المفلس ‪ُ ،‬‬

‫هذا التهريج والتزيیف ظانًا إن ذلععك سععینفعك‪ ،‬تنقععل الحععاديث الضعععیفة والموضععوعة المکذوبععة‬

‫لتخدع بها غیرك کما خدعت من قبل بها نفسك ؟ ولکن أنی لک ذلك ‪ ،‬ونحن نلهب ظهرك بسیاط‬

‫الحق واليمان لتکون عبرة لغیرك ولکل من تسول له نفسه أن يفعل فعلتك الشنعاء هذه ‪!!...‬‬

‫الدعاء السابع والربعون وقوله ‪ :‬وجود الشیعة في عهد النعبي صعلی الع علیعه وسعلم ونعزول‬

‫اليات القرآنیة في اثبات حقهم‪ :!!...‬روى الحافظ أبو نعیم)‪ (7‬في كتابه " حلیة الولیاء" بسنده‬

‫مل ُــوا‬
‫ع ِ‬
‫و َ‬
‫من ُــوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫ن ال ّـ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عععن ابععن عبععاس‪ ،‬قععال ‪ :‬لمععا نزلععت اليععة الشععريفة ‪) :‬إ ِ ّ‬

‫ة( خاطب رسعول الع )ص( علعي بععن أبعي طعالب‬ ‫خي ُْر ال ْب َ ِ‬
‫ري ّ ِ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫ت ُأولئ ِ َ‬
‫ك ُ‬ ‫حا ِ‬
‫صال ِ َ‬
‫ال ّ‬

‫وقال ‪ :‬يا علي ! هو أنت وشیعتك‪ ،‬تأتي أنت وشیعتك يوم القیامة راضععین مرضععیین ‪ .‬ورواه أبععو‬

‫مؤيد‪ ،‬موفق بن أحمد الخوارزمي في الفصل من كتاب المنععاقب فععي كتعاب تععذكرة خععواص المععة‬

‫وسبط ابن الجوزي بحذف الية ‪ .‬وروى الحاكم عبید ال الحسكاني‪ ،‬وهو مععن أعععاظم مفسععريكم‪،‬‬
‫‪89‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫في كتابه )شواهد التنزيل( عن الحاكم أبي عبدال الحافظ‪ ،‬بسععند مرفععوع إلععى يزيععد بععن شععراحیل‬

‫النصاري‪ ،‬قال ‪ :‬سععمعت علیعا علیععه السععلم يقععول ‪ :‬حعدثني رسعول الع )ص( وأنععا مسعنده إلعى‬

‫مُلوا‬
‫ع ِ‬
‫و َ‬
‫مُنوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫صععدري‪ ،‬فقععال ‪ :‬أي علععي‪ .‬ألععم تسععمع قععول العع تعععالى ‪ ) :‬إ ِ ّ‬

‫ة(‪ .‬هععم أنععت وشععیعتك‪ ،‬وموعععدي وموعععدكم‬ ‫خي ْـُر ال ْب َ ِ‬


‫ري ّـ ِ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫ت ُأولئ ِ َ‬
‫ك ُ‬ ‫حا ِ‬
‫صال ِ َ‬
‫ال ّ‬

‫الحوض‪ ،‬إذا جثت المم للحساب‪ ،‬تدعون غرا محجلین‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لقد ذکر المؤلف عدة أحاديث في کتابه لکي يثبت لنا أن المقصود من الية الکريمة » إن الععذين‬

‫آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خیر البرية « هو علي رضي ال عنه وشیعته ‪!..‬‬

‫ولکي نعرف حقیقة هذا القول وصدقه من کذبه أقول ‪:‬‬

‫لقد بین لنا القرآن الکريم بیانًا لخفاء فیه وللبس من هو المراد والمقصود مععن هععذين الصععلین‬

‫العظیمین اللذين هما شرط لنجاة العبد يوم لقیامعة والفعوز بعالجئة العتي أععدها الع تععالی لعبعادة‬

‫المؤمنین ‪ ،‬نعم لقد بین ذلك في سور عديدة من کتابه العزيز فلم نجد أو نری آيععة واحععدة تخبرنععا‬

‫وتبین لنا أن المراد من اليمان والعمل الصالح هو محبة علي وشیعته ‪..‬؟!‬

‫فإذا کان ذلك لم يکن له حقیقة أواثبات في کتاب ال تعالی ‪ ،‬فکیف يصععح بعععد ذلععك أن نقبععل منععه‬

‫استدلله بالحاديث الموضوعة المکذوبة ‪....‬؟؟‬

‫ل لنا » إن علیًا وشیعته أولئك هم خیر‬


‫قد يکون الحق کله معکم لو أنبأنا ال تعالی في کتابه قائ ً‬

‫البرية « لو انه سبحانه قال ذلك لکنتم من الصادقین ‪ ،‬ولما خفي ذلك علی أحد مععن المععة ‪ ،‬کمععا‬

‫لم يخف علینا قول الحق تبارك وتعالی » محمد رسول ال والذين معه « أي محمٌد وأمته ‪ ،‬فقول‬

‫ربنا هوالحق الذي لحق غیره ‪ ،‬فل مجاملة في الذين ول مداهنة لحٍد من البشر ‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثامن والربعون وقوله‪:‬‬

‫أن وجود الشیعة كان على عهد النععبي صععلی الع علیععه وسععلم وورود الحععاديث بععذلك عنععد أهععل‬

‫السنة وفي کتبهم‪ ،‬حیث قال صلی الع علیععه وسععلم » والععذي نفسععي بیععده إن هععذا وشععیعتُة کلُهعُم‬

‫الفائزون يوم القیامة « ‪ !.....‬فنزل حینئٍذ قوله تعالی » إن الذين آمنوا وعملوا الصععالحات أولئك‬

‫هم خیر البرية « والمقصود في هذِه الية أن الذين آمنوا هم الشیعة والعمل الصالح هو علي!!‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إن هذِه الية الکريمة قد جاءت في کتاب ال تعالی اکثر من مائة مرة حیث خاطب ال تعالی بهععا‬

‫نوحًا وابراهیم وأتباعهما ووصفهم بالمؤمنین الصالحین فهل يعني ذلك إنهم من شیعة علععي ‪..‬؟!‬

‫فهل سمعتم بربکم هذيانًا وتخريصًا أشنع من هذا ‪.‬؟‬

‫ثم تعالوا معي لنطلع على هذه الحاديث التي أوردها في كتابه لنقععف علععى الحقیقععة المععرة » يععا‬

‫خْیُر اْلَبرِّيِة {‬
‫ك ُهْم َ‬
‫حاتِ ُأْوَلِئ َ‬
‫صاِل َ‬
‫عِمُلوا ال ّ‬
‫ن آَمُنوا َو َ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫علی الم تسمع قول ال تعالی‪ِ}:‬إ ّ‬

‫ع هم شیعتك وموعدی وموعد کم الحوض اذا اجتمعت المم للحساب تدعون غرآ محجلین‪.‬‬

‫ياعلی ‪ ،‬تأتی انت وشیعتك يوم القیامة راضین مرضین ‪ ،‬قد اتاکم اخی و الذی نفسی بیده هذا‬

‫وشیعته هم الفائزون يوم القیمة ‪ ،‬يا علی انت و شیعتك خیر البرية تابی يوم القیمة انت‬

‫وشیعتك راضین و مرضین و ياتی عدوک غضبانا مقمحین فقال من عدوی قال من تبرء منك‬

‫ولعنك ‪ ،‬يا علی انت و اصحابك فی الجنة و شیعتك فی الجنة ( مثلك فی امتی مثل امسبح عیسععی‬

‫بن مريم ‪ .‬فانت يا علی و شیعتك فی الجنة و محبوا شیعتك فی الجنة و عدوك و الغععالی فیععك فععی‬

‫النار‪ ،‬يا علی ستقدم علی ال انت و شیعتك راضین مرضین و يقدم علیه عدوك غضبًا مقمحین(‬

‫‪91‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلعت ‪ :‬جمیععع الحعاديث الععتي أوردهععا المؤلععف فععي کتععابه إمعا تجععده حععديثًا ضعععیفًا أو متروكعًا أو‬

‫موضوع ‪ ،‬وهو ل ينقلها ال من کتب أولئك الذين أحبهم وإلیك قائمة بأسمائهم ‪:‬‬

‫‪ -3‬الکنجي‬ ‫‪ -2‬الحسکاني‬ ‫‪ -1‬اخوازمي‬

‫‪ -6‬ابن حجر المکي‬ ‫‪ -5‬السیوطي‬ ‫‪ -4‬سبط ابن الجوزي‬

‫‪ -8‬سلیمان البلخي‬ ‫‪ -7‬ابن الصباغ‬

‫ها نحن ذا نذکر لك کل شاردة وواردة ذكرهععا المؤلعف فعي کتعابه حععتی نععأتي علیهعا کلهعا لیععدرك‬

‫القاريء عندئذ کیف استطاع هذا الثرثار المهذار أن يجمع کل هععذا القععدر مععن الکلم الفععارغ فععي‬

‫کتابه الذي يتألف من ألف صفحة بالتمام والکمال ‪ ،‬ولنقف معکم علی مکر هذا الرجععل وتضععلیله‬

‫للناس بهذا الباطل الذي ما فتيء يبرمه ثم ينقضه في کتابه حعتی اذا معا وقعف القعاريء علعی معا‬

‫کتبه في هذا الکتاب أصیب بشيء من الحیرة والغثیان کیف ل يکون کععذلك وهععو قععد يعیععد القععول‬

‫الواحععد أکععثر مععن عشععر مععرات ومععا ذلععك إل بهععدف إجبععار النععاس علععی قبععول هععذِه الشعععوذة‬

‫والهلوسعة ‪ !!...‬نععم إنعه الطوفعان العذي يهیعج فیحعدك الربعاك والفوضعی فعي أمعواج الکلمعات‬

‫والجمل فتراها مبعثرًة هنا وهناك ‪..‬؟!!‬

‫إن الخوارزمي والحسکاني والکنجي وابن الصباغ وحتی میرسید علی الهمععداني أصععبح الجمیععع‬

‫في شرع المؤلف من رواة الحديث وأئمتِه ‪ ،‬مع انك اذا اطلعععت الععی بضععاعتهم تجععدها إمععا حععديثا‬

‫موضوعا أو ل أصل له‪ !!..‬فإلی متی تريععد الشععیعة أن تسععتمر فععي دجلهععا وشعععوذتها وتکععذيبها‬

‫علی ال تعالی ورسوله صلی ال علیه وسلم إن من الظريف هنا إننا نجد مثل هذِه الحاديث فععي‬

‫کتب أهل السنة أيضًا ‪ ،‬ومنها علی سبیل المثال ‪:‬‬

‫‪92‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عن ام سلمة قالت ‪ ) :‬كانت لیلتي وكان النبي عندي فأتته فاطمة فتبعها علي رضي ال عنهمععا فقععال النععبي‬

‫يا علي أنت وأصحابك في الجنة أنت وشیعتك في الجنة إل أنه ممن يزعم ممن يحبععك أقععوام يصععغرون السععلم‬

‫يلفظونه يقرأون القرآن ل يجاوز تراقیهم لهم نبز يقال لهم الرافضة فجاهدهم فإنهم مشععركون قععالوا يععا رسععول‬

‫ال ما العلمة فیهم قال ل شهدون جمعة ول جماعة ويطعنون على السلف (‬

‫ومما لشك فیه فإننا لم نعمل بهذِه الحاديث مع أنهععا وردت فععي کتبنععا ‪ ،‬ول نقععول إذا کععان معنععی‬

‫الحديث صحیح فل بأس بالعمل به ول ضیر ‪ ،‬وذلك لن الحديث اذا ثبععت ضعععفة فل يجععوز العمععل‬

‫به بحال ‪ ،‬والسؤال هنا ‪ :‬إن کانت الشیعة تستدل وتعتمد علی الحاديث الضعیفة ‪ ،‬فلماذا تراها ل‬

‫تکتب هذا الحديث أيضًا ‪.....‬؟‬

‫لماذا ‪........‬؟ ذلك لن معنی هذا الحديث ينطبق علیهم تمامًا ‪!!....‬‬

‫الدعاء التاسع والربعون وقوله ‪ :‬يروي علمائكم عن النبي )ص( أنه قال ‪ " :‬أصحابي كالنجوم‬

‫بأيهم اقتديتم اهتديتم " وقد كتب أبو الفداء في تاريخه ع وهو من مؤرخیكم ع ‪ :‬أن هؤلء الربعة‬

‫امتنعوا من البیعة لبي بكر يوم السقیفة‪ ،‬وتبعوا علي بن أبي طالب )ص(‪ ،‬فلماذا ل تجعلوا‬

‫عملهم حجة ؟! مع ما نجد في كتبكم أن هؤلء كانوا من المقربین والمحبوبین عند النبي )ص(‬

‫لكن نحن تبعناهم واقتدينا به وصرنا شیعة علي )ع(‪ ،‬فنحن مهتدون بحديث رسول ال‬

‫)ص(الواصل عن طريقكم ‪ :‬بأيهم اقتديتم اهتديتم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪ :‬أقرؤوا الدعاء» ‪ « 254‬لتدرکوا حینها کیف امتطی الشیطان هذا الرجل حتی‬

‫تمکن منه ‪..‬؟! ‪.‬‬

‫الدعاء الخمسون وقوله‪ :‬وجاء في كتاب " الزينة " لبي حاتم الرازي‪ ،‬وهو منكم قال ‪ :‬إن‬

‫أول اسم وضع في السلم علما لجماعة على عهد رسول ال )ص( كان اسم )) الشیعة (( وقد‬

‫اشتهر أربعة من الصحابة بهذا السم في حیاة النبي الكرم )ص( وهم ‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪1‬ع أبو ذر الغفاري ‪2‬ع سلمان الفارسي ‪3‬ع المقداد بن السود الكندي ‪ 4‬ع عمار بن ياسر‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫مععن البععديهي لععدی کععل مععؤمن هععو حععب الصععحابة رضععي الع عنهععم ومعرفععة قععدرهم ومکععانتهم‬

‫وماذکره الؤلف في الصحابة الربعة عمار وأبو ذر وسلمان والمقداد خاصًة هو حق لمععراء فیععه‬

‫والحديث الذي جاء في حقهم فإننععا نعمعل بعه ونعععترف بمعا لهععؤلء الصعحابة الجلء معن المقعام‬

‫الرفیع والمکانة السامیة في السلم ‪ ،‬ولکن الذي نريد أن نعرفععة هنععا هععو ‪ :‬مععاذا يريععد مؤلععف‬

‫لیالي بیشاور أن يقوله لنا في هذا الدعاء الباهت ‪ ،‬وما هي الرسالة التي يريد أن يوصلها الینا؟‬

‫نعم ‪ ،‬إنه يريد أن يقول لنا ‪ :‬إن هؤلء الصععحابة کعانوا والعی أن مععاتوا مععن المععوالین لعلععي ومععن‬

‫شیعته ‪...‬؟! وهذا بطبیعة الحال کذب وبهتان من القول وهو مردود علی صععاحبه ومضععروب بععه‬

‫في وجهه ‪ ،‬فإن المر لو کان کذلك فلم جعل عمر رضي ال عنه سلمان والیًا علی المدائن ‪...‬؟‬

‫ولکن صدق المثل القائل ‪ :‬غلب الطبع التطبع ‪ ،‬فإن ترك العادة والمألوف أمر شاق علی النفععس‬

‫وهو سبب في علتها ومرضها ‪ ،‬ولذلك فإن المؤلف ترك الستدلل والرجوع الی اليععات القرآنیععة‬

‫والحاديث النبوية الصحیحة ولم يسعه إل هذا الحديث الموضوع الذي اختاره وانتقععاه مععن کتععاب‬

‫ل يؤبه به ول يعول علیه کشاهد ودلیل علی ما يقول ‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والخمسون وقوله ‪ :‬أسباب تشیع اليرانیین‪:‬‬

‫أما السباب التي دعت اليرانیین إلى التمسك بمذهب الشیعة واللتزام بولء أهل البیت‪،‬‬

‫متابعتهم‪ ،‬والسیر على منهج علي بن أبى طالب وأبنائه الطیبین‪ ،‬والتفاني في ذلك‪ ،‬هي ‪:‬‬
‫‪94‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪ 1‬ع عدم وجود العصبیات القبلیة والنزعات الطائفیة والدواعي العشائرية عندهم‪ ،‬لنهم لم‬
‫يكونوا‬

‫ينتمون لي قبیلة من قبائل قريش أو غیرها الموجودة في الجزيرة العربیة‪ ،‬وبعیدا عن كل هذه‪،‬‬

‫وجدوا الحق في علي بن أبي طالب علیه السلم فانحازوا إلیه‪ ،‬ولم تصدهم العصبیات والنزعات‬

‫عن طريق أهل البیت علیهم السلم ومذهبهم ‪.‬‬

‫‪ 2‬ع الذكاء والتعقل عندهم يمنعهم من التعصب الباطل والتقلید العمى‪ ،‬فهم أهل تحقیق‬

‫وتدقیق في أمر الدين والعبادة‪ ،‬لذلك كانت المجوسیة عندهم رخوة ومتزلزلة‪ ،‬ولهذا السبب‬

‫أسلمت أكثر بلدهم من غبر حرب وفتحت من غیر مقاومة‪ ،‬وبعد فتح بلدهم تركوا المجوسیة‬

‫من غیر كره وإجبار واعتنقوا السلم بالحرية والختیار‪ ،‬لنهم عاشروا المسلمین وحققوا حول‬

‫السلم ‪ ،‬وعرفوا حقانیته‪ ،‬فتمسكوا به وأصبح السلم دينهم الذي كانوا يضحون أنفسهم دونه‪،‬‬

‫ويقدمون الغالي والنفیس من أجله‪ ،‬ويجاهدون في سبیل ال تحت راية السلم مع العرب‬

‫وغیرهم من المسلمین جنبا لجنب في صف واحد ‪.‬‬

‫وبعدما دخلوا في السلم‪ ،‬واجهوا مذاهب شععتى وطععرائق قععددا‪ ،‬كععل منهععم يععدعي الحععق وينسععب‬

‫الخرين إلى الضلل فدققوا وفتشوا عن الحقیقة‪ ،‬وفحصوا وحققوا عن الحق والواقععع‪ ،‬فوجععدوه‬

‫في مذهب الشیعة المامیة الثنى‬

‫ردنا علیه‪:‬‬

‫ذكر المؤلف هنا أقوال ل أساس لها من الصحة ول إدري کیف خان اليراينین ذکاؤهم وفطنتهععم‬

‫بل أين غاب عنهم ذلك الذکاء وتلك الفطنة إبعان بعثععة النععبي صععلی الع علیععه وسععلم ؟ أيعن وأيععن‬

‫ذهبت عنهم تلك الفطنة حینما حاربوا جیوش السعلم ‪ ،‬ولعم يعترکوا میعدان القتعال حعتی أجعبرتهم‬

‫لیوث السلم علی التقهقر والنهزام ‪..‬؟!!‬

‫‪95‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لماذا لم يؤمنوا ويذعنوا للحق لما جاءهم قبل أن تدور الحرب رحاها وقبل أن يصععیبهم ال ع بتلععك‬

‫الهزيمة النکراء العتي جعلعت صععفوفهم وفلععولهم شععذر مععذر بععد أن سعلط علیهععم کتعائب اليمعان‬

‫وحفاظ الوحي والقرآن ‪..‬؟!!‬

‫لماذا لم يعتنقوا دين المسیح عیسی بن مريم علیه السععلم ‪..‬؟ إن کععان اليرانیععون بهععذِه الدرجععة‬

‫من حدة الذکاء وتوقد الذهن ‪ !!..‬ألم يکن دين المسیح هو الدين الحععق قبععل السععلم ‪..‬؟ إذا لمععاذا‬

‫رضوا وقبلوا المجوسیة ‪...‬؟! تلك الديانة التي تببح لهم نکاح المحارم فیتزوج الرجل بنت أخیععه‬

‫وبنت أخته بل وحتی أخته کذلك ‪..‬؟!!!‬

‫إن کان حقًا ما تقول فلماذا إذا کانت بینهم تلعك النظمعة القائمعة علعی الطبقیعة المقیتعه؟ لمعاذا لعم‬

‫يصمدوا إمام القائد المظفر والمعلم الملهم عمر بن الخطاب رضي ال عنه وأرضاه‪....‬؟!!‪.‬‬

‫إن علیا کان يکره اليرانیین تمامًا کما کان عمر يکرهم ‪!!......‬‬

‫ثم استمعوا الیه وهو يقول ‪) :‬أمععا السععباب الععتي دعععت اليرانییععن إلععى التمسععك بمععذهب الشععیعة‬

‫واللتزام بولء أهل البیت‪ ،‬متابعتهم‪ ،‬والسیر على منهععج علععي بععن أبععى طععالب وأبنععائه الطیععبین‪،‬‬

‫والتفاني في ذلك‪ ،‬هي ‪:‬‬

‫‪ 3‬ع إن علیا علیه السلم كان يعرف حقوق النسان وحقوق السرى في السلم‪ ،‬لن النبي )ص(‬

‫كان يوصي المسلمین بالسرى ويقعول ‪ :‬أطعمعوهم ممعا تطعمعون‪ ،‬وألبسعوهم ممعا تلبسعون‪ ،‬ول‬

‫تؤذوهم ‪ ...‬إلى آخره‪ ،‬فكان علي علیه السلم يلتزم بتطععبیق هعذه الحقععوق‪ ،‬وأمععا غیععره فمععا كعان‬

‫يعرفها ! وإذا كان يعرفها مععا كععان يلععتزم بهععا ‪ ،‬وحینمععا جععاءوا بأسععرى اليرانییععن إلععى المدينععة‪،‬‬

‫عاملهم بعض المسلمین بما ل يلیق‪ ،‬فقام علي علیه السلم بالععدفاع عععن ابنععتي الملععك حیععن أمععر‬

‫‪96‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الخلیفة أبو حفص ببیعهن‪ ،‬ولكن علیا علیه السلم منعه وقال ‪:‬إن رسول ال صلى ال علیه وآله‬

‫وسععلم منععع مععن بیععع الملععوك وأبنععائهم وبنععاتهم‪ ،‬وإنمععا تنتخععب كععل واحععدة مععن هععاتین رجل مععن‬

‫المسلمین فتتزوج منه ‪ .‬وعلى هذا انتخبت إحداهن ع وهي " شاه زنعان" عع محمعد بعن أبعي بكعر‪،‬‬

‫وانتخبت " شهربانو" ع وهي الخرى ع المام الحسین علیه السلم ‪ .‬وذهب كل منهما مع زوجته‬

‫بعقد شرعي ونكاح إسلمي إلى بیته‪ ،‬فولدت شاه زنان من محمعد ولعده " القاسعم" وأصعبح معن‬

‫فقهاء المدينة وهو والد " أم فروة " والدة المام جعفر بن محمد الصادق علیه السععلم‪ ،‬وولععدت‬

‫شهربانو المام علي بن الحسین زين العابدين علیععه السععلم ‪.‬فلمععا رأى بعععض اليرانییععن وسععمع‬

‫آخرون منهم بزواج ابنتي يزدجرد واحترام المام علي علیه السععلم لهمععا‪ ،‬شععكروا هععذا الموقععف‬

‫التاريخي العظیم‪ ،‬والقرار النساني الجسیم‪ ،‬من أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب علیه السععلم ‪.‬‬

‫وكان هذا من أهم السباب التي دعت اليرانیین إلى تحقیق أكثر حول شخصیة أبي الحسعن علیعه‬

‫السلم‪ ،‬وعلي علیه السلم هو الرجععل المقععدس الععذي كلمععا زاد النسععان معرفععة بععه‪ ،‬زاد حبععا لععه‬

‫وتعظیما ‪.‬‬

‫يتضح من قولك إن تلك العلقة التي کانت بین المجوس وبیععن علععی لععم تکععن علقععة قائمععة علععی‬

‫الدين والعقیدة وإنما هي علقة قائمة علی مبدأ المحبة والولء للدولة الساسانیة ‪.....‬؟؟؟؟!!‬

‫الدعاء الثاني والخمسون وقععوله ‪ :‬فععي سععنة ‪ 694‬هجريععة فتععح غععازان خععان المغععولي بلد‬

‫إيران‪ ،‬ولكنه أسلم وسمي بع ‪ " :‬السلطان محمود " وكان يظهععر الحععب والععولء لل رسععول الع‬

‫)ص( ويحترم محبیهم‪ ،‬وكان الشیعة في حرية العقیدة في دولته‪ ،‬ولما تععوفي سععنة ‪ 707‬هجريععة‬

‫خلفه أخوه‪ ،‬وقد أسلم هععو أيضعا وسععمي ‪ " :‬محمععد شعاه خدابنعده " ولمعا اطلععع هعذا علعى كععثرة‬

‫المذاهب‪ ،‬وأهل كل مذهب يزعمون أنهم على حق وأن غیرهم على ضلل أحب أن يعرف الحقیقة‬
‫‪97‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ويكشف عععن الحععق لیتمسععك بععه‪ ،‬فععأمر بإحضععار العلمععاء مععن كععل مععذهب‪ ،‬ثععم أمرهععم بالمناقشععة‬

‫والمناظرة والمحاورة بمحضره ‪.‬‬

‫وكان العلمة الكبیر الشیخ جمال الدين حسن بن يوسف الحلي‪ ،‬ممثل الشیعة في المجلس‪ ،‬وهععو‬

‫وحده ناظر جمیع علماء المذاهب الربعة الحاضععرين فععي مجلععس السععلطان‪ ،‬وأفحمهععم بالجوبععة‬

‫الكافیة والدلة الشافیة‪ ،‬وأورد علیهم مسائل وإشكالت فلم يتمكنوا من ردها ‪ ،‬هنالك ظهر الحق‬

‫وزهق الباطل ‪ ،‬وأعلن " خندابنده " وحاشیته تشیعهم‪ ،‬وأصدر بعد ذلععك بیانععا إلععى جمیععع ولتععه‬

‫على البلد‪ ،‬وأخبرهم بما جرى فععي مجلسععه‪ ،‬وأنععه تشععیع علععى علععم ودرايععة‪ ،‬لععذا يجععب أن تلقععى‬

‫الخطب في الجمعة والجماعات باسم المام علي وأبنائه )ع( وطبع الععدراهم والععدنانیر بكلمععة ‪ :‬ل‬

‫إله إل ال‪ ،‬محمد رسول ال‪ ،‬علي ولي ال ‪ ،‬وسعى كثیرا واجتهد لنشر مذهب الشیعة في البلد‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هو في الحقیقة ل يريد ول يجرأ علی ذکر السبب والعلة الحقیقة لذلك ولربما يخجل من التصريح‬

‫بالقول ‪ :‬إن الشیعة کانت هي الشريك والظهیر القععوي والمسععاعد اليمععن للحملععة المغولیععة علععی‬

‫بلد المسلمین ‪ !!....‬تلك الحملة التی سعت بکل ما أوتیت من قوة لمحععو والقضععاء علععى الدولععة‬

‫السلمیة وإبادة أهلها بکل وحشیة وعنجهیة لم يشهد التاريخ لها مثیل ‪....‬؟؟!!‬

‫ثععم يقعول ‪ ) :‬والملععوك الصعفويون معن بعععد المغعول‪ ،‬جعدوا واجتهععدوا فعي نشععر معذهب الشععیعة‬

‫وأعلنوه المذهب الرسمي فععي إيععران‪ ،‬وقععدموا خععدمات عظیمععة للبلد والعبععاد تحععت رايععة علمععاء‬

‫الشیعة ومفكريهم (‬

‫‪98‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قول ‪ :‬إن هذِه القوة لم تکن نابعة من الدلئل التي أوردتموها نفسها وإنما اکتسبت تلك القوة مععن‬

‫تلك السیوف المغولیة المسلطة علعی رقعاب المسعلمین لیعل نهعار‪ ،‬فلمعاذا ل تسعتفیدون منهعا فعي‬

‫يومکم هذا لقناع من يخالفکم ‪..‬؟!!‬

‫أما عن سبب تشیع المغول ‪ ...‬وذلك لن مذهبهم قريب من مذهبکم ‪ ،‬وأنتم أول مععن وقععف معهععم‬

‫وساعدهم ‪ ،‬ثم ألم تکونوا أنتم أيها الشیعة أعداءًا لعدائهم وهم السععنة‪..‬؟!! إذا مععا العجیععب فععي‬

‫ذلك أن يتخذوکم لهم أولیاء يحبونکم وتحبونهم وصععدق المثععل السععائر حیععن يقععول ‪ :‬عدوعععدوي‬

‫صديقي ‪.!!...‬‬

‫العاء الثالث والخمسون وقوله ‪ :‬الغلة لیسوا من الشیعة ول يقول أحد منهم بإلةهیة علي‬

‫فإن شیعة المام علي )ع(‪ ،‬سواء أكانوا إيرانیین أم عربا أم غیرهم‪ ،‬كلهم يوحدون ال تعالى‬

‫ويطیعونه ويعبدونه ول يشركون به شیئا‪ ،‬ويشهدون بأن محمدا بن عبدال عبده ورسوله‪ ،‬و‬

‫خاتم النبیین‪ ،‬ول نبي بعده إلى قیام يوم الدين ‪.‬‬

‫ويعتقدون بأن علي بن أبي طالب ولي ال وعبده الصالح‪ ،‬اتخذه النبي )ص( أخا‪ ،‬وأوصى إلیه‬

‫وجعله خلیفته من بعده‪ ،‬كل ذلك بأمر من ال تبارك وتعالى ‪.‬‬

‫ومن كان يقول ويعتقد غیر هذا في المام علي وبنیه الئمة الحد عشر )ع( فل تنسبوه إلى‬

‫الشیعة ‪ ،‬ونحن الشیعة في إيران وغیره براء من الغالین في المام علي أو بنیه‪ ،‬كالسبئیة‬

‫والخطابیة والغرابیة والحلولیة وغیرهم‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لو کنتم إيها شیعة هکذا حقیقة لهان الخطب ‪ ،‬ولکان ذلك أمرًا حسنًا ولکن ماذا تقول وقععد جععاء‬

‫في أصح کتاب عندکم وهوالکافي ذکرهذِه البواب ‪ ،‬وأنتم والکل يعلم ذلك تعتقدون صحة ما جاء‬

‫فیه حتی جاء عنکم قول إمامکم المهدي ‪:‬‬


‫‪99‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫» کتاب الکافي لشیعتنا کافي « ودعوني أذکر لکم جملة من اسماء البواب التي ورد فیها ‪:‬‬

‫) باب أن الئمة يعلمون الغیب (‬

‫) باب أن الئمة يموتون باختیارهم (‬

‫) باب أن الئمة يعلمون کل مايحدث في الستقبل وإن لم يقع وإن وقع کیععف سععیکون ‪( !!..‬‬

‫فالتناقض في أقوالكم ظاهر ل يمكن إخفاؤه أو التستر علیه ‪!...‬‬

‫ولنقرب لکم مثل ذلك بضرب هذا المثال ‪ :‬عندما أسقط الخمیني الملك وحکععومته ثععم أصععبح هععو‬

‫الموجع للمة لكلها ‪ ...‬عفوا المرجع للمة كلها قرابة سععبعة وعشععرون عامعًا ‪ ،‬فععإن الئمععة عنععد‬

‫الشیعة يعلمون ذلك ويعلمون کذلك لععو أن الخمینععي لععم يتمکععن مععن أسععقاط الملععك وحکععومته مععا‬

‫ستؤول الیععه المععور طععوال هععذِه السععنین العجععاف مععن عمععر حکععومته ‪ ،‬ثععم تععراه بعععد ذلععك يلعععن‬

‫الغلة ‪ !!...‬ألم تکونوا أنتم من الغلة‬

‫أيضًا ؟!!‪.‬‬

‫)يس( أحععد أسععماء نبینععا )ص(‪ ،‬لن الع تعععالى ذكععر لنععبیه‬ ‫الدعاء الرابع والخمسون وقوله‪:‬‬

‫الكريم في القعرآن‪ ،‬الحكیعم خمسععة أسعماء وهععي ‪ :‬محمععد وأحمعد وعبععدال ونععون ويععس‪ ،‬فقعال )‬

‫ن ( يععا ‪ :‬حععرف نععداء‪،‬‬


‫سِلي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫ك لَ ِ‬
‫م َ‬ ‫م»‪ «2‬إ ِن ّ َ‬
‫كي ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫قْرآ ِ‬ ‫يس»‪َ «1‬‬

‫و)س( اسم رسول ال )ص( وهو إشارة إلى تساوي ظاهره وباطنه ‪.‬‬

‫النواب ‪ :‬ما هو سبب اختیار حرف )س( من بین الحروف ؟!‬

‫‪100‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬لن حرف الع )س( في حروف التهجي هو وحده يكون عدد ظاهره وباطنه متساويین‪ ،‬فإن‬

‫لكل حرف من حروف التهجي عند المتخصصین بعلم الحروف والعداد ُزَبر وبینة‪ ،‬وحین تطبیق‬

‫عدد ‪ُ :‬زِبر وبینة كل حرف يكون عددهما مختلفا‪ ،‬إل حرف )س( فإن زبره يساوي بینته ‪.‬‬

‫نواب ‪ :‬عفوا يا سید‪ ،‬أرجو منك التوضععیح بشععكل نفهمععه نحععن العععوام‪ ،‬ونحععن ل نعععرف معنععى ‪:‬‬

‫الزبر والبینة‪ ،‬فنرجو توضیحا أكثر ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬أوضح ‪:‬‬

‫الزبر ‪ :‬هو اسم الحرف الذي يخط على القرطععاس ‪) :‬س( وهععو حععرف واحععد‪ ،‬ولكععن عنععد التلفععظ‬

‫يكون ‪ :‬ثلثة حروف ‪ :‬س ي ن فكل ما زاد على الحععرف وخطععه فععي تلفظععه يكععون بینتععه‪ ،‬وعععدد‬

‫)س( عند العلمععاء ‪ :‬سععتون وعععدد )ي( عشععرة‪ ،‬و)ن( خمسععون‪ ،‬فیكععون جمعهمععا سععتون أيضععا‪،‬‬

‫فیتساوى عدد ‪) :‬س( وعدد ‪) :‬ين( وهذا هو الحرف الوحید بین حروف التهجععي يتسععاوى زبععره‬

‫وبینته ‪.‬‬

‫ولذلك فإن ال تعالى خاطب نبیه قائل ‪ :‬يس‪ ،‬الیععاء ‪ :‬حععرف نععداء‪ ،‬و )س( ‪ :‬إشععارة إلععى اعتععدال‬

‫ظاهره وباطنه‪.‬‬

‫وكذلك في الية المباركة قال ‪ ) :‬سلم على آل ياسین (‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إن الکذب علی ال تعالی والکذب علی رسوله من أعظم الثام والعذنوب عنعد الع تععالی فکیعف‬

‫تسمح لنفسك أن تفسر القرآن بهواك ‪ ،‬وما هذِه الجرأة علی کتاب ال تعالی وکلمععه العزيععز ‪....‬؟‬
‫‪101‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أي تفسیر هذا الذي أنت تقوله ‪...‬؟ هل حقعًا إن المقصعود معن قعوله تععالی » ياسعین « هعو ‪ :‬يعا‬

‫محمد ‪..‬؟!! ما دلیك علی هذا‪ ..‬؟ وما حجتك ‪..‬؟ لقد أفلست فرجعععت تععذکر لنععا أدلععة مععن الحععروف‬

‫البجدية والحساب والهندسة ‪ ،‬فهل حقًا بهذا الهراء تثبت لنا صحة تفسیرك ليات ال تعالی ‪...‬؟‬

‫أهنئك علی هذا العقلیة والعبقرية التي لم ير في الثقلین مثلها ‪..‬؟!!‬

‫الدعاء الخامس والخمسون وقوله ‪ :‬أثبت كلمي استنادا إلى كتبكم وصحاحكم وإنكم إمععا غیععر‬

‫مطلعین على كتبكم‪ ،‬أو مطلعین علیها ولكنكم تكتمون الحق !‬

‫أما نحن‪ ،‬فمطلعون على كتبكم وما فیها من الروايات والحعاديث الصعحیحة والمدسوسعة‪ ،‬فنأخعذ‬

‫الصحیحة ونترك غیرها ‪ .‬وفي خصوص هذا الموضوع نعرف روايات وأحاديث معتبرة في كععثیر‬

‫من كتبكم‪ ،‬منها في كتاب ) الصواعق المحرقة ( الية الثالثة في فضائل أهل البیت‪.‬‬

‫قال إن جماعة من المفسرين رووا عن ابن عباس أنه قال ‪ :‬أن المراد بع ) سلم على آل ياسین (‬

‫أي ‪ :‬سلم على أل محمد‪ ،‬قال وكذا قاله الكلبي ‪.‬‬

‫وذكر السید أبو بكر شهاب الدين في كتابه " رشفة الصادي ‪ "...‬فعي البعاب الول ص ‪ : 24‬ععن‬

‫جماعة من المفسرين رووا عن ابن عباس‪ ،‬والنقاش عن الكلبي ‪ :‬سلم على آل ياسین‪ ،‬أي ‪ :‬آل‬

‫محمد ‪.‬‬

‫ورواه أيضا في الباب الثاني ‪ :‬ص ‪. 34‬‬

‫وذكر المام الفخر الرازي في التفسیر الكبیر ج ‪ 7‬ص ‪ 163‬في تفسیر الية الكريمة ) سلم على‬

‫آل ياسین ( وجوها ‪ ...‬الوجه الثاني ‪ :‬إن آل ياسین هم آل محمد‪.‬‬


‫‪102‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فجواز الصلة والتسلیم على آل محمد‪ ،‬أمر متفق علیه بین الفريقین ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫نقل المؤلف عن کبار المفسرين حسب ادعائه ‪ :‬إن القصود من ‪ -‬آل يعاسین ‪ -‬هم آل محمد ‪..‬؟!!‬

‫حیث عزی هذا القول الی کل من ‪ :‬ابن حجر ‪ ،‬وأبي بکرالعلوي والفخرالرازي ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬أوًل ‪ :‬إن هؤلء الذين ذکرهم المؤلف قد ذکروا فععي ذلععك أقععواًل عديععدة ومختلفععة کمععا هععي‬

‫عادة الکثیر من المفسرين دون أن يعتقدوا صحتها أو يؤيدوها ‪ ،‬ولکن المؤلف ذکر هذِه القععوال‬

‫عنهم في کتابه ولم يبین هذا المر أو يجعل القاريء علععی بینععة مععن ذلععك ‪ ،‬فیظععن القععاريء لهععذا‬

‫القوال أنها اقوالهم ‪...‬؟!‬

‫ثانیًا ‪ :‬ان العبرة فیما اتفق علیه کبار أهل العلم من هذِه المة ‪ ،‬ومن جعل ال تعععالی لهععم القبععول‬

‫بین الناس ولو کان ذلك فععي صععغائر المسععائل وفععروع الععدين ‪ ،‬فمععا الظععن إذا ونحععن نأخععذ عنهععم‬

‫تفسیر کتاب ال عزوجل وکلمه ‪..‬؟!‬

‫أما ما ذکره هؤلء ول شك ان منهم من يحسب علی أهل العلم ‪ ،‬فلو أننا قلنا انهم يعتقدون ذلععك‬

‫فل عععبرة بقععولهم لنععه مخععالف للقععول الصععحیح المشععهور ممععن علمنععا مععن جمهععور العلمععاء‬

‫والمفسرين وأئمة هذا الدين ‪!!..‬‬

‫ثالثًا ‪ :‬ثم من هذا المسمی بأبي بکر العلوي ‪..‬؟! نحن ل نعرفه ‪..‬؟ ولیس هو من أئمة هذا الشععأن‬

‫کما نعلم وال أعلم واحکم ‪..‬‬

‫‪103‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء السادس والخمسون وقوله‪ :‬بمععا أن الصععلة علعی آل محمععد سععنة وفععي التشععهد واجبععة‬

‫فذلك يعني أن الشیعة علی الحق ‪..‬؟! ثم أضاف ‪ :‬روى البخاري في صععحیحه ج ‪ . 3‬ومسععلم فععي‬

‫صححه ج ‪ . 1‬والعلمة القندوزي في ينابیع المودة ص ‪ 227‬نقل عن البخاري‪ ،‬وابععن حجععر فععي‬

‫الصواعق المحرقة ‪ :‬في الباب الحادي عشر‪ ،‬الفصل الول‪ ،‬الية الثانیعة ‪ .‬كلهعم رووا ععن كععب‬

‫بن عجرة‪ ،‬قال لما نزلت هذه الية‪ ،‬قلنا ‪ :‬يا رسول ال ! قد علمنا كیف نسلم علیك‪ ،‬فكیف نصلي‬

‫علیك ؟ فقال ‪ :‬قولوا اللهم صل على محمد وعلى وآل محمد‪ .. .‬إلى آخره ‪.‬‬

‫قال ابن حجر ‪ :‬وفي رواية الحاكم‪ ،‬فقلنا ‪ :‬يا رسول ال ! كیف الصلة علیكم أهععل الععبیت ؟ قععال ‪:‬‬

‫قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ‪ ...‬إلى آخره ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫مما يعلمه کل أحد والعدو قبل الصديق والشیعة قبل السععنة أننععا لععم ننکععر ذلععك ولععم نقععل ل تجععب‬

‫الصلة علی محمٍد صلی ال علیه وسلم وعلی آله ‪...‬؟ ومن قال خلف ذلك فهو أحعد اثنیعن ‪ :‬إمعا‬

‫کذاب معلوم کذبه ‪ ،‬وإما رافضي يريد تشويه الحقععائق ويبتغععي الفتنععة بیععن المسععلمین ‪ !!..‬فإننععا‬

‫والحمدل نعتقد وجوب الصلة علی رسول ال في التشهد الخیر وهعذا دلیعل واضعح علعی محبعة‬

‫أهل السنة لمحمد صلی ال علیه وعلی آله وصحبه ‪ ،‬ولوأننا نعلم ان الغلو في محبتهم من الععدين‬

‫لکنا أسرع الناس الی ذلك إن الشیعة إنمععا تکععذب علععی آهععل السععنة وتفتعععل مثععل هععذِه الکععاذيب‬

‫وتتقول علی أهل السنة ما لیس فیهم ثم إنها تتهمهم ببغض أهل البیت مع ان أهل السنة يعرفععون‬

‫أن لهل البیت لهم المکانة الرفیعة في قلوبهم وصلتهم کذلك قلت‪ :‬إنما تفعععل الشععیعة ذلععك حععتی‬

‫يستروا سوأتهم ويخفوا عیبوبهم ولیقولوا للناس بلسان الحال قبععل المقععال إن مععا نحععن فیععه مععن‬

‫‪104‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫غلو ومغالة إنما هوعین الحق الذي دعا الیه السلم ‪ ،‬وبهععذا الغلععو الععذي جعاء السععلم لبطععاله‬

‫يجعلون من أهل السنة أعداءًا لهل بیت النبوة ولو علم الناس حقیقة المر لتبین لهم إن کل ذلععك‬

‫ل أصل له وإن هذا البغض لهل السنة والعداء الکامن في نفوسهم لععم يکععن أساسععه وسععببه هععو‬

‫محبة أهل البیت أو بغضهم لن ذلك من المسائل المفروغ منها ول ينكر محبتهم ال منافق معلععوم‬

‫النفاق ‪ ،‬وأما العداء الحقیقي الذي بیننا هو بسبب إنکارنععا علیهععم مععا هععم فیععه مععن الشععرك بععال‬

‫والکفر به ‪ ،‬والذي تهون بجنب هذِه الخطیئة الکبیرة والثام العظیمة کل جريرة ومعصیة ‪.‬‬

‫الدعاء السابع والخمسون وقوله‪ :‬لقد وافقنا في قولنا بأن الية نزلت في شأن المام علي) ع (‬

‫كثیر من أعلمكم وكبار علمععائكم ‪ ،‬منهععم ‪ :‬أبععو إسععحاق الثعلععبي عع الععذي تحسععبوه أمععام أصععحاب‬

‫الحديث في تفسیر القرآن ع قال في تفسیر" كشف البیان" في ذيل اليععة الكريمععة ‪ 54‬مععن سععورة‬

‫المائدة ‪ :‬إنما نزلت في شأن المام علي )ع( ‪ ،‬لن الذي يجمع كل المواصفات المذكورة في الية‬

‫لم يكن أحد غیره ‪ ،‬ولم يذكر أحد من المؤرخین من المسلمین وغیرهععم ‪ ،‬بععأن المععام علیععا ) ع (‬

‫فر من المیدان ‪ ،‬حتى ولو مرة ‪ ،‬أو أنه تقاعد وتقاعس فععي حععروب النععبي ) ص ( وغزواتععه مععع‬

‫الكفار ‪ ،‬ولو في غزوة واحدة ‪ ،‬بل ذكر المؤرخون أنه في معركة أحد حینمععا انهععزم المسععلمون ‪،‬‬

‫حتى كبار الصحابة ‪ ،‬ثبععت المععام علععي ) ع ( واسععتقام واسععتمر فععي الجهععاد ومقاتلععة المشععركین‬

‫الوغاد ‪ ،‬وهم أكثر مععن خمسععة آلف مقاتععل بیععن راكععب وراجععل ‪ ،‬وعلععي ) ع ( يضععرب بالسععیف‬

‫خراطیمهم ويحصد رؤوسهم ‪ ،‬فذب عن السلم ‪ ،‬ودفعع الطغعام ‪ ،‬ععن محمعد سعید النعام ‪ ،‬حعتى‬

‫سمع النداء من السماء ‪ ) :‬ل سیف إل ذو الفقار ول فتى إل علي(‬

‫‪105‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وقد أصیب في جسمه يوم أحد بتسعین إصابة غیر قابلة للعلج ‪ ،‬فعالجها رسول ال بعدما انتهت‬

‫المعركة عن طريق العجاز ‪ ،‬إذ مسح علیها بريقه المبارك الذي جعل ال فیععه بلسععم كععل جععرح ‪،‬‬

‫ودواء كل داء ‪ ،‬ولقد ذكععر المؤرخعون وأصعحاب السعیر‪ :‬أن المسعلمین انهزمعوا فعي غععزوة أحعد‬

‫وخیبر وحنین ‪ ،‬أما خبر خیبر فقد ذكرته لكم عن صحیح البخاري ومسلم وغیرهما ‪.‬‬

‫وأما الخبر عن غعزوة حنیععن وفعرار المسعلمین فیهعا ‪ ،‬فراجععع الجمعع بیعن الصععحیحین للحمیعدي‬

‫والسیرة الحلبیععة‪ ، 3/123 :‬وأمععا فرارهععم فععي غععزوة أحععد ‪ ،‬فحععدث ول حععرج! فقععد ذكععره عامععة‬

‫المؤرخین ‪ ،‬منهم‪ :‬ابن أبي الحديد عن شیخه أبي جعفر السكافي فععي شعرح النهعج ‪ 278 /13‬ط‬

‫دار إحیاء التراث العربي ‪ ،‬قال‪ :‬فر المسلمون بأجمعهم ولم يبعق معععه] النعبي ) ص ( إل أربعععة ‪:‬‬

‫علي والزبیر وطلحة وأبو دجانة‪ ،‬وروى ابعن أبععي الحديعد فعي شععرح النهععج ‪ ، 251 : 14‬وابعن‬

‫الصباغ المالكي في الفصول المهمة‪ ، 34 :‬وغیرهما من العلم ‪ ،‬قالوا‪ :‬وسمع ذلك الیوم صوت‬

‫من قبل السماء ‪ ،‬ل يرى شخص الصارخ به ‪ ،‬ينادي مرارا‪ :‬ل سععیف إل ذو الفقععار ‪ ،‬ول فععتى إل‬

‫علي ! ‪ ،‬وروى محمد بن يوسف الكنجي القرشي في كتععابه" كفايععة الطععالب" فععي البععاب السععابع‬

‫والعشرين ‪ ،‬بإسناده عن عبدال بن مسعععود ‪ ،‬قععال‪ :‬قععال رسععول العع) ص ( ‪ :‬مععا بعععث علععي فععي‬

‫سرية إل رأيت جبرائیل عن يمینه ومیكائیل عن يساره والسحابة تظله حععتى يرزقععه الع الظفععر ‪.‬‬

‫وروى المععام الحععافظ النسععائي فععي كتععابه خصععائص المععام علععي) ع ( ‪ ،‬ص ‪ 8‬ط مطبعععة التقععدم‬

‫بالقاهرة ‪ ،‬بسنده عن هبیرة بن هديم ‪ ،‬قال‪ :‬جمععع النععاس الحسععن بععن علععي) ع( وعلیععه عمامععة‬

‫سوداء لما قتل أبوه ‪ ،‬فقال‪ :‬قد كان قتلتم بالمس رجل مععا سععبقه الولععون ول يععدركه الخععرون ‪،‬‬

‫وإن رسول ال) ص ( قال‪ :‬لعطین الراية غدا رجل يحب ال ورسععوله ‪ ،‬ويحبععه الع ورسععوله ‪،‬‬

‫ويقاتل جبريل عن يمینه ومیكائیل عن يساره ‪ ،‬ثم ل ترد رايته حتى يفتح ال علیه ‪ ....‬إلى آخره‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نعم ‪ ،‬كان النصر معقودا براية المام علي) ع ( وسیفه ‪ ،‬وكان الظفر ينزل على المسلمین في كل‬

‫میدان ينزل فیه علي) ع ( ‪ ،‬حتى قال النبي ) ص (‪ :‬ما قام الدين وما استقام إل بسیف علي علیه‬

‫السلم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ذکر مؤلف الکثیر من الحاديث الواردة في فضائل أهل البیت عند أهل السنة والجماعة ‪ ،‬وطبععًا‬

‫هذا بحد ذاته دلیل کافي علی أن أهل السنة لم يخفععوا شععیئًا مععن قععول المصععطفی صععلی الع علیععه‬

‫وسلم وما جاء عنه في المدح والثناء علی أهل بیت النبوة‪!!..‬‬

‫وأما الغريب في المر هعو ‪ :‬لمعاذا تعرك المؤلعف معا ورد فعي هعذا البعاب معن الحعاديث الکعثیرة‬

‫والصحیحة والحمدل ‪ ،‬ثم تراه يلجأ الی هذِه الروايععات الواهیععة والضعععیفة والموضععوعة ‪..‬؟ هععل‬

‫يعني ذلك أن بصرهم لم يقع علیها ‪..‬؟ ما الداعي أو السبب الععذي جعلهععم يععترکوا المراجععع المهععة‬

‫والتي هي في المرتبة الولی من الحجیة کالبخاري ومسلم ‪ ،‬ثععم يستشععهدوا ويسععتدلوا بمععا جععاء‬

‫بو‬
‫فععي کتععب سععلیمان البلخععي ومیرسععید الهمععداني وکواشععکي والعلععوي والثعلععبي وکععل مععن ه ع ّ‬

‫دب ‪..‬؟!! هل صحیحًا ما قاله الؤلف عن الثعلبي ‪ :‬أنه عالم وإمععام ُيشععار الیععه بالبنععان وأنععه أمیععر‬

‫المؤمنین في علم الحديث والسنة النبوية‪..‬؟!! هل توافقونه فیما يقول ‪..‬؟ أم أنکم تنکععرون علیععه‬

‫ما أنکرته أنا وتوافقونني القول حینما نعتبر قوله هذا من أعجب القوال وأغربها ‪.!!!..‬‬

‫إن الثعلععبي غفرالعع لععه وعفععا عنععه حععاطب لیععل وقععد مل کتععابه وشععحنه بالحععاديث الضعععیفة‬

‫والموضوعة ‪ ،‬ولکن الؤلف جعل منه إمامأ وأمیرًا للمؤمنین فعي السعنة النبويعة وهعذا معن کعذبه‬

‫وافتراءه ‪ ،‬فما أکذب هؤلء القوم وما أشد بهتهم ؟!!‬

‫‪107‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إنهم يقولون بکل وقاحة ‪ :‬إننا أتباع القرآن والسنة ويفسرون هععذا القععول بععأنهم يعتقععدون إن مععا‬

‫أحله محمٌد صلی ال علیه وسلم حلل الی يوم القیامة وما حرمعه فهعو حعرام العی يعوم القیامعة ‪،‬‬

‫ن کععبیرة يجعلععون مععن حلل محمععد‬


‫وذلك کذب علی ال ورسوله وعباده المؤمنین ‪ ،‬فهم في أحیععا ٍ‬

‫صلی ال علیه وسلم حرامًا ومن حرامه حلل ‪ ،‬فهععم مثلً يعطلععون الحععدود مثععل حععد الزنععا وحعّد‬

‫السارق بحجة إن ذلك ليکون ال اذا ظهر المام من غیبته‪..‬؟!!‬

‫کما عطلوا صلة الجمعة ‪ ،‬فل أعرف أي معنی لمعا يقولععونه ‪...‬؟؟ إن حلل محمععد حلل الععی يععوم‬

‫ن وعشرين عامعًا أسسععتم‬


‫القیامة ‪..‬؟ فهل يعني هذا القول أن ُتحلوا حرامه کذلك‪..‬؟ إنکم ومنذ ثما ٍ‬

‫في ايران ما يسمی بولية الفقیه واعتبرتم ذلععك هععو المرجععع فععي کععل صععغیرة وکععبیرة مععن أمععور‬

‫مذهبکم ودينکععم ‪ ،‬ولکنهعم مععع ذلعك أبحتععم الربععا فهعو رائج عنععدکم بعل وعلوة علعی ذلعك فعأنتم‬

‫تشجعون علی ذلك وتعلنونه وتجاهرون به وأول من أعلععن عععن ذلععك وشععجع علیععه هععم أصععحاب‬

‫العمائم من اليات والحج والمراجع عندکم ‪..‬؟!!‬

‫الدعاء الثامن والخمسون وقوله وعلى لسان السني المزعوم ‪ :‬الحافظ ‪ :‬إني طالعت أخبارا‬

‫كثیرة في كتبكم بهذا المعنى ولكن الذي أذكره الن ويجول في خاطري ‪ ،‬عبارة ‪ ،‬في "تفسیر‬

‫الصافي " للفیض الكاشاني الذي هو أحد كبار علمائكم فقد روى ‪ :‬أن الحسین شهید الطف‬

‫وقف يوما بین أصحابه فقال ‪ :‬أيها الناس ! إن ال تعالى جل ذكره ما خلق العباد إل لیعرفوه‬

‫فإذا عرفوه عبدوه ‪ ،‬وإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه ‪.‬‬

‫قال رجل من أصحابه ‪ :‬بأبي أنت وأمي يا ابن رسول ال )ص( فما معرفة ال ؟‬

‫قال )ص( ‪ :‬معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي تجب علیهم طاعته ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬أول‪ :‬يجب أن ننظر إلى سند الرواية ‪ ،‬هل كان صحیحا أو موثقا ‪ ،‬قويا أو ضعیفا ‪ ،‬معتبرا‬

‫أو مردودا ‪.‬‬


‫‪108‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم على فرض صحة السند فهو خبر واحد ‪ ،‬فل يجوز الستناد علیه واللتزام به ‪ ،‬فمثل هذا‬

‫الخبر يلغى عندنا لمناقضته لليات القرآنیة والروايات الصريحة المروية عن أهل البیت علیهم‬

‫السلم في التوحید ‪.‬‬

‫ومن أراد أن يعرف نظر الشیعة في التوحید فلیراجع خطب أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب‬

‫علیه السلم في ) نهج البلغة( حول التوحید ولیراجع مناظرات أئمتنا علیهم السلم ومناقشاتهم‬

‫مع الماديین والدهريین المنكرين لوجود ال عز وجل ‪ ،‬لتعرفوا كیف ردوا شبهاتهم ‪ ،‬وأثبتوا‬

‫وجود الخالق وتوحیده على أحسن وجه ‪.‬‬

‫راجعوا كتاب توحید المفضل ‪ ،‬وتوحید الصدوق ‪ ،‬وكتاب التوحید من موسوعة " بحار النوار"‬

‫للعلمة المجلسي قدس ال أسرارهم ‪.‬‬

‫وطالعوا بدقة كتاب النكت العقائدية ‪ ،‬والمقالت في المذاهب والمختارات ‪ ،‬وهما من تصانیف‬

‫محمد بن محمد بن نعمان ‪ ،‬المعروف بالشیخ المفید طاب ثراه ‪ ،‬وهو من أكبر علمائنا في القرن‬

‫الرابع الهجري‪.‬‬

‫طالعوا بإمعان كتاب ) الحتجاج ( للشیخ الجلیل أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي رحمه ال‬

‫راجعوا هذه الكتب القیمة حتى تعرفوا كلم أئمة الشیعة وعلمائهم في التوحید ‪.‬‬

‫ولكنكم ل تريدون معرفة الحقیقة والواقع ! وإنما تبحثون في كتبنا لتجدوا أخبارا متشابهة‬

‫فتتحاملون بها علینا ‪ ،‬وتهرجون بها ضدنا ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫الول‪:‬‬

‫إن لدی الشیعة جیش ل يشق غبارة من اليات والمللععي والمعممیععن والحجعج فلمعاذا يعا تععری ل‬

‫يجهد هؤلء أنفسهم لنتقیح ماجاء في کتبهم مععن الحععاديث الضعععیفة والنوضععوعة ‪..‬؟؟ لمععاذا لععم‬

‫‪109‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يفعلوا حتی يتمیز لديهم وللقارئین الغث من السععمین ‪..‬؟ لمععاذا ل يفعلععو ذلععك ويقومععون بعملیععة‬

‫الغربلة لکل ماجاء منها ؟‬

‫إن الجواب واضح علی هذِه السععئلة فععأقول وبکععل بسععاطة ‪ :‬إن القیععام بمثععل هععذا العمععل ل يخععدم‬

‫المذهب الشیعي أبدًا ‪ ،‬وذلععك لن ماجععاء مععن الحععاديث فععي کتبهععم إنماجععاء لخدمععة مععا يعتقععدونه‬

‫ويؤمنون به ‪ ،‬فلو قاموا بهذِه العملیة الجبارة فحکموا علی هععذا الحععديث بالضعععف وعلععی الخععر‬

‫کذلك فما الذي يبقی لهم بعد ذلك ‪..‬؟ وبماذا سیحاججون من يعترض علیهععم ؟ وبمععاذا سععیردون‬

‫علیه‪..‬؟ إن عملیة کهععذِه يعنععي ‪ :‬الحکععم بالعععدام علععی هععذا المععذهب الععذي لععم يقععم ال علععی هععذِه‬

‫الحاديث الضعیفة والموضوعة والمختلقة ‪ ،‬وبالتالي سیذهب کل شيٍء وکل مععا بنععوه طیلععة هععذِه‬

‫السنین التي مضت في أدراج الرياح ولصبح کل شيٍء أثرًا بعد عین ‪.!!!...‬‬

‫ل ‪ :‬أن للئمة مقام ومکانٌة ل يصععل الیهععا‬


‫ولتوضیح هذِه الصورة ‪ ،‬فقد جاء في کتاب الخمیني مث ً‬

‫ي مرسٌل ول ملك مقرب‪ !!!...-‬فإذا کان الساس الذي يقوم علیه مذهبهم يعتمد علعی مثععل هععذِه‬
‫نب ّ‬

‫القوال ‪ ،‬وقد علم بطلنععه مععن کتععاب الع تعععالی قبععل السععنة فل أدري علععى أي حععديث سععیحكموا‬

‫بالضعف وماذا سیبقى لهم ؟‬

‫الثاني‪:‬‬

‫مما نستغربه من فعل هذا الرجل ونتعجب منه‪ ،‬أنه تعامل مععع کتععب أهععل السععنة بالطريقععة نفسععها‬

‫التي يتعامل بها مع کتبهم بل وأسوء من ذلك ‪......‬؟!!‬

‫فتراه يعترض علینا لننا نعتبر أن خبر الواحد مما تقوم به الحجععة‪ ،‬ثععم تععراه فععي الععوقت نفسععه ل‬

‫ق ويغ عّرب فینقععل ويععذکر‬


‫ينقل من الکتب والمصادر المعتبرة عندنا والمعتمده لدينا‪ ،‬بل تراه يشععر َ‬

‫قول هذا العالم أو ذاك مما ل تقوم بقوله الحجة ولیس هو من الئمة المعتمععدين عنععدنا ‪ ،‬ثعم تععراه‬

‫‪110‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ينسب الینا هذا القول زورًا وبهتانا أو أنه ينقععل مععن أقععوال الشععیعة وأئمتهععم ثععم ينسععبه الععی أهععل‬

‫السنة معتبرًا ممن نقل عنه ذلك القول سنّیا ‪...........‬؟!!‪.‬‬

‫الثالث ‪:‬‬

‫ف فنحععن ل نکتفععي بتخطئتععه فقععط ‪ ،‬وانمععا نحکععم بکفععره‬


‫لو أن شخصا منا قال ‪ :‬أن القرآن محععر ٌ‬

‫أيضعاً ‪ ،‬أمععا أنتععم فل تععرون فععي ذلععك مععن حععرج إن قععال قععائل منکععم إن القععرآن نععاقص ‪..‬؟!! ول‬

‫تعتبرونه قد أساء الی کتاب ال أو أخطأ في قوله ‪ !!..‬بل علی العکس تمامًا فإنا رأيناکم تعتبرون‬

‫قائل هذا الفك والبهتان من أجععل علمععا ئکععم وأعظمهععم شععأنًا وأولهععم بععالحترام والتبجیععل ‪..‬؟!!‬

‫والیکم هذا المثال الخر فأنت هنا أثنیت علی المام المجلسي ‪ ،‬حیععث أنععه روی هععذا الحععديث فععي‬

‫کتابه » بحار النوار« ‪ -‬باب وجوب زيادة المام الحسین ‪ -‬کل من لم يذهب لزيارة قبر الحسععین‬

‫فهو عاق لرسول ال وللئمة ‪ ،‬ولو کان من أهل الجنة ل يعطی له سکن في الجنععة ‪ ،‬فهععذا يعنععي‬

‫أن أهل الجنة حسب قولك سیعیشون أزمة سکن مثلنا ‪ !!!..‬ثم يعذکر کعذلك إن الع تععالی يتبعاهی‬

‫بزوار المام الحسین ‪ ،‬وأن ال ينزل مع ملئکته لزيارة قبر الحسین ‪....‬؟؟! ومتن الحععديث عععن‬

‫صفوان قال ‪ ) :‬قال لي ابو عبد ال لما اتى الحیرة هععل لععك فععي قععبر الحسععین ؟ قلععت ‪ :‬وتععزوره‬

‫جعلععت فععداك ؟ قععال ‪ :‬وكیععف ل أزوره وال ع يععزوره فععي كععل لیلععة جمعععة يهبععط مععع الملئكععةالیه‬

‫والنبیاءوالوصیاءومحمد افضل النبیاءونحن أفضل الوصیاء‪.‬‬

‫فقال صفوان ‪ :‬جعلت فداك فنزوره كل لیلة جمعة حتى ندرك زيارة الرب ‪...‬؟!! ( ‪.‬‬

‫قال المجلسي في شرحه وتفسیرة ‪ :‬من المراد من نزول ال مع ملئکتة ؟ المععراد مععن ذلععك ‪ :‬أن‬

‫ال تعالی ينزل رحمته ‪ ،‬وهذا الشرح والتوضیح من نزول الرب جل جللععه و ملئکتععة ل يناسععب‬

‫ماجاء من قول المام ‪ ،‬لنه باستطاعته أن يقول ‪ :‬وباللغة العربیة ‪ :‬إن الملئکععة ينزلععون رحمععة‬

‫‪111‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل أو بواسععطتهم ومسععاعدتهم وهکععذا ‪ ،‬أم إنععه کعان يريععد أن يوقععع‬


‫ال تعالی علی قبر الحسین مث ً‬

‫البلبلة والفتنة بین الناس أم تری أن راوي هذا الحديث كان من الکذابین ‪..‬؟!!‪ .‬ال اعلم ‪.‬‬

‫الدعاء التاسع والخمسون وقوله‪ :‬يستدل مؤلف الکتاب هذِه المرة بالحديث الذي يقول ‪:‬‬

‫» معرفة المام من أعظم العبادات « وهو لم ينکر أن هذا الحديث مععن الحععاديث الععذي يسععتدلون‬

‫بها ويعتمدون علیها إعتمادًا کبیراً‪ ،‬ول يذکر ضعفًا أو جرحًا في هذا الحديث بل تراه يععدافع عنععه‬

‫بکل جرأة ‪ ،‬مبديًا لنا هذه المرة ما کان يسععتره مععن خبععث وسععوء نیععة وکععأنه يريععد أن يفهمنععا ان‬

‫المعنی لهذا الحديث هو ‪ :‬وما خلقت الجن والنس ال لمعرفة المام‪!!..‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ن والنس إل لیعبدون « أيها الجهلععة ايهعا الحمقععی ‪،‬‬


‫يقول الحق تبارك وتعالی ‪ » :‬وما خلقت الج ّ‬

‫ن والنس لمعرفة المام ‪ ،‬فلماذا إذا خلق المام نفسععه ‪....‬؟!! ألععم يکععن هععذا‬
‫إن کان ال خلق الج ّ‬

‫المام مخلوق مثلکم ‪..‬؟ إنما جاءت هذِه الية لثبععات أمععر مهععم وعظیععم فنراکععم تلععوون نصععوص‬

‫ل ‪..‬؟‬
‫القرآن وتحرفون معانیه وتصرفونها الی المقصد الذي أنتم تريدونه وهو لم ينزل لععذلك أص ع ً‬

‫عبَد ال «‪!!..‬‬
‫عرف ال وبنا ُ‬
‫ل وشاهدًا آخر من أقوال إمامه حیث قال ‪ » :‬بنا ُ‬
‫ثم يذکر الؤلف دلی ً‬

‫إنه بهذا القول قد حکم بالکفر علی نفسه وطبع بطابعه رغمًا عن أنفه ‪ ،‬ثم ألیس هناك من يسأله‬

‫عرف ال تعالی قبل ولدة إمامك أيها المفتري على ال ورسوله ‪..‬؟ أما کان يعبد قبلة ‪...‬؟‬
‫‪ :‬أما ُ‬

‫هل من معبود هناك سواه‪..‬؟ وبهذا الصدد نفسه يقولون ‪ :‬إن ال خلق المام قبل خلععق السععموات‬

‫والرض ‪ !!..‬هل من أحععد يسععأل هععذا المععام الععذي يععری لنفسععه شععأنا ومنزلععة عظیمععة ‪ :‬إن کععان‬

‫لوجودکم وخلقکم کل هذا القدر الکبیر من الهمیة والضرورة فلماذا لم نجد في کتععاب ال ع تعععالی‬

‫‪112‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لکم ذکرًا أو لصفتکم أثرا‪..‬؟ هل أصابکم داء الطائفة البهائیة فأنتم تحاولون بكععل مععا أوتیتععم مععن‬

‫قوة وطاقة أن تلصقوا اليات القرآنیة بکم فتؤلونها علی هواکم وبما تشتهیة أنفسکم ‪..‬؟!!‬

‫الدعاء الستون وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬أنا ل أحب أن أخوض في هذا البحث ‪ ،‬ولكن تلبیة لطلبكم ولكي‬

‫تعرفوا أني ل أتكلم إل عن علم وإنصاف ‪ ،‬وعن وجدان وبرهان ‪ ،‬اذكر بعض تلك الروايات‬

‫رؤية ال سبحانه عند أهل السنة‪:‬‬ ‫باختصار ‪:‬‬

‫إذا أردتم الطلع على الخبار التي تتضمن الكفر في الحلول والتحاد وتجسم ال سبحانه‬

‫ورؤيته في الدنیا أو في الخرة على اختلف عقائدكم ‪ ،‬فراجعوا ‪ :‬صحیح البخاري ج ‪ ، 1‬باب‬

‫فضل السجود من كتاب الصلة ‪ ،‬وج ‪ 4‬باب الصراط من كتاب الرقاق ‪ ،‬وصحیح مسلم ج ‪، 1‬‬
‫باب‬

‫إثبات رؤية المؤمنین ربهم في الخرة ‪ ،‬ومسند أحمد ج ‪ 2‬ص ‪ .... 275‬وقد رد هذه الخبار‬
‫كثیر‬

‫من كبار علمائكم وعدوها من الموضوعات والكاذيب على النبي )ص( ‪ ،‬منهم الذهبي في "‬

‫میزان العتدال " والسیوطي في " الللي المصنوعة في الحاديث الموضوعة " وسبط ابن‬

‫الجوزي في " الموضوعات " فهؤلء كلهم أثبتوا ع بأدلة ذكروها ع كذب تلك الخبار وعدم‬

‫صحتها ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬هذا کذب وإفك ويهتان من مؤلف لیالي بیشاور ‪ ،‬هذا الرجل الذي لم يتق الع فیمععا يقععول‪،‬‬

‫فإن رؤية ال تعالی في الخرة هی عقیدة آهل السنة کلهم ‪ ،‬ول يخالف في ذلععك إمععام شععهدت لععه‬

‫المة بالرضا والقبول من أئمة أهل السنة والجماعة والحمد ل ‪ ،‬وأما قولععك‪ :‬إن الععذهبي يخععالف‬

‫ما ذهب الیه أهل السنة في تصديقهم واعتقادهم رؤية ال تعالی في الخرة فهو من الکذب الععذي‬

‫لم يسبقك به أحد ‪ ،‬وأنتم لعلکم تذکرون جیدا حینمععا ذکععرت ذلععك فععي مقدمععة هععذا الکتععاب حینمععا‬
‫‪113‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬إن المؤلف عندما يريد أن يستشهد أو يسعتدل بأحعد أقعوال العذهبي فعإنه ينقععل کلمعه علعی‬

‫لسان مخالفیة ومن کتبهم ول ينقل ذلك علی لسان قائله نفسه وهو المام الذهبي رحمععه الع ‪...‬؟‬

‫ثم يقول ‪ :‬هذا قول الذهبي ‪ !!..‬أرأيتم تلعب هذا الرجل وتحععايله وخععداعه ‪..‬؟!! هععل هنععاك رجععل‬

‫ينسب الی العلم وآهله يرضی لنفسه هذا المستوی الهابط المنحععط کمععا رضععي ذلععك مؤلععف لیععالي‬

‫بیشاور لنفسه ‪..‬؟!‬

‫ومثله کمن ينقل کلمي وأقوالي من کتابه هو وبالصیغة والطريقة التي يرتضیها هععو ثععم ينسععبها‬

‫الي ويقول لقارئي كتابه ‪ :‬هذا قول سجودي لفسه ‪..‬؟!!‪ .‬وأما سبط بن الجوزي هععذا فععالولی بععك‬

‫أل تنسبه الی أهل السنة والجماعة فهو ليمت الیهم بأي صلة ولو قلت أنه شیعي محععترف مثلععك‬

‫لصدقت في قولك ‪ ،‬ولقبلنا منك ذلك ‪.‬‬

‫ويا لسوء حظه العاثر فسبط ابن الجوزي هذا لم يرضی به الفريقان ل الشیعة تراه منها ول أهععل‬

‫السنة يرتضون ذلك بل يتهمونه بالتشیع والرفض ومععا کتبععه دلیععل علععی ذلععك ‪ !!.‬وبلععدنا ل يععزال‬

‫محاوًل بكل ما أوتي من مکر ودهاء أن ينسب كل من عرف عنه علمًا وفضل الیععه ومثععال ذلععك ‪:‬‬

‫إنهم يعتبرون المام مسلم ايرانیعًا وغیرهععم بنسععبونه للعععرب ‪ ،‬وأود أن أضععیف هنععا الععی ماسععبق‬

‫ذکره ‪ :‬إن رؤية ال تعالی من المور المسلم بها في الخرة ولم يکن ذلك أمععرًا مسععتغريًا ول هععو‬

‫من قبیل المستحیلت التي ترفضها العقول النیرة والنفععوس الطععاهرة ‪ ،‬لن کل منععا هنععا هععو ععن‬

‫رؤية ال تعالى في الخرة ‪ ،‬أما في الدنیا فنحن والحمدل متفقون أن ال تعالی ل يری في الععدنیا‬

‫وأما المر في الخرة فمختلف جدًا ول يمکن لحد أن يقارب أو يقیس أحوال الععدنیا علععی مععا فععي‬

‫الخرة ‪ ،‬فالختلف بینهما کععبیر جععدًا ول يمکععن أن نحکععم علععی مععا فععي الخععرة بمععوازين الععدنیا‬

‫وأسبابها ‪ ،‬ولو قلنا بذلك لقلنا ببطلن الخلود للکفار في النار فإنهم سوف يصبحون رمادًا وترابًا‬

‫‪114‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫بمجرد دخولها‪ !!..‬وهذا کما ترون باطل من جمیع الوجوه ‪ ،‬ثم إن رؤية ال تعالی أمعر واقعع فعي‬

‫الخرة وهذا ما صدقته اليات وشععهدت بععه ‪ ،‬والع سععبحانه قععادر علععی أن يرزقنععا ويهبنععا بصععرًا‬

‫وعینین لهما القدرة علی رؤية وجهه الکريم سبحانه ‪ ،‬وأما أنتم فقد کذبتم وأنکرتم ذلك فل شععك‬

‫إن لکم نصیب وحظ کبیر من قول الحق تبارك وتعالی » ومن کان في هذِه أعمی فهو في الخععرة‬

‫أعمی وأضل سبیل « فهل نکذب علیهم إذا قلنا لکم ‪ :‬إن عماکم في هذه الدنیا هععو الععذي أوقعکععم‬

‫في الحیرة والضیاع ‪..‬؟!! ‪.‬‬

‫الدعاء الحادي الستون وقوله ‪ :‬وإذا لم تكن هناك أدلة على بطلنها سوى اليات القرآنیة‬

‫الصريحة في دللتها على عدم جواز رؤية الباري عز وجل لكفى ‪ ،‬مثل ‪َ ) :‬لت ُدْ ِ‬
‫رك ُ ُ‬
‫ه‬
‫َ‬
‫اْلب ْ َ‬
‫صاُر‬

‫ف ال ْ َ‬ ‫و الل ّ ِ‬ ‫َ‬
‫خِبيُر ( ‪.‬‬ ‫طي ُ‬ ‫ه َ‬
‫و ُ‬ ‫ك اْلب ْ َ‬
‫صاَر َ‬ ‫ر ُ‬
‫و ي ُدْ ِ‬
‫ه َ‬
‫و ُ‬
‫َ‬
‫وفي قصة موسى بن عمران )ع( وقومه إذ طلبوا منه رؤية ال تعالى وهو يقول لهم ‪ :‬ل يجوز‬

‫ل لَ ْ‬
‫ن ت ََراِني (‬ ‫قا َ‬ ‫رِني أ َن ْظُْر إ ِل َي ْ َ‬
‫ك َ‬ ‫َ‬
‫بأ ِ‬‫لكم هذا الطلب ‪ ،‬ولكنهم أصروا فقال ‪َ ) :‬ر ّ‬
‫و )لن( تأتي في‬

‫النفي البدي ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لقد اتهما بأننا من المجسمة ويقصد بذلك الععذين يثبتععون لع تعععالی جسععمًا ثععم ذکععر بعععض الدلععة‬

‫واستشهد ببعض ماورد في کتبنا من الحاديث في ذلك والععتي تقععول فععي مجملهععا ‪ :‬أن ل ع تعععالی‬

‫رجل وإن ال يوم القیامة يضع رجله في جهنم والحديث عندنا صحیح ول شك فیه ‪ ،‬ولکننا نقول‬

‫إن مثل هذا القائل الذي ينکر علینا إثبات ذلك ل تعالی کمثل مععن يريععد أن يقععول لنععا‪ :‬إن العمععی‬

‫الذي ذکره ال تعالی في سورة عبس سیکون أعمی بل أدنی شك فععي الخععرة أيضعًا ‪..‬؟!! أفیقععوا‬
‫‪115‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أيها الغافلون ها نحن نقولها لکم ‪ :‬إن الخرة وأحوالها وما فیها يختلف تمام الختلف عن الدنیا‬

‫وما فیها ‪ ،‬فهل تصدقون إن قلنا لکم ‪ :‬إن بعض الناس يمشون علی رؤوسهم بععدل مشععیهم علععی‬

‫أقدامهم يوم القیامه ‪..‬؟‬

‫هل تنکرن ذلك أيضًا‪..‬؟ فهذا الذي نقوله ‪ :‬إن فععي الخععرة عععالم يختلععف عععن عالمنععا هععذا ‪ ،‬وقععد‬

‫تحدث فیه من العجائب ما يجعل النسان في دهشة من أمره ‪ ،‬ومنها رؤية ال تعالی في الخرة ‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والستون وقوله ‪ :‬فمن يعتقد برؤية ال سواء في الدنیا أو في الخرة ‪ ،‬يلزم أن‬

‫يعتقد بجسمیته عز وجل ‪ ،‬وبأنه محاط ومظروف ‪ ،‬ويلزم أن يكون مادة حتى يرى بالعین‬

‫المجردة ‪ ،‬وهذا كفر كما صرح العلماء الكرام من الفرقین !!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫تريد أن تقول لنا ان ال تعالی غیر محدود ‪..‬؟هل حقًا ما تقول‪..‬؟ ياسبحان ال من علمك هععذا ‪..‬؟‬

‫ها أنت ذا تتکلم في ذات ال تعالی الل محدود بعرفك ‪!!...‬‬

‫إسمع يا هذا ‪...‬إن أهل السنه يصفون ال تعالی بما وصف به نفسه في کتابه ووصفه نبیه صععلی‬

‫ال علیه وسلم في سنته ‪ ،‬فال جل وعل له السماء الحسنی وصفات الکمعال کلهعا فنقعف حیعث‬

‫وقف نبینا صلی ال علیه وسلم ول نتکلم في المحدود وغیر المحدود کما تدعي ذلك أنععت فالعبععد‬

‫ل يعرف شیئًا عن ذاته سبحانه ال بما جاء في کتععاب الع وسععنة رسععوله صععلی الع علیععه وسععلم‬

‫فنثبت له ما اثبته لنفسه سبحانه معن غیعر تمثیعل ول تشعبیه ول تعطیعل ول تکییعف فهعو الواحعد‬

‫الحد الفرد الصمد الرحمن الرحیم السمیع البصیر الول الخر الظاهر الباطن ‪ ..‬فهل لععديکم ايهععا‬

‫ن به علینا ‪ ،‬أم ما زلتم تتکلمون هععذا محععدود وذلععك غیععر‬


‫الشیعة من جمال العقیدة وصفائها ما م ّ‬

‫محدود ‪...‬؟؟ وأما أنت يا صاحب لیالي بیشاور فنقول لك ‪ :‬إن الع تعععالی يهععب لعبعادة المععؤمنین‬
‫‪116‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عیونًا تکون لها قدرة علی رؤية بارئها وخالقها جل في عله ولو کان ذلعك فععوق المحعدود العذي‬

‫تصفُه أنت ‪ ،‬قال تعالی » ومن کان کان في هذِه أعمععی فهععو فععي الخععرة أعمععی وأضععل سععبیلً«‬

‫السراء‪ . 72/‬ومن أدلتنا علی رؤية ال تعالی فکما قلت سععابقا فععإن المععؤمنین سععیرون ربهععم يععوم‬

‫القیامة يوم يمشي الناس علی رؤرسهم ‪ ،‬فإن کان المر کذلك فما العجب من رؤية ال تعالی ‪..‬؟‬

‫وهذا دلینا واضح وصريح من کتاب ال تعالی حیث يقول عزوجل ‪:‬‬

‫القیامة ‪23 -22‬‬ ‫» وجوه يومئنذ ناظرة الی ربها ناظرة «‬

‫الدعاء الثالث والستون وقوله‪ :‬فمن يعتقد برؤية ال سواء في الدنیا أو فععي الخععرة ‪ ،‬يلععزم أن‬

‫يعتقد بجسمیته عز وجل ‪ ،‬وبأنه محاط ومظعروف ‪ ،‬كمعا يلعزم أن يكعون معادة حعتى يعرى بعالعین‬

‫المجردة ‪ ،‬وهذا كفر كما صرح العلماء الكرام من الفرقین‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إن کان جسمًا أم لم يکن کذلك ‪ ،‬فالمر ل يهمنا بتلك الدرجة الععتي أنععت تظنهععا وتعععالی الع عمععا‬

‫تقول علوا کبیرًا‪ ،‬إن الذي يهمنا هو إن ال تعالی سیتجلی لعباده حتی يروه ‪ ،‬أما کیف ذلك وعلی‬

‫أي هیئة فهذا مال نعلمه ول يمکن لحٍد تصورِه ‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والستون وقوله ‪ :‬إذا أردتم الطلع على الخبار التي تتضععمن الكفععر فععي الحلععول‬

‫والتحاد وتجسم ال سبحانه ورؤيته في الدنیا أو في الخععرة علىععاختلف عقععائدكم ‪ ،‬فراجعععوا ‪:‬‬

‫صحیح البخاري ج ‪ ، 1‬بععاب فضععل السععجود مععن كتععاب الصععلة ‪ ،‬وج ‪ 4‬بععاب الصععراط مععن كتععاب‬

‫الرقاق ‪ ،‬وصحیح مسلم ج ‪ ، 1‬باب إثبات رؤية المؤمنین ربهععم فععي الخععرة ‪ ،‬ومسععند أحمععد ج ‪2‬‬

‫ص ‪، 275‬والیكم المثال التالي‪ :‬عن أبي هريرة ‪ :‬إن النار تزفر و تتقیظ شعديدا ‪ ،‬فل تسعكن حعتى‬

‫ط ‪ ،‬حسبي حسبي ‪.‬‬


‫طقّ‬
‫يضع الرب قدمه فیها ‪ ،‬فتقول ‪ :‬ق ّ‬
‫‪117‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫الول ‪:‬‬

‫مما ل شك فیه فإن ذکر الیدين والعین قد جاء في القرآن الکريم وهذا مما ل ينکره أحععد ‪ ،‬قععال‬

‫تعالی » والسماء بینیناها بأيٍد وإنا لموسعون « الععذاريات وقععال تعععالی » يععد الع فععوق ايععديهم «‬

‫وقال تعالی » تجزي بأعیننا « نحن نومن ونعتقد في الوقت نفسععه أن الع تعععالی » لیععس کمثلععه‬

‫شیئٌ« » ولم يکن له کفوًا احد « وقد سأل المام أحمد عن الستواء فقال ‪ » :‬السععتواء معلععوم‬

‫والکیف مجهول واليمان به واجب والسعؤال عنعه بدععة « ثععم أمععر بعأخراجه لنعه رآه معن أهعل‬

‫النفاق‪.!!..‬‬

‫فل ننکر ماجاء في کتاب ال بل نؤمن بکل ماجاء فیه ونصدقه ثم إننا نقف حیث وقف ول نتعدی‬

‫ذلك بتأويل باطل أو بقول ضعیف ل أصل له من کتاب أوسنة ‪.‬‬

‫الثاني ‪:‬‬

‫نحن نؤمن بوجود ال تعالی ول نکیف ول نشبه ول نمثل ول نعطل ‪!!..‬‬

‫والذی يريد أن يسأل عن ذات ال تعالی أوطلب تكییف شيٍء من صفاته کالید والقدم والعیععن ومععا‬

‫الی ذلك فنری إنه مبتدع منافق ونری إخراجه من مجالسنا‪ ،‬وال ل ندري معاذا نفععل فقعد ابتلینععا‬

‫وابتلیت المة بهؤلء الشیعة‪ .!!:..‬لقد أمرنا أن نؤمن ونقر بکل ماجاء في كتاب ال تعالى وسنة‬

‫رسول ال صلى ال علیه وسلم من صفات ال تعالى وأسماءه الحسععنى وأن نتكلععم فععي ذلععك دون‬

‫اي حرج أو أثم فنقول ‪ :‬إنه تعالی سمیع بصیر حي قیوم واحد أحد فرد صمد ‪ ،‬فععأنت ل تسععتطیع‬

‫أن تحذف کلمة الید من القرآن الکريم ‪..‬؟ ! فهل تظن أن المام مسلم کان مخطئا حینما ذکععر الیععد‬

‫‪118‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫في صحیحه ‪..‬؟ وما هو إل ناقل عن رسول ال صلی ال علیه وسلم ما قعاله ولعم ينشعأ قعوًل مععن‬

‫عند نفسه رحمه ال ‪!!.‬‬

‫أرني سنیًا واحدًا يقول ذلك أو قريبًا منه ‪ ،‬عندها لك الحق أن تعترض علینععا او تحتععج ‪..‬؟؟!! إن‬

‫السنة ل يقولون بأن ال تعالی جسمًا أوأنه بهیئة کذا أو بصفة کععذا فهععذا الععذي تقععوله مععن کععذبك‬

‫أنت ‪ ،‬والسنة عندنا أن الرسول صلی ال علیه وسلم قد ذکر الیععد والقععدم وأثبتهمععا لع تعععالی ول‬

‫ل لك علینا حتی تقول‪ :‬إن أهل السنة يثبتون ال تعالی جسمًا‪..‬؟!‬


‫يعني ذلك أن هذا دلی ً‬

‫هل نتهمکم بالتجسیم بمجرد وجود هاتان الصفتان الید والعین في کتابکم وأعني به القرآن الذي‬

‫بین أيديکم ؟؟! هل قلنا ذلك من عند أنفسنا ؟‬

‫القلم‪42:‬‬ ‫ألم يقل الحق تعالی » يوم يکشف عن ساقٍ«‬

‫وقال سبحانه ‪ » :‬إن الذين يبايعونك إنما يبايعون ال « وقال جل شأنه‪ » :‬بل يععداه مبسععوطتان «‬
‫المائده‪. 64/‬‬

‫هذا کتاب ال ينطق بیننا بالحق ويثبت ل تعالی الساق والید ‪ !!..‬ألم يکن ال قهارا‪..‬؟ إذا يغضب‬

‫‪..‬؟! ولکني أراك تتهم أهل السنة وتقول من عند نفسك ما لم نقلعه‪ :‬إن السعني يثبعت ويقعول ‪ :‬إن‬

‫ل تعالی جهاز عصبي فهو يتحعرك ويغضعب عنعدما يسعيء ابعن آدم ‪ ،‬أو يعمعل معال يرضعاه الع‬

‫سبحانه ‪..‬؟!! إن ال تعالی يفرح من عبده حینما يراة يجاهععد أعععداء الع تعععالی ويقععاتلهم وينکععل‬

‫بهم ‪ ،‬وقد عبر النبي صلی ال علیه وسلم عن ذلك بالضحك ‪ ،‬فما هو الشکال في هذِه الضععوص‬

‫القرآنیة وما ورد في سنة النبي صلی ال علیه وسلم ‪.‬؟؟؟!! ل نری إشکاًل يذکر بفضل مععن الع‬

‫تعالی ‪ ،‬أما أنتم فمشکلتکم هي مع کتاب ال تعالی إذ يقول ال تععالی ‪ » :‬بععل يععداه مبسعوطتان «‬

‫وهذا اثبات من ال تعالی للید ‪ ،‬أمععا أنتععم وأمثععالکم فربمععا تتسععاءلون ‪ :‬مععاذا نفعععل فععي مثععل هععذِه‬

‫‪119‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫اليات ؟ فالجواب هو‪ :‬إن أهل السنة يؤمنون بکل ماورد في القرآن والسنة الصععحیحة مععن غیععر‬

‫ف کما أسلفنا ذلك ‪ ،‬فإن اليمان به واثباته هو مايجب علی المععؤمن تصععديقه واليمععان بععه ‪،‬‬
‫تکیی ِ‬

‫أما الكیفیة فأمٌر ل يقع تحت إدراك المؤمن ولم يكلف ال به أحدا من خلقه ‪ ،‬وذلك لننا لععو سععألنا‬

‫سائل وقال ‪ :‬کیف هي يد ال وکیف وجهه ‪..‬؟ صف لي عینه ‪..‬؟ قلنا له ‪ :‬بین لنععا داتععه سععبحانه‬

‫لتعرف بعدها صفة الید والعین والوجه ‪ ،‬إذا فنحن نععؤمن بععال الرحمععن الرحیععم الخعالق البععاريء‬

‫المصور المهمین من غیر تکییف له سععبحانه ول تمثیععل ول تصععور لهیئة خاصععة عععن ذاتععه جععل‬

‫ل وهذا هو المطلوب من کل عبٍد مسلٍم أن يؤمن بععه ‪ ،‬فنحععن‬


‫شأنه ‪ ،‬ولکن نؤمن بذلك إيمانًا مجم ً‬

‫حینما نقول ‪ :‬ان الع تعععالی يععداه مبسععوطتان ‪ ،‬فل نقععل ‪ :‬ان لععه ثلثععة أيععدي ‪ ،‬ول نقععل إنععه فتععح‬

‫احداهما دون الخری ‪ ،‬ول ننفي ذلك بالکلیة ‪ ،‬بل نؤمن بکعل ماجعاء فعي هعذِه اليعة معن صعفات‬

‫الکمال والجلل من غیر تشبیه ول تجسیم ول تعطیل ول تأويل کما يفعل ذلك بعض الناس‪!!..‬‬

‫ن أم الکتععاب وأخععر متشععابهات ‪،‬‬


‫قال تعالی ‪ »:‬هو الذي أنزل علیك الکتاب منه آيات محکمات ه ع ّ‬

‫فأما الذين في قلوبهم زيٌغ فیتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنِة وابتغاء تأويله وما يعلععم تععأويله ال‬

‫آل عمران‪7/‬‬ ‫ال والراسخون في العلم يقولون آمنا به کل من عند ربنا وما يذکر ال أولوا اللباب «‪.‬‬

‫الدعاءالخامس والستون وقوله ‪ :‬بعد ايراده لما جاء في صحیح المام البخاري حیث جاء فیععه‪:‬‬

‫أخرج البخاري في كتاب الغسل ‪ ،‬باب من اغتسعل عريانعا ‪ ،‬وأخعرج مسعلم فععي ج ‪ 2‬بععاب فضعائل‬

‫موسععى ‪ ،‬وأخععرج أحمععد فععي مسععنده ج ‪ 2‬ص ‪ 315‬عععن أبععي هريععرة قععال ‪ :‬كععانوا بنععوا إسععرائیل‬

‫يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض ‪ ،‬وكان موسى يغتسل وحده ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬وال ما يمنع‬

‫موسى أن يغتسل معنا إل أنه آدر ع أي ذو أدرة ‪ ،‬وهي ‪ :‬الفتق ع ‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قال فذهب مرة لیغتسل فوضع ثوبه على حجر ‪ ،‬ففر الحجر ‪ ،‬بثوبه ‪ ،‬فجعل موسععى يجععري بععأثره‬

‫ويقول ‪ :‬ثوبي حجر ! ثوبي حجر ! حتى نظر بنو إسرائیل إلى سوأة موسى !!! فقالوا ‪ :‬والع معا‬

‫بموسى من بأس ‪ ،‬فقام الحجر بعد حتى نظر إلیعه ‪ ،‬فأخعذ موسعى ثعوبه فطفعق بعالحجر ضعربا !!‬

‫فوال إن بالحجر نععدبا سععتة أو سععبعة !! وهععل مععن المعقععول أن موسععى بععن عمععران يقععوم بعمععل‬

‫جنععوني فیضععرب الحجععر ضععربا مبرحععا حععتى يئن الحجععر ؟ !! لیععت شعععري أبیععده كععان يضععرب‬

‫الحجر ؟! فهععو المتععألم ل الحجععر !! أم كععان يضععربه بالسععیف ‪ ،‬فالسععیف ينبععو وينكسععر ! أم كععان‬

‫الضرب بالسوط ‪ ،‬فالسوط يتقطع ! فما تأثیر الضرب بأي شكل كان ‪ ،‬على الحجر ؟! فكععل مععا فععي‬

‫الحديث من المحال الممتنع عقل ‪ ،‬وهو من الحاديث المضحكة التي مععن الععتزم بهععا فقععد اسععتهزأ‬

‫بال ورسله !! قلععت بععال علیكععم أنصععفوا ‪ ...‬ألععم يكععن هععذا الخععبر الععذي أضععحككم مععن الخرافععات‬

‫والخزعبلت ؟! وإني أتعجب معن رواة هعذا الخعبر ونعاقله !! بعال علیكعم أنصعفوا ‪ ..‬هعل يرضعى‬

‫ي لغضععب‬
‫ي عععام ّ‬
‫أحدكم أن تنسب إلیه هذه النسبة الموهنة الشنیعة ؟! الععتي لععو نسععبت إلععى سععوق ّ‬

‫واستشاط ! فكیف بنبي صاحب كتاب وشريعة ‪ ،‬وصاحب حكعم ونظعام ‪ ،‬يخععرج فععي أمتعه وشعععبه‬

‫عريانا وهم يمنعون النظر إلى سوأته هل العقل يقبل هذا ؟!‬

‫وهل من المعقول أن الحجر يسرق ملبس موسى ويفر بها وموسى يركض خلفه ‪ ،‬والحجر يمععر‬

‫من فوق يده وموسى ينادي الحجر ‪ ،‬والحجر أصم ل يسمع ول يبصر ؟!!‬

‫ردنا علیه‪:‬‬

‫ل أن يعقل ذلك ‪ ،‬أن حجرًا يرکض ويجري‪....‬؟!!‬


‫إن الؤلف ل يمکنه أن يتصور فض ً‬

‫‪121‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لماذا جری موسی علیه الصلة والسلم أمام قومه عريانًا‪...‬؟ وما الفائدة من ذلك؟ ثم ما الفائدة‬

‫کذلك من ضرب الحجر وهو جماد ل يعقل أو يشعر‪..‬؟ ثم يضیف الؤلف إننععا مععن المکععن أن نقبععل‬

‫معجزات النبیاء ونؤمن بها إذا کانت تقع لحکمة ما ‪ ،‬أو لفائدة تذکر‪...‬؟!!‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬هل يعقل أن مسلمًا يدعي اليمان والسلم يقول مثل هذا القول ‪...‬؟ نعم لو کان المعترض‬

‫علینا دهريًا أو زنديقا لهان الخطب ‪ ،‬ولقبلنا منه ذلك حتی نعلمه ونرشده ‪...‬؟!‬

‫إن التفکیر مجرد التفکیر والنظرة السلبیة ليات القرآن الکريم وقصصه بهذه الطريقة کافیا لععرد‬

‫الکثیر من اليات وخاصة تلك اليات التي تثیر الدهشة والتساؤل عند النسان ‪ ،‬فإن اليات التي‬

‫قصت علینا میلد المسیح عیسی بن مريم علیه السلم يستطیع عندها أن يقععوم أي شععخص غیععر‬

‫المؤلف لیعترض علینا ويقول ‪ :‬ما الحکمة وما الفائدة أن تلد المرأه من غیر زوج ‪..‬؟!!‬

‫وبهذا يقع التشکیك والريعب فعي قصعص القعرآن وآيعاته ‪..‬؟!! ونبطعل کعذلك الکعثیر منهعا بسعبب‬

‫التشکیك والتساؤل والعتراض المسععتمر علععی آيععاته ونصوصععه ‪ ،‬وکععأنه کتععاب لععم يععأت لهدايععة‬

‫البشر وتعلیمهم وارشادهم الی طريق الحق والعدل ‪ ،‬وإنما هو کتاب الغاز وأحععاجي جععاء لتسععلیة‬

‫الناس ‪..‬؟!! ول نبالغ إذا قلنا ‪:‬؛ إنه حینئذ سیکون مثل تلعك الکتععب الخرافیععة الععتي تععثیر فضععول‬

‫خیال النسان فتجعله يعیش عالمًا من الحلم والوهام‪..‬؟ تعالی الع وکلمععه عمععا يقععوله ويظنععه‬

‫الظالمون علوا کبیرًا ‪.‬‬

‫الدعاء السادس والستون وقوله‪ :‬أنقل رواية أخرى عن أبي هريرة مضحكة أيضا ‪ ،‬ول أظن‬

‫أحدا من الحاضرين ع بعد استماع هذه الرواية ع سیدافع عن أبي هريرة ‪ ،‬أو يعتقد بصحة روايات‬

‫البخاري ومسلم !‬

‫‪122‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نقل البخاري في ج ‪ ، 1‬باب من أحب الدفن في الرض المقدسة ‪ ،‬وج ‪ ، 2‬باب وفاة موسى ‪،‬‬
‫ونقل‬

‫مسلم في ج ‪ 2‬باب فضائل موسى عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء ملك الموت إلى موسى )ع( ‪ ،‬فقال‬

‫له أجب ربك‪.‬‬

‫قال أبو هريرة ‪ :‬فلطم موسى عین ملك الموت ففقأها !!‬

‫فرجع الملك إلى ال تعالى ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنك أرسلتني إلى عبد لك ل يريد الموت ففقأ عیني !‬

‫قال ‪ :‬فرد ال إلیه عینه وقال ‪ :‬ارجع إلى عبدي فقل ‪ :‬الحیاة ترد ؟! فان كنت تريد الحیاة فضع‬

‫يدك على متن ثور فما توارت بیدك من شعرة فإنك تعیش بها سنة ‪.‬‬

‫وأخرجه المام أحمد في مسنده ج ‪ 2‬ص ‪ ، 315‬عن أبي هريرة ‪ ،‬ولفظه ‪ :‬إن ملك الموت كان‬

‫يأتي الناس عیانا ‪ ،‬فأتى موسى فلطمه ففقأ عینه ‪.‬‬

‫وأخرجه ابن جرير الطبري في تاريخه ج ‪ ، 1‬في ذكر وفاة موسى ولفظه ‪ :‬إن ملك الموت كان‬

‫يأتي الناس عیانا أتى موسى فلطمه ففقأ عینه ع إلى أن قال ‪ :‬ع إن ملك الموت إنما جاء إلى‬

‫الناس خفیا بعد موت موسى !‬

‫وقد علقت فقلت لنه يخاف من الجهال أن يفقئوا عینه الخرى ‪.‬‬

‫فضحك جمع من الحاضرين بصوت عال ‪.‬‬

‫قلت بال علیكم أنصفوا ‪ ...‬ألم يكن هذا الخبر الذي أضحككم من الخرافات والخزعبلت ؟! وإني‬

‫أتعجب من رواة هذا الخبر وناقله !!‬

‫وأستغرب منكم إذ تصدقون هذا الخبر وأشباهه ‪ ،‬ول تسمحون لحد أن يناقشها وينتقدها ‪ ،‬حتى‬

‫لعلمائكم !!‬

‫فإن في هذه الرواية ما ل يجوز على ال تعالى ول على أنبیائه ول على ملئكته !!‬

‫أيلیق بال العظیم أن يصطفي من عباده ‪ ،‬جاهل خشنا يبطش بملك من الملئكة المقربین وهو‬

‫مبعوث من عند ال تعالى ‪ ،‬فیلطمه لطمة يفقأ بها عینه ؟!‬


‫‪123‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إن هذا النبي المعصوم بالرغم من تلك المنزلة الرفیعة التي وصععل الیهععا وذلععك المنصععب الخطیععر‬

‫الذي أوله ال إياه أقول ‪ :‬مع ذلك فإنه حینمععا رأی عصععاه تهععتز أمععام نععاظره کأنهععا ثعبععان خععاف‬

‫وهرب ولم يلتف وراءه ‪..‬؟!‬

‫ن ولی مدبرا ولم يعقب ‪ ،‬يا موسی لتخف إنععي‬


‫قال تعالی » وألق عصاك فلما رآها تهتز کأنها جا ّ‬

‫النمل‪.10/‬‬ ‫ي المرسلون «‬
‫ل يخاف لد ّ‬

‫ي يحقر النبیععاء‬
‫فهل تعترض علی هذا أيضًا ‪....‬؟ هل تريد أن تقول لنا‪ :‬إن هذا القرآن كتاب خراف ّ‬

‫وينتقص منهم ‪..‬؟ ل أری هناك فرقا بینك وبین الععدهربین الملحععدين ‪..‬؟ ثععم يقععول ‪) :‬أنقععل روايععة‬

‫أخرى عن أبي هريرة مضحكة أيضا ‪ ،‬ول أظن أحدا من الحاضرين ع بعد استماع هععذه الروايععة ع ع‬

‫سیدافع عن أبي هريرة أو يعتقد بصحة روايات البخاري ومسلم !‬

‫نقل البخاري في ج ‪ ، 1‬باب من أحعب العدفن فععي الرض المقدسععة ‪ ،‬وج ‪ ، 2‬بععاب وفععاة موسععى ‪،‬‬

‫ونقل مسلم في ج ‪ 2‬باب فضائل موسى عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬جاء ملك الموت إلى موسى )ع( ‪،‬‬

‫فقال له أجب ربك‪ .‬قال أبو هريرة ‪ :‬فلطم موسى عین ملك الموت ففقأها !! فرجع الملععك إلععى الع‬

‫تعالى فقال ‪ :‬إنك أرسلتني إلى عبعد لعك ل يريعد المعوت ففقعأ عینعي ! قعال ‪ :‬فعرد الع إلیعه عینعه‬

‫وقال ‪ :‬ارجع إلى عبدي فقل ‪ :‬الحیاة ترد ؟! فان كنت تريد الحیاة فضع يععدك علععى متععن ثععور فمععا‬

‫توارت بیدك من شعرة فإنك تعیش بها سنة ‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وأخرجه المام أحمد في مسنده ج ‪ 2‬ص ‪ ، 315‬عن أبي هريرة ‪ ،‬ولفظععه ‪ :‬إن ملععك المععوت كععان‬

‫يأتي الناس عیانا ‪ ،‬فأتى موسى فلطمه ففقأ عینه ‪.‬‬

‫وأخرجه ابن جرير الطبري في تاريخه ج ‪ ، 1‬في ذكر وفاة موسى ولفظععه ‪ :‬إن ملععك المععوت كععان‬

‫يأتي الناس عیانا أتى موسى فلطمه ففقأ عینععه عع إلعى أن قععال ‪ :‬عع إن ملعك المععوت إنمععا جععاء إلعى‬

‫الناس خفیا بعد موت موسى ! ثم قال ساخرا من حديث المصطفى صلى ال علیه وسععلم ‪ ) :‬وقععد‬

‫علقت فقلت لنه يخاف من الجهال أن يفقئوا عینه الخرى ( ‪ .‬ثم يضیف ‪) :‬أيلیق بال العظیم أن‬

‫يصطفي من عباده ‪ ،‬جاهل خشنا يبطش بملك من الملئكة المقربیععن وهععو مبعععوث مععن عنععد الع‬

‫تعالى ‪ ،‬فیلطمه لطمة يفقأ بها عینه ؟! ألیس هذا العمل عمل المتمردين والطععاغین الععذين يععذمهم‬

‫ن ) ؟! فكیععف يجععوز هععذا علععى‬


‫ري َ‬
‫جّبا ِ‬
‫م َ‬ ‫شُتم ب َطَ ْ‬
‫شت ُ ْ‬ ‫ذا ب َطَ ْ‬
‫وإ ِ َ‬
‫ال العزيز إذ يقول ‪َ ) :‬‬

‫من اختاره ال الحكیم لرسالته ‪ ،‬واصععطفاه لععوحیه ‪ ،‬وآثععره بمناجععاته ‪ ،‬وكلمععه تكلیمععاوجعله مععن‬

‫أولي العزم ؟! وكیف يكره الموت هذه الكراهة الحمقاء فیلطم ملك الموت وهو مأمور من قبل ال‬

‫تعالى ‪ ،‬تلك اللطمة النكراء فیفقأ بها عینه مع شععرف مقععامه ورغبتععه فععي القععرب مععن الع تعععالى‬

‫والفوز بلقائه عز وجل ؟! ومععا ذنععب ملععك المععوت ؟! هععل هععو إل رسععول الع إلععى موسععى ؟! فبعم‬

‫استحق الضرب بحیث تفقأ عینه ؟! وهل جاء إل عن ال وهل قال لموسى سععوى ‪ :‬أجععب ربععك ؟!‬

‫أيجوز على أولي العزم من الرسل إيذاء الكروبیین من الملئكة وضربهم حینما يبلغععونهم رسععالة‬

‫ربهععم وأوامععره عععز وجععل؟! تعععالى الع ‪ ،‬وجلععت أنبیععاؤه وملئكتععه عععن كععل ذلععك وعمععا يقععول‬

‫المخرفون ‪.‬‬

‫إن هكذا ظلم فاحش ل يصدر من آدمي جاهل فكیف بكلیم ال !‬

‫‪125‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم إن الهدف والغرض من بعثة النبیاء وإرسال الرسل ‪ :‬هداية البشر وإصلحهم ‪ ،‬ومنعهععم مععن‬

‫الفساد والتعدي والوحشیة ‪ ،‬فلذلك فإن ال سبحانه وكل أنبیائه ورسله منعوا النسان مععن الظلععم‬

‫حتى بالنسبة للحیوان ‪ ،‬فكیف بالنسبة لملك مقرب ؟!‬

‫فلذا نحن نعتقد ونجزم بأن هذا الخبر افتراء على ال وكلیمه ‪ ،‬وجاعل هذا الخبر كذاب مفتر يريد‬

‫الحط من شأن النبي موسى ويريد هتك حرمة النبیاء وتحقیرهم عند الناس ‪.‬‬

‫وردنا علیه من عدة وجوه‪:‬‬

‫الول ‪:‬‬

‫جاء في شرح هذا الحديث ‪ :‬أن موسی علیه السلم لم يتعرف علی ملك الموت حیععن دخععل علیععه‬

‫وذلك لنه جاءه علی هیئة البشر ‪ ،‬ثم إنه دخل داره بغیر إذنِه وهذا قد حصل من النبیاء غیععره ‪،‬‬

‫فهذا نبي ال وخلیله ابراهیم علیه الصلة والسععلم عنععدما دخععل علیععه الملئکععة الثلثععة لععم يکععن‬

‫يعرفهم ‪ ،‬وإل کیف قدم الیهم الطعام ؟ ثم إن السیدة مريم کذلك خافت من الملئکععة قععال تعععالی ‪:‬‬

‫» فأرسلنا الیها روحنا فتمثل لها بشرًا سويًا قالت إني أعععوذ بععالرحمن منععك إن کنععت تقیععا « فلععو‬

‫ل فل شك إنها سوف تقف امام الملك وتمنعه من الدخول علیها بغیر إذن ‪..‬؟!!‬
‫کانت مريم رج ً‬

‫الثاني ‪:‬‬

‫قیاسك هذا فاسٌد ل صحة له ‪ ،‬فالموت أمر ل يحبعه النسعان بفطرتعه ومعا فعلععه موسعی مععن ردة‬

‫الفعل دلیل صحیح علی ذلك ‪ ،‬ولکن أنظروا الی هذا المحتال فإنُه لم يذکر القصععة بتمامهععا‪ ،‬حیععث‬

‫أن موسی علیه السلم قد رضي أخیرًا بما قدره ال تعععالی علیععه مععن المععوت ‪ ،‬وهععو أمععر ل مفععر‬

‫للنسان منععه‪ ،‬فکیععف بأنبیععاء الع تعععالی ومععا أعععده لهععم ربهععم مععن الکرامععة والمنزلععة الرفیعععة‬

‫‪126‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عنده ‪..‬؟ وذلك هو أثر تلك التربیععة الربانیععة لهععم صععلوات الع وسععلمه علیهععم ‪ ،‬فلعم يکععن هنععاك‬

‫تحقیر أو تنقیص لنبي ال موسی علیه السلم ‪ ،‬وأنت أيها المؤلععف المخععذول تسععتطیع أن تبطععل‬

‫اليات الواردة في کتاب ال تعالی وهي تحکي لنا قصة نبي ال آدم ابعو البشعر‪ ،‬أقععول‪ :‬تسععتطیع‬

‫أن تعترض علیها باستدللك الفاسدةهذا فتقول ‪ :‬کیف يبیع ابو النبیاء والبشر آدم علیععه السععلم‬

‫تلك الجنة بأکلة عابرة ‪..‬؟!! إن هذا ل يمکن أن يقع أو يحععدث‪..‬؟!! أرأيععت الععی أي هاويععة ودرك‬

‫من الجهل أرداك هذا الستدلل الفاسد السقیم ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء السابع والستون وقوله ‪ :‬الشیعة لیسوا مشركین ‪!!...‬‬

‫لکي يبعد عن نفسه تهمة الشراك بال تعالی تراه بدأ يضع تعريفًا مصطنعًا للشرك‬

‫فیقول ‪ ) :‬أقسام الشرك‪ :‬إن الحاصععل مععن اليععات القرآنیععة ‪ ،‬والحععاديث المرويععة ‪ ،‬والتحقیقععات‬

‫العلمیة ‪ ،‬أن الشرك على قسمین ‪ ،‬وغیرهما فروع لهذين ‪ ،‬وهما ‪ :‬الشرك الجلععي ‪ ،‬أي ‪ :‬الظعاهر‬

‫والخر الشرك الخفي ‪ ،‬أي المستتر‬

‫الشرك الجلي‪:‬‬

‫أما الشرك الظاهري ‪ ،‬فهو عبارة عن ‪ :‬اتخاذ النسان شريكا ل عز وجل ‪ ،‬في الذات أو الصفات‬

‫أو الفعال أو العبادات ‪.‬‬

‫أع الشرك في الذات ‪ ،‬وهو أن يشرك مع ال سبحانه وتعالى في ذاتععه أو توحیععده ‪ ،‬كالوثنیععة وهععم‬

‫المجوس ‪ ،‬اعتقدوا بمبدأين ‪ :‬النور والظلمة ‪ .‬وكذلك النصارى ‪ ...‬فقد اعتقدوا بالقانیم الثلثععة ‪:‬‬

‫الب والبن وروح القدس ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬لكل واحد منهم قدرة وتأثیرا مستقل عن القسععمین الخريععن‬

‫‪127‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ومع هذا فهم جمیعا يشكلون المبدأ الول والوجود الواجب ‪ ،‬أي ‪ :‬ال ‪ ،‬فتعالى الع عمععا يقولععون‬

‫علوا كبیرا "‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬هذا كما ترون في الحقیقة من مکععر الشععیعة فهععم يقسععمون الشععرك الععی تقسععیمات عجیبععة‬

‫وتفريعات غريبة ما أنزل ال تعالی بها من سلطان ‪ ،‬وذلك بغیة الهروب من الواقع المظلععم الععذی‬

‫هم فیه ‪ ،‬وحتی ل يصدق علیهم مسمی الشرك بأي حال من الحوال فابتدعوا هذِه الطريقة لععدرء‬

‫هذِه التهمة عن أنفسهم محاولین بکل ما أوتوا من مکر ودهاء نفي الکثیر من الصفات والقوال‬

‫والفعال الشرکیة التي وقعوا فیها ‪ ،‬وإذا ما واجهتهم بها أنکروا ونفوا کل ما تلبسوا به مععن هععذا‬

‫الباطل ‪ ،‬وهذا بطبیعة الحال کذب واضح منهم ‪ ،‬وإذا معا رجعنعا العی آيعات الع تععالی وتعدبرناها‬

‫ندرك أن المشرکین لم يکونوا ينسبون الی آلهتهم شععیئًا مععن التععدبیر والخلععق والحیععاء والماتععة‬

‫لمعبوداتهم ‪ ،‬فهم يقرون بأن الخالق لهععذا الکععون والمبعدع المصعورهوال تععالی فهعم إذا کعانوا‬

‫يوحدون ال تعالی في ربوبیته ‪ ،‬ال إنهم أشرکوا في الوهیته ‪ ،‬وإذا ما تدبرت حععالهم ومععاهم فیععه‬

‫من بدع وضللت رأيتهم في نهاية المطاف صورة ل تختلف کثیرًا عن الشعیعة ومعا يقومعون بعه‬

‫من بدع وضللت ورسوم وتهاويل حول قبور أئمتهم فهذا الراکع عند باب المام ‪ ،‬وهذا السععاجد‬

‫وآخر تراه يطوف حول قبره مع ذبح القرابین ونثر المال داخل قبر معبودهم ‪ ،‬وما الی ذلععك مععن‬

‫المنکرات التي ل تعد ولتحصی ‪ ،‬والیك هذِه الدلة من کتاب ال تعععالی الععتي تععبین لععك بطلن مععا‬

‫هم فیه ) قل لمن الرض ومن فیها إن كنتععم تعلمععون سععیقولون لع قععل أفل تععذكرون قععل مععن رب‬

‫السموات السبع ورب العرش العظیم سیقولون ل قل أفل تتقون قععل مععن بیععده ملكععوت كععل شععيء‬

‫‪128‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وهو يجیر ول يجار علیه إن كنتم تعلمون سیقولون ل قل فأنى تسحرون بل أتیناهم بالحق وإنهم‬

‫لكاذبون ما اتخذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إلععه بمععا خلععق ولعل بعضععهم علععى‬

‫بعض سبحان ال عما يصفون عالم الغیب والشهادة فتعالى عما يشركون (‪.‬‬

‫أرأيتم ‪..‬؟ هذا يدل علی أن النسان قد يعععرف الحععق ويعععرف ربععه ومعبععوده ‪ ،‬ولکنععه فععي الععوقت‬

‫نفسه تراه يلوث نفسه بأدران الجاهلیععة وأوضععارها وهععو أمععر لیععس بمسععتبعد أبععدًا ‪ ،‬ولعذلك فععإن‬

‫الشیعة ينکرون هذِه اليات لنها تعريهم وتظهر حقیقتهم فذهبوا يعرفعون لنعا الشعرك بتعريفععات‬

‫وحدود وأوصاف تجعلهم بمنأی عن الوقوع فععي دائرتععهِ‪ ،‬ولععو تعدبروا جیعدًا وطلبعوا الحععق معن‬

‫مظانه وتجردوا من كل هوى وزيغ وإصرارعلی التم لعلموا أنهم من المشععرکین ‪....‬؟! إذا ان لععم‬

‫هذا من الصب والکذب والحتیال فل نعرف للمکر والحتیال مفهومًا غیره‪..‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والستون وقوله‪ :‬وكذلك النصارى ‪ ...‬فقد اعتقدوا بالقععانیم الثلثععة ‪ :‬الب والبععن‬

‫وروح القدس ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬لكل واحد منهم قدرة وتأثیرا مستقل عن القسعمین الخريععن ‪ ،‬ومعع هعذا‬

‫فهم جمیعا يشكلون المبدأ الول والوجود الواجب ‪،‬أي‪ :‬ال ‪ ،‬فتعالى ال عما يقولون علععوا كععبیرا‬

‫وال عز وجل رد هذه العقیدة الباطلععة فععي سععوره المععائدة ‪ ،‬اليععة ‪ ، 37‬بقععوله ‪ ) :‬ل َ َ‬
‫قدْ ك َ َ‬
‫فَر‬

‫د وبعبععارة‬
‫حـ ٌ‬
‫وا ِ‬ ‫ه إ ِّل ِإل ـ ٌ‬
‫ه َ‬ ‫ن ِإل ـ ٍ‬
‫مـ ْ‬
‫ما ِ‬
‫و َ‬ ‫ث ث َل َث َ ٍ‬
‫ة َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َثال ِ ُ‬ ‫قاُلوا إ ِ ّ‬
‫ن َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬

‫أخرى فالنصععارى يعتقععدون ‪ :‬أن اللوهیععة مشعتركة بیعن القعانیم الثلثععة ‪ ،‬وهعي ‪ :‬جمععع اقنیععم عع‬

‫بالسريانیة ع ومعناها بالعربیة ‪ :‬الوجود وقد أثبت فلسفة السلم بطلن هذه النظرية عقل ‪ ،‬وأن‬

‫التحاد ل يمكن سواء في ذات ال تبارك وتعالى أو في غیر ذاته عز وجل ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬


‫‪129‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يريد أن يفهمنا أن ل تقارب أو تشععابه بینهعم وبیععن النصعاری بحجعة أن النصععاري يعتقععدون فعي‬

‫عیسی أنه إله من دون ال ‪ ،‬أو أنه ثالث ثلثة وأما الشیعة بزعم الؤلف فهم لیسععوا کععذلك ‪ ....‬؟!‬

‫أقول ‪ :‬قد يکون لقولك شيٌء من الصحة ‪ ،‬ولکن مع هذا فأنت لم تقععل الحقیقععة ولععم تصععدق مععع‬

‫نفسك أو مع غیرك ‪ ،‬وذلععك لن الشععیعة بینهععم وبیععن النصععاری الکععثیر مععن التشععابة والتقععارب ‪،‬‬

‫ل ‪ ،‬وقععد شععغلتم لیلکععم‬


‫ل علی ذلك مععانراه منکععم وأنتععم ل تکععادوا تععذکروا الع ال قلی ً‬
‫ويکفینا دلی ً‬

‫ونهارکم بالتمجید والحمد والتسبیح والتنزيه لتلك المنازل العالیة والمقامات الرفیعة التي وضعتم‬

‫فیها أئمتکم ومعصومیکم تلك المنزلععة الععتي ل يصععل الیهععا نععبي مرسععل ول ملععك مقععرب ‪ ،‬وهععي‬

‫منازل ومقامات ل تلیق ال بجلل الع وعظمتععه سععبحانه ‪ !!..‬ثععم ماهععذه العیععاد والمحافععل الععتي‬

‫تقیمونها بمناسبة میلد أئمتکم ألیس ذلك تقلید لعمال النصاري وتشبه بهم وبأفعالهم ‪..‬؟ ألیععس‬

‫ذلك التقديس والغلو الکبیرلهؤلء الئمة الععذين تععدعونهم وتلععوذون بهععم وتتضععرعون الیهععم فععي‬

‫الملمات تشبه واتباع واضح لما يقوم به النصاري من تقديس وعبادة لذلك الصععلیب الععذي تزعععم‬

‫النصاری أن السید المسیح علیه السلم قد صلب علیه‪..‬؟ ثم لم نر إن المععر قععد توقععف عنععد هععذا‬

‫الحد من العبادة والتقديس للبشر حععتی تعععدی ذلععك الععی تقععديس الععتراب ‪ ،‬حیععث جعلتععم مععن تربععة‬

‫کربلء تربه مقدسة ل تضاهیها بقعه بقدسیتها وطاهرتها علی أرض الع کلهععا‪ !!..‬نعععم إنکععم لععم‬

‫تکونوا مثل النصاری ولم تقلدونهم وتتشبهوا بهم فحسب بل إنکم تجاوزتم ذلك الی أدنععى درجععة‬

‫من النحطاط لنهم أفضععل حععاٍل منکععم حیععث أنهععم يععدعوا حیعًا غائبععا أمععا أنتععم فتععدعون أمواتعًا ل‬

‫يملکون ل نفسهم نفعًا ول ضرًا فکیف هم يملکون ذلك لکم ‪..‬؟ لقد قلتم بأنفسکم إن علیًا قد مات‬

‫‪ ،‬فلماذا نراکم حتی الساعة وأنتم تستعینون به وتستصرخونه ‪..‬؟!! من المکن أنکم تعتقدون أنه‬

‫‪130‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ي الع عنععه مشععی الععی قععبره‬


‫مازال يملك ذلععك لکععم کیععف ل‪..‬؟ وأنتععم زعمتععم أنععه لمععا تععوفي رضع ِ‬

‫بنفسه‪..‬؟ فهو حسب زعمکم ما زالت لديه تلك القدرة الخارقة علی تحقیق المعجزات‪..‬؟!!‬

‫الدعاء التاسع والستون وقوله ‪ :‬الشرك في الصفات ‪ ...‬وهو ‪ :‬أن يعتقد بأن صفات الباري عععز‬

‫وجل ‪ ،‬كعلمه وحكمته وقدرته وحیاته هي أشععیاء زائدة علععى ذاتععه سععبحانه ‪ ،‬وهععي أيضععا قديمععة‬

‫كذاته جل وعل ‪ ،‬فحینئذ يلزم تعدد القديم وهو شرك‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ها هو يعود الی المراوغة وإلحتیال مرة أخری ‪ ،‬وذلك حینما قال ‪ :‬كل من أدععی أن صععفات الع‬

‫غیر ذاته فهو مشرك ‪ ،‬أي أنها صفات مکتسبة فهو مشرك؟!!‬

‫إذًا أنت تعني کل من أعتقد أن الرزاق هو غیر ال فهو مشرك ‪ ،‬فنقول لعك‪ :‬إجععل کعل معن ادععی‬

‫ض لکل حاجة فهو غیرال فهو مشرك أيضا ‪ ،‬ألستم أنتم من يقول‬
‫أن علیًا حلل لکل مشکل وقا ٍ‬

‫‪ :‬يا علي مدد ‪ ،‬يا علی أدرکني واغثني کما نسمع ذلك على لسان الشیعة في كل مكان ‪:‬‬

‫نادي علیا مظهر العجائب تجد ه عونا لك في كل الشدائد‬

‫يا علي يا علي يا علي‬

‫هذا هو قولكم ولم نتألى عليكم ‪....‬؟!! ‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعععاء السععبعون وقععوله‪ :‬الشععرك فععي الفعععال ‪ ...‬وهععو العتقععاد بععأن لبعععض الشععخاص أثععرا‬

‫استقللیا في الفعال الربوبیة والتدابیر اللهیععة كعالخلق والععرزق أو يعتقععدون أن لبعععض الشععیاء‬

‫أثرا استقللیا في الكون ‪ ،‬كالنجوم ‪ ،‬أو يعتقدون بأن ال عز وجل بعععدما خلععق الخلئق بقععدرته ‪،‬‬

‫وفوض تدبیر المور وإدارة الكون إلى بعض الشخاص ‪ ،‬كاعتقاد المفوضة ‪ ،‬وقد مرت روايععات‬

‫قال َ ِ‬
‫ت‬ ‫و َ‬
‫أئمة الشععیعة فععي لعنهععم وتكفیرهععم ‪ ،‬وكععالیهود الععذين قععال ال ع تعععالى فععي ذمهععم ‪َ ) :‬‬

‫قــاُلوا ب َـ ْ‬ ‫ول ُ ِ‬ ‫َ‬


‫ه‬
‫دا ُ‬
‫ل ي َـ َ‬ ‫مــا َ‬
‫عن ُــوا ب ِ َ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫دي ِ‬ ‫غل ّـ ْ‬
‫ت أي ْـ ِ‬ ‫غُلول َ ٌ‬
‫ة ُ‬ ‫م ْ‬ ‫هودُ ي َدُ الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ال ْي َ ُ‬

‫ق ك َي ْ َ‬
‫ف يَ َ‬
‫شاءُ (‪.‬‬ ‫ف ُ‬ ‫سوطََتا ِ‬
‫ن ُين ِ‬ ‫مب ْ ُ‬
‫َ‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إن المؤلف بین لنا الشرك وأظهره لنا بصورة يظن کل انسان حینما يقرأ ذلك أن ال تعالی عندما‬

‫خلق الخلق ترکهم وشأنهم ثم أوکل أمر العالم کله الی غیره ‪ !!..‬ثم ضرب علی ذلك مثاًل بالیهود‬

‫وقال إنهم علی هذِه العقیده ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬والشیعة کذلك يعتقدون ذلك ‪..‬؟! فإن رفضت ذلك ورددتععه فععإن إمععام زمانععك أيهععا المؤلععف‬

‫سیکون بناءًا علی قولك هذا معطلً‪ !!..‬مع إني اعتقد أن عقیدة الشیعة في الحقیقة أسوء بکثیر‬

‫مما علیه حال الیهود ‪..‬؟! نعم هذه هععي الحقیقععة العتي يعرفهعا کعل عععرف وعلعم ععن الشععیعة مععا‬

‫أعلمه أنا ‪ ،‬فالیهود إنما أدعوا ذلك وافتروه علی ال تعالی في الدنیا وأما الشیعة فقد ادعوا علععی‬

‫ال أعظم من ذلك حینما قالوا ‪ :‬إن يدية مغلولة في الععدنیا يصععرف کععل تععدبیر مععن أمععر السععموات‬

‫والرض وجمیع الحق الی أئمتهم فهم المتصرفون بکل شي ‪ ،‬ومغلولة في الخرة حینمععا قالوهععا‬

‫‪132‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫جهارًا نهارًا * إياب الخلق الیکععم وحسععابهم علیکعم *‪..‬؟!! اذا هععم بععذلك عطلععوا الع تعععالی مععن‬

‫صفات الکمال والجلل واتهموه تعالی في ربوبیته ‪..‬؟!!‬

‫الدعاء الحادي السبعون وقوله ‪ :‬الشرك في العبادات ‪ ...‬وهو أن النسان أثناء عبوديته يتععوجه‬

‫إلى غیر ال سبحانه ‪ ،‬أو لم تكن نیته خالصة ل تعالى ‪ ،‬كأن يرائي أو يريد جلب انتبععاه الخريععن‬

‫إلى نفسه أو ينذر لغیر ال عزوجل ‪ !!..‬فكل عمل تلزم فیه نیععة القربععة إلععى الع سععبحانه ‪ ،‬ولكععن‬

‫العامل حین العمل إذا نواه لغیر ال أو أشرك فیه مع ال غیره ‪ ،‬فهو شرك‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لم نر المؤلف قد عرف العبادة تعريفًا جامعًا شامل شافیا وإنما اكتفی بالتعريف أعله ‪ !...‬فععوال‬

‫الذي ل اله غیره إني ل يزال عجبي يزداد کل يوم من أمثال هذا الؤلف وأسلفه ‪!!..‬‬

‫ل أدري ما الذي غنموه واستفادوه من اضلل الناس وإغوائهم ‪..‬؟!! أهو الرزق‪..‬؟ ألم يکن ذلععك‬

‫کم وخععداعکم وبععاطلکم وضععللکم؟ وإنععي أود أن أوجععه‬


‫شعَرِک ِ‬
‫نصیب من أوقعتموهم فريسة فععي َ‬

‫الیهم هذا السؤال ‪ :‬عندما تذهبون الی زيارة قبر الحسین فهل تعتبرون هععذِه الزيععارة مععن العبععادة‬

‫أم ل ‪..‬؟ هل تنکرون أن الزائز لهذا القبر عندکم يناله من الجر والثواب العظیم أم أنکععمِ تثبتععون‬

‫ذلك وتقرون به ‪.‬؟ هل يعتبُر ذلك الصراخ والعويل والبکاء عند قبر الحسععین مععن العبععادة أم ل ‪.‬؟‬

‫من الذي حینها يکون أکبر في صدورکم واکثر حضورًا وأعظم هیبععة ال ع ام الحسععین ‪.‬؟!! طبع عًا‬

‫إنکم قوم بهت والکذب في شرعکم ودينکم ومذهبکم ل حد لععه ول سععاحل ‪ !!..‬إن إنکرتععم وقلتععم‬

‫لم يکن لذلك اصل ‪ ،‬فأخبرونا بربکم ما هذا الذي نراه منکم عندما يريد أحععدکم أن يععذهب لزيععارة‬

‫هذا القبر أو ذاك‪...‬؟ فعتراه يقعف عنعد البعاب ثعم ينعادي صعاحب القعبر الشعريف والمقعام المنیعف‬

‫‪133‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يستأذته في الدخول ‪ !!..‬إن کان ما تقولونه حقا فلماذا يستأذن من المیعت ول يسعتأذن معن الحعي‬

‫القیوم ‪ ..‬؟؟ ذلك رب العالمین ؟ هل مععازلتم مصعّرين علععی بععاطلکم ‪..‬؟ هععل تريععدون أن تضععحکوا‬

‫علی عقولكم الساذجة الحمقی من أمثالکم لتقولوا ‪ :‬إنما قلوبنا وتعلقنا هو بال تعالی ل بصععاحب‬

‫هذا القبر؟‬

‫ل لمفهععوم العبععادة فععي الشععرع‬


‫ثم إننا نری إن تعريفکم للعبادة لعم يکععن تعريفعًا صععحیحًا ول شععام ً‬

‫والدين ‪ ،‬ولکنه والحق يقال فإن لهذا التعريف وجه تعلق بکم هو يشملکم‪.‬؟!! ولععذا فإننععا نععری‬

‫الؤلف عندما يری أن المور ل تسیر علی النحو الذي يريده ويتمنععاه تععراه يحیععد عععن الموضععوع‬

‫الصلي لینتقل الی الحديث عن الشرك الصغر ظانًا بذلك أنه سوف يخفي فضیحته وسوءته عععن‬

‫أنظار القارئین والسامعین إن الکل يعلعم إن أصعل العبععادة هععو دععاء النسعان وتضععرعه لخعالقه‬

‫وبارئه وإلهه کما ورد وصف ذلك في الحدسث الشريف » الععدعاء هععو العبععادة « وکمععا ورد ذلععك‬

‫في قوله تعالی قبل ذلك ‪ »:‬وقال ربکم أدععوني اسعتجب لکعم إن العذين يسعتکبرون ععن عبعادتي‬

‫سیدخلون جهنم داخرين « غافرة ‪.60‬‬

‫فکیف تريدون أن تقنعونا أو تقنعوا من سوانا إن ما تقومون به من دعائکم أئمتکم واستغاثتکم‬

‫بهم ورفع الحوائج الیهم وطوافکم بضرائحهم والنذر لهم لم يکن ذلك من العبادة في شععيء ‪..‬؟!!‬

‫أو أن ذلك لم يکن من نواقض السلم والشرك بال تعععالی ‪..‬؟ نعععم قععد نقععول إنکععم لععم تقعععوا فععي‬

‫شرك العبادة أحیانًا ونقبل ذلك منکم فهل تعرفوا لععم ذلععك ؟ لنکععم فععي تلععك الحیععان لععم يکعن لع‬

‫تعالی وجود في کیانکم وعبادتکم ‪ ،‬بعل قعد نسعیتموه بالکلیعة ‪ ،‬وذکرتعم أربعابکم معن المخلعوقین‬

‫والئمة فأنتم في هذا الحال لم يکن لديکم الشرك وحده ‪ ،‬بل إنها الزندقة واللحاد والنکععار لکععل‬

‫حق وحقیقة ووجود لهذا الکون وخالقه ‪..‬؟!‬

‫‪134‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثاني والسبعون وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬العقل السلیم والمنطق السلیم يقضیان بأن أحدا لععو أراد‬

‫أن يعرف عقائد قوم ‪ ،‬فیجب أن ل ينظر إلى أقوال وأفعال جهالهم ‪ ،‬وإنما ينظر إلى مقععال وأفعععال‬

‫علماء القوم ‪ .‬وأنتعم إذا أردتعم التحقیعق ععن الشعیعة ومعتقعداتهم ‪ ،‬فعلیكعم أن تنظعروا إلعى كتعب‬

‫علمائهم ومحققیهم ‪ ،‬فتعرفوا الشعیعة معن خلل أقعوال فقهعائهم وأعمعالهم ‪ .‬فعإذا شعاهدتم بععض‬

‫العععوام منععا قععد نععذر لحععد الئمععة )ع( أو لحععد أبنععاء الئمععة )ع( أو أحععد الصععالحین ‪ ،‬عععن جهععل‬

‫بالمسألة ‪ ،‬فل تحسبوه من معتقدات الشیعة ‪ ،‬فإن كععل مععذهب وملععة يوجععد هنععاك عععوام يجهلععون‬

‫مسائل دينهم ‪ ،‬وهذا لیس عندنا فحسب ‪.‬‬

‫وأنتم إذا لم تكونوا مغرضین ‪ ،‬ولم تكونا بصدد خلعق المععائب والباطیعل علعى الشعیعة فراجععوا‬

‫كتب فقهائهم وانظروا إلى سیرة المؤمنین منهم العارفین للمسائل الدينیة‬

‫فان التوحید الخاص والمصفى من كل شائبة ل يكون إل عند الشیعة المامیة ‪.‬‬

‫وأرجو منكم أن تراجعوا كتابي ‪ :‬شرح اللمعة ‪ ،‬وشرائع السلم ‪ ،‬وأي كتاب آخر يضععم المسععائل‬

‫الفقهیة ‪ ،‬وحتى الرسائل العلمیة لفقهائنا المعاصرين ‪ ،‬وهم مراجع الشیعة في مسائل دينهم ‪.‬‬

‫راجعوا في هذه الكتب " باب النذر " فتجدون إجماع فقهائنا ‪ :‬أن النذر بهععذا الشععكل " ل ع علععي‬

‫أن ‪ :‬أفعل كذا وكذا‪ ،‬أو ‪ :‬أترك كذا وكذا " فیذكر بدل الجملة الخیرة ‪ ،‬نععذره إيجابععا كععان أو سععلبا‬

‫فإذا تعذر علیه إجراء الصیغة باللغععة العربیععة أو صعععب علیععه ذلععك ‪ ،‬فیععترجم مفهععومه إلععى لغتععه‬

‫ويجريه بلسانه ‪ .‬وأما إذا نوى النذر لغیر ال سععبحانه أو أشععرك معععه آخععر ‪ ،‬سععواء كععان نبیععا أو‬

‫‪135‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إماما أو غیره ‪ ،‬فالنذر باطل ‪ .‬وإذا نذر على الصورة الخیرة عالما بالمسععألة ‪ ،‬فععإن عملععه حععرام‬

‫حدا ً (‪ .‬فیجععب علععى‬ ‫عبادة رب َ‬ ‫ر ْ‬ ‫وَل ي ُ ْ‬


‫هأ َ‬‫ك بِ ِ َ َ ِ َ ّ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫وشرك بال عز وجل ‪ ،‬فقد قال تعالى ‪َ ) :‬‬

‫العلماء أن يعلموا الجاهلین ويبینوا لهم كل مسائل الدين ‪ ،‬ومنها مسائل النذر ‪ ،‬فالنععذر يكععون لع‬

‫وحده ل شريك له ‪ ،‬ولكن الناذر يكون مخیرا في تعیین مصرف النذر ‪ ،‬فمثل ‪ :‬لععه أن يقععول ‪ :‬لع‬

‫علي نذر أن أذبح شاة عند مرقد النبي )ص( أو عند مرقد المام علي )ع( أو غیرهمععا أو يقععول ‪:‬‬

‫ل علي نذر أن أذبح شاة وأطعم لحمها السادة الشرفاء ‪ ،‬أو الفقراء ‪ ،‬أو العلماء ‪ ..‬إلى آخره ‪ .‬أو‬

‫يقول ‪ :‬ل علي نذر أن أعطي ثوبا لفلن بالتعیین ‪ ،‬أو لعالم ‪ ،‬على غیر تعیین ‪ .‬فكععل هععذه الصععیغ‬

‫في النذر صحیحة ‪ ،‬ولكن إذا لم يذكر ال كأن يقول ‪ :‬نذرت للنبي أو المام أو الفقیه أو الفقیععر أو‬

‫الیتیم ‪ ...‬إلى آخره ‪ ،‬كل هذه الصیغ باطلة غیر صحیحة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫الول ‪:‬‬

‫إن هذه العمال والمنکرات التي تصل في کثیر من الحیان الی حد الشرك والکفر بال تعععالی لععم‬

‫تکن يوما محل أنکار من قلبکم وقبل علمائکم ‪ ،‬فإن مما يعلمه ويعمله جمیع العوام مععن الشععیعة‬

‫إنما يرجعون في کل صغیرة وکبیرة فیه الی إئمتهم وآيععاتهم ومراجعهععم ومشععايخهم ‪ ،‬فتععبین مععن‬

‫هذا إن عدم إنکارکم علیهم هو السبب الول في استمرارهم بهععذِه العمععال والتصععرفات الخععاطئة‬

‫التي ل يقرها شرع ول دين ول کتاب منزل ‪ !!..‬فما لنا نراكم تقولوا خلف ذلك وتنکرونه ‪..‬؟!!‬

‫النذر لغیر ال تعالی أصبح من الحقائق والعادات المتأصلة في نفوس أتباعکم ولم نر لذلك منکععم‬

‫منکرًاًبل وحتی أصبح ذلك من المثال المشهور عندکم وهذا المثل دلیل علی کذبکم وصععدق مععا‬

‫نقول فاستمع له ‪:‬‬


‫‪136‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫كل نفط مراق فهو نذر للمام الرضا‬

‫الثاني‪:‬‬

‫إن کان المر کما تقول وأن هذا النذر هو فععي الحقیقععة لع تعععالی فمععا الععذي يععدعوکم الععی تقريبععه‬

‫وذبحه عند صاحب القبر‪...‬؟ ألم تعلم إن الذبح من العبادات التي لتجعوز ال لع تععالی ؟ ألعم تعلعم‬

‫إن الذبح عبادة عظیمة في السلم ‪..‬؟ وإن ال تعالی لم يهب ذلك الجر العظیععم والثععواب الجزيععل‬

‫الی علی قدر العمل وخطورتة ‪.‬؟ نحن نعلم جیدا إنکم تريدون وبأي طريقة کانت أن تحشروا أنف‬

‫صاحب القبر في کل عبادة وشعیرة من شعائر السلم وعبادته الععتي ل ينبغععي فیهععا العمععل ال إذا‬

‫سبق ذلك إخلص النیِة فیها ل الواحد الحد ‪...‬؟!!‬

‫الشیعة نزيهون من أنواع الشرك‬ ‫الدعاء الثالث والسبعون‪:‬‬

‫بعد أن بّیّنا أقسام الشرك وأنواعه ‪ ،‬فأسألكم ‪ :‬أي أقسام الشرك تنسبوه إلى الشیعة؟!‬

‫ومن أي شیعي عالم أو عامي سمعتم أنه يشرك بال سبحانه في ذاته أو صفاته وأفعاله ؟!‬

‫وهل وجدتم في كتب الشیعة المامیة والخبار المروية عن أئمتهم علیهم السلم ما يدل على‬

‫الشرك بالتفصیل الذي مر ؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫نعم سمعنا بذلك ولکننا لم نسمع أنهم أشرکوا المام الرضا فععي العبععادة ؟ وإنععي أقسععم بععال فلقععد‬

‫سمعت أکعثر معن ذلعك ‪ ،‬سعمعت أن الشعیعة قعد أرسعلت الع نععوذ بعال معن ذلعك العی زيعارة قعبر‬

‫الحسین ‪ !!..‬ولکني الی هذا الحین ل أدري ما هو المراد والمقصود من هذِه الزيارة ‪..‬؟ وهععل أن‬

‫ال تعالی حینما زار قبر الحسین سأل المام حاجته أم أنها کانت زيارة عادية مجرد زيارة ‪...‬؟!!‬

‫‪137‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نعم لقد قالوا کلمة الکفر بأفواههم والیکععم هععذا الحععديث الععذي رواه إمععامهم المجلسععي فععي کتععابه‬

‫بحارا النوار وهو ما ذکزناه سابقأ من هذا الکتاب ‪ ،‬وقععد رأينععا کیععف أن المؤلععف قععد أثنععی علیععه‬

‫کثیرًا والیکم الحديث ‪ :‬عن صفوان ) (‬

‫ثم يقول لك ‪ :‬إنهم لیسوا مشرکین‪...‬؟!! قد يکون صادقًا فهم لم يشرکوا فحسب بععل فعلععوا أسععوء‬

‫من ذلك ‪.!!.‬‬

‫إن المشرکین علی عهد النبي صلی ال علیه وسلم کععان أحععدهم يشععرك بععال تعععالی عنععد سععراءه‬

‫ونعمته وأما وقت الشدة والمصیبة فتراه يخلص الدعاء والتضرع ويصدق في ذلعك فل يععدعوا أو‬

‫سکم الضر في البحر ضلّ‬


‫يلجأ ال الیه سبحانه ‪ ،‬کما ذکر ال تعالی ذلك في قوله تعالی ‪ »:‬وإذا م ّ‬

‫ن کفوراً« السراء‪67/‬‬
‫من تدعون الإياه فلما نجاکم الی البر أعرضتم وکان النسا ُ‬

‫نعم هذا حال مشرکي الجاهلیة قبل السلم ‪ ،‬أما الشیعة فهم ل يخلصون في دعععائهم وتضععرعهم‬

‫حین المصیبة ونزول البلء ‪ ،‬ول يلجؤون الی ال تعالی لکشف ذلعك وإنمععا تراهعم يشععرکون بععه‬

‫في الشدة والرخاء‪ !!..‬وأذکر جیدًا حینما سعقطت إحعدی طعائرات الخطعوط الجويععة اليرانیععة قبععل‬

‫حوالی سنتین في العاصمة طهران هل تعرفوا مععاذا وجععدوا فععي ذلععك الصععندوق السععود ‪..‬؟ إنهععم‬

‫وجدوا حین استماعهم الیه ان النداء الخیر لقائد الطائرة کان ‪ :‬يا حعععععععععععععسین ‪.......‬؟!!!‬

‫إنه إلهه الذي ل ينسی ذکره أو يغفل عنه حتی في أحرج ساعة وأشدها وأمرها‪.....‬؟؟!!‬

‫الدعاء الرابع والسبعون ‪ :‬ذکر الؤلف هنا مثاًل عجیبًا فقال ‪) :‬قلت ‪ :‬أتعجععب منععك كععثیرا ! لنععك‬

‫عالم متفكر ‪ ،‬ولكنك متأثر بكلم أسلفك مععن غیععر تحقیععق ‪ ،‬وكأنععك كنععت نائمععا حینمععا كنععت أبیععن‬

‫أنواع الشرك ! فبعد ذلك التفصیل كله ‪ ،‬تتفوه بهذا الكلم السخیف وتقول ‪ :‬بأن طلب الحاجة مععن‬

‫‪138‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الئمة شرك!!فإذا كان طلب الحاجععة مععن المخلععوقین شععرك ‪ ،‬فكععل النععاس مشععركون ! فععإذا كععانت‬

‫الستعانة بالخرين في قضاء الحوائج شرك ‪ ،‬فلماذا كان النبیععاء يسععتعینون بالنععاس فععي بعععض‬

‫حوائجهم ‪.‬‬

‫اقرءوا القرآن الكريم بتدبر وتفكر حتى تنكشف لكم الحقیقة ‪ ،‬راجعوا قصة سلیمان علیععه السععلم‬
‫ْ‬ ‫ل يا أ َيها ال ْمل َ ُ َ‬
‫ها‬
‫ش َ‬
‫عْر ِ‬ ‫ؤا أي ّك ُ ْ‬
‫م ي َأِتيِني ب ِ َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ َ ّ َ‬ ‫في سورة النمل اليات ‪ 38‬ع ‪َ )) : 40‬‬

‫ه‬ ‫ن أ ََنا آِتي َ‬


‫ك بِ ِ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫ج ّ‬ ‫م َ‬
‫ت ّ‬
‫ري ٌ‬ ‫ع ْ‬
‫ف ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن»‪َ «38‬‬
‫قا َ‬ ‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬
‫م ْ‬
‫ْ‬ ‫قب َ َ‬
‫ل أن ي َأُتوِني ُ‬ ‫َ ْ‬
‫َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ل َأن ت َ ُ‬
‫ن»‪َ «39‬‬
‫قــا َ‬
‫ل‬ ‫ميـ ٌ‬
‫يأ ِ‬‫و ّ‬
‫قـ ِ‬ ‫عل َي ْـ ِ‬
‫وإ ِن ّــي َ‬ ‫مـ َ‬
‫ك َ‬ ‫م َ‬
‫قا ِ‬ ‫مــن ّ‬
‫م ِ‬
‫قو َ‬ ‫َ‬
‫قب ْ َ‬

‫فـ َ‬
‫ك‬ ‫ل َأن ي َْرت َدّ إ ِل َي ْ َ‬
‫ك طَْر ُ‬ ‫ه َ‬
‫قب ْ َ‬ ‫ب أ ََنا آِتي َ‬
‫ك بِ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬
‫م َ‬ ‫عل ْ ٌ‬
‫م ّ‬ ‫عندَهُ ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي ِ‬

‫ل ( من الواضح أن التیان بعرش‬


‫ض ِ‬ ‫من َ‬
‫ف ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫قّرا ً ِ‬
‫عندَهُ َ‬
‫قا َ‬
‫له َ‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫فل َ ّ‬
‫ما َرآهُ ُ‬ ‫َ‬

‫بلقیس من ذلك المكان البعید ‪ ،‬بأقل من لمحة بصر ‪ ،‬لم يكن هینا ولیس من عمل النسان العععاجز‬

‫الذي ل حول له ول وقوة ‪ ،‬فهو عمل جبار خارق للعادة ‪ ،‬وسلیمان معع علمععه بعأن هعذا العمعل ل‬

‫يمكن إل بقدرة ال تعالى وبقوة إلهیة ‪ ،‬مع ذلك ما دعا ال سبحانه فععي تلععك الحاجععة ولععم يطلبهععا‬

‫من ربه عز وجل ‪ ،‬بل أرادها من المخلوقین ‪ ،‬واستعان علیها بجلسائه العاجزين ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هذا الکلم منه في غاية العجب والستغراب فمثل ذلك کمثل رجععل هندوسععي قععال‪ :‬انععا استشععفي‬

‫بالبقر وذلك لن نبیکم عندما مرض ذهب الی الطبیب ‪..‬؟!! انا اريد أن اعرف ‪ :‬ما العلقة بین ما‬

‫يقوله المؤلف وبین هذا المثال ‪..‬؟‬

‫‪139‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يقول لنا ‪ :‬إن التیان بعرش بلقیس ونقله کان من المور التي تستوجب السعتعانة بعال عزوجعل‬

‫ولکن سلیمان مع ذلك تراه قد استعان بعبد مثله ‪..‬؟!‬

‫أقول ‪ :‬إن هذا القول يکذب نفسه‪!!..‬‬

‫لن نقل العرش إن کان من المور التي ل تدخل في قدرة العبد مثل خلق الذباب فإنه لم يأمر بذلك‬

‫ولم يستعن به ‪!!...‬‬

‫أما إذا كان يعلم أن التیان بعرش بلقیس لععم يکععن مععن المععور الععتي ل تععدخل تحععت قععدرة العبععد‬

‫واستطاعته وإنما هو أمر مقدور علیه ولکنه يحتاج الی علم خاص يهبه ال تعالی لمن يشاء من‬

‫عبععادة ‪ ،‬کمععا أن سععلیمان علیععه السععلم لععم يععذهب الععی قععبر داود علیععه السععلم لیسععتنجد بععه أو‬

‫يستعینُه ‪ !!...‬إما إن قلبنا استدلئك هذا فذلك يعني ان کل صاحب مذهب باطععل يسععتطیع أن يقععول‬

‫مثل قولك بحجةأن سلیمان علیه السلم قد استعان بعبد مثلععه ‪ !!..‬وهکععذا دوالیععك يسععتطیع عبععاد‬

‫الصنام أن يجدوا في ذلك غطاءاً لشرکهم وکفرهم أيضا مادام أن طلب الحاجة من مخلععوق بحععد‬

‫ذاتها لیس شرکا أو کفرا فهو يريد أن يقولنا ما لم نقله ‪ !...‬فمتی قلنا ‪ :‬ان ذلك شرك ‪...‬؟‬

‫إنا لم نقل بهذا إنما الذي نقوله ‪ :‬إنکم اذا مرضتم وعجععز الطبععاء عععن معععالجتکم فععأنتم تلجععؤون‬

‫الی الرضا وتسألونه الشفاء ‪ ،‬وهو شرك لنکم تعتقدون في الرضا أن له من القدرة ما ل تکون‬

‫عند غیره ‪ ،‬بمعنی أنه خص بشيء کما خص بذلك الئمة الثنا عشر عندکم ‪ ،‬هذا عین مععا کععان‬

‫يعتقده عباد الصنام العی الن فعي أصعنامهم ومعبعوداتهم ‪..‬؟! إن هعؤلء القعوم تجعدهم يوقععون‬

‫الناس في المغالطات ثم يقولون ‪) :‬فالمريض يذهب عند الطبیب ويتوسل به ويستغیث بععه ويريععد‬

‫منه معالجة مرضه ‪ ،‬فهل هذا شرك ؟! والغريق وسط المواج يستغیث بالناس ويستعین بهم في‬

‫إنقاذه من الغرق والموت ‪ ،‬من غیر أن يذكر ال ععز وجعل ‪ ،‬فهعل هعذا شعرك ؟! وإذا ظلعم جبعار‬
‫‪140‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إنسانا ‪ ،‬فذهب المظلوم إلى الحاكم وقال ‪ :‬أيها الحاكم ‪ ،‬أعّني في إحقاق حقي ‪ ،‬فلیس لععي سععواك‬

‫ول أرجو أحدا غیرك في دفع الظلم عني ! فهل هذا شععرك ؟! وهععل هععذا المظلععوم مشععرك ؟! وإذا‬

‫تسلق لص الجدار وأراد أن يتعّدى على إنسعان فیسعرق أمعواله ويهتعك عرضعه ‪ ،‬فصععد صعاحب‬

‫الدار السطح واستغاث بالناس وطلب منهم أن يدفعوا عنه السوء ‪ ،‬وهو في تلك الحالععة لععم يععذكر‬

‫ال تعالى فهل هو مشرك ؟!‬

‫ل أظن أن هناك عاقل ينسب هؤلء إلى الشرك ‪ ،‬ومن ينسبهم إلى الشرك فهو ‪ :‬إما جاهل بمعنى‬

‫الشرك أو مغرض !! فأيها السادة الحاضرون أنصععفوا ‪ ،‬وأيهععا العلمععاء احكمععوا ول تغععالطوا فععي‬

‫الموضوع ‪(!! ..‬‬

‫قد يستطیعون ذلك ولکن هناك فرق کبیر بین الستطاعة والعطععاء ‪ ،‬فالسععتطاعة ل تعنععي أنععه‬

‫اعطاه ‪ ،‬فال جل وعل قادر ان يهب لي بدل الید جناحًا ولکععن القععدرة شععيء وايجععاد ذلععك حقیقععة‬

‫شيٌء آخر ‪ !!..‬فأنتم لو استطعتم وکان ذلك في مقدورکم أن تثبتوا لنا أن الحسین له القدرة علعی‬

‫التصرف والفادة والنجدة لغیره لستطعتم إذا ان تنقذونا من تلععك النفقععات الباهضععة الععتي تععذهب‬

‫هنا وهناك علی الطباء والمستشفیات ‪.....‬؟!!‬

‫ويقول کذلك ‪ ) :‬وأما قولهم ‪ :‬يا علي أدركني ‪ ،‬أو يا حسین أعّني ‪ ،‬وما إلى ذلك ‪ ،‬فلیس معنععاه ‪:‬‬

‫يا علي أنت ال فأدركني ! أو يا حسین أنعت الع فعأعني ! بععل لن الع عععز وجعل جععل العدنیا دار‬

‫وسائل وأسباب ‪ ،‬وأبى ال أن يجري المور إل بأسبابها ‪ ،‬فنعتقد أن النبي )ص( وآله هم وسععیلة‬

‫النجاة في الشدائد ‪ ،‬فنتوسل بهم إلى ال سبحانه ‪(.‬‬

‫‪141‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬إن كان قصدکم هعو أدرکنعي وأعّنعي يعا حسعین علعى رفعع هعذه المصعیبة والبلء وأغثنعي‬

‫لدفعها ‪ ،‬وهذا هو دينکم وعادتکم دائمًا فأنتم تدعونه وتستنجدون به فعي السعّراء والضعراء ولعم‬

‫يقتصر فعل ذلك علی بعضکم دون بعض وإنما ذلك فعلکعم کلكعم ‪ !!...‬ول يسعتطیع أحعد منکعم أن‬

‫ينکر ذلك أو يتجاهله ‪ ،‬کیف تنکرون ذلك‬

‫وأنتم تعلمون جیدا لو أن أحدکم ألمت به ملمة فهو ل يتوجه الی أحد في کشفها أو طلععب رفعهععا‬

‫عنه في الحال والعاجل ال الی إمامه الحسین أوالی الئمة من ذريتععه تقومععون کلکعم علعی صععید‬

‫واحد و کل يدعوا بلسانه ولهجته و کأنما إمامکم قد أوتي من العلم والحاطة باللسععنة مععا أوتععي‬

‫نبي ال سلیمان علیه اسلم ‪ !!...‬في حین إنععه ل ينبغععي طلععب ذلعك والتععوجه الیععه فععي کشععف مععا‬

‫يصیب النسان من هم وغم ونصب‬

‫ب ال ال تعالی فهو الذي ل تعجععزه الحاجععات مهمععا کععثرت ول تلتبععس علیععه اللسععن مهمععا‬
‫ووص ٍ‬

‫أختلفععت وتنععوعت فهععو سععبحانه خالقهععا وبارئهععا ‪ ،‬أمععا أنتععم فقععد جعلتععم مععن الحسععین لکععم إلهععا‬

‫ولحاجاتکم قاضیًا ولکشف همکم وغمکم ملجًأ ومعول فأنتم تعرضون علیه کل صععغیرة وکععبیرة‬

‫فیما يهمکم من أمر دنیاکم وآخرتکم ‪ ،‬فتوجهتم الی زيارة قبره وجعلتععم منععه قبلععة للمستضعععفین‬

‫والمضطرين ثم خصصععتم لععذلك أيامعًا معععدودة ورسععومًا وطقوسعًا معلومععة ثععم ضععربتم وجععوهکم‬

‫وصدورکم تقربًا منکععم الععی إمععامکم فعسععی ولعععل أن يرضععی عنکععم ويهبکععم السعععادة والسععرور‬

‫والحبور في هذه الدنیا في الخرة ‪ -‬ثم إن تعجب فعجب قولهم إن عملنا هععذا لیععس شععركًا ول هععو‬

‫من قبیل الکفر والردة في الدين ‪....‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والسبعون وقوله‪ :‬قلت ‪ :‬إن توجهنععا إلعى عععز وجععل فععي طلعب الحععوائج ودفععع‬

‫الهموم والغموم هو بالستقلل ‪ ،‬ولكنا نتوسل بالنبي وآله الطیععبین صععلوات الع علیهععم أجمعیععن‬
‫‪142‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لیشفعوا لنا عند ال سبحانه في قضاء حوائجنا ‪ ،‬ونتوسل بهم إلى ال تعالى لیكشف عنا همومنععا‬
‫َ‬
‫مُنــوا‬
‫نآ َ‬ ‫ها اّلــ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وغمومنا ‪ ،‬ومستندنا في هذا العتقاد هو القرآن الحكیم إذ يقول ) َيا أي ّ َ‬

‫سيل َ َ‬
‫ة( آل محمد )ص( هم الوسیلة ‪ :‬نحن الشیعة نعتقد‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫و ِ‬ ‫غوا إ ِل َي ْ ِ‬
‫واب ْت َ ُ‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫ات ّ ُ‬

‫بأن ال عز وجل هو القاضي للحوائج ‪ ،‬وأن آل محمد )ص( ل يحلون مشكل ول يقضععون حاجععة‬

‫ه‬
‫قون َ ُ‬ ‫ن»‪ «26‬ل َ ي َ ْ‬
‫سب ِ ُ‬ ‫مك َْر ُ‬
‫مو َ‬ ‫عَبادٌ ّ‬
‫لحععد إل بععإذن العع وإرادتععه سععبحانه ‪ ،‬وهععم ) ِ‬
‫َ‬
‫مُلو َ‬
‫ن )فهم واسطة الفیض ‪ ،‬والفیاض هو ال رب العالمین ‪.‬‬ ‫ع َ‬
‫ه يَ ْ‬
‫ر ِ‬
‫م ِ‬
‫هم ب ِأ ْ‬
‫و ُ‬
‫ل َ‬
‫و ِ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ق ْ‬

‫الحافظ ‪ :‬بأي دلیل تقولون أن المراد من الوسیلة في الية الكريمة آل محمد )ص( ؟‬

‫قلت ‪ :‬لقد روي ذلك كبار علمائكم منهم ‪ :‬الحافظ أبو نعیم ‪ ،‬في ‪ " :‬نزول القرآن في علي "‬
‫والحافظ أبو بكر الشیرازي في " ما نزل من القرآن في علي " والمام الثعلبي في تفسیره للية‬
‫الكريمة ‪ ،‬وغیر أولئك رووا عن النبي )ص( ‪ :‬أن المراد من الوسیلة في الية الشريفة ‪ :‬عترة‬
‫الرسول وأهل بیته صلوات ال علیهم أجمعین ‪.‬‬

‫ونقل ابن أبي الحديد المعتزلي ع وهو من أشهر وأكبر علمائكم ع في " شرح نهج البلغة " تحت‬
‫عنوان ‪ :‬ذكر ما ورد من السیر والخبار في أمر فدك ‪ ،‬الفصل الول ‪ ،‬ذكر خطبة فاطمة )ع(‬

‫قالت ‪ :‬واحمدوا ال الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السماوات والرض إلیه الوسیلة ‪ ،‬ونحن‬
‫وسیلته في خلقه ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قال تعالی » يا أيهعا العذين آمنعوا اتقعوا الع وابتغعوا الیعه الوسعیلة وجاهعدوا فعي سعبیله لعلکعم‬

‫تفلحون « )المائدة ‪.(350‬‬

‫ل علی جععواز التوسععل وإبععاحته ‪ ،‬ثععم يععذکر علععی‬


‫فمؤلف الکتاب يجعل من هذه الية الکريمة دلی ً‬

‫ل آخر باعتبار أن المقصود بالوسیلة هنا والمراد منها هم أهل البیت ‪ ،‬ثم هو ل تنقصععه‬
‫ذلك دلی ً‬

‫‪143‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الحیلة أو تعییه الوسیلة فلديه من الدلة الکثیرة علی ذللك ول سَیما ذلععك الکتععاب المهععم والععذي‬

‫يعتبره المؤلف الصل الصیل في الستدلل والستشهاد أل و هعو کتعاب إبعن أبعي الحديعد والعذي‬

‫يعده أحد کتب أهل السنة المعتمدة ولذا فقد نعته بالتي وقال ‪ :‬ابن ابي الحديد أحد أکععبر وأشععرف‬

‫العلماء لديکم ‪ !!...‬أما شاهده الثاني فهو الثعلبي حیث ألبسه تععاج العلمععاء ولقبععه بالمععام وجعلععه‬

‫صنو البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل ‪...‬؟!!‬

‫ول أدري من هو هذا المسمی بالشیرازي ‪..‬؟؟ ال أعلم ‪ !!.....‬ذکره المؤلف في قائمععة الشععواهد‬

‫والدلة التي يعتمد علیها ولکي ل نطیل ونسهب في سرد السماء واللقععاب الکععثیرة الععتي وردت‬

‫في هذا الکتاب فإن کل من وافقه في الرأي والقول فهوعنده معن الئمعة العلم وکبعار الشعراف‬

‫والنبلء عند أهل السنة ‪!!!....‬‬

‫فعجباً لهذا الرجل ‪ !!..‬فهو قد صرح وقال ‪ :‬إنه معتزلي فمتی کان المعتزلة من أهل السنة ‪...‬؟؟‬

‫وهم قد شهدوا على ضللهم وانحرافهم عن جادة الحق والصواب ‪...‬؟!‬

‫أل يجدر به أن يکون لديه شيء من الحیاء ‪،‬فإن الحیاء ل يأتي ال بخیر ‪..‬؟!!!‬

‫ويعلم کل من قرأ کتاب هذا الرجل أنه لم يأت علی ذکر الکتب المعتمدة والتفاسععیر المعتععبره لععدی‬

‫أهل السنة والجماعة والسععبب واضععح ل يجهلععه أحععد ‪...‬؟ نعععم لنععه يريععد بععذلك أن يخععدع هععؤلء‬

‫القزام الراذل من الشیعة وإن لم يکعن هعم فمعن غیرهعم إذن ‪.‬؟ إن مفهعوم اليعة والمعراد منهعا‬

‫واضح ل يخفی علی أحد ‪ ،‬ومعنی الوسیلة معلوم کذلك من الية نفسها إن لععم يععرد هععذا المخععادع‬

‫إضللنا وارغامنا علی قبول ماعنده ‪.‬؟‬

‫فالوسیلة هنا يراد بها الجهاد وکل ما يتقرب به العبد الی ربه وموله من العمال الصالحة ‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فلو أن أبا قال لبنه ناصحا ‪ :‬يا بني علیلك بالدراسة والقراءة لترضني وتنجععح فنحععن نفهععم مععن‬

‫هذا القول أن المعراد معن قعول الوالعد لولعده هعو أن علعی الولعد أن يكعثر معن القعراءة والمعذاکرة‬

‫لرضاء والده ثم النجاح في دروسه ‪ ،‬أمعا هعذا المل والحجعة وآيعة الع الغظمعی فقعد فسععر قعول‬

‫الوالد ‪ :‬لترضیني ‪ :‬أي علیلك أن تذهب الی القبور‬

‫وتتوسل بها وتتضرع الیها‪ !!...‬وبهذا فهو يريد أن يضحك علیکم أيها الشیعة‬

‫ويستهزأ بکم وما ذلك ال لسفهکم وقلة علمکععم ‪ ،‬وال فعإن المعنععی مععن هععذه اليععة واضععح ‪ ،‬ان‬

‫المراد بالوسیلة هنا هو الجهاد في سبیل ال تعالی ‪ ،‬أما المل فقد فسر ذلعك تفسعیرًا عجیبعًا فبنعي‬

‫من خیاله وبنات افکاره لنفسه قصرًا مشیدًا وحلق في جو السماء بجناحین من شمع ‪...‬؟!!‬

‫إن کلمة الوسیلة جاء ذکرها کذلك في سورة السراء الية ) ‪ ( 57‬قال تعالی ‪:‬‬

‫) قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فل يملکون کشف الضرعنکم ول تحويلً أولئك الذين يععدعون‬

‫يبتغون الی ربهععم الوسععیلة أيهععم أقععرب و يرجععون رحمتععه ويخععافون ععذابه إن ععذاب ربعك کعان‬

‫محذورًا (السراء ‪. 57 – 56‬‬

‫فهذه الية قد أنارت لنا الطريق وأوصخت لنا السبل وجعلتنا علععی المحجععة البیضععاء وقععدمت لنععا‬

‫المفهوم بکل سهوله و يسر من غیر أن نجهد أنفسنا في طلبه ‪ !!...‬أما أنتم فتقولون ‪ :‬إن هؤلء‬

‫الذين ذکرتم هم من يبتغي الوسیلة للتقرب الی ال تعالی‪...‬؟! ومعلوم لععدی الجمیععع تلعك الوسععیلة‬

‫التي يبتغوها ‪ ،‬إنها العمل الصالح – إنه الجهاد ‪ -‬إنه المر بالمعروف والنهي عععن المنکععر ‪ -‬إنععه‬

‫تقوی ال وإخلص العمل لععه فهععل بعععد ذلععك نبتغععي وضععوحًا أشععد واکععثر مععن هععذا الوضععوح ‪...‬؟‬

‫الحقیقة إن هذا الذي تعتمدونه وتذهبون الیه في فهم الية هو مذهب المشرکین ووسیلتهم حیععث‬

‫‪145‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أخبرنا ال تعالی عنهم ) ما نعبدهم ال لیقربونا الی ال زلفی ( بینما جعععل ربنععا سععبحانه التوسععل‬

‫بذاته الکريمة واليمان به والعمل الصالح هو الوسیلة للتقرب الیه ونیل الزلفی لديه ‪!!!.....‬‬

‫قال تعالی ‪) :‬وما أموالکم ول أولدکم بالتي تقربکم عندنا زلفی ال من آمن وعمل صالحًا ( سععبأ‪:‬‬

‫‪. 37‬‬

‫الدعاء السادس والسبعون وقوله ‪ :‬أن حديث الثقلیعن دلیعل واضعح علعی صعحة معا يعذهب الیعه‬

‫الشیعة و شاهد علی صدقهم‪!!!!....‬‬

‫قلت ‪ :‬قد أتعب المؤلف نفسه وأجهدها فسرد طرق هذا الحديث في صفحة کاملة من کتابه معتمدًا‬

‫ل وشاهدًا علی صحة الحديث‪:....‬‬


‫في ذلك علی کتب أهل السنة وجعل ذلك دلی ً‬

‫فقال ‪ :‬روی مسلم بن الحجاج وابو داود وسلیمان البلخي وابن الصباغ عن النبي صلی ال علیه‬

‫وسلم أنه قال ‪ :‬إني تارك )وذكر ابن الجوزي لعذلك فععي " العلععل المتناهیععة " وهععم أو غفلععة عععن‬

‫استحضار بقیة طرقه ‪ .‬بل في مسلم ع أي صحیح مسلم ع عن زيد بععن أرقععم أنععه )ص( قععال ‪ :‬ذلععك‬

‫يوم غدير خم وهو ماء بالجحفة ‪ ،‬كما مر وزاد ‪ :‬أذكركم ال فعي أهعل بیعتي ‪ .‬قلنعا لزيعد معن أهعل‬

‫بیتیه ‪ :‬نساؤه ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬أيم ال ! إن المرأة تكععون مععع الرجععل العصععر مععن الععدهر ‪ ،‬ثععم يطلقهععا‬

‫فترجع إلى أبیها وقومها ‪ .‬أهل بیته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ‪(.‬‬

‫قال ابن حجر ‪ :‬وفي رواية صحیحة ‪ :‬إني تارك فیكم أمريععن لععن تضععلوا إن تبعتموهمععا ‪ ،‬وهمععا ‪:‬‬

‫كتاب ال وأهل بیتي عترتي ‪ .‬وقال ‪ :‬زاد الطبراني ‪ :‬إني سألت ذلك لهما فل تقدموهما فتهلكععوا ‪،‬‬

‫ول تقصروا عنهما فتهلكوا ‪ ،‬ول تعلمهم فإنهم أعلم منكم (‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬


‫‪146‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬هذا صحیح و لکن لیس ذلك بالصورة الععتي يرمععي الیهععا المؤلععف حیععث ذکععر هععذا الحععديث‬

‫ونقله عن شیخه فتراه يقول لك ‪ :‬رواه مسلم ‪...‬؟!!‬

‫نعم إنك تراه يعید ويکرر ذکر کتاب ) ينابیع المودة ( مرتین في الصفحة الواحععدة ثععم يجعععل لهععذا‬

‫الکتاب من المنزلة والمکانة ما لصحیح مسلم سواءًا بسواء‪..‬؟!‬

‫مع ان هذا الکتاب واقصد به کتاب ينابیع المودة لععم يؤلععف ال قبععل سععبعین سععنة مععن تاريععخ تلعك‬

‫المناظرة التي يدعي المؤلف أنه خاض غمارهععا مععع أهععل السععنة ‪...‬؟!! ثععم إنععه کتععاب ل وزن ول‬

‫قیمة علمیة تذکر ‪ ،‬کما أنه کتاب ل يعرفه أهل العلم مععن أهععل السععنه ول يرحععب بطبععاعته ال تلععك‬

‫المراکز والوکار التي تريد اضلل الناس‬

‫وإبعادهم عن دينهم والتي يقوم علی الشراف علیها اولئك الذين تشبعوا بغضًا‬

‫وکرها لدين ال وسنة نبیه صلی ال علیه وسلم في قم و طهران ‪.!!!..‬‬

‫ال يکل أو يمل هذا المأفون من کذبه وبهتانه ‪..‬؟!!‬

‫تراه يذکر الحديث ثم يقول ‪ :‬هكذا روي بتصرف ‪ !!!.....‬فما هذا التصرف بزيععادة الفععاظ الحععديث‬

‫وحذفها‪...‬؟؟ ماذا تقصد من وراء ذلك أيها الکذاب الشر‪...‬؟ هععل أصععبح الحععديث والفععاظه حبععات‬

‫بطاطس تزيد منها ما تشتهي وتنقص‪..‬؟ تخلط هذا اللفظ بذاك فتأخذ من مسلم ثم تزيععد علیععه مععن‬

‫ضعیف القول ومرذوله مما ورد فععي کتعاب هععذا المشععرك البلخععي لتصععل فععي نهايععة المطعاف العی‬

‫مرادك ومقصدك‪ .!!!!....‬ألم تتعلم أوتعلم أن كل كلمة مععن أحعاديث البشععیر النععذير صععلوات الع و‬

‫سلمه علیه حروف من نور کتبت لتهدي الناس الی الخیر والبر والرشاد ؟‬

‫‪147‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم تأتینا أنت وامثالکم من المخذولین لتقولون لنا هکذا روينا الحديث أو روی هععذا الحععديث فلن‬

‫وفلن مع زيادة وحععذف ونقصععان فععي لفععظ هععذا الحععديث أو ذلعك‪.‬؟!! أل مععا أقبععح فعلکععم وأعظععم‬

‫ذنبکم ‪...‬؟!!‬

‫قد علم الجمیع السابق منهم واللحق إنکم واسعلفکم معن البعاء والجعداد قعد جعلتعم معن أيعران‬

‫بقرة حلوبًا لطماعکم و شهواتکم ‪ ،‬ثم إن مشکلتكم الحقیقیة هععوأنکم ل تبصععرون مععن الحععق ال‬

‫ما جاء في علي وأهل بیته أما إن کان هذا الحديث أو ذاك الحععق ورد فععي حععق أبععي بکععر وعمععر‬

‫فإنکم في سکرة عن ذلك وعماية ‪...‬؟!‬

‫نعم وإن کان ذلك قد ورد في کتبنا ومصادرنا فالمر عندکم سعّیان وأقصعد بععذلك قععوله صعلی الع‬

‫علیه وسلم ) ترکت فیکم أمرين إن تمسکتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا کتاب ال وسنتي ( فیقععول‬

‫المؤلف کذبًا وبهتانًا‪ :‬إن هذا الحديث ل يصح لعَلة في سنده ‪ ،‬ثم لم يقف عنععد هععذا الحععد مععن قلععة‬

‫الدب وسوء الخلق الذي عرف به حتی قال‪ :‬ان البخاري ومسلم قالوا عنه‪ :‬هذا کذب‪.....‬؟!!!‬

‫إن تصععرف هععذا الرجععل محیععر ومرب عك للغايععة ‪ ،‬فععإن المعععروف عععن غیععره مععن الشععیعة إنهععم ل‬

‫يتعرضون للحاديث الصحیحة التي فعي کتبنعا بعل تراهعم يعتمعدون علعی الضععیف معن الحعاديث‬

‫والموضوعة ثم يستدلون بهععا علعی مععا يقولععون ‪...‬؟ أمعا هععذا فعإنه يجعععل مععن الضعععیف صععحیحًا‬

‫والصحیح ضعیفًا بکل جرأة ووقاحة ‪ ،‬فهل أنا محق بهذه الحیرة والدهشععة الععتي تعععتريني بسععبب‬

‫تصرف هذا الرجل وفعله أم ل‪...‬؟‬

‫إذا لما يفعل ذلك ‪ ....‬لماذا ‪..‬؟ قد يکون هذا الرجل ل يخاطب ال من عرف عنه الجهععل والمیععة‬

‫والبلدة ‪ ،‬فهم ل يمیزون بین صحیح القوال والحاديث مععن ضعععیفها ولععذا تععراه يتصععرف بکععل‬

‫‪148‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫جرأة ووقاحة لنه متیقن أنه لن يجد بینهم من يعرد علیععه ويععبین کعذبه وزيفعه ‪ !!..‬فقعال ماشععاء‬

‫وكیف شاء متى شاء ‪....‬؟!!‬

‫إن حديث النبي صلی ال علیععه وسعلم صععحیح والحمعدال ولیععس فیععه مععا يعیبعه أو يضعععفه وهعو‬

‫قوله ‪ » :‬علیکم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي « فتعالوا لنلقي نظرة علی أقععوال أهععل‬

‫السنة حول هذا الحديث وسنده من غیر أن نلجأ في الحکم علیه الی میزان من يساوي بین المام‬

‫مسلم وابن ابي الحديد وبین المیزان الععذي نععزن بععه أقععوال النععبي صععلی الع علیععه وسععلم وهععديه‬

‫وحکمعععه ودرره وبیعععن میعععزان البطعععاطس والفعععول السعععوداني ‪ !!!..‬کمعععا يفععععل ذلعععك الشعععیعة‬

‫وأحبارهم‪....‬؟!!!‬

‫فقد ورد هذا الحديث في صعحیح مسعلم بلفعظ ‪ »:‬أو تمسعك بعه « و لیعس » بهعا « فالضعمیر فیعه‬

‫للمفرد الغائب وهو القرآن الکريم وذلك يعني ‪ :‬ان التمسعك يكععون بکتععاب الع تعععالی وحععده دون‬

‫العترة كما يدعون ذلك ‪ ،‬والن تعالوا بنا لنری هذا الحديث في صحیح مسلم و نقرأه سوية » أما‬

‫بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسععول ربععي فععأجیب وأنععا تععارك فیكععم ثقلیععن أولهمععا‬

‫كتاب ال فیه الهدى والنور فخذو بكتاب ال واستمسكوا ( فحث على كتععاب ال ع ورغععب فیععه ثععم‬

‫قال ‪ ) :‬وأهل بیتي أذكركم ال في أهل بیتي أذكركم ال في أهل بیتي أذكركم ال في أهل بیتي (‬

‫وبهذا يعلم إن مؤلف الکتاب قد کذب وافتری علی المععة فععي وضععح النهععار وأمععام نععاظر الجمیععع‬

‫حینما افتری ذلك وقال ‪ :‬إن المام مسلم قد روی ذلك ‪..‬؟! إن هناك اشارة واضحة ودللععة بععاهرة‬

‫في هذا الحديث فمقصود الرسول صلی ال علیه وسلم في ذلك هم أولئك الذين جععاؤوا مععن بعععده‬

‫يعلمون بذلك ومنه قتل الحسین رضي ال عنه والطعن والسب في امهات المؤمنین رضععوان الع‬

‫تعالی علیهم أجمعین ول سیما عائشة رضي ال عنهععا حیععث کععان لهععا مععن ذلععك جععانب کععبیر مععن‬

‫‪149‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫سفههم وسوء خلقهم وجرأتهم علی محارم السلم ‪ !!..‬فالرواية هذه بالذات نداء صارخ ودلیععل‬

‫واضععح ضععد مععا يععدعیه الشععیعة فهعم والکععل يعلععم ذلععك والتاريععخ شععاهد کعذلك أنهععم کععانوا القتلععة‬

‫الحقیقیین للحسین رضوان ال علیه کما کانت لهم الیععد الطععولی فععي اسععتدراجه ودعععوته للقععدوم‬

‫علیهم حععتی نععال حتفععه بأيععديهم ‪ !...‬وصععدق مععن قععال لععه رضععي الع عنععه ‪ ) :‬إن قلععوبهم معععك‬

‫وسیوفهم علیك (!! مات أولئك القتلة المجرمون الذين لطخوا ايديهم بدم الحسین الطاهر رضععي‬

‫ال عنه من الشیعة وبقي منهم من يؤذي رسول ال صلی ال علیه وسلم في عرضه وأهععل بیتععه‬

‫فهل سمعتم أحدًا من المسلمین يفعل ذلك غیرالشیعة ‪..‬؟!!‬

‫نعم ‪ ،‬إنهم هععم والع أعععداء الع واعععداء رسععوله والطععاعنین بععأهله وأحععب الخلععق الیععه زوجتععه‬

‫وحبیبته عائشة رضي ال عنها‪.‬‬

‫إننا لو طلبنا العلم حقًا کان علینا أن نتمسك بأهل بیت النبوة من العلماء وأهععل الفضععل مععن أمثععال‬

‫عائشة رضي ال عنها لنتلقعی منهععم العلعم الشععرعي ونتعلعم هععدي النععبي صعلی الع علیععه وسعلم‬

‫والحق الذي جاء به فمن أکثر علمًا وأوعی لمعا جععاء بععه وأقععرب منععه منزلععه واکععثر النعاس لععديه‬

‫حظوة منها رضي ال عنها ؟ إذًا فنحن نفهم من هععذه الروايععة الععتي جععاءت فععي صععحیح مسععلم و‬

‫نتعلم ما لهل بیت النبوة من الحق علینا وما يجب علععی کععل مسععلم مععن محبتهععم ومراعععاة حقهععم‬

‫واتباع ما بلغوه للمة من العلم النبوي والهدي المحمدي علی صاحبه افضل الصلة واتم التسلیم‬

‫ول سیما عائشة رضي ال عنها لنها کانت علی درجععة کععبیرة مععن العلععم والحاطععة بسععنة النععبي‬

‫صلی ال علیه وسلم اکثر من غیرها‪ ،‬ومن ذلك نفهم ويفهم الجمیععع ان الشععیعة حینمععا تفهععم مععن‬

‫قوله صلی ال علیه وسلم » عععترتي « أن المقصععود بععذلك هععو المععام التقععي النقععي دون عائشععة‬

‫وحفصة رضي ال عنهما أو ما سواهما من أهل بیت النبوة نعلم قطعًا أنهم في العمايععة والضععلل‬

‫‪150‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المبین فلیس في ذلك أدنی شك أو ريب‪ !!..‬وأريد هنا أن اضرب لکم هعذا المثعل لتتضعح الصعورة‬

‫اکثر‪ ،‬تصوروا معي لوأن ملکًا قال لرعیتععه ‪ :‬إن انتععم تحبععونني ورضععیتم سععیرتي فیکععم وعععدلي‬

‫بینکم فعلیکم أن تتبعوا عترتي وأهل بیتي بعد موتي ‪ !!!..‬ولکن الناس بعععد مععوته قععاموا بإهععانه‬

‫ل عمععره ثمععاني‬
‫أهله وضربهم وسَبهم وشمتهم ولعنهععم ‪ ،‬ثععم بعععد مععوته بمععائتي سععنة نصععبوا طف ً‬

‫سنوات إمامًا لهم وقالوا له ‪ :‬تعال ايها المام التقي النقي وعلمنععا علععم أجععدادك وأسععرارهم ‪..‬؟!!‬

‫ألیس هذا هو الجنون بعینه ‪..‬؟؟ أی وال ‪ ،‬ولکععن ل ننسععی إن کععان هععذا العمععل هععو عمععل مدينععة‬

‫بأسرها أوأمة بأکملها فل أظن بعد ذلك أن عمل كهذا سیعد جنونًا من أحد ‪ !!!...‬ثم إطلعت يومععًا‬

‫علی دلیل آخر مضحك استدلوا به حیث قالوا ‪ :‬إننا اذا أردنا فهم القرآن والسنة فهمًا جیدًا فل بععد‬

‫من أخذ ذلك عن أحد من أهل البیت ‪..‬؟ لقد رأيت هؤلء کثیرًا مععا يععرددون هععذا القععول السععخیف‬

‫فهب أنه ل يمکن ذلك ال عن طريق أهل البیت ‪ ،‬فأين هم أهل الععبیت هععؤلء‪..‬؟ أيععن هععم ‪..‬؟ ايععن‬

‫أولئك الذين تقولون عنهم ان القرآن الکريععم والسععنة المطهععرة ل يفهععم معناهععا ول يکشععف عععن‬

‫إسرارها إل بهم فأين هم ؟ ل بد أن نعي جیدًا ونعلم في النهاية أن التبصر والتعقععل شععيء جمیععل‬

‫يحبه کل أحد ‪....‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء السابع و السبعون وقوله‪ :‬قلت ‪ :‬لن كثیر من مشاهیر علمائكم المحققین نقحوا‬

‫الصحاح ‪ ،‬وخاصة صحیحي مسلم والبخاري ومسلم ‪ ،‬ومیزوا بین السقیم والسلیم ‪ ،‬والغث‬

‫والسمین ‪ ،‬وأعلنوا أن رجال الصحاح وحتى‬

‫صحیحي البخاري ومسلم ‪ ،‬كثیر منهم وضاعین وجعالین للحديث ‪.‬‬

‫وأنا أنصحكم أن ل تعجلوا ول تتسرعوا في إصدار الحكم علینا في ما نقوله عنكم ‪ ،‬بل راجعوا‬

‫كتب الجرح والتعديل التي كتبها علماؤكم المحققون وطالعوها بدقة وتدبر بعیدا عن التعصب‬

‫‪151‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫والمغالة في شأن أصحاب الصحاح ‪ ،‬سواء البخاري وغیره ‪ ،‬حتى تعرفوا الحقائق ‪.‬‬

‫راجعوا كتاب " الللي المصنوعة في الحاديث الموضوعة " للعلمة السیوطي ‪ ،‬و " میزان‬

‫العتدال " و " تلخیص المستدرك " للعلمة الذهبي ‪ ،‬و " تذكرة الموضوعات " لبن الجوزي‬

‫و" تاريخ بغداد " لبي بكر الخطیب البغدادي ‪ ،‬وسائر الكتب التي كتبها علماؤكم في علم الرجال‬

‫وتعريف الرواة ‪.‬‬

‫راجعوا فیها أحوال ‪ :‬أبي هريرة الكذاب ‪ ،‬وعكرمة الخارجي ‪ ،‬ومحمد بن عبدة السمرقندي ‪،‬‬

‫ومحمد بن بیان ‪ ،‬وإبراهیم بن مهدي البلي ‪ ،‬وبنوس بن أحمد الواسطي ‪ ،‬ومحمد بن خالد‬

‫الحبلي ‪ ،‬وأحمد بن محمد الیماني ‪ ،‬وعبد ال بن واقد الحراني ‪ ،‬وأبي داود سلیمان بن عمرو ‪،‬‬

‫وعمران بن حطان ‪ ،‬غیرهم ممن روي عنهم البخاري وأصحاب الصحاح ‪ ،‬حتى تعرفوا آراء‬

‫علمائكم ومحققیكم في أولئك ‪ ،‬وهم نسبوهم إلى الوضع والكذب وجعل الحاديث ‪ ،‬فتنكشف لكم‬

‫الحقائق ‪ ،‬ول تغالوا بعد ذلك في صحة ما نقله البخاري ومسلم وغیرهما من أصحاب الصحاح !‬

‫ردنا علینا ‪:‬‬

‫أظن أن المؤلف يطالبنا ويريد منا أن نتبع ما جاء في کتعاب ينععابیع المععودة وشععرح نهععج البلغععة‬

‫بدل اتباعنا لما في صحیح البخاري ‪ ،‬وهذا أمر ل غرابة فیه في دينهم‬

‫وشرعهم لنهم يعتبرون ابن ابي الحديد هذا وامثاله من الثقات المعتمدين والئمة المهديین ‪ ،‬اما‬

‫البخاري ومسلم فهما عندهم کذابون وضاعون ل يحتج بهم ول يسمع لقولهم ‪....‬؟!!‬

‫فواعجبا لما تسمع أذناي وتری عیناي ‪ ،‬وصدق المثل القائل ‪ » :‬أنظر لععك موطععأ قععدم بیععن أهععل‬

‫القرية قبل أن تسأل عن زعیمها « !!!!‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لقد کتب المؤلف قائمة بأسماء الکذابین والمتهمین والضعععفاء الععذين روی عنهععم إمامععا الحععديث‬

‫البخاري و مسلم » بزعمه الکاذب « وجعل اسععم الصععحابي الجلیععل ابععوهريرة رضععي الع عنععه‬

‫الول في هذه القائمة‪!!...‬‬

‫فهل عند هذا الرجل المخذول المرذول شيء من بقیة حیاء أو دين ‪..‬؟!! ل وال‬

‫ل‬
‫إن يظن بزعمه الکاذب ‪ ،‬أننععا سععوف نععدع قععول هععذا الصععحابي الجلیععل لقععوله‪ ،‬ولععو فکرنععا قلی ً‬

‫ورجعنا بذاکرتنا الی الوراء قلیلً فإننا نری أنه لم يسلم من هعذا الرجعل أحعد مععن اصعحاب النعبي‬

‫صلی ال علیه وسلم ولو کان ذلك هوأبوبکر اوعائشة رضي الع عنهععم أجمعیععن ‪ ،‬فععأقول لکععم‬

‫أيها الراذل ‪ :‬انبحوا ماشئتم ‪ ،‬وانبحوا کما يحلععو لکععم أن تنبحععوا ‪ ،‬ولکععن علیکععم أن تعلمععوا أن‬

‫البخاري سوف يبقی هو البخاري بجللة قدرة وعلو مکانته ومسلم سوف يبقی هو المام مسلم‬

‫مل السعمع والبصعر ‪ ،‬ودععوني أهمعس فعي أذنکعم هعذا المثعل القعائل ‪ :‬إن نبعاح الکلب ل يضعر‬

‫بالسحاب ‪ !..‬إن مما يدل علی کذب ما ادعیتموه من الباطل في المام مسلم رحمه ال هو إن کععان‬

‫لکم أدنی علم فلماذا نقلتم عنه حديث الثقلین الذي ورد في کتابه ‪....‬؟ إن کان هععذا المععام ل ينقععل‬

‫ال عن الکذابین والوضاعین ‪ ،‬فلماذا تنقلوا عن هذا المام ما يوافق هواکم دون اي تردد أوش ك‬

‫‪ ،‬أما اذا كان قد ذکر في کتابه ما يخالف ذلك فهو عنععدکم إمععام الضععللة وکتععابه لععم يجمععع فیععه ال‬

‫الباطیل والکاذيب‪.‬؟!‬

‫إنکم بإسلوبکم هذا قد فتحتم الباب واسعًا لعبدة الشیطان ان تستدل من القرآن الکريععم مععا يوافعق‬

‫مذهبهم وباطلهم ‪ ،‬فیثبتوا أن الشیطان کععان مععن عبععاد الع الصععالحین واولیععاءه المتقیععن ولکععن‬

‫بشرط واحد‪ !!..‬وهو أن نلقي کل آية وردت في ذمه وبیان کذبه ولعنه وما علیه من الباطل وراء‬

‫مخلوقا صالحًا مطیعًا محبععا لع متبععًا لمععرة متععبرئا مععن کععل‬


‫ً‬ ‫ظهورنا ‪ ،‬وبذلك نجعل من الشیطان‬

‫‪153‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫معبود ل يطیع ال ول يتقیه ‪ ،‬ألم يقل الع تععالی عنععه » وقعال إنععي بريععء منکععم إنععي أری مععال‬

‫ترون إني أخاف ال وال شديد العقاب «‬

‫اما آن لكم الوان ايها الشیعة ان تنیبوا الی ال وتتقونه وتخشون عذابه ‪....‬؟ اما آن الوان لکععم‬

‫لتترکوا هذا الکذب والباطل والبهتان‪...‬؟ مات مؤلف هذا الکتاب وها هو مرهون بعمله ومععا کععان‬

‫يععدعیه مععن الباطععل ‪ ،‬فنعععوذ بععال مععن عععذابه وحععر نععاره وإن فععي هععذا لعععبرة لهععؤلء الکذبععة‬

‫والمشعوذون من امثععاله الحیععاء ‪ ،‬فلیتقععوا الع ولینیبععوا الیععه ولیکفععوا عععن شعععوذتهم وبععاطلهم‬

‫وبهتانهم وقولهم علی ال و رسوله و دعاة السلم وأئمته الكذب والباطل ‪!...‬‬

‫والمسألة الثانیة التي أود التنبیه إلیها ومواجهتکم بها وهععو لعو أنکععم علععی قعدر کععبیر مععن العلعم‬

‫والنباهععة والحذاقععة والتبحععر فععي العلععم ‪ ،‬فلمععاذا ل تتعبععوا انفسععکم لخدمععة هععذا الععدين وتجهععدوا‬

‫أنفسکم في تحقیق ما بین يديکم من هذه الحعاديث الکععثیرة الععتي ملتععم بهععا کتبکعم‪...‬؟ لمععاذا ل‬

‫تضعوها تحت المجهر لتعرفوا الصحیح من الزائف‬

‫والقوي من التالف ؟ هل تعلمون أم تريدون أن نعلمکم يا معشر الشیعة أنكم الی هذه السععاعة لععم‬

‫تحققوا أحاديثکم ولم تمیزوا بین صحیحها من ضعیفها ‪....‬؟؟! فلععو کنععت أيهععا المؤلععف المحتععال‬

‫الکذاب علی هذا القدر من العلم والغیرة علی الدين لجهععدت نفسعك واتعبتهععا فععي تمییععز مععا بیععن‬

‫يديك من هذه الحاديث الضعیفة المردودة ولکن صدق فیك قول الشاعر ‪:‬‬

‫طبیب يداوي الناس وهوعلیل‪!!...‬‬

‫الدعاء الثامن و السبعون وقوله ‪:‬‬

‫هتك حرمة النبي الكرم )ص( في الصحیحین‪:‬‬

‫‪154‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نجد في صحیحي البخاري ومسلم أخبار تخالف الحتیاط والحمیععة السععلمیة ويأباهععا كععل مععؤمن‬

‫غیور !‬

‫منها ‪ :‬معا نقلعه البخعاري فعي صعحیحه ج ‪ 2‬ص ‪ ، 120‬بعاب اللهعو بعالحراب ‪ ،‬ونقلعه مسعلم فعي‬

‫صحیحه ‪ :‬ج ‪ 1‬باب الرخصة في اللعب الذي ل معصیة فیه في أيام العیععد ‪ ،‬ععن أبععي هريععرة ععن‬

‫عائشة ‪ ،‬قالت ‪ :‬وكان يوم عید يلعب السودان بالدرق والحراب في المسجد ‪ ،‬فإمععا سععألت رسععول‬

‫ال ‪ ،‬وإما قال تشتهین تنظرين ؟ فقلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬فأقامني وراءه ‪ ،‬خععدي علععى خععده ‪ ،‬وهععو يقععول ‪:‬‬

‫دونكم يا بني أرفده ‪ ،‬حتى إذا مللت قال ‪ :‬حسبك ؟! قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فاذهبي ‪.‬‬

‫بال علیكم أيها الحاضرون ! أنصععفوا ‪ ،‬هععل يرضعى أحعدكم أن ينسععب إلیععه هععذه النسععبة الفظیععة‬

‫والعمل المخزي ؟!‬

‫إذا قال قائل لجناب الحافظ ‪ :‬بأنا سمعنا أنك حملت زوجتك على ظهرك ‪ ،‬وكععان خععدها علععى خععدك‬

‫وجئت في المل العام لتنظر إلى جماعة كانوا يلعبون ‪ ،‬ثععم كنععت تقععول لزوجتععك ‪ :‬حسععبك ؟ وهععي‬

‫تقول لك ‪ :‬نعم ‪ ،‬ثم إن زوجتك كانت تحدث الرجال الجانب بهذا الموضوع ‪.‬‬

‫بال علیكم أيها الحاضرون ! هل الحافظ يرضى بذلك ؟! وهل غیرته تسععمح لحععد أن يتكلععم بهععذه‬

‫الراجیععف ؟! وإذا سععمعت هععذا الخععبر مععن إنسععان ظععاهر الصععلح ‪،‬ن هععل ينبغععي لععك أن تنقلععه‬

‫للخرين ؟! وإذا نقلته ‪ ،‬أل يعترض علیك الحافظ ويقول ‪ :‬بأن جاهل إذا حدثك بخبر كهذا ‪ ،‬ولكن‬

‫ع أنت العاقل ع لماذا تنقله بین الناس ؟! ألیس العقلء يؤيدونه علععى اعتراضععه علیععك ؟! فقايسععوا‬

‫هذا الموضوع مع الرواية التي مر ذكرها من صحیحي مسععلم والبخععاري ‪ ،‬فععإن كععان الخیععر كمععا‬

‫‪155‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫تزعمون دقیقا ومحتاطا في النقل ‪ ،‬وكان عارفا وعالما بأصول الحديث ع ع علععى فععرض أنععه سععمع‬

‫هكععذا خععبر عع فهععل ينبغععي ويحععق لععه أن ينقلععه فععي صععحیحه ‪ ،‬ويجعلععه خععبرا صععادق ومعتععبرا ؟!‬

‫والعجب ‪ ...‬أن العامة ‪ ،‬ومنهم جناب الحافظ ‪ ،‬يعتقدون أن صحیح البخاري هو أصح الكتب بعععد‬

‫القرآن الحكیم !!‬

‫ردنا علیه من عدة وجوه‪:‬‬

‫الول ‪:‬‬

‫ما هذه الشفقة التي نزلت علیکم جملة واحدة ‪..‬؟ إننا لم نعهععد ذلعك منکععم فععأنتم کنتععم ومععا زلتععم‬

‫تسمعوننا وتسمعوا العالم أجمع وتجرحوا کل غیور علی هذا الدين وعلی نبیه الکريم حینما قلتععم‬

‫بحق السیدة الجلیلة عائشة رضي ال عنها تلك القوال المنکععرة وهععي السععیدة المععبرأة والعفیفععة‬

‫المطهرة ‪.‬‬

‫ثانیًا ‪:‬‬

‫هل آلمکم وأحرق قلوبکم وغاظلکم حب النبي صلی ال علیه وسلم لزوجته‬

‫وحبیبته عائشة أم المؤمنین رضي ال عنها ‪...‬؟‬

‫ثالثَا ‪:‬‬

‫إننا لم نر لحد هذه الساعة من يفهم الحديث ويستنبط منه الحکام کما فهمته أنت لم نرذلك حعتی‬

‫من أولئك الذين غرهم بهرج الغرب وحضارة الغرب ومدنیة الغرب نعم إنهم بععالرغم مععن تععأثرهم‬

‫الکبیر بتلك الحضارة وما وجدوه فیها من الحريات المزعومة للرجل والمرأة علی السواء لم نععر‬

‫أن أحدًا منهم استدل بهذا الحديث علی جواز أخذ الرجل بیعد زوجتععه هنعا وهنعاك والمشععارکة فعي‬

‫النزهات والحفلت وما الی ذلك من الوهام والتصورات التي ل تعیش ال في رأس قائلها ‪ ،‬إنهععم‬
‫‪156‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وإن کانت لديهم تلك القلوب المريضة والنفوس الضعیفة ولکنهم لم يفهمععوا مععن الحععديث ال أنععه‬

‫صلی ال علیه وسلم لم يترك زوجته وحبیبته رضي الع عنهعا أن يراهعا النعاس فسععمح لهعا بععأن‬

‫تطل برأسها وتنظر الی الحبشة وهم يلعبون لعبة الحراب التي کانت مشهورة آنذاك بینهععم ‪!!!...‬‬

‫انا علی يقین تام ان کل واحد يعرف معنی هذا الحديث حتی ذلك الغربي البائس ‪ ،‬أما أنععت فتقععول‬

‫بکل وقاحة وقلة أدب ‪ :‬أنه صلی ال علیه وسلم أرکب زوجته علی منکبیه ثم وقعف بعالقرب معن‬

‫الحباش وهم يلعبون ‪...‬؟!!‬

‫ل زلنا وجمیع المسلمین وأنت تعلم ذلك جیدا ان النساء قد تنظر إحداهن في بعععض الحیععان مععن‬

‫احدی زوايا بیتها المطلة علی الشارع دون أن يراها أحععد أو يطلععع علععی مکانهععا مخلععوق ‪ ،‬فهععل‬

‫تتکر ذلك أيضًا أم أنك تجهله‪....‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء التاسع والسبعون وقوله ‪ . :‬فععإذا لععم تعتمععدوا إل علععى صععحیح البخععاري ‪ ،‬فععأعلنوا بععأن‬

‫صحیح البخاري وحده صحیح ‪ ،‬وسائر الصحاح غیر مقبولة لدينا لعدم صحتها ‪ ،‬وأن أهل السععنة‬

‫والجماعة مسععتندة إلعى مععا جعاء فعي صععحیح البخعاري فحسعب ! وإذا كنتععم تعتقعدون غیععر هعذا ‪،‬‬

‫وتعتمدون على الصحاح السععتة فیجععب أن تقبلععوا الخبععار والروايععات المنقولععة فیهععا حععتى إذا لعم‬

‫ينقلها البخاري لسبب ما ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫نحن نعلم وندرك جیععدًا ان المععام البخععاري رحمععه الع لععم يسععتوعب فععي کتععابه جمیععع الحععاديث‬

‫الصحیحة ‪ ،‬بل ولم يستوعب ذلك أحد في کتابه من أئمة المسلمین کما لم يدعي ذلك أحد لنفسه ‪،‬‬

‫ولم يکن في ذلك عیبًا أو تنقیصًا لحد منهم يرحمهم ال تعالی أجمعین ‪ ،‬وأنا علی يقین تام إنکععم‬

‫‪157‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫کذلك لم تجمعوا تلك الحاديث الصحیحة في کتاب من کتبکم ‪ ،‬فلم النکار ولم تکن ثمت مشععکلة‬

‫تذکر‪..‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الثمانون وقوله ‪ :‬وإن من دلئلنا المحكمة في التوسععل بأهععل الععبیت )ع( الحععديث النبععوي‬

‫الشريف ‪ " :‬مثل أهل بیتي كسفینة نوح ‪ ،‬من ركبها نجا ‪ ،‬ومن تخلف عنها هلعك " وهععو حعديث‬

‫معتبر صحیح متفق ومجمع علیه ‪ ،‬وكما يخطر الن ببالي ‪ ،‬أن أكثر من مائة مععن كبععار علمععائكم‬

‫ومحدثیكم ‪ ،‬أثبتوا هذا الحديث في كتبهم منهم ‪ :‬مسلم بن الحجاج فععي صععحیحه‪ .‬أحمععد بععن حنبععل‬

‫‪ .‬ابععن عبععد الععبر فععي‬ ‫‪4/306‬‬ ‫فععي مسععنده ‪ 3/14 :‬و ‪ 17‬و ‪ . 26‬الحععافظ أبععو نعیععم فععي حلیععة الولیععاء ‪:‬‬

‫‪ .‬محمعد بعن طلحعة الشعافعي فعي مطعالب‬ ‫‪12/91‬‬ ‫الستیعاب ‪ .‬الخطیب البغدادي في تاريعخ بغعداد ‪:‬‬

‫السؤول ‪ . :‬ابن الثیر الجزري في ‪ :‬النهاية ‪ :‬مادة )زخ( ‪ .‬سبط ابن الجوزي في تععذكرة خععواص‬

‫المة ‪ . 323 :‬ابن الصباغ المالكي فععي الفصععول المهمععة ‪ . 8 :‬السععمهودي فععي تاريععخ المدينععة ‪.‬‬

‫السید مؤمن الشبلنجي في نور البصار ‪ . 105 :‬المام الفخر الرازي في تفسیره مفاتیععح الغیععب ‪،‬‬

‫ه‬ ‫سك ُُنوا هــ ِ‬


‫ذ ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫قي َ‬
‫وإ ِذْ ِ‬
‫في آية المودة ‪ .‬السیوطي في الدرالمنثور ‪ ،‬في تفسیر ) َ‬

‫شئ ُْتمْ(‪ .‬الثعلبي في تفسیره كشف البیععان ‪ .‬الطععبراني فععي‬


‫ث ِ‬
‫حي ْ ُ‬
‫ها َ‬ ‫وك ُُلوا ِ‬
‫من ْ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫قْري َ َ‬

‫سلیمان الحنفي القندوزي في ينععابیع المععودة ‪/‬‬ ‫‪ 3/150 :‬وج ‪. 2/343‬‬ ‫الوسط ‪ .‬الحاكم في المستدرك‬

‫الباب الرابع والسادس والخمسون ‪ .‬الهمداني في مودة القربى ‪ /‬المودة الثانیة والثانیععة عشععرة ‪.‬‬

‫‪ .‬الطععبري فععي تفسععیره وتععاريخه ‪ .‬الكنجععي الشععافعي فععي‬ ‫‪234‬‬ ‫ابن حجر في الصواعق المحرقة ‪:‬‬

‫كفاية الطالب ‪ ،‬باب ‪ .100‬وذكر غیر هؤلء من أعاظم علمائكم بأسانیدهم وطرقهم أن النبي )ص(‬

‫قال ‪ :‬مثل أهل بیتي فیكم كسفینة نوح ‪ ،‬من ركبها نجععا ‪ ،‬ومععن تخلععف عنهععا هلععك ‪ ،‬أو ‪ :‬غععرق ‪،‬‬

‫أو ‪ :‬هوى ‪ ،‬والعبارات شتى ولعععل النععبي )ص( قعاله كعرارا وبعبعارات شععتى ‪ .‬وقععد أشعار المععام‬
‫‪158‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫محمد بن إدريس الشافعي إلى صحة هذا الحديث الشريف في أبیات له نقلها العلمة العجیلي فععي‬

‫) ذخیرة المآل( ‪:‬‬

‫وأنعت معن الباقین في أوسع الحل‬ ‫رضعیت ععلیا لعي إمعاما ونسله‬

‫فل يخفى على من أمعن ونظر في هععذه البیععات لعععرف تصععريح الشععافعي وهععو إمععام أهععل السععنة‬

‫والجماعة ‪ ،‬بأن آل محمد )ص( ومن تمسك بهم هم الفرقة الناجیة وغیرهم هالكون ‪ ،‬وفي وادي‬

‫الضللة تائهون !!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫نعم أنه يسوي بین هؤلء الجهلة المشعوذون وبیععن إمععامي السعنة احمعد ومسععلم علیهععم الرحمعة‬

‫والرضوان ‪ !!..‬ولکن يجب أن يعلم إن هذا الحديث لم يرد في صعحیح مسعلم وهعو کعذب وزور ل‬

‫ف لن نرد ما بید الشیعة من أقععوال وال نعتمععد علیهععم أبععدًا‬


‫يخفی علی أحد ‪ ،‬وهذا الفعل وحده کا ٍ‬

‫وقد جاء في معجم الطبراني الکبیر » إن هذا الحديث عند کبار علماء الحديث يعتبر حععديثًا واهنععا‬

‫ل أساس له ‪ ،‬کما قال المام الهیثمي في » مجمع الزوائد« ان سند هععذا الحععديث فیععه عععدة أفععراد‬

‫مجهولین ‪ !!!...‬ومع ذلعك تععری أن المؤلععف يقععول کاذبعًا ‪ :‬ان علمععاء أهععل السععنة قععالوا‪ :‬إن هععذا‬

‫الحديث صحیح ‪..‬؟!! لماذا کل هذا الکذب ‪..‬؟ ما الذي يجبره علی قول هذا الکععذب ‪..‬؟ ولکععن لععم‬

‫العجب والستغراب وإن الکذب لدی المؤلف أسعهل علیععه مععن شعرب جرعععة معاء‪ !!..‬وهعا أنعا ذا‬

‫اقولها مرة أخری‪ :‬ان وجععود الحععديث فععي کتععب أهععل السععنة إل مععا جعاء فععي صععحیحي البخعاري‬

‫ومسععلم ل يعنععي ذلععك الحکععم بصععحته ‪ ،‬فإننععا ل نعتمععد علیععه ول نسععتدل بععه حععتی نعععرف صععحته‬

‫وثبوته ‪.‬ثم يذکر المؤلف بیتًا نسبه الی المام الشافعي رحمه ال حیث جاء فیه ‪:‬‬
‫‪159‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وأنت من الباقین في أوسع الحّل‬ ‫رضیت علیّا لي إمامًا ونسله‬

‫قلت ‪ :‬أنظروا ‪ ...‬هذا هو إمامنا الشععافعي رحمععه الع ‪ ....‬المععام العععالم العامععل وهععو يعلنهععا أمععام‬

‫الجمیع ويقولها بکل صععدق وإخلص ‪ ،‬فهععذه هععي المحبععة الحقیقععة ل محبتکععم أنتععم لعلععي وأهععل‬

‫بیته ‪ !!..‬نراك ايها المؤلف وأنت تستدل بقول هذا المام السني بالرغم من عداوتك لععه ولجمیععع‬

‫أهل السنة ‪ ،‬ولکن شتان ما بین محبعة و محبعة ‪ ،‬محبعة قعامت علعی الحعق ودامعت بعه ‪ ،‬ومحبعة‬

‫قامت علی الباطل ‪ ،‬وما قام علی الباطل فهو زائٌل ل محاله‪ ...‬فانتظروا إنا معکم منتظرون ‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والثمانون وقعوله‪ :‬قلعت ‪ :‬كمعا ورد فعي كتبكعم المعتعبرة ‪ :‬أن الفعاروق كعان فعي‬

‫الشدائد يتوسل إلى ال سبحانه بأهل بیت النبي وعترته الطاهرة ‪ ،‬وقد تكرر منععه هععذا العمععل فععي‬

‫أيام خلفته عدة مرات ‪ ،‬ولكني أشیر إلى اثنین منها حسب اقتضاء المجلس ‪:‬‬

‫‪1‬ع نقل ابن حجر في كتابه الصواعق بعد الية ‪ ، 14 :‬فععي المقصععد الخععامس ‪ ،‬أواسععط الصععفحة ‪:‬‬

‫‪ ، 106‬قال ‪ :‬وأخرج البخاري أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس وقععال ‪ :‬اللهععم‬

‫إنا كنا نتوسل إلیك بنبینا محمد )ص( إذا قحطنا فتسقینا ‪ ،‬وإنا كنا نتوسل إلیك بعم نبینا فاسععقنا ‪،‬‬

‫فیسقون‪......................‬الى أن يقول ‪ :‬فهذا عمل الخلیفة ‪ ،‬يتوسل ويتقرب بعم النبي )ص( إلى‬

‫ال سبحانه ‪ ،‬وما اعترض علیه أحد من الصحابة ‪ ،‬ول يعترض الیوم أحد منكم على عملععه ‪ ،‬بععل‬

‫تحسبون أعماله حجة فتقتدون به ‪ ،‬ولكنكم تعارضون الشیعة لتوسلهم بآل محمععد )ص( وعععترته‬

‫وتنسععبون عملهععم إلععى الكفععر والشععرك والعیععاذ بععال !! فععإذا كععان التوسععل بععآل محمععد )ص(‬

‫والستشفاع بعترته الهادية عند ال عز وجل شرك ‪ ،‬فحسب رواياتكم فإن الخلیفة الفاروق يكون‬

‫مشركا كافرا ‪ ،‬وإذا تدفعون عنه الشرك والكفر ‪ ،‬ول تقبلععون نسععبته إلیععه ‪ ،‬بععل تصععححون عملععه‬

‫‪160‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وتدعون المسلمین إلى القتداء به ‪ ،‬فعمل الشیعة وتوسلهم بآل محمد )ص( أيضا لیععس بشععرك ‪،‬‬

‫بل حسن صحیح ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪ :‬قلت‪ :‬إن الحقد والبغض لهل السنة قد أعمی بصرهذا الرجل ‪ ،‬فهو لم يعد يری أو‬

‫يهتدي الی الصراط السوي سبیل يسلكه ويسیر علیه ‪ ،‬فأخذ يتشبث بکععل قشععة وجععدها أمععامه أو‬

‫وقعت تحت يده ‪ ،‬فبدأ ينقل أدلته ونصوصه من الکتععب الععتي تعتععبر عنععدنا فععي الدرجععة الرابعععة ‪،‬‬

‫وترك الخذ والنقل والستدلل من کتبنا المعتمدة والتي لها الدرجة الولی في الحجیة والستدلل‬

‫‪ ،‬فجمع وأخذ من کتاب ابن حجععر المکععي الصععوفي والععذي جمععع فیععه الغععث والسععمین والصععحیح‬

‫والضعیف وأقصد بذلك کتابه‬

‫» الصواعق المحرقة « أعتمد علیه المؤلف ونقل منه وکأنه من الکتععب المعتمععدة عنععدنا والمععر‬

‫خلف ذلك ‪ !!...‬ومن الطريف في المر أن ابن حجر المکي هذا حینما ألف کتابه هععذا فإنمععا ألفععه‬

‫للرد علی الشیعة وأمثالهم فکان کتابه شديد الوطأة علیهم کثیر التشععمت فیهععم ‪ ،‬فقععامت الشععیعة‬

‫بنقل بعض أقواله دون بعض واستفادوا من ذلك غاية الستفادة فکان ذلععك انتقامعًا منععه لهععم ‪ ،‬إذ‬

‫ان ابن حجر المکي لم يلتزم بععذکر الصععحیح فععي کتععابه فعأدی ذلعك العی فقعد القیمععة العلمیععة لهععذا‬

‫الکتاب ‪ ،‬فعندما أورد في کتععابه قصععة استسععقاء عمععر بعععم النععبي العبععاس رضععي الع عنععه فععرح‬

‫الشیعة لذلك واسبشروا فطبلوا وزمروا ولم تعد ثیابهم تسعهم من الفرح والسرور لنهععم وجععدوا‬

‫ل فاستدلوا بذلك علی جواز الذهاب لزيارة قبر الرضععا‬


‫لهم في طريق الضللة رفیقًا ولباطلهم دلی ً‬

‫وطلب منه کل ما يتمنونه من سعة الرزق والبیت والزوجه والسیارة وانزال المطر وما الی‬

‫ذلك‪!..‬‬

‫‪161‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وهذا بطبیععة الحعال قیعاس باطععل ل أصعل لعه مععن الصعحة ‪ ،‬فلععو کعان العذهاب العی القععبر جعائزا‬

‫والتوسل به مشروعا لکان الذهاب الی قبر الرسول صلی ال علیه وسلم أولی ‪ ،‬فقد کععان قععبره‬

‫صلی ال علیه وسلم في المدينة وکان باستطاعة کل أحد الذهاب الی هناك ولکن بالرغم من ذلك‬

‫فإن عمر لم يفعل ذلك لعلمه بعدم جوازه فطلب من عم النبي العبععاس أن يستسععقي لهععم لنععه حعيّ‬

‫وقادر علی الصلة والدعاء‬

‫والستسقاء‪ !!..‬والستسقاء کما يعلم ذلك کل مسلم من مستلزماته الععدعاء والتضععرع والخشععوع‬

‫والتوسل الی ال تعالی وطلعب مغفرتعه ورضعاه ورحمتعه فکعان هعذا الشعیخ صعاحب تلعك اللحیعة‬

‫البیضاء الکثة أولی وأنسب لهذه المهمة ول سیما‬

‫وهو عم النبي صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬عمر رضي ال عنه ذلعك الخلیفععة الععذي کععان تحععت سععلطتة‬

‫وحکمه نصف العالم يقدم العباس رضي ال عنه للصلة بدل عنه ‪!...‬‬

‫وذلك منه دلیل واضح علی تواضعه الجم واحترامه الکبیر لحرمعة الرسعول الع صعلی الع علیعه‬

‫وسلم ‪..‬؟!!‪ .‬ثم إننا نقول ‪ :‬إن التوسل بدعاء الحي جائز بل هو الفضل‬

‫ونری ان ذلك يکون له اکبر الثر في الستجابة لدعاء الداعین کذلك ‪.‬‬

‫قال صلی ال علیه وسلم ‪ » :‬هل تنصرون أو ترزقعون إل بضععفاءکم «‪..‬؟ ايعن هعذا معن العذهاب‬

‫الی القبر والتوسل به ‪..‬؟!!‬

‫ان قیاسکم ايها الشیعة قیاس باطل ‪ ،‬فإن مثلکم کمثعل العذي يعتعبر أن عابعد الصعنم والسعاجد لعه‬

‫کالعابد ل والساجد له ‪!!...‬‬

‫‪162‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فکیف يسوی بین هذا الکفر الواضح والشرك الفاضععح ‪ ،‬وبیعن السععجود لع تععالی ؟ أل تععدرکون‬

‫أيها الشیعة ماهو الفرق بین الحي والمیت ‪ ،‬أم أنکم لم تعودوا تمیععزوا بیعن سعواد اللیععل وبیععاض‬

‫النهار ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫الدعععاء الثععاني والثمععانون وقععوله‪ :‬وعلععى هععذا يجععب أن تسععتغفروا ربكععم مععن هععذه الفععتراءات‬

‫والتهامات التي تنسبونها لشیعة آل محمد )ص( وتكفرونهععم وتقولععون إنهععم مشععركون ‪ .‬ويجععب‬

‫علیكم أن تنبهوا جمیععع أتبععاعكم وعععوامكم الجععاهلین علععى أنكععم مخطئیععن فععي اعتقععادكم بالنسععبة‬

‫للشیعة ‪ ،‬فهم لیسوا بمشركین ‪ ،‬بل هم مؤمنون وموحععدون ‪..........‬ثععم يقععول ‪ :‬ولععن تجععدوا فععي‬

‫كتبنا العتقادية والكتب الجامعة للزيارات والدعیة المأثورة عن أئمة أهععل الععبیت علیهععم السععلم‬

‫أكثر مما ذكرت ‪.‬‬

‫ردنا علیه‪:‬‬

‫هذا من كیدك وخداعك فمثلك مثل المرأة الزانیة التي بالغت في ارتداء الحجاب‬

‫وستر نفسها خشیة أن يفتضح أمرها ‪ ،‬فإن رآها أحد في وضع غیر لئق يرتاب المرأ منه ‪ ،‬رجع‬

‫الی نفسه وقال ‪ :‬ل يمکن ان أسيء الظن بها فهي محجبة مستورة !! فحسبنا ال ونعععم الوکیععل‬

‫إنکم بعملکم هذا وفعلکم قصمتم ظهر الملة وشععوهتم صععورة السععلم ونسععبتم الیععه مععا ل ينبغععي‬

‫لمسلم ان ينسبه لنفسه ‪ ،‬فقد سعی هذا الرجل الی تبرأة الشیعة مما هم فیه مععن الکفععر والشععرك‬

‫الصريح ‪ ،‬فراح يأتي بالدلئل تلوالدلئل من کتاب المجلسي والقمي ‪ ،‬وقد فععاته أننععا نسععتطیع ان‬

‫نثبت له من کتب هذين الشیخین ما يدحض حجته ويبطل قوله ‪ ،‬وهععا هععو المجلسععي نفسععه يقععول‬

‫في کتابه ) بحار النوار ( کلمة لو مزجت بماء البحر لفسدته‪!!...‬‬


‫‪163‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فاقرؤا هذه العبارة التي جاءت في کتابه‪:‬‬

‫» متعوذًا بك من نار استحققنها بما جنیت علی نفسي «‪ !!...‬ولکننا نجد ان الشیعة يؤولععون هععذا‬

‫الکلم فیقولون‪ :‬إن قصد الزائر للضريح هنا هو ‪ :‬ان يشععفع لععه عنععد الع لینجیععه مععن النععار‪!!...‬‬

‫وبینما نری وبقلیل من التمعن في هذا القعول کعذب معا ذهبعوا الیعه معن هعذا التأويعل الفاسعد لنعه‬

‫يکذبهم ويرد علیهم ‪ ،‬فالزائر حینما يتوجه بهذا الدعاء والتضرع الی صاحب القععبر والضعريح ‪،‬‬

‫إنما يطلب ذلك مباشرة ولیس ل تعالی مکان أو قصد يععذکر فععي هععذا الععدعاء ‪ ،‬فإلیععك يععا صععاحب‬

‫القبر نتوجه وبك نتوسل ومنك نطلب قضاء الحاجات‬

‫وکشف الکربات ونتعوذ بك من النار ‪ ،‬اذا فکل شعيء يعراد تحقیقعه فهعو معن المعام والع تععالی‬

‫منهم بريء ‪ -‬تعالی ال عما يقول الجاهلون علوا کبیر ‪ً -‬ول زلت أذکر تلك الجملة الععتي قرأتهععا‬

‫في کتاب ) مفاتیح الجنان ( للقمي حیث يقول ‪ » :‬يععا علععي يععا محمععد يععا محمععد يععا علععي اکفیععاني‬

‫وأنتما لي کافیان « ‪...‬؟!! سبحان ال هل يقول ذلك مسلم يعلم أن له ربًا حامیه وناصره ‪...‬؟ إني‬

‫لزلت اذکر جیدًا حینما کنت شیعیًا فکلما أصعل العی هعذه العبعارة تجاوزتهعا دون قعراءة واکتفعي‬

‫بقراءة هذه الدعیة ‪ :‬حسبي ال ‪ ،‬حسبي الرازق من المرزوقین ‪ ،‬حسبي الخالق من المخلوقین‬

‫يا لیت ما بین يدي الن من کتب السنة کانت في متناول يدي آنذاك لستطعت أن أمیز بین صحیح‬

‫الحديث من ضعیفة ‪....‬؟!!! سبحان ال ‪ ،‬ما أعظم فضلك يارب‬

‫وما أجزل منتك علي ‪ ،‬اللهم لك الحمد کله ولك الفضل کله والیك يرجع المر کله ل نحصي ثناءًا‬

‫علیك أنت کما أثنیت به علی نفسك ‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والثمانون وقوله ‪ :‬ول شك أن وزر هذه الجنايات والفجائع هي فععي ذمتكععم أيضععا‬

‫وأنتم العلماء مسؤولون عنها وتحاسبون علیها أكثر من الجاهلین !‬


‫‪164‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫هل سمعتم إلى الن ‪ ،‬أن شیعیا التقى بأحد أهل السنة فقتله قربة إلى ال ؟!‬

‫ل ‪ ،‬ولن يقدم شیعي حتى العامي منهم على مثلها أبدا ‪ ،‬لن علماءنا ومبلغینا قد أفهموا أتباعهم‬

‫إن أهل السنة والجماعة هم إخواننا في الدين فل يجوز أذاهم ‪ .‬فكیععف بقتلهععم ونهععب أمععوالهم ؟!‬

‫نعم نبین لتباعنا ‪ ،‬الختلفات المذهبیة بیننا وبینكم‪ ،‬ولكن نقول لهم أيضا ‪ :‬بأنها رغم خلفنا مع‬

‫العامة في بعض المسائل ‪ ،‬فهم إخواننا في الدين ‪ ،‬فل يجوز لنا أن نعاديهم ونبغضهم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫مما ل شك فیه إن المساعدة والخدمة التي قدمها الشیعة لعداء ال و رسوله‬

‫ودينه من المغول والتتار کانت هي السبب الول التي جلبت الیهم کل هذا العار‬

‫وأوغرت صدور المسلمین علیهم فل يسمع مسلم بهم ال وفار الدم في عروقععه فاستشععاط غضععبًا‬

‫علیهم وعلی تلك المؤامرة القذرة الععتي قععاموا بهععا ضععد البشععرية کلهععا وخاصععة منهععم المسععلمین‬

‫وبلدهم ‪..‬؟!!!‬

‫هاأنتم تتبجحون بهذا الکلم وتقولون هذا الفك وکأنکم حینما أقمت للشیعة دولة‬

‫وسلطة في أيران لم تقوموا بأخراج أهل السنة منها ولم تشردوهم من ديارهم‬

‫وتسومونهم سوء العذاب ‪..‬؟! بدل الکیل کیلن ‪ ،‬هل نسیتم ذلك کله‪...‬؟ هل تراکم تنکععروه ‪..‬؟ أم‬

‫تنکروا قتلکم للشیخ مفتي زاده يرحمه اله تعالى ‪..‬؟! وقتلکم لضیائي كذلك والكععثیر الكعثیر ممععن‬

‫تطول القائمة بذكرهم ‪..‬؟!!‬

‫ان السلطان سلیم حینما قام بقتل الشیعة آنذاك ‪ ،‬کان الشاه اسماعیل الصععفوي يشعععل نععار الفتنععة‬

‫في ايران حیث قام بتصفیة عشرات اللف من الناس البرياء ‪ ،‬بل وقد تجاوز ذلك کله الععی هتعك‬

‫‪165‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫العراض وانتهاك الحرمات وفعل بأهل السنة ما فعل ‪ ،‬إنك وال ما أنصفت في قولك ومععا عععدلت‬

‫في حکمك أيها المؤلف ‪ ،‬لنععك لععم تعععرج ولععم تععذکر تلععك الفجععائع العظیمععة والمصععائب الجسععیمة‬

‫اللیمة التي اقترفها الصفويون اولئك الطغاة الظلمة الفجرة ولکن ال لکعم بالمرصعاد فمعاذا أنتعم‬

‫فاعلون ‪...‬؟!!‪..‬‬

‫الدعاء الرابع والثمانون وقوله‪ :‬اتباع أحد المذاهب الربعة عمل باطل ل دلیل علیه ‪!!!..‬‬

‫هل لكم أن تذكروا لنا حديثا واحدا عن النبي )ص( بأنه قال ‪ :‬خذوا أحكام ديني من أبي حنیفععة أو‬

‫مالك أو أحمد بن حنبل أو الشافعي ‪..‬؟؟ ثم يضیف قائل ‪ :‬ولكن الناس مضطرين أو مجبرين على‬

‫اتباع أحد المذاهب الربعة ‪ ،‬ثم أشار الى تلك الحادثة التي جرت له في الردن حینما أراد الصلة‬

‫في أحد مساجد أهل السنة هناك فیدعي ويزعم ‪ :‬أن المام قععام بتحريععض المصععلین علععى إخععراج‬

‫المؤلف من المسجد ‪...‬؟؟ !!!!‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ذکر المؤلف متسائلً‪ ،‬هل الناس بحاجة ماسة وضرورة ملحة الععی تقلیععد أو اتبععاع مععذهب بعینععه‬

‫من هذه المذاهب الربعة أم ل ‪..‬؟‪ .‬ثم أشار الی قصة حصلت له في الردن حینمععا صععلی فععي أحععد‬

‫المساجد هناك ‪ ،‬فأمر إمام المسجد هناك وحرض الناس علی إخراجه مععن المسععجد ‪ !!..‬قلععت‪ :‬ل‬

‫لسنا مضطرين الی اتباع أو تقلید أحد المذاهب فیمکنك أن تکون ممن يقف على هذه المسععألة أو‬

‫تلك من مضانها ومصادرها ‪ ،‬لتکن من أهل الحديث أي ان تکون سلفیًا ‪ ،‬ال إنکععم وکمععا رأينععاکم‬

‫ل يحلو لکم هذا الکلم فکنتم دائمًا الظهیر الدائم لهذه المذاهب الربعة لتقفوا بوجه من يععدعوکم‬

‫الی اتباع القرآن والسنة والخذ من جمیع المذاهب دون التقلیععد لمععذهب معیععن فععأين قععول الئمععة‬

‫) إذا صح الحديث فهو مذهبي ( ولکنکم آثرتم الوقوف مع هععذه المععذاهب ضععد مععن اسععمیتموهم‬
‫‪166‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫) بالوهابیة( فهي کلمععه مععن صععنعکم وابتکععاركم ‪ ،‬ثععم عنععدما رأيتمونععا أصععبحنا مععن أهععل السععنة‬

‫والجماعة القیتم بنا خارج البلد فما بالك بالمسجد ‪..‬؟!!‬

‫إنکم والحق أقول ‪ :‬لو استطعتم أن تزهقوا أنفسنا لتخرجونا من هذه الععدنیا کلهععا لتريحونععا منهععا‬

‫لفعلتم ذلك دون أي تردد أو تأخیر ‪ ،‬فعلیك ان تحمدال وتشععکره أن الردنییععن قععد عععاملوك بهععذه‬

‫المعاملة اللطیفة ‪ ،‬فل حاجة لن تتظلم وتشتکي منهم أيهعا الحیععق الرقطعاء ‪....‬؟!! ومععا فعععل بععك‬

‫فهو من قبیل ‪ :‬الجود من الموجود ‪!!..‬‬

‫العاء التسعون وقوله‪ :‬نحن ل نصلي الى القبور‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هذا کذب ل يخفی على أحد فهذا شیخکم وإمامکم المجلسي قد نقل في کتابه‬

‫» بحار النوار « عن المام الصادق ) باب وجوب زيارة قبر الحسین (‬

‫قال الصادق ‪ ) :‬إذا أراد الزائر أن يصلي يجعل القبر قبلة ‪ ( !!!..‬وکتب کذلك في بعاب ) الزيعارة‬

‫المطلقة ( بعد أن نقل مثل هذه الجمل التي تدل علی الکفر الصريح ‪:‬‬

‫» بکم فتح ال وبكم يختم ال وبكم يمحو ال وبکم يثبت ‪ .......‬ثم قال ‪ :‬اجعععل قععبر المععام قبلععة‬

‫وصلّ ‪ ( !!!..‬قلت ‪ :‬قولك ‪ :‬أن يکون القبر بینك وبین القبلة هذه شرك أيضًا وکفر لريب فیه ‪.‬‬

‫الإدعاء الحادي والتسعون وقوله ‪ :‬تقبیل قبور الئمة وأضرحتهم لیس شركا ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إن الستغاثة بهم وطلب العون منهم والستعانة واللجوء والسععؤال والطععواف بقبععورهم ومععا الععی‬

‫ذلك من العمال التي تقومون بها کل ذلك شرك ‪ ،‬والبناء علیها‬

‫‪167‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ونصب القبب علیها من البدع المنکرة ‪ ،‬وقد جاءت الحاديث الصريحة والدلعة الصعحیحة علعی‬

‫النهي والتحذير من فعل ذلك ‪ ،‬امععا أن تکععون هععذه القبععة هععي القبلععة لکععل زائر فتلععك بدعععة أقبععح‬

‫وأشنع ل يرتضیها دين ول شرع ‪.‬‬

‫الإدعاء الثاني والتسعون وقوله‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫دعني أقول لك قبل كل شيء ‪ :‬إن محبتنا واحترامنا لحد ل تدعونا أو تجیععز لنععا أن نتجععاوز الحععد‬

‫الشرعي المسموح به ‪ ،‬ول أن نفرط في ذلك حتی يصل بنا المر في نهايعة المطعاف العی عبعادته‬

‫والسجود له‪...‬؟!!! فالرجل ل يجوز له أن يقول ‪ :‬إنما شربت دم زوجتي من فرط محبتي لها ول‬

‫يسمح له بذلك ‪...‬؟؟! کما ل يسمح للم أن تدعي ‪ :‬إنها إنمععا أکلعت لحعم ولعدها معن شععدة وفعرط‬

‫محبتها له ‪ !!....‬إذًا ل نجعل كذلك من محبة أهل البیت رضي ال عنهععم سععببًا أو حجععة لحعٍد أن‬

‫يسجد الیهم أو الی قبر واحٍد منهم ‪ ،‬وأما ما ذکره المؤلف في کتابه من جواز ذلك محتجًا بسجود‬

‫أخوة يوسف لخیهم وأن ذلك دلیل علی أن هذا الفعععل ل يکععون شععركا ‪ ً،‬فععدعني أقععول لععك ‪ :‬لقععد‬

‫جئت بما لم تأت به الوائل ‪ ،‬ولقد أدهشتنا بهذه الحجج القوية والقنابل الشیرازية ‪ !!!...‬فالتهنععأ‬

‫الشیعة بال ‪ ،‬ولتنم قريرة العین بمل جفینهععا لن فیهعا إمععام همععام وععالم فطحععل مثلعك ‪..‬؟!! إنعك‬

‫تقول ‪ :‬إن أخوة يوسف ) ‪(..............‬‬

‫قلت ‪ :‬ان هذا الرجل المحتال لم يکف عن أسلوبه السمج هذا ‪ ،‬فأقول وبال التوفیق‬

‫أوًل ‪:‬‬

‫قال ال تعالی ‪ » :‬والنجم والشجر يسجدان « الرحمن ‪.‬‬


‫‪168‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فهل رأی أحد منکم الشجر وهو يحني جذعه ويرفعه ؟ من يری منکم ذلك فعلیععه أن يخععبر هععذا‬

‫ل وتفسعیرا موافقعا لمعا‬


‫المدعي الکذاب فلعله سیطیر فرحًا وسرورًا لنه قعد يجعد لهعذه اليعة دلی ً‬

‫يعتقده ويظنه ‪ !.....‬ل يعلم هذا الجاهل المركب أن السجدة هنا بمعني الطاعة والخضوع ‪...‬؟!‬

‫ثانیًا ‪ :‬ثم لیعلم ان لکل دين شريعة ومنهجا يؤمنون به ويعملون بمقتضاه ‪ ،‬فقبلة الیهععود کععانت‬

‫الى بیت المقدس ‪ ،‬فلو ان يهوديًا صلی الی الکعبة أنذاك لکان هذا العمل منه کفراً وضلًل ‪ ،‬ول‬

‫يحق له أن يحتج بفعله ذاك ويقول ‪ :‬ان هذه القبلعة هعي قبلعة ابینعا ابراهیعم وقعد صعلی الیهعا ؟!!‬

‫وکذلك الحال في ديننا ‪ ،‬فلو أن مسلمًا توجه في صلته الی بیت المقدس لکفر ول يحعق لعه فععل‬

‫ذلك او يقبل منه قوله‪:‬‬

‫إنما فعلععت ذلعك لن موسععی وعیسععی علیهمععا الصععلة والسععلم قععد صععل الیهععا فلععذلك أنععا أصععلي‬

‫الیها‪ !!...‬وبهذا يعلم أن لکل دين شريعته وطريقته ومناسکه التي حددها‬

‫وبینها له کتابه المنزل ونبیه المرسل ‪ ،‬فما کان جائزا لخوة يوسف عمله وفعله ل يجوز ذلك في‬

‫ن إن کنتععم‬
‫ديننا وشرعنا ‪ ،‬قال تعالی ‪ » :‬ل تسجدوا للشمس ول للقمر واسععجدوا لع الععذي خلقهع ّ‬

‫إياه تعبدون « فصلت ‪. 37 /‬‬

‫ثم هل سجد نبینا ورسولنا الکريم صلی ال علیه وسلم لحد من البشر ‪...‬؟‬

‫هل فعل بنفسه أو أمر أحدًا من أمته بفعل ذلك‪...‬؟ إنکم بالرغم من کذبکم وزيفکععم وبهتععانکم لععم‬

‫نر أن هناك نصًا نعلمه في مذهبکم أو قوًل صريحًا نقله أئمتکم عن رسععول الع صععلی ال ع علیععه‬

‫وسلم يأمر أحدًا بمثل هذا العمل المنکر الشنیع ‪..‬؟؟! فدع عنك هذا التزويق والبهععرج الععزائف فل‬

‫ينفعك هذا التلعب باللفاظ والتنمیق في العبارات ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم يقول ‪ :‬بما أن الروح تبقی بعد فناء الجساد فهذا دلیل علی جواز طلب الحاجة منه‪!!..‬‬

‫ثم يدعي هذا الجاني علی نفسه الظالم لها ‪(......................................) :‬‬

‫قلت ‪ :‬ما أتفععه کلمعك ‪ ،‬ومععا أضعععف حجتعك ‪ ،‬إن مثععل هععذا القععول الهزيععل والحجععة الداحضععة ل‬

‫تسطیع أن ترفع بها رأسًا أو تجعل من الباطل حقًا ‪ ،‬فهل إذ جعلت علة الرزاق سببًا لثبات أفواه‬

‫تأکل فقل کععذلك بکععل جععرأة ووقاحععة وأثبععت لهععم الذان السععامعة واللسععن الناطقععة و العضععاءًا‬

‫لتناسلیة التي تقوم بأداء واجبها أحسن‬

‫قیام ‪......‬؟!!‬

‫ن‬
‫إن کان المر علی ما تقول وأنهم أحیاء في هذه الدنیا ‪ ،‬فلماذا إذًا يا تری تنکح نساؤهم ويمکعع ّ‬

‫الرجال من أنفسهن أمام ناظر ومسمع هؤلء الشهداء ؟ يقول الحق تبععارك و تعععالی » بععل أحیععاء‬

‫عند ربهم يرزقون « فجئت أنت لتحییهم من قبرهم بعد موتهم فأجلستهم ونصبت لهم مائدة فیهععا‬

‫کل ما تشتهیه نفسك ‪ ،‬فهعل تريعد منعا أن نفهعم آيعات الع وکلمعه الحمیعد بهعذه الطريقعة والفهعم‬

‫السقیم ‪..‬؟ هل تبین لك الن أين خطأك وموطن هلكك ؟ وهل علمت کیف أنك دعوت علی نفسععك‬

‫بدل أن تدعوا لها؟ إنهم إذًا أحیاء عند ربهم يرزقون أيها الغافل الجاهل ‪ ،‬فهل سععمعت أذنععك قععول‬

‫الحق تبارك وتعالی » عند ربهم « ولیسوا فععي هععذه الحیعاة العدنیا ‪...‬؟!!!! هععل قععرأت هععذه اليععة‬

‫وقرأت كذلك » کل نفس ذائقة الموت « آل عمران ‪.158 /‬‬

‫فما الذي جعلك تستثني الشهید من هذه الية ‪..‬؟ اما رأيت هذه الية مععن کتععاب الع تععالی » إنعك‬

‫الزمر ‪30 /‬‬ ‫میت وانهم میتون «‬

‫فکیف جعلت للشهید درجة أعلی من الرسول صلی ال علیه وسلم وأرفع ‪..‬؟‬

‫‪170‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إقرأ قول ال تععالی » والععذين تععدعون مععن دونععه ل يملکععون مععن قطمیععر إن تععدعوهم ل يسععمعوا‬

‫فعععاطر ‪/‬‬ ‫دعاءکم ولو سمعوا ما استجابوا لکم ويوم القیامة يکفرون بشرکكم ول بنبئك مثل خبیر «‬
‫‪14 – 13‬‬

‫علي والحسین من شرکكم وکفرکم‬


‫فانتظروا إذًا ايها المشرکون يومًا يتبرأ فیه ّ‬

‫ولتعلموا عندئذ عظیم خسرانکم إذ کنتم تقولون علی ال غیععر الحععق وکنتععم بآيععاته تسععتهزؤون ‪،‬‬

‫فیا ويلکم ثم ياويلکم من عذاب ال ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء الثالث والتسعون وقوله‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لم يدع المؤلف عادته فهو في کل مرة اذا اراد الستدلل والستشهاد علی ما يقععول تععراه بععدل أن‬

‫يأتي علی ذلك المر بالدلة من القرآن والسنة کشاهدي صدق وعدل علععی مععا يقععول ‪ ،‬فععإنه يلجععأ‬

‫في ذلك الی أقوال ابن ابي الحديد ومحمد عبده حیث أنهم يععرون أن الععروح ل تمععوت وهععي باقیععة‬

‫ل آخر علی ما يقول ولکنه هذه المرة أخذ دلیله من کتاب‬


‫في هذه الحیاة الدنیا‪ !!!...‬ثم ذکر دلی ً‬

‫) زيارة الحسین ( وهو قولهم عند زيارة المام الحسین حیث يقرأ ذلك عند قبره » ايها الحسین‬

‫أشهد أنك تسمع کلمي وتجیب ‪.« .....‬‬

‫قلت‪ :‬ان قولکم » تشهد « کلمة ل يخفی معناها علی کل أحد فأنتم تقرون وتشهدون بععأن حسععینًا‬

‫رضي ال عنه سمیع بصیر قريب مجیب علیم خبیر ‪ ،‬وهذا وربي هو الشرك بعینععه الععردة بعینهععا‬

‫ول نعرف للكفر أوشرك والردة معنى آخرغیره كما إن قولكم هذا هو الذي جعل الحسین عنععدکم‬

‫ربًا يعبد من دون ال تعالی ‪ ،‬وال کیف استطاع الحسین ان يسمع ويجیععب ويععری مقععام الزائريععن‬

‫‪171‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫له ‪..‬؟ اللئذين بجنابه‪ ،‬الداعین له ‪...‬؟ السائلین رضاه وقربه ‪...‬؟ وهم مليین الناس فععي شععتی‬

‫أرجاء المعمورة فسواء الزائر له أو القاري لهذه الزيارة الکل عند الحسین سواء ‪...‬؟!!‬

‫ولیس هذا فحسب بل إن الحسین يسمع الجمیع وإن سألوه علی صعید واحد‬

‫ل بالعربیععة‬
‫وبلغععات وألسععنة شععتي ‪ !!...‬فل فععرق لععديه رضععي ال ع عنععه أن يععدعی ويسععأل مث ً‬

‫اوالنجلیزية أوالصینیة‪ ،‬وهو رضي ال عنه ل يتأخر عن اجابتهم‬

‫وتحقیق ما أملوه منه ‪ ،‬نعم ل يتأخر أو يتباطأ رضي ال عنععه فععي ذلعك ‪ ،‬کیععف ل وإن ذلعك لمعن‬

‫أهون ما يكون لديه ‪....‬؟؟! ولكنه رضي ال عنه لم يسععتطع أو يتمکععن مععن أن يععدفع عععن نفسععه‬

‫الذى وهو حي‪ !!...‬نعم وهو حي أيها المسلمون ‪...‬؟!! اقول‪ :‬لم يستطع أن يدفع أذی شععمر بععن‬

‫ذي الجوشن حینما حّز رأسه الشريف ‪........‬؟!!!‬

‫فهل هذا الحسین حقًا الذي جعلتموه لکم إلهعا ‪.......‬؟؟! فعأنتم بعه تشععرکون وللخعالق جعل جللعه‬

‫تحادون وبهذا الکفر تجاهرون‪...‬؟!‬

‫الدعاء الرابع التسعون وقوله‪ :‬إن أهل السنة يحبون يزيدا ويعتبرونه أمیرا للمؤمنین ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هذا خطأ‪ ،‬وقول ل صحة له‪...‬؟! قال شیخ السلم ابن تیمیة في يزيد هذا‪:‬‬

‫» ل نحبه « ومعظم أقوال أهل السنة علی هذا القول وأعني بذلك أقوال مععن يعتععبرهم الشععیعة »‬

‫وهابیین « فإن کان هناك قول خلف ما ذکرت فهععو کلم وقعول مرجععوح ل وزن لعه وهععو خلف‬

‫القول الراجح ‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ان أهل السنة يرون أن حسینًآ رضي ال عنه هو سید شععباب أهععل الجنععة ‪ ،‬امععا هععذا الععدعي فهععو‬

‫جعل من نفسه اللسان الناطق لهل السنة والجماعة فهو يهرف بما ل يعرف ويقول عنهم الباطل‬

‫ويقولهم مال يقولون‪!!..‬‬

‫هل حقًا ما تقول ‪.....‬؟ أهل السنة لم يکرهوا يزيدًا أو يبغضوه لنه قتل حسینًا إنهم يرون في قتله‬

‫رضي ال عنه مصیبة عظیمة ونکبة ألیمة حلت بالمععة‪ ..‬ل أدري کیععف أصعدقك أوأجمععع وأوفعق‬

‫بین تناقضاتك الكثیرة ‪..‬؟ ان ما يقوله أهل السنة‬

‫ويؤکدون علیه أن يزيدًا لم تکن له يد في قتل الحسین ‪ ،‬کما أنه عندما عرف بذلك لععم يرضععی بععه‬

‫والسلم ‪.‬‬

‫فتسیمتك لهذا الباب وعنونتك له خطأ ومغالطة وكذب ل نرتضیه بل نرده ‪ ،‬فلیس في أهععل السععنة‬

‫من يقف في صف مع من ظلمهم ‪ ،‬ولیس بیننعا معن يبغضعهم بعل إنهعم يعرون حبهعم واحعترامهم‬

‫ومعرفة مکانتهم في الدين وحتی الذي ترونه يحب يزيدًا فهو يحب حسینًا قبل ذلك واکععثر ‪ ،‬فأمععا‬

‫الذين ذکرتهم فهم أقلیة ل عبرة فیها أما الغالبیة الغالبة من أهععل السععنة والجماعععة فهععم ل يععرون‬

‫محبة يزيد أو مودته والحمدال ‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والتسعون وقوله‪) :‬وهل أنتم بعد في شك وتردد في كفر معاوية ويزيد ؟! ( بدأ‬

‫المؤلف کلمه بهذه الجملة » يزيد کافر « ثم أردف کلمه هذه بععذکر الدلععة علععی ذلعك مععن کتععاب‬

‫سبط بن الجوزي ) فمما يثیر العجب ويبعث السف في النفس ‪ ،‬أن معاوية وابنه يزيععد مععع كععثرة‬

‫الدلئل والشواهد على كفرهما وإنكارهما للدين والوحي ‪ ،‬تعدونها مؤمنین ‪ ،‬بععل تلقبونهععا بععأمیر‬

‫المؤمنین أي تحسبون خلفتهما شرعیة ‪ ،‬وتدافعون عنهما بالید واللسععان ‪ ،‬بععل بالمععال والنفععس‬

‫‪173‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وإن كان بعض أعلمكم وافقونا في كفر معاوية وابنه وكتبوا في ذلك مثل ابن الجوزي وقععد ألععف‬

‫كتاب الرد على المتعصب العنید المانع من ذم يزيد (‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬قد اعطینا للقاري نبذة يسیرة في تعريف هذه الشخص سبط بن الجوزي‬

‫وبینا هناك ان هذا الرجل شعیعي محعترق فنحعن ل نعری کفعر يزيعد ول نکفعره‪ ،‬لن القتعل وهعذه‬

‫الجناية ل تجعل من المسلم کافرا ول هذه الجناية من السباب التي تنقل من ملة السلم الی ملععة‬

‫الکفر کما إننا ل نری ول نصدق هذه الکاذيب العتي أفتريتموهعا علعی يزيعد ول نعتمعد علیهعا ول‬

‫نبني علیها حکمًا‪!!...‬‬

‫بل کیف نعتمد علی قول من يری أن الکذب مباحًا فاتخذه له عادة وخلقا‪..‬؟!! کیععف نصععدق قوم عًا‬

‫افتروا الکذب علی أبي بکر رضععي الع عنععه واتهمععوه بشععرب الخمععر و قععوله الشعععر فععي إنکععار‬

‫القیامة‪..‬؟ کیف نصدق مثل هؤلء القوم ام کیف نعتمد علیهم في تکفیععر مسععلم‪...‬؟!! إنععا ل نقععول‬

‫شیئًا سوی قولنا‪ :‬أل لعنة ال علی الکاذبین ‪.‬‬

‫الدعاء السادس والتسعون وقعوله ‪ :‬أجعاز علمعاء أهعل السعنة لععن يزيعد ‪،‬ثعم يضعیف قعائل ‪ :‬إن‬

‫الغزالي يثني على يزيد خیرا بینما المام أحمد يلعنه ‪. !!...‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لو قلنا جدًل ان المام أحمد رحمه ال کان يری لعن يزيد و کان هو يفعلععه و يقععوله‪ ،‬ذل عك زعم عك‬

‫وادعاؤك أنت لننا علی يقین ان المام أحمعد لعم يکعن يلععن أحعدًا و ل يعری ذلعك‪ ،‬قلعت‪ :‬إن کعان‬

‫المام أحد قد يری ذلك‪ ،‬فإن أهل السععنة يخععالفونه و ل يععرون ذلعك‪ ،‬فمالعك انععت و هععذه التفاهعات‬

‫والخزعبلت التي تتشدق بها و تتفوه بها‪ ،‬کفی کذبا‬


‫‪174‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وبهتانًا علی ائمتنا وعلمائنا فهم بحمدال تعالی أنقی ثوبًا وأطهر سريرة منععك ومععن أمثالععك أيهععا‬

‫التافه الرعن ‪ ،‬ثم لیس هناك من يقلد المام الغزالي أو يتعبه‪ ،‬بل إن أهععل السععنة يععرون التمسععك‬

‫بأقوال شیخ السلم ابن تیمیععة واتباعهعا وکععذلك يععرون قبععل ذلععك اتبععاع مععا علیععه أئمععة المععذاهب‬

‫الربعة من الحق الذي هداهم ال الیه ولکنهم في الوقت نفسه ل يرون اتبععاعهم و تقلیععدهم فیمععا‬

‫يقولون تقلید العمی ‪ ،‬و إنما کل يؤخذ من قوله و يرد إل قول المعصوم ابا القاسم علیععه الصععلة‬

‫والسلم ‪ .‬وبقي لي کلمة أقولها هنا و ذلك حرصَا مني لتنبیه القارئ الکريم فععأقول ‪ :‬إن المؤلععف‬

‫قد کذب کذلك في هذه المرة أيضًا و ذلك لن عبدال سأل والده المام أحمد رحمه ال‪ :‬ماذا تقععول‬

‫في الذين يحبون يزيدًا؟ فقال المام أحمد‪ :‬وهل هناك مععن يحععب يزيععدًا؟ فقععال آبنععه‪ :‬هععل تلعنععه يععا‬

‫أبي ؟ قال‪ :‬يا بني هل رأيت أباك يلعن أحدًا حتی الن‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء السابع والتسعون وقوله ‪ :‬قتل عام في المدينة النبوية ‪ !!...‬بسبب نقضهم لبیعة يزيد ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لقد القی أهل السنة اللوم والملمة علی يزيد ‪ ،‬وكرهوا فعله ‪ ،‬وتععبرؤوا الععى الع تعععالى مععن هععذا‬

‫الحنث العظیم ‪ ،‬فما معنى هذا القول ‪ ،‬وما حجتك بعد ذلك ‪.....‬؟!! ‪.‬‬

‫الإدعاء الثامن والتسعون وقوله ‪ :‬ل بأس ببناء نصب تذكاري لئمتنا وسادتنا الكبعار ‪ ،‬بعل نعرى‬

‫هذا العمل من المور المستحسنة والمعقولة ‪.‬‬

‫طبععا يريعد المؤلعف أن يشعیر هنعا العى معا يقعوم بعه النجلیعز معن بنعاء وإنشعاء النصعب الكعبیرة‬

‫لشهدائهم وهو ما يطلق علیه ‪ :‬بنصععب الجنععدي المجهععول ‪ !!..‬فیقععول المؤلععف ‪ :‬نحععن أيضععا لنععا‬

‫شهداء فل بأس من إكرامهم وتخلید ذكراهم ‪ ،‬ولمععاذا ل ننشععيء هععذا النصععب التععذكاري للحسععین‬

‫مثل ‪..‬؟؟ ‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن المسلم يتبع نبیه و قدوته رسول ال صلی ال علیه وسلم و ل يری اتباع غیره فرضًا و‬

‫ل سنة وإنا ل نری ول نجیز ذلك لحد مععن أهععل السععلم‪ ،‬فل نتبععع رومیعًا ول افرنجیعًا‪ ،‬أمععا أنتععم‬

‫فاتبعواما شئتم وما تهواه انفسکم فکونوا مع الروم رومًا ومع الفرنجة إفرنجة‪ ،‬ولکععن إن کنتععم‬

‫تحبون ذلك وترون جععوازه فقلععدتم الوربییععن فیمععا يصععنعونه بموتععاهم وقتلهععم فعظمتععم موتععاکم‬

‫وشیدتم الضرحة علی قبورهم واوقفتم علیها الوقوف ووضعتم علیها أکالیل الزهور فما الحاجععة‬

‫بعد هذا کله الی ضعرب رؤوسعکم بالسعیوف والسعاطور وضعرب صعدورکم ولطعم الوجعوه وشعق‬

‫الجیوب ؟ لماذا تفعلععوا ذلععك کلععه ؟ مععا هععذا الصععیاح و البکععاء والعويععل والعمععال المنکععرة الععتي‬

‫تفعلونها في عاشوراء و غیره من المناسبات الکثیرة التي عندکم‪..‬؟!!!‪ ....‬تنععادون وتصععرخون‪:‬‬

‫يا حسین نفسي فداؤك‪ ...‬نفوسنا ونفوس العالمین لکم الفدا هکذا‪ ...‬واحسععیناه‪ .....‬ل تععذهب الععی‬

‫ساحة الوغی والقتال ‪ ..‬انا فداؤك ل تذهب‪..‬؟!! فهل يفعل ذلك الورپیون بقتلهم‬

‫وموتاهم کما تفعلون ذلك أنتم ‪...‬؟‬

‫أنتم والکل يعلم ذلك‪ ،‬لم تشیدوا هذه الصروح علی قبور أئمتکععم و موتععاکم لتخلععدوا ذکرهععم کمععا‬

‫تقولون‪ ،‬لم تفعلوا ذلععك لتکععون هععذه القبععور شععاهدًا علععی تلععك الحیععاة الطعاهرة والسععیرة العطععرة‬

‫لصاحب هذا القبر أو ذاك فیدعوکم الی اتباعه و يحثکم علی القتداء بععه إنکععم لععم تفعلععوا ذلععك ال‬

‫لکي تکون هذه القبور والمععزارات ملذا لکععم تلجععؤون الیهععا عنععد سععرائکم وضععرائکم وفرحکععم‬

‫وترحکم فتتوسلون بها وتستعینون بها في نیل الرغائب وکشععف النععوائب هععذا ولعم تکتفععوا بهععذا‬

‫الکفر والطغیان حتی الصقتم التهم وافتريتم الکذب علی الوهابیین فقلتم عنهم ‪ :‬أنهم يبنون علی‬

‫قبور ملوکهم البنیة الضخمة النیقة المزخرقة وهذا من أکذب الکذب وأقبحه‪ ،‬و قد علم کععل مععن‬

‫‪176‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لديه إلمام بتاريخکم المظلم ماذا فعلتم بقبور أهل السنة حیععث قمتععم باسععتخراج اجععداثهم وحرقهععا‬

‫أيام دولتکم الصفوية المقیتة وظهر بظهورهم ذلك المصطلح البغیض والسب العلني لهل السععنة‬

‫»بدرسوخته« يعني ‪ -‬يا محروق السالفه ‪ -‬و ظهر هذا السب واللععن والطععن واشععتد ععوده منععذ‬

‫ذلك العهد المظلم ‪ .‬إن الوهابین أفضل وخیععر حععال منکععم فهععم ل يقصععرون او يتوانععون فععي هععدم‬

‫القبور وتخريبها و مسح کل أثر لقبة علیها ولکنهععم فععي الععوقت نفسععه ل يتعرضععون الععی أجسععاد‬

‫الموتی بالسوء کما هو صنیعکم و صنیع أجدادکم واسلفکم من الصفويین ‪ ،‬ثم بأي حق تجعلون‬

‫ما تقومون به من هذه العمال المنکرة انجازات تفتخرون بها وتتباهون بها أمام الجمیع إمععا ان‬

‫کان هذا التصرف يصدر من غیرکم و يفعله من سواکم فتعتبرونه عنعد ذلعك معن العمععال السععیئة‬

‫والفعال المنکرة ‪ ،‬إما إن أنکرت أي علقة لك بالصفويین وتععبرأت مععن أعمععالهم وأفعععالهم فهععذا‬

‫يبطله مدحك و ثناؤك علیهم في کتابك أوًل ‪ ،‬وثانیًا أود أن أسعألك هعذا السععؤال‪ :‬هعل توافعق إمعام‬

‫زمانك وترتضي حکمه وما يقوله‪..‬؟ فإن قلت نعم ‪ ،‬وهذا مما ل يشك فیه أحد ‪ ،‬فأقول‪ ،‬إنععه يععری‬

‫وجوب الهدم والتخريب لقبور کل من ابي بکر وعمععر وعثمععان وعائشععة ولیععس هععذا فحسععب بععل‬

‫ويتحتم وجوب إخراج اجسادهم الطاهرة وحرقهعا أو انعه يخعرج المیعت معن قعبره لینعزل بعه ألیعم‬

‫العذاب وشديد العقاب‪.!!!......‬‬

‫الدعاء التاسع والتسعون وقوله ‪ :‬نحعن ل نطلعب قضعاء الحاجعات وكشعف الكربعات معن الئمعة‬

‫أنفسهم ‪ ،‬بل هم وسیلتنا وواسطتنا الى ال تعالى ‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم ذكر هذا المثال فقال ‪ :‬لو تصورنا أن هناك شخصععا مععا لععه حاجععة وضععرورة لععدى احععد الملععوك‬

‫فهو بدل من رفع حاجته الى الملك مباشرة ‪ ،‬نراه يذهب الى بیت رئیععس وزراءه لیرفعهععا بععدوره‬

‫الى الملك ‪ ،‬وبهذا سیكون لخطابه وطلبه من الحظوة عند الملك ما ل تكن بغیره ‪!!..‬‬

‫ثم قال ‪ :‬فآل محمد )ص( وعترته في كل زمان هععم وسععائل التقععرب إلععى الع تعععالى ‪ ،‬وبهععم عع أي‬

‫بسببهم وبشفاعتهم ودعائهم ع يرحم ال عباده ‪ .‬فهم لیسوا مستقلین في قضععاء الحععوائج وكفايععة‬

‫المهععام ‪ ،‬وإنمععا ال ع سععبحانه هععو القاضععي للحاجععات والكععافي للمهمععات وآل محمععد )ص( عبععاد‬

‫صالحون وأئمة مقربون ‪ ،‬لهم جاه عظیم عند ربهم ‪ ،‬وهععم شععفعاء وجهععاء عنععد الع عععز وجععل ‪،‬‬

‫عْنَدُه إِّل ِبِإْذِنِه(‪.‬‬


‫شَفُع ِ‬
‫منحهم مقام الشفاعة بفضله وكرمه ‪ ،‬فقد قال سبحانه ‪َ ) :‬من َذا اّلذي َي ْ‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬يبطل قولك هذه و يرده الشکالت التالیه ‪:‬‬

‫الأول ‪ :‬إن ال تعالی أعلم بحالك علنیتك وسرك وهو جل جلله أرحم الراحمین ‪،‬‬

‫وإن لم يرحمك ال تعالی برحمته و يتغمدك بعطفه ورأفته فما الظن بأصععغر الراحمیععن وأضعععف‬

‫المخلوقین ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬ان المرضعة ل ولن تکون أرأف وأرحم من الم بولدها ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬إن الملك ل يستغني عن المعین والمؤازر في تدبیر شععؤون المملکععة والدولععة‪ ،‬فأمععا الع‬

‫تعالی فغني عن العالمین ول يحتاج العی أحعد معن خلقعه فهعو القعوي القعادر المعتین سعبحانه جعل‬

‫شأنه‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قععال المؤلععف ‪ ) :‬نحععن نعلععم أنععه فععرد صععمد ولکنععه أراد ذلععك ‪ ،‬وارادتععه اقتضععت ان يکععون لععه‬

‫وزير‪....‬؟!!! ( ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬قد يکون ذلك وقد ل يکون‪ ،‬فهناك بون شاسع بین ان يکون قادرًا علی ذلك وبین أن يفعله‬

‫ويوجده‪...‬؟!!! فهو القادر علی کل شي جل شأنه وعز مکانه‪ ،‬فلععو کععان هععؤلء هععم وزراؤه کمععا‬

‫تدعي ذلك أنت‪ ،‬ثم کتبت في اثبات ذلك الف صفحة‪ ،‬بل ولو أتیتنا بآية واحدة من کتاب ال تعععالی‬

‫لرحت نفسك ولم تجهد نفسك و لرحمتها من هذه المشقة وعناء البحث والخذ والرد ولم تتحمل‬

‫ل واحدًا من‬
‫کل هذه المشقة ‪ !!!...‬ولکني دعني أقول لك واختصر علیك الطريق‪ :‬إنك ل تملك دلی ً‬

‫کتاب ال تعالی ول ولن تستطیع أن تثبت لنا أن اسم علي قد جاء في آية واحدة مععن هععذا الکتععاب‬

‫العزيز‪ ،‬واذا كان المر کذلك فما بالك وأنت تريد أن تنصبه وزيرًا لع عزوجعل‪...‬؟!! فکیععف نقبععل‬

‫ل واثباتًا واحدا علی ما تقول وتدعي ‪..‬؟‬


‫منك او نرضی بذلك او نقر به وأنت ل تملك دلی ً‬

‫هذا أوًل ‪ ،‬وثانیًا ‪ :‬ان قولك هذا يرده قول الحق تبارك و تعالی‪ » :‬ان الذين تدعون من دون ال ع‬

‫الية‪ .‬العراف ‪. 194 :‬‬ ‫عباد أمثالکم‪«..‬‬

‫اما أنتم فتقولون‪ :‬انهم الواسطة والوسیلة بیننا وبین ال تعالی‪ ،‬بینمععا ربنععا سععبحانه ذمکععم و ذم‬

‫استدللکم هذا حیث يقول عّز اسمه »ال ل الدين الخععالص والععذين اتخععذوا مععن دونععه أولیععاء مععا‬

‫نعبدهم ال لیقربونا الی ال زلفی ان ال يحکم بینهم فیما هم فیه يختلفون ان ال ل يهدي من هو‬

‫الزمر ‪.3:‬‬ ‫کاذب کفار«‬

‫تدبر جیدًا‪ :‬ال جل وعل قد اعتبرکم کذبة کفارا‪ ،‬بل ويعتبر کذلك کل من اعتقد هذه العقیدة وآمععن‬

‫بها کاذبًا کفارا‪!!!..‬‬

‫‪179‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثالثًا ‪ :‬ان وجود الوزير يستلزم أن يکون هذا الوزير أهلً لتلك الوزارة وما يقوم به من وظععائف‬

‫وتدابیر تخص شؤون المملکة ومن فیها من الرعیة وجمیع الخلق‬

‫وهذا يعني وجوب ان يتصف هذا الوزير ببعض الصفات التي يتصف بها الملععك نفسععه‪ ،‬هععو الع‬

‫جل و عل‪...‬؟!!‬

‫ولتوضیح الصورة امام القاريء أقول ‪ :‬ان الملك عندنا معشعر البشعر إنمعا يتخعذ وزيعره ومعینعه‬

‫وحاشیته من جنسه ومن هم مثله في الخلق والطبیعة والفطرة اذًا فالوزير العذي يتخععذه الع لبععد‬

‫أن يکون من جنسه‪ ،‬وأرجو ان تتدبروا قولي هذا جیدًا وتمعنوا النظر فیه لیستبین لنا الحععق مععن‬

‫الباطل ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬فالوزير لبد أن يکون عالمًا مدبرا عارفًا محیطًا بکل صغیرة وکبیرة تهععم المملکععة وتعنععی‬

‫بها ‪ ،‬ويجب أن يکون علی علم تام بکل ناحیة من نواحیها ويعرف مععا يحععدث ويجععري فیهععا مععن‬

‫تقلبات وتحولت علی مدار الساعة والزمان ‪ ،‬عالم بما کا ومعا يکعون‪ ،‬الماضعي عنعده کالحاضعر‬

‫والغائب عنده کالشاهد ‪ ،‬يفهم اللسععنة واللغععات‪ ،‬يقضععي الحاجععات ويععدبر شععؤون النععاس قبععل أن‬

‫ترفع الیه ‪ ،‬فهو شاهد سامع مدرك واعي ل تختلف علیه اللسنة و ل تتشابه عنده اللفاظ وبهععذا‬

‫ل لهععذا المنصععب الخطیععر والمقععام الجلیععل حععتی يسععتطیع أن يرفععع کععل صععغیرة‬
‫کله فقط يکون أه ً‬

‫وکبیره ويعرضها علی الرب الکريم والله العظیم سبحانه وتعالی ‪ ،‬وبهذا نفهم ونتیقن فسععاد مععا‬

‫ادعاه هذا المؤلف وما تدعیه الشیعة بشکل عام‪ ،‬فإن ال لو کععان لععه وزيععر فلبععد ان يکععون مععن‬

‫جنسه‪ ،‬وهکذا فأنتم قد جعلتم من علي إلها يعبد من دون ال تعالی بأعمععالکم المشععینه وأقععوالکم‬

‫الرذيلة علیکم من ال ما تستحقون من الیم العذاب وشديد العقاب ‪.‬‬

‫ضلتموهم على غیرهم وجعلتموهم‬


‫الدعاء المائة وقوله ‪ :‬ولماذا اعترفتم بأربعة من الفقهاء وف ّ‬
‫‪180‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أئّمة ؟ ! من أين جاء هذا الحصر ؟ ! ولماذا هذا الجمود ؟ !‬

‫ن السلم قد نسخ الديان التي جاءت قبله ‪ ،‬ول يأتي دين بعده ‪ ،‬فهو دين‬
‫نحن وأنتم نعتقد أ ّ‬
‫فَلن ي ُ ْ‬
‫قب َ َ‬
‫ل‬ ‫سل َم ِ ِدينا ً َ‬
‫غي َْر اْل ِ ْ‬
‫غ َ‬
‫من ي َب ْت َ ِ‬
‫و َ‬
‫الناس إلى يوم القیامة ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ) :‬‬
‫ه ‪.( ...‬‬
‫من ْ ُ‬
‫ِ‬
‫فكیف يمكن لهذا الدين الحنیف أن يساير الزمن والعلم في الختراعات والكتشافات والصناعات‬

‫المتطّورة ‪ ،‬ولكّل منها مسائل مستحدثة تتطّلب إجابات علمیة ؟!‬

‫فإذا أغفلنا باب الجتهاد ولم نسمح للفقهاء أن يبدوا رأيهم ويظهروا نظرهم ع كما فعلتم أنتم بعد‬

‫الئمة الربعة ع فمن يجیب على المسائل المستحدثة ؟ !‬

‫وكم ظهر بینكم بعد الئمة الربعة فقهاء أفقه منهم ‪ ،‬ولكّنكم ما أخذتم بأقوالهم وما عملتم‬

‫جحون أولئك الربعة على غیرهم من الفقهاء والعلماء ‪ ،‬ل سّیما على اَلفقه‬
‫بآرائهم ! فلماذا تر ّ‬

‫جح ‪ ،‬وهو قبیح عند العقلء ؟ !‬


‫والعلم منهم ؟ ! ألیس هذا ترجیح بل مر ّ‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫اوًل‪ :‬إننا أهل الحديث ولسنا من مقلدي المذاهب الربعة ‪.‬‬

‫ثانیًا‪ :‬إنك بمکرك وخبثك عندما تواجه أهل السنة تحاول جاهدًا أن تلفت أنظار القارئین الی کععون‬

‫أن ما علیه المذاهب الربعة هو الحق ولم يکن الحق مطلبك ومبتغاك ‪ !!..‬إنما لتتخذ ذلععك ذريعععة‬

‫وسلمًا لنفث سمومك ولتصب جام غضبك علی أهل الحديث )الوهابیین( بینمععا أن أهععل الحععديث ل‬

‫يقولون أن باب الجتهاد قد أغلق بل هم يدعون المة دائمًا وعلمائها بشکل خاص الی ان يبععذلوا‬

‫قصاری جهدهم ويعملوا فکرهم لمواکبة هذا العصععر وتقععديم کععل جديععد وبنععاء لخدمععة هععذا الععدين‬

‫بالعلم الشععرعي والفکععر النیععر القععائم علععی فقععه الکتععاب والسععنة مععن أدلتععة التفصععیلیة‪ .‬وحججععه‬

‫الواضحة البینة‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثالثًا ‪ :‬نحن نعلم جیدًا وعلی يقین تام بأن هذه المذاهب الربعة لها علماءها ومجتهديها مععن أهععل‬

‫العلم وهم ل ولن يقصعروا فعي خدمعة هعذا العدين بعالفتوی الشعرعیة القائمعة علعی العدلیل الثعابت‬

‫الصحیح من الکتاب والسنة فیصدرون الفتاوی تلو الفتاوی لعطاء الحکم الصحیح في کل جديد‬

‫ونازلة من النوازل والحمدل رب العالمین‪.‬‬

‫ثم يقول المؤلف‪ ) :‬نحن ل نعتبر مجتهدينا من الئمة‪ ( !!...‬قلت‪ :‬هذا کذب من عك‪ ،‬فعنععدکم المععام‬

‫الخمیني والمام موسی الصدر ولکن طبععًا ان المکانععة والمنزلععة الععتي عنععدکم لهععؤلء الئمععة ل‬

‫تماثل أو تتفق ما للئمة الربعة عندنا معشر أهل السنة والجماعة فشتان ما بیننا وبینکم‪.‬‬

‫فحسبنا هذا التفاوت بیننا‪ ...‬و کل إناء بالذي فیه ينضح‬

‫اننا اذا أخطأ المام عندنا فل نری اتباعه بحال من الحوال‪ ،‬أما أنتم فالمر عنععدکم مختلععف جععدًا‪،‬‬

‫فأرجو ملحظة هذا الفرق الدقیق والهام بیننا وبین الشیعة ‪!!!!...‬‬

‫ي شيء يجب أن يكون‬


‫ن إلزام المسلمین وإجبارهم على أ ّ‬
‫الدعاء الحادي بعد المائة وقوله‪ :‬ثّم إ ّ‬

‫ص من القرآن الحكیم أو حديث النبي الكريم صلى ال علیه وآله ‪ ،‬وأنتم تجبرون‬
‫مستندًا إلى ن ّ‬

‫المسلمین وتلزمونهم على أخذ أحكام دينهم من أحد الئمة الربعة من غیر استناد إلى ال‬

‫ورسوله ‪ ،‬فعملكم هذا ل يكون إّل تحّكما وزورا ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫نحن السلفیون نتفق معکم في ذلعك فل يجععوز لحععد أن يتبععع أو يقلععد احععد الئمععة أو غیرهععم ذلععك‬

‫التقلید العمی‪ ،‬و لکننا لم نرکم قد حمدتم طريقتنا ومنهجنا ولو مرة واحععدة ‪ ،‬بععل علععی العکععس‬

‫من ذلك تمامًا‪ ،‬فإنکم کلما عقدتم أو أقمتم مؤتمرًا من المؤتمرات او عقدتم اجتماعًا بینکم و بیععن‬

‫أهل السنة‪ ،‬وهو ما يسمی عندکم بمؤتر الصععداقة والمععودة والوحععدة رأينععاکم تكیلععوا بمکیععالین ‪،‬‬

‫‪182‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فأهل السنة عندکم يختلفون عن الوهابیین کما يحلو لکم ان تسموهم‪ ،‬أما المقلدين للمذاهب فهععم‬

‫الذين يکون لهم النصیب الکبر من مدحکم وثنععائکم علیهععم ‪ -‬أمععا أهععل الحععديث والسععلفیون فهعم‬

‫اعداء الماضي والحاضر والمستقبل‪ !!..‬وها أنا ذا أقولها لکم بکل صراحة‬

‫وشفافیة ‪ :‬نحن معشر السلفیون نری ان اتباع الحق ل يکون ال للکتاب والسععنة فقعط وکعل قععول‬

‫وجدناه موافقًا لهذين الصلین العظیمین فهو علی الرأس والعین‪ ،‬فل نقعر بالتقلیعد العمعی العذي‬

‫يفتقد الی الدلیل والبرهان‪ ،‬کما إننا نری أن کل قول أو مذهب يقدم التقلید لحد الئمة او الشععیوخ‬

‫او الرجال علی قول الحق تبارك وتعالی‬

‫وهدي المصطفی صلی ال علیه وسلم وسنته فهو قول باطل ومذهب باطل وقائله‬

‫ضال مضل ل يقبل قوله ‪ ،‬فل داعي اذًا للقیل والقال فاذا کان المر کذلك فنحن متفقون‪.!!...‬‬

‫الدعاء الثاني بعد المائة وقوله ‪ :‬فما تقول أنت أّيها الحافظ ‪ ،‬عن المععام الشععافعي وأبععي حامععد‬

‫الغزالي وجار ال الزمخشري ؟ ! فقال الحافظ ‪ :‬إّنهم من كبععار علمائنععا وفقهائنععا ‪ ،‬وكّلهععم ثقععات‬

‫عدول ُيعتمد علیهم وُيصّلى خلفهم ‪ ،‬قلت ‪ :‬جاء في كتبكم عن المام الشافعي أّنععه قععال ‪ :‬مععا ُولععد‬

‫في السلم أشأم من أبي حنیفة ‪ ،‬وقال أيضًا ‪ :‬نظرت في كتب أصحاب أبي حنیفة فإذا فیهععا مععائة‬

‫وثلثون ورقة ‪ ،‬فعددت منها ثمانین ورقة خلف الكتاب والسّنة ! وقال المام الغزالععي فععي كتععابه‬

‫" المنخول في علم الصول " ‪ :‬فأّما أبو حنیفة فقد قّلب الشريعة ظهرًا لبطن ‪ ،‬وش عّوش مسععلكها‬

‫وغّیر نظامها ‪ .‬و أردف جمیع قواعد الشريعة بأصٍل َهعَدم بععه شععرع محمععد المصععطفى صععلى الع‬

‫ل كفعر ‪ ،‬ومعن فعلعه غیعر مسعتحّل فسعق ‪ ،‬ويسعتمر‬


‫علیه وآله ‪ ... ،‬ومن فعل شیئًا من هذا مستح ً‬

‫ن أبا حنیفة النعمان بن ثععابت الكععوفي ‪ ،‬يلحععن فععي‬


‫بالطعن في أبي حنیفة بالتفصیل إلى أن قال ‪ :‬إ ّ‬

‫الكلم ول يعرف اللغة والنحو ول يعرف اَلحاديث ‪ ،‬ولذا كان يعمل بالقیاس في الفقه ‪ ،‬وأّول مععن‬
‫‪183‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫شععاف " وهععو ُيععّد‬


‫‪ ،‬وأّما جار ال الزمخشري صععاحب تفسععیر " الك ّ‬ ‫انتهى كلم الغزالي‬ ‫قاس إبلیس ‪.‬‬

‫سرين عندكم ‪ ،‬قال في كتععابه " ربیععع اَلبععرار " ‪ :‬قعال يوسععف بععن‬
‫من ثقات علمائكم وأشهر المف ّ‬

‫أسباط ‪ :‬رّد أبو حنیفة على رسول ال صلى ال علیه وآله أربعمائة حديث أو أكععثر ! وحكععي عععن‬

‫ن أبا حنیفة كان يقول ‪ :‬لو أدركني رسول ال صلى ال علیه وآله لخذ بكثیر من‬
‫يوسف أيضًا ‪ :‬أ ّ‬

‫قولي ! ! وقال ابن الجوزي في " المنتظم " اّتفق الكّل على الطعن فیه عع أي ‪ :‬فععي أبععي حنیفععة عع‬

‫والطعن من ثلث جهات ‪:‬‬

‫‪ 1‬ع قال بعض‪ :‬إّنه ضعیف العقیدة ‪ ،‬متزلزل فیها‬

‫‪ 2‬ع وقال بعض‪ :‬إّنه ضعیف في ضبط الرواية وحفظها‬

‫انتهععى كلم‬ ‫ن رأيه غالبًا مخالف للحاديث الصععحاح‪.‬‬


‫‪3‬ع وقال آخرون‪ :‬إّنه صاحب رأي وقیاس ‪ ،‬وإ ّ‬
‫ابن الجوزي ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫سردت القوال عن المام ابي حنیفة رحمه ال على ألسنه أهل السنة ‪ ،‬ول نعلم هععل أنععت صععادق‬

‫في ذلك النقل ام كنت فیه من الکاذبین ‪..‬؟!! وذکرت أيضعا طععن بعضعهم فعي المعام ابعي حنیفعة‬

‫رحمه ال ونحن ل نود الحععديث الکععثیر والخععوض الطويععل وإنمععا نقتصععر علعی مععا ذکععر المؤلععف‬

‫لنجیب علیه ونردة فأقول وبال التوفیق‪ :‬يعلم من قولك هذا أن سععلفنا وأئمتنععا لععم يکونععوا يععرون‬

‫التقلید للئمة الربعة والخذ عنهم بغیر دلیل وال فکیف يعقل ان يععردوا علععی المععام ابععي حنیفععة‬

‫وامثاله من العلماء الجلء‪..‬؟‬

‫‪184‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إن هذا دلیل واضحا على ان علماؤنا رحمهم ال کانوا علی الطريقة السلفیة التي ل وجود للتقلید‬

‫والتعصب العمی للمذاهب مکانًا بینهععا‪ !!..‬واذا ارجعنععا الععى التاريععخ نجععد ان تلمععذة المععام ابععو‬

‫حنیفة نفسه لم يکونوا يقلدون إمامهم مائه بالمائه‪ ،‬و بهذا فقد نقضت قولك السععابق حیععث قلععت‪:‬‬

‫ان اهل السنة يقلدون الموتی بینما نراك هناك تقول شیئًا آخر‪..‬؟!! ثم علیك ان تعلععم و يعلععم ذل عك‬

‫من ورائك إن الغزالي لم تکن له من المکانة عندنا ما لبي حنیفة في قلوبنا ولو الی الضعف من‬

‫ذلك‪..‬؟!! کما إن ما قاله الزمخشري من طعن في أبي حنیفععة رحمععه الع وأنععه لععم يکععن مععن أهععل‬

‫السنة ‪ ،‬وإنما کان من المعتزله الشیعة فاعلم إنا ل نقبل ان يکععون الزمخشععري حععتى ولععو خادمعًا‬

‫للمام الهمام والعالم الرباني أبي حنیفة النعمان علیه الرحمة والرضوان !!‬

‫الدعاء الثالث بعد المائة وقوله ‪ :‬ولكن لو تراجع كتب الشیعة المامیة حول الئمة الثني عشر‬

‫علیهم السلم لرأيت إجماع العلماء والفقهاء والمحّدثین والمؤرخین على تقديسهم وعظم شأنهم‬

‫ن الئمة الثنا عشر علیهم السلم كّلهم‬


‫وجلل مقامهم وعصمتهم )سلم ال علیهم لننا نعتقد أ ّ‬

‫خريجوا جامعة واحدة ‪ ،‬وهم أخذوا علمهم من منبع ومنهل واحد ‪ ،‬وهو منبع الوحي ومنهل‬

‫الرسالة فلم يفتوا إّل على أساس كتاب ال تعالى والسّنة الصحیحة التي ورثوها من جّدهم خاتم‬

‫ي أمیر المؤمنین علیه السلم‬


‫النبّیین وسّید المرسلین صلى ال علیه وآله عن طريق المام عل ّ‬

‫وفاطمة الزهراء سّیدة نساء العالمین علیهم السلم وحاشا أئّمتنا علیهم السلم أن يفتوا على‬

‫أساس الرأي والقیاس ‪ ،‬ولذا ل تجد أي اختلف في ما بّینوه لّنهم كّلهم ينقلون عن ذلك المنبع‬

‫الصافي الزلل ‪ :‬روى جّدنا عن جبرئیل عن الباري "‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هذا کذب وبهتان ل دلیل لکم علیه ول حجة‪ ،‬وذلك لو أن أئمتکععم کععانوا متفقیععن فلمععاذا لععم ينقععل‬

‫ذلك عنهم مجتهدوکم وعلماؤکم‪..‬؟ لو کان لما تقعوله أدنععی صعحة لنقلععت عنهعم المسععائل بطريقععة‬
‫‪185‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وصورة متماثلة وعلی وجه واحد دون أي اختلف أو تعارض أو تناقض‪..‬؟!! وهذا ما لععم يحععدث‬

‫طبعًا‪ ،‬فإن الختلف والتضاد فیما نقل عنهم من مسائل ل تستطیعوا أنتم ول غیرکععم إخفععاءه عععن‬

‫الخرين وهو واضح بین‪ ،‬ولهذا فإن ما تنکرونه علعی مجتهععدي أهععل السععنة وأئمتهععم هعو فیکعم‬

‫قبلهم بل وأضعاف ذلك بکثیر‪ ،‬ول يمکن أن يدعي أحد أن ما نقل عععن الئمععة والعلمععاء إنمععا هععو‬

‫قول واحد ل اختلف فیه و ل تعارض‪.‬‬

‫وإل قولوا لي واجیبوني ‪:‬‬

‫لما آثر المام الحسن الصلح علی غیره ؟‬

‫و لماذا قاتل الحسین من بعده ؟‬

‫لماذا آثر الصلح ابنه زين العابدين من بعده؟‬

‫ولماذا حارب زيد ابنه من بعده ؟‬

‫لماذا جنح أخوه الباقر للصلح وأقره؟‬

‫لماذا تصالح ابنه الرضا من بعده حتی أصبح ولیًا للعهد؟‬

‫لماذا أصبح المام التاسع ختن الخلیفة؟‬

‫لما آثر المام الغیبة عن أنظار الناس ؟‬

‫والنتیجة إننا لم نفهم أي معنی لهذا التحاد والتفاق والجماع الذين تتحدثون عنه بیععن الئمععة و‬

‫تتشدقون به ‪....‬؟‬

‫الدعاء الرابع بعد المائة وقوله ‪ :‬ولذا نعتقد بأن المامة من أصول الدين ‪ .‬ثم إذا كانت المامععة‬

‫من فروع الدين لما كان رسول ال )ص( يؤكد على أهمیتها بقععوله المععروي فععي كتبكععم المعتععبرة‬

‫مثل ‪ " :‬الجمع بیععن الصعحیحین " للحمیععدي و شععرح العقعائد النسععفیة" لسعععد التفتععازاني ‪ ،‬قعال‬
‫‪186‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫)ص( ‪ ) :‬من مات ولم يعرف إمام زمانه مات میتة جاهلیة ( فالمامة في معتقدنا مرتبة عظیمععة‬

‫هامة ‪ ،‬نازلة منزلة النبوة ‪ ،‬والمام قائم مقام النبي )ص(‪.‬‬

‫ل علی أن المامة أصل عظیم من أصول ديععن‪ ،‬ثععم قععال بزعمععه‪:‬‬


‫ردنا علیه ‪ :‬ذکر المؤلف هنا دلی ً‬

‫أن أهل النسة يرون ذلك ويقولون به اذ صح عنهم ‪ :‬أنه من مععات و لعم يععرف إمعام زمععانه معات‬

‫میتة جاهلیة‪.....‬‬

‫قلععت ‪ :‬هععذا الحععديث کععذب ل يصععح ‪ ،‬فععإلی مععتی تتمععادی الشععیعة فععي قععول الکععذب‪.‬؟ إن الروايععة‬

‫الصحیحة هي‪ » :‬من نزع يده عن الجماعة ‪ ،‬فل حجة له يوم القیامة‪،‬‬

‫ومن مات مفارقًا الجماعة مات میتة جاهلیة « فهولء هم الشیعة إخوان الیهود‬

‫وأشباههم تراهععم يعمععدون الععی أقععوال النععبي صععلی الع علیععه وسععلم فیسععطون علیهععا بععالتحريف‬

‫والتبديل لتوافق أهواءهم ثم يقومععوا باسععتنباط الحکععام الخععاطئة والمعععاني الفاسععدة ‪ ،‬وإل کیععف‬

‫يقول هذا القول العجیب ويدعي ذلك الدعاء المکععذوب فیجعععل المامععة أصععل مععن أصععول الععدين‪،‬‬

‫کیف ذلك ولم يأت في کتاب ال تعالی ولو مجرد إشارة العی ذلعك وفعي آيعة واحعدة معن آيعات الع‬

‫تعالی ‪...‬؟‬

‫مع إننا رأينا ذلك کثیرًا في آي القرآن حیث أشار الی وجود القععرار بتوحیععد الع تعععالی وطععاعته‬

‫وعبادته‪ ،‬ثم المر الصريح بما يجب علینا من القرار بالنبوة والمعاد والیوم الخر والجنة والنار‬

‫وما الی ذلك الکثیر مما أمرنا به في ديننا وشرعنا فأين ذلك الصل العظیم والركعن المكیعن العذي‬

‫ل من أصول الدين‪ ،‬هل أشار الیه القرآن بععذلك‪...‬؟ هععل جععاء التأکیععد علععی ذلعك؟ هععل‬
‫جعلتموه أص ً‬

‫رأيتم أو عرفتم کذبًا أکبر من ذلك لم نعرف من ذلك ال ما ادعته الشععیعة فععي أئمتهععم حیععن جعلععت‬

‫العتقاد بذلك واليمان به هو الصل العظیم من أصول هذا الدين‪...‬؟!!!‬


‫‪187‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الخامس بعد المائة وقععوله ‪ :‬قلعت ‪ :‬إن الع سععبحانه بعععد أن يععذكر امتحعان أبعي النبیععاء‬

‫إبراهیععم الخلیععل )ع( وابتلءه فععي نفسععه وأمععواله وولععده ‪ ،‬وبعععد نجععاحه وفععوزه فععي كععل تلععك‬

‫المتحانات ‪ ،‬أراد ال تعالى أن يمنحه مقاما أعلى من النبوة والرسالة والخلة والعزم ‪ ،‬لنععه كععان‬

‫آنذاك نبیا رسول من أولي العزم ‪ ،‬وصاحب الخلة ‪ ،‬فرفعه إلى مقعام المامعة وجعلعه إمعام للنعاس‬

‫ن َ‬
‫قـا َ‬
‫ل إ ِن ّــي‬ ‫فقععال سععبحانه ‪ ) :‬وإذ ابت ََلى إبراهيم ربـه بك َل ِمـات َ َ‬
‫ه ّ‬
‫م ُ‬
‫فـأت َ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِْ َ ِ َ َ ّ ُ ِ‬ ‫َ ِ ِ ْ‬

‫دي‬
‫هــ ِ‬
‫ع ْ‬ ‫ل ل َ ي ََنــا ُ‬
‫ل َ‬ ‫ن ذُّري َِتــي َ‬
‫قــا َ‬ ‫مــ ْ‬
‫و ِ‬
‫ل َ‬ ‫مامــا ً َ‬
‫قــا َ‬ ‫س إِ َ‬ ‫عُلــ َ‬
‫ك ِللّنــا ِ‬ ‫جا ِ‬
‫َ‬

‫ن(‪.‬‬
‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬

‫ل ‪ :‬فتبت بذلك أن مرتبة المامة أعلی رتبعة معن مرتبععة‬


‫ردنا علیه ‪ :‬استدل المؤلف بهذه الية قائ ً‬

‫النبوة العامة ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬المتقولون کثیر وکل له أن يدعي ما يشاء ولکن اين الدلیل‪...‬؟ أريد أن تثبت لي ذل عك بععدلیل‬

‫من کتاب ال تعالی ل بقول سبط بن الجوزي أو بأقوال سلمان البلخي إمامك واستاذك!!‬

‫وذلك للمور التالیة‪:‬‬

‫أوًل‪ :‬لو کان المراد من المامة هنا والمقصود هو ما تقوله أنت‪ ،‬فلماذا إذًا يقول عبادالرحمن في‬

‫الفرقان‪.74/‬‬ ‫الية‪ » :‬واجعلنا للمتقین إمامًا «‪...‬؟‬

‫هل يحق لحد مثل أن يقول‪ :‬يا ال أسألك أن تجعلني نبیًا‪..‬؟ ألم تقل‪ :‬ان مرتبععة المععام أعلععی مععن‬

‫مرتبة النبي ومنزلته‪...‬؟ إذًا ل ينبغي أو يجوز لحد أن يتمنی أو يسأل هععذه المرتبععة وهععذا المقععام‬

‫العظیم ‪..‬؟ وکأنني أعرف بماذا ستجیبون ‪..‬‬

‫اذ تقولون‪ :‬إن المامة هنا لیست مثل تلك المامة‪...‬قلت‪ :‬قول بلد دلیععل‪ !!!..‬کقععولکم هععذه نبععوة‬

‫عامة وتلك نبوة خاصة‪ ،‬تقسیمات عجیبة ومصععطلحات غريبعة ل يععرف لهعا أصععل فععي ديعن الع‬
‫‪188‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫تعالی‪ !!!!...‬أهکذا تقولون‪ :‬إن ال تعالی بعدما ابتلی عبده ابراهیم في نفسه وولده و تجاوز ذل ك‬

‫المتحان بنجاح وتفوق صار من مرتبة النبوة الی مقام المامة ‪..‬؟!!!‬

‫الثاني ‪ :‬لو افترضنا صحة ذلك جدًل ‪ ،‬فقولوا لي کیف صار إمامکم العاشر إمامًا‬

‫وهو في الثامنة من عمره‪..‬؟ بماذا امتحن يا تری حتی ارتقععی العی هعذه المنزلعة الععتي هععي أعلعی‬

‫رتبة من النبوة‪...‬؟ ثم کیف جعلتم إمامكم الثاني إمامًا وهو في الخامسععة مععن عمععره مععن غیععر أن‬

‫يتجاوز أي امتحان يذکر‪..‬؟‬

‫الثالث ‪ :‬کیف أصبح بعض أئمتکم أئمة قبل أن يمتنحوا‪...‬؟ ايکون المام إمام قبععل أن يمتحععن‪...‬؟‬

‫الم تجعلوا وتدعوا أن الحسین إمامًآ ارتقی الی هذه المنزلة والمکانة ثم امتحن بعد ذلك‪....‬؟ فهععل‬

‫هذا کلععه يتفعق ومععا تعذهبون الیععه مععن تفسعیر هععذه اليعة الکريمععة ام أنععه يناقظهعا ويخالفهعا کعل‬

‫الختلف ‪...‬؟‬

‫الرابع‪ :‬لو کان للمامة منزلة أعلی من النبوة ‪ ،‬فلماذا خص ال النبیاء وقصصععهم بجععانب کععبیر‬

‫من العناية والذکر في آي القرآن وسوره بینما لم نر ذلك أو نجده فیمععا تععدعیه الشععیعة فععي فضععل‬

‫الئمة و المامة‪...‬؟ اما کان ينبغي لو کان الحق كمعا تقولعون أن يخعص الع تععالی أئمعة الشعیعة‬

‫بالذکر في کتابه المنزل ووحیه المرتل لیعرف الناس بذلك منزلتهم وقدرهم‪..‬؟ ارجععو مععن القععاري‬

‫الكريم إذا وقع بصره علی اسم من اسماء الئمة في القرآن أن يرشدنا الیه ويعلمنا بععه فلعلنععا لععم‬

‫ننتبه الیه أو لم نوفق للعثور علیه‪!!!...‬‬

‫الخامس‪ :‬أمعنوا النظر وتدبروا معي هذه الية الکريمة قال الحق تبارك وتعالی‪:‬‬

‫» من يطع ال والرسول فأولئك مع الذين أنعم ال علیهم من النبیین والصديقین‬

‫والشهداء والصالحین وحسن اولئك رفیقَا ( ‪ /‬النساء‪. 69/‬‬

‫‪189‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ذکرت هذه الية ثلة هامة وطائفة من المؤمنین ولکننا لم نرها قد ذکرت الئمة في أول اليععة ول‬

‫في آخرها ‪..‬؟‬

‫إذا فما هو دلیلكم الذي اعتمدتم علیه حععتی جعلتععم الئمععة خیععر وأفضععل مععن النبیععاء‪...‬؟ مععا نععری‬

‫لديکم ذلك الدلیل القاطع والبرهان السعاطع العذي تعتمعد علیعه النفعس وتطمعأن لعه‪ -‬ولعذلك فعأنتم‬

‫بحاجة دائمة الی اللجوء للتأويلت والتعسف في القوال ‪ -‬وهذا ما يجعلنا نزهد بمععا فععي أيععديکم‬

‫من هذه القوال المريضة و الحجج الواهیة فل نعتمد علیکم ول نأمن جانبکم وقد تبین لنا کذبکم‬

‫وبهتانکم وهذا کاف في بطلن قولکم والحمد ل رب العالمین‪..‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء السادس بعد المائة وقوله ‪ :‬وإنما بین النبوة العامة والنبوة الخاصة فرق كبیر والمامة‬

‫أعلى مرتبة من النبوة العامة ودون النبوة الخاصععة ‪ ،‬والخیععرة هععي درجععة خععاتم النبیععاء وسععید‬

‫الخلق أجمعین ‪ ،‬محمد المصطفى ‪ ،‬حبیبنا وحبیب إله العالمین )ص( ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قسم المؤلف النبوة الی نبوة خاصة وعامة وهذا طبعًا بدعًا من القول لعم يسعبقه الیعه أحعد‪ ،‬وهعو‬

‫بطبیعة الحال لجأ الی هذا التقسیم لکي يقول لنا‪ :‬ان منزلة علي‬

‫ومکانته أدنی من منزلة محمٍد وأعلی من رتبة ابراهیم ومکانته‪...‬؟‬

‫قلت‪ :‬إن کان ما تقصده هو‪ :‬أن هذا النبي أرسل الی قوٍم بعینهععم وخععص بهععم‪ ،‬وآخععر أرسععله الع‬

‫تعالی الی کافة النعاس بشعیرًا ونعذيرًا‪ ،‬فعإن علیعًا بعذلك ل يکعون أفضعل معن أحعٍد معن انبیعاء الع‬

‫ورسله‪ ،‬لنه لم يرسل الی أحد من البشر‪...‬؟!!!‬

‫‪190‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء السابع بعد المائة وقوله ‪ :‬إن الدلیل على أن المام علي علیه السلم وصل مرتبة النبوة‬

‫وكان أهل لهذا المقام العظیم ‪ ،‬هو حديث المنزلة المروي عن النبي )ص( في كتبكم المعتبرة أنععه‬

‫قال ‪ :‬يا علي ! أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إل أنه ل نبي بعععدي " وتععارة‬

‫كان )ص( يخاطب الناس فیقول ‪ " :‬علي مني بمنزلة هارون من موسى " إلى آخره ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫نقل المؤلف من کتب أهل السنة هذا الحديث وهععو قعوله صععلی الع علیععه وسععلم ‪ » :‬يعا علعي أمعا‬

‫ترضي أن تکون مني بمنزلة هارون من موسی أل انه ل نبي بعدي «‪.‬‬

‫قلت‪ :‬الول ‪ :‬طبعًا لم يکن النبي صلی ال علیه وسلم يظن يومًا أن هناك من يعأتي بععده لیقععول‪:‬‬

‫إن درجة المامة ورتبتها أعلی من درجة النبوة‪ !!!..‬ولذلك قال صلی ال علیه وسععلم هععذا القععول‬

‫لعلي رضي ال عنه‪ » :‬يا علي أن لك عندي من المنزلة والمکانة مععا تطیععب بهععا نفسععك فععاعرف‬

‫ذلك واعلمه ولتكن أهل لما أولیتك به من هذه المنزلة الرفیعة ‪ ،‬إل أنه ل نبي بعدي‪ !!..‬ولبد لنععا‬

‫من وقفة عند هذا الحديث‬

‫ومعرفة السباب التي دعت الی هذا القول ‪..‬؟؟‬

‫وبالرجوع الی نص الحديث والمناسبة التي دعت النبي صلی ال علیه وسلم أن يقول هععذا القععول‬

‫لعلي رضي ال عنه تبین أنه إنما قاله تطییبًا لنفس علی رضي ال عنه عندما خلفه النععبي صععلی‬

‫ال علیه وسلم في المدينة حینمععا أراد الخععروج فععي احععدی الغععزوات ‪ ،‬فتکلععم المنععافقون وبعععض‬

‫ضعفاء النفوس وقالوا‪ :‬ما خلف النبي صلی ال علیه وسلم علیًا في المدينة ال لسبب کععذا وکععذا‪،‬‬

‫ي النبي صلی ال علیه وسلم و طلب منه الخروج معه فقال عندها رسول ال صععلی ال ع‬
‫فلحق عل ّ‬

‫علیه وسلم هذا الحديث‪ ،‬و بهذا يفهم کذب وباطل ما تدعیه الشععیعة ‪ ،‬فالحععديث فععي واد وهععم فععي‬
‫‪191‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫واد‪..‬؟!! ومازالت الشیعة تصر على أن المام أفضل من النععبي ‪ ..‬وهععذا قععول مععردود مرفععوض ل‬

‫يقبله عاقل مسلم‪ ..‬ولو کان المر کما يزعمون إذًا لقال النبي صلی ال علیه وسلم‪ :‬يا علععي أنععت‬

‫مني بمنزلة هارون من موسی ‪ ،‬ال إنك خیر منه وأفضل فإن هارون کان نبیًا وأما أنت‬

‫فإمام «‪..‬؟!!‬

‫الثاني‪ :‬لو قلت لحد ابناء صديق لي‪) :‬أنت مني بمنزلة ولععدي إل أنعك ل ترثنععي(‪ .‬ثععم جععاء الولععد‬

‫المتبنى بعد موتي وادعی أمام الجمیع بأنه أفضل مععن ابنععي الصععلبي وبنععاءًا علععی ذلعك فل بععد أن‬

‫يکون له نصیب من المیراث‪..‬؟!! والن هل من المعقول إني لم أکععن وارثعًا للنععبي ول أحمععل هععذا‬

‫المسمی ثم أدعی من الختیارات والقدرات والمکانیات ما يسع مائة وارث حقیقي‪ !..‬فهععل يعقععل‬

‫ذلك أو يصح عند أحد‪..‬؟‬

‫الثالث‪ :‬إن الشیعة دائمًا ل تقول الحق ول تؤمن به وإنما تؤمن ببعضه وتکتععم بعضععه وهععم بهععذا‬

‫السلوب وبهذه الطريقة يستطیع کذلك کل أحد أن يدعي الحق مع باطله‬

‫وما هو علیه من الضلل ‪ ،‬حتی ولو کانوا عباد الشععیطان أنفسععهم کمععا أسععلفنا القععول والسععلوب‬

‫والطريقة هاتان أعتبرهما ضربًا من الخیال والوهام ونوعَا من أنععواع الكعذب والحتیععال ‪ ،‬وهععذا‬

‫بطبیعة الحال ل وزن له في میزان العلم والدلة والبرهان‪.‬‬

‫وبالتالي لبد لنا أن ننظر الی تلك السباب والمناسبة التي دعت الععی تععوجیه مثععل هععذا الكلم مععن‬

‫الرسول صلی ال علیه وسلم الی علي رضي ال عنه اما الشیعة فقد قطععت أول الحعديث وآخعره‬

‫ثم أخذت ما تراه يحقق لها مرادها ومبتغاها‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬عندما أراد النبي صلی ال علیه وسلم الخروج الی غزوة تبوك عین علیا‬

‫‪192‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وجعله الخلیفة من بعده علی المدينة وترکه مععع النسععاء والطفععال والضعععفاء مععن النععاس‪ ،‬وهععذه‬

‫المهمة بالذات لم تکن بتلك المهمة الشاقة علی النفوس إذ لم يکن فععي المدينععة أحععد مععن الرجععال‬

‫القادرين علی حمل السلح ال ما ذکرنا‪!!...‬‬

‫في هذا الجو الذي يدعو النفعوس العی السعکون والخلعود العی الراحععة أبععت تلعك النفععس الطعاهرة‬

‫والهمة العالیة والشجاعة التي کانت تجیش في نفس علي رضي ال عنه من البقععاء بیععن هععؤلء‬

‫الضعفاء من الناس‪ ،‬إضافة الی ما کان يصل الی مسامعه من أقاويل بعض الناس‪ :‬انظععروا کیععف‬

‫خلف النبي صلی ال علیه وسلم علیًا أمیرًا علی النساء والطفال«‪ !!..‬فجاء علي الی النبي صلی‬

‫ال علیه وسلم وأخبره بما يقوله الناس‪ ،‬فقال النبي صلی ال علیععه وسععلم هععذا الحععديث ‪ ،‬تطییبعًا‬

‫لنفس علي رضي ال عنه‪ ،‬وذلك لن علیا کان يعلم أن هذا العمل لم يکن بتلك الهمیة والخطورة‬

‫التي تحبها وتهواها تلك النفوس البیة وال إنه أمام أمر النبي صلی ال علیه وسلم‬

‫وقوله وجد سکینة وطمأننیًة ل يعادلها شي في هذه الدنیا کلها‪ !!..‬کما اسکت اللسن التي کععانت‬

‫تتکلم فیه ‪ ،‬إل إن الشیعة لم ترضی حتی جعلت في نهاية المطاف ووصلت الی نتیجععة فععي غايععة‬

‫العجب والغرابة إن علیًا کان شريكًا للرسول صععلی الع علیععه وسععلم فععي النبععوة والرسععالة‪..‬؟!!‪:‬‬

‫ولربما نتساءل ‪ :‬لماذا کل هذا التضییق والطعن والزعاج للمام علي‪..‬؟‬

‫الخامس‪ :‬لقد جاء عن النبي صلی ال علیه وسععلم و صععح عنععه الکععثیر مععن الحععاديث فععي فضععل‬

‫الصحابة وقد ذکرنا ذلك في کتبنا‪ ،‬فلو أننا اتبعنا طريقتکم و تبنینا ذلك لصععبح أوصععیاء الرسععول‬

‫صلی ال علیه وسلم ووکل ؤه ونوابععة مععن الکععثرة مععا ل يعععد ول يحصععر‪..‬؟!! وبهععذا وذلعك مععن‬

‫التأويلت الفاسدة تضیع شرائع الدين ويختلط الحابل بالنابل ول يعرف بعد ذلك الحق مععن الباطععل‬

‫ولکنني علی علم ويقین إنکم سوف تقولوا لنا‪ :‬إننا ل نعمععل بمععا ورد فععي کتبکععم ومععا جعاء فیهععا‬

‫‪193‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وخاصة منها ورد فیها من الحاديث الصحیحة الصادقة في فضائل الشععیخین الجلیلیععن ابععي بکععر‬

‫وعمر رضي ال عنهما‪!!...‬‬

‫فأقول‪ :‬ان کان المر کما تدعي وتزعم‪ ،‬ول تقبل منا تلك الحاديث الععتي صععحت عنععدنا فععي فضععل‬

‫الصعحابیین الجلیلییعن ابعي بکعر وعمعر رضعي الع عنهمعا فل نقبعل کعذلك معاورد فعي کتبنعا معن‬

‫الحاديث في فضععل علععي ولععم يبقععی لععك إل أن تحاججنععا و تناقشععنا بمععاورد بععه القععرآن والحععديث‬

‫فقط‪...‬؟! أما ما ذکرته ايها المؤلف في صفحتین کاملتین وأنت تتکلم عن سند حديث المنزلة هععذا‬

‫وما قاله أهل السنة وما ذکروه واوردوه في کتبهم ‪ ،‬فهذا دلیل آخر علی صحة ونزاهة ما يعتقععده‬

‫أهل السنة وما هم علیه من الحق‪ ،‬فإذا کانت كل هذه السانید هو مما ذکره أهل السنة فععي کتبهععم‬

‫واعتمدتموه في عقائدکم وآمنتم به فهذا يلزمكم التصديق کععذلك بکععل ماجععاء فیهععا مععن الحععاديث‬

‫والروايعات العتي جعاءت فعي الثنعاء والمعدح لبعاقي أصعحاب النعبي صعلی الع علیعه وسعلم وذکعر‬

‫فضائلهم ومناقبهم ل أن تؤمنوا ببعضها وتکفروا ببعضها الخر‪..‬؟! إننا لو جمعنا الحاديث الععتي‬

‫جاءت في کتب أهل السنة وماورد فیها من مدح وثناء وذکر لفضائل علي رضي الع عنععه لرأينععا‬

‫من ذلك العشرات والمئات من تلك الصععفحات فلمععاذا تعتععبرون السععنة بعععد کععل هععذا أعععداءَا لعلععي‬

‫رضي ال عنه‪...‬؟ وإذا كانت هذه الحاديث الشععريفة لهععا مععن الصععحة والضععبط كععل هععذه الدرجععة‬

‫العالیة ‪ ،‬فلماذا ل تقروا وتصدقوا بتلععك الحععاديث الععتي وردت فععي الكتععب نفسععها ونقلهععا العععدول‬

‫الثقات في فضائل ومناقب الصحاب ول سیما منهم أبوبكر وعمر‪..‬؟ ويجب أن يعلم كععذلك إنكععم ل‬

‫ترعوون او تتوبون من أفعالكم القبیحة هذه ‪ !....‬ولعبكم وقلبكم وتزيیفكم للسانید حیلة ل تخفععى‬

‫على أحد‪ !!...‬ونقلك عن ابن المغازلي والخوارزمي وابن الصباغ وسلیمان البلخي ل ولن ينفعععك‬

‫ول يزيد ذلك من الحق الذي عندنا ذرة واحدة ونحن بحمدال تعالى قععد بینععا حععال هععؤلء النععاس‪،‬‬

‫‪194‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فأعید القول مرة أخرى وأقول‪ :‬نعلم جیدا صحة هذه الرواية التي تقول‪ :‬إن النبي صلي ال علیععه‬

‫وسلم عندما خرج للغزو والجهاد متوجهًا الي تبوك وقععد أمرعلععى المدينععة علیعًا رضععي الع عنععه‬

‫لیخلفه فیها مع أنه صلى ال علیه وسلم لم يرخص في البقاء في المدينة لحد أو أن يتخلف عععن‬

‫الجهاد والخروج للغزو معه‪ ،‬ولذا فإن علیًا عندما رأى نفسه وحیدَا اشتد علیه ذلك المر وخاصة‬

‫عندما أشاع المنافقون وضعاف النفوس‪ :‬أن النبي صلى ال علیه وسلم لم يبق علیًا فععي المدينععة‬

‫ال لموجدة وجدها علیه فأمره لععذلك علععى النسععاء والطفععال‪ !!...‬فقععال حینئذ علععي‪ :‬أتععتركني مععع‬

‫النساء والطفال يا رسول ال‪...‬؟ فقال صلى ال علیه وسلم تطییبًا لنفسععه ) أل ترضععى ان تكععون‬

‫مني بمنزلة هارون من موسى ال انه ل نبي بعدي ( وبهذا هدأ من روعه وجبر خاطره وأخععرس‬

‫المنافقین وأسكتهم‪..‬؟! نحن بل أدنى شك نقر بصحة هذا الحديث ونعتمععد علیععه أمععا إنععه قععد روي‬

‫كذلك بطرق أخری غیر هذا الطريق بأسانید کلها ضعیفة أو هالکععة‪ ...‬کمععا قععد روي هععذا الحععديث‬

‫ولکنه هذه المرة يجعل من أبي بکر وعمر رضي ال عنهما وما لهما من المنزلة عند رسول ال‬

‫صلی ال علیه وسلم کمنزلة هارون مععن موسععی حیععث جععاء فععي الحععديث » بأنهمععا منععي بمنزلععة‬

‫هارون من موسی « ال ان هذا الحديث ل يصح ونحن ل نقر به ونرده فإن الحق أحق أن يتبععع ‪،‬‬

‫فالحديث الذي ورد في علي رضي ال عنه صحیح و ل شك في ذلك‪.‬‬

‫فإذا کان المر کذلك وهو صحیح عندنا فما الداعي بعد ذلك الی إصرار المؤلف‬

‫وحرصه الکبیر علی تصحیحه واثبات صحته ‪ ،‬ما هععو المععراد مععن وراء ذلعك‪...‬؟ ومععا هععو قصععد‬

‫المؤلف من ذلك‪...‬؟ ل شك إن رائحة الفنتة والهمز واللمز واضح في لحن قوله ونحععن نعلععم جیعد‬

‫أي قصد خبیث يرمي الیه هذا المأفون المخذول‪..‬؟!!‬

‫‪195‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثامن بعد المائة وقوله‪ :‬فقد روى الحافظ سلیمان الحنفي في " ينابیع المودة " البععاب‬

‫السادس والخمسین ‪ ،‬عن محب الدين الطبري المكي في كتابه" ذخائر العقبى" بسنده عن عمععر‬

‫بن الخطاب ‪ ،‬أنه قال‪ :‬كنت أنا وأبو بكر وأبو عبیدة وجماعة إذ ضرب النبي صلى ال علیه وآله‬

‫وسلم منكب علي فقال‪ :‬يا علي ! أنت أول المؤمنین أيمانا ‪ ،‬وأولهم إسلما ‪ ،‬وأنععت منععي بمنزلععة‬

‫هارون من موسى ‪ ،‬وروى المام أحمد في مسنده عن ابن عباس ‪ ،‬أنه قال‪ :‬كنععت أنععا وأبععو بكععر‬

‫وأبو عبیدة بن الجراح وجماعة من الصحابة عند النبي ) ص ( إذ ضرب على منكب علي بن أبي‬

‫طالب) ع ( فقال‪ :‬أنت أول المسعلمین إسعلما ‪ ،‬وأنعت أول المعؤمنین إيمانعا ‪ ،‬وأنعت منعي بمنزلعة‬

‫هارون من موسى ‪ ،‬كذب يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إن رواي هذا الحديث هو عمر بن الخطاب حیث ذکععر المؤلععف روايععة ذکرهععا ذلعك المععام الهمععام‬

‫الذي يعرفه الناس في مشارق الرض ومغاربها فهعم يعکفعون علعی قعراءة کتعابه و يتدارسعونه‬

‫فیما بینهم کل يوم!! هل عرفتم من نقصد بقولنعا هعذا‪..‬؟ نععم إنعه السعید سعلیمان البلخعي الحنفعي‬

‫وخواجه الکبیر والحافظ القندوزي المتوفي قبل مائة وخمسون سنة حیث ذکر ان البلخي نقل في‬

‫کتابه المسمی » ينابیع المودة « أثرًا عن عمععر رضععي الع عنععه جعاء فیععه‪ :‬ان عمعر عنععدما رأی‬

‫الناس يقعون في علي ويغتابونه قال‪ :‬سععمعت رسععول الع صععلی الع علیععه وسععلم يقععول ثععم ذكععر‬

‫الحديث آنف الذكر ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬علیك ان تعلم أيها المعدعي الکعذاب‪ ،‬إن هعذا الحعديث أو الروايعة ل تصعح‪ ،‬ثعم إنعك تععترف‬

‫بلسانك إن عمرًا کان ينافح ويدافع عن علي رضي ال عنه ثم إنه يروي هذا الحديث ععن رسععول‬

‫ال صلی ال علیه وسلم ذاکر ما لعلي من الفضل والمنزلة فکیف مثل هذا يکون عععدوًا لعلععي‪...‬؟‬
‫‪196‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نحن نقولها لك مرة بعد أخری‪ :‬إن هععذه الروايععة الععتي ذکرتموهععا فععي کتععابکم المسععمي » ينععابیع‬

‫المودة « والذي تعتبرونه أعلی رتبة وأجل منزلة من البخاري ومسلم‪ ....‬أقععول‪ :‬هععذا الثععر کععذب‬

‫موضوع ل يصح‪ ،‬ولکننا مع ذلعك نقععر ونصععدق ونقولهععا بکععل ثقععة وطمأنینععة ‪ :‬إن سععیدنا عمععر‬

‫رضي ال عنه کان يحب علیًا محبة ل يعرف قدرها أو يفقه حقیقتها من حرموا محبة أهععل الععبیت‬

‫من أمثالکم ايها الشیعة ‪ ،‬ومن فرط محبته ومعرفتععه لمنزلععة علععي وبلءه فععي السععلم لععم يکععن‬

‫لیجرؤا أحد علی أن يغتاب علیًَا أو يذکره بسوٍء أمام أمیعر المعؤمنین عمعر رضعي الع عنعه‪...‬؟!!‬

‫نعم إن تلك المحبة والمعرفة لقدر علي ومنزلته في السلم هو ما دعی عمر رضععي ال ع عنععه أن‬

‫يرشح علیًا الی منصب الخلفة معن بععده وإن قلنعا معن بعاب الفعرض والحتمعال إننعا نقبعل ونقعر‬

‫بصحة هذا الحديث فقل لنا ‪ :‬ما هو قصدك وهدفك من وراء ذلك ؟‪.‬‬

‫الدعاء التاسع بعد المائة وقوله‪ :‬قلت ‪ :‬يثبت بهذا الحديث الشريف ثلث خصائص للمام علي‬

‫)ع( ع مقام النبوة بأنه لو كان نبي بعده لكان علیا ولكنه )ص( خاتم النبیین ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ 2‬ع مقام وزارة النبي ) ص ( وخلفته‬

‫‪ 3‬ع أفضلیة المام علي ) ع ( على جمیع الصحابة‪.‬‬

‫ودلیل ذلك ‪ ...‬أن النبي )ص( جعل المام علیا )ع( منه بمنزلة هارون من موسى ‪ ،‬وكان هارون‬

‫نبیا ‪ ،‬وكان وزير موسى وخلیفته في قومه ‪ ،‬وكان أفضل بني إسرائیل بعد أخیه موسى ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن هذه القوال الثلثة کذب کلها ‪ !!..‬ودلیلنا علی کذب ذلك التي ‪:‬‬

‫‪197‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪ -1‬اذا قلت لزيٍد من الناس أنت يا زيد بمنزلة ولدي ومثله ال إنك ل ترثنععي‪ ،‬ثعم يعأتي النعاس معن‬

‫بعدي لیحتجوا بقولي هذا ويستدلوا به علی أن جمیع ما ترکته من إرث فهو من حق زيععد هععذا‪....‬‬

‫أل يکون هذا الفعل والتصرف منهم مدعاة الی الضحك والسخرية‪..‬؟!!‬

‫فعندما قال صلی ال علیه وسلم لعلي‪ :‬انت مني بمنزلة هارون من موسی ال أنه ل نبي بعععدي «‬

‫فالمعنی الذي يفهم من قوله صلی ال علیه وسلم هو أنك يا علي قد تبلغ بقولي هذا کل ما تتمنععاه‬

‫نفسك وتطمح الیه رغبتك ال انك ل تکون نبیًا مثلي‬

‫ول تبلغ الی هذه الدرجة‪..‬؟ أما الشیعة فقد رفعت علیًا وجعلته في منزلة ومکانة هي أعلععی رتبععة‬

‫وأجل مقامًا من النبوة نفسها أل وهي منزلة المامة‪ !!..‬إنهم جعلوا لعلي من المنزلة والرتبععة مععا‬

‫يکون فیها أعلی منزلة من منزلة هارون علیه السلم واذا کان المر قععد وصععل الععی هععذا الحععد ‪،‬‬

‫فما معنی قول النبي صلی ال علیه وسلم هذا ‪..‬؟ وماذا يمکن أن نستفید منععه‪..‬؟ ألععم يجعلععوا مععن‬

‫کلم النبي علیه الصلة والسلم وقوله لغععوًا وعبثععا ل طععائل مععن وراءه‪..‬؟ کیععف يمکععن أن أقععول‬

‫لزيد أنت مثل ابني ولکنك ل يحق لك أن ترثتي ‪ ،‬ثم تععأتي الشععیعة لتبنععي علععی هععذا القععول قاعععدة‬

‫تجعل من زيٍد إمامًا فتقربه الی الب وتجعل له من المنزلة مال يصل الیها ابنه الحقیقي ‪..‬؟ وبهذا‬

‫يصبح هذا البن المام مخوًل بکل شيء فهو الوارث الحقیقي أوًل وآخرًا‪..‬؟! وهععذا هععو بالضععبط‬

‫ما قالته الشیعة في علي‪ !!..‬فعندما قال النبي صلی ال علیه وسلم‪ ) :‬أنت مني بمنزلة هارون ال‬

‫إنك لست نبیًا ( فقالت الشیعة‪ :‬ل بأس بتسمیة علیًا إمامًا ثم تکون لععه مععن المنزلععة والمکانععة مععا‬

‫تجعله في الرتبة أعلی من مقام النبوة نفسها‪ ،‬فأين قععولکم هععذا مععن قععول النععبي صععلی الع علیععه‬

‫وسلم‪...‬؟ لو کان النبي صلی ال علیه وسلم يريد بععذلك أن علیعًا إمععام وانععه فععي المنزلععة والرتبععة‬

‫‪198‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أعلی من هارون علیه السلم لکان الولی به ان يقععول‪ » :‬أنععت منععي مثععل هععارون ال أنعك أعلععی‬

‫رتبة ومکانه منه‪ ،‬إذ ان هارون کان نبیًا اما أنت فإمام‪..‬؟!!«‬

‫ولکن النبي صلی ال علیه وسلم اراد من قوله هذا‪ :‬ان لعلیًا مععن المنزلععة والمکانععة مععا لهععارون‬

‫من موسی سوی النبوة فإنها درجة ل يبلغها ول يصل إلیها« اما الشیعة فقد بوأت علیعًا درجععة ل‬

‫يصل الیها نبي مرسل مثععل هعارون علیععه السعلم لنهععم وحسععب شععريعتهم ومععذهبهم ان المامععة‬

‫درجة أعلی من النبوة‪ !..‬واذا کان علي امامًا فهو نبي من باب أولی فکل إمام نبي ولیس کل نبي‬

‫إمام‪ !!....‬وکما يقول علم الحساب‪ :‬اذا کان الععدد معائة موجعود فمعن بعاب أولعی أن يکعون الععدد‬

‫تسعون موجود ول عکس فإنا ل وانا الیه راجعون‪.‬‬

‫ولکي تدرکوا هذه المسألة تعالوا معي ل ضرب لکم هذا المثال‪ :‬لععو أراد مععدير لحععدی المععدارس‬

‫يحمل شهادة اللیسانس أن يعرف أحد الساتذة لدية فیقول‪ :‬فهععو مثلععي إل إنععه درس الععی الصععف‬

‫الثاني عشر وحصل علی الشهادة الثانوية‪ ،‬فبعد هذا التعريف لو جععاءت الشععیعة وادعععت ان هععذا‬

‫الستاذ يحمل شهادة الدکتوراه ألم يعد هذا القعول تکعذيبًا لقعول المعدير‪..‬؟ لن الوصعول العی هعذه‬

‫المرحلة والحصول علععی هععذه الشععهادة يتطلععب المععرور علعی مرحلععة اللیسععانس والمراحععل الععتي‬

‫بعدها‪ ،‬وکذلك الوصول الی رتبة المامة بقتضي أوًل عبور مرتبة النبوة أوًل‪..‬؟!! ثم يقول مؤلف‬

‫الکتاب‪ :‬يثبت بهذا الحديث أن علیًا أفضل من جمیع اصععحاب النععبي صععلی الع علیععه وسععلم وأنععه‬

‫المستحق للخلفة من بعده‪..‬؟!!‬

‫قلت ‪ :‬ان هذا القول هو کذب محض فنحن بهذه الطريقة من الستدلل نستطیع أن نثبت أن ايععوب‬

‫علیه السلم کان أفضل من محمد صلی ال علیه وسلم‪ .‬وذلك بشرط أن تذکر اليعات العواردة فعي‬

‫کتاب ال تعالی بشي من المبالغة والتهويل والتعظیم‬

‫‪199‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وغض الطرف عن اليات الواردة في سیدنا محمد صلی ال علیه وسلم أو ل نذکرها‬

‫) إنه‬ ‫بالکلیة‪ !!!...‬قال النبي صلی ال علیه وسلم ‪ »:‬عن النبي صلى ال علیه و سلم قال‬

‫كان قد كان فیما مضى قبلكم من المم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن‬

‫الخطاب ( أخبرني أبو موسى الشعري أنه توضأ في بیته ثم خرج فقلت للزمن رسول ال صلى‬

‫ال علیه و سلم ولكونن معه يومي هذا قال فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى ال علیه و سلم‬

‫فقالوا خرج ووجه ها هنا فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس فجلست عند الباب‬

‫وبابها من جريد حتى قضى رسول ال صلى ال علیه و سلم حاجته فتوضأ فقمت إلیه فإذا هو‬

‫جالس على بئر أريس وتوسط قفها وكشف عن ساقیه ودلهما في البئر فسلمت علیه ثم‬

‫انصرفت فجلست عند الباب فقلت لكونن بواب رسول ال صلى ال علیه و سلم الیوم فجاء أبو‬

‫بكر فدفع الباب فقلت من هذا ؟ فقال أبو بكر فقلت على رسلك ثم ذهبت فقلت يا رسول ال هذا‬

‫أبو بكر يستأذن ؟ فقال ) ائذن له وبشره بالجنة ( ‪ .‬فأقبلت حتى قلت لبي بكر ادخل ورسول ال‬

‫صلى ال علیه و سلم يبشرك بالجنة فدخل أبو بكر فجلس عن يمین رسول ال صلى ال علیه و‬

‫سلم معه في القف ودلى رجلیه في البئر كما صنع النبي صلى ال علیه و سلم وكشف عن ساقیه‬

‫ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت إن يرد ال بفلن خیرا ‪ -‬يريد أخاه –‬

‫يأت به فإذا إنسان يحرك الباب فقلت من هذا ؟ فقال عمر بن الخطاب فقلت على رسلك ثم جئت‬

‫إلى رسول ال صلى ال علیه و سلم فسلمت علیه فقلت هذا عمر ابن الخطاب يستأذن ؟ فقال )‬

‫ائذن له وبشره بالجنة ( ‪ .‬فجئت فقلت ادخل وبشرك رسول ال صلى ال علیه و سلم بالجنة‬

‫فدخل فجلس مع رسول ال صلى ال علیه و سلم في القف عن يساره ودلى رجلیه في البئر ثم‬

‫رجعت فجلست فقلت إن يرد ال بفلن خیرا يأت به فجاء إنسان يحرك الباب فقلت من هذا ؟ فقال‬

‫‪200‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عثمان بن عفان فقلت على رسلك فجئت إلى رسول ال صلى ال علیه و سلم فأخبرته فقال ‪:‬‬

‫) ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصیبه ( ‪ .‬فجئته فقلت له ادخل وبشرك رسول ال صلى ال‬

‫علیه و سلم بالجنة على بلوى تصیبك فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاهه من الشق الخر ‪.‬‬

‫قال شريك قال سعید بن المسیب فأولتها قبورهم «‪.‬‬

‫وبالرغم من وجود هذه الحاديث في کتبنا ال إننا ننبذ هذا الغلو والفراط الذي ابتلیتم به أنتم‬

‫والحمدل ‪ ،‬أما أنتم فقد تسترتم بهذا الفضائل الواردة في شأن علي رضي ال عنه لتجعلوا منها‬

‫غطاءًا وجنة لضللکم وکفرکم وزندقتکم‪ ،‬وإل فکیف يصح أو يعقل وهذا ما لم نسمع به من قبل‬

‫ال هذه المرة‪ !!..‬کیف يعقل أن يکون هذا المام النبي تحت حکم وإمرة أبي بکر وعمر‪ ...‬يسمع‬

‫قولهم‪ ..‬يطیعهم ‪ .....‬يأتم بهم !!‪ .‬ثم يجاهد تحت رايتهم!!‪ ..‬ينصحهم ويشیر علیهم ‪ ..!!..‬يصلي‬

‫خلفهم‪ !!..‬انظروا معي بعد ذلك الی هذا المقام العظیم والمنزلة الرفیعة التي توهمها الشیعة في‬

‫هذا المام القدوة والرجل الصالح و بین ما نراه من خلق علي وعظیم أدبه وحسن صحبته ‪..‬؟!!‬

‫الدعاء العاشر بعد المائة وقععوله ‪ :‬روى المععام أحمععد فععي مسععنده ‪ 1/175‬و ‪ 2/26‬و ‪. 4/369‬‬

‫والنسائي في سننه ‪ ،‬وأيضا في خصائصه ‪ 13 :‬و ‪ . 14‬والحاكم في المستدرك ‪ 3/117‬و ‪. 125‬‬

‫وسبط ابن الجوزي في التذكرة ‪ 24‬و ‪ . 25‬وابن الثیر الجععزري فععي أسععنى المطععالب ‪ . 12‬وابععن‬

‫حجر في الصواعق المحرقة ‪ . 76‬وابن حجر العسقلني في فتح الباري ‪ . 7/205‬وابن كععثیر فععي‬

‫تاريخه ‪ . 7/342‬والمتقي الهندي في كنز العمال ‪ . 6/408‬والهیثمي في مجمععع الععزائد ‪. 9/115‬‬

‫ومحععب الععدين الطععبري فععي الريععاض ‪ . 2/192‬والحععافظ أبععو نعیععم فععي حلیععة الولیععاء ‪. 4/153‬‬

‫والسیوطي في تاريخ الخلفاء ‪ ، 116‬وفي بعض كتبه الخرى ‪ .‬مثل ‪ :‬جمع الجوامع والخصائص‬

‫الكبرى والللي المصنوعة ج ‪، 1‬ورواه الخطیب الخوارزمي في المناقب ‪ .‬والحمويني فععي فععرائد‬
‫‪201‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫السمطین ‪ .‬وابن المغازلي في المناقب ‪ .‬والمناوي في كنوز الدقايق ‪ .‬وشععهاب الععدين القسععطلني‬

‫في إرشاد الساري ‪ . 6/81‬والقندوزي في ينابیع ‪ ،‬أفععراد البععاب ‪ 17‬لهععذا الحععديث ‪ .‬والحلععبي فععي‬

‫السیرة الحلبیة ‪ . 3/374‬ومحمد بن طلحة في مطالب السؤول ‪. 17‬‬

‫هؤلء وغیرهم من كبار علمائكم ومحدثیكم رووا عن كبار الصحابة المعتبرين عندكم ‪ ،‬كالخلیفععة‬

‫الثاني ‪ ،‬وعبد ال بن عباس ‪ ،‬وعبد ال بن عمر ‪ ،‬وزيد بن أرقم وبراء بن عازب ‪ ،‬وأبععي سعععید‬

‫الخععدري ‪ ،‬وأبععي حععازم ‪ ،‬والشععجعي ‪ ،‬وسعععد بععن أبععي وقععاص ‪ ،‬وجععابر بععن عبععدال النصععاري‬

‫وغیرهم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬إن النبي )ص( أمر بسد جمیع البواب التي كانت تفتح من بیوت الصععحابة فععي‬

‫المسجد إل باب بیت علي بن أبي طالب )ع ( ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫جاء هذا الحديث في مسند المام أحمد بسند صحیح قوله صلی ال علیه وسلم ‪:‬‬

‫» سدوا عني کل خوخة في هذا المسجد غیر خوخة أبععي بکععر « امععا الحععديث السععابق حسععب مععا‬

‫أعلم فهو ل يصح بل هو موضوع عند اکثر أهل العلم‪ ،‬أما ما ذکرنا من هععذا الحعديث فهععو الثععابت‬

‫الصحیح‪ ،‬فالنبي صلی ال علیه وسلم إنما أمر بترك خوخة ابي بکععر رضععي الع عنععه ولععم يععأمر‬

‫لعلي بذلك ‪..‬فانتم قوم بهت کذابون‪!!..‬‬

‫» سدوا البواب إل باب أبي بکر « ولو قلنا أن الحديث الذي ذکرته صحیحًا فهعذا ل يفهعم ولیعس‬

‫في ذلك اشارة الى ما تذهب الیه ان کون النبي صلی ال علیععه وسععلم أمععر بععذلك فهععو دلیععل علععی‬

‫کون علي هو الخلیفة بعد رسول ال صلی ال علیه وسععلم أو أن أبععابکر هععو الخلیفععة‪..‬؟ إن مثععل‬

‫هذه المور العظیمة الخطیرة ل نقبل القول فیها بععالظنون والتخرصععات وإنمععا المعععول فیهععا علععی‬

‫‪202‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫صحیح الروايات والحاديث والدلة الثابتة الععتي ترقععی بنفسععها علععی مسععتوی الظنععون والوهععام‬

‫والشکوك والتأويلت الفاسدة‪ !!..‬إن النبي صلی ال علیه وسلم لم يکن يخشی أحدًا في ذات ال ع‬

‫تعالی ولم يکن لیداهن أحدًا علی حساب الدين ومصیر هذه المة‪ ،‬ان النبي صلی ال علیه وسععلم‬

‫الذي أمر بأغلق جمیع البواب ال باب علي حسب زعمکم ‪ -‬لم يكن يخاف من أحد أو يخفي ذلك‬

‫علی أحد إن کان ال تعالی قد أمره بذلك فهو الصادق المصدوق ونبي الملحمة والمرحمة‪ ،‬فکان‬

‫صلی ال علیه وسلم قادرًا کذلك علی أن يعلنها امام الجمیع وفي وضح النهار لیقولها جهارًا‪ :‬إن‬

‫علیعًا هععو وصععیي مععن بعععدي وخلیفععتي علیکععم فمععا الععذي يمنعععه مععن ذلعك إن صععح مععا تقولععونه‬

‫وتدعونه‪..‬؟ كان باسععتطاعته صععلوات الع وسععلمه علیععه أن يمنععع بنععاته مععن الععزواج بأشععخاص‬

‫وأناس هم اعداء لوصیه وخلیفته معن بععده‪..‬؟! لمعاذا يقعوم بتزويععج بنعاته الواحعدة تلعو الخعری‬

‫لشخص هو عندکم من أعدی اعداء علي وألد خصومه وشانئیه‪...‬؟؟!‬

‫لقععد أصععبت بمععرض الهلوسععة فععأعمی الع أبصععارکم عععن جمیععع هععذه التناقضععات الععتي أصععبحتم‬

‫تتخبطون بها من غیر وعی منکم أو إدارك لما تقولون أو تفعلععون‪ ،‬فهمععا أنتععم أولء تريععدوا أن‬

‫تثبتوا حق الخلفة لعلي بعد رسول ال صلی ال علیه وسلم فتشبثتم بکل قول وأثر وبیععت شعععر‬

‫وحديث شريف ولو کان هذا الحديث ورد في کتب أعدائکم معن أهعل السععنة‪ ،‬ولکنکعم فععي الععوقت‬

‫نفسه تغمضون أعینکم وتصدون عن کل ما يقع تحت أعینکم في هععذه الکتععب والمصععادر نفسععها‬

‫من الحاديث التي تصرخ بوجوهکم لیل نهار وتنادي علیکعم بصععوت مسععموع يصععخ الذان ‪ :‬ان‬

‫هذه فضائل الصحابة ومناقبهم وصفاتهم الحسنة وأعمالهم العظیمة وسیرتهم العطرة‪ ..‬ولکن‬

‫أسمعت لو ناديت حیا ولکن ل حیاة لمن تنادي‪.!!!....‬‬

‫‪203‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إن طريقتکم هذه تثیر الضحك وتبعث علی السخرية منکم ومن تلك الوقاحة والجرأة التي ل نری‬

‫لها نهاية أو حد لديکم ‪ ،‬فعلماء السلم قالوا کلمتهم في هذه الحععاديث وبینععوا ان الحععديث الععذي‬

‫جاء في علي حديث ضعیف اما الخر فهو صحیح‪ ،‬وقد ذکر المام أحمد رحمه ال کل الحععديثین‪،‬‬

‫وهذا يدل علی ان أحد الحديثین صحیح ل محالة ‪ -‬فقل لي الآن ‪ :‬من هو المکلف بتمییز الصحیح‬

‫والضعیف من الحديث أنت أم العلماء الجلء والفطاحععل العظمععاء مععن أهععل السععنة ؟ إذًا فعلماؤنععا‬

‫والحمدل قد اتفقوا أن حديث أبععی بکععر هععو الحععديث الصععحیح ومععا سععواه فهععو ضعععیف ل يحتععج‬

‫به‪ !!...‬أما أنت فعندما ترجع الی کتبنا لتستدل بها فکان يجدر بك أن تذکر ما جاء في کتابنا علععی‬

‫وجهعه وهعذا يعنعي أن تعذکر کل الحعديثین ل أن تبعدي بعضعه وتخفعي بعضعه الخعر أيهعا الفهیعم‬

‫الحاذق‪..‬؟!! ولربما سائل يسأل ويقول‪ :‬لماذا يا تری ذکر المام أحمد هذين الحديثین ‪...‬؟‬

‫ل عن أحدهما دون الخر أم ماذا؟ قلت‪ :‬لم يکن المام أحمد فعي غفلععة ععن ذلعك‬
‫هل تراه کان غاف ً‬

‫يرحمه ال ‪ ،‬ولکنه کان يذکر في کتابه الحديث بسععنده ورجععاله ويبقععی معرفععة ذلعك علععی رجععال‬

‫العلم وأهل الحديث وأئمته من بعده ‪،‬فهم الذين يبقی علی عاتقهم بیان ذلك والحکععم علیععه‪ ،‬وهععذا‬

‫المنهج وتلك الطريقة هي الصل الذي مشی علیه وأخذ بة جلة العلماء بععل کلهععم وهععذا المععر لععم‬

‫يقتصر علی مسند المام أحمد دون غیره ولذلك قال العلماء » من ذکععر السععند فقععد أبععرأ الذمععة «‬

‫وهذا ما حدث بالفعل فقعد حقعق الئمعة هعذه الحعاديث ونظعروا فعي اسعنادها وبینعوا رحمهعم الع‬

‫الضعیف من الصحیح والغث من السمین ‪ ،‬ثم يجب علینا أن نعلم ان المام قععد يععذکر الحععديث فععي‬

‫کتابه من باب التنبیة علیه والتحذير منه حتی ل يغتر به مغتر والحمدل تعالی ولکن مععاذا نصععنع‬

‫لك ايها المؤلف إن کنت قد جهلت أبسط هذه القواعد والصول في علم الحديث الشريف ‪..‬؟‬

‫‪204‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وذلك دلیل علی أنك لست من أهله ول کرامععة‪ !!..‬ومععن بععاب زيععادة الفععائدة وإتمامهععا فععان أئمتنععا‬

‫رحمهم ال لم يشترطوا ذکر الصحیح فقط في کتبهععم کمععا اشععترط ذلعك إمععامي الحععديث البخععاري‬

‫ومسلم ‪ ،‬فل حجة لحد أن يرد علینا ويقول‪ :‬ان المام الفلني والعالم الفلني قععد جععاء فععي کتابععة‬

‫من الضعیف والمنکر والشاذ وغیره‪..‬فهذه شنشنة نعرفها وجعجعة سمعناها من غیرك ‪!....‬‬

‫الدعاء الحادي عشر بعد المائة وقوله ‪ :‬جاء في البخاري ومسلم أنه صلی ال علیه وسععلم قععال‪:‬‬

‫» ل ينبغي لحد أن يجنب في المسجد ال أنا وعلي ‪«!!..‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬يجب علینا أن نبحث في قاموس اللفاط النابیة وأقوال الفحععش کلمععه تلیععق بهععذا المؤلععف ‪،‬‬

‫لنه في هذه المرة لم يکذب فحسب بل إنه فعل أسوء من ذلك بکثیر‬

‫ولکننا نرجي المر الى ال تعالی ونوکله الیععه فهععو الحععافظ لععدينه مععن أيععدي هععؤلء المغرضععین‬

‫المکذبین ‪ ،‬ولبد لنا کذلك أن نصون السنتنا من ذلك الکلم البذي فععالمؤمن ل يکععون فحاش عًا ول‬

‫بذيئًا‪..‬؟! وانا علم ال تعالی في حیرة ودهشة معن کعذب هعذا الرجععل وجرأتعه ‪ ،‬فعإن هععذا الحععديث‬

‫الذي عزاه الی البخاري ومسلم ل أثر يذکر له فیهما ‪ ،‬إن هذا الکذاب لم يکععن يععدور فععي مخیلتععه‬

‫يومًا أو يخطر علی باله أنععه سععیأتي يعوم يتمکعن القعاري فیععه أن يتصعفح معائه الععف صعفحة فعي‬

‫لحظات قلیلة معدودة مععن عمععر الزمععن‪ !!...‬فیفتضععح أمععره ويظهععر کععذبه أمعام نععاظر الجمیععع يععا‬

‫سبحان ال‪ .!!!....‬نعم لقد قال ذلك المؤلف بنفسععه ‪ :‬سععوف اذکععر لکععم مراجععع أهععل السععنة لکععي‬

‫ترجعوا الیها وتبحثوا عنها اذا الزم المر ‪....‬؟!! « أو نحععو ذلععك‪ !!..‬فععذکرني هععذا الکععذاب بقععول‬

‫ل‪ :‬من کان لديه سؤال فلیسععألني فمععا‬


‫ذلك المتنطع المتعالم حینما ارتقی المنبر وخاطب الناس قائ ً‬

‫من سؤال ال ولدي جوابه‪...‬؟!! فقال له أحد الحاضععرين‪ :‬کععم شعععرة فععي عنععق السععد‪..‬؟ فقععال لععه‬

‫‪205‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫بالحال‪ :‬عدد الشعرات في عنقة هو‪ !!....... 044426543 :‬وإن کنععت ل تصععدق او تش عك فععي‬

‫ذلك فاذهب واحسبها بنفسك‪.!!!...‬‬

‫الدعاء الثاني عشر بعد المائة وقوله ‪ :‬آية الولية ونزولها في المام علي علیه السلم‪:‬‬

‫القرآن الكريم هو أعظم مرجع في اللغة العربیة ‪ ،‬وأقععوى سععند لهععا ‪ ،‬وفععي مععا نحععن فیععه أيضععا ‪،‬‬

‫ما‬
‫القرآن دلیل قاطع ‪ ،‬وبرهان سععاطع ‪ .‬فنجععد فیععه آيععة كريمععة أخععرى وهععي ‪ :‬آيععة الوليععة ) إ ِن ّ َ‬

‫ن‬
‫ؤُتــو َ‬ ‫صل َةَ َ‬
‫وي ُ ْ‬ ‫ن ال ّ‬
‫مو َ‬
‫قي ُ‬
‫ن يُ ِ‬ ‫مُنوا ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫نآ َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سول ُ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ول ِي ّك ُ ُ‬
‫َ‬

‫ن( فكلماتها على صیغة الجمع ‪ ،‬واتفق المفسععرون والمحععدثون مععن‬


‫عو َ‬
‫م َراك ِ ُ‬
‫ه ْ‬
‫و ُ‬ ‫الّز َ‬
‫كاةَ َ‬

‫الفريقین ع الشیعة والسنة ع أنها نزلت في حعق علعي علیعه السعلم وحعده ‪ ،‬منهعم ‪ :‬المعام الفخعر‬

‫الرازي في " التفسیر الكبیر" ‪ ، 3/431‬والمام أبو اسحاق الثعلبي في تفسیر " كشف البیععان "‬

‫وجععار ال ع الزمخشععري فععي " الكشععاف " ‪ 1/422‬الطععبري فععي تفسععیره ‪ ، 6/186‬أبععو الحسععن‬

‫الرماني في تفسیره ‪ ،‬ابن هوازن النیسابوري في تفسیره ‪ ،‬ابن سعععدون القرطععبي فععي تفسععیره ‪،‬‬

‫الحافظ النسفي في تفسیره المطبوع في حاشیة تفسععیر الخععازن البغععدادي ‪ ،‬الفاضععل النیسععابوري‬

‫في غرائب القرآن ‪ ، 1/461‬أبو الحسعن الواحعدي فعي أسععباب النععزول ‪ ، 148 :‬الحعافظ أبعو بكععر‬

‫الجصاص في تفسیر أحكام القرآن ‪ ، 542:‬الحافظ أبو بكععر الشععیرازي فععي كتععابه " مععا نععزل مععن‬

‫القرآن في علي علیه السلم " ‪ ،‬أبو يوسف الشععیخ عبعد السععلم القزوينععي فععي تفسعیره الكعبیر ‪،‬‬

‫القاضي البیضاوي في تفسیره أنععوار التنزيععل ‪ ، 1/345‬جلل العدين السععیوطي فععي العدر المنثععور‬

‫‪ ، 2/293‬القاضي الشوكاني في تفسیره " فتح الغععدير" السععید محمععود اللوسععي فععي تفسععیره "‬

‫روح المعاني " الحافظ ابن أبي شیبة الكوفي في تفسععیره ‪ ،‬ابععو البركععات فععي تفسععیره ‪، 1/496‬‬

‫‪206‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الحافظ البغوي في " معالم التنزيل" المام النسائي في صحیحه ‪ ،‬محمد بن طلحة الشافعي في "‬

‫مطالب السؤول " ابن أبي الحديد في شرح النهعج ‪ ، 13/277‬الخعازن علء العدين البغعدادي فعي‬

‫تفسیره ‪ ، 1/496‬الحافظ القندوزي في " ينابیع المودة " الحافظ أبععو بكععر الععبیهقي فععي كتععابه "‬

‫المصنف " ‪ ،‬رزين العبدري في " الجمع بین الصحاح الستة " ‪ ،‬ابن عساكر في تاريخه ‪ ،‬سععبط‬

‫ابععن الجععوزي فععي التععذكرة ‪ ،9 :‬القاضععي عضععد اليجععي فععي كتععابه "المواقععف" ‪ ، 276:‬السععید‬

‫الشريف الجرجاني في شرح المواقف ‪ ،‬العلمة ابن الصععباغ المععالكي فععي "الفصععول المهمععة" ‪:‬‬

‫‪ ، 123‬الحافظ أبو سعد السمعاني في " فضععائل الصععحابة" ‪ ،‬أبععو جعفععر السععكافي فععي " نقععض‬

‫العثمانیة " ‪ ،‬الطبراني في الوسط ‪ ،‬ابن المغازلي في " مناقب علي بن أبععي طععالب " ‪ ،‬العلمععة‬

‫الكنجي القرشي الشافعي فععي " كفايععة الطععالب " ‪ ،‬العلمععة القوشععجي فععي " شععرح التجريععد" ‪،‬‬

‫الشبلنجي في نور البصار ‪ ، 77 :‬محب الدين الطبري فععي الريععاض النضععرة ‪ ، 2/227‬وغیرهععم‬

‫من كبار أعلمكم ‪ .‬رووا عن السدي ومجاهد والحسن البصري والعمش وعتبععة بععن أبععي حكیععم‬

‫وغالب بن عبد ال وقیس بععن ربیعععة وعبايععة بععن ربعععي وعبععدال بععن عبععاس وأبععي ذر الغفععاري‬

‫وجابر بن عبد ال النصاري وعمععار بععن ياسععر وأبععو رافععع وعبععد الع بعن سععلم ‪ ،‬وغیرهععم معن‬

‫الصحابة ‪ ،‬رووا أن الية الكريمة نزلت في شأن سیدنا علي علیه السلم ‪ ،‬وقد اتفقععوا علععى هععذا‬

‫المضمون وان اختلفت ألفاظهم ‪ ،‬قععالوا ‪ :‬إن علععي بععن أبععي طععالب علیععه السععلم كععان يصععلي فععي‬

‫المسجد ‪ ،‬إذ دخل مسكین وسأل المسلمین الصدقة والمساعدة فلم يعطه أحد شععیئا ‪ ،‬وكععان علععي‬

‫علیه السلم في الركوع فأشار بإصبعه إلى السائل ‪ ،‬فأخرج الخاتم من يد المام علي علیه السلم‬

‫‪ ،‬فنزلت الية في شأنه وحده على صیغة الجمع ‪ ،‬وذلك من أجل التعظیععم والتفخیععم لمقععامه علیععه‬

‫السلم ‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬لو کان اداء الزکاة اثناء الصلة جائز ‪ ،‬فلماذا خص ال تعالی ذکر الرکوع في اليععة دون‬

‫القیام والسجود ‪ ،‬مع أنه ل فرق بین الرکوع والقیام والسجود في الصععلة فکلهععا مععن أرکانهععا و‬

‫واجباتها‪..‬؟ لماذا خص ال تعالی الرکوع إذًا ؟ الم يکن من المناسب جدًا أن تکون الية ع يؤدون‬

‫الزکاة وهم يصلون مثل ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬إن علیًا رضي ال عنه من الفقراء في عهد النبي صلی ال علیه وسععلم و لععم يکععن لععديه‬

‫خاتم آنذاك ‪ ،‬بل ولم تکن العرب يعرفون ذلك ولم يکن من عاداتهم‪..‬؟!! حتی إن النبي صععلی ال ع‬

‫علیه وسلم لم يلبس الخاتم ال عند الضرورة وذلك حینما أخععبر صععلی الع علیععه وسععلم إن الملعك‬

‫الساساني ل يقبل الرسالة ال بختم‪ ،‬عندها لبسه صلی ال علیععه وسععلم‪..‬؟ کمععا ان الحقیقععة الععتي‬

‫يجب ان نعرفها‪ ،‬إن بذل الخاتم ل يسد مسد الزکاة ول يقوم مقامها ‪ ،‬ثم لماذا يععؤدي علععی الزکععاة‬

‫عند سؤال السائل‪..‬؟ ال يعلم رضي ال عنه ان الزکاة فرض يؤديها المسععلم عنععدما يحععول علیهععا‬

‫الحول‬

‫ويبلغ مال المسلم النصاب المعلوم من كل سنة‪...‬؟!!!‬

‫إذا فیجب أن يعرف الجمیع ان سند هذا الحديث ل ينهض للحتجاج به ول تقععوم بععه الحجععة والع‬

‫اعلم ‪.‬‬

‫الدعاء الثالث عشر بعد المائة وقوله ‪ :‬الشیخ عبد السلم ‪ :‬على فرض صحة كلمكم ‪ ،‬فإن‬

‫حديث المنزلة ل يخص علي بن أبي طالب ‪ ،‬بل ورد في حق الشیخین أبي بكر وعمر )رض(‬

‫فقد روى قزعة بن سويد ‪ ،‬عن أبي ملیكة ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬قال رسول ال )ص( ‪ :‬أبو بكر‬

‫وعمر مني بمنزلة هارون من موسى ‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬لو كنتم تعرفون رأي علمائكم في رواة هذا الحديث لما تمسكتم به !‬

‫فإن قزعة كالمدي ‪ ،‬كذاب جعال ‪ ،‬وإن كبار علمائكم الرجالیین ‪ ،‬ردوا علیه وقالوا ‪ ،‬إن رواياته‬

‫غیر مقبولة ‪.‬‬

‫منهم ‪ :‬العلمة الذهبي في كتابه " میزان العتدال " قال في ترجمة قزعة بن سويد ‪ :‬نقل هذا‬

‫الحديث ع منزلة الشیخین ع عمار بن هارون وأنكره فقال ‪ :‬هذا كذب ‪.‬‬

‫لذا فنحن نتعجب منكم إذ تتركون الحديث المجمع علیه ‪ ،‬والمروي في كتب الفريقین ‪ ،‬وهو مؤيد‬

‫بأحاديث صحیحة أخرى ‪ ،‬وتتمسكون بحديث ضعیف ‪ ،‬مردود عند الفرقین ‪ ،‬وغیر مقبول عند‬

‫كبار علمائكم العلم !!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لقد احترت في هذا الرجل‪ !!..‬إنه يعلم جیدًا أن کتبنا واحاديثنععا فیهععا الصععحیح والضعععیف‪ ،‬فلمععاذا‬

‫تراه يأتي لنا بكل حديث ضعیف في شأن علي رضي ال عنه‪...‬؟ هل أتعععب نفسععه و راجععع أقععوال‬

‫العلماء وآرائهم في هذا الحديث او ذاك‪...‬؟!! لماذا لم ينظر ويری ماذا قال فیعه المعام العسعقلني‬

‫ل‪...‬؟!! ثععم إنعك تععراه فععي الععوقت نفسععه إن وجععد حععديثًا‬


‫ل أو الذهبي أو حتی شیخنا اللباني مث ً‬
‫مث ً‬

‫ضعیفًا يتکلم في سیدنا ابي بکر وعمر رضي ال عنهما فإنه ينقل لك آراء العلماء وأقععوالهم فیععه‬

‫ولکنه يعمي بصره کما اعمی ال بصیرته ويغض الطرف عن تلعك الحععاديث الصععحیحة الکععثیرة‬

‫التي وردت في فضائل الصحابة رضي ال عنهم أجمعین‪....‬؟!!!‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الرابع عشر بعد المائة وقوله ‪ :‬إخباره صلى ال علیه وسلم أن الناس سوف لن يطیعوا‬

‫علیا ‪.‬‬

‫قال المؤلف ‪ :‬إن قول النبي صلى ال علیه وسلم لعلي ‪ ) :‬أنت مني بمنزلة هارون من موسى (‬

‫فیه إشارة لطیفة الى خروج المة على الطاعة وعدم الرضوخ لعلي كما خرج بنو إسرائیل على‬

‫هارون ‪....‬؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن استدللك هذا ل يصح فل يجوز أو ينبغي أن نشبه هععذا الشععيء بععذلك ثععم نجعععل قصععتها‬

‫واحدة فنستنج أن لهما حکم واحد ‪ ،‬بل الصحیح وما ل بد منه هو النظر الی وجه الشبه وأسبابه‬

‫وما يترتب علیه ‪ ،‬فسیدنا محمد صلی ال علیه وسلم جعل علیًا خلیفععة علععی المدينععة عنععد ذهععابه‬

‫الی تبوك ‪ ،‬بینما سیدنا موسی علیه السلم جعل أخاه هارون علیه السلم خلیفععة فععي قععومه عنععد‬

‫ذهابه الی میقات ربه سبحانه اما موسی فابتلی ال تعالی قععومه مععن بعععده بالسععامري ففتنععوا بععه‬

‫وأصاب سیدنا هارون من الهم والغم بسبب ذلك ما أصععابه حععتی رجععع موسععی علیععه السععلم مععن‬

‫الطور‪ ،‬بینما لم يوجد ذلك السامري في قوم محمد صلی ال علیه وسلم عنععدما رجععع مععن تبععوك‪،‬‬

‫بل کان المر علی حاله کما ترکه‪ ،‬فقولك هععذا قععول مخجععل ل ينبغععي لحععد أن يقععول مثلععه‪ ،‬والن‬

‫تعالوا لنری الفرق بین هذين المرين‪.‬‬

‫‪ -1‬إن هارون علیه السلم توفي في حیاة موسی أما علي فلم يتوفی ال بعد وفاة محمد صلی العع‬

‫علیه وسلم بفترة طويلة‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪ 2‬ع لقد ابتلي قوم موسی بالعذاب والفتن في هذه الدنیا بسبب عصیانهم لهارون علیه السلم أما‬

‫أمة محمد صلی ال علیه وسلم فأصبحوا أعزاء ومازالوا والحمدل ‪.‬‬

‫‪ 3‬ع ان السامريون أيها المدعي الکذاب تمکنوا مععن السععیطرة علععی نصععف المعمععورة وحکموهععا‬

‫ومازالت لهم الکلمة المسموعة فهم أنس النفوس وراحة القلوب‪...‬؟!!‬

‫في الحقیقة ان التقول بمثل هذه القاويل فضیحة کبیرة لقائلها‪ ،‬اذ يقول الحق تبععارك و تعععالی ‪»:‬‬

‫إن مثل عیسی عندال کمثل آدم « آل عمران‪. 59 :‬‬

‫والن فلتستنتج أيها المؤلف الحاذق من هذه الية الکريمة ان الشیطان قد أغععری عیسععی ومّنععاه‬

‫کما فعل بأبینا آدم علیه السلم‪....‬؟!! أقصر يا هععذا‪ ،‬وحسععبك هععذا التهتعك وقلععت الحیععاء ‪ ..‬اسععتح‬

‫خیر لك ‪.‬‬

‫علی کل أنسان أن يراجع ما بین يدية ويمیععز کععل قععول يسععمعه ول يتعجععل بععالحکم علععی الشععیاء‬

‫والمساواة بینها بمجرد التشعابه بینهعا‪ ،‬فلعو تسعاءلنا وقلنعا‪ :‬لمعاذا ذکعر الع تععالی قصعة موسعی‬

‫وهارون وکیف ان موسی علیه السلم جعل أخععاه هععارون وأمععره أن يخلفععه فععي قععومه‪ ....‬لمععاذا؟‬

‫بینما لم نر ذلك ول قريب منه ول شبهه ولم نسمع أو نقرأ في کتاب ال أن محمدًا صلی ال علیه‬

‫وسلم قد جعل علیًا خلیفته من بعده‪ ،‬إننا لم نر ذلك ل بطريق العبارة ول بالشارة ‪ ،‬ثعم تعأتي أنعت‬

‫لتشبه علیًا بهارون‪...‬؟!! ان ذکر قصة موسی وهارون علیها السلم لم تکن بتل عك الهمیععة الععتي‬

‫بلغتها ووصلت الیها مسألة الخلفة والوصاية لعلي رضي ال عنه‪ ،‬فإن تلك القصععة تتعلععق بععأمر‬

‫قد مضی وسبق بینما هذه لها صلة کبیرة وأهمیة عظیمة بهذا الدين الذي جعله ال خاتم الديععان‬

‫وأعظمها شأنًا وأرفعها منزلة ‪ ،‬فکیف إذًا يذکر ال تعالی تلك القصة قصة موسی وهارون ويدع‬

‫ذکر أهم واعظم مسألة ثم ل يأتي لها اي ذکر ولو علی سبیل الشارة والتلمیح‪....‬؟!!‬

‫‪211‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أعرف جیدًا مدی عداوتك وبغضك لکتععاب الع تعععالی وقرآنععه المجیععد ‪ ،‬واعلععم کععذلك إنعك تمنیععت‬

‫لواستطعت ان تمد يدك الشلء لتضع في کتاب ال تعالی ما وضعتموه في حديث النبي صععلی ال ع‬

‫علیه وسلم ودسستموه فیه ‪ ،‬ولکن هیهات هیهات أنی لعك ذلعك أيهععا المخبععول فععال سععبحانه قععد‬

‫تکفل بحفظ کتابه وصیانته من ايدي سامريي هذا الزمان والزمنة الععتي سععبقته ‪ ،‬فل حاجععة الععی‬

‫فضحهم اکثر وقد فضحهم ال‬

‫وخذلهم‪.‬‬

‫ومما رأيته من عجائب هذا المؤلف وغرائبه الکثیرة فععي کتععابه أنععه تسععاءل‪ :‬لمععاذا ل توجععد آيععة‬

‫واحدة صرحت بأمر الخلفة والوصاية لعلي بعععد رسععول الع صععلی الع علیععه وسععلم؟ فقععال‪ :‬لن‬

‫الکتابة والتلمیح أبلغ مععن التصععريح قلععت‪ :‬ان كلمععك الفععارغ أيهععا الخععرق هععو الجععواب الکععافي‬

‫والشافي لك ولمثالك‪...‬؟!!!!‬

‫الدعاء الخامس عشر بعد المائة وقععوله ‪ :‬لععو فهمتععم اللغععة العربیععة وعرفتععم أسععرارها لدركتععم‬

‫المراد من قول النبي صلى ال علیه وسلم في حديث المنزلة ‪. !!...‬‬

‫إن الستثناء والمستثنى منه يفید العموم عند أهل اللغة دائما ‪ ،‬ول سععیما فععي هععذا الحععديث حیععث‬

‫أضیفت كلمة ) منزلة ( الى الَعَلم فیفید العموم قطعا ويقینا بدلیل صحة الستثناء ) إل أنععه ل نععبي‬

‫بعدي ( وأن الستثناء متصل ‪ ،‬إضافة الى ذلك ‪ ،‬فإن علماء الصول صرحوا ‪ :‬بععأن اسععم الجنععس‬

‫إذا أضیف يفید العموم خصوصا إذا كان محلى باللف واللم ‪.‬‬

‫فكلمة ) منزلة ( التي وردت في قول الرسول صلى ال علیه وسلم نراها مضافة الععى العلععم وهععي‬

‫تفید العموم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪212‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫انظر الی هذا المتکلف بما ل طائل من وراءه ول حاجة للمة الععی امثععاله‪...‬؟ إنععه يأخععذ مععن قععول‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم ما يوافق هواه ويدع مال يشتهیه‪...‬؟!! فهل کان النبي صلی ال علیه‬

‫وسلم يتکلم باللغة الصینیة حتی جعلت من نفسك مأمورًا وناطقًا بالنیابعة عنعه لتفهیعم المعة کلم‬

‫نبیها‪...‬؟!! فانظر ايهععا المععدعي بمععا لیععس فیععه‪ :‬ل ضععرورة تععذکر لن تسععوق الینععا هععذه القضععايا‬

‫المنطقیة التي فتنت بها أنت وقومك بعد أن أعرضتم عن کتابه وسنة نبیه صلی ال علیه وسلم ‪،‬‬

‫فدع عنك هذه القضايا سواءًا الکلیة منها أو الصغری ودعني استحلفك بععال الععذي ل الععه غیععره‪،‬‬

‫ألم يکن النبي صلی ال علیه وسلم قععادرًا أن يقولهععا بکععل صععراحة ووضععوح‪ :‬إن هععذا علععي هععو‬

‫خلیفععتي ووصععیي وولععي کععل مععؤمن مععن بعععدي؟ اذًا فععدع عنععك الهرولععة خلععف الجعار والمجععرور‬

‫والمضاف والمضاف الیه والعاطف والمعطوف ول تعید وتصقل بقصة موسععی وهععارون علیهمععا‬

‫الصلة والسلم ‪ ،‬ول تضرب أقوال الصولیین بعضها ببعض‪ ،‬ثععم مالنععا نععراك عععدت الععی عادت عك‬

‫القديمة ونهجك السيء فقمت تسرد المقولت والقوال علی لسان إمامك وقدوتك سلیمان البلخععي‬

‫وتشفعه بالنقل عن المام مسلم النیسابوري لتغطي بهذا سوأتك‪ ،‬ثم تذکر لنا هذا الحععديث او ذل عك‬

‫باللفاظ التي تناسبك وتوافق ذوقك الرفیع لتستخرج منها المعاني الفاسدة التي تريدها‪.......‬؟!!‬

‫قل بربك‪ :‬من هو هذا المأفون المخذول سلیمان البلخي لتقدمه علی المام مسلم النیسععابوري فععي‬

‫نقل النصوص والحاديث والروايات‪...‬؟ ان مثلك مثل من يساوي بین الثری والثريععا وبیععن التععبر‬

‫والوبر ‪...‬؟ ثم لم تقف عند هذا الحد حتی قدمت المعدن المزيف علی الذهب الخالص‪...‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء السادس عشر بعد المائة وقوله ‪ :‬لععم يقتصععر ذكععر النععبي صععلى الع علیععه وسععلم لحععديث‬

‫المنزلة عند خروجه الى تبوك ‪ ،‬بل قد تكرر ذكر ذلك منه عدة مرات ‪!!..‬‬

‫‪213‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هذا کذب فقد ورد هذا الحديث فععي غععزوة تبععوك فقععط إمعا بقیععة الروايععات فهععي إمعا مختلقععة‬

‫موضوعة أو ضعیفة ل يحتج بها ‪ ،‬فما لك ترجع مرة أخری لتحتج بما في کتععب سععلیمان البلخععي‬

‫والمسعودي وسبط بن الجوزي والخوارزمي وبعض ما ورد عند أهل السنة‪...‬؟ مععع إنعك افععتريت‬

‫الکذب حینما نقلت عنهم ونزعت عنك جلباب الحیاء وقلت بکل صلفة وقحععة ووقاحععة ‪ :‬ان هععذا‬

‫القول في کتاب کذا وذاك في کتاب کذَا‪ ،‬مع أنه ل يوجد لمععا قلععت مععن أثععر فیمععن ذکععرت مععن کتععب‬

‫ومصادر‪ !!!....‬وأنتم أعزائي لکم کامل الختیار ولکم أن تتأکدوا بأنفسکم لتتیقنوا من قلععة حیععاء‬

‫هذا الرجل وکذب ما يدعیه ‪..‬؟!!!‬

‫الدعاء السابع عشر بعد المائة وقوله ‪ :‬إن رسول ال )ص( لما آخى بین أصحابه قال )ص( ‪:‬‬

‫) هذا علي أخي في الدنیا والخرة ‪ ،‬وخلیفتي في أهلي ‪ ،‬ووصیي في أمتي ‪ ،‬ووارث علمي ‪،‬‬

‫وقاضي ديني ‪ ،‬ماله مني مالي منه ‪ ،‬نفعه نفعي ‪ ،‬وضره ضري ‪ ،‬من أحبه فقد أحبني ‪ ،‬ومن‬

‫أبغضه فقد أبغضني ( ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ان الحقیقععة الواضععحة والععتي يعرفهععا کععل أحععد أن النععبي صععلی الع علیععه وسععلم حینمععا آخععا بیععن‬

‫المهاجرين والنصار لم يجعل علیًا أخًا له في تلك اللحظة حتی يقول له مثل هذا القول فععإذا کععانت‬

‫القصة باطلة من أصلها فبطل کذلك قول کل من ذيل لها وعلق علیها وکتب توضیحا لهععا أو بیانععا‬

‫لمعععاني تلععك الحواشععي الطويلععة‪.....‬؟!!!! إذًا علیععك أن تثبععت الخععوة أوًل ثععم تعععال فطالبنععا‬

‫بالمیراث‪..‬؟!!!‬

‫‪214‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثامن عشر بعد المائة وقوله ‪ :‬فكما أن هارون كان خلیفة أخیه موسى بعن عمععران فععي‬

‫قومه ‪ ،‬ولكنهم لن يأخذوا بقوله وخالفوه وتوجهوا إلى العجل الذي صنعه السععامري لهععم فعبععدوه‬

‫ولما منعهم هارون من ذلك ‪ ،‬وقال لهم ‪ :‬هذا شرك وكفر بال عز وجل ‪ ،‬هاجموه وكععادوا يقتلععوه‬

‫ولما لم يجد أعوانا وأنصعارا سعكن وسعكت وتركهعم فعي غیهعم وطغیعانهم يعمهعون ‪ .‬كعذلك أمیعر‬

‫المؤمنین وسید الوصیین علي )ع( ع العذي شععبهه النععبي )ص( بهععارون فععي حعديث المنزلععة وقعد‬

‫ذكرناه في اللیالي السالفة مع المصادر والمعتبرة عندكم ع لمععا رأى القععوم بعععد رسععول ال ع )ص(‬

‫انقلبوا على أعقععابهم وتركععوا الحععق وخععالفوا أمععر ربهععم فععوعظهم وأرشععدهم ‪ ،‬ولكنهععم هععاجموه‬

‫وكادوا يقتلونه ‪ ،‬فسكت وسكن وتحمل وصبر ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هذاالقول لیس صحیحًا ‪ ،‬نعم إن هناك نوع تشابه بینهما ولکن لیس من جمیع الوجوه ‪ ،‬فموسععی‬

‫علیه السلم حینما عاد من الطور وجد قومه عبدوا العجل من دون ال‪ ،‬أما نبینا محمد صلی ال ع‬

‫علیه وسلم عندما عاد من تبوك لم يجد الناس علی الحال الععذي کععان علیععه أصععحاب موسععی‪ ،‬بععل‬

‫وجد الجمیع علی السمع والطاعة لعلي رضي ال عنه ولم يختلفوا علیه في شيٍء أبععدًا ‪ ،‬کمععا لععم‬

‫يکن هناك أي شك أو ربیة من علي اتجاه من کانوا تحت إمرته وأمره ونهیه ‪...‬؟!! إما إن قلععت‪:‬‬

‫إنك تقصد بعد وفاة النبي صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬فنقول لك‪ :‬هذا کذلك ل يسمی تشابه لن موسععی‬

‫حینما رجع کان قد أصلح ما أفسده قومه مععن بعععده ‪ ،‬أمععا محمعٍد صععلی الع علیععه وسععلم فععإنه لععم‬

‫يرجع‪ !!!...‬ويجب أن يکون في علمك کذلك إن ال تعالی عذب السامري فععي الععدنیا جععزاء عملععه‬

‫السيء وما اقترفته يداه من جرم ‪ ،‬وأما سامريوا قوم محمد ) کما تزعم ذلك ( فإن ال لم يعععذبهم‬

‫بل علی العکس تمامًا فقد أعزهم‬

‫‪215‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وأکرمهم وأورثهم الرض يتبؤون منها حیث شاؤوا فمکن لهم وأقام لهم دولتهم‬

‫والی الن فهم ل يحکمون البلد والعباد فقط ‪،‬بل وحتی قلوب الناس‬

‫وأفئدتهم‪ !!....‬أتعرف لماذا‪...‬؟ لن ال تعالی أدخل محبتهم في قلوب کل مؤمن‬

‫ومؤمنة وإن ساءك ذلك ‪ ،‬بل وعلى رغم أنفك ‪..‬؟!!!‪ .‬أما الشیعة والذين هم أقلیة بیععن المسععلمین‬

‫فهؤلء بحمدال فقد كتب ال تعععالی علیهععم الذلععة والمسععکنة أينمععا ثقفععوا فهععم ل يجععرؤون علععی‬

‫إظهار العدواة والبغضاء ع فأين الشبة الذي تتحععدث عنععه‪...‬؟!!! تععوفي هععارون علیععه السععلم بعععد‬

‫موسی علیه السلم ‪ ،‬أما علي رضي ال عنه فقد توفي بعد النبي صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬الخلیفععة‬

‫سععئل‬
‫بعد موسی هو يوشع بن نون ل هارون فأين التشابه الذي تتحدث عنه بعععد الوفععاة‪...‬؟ وقععد ُ‬

‫المؤلف‪ :‬لماذا جاء الخبار والمر بالخلفة والوصاية علی وجععه التلمیععح ل التصععريح ؟ فأجععاب‪:‬‬

‫لن الکتابة والتلمیح أبلغ من التصريح‪...‬؟!!!‪ ،‬وأود أن أقول کلمه أخیرة هنا‪ :‬ان النبي صلی ال‬

‫علیه وسلم عندما کان يريد أن يخرج في مهمة أو عمععل مععا فععإنه کععان ينیععب ويععؤمر مکععانه أحععد‬

‫أصحابه ‪ ،‬فما الداعي اذًا الی هذه التأويلت الباهته والتخرصات المقیته‪...‬؟‬

‫ان الشیعة ل تعرف من الدين شیئًا إنما الذي تعرفه وتجیده هو ثرثرة الكلم والمنطق الیوناني ‪..‬‬

‫الدعاء التاسع عشر بعد المائة وقوله ‪ :‬روى المام أحمد ‪ ،‬في مسنده ‪1/111‬‬

‫والثعلبي في تفسیره عند آية النذار ‪ .‬والعلمة الكنجي الشافعي ‪ ،‬في " كفاية الطالب " أفرد لها‬

‫الباب الحادي والخمسین ‪ .‬والخطیب موفق بن أحمد الخوارزمي ‪ ،‬في المناقب ‪ .‬ومحمد بن جرير‬

‫الطبري ‪ ،‬في تفسیره عند آية النذار ‪ ،‬وفي تاريخه ‪ 2/217‬بطرق كثیرة‪ .‬وابععن أبععي الحديععد ‪ ،‬فععي‬

‫شرح " نهج البلغة " ‪ .‬وابن الثیر ‪ ،‬في تععاريخه ‪ ،‬الكامععل ‪ . 2/22‬والحععافظ أبععو نعیععم ‪ ،‬فععي "‬

‫‪216‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫حلیة الولیاء " ‪ .‬والحمیدي ‪ ،‬في " الجمع بین الصحیحین " ‪ .‬والبیهقي ‪ ،‬في " السنن والدلئل‬

‫وأبععو الفععداء ‪ ،‬فععي تععاريخه ‪ . 1/116‬والحلععبي ‪ ،‬فععي السععیرة ‪ . 1/381‬والمععام النسععائي فععي‬

‫الخصائص ‪ ،‬حديث رقععم ‪ . 65‬والحعاكم فععي المسععتدرك ‪ . 3/132‬والشعیخ سععلیمان الحنفعي ‪ ،‬فعي‬

‫الینابیع ‪ ،‬أفرد لها الباب الحععادي والثلثیععن ‪ .‬وغیرهععم مععن كبععار علمععائكم ومحععدثیكم ومفسععريكم‬

‫شــيَرت َ َ‬
‫ك‬ ‫رووا ع مع اختلف يسیر في العبارات ع ‪ :‬إنه لما نزلت الية الشريفة ‪َ ) :‬‬
‫ع ِ‬
‫ذْر َ‬
‫وأن ِ‬
‫َ‬

‫ن ( جمع رسول ال )ص( بني عبد المطلب ‪ ،‬وكانوا أربعیععن رجل ‪ ،‬منهععم مععن يأكععل‬ ‫اْل َ ْ‬
‫قَرِبي َ‬

‫الجذعة ويشرب العس ‪ ،.‬فصنع لهم مدا من طعام ‪ ،‬فأكلوا حتى شبعوا ‪ ،‬وبقي كما هععو ! ثععم دعععا‬

‫بعس ‪ ،‬فشربوا حتى رووا ‪ ،‬وبقي كأنه لم ُيشرب ! ثم خعاطبهم رسعول الع )ص( قعائل ‪ :‬يعا بنعي‬

‫عبد المطلب ! إن ال بعثني للخلق كافة وإلیكم خاصة ‪ ،‬وقد رأيتععم مععا رأيتععم ‪ ،‬وأنععا أدعععوكم إلععى‬

‫كلمتین خفیفتین على اللسان وثقیلتین في المیزان ‪ ،‬تملكون بها العرب والعجم ‪ ،‬وتنقاد لكم المم‬

‫وتدخلون بهما الجنة ‪ ،‬وتنجون بهما من النار ‪ ،‬وهما شهادة أن ل إله إل ال وأنععي رسععول الع ‪.‬‬

‫فمن منكم يجبني إلى هذا المر ويؤازرني على القیام به يكن أخي ووزيري ووارثي وخلیفتي من‬

‫بعدي ؟ وفي بعض الخبار ‪ :‬يكون أخي وصاحبي في الجنة ‪ .‬وفي بعض الخبار ‪ :‬يكون خلیفععتي‬

‫في أهلي ‪ .‬فلم يجبه أحد إل علي بن أبي طالب ‪ ،‬وهو أصغر القوم ‪ .‬فقال له النبي )ص( ‪ :‬اجلععس‬

‫وكرر النبي )ص( مقالته ثلث مرات ولم يجبه أحععد ‪ ،‬إل علععي بععن أبععي طععالب )ع( ‪ .‬وفععي المععرة‬

‫الثالثة ‪ ،‬أخذ بیده وقال للقوم ‪ :‬إن هذا أخي ووصیي وخلیفتي فیكم ‪ ،‬فاسمعوا لععه وأطیعععوا ‪ .‬هععذا‬

‫الخبر الهام الذي اتفق على صحته علماء الفريقین من الشیعة والسنة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬


‫‪217‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ورد في حديث » الدار يوم النذار« أن رسول ال صلی ال علیه وسلم قد اصطفی علیًا واختععاره‬

‫خلیفة من بعده ‪ ،‬فتری المؤلف کعادته يتعامل مع الحديث بالکم والکیل غیر مبالیًا بمستوی تلععك‬

‫الحاديث من حیث الصحة والثبوت والحجیة فقال‪:‬‬

‫قلت‪ :‬نعم جاء هذا الحديث عند أحمد وهو حديث ضعیف‪ ،‬بینما هذا المؤلف المخععادع تععراه يحتععج‬

‫ويستدل بکل حديث مهما کان مستواه ل لشيٍء ال لنه يععذکر فضععیلة أو منقبععة مععن منععاقب علععي‬

‫رضي ال عنه وفضائله‪ ،‬وکأن المة تحتاج الی هذا الحععديث المتهععافت أو ذاك حععتی تعععرف علیعًا‬

‫رضي ال عنه وما له من الید البیضعاء والسعابقة الحمیعدة والمنزلعة العالیعة فعي السعلم‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫يذکر المؤلف هذا الحديث بینما نجد أن متن الحديث يشهد علععی کععذب هععذا الدعععاء و بطلن مثععل‬

‫هذا الکلم وذلك للتي ‪:‬‬

‫‪1‬ع لو فرضنا ذلك جدًل وقلنا بإسلم کل من له صلة وقرابة بالنبي صلی ال علیه وسلم مععن أهلععه‬

‫وعشیرته فهل ذلك يعني أنهم بذلك کلهم يستحقون منصب الخلفة‬

‫وأنهم کلهم ولبد ان يکونوا الخلفاء بعد النبي صلی ال علیه وسلم‪...‬؟؟‬

‫‪ -2‬مما يجب أن يعلم في دين ال تعالی ان نبي السععلم ورسععول الرحمععة لععم يبعععث ال لیقیععم هععذا‬

‫الدين علی الحق والعدل الذي میز ال به هذه المة عن غیرها من المم إذا لم يکععن النععبي صععلی‬

‫ال علیه وسلم يحذر أمته ثم يجعل الحکم في علي وأهل بیته لیکون بذل ك ملکًا عظوظًا بحجة إن‬

‫علیًا کان من السابقین في السلم‪ ،‬المسارعین لنصرته‪..‬؟ ألم يکن سیدنا ابوبکر رضي ال عنععه‬

‫ل وأصوب رأيًا فععي السععلم ؟‬


‫أسبق اسلمًا منه واعظم بلءًا واکثر غناءًا وأعظم بذًل وأرجح عق ً‬

‫هل تدعوا أن النبي صلی ال علیه وسلم بذلك يريد أن يحیي العادات والتقالید الساسانیة في نظام‬

‫‪218‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الحکم ووضع أسس القیادة والمامة ؟! وقد جاءنا بدين وشععريعة هععي الفضععل مععن بیععن الديععان‬

‫والشرائع کلها والحمدل تعالی‪ !!!!...‬راجعوا أنفسکم ولو مرة‬

‫واسألوها هذا السؤال ‪ :‬هل يقبض ال أرواح أبناءه صلی ال علیه وسلم وفي حیاته لیقطع بععذلك‬

‫السبیل أمام المتقولین أمثالکم من قیام هذا النظام الملکي ‪ ،‬ثم يجعله في أبناء عمه وأحفعاده مععن‬

‫ابنته‪....‬؟!!!‬

‫‪ -3‬إن علیًا رضي ال عنه نشأ وتربی في أحضان الرسول صلی ال علیه وسلم‬

‫وفي بیته فکان إيمانه واتباعه للرسول ال صلی ال علیه وسلم واسلمه أمععرًا طبیعیععا ل غرابععة‬

‫فیه ‪ ،‬وإنما العجب کل العجب أنه معع کعل هعذه الظعروف والسعباب العتي يسعرت لعه العدخول فعي‬

‫السلم‪ ...‬ثم هو ل يسلم‪...‬؟؟؟؟‪.‬‬

‫الدعاء العشرون بعد المائة وقوله‪ :‬روى العالم الفاضععل والمحععدث الجلیععل الثقععة العععدل الشععیخ‬

‫علي بن إبراهیم القمي ع من أعلم القرن الثالث الهجري عع فععي كتعابه المععروف بتفسعیر القمععي ‪.‬‬

‫ضمن تفسیره سورة الصافات ‪ ،‬وكذلك العلمة اللغوي والعالم الععديني الععورع الزاهععد التقععي فخععر‬

‫الدين الطريحي في كتابه مجمع البحرين ‪ ،‬وكان يعیش قبل ثلثمائة سنة تقريبا ‪ ،‬روى فععي مععادة‬

‫كوكب ‪ .‬وروى العلمة الجلیل والمحدث النبیل المولى محمد باقر المجلسي رحمععه الع فععي بحععار‬

‫النوار مجلد السماء والعالم ‪ ،‬قالوا بأنه )ع( سئل عن الكععواكب فععي السععماء فقعال فععي جعوابهم ‪:‬‬

‫هذه الكواكب مدائن مثل المدائن التي في الرض ‪ .‬تربطها أعمدة من نور‪ ،‬هععذا الكلم عع فععي ذلععك‬

‫الزمان الذي ما كانت فیه هععذه الوسعائل واللت الكاشععفة للكععرات والسعیارات الفلكیعة عع يعععد معن‬

‫المعاجز العلمیة التي تدل على أن قائلها إنما كان يستوحي علمه من السماء ومن الخالق العظیععم‬

‫لن هذا الكلم على خلف ما كان يعتقد العلماء و الفلكیون في ذلك العصر ‪ .‬وبعد مضي أكثر مععن‬
‫‪219‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ألف سنة انكشف صحة كلم أمیر المؤمنین علعي بعن أبععي طعالب )ع( ‪ .‬ولقععد كعان لولده الئمعة‬

‫المعصومین سلم ال علیهم كلم من هذا القبیل أيضا وهو كثیر وقد جمعه أحد علمائنا الكبار في‬

‫كتاب سماه ع الهیئة والسلم ‪ ،‬من المناسب أن أحدثكم بحديث حدث في سععفري هععذا مععن العععراق‬

‫إلى بلدكم وهو ‪ :‬أني لما ركبت السفینة والباخرة من میناء البصرة وتوجهت إلى الهند ‪ ،‬صادف‬

‫أن رافقني في الغرفععة الععتي كنععت فیهععا المستشععرق الفرنسععي مسععیو جععوئن وكععان يجیععد العربیععة‬

‫والفارسیة إلى جانب لغته الفرنسیة فتصادقنا مدة سفرنا الذي طال أيامععا كععثیرة وكنععت وإيعاه فععي‬

‫طول الطريق نتحادث عن المور العلمیة والدينیة وكنت مهتمععا بإرشععاد الرجععل إلععى السععلم مععن‬

‫خلل حديثي عن اعتقاداتنا الحقة وتعالیم ديننا السامیة الواصلة إلینا من النبي )ص( وأهععل بیتععه‬

‫وعترته والتي تشكل مذهب الشیعة المامیة ‪،‬وفي يوم من اليام أقر الرجععل وقععال ‪ :‬إنععي أعععترف‬

‫بأن دين السلم يشتمل على تعالیم سامیة ‪ ،‬وعقععائد عالیععة ومعنويععات عظیمععة ‪ ،‬بحیععث ل توجععد‬

‫مثلها في سائر الديان وحتى المسیحیة ولكعن أتبعاع الديانعة المسعیحیة توصعلوا فعي الكتشعافات‬

‫العلمیة والختراعات الصناعیة ‪،‬وتقدموا في المور المادية إلى بعععد الغايععات وسععبقوا المسععلمین‬

‫وأتباع الديانات الخرى في توفیر وسائل الراحة والسعادة في الحیاة ‪.‬‬

‫قلت له ‪ :‬كلمك صحیح ول ننكر ذلك ‪ ،‬ولكن أسعاس هعذه العلعوم العتي أدت إلعى تلعك الكتشعافات‬

‫العلمیععة والختراعععات الصععناعیة بیععد الغربییععن كععان منبعهععا وأساسععها مععن السععلم والمسععلمین‬

‫والتاريخ يشهد بأن الغربیین إلى القرن الثامن المیلدي كانوا يعیشون في بربرية وهمجیععة ‪ ،‬فععي‬

‫حین كان المسلمون يحملون راية العلم وكانوا آنذاك دعاة التمدن والتقدم والصلح ‪ ،‬كما يعععترف‬

‫بذلك كبار أعلمكم مثل ارنست رنان الفرنسي ‪ ،‬وكارلیل النجلیزي ‪ ،‬وندرمال اللماني وغیرهم‬

‫‪220‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫من الدلة القوية التي يعتمد علیها الشیعة فععي إثبععات ول تحکععم بصععحتها دو أو تعتمععد علیهعا‪...‬؟‬

‫خلفة علي للنبي صلی ال علیه وسلم هو أقوال الکفرة من الفرنج وتصريحاتهم‪...‬؟!!‪.‬‬

‫ل‪ :‬مسیو قرابیط‪ ،‬فقالوا‪ :‬حسععبنا هععذا فل ضععرورة أن نسععألك‬


‫سأل شخص‪ ،‬ما اسمك ؟ فأجاب قائ ً‬

‫عن دينك‪!!..‬‬

‫فنقول نحن کذلك‪ :‬حسبنا قولك هذا فقد عرفنا الحق الععذي لعك مععن شععودك وصععدق النععبي الکريععم‬

‫حینما قال‪ » :‬إذًا لم تستح فاصنع ماشئت«‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والعشرون بعد المائة وقوله ‪ :‬أخرج أبو المؤيد بن أحمد الخوارزمي في كتابه‬

‫" فضائل أمیر المؤمنین ) ع (" الفضل ‪ ،‬بإسناده عن النبي )ص( أنه قال ‪ :‬لما وصلت في‬

‫المعراج إلى سدرة المنتهى ‪ ،‬خاطبني الجلیل قائل ‪ :‬يا محمد ! أي خلقي وجدته أطوع لك ؟‬

‫فقلت ‪ :‬يا رب ‪ ،‬علي أطوع خلقك إلي ‪.‬‬

‫قال عز وجل ‪ :‬صدقت يا محمد ‪.‬‬

‫ثم قال ‪ :‬فهل اتخذت لنفسك خلیفة يؤدي عنك ‪ ،‬ويعلم عبادي من كتابي ما ل يعلمون ‪.‬‬

‫قال )ص( ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رب اختر لي ‪ ،‬فإن خیرتك خیرتي ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬اخترت لك علیا )ع( ‪ ،‬فاتخذه لنفسك خلیفة ووصیة ‪ ،‬ونحلته علمي وحلمي ‪ ،‬وهو أمیر‬

‫المؤمنین حقا ‪ ،‬لم ينلها أحد قبله ‪ ،‬ولیست لحد بعده ‪.‬‬

‫اعلموا أن الخبار في هذا المضمار‪ ،‬كثیرة في كتبكم المعتبرة ‪ ،‬وقد نقلت لكم بعض ما أحفظ‬

‫منها ‪ ،‬كي يعلم الحافظ بأننا ل نرو إل ما رواه علماؤكم العلم ‪ ،‬ول نقول إل الحق ‪ ،‬ول نعتقد‬
‫‪221‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إل بالحقیقة والواقع ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬ان السؤال الذي أوجهه الیك هو‪ :‬إنك حینما کتبت هذا الکتاب قمت بنقل النصععوص والدلععة‬

‫واستشهدت بکتب أهل السنة دون استثناء فإن کان أهل السنة تیفقون مع الشیعة فععي أقععوالهم و‬

‫ما يعتقدون فما هي المشکلة عندئذ ‪..‬؟ ولماذا يکون أهل السنة أعداءًا لعلي رضي ال ع عنععه فععي‬

‫الوقت الذي ينقلون فیه کل هذا الکم الهائل من الروايات والحاديث في کتبهم والتي تدل بجملتها‬

‫علی ما لهذا الصحابي الجلیل والمام الحبر من فضل ومنزله‪...‬؟؟‪ .‬ولیس هذا فحسب بل إنه نقععل‬

‫ذلك القول وتلك الروايات ولو انها جاءت علی لسان سیدنا عمر رضي ال عنه‪ !!...‬ثم إنععه يريععد‬

‫بمکره وخبثه وکثرة هذره وثرثرته أن يسکت المقابل لیقععول بعععد کععل هععذا الکلم الطويععل الممععل‬

‫کیف لي أن أجیب علی هذا کل ‪ ..‬وهو کثیر‪...‬؟!!!‬

‫أرأيت الی هذا الرجل المعة الذي قل حیاؤه وذهب ماؤه من وجهه‪..‬؟!!‬

‫إني علی يقین تام إن هذا المؤلف لم يکن لیجرأ علی تألیف مثل هععذا الکتععاب لععو أنععه وضععع فععي‬

‫باله مسبقًا إن الشعب اليراني سوف يبذل جهده ويتعب نفسه في المراجعععة والقععراءة والتحقیععق‬

‫فیما يقوله من أکاذيب ‪ ،‬کما أنه کان يعلم جیدًا ان هذا الشعب المغلوب علی أمره لععم يکععن يعععرف‬

‫شیئًا عن الخوارزمي هذا‪ ،‬أم تراهم کانوا يظنونه أکلة من الکلت أو أنه شععیئًا يشععرب‪..‬؟!!! إنععه‬

‫لو کانت لديه ذرة من الحیاء ولو کان قد وضع في بععاله شععیئًا مععن القععدر والحععترام لهععذا الشعععب‬

‫اليراني لما کان يقدم الخوارزمي هذا باعتباره عالم کبیر من علماء أهل السنة وينسبه إلیهم‪!!..‬‬

‫يا لیته قال ذلك مرة واحدة في کتابه لوجدنا وبحثنا له عن عذر فنعتذر له ‪ -‬بععل إنععه قععد کععرر هععذا‬

‫القول وأعاده في کتابه کثیرًا حتى لم يعد باستطاعتنا إحصاء ذلك ‪.‬؟! ولکننعا نقعول لعه‪ :‬قعد خعاب‬

‫‪222‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ظنك وخبت وخسرت فإننا ل ولن ندع میدان الدفاع عن هذا الدين ودحض أکاذيبك وافتراءك أيها‬

‫المأفون ‪.‬‬

‫ثم کیف ارتضیت لنفسك أن تنسب کل هذه الحاديث الکثیرة الی کتبنا وتعتبرها صحیحة ثابته ثععم‬

‫تظننا إنا ندع هذا الحق کله وما جعاء فیهعا ثعم نتبعع ابعابکر وعمعر‪...‬؟!! أم کیعف تريعد أن تقنعنعا‬

‫ونصدق ظنك الکاذب هذا وان کل ما جاء في کتابك من الحاديث المنقولععة مععن کتععب أهععل السععنة‬

‫أحاديث صحیحة معتعبرة‪ ،‬ول شعك إنهعا أصعح ممعا جعاء فعي کتبهعم معن تلعك الحعاديث الواهیعة‬

‫الموضوعه‪ ،‬کیف يکون ذلك کله ثم ل نجد آية واحدة تصدق ذلعك کلععه ولععو علععی سععبیل الشععارة‬

‫لنفهم منها‬

‫ونقف علی تلك الحقیقة المهمة أن علیًا رضي ال عنه هو خلیفة رسول ال‬

‫ووصیه من بعده‪...‬؟؟ هل يعقل ان ال تعالی يحل علیًا کل هذا المحل الرفیع والمنزلة العالیة التي‬

‫لم تکن لحد قبله من البشر ثعم تعراه ل يعتعبره جعديرًا بعذکر اسعمه فعي کتعابه ووحیعه ولعو لمعرة‬

‫واحدة‪.....‬؟!!! هل کان يعرف هذا المدعي الکذاب مؤلف هذا الکتاب أنه لععن يععأتي مععن بعععده مععن‬

‫يسأله هذه السئلة العديدة‪ ،‬أم تراه أنه کان يعتبر کل من يوجه الیععه هععذه السععئلة وهابیعًا خارجعًا‬

‫عن الملة‪...‬؟ ومن کان هذا حاله فهو عند المؤلععف ل يسععتحق أن يحاجععج أو ينععاقش أو ينظرالععى‬

‫دلیله وما لديه من حجج وبراهین ‪ ،‬بل جزاء من طلب الحق وسعی الیععه هععو الضععرب بالعصععا أو‬

‫الحکم بالعدام بسلح رشاش‪ !!......‬وال فلماذا صنعت هذه الوسائل الرادعه‪......‬؟؟!!!‪.‬‬

‫ن في نفسه أن يوجه الی هذا المدعي سؤال ولکن هذه المرة سععیکون سععؤاله‬
‫ثم لو أن شخصا ع َ‬

‫بعیععداً عععن أسععلوب العصععا والهععراوة متوخی عًا فععي طرحععة الدب واللیععن فمععاذا سععتظنوا سععیکون‬

‫جوابه ‪...‬؟ ل شيء سوی اللجاجة في الکلم واللغو الباطل‬

‫‪223‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وقلة الحیاء‪ ....‬إنهم بل أدنی شك قد فکروا جیدًا فلم تعییهم الوسائل أو تنقصهم الحیل للرد علععی‬

‫کل من واجههم واعترض علیهم‪!!!....‬‬

‫الدعاء الثاني والعشرون بعد المائة وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬مع أن كبار علمائكم أمثال ‪ :‬الذهبي‬

‫والسیوطي وابن أبي الحديد وغیرهم أعلنوا بأن المويین والبكريین وضعوا أحاديث كثیرة‬

‫مجعولة في فضائل أبي بكر ‪ ،‬مع ذلك نحن نستمع إلیك رجاء أن ل تكون رواياتك وأخبارك من‬

‫تلك الموضوعات والمجعولت ‪.‬‬

‫نقل حديث في فضل أبي بكر ورّده‬

‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬لقد ورد في حديث معتبر عن عمر بن إبراهیم بن خالد ‪ ،‬عن عیسى بن علي‬

‫بن عبد ال بن عباس ‪ ،‬عن أبیه ‪ ،‬عن جده العباس ‪ ،‬أن رسول ال )ص( قال ‪ :‬يا عم ! إن ال‬

‫جعل أبي بكر خلیفتي على دين ال ‪ ،‬فاسمعوا له وأطیعوا تفلحوا ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬هذا حديث مردود ‪ ،‬لیس قابل للبحث والنقاش ‪.‬‬

‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬كیف يكون مردودا وهو مروي عن العباس عم النبي ؟!‬

‫قلت ‪ :‬إنه حديث مردود عند علمائكم أيضا ‪ ،‬فإن كبار علمائكم نسبوا بعض رواة هذا الحديث مثل‬

‫عمر بن إبراهیم إلى الكذب وجعل الحاديث ‪ ،‬فلذا فإن رواياته ساقطة عن العتبار ‪.‬‬

‫قال الذهبي في كتابه " میزان العتدال" في ترجمة إبراهیم بن خالد ‪ ،‬وقال الخطیب البغدادي‬

‫‪ .‬في " تاريخه " في ترجمة عمر بن إبراهیم ‪ :‬إنه كذاب ‪ ،‬ساقطة عن العتبار‬

‫‪224‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬ما تقول في هذا الحديث الذي رواه الصحابي الثقة أبو هريرة ‪ :‬إن جبرئیل‬

‫نزل على النبي )ص( وقال ‪ :‬إن ال تعالى يبلغك السلم ويقول ‪ :‬إني راض عن أبي بكر ‪ ،‬فاسأله‬

‫هل هو راض عني ؟!!‬

‫قلت ‪ :‬يجب أن ندقق في نقل الخبار والحاديث ‪ ،‬حتى ل نواجه مخالفة العقلء ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬إنه اتهم أهل السنة بأنهم يضعون حديثًا لثبات الخلفة لبي بکر بعد رسول ال صععلی ال ع‬

‫علیه وسلم‪!!..‬‬

‫ثانیا ‪ :‬قال المؤلف هذا الحديث دون أن يذکر المصدر الذي نقل منه والحديث الذي ذکره ‪..‬؟!‬

‫قلت‪ :‬لشك من وضع واختلق لهذين الحديثین وسترون في الصفحات القادمة ذلك المکر وتلك‬

‫الشعوذة التي أختارها المؤلف منهجًا لکتابه وطريقة يسیر علیها ويعتمد علیها في کل ما يقوله‬

‫‪...‬ويدعیه‬

‫الدعاء الثالث والعشرون بعد المائة وقوله ‪ :‬إذا ل ترعبني يا شیخ بكلمة " الصحابي " لن أبا‬

‫هريرة هو من جملة أولئك المنافقین الملعونین ‪ ،‬ولذا فإن رواياته مردودة غیر معتبرة عنععد أهععل‬

‫الحديث المحققین ‪.‬‬

‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬أول ‪ :‬إن كان أبو هريرة مردودا عند جماعة من العلماء ‪ ،‬فهععو مقبععول عنععد‬

‫آخرين ‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثانیا ‪ :‬ل دلیل على أن المردود عند بعععض العلمععاء يكععون ملعونععا ‪ ،‬ويكععون مععن أهععل النععار ‪ ،‬لن‬

‫الملعون هو الذي لعن في القرآن الحكیم أو على لسان النبي الكريم)ص(‪.‬‬

‫دلیل لعن أبي هريرة‬

‫قلت ‪ :‬أدلة العلماء الذين ردوا روايات أبي هريرة ورفضوها كثیرة وغیر قابلة للتأويل ‪.‬‬

‫منها ‪ :‬إنه كان موافقا لمعاوية ‪ ،‬وهو رأس المنافقین وزعیمهم ‪ ،‬الملعون على لسان النبي‬

‫المأمون )ص( ‪ ،‬وقد كان أبو هريرة ‪ ،‬كما نقل العلمة الزمخشري في " ربیع البرار " وابن‬

‫أبي الحديد في " شرح نهج البلغة " وغیرهما ‪ ،‬أنه كان في أيام صفین يصلي خلف المام‬

‫علي علیه السلم ويجلس على مائدة معاوية فیأكل معه ‪ ،‬ولما سئل عن ذلك ؟ أجاب ‪ :‬مضیرة‬

‫معاوية أدسم ‪ ،‬والصلة خلف علي أفضل ) أتّم( ولذا اشتهر بشیخ المضیرة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ينقل المؤلف وللمرة تلو المرة عن ابن ابي الحديد والزمخشععري أنهمععا قععال‪ :‬إن أبععا هريععرة کععان‬

‫يقول في معرکة صفین‪ ،‬إن الحق مع علی ولکن مائدة معاوية أدسم‪...‬؟!! لحول ولقععوة ال بععال‬

‫ل يکف هذا الرجل من قول الباطل فسَود ألععف صععفحة بسععواد قلبععه قبععل أن يسععودها بمععداد قلمععه‬

‫فملها کذبا وطعنا من غیر أن يخشی يومًا تشخص فیه القلععوب والبصعار لع رب الععالمین‪!!....‬‬

‫إن علماءنا رحمهم ال تعالی هم من نقل الینا هذه الحاديث التي تعَد باللف عععن هععذا الصععحابي‬

‫الجلیل فلو کانوا يرون ما تری أنت لم ينقلوا کعل هععذا الکعم الععوافر مععن أحعاديث الرسععول الکريععم‬

‫‪226‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫صلی ال علیه وسلم عند رضي ال عنه‪...‬؟!! ثم إن علماءنععا رحمهععم الع تعععالی قععد قععالوا کلمععة‬

‫الفصل في هذا المر ‪ ،‬وذلك أن أصحاب النبي صلی ال علیه وسلم‬

‫ورضي عنهم عدول ل يضرهم قولك هذا أو قول أمثالك من الفاکین الکذبة وإن کان هناك حديث‬

‫ضعیف جاء بطريق ما عن أبي هريرة فإن ضعفه ذلك ل يعود الی أبععي هريععرة نفسععه رضععي ال ع‬

‫عنه ‪،‬وإنما الضعف فیمن رواه عنه ‪ ،‬فلبد من العودة الى سند الحديث لیعرف علة ضعفه وسبب‬

‫رده‪...‬؟!! وبهذا يعلم ان قول ابن ابي الحديد والزمخشري وامثالهم ل ولن يؤثر أو يقدح في هععذا‬

‫العالم الرباني والصحابي الحبر رضي الع عنعه ‪ ،‬فمعا همعا ال رجلن ضعالن معن أهعل الععتزال‬

‫لوزن لهم ول قیمة تذکر عند أهل والجماعة ‪ ،‬وأنت لم تستدل بععأقوالهم إل لنهععم وافقععوا هععویً‬

‫کان في قلبك وفرح کذلك أعداء السلم ومبغضیه من الشیعة والمشرکین وعباد الصلبان فعلیکم‬

‫أيها الضالون المضلون من ال تعالی ما تستحقونه ‪ ،‬وعلیك أن تعلم ويعلم ذلك کل مشعوذ مثلععك‬

‫أنکم لن تسیئوا الی أبي هريرة رضي الع عنععه وقععد روينععا أحعاديثه وقبلناهععا وعملنععا بهععا وکععان‬

‫محلها عندنا أغلی من ماء العین والروح فیالجسد ‪ ،‬بل ل يوجد کتاب من کتبنا ال وقععد نقععل عنععه‬

‫جملة صالحة من احاديثه المبارکة نقلها الینا من فم الصادق المصدوق علیه الصلة والسلم ‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والعشرون بعد المائة وقوله ‪ :‬كما في كتععب كبععار علمععائكم مثععل ‪ :‬شععیخ السععلم‬

‫الحمويني في " فرائد السمطین " بععاب ‪ ، 37‬والخععوارزمي فععي " المنععاقب " والطععبراني فععي "‬

‫الوسععط " والكنجععي الشععافعي فععي " كفايععة الطععالب " والمععام أحمععد فععي " المسععند " والشععیخ‬

‫سلیمان القندوزي في " ينابیع المودة " وأبو يعلى في " المسند " والمتقي الهنععدي فععي " كنععز‬

‫العمال " وسعید ابن منصور في " السنن " والخطیب البغععدادي فععي " تععاريخه " والحععافظ ابععن‬

‫مردويه في " المناقب " والسمعاني في " فضائل الصحابة " والفخر الععرازي فععي " تفسععیره "‬
‫‪227‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫والراغب الصفهاني في " محاضرات الدباء " وغیرهم ‪ ،‬رووا عن النبي )ص( أنه قال ‪ :‬علععي‬

‫مع الحق ‪ ،‬والحق مع علي ‪ ،‬يدور الحق حیثما دار علي علیه السلم‬

‫وقال )ص( ‪ :‬علي مع القرآن ‪ ،‬والقرآن مععع علععي ‪ ،‬لععن يفترقععا حععتى يععردا علععي الحععوض ‪،‬وأبععو‬

‫هريرة يترك الحق والقرآن بععتركه علیعا علیععه السععلم ‪ ،‬ويحععارب الحععق والقععرآن بانضععمامه إلعى‬

‫معاوية بن أبي سفیان ‪ ،‬ومع ذلك تقولون ‪ :‬هو صحابي جلیل وغیر مردود وغیر ملعون ! ومنها‬

‫‪ :‬أنه روي في كتب علمائكم ‪ ،‬مثل الحاكم النیسابوري في المستدرك ‪ ، 3/124‬والمام أحمععد فععي‬

‫" المسند " والطبراني في " الوسط " ‪ ،‬وابن المغازلي في " المناقب " والكنجي الشافعي فععي‬

‫" كفاية الطالب " الباب العاشر ‪ ،‬وشیخ السلم الحمععويني فععي " الفععرائد " ‪ ،‬والمتقععي الهنععدي‬

‫في " كنز العمال " ‪ ، 6/153‬وابن حجر في الصواعق ‪ 74 :‬و ‪. 75‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬عجبًا لمر هذا المؤلف!!! ينقععل هععذا الحععديث فععي کتععابه ويستشععهد بععه مععع أن راويععه هععو‬

‫أبوهريرة رضي ال عنه‪....‬؟!! کیف تروي عن شخص تراه قبل ذلك کاذبًا خائنًا‪...‬؟!! لماذا تذکر‬

‫حديثه في کتابك‬

‫وترويه ثم تحتج به‪...‬؟!! هذا ومما يجب أن يعلععم إن حععديث »الحععق مععع علععي « حععديث ل يصععح‬

‫وهو کذب علی رسول ال صلی ال علیه وسلم کما أن الذين غععالوا فععي علععي وأفرطععوا فععي حبععه‬

‫فکانوا من الهالکین لنهم جعلوا علیًا إلها مع ال تعالی فإنهم لم يفعلوا ذل عك إل لنهععم اسععتنتجوا‬

‫من هذا الحديث أن علیًا هو الحق والحق هو علي فهما شيء واحد‪.!!!!...‬‬

‫‪228‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫واما بالنسبة للحديث الخر وهو قوله صلی ال علیه وسلم‪ » :‬القرآن مع علي وعلي مع القععرآن‬

‫« فحديث صحیح ‪ ،‬کما أن أهل السنة يقدمون علیًا ويفضلونه علععی معععاويه وأبععي هريععرة رضععي‬

‫ال عنهما ‪ ،‬أما کون أن علیًا أفضل منهم ل يعني کذلك أنه نسيء الیهم و نغمطهم حقهععم وننکععر‬

‫فضلهم‪...‬؟!! ول يعني کذلك خطأ النسان في أمر ما أنه سيء بنفسه ‪ ،‬فععإن هععذا لععم يقععل بععه مععن‬

‫أهل العلم أحد نعلمه ‪ ،‬ول معنی لن تقولوا مثععل هععذا القععول ال لغععرض سععيء فععي أنفسععکم والع‬

‫تعالی حسیبنا وحسیبکم ‪!....‬‬

‫ان أهل السنة يعرفون للصحابة قدرهم ويحسنون الظن بهم ويقععدمونهم علععی غیرهععم‪ ،‬ولکععن ل‬

‫يعتقدون عصمتهم ‪ ،‬بل إنهم بشععر مععن البشععر يصععیبون ويخطععؤون ‪ ،‬ولععذلك اعععترض أبععوهريرة‬

‫رضي ال عنه علی علي رضي ال عنه لنه لم يأخذ علی يد قاتلي عثمان رضعي الع عنعه ‪ ،‬فمعا‬

‫ظنکم ‪..‬؟ هل أن اباهريرة لم يکن قد سمع حديث » علععي مععع القععرآن « أو أنععه سععمعه ولکععن لععم‬

‫يکن يری أن هذا الحديث دلیل علی عصمتة ‪...‬؟!!‬

‫إننا نری ان الحديث بمفهومه يدل علی عصمة علي ول بد‪!!!..‬‬

‫ثم لماذا تنسون أو تتناسون أن الحسن رضي ال عنه کان ل يری ما کان يععراه والععده رضععي الع‬

‫عنه فکان من المعارفین لهذه الحرب‪..‬؟!‪ .‬کما أنه تنازل عن الحکم لمعاوية رضي ال عنه حقنععًا‬

‫لععدماء المسععلمین أوًل‪ ،‬و لمععا رأی مععن خیععانتکم و عععذرکم و کععثرة لجععاجکم و اختلفکععم علععی‬

‫إمامکم‪....‬؟!!‪ .‬ثم لو کان معاوية بهذه الدرجة من من قلة الورع والععدين لمععا وضععع الحسععن يععده‬

‫بیده واعترف بحکمه و أيده و وقف معه و کان يذهب الیه کل سنة‪ ،‬فإن الحسن رضععي الع عنععه‬

‫بهذا العمل يکون عندکم أسوء من معاوية و أقل نصیبًا في دينه و ورعه‪ !!!....‬فهل لديکم جوابًا‬

‫علی هذا فتجیبونا‪..‬؟؟ إذًا إن معاوية رضي ال عنه لم يکن بتلك الصورة الشوهاء السوداء الععتي‬

‫‪229‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أنتم تتصورونها‪ ،‬نعم هناك من هو فاضل وغیره مفضول‪ ،‬فالقول الحق هو مععا قلنععاه نحععن و أمععا‬

‫أنتم فلیس لکم نصیب في ذلك والحمدل‪ ،‬ثم إننا حینما نقول‪ :‬إن علیًا مع الحق والحععق مععع علععي‬

‫ل يعني أنه صار کذلك ال حینما زوج بنته من عمر رضي ال عنه و جعل من نفسه وزيععرًا لععه و‬

‫انما هو کذلك قبل ذلك و بعده‪!!!...‬‬

‫الدعاء الخامس والعشرون بعد المائة وقوله ‪ :‬مع ذلك كله يذهب أبو هريرة إلى معاوية‬

‫ويجالسه ‪ ،‬حتى يصبح من ندماء معاوية الذي كان في السر والعلن ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪ -1‬ل عصمة لحٍد من أصحاب النبي صلی ال علیه وسلم ول نقول بذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬وبناءًا علی عدم عصمتهم فإن ذلك يقتضي صدور الخطأ منهم‪.‬‬

‫‪ -3‬ولنهم کذلك فهم يقعون أحیانًا ضحیة لمکر أعدائهم وأعداء السلم‪.‬‬

‫‪ -4‬لم يکن هؤلء الئمة مالکین لزمام ما يصدر عنهم أي إنهععم ل يملکععون القععدرة علععی تعريععف‬

‫المور وتقلب الحوال کما يريدون ولذا فان معرکة الجمععل عنععدما نشععبت بسععبب مععا دبععره أعععداء‬

‫السلم للوقیعة بالمسلمین لم يستطع المام دفع ذلك أو منع وقوعه‪...‬؟!‪.‬‬

‫‪ -5‬ان من الحکمة أن نتروی ونری مالذي فعلوه بعد تلك الفتنة‪ ،‬ل أن تتشدد‬

‫ونتنطع أکثر من أهل الشأن والمر أنفسهم‪...‬؟!‬

‫‪ -6‬إن علیًا رضي ال عنه لم تبدر منه بادرة سوء بحق ام المؤمنین عائشة رضي ال عنها حیث‬

‫أرجعها الی بیتها بکل احترام وتقدير‪.‬‬

‫‪ -7‬ان الحديث ل يثبت العصمة لعلي رضي ال عنه ولععم يقععل إن علیعًا ل يخطععأ أبععداً کمععا إن علیعًا‬

‫رضي ال عنه لم يدعي ذلك لنفسه ‪ !... ،‬وقبل هذا وذلك فإن کتاب الع لعم يعطعه هعذا الحعق ولعم‬
‫‪230‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يذکر ذلك ولععم يخصععه بععه واليععة الکريمععة دلیععل صععدق لنععا قععال تعععالی‪ » :‬تتجععافی جنععوبهم عععن‬

‫المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعا فهل کان علي ممن تشمله هذا الية ؟ نعم ان هذا ممععا لشعك‬

‫فیه ‪ ،‬إذًا فعلي لم يغتر مثلك بهععذا الحععديث » علععي مععع القععرآن « فهععو بشععر مععن البشععر لععم يکععن‬

‫معصومًا ولم يدعي ذلك لنفسه‪.‬‬

‫الدعاء السادس والعشرون بعد المائة وقوله ‪ :‬ولكن التاريخ يشهد على خلف ما تععدعیه ‪ ،‬فعإن‬

‫أهععل الععبیت علیهععم السععلم وشععیعتهم منععذ قبععض رسععول العع )ص( مضععطهدون ومشععردون‬

‫ومحاربون ! إذ أن حكومة بني أمیة حین أسست قررت محاربة آل محمد )ص( وعترته الطعاهرة‬

‫ب علي بن أبي طالب ولعنه ‪ ،‬وهو أبو العترة وسیدهم ‪ ،‬بععل أمعنععوا فععي‬
‫‪ ،‬وأعلنوا على المنابر س ّ‬

‫السب واللعن حتى سّبوا الحسن والحسین وهما سبطا رسول الع و ريحانتعاه وسعیدا شعباب أهعل‬

‫الجنة ‪ .‬وقاموا بمطاردة الشیعة حتى إذا ظفروا بهم سجنوهم وعذبوهم ‪ ،‬وكم قتلععوا منهععم صععبرا‬

‫تحت التعذيب !! والمؤسف أن بعض علمائكم كانوا يسععاندون أولئك الظلمعة ويفتععون بمشععروعیة‬

‫تلك العمال الجنائیة والجرامیععة !! وبعضعهم يحوكعون الكعاذيب والباطیعل بعأقلمهم المعأجورة‬

‫فینسبونها على الشیعة على أنها من معتقداتهم ! وبناء علیهععا يحكمععون علععى الشععیعة المععؤمنین‬

‫بالكفر والشرك والرفض والغلو ‪ ،‬وما إلى ذلك من التهم والباطیل ‪ ،‬فیزرعون في قلوب أتباعهم‬

‫العوام الغافلین ‪ ،‬بذور عداوة الشیعة المؤمنین ‪ .‬فنحن الشیعة ل نحل دمععاء وأمععوال أهععل الكتععاب‬

‫) غیر المحاربین ( فكیف نحل دماء وأموال إخواننا المسلمین من أهل السنة والجماعة ؟!‬

‫‪231‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إن السامع لظلمة هذا الرجل وشعکواه يظعن لول وهلعة إننعا معشعر أهعل السعنة والجماععة کنعا‬

‫ومازلنا منذ بداية السلم نبني القبور ونزخرفها ثم نعبد من فیها ونقدسه وأما الشیعة فهم حمععاة‬

‫هذا الدين الغیورين علی عقیدته أن تبدل ومقدساته أن تدنس فهععم يحععاولون بکععل مععا أوتععوا مععن‬

‫حزم وعزم أن يمنعوا هؤلء الوهابیین القبوريین من هذا العمل القبیح الذي لم يأمر بععه شععرع أو‬

‫يقره دين سماوي‪...‬؟!!‬

‫أل فاعلم يا هذا ‪ :‬إن أهل السنة ل يلعنون حیا ول يعأمرون بعذلك لنهعم يعلمعون جیعدًا أن الهدايعة‬

‫بیدال تعالی فقد يمن علی هذا الرجل فیهتدي ويتوب ال علیه ‪ ،‬کما أنهم ل يلعنون میتًا فععإنه قععد‬

‫أفضی الی ما قدم فأمره الی ال تعالی إن شاء غفرله وإن شاء عذبه ‪ ،‬فل يلعنوا أحدًا من البشععر‬

‫ال من أمرنا بلعنه صراحة في کتاب ال تعالی وسنة نبیه صلى ال علیه وسلم وهي عمومیات ل‬

‫تدخل فیما نحن بصدده من هذا الحديث‪.‬‬

‫ومما تجدر الشارة الیه هنا هو أن الکثیر من الحاديث الصحیحة قد نهت عن اللعن لي مخلوق‬

‫کان ولو کان الشیطان نفسه‪ !!...‬إن السلم نهانا عن لعنه‬

‫وأمرنا بالتعوذ من شره ‪ ،‬کما إننا أخبرنا بالحاديث الصحیحة الصععريحة ان مععن لعععن شخصعًا لعم‬

‫ل للعن فإن ذلك يرجع علی اللعن نفسه‪ ،‬ولذلك فقد حذرنا ديننا ونهانععا أشععد النهععي عععن‬
‫يکن أه ً‬

‫ذلك ‪ ،‬وعلی العکس من ذلك فإننا نری الشیعة قد لعنععت الخضععر والیععاس ولعنععت الحیععاء منهععم‬

‫والموات دون أن تبالي أو أن نری أي حرج في ذلك فهم يتهمععون أهععل السععنة بععأنهم يبغضععون‬

‫أنصار علي ومحبیه ويلعنونهم بینما لو اطلع أي أحٍد علی ما ذکره صاحب هذا الکتاب فععي کتععابه‬

‫لرأی العجب العجاب حیث أنه مل کتابه وشحنه بتلك الحاديث الکثیرة من کتب أهل السععنة وهععي‬

‫‪232‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫تشععهد وتنطععق بحععب علععي وفضععله وهععذا إن دَل علععی شععيء فإنمععا يععدل علععی کععذب مععا يععدعونه‬

‫ويزعمونه بحق أهل السنة وأنصار الکتاب والهدي النبوي ‪....‬؟!!‬

‫الدعاء السابع والعشرون بعععد المععائة وقععوله ‪ :‬فععأقول ‪ :‬أحععد كبععار علمععائكم ‪ ،‬المشععهور بععالدب‬

‫واللغة ‪ ،‬هو شهاب الدين أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي المععالكي ‪ ،‬المتععوفي سععنة‬

‫‪ 328‬هجرية ‪ ،‬ففي كتابه العقععد الفريععد ‪ :269/1‬يعععبر عععن الشععیعة الموحععدين المععؤمنین ‪ ،‬بععأنهم‬

‫جم على شیعة‬


‫يهود هذه المة ‪ ،‬ثم إنه كما يتهجم على الیهود والنصارى ويبدي عداءه لهم ‪ ،‬يته ّ‬

‫آل محمعد )ص( ويظهعر لهعم البغعض والععداء ‪ ،‬ومعن جملعة مفتريعاته وأبعاطیله علعى الشعیعة ‪،‬‬

‫يقول ‪ :‬الشیعة ل يعتقدون بالطلق الثلث ‪ ،‬كالیهود ‪ ...‬الشیعة ل يلتزمون بعدة الطلق ! والحال‬

‫أن أكثر الحاضرين من أهل السععنة فععي المجلععس يعاشععرون الشععیعة ويععتزاورون معهععم يشععهدون‬

‫بخلف هذا العالم المعانععد الضععاّل المضعّل ‪ .‬وأنتععم إن كععان عنععدكم أدنععى اطلع علععى فقععه الشععیعة‬

‫فستعرفون بطلن كلم ابن عبد ربه ‪ ،‬وإن لم يكن عنععدكم اطلع فخععذوا أي كتععاب شععئتم مععن فقععه‬

‫الشیعة واقرءوها حتى تعرفععوا أحكامنععا حععول مسععألة الطلق الثلث وعععدة الطلق ‪ .‬ثععم إن عمععل‬

‫الشیعة في كل مكان بمسائل الطلق والتزامهم بالعدة ‪ ،‬أكبر دلیل على بطلن كلم ابن عبد ربععه ‪.‬‬

‫ويقول هذا المفعتري أيضعا ‪ :‬إن الشعیعة كعالیهود ‪ ،‬يععادون جبرئیعل لن فعي اعتقعادهم أنعه أنعزل‬

‫الوحي على محمد بدل أن ينزله على علي بععن أبععي طععالب ‪ ،‬فلععو كععان ابععن عبععد ربععه يطععالع كتععب‬

‫الشیعة ويحقق في معتقععداتهم مععا كعان يتكلععم بهععذا الكلم المهیععن ‪ ،‬ومععا كععان الیععوم يظهععر جهلععه‬

‫للحاضععرين ‪ ،‬أو يحكععم علیععه بععأنه مععن المغرضععین ‪ ،‬وفععي قلبععه داء دفیععن ‪ ،‬يريععد أن يفععرق بیععن‬

‫المسلمین !!‬

‫‪233‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ويقول ابن عبد ربه الضال المضل ‪ :‬ومن وجععوه الشععبه بیععن الشععیعة والیهععود ‪ ،‬أنهععم ل يعملععون‬

‫بسنة النبي )ص( ‪ ،‬فهم عندما يتلقون ل يسّلمون ‪ ،‬بل يقولون ‪ :‬السام علیكم !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ب فیما تقول‪..‬؟ فهل تريد أن تقنعنا وتقول لنا‪ :‬إن الشیعة کانت فرقة واحععدة‪...‬؟‬
‫الکل يعلم إنك کاذ ٌ‬

‫ال تعلم ويعلم کل مسلم إنه کععان فععي عصععر المؤلععف المقبععور الکععثیر مععن فععرق الشععیعة وأخبثهععا‬

‫وأنجسها فرقة القرامطة الذين قاتلوا الحجاج واستطاعوا بعد ذلك أن يستغلوا مععا فیععه المسععلمین‬

‫من ضعف وتشتت فدخلوا مکة بیت ال الحرام فعاثوا فسععادًا وسععفکوا الععدم الحععرام والحععدوا فععي‬

‫البیت ثم هدموا الکعبة واستخرجوا الحجر السععود مععن مکععانه بعععد أن کسععروه نصععفین وأخععذوه‬

‫معهم ولم يرجع الی مکانه ال بعد حروب وفتن وقتال عظیم فهل تريد منا بعد هذا کلععه أن نکععذب‬

‫علی ال ورسوله وعباده المسلمین لنقول ‪ :‬إن الشیعة فرقة طععاهرة نقیععة کنقععاء الثععوب البیععض‬

‫من الدنس‪....‬؟!!!‬

‫إن ابن عبد ربه لم يقل کذبا إنمععا الکععذاب أنععت وأمثالعك حیععث أن الکععذب يلزمکععم ملزمععة الظععل‬

‫لصاحبه ‪ ،‬ثم إن الصفة المشترکة بینکم وبین أعععداء الع القرامطععة هععو خیععانتکم ووقععوفکم مععع‬

‫أعداء ال في حربهم وعدوانهم علی بلد المسلمین کما فعل ذلك اسلفکم مععن قبععل ومععا تفعلععونه‬

‫الن هو دلیل آخر وشاهد صارخ علی تأصل هذه الصفة الذمیمة فیکم ‪.‬‬

‫عندما وقف بعض ضعاف النفوس من طلب الدنیا من أهل السنة مع أعداء ال من الیهود‬

‫والنصاری في حملتهم الغاشمة الظالمة علی العراق وأفغانستان رأينا من يتصدی لهم وبکل قوة‬

‫وحزم من أبطال ومجاهدي أهل السنة والجماعة فأذاقوهم الموت الزؤام أما أنتم فقد هبت‬

‫جموعکم لتقف مع هؤلء الغزاة فمنکم من أصبح شرطیًا لهم وآخر جنديا في عساکرهم ‪،‬‬
‫‪234‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فتجاوزتم کل الحدود فقتلتم أبناء أهل السنة ونهبتهم أموالهم وسفکتم دماءهم وأنتهکتم‬

‫أعراضهم ومازلتم تفعلون ذلك فلم تراعوا حرمة ولم تخشوا ربًا ولم ترقبوا ذمة وهذه هي‬

‫الصفة الولی المشترکة بینکم وبینهم وأما الصفحة الثانیة فهي أنکم وأياهم لم نر علی طول‬

‫التاريخ ولو مرة واحدة أنكم قاتلتم الکفار ووقفتم بوجهه کما وقف أبناء أهل السنة فقدموا‬

‫الغالي والرخیص دفاعًا عن دينهم وأرضهم وعرضهم أما أنتم وللسف الشديد کنتم ومازلتم رمز‬

‫العمالة والخیانة والتآمر علی الدين والرض والمقدسات ‪ ،‬لقد کنتم‬

‫ومازلتم رمزًا للعداء والضغینة وهذا التاريخ کله يشهد علی صدق ما أقول ‪ ،‬وإن کان لديکم‬

‫أدنی شك أو اعتراض علی ما أقول فأروني موضع الکذب في کلمي ‪ ...‬وصدق الحق تبارك‬

‫وتعالی حیث يقول‪ » :‬قل هاتوا برهانکم إن کنتم صادقین «‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والعشرون بعععد المععائة وقععوله‪ :‬وأبععو محمععد علععي بععن أحمععد بععن سعععید بععن حععزم‬

‫الندلسي ‪ ،‬المتوفى سنة ‪ 456‬هجرية ‪ ،‬هو أشهر علمائكم المعروف بحقده وعدائه للشععیعة فلقععد‬

‫تحامل على شیعة أهل البیت )ص( وافترى علیهم في كتابه " الفصل في الملل والنحععل " الجععزء‬

‫الول ‪ ،‬فیقول ‪ :‬إن الشیعة لیسوا بمسلمین ‪ ،‬وإنما اتخذوا مذهبهم من الیهود والنصارى ! وقععال‬

‫في الجزء الرابع من الكتاب نفسه ‪ ،‬صفحة ‪ : 182‬الشیعة يجوزون نكاح تسعععة نسععاء ! ويظهععر‬

‫كذب الرجل وافتراءه علینا إذا راجعتم كتبنا الفقهیة ‪ ،‬فقد أجمع فقهاؤنا الكرام في كتبهم أن نكاح‬

‫تسعة نساء في زمان واحد هو من خصائص رسول ال )ص( ‪ ،‬ول يجوز لحععد مععن رجععال أمتععه‬

‫بععل يجععوز لهععم نكععاح أربعععة نسععاء فععي زمععن واحععد بالنكععاح الععدائم بععدلیل اليععة الكريمععة ‪) :‬‬

‫ع(‬
‫وُرَبا َ‬ ‫وث ُل َ َ‬
‫ث َ‬ ‫مث َْنى َ‬
‫ء َ‬
‫سا ِ‬
‫ن الن ّ َ‬
‫م َ‬ ‫ب لَ ُ‬
‫كم ِ‬ ‫ما َ‬
‫طا َ‬ ‫حوا َ‬ ‫َ‬
‫فان ْك ِ ُ‬

‫‪235‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هذا هو الکذب بعینه‪ ،‬أنهن لسن تسع زوجات فقط ‪ ،‬إنکم تجیزون الزواج في آن واحد بألف‬

‫امراة وأمراة‪ !!....‬ثم تسمون ذلك النکاح المؤقت أيها المکرة الغّدارون الفجرة لیس هناك فرق‬

‫يذکر بین النکاح المؤقت أو المؤبد فالکل في حقیقة المر نکاح مؤقت فهو إما سینتهي بالموت‬

‫أو الطلق‪ ،‬ثم ل تنسی إن المام ابن حزم کان من المعاصرين للقرامطة والشیعة السماعیلیة‬

‫في مصر‪ ،‬والسماعیلیة هؤلء هم أحد فرق الشیعة ولکنها فرقة لها ما يمیزها عن الشیعة حیث‬

‫أن لکل فرقة من فرقکم ضللة وعلمة تمیزها عن غیرها ‪ ،‬أما أنتم أيها الشیعة فلم يکن لکم‬

‫آنذاك من الشهرة ذروتها حتی يجعلکم أيها ال ثناعشرية من الفرق التي يشار إلیها بالبنان ‪،‬‬

‫فالسلطان فتح علي شاه والذي جاء أجدادك في عهده الی طهران کان له من النساء تسعمائة‬

‫زوجة وأنت بنفسك البسته أخنع لقب وأبغضه الی ال تعالی حیث سمیته بملك الملوك »‬

‫شاهنشاه « وأما الملك المسمی بناصر الدين شاه والذي خلع علی جدك لقب » سلطان‬

‫الواعظین « فقد کانت له ثلثمائة زوجة وکان هذا الخیر من عادته أن يستعرض النساء عند‬

‫عصر کل يوم ثم يختار منهن مايناسبه للیلته تلك ‪ ،‬فهل مازلت مصرًا علی قولك إنه ل يجوز في‬

‫مذهبنا الزواج بأکثر أربع نساء‪...‬؟ من قال ذلك‪...‬؟ ثم كیف جعلت هذا من التهم والجنح التي‬

‫تتهمنا بها وتجرمنا علیها‪...‬؟!!‬

‫‪236‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء التاسع والعشرون بعد المائة وقوله ‪ :‬وهذا أحد علمائكم الذي اشتهر بشدة عدائه‬

‫للشیعة البرار الخیار ‪ ،‬هو أحمد بن عبد الحلیم الحنبلي ‪ ،‬المعروف بابن تیمیة ‪ ،‬المتوفى سنة‬

‫‪ 728‬هجرية وهو حاقد ل على الشیعة فحسب ‪ ،‬بل يكمن في صدره بغض المام علي )ع(‬

‫والعترة الطاهرة ‪ ،‬ولو يطالع أحدكم مجلدات كتابه المسمى بع ‪ " :‬منهاج السنة " لوجدتم كیف‬

‫يحاول الرجل أن يخدش في كل فضیلة ومنقبة ثابتة للمام علي بن أبي طالب وأبنائه الطیبین‬

‫والعترة الطاهرين ! فكأنه آلى على نفسه أن ل يدع فضیلة واحدة من تلك الفضائل والمناقب ع‬

‫التي ل تعد ول تحصى لهل البیت )ع( ع إل يردها ويرفضها أو يشكك فیها ! حتى التي أجمعت‬

‫المة على صحتها ورواها أصحاب الصحاح ‪ ،‬ولو أردت أن أذكر لكم كل أكاذيبه وأباطیله لضاع‬

‫الوقت ‪ ،‬ولكن أذكركم لكم نبذة من كلمه السخیف وبیانه العنیف ! لكي يعرف جناب الشیخ عبد‬

‫السلم ‪ ،‬أن الفتراء والكذب من خصائص وخصال بعض علمائهم ل علماء الشیعة !!‬

‫والعجب أن ابن تیمیة بعد ذكر أباطیله وأكاذيبه وافترائه على الشیعة المؤمنین ‪ ،‬يقول في الجزء‬

‫الول من " المنهاج " صفحة ‪ : 15‬لم تكن أية طائفة من طوائف أهل القبلة مثل الشیعة في‬

‫الكذب ‪ ،‬فلذا أصحاب الصحاح لم يقبلوا رواياتهم ولم ينقلوها ! وفي الجزء العاشر ‪ ،‬صفحة ‪23‬‬

‫يقول ‪ :‬أصول الدين عند الشیعة أربعة ‪ " :‬التوحید والعدل والنبوة والمامة " ولم يذكر المعاد ‪،‬‬

‫مع العلم أن كتبنا الكلمیة التي تبین عقائد الشیعة منشرة في كل مكان وفي متناول كل إنسان ‪.‬‬

‫وكما أشرنا في بعض مجالسنا السالفة ‪ :‬فإن الشیعة تعتقد أن أصول الدين ثلثة ‪ :‬التوحید‬

‫والنبوة والمعاد ‪ ،‬وبحث عن عدل الباري سبحانه ضمن التوحید ‪ ،‬وتجعل المامة جزء النبوة ‪.‬‬

‫وفي الجزء الول ‪ ،‬صفحة ‪ ، 131‬من " منهاج السنة " يقول ‪ :‬إن الشیعة ل تعتني بالمساجد ‪،‬‬

‫فمساجدهم خالیة من المصلین ‪ ،‬غیر عامرة بصلة الجمعة والجماعة ‪ ،‬وبعض الحیان يحضر‬
‫‪237‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫بعضهم في المسجد فیصلي فرادى !!‬

‫وجهت خطابي حینئذ إلى الشیخ عبد السلم وقلت ‪ :‬أيها الشیخ ! أسألك وأسأل الحاضرين ‪ ،‬أما‬

‫تنظرون بأعینكم إلى مساجد الشیعة في بلدكم وهي عامرة أوقات الصلوات بكثرة المصلین‬

‫وإقامة الجماعة بالمؤمنین ؟! وهذه إيران ‪ ،‬وهي عاصمة الشیعة ‪ ،‬نجد في كل مدينة منها ‪ ،‬بل‬

‫في كل قرية منها مساجد عديدة ‪ ،‬مبنیة بأحسن شكل وأجمل بناء وهندسة ‪ ،‬وفي أكثرها ‪ ،‬أو‬

‫كلها ‪ ،‬تقام الصلوات في أوقاتها جماعة ‪.‬‬

‫‪ :‬ردنا علیه‬

‫لقد تطاول المؤلف کثیرًا علی شیخ السلم ابن تیمیة رحمععه الع تعععالی وتمععادی فععي غّیععه وبیععن‬

‫للقاري أنه کان من أعداء الصحابي الجلیل علي بن ابي طالب رضي ال عنععه‪ !!!...‬هکععذا وبکععل‬

‫وقاحة ودناءة أصععل وخسععة ‪..‬؟؟؟؟‪ .‬قلععت‪ :‬ل عجععب فععي هععذا ول غرابععه لننععا نعلعم جیععدًا إن هععذا‬

‫السلوب وهذه الطريقة هي عادة المؤلف التي ألفها وأعتاد علیها وتربى علیها ‪ ،‬فماذا عسانا أن‬

‫نملك له إن کان ال يريد أن يضله‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫قال المؤلف‪ :‬إن ابن تیمیه يتهم الشیعة ويطعن بهم لنهم جعلوا أصول الدين أربعة بینما الشععیعة‬

‫تقول‪ :‬إن أصول الدين ثلثة‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫عیعیا ‪ ،‬حیععث ألحقنععي أبععي فععي إحععدی‬


‫قلت‪ :‬أذکر جیدًا إنني عندما کنت صغیرًا وطبعًا کنت آنذاك شع ً‬

‫المدارس السلمیة في مدينة لنکرود فل زلت أذکر أنهععم يعلموننععا فععي هعذه المدرسععة أن أصععول‬

‫الدين ثلثة ‪ :‬التوحید والنبوة والمعاد ‪ ،‬أما أصول مذهب الشیعة فإثنان‪ :‬العدل والمامة‪.‬‬

‫سألني ذات يوم ‪ :‬ماذا تعلمت يععا بنععي‪..‬؟ قلععت‪ :‬تعلمععت شععیئین ‪ :‬أصععول الععدين الثلثععة والصععلین‬

‫اللذين علیهما يقوم المذهب ‪ ،‬قال لي أبي ‪ :‬کم هي‪..‬؟ قلت‪ :‬خمسة‪ ،‬قال‪ :‬عّدها لععي؟ فععذكرتها لععه‪،‬‬
‫‪238‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ففرح والععدي لعذلك ثععم لثمنععي بقبلععة وهععو يکععاد يطیععر مععن السععرور‪ .‬أمععا هععذا الرجععل فهععو ينکععر‬

‫عقیدته‪...‬؟!! إننا حینما أصبحنا کبارًا فقد کععان مدرسععوا العلععوم السععلمیة فععي المععدارس الدينیععة‬

‫يقولون لنا‪ :‬إن الدلیل علی أن العدل أصل من أصول الدين تکذيب أهععل السععنة وإنکععارهم لععذلك ‪،‬‬

‫ل مععن أصععول‬
‫حیث أنهم ل يعتبرون ال تعالی ربًا عادًل‪ !!!...‬لجل ذلك فإننا نعتبر هذا الرکن أصع ً‬

‫الدين تأکیدًا له و إبطاًل وردًا علی ما يعتقده أهل السنة‪...‬‬

‫بعععد هععذا کلععه يريععد المؤلععف أن يخفععي علینععا عقیععدته‪...‬؟ ألیععس هععذا مععدعاة للضععحك والسععخرية‬

‫حقا‪..‬؟!! قال المؤلف‪ :‬إن ابن تیمیععة يتهععم الشععیعة بعأنهم ل يصععلون صععلة الجماعععة ول الجمعععة‬

‫کذلك ثم أتی بثلث صور کدلیل وشاهد علی صحة ما يقول‬

‫وأنهم يصلون ل کما يدعي ذلك ابن تیمیة‪...‬؟!!‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ذکرت في کتابك أن السنة قطعوا الحديث معك والمناقشة وذلعك بسععبب ذهععابهم لداء صععلة‬

‫الجماعة‪...‬؟ فلماذا يا تری لم نرك تتحدث عن صلتك أنت وهل شغلت بصلة الجماعة والهتمععام‬

‫بها والحرص علی أدائها کما شغلتهم‪..‬؟ إن ما کان باديًا للعیان ل يحتاج الی بیان‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫ان ذلك واضح وضوح الشمس في رابعة النهار إنکم لم تکونععوا تصععلون الجمعععة مععن قبععل حععتی‬

‫بدأتم بأدائها قبل عشرين سنة فقط وذلك حینما أعلنتم في الذاعة ولول مرة إنکم سوف تقیمون‬

‫هذه الصلة في العاصمة طهران وکانت ثاني صلة جمعة تقام بإمامة الطالقاني‪...‬؟!!‪.‬‬

‫ول أنسی يومها حینما کان أهل السنة يضحکون منکم ويقولون‪ :‬انظروا الی هععؤلء‪ ...‬فهععم بعععد‬

‫مرور اکثر من الف واربعمعائة ععام لعم يتعذکروا أو يعأتي فعي بعالهم أن يصعلوا صعلة الجمععة ال‬

‫الن؟!!!‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وأود أن أضیف هنا وأشیر الی أمر في غاية الهمیة وذلك أن في طهران وحدها يوجععد اکععثر مععن‬

‫‪ 15‬ملیون نسمة ‪ ،‬ومع هذا فإن أداء صلة الجمعة لیس لععه ال موضععع واحععد‪ !!..‬فاحسععبوا معععي‬

‫الن‪ ،‬کم هي بظنکم تلك النسبة المؤية للمصلین من مجموع سکان العاصععمة‪...‬؟!!! هععذا ويجععب‬

‫أن يعلم أن غالب من يحضر الی أداء صلة الجمعععة ل يععأتي مععن طواعیععة نفسععه مبتغیعًا فععي ذلعك‬

‫الجر والثواب من عند ال تعالی بقدر ما يكون إتیانهم هععو للحصععول علعی حقععوقهم مععن العدوائر‬

‫الحکومیة التي ينتسبون الیها لن معظمهم إما تجده عامل في إحدی المؤسسات التابعععة للجیععش‬

‫ل أو لحدی الوزارات الخری ‪ ،‬وبهذا يتبین أن الشیعة ولحد الن ل تععولي هععذه العبععادة وهععي‬
‫مث ً‬

‫صلة الجمعة تلك الهمیة الکبیرة کما نری ذلك عند أهل السنة والجماعة‪!!...‬‬

‫هل تعلم عزيزي القاريء إن في العاصمة طهران أکثر من ‪ 15‬ملیون نسمة بینما نجد فععي مدينععة‬

‫بیشاور ملیونین فقط ‪ ،‬ومع ذلعك فععإن عععدد المسععاجد الموجععودة فععي طهععران ل تصععل الععی نسععبه‬

‫‪ %10‬من عدد المساجد الموجودة في هذه المدينة الصغیرة بالنسبة الی طهران‪ !!..‬مع إنهم فععي‬

‫طهران ل يصلون ال ثلثة أوقات ل خمسة أوقات وبالرغم من ذلعك کلععه ومععع قلععة المسععاجد فععي‬

‫العاصمة طهران فإن الزائر لهععذه المدينععة يجععد أن المسععاجد خالیععة مععن المصععلین‪ !!!...‬إن شععیخ‬

‫السلم ابن تیمیة رحمه ال کان علی حق عندما قال ذلك الکلم فهو رحمه ال إنما قال ذل عك فععي‬

‫القرن السابع الهجري وهذا يعني أن الشیعة لم تکن آنذاك تقیم جمعععة ول تهتععم بجماعععة‪ ...‬فهععل‬

‫تريدون منه أن يطلع علی الغیب لیعلم أنکم بععد کعل تلعك القعرون العديعدة سعتقیمون الجمععة فعي‬

‫القرن الرابع عشر الهجري ‪...‬؟ أنا علی يقین تام إنه لم علعم ذلعك فعإنه سعیجد لکعم ععذرًا أو أنعه‬

‫سوف لن يقول مثل هذا الکلم ‪ ،‬ولکنه رحمه ال بشرًا مععن البشععر إنمععا يقععول ويحکععم بمععا تععراه‬

‫عیناه وما تلمسه يداه مما يراه من واقعه مما أنتم علیه آنذاك‪..‬؟!!‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثلثون بعد المائة وقوله ‪ :‬وهناك بعض الجاهلین منكم اشتهروا بالعلم والتحقیق‬

‫وانتشرت كتبهم ‪ ،‬وأصبحت عندكم من المصادر المعتمدة حتى أخذتم كل ما جاء فیها حول‬

‫الشیعة وجعلتموها من المسلمات الحتمیة ‪.‬‬

‫منهم محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ‪ ،‬وهو من علمائكم وكتابه " الملل والنحل " مشهور‬

‫عندكم ‪ ،‬وقد أصبح من مصادركم المعتمدة ‪ ،‬بینما أهل العلم والتحقیق يرفضون هذا الكتاب ول‬

‫يعتمدون علیه أبدا ‪ ،‬لنه مشحون بالخبار الضعیفة ‪ ،‬بل الخبار الباطلة المخالفة للواقع !‬

‫فمثل ‪ :‬ضمن وصفه للشیعة الثني عشرية يقول ‪ :‬بعد المام محمد التقي ‪ ،‬المام علي بن محمد‬

‫النقي ومشهده في مدينة قم بإيران !! بینما كل من عنده اطلع عن تاريخ السلم وعلم الرجال ‪،‬‬

‫يعلم أن المام علي بن محمد النقي )ع( مرقده في مدينة سامراء بالعراق ‪ ،‬وتعلوه قبة ذهبیة‬

‫عظیمة لمعة ‪ ،‬أمر بتذهیبها المرحوم ناصر الدين شاه ‪ ،‬الملك القاجاري اليراني ‪ ،‬ومن هنا‬

‫نعرف مدى علم الشهرستاني وتحقیقاته العلمیة والتاريخیة حول الشیعة !! فیسمح لنفسه أن‬

‫ينسب إلیهم أنهم يعبدون علي بن أبي طالب ‪ ،‬وأنهم يعتقدون بتناسخ الرواح والتشبیه ‪ ،‬وما‬

‫إلى ذلك ‪ ،‬مما يدل على جهله وعدم اطلعه على الملل والنحل !!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قال المؤلف‪ :‬لقد کذب الشهرستاني حینما قال‪ :‬إن قبر المام التقي في مدينة قم اليرانیة ‪ ،‬وذلععك‬

‫لن قبره لم يکن في قم وإنما في مدينة سامراء وقد زينه الملك ناصرالدين شاه فجعله مذهبا ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ماذا استفاد ناصر الدين من عمله هذا ‪...‬؟ إن مثل هذا العمل ل فائدة فیعه ‪ ،‬ل فعي دنیعاه ول‬

‫في آخرته ‪ ،‬حیث أجبر الشعب المسکین علععی العمععل فععي أمععر هععو فععي أصععله فاسععد ومحععرم فععي‬

‫‪241‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل ظالم عًا مثلععه أو‬


‫الشريعة ‪ ،‬وقد لقی هذا الظالم نتیجة عمله في الدنیا عندما سععلط ال ع تعععالی رج ً‬

‫أشد منه وهو الخمیني المقبور فأمر بتدمیر قبره ‪ ،‬ثم سیسأل بل أدنی شك في الخرة عععن عملععه‬

‫هذا ‪،‬وبأی دلیل بنی هذا القبر؟ ومن أين جاء بکل هذا المال؟ يجب أن تعلم إن الذي ل علم له ول‬

‫معرفة بما يجوز أو ل يجوز عمله بشأن هذه القبور لیس هو المي إنما المي الحقیقي هو الععذي‬

‫حرم نعمة العلم في القرآن الکريم والتفقه فیه‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والثلثون بعد المائة وقوله ‪ :‬ونقل ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ 1/360‬ط‬

‫مصر أنه قال أبو جعفر السكافي ‪ :‬وأبو هريرة مدخول عند شیوخنا ‪ ،‬غیر مرضي الرواية ‪،‬‬

‫ضربه عمر بالدرة وقال ‪ :‬قد أكثرت من الرواية ‪ ،‬أحرى بك أن تكون كاذبا على رسول ال )ص(‬

‫وذكر ابن عساكر في تاريخه ‪ ،‬والمتقي في " كنز العمال " ‪ :‬أن الخلیفة عمر بن الخطاب زجر‬

‫أبا هريرة ‪ ،‬وضربه بالسوط ‪ ،‬ومنعه من رواية الحديث ونقله عن رسول ال )ص( وقال له ‪:‬‬

‫لقد أكثرت نقل الحديث عن النبي )ص( وأحرى بك أن تكون كاذبا على رسول ال )ص(!! وإذا‬

‫لم تنته عن الرواية عن النبي )ص( لنفینك إلى قبیلتك دوس ‪ ،‬أو أبعد إلى أرض القردة ‪ ،‬ونقل‬

‫ابن أبي الحديد في شرحه ‪ 360 /1‬ط مصر ‪ ،‬عن أستاذه جعفر السكافي ‪ ،‬أن أمیر المؤمنین‬

‫علي بن أبي طالب علیه السلم قال ‪ :‬أل إن أكذب الناس ع أو قال ‪ :‬أكذب الحیاء ع على رسول‬

‫ال )ص( أبو هريرة الدوسي ‪ ،‬وذكر ابن قتیبة في " تأويل مختلف الحديث " والحاكم في الجزء‬

‫الثالث من " المستدرك" والذهبي في " تلخیص المستدرك " ومسلم في صحیحه ‪ ،‬ج ‪ 2‬في‬

‫فضائل أبي هريرة ‪ :‬أن عائشة كانت تقول مرات وكرات ‪ :‬أبو هريرة كذاب ‪ ،‬وقد وضع وجعل‬

‫أحاديث كثیرة عن لسان النبي )ص(!! فأبو هريرة لم يكن مرفوضا وكذابا عندنا فحسب ‪ ،‬بل‬

‫هو مردود وكذاب عند سیدنا المام علي علیه السلم ‪ ،‬وعند مولكم عمر الفاروق ‪ ،‬وعند أم‬
‫‪242‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المؤمنین عائشة ‪ ،‬وعند كثیر من الصحابة والتابعین ‪ ،‬والعلماء المحققین !! كما إن شیوخ‬

‫المعتزلة وعلماء المذهب الحنفي كلهم رفضوا مروياته وردوها ‪ ،‬وأعلنوا ‪ :‬أن كل حكم وفتوى‬

‫صدرت على أساس رواية عن طريق أبي هريرة ‪ ،‬باطل وغیر مقبول ‪،‬كما أن النووي في "‬

‫شرح صحیح مسلم " في المجلد الرابع يتعرض لهذا المر بالتفصیل‪.‬‬

‫وكان إمامكم العظم أبو حنیفة يقول ‪ :‬أصحاب النبي )ص( كلهم عندي ثقات وعدول ‪ ،‬والحديث‬

‫الواصل عن طريقهم عندي صحیح ومقبول ‪ ،‬إل الحاديث الواصلة عن طريق أبي هريرة وأنس‬

‫بن مالك وسمرة بن جندب ‪ ،‬فل أقبلها ‪ ،‬وهي مردودة ومرفوضة ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬نظرا إلى ما سبق من أقوال العلماء والئمة حول أبي هريرة ونظرائه ‪ ،‬ل بد لنا أن نحتاط‬

‫في قبول مطلق الحاديث ‪ ،‬والحتیاط الذي هو سبیل النجاة يقتضي التحقیق والتدقیق في ما‬

‫يروى عن النبي )ص( ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إني لفي حیرة ودهشة من قلة حیاء هذا الرجل ومنافحته في الباطل دون هواده؟ هل حقًا ما‬

‫يقوله هذا المخرف ؟ هل يعقل يومًا أن أهل السنة ل يضعون أي اعتبار أو قیمة لقول أبي هريععرة‬

‫وکلمه‪..‬؟!! إن مثل هععذا القععول ل يمکععن بحعال أن نقبلععه مععن أحععد أو أن نصعغي الیعه ‪ ،‬لنععه فعي‬

‫الحقیقة هذيان وباطل ل نرتضیه لحد من أصحاب النبي صلی ال ع علیععه وسععلم‪ ،‬والکععل يعلععم إن‬

‫اباهريرة رضي ال عنه صحابي جلیل وإن أهل السنة يعتبرون الصحابة رضععي ال ع عنهععم کلهععم‬

‫عدول صادقون ‪ ،‬ولذلك فهم قد نقلعوا ععن هعذا الصععحابي الجلیععل آلف الحعاديث الصعحیحة کمععا‬

‫نقلوا ذلك عن أمثاله من إصحاب النبي صلی ال علیه وسلم ‪ .‬وإذا کان المؤلف قد نقععل مثععل هععذا‬

‫القول الباطل الشنیع عن ابن أبي الحديد وعن استاذه لیقول لنا‬
‫‪243‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وللمة جمیعًا ‪ :‬إن اباهريرة لم يکن بذلك المستوی الذي يؤهله الی قبول حديثه‬

‫وأقواله ‪ ،‬بل إنه شخص مجروح لذلك فعإنه ل ترتضعی أقعواله‪...‬؟!! والن تمعنعوا جیعدًا وفکعروا‬

‫معي ألیس هذا القول التافه دلیل واضح وبرهان ساطع علی تشیع ابن أبععي الحديععد هععذا وأنععه لععم‬

‫يکن يومًا من اليام سنیًا وأنه ل يمت لهم بأي صلة کانت؟!!!!‪ .‬إنا إذا صدقنا مثل هذ القول فهععذا‬

‫يعني إننا يجب علینا أن نقبل قول من يقول‪ :‬إن هناك رجل عالم من علماء أهععل السععنة يععدعي أن‬

‫ل صععالحًا وقععوله عنععدنا مععن القععوال المععردودة الععتي ل‬


‫محمدًا صلی ال علیه وسععلم لععم يکععن رج ً‬

‫نصدقها او نعتمد علیها‪..‬؟!! هل سیقبل مثل هذا الکلم‪...‬؟ هععل سیصععدقه أحععد مععن المسععلمین‪...‬؟‬

‫طبعًا سوف لن نقبل مثل هذا القول وسنقول بالجماع ‪ :‬إن هذا القول يحتمل واحدًا من ثلث‪ :‬إمععا‬

‫إنه کذب ‪ ،‬أو أن قائله لم يکن مسلمًا ‪ ،‬أو أنه لم يقل مثل هذا الکلم قطعًا‪.‬‬

‫إن جمیع أهل السنة يحبون الصحابة رضي ال عنهم‪ ،‬وکل من أبغض أو کره أباهريرة رضي ال‬

‫عنه وطعن فیه فهو لیس من أهل السنة ول ينسب الیهم أبدًا‪.‬‬

‫أل يحق لي إذًا بعد کل هذا الذي سمعتموه أن أعجب من صنع هذا الرجل وأصععراره الشععديد علععی‬

‫إضلل الناس وإغوائهم ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء الثاني والثلثون بعد المائة وقوله ‪ :‬والجدير بالذكر أن أبا هريععرة الععذي تعظمععوه غايععة‬

‫التعظیم ‪ ،‬ول ترضون بذكر مثالبه ولعنه كان قد رافق بسرا في رحلته الدموية وحملته الرهابیععة‬

‫الدموية ‪ ،‬وخاصة جناياته على أهل المدينة المنورة ‪ ،‬وما صنع بكبار شخصیات النصععار ‪ ،‬مثععل‬

‫جابر بن عبدال النصاري ‪ ،‬وأبي أيوب النصاري إذ حرقوا داره ! وأبععو هريععرة حاضععر ونععاظر‬

‫ول ينهاهم عن تلك الجرائم والجنايات !! بال علیكم أنصععفوا !! أبععو هريععرة الععذي صععحب النععبي‬

‫)ص( مدة ثلث سنوات ويروي خمسة آلف حديث عنه )ص( ‪ ،‬هل مععن المعقععول أنععه لععم يسععمع‬
‫‪244‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الحديث النبوي المشهور الذي يرويه كبععار العلمععاء والمحععدثین ‪ ،‬مثععل السععمهودي فععي " تاريععخ‬

‫المدينة " والمام أحمد بن حنبل في " المسند " وسبط ابن الجععوزي فععي " التععذكرة " وغیرهععم‬

‫عن النبي )ص( أنه قال ‪ :‬من أخاف أهل المدينة ظلمععا أخععافه الع ‪ ،‬وعلیععه لعنععة الع والملئكععة‬

‫والناس أجمعین ‪ ،‬ول يقبل ال منه يوم القیامة صرفا ول عدل " ‪ .‬وقال )ص( ‪ " :‬لعععن الع مععن‬

‫أخاف مدينتي ع أي أهل مدينتي ع " ‪ .‬وقال )ص( ‪ " :‬ل يرد أحد أهل المدينة بسععوء إل أذابععه الع‬

‫في النار ذوب الرصاص فهل من المعقول أن أبا هريرة ما سمع واحدا من هذه الحاديث الشريفة‬

‫إنه سمع ! ومع ذلك رافق الجیش الذي هاجم المدينة المنععورة وأخععاف أهلهععا ‪ ،‬ثععم وقععف بجععانب‬

‫معاوية المارق على إمام زمانه علي بن أبي طالب علیه السلم ‪ ،‬وهععو يععومئذ خلیفععة رسععول الع‬

‫بحكم بیعة أهل الحل والعقعد فعي المدينعة المنعورة فانضعم أبعو هريعرة إلعى معاويعة مخالفعا لمیعر‬

‫المؤمنین وسید الوصیین علي بن أبي طالب ‪ ،‬بل محاربا له علیه السعلم ‪ ،‬ومعا اكتفعى بكععل هعذه‬

‫المور المنكرة حتى بدأ يجعل الحاديث المزورة والخبار المنكرة فعي ذم ولعي الع وحجتعه علعي‬

‫بن أبي طالب علیه السلم برواية يرويها عن رسععول ال ع )ص( ‪ ،‬وحاشععا رسععول الع )ص( ثععم‬

‫حاشاه من ذلك كله ‪ ،‬والعجیب ‪ ،‬أن مع كل هذه المور المفجعة والقضايا الفظیعة ‪ ،‬قول القععائل ‪:‬‬

‫إنه ل يجوز لعن أبي هريرة وطعنه ‪ ،‬لنه من صحابة النبي )ص(! وفي منطق أبي هريرة يجوز‬

‫سب المام علي علیه السام ولعنه والعیاذ بال وهو أكرم الصحابة وأفضلهم ‪ ،‬وأحب النععاس إلععى‬

‫ال ورسوله )ص( ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫کان أبو هريرة رضي ال عنه آنذاك أمیرًا علی المدينة وهو إمام الجماعة فیها ‪ ،‬ولم يکن رضععي‬

‫ال عنه محاربًا بسیف أو طاعنًا برمح ‪..‬؟!! ولو افترضععنا ذلعك جععدًل فإننععا سععوف نقععول ‪ :‬لعلععه‬
‫‪245‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫استعمل السیف کما استعمله غیره من الصحابة لن الزمن زمن فتنة وقد وقع في هذا الخطأ کمععا‬

‫وقع غیره من الصحابة رضي ال عنهم فل عصمة لحٍد ‪.!!!...‬‬

‫ثم لماذا تستغرب هذا من ابععي هريععرة ‪ ،‬ول تنکععر ذلعك علععی بقیععة الصععحابة‪..‬؟ ألععم يسععتعمل هععذا‬

‫ي والزبیر وعمار وعائشة رضي ال عنهم أجمعین؟!!‪.‬‬


‫السیف ويشهره ويقاتل به عل ّ‬

‫إن المر لیس کما تتصوره أيها المؤلف الحاذق ‪ ،‬فإن الناس کانوا في حال فتنة‬

‫وبلء عظیم حیث استشهد الخلیفة وقتل ظلما فلو قام جماعة من المسلمین‬

‫وطالبوا بأخذ الثأر له فهذا ل يعد کفرًا ول خروجًا عن الملة‪..‬؟؟ إننا قبل أن نضع الحکام ونسبق‬

‫غیرنا الی إصدارها علینا أوًل أن نععرف العدوافع والمقاصعد العتي کعانت وراء معا قعام بعه هعؤلء‬

‫الصادقین الصالحین البررة‪ ،‬نعم إن الصحابة لم يقوموا بمثل هذا العمل ال بدافع الثأر والقصاص‬

‫ممن قتل أمیر المؤمنین وخلیفة المسلمین ولم تکن هناك أي دوافع دينوية أخری کما تتوهم ذلك‬

‫قلوبکم المريضة ؟ فهل علمتم الن ما هي السباب التي کانت وراء خروج النععاس وقیععامهم ضععد‬

‫الخلیفة الحقیقي والمنتخب من قبل المة ؟ هل عرفت لماذا تحععرك الجمیععع ضععد علععي رضععي الع‬

‫عنه ؟ إنهم قاموا بذلك لنهم ظنوا أن علیًا قصر في أداء الواجب وما کان ينبغي علیه أن يقوم به‬

‫من قتل المجرمین والمشارکین فعي قتعل خلیفعة المسعلمین ؟ قعاموا بعذلك لنهعم کعانوا يظنعون إن‬

‫الخلیفة الرسمي لم يقدر علی هذه الشرذمة الفاسدة التي تسببت بکل هذه الفتن والمصععائب الععتي‬

‫حلت بالمة بعد سفك أطهر دم وقتل أحد العشرة المبشرة بالجنة صهر رسول ال صلی ال علیععه‬

‫وسلم وزوج ابنتیه‪..‬؟!! إنهم بطبیعة الحال لم يکونوا ينظروا الی علي نظرتکم الخاطئة الیه فهععم‬

‫لم يعتقدوا العصمة لحٍد بعد رسول ال صلی ال علیه وسلم‪ ،‬فعلي بشر من البشر يصیب ويخطأ‬

‫فهو رضي ال عنه لم يکن معصومًا وإنما أنتم الذين تغالون فیه‬

‫‪246‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وتعتقدون ذلك فیه وهو لم يدع ذلك لنفسه‪..‬؟!!!‬

‫إذا کنت قد ذکرت ذلك کله‪ ،‬فلماذا لم تذکر كذلك أن علیًا رضي ال عنععه قععد أرسععل قععائده لمقاتلععة‬

‫بسر بن أرطاة‪ ،‬واستطاع ذلك القائد أن يقاتل بسرًا هذا ويخرجه من عیعن العی مکعة و معن مکععة‬

‫الی المدينة ثم من المدينة الی الشام فهل فعل ذلك کله من غیر قتل وسفك للدماء‪...‬؟ أم تظععن إنععه‬

‫کان يهش علی الناس بزهرة کانت بیده‪..‬؟ أم فعل ذلك کلععه بالسععیف الععذي تتطععاير معععه الععرؤوس‬

‫وتزهق بحده النفوس ويذوق به الناس طعم الحمام‪...‬؟!! إن هعذه الفتنعة قعد حصعدت الکعثیر معن‬

‫نفوس المسلمین واختلط فیها الحابععل بالنابععل حععتی قتععل فیهععا الکععثیر مععن قعادة الحععرب وفرسععان‬

‫الوغی وسواءًا کان ذلك من عسکر علي أو معاوية رضي ال عنهما ‪ ،‬إنها الحرب أيها المؤلعف‬

‫إنهععا الفتنععة الععتي عمععت وطمععت وخیمععت علعی رؤوس المععة بظلهععا الثقیععل فلعم تکععن نزهععة کمعا‬

‫تتصورها أنت وأمثالك‪ ،‬ولذا فنحن قد عصم ال أيدينا منها فیجب أن نعصم ألسعنتنا معن الخعوض‬

‫في ذلك وعلینا أن نکل أمرهم الی ال تعالی فهو أحکم الحاکمین وقد أفضععوا الععی مععا قععدموا‪......‬‬

‫هکذا يجب أن يکون موقف المسلم المنصف ‪ ،‬أما أنععت فقععد جئت بعععد أکععثر مععن الععف وأربعمععائة‬

‫سنة لتذکي نار فتنة قد أطفأها ال تعالی ولتحیي سنة سوٍء سعّنها لعك أمامعك واسعتاذك معن قبلعك‬

‫عبدال بن سبأ الیهودي وهي قد أمیتت‪.!!!!...‬‬

‫ذهبت يومًا الی يزد وهي مدينعة معن معدن إيعران ‪ ،‬فقعال لعي أصعدقائي ‪ :‬تععال معنعا لنريعك معبعد‬

‫الزرادتشیة وتشععاهد النععار الععتي فیععه ‪ !!...‬رأيععت ذلعك اللهععب العظیععم ‪ ،‬فقععال لنععا القّیععم والمتععولي‬

‫والمسؤول عن بیت النار ‪ :‬لقد جئنا بهذه النار من بیت النار العذي فععي شعیراز ‪ ،‬إنهعا النعار العتي‬

‫اشعلها زردشت بیده ونحن لن ندعها تنطفأ أبدا‪..‬؟!! أيها الخبیث الماکر الوغد ‪ ،‬تريد أنععت کععذلك‬

‫أل تدع نار الفتنة تنطفيء بین المسعلمین ‪ ،‬وذلعك بإثارتعك وتهییجعك المسعتمر والخعوض العدائم‬

‫‪247‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فیما جری بین الصحابة رضي ال عنهم من فتن ومصائب ومحن تشیب لهععا الولععدان وتنهععد لهععا‬

‫الصم الرواسي ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والثلثون بعد المائة وقوله ‪ :‬وقد ضرب عمر أبا هريرة قبل هذا ‪ ،‬كما ذكر مسلم‬

‫في صحیحه ‪ 1/34‬قال ‪ :‬في زمن رسول ال )ص( ضرب عمر أبا هريرة حتى سقط على الرض‬

‫على قفاه !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ذکر المؤلف کذلك‪ :‬أن عمر کان يری کذب ما يحدث به أبوهريرة ثم أشار الی الحديث الععذي رواه‬

‫المام مسلم في صحیحیه و فیه‪ :‬ان عمر ضرب أباهريرة رضععي الع عنععه فععي عهععد رسععول الع‬

‫علیه وسلم حتی سقط علی قفاه‪.....‬‬

‫ل علععی کععذب‬
‫قلت‪ :‬الحديث صحیح ‪ ،‬ولكن السؤال ‪ :‬کیف استطاع المؤلف أن يجعل هذا الفعل دلی ً‬

‫أبي هريرة رضي ال عنه‪...‬؟؟ إنني أتعجععب مععن صععنع هععذا الرجععل وذلعك لنععه ذکععر هععذه القصععة‬

‫کشاهٍد له‬

‫ودلیل علی کذب أبي هريرة ورد ما جاء به من أحاديث وأقوال النبي صلی ال ع علیععه وسععلم ومععا‬

‫نقله للمة من ذلك ‪ ،‬ثم يذکر القصة نفسها في موضع آخر من کتابه لیثبت أن أباهريرة کان علی‬

‫ل‪..‬؟!! أرأيتم العی کعذب هععذا الرجععل‬


‫ل سیئًا وباط ً‬
‫الحق وإن ما قام به عمر رضي ال عنه کان عم ً‬

‫ومکره ودجله؟!!‬

‫ان النسان لیتحیر حقًا من طريقته في الستدلل والنقاش وإن دل هذا علی شيٍء فإنما يدل علی‬

‫وقاحة هؤلء القوم وتخبطهم وضللهم‪ ،‬فهم ل ندري ماذا يريدوا أن يثبتوا لنا‪..‬؟ ومن أي طريق‬

‫‪248‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل عن المام أبي حنیفة ‪ :‬وكان إمامكم العظم أبو حنیفة‬


‫يثبتوا ذلك لنا‪...‬؟ ثم يقول المؤلف نق ً‬

‫يقول ‪ :‬أصحاب النبي )ص( كلهم عندي ثقات وعدول ‪ ،‬والحديث الواصل عن طريقهم عندي‬

‫صحیح ومقبول إل الحاديث الواصلة عن طريق أبي هريرة وأنس بن مالك وسمرة بن جندب ‪،‬‬

‫فل أقبلها ‪ ،‬وهي مردودة ومرفوضة ‪ ،‬ثم قال کذلك ‪ :‬أن عمر بن الخطاب في سنة ‪ 21‬أرسل أبا‬

‫هريرة والیا على البحرين وأخبر الخلیفة بعد ذلك بأن أبا هريرة جمع مال كثیرا ‪ ،‬واشترى خیل‬

‫كثیرة على حسابه الخاص ‪ ،‬فعزله الخلیفة سنة ‪!!..23‬‬

‫قلت‪ :‬إننا ل نعتقد عصمة أحٍد من البشر بعد رسول ال صلی ال علیه وسلم والصحابة رضي‬

‫ال عنهم کانوا بشرًا من البشر يصیبون و يخطؤون ولکننا في الوقت نفسه نعرف کذلك ونعلم‬

‫جیدًا أن الشیعة استطاعت أن تدس آلف الحاديث المصنوعة والمختلقة أيام الفتنة ‪ ،‬فل ينبغي‬

‫للمسلم أن ينقل کل شيء يسمعه ويحدث به دون أن يعرف صحة ما ينقله وينظر الی سند هذا‬

‫ي رضي ال عنه‬
‫الحديث أو ذاك‪ ،‬أما المؤلف فلیس له غرض أو هدف ال نقل کل ما ورد في عل ّ‬

‫وما جاء في فضله ومکانته ومنزلته في السلم ولو کان ذلك القول ضعیفًا أو موضوعًا أو ل‬

‫أصل له ‪ ،‬فهذا کله ل اعتبار له في نظر المؤلف مادام ذلك يخدم هدفه وما يبتغیه هواه ولحول‬

‫ول قوة ال بال ‪.‬‬

‫ثم قال المؤلف‪ :‬وذكر ابن عساكر في تاريخه ‪ ،‬والمتقي في " كنز العمال " ‪ :‬أن الخلیفة عمر‬

‫بن الخطاب زجر أبا هريرة ‪ ،‬وضربه بالسوط ‪ ،‬ومنعه من رواية الحديث ونقله عن رسول ال‬

‫)ص( وقال له ‪ :‬لقد أكثرت نقل الحديث عن النبي )ص( وأحرى بك أن تكون كاذبا على رسول‬

‫ال )ص(!! وإذا لم تنته عن الرواية عن النبي )ص( لنفینك إلى قبیلتك دوس ‪ ،‬أو أبعد إلى‬

‫أرض القردة ‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬لقد بحثت في المکتبة اللکترونیة عن اسم ابي هريرة رضي ال عنه في مؤلف المام ابععن‬

‫عساکر حتی بلغت الصفحة رقم خمسین ‪ ،‬قرأيت أثنععاء البحععث الکععثیر مععن الحععاديث الععتي نقلهععا‬

‫المام ابن عساکر واعتمد علیها واستشهد بها‬

‫وکانت هذه الحاديث والمرويات کلها عن ابي هريرة رضي ال عنععه فتععوقفت عععن البحععث وقلععت‬

‫ل ‪ :‬إن کان المام ابن عساکر رحمه الع يععری أن أبعاهريرة کععان کعذابًا فلمعاذا تععراه‬
‫لنفسي متسائ ً‬

‫ل کععذابًا‬
‫يعتمد علی أقواله ويستدل بأحاديثه‪..‬؟!! إذًا فلیعلم إن مؤلف کتاب » لیععالي بیشععاور« رج ً‬

‫وهو إنما يتبع کل ناعق ويتمسك بقول کل کاذب مثله ثم بعد هذا کله يريد أن يطعن ويتهععم المععام‬

‫الجلیل والسید الحبر أباهريرة رضي ال عنه ويثبت ذلك من کتبنا ومصادرنا لیفهععم مععن يقععرأ لععه‬

‫أن أهل السنة ل يرون صحة ما ينقله ابوهريرة من أقوال وروايات وأحاديث؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والثلثون بعد المائة وقوله ‪ :‬وأما الكلم حول الحديث الذي نقله الشیخ عبد‬

‫السلم عن أبي هريرة ‪ :‬أن جبرائیل نزل على النبي )ص( فقال ‪ :‬إن ال تعالى يقول ‪ :‬إني راض‬

‫عن أبي بكر فاسأله هل هو راض عني ؟!‬

‫فأقول ‪ :‬أول ‪ :‬نجد في سند هذا الحديث أبا هريرة ‪ ،‬وهو عندنا وعند كثیر من علمائكم مردود‬

‫وساقط ‪ ،‬ورواياته غیر مقبولة ‪ ،‬كما مر ‪.‬‬

‫ثانیا ‪ :‬حینما نعرض الحديث على كتاب ال تعالى كما أمرنا النبي )ص( نجده مخالفا للقرآن‬

‫ه‬
‫س بِ ِ‬
‫و ُ‬
‫س ِ‬
‫و ْ‬
‫ما ت ُ َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫ون َ ْ‬
‫ن َ‬
‫سا َ‬ ‫قَنا ا ْ ِ‬
‫لن َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ول َ َ‬
‫قدْ َ‬ ‫المجید ‪ ،‬فإنه سبحانه يقول ‪َ ) :‬‬
‫ب‬ ‫ن أَ ْ‬
‫قَر ُ‬ ‫ح ُ‬
‫ون َ ْ‬
‫ه َ‬
‫س ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫ف ُ‬
‫وأ َ ْ‬
‫خ َ‬
‫فى ( ‪ .‬وقوله‬ ‫سّر َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫م ال ّ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫د(‪ .‬وقال ‪َ ....) :‬‬
‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫ري ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫و ِ‬ ‫حب ْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬‫إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه‬
‫تعالى ‪ ) :‬إ ِن ّ ُ‬
‫خ َ‬
‫فى ( ‪.‬‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫و َ‬
‫هَر َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ج ْ‬ ‫عل َ ُ‬
‫يَ ْ‬
‫ن(‪.‬‬
‫عل ِ ُ‬
‫ما ن ُ ْ‬
‫و َ‬
‫في َ‬
‫خ ِ‬
‫ما ن ُ ْ‬ ‫عل َ ُ‬
‫م َ‬ ‫وقوله سبحانه ‪َ ) :‬رب َّنا إ ِن ّ َ‬
‫ك تَ ْ‬
‫‪250‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فبحكم هذه اليات الكريمة ‪ ،‬وبحكم العقل السلیم ‪ ،‬فإن ال عز وجل يعلم كل ما هو في قرارة‬

‫نفس النسان ومكنون سره ‪ ،‬وكل ما يختلج في صدره ‪.‬‬

‫ض ؟! " ‪.‬مفهومه ‪ :‬إن المر ل يخفى على ال‬


‫فالحديث الذي يقول ‪ " :‬سل أبا بكر هل هو را ٍ‬

‫سبحانه ‪ ،‬فیسأل لیعلم !! وهذا ينافي القرآن الحكیم والعقل السلیم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قال المؤلف‪ :‬هذا الحديث کذب بدلیللین‪ :‬الول‪ :‬ان ال تعالی ل يخفی علیه شي حتی يحتععاج معععه‬

‫الی السؤال‪ .....‬ثم ذکر هنا عدة أحاديث موضوعة ومختلقة في فضععائل أبععي بکععر وعمععر ل نعلععم‬

‫المصدر الذي نقل ذلك عنه أو أخذ منه‪..‬؟!! مع أن هناك الصحیحان البخاري ومسلم وفیهمععا مععن‬

‫الحاديث الکثیرة الصحیحة في فضائل ومناقب هععذين المععامین والصععحابین الجلیلیععن ومععن هععذا‬

‫يتضح لنا إنه لم تکن هناك مناظرة تذکر بینه وبین علماء أهل السنة کما يدعي المؤلف ذلك ‪.‬؟!!‬

‫وإنما هي أحاديث جمعها واقواًل توهمها فجعل منها منععاظرة بیععن الشععیعة والسععنة‪ ،‬فمععرة يتکلععم‬

‫بلسان هؤلء ومرة أخری بلسان أولئك وهکذا دوالیك ‪ ،‬أما الحقیقة فلیععس لهععذه المنععاظرة أصععل‬

‫يذکر ول دلیل صدق يثبت ذلك ‪ ،‬فالمؤلف إذًا جعل مععن نفسععه المععدعي والمععدعی علیععه والقاضععي‬

‫والحکم في آن واحٍد‪...‬؟!! وإنه وال لن يضرنا بکیده ومکره وکذبه ‪ ،‬ولکني أقول‪ :‬أيها الشععیعة‬

‫فلیرحمکم ال هل رأيتم عدل مؤلفکم وإنصافه‪..‬؟!! ثم انظروا الععی تخبطععه وتناقضععه حیععث ذکععر‬

‫هذا الحديث قبل عدة صفحات ولکنه في تلك المرة کان فععي حععق علععي رضععي الع عنععه ‪ ،‬ونسععي‬

‫مؤلفنا الهمام ولم يعد يعرف أن ال تعالی لم يکن محتاجًا حتی يسأل‪...‬؟!! انظروا الیععه واسععمعوا‬

‫ماذا جاء في کتابه ‪ :‬قال رسول ال ‪ :‬لما عرج بي قال الع تعععالى لععي ‪ :‬يععا محمععد ‪ ،‬هععل امتحنععت‬

‫النعاس واختععبرتهم ؟ وهععل علمعت المطیععع منهععم؟ قلعت‪ :‬علیعًا ‪ ،‬قعال‪ :‬هعل اخععترت لنفسعك خلیفعة‬

‫‪251‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫منهم ؟!! والسؤال هو‪ :‬طیب إن کان ما تقوله صدقًا ‪ ،‬فلماذا نععراك تنتقععد ذلعك الحععديث ول تطععن‬

‫في هذا الحديث الذي بین يديك ‪..‬؟ لماذا کذبت بذلك ولم تقل‪ :‬إن ما بین يدي الن هو مععن الکععذب‬

‫أيضًا ‪ ،‬لن ال تعالی ل يخفی علیه شيء سبحانه ولذا فهعو ل ولعن يکعون بحاجعٍة العی أن يسععأل‬

‫ي‬
‫أحدًا من خلقه ‪..‬؟!! إنك لم تقل هذا ول ذاك ‪ ،‬لن الحديث هذه المععرة لععم يععأتي ال فععي شععأن علع ّ‬

‫رضي ال عنه‪.!!!...‬‬

‫الدعاء الخامس والثلثون بعد المائة وقوله ‪ :‬فالعبد إذا لم يصل إلى درجة الرضا ‪ ،‬أي ‪ :‬ل‬

‫يرضى بقضاء ال وقدره ‪ ،‬فإن ال ل يرضى عنه ‪ ،‬ول يكون مقربا إلیه تعالى ‪ ،‬فعلى هذا‪ ،‬كیف‬

‫يبدي ال عز وجل رضاه عن أبي بكر وهو ل يدري هل إن أبا بكر وصل إلى درجة الرضا أم ل‬

‫فیفهم من هذا أن الحديث كذب ول يصح ‪!!...‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫نحن کذلك نقول‪ :‬هذا کذب ‪ ،‬ولکن اللوم الکبر والجناح العظم إنما يقع علیك أنت بالدرجة‬

‫الولی حیث لم تختر لمناقشتك ال أجهل الناس بحديث النبي صلی ال علیه وسلم وإل كیف‬

‫أباحوا لنفسهم أن ينافحوا ويجادلوا بأحاديث هي ضعیفة وموضوعة بنفسها ثم يدعوا تلك‬

‫الحاديث الصحیحة الکثیرة ‪ ،‬وعلی سبیل الستدلل ل الحصر هذه الحاديث التالیة )خطب النبي‬

‫صلى ال علیه و سلم فقال ) إن ال خیر عبدا بین الدنیا وبین ما عنده فاختار ما عند ال ( ‪.‬‬

‫فبكى أبو بكر رضي ال عنه فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشیخ ؟ إن يكن ال خیر عبدا بین‬

‫الدنیا وبین ما عنده فاختار ما عند ال فكان رسول ال صلى ال علیه و سلم هو العبد وكان أبو‬

‫بكر أعلمنا قال ) يا أبا بكر ل تبك إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبي بكر ولو كنت متخذ‬

‫‪252‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫خلیل من أمتي لتخذت أبا بكر ولكن أخوة السلم ومودته ل يبقین في المسجد باب إل سد إل‬

‫باب أبي بكر ( وجاء كذلك ‪) :‬خرج رسول ال صلى ال علیه و سلم في مرضه الذي مات فیه‬

‫عاصبا رأسه بخرقة فقعد على المنبر فحمد ال وأثنى علیه ثم قال ) إنه لیس من الناس أحد أمن‬

‫علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خلیل لتخذت أبا بكر‬

‫خلیل ولكن خلة السلم أفضل سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غیر خوخة أبي بكر (‬

‫قلت‪ :‬إن هذا القول لم يخص به أحدًا غیره ‪ ،‬وهععذا الععدلیل واضععح علععی اختصاصععه بهععذه المزيععة‬

‫والرتبة حیث اختاره لصحبته ورفقته وهذه درجة ورتبععه لععم يصععل الیهععا أحعٌد دونععه ‪ ،‬إذ أن هععذه‬

‫الشارة من الرسول صلی ال علیه وسلم لها دللتها الخاصععة ثععم ارادتععه صععلی الع علیععه وسععلم‬

‫کتابة هذا المر قبل وفاته ‪ ،‬ثم قوله‪ :‬يأبي ال والمؤمنون أن يکون الخلیفة مععن بعععده ال أبععابکر‬

‫ل منععه علیععه‬
‫وبعد کل هذا وذاك ‪ ،‬يفوض النبي صلی ال علیه وسلم المر الی ربه جل وعل تععوک ً‬

‫ويقیناً بوعده سبحانه وأنه ل راد لما أراد ال وقضاه ‪ ،‬إن کل ذلك شاهد ودلیل ما بعده دلیل علعی‬

‫فضل ابي بکر رضي ال عنه وأنه أفضل الصحابة علی الطلق‪ ،‬کما شهد بذلك الصععحابة رضععي‬

‫ال عنهم وعلي علی وجه الخصوص أنه رضي ال عنه أفضل الناس بعد رسول الع صععلی الع‬

‫علیه وسلم ‪ ،‬کما قال عمر رضي ال عنه ‪ :‬إنه ع ابابکرع کان من اکثر الناس حّبا وقربًا الی النبي‬

‫صلی ال علیه وسلم کما انه کان سیدهم‬

‫وأفضلهم رضي ال عنه وهذا الذي قاله علي وعمر رضععي الع عنهعا لعم يختلععف علیععه أحعد مععن‬

‫المة بحمدال تعالی ‪ ،‬بل إنه مما أجمع علیه الصحابة رضي ال عنهم‬

‫وأجمعت علیه المة ‪ ،‬أمعا هععذا المعدعي الفعاك فقعد أغمعض عینیععه ععن هعذا الجمعع الکعثیر مععن‬

‫الحاديث والروايات الصحیحة الثابته ثم ذهب يهرول خلف أقوال‬

‫‪253‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫واحاديث ضعیفة هالکة يريد بذلك أن يفهمنا ويقنعنا أنععه هععو الععذي حععاز قصععب السععبق فععي هععذه‬

‫المناقشة المزعومة‪..‬؟!!‬

‫أيها القاريء الکريم ‪ :‬هذا هو مبلغ الشیعة من العلم ‪ ،‬وهععذا هععو أجععل منععزل يمکنهععم أن يصععلوا‬

‫الیه وتصل الیه هممهم القاصرة في مناقشاتهم ومناظراتهم فتعسعًا لهعم ثعم تعسععا حیعث يعتععبرون‬

‫هذا الکتاب من مفاخرهم وإنجازاتهم العظیمة‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫ثم يقول المؤلف بعد هذا ‪ :‬إن الحديث الذي جاء فیه ‪ :‬أن أبابکر وعمععر سععیدا شععیوخ أهععل الجنععة‬

‫حیث کذب موضوع وذلك يعلم بالدلیل النقلي والعقلي ‪ ،‬أما الدلیل النقلي‬

‫قلت‪ :‬ما قصععتك أنععت أيهععا المؤلععف ومععا هععو شععأنك ‪...‬؟ مععاذا تريععد بالتحديععد ‪..‬؟ إن کععان الحععديث‬

‫المروي يذکر فضائل أبي بکر وعمر فأنت إمام الجرح والتعديل والمحقق الذي ل يجاريك أحد في‬

‫دقتك وتأملك ‪ ،‬وأما إن کان الحديث المروي قد جاء في ذکر فضععائل علععي رضععي الع عنععه فععأنت‬

‫تکتفي بأقوالنا ومصادرنا وتعتبر کل ما جاء فیها صحیح ثابت ‪ ،‬حتی وإن کان راوي الحديث أحد‬

‫عمال الطرق من الحدادين أو النجارين وکل من ل شأن له بالحديث وأهله‪.....‬؟!!‪.‬‬

‫لماذا ل نراك ترد قوًل واحدًا أو حديثًا مما جاء في کتب سلیمان البلخي وهو يععذکر تلعك الحععاديث‬

‫التي جاءت في فضل علي وذکر مناقبه رضي الع عنععه‪...‬؟ هععل هععذا هععو العععدل والنصععاف الععذي‬

‫تعلمته عند علماءك واساتذتك ‪..‬؟ إن الحديث الذي ذکرته حديث صحیح وقد قال بذلك الکثیر مععن‬

‫الئمة والعلماء من أمثال ‪ :‬ابن کثیر وابن قتیبة واللباني والمنععاوي وغیرهععم علیهععم رحمععة الع‬

‫تعالی ورضوانه ‪ ،‬ثم إنك قلت وعلى لسعان الشعیخ المزععوم ‪ :‬الشعیخ عبعد السعلم ‪ :‬لعو فرضعنا‬

‫صحة كلمكم في الحاديث المذكورة ‪ ،‬فما تقول في هذا الحععديث الشععريف المشععهور بیععن علمععاء‬

‫‪254‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المسلمین ‪ ،‬والمذكور في الكتب المعتبرة الموثوقة ‪ ،‬أن النبي )ص( قال ‪ :‬أبععو بكععر وعمععر سععیدا‬

‫كهول أهل الجنة ؟!‬

‫ب مشهور ل أصل له !‬
‫قلت ‪ :‬أما قولك ‪ " :‬الحديث ‪.....‬المشهور " ‪ ...‬فر ّ‬

‫وأما قولك ‪ " :‬والمذكور في الكتب " فلیتك تذكر لنا هذه الكتب المعتبرة ‪ ،‬الموثوقة‬

‫وأما الحديث ‪ ،‬إضافة على أنه مردود وغیر مقبول عند علمائكم ومحدثیكم المتخصصین في علم‬

‫الدراية والرجال والحديث والرواية ‪ ،‬وقد حسبوه من الموضوعات ‪ ،‬فإن ظاهره يخالف الحق‬

‫الذي يتجلى في الخبار الصحیحة المقبولة عند الفرقین ‪.‬‬

‫أهل الجنة كلهم شباب‪:‬‬

‫من معتقدات المسلمین أن الجنة لیس فیها غیر شباب ول يدخلها شیوخ وكهول ‪.‬‬

‫والخبر المشهور في كتب الفريقین صريح في الموضوع ‪ ،‬وهو أن رسول ال )ص( قال لمرأة‬

‫عجوز وهو يمازحها ‪ ،‬حین طلبت منه )ص( أن يدعو لها بالجنة ‪.‬‬

‫فقال )ص( ‪ " :‬إن الجنة ل تدخلها العجائز " فحزنت المرأة وقالت ‪ :‬واخیبتاه إذا لم أدخل‬

‫الجنة ! فتبسم رسول ال )ص( وقال ‪ :‬تدخلین الجنة ولست يومئذ بعجوز ‪ ،‬بل تنقلبین إلى فتاة‬

‫عُربا ً‬ ‫ن أ َب ْ َ‬
‫كارا ً ُ‬ ‫عل َْنا ُ‬
‫ه ّ‬ ‫ج َ‬ ‫شاءً َ‬
‫ف َ‬ ‫ن ِإن َ‬ ‫شأ َْنا ُ‬
‫ه ّ‬ ‫باكرة ‪ ،‬كما قال ال سبحانه ‪ ) :‬إ ِّنا َأن َ‬

‫أ َت َْرابا ً ( وهذا هو کل ما في جعبتك البالیة لکي ترد حديثًا صحیحًا ثابتًا بدلیلك العقلي کما‬

‫تسمیه‪...‬؟ الم تعلم إن النبي صلی ال علیه وسلم إنما قال ذلك من باب التقريب الی اذهان‬

‫‪255‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫السامعین والتمثیل لهم بحال أهل الدنیا ‪ ،‬ولن ما يناله العبد في الخرة بناءًا علی ما قدمه من‬

‫أعمال في هذه الحیاة وبالتالي فإن المراد من الحديث لیس هو ما توهمته أنت من عند نفسك‬

‫وإنما المقصود من ذلك ان ابابکر وعمر سیدا شیوخ أهل الجنة من وصل منهم الی هذا السن‬

‫في الدنیا ‪ ،‬وال فکیف ستفسر قوله صلی ال علیه وسلم » الحسن والحسین سیدا شباب أهل‬

‫الجنة«‪...‬؟ ألیس کل من في الجنة من الشباب‪..‬؟ إذًا فما الداعي الی ذکر ذلك ‪..‬؟ کما ورد في‬

‫حديث آخر‪ » :‬أن اطفال المشرکین خدم لهل الجنة « ان العبرة بحال الدنیا والکلم إنما يخرج‬

‫للتقريب والتمثیل علی حال أهل الدنیا‪ ،‬فهل فهمت هذا وعقلته أم ل‪...‬؟‬

‫الدعاء السادس والثلثون بعد المائة وقوله ‪ :‬قلت الحديث النبوي الشريف ‪ :‬الحسن والحسین‬

‫سیدا شباب أهل الجنة ‪ ،‬وأبوهما خیر منهما ‪ ،‬وفي بعض أفضل منهما وقد جاء هذا النص في‬

‫كثیر من كتبكم المعتبرة ‪ ،‬وصرح به كبار علمائكم العلم ‪ ،‬منهم ‪ :‬الخطیب الخوارزمي في "‬

‫المناقب " والمیر السید علي الهمداني في المودة الثامنة من كتابه ‪ " :‬مودة القربى " والمام‬

‫النسائي في " الخصائص العلوية " وابن الصباغ المالكي في " الفصول المهمة " ‪،‬وسلیمان‬

‫الحنفي القندوزي ‪ ،‬في الباب ‪ 54‬من ‪ " :‬ينابیع المودة " نقل عن الترمذي وابن ماجة والمام‬

‫أحمد ‪ ،‬وسبط ابن الجوزي في ص ‪ 133‬من ‪ " :‬التذكرة " والمام أحمد بن حنبل في " المسند‬

‫" والترمذي في " السنن " ‪ .‬ومحمد بن يوسف الكنجي الشافعي في الباب ‪ 97‬من " كفاية‬

‫الطالب " بعد نقله للحديث الشريف بإسناده يقول ‪ :‬هذا حديث حسن ثابت ‪ ،‬ل أعلم أحدا رواه‬

‫عن ابن عمر غیر نافع ‪ ،‬تفرد به المعلى عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذيب ‪ ،‬رزقناه عالیا‬

‫بحمد ال ومنه ‪،‬قال ‪ :‬وجمع إمام أهل الحديث ‪ ،‬أبو القاسم الطبراني في " معجمه الكبیر " في‬

‫ترجمة الحسن )ع( طرقه عن غیر واحد من الصحابة ‪ ،‬منهم ‪ :‬عمر بن الخطاب ‪ ،‬ومنهم ‪ :‬علي‬
‫‪256‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫بن أبي طالب )ع( ‪ ،‬وطرقه عن علي بطرق شتى ‪ ...‬إلى آخره ‪ .‬وبعد كلم طويل ‪ ،‬وذكره‬

‫الحديث بشكلیه ‪ " :‬وأبوهما خیر منهما " ‪ " ...‬وأبوهما أفضل منهما " بأسانید عديدة ‪ .‬قال ‪:‬‬

‫وانضمام هذه السانید بعضها إلى بعض دلیل صحته انتهى كلم الكنجي ‪ .‬ونقله أبو نعیم في "‬

‫الحلیة " وابن عساكر في تاريخه الكبیر ‪ ، 4/206‬والحاكم في المستدرك " وابن حجر في‬

‫الصواعق ‪ ،‬فعلماؤكم قد اتفقوا وأجمعوا على أن هذا الحديث الشريف صدر عن النبي )ص( ‪":‬‬

‫الحسن و الحسین سیدا شباب أهل الجنة ‪ ،‬وأبوهما خیر منهما " ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫أول‪ :‬انظروا قبل کل شيء الی رواة هذا الحديث لتغمرکم الفرحة بطوفانها ‪!!...‬‬

‫ثانیًا‪ :‬إننا نقول بصحة هذا الحديث دون اعتراض أو مماطلة ولکننا في الوقت نفسه ل نقبععل هععذا‬

‫الحديث اذا کان رواته من المنافقین والملحععدين والزنادقععة امثععال سععلیمان البلخععي وابععن الصععباغ‬

‫وسبط بن الجوزي وابن ابي الحديد وغیرهم من الروافض ‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬لماذا لم تعترض علی هذا الحديث کما اعترضت من قبل علی الحديث السابق؟ لماذا لم تقععل‬

‫ل في العقل والنقل فما الفائدة مععن ذکععر کلمععة الشععباب فععي‬


‫ل اذا کانت المشیخة ل يوجد لها أص ً‬
‫مث ً‬

‫الحديث إذًا ‪...‬؟ لقد رأيناك دقیقًا متفحصا ناقدًا للحديث الذي جاء في شأن ابي بکر وعمر ولکن عك‬

‫رمیت بدقتك وتفحصك وانتقادك وراء ظهرك عندما ذکرت هععذا الحععديث الععذي بیععن يععديك؟!! هععذا‬

‫مثال واضح واحد من المثلة الکثیرة التي ضربتها لنا في کتابك والعتي تعدل دللعة واضعحة علعی‬

‫عدم تعصبك وتحجرك‪!!!...‬‬

‫‪257‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء السابع والثلثون بعد المائة وقوله ‪ :‬كعادته على لسان الشیخ المزعوم ورده علیه ‪:‬‬

‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬سأذكر حديثا معتبرا مقبول عند جمیع علمائنا إذ لم ينكره أحد منهم ‪ ،‬وهو‬

‫الحديث النبوي الشريف ‪ " :‬ما ينبغي لقوم فیهم أبو بكر أن يتقدم علیه غیره " وهذا أفضل دلیل‬

‫على أن أبا بكر بعد النبي )ص( هو إمام المسلمین والمقدم علیهم ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬أسفي علیكم ‪ ،‬أنتم علماء المة ! إذ تتقبلون الخبار والحاديث من غیر تفكر وتدبر ! هل‬

‫فكرتم أن هذا الخبر إن كان صحیحا ‪ ،‬فلماذا النبي )ص( بنفسه لم يعمل به ‪ ،‬ولم يقدم أبا بكر في‬

‫قضايا كثیرة مهمة في تاريخ النبي )ص( وتاريخ السلم ‪ ،‬مثل يوم المباهلة ‪ ،‬إذ أخذ معه فاطمة‬

‫وعلیا ابنیهما ‪ ،‬وقدمهم على من سواهم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هذا الحديث کذب‪ ،‬وإنا نقول بذلك أيضا ‪ ،‬کما اعترضت انت کذلك وقلت بکذبه ولذلك فإن عك‬

‫لم تتعب نفسك بذکر سند هذا الحديث‪ ،‬لنه ل أصل له في کتبنا أو کتبکم‪ !!...‬ولکععن قععل لععي‪ :‬مععن‬

‫أين أتیت بهذا الحديث؟ وماذا تقصد من وراءه ‪..‬؟‬

‫الدعاء الثامن والثلثون بعد المائة وقوله ‪ :‬الشیخ عبد السلم ‪ :‬لقد وصلنا حديث ثابت صحیح‬

‫غیر قابل للنكار ‪ ،‬وهو عن طريق عمرو بن العاص ‪ ،‬قال ‪ :‬سعألت النععبي )ص( يومععا عععن أحععب‬

‫نساء العالم إلیه ؟ فقال ص( ‪ :‬عائشة(قال ‪ :‬فسععألته عععن أحععب الرجععال إلیععه ؟ فقععال )ص( ‪ :‬أبععو‬

‫بكر ! على هذا فهما مقدمان ‪ ،‬لن حب النبي )ص( لهما دلیل على أن ال تعععالى يحبهمععا ‪ ،‬وهععذا‬

‫‪258‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫دلیل قاطع على أحقیة أبي بكر )رض( بخلفة رسول ال )ص( قلت ‪ :‬بالضافة إلى أن هذا الخبر‬

‫من الموضوعات فهو يعارض الخبار المعتبرة والحاديث الصحیحة عند الفرقین من جهتین ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬من جهة عائشة أم المؤمنین ‪ ،‬بأنها أحب النساء إلى النبي )ص( ‪ ،‬فإن هناك أحاديث جمة‬

‫تصرح بأن أحب النساء إلى النبي )ص( وخیرهن هي ‪ :‬فاطمة سیدة النساء ‪.‬‬

‫فقد أثبت ذلك علماء المسلمین عامة ع شیعة وسنة ع فععي أحععاديث متععواترة فععي كتبهععم المعتععبرة ‪،‬‬

‫منهم ‪:‬‬

‫‪1‬ع أبو بكر البیهقي ‪ ،‬في تاريخه‬

‫‪2‬ع الحافظ ابن عبد البر ‪ ،‬في الستیعاب‬

‫‪3‬ع المیر السید علي الهمداني ‪ ،‬في مودة القربى‬

‫وغیرهم من علمائكم وعلماء الشیعة ‪ ،‬كلهم متفقون على صحة الحديث المروي عن النبي )ص(‬

‫أنه قال كرارا ‪ :‬فاطمة خیر نساء أمتي " أو ‪ " :‬خیر نساء أمتي فاطمة " ‪ .‬وروى المام أحمععد‬

‫في " المسند " والحافظ أبو بكر في " نزول القرآن في علي " عن محمد بن الحنفیة عععن أمیععر‬

‫المؤمنین علیه السلم ‪.‬‬

‫وروى ابن عبد البر في " الستیعاب " فععي قسععم ‪ :‬التحععدث عععن فاطمععة الزهععراء علیهععا السععلم‬

‫وخديجة أم المؤمنین ‪ ،‬عن عبد الوارث بن سفیان وأبي هريرة ‪ ،‬وفي قسم التحععدث عععن خديجععة‬

‫أم المؤمنین ‪ ،‬روى عن أبي داود نقل عن أبععي هريععرة وانععس بععن مالعك ‪،‬وروى الشععیخ سععلیمان‬

‫‪259‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الحنفي ‪ ،‬في الباب ‪ 55‬من " ينابیع المودة والمیر السید علي الهمداني في المودة الثالثة عشععرة‬

‫من " مودة القربى " عن أنس بن مالك ‪،‬وروى غیرهم عن طرق عديعدة ‪ :‬أن رسعول الع )ص(‬

‫قال ‪ :‬خیر نساء العالمین أربع ‪ :‬مريم بنت عمران ‪ ،‬وآسععیة بنععت مزاحععم ‪ ،‬وخديجععة بنععت خويلععد‬

‫وفاطمة بنت محمد علیهما السلم ‪ ،‬وروى الخطیب البغدادي فععي تععاريخه ‪ ،‬أن رسععول الع )ص(‬

‫ن ‪ .‬وروى‬
‫ضعل فاطمعة فعي العدنیا والخعرة علیهع ّ‬
‫عّد هؤلء النساء الربع خیر نساء الععالمین وف ّ‬

‫البخاري في صحیحه ‪ ،‬والمام أحمد في المسند ‪ ،‬عن عائشة بنت أبععي بكععر ‪ ،‬قععالت ‪ :‬قععال النععبي‬

‫)ص( لفاطمة ‪ :‬يا فاطمة أبشري ‪ ،‬فإن ال اصطفاك وطهرك على نساء العععالمین ‪ ،‬وعلععى نسععاء‬

‫السلم ‪ ،‬وهو خیر دين ‪ .‬وروى البخاري في صععحیحه ‪ ، 4/64‬ومسععلم فععي صععحیحه ‪ ،‬فععي بععاب‬

‫فضائل فاطمة ج ‪ ، 2‬والحمیدي في " الجمع بین الصحیحین " والعبدي في الجمع بیععن الصععحاح‬

‫الستة " وابن عبد البر في " الستیعاب " في قسم ‪ :‬الحديث عن فاطمة علیها السععلم ‪ ،‬والمععام‬

‫أحمد في المسند ‪ ، 6/282‬ومحمد بن سعد فععي الطبقععات ج ‪ 2‬فععي قسععم أحععاديث النععبي )ص( فععي‬

‫مرضه ‪ ،‬وفي الجزء الثامن في قسم الحديث حول فاطمععة علیهععا السععلم ‪ ،‬نقل عععن أم المععؤمنین‬

‫عائشة عن النبي )ص( في حديث طويل جاء فیععه أنععه )ص( قعال ‪ " :‬يعا فاطمععة ! أل ترضععین أن‬

‫تكوني سیدة نساء العالمین ؟! وفسره ابن حجر العسقلني في الصابة ‪ ،‬في ترجمة فاطمة علیها‬

‫السلم ‪ ،‬أي ‪ :‬أنت سیدة نساء الععالمین ‪،‬وروى محمععد بععن طلحععة الشععافعي فععي كتععابه " مطعالب‬

‫السؤول " ص ‪ ، 7‬أحاديث وأخبارا كثیرة فععي هععذا البععاب ‪ ،‬وقععال بعععدها ‪ :‬فثبععت بهععذه الحععاديث‬

‫الصحیحة والخبار الصريحة ‪ ،‬كون فاطمة كانت أحب إلى رسول الع )ص( مععن غیرهععا ‪ ،‬وأنهععا‬

‫سیدة نساء هذه المة وسیدة نساء أهل المدينة‪ ،‬وروى البخاري و مسلم في الصحیح ‪ ،‬والثعلعبي‬

‫في تفسیر المام أحمد في " المسند " والطبراني في " المعجم الكبیر " وسلیمان الحنفي فععي "‬

‫‪260‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الینابیع " عن تفسیر أبي حاتم ‪ ،‬والحاكم في " المناقب " والواحدي في " الوسیط "وأبي نعیععم‬

‫في " حلیة الولیاء " وعن الحمويني في " فرائد السمطین " ‪،‬وروى ابن حجر الهیتمععي فععي "‬

‫الصواعق " في ذكر الية الرابعة عشر ‪ ،‬وروى محمد بن طلحة الشافعي في مطععالب السععؤول ‪،‬‬

‫والطبري في تفسیره ‪ ،‬والواحدي في أسباب النزول ‪ ،‬وابن المغازلي في المناقب ‪ ،‬ومحب الععدين‬

‫الطبري في الرياض ‪ ،‬والشبلنجي في نور البصار ‪ ،‬والزمخشري في تفسععیره ‪ ،‬والسععیوطي فععي‬

‫الدر المنثور ‪ ،‬وابن عساكر في تاريخه ‪ ،‬والسمهودي في وفاء الوفاء والنیسابوري في تفسععیره‬

‫والبیضاوي في تفسیره ‪ ،‬والفخر الرازي في التفسیر الكبیر ‪ ،‬وأبو بكر شهاب الدين العلععوي فععي‬

‫رشفة الصادي ‪ :‬الباب الول ‪22/‬ع ‪ ، 23‬نقل عن تفسیر البغععوي والثعلععبي ‪ ،‬والمل فععي سععیرته ‪،‬‬

‫ومناقب أحمد ‪ ،‬والطبراني في المعجم الكبیر والوسط ‪ ،‬والسععدي ‪ ،‬والشععیخ عبععد الع بععن محمععد‬

‫الشبراوي في كتابه " التحاف " صفحة ‪ 5‬عن الحاكم والطبراني وأحمععد ‪،‬وروى السععیوطي فععي‬

‫" إحیاء المیت " عن تفاسعیر ابعن المنعذر وابعن أبعي حعاتم وابعن مردويعه " والمعجعم الكعبیر "‬

‫قل ل َ‬
‫للطبراني ‪ .‬كلهم رووا عن ابن عباس حبر المة ‪ :‬أنه لما نزلت اليععة الكريمععة ‪ُ .... ) :‬‬

‫فــي ال ْ ُ‬ ‫عل َي َ‬ ‫أَ َ‬


‫ة‬
‫سـن َ ً‬
‫ح َ‬
‫ف َ‬
‫ر ْ‬ ‫مــن ي َ ْ‬
‫قت َـ ِ‬ ‫و َ‬
‫قْرب َــى َ‬ ‫ودّةَ ِ‬ ‫جرا ً إ ِّل ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫سأل ُك ُ ْ‬
‫م َ ْ ِ‬ ‫ْ‬

‫سنًا( قال جمع من الصحاب ‪ :‬يا رسول ال ! من قرابتك الذين فرض ال ع‬


‫ح ْ‬
‫ها ُ‬
‫في َ‬ ‫زدْ ل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫نّ ِ‬

‫علینا مودتهم ؟ قال )ص( ‪ :‬علي وفاطمة والحسن والحسین ‪،‬وهذا المعر ثعابت ول يشعك فیعه إل‬

‫الذي في قلبه مرض النفاق والعناد ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ياويل هذا الرجعل ‪ ،‬ويعا لتعاسعة حظعه‪ !!...‬لقعد وصعل العی العدرك السعفل معن قلعة العلعم والفهعم‬

‫والدراك والنحطاط وسوء القول والتعبیر ‪...‬؟!!‬


‫‪261‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إنه أصبح ل يمیز بین الشیاء حتى فقد کل حس وتبلد لديه کل شعور ‪ !!...‬ال تعلم أيها الرجل إن‬

‫معاني الحب تختلف من شخص الخر‪...‬؟ ال تدرك أن لکل موضع‬

‫ومعنی من هذه المعاني مقامها المناسب لها‪...‬؟ ام تراك ل تدرك معنی ما أقول‪...‬؟‬

‫عندما يعتقد المسلم ويدرك أن مريم هي سید نساء العالمین وهو معا اعتقععده أنعا کععذلك فهععل مععن‬

‫ب النساء الی قلبي هي أمي ‪...‬؟! هل تجد في هععذا أی تنععاقض أو تضععاد ؟‬


‫اشکال ان قلت ‪ :‬إن أح ّ‬

‫ب الزوجة شيء آخر يختلف تمامعًا عنععه ‪ ،‬فهععذا شععيء وذلعك شععيء آخععر‬
‫إن حب البنت شيء وح ّ‬

‫يختلف تمام الختلف أيها الرعن التافه ‪.‬‬

‫في الحقیقة ان هذا الرجل أصبح ل يمیز أو يفرق او يفهععم حععتی أبسععط الشععیاء ولععم يعععد لععه أي‬

‫تصور صحیح لکل بديهي من القوال والمعاني والتصورات‪.‬‬

‫ثععم يقعول ‪ :‬لعدينا دلیعل معن اليعة الکريمعة علعی وجععوب محبعة آل النعبي صععلی الع علیعه وسععلم‬

‫وقرابته‪ !!....‬وهو قوله تعالی‪ » :‬ل أسألکم علیه أجرا ال المودة في القربی« الشوري‪.23/‬‬

‫قلت‪ :‬لقد فهم الية الکريمة فهمًا خاطئًا وفسرها تفسیرًا يتفق مع مرادة وما تهواه نفسه ‪ ،‬وذلعك‬

‫لن المراد والمفهوم من الية لیس کما يتصوره هو‪ :‬إن الواجب علیکم هو محبة اقاربي فحسب‬

‫وانما التفسیر الصحیح هو‪ :‬اني ل أريد منکم أجرًا وانما علیکم ان تعرفوا لهم حقهم وان تراعوا‬

‫ل بمععا جععاء‬
‫ذلك وأل تؤذونني فیهم‪ ،‬ولذلك فنحن من أکثر الناس اتباعًا لهذه اليععة الکريمععة وعم ً‬

‫فیها‪ ،‬وحتی لو کان ذلك علی تفسیرکم وفهمکم لهذه الية فإنا والحمدل نحب أهل الععبیت ونحععب‬

‫ازواجه الطاهرات المطهرات‪ ،‬وأما أنتم فکان فهمکم لهذه الية الکريمة مغايرا تمامعًا لمعا فهمععه‬

‫المسلمون الصادقون منها فطعنتم بععأزواجه وسععببتموهن ‪ ،‬فهععل هععذا هععو مععودتکم لقربععی النععبي‬

‫صلی ال علیه وسلم‪...‬؟!! لو کان المراد ما تقصدونه أنتم من الية لکان الولععی ان يقععول ربنععا‬

‫‪262‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫سبحانه » مودة ذوي القربی « بدل قوله » المودة في القربی« وهذا القععول لععه شععاهد مععن کتععاب‬

‫ال تعالی ‪ ،‬قال تعالی‪ » :‬واعلموا انما غنمتم من شيء فإن ل ع خمسععه وللرسععول ولععذي القربععی‬

‫والیتامی والمساکین وابن السبیل« النفال‪.41/‬‬

‫وقد نقل البخاري عن ابن عباس رضي ال عنهما ما يؤيد ما ذهبنععا الیععه أمععا أنععت فل نععدري مععن‬

‫أين جئت لنا بهذه القوال والفهم السقیم؟!! ويجب علیك ان تعلم کذلك إن فاطمة رضي ال عنهععا‬

‫بناءًا علی قولك لیس لها الحق في المطالبة بأي أجر بعد وفاة النبي صلی ال علیه وسعلم‪ ،‬وذلعك‬

‫لن أجرها علی ال تعالی ‪..‬؟ قال تعالی ‪:‬‬

‫الفرقان‪.57/‬‬ ‫» قل ما أسألکم علیه من أجر ال من شاء أن يتخذ الی ربه سبیل«‬

‫وقال تعالی » قل ما سألتکم من أجر فهو لکم إن أجری ال علی ال ع « السععبأ ‪ .47/‬فالرسععول صععلی‬

‫ال علیه وسلم ل يريد أجرًا من أحد ‪ ،‬وهذا دلیل واضح علی صحة ما ذهبنا الیه‪.‬‬

‫ان الية الکريمة تقول » في القربی « ولم تقل » مودة لذوي القربی« إذًا فالية الکريمة تبطل‬

‫أقوال الشیعة وتفسیرهم لهذه الية الکريمة وتثبت کذبهم ‪ ،‬وتقولهم علی ال ورسوله بغیر علععم‬

‫والحمد ل ‪.‬‬

‫الدعاء التاسع والثلثون بعد المائة وقوله ‪ :‬وإن هذا المر ثابت عند كبار علمائكم العلم ‪،‬‬

‫حتى روى ابن حجر في " الصواعق " صفحة ‪ ، 88‬والحافظ جمال الدين الزرندي في " معراج‬

‫الوصول " والشیخ عبد ال الشبراوي في " التحاف " صفحة ‪ 529‬ومحمد بن علي الصبان‬

‫في " إسعاف الراغبین " صفحة ‪ ، 119‬وغیر هؤلء ذكروا ‪ :‬أن المام محمد بن إدريس‬

‫الشافعي أنشد شعرا في هذا المر ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫‪263‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فرض من ال في القرآن أنزله‬ ‫يا أهل بیت رسول ال حبكم‬

‫من لم يصل علیكم ل صلة له‬ ‫كفاكم من عظیم الشأن أنكعم‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هل تظن أن المام الشافعي حینما قال ذلك لم يکن يعتبر زوجته من أهل بیته‪...‬؟ إنکم أنتم مععن ل‬

‫يعتبر الزوجة من أهل البیت ‪ ،‬حیث جمعتم في عقیدتکم هذه الحماقة واللجاجة وقلة الحیاء معًا ‪،‬‬

‫ثم لم تکتفوا بهذا حتی أتیتم ببیت من الشعر للمام الشافعي وهو يمدح آل بیععت النععبي صععلی ال ع‬

‫علیه وسلم ‪.‬‬

‫أيها المغفلون الحمقة ‪ :‬إن الشافعي حینما يمدح آل بیت النععبي صععلی الع علیععه الصععلة والسععلم‬

‫فانما يمدح بذلك عائشة وحفصة رضععي الع عنهععن وجمیععع زوجععاته الطععاهرات علیهععن الرحمععة‬

‫والرضوان ‪ ،‬فها أنت ذا تری حب هذا الرجل وتفانیه فعي أهعل بیعت النبعوة ‪ ،‬فلمعاذا ل تجعلعه لعك‬

‫قدوة وأسوة فتتبع مادعی الیه وتعمل به لتفز بالخیر العظیم کما فاز هععو بععذلك ‪ ،‬أمعا أن تستشععهد‬

‫بأقواله وابیاته ثم إنك بعملك تکذب ما يقول ‪ ،‬فهذا هوالکفر والنفاق بعینععه‪ !!...‬إن طريقتعك هععذه‬

‫ل ولن تنفعك لنها طريقة فاسدة لنك تأخذ بعض القول وتكفر ببعضه‪ ،‬تأخذ ما يوافق هععواك وإن‬

‫کان باطل ‪ ،‬وترد ما يخالفه وإن کان حقا وهذا مخالف لقول إمامعك الععذي تععدعي انععه لعك إمععام اذ‬

‫ق تعرف أهلععه « ولکععي يتععبین لعك باطععل مععا ذهبععت الیععه‬


‫يقول علي رضي ال عنه‪ » :‬أعرف الح ّ‬

‫اضرب لك هذا المثال ‪ :‬لو أن مسیحیا ألف کتابًا في إثبات أحقّیة عیسی علیه السلم وإبطعال ديعن‬

‫السلم ثم أتی بشيء من أبیات الشعر للمام الشافعي وهو يمدح نبي ال وکلمتة علیععه السععلم ‪،‬‬

‫ثم استنتج من کل ما تقدم ان دين السلم دين سععوٍء ‪ ،‬فمععاذا انععت فاعععل حینئذ ‪....‬؟!! أل يععدعوك‬

‫ذلك الی الضحك والستهزاء بما جاء به من أدلة وشواهد ؟ إذًا فنحن کععذلك عنععدما نععری صععنیعك‬

‫‪264‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫هذا في کتابك نضحك کثیرًا من جهلك وسخفك وحماقتك ونتعجعب معن ذلعك أشععد العجععب؟!! وبمععا‬

‫أنك ذکرت هذه البیات من عیون الشعر للمام الشافعي رحمه الع ألیععس مععن الحععری أن تعععرف‬

‫رأي هذا المام وقوله فیك وفي مذهبك الرافضي ! کما عرفت رأيه في أهل البیت ؟‬

‫إسمع إذًا ‪ :‬قال المام الشافعي » لم أر من بین الفرق فرقة أکذب في ادعاءاتها‬

‫وأشد جسارة ووقاحة في شهادتها من الرافضة «‪.‬‬

‫الدعاء الربعون بعد المائة وقوله ‪ :‬أما من جهة أبي بكر ‪ ،‬كما يقول حديث عمرو بن العاص‬

‫" إن أحب الرجال إلى النبي )ص( هو أبو بكر " فهو ينافي الخبار الكثیرة والحاديث الصحیحة‬

‫المعتبرة المروية في كتب كبار علمائكم ومحدثیكم بأن أحب الرجال إلى النبي )ص( هو علي بن‬

‫أبي طالب علیه السلم منهم‬

‫‪ 1‬ع روى الحافظ سلیمان الحنفي في " ينابیع المودة " الباب ‪ ، 55‬عن الترمذي بسنده عن‬

‫بريدة ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬كان أحب النساء إلى رسول ال )ص( فاطمة ومن الرجال علي علیه السلم ‪.‬‬

‫‪2‬ع العلمة محمد بن يوسف الكنجي روى مسندا في كتابه كفاية الطالب بسنده عن أم المؤمنین‬

‫عائشة ‪ ،‬أنها قالت‪ :‬ما خلق ال خلقا كان أحب إلى رسول ال )ص( من علي بن أبي طالب ‪ ،‬ثم‬

‫يقول الكنجي‪ :‬هذا حديث حسن ‪ ،‬رواه ابن جرير في مناقبه ‪ ،‬وأخرجه ابن عساكر في ترجمته ‪،‬‬

‫أي ترجمة المام علي علیه السلم‬

‫‪265‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪3‬ع روى الحافظ الخجندي بسنده عن معاذة الغفارية ‪ ،‬أنها قالت ‪ :‬دخلت على رسول ال )ص(‬

‫في بیت عائشة ‪ ،‬وكان علي علیه السلم خارج الدار ‪ ،‬فسمعت رسول ال )ص) يقول لعائشة ‪:‬‬

‫ي ‪ ،‬فاعرفي حقه ‪ ،‬واكرمي مثواه‬


‫إن هذا ع أي علي علیه السلم ع أحب الرجال إلي ‪ ،‬وأكرمهم عل ّ‬

‫‪4‬ع روى ابن حجر في آخر الفصل الثاني من" الصواعق" بعد نقله أربعین حديثا في فضائل‬

‫المام علي علیه السلم ‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬عن عائشة ‪ ،‬قالت‪ :‬كانت فاطمة أحب النساء إلى رسول‬

‫ال )ص( وزوجها أحب الرجال إلیه ‪.‬‬

‫خبر الطائر المشوي‪:‬‬

‫من أهم الخبار في الموضوع ‪ ،‬خبر الطیر المشوي المروي في كتبنا وكتبكم المعتبرة كالصحاح‬

‫والمسانید ‪ ،‬منها ‪ :‬صحیح البخاري ‪ ،‬وصحیح مسلم ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬والسجستاني ‪،‬‬

‫في صحاحهم ‪ ،‬والمام أحمد في " المسند " وابن أبي الحديد في " شرح نهج البلغة " وابن‬

‫الصباغ المالكي في " الفصول المهمة " صفحة ‪ ، 21‬رواه بهذه العبارة ‪ :‬وأنه صح النقل في‬

‫كتب الحاديث الصحیحة والخبار الصريحة عن أنس بن مالك ‪ ...‬إلى آخره ‪ ،‬ورواه الشیخ‬

‫سلیمان الحنفي في " ينابیع المودة " الباب الثامن ‪ ،‬وقد خصه لهذا الخبر من طرق شتى‬

‫فیرويه عن المام أحمد و الترمذي والموفق بن أحمد الخوارزمي وابن المغازلي وسنن أبي داود‬

‫عن سفینة مولى النبي )ص (وعن أنس بن مالك وابن عباس ‪،‬ثم يقول ‪ :‬وقد روى أربعة‬

‫وعشرون رجل حديث الطیر عن أنس ‪ ،‬منهم ‪ :‬سعید بن المسیب والسدي وإسماعیل ‪،‬قال ‪:‬‬

‫‪266‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ولبن المغازلي " حديث الطیر " من عشرين طريقا ‪،‬ورواه سبط ابن الجوزي في التذكرة ‪23 :‬‬

‫عن فضائل أحمد وسنن الترمذي ‪ ،‬وأشار إلیه المسعودي في مروج الذهب ‪. 2/49‬‬

‫ورواه المام أبو عبد الرحمن النسائي في الحديث التاسع من " الخصائص " ‪ .‬وكتب كل من ‪:‬‬

‫الحافظ ابن عقدة ومحمد بن جرير الطبري والحافظ أبو نعیم ‪ ،‬كتابا خاصا بخبر الطیر المشوي‬

‫وأسانیده وطرقه وتواتره ‪ ،‬كما أن العلمة المحقق الورع ‪ ،‬الزاهد التقي ‪ ،‬السید حامد حسین‬

‫الدهلوي ع وأنتم الحاضرون لقرب جواركم منه تعرفون العلمیة وتعرفون ورعه وزهده أحسن‬

‫وأكثر من غیركم ع خصص مجلدا ضخما من موسوعته العلمیة الكريمة ‪ " :‬عبقات النوار "‬

‫لخبر الطیر المشوي وقد جمع فیه أسناد ومصادر الخبر من طرقكم وكتب علمائكم فقط ‪ .‬وأنا ل‬

‫أذكر الن كم بلغ عدد أسناد ومصادر هذا الخبر في ذلك الكتاب العظیم ‪ ،‬ولكني أذكر بأني عجبت‬

‫حین مطالعته من سعة اطلع العلمة الدهلوي ! والخبر كما رواه المام أحمد بن حنبل في‬

‫مسنده ‪ ،‬عن سفینة مولى النبي )ص( قال ‪ :‬أهدت امرأة من النصار طیرين مشويین بین‬

‫رغیفین ‪ ،‬فقال النبي )ص( ‪:‬اللهم ائتني بأحب خلقك إلیك وإلى رسولك فجاء علي )ع( فأكل معه‬

‫من الطیرين حتى كفیا ‪،‬وجاء في بعض كتبكم مثل ‪ " :‬الفصول المهمة " لبن الصباغ المالكي‬

‫وتاريخ الحافظ النیسابوري ‪ ،‬و " كفاية الطالب " للعلمة الكنجي الشافعي ‪ ،‬و مسند أحمد ‪ ،‬عن‬

‫أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬أتى النبي )ص( بطائر فقال ‪ :‬اللهم ائتني بأحب خلقك إلیك يأكل معي ‪،‬فجاء‬

‫علي )ع( فحجبته مرتین ‪ ،‬فجاء في الثالثة فأذنت له ‪،‬فقال النبي )ص( ‪ :‬يا علي ! ما حبسك ؟!‬

‫قال ‪ :‬هذه ثلث مرات قد جئتها فحبسني أنس ‪،‬قال )ص( ‪ :‬لم يا أنس ؟! قال ‪ :‬قلت ‪ :‬سمعت‬

‫دعوتك يا رسول ال ‪ ،‬فأحببت أن يكون رجل من قومي ‪،‬فقال النبي )ص( ‪ :‬الرجل يحب قومه ‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫للمرة تلو المرة يأتي المؤلف بالحاديث المکذوبة الموضوعة ويحشوا بها کتابه‬

‫وحديثه هذه المرة جاء علی لسان الشیخ سلیمان البخلي وابن حجر المکي الصوفي ورجال مثععل‬

‫محمد بن طلحة والخوارزمي ‪ :‬أن علِیعًا کععان مععن أحععب النععاس الععی رسععول الع صععلی الع علیععه‬

‫وسلم‪!!...‬‬

‫قلت ‪ :‬هذا کذب ‪ ،‬هذا الحديث جاء في سنن الترمذي وهو حديث ضعیف ‪ ،‬وانا ل اعععرف إن کععان‬

‫هذا الرجل يعتمد علی کتبنا وينقل منها ويستشهد بما ورد فیها فلماذا اذًا ل يأخععذ بمععا أثبتنععاه فععي‬

‫کتبنععا مععن قواعععد الجععرح والتعععديل الععتي هععي السععاس الصععحیح لمعرفععة کععل حععديث ودرجتععه‬

‫ل ‪ ،‬حینما نتعامل في معاملتنا التجارية في السواق بعملة أجنبیة ما ‪ ،‬ثم ل‬


‫ومستواه‪..‬؟ فنحن مث ً‬

‫نلتزم او نتفق علی سقف شرائي معین بها أو قیمة معینة لها ‪ ،‬أو نعلن أمام المل أن قیمتها أکثر‬

‫من قیمتها الحقیقیة ‪ ،‬فمن يا تری سوف يصدقنا ومن ذا الذي سوف يتعامل بهععا معنععا‪..‬؟!! انهععم‬

‫سوف لن يثقوا بنا أو يتعاملوا بها معنا ‪ ،‬لننا لن نجد من يقبل ذلك أو يستسیغه‪.!!!...‬‬

‫ب الناس الی رسول ال صلی‬


‫ثم يقول‪ :‬إن حديث » الطیر المشوي« دلیل قوي علی کون علي أح ّ‬

‫ال علیه وسلم ‪.‬‬

‫والحديث هو‪» :‬ان امراة جاءت بطیر مشوي کهدية الی رسول ال صلی الع علیععه وسععلم‪ ،‬فععدعا‬

‫رسول ال ربه سبحانه أن يرسل الیه أحب الناس الی ال لیأکل معه فجاء علي و أکل معععه‪( ......‬‬

‫الحديث‪.‬‬

‫قلت‪ :‬هذا الحديث کذب ‪ ،‬لم يرد في البخاري ول في مسلم ‪ ،‬ولکن المؤلف کعععادته فععي السععتدلل‬

‫بالحاديث الضعیفة ‪ ،‬اذا أراد أن يعطي وزنًا لحديثه فعإنه يقعول‪ :‬جعاء هعذا الحعديث فعي الصعحاح‬

‫‪268‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الستة‪ .!!!....‬ولکن الکذب يعرف من الحديث نفسه لنه ل يعقل أن النبي صععلی الع علیععه وسععلم‬

‫يسأل ربه ذلك ول يدعوا أصحابه الذين معه في مجلسه الی تناول ذلك الطیر معه‪....‬؟!! وإن قلنا‬

‫لم يکن معه أحد ‪ ،‬فمن أين عرف راوي الحديث ذلك وهو بنفسه لم يکن معه ولم يطعم الطیر مع‬

‫الرسول ال صلی ال علیه وسلم‪....‬؟!!! يا للسسععف الشععديد‪ .....‬کیععف يمکععن لنععاس يحععترمون‬

‫أنفسهم أن يعطوا وزنًا لمثععل هععذا الکتععاب التععافه أو لمععؤلفه‪...‬؟؟؟‪ .‬ذکععر المععام ابععن عسععاکر هععذا‬

‫الحديث في کتابه ولکن العلماء يعتبرون هذا الحديث ضعیفًا ل يصح الحتجاج به وال أعلم ‪.‬‬

‫الدعععاء الحععادي والربعععون بعععد المععائة وقععوله ‪ :‬قلععت ‪ :‬أعععوذ بععال العظیععم مععن أن أرد الععدلئل‬

‫القرآنیة أو الحاديث الصحیحة النبوية ‪ ،‬ولكن اعلموا أني حینما كنت أحاور الفرق الملحععدة مثععل‬

‫الغلة والخوارج ‪ ،‬وغیرهم من الذين ينسبون أنفسهم للسلم وما هم منه ‪ ،‬كانوا يحتجون علععيّ‬

‫في إثبات ادعائهم الباطل ببعض اليات القرآنیة ! لن بعض آيات الذكر الحكیععم ذو معععان متعععددة‬

‫ووجوه متشابهة ‪ ،‬ولذا لم يسمح النبي الكريم )ص( لحد أن يفسععر القععرآن برأيععه ‪ ،‬فقععال ‪ :‬مععن‬

‫فسر القرآن برأيه فلیتبوأ مقعده من النار " وقد وكل هذا المر الهام إلى أهل بیته الكععرام )ع( ‪،‬‬

‫فقال ‪ :‬إني تارك فیكم الثقلین ‪ :‬كتاب ال وعععترتي أهععل بیععتي ‪ ،‬مععا إن تمسععكتم بهمععا لععن تضععلوا‬

‫بعدي أبدا " ‪ .‬وقد أجمعت هذه المة على صحة هذا الحديث الشريف ‪ ،‬فیجععب أن نأخععذ ذلععك مععن‬

‫العترة الهادية ‪ ،‬وهم أهل بیته الذين جعلهم النبي )ص( مع القرآن ككفتي میزان ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ل وجود لهل البیت بیننا ‪ ،‬وهم قد أصبحوا في خبر کان ‪ ،‬إذًا فل بد لنا من العودة والرجوع الععی‬

‫الکتب التي تزعمون أنها جمعت أقوالهم وآثارهم ألیس کذلك‪...‬؟ بعبارة أوضح ‪ :‬أنتم ل تعتبرون‬

‫‪269‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫القرآن الکريم هو المرجع الحقیقي وإنما المرجع لکتبکم أنتم ‪ ،‬وهذه هي عقیدتك وعقیدة سادتك‬

‫وأهل ملتك وطائفتك من قبلك وان کنت ل تعععرب عععن ذلععك ول تصععرح بععه ‪ ،‬ولععو أردنععا أن نحلععل‬

‫کلمك فإننا في نهاية المطاف سنصل الی هذه الحقیقة بالتأکیععد‪ !!!...‬فععالقرآن حسععب قولعك لیععس‬

‫ل لحععل مشععاکلنا واختلفنععا ولبععد مععن العععودة والرجععوع الععی کتابعك حععتی نحععل هععذه‬
‫کفیل ول أه ً‬

‫المشاکل ونجیب علی کل ما يدور بخلدنا من أسئله ‪ ،‬وبهذا فأنت تعتععبر کتابعك أفضععل واکمععل مععن‬

‫القرآن نفسه ‪ ،‬نعم إنها عقیدتك وإن لم تصرح بها‪....‬؟!!‬

‫الدعاء الثاني والربعون بعد المائة وقوله ‪ :‬وال سبحانه أيضا أمر المة أن يرجعوا إلیهم في‬

‫ن(‪.‬‬
‫سَأُلوا َأْهَل الّذْكِر ِإن ُكنُتم َل َتْعَلُمو َ‬
‫ما ل يعلمون ‪ ،‬فقال‪َ ) :‬ف ْ‬

‫والمقصود من أهل الذكر ‪ :‬علي بن أبي طععالب والئمععة مععن بنیععه )ع( كمععا روى الشععیخ سععلیمان‬

‫الحنفي في " ينابیع المودة " الباب ‪ 39‬نقل عن تفسیر " كشف البیان " للعلمة الثعلبي بسععنده‬

‫عن جابر بن عبد ال النصاري ‪ ،‬عن علي )ع( ‪ ،‬قال ‪ :‬نحععن أهععل الععذكر ‪ ،‬والععذكر ‪ :‬هععو القععرآن‬

‫ن ( وبتعععبیر آخععر مععن القععرآن الكريععم‬


‫ظو َ‬
‫حععاِف ُ‬
‫ن َنّزْلَنا العّذْكَر َوِإّنععا َلعُه َل َ‬
‫حُ‬‫الحكیم لقوله تعالى ) ِإّنا َن ْ‬

‫لع‬
‫تا ّ‬
‫عَلْیُكعْم آَيعا ِ‬
‫سعوًل َيْتُلعو َ‬
‫ل ِإَلْیُكعْم ِذْكعرًا َر ُ‬
‫الذكر ‪ :‬هو رسول ال )ص( لقوله تعالى ) َقْد َأنَزَل ا ّ‬

‫ت( ‪،‬فأهل الذكر هم آل النبي )ص( ‪ ،‬وأهل القرآن الذين نععزل الععوحي فععي بیتهععم ‪ ،‬فهععم أهععل‬
‫ُمَبّینا ٍ‬

‫بیت النبوة وأهعل بیعت العوحي ‪ ،‬ولعذلك كعان علعي )ع( يقعول للنعاس ‪ :‬سعلوني قبعل أن تفقعدوني‬

‫سلوني عن كتاب ال ‪ ،‬فإنه لیس من آية إل وقد عرفت بلیععل نزلععت أم نهععار ‪ ،‬وفععي سععهل أم فععي‬

‫جبل ‪ ،‬وال ما أنزلت آية إل وقد علمت فیما نزلت وأين نزلت وعلى من أنزلت ‪ ،‬وإن ربععي وهععب‬

‫لي لسانا طلقا ‪ ،‬وقلبا عقول ‪ ...‬إلععى آخععره ‪ ،‬ملخععص القععول فععي نظرنععا ‪ ...‬إن السععتدلل باليععات‬

‫‪270‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫القرآنیة يجب أن يطابق بیان أهل البیت والعترة النبويععة ‪ ،‬وإل إذا كععان كععل إنسععان يفسععر القععرآن‬

‫حسب رأيه وفكره لوقع اختلف في الكلمة والتشتت في الراء ‪ ،‬وهذا ل يرضى به ال سبحانه ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ل أدري ما الذي أعجب المؤلف في سلیمان البلخي هذا‪....‬؟ ما هذا الحب والتعلق‬

‫وما هذا الوله والهیام ‪....‬؟!!‬

‫لو أننا افترضععنا أن سعلیمان البلخععي لعم يفسععر هعذه اليععة الکريمععة لکععان معناهععا واضععح ولكعان‬

‫باستطاعة کل مسلم أن يفهمها‪...‬؟!!!‬

‫ل تافهًا ل وزن له وقععد‬


‫ال تعلم أيها المتعالم المتکلف بما لم يعط ‪ ،‬إن سلیمان البلخي هذا کان رج ً‬

‫توفي قبل ‪ 150‬عامًا ‪ ،‬فلو أني قلت ‪ :‬ان الترمذي کععان شخصعًا ل قیمععة لععه ول وزن – معععاذ الع‬

‫وحاشاه من ذلك – فما ظنك حینئذ بالمسلمین‪...‬؟ هل سیدعوني وشأني ‪...‬؟ ل وال ‪ ،‬إن بعضععهم‬

‫قد يکفرني وهذا حق‪ ،‬لن الطعن بالمام قد يکون من بععاب اللمععز بمععا جععاء فععي كتععابه مععن سععنن‬

‫وهدي النبي صلی ال علیه وسلم والرد لها ‪ ،‬وهذا إن ثبت في شخص فهو کذلك مععن غیععر أدنععی‬

‫شك‪ ،‬ولکني أعلنها هنا أمام الجمیع ‪ :‬ان سلیمان البلخي هذا رجل تافه ل وزن له ول قیمععة کععان‬

‫صوفیًا مشرکًا ملحدًا ‪ ،‬شیعیًا ‪ ،‬والن أذهب وحاجج وناقش مععن تنععاقش مععن العلمععاء وانظععر هععل‬

‫تجد من يعترض علی قولي هذا‪....‬؟!!!‪ .‬ماذا عساي أن أقول لشخص ترك المة کلها وأخذ يلهث‬

‫خلف رجٍل وهو يردد اسمه في کتابه مععرات وکععرات‪ .‬سععلیمان البلخععي ‪ ،‬سععلیمان البلخععي ‪ ،‬فهععل‬

‫کانت علي أباد مدينة يومًا من اليام‪...‬؟!!‬

‫لو أننا رجعنا الی کتاب ال تعالی ‪ ،‬ثم قرأنا هاتین اليععتین السعابعة والثامنععة مععن سععورة النبیععاء‬

‫وتدبرناهما وفهمنا ما فیهما ثم قرأنا اليات التي سبقتها لرأينا أن الع تععالی يحععدثنا ععن موقعف‬
‫‪271‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المشرکین من هذه الرسالة وإنهم کعانوا ل يعتقعدون ان الع تععالی مععن الممکععن أن يرسععل الیهععم‬

‫بشرًا رسوًل بل کانوا يعتقدون ان الرسول ل بد أن يکون من غیر البشر فل يمشي فععي السععواق‬

‫ول يأکل الطعام قال تعالی ‪:‬‬

‫» وقالوا ما لهذا الرسول يأکل الطعام ويمشي في السواق« أما هذا المؤلف المخادع المکار فإنه‬

‫جاء بجزٍء من الية الکريمة وسلخها عن باقي اليات وقطع کل علقة او رابطة تربط هذه اليععة‬

‫بما قبلها وأخذ منها قول تعالی » وما أرسلنا قبلك إل رجاًل نععوحي الیهععم فاسععألوا أهععل الععذکر إن‬

‫کنتم ل تعلمون « مع إنه يتضح من هذه الية الکريمة أن الع تعععالی کععان قععد خععاطب المشععرکین‬

‫وأخبرهم أن جمیع من أرسلهم قبل محمٍد صلی ال علیه وسلم کانوا بشرًا‪ ،‬فإن لم تصعدقوا ذلعك‪:‬‬

‫فعلیکم إذًا أن تسألوا أهل الکتاب عن حقیقة ذلك وهم سوف يخععبرونکم أن جمیععع النبیععاء کععانوا‬

‫من البشر‪ ،‬فل شك في ذلك ول ريب ‪ ،‬أما مؤلفنا فإنه يقول فعي تفسعیر هعذه اليعة‪ :‬قعل يعا محمعد‬

‫للمشرکین إن لم تصدقوا قععولي ولععم تؤمنععوا برسععالتي ولععم تصععدقوا أن مثلععي مععن البشععر يکععون‬

‫رسوًل من عند ال فاسألوا علیًا الذي آمن بي وأطاعني لتعلموا صدق ما أقول‪....‬؟!!!!‪.‬‬

‫هل يمکن لمسلم أن يعقل هذا الکلم أو يصدقه؟ إن المشرکین لم يقبلوا ذلك من محمٍد صععلی ال ع‬

‫علیه وسلم فهل ستراهم سیصدقوا علیًا فیما يقول‪...‬؟ يقول الحق تبععارك وتعععالی » فاسععألوا أهععل‬

‫الذکر« وهم يقولون‪ :‬إسألوا علیًا‪...‬؟!!!!‪.‬‬

‫إن أهل الذکر هم أهل الکتاب الذين کانوا بعالرغم مععن ععداوتهم الشععديدة لمحمععد صععلی الع علیععه‬

‫وسلم مضطرين الی العتراف والقرار أن انبیاءهم ورسلهم کانوا بشرًا يأکلون الطعام ويمشععون‬

‫في السواق ‪ ،‬والن تعالوا لنقرأ هذه اليات الکريمة لنقف علی کذب هذا الرجل وزيفه ‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قال تعالی ‪ » :‬وما أرسلنا قبلك ال رجاًل نوحي الیهم فاسألوا أهل الذکر إن کنتععم ل تعلمععون‪ ،‬ومععا‬

‫« النبیاء‪.807/‬‬ ‫جعلناهم جسدًا ل يأکلون الطعام وما کانوا خالدين‬

‫الدعاء الثالث والربعون بعد المائة وقوله‪:‬‬

‫والن وبعد هذه المقدمة فإنا نستمع لبیانكم‬

‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو ُ‬
‫مدٌ ّر ُ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬لقععد أول بعععض علمائنععا العلم قععوله تعععالى ‪ُ ) :‬‬
‫جدا ً‬ ‫وال ّذين مع َ‬
‫كعــا ً ُ‬
‫ســ ّ‬ ‫م ُر ّ‬
‫ه ْ‬
‫م ت ََرا ُ‬
‫ه ْ‬
‫ماءُ ب َي ْن َ ُ‬
‫ح َ‬
‫ر ُر َ‬ ‫عَلى ال ْك ُ ّ‬
‫فا ِ‬ ‫داءُ َ‬
‫ش ّ‬
‫هأ ِ‬‫َ ِ َ َ َ ُ‬
‫َ‬
‫ن أث َـ ِ‬
‫ر‬ ‫مـ ْ‬
‫هم ِ‬
‫ه ِ‬
‫جــو ِ‬
‫و ُ‬
‫فــي ُ‬
‫م ِ‬
‫ه ْ‬ ‫وانا ً ِ‬
‫سَيما ُ‬ ‫ض َ‬
‫ر ْ‬
‫و ِ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ضل ً ِ‬
‫م َ‬ ‫ن َ‬
‫ف ْ‬ ‫غو َ‬
‫ي َب ْت َ ُ‬

‫جوِد( قالوا ‪ ) :‬والذين معه ( إشارة إلى أبي بكر الصديق ‪ ،‬فهو كان مع رسول الع )ص(‬
‫س ُ‬
‫ال ّ‬

‫في كل مكان حتى في الغار ورافقه في الهجرة إلععى المدينععة المنععورة ‪ ،‬والمقصععود مععن ) أشععداء‬

‫على الكفار ( ‪ :‬هو عمر بن الخطاب )رض( الذي كان شديدا على الكفععار والمععراد مععن ) رحمععاء‬

‫بینهم ( هو عثمان ذو النورين ‪ ،‬فععإنه كععان كمععا نعلععم رقیععق القلععب كععثیر الرحمععة ‪ ،‬والمعنععي مععن‬

‫) سیماهم في وجوههم من أثر السجود ( هو علي بن أبي طالب كععرم الع وجهععه فععإنه مععا سععجد‬

‫لصنم قط ‪،‬وأنا أرجو أن تقبل هذا التأويل الجمیل ‪ ،‬والقول الجامع لفضیلة الخلفاء الراشدين !‬

‫قلت ‪ :‬يا شیخ ! إني أعجب من كلمك وفي حیرة منه ! ول أدري من أين جئت به ؟! فإني لم أجد‬

‫في تفاسیركم المعتبرة المشهورة ‪ ،‬هذا التفسیر ‪ ،‬ولو كان هعذا المععر كمععا تقععول ‪ ،‬لكععان الخلفععاء‬

‫المتقدمون على المام علي )ع( احتجوا بها حینما واجهوا معارضة بنععي هاشععم وامتنععاع السععیدة‬

‫فاطمة الزهراء والمام علي )ع( من البیعة لهم ولكن لم نجد ذلك في التاريععخ ول التفاسععیر الععتي‬

‫‪273‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫كتبهعععا كبعععار علمعععائكم ‪ ،‬أمثعععال ‪:‬الطعععبري و الثعلعععبي والنیسعععابوري والسعععیوطي والبیضعععاوي‬

‫والزمخشري والفخر الرازي وغیرهععم ‪ ،‬وهععذا التأويععل والتفسعیر معا هععو إل رأي شخصععي غیعر‬

‫مستند إلى حديث أو رواية ‪ ،‬وإن القائل والملتزم به ومن يقبله يشععملهم حعديث النععبي )مععن فسععر‬

‫القرآن برأيه فلیتبوأ مقعده من النعار (وإذا قلععت ‪ :‬إن مععا قلتععه هععو تأويعل ل تفسعیر ‪ ،‬فعأقول ‪ :‬إن‬

‫مذاهبكم الربعة ل يقبلون تأويل القرآن مطلقععا ‪ ،‬ول يجععوز عنععد أئمتكععم تأويععل القععرآن ‪ ،‬وأضععف‬

‫على هذا ‪ ،‬إن في الية الشريفة نكات علمیة وأدبیة تمنع من هذا التأويل ‪ ،‬وتحول دون الوصععول‬

‫إلى مقصودكم ‪ ،‬وهي ‪ :‬أول ‪ :‬الضمائر الموجودة في الية الكريمة ‪.‬‬

‫وثانیا ‪ :‬صیاغة الجمععل فعع ) محمععد ( )ص( ‪ :‬مبتععدأ ‪ ،‬و) رسععول الع ( ‪ :‬عطععف بیععان أو صععفة ‪،‬‬

‫) والذين معه ( ‪ :‬عطف على ) محمد ( )ص( و ) أشداء ( وما بعدها ‪ :‬خعبر ولعو قلنعا غیعر هعذا‬

‫فهذا غیر معقول وخارج عن قواعد العربیة والصول ‪،‬ولذا فععإن جمیععع المفسععرين مععن الفريقیععن‬

‫قالوا ‪ :‬إن الية الكريمة تشیر إلى صفات المؤمنین بالنبي )ص( جمیعا ‪ ،‬ولكنععي أقععول ‪ :‬إن هععذه‬

‫الصفات ما اجتمعت في كل فرد فرد من المؤمنین ‪ ،‬بل مجموعها كععانت فععي مجمععوع المععؤمنین ‪،‬‬

‫أي إن بعضهم كانوا ) أشداء على الكفار ( وبعضهم كانوا ) رحمعاء بینهعم ( وبعضعهم ) سععیماهم‬

‫في وجوههم من أثر السععجود ( ولععم يكععن مععن المععؤمنین إل رجععل واحععد جمععع كععل هععذه الصععفات‬

‫والمیزات الدينیة ‪ ،‬وهو ‪ :‬أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب )ع( ‪ ،‬فهو الذي كان مع النبي )ص(‬

‫من أول رسالته وبعثته حتى آخر ساعات حیععاته المباركععة ‪ ،‬إذ كععان رأس النععبي )ص( فععي حجععر‬

‫وصیه وابن عمه علي بن أبي طالب حین فارقت روحه الدنیا ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪274‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نجد أن المؤلف هذه المرة قد أخذ للمر عدته وهیأ نفسه حتى ل يسقط علی قفاه‪ !!...‬فهو بکیده‬

‫ومکره قد علم أن من اليات التي يعتمد علیها السنة في بیان مکانة الصحابة هو قوله تعالی‪» :‬‬

‫ل من‬
‫محمد رسول ال والذين معه اشداء علی الکفار رحماء بینهم تراهم رکعا سجدا يبتغون فض ً‬

‫الية ‪ /‬الفتح ‪.29 /‬‬ ‫ال ورضوانا سیماهم في وجوههم من أثر السجود‪«...‬‬

‫ي ‪ ،‬والمراد من قوله تعالی »إشععداء علععی‬


‫قال المؤلف‪ :‬إن المراد من قول تعالی »الذين معه« عل ّ‬

‫الکفار« علي ‪ ،‬والمراد من قوله تعالی » رحمععاء بنهععم « علععي والمععراد مععن قععوله تعععالی » أثععر‬

‫السجود « علي أيضا‪ !!...‬وهو أوًل وقبل ذلك قد سأل السني فأجاب بالتي ‪ :‬المراد من الية هععم‬

‫ابوبکر وعمر وعثمان وعلي ‪ ،‬فالمراد من قوله »الذين معه« أبوبکر‪ ،‬ومن قوله » أشداء علععی‬

‫الکفار« عمر ومن قوله »رحماء بینهم« عثمان ومن قوله »اثر السجود« علي ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬هذا کذب ‪ ،‬فل يوجد سني يقول مثل هذا القول ‪ ،‬والية الکريمععة إنمععا تعععم جمیععع الصععحابة‬

‫وتشملهم ‪ ،‬وال فکیف يمکن أن يکون المراد من قوله تعالی » والذين معععه « وابععوبکر مععا هععو‬

‫ال شعخص واحعد بینمعا اليعة تقعول بصعراحة » والعذين مععه« وهعذه الجملعة تفیعد الجمعع وهعذا‬

‫العتراض کذلك يسري الی باقي الجمل الثلثة الخععری أل يکفععي أنععه يکععذب علینععا بنفسعه حعتی‬

‫يأتي بالکذب علی لسان السني أيضًا‪....‬؟!!!‪ .‬علی أيععة حععال فععإن هععذه اليععة الکريمععة مععن أقععوی‬

‫الدلة علی نزاهة وطهارة أصحاب النبي صلی ال علیه وسلم ول ادري ما الذي استفاده المؤلف‬

‫حینما حاول جاهدًا صرف هذه الية الکريمة عن معناهعا الحقیقععي والتقلیعل معن أهمیتهعا‪ ،‬ثععم لعم‬

‫يکتفي بذلك فحسععب ‪ ،‬حععتی نسععب هععذا التحريععف والکععذب والتقععول علععی الع سععبحانه الععی أهععل‬

‫السنة‪...‬؟!!‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل وکذب علی ال فعلیه أن يسععتعد لتجععرع‬


‫إن من أکل الطعام بآيات ال تعالی واشتری بها ثمنًا قلی ً‬

‫النار وسمومها وزفیرها وصديد أهلها‪ ،‬اللهم انا نعوذ بك من النار‬

‫ومن حال أهل النار ‪.‬‬

‫لقد شبه ال تعالی الصحابة في هذه الية الکريمة بععالزرع الععذي قععويت عروقععه فاسععتقام وانتفععع‬

‫الخلق به‪ ،‬فقوة ايمانهم وأعمالهم بمنزلة قوة عروق الزرع وسوقه ثم قال تعالی في آخر اليععة‪:‬‬

‫» لیغیظ بهم الکفار« استنتج المام مالك رحمه ال من هذه اليععة‪ :‬أن کععل مععن يبغععض الصععحابة‬

‫ويکون في قلبه غیض لهم فهو کافر‪ ،‬وبما أن الشیعة يکرهععونهم ويبغضععونهم فهععم کفععار بنععص‬

‫الية الکريمة ‪ ،‬أما المؤلف فتراه ل يتوانی بالقول ‪ :‬ان الية إنما نزلت في علي ‪ ،‬قلت ‪ :‬حقععا إن‬

‫تفسیرك لهذا الية لمن المضحکات المبکیات‪...‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والربعون بعد المائة وقوله‪ :‬وقال بعض المحققین ‪:‬‬

‫إن أبا بكر بعدما التقى بالنبي )ص( في الطريق ‪ ،‬اقتضت الحكمة النبوية أن يأخذه معه ول‬

‫يفارقه ‪ ،‬لنه كان من الممكن أن يفشي أمر الهجرة وكان المفروض أن يكون سّرا ‪ ،‬كما نّوه به‬

‫الشیخ أبو القاسم بن الصباغ ‪ ،‬وهو من كبار علمائكم ‪ ،‬قال في كتابه‬

‫" النور والبرهان " ‪:‬‬

‫إن رسول ال )ص( أمر علیا فنام على فراشه ‪ ،‬وخشي من أبي بكر أن يدّلهم علیه فأخذه معه‬

‫ومضى إلى الغار !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لقد أبکت هذه الية الشیعة وفضحتهم وبینت مکرهم وکذبهم ‪ ،‬فالمفلس المسكین هععذه المععرة لععم‬

‫يبق أمامه ال الذعان والتسلیم ‪ ،‬لنه ل يستطیع أن يحرف أو يبدل کلم ال تعالی کما يفعععل ذلعك‬

‫‪276‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫مع حديث النبي صلی ال علیه وسلم انه کتاب ال تعالی فلم يکن حديثًا في البخاري ومسلم حتی‬

‫يقول ‪ :‬أنا ل أصدق ما جاء فیهما کما انه ل يستطیع أن يقولها بکل صراحه ‪ :‬إنه ل يقبل القععرآن‬

‫ول يرتضیه حكما‪..‬؟!! قال تعالی » ال تنصروه فقد نصره ال اذ أخرجه الذين کفروا ثععاني اثنیععن‬

‫اذهما في الغار اذ يقول لصاحبه ل تحزن ان ال معنا فعأنزل الع سععکینته علیععه وأيععده بجنععود لععم‬

‫التوبة ‪. 40/‬‬ ‫تروها وجعل کلمة الذين کفروا السفلی وکلمة ال هي العلیا وال عزيز حکیم«‬

‫إنك تراه يجري يمینًا وشماًل عّله يجد سبیل ومخرجًا مما هو فیععه ‪ ،‬ولکععن أّنععی لععه ذل عك‪ ،‬فاليععة‬

‫واضحة تمام الوضوح ول نحتاج معها الی من يفسرها لنا علی هواه‬

‫وهي دلیل صريح وواضح يظهر للجمیع فضل ابي بکععر رضععي الع عنععه ‪ ،‬حععتی ل تغاضععی هععذا‬

‫المحتال المدعي الفاجر عن الية ودللتها الواضحة‪.‬‬

‫لم نر أو نسمع أن شخصا ما قد استعان بعدوه اللدود عند فراره من خطر أل عّم بععه‪..‬؟!! لععم نععر أو‬

‫نسمع لحد الن من يصدق مثل هذا القول أو يقبله‪..‬؟!! إني لن أقول إن مثل هذا الفععل قعد يصعدر‬

‫من رجل يتصرف تصرفًا صبیانیًا لن ذلك إهانة ل يرتضیها الصبیان لنفسهم ‪ ،‬ول أقول إن مثععل‬

‫هذا الفعل حماقة ‪ ،‬لن الحمقی سوف يحتجون ويرفضون مثل هذه الهانة ‪ ،‬وإنمععا أقععول إن هععذا‬

‫القول ل يصدر إل من الشیعة ل غیر‪...‬؟!! ألم يکن في قدرة ابي بکر أن يخععون النععبي صععلی الع‬

‫علیه وسلم عندما وصل المشرکون الی الغار‪...‬؟؟ ألم يکن في قععدرته أن يصععیح ويصععرخ بععأعلی‬

‫صوته لیسمع المشرکین‪...‬؟؟‬

‫لو کان المر کما تقول لکان باستطاعة النبي صلی ال علیه وسلم أن يأخذ معه أباجهل وأبا لهب‬

‫کذلك ألم تقولوا أن أبابکر رضي ال عنه أسوء من أبي جهل وال يشهد ان ابابکر لم يکن کععذلك‬

‫فقاتلکم ال أّنی تؤفکون‪......‬؟!!‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الخامس والربعون بعد المائة وقوله ‪ :‬بناء على ما ذكره الطبري في تاريخه ‪ ،‬ج ‪: 3‬‬

‫إن أبا بكر ما كان يعلم بهجرة النبي )ص( فجاء عند علي بن أبي طالب وسأله عن رسول ال‬

‫)ص( ‪ ،‬فأخبره بأنه هاجر نحو المدينة فأسرع أبو بكر لیلتقي بالنبي )ص( ‪ ،‬فرآه في الطريق‬

‫فأخذه النبي )ص( معه ‪.‬‬

‫فالنبي )ص( إنما أخذ معه أبا بكر على غیر میعاد ‪ ،‬ل كما تقول ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لماذا‪..‬؟ وما الداعي لذلك ‪..‬؟ هل کان النبي صلی ال علیه وسلم يقسم الحلوی والهدايا في طريق‬

‫هجرته حتی يصاحبه طمعًا ورغبة لما في يده‪..‬؟!! هل کان يعرف أن أمر الرسول صلی ال علیه‬

‫وسلم ودعوته سیرتقي وينجح ‪..‬؟‬

‫إن کان ابوبکر عدوا للرسول صلی ال علیعه وسعلم فأخعذه مععه خوفعًا منعه حعتی ل يفشعي سعّره‬

‫للمشرکین ‪ ،‬فلماذا لم يصرخ أو ينادي بأعلی صوته عندما وصل المشرکون الی باب الغععار الععذي‬

‫کان فیه ؟ هل تستطیع الشیعة أن تجیبنا علی هذه السئلة‪..‬؟ أنا علی يقین إنهم لن يستطیعوا ذلك‬

‫؟ وهکذا تتکرر مثل هذه التفاهات‬

‫والقوال السخیفة التي تفرزها تلك العقول الصدئة النتنة ولکنهععا ل ولععن تسععتطیع أن تثبععت أمععام‬

‫الحجة والبرهان والعقل والمنطق فتراها تفّر هنا وهناك حععتی تتجنععب البحععث والمناقشععة بالععدلیل‬

‫والبرهان ‪.‬‬

‫الدعاء السادس والربعون بعد المائة وقوله مخاطبا السني ‪ :‬أسألك أن تبین لنا محل الشاهد‬

‫ضح الفضیلة التي سجلتها الية الكريمة لبي بكر ؟!‬


‫من الية الكريمة وتو ّ‬

‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬محل الشاهد ظاهر ‪ ،‬والفضیلة أظهر ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪278‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أول ‪ :‬صحبة النبي )ص( ‪ ،‬فإن ال تعالى يعبر عن الصديق )رض( بصاحب رسول ال ) ص(‬

‫ثانیا ‪ :‬جملة ‪ ) :‬إن ال معنا ( ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬نزول السكینة من عند ال سبحانه على سیدنا أبي بكر ‪ ،‬ومجموعها تثبت أفضلیة سیدنا‬

‫الصديق وأحقیته بالخلفة ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬ل ينكر أحد أن أبا بكر كان من كبار الصحابة ‪ ،‬ومععن شععیوخ المسععلمین ‪ ،‬وأنععه زوج ابنتععه‬

‫من النبي )ص( ‪ ،‬ولكن هذه المور ل تدل على أحقیته بالخلفة ‪ ،‬وكذلك كل ما ذكرتم من شععواهد‬

‫ودلئل في الية الكريمععة ‪ ،‬ل تكععون فضععائل خاصععة بععأبي بكععر ‪ ،‬بععل لقععائل أن يقععول ‪ :‬إن صععحبة‬

‫الخیار والبرار ل تكون دلیل على البر والخیر ‪ ،‬فكم من كفار كانوا في صععحبة بعععض المععؤمنین‬

‫والنبیاء ‪ ،‬وخاصة في السفار ‪.‬‬

‫الصحبة لیست فضیلة‬

‫ب‬ ‫َ‬
‫ن ءَأْرب َــا ٌ‬
‫ج ِ‬
‫س ْ‬
‫ي ال ّ‬
‫حب َ ِ‬
‫صا ِ‬
‫‪1‬ع فإنا نقرأ في سورة يوسف الصععديق )ع( أنععه قععال ‪َ ):‬يا َ‬

‫حدُ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫هاُر( لقد اتفق المفسرون أن صععاحبي يوسععف‬
‫ق ّ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫وا ِ‬ ‫خي ٌْر أم ِ الل ّ ُ‬
‫ن َ‬ ‫فّر ُ‬
‫قو َ‬ ‫مت َ َ‬
‫ّ‬

‫الصديق )ع( هما ساقي الملك وطباخه ‪ ،‬وكانا كافرين ودخل معه السجن ولبثا خمععس سععنین فععي‬

‫صحبة النبي يوسف الصديق )ع( ولم يؤمنا بال ‪ ،‬حتى أنهما خرجععا مععن السععجن كععافرين ‪ ،‬فهععل‬

‫صحبة هذين الكافرين لنبي ال يوسف )ع( تعد منقبة وفضیلة لهما ؟!‬

‫ت ِباّلــ ِ‬
‫ذي‬ ‫وُرهُ أ َك َ َ‬
‫ف ـْر َ‬ ‫حــا ِ‬
‫و يُ َ‬
‫ه َ‬
‫و ُ‬
‫ه َ‬
‫حب ُ ُ‬
‫صا ِ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫‪2‬ع ونقرأ في سورة الكهف ‪َ ) :‬‬
‫قا َ‬

‫جل ً ( ذكععر المفسععرون ‪ :‬أن المععؤمن عع‬ ‫وا َ‬


‫ك َر ُ‬ ‫س ّ‬ ‫ة ثُ ّ‬
‫م َ‬ ‫م ن ُطْ َ‬
‫ف ٍ‬ ‫ب ثُ ّ‬
‫من ت َُرا ٍ‬
‫ك ِ‬ ‫خل َ َ‬
‫ق َ‬ ‫َ‬
‫‪279‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وكان اسمه ‪ :‬يهودا ع قال لصاحبه عع واسععمه‪ :‬براطععوس عع وكععان كععافرا ‪ ،‬وقععد نقععل المفسععرون عع‬

‫منهم ‪ :‬الفخر الرازي ع محععاورات هععذين الصععحابین ‪ ،‬ول مجععال لنقلهععا ‪ ،‬فهععل صععحبة براطععوس‬

‫لیهودا ‪ ،‬تعد له فضیلة أو شرفا يقدمه على أقرانه ؟! أم هععل تكععون دلیل علععى إيمععان براطععوس ‪،‬‬

‫ب( ؟! فالمصعععاحبة وحععدها ل‬


‫من ت ُـَرا ٍ‬
‫ك ِ‬ ‫خل َ َ‬
‫ق َ‬ ‫ت ِبال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مع تصريح الية ‪ ) :‬أ َك َ َ‬
‫فْر َ‬

‫تدل على فضیلة وشرف يمیز صاحبها ويقدمه على الخرين ‪ .‬وأمععا اسععتدللك علعى أفضعلیة أبععي‬

‫بكر ‪ ،‬بالجملة المحكیة عن النبي )ص( ) إن ال معنا ( فل أجد فیها فضیلة ومیزة لحد ‪ ،‬لن ال‬

‫ما‬
‫تعالى ل يكون مع المؤمنین فحسب بععل يكععون مععع غیععر المععؤمنین أيضععا ‪ ،‬لقععوله تعععالى ‪َ ) :‬‬

‫م‬
‫ه ْ‬
‫ســ ُ‬
‫ساِد ُ‬
‫و َ‬ ‫ة إ ِّل ُ‬
‫ه َ‬ ‫س ٍ‬
‫م َ‬ ‫ول َ َ‬
‫خ ْ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫ع ُ‬
‫و َراب ِ ُ‬ ‫ة إ ِّل ُ‬
‫ه َ‬ ‫وى ث َل َث َ ٍ‬
‫ج َ‬
‫من ن َ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫يَ ُ‬
‫كو ُ‬

‫ما َ‬ ‫َ‬ ‫ول َ أ َك ْث ََر إ ِّل ُ‬ ‫من ذل ِ َ‬ ‫َ‬


‫كاُنوا ( فبحكم هذه اليعة‬ ‫ن َ‬
‫م أي ْ َ‬
‫ه ْ‬
‫ع ُ‬
‫م َ‬
‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫ك َ‬ ‫ول َ أدَْنى ِ‬
‫َ‬

‫الكريمة ‪ ،‬فإن ال عز وجل يكون المؤمن والكافر والمنافق ‪.‬‬

‫عَنا ‪ (...‬يعني ‪ :‬بما أننا‬


‫م َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬ل شك أن المراد من الية الكريمة ‪ ) :‬إ ِ ّ‬

‫مع ال ونعمل ل ‪ ،‬فإن ألطاف ال تعالى تكون معنا ‪ ،‬والعناية اللهیة تشملنا ‪.‬‬

‫حقائق ل بد من كشفها‬

‫قلت ‪ :‬حتى لو تنزلنا لكم وسلمنا لقولكم ‪ ،‬فلقائل أن يقول ‪ :‬إن الجملة مع هذا التفسیر أيضا ل‬

‫تدل على فضیلة ثابتة أو منقبة تقدم صاحبها على الخرين ‪ ،‬لن هناك أشخاص شملتهم اللطاف‬

‫اللهیة والعناية الربانیة ‪ ،‬وما داموا مع ال كان ال معهم ‪ ،‬وحینما تركوا ال سبحانه تركهم‬

‫وانقطعت العناية واللطاف اللهیة عنهم ‪ ،‬مثل ‪:‬‬

‫‪280‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪1‬ع إبلیس ع ول مناقشة في المثال ع فإنه عبد ال تعالى عبادة قل نظیرها من الملئكة ‪ ،‬وقد‬

‫شملته اللطاف والعنايات الربانیة‪ ،‬ولكن لما تمرد عن أمر ربه تكبر واتبع هواه واغتر ‪ ،‬خاطبه‬

‫ة‬ ‫ك الل ّ ْ‬
‫عن َ َ‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫ن َ‬
‫وإ ِ ّ‬
‫م َ‬
‫جي ٌ‬ ‫فإ ِن ّ َ‬
‫ك َر ِ‬ ‫ها َ‬
‫من ْ َ‬
‫ج ِ‬
‫خُر ْ‬ ‫ل َ‬
‫فا ْ‬ ‫ال العظم الكبر قائل‪َ ) :‬‬
‫قا َ‬

‫ن(‬
‫دي ِ‬ ‫إ َِلى ي َ ْ‬
‫وم ِ ال ّ‬

‫وات ْ ُ‬
‫ل‬ ‫‪2‬ع ومثله في البشر‪ :‬بلعم بن باعورا ‪ ،‬فإنه كما ذكر المفسرون في تفسیر قوله تعالى‪َ ) :‬‬
‫شي ْ َ‬ ‫خ من ْها َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ف َ‬
‫كا َ‬ ‫ن َ‬
‫طا ُ‬ ‫ه ال ّ‬
‫ع ُ‬
‫فأت ْب َ َ‬ ‫سل َ َ ِ َ‬
‫فان ْ َ‬ ‫م ن َب َأ ال ّ ِ‬
‫ذي آت َي َْناهُ آَيات َِنا َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ َ‬
‫علي ْ ِ‬

‫ن ( قالوا ‪:‬إنه تقرب إلى ال تعالى بعبادته له إلى أن أعطاه السم العظم وأصبح‬
‫وي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫غا ِ‬ ‫م َ‬
‫ِ‬

‫ببركة اسم ال سبحانه مستجاب الدعوة ‪ ،‬وعلى أثر دعائه تاه موسى وبنو إسرائیل أعواما‬

‫كثیرة في الوادي ‪ ،‬ولكن على أثر طلبه للرئاسة والدنیا سقط في المتحان ‪ ،‬واّتبع الشیطان ‪،‬‬

‫وخالف الرحمن ‪ ،‬وسلك سبیل البغي والطغیان ‪ ،‬وصار من المخلدين في النیران ‪ ،‬وإذا أحببتم‬

‫تفصیل قصته ‪ ،‬فراجعوا التاريخ والتفاسیر ‪ ،‬منها ‪ :‬تفسیر الرازي ‪ ، 463 /4‬فإنه يروي عن ابن‬

‫عباس وابن مسعود ومجاهد بالتفصیل ‪.‬‬

‫‪3‬ع وبرصیصا في بني إسرائیل ‪ ،‬كان مجدا في عبادة ال سبحانه حتى أصبح من المقربین ‪،‬‬

‫وكانت دعوته مستجابة ‪ ،‬ولكن عند المتحان أصیب بسوء العاقبة فترك عبادة رب العالمین ‪،‬‬

‫ن‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫وسجد لبلیس اللعین ‪ ،‬وأمسى من الخاسرين ‪ ،‬فقال ال تعالى فیه ‪ ) :‬ك َ َ‬
‫مث َ ِ‬

‫ف‬ ‫ك إ ِّني أ َ َ‬
‫خا ُ‬ ‫من َ‬
‫ريءٌ ِ‬ ‫فَر َ‬
‫قا َ‬
‫ل إ ِّني ب َ ِ‬ ‫فل َ ّ‬
‫ما ك َ َ‬ ‫ن اك ْ ُ‬
‫فْر َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ل لِ ْ ِ‬
‫لن َ‬ ‫إ ِذْ َ‬
‫قا َ‬

‫عال َ ِ‬
‫مين‪ ،‬فإذا صدر عمل حسن من إنسان ‪ ،‬فل يدل على أن ذلك النسان‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه َر ّ‬

‫‪281‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يكون حسنا إلى آخر عمره وأن عاقبة أمره تكون خیرا ولذا ورد في أدعیة أهل البیت علیهم‬

‫السلم ‪ :‬اللهم اجعل عواقب أمورنا خیرا ‪.‬‬

‫إضافة إلى ما قلنا‪ :‬فإنكم تعلمون أنه قد ثبت عند علماء المعاني والبیان ‪ ،‬أن التأكید في الكلم‬

‫يدل على شك المخاطب وعدم بقیته للموضوع ‪ ،‬أو توهمه خلف ذلك ‪.‬‬

‫ن " فیظهر بأنّ مخاطب النبي )ص( وهو صاحبه في الغار كان شاكا في‬
‫والية مؤكدة " بأ ّ‬

‫الحق ‪ ،‬على غیر يقین بأن ال سبحانه يكون معهما !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫بهذه المقولة ذهب المؤلف بشرف نفسه وکرامتها تمامًا ‪ ،‬ولکي يبین أنه ل معنی يذکر ول فائدة‬

‫ترتجی من صحبة ابي بکر لرسول صلی ال علیه وسلم وأنه ل أهمیة لذلك کما أنه ل دلیععل علععی‬

‫محبة رسول ال صلی ال علیه وسلم له فإنه ذکر هذه المثلة وهي بذاتها تدل دللة قاطعععة علععی‬

‫بغض هؤلء للسلم وخیرة هذه المة بعد نبیها ‪.‬‬

‫قال المؤلف‪ :‬إن سیدنا يوسف کذلك خاطب صاحبیه في السجن وقال لهم » يا صاحبي السجن «‬

‫مع إنهما کانا کافرين ‪ ،‬وبهذا ل تثبت فضیلة لحد بمجرد أن يقععول لععه يععا صععاحبي ‪...‬؟!!!‪ .‬وهععذا‬

‫يعني ان الذي جاء في القرآن من قوله تعالی ‪:‬‬

‫» و قال لصاحبه « ل يثبت فضیلة لبي بکر‪!!.....‬‬

‫ي رضي ال عنه فما ل يثبت‬


‫قلت أوًل‪ :‬وکذلك علی حد قولك هذا فإن ذلك کذلك ل يثبت فضلیة لعل ّ‬

‫هنا ل يثبت هناك‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثانیا‪ :‬إن سیدنا يوسف علیه الصلة والسلم لم يختر لنفسه هؤلء الصحاب لیکونوا رفیقیه فععي‬

‫السجن‪ ،‬وإنما کان ذلك من غیر تدبیر سبق أو طلب له‪ ،‬ولکنععه علیععه السععلم قععدر علیععه أن يجععد‬

‫نفسه داخل هذا السجن وهمععا کانععا فیععه ‪ ،‬أمععا نبینععا علیععه الصععلة السععلم فععإنه قععد اتخععذ أبععا بكععر‬

‫الصاحب والرفیق في سفره وهجرته وحبسه معععه دون سععائر الصععحابة الععذين سععبقوا نععبیهم فععي‬

‫الهجرة الی المدينة‪ ،‬فهل يعقل بعد هذا أن يختععار رسععول الع صععلی الع علیععه وسععلم لرفقتععه فععي‬

‫هجرته ال أسوء الناس سريرة وأشدهم عدواة للسععلم وأهلععه ‪..‬؟ کیععف يختععار مثععل هععذا الرجععل‬

‫صععاحبًا لععه فععي مثععل هععذا الععوقت العصععیب‪ ،‬لیجلععب کععل هععذا الشععقاء والعععذاب والبلء للسععلم‬

‫والمسلمین؟!!!‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬إنتبه جیدًا الی قول يوسف علیه السلم لصحابه لتدرك حقیقة ما علیه أصحابه فهععو يقععول‬

‫لهم‪ » :‬ل تشرکوا « ثم أمعن النظر فیما قاله محمد صلی ال علیه وسلم لصاحبه وصديقه لتدر ك‬

‫بعدها حقیقة باطن هععذا الرجععل الطععاهر النقععي اذ يقععول لععه‪ » :‬ل تحععزن إن الع معنععا « فهععل قععال‬

‫يوسف علیه السلم لصاحبیه‪ :‬أيها الکفار ل تحزنوا إن ال معکم ‪ !!!...‬هل تعرف للقیاس معنععی‬

‫أيها المؤلف الذي سبقت غیرك ولم يدرك أحععد شععأوك مععن بعععدك ‪..‬؟ والع لقععد أضععحكت القاصععي‬

‫والداني علی تفاهتك وسوء صنیعك يا صاحب القیاس الشنیع‪.!!!...‬‬

‫ثم يقول‪ :‬کما جاء کذلك في سورة الکهف عنععدما قععال صععاحب البسععتان المسععلم للخععر وقععد کععان‬

‫کافرا » يا صاحبي « قلت‪ :‬جوابي هو ما ذکرته وقلته آنفا فهو مععاذا قععال لععه بعععد قععوله لععه » يععا‬

‫ل ‪ :‬إن الع معنععا‪...‬؟ وإن الع تعععالی سععوف لععن يجعععل بسععتانك صعععیدًا‬
‫صاحبي « هععل قععال لععه مث ً‬

‫زلقا ‪..‬؟ أم قال له‪ » :‬أکفرت بالذي خلقك من تراب«؟ ثم يقول المؤلف‪ :‬إن ال مع کععل احعد بععدلیل‬

‫‪283‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قوله تعالی‪ » :‬وما يکون من نجوی ثلثة ال هو رابعهععم « فلیععس إذًا هنععاك أي فضععیلة أو مزيععة‬

‫لبي بکر علی غیره ‪...‬؟!!!‬

‫قلت ‪ :‬إن کان المرعلی نحو ما تقول ‪ ،‬فلماذا يقول الرسول صلی الع علیععه وسععلم لصععاحبه » ل‬

‫تحزن إن ال معنا«؟ الم يکن ال تعالی مع المشرکین الذين جاؤوا يقتفععون أثععر النععبي صععلی الع‬

‫علیه وسلم وصاحبه ؟ لماذا لم يقل لهم ال کما قال لرسوله » ل تحزنوا فععال معکععم«؟ مععا الععذي‬

‫جعل الکفار يصابوا بکل هذه الخیبة والخسران والحزن العظیم‪ ،‬وما الذي جعل أبابکر رضي ال‬

‫عنه يغتبط ويفرح وهو يری نجاة نبیه وخلیله محمٍد صلی الع علیعه وسعلم ؟ لمعاذا بععد کعل هعذا‬

‫وذاك لم يعثر الکفار علی النبي صلی الع علیععه وسععلم وصععاحبه ويعرفععوا مکععانهم مععع انهععم لععو‬

‫نظروا تحت أقدامهم لرأوهم ‪ ،‬ألم يکن ال تعالى معهم کما تقول؟ إن کععان الع تعععالی مععع الکععافر‬

‫والمؤمن علی السواء فلماذا حقق ال لبي بکر کل ما يتمناه وأقّر عینه بنجاة رسوله وحفظ العع‬

‫له ‪ ،‬ولماذا في الوقت نفسه خّیب ال ظن الکافرين وردهم علی أعقابهم خاسرين ‪...‬؟!!‬

‫إن الفرق واضح أيها المؤلف فإن معیة ال مع أبي بکر وجمیع المؤمنین الصععادقین إنمععا تکععون‬

‫بالرحمععة والتوفیععق والتسععديد والعانععة ‪ ،‬وأمععا مععع الکفععار فتکععون بالععذل والصععغار والغضععب‬

‫ل أعمی لجابك هذا الجواب ولعرف الفععرق بیععن المعیععتین ‪ ،‬ولکععن‬


‫والهانه ؟!! إنك لو سألت رج ً‬

‫ماذا أقول لمن أعمی ال تعالی قلبه وبصیرته إن ذلك نعوذ بال ل يرتجععی لععه شععفاء أو هدايععة ال‬

‫أن يشاء ال ‪.‬‬

‫ثم يقول‪ :‬ألم يکن الشیطان کذلك يجالس الملئکة فما نفعه ذلك؟!!!‪.‬‬

‫قلت‪ :‬بناءًا علی قیاسك الفاسد هذا فإنك تزعم إن جبريل لععم ينفعععه معیععة الع لععه لنععه کععذلك کععان‬

‫يجالس الملئکة‪ ،‬قبحك ال ما أبلد حسك وأفسد رأيك‪.!!!....‬‬

‫‪284‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫کل مؤمن يعرف أن الشیطان مذموم علی کل لسان لن ال تعالی أمرنععا بالسععتعاذة منععه وتحععذير‬

‫المسلمین من اتباعه وطاعته ولذلك فنحن نععبین مسععاوئه للنععاس حععتی يجتنبععوه ول يتبعععونه أمععا‬

‫الملئکة فنحن نحبهم ونثني علیهم خیرا فهم عباد ال تعالی ل يسبقونه بالقول وهععم بمععا أمرهععم‬

‫ال يعملون ‪.‬‬

‫فل يقال اذًا‪ ،‬بما أن الشیطان کان عبدًا سیئًا عاصیا فأبو بکر کذلك ‪ .....‬؟!!!‪.‬‬

‫لقد ذم القرآن الکريم الشیطان وحذرنا منه ‪ ،‬وأثنی علععی أبععي بکععر رضععي الع عنععه خیععرًا وبیععن‬

‫ل صععالحًا ثععم أصععبح عاصععیًا‬


‫فضععله وعلععو مکععانته قععال المؤلععف‪ :‬کععان بلعععام بععن بععاعوراء رج ً‬

‫سیئًا‪.!!!...‬‬

‫ل صالحًا فل بد أن تستعمل قیاسك ه عذا مععرة أخععری فلتقععس‬


‫قلت‪ :‬بما أنکم ل تعتبرون أبابکر رج ً‬

‫أبابکر بفرعون کذلك ‪..‬؟!!‬

‫هل سمعت أو أخبرت ان موسی علیه الصلة والسلم کان يجالس فرعون وينععادمه ‪..‬؟ هععل جعععل‬

‫موسی علیه الصلة والسلم بلعام بن بعاعوراء وزيعرًا لعه بععد خیعانته ‪..‬؟ العی معتی وحعتی معتی‬

‫وأنت تحط من شأن النبي صلی ال علیه وسلم وتهیععن أصععحابه ‪..‬؟ ال تعععي أو تفهععم إننععا حینمععا‬

‫تذکر شخصًا ما وتذکر أنه يصععاحب الطععالحین والفجععرة والفاسععقین فإنععا فععي الحقیقععة إنمععا نهیععن‬

‫ص‪!!...‬‬
‫ونطعن في الشخص نفسه؟ نعم إنها إهانه وحط وتنقی ٌ‬

‫إن کان بلعام بن باعوراء قد خان وارتد بعععد إيمععانه فمععا علقععة ذلعك بععأبي بکععر وعمععر وعائشععة‬

‫رضي ال عنهم ؟ نحن کذلك ل ننکر أن الرجل الصالح قد يسوء حاله ويرتد ‪ ،‬نعم إن هذه حقیقة‬

‫لمراء فیها ‪ ،‬ولکن هذا قول وظن ل يثبت بععه شععیئًا فععأنت تسععتطیع کععذلك أن تقععول‪ :‬إن علیععا قععد‬

‫‪285‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يکون صالحًا يومًا وسیئًا في يوم آخر ولکن قولك هذا ل حقیقععة لععه ول مکععان ال ان تثبععت ذلعك‬

‫حقیقة وأنه قد وقع بالفعل وال سیبقی قولك وکلمك ظنًا ل حقیقة له ول مکان علی أرض الواقع‬

‫ثم يقول‪ :‬إن الشیطان وبلعام وبرصیصا العابد کلهم أصبحوا من المرتدين المفسدين‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وما علقة ذلك بأبي بکر رضي ال عنه وهو قد کان من المقربین الی رسول ال صلی ال ع‬

‫ب الناس الیه ‪ ،‬ثم عندما مرض النبي صععلی الع علیععه وسععلم مرضععه الخیععر‬
‫علیه وسلم ومن أح ّ‬

‫الذي مات فیه کان ابوبکر رضي ال عنه هو المام لجماعة المسلمین وقد مات النععبي صععلی الع‬

‫علیه وسلم وهو عنه راضي ‪ ،‬فهل تظن أيها المخبول بعد هذا کله أنك تجعععل بهععذيانك مععن الحععق‬

‫ل ومن الباطل حقا؟!!‪ .‬إن القرآن الکريم قد بین طلح العابد برصیصععا فععي آيععة وصععلح ابععي‬
‫باط ً‬

‫بکر رضي ال عنه في آية أخری قال تعالی » ل تحزن ان ال معنا «‪.‬‬

‫الدعاء السابع والربعون بعد المائة وقوله ‪ :‬الشیخ عبد السلم ‪ :‬دلیلي علععى أن اليععة الكريمععة‬

‫عل َي ْ ِ‬
‫ه(‬ ‫ه َ‬
‫كين َت َ ُ‬
‫س ِ‬
‫ه َ‬ ‫فأ َن َْز َ‬
‫ل الل ّ ُ‬ ‫تتضمن مناقب وفضائل لسیدنا أبي بكر )رض( ‪ ،‬جملة ‪َ ) :‬‬

‫فععععإن الضععععمیر فععععي ) علیععععه ( يرجععععع لبععععي بكععععر الصععععديق ‪ ،‬وهععععذا مقععععام عظیععععم‪.‬‬

‫ه‬ ‫قلت ‪ :‬الضمیر يرجع إلى النبي )ص( ولیس لبي بكر ‪ ،‬بقرينة الجملة التالیة في الية ) َ‬
‫وأي ّـدَ ُ‬
‫َ‬

‫ها( وقد صرح جمیع المفسرين ‪ :‬أن المؤيد بجنود الع سععبحانه هععو النععبي‬
‫و َ‬ ‫جُنوٍد ل َ ْ‬
‫م ت ََر ْ‬ ‫بِ ُ‬

‫)ص( لشیخ عبد السلم ‪ :‬ونحن نقول أيضا ‪ :‬إن المؤيد بالجنود هععو النععبي )ص( ولكععن أبععا بكععر‬

‫كذلك كان مؤيدا مع النبي )ص( ‪.‬‬

‫السكینة والتأيید من خصوصیات النبي )ص(‬

‫‪286‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬إذا كان المر كما تقول ‪ ،‬لجأت الضمائر في الية الكريمععة بالتثنیععة ‪ ،‬بینمععا الضععمائر كلهععا‬

‫جاءت منفردة ‪ ،‬فحینئذ ل يجوز لحد أن يقول ‪ :‬إن اللطاف والعنايات اللهیة كالنصرة والسكینة‬

‫شملت رسول ال دون صاحبه !!‬

‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬إن رسول ال )ص( كان فععي غنعى ععن نععزول السععكینة علیععه ‪ ،‬لن السعكینة‬

‫اللهیة كانت دائمعا مععه ول تفعارقه أبعدا ‪ ،‬ولكعن سعیدنا أبعا بكعر )رض( كعان بحاجعة ماسعة إلعى‬

‫السكینة فأنزلها ال سبحانه علیه ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬لماذا تضیع الوقت بتكرار الكلم ‪ ،‬بأي دلیععل تقععول ‪ :‬إن النععبي )ص( ل يحتععاج إل السععكینة‬

‫ه‬ ‫عل َــى َر ُ‬


‫ســول ِ ِ‬ ‫ه َ‬
‫كين َت َ ُ‬
‫سـ ِ‬
‫ه َ‬ ‫م أ َن َْز َ‬
‫ل الل ّ ُ‬ ‫اللهیععة ؟! بینمععا العع سععبحانه يقععول ‪ ) :‬ث ُ ّ‬

‫ها ‪ (..‬وذلععك فععي غععزوة حنیععن ‪ ،‬ويقععول‬


‫و َ‬ ‫جُنودا ً ل َ ْ‬
‫م ت ََر ْ‬ ‫وأ َن َْز َ‬
‫ل ُ‬ ‫ن َ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫عَلى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫َ‬

‫عَلــى‬
‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫عَلــى َر ُ‬
‫ســول ِ ِ‬ ‫ه َ‬
‫كين َت َ ُ‬
‫ســ ِ‬
‫ه َ‬ ‫فــَأنَز َ‬
‫ل الّلــ ُ‬ ‫سعععبحانه وتععععالى أيضعععا ‪َ ) :‬‬

‫ؤمِنين َ‬
‫وى ‪ (..‬وذلععك فععي فتععح مكععة المكرمععة‪ ،‬فكمععا فععي‬ ‫ة الت ّ ْ‬
‫ق َ‬ ‫م ك َل ِ َ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وأل َْز َ‬
‫م ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ ِ‬

‫اليتین الكريمتین يذكر ال النبي )ص( ويذكر بعده المؤمنین ‪ ،‬فلو كان أبو بكر في آية الغار مععن‬

‫المؤمنین الذين تشملهم السكینة اللهیة ‪ ،‬لكان ال عز وجل ذكره بعد ذكر النبي )ص( أو يقول ‪:‬‬

‫فأنزل ال سكینته علیهما ‪ ،‬هذا وقد صرح كععثیر مععن علمعائكم ‪ :‬بععأن ضععمیر ) علیععه ( فععي اليععة‬

‫الكريمة يرجع إلى النبي )ص( ل إلى أبي بكر ‪ ،‬راجعوا كتاب " نقض العثمانیة " للعلمة الشعیخ‬

‫أبي جعفر السكافي وهو أستاذ ابن أبي الحديد وقد كتب ذلك الكتاب القیم في رد وجعواب أباطیعل‬

‫أبي عثمان الجاحظ ‪ ،‬إضافة على ما ذكرنا ‪ ،‬نجد في الية الكريمة جملة تناقض قععولكم ! وهععي ‪:‬‬

‫) إذ يقول لصاحبه ل تحزن ( فالنبي ينهى أبا بكععر عععن الحععزن ‪ ،‬فهععل حععزن أبععي بكععر كععان عمل‬

‫‪287‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫حسنا أم سیئا ؟ فإن كان حسععنا ‪ ،‬فالرسععول ل ينهععى عععن الحسععن ‪ ،‬وإن كععان سععیئا فنهععي النععبي‬

‫)ص( له من باب النهي عن المنكر بقوله ‪ ) :‬ل تحزن ( فالية الكريمة لم تكن في فضل أبي بكععر‬

‫ومدحه ‪ ،‬بل تكون في ذمه وقدحه ! وصاحب السوء والمنكر ‪ ،‬ل تشمله العناية والسكینة اللهیة‬

‫لنهما تختصان بالنبي )ص( والمؤمنین ‪ ،‬وهم أولیاء ال الذين ل يخشعون أحعدا إل الع سعبحانه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫و ٌ‬
‫خ ْ‬ ‫ول َِياءَ الل ّ ِ‬
‫ه لَ َ‬ ‫نأ ْ‬‫ومععن أهععم علمععات الولیععاء كمععا فععي قععوله تعععالى ‪ ) :‬أل َ إ ِ ّ‬

‫ن( ‪.‬‬
‫حَزُنو َ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ول َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫َ َ‬
‫علي ْ ِ‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫مازال هذا الرجل يهذي ويثرثر وهو يظن أنه بهععذا الهعذيان والععثرثرة والحماقععة الععتي أعیععت مععن‬

‫يداويها سوف يقنعنا بما يقول؟!! يأتینا المؤلف هذه المرة بقول السني‬

‫وهو يؤول قول ال تعالی » فأنزل ال سکینته علیه« قال السني‪ :‬أبوبکر‪ .‬ثم جاء المؤلف بععدلیل‬

‫من اقوال أهل السنة لیبطل القول ويرده‪!!....‬‬

‫قلت‪ :‬إن تأويل أهل السنة لقوله تعالی » فأنزل ال سکینته علیه « المعراد منعه هعو محمعد صعلی‬

‫ال ع علیععه وسععلم ثععم يضععیف المؤلععف‪ :‬إن المععراد مععن قععوله »ال ع معنععا« أي المتکلععم بهععذاهو‬

‫أبوبکر‪ !!...‬قلت‪ :‬ان هذا الرجل قد سبق كل من عرفهم حیث استدل بقول الرسول صلی ال علیه‬

‫وسلم لبي بکر » ل تحزن « بینما الية الخری تقول‪ » :‬أل إن اولیععاء ال ع ل خععوف علیهععم ول‬

‫يونس‪.62/‬‬ ‫هم يحزنون «‬

‫ثم يقول بعد هذه الية لقد منع الرسول أبابکر من الحزن بقععوله‪ ) :‬ل تحععزن ( ثععم يتسععاءل ‪ :‬هععل‬

‫کان هذا الحزن الذي نهی عنه النبي صلی ال علیه وسلم ممدوحًا ام مذموما؟ إن قلنا إنععه حسععن‬

‫ممدوح فلماذا ينهی عنه النبي صلی ال علیه وسلم ؟‬


‫‪288‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وإن کععأن مععذمومًا أفل يعتععبر ذلععك عصععیانًا وإثمععا بحععق صععاحبه ‪ ،‬وبهععذا يتععبین أنععه ل فضععیلة‬

‫لصععاحبه‪ !!!..‬قلععت‪ :‬أرأيتععم يععا مععن هععداکم ال ع وحفظکععم کیععف يتلعععب هععذا النکععرة بالللفععاظ‬

‫والکلمات ‪..‬؟ هل رأيتم أو سمعتم مذهبًا هو أقبح وأرذل من هذا المذهب ؟‬

‫يقول المؤلف هذا الکلم وکأنه لم يقرأ قول الحق تبارك وتعالی وهو يقول لعبده‬

‫ونبیه لوطا علیه السلم ‪ ) :‬ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعععا وقععالوا ل تخععف‬

‫ول تحزن إنا منجوك ‪ (....‬اليه العنكبوت ‪. 33 /‬‬

‫ألم يكن لوطا علیه السلم صاحب مكانة ومنزلة وفضیلة عند ال تعالى ‪..‬؟ألععم يكععن علیععه السععلم‬

‫من أنبیاء ال وأولیائه ‪..‬؟ يقول الحق تبارك وتعالة لنبیه محمد صلى ال علیه وسلم ‪ » :‬ل تمدن‬

‫الحجر‪.88/‬‬ ‫عینیك الی ما متعنا به أزوجًا منهم ول تحزن علیهم واخفض جناحك للمؤمنین «‬

‫والن قل لي ‪ :‬الم يکن لمحمد علیه الصلة والسلم منزلة وفضیلة ‪..‬؟ الم يکععن صععلی الع علیععه‬

‫وسلم من اولیاء ال؟ بعل إنعه سعیدهم وإمعامهم ‪ ،‬ألعم يعأمر الع تععالی السعیدة مريعم بقعوله‪ » :‬ل‬

‫تحزني « » فناداها من تحتها ان ل تحزني قد جعل ربك تحتك سريا « إني لعمر ال ع ل أدري هععل‬

‫أبکي واستعبر أمام هذه الدلة والمثلة التي ضربها المؤلف لنا وساقها في کتابه أم أنععي أضععحك‬

‫بمليء فمي ‪..‬؟!!!‬

‫ولکي اقول لکل من خدع بهذه القوال التافهة انبیوا الى ال وتوبوا الیه ودعوا عنکم هذا الجهل‬

‫والقول علی ال بغیر علم ‪ ،‬انیبو الى ال وحاسبوا انفسکم‬

‫وراجعوا ما بین ايديکم من القوال والدلة واستعینوا به واستهدوه يهدکم واستغفروه يغفععر لکععم‬

‫من قبل أن يأتي يوم ل بیع فیه ول خلل ‪ ،‬وسوف يسأل ال کل واحٍد منا ‪ ،‬فانظروا يا هداکم العع‬

‫بم ستجیبون ربکم الرحمن وقد جعل لکععم السععمع والبصععار والفئدة ‪ ،‬فمععا الحجععة يععومئذ ؟ ومععا‬

‫‪289‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫القول حینئذ ‪..‬؟ فکروا جیدا وراجعوا کل قععول أمععامکم وانععا علععی يقیععن تععام إنکععم ان أصععدقتم ال‬

‫لتجاء الی ال تعالی وعزمتم رأيکم فإنه لن يتخلی عنکم » ومن يتوکل علی ال فهو حسبه «‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والربعون بعد المائة وقوله ‪ :‬وأما اليات المباركة الكثیرة التي نقول بأنها نزلععت‬

‫في شأن المام علي علیه السلم وفضله ‪ ،‬إنما نذكر رواياتها وتفاسیرها من كتبكم المعتبرة ومن‬

‫تفاسیر علمائكم العلم ‪ ،‬فإن الحافظ أبو نعیم صاحب كتاب " مععا نععزل مععن القععرآن فععي علععي "‬

‫والحافظ أبو بكر الشیرازي ‪ ،‬صاحب كتاب " نزول القرآن في علي" والحاكم الحسععكاني صععاحب‬

‫كتاب " شععواهد التنزيععل" فهععؤلء مععن علمععاء الشععیعة أم مععن علمععائكم ؟؟ والمفسععرون الكبععار ‪،‬‬

‫أمثععال ‪ :‬المععام الثعلععبي والسععیوطي والطععبري والفخععر الععرازي والزمخشععري ‪ ،‬والعلمععاء العلم‬

‫أمثال‪ :‬ابن كثیر ومسلم والحاكم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبي داود وأحمد بن حنبل وابعن‬

‫حجر والطبراني والكنجي والقندوزي ‪ ،‬وغیرهم ‪ ،‬الذين ذكروا في كتبهم ومسععانیدهم وصععحاحهم‬

‫اليات القرآنیة التي نزلت في شأن المام علي بن أبي طالب علیه السلم ‪...‬‬

‫هل هم من علماء الشیعة أم من أهل السنة والجماعة ؟؟‬

‫ولقد روى الحسكاني ‪ ،‬والطبراني ‪ ،‬والخطیب البغدادي في تاريخه ‪ ،‬وابن عسععاكر فععي تععاريخه ‪،‬‬

‫في ترجمة المام علي علیععه السعلم ‪ ،‬وابععن حجععر فععي الصععواعق ‪ 76 :‬ونععور البصععار ‪، 73 :‬‬

‫ومحمد بن يوسف الكنجي في " كفاية الطالب " في أوائل الباب الثاني والستین ‪ ،‬فععي تخصععیص‬

‫علي علیه السلم بمائة منقبة دون سائر الصحابة ‪ ،‬بإسنادهم عن ابن عبععاس ‪ ،‬قععال ‪ :‬نزلععت فععي‬

‫علي بن أبي طالب ثلثمائة آية ‪،‬وروى العلمة الكنجي في الباب الحادي والثلثیععن بإسععناده عععن‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ابن عباس قال‪ :‬قععال رسععول ال ع ) ص ( مععا أنععزل ال ع تعععالى آيععة فیهععا ‪َ ) :‬يا أي ّ َ‬
‫‪290‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫مُنوا (إل وعلي رأسها وأمیرها ‪ ،‬ورواه عن طريق آخر ‪ :‬إل وعلي رأسها وأمیرها وشععريفها‬
‫آ َ‬

‫وروى في الباب عن ابن عباس أيضا أنه قال ‪ :‬ولقد عاتب ال عز وجل أصحاب محمد صلى العع‬

‫علیه وآله وسلم في غیر آي من القرآن وما ذكر علیا إل بخیر ‪.‬‬

‫فمع هذه الخبار المتظافرة والروايات المعتبرة الجمة التي رواها كبار علمائنا ومحععدثیهم ‪ ،‬نحععن‬

‫ل نحتاج لوضع الحاديث وجعل الخبار في شأن المام أمیر المؤمنین علیه السلم وإثبات فضله‬

‫وجللته وخلفته ‪،‬فإن رفعة مقامه وسععمو شععأنه وعلععو قععدره يلععوح للمنصععفین فععي سععماء العلععم‬

‫والمعرفة ‪ ،‬كشمس الضحى في وسط السماء ‪ ،‬ل ينكرها إل فاقدي البصر أو السفهاء‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لو کان لدی أهل السنة علم بأن هناك )‪ ( 300‬آية کلها نزلت في علي رضي ال عنه‪ ،‬فهععذا‬

‫يعني انکم لديکم ) ‪ ( 3000‬آية کلها نزلت في علي‪ !!...‬واذا أعدنا النظععر فیمععا نععزل مععن القععرآن‬

‫فإننا نجد أن مجمل آياته هععو‪ ( 6236 ) :‬إذًا‪ ،‬فاليععات الباقیععة کلهععا نزلععت فععي فاطمععة والحسععن‬

‫والحسین وإمامکم صاحب زمانکم المهدي‪....‬؟!!!‪.‬‬

‫إذا کان السني کما تقولون وتزعمون يقر بأن ) ‪ ( 300‬آيه من کتععاب الع تعععالی کلهععا نزلععت فععي‬

‫علي رضي ال عنه ‪ ،‬فهل يقّر السني بذلك بینما ربنا سععبحانه يخشععی ذلعك فل يصعرح فعي کتعابه‬

‫ووحیه الذي انزله علی عبده باسم علي ولو في آية واحدٍة معن آيععات الکتعاب العزيعز ؟ هععل ربنعا‬

‫وخالقنا والهنا يخاف من أحدًا فل تراه يصرح باسم علي في القرآن ؟ إن أيوب علیععه السععلم وذا‬

‫القرنین کلهما جاء ذکرهما في القرآن فلماذا لم يأت اسم علي في کتاب ال ع وأنتععم تعتقععدون أنععه‬

‫‪291‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أفضل واعلی رتبة ومنزلة من النبیاء والملئکعة ‪..‬؟ لمعاذا لعم ينعوه بعذكره ولعو لمعرة واحعدة ؟‬

‫واحدة فقط ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫إن قلنا لکم ‪ :‬لماذا لم يذکر اسم علي في القران صراحة ؟ قلتم‪ :‬ل داعي لذلك‬

‫ولیس بالضرورة أن يذکر کل شيء في القرآن الکريم‪!!....‬‬

‫ايها الجهلة ‪ ،‬ايها الحمقی‪ ،‬ايها المغفلون‪ ،‬فلماذا تقولون إذًا‪ :‬ان هنععاك ) ‪ ( 300‬آيععة نزلععت فععي‬

‫شأن علي رضي ال عنه ؟ وأنت أيها المؤلف لمععاذا تهیععن نفسعك وتععذلها وتعلععن حمقععك وجهلععك‬

‫وال قد أمرك بالصمت اذ لم تعلم ‪ ،‬وبالستر الجمیل لكي ل تهان وتكرم ‪....‬؟!!!‪.‬‬

‫ثم يقول‪ :‬ان المراد من قوله تعالی‪ » :‬الععذين معععه « هععو علععي قلععت‪ :‬نعععم‪ ،‬إن اليععة تشععمل علیعًا‬

‫وبععاقي الصععحابة رضععوان الع تعععالی علیهععم أجمعیععن‪ ،‬لن کلمععة » الععذين « اسععم موصععول يفیععد‬

‫الجماعة ‪ ،‬وانا علی يقین انك لم تبلغ هذه الدرجة مععن الجهععل والمیععة حععتی ل تسععتطیع التفريععق‬

‫بین المذکر والمؤنث وبین المفرد والجمع‪.!!!....‬‬

‫الدعاء التاسع والربعون بعد المائة وقوله ‪ :‬ينقل ابن الصباغ المالكي ‪ ،‬قول المام الثعلبي في‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ر‬ ‫واْلن ْ َ‬
‫صا ِ‬ ‫ن َ‬
‫ري َ‬
‫ج ِ‬
‫ها ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫وُلو َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن اْل ّ‬ ‫ساب ِ ُ‬
‫قو َ‬ ‫وال ّ‬
‫تفسیره للية الكريمة ) َ‬

‫م‬
‫ه ْ‬ ‫وأ َ َ‬
‫عدّ ل َ ُ‬ ‫ه َ‬
‫عن ْ ُ‬
‫ضوا َ‬
‫وَر ُ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫عن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ض َ‬
‫ن َر ِ‬
‫سا ٍ‬
‫ح َ‬
‫هم ب ِإ ِ ْ‬
‫عو ُ‬
‫ن ات ّب َ ُ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫َ‬

‫م(‬
‫ظي ُ‬ ‫وُز ال ْ َ‬
‫ع ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ها أ َب َدَا ً ذل ِ َ‬
‫ك ال ْ َ‬ ‫في َ‬
‫ن ِ‬
‫دي َ‬
‫خال ِ ِ‬
‫هاُر َ‬ ‫َ‬
‫ها اْلن ْ َ‬
‫حت َ َ‬
‫ري ت َ ْ‬
‫ج ِ‬
‫ت تَ ْ‬
‫جّنا ٍ‬
‫َ‬

‫إنه روى عن ابن عباس وجابر بن عبد ال النصاري وزيد بن أرقم ومحمد بن المنكدر وربیعة‬

‫المرائي ‪ ،‬أنهم قالوا ‪ :‬أول من آمن برسول ال )ص( بعد خديجة أم المؤمنین هو علي بن أبي‬

‫طالب ‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ذکر المؤلف هذه الية الکريمة » والسابقون الولون من المهاجرين والنصععار والععذين اتبعععوهم‬

‫بإحسان رضي ال عنهم ورضواعنه « ثم قال‪ :‬المراد بععذلك‪ :‬علععی وخديجععة‪ !!...‬قلععت‪ :‬هععل بقععي‬

‫لديك من الباطل والهذيان ما تقوله ؟ إن الية تفید الجمع وإن علیًا وخديجة لم يکونا من النصار‬

‫بینما ربنا سبحانه ذکر النصار وخصهم بذلك ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫ثم تراه قد مل الصفحات وسود الکتاب بأقوال سععلیمان البلخععي وابععن ابععي الحديععد والحسععکاني ‪،‬‬

‫ل لیقرأ الية الکريمة کما ينبغي ويتدبرها فهععو قععد اعتععبر علیعًا مهععاجرًا‬
‫ولکنه لم يتعب نفسه قلی ً‬

‫وانصاريًا في آن واحد ‪ ،‬ثم متی هاجرت خديجة رضي ال عنها حتی تشملها الية الکريمة‪...‬؟!!‬

‫کل ما ذکره المؤلف من الحاديث کذب ل حقیقة له ول تقام به حجة ول يثبت أمععام الحععق ونععوره‬

‫وبرهانه‪ !!...‬ويکفینععا ان نعلععم انععه لععم ينقلهععا ال عععن الخععوارزمي وسععلیمان البلخععي وسععبط بععن‬

‫الجوزي وامثالهم ‪ ،‬فهو ما أشد ولعه بذكرهم في کتابه ‪ ،‬وتععراه ينقععل احیانعًا مععن کتبنععا ولکنععه ل‬

‫يختار منها ال الضعیف والنطیح والمتردي من القوال والحاديث ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الخمسون بعد المعائة وقعوله‪ :‬وهعذا الموضعوع الهعام صعرح بعه كبعار علمعائكم العلم ‪،‬‬

‫مثل ‪ :‬البخاري ومسلم في الصحیح ‪ ،‬والمام أحمد في مسععنده وابععن عبععد الععبر فععي السععتیعاب ‪:‬‬

‫‪ 3/32‬والمام النسائي في الخصائص ‪ ،‬وسبط ابن الجععوزي فععي التععذكرة ‪ 63 :‬والحععافظ سععلیمان‬

‫القندوزي في الینابیع باب ‪12‬ع نقل عن مسلم والترمعذي ‪ ،‬وابعن أبعي الحديعد فعي شعرح النهعج ‪:‬‬

‫‪ 13/224‬ط احیاء الكتب العربیة ‪ ،‬والحمويني في فرائد السمطین ‪ ،‬والمیععر السععید الهمععداني فععي‬

‫مودة القربى والترمععذي فععي الجععامع ‪ ، 2/214:‬وابععن حجععر فععي الصععواعق ‪ ،‬ومحمععد بععن طلحععة‬

‫القرشي في مطالب السؤول ع الفصل الول ع وغیرهم من كبععار علمععائكم ومحععدثیكم ذكععروا بععأن ‪:‬‬
‫‪293‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫النبي )ص( بعث يوم الثنین وآمن به علي يوم الثلثاء ع وفي رواية‪ :‬وصلى علي يوم الثلثععاء ع ع‬

‫وقالوا ‪ :‬إنه أول من آمن برسول ال )ص( من الذكور ‪ .‬كما جاء في مطالب السؤول ‪ :‬ولما أنزل‬

‫الوحي على رسول ال )ص( وشرفه ال سبحانه وتعالى بالنبوة كان علي علیه السلم يععومئذ لععم‬

‫يبلغ الحلم ‪ ،‬وكان عمره إذ ذاك في السنة الثالثة عشر ‪ ،‬وقیل ‪ :‬أقل من ذلك ‪ ،‬وقیل ‪ :‬أكثر منععه ‪،‬‬

‫وأكثر القوال وأشهرها ‪ :‬أنه لععم يكععن بالغععا ‪ ،‬فععإنه أول مععن أسععلم وآمععن برسععول الع )ص( مععن‬

‫الذكور ‪ ،‬وقد ذكر علیه السلم ذلك وأشار إلیه في أبیات قالها ونقلها عنه الثقععات ورواهععا النقلععة‬

‫الثبات ‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫وحعمزة سعید الشهداء عمي‬ ‫معحمد العنبي أخي وصنوي‬

‫يعطیر مع الملئكة ابن أمي‬ ‫وجععفر الذي يضحي ويمسي‬

‫معنوط لعحمها بلحمیودمي‬ ‫وبعنت محمد سكني وعرسي‬

‫غعلما ما بلغت أوان حلمي‬ ‫سعبقتكم إلعى السعلم طرا‬

‫رسعول ال يعوم غعدير خم‬ ‫وأوجعب لعي وليته علیكم‬

‫فويل ثم ويل ثم ويل لمن يلقى اللععه غععدا بعظلمي‬

‫ونقععل الطععبري فععي تععاريخه ‪ 241 /2 :‬والترمععذي فععي الجععامع ‪ 2 :‬ص ‪ 215‬والمععام أحمععد فععي‬

‫مسنده ‪ 368 /4 :‬وابن الثیر في تاريخه الكامل ‪ 2/22 :‬والحاكم في المستدرك ‪ 4/336 :‬ومحمد‬

‫بن يوسف القرشي الكنجي في كفاية الطالب ‪ :‬الباب الخامس والعشرون ‪ ،‬وغیرهم مععن علمععائكم‬

‫الثقات رووا بإسنادهم عن ابن عباس ‪ :‬أول من صلى علي بن أبي طالب علیه السلم‪.‬‬

‫‪294‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وروى الحاكم الحسكاني في كتابه " شععواهد التنزيععل " فععي ذيععل اليععة ) السععابقون الولععون ‪(...‬‬

‫بسنده عن عبد الرحمن بن عوف ‪ ،‬أن عشرة من قريش آمنوا وكان أولهم علي بن أبي طالب ‪.‬‬

‫وروى كثیر من علمائكم ع منهم المام أحمد في مسنده ‪ ،‬والخطیب الخععوارزمي فععي " المنععاقب"‬

‫والحافظ سلیمان الحنفي القندوزي في الباب الثاني عشر من " الینععابیع " وغیرهععم ع ع بإسععنادهم‬

‫عن أنس بن مالك ‪ ،‬أن النبي )ص( قال ‪ :‬صلت الملئكة علي وعلى علي سبع سنین ‪ ،‬وذلععك أنععه‬

‫لم ترفع شهادة أن ل إله إل ال إلى السماء ‪ ،‬إل مني ومن علي ‪.‬‬

‫وأما ابن أبي الحديد في سععرح نهعج البلغعة ‪ 4/125 :‬ط دار إحیعاء الكتععب العربیعة ‪ ،‬بععدما نقعل‬

‫روايات كثیرة في سبق علي علیه السلم إلى اليمان ‪ ،‬وأخرى مخالفععة ‪ ،‬قععال ‪ :‬فععدل مجمععوع مععا‬

‫ذكرناه أن علیا علیه السلم أول الناس إسلما وأن المخالف في ذلك شاذ ‪ ،‬والشاذ ل يعتد به ‪.‬‬

‫وهذا المام الحافظ أحمد بن شعیب النسائي ‪ ،‬صاحب واحد من الصحاح الستة عندكم ‪ ،‬لععه كتععاب‬

‫" خصائص المام علي علیه السلم " فإنه روى أول حديث في هذا الكتاب بإسناده عن زيععد بععن‬

‫أرقم ‪ ،‬قال ‪ :‬أول من صلى مع رسول ال )ص( علي رضي ال عنه ‪ ،‬وابن حجععر الهیتمععي عع مععع‬

‫شععدة تعصعبه عع يعرى أن علیعا علیععه السعام أول معن آمععن ‪ ،‬كمعا فعي الفصععل الثعاني معن كتعابه "‬

‫الصواعق المحرقة " ‪ .‬ونقل الحافظ سلیمان الحنفي القندوزي في كتابه " ينععابیع المععودة " فععي‬

‫الباب الثاني عشر ‪ ،‬نقل واحدا وثلثین خبرا ورواية عن الترمذي والحمويني وابن ماجة وأحمععد‬

‫بن حنبل والحافظ أبي نعیم والمععام الثعلععبي وابععن المغعازلي وأبععي المؤيععد الخععوارزمي والععديلمي‬

‫وغیرهم ‪ ،‬بعبارات مختلفة والمعنى واحد ‪ ،‬وهو أن علیا علیه السلم أول من أسلم وآمن وصعلى‬

‫مع رسول ال )ص( ‪.‬‬


‫‪295‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لو افترضنا ذلك‪ ،‬وقلنا بما تقول ‪ ،‬وأنه کان أول من آمن ‪ ،‬فل يعني أنه کان أفضل مععن ابععي بکععر‬

‫وعمر ‪..‬؟!! أتعلم لماذا ‪..‬؟ نعم ‪ ،‬إن علیًا رضي ال عنه عندما بعث محمد صلی ال ع علیععه وسععلم‬

‫ي آنذاك حععدثا صععغیرا‪ ،‬کمععا کععان النععبي‬


‫بالرسالة واختاره ال تعالی لیکون نبي هذه المة کان عل ّ‬

‫صلی ال علیه وسلم بالنسبة لعلي رضي ال عنه بمنزلة الوالد للولععد ‪ ،‬إذًا کععان مععن الطععبیعي ان‬

‫يؤمن ويتبع الرسول صلی ال علیه وسلم وال فسوف يواجه من الضعیق والحعرج والتکلیعف مععا‬

‫ال بععه علیعم ‪ ،‬بینمععا أبععوبکر وعمععر رضععي الع عنهمععا فهععم علععی العکععس تمامعًا فععإن مکععانتهم‬

‫ومنزلتهم بین الناس ل تسمح لهعم بعذلك‪ ،‬والعدلیل علعی ذلعك مععا واجهععوه معن مشععاکل جمععة بعععد‬

‫اسلمهم وايمانهم‪...‬؟!! ولذلك فشتان ما بین اسلم علي وابي بکر وعمر رضي ال تعالی عنهععم‬

‫أجمعین‪ ..‬إذا فإيمان علي رضي الع وخديجععة مععن قبععل هععو النتیجععة الطبیعععة لعذلك الجهععد ولتلعك‬

‫ل ‪ ،‬عنععدما‬
‫الدعوة التي وجهها الیهم نبي ال صلی ال علیه وسععلم وإنمععا الععذي يععثیر الدهشععة مث ً‬

‫هداني ال تعالی وأصبحت سنیًا‪ ،‬کانت النتیجة الطبیعة لهذا التحول هو أن ابنعائي کعذلك أصععبحوا‬

‫من أهل السنة مثلي ‪ ،‬والذي لم يتبعني ويکن مثلي سوف يجد من العنت والضیق ما ل يوصف ‪،‬‬

‫اذا فقبولهم مذهبي وعقیدتي لیعس محعل خلف ودهشعة کمعا لعم يکعن لهعم فیعه امتیعاز علعی معن‬

‫سواهم من المسلمین ‪ ،‬اما الحال بالنسبة لي فمختلف جدًا لنني حینما أسلمت وآمنععت اضععطررت‬

‫مع ذلك الی الهجرة من بلدي وترك وظیفتي وتعرضت للمخاطرة اکثر مععن مععرة ورأيععت فععي ذل عك‬

‫المٌرين ‪ ،‬وکان في ذلك من المشقة والتکلیف ما ال تعالی به علیم ‪ ،‬وهنا يحق لي ان أقول ‪ :‬إن‬

‫کل مسلم يفعل فعلي فهو بل أدنی شك يستحق منا کل تقرير واحعترام ولعه علعی سعائر المسعلمین‬

‫مزية ومكانه خاصه من غیر شك ول مراء ‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الحادي والخمسون بعد المائة وقوله ‪ :‬ثم إن ليمان علي علیه السلم میععزة علععى إيمععان‬

‫غیره ‪ ،‬وهي أن إيمانه علیه السلم كان عن فطرة غیر مسععبوق بكفععر أو شععرك فععإنه بععدأ حیععاته‬

‫التكلیفیة باليمان ولم يشرك بال سبحانه طرفة عین ‪ ،‬بینما الخرون بدءوا بععالكفر والشععرك ثععم‬

‫آمنوا ‪ ،‬فكان إيمانهم مسبوق بالكفر والشرك وإيمان المام علي علیه السععلم كععان عععن فطععرة ‪،‬‬

‫وهو فضیلة عظیمة ومیزة كريمة امتاز بها عن غیره ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫من المعلوم بداهة عند کل مسلم إنه اذا رأی واحدًا من ابناءه أصبح قععادرًا علععی النطععق والتکلععم‬

‫ل وأصععبح ممیععزا‬
‫فأول ما يلقنه وقبل کل شيء هو کلمة التوحید » ل اله ال ال « ثععم اذا کععبر قلی ً‬

‫علمه أرکان السلم ‪ ،‬وطبعًا ل يعني ذلك إنه لبد أن يعقل ما يقول ‪ ،‬فل علقة بیععن تلقینععه وبیععن‬

‫فهمه لما يقول ‪ ،‬وذلك لن هذا التعلیم والتربیة واجب علی کل مسلم ومربي » کلکععم راع وکلکععم‬

‫مسؤول عن رعیته « يقول المؤلف وهو يأتینا بشاهد من ابن الصباغ المالکي ومحمد بن طلحععة‬

‫وکذلك سلیمان البلخي وابن ابي الحديد والکنجي والهمععداني والخععوارزمي لیثبععت مععن خللععه أن‬

‫إيمان علي رضي ال عنه کان أفضل من إيمان ابي بکر‪ !!!!....‬ثم يقول مضیفًا الی ما سععبق‪ :‬إن‬

‫هؤلء الذين ذکرتهم هم کبار علماء أهل السنة‪ !!..‬ويقول کذلك‪ :‬إن ايمان علي کععان فطريععا وأمععا‬

‫بقیة الصحابة فقد کان إيمانهم بعد أن قضعوا فعترة معن اعمعارهم فعي الجاهلیعة بینمعا علعي اسعلم‬

‫وآمن منذ طفولته وکل هذا يقضي بأفضلیة إيمانه علی سائرا الصحابة‪!!!....‬‬

‫قلت ‪ :‬ما ذنب أبي بکر في کل ذلك ‪..‬؟ ما ذنبه وقد بعث عبده ونبیه صلی ال علیه وسععلم بعععد أن‬

‫بلغ ابوبکر رضي ال عنه من العمر ما بلغ ‪..‬؟ ثم ألعم تقععرأ قعول الع تععالی »إل معن تععاب وآمعن‬

‫الفرقان ‪.70 /‬‬ ‫ل صالحا فأولئك يبدل ال سیئاتهم حسنات وکان ال غفورًا رحیما «‬
‫وعمل عم ً‬
‫‪297‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فال جل وعل ل يخلف وعده ول مبدل لقوله ‪ ،‬وقد بدل ال تعالی سیئات الصحابة حسنات جععزاء‬

‫إيمانهم وصبرهم وصدقهم وحسن اتباعهم لرسول ال صلی ال ع علیععه وسععلم ولنهععم ترکععوا کععل‬

‫شيء وراء ظهورهم ‪ ،‬عاداتهم وتقالیدهم وکل ما ألفوه في جاهلیتهم وکان جزاؤهم ان بععدل الع‬

‫تعالی سیئاتهم حسنات‪ ،‬فالمر لم يکن بتلك السهولة التي تتصورها وتظنها‪ ،‬وأما علي فقععد کععان‬

‫صغیرًا لم يألف من ذلك شیئًا ولم يعرف من تلك العادات ما عرفععه کبععار الصععحابة وألفععوه فنععالهم‬

‫من عظیم الجر والثواب ما نالهم فهنیئًا لهم وطوبى‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والخمسون بعد المائة وقوله ‪ :‬وأخیرا أتوجه إلى من يقول بأن إيمان الشیخین‬

‫أفضل من إيمان علي علیه السلم فأسأله ‪ :‬أما سمع الحديث النبوي الشريف الذي رواه كبار‬

‫علماء العامة ‪ ،‬منهم ‪ :‬ابن المغازلي في المناقب ‪ ،‬والمام أحمد في المسند ‪ ،‬والخطیب‬

‫الخوارزمي في المناقب ‪ ،‬والحافظ سلیمان الحنفي في " ينابیع المودة " وغیرهم ‪ ،‬رووا عن‬

‫رسول ال صلى ال علیه وآله وسلم أنه قال‪ :‬لو وزن إيمان علي وإيمان أمتي لرجح إيمان علي‬

‫على إيمان أمتي إلى يوم القیامة ‪ ،‬وروى المام الثعلبي في تفسیره ‪ ،‬والخوارزمي في المناقب‬

‫والمیر السید علي الهمداني في المودة السابعة من كتابه" مودة القربى" عن عمر بن الخطاب‬

‫قال ‪ :‬أشهد أني سمعت رسول ال صلى ال علیه وآله وسلم يقول ‪ :‬لو أن السموات السبع‬

‫والرضین السبع وضعن في كفة میزان ووضع إيمان علي في كفة میزان لرجح إيمان علي (‬

‫وفي ذلك يقول سفیان بن مصعب الكوفي ‪:‬‬

‫‪298‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫معحمد والقول منه ما خفى‬ ‫أشعهد بال لعقد قعال لعنا‬

‫سكن الرض ومن حل السما‬ ‫لوأن إيمان جمیع الخلق ممن‬

‫يعوفي بإيمان علي ما وفى‬ ‫يعجعل في كفة میزان لكي‬

‫علي علیه السلم أفضل المة‬

‫روى المیر السید علي الهمداني ‪ ،‬الفقیه الشافعي ‪ ،‬في كتابه " مععودة القربععى" أخبععارا متظععافرة‬

‫فعععي أفضعععلیة المعععام علعععي علیعععه السعععلم علعععى جمیعععع الصعععحابة ‪ ،‬بعععل علعععى جمیعععع المعععة ‪.‬‬

‫قال في المودة السابعة ‪ :‬عن ابن عباس ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال علیه وآله وسععلم قععال ‪ :‬أفضععل‬

‫رجال العالمین في زماني هذا علي علیععه السععلم ‪ ،‬هععذه نمععاذج مععن الخبععار الكععثیرة فععي تفضععیل‬

‫المام علي علیه السلم على الصحابة والمسلمین عامة وأضف علیها الحديث النبععوي الشععريف‬

‫الذي رواه علماء الفريقین في يوم الخندق ومعركة الحععزاب حینمعا قتعل المعام علعي ) ع ( بطععل‬

‫الحععزاب و قععائدهم وحامععل لععوائهم عمععرو بععن عبععد ود العععامري وانهععزم المشععركون وانتصععر‬

‫المسلمون ‪ ،‬قال رسول ال ص ( ‪ :‬ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلین(‬

‫فإذا كان عمل واحد مععن مولنععا المععام علععي ) ع ( هععو أفضععل مععن عبععادة الجععن والنععس فكیععف‬

‫بأعماله كلها ‪ ،‬من الجهاد في سبیل ال ‪ ،‬وتحمل الذى في جنب ال وصلته وصومه ‪ ،‬وإنفاقه‬

‫الصدقات ‪ ،‬ورعايته الرامل واليتام في طول حیاته المباركة ‪....‬؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫واضح إنك ل تستحي أو تخجل مما تقول‪!!...‬‬

‫‪299‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫هل نسیت ما قلته آنفا ‪.ً.‬؟ ألم يکن علي أفضععل مععن النبیععاء وملئکععة الع أجمعیععن؟!! ولکنععي ل‬

‫أدري أحقًا ما تقول ‪ ،‬إذًا‪ ،‬فلماذا لم يأت قرآن لیصدق ما تقول ويؤيد هذا المذهب الذي تراه ‪..‬؟!!‬

‫إن مؤلفنا المؤقر مصنع للحديث الموضوع ‪ ،‬أما عماله في هععذا المصععنع ‪ ،‬فهععم سععلیمان البلخععي‬

‫وابن ابي الحديد والخوارزمي والسکافي والکنجي وابن الصباغ والحسکاني ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬أکرم بهم وأنعل ‪!!!...‬‬

‫الدعاء الثالث والخمسون بعد المائة وقوله ‪:‬‬

‫وإضافة إلى ما ذكرناه ‪ ،‬فإن علیا) ع ( إذا لم يدرك فضیلة مرافقة النبي ) ص ( في الهجرة فإنه‬

‫علیه السلم أدرك مقاما أسمى بالستقلل ل بالتبع ‪ ،‬وهو مبیته على فراش النبي) ص ( لیلتبس‬

‫المر على العداء ‪ ،‬فیخرج رسول ال ) ص ( من بینهم بسلم ‪ ،‬فإذا كانت آية الغار تعد فضیلة‬

‫لبي بكر بأن حسبته ثاني إثنین ‪ ،‬فقد جعلته تابعا لرسول ال )ص( ‪ ،‬غیر مستقل في كسب‬

‫الفضیلة ‪ ،‬وإنما حصلها تبعا للنبي) ص ( بینما المام علي) ع ( حینما بات على فراش رسول‬

‫ال) ص ( نزلت في شأنه آية كريمة سجلت له فضیلة مستقلة تعد من أعظم مناقبه ‪ ،‬وهي قوله‬

‫والل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ت الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ضا ِ‬
‫مْر َ‬
‫غاءَ َ‬
‫ه اب ْت ِ َ‬
‫س ُ‬ ‫ري ن َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫من ي َ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫س َ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫و ِ‬
‫تعالى ‪َ ) :‬‬

‫ف ِبال ْ ِ‬
‫عَباد ِ( وقد ذكر جمع كثیر من كبار علمائكم العلم والمحدثین الكرام ‪ ،‬خبرا‬ ‫َر ُ‬
‫ؤو ٌ‬

‫هاما بهذه المناسبة ‪ ،‬وإن كانت ألفاظهم مختلفة ولكنها متقاربة والمعنى واحد ‪ ،‬ونحن ننقله من‬

‫كتاب" ينابیع المودة" للحافظ سلیمان الحنفي ‪ ،‬الباب الحادي والعشرين ‪ ،‬وهو ينقله عن‬

‫الثعلبي وغیره ‪ ،‬قال الحافظ سلیمان ‪ :‬عن الثعلبي في تفسیره ‪ ،‬وابن عقبة في ملحمته‪ ،‬وأبو‬

‫السعادات في فضائل العترة الطاهرة والغزالي في إحیاء العلوم ‪ ،‬بأسانیدهم ‪ ،‬عن ابن عباس‬

‫‪300‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وعن أبي رافع وعن هند بن أبي هالة ربیب النبي ) ص ( ع أمه خديجة أم المؤمنین رضي ال‬

‫عنها أنهم قالوا‪ :‬قال رسول ال) ص( ‪ :‬أوحى ال إلى جبرائیل ومیكائیل ‪ :‬إني آخیت بینكما‬

‫وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه عمره ‪ ،‬فكلهما كرها الموت ‪،‬‬

‫فأوحى ال إلیهما ‪ :‬إني آخیت بین علي ولیي وبین محمد نبیي ‪ ،‬فآثر علي حیاته للنبي ‪ ،‬فرقد‬

‫على فراش النبي يقیه بمهجته ‪ .‬إهبطا إلى الرض واحفظاه من عدوه ‪ ،‬فهبطا ‪ ،‬فجلس جبرائیل‬

‫عند رأسه ومیكائیل عند رجلیه وجعل جبرائیل يقول‪ :‬بخ بخ ‪ ،‬من مثلك يا ابن أبي طالب ‪ ،‬وال‬

‫ري(‪.‬‬ ‫من ي َ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫س َ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫و ِ‬
‫عز وجل يباهي بك الملئكة ! فأنزل ال تعالى‪َ ) :‬‬

‫أقول‪ :‬الذين نقلوا هذا الخبر بألفاظ متقاربة وبمعنى واحد ‪ ،‬جمع كبیر من أعلم العامة ‪ ،‬منهم‪:‬‬

‫ابن سبع المغربي في كتابه " شفاء الصدور" والطبراني في الجامع الوسط والكبیر ‪ ،‬وابن‬

‫الثیر في أسد الغابة ‪ ، 4/25‬وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة‪ ، 33 :‬والفاضل‬

‫النیسابوري ‪ ،‬والمام الفخرالرازي ‪ ،‬وجلل الدين السیوطي ‪ ،‬في تفاسیرهم للية الكريمة ‪،‬‬

‫والحافظ أبونعیم في كتابه" مانزل من القرآن في علي" والخطیب الخوارزمي في" المناقب" ‪،‬‬

‫وشیخ السلم الحمويني في" الفرائد" والعلمة الكنجي القرشي الشافعي في" كفاية الطالب"‬

‫الباب الثاني والستین ‪ ،‬والمام أحمد في المسند ومحمد بن جرير بطرق متعددة ‪ ،‬وابن هشام في‬

‫" السیرة النبوية" والحافظ محدث الشام في" الربعین الطوال" والمام الغزالي في إحیاء‬

‫العلوم ‪3/223‬وأبو السعادات في" فضائل العترة الطاهرة" وسبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة‬

‫الخواص‪ ، 21 :‬وغیر هؤلء العلم ‪ ،‬ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلغة ‪ 13/262‬ع ط‬

‫دار إحیاء التراث العربي ع قول الشیخ أبي جعفر السكافي ‪ ،‬قال‪ :‬وقد روى المفسرون كلهم أن‬

‫‪301‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ت الل ّ ِ‬
‫ه(‬ ‫ضا ِ‬
‫مْر َ‬
‫غاءَ َ‬
‫ه اب ْت ِ َ‬
‫س ُ‬ ‫ري ن َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫من ي َ ْ‬
‫ش ِ‬ ‫س َ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬
‫و ِ‬
‫قول ال تعالى‪َ ) :‬‬

‫أنزلت في علي) ع ( لیلة المبیت على الفراش‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قال المؤلف‪ :‬إن هذه الية نزلت في علي » ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات ال وال‬

‫البقرة ‪.207 /‬‬ ‫رؤوف بالعباد «‬

‫وقال‪ :‬ألیست هذه الية في علي عندما نام علی فراش النبي صلی ال علیه وسلم لیلة الهجرة ؟‬

‫قلت‪ :‬لیس لذلك أصل وهو کذب قبیح ‪ ،‬فالية إنما نزلت في صهیب الرومعي عنعد هجرتعه إذ دفعع‬

‫کل ما يملك الى كفار قريش مقابل أن يهاجر العی الع ورسععوله فععترکوه عنعدئذ‪ !!!...‬ثععم إن حکعم‬

‫الية عام لجمیع المؤمنین ولکنك تری المؤلف يقول‪ :‬ان علماء أهل السنة يقولون ان هذه اليععة‬

‫نزلت في علي ثم تراه ينقل لك هذه القوال عن سلیمان البلخي الرافضي فل نعمة عین ول کرامة‬

‫الدعاء الرابع والخمسون بعد المائة وقوله ‪ :‬ول يخفى أن بعض علمائكم العلم أنصفوا‬

‫فأعلنوا تفضیل المام علي ) ع ( على غیره ‪ ،‬وفضلوا مبیته على فراش رسول ال) ص ( على‬

‫صحبة أبي بكر ومرافقته إياه في الهجرة ‪ ،‬منهم‪ :‬المام أبو جعفر السكافي ع وهو من أبرز‬

‫وأكبر علماء ومشايخ أهل السنة المعتزلة ع في رده على أبي عثمان الجاحظ وكتابه المعروف‬

‫بالعثمانیة ‪.‬‬

‫لقد تصدى السكافي لنقضه بالبراهین العقلیة والدلة النقلیة ‪ ،‬وأثبت تفضیل المام علي) ع (‬

‫‪13/215‬‬ ‫على أبي بكر ‪ ،‬وفضل المبیت على الصحبة ‪ ،‬ونقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلغة‬

‫ع ‪ ، 295‬فراجعه ‪ ،‬فإنه مفید جدا ‪ ،‬ومما يذكره الشیخ أبوجعفر في مقاله ‪ ،‬قال‪ :‬قال علماء‬
‫‪302‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المسلمین‪ ) :‬إن فضیلة علي) ع ( تلك اللیلة ل نعلم أحدا من البشر نال مثلها ( شرح ابن أبي‬

‫الحديد‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هل تقصد بذلك أئمة المذاهب الربعه ‪..‬؟ أم أنك تعني بذلك إمامي الحديث البخاري ومسعلم وابععن‬

‫تیمة وابن رجععب ‪..‬؟ تعععالوا لنععری مععن ايععن أتععی بععدلیله هععذا ‪..‬؟ لعلععه أخععذه ونقلععه عععن النسععائي‬

‫والترمذي وابن ماجه ‪..‬؟ ل ل ابدًا ‪ ،‬لعم يکععن هععذا أو ذاك‪ ،‬بععل إنععه نقععل ذلعك ععن إمععام المشععارق‬

‫والمغارب شیخ العرب والعجععم العلمععة المععام ابععن الصععباغ المغربععي‪ !!...‬هععل عرفتمععوه ‪..‬؟ نعععم‬

‫واسمه الکامل‪ :‬نور الدين علي بن محمد وکتابه هو‪ ) :‬الفصول المهمة في معرفة الئمة ( حیث‬

‫ل لکل إمام من الئمة ‪ ،‬طبعًا ل يقصد بذلك الئمة الربعة وإنما‬


‫ل کام ً‬
‫خصص في هذا الکتاب فص ً‬

‫الئمة الثنا عشر الذين ينتسب إلیهم الشیعة کما يزعمون‪.!!!....‬‬

‫ولکن هل تعلمون ‪ ،‬إن شیئًا واحدًا يحیرني في اسم هذا الرجل‪ !!...‬انني ل أعععرف أو أفهععم کیععف‬

‫نعت هذا الرجل نفسه بالمالکي؟ وأنی له ذلك مع ما علمنا من عقیدته وضلله‪..‬؟!!‬

‫الدععاء الخعامس والخمسعون بععد المععائة‪ :‬قعد بینعا فضععیلة المعبیت علعى الفععراش علعى فضعیلة‬

‫الصحبة في الغار بما هو واضح لمن أنصف ‪ ،‬ونزيد هاهنا تأكیدا بما لم نذكره فیما تقععدم فنقععول‪:‬‬

‫إن فضیلة المبیت على الفراش على الصحبة في الغار لوجهین ‪:‬‬

‫أحدهما‪ :‬إن علیا) ع ( قد كان أنس بالنبي) ص ( وحصل له بمصاحبته قديما أنس عظیم ‪ ،‬وإلععف‬

‫شديد ‪ ،‬فلما فارقه عدم ذلك النس ‪ ،‬وحصل به أبوبكر ‪ ،‬فكان مععا يجععده علععي) ع ( مععن الوحشععة‬

‫وألععععععم الفرقععععععة موجبععععععا زيععععععادة ثععععععوابه ‪ ،‬لن الثععععععواب علععععععى قععععععدر المشععععععقة ‪.‬‬
‫‪303‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وثانیهما‪ :‬إن أبابكر كان يؤثر الخروج من مكة ‪ ،‬وقععد كععان خععرج مععن قبععل فععردا فععازداد كراهیتععه‬

‫للمقام ‪ ،‬فلما خرج مع رسول ال) ص ( وافق ذلك هوى قلبه ومحبوب نفسععه ‪ ،‬فلععم يكععن لععه مععن‬

‫الفضیلة ما يوازي فضیلة من احتمل المشععقة العظیمععة وعععرض نفسععه لوقععع السععیوف ‪ ،‬ورأسععه‬

‫لرضخ الحجارة ‪ ،‬لنه على قدر سهولة العبادة يكون نقصان الثواب ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ل‪:‬‬
‫ل آخر في کتابه لیثبت به أن علیًا کان أفضل من أبععي بکععر‪ !!...‬ثععم أردف قععائ ً‬
‫أورد المؤلف دلی ً‬

‫والدلیل ان علیًا کان أفضل من أبي بکر أنه لم يکن يفارق الرسععول صععلی الع علیععه وسععلم و لععو‬

‫لدقیقة واحدة‪ ،‬فکان ذلك سببًا لمضاعفة الجر والثواب‪...‬؟!!!‪ .‬أما أبوبکر فکان ل يطیق القامة‬

‫فکان دائم السفر والترحال فالهجرة کانت بالنسبة لبي بکر أحد السفار التي اعتاد علیهععا‪ ،‬ولععذا‬

‫فإن لیس له بذلك من الجر والثواب الذي تعتقدونه‪...‬؟!! قلت‪ :‬أرجو أن تعذروني أعزائي القراء‬

‫ول ترتابوا أو تشکوا في قواي العقلیة حینما اکتب وارد علی هذه الکاذيب‬

‫والخزعبلت والتفاهات التي تقرؤونها ‪ ،‬فل حیلة لي ال الکتابة والرد‪ !!!...‬ماذا عساي أن أقععول‬

‫‪..‬؟ کلما حاججت أحدًا وناقشععته وجععدت الجابععة علعی طععرف لسععانه‪ :‬إذهععب واقععرأ کتعاب عع لیعالي‬

‫بیشاور‪..‬؟!!‬

‫الدعاء السادس والخمسون بعد المائة وقوله ‪ :‬أما في المجال العلمي فلم يذكر التاريخ لعمر بن‬

‫الخطاب مناظرة علمیة ومحاورة دينیة تغلب فیها على الخصوم ومناوئي السلم وذا كنتم‬

‫تعرفون له تاريخا وموقفا مشرفا في هذا المجال فبینوه حتى نعرف !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬


‫‪304‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬أنت والحق أقول إن شاء الع ‪ :‬إنعك لعم تطلععع علعی الکعثیر مععن الشععیاء وقعد فاتعك الکعثیر‬

‫أيضا‪ !!..‬إنك لم تعرف لحد الن أن حسینا رضععي الع عنععه قععد قتععل وقضععی نحبععه قبععل أکععثر مععن‬

‫‪ 1368‬سنة ولکنکم وقبل يوم واحد عقدتم مجلسًا للتأبین بمناسبة مرور ‪ 40‬يومًا علی وفاته ؟!‬

‫انت أيها المؤقر لم تعرف لحد الن هل حقًا أن ال تعالی واحد أحد ام أنه ‪ 14 + 1‬؟!!!‬

‫علیك أن تعلم جیدًا أن لعمر أقواًل قیمة جاء تصديقها في کتاب الع سععبحانه ‪ ،‬ومععن هععذه الجمععل‬

‫البلیغة قوله رضي ال عنه عند حادثة الفك الشهیرة ‪ - ،‬هذا بهتان عظیم ‪ -‬فأنزل ال تعععالی فععي‬

‫کتابه تلك الجملة بعینها » سبحانك هذا بهتان عظیم « النععور ‪ ،16‬وکععان رضععي الع عنععه ذات يععوم‬

‫يقرأ القرآن الکريم ‪ ،‬فقام لقضاء حاجته ثم عاد الی تلوته من غیر وضوء ‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يععا أمیعر‬

‫المععؤمنین أتتلععو القععرآن علععی غیععر وضععوء ؟ فقععال هععذه الجملععة الجامعععة مععن قععال أن الوضععوء‬

‫واجب ‪..‬؟ مسعلیمة الکعذاب‪ !!!...‬ل بعد أن نعلعم هعذه الحقیقعة جیعدا أن هنعاك تشعابه عجیعب بیعن‬

‫الشیعة والمم السابقة ‪..‬؟! ولتعرفوا حقیقة ما أقول تدبروا معي هذه الية الکريمة ‪ :‬قال تعالی‪:‬‬

‫» فقال المل الذين کفروا من قومه ما نراك ال بشرا مثلنا ومععا نععراك اتبععك ال الععذين هععم أراذلنععا‬

‫بادي الرأي وما نری لکم علینا من فضل بل نظنکم کعاذبین( هععود‪ 27/‬انظععروا العی قععول قععوم نععوح‬

‫لنبیّهم حین اعترضوا علیه قائلین ‪ :‬ان الذي يمنعنا مععن اتباععك هععو ان الععذين اتبعععوك هععم أراذل‬

‫الناس وأوباشهم والسفلة منهم‪ ،‬وکذلك قال الشیعة بلسان الحال‪ :‬أن اتباععك يععا محمععد هععم أراذل‬

‫الناس وأوباشهم‪...‬؟!! ال تتفقون معي ان ما قاله الشعیعة لنبینعا هعو القعول بعینعه ‪ ،‬إنهعا صعورة‬

‫طبق الصل لما قاله الکفار والمشرکون ل نبیائهم من قبل‪...‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء السابع والخمسون بعد المائة وقوله ‪ :‬وأما عمر بن الخطاب فقد قال أكثر من سبعین‬

‫مرة ‪ :‬لول علي لهلك عمر‪ ،‬وقال‪ :‬ل أبقاني ال لمعضلة لیس لها أبو الحسن ‪ ،‬وذلك لما كان‬
‫‪305‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يرى من علي) ع ( حل المعضلت والحكم في القضايا المشتبهات التي كان يحار في حلها‬

‫وحكمها عمر وحاشیته وكل الصحابة ‪ ،‬وقد ذكر التاريخ كثیرا منها في كتبكم ولكن ل مجال‬

‫لذكرها ول منكر لها !! فالفضل أن يدور بحثنا حول الهم فالهم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قال المؤلف‪ :‬يحکى عن عمر أنه قال ‪ :‬لول علي لهلك عمر ‪ ،‬قلت‪:‬‬

‫أوًل‪ :‬إن هذه المقولة دلیل دامغ علی ما کان يتمتع به عمععر رضععي الع عنععه مععن رجاحععة العقععل‬

‫وصواب الرأي والتواضع الجم الذي يشهد له به القارب والباعد ‪ ،‬ثم إن الجاهل هو الععذي يععري‬

‫نفسه أعقل الناس وأفضلهم ل سیما إذا کان بهذا المنصب الخطیر‪.‬‬

‫ثانیًا‪ :‬إن هذا القول لم يشهتر ال عنععد الشععیعة وهععو کععذب ل حقیقععة لععه ‪ ،‬ولععدي عععدة أدلععة علععی‬

‫بطلنه ومنها‪ :‬إن هذا القول الذي تحتج به يناقضه ما تدعونه في عمر فهو هلك حینما أکل حععق‬

‫علي ‪ ،‬وهو هلك عندما ضرب فاطمة واسقط جنینها کما تزعمون ‪!!...‬‬

‫ن الذي يغمس جسمه بالنهر ل يخشی المطر ‪ ،‬ولو أن شخصا نصح قععات ً‬
‫ل‬ ‫إعلموا ايها المفترون إ ّ‬

‫محترفا في القتل والجرام أن ل يقتل نملة لن ذلك إثعم ‪ ،‬فلیعس معن المعقعول أن ننتظعر معن هعذا‬

‫القاتل المحترف أن يشکر الناصح علی نصحه لنه لول نصیحته لکان من الشقیاء في‬

‫الخرة ؟!!!‪ .‬إن هذه الحکاية إما أن تکون من مفترياتکم وأکعاذيبکم أو أن عمععر قالهعا معراءاة‬

‫للخرين‪.‬؟!‬

‫انا علی يقین تام ان مثل هذا يفرح الشیعة حیث يجعلهم علی أمل ايجاد مخرج لنفسععهم مععن هععذا‬

‫المأزق الضیق ‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وال هل يعقل أن شخصا قام بعزل ولیًا للعهد وخدعه ثم تسلم زمام المور بیده حتی إذا تم لععه مععا‬

‫أاراد قام بإحراق بیته وضرب زوجته وأخذ منه کععل مععا يملعك ‪ ،‬فهععل تصععدق انععت نفسعك أن هععذا‬

‫الظالم الغدار بعد کل الذي فعله مع ولي العهد المخلوع تراه يثني علیه ويمدحه ‪..‬؟؟!!! ألیس هذا‬

‫من النفاق الذي ل يهضم ول يستساغ؟!! ثم کیف يعقل من ولي العهد وما لقاه من الظلم علی يد‬

‫هذا الغادر يقبل العمل والوازرة تحت مظلة من ظلمه ‪..‬؟ والن تعال لنضع النقاط علی الحععروف‪،‬‬

‫فهذا إمامك علي رضي ال عنه کان من أقرب الناس الی عمر ومن انصاره ومعینیه فمن أنتم إذًا‬

‫حتی تذموا عمر وقد اثنی علیه علي ‪..‬؟ ‪ 1400‬سنة مرت ومضت والکل يعلم ما بین عمر وعلي‬

‫من الصلة والقرابة ‪ ،‬فمن أنتم لتغیروا قناعات المسلمین بهذيانکم وکذبکم ‪..‬؟ الحعق العذي يجعب‬

‫أن نعلمه جمیعًا إنه لم يکن أحد من الصحابین الجلیلین علی ما تظنون بهععم مععن الظععن السععيء ‪،‬‬

‫وبهذا يعلم کذبکم‬

‫وافتراءکم ‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والخمسون بعد المائة وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬إن أكثر علمائكم نقلوا هذه العبارات‬

‫أو ما بمعناها وإن اختلف اللفظ وسأذكر لكم بعضهم حسب ما يحضر في ذهني وذاكرتي‬

‫مصادر قول عمر‪:‬‬

‫‪ 1‬ع ابن حجر العسقلني ‪ ،‬في تهذيب التهذيب‪ 337 /‬ط حیدر آباد الدكن‪.‬‬

‫‪ 2‬ع ابن حجر العسقلني ع أيضا ع في الصابة ‪ 2/509‬ط مصر‬

‫‪ 3‬ع ابن قتیبة ع المتوفي سنة ‪ 276‬هجرية ع في تأويل مختلف الحديث ‪ 201‬و ‪. 202‬‬

‫‪307‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪ 4‬ع ابن حجر المكي الهیتمي ‪ ،‬في الصواعق‪. 78 :‬‬

‫‪ 5‬ع أحمد أفندي ‪ ،‬في هداية المرتاب‪ 146 :‬و ‪152‬‬

‫‪ 6‬ع ابن الثیر الجزري ‪ ،‬في أسد الغابة‪. 4/22 :‬‬

‫‪ 7‬ع جلل الدين السیوطي ‪ ،‬في تاريخ الخلفاء‪. 66 :‬‬

‫‪ 8‬ع ابن عبد البر القرطبي ‪ ،‬في الستیعاب‪. 2/474 :‬‬

‫‪ 9‬ع عبدالمؤمن الشبلنجي ‪ ،‬في نور البصار‪. 73 :‬‬

‫‪ 10‬ع شهاب الدين العجیلي ‪ ،‬في ذخیرة المال‬

‫‪ 11‬ع الشیخ محمد الصبان ‪ ،‬في إسعاف الراغبین‪. 152 :‬‬

‫‪ 12‬ع ابن الصباغ المالكي ‪ ،‬في الفصول المهمة‪. 18 :‬‬

‫‪ 13‬ع نور الدين السمهودي ‪ ،‬في جواهر العقدين‬

‫‪ 14‬ع ابن أبي الحديد في شرح النهج‪ 1/18 :‬ط دار إحیاء التراث العربي‪.‬‬

‫‪ 15‬ع العلمة القوشجي ‪ ،‬في شرح التجريد‪. 407 :‬‬

‫‪ 16‬ع الخطیب الخوارزمي المكي ‪ ،‬في المناقب ‪. 48/60‬‬

‫‪ 17‬ع محمد بن طلحة القرشي الشافعي ‪ ،‬في مطالب السؤول‪ 82 :‬الفصل السادس ط دار الكتب‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪ 18‬ع المام أحمد بن حنبل ‪ ،‬في المسند والفضائل‬

‫‪ 19‬ع سبط ابن الجوزي ‪ ،‬في التذكرة ‪ 85‬و ‪. 87‬‬

‫‪ 20‬ع المام الثعلبي ‪ ،‬في تفسیره" كشف البیان‬

‫‪ 21‬ع ابن القیم في الطرق الحكیمة ع ضمن نقله بعض قضاياه ) ع (‪ 41 :‬ع ‪. 53‬‬

‫‪ 22‬ع محمد بن يوسف القرشي الكنجي ‪ ،‬في" كفاية الطالب" الباب السابع والخمسین‬

‫‪ 23‬ع ابن ماجة القزويني ‪ ،‬في سننه‬

‫‪ 24‬ع ابن المغازلي ‪ ،‬في كتابه" مناقب علي بن أبي طالب‪.‬‬

‫‪ 25‬ع شیخ السلم الحمويني ‪ ،‬في فرائد السمطین‬

‫‪ 26‬ع الحكیم الترمذي ‪ ،‬في شرح" الفتح المبین"‬

‫‪ 27‬ع الديلمي ‪ ،‬في" فردوس الخبار"‬

‫‪ 28‬ع الحافظ سلیمان القندوزي الحنفي ‪ ،‬في"ينابیع المودة" الباب الرابع عشر‪.‬‬

‫‪ 29‬ع الحافظ أبو نعیم ‪ ،‬في"حلیة الولیاء" وفي كتابه الخر المسمى" ما نزل من القرآن في‬

‫علي"‬

‫‪ 30‬ع والفضل بن روزبهان ‪ ،‬في كتابه المسمى بع إبطال الباطل"‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫هؤلء وكثیر غیرهم وكلهم من أجلة علمائكم وأعلمكم رووا أن عمر كان يقول‪ :‬أعوذ بال من‬

‫معضلة لیس لها أبو الحسن ! ويقول‪ :‬كاد يهلك ابن الخطاب ‪ ،‬لول علي بن أبي طالب ! ويقول‪:‬‬

‫لول علي لهلك عمر ! ويقول‪ :‬ل بقیت لمعضلة لیس لها أبو الحسن ! وغیرها من العبارات‬

‫المتقاربة من العبارات المذكورة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ل يهتدي الیه فهو يتخبط المرة‬


‫ل يسلکه أو دلی ً‬
‫ل يعرف هذا الرجل للمناقشة والمنهج العلمي سبی ً‬

‫تلو المرة کالذي يتخبطه الشیطان من المس ‪ !..‬اعاذنا ال تعالی معن نفثععه ولمعزه وهمعزه ‪ ،‬وهعا‬

‫هو المؤلف يأتینا بدلیل وشاهد آخر مما کتبه ونقله سلیمان البلخي وأمثاله لینقله هو بدوره فععي‬

‫ل ‪ :‬إن هذه الرواية أو تل عك الحكايععة نقلهععا ابععن‬


‫کتابه ولیمل به أکبر عدد ممکن من الصفحات قائ ً‬

‫ابي الحديد وسلیمان البلخي والکنجي الشافعي والشبلنجي والعجیلي وابن الصباغ‪ !!!......‬قلععت‪:‬‬

‫مثله کمثل من يقول‪ :‬وقد روی هذا الحديث عن رسول ال صلی ال علیه وسلم كل مععن ‪ :‬جريععدة‬

‫کیهان‪ ،‬والرسالة وفردا‪ ،‬وايران الیوم – كل ما ذكر صحف تصدر في‬

‫ايران‪... -‬؟!!!‪.‬‬

‫لقد قال عمر هذه الجملة لمعاذ بن جبل عندما نصحه أل يرجم المرأة حتی تضع حملها‪ ،‬وقد ذکر‬

‫هذه الرواية المام ابن ابي شیبه في مصنفه ‪.‬‬

‫» کان امراة غاب عنها زوجها ‪ ،‬ثم جاء وهي حامل فرفعها الی عمر ‪ ،‬فأمر برجمها ‪ ،‬فقال معاذ‬

‫‪ :‬إن يکن لك علیها سبیل فل سععبیل لعك علععی مععا فععي بطنهععا‪ ،‬فقععال عمععر‪ :‬إحبسععوها حععتی تضععع‬

‫فوضعت غلمًا له ثنیتان‪ ،‬فلما رآه أبوه قال‪ :‬ابني فبلغ ذلك عمر ‪ ،‬فقال‪ :‬عجزت النسععاء أن يلععدن‬

‫مثل معاذ ‪ ،‬لول معاذ لهلك عمر ‪.‬‬


‫‪310‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫کما جاءت رواية أخری في مسند المام أحمد أن علیًا منع عمر من رجم امععرأة مجنونععة ‪ ،‬ولکععن‬

‫لم يقل عمر‪ :‬لول علي لهلك عمر‪ ،‬وعلعی کعل حعال فعلماؤنعا لعم يقبلعوا کل الحعديثین لمخالفتهمعا‬

‫للصول والضوابط التي اشترطوها واتفقوا علیها لقبعول الحعديث‪ ،‬أمعا الضعوابط والصعول العتي‬

‫اشترطها الشیعة لقبول الحديث فأذكره لكم باختصار شديد ‪ :‬هوكل حديث أو أثر يتوفر فیععه شععرط‬

‫واحد أل وهو‪ :‬مدح علي وذم الصحابة رضي ال عنهم ‪...‬؟!! ول يهم بعد ذلك ان يکون الرواي‬

‫للحديث سلیمان البلخي أو سبط ابن الجوزي ‪...‬؟!!! کما إنهم إمعانًا منهم في تبديل السععنة قععاموا‬

‫بحذف اسم معاذ وکتبوا بدل ذلك اسم علي ‪.‬‬

‫ان مثل هؤلء الناس قد استوی عندهم الحق والباطل والخطأ والصواب والظلمععة والنععور والعلععم‬

‫والجهل فکان ذلك مدعاة وسببًا في ايغالهم بالکذب والبهتان والقول علی ال ع ورسععوله والئمععة‬

‫بغیر علم ول برهان‪ ،‬مع أنه کان يجدر بهم أن يستحوا علی أنفسهم ويراعوا حرمة تل عك العمععائم‬

‫التي يلبسونها‪...‬؟!!‬

‫الدعاء التاسع والخمسون بعد المائة وقوله‪ :‬ومن جملة المسائل والقضايا المشكلة التي تحیر‬

‫فیها عمر ‪ ،‬وحلها المام علي ) ع( مسائل كانت بین عمر وحذيفة بن الیمان ‪ ،‬رواها العلمة‬

‫محمد بن يوسف القرشي الكنجي في كتابه " كفاية الطالب" الباب السابع والخمسین ‪ ،‬بإسناده‬

‫عن حذيفة بن الیمان ‪ ،‬أنه لقى عمر ابن الخطاب ‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬كیف أصبحت يا ابن الیمان؟‬

‫فقال‪ :‬كیف تريدني أصبح ؟! أصبحت وال أكره الحق ‪ ،‬وأحب الفتنة ‪ ،‬وأشهد بما لم أره ‪،‬‬

‫وأحفظ غیر المخلوق ‪ ،‬وأصلي على غیر وضوء ‪ ،‬ولي في الرض ما لیس ل في السماء !!‬

‫فغضب عمر لقوله ‪ ،‬وانصرف من فوره وقد أعجله أمر ‪ ،‬وعزم على أذى حذيفة لقوله ذلك ‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فبینا هو في الطريق إذ مر بعلي بن أبي طالب ‪ ،‬فرأى الغضب في وجهه ‪ ،‬فقال‪ :‬ما أغضبك يا‬

‫عمر؟!‬

‫فقال‪ :‬لقیت حذيفة بن الیمان فسألته كیف أصبحت؟‬

‫فقال‪ :‬أصبحت أكره الحق !‬

‫فقال) ع (‪ :‬صدق ‪ ،‬فإنه يكره الموت وهو الحق ‪.‬‬

‫فقال‪ :‬يقول‪ :‬وأحب الفتنة !‬

‫قال) ع (‪ :‬صدق ‪ ،‬فإنه يحب المال والولد ‪ ،‬وقد قال تعالى ‪:‬‬

‫) أ َن ّما أ َموال ُك ُم َ‬
‫ة (‪..‬‬
‫فت ْن َ ٌ‬ ‫ول َدُك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫وأ ْ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬

‫فقال‪ :‬يا علي ! يقول‪ :‬وأشهد بما لم أره !‬

‫فقال‪ :‬صدق ‪ ،‬يشهد ل بالوحدانیة ‪ ،‬ويشهد بالموت ‪ ،‬والبعث ‪ ،‬والقیامة ‪ ،‬والجنة ‪ ،‬والنار ‪،‬‬

‫والصراط ‪ ،‬وهو لم ير ذلك كله ‪.‬‬

‫فقال‪ :‬يا علي ! وقد قال‪ :‬إنني أحفظ غیر المخلوق !‬

‫قال) ع (‪ :‬صدق ‪ ،‬إنه يحفظ كتاب ال تعالى ع القرآن ع وهو غیر مخلوق ‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويقول ‪ :‬أصلي على غیر وضوء!‬

‫‪312‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فقال‪ :‬صدق ‪ ،‬يصلي على ابن عمي رسول ال) ص ( على غیر وضوء ‪.‬‬

‫فقال‪ :‬يا أبا الحسن ! قد قال أكبر من ذلك!‬

‫فقال )ع( ‪ :‬وما هو ؟!‬

‫قال ‪ :‬قال ‪ :‬إن لي في الرض ما لیس ل في السماء !‬

‫قال ‪ :‬صدق ‪ ،‬له زوجة ‪ ،‬وتعالى ال عن الزوجة والولد ‪.‬‬

‫فقال عمر ‪ :‬كاد يهلك ابن الخطاب لول علي بن أبي طالب !‬

‫قال العلمة الكنجي بعد نقله للخبر بطوله ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬هذا ثابت عند أهل النقل ‪ ،‬ذكره غیر واحد من أهل السیر ‪.‬‬

‫فهذا عمر في المجال العلمي عاجز جاهل ‪ ،‬وساكت خامل ‪ ،‬ولكن نرى المام علیا )ع( يصول‬

‫ويقول ‪ ،‬فیرد شبهات الفضول ‪ ،‬ويقنع ذوي العقول ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫نقل المؤلف هذه الحکاية من کتاب الکنجي الشافعي ‪ ،‬ولبد قبل الحديث والرد علی هذه الحکايعة‬

‫ل لنعرف شیئًا عن هذا الشخص الذي يدعی بالکنجي الشافعي‪...‬؟‬


‫نريد أن نقف قلی ً‬

‫الکنجي الشافعي هو ذلك العجوز ذوالقامة الطويلة وانتم تقععرؤون اسععمه علععی کتععابه المسععمی »‬

‫الطالب« وهو أحد کتب الشیعة المعتمدة عندهم ولکنهم ينقلون منه الکثیر من الدلة ثم ينسبوها‬
‫‪313‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الی أهل السنة باعتبارها من أقوالهم وعقیدتهم المعتمدة لديهم ‪..‬؟ وقد توفي هذا الرجل عام ‪658‬‬

‫هجرية أي في تلك السنة التي ابتلی ال تعالی بها المسلمین فسلط علیهم المغول يسومونهم سوء‬

‫العذاب في هذه السنة وجد الشیعة أنفسهم وحدهم في المیدان‪ ،‬فتععآمروا علععی المسععلمین ووقفععوا‬

‫بجانب المغول يمدونهم بکل ما استطاعوا من العون والمساعدة لضرب المسلمین وتدمیر بلدهم‬

‫فقاموا حینها بأبشع الجرائم وأقبح العمال وخانوا ال ورسوله فقتلوا الطفال والنساء والشیوخ‬

‫بحجة أنهم يأخذون بثأر الحسین من أبناء أهل السنة ؟!!‬

‫يقول محمد بن أحمد القمي الشیعي ‪ :‬کان الکنجي الشافعي يمیل الی مععذهب الشععیعة فقتععل بأيععدي‬

‫الناس‪ !!..‬کما ذکر المام ابن کثیر قصة هذا الرجل فقال بعد أن ذکر مظالم المغول ومععا قععاموا بععه‬

‫من جرائم بشعة تتفطر لها القلوب وتتصدع بسماعها الفئدة ‪ :‬إن شععیخًا رافضععیًا خبیثعًا قععد تععآمر‬

‫مع المغول وکان يحقد على المسلمین حقدا شعديدا وكعان هعذا الشععیخ يعدل المغعول علعی مواضعع‬

‫أموال المسلمین وفي النهاية تمت تصفیته وقتلععه علععی أيععدي النععاس کمععا قتلععوا کععذلك جملععة مععن‬

‫المنافقین ‪.!!!.....‬‬

‫لم يکن هذا الرجل شافعیًا کما أقر بذلك وأخبر ابععن طععاوس الشععیعي حیععث قععال‪ :‬إن الکنجععي کععان‬

‫يعتبر محمد بن الحسن العسکري هوا المهدي وکان يعتقد ظهوره کععذلك ‪ ،‬وکععأنه يععأس مععن ظلععم‬

‫المغول وضاق بهم ذرعًا فکان يقول بظهور المهدي‪.!!...‬‬

‫تعلمون جیدًا أن الشیعة تقول ‪ :‬ان الدنیا اذا ملئت ظلما وجورًا فعند ذلك سیظهر المهدي المنتظر‬

‫ولعل الشیخ الکنجي هذا کان يتآمر مع المغول لیکثر الفساد والفجور في الرض لیعجععل بظهععور‬

‫المهدي ‪....‬؟!!!‪ .‬کما تقول الشیعة ‪ :‬إن له کتاب يسمی » البیان في أخبععار صععاحب الزمععان « إذًا‬

‫فل شك في تشیعه ‪..‬؟؟ اذا کان المر کذلك فلماذا نراهم يطلقون علیه الشافعي وينسبونه الی هذا‬

‫‪314‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المذهب ؟ المقصد واضح إنهم يريدون بذلك التلبیس علی أهععل السععنة لیخععدعوهم مععع العلععم بععأن‬

‫الشافعیة ل يرون صعحة الصعلة خلعف الشعیعة ‪...‬؟!!! کمعا أن الشعافعي قعال عنهعم‪ :‬أنهعم أکعذب‬

‫الناس؟!!‪ .‬ثم بأي حق ينسب هذا الشیخ ويسند الروايات الی نفسه وهععو لععم يعععش ال فععي القععرن‬

‫السابع الهجري ‪..‬؟ فکیف اذا يروي ويحدث عن عمر وعلي ‪..‬؟!!‬

‫يا تری علی أي سند صحیح موثوق کان يعتمد هذا الرجل فیما يقوله ويرويه ‪.‬؟!!‪.‬‬

‫ثم إننا اذا رجعنا الی هذه القصة فإننا حینئذ نعلم عظم تلك المحبة التي کانت في عمر لهععذا الععدين‬

‫وغیرته الشديدة علیه ‪!!!...‬‬

‫لقد غضب رضي ال عنه عندما سمع الرجل يقول ‪ :‬إنه ل يحب الحق ‪ ،‬بل يحععب الفتنععة کمععا أنععه‬

‫وعلوة علی ذلك کله ل يثبت ل تعالی صفة الکمال المطلق ‪ ،‬فماذا تنتظر من عمر أن يفعل وقععد‬

‫سمع مثل هذا الکلم ‪..‬؟ بل إنه يجب علی کل مسلم اذا سمع مععن أحععد مثععل هععذا الکلم أن تأخععذه‬

‫الغیرة علی الدين الحق الذي آمن به وعلیه ان يفعل کما فعل سیدنا عمر رضي ال عنه ‪.‬‬

‫إن کان عمر لم يعرف اللغز ولم يحله ‪ ،‬فلیس ذلك عیععب أو نقیصععه يلم علیهععا فیكفیععه فخععرًا أنععه‬

‫غضب ل تعالی ‪ ،‬ثم بعد هذا کله يقول عمر هذه المقوله » لول علي لهلك عمر« بخ بخ ما أعظم‬

‫تواضعك رضي ال تعالی عنك ‪ ،‬فلقد کنت بحق تقیا ورعًا‬

‫ل أو تتهم بريئا ‪ ،‬فإذا کان عمر رضي الع عنععه ل‬


‫وقافًا عند حدود ال تعالی فل تريد أن تظلم رج ً‬

‫يؤذي أحدا من المسلمین فکیف اذًا تدعون إنه ظلم علي وآذاه ثم يثني علیه ‪..‬؟ هیا أجیبوني؟!!‬

‫ثععم فععي آخععر القصععة يقععول ‪ :‬أن عمععر کععان يقععول ‪ ) :‬أعععوذ بععال مععن معضععلٍة لیععس لهععا‬

‫أبو الحسن (‪.!!!!....‬‬

‫‪315‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫اذًا علیکم أن تنتهوا عن قولکم‪ :‬أن عمر جّر علیًا علععی الرض و فعععل بععه مععا فعععل لیجععبره علعی‬

‫البیعععة‪ ،‬ل يحععق لکععم أن تقولععوا ذلعك‪ ،‬لنکععم اعععترفتم و اقررتععم أن عمععر کععان يثنععي علععی علععي‬

‫خیرًا‪.!!!....‬‬

‫ثم علیك أن تعلم ان هذه الحکاية مکذوبة و ل تثبععت سععند صععحیح‪ ،‬ثععم إننععا ل نقععول و ل نعععترف‬

‫بسلیمان البلخي هذا فلیس منا و ل الکنجي الشافعي و ل أنت کذلك و ل ابن ابي الحديد و ل ابن‬

‫طلحة الشافعي‪ ،‬و هذه العبارة لم تعرد فعي کتبنعا » لعو ل علعي لهلعك عمعر « إنمعا هعذا معن کعذب‬

‫الشیعة الضالین المضلین الصادين عن الحق المعاندين له المعرضععین عنععه فهععم مععرة يقولععون و‬

‫يعترفون ان هذين الصحابیین الجلیلین الکريمین کان علی المودة والخاء والصفاء فاطمععة بنععت‬

‫رسععول ال ع صععلی ال ع علیععه وسععلم أمععام زوجهععا علععي و أسععقط جینهععا؟ حقععا إن الکععاذب عععديم‬

‫الذاکرة‪.!!!...‬‬

‫الدعاء الستون بعد المائة وقوله‪ :‬وأما في المجال الثاني ‪ ،‬وهو الحرب والضرب ‪ ،‬والجهاد‬

‫والجلد ‪ ،‬في سبیل ال والمستضعفین من العباد ‪ ،‬فإنا ل نرى أيضا لعمر بن الخطاب موقفا‬

‫مشرفا ‪ ،‬ول نعرف له صولة أو جولة ‪ ،‬وشجاعة أو بطولة ‪ ،‬بل يحدثنا التاريخ أنه لم يثبت أمام‬

‫الكفار والمشركین ‪ ،‬وكان سبب انهزام وانكسار المسلمین!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إن هذه شهادة ل تحتاج معها الی دلیل علی شجاعة عمر وبطولته‪ ،‬کیف ل وقععد اسععتطاع لوحععده‬

‫دون طلب عون من أحد أن يضرب زوجة اسد ال أمام ناظره ثم قام بجّره الععی المسععجد وأجععبره‬

‫علی البیعة‪ ،‬استطاع ان يفعل ذلك کله مع رجل ذوخبرة ودراية وعلم وتجربة مثععل علععي دون أن‬
‫‪316‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يستعین بجیش ول شرطة ثم لم يکتف بذلك حتی عزله من منصبه وتزوج بابنته ثم عینععه وزيععرًا‬

‫عنده ومشیرًا لديه‪...‬؟!!‬

‫الدعاء الحادي والستون بعد المائة وقوله ‪ :‬ذكر كثیر من علمائكم ومععؤرخیكم ‪ ،‬أن القتععال الععذي‬

‫لم يحضره المععام علععي علیععه السععلم لععم ينتصععر فیععه المسععلمون ‪ ،‬والععذي حضععره سععجل النصععر‬

‫والنتصار للدين‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قال المؤلف‪ :‬مما ل شك فیه إن الفتوحات السلمیة قد توسعت کثیرًا في عهد عمر ولکن ممععا ل‬

‫ينکره أحد ويشهد بذلك علماؤکم من أهل السنة ) ويقصد بععذلك ابععن ابععي الحديععد ( ان عمععر کععان‬

‫دائم المشورة في الصغیرة والکبیر وکل ما يهم الدولة وشؤونها ول سععیما فیمععا يتعلععق بتجییععش‬

‫الجیوش والستعداد لیوم الوطیس ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬ان کل أحد يعرف وحتی الجاهل منهم إن اثبات شيء ما ل يعني لزوم شيء آخر مغععاير لععه‬

‫فأنت حینما تريد أن تثبت لنا أن» عمععر لعم يکععن لیشععرب جرعععة مععاء دون أن يسععتأذن علععي فل‬

‫يعني أنك تريد أن تلزمنا أن علیًا هو فاتح بلد فارس والروم ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫إنك بقولك هذا وتصريحك أثبت لنا أن عمر کان من أنصح النععاس للسععلم والمسععلمین حیععث أنععه‬

‫ل مثل علي لیکون له الساعد اليمن والرفیق المین لرقي السععلم ورفععع لععوائه‬
‫اختار لجانبه رج ً‬

‫والحفاظ علی بیضة المسلمین ‪ ،‬فعععل ذلعك دون أن يخشععی غععائلته وخیععانته ‪ ،‬ويسععترد منععه حقععه‬

‫المغصوب ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أمرك في غاية الغرابة أيهعا المؤلعف‪ !!...‬وذلعك لنعك فعي بدايعة المعر قلعت ‪ :‬إن عمعر أکعل حقعه‬

‫واغتصبه وأجبره علی البیعة وفعل به ما فعل وفي نهاية المطعاف قلعت شعیئًا آخعر عنعدما جعلتعه‬

‫وزيراً ومؤتمنًا ومستشارًا ‪!!........‬‬

‫هل لك أن تبین لنا کیف يمکننا أن نوفق بین أول القول وآخره ‪....‬؟ وما هي المناسبة التي تربط‬

‫هذا القول بذاك ‪..‬؟‬

‫هل لك أن تضرب لنا مثاًل أوضح من التاريخ ‪...‬؟‬

‫ثم يقول المؤلف ‪ ) :‬ذكر كثیر من علمائكم ومؤرخیكم ‪ ،‬أن القتال الذي لم يحضره المام علي‬

‫علیه السلم لم ينتصر فیه المسلمون ‪ ،‬والذي حضره سجل النصر والنتصار للدين ‪ ،‬وأهمها‬

‫غزوة خیبر ‪ ،‬فإن علیا علیه السلم غاب عن المعسكر لرمد أصابه في عینه فأعطى النبي )ص(‬

‫الراية لبي بكر ‪ ،‬فرجع منكسرا فأعطاها لعمر بن الخطاب ‪ ،‬فرجع وهو يجبن المسلمین وهم‬

‫يجبنونه (! نعم ‪ ،‬كان النصر معقودا براية المام علي) ع ( وسیفه ‪ ،‬وكان الظفر ينزل على‬

‫المسلمین في كل میدان ينزل فیه علي) ع ( ‪ ،‬حتى قال النبي ) ص (‪ :‬ما قام الدين وما استقام إل‬

‫بسیف علي علیه السلم ‪.‬‬

‫ثم جاء ببیت من الشعر مفاده‪.‬‬

‫فعفیها لعذي العلب الملب أعاجیب‬ ‫ألعم تعخبر الخعبار في فتح خیبر‬

‫وفعرهما و العفر قعد علما حوب‬ ‫ومعا َأْنعس ل أْنعس اللذين تقدما‬

‫معلبعس ذل فعوقها و جعلبیب‬ ‫ولعلراية الععظمى وقعد ذهعبا بها‬

‫طعويل نعجاد السیف أجید يعبوب‬ ‫يعشلهما معن آل معوسى شمردل‬


‫‪318‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ويعلهب نعارا غعمده والنعابیب‬ ‫يعمعج معنعونا سعیفه وسعنانه‬

‫وذانعهما أم نعاعم العخد مخضوب‬ ‫احضرهما أم حضرا خرج خاضب‬

‫وإن بعقاء العنفس لعلنفس محبوب‬ ‫ععذرتكما ‪ ،‬إن العحمام لعمبغض‬

‫فكیف يلذ الموت والموت مطلوب ؟!‬ ‫لعیكره طعم الموت والموت طالب‬

‫قلت‪ :‬إنه ل يعني ما يقول ‪ ،‬فأصبح يتناقض في أقواله ‪ ،‬فإذا کان حقًا ما تقوله فلمععاذا لععم يسععتطع‬

‫علي أن يهزم رجلین اثنین بدل أن يدعهما يسرحون ويمرحون کما يشاؤون في مصیر المععة ‪..‬؟‬

‫لماذا ترك هؤلء الجهلة قلیلي الخبرة والتجربة أن يجعل من أنفسععهم وزيععري رسععول الع صععلی‬

‫ال علیه وسلم ثم يخلفانه علی إمامة المسلمین وقیادتهم ‪....‬؟ إن قولك هذا تععافه ل قیمععة لععه ول‬

‫وزن وهو مخالف للواقع الذي يعرفه کل أحد کما أنه مدعاة للضحك والسخرية في آن واحد ‪...‬؟!‬

‫إن الفتوحات السلمیة والنتصارات العظیمة والنجازات الباهرة إنما وقعت‬

‫وحصلت بفضل ال تعالی وتوفیقه وتسديده أوًل ‪ ،‬ثععم للمجاهععدين الصععادقین والمععؤمنین البطععال‬

‫الذين لم يألوا جهدًا في التضحیة وتقعديم النفععس قبعل المعال لخدمععة هعذا العدين ورفععع لعوائه ‪ ،‬إن‬

‫النصر لم يحدث ول يمکعن لععه أن يحعدث لععول تلعك العدماء الطعاهرة الععتي روت الرض بحمرتهععا‬

‫القانیة ‪ ،‬إنهم قوم يعلمون جیدًا أن من طلععب المععوت تععوهب لععه الحیععاة فهععولء هععم جنععد السععلم‬

‫وابطال الفتح السلمي المؤزر ‪.‬‬

‫ما لي أراك أيتها الحیة الرقطاء تکیلین الثناء بعد الثناء والمععدح تلععو المععدح علعی قععادة الجیععوش‬

‫المنتصرة فهل تظن بذلك إنك تقلل من شععأن الخلیفععة المنتصععر والقععائد المظفععر ‪...‬؟ هععل تريععد أن‬

‫تغض من شأن عمر ‪...‬؟ ل وال إنه کععالنجم الثععاقب فععي کبععد السععماء فععأنی لتلعك الیععد الشععلء أن‬

‫تطوله أو تصل الیه‪...‬؟!! إنك بذلك أوقعت نفسك في المصیدة من غیر أن تشعر لن هؤلء القادة‬
‫‪319‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إن کانوا کذلك فهم أتقی ل وحرماته أن تنتهك فکیف تطیععر نفوسععهم ويغضععوا أبصععارهم ويبقععوا‬

‫مکتوفي اليدي وهم يرون عمر يلطم بنت رسول ال أمام ناظرهم ‪ ،‬ويغتصب حقًا من علي کلهععم‬

‫يعلمون أنه ل حق له به ‪..‬؟ إنکم بقولکم هذا وعداوتکم الشديدة لعمر أصبحتم کالمعتوه الععذين ل‬

‫يعي ما يقول ‪:‬‬

‫أيه عمر کسرت ظهر شجعان العجم‬

‫إيه عمر وقضیت علی عرق الملیك وجذره‬

‫أعويلكم لغصب الخلفة من علي ‪...‬؟‬

‫إنه الحقد الدفین على عمر‬

‫الدعاء الثاني والستون بعد المائة وقوله ‪ :‬وأما في المجال الثاني ‪ ،‬وهو الحرب والضرب‬

‫والجهاد والجلد ‪ ،‬في سبیل ال والمستضعفین من العباد ‪ ،‬فإنا ل نرى أيضا لعمر بن الخطاب‬

‫موقفا مشرفا ‪ ،‬ول نعرف له صولة أو جولة ‪ ،‬وشجاعة أو بطولة ‪ ،‬بل يحدثنا التاريخ أنه لم‬

‫يثبت أمام الكفار والمشركین ‪ ،‬وكان سبب انهزام وانكسار المسلمین!‬

‫فیجیبه الحافظ ‪ :‬ل نسمح لك أن تتفوه بهذا الكلم ‪ ،‬ول نسمح أن تحط من شأن عمر )رض(‬

‫الذي هو أحد مفاخر السلم ‪ ،‬ول ينكر أحد من العلم والمؤرخین العظام ‪ ،‬أن الفتوحات التي‬

‫حصلت في السلم ‪ ،‬أكثرها أهمها كانت في عهد سیدنا عمر وبأمره وسیاسته وحسن قیادته‬

‫وأنت تقول إنه كان فّرارا من الحروب ‪ ،‬وإنه سّبب هزيمة المسلمین وانكسارهم ! أتظن أننا‬

‫نسمع هذه الساءة والهانة بخلیفة سید النام وأحد زعماء السلم ونسكت ‪...‬؟! نحن ل نتحمل‬
‫‪320‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫هذا الكلم ‪ ،‬فإما أن تأتي بالدلیل والبرهان ‪ ،‬أو تستغفر ال سبحانه وتعالى من الساءة والهانة‬

‫في الحديث والبیان ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬وهل تكلمت بكلم في طول حوارنا وبحثنا في اللیالي الماضیة من غیر دلیل وبرهان ‪..‬؟!‬

‫أو هل رويت حديثا من غیر أن أذكر له مصدرا وسندا من كتبكم المعتبرة ومصادركم الموثقة ‪.‬؟!‬

‫أما عرفتم أني ل أتكلم عن جهل وتعصب ‪ ،‬ول أنحاز إل إلى الحق ‪ ،‬وان مدحي وقدحي ل يكون‬

‫إل بسبب مقبول عند ذوي العقول ؟! وأظن إنما صدرت منكم هذه الزبرة والزفرة والنفرة ! حین‬

‫سمعتم الكلم من رجل شیعي ‪ ،‬فحسبتموه إساءة وإهانة ‪ ،‬وذلك لنكم تسیئون الظن بنا ‪ ،‬وال‬
‫َ‬
‫ض‬
‫ع َ‬
‫ن بَ ْ‬ ‫ن الظّ ّ‬
‫ن إِ ّ‬ ‫جت َن ُِبوا ك َِثيرا ً ِ‬
‫م َ‬ ‫مُنوا ا ْ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عز وجل يقول ‪َ ) :‬يا أي ّ َ‬

‫الظّ ّ‬
‫ن إ ِث ْ ٌ‬
‫م (‪.‬‬

‫فإنكم تظنون أن الشیعة يحرفون التاريخ ‪ ،‬ويضعون الحاديث لیذموا رجال ويمدحوا آخرين ‪،‬‬

‫بینما نحن ل نزيد على الواقع شیئا ‪ ،‬ول نتكلم إل نقل من كتب علمائكم ومحدثیكم ‪ ،‬فل داعي‬

‫ي الساءة باللسان ‪ ،‬والهانة في‬


‫لتغیر الحال والغضب ‪ ،‬وشدة المقال والعتب ‪ ،‬أو أن تنسب إل ّ‬

‫البیان ! بل من حقك أن تطالبني بالدلیل والبرهان ‪.‬‬

‫وإن أردت مني فأقول ‪ :‬ذكر كثیر من علمائكم ومؤرخیكم ‪ ،‬أن القتال الذي لم يحضره المام علي‬

‫علیه السلم لم ينتصر فیه المسلمون ‪ ،‬والذي حضره سجل النصر والنتصار للدين ‪ ،‬وأهمها‬

‫غزوة خیبر ‪ ،‬فإن علیا علیه السلم غاب عن المعسكر لرمد أصابه في عینه فأعطى النبي )ص(‬

‫الراية لبي بكر ‪ ،‬فرجع منكسرا فأعطاها لعمر بن الخطاب ‪ ،‬فرجع وهو يجبن المسلمین وهم‬

‫يجبنونه !‬

‫‪321‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الحافظ ع وهو غضبان ع ‪ :‬هذا الكلم من أباطیلكم ‪ ،‬وإل فالمشهور بین المسلمین أن الشیخین‬

‫كانا شجاعین ‪ ،‬وكل منهما كان يحمل في صدره قلبا قويا لیس فیه موضع للخوف والجبن ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬ذكرت لكم كرارا ‪ ،‬أن شیعة أهل البیت علیهم السلم ل يكذبون ول يفترون ‪ ،‬لنهم يتبعون‬

‫الئمة الصادقین علیهم السلم ‪ ،‬وهم يحسبون الكذب من الذنوب الكبائر ‪ ،‬والفتراء أكبر منه‬

‫خسائر ‪ ،‬ونحن كما قلت مرارا ‪ ،‬لسنا بحاجة لثبات عقائدنا وأحقیة مذهبنا ‪ ،‬أن نضع الحاديث‬

‫ونتمسك بالباطیل ‪ ،‬فإن غزوة خیبر من أهم الغزوات التي سجلها التاريخ من يومها إلى هذا‬

‫الیوم ‪ ،‬وجمیع مؤرخیكم ذكروها باختصار أو بتفصیل ‪ ،‬منهم ‪ :‬الحافظ أبو نعیم في حلیة الولیاء‬

‫‪ ،1/62‬ومحمد بن طلحة في مطالب السؤول ‪ :‬وابن هشام في السیرة النبوية ‪ ،‬ومحمد بن يوسف‬

‫الكنجي في الباب الرابع عشر من " كفاية الطالب " وغیر هؤلء من العلم ‪ ،‬ول يقتضي‬

‫المجلس أن أذكرهم جمیعا ‪ ،‬ولكن أهمهم الشیخین ‪ ،‬البخاري في صحیحه ‪ 2/100‬ط‪ .‬مصر سنة‬

‫‪1320‬هجعرية ‪ ،‬ومسلم في صحیحه ‪ 324./2‬ط مصر سنة ‪ 1320‬هجرية ‪ ،‬فإنهما كتبا بالصراحة هذه‬

‫العبارة ‪ " :‬فرجع أيضا منهزما " أي ‪ :‬عمر ‪ ،‬ومن الدلئل الواضحة على هذه القضیة الفاضحة‬

‫فنحن ل نريد إهانة أحد الصحابة ‪ ،‬وإنما ننقل لكم ما حكاه التاريخ ورواه المؤرخون عنهم ‪،‬‬

‫وبعد هذا عرفنا أن عمر ما كان صاحب صولة وجولة ‪ ،‬وشدة وحدة ‪ ،‬في الحروب والغزوات‬

‫التي كانت بین المسلمین وبین أعدائهم ‪ ،‬فكیف نؤول الجملة من الية الكريمة ) أشداء على‬

‫الكفار ( بعمر ونطبقها علیه ‪...‬؟! ولكن إذا راجعنا تاريخ السلم ودرسنا سیرة المام علي) ع (‬

‫وطالعنا تاريخه المبارك ‪ ،‬نجده أشد المسلمین على الكفار في المجال العلمي والمجال الحربي‬
‫َ‬
‫ه‬
‫عن ِدين ِ ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن ي َْرت َدّ ِ‬
‫م ْ‬
‫مُنوا َ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وال تعالى يشیر إلیه بقوله‪َ ) :‬يا أي ّ َ‬
‫حبون َ َ‬ ‫فسو َ ْ‬
‫ن‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫عَلى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ه أِذل ّ ٍ‬
‫ة َ‬ ‫ُ‬ ‫وي ُ ِ ّ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫حب ّ ُ‬
‫وم ٍ ي ُ ِ‬
‫ق ْ‬ ‫ف ي َأِتي الل ّ ُ‬
‫ه بِ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫‪322‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ة‬
‫م َ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫و َ‬ ‫ول َ ي َ َ‬
‫خا ُ‬
‫فو َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سِبي ِ‬
‫في َ‬
‫ن ِ‬
‫دو َ‬
‫ه ُ‬
‫جا ِ‬
‫ن يُ َ‬
‫فري َ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬
‫كا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫أَ ِ‬
‫عّز ٍ‬

‫الحافظ ‪:‬‬ ‫ل َئ ِم ٍ ( ‪.‬‬

‫إنك تريد أن تحصر الية الكريمة التي تصف عامة المؤمنین في شأن علي كرم ال وجهه؟!‬

‫قلت‪ :‬لقد أثبت لكم أني ل أتكلم بغیر دلیل ‪ ،‬ودلیلي على هذا‪ ،‬أن الية إذا كانت تصف جمیع‬

‫المؤمنین ‪ ،‬لما فروا في بعض الغزوات من المیادين !‬

‫الحافظ ‪ :‬هل هذا الكلم من النصاف إذ تصف صحابة النبي) ص ( الذين جاهدوا ذلك الجهاد‬

‫العظیم ‪ ،‬وفتحوا تلك الفتوحات العظیمة ‪ ،‬وتقول‪ :‬إنهم فروا ؟! ألیس قولك هذا إهانة لصحابة‬

‫رسول ال) ص ( ؟!‬

‫قلت ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬أشهد ال سبحانه أني لم أقصد إهانة أي فرد من الصحابة وغیرهم ‪ ،‬وإنما الحوار‬

‫والنقاش يقتضي هذا الكلم ‪.‬‬

‫ثانیا‪ :‬أنا ما أنسب إلیهم الفرار ‪ ،‬ولكن التاريخ هكذا يحكم ويقول ‪ :‬إن في غزوة أحد فر‬

‫الصحابة حتى كبارهم ‪ ،‬وتركوا النبي ) ص ( طعمة لسیوف المشركین والكفار‪ ،‬كما يذكر‬

‫الطبري والمؤرخون الكبار ‪ ،‬فماذا تقولون حول الية الكريمة التي تشمل أولئك الذين ولوا الدبر‬

‫وفروا من الجهاد وخالفوا أمر ال عز وجل إذ يقول ‪:‬‬

‫ول ّــو ُ‬ ‫حف ـا ً َ‬ ‫َ‬


‫م‬
‫ه ُ‬ ‫فل َ ت ُ َ‬ ‫ن كَ َ‬
‫ف ـُروا َز ْ‬ ‫م ال ّـ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ذا ل َ ِ‬
‫قيت ُ ُ‬ ‫مُنوا إ ِ َ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫) َيا أي ّ َ‬

‫حي ّــزا ً ِإلــى‬ ‫َ‬ ‫حّرفا ً ل ِ ِ‬ ‫َ‬


‫مت َ َ‬
‫و ُ‬
‫لأ ْ‬‫قَتا ٍ‬ ‫مِئذ دُب َُرهُ إ ِّل ُ‬
‫مت َ َ‬ ‫و َ‬
‫م يَ ْ‬
‫ه ْ‬ ‫من ي ُ َ ّ‬
‫ول ِ‬ ‫اْلدَْباَر َ‬
‫و َ‬
‫ض ـب م ـن الل ّـه و ْ‬
‫صــيُر(‪.‬‬ ‫س ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫وب ِئ ْ َ‬
‫م َ‬
‫هن ّـ ُ‬
‫ج َ‬
‫واهُ َ‬
‫م ـأ َ‬
‫ِ َ َ‬ ‫غ َ ٍ ِ َ‬ ‫ف َ‬
‫ق ـدْ ب َــاءَ ب ِ َ‬ ‫ة َ‬
‫فئ َ ٍ‬
‫ِ‬

‫‪323‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثالثا‪ :‬لقد وافقنا في قولنا بأن اليعة نزلعت فعي شعأن المعام علعي) ع ( كعثیر معن أعلمكعم وكبعار‬

‫علمائكم ‪ ،‬منهم ‪ :‬أبو إسحاق الثعلبي ع الذي تحسبوه أمام أصحاب الحععديث فععي تفسععیر القععرآن ع ع‬

‫قال في تفسیر" كشف البیان" في ذيل الية الكريمة ‪ 54‬من سورة المائدة ‪ :‬إنما نزلت فععي شععأن‬

‫المام علي )ع( ‪ ،‬لن الذي يجمع كل المواصفات المذكورة في الية لم يكن أحد غیره ‪ ،‬ولم يذكر‬

‫أحد من المؤرخین من المسلمین وغیرهم ‪ ،‬بأن المام علیا ) ع ( فر من المیدان ‪ ،‬حتى ولو مععرة‬

‫أو أنه تقاعد وتقاعس في حروب النبي ) ص ( وغزواته مع الكفار ‪ ،‬ولو في غزوة واحععدة ‪ ،‬بععل‬

‫ذكر المؤرخون أنه في معركة أحد حینما انهععزم المسععلمون ‪ ،‬حععتى كبععار الصععحابة ‪ ،‬ثبععت المععام‬

‫علي ) ع ( واستقام واستمر في الجهاد ومقاتلة المشركین الوغاد ‪ ،‬وهم أكععثر مععن خمسععة آلف‬

‫مقاتل بین راكب وراجل ‪ ،‬وعلي ) ع ( يضرب بالسیف خراطیمهم ويحصد رؤوسععهم ‪ ،‬فععذب عععن‬

‫السلم ‪ ،‬ودفع الطغام ‪ ،‬عن محمد سید النام ‪ ،‬حتى سمع النداء مععن السععماء ‪ ) :‬ل سععیف إل ذو‬

‫الفقار ول فتى إل علععي ( ‪ ،‬وقععد أصععیب فععي جسععمه يععوم أحععد بتسعععین إصععابة غیععر قابلععة للعلج‬

‫فعالجها رسول ال بعدما انتهت المعركة عن طريق العجاز ‪ ،‬إذ مسح علیها بريقه المبارك الذي‬

‫جعل ال فیه بلسم كل جرح ‪ ،‬ودواء كل داء ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬ما كنت أظن أن تفتري على كبععار الصععحابة إلععى هععذا الحععد وتنسععبهم إلععى الفععرار! وهععم‬

‫المجاهدون في سبیل ال وخاصة الشیخان )رض( فإنهما ثبتا ودافعا عن النبي ) ص ( إلععى آخععر‬

‫لحظة حتى انتهت المعركة ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬إني لست بمفتر ‪ ،‬ولكنكم ما قرأتم تاريخ السعلم ‪ ،‬ولیععس لكعم فیععه تحقیعق وإلمعام ‪ ،‬حعتى‬

‫نطقتم بهذا الكلم !‬

‫‪324‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لقد ذكر المؤرخون وأصحاب السیر‪ :‬أن المسلمین انهزموا في غععزوة أحععد وخیععبر وحنیععن ‪ ،‬أمععا‬

‫خبر خیبر فقد ذكرته لكم عن صحیح البخاري ومسلم وغیرهما‪.‬‬

‫وأما الخبر عن غعزوة حنیععن وفعرار المسعلمین فیهعا ‪ ،‬فراجععع الجمعع بیعن الصععحیحین للحمیعدي‬

‫والسیرة الحلبیة‪. 3/123 :‬‬

‫وأما فرارهم في غزوة أحد ‪ ،‬فحدث ول حرج! فقد ذكره عامة المؤرخین ‪ ،‬منهم‪ :‬ابن أبي الحديد‬

‫عن شیخه أبي جعفر السكافي في شرح النهج ‪ 278 /13‬ط دار إحیاء التراث العربي ‪ ،‬قال‪ :‬فر‬

‫المسلمون بأجمعهم ولم يبق معه] النبي ) ص ([ إل أربعة ‪ :‬علي والزبیر وطلحة وأبو دجانة‪.‬‬

‫وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ ، 251 : 14‬وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة‪34 :‬‬

‫وغیرهما من العلم ‪ ،‬قالوا‪ :‬وسمع ذلك الیوم صوت من قبل السماء ل يرى شخص الصارخ‬

‫به ‪ ،‬ينادي مرارا‪ :‬ل سیف إل ذو الفقار ‪ ،‬ول فتى إل علي ‪ ،‬فسئل رسول ال) ص ( عنه ‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫هذا جبرائیل ع والنص لبن أبي الحديد ع ‪ .‬فكان علي) ع ( في كل الحروب التي خاضها مؤيدا من‬

‫عند ال ومنصورا بالملئك ‪.‬‬

‫روى محمد بن يوسف الكنجي القرشي في كتابه" كفاية الطالب" في البعاب السعابع والعشعرين ‪،‬‬

‫بإسناده عن عبدال بن مسعود ‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال) ص ( ‪ :‬ما بعععث علععي فععي سععرية إل رأيععت‬

‫جبرائیل عن يمینه ومیكائیل عن يساره والسحابة تظلععه حععتى يرزقععه الع الظفععر ‪ ،‬وروى المععام‬

‫الحافظ النسائي في كتابه خصائص المام علي) ع ( ‪ ،‬ص ‪ 8‬ط مطبعععة التقععدم بالقععاهرة ‪ ،‬بسععنده‬

‫عن هبیرة بن هديم ‪ ،‬قال‪ :‬جمع الناس الحسن بن علي)ع( وعلیه عمامة سوداء لما قتععل أبععوه ‪،‬‬

‫‪325‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فقال‪ :‬قد كان قتلتم بالمس رجل ما سبقه الولون ول يععدركه الخععرون ‪ ،‬وإن رسععول العع) ص (‬

‫قال‪ :‬لعطین الراية غدا رجل يحب ال ورسوله ‪ ،‬ويحبه ال ورسوله ‪ ،‬ويقاتل جبريل عن يمینععه‬

‫ومیكائیل عن يساره ‪ ،‬ثم ل ترد رايتععه حععتى يفتععح الع علیععه ‪ ....‬إلععى آخععره‪ ،‬نعععم ‪ ،‬كععان النصععر‬

‫معقودا براية المام علي) ع ( وسیفه ‪ ،‬وكان الظفر ينزل على المسلمین في كل میدان ينععزل فیععه‬

‫علععي) ع ( ‪ ،‬حععتى قععال النععبي ) ص (‪ :‬مععا قععام الععدين ومععا اسععتقام إل بسععیف علععي علیععه السععلم‬

‫وخلصة ما نقله الجمهور ‪ ،‬أن رسول ال) ص ( حاصر مع المسلمین قلع الیهععود ومنهععا قلعععة‬

‫خیبر ‪ ،‬عدة أيام ‪ ،‬فبعث النبي) ص ( أبا بكر مع الجیش ونععاوله الرايععة وأمععره أن يفتععح ‪ ،‬ولكنععه‬

‫رجع منكسرا عاجزا عن الفتح فأخذ النبي) ص ( الراية وأعطاها لعمر بععن الخطععاب وأرسععله مععع‬

‫الجیش لیفتح خیبر ولكنه رجع منهزما يجبن المسلمین وهععم يجبنععونه‪ ،‬فلمععا رأى النععبي) ص (‬

‫خور أصحابه وتخاذلهم وانهزامهم أمام ثلة من الیهود ‪ ،‬غضب منهم وأخذ الراية فقال‪ :‬لعطیععن‬

‫الراية غدا رجل يحب ال ورسوله ‪ ،‬ويحبه ال ورسوله ‪ ،‬كرارا غیر فرارا ل يرجععع حععتى يفتعح‬

‫ال على يديه ع ول يخفى تعريض النبي) ص ( فععي كلمععه بالفعارين عع فبععات المسععلمون لیلتهععم‬

‫يفكرون في كلم رسول ال) ص ( ‪ ،‬ومن يكون مقصوده ومراده؟! فلما أصبح الصععباح اجتمعععوا‬

‫حول النبي) ص ( والراية بیده المباركععة ‪ ،‬فتطععاولت أعنععاق القععوم طمعععا منهععم بهععا أو ظنععا بععأنه‬

‫سیناولهم الراية ‪ ،‬لكن النبي) ص( أجال بصره في الناس حوله وافتقد أخاه ومراده علي بن أبععي‬

‫طالب) ع( فقال‪ :‬أين ابن عمي علي ‪..‬؟ فارتفعت الصوات من كل جانب‪ :‬أنه أرمد يا رسول ال!‬

‫فقال) ص (‪ :‬علي به ‪ ،‬فجاؤا بالمام علعي) ع ( وهعو ل يبصعر موضعع قعدمه ‪ ،‬فسعلم ورد النعبي‬

‫علیه وسأله‪ :‬ما تشتكي يا علي؟ فقال) ع (‪ :‬صداع فععي رأسععي ‪ ،‬ورمععد فععي عینععي ‪ ،‬فأخععذ النععبي‬

‫‪326‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫) ص ( شیئا من ريقه المبععارك ومسععح بععه علععى جععبین المععام علععي) ع ( وقععال‪ :‬اللهععم قععه الحععر‬

‫والبرد؛ ودعا له بالشفاء ‪ ،‬فارتد بصیرا‪.‬‬

‫وإلى هذه المنقبة يشیر حسان في شعره فیقول‪:‬‬

‫دواء فعلما لعم يعحس مداويا‬ ‫وكعان علي أرمد العین يبتغي‬

‫فعبورك معرقیا وبورك راقیا‬ ‫شعفاه رسعول ال معن تفلة‬

‫كمیا شجاعا في الحروب محامیا‬ ‫وقال سأعطي الراية الیوم فارسا‬

‫بعه يفتح ال الحصون أوابیا‬ ‫يعحب اللعه واللعه يعحبه‬

‫ععلیا وسعماه الوصي المؤاخیا‬ ‫فعخص بعها دون البرية كلها‬

‫فأعطى النبي ) ص ( الراية لعلي ) ع ( وقال‪ :‬خذ الراية! جبرائیل عن يمینك ‪ ،‬ومیكائیل عن‬

‫يسارك ‪ ،‬والنصر أمامك ‪ ،‬والرعب مبثوث في قلوب القوم ‪ ،‬فإذا وصلت إلیهم فعرف نفسك وقل‪:‬‬

‫أنا علي بن أبي طالب ‪ ،‬فإنهم قرأوا في صحفهم أن الذي يدمر علیهم الحصون ويفتحها اسمه‬

‫إيلیا ‪ ،‬وهو أنت يا علي! فأخذ علي) ع ( الراية وهرول بها نحو القلع حتى وصل إلى باب خیبر‬

‫وهو أهم تلك الحصون والقلع ‪ ،‬فطلب المبارز ‪ ،‬فخرج إلیه مرحب مع جماعة من أبطال‬

‫الیهود ‪ ،‬فهزمهم علي) ع ( مرتین ‪ ،‬وفي المرة الثالثة لما برزوا وحمل علیهم علي) ع ( ضرب‬

‫بالسیف على رأس مرحب فوصل إلى أضراس مرحب وسقط على الرض صريعا ‪ ،‬وسجل‬

‫النصر للمسلمین‪ ،‬ونقل ابن الصباغ في" الفصول المهمة" عن صحیح مسلم ‪ ،‬وكذلك روى‬

‫المام النسائي في خصائص المام علي ‪7 :‬ط مطبعة التقدم بالقاهرة ‪ ،‬قال عمر بن الخطاب ‪ :‬ما‬

‫أحببت المارة إل يومئذ‪...‬الخ‪ .‬فالخبر ثابت ل ينكره إل المعاندون الجاهلون الذين لیس لهم‬
‫‪327‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫اطلع على تاريخ السلم وغزوات رسول ال )ص( ‪ .‬والن فقد ثبت للحاضرين ‪ ،‬وخاصة‬

‫العلماء والمشايخ ‪ ،‬بأني ل أتكلم من غیر دلیل ‪ ،‬ولم أقصد إهانة الصحابة ‪ ،‬بل مقصدي بیان‬

‫الواقع وكشف الحقائق ‪ ،‬التي منها الستدلل بالتاريخ والحديث والعقل والنقل ‪ ،‬بأن جملة‬

‫) أشداء على الكفار ( في الية الكريمة تنطبق على المام علي علیه السلم قبل أن تنطبق على‬

‫غیره كائنا من كان ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫مل المؤلف خمس صفحات متتالیة لیثبت أن النهار لیل‪!!!....‬‬

‫قال المؤلف ‪ :‬کان أصحاب النبي صلی ال علیه وسلم يفرون دائمًا من میععدان النععزال والقتععال ال‬

‫علي‪ !!!....‬نقل هذا القول عن ابن ابي الحديد والکنجي الشافعي‬

‫وسلیمان البلخي ‪ .‬قلت‪ :‬هل لك أن تقول لنا أيها المدعي الکذاب إن کان هذا حال الصحابة فلمععاذا‬

‫لم يخش هؤلء الجبناء الفرارون من علي وهو السد الضاري والسیف البتععار‪..‬؟ کیععف يعقععل أن‬

‫مثل هؤلء يقوموا بضرب زوجته أمام عینه دون أن يحرك ساکن وهو کما علمتم حیدرة الکععرار‬

‫داحي الباب‪...‬؟!!!‬

‫کیف يقوی هؤلء علی جر علي معن مجعامع ثعوبه لیجعبروه علعی البیععة جعبرًا وهعو معن علمتعم‬

‫مظهر العجائت وهازم الکتائب ‪...‬؟!!!‬

‫لماذا وقفوا بوجهه وفعلوا به کل تلك الفعائل دون أن يخافوا أو يفروا ‪...‬؟‬

‫إن المؤلف يريد أن يفهمنا أن الصحابة قد شارکوا في الحروب والفتوحععات ولکنهععم لععم يصععمدوا‬

‫عند النزال ومقارعة الهوال ‪ ،‬بل فروا وولوا علی أدبارهم هاربین أرأيتععم الععی أي مقصععد خععبیث‬

‫يرمي ويشیر ‪..‬؟!!‪.‬‬


‫‪328‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فلتعلم ولیعلم من وراءك إن مشاركة الصحابة في هععذه الحععروب والفتوحععات دلیععل علععی صععدقهم‬

‫واخلصهم ولکن هل لك أن تخبرنا ايها الدعي ابن الدعي کم حربًا خضتها أنت وآباؤك من قبل؟!‬

‫إن الصحابة رضي ال عنهم عندما سمعوا بخبر مقتل النبي صلی ال علیه وسلم في معرکة أحععد‬

‫واستشهاده فر بعض الصحابة ولکن عمر لم يکن منهم ‪ !!!..‬قال تعالی بشأن أولئك » ولقد عفععا‬

‫آل عمران ‪. 155 /‬‬ ‫ال عنهم إن ال غفور رحیم «‬

‫لیتك أيها المؤلف قاتلت أعداء ال ولو مرة لکي تتجرأ بعد ذلك وتقععول مثععل هععذا الکلم ؟؟ إنکععم‬

‫أيها الشیعة ل شغل لکم ول عمل ال سب الصحابة رضي ال عنهم والطعن في سععلف هععذه المععة‬

‫وال فأنا أتساءل فهل منکم من يجیب ‪..‬؟ هل تدلنا علععی مدينععة واحععدة علععی وجععه الرض فتحععت‬

‫علی ايدي الشیعة ‪..‬؟ إن تاريخکم الطويل يکذبکم ويشهد علیکم شهادة صادقة ل يغسععلها المععاء‬

‫إنکم کنتم وما زلتم رمز الغار والتآمر والخیانة والوقوف مع كل معتدي وغاصب فمععا شععهر لکععم‬

‫رمح ول سل لکم سیف ال لمحاربة المسلمین من أهل القبلة وأحباب القرآن ‪ ،‬ثم أتی المؤلف بعد‬

‫هذا بأبیات من سعد ابن ابي الحديد حیث يقول فیها‪:‬‬

‫أشعار بن أبي الحديد ‪ ،‬فإنه قال ضمن علوياته السبع المشهورة ‪:‬‬

‫فعفیها لعذي العلب الملب أعاجیب‬ ‫ألعم تعخبر الخعبار في فتح خیبر‬

‫وفعرهما و العفر قعد علما حوب‬ ‫ومعا َأْنعس ل أْنعس اللذين تقدما‬

‫معلبعس ذل فعوقها و جعلبیب‬ ‫ولعلراية الععظمى وقعد ذهعبا بها‬

‫طعويل نعجاد السیف أجید يعبوب‬ ‫يعشلهما معن آل معوسى شمردل‬

‫ويعلهب نعارا غعمده والنعابیب‬ ‫يعمعج معنعونا سعیفه وسعنانه‬

‫‪329‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وذانعهما أم نعاعم العخد مخضوب‬ ‫احضرهما أم حضرا خرج خاضب‬

‫وإن بعقاء العنفس لعلنفس محبوب‬ ‫ععذرتكما ‪ ،‬إن العحمام لعمبغض‬

‫فكیف يلذ الموت والموت مطلوب ؟!‬ ‫لعیكره طعم الموت والموت طالب‬

‫قلت‪ :‬إن المؤلف يعتبر ابن ابي الحديد هذا من أهل السنة بینما هو يقول ‪ :‬إن الشیخین أبي بکر‬

‫وعمر رجلین ساذجین ل علم لهم ول دراية بفنون القتال‬

‫وأسراره ولذا فهما قد ألبسا السلم لباس الذل والمهانة‪ !!!...‬ثم تراه في آخر شعععره يثنععي علععی‬

‫علي ويذم أبابکر وعمر‪....‬؟!!‪.‬‬

‫ومع ذلك فإن هذا المؤلف الخائب يستدل بأقواله کثیرًا في کتابه ثم يقول‪ :‬إنه من کبار علماء أهل‬

‫السنة وقد اسلفنا القول في حقیقة هذا الرجل وخیانته فل داعي لتکرار ذلك ‪.‬‬

‫إذًا ‪ ،‬فالشیعة جعلوا من علي رضي ال عنه سترًا لهم وذريعة للطعن والسب والذم بمناسبة ومن‬

‫غیر مناسبة لصحابة رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬مع إننا نعلم جیدًا أن الشیعة کلهم اعععداءًا‬

‫ل ونبیه وآل بیته وكل مؤمن بار تقي يحبهم ويترضى عنهم ‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والستون بعد المائة وقوله ‪ :‬علي حبیب ال ورسوله) ص (‬

‫رابعا‪ :‬الية الكريمة في سورة المائدة ‪ ،‬تصرح أن المقصودين هم الموصوفون فیها ‪ ،‬يحبهم ال‬

‫ويحبونه ‪ ..‬وهذه فضیلة ثابتة للمام أمیر المؤمنین ) ع ( ولععم تثبععت فععي حععق غیععره ‪ ،‬وإن كععان‬

‫كثیر من المؤمنین والصحابة هم أيضا يحبهم ال ويحبونه ولكععن غیععر معینیععن ‪ ،‬أمععا علععي ) ع (‬

‫فهو معني بهذه الفضیلة كما قعال ذلعك كعثیر معن العلم ‪ ،‬منهعم ‪ :‬العلمعة الكنجعي الشعافعي فعي‬

‫الباب السابع من كتابه" كفاية الطالب" روى بإسناده عن ابن عباس ‪ ،‬أنه قال‪ :‬كنت أنععا وأبععي عع‬

‫‪330‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫العباس جالسین عند رسول ال) ص ( إذ دخل علي بن أبي طالب ‪ ،‬وسلم ‪ ،‬فرد علیه رسععول الع‬

‫) ص ( وبش وقام إلیه واعتنقه ‪ ،‬وقبل ما بین عینیه ‪ ،‬وأجلسه عن يمینه؛ فقال العباس ‪ :‬أتحععب‬

‫هذا يا رسول ال؟ فقال رسول ال) ص (‪ :‬يا عم رسول ال! وال ‪ ،‬ال أشد حبا له مني(‬

‫وذكرنا لكم في المجالس الماضیة مصادر هذا الخبر الذي تلقاه العلماء كلهععم بالصععحة والقبععول ‪،‬‬

‫وهو دلیل قاطع ‪ ،‬وبرهان ساطع ‪ ،‬على أن علیا) ع ( أحب الخلق إلى الع سععبحانه وتععالى وإلععى‬

‫رسوله) ص(‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫من دون خجل أوحیاء يعید المؤلف الکرة مرة أخری لینقل الینا هذه الروايععة الععتي ذکرهععا شععیخه‬

‫الکنجي ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬إن ال تعالی لم تنحصر أو تقتصر محبتععه سععبحانه ورضععاه علععی شععخص واحععد فهععذا قععول‬

‫يسأل عنه قائله ‪ ،‬ويسأل عن مأخذه والصل الذي نقل عنه ‪..‬؟ ثم إنععا ومععن خلل قراءتنععا لكتابععك‬

‫الذي يتألف من الف صفحة تقريبا لم نععرك ولععو لمععرة واحععدة ذکععرت فیععه قععوًل يسععتحق الحععترام‬

‫ويتفق مع القواعد والصول التي يعرفها الناس من أهل العلم والشأن ‪ ،‬بل لم نر فیععه ال الهععذيان‬

‫الرخیص والقول التافه الذي حاولت بکل ما أوتیت من خبعث ومکعر أن تضعحك فیعه علعی عقعول‬

‫العوام من الناس لتضلهم وتغويهم بکفرك والحادك وزندقتك ‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والستون بعد المائة وقوله ‪ :‬ومن أهم الععدلئل علععى أن علیععا) ع ( هععو المقصععود‬
‫فسو َ ْ‬
‫ه‪ ( ....‬حعععديث الرايعععة‬
‫حّبون َ ُ‬
‫وي ُ ِ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫حب ّ ُ‬
‫وم ٍ ي ُ ِ‬
‫ق ْ‬ ‫ف ي َأِتي الل ّ ُ‬
‫ه بِ َ‬ ‫بالية الكريمة ) َ َ ْ‬

‫لفتح خیبر ‪ ،‬وقد نقله كبار علمائكم ‪ ،‬ومشاهیر أعلمكم ‪ ،‬منهم‪ :‬البخاري في صععحیحه ج ‪ 2‬كتععاب‬
‫‪331‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الجهاد ‪ ،‬باب دعاء النبي ) ص ( ‪ ،‬و ج ‪ 3‬كتاب المغازي ‪ ،‬باب غزوة خیبر ‪ ،‬ومسلم في صععحیحه‬

‫‪ ، 2/324‬والمام النسائي في ) خصائص أمیر الؤمنین) ع ( ‪ ،‬والترمذي في السععنن ‪ ،‬وابععن حجععر‬

‫العسقلني في الصابة ‪ ، 2/508‬وابن عساكر في تاريخه ‪ ،‬وأحمد بععن حنبععل فععي مسععنده ‪ ،‬وابععن‬

‫ماجة في السنن والشععیخ الحععافظ سععلیمان فععي " ينععابیع المععودة" البععاب السععادس ‪ ،‬وسععبط ابععن‬

‫الجوزي في التذكرة ومحمد بن يوسف الكنجي الشافعي ‪ ،‬في"كفاية الطالب" الباب الرابع عشر‬

‫‪ ،‬ومحمد بن طلحة فععي " مطععالب السععؤول" الفصععل الخععامس ‪ ،‬والحععافظ أبععو نعیععم فععي " حلیععة‬

‫الولیاء" والطبراني في الوسط ‪ ،‬والراغب الصفهاني في محاضععرات الدبععاء ‪ ، 2/212‬ول أظععن‬

‫أن أحدا من المؤرخین أهمل الموضوع أو أحدا من المحدثین أنكره ‪ ،‬حتى إن الحععاكم عع بعععد نقلععه‬

‫له ع يقول ‪ :‬هذا حديث دخل في حد التواتر؛ والطبراني يقول‪ :‬فتح علي) ع ( لخیبر ثبت بالتواتر‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إن الذي يتابع مؤلف هذا الکتاب ويتمعن في أسلوبه وطريقة کتابته سیتبین له‬

‫ولول وهله أنه يجلس أمام کاتب للقصص السینمائي ‪ !!...‬أنظروا الیععه فععي هععذا المشععهد المععثیر‬

‫وهو يجلس شیخ السوء والضللة المدعو سلیمان البلخي الی جانب المععام البخععاي‪ !!!...‬ولکععي‬

‫تدرك عزيزي القاريء سوء عمل هذا الرجل ‪ ،‬تصور لو أنني قلت لك ‪ :‬حدثنا علي بن ابي طالب‬

‫وجورج بوش ‪ :‬ان رسول ال صععلی الع علیععه وسععلم قععال ‪........ :‬؟؟!! ‪ ،‬أو لضععرب لعك مثععاًل‬

‫أوضح واقرب الی الواقع فأقول‪ :‬روی علي بن أبي طالب والععبروجردي – اسععم مرجععع ايرانععي ‪-‬‬

‫کلهما عن رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪ ...... :‬؟!! فماذا سیکون موقف عك أيهععا المسععلم ‪....‬؟‬

‫والن لماذا يفعل المؤلف ذلك ‪..‬؟ لماذا يقول لنا حدثنا وحدثنا ‪......‬؟!! إنه وبکل صراحة يريد أن‬

‫يقول لنا ويبدي ما خفي في قلبه علی لسان حبیبه واستاذه سلیمان البلخي ‪ ،‬ولکنه سلفًا يعلععم أن‬
‫‪332‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫هذا العذر أقبح من الذنب ولذلك فهو يحاول أن يشفع هذه القول بذکر المعام البخععاري ولیععزج بععه‬

‫زجًا في هذه اللعبة المکشوفة طمعًا منه في اظهار هذا القول أو ذاك بمظهر فیه شيء مععن القععوة‬

‫والحکام ‪.‬‬

‫ل‬
‫ن الرايععة غععدًا رج ً‬
‫جاء في الحديث الصحیح أن رسول ال صلی الع علیععه وسععلم قععال‪ »:‬لعطیع ّ‬

‫يحب ال ورسوله ويحبه ال ورسوله « وهذا الحديث بل ادنعی شعك ورد بشععأن علعي يععوم خیععبر‬

‫فنحععن نعتقععد ان هععذا الحععديث يعتععبر مععن الحععاديث الععتي وردت فععي بیععان هععذه المنقبععة العظیمععة‬

‫والفضیلة الخاصة لسیدنا علي رضي ال عنه‪ ،‬ولکن ل يعني ذلك الطعن والذم لغیره ‪ ،‬فععإن مععدح‬

‫الشخص والثناء علیه ل يدل علی الطعن بالخر ‪ !!..‬وإل فهناك الکثیر مععن الحععاديث الصععحیحة‬

‫التي جاءت في مدح سیدنا عمر والثناء علیه وبیان فضله ومنزلته فهل يعنععي ذلعك الععذم والطعععن‬

‫واللمز بشخص علي رضي ال عنه ؟!! ‪ .‬سبحانك هذا بهتان عظیم ‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والستون بعد المائة وقوله ‪ :‬وخلصة ما نقله الجمهور ‪ ،‬أن رسول ال) ص (‬

‫حاصر مع المسلمین قلع الیهود ومنها قلعة خیبر ‪ ،‬عدة أيام ‪ ،‬فبعث النبي) ص ( أبا بكر مع‬

‫الجیش وناوله الراية وأمره أن يفتح ‪ ،‬ولكنه رجع منكسرا عاجزا عن الفتح ‪ ،‬فأخذ النبي) ص (‬

‫الراية وأعطاها لعمر بن الخطاب وأرسله مع الجیش لیفتح خیبر ‪ ،‬ولكنه رجع منهزما يجبن‬

‫المسلمین وهم يجبنونه‪ ،‬فلما رأى النبي) ص ( خور أصحابه وتخاذلهم وانهزامهم أمام ثلة من‬

‫الیهود ‪ ،‬غضب منهم وأخذ الراية‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يقول في ادعاءه هذا ان جیش المسلمین عنه کانت قیادته بید أبي بکر وعمر فقد هزم مرتان‪!!..‬‬

‫‪333‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل للقیادة وزعامة الجیععوش السععلمیة فلمععاذا‬


‫قلت‪ :‬إن لم يکن هؤلء الصحابة الجلء الکرام أه ً‬

‫ل واضععحًا‬
‫إذًا سلمهم النبي صلی ال علیه وسلم زمام المور وجعلها في يدهم ‪....‬؟ الیس ذلك دلی ً‬

‫علی صدقهم وإخلصهم وکفاءتهم اذ جعلهم النبي صلی ال علیه وسلم في هذا المنصب والمقععام‬

‫ل لهععذا العمععل أو ذاك مععن رسعول الع صعلی الع علیععه‬


‫الخطیر ‪...‬؟ فهل أنت أعلم بمععن يکععون أه ً‬

‫وسلم‪.‬؟ ثم من قال لك أن الحرب يعني النتصار الدائم فیها ‪..‬؟ال تعلم أن الحرب كر وفر والعععبرة‬

‫بالصبر والصدق والخلص واداء الواجب على الوجه و بالطريقة التي يرتضیها ال تعععالی وامععا‬

‫عامل النصر او الهزيمة بعد بذل الوسععع والطاعععة ‪ ،‬فهععو بیععد الع تعععالی ولیععس ذلعك بیععد البشععر‬

‫فالحرب لم تکن يومًا نزهة أو رحلة يقضي فیها العععابثون اوقععاتهم ثععم ان هزيمععة الجیععش ل تععدل‬

‫أبدًا علی خوف القائد أو جبنه ‪ ،‬واذا کان المر کما تقول فإني أسألك‪ :‬لماذ لم ينتصر النبي صععلی‬

‫ال علیه وسلم في أحد ‪..‬؟ ولماذا لم ينتصر علي في صفین ‪..‬؟ أجبنا وخوفا كععان منععه ‪...‬؟ فبهععت‬

‫الذي کفر‪.!!!........‬‬

‫الدعاء السادس والستون بعد المائة وقوله ‪ :‬أما قولكم بأن جملة ) رحماء بینهم ( تنطبق علععى‬

‫عثمان بن عفان وهي إشارة إلى مقام الخلفة في المرتبة الثالثة ‪ ،‬وأن عثمان كععان رقیععق القلععب‬

‫بالمؤمنین رؤوفا رحیما ‪ ..‬فنحن ل نرى ذلك من صفات عثمان ‪ ،‬بل التاريعخ يحعدثنا علعى عكعس‬

‫ذلك ‪ ،‬وأرجو أن ل تسألوني توضیح الموضوع أكثر من هذا ‪ ،‬لني أخاف أن تحملوا حديثي على‬

‫الساءة والهانة بمقام الخلیفة الثالث ول أحب أن أزعجكم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪334‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يقول هذا الدعي ‪ :‬قال أهل السنة ‪ :‬إن قععوله تعععالی‪ » :‬رحمععاء بینهععم « نزلععت فععي عثمععان وهععي‬

‫کذلك دلیل واشارة الی انه سیکون الخلیفة الثالث بعد النبي صلی ال علیه وسلم ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬إنا لم نقل إن هذه الية نزلت في کذا ‪ ،‬بععل انتععم مععن قلتعم هععذا ثععم نسعبتموه الینعاء أي انکعم‬

‫تقولونا مالم نقل ‪......‬؟!!!!‬

‫ان الية تقول بکل صراحة ووضوح » محمد رسول ال والذين معه إشعداد علعی الکفعار رحمعاء‬

‫بینهم « إذا نحن لم نقل ما ذکرت‪ ،‬بل انت الذي قلته ثم الصقت ذلك ونسبته الی رجل جاهل مثلععك‬

‫ل حقیة له ول وجود ال في عقلك الذي بیض فیه الشیطان وفرخ‪ ،‬ثم إنك لم تذکر أين ذکرنععا هععذا‬

‫التفسیر في کتبنا وتفاسیرنا ومن قعال بعذلك ‪..‬؟ إن اليعة واضعحة کعل الوضعوح وهعي نزلعت فعي‬

‫جمیع الصحابة رضي ال عنهم وعلي واحد منهم وعثمان كذلك فرد منهم ‪ ،‬فلم نقل ان هذه الية‬

‫نزلت في شخص دون آخر‪ ،‬ثم إن الية لم تقل‪ :‬رحماء مع غیرهم‪ !!....‬بل قالت » رحماء بینهععم‬

‫« إن کنت أنت نفسك ل تری أن عثمان رضي ال عنه کان من الرحماء فأنت وشأنك‪ ،‬ولکن إياك‬

‫واللجوء الی هذا السلوب الذي ينم عن خبثك ويدل علی دجلك ومکرك واحتیال عك علععی ديععن ال ع‬

‫واستهزاءك به ‪ ،‬فلعبك أصبح مكشوف لكل ذي عینین ‪!!..‬‬

‫الدعاء السابع والستون بعد المائة وقععوله‪ :‬لقععد أجمععع المؤرخععون والعلم مثععل ‪ :‬ابععن خلععدون‬

‫وابن خلكان ‪ ،‬وابن أعثم الكوفي وأصحاب الصحاح كلهم والمسعودي في مععروج الععذهب ‪1/435‬‬

‫وابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ ،‬والطبري في تاريخه وغیرهم من علمائكم ‪ ،‬قععالوا‪ :‬إن عثمععان‬

‫بن عفان حینما ولي الخلفة سار على خلف سنة الرسول) ص ( وسیرة الشیخین ونقض العهععد‬

‫الذي عاهده علیه عبد الرحمن بن عوف في مجلس الشعورى حیعن بعايعه علعى كتعاب الع وسعنة‬

‫الرسول) ص ( وسیرة الشیخین ‪ ،‬وأن ل يسلط بنععي أمیععة علععى رقععاب المسععلمین ‪ ،‬ولكععن حینمععا‬
‫‪335‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫استتب له المر خالف العهد ‪ ،‬وتعلمععون بععأن نقععض العهععد مععن كبععائر الععذنوب ‪ ،‬والقععرآن الحكیععم‬

‫يصرح بذلك ‪.‬‬

‫قال تعالى ‪َ ) :‬‬


‫ســؤول ً( وقععال تعععالى ‪ ) :‬ي َــا‬
‫م ْ‬ ‫هدَ ك َــا َ‬
‫ن َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ع ْ‬ ‫د إِ ّ‬
‫ه ِ‬ ‫فوا ِبال ْ َ‬
‫ع ْ‬ ‫و ُ‬
‫وأ ْ‬
‫َ‬

‫ه َأن‬
‫عن ـدَ الل ّـ ِ‬
‫قتا ً ِ‬
‫م ْ‬ ‫عُلو َ‬
‫ن ك َب َُر َ‬ ‫ما ل َ ت َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫قوُلو َ‬
‫ن َ‬ ‫م تَ ُ‬
‫مُنوا ل ِ َ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫أي ّ َ‬

‫الحععافظ ‪ :‬نحععن ل نعلععم لععذي‬ ‫عل ُــو َ‬


‫ن(‪.‬‬ ‫ف َ‬ ‫قوُلوا َ‬
‫مــا ل َ ت َ ْ‬ ‫تَ ُ‬

‫النورين خلفا ‪ ،‬وإنما هذا قولكم ومن مزاعم الشیعة ول دلیل علیه ! قلت‪ :‬راجعوا شرح النهج ععع‬

‫لبن أبي الحديد ع ‪ 1/198‬ط دار إحیاء التراث العربعي ‪ ،‬فعإنه قعال‪ :‬وثعالث القعوم هعو عثمعان بعن‬

‫عفان ‪ ....‬بايعه الناس بعد انقضاء الشورى واستقرار المر لهوصععحت فیععه فراسععة عمععر ‪ ،‬فععإنه‬

‫أوطأ بني أمیة رقاب الناس ‪ ،‬وولهم الوليات ‪ ،‬وأقطعهعم القطعائع وافتتحعت أفريقیعة فعي أيعامه‬

‫فأخذ الخمس كله فوهبه لمروان ‪ ،‬وأعطى عبدال بن خالد أربعمععائة ألععف درهععم ‪ ،‬وأعععاد الحكععم‬

‫بن أبي العاص إلى المدينة ‪ ،‬بعد أن كان رسول ال) ص ( قد سیره ع أي‪ :‬نفاه من المدينة ع ثم لم‬

‫يرده أبو بكر ول عمر! وأعطعاه معائة ألععف درهعم ‪ ،‬وتصععدق رسععول الع ) ص ( بموضععع سعوق‬

‫بالمدينة ع يعرف بمهزوز ع على المسلمین ‪ ،‬فأقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان ‪ ،‬وأقطع‬

‫مروان فدك ‪ ،‬وقد كانت فاطمة بنت رسول ال) ص ( طلبتها بعد وفاة أبیها) ص ( تارة بالمیراث‬

‫‪ ،‬وتارة بالنحل ‪ ،‬فدفعت عنها ‪ ،‬وحمى المراعي حول المدينة كلها من مواشي المسلمین كلهم إل‬

‫عن بني أمیة ‪ ،‬وأعطى عبدال بن أبي السرح جمیع ما أفاء ال علیه من فتح أفريقیة بالمغرب ‪،‬‬

‫وهي من طرابلس الغرب إلى طنجة ‪ ،‬من غیر أن يشععركه فیععه أحععد مععن المسععلمین ‪ .‬وأعطععى أبععا‬

‫سفیان بن حرب مائتي ألف من بیت المال ‪ ،‬في الیوم الذي أمر فیه لمروان بن الحكم بمائة ألععف‬

‫من بیت المال ‪ ،‬وقد كان زوجه ابنته أم أبان ‪ .‬فجاء زيد بن أرقم صععاحب بیععت المععال بالمفاتیععح ‪،‬‬
‫‪336‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فوضعها بین يدي عثمان وبكى وقال‪ ... :‬وال لو أعطیت مروان مائة درهم لكععان كععثیرا! فقععال‪:‬‬

‫ألق المفاتیح يابن أرقم ‪ ،‬فإنا سنجد غیرك! وأتاه أبو موسى بأموال من العراق جلیلععة ‪ ،‬فقسععمها‬

‫كلها في بني أمیة ‪ ،‬وأنكح الحارث بن الحكم ع أخا مروان ع ابنته عائشة ‪ ،‬فأعطاه مائة ألععف مععن‬

‫بیت المال ‪ ،‬بعد طرده زيد بن أرقم عن خزانته وانضم إلى هذه المور ‪ ،‬أمور أخرى نقمها علیه‬

‫المسلمون ‪ ،‬كتسییر أبي ذر رحمه ال تعالى إلى الربذة ‪ ،‬وضرب عبدال بععن مسعععود حععتى كسععر‬

‫أضلعه ‪ ،‬وما أظهر من الحجاب‪ ،‬والعدول عن طريقة عمر في إقامة الحدود ورد المظععالم وكععف‬

‫اليدي العادية والنتصاب لسیاسة الرعیة! وختم ذلك ما وجدوه من كتابه إلى معاوية يععأمره فیععه‬

‫بقتل قوم من المسلمین ‪ ....‬إلى آخره ‪ .‬هذا كلم ابعن أبععي الحديعد فععي عثمعان بععن عفعان ‪ .‬وذكععر‬

‫المسعودي في مروج الذهب ‪ 341 /2‬ع ‪ : 343‬فقد بلغت ثروة الزبیر خمسین ألععف دينععار وألععف‬

‫فرس وألف عبد وضیاعا وخططا في البصرة والكوفة ومصر والسععكندرية ‪ ،‬وكععانت غلععة طلحععة‬

‫بن عبیدال من العراق كل يوم ألف دينار وقیل أكثر ‪ ،‬وكان على مربط عبععد الرحمععن بععن عععوف‬

‫مائة فرس ‪ ،‬وله ألف بعیر ‪ ،‬وعشرة آلف شاه وبلغ ربع ثمععن مععاله بعععد وفععاته أربعععة وثمععانین‬

‫ألفا‪ ،‬وحین مات زيد بن ثابت خلف من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس غیر ما خلف مععن‬

‫الموال والضیاع بقیمة مائة ألف دينارومات يعلي بن منیة وخلف خمسععمائة ألععف دينععار وديونععا‬

‫وعقارات وغیر ذلك ما قیمته ثلثمائة ألف دينععار ‪ ،‬أمععا عثمععان نفسععه‪ ...‬فكععان لععه يععوم قتععل عنععد‬

‫خازنه مائة وخمسون ألف دينار وألف ألف]أي‪ :‬ملیععون[ درهععم ‪ ،‬وقیمععة ضععیاعه بععوادي القععرى‬

‫وحنین وغیرهما مائة ألف دينار‪ ،‬وخلف خیل كثیرا وإبل ‪ .‬ثععم قععال المسعععودي بعععد ذلععك ‪ :‬وهععذا‬

‫باب يتسع ذكره ‪ ،‬ويكثر وصفه فیمن تملك الموال في أيامه ‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬قبل الجابة والرد علي هذا الدعاء أود أن اذکر نبذة في التعريععف بهععذا الرجععل الععذي يقععول‬

‫عنه المؤلف‪ :‬إن المسعودي رجل يرتضیه الطرفان ‪ -‬أي السنة والشیعة‪ -‬فالمسعععودي هععذا کععان‬

‫شیعیًا معتزلیا ‪ ،‬فل أعرف لماذا ل تعتبره الشیعة منها وقد وجد المقتضععی والسععبب الععذي يجعلععه‬

‫جديراً بأن يکون منهم أل وهو ذم‬

‫الصحابة وسبهم ‪....‬؟!!!‪.‬‬

‫فما الذي بقی إذًا ‪ ..‬؟ إن الشیعة تظهر مودتها له واحترامها الکععبیر لمععا يبععديه مععن آراء واقععوال‬

‫بل وحتی تعتبر النقل عنه أولی من النقل عن البخاري ومسلم‪!!....‬‬

‫وبالجملة فإن المسعودي هذا شیعي محترق ضال مضل خبیث السر والسیرة ‪.‬‬

‫أما ردنا علیه فهو‪ :‬إن الکذب لبد وأن يکون له حد ‪ ،‬وال فقل لي ‪ :‬أين هو السند الذي اعتمععدت‬

‫علیه في نقلك لهذه الرواية في الصحاح السته کما تزعم ذلك‬

‫وتدعیه ‪..‬؟ إنا أهل السنة ل نعععرف أن هنععاك صععحاحًا سععتة ‪ ،‬إنمععا همععا صععحیحان فقععط البخععاري‬

‫ومسلم ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫هععل لعك أن تأتینععا بحععديث صععحیح واحععد ‪..‬؟ إن کنععت علعی مقععدرة وبراعععة فععي التلععبیس والععد ّ‬
‫س‬

‫والتلفیق فکل واحد يجید هذا‪ ،‬وانا کذلك أستطیع أن ألفق لك واختلق ما اشاء من القوال ثععم بعععد‬

‫ذلك اقول لك هذا الحديث جاء الکتب الربعة المعتمدة لدی الشیعة ‪..‬؟!!! نعععم اسععتطیع ان أقععول‪:‬‬

‫أخرج الئمة الربعة عند الشیعة في کتبهم بسند صحیح أن عثمان رضي ال عنععه وأرضععاه کععان‬

‫أشبه الناس نورًا بالقمر‪ ،‬وأنه اتقی الناس واقضى حتی من علي ‪..‬؟!! ألم يزوج النبي صلی العع‬

‫‪338‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫علیه وسلم عثمان من آبنتیه ؟ هل اشتکت بنت رسول ال صلی ال علیه وسلم يومًا العی رسعول‬

‫ال من زوجها عثمان ‪..‬؟ هل قالت لبیها يومًا‪ :‬ان عثمان رجل سارق مارق سيء‬

‫» حسب زعمکم «‪...‬؟ هل قالت له‪ :‬إن أنا مت يا أبي فل تزوجه بنتك الخری ‪..‬؟ هعل حعدث مثعل‬

‫ذلك کّله ‪..‬؟ انا بنفسي حینما توفیت زوجتي الولی بعد أن انجبت لي سبعة من البنععاء ‪ ،‬کمععا لععي‬

‫ولدان من زوجتي الثانیة کذلك‪ ،‬تقدمت بعد وفاتها الی أبیها وطلبت يد أختها فزوجني إياها ‪ ،‬ألععم‬

‫يکن صهري يعرفني ويعرف خلقي‬

‫وديني ‪..‬؟ بل کان يعرف کل صغیرة وکبیرة في بیتي ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫إن هذا المفتري الکذاب جاءنا بعد مرور ‪ 1400‬عام وقد کان يعرف کل صغیرة‬

‫وکبیرة عن حیاة سیدنا عثمان رضي ال عنه ‪ ،‬وأما زوجته وأهله التي کانت معه لیل نهار فإنها‬

‫لم تکن تعرف عنه ما عرفه هذا الدعي الماکر ‪..‬؟ كان بمقدور کل شخص أن يضع التفسیر الععذي‬

‫يراه مناسبًا حینما زوجتي صهري من ابنته الثانیة بعد وفاة أختها ‪ ،‬فیستطیع الحاسد والعدو أن‬

‫ل إنه زوجني ‪:‬‬


‫يقول مث ً‬

‫‪ -1‬لکي يغیض ضرة ابنته ‪!!....‬‬

‫‪ - 2‬طمعًا في المال ‪!!....‬‬

‫‪ -3‬لنه مجنون ل عقل له ول يعرف مصلحة ابنته ‪!!...‬‬

‫يستطیع کل من في قلبه مرض وحسد أن يقول ذلك عني وعن صهري کمععا يشععاء أمععا مععع النععبي‬

‫صلی ال علیه وسلم فالمر يختلف تمامًا ‪ ،‬لن من يقول مثل ذلك فل نأمن علیه الکفر ‪...‬؟!!!‬

‫انا علی يقین ان الشیعة تعرف ذلك جیدًا وتفهمه‪.!!!...‬‬

‫لذلك فإن المؤلف يقول ‪ :‬إنه لم يزوجه ابنته ال لمصلحة رآها ‪!!!..‬‬

‫‪339‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ف في تحقیق تلك المصلحة‬


‫قلت‪ :‬لو کان المر کما تقول لکان تزويجة بواحدة کا ٍ‬

‫ثم ما هي تلك المصلحة العظیمة للدين التي کان يرتجیها من عثمان وهو لم يکن رضي ال عنه‬

‫في قبیلته بتلك المنزلة التي يتصورها المؤلف ‪!..‬‬

‫ثم إن بنت کبیر القبیلة التي ينتسب الیها عثمان کانت زوجة رسول ال صلی ال ع علیععه وسععلم ‪،‬‬

‫نعم الم تکن أم حبیبة بنت أبي سفیان أم المؤمنین وزوجة رسول رب العالمین ‪..‬؟‬

‫قال لي صهري ذات يوم ‪ :‬إني زوجتعك بنععتي الثانیععة لنعك رجععل طیععب‪ .!!!...‬إنععي علععی يقیععن ان‬

‫رسول ال صلی ال علیه وسلم لم يزوج عثمان من ابنته الثانیة إل للسبب نفسه ‪....‬؟!!!!‪.‬‬

‫أيها الدعي المخذول ‪ :‬إنك بإهانتك وذمك لصحاب النبي صلی ال علیه وسلم إنمعا تطععن بعالنبي‬

‫نفسه ولکن ل تصرح بذلك ول تملك الجرأة الکافیة حتی تقول ذلك‬

‫ولکنك تعلم ويعلم كل عدو لدين ال تعالی أن ضرب السععلم وهععدمه والتشععکتیك بععه مععن الععداخل‬

‫اسهل وأسلم ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والستون بعد المائة وقوله ‪ :‬ولشععك أن عثمععان خععالف طريقععة أبععي بكععر ونععاقض‬

‫سععععععیرة عمععععععر أيضععععععا ‪ ،‬وكععععععان هععععععو قععععععد عاهععععععد علععععععى أن يسععععععلك سععععععبیلهما ‪.‬‬

‫ذكر المسعودي في مروج الذهب ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬في ذكره سیرة عثمان وأخباره ‪ ،‬فقععال بالمناسععبة ‪ :‬إن‬

‫الخلیفة عمر مع ولده عبدال ذهبا إلى حج بیت ال الحرام ‪ ،‬فلما رجع إلى المدينة كان ما صععرفه‬

‫في سفره ستة عشر دينارا ‪ ،‬فقال لبنه‪ :‬ولدي لقد أسرفنا فععي سععفرنا هععذا‪ ،‬فقايسععوا بیععن تبععذير‬

‫عثمان لموال المسلمین وكلم عمر بن الخطاب ‪ ،‬وشاهدوا كم الفرق بینهما؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪340‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬نعم !! يثني المؤلف علی عمر ويمععدحه ولکنععه لغععرض دنيععء وحقیععر فععي نفسععه‪ !!!...‬إنععه‬

‫الطعن والذم لعثمان رضي ال عنه ‪..‬؟ وأما عندما يريد أن يذم عمر ويجرحه فإنه ينسی مععا قععاله‬

‫هنا تمامًا‪..‬؟!! ما الدعي الی ذم هذا الصحابي الجلیل به؟ قال لك ‪ :‬إنه کععان متعطشعًا الععی المععارة‬

‫والرئاسة ‪..‬؟ ما هي الدوافع التي کانت تدفعه الی ذلك ‪..‬؟ هل لنه کان يريد أن ينفععق سععتة عشععر‬

‫جه ؟ بلی ‪ ،‬إنك ايها المؤلف الدعي حینما تريد أن تذم صحابیًا من الصحابة وتطعن به‬
‫دينارًا و ح ّ‬

‫فإنك حینها تدس رأسك في التراب کما يدس الحجل رأسه في التلج ول تعرف حینئذ أو تنتبه الععی‬

‫موضع جلوسك ‪..‬؟ انا اعرف إن عمععر لیععس بأحسععن حععال عنععدکم مععن عثمععان‪ !!....‬قععل لنععا أيهععا‬

‫المؤلف ‪ :‬هل اثنی ال تعالی علی فرعون يومًا لیجعل ذلك تمهیدًا‬

‫وسبیل لذم قارون ولعنه ‪....‬؟‬

‫الدعاء التاسع والستون بعد المائة وقوله ‪:‬‬

‫تولیته بني أمیة‬

‫إن عثمان مكن فساق بني أمیععة وفجععارهم مععن بلد المسععلمین ‪ ،‬وسععلطهم علععى رقععاب المععؤمنین‬

‫وأموالهم ‪ ،‬فاتخذوا أموال الع دول ‪ ،‬وعبععاده خععول ‪ ،‬وسعععوا فععي الرض فسعادا ‪ ،‬منهععم ‪ :‬عمععه‬

‫الحكم بن أبي العاص وابنه مروان ‪ ،‬وهما ع كما نجد في التاريخ عع طريععدا رسععول الع )ص( وقععد‬

‫لعنهما ونفاهما من المدينة إلى الطائف ‪.‬‬

‫‪341‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن سیدنا عمر هو الذي عّین معاوية رضي ال عنه والیًا علی الشام ولععم يکععن عثمععان هععو‬

‫الذي عینه‪ !!!...‬کما ان محمدًا صلی ال علیه وسلم قد بوأه مکانة‬

‫ومنزلة واعطاه وظیفة هي أجّل من ذلك بکثیر إنه کان أحد کتاب الوحي بین يدي الرسععول صععلی‬

‫ال علیه وسلم لفترة من الفترات ‪.‬‬

‫الدعاء السبعون بعد المائة وقوله ‪ :‬الحافظ ‪ :‬ما هو دلیلكم على نفي هذين بالخصوص ؟ قلععت ‪:‬‬

‫دلیلنا على لعنهما من جهتین ‪ ،‬جهة عامة ‪ ،‬وجهة خاصة ‪ .‬أما الجهة العامة ‪ :‬فهما غصنان مععن‬

‫ؤي َــا ال ّت ِــي أ ََري ْن َــا َ‬


‫ك إ ِّل‬ ‫عل َْنا الّر ْ‬
‫ج َ‬
‫ما َ‬
‫و َ‬
‫الشجرة الملعونة في القرآن ‪ ،‬بقوله تعالى‪َ ) :‬‬

‫ن ‪ (...‬وقععد فسععرها أعلم‬ ‫فــي ال ْ ُ‬


‫ق ـْرآ ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫عون َـ َ‬ ‫جَرةَ ال ْ َ‬ ‫وال ّ‬
‫شـ َ‬ ‫س َ‬ ‫فت ْن َـ ً ّ‬
‫ة للن ّــا ِ‬ ‫ِ‬

‫المفسرين وكبار المحععدثین ‪ ،‬ببنععي أمیععة منهععم ‪ :‬الطععبري والقرطععبي والنیسععابوري والسععیوطي‬

‫والشوكاني واللوسي ‪ ،‬وابععن أبععي حععاتم والخطیععب البغععدادي وابععن مردويععه والحعاكم المقريععزي‬

‫والبیهقي وغیرهم ‪ ،‬فقد رووا في تفسیر الية الكريمة عن ابن عباس أنه قعال الشعجرة الملعونعة‬

‫في القرآن هم بنو أمیة ‪ ،‬فإن رسول ال )ص( رأى فیما يراه النائم أن عددا من القردة تنزو على‬

‫منبره وتدخل محرابه ‪ ،‬فلما استیقظ من نومه نزل علیه جبرئیل وأخبره ‪ :‬أن القردة الععتي رأيتهععا‬

‫في رؤياك إنما هي بنو أمیة ‪ ،‬وهم يغصبون الخلفة والمحراب والمنبر طیلة‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪342‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قال المؤلف‪ :‬ان علماءکم ذکروا ان نزول هذه الية کان في بني أمیة ‪ ،‬قال تعععالی‪ » :‬ومععا جعلنععا‬

‫الرؤيا التي أريناك ال فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فمععا يزيععدهم ال طغیانععا‬

‫کبیرًا « السراء ‪ .60 /‬قال ‪ :‬المراد من الشجرة الملعونة بنو أمیة‪ .!!!....‬قلت‪ :‬کذبت ‪.‬‬

‫إن العلماء بینوا ان المراد بهذه الشجرة هي شجرة الزقوم التي ورد ذکرها في کتععاب الع تعععالی‬

‫من سورة الصافات قال تعالی‪ » :‬إذلك خیر نزل أم شجرة الزقوم« الصافات‪. 62/‬‬

‫» إنا جعلناها فتنة للظالمین إنها شجرة تخععرج فععي أصععل الجحیععم طلعهععا کعأنه رؤوس الشععیاطین‬

‫فإنهم لکلون منها فمالؤون منها البطون« الصفات‪. 66 63/‬‬

‫إذًا‪ ،‬فمعنی الية واضح بحمد ال تعالی ‪ ،‬وما ذکرته ل نعرفه مععن تفسععیر أهععل السععنة والجماعععة‬

‫فلو کان لقولك حقیقة وان بني أمیة قد لعنوا في القرآن فمعا الضعیر أن يعذکر الع تععالی ذلعك فعي‬

‫القرآن ولعنهم کما لعن عاٍد وثمود وابا لهب‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫ام تقول‪ :‬إن ال أبهم ذلك وترکه لي حتی أبنیه انا للناس بنفسي ‪..‬؟!! أمععا مععا ذکرتععه مععن تفسععیر‬

‫ابن عباس لهذه الية فهو غیر معتبر لععدينا ‪ ،‬فععأنت أيهععا المععاکر الخععبیث انمععا تعتمععد فععي تأويلعك‬

‫لليات علی کل قوٍل ضعیف مردود هالك مثلك ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء الحادي السععبعون بعععد المعائة وقععوله ‪ :‬وروى ابععن حجععر أيضععا ‪ ،‬والحلععبي فععي السععیرة‬

‫‪ ،‬والبلذري في أنسععاب الشععراف ‪ ، 5/126‬والحععافظ سععلیمان الحنفععي فععي "ينععابیع‬ ‫‪1/337‬‬ ‫الحلبیة‬

‫وابععن عسعاكر فععي‬ ‫‪2/299‬‬ ‫‪ ،‬والدمیري فععي حیعاة الحیععوان‬ ‫المستدرك ‪4/481‬‬ ‫المودة" والحاكم في‬

‫تاريخه ‪ ،‬ومحب الدين الطبري في " ذخائر العقبى" وغیر هؤلء كلهم رووا ععن عمعر بعن معرة‬

‫الجهني ‪ :‬أن الحكم بن أبي العاص اسععتأذن علععى النععبي )ص( فعععرف صععوته ‪ ،‬فقععال ‪ :‬ائذنععوا لععه‬

‫علیه لعنة ال وعلى من يخرج من صلبه ‪ ،‬إل المؤمن منهععم وقلیععل مععا هععم ‪ .‬ونقععل المععام الفخععر‬
‫‪343‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الرازي في تفسیره الكبیر ‪ ،‬في ذيل الية ‪ ) :‬والشجرة الملعونة ( أن عائشة كانت تقول لمروان‪:‬‬

‫‪1/435‬‬ ‫لعن ال أباك وأنت في صلبه ‪ ،‬فأنت بعض من لعنعه الع ! والمسععودي فعي معروج العذهب‬

‫يقول ‪ :‬مروان بن الحكم طريد رسعول الع )ص( العذي أخرجعه النعبي )ص( ونفعاه معن المدينعة ‪.‬‬

‫إن أبا بكر وعمر لم يأذنا له بالرجوع إلى المدينة ‪ ،‬ولكن عثمان خالف النبي والشععیخین ‪ ،‬فأجععاز‬

‫مروان بالقامة في المدينة ‪ ،‬وزوجه ابنتععه أم أبععان ‪ ،‬ومنحععه المععوال ‪ ،‬وفسععح لععه المجععال حععتى‬

‫أصبح صاحب الكلمة النافذة في الدولة وقال ابن أبي الحديد ع نقل عن بعض أعلم عصره ع ع عععن‬

‫عثمان سلم عنانه إلى مروان يصرفه كیف شاء ‪ ،‬الخلفة له في المعنى ولعثمان في السم ‪.‬‬

‫النواب ‪ :‬من كان الحكم بن أبي العاص ؟‬

‫ولماذا لعنه النبي )ص( ونفاه من المدينة ؟‬

‫قلت ‪ :‬هو عم الخلیفة عثمان ‪ ،‬وقد ذكر الطبري وابععن الثیععر فععي التاريععخ والبلذري فععي أنسععاب‬

‫الشراف ‪ : 5/17‬ان الحكم بن أبي العاص كان في الجاهلیة جارا لرسول ال )ص( وكان كثیرا مععا‬

‫يؤذي النبي )ص( في مكة ‪ ،‬ثم جاء إلى المدينة بعد عام الفتح ‪ ،‬وأسلم في الظععاهر ‪ ،‬ولكنععه كععان‬

‫يسعى لن يحقر النبي )ص( ويحاول أن يحط مععن شععأنه بیععن النعاس ‪ .‬وكععان يمشععي خلععف النععبي‬

‫)ص( ويبدي من نفسه حركات وإشارات يستهزئ بها برسول ال )ص( ويجعرئ علعى السعخرية‬

‫منه )ص(‪.‬‬

‫فدعا علیه رسول ال )ص( أن يبقى على الحالة التي كان علیها ‪ ،‬فبقي على حالععة غريبععة تشععبه‬

‫الجنون ‪ ،‬وصار الناس يستهزئون به ويسخرون منه ‪ .‬فععذهب يومععا إلععى بیععت النععبي )ص( ‪ ،‬ول‬

‫‪344‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أعلم ما صدر منه ‪ ،‬إل أن النبي )ص( خرج وقال ‪ :‬ل يشفع أحدكم للحكععم ! ثععم أمععر )ص( بنفیععه‬

‫مع أولده وعیعاله ‪ ،‬فعأخرجه المسعلمون معن المدينعة ‪ ،‬فأقعام فعي الطعائف ‪ .‬ولمعا ولعي أبعو بكعر‬

‫الخلفة شفع له عثمان عند الخلیفة لیأذن له بالرجوع إلى المدينة ‪ ،‬ولكنععه رفععض ‪ ،‬وبعععده شععفع‬

‫له عثمان عند عمر ‪ ،‬فرفض ‪ ،‬وقتل ‪ :‬هو طريد رسول ال )ص( فل نعیده ول نععأذن لععه أن يقیععم‬

‫في المدينة ‪ .‬فلما أمر إلیه وأصععبح هععو الخلیفععة بعععد عمعر ‪ ،‬أععاد الحكعم مععع أولده إلعى المدينععة‬

‫وأحسن إلیهم كثیرا ولم يعبأ بمخالفة الصحابة واعتراض المؤمنین ‪ ،‬بل منحهم أموال بیت المععال‬

‫‪ ،‬ونصب مروان بن الحكم وزيرا واتخععذه مشععیرا ‪ ،‬فجمععع حععوله أشععرار بنععي أمیععة وأسععند إلیهععم‬

‫المور والوليات‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لبد أن نفضح هذا الرجل ونبدي کذبه حتی يحذره کععل مسعلم ‪ ،‬فلعو کعان لمعا تقععوله حعق أو‬

‫حقیقة فهل لك أن تقل لنا ‪ :‬لمه فعل ذلك ابن إبو العاص ولو أنه کان منافقًا فما الداعي أو السععبب‬

‫الذي يجعله يستهزيء برسول ال صلی ال علیه وسععلم بالتلمیععح والشععارة دوالتصععريح ‪...‬؟ إن‬

‫الع تععالی بیععن لنعا وأخبرنعا فعي القععرآن الکريعم ععن صععفات المنععافقین قعال تععالی‪ »:‬إذا جعاءك‬

‫المنافقون‪.1 /‬‬ ‫المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول ال «‬

‫فالمنافقون إذًا لم يکونوا مثل غبائك وسذاجتك‪ ،‬إنهم يعرفون جیععدًا کیععف يظهععرون أمععام عععدوهم‬

‫بالمظهر اللئق‪ ،‬فتبین لك کذب ما تدعیه فإنه من المحال أن يضطر أو يلجأ منافق الی الستهزاء‬

‫برسول ال صلی ال علیه وسلم ولمزه في ظهره‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أما الدلیل الخر فهل لك أن تجیبنا يععا أعجوبععة زمانععك ‪ :‬عنععدما اسععتهزء ابوالعععاص برسععول الع‬

‫صلی ال علیه وسلم فهل کان النبي صلی ال علیه وسلم ساعتئذ لوحععده‪ ،‬أم کععان معععه الصععحابة‬

‫رضي ال عنهم ‪..‬؟‬

‫فإذا قلت ‪ :‬بل لم يکن النبي صلی ال علیععه وسععلم وحعده ‪..‬؟ قلعت‪ :‬هععل يجععرأ أحععد مثععل ابععن أبععي‬

‫العاص علی الستهزاء ولو بالشارة وعمر في ذلك المجلس ‪..‬؟‪.‬‬

‫ثم يقول‪ :‬إن عثمان شفع لعمه ابن أبي العاص علععی عهععد ابععي بکععر وعمععر فلعم يشععفعوا لععه ولععم‬

‫يسمحوا له بدخول المدينة وقالوا‪ :‬کیف ندخل من أبعععده النعبي صععلی الع علیععه وسععلم ‪..‬؟ ولکعن‬

‫عندما تولی عثمان الخلفة أرجعه الی المدينة وأکرمه وأنفق علیه وقععد اعععترض الصععحابة علعی‬

‫ذلك فلم يلتفت الیهم ‪!!..‬‬

‫قلت‪ :‬ها أنت تفضح نفسك وتعترف بکذبك ‪ ،‬فاذا کان الصحابة رضي ال عنهم لععم يرضععوا عمععل‬

‫عثمان ولنه أرجع شخصًا أمر النبي صلی ال علیه وسلم بطرده مععن المدينععة ‪ ،‬فکیععف اذًا تقععول‬

‫قبل ذلك إنه کان يستهزأ برسول ال صلی ال علیه وسلم والصحابة يومئذ کعثیر‪ ،‬ام کیعف تععدعي‬

‫أن عمر يتجرأ علی حرمة رسول ال صلی الع صععلی الع علیععه وسععلم وينتهکهعا ويضععرب ابنعة‬

‫رسول ال صلى الع علیععه وسععلم وفلععذة کبععده وبضعععته ‪..‬؟!! ياللعععععععععععععععععععععععععععه ‪ ...........‬مععا‬

‫أکذبك ‪ .‬أل ‪ ..‬أخزاك ال يا ابن البعدين ‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثاني والسبعون بعد المائة وقوله ‪:‬‬

‫فجور والیه في الكوفة‬

‫فولى على الكوفة الولید بن عقبة بن أبي معیط ‪ ،‬وهو أخععو عثمعان لمعه ‪ ،‬وأسعمها أروى ‪ ،‬وقعد‬

‫صرح النبي )ص( أنه من أهل النار ! كما في روايععة المسعععودي فععي مععروج الععذهب ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬فععي‬

‫أخبار عثمان ‪ ،‬وكان فاسقا متجاهرا بالشرور ‪ ،‬ومتظاهرا بالفجور ‪ :‬وذكر أبو الفداء في تععاريخه‬

‫‪ ،‬والمسعودي في مروج الذهب وأبو الفرج في الغاني ‪ ، 4/178‬والسیوطي في تاريخ الخلفاء ‪:‬‬

‫‪ ، 104‬المععام أحمععد فععي المسععند ‪ ، 1/144‬والطععبري فععي تععاريخه ‪ ، 5/60‬والععبیهقي فععي سععننه‬

‫‪ ، 8/318‬وابن الثیر فععي أسععد الغابععة ‪ ، 5/91‬وابععن أبععي الحديععد فععي شععرح النهععج ‪ 3/18‬ط‪ .‬دار‬

‫احیاء التراث العربي ‪.‬‬

‫هؤلء وغیرهم من أعلم السنة ذكروا ‪ :‬أن الولید بن عقبة ع والي الكوفة من قبل عثمان ع شعرب‬

‫الخمر ودخل المحراب سكرانا وصلى الصبح بالناس أربع ركعات وقال لهم ‪ :‬إن شععئتم أزيععدكم !!‬

‫وبعضهم ذكر بأنه تقیأ في المحراب ‪ ،‬فشم الناس منه رائحة الخمر ‪ ،‬فأخرجوا من إصبعه خععاتمه‬

‫ولم يشعر بذلك ‪ ،‬فشكوه إلى عثمان ‪ ،‬فهدد الشععهود وأبععى أن يجععري الحععد علیععه ‪ ،‬فضععغط علیععه‬

‫المام علي )ع( والزبیر وعائشة وغیرهم من الصحابة ‪ ،‬حتى اضعطر إلععى ذلعك ‪ ،‬فعزلععه وأرسععل‬

‫سعید بن العاص مكانه ‪ ،‬وهو ل يقل عن ذاك في الخمر والمجون والفسق والفجور ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أوًل ‪ :‬آن المسعودي رجل معتزلي ل عبرة لقوله‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثانیًا‪ :‬إن عصی والیا من الولة فما ذنب الخلیفة ‪..‬؟ إن رسول ال صلی ال علیه وسلم عین أحععد‬

‫الرجال لجبي الزکاة وکان يدعی ولیدًا فذهب الی بني المصطلق لجمع زکعاتهم ‪ ،‬ولکنعه جعاء العی‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم وقال له‪ :‬إن امتنعوا عن اداء الزکاة ‪..‬؟! وکان في حقیقة المععر کاذبععا‬

‫فأنزل ال فیه قوله تعالی ‪ » :‬يا ايها الذين آمنوا إن جاءکم فاسق بنبأ فتبینوا ان تصیبوا قومععآ «‬
‫الية ‪ -‬الحجرات ‪.6 /‬‬

‫فهذا الرجل کان فاسقًا بنص القرآن الکريم فهل يلم النبي صعلی الع علیعه وسعلم لنعه أرسعله –‬

‫ماشاءل‪ -‬إن هذا الرجل لشدة عداوته للصاحبة رضي ال عنهم أصبح ل يعری للحقیقعة عینعًا ول‬

‫أثرا ؟!! إنه أصبح يغمض عینیه عن رؤية الحق وأخرس لسانه عن النطق به کذلك ‪ ،‬فهو ل يقر‬

‫بأن عثمان عندما شکا الناس الیه الولید عزله وأقام علیععه الحععد مععع أن الععذين شععهدوا بععذلك هععم‬

‫اثنان فقط ‪،‬ألیس ذلك يعد من محاسن عثمان وفضائله ‪..‬؟ يعزل شخصًا من اسرته ويخرجععه مععن‬

‫وظیفته ثم يقیم علیه الحد الشرعي الذي أمر ال به ‪ ،‬فماذا تريدون بعد ذلك ان يفعلععه ؟ لعو انکعم‬

‫اعترضتم وقلتم‪ :‬کیف يولیه عثمان وقععد اعتععبره القععرآن فاسععقًا ؟ لقلنععا‪ :‬ان الفسععق معصععیة وقععد‬

‫يتوب العبد من معصیته وفسقه ويقبل ال عزجل توبة التععائب مععالم يغرغععر ‪ ،‬وهععذا الشععخص قععد‬

‫تاب‪ ،‬کما أن له من الدربة والمهارة والقدرة علی تسییر المور ما ل يدانیه أحد من أترابه فأراد‬

‫عثمان أن يستفید منه لخدمة السلم ‪ ،‬مع ذلك فلو أن عثمان رضي الع عنععه قععد أخطععأ فععي ذلععك‬

‫فهو إنسان يصیب ويخطأ ونحن لم نقل بعصمته رضي ال عنه وأرضاه‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫ثم لماذا أيها المخادع المراوغ تذکر مساويء هذا الرجععل وتغمععض عینععك عععن محاسععنه وجهععاده‬

‫وسابقته وهجرته وبذله وغناءه في السلم ؟؟‬

‫‪348‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ذکر ذات يوم حبیب بن سلمة عند أحد العلماء وما قععام بععه مععن فتوحععات وجهععاد ‪ ،‬فقععال لهععم‪ :‬لععو‬

‫رأيتم جهاد الولید بن عقبه وبلءه فماذا أنتم قائلون ‪..‬؟!!!‪ .‬هل سألت نفسك يوما ‪.ً.‬؟ لمععاذا ولععی‬

‫ي زياد بن أبیه علی ايران ومکنه من السععلطة فأصععبح هععو الحععاکم علععی النععاس وأمععوالهم ‪..‬؟‬
‫عل ّ‬

‫زياد بن أبیه ينسی ذلك کله لیکون من بعد أحد ولة معاوية رضي ال عنه ‪ !!!...‬ل اعتراض لنععا‬

‫علی ذلك ولکنك هل سألت نفسك يومًا هل أصاب إمامك في ذك ام أخطأ ‪...‬؟!! مالك ل تعترض أو‬

‫تبدي ضجرك وانزعاجك أم تراك عند الحق شیطانًا أخرس ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫علینا أن نعلم جمیعًا ‪ ،‬ان الخلفاء رضي ال عنهم کععانوا إذا علمععوا مععن الشععخص صععلحًا وقععدرة‬

‫علی سیاسة المور وإدارتها ولوه وأمروه ‪ ،‬فإذا رأوا منه ما يريب عزلععوه وأخرجععوا فل تععثريب‬

‫علیهم إذًا وسواءًا کان ذلك علي ام عثمان الکل عند الحق سواء ‪ ،‬وال اعلم ‪.‬‬

‫ثم قال المؤلف‪ :‬إن عثمان وّلی معاوية علی الشام ‪ .‬قلت‪ :‬مما ل يشك فیه أحد‬

‫ويعرفه کل من له المام بالتاريخ السلمي وفتوحاته إن معاويععة إنمععا تععولی ذلعك بعععد وفعاة أخیععه‬

‫يزيد بن ابي سفیان رضي ال عنه وهذا الخیر کان أحد القادة البطال والفاتحین العذين أعععز الع‬

‫بهم السلم والمسلمین وهو رابع أربعة بعد ابي عبیده وشرحبیل بن حسنة وعمععرو بععن العععاص‬

‫وخالد کذلك فهو خامس الخمسة رضي ال عنهم أجمعین وبعععد وفععاة يزيععد بععن ابععي سععفیان ولععی‬

‫عمر معاوية علی الشام فکان صاحب دربة ودراية ومعرفة بالشام وأهلهعا فوجعد الخلیفعة الثعاني‬

‫عمربن الخطاب رضي ال عنه أن انسب رجل لهذه الوظیفعة هعو معاويعة رضعي الع عنعه فعینعه‬

‫لذلك والکل يشهد ان لمعاوية يد بیضاء في السلم ‪ ،‬وسیرته تشهد بذلك رضععي الع عنععه ال مععا‬

‫کان منه حیث قائل علیًا رضي ال عنه فإنه لم يکن في ذلك مصیبًا رضي ال عنه‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫والن علیکم أن تعوا هذا جیدًا وتفهموه ‪ :‬إن عثمان رضي ال عنه لم يکن کمععا تظنععون ولععو لععم‬

‫يکن ذا کفاءة وصلح ودين لم يزوجه رسول ال صلی ال علیه وسلم بابنتیه رضي ال عنه مع‬

‫أن علیًا لعم يعتزوج ال فاطمعة رضعي الع عنهعا‪ ،‬والن ل بعأس إن رفعتعم عقیرتکعم العی السعماء‬

‫وناديتم بأعلی أصواتکم فإنکم لن تستطیعوا أن تغیروا من الحقیقة شیئًا ‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والسبعون بعد المائة وقوله ‪ :‬إن من أهم أسباب الثورة على عثمان ‪ ،‬سیرته‬

‫المخالفة لسیر النبي )ص( وسیرة الشیخین ‪ ،‬فلو كان يسعى لیغیر سیرته الخاطئة ويصلح‬

‫المور ويعمل بنصیحة الناصحین ‪ ،‬أمثال المام علي )ع( وابن عباس ‪ ،‬لكان الناس يهدؤون‬

‫والمیاه ترجع إلى مجاريها الطبیعیة ‪ ،‬ولكنه اغتر بكلم حاشیته وحزبه من بني أمیة حتى قتل ‪،‬‬

‫وقد كان عمر بن الخطاب تنبأ بذلك ‪ ،‬لنه عثمان مدة طويلة ‪ ،‬وعرف أخلقه وسلوكه كما يقول‬

‫ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ 1/186‬ط‪ .‬دار احیاء التراث العربي قال ‪ :‬في قصة الشورى ‪...‬‬

‫فقال عمر ‪ :‬أفل أخبركم عن أنفسكم ‪ ............‬ثم أقبل على عثمان ‪ ،‬فقال ‪ :‬هیها إلیك ! كأني بععك‬

‫قد قلدتك قريش هذا المر لحبها إياك ‪ ،‬فحملت بنععي أمیععة وبنععي أبععي معیععط علععى رقععاب النععاس ‪،‬‬

‫وآثرتهم بالفيء ‪ ،‬فسارت إلیك عصابة من ذؤبان العرب فذبحوك على فراشك ذبحا ‪ ....‬إلى آخره‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن کان حقا مًا تقول حیث جعلت ابن ابي الحديد من أهل السععنة و نسععبته الیهععم‪ ،‬فل غرابععة‬

‫إن قلنا لك أيها الفاك الثیم إنك من أهل السنة کذلك ‪....‬؟!!!‬

‫الدعاء الرابع والسبعون بعد المائة وقوله ‪ :‬وخلصة ذلك ‪ :‬أن عثمان أحععدث أحععداثا مشععهورة‬

‫نقمها الناس علیه ‪ ،‬من تععأمیر بنععي أمیععة ‪ ،‬ول سععیما الفسععاق منهععم وأربععاب السععفه وقلععة الععدين‬

‫وإخراج مال الفيء إلیهم ‪.‬‬


‫‪350‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إن المر لم يکن کذلك ‪ ،‬وإنما قتل أمیر المؤمنین غعدرًا وخیانعة ‪ ،‬وعنعدما أراد المسعلمون الخعذ‬

‫بالثأر مععن القتلععة والمجرمیععن إضععطر قععاتلوا عثمععان رضععي الع عنععه أن يسععتخفوا ويقفععوا وراء‬

‫شخصیة مهمة مثل علي رضي ال عنه ‪ ،‬ولکن علیًا لم يجعلهععم يععذوقوا حلوة النصععر بخیععانتهم‬

‫وغدرهم وصمم رضي ال عنه علی أخذ القصاص منهم ولکن حدث ما حدث وکععل شععيء بقععدر ‪،‬‬

‫وعلی کل حال فإن هؤلء المجرمیععن لععم يکونععوا بالعععدد والعععدة الععتي تتصععورها ‪ ،‬فإنععك لعو کنععت‬

‫صععادقًا فلمععاذا اذا لععم يسععتطیعوا أن يطیحععوا بعععامله معاويععة فععي الشععام کمععا أطععاحوا بالخلیفععة‬

‫نفسه ‪...‬؟!! إنهم جملة من الشرار اجتمعوا في المدينة ولول نهي عثمان رضي ال ع عنععه لکععان‬

‫قتلهم وتصفیتهم أهون من قتل الذبابة ولکنه نهي المسلمین أن يسععفكوا قطععرة دم واحععدة لمسععلم‬

‫بسببه رضي ال عنه ‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والسبعون بعد المائة وقوله ‪ :‬ومن أسباب ثورة المسلمین على عثمان وقتله‬

‫إيذاؤه بعض الصحابة المقربین إلى رسول ال )ص( والمكرمین لديه ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لم يکن عثمان رضي ال عنه شیعیًا مثلکم لکي يؤذي أصحاب رسول ال صععلی ال ع علیععه‬

‫وسلم ‪ ،‬إن من آذی رسول ال في أصحابه هو أنتم ل غیر ‪ ،‬عجبًا‬

‫لوقاحتکم وخسة أصلکم ‪ !!...‬کل ذلك ثم تدعي الشیعة وعلى لسان أفاك دعي من أدعیائهععا أنهععم‬

‫يدافعون عن الصحابة رضي ال عنهم ‪..‬؟!!‬

‫‪351‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء السادس والسبعون بعد المائة وقوله ‪ :‬وذكر المؤرخون ‪ :‬أن عثمان لما أراد أن يجمع‬

‫المصاحف أمر بأخذ النسخ الموجودة عند الصحاب ‪ ،‬ومنها النسخة التي كانت عند عبد ال بن‬

‫مسعود ‪ ،‬اذ كان من كتاب الوحي ومحل ثقة النبي )ص( ‪ ،‬ولكن ابن مسعود أبا أن يعطیه نسخته‬

‫فذهب عثمان بنفسه إلى بیت ابن مسعود وأخذ نسخته قهرا ‪ ،‬فلما سمع ابن مسعود أن نسخته‬

‫أحرقت مع سائر النسخ ‪ ،‬حزن حزنا شديدا وكان حینذاك بالكوفة ‪ ،‬فبدأ يطعن في عثمان‬

‫ويكشف الستار عن أعماله المخالفة لسنة النبي والقرآن وسیرة الشیخین ‪ .‬وكان الجواسیس‬

‫يخبرون الولید بن عقبة والي الكوفة ‪ ،‬فكتب فیه الولید إلى عثمان ‪ ،‬فأمره أن يبعثه إلى المدينة‬

‫وقال ابن أبى الحديد في شرح النهج ‪ 3/43‬ع عن الواقدي وغیره ‪ :‬أن ابن مسعود دخل المدينة‬

‫لیلة جمعة ‪ ،‬فلما علم عثمان بدخوله قال ‪ :‬أيها الناس إنه قد طرقكم اللیلة دويبة ‪ ،‬من تمشي‬

‫على طعامه يقيء و يسلح ‪.‬‬

‫فقال ابن مسعود‪ :‬لست بدويبة‪ ،‬و لكنني صاحب رسول ال) ص( يوم بدر‪ ،‬و صاحبه يوم أحد‬

‫و صاحبه يوم بیعة الرضوان ‪ ،‬و صاحبه يوم الخندق ‪ ،‬و صاحبه يوم حنین ‪.‬‬

‫و صاحت عائشة ‪ :‬يا عثمان ! أ تقول هذا لصاحب رسول ال ) ص ( ؟!‬

‫فقال عثمان ‪ :‬اسكتي ‪ ،‬ثم قال لعبد ال بن زمعة بن السود ‪ :‬أخرجه إخراجا عنیفا !‬

‫فأخذه ابن زمعة ‪ ،‬فاحتمله حتى جاء به باب المسجد ‪ ،‬فضرب به الرض ‪ ،‬فكسر ضلعا من‬

‫أضعععععلعه ‪ ،‬فقعععععال ابعععععن مسععععععود ‪ :‬قتلنعععععي ابعععععن زمععععععة الكعععععافر بعععععأمر عثمعععععان ‪.‬‬

‫وقال ابن أبى الحديد في صفحة ‪ : 44‬وقد روى محمد بن اسحاق عن محمععد بععن كعععب القرظععي ‪:‬‬

‫أن عثمان ضرب إبن مسعود أربعین سوطا ‪ ،‬لنه قام بتجهیز أبي ذر الغفاري ودفنه ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪352‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬إن القائل لذلك هو ابن ابي الحديد ‪ ،‬کأنهم لم يرضوا ويصدقوا بالقرآن کذلك ‪ ،‬إنه إنما يذکر‬

‫هذه الحکايععة حععتی يوقععع الشععك والشععبه فععي القلععوب‪ ،‬وال مععاذا يعنععي بقععوله‪ :‬إن عثمععان أحععرق‬

‫مصحف عبدال بن مسعود مع اعتراضه علیه ورفضه لذلك ‪..‬؟ هععل کععان مععع ابععن مسعععود قرآنعًا‬

‫ووحیًا غیر الذي أنزل علی عبده محمد صلی ال علیه وسلم ‪...‬؟!!‬

‫والن أجبني ووضح لي وأفدني ‪ :‬لماذا أخفی عبدال بن مسعود تلك الحاديث کما تدعي ‪....‬؟ مععا‬

‫سبب ذلك ‪...‬؟ لماذا لم يرو تلك الحاديث من قبل ‪...‬؟ لماذا لم يروها ال عنععدما آذاه عثمععان ونععال‬

‫منه ‪..‬؟ هل حقًا إنکم تحبون هذا الصحابي الذي تزعمون وتدعون أنععه کتععم العلععم وأخفععی حععديث‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم وهديه وسنته ‪..‬؟ هل أنتم صادقون فععي محبتکععم لععه ‪...‬؟ إن المسععتفید‬

‫الول من تلك الحاديث هم الشیعة حیث إنهم جعلوا من أنفسهم مطايا للشععیطان وإمعععات يتبعععون‬

‫کل ناعق فعطلوا عقولهم وجعلوها في إجازة دائمة ل تعرف خیعرًا ول تنکعُر منکعرا مثلهعم کمثعل‬

‫ل الععی هععذا التخبععط والتنععاقض الععذي‬


‫العمی الذي ل يهتدي الی طريق فیسععلکه ‪ ،‬هل نظرتععم قلی ً‬

‫أوقعتم أنفسکم فیه فأهلکتم أنفسكم وأضحكتم القاصي والداني علیکم ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء السابع والسبعون بعد المائة وقوله ‪ :‬ومن أعمال عثمان الثابتة علیه ‪ ،‬ولم ينكره أحد‬

‫من المؤرخین ‪ ،‬وهو خلف العدل والرحمة ‪ ،‬وظلم ظاهر ‪ ،‬لم يرض به المؤمنون ‪ ،‬ولو كان أبو‬

‫بكر وعمر حیین لنكرا علیه وانتقما منه ‪:‬‬

‫ضربه وإيذاؤه عمار بن ياسر ‪ ،‬الصحابي الجلیل الذي قال فیه رسول ال )ص(( ‪ " :‬عمار ملئ‬

‫إيمانا من قرنه إلى قدمیه ( " ‪ .‬وشهد له ولبويه بالجنة ‪ ،‬بل قال )ص( ‪ :‬إن الجنة إلیه ‪.‬‬

‫وكان السبب في ضربه أمورا ‪ ،‬منها كما نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ 3/50‬قال ‪ :‬وروى‬

‫ل بن مسعود‬
‫ن عثمان مّر بقبر جديد ‪ ،‬فسأل عنه ‪ ،‬فقیل ‪ :‬عبد ا ّ‬
‫ن السبب في ذلك أ ّ‬
‫آخرون أ ّ‬

‫‪353‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فغضب على عّمار لكتمانه إّياه موته ‪ ،‬إذ كان المتوّلي للصلة علیه والقیام بشأنه ‪ ،‬فعندها وطئ‬

‫عثمان عّمارا حتى أصابه الفتق ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ل لععرده أن مععن رواه هععو‬


‫قلت‪ :‬کل ما ذکرته کذب ل يعتمد علیه ول يعول علی ما فیه ‪ ،‬يکفینا دلی ً‬

‫ابن ابي الحديد استاذك وإمامك ‪..‬؟!‬

‫الإدعاءالثامن والسبعون بعد المائة وقوله‪ :‬ومن أسباب ثورة المسلمین علععى عثمععان ‪ ،‬إيععذاؤه‬

‫أبا ذر ونفیه إلى الشام ‪ ،‬لكن أبا ذر لم يسكت ‪ ،‬بل كان يتكلم في مظالم عثمان ومععآثم معاويععة بععن‬

‫أبي سفیان ‪ ،‬عامله على الشام ‪ ،‬فكتب معاوية إلى عثمان يخبره عن كلم أبي ذر ‪ ،‬فطلبه عثمان‬

‫واسترده إلى المدينة ‪ ،‬فلما وصل إلیها ‪ ،‬نفاه إلى الربذة مع عیاله ‪ ،‬فبقي هناك حتى وافاه الجععل‬

‫فمات مقهورامغلوبا على أمره ‪ ،‬وخلف ابنته الوحیدة فريدة من غیر واٍل وحععام فععي ذلععك المكععان‬

‫الموحش ‪ .‬وذكر إساءة عثمان وإيذاؤه لبي ذر ‪ ،‬صحابي رسول ال كثیر من أعلمكععم ‪ ،‬منهععم ‪:‬‬

‫ابن سعد في طبقاته ‪ ، 4/168‬والبخاري في صحیحه في كتاب الزكاة ‪ .‬وابن أبي الحديد في شرح‬

‫النهج ‪ 3/54‬ع ‪ ، 58‬والیعقوبي فععي تععاريخه ‪ ، 2/148‬والمسعععودي فععي مععروج العذهب ‪، 1/438‬‬

‫وغیرهم مععن المععؤرخین فقععد ذكععروا تفصععیل معاملععة عثمععان السععیئة ‪ ،‬وكععذلك عمععاله المجرمیععن‬

‫وإساءتهم لبي ذر الطیب الصادق ‪ ،‬صاحب رسول ال )ص(‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪354‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل شك أن هناك اختلف وقع بین أبي ذر وعثمان رضي ال عنهم ولم يکن ابو ذر رضي ال عنه‬

‫علی الصواب في ذلك ‪ ،‬لنه کان يری أنه ل يجوز لحد أن يکنز الذهب والفضععة ويععدخرها فععوق‬

‫حاجتة ولو أدی زکاته ‪ ،‬وهذا بطبیعة الحال أمر مخالف لمععا علیععه السععلف رضععي الع عنهععم مععن‬

‫الصحابة ‪ ،‬وهذا الرأي لم يعد أن يکون رأيا إرتععآه أبععو ذر رضععي الع عنععه ‪ ،‬ثععم إنععه آثععر العزلععة‬

‫فذهب الی الربذه حتی وافاه الجل رضي ال عنه ‪.‬‬

‫العاء التاسع والسبعون بعد المائة وقوله ‪ :‬وكیف نسي عثمان منزلة أبي ذر ورتبتععه السععامیة‬

‫عند رسول ال )ص( ؟ وكیف نسي حديث النبي )ص( في حقه حین أعلم المسلمین فقال )ص( ‪:‬‬

‫إن ال أمرني بحب أربعة ‪ ،‬وأخبرني أنه يحبهم ‪ .‬قالوا ‪ :‬يا رسول الع ! ومعن هععم ؟ قعال )ص( ‪:‬‬

‫علعععععععي منهعععععععم عععععععع ثلثعععععععا عععععععع ثعععععععم قعععععععال ‪ :‬وأبعععععععو ذر ومقعععععععداد وسعععععععلمان ‪.‬‬

‫ذكر هذا الحديث من أعلمكم ‪ ،‬منهم ‪ :‬الحافظ أبو نعیم في حلیة الولیاء ‪ ، 1/172‬وابن ماجة في‬

‫السنن ‪ ، 1/66‬والحافظ سلیمان القندوزي في ينابیع المودة ‪ :‬الباب ‪ ، 59‬وابن حجععر المكععي فععي‬

‫الصواعق المحرقة " الحديث الخامس من الربعین حديثا في فضل المام علي )ع( عن الترمذي‬

‫والحاكم ‪ ،‬وابن حجر العسقلني في الصابة ‪ ، 3/455‬والترمذي في صحیحه ‪ 2/213‬وابن عبععد‬

‫البر في الستیعاب ‪ ، 2/557‬والحاكم في المستدرك ‪ ، 3/130‬والسیوطي فععي " الجععامع الصععغیر‬

‫" وغیر هؤلء من علماؤكم الموثوقین لديكم ‪ .‬فهل النبي )ص( يعععذر عثمععان ؟! هععل يعععذره فععي‬

‫تلك المعاملت السیئة التي عامل بها حبیبه وصاحبه أبا ذر الذي أمععره الع تعععالى بحبععه‪...‬؟! هععل‬

‫هذه العمال البربرية ‪ ،‬تصدر مععن ذي رحمععة ورأفععة ‪ ،‬أم ذي صععلبة وقسععوة ؟!! الحععافظ ‪ :‬إنمععا‬

‫لقى أبو ذر عقاب أعماله ! لنه كان في الشام يدعو الناس لعلععي كععرم الع وجهععه ‪ ،‬وكععان يقععول‬

‫علنیة ‪ :‬بعأني سعمعت رسعول الع )ص( يقعول ‪ " :‬علعي خلیفعتي فیكعم " فكعان يععرض بعثمعان‬
‫‪355‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫والشیخین ‪ ،‬بأنهم غصبوا الخلفة من علي بن أبي طالب ‪ ،‬فكان بهذه الكلمات يوقع الخلف بیععن‬

‫المسلمین في الشام ‪ ،‬فیشتت آراءهعم بععد أن كعانوا علعى رأي واحعد ‪ ،‬والخلیفعة المسعؤول علعى‬

‫حفظ الدين ووحدة الكلمة واتحاد المسلمین ‪ ،‬ولم يكن بد لعثمان من طلب إرجععاعه إلععى المدينععة ‪،‬‬

‫لیجعله تحت نظره ويراقب أمره ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ب أربعة ‪:‬‬
‫ذکر المؤلف هذِه الرواية‪ :‬ان رسول ال صلی ال علیه وسلم قال ‪ :‬أمرني ال أن أح ّ‬

‫) علي وأبوذر والمقداد وسلمان ( ثم هو يقول بعد ذلك ‪ :‬هکذا قال السني ‪.....‬؟!‬

‫قلععت‪ :‬کععأن هععذا المععأبون الععدعر يسععتخف بععأبي ذر رضععي الع عنععه ثععم يلقععي بععذلك وينسععبه الععی‬

‫السني‪.‬؟! وقد علم الجمیع إن السني ل ولن يستخف أو يسخر بأحِد من الصحابة رضي ال عنهم‬

‫وها هو يأتینا بآبدة من أوابده لیقول وعلی لسان السني ‪ :‬أن اباذر کان يقول ‪ :‬ان عثمان قد‬

‫ل ‪ :‬کیف لنا أن نعلم أن اباذر کان‬


‫اغتصب الخلفة ثم يضیف وعلی لسان السني البرئ متسائ ً‬

‫صادقًا في حديثه وأنه كان يقول الحق ؟ ام تراه کان يضع الحديث علی رسول ال صلى ال علیه‬

‫وسلم ‪ ..‬؟!!! وهذا قوله بالحرف ‪ :‬الحافظ ‪ :‬من أين نعرف أن أبا ذر كان صادقا ‪ ،‬وبالحق ناطقا‬

‫فنحن نقول ‪ :‬إنه كان يجعل الحاديث على لسان رسول ال )ص( ‪ :‬كما أنتم تقولون في أبي‬

‫هريرة !‬

‫قلت ‪ :‬هذا تلفیق منك وافتراء ل نشك فیه ‪ ،‬إنك کذبت في قولك وادعائك ثم نسبت ذلك الی السني‬

‫المزعوم ‪ ،‬وقد علمت إن السنة ل يقولون ذلك ول يقرون بععه ‪ ،‬لنهععم يععرون أن الصععحابة رضععي‬

‫ال عنهم کلهم عدول ولیس فیهم مجروح أو مطعون في عدالته فهم ل يقولععون عععن رسععول ال ع‬
‫‪356‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫صلی ال علیه وسلم ال حقا ول ينقلون عنه ال صدقًا ‪ ،‬فکیف تنسععب هععذا القععول الععی السععني ثععم‬

‫تتبجح بکل وقاحة وتقول ان السني يقول ‪ :‬ومن أين لنععا أن نعلععم ان ابععاذر لععم يکععن يکععذب علععی‬

‫رسول ال صلى ال علیه وسلم ‪..‬؟ عجبا لدغشك ودعارتك ‪.‬؟!!! ثم إن کان هذا السععني الخرافععي‬

‫قد قال ذلك ‪ ،‬فما المشکلة إذًا ‪..‬؟ وما الداعي الی هذا النقاش العريض ‪..‬؟ من أمرك بهذا أو أناط‬

‫بك الواجب ‪..‬؟ إنه بهذا صنوك وربیبك شیعي محترق مثلك ‪..‬؟ سععببت الصععحابه فسععبهم وطعنععت‬

‫بهم فطعن بهم ‪ ،‬فما الفرق بین ذمك لبي ذر أو أبي هريرة رضي ال عنهم ‪..‬؟‬

‫ثم قال السني الموهوم صنو الؤلف وأخیه ‪ :‬أن اباذر ذهب الی الربذة ‪ ،‬قلعت‪ :‬هعذا صعحیح ‪ ،‬ومعا‬

‫الغرابة في ذلك ان کان قد اختار ذلك لنفسه ؟ ثم نقل هذا الدعي الداعر حديثًا عن ابن ابي الحديععد‬

‫واتهم فیه النبي صلی ال علیه وسلم علی لسان ابي ذر قععال فیععه‪ :‬وكنمععوذج ‪ ،‬انقععل هععذا الخععبر‬

‫الذي رواه المام أحمد في المسند ‪ ، 5/156‬وابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ ، 3/57‬قال ‪ :‬روى‬

‫الواقدي عن مالك بن أبي الرجال ‪ ،‬عن موسى بن میسرة ‪ :‬أن أبا السود الدؤلي قال ‪ :‬كنت أحب‬

‫لقاء أبي ذر لسأله عن سبب خروجه ‪ ،‬فنزلت الربععذة ‪ ،‬فقلععت لععه ‪ :‬أ ل تخععبرني ؟ أ خرجععت مععن‬

‫المدينة طائعا أم أخرجت مكرها ؟‬

‫فقال ‪ :‬كنت في ثغر من ثغور المسلمین ‪ ،‬أغني عنهم ‪ ،‬فأخرجت إلى مدينة الرسول )ص( فقلععت‪:‬‬

‫أصحابي و دار هجرتي ‪ ،‬فأخرجت منها إلى ما ترى !‬

‫ثم قال ‪ :‬بینا أنا ذات لیلة نائم في المسجد ‪ ،‬إذ مر بي رسول ال ) ص ( فضعربني برجلعه و قعال‪:‬‬

‫ل أراك نائما في المسجد !‬

‫‪357‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فقلت ‪ :‬بأبي أنت و أمي ! غلبتني عیني فنمت فیه ‪.‬‬

‫فقال ‪ :‬كیف تصنع إذا أخرجوك منه ؟! فقلت ‪ :‬إذن ألحق بالشام ‪ ،‬فإنهععا أرض مقدسععة ‪ ،‬و أرض‬

‫بقیععة السععلم ‪ ،‬و أرض الجهععاد ‪ .‬فقععال ‪ :‬فكیععف تصععنع إذا أخرجععت منهععا ؟! فقلععت ‪ :‬أرجععع إلععى‬

‫المسجد ‪ .‬قال ‪ :‬فكیف تصنع إذا أخرجوك منه ؟! قلت ‪ :‬آخذ سیفي فأضرب به ‪.‬‬

‫فقال ) ص( ‪ :‬أ ل أدلك على خیر من ذلك ‪ ،‬انسق معهم حیث ساقوك ‪ ،‬و تسمع و تطیع ‪ ،‬فسمعت‬

‫و أطعت ‪ ،‬و أنا أسمع و أطیع ‪ ،‬و ال لیلقین ال عثمان و هو آثم في جنبي ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ان جمیع هذِه القوال انما نقلها عن ابن ابي الحديد وهي ل تساوي عندنا جناح بعوضة ‪.‬‬

‫الدعاء الثمانون بعد المائة وقوله ‪ :‬واعتقادنا أن الذي يكون مععن أجلععى مصععاديق هععذه الجملععة‬

‫هو المام علي علیه السلم ‪ ،‬إذ حینما بويع بالخلفععة وتسععلم الحكععم ‪ ،‬عععزل كععل مععن ظلععم النععاس‬

‫وجار على الضعفاء في حكومة عثمان ‪ .‬فكان علي علیه السلم رحیما بالضعفاء ‪ ،‬طالبا لحقوق‬

‫المحرومین ‪ ،‬مواسیا للمساكین ‪ ،‬رؤوفا بالفقراء ‪ ،‬عطوفا علععى الرامععل واليتععام ‪ ،‬فكععان يعععرف‬

‫بأبي الرامل واليتام ‪ ،‬وصاحب المساكین‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫نحن ل ننکر ذلك ونقر به ونعرف من رحمته ورأفقه ما لم تعلمه أنت ول آباؤك من قبلك ‪ ،‬ولکن‬

‫ل يعني ذلك أن هذِه الصفة خاصة بعلي رضي ال عنه ‪ ،‬أو أنها مقتصرة علیه ‪ ،‬قال ال تعالی »‬

‫ي بععالمؤمنین رحیمععا «‪ !!!...‬فهععذه صععفة جمیععع‬


‫رحمععاء بینهععم « ولععم يقععل سععبحانه » وکععان علع ّ‬

‫‪358‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الؤمنین وخاصة منهم سلف هذِه المه أبر الناس قلوبا وأعمقهم علما صععحابة رسععول الع صععلی‬

‫ال علیه وسلم ‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والثمانون بعد المائة وقوله ‪ :‬لقد سبق أن ذكرنا عطايا عثمان لقاربه ورهطه‬

‫أمثال أبي سفیان والحكم بن أبي العاص وابنه مروان وغیرهم ‪ ،‬فكان يخصص أموال المسلمین‬

‫من بیت المال بهؤلء ونظرائهم ‪ ،‬ويمنعها عن أهلها أبي ذر وعبد ال بن مسعود وغیرهما ‪.‬‬

‫وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ : 9/16‬و روى الزبیر بن بكار عن الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬لما أتي‬

‫عمر بجواهر كسرى ‪ ،‬وضع في المسجد فطلعت علیه الشمس فصار كالجمر ‪ ،‬فقال لخازن بیت‬

‫المال ‪ :‬ويحك ! أرحني من هذا ‪ ،‬واقسمه بین المسلمین ‪ ،‬فإن نفسي تحدثني أنه سیكون في هذا‬

‫بلء و فتنة بین الناس ‪.‬‬

‫فقال ‪ :‬يا أمیر المؤمنین ‪ ،‬إن قسمته بین المسلمین لم يسعهم و لیس أحد يشتريه ‪ ،‬لن ثمنه‬

‫عظیم ‪ ،‬و لكن ندعه إلى قابل ‪ ،‬فعسى ال أن يفتح على المسلمین بمال فیشتريه منهم من‬

‫يشتريه ‪ .‬قال ‪ :‬ارفعه فأدخله بیت المال ‪ .‬و قتل عمر وهو بحاله ‪ ،‬فأخذه عثمان لما ولي الخلفة‬

‫فحلى به بناته ‪! ..‬هذا ‪ ،‬وانظروا إلى الخبر الذي نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪، 11/253‬‬

‫قال ‪ :‬سأل معاوية عقیل عن قصة الحديدة المحماة ‪ ،‬قال ] عقیل [ ‪ :‬نعم ‪ ،‬أقويت وأصابتني‬

‫مخمصة شديدة ‪ ،‬فسألته فلم تند صفاته ‪ ،‬فجمعت صبیاني وجئته بهم ‪ ،‬والبؤس والضر ظاهران‬

‫علیهم ‪ ،‬فقال ائتني عشیة لدفع إلیك شیئا ‪ ،‬فجئته يقودني أحد ولدي ‪ ،‬فأمره بالتنحي ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬

‫أل فادنوا ‪ ،‬فأهويت ع حريصا قد غلبني الجشع ‪ ،‬أظنها صرة ع فوضعت يدي على حديدة تلتهب‬

‫نارا‪ ،‬فلما قبضتها نبذتها ‪ ،‬وخرت كما يخور الثور تحت يد جازره ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬ثكلتك أمك ‪ !...‬هذا‬

‫‪359‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫من حديدة أوقدت لها نار الدنیا ‪ ،‬فكیف بك وبي غدا إن سلكنا في سلسل جهنم ؟! ثم قرأ ) ِإِذ‬

‫حُبون ( ثم قال ‪ :‬لیس لك عندي فوق حقك الذي فرضه ال لك‬


‫سَ‬‫سُل ُي ْ‬
‫سل ِ‬
‫عناِقِهْم َو ال ّ‬
‫غلُل ِفي َأ ْ‬
‫اَْل ْ‬

‫إل ما ترى ‪ ،‬فانصرف إلى أهلك ‪ .‬فجعل معاوية يتعجب ‪ ،‬ويقول ‪ :‬هیهات هیهات ! عقمت‬

‫النساء أن يلدن مثله ! انتهى ‪ .‬فقايسوا بین الثنین ‪ ،‬واعرفوا الحق في أين !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬قولك هذا ‪ -‬ضغث علی إبالة ‪ -‬لن عثمان لم يکن يمّد يده رضي الع عنععه علععی بیععت المععال‬

‫بتاتا ‪ ،‬فکیف يعطي ذلك لهله وأقاربه ‪..‬؟ إن کان النسان ل يسمح لنفسه أن يأخذ شیئًا من مععال‬

‫المسلمین ولو کان حقا له ‪ ،‬فهل يسمح لغیره بالخیانة والسرقة وأکل المال سحتا وحراما ‪ ..‬؟ إن‬

‫ي رضي ال عنه ‪ ،‬فإن کان عثمان قد عین بعض افععراد‬


‫ما فعله عثمان رضي ال عنه قد فعله عل ّ‬

‫أسرته ولة وحکامًا علی بعض المصار فقد جعل علي رضي الع عنععه عبععدال بععن عبععاس علععی‬

‫مکة وعبیدال بن عباس علی غیرها ‪ ،‬کما عین غیرهم علی المصار ‪ ،‬ولیس ذاك عیبا أو نقصا‬

‫فیهم ول نتخذ ذلك مبررًا للطعن بهم رضي ال عنهم ‪ ،‬فهم أعلم واتقی وأنزه من عرفعت الخلیقعة‬

‫بعد نبیها صلی ال علیه وسلم ‪.‬‬

‫ثم إننا ل نعتقد أو نقول ‪ :‬إن کل ما ذکره الطبری وکتبه صحیح کله ‪ ،‬فهو کتب هععذا التاريععخ بیععده‬

‫فقد يصیب وقد يخطأ ‪ ،‬ولم يکن ذلك وحیا من السععماء ‪ ،‬بععل حععتی هععو لععم يقععل أن کععل مععا ذکرتععه‬

‫صحیح ل خطأ فیه ‪ ،‬بل إنه ذکر في أحد الموضع من کتععابه ‪ :‬ان مالععك الشععتر سععخط يوم عًا علععی‬

‫علي رضي ال عنه وقال ‪ :‬عبدال في مکة وعبیدال في المدينعة ‪ ،‬وفلن فعي کعذا‪ .........‬فلمععاذا‬

‫قتلتا ذلك الشیخ العجوز‪ ...‬ويقصد بذلك عثمان رضي ال عنه قال ‪ :‬فذهب الیه عل ّ‬
‫ي‬

‫وترضاه ‪.!!!...‬‬
‫‪360‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثاني والثمانون بعد المائة وقوله ‪ :‬وصفحه عن عائشة ‪ ،‬أعظم من كل عفععو وصععفح‬

‫لنها سببت تجمععع النععاس الغععافلین ‪ ،‬وأغععوت الجععاهلین ‪ ،‬وقععادتهم لقتععال أمیععر المععؤمنین وسععید‬

‫الوصیین علیه السلم ‪ ،‬فهي التي أضرمت نار الحرب وأججت الفتنة ‪ ،‬ومع كل ذلك ‪ ،‬لمععا انععدحر‬

‫أنصارها ‪ ،‬وانكسر جیشها ‪ ،‬وسقطت من الجمل مغلوبة مقهورة ‪ ،‬أسععیرة فععي أيععدي المععؤمنین ‪،‬‬

‫أمر المام علي علیه السلم أخاها محمععد بععن أبععي بكععر أن يأخععذها إلععى بیععت فععي البصععرة ويقععوم‬

‫بخدمتها ويكرمها ‪.‬‬

‫وبعد ذلك هیأ المام علیه السلم عشرين امرأة من قبیلععة عبععد القیععس ‪ ،‬وأمرهععن بلبععس ملبععس‬

‫الرجال والعمععائم ‪ ،‬وأن يحملععن معهععن السععیوف والسععلح ويلثمععن حععتى ل يعرفععن ‪ ،‬وأمرهععن أن‬

‫يحطن بأم المؤمنین عائشة ويوصلنها على المدينة المنورة وأرسل خلف النسوة رجال مسلحین‬

‫لیراقبوهن من بعید ويذبوا عنهن عند الحاجة ‪ ،‬فلما وصلت إلى المدينة ونزلت بیتها واستقرت ‪،‬‬

‫اجتمعععت زوجععات رسععول الع )ص( وبعععض المؤمنععات مععن أهععل المدينععة عنععدها وعاتبنهععا علععى‬

‫خروجها ! فأظهرت الندم ‪ ،‬وشكرت لعلي علیه السلم عفوه وصفحه عنها ومقابلته لها بالرحمة‬

‫والكرامة ‪ ،‬إل أنها قالت ‪ :‬ولكن ما كنت أظن أن يبعثني علي بن أبي طالب مع رجععال أجععانب مععن‬

‫البصرة إلى المدينة ‪ ،‬فإنه ما راعى حرمة رسول ال )ص( في حبیبته !! فهنا كشععفن المرافقععات‬

‫لها لثامهن وخرجن من زي الرجال إلى ظاهرهن وحقیقتهن ‪،‬فخجلععت كععثیرا وشععكرت علیععا أكععثر‬

‫من ذي قبل‪. !!.......‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪:‬‬

‫‪361‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وإن امرًأ يأثو بسادة قومه‬

‫حّري لعمري أن يذّم ويشتما‬

‫فإن کنتم تقرون أن علیًا رضي ال عنه لم يکن قد بدی منه ما يسيء الی أم المؤمنین أم عبععدال‬

‫عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬فذلك يحتم علیکععم أن تتبعععوه وتتأسععوابه ‪ ،‬ألیععس هععو إمععامکم وسععیدکم‬

‫الذي تدعون محبته واتباعه ‪..‬؟!! إننا لن نسمح ابدًا بمثل هذا القول الذي يعلم ال ع کععذبه ‪ ،‬فإنهععا‬

‫رضي ال عنها لم تکن يومًا سببًا في اثارة الفتن بین المسلمین ‪ ،‬وإنمععا العذي أثعار الفتععن وأجععج‬

‫نارها هم سععلفك مععن المنععافقین والبععاطنیین احفععاد ابععن سععبأ الیهععودي ‪ ،‬وأنتععم الععی هععذِه السععاعة‬

‫تحاولون جاهدين وبکل ما أوتیتم من مکٍر ودهاء وخبث أن تشعلوا فتیل الحرب مرة أحعری بیععن‬

‫المسلمین ‪ ،‬وها أنت تعترف وتقر ‪ :‬أن علیًا لم يهن عائشة رضي ال عنها بل عاملهععا بکععل أدب‬

‫ل لذلك ‪ ،‬فعلیکم ايضا ان تصنعوا مثل ما صنع إمامکم إن کنتم صععادقین فععي‬
‫واحترام کما هي أه ً‬

‫قولكم واتباعکم له ‪.‬‬

‫العاء الثالث والثمانون بعد المائة وقوله ‪ :‬وأذكر لكم شاهدا آخر علععى رأفععة علععي علیععه السععلم‬

‫ورحمتعععه حعععتى بالخعععارج علیعععه لقتلعععه ‪ ،‬مثعععل معاويعععة وحزبعععه الفاسعععقین فعععي صعععفین ‪.‬‬

‫لقد ذكر جمیع المؤرخین وأصحاب السیر ‪ ،‬منهم ‪ :‬المسعودي في مروج الععذهب ‪ ،‬والطععبري فععي‬

‫تاريخه ‪ ،‬وابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ 3/318‬و ‪ ، 10/257‬وينابیع المودة ع للقندوزي ع باب‬

‫‪ ، 51‬وغیرهم ذكروا أن معاوية استولى على الفرات فمنع جیععش المععام علععي علیععه السععلم مععن‬

‫حمل الماء ‪ ،‬وقال ‪ :‬ل وال ل ندعهم يشربوا حتى يموتوا عطشا !‬

‫فهاجمهم جیش المام علي علیه السلم واستولوا على الفرات وانهزم جیش معاوية ‪ ،‬ولكن علیا‬

‫علیه السلم لم يمنعهم الشرب وسمح لهم بحمل الماء ‪.‬‬


‫‪362‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫بال علیكم أيها الحاضرون أنصفوا ! أي الخلیفتین تشمله الجملة من الية الكريمة ) رحماء‬

‫بینهم ( ؟ وإذا كنتم تريدون تعريف الية الكريمة وإعرابها كاملة ‪ ..‬فیكون ) محمد رسول ال (‬

‫مبتدأ ) والذين معه ( معطوف على المبتدأ وخبره وما بعده خبر بعد الخبر ‪ ،‬وكلها صفات‬

‫شخص واحد ‪ :‬الذين يعدون مع رسول ال )ص( ويوصفون بمعیته ‪ ،‬هم الذين يكونون أشداء‬

‫على الكفار ‪ ،‬رحماء بینهم ‪ ...‬إلى آخره ‪ .‬وحیث إن هذه الصفات ما اجتمعت في أحد من‬

‫الصحابة غیر علي علیه السلم ‪ ،‬فالذي يعد مع رسول ال )ص( معیة حقیقیة معنوية ‪ ،‬فل‬

‫فارقه ول فكر بمفارقته حتى ساعة واحدة ‪ ،‬هو علي علیه السلم ‪ ،‬فكأنهما أصبحا حقیقة ونفسا‬

‫واحدة ‪ ،‬اتحدا روحا ومعنى وإن افترقا جسما وبدنا ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫انظروا الی هذا الرجل صاحب القلب الشبم يريد أن يکذب ‪ ،‬ولکنععه ل يعععرف الطريععق ول يهتععدي‬

‫الیه ‪..‬؟ فمتی کان نهر الفرات طوع بنان معاوية حتی يسده ‪..‬؟ هل يعقل ذلك ‪..‬؟ انععه نهععر طويععل‬

‫يمتد من مرتفعات ترکیا شمال الی الخلیج جنوبا‪ ،‬فإذا إن الکلم مردود ول يمکن لحععد أن يقبلععه‬

‫ولو إنك قلت ‪ :‬إنه بمقدرته إن يضايقهم ويمنعهم من هععذا المکععان أو ذاك لقلنععا صععدقت ‪ ،‬ثععم الععم‬

‫تکن معرکة صفین دارت رحاها بین الطرفین في أرض سهلیه فإن منعععوا المععاء کععان بمقععدورهم‬

‫استنباط المیاه من الرض بحفر البار وما الی ذلك ‪ ،‬فهم لم يکونا في أرض صحراء قفر والکععل‬

‫يعلم ذلك ثم إني أتساءل ‪ :‬ماهو الرأي الرابع برأيك ‪..‬؟ هل سفك دماء المسععلمین مععن أهععل الشععام‬

‫خیر وأفضل عندال وعند عباده الؤمنین أم أننا نستعمل کل وسععیلة للضععغط علععی مععن سععولت لععه‬

‫نفسه ذلك لمنعه من ذلك ولو کان ذلك بمنعه من الماء حتی يکععف عععن غیععه ويرتععدع عععن باطلععة‬

‫‪363‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وجريمته ‪..‬؟ ان هذا أهون شرًا وأقل ضررًا ول شك في ذلك من سفك الدم المسلم ول يخالف فععي‬

‫ذلك رجل مسلم يحترم عقله ورأيه ؟!!!‪.‬‬

‫ثم يقول ‪ :‬لو أنکم نظرتم بدقه وتدبرتم معي هذِه الية فععإن جملععة )محمععد رسععول العع( فععي محععل‬

‫مبتدأ وجملة )والذين معه( معطوفه علیها وهي خبر لهععا‪ ،‬والقععول الععذي تل ذلععك فععي اليععه خععبر‬

‫الخبر‪ ،‬فجمیع من وصف في اليه إنما يعود الی سخص واحد ل غیر ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬افهموا جیدًا يا معشر العرب وکل من نطق بلغة الضاد ‪ :‬إن )والذين( تعني )والذي( فالکععل‬

‫إنما يعني شيء واحد ويؤدي غرض واحععد‪ ،‬افهمععوا هععذا جیععدًا‪ ،‬وإيععاکم والقععول إن )العذين( اسعم‬

‫موصول يفید الجمع ‪ ،‬کفوا عن هذا ؟!! فکل ماورد في کتاب ال من الخطاب والنداء بالقول ‪:‬‬

‫) يا أيها الذي آمن ( ل اختلف في المعنی والمراد‪ ،‬واذا قال ال تعالی »يا أيها الذين آمنععوا کتععب‬

‫علیکم الصیام« فمعناه ) يا ايها الذی کتب علیك الصیام( اذا فل صیام علیکم ول تکلیف‬

‫ي ل غیععر‪ ،‬علیكععم أن‬


‫اتدرون لماذا ‪....‬؟ لن المراد هنا بالمر إنمععا هععو لشععخص واحععد وهععو علع ّ‬

‫تفهموا هذا جیدا وتعوه ‪....‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والثمانون بعد المائة وقوله ‪ :‬فیكون ) محمد رسول ال ( مبتدأ ) والذين معه (‬

‫معطوف على المبتدأ وخبره وما بعده خبر بعد الخبر ‪ ،‬وكلها صفات شخص واحد ‪ :‬الذين يعدون‬

‫مع رسول ال )ص( ويوصفون بمعیته ‪ ،‬هم الذين يكونون أشداء على الكفار ‪ ،‬رحماء بینهم ‪...‬‬

‫إلى آخره ‪.‬‬

‫وحیث إن هذه الصفات ما اجتمعت في أحد من الصحابة غیر علي علیه السلم ‪ ،‬فالذي يعد مع‬

‫رسول ال )ص( معیة حقیقیة معنوية ‪ ،‬فل فارقه ول فكر بمفارقته حتى ساعة واحدة ‪ ،‬هو علي‬

‫علیه السلم ‪ ،‬فكأنهما أصبحا حقیقة ونفسا واحدة ‪ ،‬اتحدا روحا ومعنى وإن افترقا جسما وبدنا ‪.‬‬

‫‪364‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الشیخ ‪ :‬عندنا إجابات وردود كثیرة على كلمكم ‪ ،‬ولكن نكتفي بواحدة منها ‪ ،‬وهي ‪ :‬إن معاني‬

‫الية الكريمة إذا كانت تنطبق على سیدنا علي كرم ال وجهه فقط ‪ ،‬ولم تشمل أحدا غیره‬

‫فلماذا جاءت الية على صیغة الجمع ؟! فتقول والذين معه ‪ ،‬أشداء ‪ ،‬رحماء ‪ ،‬ركعا ‪ ،‬سجدا‬

‫يبتغون ‪ ،‬سیماهم ‪ ،‬وجوههم ‪ ...‬كلها كلمات على صیغة الجمع ‪.‬‬

‫قلت ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬أنا حاضر لستمع كل إجاباتكم وردودكم ‪ ،‬وإل فسكوتكم يدل على صحة حديثي وربما كان‬

‫عنكم مغالطات تسمونها إجابات ! فاطرحوها ‪ ،‬فإني ل أتركها بل جواب ‪ ،‬إن شاء ال تعالى ‪.‬‬

‫ثانیا ‪ :‬إن سؤالكم هذا ‪ ،‬نقاش لفظي ‪ ،‬لنكم تعلمععون أن فععي كلم العععرب والعجععم يطلقععون صععیغة‬

‫الجمع على المفرد من أجل التعظیم والتفخیم‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يقول هذا العبقري ‪ :‬إن ضمیر الجمع يستعمل في لغة العرب للجمع ‪ ،‬وهذا أمر معلوم عند العرب‬

‫ومتداول بینهم ‪ .‬قلت ‪ :‬هذا حق‪ ،‬کما ذکر ال تعالی ذلك في القرآن حیث اتی بضمیر الجمع لععذاته‬

‫العلیة المقدسة ‪ ،‬أما في هذِه الية فالمر يختلف تمامًا حیث أن الية هنا تتحدث عن جمععع غفیععر‬

‫من الصحابة خضعوا ال واسلموا له سبحانه حتی عرف ذلك الثر في سیماهم رضععي الع عنهععم‬

‫إنکم إن کنتم صادقین فیما تدعونه في علي فلماذا يخصه ال تعالی بالذکر الصريح في کتابه فمععا‬

‫المشكلة أو الشكال في ذلك ‪..‬؟؟ ألم يذكر ال تعالى ذا القرنیععن وغیععره مععن عبععاد الع الصععالحین‬

‫کلقمان وزيد ‪..‬؟؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والثمانون بعد المائة وقوله ‪ :‬فنجد في هذه الية الكريمة وهي ‪ :‬آية الولية‬

‫صل َةَ‬
‫ن ال ّ‬
‫مو َ‬
‫قي ُ‬
‫ن يُ ِ‬ ‫مُنوا ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫نآ َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سول ُ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬‫ه َ‬‫م الل ّ ُ‬‫ول ِي ّك ُ ُ‬
‫ما َ‬‫) إن ّ َ‬
‫ن(‬ ‫عو َ‬ ‫م َراك ِ ُ‬
‫ه ْ‬‫و ُ‬‫كاةَ َ‬ ‫ن الّز َ‬ ‫ؤُتو َ‬‫وي ُ ْ‬
‫َ‬
‫‪365‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فكلماتها على صیغة الجمع ‪ ،‬واتفق المفسرون والمحدثون من الفريقین ع الشیعة والسنة ع أنها‬

‫نزلت في حق علي علیه السلم وحده‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لقد أفضی المؤلف بعجره وبجرة فأظهر الناس علی عیوبه وأضحك الخلق علیه فیا له من أحمق‬

‫أبتر ؟!!‬

‫جاءنا هذِه المرة بآية من کتاب ال لیقنعنا بباطله وهذيانه حیث قال ‪ :‬إن الية ) إنمععا ولیکععم ال ع‬

‫ورسوله والذين آمنوا الذين يقیمون الصلة ويؤتون الزکاة وهم راکعون « نزلععت فععي علععي ‪ ،‬ثععم‬

‫قال‪ :‬ان في القرآن نظیر هذِه الية کثیر ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬إن مثل ما تقوله کمثل قولنا إن سألناك ‪:‬‬

‫کیف اعتبرتم إمامکم )النقي( إمامًا معصومًا ‪..‬؟‬

‫ي« إمعام معصعوم ‪...‬؟! فمعن الدلعة العتي تعدل علعی بطلن قولعك‬
‫ن »النقع ّ‬
‫قلت ‪ :‬الدلیل علی ذلك إ ّ‬

‫وتهافته وأن هذِه الية ل تعلق لهعا بعلعي ولععم تنعزل بشععأنه هعو قعوله تععالی فععي اليععة نفسععها »‬

‫والذين آمنوا « لنها تفید جماعة المذکورين المخبر عنهععم فععي اليععة فل تخععص أحععدًا بعینععه مععن‬

‫دون الناس ‪ ،‬ولکن الذين أعمی ال أبصارهم وبصائرهم من الجهلععة أمثالععك هععم الععذين يؤمنععون‬

‫بهذا الباطل ويقولون به لنهم لم يفرقوا بین الذي والذين فاللفظان والکلمتععان عنععدهم لهععا دللععة‬

‫واحدة ‪ !..‬ثم إني أتساءل ‪ :‬هل يحق لحد يقف بین يععدي الع تعععالی لیععؤدي الصععلة فیقععوم بععأداء‬

‫النصح لولده وهو راکع ‪ ..‬؟‬

‫‪366‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل ‪ ..‬؟ ألیس لکل مقام مقاله المناسب وذکععره المناسععب ؟ إن مععن أراد أداء الزکععاة‬
‫أو أنه يؤذن مث ً‬

‫أو التصدق علیه أل يؤدي ذلك اثناء صلته ‪ ،‬فأنت لم تقف علی مراد ال من هذِه اليععة‪ ،‬وفهمععك‬

‫لها کما عهدناك دائما من أسقم الراء التي سمعناها في تفسیرك هذِه الية الکريمة ‪.‬‬

‫الدعاء السادس والثمانون بعد المائة وقععوله ‪ :‬واتفععق المفسععرون والمحععدثون مععن الفريقیععن عع‬

‫الشیعة والسنة ع إن آيعة الوليعة نزلعت فعي حعق علعي علیعه السعلم وحعده منهعم ‪ :‬المعام الفخعر‬

‫الرازي في " التفسیر الكبیر" ‪ ، 3/431‬والمام أبو اسحاق الثعلبي فععي تفسععیر " كشععف البیععان "‬

‫وجار ال الزمخشري في " الكشاف " ‪ ، 1/422‬الطبري في تفسیره ‪ ، 6/186‬أبععو الحسععن الرمععاني‬

‫في تفسیره ‪ ،‬ابن هوازن النیسابوري في تفسیره ‪ ،‬ابن سعععدون القرطععبي فععي تفسععیره ‪ ،‬الحععافظ‬

‫النسفي فععي تفسععیره المطبععوع فعي حاشعیة تفسععیر الخعازن البغعدادي ‪ ،‬الفاضعل النیسععابوري فععي‬

‫‪ ،‬أبو الحسن الواحدي في أسباب النزول ‪ ، :‬الحافظ أبو بكر الجصععاص فععي‬ ‫القرآن ‪1/461‬‬ ‫غرائب‬

‫تفسیر أحكام القرآن ‪ 542:‬الحافظ أبو بكر الشیرازي في كتابه " مععا نععزل مععن القععرآن فععي علععي‬

‫علیه السلم " ‪ ،‬أبو يوسف الشیخ عبد السلم القزويني في تفسیره الكبیر ‪ ،‬القاضععي البیضععاوي‬

‫فععي تفسععیره أنععوار التنزيععل ‪ ، 1/345‬جلل الععدين السععیوطي فععي الععدر المنثععور ‪ ، 2/293‬القاضععي‬

‫الشوكاني في تفسععیره " فتععح الغععدير" السععید محمععود اللوسععي فععي تفسععیره " روح المعععاني "‬

‫الحافظ ابن أبي شیبة الكوفي في تفسیره ‪ ،‬ابو البركات في تفسیره ‪ ، 1/496‬الحافظ البغوي فععي "‬

‫معالم التنزيل" المام النسائي في صحیحه ‪ ،‬محمد بن طلحة الشععافعي فععي " مطععالب السععؤول "‬

‫ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ ، 13/277‬الخازن علء الدين البغدادي في تفسیره ‪ ، 1/496‬الحافظ‬

‫القنععدوزي فععي " ينععابیع المععودة " الحععافظ أبععو بكععر الععبیهقي فععي كتععابه " المصععنف " ‪ ،‬رزيععن‬

‫العبدري في " الجمع بین الصحاح الستة " ‪ ،‬ابن عساكر فععي تععاريخه ‪ ،‬سععبط ابععن الجععوزي فععي‬
‫‪367‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫التذكرة ‪ ، :‬القاضي عضد اليجي في كتابه "المواقععف" ‪ ، 276:‬السععید الشععريف الجرجععاني فععي‬

‫شععرح المواقععف ‪ ،‬العلمععة ابععن الصععباغ المععالكي فععي "الفصععول المهمععة" ‪ ،‬الحععافظ أبععو سعععد‬

‫السمعاني في " فضائل الصحابة" ‪ ،‬أبو جعفر السكافي في " نقض العثمانیة " ‪ ،‬الطععبراني فععي‬

‫الوسط ‪ ،‬ابن المغازلي في " مناقب علي بن أبي طالب " ‪ ،‬العلمة الكنجي القرشي الشافعي في‬

‫" كفاية الطالب " ‪ ،‬العلمة القوشجي في " شععرح التجريععد" ‪ ،‬الشععبلنجي فععي نععور البصععار ‪، :‬‬

‫محب الدين الطبري في الرياض النضرة ‪ ، 2/227‬وغیرهم من كبار أعلمكم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إنك بهذا أبعد الناس عن الحقیقة ولیععس المععر کمععا تقععول إن أغلععب مععن ذکرتهععم ل يمتععون لهععل‬

‫السنة بأي صلة بل إن يعضهم مععا أعععداءنا ولکععن المشععکلة لیسععت هنععا إنمععا المشععکلة الحقیقیععة‬

‫ئکمععن فععي التعععبیرات القرآنیععة التالیععة » الععذين آمنععوا‪...‬والععذين‪....‬يقیمععون ‪.....‬يؤتععون ‪......‬‬

‫راکعون‪ «..‬فجمیع هذِه اللفاظ علی الجمع لنهعا صعیغ جمعوع أمعا علعي رضعي الع عنعه فهعو ل‬

‫يتعدی أن الکاتب تلك المعضلة ‪.‬‬

‫ثم يقول ‪ :‬قد ذکرت الجواب علی هذا الشکال بنقلي لقوال العلماء من أهل اللغة و الدب‪ ،‬وهذا‬

‫أمر شائع معروف‪ ،‬کما أن ذلك يراه ويعرفه کل من قرأ واطلع علی مقالت ومساجلت أهل اللغة‬

‫من الدباء والشعراء وغیرهم حیث أنهم کثیرًا ما يستغنون بذکر صیغة الجمع للمفععرد وذلععك مععن‬

‫باب التعظیععم والهتمععام بشععأنه ؟!!!‪ .‬ومععن الدلععة الععتي اسععتعان بهععا ل ثبععات ذلعك مععا نقلععه عععن‬

‫الزمخشري حیث قال في ) کشافه (‪ :‬ان هذه الية خاصة بعلععي ‪ ،‬أمععا لماذاجععاء التعععبیر فععي هععذه‬

‫‪368‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الية خاصة بعلي ‪ ،‬أما لماذا جاء التعبیر في هذه الية بصععیغة الجمععع ؟ فهععذا جععوابه‪ :‬هععو لحععث‬

‫السامعین علی اتبعه والقتداء به ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫ثم قال کذلك‪ :‬کما نزلت هذه الية بحق من ولد بعد عام ) ‪ ( 260‬و يقصععى بللععك المععام المه عدي‬

‫ثم قال ‪ :‬کما تشمل الية الئمة المعصومین ‪ ،‬أي أن سائر أئمتنا تشمدهم هذه الية؟!!!‬

‫قلت‪ :‬لیس للمهدي و ل للتقي والنقي اسم و ل رسم في هذه الية الکريمه‪ ،‬إنها نزلععت بحععق کععل‬

‫ي للزکعاة فععي الصعلة‬


‫مسلم و إن لم يأت للدنیا بعد‪ ،‬و لکن ما الداعي الی ذلك أي‪ ،‬لماذا يؤدي عل ّ‬

‫والصلة بالذات؟ لماذا؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء السابع والثمانون بعد المائة وقوله ‪ :‬جواز دفع الزكاة وأداؤها أثناء الركوع ‪.‬‬

‫ثم تراه يجیب على اعتراض السني حینما قال له ‪ :‬ألم يكن انصرافه عن ال تعالى والتفاته إلى‬

‫الفقیر نقصا لصلته ونقضا لعبادته ؟!‬

‫فرد علیه مفندا قوله ‪ :‬قلت ‪ :‬إن هذا الشكال أهون من بیت العنكبوت ! لن التفات المصلي إلى‬

‫المور المادية تعد نقصا ‪ ،‬وأما إلى المور المعنوية فهو كمال ‪ ،‬فإعطاء الزكاة والصدقة للفقیر‬

‫عبادة مقربة على ال سبحانه ‪ ،‬والصلة ع أيضا ع عبادة أقامها علي علیه السلم قربة إلى ال‬

‫تعالى ‪ ،‬فهو لم يخرج عن حال التقرب إلى ال ‪ ،‬ولم ينصرف عن العبادة إلى عمل غیر عبادي ‪،‬‬

‫وإنما انصرف من ال تعالى إلى ال ‪ ،‬وتكررت عبادته ‪ ،‬فقد آتى الزكاة في حال الصلة ‪ ،‬فجمع‬

‫فرضین لیكسب رضا ال عز وجل ويتقرب إلیه ‪ ،‬وقد قربه الباري سبحانه وتعالى وقبل منه‬

‫الزكاة والصلة ‪ ،‬فأنزل الية وأعطاه الولية ‪ ،‬لیكون دلیل على قبول عمله وعبادته ‪.‬‬

‫ألم يكن هذا دلیل على فضل المام علي علیه السلم وكماله ؟!‬

‫‪369‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أوًل‪ :‬لیس في الية دللة أن علی المؤمنین أداء زکاتهم أثناء الصععلة ‪..‬؟ مععن قععال ذلععك ‪..‬؟‬

‫إنما المراد من هذه الية الکريمة کمعا ذکععر ذلعك جمهعور المفسععرين‪ :‬إن الع تععالی عنعدما نهععی‬

‫المؤمنین عن موالة الکفار ذکر لهععم فععي هععذه اليععة الکريمععة مععن تجعب مععوالته ومحبتععه فعذکر‬

‫صفاتهم وهم کل مؤمن تقي کان ل ولیا فأقاموا الصلة وأدوا الزکاة من أموالهم لمستحقیها عند‬

‫وجوبها ‪ ،‬إذا فلیس المراد هو أداءها عند رکوعهم في الصلة ‪...‬؟!! وهذا المر لم يکن مستغربًا‬

‫أو بدعا في التعبیر القرآني وإنما ورد مثال ذلك في سورة آل عمران الية ‪ 43‬قال تعالی ‪:‬‬

‫» يا مريم اقنتي لربك واسجدي وارکعي مع الراکعین « فهععل تعنععي هععذه اليععة الکريمععة إن علععی‬

‫مريم أداء هذه العبادات جملة واحععدة أو فععي آن واحعد ‪...‬؟ إن مععا تعنیععه هععذه اليععة الکريمععة هععو‬

‫الرشاد والتوجیه الرباني الکريم لمريم علیها رضوان الع تعععالی ورحمتععه وأمرهععا بععأداء شععکر‬

‫تلك النعمة العظیمة والهبة الجسمیة التي وهبها ال إياها وهو ما ذکععره سععبحانه فععي اليععة الععتي‬

‫قبلها حینما قال جل شأنه » إن ال اصطفاك وطهرك واصطفاك علععی نسععاء العععالمین « أمععا أنععت‬

‫ايها المؤلف فقد جئتنا بثالثة الثافي حین قلت ‪ :‬إنما ورد الخطععاب بهععذه الصععیغة لعلععي مععن بععاب‬

‫الکرام والتنبیه لشأنه ‪!....‬‬

‫ي‪ ،‬فکان من باب اولی أن يصرح باسمه في القرآن کما ذکععر‬


‫ثانیًا ‪ :‬إن کانت الية صريحة في عل ّ‬

‫اسم مريم ولیس في ذلك ضیر أو مانع ‪ !..‬فهل تعتقد أيها المأفون ان ال تعالی کان يخشععی أحععدًا‬

‫أو يخافه ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫کیف لنا أن نجمع بین ادائنا للذان وبین وظیفة المر بالمعروف والنهي عن المنکر ‪...‬؟ هععل لععك‬

‫أن تصور لنا ذلك أو توضحه لنا ‪..‬؟ هل يسعنا أن ندع صلة العصعر بحجعة ادائنعا لمراسعیم دفعن‬
‫‪370‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المیت ‪..‬؟ أونصلي اثناء سیرنا لداء الصلة الی المسجد؟ إن هذه التداخلت العجیبة والفوضعوية‬

‫في العبادات من اختراعکم أنتم ايها الشیعة؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والثمانون بعد المائة وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬يا شیخ ! إن الشك والترديد كان يعتري‬

‫أكثر الصحابة الذين كانوا في مرتبة دنیا من اليمان ‪ ،‬ولما دخل اليمان قلوبهم ‪ ،‬ولم يمتزج‬

‫بنفوسهم ‪ ،‬فكان بعضهم يبقى في حال الشك والريب ‪ ،‬فكانت آيات من القرآن الحكیم تنزل في‬

‫شأنهم وذمهم كالمنافقین الذين نزلت آيات كثیرة في سورة المنافقین وغیرها في ذمهم ‪.‬‬

‫وبعضهم كان يعرض علیه الشك والترديد ثم يزول عنه بعد مدة ‪ .‬هذا جواب عام ‪ ،‬ول نريد أن‬

‫نمس أحدا ‪ ،‬فأرجوكم أنت تكتفوا بهذا المقدار في هذا الطار ‪................‬الى أن قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬لقد‬

‫شك عمر بن الخطاب في نبوة خاتم النبیین )ص( ‪ ،‬وتناقل الخبر بعض علمائكم العلم ‪ ،‬مثل‬

‫ابن المغازلي الشافعي في كتابه ‪ :‬مناقب علي بن أبي طالب والحافظ محمد بن أبي نصیرالحمیدي‬

‫في كتاب " الجمع بین الصحیحین " نقل عن عمر بن الخطاب أنه قال بعد يوم الحديبیة ‪:‬‬

‫) ما شككت في نبوة محمد قط كشكي يوم الحديبیة ( ‪.‬‬

‫فسیاق الكلم يقتضي أنه شك في هذا المر كرارا ‪ ،‬ولكن شكه يوم الحديبیة كان أقوى وأشد ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫دار نقاش حاد ارتفعت فیه الصوات وبحت بسببه حناجر القوم ‪ ،‬وکان ذلك بین المدعي وبین‬

‫السني المزعوم ‪ ،‬حیث أصر المؤلف ع حسب قوله ع علی عدم المساس بحرمة الخلفاء الراشدين‬

‫أو ذمهم‪ !!..‬وقد أيده أهل السنة الذين کانوا بمجلسه وحذروه أشد التحذير من عاقبه هذا الفعل‬

‫القبیح ‪ ،‬ولکن المدعي الجهبذ قال في نهاية المطاف لیبدي لنا صفحة سريرته لیقول ‪ :‬قلت ‪ :‬يا‬

‫شیخ ! إن الشك والترديد كان يعتري أكثر الصحابة ‪.........‬الى آخر ما قال ‪.‬‬
‫‪371‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أنت أوًل علیك أن تثبت الحجر ثم تنقش کما يقول ذلك المثل المشهور‪ ،‬لنك قد جئتنا بخبر‬

‫مکذوب ل حقیقة له و ل أصل‪ ،‬وقد نقلت ذلك عن ابن المغازلي ‪ ،‬مع انه لم يکن هو الراوي‬

‫لهذا الحديث ‪ ،‬والقاريء الکريم يلحظ تکرار هذا السم کثیرًا في کتاب ع لیالي بیشاورع فمن ابن‬

‫المغازلي هذا ‪..‬؟ وما أصله وفصله ‪..‬؟ وما حقیقة ما يقوله ‪..‬؟ هل لنا أن نعرف شیئا من ذلك ‪..‬؟‬

‫لبن المغازلي هذا کتاب ) المناقب ( حیث ألفه خاصة وذکر فیه کل ما هب و د ّ‬
‫ب‬

‫ولم يدع شاردة ول واردة ال وذکرها في کتابة ثم ادعی أنها حقائق ثابته عن المععام علععي رضععي‬

‫ال عنه ‪..‬؟!!! وهو طبعًا کان يعتقد وهذه من أقواله ‪ :‬ان علیًا خلق قبل خلق السععموات والرض‬

‫وأنه کعان علعی صعورة نعور ‪ ،‬وکعان کعذلك يعؤول اليعات القرآنیعه علعی طريقعة الشعیعة ويعذهب‬

‫مذهبهم‪..‬؟!‬

‫إذا هععذه هععي طريقععة المؤلععف ‪ ،‬وهععي طريقععة فاسععدة ‪ ،‬ومثلععه کمثععل مععن يمسععك الععذنب ويععدع‬

‫الرأس ‪ !!....‬يرفض الخذ بأقوال الشافعي المام الععالم الربععاني نفسععه ‪ ،‬ثععم يتبععع مععا يقععوله ابععن‬

‫المغازلي الشافعي ‪...‬؟! يدع المام مالك الورع التقي الحبر ويتمسك باقوال ابن الصباغ المالکي‬

‫وسبط ابن الجوزي ‪ ،‬ويترك المام أبا حنیفة الجبل الشم والبحر الخضععم ويأخععذ بععاقوال سععلیمان‬

‫البلخي وابن ابي الحديد وابي جعفر السکافي والزمخشري وغیرهم من الشیعة والمعتزلة ‪.‬‬

‫کلما أردت أن أحسن الظن فیك فإن طباعك الرديئة تأبی ذلك أشععد البععاء ‪ ،‬وکلمععا تأملنععا ورجونععا‬

‫الخیر في القول الذي يلیه أبلست واقفرت وتصحرت وصدق فیك المثل القائل ‪:‬‬

‫‪372‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫جلوف زاد لیس فیها مشبع‬

‫أنا ل أنکر ذلك فإن عمر رضي ال عنه قد صدر منه ذلك القول وقد منعه أبوبکر ال إنه يجب أن‬

‫تعرف ذلك جیدًا وتعلمه ‪ ،‬أن النبي صلی ال علیه وسلم قد ربى أصحابه وعلمهم أن يبدوا رأيهم‬

‫في المور الخطیرة إن رأوا في ذلك صالحًا وخیرًا للمسلمین ‪ ،‬فهو صلی ال علیه وسلم کان من‬

‫أرحم الناس بأصحابه اما الن فاسمع ما قاله عمر رضي ال عنه نفسه لتعلم صدقه وإخلصه‬

‫خَبَرَنا‬
‫ق َأ ْ‬
‫عْبُد الّرّزا ِ‬
‫حّدَثَنا َ‬
‫حّمٍد َ‬
‫ن ُم َ‬
‫لِ ْب ُ‬
‫عْبُد ا ّ‬
‫حّدَثِنى َ‬
‫وخوفه وخشیته وتقواه رضي ال عنه‪َ » :‬‬

‫صّد ُ‬
‫ق‬ ‫ن ُي َ‬
‫خَرَمَة َوَمرَْوا َ‬
‫ن َم ْ‬
‫سَوِر ْب ِ‬
‫ن اْلِم ْ‬
‫عِ‬‫ن الّزَبْیِر َ‬
‫عْرَوُة ْب ُ‬
‫خَبَرِنى ُ‬
‫ى َقاَل َأ ْ‬
‫خَبَرِنى الّزْهِر ّ‬
‫َمْعَمٌر َقاَل َأ ْ‬

‫حَدْيِبَیِة ‪،‬‬
‫ن اْل ُ‬
‫ل ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ -‬زَم َ‬
‫سوُل ا ِّ‬
‫ج َر ُ‬
‫خَر َ‬
‫حِبِه َقاَل َ‬
‫صا ِ‬
‫ث َ‬
‫حِدي َ‬
‫حٍد ِمْنُهَما َ‬
‫ُكّل َوا ِ‬

‫ن اْلَوِلیِد ِباْلَغِمیِم ِفى‬


‫خاِلَد ْب َ‬
‫ن َ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪ِ » -‬إ ّ‬
‫ق َقاَل الّنِب ّ‬
‫طِري ِ‬
‫ض ال ّ‬
‫حّتى َكاُنوا ِبَبْع ِ‬
‫َ‬

‫جْی ِ‬
‫ش‬ ‫حّتى ِإَذا ُهْم ِبَقَتَرِة اْل َ‬
‫خاِلٌد َ‬
‫شَعَر بِِهْم َ‬
‫ل َما َ‬
‫ن « ‪َ .‬فَوا ِّ‬
‫ت اْلَیِمی ِ‬
‫خُذوا َذا َ‬
‫طِلیَعًة َف ُ‬
‫ش َ‬
‫خْیٍل ِلُقَرْي ٍ‬
‫َ‬

‫ن ِبالّثِنّیِة اّلِتى‬
‫حّتى ِإَذا َكا َ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ -‬‬
‫ساَر الّنِب ّ‬
‫ش ‪َ ،‬و َ‬
‫ض َنِذيًرا ِلُقَرْي ٍ‬
‫ق َيْرُك ُ‬
‫طَل َ‬
‫َفاْن َ‬

‫صَواُء‬
‫ت اْلَق ْ‬
‫ل ِ‬
‫خَ‬
‫ت ‪َ ،‬فَقاُلوا َ‬
‫ح ْ‬
‫حْل ‪َ .‬فَأَل ّ‬
‫حْل َ‬
‫س َ‬
‫حَلُتُه ‪َ .‬فَقاَل الّنا ُ‬
‫ت ِبِه َرا ِ‬
‫عَلْیِهْم ِمْنَها ‪َ ،‬بَرَك ْ‬
‫ط َ‬
‫ُيْهَب ُ‬

‫خُل ٍ‬
‫ق‬ ‫صَواُء ‪َ ،‬وَما َذاكَ َلَها ِب ُ‬
‫ت اْلَق ْ‬
‫ل ِ‬
‫خَ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ » -‬ما َ‬
‫صَواُء ‪َ .‬فَقاَل الّنِب ّ‬
‫لتِ اْلَق ْ‬
‫خَ‬‫َ‬

‫ت ا ِّ‬
‫ل‬ ‫حُرَما ِ‬
‫ن ِفیَها ُ‬
‫ظُمو َ‬
‫طًة ُيَع ّ‬
‫خّ‬‫سى ِبَیِدِه َل َيسَْأُلوِنى ُ‬
‫س اْلِفیِل ‪ُ ،‬ثّم َقاَل َواّلِذى َنْف ِ‬
‫حاِب ُ‬
‫سَها َ‬
‫حَب َ‬
‫ن َ‬
‫َوَلِك ْ‬

‫عَلى َثَمٍد‬
‫حَدْيِبَیِة ‪َ ،‬‬
‫صى اْل ُ‬
‫حّتى َنَزَل ِبَأْق َ‬
‫عْنُهْم َ‬
‫ت ‪َ ،‬قاَل َفَعَدَل َ‬
‫جَرَها َفَوَثَب ْ‬
‫طْیُتُهْم ِإّياَها « ‪ُ .‬ثّم َز َ‬
‫ِإّل َأعْ َ‬

‫ل ‪ -‬صلى‬
‫سوِل ا ِّ‬
‫ى ِإَلى َر ُ‬
‫شِك َ‬
‫حوُه ‪َ ،‬و ُ‬
‫حّتى نََز ُ‬
‫س َ‬
‫ضا ‪َ ،‬فَلْم ُيَلّبْثُه الّنا ُ‬
‫س َتَبّر ً‬
‫ضُه الّنا ُ‬
‫َقِلیِل اْلَماِء َيَتَبّر ُ‬

‫ل َما َزاَل‬
‫جَعُلوُه ِفیِه ‪َ ،‬فَوا ِّ‬
‫ن َي ْ‬
‫ن ِكَناَنِتِه ‪ُ ،‬ثّم َأَمَرُهْم َأ ْ‬
‫سْهًما ِم ْ‬
‫ع َ‬
‫ش ‪َ ،‬فاْنَتَز َ‬
‫ط ُ‬
‫ال علیه وسلم ‪ -‬اْلَع َ‬

‫ى ِفى َنَفٍر‬
‫عّ‬‫خَزا ِ‬
‫ن َوْرَقاَء اْل ُ‬
‫جاَء ُبَدْيُل ْب ُ‬
‫ك ‪ِ ،‬إْذ َ‬
‫عْنُه ‪َ ،‬فَبْیَنَما ُهْم َكَذِل َ‬
‫صَدُروا َ‬
‫حّتى َ‬
‫ى َ‬
‫ش َلُهْم ِبالّر ّ‬
‫جی ُ‬
‫َي ِ‬

‫‪373‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ن َأْهِل ِتَهاَمَة‬
‫ل ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪ِ -‬م ْ‬
‫سوِل ا ِّ‬
‫ح َر ُ‬
‫صِ‬
‫عْیَبَة ُن ْ‬
‫عَة ‪َ ،‬وَكاُنوا َ‬
‫خَزا َ‬
‫ن ُ‬
‫ن َقْوِمِه ِم ْ‬
‫ِم ْ‬

‫طاِفیُل‬
‫حَدْيِبَیِة ‪َ ،‬وَمَعُهُم اْلُعوُذ اْلَم َ‬
‫عَداَد ِمَیاِه اْل ُ‬
‫ى َنَزُلوا َأ ْ‬
‫ن ُلَؤ ّ‬
‫عاِمَر ْب َ‬
‫ى َو َ‬
‫ن ُلَؤ ّ‬
‫ب ْب َ‬
‫ت َكْع َ‬
‫َفَقاَل إِّنى َتَرْك ُ‬

‫ئ ِلِقَتاِل‬
‫ج ْ‬
‫ل ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪ِ » -‬إّنا َلْم َن ِ‬
‫سوُل ا ِّ‬
‫ت ‪َ .‬فَقاَل َر ُ‬
‫ن اْلَبْی ِ‬
‫عِ‬
‫ك َ‬
‫صاّدو َ‬
‫ك َو َ‬
‫َوُهْم ُمَقاِتُلو َ‬

‫شاُءوا َماَدْدُتُهْم‬
‫ن َ‬
‫ت ِبِهْم ‪َ ،‬فِإ ْ‬
‫ضّر ْ‬
‫حْربُ ‪َ ،‬وَأ َ‬
‫شا َقْد َنِهَكْتُهُم اْل َ‬
‫ن ُقَرْي ً‬
‫ن ‪َ ،‬وِإ ّ‬
‫جْئَنا ُمْعَتِمِري َ‬
‫حٍد ‪َ ،‬وَلِكّنا ِ‬
‫َأ َ‬

‫س َفَعُلوا‬
‫خَل ِفیِه الّنا ُ‬
‫خُلوا ِفیَما َد َ‬
‫شاُءوا َأنْ َيْد ُ‬
‫ن َ‬
‫ظَهْر َفِإ ْ‬
‫ن َأ ْ‬
‫س ‪َ ،‬فِإ ْ‬
‫ن الّنا ِ‬
‫خّلوا َبْیِنى َوَبْی َ‬
‫ُمّدًة ‪َ ،‬وُي َ‬

‫ساِلَفِتى‬
‫حّتى َتْنَفِرَد َ‬
‫عَلى َأْمِرى َهَذا َ‬
‫سى ِبَیِدِه ‪ُ ،‬لَقاِتَلّنهُْم َ‬
‫ن ُهْم َأَبْوا َفَواّلِذى َنْف ِ‬
‫جّموا ‪َ ،‬وِإ ْ‬
‫َوِإّل َفَقْد َ‬

‫جْئَناُكْم‬
‫شا َقاَل ِإّنا َقْد ِ‬
‫حّتى َأَتى ُقَرْي ً‬
‫ق َ‬
‫طَل َ‬
‫سُأَبّلُغُهْم َما َتُقوُل ‪َ .‬قاَل َفانْ َ‬
‫ل َأْمَرُه « ‪َ .‬فَقاَل ُبَدْيٌل َ‬
‫ن ا ُّ‬
‫َوَلُیْنِفَذ ّ‬

‫جةَ‬
‫حا َ‬
‫سَفَهاُؤُهْم َل َ‬
‫عَلْیُكْم َفَعْلَنا ‪َ ،‬فَقاَل ُ‬
‫ضُه َ‬
‫ن َنْعِر َ‬
‫شْئُتْم َأ ْ‬
‫ن ِ‬
‫سِمْعَناُه َيُقوُل َقْوًل ‪َ ،‬فِإ ْ‬
‫جِل ‪َ ،‬و َ‬
‫ن َهَذا الّر ُ‬
‫ِم ْ‬

‫سِمْعُتُه َيُقوُل َكَذا‬


‫سِمْعَتُه َيُقوُل ‪َ .‬قاَل َ‬
‫ت َما َ‬
‫ى ِمْنُهْم َها ِ‬
‫ىٍء ‪َ .‬وَقاَل َذُوو الّرْأ ِ‬
‫شْ‬‫عْنُه ِب َ‬
‫خِبَرَنا َ‬
‫َلَنا َأنْ ُت ْ‬

‫سُتْم‬
‫ى َقْوِم َأَل ْ‬
‫سُعوٍد َفَقاَل َأ ْ‬
‫ن َم ْ‬
‫عْرَوُة ْب ُ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ . -‬فَقاَم ُ‬
‫حّدَثُهْم ِبَما َقاَل الّنِب ّ‬
‫َوَكَذا ‪َ ،‬ف َ‬

‫سُتْم َتْعَلُمو َ‬
‫ن‬ ‫ت ِباْلَوَلِد َقاُلوا َبَلى ‪َ .‬قاَل َفَهْل َتّتِهُموِنى ‪َ .‬قاُلوا َل ‪َ .‬قاَل َأَل ْ‬
‫س ُ‬
‫ِباْلَوالِِد َقاُلوا َبَلى ‪َ .‬قاَل َأَوَل ْ‬

‫عِنى َقاُلوا َبَلى ‪َ .‬قاَل َفِإ ّ‬


‫ن‬ ‫طا َ‬
‫ن َأ َ‬
‫جْئُتُكْم ِبَأْهِلى َوَوَلِدى َوَم ْ‬
‫ى ِ‬
‫عَل ّ‬
‫حوا َ‬
‫ظ ‪َ ،‬فَلّما َبّل ُ‬
‫عَكا ٍ‬
‫ت َأْهَل ُ‬
‫سَتْنَفْر ُ‬
‫َأّنى ا ْ‬

‫ى ‪ -‬صلى‬
‫جَعَل ُيَكّلُم الّنِب ّ‬
‫عوِنى آِتِه ‪َ .‬قاُلوا اْئِتِه ‪َ .‬فَأَتاُه َف َ‬
‫شٍد ‪ ،‬اْقَبُلوَها َوَد ُ‬
‫طَة ُر ْ‬
‫خّ‬‫ض َلُكْم ُ‬
‫عَر َ‬
‫َهَذا َقْد َ‬

‫عْنَد َذِل َ‬
‫ك‬ ‫عرَْوُة ِ‬
‫ن َقْوِلِه ِلُبَدْيٍل ‪َ ،‬فَقاَل ُ‬
‫حًوا ِم ْ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ -‬ن ْ‬
‫ال علیه وسلم ‪َ -‬فَقاَل الّنِب ّ‬

‫ن َتُك ِ‬
‫ن‬ ‫ك َوِإ ْ‬
‫ح َأْهَلُه َقْبَل َ‬
‫جَتا َ‬
‫با ْ‬
‫ن اْلَعَر ِ‬
‫حٍد ِم َ‬
‫ت ِبَأ َ‬
‫سِمْع َ‬
‫ك َهْل َ‬
‫ت َأْمَر َقْوِم َ‬
‫صْل َ‬
‫سَتْأ َ‬
‫نا ْ‬
‫ت ِإ ِ‬
‫حّمُد ‪َ ،‬أَرَأْي َ‬
‫ى ُم َ‬
‫َأ ْ‬

‫ك ‪َ .‬فَقالَ‬
‫عو َ‬
‫ن َيِفّروا َوَيَد ُ‬
‫خِلیًقا َأ ْ‬
‫ن الّناسِ َ‬
‫شاًبا ِم َ‬
‫جوًها ‪َ ،‬وِإّنى َلَرى َأْو َ‬
‫ل َلَرى ُو ُ‬
‫خَرى ‪َ ،‬فِإّنى َوا ِّ‬
‫اُل ْ‬

‫ن َذا َقاُلوا َأُبو َبْكٍر ‪َ .‬قاَل َأَما َواّلِذى‬


‫عُه َفَقاَل َم ْ‬
‫عْنُه َوَنَد ُ‬
‫ن َنِفّر َ‬
‫حُ‬‫ت ‪َ ،‬أَن ْ‬
‫ل ِ‬
‫ظَر ال ّ‬
‫ص َب ْ‬
‫ص ْ‬
‫َلُه َأُبو َبْكٍر اْم ُ‬

‫ى ‪ -‬صلى ال علیه‬
‫جَعَل ُيَكّلُم الّنِب ّ‬
‫ك ‪َ .‬قاَل َو َ‬
‫جْبُت َ‬
‫ك ِبَها َل َ‬
‫جِز َ‬
‫عْنِدى َلْم َأ ْ‬
‫ك ِ‬
‫ت َل َ‬
‫سى ِبَیِدِه َلْوَل َيٌد َكاَن ْ‬
‫َنْف ِ‬

‫‪374‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم‬


‫شْعَبَة َقاِئٌم عََلى َرْأسِ الّنِب ّ‬
‫ن ُ‬
‫حَیِتِه ‪َ ،‬واْلُمِغیَرُة ْب ُ‬
‫خَذ ِبِل ْ‬
‫وسلم ‪َ -‬فُكّلَما َتَكّلَم َأ َ‬

‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم –‬


‫حَیِة الّنِب ّ‬
‫عْرَوُة ِبَیِدِه ِإَلى ِل ْ‬
‫عَلْیِه اْلِمْغَفُر ‪َ ،‬فُكّلَما َأْهَوى ُ‬
‫ف َو َ‬
‫سْی ُ‬
‫َوَمَعُه ال ّ‬

‫ل ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ . -‬فَرَفَع‬


‫سوِل ا ِّ‬
‫حَیِة َر ُ‬
‫ن ِل ْ‬
‫عْ‬
‫ك َ‬
‫خْر َيَد َ‬
‫ف ‪َ ،‬وَقاَل َلُه َأ ّ‬
‫سْی ِ‬
‫ضَربَ َيَدُه ِبَنْعِل ال ّ‬
‫َ‬

‫ك َوَكا َ‬
‫ن‬ ‫سَعى ِفى غَْدَرِت َ‬
‫ستُ َأ ْ‬
‫غَدُر ‪َ ،‬أَل ْ‬
‫شْعَبَة ‪َ .‬فَقاَل َأىْ ُ‬
‫ن ُ‬
‫ن َهَذا َقاُلوا اْلُمِغیَرُة ْب ُ‬
‫سُه َفَقاَل َم ْ‬
‫عْرَوُة َرْأ َ‬
‫ُ‬

‫ى ‪ -‬صلى ال‬
‫سَلَم َفَقاَل الّنِب ّ‬
‫جاَء َفَأ ْ‬
‫خَذ َأْمَواَلُهْم ‪ُ ،‬ثّم َ‬
‫جاِهِلّیِة ‪َ ،‬فَقَتَلُهْم ‪َ ،‬وَأ َ‬
‫ب َقْوًما ِفى اْل َ‬
‫ح َ‬
‫صِ‬‫اْلُمِغیَرُة َ‬

‫جَعَل َيْرُم ُ‬
‫ق‬ ‫عْرَوَة َ‬
‫ن ُ‬
‫ىٍء « ‪ُ .‬ثّم ِإ ّ‬
‫شْ‬‫ت ِمْنُه ِفى َ‬
‫س ُ‬
‫لَم َفَأْقَبُل ‪َ ،‬وَأّما اْلَماَل َفَل ْ‬
‫سَ‬‫علیه وسلم ‪َ » -‬أّما اِل ْ‬

‫ل ‪ -‬صلى ال علیه‬
‫سوُل ا ِّ‬
‫خَم َر ُ‬
‫لِ َما َتَن ّ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪ِ -‬بَعْیَنْیِه ‪َ .‬قاَل َفَوا ّ‬
‫ب الّنِب ّ‬
‫حا َ‬
‫صَ‬‫َأ ْ‬

‫جْلَدُه ‪َ ،‬وِإَذا َأَمَرُهُم اْبَتَدُروا َأْمَرُه ‪،‬‬


‫جَهُه َو ِ‬
‫ك ِبَها َو ْ‬
‫جٍل ِمْنُهْم َفَدَل َ‬
‫ف َر ُ‬
‫ت ِفى َك ّ‬
‫خاَمًة ِإّل َوَقَع ْ‬
‫وسلم ‪ُ -‬ن َ‬

‫ن ِإَلْیِه‬
‫حّدو َ‬
‫عْنَدُه ‪َ ،‬وَما ُي ِ‬
‫صَواَتُهْم ِ‬
‫ضوا َأ ْ‬
‫خَف ُ‬
‫ضوِئِه ‪َ ،‬وِإَذا َتَكّلَم َ‬
‫عَلى َو ُ‬
‫ن َ‬
‫ضَأ َكاُدوا َيْقَتِتُلو َ‬
‫َوِإَذا َتَو ّ‬

‫ك‪،‬‬
‫عَلى اْلُمُلو ِ‬
‫ت َ‬
‫ل َلَقْد َوَفْد ُ‬
‫ى َقْوِم ‪َ ،‬وا ِّ‬
‫حاِبِه ‪َ ،‬فَقاَل َأ ْ‬
‫صَ‬‫عْرَوُة ِإَلى َأ ْ‬
‫جَع ُ‬
‫ظیًما َلُه ‪َ ،‬فَر َ‬
‫ظَر َتْع ِ‬
‫الّن َ‬

‫حا ُ‬
‫ب‬ ‫صَ‬‫ظُم َأ ْ‬
‫حاُبُه َما ُيَع ّ‬
‫صَ‬‫ظُمُه َأ ْ‬
‫ط ‪ُ ،‬يَع ّ‬
‫ت َمِلًكا َق ّ‬
‫ن َرَأْي ُ‬
‫ل ِإ ْ‬
‫ى َوا ِّ‬
‫شّ‬‫جا ِ‬
‫سَرى َوالّن َ‬
‫صَر َوِك ْ‬
‫عَلى َقْی َ‬
‫ت َ‬
‫َوَوَفْد ُ‬

‫ك‬
‫جٍل ِمْنُهْم ‪َ ،‬فَدَل َ‬
‫ف َر ُ‬
‫خاَمًة ِإّل َوَقَعتْ ِفى َك ّ‬
‫خَم ُن َ‬
‫ن َتَن ّ‬
‫ل ِإ ْ‬
‫حّمًدا ‪َ ،‬وا ِّ‬
‫حّمٍد ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪ُ -‬م َ‬
‫ُم َ‬

‫ضوِئِه ‪َ ،‬وِإَذا َتَكّلَم‬


‫عَلى َو ُ‬
‫ن َ‬
‫ضَأ َكاُدوا َيْقَتِتُلو َ‬
‫جْلَدُه ‪َ ،‬وِإَذا َأَمَرُهُم اْبَتَدُروا َأْمَرُه َوِإَذا َتَو ّ‬
‫جَهُه َو ِ‬
‫ِبَها وَ ْ‬

‫شٍد ‪،‬‬
‫طَة ُر ْ‬
‫خّ‬‫عَلْیُكْم ُ‬
‫ض َ‬
‫عَر َ‬
‫ظیًما َلُه ‪َ ،‬وِإّنُه َقْد َ‬
‫ظَر َتْع ِ‬
‫ن ِإَلْیِه الّن َ‬
‫حّدو َ‬
‫عْنَدُه ‪َ ،‬وَما ُي ِ‬
‫صَواَتُهْم ِ‬
‫ضوا َأ ْ‬
‫خَف ُ‬
‫َ‬

‫ى ‪ -‬صلى ال‬
‫عَلى الّنِب ّ‬
‫ف َ‬
‫شَر َ‬
‫عوِنى آِتِه ‪َ .‬فَقاُلوا اْئِتِه ‪َ .‬فَلّما َأ ْ‬
‫ن َبِنى ِكَناَنَة َد ُ‬
‫جٌل ِم ْ‬
‫َفاْقَبُلوَها ‪َ .‬فَقاَل َر ُ‬

‫ن َقْوٍم‬
‫ن ‪َ ،‬وْهَو ِم ْ‬
‫لٌ‬
‫ل ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ » -‬هَذا ُف َ‬
‫سوُل ا ِّ‬
‫حاِبِه ‪َ ،‬قاَل َر ُ‬
‫صَ‬‫علیه وسلم ‪َ -‬وَأ ْ‬

‫ن ا ِّ‬
‫ل‬ ‫حا َ‬
‫سْب َ‬
‫ك َقاَل ُ‬
‫ن ‪َ ،‬فَلّما َرَأى َذِل َ‬
‫س ُيَلّبو َ‬
‫سَتْقَبَلُه الّنا ُ‬
‫ت َلُه َوا ْ‬
‫ن َفاْبَعُثوَها َلُه « ‪َ .‬فُبِعَث ْ‬
‫ن اْلُبْد َ‬
‫ظُمو َ‬
‫ُيَع ّ‬

‫ت‬
‫شِعَر ْ‬
‫ت َوُأ ْ‬
‫ن َقْد ُقّلَد ْ‬
‫حاِبِه َقاَل َرَأْيتُ اْلُبْد َ‬
‫صَ‬‫جَع ِإَلى َأ ْ‬
‫ت ‪َ ،‬فَلّما َر َ‬
‫ن اْلَبْی ِ‬
‫عِ‬
‫صّدوا َ‬
‫ن ُي َ‬
‫َما َيْنبَِغى ِلَهُؤَلِء َأ ْ‬

‫عوِنى آِتِه ‪.‬‬


‫ص ‪َ .‬فَقاَل َد ُ‬
‫حْف ٍ‬
‫ن َ‬
‫جٌل ِمْنُهْم ُيَقاُل َلُه ِمْكَرُز ْب ُ‬
‫ت ‪َ .‬فَقاَم َر ُ‬
‫ن اْلَبْی ِ‬
‫عِ‬
‫صّدوا َ‬
‫ن ُي َ‬
‫َفَما َأَرى َأ ْ‬

‫‪375‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫جٌر «‬
‫جٌل َفا ِ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ » -‬هَذا ِمْكَرٌز َوْهَو َر ُ‬
‫عَلْیِهْم َقاَل الّنِب ّ‬
‫ف َ‬
‫شَر َ‬
‫َفَقاُلوا اْئِتِه ‪َ .‬فَلّما َأ ْ‬

‫عْمٍرو ‪َ .‬قاَل َمْعَمٌر‬


‫ن َ‬
‫سَهْیُل ْب ُ‬
‫جاَء ُ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ ، -‬فَبْیَنَما ُهَو ُيَكّلُمُه ِإْذ َ‬
‫جَعلَ ُيَكّلُم الّنِب ّ‬
‫َف َ‬

‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪» -‬‬


‫عْمٍرو َقاَل الّنِب ّ‬
‫ن َ‬
‫سَهْیُل ْب ُ‬
‫جاَء ُ‬
‫عْكِرَمَة ‪َ ،‬أّنُه َلّما َ‬
‫ن ِ‬
‫عْ‬
‫ب َ‬
‫خَبَرِنى َأّيو ُ‬
‫َفَأ ْ‬

‫ت‪،‬‬
‫عْمٍرو َفَقاَل َها ِ‬
‫ن َ‬
‫سَهْیُل ْب ُ‬
‫جاَء ُ‬
‫حِديِثِه َف َ‬
‫ى ِفى َ‬
‫ن َأْمِرُكْم « ‪َ .‬قاَل َمْعَمٌر َقاَل الّزْهِر ّ‬
‫َلَقْد سَُهَل َلُكْم ِم ْ‬

‫ى ‪ -‬صلى ال‬
‫ب ‪َ ،‬فَقاَل الّنِب ّ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪ -‬اْلَكاِت َ‬
‫عا الّنِب ّ‬
‫ب َبْیَنَنا َوَبْیَنُكْم ِكَتاًبا ‪َ ،‬فَد َ‬
‫اْكُت ْ‬

‫ل َما َأْدِرى َما ُهَو َوَلِك ِ‬


‫ن‬ ‫ن َفَوا ِّ‬
‫حَم ُ‬
‫سَهْیٌل َأّما الّر ْ‬
‫حیِم « ‪َ .‬قاَل ُ‬
‫ن الّر ِ‬
‫حَم ِ‬
‫ل الّر ْ‬
‫سِم ا ِّ‬
‫علیه وسلم ‪ِ » -‬ب ْ‬

‫حیِم ‪.‬‬
‫ن الّر ِ‬
‫حَم ِ‬
‫ل الّر ْ‬
‫سِم ا ِّ‬
‫لِ َل َنْكُتُبَها ِإّل ِب ْ‬
‫ن َوا ّ‬
‫سِلُمو َ‬
‫ب ‪َ .‬فَقاَل اْلُم ْ‬
‫ت َتْكُت ُ‬
‫ك الّلُهّم ‪َ .‬كَما ُكْن َ‬
‫سِم َ‬
‫ب ِبا ْ‬
‫اْكُت ْ‬

‫حّمٌد‬
‫عَلْیِه ُم َ‬
‫ضى َ‬
‫ك الّلُهّم « ‪ُ .‬ثّم َقاَل » َهَذا َما َقا َ‬
‫سِم َ‬
‫ب ِبا ْ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪ » -‬اْكُت ْ‬
‫َفَقاَل الّنِب ّ‬

‫ك‪،‬‬
‫ن اْلَبْیتِ َوَل َقاَتْلَنا َ‬
‫عِ‬
‫ك َ‬
‫صَدْدَنا َ‬
‫لِ َما َ‬
‫سوُل ا ّ‬
‫ك َر ُ‬
‫ل َلْو ُكّنا َنْعَلُم َأّن َ‬
‫سَهْیٌل َوا ِّ‬
‫ل « ‪َ .‬فَقاَل ُ‬
‫سولُ ا ِّ‬
‫َر ُ‬

‫ل َوِإ ْ‬
‫ن‬ ‫سوُل ا ِّ‬
‫ل ِإّنى َلَر ُ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ » -‬وا ِّ‬
‫ل ‪َ .‬فَقاَل الّنِب ّ‬
‫عْبِد ا ِّ‬
‫ن َ‬
‫حّمُد ْب ُ‬
‫ب ُم َ‬
‫ن اْكُت ْ‬
‫َوَلِك ِ‬

‫ظُمو َ‬
‫ن‬ ‫طةً ُيَع ّ‬
‫خّ‬‫سَأُلوِنى ُ‬
‫ى َوَذِلكَ ِلَقْوِلِه » َل َي ْ‬
‫ل « ‪َ .‬قاَل الّزْهِر ّ‬
‫عْبِد ا ِّ‬
‫ن َ‬
‫حّمُد ْب ُ‬
‫ب ُم َ‬
‫َكّذْبُتُموِنى ‪ .‬اْكُت ْ‬

‫خّلوا‬
‫ن ُت َ‬
‫عَلى َأ ْ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ » -‬‬
‫طْیُتُهْم ِإّياَها « ‪َ .‬فَقاَل َلُه الّنِب ّ‬
‫عَ‬‫ل ِإّل َأ ْ‬
‫ت ا ِّ‬
‫حُرَما ِ‬
‫ِفیَها ُ‬

‫ك ِم َ‬
‫ن‬ ‫ن َذِل َ‬
‫طًة َوَلِك ْ‬
‫ضْغ َ‬
‫خْذَنا ُ‬
‫حّدثُ اْلَعَربُ َأّنا ُأ ِ‬
‫ل َل َتَت َ‬
‫سَهْیٌل َوا ِّ‬
‫ف ِبِه « ‪َ .‬فَقاَل ُ‬
‫طو َ‬
‫ت َفَن ُ‬
‫ن اْلَبْی ِ‬
‫َبْیَنَنا وََبْی َ‬

‫ك ‪ ،‬إِّل َرَدْدَتُه ِإَلْیَنا‬


‫عَلى ِديِن َ‬
‫ن َ‬
‫ن َكا َ‬
‫جٌل ‪َ ،‬وِإ ْ‬
‫ك ِمّنا َر ُ‬
‫عَلى َأّنُه َل َيْأِتی َ‬
‫سَهْیٌل َو َ‬
‫ب ‪َ .‬فَقاَل ُ‬
‫اْلَعاِم اْلُمْقِبِل َفَكَت َ‬

‫خَل َأُبو‬
‫ك ِإْذ َد َ‬
‫سِلًما َفَبْیَنَما ُهْم َكَذِل َ‬
‫جاَء ُم ْ‬
‫ن َوَقْد َ‬
‫شِرِكی َ‬
‫ف ُيَرّد ِإَلى اْلُم ْ‬
‫ل َكْی َ‬
‫ن ا ِّ‬
‫حا َ‬
‫سْب َ‬
‫ن ُ‬
‫سِلُمو َ‬
‫َقاَل اْلُم ْ‬

‫سِه َبْی َ‬
‫ن‬ ‫حّتى َرَمى ِبَنْف ِ‬
‫سَفِل َمّكَة ‪َ ،‬‬
‫ج ِمنْ َأ ْ‬
‫خَر َ‬
‫ف ِفى ُقُیوِدِه ‪َ ،‬وَقْد َ‬
‫س ُ‬
‫عْمٍرو َيْر ُ‬
‫ن َ‬
‫سَهْیِل ْب ِ‬
‫ن ُ‬
‫جْنَدِل ْب ُ‬
‫َ‬

‫ى ‪ -‬صلى‬
‫ى ‪َ .‬فَقاَل الّنِب ّ‬
‫ن َتُرّدُه ِإَل ّ‬
‫عَلْیِه َأ ْ‬
‫ك َ‬
‫ضی َ‬
‫حّمُد َأّوُل َما ُأَقا ِ‬
‫سَهْیٌل َهَذا َيا ُم َ‬
‫ن ‪َ .‬فَقاَل ُ‬
‫سِلِمی َ‬
‫ظُهِر اْلُم ْ‬
‫َأ ْ‬

‫ىٍء َأَبًدا ‪َ .‬قاَل‬


‫شْ‬‫عَلى َ‬
‫ك َ‬
‫حَ‬
‫صاِل ْ‬
‫ل ِإًذا َلْم ُأ َ‬
‫ب َبْعُد « ‪َ .‬قاَل َفَوا ِّ‬
‫ض اْلِكَتا َ‬
‫ال علیه وسلم ‪ِ » -‬إّنا َلْم َنْق ِ‬

‫‪376‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ك ‪َ .‬قاَل » َبَلى ‪َ ،‬فاْفَعْل « ‪َ .‬قالَ‬


‫جیِزِه َل َ‬
‫جْزُه ِلى « ‪َ .‬قاَل َما َأَنا ِبُم ِ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ » -‬فَأ ِ‬
‫الّنِب ّ‬

‫ن ‪ُ ،‬أَرّد ِإَلى‬
‫سِلِمی َ‬
‫شَر اْلُم ْ‬
‫ى َمْع َ‬
‫جْنَدٍل َأ ْ‬
‫ك ‪َ .‬قاَل َأُبو َ‬
‫جْزَناُه َل َ‬
‫عٍل ‪َ .‬قاَل ِمْكَرٌز َبْل َقْد َأ َ‬
‫َما َأَنا ِبَفا ِ‬

‫ل ‪َ .‬قاَل َفَقاَل‬
‫شِديًدا ِفى ا ِّ‬
‫عَذاًبا َ‬
‫ب َ‬
‫عّذ َ‬
‫ن َقْد ُ‬
‫ت َوَكا َ‬
‫ن َما َقْد َلِقی ُ‬
‫سِلًما َأَل َتَرْو َ‬
‫ت ُم ْ‬
‫جْئ ُ‬
‫ن َوَقْد ِ‬
‫شِرِكی َ‬
‫اْلُم ْ‬

‫حّقا َقاَل » َبَلى « ‪.‬‬


‫ل َ‬
‫ى ا ِّ‬
‫ستَ َنِب ّ‬
‫ل ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪ -‬فَُقْلتُ َأَل ْ‬
‫ى ا ِّ‬
‫ت َنِب ّ‬
‫ب َفَأَتْی ُ‬
‫طا ِ‬
‫خّ‬‫ن اْل َ‬
‫عَمُر ْب ُ‬
‫ُ‬

‫طى الّدِنّیَة ِفى ِديِنَنا ِإًذا َقاَل »‬


‫ت َفِلَم ُنْع ِ‬
‫طِل َقاَل » َبَلى « ‪ .‬قُْل ُ‬
‫عَلى اْلَبا ِ‬
‫عُدّوَنا َ‬
‫ق َو َ‬
‫ح ّ‬
‫عَلى اْل َ‬
‫سَنا َ‬
‫ت أََل ْ‬
‫ُقْل ُ‬

‫سَنْأِتى اْلَبْی َ‬
‫ت‬ ‫حّدُثَنا َأّنا َ‬
‫ت ُت َ‬
‫س ُكْن َ‬
‫ت َأَوَلْی َ‬
‫صِرى « ‪ُ .‬قْل ُ‬
‫صیِه َوْهَو َنا ِ‬
‫ع ِ‬
‫ت َأ ْ‬
‫س ُ‬
‫ل ‪َ ،‬وَل ْ‬
‫سوُل ا ِّ‬
‫ِإّنى َر ُ‬

‫ف ِبِه « ‪.‬‬
‫طّو ٌ‬
‫ك آِتیِه َوُم ّ‬
‫ت َل ‪َ .‬قاَل » َفِإّن َ‬
‫ك َأّنا َنْأِتیِه اْلَعاَم « ‪َ .‬قاَل ُقْل ُ‬
‫خَبْرُت َ‬
‫ف ِبِه َقاَل » َبَلى ‪َ ،‬فَأ ْ‬
‫طو ُ‬
‫َفَن ُ‬

‫ح ّ‬
‫ق‬ ‫عَلى اْل َ‬
‫سَنا َ‬
‫ت َأَل ْ‬
‫حّقا َقاَل َبَلى ‪ُ .‬قْل ُ‬
‫ل َ‬
‫ى ا ِّ‬
‫س َهَذا َنِب ّ‬
‫ت َيا َأَبا َبْكٍر ‪َ ،‬أَلْی َ‬
‫ت َأَبا َبْكٍر َفُقْل ُ‬
‫َقاَل َفَأَتْی ُ‬

‫سوُل ا ِّ‬
‫ل‬ ‫جُل ‪ِ ،‬إّنُه َلَر ُ‬
‫طى الّدِنّیَة ِفى ِديِنَنا ِإًذا َقاَل َأّيَها الّر ُ‬
‫ت َفِلَم ُنْع ِ‬
‫طِل َقاَل َبَلى ‪ُ .‬قْل ُ‬
‫عَلى اْلَبا ِ‬
‫عُدوَّنا َ‬
‫َو َ‬

‫عَلى‬
‫ل ِإّنُه َ‬
‫ك ِبَغْرِزِه ‪َ ،‬فَوا ِّ‬
‫سْ‬‫سَتْم ِ‬
‫صُرُه ‪َ ،‬فا ْ‬
‫صى َرّبُه َوْهَو َنا ِ‬
‫س َيْع ِ‬
‫‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ -‬وَلْی َ‬

‫ك َتْأِتیِه‬
‫ك َأّن َ‬
‫خَبَر َ‬
‫ف ِبِه َقاَل َبَلى ‪َ ،‬أَفَأ ْ‬
‫طو ُ‬
‫ت َوَن ُ‬
‫سَنْأِتى اْلَبْی َ‬
‫حّدُثَنا َأّنا َ‬
‫ن ُي َ‬
‫س َكا َ‬
‫ت َأَلْی َ‬
‫ق ‪ُ .‬قْل ُ‬
‫ح ّ‬
‫اْل َ‬

‫عَماًل ‪َ .‬قاَل‬
‫ك َأ ْ‬
‫ت ِلَذِل َ‬
‫عَمُر َفَعِمْل ُ‬
‫ى َقالَ ُ‬
‫ف ِبِه ‪َ .‬قاَل الّزْهِر ّ‬
‫طّو ٌ‬
‫ك آِتیِه َوُم ّ‬
‫ت َل ‪َ .‬قاَل َفِإّن َ‬
‫اْلَعاَم ُقْل ُ‬

‫حاِبِه » ُقوُموا‬
‫صَ‬‫ل ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ -‬ل ْ‬
‫سوُل ا ِّ‬
‫ب َقاَل َر ُ‬
‫ضّیِة اْلِكَتا ِ‬
‫ن َق ِ‬
‫غ ِم ْ‬
‫َفَلّما َفَر َ‬

‫ت ‪َ ،‬فَلّما َلْم‬
‫ث َمّرا ٍ‬
‫ل َ‬
‫ك َث َ‬
‫حّتى َقاَل َذِل َ‬
‫جٌل َ‬
‫ل َما َقاَم ِمْنُهْم َر ُ‬
‫حِلُقوا « ‪َ .‬قاَل َفَوا ِّ‬
‫حُروا ‪ُ ،‬ثّم ا ْ‬
‫َفاْن َ‬

‫ى ا ِّ‬
‫ل‬ ‫سَلَمَة َيا َنِب ّ‬
‫ت ُأّم َ‬
‫ن الّناسِ ‪َ .‬فَقاَل ْ‬
‫ى ِم َ‬
‫سَلَمَة ‪َ ،‬فَذَكَر َلَها َما َلِق َ‬
‫عَلى ُأّم َ‬
‫خَل َ‬
‫حٌد َد َ‬
‫َيُقْم ِمْنُهْم َأ َ‬

‫حِلَقكَ ‪.‬‬
‫ك َفَی ْ‬
‫حاِلَق َ‬
‫عَو َ‬
‫ك ‪َ ،‬وَتْد ُ‬
‫حَر ُبْدَن َ‬
‫حّتى َتْن َ‬
‫حًدا ِمْنُهْم َكِلَمًة َ‬
‫ج ُثّم َل ُتَكّلْم َأ َ‬
‫خُر ْ‬
‫كا ْ‬
‫حبّ َذِل َ‬
‫‪َ ،‬أُت ِ‬

‫ك‪،‬‬
‫حَلَقُه ‪َ .‬فَلّما َرَأْوا َذِل َ‬
‫حاِلَقُه َف َ‬
‫عا َ‬
‫حَر ُبْدَنُه ‪َ ،‬وَد َ‬
‫ك َن َ‬
‫حّتى َفَعَل َذِل َ‬
‫حًدا ِمْنُهْم ‪َ ،‬‬
‫ج َفَلْم ُيَكّلْم َأ َ‬
‫خَر َ‬
‫َف َ‬

‫سَوٌة‬
‫جاَءُه ِن ْ‬
‫غّما ‪ُ ،‬ثّم َ‬
‫ضا َ‬
‫حّتى َكاَد َبْعضُُهْم َيْقُتُل َبْع ً‬
‫ضا ‪َ ،‬‬
‫ق َبْع ً‬
‫حِل ُ‬
‫ضُهْم َي ْ‬
‫جَعَل َبْع ُ‬
‫حُروا ‪َ ،‬و َ‬
‫َقاُموا َفَن َ‬

‫‪377‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫حّتى‬
‫ن( َ‬
‫حُنوُه ّ‬
‫ت َفاْمَت ِ‬
‫جَرا ٍ‬
‫ت ُمَها ِ‬
‫جاَءُكُم اْلُمْؤِمَنا ُ‬
‫ن آَمُنوا ِإَذا َ‬
‫ل َتَعاَلى ) َيا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫ت َفَأْنَزَل ا ُّ‬
‫ُمْؤِمَنا ٌ‬

‫ن‬
‫حَداُهَما ُمَعاِوَيُة ْب ُ‬
‫ج ِإ ْ‬
‫ك ‪َ ،‬فَتَزّو َ‬
‫شْر ِ‬
‫ن َكاَنَتا َلُه ِفى ال ّ‬
‫عَمُر َيْوَمِئٍذ اْمَرَأَتْی ِ‬
‫ق ُ‬
‫طّل َ‬
‫صِم اْلَكَواِفِر ( َف َ‬
‫َبَلَغ ) ِبِع َ‬

‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪ِ -‬إَلى اْلَمِديَنِة ‪،‬‬


‫جَع الّنِب ّ‬
‫ن ُأَمّیَة ‪ُ ،‬ثّم َر َ‬
‫ن ْب ُ‬
‫صْفَوا ُ‬
‫خَرى َ‬
‫ن ‪َ ،‬واُل ْ‬
‫َأِبى سُْفَیا َ‬

‫ن ‪َ ،‬فَقاُلوا اْلَعْهَد اّلِذى‬


‫جَلْی ِ‬
‫طَلِبِه َر ُ‬
‫سُلوا ِفى َ‬
‫سِلٌم َفَأْر َ‬
‫ش ‪َ -‬وْهَو ُم ْ‬
‫ن ُقَرْي ٍ‬
‫جٌل ِم ْ‬
‫صیٍر ‪َ -‬ر ُ‬
‫جاَءُه َأُبو َب ِ‬
‫َف َ‬

‫ن َتْمٍر َلُهْم ‪،‬‬


‫ن ِم ْ‬
‫حَلْیَفِة ‪َ ،‬فَنَزُلوا َيْأُكُلو َ‬
‫حّتى َبَلَغا َذا اْل ُ‬
‫جا ِبِه َ‬
‫خَر َ‬
‫ن ‪َ ،‬ف َ‬
‫جَلْی ِ‬
‫جَعْلتَ َلَنا ‪َ .‬فَدَفَعُه ِإَلى الّر ُ‬
‫َ‬

‫جْل ‪،‬‬
‫خُر َفَقاَل َأ َ‬
‫سَتّلُه ال َ‬
‫جّیًدا ‪َ .‬فا ْ‬
‫ن َ‬
‫لُ‬
‫ك َهَذا َيا ُف َ‬
‫سْیَف َ‬
‫ل ِإّنى َلَرى َ‬
‫ن َوا ِّ‬
‫جَلْی ِ‬
‫حِد الّر ُ‬
‫صیٍر َل َ‬
‫َفَقاَل أَُبو َب ِ‬

‫ضَرَبُه‬
‫ظْر ِإَلْیِه ‪َ ،‬فَأْمَكَنُه ِمْنُه ‪َ ،‬ف َ‬
‫صیٍر َأِرِنى َأْن ُ‬
‫ت ‪َ .‬فَقاَل َأُبو َب ِ‬
‫جّرْب ُ‬
‫ت ِبِه ُثّم َ‬
‫جّرْب ُ‬
‫جّیٌد ‪َ ،‬لَقْد َ‬
‫ل ِإّنُه َل َ‬
‫َوا ِّ‬

‫ل ‪ -‬صلى ال‬
‫سوُل ا ِّ‬
‫جَد َيْعُدو ‪َ .‬فَقاَل َر ُ‬
‫سِ‬‫خَل اْلَم ْ‬
‫حّتى َأَتى اْلَمِديَنَة ‪َ ،‬فَد َ‬
‫خُر ‪َ ،‬‬
‫حّتى بََرَد ‪َ ،‬وَفّر ال َ‬
‫َ‬

‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم –‬


‫عًرا « ‪َ .‬فَلّما اْنَتَهى ِإَلى الّنِب ّ‬
‫ن َرآُه » َلَقْد َرَأى َهَذا ُذ ْ‬
‫حی َ‬
‫علیه وسلم ‪ِ -‬‬

‫ل ِذّمَت َ‬
‫ك‬ ‫ل َأْوَفى ا ُّ‬
‫ل ‪َ ،‬قْد َوا ِّ‬
‫ى ا ِّ‬
‫صیٍر َفَقالَ َيا َنِب ّ‬
‫جاَء َأُبو َب ِ‬
‫حِبى َوِإّنى َلَمْقُتوٌل ‪َ ،‬ف َ‬
‫صا ِ‬
‫ل َ‬
‫َقاَل ُقتَِل َوا ِّ‬

‫سَعَر‬
‫ى ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ » -‬وْيُل ُأّمِه ِم ْ‬
‫ل ِمْنُهْم ‪َ .‬قاَل الّنِب ّ‬
‫جاِنى ا ُّ‬
‫‪َ ،‬قْد َرَدْدَتِنى ِإَلْیِهْم ُثّم َأْن َ‬

‫حِر ‪.‬‬
‫ف اْلَب ْ‬
‫سی َ‬
‫حّتى َأَتى ِ‬
‫ج َ‬
‫خَر َ‬
‫سَیُرّدُه ِإَلْیِهْم ‪َ ،‬ف َ‬
‫ف َأّنُه َ‬
‫عَر َ‬
‫ك َ‬
‫سِمَع َذِل َ‬
‫حٌد « ‪َ .‬فَلّما َ‬
‫ن َلُه َأ َ‬
‫ب ‪َ ،‬لْو َكا َ‬
‫حْر ٍ‬
‫َ‬

‫جٌل َقْد‬
‫ش َر ُ‬
‫ن ُقَرْي ٍ‬
‫ج ِم ْ‬
‫خُر ُ‬
‫جَعَل َل َي ْ‬
‫صیٍر ‪َ ،‬ف َ‬
‫ق ِبَأِبى َب ِ‬
‫ح َ‬
‫سَهْیٍل ‪َ ،‬فَل ِ‬
‫ن ُ‬
‫جْنَدِل ْب ُ‬
‫ت ِمْنُهْم َأُبو َ‬
‫َقاَل َوَيْنَفِل ُ‬

‫ت ِلُقَرْي ٍ‬
‫ش‬ ‫ج ْ‬
‫خَر َ‬
‫ن ِبِعیٍر َ‬
‫سَمُعو َ‬
‫ل َما َي ْ‬
‫صاَبٌة ‪َ ،‬فَوا ِّ‬
‫ع َ‬
‫ت ِمْنُهْم ِ‬
‫جَتَمَع ْ‬
‫حّتى ا ْ‬
‫صیٍر ‪َ ،‬‬
‫ق ِبَأِبى َب ِ‬
‫ح َ‬
‫سَلَم ِإّل َل ِ‬
‫َأ ْ‬

‫ى ‪ -‬صلى ال‬
‫سَلتْ ُقَرْيشٌ ِإَلى الّنِب ّ‬
‫خُذوا َأْمَواَلُهْم ‪َ ،‬فَأْر َ‬
‫ضوا َلَها ‪َ ،‬فَقَتُلوُهْم ‪َ ،‬وَأ َ‬
‫عَتَر ُ‬
‫شْأِم ِإّل ا ْ‬
‫ِإَلى ال ّ‬

‫ى ‪ -‬صلى ال علیه‬
‫سَل الّنِب ّ‬
‫ن ‪َ ،‬فَأْر َ‬
‫ن َأَتاُه َفهَْو آِم ٌ‬
‫سَل ‪َ ،‬فَم ْ‬
‫حِم َلّما َأْر َ‬
‫ل َوالّر ِ‬
‫شُدُه ِبا ِّ‬
‫علیه وسلم ‪ُ -‬تَنا ِ‬

‫ن َبْعِد‬
‫ن َمّكَة ِم ْ‬
‫طِ‬‫عْنُهْم ِبَب ْ‬
‫ف َأْيِدَيُهْم عَْنُكْم َوَأْيِدَيُكْم َ‬
‫ل َتَعاَلى ) َوُهَو اّلِذى َك ّ‬
‫وسلم ‪ِ -‬إَلْیِهْم ‪َ ،‬فَأْنَزَل ا ُّ‬

‫ى ا ِّ‬
‫ل‬ ‫حِمّیُتُهْم َأّنُهْم َلْم ُيِقّروا َأّنُه َنِب ّ‬
‫جاِهِلّیِة ( وََكاَنتْ َ‬
‫حِمّیَة اْل َ‬
‫حِمّیَة َ‬
‫حّتى َبَلَغ ) اْل َ‬
‫عَلْیِهْم ( َ‬
‫ظَفَرُكْم َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫َأ ْ‬

‫ت«‪.‬‬
‫ن اْلَبْی ِ‬
‫حاُلوا َبْیَنُهْم َوَبْی َ‬
‫حیِم ‪َ ،‬و َ‬
‫ن الّر ِ‬
‫حَم ِ‬
‫ل الّر ْ‬
‫سِم ا ِّ‬
‫َوَلْم ُيِقّروا ِبِب ْ‬

‫‪378‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫في بداية المر قد خاف کل من حضر تلك الواقعة ال عمر‪ ،‬وحتی عندما أمرهععم النععبي صععلی ال ع‬

‫علیه وسلم بإلحلل من إحرامهم لم يفعل ذلك أحد منهم ‪ ،‬وهذا علي يأمره النبي صلی ال علیععه‬

‫وسلم بمسح اسمه ومحوه بل قال علي ‪ :‬لن امحو السم الذي اعطاکه ال ‪!!!...‬‬

‫نعم إنا لم نقرأ أو نسمع أن علیًا رضي ال عنه قد أحّل من إحرامه اذ أمر النععبي صععلی الع علیععه‬

‫وسلم بذلك ‪ ،‬ولم يفعل ذلك أحد من اصحابه رضي ال عنهم ‪.‬‬

‫فلماذا حدث ذلك کله ‪..‬؟ ما هععو السععبب الععذي دعععا الصععحابة کلهععم يصععرون علععی الحععرام وعععدم‬

‫الحلل ‪...‬؟ انا أری ان لذلك عدة اسباب أجملها في التي ‪:‬‬

‫أوًل‪ :‬إن الصحابة رضي ال عنهم لم يخطر ببالهم وهم قد خرجوا مع رسول ال صلی ال علیععه‬

‫وسلم من المدينة قاصدين مکة للعمرة ‪ ،‬وکان ذلك في السععنة السادسععة معن الهجععرة ‪ ،‬أقععول‪ :‬لعم‬

‫يکن يتصورون أنهم سوف لن يدخلوا مکة‬

‫وإنما سیرجعون الی المدينة ولم يحققوا الهدف الذي خرجوا لجله بل وقد حققععوا للمشععرکین مععا‬

‫يريدونه وما يصبون الیه من منعهم الرسول ال صلی ال علیه وسلم وأصحابه مععن دخععول بیععت‬

‫ال العتیق والطواف به ‪ ،‬إنهم لن يسمحوا لنفسهم أن يدعوا المشرکین يستشعروا حلوة الفععوز‬

‫والظفر هکذا وبهذه السهولة ‪ ،‬وقد بايعوا رسععول الع صععلی الع علیععه وسععلم قبععل الصععلح علععی‬

‫القتال معه حتی الموت وعدم الفرار من القتال ‪....‬؟!!!‪ .‬إنك ايها المؤلف لفي غفلععة تامععة وجهععل‬

‫مطبق بما کان علیه أصحاب النبي صلی ال علیه وسلم من علو الهمععة وصععدق النیععة والصععرار‬

‫علی تحقیق النصر والغلبة لدين ال تعالی ‪ ،‬أين أنت منهم وان لسان حالهم يقول‪:‬‬

‫‪379‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل ستسهلن الصعب أو ادرك المنی‬

‫فما انقادت المال ال لصابر‬

‫لو أن والدًا قال لولده ‪ :‬ل تصل الن ودع صلتك وإن دخلت فیها ‪....‬؟! لن لدينا عمعل هعام نريعد‬

‫أن نؤديه ‪..‬؟!! ولکن البن لم يسمع کلم والده وأصر علععی اداء صععلته و إتمامهععا ‪ ،‬فمعا قولعك‬

‫عندئذ ‪..‬؟ وماذا ستقول في مثل هذا الموقععف ‪..‬؟ إنععه قععد عصععی والععده ؟ هععذا ل يشععك فیععه أحععد ‪،‬‬

‫ولکن أين هذا العصیان من ذاك ‪..‬؟ إن النبي صلی ال علیه وسلم نهی أصحابه عن شرب الخمر‬

‫فقبلوا ذلك ونفذوه علعی الفعور ولکنعه صعلی الع علیعه وسعلم عنعدما منعهعم معن الحعج وأمرهعم‬

‫بالحلل من إحرامهم عام صلح الحديبیة ‪ ،‬تعللوا بأنهم کانوا يريدون الجهاد والستشععهاد رضععي‬

‫ال تعالی عنهم ‪...‬؟!!!‪ .‬ثم مالعك ومععالهم ‪....‬؟ ان النععبي صععلی الع علیعه وسعلم قعد صعفح عنهعم‬

‫ض عنهم فما دخلت أنت في ذلععك ‪...‬؟؟ ولکععن صععدق فیععك قععول‬
‫واستغفر لهم ولم يمت ال وهو را ٍ‬

‫القائل ‪:‬‬

‫رضي الخصمان وأبی القاضي‬

‫ألم يکن الجدر بك ان تقول ‪ :‬ان الصحابة بشر يصیبون ويخطؤون ‪ ،‬وقععد فععاتهم ان يععدرکوا ان‬

‫طاعة الرسول صلی ال علیه وسلم أولعی وأهعم مععن الحعج والجهعاد والستشعهاد ‪ !!....‬ثععم إنهعم‬

‫رضي ال عنهم قد أدرکوا خطأهم ورجعوا عن قولهم واستغفروا ربهم فرضي عنهم ‪....‬؟!! کععان‬

‫الولی بك أن تذکر لنا تلك القیادة النبوية والسیاسة المحمدية التي قعّل نظیرهععا بیععن البشععر حیعث‬

‫دخل النبي صلی ال علیه وسلم فنزع لباس الحرام ثم حلق رأسه وضععحی ‪ ،‬فلمععا رأى الصععحابة‬

‫منه ذلك تأسوا به واقتدوا بفعله حتی تزاحموا رضي ال عنهم في ذلك ‪.!!!...‬‬

‫‪380‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أيها الدعرور دع عنا دغشك ‪ ،‬فقد علمنا إحنك وبغضك لصحاب رسول ال صلی ال علیه وسلم‬

‫حیث إنك لم تری هذه المسارعة في الطاعه لرسول ال صلی ال علیه وسلم من الصحابة رضي‬

‫ال عنهم ‪ ،‬وإنما ذکرت تلك المعصیة التي بدرت منهععم ونسععیت جبععال الحسععنات الععتي اکتسععبوها‬

‫بطاعتهم وصععبرهم وجهععادهم وصععدقهم واخلصععهم وهجرتهععم مععع رسععول الع صععلی الع علیععه‬

‫وسلم‪..‬؟!!! ثم إن عمر رضي ال کان يکثر من الستغفار والطاعة والعبععادة والصععدقة رجععاء ان‬

‫يغفر ال تعالی له تلك الزلة حعتی آخعر عمعره ‪ ،‬فهعل أعمعی الع بصعرك ععن هعذه الطاععة وتلعك‬

‫العمال الخالصة النبیلة الععتي سععمع بهععا الخافقععان واشععتهرت بیععن النععاس حععتى عرفهععا القاصععي‬

‫والداني فاين أنت عن هذه الجبال من الفضائل والمناقب والحسنات ؟!!‪.‬‬

‫الدعاء التاسع والثمانون بعد المائة وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬اتحاد شخصین بالمعنى الحقیقي غیر ممكن‬

‫ومحال عقل ‪ ،‬ونحن إنما نقول باتحاد نفس النبي )ص( ونفععس المععام علععي )ع( مجععازا ‪ .‬وبیععان‬

‫ذلك ‪ :‬إن المحبة والمودة بین شخصین إذا وصععلت أعلععى مراتبهععا بحیععث تصععبح رغبععاتهم واحععد‬

‫وجمیع المور المتعلقة بالنفس والصادرة عنها تصبح واحدة أو متشععابهة ومتماثلععة ‪ ،‬يعععبر عععن‬

‫النفسین بالنفس الواحدة مجازا‪ ،‬وجاء هذا المعنى في كلمات بعض الولیاء وفععي أشععار بععض‬

‫الفصحاء والبلغاء ‪.‬‬

‫كما نجد في الديوان المنسوب إلى المام علي )ع( ‪:‬‬

‫‪381‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وهمي في الدنیا صديق مساععد‬ ‫هموم الرجال في أمور كثعیرة‬

‫فجسمهما جسمان والروح واحد‬ ‫يكون كروح بین جسمین قسمت‬

‫ولبعض الشعراء ‪:‬‬

‫نعحن روحعان حعللنا بدنا‬ ‫أنا من أهوى ومن أهوى أنا‬

‫وإذا أبعصعرته كعان أنعا‬ ‫فعإذا أبعصْرتني أبعصرته‬

‫من رأى روحین حل بدنا ؟!‬ ‫روحه روحي وروحي روحه‬

‫فاتحاد نفس رسول ال )ص( وعلي بن أبي طالب )ع( ‪ ،‬وتعبیرنا بذلك إنما كان مجععازا ل حقیقععة‬

‫والمععراد أن رغبتهمععا كععانت واحععدة ونفسععیتهما كععانت متماثلععة ‪ ،‬وكانععا متشععابهین فععي الفضععائل‬

‫النفسیة والكمالت الروحیة ‪ ،‬إل ما خرج بالنص والدلیل ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لکي يثبت المؤلف أن محمدًَا وعلیًا کانا روحین في جسد واحد فقد أتی لنعا بععدلیل ل يععرد ال وهععو‬

‫أبیاتا لمجنون لیلی‪!!!........‬‬

‫ل آخر أفضل منه مع انه ‪:‬‬


‫قلت‪ :‬ل يملك المؤلف دلی ً‬

‫ضعث علی إباله‬

‫ولکنه ل حیلة لديه فهو كالیائس الغريق ‪ !!...‬وكأنه لم يسمع المثل القائل ‪:‬‬

‫أسائر الیوم وقد زال الظهر‪ ..‬؟!!‬

‫‪382‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فهو يقول القول بل دلیل صحیح ول برهان الیه نستريح ‪ ،‬فأخذ يتخبط ويهلوس فمرة يعتبر علیعًا‬

‫نبیًا من النبیاء والرسل سوی محمٍد صلی ال علیه وسلم ‪..‬؟!!!!‪.‬‬

‫يدرك المؤلف ويعي هذه الحقیقة جیدًا ‪ ،‬فهو لو قالها صراحة لشهد علی نفسععه بععالکفر والععردة ‪،‬‬

‫ولکنه ينکر ذلك ول يدعیه صراحة ‪ ،‬ثععم ينسععی نفسععه ويعربععد بسععکره فیقععول ‪ :‬هععو أفضععل مععن‬

‫النبیاء ‪..‬؟!!‬

‫قلت له ‪ :‬ل تغالي في مدح هذا الممععرض والثنععاء علیععه ‪ ،‬فهععو ل يزيععد ول يعععدو علععی أن يکععون‬

‫ممرضا ‪ ،‬فقال ‪ :‬نعم وأنا کذلك اعرف ذلك ‪ .‬قلنا لععه ‪ :‬هععو لععم يکععن طبیبعًا يععوم ولععم ينععل شععهادة‬

‫تؤهله لذاك ‪..‬؟ قال ‪ :‬اعلم ذلك واتفق معکم فیما تقولونه ‪ !..‬ولکنه في الوقت نفسععه يقععول ‪ :‬إنععه‬

‫أفضل من أعلم من الطباء وأخذقهم ‪.........‬؟!!‪.‬‬

‫إن هؤلء القوم يقفون علی شفا حفرة من الکفر ولکنهم في الوقت نفسه ل يريععدون أن يعععترفوا‬

‫بالحقیقة أو يبدوا ما في قلوبهم ‪ ،‬ولکنهم يکنون في قلوبهم ما هو اکبر من الکفر نفسه ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫ل يصرحون ول يقرون أن علیًا نبیا ورسوًل ‪ ،‬لن ذلك سوف يخرجهم من الملة‬

‫ويبوؤا بسببه بالثم العظم ‪ ،‬ثم تراهم يعتبرونه أفضل من النبیاء والرسل بألفععاظ مبهمععة تععوهم‬

‫السامع وتجعله في شك من أمره ‪ ،‬فیتساءل مع نفسه ‪ :‬هعل کفعروا بعذلك أم تراهعم معازالوا علعی‬

‫اسلمهم ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء التسعون بعد المائة وقوله ‪ :‬وقد قلت ‪ :‬بأنا نعتقد أن النبي )ص( والمام )ع( متحدان ‪،‬‬

‫أي متشابهان في جمیع الفضائل النفسیة ‪ ،‬ومتمثلن في الكمالت الروحیة ‪ ،‬إل ما خععرج بععالنص‬

‫والدلیل ‪ ،‬وهو مقام النبوة الخاصة وشرائطها ‪ ،‬التي منها نزل الوحي علیه ‪ ،‬فإن الوحي النبععوي‬

‫خاص بحمد المصطفى دون علي المرتضى ‪ ،‬وقد بینععا ذلععك بالتفصععیل ضععمن حععديثنا فععي اللیععالي‬
‫‪383‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الماضیة ‪ ،‬وإذا كنتم قد نسیتم ذلععك فراجعععوا الصععحف الععتي نشععرت تلععك المحععاورات ! لقععد أثبتنععا‬

‫ضمن تفسیر حديث المنزلة ‪ ،‬أن المام علیا )ع( كان في مقععام النبععوة) ولیععس بنععبي ( لكععن كععان‬

‫تابعا لشريعة سید المرسلین ‪ ،‬ومطیعا لخاتم النبیین محمد )ص(‪ ،‬ولععذا لععم ينععزل علیععه وحععي بععل‬

‫نزل على محمد )ص( ‪ ،‬كما أن هارون كان نبیعا فعي زمعن موسعى بعن عمعران إل أنعه كعان تابععا‬

‫ومطیعا لخیه موسى )ع( ‪ .‬ثم قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ربما يتصور النسان ذلك من معنى المساواة ‪ ،‬ولكععن‬

‫إذا فكر بدقة في التوضیح الذي قلناه يعرف أن الحق غیر ما يتصوره بادئ المر ‪ ،‬وقععد أوضععحنا‬

‫الموضوع في اللیالي السابقة وبرهنا علیه من القرآن الحكیععم ‪ ،‬فععإن ال ع سععبحانه يقععول ) ت ِل ْ َ‬
‫ك‬

‫ض(‪ .‬ول شععك أن أفضععلهم هععو أكملهععم وخععاتمهم‬ ‫عَلى ب َ ْ‬


‫ع ٍ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫ض ُ‬ ‫ضل َْنا ب َ ْ‬
‫ع َ‬ ‫ل َ‬
‫ف ّ‬ ‫س ُ‬
‫الّر ُ‬
‫َ َ‬
‫ولك ِــن‬ ‫جـال ِك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫مـن ّر َ‬
‫د ِ‬
‫حـ ٍ‬
‫مدٌ أَبا أ َ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫ن ُ‬ ‫ما َ‬
‫كا َ‬ ‫الععذي قععال تعععالى فععي شععأنه ‪َ ) :‬‬

‫ن(‪ .‬فالكمال الخاص بنبوة محمد )ص( كععان السععبب فععي أن‬
‫م الن ّب ِّيي َ‬
‫خات َ َ‬
‫و َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سو َ‬
‫ّر ُ‬

‫الع سعبحانه يختعم بعه النبعوة ورسعالة السعماء ‪ ،‬وهعذا الكمعال الخعاص بعه )ص( ل يشعاركه ول‬

‫يساويه فیه أحد ‪ ،‬إل أن سائر كمالته النفسیة وفضععائله الروحیععة قابلععة للمشععاركة والمشععابهة ‪،‬‬

‫وكان علي )ع( يشاركه ويماثله فیها ‪.‬‬

‫السید عبد الحي ‪ :‬هل لكم دلیل على ذلك من القرآن الكريم ؟‬

‫جــاءَ َ‬
‫ك‬ ‫ما َ‬
‫د َ‬
‫ع ِ‬
‫من ب َ ْ‬
‫ه ِ‬
‫في ِ‬ ‫ج َ‬
‫ك ِ‬ ‫حا ّ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫قلت ‪ :‬دلیلنا من القرآن الكريم قوله تعالى ( ‪َ :‬‬
‫ف َ‬
‫ع أ َبَناءَن َــا َ‬
‫ســاءَك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ون ِ َ‬
‫ســاءََنا َ‬
‫ون ِ َ‬ ‫وأب ْن َــاءَك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫َ‬ ‫عال َ ْ‬
‫وا ن َـدْ ُ ْ‬ ‫ل تَ َ‬ ‫عل ْم ِ َ‬
‫ف ُ‬
‫ق ْ‬ ‫ن ال ْ ِ‬
‫م َ‬
‫ِ‬

‫آل‬ ‫عل َــى ال ْك َــاِذِبي َ‬


‫ن‪(.‬‬ ‫ة الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ل لَ ْ‬
‫عن َ َ‬ ‫ع ْ‬
‫ج َ‬ ‫هل َ‬
‫فن َ ْ‬ ‫م ن َب ْت َ ِ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م ثُ ّ‬ ‫وأ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫سَنا َ‬ ‫وأ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫َ‬

‫عمران‪. 61 /‬‬

‫‪384‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إن كبار علمائكم ‪ ،‬وأعلمكم من المحععدثین والمفسععرين ‪ ،‬أمثعال ‪ :‬المععام الفخععر الععرازي ‪ ،‬فعي "‬

‫التفسیر الكبیر " ‪ .‬و المام أبععي اسععحاق الثعلععبي ‪ ،‬فععي تفسععیر " كشععف البیععان "‪ .‬وجلل الععدين‬

‫السیوطي ‪ ،‬في " الدر المنثععور " ‪ .‬والقاضععي البیضععاوي ‪ ،‬فععي " أنععوار التنزيععل " ‪ .‬وجععار الع‬

‫الزمخشري ‪ ،‬في تفسیر " الكشاف " ومسلم بن الحجععاج فععي صععحیحه ‪ .‬وأبععي الحسععن ‪ ،‬الفقیععه‬

‫الشافعي ‪ ،‬المعروف بابن المغازلي في المناقب ‪ .‬والحافظ أبي نعیم في " حلیة الولیاء " ‪ .‬ونور‬

‫الدين ابن الصباغ المالكي ‪ ،‬في " الفصول المهمة " ‪ .‬وشععیخ السععلم الحمععويني ‪ ،‬فععي " فععرائد‬

‫السمطین " ‪ .‬وأبي المؤيد الموفق الخوارزمي ‪ ،‬في المناقب ‪ .‬والشیخ سلیمان الحنفي القنععدوزي‬

‫‪ ،‬في " ينابیع المودة " ‪ .‬وسبط ابن الجععوزي ‪ ،‬فععي التععذكرة ‪ .‬ومحمععد بععن طلحععة فععي " مطععالب‬

‫السؤول " ‪ .‬ومحمد بن يوسف الكنجي القرشي الشافعي ‪ ،‬فععي " كفايععة الطععالب " ‪ .‬وابععن حجععر‬

‫المكي ‪ ،‬في " الصواعق المحرقة "‪.‬‬

‫هؤلء وغیرهم ذكروا مع اختلف يسیر في اللفاظ ‪ ،‬والمعنععى واحععد ‪ ،‬قععالوا ‪ :‬إن اليععة الكريمععة‬

‫نزلت يوم المباهلة وهو ‪ 24‬أو ‪ 25‬من ذي الحجة الحرام ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هل تعتبر هذا دلیل ‪..‬؟ إنك أجبععت ذات مععرة وقلععت‪ :‬ان هععذه اليععة ل تختععص بعلععي وفاطمععة‬

‫والحسن والحسین ‪ !..‬إن النبي صلی ال علیه وسلم لو أّمر خالدًا علی الجیش مرة فل يعني ذلك‬

‫أنه لم يؤمر غیره ‪..‬؟‬

‫ي مرة لمباهلة أعداءه فل يستنتج مععن ذلعك انععه لعن يععذهب‬


‫ولو أنه صلی ال علیه وسلم ذهب بعل ّ‬

‫بآخر غیره ‪ ،‬ولیس في الية ما يدل علی ذلك ‪..‬؟!!‬


‫‪385‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وأما قول ال تعالی في الية ) نساءنا ( فهي کلمة تدل علی الجمع امعا أنتعم فتقولعون ‪ :‬ل ‪ ،‬إن‬

‫المراد هنا فاطمة‪ !!!...‬أقولها وأکرر القول ‪ :‬إنك قلععت‪ :‬إن مسععلمًا وسععلیمان البلخععي وسععبط ابععن‬

‫الجوزي والکنجي الشافعي ذکروا هذا الحعديث بشعيٍء معن الزيعادة والنقصعان‪....‬؟!!!‪ .‬أنعت ايهعا‬

‫الکذاب ل تقول الحق علی وجهه فععتروغ هنععا وهنععاك کمععا يععروغ الثعلععب ‪ ،‬فتأخععذ کلمععة مععن هنععا‬

‫وجملة من هناك ثم تؤلف الکلم تألیفًا لتقول بعدها ‪ :‬هکذا روی کل من فلن وفلن هذا الحععديث‬

‫بشيء من الزيادة والنقصان ‪...‬؟؟‪.‬‬

‫تفصیل المباهلة‬ ‫ثم ذكر کذلك ‪:‬‬

‫قالوا ‪ :‬دعا النبي )ص( نصارى نجران إلى السلم ‪ ،‬فأقبلت شخصیاتهم وأعلمهم وعلمععاؤهم ‪،‬‬

‫وكععان عععددهم يربععو علععى السععبعین ‪ ،‬ولمععا وصععلوا المدينععة المنععورة التقععوا برسععول ال ع )ص(‬

‫وجالسوه كرارا وتناظروا معه ‪ ،‬فسمعوا حديثه ودلئله على ما يدعوا إلیعه معن التوحیعد والنبعوة‬

‫وسائر أحكام السلم ‪ ،‬وما كعان عنعدهم رد وجعواب ‪ ،‬ولكعن حلیعت العدنیا فعي أعینهعم ‪ ،‬وراقهعم‬

‫زبرجها ‪ ،‬وخافوا إن أسلموا يفقعدوا مقعامهم ورئاسعتهم علعى قعومهم ‪ .‬فلمعا رأى النعبي لجعاجهم‬

‫وعنادهم ‪ ،‬دعاهم إلى المباهلة حتى يحكععم الع بینهععم ويفضععح المعانععد الكععاذب ‪ ،‬فقبلععوا ‪ ...‬ولمععا‬

‫جاءوا إلى المیعاد ‪ ،‬وهو مكان في سفح جبلعند مدخل المدينة ‪ ،‬وكان النصارى أكثر مععن سععبعین‬

‫من علمائهم وساداتهم وكبرائهم ‪ ،‬فنظروا وإذا رسول ال )ص( قد أقبل مع رجل وامرأة وطفلین‬

‫فسألوا عنهم بعض الحاضرين ‪ ،‬فلما عرفوا أن الرجل الذي مععع النععبي )ص( صععهره وابععن عمععه‬

‫علي بن أبي طالب ‪ ،‬وهو وزيره ‪ ،‬وأحب أهله إلیه ‪ ،‬والمععرأة ابنتععه فاطمععة الزهععراء ‪ ،‬والطفلیععن‬

‫هما سبطاه الحسن والحسین ‪ ،‬قال لهم أكبر علمائهم ‪ :‬انظروا إلى محمد ! لقد جاء بصععفوة أهلععه‬

‫‪386‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وأعزهم علیه لیباهلنا بهم ‪ ،‬وهذا إنما يدل على يقینه واطمئنععانه بحقععانیته ورسععالته السععماوية ‪،‬‬

‫فلیس من صالحنا أن نباهله ‪ ،‬بل نصالحه بما يريد من الموال ولول خوفنا من قومنا ومن قیصر‬

‫الروم ‪ ،‬ولمنا بمحمد وبدينه ‪.‬‬

‫فوافقه قومه وقالوا ‪ :‬أنت سیدنا المطاع ‪.‬‬

‫فبعثوا إلى رسول ال )ص( أنهم ل يباهلونه ‪ ،‬بل يريععدون المصععالحة معععه ‪ ،‬فرضععي رسععول الع‬

‫)ص( بالمصالحة وأمر علیا )ع( فكتعب كتعاب الصعلح بعإملء النعبي )ص( فصعالحهم )ص( علعى‬

‫ألفي حلة فاخرة ‪ ،‬ثمن الواحدة أربعون درهما ‪ ،‬وألف مثقال ذهب ‪ ،‬وذكر بنودا أخرى ‪.‬‬

‫فوقع الطرفان على كتاب الصلح ‪ .‬ولما اعترض النصارى على السععقف العظععم ومصععالحته مععع‬

‫نبي السلم ‪ ،‬أجابهم قائل ‪ :‬وال ما باهل نبي أهل ملة إل نزل علیهم العذاب وماتوا عععن آخرهععم‬

‫وإني نظرت إلى وجوه أولئك الخمسة ‪ :‬محمد وأهل بیته ‪ ،‬فوجدت وجوها لو دعوا ال عز وجععل‬

‫باقتلع الجبال وزوالها لنقلعت وانزالت «‬

‫قلت‪ :‬کذبت ‪ ،‬فهل حقا ما تقول ‪...‬؟ متی کان للمدينععة النبويععة بابعًا يوصععد ويفتععح ومععن قععال انهععا‬

‫کععانت فععي حصععانتها وعلععو أسععوارها قلعععة ل تضععاهیها قلع الععدنیا کلهععا ‪....‬؟!! أيهععا الکععذاب‬

‫الشر ‪ !!!...‬إن کنت صادقا فیمعا تقعول ‪ :‬فلمعاذا حفعر النعبي صعلی الع علیعه وسعلم الخنعدق هعو‬

‫وأصحابه في بعض نواحي المدينة‪...‬؟!! ثم هل أنت متأکد من صحة حديث المباهلععة‪..‬؟!! مععا هععو‬

‫وجه الستدال بهذا الحديث وما علقته حال کون النبي صلی الع علیععه وسععلم وعلععي رضععي الع‬

‫عنه روحان في جسد واحد ‪...‬؟‬

‫‪387‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ألم يقل ال تعالی ‪ » :‬ل تحزن إن ال معنا « ‪..‬؟ ألم تقولوا‪ » :‬إن الحق مع علي‬

‫ل لكم وتستنتجون منه ان ال هو الحق‬


‫وعلي مع الحق « فتجعلوا هذا القول دلی ً‬

‫وعلي هو الحق فهما روحان في جسد واحد ‪....‬؟! تعععالی الع العظیععم عمععا تقولععون أيهععا الکفععرة‬

‫علوا کبیرًا‪.‬‬

‫الم تعلم أن الذين ألهوا علیًا إنما کانت حجتهم هذه المقولة المکذوبة المفتراة ‪..‬؟!!‬

‫ال تدري أم أنك ل دريت و ل تلیت أن هذه الرواية هي التي جعلتکم تنزلون علیًا منازل اللوهیععة‬

‫والربوبیععة ‪ ،‬ففتحععت بععذلك ابععواب جهنععم علععی مصععراعیها واسععکنت قائلهععا ومعتقععدها قعععر‬

‫جهنم‪...‬؟!!!! ‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والتسعون بعد المائة وقوله ‪:‬‬

‫شواهد من الحاديث‬

‫الخبار المروية والحاديث النبوية في هذا المعنى المجازي كثیرة ننقل نماذج منهععا‪ :‬ع ع أي اتحععاد‬

‫روحي النبي صلى ال علیه وسلم وروح علي ع ‪.........‬؟؟!! ‪.‬‬

‫قال رسول ال )ص( ‪ :‬علي منععي وأنععا منععه‪ ،‬مععن أحبععه فقععد أحبنععي‪ ،‬ومععن أحبنععي فقععد أحععب الع‬

‫أخرجه المام أحمد بن حنبععل فععي " المسععند " وابععن المغععازلي فععي المنععاقب والموفععق بععن أحمععد‬

‫ي‪ ،‬ول يععؤدي‬


‫الخوارزمي في المناقب‪ ،‬وآخرون غیرهعم ‪ ،‬وقعال )ص( ‪ :‬علععي منعي وأنععا معن علع ّ‬

‫ي ‪ ،‬أخرجه جماعة ‪ ،‬منهم ‪:‬ابن ماجه في السنن ‪ ، 1/92‬والترمذي في صععحیحه‬


‫عني إل أنا أو عل ّ‬

‫وابن حجر في الحديث السادس من الربعین حديثا التي رواها في مناقب علي بن أبي طععالب )ع(‬

‫‪388‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫في كتابه ) الصواعق( وقال ‪ :‬رواه المام أحمد والترمذي والنسائي وابععن مععاجه والمععام أحمععد‬

‫في المسند ‪ ، 4/164‬وحمد بن يوسف الكنجي في الباب ‪ 67‬من " كفاية الطالب " نقلععه عععن مسععند‬

‫ابن سماك ‪ " ،‬والمعجم الكبیر " للطبراني ‪ ،‬وأخرجه المام عبد الرحمععن النسععائي فععي كتععابه "‬

‫خصائص المام علي )ع ( وأخرجععه الشععیخ سععلیمان القنععدوزي فععي البعاب السعابع مععن " ينععابیع‬

‫المودة ‪ ،‬وروى الخیر أيضا في الباب السابع عن عبد ال بن أحمد بن حنبععل مسععندا ‪ ،‬عععن ابععن‬

‫عباس ‪ :‬أن رسول ال )ص( قال لم سلمة رضي ال عنها ‪ :‬علي مني وأنا من علي ‪ ،‬لحمه مععن‬

‫لحمي ‪ ،‬ودمه من دمي وهو مني بمنزلة هارون من موسى ‪ ،‬يا أم سلمة اسمعي واشهدي ! هذا‬

‫علي سید المسلمین ‪ ،‬وأخرج الحمیدي في الجمع بین الصحیحین ‪ ،‬وابن أبي الحديد في " شععرح‬

‫نهج البلغة " عن رسول ال )ص( قال ‪ :‬علي مني وأنا منه ‪ ،‬وعلععي منععي بمنزلععة الععرأس مععن‬

‫البدن ‪ ،‬من أطاعه فقععد أطععاعني ‪ ،‬ومععن أطععاعني فقععد أطععاع الع ‪ ،‬وأخععرج الطععبري فععي تفسععیره‬

‫والمیر السید علي الهمداني الفقیه الشافعي في المععودة الثامنععة مععن كتععابه " مععودة القربععى " أن‬

‫رسول ال )ص( قال ‪ :‬إن ال تبارك وتعالى أيععد هععذا الععدين بعلععي ‪ ،‬وإنععه منععي وأنععا منععه ‪ ،‬وفیععه‬

‫ه(‪ .‬وخصص الشیخ‬


‫من ْ ُ‬
‫هدٌ ِ‬ ‫وي َت ُْلوهُ َ‬
‫شا ِ‬ ‫ه َ‬
‫ن َرب ّ ِ‬
‫م ْ‬ ‫عَلى ب َي ّن َ ٍ‬
‫ة ِ‬ ‫ن َ‬ ‫من َ‬
‫كا َ‬ ‫أنزل‪ ) :‬أ َ َ‬
‫ف َ‬

‫سلیمان القندوزي في كتابه " ينابیع المودة " بابععا بعنععوان ‪ :‬البععاب السععابع ‪ :‬فععي بیععان أن علیععا‬

‫) كرم ال وجهه ( كنفس رسول ال )ص( ‪ ،‬وحديث ‪ :‬علي منععي وأنععا منععه ‪ ،‬وأخععرج فیععه أربعععة‬

‫وعشرين حديثا مسندا ع بطرق شتى وألفاظ مختلفة لكن متحدة المعنى ع عن رسول ال )ص( أنه‬

‫قال ‪ :‬علي مني بمنزلة نفسي ‪ ،‬وفي أواخر الباب ينقل عن " المناقب" حديثا يرويه عععن جععابر ‪،‬‬

‫أنه قال ‪ :‬سمعت من رسول ال )ص( في علي بن أبي طالب علیه السلم خصال لو كععانت واحععدة‬

‫منها في رجل كانت تكفي في شرفه وفضله ‪ ،‬وهي قععوله )ص( ‪ :‬مععن كنععت مععوله فعلععي مععوله ‪،‬‬

‫‪389‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وقوله ‪ :‬علي مني كهارون من موسى ‪،‬وقوله ‪ :‬علي مني وأنا منه ‪ ،‬وقوله ‪ :‬علي منععي كنفسععي‬

‫طاعته طاعتي ومعصیته معصیتي ‪ ،‬وقوله ‪ :‬حرب علي حرب ال ‪ ،‬وسلم علي سلم ال ‪ .‬وقععوله‬

‫‪ :‬ولي علي ولي ال ‪ ،‬وعدو علي عدو ال ‪ ،‬وقوله ‪ :‬علي حجة ال علععى عبععاده ‪ .‬وقععوله ‪ :‬حععب‬

‫علعي إيمععان وبغضععه كفععر ‪ ،‬وقععوله ‪ :‬حعزب علعي حععزب الع ‪ ،‬وحععزب أعععدائه حععزب الشعیطان ‪،‬‬

‫وقوله ‪ :‬علي مع الحق والحق معه ل يفترقان ‪ .‬وقوله ‪ :‬علي قسیم الجنععة والنععار ‪ ،‬وقععوله ‪ :‬مععن‬

‫فارق علیا فقد فارقني ‪ ،‬ومععن فععارقني فقععد فععارق الع ‪ ،‬وقععوله ‪ :‬شععیعة علععي هععم الفععائزون يععوم‬

‫القیامة ‪ ،‬ويختم الباب بحديث آخر رواه ععن المنعاقب أيضعا ‪ ،‬جعاء فعي آخعره ‪ ،‬أقسعم بعال العذي‬

‫بعثني بالنبوة وجعلني خیر البرية ‪ ،‬إنك لحجة ال على خلقه ‪ ،‬وأمینه على سره وخلیفة ال على‬

‫أمثععععال هععععذه‬ ‫عبععععاده‬

‫الحاديث الشريفة كثیرة في صععحاحكم ومسععانیدكم المعتععبرة ‪ ،‬ولععو نظرتععم فیهععا بنظععر النصععاف‬

‫لذعنتم أنهم قرائن على المجاز الذي تقععوله فععي اتحعاد نفععس المصععطفى )ص( وعلععي المرتضععى‬

‫علیه السلم وهي تؤيد نظرنا أن كلمة ) أنفسنا ( في آية المباهلة دلیل واضح على تقارب نفسععي‬

‫النبي والوصي إلى حد التساوي في الكمالت الروحیة والتماثل فععي الصععفات النفسععیة فععإذا ثبععت‬

‫هذا المر ‪ ،‬فقد ثبت اعتقادنا بأفضلیة علي علیه السلم وتقدمه علععى الرسععل والنبیععاء )ص( مععا‬

‫عدا خاتم النبیین محمد )ص(‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫أورد المؤلف في کتابه أکثر من عشر روايات کلها مختلقة موضوعة کما إنها تتکلم في علي‬

‫رضي ال عنه وطبعًا کعادته ل يأتي بحديث واحد له سند صحیح بل کلها ملفقة ول أصل لها ‪.!!.‬‬

‫‪390‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬لم يترك المؤلف هذه العادة السیئة فهو يحدث بکل ما اتفق دون التمییز بین الصحیح‬

‫والضعیف الهالك!! وإنما يکتفي بالقول إنه ضعیف وذلك إذا رأی هذا الحديث أو ذاك يذکر مناقب‬

‫أبي بکر وفضائله ‪ ،‬نعم ضعیف ولو كان راويه هو البخاري ومسلم ‪...‬؟!!‬

‫ثم تحت هذا العنوان نفسه روی ثلث روايات عن سلیمان البلخي ‪ ،‬ول ادري کیف يمکننا أن‬

‫نثق في تلك الروايات والحاديث والخبار التي رواها مع أنه لم يكن من أئمة هذا الشأن ول من‬

‫رواة الحديث المعتمدين ‪ ،‬بله کان قد توفي قبل تألیف هذا الکتاب الذي بین أيدينا ‪ -‬لیالي‬

‫بیشاور ‪ -‬بثمانین سنة ‪....‬؟!!‬

‫سلیمان البلخي روی کل هذه الحاديث التي ل تعد ول تحصى ولکني علی يقین لو أن مؤلف‬

‫لیاُلي بیشاور قدر له أن يولد قبل مائة سنة وحینها لم يکن لسلیمان البلخي وجود ول أثر فإني‬

‫متیقن انه سوف لن يجد من الحاديث ما وجدها عن البلخي حتی يمل بها کتابه هذا ‪ ،‬وإني‬

‫أتساءل ‪ :‬ماذا تراه هو صانع حینئذ ‪...‬؟!! ‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والتسعون بعد المائة وقوله ‪:‬‬

‫المام علي علیه السلم جامع فضائل النبیاء‬

‫ل شك أن أنبیاء ال سبحانه وهم من أرسلهم وبعثهم لهداية عباده كانوا يتخلقون بأجمل الخلق‬

‫وكانوا يتصفون بأحمد الصفات ‪ ،‬وكانوا يتزينون بأحسن الفضائل والخصال ‪ ،‬إل أن كل منهم‬

‫امتاز بصفة واشتهر بفضیلة حتى امتاز بها عن الخرين ‪ ،‬وعلي بن أبي طالب علیه السلم‬

‫جمع كل الفضائل التي امتاز بها النبیاء والرسل صلوات ال علیهم أجمعین ‪ ،‬ولقد حدثنا‬

‫المؤرخون والمحدثون أنه علیه السلم في آخر يوم من حیاته الكريمة ‪ ،‬حینما كان على فراش‬
‫‪391‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الموت والشهادة ‪ ،‬حضر عنده جماعة من أصحابه لعیادته ‪ ،‬وكان ممن حضر صعصة بن‬

‫صوحان ‪ ،‬وهو من كبار الشیعة في الكوفة ‪ ،‬وكان خطیبا بارعا ‪ ،‬ومتكلما لمعا ‪ ،‬وهو من‬

‫الرواة الثقات حتى عند أصحاب الصحاح الستة وأصحاب المسانید عندكم ‪ ،‬فإنهم يروون عنه ما‬

‫ينقله المام علي علیه السلم ‪ ،‬وقد ترجم له كثیر من علمائكم مثل ابن عبد البر في‬

‫"الستیعاب" وابن سعد في " الطبقات الكبرى" وابن قتیبة في " المعارف " وغیرهم ‪ ،‬فكتبوا‬

‫أنه كان عالما صادقا ‪ ،‬وملتزما بالدين ‪ ،‬ومن خاصة أصحاب أمیر المؤمنین علیه السلم ‪ .‬في‬

‫ذلك الیوم سأل صعصعة المام علیا علیه السلم قائل ‪:‬‬

‫يا أمیر المؤمنین ! أخبرني أنت أفضل أم آدم )ع( ؟‬

‫فقال المام علیه السلم ‪ :‬يا صعصعة ! تزكیة المرء نفسه قبیح ‪ ،‬ولول قول ال عز وجل‪) :‬‬

‫ث( ما أجبت ‪.‬‬


‫حدّ ْ‬ ‫ة َرب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫َ‬
‫ف َ‬ ‫م ِ‬
‫ع َ‬
‫ما ب ِن ِ ْ‬
‫وأ ّ‬‫َ‬

‫يا صعصعة ! أنا أفضل من آدم ‪ ،‬لن ال تعالى أباح لدم كل الطیبات المتوفرة في الجنة ونهاه‬

‫عن أكل الحنطة فحسب ‪ ،‬ولكنه عصى ربه وأكل منها ! وأنا لم يمنعني ربي من الطیبات ‪ ،‬وما‬

‫نهاني عن أكل الحنطة فأعرضت عنها رغبة وطوعا ‪ .‬كلمه كناية عن أن فضل النسان وكرامته‬

‫عند ال عز وجل بالزهد في الدنیا وبالورع والتقوى ‪ ،‬وأعلى مراتبه أن يجتنب الملذ ويعرض‬

‫عن الشهوات والطیبات المباحة ع من باب رياضة النفس ع حتى يتمكن منها ‪ ،‬ويمسك زمامها ‪،‬‬

‫فیسوقها في طريق الورع والتقوى‪ ،‬فقال صعصعة ‪ :‬أنت أفضل أم نوح ؟ فقال علیه السلم ‪ :‬أنا‬

‫أفضل من نوح ‪ ،‬لنه تحمل ما تحمل من قومه ‪ ،‬ولما رأى منهم العناد دعا علیهم وما صبر على‬

‫ن دَّيارًا(‪.‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ب ل َ ت َذَْر َ َ‬
‫ري َ‬
‫ف ِ‬
‫كا ِ‬ ‫م َ‬
‫ض ِ‬
‫على الْر ِ‬ ‫أذاهم ‪ ،‬فقال ‪ّ ):‬ر ّ‬
‫‪392‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ولكني بعد حبیبي رسول ال )ص( تحملت أذى قومي وعنادهم ‪ ،‬فظلموني كثیرا فصبرت وما‬

‫دعوت علیهم‪.‬‬

‫كلمه علیه السلم كناية عن أن أقرب الخلق إلى ال سبحانه أصبرهم على بلئه وأكثرهم تحمل‬

‫من جهال زمانه سوء تصرفهم ‪ ،‬وهو يقابلهم بالحكمة والموعظة الحسنة وبحسن سلوكه‬

‫وأخلقه ‪ ،‬قربة على ال تعالى ‪ ،‬فقال صعصعة ‪ :‬أنت أفضل أم إبراهیم ؟ فقال علیه السلم ‪ :‬أنا‬
‫قا َ َ‬ ‫َ‬
‫من‬
‫ؤ ِ‬ ‫ول َ ْ‬
‫م تُ ْ‬ ‫لأ َ‬ ‫وَتى َ‬ ‫حِيي ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫رِني ك َي ْ َ‬
‫ف تُ ْ‬ ‫بأ ِ‬‫أفضل ‪ ،‬لن إبراهیم قال ‪َ ) :‬ر ّ‬

‫قل ِْبي(‪ .‬ولكني قلت وأقول ‪ :‬لو كشف لي الغطاء ما‬


‫ن َ‬ ‫كن ل ِي َطْ َ‬
‫مئ ِ ّ‬ ‫ل ب ََلى َ‬
‫ول ِ‬ ‫َ‬
‫قا َ‬

‫ازددت يقینا‪ ،‬فكلمه علیه السلم كناية عن أن مرتبة العبد عند ال سبحانه تكون بمرتبة يقینه ‪،‬‬

‫فكلما ازداد العبد يقینا بال عز وجل وبالمعتقدات الدينیة ازداد قربا من ال سبحانه وتعالى ‪ ،‬قال‬

‫صعصعة ‪ :‬أنت أفضل أم موسى ؟ قال )ع( ‪ :‬أنا أفضل من موسى لن ال تعالى لما أمره أن‬

‫ف‬ ‫فأ َ َ‬
‫خا ُ‬ ‫فسا ً َ‬
‫م نَ ْ‬
‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬ ‫قت َل ْ ُ‬
‫ت ِ‬ ‫ب إ ِّني َ‬ ‫يذهب إلى فرعون ويبلغه رسالته ) َ‬
‫قا َ‬
‫ل َر ّ‬

‫َأن ي َ ْ‬
‫قت ُُلو ِ‬
‫ن ( ولكني حین أمرني حبیبي رسول ال )ص( بأمر ال عز وجل حتى أبلغ أهل‬

‫مكة المشركین سورة براءة ‪ ،‬وأنا قاتل كثیر من رجالهم وأعیانهم ! مع ذلك أسرعت غیر‬

‫مكترث ‪ ،‬وذهبت وحدي بل خوف ول وجل ‪ ،‬فوقفت في جمعهم رافعا صوتي ‪ ،‬وتلوت آيات من‬

‫سورة براءة ‪ ،‬وهم يسمعون !!‬

‫كلمه كناية عن أن فضل النسان عند ال سبحانه بالتوكل علیه عز وجل والقدام في سبیل ال‬

‫`وأن ل يخشى العبد أحدا إل ربه تعالى شأنه ‪.‬‬

‫‪393‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قال صعصة ‪ :‬أنت أفضل أم عیسى ؟ قال علیه السلم ‪ :‬أنا أفضل ‪ ،‬لن مريم بنت عمران لما‬

‫أرادت أن تضع عیسى ‪ ،‬كانت في البیت المقدس ‪ ،‬جاءها النداء يا مريم اخرجي من البیت !‬
‫هاهنا محل عبادة ل محل ولدة ‪ ،‬فخرجت ) َ َ‬
‫ع‬ ‫ض إ َِلى ِ‬
‫جذْ ِ‬ ‫ها اْلمض َ‬
‫خا ُ‬ ‫جاءَ َ‬
‫فأ َ‬

‫خل َ ِ‬
‫ة( ولكن أمي فاطمة بنت أسد لما قرب مولدي جاءت إلى بیت ال الحرام والتجأت إلى‬ ‫الن ّ ْ‬

‫الكعبة ‪ ،‬وسألت ربها أن يسهل علیها الولدة ‪ ،‬فانشق لها جدار البیت الحرام ‪ ،‬وسمعت النداء ‪:‬‬

‫يا فاطمة ادخلي ! فدخلت ورد الجدار على حاله فولدتني في حرم ال وبیته‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫بالرغم من ذلك ل أفهم ‪ ،‬لماذا ل يتحاکم الی کتاب ال ويرجع الیه لیتبین له الحق فیتبعه ‪ ،‬فهل‬

‫هناك قول وهدی ونور ورشاد فوق کتاب ال وکلمه ‪..‬؟ ونحن لحد الساعة لم نعثر علی اسم‬

‫علي في القرآن الکريم ل بالعبارة ول بالشارة ‪ !!....‬أما الحاديث التي ذکرها کلها موضوعة‬

‫مکذوبة ‪ ،‬ونحن ل نذکر مثل هذه الحاديث ول نرويها حتی ولو کان ذلك في محمد صلی ال‬

‫علیه وسلم ‪ .!!...‬إنها تدل بجملتها وتفید أن علیًا وقد ذکر المؤلف قصتة أفضل من النبیاء‬

‫علیهم الصلة والسلم ‪...‬؟ قلت‪ :‬لو کان المر علی ما تعتقد وتزعم فأنا أيضًا أفضل من آدم علیه‬

‫الصلة والسلم ‪...‬؟!! وذلك لن ال تعالی قد نهاه عن أکل الحنطة وکانت يومئذ حرامًا علیه ‪،‬‬

‫فعصی ال بذلك ‪ ،‬وانا قد نهاني ربي عن شرب الخمر فلم أشربها‪ !!....‬وأنا کذلك بمنزلة علي‬

‫رضي ال عنه في تفضیله علی أبراهیم ‪ ،‬لنني آمنت وصدقت بالبعث دون أن أطلب من ربي‬

‫ل علی ذلك ‪....‬؟!!‬


‫دلی ً‬

‫ان مؤلف لیالي بیشاور ل يريد أن يفهم ان ال تعالى عندما استجاب لعبده ونبیه وخلیله ابراهیم‬

‫علیه الصلة والسلم ‪ ،‬انما استجاب له لیظهر للناس مکانته ومنزلتة العالیة عند ال تعالی کما‬
‫‪394‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إنها أحدی المعجزات التي أظهرها علی يديه صلواة ربي وسلمه علیه ‪...‬؟ نحن الی الن لم‬

‫نختلف في هذه المسألة ولکن لنا شرط واحد ‪ :‬وهو أن يثبت لنا أن علیًا استطاع أن يحیي لنا‬

‫عشرة من الموتی عندها سنقول ‪ :‬نعم صدقت إن علیًا کان افضل من ابراهیم ‪...‬؟!!! ثم لو أنه‬

‫أّيد بهذه الکرامة أو المعجزة فما الذي يمنع أو يحول دون ذکرها في القرآن ‪ ....‬؟!!‪.‬‬

‫هل لعاقل أن يدعي أنه أفضل من موسی ‪...‬؟ لماذا ‪...‬؟ لن ال تعالی أيده بالعصا حینما بعثه‬

‫لقتال أعداءه من المشرکین والطغاة والمتجبرين ‪ ،‬أما رجلنا العاقل فإنه ذهب لحربهم دون أن‬

‫تکون له عصا موسی ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫لو کنت تريد من كل أحد أن يمشي على هذه الطريقة وهذا النوال لکان کل مجاهد هو أفضل من‬

‫موسی علیه الصلة والسلم‪ !!...‬وأن الذي يلغم نفسه بالمتفجرات والحزمة الناسفة فهذا أفضل‬

‫حتی من علي لن علیا نفسه لم يفعل فعلهم أويقوم بتفجیر نفسه بین أعداء ال ‪...‬؟!! ثم إنه‬

‫يقول ‪ :‬إن علیًَا خیرًا من نوح علیه الصلة والسلم لنه دعا علی قومه بحلول العذاب وهو لم‬

‫يفعل ذلك‪!!....‬‬

‫قلت ‪ :‬بناءًا علی ما تقدم ذکره ‪ ،‬فأنتم لستم شیعة علي کما تدعون وتزعمون ‪...‬؟ لن علیًٌا رضي‬

‫ال عنه لم يلعن أحدًا ولم يدعو علی شخص ولم يأمر بذلك غیره رضي ال عنه ‪ !!!...‬أما أنتم‬

‫فتلعنون ابابکر وعمر وتعتبرون ان ذلك عبادة تتقربون بها الی ال تعالی ‪ ،‬إما ان قلتم ان علیًا‬

‫لم يلعن أحدًا ولم يفعل ذلك ولکننا أمرنا من قبله باللعن والدعاء علیهم ‪...‬؟!!‬

‫قلت‪ :‬ل فضیلة اذًا لعُلي علی نوح لن نوح دعا بنفسه ولعله لم يفعل ذلك لول علمه أن ال تعالی‬

‫قد أذن له بذلك والنبیاء ل يکذبون علی ال تعالی لنهم معصومون اما علي فإنه أمرکم بذلك‬

‫‪395‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ولم نر لديکم أي دلیل علی أن ال قد أذن لکم بذلك أو أمرکم ‪ ،‬فإن قلتم ‪ ،‬بلی ‪ ،‬قلنا‪ :‬هاتوا‬

‫برهانکم أيها الکاذبون ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫قال المؤلف‪ :‬أن علیًا يقول ‪ :‬أنا افضل من موسی ‪ ،‬لن ال تعالی عندما أمر موسی علیه السلم‬

‫بالذهاب الی فرعون ودعوته الى عبادة ال خاف وأما أنا فعندما أمرني رسول ال صلی ال‬

‫علیه وسلم أن اقرأ علی الناس سورة براءة فقرأتها ولم أخش أحدًا ‪...‬؟!!!‬

‫قلت‪ :‬إن علیًا حینما أمر بقراءة براءة کانت مکة بید المسلمین وأهلها منهم فما الضیر في ذلك‬

‫ولماذا يخشی أحدا أو يخاف ‪..‬؟ إذًا لم تکن هناك مزيه لعلي علی موسی علیه الصلة‬

‫والسلم ‪ !!...‬ثم لو أردنا أن نعمل بهذه القاعدة التي سننتها لنا فأنا کذلك أفضل من موسی لنني‬

‫قاتلت الروس وذهبت لجهادهم ولم أخف منهم‪!!..‬‬

‫ثم يقول‪ :‬إن علیًا قال‪ :‬أنا أفضل من عیسی لن أمه حین ولدته أمرت أن تخرجه من الصومعة‬

‫بعد ولدته ‪ ،‬أما أنا فقد ولدتنی أمي داخل الکعبة ومکثت هناك ثلثة أيام حتی اذا جاءها‬

‫المخاض ففتح لها جدار الکعبَة وقیل لها‪ :‬أدخلي ‪ ،‬فدخلت ‪.!!!...‬‬

‫قلت‪ :‬إن ال تعالی بناءًا علی قولکم لم يظلم علیًا فحسب إذ لم يذکره في القرآن الکريم فحسب‬

‫بل إنه ظلم أمه کذلك ‪ -‬معاذ ال ‪ -‬لنها کانت أفضل من مريم البتول فکیف إذا لم يخلد ذکرها في‬

‫القرآن الکريم ‪..‬؟ ثم کیف تسمی مريم ) سیدة نساء العالمین ( ولم تسمی أم علي بذلك ‪....‬؟!!‬

‫ومما تجدر الشارة الیه إن القصَة هذه لم تثبت بسند صحیح وکل ما قیل عن ولدة علي داخل‬

‫الکعبة کذب صريح يعرفه کل طالب علم حتی الصغیر والمبتدأ منهم يفهم ذلك ‪ ،‬وکذلك فإن‬

‫الکعبة کالنت آنذاك ملیئة بالصنام التي کانت تعبد من دون ال فأين وجدت أم علي مکانًا لها‬

‫بین هذه الصنام الکثیرة ‪...‬؟ ثم إن وجود امرأة داخل الکعبة أظنه أهون بکثیر من نجاسة‬

‫‪396‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الصنام التي کانت بداخلها ‪...‬؟!! ألیس کذلك فما المزية بوجودها ‪..‬؟!! وکذلك ‪ :‬إن کان علي‬

‫أفضل من نوح وابراهیم وموسی وعیسی فقل لي إذًا ‪ :‬لماذا جاءت هذه اليات الکريمة بحق‬

‫هؤلء النبیاء والرسل‪...‬؟‬

‫الصافات ‪79/‬‬ ‫» سلم علی نوح في العالمین«‬

‫الصافات ‪109 /‬‬ ‫» سلم علی ابراهیم «‬

‫الصافات ‪120 /‬‬ ‫» سلم علی موسی وهارون «‬

‫الصافات ‪. 81 /‬‬ ‫» سلم علی المرسلین «‬

‫لماذا ل نری ذکرًا لعلي بین هذه اليات الکثیرة ‪...‬؟‬

‫ل يوجد حتی اسمه ‪ ،‬فما بالك بالسلم ‪...‬؟ ثم تتبجحون بکل صلفة ووقاحة وجهل وتقولون ‪:‬‬

‫إن علیًا افضل وخیر من النبیاء والرسل کلهم أجمعین ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والتسعون بعد المائة وقوله ‪ :‬وقد شهد بععذلك سععید الرسععل وخععاتم النععبیین محمععد‬

‫‪2/217‬‬ ‫والريععاض النضععرة‬ ‫‪ 49‬و ‪245‬‬ ‫الصادق المیععن )ص( ‪ ،‬كمععا جععاء فععي منععاقب الخععوارزمي ‪:‬‬

‫وذخائر العقبى ‪ 93:‬وغیرها ‪ ،‬أنه قال )ص( ع مع بعض الختلفات اللفظیة ع ع ‪ :‬مععن أراد أن ينظععر‬

‫على آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى يحیى بن زكريا في زهده وإلى موسى بن عمران في‬

‫بطشه ‪ ،‬فلینظر إلى علي بن أبععي طععالب ‪ ،‬ونقععل الشععیخ سععلیمان القنععدوزي فععي كتععابه " ينععابیع‬

‫المودة " الباب الربعین ‪ ،‬قال ‪ :‬أخرج أحمد بن حنبل في مسنده وأحمد البیهقي في صحیحه عن‬

‫ابن الحمراء ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال )ص( ‪ :‬من أراد أن ينظر إلى آدم في علمععه ‪ ،‬وإلععى نععوح فععي‬

‫عزمه ‪ ،‬وإلى إبراهیم في حلمه ‪ ،‬وإلى موسى في هیبته ‪ ،‬وإلى عیسى في زهده فلینظر إلى علععي‬

‫بن أبي طالب ‪.‬‬


‫‪397‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قال القندوزي ‪ :‬وقد نقل هذا الحديث في " شرح المواقف" و" الطريقععة المحمديععة" ونقلععه ابععن‬

‫الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة ‪ 121 :‬عن البیهقي أيضا ‪ .‬ونقله ع مع بعض الختلفات‬

‫اللفظیة ع المام الفخر الرازي في تفسیره الكبیر ‪ ،‬ذيل آية المباهلة ‪ ،‬ومحیععي الععدين ابععن العربععي‬

‫في كتابه الیواقیت والجواهر ‪ ،‬المبحث ‪ ، 172 :32‬ونقلععه العلمععة الكنجععي الشععافعي فععي كتععابه "‬

‫كفاية الطالب " وخصص لعه البعاب الثعالث والعشعرين ‪ ،‬ثعم شعرحه وعّلعق علیعه ‪ ،‬وإلیعك ذلعك ‪:‬‬

‫روى بإسناده عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬بینما رسول الع )ص( جععالس فععي جماعععة مععن أصععحابه إذ‬

‫أقبل علي علیه السلم فلما بصر به رسول ال )ص( قععال ‪ :‬مععن أراد منكععم أن ينظععر إلععى آدم فععي‬

‫علمه ‪ ،‬وإلى نوح في حكمته ‪ ،‬وإلى إبراهیم في حلمه ‪ ،‬فلینظر إلى علي بععن أبععي طعالب ‪ ،‬وعلععق‬

‫العلمة الكنجي بقوله ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬تشبیهه لعلي علیه السلم بآدم في علمه ‪ ،‬لن الع علعم آدم صعفة كعل شعيء كمعا قعال ععز‬
‫َ‬
‫سماءَ ك ُل ّ َ‬
‫ها ( فما من شعيء ول حادثععة ول واقععة إل وعنعد علععي‬ ‫م اْل ْ‬ ‫عل ّ َ‬
‫م آدَ َ‬ ‫و َ‬
‫وجل ) َ‬

‫علیه السلم فیها علم ‪ ،‬وله في استنباط معناها فهم ‪.‬‬

‫وشبهه في نوح بحكمته ع أو في رواية ‪ :‬في حكمه ‪ ،‬وكأنه أصح ع لن علیا علیه السلم كان‬

‫ه‬
‫ع ُ‬
‫م َ‬
‫ن َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫شديدا على الكافرين رؤوفا بالمؤمنین كما وصفه ال تعالى في القرآن بقوله ) َ‬

‫م ( وأخبر عز وجل عن شدة نوح علیه السلم‬ ‫عَلى ال ْك ُ ّ‬ ‫َ‬


‫ه ْ‬
‫ماءُ ب َي ْن َ ُ‬
‫ح َ‬
‫ر ُر َ‬
‫فا ِ‬ ‫داءُ َ‬
‫ش ّ‬
‫أ ِ‬

‫ن دَّيارا ً ( وشبهه‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ب ل َ ت َذَْر َ َ‬


‫ري َ‬
‫ف ِ‬
‫كا ِ‬ ‫م َ‬
‫ض ِ‬
‫على الْر ِ‬ ‫على الكافرين بقوله ‪ّ ):‬ر ّ‬

‫م‬
‫هي َ‬
‫ن إ ِب َْرا ِ‬
‫في الحلم بإبراهیم علیه السلم خلیل الرحمن كما وصفه ال عز وجل بقوله ) إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫م ( فكان )ع( متخلقا بأخلق النبیاء ‪ ،‬متصفا بصفات الصفیاء ‪ .‬انتهى ‪ ،‬وروى‬
‫حِلي ٌ‬ ‫َل ّ‬
‫واهٌ َ‬

‫‪398‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫في الرياض النضرة ‪ 2/218‬عن ابن عباس قال ‪ :‬قال رسول ال )ص( ‪ :‬من أراد أن ينظر إلى‬

‫إبراهیم في حلمه ‪ ،‬وإلى نوح في حكمه ‪ ،‬وإلى يوسف في جماله ‪ ،‬فلینظر إلى علي بن أبي طالب‬

‫‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫نقل المؤلف حديثًا آخر وعزاه الی کل من ‪ :‬ابن ابي الحديد المعتزلي و سلیمان البلخي و الکنجي‬

‫ل مععن المنکهععات‬
‫الشععافعي ومحععي الععدين بععن عربععي وابععن کلحععة الشععافعي ثععم أضععاف الیهععم قلی ً‬

‫والمطیبات لیستمرأها من يقرأ لهم فقال ان أحمد بن حمبل والبیهقي کذلك روی هذا الحديث‬

‫وطبعاً کعادته يقول هذا الحديث کذا رواة الئمة مع شيٍء من التصرف بالزيادة والنقصان!!!!‬

‫قلت‪ :‬إنه يعني بذلك‪ ،‬إنه أخذ الفاظ هذا الحديث من سلیمان البلخي و أمثاله ثم أضاف الیه بعععض‬

‫الکلمات واللفاظ من غیره‪ ،‬و لعله يکون قد نقل الحديث برمته من البلخي هععذا ومععا أدرنععا ‪..‬؟!!‬

‫انما العلم عند ال تعالی ‪ !!...‬ولکي تدرکوا حفظکم ال وأعاذکم من هذا الضلل المبین قبح عمل‬

‫هذا الرجل أضرب لکععم هععذا المثععال‪ :‬إن شخصععا أراد أن ينقععل الیکععم عبععارة أو جملععه أو أثععرًا مععا‬

‫فیقول‪ :‬جاء هذا الخبر في القرآن الکريم والتوراة والنجیل مع شيٍء معن التصعرف فعي اللفعاظ‪:‬‬

‫إن ال أحد وهو ثالث ثلثة وأن عیسی ابن مريم هو ال ‪...‬؟!!!‬

‫فهل يقبل مثل هل الهذيان والهلوسة أحد له ذرة عقل ‪...‬؟ وبهذا يتبین لنا مراده بزيادة أو‬

‫ينقصان أي إنه أخذ » قل هو ال أحد « من القرآن وأما الجملتین اللتین بعدها فمن التوارة‬

‫والنجیل‪ ،‬وهکذا فعل بالضبط في هذا الحديث فهو قد أخذ من کل إمام نتفة ثم ألف من هذه النتف‬

‫کلمًا سماه حديثًا فأخذ من » أحمد بن حنبل و ابن ابي الحديد والکنجي الشافعي وغیرهم « فهل‬

‫فهمنا العیب هذا الرجل وأکاذيبه ‪.‬؟!‬


‫‪399‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم يقول‪ :‬إن الکنجي الشافعي قال‪ :‬روي عن رسول ال صلی ال علیه وسلم » من أراد أن ينظر‬

‫الی آدم في عمله و الی نوح في حکمته و الی ابراهیم في عمله و الی موسی في هیبته و الی‬

‫عیسی في عبادته فلینظر الی علي«‪.‬‬

‫قلت‪ :‬اثبت الخوة وصحتها ثم اطلب المیراث ‪ !!...‬هذا الحديث کذب‪ ،‬والکنجي هذا رجل شیعي‬

‫قتله أهل السنة لخیانته و تآمره مع المغول ضد المسلمین فهو لم يکن سنیا يومًا من اليام‪.‬‬

‫ي عن ابي الحديد‪ :‬إن تقديم علي و تفضیله علی سائر الصحابة‬


‫ثم انظروا ماذا نقل لنا هذا الدع ّ‬

‫قول لم ينفرد به المام أحمد وحده و إنما هو قول الکثیر من علمائکم المنصفین‪ ،‬کما ذکره ابن‬

‫ابي الحديد في شرح نهج البلغة؟!!!‪.‬‬

‫) وهل يجوز عند العقلء والنبلء تقديم المفضول على الفاضل ؟! كما يقول أبي الحديد في شرح‬

‫نهج البلغة ‪ : 10/226‬أما الذي استقر علیه رأي المعتزلة بعععد اختلف كععثیر بیععن قععدمائهم فععي‬

‫التفضیل وغیره ‪ ،‬أن علیا أفضل الجماعة ‪ ،‬وأنهم تركوا الفضل لمصلحة رأوها !‬

‫ويقول في صفحة ‪ : 227‬وبالجملة أصحابنا يقولععون ‪ :‬إن المععر كعان لعه ] لعلععي [ )ع( وكعان هععو‬

‫المستحق والمتعین !‬

‫ويقول في شرح الخطبة الشقشقیة في شرح نهععج البلغععة ‪ 1/157‬ط‪ .‬دار إحیععاء الععتراث العربععي ‪:‬‬

‫لما كان أمیر المؤمنین )ع( هععو الفضععل والحععق وعععدل عنععه إلععى مععن ل يسععاويه فععي فضععل ول‬

‫يوازيه في جهاد وعلم ‪ ،‬ول يماثله في سؤدد وشرف ‪ ،‬ساغ إطلق هذه اللفاظ ‪ ...‬إلى آخره ‪.‬‬

‫‪400‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فل ينكععر أحععد تفضععیل المععام علععي )ع( علععى غیععره إل عععن تعصععب وعنععاد ‪ ،‬وإل فععإن أعلمكععم‬

‫المنصفین ذهبوا أيضا مذهب المعتزلة في ذلك ‪ :‬فقد روى العلمة الكنجي الشععافعي فععي " كفايععة‬

‫الطالب " الباب الثاني والستین ‪ ،‬بسنده عن ابن التیمي ‪ ،‬عن أبیععه ‪ ،‬قععال ‪ :‬فضععل علععي بععن أبععي‬

‫طالب على سائر الصحابة بمائة منقبة وشاركهم في مناقبهم ‪.‬‬

‫وقال العلمة الكنجي ‪ ،‬وابن التیمي هو موسى بععن محمععد بععن إبراهیععم بععن الحععرث الععتیمي ‪ ،‬ثقععة‬

‫وابن ثقة ‪ ،‬أسند عنه العلماء والثبات ‪ ...‬ثم ذكر المائة منقبة بالتفصیل‪.‬‬

‫ونقل الشیخ سلیمان القندوزي في كتابه " ينابیع المودة " الباب الربعین ‪ ،‬قععال ‪ :‬أخععرج موفععق‬

‫بن أحمد ‪ ،‬عن محمد بن منصور ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أحمد بن حنبل يقول ‪ :‬ما جاء لحد من الصععحابة‬

‫من الفضائل مثل ما لعلي بن أبي طالب )ع( وقال أحمد ‪ :‬قال رجل لبن عبععاس سععبحان الع ! مععا‬

‫أكثر فضائل علي بن أبي طالب ومناقبه! إني لحسبها ثلثة آلف منقبة ‪ .‬فقال ابن عبععاس ‪َ :‬أو ل‬

‫تقول إنها ثلثین ألفا أقرب ؟!‪ .‬وقال ابن أبي الحديعد فعي مقدمععة شعرح نهععج البلغععة ‪ 1/17‬ط‪ .‬دار‬

‫إحیاء التراث العربي ‪ :‬وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصععومه بالفضععل ‪ ،‬ولععم يمكنهععم جحععد‬

‫مناقبه ول كتمان فضائله ؟! وما أقول في رجل تعزى إلیععه كعل فضععیلة ‪ ،‬وتنتهعي إلیععه كععل فرقععة‬

‫وتتجاذبه كل طائفة ؟! فهو رئیس الفضائل وينبوعها ‪ ،‬وأبو عذرها ‪ ،‬وسابق مضععمارها ومجلععي‬

‫حلبتها ‪ .‬كل من بزغ فیها بعده فمنه أخذ ‪ ،‬وله اقتفى ‪ ،‬وعلى مثاله احتذى ‪.‬‬

‫ويقول في خاتمة المقدمة ‪ : 30 :‬وجب أن نختصر ونقتصر ‪ ،‬فلو أردنا شرح منععاقبه وخصائصععه‬

‫لحتجنا إلى كتاب مفرد يماثل حجم هذا ‪ ،‬بل يزيد علیه ‪ .‬وبال التوفیق ‪.‬‬

‫‪401‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فل أدري بأي عذر أخععروا هععذا الرجععل الفععذ ‪ ،‬والنسععان العبقععري ‪ ،‬العملق العظیععم العلععي علععى‬

‫البشر بعد النععبي )ص( ‪ .‬ولمععاذا لععم يستشععیروه فععي أمععر الخلفععة ؟! وهععل لهععم دلیععل علععى تقععديم‬

‫الخرين علیه ؟! فانصفوا ول تتبعوا التعصب والعناد !‬

‫قلت‪ :‬بعد کل هذه الدواهي وثالثة الثافي يدعي المؤلف ان ابن ابي الحديد کان سینًا ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫قل لنا بربك‪ :‬هل کان مکتوبًا علی جبهته أنه سني؟ وإن حدث هذا أو ذاك فإنه ل عبرة به‪ ،‬لن‬

‫النسان إنما يعرف بأقواله ومواقفه وما يبديه الینا من صفحة عمله‪ ،‬ألیس النسان وکل ابن آدم‬

‫مختف تحت لسانه ‪....‬؟‬

‫الدعاء الرابع والتسعون بعد المائة ‪ :‬قال المؤلف في هذه المناقشة الوهمیة کلمًا يفهم السامع‬

‫منه أنه قول السني وکلمه ‪ ،‬وأنت حینما تطالع الهذا الكلم تراه كلما رکیکا يستطیع المؤلف‬

‫هذا أن يرد علیه ويفنده بکل سهولة لیظهر للجمیع بعد ذلك بصورة المنتصر الظافر ‪!!!...‬‬

‫قال المؤلف‪ » :‬قال الحافظ ‪ :‬وأنتعم أيضعا أنصعفوا وانظعروا هعل يجعوز لكعم أن تنسععبوا لصعحاب‬

‫النبي )ع( المقربین ‪ ،‬غصب الخلفععة ومخالفععة أمععر الع والرسععول ؟! وكیععف تعتقععدون بععأن أمععة‬

‫السععلم اجتمعععت علععى الباطععل والضععلل ؟!! أمععا قععال رسععول الع )ص( ‪ :‬ل تجتمععع أمععتي علععى‬

‫الخطأ‪....‬؟! وقال )ص( ‪ :‬ل تجتمع أمتي على الضللة ‪ ،‬فلذلك نحن ل نقلد أسععلفنا تقلیععد العمععى‬

‫ول نسیر خلفهم سیر الحمقى ‪ ،‬بل قلدناهم وأخذنا مذهبهم إطاعة لمر النععبي )ص( حیععث صععحح‬

‫إجماع المسلمین وأيد كل ما أجمعت علیه الصحابة المهتدين ‪. « .‬‬

‫دعوى ‪ :‬إجماع المة على خلفة أبي بكر‬

‫‪402‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬أرجو أن تبینوا لنا أدلتكم على صحة خلفة أبي بكر ؟‬

‫الحافظ ‪ :‬إن أقوى دلیل على إثبات خلفة أبي بكر وصحتها هو إجماع المة على خلفته ‪.‬‬

‫وأضف على هذا كبر السن والشیخوخة ‪ ،‬فإن علیا ) كرم ال وجه ( مع فضله وسوابقه المشرفة‬

‫وقربه من رسول ال )ص( فإن المسلمین أخروه لصغر سنه‪.‬‬

‫وأنتم لو فكرتم قلیل وأنصفتم لعطیتم الحق للمسلمین ‪ ،‬فل يجوز عقل أن يتقدم في هذا المر‬

‫العظیم شاب حدث السن مع وجود شیوخ قومه وكبراء أهله ‪ ..‬وإن تأخر سیدنا علي ل يكون‬

‫نقصا له بل كماله ‪ ،‬وإن أفضلیته على أقرانه ثابتة ل ننكرها ‪ ،‬ثم إن المسلمین سمعوا حديثا‬

‫رواه عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬ل تجتمع النبوة والملك في أهل بیت واحد ‪ ،‬ولما كان عمر من أهل‬

‫بیت النبوة ما بايعوه ‪..‬‬

‫قلت‪ :‬مما ل شك فیه إن المة لن تجتمع علی الضللة ولکن في الوقت نفسه ل تستطیع أن‬

‫تقول‪ :‬ان سعد بن عبادة لم يکن متفقًا مع بقیة الصحابة في اختیار الخلیفة‪ ،‬إذًا فخلفة أبي بکر‬

‫لیست صحیحة ‪...‬؟‪.‬‬

‫نحن بالطبع ل نقول بأن جمیع الصحابة قد اتفقوا علی اختیار الخلیفة ‪ ،‬بل نقول‪ :‬ان اکثرهم‬

‫اتفقوا ال القلیل منهم ‪ ،‬وهذا القلیل أيضًا إما بايعُه فیما بعد أو أنهم رضوا بالمر الواقع ولم‬

‫يخرجوا علی الطاعة ولم يشقوا عصا المسلمین وأعطوا الولء الکامل للدولة السلمیة‬

‫وقیادتها ولم نسمع منهم كما لم يسجل التاريخ عنهم مثل هذه القوال العجیبة التي نسمعها‬

‫منکم ‪ ،‬ولم يقل أحد منهم إنه هو الخلیفة الشرعي دونما سواه ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫‪403‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثانیًا‪ :‬نحن لم نقل ‪ :‬إن فارق العمر وکبر السن أحد الدلة الشرعیة المهمة في مشروعیة وصحة‬

‫الخلفة ‪ ،‬فلماذا تقولوننا ما لم نقله ‪...‬؟‬

‫ثالثًا‪ :‬إن الحديث الذي ذکرته عن عمر بن الخطاب کذب محض ل أساس له من الصحة ‪ ،‬ثم إنك‬

‫تتحدث علی لسان السني وتنطق بالنیابة عنه وتتفوه بکلمات تعلم جیدًا أنك فقد أعددت عدتك‬

‫للجابة علیها قبل کتابتها وتدوينها في کتابك لنها بالطبع من إعدادك وإخراجك ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫إذا کنت محقًا فیما تدعیه فعلیك أن تسمع أدلتنا أوًل وتعرف ما هي الحجج والشواهد التي تثبت‬

‫أحقیة أبي بکر رضي ال عنه بالخلفة وتقديمه علی من سواه من الصحابة فألیك التي ‪:‬‬

‫إنه لیس في القرآن الکريم ولو مجرد إشارة الی هذا المر الهام الذي تدعونه‬ ‫‪-1‬‬

‫وهوقولکم‪ :‬إن ال تعالی قد اختار علیًا علی من سواه ‪ ،‬فقولکم لیس له أي‬ ‫‪-2‬‬

‫اساس من الصحة ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫هل کان أمر الخلفة له أهمیه أم ل ‪..‬؟ إن لم تکن له أهمیه کبیرة فلماذا إذًا اتعبت‬ ‫‪-3‬‬

‫نفسك وألفت کتابًا يضم الف وخمسین صفحة ‪..‬؟ وإن قلت‪ :‬بل إنه هام وفي غاية‬

‫الهمیة‪ ،‬قلت‪ :‬لماذا لم يذکر القرآن ذلك المر الهام‪..‬؟ فل تلجأ مرة أخری الی تأويل‬

‫اليات والتقول علی ال بما ل علم لك به ‪.!!!..‬‬

‫إنکم لو کنت صادقین فیما تدعونه في علي رضي ال عنه لوردت الشارة الی ذلك في القرآن‬

‫الکريم ‪ ،‬بل کان ينبغي أن يذکر في هذا المر المهم الخطیر مائة آية فأنتم مرة تقولون‪ :‬هو‬

‫أفضل من جمیع النبیاء ومرة تقولون هو افضل من الملئکة ‪..‬؟ الم يکن الجدر والحری أن‬

‫يذکر في القرآن ‪..‬؟ فعندما لم يأت شيء‬

‫‪404‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ولو علی سبیل الشارة علمنا إنه ل وزن يذكر ول قیمة لما تدعونه وتتقولونه من تخرصات‬

‫وإفك ‪.!!!....‬‬

‫ل‪ :‬لقععد ادعیتعم أن إجمععاع الصعحابة هععو أقعوى دلیعل علعى إثبععات خلفعة أبععي بكععر‬
‫ثم يضععیف قعائ ً‬

‫وصحتها ‪ .‬واستدللتم بحديث ‪ :‬ل تجتمع أمتي على الخطأ ‪ ،‬أو ل تجتمع أمتي على ضلل ‪.‬‬

‫فالمة أضیفت إلى ياء المتكلم ‪ ،‬فتفید العمععوم كمععا قععال النحويععون ‪ ،‬فعلععى فععرض صععحة الحععديث‬

‫يكون معناه ‪ :‬إن أمتي كلهم من غیر استثناء إذا أجمعوا علععى أمععر فععذاك المععر ل يكععون خطععأ أو‬

‫ضلل ‪ ،‬وهذا هو الجماع الذي يتضمن هذا الرأي هو حجة ال تعععالى فععي خلقععه ‪ ،‬لن الرض ل‬

‫تخلو من حجة ل عز وجل ع كما جاء في روايات الفرقین ثم إن هذا الحديث ع على فرض صععحته‬

‫ع ل يعارض الحاديث النبوية والنصوص الجلیة في تعريف النبي )ص( خلیفته في البرية ‪ ،‬ولععو‬

‫تنزلنا وسلمنا برأيكم والتزمنا بهذا المقال ‪ ،‬بععأن النععبي )ص( لععم يعیععن خلیفتععه بععأمر الع العزيععز‬

‫المتعال ‪ ،‬وإنما كان يشیر إلى علي )ع( ويرشحه للخلفة برأيه الشخصي ‪ ،‬وقد فتععح علععى المععة‬

‫باب الختیار وفسح لهم المجال ‪ ،‬وأقر إجمععاعهم بقععوله )ص( ‪ ) :‬ل تجتمععع أمععتي علععى خطععأ أو‬

‫ضلل ( ‪ .‬فنقول ‪ :‬إن الجماع الذي أقره النبي )ص( ما حصل فععي خلفععة أبععي بكععر ولععم يحصععل‬

‫الحافظ ‪ :‬نفي الجماع على خلفة أبي بكر )رض( أمععر غريععب ! لنععه حكععم فععي المععة بعععد النععبي‬

‫)ص( أكثر من سنتین من غیر مخالف أو منازع ‪ ،‬وانقاد له جمیع المهاجرين والنصععار ‪ ،‬وبهععذا‬

‫حصل الجماع على خلفته ‪ .‬قلت ‪ :‬إن هذا كلم مغالطة وجععدل ! لن سععؤالي وكلمععي كععان حععول‬

‫إجماع المة على خلفة أبععي بكععر فععي بدايععة المععر ‪ ،‬حینمععا اجتمعععوا فععي السععقیفة ‪ ،‬وهععل وافععق‬

‫الحاضرون كلهم على خلفته ؟! وهل اتفق رأي المسلمین الذين كانوا في المدينععة المنععورة علععى‬

‫‪405‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫خلفته آنذاك ؟! وهل كان لرأي سائر المسلمین ع الذين كانوا خارج المدينة المنورة ‪ ،‬حوالیها أو‬

‫بعیدين عنها ع أثر في النتخاب ؟! أم لیس لرأيهم محل من العراب ؟! قلت ‪ :‬بال علیكععم فكععروا‬

‫وأنصفوا ! هل الجماع الذي أقره رسول ال )ص( في حعديثه حصعل فععي السععقیفة ‪ ،‬معع مخالفعة‬

‫سعد بن عبادة الخزرجي وأهله وأنصععاره ؟! فهععل تكشععف واقعععة السععقیفة عععن إجمععاع الصععحابة‬

‫البررة أو تنبئ عن مؤامرة مدبرة ؟! وإذا ما كانت هنععاك مععؤامرة ‪ ،‬ولععم تتععدخل فیهععا الغععراض‬

‫والطماع ‪ ،‬لماذا لم يصبروا حتى يتحقععق الجمععاع ؟! وكلنععا نعلععم ‪ ،‬بععأن الوس قععد وافقععوا علععى‬

‫خلفة أبععي بكععر ل لمصععلحة السععلم ‪ ،‬بععل بسععبب النزاعععات والخلفععات الععتي كععانت بینهععم وبیععن‬

‫الخزرج ‪ ،‬وقد كانت لها جذور جاهلیة ‪ ،‬فلما رأوا كفة سعد بععن عبععادة قععد رجحععت وكععاد أن يبععتز‬

‫الحكم ‪ ،‬أسرعوا إلى أبي بكر فبايعوه رغما لنوف مناوئیهم الخزرجیین ‪.‬‬

‫وأما المسلمون خارج السقیفة ‪ ،‬لما سمعوا بما حدث في السقیفة ذهلوا وبهتوا ‪ ،‬ثم انجرفوا مععع‬

‫التیار ‪ ،‬وكان أكثر الناس في ذلك المجتمع همجا رعاعا ‪ ،‬ينعقون مععع كععل نععاعق ‪ ،‬ويمیلععون مععع‬

‫خل َ ـ ْ‬
‫ت‬ ‫ل َ‬
‫قدْ َ‬ ‫مدٌ إ ِّل َر ُ‬
‫سو ٌ‬ ‫مح ّ‬
‫ما ُ‬
‫و َ‬
‫الريح وهم الذين يصفهم الباري عز وجل بقوله ‪َ ) :‬‬

‫مــن‬
‫و َ‬ ‫قــاب ِك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫عَلى أ َ ْ‬
‫ع َ‬ ‫قل َب ْت ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ل ان ْ َ‬ ‫و ُ‬
‫قت ِ َ‬ ‫َ‬
‫تأ ْ‬‫ما َ‬
‫ن َ‬ ‫ل أَ َ‬
‫فإ ِ ْ‬ ‫س ُ‬
‫ه الّر ُ‬ ‫من َ‬
‫قب ْل ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫زي الّلــ ُ‬
‫ه‬ ‫ج ِ‬
‫ســي َ ْ‬ ‫شــْيئا ً َ‬
‫و َ‬ ‫ضــّر الّلــ َ‬
‫ه َ‬ ‫فَلــن ي َ ُ‬
‫ه َ‬
‫قب َْيــ ِ‬ ‫عَلــى َ‬
‫ع ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ي َن ْ َ‬
‫قِلــ ْ‬

‫جئ َْنا ُ‬
‫كم‬ ‫ن(‪ .‬وسععوف يخععاطبهم ال ع تعععالى فععي جهنععم بقععوله سععبحانه ‪ ) :‬ل َ َ‬
‫قدْ ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ال ّ‬
‫شاك ِ ِ‬
‫َ‬
‫ن(‪ ،‬وأما الذين استقاموا على الدين ‪ ،‬وثبتوا‬
‫هو َ‬
‫ر ُ‬ ‫ق َ‬
‫كا ِ‬ ‫م ل ِل ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ن أك ْث ََرك ُ ْ‬
‫ولك ِ ّ‬
‫ق َ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬

‫فععي طريععق الحععق والیقیععن ‪ ،‬وتمسععكوا بوليععة سععید الوصععیین ‪ ،‬واعتقععدوا خلفععة وإمامععة أمیععر‬

‫المؤمنین علي بن أبي طععالب علیععه السععلم ‪ ،‬فعععددهم قلیععل ‪ ،‬وهععم الععذين يصععفهم ربهععم سععبحانه‬

‫‪406‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ش ُ‬
‫كوُر( ‪ .‬وهععم صععفوة أصععحاب رسععول العع‬ ‫ي ال ّ‬
‫عَباِد َ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫و َ‬
‫قِلي ٌ‬ ‫وتعالى بقوله ‪َ ) :‬‬

‫)ص( وأهل بیته المطهرون وعترته الطیبون وهم العذين غضععبوا معن أحعداث السععقیفة وأعلنععوا‬

‫مخالفتهم لبیعة أبي بكر ‪ ،‬فلذلك نقول أن الجماع ع الذي تّدعونه لثبات وتصحیح خلفة أبي بكععر‬

‫وشرعیتها ع لم يحصل ! ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ل زلت تکرر هذه العبارة السمجة ‪!!..‬‬

‫لبد لك قبل کل شيء من الجابة علععی هععذا السععؤال‪ :‬کیععف تمکنععت هععذه الفئة القلیلععة أن تفععرض‬

‫رأيها وتقنع ذلك الجمع الغفیر من الصحابة والمة کلها ‪..‬؟ قل لنا‪ :‬هل ادی الناس البیعة ام ل ‪..‬؟‬

‫إذا کان الناس قد بايعوا وانتهی المر وسلمت المععة کلهععا زمععام أمورهععا وقیادتهععا بیععد ابععي بکععر‬

‫رضي ال عنه فهذا يعني أنهم کانوا يعرفون جیدًا ان هذه الفئة الصغیرة القلیلة کانت علی الحق‪،‬‬

‫وانها هي القاعدة الصلبة التي يقوم علیها هذا الدين‬

‫وتجتمع بهم کلمه المسلمین ‪..‬؟!! وبهذا کنت صعادقًا حینمعا قلعت‪ :‬ان الرجعل الشعجاع ذو الخعبرة‬

‫والتجربععة يعععدل مععائة الععف ‪ ،‬نعععم إن الکععل يعلععم إن الکلمععة القويععة والرادة الجازمععة کععانت بیععد‬

‫المسلمین من أهل المدينة ل لهل مکة ومن سواهم من قبائل العرب ‪...‬؟ ثم قال ‪ :‬لو سلمنا جععدًل‬

‫ووافقناکم القول‪ :‬أيها العلماء لو فكرتم قلیل وأنصفتم ‪ ،‬ثم نظرتم إلى أحععداث السععقیفة ومععا نجععم‬

‫منها ‪ ،‬لذعنتم أن خلفة أبي بكر ما كانت بموافقة جمیع أهل الحل والعقد ‪ ،‬ولم يحصععل الجمععاع‬

‫علیها ‪ ،‬وأن ادعاء القوم وتمسكهم بالجماع فارغ عن المعنى واسم من غیر مسمى !‬

‫فإن إعلن النتیجة في مثل هذه المور تعبر برأي الكثرية والقلیة أو الجماع ‪.‬‬

‫‪407‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فلو تشاور قوم في أمر ‪ ،‬فوافق أكثرهم وخالف آخرون ‪ ،‬فالموافقون أكثرية والمخالفون أقلیة ‪.‬‬

‫ولكن إذا وافق كلهم ‪ ،‬بحیث لم يخالف منهم أحد ‪ ،‬فقد حصل الجماع ‪.‬‬

‫والن أسألكم بال ! هل حصل هذا الجماع على خلفة أبي بكر ‪ ،‬في السععقیفة أو فععي المسععجد أو‬

‫في المدينة ‪ ،‬وحتى لو تنزلنا وقلنا ‪ :‬إن الملحوظ هو رأي كبار الصعحابة وذوي العقعل والبصعیرة‬

‫من المسلمین فهل أجمع كبار الصحابة وعقلء المسلمین وأهل الحععل والعقععد كلهععم علععى خلفععة‬

‫أبي بكر ‪ ،‬بحیث لم يكن فیهم مخالف واحد ؟!‬

‫الحافظ ‪ :‬قلنا بأن الجماع ما حصل في بادئ المر ‪ ،‬بل حصل تعدريجا بموافقعة المخعالفین واحعدا‬

‫بعد الخر مع طول الزمن ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬وحتى هكععذا عع إجمععاع تععدريجي عع لععم يحصععل أيضععا ‪ ،‬لن كععثیرا مععن المخععالفین بقععوا علععى‬

‫مخععالفتهم لخلیفععة السععقیفة ‪ ،‬إلععى أن وافععاهم الجععل ‪ ،‬منهععم سععیدة نسععاء العععالمین وبنععت سععید‬

‫المرسلین وحبیبععة خععاتم النععبیین ‪ ،‬فاطمععة الزهععراء )ع( ‪ ،‬وكععانت هععي مععدار سععخط الع سععبحانه‬

‫ورضاه ‪ ،‬حیث قال رسول ال )ص( في شعأنها ‪ " :‬فاطمععة بضعععة منعي ‪ ،‬يرضعى الع لرضععاها ‪،‬‬

‫ويسخط لسخطها " ‪ .‬فأعلنت سععخطها علععى الخلیفععة ‪ ،‬ومخالفتهععا لععرأي السععقیفة ‪ ،‬ورفضععت أن‬

‫تبايع أبا بكر حتى ماتت وهي واجدة علیععه‪ .‬وأحعد المخعالفین لخلفععة أبععي بكععر ‪ ،‬سعععد بععن عبعادة‬

‫الخزرجي ‪ ،‬وهو سید قومه ‪ ،‬أعلن خلفه لما بعث إلیه أبو بكر أن أقبعل فبعايع فقعد بعايع النعاس ‪.‬‬

‫فقال ‪ :‬أما وال حتى أرمیكم بكععل سععهم فععي كنععانتي مععن نبععل ‪ ،‬وأخضععب منكععم سععناني ورمحععي ‪،‬‬

‫وأضربكم بسیفي ‪ ،‬ما ملكته يدي ‪ ،‬وأقاتلكم بمن معي من أهلي وعشیرتي ‪ ،‬ول وال لو أن الجن‬

‫‪408‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫اجتمعت لكم مع النس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي وأعلم حسابي فالجماع الذي تزعمععونه‬

‫نفاه كعثیر معن أعلمكعم أيضعا ‪ ،‬منهعم صعاحب كتعاب "المواقعف" والفخعر العرازي وجلل العدين‬

‫السیوطي وابن أبى الحديد والطبري والبخاري ومسلم بن الحجاج وغیرهم‬

‫قلعت‪ :‬معن کعانوا هعؤلء البقیعة ؟ إن معن حضعر تحعت سعقیفة بنعي سعاعدة هعم کبعار المهعاجرين‬

‫والنصار وأما الذين لم يحضروا هذا الجتماع فهم بحمدال رضوا‬

‫وقبلوا ولم يبدوا اعتراضا أو رفضا لما أبرمه خیار المة مععن الهععاجرين والنصععار كمععا أنهععم لععم‬

‫يشقوا عصا الطاعة ‪ ،‬ثم لم يکن هناك ثمة ما يجبرهم علی قبول هذا المر ‪..‬؟ نعععم لقععد کععان لهععم‬

‫حق الرفض ‪ ،‬إذ لم يکن لدی ابوبکر أو عمر آنذاك جیش للقمع والظلععم حععتى يجععبر النععاس علععی‬

‫قبول أمر لم يرتضوه ‪ ،‬کما إنهما رضي ال عنهما لععم يکونععا زعیمععا قبیلععة حععتی يسععتظهروا بهععا‬

‫ويستمدوا العون منها ‪...‬؟!‬

‫الدعاء الخامس والتسعون بعد المائة وقوله‪ :‬ألم يكن أسامة أمیرا على أبي بكر وغیره فكیف‬

‫بعد ذلك يكون مأمورا ومنقادا الیه ؟؟؟!‬

‫قلتم ‪ :‬إنه لیس بالمكان ‪ ،‬بل ولم تكن هناك فرصة مناسبة حتى يتسنى للصحابة الذين رضوا‬

‫بخلفة ابي بكر أن يخبروا جمیع المسلمین في مكة والیمن والطائف وسائر بلد المسلمین‬

‫ويأخذوا مشورتهم البیعة منهم ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬إني أتفق معكم في ذلك ‪ !!..‬ولكن هل لكم أن تخبروننا ما هو المانع الذي كان يحول بینكم‬

‫وبین إخبار أسامة وجیشه وأخذ مشورتهم ول سیما وهم كانوا وما زالوا لم يبرحوا مكانهم‬

‫‪409‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وفیهم كبار الصحابة ‪....‬؟ لماذا لم يطلع ذلك الجم الغفیر على البیعة لبي بكر بخلفة النبي صلى‬

‫ال علیه وسلم على أمور المسلمین وأمر الشورى الذي تدعونه ‪..‬؟!! ‪.‬‬

‫ألم يكن بالمكان أن أسامة وهو أمیر جیش المسلمین هو أنسب رجل لهذه المهمة وأقصد بها‬

‫خلفة المسلمین خاصة وأن النبي صلى ال علیه وسلم قد عینه أمیرا على المسلمین وكان أبو‬

‫بكر وعمر من أفراد هذا الجیش ‪!!..‬‬

‫هذا وقد صرح جمیع المؤرخین ‪ :‬أن أسامة لما بلغه أمر البیعة لبي بكر بالخلفة دون أن‬

‫يطلعوه على ذلك ودون الخذ بمشورته ومشورة كبار الصحابة الذين كانوا معه امتطى صهوة‬

‫جواده ثم جاء المسجد ثم صاح مناديا بأعلى صوته ‪ :‬ما هذه الفوضى وما هذه الغوغاء التي‬

‫نسمعها ‪..‬؟ ثم كیف لكم أن تختاروا الخلیفة دون علمنا والخذ بمشورة كبار الصحابة ‪..‬؟؟!!‬

‫فقال له عمر ‪ :‬يا أسامة لقد قضي المر وتمت البیعة ‪ ،‬وما علیك إل أن تبايع كما بايع غیرك ‪!..‬‬

‫عندها تغیر لون وجه أسامة وعلم الغضب في وجهه فقال ‪ :‬تعلمون جیدا أن النبي صلى ال‬

‫علیه وسلم قد جعلني أمیرا علیكم ‪ ،‬وما زلت أنا المیر ‪ ،‬فكیف يكون المیر مأمورا ومنقادا‬

‫لغیره ‪ ،‬أم كیف يعطي المیر البیعة لواحد هو من أتباعه ومأموريه ‪..‬؟؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إنما عین أسامة أمیرًا علی الجیش من قبل رسول ال صلی ال علیه وسلم وفي حیاته ‪ ،‬وکانت‬

‫مهمته خاصة تتلخص في غزو الروم الذين کانوا يسیطرون علی بلد الشام آنذاك وهذا المر‬

‫ثابت يعرفه کل أحد ‪ ،‬فلم تکن إمارته رضي ال عنه إمارة عامة لجمیع المة‪ ،‬وهو في الوقت‬

‫نفسه کان قادرًا إن أراد ذلك وعزم علیه أن يقضي علی أهل السقیفة ومن فیها ‪ ،‬ولکن علی‬

‫فرض أن يکون ما تدعیه وتقوله صحیحًا ثابت ‪ ،‬فمن هم أهل السقیفة ‪..‬؟ ما هم ال مجموعة‬

‫‪410‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلیلة ل يؤبه لها ولکن اللوم إنما يقع في هذه الحالة علی أسامة فبدل أن يصیح ويولول کما‬

‫تولول النساء ‪ -‬كما تزعمون ذلك ‪ -‬کان علیه أن يسل سیفه ثم يخرج علی أولئك الذين أرادوا أن‬

‫يجبروا المة علی البیعة لهم ‪ !!...‬أقول‪ :‬کان يجدر به أن يرجعهم الی إماکنهم وبذلك يرجع‬

‫الحق المغتصب الی أهله ويمیت الفتنة التي ل زالت المة تتلظی بنارها الى يومنا هذا ‪ ..‬؟!!‬

‫ولکن الذي يبدوا لنا أن قصتك هذه ملفقة من أساسها ول صحة لها لم نسمع بها إل في الفلم‬

‫ولعلك حین كتبتها كنت متأثرا بالفلم الهندية ول سیما أنك كنت دائم التجوال هناك ‪ ،‬فهي في‬

‫النهاية قصة خیالیة ل تعدو أن تکون وهما ل حقیقة له ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬أيها المدعي الکذاب بما أنك قد اعترفت بهذا حیث قلت‪ :‬ان ابابکر کان حینئذ في بیت‬

‫رسول ال صلی ال علیه وسلم منشغل ومهتما بأمر رسول ال صلی ال علیه وسلم وتجهیزه ‪،‬‬

‫کما ان عمر رضي ال عنه لم يکن لديه هم ال جمع کلمة المسلمین والقضاءعلی تلك الفتنة التي‬

‫أرادت أن تعصف بجماعتهم وتهدم بناء وحدتهم ‪ ،‬فأين المؤامرة ‪...‬؟ وما هو المبرر والداعي‬

‫حتی تتقول علیهم ‪ ،‬وال تعالی يعلم إنك کاذب ول حقیقة لما تقوله البته ‪..‬؟ هذه المة کلها‬

‫تضطرب وتهیج بعد وفاة نبیها ورسولها صلوات ال وسلمه علیه ‪ ،‬فأسامة يصرخ ويصیح‬

‫من جانب ‪ ،‬والنصار قد أتخذوا لهم مكانا منزويا وبنو هاشم ايضًا يرون أن الحق لهم‬

‫وفیهم ‪ ،‬وکبار المهاجرين والمسلمین من مختلف أنحاء الجزيرة العربیة لهم اصوات کأنها‬

‫الهدير ‪ ،‬فقل بربك وخالقك کیف استطاع هؤلء الشرذمة القلیلون أن يجمعوا کلمة هذه المة‬

‫ويوحدوا صفها ‪ ،‬ويرأبوا صدعها ويقضوا علی الفتنة ويمیتوها بعد أن کادت تعصف بها وتذهب‬

‫بريحها ‪..‬؟‬

‫‪411‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثلثة فقط وأحدهم کما تصفه أنت کان حفار قبور ل غیر ‪...‬؟!! استطاع هؤلء الثلثة أن يحفظوا‬

‫للمة عزها وکرامتها وماء وجهها من أن يبذل للمنافقین أمثالك أيها البذر المهذار‪ ،‬والن علیك‬

‫أن تجیبنا علی هذه السئلة کلها بعد أن أوقعت نفسك في هذا المأزق الضیق ‪ ،‬علیك أن تجیب‬

‫وال ‪ ...............‬فقلها علی المل إنك أنت الکذاب الشر ‪...‬؟!!!‬

‫لقد کنت تدعي قبل قلیل إن علیًا رضي ال عنه وهو المام المعصوم والنسان الکامل يعلم الغیب‬

‫والشهادة ‪ ،‬فکیف إذًا يعلم عمر رضي ال عنه بأمر الفتنة وما فیه المة من هذه الورطة ول‬

‫يعلم ذلك علي ‪...‬؟ اين علمه اين عصمته اين اطلعه علی کل صغیرة وکبیرة في هذا الکون ‪...‬؟‬

‫أجب ايها المعتوة البله ول تکن کالتي‬

‫ع بحثت عن حتفها بظلفها ع!!!‬

‫في الوقت الذي عقد أهل الشوری الثلثة مجلسهم تحت سقیفة بني ساعدة کان ل يزال هناك‬

‫ثلثة من الئمة المعصومین علی قید الحیاة وأقصد بذلك علي والحسن والحسین وفاطمة رضي‬

‫ال عنها المعصومة الرابعة الخری ‪ ،‬والسؤال هو‪ :‬الم يکن هؤلء المعصومون الثلثة أو‬

‫الربعة لهم القدرة علی القضاء علی هذه‬

‫الشرذمة القلیلة ‪...‬؟‪ .‬الم يکن يعلمون الغیب والشهادة کما تزعمون ‪...‬؟ الم يستجیبوا دعاءکم‬

‫ويحققوا طلبتکم وهم أموات في قبورهم کما تدعون ذلك أيها الفاکین المردة ‪ ،‬فلماذا عجزوا‬

‫عن القضاء علی هؤلء الثلثة وهم ما زالوا على قید الحیاة ‪....‬؟!!‬

‫الدعاء السادس والتسعون بعد المائة وقوله ‪ :‬إن القول بعدم الجماع على تنصیب أبي بكر‬

‫خلیفة على المسلمین من المور التي هي محل اتفاق بیننا وبین أهل السنة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬


‫‪412‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت حسنًا‪ ،‬فلماذا هذا التناقض الواضح البین ‪..‬؟‬

‫قلت إبتداءًا‪ :‬أن السني يقول لم يکن هناك إجماع من الصحابة فععي الیععوم الول مععن وفععاة النععبي‬

‫صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬فلمه ترجع وتقول وعلی لسان السني أيضا‪:‬‬

‫»ان الدلیل علعی مشعروعیة وصعحة خلفعة أبعي بکعر رضعي الع عنعه هعو الجمعاع«‪...‬؟!! ألعم‬

‫تزعموا أن علیًا أفضل وخیر من النبیاء جمیعًا ‪..‬؟ فکان الجدر أن يذکر اسمه کذلك‪!!!...‬‬

‫إن حجتکم باطلة باهته فل يحق لکم بعد هذا أن تقولوا کل ما بدا لکم معن تلقعاء أنفسعکم ‪ ،‬أو أن‬

‫تدعوا ان کل شي قد ورد ذکره وحکمه وصفته في القرآن الکريم ؟ فهل لك أن تذکر لنا أيععن ورد‬

‫ذکر عدد رکعات صلة الظهر في القرآن الکريم ‪..‬؟‬

‫لقد قرأنا القرآن وتلوناه وفهمناه ووجدنا الکثیر من اليات تتحدث عن الصلة‬

‫ووجوب اللتزام بها والمحافظة علیها ‪ ،‬ولکننا لم نجد لحد الن آية واحدة تتحدث او تتکلععم عععن‬

‫عدد رکعات صلة الظهر أو أي صلة غیرها ‪..‬؟!!!‪ .‬إن قیاسك هذا قیاس مع الفارق وإن کان في‬

‫أصله باطل ل يصح اللتفات الیه‪ !!...‬إننا إن سألناك عن عدد ابناء المععام التقععي ‪ ،‬لمععاذا لععم يععرد‬

‫لهم ذکر في القرآن الکريم ؟ فلك الحق أن تجیععب وتقععول ‪ :‬ان القععرآن لععم يععذکر جزئیععات وفععروع‬

‫الصلة ‪ ،‬ولکننا حین نسألك عن أمر مهم وأصل عظیم من أصول دينکم ومذهبکم وهو المامة ‪،‬‬

‫لماذا برأيك لم يذکر في القرآن ‪..‬؟ وما السععبب الععذي تععراه مناسععبًا حععتی جعععل الععوحي يغفلععه ولععم‬

‫يتطرق الیه ولو علی سبیل الشارة ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫حدثونا أخبرونا ‪ :‬لماذا سکت القرآن الکريم عن التنويه بشعأن علعي إن کنتعم صعادقون انعه کعان‬

‫خیر وأفضل من النبیاء ‪...‬؟ أيسکت القرآن عن ذلك في الوقت الذي نری في کتاب ال تعععالی أن‬

‫هناك سبعمائة آية جاءت في شأن الصلة ‪..‬؟؟!!‪.‬‬

‫‪413‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يقول المؤلف‪ :‬إننا ل ندعي ول نقول إن علیًا نبیًا من النبیاء لن هذا القول کفر ؟!! ولکن بوسع‬

‫کل واحٍد آن يطلع علی أقوالکم لیجد الکثیر من النصوص والقوال المعتمدة لديك والتي تشهد‬

‫وتقول بصراحة تامة أن علیًا أفضل واسنى رتبة‬

‫ومنزلة من النبیاء ‪ !!!....‬هل رأيتم کیف يريد هذا الماکر الدعر أن يخدعنا بثرثرته‬

‫وهذيانه ‪...‬؟؟ فهو مرة ينکر کون علي نبیًا من النبیاء بینما تجده في موضع آخر يرفعه‬

‫ويفضله علی النبیاء أنفسهم ‪...‬؟!! فدعني أقولها لك وبکل صراحة‪ :‬لقد برحت لؤمًا وبرحت‬

‫کذبًا ‪ ،‬فلم تعد تلك الترهات لتنطلي علینا أيها النکرة النفاج ‪.‬‬

‫الدعاء السابع والتسعون بعد المائة وقوله ‪ :‬تنحیة وإبعاد كبار الصحابة عن بیعة لبي بكر ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬ل تهرف بما ل تعرف فأنت إنما تقول القول الذي تشتهیه ثم تصدقه وتحکم علیه!!! إن‬

‫أهل السنة لم يقولوا ذلك ولم يدعوه ‪ ،‬فالناس لم يبايعوا أبابکر ولم يجمعوا علی بیعته في الیوم‬

‫لول ‪ ،‬وإنما کان ذلك منهم في اليام التي تلته حیث اجتمع الصحابة رضي ال عنهم علی البیعة‬

‫لبي بکر رضي ال عنه وکان ذلك طواعیة منهم وبرضا أنفسهم ‪ ،‬ولم يجبرهم علی ذلك أحد‬

‫نعلمه ‪ ،‬فإن کان ذلك خلف الحقیقة فأخبرونا متی وکیف ‪..‬؟ أما قولك ‪ :‬إنه لم يکن مع أبي بکر‬

‫أحد من بني هاشم او المهاجرين والنصار ول اسامة وجیشه فهذا لعمر ال من هترك أيها‬

‫الهبلع الدعي؟!!!‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثامن والتسعون بعد المائة وقوله‪ :‬المتآمرون هم من قتلوا سعد بن عبادة ‪ .‬وذلك حسب‬

‫ما جاء في كتاب ) روضة الصفا ( حیث قال ‪ :‬إن المتععآمرون اغتععالوا سعععد بععن عبععادة لیل وذلععك‬

‫لنه كان من المخالفین لبي بكر وخلفته ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬صدق الذي قال‪ :‬ل تصطنع من خانه الصل لنه يغش من حیث ل ينصح ‪ً..‬؟!! فما هذا ال‬

‫کذبة من سلسلة أکاذيبك ‪ ،‬فنحن ل نعرف أن » روضة الصفا « من کتبه‪ ،‬ول نقر بذلك ‪ ،‬کما ل‬

‫نعرف حقیقة ما تقول ‪ ،‬أو في أي موضع کتب هذا أو ذکره ‪..‬؟!!‪ .‬ان ما تقوله وتدعیه لیس‬

‫بالمر السهل فقتله رضي ال عنه وهو سید النصار والصحابة أحیاء متوافرون أمر يعد من‬

‫المحال ‪ ،‬ولکن الذي ثبت من الروايات والخبار التي حکت وفاته رضي ال عنه أنه مات اثناء‬

‫قضاءه لحاجته‬

‫وسمع هاتف يقول ‪:‬‬

‫قتلنا سید الوس سعد بن عبادة ع رمیناه بسهم فلم نخطئ فؤاده‬

‫ن قتله‪.‬‬
‫فعلم من ذلك أن الج ّ‬

‫الدعاء التاسع والتسعون بعد المائة وقوله ‪ :‬وأما دلیلكم الثاني ‪ ،‬وهو كبر السن إذ قلتم ‪ :‬إنهم‬

‫قدموا أبا بكر في الخلفة لنه أكبر سنا من علي بن أبي طالب ‪.‬‬

‫صحیح أن أصحاب السقیفة استدلوا بهذا الدلیل لقناع المام علي علیه السلم لیبايع أبا بكر‬

‫ولكنه دلیل ضعیف وكلم سخیف ‪ ،‬فلو كان كبر السن ملحوظا في المنصوب للخلفة ‪ ،‬فقد كان‬

‫في المسلمین والصحابة من هو أكبر سنا من أبي بكر ‪.‬‬


‫‪415‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ل ‪ ،‬ول يعرف هذا من اقولنا ‪ ،‬فأهل السنة ل يرون بطلن إمارة‬


‫قلت‪ :‬نحن لم نقل ذلك أص ً‬

‫الصغیر إن وجد من يتولها من هو أکبر منه ‪ ،‬والدلیل علی بطلن ما تقول أن النبي صلی ال‬

‫علیه وسلم قد أمر أسامة علی الجیش الذي کان يضم کبار المهاجرين والنصار وهو رضي ال‬

‫عنه لم يتجاوز آنذاك الثامنة عشر عامًا ‪.‬؟!!!‪.‬‬

‫فل تقولنا ما لم نقله ثم تدعي أنك ترد علینا ذلك ‪.‬‬

‫أظلت علینا منك يوم سحائب‬

‫فضاءت لنا برق وأبطأ رشاشها‬

‫فل غیمها يکشف فییأس طالب‬

‫ول غیثها يهمی فتروی عطاشها‬

‫إدعاء المائة الثانیة وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬إن كان كذلك فلماذا قدم رسول ال )ص( علیا )ع( علیععه فععي‬

‫كثیر من المور والقضايا ؟!!‪ .‬ومنها على سبیل المثععال ‪ :‬غععزوة تبععوك حینمععا عععزم رسععول الع‬

‫)ص( أن يخرج مع المسلمین إلى تبوك وكان يخشى تحرك المنافقین في المدينة وتخريبهم خلف‬

‫علیا )ع( لیدير أمور المدينة المنورة ‪ ،‬دينیا وسیاسیا واجتماعیا ‪ ،‬وقال له ‪ :‬أنت خلیفتي في أهل‬

‫بیتي ودار هجرتي ‪ ،‬وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ‪ ،‬إل أنه ل نبي بعدي ‪ ،‬وكان علععي )ع(‬

‫نعم الخلف وخیر مدير ‪ ،‬وأفضل أمیر ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪416‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬إن حديثك هذا عن الثعورة والنقلب مععن القععوال السعخیفة السعمجة أيهعا الرجععل الهجیعري‬

‫الهدم‪ ،‬إن المنافقین وهذه حقیقة ل تخفی علی أحد لم تکن لديهم القدرة بععل حععتی لععم تکععن لععديهم‬

‫الجرأة أن يفکععروا مجععرد تفکیععر بالععذي أنععت تقععوله ‪...‬؟!! ولععو سعلمنا جعدًل انهععم اسععتطاعواأن‬

‫يسیطروا علی المدينة ولو لمدة يومین فقط ‪ ،‬فماذا هم صانعون إذا عععاد الجیععش السععلمي الععی‬

‫المدينة ‪..‬؟!! إنهم لم ينافقوا ال لخوفهم وخشععیتهم مععن المسععلمین ‪ ،‬وال لمععاذا لععم يعلنععوا کفرهععم‬

‫وعداوتهم للسلم والمسلمین؟ إنك أيها البجباج النفععاج ل تععدري مععا تقععول ‪ ،‬فکیععف تزعععم إنهععم‬

‫کانت لديهم الجرأة علی اقتحام المدينة بعد قیامهم بثععورتهم وسععیطرتهم علیهععا ‪...‬؟!!!‪ .‬ألععم يکععن‬

‫سیدنا علي رضي ال عنه منزعجا مععن تخلفععه فععي المدينععة و متضععايق مععن بقععاءه بیععن الشععیوخ‬

‫والنساء والطفال حینما ذهب النبي صلی ال علیععه وسععلم وصععحابته الععی تبععوك ‪...‬؟ ثععم يقععول »‬

‫ومنها تبلیغ آيات من سورة براءة لهل مكة حین كانوا مشركین ‪ ،‬فقد عین النععبي )ص( أبععا بكععر‬

‫لهذه المهمة وأرسله إلى مكة وقطع مسافة نحوها ‪ ،‬ولكن ال عز وجل أمر النبي )ص( أن يعزل‬

‫أبا بكر ويعین علیا )ع( لتبلیغ الرسالة ‪ ،‬ففعل النععبي )ص( وأرسععل علیععا )ع( فأخععذ الرسععالة مععن‬

‫أبي بكر ‪ ،‬فرجع إلى المدينة وذهب علي )ع( إلععى مكععة فوقععف فععي المل العععام مععن قريععش ورفععع‬

‫صوته بتلوة اليات من سورة بعراءة وأدى تبلیعغ الرسعالة ‪ ،‬ونفعذ المعر ‪ ،‬ورجعع إلعى المدينعة‪.‬‬

‫وأمثال هذه الخبعار كععثیرة ‪ ،‬ل يسعععنا المجعال لعذكرها ‪ ،‬ولكعن ذكرنعا نمععاذج منهععا لتفنیععد دلیلكعم‬

‫وإبطال قولكم ‪ ،‬ولكي يعرف الحاضععرون أن كععبر السععن والشععیخوخة غیععر ملحوظععة فععي انتخععاب‬

‫خلیفة النبي )ص( ‪ ،‬وإنما الملحوظ كمال عقله وإيمانه ‪ ،‬واتصععافه بالصععفات الحمیععدة والفضععائل‬

‫المجیدة ‪ ،‬التي تجعله مشابها ومماثل للنبي )ص( سواء أكان خلیفته شیخا أم شابا ‪« .‬‬

‫‪417‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬إن علیًا رضي ال عنه کان آنذاك تحت إمرة أبي بکر رضي ال عنه في تلك السنة التي‬

‫ارسله فیها النبي صلی ال علیه وسلم أن يقرأ براءة في الناس ‪.‬‬

‫والن حان لنا أن نسألك ‪ :‬لماذا کان يفوض النبي صلی ال علیه وسلم مثل هذه المور الهامة‬

‫للصحابة رضي ال عنهم مثل أبي بکر وأمثاله ولم ينیط هذا الواجب أو ذاك بعلي رضي ال‬

‫عنه‪...‬؟ إن النبي صلی ال علیه وسلم إنما أرسل علیًا بذلك وأمره أن يقرأ سورة براءة علی‬

‫الناس لن العرب کان من عادتها اذا حدث أمر هام فلبد أن يکون المبلغ لذلك المر هو کبیر‬

‫ل ‪!!!.‬‬
‫القوم فیهم أو أن يرسل من ينوب عنه ‪ ،‬علی أن يکون أحد أفراد أسرته وذلك ما حدث فع ً‬

‫هذا من جهة ومن جهة أخری ‪ ،‬فإنه صلی ال علیه وسلم کان ل يختص أحدًا من الصحابة‬

‫بجمیع أموره وشؤونه ‪ ،‬وإنما کان يتخیر من أصحابه لکل مهمة الرجل المناسب لها ‪.‬‬

‫إدعاء الول بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬وهل نقلت إلى الن خبرا في فضل المام علي )ع(‬

‫بغیر دلیل من كتبكم ومسانیدكم المعتبرة عندكم ؟! وهذا الموضوع أيضا سنده ودلیله في كتبكم‬

‫المعتبرة ومسانیدكم الموثقة ‪.‬‬

‫لقد نقل الحافظ سلیمان القندوزي الحنفي في كتابه " ينابیع المودة " باب ‪ : 56‬روى من كتاب‬

‫" السبعین في فضائل أمیر المؤمنین " حديث رقم ‪ ، 12‬عن أبي ذر الغفاري رضي ال عنه‬

‫قال ‪ :‬قال رسول ال )ص( ‪ :‬ستكون من بعدي فتنة ‪ ،‬فإن كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب ‪،‬‬

‫فإنه الفاروق بین الحق والباطل ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬رواه صاحب الفردوس ‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وأخرجه أيضا العلمة المیر السید علي الهمداني في كتابه " مودة القربى " المودة السادسة ‪،‬‬

‫عن أبي لیلى الغفاري ‪ ،‬عن النبي )ص( قال ‪ :‬ستكون من بعدي فتنة ‪ ،‬فإذا كان ذلك فالزموا علیا‬

‫‪ ،‬فإنه الفاروق بین الحق والباطل ‪.‬‬

‫وروى العلمة الكنجي الشافعي في كتابه " كفاية الطالب " الباب الرابع والربعین ‪ :‬بإسناده‬

‫عن أبي لیلى الغفاري ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول ال )ص( يقول ‪ :‬ستكون من بعدي فتنة ‪ ،‬فإذا كان‬

‫ذلك فالزموا علیا ‪ ،‬إنه أول من يراني ‪ ،‬وأول من يصافحني يوم القیامة ‪ ،‬وهو معي في السماء‬

‫العلیا ‪ ،‬وهو الفاروق بین الحق والباطل ‪.‬‬

‫قال الكنجي ‪ :‬هذا حديث حسن عال ‪ ،‬رواه الحافظ في أمالیه ‪.‬‬

‫وروى أيضا في الباب باسناده عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬ستكون فتنة ‪ ،‬فمن أدركها منكم فعلیه‬

‫بخصلة من كتاب ال تعالى وعلي بن أبي طالب )ع( ‪ ،‬فإني سمعت رسول ال )ص( وهو يقول ‪:‬‬

‫هذا أول من آمن بي ‪ ،‬وأول من يصافحني ‪ ،‬وهو فاروق هذه المة ‪ ،‬يفرق بین الحق والباطل‬

‫وهو يعسوب المؤمنین ‪ ،‬والمال يعسوب الظلمة ‪ ،‬وهو الصديق الكبر ‪ ،‬وهو بابي الذي أوتي‬

‫منه ‪ ،‬وهو خلیفتي من بعدي ‪.‬‬

‫قال الكنجي ‪ :‬هكذا أخرجه محدث الشام في فضائل علي علیه السلم في الجزء التاسع والربعین‬

‫بعد الثلث مائة من كتابه بطرق شتى وأخرج شیخ السلم الحمويني بسنده عن علقمة بن قیععس‬

‫والسود بن بريدة ‪ ،‬وأخرجه عنهما المیر السععید علععي الهمععداني فععي آخععر المععودة الخامسععة مععن‬

‫كتاب " مودة القربى " باختلف يسیر في أوله ‪ ،‬ونحن ننقل عنععه ‪ ..‬أقععول ‪ :‬فكععانت الفتنععة الععتي‬

‫‪419‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أشار إلیها رسول ال )ص( وصععرح بهععا وأفصععح عنهععا ‪ ،‬وهععي اختلف أصععحابه بعععده فععي أمععر‬

‫الخلفة ‪ ،‬وقد بین )ص( ما علیه ‪ ،‬من إرشاد أمته إلى الصراط المستقیم والطريععق القععويم ‪ ،‬بععأن‬

‫يستضیئوا بنور وصیه وابن عمه علي بن أبي طععالب )ع( ويتبعععوه ويأخععذوا جعانبه ‪ ،‬فععإن الحععق‬

‫معه ‪ ،‬وكان علي )ع( يخالف بیعة أبي بكر ويرفضها لنهععا باطلععة ‪ .‬فهععل يجععوز لمسععلم أن يععترك‬

‫هذه النصوص الجلیة ‪ ،‬والحاديث النبوية المروية عن طرقكم ‪ ،‬والمععذكورة فععي كتبكععم المعتععبرة‬

‫عندكم في شأن المام علي علیه السلم ‪ ،‬وأن الحق بجانبه وهو مع الحععق متلزمععان ل يفترقععان‬

‫ثم يتمسك بقول عمر بن الخطاب فیعتقد بخلفة أبي بكر ‪ ،‬مع العلم بأن علیععا علیععه السععلم أعلععن‬

‫بطلنها ‪ ،‬وهو علم الهدى والكمال ‪ ،‬والفععاروق ‪ ،‬بیععن الحععق والضععلل ‪ ،‬فلععذلك تبعععه بنععو هاشععم‬

‫وكثیر من الصحابة ‪ ،‬فأبوا أن يبايعوا لبي بكر ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬قال علماؤنا في هذا الحديث‪ :‬إنه کذب وذلك لن أحد رواته هو اسحاق بن بسر بن مقاتل‬

‫وهو کذاب يصنع الحديث فل يقبل حديثه ‪.‬‬

‫الی هذه اللحظة وانت تسمیه سلیمان البلخي الحنفي اما الن فأصبح ‪ :‬سلیمان القندوزي‬

‫الحنفي‪!!.‬‬

‫ألم يکن الرجلن شخص واحد ‪..‬؟ فلماذا أطلقت علیه هذا السم الجديد ‪..‬؟ نعم إنك إنما فعلت ذلك‬

‫حتی ل يمل الناس هذا السم لکثرة ذکرت له في کتابك‪ ،‬فمکرك واحتیالك ل ينطلي علی‬

‫أحد‪ !!!....‬ثم إنك کثیرًا ما تقول‪ :‬ابن طلحة الشافعي والکنجي الشافعي وسلیمان القندوزي او‬

‫سلیمان البلخي واحیانًا تقول‪ :‬سید کلن والزمخشري والعمويني وابن ابي الحديد ‪ ،‬وهؤلء‬

‫الذين ذکرتهم من الشیعة والمعتزلة وبعضهم من ألحد وأشرك فماذا تظننا أن نقبل منك ‪..‬؟ إنك‬
‫‪420‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ومشايخك واساتذتك الذين ذکرتهم في کتابك من المردودين المرذولین عندنا ‪ ،‬ولکن لبد من‬

‫ذکر شخص له من الهمیة والمکانة عندکم ما لهؤلء النکرات الذين ذکرتهم فهل عرفته ‪..‬؟ إنه‬

‫السید عبیدال الحسکاني ‪...‬؟!! نعم إن هذا الرجل ل يقل سوءًا‬

‫ولؤمًا من اولئك الذين ذکرتهم ويکفینا تنويهًا بعلو رتبته في عداء هذا الدين وأهله الطیاب‬

‫الخیار أن وزارة الثقافة اليرانیة ل تزال تنفق الموال تلو الموال علی طباعة کتابه ‪ ،‬ول يخفی‬

‫علی الجمیع ما تقوم به هذه الوزارة من انشطة مشبوهة لتشويه السلم ونشر کل ما يسوء الی‬

‫الصحابة وأئمتنا الکرام علیهم الرحمة والرضوان ‪ ،‬وبما أن هذا الرجل کان حنفیا ثم تشیع فل‬

‫يحتج بقوله ول نثق بصحة ما يدعیه ‪ ،‬کما ان المام الذهبي استدل بتشیع هذا الرجل من الحديث‬

‫الذي ذکره في کتابه حیث جاء فیه ‪ :‬إن الشمس لم تغرب حتی صلی علي صلة العصر ‪..‬؟!!‬

‫وکل من اعتقد صحة هذا الحديث فل شك في تشیعه ‪.!!!.....‬‬

‫وکذلك من الخدع التي تمیز بها هؤلء الشیعة عن غیرهم هو أن ينسبوا کتابًا ألفه أحد الشیعة‬

‫ل لحد علماء أهل السنة ‪ !.....‬ومثال ذلك کتاب )المامة والسیاسة(‬


‫ولکنه يحمل اسمًا ولقبًا مماث ً‬

‫لمؤلفه وکاتبه ابن قتیبة وبالطبع فمؤلف هذا الکتاب ابن قتیبه الشیعي ولیس السني کما يظن‬

‫البعض فهم ينسبون القول الی فلن ابن فلن فیظن السامع ان هذا هو المام المعروف عند أهل‬

‫السنة ‪...‬؟ ولهم کذلك طبري مثل امامنا فل يجب الغترار بذلك ‪ ،‬ولذلك فیجب علی کل مسلم‬

‫فطن أن يحذر مکرهم حتی ل يلتبس علیه الحق من الباطل ‪ ،‬ونحن نحمدال تعالی الذي أظهر لنا‬

‫عدواتهم وکیدهم حتی نحذرهم وصدق من قال ‪:‬‬

‫أهون العداء کیدًا أظهرهم لعداوته‬

‫‪421‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قال حثامة بن قیس‪:‬‬

‫وقّل ما يفجأ المکروه صاحبه – إذا رأی لوجوه الشر أسبابا‬

‫أما قولك‪ :‬إن علماء أهل السنة کلهم أيدوا القندوزي في قوله وقالوا بصوت واحد‪ » :‬إن علیًا مع‬

‫الحق والحق مع علي « فهذا من کذبك وبهتانك ‪ ،‬فعلماؤنا قد يذکروا حديثًا ضعیفًا وينقلوه في‬

‫کتبهم ولکننا ل نقبله أو نحتج به ‪ ،‬فلیس كل ما جاء في کتبنا صحیح ل يدانیه الشك ‪ ،‬ولکن‬

‫الثم والعجب في قبوله والحتجاج به وهم رحمهم ال بشرًا يخطأؤون ‪ ،‬وقد يذكرون الحديث‬

‫لکي يراه العالم وطالب العلم فیحذره بعد أن يرجع الى الحديث وسنده ويعرف علته وضعفه ‪!....‬‬

‫فل بد من فهم طريقة العلماء والسباب التي دعت الى ايرادهم هذا الحديث أو ذاك ‪.‬‬

‫فلیس من حقك اذا وجدت حديثًا يوافق مذهبك في علي رضي ال عنه تنقله مباشرة في کتابك ثم‬

‫تحتج به ‪ ،‬فإن ذلك حرام ل ينبغي لمسلم أن يفعله‪ ،‬والشیعة عندما ارادوا ترويج مذهبهم وضعوا‬

‫لذلك الکثیر من الحاديث ثم نسبوا ذلك الی رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬وقد وجدت هذه‬

‫الحاديث مکانًا لها بین کتب الحديث وللسف الشديد في بعض کتب السنة ‪ ،‬ولکن ول الحمد‬

‫وله الفضل والمنة فإن لهذا الدين رجال نقحوا الکثیر والکثیر من الحاديث وبینوا صحیحها من‬

‫سقیمها وغربلوها بغربال الحق والقسطاس المستقیم أما أنت أياها المدعي الکذاب فقد دسست‬

‫رأسك في التراب فلم تعد تمیز بین الهالك والتالف والذهب البريز ‪.‬‬

‫الدعاء الثاني بعد المائة الثانیة وقوله ‪ ) :‬إنما تعجلوا في البیعة لبي بكر وذلك خوفا من ردة‬

‫الفعل للمخالفین لهم ‪( !!...‬‬

‫ثم اعلموا كذلك أن السبب الخر في تعجلهم لمر البیعة وذلك لعلمهم المسبق أن حضور‬
‫‪422‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المسلمین من كبار الصحابة الذين كانوا في جیش أسامة ‪ ،‬وحضور الخرين منهم الذين كانوا‬

‫في المدينة وخاصة بنو هاشم ومشاركتهم في الشورى سوف يكون ذلك من السباب الكبیرة‬

‫لرجحان كفة علي على باقي الصحابة ‪ ،‬وهذا من المور المؤكدة والواضحة والمسلم بها ‪.‬‬

‫نعم إن مجرد وجود اسم علي والعباس في قائمة المرشحین للخلفة كان كفیل بالطاحة بكل‬

‫مؤامرة ومتآمر وإخراجه من الحلبة السیاسیة ‪.‬‬

‫نعم ‪ ،‬إن ابا بكر وأتباعه وجدوها فرصة فانتهزوها لصالحهم حیث كان علي وبنو هاشم قد‬

‫شغلوا بتغسیل النبي صلى ال علیه وسلم وتكفینه ‪ ،‬فتعجل الطامعون والمتآمرون بالبیعة ‪،‬‬

‫واستطاع شخصان مثل عمر وأبو عبیدة أن يرشحا شخصا لخلفة المسلمین ثم يسمون ذلك‬

‫إجماعا ‪ !!..........‬وا عجبا ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أوًل‪ :‬ذکرت بنفسك آنفًا ان ابابکر لم يکن رضي ال عنه مطلعًا علی المر وأن الذي جاءه‬

‫وأخبره بذلك هو عمر رضي ال عنه حیث قال له ‪ :‬ما الذي يجلسك هنا ‪...‬؟ ثم أخبره بحقیقة‬

‫المر وما فیه المسلمون من فوضی وارتباك ‪...‬؟ إذا لم يکن ابوبکر رضي ال عنه قد قام‬

‫بمؤامرة کما تدعي ذلك ولم يکن لديه علم مجرد علم بکل ما حدث من ورائه ‪ ،‬ول عمر کذلك‬

‫کان يعرف ذلك وهذا علی حد اعترافك فنحن لم نتقول علیك ‪...‬؟!!‬

‫ثانیًا‪ :‬لم يدعي الشیعة أن علیًا هو الخلیفة بعد رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪..‬؟ الم يکن هو‬

‫وصیه وخلیفته من بعده ‪..‬؟ حسنًا ‪ ،‬فلماذا تکاسل وتباطأ رضي ال عنه في إخماد هذه الثورة‬

‫والمؤامرة التي کانت تحاك ضد المسلمین ومصیرهم ومستقبلهم ‪...‬؟ هل کان رضي ال عنه‬

‫عاجزا عن تکلیف بعض المسلمین لیقوموا بتجهیز رسول ال صلی ال علیه وسلم وتغسیله‬

‫وتکفینه ودفنه ‪..‬؟ لماذا لم يفعل ذلك لکي يتفرغ رضي ال عنه للمر المهم والهم أل وهو‬

‫‪423‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫تدبیر شؤون المسلمین وتوجیههم بدل هذه الفوضی وذلك السعار ‪...‬؟!!! هل هذا هو إمامکم‬

‫الذي يعلم الغیب والشهادة ‪....‬؟!! ألم يکن والحال هذه عمر أحسن واعظم أثرًا في السلم من‬

‫علي وهو رضي ال عنه أطلعه علی حقیقة الحال فجمع ال به شمل المسلمین‬

‫واسرع لنجدتهم رضي ال عنه وأرضاه ‪...‬؟ ولکني أقولها لك‪:‬‬

‫شر أهل ملبسون ثیابه ‪ -‬علیهم سرابیل له و براقع‬


‫و لل ّ‬

‫ف الصابُع‬
‫وللشر أهل تشیر الیهم – علی کل حاٍل بالک ّ‬

‫الدعاء الثالث بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬قول عمر بن الخطاب بأن النبوة والحكم ل تجتمعان‬
‫في‬

‫س‬ ‫َ‬
‫ن الّنا َ‬ ‫دو َ‬ ‫س ُ‬‫ح ُ‬ ‫م يَ ْ‬
‫أهل بیت واحد ‪ ،‬فبطلنه وزيفه واضح ‪ ،‬بدلیل قوله تعالى ‪ ) :‬أ ْ‬
‫م ال ْك َِتا َ‬
‫ب‬ ‫هي َ‬‫ل ِإبَرا ِ‬ ‫قدْ آت َي َْنا آ َ‬‫ف َ‬‫ه َ‬ ‫ضل ِ ِ‬
‫ف ْ‬‫من َ‬ ‫ه ِ‬‫م الل ّ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ما آَتا ُ‬‫عَلى َ‬ ‫َ‬
‫ظيما ً ( ‪.‬‬ ‫ع ِ‬‫مْلكا ً َ‬‫هم ُ‬ ‫وآت َي َْنا ُ‬
‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫َ‬
‫فالكلم إن كان ينسب إلى عمر فهو دلیل على عدم إحاطته باليات القرآنیة ومفاهیمها !‬

‫وان كان عمر يرويه عن رسول ال )ص( فهو حديث مجعول ‪ ،‬لنه مخالف لكتاب ال الحكیم‬

‫وحتى عمر بن الخطاب لم يكن موقنا بنجاح المؤامرة ‪ ،‬وأن الخلیفة الذي سینصبه هو ويبادر‬

‫إلى بیعته ‪ ،‬سیصبح حاكما متمكنا ‪ ،‬فلذلك كان يقول ‪ :‬إن بیعة‬

‫أبي بكر كانت فلتة وقى ال شرها ‪ ،‬فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬عجبًا لهذا المدعي الهدان فأن کل ما نقله من الکذب علی رسول ال صلی ال علیه وسلم‬

‫فإنما ينقله عن بذر السوء المسمی سلیمان البلخي هذا ‪ ،‬والذي اضطر معه المؤلف الی ان يغیر‬

‫اسمه الی القندوزي ‪...‬؟! أو إنه ينقل هذا الکذب عن ابن ابي الحديد ولکنه في الوقت نفسه ل‬
‫‪424‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يذکر لنا في أي موضع من کتابه ذکر هذا الحديث » عن عمر أن رسول ال صلی ال علیه وسلم‬

‫قال » النبوة والخلفة ل تجتمعان في اسرة واحدة « ‪...‬؟!!‪ .‬کلما کذب علینا کذبه کتبها ثم سمی‬

‫هذه الکاذيب المجموعة ) لیالي بیشاور ( لشك إن هذا الکتاب لم يؤلف في وضح النهار ‪!.....‬‬

‫مما ل نشك فیه إنما ألفه الشیرازي هذا في ظلم اللیل ‪.‬‬

‫الدعاء الرابع بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬لا يستوجب علینا احترام كل صحابي كما ل نراهم أهل‬

‫لذاك ‪!!......‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أنتم يا معشر الشیعة قدستم واحترمتم حتی التراب في کربلء وکذلك جعلتم من تلك العمامة‬

‫التي ل يعرف لها أصل عمامة لرسول ال صلی ال علیه وسلم فدقستموها وأحترمتموها ‪ ،‬بل‬

‫حتی حجر الرخام الذي جلبتموه من ايطالیا أصبح مقدسًا يطاف به ويزار ويتبرك به ‪ ،‬لنه وضع‬

‫عی قبر إمامکم الثامن ‪..‬؟!! أما الذين قدموا النفس والمال والوالد والولد وکل ما يملکون خدمة‬

‫لهذا الدين وحبًا لرسول رب العالمین فهاجروا من بلدهم وترکوا کل شيء استجابه ل ورسوله‬

‫وطاعة لهما ‪ ،‬فهؤلء الصحابة الذي آووا ونصروا وجعلوا من صدورهم دروعًا تصد عن هذا‬

‫الدين سهام الحاقدين والمنافقین ‪.‬‬

‫ل للحترام والکبار‬
‫اقول ‪ :‬إن هؤلء بکل ما قدموه وبذلوه من نفس ومال لم يکونوا يومًا مح ً‬

‫والجلل ‪ ...‬؟!!!!‬

‫وصدق حسان بن ثابت رضي ال عنه حیث قال ‪:‬‬

‫فإنك ندمان المسئ وصاحُبُه‪.‬‬ ‫فإن لم تکن انت المسيء بعینه‬

‫‪425‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الخامس بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬عدد قلیل هم من بايعوا أبا بكر ورضوا به ‪.‬‬

‫أول ‪ :‬نحن لم نقل إن آراء الصحابة وأقوالهم غیر قابلة للخذ والعتبار ‪ ،‬أو أنها ل تستحق‬

‫التقدير والحترام ‪ !!....‬لكن الفرق بیننا وبینكم هو أنكم إذا بلغكم القول أو الحديث عن أحد‬

‫الصحابة قبلتموه وسلمتم بصحته ‪ ،‬حتى لو كان هذا الصحابي من المنافقین معلومي النفاق ‪ ،‬أو‬

‫أن يكون هذا الناقل للحديث مثل ابي هريرة الذي ضربه عمر بالسوط واعتبره أحد الكذبة في‬

‫حديث الرسول صلى ال علیه وسلم ‪!!....‬‬

‫ثانیا ‪ :‬لقد أثبتنا لكم بالدلة الكثیرة المقنعة أنه لم يكن هناك إجماع يعتد به أو يعول علیه في‬

‫اجتماع السقیفة حتى يكون ابو بكر هو الخلیفة الشرعي للمة بإجماع اللمة ومشورتهم ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أطالب جمیع الحاضرين في هذا المجلس أن يقضوا بالحق ‪ ،‬كما أني على استعداد لسماع‬

‫الدلة التي تدعونها في وقوع الجماع على خلفة أبي بكر ‪.‬‬

‫نعم لو استطعتم أن تثبتوا لنا بالدلة المقنعة أن المة قد اجمعت على خلفة ابي بكر ‪ ،‬أو على‬

‫القل أن العقلء من هذه المة فقط قد قالوا بتلك الخلفة وصحتها فإنا حینئذ سنسلم بذلك‬

‫ونقبله‪ !!..‬أما إذا ثبت أن المر على خلف ذلك ‪ ،‬وأن أبا بكر لم يبايعه إل رجلن هما ‪ :‬عمر‬

‫وأبوعبیدة وعدد ضئیل من قبیلة الوس التي كانت تعرف بعداوتها الشديدة القبیلة الخزرج‬

‫فعندها فقط علیكم أن تتیقنوا أننا على الحق ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬صدق الذي قال ‪ :‬من الحال مجادلة ذوي المحال ‪ ،‬فقولك هذا کذب بّین ‪ ،‬وإن عمر رضي‬

‫ال عنه لم يکن يری أباهريرة من الکاذبین ‪ ،‬وال لماذا روی عنه وأخرج أحاديثه أئمة الحديث‬

‫‪426‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫مثل البخاري ومسلم وجمیع من نعلم من أئمة هذا الشأن ‪....‬؟!! ألم يکن أئمة الحديث يعتبرون‬

‫عمر من الصحابة الجلء العدول ويتلقون ما يأتي عنه بالرضا والقبول ‪..‬؟ ل تستطیع بطبیعة‬

‫الحال أن تنکر من ذلك شیئًا‪ ،‬فعلم بذلك کذبك وبهتانك ‪ ،‬فأبوهريرة رضي ال عنه لم يکن يومًا‬

‫کما وصفته کاذبا ‪ ،‬ولم يکن عمر يعتبره کذلك‪ .‬ولکنك أنت الکذاب الذي لم يشقی أحد کشقائك‬

‫وخذلنك حیث اتبعت هواك وحاربت أولیاء ال تعالی ولم تعلم أن البغي يصرع صاحبه ‪..‬؟!!‬

‫ثم يقول‪ ) :‬إن العتراض هنا هو ‪ :‬كیف يتسنى لثلثة نفر من الصحابة أن يقودوا أمة بأكملها‬

‫ويتحكموا في مصیرها بعد أن يحكموا قبضتهم على رقاب الناس ويخضعوهم بالقسر والجبر‬

‫والضرب والحديد والنار وغیرها من السالیب التعسفیة في سبیل تحقیق الهداف المتوخاة من‬

‫وراء تلك الخطة المرسومة التي أبرموها وحاكوا خیوطها بدهائهم وتآمرهم ‪ ،‬نعم السؤال هو ‪:‬‬

‫هل يمكن أن يتحقق ذلك ‪..‬؟ الجواب قطعا سیكون بالنفي ‪. ( !!...‬‬

‫قلت‪ :‬علی القاريء الکريم أن يتأمل جیدًا جواب أهل السنة ‪ ،‬أولئك السنة الذين ل نعرف لهم‬

‫حقیقة أو مصداقیة ال في ذهن المؤلف المؤقر ‪.‬‬

‫قال السني ‪ ) :‬الشیخ عبد السلم ‪ :‬إن الكلم والنقاش حول هذا الموضوع ل يزيد المسلمین إل‬

‫افتراقا ‪ ،‬وابتعادا لذلك نقول ‪ :‬كیفما كان المر فنحن ما كّنا في ذلك الیوم ‪ ،‬وما حضرنا السقیفة‬

‫حتى نلمس المر ونتحسس الحداث ‪ ،‬فنجد أنفسنا الیوم أمام أمر واقع ‪ ،‬وقد حصل علیه‬

‫الجماع تدريجیا ‪ ،‬فل يجوز لنا أن نخالفه ‪ ،‬بل يجب على كل مسلم أن يخضع له ويستسلم للمر‬

‫الواقع (‬

‫‪427‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬إن هذا ل ينبغي أن يکون جوابًا لرجل من أهل السنة ‪ !!...‬واذا أردت الجواب کما ينبغي أن‬

‫يکون فعلیك أن تسمتع الی ما سأقوله ‪:‬‬

‫قلت في جوابك ‪ :‬إن الذي أجمعوا علی ذلك لم يکونوا سوى ثلثة نفر ‪ ،‬فأين کان عنهم اسامة‬

‫وجیشه ؟ هل کانوا يحملون باقات الزهار بدل السیوف‪....‬؟ کیف يسکت هذا القائد علی خیانة‬

‫هؤلء الثلثة ول يؤدي واجبه کما ينبغي ‪...‬؟ لماذا لم يمنعهم عن بغیهم ويعرفهم موضعهم‬

‫المناسب لهم ‪...‬؟ إنك کذاب في کل ما تدعیه‬

‫وتقوله فلماذا تحاول جاهدًا أن تقنعنا بصدقك ‪..‬؟ ثم يروي لنا المؤلف حديثًا مکذوبا يقول فیه »‬

‫ل ‪ :‬لماذا تطلق علی ابي عبیدة هذه‬


‫إن ابا عبیدة کان حفارًا للقبور« فیتسائل السني قائ ً‬

‫الصفة ‪..‬؟ فیجیب‪ :‬جاء في ) البدابة والنهاية ( ان أبا عبیدة کانت مهنته حفر القبور لهل مکة ‪،‬‬

‫وعندما توفي النبي صلی ال علیه وسلم أرسل العباس خلف أبا عبیدة کما أرسل آخر خلف أبي‬

‫طلحة والذي کان هو الخر يعمل حفارًا للقبور لهل المدينة ‪...‬؟ حتی يحفروا قبر الرسول صلی‬

‫ال علیه وسلم؟!!!‪.‬‬

‫قلت‪ :‬إن سیدنا علي رضي ال عنه قام بتغسیل النبي صلی ال علیه وسلم وتجهیزه ولکن لم‬

‫ي رضي ال عنه غسال الموتی مثل‬


‫يعرف أو يسمع أن أهل السنة أطلقوا هذه التسمیة علیه فسم ّ‬

‫‪..‬؟!!! نعم إنها من اشرف المهن التي يستحق أن يفتخر المسلم بها وهو قد يغسل خاتم النبیاء‬

‫واشرف المرسلین علیه أفضل الصلة والسلم ‪.‬‬

‫ثانیًا‪ :‬لم يکن ذلك العمل من العیوب التي يذم علیها فاعلها لنهم آنذاك لم يکن يأخذوا الجرة‬

‫علی عملهم هذا ‪ ،‬فهو عمل شريف ل يذم علیه فاعله إن کان في ذلك خدمة المسلمین‬

‫ومشارکتهم في سراءهم وضراءهم‪.‬‬

‫‪428‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل لطلب الرزق الحلل أفضل من‬


‫ثالثًا‪ :‬الم يکن العمل في حفر القبور واتخاذها مهنته وعم ً‬

‫الکسل والتواکل علی الخرين ‪..‬؟‬

‫رابعًا‪ :‬إنك بوصفك هذا وذمك لصحاب النبي صلی ال علیه وسلم حیث تسمیهم بحضاري القبور‬

‫انما تذم بذلك نبینا ورسولنا صلی ال علیه وسلم حین غمزته في أصحابه ‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬أل تأسف وتستحي علی نفسك حینما أدعیت أن مجرد حفار قبور استطاع أن يهزم علیًا‬

‫أسد ال وأسد رسوله ‪..‬؟ مجرد حّفار استطاع أن ينزع الخلفة من يده لیعطیها لرجل آخر ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء السادس بعد المائة الثانیة وقوله‪ :‬أما قرأتم في كتععب التاريععخ والحععديث أن علیععا علیععه‬

‫السلم وبني هاشم وكثیرا من كبار الصحابة ‪ ،‬ما بايعوا إل بعد ستة اشهر بالتهديد والجبر ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬مرة أخری يأتینا بآبدة من أوابده لیدعي هذه المرة أن بیعة علي لبي بکر كانت علی‬

‫الفور دون تراخي أو تأجیل ‪ ،‬ثم ينقض قوله هذا لیقول بعد قلیل ‪ :‬ل بل کانت البیعة بعد ستة‬

‫أشهر من ذلك الجماع الباطل ‪ !!...‬إننا من هذا التناقض العجیب نستطیع أن نستنتج أن کل ما‬

‫قاله هذا الرجل کذب في کذب بدءًا من قوله أنهم کسروا ضلع فاطمة رضي ال عنها وانتهاءًا‬

‫بقولهم وادعاءهم إنهم ذهبوا بعلي وأجبروه علی البیعة ثم قتلهم لبنه رضي ال عنه ‪...‬؟!!‬

‫إنك ايها الجاهل المتناقض عندما أعرضت عن الحذر والحتراس وبنیت قولك علی غیر أساس‬

‫أظهرت بذلك عجزك وأشهدت علی جهلك الجن والنس فصرت في يومك في نحس ومن غدك‬

‫في لبس ‪.‬‬

‫‪429‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء السابع بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬وذكر ابن قتیبة في المامة والسیاسة تحت عنوان "‬

‫كیف كانت بیعة علي بن أبي طالب كرم ال وجهه " قال ‪ :‬وإن أبا بكر )رض( تفقد قوما تخلفوا‬

‫عن بیعته عند علي كرم ال وجهه ‪ ،‬فبعث إلیهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي ‪ ،‬فأبوا أن‬

‫يخرجوا ‪ ،‬فدعا بالحطب وقال ‪ :‬والذي نفس عمر بیده لتخرجن أو لحرقنها على من فیها ! فقیل‬

‫له ‪ :‬يا أبا حفص !إنفیها فاطمة ! فقال‪ :‬وإن ‪....‬‬

‫وبعد عدة أسطر يقول ‪ :‬فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم ‪ ،‬نادت بأعلى صوتها ‪ :‬يا أبت يا‬

‫رسول ال ! ما ذل لقینا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ! فلما سمع القوم صوتها وبكاءها‬

‫انصرفوا باكین ‪ ،‬وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا علیا فمضوا به إلى أبي بكر ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬بايع ‪.‬‬

‫فقال ‪ :‬إن لم أبايع فمه ؟! قالوا ‪ :‬إذا وال الذي ل إله إل هو نضرب عنقك ! قال ‪ :‬إذن تقتلون‬

‫عبد ال وأخا رسوله ‪ .‬قال عمر ‪ :‬أما عبد ال فنعم ‪ ،‬وأما أخو رسوله فل ‪ .‬وأبو بكر ساكت ل‬

‫يتكلم ‪ ،‬فقال له عمر ‪ :‬أل تأمر فیه بأمرك ؟! فقال ‪ :‬ل أكرهه على شيء ما دامت فاطمة إلى‬

‫جنبه ‪ .‬فلحق علي بقبر رسول ال )ص( يصیح ويبكي وينادي ) قال ابن أم إن القوم‬

‫استضعفوني ثم كادوا يقتلونني(‪.‬‬

‫بعدما سمعت هذا الخبر ‪ ،‬إعلم بأن كلمك كذب وزور وافتراء علینا ‪ ،‬لنك تعلم بأن هذا الخبر‬

‫لیست من أساطیر جهلة الشیعة وعوامهم ‪ ،‬بل مما نقله كثیر من أعلمكم وعلمائكم في كتبهم‬

‫المعتبرة لديكم ‪.‬‬

‫واعلم أن مسؤولیتكم ع أنتم العلماء ع خطیرة تجاه الجهلة والعوام ‪ ،‬لنهم يأخذون منكم وينقلون‬

‫عنكم ‪،‬وقد قیل ‪ :‬إذا فسد العاِلم فسد العاَلم ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬مقصودنا من أساطیر الشیعة ‪ ،‬هي الخبار الكاذبة التي وضعوها ‪ ،‬مثل هجوم القوم‬
‫‪430‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫على بیت فاطمة الزهراء ‪ ،‬وحرق الباب ‪ ،‬وضربها حتى سقط جنینها وأن علیا أخرجوه من‬

‫الدار قهرا ‪ ،‬وأخذوا منه البیعة جبرا ‪ ،‬وأمثال هذه الخبار المجعولة التي تتناقلها الشیعة في‬

‫مجالسها بلوعة وحنین وحرقة الواله الحزين ‪ .‬قلت ‪ :‬إما أن معلوماتكم التاريخیة ومطالعاتكم‬

‫لهذه القضايا ضعیفة ‪ ،‬وإما تعرفون وتحرفون ! ثم تبعا لسلفكم ‪ ،‬تتهمون الشیعة المظلومین‬

‫بوضع الخبار وجعل الحديث ‪ ،‬وأتباعكم الغافلون يصدقونكم فیحسبون الشیعة كذلك ‪ ،‬بینما هذه‬

‫الخبار التي تنكرها وتقول إنها أساطیر الشیعة كلها مذكورة في كتبكم ‪ ،‬ومنقولة من طرقكم‬

‫ورجالكم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫إقرؤوا معي هذه المهزلة فهو يسأل السني ثم يجیب‪ :‬السني ‪ :‬هل لك أن تبین لنا متی قال‬

‫علماؤنا ذلك أنهم أخرجوا علیا من بیته عنوة وجبرًا وأنهم احرقوا بیته وفعلوا به کل تلك‬

‫الفاعیل السیئة التي ما فتئتم تذکرونها في مجالسکم وتعلنونها هنا وهناك بکل تأثر وحزن‬

‫عمیق حتى أبكیتم علیكم الطفل الرضیع کیف ل ؟ وهم قد آذوا فاطمة بنت رسول ال وأسقطوا‬

‫جنینها من بطنها ‪...‬؟‬

‫فأجاب المدعي ‪ :‬سادتي المحترمون ‪ :‬إنکم أمام واحدة من اثنتین فإما أنکم تشهدون علی‬

‫أنفسکم بقلة القراءة والمطالعة وإما إنکم تريدون بذلك أن تتبعوا اسلفکم وساداتکم کما هي‬

‫عادتکم فتظلموا الشیعة وتتهموها بالکذب والفتراء والجهل وبذلك تبرئوا انفسکم من کل تهمة‬

‫وجنحة ‪...‬؟!!!‬

‫قلت‪ :‬ماذا تقول انت أيها السید ‪....‬؟ إن کان علي بايع بعد ستة أشهر فلیزم من ذلك أنه بايع بعد‬

‫ي بعد أن‬
‫وفاة فاطمة ‪ !!...‬ثم انت تقول‪ :‬إنهم بعد وفاة النبي صلی ال علیه وسلم ذهبوا بعل ّ‬
‫‪431‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قیدوه وربطوه ثم اجبروة علی البیعة بعد يوم واحد فقط ‪...‬؟!! فقل لنا الن ‪...‬؟ أي القولین‬

‫نصدق ‪...‬؟ الول أم الثاني ‪...‬؟ وضح موقفك ‪....‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الثامن بعد المائة الثانیة وقععوله ‪ :‬وسععأنقل بعضععها ‪ ،‬حسععب اقتضععاء الععوقت والمجلععس‬

‫حتى يعرف الحاضرون المنصععفون ‪ ،‬صععدق كلمععي ‪ ،‬ويتععبین لهعم ‪ ،‬أنعك حعائف ‪ ،‬وكلمععك زائف‬

‫ومقالك جائف ‪.‬‬

‫وثائق تاريخیة‬

‫والمؤرخععون إلععى هععذه الحععوادث اللیمععة فععي الخبعار ‪ ،‬وبعضععهم صععرحوا وشععرحوها بالتفصععیل‬

‫وبعضهم باختصار ‪ ،‬بحیث لم يبق لحد مجال للنكار ‪ ،‬وإلیكم بعض الوثائق التاريخیة التي تكون‬

‫عندكم محل الوثوق والعتبار ‪:‬‬

‫‪279‬‬ ‫‪ -1‬أحمد بن يحیى البغدادي ‪ ،‬المعروف بالبلذري ‪ ،‬وهععو مععن كبععار محععدثیكم المتععوفي سععنة‬

‫روى في كتابه أنساب الشراف ‪ ، 1/586‬عن سلیمان التیمي ‪ ،‬وعن ابن عون ‪ :‬أن أبا بكععر أرسععل‬

‫إلى علي علیه السلم ‪ ،‬يريد البیعة ‪ ،‬فلم يبايع ‪.‬‬

‫فجاء عمر ومعه فتیلة ع أي شعلة نار ع فتلقته فاطمة على الباب ‪ ،‬فقالت فاطمة ‪ :‬يا بن الخطاب !‬

‫أتراك محرقا علي بابي ؟! قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬وذلك أقوى فیما جاء به أبوك! ‪ -2‬روى ابن خذابه في‬

‫كتابه " الغدر" عن زيد بن أسلم قال ‪ :‬كنت من حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حین امتنع‬

‫علي واصحابه من البیعة ‪ ،‬فقال عمر لفاطمة ‪ :‬اخرجي كل من في البیت أو لحرقنه ومن فیه !‬

‫‪432‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قال ‪ :‬وكان في البیت علي وفاطمة والحسن والحسین وجماعة من أصحاب النبي )ص( فقالت‬

‫ن !!‬
‫ن ولیبايع ّ‬
‫فاطمة ‪ :‬أفتحرق علي ولدي !! فقال عمر ‪ :‬إي وال ‪ ،‬أو لیخرج ّ‬

‫‪3‬ع ابن عبد ربه في العقد الفريد ‪ 205 /2‬ط المطبعة الزهرية ‪ ،‬سنة ‪1321‬هجرية ‪ ،‬قال ‪ :‬الذين‬

‫تخلفوا عن بیعة أبي بكر ‪ ،‬علي ‪ ،‬والعباس ‪ ،‬والزبیر ‪ ،‬وسعد بن عبادة‬

‫فأما علي والعباس والزبیر فقعدوا في بیت فاطمة حتى بعث إلیهم أبو بكر ‪ ،‬عمر بن الخطاب‬

‫لیخرجهم من بیت فاطمة ‪ ،‬وقال له ‪ :‬إن أبوا فقاتلهم !‬

‫فأقبل بقبس من نار على أن يضرم علیهم الدار ‪ ،‬فلقیته فاطمة ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا بن الخطاب ‪ :‬أجئت‬

‫لتحرق دارنا ؟!‬

‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬أو تدخلوا في ما دخلت فیه المة !!‬

‫‪4‬ع محمد بن جرير الطبري في تاريخه ‪ 3/203‬وما بعدها ‪ ،‬قال ‪ :‬دعا عمر بالحطب والنار وقال‪:‬‬

‫لتخرجن إلى البیعة أو لحرقنها على من فیها ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬إن فیها فاطمة ! قال ‪ :‬وإن !!‬

‫‪5‬ع ابن الحديد في شرح نهج البلغة ‪ 2/56‬روى عن أبي بكر الجوهري ‪ ،‬فقال ‪ :‬قال أبو بكر ‪:‬‬

‫وقد روي في رواية أخرى أن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بیت فاطمة علیها السلم‬

‫والمقداد بن السود أيضا ‪ ،‬وأنهم اجتمعوا على أن يبايعوا علیا علیه السلم ‪ ،‬فأتاهم عمر‬

‫لیحرق علیهم البیت ‪ ،‬وخرجت فاطمة تبكي وتصیح ‪ ..‬إلى آخره ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪433‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وال ان ابن ابي الحديد لم يکن يومًا ول يکون مؤرخًا ‪ ،‬فما بالك وأنت تريد أن تجعله مؤرخنا‬

‫خاصة ‪...‬؟ وکذلك الطبري طبريکم أنتم کما ذکرت ذلك سابقًا فإن هناك طبريان ‪...‬؟!! إضافة الی‬

‫ي ان‬
‫ذلك فإنك تدعي مرة انهم لم يکونوا سوی ثلثة ؟ ثلثة فقط ‪...‬؟!! ومع ذلك فلم يستطع عل ّ‬

‫ل حفارًا للقبور تمکن من التغلب‬


‫يواجههم ويسترد حقه المغتصب منهم‪ ،‬وانت تعني بذلك أن رج ً‬

‫علی علي والحاق الهزيمة به ‪ ،‬ثم انك قلت‪ :‬إنهم لم يبايعوا ال بعد ستة أشهر ‪ ،‬ثم تدعي وتقول‪:‬‬

‫بل کان ذلك في الیوم الول ‪...‬؟!!!‬

‫يقول المدعي ‪ :‬روی ابن خذابة في کتاب )الغدر( عن زيد بن اسلم ‪.....‬‬

‫قلت ‪ :‬من هو ابن خذابه هذا ‪ ...‬؟ ل أظن أن احدًا يعرفه أو سمع بكتابه هذا ‪!!...‬‬

‫ل ثم رد علیها کلها وأبطلها في الصفحة‬


‫والخلصة فإن المؤلف قد حشی کتابة باثني عشر دلی ً‬

‫التي تلیها حیث قال ‪ :‬ان علیًا بايع ابابکر بعد ستة أشهر ‪ ...‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء التاسع بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬أخذت البیعة من علي عنوة ‪.‬‬

‫أستحلفكم بال أن تنصفوا ‪ :‬هل المقصود بالجماع أن يجبر أصحاب النبي صلى ال علیه وسلم‬

‫على البیعة تحت سیاط التهديد بالضرب والقتل والهانة والزجر ثم القدام على حرق البیت على‬

‫رؤوس ساكنیه ‪..‬؟؟!! هل هذا هو مفهوم الجماع الذي تتبجحون به ‪..‬؟‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬ل ندري هل نصدق اکاذيبك هذِه أم نصدق تلك القاويل التي ذکرها صاحب أصول‬

‫الکافي‪...‬؟!! يقول صاحب الصول ‪ :‬لقد زوج علي ابنته من عمر ‪ !!!..‬والن ارجعوا الی‬

‫‪434‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ي ‪....‬؟ وبأي صورة أظهرتموه أمام المل ‪ ...‬؟ الم يکن هو‬
‫انفسکم وانظروا ماذا جعلتم من عل ّ‬

‫أسدال ‪ ...‬؟‬

‫ل أن اكون كفأرة خائفة ‪ ،‬فلو أن أحدًا من الناس أراد أن يهین‬


‫انا العبد المسکین لن ارضى مث ً‬

‫زوجتي ويعتدي علیها بالضرب ثم يسقط حینها ‪ ،‬وکل ذلك يحدث أمام عیني ‪ ،‬فما تظنون إني‬

‫فاعل ‪...‬؟ هل اسکت واحتسب وأصبر ‪..‬؟!! من المحال أن اقف مکتوف اليدي وانا أشاهد کل‬

‫ذلك يحدث امام عیني وناظري ‪ ،‬أما علي فقد جعل من نفسه مستشارًا لعمر ‪ ،‬ثم زوجه ابنته‬

‫وهي في السابعة عشر من العمر تلك البنت التي انجبتها فاطمة ‪ ...‬؟!!!‬

‫ماذا يدل کل ذلك ‪..‬؟ إنه يدل علی کذبکم الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار واما الن‬

‫فتعالوا لکشف لکم خدعة جديدة من خدعه وأکاذيبه ‪.‬‬

‫الدعاء العاشر بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬وقال ابن الحديد في صفحة ‪ 59‬و ‪ : 60‬فأما امتناع‬
‫علي‬

‫علیه السلم من البیعة حتى أخرج على الوجه الذي أخرج علیه ‪ .‬فقد ذكره المحدثون ورواه أهل‬

‫السیر ‪ ،‬وقد ذكرنا ما قاله الجوهري فیل هذا الباب وهو من رجال الحديث ومن الثقات المأمونین‬

‫وقد ذكر غیره من هذا النحو ما ل يحصى كثرة ‪ .‬بن قتیبة بن عمرو الباهلي ‪ ،‬المتوفى سنة ‪276‬‬

‫هجرية ‪ ،‬وهو من كبار علمائكم له كتب قیمة منها كتاب " المام ة والسیاسة" يروي في أوله‬

‫قضیة السقیفة بالتفصیل ‪ ،‬ذكر في صفحة ‪ 13‬قال ‪ :‬إن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بیعته عند‬

‫علي كرم ال وجهه فبعث إلیهم عمر ‪ ،‬فجاء فناداهم وهم في دار علي ‪ ،‬فأبوا أن يخرجوا ‪ ،‬فدعا‬

‫بالحطب وقال ‪ :‬والذي نفس عمر بیده لتخرجن أو لحرقنها على من فیها ‪ ،‬فقیل له ‪ :‬يا أبا‬

‫حفص ! إن فیها فاطمة ! فقال ‪ :‬وإن ! ‪ ....‬إلى آخره ‪ ،‬وحدثنا عمر بن شبة بسنده عن الشعبي‬

‫قال ‪ :‬سأل أبو بكر فقال ‪ :‬أين الزبیر ؟! فقیل عند علي وقد تقلد سیفه ‪.‬‬

‫‪435‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فقال ‪ :‬قم يا عمر ! قم يا خالد بن الولید ! انطلقا حتى تأتیاني بهما ‪.‬‬

‫فانطلقا ‪ ،‬فدخل عمر ‪ ،‬وقام خالد على باب البیت من خارج ‪ ،‬فقال عمر للزبیر ‪ :‬ما هذا السیف ؟!‬

‫فقال ‪ :‬نبايع علیا ‪.‬‬

‫فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره ‪ ،‬ثم أخذ بید الزبیر فأقامه ثم دفعه وقال ‪ :‬يا خالد ! دونكه‬

‫فأمسكه ‪.‬‬

‫ثم قال لعلي ‪ :‬قم فبايع لبي بكر !‬

‫فأبى أن يقوم ‪ ،‬فحمله ودفعه كما دفع الزبیر فأخرجه‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬نقل المؤلف عن الجوهري ‪ ،‬وهذا الخیر أنا شخصیًا ل أعرفه ‪..‬؟ ولکنه استدل بابن ابي‬

‫الحديد حیث انه قال عنه ‪ :‬انه عالم محدث ثقة ‪ !!!...‬لم يقل لنا المؤلف ان ابن ابي الحديد هذا‬

‫يحتاج الی من يزکیه لنه کان شیعیًا معتزلیا‪ ،‬فکیف يحق له بعد ذلك أن يصدر التزکیات‬

‫لغیره ‪...‬؟ ان فاقد الشيء ل يعطیه !!!‬

‫ثم يقول ‪ :‬إنهم حطموا سیف علي وکسروه حینما ضربوه بالجدار ‪ !!...‬وهل السیوف في ذلك‬

‫الزمان كانت تصنع من الخشب حتی تنکسر بهذه السهولة‪..‬؟ ثم کیف لهذا السیف أن ينکسر‬

‫بمجرد ضربه بالجدار الطیني ؟!! ألم تقل قبل عدة صفحات إن الثائرين لم يتجاوز عددهم علی‬

‫ثلثة نفر فکیف اذًا وجدوا لنفسهم کل الجمع الغفیر من التباع والنصار ‪..‬؟ ثم ألم تقل أنت‬

‫بنفسك ‪ :‬أن علیًا لم يبايع أبا بکر ال بعد ستة أشهر ‪..‬؟ أي بعد وفاة فاطمة بالتحديد !!! ومما‬

‫يجب کذلك أن تفهمة جیدًا هنا أن علیًا رضي ال عنه لم يکن آنذاك يملك منزًل مثل منزلك الفخم‬

‫بل کان منزله عبارة عن غرفة واحدة يعیش فیها مع اسرته ‪ .‬وبذلك يظهر کذلك ما كنت تدعیه‬

‫‪436‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫في جمهور الصحابه من المهاجرين والنصار أنهم دخلوا علی فاطمة منزلها ‪ -‬أي غرفتها ل‬

‫غیر‪ -‬فما کنت تظن في المنزل ؟ هل کان صرحًا مزخرفًا بالرخام ويقف علی جنباته الخدم‬

‫والحشم ‪..‬؟ المر علی خلف ماتظن أيها الحاذق بل وأغلب الظن إنه لم يكن لتلك الغرفة باب من‬

‫هذِه البواب التي نعهدها في هذا الزمان ‪ ،‬وإنما الغالب علی دور ذلك الزمان هو أنهم کانوا‬

‫يصنعون علی أبوابهم السجاف أو السجف وهو الستر وهذا هو الظن الغالب الذي نراه وهو ما‬

‫کان علی ابواب النبی صلی ال علیه وسلم وحجرات أزواجه ‪.‬‬

‫الدعاء الحادي عشر بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬الحافظ ‪ :‬هذه الخبار كلها تنبئ بأن عمر بن‬

‫الخطاب أمر بالحطب وجاء بالنار وهدد بإحراق البیت على من فیه ‪ ،‬لیفرق اجتماع المخالفین‬

‫لبیعة الخلیفة ‪ ،‬فأراد أن يرهبهم ويخوفهم ‪ ،‬ولكنكم زدتم أخبارا ل أصل ‪ ،‬فقلتم إنهم أحرقوا‬

‫الباب وعصروا فاطمة وضربوها حتى أسقطوا جنینها المسمى محسنا ‪.‬‬

‫هذه الخبار ‪ ،‬من أكاذيب الشیعة ول أصل لها أبدا ‪ ،‬وما أظن أحدا من المؤرخین ذكرها ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬أسأل ال تعالى أن يهديك إلى الحق ويكشف لك الحقیقة ‪ ،‬إنك نسبتنا إلى الكذب ‪ ،‬وافتريت‬

‫علینا جعل الخبار غیر مرة ‪ ،‬وفي كل ذلك اتضح للحاضرين زيف كلمك وبطلن رأيك ‪ ،‬وفي‬

‫هذه المرة أيضا ‪ ،‬أذكر مصادر هذه الخبار التي تنكرها ‪ ،‬من كتبكم المعتبرة ومصادركم‬

‫المشتهرة ‪ ،‬حتى يعرف الحاضرون صدقنا ‪ ،‬وتعترف أنت بأن الحق معنا ‪.‬‬

‫فاجعة سقط الجنین‬

‫‪1‬ع ذكر المسعودي صاحب تاريخ " مروج الذهب " المتوفي سنة ‪346‬هجرية ‪ ،‬وهو مؤرخ‬

‫مشهور ينقل عنه كل مؤرخ جاء بعده ‪ ،‬قال في كتابه " إثبات الوصیة " عند شرحه قضايا‬
‫‪437‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫السقیفة والخلفة ‪ :‬فهجموا علیه ] علي علیه السلم [ وأحرقوا بابه ‪ ،‬واستخرجوه كرها‬

‫وضغطوا سیدة النساء بالباب حتى أسقطت محسنا !!‬

‫نعم ‪ ،‬إن إسقاط جنین فاطمة علیها السلم وقتل ولدها " محسن" عند هجوم القوم لخذ البیعة‬

‫من المام علي علیه السلم ‪ ،‬أمر ثابت ‪ ،‬إل أن أكثر مؤرخیكم سكتوا عنه ولم ينقلوه ‪ ،‬لحبهم‬

‫للشیخین ‪ ،‬وسترا على سوء فعلهما وهتكهما لبیت الرسالة وحريم العترة ‪ ،‬ومع ذلك فقد جرت‬

‫أقلم بعضهم وسجلت ما حدث وجرى ‪ ،‬لن ال سبحانه يريد أن يتم الحجة علیكم وعلى كل‬

‫المسلمین ‪ ،‬ويريد أن يكشف الحقائق للجاهلین والغافلین ‪ ،‬فاستمعوا أيها الحاضرون !‬

‫‪2‬ع قال الصفدي في كتاب " الوافي بالوفیات ‪ " 6/76‬في حرف اللف ‪ ،‬عند ذكر إبراهیم بن سیار‬

‫ظام ‪ ،‬ونقل كلماته وعقائده ‪ ،‬يقول ‪ :‬إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البیعة حتى‬
‫المعروف بالن ّ‬

‫ألقت المحسن من بطنها !‬

‫ظام ‪ :‬إن عمر ضرب بطن‬


‫‪3‬ع ونقل أبو الفتح الشهرستاني في كتابه الملل والنحل ‪ : 1/57‬وقال الن ّ‬

‫فاطمة يوم البیعة حتى ألقت الجنین من بطنها ‪ .‬وكان يصیح ]عمر[ ‪ :‬احرقوا دارها بمن فیها !!‬

‫وما كان في الدار غیر علي وفاطمة والحسن والحسین ‪ .‬انتهى كلم الشهرستاني ‪.‬‬

‫‪4‬ع ابن أبي الحديد في شرح نهج البلغة ‪ 14/193‬ط‪ .‬دار احیاء الكتب العربیة ‪ ،‬بعدما ينقل خبر‬

‫هبار بن السود وترويعه زينب بنت رسول )ص( حتى أسقطت جنینها ‪ ،‬فأباح النبي )ص( دم‬

‫هبار لذلك قال ‪ :‬وهذا الخبر أيضا قرأته على النقیب أبي جعفر رحمه ال فقال ‪ :‬إذا كان رسول‬

‫ال )ص( ‪ ،‬أباح دم هبار بن السود لنه روع زينب فألقت ذا بطنها ‪ ،‬فظهر الحال أنه لو كان‬

‫حیا لباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها ‪ ...‬إلى آخره ‪.‬‬
‫‪438‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫هذه البعض المصادر التي ظفرنا بها في نقل الخبار التي تنكرونها وتتهمون الشیعة المؤمنین‬

‫بجعلها !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬قال المدعي هذا القول مدعیا أن هذا هو قول السني وهذا يعني أن السني کان يقر أن عمر‬

‫رضي ال عنه قد أحرق الباب علی من کان في الدار ‪...‬؟!! قلت ‪ :‬ل يوجد سني علی وجه‬

‫الرض يقر أو يرضی مثل هذا الباطل والهذيان الذي تسمیه أنت مناظرة ‪...‬؟!!‬

‫ثم جاء المؤلف بثلث حکايات يدعي أنه نقلها من کتب أهل السنة ومفاد هذِه الروايات ‪ :‬أن عمر‬

‫رضي ال عنه قام بضرب فاطمة وإيذائها ‪ !!!...‬اما الرواية الولی فقد نقلها عن المسعودي‬

‫والثاينة نقلها عن ابن ابي الحديد وثالثة الثافي عن صلح الدين بن المقدسي ‪....‬‬

‫قلت ‪ :‬أما الول والثاني فقد عرفنا تشیعهما أما الثالث فل يعرفه أحد ‪ ،‬وتجدر الشارة هنا الی أن‬

‫المؤلف عندما ذکر صلح الدين هذا فإنه قدمه الى السامعین مع كل آيات الکبار والجلل‬

‫والحترام وکأنه المام ابوحنیفة رحمه ال ؟!!‬

‫الدعاء الثاني عشر بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬الحافظ ‪ :‬ذكر العلمة المجلسععي وهععو واحععد مععن‬

‫أكبر علمائكم ومحدثیكم ‪ ،‬في كتابه " بحار النوار " راويا عن رسول ال )ص( أنععه قععال ‪ :‬حععب‬

‫علي حسنة ل تضر معها سیئة ‪ ،‬وروى عنه )ص( ‪ :‬معن بكععى علعى الحسعین وجبععت لععه الجنعة ‪.‬‬

‫هذه الخبار ونظائرها كثیرة في كتبكم ‪ ،‬وهي تسععبب فسععاد المععة وانتشععار الععذنوب والمعاصععي ‪.‬‬

‫لقد ذكر هذا الحديث كثیر من أعلمكم وأيدوه ‪ ،‬منهم ‪ :‬المام أحمد بن حنبل في مسنده والخطیععب‬

‫الخوارزمي في آخر الفصل السادس من كتابه " المناقب " والشیخ القندوزي الحنفي فععي البععاب‬

‫‪439‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪ 43‬من كتابه " ينابیع المودة " وأيضا في الباب ‪ 56‬نقله عن الديلمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حب علي حسنة ل‬

‫تضر معها سیئة ‪ ،‬حب علي براءة من النار ‪ ،‬حب علي يأكل الذنب كما يأكل النعار الحطعب ‪ ،‬حعب‬

‫علي براءة من النفاق ‪،‬وفي المناقب السبعین خرجه عن ابن عباس في الحديث رقم ‪ ، 33‬قععال ‪:‬‬

‫قال رسول ال )ص( ‪ :‬حب علي بن أبي طالب يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب ‪ ،‬وفي الحععديث‬

‫رقم ‪ ، 59‬عن معاذ بن جبل ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال )ص( ‪ :‬حب علي بن أبي طالب حسنة ل تضععر‬

‫معها سیئة ‪ ،‬وبغضه سیئة ل تنفع معها حسنة ‪ .‬رواهما صاحب " الفردوس " ‪ .‬ورواه المحععدث‬

‫والفقیه الشافعي المیر السید علي الهمداني في كتابه " مودة القربى " في المودة السادسعة ععن‬

‫ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب ‪ ،‬وعنه أيضا ‪ :‬حععب علععي بععراءة‬

‫من النار ‪ ،‬ورواه محععب الععدين الطععبري فععي " ذخععائر العقععبي " الحععديث رقععم ‪ 59‬مععن الحععاديث‬

‫السبعین الععتي رواهععا فععي فضععائل أهععل الععبیت )ع( ورواه محمععد بععن طلحععة فععي مطععالب السععؤول‬

‫والعلمة الكنجي والشافعي في كتاب " كفاية الطالب في مناقب مولنا علي بن أبي طالب " ‪ .‬ثععم‬

‫إن كان عقلكم وعلمكم ل يصل إلى معنى حل الحديث كهذا وأمثاله ‪ ،‬فأنصحكم أل تطعنعوا فیعه ول‬

‫سأ َُلوا‬ ‫تردوه ‪ ،‬بل يجب أن تسألوا عن حله ومعناه وتفسیره ممن هو أعلم ‪ ،‬قععال تعععالى ‪َ ) :‬‬
‫ف ْ‬

‫ن ( وطالما أن هذا الحععديث وأمثععاله ل يعععارض كتععاب‬ ‫عل َ ُ‬


‫مو َ‬ ‫ر ِإن ُ‬
‫كنُتم ل َ ت َ ْ‬ ‫ل الذّك ْ ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫ه َ‬

‫ال سبحانه فلیس لحد من المسلمین إنكاره ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬


‫‪440‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ب علي حسنة ل تضر معها سیئة وبغض علي سیئة ل تنفع‬


‫ذکر المؤلف هذا الحديث » إن ح ّ‬

‫معها حسنة « ثم حکم علیه بالصحة والقبول ‪ !!.‬وقال ‪ :‬ان هذا الحديث أخرجه أهل السنة في‬

‫کتبهم کما رواه المام أحمد في مسنده ‪.‬‬

‫ل أيها الکذاب وإياك والسترسال في الباطل والتقول‬


‫قلت ‪ :‬هذا من أعظم الکذب وأقبحه ‪ ،‬فمه ً‬

‫علی أهل العلم بما ل علم لك به ‪ ،‬فأين ومتى روی هذا الکذب المام أحمد رحمه ال في مسنده‪.‬؟‬

‫إنك ل تنقل في کتابك ال الکاذيب ثم تقول ‪ :‬ان هذا رواه احمد وغیره ‪ ،‬وقد علم کل منصف ان‬

‫المام أحمد لم يخرج هذا الحديث في کتابه ول أحد من أهل السنة نعلمه ‪ ،‬ثم يأتینا بحديث آخر‬

‫ب علي يأکل الذنوب کما تأکل النار الحطب « نعم ‪ ،‬ورد هذا الحديث في کتبنا ‪ ،‬ولکننا بینا‬
‫»ح ّ‬

‫کذبه وبطلنه وعدم صحته‪ ،‬فهو حديث باطل ليصح ‪.‬‬

‫فالسنة ل يرون صحته ول يعتقدون نعم ‪ ،‬إن الشیعة هم من يرى صحة مثل هذا الحديث والعمل‬

‫به لنه يبیح لهم ارتکاب کل الذنوب والمعاصي والموبقات ثم يقولون ‪ :‬ل يضر مع حب علي‬

‫ذنب ‪ ....‬أل ما أعظم كذب هؤلء القوم وأفكهم ‪..‬؟!!!‬

‫الدعاء الثالث عشر بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬الحافظ ‪ :‬أنا ل أوافق الذين يرمون الشیعة‬

‫بالكفر والشرك ‪ ،‬ولكني ل أسكت أيضا على بعض الخبار المروية في كتبكم ‪ ،‬والتي تنسبونها‬

‫إلى رسول ال )ص( وهي تفسح مجال العصیان للعباد ‪ ،‬فیعملون بالذنوب اتكال على تلك الخبار‬

‫والحاديث ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬رجاء ! بین تلك الخبار ‪ ،‬فربما نصل معكم إلى حل وتفاهم ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬ذكر العلمة المجلسي وهو واحد من أكبر علمائكم ومحدثیكم ‪ ،‬في كتابه " بحار النوار‬

‫" راويا عن رسول ال )ص( أنه قال ‪ :‬حب علي حسنة ل تضر معها سیئة ‪.‬‬

‫‪441‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وروى عنه )ص( ‪ :‬من بكى على الحسین وجبت له الجنة ‪.‬‬

‫هذه الخبار ونظائرها كثیرة في كتبكم ‪ ،‬وهي تسبب فساد المة وانتشار الذنوب والمعاصي ‪.‬‬

‫فیرد علیه قائل ‪ :‬فأقول ‪ :‬أما الخبر الذي ذكرته من " بحار النوار " لم تنفرد الشیعة بنقله ‪،‬‬

‫فإن علمائكم وأعلمكم نقلوه أيضا ونقلوا أمثاله في كتبهم المعتبرة ‪.‬‬

‫لقد ذكر هذا الحديث كثیر من أعلمكم وأيدوه ‪ ،‬منهم ‪ :‬المام أحمد بن حنبل في مسنده والخطیب‬

‫الخوارزمي في آخر الفصل السادس من كتابه " المناقب " والشیخ القندوزي الحنفي في الباب‬
‫‪43‬‬

‫من كتابه " ينابیع المودة " وأيضا في الباب ‪ 56‬نقله عن الديلمي ‪ ،‬قال ‪ :‬حب علي حسنة ل‬

‫تضر معها سیئة ‪ ،‬حب علي براءة من النار ‪ ،‬حب علي يأكل الذنب كما يأكل النار الحطب ‪ ،‬حب‬

‫علي براءة من النفاق ‪.‬‬

‫وفي المناقب السبعین أخرجه عن ابن عباس في الحديث رقم ‪ ، 33‬قال ‪ :‬قال رسول ال )ص( ‪:‬‬

‫حب علي بن أبي طالب يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب ‪ ،‬وفي الحديث رقم ‪ ، 59‬عن معاذ بن‬

‫جبل ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال )ص( ‪ :‬حب علي بن أبي طالب حسنة ل تضر معها سیئة ‪ ،‬وبغضه‬

‫سیئة ل تنفع معها حسنة …‪ .............‬الى أن يقول ‪ :‬وطالما أن هذا الحديث وأمثاله ل يعارض‬

‫كتاب ال سبحانه فلیس لحد من المسلمین إنكاره ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬كیف ل يعارض كتاب ال وهو سبب تجرؤ الناس على المعاصي !‬

‫قلت ‪ :‬ل تعجل حتى أبین لك كیف ل يعارض الكتاب الكريم ‪ ،‬فإن ال تعالى يقسم الذنوب في‬

‫القرآن إلى قسمین ‪ ،‬صغائر وكبائر ‪ ،‬وهو يعبر في بعض اليات عن الصغائر بالسیئة ‪ ،‬في حین‬

‫ه‬
‫عن ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫و َ‬
‫ه ْ‬ ‫جت َن ُِبوا ك ََبائ َِر َ‬
‫ما ت ُن ْ َ‬ ‫يعبر عن الكبائر بالذنوب ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ِ ) :‬إن ت َ ْ‬
‫ريما ً( فالية تصرح بأن عبدا لو‬ ‫خل ً ك َ ِ‬ ‫مدْ َ‬ ‫خل ْ ُ‬
‫كم ُ‬ ‫ون ُدْ ِ‬
‫كم َ‬‫سي َّئات ِ ُ‬ ‫عنك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن ُك َ ّ‬
‫فْر َ‬
‫اجتنب الكبائر وارتكب الصغائر ‪ ،‬فإن‬

‫ال عز وجل يعفو عنه ‪ ،‬ويدخله الجنة ‪ ،‬والحديث الذي تنكروه ل يصرح بأكثر من هذا ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬


‫‪442‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نقل المؤلف قول السني وهو يحاور الشیعة ويناقشهم ‪ :‬ألم تقولوا يا معشر الشیعة‪ :‬إن قطرة‬

‫دمٍع في عاشوراء توجب الجنة للعبد ‪ ...‬؟! فأنتم بهذا الحديث شجعتم الشیعة وأبحتم لهم أن‬

‫يرتکبوا من المعاصي والثام ما شاء لهم ان يرتکبوه ما دام ذلك سیغفر لهم بذرف دموع‬

‫ل آخر لکي يرد علی‬


‫التماسیح علی سیدنا الحسین رضي ال عنه في عاشوراء ‪..‬؟ ثم ذکر دلی ً‬

‫الشیعة قولهم الباطل ‪ ،‬أقول ‪ :‬ذکر قوله تعالی » إن تجتنبوا کبائر ما تنهون عنه نکفر عنکم‬

‫ل کريما « النساء ‪. 31‬‬


‫سیئاتکم وندخلکم مدخ ً‬

‫ففي هذِه اليه دلیل صريح علی أن العبد سیغفر ال تعالى له صغائر الذنوب باجتنابه لکبائرها ‪،‬‬

‫ي حسنة ل يضر معها سیئة « ؟!!‬


‫فکیف اذًا تقولون إن » حب عل ّ‬

‫قلت ‪ :‬انظر الی مکر هذا المؤلف حیث جاء بهذه الية ثم ) اصطفى لنفسه منها جزءًا ‪ ،‬مع أنه‬

‫ی‪ !...‬وانا ل أدري ما علقة هذا‬


‫ب عل ّ‬
‫ي ‪ ،‬ثم يريد بعد هذا کله أن يربط ذلك بح ّ‬
‫ل علقة لها بعل ِ‬

‫الکلم بعلي رضي ال عنه ‪...‬؟ فال تعالی يقول في هذِه الية وبکل صراحة ووضوح » إن‬

‫تجتنوا کبائر ما تنهون عنه نکفر عنکم سیئاتکم« فالية لم تتطرق الى ذكر علي رضي ال عنه‬

‫ل في أول الية ول في وسطها ول في آخرها ‪ ،‬بل إن الخطاب في الية عام والية لم تستثني‬

‫علیا رضي ال عنه بحكم خاص دون سائر المة ‪ ..‬؟ ثم إن تفسیر هذِه الية واضح لیس فیه‬

‫شيٌء من الخفاء أو اللبس ‪ ،‬فالية خطاب للمة وبشارة لؤلئك الذين يتقون ويجتنبون کبائر‬

‫الثم والفواحش ‪ ،‬حیث ان ال تعالی سیغفر لهم صغائر الذنوب واللمم ‪ ،‬بشرط اجتنابهم لکبائر‬

‫الذنوب مثل التعامل بالربا ‪ ،‬فإن المسلم الذی يجتنب التعامل به ول يذهب الی هذِه المصارف‬

‫ل لبناء بیت أو شراء سیارة وما الی ذلك من ضروريات الحیاة التي لتکاد‬
‫الربوية مع حاجته مث ً‬

‫تنتهي وخاصة في هذا الزمان اقول ‪ :‬ان ذلك حقًا ثقیل علی النفس ولکن المسلم الذي يرمي‬

‫‪443‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫بکل ذلك وراء ظهره ويقنع بما رزقه ال تعالی فإن ال تعالی سوف يبدله بذلك مغفرة للذنوب‬

‫وتکفیر ما اقترفته يداه من صغائر الذنوب والمعاصي جزاء وفاقا علی صبره وحسن عمله‬

‫وصدق ايمانه ‪ ،‬فما علقة علي رضي ال عنه في هذا الية الكريمة وهل هناك ضرورة الى‬

‫حشر علي في هذا الحديث الذي نحن بصدده ‪ ..‬؟!!!‬

‫ثم انظروا يا من هداکم ال تعالی ووفقکم لطاعته الى ما بعده ‪.‬‬

‫الدعاء الرابع عشر بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬أظنك مععا دققعت النظعر فعي اليععة الكريمعة‬

‫التي تلوتها علیك ‪ ،‬وإل ما كنت تورد إشكال علععى كلمععي ‪ ،‬لن الععذي قسععم المعاصععي إلععى كبععائر‬

‫وصغائر وفرق بینهما هو ال تعالى ‪ ،‬ل أنا ‪ ،‬ثم اعلم بأننا نعتقد عع مثلكععم عع بععأن الع تعععالى يغفععر‬

‫الذنوب جمیعا ‪ ،‬فكل عبد عاص إذا تاب وندم وعمل بشرائط التوبة ‪ ،‬فإن ال سبحانه يغفر ذنوبه‬

‫ويعفو عنه ‪ ،‬ولكن إذا لم يتب فیعاقبه ال تعالى بعد الموت فععي عععالم الععبرزخ ‪ ،‬فععإذا لقععى عقععاب‬

‫ذنوبه قبل يوم الحساب ‪ ،‬يساق إلى الجنة فعي يعوم المععاد ‪ ،‬وإل فیقضعى علیعه فیلقعى فعي جهنعم‬

‫لیرى جزاء عمله هناك ‪ ،‬والعبد المؤمن إذا ارتكب الصغائر ومات من غیر توبة فععإنه كععان يحععب‬

‫خل ْ ُ‬
‫كم‬ ‫ون ُدْ ِ‬
‫المام علیا )ع( يغفر ال تعالى له ويعفو عنععه ويععدخله الجنععة ‪ ،‬قععال سععبحانه ‪َ ) :‬‬

‫خل ً ك َ ِ‬
‫ريما ً( ‪.‬‬ ‫مدْ َ‬
‫ُ‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬إن محبة علي ل تکفر حتی الصغائر من الذنوب ‪ ،‬إنما الذی يکفرها هو اجتناب الکبائر‬

‫وهذا ما شهد به القرآن الکريم ‪ ،‬فقولکم هذا لیس له أدنی صحة وال فلماذا لم يذکر ال تعالی‬

‫ذلك في القرآن ويبینه للناس کما ذکر هذِه الية الکريمة ‪...‬؟ لماذا لم يذكر ال تعالی هذا المر‬

‫‪444‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الهام في کتابه الکريم ‪..‬؟ لمه لم يقل ذلك صراحة ان محبة علي سبب من اسباب تکفیر الخطايا‬

‫والذنوب والمعاصي ‪.‬؟ ألم تعترفوا أنتم بانفسکم أن القرآن إنما نزل لیّبین کل ما هو هام‬

‫وضروري لسعادة النسان في الدنیا والخرة ‪..‬؟ فلماذا اذا غفل هذِه المسألة بالذات ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫ثم يقول ‪ :‬إن علی کل شیعي مکلف بالغ أن يعرف ثلثة أموٍر هامة ‪ :‬يعرف ربه ونبیه ومعنی‬

‫التشیع وما هو المراد به ‪...‬؟ وعلیه أن يعرف کذلك أنا علیًا قد عصمه ال فلم يصدر منه حتی‬

‫صغائر الذنوب ولممها ‪...‬؟ ولذا فعلیه أن يجتهد ويسعی ويبذل کل ما في وسعه وطاقته لیقتدي‬

‫بموله وسیده ويجتنب أيضًا کل عادة سیئة وخلق ذمیم ويسعی دائمًا لتکمیل نفسه والرقي بها‬

‫الی الفضل ‪ ،‬ول يعني ذلك أن يبلغ تلك الرتبة والمنزلة التي بلغها الئمة لن ذلك من المحال ‪،‬‬

‫حیث انه مهما بلغ من الکمالت فإنه يبقی ذلك النسان الذي لم ينل هذِه الرتبة العالیة ال وهي‬

‫العصمة ‪ ،‬هذِه الصفة التي لم يختص بها ال النبیاء والئمة المعصومین ‪..‬؟!! ولکن علیه أن‬

‫يجتنب کبائر الذنوب ول يصر علی الصغائر لیکون بذلك من أحباب علي واولیاءه ولینال بذلك‬

‫شرف النتساب الی الشیعة والدخول في زمرتهم ‪.!!!...‬‬

‫قلت ‪ :‬قبل کل شيء أود أن أطرح هذا السؤال ‪ :‬لماذا لم يرد دلیل من آية أوحديث يقول للمة ‪:‬‬

‫ان حب محمد صلی ال علیه وسلم حسنة ل تضر معها سیئة ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫ب ال تعالی وحده ل يکفي کذلك في تکفیر الخطايا والذنوب والدلیل قول ال‬
‫فأنا أقول ‪ :‬إن ح ّ‬

‫آل‬ ‫تعالی » قل إن کنتم تحبون ال فاتبعوني يحببکم ال و يغفر لکم ذنوبکم وال غفور رحیم «‬

‫عمران‪.31/‬‬

‫وبهذا يعلم ‪ :‬ان محبة ال وحدها ل تکفي في تکفیر الخطايا والذنوب حتی يکون معها اتباع‬

‫صحیح لسیدنا محمد صلی ال علیه وسلم‪ ،‬فالدعاءات والقوال المجردة العارية من البرهان‬

‫‪445‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫والعمل الجاد والقتداء الصحیبح بسید البشر ل تکفي ول تغني عن العبد شیئا ‪ ،‬ول تکون سببا‬

‫في تکفیر خطاياة وسیئاته حتی ولو کان هذا النسان من محّبي علي رضي ال عنه وما سواه‬

‫من الئمة ‪!!....‬‬

‫الدعاء الخامس عشر بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬لو كان المر كذلك للزم أن نرى أهل‬

‫السنة والجماعة مبرئین من الذنوب وبعیدين عن الحوب ‪ ،‬بینما نرى البلد التي يسكنها أهل‬

‫السنة قد انتشرت فیها الذنوب الكبیرة ‪ ،‬وشاعت فیها معاصي كثیرة ‪ ،‬وكثیر منهم يتجاهرون‬

‫بالفسوق والفجور‪. !....‬‬

‫فهذه عواصمكم مثل بغداد والقاهرة ودمشق وبیروت وعمان والجزيرة وغیرها ‪ ،‬تتسابق في‬

‫تأسیس مراكز المعاصي والفجور ‪ ،‬ومحلت القمار ‪ ،‬وحانات الخمور ‪ ،‬فهل ترضون أن ننسب‬

‫هذه المخازي والفسوق إلى مذهبكم وضعف مبادئكم ؟! فأقول ‪ :‬أما الخبر الذي ذكرته من "‬

‫بحار النوار " لم تنفرد الشیعة بنقله ‪ ،‬فإن علمائكم وأعلمكم نقلوه أيضا ونقلوا أمثاله في‬

‫كتبهم المعتبرة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬هذا قیاس مع الفارق ‪ ،‬کما أن القیاس فاسد من اصله ‪...‬؟!! إن البلد السلمیة يوم أن‬

‫کانت السطة فیها بأيدي الصالحین والدعاة والعلماء العاملین فقد شهدت رقیًا وتقدمًا لم تشهده‬

‫أمة من المم ‪ ،‬ول نذهب بعیدًا فهذِه الجزيرة العربیة والی عهد قريب حینما أسست المملکة‬

‫العربیة السعودية علی يد مؤسسها الول وعندما کان الشیخ محمد بن عبدالوهاب رحمه ال حیًا‬

‫‪446‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فقد كانت المور فیها تسیر علی نحو ممتاز ‪ ،‬وحتی زماننا هذا قإننا نری اثر تلك الدعوة‬

‫المبارکة الی يومنا هذا علی مختلف نواحي الحیاة فیها ‪ .‬حتی ان المؤلف نفسه قد أقّر بذلك وقال‬

‫‪ :‬انه ل توجد للسرقات أثر في المملکة العربیة السعودية بسبب اقامة الحدود علی کل من تسول‬

‫له نفسه أن يمد يده علی حقوق الخرين وأموالهم ‪ ،‬وهذا ما حدث بالفعل في زماننا هذا وهو ما‬

‫شهدناه في أفغا نستان عندما جائت حکومة الطالبان فقد قضت علی جذور الفساد والللحاد‬

‫عندما أقامت الحدود وطبقت الشريعة علی الزناة والسارقین والقتلة والمجرمین وقطاع الطريق‬

‫وغیرهم ‪.‬‬

‫ولکن تعالوا لنظر الی ما علیه الحال في أيران عندما جاء هؤلء المللي واليات والحجج الی‬

‫هذا البلد المغلوب علی أمره فماذا حدث ‪...‬؟ ان الزنى والفساد وآكل الرشوة والسرقة وصلت الی‬

‫حٍد ل يطاق ‪ ،‬بل وما کان خافیًا قبل ذلك أصبح من المور العلنیة في هذا الزمان ‪....‬؟! والحال‬

‫مازال يسیر من سيٍء الی أسوء وکذلك الحال عندما جاء الصفويون الی السلطة في ايران فقد‬

‫کان الوزير وصاحب الکلمة في تلك الحکومة هو ‪ :‬محمد باقر المجلسي فقد وصل الفساد الی‬

‫أوجه وقمته في زمن هذا المام الجهبذ الذي لم تر الشیعة مثیل له في تاريخها كله ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫فهل عرفنا الن مدی التفاوت الکبیر بین ذينك الحکومتین ‪ ،‬الحكومة الشیعیة في ايران‬

‫والحکومة السنیة في أرض الجزيرة ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء السادس عشر بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬هل تقبلون منا لو قلنا ‪ :‬إن السبب في انتشار‬

‫الفحشاء والفجور ‪ ،‬وعدم التحرج في شرب النبیذ والخمور ‪ ،‬هو فتاوى علمائكم‪....‬؟؟!!‬

‫لن بعضهم أفتى بطهارة الكلب وأحل أكله ‪ ،‬وبعضهم أفتى بطهارة المني والخمر وعرق الجنب‬

‫من الحرام ‪ ،‬وبعضهم أفتى بجواز اللواط في السفر ! وبعضهم أفتى بنكاح المحارم ‪ ،‬الم ومن‬

‫‪447‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫دونها ‪ ،‬بشرط أن يلف القضیب بالحرير !! هذه الفتاوى وأمثالها تسبب تجرؤ العوام والجاهلین‬

‫على ارتكاب المعاصي وعمل الفسق والفجور ‪ ،‬ولذلك فإن علماءنا يحرمون تلك العمال القبیحة‬

‫ول يجیزونها بأي حال من الحوال ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬هذه المسائل التي ذكرتها ‪ ،‬كلها من أكاذيب الشیعة ‪ ،‬وللسطورة أقرب منها الى‬

‫الحقیقة ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬أنت أعرف بحقیقة مقالي والعلماء الحاضرون أيضا يعلمون بصدقي ‪ ،‬ولكن يصعب علیكم‬

‫القرار ‪ ،‬والخجل يدعوكم إلى النكار ‪ ،‬وإل كیف يمكن لعالم ديني ع مثلكم ع يجهل هذه المسائل‬

‫التي ذكرها وأفتى بها بعض علمائكم ثم نقلها عنهم بعض أعلمكم وانتقدوها ؟! وأذكر لك‬

‫نموذجا من كتبكم لیكون دلیل على كلمنا ‪ ،‬راجع تفسیر الكشاف ‪ 3/301‬للعلمة الكبیر جار ال‬

‫الزمخشري ‪ ،‬فإنه يقول ‪:‬‬

‫وأكعتمه ‪ ،‬كعتمانه لعي أسعلم‬ ‫إذا سعألوا عن مذهبي لم أبح به‬

‫أبیح الطل وهو الشراب المحرم‬ ‫فعإن حعنفیا قلت ‪ ،‬قالوا بأنني‬

‫أبعیح لعهم أكل الكلب وهم هم‬ ‫وإن معالكیا قعلت ‪ ،‬قالوا بأنني‬

‫أبعیح نكاح البنت والبنت تحرم‬ ‫وإن شعافعیا قعلت ‪ ،‬قالوا بأنني‬

‫ثعقیل حعلولي بعغیض مجسم‬ ‫وإن حعنبلیا قعلت ‪ ،‬قالوا بأنني‬

‫يقولون ‪ :‬تیس لیس يدري ويفهم‬ ‫وإن قلت من أهل الحديث وحزبه‬

‫فعما أحعد من ألسن الناس يسلم‬ ‫تععجبت معن هذا الزمان وأهله‬

‫ععلى أنعهم ل يععلمون وأعلم‬ ‫وأخعرني دهعري وقدم معشرا‬

‫‪448‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فنرى هذا العالم والمفسر يخجل أن ينسب نفسه إلعى أحععد المععذاهب الربععة ! لوجعود تلعك الراء‬

‫الفاسدة والفتاوى الباطلة فیها ‪ ،‬ثم إنكم تريدون منا أن نتبع تلك المذاهب ونترك مذهب أهل بیععت‬

‫النبوة والعترة والصفوة الطاهرة !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬انظر الی هذا الرجل کیف يتهم أهل السنة ‪ ..‬؟!! ولکن لرب سائل يسأل ويقول ‪...‬؟ لماذا‬

‫اتهمهم وبأي وجه أو حجة ‪ ..‬؟ وما هو دلیله علی ذلك ‪...‬؟‬

‫قلت ‪ :‬ل يرعوي هذا المؤلف أو يکف عن قوله وادعائه أن الزمخشري کان من ائمة السنة‬

‫وعلمائهم ‪...‬؟!! إن کانت کل هذِه العیوب حقا عند أهل السنة ‪ ،‬فلماذا هو نفسه يبقی معهم‬

‫وينسب نفسه الیهم ‪...‬؟!! لماذا يسمح لنفسه أو يکون غرضًا لغیره من اعداء اهل السنة‬

‫لسیتفیدوا من کتابه هذا وينقلوا عنه کل ما يشین ويقدح بأهل السنة‬

‫والجماعة ؟!!!‪.‬‬

‫إن الزمخشري هذا لم يضع للمذاهب الربعة المشهورة عند أهل السنة أي قیمة أو اعتبار ‪ ،‬کما‬

‫أنه كان يري بطلن ما نحن علیه معشر أهل الحديث ‪ ،‬ثم تقولون وبکل وقاحة ‪ :‬هذا‬

‫الزمخشري إمام من أئمة أهل السنة والجماعة ‪..‬؟!! ألم يصرح الزمخشري هذا في تفسیره‬

‫ويقول ‪ » :‬إن علیا کان إلها ‪ ،‬لنه فوق منزلة البشر ؟!!! « ‪.‬‬

‫هل هناك سني يقول مثل هذا الکفر الصريح ‪..‬؟ ان الزمخشري لم يکن يومًا من أهل السنة‬

‫الجماعة ‪ ،‬وإنما کان شیخًا شیعیًا من أهل الرفض والعتزال ‪ ،‬فنحن ل نعترف به ول نری‬

‫صحة أقواله ‪ ،‬فلیكن إمامکم وقدوتکم فأنتم أولی به منا وهو منکم ‪!...‬‬

‫‪449‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ألم تستدلوا بأقواله ‪ ..‬؟ وترون صحة آرائه ‪ ..‬؟ إذًا فلیکن هو قدوتکم وأسوتکم ولیس لهل‬

‫السنة حاجة الی امثال هؤلء المنحرفین الضالین ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫کیف لي أن أنکر علی الهندوس عقیدتهم وأبین بطلن ما هم علیه ثم اکون واحدًا منهم ‪ ،‬وعلی‬

‫دينهم ‪...‬؟ کیف انکر ذلك ثم اکون إمامًا من أئمتهم ومفسرًا لکتابهم وشارحًا له ‪...‬؟‬

‫فأنا إما أن اکون منهم أو ضدهم ‪ !!!..‬فإن أنا أنکرت ذلك وتبرأت مما هم فیه من هذا الضلل‬

‫والباطل فل يحق لکم أن تنسبوني الیهم أو تعتبرونني واحدًا منهم‪ ،‬كما ل يحق لکم بعد ذلك أن‬

‫تستدلوا بقولي وتستشهدوا بأرائي ‪.‬‬

‫الدعاء السابع عشر بعد المائة الثانیة وقععوله ‪ :‬فعأقول ‪ :‬أمعا الخععبر العذي ذكرتعه مععن " بحعار‬

‫النوار " لم تنفرد الشیعة بنقله ‪ ،‬فإن علمعائكم وأعلمكعم نقلعوه أيضعا ونقلعوا أمثعاله فعي كتبهعم‬

‫المعتبرة ‪ ،‬ولقد ذكر هذا الحديث كثیر من أعلمكم وأيععدوه ‪ ،‬منهععم ‪ :‬المععام أحمععد بععن حنبععل فععي‬

‫مسنده ‪ ،‬والخطیب الخوارزمي في آخر الفصل السادس من كتابه " المناقب " والشیخ القندوزي‬

‫الحنفي في الباب ‪ 43‬من كتابه " ينابیع المودة " وأيضا في الباب ‪ 56‬نقله عععن الععديلمي ‪ ،‬قععال ‪:‬‬

‫حب علي حسنة ل تضر معها سیئة ‪ ،‬حب علي براءة من النار ‪ ،‬حب علي يأكل الععذنب كمععا يأكععل‬

‫النار الحطب ‪ ،‬حب علي براءة من النفاق ‪ ،‬وفي المنععاقب السععبعین خرجععه عععن ابععن عبععاس فععي‬

‫الحديث رقم ‪ ، 33‬قال ‪ :‬قال رسول ال )ص( ‪ :‬حب علي بن أبي طالب يأكل الذنوب كما تأكل النار‬

‫الحطب ‪ .‬وفي الحديث رقم ‪ ، 59‬عن معاذ بن جبل ‪ ،‬قال ‪ :‬قعال رسععول الع )ص( ‪ :‬حعب علعي بععن‬

‫أبي طالب حسنة ل تضر معها سععیئة ‪ ،‬وبغضععه سععیئة ل تنفععع معهععا حسععنة ‪ .‬رواهمععا صععاحب "‬

‫الفردوس " ورواه المحععدث والفقیععه الشععافعي المیععر السععید علععي الهمععداني فععي كتععابه " مععودة‬

‫القربى " في المودة السادسة عن ابععن عبععاس ‪ ،‬قععال ‪ :‬حععب علععي يأكععل الععذنوب كمععا تأكععل النععار‬
‫‪450‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الحطب ‪ ،‬وعنه أيضا ‪ :‬حب علععي بععراءة مععن النععار ‪ ،‬ورواه محععب الععدين الطععبري فععي " ذخععائر‬

‫العقبي " الحديث رقم ‪ 59‬من الحاديث السبعین التي رواها في فضععائل أهععل الععبیت )ع( ‪ ،‬ورواه‬

‫محمد بن طلحة في مطالب السؤول ‪ ،‬والعلمة الكنجي والشافعي فععي كتععاب " كفايععة الطععالب فععي‬

‫مناقب مولنا علي بن أبي طالب " ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬إن کان لذلك حقیقة وأن ما تذکره في کتبنا ‪ ،‬فلماذا ل تسلموا بکل ماجاء‬

‫فیها ؟ ولماذا ل تقروا بصحة ماجاء عن أئمتنا ورواة حديثنا ‪ ...‬؟‬

‫إن المؤلف طبعًا يکثر النقل عن المجلسي ‪...‬؟!‬

‫فمن هذا المدعوا بالمجلسي ‪...‬؟ هل بقبل هذا النكرة الفاك من أحد ‪ ..‬؟ ألم يقل المجلسي هذا ‪:‬‬

‫) أن ال تعالی يذهب لزيارة الحسین في لیلة کل جمعة ‪...‬؟!! ( والن تعالوا معي لنتعرف علی‬

‫شخصیات أخری علوة علی من عرفناهم سابقًا مثل البلخي والقندوزي والکنجي ‪.‬‬

‫واولهم هو ‪ :‬متقي الهندي وکتابه هو ) کنز العمال ( وقد نقل متقي الهندي هذا في کتابه الکثیر‬

‫من الحاديث دون أن يمیز بین صحیحها من ضعیفها ‪.‬‬

‫والشیعة اذا ارادت أن تستدل بحديث ما ‪ ،‬فإنها تعزوا هذا الحديث الی کنز العمال دون الشارة‬

‫الی المصدر الذي نقل عنه متقي الهندي ‪ !!!...‬فلماذا يا تری تتبع الشیعة هذا السلوب الغريب‬

‫في نقلها للحاديث الى کتبها ‪ ..‬؟‬

‫أضف الى ذلك فإنها في کثیر من الحیان إذا ذکرت المصدر الصلي الذي نقل عنه الحديث فإنها‬

‫أيضا تذکر معه کنز العمال ‪..‬؟!! طبعًا إنها تفعل ذلك لکي تقول للقاريء ‪ :‬انظر إن جمیع أهل‬

‫‪451‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫السنة متفقة علی قول واحد ‪...‬؟!! ومع إننا لو محونا کنزا العمال وأزلناه من الوجود فإن ذلك ل‬

‫ينقص مما بین ايدينا من حديث التي صلی ال علیه وسلم وأقواله شیئًا يذکر ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬محمد بن طلحة الشافعي ‪ :‬حیث يری المؤلف ان هذا الرجل أحد العلماء الذين تفوقوا‬

‫ي رضي ال عنه ‪!!....‬‬


‫وبرزوا في علم العداد ‪ ،‬وکان يعتقد کذلك أن الذي علمه هذا العلم هو عل ّ‬

‫حیث کان ذلك التعلیم رؤية رآها في نومه ‪..‬؟!!! وکذلك استطاع هذا العالم أن يقف على عمر‬

‫هذه الدنیا وساعة زوالها حیث قال ‪ .‬إن فناء الدنیا وزوالها سیکون في سنة ‪ 999‬ھ ‪...‬؟!!‬

‫وقال کذلك الکثیر من الباطیل والهذيانات وهذا ما دعانا الى أن نضرب عنه صفحًا في هذا‬

‫الکتاب ‪ ،‬فل عجبًا إذا کانت الشیعة من المعجبین بهذا المام ‪ ...‬؟!!‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬میر علي بن شهاب الدين محمد الهمداني الشافعي ‪ ،‬وکان هذا الخیر من علماء القرن‬

‫التاسع ‪ ،‬وقد اعتبره آغا بزرك الطهراني من الشیعة ‪ ،‬ولکن مؤلف لیالي بیشاور يعتبره من‬

‫السنة ‪ ،‬وذلك لنه وجد في هذا الرجل ضالته لکي يعضتد بأقواله وباطلة ‪ ،‬وحتی لو افترضنا أنه‬

‫کان من أهل السنة فهل لذلك أهمیة تذکر‪..‬؟ لماذا ل يأتینا هذا المدعي الکذاب بأدلة من اقوال‬

‫ل ‪.‬؟ أو ينقل اقواله وادلته عن البخاري ومسلم ‪...‬؟‬


‫المام ابي حنیفة مث ً‬

‫إذا عرفنا الدلة من الئمة النفسهم فما الحاجة الی أقوال مقلديهم واتباعهم ‪ ..‬؟‬

‫هذا وقد اعتبره القاضي الشوشتري من الشیعة أيضا ‪..‬‬

‫وعلی کل حال فإن المؤلف اذا قال هذا القول أو ذاك مصرحا بنقله من کتب اهل السنة ‪،‬فل‬

‫تغتروا بقوله لنه حین يقول ذلك إنما يقصد بها کتب الزمخشري وسلیمان البلخي وابن ابي‬

‫الحديد ‪!.....‬‬

‫ثم قال المؤلف ‪ :‬ان هذا الحديث جاء في مسند المام أحمد ‪!!...‬‬

‫‪452‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬هذا کذب وقول ل يصح ‪.‬‬

‫فإلمام أحمد لم يرو هذا الحديث في مسنده ‪ ،‬ولم ينقله أحٌد أعرفه من أهل العلم ول يصح ابدًا‬

‫أن نسمي هذا حديثاً‪ ،‬فهو لم يکن يومًا حديثًا ‪ ،‬ولکن الی ال المشتکی ‪ ،‬فما عسانا أن نقول‬

‫لمثال هذا الصعفوق الذي ل رأس مال له غیر الكذب والفك والبهتان فقبحه ال من داه خبیث ‪.‬‬

‫الدعاء الثامن عشر بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬حب علي يأكل الذنب كما يأكل النار الحطب وفي‬

‫المناقب السبعین وأخرجه عن ابن عباس في الحديث رقم ‪ ، 33‬قال ‪ :‬قال رسول ال )ص( ‪ :‬حب‬

‫علي بن أبي طالب يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب رواهما صاحب " الفردوس " ورواه‬

‫المحدث والفقیه الشافعي المیر السید علي الهمداني في كتابه " مودة القربى " في المودة‬

‫السادسة عن ابن عباس ‪ ،‬قال ‪ :‬حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب ‪ ،‬وعنه أيضا ‪ :‬حب‬

‫علي براءة من النار ‪ ،‬ورواه محب الدين الطبري في " ذخائر العقبي " من الحاديث السبعین‬

‫التي رواها في فضائل أهل البیت )ع( ‪ ،‬ورواه محمد بن طلحة في مطالب السؤول ‪ ،‬والعلمة‬

‫الكنجي والشافعي في كتاب " كفاية الطالب‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إنکم بغلوکم هذا خرجتم من الدين ‪!!..‬‬

‫فحبکم لعلي رضي ال عنه ومجاوزتم لکل حٍد ومعقععول ومغععالتکم فیععه هععو العذي أخرجکعم مععن‬

‫مسمی المسلمین ‪ ،‬فالسماعلیة ما خرجععت وکفععرت ال لنهععا تحععب علیعًا حبعًا دعاهععا الععی تععألیهه‬

‫واتخاذه الهًا مع ال تعالی ‪!!....‬‬

‫فالسنة ل تنکر حبها لعلي رضي ال عنه ‪...‬؟ ولکن حبها له رضي ال عنه کحب سائر أصععحاب‬

‫رسول ال صلی ال علیه وسلم فل غلو ول مغالة ول إفراط ول تفريط ‪ ،‬وعند بحثي وقراءتععي‬
‫‪453‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لسنن النسائي ومعجم ابن عساکر ومراجعتي لهما وقع تحت ناظري هذا الحديث ‪ ) :‬عن أنس بن‬

‫مالك رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلی الع علیععه وسععلم ‪ » :‬الحسععد يأکععل الحسععنات کمععا‬

‫تأکل النار الحطب والصدقة تطفيء الخطیئة کما يطفيء الماء النار ‪«...‬‬

‫والن قل لي ‪ :‬من أين جئتنا بهذا الحديث ‪..‬؟ وعّمن نقلته ومن هو راويه ‪..‬؟!! ان الحديث الععذي‬

‫ت بطلنه ووضعه في جوابي علی الدعاء الحادي عشر بعد المائة الثانیة والحمد ل‬
‫ذکرته قد أثب ّ‬

‫الدعاء التاسع عشر بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬من بكى على الحسین عارفا بحقه وجبت له‬

‫الجنة‪ .‬أن زيارة الحسین )ع( والبكاء علیه إنما يفیدان ويوجبان الجر والكثیر والثواب العظیم‬

‫إذا كانا ممن يعرف حق الحسین )ع( ‪ ،‬كما صرحت رواياتنا بذلك عن رسول ال )ص( وعن‬

‫أئمتنا أبناء رسول ال وعترته )ع( ‪ ،‬قالوا ‪ :‬من زار الحسین بكربلء عارفا بحقه وجبت له‬

‫الجنة ‪.‬‬

‫فكما إن قبول العبادات كلها ع فرضها ونفلها ع تتوقف على معرفة ال سبحانه ‪ ،‬لن العبد إذا لم‬

‫يعرف ربه كما ينبغي فل تتحقق نیة القربة إلیه ‪ ،‬وهي تجب في العبادات ‪.‬‬

‫كذلك البكاء والزيارة للنبي والئمة )ع( ‪ ،‬ل تفید ول تقبل إذا كان الباكي والزائر ل يعرفهم حق‬

‫المعرفة ‪ ،‬وإذا عرفهم حق المعرفة وعرف حقهم ‪ ،‬علم أنه يجب أن يطیعهم ‪ ،‬ويتمسك بأقوالهم‬

‫ويسیر على نهجهم ‪ ،‬ويلتزم بطريقتهم المثلى ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬صدق النبي صلی ال علیه وسلم حیث قال في الحديث المتفق علیه » إن ال تعالی يبغض‬

‫اللد الخصم « فأنت حینما تقول مثل هذا القول تعلم جید إنه ل يمکن الجمع بین المتناقضین‬

‫‪454‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وال فکیف يمکنك أن تعتقد بصحة ماجاء في القرآن وتؤمن به وأن الحق ما جاء فیه ثم تؤمن‬

‫کذلك وتعتقد صحة ما جاء من هذا الهذيان في مدعیکم المهدي ‪..‬؟!‬

‫إن کتاب ال تعالی قد أمرنا ان ل نتبع غیر ما انزل ال ‪ ،‬فهل أنزل في القرآن شیيٌء في إمامکم‬

‫المهدي‪.‬؟ هل ذکرت ولو آية واحدة في القرآن الکريم شیئًا عنه ؟‬

‫ألم تقولوا إن المام الهدي هو خاتم أئمتکم و إن اليمان به من أوجب الواجبات؟ فلماذا لم يذکر‬

‫لنا کتاب ال تعالی ذلك ‪..‬؟ فماذا تقصد ‪ ،‬وما الذي تعنیه بالدنيء الخبیث ‪..‬؟ أتقصد بذلك أهل‬

‫السنة ‪......‬؟؟! ذلك لنهم ل يؤمنون بإمامکم بمهديكم وصاحب زمانکم هذا ‪..‬؟‬

‫أخبرنا يا سید قومك وحجة زمانك وفقیه عصرك ‪ :‬من اين اتیت بهذا التقسیم ‪..‬؟‬

‫ل من سلمان البلخي وابن ابي الحديد من اقسام الخبثاء‬


‫إنك وبناءًا علی هذا التقسیم جعلت ک ً‬

‫والدّناء الدنیاء ‪.‬‬

‫الدعاء العشرون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬وأما فوائد المجالس الحسینیة فهي كثیرة جدا‬

‫ولكنك حیث لم تحضرها ولم تكن من المباشرين والعاقدين لها ‪ ،‬فل ترى فوائدها ول تدرك‬

‫بركاتها ‪ ،‬ولما كنت بعیدا عنها وجاهل بفلسفتها ‪ ،‬فلیس لك أن تقول ‪ :‬إنه عمل مخالف للعقل !‬

‫بل العقل السلیم يخالف كلمك ‪ ،‬والوجدان القويم ينقض بیانك ‪ ،‬فقد تسرعت في الحكم على‬

‫شيء ما عرفت مغزاه ‪ ،‬ولما أدركت منتاه ‪.‬‬

‫فلو كنت تحضر هذه المجالس مع الشیعة ‪ ،‬وتستمع إلى كلم خطبائها الكرام لعرفت فوائدها‬

‫الجمة التي منها ‪:‬‬

‫‪455‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪1‬ع هذه المجالس تكون كالمدارس ‪ ،‬فإن الخطیب يلقي على الحاضرين فیها أحكام الدين والتاريخ‬

‫السعلمي ‪ ،‬وتاريعخ النبیععاء وأممهععم ‪ ،‬ويتنععاول تفسععیر القععرآن الحكیععم ‪ ،‬ويتكلعم حعول التوحیععد‬

‫والعدل اللهي والنبوة والمامة والمعاد ‪ ،‬وأخلق المسلم وما يجب أن يتصف به المؤمن ويععبین‬

‫للمستمعین فلسفة الحكام وعلل الشرائع ومضار الذنوب ‪ ،‬ويقايس السلم بسائر الديان ويثبت‬

‫بالدلیل والبرهان تفوقه وامتیازه على المذاهب والديان ‪.‬‬

‫‪2‬عع يشعرح الخطیعب سعیرة رسعول الع )ص( وتاريعخ حیعاته وسعیرة أهعل بیتعه والععترة الهاديعة‬

‫والصحابة والصالحین ‪ ،‬فیلفت الخطیععب أنظععار مسععتمعیه إلععى النقععاط المشععرقة الهامععة مععن ذلععك‬

‫التاريععخ ‪ ،‬فیأخععذ الحاضععرون دروسععا وعععبرا منععه يطبقونهععا فععي حیععاتهم الشخصععیة وسععیرتهم‬

‫الجتماعیة ‪.‬‬

‫‪3‬ع يتناول الخطیب تاريخ النهضة الحسینیة ‪ ،‬ويبین أسبابها وأهدافها ‪ .‬ويشرح آثارها والدروس‬

‫التي يجب على المسلم أن يأخذها مععن تلععك النهضععة المقدسععة ويععدعو الخطیععب المسععتمعین إلععى‬

‫تطبیق أهداف الحسین )ع( وإحیاء ثورته وتكرارها ضد الظلم والظالمین في كل زمان ومكان ‪.‬‬

‫‪4‬ع في كل عام يهتدي كثیر من الضالین والعاصین ‪ ،‬فیتوبون إلى ال تعالى ‪ ،‬ويسععلكون الصععراط‬

‫المستقیم ‪ ،‬ويصبحون من الصالحین المهتدين ‪ ،‬حععتى إن فععي بعععض البلد الععتي تسععكنها الشععیعة‬

‫والكفار مثل بلد الهند والبلد الفريقیة ‪ ،‬أسلم كثیر منهم بعدما حضروا فععي المجععالس الحسععینیة‬

‫وعرفوا تاريخ السلم وأحكعامه وسععیرة رسعول الع )ص( وأخلقععه الحمیعدة ‪ ،‬وهعذا جعانب مععن‬

‫معنى الحديث النبوي الذي نقله علماؤكم أيضا في الكتب المعتبرة قال رسول ال )ص( ‪ :‬حسععین‬

‫مني وأنا من حسین ‪ ،‬أحب ال من أحب حسینا حسین سبط من السباط‪ ، ،‬فمعنى ‪ " :‬وأنععا مععن‬
‫‪456‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫حسین " لعله يكون ‪ :‬إن الحسین والمجالس التي تنعقد باسمه ولجله هو السبب في إحیاء ديني‬

‫وإبقائه ‪ ،‬فالحسین )ع( بنهضته المباركة فضح بني أمیة وكشف واقعهم اللحادي ‪ ،‬وحال بینهععم‬

‫وبین الوصول إلى أهدافهم العدوانیة ونیاتهم الشیطانیة التي كانت ستقضعي علعى العدين الحنیعف‬

‫ورسالة خاتم النبیاء )ص( ‪ ،‬والیوم يمر أكثر من ألف عام على إقامة مجععالس عظیمععة ومحافععل‬

‫كريمة باسم الحسین )ع( علنیة وسرا ‪ ،‬والناس يحضرون علععى مختلععف طبقععاتهم ومسععتوياتهم‬

‫فیقتبسون النور ويتعرفون على السععلم الحقیقععي الععذي ضععحى المععام الحسععین )ع( مععن أجلععه ‪،‬‬

‫ويعرفععون أهععدافه المقدسععة وأسععباب نهضععته المباركععة ‪ ،‬فیهتععدون بهععداه وهععو علععى هععدى جععده‬

‫المصطفى )ع( وأبیه المرتضى )ع( ‪ ،‬فالمجالس الحسینیة ما هي إل مدارس أهل البیت والعترة‬

‫الهادية )ع( ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬لکي أجیبك وأرد علیك ردًا شافیًا دعني أقول لك وأسألك ‪ :‬إن کان ما تقوله حقًا وأن‬

‫البکاء من الوسائل المهمة وهو عدة المة وذخیرتها ومصدر عزها فلماذا وکیف تفسر ما حازه‬

‫المسلمون من النصر والتمکین والتقدم والزدهار طیلة قرون مضت ‪...‬؟؟ فها هم الخلفاء‬

‫الراشدون والمیون من بعدهم قد فتح ال تعالی علیهم نصف الکرة الرضیة ‪ ،‬وحققوا‬

‫انتصارات باهرة وقدموا للعالم أجمع حضارة عز نظیرها في تاريخ البشرية کلها ‪ ،‬فهل کانوا‬

‫يقولون بقولکم الباطل هذا ‪...‬؟‬

‫إن البکاء عدة المة ومصدر الهامها وعزها ‪ !!....‬فلماذا لم يکن النبي صلی ال علیه وسلم قد‬

‫اعتمده في حیاته ولم يخبر المة به ‪ ..‬؟‬

‫‪457‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم وهذا سؤالي الخیر الذي أوجهه الیکم ‪ :‬إن کان البکاء هو العدة والوسیلة لعزاز المة‬

‫وقوتها ‪ ،‬فلماذا لم نر في تاريخکم الطويل ولم نسمع انکم فتحت أو أدخلتم السلم الی مدينة‬

‫واحدة ‪ ،‬واحدة فقط من مدن الکفار وبلدهم ‪ ...‬؟!!‬

‫الدعاء الحادي والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬النواب ‪ :‬سیدنا الجلیل ! إني أصدقك‬

‫وأقبل كلمك ‪ ،‬ويحق أن ألعن نفسي ‪ ،‬إذ كنت جاهل بمقام آل رسول ال )ص( وشأنهم ‪ ،‬فتبعت‬

‫أناسا ما كان لي أن أتبعهم ‪.‬‬

‫قبل سنین سافرت من هذا البلد مع قافلة كبیرة من أهل بلدتي ونحلتي إلى بغداد وقصدنا قبر‬

‫المام العظم أبي حنیفة ‪ ،‬والشیخ عبد القادر )رض( وكنا نبغي زيارتهما ‪ ،‬راجین بها الجر‬

‫والثواب ‪ ،‬فانفردت يوما عن أصحابي وذهبت إلى روضة المامین الجوادين ‪ ،‬فرأيت الوضع كما‬

‫وصفتم ‪ ،‬ولكن لما رجعت إلى أصحابي وعرفوا بأني ذهبت إلى تلك الروضة المقدسة ‪ ،‬تحاملوا‬

‫علي وعاتبوني عتابا شديدا ! فاعتذرت إلیهم بأني ما ذهبت بقصد الزيارة والتقرب إلى ال عز‬

‫وجل ‪ ،‬وإنما ذهبت للتفرج والستطلع ‪ ،‬فسكتوا عني !!‬

‫وأنا الن أراجع نفسي وأتعجب كثیرا ‪ ،‬فأقول لماذا تكون زيارة المام العظم والشیخ عبد القادر‬

‫في بغداد جائزة ‪ ،‬وزيارة الخواجة نظام الدين في الهند جائزة ‪ ،‬وموجبة للجر والثواب ‪ ،‬حتى‬

‫أن جماعة كثیرة ع كلب عام ع يشدون الرحال إلیهم من هذه البلد ويقطعون مسافات بعیدة ‪،‬‬

‫ويصرفون أموال كثیرة ‪ ،‬وهم يقصدون التقرب إلى ال سبحانه ‪ ،‬ويعتقدون أنهم يحسنون صنعا‬

‫ويكتسبون ثوابا وأجرا !!‬

‫عجبا هذه الزيارات موجبة للجر والثواب ‪ ،‬مع علمنا بان النبي )ص( لم يذكر فیهم خبرا ‪ ،‬ولم‬

‫يذكرهم بمدح و ثناء ‪ ،‬ولكن زيارة الحسین ‪ ،‬ريحانة رسول ال )ص( الذي جاهد في سبیل ال‬

‫وضحى بنفسه للدين ‪ ،‬وقد وردت في شأنه وفي فضله الحاديث النبوية الشريفة الكثیرة المروية‬

‫في كتب كبار علمائنا ‪ ،‬تكون بدعة ؟!!‬


‫‪458‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ولقد نويت الن وعزمت على أن أذهب هذا العام إن شاء ال ‪ ،‬وأتشرف لزيارة سیدنا الحسین ‪،‬‬

‫وأحضر عند مرقده المقدس ‪ ،‬قربة إلى ال تعالى ‪ ،‬وطالبا لمرضاته ‪ ،‬وراجیا منه سبحانه أن‬

‫يعفو عما سلف مني ‪.‬‬

‫فقال له المؤلف ‪ :‬اعلم أيها الحافظ ‪ ،‬ولیعلم كل الحاضرين ‪ ،‬أن زيارة الحسین )ع( والبكاء علیععه‬

‫إنما يفیدان ويوجبان الجر والكثیر والثواب العظیم ‪ ،‬إذا كانا ممن يعععرف حععق الحسععین )ع( كمععا‬

‫صرحت رواياتنا بذلك عن رسول ال )ص( وعععن أئمتنععا أبنععاء رسععول الع وعععترته )ع( قععالوا ‪:‬‬

‫) من زار الحسین بكربلء عارفا بحقعه وجبعت لعه الجنعة ‪ .‬معن بكعى علعى الحسعین عارفعا بحقعه‬

‫وجبت له الجنة (‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬ل هم لکم ال نقل الکاذيب والباطیل ‪ ،‬وهذِه هي أعظم خطاياکم يا صاحب اللسان الذرب ‪.‬‬

‫إن ما ذکرته ليصح أبدا‪ ،‬وهو حديث مکذوب ولم ينقل عن صاحب الشريعة بسند صحیح ‪ ،‬بل‬

‫حتی لم يرو هذا الحديث صاحبك واستاذك سلیمان البلخي ول ابن ابي الحديد حتى ‪ ،‬فهل بك‬

‫جرأة وقدرة علی تسمیة هذا الهذيان نقاشًا وکتابًا‬

‫علمیاً ‪..‬؟!!‬

‫ريدُ الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ما ي ُ ِ‬
‫الدعاء الثاني والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬في قول ال تعالى ‪ ):‬إ ِن ّ َ‬

‫هيرا ً ( وقد اتفق‬ ‫ْ‬


‫م ت َط ِ‬ ‫وي ُطَ ّ‬
‫هَرك ُ ْ‬ ‫ل ال ْب َي ْ ِ‬
‫ت َ‬ ‫س أَ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ج َ‬ ‫عنك ُ ُ‬
‫م الّر ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ل ِي ُذْ ِ‬
‫ه َ‬

‫أعلمكم من المفسرين والمحدثین مثل الترمذي ومسلم والثعلبي والسجستاني وأبي نعیم وأبي‬

‫بكر الشیرازي والسیوطي والحمويني والمام أحمد والزمخشري والبیضاوي وابن الثیر‬

‫والبیهقي والطبراني وابن حجر والفخر الرازي والنیسابوري والعسقلني وابن عساكر ‪،‬‬
‫‪459‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وغیرهم ‪ ،‬اتفقوا على أن هذه الية وهي آية التطهیر ‪ ،‬نزلت في شأن النبي )ص( وعلي‬

‫وفاطمة والحسن والحسین )ع( ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬حسنًا ‪ ،‬إن هذِه الية تشمل هؤلء الخمسة وتعنیهم ‪ ،‬ولکنها في الوقت نفسه ل تخرج‬

‫عن شمولیتها واعتناءها بأزواج النبي الطاهرت ‪...‬؟!! والية الکريمة لم تقل صراح إنها قد‬

‫طهرت أهل البیت تطهیرا ومنحتهم العصمة من الذنوب وإنما قالت ‪ :‬إن ال تعالی يريد لهم‬

‫ذلك‪..‬؟ إن ال تعالی حدد حدودًا وشرع شرائع وسنن لهم سننا ‪ ،‬فإن هم اتبعوها وعملوا بها‬

‫فسوف يطهرهم من الرجس ويضاعف لهم الثواب‪ ،‬فالية إذا ل تدل علی عصمتهم‪ ،‬سواء کانت‬

‫العصمة لبناءه وحفدته صلی ال علیه وسلم أو لزواجه الطاهرات رضوان ال تعالى علیهن ‪.‬‬

‫وبهذا يتبین لنا إن هذِه من الستنباطات الفاسدة لدی هؤلء القوم فهم لم تکن عندهم الرادة‬

‫الصادقة لجتناب مثل هذِه النحرافات والخزعبلت ‪ ،‬بل حتی لم يکتفوا بأن يکونوا إحدی الفئات‬

‫التي رضیت بأن يکون لها موضع خاص او موقف خاص فتقف عنده وتقنع به ‪ ،‬بل إنهم أصروا‬

‫على أن يجعلوا من انفسهم حجر اساس لکل بدعة ودعوة ضالة هدامة لمحاربة هذا الدين‬

‫وعقیدته ‪ ..‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬أول ‪ :‬القرآن يشهد بأن ال تعالى طهر‬

‫المام الحسین )ع( من الرجس‪ ،‬ول شك أن حب الدنیا وطلب الرئاسة للهوى ‪ ،‬رجس من عمل‬

‫الشیطان ‪ ،‬قال النبي )ص( ‪ " :‬حب الدنیا رأس كل خطیئة " ‪.‬‬

‫فنقول ‪ :‬حاشا الحسین )ع( أن يقاتل للدنیا والرئاسة ‪ ،‬وإنما نهض لنقاذ الدين وتحرير رقاب‬

‫المسلمین من براثن يزيد الكفر واللحاد وقومه الوغاد ‪.‬‬


‫‪460‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثانیا ‪ :‬إذا كانت نهضة المام الحسین )ع( لجل الدنیا ل الدين ‪ ،‬لما كان رسول ال )ص( يأمر‬

‫المسلمین بنصرة ولده الحسین )ع( إذا نهض وقاتل ! فالنبي )ص( أخبر بنهضة ولده الحسین‬

‫وأمر المسلمین بنصرته ‪ ،‬وقد نقله كثیر من علمائكم في كتبهم ‪ ،‬ولكني أكتفي بذكر واحد منهم‬

‫لضیق الوقت ‪.‬‬

‫قال الشیخ سلیمان الحنفي القندوزي في كتابه ينابیع المودة ‪ : 2/1‬وفي الصابة ‪ ،‬أنس بن الحرث‬

‫بن البیعة ‪ ،‬قال البخاري في تاريخه والبغوي وابن السكین وغیرهما عن أشعث بن سحیم ‪ ،‬عن‬

‫أبیه ‪ ،‬عن أنس بن الحارث ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت رسول ال )ص( يقول ‪ :‬إن ابني هذا يعني الحسین‬

‫يقتل بأرض يقال لها كربلء ‪ ،‬فمن شهد ذلك منكم فلینصره ‪ ،‬فخرج أنس بن الحارث إلى كربلء‬

‫فقتل بها مع الحسین ‪ ،‬رضي ال عنه وعمن معه ‪.‬‬

‫أما إذا كان القائلون لذلك الكلم يرفضون القرآن الحكیم وحديث النبي الكريم )ص( ويريدون‬

‫جوابا يوافق المقايیس المادية والسیاسة الدنیوية ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬قد رضینا وقبلنا ما تقول ‪ ،‬ولکننا ل ولن نرضی أو نقول بصحة ما تنقله عن سلیمان‬

‫البلخي وأمناله من هذِه الحاديث المکذوبة الموضوعة ‪ ،‬کما انها لم تکن يومًا من الحاديث‬

‫الموثوقة المرضیة عند جمهور علماء أهل السنة ‪...‬؟! إن الحاديث الصحیحة التي يعرفها‬

‫المليین من المسلمین لم تنقل أو تؤخذ من هذا الکتاب الذي مله مؤلفه بالمفاسد والباطیل‬

‫والضللت ‪..‬؟!! فمن هذا المسمی سلیمان البلخي ‪ ..‬؟ ل أظن أن أحدًا من المسلمین يعرفه ‪،‬‬

‫أو أنه قد قرأ يومًا کتابه ‪ ..‬؟ وأقسم بال تعالی لنملة عند ال تعالی أفضل من سلیمان بلخّیك‬

‫هذا‪..‬؟‬
‫‪461‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ان النملة يا هذا قد قالت بلسان فصیح وأقرت أن رسل ال تعالی ل يؤذون أحدًا عبثا ‪ ،‬ولذلك فقد‬

‫نادت تلك النملة ببقیة النمل ‪ :‬ان ادخلوا مساکنکم ل يحطمنکم سلیمان وجنوده وهم ل يشعرون‬

‫قال تعالی ‪ ) :‬حتی إذا أتوا علی واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساکنکم ل يحطمنکم‬

‫سلیمان وجنوده وهم ل يشعرون « النمل‪.18/‬‬

‫نعم إن النملة قالت ‪ » :‬وهم ل يشعرون « إن النملة ادركت ذلك وعلمت أن من نال شرف‬

‫الصحبة للنبیاء والمرسلین ل يکون من المفسدين الظالمین الذي يعتدون علی مخلوقات ال‬

‫ولو کانت نملة ‪ ،‬ولکن هذا الماکر المحتال لم يدرك ذلك‪ ،‬ثم تراه يتهم أصحاب رسول ال صلی‬

‫ال علیه وسلم ويطعن بهم ويصفهم بأرذل الصفات وهم من قد علمنا صدقًا وإيمانًا واخلصًا‬

‫وتضحیة رضي ال تعالى عنهم أجمعین فکیف ل نقع في الحیرة والدهشة من حمق هذا الرجل‬

‫وخسة مذهبه ولکنه لم يقل مثل هذا القول ال لبغضه وشدة عداوته ل صحاب النبي صلی ال‬

‫علیه وسلم فیا ويحك ثم ويحك وتبا لك من هذا الجفاء الذي ل يضر ال بك ‪!...‬‬

‫لقد قتلوا ابن قائدهم ‪ ،‬وأقصد بذلك ابن الخمیني ‪ ،‬ثم أجبروا خلیفة إمامهم الخمیني وهو‬

‫المدعوا ع المنتظري ع علی القامة الجبرية في داره وصدق الذي قال ‪:‬‬

‫) الکافر يری الخرين مثله ( ‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬ل ينكر أحدا أن يزيد بن معاوية كان رجل‬

‫فاسقا ‪ ،‬متجاهرا بالفجور ‪ ،‬مولعا بشرب الخمور ‪ ،‬وكانت آمال بني أمیة معلقة علیه على أنه‬

‫المعد واللئق للخذ بثأر قتلهم ‪ ،‬من آل محمد وعلي علیه السلم ‪ ،‬ويزيد بن میسون النصرانیة‬

‫الذي ربي في حجرها وعند قومها النصارى لعبا مع الكلب والفهود والقرود ‪ ،‬شاربا للخمور‬

‫مولعا بالفسق والفجور ‪ ،‬مع هذه الخصائص وغیرها من الرذائل التي اجتمعت فیه ‪ ،‬كان قادرا‬
‫‪462‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫على أن يجرد سیف الكفر واللحاد الذي صنعه أبو سفیان وقومه في عهد خلفة عثمان ‪.‬‬

‫إذ يروي ابن أبي الحديد عن الشعبي قال ‪ :‬فلما دخل عثمان رحله ع بعدما بويع بالخلفة ع دخل‬

‫إلیه بنو أمیة حتى امتلت بهم الدار ‪ ،‬ثم أغلقوها علیهم ‪ ،‬فقال أبو سفیان أعندكم أحد من‬

‫غیركم‪....‬؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬يا بني أمیة ‪ ،‬تلقفوها تلقف الكرة ‪ ،‬فوالذي يحلف به أبو سفیان ‪ ،‬ما من عذاب ول حساب‬

‫ول جنة ول نار ‪ ،‬ول بعث ول قیامة ! ‪.‬‬

‫فیزيد هو الذي يقّر عیون قومه بانتقامه من آل رسول ال )ص( ويقبض على مقابض السیف‬

‫الذي صقله أبو سفیان وحده معاوية وأعده لیزيد ‪ ،‬حتى يقضي به على رسالة محمد )ص(‬

‫والدين الذي جاء به من عند ال سبحانه وتعالى ‪ ،‬ولكن يزيد ل يتمكن من تنفیذ ما خططه‬

‫أسلفه وقومه ‪ ،‬ما دام الحسین بن رسول ال )ص( يحظى بالحیاة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬هذِه من الکاذيب التي ل تعرف حتی عند العطارين من امثال سلیمان البلخي وابن ابي‬

‫الحديد والکنجي وابن طلحة وابن الصباغ وسبط بن الجوزي ‪....‬؟!!! وکأنني أری ان ذلك من‬

‫بدع وصنع اسلف هذا المدعي الماکر الکذاب ‪ ،‬فهو في حقیقة المر لم يکن ال کذبًا صريحًا ‪.‬‬

‫إن أهل مکة الذين أسلموا مع من أسلم وابوسفیان رضي ال عنه کذلك منهم قد آمنوا وصدقوا‬

‫ووفوا رضي ال عنهم ولم ينقضوا عهدًا وبقوا علی اسلمهم ‪ ،‬حتی عندما إرتد من ارتد من‬

‫قبائل العرب فإن أهل مکة قد وقفوا مع اصحاب النبي صلی ال علیه وسلم من المهاجرين‬

‫والنصار ودافعوا عن دينهم وابلوا ذلك البلء الحسن عن عقیدتهم واسلمهم ‪ ،‬وهذا زياد بن‬

‫‪463‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ابي سفیان رضي ال عنه قد استشهد وقضی نحبه رضي ال عنه في المعارك التي كانت تدور‬

‫رحاها على أرض الشام ‪.‬‬

‫إن علی هذا المدعي الکذاب أن يراجع تاريخ أبائه اسلفة ثم لینظر هل يجد منه من جاهد الکفار‬

‫والملحدين من کفار الروس الذين حکموا وسیطروا علی المناطق الشمالیة اليرانیة آنذاك ‪...‬؟‬

‫إن اسلفك وآباءك هم الذين أصدروا الفتاوی لفتح علي شاه والذي وصفته في کتابك‬

‫بالشاهنشاه ‪ ،‬نعم ان آباءك هم الذين افتوا له واباحوا له جواز التمتع بتسعمائه امراة شابة‬

‫وبارکوا له ذلك ‪...‬؟!!‬

‫فتح علي شاه ذلك الظالم المجرم الفاجر کان يستمتع بهؤلء النساء المرة والمرتین فقط ثم‬

‫يدعهن حبیسات قصره طوال عمرهن ‪ ،‬وذلك بحجة أنهن مازلن علی ذمته بعقد نکاح‬

‫المتعة‪...‬؟!!!‪ .‬فهل عرفت قدرك وقدر اسلفك وحقیقة اصلك الخسیس ‪..‬؟!!! فما بالك بعد ذلك‬

‫وهذا حالك تغتاب وتطعن في بني أمیة عامة وتفتري علیهم الکذب ‪ ،‬وبأبي سفیان وابنه يزيد بن‬

‫ابي سفیان خاصة ‪ ،‬نعم إن الذين قتلوا الحسین رضي ال عنه کانوا من المفسدين الشرار ل‬

‫نشك في ذلك ‪ ،‬ولکن ما دخل ابي سفیان وابنه رضي ال عنهما ‪.!! ...‬‬

‫حتی لو کان ابوسفیان رضي ال عنه قد حارب النبي صلی ال علیه وسلم ولکنه قد آمن واسلم‬

‫بعد ذلك‪ ،‬والسلم يجب ويهدم ما قبله ‪ .!!!...‬بل إن ابا سفیان بعد اسلمه کان من المقربین الی‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬ويکفیه شرفا ان النبي صلی ال علیه وسلم قال يوم فتح مکة »‬

‫من دخل الکعبة فهو آمن‪ ،‬ومن دخل دار أبي سفیان فهو آمن « ‪!!!..‬‬

‫‪464‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إن کان معاوية رضي ال عنه قد حارب علیًا رضي ال عنه ‪ ،‬فهذا ل ينسینا ما قام به من أعمال‬

‫جلیلة في خدمة السلم ورفع لواء الدين خلل سیع وعشرين سنة من الجهاد والبناء والعمل‬

‫المتواصل الدؤوب من عمر حكمه وتولیه للخلفة ‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والعشرون بعد المائة الثانیة ‪ :‬کتتمة لکلمه السابق فقد کتب المؤلف وسّود‬

‫ست صفحات کاملة وهو يسرد لنا تلك المصائب والهوال التي مرت علی أهل البیت في موقعة‬

‫الطف بکربلء ولکنه هذِه المرة لم ينسج علی منواله السابق ‪ ،‬فلم ينقل شیئًا عن سلیمان‬

‫البلخي ول ابن ابي الحديد فنسي نفسه أنه الن في مناظرة ومناقشه مع أهل السنة ؟ وطبعًا هذهِ‬

‫ل علی النفوس !!!‬


‫من عادته وترك العادة لیس أمرًا سه ً‬

‫ل ‪ :‬إن السیدة زينب والمام السجاد خطبا في المسجد ‪..‬؟!! عفوا أنشدا بعض‬
‫ثم يضیف قائ ً‬

‫البیات من الطويل بکلم موزون وفائق النظم ‪..‬؟!!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬أريد أن أعرف ‪..‬؟ هل بإمکان السیر الضعیف أن يقف أمام المل وبکل جرأة وحماسة‬

‫لیقول مثل هذِه البیات من الشعر في المسجد ‪،‬وهو المسكین کسیر الجناج مضطرب البال ‪ ..‬؟!!‬

‫أين ذهبت عقولكم ‪..‬؟‬

‫لقد ثبت بالخبر الصحیح ‪ :‬إن الحسین رضي ال عنه لم يذهب بابنه علي السجاد الی کربلء لنه‬

‫کان مريضا ‪ ،‬بل ولم يکن يقوی علی الحراك أو الركوب ‪!! ..‬‬

‫‪465‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم إن کان يزيد بهذا السوء والدرجة المتناهیة من القسوة فإنه والحال هذه لم يکن لیرعوي عن‬

‫قتل السجاد کما قتل أباه الحسین ‪..‬؟!! ولکن حقیقة المر علی خلف ما تقول أيها الخرف ‪ ،‬لنه‬

‫لم يکن لیقدر علیه أو يصل الیه لنه بطبیعة الحال کان في المدينة ‪!!!...‬‬

‫فلیس من المعقول إذًا أن تکتب وتقول ‪ :‬إن الحسین کان قد ذهب بابنه السجاد العلیل الی‬

‫الشام‪..‬؟!!‬

‫ثم تبالغ في کذبك لتقول ‪ :‬إنهم سمحوا له بمخاطبة الناس في المسجد ‪ ،‬حتی القی الرعب‬

‫والخوف في قلب يزيد فاضطر الی الخروج من المسجد ‪ !!..‬هذا بدل أن تقول ‪ :‬إنهم أخرجوا‬

‫السجاد من المسجد ‪!!....‬‬

‫فأنت تناقض نفسك وتشهد الناس علی کذبك ‪..‬؟!!‪.‬‬

‫ولکن لبد لنا أن نعرف حقیقة هؤلء الشیعة ‪..‬؟ وهو أنهم حینما يجتمعون في المجالس‬

‫الحسینیة ويبدؤا بمراسم العزاء فإنهم ينسون أنفسهم ولم يعودوا يشعروا أو يفهموا ما يقولون‬

‫فهم آنذاك يکونوا في حکم من رفع القلم عنه ‪ ...‬نعم سمه جنونا أو شیئا من فقدان الوعي ‪..‬؟!!‬

‫أذکر تماما عندما کنت صغیرآ‪ ،‬کانت أمي بین الحین والحین تحکي لنا قصة مقتل الحسین رضي‬

‫ال عنه ‪ ،‬وهي القصة بعینهاالتي کانت تذكر في المجالس الحسینیة حیث کانت تقول‪ :‬إن رأس‬

‫الحسین تکلم ونطق وهو علی رأس الرمح‪ !!..‬فقال يزيد‪ :‬اضربوه بالسوط !! وعندما کبرت‬

‫قرأت في أحد الکتب المتداولة بین الشیعة‪ :‬أن الرسول صلی ال علیه وسلم ينزوي بالشمر‬

‫قاتل الحسین في جانبا يوم القیامة ثم يسأُل شمرًا ويقول له ‪ :‬أخبرني کیف قتلت الحسین ‪..‬؟‬

‫فیخبره شمر بقصته کلها وکیف قتل الحسین وحز رأسه ‪ ،‬ويذکر له ما أصاب الحسین من المحن‬

‫والمصائب فیبکي النبي صلی علیه وسلم عندها بکاءًا ل تسأل عنه ‪....‬؟!!!‬

‫‪466‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نعم إن النبي صلی ال علیه وسلم وحسب إدعاء الشیعة سوف يبکي يوم القیامة‬

‫وکذلك نری ان مقیاس الضغظ عند المجلسي قد ارتفع وهو يکتب بحار النوار فقال‪ :‬ان ال‬

‫تعالی ينزل لیلة کل جمعة لیزور قبر الحسین ‪...‬؟!! کما قرأت منذ فترة وجیزة قوًل لحد الشیعة‬

‫ب اصحاب النبي صلی ال علیه وسلم حیث ارتفع ضغطه هو الخر وکتب‬
‫الذين ل هم لهم ال س ّ‬

‫هذِه العقیدة وملخص ما قال فیها ‪ :‬أن ال تعالى سافر في أحدی اللیالي حیث قضى تلك اللیلة‬

‫عند علي وكیف لو رأيت کم أثرت تلك الصفات علی المزور ‪!!...‬‬

‫ل ‪ :‬إن علیًا رضي ال عنه يأتي المدينة فینکس رأسة الشريف عند آبار المدينة ثم‬
‫ثم ذکر قائ ً‬

‫يبکي ويغتم لذلك غمًا شديدًا ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء السادس والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬إمرأة إنجلیزية كافرة تشهد على مظلومیة‬

‫الحسین‪!!...‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ل صحیحًا علی ما‬


‫قلت ‪ :‬إن مثلك مع هذا المرأة الذي يستأنس بقولها وتجعلها حجة لك ودلی ً‬

‫تدعیه کمثل قول القائل ‪:‬‬

‫عوی الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوی‬

‫لم تغن عنك کل الدلة والشواهد التي سقتها في کتابك ونقلتها عن سلیمان البلخي وسبط ابن‬

‫الجوزي وغیرهم لنها أصبحت سمجة وقديمة ومملة‪ ،‬فوجدت في هذه النجلیزية النکرة ضالتك‬

‫‪ ،‬فبنیت علی شهادتها وقولها صحة مذهبك وما علیه الشیعة کلهم كدلیل علی صدق ما تقول‬

‫وأنکم أحق بالحق من أهل السنة‪ ،‬وانه مادامت تقول هذا القول وتشهد لكم بهذه الشهادة‬

‫الباطلة ‪ ،‬إذا فل حیلة لديكم ولیس هناك قول يعلى علی قولها ‪...‬؟!!‬

‫‪467‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء السابع والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬فثبت أن نهضة المام الحسین علیه السلم‬

‫كانت نهضة دينیة ‪ ،‬وقد استشهد في سبیل ال ولنصرة دين ال عز وجل ‪ ،‬فلما يحضر الشیعي‬

‫والمحب في مجلس عزائه علیه السلم ويستمع إلى الخطیب وهو يشرح أسباب ثورة الحسین‬

‫وأهدافها ويسمع بأن الحسین علیه السلم خالف يزيد وقاتله ‪ ،‬لنه كان يعمل بالمنكرات ويرتكب‬

‫المحرمات ‪.‬‬

‫ويسمع الخطیب وهو ينقل كلم الحسین قائل ‪ :‬إني ما خرجت أشرا ول بطرا ‪ ،‬وإنما خرجت‬

‫لطلب الصلح في أمة جدي وأن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ‪ ،‬أو يسمع بأن الحسین علیه‬

‫السلم يوم عاشوراء أقام صلته في ساحة القتال مع أصحابه جماعة ‪ ،‬أو يقرأ في زيارته ‪:‬‬

‫أشهد أنك قد أقمت الصلة وآتیت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهیت عن المنكر ‪ ...‬فیلتزم بأن‬

‫يعمل بما عمل الحسین علیه السلم لن المحب لمن أحب مطیع ‪ ،‬لذلك كل عام في محرم حین‬

‫تكثر المجالس الحسینیة نجد كثیرا من الناس ع وخاصة الشباب ع على أثر حضورهم في تلك‬

‫المجالس واستماعهم لمواعظ الخطیب ونصائحه وتفسیره للنهضة الحسینیة‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬تعني بقولك هذا إن الفعل ليکون مذمومًا بذم ال تعالی له وسخطه وعدم رضا به حتی‬

‫يکون الحسین رضي ال عنه هو من يذمه ويسخطه ول يرتضیه لفاعله ‪ ...‬؟!!! ان کان الحسین‬

‫قد نهی عن فعل ما فالويل يومئذ لمن فعله أو ارتکبه ‪...‬؟‬

‫أيها القوم ‪ :‬علیکم أن تعلموا جیدًا إن ما أنتم فیه شرك صريح ‪ ،‬فالحسین رضي ال عنه لم يکن‬

‫اول شهید في هذه المة کما انکم لم ترفعوا قمیص الحسین رضي ال عنه ال لکي تطعنوا بهذا‬

‫الدين وحماته ورجاله وتشوهوا عقیدته ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫‪468‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إنکم والحق اقول إن شاءال لم تحترق قلوبکم يومًا علی الحسین رضي ال عنه قأنتم من‬

‫أخرجتم الحسین من المدينة ثم تخلیتم عنه واسلمتموه الی أعدائه وترکتموه يلقی مصیرة وحدُه‬

‫فاسمعوا مني ما أقول فهذا هو لسان حالكم ‪:‬‬

‫قال أهل الكوفة عجل يا إماماه‬

‫اوصدوا البواب بالوجه حین استجاب للندا‬

‫يا لهف نفسي وصل الكوفة اي حسیناه‬

‫نقضوا العهد وسلموا بالبیعة للعدا‬

‫نور عیني يا حسین قطعوا الرأس الشريف‬

‫ثم تراهم يبكون علیك نفاقا وريا‬

‫أيها الشیعة أعمالكم كسراب أوهبا‬

‫الشیعة تعني ملة الكفر يا رب النجا ‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والعشرون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬أول ‪ :‬زيارة القبور لیسععت بدعععة ‪ ،‬بععل هععي‬

‫سنة ‪ ،‬فقد كان رسول ال يزور القبور ‪ ،‬فإنه )ص( زار قبر أمه آمنة بالقرب من المدينة المنورة‬

‫وزار البقیع واستغفر للمدفونین فیه فعندنا أن زيارة قبور آل البیت من علئم اليمععان ولیععس كععل‬

‫مسلم بمؤمن ‪.‬‬

‫‪469‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬يريد أن يثبت لنا هذا المدعي الکذاب‪ ،‬أن اقامة هذهِ الشعائر الدينیة ومجالس العزاء کما‬

‫يسمونها ثابتة في کتب أهل السنة ‪ ،‬وانا لحد الن لم أعرف اي کتاب يقصده هذا المؤلف ‪ ..‬؟‬

‫ولکن مما لشك فیه فإنه قد يقصد بقوله هذا تلك الکتب التي ألفها الکنجي الشافعي وابن طلحة‬

‫والحمويني والخوارزمي والسکافي وسلیمان البلخي وابن ابي الحديد وابن الصباغ وسبط بن‬

‫الجوزي وغیرهم ‪ ،‬هؤلء الذين ما زال المؤلف يعتقد ويصر علی هذا العتقاد أن الذين أسلفنا‬

‫ذکرهم من أهل السنة ‪ ،‬فتعالوا لنری ماذا يقصد ‪ ،‬ومن الذين يعنیهم بقوله ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫يا للعجب ‪...‬؟!! إنه لم ينقل حتی عن هؤلء ؟!! إنه لم يقل ذلك ال من عند نفسه ؟ فهو يکتب‬

‫کل ما تهواه نفسه وتشتهیه ثم ينقله لنا في کتابه ‪.!!!...‬‬

‫ذکر في کتابه ‪ :‬ان النبي صلی ال علیه وسلم کان يبکي ويعلم بمقتل الحسین وما سیجري علیه‬

‫من هذِه الهوال والمصائب العظام ‪ ،‬فکان يعزي حسینًا قبل نزول البلء وحلول المّنیة ‪..‬؟!!‬

‫لکنه لم يقل لنا من أين نقل هذِه الروايات والحکايات ؟ وانتم اعزائي ل تنسوا أبدًا‪ ،‬ان الشیعة‬

‫يعتقدون أن النبي صلی ال علیه وسلم سیبکي يوم القیامة کذلك ‪...‬؟! إني اری إن الشیعة لم‬

‫يؤمنوا بالخرة حق اليمان‪ ،‬وال قولوا لي بربکم ‪ ،‬ألم يکن يزيد بأسوأ حاٍل وأکسفه بینما‬

‫الحسین في حاٍل من السعادة وعلوا المنزلة والقرب من المولى جل شأنه ‪ ،‬فلمه إذاً کل هذا‬

‫الحزن والصیاح والعويل والبکاء والدعاء علی النفس بالويل والثبور ‪...‬؟ إن کان ما يقوله‬

‫الشیعة حقًا ‪ ..‬؟!!!‪ .‬ال تتفقوا معي إن هذا من بدع الشیعة وخزعبلتهم ‪..‬؟‬

‫الدعاء التاسع والعشرون بععد المعائة الثانیعة وقعوله ‪ :‬ثانیعا ‪ :‬إذا ذهبتعم أنتعم إلعى قبعاب الئمعة‬

‫ومشاهد آل النبي )ص( التي يزورها الشیعة ‪ ،‬فستشاهدون بأعینكم أنها مراكز عبادة ال ‪ ،‬وهي‬
‫‪470‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فععالمؤمنون يسععألون‬ ‫ه(‪.‬‬


‫م ُ‬
‫سـ ُ‬
‫هــا ا ْ‬ ‫وي ُـذْك ََر ِ‬
‫في َ‬ ‫ع َ‬ ‫ه َأن ت ُْر َ‬
‫فـ َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ت أِذ َ‬
‫) ب ُُيو ٍ‬

‫حوائجهم من ال تعالى ويبتهلون إلیه خاشعین ‪ ،‬والمشاهد ل تغلق أبوابها لیل نهار إل سععويعات‬

‫في السبوع لجل التنظیف ‪،‬فالشیعي حینما يسافر إلععى تلععك المععزارات الشععريفة يلععتزم غالبععا فععي‬

‫الحضور فیها كل يوم ساعات عديدة ‪ ،‬وأكثرهم يفضلون الحضور فیها وقت السععحر إلععى مععا بعععد‬

‫طلوع الفجر ‪ ،‬وقبل الظهر إلى ما بعده ‪ ،‬وقبل المغرب إلى ما بعد العشععاء ‪ ،‬فیصععلون النوافععل ثععم‬

‫يقیمون الفرائض جماعة ‪ ،‬ويشتغلون بقراءة القرآن الكريم والدعاء ‪ ،‬بكل لهفععة ورغبععة ‪ ،‬وبكععل‬

‫خضوع وخشوع ‪ ،‬فأي هذه العمال بدعة ؟! إن المشاهد العتي يزورهعا الشعیعة إنمعا هعي أمعاكن‬

‫عبادة ال سبحانه ‪ ،‬منورة بنور أهل البیت علیهم السلم ومجللة بهالة قدسیة من شععجرة النبععوة‬

‫والعترة الهادية ‪ ،‬فلو لم تكن لهذه المشاهد أية فائدة إل التوفیق الذي يناله الععزائر عنععد حضععوره‬

‫فیها لكفت ‪ ،‬فیقضي ساعات من عمره بعبادة ربه متقربا إلیععه بتلوة القععرآن والععدعاء والتضععرع‬

‫إلیه وإظهار فقره وحععوائجه إلععى ربععه ‪ ،‬مسععتغرقا فععي المععور المعنويععة ‪ ،‬متوجهععا إلععى المراتععب‬

‫الخروية ‪ ،‬ومنصرفا عن المور المادية والمسائل الدنیويععة ‪ ،‬فهععل تعرفععون فععي بلدكععم و سععائر‬

‫البلد التي يسكنها أهل السنة محل مقدسا يحضره الناس على مختلف طبقععاتهم فععي كععل سععاعات‬

‫اللیععل والنهععار ‪ ،‬يشععتغلون بالعبععادة ويتقربععون إلععى الع تعععالى لنیععل السعععادة ‪ ،‬كهععذه الروضععات‬

‫المقدسة ؟! أما مساجدكم فل تفتح إل أوقات الفرائض ثم تغلق أبوابها ‪ ،‬وإني شاهدت فععي بغععداد‬

‫مرقععدي الشععیخ عبععد القععادر الجیلنععي وأبععي حنیفععة ‪ ،‬كععانت أبوابهععا مغلقععة ومععا فتحععت إل وقععت‬

‫الصلة ‪ ،‬فحضر بعض السوقیین المجاورين وصلوا مععع المععام الموظععف لمديريععة الوقععاف ‪ ،‬ثععم‬

‫خرجوا وأغلقت البواب ‪ ،‬ولكن مرقد المامین العسكريین ع علي بعن محمعد الهعادي وهعو عاشعر‬

‫الئمة ‪ ،‬وابنه الحسن الزكي ‪ ،‬وهو المام الحادي عشر للشیعة ع الذي يقع في مدينة سامراء فعي‬

‫‪471‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫العراق ‪ ،‬وسكان هذه المدينة من أهل السنة والجماعة ‪ ،‬وتوجد جالیة شععیعیة مستضعععفة فیهععا ‪،‬‬

‫وأما السادن وخدام الروضة المقدسة فكلهم من السنة الموظفین لمديرية الوقاف ‪ ،‬وقععد يصعععب‬

‫علیهم فتح أبواب الروضة قبل الفجععر ‪ .‬ولكععن بإلحععاح وإصععرار مععن الشععیعة والزائريععن يفتحععون‬

‫أبوابها قبل الفجر ويدخل الزائرون والمجاورون من كل بععاب ‪ ،‬ويشععتغلون بالنوافععل والعبععادات ‪،‬‬

‫ول يوجد أحد من أهل السنة في تلك الجموع ‪ ،‬حتى خدام الروضة والمسععؤولین علیهععا ‪ ،‬بعععد أن‬

‫يفتحوا الباب يذهبوا لیناموا ‪ ،‬وإني أسأل ال سبحانه أن يوفقكم لتسععافروا إلععى العععراق لتقايسععوا‬

‫بیعععن معععدينتین متقعععاربتین عععع المسعععافة بینهمعععا ل تقعععل ععععن العشعععرة كیلعععو معععترات عععع ‪.‬‬

‫إحداهما مدينة الكاظمیة ‪ ،‬وهي تضم مرقد المامین الجوادين الكعاظمین علیهمععا السععلم عع المععام‬

‫السابع موسى بن جعفر ‪ ،‬والمام التاسع محمد بن علععي عع وهععي مععن مراكعز الشعیعة ‪ ،‬والخععرى‬

‫مدينة بغداد ‪ ،‬وهي عاصمة العراق ومركز أهل السنة والجماعة ‪ ،‬وفیها مرقد الشیخ عبد القععادر‬

‫الجیلني ‪ ،‬وإمامكم العظم أبي حنیفة ‪ .‬سافروا إلى هاتین المدينتین وقايسوا بینهما حتى تنظروا‬

‫بأعینكم إلى آثار تعالیم أهل البیت علیه السععلم وانطبععاع الشععیعة عنهععم ! فتحسععون ببركععات تلععك‬

‫القباب المنیرة وتععدركون بركاتهععا الشععاملة علعى الزائريععن والمجععاورين لهعا ‪ ،‬فععإن كععثیرا منهععم‬

‫ينامون أول اللیل حتى يستیقظوا وقت السحر ساعتین قبل الفجر ‪ ،‬لیحضروا في روضة المامین‬

‫الجوادين علیهما السلم برغبة واشتیاق ‪ ،‬فیقیموا نافلة اللیل ويشتغلوا بالدعاء والعبادة ‪ ،‬وكثیر‬

‫منهم أصحاب متاجر كبیرة ومهمة في بغداد إل أن دور سكنهم في الكاظمیة ‪ ،‬فیقضون سععاعة أو‬

‫أكثر فععي الروضععة المقدسععة بالعبععادة والععدعاء ‪ ،‬ثععم يععذهبون إلعى متععاجرهم وأشععغالهم واكتسععاب‬

‫معايشهم ‪ ،‬ولكن إذا نظرتععم إلععى أكععثر أهععالي بغععداد ‪ ،‬وهععم مععع السععف منهمكععون فععي المعاصععي‬

‫‪472‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ومستقرون في الفسوق والملهي ‪ ،‬فالمقامر ودور البغاء والفجور وحانات الخمعور ‪ ،‬تعمعل لیعل‬

‫نهار ‪.‬‬

‫النواب ‪ :‬سیدنا الجلیل ! إني أصدقك وأقبل كلمك ‪ ،‬ويحق أن ألعن نفسي ‪ ،‬إذ كنت جععاهل بمقععام‬

‫قبل سنین سافرت من هذا‬ ‫آل رسول ال )ص( وشأنهم ‪ ،‬فتبعت أناسا ما كان لي أن أتبعهم ‪.‬‬

‫البلد مع قافلة كبیرة من أهل بلدتي ونحلتي إلى بغععداد وقصععدنا قععبر المععام العظععم أبععي حنیفععة ‪،‬‬

‫والشیخ عبد القادر )رض( وكنا نبغي زيارتهما ‪ ،‬راجین بها الجر والثواب ‪ ،‬فانفردت يومععا عععن‬

‫أصحابي وذهبت إلى روضة المامین الجوادين ‪ ،‬فرأيت الوضع كما وصععفتم ‪ ،‬ولكععن لمععا رجعععت‬

‫إلى أصحابي وعرفوا بأني ذهبععت إلععى تلععك الروضععة المقدسععة ‪ ،‬تحععاملوا علععي وعععاتبوني عتابععا‬

‫شديدا ! فاعتذرت إلیهم بأني ما ذهبت بقصد الزيارة والتقععرب إلعى الع عععز وجعل ‪ ،‬وإنمععا ذهبعت‬

‫للتفرج والستطلع ‪ ،‬فسكتوا عني !!‬

‫وأنا الن أراجع نفسي وأتعجب كععثیرا ‪ ،‬فععأقول لمععاذا تكععون زيععارة المععام العظععم والشععیخ عبععد‬

‫القادر في بغداد جائزة ‪ ،‬وزيارة الخواجة نظام الدين في الهند جائزة ‪ ،‬وموجبة للجر والثععواب ‪،‬‬

‫حتى أن جماعة كثیرة ع كلب عام ع يشدون الرحال إلیهم من هذه البلد ويقطعون مسافات بعیععدة ‪،‬‬

‫ويصرفون أموال كثیرة ‪ ،‬وهم يقصدون التقرب إلى ال سبحانه ‪ ،‬ويعتقدون أنهم يحسنون صعنعا‬

‫ويكتسبون ثوابا وأجرا !!‬

‫عجبا هذه الزيارات موجبة للجر والثواب ‪ ،‬مع علمنا بان النبي )ص( لم يذكر فیهعم خعبرا ‪ ،‬ولعم‬

‫يذكرهم بمدح و ثناء ‪ ،‬ولكن زيارة الحسین ‪ ،‬ريحانة رسول ال )ص( الذي جاهد فععي سععبیل ال ع‬

‫وضحى بنفسه للدين ‪ ،‬وقد وردت في شأنه وفي فضله الحاديث النبوية الشريفة الكثیرة المروية‬
‫‪473‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫في كتب كبار علمائنا ‪ ،‬تكون بدعة ؟!! ولقد نويت الن وعزمت على أن أذهب هذا العام إن شاء‬

‫ال ‪ ،‬وأتشرف لزيارة سععیدنا الحسععین ‪ ،‬وأحضععر عنععد مرقععده المقععدس ‪ ،‬قربععة إلععى الع تعععالى ‪،‬‬

‫وطالبا لمرضاته ‪ ،‬وراجیا منه سبحانه أن يعفو عما سلف مني ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬ذکر المؤلف أوًل وتطرق في حديثه الی ذکر القبور فقال ‪ :‬فهذِه هي قبور الئمة في‬

‫العراق ‪ ،‬قبر المام موسی الکاظم والمام العسکري في سامراء ‪ ،‬وکذلك هناك قبور ائمة أهل‬

‫السنة ‪ ،‬قبر عبد القادر الجیلني وقبر المام ابي حنیفة‬

‫س بین هذِه المواضع وتلك ‪ !...‬فأما قبر الوابین موسی الکاظم‬


‫ثم تراه يقوم بموازنة وقیا ٍ‬

‫والعسکري فتری الزحام فیها علی أشده ‪ ،‬بینما قبور أئمة أهل السنة فل تفتح ال للصلة فقط ‪،‬‬

‫کما ل يری فیها أثرًا للعبادات الخری ‪.!!!...‬‬

‫قلت‪ :‬ما أسعدك وأنت تستدل بهذا الستدلل التافه الذي تأباه نفس كل مسلم موحد حر ‪ ،‬فهذا من‬

‫غیر ريب أوشك أحد حبائل الشیطان التي القاها الیك فما اسرع عدوكم في الباطل وابطأكم في‬

‫الحق ‪ ،‬ثم علیك أن تعرف التي ‪:‬‬

‫اوًل ‪ :‬إن عبادة القبور عند أهل السنة من العمال والعبادات الباطلة الشنیعة ‪.‬‬

‫ثانیًا ‪ :‬إن قیاسك هذا علی مساجد أهل السنة من أبطل الباطل ‪ ،‬فلیس هناك مزية للموضع الذي‬

‫دفن فیه موسی الکاظم علی غیره من المساجد ‪ ،‬بل إن الصلة في المسجد الذي يضم قبورًا‬

‫باطلة عند جمهور العلماء ال من شذ منهم ‪،‬هذا من جهة ومن جهة أخری ‪ ،‬فإن أهل السنة ل‬

‫ل منهم إنما يصلي في المسجد الذي يلیة ‪.‬‬


‫يزاحمون أمثالکم علی موضع من المواضع لن ک ً‬

‫‪474‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فکیف تقیس اذًا ذلك الموضع الشرکي الذي يعبد فیه ذلك المقبور من دون ال تعالی ببیت من‬

‫بیوت ال تعالی فیه اناس يحبون ان يتطهروا رجال ل تلهیهم تجارة ول بیع عن ذکر ال ‪ ...‬؟!!‪.‬‬

‫تقیس موضعًا يفد الیه المشرکون امثالکم من إقطار الرض کلها بمسجد من مساجدنا ‪ ..‬؟ کان‬

‫الولی بك أن تقیس ذلك الموضع بالمسجد الحرام فهو الذي أباحت لنا شريعتنا وديننا أن نشد‬

‫الیه رحالنا ونطوف به و نتعبد فیه ل الواحد الحد الفرد الصمد ‪...‬؟!!‬

‫يقول هذا المأفون الهتر‪ :‬هل إن قبر عبد القادر الجیلني اولی بالزيارة من قبر موسی الکاظم‬

‫وهو من ذرية الرسول صلی ال علیه وسلم ومن ذلك النسب الشريف ‪..‬؟‬

‫قلت ‪ :‬ل يجوز بأي حال من الحوال ولم يأت ذلك في کتاب ال تعالی او سنة النبي صلی ال‬

‫علیه وسلم زيارة القبور لطلب الحاجات أو کشف الکربات ورفع الهموم والملمات مهما عظم‬

‫قدر ذلك المدفون ‪ ،‬ومهما عرف عن صاحب هذا القبر من الصلح والفلح والسیرة الحسنة فإن‬

‫کل ذلك إنما ينفع صاحب المقام وحدة دونما سواه کما ان هذا العمل ل يبیح لکم مثل هذِه العمال‬

‫المنکرة الشنیعة ‪ ،‬کما ل يجوز طلب ذلك من الرسل والملئکة ومن سواهم ‪.‬‬

‫الدعاء الثلثون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬الفرق بین السلم واليمان‬

‫قلت ‪ :‬أول ‪ ، :‬قولك ‪ :‬جمهور علماء السلم ل يفرقون بینه وبین اليمان ‪ .‬فغیر صحیح ‪ ،‬لننا‬

‫نجد في الكتب الكلمیة اختلفا كثیرا حول الموضوع ل بین الشیعة والسنة فحسب ‪ ،‬بل نجد‬

‫الختلف ساريا في أقوال أهل السنة والجماعة أنفسهم أيضا ‪ ،‬فالمعتزلة على خلف الشاعرة ‪.‬‬

‫وبعض علماء الشافعیة والحنفیة على خلف رأي أحمد ومالك ‪.‬‬

‫قال َ ِ‬
‫ت‬ ‫ثانیا ‪ :‬ل يرد إشكالك على كلمي ‪ ،‬لن كلمي صدر على أساس قوله تعالى ‪َ ) :‬‬

‫‪475‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫َ‬ ‫اْل َ ْ‬
‫ل‬
‫خ ِ‬ ‫ول َ ّ‬
‫ما ي َدْ ُ‬ ‫سل َ ْ‬
‫مَنا َ‬ ‫قوُلوا أ ْ‬
‫كن ُ‬
‫ول ِ‬
‫مُنوا َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫قل ل َ ْ‬
‫م تُ ْ‬ ‫مّنا ُ‬
‫بآ َ‬
‫عَرا ُ‬

‫قُلوب ِ ُ‬
‫كمْ( ‪ .‬فالية الكريمة تصرح بأن السلم والتسلیم في الظاهر ‪،‬‬ ‫في ُ‬
‫ن ِ‬
‫ما ُ‬ ‫ا ِْ‬
‫لي َ‬

‫واليمان يرتبط بالقلب ‪ ،‬والية تنفي إيمان قوم في حین تثبت إسلمهم ‪ ،‬فالمسلم ‪ ،‬من شهد‬

‫بالتوحید والنبوة فقال ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال ‪ ،‬وأشهد أن محمدا )ص( رسول ال ‪ .‬فحینئذ‬

‫يكون للمسلم ما للمؤمنین في الدنیا ‪ ،‬من الحقوق الجتماعیة والمدنیة والشخصیة ‪ ،‬دون الخرة‬

‫خل َ ٍ‬
‫ق(‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬ ‫في اْل ِ‬
‫خَر ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫‪ ،‬فقد قال تعالى ‪َ ) :‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يقول الؤلف ويدعي أن السني قال ‪ :‬ولذلك فإن جمهور المة قد اتفقوا علی أن السلم هو‬

‫اليمان وأنهما ل يفترقان ‪ ،‬ولکنکم خالفتم الجمهور حینما فرقتم بین السلم واليمان ‪ ،‬وطبعًا‬

‫أنا علی يقین ان السني لم يقل ذلك قطعًا ‪...‬؟!!!‬

‫قلت ‪ :‬ل أدري ول أحصي عددًا لما يجب علی خوضه من تلك المیادين العديدة ‪...‬؟؟‬

‫فإلی وقت قريب وانا أرد وأجیب علی أباطیل ابن ابي الحديد السني ‪ !!..‬والن يتحتم علي‬

‫مناقشة السّني أيضًا ‪ ،‬فهو يقول ‪ :‬ل فرق بین السلم واليمان ! والکل يعلم ان هناك فرقًا‬

‫واضحًا وبونًا شاسعًا بین المفهومین والکلمتین ‪ ،‬والمؤلف بالطبع لم يذکر ذلك ال لکي يستدل‬

‫بهذا القول علی أحقیة الشیعة وصحة مذهبهم وعقیدتهم ‪..‬؟!! کما أنه من المحال أن يقول سن ّ‬
‫ي‬

‫ل فرق بین المفهومین ‪!!....‬‬

‫ي خوض غمارها ومعمعتها ‪.‬‬


‫فماذا عساي أن أجیبك ‪..‬؟ هذِه حرب تحتم عل ّ‬

‫‪476‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وعندما تمعنت بأقوالك وأعدت النظر فیها مرات عديدة وجدتها مجرد ادعاءات مصطنعة ‪ ،‬فأنت‬

‫تنسب القول من قولك الینا ‪ ،‬ثم ترينا عبقريتك واجتهادك في دحض هذا القول أو ذاك ثم ترد‬

‫علیه ‪...‬؟!!‬

‫إذا علیك أن تتصور ولو مجرد تصور إننا مثل ذلك السني المزعوم الذي ورد في کتابك ‪ ،‬ولکننا‬

‫ل نعرف اسمه ول حتی عنوانه ‪ ،‬کما إننا نجهل أصله وفصله ؟!! نعم دعنا نکون مثله ‪ ،‬فلم‬

‫نتذکر أو يأتي ببالنا ولو مرة قول الحق تبارك وتعالی ‪:‬‬

‫» فالت العراب آمّنا قل لم تؤمنوا ولکن قولوا أسلمنا ولّما يدخل اليمان في قلوبکم وان تطیعوا‬

‫الحجرات‪.14/‬‬ ‫ال ورسوله ل يلتکم من اعمالکم شیئا إن ال غفور رحیم «‬

‫بما اننا ل نعتقد صحة ما ذکره هذا المدعي الکذاب من تلك الکاذيب المصنوعة ولکننا کذلك‬

‫وبناءًا علی ما صح لدينا من أحاديث البشیر النذير نعرف جیدًا أن لليمان درجات ولکن الهم‬

‫من ذلك ‪ ،‬ماذا کان يريد هذا الفاك ‪ ،‬وماذا يعتقد من وراء إثارة هذا الموضوع اثناء المناظرة‬

‫المزعومه ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء الحادي والثلثون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬إذا كنتم ملتزمین بهذا الصل العام ‪ ،‬إن‬

‫كل من نطق بالشهادتین فهو مسلم ومؤمن وأخ في الدين ‪ .‬فلماذا تطعردون الشعیعة وترفضعونهم‬

‫بل تعادونهم ‪ ،‬ول تحسبون مذهبهم من المذاهب السلمیة ! وكلكم تعلمون بأن الشیعة يشهدون‬

‫أن ل إله ال ‪ ،‬وأن محمععدا رسععول الع وخعاتم النععبیین ‪ .‬ويعتقععدون بععأن القععرآن كلم الع العزيععز‬

‫ويلتزمون بكل ما جاء به المصطفى )ص( فیصلون ويصومون ويزكون ويحجون ويجاهدون في‬

‫سبیل الع ويععأمرون بععالمعروف وينهععون عععن المنكععر ‪ ،‬ويعتقععدون بععالبعث والمعععاد وبالمحاسععبة‬

‫‪477‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل ذَّر ٍ‬
‫ة‬ ‫مث ْ َ‬
‫قــا َ‬ ‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ع َ‬
‫من ي َ ْ‬ ‫خْيرا ً ي ََرهُ َ‬
‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫مث ْ َ‬
‫قا َ‬
‫ل ذَّر ٍ‬ ‫م ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ع َ‬
‫من ي َ ْ‬ ‫والجزاء ) َ‬
‫ف َ‬

‫شّرا ً ي ََر ُ‬
‫ه ( لذلك يلتزمون بترك القبائح والمحرمات كالظلم والسععرقة والخمععر والزنععا والقمععار‬ ‫َ‬

‫واللواط والربا والكذب والفتراء والنمیمة والسحر وغیرها من المحرمات ‪.‬‬

‫فنحن معكم نعتقد بإله واحد ونبي واحد ودين واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة ‪ ،‬ومع ذلك كله‬

‫نراكم تفترون علینا وترموننا بالكفر والشرك ! وهذا ما يريده الجانب والمستعمرون ويفرحون‬

‫منه ‪.‬‬

‫فلماذا هذا الظلم والجفاء وهذا التقول والفتراء علینا ؟!!‬

‫ألم نكن معكم متفقین على دين واحد ‪ ،‬ومتفقین على أصوله وفروعه وأحكامه ؟ غیر المامة‬

‫والخلفة ع وأما الختلف الموجود بیننا وبینكم في بعض الحكام الفرعیة ‪ ،‬فهو اختلف نظري‬

‫ورأي فقهي ‪ ،‬كالختلف الواقع بین الئمة الربعة لهل السنة والجماعة ‪ .‬بل في بعض المسائل‬

‫تكون اختلفاتهم أشد من اختلفنا مع بعضهم ‪ .‬هل أعددتم جوابا لیوم الحساب إذا سئلتم عن‬

‫سبب هذا الموقف البغیض والحقد العريض على الشیعة المؤمنین ؟ وهل يقبل منكم إذا قلتم ‪ :‬إننا‬

‫اتبعنا أسلفنا من الخوارج والنواصب ‪ ،‬المعادين للعترة الهادية والفرقة الناجیة ؟!! فلیس‬

‫للشیعة ذنب ‪ ،‬سوى أنهم سلكوا الطريق الذي رسمه النبي )ص( بأمر ال سبحانه ‪ ،‬فأمر‬

‫المسلمین بمتابعة أهل بیته وإطاعة عترته من بعده ‪.‬‬

‫‪478‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬إنك وال أشأم علی قومك من البسوس علی قومها فلو أنك آثرت السکوت لثرتك العافیة‬

‫ولکن أبي ال تعالی ال أن يفضحکم في عقر دارکم ‪ ،‬فقل لنا الن ‪ :‬ما الذي دعاك الی نسج هذا‬

‫الکذب ورصف هذِه المقدمات لترمي بکل ذلك علی کاهل ذلك السني المزعوم ‪ ،‬ال يسعك ويغنیك‬

‫عن کل ذلك الهتر أن يبدي لنا عن مکنون نفسك لتوجه الینا سؤالك بکل وضوح وصراحة ‪ ،‬وآن‬

‫لي أن أجیبك لدحض قولك الباطل هذا فأقول ‪ :‬إننا معشر أهل السنة والجماعة ل نکفر عامة‬

‫الشیعة بل إننا نعتبرهم في معزل مما أنتم فیه من هذا اللحاد والشرك الذي أرکست فیه أنت‬

‫وأمثالك ‪ ،‬نعم ل نکفر عوام الشیعة ‪ ،‬ولم يقل بذلك أحٌد کما ل نقل بکفر من سب الصحابة وهذِه‬

‫هي عقیدتنا السلفیة التي آمنا بها وال فالبعض من المسلمین يری کفر من لم يقل بخلفة ابي‬

‫بکر رضي ال عنه وإمامته ‪ ...‬؟!!‬

‫ومما ل شك فیه إننا إذا رأينا أحدًا من الشیعة أو حتی من السنة کذلك يصدر عنه من الفعال ما‬

‫تحبط عمله وتضل سعیه من تلك الفعال الشرکیة كطواف الرجل بقبر المام الرضا والتوسل به‬

‫وسؤال صاحب القبر أن يکشف عنه ضره وأن يحقق له طلبته فإننا في هذِه الحالة ننبه هذا‬

‫الضال على خطأه ونخبره أنه بذلك قد ارتكب عمل شركیا قد يخرجه من اللة ويکفر بسببه ‪،‬‬

‫فعلیه المسارعة بالتوبة ‪ ،‬أما اذا استمر وتمادی في غیه وشرکه وضلله وأصر علی فعلته فعند‬

‫ذلك ل نتردد ول نشك في کفره وشرکه ‪ ،‬فإذا کان مرتکب الخطیئة الذنب ذلك الشخص بعینه‬

‫فمن الظلم أن نتعدی بالحکم الی غیره ‪..‬؟!! سبحانك هذا بهتان عظیم ‪.‬‬

‫لبد لك أن تعرف إن قول الشهادتین والنطق بها ل تجعل النسان مسلمًا‪ ،‬فالبهائیون‬

‫والقاديانیون ومنکروا حديث النبي صلی ال علیه وسلم کلهم يقولون ذلك ‪ ،‬ولکن أنتم الشیعة‬

‫‪479‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫انفسکم ل تعتبرونهم من جملة المسلمین ‪ ،‬لماذا ‪..‬؟ لنهم ادخلوا في السلم وابتدعوا في الدين‬

‫أموراً تخرجهم من السلم الی الکفر وانتم تعرفون ذلك جیدًا ‪...‬؟!!‪ .‬فلو أعلن الشیعة وعلی‬

‫صعید واحد وقالوا‪ :‬ان القرآن کتاب ال محرف وناقص ‪ ،‬فإننا حینئذ نعتبرهم کفارا ومرتدين‬

‫ولن تنفعهم يومئذ قولهم لل اله ال ال شیئًا ‪ ،‬ولکن نحن بطبیعة الحال علی يقین أن الشیعة‬

‫کلهم لم يقولوا ذلك ‪ ...‬نعم لم يقولوا أن کتاب ال محرف مبدل کما هو الحال عند أهل الکتاب‬

‫ولذلك فنحن ل نعمم هذا الحکم علی الجمیع ‪ ،‬لنهم ل يرون ذلك ول يقولون بتحريف القرآن ‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والثلثون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬ولكننا نستند على أدلة عقلیة ‪ ،‬ونقلیععة مععن‬

‫أحاديث رسول ال )ص( في وجوب متابعة علي علیه السلم وأبنائه الئمة الطیبین ‪ ،‬وقععد نقلععت‬

‫لكم بعض الحاديث الشريفة من كتبكعم المعتععبرة ومصعادركم المشعتهرة كحعديث الثقلیععن وحعديث‬

‫السفینة وباب حطة وغیرها ‪ .‬وإذ تنصععفونا وتععتركوا العنععاد واللجعاج ‪ ،‬لكفعى كععل واحعد مععن تلععك‬

‫الحاديث في إثبات قولنا وأحقیة مذهبنا ‪ ،‬وأما أنتععم فلیععس عنعدكم حعتى حعديث واحعد ععن النععبي‬

‫)ص( يأمر أمته بمتابعة الشعري أو ابن عطاء في مسائل أصول الدين ‪ ،‬أو العمل بآراء وأقععوال‬

‫مالك بن أنس أو أحمد بن حنبعل أو أبعي حنیفعة أو محمعد بعن إدريعس الشعافعي فعي فعروع العدين‬

‫وأحكام العبعادات والمعععاملت ‪ ،‬لیععت شعععري مععن أيععن جعاء هععذ النحصععار ؟!! فععاتركوا التعصععب‬

‫لمذهب الباء والمهات والتمسك بالتقالید والعادات ‪ ،‬وارجعوا إلى القرآن الحكیم وأحاديث النععبي‬

‫الكريم )ص( فلو كان عشر هذه الروايات والحاديث المروية في كتبكم والواصلة عن طرقكم فععي‬

‫متابعة أهل البیت علیهم السلم ‪ ،‬لو كانت في حق واحد من أئمة المذاهب الربعة لتبعناه وأخذنا‬

‫برأيه وعملنا بقوله ‪.‬‬

‫‪480‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يريد المؤلف أن يجعل من نفسه قاضیًا بین اثنین من أهل السنة لیفصل بینهما فاستمع الیه وهو‬

‫يقول ‪ :‬وإذ تنصفونا وتتركوا العناد واللجاج ‪ ،‬لكفى كل واحد من تلك الحاديث في إثبات قولنا‬

‫وأحقیة مذهبنا ‪ ،‬وأما أنتم فلیس عندكم حتى حديث واحد عن النبي )ص( يأمر أمته بمتابعة‬

‫الشعري أو ابن عطاء في مسائل أصول الدين ‪ ،‬أو العمل بآراء وأقوال مالك بن أنس أو أحمد‬

‫بن حنبل أو أبي حنیفة أو محمد بن إدريس الشافعي في فروع الدين وأحكام العبادات والمعاملت‬

‫قلت ‪ :‬نحن السلفیون ل نقر لحد أو نجیز له أن يقلد أحد الئمة الربعة تقلیدًا أعمی کما أن‬

‫العقلء من هذِه الئمة وممن قال بجواز التباع والتقلید للئمة الربعة لم يقلدوا هم انفسهم‬

‫هؤلء الئمة ذلك التقلید الذي تتصوره ‪ !!...‬فهم لم يتبعوا أمامًا من الئمة في کل قول يقوله ‪،‬‬

‫بل يأخذون منه ويدعون ‪ !!!..‬ثم إن أتباع هذِه المذاهب الربعة قد افترقوا من حديث المفهوم‬

‫للتباع والتقلید الی ثلث فرق ‪ :‬الفرقة الولی ‪ :‬وهي تمثل السواد العظم من المسلمین تری‬

‫أنه ل يجوز التعصب للمذهب وإنما إذا صح الحديث فوجب اتباعه والعمل به ‪.‬‬

‫الفرقة الثانیة ‪ :‬وهی کذلك لها من نفوذ الکلمة وکثرة التباع والنصار ما ل يستهان به ‪ ،‬فهذِه‬

‫الفرقة کذلك تری أنه يجب علی المسلم أن يتبع الحديث والدلیل الشرعي في کل ما يقوله ‪،‬‬

‫ولکنها في الوقت نفسه تری العمل بالحديث الضعیف الذي عندها ولو خالف ذلك حديثا صحیحا‬

‫قد يرد في صحیح البخاري ومسلم وغیرهما من کتب الحديث ‪ ،‬فهم يصرون علی العمل به ‪،‬‬

‫معتقدين أن ذلك من قول النبي صلی ال علیه وسلم ولیس من قول إمامهم ‪.‬‬

‫‪481‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الفرقة الثالثة ‪ :‬وهذِه أضعف الفرق عندنا ‪ ،‬وقولهم مردود ل يعتد به ول يعتمد علیه ول تقوم به‬

‫الحجة حیث إنهم قالوا أقواًل ثم نسبوها الی إمامهم بل وقدموها علی قول المعصوم علیه الصلة‬

‫والسلم ‪.‬‬

‫ومن عجیب التفاق أن نرى الشیعة كلما أرادت أن تعلن عن رغبتها في الوحدة والتقارب مع‬

‫حی بنفسها عن الفرقة الولی والثانیة وهما يشكلن السواد العظم من‬
‫أهل السنة فإنك تجدها تتن ّ‬

‫أهل السنة والجماعة ولیس هذا فحسب بل وتنعتهم بالوهابیین ‪ ،‬ثم تعقد صفقتها مع تلك الفرقة‬

‫الشاذة المردودة وهي الفرقة الثالثة وأعني بذلك طائفة الصوفیة ‪....‬؟!!!‬

‫الدعاء الثالث والثلثون بعد المائة الثانیععة وقععوله ‪ :‬والن تععذكرت حععديثا نبويععا نقلععه كععثیر مععن‬

‫علمائكم وأعلمكم ‪ ،‬أنقله لكم بالمناسبة لتعرفوا أن الشیعة ل يتبعععون علیععا وأبنععاءه عععن تعصععب‬

‫وهوى ‪ ،‬بل بأمر من ال ورسوله )ص( ولیس إلى الحق والجنععة سععبیل غیععر مععذهب أهععل الععبیت‬

‫علیهم السلم وهو مذهب رسول ال ) ص( ‪.‬‬

‫روى الشیخ سلیمان الحنفي القندوزي في كتابه ينابیع المودة الباب الرابع ‪ /‬عن فرائد السععمطین‬

‫لشیخ السلم الحمويني بسنده عن سعید بن جبیر عن ابن عباس ع رضي ال عنهما ع قععال ‪ :‬قععال‬

‫رسول ال لعلي بن أبي طالب ‪ :‬يا علي أنا مدينة العلم و أنت بابها و لن تؤتى المدينة إل من قبععل‬

‫الباب ‪ ،‬و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لنك مني و أنا منك ‪ ،‬لحمك مععن لحمععي و دمععك مععن‬

‫دمي و روحك من روحي و سريرتك من سريرتي و علنیتك مععن علنیععتي ‪ ،‬سعععد مععن أطاعععك و‬

‫شقي من عصاك ‪ ،‬و ربح من تولك ‪ ،‬و خسر من عاداك ‪ ،‬و فاز من لزمك ‪ ،‬و هلك من فارقععك ‪،‬‬

‫‪482‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫مثلك و مثل الئمة من ولدك بعدي ‪ ،‬مثل سفینة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنهععا غععرق ‪ ،‬و‬

‫مثلهم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القیامة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬مازال هذا الرجل يتبع سفاسف المور ويسترسل في ذکر القوال الباطلة فهو هذِه المرة‬

‫جاءنا بحديث من کتبنا المعتمدة وأصولنا المعتبره ‪..‬؟! ولکني تذکرت شیئًا کدت أنساه ‪....‬؟!!‬

‫فدعوني أقول لکم هذِه الحقیقة ‪ :‬هل تعلمون أن الشیعة لم يکن لهم بّد من السیر في هذا الطريق‬

‫الوعر ‪ ،‬فاستمعوا الیه ماذا يقول ‪ :‬نقل سلیمان البلخي في کتابه )ينابیع الموده( عن فرائد‬

‫الحمويني عن ابن عباس حبر المة أن رسول ال صلی ال علیه وسلم قال لعلي أمیر الؤمنین‬

‫علیه السلم ‪ ) :‬يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها ولن تؤتی المدينة ال من قبل الباب وکذب من‬

‫زعم أنه يحبني ويبغضك لنك مني وأنا منك لحمك لحمي ( إذا فالحديث يقول بکل صراحة‬

‫ووضوح إنك يا علي أنت الباب الذي لن يؤتی أحد شیئًا من العلم ال إذا جاء من هذا الباب‬

‫والمقصود به أنت يا علي ‪!!....‬‬

‫ثم يقول ‪ :‬بأن لحم علي وروحه ودمه وظاهرة وباطنه إنما هو لحمي وروحي ودمي وظاهري‬

‫وباطني ‪ ،‬وإن طاعتك سعادة وإن مخالفتك ومعصیتك عذاب وشقاء!!‬

‫قلت‪ :‬إننا حینما نناقشکم ونرد علیکم فإننا ل نرتضي من الدلة والحاديث ال أصحها واثبتها‬

‫جیة والستدال ‪ ،‬أما أنتم حینما‬


‫وأقواها والتي تعتبر عندنا بالمرتبة الولی من حیث الح ّ‬

‫تحاججوننا فإنکم ل تأتوآ من الدلة ال بکل نطیحة ومتردية والتي هي في الدرجة الرابعة من‬

‫حیث الحجیة والستدلل ‪.‬‬

‫‪483‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أل يجدر بکم أن تدعوا عنکم هذا التمادي في الغي والتعجرف الذي ل يلیق بالعلم وأهله ‪،‬‬

‫فالسنة علماءًا وعوام ل يقبلون مثل هذِه الدلة الواهیة ‪ ،‬کما إنهم ل يضعون في بالهم أي‬

‫اعتبار أو حساب لسلیمان البلخي وابن ابي الحديد وامثالهما من أئمة السوء وعلماء الضللة ‪،‬‬

‫ثم يجب أن تعلموا ذلك جیدًا ‪ :‬إن هذا الحديث قد اتفق العلماء علی رده وبطلنه وقالوا بالحرف‬

‫الواحد إنه کذب بالتفاق ‪.....‬؟!‬

‫وقد ذکر ذلك والهیثمي والذهبي والقرطبي وابن عدي واللباني وغیرهم من أئمة السلم علیهم‬

‫الرحمة ‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والثلثون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬ويصرح النبي )ص( في حديث الثقلین الععذي‬

‫اتفق علماء المسلمین على صحته ‪ ،‬إنكم ما إن تمسكتم بالقرآن وبأهل بیتععه وعععترته لععن تضععلوا‬

‫بعده أبدا ‪ ،‬وقد تكلمت حول هذا الحديث بالتفصیل في اللیالي الماضیة وذكععرت لكععم مصععادره مععن‬

‫كتبكم ومسانیدكم ‪ ،‬ولكن بالمناسبة أقول ‪ :‬إن ابن حجر الهیثمي وهو ممن ل يتهم عندكم بشععيء‬

‫بععععل ل ينكععععر أحععععد تعصععععبه فععععي مععععذهبه وتمسععععكه بطريقععععة أهععععل السععععنة والجماعععععة ‪.‬‬

‫قال في كتاب الصواعق المحرقة ‪ /‬الفصل الول من الباب الحادي عشر عند ذكره اليات الكريمة‬

‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ق ُ‬
‫فو ُ‬ ‫و ِ‬
‫النازلة في شأن أهل البیت علیهم السلم فیقول في ذيل الية الرابعة قوله تعالى ‪َ ) :‬‬

‫ؤوُلو َ‬
‫ن( أي عن ولية علي وأهل الععبیت ‪ ....‬قععال ابععن حجععر ‪ :‬وأخععرج الترمععذي‬ ‫س ُ‬
‫م ْ‬
‫هم ّ‬
‫إ ِن ّ ُ‬

‫وقال ‪ :‬حسن غريب ‪ ،‬إنه )ص( قال ‪ :‬إني تارك فیكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ‪ :‬أحععدهما‬

‫أعظم من الخر و هو كتاب ال عز وجل ‪ ،‬حبععل ممعدود مععن الرض إلعى السععماء و ععترتي أهعل‬

‫بیتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحععوض ‪ ،‬فععانظروا كیععف تخلفععوني فیهمععا ؟! قععال ‪ " :‬وأخرجععه‬

‫أحمد " في مسنده بمعناه ولفظه ‪ :‬إني أوشك أن أدعى فأجیب‪ ،‬و إني تارك فیكم الثقلیععن ‪ :‬كتععاب‬
‫‪484‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ال حبل ممدود من السماء إلى الرض و عترتي أهل بیتي ‪ ،‬و إن اللطیف الخعبیر أخعبرني أنهمععا‬

‫لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ‪ .‬فانظروا بم تخلفوني فیهما ؟! وسنده ل بأس به ‪ .‬وفي رواية‬

‫‪ :‬إن ذلك كان في حجة الوداع ‪ .‬وفي رواية أخرى ‪ :‬مثله ع يعني ‪ :‬كتاب ال عع كسعفینة نعوح معن‬

‫ركب فیها نجى ‪ .‬ومثلهم ع أي أهل بیته ع كمثل باب حطة ‪ ،‬من دخله غفرت له الذنوب ‪ ،‬وذكر ابن‬

‫الجوزي لذلك في " العلل المتناهیة " وهم أو غفلة عن استحضار بقیة طرقه ‪ .‬بل في مسلم ع أي‬

‫صحیح مسلم ع عن زيد بن أرقم أنه )ص( قال ‪ :‬ذلك يوم غدير خم وهو مععاء بالجحفععة ‪ ،‬كمععا مععر‬

‫وزاد ‪ :‬أذكركم ال في أهل بیتي ‪ .‬قلنا لزيد من أهل بیتیه ‪ :‬نساؤه ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬أيم ال ! إن المععرأة‬

‫تكون مع الرجل العصر من الدهر ‪ ،‬ثم يطلقها فترجع إلى أبیها وقومها ‪ .‬أهل بیته أهله وعصععبته‬

‫الذين حرموا الصدقة بعده ‪.‬‬

‫قال ابن حجر ‪ :‬وفي رواية صحیحة ‪ :‬إني تارك فیكم أمريععن لععن تضععلوا إن تبعتموهمععا ‪ ،‬وهمععا ‪:‬‬

‫كتاب ال وأهل بیتي عترتي ‪ .‬وقال ‪ :‬زاد الطبراني ‪ :‬إني سألت ذلك لهما فل تقدموهما فتهلكععوا ‪،‬‬

‫ول تقصروا عنهما فتهلكوا ‪ ،‬ول تعلمهم فإنهم أعلم منكم ‪ .‬ثم قععال ابععن حجععر ‪ :‬اعلععم أن الحععديث‬

‫التمسك بذلك ‪ ،‬طرقا كثیرة ‪ ،‬وردت عن نیف وعشرين وصحابیا ‪ ،‬وفي تلك الطرق أنه )ص( قال‬

‫ذلك بحجة الوداع بعرفة ‪ ،‬وفي أخرى أنععه )ص( قععاله بالمدينععة فععي مرضععه وقععد امتلت الحجععرة‬

‫بأصحابه ‪ ،‬وفي أخرى أنه )ص( قال ذلك بغدير خم ‪ ،‬وفي أخرى أنه )ص( قال لما قام خطیبا بعد‬

‫انصرافه من الطعائف ‪ ،‬ول تنععافي إذ ل معانع معن أنععه )ص( كعرر علیهعم ذلعك فععي تلعك المعواطن‬

‫سععمي‬
‫وغیرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطعاهرة عع وبعععد سعطور قعال عع ‪ " :‬تنعبیه " َ‬

‫رسول ال )ص( القرآن وعترته ثقلین ‪ ،‬لن الثقل كل نفیس خطیر مصون وهععذان كعذلك ‪ ،‬إذ كعل‬

‫منهما معدن للعلوم اللدنیة والسرار والحكععم العلیععة والحكععام الشععرعیة ‪ ،‬ولععذا حععث )ص( علععى‬
‫‪485‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫القتداء والتمسك بهم والتعلم منهم ‪ ...‬ويؤيده الخععبر السععابق ‪ :‬ول تعلمععوهم فععإنهم أعلععم منكععم ‪.‬‬

‫وتمیعزوا بعذلك ععن بقیعة العلمعاء ‪ ،‬لن الع أذهعب عنهعم الرجعس وطهرهعم تطهیعرا ‪ ،‬وشعرفهم‬

‫بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة ‪ ،‬وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل الععبیت ‪ ،‬إشععارة إلععى‬

‫عدم انقطاع العالم عن التمسك بهم إلى يوم القیامة ‪ ،‬كما أن الكتععاب العزيععز كععذلك ‪ ،‬ولهععذا كععانوا‬

‫أمانا لهل الرض كما يأتي ‪ ...‬ثم أحق من يتمسك به منهم ‪ ،‬إمامهم وعالمهم علي بن أبي طععالب‬

‫كرم ال وجهعه ‪ ،‬لمعا قعدمنا مععن مزيعد علمعه ودقعائق مسعتنبطاته العخ ‪ .‬أيهعا الحاضععرون ! هععذه‬

‫تصريحات أحد كبار علماء السنة وهو ابن حجر الذي اشتهر بالتعصععب ضععد الشععیعة ومععذهبهم ‪،‬‬

‫والعجب أنه مع كعل تلعك العترافعات بفضععل أهععل العبیت )ع( ولععزم التمسععك بهععم ‪ ،‬يعؤخرهم ععن‬

‫مقامهم وعن مراتبهم التي رتبهم ال فیها ‪ ،‬ل سیما المام علي بععن أبععي طععالب )ع( فیقععدم علیععه‬

‫وعلیهم من ل يقاس بهم في العلم والفضیلة فاعتبروا يا أولي البصار !! نعوذ بال من التعصععب‬

‫والعناد ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬تکلمنا بما فیه الکفابة عن حديث الثقلین ول أجد ضرورة وفائدة من ذکر ذلك مععرة أخععری‬

‫ولکن المؤلف نقل عن ابن حجر المکي قوًل علم کل من قرأه بطلنه ‪ ،‬ولکن المؤلف أبى إل أن‬

‫ي من السماء ل تجععوز مخععالفته ‪...‬؟! إن ابععن حجععر‬


‫يلبسه بلباس الحق لیفهمنا إن هذا الکلم وح ّ‬

‫المکي هذا من أئمة الصوفیة ومشايخهم وهو وإن کان يری کفععر الشععیعة وکععذبهم ولکععن ذلععك ل‬

‫يعني اننا نصدق کل ما يقول ونأخذ بکل ما ينقل في کتبععه ‪ ،‬لنععه ينقععل کععل غععث وسععمین دون أن‬

‫يمیز بین ضعیف الحديث من صحیحة وکأنه نسي إننا ل نضع لهذِه الحاديث أي وزن يذکر ‪....‬؟!‬

‫‪486‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لماذا تنقل عن ابن حجر المکي الصوفي مع إننا ل نعتمد علیه ول نصدق کل ما يقوله ‪...‬؟ الم‬

‫يکن الحری والجدر بك أن تنقل أدلتك عن ائمة هذا الشأن مثل ابن حجر العسقلني امیر‬

‫المؤمنین في الحديث فلماذا ترکته وذهبت خلف هذا الرجل الصوفي الذي يقول بکفرکم وردتکم‬

‫عن الدين ‪ !!!...‬اقرؤوا إن شئتم کتابه الصواعق المحرقه لتعرفوا حقیقة کلمي ‪ ...‬نعم إنه يراكم‬

‫من أشد الفرق ضلل وكذبا وبهتانا ‪..‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والثلثون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬فكما ل يجوز للمسلمین أن يغیروا شیئا‬

‫من كتاب ال العزيز حتى لو أجمعوا على ضرورة التغییر لتغییر الزمان وغیر ذلك ‪ ،‬وكذلك ل‬

‫يجوز للمسلمین أن يتركوا أهل البیت ويتمسكوا بغیرهم حتى لو أجمعوا على ذلك لن رسول ال‬

‫)ص( حكم على المسلمین وأمرهم أن يتمسكوا بالقرآن وبعترته وأهل بیته معا فل يجوز التمسك‬

‫بواحد دون الخر ‪.‬‬

‫أسألكم أيها الحاضرون ! هل الخلفاء الذين سبقوا المام علي )ع( كانوا من أهل البیت والعترة‬

‫الهادية ؟ وهل تشملهم أحاديث الثقلین والسفینة وباب حطة وغیرها حتى يتمسك بهم لزما‬

‫وطاعتهم واجبة علینا ؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬كأني أراك تقول القول وتعلم ضعفه وتهافته ثم تعود الیه المرة تلو المرة‪..‬‬

‫ع أبرمًا قرونا ع ‪ .ً..‬؟ ل عن باطلك انتهیت ول بالحق قبلت ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫تقول ‪ :‬إن رسول ال صلی ال علیه وسلم قال ذلك ‪..‬؟ أل فاعلم أن كل ما ذکرته من هذِه‬

‫الحاديث فهي باطلة ل تصح ‪ ،‬ال حديث الثقلین الذي بیناه سابقًا واشبعناه بحثا والحمدل ‪.‬‬

‫‪487‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وأما الن فأجبني علی سؤالي هذا ‪ :‬أنتم تعلمون جیدًا إنه ل يوجد حالیًا إمام الزمان الذي‬

‫تنتظرونه ‪ ،‬ولذا فإن الملك عبدال بن حسین الهاشمي ملك المملکة الردنیة ينادي کل صباح‬

‫وفي إذاعته الرسمیة بهذِه الية » إنما يريد ال لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ويطهرکم‬

‫تطهیرا « الحزاب‪ ، 33/‬ثم يقول ‪ :‬إن هذِه الية تشهد بحقنا وإن لنا فیها نصیب ‪.‬‬

‫أما أنتم فتقولون ‪ :‬إن هذِه الية نزلت في حق المام الثاني عشر‪ ،‬بینما هو ل وجود له في‬

‫الحقیقة بیننا ‪...‬؟ فمن ستتبعون اذًا ‪...‬؟ ومن هو الفقیة الذي يستحق الطاعة والتباع ‪...‬؟ ومن‬

‫هو الذي جمع الشروط التي يستحق بها ذلك ‪...‬؟‬

‫هل فهمت ما أقول ‪...‬؟ وهل علمت صحة ما أطالبکم به ‪...‬؟ إننا ل يهمنا أن يکون سیدًا أم ل ‪..‬؟‬

‫کما لیس من المهم کذلك أن يکون من أهل البیت ‪ ،‬إنکم ل تملکون ال الستشهاد والعتماد علی‬

‫کل نطیحة ومترديه من الروايات ‪ ،‬فما اثبتموه في ذلك وأن علی المة ان تأخذ بقول النبي صلی‬

‫ال علیه وسلم حین أمرها أن تتبع أهل بیته ول تتبع غیرهم فهذا من کذبکم وزعمکم أنتم ‪،‬‬

‫يء وانتم لم تقولوا ذلك ال لنکم اردتم أن تداروا‬


‫ورسول ال صلی ال علیه وسلم منه بر ّ‬

‫عجزکم وإعراضكم عن التباع لئمتکم المعصومین فرمیتم بذلك المة وفرضتم علیها ذلك ثم إن‬

‫قلنا بصحة هذِه الرواية فإن ذلك يبطله الواقع العملي ويناقضه ؟!‬

‫ذکرالمؤلف في تفسیر الية السابقة أن المراد بها هو ‪ :‬أن فاطمة معصومة ؟!!‬

‫مع أن ال تعالی يقول بعد عدة آيات ‪ » :‬يا ايها النبي قل لزواجك وبناتك ونساء المؤمنین يدنین‬

‫الحزاب‪.59/‬‬ ‫علیهن من جلبیبهن ذلك ادنی ان يعرفن فل يؤذين وکان ال عفورًا رحیما «‬

‫‪488‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نحن کذلك نقول إمتثال لمر ال تعالى ‪ :‬من الواجب على كل مسلم أن يحترم أهل البیت ويحبهم‬

‫ويعرف قدرهم ‪ ،‬ولكن ل يعني ذلك أن نسيءالدب مع الخلفاء الراشدين المهديین رضي ال‬

‫عنهم بل يجب كذلك احترامهم ومحبتهم ومعرفة سابقتهم وبلئهم الحسن في خدمة السلم ‪.‬‬

‫والن ‪ ،‬هل لك أن تخبرنا ‪ :‬لماذا زوج النبي صلی ال علیه وسلم ابنته من عثمان حتى أصبح‬

‫فردا من أهل بیته ‪..‬؟!! ثم لماذا تزوج النبي بابنتي صاحبیة ابي بکر وعمر رضي ال‬

‫عنهما ‪...‬؟!! نعم إنه صلی ال علیه وسلم انما تزوج بهما حتی يرفع الحرج من ذهابهما‬

‫وايابهما الدائم الی بیته ‪ !...‬ثم لماذا تزوج صلی ال علیه وسلم بابنة ابي سفیان ‪...‬؟ لماذا زوج‬

‫علي رضي ال عنه ابنته لعمر رضي ال عنه ‪...‬؟‪ ،‬حتی جعله ختنا لهل بیت النبوة ‪...‬؟!! لماذا‬

‫لم يزوجها سلمان أو عمار رضي ال عنهما ‪.....‬؟!! ‪.‬‬

‫الدعاء السادس والثلثون بعد المائة وقوله‪ :‬قلت ‪ :‬إذا ‪ ،‬لماذا تركتم أمر النبي )ص( ولم‬

‫تطیعوه حیث قال ‪ :‬إني تارك فیكم ثقلین أو أمرين ‪ ،‬لن تضلوا إن اتبعتموهما وهما ‪ :‬كتاب ال‬

‫وعترتي أهل بیتي ‪ ،‬فل تقدموا علیهم فتهلكوا ول تقصروا عنهم فتهلكوا ‪ ،‬ول تعلموهم فإنهم‬

‫أعلم منكم ؟ ‪ .‬ومع هذا تركتموهم وهم أعلم الناس وأفضلهم ‪ ،‬وتبعتم واصل بن عطاء وأبا حسن‬

‫الشعري ‪ ،‬أو مالك بن أنس وأبا حنیفة ومحمد بن إدريس وأحمد بن حنبل !‬

‫هل إن هؤلء أهل بیت النبي )ص( وعترته أم هم علي بن أبي طالب وأبناؤه الئمة المعصومون‬

‫)ع( ؟‬

‫‪489‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬لم يقل النبي صلی ال علیه وسلم ذلك ‪ ،‬لنه لو قاله لکفی ال المؤمنین القتال ‪ ،‬فأنت‬

‫علیك ان تثبت الحجر قبل ان تنقش ‪ ،‬وکل ما في جعبتك ما هي ال أکاذيب وترهات قد رددناها‬

‫علیك ‪..‬؟!!‬

‫الدعاء السابع والثلثون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬ولكن بإجماع العلماء واتفاق جمهور‬

‫المسلمین ‪ ،‬أن الئمة الثني عشر الذين نتمسك نحن الشیعة بأقوالهم ونلتزم طاعتهم ‪ ،‬كلهم من‬

‫أهل بیت النبي )ص( وعترته ‪ ،‬وهم أشرف أبناء رسول ال )ص( ‪ ،‬وثبت أنهم في كل زمان‬

‫كانوا أعلم الناس بأحكام الدين وتفسیر الكتاب المبین وفقه شريعة سید المرسلین ‪ .‬وأقر لهم‬

‫بذلك جمیع علماء المسلمین ‪.‬‬

‫ل أدري ما يكون جوابكم ‪ ،‬إذا سألكم النبي )ص( يوم الحساب ‪ :‬أن لماذا خالفتم رأيي وعصیتم‬

‫أمري فتركتم عترتي وأهلي وقدمتم غیرهم علیهم ؟! ألیس أهل بیتي كانوا أعلم وأفضل ؟ لقد‬

‫أخذ الشیعة دينهم ومذهبهم ‪ ،‬حسب أمر النبي )ص( من باب علمه ‪ ،‬ومن وصیه علي بن أبي‬

‫طالب )ع( ‪ ،‬وأخذوا بعده من عترته وأهل بیته الذين أدركوه وعاشروه وسمعوا حديثه ورأوا‬

‫أعماله وسلوكه فأخذوا منه وأصلوا ذلك إلى أبنائهم ونشروه ‪ .‬أما غیر أهل البیت )ع( فكیف‬

‫وصلوا إلى علم النبي )ص( ؟!‬

‫فالئمة الربعة ما كان لهم أي ذكر في القرن الول الثاني بعد رسول ال )ص( فل يعدون من‬

‫الصحابة والتابعین ‪.‬‬

‫‪490‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ولكن أخرجتهم السیاسة وأظهرتهم الحكومة والفئة المنععاوئة لهععل الععبیت والعععترة )ع( ففسععحت‬

‫لهععم المجععال وفتحععت أبععوابهم ‪ ،‬ومنعععت الحكومععات النععاس مععن التععوجه إلععى آل محمععد )ص( ‪:‬‬

‫لینصرفوا نحو الئمة الربعة ‪ ،‬وإذا كان أحد مععن ل يهتععم لمععر الحكومععة ‪ ،‬فیتمسععك بأهععل الععبیت‬

‫ويعمل برأيهم ولم ينضم إلى مذاهب الئمة الربعة ‪ ،‬فكان يرمى بععالكفر والزندقععة وكععان مصععیره‬

‫السجن والمطاردة ! وما زالت هذه الحالععة التعصععبیة تنتقععل مععن دور إلععى دور ‪ ،‬ومععن دولععة إلععى‬

‫أخرى ‪ ،‬حتى يومنا هذا !! فما يكععون جععوابكم لنععبیكم )ص( يععوم الحسععاب إذا سععألكم ‪ :‬بععأي دلیععل‬

‫كفرتم شیعة أهل بیتي ‪ ،‬وهم مؤمنوا أمتي ؟ ولماذا قلتم لتباعكم وأشیاعكم ‪ :‬إن شیعة علععي )ع(‬

‫مشركون ؟! فحینئذ لیس لكم جواب ‪ ،‬ولكم الخزي والخجل في المحشر !‬

‫أيها الخوة ! تداركوا الیوم الموقف ! وارجعوا إلى الحق والصواب ! واعتبروا يا أولي اللباب !‬

‫نتبع العلم والعقل ‪.‬‬

‫أيهععا الحاضععرون الكععرام ! نحععن ل نعععاديكم ول نعععادي أحععدا مععن المسععلمین ‪ ،‬بععل نحسععب جمیععع‬

‫المسلمین إخواننا في الدين ‪ ،‬ولكن خلفنا معكم ناشئ من التزامنا لحكم العقل و العلم ‪ ،‬وهو أننععا‬

‫ل نقلد في أمر ديننا تقلیدا أعمى ‪ ،‬بل يجب أن نفهم الدين بالدلیل والبرهان حتى يحصل لنا الیقین‬

‫ن‬
‫عــو َ‬ ‫ل َ‬
‫في َت ّب ِ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫قـ ْ‬ ‫عو َ‬
‫م ُ‬
‫س ـت َ ِ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫عَباِد ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫شْر ِ‬ ‫قععال سععبحانه وتعععالى ‪َ ) :‬‬
‫فب َ ّ‬

‫ه(‪.‬‬ ‫َ‬
‫سن َ ُ‬
‫ح َ‬
‫أ ْ‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪491‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬انظروا الی هذا البجاج النفاج يريد منا أن نتبع باطلة وهذيانه ‪..‬؟ أتريد منا أن نتبع المام‬

‫الصادق وقد وهبنا ال تعالی عقوًل نعرف بها الحق من الضلل ‪..‬؟‬

‫أيها الصخاب ‪ ،‬إنك قلت إن إمامك الصادق يعلم الغیب کما علمه جمیع الئمة من قبله ‪ ،‬ثم تنقض‬

‫قولك وتکذبه حین زعمت أنه مات بسبب تناوله لکوب الماء المسوم أو الفاکهة المسمومه ‪..‬؟!!‬

‫إن کان المام يعرف الغیب فکیف أباح لنفسه أن يتناول او يشرب هذا الماء المسموم ‪....‬؟ أل‬

‫يعد ذلك قتل للنفس بغیر الحق ‪..‬؟ ال يعد هذا العمل جرمًا وانتحارا بحق النفس ‪..‬؟ وبذلك يکون‬

‫قد کسب إثمًا عظیمًا وأحبط عمله بیده ‪ ..‬؟!! أيها الجاهل الجافي دعنا من هترك وهجرك‬

‫وهذيانك ‪ ،‬هل لك من الجرأة بعد هذا أن تدعي ان الئمة يعلمون الغیب كما يعلمون جمیع العلوم‬

‫الكونیة والنسانیة الخرى ‪ ..‬؟!!‬

‫ألم تغزوا امريکا العالم فتجبرت وتغطرست مع أنها ل تملك من هذا العلم الذي تدعونه في الئمة‬

‫إل أقل القلیل ‪ ،‬فکیف إذا لم يستطع أئمتك أن يفعلوا شیئًا ول حتی نفع انفسهم وهم قد أوتوا‬

‫جمیع العلوم واطلعوا على ظاهر العلم وباطنه ‪..‬؟ کیف يبیح لنفسه من كان هذا حاله أن يرضى‬

‫لنفسه أن يكون ولیا للعهد في خلفة المأمون ‪..‬؟ کیف رضي أن تکون بنت المأمون زوجة لولده‬

‫لتكون بذلك سببا في موته واحتسائه للسم دون علمه ‪...‬؟!!‬

‫ب الديم ذو الشرة ‪.‬‬


‫أيها لحمق ‪ :‬إنما يعات ُ‬

‫ولکنك وال قد حرمت من نعمة العقل ‪ ،‬فقلت قبل قلیل ‪ :‬إنه ينبغي ان يکون النسان متبعًا لما‬

‫صح في العقول صوابه ‪..‬؟ فما هو تفسیرك وفهمك للعقل والمعقول ‪....‬؟!!‬

‫الدعاء الثامن والثلثون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬دلیلنا هو التاريخ الذي كتبه أعلمكم‬

‫فقد ذكر الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة في معرفة الئمة علیهم السلم ع فصل حیاة‬
‫‪492‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المام الصادق علیه السلم ع قال ‪ :‬كان جعفر الصادق علیه السلم من بین أخوته خلیفة أبیه‬

‫ووصیه والقائم بالمامة من بعده ‪ ،‬برز على جماعة بالفضل وكان أنبههم ذكرا وأجلهم قدرا نقل‬

‫الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صیته وذكره في ساير البلدان ولم ينقل‬

‫العلماء عن أحد من أهل بیته ما نقل عنه من الحديث ‪ ،‬وروى عنه جماعة من أعیان المة مثل‬

‫يحیى بن سعید وابن جريح ومالك بن أنس والثوري وأبو عیینة وأبو حنیفة وشعبة وأبو أيوب‬

‫السجستاني وغیرهم ‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫وقال كمال الدين محمد بن طلحة العدوي القرشي الشافعي ‪ ،‬في كتابه مطالب السؤول في مناقب‬

‫آل الرسول ع الباب السادس في أبي عبد ال جعفر بن الصادق علیه السلم ‪ :‬هو من عظماء أهل‬

‫البیت و ساداتهم )ع( ذو علوم جمة ‪ ،‬و عبادة موفورة ‪ ،‬وأوراد متواصلة ‪ ،‬و زهادة بینة‬

‫وتلوة كثیرة ‪ ،‬يتتبع معاني القرآن الكريم و يستخرج من بحره جواهره ويستنتج عجائبه ويقسم‬

‫أوقاته على أنواع الطاعات بحیث يحاسب علیها نفسه ‪ .‬رؤيته تذكر بالخرة ‪ ،‬و استماع كلمه‬

‫يزهد في الدنیا ‪ ،‬و القتداء بهداه يورث الجنة ‪ ،‬نور قسماته شاهد أنه من سللة النبوة‬

‫وطهارة أفعاله تصدع أنه من ذرية الرسالة ‪.‬‬

‫نقل عنه الحديث و استفاد منه العلم جماعة من الئمة و أعلمهم مثل يحیى بن سعید النصاري‬

‫و ابن جريح و مالك بن أنس و الثوري و ابن عیینة و أبي حنیفة و شعبة و أيوب السختیاني و‬

‫غیرهم )رض( و عدوا أخذهم عنه منقبة شرفوا بها و فضیلة اكتسبوها‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫وقال الشیخ أبو عبد الرحمن السلمي وهو من أعلمكم في كتابه طبقات المشايخ ‪ :‬إن المام‬

‫جعفر الصادق فاق جمیع أقرانه ‪ ،‬وهو ذو علم غزير في الدين وزهد بالغ في الدنیا ‪ ،‬وورع تام‬

‫عن الشهوات ‪ ،‬وأدب كامل في الحكمة ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪493‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ولو نقلت لكم ما ذكره علماؤكم وأعلمكم عن المام جعفر بن محمد الصادق )ع( ومقامه العلمي‬

‫‪ ،‬وصفاته الحمیدة وأخلقه المحمودة لطال بنا المقام ‪ ،‬ولتقاصر البیان عن أداء حقه وتعريفه‬

‫بما يستحقه ‪ ،‬وكل ما يقال في علمه وخلقه وصفاته الحسنة ل يبلغ به معشار وما هو حقه ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬ينبغي أن تذکر کذلك إنه ل يوجد للمام الصادق ذکر ‪ ،‬ولم تأت له رواية واحدة في اصح‬

‫الکتب المصنفة بعد کتاب ال تعالی واعني بذلك صحیحي البخاري ومسلم ‪ ،‬فهما رحمهما ال‬

‫تعالی لم يخرجا في کتابیهما عن هذا المام ول حديثا واحدًا ‪..‬؟!!‪.‬‬

‫المؤلف مغرم بالنقل عن ابن الصباغ ومحمد بن طلحة الشافعي وقد عرفناهما سابقًا أنهما لیسوا‬

‫من علماء اهل السنة ‪ ،‬ومع ذلك تراه يقول ‪ :‬جمیع ما نقلناه انما هو من کتبکم ‪!!...‬‬

‫ال تعلم ان أصح الکتب عندنا بعد کتاب ال تعالی هما صحیحا البخاري ومسلم وهما کما قلت قبل‬

‫قلیل ‪ :‬لم يخرجا له حديثًا واحدًا‪ ،‬أما أنت فغمضت عینیك عن هذِه الحقیقة الناصعة ‪ ،‬ثم قلت ‪:‬‬

‫ابن الصباغ يقول ‪ :‬إن المام جعفر الصادق کان إمام أئمتکم ‪..‬؟!!‬

‫قلت ‪ :‬إن کان ما تقوله حقًا فذلك يعني إننا أولی بالحق منکم ‪ !!..‬لن الستاذ يعرف بتلمیذه ‪!..‬‬

‫ولکن راجعوا أنفسكم ثم انظروا أي مذهب من مذاهب الباطل اتبعتم ‪..‬؟ وأي باب من الشر‬

‫ولجم ‪..‬؟!! کیف تزعمون أن للصادق تلك المنزلة العالیة والمقام الذي ل يلیق ال بالنبیاء‬

‫والرسل ‪ ،‬ثم ل يتخرج على يديه إل امثال هؤلء التلمذة الفاشلین ‪...‬؟!! إن کان الصادق هو‬

‫حقًا وصدقًا إمام الئمة فلماذا خالفه طلبه وتلمذته حتی أسسوا مذهبًا خلف ما کان علیه المام‬

‫الصادق نفسه ؟‬

‫‪494‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إننا والحال هذه أمام أمرين ل ثالث لهما‪ :‬وهو إما أن تکونوا انتم الکذبة فیما تدعونه في المام‬

‫الصادق ‪ ،‬وإما انکم ذهبتم مذهبًا خالفتم فیه إمامکم ‪..‬؟ إن مما ل شك فیه إن المام الصادق‬

‫رضي ال عنه کان أحد أئمة أهل السنة وله عندنا کل محبة واحترام وتقدير ‪ ،‬أما غلوکم هذا‬

‫وقولکم الباطل فیه فهو ما ل نرتضیة أو نقره ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء التاسع والثلثون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬بینما نحن نرى الحق في متابعة كل الئمة‬

‫الثني عشر ‪ ،‬فل يجوز عندنا ترك أحدهم والعراض عن أوامره ‪ .‬ثم إن تعیین الئمة الثني‬

‫عشر ما كان إل من عند النبي )ص( وبأمره وحكمه ‪ ،‬فهو )ص( عینهم وذكر أسماءهم واحدا‬

‫بعد الخر ‪ .‬ذكر الشیخ سلیمان القندوزي الحنفي في كتابه ينابیع المودة مجموعة أحاديث عن‬

‫النبي )ص( بهذا المعنى وفتح له بابا عنوانه ‪:‬‬

‫الباب السابع والسبعون ‪ :‬في تحقیق حديث بعدي إثنى عشر خلیفة ‪.‬‬

‫قال ذكر يحیى بن الحسن في كتاب العمدة ‪ ،‬من عشرين طريقا في أن الخلفاء بعد النبي )ص(‬

‫إثنا عشر خلیفة كلهم من قريش ‪ :‬في البخاري من ثلثة طرق وفي الترمذي من طريق واحد في‬

‫الحمیدي من ثلثة طرق ‪.‬‬

‫وذكر هذه الحاديث الشريفة كثیر من علمائكم العلم غیر الذين ذكرهم القندوزي منهم ‪:‬‬

‫الحمويني في فرائد السمطین ‪ ،‬والخوارزمي في المناقب ‪ ،‬وابن المغازلي في المناقب ‪ ،‬والثعلبي‬

‫في التفسیر ‪ ،‬وابن أبي الحديد في شرح نهج البلغة والمیر سید علي الهمداني الشافعي في‬

‫المودة العاشرة من كتابه مودة القربى ‪ ،‬نقل اثنا عشر خبرا وحديثا في هذا المر ‪ ،‬من عبد ال‬

‫بن مسعود وجابر بن سمرة وسلمان الفارسي وعبد ال بن عباس وعباية بن ربعي وزيد بن‬

‫حارثة وأبي هريرة ‪ ،‬وعن المام علي )ع( ‪ ،‬كلهم يروون عن رسول ال )ص( أنه قال ‪ :‬الئمة‬

‫‪495‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫بعدي أو خلفائي بعدي إثنا عشر كلهم من قريش ‪،‬وفي بعض الروايات كلهم من بني هاشم‬

‫وحتى في بعضها عینهم بذكر أسماءهم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬يشیر المؤلف الی قوله علیه الصلة السلم ‪ ) :‬مازال أخر الدين قائما ما حکم اثنا عشر‬

‫خلیقه ‪ ---‬يذکر من مصدره ‪(..‬‬

‫فلم يفرحوا بشيء کفرحهم بهذا الحديث ‪ ،‬حیث قالوا ‪ :‬ان الحديث دلیل علی صدق قولنا ‪،‬‬

‫فأئمتنا اثنا عشر إمامًا وهذا ما دل الحديث علیه ‪ ،‬فنحن إذًا علی الحق ‪..‬؟!!‬

‫قلت‪ :‬رماك ال بلیلة ل أخت لها ‪.‬‬

‫وأقول كذلك ‪ :‬إن کنت تشد أزرك بهذا الحديث فأرخه ‪.!!!!...‬‬

‫قد يصدق هذا العدد علی أئمتکم من حیث العدد ل غیر‪ ،‬وأما أن يکونوا هم المعنیون بهذا‬

‫الحديث فل ‪...‬؟! علیك أن تفهم جیدًآ ‪ :‬أن النبي صلی ال علیه وسلم قال‪ :‬اثنا عشر خلیفة ‪...‬؟!!‬

‫ي خلیفة والحسن‬
‫فأبو بکر الصديق خلیفة وعمر الفاروق خلیفة ‪ ،‬وعثمان ذوالنورين خلیفة وعل ّ‬

‫خلیفه إفهم هذا جیدًا ‪...‬؟؟‬

‫أن يکون خلیفة هکذا جاء في هذا الحديث ‪ ،‬أما الحسین فلم يکن خلیفة وأما السجاد فقد کان‬

‫أبعد الناس عنها ‪ ،‬وکذلك المام الباقر والصادق وأما المام السابع فقد قضی نحبه في‬

‫السجن‪ !!..‬هل يعقل أن يسجن خلیفة المسلمین ‪..‬؟!! أم أنه هو من يسجن الخرين ‪..‬؟ واما‬

‫المام الثامن فقد رضي لنفسه أن يکون ولیًا للعهد ولم يکن خلیفة ‪ ،‬کما إنه لم يسمح له بذلك‬

‫واما ابنه فهو أسوء حظًا فلم يصبح ولیًا للعهد حتی ‪....‬؟!! وکذلك إمامکم العاشر واما المام‬

‫الحادي عشر فلم يتعدی علی أن کان إمامًا لمنطقة محدودة تسمی بمحلة العسکري بمدينة‬

‫‪496‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫سامراء ‪ ،‬أما المام الثاني عشر فهو وللسف الشديد مازال في غیبته بعد أن فر من أعدائه‬

‫خشیة أن يقتلوه ‪ ،‬وهو أسوء الئمة حظًا واعظمهم مصیبة ‪...‬؟!! انا ل اعرف کیف يکون المرء‬

‫خلیفة ثم يفر أو يختفي ويغیب عن أنظار رعیته ‪...‬؟!! هل فیکم من رجل رشید يحل لنا هذا‬

‫اللغز الذي حیر أساطین العلم وأئمة الدين ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫روی عن النبي صلی ال علیه وسلم أنه أخبر المة بخروح وظهور الرايات السود من أرض‬

‫خراسان لنصرة المهدي ‪ ،‬فاستغل أبو مسلم الخراساني هذا الحديث وقام بالثورة ضد الخلفة‬

‫والطاحة بها بعد أن جعل شعاره الرايات السود وتحققق له ما أراد واسقط الخلفة الموية فهل‬

‫حقًَا أن الخلفة قد تحققت علی يد أبي مسلم هذا ‪..‬؟ وهل يمکن أن تکون الراية السوداء وحدها‬

‫قد استوفت جمیع الشروط التي جاءت في هذا الحديث ‪...‬؟ ان المور ل تسیر علی هذا النحو‬

‫الذي کان يتصوره عامة الدهماء والجهلة من هذه المة ‪ ،‬وانما لبد من تحقق جمیع الشروط‬

‫ل ‪ ،‬فالشخص الذي يدعي أنه أمهر طبیب‬


‫التي يجب توفرها في الشخص المطلوب شرعًا وعق ً‬

‫في هذا الکون ل ينبغي أن يتعالج عند شخص آخر لمجرد نزلة زکام أصابته ؟!!!‪ .‬والشیعة قد‬

‫تستدل بهذه الية الكريمة ‪ ) :‬ولقد أخذ ال میثاق بني أسرائیل وبعثنا منهم اثنیي عشر نقیبًا (‬

‫المائدة‪. 12/‬‬

‫وهذا ما سنجیب علیه في الرد التالي ‪:‬‬

‫الدعاء الربعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬قال تعالى ‪ ) :‬ولقد أخذ ال میثاق بني أسرائیل‬

‫المائدة‪. 12/‬‬ ‫وبعثنا منهم اثنیي عشر نقیبًا (‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪497‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ل تعلق ول ارتباط لهذه الية بأئمتکم‪ !!...‬ما الذي يربط بین أئمتکم وبني اسرائیل وما شكل‬

‫هذه العلقة ‪...‬؟!!‬

‫استطیع ان اثبت لکم أن العدد اثنا عشر ل يدل على أن المراد به أئمتکم ‪..‬؟ ما وجه الشبه بین‬

‫قوله‪ :‬اثنا عشر نقیبًا ‪ ،‬واثنا عشر خلیفة ‪..‬؟!!‬

‫لقد ذم ال تعالی خمسة من قوم نوح ‪ ،‬فهل هذا التشابه العددي يجیز لنا ذم خمسة من‬

‫أئمتکم ‪...‬؟ نعم إننا ان اتبعنا طريقتکم في الستدلل هذه فإننا سنصل في النهاية الی هذه النتیجة‬

‫الخاطئة حتمًا ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫لم يکن في حواريي عیسی علیه السلم ال خائن واحد أما أنتم فقد أدعیتم أن الخونة في أصحاب‬

‫محمد صلی ال علیه وسلم اکثر من ألف أو يزيد ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫کما أن الذي علمناهم من المفسدين في قوم صالح علیه السلم کانوا تسعة رهط فهل يعني ذلك‬

‫ان هذا العدد سیتكرر في کل أمة جاءت بعدهم ‪...‬؟؟ أل تتفقوا معي أن هذا القول من أعجب‬

‫العجب ‪....‬؟ إنکم لم تقولوا مثل هذا القول إل لنکم تريدون أن تجعلوا من العدد هذا رمزًا مقدسًا‬

‫لئمتکم وتريدوا من المة أن تحذوا‬

‫حذوکم ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫علینا جمیعًا أن نفهم جیدًا أن القرآن والسنة قد أخبرانا أن هناك أمور ستقع في المستقبل ‪،‬‬

‫ومثال ذلك‪ :‬إخبار النبي صلی ال علیه وسلم أمته عن مستقبل الیهود والقتال الذي سیدور بینهم‬

‫ل فهذا‬
‫وبین المسلمین علی جانبي السور ثم القضاء علیهم قضاءًا نهائیًا ‪ ،‬وهذا ما تحقق فع ً‬

‫السور قد بني ‪ ،‬والمر الثاني سیقع حتمًا ثم سنری انقراض الیهود وهذا أمر واقع ل محالة إن‬

‫شاءال تعالی ول شك في حدوثه ‪.‬‬

‫‪498‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫حّدَثَنا‬
‫وأما ما ورد بشأن الخلیفة ‪ ،‬فقد جاء في الحديث أن النبي صلی ال علیه وسلم قال‪َ » :‬‬

‫صَمِد‬
‫عْبُد ال ّ‬
‫ن ح َو َ‬
‫جْمَها َ‬
‫ن ُ‬
‫سِعیُد ْب ُ‬
‫حّدَثَنا َ‬
‫سَلَمَة َ‬
‫ن َ‬
‫حّماُد ْب ُ‬
‫حّدَثَنا َ‬
‫حّدَثَنا َبْهٌز َ‬
‫حّدَثِنى َأِبى َ‬
‫ل َ‬
‫عْبُد ا ِّ‬
‫َ‬

‫لَفُة‬
‫خَ‬‫لِ ‪-‬صلى ال علیه وسلم‪َ -‬يُقوُل » اْل ِ‬
‫سوَل ا ّ‬
‫ت َر ُ‬
‫سِمْع ُ‬
‫سِفیَنَة َقاَل َ‬
‫ن َ‬
‫عْ‬
‫ن َ‬
‫جْمَها َ‬
‫ن ُ‬
‫سِعیُد ْب ُ‬
‫حّدَثِنى َ‬
‫َ‬

‫عَمَر‬
‫خلََفُة ُ‬
‫ن َو ِ‬
‫سَنَتْی ِ‬
‫لَفُة َأِبى َبْكٍر َ‬
‫خَ‬
‫ك ِ‬
‫سْ‬‫سِفیَنُة َأْم ِ‬
‫ك «‪َ .‬قاَل َ‬
‫ك اْلُمْل ُ‬
‫ن َبْعَد َذِل َ‬
‫عامًا ُثّم َيُكو ُ‬
‫ن َ‬
‫لُثو َ‬
‫َث َ‬

‫ن‪ « .‬فالمقصود‬
‫سِنی َ‬
‫ستّ ِ‬
‫ى ِ‬
‫عِل ّ‬
‫لَفُة َ‬
‫خَ‬
‫سَنًة َو ِ‬
‫شَر َ‬
‫ع ْ‬
‫ى َ‬
‫ن اْثَن ْ‬
‫عْثَما َ‬
‫لَفُة ُ‬
‫خَ‬‫ن َو ِ‬
‫سِنی َ‬
‫شَر ِ‬
‫ع ْ‬
‫عْنُه َ‬
‫ل َ‬
‫ى ا ُّ‬
‫ضَ‬‫َر ِ‬

‫)علی منهاج النبوة ( أی علی هديه وسنته ‪ ،‬والخلفاء هم الخلفاء الراشدون من بعده ولعل‬

‫الحسن يشمله هذا الحديث لنه بخلفته تمت ثلثون سنة ‪ ،‬ثم يکون الملك العضوض وهذا الملك‬

‫بدأ بخلفة معاوية رضي ال عنه ‪ ،‬والنبي لم يحدد لذلك زمنًا معینًا ولکنه أخبر أن ذلك سیدوم‬

‫الی ماشاء ال تعالى ثم يأتي حکم الستبداد وکذلك لم يعین له زمنًا ثم يکون الهرج والمرج ثم‬

‫الخلفة علی منهاج النبوة وباستقراء الحاديث والدلة الواردة بهذا الشأن فإنه يفهم منها ان‬

‫المراد بهذه الخلفة إنها خلفة المهدي ذلك الخلیفة الصالح ونحن نعتقد بالمهدي هنا هو المهدي‬

‫الذي جاءت الحاديث الصحیحة بذکره والهتمام بشأنه ‪ ،‬ولیس ذلك المهدي المزعوم الذي‬

‫تنتظرونه أيها الشیعة ‪ !....‬لن الفرق بین هذا وذاك كالفرق بین الثری والثريا ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫وهکذا فقد تحقق الکثیر من الشراط ووقعت ومرت وستقع علمات الساعة‬

‫ك أو ريب ‪ ،‬والذي أريد قوله هنا ‪ :‬إن للخلیفة المسلم شروط‬


‫واشراطها المتبقیة دون أدنی ش ٍ‬

‫لبد من توفرها ووجودها فیه ول يحق لکم أن تصرفوا الحديث عن معناه ومراده الی ما تشتهي‬

‫انفسکم وتريد ‪ ،‬وهذه الشروط کما يجب أن تتوفر في الطبیب الذي يدعي المهارة في علم الطب‬

‫وکما تجب کذلك لمن يدعی الملك والسلطان ل بل حتی في الخباز ‪ ،‬فکیف إذًا ل تصدق أو تتوفر‬

‫هذه الشروط في أهم منصب وأخطره ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫‪499‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ان التقي والنقي والعسکري لم يکونوا من الخلفاء قطعًا ‪ ،‬فالطبیب الذي يدعي الطب والتطبب‬

‫ل ‪ ،‬لو قال لنا النبي صلی ال علیه وسلم إن‬


‫لبد أوًل أن تثبت فیه الشروط اللزمة لذلك ‪..‬؟ فمث ًِ‬

‫في المدينة اثنا عشر طبیبًا ثم نحن جعلنا من لم يکن کذلك من جملة الطباء أو ان الذي ل دراية‬

‫ل وسوء تصرف ومخالفة‬


‫له بقیادة السیارة سائقًا ‪ ،‬ال يعد هذا العمل والتصرف منا حماقة وجه ً‬

‫صريحة لمر النبي وقوله ‪...‬؟‬

‫انا اذا ادعینا ان المام موسی الکاظم کان أحد الخلفاء المشهورين فیجب علینا أوًل أن نثبت‬

‫ل ولو لبرَهة قلیلة من عمره ل أن يقضي عمرُه في السجن ‪....‬؟‬


‫للمة أنه کان کذلك فع ً‬

‫الدعاء الحادي والربعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬كان علي رضي ال عنه من أهم مشاوري‬

‫الخلفاء ‪.‬‬

‫والرسول الكرم صلى ال علیه وسلم مثله مثل جمیع النبییاء السابقین قد جعل علیا علیه‬

‫السلم خلیفته ووصیه من بعده ‪ ،‬ومما يعلم عند جمیع العقلء أن الخلفة بعد النبي صلى ال‬

‫علیه وسلم قد تولها ابو بكر وعمر وعثمان ‪ ،‬ولكننا رأينا طیلة فترة خلفتهم ع ما عدا اليام‬

‫الولى ع فقد كانوا يشاورونه في جمیع المور ويعملون بما يشیر علیهم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬علیکم أن تثبتوا أوًل موقفا من المواقف أنه حدث ولو لمرة واحدة أن هناك اشخاصًا‬

‫تمالؤوا علی عزل أحد من منصبه وسلب کل ما له من صلحیات وامکانیات ثم هم ل يستطیعوا‬

‫أن يشربوا شربة أو يرفعوا لقمة الی افواههم دون إذنه ومشورته ‪ ،‬هل لعاقل أن يصدق مثل‬

‫هذا الهراء ‪.....‬؟!!‬

‫‪500‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثاني والربعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬فالمام الصععادق )ع( كمععا يعععترف أعلمكععم‬

‫وكبار علمائكم هو ال وأعلم أهل زمانه ‪ ،‬وكما أشرنا بأن الئمة وغیرهم مععن أئمععة الفقععه أخععذوا‬

‫عنععه وتتلمععذوا عنععده ‪ ،‬وكععل واحععد اسععتفاد مععن محضععره حسععب اسععتعداده ‪ ،‬وكععان )ع( أفضععلهم‬

‫وأزهدهم وأورعهم ‪ ،‬ومع ذلك ترك أسلفكم تقلیده ومتابعته ‪ ،‬حتى أنهم أبوا أن يجعلوه في عداد‬

‫الئمة الربعة ! لماذا هذا الجفاء والبغضاء ؟ هل لنه من آل محمععد )ص( ومععن عععترته الطععاهرة‬

‫)ع( ؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هذا من أوابدکم وأعاجبیکم ‪ ،‬فنحن لو کنا تلمیذ المام الصادق بحق لکان أئمتنا أعلم‬

‫وأحکم وأجدر بفهم آرائه وأقواله منکم ‪!!.....‬‬

‫قولوا لي ‪ :‬ممن أخذتم مذهبکم ‪...‬؟ وعلی يد من تتلمذتم ‪...‬؟ تقولون وتزعمون اننا اخذنا مذهبنا‬

‫عن المام الصادق ‪ ،‬فمن اين أخذتم مذهبکم أنتم ‪...‬؟ هل يعقل أن علماءنا يصلوا خلف المام‬

‫الصادق مسبلي اليدي وهو استاذهم وعنه أخذوا العلم ثم اذا خرجوا من عنده أمروا المة ان‬

‫تصلي مکتوفة اليدي أي أن تضع الیمین على الشمال وهي تقف بین يدي ربها ‪...‬؟!!‬

‫نحن ل نشك أن الصادق کان سنّیا ول أدري لعمر ال متی وجد هذا الکتاب المسمی بأصول‬

‫الکافي يومئذ ‪...‬؟ وکیف استطاع ان يفتري الکذب ثم ينسب ذلك کله الی الصادق ‪...‬؟!! ‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والربعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬وقد بالغ بعض محدثیكم في البغض والجفاء‬

‫لهل البیت إلى حد العناد ‪ ،‬بحیث أبوا أن ينقلوا عنهم الحديث الذي يروونه عن جدهم رسول ال‬

‫)ص( ) مع ما أوصى به النبي )ص( بهم ‪ ،‬وتحريضه المة على إكرامهم واحترامهم ومتابعتهم‬
‫‪501‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فهذا البخاري ومسلم لم ينقل روايات المام جعفر الصادق )ع( في صحیحهما ‪ ،‬بل لم ينقل عن‬

‫أبي واحد من علماء أهل البیت وفقهائهم ‪ ،‬مثل زيد بن علي الشهید والمدفون في " فخ "‬

‫ويحیى ابن عبدال بن الحسن وأخیه إدريس ‪ ،‬ومحمد بن المام الصادق ومحمد بن إبراهیم‬

‫المعروف بابن طباطبا ومحمد بن محمد بن زيد وعبد ال بن الحسن وعلي بن جعفر العريضي‬

‫وغیرهم من أكابر وسادات بني هاشم من المحدثین والفقهاء ‪ ،‬فلم ينقل عنهم ‪ .‬والعجیب أن‬

‫البخاري ينقل ويروي عن أناس ضعفاء في اليمان والعقیدة ‪ ،‬بل ينقل عن عدة من الخوارج‬

‫والذين نصبوا العداء لل محمد )ص( أمثال أبي هريرة وعكرمة وعمران بن حطان الذي يمدح‬

‫ابن ملجم المرادي قاتل المام علي بن أبي طالب )ع( وقد كتب ابن البیع أن البخاري روى في‬

‫صحیحه عن ألف ومئتین خارجي وناصبي من قبیل عمران بن حطان‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إنك وال لتقول القول وفیه عطبك وهلکتك ‪ !!...‬أل تری الی هذا التناقض في قولك ؟!!‬

‫تذکر مرة وتقول ‪ :‬ان المام الصادق هو إمام أهل السنة ثم تعود لتقول ‪ :‬ان السنة لم يرووا‬

‫حديثًا واحدًا عن استاذهم الصادق ‪...‬؟!!‬

‫قل لنا ‪ :‬بماذا کانوا يقضون أوقاتهم وهم يجلسون الساعات الطوال مع أستاذهم ومربیهم ‪...‬؟‬

‫إذا المرء أعیته المروءة ناشئًا‬

‫ل علیه لشديد‬
‫فمطلبها که ً‬

‫الدعاء الرابع والربعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬وإني أتعجب وأتأسف من رأي‬
‫‪502‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫بعض أعلمكم إذ يرون بأن أتباع الئمة الربعة مسلمین مؤمنین ‪ ،‬ولكن شیعة آل محمععد وأتبععاع‬

‫المام جعفر الصادق )ص( كفرة ومشركین ‪ ،‬فیفترون علعى طائفععة كععبیرة مععن المسععلمین وعععددا‬

‫كثیرا بالكفر والشرك ‪ .‬فلو قسنا الشیعة بأتباع كل مععذهب مععن المععذاهب الربعععة مععن أهععل السععنة‬

‫لوحدهم فالشیعة هم الكثر ‪ ،‬فإن أتباع المام الصععادق )ع( ‪ ،‬أكععثر مععن أتبععاع محمععد بععن إدريععس‬

‫وهكذا لو قسناهم مع أتباع أبي حنیفة لوحدهم وأتبععاع أحمععد بععن حنبععل لوحععدهم ‪ ،‬لوجععدنا شععیعة‬

‫المام الصادق )ع( أكثر عددا ‪ ،‬وإني أعلن بأننا نحن الشیعة ندعوا إخواننععا السععنة إلععى التقععارب‬

‫والوحدة ونبرأ إلى ال تعالى من التنافر والفرقة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬کل ‪ ،‬فنحن نعتبر أن المام الصادق کان أحد أئمة أهل السنة ‪ ،‬أما أنتم فیعلم ال تعالی‬

‫وحده حقیقة أصلکم ‪ ،‬ومن الذي جاء بکم ‪...‬؟!!‬

‫والظلم مرتعه وخیم‬ ‫والبغي يصرع أهله‬

‫اذا ثبت أن المرجع أعلم منه فإنکم تتبعونه وتقلدونه وإن لم يکن من أهل البیت فإن کنتم ل‬

‫تعترضون علی ذلك ول تنکرونه ‪ ،‬فما الداعي لعتراضکم علینا‬

‫وإنکارکم ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والربعععون بعععد المعائة الثانیععة وقععوله ‪ :‬الحععافظ ‪ :‬إنععي أؤيععد كععثیرا مععن كلمععك‬

‫وأعترف بأن هناك بعض التعصعبات حاكمعة علعى كععثیر مععن أهعل السعنة ‪ ،‬ولكععن لعو تحققنعا ععن‬

‫السباب لعرفناها ترجع إلیكم ‪ ،‬لنكم أنتم ع علماء الشیعة ومبلغیهععم ع ع ل ترشععدون عععوام الشععیعة‬

‫‪503‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إلععى الحععق ول تنهععونهم عععن الباطععل ‪ ،‬فهععم يتكلمععون بكلمععات تنتهععي إلععى الكفععر والشععرك ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬أرجوك أن توضح لي كلمك وتبین لي أمثال من كلم عوام الشیعة الذي ينتهي إلى الكفر !‬

‫الحافظ ‪ :‬مما لشك فیه أن المطاعن التي تروونها على الصععحابة المقربیععن لرسععول ال ع وبعععض‬

‫زوجاته الطاهرات رضي ال عنهم كفععر صععريح ‪ ،‬إذ أن هععؤلء الصععحابة هععم الععذين جاهععدوا فععي‬

‫ن‬
‫عـ ِ‬ ‫ي الل ّ ـ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ض َ‬ ‫سبیل ال وقاتلوا الكفار تحت راية النبي وقد قال سبحانه فیهم ‪ ) :‬ل َ َ‬
‫قدْ َر ِ‬

‫ة ( فالععذين يعلععن ال ع تعععالى رضععاه عنهععم ‪،‬‬


‫جَر ِ‬ ‫ت ال ّ‬
‫ش َ‬ ‫ح َ‬ ‫عون َ َ‬
‫ك تَ ْ‬ ‫ن إ ِذْ ي َُباي ِ ُ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬

‫ورسول ال يكرمهم ويحترمهم ويحدث عن فضائلهم ‪ ،‬وهععو كمعا قعال سعبحانه فععي سعورة النجعم‬

‫حى ( فععالطعن فیهععم إنكععار‬


‫ي ُيو َ‬
‫ح ٌ‬ ‫و إ ِّل َ‬
‫و ْ‬ ‫ه َ‬
‫ن ُ‬
‫وى»‪ «3‬إ ِ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ه َ‬ ‫ع ِ‬
‫ق َ‬
‫ما َينطِ ُ‬
‫و َ‬
‫) َ‬

‫قلععت ‪ :‬إنععي ل أحععب أن يخععوض‬ ‫للقرآن والنبي ‪ ،‬وهو كفر ‪ ،‬والمنكر كععافر ‪.‬‬

‫في هكذا مسائل فالرجاء أن تترك هذا السؤال ول تطالبني بالجواب في حضععور هععذا الجمععع ‪ ،‬بععل‬

‫أجتمع بك وحدك وأعطیك الجواب ‪ .‬الحافظ ‪ :‬الحقیقة ‪ ،‬إن هذا السؤال والموضععوع مطععروح مععن‬

‫قبل الجماعة الذين معي لنهم ألحوا علي وأكععدوا فععي اللیلععة الماضععیة حینمععا انتهینععا مععن البحععث‬

‫وخرجنا إلى البیت ‪ ،‬على أن أطرح هذا البحث فكلهم يحب أن يسمع جوابكم ‪.‬‬

‫النعععععواب ‪ :‬صعععععحیح يعععععا مولنعععععا كلنعععععا نحعععععب أن نسعععععمع جعععععواب هعععععذا السعععععؤال ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬إني أتعجب من جنابكم وما كنت أتوقع طرح هذا السؤال ‪ ،‬مع ما بیناه في اللیعالي الماضعیة‬

‫وأوضحنا لكم معنععى الكفععر والشععرك وأثبتنععا بععأن الشععیعة سععائرون فععي طريععق أهععل الععبیت )ع( ‪،‬‬

‫وتابعون لل محمد )ص( ‪ ،‬وهم المؤمنون حقا ‪ ،‬وأما الموضوع الذي طرحه جناب الحافظ ‪ ،‬فهو‬

‫ذو جهات ‪ ،‬ولیس موضوعا واحععدا ‪ ،‬ولبععد لععي أن أبسععطه وأشععرحه ‪ ،‬حععتى يعععرف الحاضععرون‬

‫حقیقععة المععر ويقضععوا بععالحق وحععتى نععزول الشععبهات الواقعععة فععي نفوسععهم ضععد الشععیعة ‪.‬‬
‫‪504‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أما قول الحافظ ‪ :‬بأن سب الصحابة والطعن فیهم ولعنهم ‪ ،‬ولعن بعض زوجعات النعبي )ص( معن‬

‫قبل الشیعة معوجب لكفعر الشعیعة ‪ ،‬فهعو حكعم غريعب ! ول أدري بعأي دلیعل معن القعرآن والسعنة‬

‫النبوية صدر هذا الحكم ؟!!‬

‫فإن بیان الطعن وكذلك السب واللعن إذا كان مستندا إلى دلیل وبرهععان فل إشععكال فیععه‪ ،‬وإن كععان‬

‫من غیر دلیل وبرهان فهو فسق ‪ ،‬حتى إذا كان على أصحاب النبي )ص( وزوجاته ‪ ،‬وهععذا رأي‬

‫الفصل ج ‪" 3/257‬‬ ‫بعض أعلمكم كابن حزم حیث يقول في كتابه "‬

‫وأما من سععب أحععدا مععن الصععحابة )رض( ‪ ،‬فعإن كععان جععاهل فمعععذور ‪ ،‬وإن قعامت علیععه الحجععة‬

‫فتمادى غیر معاند فهو فاسق ‪ ،‬كمن زنى وسرق وإن عاند ال تعالى في ذلك ورسوله )ص( فهو‬

‫كافر ‪ ،‬وقد قال عمر )رض( بحضرة النععبي )ص( عععن حععاطب ‪ ،‬وحععاطب مهععاجر بععدري ‪ :‬دعنععي‬

‫أضرب عنق هذا المنافق !‬

‫فمععا كععان عمععر بتكفیععره حاطبععا كععافرا ‪ ،‬بععل كععان مخطئا متععأول ‪ ...‬الععخ ‪ ،‬وقععد أفععرط أبععو الحسععن‬

‫الشعري وهو إمامكم في مثل هذه المسائل فإنه يرى ‪ :‬إن من كان فععي البععاطن مؤمنععا وتظععاهر‬

‫بالكفر ‪ ،‬فهو غیر كافر ‪ ،‬حتى إذا سب ال ورسوله )ص( من غیر عذر بل حععتى إذا خعرج لحععرب‬

‫النبي ! والعیاذ بال‪ ،‬ويستدل على ذلك بأن الكفر واليمان محلهما فععي القلععب وهمععا مععن المععور‬

‫الخفیة الباطنیة ‪ ،‬فل يمكن لحد أن يطلع على باطن النسان وما في قلبه إل ال سبحانه!! فكیعف‬

‫يكفر جناب الحافظ وأمثاله ‪ ،‬شیعة آل محمد )ص( لمجرد سبهم بعض الصععحابة وبعععض زوجععات‬

‫النبي ؟ مع العلم بأن كثیرا من علمائكم وأعلمكم السابقین ردوا هذا الحكم الجائر ونسبوا قععائلیه‬

‫إلى الجهل والتعصب ‪ .‬وحكموا بأن الشیعة مسلمون مؤمنون ‪ ،‬منهم القاضي عبدالرحمن اليجي‬
‫‪505‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الشافعي في كتابه المواقف ‪ ،‬رد كل الوجوه التي بینها بعض المتعصبین من أهل السنة في تكفیر‬

‫الشیعة وأثبت بطلنها ‪ ،‬ومنهم المام محمد الغزالي ‪ ،‬صرح بأن سب الصحابة ل يععوجب الكفععر ‪،‬‬

‫حتى سب الشیخین لیس بكفر ‪ .‬ومنهم سعد الدين التفتععازاني فععي كتععابه شععرح العقععائد النسععفیة ‪،‬‬

‫تنعععععاول هعععععذا البحعععععث بالتفصعععععیل وخعععععرج إلعععععى أن سعععععاب الصعععععحابة لیعععععس بكعععععافر‬

‫ثم إن أكثر َمن كتب ِمن أعلمكم في الملل والنحل وكتب في المذاهب السلمیة ‪ :‬عد الشععیعة مععن‬

‫المسلمین وذكرهم في عداد المذاهب السلمیة الخعرى ‪ ،‬منهعم العلمعة بعن الثیعر الجعزري فعي‬

‫كتابه جامع الصول ‪ ،‬ومنهم الشهرستاني فععي كتععابه الملععل والنحععل ‪ ،‬وممععا يععذكر فععي عععدم كفععر‬

‫الساب لبعض صحابة رسول ال )ص( أن أبا بكر قد سبه أحد المسلمین وشتمه فما أمععر بقتلععه ‪،‬‬

‫كما جاء في مستدرك الحاكم النیسابوري ج ‪ 4/355‬أخععرج بسععنده ععن أبععي بععرزة السععلمي )رض(‬

‫قال‪ :‬أغلظ رجل لبي بكر الصديق )رض( فقلت ‪ :‬يا خلیفة رسول ال أل أقتله ؟! فقال ‪ :‬لیس هذا‬

‫إل لمن شتم النبي )ص(‬

‫وأخرجه المام أحمد في المسند ج ‪ 1/9‬بسنده عن ثوية العنبري قال ‪ :‬سمعت أبا سععوار القاضععي‬

‫يقول ‪ :‬عن ابن برزة السلمي قال ‪ :‬أغلظ رجل لبي بكر الصديق )رض( قال ‪ :‬فقععال أبععو بععرزة ‪:‬‬

‫أل أضرب عنقه ؟ قال فانتهره وقال ‪ :‬ما هي لحد بعد رسععول الع ‪ ،‬ورواه الععذهبي فععي تلخیععص‬

‫المستدرك ‪ ،‬والقاضي عیاض في الشفاء ج ‪ /4‬الباب الول ‪ ،‬والمام الغزالي في إحیععاء العلععوم ج‬

‫‪ 2‬فإذا كان المر كذلك ‪ ،‬إذ يسمع الخلیفعة معن رجعل السعباب والشعتم ول يحكعم بكفعر ول يقتلعه‬

‫فلماذا أنتم علماء تغوون أتباعكم العوام وتكفرون الشععیعة عنععدهم بحجععة أنهععم يسععبون الصععحابة‬

‫ويشتمون الخلفاء ‪ ،‬ثم تبیحون لهم قتل الشیعة المؤمنین !! وإذا كان سب صحابة الرسول )ص(‬

‫موجبا للكفر ‪ ،‬فلماذا ل تحكمون بكفر معاوية وأتباعه الذين كانوا يسبون ويلعنون أفضل صحابة‬
‫‪506‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫رسول ال وأعلمهم وأروعهم ‪ ،‬أل وهو أمیر المؤمنین وسید الوصیین وإمععام المتقیععن علععي بععن‬

‫أبي طالب )ع( ؟! وإذا كان سب الصحابة يوجب الكفر ‪ ،‬فلماذا ل تكفرون عائشة ع أم المؤمنین ععع‬

‫إذا كانت تشتم عثمان وتحرض أبناءها على قتله فتقول ‪ :‬اقتلوا نعثل فقد كفر ؟! كیف تحكمععون‬

‫في موضوع واحد بحكمین متناقضین ؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ب الشیعة‬
‫قلت‪ :‬کان هذا المدعي قد وعد السني أن يجیب علی سؤاله حین سأله عن سبب س ّ‬

‫لصحاب النبي صلی ال علیه وسلم وزوجاته الطاهرات رضي ال تعالی عنهن ‪ ،‬فقال المدعي ‪:‬‬

‫لم أرغب أن تثیروا مثل هذه السئلة في هذه المناظرة کما لم أکن أحب أن اسمع منکم هذا‬

‫التذمر لکي ل إضطر للجابة علی ذلك؟!!! إني کنت أود أن تبقی مثل هذه المسائل سرًا بیننا و‬

‫بینکم وان نناقشها فیما بیننا ولکي يتسنی لي الجابة علیها بإجابة شافیة‪ ،‬ثم طلب منهم أن‬

‫يدعوا النقاش في هذه المسألة جانبًا ووعدهم بأنه سوف يحل هذه المسألة ذات يوم ‪ ،‬وخلصة‬

‫المر أنه وبعد خمس صفحات من النقاش والخذ والرد يقول ‪ :‬ان المرء ل يکفر بسب الصحابة‬

‫أو بعضهم أو کرههم‪.‬‬

‫قلت‪ :‬إننا قد نتفق معکم علی هذا القول بإجماله وعمومیاته وهو أن من سبّ الصحابة قد يکون‬

‫فاسقاً ول يکفر ‪ ،‬مع ان المام مالك کان ل يری ذلك‪ ،‬ويعتبر أن من سب الصحابة وأبغضهم فقد‬

‫کفر واستدل بقوله تعالی » لیغیظ بهم الکفار « کما اننا نقول ‪ :‬ل يجوز تکفیر الشیعة بجملتهم‬

‫لنهم يسبون الصحابة رضي ال عنهم کما اننا نعرف ونعلم جیدًا أن الذين أسسوا هذا المذهب‬

‫الفاسد عرفوا أين يضعوا أقدامهم حتی ل يکفرهم أحد ‪..‬؟!!‪.‬‬

‫‪507‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وعلموا جیدًا أن ضرب السلم وطعنه من الداخل أسهل علیهم من المجاهرة بالعداوة وإعلن‬

‫المحاربة له ‪ .!!!..‬ان عوام الشیعة ودهمائهم قد يعذرون أما علماؤهم وکبراؤهم فهم مجرمون‬

‫منافقون والمنافق في الدرك السفل من النار ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫لزلت أذکر جیدًا وسأبقی أذکره دائمًا ولن يغب ذلك عن مخیلتي حین قال لي عم زوجتي واعني‬

‫به الشیخ الجلیل والب المّربي القدوة الصالح عبدالحي عبداللطیف يرحمه ال ويغفر له ‪ ،‬وللعلم‬

‫فإن الشیخ عبد الحي هو أحد تلمذة الشیخ المودودي رحمه ال تعالی ‪ ،‬قال الشیخ عبد الحي ‪:‬‬

‫قلت للمدودي ذات يوم ‪ :‬إن الشیعة في منطقتنا يفعلون أفعال منکرة تحیر النسان وأخذت أبین‬

‫له واشرح له ما رأيت منهم فقلت بعد ذلك کله ‪ ،‬هل هم کفار ‪...‬؟ فقال المودودي يرحمه ال ‪ :‬ل‬

‫ل علی نفسي ‪ ،‬فقلت له مخاطبًا ‪ :‬يا شیخ ‪ ،‬إنهم يفعلون کذا‬


‫فلم أطمأن لجوابه ووجدت له ثق ً‬

‫ويقولون کذا ‪ ،‬فرأيته يقول لي في کل مرة ‪ :‬هم لیسوا کفارًا ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫ي وقد عرف حیرتي واضطرابي وقال ‪ :‬ماذا تقول أنت ‪..‬؟ وماذا تظن ‪..‬؟ ألیس‬
‫ثم التفت ال ّ‬

‫المنافق أسوء واظلم عاقبة من الکافر نفسه ‪...‬؟؟ قال تعالی » ان المنافقین في الدرك السفل من‬

‫النساء‪.145/‬‬ ‫النارولن تجد له نصیرًا«‬

‫يقول المؤلف وقد ذکر مثالین ‪:‬‬

‫ي انه ثعلب ‪ ،‬والثعلب ان طولب بشاهد‬


‫الول‪ :‬قاله علی لسان ابي بکر ‪ :‬ان ابابکر قال عن عل ّ‬

‫قال ‪ :‬ذنبي ‪..‬؟!!!‬

‫الثاني ‪ :‬قاله علی لسان عائشة انها سّبت وشتمت عثمان‪..‬؟!!‬

‫‪508‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬لم نر منك ال تتبع القاويل والکاذيب ونشر الهفوات والعثرات والزلت أل فقبحك ال وقبح‬

‫أمثالك ‪ ،‬فما لي أراك تتبع قومًا قد أضلهم ال تعالی قد أمسوا في رمسهم عبرًة لغیرهم بسوء‬

‫ضیعهم وعظیم ما اقترفته أيديهم ‪...‬؟؟‬

‫ولكن السعید من وعظ بغیره ول أخالك منهم ‪ :‬فأنت لم تنقل هذه الطامات والغرائب إل عن ابن‬

‫ابي الحديد الشیعي المعتزلي وهو شخص لم يکن من أهل السنة ول کرامة ‪ ،‬وقوله هذا ل وزن‬

‫له عندنا وهو وأمثاله ل يؤبه بهم أو يعتد بقولهم والحمد ل ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬ان عامة الشیعة عندنا لیسوا کفارا ول منافقین بل هم قوم أضلهم ال تعالی باتباعهم لکم‬

‫ولقوالکم ‪ ،‬فأنتم من کره الیهم اصحاب رسول ال صلی ال علیه وسلم‪ ،‬وأنتم من کره الیهم‬

‫ابابکر وعمر فأظهرتموهم بمظهر المجرم الجاني الظالم لهل بیت النبوة ‪ ،‬فهم لم يعرفوا عنهم‬

‫ال ما ذکرتموه عنهم ‪ ،‬فالويل ثم الويل لکم من الملك الجبار ‪ ،‬والويل ثم الويل لکم من غضبه‬

‫وقهره والیم عذابه ‪ ،‬فنحن لو لم نعرف عن ابي بکر وعمر ال ما عرفه الشیعة عنهم لکان‬

‫مصیرنا مثل مصیرهم فالحمدل الذي هدانا الی الحق الذي هدى الیه الصالحین من عباده ‪ ،‬ولذا‬

‫فإننا نعذر عامة الشیعة ودهمائهم ول نأخذهم بجريرة اعمالکم وندعوا ال تعالی لهم بالهداية‬

‫والتوفیق الی الخیر والرشاد الذي هدانا الیه ‪.‬‬

‫الدعاء السادس والربعون بعد المائة الثانیة وقوله‪ :‬كمعا أن سععیدنا المعام علععي )ع( كعان يعلعم‬

‫بعلم من ال سبحانه وإخبار من رسول ال )ص( بأن ابن ملجعم المععرادي قعاتله وكععان )ع( يخععبر‬

‫أصحابه وشیعته بذلك ‪ ،‬ولكن تركه وشأنه ‪ ،‬فلم يسعجنه ولعم يحاصعره ولعم يضعیق علیععه ‪ ،‬ولمعا‬

‫أشار علیه بعض الناس أن يقتل ابن ملجم ‪ ،‬قعال )ع( ‪ :‬ل يجعوز القصعاص قبعل الجنايعة ‪ ،‬وروى‬

‫ابن حجر في الصواعق المحرقة ص ‪ 80‬في أواخر الفصل الخععامس مععن البععاب التاسععع ‪ :‬أن علیععا‬
‫‪509‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫جاءه ابن ملجم يستحمله فحمله ‪ ،‬ثم قال رضي ال عنععه ‪ :‬أريععد حیععاته ويريععد قتلععي غععديري مععن‬

‫خلیلي من مرادي ثم قال ‪ :‬هذا وال قاتلي !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لقد کذب المؤلف علی علي رضي ال حین أدعی انه کان يعرف قاتله ‪..‬؟!‬

‫وأن علیا قال له بصراحة ‪ :‬إنك قاتلي ‪!!.....‬‬

‫ولکنه في الوقت نفسه لم يقل له شیئًا ولم يستطع أن يفعل شیئًا يحول بینه وبین فعلته الشنیعة‬

‫تلك ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫والنبي صلی ال علیه وسلم لم يکن لیعنف أصحابه لنه ليجوز أخذ النسان بجريرة لم‬

‫يفعلها‪..‬؟‬

‫قلت ‪ :‬هذا قول ل نجده عند غیرك ‪ ،‬وبهت ومهت يلیق بامثالك ‪ ،‬ولو بحثنا عنه عند اساتذتك من‬

‫امثال ابن ابي الحديد وغیره فلن نجده في قاموس مفرداتهم الغربیة ‪ ،‬ول خیر في عرض امرٍء‬

‫ل يصونه ؟!!‬

‫إن علیًا رضي ال عنه لو کان يعلم الذي تعلمه انت ‪ ،‬لکان رضي ال عنه قد أخذ الحیطة والحذر‬

‫ولبذل کل ما في وسعه للحیلولة دون وقوع ذلك ‪.‬‬

‫إن رئیس دولة مثل باکستان عندما جعلته القاعدة هدفًا لها وسعت لغتیاله مرتین أخذ جمیع‬

‫التدابیر اللزمة لمنعها من الوصول الی ما تريد ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫وأما رسول ال صلی ال علیه وسلم في نظرك انت فقد أطلع أعدائه واعداء أهل بیته علی‬

‫اسراره بل حتی علی اسرار بیته وشؤونه الخاصة مع أهله ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫‪510‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫هل من المعقول ان نصدق أو تصدقوا انتم أن رئیس باکستان بإمکانه عقد نکاحه علی بنت‬

‫ل ‪...‬؟ أو الزواج ببنت خامنئ أو رجوي المنافق ‪...‬؟ إن حدث ذلك فهذا يدل‬
‫اسمامة بن لدن مث ً‬

‫علی طیبة وسذاجة البنت لیس ال ‪...‬؟!!‬

‫أنتم يخبثکم لم تعتبروا ذلك طیبة من البنت ول من أبیها ‪...‬؟!! ول حتی من عائشة وعمر ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫لقد أعطیتم ايها الشیعة أئمتکم مقامًا ل يلیق ال برب العالمین سبحانه فهم فوق البشرية کلها‬

‫ولکن ل أدري لماذا هکذا وفي ادنی من لحظة أذهبتم ذلك البريق الخاذ والضیاء الذي کاد يذهب‬

‫بالبصار فجعلتم منهم عجائز شمط ل يدري أحدهم أخیرًا أريد به أم شرا ‪...‬؟ کما إنه إن عرف‬

‫ذلك ل يستطیع له دفعًا أو ردا ‪..‬؟!!!‬

‫الدعاء السابع والربعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬وأما قول الحافظ ‪ :‬إن ال‬

‫سبحانه أعلن رضاه عن أصحاب نبیه ‪ ،‬فالطعن فیه إنكار لرضا ال عز وجل ‪ ،‬وهذا كفر ! أقععول‬

‫في جوابه ‪ :‬نحن ل ننكر بععأن الع تعععالى أعلععن رضععاه عععن الصععحابة فععي بیعععة الرضععوان بقععوله‬

‫ة(‬
‫جَر ِ‬ ‫ت ال ّ‬
‫ش َ‬ ‫ح َ‬ ‫عون َ َ‬
‫ك تَ ْ‬ ‫ن إ ِذْ ي َُباي ِ ُ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫ي الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ض َ‬ ‫سبحانه ‪ ) :‬ل َ َ‬
‫قدْ َر ِ‬

‫ولكن نقول ما قاله العلماء المحققون ‪ :‬بأن الية الكريمة ل تتضععمن رضععا‬ ‫‪.‬‬

‫ال سبحانه عن المؤمنین ع الذين اجتمعوا تحت الشجرة ع على جمیع أعمالهم إلى آخععر حیععاتهم ‪،‬‬

‫إنما عنت الية الشريفة رضا ال عععز وجععل عععن المععؤمنین بمبععايعتهم النععبي الكريععم )ص( تحععت‬

‫الشجرة ع البیعة المعروفة ببیعة الرضوان ع والتاريخ يشهد بأن كثیرا من أولئك المبععايعون نزلععت‬

‫فیهم آيات النفاق بعد تلك البیعععة وانضععموا مععع المنععافقین وأصععبحوا مععن الخاسععرين‪ .‬فرضععا الع‬

‫سبحانه ما تعلق بهم لنهم أصحاب النبي )ص( ‪ ،‬بل تعلق رضاه بهععم لنهععم كععانوا مععؤمنین بععال‬

‫‪511‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ورسوله ورضاهما بهم ما داموا مؤمنین ‪ ،‬فإذا خرجوا من اليمان وارتععدوا ‪ ،‬فرضععا الع العزيععز‬

‫ينقلب إلى غضبه علیهم ع نعوذ بال من غضععبه عع والشععیعة يحمععدون كععل عمععل حسععن صععدر مععن‬

‫إنسان وخاصة أصحاب رسول ال )ص( ‪ ،‬ويقدحون كل عمل قبیح صععدر مععن أي شععخص سععواء‬

‫أكان صحابیا أو غیر صحابي فإن أصحاب رسول ال )ص( ما كانوا معصععومین وقععد صععدر مععن‬

‫بعضهم أعمال غیر حمیدة ومعاصي عديدة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬ذکر المؤلف کلمًا فارغًا ل يغني عن الحق شیئًا ‪ ،‬وهذا کتاب ال تعالی يقول لنا بکل‬

‫صراحة وفي منتهی البیان والروعة ‪ ) :‬لقد رضي ال عن المؤمنین إذ يبايعونك تحت الشجرة (‬
‫الفتح‪.18/‬‬

‫ثم تری بذر السوء هذا يقول ‪ :‬إن بعض من بايع کان من المنافقین ‪...‬؟؟ اذا لماذا رضي ال‬

‫عنهم سبحانه ‪...‬؟‬

‫الدعاء الثامن والربعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬قععال الحععافظ السععني ‪ :‬إن هععذا القععول افععتراء‬

‫على الصحابة فنحن ل نعتقد بعصمتهم ‪ ،‬لكن النبي )ص( قععال فیهععم ‪ :‬أصععحابي كععالنجوم بععأيهم‬

‫اقتديتم اهتديتم وقد أجمع المسلمون على صحة هذا الحععديث الشععريف إل أنتععم الشععیعة ‪ ،‬ثععم إذا‬

‫كان هذا الحديث ‪ " ..‬أصحابي كالنجوم الخ "" صععحیحا فمعا تقولعون لعو اختلعف صععحابیان فعي‬

‫حكم وتنازعا في أمر ‪ ،‬أو قاتلت طائفتان من الصحابة ع كما حدث بعععد النععبي )ص( ع ع فععالحق مععع‬

‫مععععععععععن ؟ وفععععععععععي متابعععععععععععة أي الفريقیععععععععععن تكععععععععععون السعععععععععععادة والنجععععععععععاة ؟!‬

‫الحافظ ‪ :‬نستمع قول كل واحد منهما فمن كانت دلئلععه أقععوى وحجتععه أعلععى فنتبعععه ‪ .‬قلععت ‪ :‬إذن‬

‫‪512‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫صاحب الدلئل القوية والحجة العلیة يكون صاحب الحععق ومخععالفه يكععون علععى باطععل ! فحینئذ ل‬

‫اعتبار لحديث " أصحابي كالنجوم " وهو ساقط عقل ‪ ،‬لن الهداية ل تحصل في القتداء بالباطل‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ثم نقل هذا الحديث عن أهل السنة » أصحابي کالنجوم بأيهم اقتديتم أهتديتم«‪.‬‬

‫أراد المدعي ان يجیب ويرد علی هذا الحديث ردًا عقلیًا ‪ ،‬مع أنه ل ضرورة لذلك ول فععائدة تععذکر‬

‫ل ‪ ،‬ونحن ل نعول علیه ول نری الستدلل به من قريب أو‬


‫إذا علمنا ان هذا الحديث ل يصح أص ً‬

‫بعید ‪ ،‬وبهذا يعلم إنك لم تقل ذلك ال لهوی فععي نفسععك فلععم تتحقععق ولععم تهتععم مععرة بمعرفععة سععند‬

‫الحديث وصحته أو ضعفه ‪ ،‬بل أن تنقل الحديث إن کان يوافق هواك أو أنك تجععد فیععه مغمععزًا فععي‬

‫أهل السنَة‪ ،‬ولو کان هذا الحديث ضعیفًا أو موضوعًا او ل أصل له البته ‪!!....‬‬

‫الدعاء التاسع والربعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬اتفق المسلمون وأجمعوا على‬

‫أن كل من أدرك رسول ال )ص( وسععمع حععديثه فهععو صععحابي ‪ ،‬سععواء أكععان مععن المهععاجرين أم‬

‫النصار ‪ ،‬أم من الموالین وغیرهم ‪ ،‬ومن الخطععأ أن نحسععب كععل أولئك هععادين مهععديین ‪ ،‬لوجععود‬

‫المنافقین بینهم والفاسقین وذلعك ثعابت بعالنص الصعريح فعي القعرآن الحكیعم ‪ ،‬حعتى أن التاريعخ‬

‫يحدثنا بأن جماعة من أصحاب النبي )ص( الذين كانوا يتظاهرون بحبه وطععاعته ‪ ،‬تععآمروا علیععه‬

‫عند رجوعه من غزوة تبوك وأرادوا قتله في بطععن عقبععة فععي الطريععق ‪ ،‬إل أن الع تعععالى عصعم‬

‫رسععععععععععععول العععععععععععع )ص( مععععععععععععن كیععععععععععععد أولئك الشععععععععععععرار المنععععععععععععافقین ‪.‬‬

‫الحععافظ ‪ :‬لقععد روى قضععیة العقبععة جماعععة مععن علمععاء الشععیعة وهععي عنععد علمائنععا غیععر ثابتععة ‪.‬‬
‫‪513‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬انك قلت رهجا وذهبت عوجا ‪ ،‬فإن قضیة العقبة اشتهرت بین المؤرخین والمحععدثین حععتى‬

‫ذكرها كثیر من أعلمكم ‪ :‬منهم الحافظ أبو بكر البیهقي الشافعي ‪ ،‬في كتابه دلئل النبوة ‪ ،‬ذكرها‬

‫مسندا ‪ ،‬ومنهم احمد بن حنبل في آخر الجزء الخامس من مسنده عن أبععى الطفیععل ‪ ،‬ومنهععم ابععن‬

‫أبي الحديد في شرحه على نهج البلغة ‪ ،‬حتى لعن رسول ال )ص( فععي تلععك اللیلععة جماعععة مععن‬

‫أصعععععععععععععحابه وهعععععععععععععم المتعععععععععععععآمرون علیعععععععععععععه والقاصعععععععععععععدون قتلعععععععععععععه ‪.‬‬

‫النواب ‪ :‬أرجوك أن تبین لنا قضیة العقبة وقصععة المتععآمرين علععى قتععل النععبي الكريععم باختصععار ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬ذكر علماء الفريقین ‪ :‬أن جماعة من المنافقین الذين كانوا حول النععبي )ص( تععآمروا علعى‬

‫قتله عند رجوعه من غزوة تبوك ‪ ،‬فهبععط جبرئیععل علععى رسععول الع )ص( وأخععبره بتععآمر القععوم‬

‫وأعلمه بمكان اجتماعهم وحذره من كیدهم ‪ ،‬فبععث النعبي )ص( حذيفعة بعن الیمعان علعى المكعان‬

‫لیعرفهم ‪ ،‬فرجع حذيفة وذكر للنبي )ص( أسماء المتآمرين فكانوا أربعة عشر نفععرا ‪ ،‬سععبعة مععن‬

‫آل أمیععة ‪ ،‬فععأمر النععبي )ص( حذيفععة بكتمععان المععر وكتمععان أسععمائهم ‪ ،‬وأمععا مكععان المععؤامرة‬

‫المدبرة ‪ ..‬فقد كانت عقبة خطرة فععي الطريعق ‪ ،‬وكعانت رفیععة وضعیقة بحیعث ل يتسعع إل لعبععور‬

‫راكععب واحععد فحمععل المنععافقون دبابععا كععثیرة علععى الجبععل الععذي يعلععو تلععك العقبععة وكمنععوا هنععاك‬

‫لیدحرجوها عند وصول ناقة رسول ال )ص( إلععى تلععك النقطععة الخطععرة ‪ ،‬حععتى تنفععر الناقععة مععن‬

‫أصوات الدباب المدحرجععة فیسععقط النععبي )ص( ععن ظهرهعا إلعى عمععق الععوادي فیتقطععع ويمعوت‬

‫ويضیع دمه ‪ ،‬كل ذلك يتم في سواد اللیل ‪ ،‬أما النبي )ص( عنعد عبعوره معن تلعك العقبعة أمعر بعن‬

‫ياسر أن يأخذ بخطام الناقة ويقودها وأمر أيضععا حذيفععة بعن الیمعان لیسعوقها فلمعا دحععرج القعوم‬

‫الععدباب وأرادت الناقععة أن تنفععر صععاح النععبي )ص( علیهععا فسععكنت وقععرت ‪ ،‬وانهععزم المنععافقون‬

‫وتواروا ‪ ،‬وهكذا عصم ال سبحانه نبیه )ص( وفضح أعداءه ‪ ،‬نعم إنكم تعدون هؤلء المنععافقین‬

‫‪514‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫من أصحاب النبي )ص( فكیف يمكن أن نقول بأن القتداء بهععم جععائز ‪ ،‬أو نعتقععد بعععدالتهم وأنهععم‬

‫هداة مهديون ؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬يسعى ويحاول المدعي جاهدا أن يسنفید من وجود بعض المنافقین في مدينة النبي صلى‬

‫ال علیه وسلم لیطعن ويستغل ذلك في إبداء الشكوك والغمز بأصحاب النبي صلى ال علیه‬

‫وسلم ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬لو كان المر على ما تقول وأننا يجب ن نتهم كا من ل نهواه أم نحبه بحجة أن هناك بعض‬

‫المنافقین في مدينة النبي صلى ال علیه وسلم فإنكم بذلك قد تتهون علیا فنحن لم نر لكم أصل‬

‫ترجعةن الیه أو قاعدة صحیحة تهتدون بها في تنزيل الحكم على هذا الشخص أو ذاك ‪!..‬‬

‫فأنتم حینما تجعلون عمر رضي ال عنه من جملة المنافقین فأنتم بغبائكم هذا وتبلد إحساسكم‬

‫وعدم شعوركم قد أدخلتم علیا في زمرة المنافقین كذلك ‪..‬؟!! فهل يمكن أن يتزوج نبینا صلى ال‬

‫علیه وسلم ببنت منافق ‪..‬؟أو يزوج بنته من منافق ‪..‬؟هل يمكن ذلك أو يعقل ‪.......‬؟؟‬

‫الدعاء الخمسون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬هذا أبو هريرة الكذاب وقد أشرنا في بعض‬

‫المجالس السابقة إلى تاريخه السود من كتبكم ‪ ،‬وأثبتنا بأن عمر بن الخطاب ضربه بالسیاط‬

‫حتى أدماه ‪ ،‬لنه كان يكذب كثیرا على رسول ال في نقله الحاديث الموضوعة والمصنوعة عنه‬

‫)ص( أما كان أبو هريرة من أصحاب رسول ال )ص( ‪ ......‬؟!!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬


‫‪515‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬اتهم المؤلف أبا هريرة رضي ال عنه ‪ ،‬ول يزال يتهمه المرة تلو المرة ول يکف أو‬

‫يرعوي عن خلقه الذمیم هذا قبحه ال وأخزاه ‪.‬‬

‫فأنت أيها المخذول تسعی دائمًا الى الستدلل في کتابك هذا بکتبنا واحاديثنا لتظهر للقراء صدق‬

‫ادعاءاتکم واعتدال مذهبکم ‪ ،‬فاسمع ما أقول إذًا باذنین صاغیتین أيها المعتوه الحمق ‪:‬‬

‫إن کنا نحن أهل السنة صدقا وحقًا ‪ ،‬وإذا کانت تلك الحاديث هي احاديثنا ورويت في کتبنا‪،‬فاعلم‬

‫ايضًا إن من أکبر الرواة قدرًا واکثرهم رواية هو سیدنا أبو هريرة رضي ال عنه ‪!!..‬‬

‫فهذا کذب واضح ان يقول مثلك هذا القول ‪ :‬ان عمر رضي ال کان ل يری صحة ما يرويه‬

‫أبوهريرة أو يقبله ‪...‬؟!!‬

‫ول ينقضي عجبك أيها القارئ الكريم إذا علمت ان المؤلف نفسه قد أورد عدة أحاديث رواها‬

‫أبوهريرة رضي ال عنه في کتابه المسمی » لیالي بیشاور « ذکرها ورواها لیستدل بها علی‬

‫صحة مذهبه وصدق ما يدعیه في کتابه ‪......‬؟؟!!! ‪.‬‬

‫فل تأمنن الدهر حرًا ظلمته‬

‫فما لیل مظلوم کريم بنائم‬

‫الدعععاء الحععادي والخمسععون بعععد المععائة الثانیععة وقععوله ‪ :‬ل أظععن أن أحععدا مععن المععؤمنین ينكععر‬

‫انحراف بعض الصحابة وخروجهم على الحق ومیلهم عن الصراط المستقیم ‪ ،‬وذلك بقتالهم أمیر‬

‫المؤمنین علي بن أبي طالب )ع( وهو إذ ذاك ع حسب قولكم ع كان الخلیفععة الرابععع وآخععر الخلفععاء‬

‫الراشدين الذين بايعه أهل الحل والعقععد ‪ ،‬وأجمعععوا علععى خلفتععه ‪ ،‬فنكععث بعععض الصععحابة بیعتععه‬

‫وخالفه آخرون ‪ ،‬حتى أعلنوا علیه الحرب وقادوا الجیععوش لقتععاله ‪ .‬وهععذا معاويععة وابععن العععاص‬
‫‪516‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫سععببا معركععة صععفین ‪ ،‬وكععم ازهقععت فیهععا نفععوس المععؤمنین وأريقععت بسععببها دمععاء المسععلمین ‪.‬‬

‫فهل كانوا هؤلء الذين نكثوا البیعة ونقضوا العهد وشقوا عصا المسلمین وأوقعععوا فیهععم الخلف‬

‫والشقاق وعملوا لصالح أهل الكفر والنفاق ‪ ،‬هل كانوا على الهداية والحق أم كانوا علععى الباطععل‬

‫والضلل ؟! وقد أجمع العلماء والمحققون وأئمة المسلمین على أن علیا )ع( مععع الحععق والحععق‬

‫مع علي وهو قول النبي )ص( فیه ‪ ،‬فكل من خعالفه يكععون علعى باطععل ‪ ،‬ولعو كعان معن الصعحابة‬

‫وحتى إذا كانت عائشة زوجة رسول ال )ص( ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬يقول المؤلف‪ :‬إن الصحابة قد اختلفوا‪ ،‬وهذا صحیح لشك فیه ‪ ،‬ونحن لم ننکر ذلك ولم‬

‫نقل خلفة ولکن ماذا يريد المؤلف ان يثبت لنا من هذا الختلف ‪..‬؟ ال يتقاتل المؤمنان فیما‬

‫بینهما ‪....‬؟‬

‫الحجرات ‪.‬‬ ‫اقرأ قوله تعالی » وإن طائفتان من المؤمنین اقتتلوا فأصلحوا بینهما«‬

‫فها أنت ذا تری من السهل علینا ان نختلف معك في هذه القضیة ونرد علیك کذلك‪ ،‬فالمؤمنون‬

‫قد يختلفوا ويتقاتلوا ولکن مع ذلك ل يخرجوا بذلك عن مسمی اليمان‪..‬‬

‫الدعاء الثاني والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬فإذا كان حديث أصحابي كالنجوم صحیحا‬

‫فلماذا تسمون الشیعة بالرافضة ولماذا تحكمون على مذهبهم بالبطلن ؟! أما كان سعد بن‬

‫عبادة من كبار الصحابة وسادات النصار ؟ وهو بإجماع المؤرخین والمحدثین ما بايع أبا بكر‬

‫وخالف خلفته حتى قتل على عهد الخلیفة الثاني عمر ‪ ،‬وسعد ما بايع عمر أيضا ‪ ،‬فالحديث‬

‫‪517‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يصرح بأن القتداء به ع وهو مخالفة أبي بكر وعمر ورفض خلفتهما ونسبتهما إلى الظلم‬

‫والغصب والبطلن ع صحیح وفیه الهداية والسعادة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪ :‬قلت‪ :‬نعم ‪ ،‬قد خالفهما ‪ ،‬فماذا تقصد بذلك ‪..‬؟ وما ذا تريد أن تثبت لنا مرة أخری‬

‫أيها المدعي الماکر ‪...‬؟ ألم أبین لك ان الختلف أمر وارد وهذا ما اثبتته الية الکريمة ‪ ،‬فما‬

‫لنا ولقولك ‪..‬؟ وما هي قیمته ووزنه أمام قول الحق تبارك وتعالی ‪..‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬ل أظن أحد المؤمنین ينكر انحراف بعض‬

‫الصحابة وخروجهم على الحق ومیلهم عن الصراط المستقیم ‪ ،‬وذلك بقتالهم أمیر المؤمنین علي‬

‫بن أبي طالب )ع( وهو إذ ذاك ع حسب قولكم ع كان الخلیفة الرابع وآخر الخلفاء الراشدين الذين‬

‫بايعه أهل الحل والعقد ‪ ،‬وأجمعوا على خلفته ‪ ،‬فنكث بعض الصحابة بیعته وخالفه آخرون حتى‬

‫أعلنوا علیه الحرب وقادوا الجیوش لقتاله ‪ ،‬فهذا طلحة والزبیر وهما من أصحاب بیعة‬

‫الرضوان ‪ ،‬قد أخرجوا معهما عائشة زوجة رسول ال )ص( إلى البصرة وكانت بسببهم وقعة‬

‫الجمل التي قتل فیها ألوف المسلمین وسفكت دماء المؤمنین ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬ان الحديث السابق الذکر » أصحابي کالنجوم بأيهم اقتديتم اهديتم« حديث ضعیف ل يرتفع‬

‫الی مستوی الحتجاج به أو العتماد علیه ‪ ،‬وأما ما ذکرته من نشوب الحرب بین علي وطلحة‬

‫والزبیر رضي ال عنهم أجمعین فذلك أمر لم يکن بملك ايديهم وإنما ذلك أمر دبر بلیل وکان‬

‫الذي ينفخ في نار العدواة ويأجج نارها أناس أمثالك أيها المنافق الرعديد ‪.....‬؟!!‪.‬‬

‫‪518‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الرابع والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬وأما معاوية وابن العاص والولید بن عقبة‬

‫ومروان وحزبهم الذين سنوا لعن المام علي )ع( وسبه على منابر السلم وفي خطب الجمعات‬

‫وحتى في قنوت الصلوات ‪ ،‬مع علمهم بقول النبي )ص( من سب علیا فقد سبني ومن سبني‬

‫فقد سب ال تعالى‪.‬‬

‫فهل مع كل هذا تقولون بأن القتداء بهؤلء الفسقة المنافقین والفجرة المضلین هدى ونجاة ؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هذا کذب ‪ ،‬ومعاوية رضي ال عنه لم يسب علیًا رضي ال عنه علی المنبر کما تدعي ذلك‬

‫انت ومن وراءك من الذين يهرفون بما ل يعرفون ‪ ،‬بل إنه حینما بلغه موت علي بکی حتی‬

‫تعجبت زوجته من ذلك وقالت له ‪ :‬کنت تحاربه بالمس والیوم تبکي علیه ؟ ان صح قولك فذلك‬

‫هو العجب العجاب ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫وحق لنا أن نسأل ‪ :‬کیف يسلم الحسن رضي ال عنه السلطة لمعاوية ولماذا يتنازل عنها الیه ؟‬

‫لماذا لم يشترط علیهم وهذا أقل القلیل ان يمتنعوا عن سب أباه علیًا فوق منابرهم ‪....‬؟!!‬

‫الدعاء الخامس والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬إضافة على إباء العقل السععلیم مععن قبععول‬

‫هذا الحديث وتصحیحه لما ارتكبه بعض الصحابة بعد رسول ال )ص( من الظلم الفاحش والجرم‬

‫المبین ‪ ،‬ومخالفتهم لكتاب ال العزيز وسنة نبیه الكريم مضافا إلى ذلك فقد رد كثیر مععن أعلمكععم‬

‫سنده وضعفوا رجاله ‪ ،‬فمنهم على سبیل المثال‪ :‬القاضي عیاض بعععدما ذكععر الحععديث فععي كتععابه‬

‫شرح الشفاء ج ‪ 2/91‬ذكر بأن الدار قطني وابن عبدالبر قال بعععدم حجیعة سععنده ‪ ،‬فالحعديث مععردود‬

‫عندهما ‪ ،‬وذكر بأن عبد ابن حمید ذكر في مسنده عن عبععدال بععن عمععر ‪ ،‬وعععن الععبزاز ‪ :‬بأنهمععا‬

‫‪519‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أنكرا هذا الحديث وأعلنا عدم صحته ‪ ،‬ونقل ابن عدي في الكامل بإسناده عععن نععافع عععن عبععدال‬

‫بن عمر أنه ضّعف الحديث ولم يؤيده ‪ ،‬ونقل عن البیهقي أنه قال ‪ :‬سععند الحععديث ضعععیف ‪ ،‬وإن‬

‫كان نصه مشتهرا بین الناس ‪ .‬انتهى كلم القاضي عیاض ‪ .‬وحیث نجد في سند الحععديث الحععارث‬

‫ابن غضین وهو مجهول ‪ ،‬وحمزة بعن أبعي حمعزة النصعیري وهعو متهعم عنعد المحققیعن بالكعذب‬

‫وجعل الحديث ‪ ،‬فالحديث مردود وملغي يجب تركه ‪ ،‬وابن حزم أيضا رد الحديث وقعال فیعه ‪ :‬إنععه‬

‫موضوع وباطل ‪.‬‬

‫ردناعلیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬ذکرت آنفًا إن الحديث ضعیف ‪ ،‬ولکي تدرکوا مدی خذلن هذا الرجل وکیف رضي أن‬

‫يجعل من نفسه اضحوکة ولعبة بید الشیطان ارجعوا الی الصفحة الحادية والستین بعد المائة‬

‫الولی من کتابه ‪ ،‬واقرؤوا الدعاء الثامن والربعون لتنظروا بأنفسکم وتقفوا علی الحقیقة‬

‫الواضحة وهي ‪ :‬کیف ينقل هذا البائع نفسه لشیطانه الحديث الضعیف والموضوع من کتبنا ثم‬

‫يستدل به ‪ ،‬مع أنه ذکر في کتابه أن السنة يضعفون هذا الحديث ول يحتجون به ‪ ،‬فهو حینما‬

‫يريد الستدلل بشيء لهوى في نفسه تراه يغض الطرف عن كل شيء ‪ ،‬فلم يعد يمیز بین التبن‬

‫والتبر ول يعرف صحیح الحديث من ضعیفه‪....‬؟!!‬

‫الدعاء السادس والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬والجدير بالذكر ‪ ...‬إنكم ل تلتزمون‬

‫بعصمة النبیاء بل وكثیر منكم يعتقد بإمكان صدور الخطأ من سید المرسلین وخاتم النبیین محمد‬

‫)ص( ومع ذلك يتعصب لهذا الحديث الموضوع !! وينكر على الشیعة إذا انتقدوا الصحابة‬

‫‪520‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وناقشوا في أفعالهم ‪ ،‬وما صدر منهم بعد النبي )ص( من الحروب والفتن التي أشعلوا نیرانها‬

‫وأحرقوا بها المؤمنین البرياء والمسلمین التقیاء!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬ولكن نحن نقول ‪ :‬کانوا معصومین ‪...‬؟؟!! تمهل واصبر لنستمع الی قول السني ‪..‬؟!!‬

‫الحافظ ‪ :‬نحن ل نعتقد بعصمة أصحاب رسول ال )ص( ولكن نلتزم بعدالتهم ولذلك نقول ‪ :‬كلما‬

‫صدر منهم كان عن عدالة ونیة صحیحة حقة ‪ ،‬فإنهم أرادوا إحقاق الحق ‪ ،‬فلذلك يؤجرون علیه‬

‫ول يؤاخذون علیهم ‪.‬‬

‫تدبروا وتمعنوا هذا القول لتدرکوا معناه حقًا إنه قول عجیب ‪!!....‬‬

‫قلت‪ :‬هل عرفوا حقًا وفهموا ماذا يقصد قائل هذا الکلم من قوله ‪..‬؟ وماذا يعني والى ماذا يرمي‬

‫من وراءه ‪..‬؟‬

‫مهما يکن قصد السني الذي هو ربیب المدعي الکذاب هذا ‪ ،‬فإن أهل السنة متفقون والحمدل‬

‫علی عدالة الصحابة رضي ال عنهم ‪ ،‬ولکنهم في الوقت نفسه ل يرون عصمتهم رضي ال‬

‫عنهم أجمعین ول يرون عصمة أحد بعد رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬ونظرًا لعدالتهم فإن‬

‫علماء الحديث وأئمة هذا الشأن يرون کل حديث وصل الینا من جهتهم فهو صحیح مالم يکن‬

‫هناك في سنده من يتهم بالکذب والوضع أو يکون الرواي نفسه يضعف في الحديث لسبب من‬

‫السباب المعلومة عند کل طالب علم وخاصة من له اهتمام وإلمام بهذا العلم الشريف ‪ ،‬نعم قد‬

‫يخطأ الصحابي وتصدر منه بعض المعاصي کحال سائر البشر ‪ ،‬ولکنه ل يفتري الکذب علی‬

‫رسول ال صلی ال علیه وسلم أبدًا‪ ،‬لن ذلك من نواقض اليمان وأسباب زواله ‪ ،‬وأنا أتحداك‬
‫‪521‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫کما اتحدی جمیع الشیعة أن ياتونا بدلیل واحد يثبتون لنا فیه أن هناك واحدًا من أصحاب النبي‬

‫صلی ال علیه وسلم قد افتری کذبًا علی النبي الکريم علیه الصلة والسلم ‪...‬؟ إنك إن اثبت ذلك‬

‫فإنا علی استعداد تام لقبول قولك واتباع مذهبك ‪..‬؟!! ولکن قل لي ‪ :‬هل سمعت يومًا أن أحمقًا‬

‫انصف حکیمًا ‪....‬؟ أو فاجرًا أنصف برًا ودنيء أنصف شريفًا ‪ ...‬؟ إن قلت نعم ‪ ،‬فإني سأصدق‬

‫حینها إنك منصفًا وحقًا كل ما تدعیه ‪...‬؟!!‬

‫ي المهذار کذبًا لم يرمثله‬


‫الدعاء السابع والخمسون بعد المائة الثانیة ‪ :‬لقد افتری هذا الدع ّ‬

‫حیث قال ‪ :‬ذكر ابن حجر في كتابه فتح الباري ج ‪ 10/30‬قال ‪ :‬عقد أبو طلحة زيد بن سهل مجلس‬

‫خمر في بیته ودعا عشرة أشخاص من المسلمین ‪ ،‬فشربوا وسكروا ‪ ،‬حتى أن أبا بكر أنشد‬

‫أشعارا في رثاء قتلى المشركین في بدر !! النواب ‪ :‬وهل ذكر أسماء المدعوين الحاضرين في‬

‫ذلك المجلس ؟‬

‫قلت ‪ :‬نعم يا حضرة النواب ذكرهم علماؤكم حیث قالوا ‪ :‬إنهم كانوا ‪:‬‬

‫‪1‬ع أبا بكر بن أبي قحافة ‪2‬ع عمر بن الخطاب ‪3‬ع أبو عبیدة الجراح ‪4‬ع أبي بن كعب ‪5‬ع سهل بن‬

‫بیضاء ‪6‬ع أبو أيوب النصاري ‪7‬ع أبا طلحة " صاحب البیت " ‪8‬ع أبا دجانة سماك بن خرشة ‪9‬ع‬

‫أبا بكر بن شغوب ‪ 10‬ع أنس بن مالك ‪ ،‬وكان عمره يومذاك ‪ 18‬سنة فكان يدور في المجلس‬

‫بأواني الخمر يسقیهم ‪ ،‬وروى البیهقي في سننه ج ‪ 8/29‬عن أنس أنه قال ‪ :‬وكنت أصغرهم سنا‬

‫وكنت الساقي في ذلك المجلس !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪522‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬هل لك ان تجد لي تفسیرًا مقنعًا وجوابًا شافیًا علی سؤالي هذا ‪..‬؟‬

‫إذا کان أبوبکر يحب هؤلء المشرکین ويتألم لقتلهم وينشد المرثیات فیهم ‪ ،‬فما الذي جعله أول‬

‫المؤمنین بمحمد صلی ال علیه وسلم ‪..‬؟!! يفعل ذلك کله ويقاتلهم ثم يرثیهم بهذه الشعار‬

‫ويظهر وجده وحزنه علیهم ‪....‬؟‬

‫ل بینما کان جیش‬


‫إن عدة جیش المسلمین في غزوة بدر لم يتجاوز الثلثمائة وثلثة عشر رج ً‬

‫المشرکین يصل عدده الی ألف مقاتل أو يزيد !!! فهل هناك من يسألك‬

‫ويقول لك ‪ :‬لماذا لم يقف أبوبکر وعمر في صف المشرکین لیصل عددهم الی الف وعشرة‬

‫مقاتل لیبقی في صف النبي صلی ال علیه وسلم ثلثمائة واثنین من المقاتلین فقط ؟ ثم ألم‬

‫تدعوا أن عدد المنافقین في جیش المسلمین کان يصل الی مائتین وخمسین منافقًا…!! فلماذا لم‬

‫ينحازوا الی صف إخوانهم من المشرکین لیترکوا النبي في خمسین من اصحابه ‪ :‬ولتکون‬

‫الفرصة سانحة للنقضاض علی الرسول صلی ال علیه وسلم وأصحابه المیامین والتخلص‬

‫منهم الى البد ‪...‬؟ لماذا لم يفعلوا ذلك ‪ ،‬ولماذا لم يدعوا النبي صلی ال علیه وسلم وحیدًا في‬

‫المیدان لتسهل تصفیته وتخلیص البشرية منه ومن دينه لتطیب نفوسکم أيها الشیعة وانتم ترون‬

‫تلك الراية التي يحملها المهاجرون والنصار من المنافقین في نظرکم وهي تهوي علی الرض‬

‫بعد أن يندحر جند اليمان و يقضی علی نبي السلم ورسالته التي بعث بها ‪..‬؟ لماذا لم نر من‬

‫ذلك شیئًا ‪ ،‬لماذا هب الجمیع لنصرة السلم ومقاتله جیش المشرکین الذي قدموا من مکة‬

‫بعدتهم وعتادهم فأبادوا خضراءهم واستأصلوا أبطالهم ونصروا دين ربهم وأقروا عین نبیهم‬

‫وادخلوا السرور علی نفسه الطاهرة وهم يقولون له بكل شجاعة وإباء ‪ :‬وال ل نقول لك كما‬

‫قالت بنو اسرائیل لنبیهم ‪ :‬إذهب أنت وربك فقاتل إنا ها هنا قاعدون ‪ ،‬ولكن نقول لك ‪ :‬إذهب‬
‫‪523‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أنت وربك فقاتل إنا معكما مقاتلون‪...‬؟ ثم تقولوا بعد کل الذي رأيناه وسمعناه ‪ ،‬إنهم اجتمعوا في‬

‫مجلس لشرب الخمر ثم أخذوا ينشدون المرثیات فیمن قتل من المشرکین ببدر ‪...‬؟!! هل تعتقدوا‬

‫ايها الشیعة إنکم بهذا الخلط العجیب والمزج بین اليمان والکفر والصدق والکذب والظلمه‬

‫والنور ستهزمون کلمة الحق بهذيانکم هذا ‪..‬؟ کل والف کل ودعني أقولها لك ‪ :‬مت بغیضك مت‬

‫بغیضك فأنت وال صل أصلل وجرب سالخ أعاذنا ال بفضله من شرك وكیدك ‪.‬‬

‫ثم يضیف قائل الی ما سبق ذکره ‪ :‬قلت ع وأنا أتبسم ع ‪ :‬ل تتهم أحدا بالجعل والفتراء ول تحلف‬

‫بال عز وجل فإن كبار علماؤكم كتبوا هذا الخبر في صحاحهم ومسانیدهم منهم ‪ ،‬البخاري في‬
‫َ‬ ‫شي ْ َ‬
‫ع ب َي ْن َك ُ ُ‬
‫م‬ ‫ق َ‬
‫ن ُيو ِ‬
‫نأ ْ‬‫طا ُ‬ ‫ريدُ ال ّ‬
‫ما ي ُ ِ‬
‫صحیحه ‪ ،‬في تفسیر الية الكريمة ‪ ) :‬إ ِن ّ َ‬

‫ر الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫عن ِذك ْ ِ‬ ‫صدّك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫وي َ ُ‬
‫ر َ‬
‫س ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫مي ْ ِ‬ ‫ر َ‬
‫م ِ‬ ‫في ال ْ َ‬
‫خ ْ‬ ‫ضاءَ ِ‬ ‫وال ْب َ ْ‬
‫غ َ‬ ‫وةَ َ‬
‫دا َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ع َ‬
‫فه ْ َ‬
‫ن(‪.‬‬
‫هو َ‬
‫من ْت َ ُ‬
‫م ُ‬
‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫صل َ ِ‬
‫ة َ َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ع ِ‬
‫و َ‬
‫َ‬

‫ومسلم في صحیحه كتاب الطعمة والشربة ‪ /‬باب تحريم الخمر ‪.‬‬

‫والمام أحمد بن حنبل في مسنده ج ‪ 181 / 3‬و ‪. 227‬‬

‫وابن كثیر في تفسیره ج ‪ 93 / 2‬و ‪. 94‬‬

‫وجلل الدين السیوطي في تفسیره الدر المنثور ج ‪. 2/321‬‬

‫ج‬ ‫والطبري في تفسیره ج ‪ 7/24‬ع وابن حجر العسقلني في الصابة ج ‪ 4/22‬ع وفي فتح الباري‬
‫‪10/84‬‬

‫‪524‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫والبیهقي في سننه ‪ 286‬و ‪. 290‬‬

‫وغیر هؤلء كثیر من أعلمكم الذين ذكروا خبر اجتماع المذكورين في مجلس الخمر !‬

‫قلت‪ :‬هذا کذب وبهتان ‪ ،‬بل إنه من أعظم الکذب فلم يذکر أحد من أصحاب الکتب المذکورة هذه‬

‫الواقعة علی هذه الصورة والشاکلة التي ذکرها هذا مؤلف لیالي بیشاور أبو جهل زمانه …!!!‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬فنحن حینما نطعن في أحد الصحابة لبد‬

‫وأن يكون لدينا دلیل وبرهان نستند علیه ‪ ،‬حتى أن كثیرا من تلك المطاعن إضافة على أنها‬

‫مذكورة في كتبكم المعتبرة فهي مصدقة بشواهد من القرآن الحكیم ‪ ،‬وإن كان عندكم رد معقول‬

‫ومقبول على ما نطعن به على بعض الصحابة فأتوا به حتى نوافقكم ونترك الطعن ‪ ،‬وإذا لم يكن‬

‫عنكم رد ‪ ،‬فأقبلوا قولنا واتركوا التهجم على الشیعة بأنهم يطعنون في الصحابة والخلفاء ‪ ،‬وإذا‬

‫سمعتم منا بأنا نقول ‪ :‬إن بعض الصحابة أو بعض الخلفاء قاموا بأعمال قبیحة وأفعال غیر‬

‫حمیدة ‪ ،‬فطالبونا بالشواهد والدلیل حتى نوضح ونبین لكم ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬طیب ‪ ...‬بین لنا كیف صدرت أعمال قبیحة وأفعال غیر حمیدة من بعض الصحابة‬

‫وبعض الخلفاء ‪ ،‬بین ذلك فان كان مستندا بدلیل وبرهان فنحن أيضا نقبل منكم ‪ ،‬ولسنا أهل‬

‫تعصب وعناد ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬أتعجب من جناب الحافظ محمد رشید وسؤاله ‪ ،‬بعدما بینا نماذج من جرائم بعض الصحابة‬

‫ومعاصیهم فیسأل عن القبائح التي ارتكبها بعض الصحاب والخلفاء !‬

‫فأذكر نموذجا واضحا في هذا الباب تلبیة لطلب الحافظ محمد رشید ولكي يزداد علما فأقول‪ :‬لقد‬

‫‪525‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫اتفق أعلم الفريقین على أن أكثر الصحابة نقضوا العهد ونكثوا البیعة التي أمر ال تعالى بها في‬
‫كتابه ونهى عن نقض العهد بقوله ‪َ ) :‬‬
‫ول َ‬
‫م َ‬
‫هدت ّ ْ‬
‫عا َ‬
‫ذا َ‬ ‫د الل ّ ِ‬
‫ه إِ َ‬ ‫ه ِ‬
‫ع ْ‬ ‫و ُ‬
‫فوا ب ِ َ‬ ‫وأ ْ‬
‫َ‬

‫وال ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ها( ولقد لعن الناقضین في قوله تعالى ‪َ ) :‬‬
‫د َ‬
‫كي ِ‬
‫و ِ‬
‫عدَ ت َ ْ‬
‫ن بَ ْ‬ ‫ضوا اْلي ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫َتن ُ‬
‫ق ُ‬

‫ه َأن‬ ‫مَر الل ّ ُ‬


‫ه بِ ِ‬
‫َ‬
‫ما أ َ‬
‫ن َ‬ ‫قط َ ُ‬
‫عو َ‬ ‫وي َ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ميَثا ِ‬
‫ق ِ‬ ‫د ِ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫هدَ الل ّ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫ع ْ‬
‫ن َ‬
‫ضو َ‬ ‫َين ُ‬
‫ق ُ‬

‫سوءُ‬
‫م ُ‬ ‫ول َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ة َ‬ ‫م الل ّ ْ‬
‫عن َ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ض ُأولئ ِ َ‬
‫ك لَ ُ‬
‫ْ َ‬
‫في الْر ِ‬
‫ن ِ‬
‫دو َ‬
‫س ُ‬ ‫وي ُ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫ص َ‬
‫ل َ‬ ‫ُيو َ‬

‫ر (‪ .‬وكما حكم علماء الفريقین وأثبتوا أن نقض العهد من أكبر الذنوب والمعاصي ‪،‬‬
‫دا ِ‬
‫ال ّ‬

‫وخاصة إذا كان العهد والمیثاق بأمر ال عز وجل وتبلیغ حبیبه المصطفى محمد )ص( فنقض‬

‫الصحابة لذلك العهد والمیثاق من أقبح القبائح التي تؤخذ علیهم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هذا هو حظ هذا الرجل ونصیبه من العلوم القرآنیًة ‪ !!...‬إن الصحابة رضي ال عنهم لم‬

‫تکن لديهم تلك الرادة الجازمة علی مقاتله أمیرهم ولم يبیتوا هذا المر کما يزين ذلك لکم ظنکم‬

‫الفاسد ‪ ،‬نعم إنهم لم يستحسنوا منه تأخره في معاقبة المجرمین والغوغائیین وکل من کان سببًا‬

‫في قتل أمیر المؤمنین عثمان بن عفان رضي ال عنه ‪ ،‬وإن کان رضي ال عنه لم يتوانا قي‬

‫ذلك وإنما الظرف الصعب الذي مرت به المة آنذاك هو الذي حال بینه وبین تنفیذ ما کانوا‬

‫يأملون منه ‪..‬؟!! نعم إن هؤلء المجرمین والقتلة الذين سفکوا دم المام المظلوم لم يکونوا‬

‫بالفئة الهینة السهلة حتی يمکنوا أمیر المؤمنین علي ابن ابي طالب رضي ال عنه من أنفسهم‬

‫لیقتص منهم خاصة وأنهم زوروا ذلك الکتاب الذي يتهمون فیه عثمان رضي ال عنه بتلك‬

‫التهامات الکاذبة المغرضة ‪ ،‬والصحابة کذلك کانوا مصرين علی فضحهم وکشف کذبهم‬

‫‪526‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وبهتانهم ‪ ،‬ولکن أولئك المجرمین اشعلوا نار الحرب بین الطرفین ‪ ،‬ولو کنتم أنتم أيها الشیعة‬

‫صادقون فما تقولونه فلماذا لم يتوجهوا الی المدينة لمقاتلة علي رضي ال عنه بدل أن يتوجهوا‬

‫الی البصرة ‪...‬؟ وعندما وصل الخبر الی مسامع علي في المدينة أن هناك مؤامرة جديدة تحاك‬

‫بأيدي من ل يريدوا الخیر وصل الی هناك والتقی الجیشان واتفقوا علی معاقبة الجناة‬

‫والمجرمین فقامت قیامة اولئك الخونة وهم يرون منیتهم قد اقتربت فأشعلوا نار الحرب بین‬

‫الطرفین في الظلم وقتلوا البرياء ‪ ،‬وسفکوا الدم الحرام بغیر حق خاصة وأنهم قد انقسموا الی‬

‫مجموعتین کل مجموعة مع جهة ‪ ،‬فتصاعدت التهم کل طرف يقول لصاحبه أنت الذي بدأت‪..‬؟!!‬

‫هؤلء الخونة الذي دخلوا في جیش علي رضي ال عنه هم الذي أجبروا علیًا في معرکة صفین‬

‫علی قبول الصلح بعد أن أصبح النتصار منه قاب قوسین أو ادنی طمعًا منهم في استمرار الفتنة‬

‫ودوامها ‪ !!..‬ثم سلوا سیوفهم فیما بعد بوجه علی رضي ال عنه هکذا تبین لعلي رضي ال عنه‬

‫صحة وصدق ما أشار به كل من عائشة وطلحة والزبیر رضي ال عنهم أجمعین عندما اشاروا‬

‫علیه بقتل الجناة وأخذ القصاص من قاتلي عثمان رضي ال عنه قبل التوجه الی معاوية‬

‫ومنازلته ‪...‬؟!! نعم إن علیًا رضي ال عنه کان يعلم إنه غیر قادر بنفسه علی مواجهتهم کل هذه‬

‫الفتن وحالت الشغب التي کانت سائدة آنذاك ولکنه عندما رأی أن طلحة والزبیر قد انضموا الیه‬

‫تشجع وعزم علی مواجهة هذه الفئة المارقة المجرمة ولکنه حصل مالم يکن بالحسبان فاشعلت‬

‫نارالفتنة بین الطرفین وحدث من الشر ما حدث ول حول ول قوة ال بال فأين هذا کله من آيات‬

‫القرآن الکريم ‪...‬؟ ألیس من حق المسلم علی أمیره أن ينصحه ويقول له ‪ :‬إتق ال ‪..‬؟ ومع ذلك‬

‫کله فإن أهل السنة والجماعة کانوا ومازالوا يعتقدون أن علیًا رضي ال عنه هو الخلیفة‬

‫الشرعي ولکنکم يا معدن الفتنة والشغب والفساد انتم من يريد لهذه الفتن أن تستمر‪ ،‬فنراکم‬

‫‪527‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫کلما خبت نارها نفختم فیها وأججتم ضرامها ول ننسی أن نذکر کلمة هنا ‪ :‬إن الصحابة رغم‬

‫الختلف الکبیر في وجهات النظر فیما بینهم ‪ ،‬ال أنهم ل يصل بهم الحال الی التدابر والتناحر‬

‫والتقاطع علی اساس العقیدة والدين وإن هذا المر لم يحدث حتی بین الحسین ويزيد ‪ ،‬بل حتی‬

‫الذين قتلوا الحسین وسفکوا دمه الطاهر رضي ال عنه صلوا خلفه قبل يوم واحٍد من مقتله‬

‫رضي ال عنه ‪..‬؟!!‬

‫الدعاء التاسع والخمسون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬لقد أكدت وكررت علیكم بأن الشیعة حیث‬

‫يتبعون الئمة الصادقین من العترة الهادية الطاهرة ‪ ،‬فل يكذبون ول هم بحاجة في إثبات‬

‫عقائدهم إلى جعل خبر ‪ ،‬أو وضع حديث ‪.‬‬

‫فعلماؤهم وعامتهم على حد سواء في هذا المر ‪ ،‬وكلهم يتبعون الصادقین الذين أمر ال عز‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫و ُ‬
‫كوُنوا َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وجل بمتابعتهم بقوله ‪َ ) :‬ياأي ّ َ‬

‫ن (هذا وقد صرح كثیر من أعلمكم أن المقصود من الصادقین في الية الكريمة‬


‫قي َ‬
‫صاِد ِ‬
‫ال ّ‬

‫محمد المصطفى )ص( وعلي المرتضى )ع( ‪ ،‬وممن صرح بذلك ‪ :‬الثعلبي في تفسیره ‪ ،‬وجلل‬

‫الدين السیوطي في الدر المنثور ‪ ،‬والحافظ أبو نعیم في " ما نزل من القرآن في علي " ‪،‬‬

‫والخطیب الخوارزمي في " المناقب " ‪ ،‬والحافظ سلیمان القندوزي الحنفي في ينابیع المودة ‪/‬‬

‫الباب ‪ ، 39‬وشیخ السلم الحمويني في فرائد السمطین ‪ ،‬ومحمد بن يوسف الكنجي الشافعي في‬

‫كفاية الطالب ‪ /‬الباب ‪ 62‬عن تاريخ ابن عساكر ‪ ، ...‬هؤلء كلهم قد اتفقوا على المقصود من‬

‫الصادقین ‪ :‬النبي الكريم )ص( والمام علي )ع( وقال بعض بأن المقصود من الصادقین في‬

‫الية الشريفة هم رسول ال )ص( والئمة من أهل بیته وعترته‪.‬‬

‫‪528‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فالشیعة مع الصادقین ‪ ،‬يتبعونهم ويطیعونهم ويحذون حذوهم ‪ ،‬وما لم يكونا كذلك فلیسوا بشیعة‬

‫حقا ‪ ،‬فكن على يقین ع أيها الحافظ ع بأننا ل نقول شیئا في حوارنا ونقاشنا إل ويكون مصدره‬

‫ومستنده كتب أعلمكم وأقوال علمائكم ‪ ،‬فإن يكن لكم اعتراض فاللزم أن تعترضوا على‬

‫علمائكم الذين كتبوا تلك الروايات والدلة !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬تعني أن المراد من قوله تعالی » الصادقین ‪ ،‬الراکعین ‪ ،‬المتقین‪ ،‬المؤمنین‪ ،‬المسلمین ‪،‬‬

‫کل ذلك علي ‪ ،‬وعلي فقط ل غیر ‪...‬؟!! ‪.‬‬

‫إذًا فالقرآن إنما أنزل لینوه بشأن علي إما صراحة وإما اشارة ولیس له شأن آخر غیر‬

‫ذلك‪....‬؟!!!‪ .‬عجبًا إن کان القرآن إنما انزل لذلك والصحابة کلهم ل عمل لهم ول واجب ال اتباع‬

‫علي والقتداء به ومع ذلك لم يذکر القرآن علیًا علی وجة الصراحة ‪ ،‬لماذا‪....‬؟ أهو الخوف ‪..‬؟‬

‫الخوف ممن ‪..‬؟ ثم کیف يجتمع هذا الخوف والمر باتباعه معًا ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫قال تعالی » إنما المؤمنون الذين آمنوا بال ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم‬

‫الحجر ات ‪.15 /‬‬ ‫في سبیل ال أولئك هم الصادقون «‬

‫وقال جاء تفسیر کلمة الصادقین في کلم ال تعالی من سورة الحشر الية الثامنة قال تعالی »‬

‫ل من ال ورضوانا وينصرون ال ورسوله اولئك‬


‫الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فض ً‬

‫هم الصاقون « فل دلیل لدينا من کتاب ال تعالی يأمرنا بحصر معنی الية الکريمة بمحمٍد صلی‬

‫ال علیه وسلم ‪ ،‬بل هذا الية تصدق علی جمیع الصحابة رضي ال تعالی عنهم وتشملهم ‪.‬‬

‫‪529‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الستون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬لقد اعترف جمهور علماء المسلمین من الفريقین ‪:‬‬

‫بأن النبي )ص( في الیوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام في العام العاشر من الهجرة النبوية‬

‫عند رجوعه من حجة الوداع إلى المدينة المنورة ‪ ،‬نزل عند غدير في أرض تسمى " خم "‬

‫وأمر برجوع من تقدم علیه وانتظر وصول من تخلف عنه ‪ ،‬حتى اجتمع كل من كان معه )ص(‬

‫وكان عددهم سبعین ألفا أو أكثر ‪ ،‬ففي تفسیر الثعلبي وتذكرة سبط ابن الجوزي وغیرهما ‪ :‬كان‬

‫عددهم يومئذ مائة وعشرين ألفا وكلهم حضروا عند غدير خم ‪ ،‬فصعد رسول ال )ص( منبرا‬

‫من أحداج البل ‪ ،‬وخطب فیهم خطب عظیمة ‪ ،‬ذكرها أكثر علماء المسلمین والمحدثین من‬

‫الفريقین في مسانیدهم وكتبهم الجامعة ‪ ،‬وذكر في شطر منها بعض اليات القرآنیة التي نزلت‬

‫في شأن أخیه علي بن أبي طالب )ع( ‪ ،‬وبین فضله ومقامه على المة ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬معاشر الناس !‬

‫ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪ :‬من كنت موله فهذا علي موله ‪ .‬ثم رفع يده‬

‫نحو السماء ودعا له ولمن ينصره ويتوله فقال ‪ :‬اللهم وال من واله وعاد من عاداه وانصر من‬

‫نصره واخذل من خذله ‪ .‬ثم أمر )ص( ‪ ،‬فنصبوا خیمة وأجلس علیا )ع( فیها وأمر جمیع من‬

‫كان معه أن يحضروا عنده جماعات وأفرادا لیسلموا علیه بإمرة المؤمنین ويبايعوه ‪ ،‬وقال‬

‫)ص( ‪ :‬لقد أمرني ربي بذلك ‪ ،‬وأمركم بالبیعة لعلي )ع( ‪ ،‬ولقد بايع في من بايع أبو بكر وعمر‬

‫وعثمان وطلحة والزبیر ‪ ،‬فأقام ثلثة أيام في ذلك المكان ‪ ،‬حتى أتمت البیعة لعلي )ع( ‪ ،‬حیث‬

‫بايعه جمیع من كان مع النبي )ص( في حجة الوداع ‪ ،‬ثم ارتحل من خم وتابع سفره إلى المدينة‬

‫المنورة ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬كیف يمكن أن يقع هكذا أمر هام وعظیم ولكن العلماء الكبار لم يذكروه في كتبهم‬

‫المعتبرة ؟!‬

‫‪530‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬ما كنت أنتظر منك ع وأنت من حفاظ الحديث عند أهل السنة والجماعة ع أن تجهل أو‬

‫تتجاهل حديث الولية في الغدير وهو أشهر من الشمس في رائعة النهار ‪ ،‬ومن أوضح‬

‫الواضحات عند ذوي البصار ‪ ،‬ول ينكره إل الجاهل أو العالم المعاند ! ولكي يثبت عندك وعند‬

‫الحاضرين زيف مقالك وبطلن كلمك حیث قلت ‪ :‬ولكن العلماء الكبار لم يذكروا هذا الحديث !‬

‫ل بد لي أن أذكر قائمة بأسماء بعض من رواه من علمائكم العلم وأشهر محدثي السلم ‪ ،‬وإل‬

‫فذكر جمیعهم أمر ل يرام فأقول منهم ‪ :‬الفخر الرازي في تفسیره الكبیر مفاتیح الغیب ‪ .‬الثعلبي‬

‫في تفسیره كشف البیان ‪ .‬جلل الدين السیوطي ‪ /‬في تفسیره الدر المنثور ‪ .‬الحافظ أبو نعیم في‬

‫كتاب ما نزل من القرآن في علي )ع( ع وحلیة الولیاء ع ‪ .‬أبو الحسن الواحدي النیسابوري في‬

‫تفسیر غرائب القرآن ‪ .‬الطبري في تفسیره الكبیر ‪ .‬نظام الدين النیسابوري في تفسیره غرائب‬

‫ما‬ ‫ل ب َل ّ ْ‬
‫سو ُ‬ ‫َ‬
‫غ َ‬ ‫ها الّر ُ‬
‫القرآن ‪ .‬كلهم ذكروا الحديث في تفسیر الية الكريمة ‪َ ) :‬يا أي ّ َ‬
‫ُ‬
‫سال َت َ ُ‬
‫ه ( محمد بن‬ ‫ر َ‬
‫ت ِ‬ ‫ما ب َل ّ ْ‬
‫غ َ‬ ‫ل َ‬
‫ف َ‬ ‫ع ْ‬
‫ف َ‬ ‫وِإن ل َ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫من َرب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ز َ‬
‫أن ْ ِ‬

‫اسماعیل البخاري في تاريخه ج ‪ . 375 / 1‬مسلم بن الحجاج في صحیحه ج ‪ . 325 / 2‬أبو داود‬

‫السجستاني في سننه ‪ .‬محمد بن عیسى الترمذي في سننه ‪ .‬ابن كثیر الدمشقي في تاريخه ‪.‬‬

‫المام أحمد بن حنبل في مسنده ج ‪ 4/281‬و ‪ . 371‬أبو حامد الغزالي في كتابه سر العالمین ‪ .‬ابن‬

‫عبد البر في الستیعاب ‪ .‬محمد بن طلحة في مطالب السؤل ‪ .‬ابن المغازلي في " المناقب " ‪ .‬ابن‬

‫الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة ‪ :‬ص ‪ . 24‬البغوي في مصابیح السنة ‪ .‬الخطیب‬

‫الخوارزمي في المناقب ‪ .‬ابن الثیر الشیباني في جامع الصول ‪ .‬الحافظ النسائي في الخصائص‬

‫وفي سنته ‪ .‬الحافظ الشیخ سلیمان الحنفي القندوزي في ينابیع المودة ‪ .‬ابن حجر في الصواعق‬

‫المحرقة ‪ ،‬بعدما ذكر الحديث في الباب الول ص ‪ 25‬ط المیمنیة بمصر ‪ ،‬قال ع على تعصبه الشديد‬
‫‪531‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الذي اشتهر به ع ‪ :‬إنه حديث صحیح ل مرية فیه وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي‬

‫وأحمد ‪ ،‬وطرقه كثیرة جدا ‪ .‬الحافظ محمد بن يزيد المشهور بابن ماجة القزويني في سننه ‪.‬‬

‫الحاكم النیسابوري في مستدركه ‪ .‬الحافظ سلیمان بن أحمد الطبراني في الوسط ‪ .‬ابن الثیر‬

‫الجزري في كتابه أسد الغابة ‪ .‬سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص المة ‪ . 17 :‬ابن عبد‬

‫ربه في العقد الفريد ‪ .‬العلمة السمهودي في جواهر العقدين ‪ .‬ابن تیمیة في كتابه منهاج السنة ‪.‬‬

‫ابن حجر العسقلني في تهذيب التهذيب وفي فتح الباري ‪ .‬جار ال الزمخشري في ربیع البرار ‪.‬‬

‫أبو سعید السجستاني في كتاب الدراية في حديث الولية ‪ .‬عبید ال الحسكاني في كتاب دعاة‬

‫الهدى إلى أداء حق المولى ‪ .‬العلمة العبدري في كتاب الجمع بین الصحاح الستة ‪ .‬الفخر‬

‫الرازي في كتاب الربعین ‪ ،‬قال ‪ :‬أجمعت المة على هذا الحديث الشريف‪ .‬العلمة المقبلي في‬

‫كتاب الحاديث المتواترة ‪ .‬السیوطي في تاريخ الخلفاء ‪ .‬المیر علي الهمداني في كتاب مودة‬

‫القربى ‪.‬أبو الفتح النطنزي في كتابه الخصائص العلوية ‪ .‬خواجة بارسا البخاري في كتابه فصل‬

‫الخطاب وجمال الدين الشیرازي في كتابه الربعین ‪ .‬المناوي في فیض الغدير في شرح الجامع‬

‫الصغیر ‪.‬العلمة الكنجي في كتابه كفاية الطالب ‪ /‬الباب الول ‪ .‬العلمة النووي في كتابه تهذيب‬

‫السماء واللغات ‪.‬شیخ السلم الحمويني في فرائد السمطین ‪ .‬القاضي ابن روزبهان في كتاب‬

‫إبطال الباطل ‪ .‬شمس الدين الشربیني في السراج المنیر ‪ .‬أبو الفتح الشهرستاني الشافعي في‬

‫الملل والنحل ‪ .‬الحافظ الخطیب البغدادي في تاريخ بغداد ‪ .‬ابن عساكر في تاريخه الكبیر ‪ .‬ابن‬

‫أبي الحديد في شرح نهج البلغة ‪ .‬علء الدين السمناني في العروة لهل الخلوة ‪ .‬ابن خلدون‬

‫في مقدمته ‪ .‬المتقي الهندي في كنز العمال ‪ .‬شمس الدين الدمشقي في كتاب أسنى المطالب ‪.‬‬

‫الشريف الجرجاني الحنفي في شرح المواقف ‪ .‬الحافظ ابن عقدة في كتاب الولية ‪ .‬ذكرت لكم‬

‫‪532‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المدارك والمصادر التي جاءت في خاطري وحضرت في ذهني ولو راجعنا كل مصادر هذا‬

‫الحديث لوصلت إلى ثلثمائة مصدر من كبار أعلمكم ومحدثیكم ‪ ،‬رووه بطرق شتى عن أكثر من‬

‫مائة صحابي من أصحاب النبي )ص( ‪ ،‬ولو جمعناها لحتاجت إلى مجلدات عديدة ‪ ،‬كما أن‬

‫بعض علمائكم قام بهذا المر الهام وألف كتابا مستقل في حديث الولية ‪ ،‬منهم ابن جرير‬

‫الطبري ‪ ،‬المفسر والمؤرخ المشهور من أعلم القرن الثالث والرابع الهجري ‪ ،‬روى حديث‬

‫الولية عن خمس وسبعین طريقا في كتاب أسماه ‪ " :‬الولية " ‪ .‬والحافظ ابن عقدة أيضا من‬

‫أعلم القرن الثالث والرابع الهجري ألف كتابا في الموضوع ‪ ،‬أسماه " الولية " جمع فیه مائة‬

‫وخمس وعشرين طريقا نقل عن مائة وخمسة وعشرين صحابیا من أصحاب رسول ال )ص(‬

‫مع تحقیقات وتعلیقات قیمة ‪.‬‬

‫والحافظ بن حداد الحسكاني من أعلم القععرن الخععامس الهجععري ألععف كتابععا أسععماه ‪" :‬الوليععة "‬

‫تطرق فیه إلى الحديث وإلى واقعة الغدير بالتفصیل ‪ ،‬وذكر كثیر مععن محععدثیكم العلم ‪ :‬أن عمععر‬

‫بن الخطاب كان يظهر أو يتظاهر بالفرح ذلك الیوم فصافح علیا علیه السلم وقال ‪ :‬بخ بخ لك يععا‬

‫علي أصبحت مولي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ل ‪!!!......‬‬
‫قلت‪ :‬من أراد أن يطلع ويقف علی دجل هذا الرجل وکذبه فعلیه أن يصغي الي قلی ً‬

‫لوفرضنا أن هناك فئة من الناس تصوم في شهر رمضان وتمسك عن الطعام والشراب من‬

‫الساعة الثامنة صباحًا الی الثالثة ظهرًا‪ !!...‬ثم يأتي من يستدل لهم علی جواز فعلهم ذلك بستین‬

‫ل في السنة ‪.....‬؟!! فهل يصح‬


‫کتابًا من کتب أهل السنة ‪ :‬ان علی المسلم أن يصوم شهرًا کام ً‬

‫‪533‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل علی صحة دعواه ‪..‬؟ طبعاً‪ ،‬کل فلیس ذلك دلیل صحیح علی صحة ما ادعاه ‪ ،‬بل علیه‬
‫ذلك دلی ً‬

‫أن يأتینا بدلیل صريح صحیح يقول لنا ‪ :‬يجوز للمسلم أن يصوم من الساعة الثامنة الی الثالثة‬

‫بعد ظهر ‪ !!...‬وأن هذا الصوم هو الصوم الشرعي الذي أمر ال تعالی به في کتابه لیثبت بذلك‬

‫صحة ادعائه ومذهبه ‪.‬‬

‫نحن ل ننکر أن النبي صلی ال علیه وسلم قال للناس في غدير خم » من کنت موله فهذا علي‬

‫موله « وإن کنت تدعي انك إنما نقلت ذلك من کتبنا فعلیك کذلك أن تعرف قصة هذا الحديث فإن‬

‫له قصة طويلة ل يسعني الوقوف عندها ‪ ،‬ولکن الذي اريد قوله هنا ‪ :‬إن الذي يريد أن ينقل الینا‬

‫من کتبنا أحکام الصوم وما يتعلق به من تشريعات وجزئیات ‪ ،‬وما يجب وما يستحب وما يکره‬

‫وما يحرم فعلیه ايضًا أن يبین لنا ومن کتبنا مدة هذا الصیام من وقت المساك الی وقت الفطار‬

‫لتکتمل لدينا الصورة ‪ ،‬فنعبد ال تعالی علی يقین دون تردد وشك أو تذبذب ‪...‬؟!! فأنت عندما‬

‫حکیت لنا قصة غدير خم وزعمت انك نقلت ذلك من کتبنا فهل ذکرت لنا کذلك ما هي السباب‬

‫التي دعت النبي صلی ال علیه وسلم يقول ذلك القول ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والستون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬وذكر كععثیر مععن محععدثیكم العلم ‪ :‬أن عمععر‬

‫بن الخطاب كان يظهر أو يتظاهر بالفرح ذلك الیوم فصافح علیا علیه السلم وقال ‪ :‬بخ بخ لك يععا‬

‫علي أصبحت مولي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬من هذا المدعو السید میرسید علي الهمداني الشافعي حتی يکتشف للمة السلمیة التي‬

‫عقمت أن تلد مثلة طیلة ثمانیة قرون من زمن البعثة ‪...‬؟؟‬

‫‪534‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم أين كانت كل هذه الحاديث الكثیرة طیلة هذه القرون الثمانیة ‪....‬؟!! هل کانت المة تغط في‬

‫سباتها ولم تعرف حديثًا واحدًا مما ذکره الهمداني هذا ‪..‬؟ هل لكم أن تجیبوننا ‪....‬؟ من أين‬

‫ومتی وکیف اطلع میر سید علي الهمداني علی هذه الحاديث التي لم يطلع علیها أحد من أئمة‬

‫السلم وأعلمه وشیوخه ‪...‬؟ ان الجابة علی ذلك هو ما ذکرته لك آنفًا ‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والستون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬تأكید جبرئیل )ع( بالبیعة لعلععي علیععه السععلم‬

‫ذكر المیر علي الهمداني ) وهو فقیه شافعي من أعلم القرن الثعامن الهجععري ) فعي كتعابه مععودة‬

‫القربى ‪ /‬المودة الخامسة ( روى عن عمر بن الخطععاب أنععه قععال ‪ :‬نصععب رسععول الع )ص( علیععا‬

‫فقال ‪ :‬من كنت موله فعلي موله اللهم وال من واله وعاد من عععاداه واخععذل مععن خععذله وانصععر‬

‫من نصره ‪ ،‬اللهم أنت شهیدي علیهم قال عمر بن الخطاب ‪ :‬يا رسول ال ! وكان في جنبي شاب‬

‫حسن الوجه طیب الريح قال لي ‪ :‬يا عمر لقد عقد رسول ال عقدا ل يحله إل منافق ‪ .‬قال عمععر‬

‫بن الخطاب ‪ :‬يا رسول ال ! وكان في جنبي شاب حسن الوجه طیب الريععح ‪ ،‬قععال لععي ‪ :‬يععا عمععر‬

‫لقد عقد رسول ال عقدا ل يحله إل منافق‪ ،‬فأخذ رسععول الع )ص( بیععدي فقععال ‪ :‬يععا عمععر ! إنععه‬

‫لیس من ولد آدم ‪ ،‬لكنه جبرئیل أراد أن يؤكد علیكم ما قلته في علي علیه السلم !!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هل يصدق هذا أحد من العقلء ‪...‬؟ ال ُيعّد هذا اعتراف وإقرار بالجرم ‪..‬؟ ثم لماذا يقول‬

‫عمر رضي ال عنه ذلك ‪...‬؟ إن فرعون عندما رأی تلك المعجزة الباهرة حینما القی موسی علیه‬

‫سحر ‪،‬‬
‫الصلة والسلم عصاه فاهتزت کأنها جان ‪ ،‬فإنه لم يقبل منه هذه المعجزة بل اتهمه بال ّ‬

‫وعندما رأی هزيمة السحرة اتهمهم هم الخرون بالتواطئ مع موسی ‪ !!!.....‬اذًا فقد کان علي‬

‫‪535‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وزيرا لعمر رضي ال عنهما فلو أراد علي أن يدعي ما لیس بحق فیجب علی عمر أن يرده‬

‫ويأخذ بیده الی الحق والخیر وهذا ما يجب علی المسلم من الحقوق اتجاه کل مسلم ‪....‬؟!!‬

‫ثم کیف تفترون الکذب وتتهمون عمر بأنه کان أسوء من فرعون ‪ !!...‬کیف يکون عمر کذلك‬

‫وقد علم کل منصف وعاقل وعرف ذلك القاصي والداني أن ما کان يتصف به عمر من أخلق‬

‫ربانیة وصفات نبیلة وادب جم تأبی کل الباء هذه الفرية والبهتان الذي ل يرتضیه أحد من‬

‫البشر علی وجه البسیطة ‪.‬‬

‫ثم يدعي ويقول وعلى لسان ذلك السني المفترى علیه ‪ :‬إننا أيها السید الجلیل والشیخ الفاضل‬

‫لم نکن نتوقع منکم أن تدعي وتقول ‪ :‬ان الصحابة حینما اتبعوا النبي صلی ال علیه وسلم إنما‬

‫كان ذلك لهوى في نفوسهم بینما بین للمة أنهم الوسیلة والسبب لهداية المسلمین وارشادهم‬

‫حیث قال ‪ » :‬أصحابي کالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم «‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ان کان في جعبتك شیئًا تقوله فل تتردد ‪ ،‬إما إنك تنسب ذلك للسني فهذا ما ل يقبله عقل‬

‫ول منطق ‪ ،‬نحن قلنا إننا ل نری صحة هذا الحديث بل هو مردود ل يصح الحتجاج به ‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والستون بعد المائة الثانیة وقوله‪ :‬قلت ‪ :‬رجاء ‪ ..‬ل تكرروا الكلم لقد أثبتنا لكم‬

‫أن الصحابة كغیرهم من أفراد البشر يجوز علیهم الخطأ والعصععیان والطغیععان ‪ ،‬ولععم يععأمر النععبي‬

‫الكرم )ص( أمته بالقتداء بمطلق الصحابة ‪ ،‬لنه مناف للعقل السلیم ‪ ،‬وإنما أمر أمتععه بالقتععداء‬

‫بالصالحین من الصحابة ‪ ،‬فقد أثبتنععا ضعععف سععند حععديث " أصععحابي كععالنجوم" ونقلنععا لكععم كلم‬

‫القاضي عیاض المالكي وهو من أعلمكم حیث قال ‪ :‬حديث أصحابي كععالنجوم ضعععیف ول نلععتزم‬

‫به لن من رواته حارث بن قضین وهو مجهععول الحعال ‪ ،‬وحمعزة بعن أبععي حمعزة النصععیبي وهععو‬

‫‪536‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫متهم بالكذب ‪ ،‬وكذلك البیهقي وهو من كبار علمائكم ومن أشهر أعلمكععم ‪ ،‬رد الحععديث ورفضععه‬

‫لضعف إسناده ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬ذکرنا سابقًا أن هذا الحديث ل يثبت لعلة فیه ‪ ،‬ومع ذلك فإنك قد اعتمدت علیه في اقوالك‬

‫وادعاءاتك الباطلة ‪ ،‬فإن کنت ل تری صحته وثبوته فلماذا تستدل به ‪...‬؟‬

‫ثم ما هذه الغیرة علی حديث النبي صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬وکیف تنزلت علیك هکذا فجأة وجملة‬

‫واحدة ‪...‬؟ مالي أراك اصبحت ناقدًا بصیرًا في سند الحديث وعلله ‪ ،‬نحن نعلم جیدا إن کان‬

‫الحديث ل يخدم غرضك وهدفك فل نراك تبالي إن صح الحديث أو ضعف ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء الرابع والستون بعد المععائة الثانیععة وقععوله ‪ :‬انحععراف بععض الصعحابة واتبععاعهم لهععوى‬

‫أنفسهم كان السبب في ابتعادهم عن الحق ‪ ،‬فاستمعوه الیه وهو يقول التي ‪:‬‬

‫انحراف بعض الصحابة‬

‫رابعا ‪ :‬ل أظن أحد المؤمنین ينكر انحراف بعض الصحابة وخروجهم على الحق ومیلهم عن‬

‫الصراط المستقیم ‪ ،‬وذلك بقتالهم أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب )ع( وهو إذ ذاك ع حسب‬

‫قولكم ع كان الخلیفة الرابع وآخر الخلفاء الراشدين الذين بايعه أهل الحل والعقد ‪ ،‬وأجمعوا على‬

‫خلفته ‪ ،‬فنكث بعض الصحابة بیعته وخالفه آخرون ‪ ،‬حتى أعلنوا علیه الحرب وقادوا الجیوش‬

‫لقتاله ‪،‬فهذا طلحة والزبیر وهما من أصحاب بیعة الرضوان ‪ ،‬قد أخرجوا معهما عائشة زوجة‬

‫رسول ال )ص( إلى البصرة وكانت بسببهم وقعة الجمل التي قتل فیها ألوف المسلمین وسفكت‬

‫دماء المؤمنین ‪،‬وهذا معاوية وابن العاص ‪ ،‬سببا معركة صفین ‪ ،‬وكم زهقت فیها نفوس‬

‫المؤمنین وأريقت دماء المسلمین ‪.‬‬


‫‪537‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أفهل كانوا هؤلء الذين نكثوا البیعة ونقضوا العهد وشقوا عصا المسلمین وأوقعوا فیهم الخلف‬

‫والشقاق وعملوا لصالح أهل الكفر والنفاق ‪ ،‬هل كانوا على الهداية والحق أم كانوا على الباطل‬

‫والضلل ؟!‬

‫وقد أجمع العلماء والمحققون وأئمة المسلمین على أن علیا )ع( مع الحق والحق مع علي وهو‬

‫قول النبي )ص( فیه ‪ ،‬فكل من خالفه يكون على باطل ‪ ،‬ولو كان من الصحابة وحتى إذا كانت‬

‫عائشة زوجة رسول ال )ص(‪.‬‬

‫وأما معاوية وابن العاص والولید بن عقبة ومروان وحزبهم الذين سنوا لعن المام علي )ع(‬

‫وسبه على منابر السلم وفي خطب الجمعات وحتى في قنوت الصلوات ‪ ،‬مع علمهم بقول النبي‬

‫)ص(‪ ) :‬من سب علیا فقد سبني ومن سبني فقد سب ال تعالى (‪.‬‬

‫أفهل مع كل هذا تقولون بأن القتداء بهؤلء الفسقة المنافقین والفجرة المضلین هدى ونجاة ؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬حديث » من حارب علیًا فقد حاربني « حديث مکذوب مختلق ل يصح ‪،‬وأنت أيها المخذول‬

‫إن کنت حقًا قد اطلعت علی مؤلفاتنا ومصادرنا وکتبنا فکیف لم تعرف أن طلحة والزبیر رضي‬

‫ال عنهما من العشرة المبشرة بالجنة ‪....‬؟؟ ينبغي بك وانت تستدل بکتبنا ومصادرنا وتعتمد‬

‫علیها أن تعرف هذه الحقیقة الواضحة وتسلم بها‪ ،‬نعم إن طلحة والزبیر لم يکونا يومًا کما‬

‫تظنهم أنت أيها المخذول من أهل الشر والفساد ‪ ،‬بل هم من خیرة اصحاب النبي صلی ال علیه‬

‫وسلم ومن العشرة المبشرة بالجنة على رغم أنفك وأنف أسلفك الخونة الراذل ‪.‬‬

‫واعلم کذلك ‪ :‬إننا لم نقل ان جمیع الصحابة سیدخلون الجنة قول جازمًا ل شك فیه بل نقول ‪:‬‬

‫إنهم عدول ولم يثبت کذبهم علی النبي صلی ال علیه وسلم ولکن نظرًا لصحبتهم النبي صلی‬

‫ال علیه وسلم وإيمانهم به وجهادهم العداء معه وموتهم علی السلم کل ذلك جعلنا نطمع في‬
‫‪538‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عفو ال تعالی ومغفرته لهم وادخالهم جنته ودار کرامتة فاعتبارهم بشرًا معصومین من الخطأ‬

‫شئ ‪ ،‬وظن الخیر فیهم واعتبارهم علی الهدی والخیر والستقامة فذلك شئ آخر ‪..‬؟ کما ان‬

‫قولنا أنهم عدول وأئمة حق ودعاة خیر شيء وقولنا أنهم في الجنة شيء آخر ‪...‬؟ نعم إن‬

‫المتفق علیه بین جمهور علماء أهل السنة هو القول الول ‪ :‬واقصد بذلك ‪ :‬أنهم أئمة عدل وخیر‬

‫وثقة ‪ ،‬وأنهم على الهدي المستقیم والصراط الواضح المبین والحمد ل رب العالمین ‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والستون بعد المائة الثانیة وقولنا ‪ :‬لقد تطرق المام الغزالععي فععي كتععابه " سععر‬

‫العالمین " إلى قضايا السلم وما حدث بعد رسول ال )ص( فقال في المقالععة الرابعععة ‪ :‬أسععفرت‬

‫الحجة وجهها ‪ ،‬و أجمع الجماهیر على متن الحديث مععن خطبتععه ص فععي يععوم غععدير خععم باتفععاق‬

‫الجمیع و هو يقول ‪ :‬من كنت موله فعلي موله ‪ ،‬فقععال عمععر ‪ :‬بععخ بععخ لععك يععا أبععا الحسععن ! لقععد‬

‫أصبحت مولي ومولى كل مؤمن ومؤمنة !! هذا تسلیم ورضى وتحكیم ‪ ،‬ثم بعد هذا غلب الهوى‬

‫لحب الرئاسة ‪ ،‬وحمل عمود الخلفة وعقود البنود وخفقان الهواء فععي قعقعععة الرايععات واشععتباك‬

‫ازدحام الخیول فتح المصععار ‪ ،‬سععقاهم كععأس الهععوى فعععادوا إلععى الخلف الول ) فنبععذوه َوراَء‬

‫شَتُرون (َ!!‬
‫س ما َي ْ‬
‫ل َفِبْئ َ‬
‫شَتَرْوا ِبِه َثَمنًا َقِلی ً‬
‫ظُهوِرِهْم َوا ْ‬
‫ُ‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يعتبر المؤلف أن کتاب ) سر العالمین ( من مؤلفات المام الغزالي رحمه ال وقد جاء في هذا‬

‫الکتاب ‪ :‬أن علیًا رضي ال عنه هو الخیلفة بعد رسول ال صلی ال علیه وسلم بل منازع‪....‬؟!!‬

‫قلت ‪ :‬ل يهمنا کثیرًا إن کان هذا الکتاب من مؤلفات الغزالي أم لسواه ‪ ،‬ول يهمنا کذلك إن کان‬

‫قد جاء في هذا الکتاب أن علیًا هو خلیفة الرسول صلی ال علیه وسلم بل منازع ام ل ‪....‬؟ هل‬

‫‪539‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لك أن تقول لنا ‪ :‬من هو الغزالي ‪....‬؟ هو کان الغزالي نبیًا مرسل ‪...‬؟ علیك أن تعلم انت ومن‬

‫وراءك أن کل من يقول مثل هذا القول فهو لیس سنیًا طرفة عین ‪ !!...‬فمثله مثل من يقول ‪ :‬إن‬

‫ل ‪ !!...‬فهذا کذلك ل يصح أن يسمی مسلمًا أبدا وإن افترضنا أن اسمه‬


‫بهاء ال کان نبیًا مرس ً‬

‫محمد أو علي ‪....‬؟!!‬

‫والن ل بد أن تقبل منا واحدة من اثنتین ‪ ،‬فإما أل يکون الغزالي هذا من أهل السنة والجماعة ‪،‬‬

‫وإما أن يکون هذا القول قد نسب الیه زورًا وبهتانا وهو الصحیح ‪..‬؟ نعلم جیدًا کما يعلم ذلك کل‬

‫واحد أن الشیعة قد ألفت واختلقت الکثیر من الکتب ثم نسبت ذلك الی علمائنا وأئمتنا ‪ ،‬طبعًا‬

‫فإن مکر الشیعة ومحاربتها لدين ال وکذبها وبهتانها أمرا ل يوصف بقول أو يقف عند حد‬

‫والعیاذ بال ‪!!...‬‬

‫إنك قلت ‪ :‬ان محمد باقر سجودي يقول ‪ :‬إن علیًآ کان ظالمًا باعتدائه وحربه مع معاوية ‪...‬؟ فما‬

‫هو قولك حینئذ ‪...‬؟ أل تکون هذه الجملة کافیة لتنفي کل شك أو تهمة في تشیع هذا الرجل‬

‫المسمی محمد باقر سجودي ‪...‬؟ وهو بطبیعة الحال ل يقوله الشیعة فحسب بل إنه قول‬

‫الخوارج‪....‬؟!!والن ‪ ،‬إن کان المام الغزالي قد قال ذلك فهو ل يعتبر من أهل السنة ‪ ،‬وذلك لن‬

‫الفرق الذي بین الشیعة والسنة هو أن الخر ل يعتبر علیًا إمامًا مصطفی مختارا کما اختار ال‬

‫محمدًا لرسالته واصطفاه بالنبوة وختمها به ‪ ،‬أما الشیعة فهم يعتبرون هذا من أسس عقیدتهم‬

‫والعلمة البارزة التي تمیز المسلم من الکافر والصالح من الطالح والتقي من الفاجر ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء السادس والستون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬لقد أيد بعض أعلمكم أن كتاب سر‬

‫العالمین من مصنفات المام محمد بن محمد الغزالي ‪ ،‬منهم ع كما يخطر ببالي ع ‪ :‬سبط ابن‬

‫الجوزي وهو من أعلمكم ‪ ،‬ول يشك أحد في التزامه بمذهب السنة والجماعة ‪ ،‬بل تعصبه في‬
‫‪540‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ذلك ‪ ،‬وقد اشتهر بدقة النظر والحتیاط في صدور الحكم في مثل ما نحن فیه ‪ ،‬قد ذكر في كتابه‬

‫تذكرة خواص المة في ص ‪ 36‬فنقل قول الغزالي في الموضوع من كتاب سر العالمین ونسبه إلیه‬

‫من غیر تعلیق أو تشكیك ونقل عنه العبارات التي نقلتها لكم حول الصحابة والخلفة‬

‫وحیث أن سبط ابن الجوزي لم يعلق على عبارات الغزالي بل استشهد بها فیعلم أنه أيضا موافق‬

‫لذلك الكلم ومؤيد له ‪.‬‬

‫ولكن جناب الحافظ وأمثاله حینما يواجهون بالحقائق الناصعة والبراهین الساطعة ‪ ،‬ل يجدون‬

‫مفرا إل النكار ‪ ،‬فأما أن ينفي تألیف المؤلف ويقال بأن هذا الكتاب منسوب إلیه ‪ ،‬وأما أن ينفي‬

‫المؤلف نفسه من مذهبه ويقال أنه لیس منا بل هو شیعي منكم !! وفي بعض الحیان يفسقون‬

‫ويكفرون المؤلف وينسبونه إلى اللحاد ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬من قال ذلك ‪...‬؟ أتقصد بذلك سبط ابن الجوزي ‪...‬؟ هذا الذي قال فیه أحد علماء‬

‫المسلمین ‪ :‬ل غفر ال له‪ !!...‬فسأل أحدهم لماذا ‪...‬؟ قال ‪ :‬لنه مات شیعیًا ‪.....‬؟!! هذا الرجل‬

‫ل يکتب اسمه الحقیقي ‪ !!..‬وإنما يطلق علیه ‪ :‬سبط بن الجوزي وذلك حتی يلتبس المر علی‬

‫الناس ول يعرفونه وإنما يظنونه هو ذلك المام المعروف عند أهل السنة العلمة ابن الجوزي‬

‫ل ‪ ،‬ثم ل ادري هل هذا الکتاب الذي ذکره‬


‫رحمه ال تعالی ‪ !!....‬والمر علی خلف ذلك أص ًَ‬

‫المؤلف کتب بالعربیة ام الفارسیة ‪..‬؟‬

‫ولقد يحدثنا التاريخ عن رجال من أعلمكم‬ ‫الدعاء السابع والستون بعد المائة الثانیة وقوله ‪:‬‬

‫حاربهم أهل الزمان وهجرهم الخوان وكتب ضدهم الخلن ‪ ،‬لنهم كانوا ينطقون بالحق ويبینون‬

‫‪541‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الحقائق باللسان والبنان ‪ ،‬فحععرم العلمععاء المتعصععبون مععن أهععل مععذهبهم ‪ ،‬كتبهععم ونسععبوها إلععى‬

‫الضعععلل ععععن بغعععض وشعععنآن وحركعععوا ضعععدهم الجهلعععة والععععوام وأبنعععاء العععوقت والزمعععان ‪.‬‬

‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬هذه مفتريات الشیعة علینا وإل فعلماؤنععا العلم يحععترمون كععل عععالم سععواء‬

‫من مذهبهم أو غیعر مععذهبهم ويععأمرون العععوام بععاحترام العلمعاء لعلمهععم ول يسعمحون لحععد معن‬

‫الجهلععععة أن يهتععععك عالمععععا سععععواء أكععععان مععععن أهععععل السععععنة والجماعععععة أم مععععن غیرهععععم ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬ل داعي للشیعة أن يفتروا علیكم هذا الكلم ‪ ،‬ولو كنت تطلب مني شاهدا للكلم لجبتك بأن‬

‫أحد الرجال العلم الذي أشرنا إلیهم ‪ ،‬هو الحافظ ابن عقععدة ‪ ،‬أبععو العبععاس أحمععد بععن محمععد بععن‬

‫سعید الهمداني المتوفى عام ‪ 333‬هجري ‪ ،‬وهو من كبععار علمععائكم ومععن مشععاهیر أعلمكععم وقععد‬

‫وثقه الرجالیون من علمائكم كالذهبي والیافعي وقالوا في ترجمته ‪ :‬إنه كان يحفععظ ثلثمععائة ألععف‬

‫حديث مع إسنادها وكان ثقة وصادقا ‪ ،‬ولكععن حیععث كععان فععي المجععالس والمجتمعععات فععي الكوفععة‬

‫وبغداد ‪ ،‬كان ينتقد الشیخین ويذكر معائبهم ومثالبهم ‪ ،‬اتهمه العلمععاء بععالرفض وتركععوا روايععاته‬

‫وطرحوا مروياته ‪.‬‬

‫قال ابن كثیر والذهبي والیافعي في ترجمته ‪ :‬إن هذا الشیخ كان يجلس فععي جععامع براثععا ويحععدث‬

‫الناس بمثالب الشیخین ع أبي بكر وعمر ع ولذا تركت رواياته وإل فل كلم لحد في صدقه وثقته!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬لم نعد نفهمك أو نثق بك ‪ !!...‬فأنت مرة تقول ‪ :‬کان المام الذهبي يری ان ابن عقدة من‬

‫الصادقین الثقاة ‪ ،‬ومرة تقول ‪ :‬کان هذا الشیخ يعقد مجلسًا في مسجد براثا ويحدث الناس‬

‫‪542‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫بمثالب الشیخین ‪....‬؟!! والن تعالوا لنفسر کلمه ونفهم الجاهل ونوقظ النائم من الشیعة ‪ ،‬حتی‬

‫يقفوا علی الحقیقة بأنفسهم ويعرفوها‪.‬‬

‫نعم کان ابن عقدة هذا صادقًا وثقة حسب قول العلمة المجلسي وشهادته ول يشك أحد في‬

‫صدقه ‪...‬؟ ولکنه مع ذلك کان يجلس في مسجد الکوفة ويحدث الناس بمثالب علي ‪ !!..‬ومع‬

‫صدقه فإننا ل نری أخذ الحديث ونقله عنه ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫هل لکم أن تجیبوانا ‪ :‬هل يمکن لشخص يطعن في علي ويحدث الناس بمثالبه وعیوبه ثم يصدق‬

‫علیه اسم الشیعة ‪...‬؟؟! هل يمکن لمسلم أن يجعل ذلك الشخص الذي يطعن في رسولنا ونبینا‬

‫محمٍد صلی ال علیه وسلم من أهل الثقة والعدالة ؟ فکیف تريد منا أن نعتبر ذلك النسان الفاجر‬

‫الذي يطعن بالسیدين الجلیلین العدلین أبي بکر وعمر رضي ال عنهما ‪ ،‬أقول كیف تريد منا أن‬

‫نعتبر ذلك الفاجر أهل من العدالة والثقة والمانة والصدق ‪...‬؟؟!!‬

‫ثم لنا أن نسأل ‪ :‬إن كان من اهل العدالة والثقة والصدق ‪ ،‬فلماذا لم ننقل الحديث منه ونتحمله‬

‫عنه ‪....‬؟‬

‫الدعاء الثامن والستون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬محمد بن جرير الطبري وهو المفسر الشهیر‬

‫والمؤرخ الكبیر ويعد من أشهر أعلم القرن الثالث الهجععري بلععغ مععن العمععر سععتا وثمععانین عامععا‬

‫ومات سنة ثلثمائة وعشر من الهجرة في مدينة بغداد فمنعوا تشییع جثمانه فدفن لیل في داره!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬ست وثمانون سنة ألم يكن ذلك عمر مديد ‪...‬؟ وکل تلك الفسحة في المل ألم تکن‬

‫کافیة‪...‬؟ وکل هذه الکتب والتآلیف أل تكون فیها عبرة وعظه ‪..‬؟ أين هو ذلك الموت‬

‫‪543‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وأخطاره‪..‬؟ وما الذي يخشاه النسان من أخطار بعد موته ‪...‬؟ هل ستلحقه تلك الخطار في‬

‫قبره ‪...‬؟ إننا لم نسمع بذلك أو نعرفه ال عند إمام زمانکم أنتم فهو الذي يقوم بتلك العمال‬

‫الشنیعة المنکرة وهذا ما أثبتته رواياتکم وأحاديثکم أنتم فقد أخبرتمونا أنه يقوم بجلد عائشة‬

‫وأبابکر وعمر في قبورهم ‪....‬؟! ثم إن هذا لم يکن بالمر الهام والخطیر ‪ ،‬فتلك سنة ال تعالی‬

‫في خلقه والتبلء ل يسلم منه مؤمن فهؤلء علماؤنا وأئمتنا کلهم ابتلوا وصبروا واحتسبوا ذلك‬

‫عند ال تعالی فهذا شیخ السلم المام ابن تیمیة ألم يقض غالب عمره الشريف في غیاهب‬

‫السجون ‪...‬؟ ألم يسجن المأمون المام أحمد بن حنبل رحمه ال قبل ذلك وُيلهب جسمه‬

‫بالسیاط ‪...‬؟ ألم يبتلی المام البخاري کذلك فرأی وقاسی المرين رحمه ال تعالی ورضي‬

‫عنه ‪ ....‬؟‬

‫فهذه القوال ل اراها تتناول أو تتعلق بموضوعنا وبحثنا هذا فلنعرض عنها صفحًا ول نولیها‬

‫من الهمیة الكبیرة أو أن نضیع أوقاتنا بما ل طائل من ورائه ‪..‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء التاسع والستون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬ومن أعجب هععذه الوقععائع قتععل الحععافظ أحمععد‬

‫بن شعیب بن سنان النسائي وهو أحد العلم وأئمة الحديث وجامع أحععد الصععحاح السععتة عنععدكم‬

‫ورد مدينة دمشق سنة ثلثمععائة وثلث مععن الهجععرة النبويععة فوجععد أهلهععا سععائرين علععى البدعععة‬

‫السیئة التي سنها معاوية وحزبه في البلد ‪ ،‬أل وهععي لععن وسععب أمیععر المععؤمنین علععي بععن أبععي‬

‫طالب علیه السلم بعد كل صلة وفي خطب الجمعة ! فتأسف لذلك الوضع الفجیع المععزري وألععزم‬

‫نفسه أن ينشر ما وصله مسندا ععن النعبي )ص( فعي فضعائل ومنعاقب المعام علعي علیعه السعلم‬

‫فكتب كتابه المسمى بخصائص مولنا أمیر المؤمنین علععي بععن أبععي طععالب علیععه السععلم ‪ ،‬وكععان‬

‫يقرأه على المنبر في المل العام ‪ ،‬فهجم علیه في يوم من اليام جماعة من الطغاة والجهلععة اللئام‬
‫‪544‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فضربوه ضربا مبرحا وأنزلوه من على المنبر وسععحقوه بأقععدامهم حععتى أغمععي علیععه وبعععد قلیععل‬

‫مات على أثر تلك الضععربات واللكمععات ‪ .‬فحملععوا جثمععانه إلعى حععرم الع سععبحانه ودفعن فععي مكعة‬

‫المكرمة حسب وصیته !! فهعذه الوقعائع بععض جعرائم المتعصعبین أهعل العنعاد واللجعاج والجهعل‬

‫الذين يقتلون علماءهم ويسحقون مفاخرهم بأقدامهم ‪ ،‬لیس لهم ذنععب سععوى أنهععم نطقععوا بععالحق‬

‫وكشفوا عن الواقع ومدحوا من مدحه ال تبارك وتعالى في كتابه ‪.‬‬

‫وقد غفل الجاهلون وما دروا بأنهم لم يتمكنوا من إخفاء الحق بهذه العمال الوحشیة ول يمكععن‬

‫حجب الشمس في الضحى بالحركات الهمجیة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ل تمام الجهل في علمي الجغرفیا والتاريخ‪ !!...‬فالمويون‬


‫قلت ‪ :‬يتبین لنا ان هذا الرجل کان جاه ً‬

‫لم يکن لديهم أي قدرة أو سلطة سنة ) ‪ ( 303‬هجرية إنما الذي کان يحکم البلد في تلك الفترة‬

‫هم العباسیون ‪..‬؟!!‬

‫وبنو العباس کانوا يعتبرون انفسهم من أهل البیت والکل يعلم ذلك ‪ ،‬إذًا فلم يکن أحد من أهل‬

‫ب أو شتم أحدا من موالي وعبید بني العباس ‪ ،‬فکیف يجرأ بعد ذلك‬
‫الشام أو غیرهم يجرأ علی س ّ‬

‫علی سب علي أو أهل بیته ‪...‬؟!! ألم يکن علي رضي ال عنه من أبناء عمومتهم ‪...‬؟ ول تنس‬

‫کذلك فإن ما تراه الیوم من وسائل السفر والنقل وما نتمتع به من سیارات فارهة وطائرات‬

‫سريعة لم تکن متیسرة لهل ذلك الزمان لیقوموا بنقل الجثمان من الشام الی مکة ‪...‬؟ أما کتاب‬

‫المام النسائي فهو من الکتب والمصادر الحديثیة المعتمدة عند أهل السنة فل تظنن أن کذبك‬

‫وافترائك هذا من الفنون التي تستحق التقدير والعجاب ‪ ،‬فالکذب مرتعه‬

‫‪545‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وخیم وهو عار ونار علی صاحبه ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء السبعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬الحافظ ‪ :‬نحن ل ننكر واقعععة الغععدير وحععديث الوليععة‬

‫ولكن قضیة الغدير ما كانت على النحو الذي تقولون بععه أنتععم الشععیعة ‪ ،‬ولیععس معنععى المععولى مععا‬

‫تقولون به أنتم بمعنى الولى بالتصرف ‪ ،‬وإنما المولى كما ثبت في اللغة بمعنى المحب والناصععر‬

‫والصديق الحمیم ‪ ،‬وحیث كان النبي )ص( يعلم بأن ابعن عمععه علیعا لعه أععداء كعثیرون فعأراد أن‬

‫يوصي به المة فقال ‪ :‬من كنت موله فهذا علي موله ‪ ،‬أي من كان يحبني فلیحبب علیععا ‪ ،‬ومععن‬

‫كان ينصرني فلینصر علیا " كرم ال وجهه " وقععد قععام النععبي )ص( بهععذا العمععل حععتى ل يتععأذى‬

‫علي من بعده من العداء ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬لو تنصفنا أيها الحافظ ‪ ،‬وتترك التعصب لمذهب السلف ودين الباء ‪ ،‬وتنظر إلى القرائن‬

‫الموجودة في القضیة والواقعة بدقة وإمعان لعرفت الحقیقة واعترفت بما نقول !!‬

‫الحافظ ‪ :‬ما هذه القرائن التي تثبت قولكم في المقام ‪ ،‬بأن معنى المولى هو الولى بالتصععرف فععي‬

‫المر العام وفي شؤون السلم ؟‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬إن ما قلناه ونقوله في تفسیر وبیان معنی هذه الکلمة هو التفسیر الصحیح الثابت من‬

‫کلم العرب ‪ ،‬فالمولی في اللغة الدنو والقرب ‪ ،‬وولي الشئ قام به وملك أمره ‪ ،‬وولي الرجل‬

‫وعلیه بمعنی نصره ‪ ،‬وولية الرجل بمعنی محبته والمراد هنا هو المحبة والنصرة ولیس کما‬

‫أنت تظن ‪ ،‬فل تستطیعوا أن تنکروا ذلك فكل هذه المعاني ثابتة من کلم العرب ولغتهم أو‬

‫‪546‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫تبطلوها فمن أنت حتی تتقول علی اللغة وأهلها ما ل علم لك به ‪ ،‬أو أنك تفسر الکلم وتصرفه‬

‫الی المعنی الذي يوافق هواك ومزاعمك المريضة السقیمة ‪...‬؟!! وهذا کما أنه ثابت عند أهل‬

‫اللغة فقد جاء ما يوافقه في کتاب ال تعالی ‪.‬‬

‫التحريم ‪4 /‬‬ ‫قال تعالی ‪ » :‬فإن ال هو موله وجبريل وصالح المؤمنین والملئکة بعد ذلك ظهیر «‬
‫‪.‬‬

‫فعلیكم ان تذعنوا وتسلموا وتقبلوا الحق رغم أنفكم ول يجوز أن تأخذکم العزة بالثم ولو کان‬

‫ب والناصر‬
‫ذلك مخالفًا لهواکم ‪...‬؟ فعلم بذلك أن المراد هنا من كلمة المولی هو المح ّ‬

‫والقريب‪ .!!!...‬ثم إن کان النبي صلی ال علیه وسلم يعني بهذه الکلمة أن علیًا هو الخلیفة من‬

‫بعده لقال ذلك صراحة ولم يضطر الی استعمال تلك الکلمات التي توهم سامعها وتجعله حیرانًا‬

‫مضطربا ول سیما في مسألة هامة كهذه ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫أم كیف تظن وتتوهم أن أئمتنا وعلماءنا ينقلوا الی المة هذه الحاديث العديدة ويروونها في‬

‫کتبهم ثم ل يفهمون معناها أو يدرکون مرادها ‪...‬؟ ل بل ويعتقدون خلف ما ترمي الیه و تأمر‬

‫به ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء الحادي والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬القرينة الولى ‪ :‬نزول الية‬

‫ُ‬ ‫َ‬
‫ع ْ‬
‫ل‬ ‫ف َ‬ ‫وِإن ل َ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫من َرب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ز َ‬
‫ما أن ْ ِ‬ ‫ل ب َل ّ ْ‬
‫غ َ‬ ‫سو ُ‬
‫ها الّر ُ‬
‫الكريمة ‪َ ) :‬يا أي ّ َ‬

‫س ( فسأله الحافظ ‪ :‬من أين‬


‫ن الّنا ِ‬
‫م َ‬ ‫م َ‬
‫ك ِ‬ ‫ص ُ‬
‫ع ِ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫سال َت َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ر َ‬
‫ت ِ‬ ‫ما ب َل ّ ْ‬
‫غ َ‬ ‫َ‬
‫ف َ‬

‫تقولون بأن هذه الية نزلت في يوم الغدير وبشأن تبلیغ الولية ؟ ما هو دلیلكم على هذا القول ؟‬

‫قلت ‪ :‬دلیلنا وحجتنا قول كبار علمائكم وأعلمكم ‪ ،‬منهم ‪:‬‬

‫‪547‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪1‬ع جلل الدين السیوطي في تفسیر الدر المنثور ‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪. 298‬‬

‫‪2‬ع أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه الولية ‪.‬‬

‫‪3‬ع الحافظ أبو عبد ال المحاملي في أمالیه ‪.‬‬

‫‪4‬ع الحافظ أبو بكر الشیرازي في " ما أنزل من القرآن في علي علیه السلم " ‪.‬‬

‫‪5‬ع الحافظ أبو سعید السجستاني في كتابه الولية ‪.‬‬

‫‪6‬ع الحافظ ابن مردويه في تفسیره الية الكريمة ‪.‬‬

‫‪7‬ع الحافظ ابن أبي حاتم في تفسیر الغدير ‪.‬‬

‫‪8‬ع الحافظ أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل ‪.‬‬

‫‪9‬ع أبو الفتح التطنزي في الخصائص العلوية ‪.‬‬

‫‪10‬ع معین الدين المبیدي في شرح الديوان ‪.‬‬

‫‪11‬ع القاضي الشوكاني في فتح القدير ‪:‬ج ‪ 3‬ص ‪. 75‬‬

‫‪12‬ع جمال الدين الشیرازي في الربعین ‪.‬‬

‫‪13‬ع بدر الدين الحنفي في عمدة القاري في شرح صحیح البخاري ج ‪ 8‬ص ‪. 584‬‬

‫‪14‬ع المام الثعلبي في تفسیر كشف البیان ‪.‬‬

‫‪548‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪15‬ع المام الفخر الرازي في التفسیر الكبیر ‪ :‬ج ‪ 3‬ص ‪. 636‬‬

‫‪16‬ع الحافظ أبو نعیم في " ما نزل من القرآن في علي )ع( ‪.‬‬

‫‪ 17‬ع شیخ السلم الحمويني في فرائد السمطین ‪.‬‬

‫‪18‬ع نظام الدين النیسابوري في تفسیره ‪ :‬ج ‪ 6‬ص ‪. 170‬‬

‫‪19‬ع شهاب الدين اللوسي البغدادي في روح المعاني ‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪. 348‬‬

‫‪ 20‬ع نور الدين المالكي في الفصول المهمة ‪ :‬ص ‪. 27‬‬

‫‪21‬ع الواحدي في أسباب النزول ‪ :‬ص ‪. 150‬‬

‫‪22‬ع محمد بن طلحة في مطالب السؤل ‪.‬‬

‫‪23‬ع المیر سید علي الهمداني في مودة القربى ‪ /‬المودة الخامسة ‪.‬‬

‫‪24‬ع القندوزي في ينابیع المودة ‪ /‬الباب ‪. 39‬‬

‫وغیر هؤلء المذكورين في كثیر من أشهر أعلمكم قد كتبوا ونشروا بععأن هععذه اليععة نزلععت يععوم‬

‫الغدير ‪ ،‬حتى أن القاضي فضل بن روزبهان المشهور بالتعصب والعنععاد ‪ ،‬كتععب عععن اليععة ‪ :‬فقععد‬

‫ثبت هذا في الصحاح أن هذه الية لما نزلت أخذ رسول ال )ص( بكف علي بن أبي طالب وقال ‪:‬‬

‫من كنت موله فهذا علي موله ‪ ،‬وأعجب من هذا الكلم أنه قال وروى ع كمعا فععي كشععف الغمععة عع‬

‫ها‬ ‫َ‬
‫عن رزين بن عبد ال أنه قال ‪ :‬كنا نقرأ هذه الية على عهد رسول ال )ص( هكذا ‪َ ) :‬يا أي ّ َ‬

‫‪549‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ُ‬
‫وِإن َلـ ْ‬
‫م‬ ‫من َرّبـ َ‬
‫ك ( أن علیععا مععولى المععؤمنین ) َ‬ ‫ل إ ِل َي ْ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ز َ‬
‫ما أن ْ ِ‬ ‫ل ب َل ّ ْ‬
‫غ َ‬ ‫سو ُ‬
‫الّر ُ‬

‫سال َت َ ُ‬
‫ه(‪ !!...‬ورواه السیوطي في الدر المنثور عن ابععن مردويععه ‪،‬‬ ‫ر َ‬
‫ت ِ‬ ‫ما ب َل ّ ْ‬
‫غ َ‬ ‫ل َ‬
‫ف َ‬ ‫ع ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫ف َ‬

‫وابن عساكر وابن ابي حاتم عن أبي سعید الخدري وعن عبععد الع ابععن مسعععود وهععو أحععد كتععاب‬

‫الوحي ‪ ،‬ورواه القاضي الشوكاني في تفسیر فتح القدير كذلك ‪ ،‬والحاصل ‪ :‬إن تأكید ال سععبحانه‬

‫لنبیه بععالتبلیغ وتهديععده علعى أنععه إن لعم يفعععل مععا أمععره تلععك السععاعة ‪ ،‬فكععأنه لععم يبلععغ شععیئا مععن‬

‫الرسالة ‪ ،‬هذه قرينة واضحة على أن ذلك المر كان على أهمیة كالرسالة فمقام الخلفة والولية‬

‫تالیة لمقام النبوة والرسالة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬قال ال تعالی ‪ ) :‬بلغ ( والمراد من هذه الکلمة هو ما ذکره أئمة التفسیر واللغة حیث‬

‫قالوا‪ :‬بّلغ الشئ أبلغُه أياه ‪ ،‬والبلغ من التبلیغ وهو ما يتوصل به الی الغاية ‪.‬‬

‫والبلغة ‪ :‬حسن بیان وقوة التأثیر أو مطابقة الکلم لمقتضی الحال مع فصاحته ‪.‬‬

‫وقوله تعالی ) بّلغ ( ‪ :‬هو التبلیغ لما أنزل ال تعالی وهو کل ما تلقته المة عنه صلی ال علیه‬

‫شر‬
‫وسلم من العقائد والعمال والقوال ‪ ،‬فبلغ صلی ال علیه وسلم اکمل تبلیغ ودعا وأنذر وب ّ‬

‫ويسر وبّلغ بقوله وفعله فلم يبق خیر ال دّل امته علیه ول شر ال حذرها منه ‪ ،‬وهذا هو المراد‬

‫بالتبلیغ ‪.‬‬

‫أما أنت فتدعي أن ال تعالی خاف ‪ !!....‬فأمر نبیه أن يبلغ امته ويخبرهم بذلك فهکذا هو‬

‫تفسیر الية عندك ‪...‬؟‬

‫ولو اطلعت قارئي الکريم على ما سبقها من اليات وما تلها وما جاء بعدها لدركت في الحال‬

‫ومن أول وهله أن ال عز وجل بعد أن ذکر قبائح أهل الکتاب ومعايبهم واقوالهم الباطلة دعاهم‬
‫‪550‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الی التوبة والی اليمان بال وملئکته ورسله وجمیع کتبه وجمیع رسله واتقاء معاصیه فإنهم‬

‫إن فعلوا ذلك سیکفر عنهم سیئاتهم ويجعل رزقهم مدرارا ‪!!...‬‬

‫ثم جاء المر بالتبلیغ وهو قوله ‪ ) :‬بلغ ( أي ‪ :‬قل وبلغ وانذر وبشر ويسر وعلم ثم جاءت الية‬

‫التي بعدها لتقول‪:‬‬

‫» يا أهل الکتاب لستم علی شيٍء حتی تقیموا التواراة والنجیل وما أنزل الیکم من‬

‫ي رضي ال عنه وهذه الية ‪...‬؟ والن تعالوا معي‬


‫ربکم‪ «........‬الية ‪ ،‬فما العلقة بین عل ّ‬

‫لنقرأ هذه اليات التي سبقت هذه الية ونستمع الیها بأذنین صاغیتین عسى ال تعالى أن يهدينا‬

‫للحق ‪.‬‬

‫قال تعالی » ولو أن أهل الکتاب آمنوا واتقوا لکفرنا عنهم سیئاتهم ولدخلنهم جنات النعیم ولو‬

‫أنهم اقاموا التوراة والنجیل وما أنزل الیهم من ربهم لکلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم‬

‫أمة مقتصدة وکثیر منهم ساء ما يعملون « ‪.‬‬

‫والن تعالوا لنقرأ الية التي هي موضع بحثنا قال تعالی ‪ » :‬يا أيها الرسول بلغ ما أنزل الیك من‬

‫ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته وال يعصمك من الناس ان ال ل يهدي القوم الکافرين «‬

‫ولتتضح الصورة تمامًا ولیقف کل مسلم علی کذب هؤلء المارقین نقرأ الية التي بعدها ‪ ،‬قال‬

‫تعالی ‪ » :‬قل يا أهل الکتاب لستم علی شيٍء حتی تقیموا التوارة والنجیل وما أنزل الیکم من‬

‫ربکم ولیزيدن کثیرًا منهم ما أنزل الیك من ربك طغیانًا وکفرًا فل تأس علی القوم الکافرين «‬
‫المائدة ‪. 68 /‬‬

‫والن هل لکم ان تقولوا لنا ‪ :‬بأي دلیل وبأي منطق ادخلتم وحشرتم علیًا وسط هذه اليات ‪...‬؟‬

‫هل قال علي ذلك بنفسه ‪...‬؟ أم جاءکم خبر صحیح بنقل الثقة عنه ‪..‬؟ أو قال به أحد من‬

‫‪551‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أکابرکم ‪...‬؟ حسنًا تعالوا لننظر الی الکابر الذين وردت اسماؤکم في تلك القائمة الطويلة التي‬

‫ذکرها المؤلف في کتابه لنجد منهم سبط بن الجوزي‬

‫والسیوطي والحسکاني والحممويني والخوارزمي وابن المغازلي ‪ ،‬ولکننا ل نجد بینهم من أثرًا‬

‫للبخاري ومسلم والشافعي واحمد ومالك وابي حنیفة رحمة ال تعالی علیهم أجمعین ‪ !!...‬قد ل‬

‫يعتبرون هؤلء من کبار العلماء في نظر المؤلف الدعرور الهبل ‪....‬؟؟!!! ‪.‬‬

‫ولکن في الوقت نفسه فإني رأيت المؤلف قد ذکر المام ابن کثیر في تلك القائمة فتعالوا لنذهب‬

‫سوية لنتصفح المکتبة اللکترونیة لنری ما کتبه المام ابن کثیر في تفسیر هذه الية الکريمة‬

‫» الیوم اکملت لکم دينکم « ولنعرف رأيه ‪..‬؟!! ‪.‬‬

‫قال رحمه ال تعالى في تفسیر هذه الية الكريمة ‪ :‬وقوله‪ } :‬اْلَیْوَم َأْكَمْلتُ َلُكْم ِديَنُكْم َوَأْتَمْم ُ‬
‫ت‬

‫سلَم ِديًنا { هذه أكبر نعم ال ‪ ،‬عز وجل‪ ،‬على هذه المة حیث أكمل‬
‫ت َلُكُم ال ْ‬
‫ضی ُ‬
‫عَلْیُكْم ِنْعَمِتي َوَر ِ‬
‫َ‬

‫تعالى لهم دينهم ‪ ،‬فل يحتاجون إلى دين غیره‪ ،‬ول إلى نبي غیر نبیهم‪ ،‬صلوات ال وسلمه‬

‫علیه؛ ولهذا جعله ال خاتم النبیاء‪ ،‬وبعثه إلى النس والجن‪ ،‬فل حلل إل ما أحله‪ ،‬ول حرام إل‬

‫خْلف‪ ،‬كما‬
‫ما حرمه‪ ،‬ول دين إل ما شرعه‪ ،‬وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق ل كذب فیه ول ُ‬

‫عْدل { ] النعام ‪ [ 115 :‬أي‪ :‬صدقا في الخبار‪،‬‬


‫صْدًقا َو َ‬
‫ك ِ‬
‫ت َرّب َ‬
‫ت َكِلَم ُ‬
‫قال تعالى‪َ } :‬وَتّم ْ‬

‫وعدل في الوامر والنواهي‪ ،‬فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة علیهم ؛ ولهذا قال‬

‫سلَم ِديًنا { أي‪:‬‬


‫ضیتُ َلُكُم ال ْ‬
‫عَلْیُكْم ِنْعَمِتي َوَر ِ‬
‫ت َ‬
‫ت َلُكْم ِديَنُكْم َوَأْتَمْم ُ‬
‫]تعالى[ } اْلَیْوَم َأْكَمْل ُ‬

‫فارضوه أنتم لنفسكم‪ ،‬فإنه الدين الذي رضیه ال وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام‪،‬‬

‫وأنزل به أشرف كتبه‪.‬‬


‫ت َلُكْم ِديَنُكْم { وهو السلم‪ ،‬أخبر ال‬
‫قال علي بن أبي طلحة‪ ،‬عن ابن عباس قوله‪ } :‬اْلَیْوَم َأْكَمْل ُ‬

‫‪552‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نبیه صلى ال علیه وسلم والمؤمنین أنه أكمل لهم اليمان‪ ،‬فل يحتاجون إلى زيادة أبدا‪ ،‬وقد‬

‫طه أبدا‪.‬‬
‫خُ‬‫سَ‬
‫أتمه ال فل ينقصه أبدا‪ ،‬وقد رضیه ال فل َي ْ‬

‫عَرَفة‪ ،‬فلم ينزل بعدها حلل ول حرام‪ ،‬ورجع‬


‫وقال أسباط عن السدي‪ :‬نزلت هذه الية يوم َ‬

‫جتُ مع رسول ال صلى ال‬


‫جْ‬
‫حَ‬‫رسول ال صلى ال علیه وسلم فمات‪ .‬قالت أسماء بنت عَُمیس‪َ :‬‬

‫علیه وسلم تلك الحجة‪ ،‬فبینما نحن نسیر إذ َتجّلى له جبريل‪ ،‬فمال رسول ال صلى ال علیه‬

‫ت علیه‬
‫جْی ُ‬
‫سّ‬‫وسلم على الراحلة‪ ،‬فلم تطق الراحلة من ثقل ما علیها من القرآن‪ ،‬فبركت فأتیته َف َ‬

‫ُبْردا كان علي‪.‬‬

‫جَرْيج وغیر واحد‪ :‬مات رسول ال صلى ال علیه وسلم بعد يوم عرفة بأحد‬
‫قال ابن ُ‬

‫وثمانین يوما‪.‬‬

‫ضْیل‪ ،‬عن هارون بن عنترة‪،‬‬


‫رواهما ابن جرير‪ ،‬ثم قال‪ :‬حدثنا سفیان بن َوِكیع‪ ،‬حدثنا ابن ُف َ‬

‫ت َلُكْم ِديَنُكْم { وذلك يوم الحج الكبر‪ ،‬بكى عمر‪ ،‬فقال له‬
‫عن أبیه قال‪ :‬لما نزلت } اْلَیْوَم َأْكَمْل ُ‬

‫النبي صلى ال علیه وسلم ‪" :‬ما يبكیك؟" قال‪ :‬أبكاني أّنا كنا في زيادة من ديننا‪ ،‬فأما إْذ أكمل‬

‫فإنه لم يكمل شيء إل نقص‪ .‬فقال‪" :‬صدقت"‪.‬‬

‫طوَبى للُغَرَباء"‪.‬‬
‫غِريًبا‪ ،‬وسیعود غريبا‪َ ،‬ف ُ‬
‫ويشهد لهذا المعنى الحديث الثابت‪" :‬إن السلم بدأ َ‬

‫عْون‪ ،‬حدثنا أبو الُعَمْیس‪ ،‬عن قیس بن مسلم‪ ،‬عن طارق بن‬
‫وقال المام أحمد‪ :‬حدثنا جعفر بن َ‬

‫شهاب قال‪ :‬جاء رجل من الیهود إلى عمر بن الخطاب ]رضي ال عنه[ فقال‪ :‬يا أمیر‬

‫المؤمنین‪ ،‬إنكم تقرءون آية في كتابكم‪ ،‬لو علینا معشر الیهود نزلت لتخذنا ذلك الیوم عیدا‪ .‬قال‪:‬‬

‫عَلیُْكْم ِنْعَمِتي { فقال عمر‪ :‬وال‬


‫ت َ‬
‫ت َلُكْم ِديَنُكْم َوَأْتَمْم ُ‬
‫وأي آية؟ قال قوله‪ } :‬اْلَیْوَم َأْكَمْل ُ‬

‫إني لعلم الیوم الذي نزلت على رسول ال صلى ال علیه وسلم‪ ،‬والساعة التي نزلت فیها على‬

‫‪553‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عَرَفة في يوم جمعة‪.‬‬


‫عشیة َ‬
‫رسول ال صلى ال علیه وسلم‪ ،‬نزلت َ‬

‫ورواه البخاري عن الحسن بن الصباح عن جعفر بن عون‪ ،‬به‪ .‬ورواه أيضا مسلم والترمذي‬

‫والنسائي‪ ،‬من طرق عن قیس بن مسلم‪ ،‬به ولفظ البخاري عند تفسیر هذه الية من طريق‬

‫سفیان الثوري‪ ،‬عن قیس‪ ،‬عن طارق قال‪ :‬قالت الیهود لعمر‪ :‬إنكم تقرؤون آية‪ ،‬لو نزلت فینا‬

‫لتخذناها عیدا‪ .‬فقال عمر‪ :‬إني لعلم حین أنزلت‪ ،‬وأين أنزلت وأين رسول ال صلى‬

‫ال علیه وسلم حیث أنزلت‪ :‬يوم عرفة‪ ،‬وأنا وال بعرفة ‪-‬قال سفیان‪ :‬وأشك كان يوم الجمعة أم‬

‫ت َلُكْم ِديَنُكْم {‬
‫ل } الَْیْوَم َأْكَمْل ُ‬
‫أيها القاريء الشیعي ‪ :‬ها آنذا نقلت لکم کل ما ذکره المام ابن کثیر في تفسیر هذه الية‬

‫الکريمة ‪ ،‬لتعرفوا حقیقة علمائکم ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬وأما القرينة الثانیة ‪ :‬الذي يؤيد ويوضح‬

‫قولنا … أن نزول آية إكمال الدين كانت بعد ما بلغ رسول ال )ص( رسالته وأمر ربه في ولية‬

‫المام علي علیه السلم ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬اتفق علماؤنا أن آية إكمال الدين نزلت يوم عرفة ‪ ،‬وبعض العلماء جمعوا بین القولین‬

‫‪18‬‬ ‫وقالوا بأن الية نزلت مرتین منهم سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص المة ‪ /‬آخر الصفحة‬

‫حیث قال ‪ :‬احتمل أن الية نزلت مرتین مرة بعرفة ومرة يوم الغدير كما نزلت ) بسم ال الرحمن‬

‫الرحیم ( مرتین مرة بمكة ومرة بالمدينة ‪ ،‬وأما الذين وافقونا من أعلمكم وقالوا بأن آية إكمال‬

‫الدين نزلت في الغدير بعد نصب رسول ال )ص( علیا ولیا من بعده ‪ .‬كثیرون منهم ‪:‬‬

‫ج ‪ 2‬ص ‪ ، 256‬وفي التقان‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪.31‬‬ ‫‪1‬ع جلل الدين السیوطي في الدر المنثور ‪:‬‬

‫‪554‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪2‬ع المام الثعلبي في كشف البیان ‪.‬‬

‫‪3‬ع الحافظ أبو نعیم في ما نزل من القرآن في علي علیه السلم ‪.‬‬

‫‪4‬ع أبو الفتح النطنزي في الخصائص العلوية ‪.‬‬

‫‪5‬ع ابن كثیر في تفسیره ‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪. 14‬‬

‫‪6‬ع المؤرخ والمفسر الشهیر محمد بن جرير الطبري في كتابه الولية ‪.‬‬

‫‪7‬ع الحافظ أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل ‪.‬‬

‫‪8‬ع سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص المة ‪ :‬ص ‪. 18‬‬

‫‪9‬ع أبو اسحاق الحمويني في فرائد السمطین ‪ /‬الباب الثاني عشر ‪.‬‬

‫‪10‬ع أبو سعید السجستاني في كتابه الولية ‪.‬‬

‫‪11‬ع الخطیب البغدادي في تاريخ بغداد ‪ :‬ج ‪ 8‬ص ‪. 290‬‬

‫‪12‬ع ابن المغازلي في المناقب ‪.‬‬

‫‪13‬ع الخطیب أبو مؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب ‪ /‬فصل ‪ ، 14‬وفي مقتل الحسین ‪/‬‬

‫الفصل الرابع ‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وكثیر من أعلمكم غیر من ذكرنا أيضا قالوا ‪ :‬بأن رسول ال )ص( بعععدما نصععب علیععا ولیععا مععن‬

‫بعده وعرفه للمسلمین فأمرهم وقال ‪ :‬سلموا على علي بإمرة المؤمنین ‪ ،‬فأطاعوا وسععلموا علععى‬

‫علي بن أبي طالب بإمرة المؤمنین وقبل أن يتفرقوا من المكان نزل جبريل على رسول ال )ص(‬
‫بقععوله تعععالى ‪ ) :‬ال ْيوم أ َك ْمل ْـت ل َك ُـم دين َك ُـم َ‬
‫مت ِــي‬
‫ع َ‬ ‫عل َي ْك ُـ ْ‬
‫م نِ ْ‬ ‫ت َ‬
‫مـ ُ‬
‫م ْ‬
‫وأت ْ َ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬

‫م ِدينًا( فصاح النبي )ص( ‪ :‬ال أكععبر علععى إكمععال الععدين وإتمععام‬ ‫م اْل ِ ْ‬
‫سل َ َ‬ ‫ت ل َك ُ ُ‬
‫ضي ُ‬
‫وَر ِ‬
‫َ‬

‫النعمة ورضا الرب برسالتي والولية لعلي بن أبععي طععالب بعععدي ‪ ،‬ولععو أحببتععم توضععیح القضععیة‬

‫وكشف الحقیقة فراجعوا مسند أحمد بن حنبل وشواهد التنزيععل للحععافظ الحسععكاني فإنهمععا شععرحا‬

‫الموضوع أبسط من غیرهما ‪ .‬فلو أمعنتم النظر ودققتم الفكر في الخبر لعلمتم و ليقنتم أن النععبي‬

‫)ص( معا قصعد معن كلمعة المعولى إل المامعة والخلفعة والولويعة وذلعك بعالقرائن العتي ذكرتهعا‬

‫وبقرينة كلمة " بعدي " في الجملة ‪ ،‬ثم فكروا وأنصفوا ‪ ...‬هل المر بالمحبة والنصرة كان هاما‬

‫إلى ذلك الحد بأن يأمر النبي )ص( الركب والقافلة وهم مععائة ألععف أو أقععل أو أزيععد ‪ ،‬فینزلععوا فععي‬

‫ذلك المكان القاحل وفي ذلك الحر الشديد ‪ ،‬ثم يأمر برجوع من سععبق ولحععوق مععن تععأخر وينتظععر‬

‫حتى يجتمع كل من كان مععه وتحعت حععرارة الشععمس حععتى أن كعثیرا معن النعاس معد رداءه علعى‬

‫الرض تحت قدمیه لیتقي حر الرمضاء وجلس في ناقته لیتقي أشعععة الشععمس ‪ ،‬ثععم يصعععد النععبي‬

‫)ص( المنبر الذي صنعوه له من أحداج البل ويخطب فیهم ويبین فضائل ومناقب ابن عمععه علععي‬

‫بن أبعي طعالب كمعا ذكرهعا الخعوارزمي وابعن مردويعه فعي المنعاقب والطعبري فعي كتعاب الوليعة‬

‫وغیرهم ‪ ،‬ثم يبقى )ص( ثلثة أيام في المكان الذي كان معهودا بنزول القوافل وما كان قبل ذلععك‬

‫الیوم منزل للمسافر ‪ ،‬ويتحمل هو والمسلمون الذين معه مشاقا كثیرة ‪ ،‬حتى بايع كلهم علیا )ع(‬

‫بأمر رسول ال ‪ ..‬فهل كان من المعقول أنه )ص( كان يريد من كععل ذلععك لیععبین للنععاس أن يحبععوا‬
‫‪556‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫علیا ويكونوا ناصريه !! مع العلم أنه )ص( قبل ذلك كان يبین للمسععلمین كععرارا ومععرارا أن حععب‬

‫علي من اليمان وبغضه نفاق ‪ ،‬وكان يععأمرهم بنصععرته وملزمتععه ‪ ،‬فععأي حاجععة إلععى تحمععل تلععك‬

‫المشاق لیبین ما كان مبینا ويوضح ما كان واضحا للمسلمین !! فععإذا فععي تلععك الظععروف الصعععبة‬

‫التي كانت في قضیة الغدير لم نقل بتبلیععغ الوليععة والخلفععة مععن بعععده ونقععول بمععا يقععوله الحععافظ‬

‫وبعض العلماء من أهل السنة والجماعة ‪ ،‬لكان عمل النبي )ص( مع تلك الظروف سفها ولغوا ععع‬

‫والعیاذ بال من هذا القول ع بل النبي منزه من اللغو والسفاهة وأعماله كلهععا تكععون علععى أسععاس‬

‫العقل والحكمة ‪.‬‬

‫فنزول هذه اليات التي ذكرناها في الغدير وتلععك التشععريفات الرضععیة والسععماوية ‪ ،‬كلهععا قععرائن‬

‫دالة عند العقلء والعلماء بأن المر الذي بلغه خاتم النبیاء هو أهم من أمر النصرة والمحبة بل‬

‫هو أمر يساوي فععي الهمیععة أمععر الرسععالة بحیعث إذا لعم يبلغعه رسععول الع )ص( لمتعه فعي تلعك‬

‫السعععععععاعة فكعععععععأنه لعععععععم يبلعععععععغ شعععععععیئا معععععععن رسعععععععالة الععععععع ععععععععز وجعععععععل ‪.‬‬

‫فهذا المر لیس إل المامة على المة بعد النبي )ص( وتعیین رسول ال خلیفته المؤيعد معن عنعد‬

‫ال والمنصوب بأمر من السماء ‪ ،‬وتعريفه للناس ‪ ،‬لكي ل تبقى المة بل راعععي بعععده ول تععذهب‬

‫أتعابه أدراج الرياح ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫أوًل ‪ :‬قلتم أن ذلك الموقف الذي وقفه النبي صلی ال علیه وسلم يوم غدير خم کان يوافق أول‬

‫يوم من فصل الربیع وهو ما يسمی عند الناس بیوم ) نوروز ( وهذا يعني أن الجو لم يکن حارًا‬

‫ملتهبًا بل کان جوا معتدًل ‪....‬؟!‬

‫‪557‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثانیًا ‪ :‬بناءًا علی مراجعة المعلومات الخاصة بالرصاد الجوي تبین لنا أن درجة الحراراة لم تزد‬

‫علی ثمان وعشرين درجة حرارية في تلك المنطقة التي اجتمع فیها النبي صلی ال علیه وسلم‬

‫من هذا الیوم والی عشر سنوات سبقت ‪!!!!!........‬‬

‫ذلك الجتماع الذي عقده النبي صلی ال علیه وسلم مع اصحابه في غدير خم ‪..‬؟!!!‬

‫ثالثًا ‪ :‬إن الستماع الی أقوال النبي صلی ال علیه وسلم وخطبته وحديثه جدير ويستأهل کل‬

‫عناٍء وتعب ومشقة ‪ ،‬ولو کان ذلك يتطلب الجلوس تحت أشعة الشمس المحرقة ولکني أؤکد‬

‫علی هذه الحقیقة االواضحة أن ذلك الیوم لم تكن فیه الشمس أوالجو بتلك الدرجة المرتفعة کما‬

‫تتصورها أنت ‪ ،‬بل کان الجو في ذلك الیوم في غاية العتدال إن لم يكن ممتازا ‪!!...‬‬

‫ثم إننا وفي بعض الحیان حینما نذهب الى المسجد لحضور صلة الجمعة ولم نجد مکانًا نضطر‬

‫للجلوس تحت أشعة الشمس وفي ذلك الیوم الحار ‪ ،‬فهل تعتبر أن ذلك من المور الخاصة‬

‫والممیزة حتی تولیها کل هذا الهتمام البالغ وتظهرها بتلك الصورة الجوفاء ‪....‬؟ ثم إن الوقوف‬

‫في ذلك المکان أمر ل بد منه للقوافل حیث الماء الوفیر والمکان الرحب الواسع الذي يجد فیه‬

‫المسافر الراحة والستجمام وهذا كما ترى من السباب المعقولة التي دعت النبي صلی ال‬

‫علیه وسلم واصحابه للنزول في ذلك المکان برهة من الوقت ‪...‬؟! والدلیل الخر الذي يبطل قول‬

‫هذا المدعي الکذاب أنه يستدل ببعض اليات من القرآن الکريم فیأخذ منها ما يريد ويدع البعض‬

‫الخر مع أن ذلك يعتبر من التلعب بالدين والتحريف لقول رب العالمین ‪!!!....‬‬

‫فالية قد تکون طويلة واذا تدبرناها وقرأناها نجدها بمجموعها ل تدل علی المعنی الذي يريده‬

‫هذا المفتري الکذاب ‪ ،‬وإنما هي جاءت لثبات أمرًا آخر ل علقة له بما يدعیه ويذهب الیه هذا‬

‫الجاهل المهذار ‪....‬؟‬

‫‪558‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وأنت عزيزي القارئ الکريم لو سألت الشیعة وطالبتهم بأن يثبتوا لك بالدلیل من القرآن الکريم‬

‫علی وجوب الصلة ستراهم يأتون لك بعشرات ومئات اليات لثبات ذلك ‪ ،‬ولو سألتهم أن يأتوا‬

‫لك بأية علی وجوب الوضوء لتوا لك لك کذلك بالعديد من الدلة ولو طالبتهم بدلیل من القرآن‬

‫علی اثبات سنة أو مسألة فرعیة من فروع هذا الدين لساقوا لك الدلة واليات سوقا ‪ ،‬ولکنك إن‬

‫طالبتهم بالدلیل علی هذا المر المهم والمسألة الخطیرة والتي يعتبرها الشیعة من أصول الدين‬

‫بل ومن أهم أصوله وهي المامة فإنهم ل يستطیعوا أن يأتوك بدلیل واحٍد وآية واحدة علی صحة‬

‫ما يقولونه ويدعونه ‪...‬؟!!! نعم ل يستطیعوا أن يثبتوا ذلك فتراهم مضطرين الی تحريف‬

‫النصوص وتأويلها وصرفها عما انزلت لجله لیجعلوا ذلك ملئمًا لما يذهبون الیه ويعتقتدونه‬

‫وهذا لعمر الحق هو الکفر بعینه ‪...‬؟!! إن کان اقتطاع النصوص والخذ ببعض الي دون‬

‫البعض من الدلة الصحیحة الثابتة عند أهل النظر وعلماء المعقول والمنقول فمعنی ذلك أنه‬

‫باستطاعة کل أحد أن يدعي ويقول ‪ :‬إن الحق معي دون غیري ‪ !..‬وهؤلء هم الفرقة البهائیة‬

‫تلك الفئة الضالة الکافرة لها کتاب بعنوان ) اثبات نبوة بهاء ال (‪ !!..‬حیث ساقوا فیه الدلة من‬

‫کتاب ال تعالی علی اثبات نبوة بهاء ال ‪..‬؟ ومن الملفت للنظر إنهم استدلوا بنفس اليات التي‬

‫يستدل بها الشیعة حیث يقولون‪ :‬إنها نزلت في شأن بهاء ال ؟! اما الشیعة فیقولون‪ :‬إنها نزلت‬

‫في شأن علي خاصة ‪..‬؟! أرأيت کیف أن ملة الکفر واحدة ‪..‬؟!! و کذا فإنك تری بطلن ما‬

‫يذهب الیه الفريقان ولو أن ما يدعونه ويقولونه حقًا وأن علیًا هو المام والخلیفُة والوصي بعد‬

‫رسول ال صلی ال علیه وسلم فلماذا لم يذکر لنا هذا المر بکل صراحة ووضوح حتی تکون‬

‫المة علی بینة من أمرها ‪...‬؟‬

‫‪559‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إنك أيها المدعي الکذاب لکي تقول أهل السنة ما لم يقولوه أو يعتقدوه فقد جعلت من الحسکاني‬

‫وأضرابه إئمة وعلماء لتثبت من خلل ذلك أن هذه الية إنما نزلت حین نزلت في علي دون ما‬

‫سواه ‪...‬؟ وأهل السنة ل يعترفون بذلك ول يقرون به وذلك کالذي يريد أن يجعل من جامع‬

‫القمامة إمامًا ‪..‬؟ أنظروا وتدبروا جیدًا موقع هذه الجملة من الية الکريمة وهي قوله تعالی »‬

‫الیوم أکملت لکم دينکم « لتعرفوا صحة ما يدعیه الشیعة حینما يقولون‪ :‬إن هذه الجملة نزلت‬

‫في علي خاصة ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫قال تعالی » حرمت علیکم المیتتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغیر ال به والمنخنقة والموقوذة‬

‫والمتردية والنطیحة وما أكل السبع إل ما ذكیتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالزلم‬

‫ذلكم فسق الیوم يأس الذين كفروا من دينكم فل تخشوهم واخشون الیوم أكملت لكم دينكم‬

‫واتممت علیكم نعمتي ورضیت لكم السلم دينا فمن اضطر في مخمصة غیر متجانف لثم فإن‬

‫ال غفور رحیم « المائدة ‪.3/‬‬

‫فهل لمسلم عاقل يقول بعد قراءته لهذه الية ومعرفته لفحواها ومعناها أن هذه الية نزلت في‬

‫علي ‪...‬؟ أو أن لها أدنی علقة أو تعلق بعلي وموضوع إمامته ‪...‬؟ إنها وکل مسلم يعرف نزلت‬

‫لکي تبین المة ما يحل لها وما يحرم علیها من المطاعم والمآکل ‪ ،‬ولکن الشیعة اقتطعوا جزءًا‬

‫من الية الکريمة ثم نعقوا مع کل ناهق وقالوا‪ :‬إن هذه الية لم تنزل ال في علي ‪..‬؟ تبا لك‬

‫وسحقا يا خرشمة العلماء ‪....‬؟!‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬ولقد وافقنا بعض أعلم أهل السنة‬

‫والجماعة في معنى كلمة المولى وأن المقصود منها ع يوم الغدير ع الْولى ‪ .‬منهم سبط ابن‬

‫الجوزي في كتابه تذكرة خواص المة ‪ /‬الباب الثاني ‪ /‬ص ‪ 20‬فذكر لكلمة المولى عشر معاني‬
‫‪560‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وبعدها قال ‪ :‬ل يطابق أي واحد من هذه المعاني كلم رسول ال )ص( والمراد من الحديث‬

‫الطاعة المحضة المخصوصة فتعین الوجه العاشر وهو الْولى ومعناه ‪ :‬من كنت أولى به من‬

‫نفسه فعلي أولى به ‪ ...‬ودل علیه أيضا قوله )ص( ‪ :‬ألست أولى بالمؤمنین من أنفسهم ؟‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ذکر المؤلف ونقل عن سبط بن الجوزي أنه قال‪ :‬إن المولی في اللغة لها عشرة معان‪ ،‬وهو طبعًا‬

‫لم ينقل هذا القول منه مباشرة ولکنه ذکر ذلك عن ابن الصباغ عنه وهذا الخیر إنما نقل عن‬

‫ل علی صحة ما يقول ‪....‬؟‬


‫سبط بن الجوزي ذلك القول لیجعله دلی ً‬

‫قلت ‪ :‬قلنا ولمرات عديدة ‪ :‬إن سبط بن الجوزي هذه رجل شیعي هالك ل يعتمد علیه ول يعول‬

‫ل يفهمه کل‬
‫علی ما يقوله ‪ !!...‬ثم لماذا لم يقل النبي صلی ال علیه وسلم للمة قوًل واضحًا سه ً‬

‫أحد بدل اللجوء الی اللفاظ المشترکة الموهمة والتي تعطي کل هذه المعاني الکثیرة ‪...‬؟!! هل‬

‫تريدوا أن تفهموا المة أن النبي صلی ال علیه وسلم لم يکن تلك الرحمة المهداة الی البشرية‬

‫کلها ‪...‬؟!!‪.‬کیف يقول النبي صلی ال علیه وسلم تلك الکلمة التي توحي باليهام والشکال‬

‫وخاصة في مثل هذا الموضوع المهم الخطیر ‪ ،‬بأبي هو وأمي ‪ ،‬ألم يؤتیه ال جوامع الكلم حتى‬

‫كان أفصح من لهج بلغة الضاد ‪...‬؟‬

‫الدعاء الرابع والسبعون بعدالمائة الثانیة وقوله ‪ :‬ويوافقنا في أن المولى بمعنى الولى ‪...‬‬

‫العلمة أبو سالم كمال الدين محمد بن طلحة القرشي العدوي ‪ ،‬إذ قال في كتابه مطالب السؤول ‪/‬‬

‫في أواسط الفصل الخامس من الباب الول ‪ /‬قال بعد ذكره حديث " من كنت موله فهذا علي‬

‫موله " ‪ :‬أثبت رسول ال )ص( لنفس علي )ع( بهذا الحديث ما هو ثابت لنفسه )ص( على‬

‫‪561‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المؤمنین عموما فإنه )ص( أولى بالمؤمنین وناصر المؤمنین وسید المؤمنین وكل معنى أمكن‬

‫إثباته مما دل علیه لفظ المولى لرسول ال )ص( فقد جعله لعلي )ع( وهي مرتبة سامیة ومنزلة‬

‫سامقة ودرجة عّلیة ومكانة رفیعة خصصه بها دون غیره ‪ ،‬فلهذا صار ذلك الیوم عیدا وموسم‬

‫سرور لولیائه ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬الذي يراك ويسمع قولك يظنك ذلك الخبیر الملهم الذي جّرب المور وعرفها ‪...‬؟!! لوکنت‬

‫صادقًا في قولك فلماذا يا تری لم تذکر لنا قول البخاري ومسلم والنسائي وابي داود وابي حنیفة‬

‫ومالك وأحمد والشافعي ‪...‬؟!!‪ .‬من ابن طلحة هذا ‪..‬؟ ومن يعرفه ‪..‬؟ وما وزنه وأهمیته ‪..‬؟!!‬

‫قلنا ونؤکد هنا مرة أخری علی تشیع هذا الرجل الحاقد الساقط ‪ ،‬ولو کان شافعیًا حقًا فعلیك أن‬

‫تذکر قول إمام مذهبه في هذا الموضوع بالذات ‪...‬؟ ول سیما في مثل هذه المسألة المهمة وعامة‬

‫المسائل المهمة الخری ‪ ،‬هذا إن لم يکن شیطانك قد أغراك بوسوسته وزين لك سوء عملك‬

‫فأصبحت من الهالکین ‪..‬؟!‬

‫الدعاء الخامس والسبعون بعد المائة الثانیعة وقعوله ‪ :‬وقعد ذكعروا فععي تفسعیر اليعة الكريمععة ‪:‬‬

‫) يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إلیك من ربك ( أي في ولية علي وإمامة أمیر المؤمنین ‪ ،‬وقد ذكععر‬

‫أحاديث كثیرة بهذا المعنى والتفسیر العلمععة جلل الععدين السععیوطي فععي ذيععل اليععة الشععريفة فععي‬

‫تفسیره المشهور ) الدر المنثور في تفسیر القرآن بالمأثور( ولقععد ذكععر المؤرخععون والمحععدثون‬

‫بأن المام علي )ع( احتج على خصمائه بحععديث الغععدير فععي مععواطن متعععددة ‪ ،‬يريععد بععذلك إثبععات‬

‫خلفتععه للنععبي )ص( مباشععرة ‪ ،‬ويسععتدل علععى إمععامته علععى المععة بعععد رسععول الع ‪ .‬فنفهععم مععن‬

‫‪562‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫احتجاجه )ع( بجملة " من كنت موله فعلي موله " أن المستفاد والمفهوم من المولى ‪ ،‬المامة‬

‫والخلفة وهي التصرف في شئون المة والدولة السلمیة ‪.‬‬

‫ذكر كثیر من أعلمكم احتجاجه )ع( بحديث الغدير في مجلس الشورى السداسي الذي شّكله عمر‬

‫بن الخطاب لتعیین خلیفته وكان يريد باحتجاجه على القوم إثبات أولويته بمقام الخلفة والمامععة‬

‫وأنه أولى من غیره بإمرة المؤمنین وإمامة المسلمین ‪.‬‬

‫منهم ‪ :‬الخطیب الخوارزمي في كتابه المناقب ‪ :‬ص ‪ ، 217‬وشیخ السلم الحمويني في كتابه فرائد‬

‫السمطین ‪ /‬باب ‪ ، 58‬والحافظ ابن عقدة في كتابه الوليعة ‪ ،‬وابعن حعاتم الدمشعقي فعي كتعابه العدر‬

‫النظیم ‪ ،‬وابن أبي الحديععد المعععتزلي فععي شععرح نهععج البلغععة ‪ 6 :‬ص ‪ ، 168‬ط‪ .‬دار إحیععاء الععتراث‬

‫العربي ‪ ،‬وقد ناشد )ع( مرة أخرى أصععحاب رسععول الع )ص( فععي رحبععة مسععجد الكوفععة فقععال ‪:‬‬

‫أنشدكم ال ! من سمع رسول ال )ص( يقول ‪ :‬من كنت موله فعلي موله فلیشهد ! فشععهد قععوم‬

‫وفي بعض الخبعار فشعهد لععه ثلثعون نفععرا معن الصعحابة ‪ ،‬وفعي روايععة بضععة عشععر رجل مععن‬

‫الصعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععحابة‬

‫روى خبر مناشدته في الرحبة ‪ :‬أحمد بن حنبل في مسنده ‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪ 119‬وج ‪ 4‬ص ‪ ، 370‬وابن الثیر‬

‫الجععزري فععي أسععد الغابععة ‪ :‬ج ‪ 3‬ص ‪ 307‬وج ‪ 5‬ص ‪ 205‬و ‪ ، 276‬وابععن قتیبععة فععي معععارفه ‪ ،‬والعلمععة‬

‫الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ‪ ،‬وابن أبي الحديد في شرح نهج البلغعة ‪ :‬ج ‪ 4‬ص ‪ 74‬ط‪ .‬إحیعاء‬

‫‪ ،‬وابععن حجععر العسععقلني فععي‬ ‫ج ‪ 5‬ص ‪26‬‬ ‫التراث العربي ‪ ،‬والحافظ أبععو نعیععم فععي حلیععة الولیععاء ‪:‬‬

‫الصابة ‪ :‬ج ‪ 2‬ص ‪ ، 408‬والمحب الطبري في ذخائر العقبي ‪ ،‬والنسائي في الخصائص ‪ ،‬والعلمة‬

‫السمهودي في جواهر العقدين‪ ،‬وشمس الدين الجزري في أسنى المطالب ‪ ،‬والعلمة القندوزي‬

‫‪563‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الحنفي في ينابیع المودة ‪ /‬الباب ‪ ، 4‬والحعافظ ابعن عقعدة فعي كتعابه الوليعة أو المعوالة ‪ ،‬وغیعر‬

‫هؤلء العلم الكابر رووا خبر احتجاج المععام علععي )ع( عع فععي رحبععة مسععجد الكوفععة عع بحععديث‬

‫الغدير وناشد الحاضرين قائل ‪ :‬أنشدكم ال ! من سمع منكم رسول ال )ص( يوم الغدير يقعول ‪:‬‬

‫من كنت موله فعلي موله ‪ ،‬فلیقم ولیشهد ! فقام ثلثون رجل وشهدوا ‪ ،‬وكععان إثنععا عشععر نفععرا‬

‫منهم ممن حضر بدرا ‪ ،‬كلهم شهدوا لعلععي )ع( وقعالوا ‪ :‬نحعن رأينععا النعبي )ص( يعوم غعدير خعم‬

‫وسمعناه يقول للناس ‪ :‬أتعلمون أني أولى بالمؤمنین من أنفسهم ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال )ص( ‪ :‬مععن‬

‫كنععععععععععععععععععععععت مععععععععععععععععععععععوله فعلععععععععععععععععععععععي مععععععععععععععععععععععوله إلععععععععععععععععععععععخ ‪.‬‬

‫ولم يشهد بعضهم وكتم منهم أنس بن مالك وزيد بن أرقم ‪ .‬فدعا علیهمععا المععام علععي )ع( فعمععي‬

‫زيد وأصیب أنس بالبرص في جبهته بین عینه لن علیا )ع( قال ‪ :‬اللهم ارمه بیضععاء ل تواريهععا‬

‫العمامة ‪ ،‬فاحتجاج أمیر المؤمنین )ع( بحديث الغدير على خصومه لثبات خلفته وإمامته على‬

‫المععة ‪ ،‬هععو اكععبر دلیععل علععى أن المقصععود مععن كلمععة المععولى فععي حععديث النععبي )ص( الولويععة‬

‫والتصرف في شئون المة والدولة السلمیة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬جاء المؤلف هنا بحجة واهیة ودلیل ضعیف جدًَا فقال ‪ :‬إن لم يکن الحق مع علي فإنه لم‬

‫يکن لیستدل بهذه الکلمة ) المولی ( لثبات ما له من حق ‪...‬؟! والسؤال الذي يتبادر الی ذهني‬

‫ل بهذه الکلمة لیثبت من خلل ذلك‬


‫في الحال هو ‪ :‬من قال أن علیًا رضي ال عنه قد استدل فع ً‬

‫ماله من الحق وأنه هو الخلیفة الشرعي بعد رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪...‬؟ هلموا رحمکم‬

‫ال تعالی واسمعوا لهؤلء حیث جعلهم المؤلف شهوده علی ما يقول ويدعي ‪ :‬ابن ابي الحديد‬

‫الخوارزمي ‪ ،‬الحمويني ‪ ،‬سلیمان البلخي ‪ ،‬الکنجي الشاافعي ‪ ،‬ابن قتیبة الشیعي الخر ‪...‬؟!‬
‫‪564‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وأما ما کتب ونقل وروي عن المام احمد بن حنبل وابن حجر العسقلني فهو محض کذب ل‬

‫دلیل لدى هذا المفلس يثبت أنهم قالوا مثل هذا الکلم ‪..‬؟ وإن کانا هذان المامان الجبلن قد قال‬

‫أن علیًا هو الخلیفة بعد رسول ال صلی ال علیه وسلم فعلیك أن تثبت ذلك أوًل قبل أن تتبجح‬

‫بمثل هذه المفتريات ‪ ،‬ثم إن کان قد قال ذلك فهذا يعني أنهما ل ولن يکونا يومًا من أهل السنة‬

‫ل ان يکونا هما المامان والقدوة لکل من جاء بعدهم من الفضلء والعلماء ‪...‬؟‬
‫فض ً‬

‫الدعاء السادس والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬وأما القرينععة الخععرى الععتي تععدل علععى أن‬

‫معنى المولى في كلم رسول الع )ص( يعوم الغعدير هعو الولیعة فعي التصعرف فعي شعئون المعة‬

‫والدولة ‪ ،‬قوله )ص( ‪ :‬ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ ‪ ،‬يشیر صلوات ال وسلمه علیه إلى اليععة‬

‫همْ(‪ .‬فقال الحاضععرون كلهععم ‪ :‬بلععى‬


‫س ِ‬ ‫ن َأن ُ‬
‫ف ِ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وَلى ِبال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫يأ ْ‬‫الشريفة ) الن ّب ِ ّ‬

‫يا رسول ال ! فقعال حینئذ ‪ :‬مععن كنعت مععوله فهعذا علعي مععوله ‪ ،‬فسعیاق الكلم واضععح والمعرام‬

‫أوضح وهو تثبیت ولية علي )ع( وأنه أولى بالمؤمنین من أنفسهم كما أن النبي أولى بهم ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬لقد ذكر هذه الجملة بعض المحدثین وهم قلیل فأكثر المحدثین وأعلمهم لم يععذكروا بععأن‬

‫النععععععععععععبي )ص( قععععععععععععال ‪ :‬ألسععععععععععععت أولععععععععععععى بكععععععععععععم مععععععععععععن أنفسععععععععععععكم !‬

‫قلت ‪ :‬صحیح أن عبارات المحدثین وألفاظهم في نقل حديث الغدير وخطبععة النععبي )ص( فععي ذلععك‬

‫الیوم مختلفة ‪،‬ولكن الذين ذكروا جملة " ألست أولى بكععم مععن أنفسععكم " عععن لسععان رسععول الع‬

‫غیر قلیلین ‪ ،‬إضافة إلى جمهور علماء الشیعة ومحدثیهم وإجمععاعهم علععى ذلععك ‪ .‬وأمععا أعلمكععم‬

‫الذين ذكروا هذه الجملة من حديث النبي )ص( وخطبته يوم الغدير فكثیر منهم ‪:‬‬

‫‪1‬ع سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص المة ‪:‬‬


‫‪565‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪2‬ع أحمد بن حنبل في ‪ /‬المسند ‪.‬‬

‫‪3‬ع ابن الصباغ المالكي في ‪ /‬الفصول المهمة ‪.‬‬

‫‪4‬ع الحافظ أبو بكر البیهقي في ‪ /‬تاريخه ‪.‬‬

‫‪5‬ع أبو الفتوح العجلي في ‪ /‬الموجز في فضائل الخلفاء الربعة ‪.‬‬

‫‪6‬ع الخطیب الخوارزمي في ‪ /‬المناقب ‪ /‬الفصل ‪. 14‬‬

‫‪7‬ع والعلمة الكنجي الشافعي في ‪ /‬كفاية الطالب ‪ /‬الباب الول ‪.‬‬

‫‪8‬ع والعلمة القندوزي الحنفي في ‪ /‬ينابیع المودة ‪ /‬الباب ‪. 4‬‬

‫نقله من مسند المام أحمد ومشكوة المصابیح وسنن ابن ماجة وحلیة الولیاء للحععافظ أبععي نعیععم‬

‫ومناقب ابن المغازلي الشافعي وكتاب الموالت لبن عقدة ‪ ،‬وكثیر مععن أعلمكععم غیععر مععن ذكرنععا‬

‫أسماءهم ‪ ،‬كلهم ذكروا فیما رووا ععن النعبي )ص( يعوم الغعدير أنعه قعال ‪ :‬ألسعت أولعى بكعم معن‬

‫أنفسكم؟ فقالوا ‪ :‬بلى ! قال ‪ :‬من كنت موله فعلي موله ‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬علیك أن تعلم إنه ل يوجد سني واحد ينکر فضائل علي رضي ال عنه ‪...‬؟!! ولکن مرّد‬

‫الختلف بیننا وبینکم يعود الی أمرين مهمین ‪...‬؟‬

‫ألول ‪ :‬إن کل ما تقوله او اکثره إنما هو محض افتراء وکذلك کما إننا علی يقین ان مثل هذه‬

‫القاويل والکاذيب ل توجد في کتبنا وإنما أنت نقلت ذلك من کتبکم‬


‫‪566‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ومصادرکم أنتم ثم نسبت ذلك الینا ‪!!....‬کما علیك أن تعلم إن ما لديکم من کتب ومصادر وما‬

‫حوت من أباطیل وأکاذيب ومفتريات فهي والمناديل الورقیة في المیزان سواء ‪!!....‬‬

‫ثم علیك أن تعلم ‪ :‬أنك رجل قلیل الحیاء وکل ما أتیت به من إدعاءات باطلة وأقوال متهافته فل‬

‫يغیر من الحقیقة الناصع شیئا كما إنك ل ولن تستطیع أن تخفي بها الحق أو أن تغلبه ‪...‬؟!!!‬

‫الثاني ‪ :‬انکم يا معشر الشیعة ل شغل لکم إل بیان ما لعلي رضي ال عنه من فضائل ومناقب‬

‫أما نحن فقد ذکرنا وبینا کل ما ورد في الصحابة من الفضائل في السنة النبوية ولم نخف من ذلك‬

‫شیئًا ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬وهو الهم فیما بیننا وبینکم ‪ ،‬أنکم من خلل آقوالکم وما ذکرتموه في علي وأهل بیته‬

‫تعتبرونه إلها من دون ال ) طبعًا انتم لم تقولوا ذلك صراحة ‪..‬؟!!( وإنما يعرف ذلك من أقوالکم‬

‫أما أهل السنة فهو يعتبرون علیًا رضي ال عنه عبدًآ من عباد ال الصالحین لیس إل ‪. !!...‬‬

‫واما بخصوص هذه الکلمة ) المولی ( فأنا کما ذکرت سابقًا إن کان النبي صلی ال علیه وسلم‬

‫يقصد بذلك أن علیًا هو الخلیفة من بعده فما الذي يمنع النبي صلی ال علیه وسلم أن يقول ذلك‬

‫صراحة بدل اللجوء الی استعمال هذه الکلمة ‪..‬؟ لماذا ل يقطع الطرق علی عمر ويقولها‬

‫صراحة ‪ :‬إنه الخلیفة من بعدي ع الخلیفة ع ولیس ع مولی ‪ ...‬؟‬

‫إفهم هذا أيها المعتوه ‪ ،‬فالعربیة لم تکن يومًا لغة هزيلة ركیكة تحتاج الی المفردات فل تجد ما‬

‫يسعفها ‪...‬؟ أم تراك تقول لنا‪ :‬إن العیب لم يکن في اللغة وإنما الرسول صلی ال علیه وسلم‬

‫نفسه لم محیطا أو ملما بمفردات هذه اللغة واشتقاقاتها‪....‬؟ أم تراك تريد أن تقول لنا ‪ :‬إن عداوة‬

‫الصحابة لعلي وکثرة اختلفهم علیه وبغضهم له كل ذلك قد شغل النبي صلی ال علیه وسلم‬

‫‪567‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وألهاه عن ذکر هذا المر بکل صراحة ووضوح ‪...‬؟ فهو صلی ال علیه وسلم لم يقل في ذلك‬

‫الوقت خلیفتي ووصیي لما کان يلقاه ويراه من اختلف الصحابة وفوضويتهم العارمة ‪...‬؟!!!‬

‫أجبنا أيها الدعرور إن کان لديك ما تقوله ‪.....‬؟؟!! ‪.‬‬

‫الدعاء السابع والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬لقععد أثبععت المؤرخععون وسععجل المحععدثون أن‬

‫حسان بن ثابت النصاري أنشأ أبیاتا في محضر رسول ال )ص( يوم الغدير بعععد أن نصععب علیععا‬

‫بالخلفعععة والمامعععة وشعععرح ذلعععك الموقعععف الخطیعععر فعععي شععععره الشعععهیر بمناسعععبة الغعععدير‪.‬‬

‫فقال له رسول ال )ص( كما ذكععر سعبط ابعن الجععوزي وغیعره ‪ :‬يععا حسعان ل تععزال مؤيععدا بععروح‬

‫القدس ما نصرتنا أو نافحت عنا بلسانك ‪،‬وقد ذكععر ذلععك كععثیر مععن أعلمكععم منهععم ‪ :‬الحععافظ ابععن‬

‫مردويه أحمد بن موسى المفسر والمحدث الشهیر في القرن الرابع الهجري المتععوفي سععنة ‪352‬‬

‫في كتابه المناقب ‪ .‬وصدر الئمة الموفق بن أحمد الخوارزمي وفي المناقب والفصععل الرابععع مععن‬

‫كتابه مقتل الحسین علیه السلم ‪،‬وجلل الدين السیوطي في كتابه " رسالة الزهار " ‪ .‬والحافظ‬

‫أبو سعید الخركوشي في " شععرف المصععطفى " ‪ .‬والحععافظ ابععو الفتععح النطنععزي فععي الخصععائص‬

‫العلوية ‪ .‬والحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطین ‪ .‬والحافظ أبو نعیم في ما نزل مععن‬

‫القرآن في علي ‪ .‬وشیخ السلم الحمويني فععي فععرائد السععمطین ‪ /‬بععاب ‪ . 12‬والحععافظ أبععو سعععید‬

‫السجستاني في كتابه الولية ‪ .‬وسبط ابن الجوزي فععي تععذكرة الخععواص ‪ . 20/‬والعلمععة الكنجععي‬

‫الشافعي في كفايععة الطعالب ‪ /‬البعاب الول ‪ .‬وغیععر هعؤلء العلم مععن علمعاء العامعة ومععؤرخیهم‬

‫ذكروا عن أبي سعید الخدري انه قال ‪ :‬أن حسان بن ثابت قام بعععدما فععرغ رسععول الع )ص( مععن‬

‫خطابه يوم الغدير ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ! أتأذن لي أن أقول أبیاتا ؟‬

‫‪568‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فقال له النبي )ص( ‪ :‬قل على بركة ال تعالى ‪.‬‬

‫فصعد على مرتفع من الرض وارتجل بهذه البیات ‪:‬‬

‫بعخم فعاسمع بالرسول مناديا‬ ‫يعناديهم يعوم العغدير نبیهم‬

‫فقالوا و لم يبدوا هناك التعامیا‬ ‫وقعال فعمن معولكم و ولیكم‬

‫ولعم تلف منا لك الیوم عاصیا‬ ‫إلعهك معولنا و أنعت ولینا‬

‫رضیتك من بعدي إماما وهاديا‬ ‫فعقال لعه قعم يا علي فإنني‬

‫فعكونوا له أتباع صدق موالیا‬ ‫معن كعنت معوله فهذا ولیه‬

‫و كعن للذي عادى علیا معاديا‬ ‫هعناك دععا اللهم وال ولعیه‬

‫فیتضح لكل منصف من هذه البیات ‪ :‬أن الصحاب والحاضرين في يوم الغدير فهموا مععن حععديث‬

‫النبي )ص( وخطابه وعمله أنه )ص( نصب علیا )ع( إماما وخلیفة على الناس ‪ ،‬وأن رسول ال‬

‫لم يقصد من كلمة المولى سوى الولية الولوية والتصرف في شئون العامععة ‪ .‬فلععذا صععرح بععذلك‬

‫حسان في شعره بمسمع منه )ص( ومرأى ‪ :‬فقال له قم يا علي فإننععي رضعیتك معن بععدي إمامعا‬

‫وهاديا ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬بما أن هذه الرواية قد ذکرها سبط بن الجوزي فهي عندنا مردودة ل يحتج بها ‪ ،‬ثم إنك‬

‫بدل أن تسوق لنا کل هذه القرائن الکثیرة الولی والثانیة والثالثة والرابعة والخامسة بدل ذلك‬

‫کله کان يکفیك آية واحدة تذکرها لنا وقد جاء فیها ذکر علي بکل صراحة ووضوح لنتفق‬

‫‪569‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ونخرج من هذا الخلف الطويل الذي فرق المة وجعلها متناحرة متباغضة ‪...‬؟!! ل نريد منك‬

‫سوی آية واحدة ‪...‬؟ ماالداعي الی إنزال کل تلك اليات الکثیرة في القرآن الکريم ع کما تزعم ع‬

‫والتي اشار فیها ربنا سبحانه الی علي وما له من صفات تؤهله الی هذا المنصب المهم ‪ ،‬ألم‬

‫يکن في الوسع أن يذکر ال تعالی لنا ذلك بصريح العبارة ويدل المة بدللة واضحة ل لبس فیها‬

‫ول غموض لتعرف علیًا وما له من حق علیها ول حاجة بعد ذلك الى تلك الشارات الکثیرة‬

‫والتلمیحات الغامضة ‪...‬؟!!‬

‫تقولون ‪ :‬إنه کان يخاف من الناس ‪..‬؟!! إن کان لهذا الخوف من حقیقة ووجود لم يکن اذًا في‬

‫ايراد البیأت الکثیرة من الشعر في مدح علي من فائدة تذکر حتی لو استحسن ذلك رسول ال‬

‫صلی ال علیه وسلم بنفسه ‪...‬؟! الم تکن آية واحدة خیر من الشعر کله ‪...‬؟!‬

‫» ولو كان النبي )ص( يقصد غیر ما قاله حسان لمر بتغیر شعره ولكنه )ص( أيد شعر حسان‬

‫وقال له ‪ :‬ل تزال مؤيدا بروح القدس ‪ .‬وفي بعض الخبار ‪ :‬لقد نطق روح القدس على لسانك !‬

‫وهذا البیت يؤيد ويصدق ما رواه الطبري في كتابه الولية من خطبة النبي )ص( في يوم الغدير‬

‫فقال فیما قال )ص( « ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬إختر لنفسك ‪...‬؟ کیف تريد أن تثبت لنا أحّقیة علي بالخلفة بعد رسول ال صلی ال علیععه‬

‫وسلم ‪...‬؟ هل تثبت ذلك بسکوت النبي صلی ال علیه وسلم ؟؟؟ أم بتلك البیات التي ألقیت علععی‬

‫مسامع الحاضرين ‪..‬؟ أم تراك تثبت ذلعك بتلععك الکلمععة الععتي تحتمععل تلعك المعععاني العديععدة ‪...‬؟ أم‬

‫تقل ‪ :‬ل‪ ،‬إنما أثبت ذلك لکم بآيععة قرآنیععة کريمععة ‪...‬؟!! أل تتفععق معععي أن إجمععاع المععة وتععألیف‬

‫‪570‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫کلمتها وتماسك وحدتها يستحق کل الستحقاق وجدير بأن تنزل في ذلك ولو آية واحدة تذکر في‬

‫کتاب ال تعالی ؟!!‬

‫الدعاء الثامن والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬على أي تقدير ‪ ،‬سواء تفسرون حديث‬

‫رسول ال )ص( بما نفسره نحن الشیعة ‪ ،‬أو بتفسیركم أنتم بأن النبي )ص( أراد من قوله ‪" :‬‬

‫من كنت موله فعلي موله " أي المحب والناصر فمما لشك فیه أن الصحاب خالفوا علیا )ع(‬

‫بعد رسول ال في قضیة الخلفة وخذلوه ولم ينصروه ‪ ،‬فنقضوا العهد الذي أخذه منه نبیهم في‬

‫المام علي )ع( وهذا ل ينكره أحد من أهل العلم والطلع من الفريقین ‪.‬‬

‫فعلى تقدير معنى المولى وتفسیره بالمحب والناصر ‪ ،‬وأن النبي يوم الغدير أمر أصحابه أن‬

‫يحبوا علیا وينصروه ‪ .‬فهل هجومهم على باب داره وإتیانهم النار ‪ ،‬وتهديدهم بحرق الدار ومن‬

‫فیها ‪ ،‬وترويعهم أهل البیت الشريف ‪ ،‬وإيذاؤهم فاطمة وأبناءها ‪ ،‬وإخراجهم علیا من البیت‬

‫كرها مصلتین سیوفهم علیه ‪ ،‬يهددونه بالقتل إن لم يبايع أبا بكر ‪ ،‬وضربهم حبیبة رسول ال‬

‫وبضعته الزهراء حتى أسقطوا جنینها المحسن !!‬

‫فهل هذه الجرائم والجنیات التي ارتكبها كثیر من الصحابة كان امتثال لمر النبي )ص( يوم‬

‫الغدير ؟! أم كان خلفا له وهل كل ما فعلوه من حین السقیفة وبعدها إلى السیدة فاطمة الزهراء‬

‫)ع( ‪ ،‬يوافق ما فسرتموه من معنى المولى ؟ أم انبعثت وكشفت عن البغضاء والشحناء ؟! وهل‬

‫هذه العمال الوحشیة ‪ ،‬كانت المودة التي فرضها ال على المسلمین لقربى رسول ال )ص( ؟‬

‫ومن أقرب إلى رسول ال )ص( من فاطمة ؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪571‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫بناءًا علی تلك الستدللت الواهیة والتي سبق ذکرها فقد وصل المؤلف الی هذه النتیجة الغريبة‬

‫والتي تقول ‪ :‬إن الصحابة قد نقضوا العهد وخانوا المانة ‪...‬؟!! ثم کرر المؤلف ذلك الدعاء‬

‫الکاذب والذي يقول‪ :‬إن الصحابة قاموا باحراق بیت علي بعد وفاة الرسول ال صلی ال علیه‬

‫وسلم وهتكوا حرمته باعتدائهم علی زوجته فاطمة بنت رسولهم ونبیهم صلی ال علیه‬

‫وسلم‪...‬؟!!!! ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬إن کلمك هذا من التفاهة والحماقة بمکان ل أری معه أني بحاجة الی رده أو التعقیب‬

‫علیه ‪ ،‬وذلك لن علیًا رضي ال عنه وکلنا نعرف کان ل يشق له غبار في الزهد والعبادة كما‬

‫أنه كان من فقراء الصحابة ول أظنه کان يملك من المال ما يجعله يصنع بابًا لداره رضي ال‬

‫عنه ‪ ،‬وإنما کان حاله رضي ال عنه کحال معظم فقراء زمانه من الصحابة رضي ال عنهم فهم‬

‫کانوا يکتفون بوضع الستائر علی أبواب منازلهم بدل البواب التي شاعت في الزمنة المتأخرة‬

‫لزمن الصحابة رضي ال عنهم‪ .!!!.‬وأنا قد أجبت علی هذا العتراض سابقًا ‪.‬‬

‫الدعاء التاسع والسبعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬قد صدر منهم في حیاة النبي )ص( نقض‬

‫العهد أيضا ‪ ،‬فإنهم بايعوا رسول ال )ص( وعاهدوه على أن يقاتلوا دونه ول يتركوه في‬

‫المعركة ول يولوا الدبر للعداء ‪ ،‬بل يقابلوهم وجها لوجه حتى ينالوا إحدى الحسنیین ‪ ،‬ولقد‬
‫َ‬
‫مُنوا‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫حذرهم ال سبحانه من الفرار والهزيمة في القتال والجهاد فقال ‪َ ) :‬يا أي ّ َ‬
‫من ي ُ َ ّ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫ول ِ‬ ‫م اْلدَْباَر َ‬
‫و َ‬ ‫وّلو ُ‬
‫ه ُ‬ ‫حفا ً َ‬
‫فل َ ت ُ َ‬ ‫ن كَ َ‬
‫فُروا َز ْ‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ذا ل َ ِ‬
‫قيت ُ ُ‬ ‫إِ َ‬

‫حّيزا ً ِإلى ِ‬ ‫َ‬ ‫حّرفا ً ل ِ ِ‬


‫ب‬
‫ض ٍ‬
‫غ َ‬ ‫ف َ‬
‫قدْ َباءَ ب ِ َ‬ ‫ة َ‬
‫فئ َ ٍ‬ ‫مت َ َ‬
‫و ُ‬
‫لأ ْ‬‫قَتا ٍ‬ ‫ذ دُب َُرهُ إ ِّل ُ‬
‫مت َ َ‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬
‫يَ ْ‬
‫من الل ّه و ْ‬
‫صيُر( وقد ذكر كثیر من محدثیكم ومؤرخیكم‬ ‫س ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫وب ِئ ْ َ‬
‫م َ‬
‫هن ّ ُ‬
‫ج َ‬
‫واهُ َ‬
‫مأ َ‬
‫ِ َ َ‬ ‫ِ َ‬

‫أن كثیرا من الصحاب انهزموا وفروا يوم حنین ‪ ،‬وأجمعوا أن جلهم فروا يوم أحد وفي خیبر‬
‫‪572‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أخرج ابن أبي الحديد في شرح نهج البلغة ‪ :‬ج ‪ / 24 / 15‬طبع‬ ‫ومنهم الشیخان وعثمان‪:‬‬

‫دار إحیاء التراث العربي عن الواقدي قال ‪ ... :‬و كان ممن ولى عمر و عثمان و الحارث بن‬

‫حاطب و ثعلبة بن حاطب و سواد بن غزية و سعد بن عثمان و عقبة بن عثمان و خارجة بن‬

‫عامر ‪ ...‬و لقیتهم أم أيمن تحثي في وجوههم التراب و تقول لبعضهم ‪ :‬هاك المغزل فاغزل به !!‬

‫واحتج أيضا من قال بفرار عمر بما رواه الواقدي في كتاب المغازي في قصة الحديبیة قال ‪ :‬قال‬

‫عمر يومئذ ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أ لم تكن حدثتنا أنك ستدخل المسجد الحرام و تأخذ مفتاح الكعبة و‬

‫تعّرف مع المعّرفین و هدينا لم يصل إلى البیت و ل نحر ؟!! فقال رسول ال )ص( ‪ :‬أ قلت لكم‬

‫في سفركم هذا ؟ قال عمر‪ :‬ل ‪.‬‬

‫قال )ص( ‪ :‬أما إنكم ستدخلونه و آخذ مفتاح الكعبة و أحلق رأسي و رءوسكم ببطن مكة وأعّرف‬

‫على‬
‫ن َ‬
‫ن َو ل َتْلُوو َ‬
‫صِعُدو َ‬
‫مع المعّرفین ‪ ،‬ثم أقبل )ص( على عمر و قال ‪ :‬أ نسیتم يوم أحد ) ِإْذ ُت ْ‬

‫حٍد ( وأنا أدعوكم في أخراكم!‬


‫َأ َ‬

‫ت اْلُقُلو ُ‬
‫ب‬ ‫ت اَْلْبصاُر َو َبَلَغ ِ‬
‫غ ِ‬
‫سَفَل ِمْنُكْم َو ِإْذ زا َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ن َفْوِقُكْم َو ِم ْ‬
‫أنسیتم يوم الحزاب ) ِإْذ جاُؤُكْم ِم ْ‬

‫جَر وتظنون بال الظنونا ! أنسیتم يوم كذا ! و جعل )ص( يذكرهم أمورا ‪.‬‬
‫حنا ِ‬
‫اْل َ‬

‫أنسیتم يوم كذا ! فقال المسلمون صدق ال وصدق رسوله ‪ ،‬أنت يا رسول ال أعلم بال منا ‪.‬‬

‫فلما دخل عام القضیة و حلق رأسه قال ‪ :‬هذا الذي كنت وعدتكم به ‪ ،‬فلما كان يوم الفتح وأخذ‬

‫مفتاح الكعبة قال )ص(‪ :‬ادعوا لي عمر بن الخطاب ‪ ،‬فجاء فقال)ص( ‪ :‬هذا الذي كنت قلت لكم ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫ن(‬
‫ن َو ل َتْلُوو َ‬
‫صِعُدو َ‬
‫قالوا ‪ :‬فلو لم يكن فر يوم أحد لما قال )ص( له ‪ :‬أنسیتم يوم أحد ) ِإْذ ُت ْ‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪573‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪:‬أوًل‪ :‬کان يجدر بك أن تذکر وتشیر الی تلك المعرکة والغزوة المبارکة التي غزاها الصحابة‬

‫رضي ال عنهم مع نبیهم أل وهي غزوة بدرالكبرى والتي کان عدد الصحابة فیها يتجاوز‬

‫الثلثمائة مقاتل بقلیل بینما عدد المشرکین فیها کان ألف مقاتل أو يزيد‪ !!....‬لماذا لم تشر الی‬

‫ذلك الجهاد المبارك وتلك الروح الجهادية والمعنوية العالیة حینما کان الصحابة رضي ال عنهم‬

‫مع نبّیهم في مکة حیث تحملوا في سبیل دينهم وإيمانهم أشد العذاب وأقساه ‪ ،‬وعانوا ما‬

‫عانواطیلة إثنا عشر عامًا من الصبر والجهادوالمعاناة والعذاب والتشريد والضطهاد والظلم‬

‫الذي کان يصب فوق رؤوسهم صبًا دون أن يردهم ذلك عن دينهم واسلمهم ‪....‬؟! لماذا لم تشر‬

‫الی الغزوات الکثیرة التي شارك فیها هؤلء الصحابة البرار مثل غزوة خیبر والخندق وذات‬

‫الرقاع ومؤتة وتبوك‪..‬؟ هل نسیت ذلك کله أم تراك تنکره ‪..‬؟‬

‫ثانیًا ‪ :‬إن الصحابة لم يجبروا علی الذهاب الی غزوة أحد حتی يفّروا ‪...‬؟!! إنما ذهبوا رضي ال‬

‫عنهم وارضاهم بکل رضًا وطواعیة ناذرين النفس والمهج في سبیل ال تعالی رخیصة حماية‬

‫للدين والعقیدة ‪ ،‬ثم لم يکن هناك نظامًا عسکريًا يجبرهم علی ذلك کالذي عندکم من النظمة‬

‫والدساتیر ‪...‬؟!!‬

‫ثالثًا ‪ :‬هل تتأل علی ال ‪...‬؟ أم تريد أن تکون رّبا والهًا من دونه سبحانه ‪..‬؟ إن الذين فروا‬

‫وأخطأوا قد غفر ال لهم قال تعالی » إن الذين تولوا منکم يوم التقی الجمعان إنما آستزلهم‬

‫الشیطان ببعض ما کسبوا ولقد عفا ال عنهم ان ال غفور رحیم « هل سمعت ‪.....‬؟ » ولقد عفا‬

‫ال عنهم « ؟!!‪.‬‬

‫‪574‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫رابعًا ‪ :‬إن کل من لديه إلمام وخبرة وتجربة يعلم ذلك فالحربّ کر وفر ‪ ،‬أما الذي لم يجاهد ولم‬

‫يدرك المعمعة ويشاهدها ولم يجهد نفسه فیدخل ساحات الوغی والفداء فهذا محروم من نعمة‬

‫العلم في هذا المیدان ول يمکن أن يدرك حقیقة ما نقول ‪!!...‬‬

‫خامسًا ‪ :‬إن الذين فروا في غزوة أحد إنما فروا بعد اعتقادهم أن رسول ال قد قتل وأن الجیش‬

‫کله قد انسحب من ارض القتال ‪ ،‬وظنوا أن القتال بعد هذه المصائب الجسام التي مني بها‬

‫المسلمون ل جدوی منه وبهذا ل أظن أن هناك من الثم العظیم علی الفاّر اذا فر ‪...‬؟‬

‫انظر جیدًا وافتح عینیك الی فعل استاذك وشیخك الذي أکثرت من الستدلل باقواله في کتابك ‪،‬‬

‫شیخك وقدوتك ابن أبي الحديد هذا کان خادمًا ‪ ،‬نعم رضي أن يکون أحد عملء وخدم المغول‬

‫في حملتهم الظالمة الغاشمة علی ديار المسلمین ‪ ،‬وعندما استولی الروس علی ربع ايران‬

‫تقريبًا کان اباؤك واجدادك مشغولین في فض البکار وتقبیل النساء وشم النحور ‪...‬؟ هل تعرف‬

‫أنت واجدادك واسلفك الفجرة ما هي الحرب وما معنى الجهاد والستشهاد ‪...‬؟ إن ابنك في‬

‫ايران لم يشارك ولو لساعة واحدة في القتال الذي دام سنوات عديدة بین العراق وايران ‪.‬؟‬

‫هؤلء هم علماء الشیعة ومعممیهم لم نر أو نسمع أنهم قدموا أحدًا من أبنائهم في عداد مئات‬

‫اللوف من القتلی والجرحی من أبناء الشعب اليراني‪..‬؟!!‬

‫الدعاء الثمانون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬سب الصحابة والطعن بهم وذكر معايبهم ل‬

‫يستوجب كفر قائله ‪!!...‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أنا کذلك أعلم ذلك ‪..‬؟ أعلم أنه ل يکفر ولو زني بأمه ‪....‬؟ ولکن هل تظن أن من يفعل ذلك‬

‫يکون مستريحًا هادئ البال ‪ ،‬فقط لنه لم يحکم علیه بالکفر ‪...‬؟!‬

‫‪575‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الحادي والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬فرار الصحابة وهزيمتهم في الحديبیة ‪.‬‬

‫ذكر ابن ابي الحديد في شرح نهج البلغة كما ذكر ذلك عامة المؤرخین من أهل السنة أن معظم‬

‫الصحابة ومنهم عمر بن الخطاب لم يرضوا بصلح الحديبیة وغضبوا لذلك ‪ ،‬كما أنهم قد عاتبوا‬

‫الرسول وقالوا ‪ :‬إننا ل نريد صلحا بل نريد الحرب والقتال فلماذا تصالحهم ‪..‬؟! ‪.‬‬

‫فقال الرسول ‪ :‬إن كنتم تريدون الحرب والقتال فأنتم بالخیار ‪ ،‬وبناءا على ذلك حمل الصحابة‬

‫على قوات قريش ولكنهم هزموا أمام جیشهم وذلك لنهم كانوا على أهبة الستعداد التام‬

‫للمواجهة والقتال وفروا أمام قريش وانهزموا من میدان المعركة ‪ ،‬بل إنهم حتى لم يتمكنوا من‬

‫الصمود مع النبي في المعركة فولوا على أعقابهم مدبرين ل يلوون على أحد حتى بلغوا‬

‫الصحراء ‪ !!....‬عندها أمر النبي علیا أن يسل سیفه ويحمل على قريش لیدفعهم عن الرسول‬

‫وما أن رأت قريش علیا مقبل حتى لذوا بالفرار وولوا مدبرين ‪ ،‬عندها عاد الفارون من‬

‫الصحابة واجتمعوا حول الرسول وهو في غاية الحیاء والخجل ثم قدموا اعتذارهم وأسفهم‬

‫للرسول بسبب لما حدث ‪. !!...‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬هل يقول رجل مثل هذا علی سبیل التسلیة والتندر ‪...‬؟ نعم نقل تلك القصة الوهمیة‬

‫الخیالیة ابن ابي الحديد في کتابه ‪ !!...‬وکأنه لم يکن يعلم من قبل ان هذا المؤلف الذي يضم اکثر‬

‫من عشرين مجلدًا فیه مثل هذه الساطیر والخرافات ‪...‬؟!! ولکني ل أريد أن أقف عند هذه‬

‫المهزلة وقفة المتفرج من غیر أن أستنتج منها نتیجة من خلل هذه المعادلة الرياضیة‬

‫المتواضعة فأقول ‪ :‬بناءًا علی ما حکیت لنا هذه القصة فلدينا هنا نظرية تقول ‪:‬‬

‫أوًل ‪ :‬أن قريشًا کانت أقوى من عمر وبقیة الصحابة‪.. .‬؟!‬

‫‪576‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثانیًا ‪ :‬قريش کانت أضعف موقفًا وسلطانا اتجاه علي ! فبناءًا علی ذلك وبما أن قريشًا کانت‬

‫أقوی من عمر واتباعة وبالمقابل نجدها أضعف جانبا أمام علي فیتضح لنا ان البرهان لهذه‬

‫المعادلة يقول لنا ‪ :‬أن علیًا کان أقوی من العمريین أجمعهم ؟!!‬

‫والمطلوب اثباته هو‪ :‬کیف استطاع العمريون أن يغتصبوا حق علي ثم يوثقوه‬

‫ويعتدوا علی زوجته ويسقطوا جنینها مع انهم کانوا أضعف ناصرًا وأقل جندًا ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء الثاني والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬ربنا يعلم أن الشیعة قوم لیسوا أهل جدل ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬تبین لي با ل يدع مجاًل للشك أنك صاحب بهت وکذب وجدل فقد برح لؤمك وظهر باطنك‬

‫الخبیث لكل ذي عینین فرماك ال بلیلة ل أخت لها أيها الهبلع البطريز النفاج ‪.!!!....‬‬

‫الدعاء الثالث والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله ‪:‬‬

‫فدك حق فاطمةعلیها السلم‬

‫ت‬
‫وآ ِ‬
‫بعدما رجع النبي )ص( إلى المدينة نزل جبرئیل من عند الرب الجلیل بالية الكريمة ‪َ ) :‬‬
‫َ‬
‫ذا‬

‫ول َ ت ُب َذّْر ت َب ْ ِ‬
‫ذيرا ( فانشغل فكر‬ ‫ل َ‬
‫سِبي ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫واب ْ َ‬
‫ن َ‬
‫كي َ‬
‫س ِ‬
‫م ْ‬‫وال ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ح ّ‬
‫ق ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫قْرَبى َ‬
‫النبي بذي القربى من هم ؟‬

‫وما حقهم ؟ فنزل جبرائیل ثانیا علیه )ص( وقال ‪ :‬إن ال سبحانه يأمرك أن تعطي فدكا لفاطمة‬

‫)ع( فطلب النبي )ص( ابنته فاطمة )ع( وقال ‪ :‬إن ال تعالى أمرني أن أدفع إلیك فدكا ‪ ،‬فمنحها‬

‫وتصرفت هي فیها وأخذت حاصلها فكانت تنفقها على المساكین ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪577‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬إن هذه الية الكريمة ل تعتبر دلیل صحیحا على ما تدعونه ‪ ،‬وهذا أمر في غاية الغرابة بل‬

‫هو من المستخیلت والممتنعات ‪ ،‬وذلك لنه مما يعلمه الجمیع أن المسلم ل يرث مورثه إل بعد‬

‫وفاته ‪،‬وربما تقولوا أن هذا لم يكن إرثا بل كان هدية أو هبة ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬الهبة ل تكون من الحقوق التي يجب أدائها ‪ ،‬وبهذا يعرف أن الية ل دخل لها بهذا‬

‫الموضوع ‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬لقد صرح بهذا التفسیر كبار مفسريكم‬

‫وأعلمكم منهم ‪ :‬الثعلبي في تفسیر كشف البیان ‪ ،‬وجلل الدين السیوطي في الدر المنثور ‪ :‬ج ‪4‬‬

‫رواه عن الحافظ ابن مردويه أحمد بن موسى المتوفى عام ‪ ، 352‬وأبو القاسم الحاكم الحسكاني‬

‫والمتقي الهندي في كنز العمال وابن كثیر الدمشقي الفقیه الشافعي في تاريخه والشیخ سلیمان‬

‫الحنفي في ينابیع المودة ‪ /‬باب ‪ 39‬نقل عن الثعلبي وعن جمع الفوائد وعیون الخبار أنه لما‬

‫ه ( دعا النبي )ص( فاطمة فأعطاها فدك الكبیر ‪.‬‬ ‫ح ّ‬


‫ق ُ‬ ‫ذا ال ْ ُ‬
‫قْرَبى َ‬ ‫ت َ‬
‫وآ ِ‬
‫نزلت ‪َ ) :‬‬

‫فكانت فدك في يد فاطمة )ع( يعمل علیها عمالها ‪ ،‬ويأتون إلیها بحاصلها في حیاة النبي )ص(‬

‫وهي كانت تتصرف فیها كیفما شاءت ‪ ،‬تنفق على نفسها وعیالها أو تتصدق بها على الفقراء‬

‫والمعوزين ‪ .‬ولكن بعد وفاة رسول ال )ص( أرسل أبو بكر جماعة فأخرجوا عمال فاطمة من‬

‫فدك وغصبوها وتصرفوا فیها تصرفا عدوانیا !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪578‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬بعد هذه المقدمة ماذا يريد أن يفهمنا ويقول لنا ‪......‬؟!! بعد عودة النبي صلی ال علیه‬

‫وسلم الی المدينة انزل جبريل علیه السلم هذه الية علیه وهي قوله تعالی » وآت ذا القربی‬

‫حّقه والمسکین وابن السبیل ول تبذر تبذيرا « السراء ‪. 6/‬‬

‫وکما کان خراج فدك کله في تصرف فاطمة وذلك في حیاة الرسول صلی ال علیه وسلم فکانت‬

‫بعد أن تصل االیها الموال تبقي لنفسها وعیالها قوت لیلة واحدة‬

‫وتتصدق بالباقي علی فقراء بني هاشم کما يکون في ذلك المال نصیب لسائر فقراء المسلمین‬

‫من غیر بني هاشم ‪ ،‬أما حین توفي النبي صلی ال علیه وسلم فقام خلیفة ذلك الزمان باغتصاب‬

‫هذا الحق ومصادرته من غیر أي مبرر يبیح له ذلك ‪..‬؟!!‬

‫ع ثم يتساءل ع استحلفکم بال وأسألکم به أن تنصفوا وتحکموا بالعدل ثم قولوا لنا ماذا تسمون‬

‫مثل هذا العمل ‪....‬؟!!‬

‫فیرد علیه الحافظ السني مبهوتًا متحیرًا ل يدري ماذا يقول ‪ :‬إني لم أکن أعلم ذلك کما أنها المرة‬

‫الولی التي اسمع فیها ‪ :‬أن النبي صلی ال علیه وسلم کان قد أعطی الحق لفاطمة في حیاته‬

‫وقبل مماته أن تتصرف في فدك کما تشاء وان ذلك بأمر من ال تعالی ‪...‬؟!! فیرد علیه المدعي‬

‫الکذاب ويقول له ‪ :‬أنتم لم تعلموا ذلك وما رأيتم هذه الحقائق الثابتة ولم تطلعوا علیها أما نحن‬

‫فقد رأينا الکثیر والکثیر‪ ،‬وقد أقر بذلك کبار علمائکم وذکروه في کتبهم وتآلیفهم المعتبرة‪!!!...‬‬

‫قلت ‪ :‬هکذا إذًا ؟ تتنزل اليات تلو اليات في حق علي وفاطمة دون أن يعلم ذلك علماء المة‬

‫المعتبرين کما تسمیهم أنت ولم يقف على ذلك أو يعلمه ال أنتم وأمثالکم أيها المتعالمون‬

‫الرعاديد ‪...‬؟!! هل يعقل أن ينزل هذا الحق في کتاب ال تعالی وتشهد بذلك اليات ولکن ال‬

‫تعالی يجعل کل ذلك من قیل الشارة والتلمیح دون التوضیح والتصريح‪...‬؟!! ثم هل فهمکم لهذا‬

‫‪579‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫التلمیحات والشارات وکل تلك الستنباطات وحي أنزل علیکم من عندال ‪ ،‬أم أنه علم خصکم‬

‫ال تعالی به دون سائر خلقه ‪...‬؟ أم إنه التأويل المتعسف الذي لم يسبقکم به أحُد من البشر ‪...‬؟‬

‫هل لکم أن تجیبونا علی هذا السؤال ‪ : ..‬نعم سؤال واحد أريد الجابة علیه !! هذا هو خلیل ال‬

‫ورسوله إبراهیم علیه الصلة والسلم وقد قص ال علینا خبره فقال جل شأنه » وإذ قال ابراهیم‬

‫رب أرني کیف تحیي الموتى قال أولو تؤمن قال بلى ولكن لیطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطیر‬

‫فصرهن الیك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتینك سعیا واعلم ان ال عزيز‬

‫حکیم« البقرة ‪. 260/‬‬

‫نعم لقد استجاب ال تعلی لنبیه حنیما سأله سؤال المؤمنین الصادقین أن يريه ال تعالی کیف‬

‫يحیي الموتی ‪ ،‬فأمره بما أمر ثم أحیا له الطیر بعد موتها لیطمئن قلبه صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬أما‬

‫نحن فلم نسأل ال تعالی ذلك إنما سؤالنا هو‪ :‬لماذا لم يقل ذلك ويذکر صراحة في القرآن‬

‫الکريم‪...‬؟ لماذا لم يرد في ذلك آية صريحة واضحة تذکر هذا الحق لعلي وأهل بیته حتی تطمئن‬

‫قلوبنا بعد أن تذكرها لنا ونعلم أن قد صدقتنا أيها المؤلف المهذار ‪...‬؟ إنك لو أجبتني علی هذا‬

‫السؤال فأنا على استعداد أن أكون شیعیا مرة أخرى ‪!!...‬‬

‫أنتم يا معشر الشیعة من أکذب الخلق وأقبحهم ‪ ،‬فما علمتکم ال مختلفین متناقضین في أقوالکم‬

‫وادعاءاتکم ‪ ،‬فمرة تقولون أن فدك کان هبة وهبت لهم ومرة تقولون ‪ :‬إنه إرث ورثوه بعد وفاة‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم ‪ !!..‬فهل کان النبي صلی ال علیه وسلم يتحزب ويتعصب لقومه‬

‫وعشیرته دون المسلمین ‪..‬؟ أم کان صلی ال علیه وسلم يؤثر أهله وذريته واحفاده ببیت مال‬

‫المسلمین ويجعل كل ذلك وقفا علیهم دون أن يکون للمجاهدين وعامة المسلمین نصیب‬

‫فیه‪...‬؟!!‬

‫‪580‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الخامس والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬قال الحافظ السني ‪ :‬حاشا أبو بكر أن‬

‫يتصرف في ملك فاطمة تصرفا عدوانیا ‪ ،‬وإنما كان سمع من النبي )ص( قوله ‪ " :‬نحن معاشر‬

‫النبیاء ل نورث ‪ ،‬ما تركناه صدقة " ‪ .‬وقد استند إلى هذا الحديث الشريف وأخذ فدك ‪ .‬هل‬

‫النبیاء ل يوّرثون ؟‬

‫فرد علیه قائل ‪ :‬أول ‪ :‬نحن نقول ‪ :‬بأن فدك كانت نحلة وهبة من النبي )ص( لفاطمة )ع( وهي‬

‫استلمتها وتصرفت فیها فهي )ع( كانت متصرفة في فدك حین أخذها أبو بكر ‪ .‬وما كانت إرثا ‪.‬‬

‫ثانیا ‪ :‬الحديث الذي استند علیه أبو بكر مردود غیر مقبول لنه حديث موضوع لوجود اشكالت‬

‫فیه ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬ما هي اشكالتكم ؟ ولماذا يكون مردودا ؟‬

‫قلت ‪ :‬أول ‪ :‬واضع الحديث عندما وضع على لسانه بأنه صلى ال علیه وآله قال ‪ " :‬نحن‬

‫معاشر النبیاء ل نورث " قد غفل عن آيات المواريث التي جاءت في القرآن الحكیم ‪ ،‬في توريث‬

‫النبیاء ‪ ،‬ولو كان يقول ‪ :‬سمعت النبي )ص( يقول ‪ :‬أنا ل أورث لكان له مخلص من آيات‬

‫توريث النبیاء في القرآن فالصیغة الولى ‪ :‬نحن معاشر النبیاء ل نورث تعارض نص القرآن‬

‫الحكیم ‪ ،‬فتكذيب أبا بكر ورده أولى من نسبة النبي )ص( إلى ما يخالف كتاب ال عز وجل ‪.‬‬

‫كما أن فاطمة الزهراء )ع( أيضا احتجت على أبي بكر وردته وردت حديثه بالستناد إلى القرآن‬

‫الحكیم فإنه أقوى حجة وأدل دلیل واكبر برهان ‪.‬‬

‫استدلل الزهراء علیها السلم وخطبتها‬

‫‪581‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ :‬ج ‪ / 211/ 6‬طبع دار إحیاء التراث العربي ‪ ،‬عن أبي بكر‬

‫الجوهري بإسناده عن طرق مختلفة تنتهي إلى زينب الكبرى بنت فاطمة الزهراء )ع( وإلى‬

‫الحسین بن علي بن أبي طالب عن أبیه )ع( وإلى المام الباقر بن جعفر ع محمد بن علي ع )ع(‬

‫وإلى عبد ال بن الحسن المثنى بن المام الحسن السبط )ع( قالوا جمیعا ‪ :‬لما بلغ فاطمة )ع(‬

‫إجماع أبي بكر على منعها فدكا ‪ ،‬لثت خمارها ‪ ،‬و أقبلت في لمة من حفدتها و نساء قومها تطأ‬

‫في ذيولها ‪ ،‬ما تخرم مشیتها مشیة رسول ال )ص( ‪ ،‬حتى دخلت على أبي بكر و قد حشد‬

‫الناس من المهاجرين و النصار‪ ،‬فضرب بینها و بینهم ريطة بیضاء ع و قال بعضهم ‪ :‬قبطیة ‪ ،‬و‬

‫قالوا قبطیة بالكسر و الضم ع ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء ثم أمهلت طويل حتى سكنوا‬

‫من فورتهم ‪ ،‬ثم قالت ‪ :‬أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد و الطول و المجد ‪ ،‬الحمد ل على ما‬

‫أنعم و له الشكر بما ألهم ‪ ،‬وذكر خطبة طويلة جیدة قالت في آخرها ‪ :‬فاتقوا ال حق تقاته‬

‫وأطیعوه فیما أمركم به ‪ ،‬فإنما يخشى ال من عباده العلماء ‪ ،‬و احمدوا ال الذي لعظمته و نوره‬

‫يبتغي من في السموات و الرض إلیه الوسیلة ‪ .‬و نحن وسیلته في خلقه ‪ ،‬و نحن خاصته‬

‫ومحل قدسه ‪ ،‬و نحن حجته في غیبه ‪ ،‬و نحن ورثة أنبیائه ‪ ،‬ثم قالت ‪ :‬أنا فاطمة ابنة محمد‬

‫أقول عودا على بدء ‪ ،‬و ما أقول ذلك سرفا و ل شططا ‪ ،‬فاسمعوا بأسماع واعیة و قلوب راعیة!‬

‫م‬
‫عن ِت ّ ْ‬
‫ما َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫زيٌز َ‬
‫ع ِ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن أ َن ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫م ْ‬ ‫سو ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬
‫م َر ُ‬ ‫ثم قالت ‪ ) :‬ل َ َ‬
‫قدْ َ‬

‫م( فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم و‬


‫حي ٌ‬
‫ف َر ِ‬ ‫ن َر ُ‬
‫ؤو ٌ‬ ‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫كم ِبال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫عل َي ْ ُ‬
‫ص َ‬
‫ري ٌ‬
‫ح ِ‬
‫َ‬

‫أخا ابن عمي دون رجالكم ‪ ...‬ثم ذكرت كلما طويل تقول في آخره ‪ :‬ثم أنتم الن تزعمون أن ل‬

‫ن( ؟ إيها معاشر‬


‫حْكمًا ِلَقْوٍم ُيوِقُنو َ‬
‫ل ُ‬
‫ن ا ِّ‬
‫ن ِم َ‬
‫سُ‬‫ح َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ن َو َم ْ‬
‫حْكَم اْلجاِهِلّیِة َيْبُغو َ‬
‫إرث لي )َأَف ُ‬

‫المسلمین ! اتبتز إرث أبي يا بن أبي قحافة ! أفي كتاب ال أن ترث أباك ول أرث أبي !! لقد‬
‫‪582‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫جئت شیئا فريا !! ‪.................‬إلى آخر خطبتها‪.‬‬

‫وجاء في بعض الروايات كما في كتاب السقیفة وفدك لبي بكر الجوهري وغیره ‪ ،‬أنها قالت في‬

‫خطبتها‪ :‬أفعلى عمد تركتم كتاب ال ونبذتموه وراء ظهوركم ! إذ يقول ال جل ثناؤه ‪ ) :‬وورث‬

‫ول ِي ّا ً‬
‫ك َ‬ ‫من ل ّ ُ‬
‫دن َ‬ ‫ب ِلي ِ‬
‫ه ْ‬ ‫سلیمان داود واقتص من خبر يحیى وزكريا إذ قال ‪َ ) :‬‬
‫ف َ‬

‫ضي ًّا( وقال تبارك وتعالى ‪) :‬‬


‫ب َر ِ‬ ‫عل ْ ُ‬
‫ه َر ّ‬ ‫ج َ‬
‫وا ْ‬
‫ب َ‬ ‫ع ُ‬
‫قو َ‬ ‫ل يَ ْ‬
‫نآ ِ‬
‫م ْ‬
‫ث ِ‬
‫ر ُ‬ ‫رث ُِني َ‬
‫وي َ ِ‬ ‫يَ ِ‬
‫ل َ ّ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫حظ الن ْث َي َي ْ ِ‬
‫ن( فزعمتم أن ل حظ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫كم ل ِل ْذّك َ ِ‬
‫ر ِ‬ ‫ول َِد ُ‬
‫في أ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫صيك ُ ُ‬
‫ُيو ِ‬

‫ل بآية أخرج منها أبي ؟!‬


‫صكم ا ّ‬
‫لي ول أرث لي من أبي ! أفخ ّ‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أن المؤلف ل يری أن فدك کان میراثا يورث فإنه أصر علی رد هذا الحديث وإثبات ضعفه‬

‫وکذبه وأقصد بذلك قوله صلی ال علیه وسلم‪ ) :‬نحن معشر النبیاء ل نورث (‪ ،‬حیث قال‪ :‬إن‬

‫کان هذا الحديث صحیحًا وأن النبیاء ل يورثون فماذا تقولون في تلك اليات الکثیرة التي جاءت‬

‫في القرآن الکريم ‪..‬؟ وما هو المقصود منها ‪...‬؟‬

‫النمل‪. 16/‬‬ ‫قال تعالی » وورث سلیمان داود «‬

‫مريم‪. 6/‬‬ ‫وقال تعالی » يرثني ويرث من آل يعقوب «‬

‫ب ل تذرني فردًا وأنت خیر الوارثین«‬


‫وقال جل شأنه في موضع آخر » وزکريا اذ نادی ربه ر ّ‬
‫النبیاء ‪. 89/‬‬

‫النبیاء‪. 90/‬‬ ‫وقال تعالی » فاستجبنا له ووهبنا له يحیی«‬

‫‪583‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬کأني أراك ل تعرف الفرق بین دللت کلمة ) شیر ( والتي تعني بالفارسیة الحلیب ‪ ،‬ومن‬

‫معانیها کذلك السد وصنبور الماء ‪...‬؟!! هل تريد أن تقول‪ :‬بما أن الکلمة واحدة فالمعنی واحد‬

‫کذلك ‪...‬؟ إن کنت تقول أن العلماء هم ورثة النبیاء‬

‫وتصدق به فما الذي يدل علیه هذا القول ‪...‬؟ هل يعني ذلك وجوب تقسیم أموال النبیاء ودوابهم‬

‫واراضیهم وثیابهم علی العلماء بعد موتهم ‪..‬؟ أم تراك تقول‪ :‬إن المقصود هنا هو إنهم يرثون‬

‫علمهم ‪....‬؟ إذا کان المقصود بالمیراث هنا هو العلم والحکمة فما لك تظن بسیدنا زکريا ذلك‬

‫الظن السيء حین قلت‪ :‬إنه کان يدعوا ربه عشرات السنین لکي ل يجعل الفراش الذي تحت‬

‫قدمه والمسکن المتواضع الذي يسکنه بل وارث ‪...‬؟ هل کان زکريا هو الوحید من آل يعقوب‬

‫لیطلب لهم وارثا ‪...‬؟ وهل تظن ان داود علیه السلم لم يکن له من الولد غیر سلیمان علیه‬

‫السلم حتی يکون سلیمان هو الوحید الذي تفرد بذلك المیراث الذي تركه داود من الفرش‬

‫والمقاعد وأدوات المطبخ من صحون وأواني واکواب وأباريق وکذلك طاولته وکرسیه ‪...‬؟!!!‬

‫إنك تعلم جیدًا قبل غیرك أن المراد هنا هو میراث العلم والحکم والنبوة ‪ !!...‬هل نجعل حکم‬

‫ل علی منح جزيرة کیش لبنه ووارثه من بعده حتی تطالبنا‬


‫الخمیني ليران برهة من الزمن دلی ً‬

‫أنت وأمثالك بوجوب أداء أبي بکر لفاطمة ما ترکة النبي صلی ال علیه وسلم من أرض فدك‬

‫وغیرها ‪ ...‬؟هل ورث النبي صلی ال علیه وسلم أرض فدك عن آبائه لتکون بنته فاطمة رضي‬

‫ال عنها المستحقة لذلك من بعده ‪....‬؟ثم أل توافقني الرأي أننا بهذا الحديث نكون قد حرمنا‬

‫أزواج النبي صلی ال علیه وسلم ول سیما عائشة و حفصة رضي ال عنهما من میراث‬

‫ي رضي ال عنه هذا الحق من أرض فدك حینما أصبح خلیفُة‬


‫زوجهما ‪...‬؟ ثم هل أعطی عل ّ‬

‫للمسلمین لبناء فاطمة ورد الحق المغتصب الى أهله حتى تطالب ابا بكر بذلك ‪..‬؟ هل تدعي‬

‫‪584‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫محبة ابناء علي اکثر من أبیهم نفسه ‪...‬؟ أم تراك تعرف السلم والدين و الحرص علی أداء‬

‫الحقوق أکثر منه ‪....‬؟!!‬

‫إن کنت صادقًا فیما تقول وأن فدك کانت هبة ‪ ،‬فالماذا جاءت فاطمة رضي ال عنها تطلب‬

‫میراثها من أبیها ‪...‬؟‬

‫ال يکون هذا الختلف والتناقض في اقوالکم وادعاءاتكم دلیل واضح وبرهان ساطع علی‬

‫کذبکم وبهتانکم ‪....‬؟‬

‫الدعاء السادس والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬روى المحدثون أن علیا علیه السلم جاء‬

‫إلى أبي بكر وهو في المسجد‪ ،‬و حوله حشد من المهاجرين و النصار‪ .‬فقال )ع( ‪ :‬يا أبا بكر لم‬

‫فقال‬ ‫ل علیه و آله وقد ملكتها في حیاته ؟!‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫منعت فاطمة نحلتها من رسول ا ّ‬

‫ق لها‬
‫أبو بكر ‪ :‬فدك فيء للمسلمین‪ ،‬فإن أقامت شهودا أن رسول ال أنحلها فلها و إل فلیست ح ّ‬

‫قال علي‬ ‫فیه‪.‬‬

‫)ع( ‪ :‬يا أبا بكر تحكم فینا بخلف حكم ال تعالى ؟‬

‫قال ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫قال )ع( ‪ :‬فإن كان في يد المسلمین شيء يملكونه ‪ ،‬فادعیت أنا فیه‪ ،‬من تسأل البینة ؟‬

‫قال ‪ :‬إّياك أسأل ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فما بال فاطمة سألتها البینة منها على ما في يديها ! وقد ملكته في حیاة رسول ال )ص(‬

‫وبعده ‪.‬‬

‫‪585‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فسكت أبو بكر هنیئة ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا علي ! دعنا من كلمك ‪ ،‬فإذا ل نقوى على حجتك ‪ ،‬فإن أتیت‬

‫بشهود عدول ‪ ،‬وإل فهي فيء للمسلمین ‪ ،‬ل حق لك ول لفاطمة فیها !!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬قد أجبتك علی هذا الدعاء ‪ ،‬وأما بشأن هذا المدعو ابن ابي الحديد فل أدري لماذا تصر‬

‫الشیعة علی قولها ‪ :‬أنه من أهل السنة مع أنه يتفوه ويصدر منه مثل هذا الکلم ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء السابع والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلغة‬

‫ج ‪ 214 /16 :‬ع ‪ /215‬ط دار إحیاء التراث العربي عن أبي بكر الجوهري بإسناده إلى جعفر بن‬

‫محمد بن عمارة قال ‪ :‬فلما سمع أبو بكر خطبتها شق علیه مقالتها فصعد المنبر وقال ‪ :‬أيها‬

‫الناس ! ما هذه الرعة إلى كل قالة أين كانت هذه الماني في عهد رسول ال )ص( ؟! أل من‬

‫سمع فلیقل ! و من شهد فلیتكلم ! إنما هو ثعالة ‪ ،‬شهیده ذنبه ‪ ،‬مربّ لكل فتنة ‪ ،‬هو الذي يقول ‪:‬‬

‫كروها جذعة بعد ما هرمت ‪ ،‬يستعینون بالضعفة ‪ ،‬ويستنصرون بالنساء ‪ ،‬كأم طحال أحب أهلها‬

‫إلیها البغي ‪ ،‬أل إني لو أشاء أن أقول لقلت و لو قلت لبحت ‪ ،‬إني ساكت ما تركت ‪ .‬ثم التفت إلى‬

‫النصار فقال ‪ :‬قد بلغني يا معشر النصار مقالة سفهائكم ‪ ،‬وأحق من لزم عهد رسول ال )ص(‬

‫أنتم ! فقد جاءكم فآويتم و نصرتم ‪ ،‬أل إني لست باسطا يدا و ل لسانا على من لم يستحق ذلك‬

‫منا ‪،‬ثم نزل فانصرفت فاطمة )ع( إلى منزلها ‪ .‬أيلیق هذا الكلم البذيء والبیان الرديء لمدعي‬

‫خلفة النبي )ص( ؟!‬

‫أيجوز لشیخ كان صاحب رسول ال )ص( أن يمثل بنت رسول ال وبضعة لحمه ‪ ،‬بالثعلب أو بأم‬

‫طحال الفاجرة ؟!‬


‫‪586‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ويمثل المام علي علیه السلم بذنب الثعلب وهو الذي عظم ال قدره وأكبر شأنه في كتابه‬

‫وجعله نفس رسول ال )ص( في آية المباهلة بل منكر !! إلى متى تغمضون أعینكم وتصمون‬

‫آذانكم وتختمون على قلوبكم بالتغافل والتعصب ؟! فتنكرون ضوء الشمس في الضحى وتعیشون‬

‫الجهل والعمى !! افتحوا أعینكم وآذانكم وقلوبكم ‪ ،‬واخرجوا عن الغفلة والتعصب ‪ ،‬وادخلوا‬

‫مدينة العلم والحكمة من بابها التي فتحها النبي )ص( واعرفوا الحق وتمسكوا به وكونوا أحرارا‬

‫في دنیاكم !‬

‫أيها الحافظ ‪ :‬فلو إن قائل في هذا المجلس يقول بأن الحافظ كالثعلب والشیخ عبد السلم ذنبه ‪،‬‬

‫ويقول ‪ :‬أن زوجة الحافظ تكون مثل فلنة الفاجرة !! ما كنت تصنع به ؟ أ كنت تسكت على‬

‫تجاسر ؟ أم تقولون ‪ :‬إن كلمه لیس بتجاسر ؟! حتما تحسب كلم القائل بالنسبة إلیك سبا‬

‫صريحا وشتما وقیحا ‪ ،‬يستحق أن ترده بأخشن جواب ! وربما أمرت أتباعك ومحبیك بضربه‬

‫وتأديبه وتعذيبه وتأنیبه ‪ ،‬والكل يعطونك الحق في ذلك ‪ ،‬إذا ‪ ..‬كیف تريدون منا أن نصبر على‬

‫تجاسر أبي بكر وسبه وشتمه لبینا أمیر المؤمنین وجدتنا فاطمة علیهما السلم ؟ كیف نتحمل‬

‫من أبي بكر وهو يدعي خلفة جدنا النبي فیصعد منبره ويعبر بتلك التعابیر الركیكة عن جدتنا‬

‫الزهراء وأبینا أمیر المؤمنین ‪ ،‬فیشتمهم ذلك الشتم القبیح ويسبهم السباب الوقیح ‪ ،‬ملوحا أو‬

‫مصرحا ؟!‬

‫استغراب ابن أبي الحديد ‪:‬‬

‫يستغرب ابن أبي الحديد ويتعجب من جواب أبي بكر فلذلك يقول ‪ :‬قرأت هذا الكلم على النقیب‬

‫أبي يحیى جعفر بن يحیى بن أبي زيد البصري ‪ ،‬و قلت له ‪ :‬بمن يعرض ؟ فقال ‪ :‬بل يصرح‪.‬‬

‫قلت لو صرح لم أسألك ‪ .‬فضحك و قال ‪ :‬بعلي بن أبي طالب )ع( ‪ .‬قلت ‪ :‬هذا الكلم كله لعلي‬
‫‪587‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يقوله ؟! قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬إنه الملك يا بني ! قلت ‪ :‬فما مقالة النصار ؟ قال ‪ :‬هتفوا بذكر علي ‪،‬‬

‫فخاف من اضطراب المر علیهم ‪ ،‬فنهاهم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ما أکذبك وأنت تتفوه بمثل هذه التخرصات التي يمجها کل حس سلیم ‪.‬‬

‫أتقول إن أبابکر کان يسب ويشتم علیًا ‪...‬؟ ما الذي يدعوه الی مثل هذا ‪..‬؟ ثم هل تريد منا‬

‫وبناءًا علی هذه الکاذيب والمفتريات التي تتبجح بها أن نوافقك القول أن ابابکر کان رجل‬

‫سوٍء‪...‬؟‬

‫دعني اقول لك أيها البطريز الهتر ‪ :‬إن هذا الحديث الذي تستدل به حديث ل يصح ثم کیف تريد‬

‫أن نجعل الحق معك وأنت تعتمد في اقولك وادعاءاتك علی رجل شیعي بغیض متعصب جاهل‬

‫ن هجیري مثلك ‪...‬؟!! ثم تريد أن تخدعنا لنصدق قولك أن ابن ابي الحديد کان في حیرة‬
‫هدا ٍ‬

‫ب ابي بکر رضي ال عنه لعلي رضي ال عنه ‪..‬؟ قلت‪ :‬ان هذا‬
‫ب من أمره وهو يسمع س ّ‬
‫وعج ٍ‬

‫التلبیس والتدلیس والمراوغة ل تنطلي علینا ‪ ،‬وذلك لننا لو سمعنا يومًا ان ابن ابي الحديد هذا‬

‫قد اثنی علی ابي بکر رضي ال عنه وذکره بالحسنی فإن ذلك لعمر الحق هو العجب العجاب‬

‫ولیس العكس ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء الثامن والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله‪ :‬من آذى علیا فقد آذى رسول ال ومنه يعلم‬

‫أن أبا بكر قد آذى رسول ال ‪. !!....‬‬

‫روى كثیر من أعلمكم ومحدثیكم أن النبي )ص( قال في علي وفاطمة ‪ :‬من آذاهما فقد آذاني‬

‫‪588‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ومن آذاني فقد آذى ال ‪،‬وقال )ص( ‪ :‬من آذى علیا فقد آذاني ‪ ،‬وجاء كذلك ) من آذى علیا فقد‬

‫آذاني ( وقال ‪ ) :‬علي مع الحق والحق مع علي حیث دار ( ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أما الحديث الول فقد صح وروده في کتبنا وهو في حق الصحابة أقرب منه الى علي ومع‬

‫ذلك فإنه لیس بالقوي ول ينتهض للحتجاج به وأما الحديث الثاني فصحیح ثابت وأما الثالث‬

‫فکذب ل يصح رفعه الی النبي صلی ال علیه وسلم أو نسبته الیه ‪.‬‬

‫ب علیًا رضي ال عنه ول يصدر من الصديق‬


‫بديهة عند کل مسلم أن أبابکر رضي ال عنه لم يس ّ‬

‫مثل هذا العمل الشنیع البته ‪ ،‬فل تفرض علینا استهتارك وفلسفتك الجوفاء وعباراتك الخرقاء‬

‫فإن فیها خسران الدنیا والخرة ‪ ،‬واعلم کذلك ان هناك الکثیر من الحاديث الضعیفة‬

‫والموضوعة جاءت في کتبنا ووضعها الشیعة أمثالك في مدح علي والکنار من تلك الحاديث‬

‫ى عن کل هذا الکذب والبهتان علی نبي ال صلی ال علیه‬


‫التي هو رضي ال عنه في غن ً‬

‫وسلم ‪ ،‬نعم إنما اختلق هذه الحاديث اولئك الشیعة الذين کانوا يتظاهرون أنهم من أهل السنة‬

‫الجماعة وانا باستطاعتي أن آتیك بأحاديث کثیرة جدًا في فضائل الصديق رضي ال عنه وهي‬

‫کذلك قد ذکرت في کتبنا‪ ،‬فإن کنت تصدق وتعتمد علی تلك الحاديث التي جاءت في علي رضي‬

‫ال عنه فعلیك أن تقبل وتسلم بکل ما ورد في ابي بکر رضي ال عنه كذلك فالحاديث کلها من‬

‫مصدر واحد ‪!!...‬‬

‫الدعاء التاسع والثمانون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬وقال )ص( ‪ :‬من سب علیا فقد سبني ومن‬

‫سبني فقد سب ال‪.‬‬

‫‪589‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فل شك أن ال سبحانه يعذب ساب علي علیه السلم أشد العذاب ‪ ،‬كائنا من كان ‪ ،‬وقد فتح‬

‫العلمة الكنجي الشافعي بابا في كتابه كفاية الطالب وهو الباب العاشر في كفر من سب علیا‬

‫علیه السلم ‪ ،‬روى بسنده عن يعقوب بن جعفر بن سلیمان قال حدثنا أبي عن أبیه قال ‪ :‬كنت‬

‫مع أبي عبد ال بن عباس و سعید بن جبیر يقوده فمر على صفة زمزم فإذا قوم من أهل الشام‬

‫يشتمون علي بن أبي طالب علیه السلم ! فقال لسعید بن جبیر ردني إلیهم ‪ ،‬فوقف علیهم ‪ ،‬فقال‬

‫‪ :‬أيكم الساب ل عز و جل ؟ فقالوا ‪ :‬سبحان ال ما فینا أحد سب ال ‪ ،‬فقال ‪ :‬أيكم الساب رسول‬

‫ال ؟ قالوا ‪ :‬ما فینا أحد سب رسول ال ص ‪ .‬قال ‪ :‬فأيكم الساب علي بن أبي طالب ع ؟ فقالوا ‪:‬‬

‫أما هذا فقد كان !! قال ‪ :‬فأشهد على رسول ال ص سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول لعلي بن أبي‬

‫طالب ‪ :‬من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب ال ومن سب ال أكبه ال على منخريه في‬

‫النار‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أوًل‪ :‬لم يثبت في دلیل صحیح أو قول ثقة مؤتمن يعتمد علیه أن أبابکر ر ضي ال عنه‬

‫ب علیًا وشتمه ‪ ،‬ولن نبدل ديننا أو نرتد علی اعقابنا بعد إذ هدانا ال لقول ابن ابي‬
‫وأرضاه قد س ّ‬

‫الحديد وأمثاله من الخونة والمرتدين ‪.‬‬

‫ثانیًا‪ :‬هذا الحديث کذب ل يثبت‪ ،‬نعم إنه کذب فالکنجي الشافعي لم يکن يومًا من رواه الحديث‬

‫ب مثلك ‪!!....‬‬
‫وأهله وهو شیخ سوٍء صاحب هتر صخا ٍ‬

‫ألم يکن هو ذلك الرجل الذي کان يدّل المغول والتتار علی عورات المسلیمین فقطعه المسلمون‬

‫أربًا إربًا بالسکاکین جزاء خیانته وتآمره وعمالته وردته وتواطؤه مع اعداء ال تعالی ‪....‬؟!!‬

‫‪590‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عْیَبة علم رسول‬


‫الدعاء التسعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬أننا نعلم بأن المام علي )ع( هو َ‬

‫)ص( وهو الذي قال فیه النبي )ص( كما نقله علماء الفريقین ‪ " :‬أنا مدينة العلم وعلي بابها‬

‫وأنا دار الحكمة وعلي بابها ‪ ،‬ومن أراد العلم والحكمة فلیأت الباب‪ " ،‬ثم يرد على الشیخ‬

‫السني المزعوم ‪ :‬قلت ‪ :‬أما نفیك الحديث أنا مدينة العلم وعلي بابها فهو تحكم وتعصب ‪ ،‬لن‬

‫كثیرا من أعلمكم ذكروه في كتبهم وإسنادهم وحسنوه وصححوه ‪ ،‬منهم ‪ :‬الثعلبي ‪ ،‬والحاكم‬

‫النیسابوري ‪ ،‬ومحمد الجزري وبن جرير الطبري والسیوطي والسخاوي والمتقي الهندي‬

‫والعلمة الكنجي ومحمد بن طلحة والقاضي فضل بن روزبهان والمناوي وابن حجر المكي‬

‫والخطیب الخوارزمي والحافظ القندوزي والحافظ أبو نعیم وشیخ السلم الحمويني وابن أبي‬

‫الحديد المعتزلي والطبراني وسبط بن الجوزي والنسائي وغیرهم‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يدعي المؤلف المهذار أن هذا الحديث صحیح وقد اتفق الفريقان علی ذلك ‪ !!...‬ثم ذکر من أئمة‬

‫أهل السنة هؤلء الستة ‪ :‬سلیمان البلخي والثعلبي والفیروزآبادي والحاکم النیسابوري ومحمد‬

‫الجزري والطبري والسیوطي والسخاوي والمتقي الهندي والکنجي الشافعي وابن طلحة‬

‫الشافعي وفضل بن روزبهان وابن حجر المکي والخوارزمي وابن المغازلي والديلمي ومیرسید‬

‫علي الهمداني والحموين ِ‬


‫ي‬

‫وابن ابي الحديد المعتزلي والطبراني وسبط بن الجوزي وابو عبدالرحمن النسائي ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬أيها الصدقاء إخواني السنة ‪ !....‬هل عرفتم من هم علماؤکم وفريقکم ؟ فاعلموا إذًا أن‬

‫البخاري ل يعتبر من کبار علمائکم ‪ !!...‬أتعرفون لماذا ‪...‬؟ لنه يقول ‪ :‬إن هذا الحديث ضعیف ل‬

‫يصح ‪...‬؟!!‪.‬‬
‫‪591‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫والترمذي کذلك ل يعد من کبار علمائنا لنه قال ‪ :‬هذا حديث منکر ‪.‬‬

‫کما قال المام أحمد بن حنبل ‪ :‬أخزی ال راوي هذا الحديث ) يعني أبا الصلت (‬

‫ولکن ل أدري ما وزن المام أحمد بن حنبل وما قیمته أمام المتقي الهندي؟!! هل تعرف أيها‬

‫المدعي الدعرور ماذا قال المام ابن حبان علیه الرحمة ‪...‬؟ أم أنه الخر بنظرك ل يسامي أو‬

‫يصل الى تلك المنزلة الرفیعة والمقام الکريم الذي تبوأه سلیمان البلخي هذا ‪...‬؟ ثم لماذا سمیت‬

‫سلیمان البلخي هنا بسلیمان القندوزي‪...‬؟ هل تريد أن يعتقد الناس أن هذا غیر ذلك ‪..‬؟ لتزيد من‬

‫رصید شواهدك وأدلتك ‪..‬؟ ثم ماذا قال المام يحی بن معین ‪...‬؟ لماذا لم تذکر رأيه ولو أن تمر‬

‫علیه مّر الکرام‬

‫ولماذا لم تأتي برأي ابن عدي ‪..‬؟ ثم إنك لم تسمعنا ما قاله المام الدار قطني ‪...‬؟ ذکرت لنا رأي‬

‫سبط بن الجوزي ‪ ،‬فلماذا لم تذکر لنا رأي جده ابن الجوزي نفسه ؟ ألم يکن لذلك المام الفضل‬

‫کله في شهرة حفیده هذا ‪..‬؟ فمن هذا السبط لول جده ابن الجوزي رحمه ال ‪...‬؟! فما لنا نراك‬

‫تنقل لنا رأي هذا المغمور ول تذكر لنا قول جده المشهور ‪..‬؟؟‬

‫ثم لماذا لم تنقل لنا وتذکر للقارئین الفاضل رأي شیخ السلم المام ابن تیمیة والمام الذهبي‬

‫علیهما الرحمة والرضوان ‪...‬؟‬

‫قال المام الذهبي ‪ :‬يقول الحاکم ‪ ) :‬أبو الصلت ( راوي الحديث أمین ثقة ولکني أری أنه لم‬

‫يکن أمینًا ول ثقة ‪...‬؟! وقال العجلوني ‪ :‬هذه الرواية فیها إضطراب ‪.‬‬

‫قال اللباني فیه ‪ :‬إنه موضوع ‪.‬‬

‫والن أظن أن الحق قد حصص ‪ ،‬واستبان لنا ما الذي يقصده هذا المدعي بقوله‪ :‬حديث صحیح‬

‫قد اتفق الفريقان علی صحته ‪ ،‬وفهمنا کذلك ما المقصود بالفريقین ‪.‬؟‬

‫‪592‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل يفکرون فیه لیعرفوا الخطأ من الصواب والحق‬


‫إن من نعم ال تعالی علی العباد أن وهبهم عق ً‬

‫من الباطل ‪ ،‬فما الذي کان يقصده النبي صلی ال علیه وسلم بقوله‪ » :‬أنا مدينة العلم وعل ّ‬
‫ي‬

‫بابها « ‪...‬؟؟!‬

‫فهل يقصد بذلك أنه ل سبیل لنیل العلم والتشرف بأخذه عن النبي صلی ال علیه وسلم ال من‬

‫الباب الذي هو علي رضي ال عنه ‪...‬؟ هل يعقل هذا أحد ‪....‬؟ وهل رأينا في حیاة الرسول صلی‬

‫ال علیه وسلم أثرا عملیا لهذا الحديث ‪...‬؟‬

‫هل أمر النبي صلى ال علیه وسلم أو أشار على أحٍد جاءه لیطلب العلم ويتعلم فرائض السلم‬

‫وسننه وحدوده بالرجوع الی علي لخذ هذا العلم الشريف مثل ‪...‬؟ ألم يکن في ذلك ظلم وتعسف‬

‫ي النبي صلی ال علیه وسلم کما‬


‫وهضم لحق سائر الصحابة الذين أخذوا وتعلموا وعملوا بهد ِ‬

‫ي رضي ال عنه دون سائر‬


‫أخذ ذلك علي وعلمه وعمله به ‪...‬؟ ما الذي علمه واستفاده عل ّ‬

‫الصحابة رضي ال عنه ‪..‬؟ ولماذا علي دون غیره ‪...‬؟ هل أرسل هذا النبي الکريم صلوات ربي‬

‫وسلمه علیه وانزل هذا القرآن الکريم ال لیخص به واحدًا من البشر دون سائرا الناس ‪...‬؟‬

‫وهل کان الدين يومًا واليمان هبة تمنح لبعض الناس دون بعض ‪...‬؟ ال تعلم أيها المأبون‬

‫المأفون إن لنا في ذلك الکثیر من المصلحة والفائدة لو صح هذا الحديث ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫ثم علیك أن تعلم ذلك جیدًا‪ :‬إننا ل نعلم أحدًا من أهل العلم قال ‪ :‬أن کل ما جاء في سنن النسائي‬

‫ومعجم الطبراني صحیح ‪ ،‬ولکنك أيها المحتال الهدم ل تقرأ هذه الکتب أو تنظر بین طیات‬

‫صفحاتها ال بنیة البحث عن کل نطیحة ومتردية لتخدع الناس بها وهذا الشیخ اللباني علیه‬

‫الرحمة قد قال کلمته في هذا الحديث‪ » :‬هذا حديث باطل «!!! وإن کنت ل تدري أو تعرف‬

‫الشیخ اللباني فهو ذلك العالم الجبل الذي خالف شیخ السلم ابن تیمیة حینما ضعف بعض‬

‫‪593‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الحاديث التي جاءت في شأن علي وبیان فضله فصححها وبین الدلة علی صحتها ولم يبالي إن‬

‫کان شیخ السلم قد ضعف هذه الحاديث ام غیره ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫المام علي وصي النبي )ص( ‪.‬‬ ‫الدعاء الحادي والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪:‬‬

‫وأما أن النبي )ص( اتخذ علیا وصیا لنفسه فهو أمر ثابت للنصوص المتوافرة والروايات‬

‫المتكاثرة حتى عده العلماء من المور المتواترة ‪ ،‬ول ينكره إل المعاند الحقود والمتعصب العنود‬

‫النواب ‪ :‬خلیفة رسول ال هو الذي ينفذ وصاياه ‪ ،‬وينظم شئون أهله وزوجاته ‪ ،‬كما أن الخلفاء‬

‫الراشدين كانوا يضمنون لزوجات النبي كلما احتجن وكانوا يتكفلون بمعاشهن ورزقهن ‪ .‬فلماذا‬

‫تخصصون علیا كرم ال وجهه بالوصاية ؟‬

‫قلت ‪ :‬نعم ‪ ...‬ل ريب أن وصي النبي خلیفته ‪ ،‬وقد ذكرت لكم في المجالس السابقة النصوص‬

‫الواردة في أن علیا هو خلیفة رسول ال )ص( ‪ ،‬والن أذكر لكم النصوص المتظافرة والحاديث‬

‫المتوافرة في أن علیا )ع( هو وصي النبي )ص( ولیس غیره ‪ ،‬والجدير بالذكر أني أنقل هذه‬

‫الخبار من كتب أعلمكم وإسناد علمائكم الموثقین لديكم ‪ ،‬فل يصح بعد ذلك أن يقول الشیخ عبد‬

‫السلم ‪ :‬أن خبر تعیین النبي علیا بالوصاية مردود عند علمائنا للخبر المروي عن أم المؤمنین‬

‫عائشة ‪ ،‬فإن الخبر الواحد ل يمكن أن يعارض مجموع الخبار المقبولة عند العلم والمروية‬

‫عن الطرق الموثقة عن الصحاب الكرام ‪ ،‬فیؤخذ بالجمع ويسقط الواحد ‪.‬‬

‫‪1‬ع روى الثعلبي في تفسیره وفي كتابه المناقب ‪ ،‬وروى ابن المغازلي الفقیه الشافعي في‬

‫كتابه المناقب ‪ ،‬والمیر علي الهمداني في مودة القربى ‪ /‬المودة السادسة ‪ ،‬كلهم عن عمر بن‬

‫الخطاب قال ‪ :‬قال رسول ال )ص( لما عقد المؤاخاة بین أصحابه ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا علي أخي في‬

‫الدنیا والخرة وخلیفتي في أهلي ووصیي في أمتي ووارث علمي وقاضي ديني ‪ ،‬ماله مني مالي‬

‫منه ‪ ،‬نفعه نفعي وضره ضري ‪ ،‬من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني ‪.‬‬

‫‪2‬ع خصص الحافظ سلیمان القندوزي في كتابه ينابیع المودة بابا في الموضوع وهو ‪ :‬الباب‬
‫‪594‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الخامس عشر " في عهد النبي )ص( لعلي )ع( وجعله وصیا " هكذا عنونه ‪ ،‬ثم نقل فیه‬

‫عشرين خبرا ورواية عن طريق الثعلبي وشیخ السلم الحمويني والحافظ أبي نعیم ‪ ،‬وأحمد بن‬

‫حنبل وابن المغازلي والخوارزمي والديلمي ‪ ،‬وأنا أنقل إلیكم بعضها ‪:‬‬

‫عن مسند أحمد بن حنبل بسنده عن أنس بن مالك قال ‪ :‬قلنا لسلمان ‪ :‬سل النبي )ص( عن‬

‫وصیه ‪ .‬فقال سلمان ‪ :‬يا رسول ال من وصیك ؟ فقال ‪ :‬يا سلمان ! من وصي موسى ؟ فقال ‪:‬‬

‫يوشع بن نون ‪ ،‬قال )ص( ‪ :‬وصیي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي ‪ ،‬علي بن أبي طالب ‪.‬‬

‫هذا الحديث ! أخرجه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ‪ ، 26 /‬وأخرجه أيضا ابن المغازلي‬

‫في مناقبه ‪.‬‬

‫‪3‬ع وينقل عن موفق بن أحمد الخوارزمي بسنده عن بريدة قال ‪ :‬قال النبي )ص( ‪ :‬لكل نبي‬

‫وصي ووارث وإن علیا وصیي ووارثي ‪.‬‬

‫هذا الحديث أخرجه العلمة الكنجي أيضا في كتابه كفاية الطالب بسنده عن بريدة عن أبیه ‪ ،‬وبعد‬

‫نقله قال ‪ :‬هذا حديث حسن ‪ ،‬أخرجه محدث الشام في تاريخه ‪ ،‬كما أخرجناه سواء ‪.‬‬

‫‪4‬ع ونقل شیخ السلم الحمويني عن أبي ذر قال ‪ :‬قال رسول ال )ص( ‪ :‬أنا خاتم النبیین ‪ ،‬وأنت‬

‫يا علي خاتم الوصیین إلى يوم الدين ‪.‬‬

‫ونقل عن موفق بن أحمد الخوارزمي أيضا بسنده عن أم سلمة ع أم المؤمنین ع قالت ‪ :‬قال رسول‬

‫ال )ص( ‪ :‬إن ال اختار من كل نبي وصیا ‪ ،‬وعلي وصیي في عترتي وأهل بیتي وأمتي بعدي ‪.‬‬

‫‪6‬ع ونقل عن مناقب ابن المغازلي بسنده عن الصبغ بن نباتة قال ‪ :‬قال علي )ع( في بعض خطبه‬

‫‪ :‬أيها الناس ! أنا إمام البرية ‪ ،‬ووصي خیر الخلیقة ‪ ،‬وأبو العترة الطاهرة الهادية ‪ ،‬أنا أخو‬

‫رسول ال )ص( ووصیه وولیه وصفیه وحبیبه ‪ ،‬أنا أمیر المؤمنین وقائد الغر المحجلین وسید‬

‫الوصیین ‪.‬‬

‫حربي حرب ال وسلمي سلم ال وطاعتي طاعة ال ووليتي ولية ال ‪ ،‬وأتباعي أولیاء ال‬

‫‪595‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وأنصاري أنصار ال ‪.‬‬

‫‪7‬ع وروى أيضا ابن المغازلي بسنده عن ابن مسعود عن النبي )ص( أنه قال ‪ :‬انتهت الدعوة إلي‬

‫وإلى علي ‪ ،‬لم يسجد أحدنا لصنم قط ‪ ،‬فاتخذني نبیا واتخذ علیا وصیا ‪.‬‬

‫‪8‬ع روى المیر علي الهمداني الشافعي في كتابه مودة القربى ‪ /‬المودة الرابعة ‪ /‬عن عتبة بن‬

‫عامر الجهني قال ‪ :‬بايعنا رسول ال )ص( على قول ‪ :‬أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن‬

‫محمدا نبیه وعلیا وصیه فأي من الثلثة تركناه كفرنا الخ ‪ ، ...‬وبعدها روى عن علي )ع( عن‬

‫رسول ال )ص( قال ‪ :‬إن ال تعالى جعل لكل نبي وصیا ‪ ،‬جعل شیث وصي آدم ‪ ،‬ويوشع وصي‬

‫موسى ‪ ،‬وشمعون وصي عیسى ‪ ،‬وعلیا وصیي ‪ ،‬ووصیي خیر الوصیاء الخ ‪....‬‬

‫‪9‬ع نقل القندوزي في الباب الخامس عشر من ينابیعه عن أبي نعیم الحافظ انه روى في حلیة‬

‫الولیاء بسنده عن أبي برزة السلمي قال ‪ :‬قال رسول ال ) ص ( ‪ :‬إن ال عهد إلي في علي‬

‫عهدا وقال عز وجل ‪ :‬إن علیا راية الهدى ‪ ،‬وإمام أولیائي ‪ ،‬ونور من أطاعني ‪ ،‬وهو الكلمة‬

‫التي ألزمتها المتقین ‪ .‬من أحبه أحبني و من أبغضه أبغضني ‪ .‬فبشره بذلك ‪ ،‬فجاء علي فبشره‬

‫بذلك ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ال ! أنا عبد ال وفي قبضته فإن يعذبني فبذنبي ‪ ،‬وإن يتم الذي بشرني‬

‫به فال أولى بي وأكرم بي ‪ .‬قال )ص( ‪ :‬قلت ‪ :‬اللهم أجل قلبه و اجعله ربیعة اليمان فقال جل‬

‫شأنه ‪ :‬قد فعلت به ذلك ‪ .‬ثم قال تعالى ‪ :‬إن علیا مستخص بشيء من البلء لم يكن لحد من‬

‫أصحابك ! فقلت ‪ :‬يا رب ‪ ،‬إنه أخي ووصیي ‪ ،‬فقال عز وجل ‪ :‬إن هذا شيء قد سبق في علي‬

‫إنه مبتلى و مبتلى به ‪.‬‬

‫‪10‬ع ونقل القندوزي أيضا في الباب عن مناقب الموفق بن أحمد الخوارزمي روى بسنده عن أبي‬

‫أيوب النصاري قال ‪ :‬أن فاطمة سلم ال علیها أتت في مرض أبیها )ص( وبكت ‪ ،‬فقال رسول‬

‫ال ) ص ( ‪ :‬يا فاطمة ! إن لكرامة ال إياك زوجتك من أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأعظمهم‬

‫حلما‪ ،‬إن ال عز وجل اطلع إلى أهل الرض اطلعة فاختارني منهم فبعثني نبیا مرسل ‪ ،‬ثم اطلع‬

‫‪596‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫اطلعة فاختار منهم بعلك فأوحى إلي أن أزوجه إياك و أتخذه وصیا ‪ .‬قال القندوزي ‪ :‬وزاد ابن‬

‫المغازلي في المناقب ‪ :‬يا فاطمة ! إنا أهل بیت أعطینا سبع خصال لم يعطها أحد من الولین ول‬

‫يدركها أحد من الخرين ‪ ،‬منا أفضل النبیاء وهو أبوك ‪ ،‬ووصینا خیر الوصیاء وهو بعلك‬

‫وشهیدنا خیر الشهداء وهو حمزة عمك ‪ ،‬ومنا من له جناحان يطیر بهما في الجنة حیث يشاء‬

‫وهو جعفر ابن عمك ‪ ،‬ومنا سبطان وسیدا شباب أهل الجنة ابناك ‪ ،‬والذي نفسي بیده إن مهدي‬

‫هذه المة يصلي عیسى بن مريم خلفه وهو من ولدك ‪ .‬قال القندوزي ‪ :‬وزاد الحمويني ‪ :‬يمل‬

‫الرض عدل وقسطا كما ملئت جورا وظلما ‪ ،‬يا فاطمة ! ل تحزني ول تبكي فإن ال عز وجل‬

‫أرحم بك و أرأف علیك مني وذلك لمكانك مني وموقعك من قلبي ‪.‬‬

‫قد زوجك ال زوجا وهو أعظمهم حسبا وأكرمهم نسبا ‪ ،‬وأرحمهم بالرعیة وأعدلهم بالسوية‬

‫وأبصرهم بالقضیة‪ .‬انتهى ما نقله القندوزي ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫مرة أخری يأتي المؤلف بالشواهد من علماء أهل السنة علی صحة هذا الحديث ‪:‬‬

‫ي بابها « ‪...‬؟؟!!‬
‫» أنا مدينة العلم وعل ّ‬

‫إقرأوا معي هذه القائمة الطويلة من السماء لتقفوا وتعرفوا بأنفسکم حقیقة هذا الرجل ‪....‬؟‬

‫ابن ابي الحديد المعتزلي ‪ -2‬سلیمان الحنفي ‪ -3‬سبط بن الجوزي ‪ -4‬الحمويني ‪-5‬‬ ‫‪-1‬‬

‫الکنجي الشافعي ‪ -6‬المتقي الهندي ‪ -7‬الثعلبي ‪ -8‬ابن طلحة فهمي ‪ -9‬روزجهان ‪-10‬‬

‫الخطیب الخوارزمي ‪ -11‬الديلمي ‪ -12‬ابن طلحة الشافعي ‪ ،‬فهل هؤلء يصح أن نسمیهم أو‬

‫نعدهم‬

‫من رواة الحديث وحملته ‪...‬؟‬

‫ولکن صدق الذي قال‪ :‬إذا لم تستح فاصنع ما شئت ‪.‬‬

‫‪597‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم ل أظنك تکتفي بهذه السماء حتی تضیف الیهم آية ال الخوئي وآية ال خامنئي کشهوٍد لك‬

‫علی ما تقول ‪...‬؟! ثم ضع برقع الحیاء جانبًا وقل لنا وبکل وقاحة ‪ :‬إن هذين النکرتین الشاذين‬

‫من أهل السنة ‪ ،‬بله ومن کبار علمائهم ‪..‬؟!!!!‪.‬‬

‫ث رددناه‬
‫ي وشیعي ومرتد وضال مثلك الی أهل السنة ‪...‬؟ ألم تعتبر کل حدي ٍ‬
‫ألم تنسب کل معتزل ّ‬

‫صحیحًا ‪...‬؟ فانسج وانقش ما طالب لك النسج ‪ ،‬وامل صفحات کتابك واکتب کما يحلو لك‬

‫ولکنك ستبقی فیك عقدة الخوف والرهبة من الرجوع الی کتبنا ومصادرنا المعتمدة‬

‫الصحیحة‪!!....‬‬

‫ألم تفّر منها کما يفّر الشیطان من الستعاذة والبسملة ‪..‬؟‬

‫الدعاء الثاني والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬أما ما نقله الشیخ عبد السلم عن عائشة ‪:‬‬

‫إن رسول ال )ص( مات ورأسه بین سحري ونحري ‪ ،‬فهو مردود عند أهل البیت )ع( لنهم‬

‫رووا إلى حد التواتر وأيده كثیر من أعلمكم أن النبي )ص( مات ورأسه في حجر علي يناجیه ‪.‬‬

‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬ل أظن أحدا من علمائنا العلم ينقل هذا الخبر ويؤيده ‪ ،‬لنه معارض‬

‫لرواية أم المؤمنین عائشة !‬

‫قلت ‪ :‬إذا أحببت أن تعرف حقیقة المر وينكشف لك الواقع فراجع ‪:‬‬

‫‪1‬ع كنز العمال ‪ :‬ج ‪ 4/55‬و ج ‪ 6/392‬و ‪. 400‬‬

‫ج ‪. 51/ 2‬‬ ‫‪2‬ع طبقات ابن سعد ‪:‬‬

‫‪3‬ع مستدرك الصحیحین للحاكم ‪ :‬ج ‪. 139/ 3‬‬


‫‪598‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪4‬ع وتلخیص الذهبي وسنن ابن أبي شیبة والجامع الكبیر للطبراني ومسند أحمد بن حنبل ‪ :‬ج‬

‫‪ ، 3‬وحلیة الولیاء ‪ /‬ترجمة المام علي )ع( ‪ ،‬ومصادر كثیرة أخرى ‪ ،‬رووا بألفاظ مختلفة‬

‫والمعنى واحد ‪ ،‬عن أم سلمة وعن جابر بن عبد ال النصاري وحتى عن عائشة وغیرهم ‪ :‬أن‬

‫رسول ال )ص( حینما قبض كان رأسه في حجر المام علي علیه السلم ‪ ،‬وقد أشار المام في‬

‫نهج البلغة إلى هذا المر حیث يقول )ع( ‪ :‬و لقد قبض رسول ال ) ص( و إن رأسه لعلى‬

‫صدري و قد سالت نفسه في كفي ‪ ،‬فأمررتها على وجهي ‪ ،‬و لقد ولیت غسله )ص( و الملئكة‬

‫أعواني ‪ ،‬إلى آخر خطبته الشريفة ‪ ،‬ومن أراد أن يطلع علیها كاملة ويعرف رموزها ومغزاها‬

‫فلیراجع شرح نهج البلغة لبن ابي الحديد ‪ :‬ج ‪ / 10/179‬ط دار إحیاء التراث العربي وفي صفحة‬

‫‪ 365‬من نفس المجلد ‪ ،‬قال ‪ :‬ومن كلم له )ع( عند دفن سیدة النساء فاطمة )ع( ‪ ،‬كالمناجي به‬

‫رسول ال )ص( عند قبره ‪ :‬السلم علیك يا رسول ال عني وعن ابنتك النازلة في جوارك ‪..‬‬

‫ل َو‬
‫صْدِري نفسك فِإّنا ِّ‬
‫حِري َو َ‬
‫ن َن ْ‬
‫تَ َبْی َ‬
‫ض ْ‬
‫ك َو َفا َ‬
‫حوَدِة َقْبِر َ‬
‫ك ِفي َمْل ُ‬
‫سْدُت َ‬
‫على أن يقول ‪َ :‬فَلَقْد َو ّ‬

‫ن ‪ ،‬إلى آخر كلمه ولقد أيد هذا الكلم والمعنى كل من شرح نهج البلغة من ابن‬
‫جُعو َ‬
‫ِإّنا ِإَلیِْه َرا ِ‬

‫أبي الحديد ومن قبله ومن بعده الى الشیخ محمد عبده ‪.‬‬

‫هذه دلئل كافیة لرد الخبر المروي عن عائشة ‪ ،‬ول يخفى أن عائشة كانت تحمل حقدا وبغضا‬

‫على المام علي )ع( بحیث كانت ترى جواز وضع روايات تنفي بها فضائل علي علیه السلم‬

‫ومناقبه !!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪599‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬إنتبه ‪ ،‬أحترس ‪ ،‬حذار حذار فأمامك ذلك السور العالی ‪...‬؟ حسنا‪ ...‬والن سر الی‬

‫المام‪!!....‬‬

‫قلت ‪ :‬الکل يعرف حینما توفي النبي صلی ال علیه وسلم فقد کان رأسه الشريف صلی ال‬

‫علیه وسلم بین حجرها ونحرها رضي ال عنها ‪ ،‬نعم هي ومن غیر عائشة الصديقة رضي ال‬

‫عنها ‪...‬؟ ‪.‬‬

‫أما لو کان رأسه الشريف في حضن علي رضي ال عنه ثم أمر النبي صلی ال علیه وسلم بأن‬

‫يأتوه بالقلم والدواة لیکتب وصیته فإنه سوف لن يأتي بهما رضي ال عنه ‪ ،‬ولعصی أمر‬

‫الرسول صلی ال علیه وسلم حسب زعمکم وادعائکم ‪....‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬نعرف مفهوم الوصاية من الروايات‬

‫والحاديث التي ذكرناها فالمعنى هو الذي تداعى للنواب إذ قال ‪ :‬الخلیفة هو الذي يقوم بتنفیذ‬

‫وصايا النبي )ص( ول حاجة إلى آخر ‪ ،‬وصحابة النبي )ص( أيضا كانوا يفهمون أن الوصي هو‬

‫الذي يقوم مقام النبي )ص(‪ ،‬لذلك قام بعض المتعصبین المعاندين من أهل السنة بإنكار وصاية‬

‫المام علي لنهم عرفوا بأن القرار بذلك يلزم القرار بخلفته علیه السلم ‪.‬‬

‫قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ :‬ج ‪ 139 / 1‬و ‪ / 140‬ط دار إحیاء التراث العربي ‪ :‬أما الوصیة‬

‫فل ريب عندنا أن علیا علیه السلم كان وصي رسول ال )ص( ‪ ،‬وإن خالف في ذلك من هو‬

‫منسوب عندنا إلى العناد ‪.‬‬

‫ثم نقل في صفحة ‪ 143‬وما بعدها أبیاتا وأراجیز في إثبات وصاية علي )ع( ‪ ،‬منها و قال عبد ال‬

‫بن العباس حبر المة ‪:‬‬


‫‪600‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫و فارسه إن قیل هل من منازل‬ ‫وصي رسول ال من دون أهله‬

‫وقول خزيمة بن ثابت ذي الشهادتین يخاطب عائشة ‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫و أنت على ما كان من ذاك شاهده‬ ‫وصي رسول ال من دون أهله‬

‫وقال أبو الهیثم بن التیهان‬

‫برح الخفاء و باحت السرار‬ ‫إن الوصي إمامنا و ولینا‬

‫وأنا أكتفي بهذا المقدار ومن رام الكثار فلیراجع شرح النهج حتى يجد الراجیز والشعار في‬

‫هذا الطار ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬إثبت لنا أن علیًا هو الوصي الشرعي والخلیفة لرسول ال صلی ال علیه وسلم ‪...‬؟ بماذا‬

‫ستثبت ذلك وکیف ‪...‬؟ هل ستثبت ذلك بقول ابن ابي الحديد ‪...‬؟ أم بنقل تلك البیات التي ذکرها‬

‫ل وهذه‬
‫وأنشدها في کتابه ‪...‬وهو يهنيء فیها علیًٌا کشاهد لقولك ‪...‬؟ کیف سیکون ذلك دلی ً‬

‫البیات لم تکتب أو تنشد إل في القرن السابع الهجري عندما هجم المغول التتار علی البلد‬

‫السلمیة فدمروها عن بکرة أبیها ‪....‬؟!!!‬

‫الدعاء الرابع والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬كلنا نعلم أن رسول ال كثیرا ما كان يؤكد‬

‫على المسلمین في أن يوصوا ول يتركوا الوصیة بحیث إنه قال )ص( ‪ :‬من مات بغیر وصیة‬

‫مات میتة الجاهلیة ‪ ،‬ولكنه )ص( لما أراد أن يكتب وصیته في مرضه الذي توفي فیه ‪ ،‬وأراد‬

‫أن يؤكد كل ما كان طیلة أيام رسالته الشريفة يوصي بها علیا )ع( في تنفیذ أمور تتضمن هداية‬

‫المة واستقامتها وعدم انحرافها وضللتها ‪ ،‬فمنعوه من ذلك وحالوا بینه وبین كتابة وصیته !!‬
‫‪601‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬إن رسولنا الکريم صلوات ربي وسلمه علیه لم يخرج من هذه الدنیا ال وقد ترك لنا‬

‫وصیته ‪ !!...‬بل إن وصیته من أعظم الوصايا في تاريخ الشرية کلها إنها الصلن العظیمان‬

‫کتاب ال وسنته صلی ال علیه وسلم ففیهما الخیر کله فأمرنا به وبین لنا سبل الغواية والضللة‬

‫فنهانا عنها بأبي هو وأمي ‪ ،‬فوصیته أعظم الوصايا وأجلها وأشرفها ‪.‬‬

‫ولکننا نری الشیعة تحاول دائما أن تصطاد في الماء العکر فتقول‪ :‬إن الرسول قال‪ ) :‬من مات‬

‫دون وصیٍة مات میتة جاهلیة ( ثم يذكر على لسان السني المزعوم قوله‪ ) :‬إننا ل نعلم وصیة‬

‫لرسول ال صلی ال علیه وسلم في أمر الخلفة ( ؟!! فبناءًا علی قول هذا السني ‪ :‬أن الرسول‬

‫صلی ال علیه وسلم قد مات میتة جاهلیة ‪...‬؟؟!!! نعوذ بال من خذلنه ومن غضبه ‪.‬‬

‫وقولکم هذا مغالطة مکشوفة فالنبي صلی ال علیه وسلم لم يقل‪ :‬إن الِذي ل يذکر ول يوصي‬

‫لمن بعده بالخلفة مات میتة جاهلیة ‪..‬؟ وإنما قال‪ » :‬من مات دون وصیة مات میتة جاهلیة «‬

‫فمن أين لکم هذا القید وهو تعیین وذکر الخلیفة في الوصیة ‪...‬؟!! هل تعرفوا لماذا لم يعین‬

‫الرسول صلی ال علیه وسلم خلیفة من بعده ‪ ،‬ولم ينص علی ذلك بنص صريح واضح بین ‪...‬؟‬

‫لنه صلی ال علیه وسلم خاتم النبیاء والمرسلین ورسول رب العالمین ‪ ،‬فلو أنه أوصی لحٍد‬

‫من بعده ونص علی تعیینه بنفسه ‪ ،‬وذلك الموصی الیه سوف لن يکون مثله صلی ال علیه‬

‫ل شائنًا صدر من ذلك الخلیفة فإن اللوم‬


‫وسلم كعصمته من الخطأ والزلل فلذا ‪ ،‬لوأن خطأ أو عم ً‬

‫والعتاب والجناح سوف ل يعود علیه فقط وإنما يعود كذلك الی النبي صلی ال علیه وسلم ‪!...‬‬

‫صبه ؟!! وبالتالي فلیس أمامنا حل ال أن نقول ‪ :‬انه ل خلیفة له من‬


‫لنه هو الذي عینه ون ّ‬

‫بعده‪...‬؟ أو أن نقول ‪ :‬نعم ‪ ،‬له خلیفة وهو نبي معصوم ‪ ،‬ولکن ماذا سنصنع وقد قال القرآن‬

‫‪602‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫كلمته وشهد للنبي صلی ال علیه وسلم انه خاتم النبیاء والمرسلین ‪..‬؟!! ولکي يتلفی الشیعة‬

‫هذه المشکلة سموا النبي الذي سوف يأتي من بعده إماما ‪ !!...‬فالمام في الحقیقة هو النبي قلبا‬

‫وقالبا ‪ ،‬وبذلك ندرك الحکمة والسبب الذي جعل النبي صلی ال علیه وسلم لم يعین أو ينص‬

‫علی الخلیفة من بعده ‪ ،‬فالوحي قد انقطع بوفاته صلی ال علیه وسلم والخلیفة ولبد سیکون‬

‫عرضة للخطأ والعتراض علیه من الخرين ‪ ،‬ولذا سوف يقال له ‪ :‬لم وکیف ‪...‬؟ اذًا فوصیة‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم هو القرآن الکريم الذي بین ايدينا وسنته وهديه وأحاديثه ‪ ،‬ألم‬

‫يوصي النبي صلی ال علیه وسلم بانفاذ جیش اسامة ‪...‬؟ ألم يأمر بإخراج الیهود والنصاری من‬

‫جزيرة العرب ‪...‬؟‬

‫الدعاء الخامس والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪:‬‬

‫فقد اتفق المحدثون وأجمعوا على أن النبي قال لمن حضر عنده وهو في مرضه الذي توفي فیه ‪:‬‬

‫إئتوني بورق ودواة لكتب لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي فعارضه جماعة فقال أحدهم ‪:‬‬

‫إن الرجل لیهجر كفانا كتاب ال !! وعارضه آخرون فقالوا ‪ :‬دعوا رسول ال )ص( لیوصي‬

‫فكثر اللغط ‪ ،‬فقال )ص( ‪ :‬قوموا عني فإنه ل ينبغي النزاع عند نبي !‬

‫الشیخ عبدالسلم ‪ :‬أكاد أن ل أصدق هذا الخبر ! من كان يتجرأ من الصحابة أن يعارض رسول‬

‫ال )ص( ويقابله بهذا الكلم ؟! وهم يتلون كتاب ال آناء اللیل وأطراف النهار حیث يقول تعالى‬

‫ن‬
‫ع ِ‬
‫ق َ‬
‫ما َينطِ ُ‬
‫و َ‬
‫وى َ‬ ‫ما َ‬
‫غ َ‬ ‫و َ‬ ‫حب ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫صا ِ‬ ‫ض ّ‬
‫ل َ‬ ‫ما َ‬
‫وى َ‬
‫ه َ‬ ‫جم ِ إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫والن ّ ْ‬
‫‪َ ):‬‬

‫‪603‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫حى(‪ .‬فل أدري لماذا خالفوا النبي )ص( وعارضوه أن‬


‫ي ُيو َ‬
‫ح ٌ‬ ‫و إ ِّل َ‬
‫و ْ‬ ‫ه َ‬
‫ن ُ‬
‫وى إ ِ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ه َ‬

‫يوصي ‪ ،‬علما أن أي مؤمن ومؤمنة ل يحق لهما أن يمنعا أحدا من الوصیة ‪ ،‬وإن الوصیة حق‬

‫على كل مسلم ومسلمة ‪ ،‬فكیف بالنبي )ص( الذي طاعته واجبة على المة ‪ ،‬ومخالفته عناد كفر‬

‫وإلحاد ؟ فلذلك يصعب علي قبول هذا الخبر وتصديقه‬

‫! قلت ‪ :‬نعم إنه خبر ثقیل على مسامع كل مؤمنین ‪ ،‬ومؤلم لقلوب كل المسلمین ‪ ،‬وإنه يثیر‬

‫تعجب كل إنسان و يستغربه كل صاحب وجدان وإيمان !! فإن العقل يأبى أن يقبله ويصعب على‬

‫قلب أن يتحمله ‪ .‬إذ كیف يروم لجماعة ‪ ،‬يدعون بأنهم أتباع نبي ال ‪ ،‬ثم يمنعوه من أن يوصي‬

‫عند وفاته بشيء يكون سبب سعادتهم ‪ ،‬ويضمن لهم هدايتهم ويمنعهم عن الضلل والشقاء بعده‬

‫أبدا ؟! ولكن هذا ما حدث !!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫صة التي ذکرها في الصفحة )‪ (667‬من كتابه‬


‫قلت‪ :‬اشار المؤلف في هذا الموضع الی تلك الق ّ‬

‫وهي قصة من تألیفه واخراجه ول أدري كیف يتجرأ لینسب مثل هذا الی الرسول صلی ال علیه‬

‫وسلم ‪..‬؟!! و مفاد هذه القصة أن رسول ال صلی ال علیه وسلم قال ‪ ) :‬کنت أريد أن اکتب‬

‫شیئًا فمنعني الصحابة ( ؟!!!!‪ .‬وبعد هذه الحکاية مباشرة يقوم المؤلف بلفت نظر المناظر‬

‫السني الی الحديث الذي جاء فیه أن النبي صلی ال علیه وسلم طلب قلمًا لیکتب لهم شیئًا وهو‬

‫علی فراش الموت ثم قال ‪ :‬هذا الحديث ورد ذکره في البخاري ومسلم ‪..‬؟!! فماذا کان جواب ذلك‬

‫الرجل السني المزعوم ‪...‬؟‬

‫قال ‪ :‬ل أصدق أن يکون هناك حديثًا بهذا المعنى ‪...‬؟‬

‫‪604‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬أوًل ‪ :‬ما الذي أجلس هذا الضال المضل المدعو سبط بن الجوزي جنب أمیر المؤمنین في‬

‫الحديث محمد بن اسماعیل البخاري ‪...‬؟!!‬

‫إننا ول شك نصدق ونعتمد ونعمل بکل ما جاء في صحیح البخاري وکذلك نری المام ابن‬

‫الجوزي رحمه ال من الئمة الموثیقین عند أهل السنة ولکنه بطبیعة الحال ل يصل الی رتبة‬

‫المام البخاري ‪ ،‬أما هذا المدعو سبط بن الجوزي فنحن ل نقبل شیئًا مما يقوله لننا ل نراه من‬

‫ل ‪...‬؟!!‪.‬‬
‫جملة المسلمین أص ً‬

‫والسؤال الذي يتبادر الی ذهن القارئ هنا ‪..‬؟‬

‫لماذا ل ينزل مؤلف کتاب لیالي بیشاور کل إمام وعالم منزلته التي تلیق به ‪...‬؟ لماذا هذا الخلط‬

‫والتسوية بین العالم والجاهل وبین الحق والباطل ‪..‬؟ نعم لنه يريد أن يصل الی النتیجة التي‬

‫يبتغیها بأي وسیلة کانت حتی وإن کان ذلك المساواة بین الُعذرة والَعذرة ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫ثم إني لفی عجب من حال هذا الرجل السني الذي جعله مؤلف کتاب لیالي بیشاور يقف منه‬

‫موقف المناظر المحاجج ‪ !..‬کیف ل يعرف شیئًا عن صحیحي البخاري‬

‫ومسلم ‪...‬؟ فهل هذا حال رجل عالم يعتد بقوله وتصح مناقشته ومناظرته‬

‫ومجادلته ‪....‬؟ کیف لم يکن يعرف هل حقا أن هذا الحديث في البخاري ومسلم أم لم يکن فیهما‬

‫أصل ‪...‬؟!! ال تصدقوا وتتیقنوا بعد ‪ ،‬أن هذه المناظرة من أساسها ل أصل لها ول وجود ‪،‬‬

‫وإنما هي من بنات أفکار هذا المدعي الکذاب فتراه يقول کل ما يريد ويشتهي ثم ينسب ذلك‬

‫القول أو هذه الطامة أو تلك الی هذا الرجل السني الذي ل يعرف له أصل أو حقیقة ‪...‬؟!!‬

‫وخلصة القول ‪ ،‬فإن المؤلف يريد أن يقول ‪ :‬ان عمر رضي ال عنه کان هو السبب وراء هذه‬

‫الفتنة والمصیبة العظیمة حیث منع النبي صلی ال وسلم من الکتابة وهو ذنب ل يغتفر‬

‫‪605‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أبدًا ‪...‬؟!! وکما عودنا المؤلف دائمًا ‪ ،‬فهو کل ما ذکر قوًل نسبه الی علماء أهل السنة ‪..‬؟!! ولو‬

‫کان هذا القول حقًا قد تفوه به هذا الرجل السني ‪ ،‬وانه يتهم سیدنا عمر رضي ال عنه بانه کان‬

‫صاحب فتنة وأنه قد أرتکب ذنبًا ل يغتفر أبدًا ‪ ،‬فهل هذا الرجل بعد کل الذي قاله يحسب نفسه‬

‫من أهل السنة والجماعة ‪...‬؟ هل يصدق أحد ذلك أو يعقله ‪..‬؟ أل تعرف ان کل شيء ينزع الی‬

‫أصله وأنك ل تجنی من الشوك العنب ‪...‬؟!! أم تظننا نغتر بقولك کما اغتر به الجهلة من أبناء‬

‫طائفتك ‪...‬؟! ألم يجدر بهذا السني أن يثني علی عمر خیرًا ويذکر صحبته لرسول ال صلی ال‬

‫علیه وسلم وجهاده معه ويعترف بما له من فضل‬

‫وسابقة وخدمة لهذا الدين ‪...‬؟ أما أن يقول ‪ :‬إنه کان مجرمًا وصاحب فتنة ‪ ،‬فهذا دلیل واضح‬

‫علی أن هذا الرجل لم يکن من أهل السنة والجماعة ‪...‬؟!! کما لو ان شیعیًا قال ‪ :‬إن علیًا کان‬

‫ل مجرمًا فهذا يدل علی عدم تشیعه کذلك ؟! ولذا فأنت أيتها المتقول الکذاب لو‬
‫صاحب فتنة ورج ً‬

‫ملت الصحف وسودتها بمدادك وملت الدنیا عويل ونهیقًا فلن نقبل قولك کون هذا المتقول‬

‫الکذاب من أهل السنة ‪ ،‬فالتناقص واضح في أقولك وهي کذلك عارية من الدلة الصحیحة‬

‫ولکنك رجل ذهب ماء الحیاء من وجهك ‪.‬‬

‫ثانیًا ‪:‬ان قولك ان عمر منع النبي صلی ال علیه وسلم من کتابة الوصیة کذب واضح ل دلیل‬

‫علیه ‪ ،‬فمن عمر حتی يجترأ کل هذه الجرأة علی رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪...‬؟ ثم ألم يکن‬

‫هو من کان يأمر الصحابة رضي ال عنه بعدم الکثار من الحديث خشیة ان يدخل فیه ما لیس‬

‫ب السنة وصاحبها علیه الصلة‬


‫منه ‪...‬؟ فکان رضي ال عنه هو المثل العلی لکل مسلم في ح ّ‬

‫والسلم ‪ ،‬فکیف بعد ذلك يصدر عنه مثل هذا العمل ‪...‬؟ ولکني أری نفسي مضطراً أن أتحدث‬

‫‪606‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫هنا عن موضوع الکذب علی رسول ال صلی ال علیه وسلم والتحذير منه فقال صلی ال علیه‬

‫وسلم » من کذب عي متعمدًا فلیتبؤا مقعده من النار«‪.‬‬

‫الدعاء السادس والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله‪ :‬إنه مؤسف لكل غیور ‪ ،‬فإن كل مسلم إذا‬

‫سمع الخبر يتأسف ويتألم كما كان عبد ال بن عباس ابن عم رسول ال )ص( إذا تذكر ذلك الیوم‬

‫يتأسف ويبكي ‪ ،‬ذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ :‬ج ‪ 54 /2‬و ‪ / 55‬ط‪ .‬دار إحیاء الثراث‬

‫العربي قال ‪ :‬و في الصحیحین ‪ ،‬خرجاه معا عن ابن عباس أنه كان يقول ‪ :‬يوم الخمیس و ما‬

‫يوم الخمیس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى ‪ .‬فقلنا ‪ :‬يا ابن عباس ‪ ،‬و ما يوم الخمیس ؟ قال ‪:‬‬

‫اشتد برسول ال )ص( وجعه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ائتوني بكتاب أكتبه لكم ل تضلوا بعدي أبدا ‪ .‬فتنازعوا‬

‫فقال )ص( إنه ل ينبغي عندي تنازع ‪ ،‬فقال قائل ‪ :‬ما شأنه ؟ أهجر؟!‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ل يزال المؤلف يوطئ ويمهد لیدخل الی صلب ذلك الموضوع الهام والخطیر ‪!!!......‬‬

‫فیقول ‪ :‬کان ابن عباس کلما ذکر ذلك الیوم بکی حتی تبتل الرض من دموعه ‪« !!........‬‬

‫قلت‪ :‬لو أنه نام علی بطنه وصدره ثم بکی لصدقت أن الرض سوف تبتل من دموعه أما وأنه‬

‫يبکي بکائنا ثم تبتل الرض من دموع عینه فهذا الذي ل يمكنني أن أصدقه بحال ‪...‬؟!!! وأنت‬

‫لم تقل ذلك ال لتهول من هذا المر فأنتم قوم ابتلیتم بالغلو والمبالغة في کل شئ ‪ ،‬ولو کان المر‬

‫بهذه الهمیة والخطورة فإن النبي صلی ال علیه وسم لم يدع بیان ذلك أبدا لجل فلن أو علن‬

‫من الناس ‪ ،‬ولکننا نعتقد تمام العتقاد أن النبي صلی ال علیه وسلم قد أدی المانة وبلغ‬

‫الرسالة ‪ ،‬وکل أمر لم يذکره لنا رسول ال صلی ال علیه وسلم ولم يبینه للمة فذلك يدل علی‬

‫عدم أهمیته ‪ ،‬ثم إن ما جری من المناقشة والحوار بین أصحاب رسول ال صلی ال علیه وسلم‬

‫‪607‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إنما کان ذلك للتخفیف علی رسول ال صلی ال علیه وما کان يجده من اللم ‪ ،‬ولذلك فقد‬

‫أعرض النبي صلی ال علیه وسلم عن کتابة الوصیة برضی نفسه دون ضغط أو أمر من أحد ‪،‬‬

‫فهذه هي حقیقة المر علی وجهها ‪ ،‬فل بد أن نفرق بین القول بمنعه صلی ال علیه وسلم من‬

‫کتابة الوصیة وبین قولنا إنه ترك هذا المر واعرض عنه بنفسه صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬وأما ما‬

‫ذکره المؤلف من حزن ابن عباس وتحسره فهذا من تألیف هذا المدعي الکذاب وأمثاله حین ظن‬

‫أن ذلك الختلف قد حرم المة من نعمة عظیمة کانت ل بد أن تکون ‪...‬؟!! ولکن ذلك ل حقیقة‬

‫له فالختلف الذي جری في حضرته صلی ال علیه وسلم مثل الختلف الذي جری بین‬

‫الصحابة رضي ال عنه في تعیین لیلة القدر ‪ ،‬ودعوني اذکر لکم هذا الحديث ‪ » :‬قال رسول ال‬

‫صلی ال علیه وسلم ‪ :‬خرجت لخبرکم بلیلة القدر فتلحی فلن وفلن فرفعت وعسی أن يکون‬

‫خیرًا لکم ‪ ،‬فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة « وفي رواية اخری » فالتمسوها في‬

‫الوتر في العشر الواخر من رمضان« فالختلف الذي جرى بین هذين الصحابیین کان‬

‫هوالسبب الذي رفع ذلك الشئ المهم بالنسبة للمة ولکن لم يوبخا أو يؤثما ولم يقصدا‬

‫بآختلفهم ذلك رفع المعرفة بلیلة القدر ‪ ،‬فلو أنهما علما ذلك لما اختلفا ‪ !!..‬اذًا يجب أن يفهم‬

‫كذلك أن حزن ابن عباس وأسفه من هذا النوع وعلى هذه الشاکلة ‪ ،‬کما ان ذلك ثابت في کتبنا‬

‫وهناك حديث صحیح في مسند المام أحمد رحمه ال أن النبي صلی ال علیه وسلم عندما أمر‬

‫سِب ّ‬
‫ى‬ ‫سى الّرا ِ‬
‫عی َ‬
‫ن ِ‬
‫حّدَثَنا َبْكُر ْب ُ‬
‫حّدثَِنى َأِبى َ‬
‫ل َ‬
‫عْبُد ا ِّ‬
‫حّدَثَنا َ‬
‫باحضار القلم لیکتب لهم ‪ ،‬قال علي ‪َ ) :‬‬

‫ى ‪-‬صلى ال علیه‬
‫ب َقاَل َأَمَرِنى الّنِب ّ‬
‫طاِل ٍ‬
‫ن َأِبى َ‬
‫ى ْب ِ‬
‫عِل ّ‬
‫ن َ‬
‫عْ‬‫ن َيِزيَد َ‬
‫ن ُنَعْیِم ْب ِ‬
‫عْ‬
‫ضِل َ‬
‫ن اْلَف ْ‬
‫عَمُر ْب ُ‬
‫حّدَثَنا ُ‬
‫َ‬

‫سُه‪َ .‬قاَل‬
‫ن َتُفوَتِنى َنْف ُ‬
‫شیتُ َأ ْ‬
‫خ ِ‬
‫ن َبْعِدِه ‪َ -‬قاَل ‪َ -‬ف َ‬
‫ضّل ُأّمُتُه ِم ْ‬
‫ب ِفیِه َما َل َت ِ‬
‫ق َيْكُت ُ‬
‫طَب ٍ‬
‫ن آِتَیُه ِب َ‬
‫وسلم‪َ -‬أ ْ‬

‫لِة َوالّزَكاِة َوَما َمَلَكتْ َأْيَماُنُكْم « ( ‪.‬‬


‫صَ‬‫صى ِبال ّ‬
‫عى ‪َ .‬قاَل » ُأو ِ‬
‫ظ َوَأ ِ‬
‫حَف ُ‬
‫ت ِإّنى َأ ْ‬
‫ُقْل ُ‬

‫‪608‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فنقول في أهمیة هذا المر لن الصلة لها أثر کبیر في حماية المة ونجاتها من الوقوع في‬

‫الضللة والكفر وکذلك فهي سبب كبیر في النهی عن المنكر والظلم الذي فیه زوال الملك‬

‫والتمکین في هذه الرض ‪ !...‬لن الحکم قد يدوم مع الکفر ول يدوم مع الظلم «‪..‬؟!!‪.‬‬

‫ن الماء‬
‫فإشارة النبي صلی ال علیه وسلم ونهیه عن ظلم أضعف فئة في المجتمع السلمي وه ّ‬

‫في تلك اللحظات المهمة من حیاته صلوات ال وسلمه علیه دلیل علی أهمیة العدل في الدين‬

‫السلمي ‪ ،‬فالصلة والعدل هما الحصن الحصین للمة من الزيغ والضعف والضلل والنحطاط‬

‫والزوال ‪ ،‬وبهذه الوصیة الغالیة کان ختام أقواله الشريفة ونهاية عمره الشريف صلوات ال‬

‫وسلمه علیه ‪ ،‬وکما أن هناك بعض الروايات الخری التي صحت عنه صلی ال علیه وسلم‬

‫والتي تبین لنا أن هناك عدة وصايا وصی بها النبي صلی ال علیه وسلم صحابته ‪ ،‬وأمرهم‬

‫بتنفیذها ومن هذه الوصايا التي أوصی بها المة في آخر حیاته ولیس في اللحظات الخیرة منها‬

‫ما يلي ‪:‬‬

‫إنفاذ جیش أسامة رضي ال عنه‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫إخراج المشرکین من جزيرة العرب‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ونسي ابن عباس الثالثة ‪ ،‬وبناءًا علی إختلف الروايات فقد وجد الشیعة ضالتهم فیها وفرحوا‬

‫بها أشد الفرح فقالوا‪ :‬إن هذا دلیل علی ان النبي صلی ال علیه وسلم کان يريد أن يوصي‬

‫بالخلفة لعلي من بعده ‪ ،‬ولکن الصحابة تناسوا هذا المر عن عمٍد وقصد منهم ‪......‬؟!!‪.‬‬

‫أيها المؤلف العقور‪ :‬لماذا لم يأت هذا المر في القرآن الکريم حتی ننتهي من هذا التجديف في‬

‫القوال ‪......‬؟؟؟‬

‫فمرة نسوا ومرة حرفوا ومرة اغتصبوا واجبروا ‪ ....‬ما هذا التخبیص ؟!!‬

‫‪609‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لماذا لم يأت في القرآن الکريم قول واحد يكون هو الحد الذي به يقطع لسان كل متقول على ال‬

‫بغیر علم ‪...‬؟! ثم من اين عرفتم ان النبي صلی ال علیه وسلم حینما سکت ‪ ،‬إنما کان يريد أن‬

‫يقول ذلك ‪...‬؟ فلعله کان يريد أن يقول شیئًا آخر أو لعله کان يريد أن يوصي ويعهد بأمر الخلفة‬

‫الی ابي بکر الصديق رضي ال عنه مثل ‪..‬؟!‬

‫لماذا يقوم دينکم ومذهبکم علی الشکوك والظنون الباطلة دائمًا ‪...‬؟‬

‫لماذا لم يذکر النبي صلی ال علیه وسلم هذا المر اثناء حیاته ‪....‬؟؟ لماذا تراه سکت عنه طیلة‬

‫عمره الشريف و لم يقله ال في اللحظات الخیرة من عمره ‪...‬؟ هل تظنه أراد أن يفسح المجال‬

‫لك ولمثالك حتى يتقولوا على ال ورسوله كل ما يحلوا لهم دون رادع أو مانع ‪...‬؟؟!! لماذا لم‬

‫يؤمر علیًا علی الجیش لتکون بیده زمان المور والقیادة حتی يستطیع أن يأخذ حقه بیده خاصة‬

‫أن القوة والجیش كله معه ورهن إشارته ‪......‬؟!!‬

‫الدعاء السابع والتسعون بعد المائة الثانیة وقعوله ‪ :‬قلعت ‪ :‬لن كعانت هعذه الروايعة مبهمععة فعإن‬

‫هناك روايات صريحة على أن القائل هو عمر بن الخطاب ‪ ،‬وأنععه هععو الععذي منععع بكلمععه مععن أن‬

‫يأتوا للنبي )ص( بالقرطاس والدواة لیوصي ! الشیخ عبدالسلم ‪ :‬هذا بهتان عظیععم ! نعععوذ بععال‬

‫تعالى من هذا الكلم ‪ ،‬وأنا على يقین أن هعذا البهتعان علعى الخلیفعة عمعر معا هعو إل معن أقاويعل‬

‫الشیعة وأباطیلهم ‪ ،‬فأوصیك أن ل تعدها !‬

‫قلت ‪ :‬وأنا أوصیك يا شیخ ‪ :‬أن ل تفوه بكلمة من غیر تفكر ‪ ،‬فإن لسان المؤمن خلف قلبه وقلب‬

‫المنافق خلف لسانه ‪ ،‬يعني ينبغي للمؤمن أن يفكر قبل أن يتكلم فإن المنععافق يتكلععم قبععل أن يفكععر‬

‫في مقاله ومعنى كلمه ‪ ،‬ثم ينكشف له بطلنه وزيفععه وكععم رمیتععم الشععیعة المععؤمنین ‪ ،‬فععي هععذه‬

‫‪610‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المناقشات ‪ ،‬ونسبتم كلمنا للباطیل والقاويل ‪ ،‬ثم انكشف للحاضرين أنها ما كععانت كععذلك وإنمععا‬

‫كان كلمنا من مصادر ومنابع أهل السنة وعلمائهم وأعلمهم !!‬

‫وسأثبت لكم أننا لسنا أهل افتراء وبهتان ول أهل القاويل والبطلن ‪ ،‬وإنما ذاك غیرنا !! ولكي‬

‫يظهر لك الحق ويتضح المر ‪ ،‬بأن القائل ‪ :‬أهجر ؟ أو يهجر ! وأن المانعین من أن يكتب النبي‬

‫)ص( وصیته ‪ ،‬هو عمر ‪.‬‬

‫فراجع المصادر التي سأذكرها من علمائكم ‪:‬‬

‫‪1‬ع صحیح البخاري ‪ :‬ج ‪. 118 /2‬‬

‫‪2‬ع صحیح مسلم في آخر كتاب الوصیة ‪.‬‬

‫‪3‬ع الحمیدي في الجمع بین الصحیحین ‪.‬‬

‫‪4‬ع أحمد بن حنبل في المسند ‪ :‬ج ‪. 222 / 1‬‬

‫‪6‬ع والنووي في شرح صحیح مسلم ‪ ،‬وغیرهم كابن حجععر فععي صععواعقه ‪ ،‬والقاضععي أبععو علععي ‪،‬‬

‫والقاضي روزبهان ‪ ،‬والقاضي عیاض ‪ ،‬والغزالي ‪ ،‬وقطب الععدين الشععافعي ‪ ،‬والشهرسععتاني فععي‬

‫الملل والنحل وابن الثیر ‪ ،‬والحافظ أبو نعیم ‪ ،‬وسبط ابن الجوزي ‪ .‬وجل علمائكم أو كل من كتب‬

‫مععن أعلمكععم ععن وفعاة النععبي )ص( ذكععر هععذا المععر العظیععم والخطععب الجسععیم والخععبر اللیععم ‪.‬‬

‫‪ / 55‬ط‪ .‬دار إحیاء التراث العربي بیروت قععال ‪ :‬وفععي‬ ‫ج‪/ 2‬‬ ‫نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪:‬‬

‫الصحیحین أيضا ‪ ،‬خرجاه معا عن ابن عباس رحمه ال تعالى قال ‪ :‬لما احتضر رسول ال )ص(‬

‫‪611‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وفي البیت رجال منهم عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال النبي )ص( ‪ :‬هلم أكتب لكم كتابا ل تضلون بعععده ‪،‬‬

‫فقال عمر ‪ :‬إن رسول ال )ص( قد غلب علیه الوجع ‪ ،‬وعندكم القرآن ‪ ،‬حسبنا كتاب ال !‬

‫فاختلف القوم و اختصموا ‪ ،‬فمنهم من يقول قربوا إلیه يكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ‪ ،‬و منهم‬

‫من يقول ‪ :‬القول ما قاله عمر ‪ ،‬فلما أكثروا اللغو و الختلف عنده )ع( ‪ ،‬قال لهم ‪ :‬قوموا‬

‫فقاموا ‪،‬فكان ابن عباس يقول ‪ :‬إن الرزية كل الرزية ‪ :‬ما حال بین رسول ال )ص( و بین أن‬

‫يكتب لكم ذلك الكتاب ‪ ،‬ونقل سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص ‪ 64 /‬و ‪ / 65‬ط‪ .‬مؤسسة‬

‫أهل البیت بیروت ‪ ،‬قال ‪ :‬وذكر أبو حامد الغزالي في كتاب " سر العالمین " ‪ :‬ولما مات رسول‬

‫ال )ص( قال قبل وفاته بیسیر ‪ :‬إئتوني بدواة وبیاض لكتب لكم كتابا ل تختلفوا فیه بعدي ‪،‬‬

‫فقال عمر ‪ :‬دعوا الرجل فإنه يهجر !! إن هذه المخالفة والمعارضة من عمر لرسول ال )ص(‬

‫ما كانت أول مرة بل كانت مسبوقة بمثلها كما في صلح الحديبیة وغیرها ‪ ...‬ولكن هذه المرة‬

‫سببت اختلف المسلمین وتنازعهم في محضر رسول ال )ص( ‪ ،‬وكان أول نزاع وتخاصم وقع‬

‫بین المسلمین في حیاة النبي )ص( ودام ذلك حتى الیوم ‪ ،‬فعمر بن الخطاب هو مسبب هذه‬

‫الختلفات والضللت التي أدت بالمسلمین إلى القتال والحروب‪ ،‬وسفك الدماء وإزهاق‬

‫النفوس ‪ ،‬لنه منع النبي )ص( من كتابة ذلك الكتاب الذي كان يتضمن اتحاد المسلمین وعدم‬

‫ضللتهم إلى يوم الدين !‬

‫الشیخ عبدالسلم ‪ :‬ل ننتظر من جنابكم هذا التجاسر على مقام الخلیفة الفاروق ! وأنت صاحب‬

‫الخلق البديع والدب الرفیع فكیف ل تراعي الخلق والداب ؟!‬

‫‪612‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬بال علیكم ! اتركوا التعصب ! وتجردوا عن حب ذا وبغض ذاك ! وأنصفوا ! هل تجاسر‬

‫الخلیفة على سید المرسلین وخاتم النبیین )ص( ومخالفته ومعارضته للنبي )ص( ونسبته‬

‫رسول ال )ص( إلى الهجر والهذيان أعظم أم تجاسري على الخلیفة كما تزعمون ؟! ولعمري ما‬

‫كان تجاسري إل كشف الواقع وبیان الحقیقة ! ولیت شعري ‪ ...‬أنا ل أراعي الخلق والداب أم‬

‫عمر بن الخطاب ؟ إذ سبب النزاع والصیاح ‪ ،‬وتخاصم الصحاب عند رسول ال )ص( حتى‬

‫رفعوا أصواتهم وأزعجوا النبي )ص( بحیث أخرجهم وأبعدهم وغضب علیهم لنهم خالفوا ال‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬
‫و ِ‬
‫ص ْ‬
‫وقَ َ‬
‫ف ْ‬ ‫وات َك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ص َ‬
‫عوا أ ْ‬ ‫مُنوا ل َ ت َْر َ‬
‫ف ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫سبحانه إذ يقول ‪َ ) :‬يا أي ّ َ‬
‫حب َ َ‬ ‫َ‬ ‫ه ِبال ْ َ‬
‫ط‬ ‫ض أن ت َ ْ‬
‫ع ٍ‬ ‫ضك ُ ْ‬
‫م ل ِب َ ْ‬ ‫ع ِ‬
‫ر بَ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫ل كَ َ‬
‫ج ْ‬ ‫و ِ‬
‫ق ْ‬ ‫هُروا ل َ ُ‬ ‫ول َ ت َ ْ‬
‫ج َ‬ ‫ي َ‬
‫الن ّب ِ ّ‬

‫ن(‬ ‫م ل َ تَ ْ‬ ‫عمال ُك ُم َ‬ ‫َ‬


‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬لم‬ ‫عُرو َ‬
‫ش ُ‬ ‫وأنت ُ ْ‬
‫ْ َ‬ ‫أ ْ َ‬

‫يقصد الخلیفة من كلمة الهجر معنى سیئا وإنما قصد أن النبي )ص( بشر مثلنا ‪ ،‬وكما نحن في‬

‫مثل تلك الحالة نفقد مشاعرنا ‪ ،‬فرسول ال )ص( كان كذلك ! لن ال تعالى يقول ‪ُ ) :‬‬
‫ق ْ‬
‫ل‬

‫مث ْل ُك ُ ْ‬
‫م ( ‪ ...‬فهو )ص( إذا مثلنا في جمیع النواحي ‪ :‬في الغرائز والعواطف‬ ‫ما أ ََنا ب َ َ‬
‫شٌر ِ‬ ‫إ ِن ّ َ‬

‫‪ ،‬ويعرض علیه من العوارض الجسمیة كضعف القوى والعضاء كما يعرض على غیره من‬

‫البشر ‪ ،‬وحالة الهجر والهذيان في حال المرض أيضا من عوارض الجسد البشري فربما‬

‫يعرض علیه كما يعرض على كل أفراد البشر !!‬

‫قلت ‪ :‬أول ‪ :‬إني أتعجب من انقلبك واستغرب تبدل حالك ! إذ كنت قبل هذا تقول ‪ :‬ل ريب إن‬

‫مخالفة كتاب ال كفر ومعاندة رسول ال )ص( إلحاد ‪ ،‬والن طفقت توجه كلم معانديه وعمل‬

‫مخالفیه ! فما عدا مما بدا ؟!‬

‫‪613‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثانیا ‪ :‬أتعجب أيضا أنك ل تتأثر من كلم عمر على رسول ال )ص( وهو سید الولین والخرين‬

‫وتتغیر هذا التغیر الفظیع من كلمي على عمر ‪ ،‬وهو إنسان عادي غاية ما هنالك أن أحد صحابة‬

‫رسول ال وكم له في الصحابة من نظیر !!‬

‫والجدير بالذكر أنه بعد تلك الصحبة الطويلة ما عرف النبي )ص( حق معرفته وكان جاهل‬

‫بمقامه المنیع وشأنه الرفیع فنسب إلیه الهجر ‪ ،‬وهذا رأي بعض أعلمكم مثل القاضي عیاض‬

‫الشافعي في كتاب الشفاء والكرماني في شرح صحیح البخاري والنووي في شرح صحیح مسلم‬

‫فإنهم يعتقدون من ينسب الهجر والهذيان إلى رسول ال )ص( فقد جهل معنى النبوة والرسالة ‪،‬‬

‫ول يعرف قدر النبي وشأنه ‪ ،‬لن النبیاء العظام كلهم في زمان تبلیغ رسالتهم وإرشادهم للناس‬

‫يكونون معصومین عن الخطأ والزلل ‪ ،‬لنهم يأخذون عن ال تعالى ومتصلون بعالم الغیب‬

‫والملكوت ‪ ،‬سواء أكانوا في حال الصحة أم المرض ‪.‬‬

‫فیجب على كل فرد من الناس أن يطیعهم ويمتثل لوامرهم ‪ .‬فمن خالف النبي )ص( في طلبه‬

‫البیاض والدواة لیكتب وصیته )ص( وخاصة بمثل ذلك الكلم الشنیع ‪:‬‬

‫" إن رسول ال يهجر " ! " إنما هو يهجر " ! " قد غلب علیه الوجع " ! وما إلى ذلك من‬

‫كلم فجیع وبیان فظیع ‪ ،‬إنما يدل على جهل قائله وعدم معرفته لمقام النبي وشخصیته العظیمة!‬

‫ثالثا ‪ :‬أطلب من جناب الشیخ أن يراجع كتب اللغة في تفسیر كلمة " يهجر " حتى يعرف مدى‬

‫تجاسر قائلها على رسول ال )ص(!!‬

‫‪614‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فقد قال اللغويون ‪ :‬الُهجر بالضم = الُفحش ‪ ،‬وبالفتح = الخلط والهذيان ‪ ،‬وهو بعید عن مقام‬

‫ض ّ‬
‫ل‬ ‫ما َ‬
‫وى َ‬
‫ه َ‬ ‫جم ِ إ ِ َ‬
‫ذا َ‬ ‫والن ّ ْ‬
‫النبوة وقد عصم ال سبحانه رسوله عن ذلك بقوله عز ) َ‬

‫حى (‬
‫ي ُيو َ‬
‫ح ٌ‬ ‫و إ ِّل َ‬
‫و ْ‬ ‫ه َ‬
‫ن ُ‬
‫وى إ ِ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ه َ‬ ‫ع ِ‬
‫ق َ‬
‫ما َينطِ ُ‬
‫و َ‬
‫وى َ‬ ‫ما َ‬
‫غ َ‬ ‫و َ‬ ‫حب ُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫صا ِ‬
‫َ‬

‫ما آَتاك ُ ُ‬
‫م‬ ‫لذلك أمر المسلمین بالطاعة المحضة له من غیر ترديد وإشكال ‪ ،‬فقال سبحانه ‪َ ) :‬‬
‫َ‬
‫عوا الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫طي ُ‬
‫هوا (‪ ،‬وقال تعالى ‪ ) :‬أ ِ‬ ‫ه َ‬
‫فانت َ ُ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫هاك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ما ن َ َ‬
‫و َ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوهُ َ‬ ‫ل َ‬
‫ف ُ‬ ‫سو ُ‬
‫الّر ُ‬

‫سو َ‬
‫ل ( ‪ .‬فمن استشكل في كلم رسول )ص( أو تردد في إطاعته وامتثال‬ ‫َ‬
‫عوا الّر ُ‬
‫طي ُ‬
‫وأ ِ‬‫َ‬

‫أمره ‪ ،‬فقد خالف ال تعالى وأصبح من الخاسرين ‪.‬‬

‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬ولو فرضنا بأن عمرا قد أخطأ ‪ ،‬فهو خلیفة رسول ال )ص( وكان يقصد‬

‫بذلك حفظ الدين والشريعة ولكنه اجتهد فأخطأ فیعفى عنه وال خیر الغافرين ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬أول ‪ :‬حینما تكلم عمر بذلك الكلم الخاطئ لم يكن خلیفة رسول ال ‪ ،‬بل شأنه شأن أحد‬

‫الناس العاديین ‪.‬‬

‫ثانیا ‪ :‬قد قلت ‪ :‬إنه اجتهد فأخطأ ! فلعمري هل الرأي أو الكم المخالف لنص القرآن اجتهاد ؟ أم‬

‫ذنب ل يغفر !‬

‫ثالثا ‪ :‬وقلت ‪ :‬إنه كان يقصد حفظ الدين والشريعة ‪،‬فمن أين تقول هذا ؟ وال من وراء القصد ‪،‬‬

‫ثم هل أن النبي )ص( كان أعرف بحفظ الشريعة أم عمر بن الخطاب ؟ فإن رسول ال )ص( كان‬

‫موكل من ال في ذلك وكان )ص( حريصا على الدين وحفظ الشريعة أكثر من غیره ‪ ،‬ولجل ذلك‬

‫‪615‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أراد أن يوصي ويكتب كتابا ل يضل المسلمون بعده أبدا ولكن عمر منع من ذلك وصار سببا‬

‫لضللة من ضل إلى يوم القیامة ‪ ،‬فأي عفو وغفران يشمل هذا المجتهد الخاطئ !!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫هنا يعترض علی قول عمر ‪ ،‬حین سمی قول النبي صلی ال علیه وسلم هجرًا أو هذيانا ‪..‬؟؟!!‬

‫هل يمکن ان يصدر مثل هذا القول من رجل عنده مسحة أدب أو ذرة منه ‪...‬؟ وهل يصح ان‬

‫نسمي اقوال النبي هذيانًا ‪...‬؟‬

‫قلت‪ :‬ادعاؤك هذا ل يقوم علی اساس صحیح فعمر لم يقل هذا القول ‪ ،‬بل من قال ذلك وسماه هو‬

‫أنت ‪ ،‬نعم إن من يقول ذلك أنت وأمثالك أيها النكرة الدعرور ؟!!‬

‫ولم يقل ذلك البخاري رحمه ال وإنما الذي قال ذلك سبط ابن الجوزي وهو كما علمنا رجل‬

‫لوزن له في مذهبنا أو کتبنا وان افترضنا وجود مثل هذا القول فإنما يوجد عنده وعند امثاله من‬

‫النکرات ‪ ،‬فل غفر ال له ‪ ،‬إنه کان رافضیًا ‪ ،‬وانتم من تسمونه وتنسبونه الی أهل السنة ‪ ،‬ول‬

‫ادري لمه کل هذا الشغف باقواله ‪....‬؟‬

‫کیف تعتمدون علیه وتحتجون بأقواله ‪....‬؟؟‬

‫إن کان ذلك الرجل حقًا من أهل السنة فلماذا كل هذا الحب والوله والشغف به ‪..‬؟‬

‫لمه کل ذلك ‪...‬؟ هل تريد أن تفهما أنكم يا معشر الشیعة تحبون أهل السنة وتحترمون‬

‫علماءهم‪....‬؟؟ ل أريد أن أطیل هنا في الرد علیك وحسبي أن أقول ‪ :‬إن البخاري لم يقل مثل‬

‫هذا ولم يثبت عن عمر رضي ال عنه انه سمى ذلك ) هذيانًا ( وإنما ذلك ورد في کتبکم انتم تلك‬

‫الکتب التي تشرفون علی طباعتها لیل نهار وتنفقون في سبیل محاربة دين ال تعالی الموال‬

‫الطائلة ‪ ،‬نعم كل ذلك لجل الطعن والتشكیك بشريعة هذا الدين وبكل ما له من ماضي مشرق‬
‫‪616‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وتاريخ عريق ‪...‬؟!! ثم إن بعض العلماء قال في شرح هذا الحديث » أهجر رسول ال ‪..‬؟« قد‬

‫يکون القائل لذلك شخص حديث عهٍد باسلم ولم يکن لديه ذلك اليمان والعلم الذي کان لدی‬

‫الصحابة الکبار والسابقون الولون ‪ ،‬فلم يکن يعلم ان الرسول صلی ال علیه وسلم لم يکن‬

‫کسائر البشر فهو صلی ال علیه وسلم ل يقول هجرًا حتی في حالة المرض والحمی‬

‫ويمکن توجیه هذه الجملة بالتي ‪ » :‬أهجر رسول ال ‪..‬؟« أي ) من الحمی ( أما أنت فقد‬

‫أضفت الی هذا النص شیئًا من التوابل والملح فبدلت النص من‬

‫» رسول ال « الی ) هذا الرجل ‪..‬؟ ( ثم لیس هناك دلیل صحیح يثبت أن القائل لهذه الجملة هو‬

‫عمر رضي ال عنه ‪ ،‬ولکنك أنت الذي سعیت وبحثت عن حتفك بظلفك حینما اعتمدت في نقلل‬

‫واستدللك علی سبط بن الجوزي وسلیمان البلخي وکل من هبّ من الناعقین والناهقین فصدقت‬

‫الکذبة التي تقول ‪ :‬أن القائل لذلك هو عمر ‪...‬؟!! ثم انظروا الیه و هو يستنطق السني ويتسائل‪:‬‬

‫قد يکون عمر إنما قال ذلك لعلمه أنه صلی ال علیه وسلم لو کتب هذه الوصیة فقد يکون هناك‬

‫ضرر قد يلحق بالمة ‪....‬؟ فیجیبنا الشیعي علی هذا التساؤل ‪ :‬وهل کان عمر أشد حرصًا علی‬

‫مصلحة المة وأدری بذلك من رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪....‬؟!!‬

‫فأجیب علی ذلك وأقول ‪ :‬قد يکون الحق مع الشیعي ‪ ،‬ولکننا يجب أن نعلم جیدًا أن ذلك السني‬

‫المزعوم هو في الحقیقة شیعي مثله ‪ !!...‬ونحن نعلم أن الصحابة رضي ال عنه لم يتصرفوا‬

‫ذلك التصرف ال عن اجتهاد وطلب للتخفیف عن رسول ال صلی ال علیه وسلم فقال بعضهم ‪:‬‬

‫ل تزعجوا رسول ال صلی ال علیه وسلم وهو قد حضره ما حضره من شدة الحمی واللم‬

‫المبرحه ‪ ،‬وأما البعض الخر فقالوا ‪ :‬مادام النبي صلی ال علیه وسلم قد طلب ذلك بنفسه‬

‫فنفذوا ما أرد منکم وهاتوا له بالقلم والدواة ‪ ،‬فتبین بذلك أن کل الفريقین کان مجتهدًا وطالبًا‬

‫‪617‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫للخیر في قوله وفعله ‪ ،‬ثم إن النبي صلی ال علیه وسلم قد انصرف عن ذلك المر وأعرض عنه‬

‫ولم يقل شیئا ‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬الشیخ عبد السلم ‪ :‬تظهر نیة الفاروق‬

‫الحسنة من آخر كلمه حیث قال ‪ :‬حسبنا كتاب ال !!‬

‫قلت ‪ :‬هذه الجملة تدل على عدم معرفة الخلیفة لمقام النبوة وعدم معرفته بحقیقة كتاب ال أيضا‬

‫‪ ،‬لن القرآن كلم ذو وجوه وله بطون ‪ ،‬ولبد من مفسر وموضح يعرف الناسخ والمنسوخ‬

‫والعام والخاص والمطلق والمقید والمجمل والمبین والمتشابه والمحكم منه ‪ ،‬وهذا ل يكون إل‬

‫عل َ ُ‬
‫م‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫و َ‬
‫من أفاض ال علیه من الحكمة وفتح في قلبه ينابیع علومه ‪ ،‬فلذا قال سبحانه ‪َ ) :‬‬

‫عل ْم ِ ( ‪ ،‬فإذا كان القرآن وحده يكفي لما قال‬


‫في ال ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ِ‬
‫خو َ‬
‫س ُ‬
‫والّرا ِ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ويل َ ُ‬
‫ت َأ ِ‬

‫هوا ( ‪ .‬ولما‬ ‫ه َ‬
‫فانت َ ُ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫هاك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ما ن َ َ‬
‫و َ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوهُ َ‬ ‫ل َ‬
‫ف ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫ما آَتاك ُ ُ‬
‫م الّر ُ‬ ‫و َ‬
‫سبحانه ‪َ ) :‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫م ُ‬ ‫م لَ َ‬
‫عل ِ َ‬ ‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ر ِ‬ ‫وإ َِلى أوِلي اْل ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل َ‬ ‫دوهُ إ َِلى الّر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و َر ّ‬ ‫قال تعالى ‪َ ) :‬‬

‫م ( ولقد عرف رسول ال )ص( لمته الراسخین في العلم‬


‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ست َن ْب ِ ُ‬
‫طون َ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬

‫وأولي المر الذين يرجع إلیهم في تفسیر القرآن وتوضیحه ‪ ،‬في حديثه الذي كرره على مسامع‬

‫أصحابه وقد وصل حد التواتر في النقل ‪ ،‬إذ قال حتى عند وفاته ‪ :‬إني تارك فیكم الثقلین ‪ :‬كتاب‬

‫ال وعترتي أهل بیتي ‪ ،‬لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ‪ ،‬إن تمسكتم بهما نجوتم لن تضلوا‬

‫أبدا‪.‬‬

‫فرسول ال )ص( ل يقول لمته ‪ :‬كفاكم كتاب ال وحسبكم ‪ .‬بل يضم إلى القرآن أهل بیته‬

‫وعترته ‪.‬‬

‫‪618‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أيها الحاضرون ! فكروا وأنصفوا أي القولین أحق أن يؤخذ به قول عمر ‪ :‬حسبنا كتاب ال ‪ .‬أم‬

‫قول النبي )ص( ‪ :‬كتاب ال وعترتي ؟‬

‫ل أظن أحدا يرجح قول عمر على قول رسول ال )ص( ‪ ،‬فإذا كان كذلك ‪ ،‬فلماذا أنتم تركتععم قععول‬

‫النبي )ص( وأخذتم بقول عمر ؟! فإذا كان كتاب ال وحده يكفینا ‪ ،‬فلماذا يأمرنا ال تعالى ويقعول‬

‫ن ( والععذكر سععواء كععان القععرآن أو‬ ‫عل َ ُ‬


‫مــو َ‬ ‫ر ِإن ُ‬
‫كنُتم ل َ ت َ ْ‬ ‫ل الذّك ْ ِ‬ ‫سأ َُلوا أ َ ْ‬
‫ه َ‬ ‫‪ْ )...‬‬

‫رسول ال )ص( فأهل الذكر هم عترة رسول ال وأهل بیته الطیبین ‪.‬‬

‫وقد مر الكلم حول الموضوع في اللیالي السالفة ‪ ،‬ونقلت لكم عن السیوطي وغیره من أعلمكععم‬

‫أنهم رووا بععأن أهععل العذكر هعم عععترة رسعول الع )ص( العذين جعلهعم النعبي )ص( ععدل القعرآن‬

‫ونظیره ‪.‬‬

‫وأنقل لكم ع الن ع مضمون كلم أحد أعلمكم وهو قطب الدين الشععیرازي ‪ ،‬قعال فععي كتععابه كشععف‬

‫الغیوب ‪ :‬لبد للناس من دلیل ومرشد يرشدهم إلى الحق ويهديهم إلععى الصععراط المسععتقیم ‪ ،‬ولععذا‬

‫أتعجب من كلم الخلیفة عمر )رض( ‪ :‬حسبنا كتاب ال ع ! وبهععذا الكلم رفععض الهععادي والمرشععد‬

‫فَمَثله كمن يقبل علم الطب وضرورته ولزومه للناس إل أنه يرفععض الطععبیب ويقععول حسععبنا علععم‬

‫الطب وكتبعه ول نحتعاج لطعبیب ! معن الواضعح إن هعذا الكلم معردود عنعد العقلء ‪ ،‬لن الطعبیب‬

‫وجعوده لزم لتطعبیق علعم الطعب كمعا يلعزم علعم الطعب النعاس ‪ ،‬والعلعم معن غیعر ععالم وععارف‬

‫بمصطلحاته ورموزه ‪ ،‬يبقى معطل ل يمكن أن يستفاد منه ‪ ،‬فكما ل يمكن لحاد البشر أن يعرفوا‬

‫علم الطب ورموزه ‪ ،‬ول بد من أطباء فععي كععل مجتمععع يعععالجون المرضععى بمعرفتهععم لعلععم الطععب‬

‫ورموز العلج ‪ ،‬كذلك القرآن الكريم وعلومه ل يعقل بأن النععاس كلهععم يعرفععون علععومه ورمععوزه‬
‫‪619‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ومصطلحاته ‪ ،‬فل بد أن يرجعوا إلى العالم لعلومه ورموزه والمتخصععص بتفسععیره وتععأويله وقععد‬

‫عل ْـم ِ (‪ ،‬وقععال‬


‫في ال ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ِ‬
‫خو َ‬
‫س ُ‬
‫والّرا ِ‬ ‫ه إ ِّل الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ويل َ ُ‬ ‫عل َ ُ‬
‫م ت َأ ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫و َ‬
‫قال سبحانه ‪َ ) :‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫مـ ُ‬ ‫م لَ َ‬
‫عل ِ َ‬ ‫هـ ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ر ِ‬ ‫وإ َِلى أول ِــي اْل ْ‬
‫مـ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫دوهُ إ َِلى الّر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و َر ّ‬ ‫عز وجل ‪َ ) :‬‬

‫م (‪.‬‬
‫هــــــــــــــــــ ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ســــــــــــــــــت َن ْب ِ ُ‬
‫طون َ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫اّلــــــــــــــــــ ِ‬
‫ذي َ‬

‫ت‬
‫و آَيـا ٌ‬
‫هـ َ‬ ‫فالكتاب المبین وحقیقته إنما يكون في قلوب أهل العلم ‪ ،‬كما قال سبحانه ‪ ) :‬ب َ ْ‬
‫ل ُ‬

‫م ( ولهذا كان علي كرم ال وجهه يقول ‪ :‬أنععا‬ ‫ن ُأوُتوا ال ْ ِ‬


‫عل ْ َ‬ ‫ر ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫دو ِ‬
‫ص ُ‬
‫في ُ‬
‫ت ِ‬
‫ب َي َّنا ٌ‬

‫كتاب ال الناطق والقرآن كتاب ال الصامت ‪ .‬انتهى مضمون مقال وخلصة مقال قطب الدين ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬كل عاقل منصف ‪ ،‬وكل صاحب وجدان وإيمان يععرف أن عمععر بععن الخطعاب ارتكععب ظلمعا‬

‫كبیرا بمنعه النبي )ص( أن يكتب لمته كتابا لن يضلوا بعده أبدا !! وأما قولك أيها الشععیخ ‪ :‬إن‬

‫أبا بكر وعمرا أوصیا ولم يمنعهما أحد من الصحابة ‪ :‬فهو قول صحیح وهععذا المععر يععثیر تعجععبي‬

‫واستغرابي ‪ .‬كما يهیج حزني ويبعث اللم في قلبي ‪ ،‬فقد اتفق المؤرخون والمحدثون على إن أبا‬

‫بكر أمل وصیته على عثمان وهو كتبها في محضر بعض أصحابه وعرف عمر بن الخطاب ذلععك‬

‫ولم يمنعه ‪ ،‬وما قال له ‪ :‬ل حاجة لنا بوصیتك وعهدك ‪ ،‬حسبنا كتاب ال ! ولكنه مع رسول ال ع‬

‫)ص( عن الوصیة وكتابة عهده لمته ‪ ،‬قائل ‪ :‬أنه يهجر ‪ ..‬كفانا أو حسبنا كتاب ال !! وقد كععان‬

‫ابن عباس وهو حبر المة كلما يتذكر ذلك الیوم يبكي ويقععول ‪ :‬إن الرزيععة كععل الرزيععة ‪ :‬مععا حععال‬

‫بین رسول ال )ص( و بین أن يكتب لهم ذلك الكتععاب مععن اختلفهععم ولغطهععم ‪ /‬صععحیح البخععاري‬

‫وج ‪ / 271 / 4‬بععاب كراهیععة‬ ‫بحاشیة السندي ‪ :‬ج ‪ / 4‬كتاب المرضععى بععاب قععول المريععض قومععوا عنععي‬
‫الخلف‪.‬‬

‫‪620‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نعم كان ابن عباس يتأسف ويبكي ‪ ،‬ويحق لكل مسلم منصف أن يتأسف ويبكي وأن يتألم ويتأثر‬

‫ويتغیر ‪ ،‬ونحن على يقین أنهم لو تركوا رسول ال )ص( يكتب وصیته ‪ ،‬لععبین أمععر الخلفععة مععن‬

‫بعده وعین خلیفته مؤكدا علیهم بأن يطیعوه ول يخالفوه ‪ ،‬ولذكرهم كععل مععا قعاله فععي هععذا الشععأن‬

‫وفي شأن وصیه وخلیفته ووارثه من قبل ‪ .‬والذين منعوا معن ذلعك ‪ ،‬كعانوا يطمععون فععي خلفتعه‬

‫كما كانوا يعلمون أنه يريد أن يسجل خلفة ابن عمه علي بععن أبععي طععالب ‪ ،‬ويكتبععه ويأخععذ منهععم‬

‫العهد والبیعة له في آخر حیاته ‪ ،‬كما أخذ علیهم ذلك في يععوم الغعدير ‪ ،‬لعذلك خعالفوه بكعل وقاحعة‬

‫ومنعوه من ذلك بكل صلفة !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يذکر المؤلف هنا قول قطب الدين الشیرازي والذي يعتبره من کبار علماء أهل السنة انه قال ‪:‬‬

‫لقد أساء عمر حینما قال ‪ :‬يکفینا کتاب ال‪ !!...‬وذلك کمثل من يقول ‪ :‬نکتفي بکتب الطب عن‬

‫الطبیب فل نحتاج الیها ‪...‬؟!‬

‫قلت‪ :‬أيها الکذاب أوًل ‪ :‬من جعل أو قال ‪ :‬أن قطب الدين من أکابر علمائنا ‪...‬؟‬

‫ثانیًا‪ :‬لو افترضنا جدًل أن القرآن ل يکفینا فمن لهذه المة علي أم صاحب الزمان ؟ أما الول فقد‬

‫ي رسول ال ‪...‬؟!!‬
‫مات واما الثاني فقد غاب ‪ !!....‬ثم إنکم تقولون أن الدين ل يکتمل بدون وص ّ‬

‫فما النتیجة التي وصلنا الیها بعد کل هذا الخذ‬

‫والرد ‪....‬؟ وماذا سنفعل في هذه الحالة ‪...‬؟ وبالتالي يعلم أن افتراضك واعتراضك ل يقوم من‬

‫أوله علی اساس متین ‪ !!...‬فکل من سمع قول عمر ل يمکن أن يحمله علی المحمل الذي انت‬

‫ذهبت الیه ولم يکن يقصد رضي ال عنه أن المة ل حاجة لها الی قول الرسول لن ذلك ل فائدة‬

‫فیه ‪ ،‬فسیرة عمر وحیاته وحّبه للقرآن والسنة واتباعه لهذين الصلین العظیمین في کل دقیقة‬
‫‪621‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫من دقائق حیاته لهو أکبر دلیل وأوضح برهان علی إبطال ذلك الظن السئ والقول الباطل بحق‬

‫عمر بن الخطاب رضي ال عنه ‪ ،‬ثم ل تنسوا أمرًا في غاية الهمیة والخطورة ‪ ،‬وهو أن علیًا‬

‫رضي ال عنه کان أحد الوزراء المقربین لعمر رضي ال عنه فأي طعن في عمر يعني ذلك انکم‬

‫ي نفسه ‪....‬؟!!!‪.‬‬
‫تطعنون في عل ّ‬

‫عندما رأی عمر رضي ال عنه رسول ال صلی ال علیه وسلم وهو يعاني ويتألم فأراد أن‬

‫يخفف عنه ول يشق علیه اکثر مما هو فیه فرأی رأيا ولکن الصحابة خالفوه في ذلك ‪ ،‬وهذا‬

‫دلیل آخر علی أن عمر لم يکن في مقام المر الناهي ‪ ،‬ثم لم تکن لعمر تلك السلطة التي تمنع‬

‫الناس من إبداء آرائهم أو ذلك الخوف الذي يمنعهم من قول ما يرونه حقًا وصوابا ‪!!...‬‬

‫ثم إن الرسول صلی ال علیه وسلم ترك الکتابة واعرض عن ذلك المر بنفسه فالمر کله ل‬

‫يخرج عن هذين السببین ‪ :‬الول‪ :‬إما أنه کان لم ير ذلك المر بتلك الهمیة والخطورة‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أو أنه لم يبلغ الرسالة کاملة ‪ ،‬وبما أن الصحابة لم يکونوا يخافوا عمرًا فخالفوه وقالوا‪:‬‬

‫» لیکتب ذلك الرسول « فکیف إذًا يخاف النبي صلی ال علیه وسلم من عمر وأمثاله ‪...‬؟ فماذا‬

‫تعني بکلمك ‪...‬؟ ل يعني ال شیئًا واحدًا‪ :‬ان النبي صلی ال علیه وسلم قد خاف من عمر فلجل‬

‫ذلك آثر الصمت والسکوت ‪...‬؟!!!‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬أيها الجهلة والمغفلون ل تنسوا أن القرآن الکريم إنما کتب بإملٍء النبي صلی ال علیه‬

‫وسلم علی أصحابه ‪ ،‬فلم نسمع أن عمر قد قال‪ :‬يکفینا التوراة مثل ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء التاسع والتسعون بعد المائة الثانیة وقوله ‪ :‬وهذا المر يثیر تعجبي واستغرابي كما‬

‫يهیج حزني ويبعث اللم في قلبي ‪ ،‬فقد اتفق المؤرخون والمحدثون على إن أبا بكر أمل وصیته‬

‫على عثمان ‪ ،‬وهو كتبها في محضر بعض أصحابه وعرف عمر بن الخطاب ذلك ولم يمنعه وما‬
‫‪622‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قال له ‪ :‬ل حاجة لنا بوصیتك وعهدك ‪ ،‬حسبنا كتاب ال !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لماذا تفترض تلك الفتراضات الخاطئة ثم تبني علیها ما تشاء من هذه الدعاءات‬

‫الباطلة‪...‬؟! من قال لك أن الصحابة رضي ال عنهم منعوا الرسول صلی ال علیه وسلم وحالوا‬

‫بینه وبین کتابة الوصیة ‪...‬؟ ثم ماهو المانع ‪...‬؟ إن النبي صلی ال علیه وسلم هو من ترك‬

‫کتابتها ثم قال لهم ‪ » :‬أخرجوا عني «‬

‫ل يستبعد أن تقول لنا ‪ :‬إن الصحابة قاموا بدس السم لرسول ال صلی ال علیه وسلم‬

‫وقتلوه‪....‬؟!! إن فحوی کلمك يدل علی أن النبي صلی ال علیه وسلم لم تکن لديه السلطة‬

‫والکلمة النافذة علی أصحابه وکانت رسالته ومنزلته قد انتهت عند ذلك الحد ‪....‬؟!! أنه کان‬

‫يفترض بك أن تثبت أوًل حقیقة ما تفترض ثم تبني علیه ما تشتهي من هذه الدعاءات‬

‫والکاذيب ‪.‬‬

‫فماذا تريد أن تثبت لنا من وراء کل هذا الکلم والهذيان ‪..‬؟ هل تريد أن تقول لنا‪ :‬إن المهاجرين‬

‫والنصار واهل مکة والقبائل العربیة واهل الجزيرة کلهم أجمعوا علی معصیة النبي صلی ال‬

‫علیه وسلم في آخر حیاته وقبل مماته ‪..‬؟ إن إنکارك ونفیك لوجود شخص باسم محمد ان‬

‫يکون له حقیقة في التاريخ قد يكون أهون من هذا الدعاء الباطل الذي تريد أن تثبت فیه أن‬

‫المة کلها قد آرتدت وکفرت في حیاة نبیها علیه الصلة والسلم عندما تآلبت وأجمعت علی‬

‫معصیته وعدم طاعته ‪...‬؟!!‬

‫‪623‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ادعاء المائة الثالثة وقوله ‪ :‬من الواضح إن ما أراد النبي صلى ال علیه وسعلم كتعابته كعان فععي‬

‫غاية الهمیة والخطورة ‪ ،‬وهذا ما يقوله الشیعة ويؤكدون علیه ‪ ،‬ولكن وللسف الشديد إن ذلك‬

‫لم يكتب ‪. !!..‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن کان المر بکل تلك الهمیة فلماذا لم يکتب وما المانع من ذلك ‪..‬؟ وهل تظن أن النبي‬

‫صلی ال علیه وسلم يسکت عن تبلیغ أمر هاٍم وخطیر کهذا لجل کلمة أو عبارة بدرت من زيد‬

‫أو عمرو من الناس ‪..‬؟ ثم إن کان عمر هو الذي منع من ذلك ‪ ،‬فلماذا لم يکتبوا ذلك المر الهام‬

‫بعد خروجه ‪...‬؟ قد تقولون لنا أنه کان مريضًا ول يقوی علی الکتابة ‪ ،‬فهل کان علي مريض‬

‫هو الخر ‪..‬؟!! ثم قد تقولون لنا من باب الفرض والحتمال وإمعانا في الجدال ‪ :‬إن علیًا لم يکن‬

‫کاتبًا مثل النبي صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬فهل عدم النطق بالحق رضي ال عنه وارضاه ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء الول بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬عدم كتابة النبي صلى ال علیه وسلم ونصه على هذا‬

‫المر كان حرصا منه على حفظ نصف الدين ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬أوًل‪ :‬متى أحوج ال تعالی نبّیه لعمر وأمثاله حتی يلجأ الی رشوته لحفظ هذا الدين الذي‬

‫لم يکتمل ببعثة النبي صلی ال علیه وسلم وجهاده ودعوته وهجرته ‪...‬؟!!‬

‫ثم هل کان المهاجرون من أهل مکة والنصار من أهل المدينة والمسلمون من اقطار الجزيرة‬

‫العربیة کلها قد آمنوا بعمر أم بمحمٍد صلی ال علیه وسلم وبرسالته ‪...‬؟ ‪.‬‬

‫ثانیًا ‪ :‬ما المصلحة التي کان يرتجیها من حفظ بعض الدين دون بعضه الخر ‪..‬؟ هل يجزأ العبد‬

‫صیام نصف النهار مثل ‪...‬؟ لماذا لم يعمل ويکرس جهده ويبذل طاقته لتمام هذا النصف الخر‬
‫‪624‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫من الدين عندما کان في مکة ‪...‬؟ کیف استطاع أن يقرأ هذه اليات علی مسامع المشرکین في‬

‫مکة مع ضعفه » قل يا ايها الکافرون ل اعبد ما تعبدون ول أنتم عابدون ما أعبد ول أنتم‬

‫عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين « سورة الكافرون ‪.‬‬

‫کیف استطاع أن يصدع بذلك في مکة ولم يستطع أن يصدع بکلمة الحق وهو في المدينة مع‬

‫وجود علي والمة کلها ‪...‬؟؟!!ثم تراه يداهن أعداءه لیقول لهم ‪:‬‬

‫» قل يا ايها المنافقون‪ ،‬أنا أعبد ما تعبدون ‪.....‬؟؟!! (‬

‫نعم إن کلمکم يدل علی هذا المعنی ويقتضیه ول مفر لكم من القرار بذلك أو الحیدة عنه ؟!!!‬

‫ثالثًا ‪ :‬لماذا لم يکتب النبي صلی ال علیه وسلم تلك الوصیة ال في اللحظات الخیرة من‬

‫حیاته‪...‬؟ لعلکم تقولون ‪ :‬إنما أراد أن يذکر ذلك ويکتب تلك الوصیة لیؤکد علی أمرٍ قد ذکره من‬

‫قبل ‪!!!..‬‬

‫رابعًا ‪ :‬إن کان الصحابة قد منعوا النبي صلی ال علیه وسلم من کتابة ذلك المر الهام فلماذا لم‬

‫يقل ذلك مشافهة ‪...‬؟ هل ترى أن الصحابة أجمعوا كذلك على كتمان هذا المر أيضا ‪...‬؟؟‬

‫خامسًا ‪ :‬أل يعتبر هذا المر والكتمان للحق من المطاعن التي تؤخذ علی النبي صلی ال علیه‬

‫وسلم ‪...‬؟‬

‫سادسًا ‪ :‬هؤلء هم أصحاب محمٍد صلی ال علیه وسلم يقولون آرائهم ويذکرونها في وجود‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم وأمامه دون أن يغض ذلك من قدر النبي صلی ال علیه وسلم‬

‫أومنزلته والنبي صلی ال علیه وسلم کان يستمع الیهم وقد يأخذ بها وقد يخالفها ‪ ،‬وذلك کما‬

‫حدث في صلح الحديبیة ‪ ،‬فما المانع إذًا من مضي النبي صلی ال علیه وسلم الی ما يريد في‬

‫ذکر هذه الوصیة رغم انف المنکرين والمعارضین ‪ ...‬ألم يقل المولى جل في عله وحسب‬

‫‪625‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫اعترافكم أنتم أن ال تعالى قال له ‪ ) :‬وال يعصمك من الناس ‪..‬؟؟؟!! ( ‪ .‬أجیبوا يا معدن الكذب‬

‫سه وأساسه ‪.‬‬


‫وأ ٌ‬

‫الدعاء الثاني بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬ولو لم يورث النبیاء فكیف قال النبي )ص( ‪ :‬لكل نبي‬

‫وصي ووارث ‪ ،‬وأن علیا وصیي ووارثي ؟ وأثبتنا أن المقصود وراثة المال والمقام ‪ .‬وحتى إذا‬

‫كان المقصود وراثة العلم فوارث علم النبي )ص( أحق بخلفته من فاقد علمه ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لم يقل النبي صلی ال علیه وسلم فیه ما تقول ‪ ،‬وإنما ذلك قولك أنت أوًل واعتمادك علی‬

‫كل موضوع ومختلق من الحاديث ‪.‬‬

‫ثانیًا‪ :‬ثم أنت تبني افتراضاتك وادعاءاتك علی الکذب والوهام لتخدع نفسك ولم تدر أن ال‬

‫تعالی لك بالمرصاد ‪ ،‬فکل ما قلته إنما بنیت أساسه على شفا جرف هار وما کان ذلك اساسه‬

‫فإنه ل يثبت به حق أو باطل ‪ !!....‬وأما الحاديث التي وردت في کتبنا فهي التي ‪:‬‬

‫‪ ) -1‬إن لکل شئ خاصة من أصحابه وإن خاصتي من اصحابي أبوبکر وعمر( ‪.‬‬

‫‪ ) -2‬لکل نبي خلیل في أمته وإن خلیلي عثمان بن عفان ( ‪.‬‬

‫ثم لتعلم أنت ومن وراءك من الحاقدين ان أئمة أهل السنة وعلماء الحديث ل يرون صحة هذين‬

‫الحديثین ‪ ،‬فانظر الی العلم الذي يرفع ال تعالی به أهله ‪ ،‬أما أنت فل تعرف من صحیح الحديث‬

‫أو ضعیفه ال هوی النفس واتباع الشیطان ‪ ،‬وصدق فیك قول الحق تبارك وتعالی » أرأيت من‬

‫اتخذ إلهه هواه أفأنت تکون علیه وکیل « ‪.‬‬

‫إلدعاء الثالث بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬نقل المحدثون منهم أحمد بن حنبل في مسنده والمحب‬

‫الطبري في ذخائر العقبى وابن أبي الحديد في شرح النهج والشیخ سلیمان القندوزي في ينابیع‬
‫‪626‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المودة ‪ /‬الباب السادس والخمسون فصل ‪ :‬في ذكر كثرة علم علي ‪ ،‬قال ‪ :‬وروي أن عمر أراد‬

‫حْمُلُه َو ِفصاُلُه َثلُثو َ‬


‫ن‬ ‫رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر! فقال علي )ع( في كتاب ال‪َ ) :‬و َ‬

‫ن( فالحمل ستة أشهر ‪ ،‬فتركها عمر ‪ ،‬وقال عمر ‪:‬‬


‫مي ْ ِ‬
‫عا َ‬
‫في َ‬ ‫صال ُ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ف َ‬
‫و ِ‬
‫شْهرًا ( ثم قال‪َ ):‬‬
‫َ‬

‫لول علي لهلك عمر ‪ .‬قال القندوزي ‪ :‬أخرجه أحمد والقلعي وابن السمان ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬نعم ‪ ،‬قد جاءت مثل هذه القصة في الکتب والمصادر ولکن لم تکن بالصورة التي أن‬

‫تذکرتها ‪ !!...‬ثم إن عمر لم يقل » لول علي لهلك عمر « البته ‪ ،‬إنما قال ذلك لمعاذ ‪ ،‬وکان ذلك‬

‫في مسألة المرأة الحامل الذي أراد رجمها ‪ ،‬وهناك احتمال کبیر أن هذا الثر ل يصح بهذا اللفظ‬

‫وقد بحثت في مسند المام أحمد فلم أجد له على أثر‪ ،‬اللهم ال أن يکون قد ورد بالفاظ أخری‬

‫غیر هذا اللفظ ‪ !!!...‬وعلی کل حال فإن هذا الثر فیه کرامة ظاهرة لسیدنا عمر رضي ال عنه‬

‫فهو بالرغم من کونه خلیفة المسلمین وأمیرا للمؤمنین ومن أکبر قادة التاريخ ‪ ،‬فهو مع ذلك کله‬

‫تراه متواضعًا وقافًا عند حدود ال تعالی يستمع الی مشورة غیره محترما لراء الخرين عامل‬

‫بها دون تکبر أو استنکاف أو عزة تأخذه بإثم ‪..‬؟!! فهذا هو أبو حفص رضي ال عنه كما‬

‫علمناه وعرفناه دائما ‪!!....‬‬

‫ثم ل يعتبر هذا دلیل على أن علیًا کان اعلم من عمر رضي ال عنه ‪..‬؟!!‬

‫ألم يحدث مثل ذلك في أعظم غزوة في التاريخ ‪ ،‬إنها غزوة بدر الكبرى حین أشار أحد الصحابة‬

‫علی الرسول صلى ال علیه وسلم أن ينزل موضعًا آخر غیر الموضع الذي اختاره هو صلی ال‬

‫علیه وسلم للمسلمین ‪ ،‬فقبل رأيه واستمع مشورته فهل يعني ذلك أن هذا الصحابي الجلیل کان‬

‫أعلم من رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪.‬؟! ما لكم كیف تحكمون ‪..‬؟؟‬

‫‪627‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ألم يشر الصحابة علی الحسین بعدم الخروج من المدينة والذهاب الی الکوفة ‪...‬؟ وإن هو أبی‬

‫المشورة فعلیه ال يخرج بالنساء والطفال معه ‪...‬؟؟ ومع إلحاحهم ونصحهم له رضي ال عنهم‬

‫لکنه لم يستمع الی أحد ومضی علی رأيه ‪ ،‬ثم في نهاية المطاف وآخر المر علم الحسین‬

‫رضي ال عنه وأرضاه صدق ما أشاروا به علیه وصحة رأيهم وصواب ما قولوا ‪ ،‬مع ذلك فإن‬

‫مکانة الحسین في القلوب ومنزلته عند المسلمین لم تزدد إل تألقًا ورفعة وحبًا وعزة ‪ ،‬كما إن‬

‫ذلك ل يدل علی ان الذين أشاروا علیه ونصحوه کانوا أعلم منه أو ارفع مکانة ‪ ،‬وکذلك المر مع‬

‫عمر رضي ال عنه ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء الرابع بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬بأن أبا بكر )رض( رد فدك على فاطمة ثم منعها عمر‬

‫في خلفة أبي بكر ومزق كتابه ؟!!‬

‫قلت ‪ :‬يبدو أن مشاغل الحافظ كثیرة بحیث ل يجد فرصة لیطالع كتب أعلم السنة من أهل مذهبه‬

‫ونحلته ‪ ،‬وإل لما كان هذا الخبر جديدا على مسامعه ‪ ،‬فقد روى هذا الخبر كثیر من المؤرخین‬

‫والمحدثین منهم علي بن برهان الدين الشافعي في السیرة الحلبیة ‪ :‬ج ‪3/391‬وابن أبي الحديد‬

‫في شرح النهج ‪ :‬ج ‪ /247 / 16‬ط دار إحیاء التراث العربي ‪ /‬قال ‪ :‬روى إبراهیم بن سعید‬
‫الثقفي‬

‫عن إبراهیم بن میمون ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عیسى بن عبد ال بن محمد بن علي بن أبي طالب )ع( عن‬

‫أبیه عن جده عن علي )ع( قال ‪ :‬جاءت فاطمة )ع( إلى أبي بكر و قالت ‪ :‬إن أبي أعطاني فدك‬

‫وعلي وأم أيمن يشهدان فقال ‪ :‬ما كنت لتقولي على أبیك إل الحق قد أعطیتكها ‪ ،‬ودعا‬

‫بصحیفة من أدم فكتب لها فیها ‪ ،‬فخرجت فلقیت عمر فقال ‪ :‬من أين جئت يا فاطمة ؟ قالت جئت‬

‫من عند أبي بكر‪ .‬أخبرته أن رسول ال )ص( أعطاني فدك وأن علیا وأم أيمن يشهدان لي بذلك‬

‫فأعطانیها و كتب لي بها ‪ .‬فأخذ عمر منها الكتاب ‪ .‬ثم رجع إلى أبي بكر ‪ ،‬فقال ‪ :‬أعطیت فاطمة‬
‫‪628‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فدك وكتبت بها لها ‪..‬؟ قال ‪ :‬نعم فقال ‪ :‬إن علیا يجر إلى نفسه ‪ ،‬وأم أيمن امرأة ‪ ،‬وبصق في‬

‫الكتاب فمحاه وخرقه !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬نعم ‪ ،‬ولکن علیك أن تعلم جیدًا أن اسنادك من أوله الی آخره مختلق مردود فماذا عساني‬

‫أن أجیبك ‪...‬؟‬

‫ل أراك إل رجل متهوكا تلقي بالکلم علی عواهنه ثم تضحك علیه ثم تقول لنا‪ :‬إن جمیع هذه‬

‫القوال التي نقلتها في کتاب شرح نهج البلغة ‪ !!...‬أل تعلم إننا ل نقبل أو نعتمد علی نهج‬

‫البلغة نفسه فما بالك بشرحه ‪...‬؟!! نقول له‪ :‬ل وزن للنملة فیقول لنا ‪ :‬حسنًا ‪ ....‬رأسها ‪.....‬‬

‫رجلها ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الخامس بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬والعجب إن عمر الذي كان بهذه الشدة في قضیة فدك‬

‫أيام خلفة أبي بكر ‪ ،‬لما وصلت أيامه وصارت الخلفة في يده رد فدك على أولد فاطمة وكذلك‬

‫بعض الخلفاء من بعده !‬

‫الحافظ ‪ :‬إن هذا الخبر من أعجب الخبار لتناقضه ‪ ،‬وإني حائر في تصديقه ورده !‬

‫قلت ‪ :‬ل تتحیر ول ترد الخبر بل راجع كتاب وفاء الوفاء في تاريخ مدينة المصطفى للعلمة‬

‫السمهودي وهو من أعلمكم ‪ ،‬ومعجم البلدان لیاقوت الحموي ‪.‬‬

‫رويا أن أبا بكر أخذ فدك من فاطمة ‪ ،‬ولكن عمر في خلفته رده على العباس وعلي بن أبي‬

‫طالب ‪ ،‬فإذا كان فدك فيء المسلمین وقد أخذه أبو بكر حسب الحديث الذي سمعه من النبي )ص(‬

‫فبأي سبب رده عمر وجعله في يد علي والعباس دون سائر المسلمین ؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪629‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬نعم ‪ ،‬لقد أعطی أرض فدك لهما لینفقوا ذلك عی أهل الععبیت وفقرائهععم ‪ ،‬لکعن عنعدما رأی‬
‫تنازع واختلف اهل البیت فیما بینهم علی ذلك استرد ذلك منهم ونزعه مععن أيععديهم ‪ !!....‬وطبععًا‬
‫هذا التصرف والتخويل لهم ل يدل من قريب أو بعید علی أن ذل ك کان إرثا لعلي أو أهل بیته ‪...‬؟!‬
‫بل إن ما فعله عمر کان اتباعًا منه لعمل النبي صلی ال علیه وسلم فعي هعذه الرض ‪ ،‬ثعم عنعدما‬
‫زادت وظائف الخلیفة وکثرت مشاغله أوکل أمععر هععذه الرض الععی علععي والعبععاس لكنهمععا لععم لععم‬
‫يتفقوا فیما بینهما أما ابوبکر رضي ال عنه فقد کان يرعی حق علي وفاطمة فکان يتعاهععدهما‬
‫دائمًا ويصلهما بعطاياه بشکل دائم ومستمر رضي ال عنه وأرضاه ‪.‬‬

‫ج ‪216 / 16‬‬ ‫الدعاء السادس بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬وذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪:‬‬

‫قال ‪ ... :‬فلما ولي عمر ابن عبد العزيز الخلفة الموية كانت أول ظلمة ردها ‪،‬أنه دعا الحسن‬

‫بن الحسن بن علي بن أبي طالب )ع( و قیل بل دعا علي بن الحسین )ع( فردها علیه ‪،‬‬

‫و كانت بید أولد فاطمة ع مدة ولية عمر بن عبد العزيز ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ي حجة علینععا ‪ ،‬فلعو أنععه أعطععی فاطمعة حقهعا معن فعدك واععاد‬ ‫قلت ‪ :‬مما ل نشك فیه أن عمل عل ّ‬
‫الحق الی نصابه کما تدعون فعند ذلك سنقول ‪ :‬إن الحق معکم ‪!!..‬‬
‫ولکن المر علی عکس ما کنتم تظنون وتعتقدون فهو بعد أن أصبح خلیفة لم يفعل من ذل ك شیئًا‬
‫طیلة مدة خلفته رضي ال عنه ‪ ،‬والتي دامت خمس سنوات ‪ !!...‬ثم لو أنكم قلتم مثل ‪ :‬أن عمر‬
‫بن عبد العزيز رحمه ال قد استرده في خلفتعه فل يعدل هعذا العمعل علعی صعحة معا تععدعونه فعي‬
‫میراث فاطمة لبیها بل نقول ‪ :‬إن ما قععام بععه عمععر بععن عبععد العزيععز هععو مععن قبیععل الوامععر الععتي‬
‫يصدرها الخلیفة الی رعاياه وهذا من حق الخلیفة دون سواه ‪ ،‬والدلیل علی صحة ما نقععول‪ ،‬هععو‬
‫إن علیًا رضي ال عنه لو کان يعلم ان ذلك حق فاطمة في میراثها من ابیها لکان أولی معن عمععر‬
‫بتنفیذ ذلك‪ !!..‬ولکنه رضي ال عنه لم يفعل ‪..‬؟!!‬

‫الدعاء السابع بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج ‪ ::‬قال أبو بكر‬

‫الجوهري حدثني محمد بن زكريا قال ‪ :‬حدثني مهدي بن سابق قال ‪ :‬جلس المأمون للمظالم‬

‫فأول رقعة وقعت في يده نظر فیها و بكى ‪ ،‬و قال للذي على رأسه ‪ :‬ناد أين وكیل فاطمة ؟ فقام‬

‫شیخ علیه دراعة و عمامة و خف تعزى ‪ ،‬فتقدم فجعل يناظره في فدك و المأمون يحتج علیه‬

‫وهو يحتج على المأمون ‪ ،‬ثم أمر أن يسجل لهم بها ‪ ،‬فكتب السجل و قرئ علیه ‪ ،‬فأنفذه ‪.‬‬
‫‪630‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لم يکن في عمل المأمون حجة علی أحد ‪ !..‬ألیس هو من جعل المام الرضععا حسععب زعمعك‬
‫ولیًا للعهد ‪ ،‬ثم قتله ‪...‬؟ إن ما کان يصدر من هذا الخلیفة العباسي هو من قبیل السیاسة والدارة‬
‫ول علقة له بالشععرع مععن قريععب أو بعیععد‪ ،‬فعلیکععم أن تععدرکوا هععذه الحقیقععة جیععدًا ‪ ،‬واعلمععوا أن‬
‫صمتکم خیٌر لکم من التقول بما ل علم لکم به ‪.‬‬
‫فیبدوا ويستره ما سکت‬ ‫وقد يکشف القوُل عي الفتی‬

‫واعلم أن من سّل سیف البغي أغمده في رأسه ‪ ،‬ومن أسس أساس السوء أسسه علی نفسه ‪.‬‬

‫الدعاء الثامن بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬لقد ثبت في موضعه أن فدكا كانت نحلة لفاطمة أنحلها‬

‫رسول ال )ص( ولذا كان بعض الخلفاء يردونها على أولد فاطمة وكان آخرون يغصبونها‬

‫اقتداء بأبي بكر !!‬

‫الحافظ ‪ :‬إن كانت فدكا ‪ ،‬نحلة أنحلها رسول ال فاطمة ‪ ،‬فلماذا ادعتها من بابا الرث ولم تدعیها‬

‫نحلة ؟‬

‫قلت ‪ :‬ل شك أنها ادعت فدكا بادئ المر من بابا النحلة وأقامت شهودا على ذلك ‪ ،‬فلما ردوا‬

‫شهودها ادعتها من باب الرث ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬هذا كلم جديد لم نسمع به من قبل ولعلك مشتبه !‬

‫قلت ‪ :‬إني على يقین فیما أقول ولست مشتبها ‪ ،‬ولم تنفرد الشیعة بهذا الخبر بل نقله كثیر من‬

‫أعلمكم منهم ‪ :‬علي بن برهان الدين في كتابه السیرة الحلبیة ‪ ،‬والفخر الرازي في تفسیر الكبیر‬

‫وياقوت الحموي في معجم البلدان ‪ ،‬وابن أبي الحديد المعتزلي ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪:‬‬
‫أوًل ‪ :‬إذا فقد کان هؤلء السنة يعتبرون أبابکر غصب من فاطمة حقها ‪..‬؟ هل حقا أن سنیا يقول‬

‫ذلك ‪...‬؟ إنهم لو کانوا سنة کما تدعي فإنهم ل ولن يقولوا مثل هذا القول ‪ ،‬کما إنکم ل تعترفون‬
‫‪631‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫بتشیع من يتهم علیًا بالکذب ‪..‬؟ وهذا برأيي هو الجواب الکافي والشافي علی ادعائکم الکاذب‬

‫هذا ‪!!..‬‬

‫ثانیاً‪ :‬ل يلیق بفاطمة رضي ال عنها أن تکذب فإن ذلك لو کان هبة فعلیها أن تثبت علی قولها‬

‫أما لو أنه کان ذلك میراثًا فهي لم تکن الوحیدة في ذلك المیراث فإن لها الکثیر من الشرکاء‬

‫ن أزواج النبي صلی ال علیه وسلم أم نسیتم أن لرسول ال صلی ال علیه وسلم‬
‫فیه ‪ ،‬وه ّ‬

‫أزواجًا من أهل بیته ‪..‬؟!!‬

‫وأرى من نافلة القول أن أضیف هنا ‪ :‬فإني من خلل تجربتي رأيت أن الشیعة قوم ل يحقون حقًا‬

‫ول يعرفون معروفًا وإنما هم أصحاب هوى فتراهم يسعون ويلهثون وراء ما يوافق هواهم‬

‫وباطلهم ‪ ،‬فإن رأوأ کفة المیزان مالت لصالحهم مالوا معها وان لم يروا ذلك فإنهم أبعد الناس‬

‫عن العدل والنصاف ‪ ،‬وقولهم بالجهل وادعاؤهم الباطل ومعارضتهم لکل دلیل صحیح معلوم‬

‫عند کل ذي رأي حصیف ‪.‬‬

‫الدعاء التاسع بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬لقد كانت فاطمة )ع( متصرفة في فدك ‪ ،‬وكانت في‬

‫يدها فبأي شرع وقانون يطالب ذو الید بإقامة الشهود على إثبات حقه فیما يكون تحت تصرفه‬

‫وفي يده ؟! فإن الصل المجمع علیه في قانون القضاء السلم ي أن ذو الید هو المالك فإذا‬

‫ادعى أحد على ما في يده فعلى المدعي إقامة الشهود والبینة ‪ ،‬ولیس على المنكر إل الیمین ‪،‬‬

‫فأبو بكر كان مدعیا لفدك التي كانت في يد فاطمة )ع( وتحت تصرفها ‪ ،‬فحینئذ كان علیه أن يأتي‬

‫بالبینة لثبات ما يدعي ‪ ،‬ولیس له أ‪ ،‬يطالب السیدة الزهراء )ع( بالشهود والبینة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬


‫‪632‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪:‬‬
‫أوًل ‪ :‬من قال بذلك ‪..‬؟ إن من يقول إن فاطمة رضي ال عنها کانت المالکة لرض فدك‬

‫والمتصرفة فیها تصرفًا مطلقًا فعلیه الدلیل ‪...‬؟‬

‫نعم ل بد لمن کان هذا حاله وعنده هذا الملك العظیم مثل فدك أن يکون لديه بدل الشاهد الواحدة‬

‫عشرة من الشهداء أو أکثر ‪ !!...‬وهذا ل يعد تعجیزًا أو مغالة في القول ‪ ،‬وذلك لن هذه الرض‬

‫تحتاج من يقوم علی خدمتها من زرع وسقي وحرث وجني للثمار وحصد للمحاصیل وما الى‬

‫ذلك ‪.‬‬

‫أفل يعتبر کل أولئك شهود لفاطمة على ما تقول وتدعي ‪..‬؟ ‪.‬‬

‫ثانیًا ‪ :‬لماذا کل هذا العناء وکل هذا الحرج للسیدة فاطمة ‪...‬؟ ألم يکن بمقدور النبي صلی ال‬

‫علیه وسلم أن يکتب لفاطمة کتابًا لیثبت فیه حق فاطمة بأرض فدك ‪..‬؟ نعم بمقدوره واستطاعته‬

‫ان يشهد علی ذلك عشرات الشهود بدل الشاهد الواحد ‪.‬‬

‫الدعاء العاشر بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬إن هذا الكلم يخالف سنة رسول ال )ص( وسیرته المسجلة‬

‫في صحاحكم ‪ ،‬والثابتة في مسانیدكم ‪.‬‬

‫فقد ذكر ابن أبي الحديد ترجمة ذي الشهادتین في شرح النهج ‪:‬ج ‪ 108 / 10‬و ‪ 109‬ط دار إحیاء التراث‬
‫العربي ‪/‬‬

‫قال ‪ :‬هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الخطمي النصاري من بني خطمة من الوس ‪ ،‬جعل رسول ال‬

‫) ص ( شهادته كشهادة رجلین ‪ ،‬لقصة مشهورة الخ ‪.‬‬

‫والقصة كما ذكرها العلم في ترجمته وفي كتب الحديث وأنا أنقلها من كتاب أسد الغابة لبن الثیر قال ‪:‬‬

‫روى عنه ابنه عمارة أن النبي )ص( اشترى فرسا من سواء بن قیس المحاربي ‪ ،‬فجحده سواء ! فشهد‬

‫خزيمة بن ثابت للنبي )ص( فقال له رسول ال ‪ :‬ما حملك على الشهادة ‪ ،‬ولم تكن حاضرا معنا ؟‬

‫قال ‪ :‬صدقتك بما جئت ‪ ،‬وعلمت أنك ل تقول إل حقا ‪.‬‬


‫‪633‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فقال رسول ال )ص( ‪ :‬من شهد له خزيمة أو علیه فهو حسبه ‪.‬‬

‫فما ظنك برسول ال )ص( لو كان علي يشهد عنده في قضیة هل كان يصدقه أم يرده ؟!‬

‫وهو القائل في حقه ‪ " :‬علي مع الحق والحق مع علي يدور الحق حیث ما دار علي " فكما أن النبي )ص(‬

‫خصص شهادة خزيمة وأحله محل شاهدين وصارت شهادته بشهادتین ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪:‬‬
‫أوًل‪ :‬إن هذه قصة لم تکتمل فیها جمیع عناصرها وفصولها ‪ ،‬ولو قرأناها بتدبر لعلمنا أن‬

‫الشهادة لن تقبل دون قسم يعضدها ويؤيدها ‪.‬‬

‫ثانیًا ‪ :‬لو افترضنا إن ذلك صحیح ‪ ،‬فالقیاس ل يصح مع ذلك ‪ !!..‬ول نقول ان فلنًا افضل من‬

‫غیره ‪ ،‬فالعتبار بالشاهدين ‪ ،‬ولو أردنا فتح هذا الباب لفتحنا بذلك بابًا للفساد عريضا وبهذا‬

‫تبطل الحکام وتذهب هیبة القانون ومکانته في النفوس ‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬قلتم بانفسکم ان علیًا حینما خاصم ذلك الیهودي ولم يکن لدی علي شاهد فان القاضي‬

‫حکم للیهودي وکان ذلك سببا في فرح علي وسروره واسلم الیهودي‪.‬‬

‫ل إن وهب لي والدي سیارة ولم يکن عندي‬


‫رابعًا‪ :‬إن فاطمة لم تقل إن ذلك کان هبة ‪ ،‬فأنا مث ً‬

‫شاهد علی ذلك ‪ ،‬أل استطیع أن اثبت ذلك على أن هذه السیارة ملکي من خلل الهل والصدقاء‬

‫والجیران وکل من عرفني ‪....‬؟ فهؤلء الفقراء المحتاجون الذين کانوا يأخذون مستحقاتهم من‬

‫أرض فدك ال يکونوا شهداء علی صحة ما تدعیه فاطمة ؤضي ال عنها ‪..‬؟ الهل والقارب من‬

‫بني هاشم كذلك ‪!!..‬‬

‫ألم ذكر ذلك لختها زوجة عثمان ‪..‬؟ ألم تخبرها بذلك ‪ :‬أن ابي قد اعطاني ووهب لي أرض فدك‬

‫مثل ‪...‬؟ فکیف تخفي فاطمة هذه الحقیقة ثم يخفیها كذلك علي ‪..‬؟ ما المصلحة في ذلك ‪..‬؟ ام‬

‫‪634‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫کیف يعقل ان يصدر ذلك من النبي صلی ال علیه وسلم ‪.‬؟ هل يمکن أن يجور النبي صلی ال‬

‫علیه وسلم في العطاء والوصیة ‪..‬؟ فیعطي بعض بناته دون بعضهن الخر ‪..‬؟ فکیف بعد ذلك‬

‫کله تطالبون أبابکر أن يسلم شیئًا لم يکن علیه شاهد يشهد له بذلك ؟!!‬

‫الدعاء الحادي عشر بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬كذلك أصحاب آية التطهیر الذين عصمهم ال‬

‫تعالى وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا ‪ .‬فقولهم ل يرد ‪ ،‬فإن الراد علیهم كالراد على ال‬

‫سبحانه ثم هل يعقل أن معصوما يكذب ‪...‬؟؟! ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪:‬‬
‫أين الشاهُد من الية ‪..‬؟ ل يوجد فیها ذکر لفاطمة رضي ال عنها ‪ ،‬بل فیها اشارة‬ ‫‪-1‬‬
‫الی‬

‫أزواج النبي صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬إقرأوا الية جیدًا » وقرن في بیوتکن ول تبرجن تبرج‬

‫الجاهلیة الولی وأقمن الصلة وآتین الزکاة وأطعن ال ورسوله إنما يريد ال لیذهب عنکم‬

‫الحزاب‪.33/‬‬ ‫الرجس أهل البیت ويطهرکم تطهیرا«‬

‫ال يحق لنا أن نستغرب ؟ بل المر في غاية الغرابة ‪..‬؟!! فالشیعة عندما تريد أن تطعن بالسیدة‬

‫عائشة أم المؤمنین وحبیبة رسول رب العالمین لماذا شارکت في حرب الجمل فإنهم يستدلون‬

‫بهذه الية ‪...‬؟ ويعتبرون نزولها بشأن عائشة رضي ال عنها ‪،‬أما اذا أرادوا أن يتکلموا عن‬

‫التطهیر من الرجس والعصمة فإنهم يعتبرون الية نفسها في حق فاطمة وأنها دلیل قوي علی‬

‫عصمة الئمة ‪..‬؟ فقل ما تشاء وتشتهي أيها الدعي فلمك أيها الناقص الهبُل ‪...‬؟!!! ل أدري‬

‫يارب ‪ ،‬کیف يکون للية الواحدة معنیان أو تفسیران متضادان ‪...‬؟!!!‬

‫‪ -2‬مما لشك فیه فإن الية تشمل فاطمة رضي ال عنها ولکنها ل تدل علی العصمة ‪ ،‬والمعنی‬

‫‪635‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المراد من الية هو أن ال تعالی وعدهم إن هم اقاموا الصلة‬

‫وآتوا الزکاة وأطاعوا ال ورسوله ورضوا بما قسم ال تعالی لهم فإن ال تعالی سوف يجازيهم‬

‫بالحسان إحسانا وبالمعصیة غفرانا ‪.‬‬

‫‪ -3‬إن ما تقوله في تفسیر هذه الية صوابًا فأهل بدر يدخلون في الية کذلك ‪..‬؟‬

‫وکیف ل نعتبرهم کذلك وقد أنزل ال تعالی في حقهم هذه الية الکريمة » إذ يغشیکم النعاس‬

‫أمنة منه وينزل علیکم من السماء ماء لیطهرکم به ويذهب عنکم رجز الشیطان ولیربط علی‬

‫النفال‪11/‬‬ ‫قلوبکم ويثبت به القدام «‬

‫الدعاء الثاني عشر بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬وقد أثبتنا فیما سبق أن علیا )ع( شهد لها بأن‬

‫رسول ال )ص( أنحلها فدك ‪ ،‬ولكنهم ردوا شهادته بحجة أن علیا يجر إلى نفسه ‪ ،‬فكذبوه‬
‫َ‬
‫و ُ‬
‫كوُنوا‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬
‫نآ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وصدقه ال في كتابه الحكیم بقوله ‪َ ) :‬ياأي ّ َ‬
‫ن(‬ ‫قي َ‬‫صاِد ِ‬
‫ع ال ّ‬
‫م َ‬
‫َ‬
‫الحافظ ‪ :‬من أين تقول هذه الية نزلت في شأن علي كرم ال وجهه ؟‬

‫من هم الصادقون‬

‫قلت ‪ :‬أجمع علماء الشیعة استنادا على الروايات الواصلة عن طريق أهل البیت )ع( والعترة‬

‫الهادية ‪ ،‬بأن الصادقین هم خاتم النبیین وعلي أمیر المؤمنین والعترة ‪ ،‬وقد وافقنا كثیر من‬

‫أعلمكم وذهبوا إلى هذا الرأي ‪ ،‬منهم ‪ :‬الثعلبي في تفسیره كشف البیان وجلل الدين السیوطي‬

‫في تفسیره الدر المنثور ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬والحافظ أبو سعد عبد الملك بن محمد الخركوشي في‬

‫كتاب شرف المصطفى عن الصمعي ‪ .‬والحافظ أبو نعیم في حلیة الولیاء رووا عن النبي )ص(‬

‫أنه قال ‪ :‬الصادقون أنا وعلي ‪.‬‬

‫وقال القندوزي في ينابیع المودة ‪ /‬الباب التاسع والثلثون ‪ :‬أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي‬

‫‪636‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عن أبي صالح عن ابن عباس )رض( قال ‪ :‬الصادقون في هذه الية محمد )ص( وأهل بیته ‪.‬‬

‫أيضا أبو نعیم الحافظ والحمويني أخرجاه عن ابن عباس بلفظه ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬

‫وشیخ السلم الحمويني في فرائد السمطین والعلمة الكنجي في كفاية الطالب ‪ /‬الباب ‪/62‬وابن‬

‫عساكر في تاريخه رووا بإسنادهم عن النبي )ص( قال ‪ ) :‬كونوا مع الصادقین ( أي مع علي بن‬

‫أبي طالب‪.‬‬

‫وهناك آيات أخرى أنقلها إلیكم بالمناسبة ‪:‬‬

‫د‬
‫عن َ‬
‫داءُ ِ‬
‫ه َ‬ ‫وال ّ‬
‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫دي ُ‬
‫قو َ‬ ‫ص ّ‬
‫م ال ّ‬
‫ه ُ‬ ‫ه ُأولئ ِ َ‬
‫ك ُ‬ ‫سل ِ ِ‬
‫وُر ُ‬‫ه َ‬ ‫مُنوا ِبالل ّ ِ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫وال ّ ِ‬‫) َ‬
‫َ‬
‫م(‪.‬‬‫ه ْ‬ ‫وُنوُر ُ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫جُر ُ‬
‫مأ ْ‬ ‫م لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫َرب ّ ِ‬
‫روى أحمد بن حنبل في المسند والحافظ أبو نعیم في كتابه ‪ " :‬ما نزل في علي من القرآن )ع(‬

‫" عن ابن عباس أنها نزلت في شأن علي بن أبي طالب )ع( فهو من الصديقین ‪.‬‬
‫ه َ َ‬ ‫َ‬ ‫فُأولئ ِ َ‬
‫ن‬
‫م َ‬
‫هم ِ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ع َ‬
‫ن أن ْ َ‬ ‫ع ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫م َ‬
‫ك َ‬ ‫ل َ‬‫سو َ‬ ‫والّر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع الل ّ َ‬‫من ي ُطِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫) َ‬
‫ن‬‫قي َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ص ّ‬
‫وال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫الن ّب ِّيي َ‬
‫فيقاً(‪.‬‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ن ُأولئ ِ َ‬ ‫س َ‬‫ح ُ‬‫و َ‬
‫ن َ‬ ‫حي َ‬‫صال ِ ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫ء َ‬‫دا ِ‬‫ه َ‬ ‫وال ّ‬
‫ش َ‬ ‫َ‬
‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هذا أمر ل يشك فیه أحد ‪ ،‬ونحن کذلك نعتقد إنه من الصادقین ‪ ،‬ولکن ل يمنع ذلك أن‬

‫يكون غیره من الصادقین أيضا ‪ ،‬إذ لم تکن هذه الصفة خاصة به من دون الناس ثم إن نظام‬

‫القضاء في السلم ل يحابي أحدًا وله تمام الستقللیة وکل واحد يعرف ذلك ‪ ،‬فلبد من البینة‬

‫هناك ‪.‬‬

‫ق‬
‫صدْ ِ‬
‫جاءَ ِبال ّ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫الدعاء الثالث عشر بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬قعععال الععع تععععالى ‪َ ):‬‬
‫ه‬
‫صدّقَ ب ِ ِ‬
‫و َ‬
‫َ‬

‫ن( روى جماعة من أعلمكم عن مجاهد عن ابن عبععاس قععال ‪ :‬الععذي‬ ‫قو َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مت ّ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ُأولئ ِ َ‬
‫ك ُ‬
‫جاء بالصدق محمد )ص( ‪ ،‬والذي صدق به علي بن أبي طالب )ع( ‪.‬‬

‫‪637‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫منهم جلل الدين السیوطي في تفسیره الدر المنثور ‪ ،‬والحافظ ابن مردويه في المناقب‬

‫والحافظ ابو نعیم في الحلیة ‪ ،‬والعلمة الكنجي في كفاية المطالب ‪ /‬باب ‪ ، 62‬وابن عساكر في‬

‫تاريخه يروي عن فئة من المفسرين ‪.‬‬


‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪:‬‬
‫أوًل‪ :‬إن الکنجي الشافعي وأمثاله من المردودين عندنا ‪ ،‬ول سیما هذا الکنجي الفاسق ألذي‬

‫ل للمغول ‪ ،‬فهل تريد منا أن نقبل حديث نجس مثله ‪...‬؟!! ثم علیکم أن تسألوا ال‬
‫کان عمی ً‬

‫عزوجل لماذا لم ينزل علیکم آية واضحة في شأن علي ‪ ،‬لماذا ينزل مثل هذه اليات المبهمة في‬

‫مواضع من کتاب ال تعالی ل علقة لها بما نحن بصدده من هذا لموضوع ‪..‬؟‬

‫ثانیًا‪ :‬من خلل قراءتنا لهذه الية الکريمة » ومن يطع ال ورسوله فأولئك مع الذين أنعم ال‬

‫النساء‪. 69/‬‬ ‫علیهم من النبیین والصديقین والشهداء وحسن اولئك رفیقًا «‬

‫نستنتج من ذلك التي‪:‬‬


‫ل يقبل کلم من غیر دلیل ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫کلمة الصديقین في الية الکريمة تدل علی الجمع ول يراد بها شخصًا بعینه‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫علي رضي ال عنهم واحٌد منهم ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫الدعاء الرابع عشر بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬كانت أرض فدك حقا خالصا لفاطمة ) ع(‬

‫واغتصب منها ‪.‬‬

‫لیت شعري بأي دلیل من القرآن الحكیم لقبتم أبا بكر بالصديق ‪ ،‬بعد أن كذب أفضل الصديقین‬

‫ورد شهادة الصديق الكبر في حق الصديقة الطاهرة فاطمة )ع( ؟! وبأي دلیل لقبتم الذي مال أبا‬

‫بكر وسانده على غصب حق الزهراء )ع( ‪ ،‬وأطلقتم علیه لقب الفاروق ؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أوًل‪ :‬لو أن النبي صلی ال علیه وسلم وهب أرض فدك لفاطمة رضي ال عنها قبل عدة‬
‫‪638‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫سنوات لهان المر فلم يعد هناك حاجة إذًا للذهاب الی أبي بکر رضي ال عنه ومطالبته‬

‫بتسلیمها أرض فدك ‪..‬؟‬

‫ثانیًا‪ :‬ولو کان حقا أن أرض فدك كانت بید فاطمة وهي القائمة على كل شيء فیها إذًا فهذا يعني‬

‫أن لها من يعمل فی هذه الرض ذلك العدد الکبیر‪ ،‬و في هذه الحالة‪ ،‬تصوروا معي ذلك المشهد‬

‫المؤلم والمؤسف حقًا وأنتم تشاهدون معي تلك الطريقة البشعة التي يتعامل بها اتباع أبي بکر‬

‫وهم يخرجون منها أولئك العمال المساکین والمزارعین المغلوب علی أمرهم ‪..‬؟!! ولکن أود أن‬

‫أسأل‪ :‬لماذا لم يذکر هذا المقطع المؤلف والمشهد المؤتر في کتبکم ‪..‬؟ لم يذکر حتی في کتاب‬

‫بحار النوار والذي يضم اکثر من مائة وعشرة مجلدا کیف فاتکم ذلك ‪..‬؟ إن کان لديکم دلیل‬

‫صحیح يعتمد علیه فأتوا به إن کنتم الصادقین ‪.‬‬

‫ل أن يقول‪ :‬يجب‬
‫ثالثًا‪ :‬من المحال أن يفعل النبي صلی ال علیه وسلم ذلك ‪..‬؟ من المحال مث ً‬

‫علیکم تسلیم جزيرة کیش الی ابنتي أما أنتم فل حق لکم بها ‪ !!..‬إنه صلی ال علیه وسلم لم‬

‫يعطها خادمًا ‪..‬؟ فما بالك بفدك ‪..‬؟!!‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬ان فدك لم يأخذها المسلمون عنوة وإنما هي مما أفاءه ال علیه ‪ .‬ولکن بطبیعة الحال‬

‫کان لقوة المسلمین وسلطانهم وهیبتهم أثر کبیر في ذلك ‪ ،‬ولذلك سلمها الیهود الی المسلمین‬

‫دون قتال يذکر ‪ ،‬فکانت أرض فدك جزءًا من مال المسلمین والنبي صلی ال علیه وسلم کان هو‬

‫المسؤول المباشر علی إنفاق كل ما يأتي منها‪ ،‬وقد عمل ابوبکر وعمر وعثمان وعلي بما کان‬

‫يعمله النبي صلی ال علیه وسلم ولم يخالف أحد هذا القول ‪ ،‬بل هو من المور المسلمة بها عند‬

‫الجمیع ‪.‬‬

‫‪639‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫خامسًا ‪ :‬إن فاطمة رضي ال عنها بشر من البشر فقد تصیب وقد تخطأ ‪ ،‬فلعلها لم تکن مصیبة‬

‫فیما تدعیه أو تطلبه من خلیفة رسول ال رضي ال عنه ول يسعك أو في يدك ان تلزم أحدًا من‬

‫المسلمین أن يعتقد ان فاطمة کانت إلهًا واجب الطاعة‬

‫وإنما هي بشر من البشر ل غیر ‪. !....‬‬

‫الدعاء الخامس عشر بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬أنتم تقولون ‪ :‬أن الرسول قد وهب فدكا لفاطمة‬

‫بحضور شاهدين ) رجل وامرأة ( ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪:‬‬

‫أوًل ‪ :‬أنت کذاب ‪ ،‬وقولك هذا ل يصح ‪.‬‬

‫ثانیًا‪ :‬ان دين ال تعالی وشريعته وکتابه الذي انزل علی رسوله وما بلغه النبي صلی ال علیه‬

‫وسلم لمته أنه کان يأمر بشهادة رجلین وامرأتین ‪ ،‬فلماذا لم يطلب شاهدًا آخر وبهذا تضعف‬

‫حجة أبي بکر ‪...‬؟!! ‪.‬‬

‫ألم تقولوا ‪ :‬ان الیهودي حینما سرق فرس علي ودرعه ‪ ،‬فأتی علي بشاهدين لیشهدا له امام‬

‫القاضي فرد القاضي شهادتهما لن أحدهما کان ابنه والخر غلمه‪...‬؟ وقد فرح علي رضي ال‬

‫عنه بحکم القاضي واستحسنه فلماذا اذًا ل تستحسنون قضاء أبي بکر رضي ال عنه بحق‬

‫فاطمة ‪...‬؟ أم تراکم تتهمون النبي صلی ال علیه وسلم اذ انه لم يحکم عمله وترکه ناقصا ‪...‬؟!!‬

‫لماذا تركها النبي صلی ال علیه وسلم مضطرة الی المطالبة بحقها بعد يوم واحٍد من وفاته صلی‬

‫ال علیه وسلم ‪...‬؟؟ لماذا لم يشهد بدل الشاهدين عشرة أنه قد وهب هذه الرض لبنته فاطمة‬

‫حتی ل تتهم فاطمة وزوجها أنهما يتآمران علی بیت مال المسلمین ويطالبان بحق هو لیس لهم‬

‫‪640‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪..‬؟!! إلم يفعل النبي صلی ال علیه وسلم هذا او ذلك ‪ ،‬الم يکن من السهل أن يخبر أزواجه‬

‫أمهات المؤمنین بما لفاطمة من حق في هذه الرض بدل أن تقع فاطمة في هذا الذی والحراج‬

‫الشديدين ‪......‬؟؟!‬

‫ثم إنکم قلتم إن فاطمة رضي ال عنها کانت المتصرفة في هذه الرض مدة خمس سنوات کاملة‬

‫إذًا هذا يدل ان هناك الكثیر من الشهود وهم العاملون والخدم والحشم وکل من کان يعمل‬

‫ويخدم في هذه الرض ؟! ثم لم تذکروا لنا کیف استطاع ابوبکر رضي ال عنه أن يخرج فاطمة‬

‫من فدك ؟‬

‫کل حیلتکم انکم تنقلون وتعتمدون قي نقلکم علی ابن ابي الحديد ‪ ،‬فمن هو هذا الرجل ‪...‬؟ هل‬

‫هو من أئمة الحديث ورواته ‪...‬؟ ل‪ ،‬ول کرامة ‪.‬‬

‫ما هو ال رجل له شرح علی نهج البلغة وقد مله بالخزعبلت والضللت ‪ ،‬ثم إنه کتب هذا‬

‫الشرح في القرن السابع الهجري فمن اين له ان ذلك کان هبة لفاطمة وما أدراه هو ‪ ،‬ومن يشهد‬

‫له بذلك ‪..‬؟‬

‫رويتم حديثین واخرجتموهما في کتبکم واثبتم من خللهما أن أبابکر رضي ال عنه کان مجرما‬

‫آثما عاصیًا فأما الحديث الول فهو ‪ :‬ان الرسول ال صلی ال علیه وسلم قال ‪ » :‬من آذی‬

‫فاطمة فقد آذاني « واما الثاني فهو أثر » أن فاطمة قالت‪ :‬أنا غیر راضیة عن أبي بکر «‬

‫وعندما نلقي نظرة الی تفسیرکم وتحلیلکم لهذه الحاديث نجدها بعیدة کل البعد عن الحق‬

‫والحقیقة ‪ ،‬وذلك لنها ما صدرت إل عن تلك القلوب المريضة والنفوس الضعیفة التي صدها‬

‫الشیطان عن السبیل ‪ ،‬ثم جاءت النتیجة النهائیة والتي تقول ‪ :‬إن علیا قد تنازل عن أرض‬

‫‪641‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فدك‪ !!..‬لماذا ‪..‬؟ حتی ل يثیراتباع عمر واصحابه ضده ‪..‬؟!! کل قد أفضی الی ما قدم ‪ ،‬فکأنها‬

‫وکأنهم أحلم ‪ ،‬فلم يعد بین أيدينا فدك ول من يطالب بها ‪ ،‬فما الداعي الی الصیاح والعويل‬

‫والنیاحة لیل نهار ‪...‬؟؟ يا فدك ‪ ،‬يا فدك واه علیك فدك ‪.....‬؟!!!‬

‫علي أفضل الصديقین ‪.‬‬ ‫الدعاء السادس عشر بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫وقد صرحت الحاديث المروية عن طرقكم والتي نقلها أعلمكم في كتبهم ومسانیدهم ‪ :‬بأن علیا‬

‫)ع( أفضل الصديقین ‪ ،‬ولكي تعرفوا حقیقة مقالنا راجعوا ‪ ...‬مناقب ابن المغازلي الحديث ‪293‬‬

‫ن‬
‫م ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ج ٌ‬
‫ل ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫و َ‬
‫قا َ‬ ‫و ‪ ، 294‬والتفسیر الكبیر للفخر الرازي في تفسیر قوله تعالى ‪َ ) :‬‬
‫ل‬
‫نآ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ِ‬
‫ه (‪.‬‬
‫مان َ ُ‬ ‫ن ي َك ْت ُ ُ‬
‫م ِإي َ‬ ‫و َ‬
‫ع ْ‬
‫فْر َ‬
‫ِ‬
‫مث َل ً ( في سورة ياسین‬
‫هم َ‬ ‫ب لَ ُ‬
‫ر ْ‬
‫ض ِ‬
‫وا ْ‬
‫والدر المنثور للسیوطي في تفسیر قوله تعالى ‪َ ) :‬‬
‫‪.‬وقال ‪ :‬اخرجه أبو داود وأبو نعیم وابن عساكر والديلمي عن أبي لیلى وفیض القدير للمناوي ‪:‬‬

‫ج ‪ 4/238‬في المتن وقال في الشرح ع بعد لفظة وابن عساكر عن أبي لیلى ع ‪ :‬وابن مردويه‬

‫والديلمي من حديث عبد الرحمن بن أبي لیلى عن أبیه أبي لیلى ‪ ،‬وذخائر العقبى ‪ :‬ص ‪56‬‬

‫والرياض النضرة ‪ :‬ج ‪ 153 /2‬للمحب الطبري ‪ ،‬وقال فیهما رواه احمد بن حنبل في كتاب‬

‫المناقب‪.‬‬

‫هؤلء كلهم رووا بإسنادهم عن رسول ال )ص( أنه قال ‪ :‬الصديقون ثلثة ‪ :‬حبیب النجار مؤمن‬

‫آل يس ‪ ..‬وحزقیل مؤمن آل فرعون ‪ ..‬وعلي بن أبي طالب ‪ ،‬وهو أفضلهم ‪.‬‬

‫ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة في ضمن الربعین حديثا في فضائله )ع( ع الحديث‬

‫الحادي والثلثون ع ونقله القندوزي في ينابیع المودة ‪ /‬الباب الثاني والربعون قال ‪ :‬المام أحمد‬

‫في مسنده وأبو نعیم وابن المغازلي وموفق الخوارزمي أخرجوا بالسناد عن أبي لیلى وعن أبي‬

‫أيوب النصاري )رض( قال ‪ :‬قال رسول ال )ص( ‪ :‬الصديقون ثلثة ‪ :‬حبیب النجار مؤمن آل‬
‫‪642‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يس ‪ ..‬وحزقیل مؤمن آل فرعون ‪ ..‬وعلي بن أبي طالب ‪ ،‬وهو أفضلهم ‪.‬‬

‫ورواه العلمة الكنجي إمام الحرمین في كتابه كفاية الطالب الباب الرابع والعشرون بسنده‬

‫المتصل عن عبد الرحمن بن أبي لیلى عن أبیه قال ‪ :‬قال رسول ال )ص( ‪ :‬سباق المم ثلثة لم‬

‫يشركوا بال طرفة عین علي بن أبي طالب وصاحب ياسین ومؤمن آل فرعون فهم الصديقون‬

‫حبیب النجار مؤمن آل ياسین و حزئیل مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب ع و هو أفضلهم ‪.‬‬

‫ثم قال ‪ :‬هذا سند اعتمد علیه الدار قطني واحتج به‪.‬‬

‫انظروا إلى هذه الحاديث والخبار المروية عن رسول ال )ص( في كتبكم ومسانیدكم واتقوا ال‬

‫بترك التعصب والعناد ‪ ،‬ومزقوا الغشاوة التي ضربها أسل فكم على قلوبكم وعقولكم ‪ ،‬واكسروا‬

‫القفال التي جعلوها على أفهامكم وبصائركم ‪ ،‬وحرروا أنفسكم من قیود وأغلل التقلید من آبائكم‬

‫وأجدادكم ‪ ،‬ثم فكروا واعقلوا بقلوب متفتحة ‪ ،‬وبعقول متنورة ‪ ،‬وانظروا هل يحق أن تلقبوا أحدا‬

‫غیر علي بن أبي طالب بالصديق ؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬نقل المؤلف عن استاذه سلیمان البلخي أن الصديقین کانوا ثلثة وأفضلهم علي‪ !!...‬ثم‬

‫قال‪ :‬إن علماءکم معشر أهل السنة قالوا‪ :‬إن المراد من الصديقین الوارد ذکرهم في الية‬

‫الکريمة من سورة التوبة هو علي ‪ ،‬والذي قال بهذا القول هم علمائکم أمثال ‪ :‬الثعلبي‬

‫والسیوطي وابو سعید خرکوشي ‪ !.‬وابونعیم وسلیمان البلخي ‪ !..‬والخوارزمي والحمويني‬

‫والکنجي الشافعي کما نقل الحاديث الواردة في فضل علي کبار علمائکم وأئمتکم من امثال‬

‫المام الفخر الرازي في تفسیره الکبیر والمام الثعلبي في کشف البیان وجلل الدين السیوطي‬

‫في الدر المنثور والمام بن حنبل في المسند وإبن شیرويه في الفردوس وابن ابي الحديد في‬

‫نهج البلغة وابن المغازلي الشافعي في المناقب وابن حجر في حديثه الثلثین من أربعینیته التي‬
‫‪643‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وردت في صواعقه والتي نقلها عن المام البخاري برواية ابن عباس ‪ ،‬ما عدا الجملة الخیرة‬

‫وهي قوله صلی ال علیه وسلم ‪:‬‬

‫» الصديقون ثلثة حزقیل مؤمن آل فرعون وحبیب النجار صاحب يس وعلي بن ابي طالب وهو‬

‫أفضلهم « ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬إن المؤلف قد اعترض علی حکم ال تعالی وقضاءه حینما جعل شهادة الرجل شهادة‬

‫امرأتین من النساء ‪..‬؟!! اذ انه لم يستثن من ذلك علیًا وفاطمة ‪..‬؟!! وهذا الدعاء وما جاء في‬

‫کتابة کله باطل وحتی الحديث الذي ذکره فإنه ل يصح ول يجوز الحتجاج به مطلقا ‪.‬‬

‫ان ال سبحانه لم يسم علیًا في کتابه المنزل بالصديق ‪ ،‬ولکنکم اعتمدتم في قولك وادعائکم‬

‫الباطل هذا علی ما قاله سلیمان البلخي هذا ‪ ،‬ولم يقله أحد غیره فاضطررتم مع ذلك الی أن‬

‫تبرروا وتنتظروا حتی بعث فیکم رجلکم هذا بعد ثلثمائة عام من البعثة الشريفة ‪ ،‬لیقول لکم إن‬

‫ما انزل في القرآن سیبقی حکمه جاري علی المة الی أن يرث ال الرض ومن علیها‬

‫والمؤمنون کلهم مستسلمون خاضعون لحکم ال تعالی وقضاءه راضون به ‪ ،‬فالصلة مث ً‬


‫ل‬

‫ستبقی هي تلك العبادة التي شرعها المولی جل جلله لتکون هي الصلة بین العبد وربه وهي‬

‫العبادة التي جاءت لتزكیة النفوس وتطهیرها من الدران والثام لیعود العبد بعد ادائها بین يدي‬

‫ربه طیب النفس هانئ البال قرير العین ‪ ،‬فل تستطیع أن تقول لنا بعد ذلك ‪ :‬إن علیًا رضي ال‬

‫عنه کان زاکي النفس فل حاجة ول بأس علیه أل يصلي ‪..‬؟!! وکذلك قد شرع ال تعالی الصیام‬

‫لعباده لیزدادوا تقوی وايمانًا ولیکون ذلك لهم جنة وقربة الی ربهم وخالقهم سبحانه ‪ ،‬فل يصح‬

‫ول يجوز ان تقول ‪ :‬إن علیًا کان مستغن عن ذلك کله بحجة أنه کان من المتقین البرار ع وهذا‬

‫‪644‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫حق ع فل حرج علیه إن ترك الصوم ‪...‬؟!! فما سنه ال تعالی وشرعه في کتابه في أمر الشهادة‬
‫ي وکل مؤمن سواه‬‫وغیرها ل يخرج عن ذلك مسلم من المسلمین والكل يدخل تحت هذه الية عل ّ‬

‫فل استثناء لحد من أفراد المة ‪.‬‬

‫فإذًا ما نراه من هذا الغلو والمبالغة في محبة علي أمر ل يرضاه شرع ول دين وهو باطل‬

‫مردود علیکم ‪.‬‬

‫لماذا نقلتم عن المام البخاري هذا الحديث ال الجملة الخیرة ‪..‬؟ من أين أتیتم بها ‪..‬؟ ومن أوحى‬

‫لكم بها ‪..‬؟ انا کذلك استطیع أن أعّد نفسي واحدا من الصديقین بناءًا علی هذا القول الذي لم يرد‬

‫له ذکر في کتاب معتمد ‪ ،‬فاستطیع أن أذکر قطعة من حديث ورد في البخاري ثم اضیف علیه ما‬

‫ل ‪ :‬جاء في البخاري ‪ :‬ثلثة تکلموا في المهد والثالث أنا ‪....‬؟!!! الجملة‬


‫اشتهي وأريد فأقول مث ً‬

‫الخیرة ل وجود لها في الصحیح ولم يذکرها البخاري في کتابه ‪ ،‬فلماذا يغني هذا الباطل عنك ‪.‬؟‬

‫ل ‪...‬؟!!‪.‬‬
‫ل تحتج به علینا ‪...‬؟ هل يمکن لعاقل أن يعد ذلك دلی ً‬
‫هل تريد أن تجعله دلی ً‬

‫الدعاء السابع عشر بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬أما قال رسول ال )ص( ‪ :‬علي مع الحق والحق‬

‫معه ‪ ،‬وعلي مع القرآن والقرآن معه ؟‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن حديث » الحق مع علي وعلي مع الحق « قد استدل به من جعل من علیًا الها فألهه‬

‫وعبده من دون ال ايضًا ‪..‬؟! ان هذا الحديث وقبل کل کلم ومناقشة ضعیف ول يصح رفعه الى‬

‫النبي صلى ال علیه وسلم ‪ ،‬ثم إننا اذا تعاملنا مع الحاديث التي ذکرها المؤلف معاملة تتوافق‬

‫مع ما تهواه النفوس وتمیل الیه ‪ ،‬فإننا في نهاية المر سنصل الی هذه النتیجة الباطلة التي‬

‫وصلت أنت الیها ‪..‬؟!! انك ان رأيت طعامًا تشتهیه نفسك الدنیئة تلتهمه قبل ان تعرف أو تسأل‬

‫‪645‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عن حل هذا الطعام أو حرمته ‪..‬؟ ثم إنك قد فسرت وفهمت من هذا الحديث ما فهمه المشرکون‬

‫من قبلك اولئك الذين ألهوا علیًا فلم تکن بدعًا من المتقولین الفاکین ‪ ،‬واما هذا الحديث‪:‬‬

‫) علي مع القرآن والقرآن مع علي ( فصحیح نقله الحاکم في المستدرك وصححة الذهبي أيضا ‪.‬‬

‫ثم يقول‪ :‬إن المراد بالصديقین في هذه الية المبارکة علي ‪ ،‬کما وردت أحاديث کثیرة من طريقنا‬

‫وطرقکم تدل بجملتها ان علیًا هو صديق هذه المة بل هو أفضل من ذلك ‪...‬؟‬

‫قلت‪ :‬إن النبي صلی ال علیه وسلم قد اثنی علی علي ومدحه کما أثنی علی غیره من الصحابة ‪،‬‬

‫بل إنه ما ثبت في مدحهم اکثر مما ثبت في مدح علي رضي ال عنه ولکنکم لمرض في قلوبکم‬

‫وهوی في نفوسکم تتخذون من ذلك سلمًا للطعن في اصحاب النبي صلی ال علیه وسلم ‪.‬‬

‫الدعاء الثامن عشر بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬هل من المعقول أن من كان مع الحق ومع القرآن‬

‫وهما ل يفارقانه ‪ ،‬يكون كاذبا ؟! أو يشهد باطل ؟!‬

‫كیف وبماذا توجهون عمل أبي بكر ورده شهادة علي )ع( في حق الزهراء )ع( مع وجود هذه‬

‫الخبار في كتبكم المعتبرة ؟! فل بد أن تعترفوا بأن عمل أبي بكر كان مخالفا لكتاب ال ولسنة‬

‫رسول ال )ص( وأنه جحد حق فاطمة ومنعها فدكا من غیر حق ‪ ،‬وأنه كذب ال )ص( وأنه‬

‫جحد حق فاطمة ومنعها فدكا من غیر حق ‪ ،‬وأنه كذب تلك الصادقة المصدقة ‪ ،‬وكذب علیا )ع(‬

‫وأهانه برد شهادته والهجوم على داره وسحبه من البیت إلى المسجد لخذ البیعة منه كرها ‪....‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هذا الحديث ل يصح ‪ ،‬وإن کان صحیحًا ثم أجرتیموه علی عمومه وإطلقه فإنه سیخرج‬

‫من رحم هذا الحديث تلك الطائفة الضاله المسماة ) بالعلي اللهیه ( ولیفهم من هذا الحديث‬

‫‪646‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ويستنبط تلك النتیجة التي تقول ‪ » :‬إن کان علي هو الحق والحق هو علی ‪ ،‬فالحق اسم ال‬

‫ي هو الرب ‪..‬؟!!‬
‫الرحمن الرحیم فعل ّ‬

‫الدعاء التاسع عشر بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬ونقل ابن حجر في الصواعق أيضا في أواخر‬

‫الفصل الثاني من الباب التاسع ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬وفي رواية أنه صلى ال علیه وسلم قال في مرض موته ‪:‬‬

‫أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا ‪ ،‬فینطلق بي و قد قدمت إلیكم القول معذرة إلیكم ‪ :‬أل‬

‫إني مخلف فیكم كتاب ال ربي عز و جل ‪ ،‬و عترتي أهل بیتي ‪ ،‬ثم أخذ بید علي )ع( فرفعها فقال‬

‫هذا علي مع القرآن و القرآن مع علي ل يفترقا حتى يردا علي الحوض فاسألوهما ما خلفت‬

‫فیهما ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬قد وافق الذهبي صاحب المستدرك علی تصحیح هذا الحديث ال أن الشیخ اللباني لم‬

‫يوافقهما علی ذلك ‪ ،‬وحکم علیه بالضعف ‪ ،‬وإن قلنا بصحته فإن هذا ل يعني ان تتخذوه دلی ً‬
‫ل‬

‫علی صدق ما تقولون وتعتقدون بل هو دلیل علی بطلن إدعاءاتکم وفساد عقیدتکم ‪...‬؟!!‬

‫نعم ‪ ،‬لقد کان علي مع القرآن عندما جعل من نفسه وزير صدق ومشیر حق للخلفاء الثلثة الذين‬

‫من قبله ‪ ،‬وکان علي علی الحق ومع الحق حین زوج ابنته من عمر نعم کان علی الحق ‪ ،‬فعندما‬

‫ي ‪ ،‬فهو الذي عرف لهل‬


‫عصفت بالمة تلك الفتنة الهوجاء فقد اعتبر أهل السنة أن الحق مع عل ِ‬

‫بیت النبوة حرمتهم فأوصل السیدة عائشة الی مأمنها وبیتها ولم نر منه ال کل أدب جم واحترام‬

‫ب عظیمین لزوجات النبي وأخص بالذكر منهن السیدة الطاهرة العالمة العاملة أم المؤمنین أم‬
‫وح ّ‬

‫‪647‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عبد ال عائشة رضي ال عنها وارضاها ‪ ،‬فلم تکونوا يومًا مع القرآن ولم تکونوا مع علي ولم‬

‫يکونوا يومًا معکم ‪ ،‬وإنما أحق الناس بصحبتکم هو من أمرکم باقتراف هذه المعاصي والثام‬

‫‪ !!..‬انه الشیطان عدو ال أبلیس ‪.‬‬

‫إن کنتم ترون صحة هذه الحاديث التي جاءت في شأن علي رضي ال عنه فعلیکم أن تقبلوا‬

‫کذلك ما جاء في الصحابیین الجلیلین أبوبکر وعمر رضي ال عنهما‪ ،‬أما أن تؤمنوا ببعض‬

‫الکتاب وتکفروا ببعضه ‪ ،‬وأن تأخذوا منه ما يوافق هواکم وتدعوا ما ترونه يفضحکم ويکشف‬

‫باطلکم فهذا لعمري منهج أهل الباطل والضلل بل ومنهج ملل الکفر کلها من اعداء الرسل‬

‫ن بینکم أم ل ‪..‬؟ إن الشیاطین‬


‫والرسلت ‪ ،‬ول أعرف إن کان سیبقی للحق اسم أورسم أو مکا ً‬

‫وعبدتهم يستطیعون کذلك أن يهزموا الحق واولیاءه وانصاره ‪ ،‬ويبطلوا کل حجة واضحة‬

‫وبرهان قاطع بناءًا علی هذا الستدلل الباطل الذي تستدلون به فهم يستطیعوا أن يأخذوا بکل‬

‫آية نزلت في القرآن والتي يفهم من ظاهرها أن الشیطان کان من عباد ال الصالحین ويغمضون‬

‫أعینهم عن اليات الکثیرة التي وردت في القرآن وهي تبین ضلل الشیطان وغضب ال علیه ‪.‬؟‬

‫من أطاع علیا فقد أطاع ال ورسوله‬ ‫الدعاء العشرون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫وكذلك نرى في كتب أعلمكم وأسناد محدثیكم حديثا مرويا عن رسول ال )ص( إذ قال ‪ :‬من‬

‫أطاع علیا فقد أطاعني ‪ ،‬ومن أطاعني فقد أطاع ال ‪ ،‬ومن أنكر علیا فقد أنكرني ‪ ،‬ومن أنكرني‬

‫فقد أنكر ال ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬ذکر المؤلف هنا ثلثة أحاديث نقلها عن ابن ابي الحديد وأخذ يلف ويدور حولها ‪ ،‬وجعل‬
‫‪648‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫کذلك مدار البحث والمناقشة يعتمد علیها ‪ ،‬وهو ل يدري إنما يستطیع أن يخدع بهذه الحاديث‬

‫الحمقی والسذجة من اتباعه الشیعة ‪ ،‬أما أبناء اهل السنة ‪ ،‬فكل والف كل ‪ !!!..‬الم يکن الجدر‬

‫بك أن تسمي مؤلفك هذا باسم ) الجامع لقوال المام االلمع ابن ابي الحديد الذلیل الخانع (‪!!...‬‬

‫الدعاء الحادي والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬إذا كان أبو بكر محتاطا في القضیة كما‬

‫تزعمون ‪ ،‬وأنه أراد أن يتیقن من تملیك رسول ال )ص( فاطمة فدكا ‪ ،‬فطالبها بالشهود والبینة‬

‫فلماذا ترك هذا الحتیاط حینما ادعى الصحابة الخرون مال بوعد من رسول ال )ص( وعده‬

‫فأعطاه أبو بكر ذلك المبلغ من بیت مال المسلمین ولم يطالبه بالبینة والشهود ؟ فكیف يحكم في‬

‫قضیتین متشابهتین بحكمین متناقضین ؟! ‪ ...........‬ثم ذكر سؤال الحافظ السني ‪:‬‬

‫الحافظ ‪ :‬لمن أعطى الخلیفة )رض( مال المسلمین بغیر بینة وشهود ؟‬

‫قلت ‪ :‬ادعى جابر بعد وفاة النبي )ص( أنه وعده بأن يعطیه من مال البحرين حین وصوله ‪.‬‬

‫فأعطاه أبو بكر ألف وخمسمائة دينار ‪ ،‬من مال المسلمین الذي وصل من البحرين ‪ ،‬وما طلب‬

‫من جابر بینة وشهودا على ما ادعاه ‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬أول ‪ :‬ما وجدت هذا الخبر في كتب علمائنا ‪ ،‬ولعلكم انفردتم أنتم الشیعة به !‬

‫وثانیا ‪ :‬من أين عرفتم أن الخلیفة ما طالب جابرا بالبینة والشهود على ما ادعاه ؟‬

‫قلت ‪ :‬إني أتعجب من قولك ! كیف ما وجدت هذا الخبر في كتب علمائكم ؟ وهم يستدلون‬

‫ويستشهدون بهذا الخبر على أنه خبر الصحابي الواحد العادل مقبول ‪.‬‬

‫كما أن شیخ السلم الحافظ أبا الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلني طرحه في كتاب فتح‬

‫الباري في شرح صحیح البخاري ‪ /‬باب من يكفل عن میت دْينا ع وبعد نقله الخبر قال ‪ :‬إن هذا‬

‫الخبر فیه دللة على قبول خبر العدل من الصحابة ولو جر ذلك نفعا لنفسه ‪ ،‬لن أبا بكر لم‬

‫يلتمس من جابر شاهدا على صحة دعواه ‪.‬‬

‫‪649‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ونقل البخاري هذا الخبر أيضا في صحیحه ‪ :‬ج ‪ / 218 / 5‬ط‪ .‬دار إحیاء التراث العربي تحت‬

‫عنوان " قصة عمان والبحرين " ‪:‬‬

‫روى بسنده عن جابر بن عبد ال قال ‪ :‬قال لي رسول ال )ص( ‪ :‬لو قد جاء مال البحرين ‪ ،‬لقد‬

‫أعطیتك هكذا وهكذا وثلثا ‪.‬‬

‫فلم يقدم مال البحرين حتى قبض رسول ال )ص(‪.‬‬

‫فلما قدم على أبي بكر ‪ ،‬أمر مناديا فنادى من كان له عند النبي )ص( دْين أو عدة فلیأتني ‪.‬‬

‫قال جابر ‪ :‬فجئت أبا بكر فأخبرته أن النبي )ص( قال ‪ :‬لو جاء مال البحرين أعطیتك هكذا وهكذا‬

‫ثلثا ‪ .‬قال ‪ :‬فأعطاني ‪ .....‬ع وفي آخر الرواية ع فقال لي أبو بكر ‪ :‬عدها ‪.‬‬

‫فعددتها فوجدتها خمسمائة ‪ .‬فقال خذ مثلها مرتین ‪.‬‬

‫ونقله السیوطي أيضا في كتابه تاريخ الخلفاء ‪ /‬قسم خلفة أبي بكر ‪.‬‬

‫والن أيها الحاضرون ‪ ...‬فكروا وأنصفوا ! لماذا هذا التبعیض ؟ يصدق جابر على ما مدعاه من‬

‫غیر بینة وشهود ‪ ،‬وترد بنت رسول ال )ص( وشهودها ! وقد شهد ال تعالى لها ولبعلها‬

‫وابنیهما في آية التطهیر !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يشیر المؤلف هنا الی قصة جابر المذكورة آنفا حینما ذکر للخلیفة أن النبي صلی ال علیه وسلم‬

‫قد وعده قبل وفاته أنه سیعطیه من مال البحرين حیث قبل الخلیفة قوله دون بینة أو شاهد‪....‬‬

‫قلت‪ :‬ان فاطمة رضي ال عنها کانت تطالب بمیراثها من رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬بینما‬

‫جابر کان يطالب بشيء قد وعده به رسول ال صلی ال علیه وسلم وهو إعطاءه نزر قلیل من‬

‫مال البحرين إن فتح ال تعالی علیهم ذلك ‪ ،‬فثبت بذلك أن فاطمة رضي ال عنها وهي سیدة‬

‫نساء العالمین لم تکن مصیبة بما کانت تدعیه وتطالب به ‪ ،‬وذلك لن النبیاء علیهم الصلة‬

‫والسلم لم يورثوا دينارًا ول درهما ‪ ،‬ولو أن جابرا رضي ال عنه جاء مطالبا بمیراثه من‬
‫‪650‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫رسول ال لم يكن لیجد أحدا يعطیه شیئا إل إذا كان ذلك حقا ثابتا له ببینة وشهود ‪ ،‬وهذا الفرض‬

‫محال ‪ !!...‬لن جابرا رضي ال عنه لو جاء مطالبا بالمیراث لما قبل منه أحد ذلك ‪ ..‬نعم كلنا‬

‫نعرف هذه الحقیقة الواضحة وهو أن لخلیفة المسلمین كامل الحق في الهبة والعطاء لمن يريد‬

‫إذا رأى في ذلك مصلحة ما ‪ ،‬أو حقا يجب أداءه ‪ ،‬وهذا ما حدث بالضبط فقد أعطى ابو بكر‬

‫الصديق رضي ال عنه جابرا وفاطمة بضعة الرسول صلى ال علیه وسلم على السواء وذلك‬

‫من محض الختیار والحق الذي له باعتباره خلیفة للمسلمین ‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج‬
‫‪:16‬‬

‫وسألت علي بن الفارقي ‪ ،‬مدرس المدرسة الغربیة ببغداد ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬أ كانت فاطمة صادقة ؟‬

‫قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬فلم لم يدفع إلیها أبو بكر فدك وهي عنده صادقة ؟‬

‫فتبسم ‪ ..‬ثم قال كلما لطیفا مستحسنا مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته ‪ ،‬قال ‪ :‬لو أعطاها‬

‫الیوم فدك بمجرد دعواها ‪ ،‬لجاءت إلیه غدا وادعت لزوجها الخلفة ‪ ،‬وزحزحته عن مقامه ‪،‬‬

‫ولم يكن يمكنه العتذار والموافقة بشيء ‪ ،‬لنه يكون قد سجل على نفسه أنها صادقة فیها تدعي‬

‫كائنا ما كان من غیر حاجة إلى بینة ول شهود ‪.‬‬

‫وهذا كلم صحیح ‪ ،‬وإن كان أخرجه مخرج الدعابة و الهزل ‪.‬‬

‫" انتهى كلم ابن أبي الحديد " ‪.‬‬

‫فالحقیقة التي هي الیوم ظاهرة ومكشوفة لعلمائكم كیف كانت مبهمة وغیر منكشفة يوم أمس‬

‫عند معاصريها والذين أدركوها من قريب ؟! فكانت أوضح لهم وأظهر ‪ ،‬إل أن السیاسة وحب‬

‫الرياسة اقتضت منهم إنكار الحقیقة وجحد حق الزهراء المظلومة )ع(!!‪.‬‬

‫‪651‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬ل ولن يکون يوما ابن ابي الحديد هذا سنیا وهو يقول مثل هذا القول حتی يلج الجمل في‬

‫سم الخیاط ‪ ،‬إن شخصا يطعن في ديننا ويشکك في رجال السلم‬

‫وحماته ويسب اصحاب النبي صلی ال علیه وسلم وأقرب المقربین الیه مثل أبي بکر رضي ال‬

‫عنه ‪ ،‬ثم يدعي أنه اغتصب الخلفة ‪ ،‬هل يعد مثل هذا الحاقد علی الدين وأهله سنیًا ‪..‬؟ أو يعّد‬

‫منهم ‪...‬؟ ل والذي خلق السماء بل عمد !! أنت في بداية کلمك أخذت تناقش ذلك الموضوع‬

‫الذي اصطنعته لنفسك وزينته لك أوهامك وخیالك‪ ،‬فقلت‪ :‬إن أرض فدك کانت هبة وأن علیًا کان‬

‫من الشهود علی ذلك ‪ ،‬مع انه لم تکن هبة أو هدية ‪ ،‬ثم عدت وقلت‪ :‬ان مطالبة فاطمة إنما کان‬

‫مطالبة بمیراثها من أبیها ولم تطلب من الخلیفة هبة ‪ ،‬ثم إنك لم تستطع ول غیرك يثبتوا ذلك أن‬

‫أبابکر قد استرد منها ما وهبها إياها أو أنه کان قد أخرج العمال من أرض فدك ‪ ..‬؟! هل هذا لم‬

‫يکن في کتبکم أو أنك تنکر ذلك ‪..‬؟! ثم بعد ذلك تقول لنا إن ابن ابي الحديد کان سنیًا ؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬إذا كان المقصود من أهل البیت هم زوجات‬

‫الرسول )ص( لقتضى أن يكون الضمیر ضمیر جمع المؤنث المخاطب على نسق الضمائر التي‬

‫وردت قبلها وبعدها ‪ ،‬فیكون " لیذهب عنكن الرجس ويطهركن " ‪ ،‬ولكن ال سبحانه ذكر‬

‫د‬
‫ري ُ‬
‫ما ي ُ ِ‬
‫الضمائر في هذه القطعة من الية على صیغة جمع المذكر المخاطب فقال تعالى ‪ ) :‬إ ِن ّ َ‬
‫هيرا ً (‪ ،‬فأخرجها‬ ‫ْ‬
‫م ت َط ِ‬ ‫وي ُطَ ّ‬
‫هَرك ُ ْ‬ ‫ل ال ْب َي ْ ِ‬
‫ت َ‬ ‫س أَ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ج َ‬ ‫عنك ُ ُ‬
‫م الّر ْ‬ ‫ب َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه ل ِي ُذْ ِ‬
‫ه َ‬
‫عن مخاطبة زوجات النبي‬

‫ونسائه ‪.‬‬
‫‪652‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫النواب ‪ :‬فإذا كان الخطاب متوجها إلى أهل البیت بصیغة جمع المذكر المخاطب‪ ،‬فمن أين‬

‫تقولون أنها تشمل فاطمة وهي أنثى ؟ فتكون خارجة من الية ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬علماؤكم يعرفون أن ضمیر الجمع المذكر إنما جاء هنا للتغلیب ‪ ،‬وهذا ل ينافي شمول‬

‫الية الكريمة لفاطمة )ع( ‪ .‬فهي واحدة مقابل أبیها وبعلها وابنیها ‪ ،‬فعدد الذكور في الجمع‬

‫غالب ‪ ،‬ولذا جاء الضمیر مخاطبا لهم بصیغة " عنكم " و " يطهركم " ‪ .‬وقد أشار إلى هذا ابن‬

‫حجر في كتابه الصواعق المحرقة ‪ /‬الباب الحادي عشر ‪ /‬الفصل الول في اليات الواردة في‬

‫عنك ُ ُ‬
‫م‬ ‫ب َ‬
‫ه َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه ل ِي ُذْ ِ‬ ‫ريدُ‬‫ما ي ُ ِ‬ ‫أهل البیت ‪ /‬الية الولى ‪ :‬قال ال تعالى ‪ ) :‬إ ِن ّ َ‬
‫‪ ،‬قال أكثر المفسرين ‪ :‬على أنها‬ ‫هيرًا(‬ ‫ْ‬
‫م ت َط ِ‬ ‫وي ُطَ ّ‬
‫هَرك ُ ْ‬ ‫ل ال ْب َي ْ ِ‬
‫ت َ‬ ‫س أَ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ج َ‬
‫الّر ْ‬
‫نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسین‬

‫لتذكیر ضمیر " عنكم" وما بعده ‪ ،‬انتهى كلمه ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لو أن امرأة بدوية أرادت أن تخاطب ابناءها وتناديهم لکي يتناولوا طعام الفطار ‪،‬‬

‫ولنفترض أن لها خمس بنات وابن واحد فکیف ستخاطبهم أو تناديهم ‪..‬؟ طبعًا ستناديهم بصیغة‬

‫التذکیر وستصل الکلمة بضمیر جماعة الذکور فتقول‪ :‬تعالوا تناولوا افطارکم ‪ ،‬و طعامکم ول‬

‫ل ‪ :‬تعالین لتتناولن افطارکن او طعامکن کذلك لو أن أسرة تتکون من الزوج والزوجة‬


‫تقول مث ً‬

‫وطفل واحد فإننا اذا اردنا مخاطبتها سنستعمل ضمیر جماعة المخاطبین وهو ) کم ( ‪ ،‬وهذا ما‬

‫خاطب ال تعالی به رسوله باعتباره أحد أفراد هذه السرة والیك الدلة من القرآن الکريم ‪:‬‬
‫قال تعالی‪ » :‬قالوا اتعجبین من أمر ال رحمة ال وبرکاته علیکععم أهععل الععبیت إنععه‬ ‫‪-1‬‬
‫حمید‬
‫مجید « هود‪.73/‬‬

‫فاليه هنا خطاب لزوج ابراهیم ‪ ،‬ولم يکن آنذاك ال هي وابراهیم علیه السلم ومع ذلك جاء‬

‫الخطاب ) بعلیکم ( ولم تقل الية ) علیکن (‪!!....‬‬


‫‪653‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قال تعععالی » وحرمنععا علیععه المراضععع مععن قبععل فقععالت هععل أدلکععم علععی أهععل بیععت‬ ‫‪-2‬‬
‫يکفلونه وهم‬

‫له ناصحون« القصص‪.12/‬‬

‫والية هنا تحدثنا عن قصة موسی وارضاعه ‪ ،‬والمر هنا واضح وجلي ففرعون لم يکن يبحث‬

‫عن رجل لیرضع موسی بل يبحث عن امرأة لترضعه ‪..‬؟ وبعد هذا الذي سمعت ‪ ،‬قل لي وافهمني‬

‫أيها البطريز إن کانت هذه المسألة بهذه الهمیة والخطورة ‪ ،‬فلماذا لم يبین ذلك ربنا في القرآن‬

‫الکريم ‪..‬؟ لماذا لم يذکر لنا عصمة أهل البیت وفي آية خاصة بهم حتی ينبه المة الی خطورة‬

‫هذا المر واهمیته في دين السلم ‪..‬؟ ثم بدأت الية بقوله جل شأنه » يا نساء النبي « ثم‬

‫عطفت الية التي بعدها علی ما قبلها بحرف واو العاطفَة ‪ ،‬ثم يستمر السیاق في اليات التي‬

‫وردت بعد هذه الية والخطاب کله موجه الی ازواج النبي علیه الصلة والسلم ؟!! ان کتاب ال‬

‫تعالی إنما أنزل لهداية البشر وارشادهم الی طريق الحق والصواب ولم يکن يومًا کتاب ضللة‬

‫أو فساد ‪ ،‬وانتم إنما تکذبون في ادعائکم وقولك هذا وال عز وجل يشهد على ذلك ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬واكثر المفسرين والمحدثین على أن الية‬

‫الكريمة ل تشمل زوجات النبي )ص( كما جاء في صحیح مسلم ‪ :‬ج ‪ 2/237‬ع ‪ / 238‬روى‬
‫بسنده‬

‫عن يزيد بن حیان قال ‪ :‬دخلنا على زيد بن أرقم ع والخبر طويل وفیه أنه حدثهم ع عن رسول ال‬

‫)ص( قال ‪ :‬أل وإني تارك فیكم الثقلین ‪ :‬أحدهما ‪ :‬كتاب ال ‪ ،‬هو حبل ال ‪ ،‬من أتبعه كان على‬

‫الهدى ومن تركه كان على الضللة ‪ .‬وفیه ‪ :‬فقلنا ‪ :‬من أهل بیته ؟ نساؤه ؟ قال ‪ :‬ل و ايم ال إن‬

‫المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبیها و قومها ‪ ،‬أهل بیته ‪ :‬أصله‬

‫و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده ‪.‬‬

‫‪654‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قال المؤلف ‪ :‬ورد في صحیح مسلم هذا الحديث‪ » :‬فقلنا من أهل بیته ‪.‬؟ نساؤه ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬وأيم‬

‫ال إن المرأة تکون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الی ّأبیها وقومها ‪ ،‬أهل بیته‬

‫أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده «‪.‬‬


‫قلت ‪ :‬إن کنت تقبل ما جاء عند مسلم رحمه ال وتعتمد علی أقواله فعلیك إذًا أن تقرأ الحديث‬

‫الول کذلك حیث جاء فیه » فقال له حصین ‪ :‬ومن أهل بیته يا زيد؟ ألیس نساؤه من أهل بیته‪.‬؟‬

‫قال‪ :‬نساؤه من أهل بیته ‪ ،‬ولکن أهل بیته من حرم الصدقة بعده ‪ ،‬قال‪ :‬ومن هم ‪..‬؟ قال ‪ :‬هم‬

‫آل علي ‪ ،‬وآل جعفر ‪ ،‬وآل عباس ‪ ،‬قال‪ :‬کل هؤلء حرم الصدقة ‪..‬؟ قال‪ :‬نعم ‪.‬‬

‫کون الزوجة من أهل بیت الرجل ‪ ،‬هذا ل يشك فیه أحد ‪ ،‬ولن النبي صلی ال علیه وسلم لم‬

‫يکن له ابن کما أن بناته کلهن قد تزوجن وهن يعشن في بیوت أزواجهن فظن السائل أن أهل‬

‫بیت النبي صلی ال علیه وسلم إنما ينحصر ذلك في أزواجه‬

‫ولذلك وضح الرسول ذلك ‪...‬؟!! انظروا جیدًا وتمعنوا في کل الحديثین کیف يتعجب السائل ‪ ،‬هل‬

‫للرسول صلی ال علیه وسلم أهل بعد أزواجه ‪...‬؟!! نعم إن طلقت المرأة وانفصلت عن زوجها‬

‫فهي لم تعد حینئذ من أهل بیته وهذا حق ل شك فیه‬

‫ولکن دعونا نسأل ‪..‬؟ هل طلق النبي ازواجه ‪..‬؟ أم انهن رضي ال عنهن توفي وهن في‬

‫عصمته ‪...‬؟؟!‬

‫کما إنه ل يحل لهن أن ينكحن بعده صلی ال علیه وسلم أحدًا من البشر‪ ،‬ولذلك فإن قول المدعي‬

‫هذا باطل ‪ ،‬وهو أجنبي وغريب وبعید کل البعد عن المنطق والصواب ثم ل ننسی أن نقول‪ :‬إن‬

‫المرأة تکون في عصمة الزوج ما دامت في عدتها وتحسب کذلك من أهل بیته ‪..‬؟ واما عدة‬

‫‪655‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ازواج النبي فالعمر کله ‪!!!!....‬‬

‫ولذلك أقمن في بیوتهن الی وفاتهن رضي ال عنهن فعلم بذلك إنهن من أهل بیته اذ انهن لم‬

‫يبرحن بیوتهن ولم يطلق وآثرن ال ورسوله علی الدنیا وزينتها وما فیها ورضین بما قسم ال‬

‫لهن ‪ ،‬ثم إن هذه الية الکريمة تدل دللة قاطعة علی أن من تمرد وعصی وخالف أمر ال‬

‫ورسوله ل يعتبر من أهل البیت وإن کان ذلك الوالد والولد قال تعالی‪ ) :‬ونادی نوح ربه فقال‬

‫ب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحکم الحاکمین قال يا نوح إنه لیس من أهلك إنه‬
‫ر ّ‬

‫عمل غیر صالح « کما أنه حیثما ذکر في القرآن ) أهل البیت ( فإن ذلك يعني النساء ‪ ،‬کما جاء‬

‫في قوله تعالی من هذه الية الکريمة ‪ ) :‬قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا الیك فأسر بأهلك‬

‫بقطع من اللیل ول يلتفت منکم أحد ال امرأتك إنه مصیبها ما أصابهم« هود‪. 81/‬‬

‫فلو لم تکن زوجة لوط علیه الصلة والسلم من أهل بیته فلماذا استثناها القرآن ‪..‬؟‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬ثم هناك روايات كثیرة مروية في كتبكم‬

‫واصلة عن طرقكم بألفاظ متعددة ومعنى واحد ‪ ،‬على أن آية التطهیر تشمل النبي والوصي‬

‫وفاطمة والحسن والحسین )ع( ل سادس لهم ‪ .‬ولكي تعرفوا ذلك فراجعوا مصادركم المعتبرة‬

‫عندكم والتي منها ‪:‬‬

‫‪1‬ع كشف البیان في تفسیر القرآن للثعلبي ‪ ،‬عند تفسیره الية ‪.‬‬

‫‪2‬ع التفسیر الكبیر للفخر الرازي ‪ :‬ج ‪. 6/783‬‬

‫‪3‬ع الدر المنثور لجلل الدين السیوطي ‪ :‬ج ‪. 5/199‬‬

‫‪4‬ع والنیسابوري في المجلد الثالث من تفسیره ‪.‬‬

‫‪5‬ع وتفسیر رموز الكنوز لعبد الرزاق الرسعني ‪.‬‬

‫‪6‬ع الخصائص الكبرى ‪ :‬ج ‪. 264 / 2‬‬


‫‪656‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪7‬ع الصابة لبن حجر العسقلني ‪ :‬ج ‪. 207/ 4‬‬

‫‪8‬ع تاريخ ابن عساكر ‪ :‬ج ‪ 204 / 4‬و ‪. 206‬‬

‫‪9‬ع مسند أحمد بن حنبل ج ‪.1/331‬‬

‫‪10‬ع الرياض النضرة ‪ :‬ج ‪ 2/188‬للمحب الطبري ‪.‬‬

‫‪11‬ع صحیح مسلم ‪ :‬ج ‪ 2/331‬وج ‪. 7/130‬‬

‫‪12‬ع الشرف المؤبد للنبهاني ‪ :‬ص ‪ 10‬طبع بیروت ‪.‬‬

‫‪13‬ع كفاية الطالب للعلمة الكنجي الشافعي ‪ /‬الباب المائة ‪.‬‬

‫‪14‬ع الحافظ سلیمان القندوزي في ينابیع المودة ‪ /‬الباب ‪ ، 23‬نقل عن صحیح مسلم وعن شواهد‬

‫التنزيل للحاكم الحسكاني عن عائشة أم المؤمنین ‪ ،‬ونقل أخبارا أخرى عن الترمذي والحاكم‬

‫السمناني والبیهقي والطبراني ومحمد بن جرير وأحمد بن حنبل وابن أبي شیبة وابن منذر وابن‬

‫سعد والحافظ الزرندي والحافظ ابن مردويه رووا عن أم سلمة أم المؤمنین وعن ولدها عمر بن‬

‫أبي سلمة وعن أنس بن مالك وسعد بن أبي وقاص وواثلة بن اسقع وأبي سعید الخدري قالوا ‪:‬‬

‫إن آية التطهیر نزلت في شأن الخمسة الطیبة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسین صلوات‬

‫ال علیهم أجمعین ‪.‬‬

‫‪15‬ع وابن حجر المكي على تعصبه الغريب نقل في كتابه الصواعق ‪ 85/‬و ‪ / 86‬ط المطبعة‬

‫المیمنیة بمصر ‪ /‬عن سبع طرق واعترف بأن الية الكريمة نزلت في شأن الخمسة الطیبة ول‬

‫تشمل غیرهم وذلك في تحقیق عمیق وطويل ‪.‬‬

‫‪16‬ع ونقل السید أبو بكر بن شهاب الدين العلوي في كتابه رشفة الصادي من بحر فضائل بني‬

‫النبي الهادي في الباب الول ‪ /‬نقل عن الترمذي وابن جرير وابن منذر والحاكم وابن مردويه‬

‫والبیهقي وابن أبي حاتم والطبراني وأحمد بن حنبل وابن كثیر ومسلم بن الحجاج وابن أبي‬

‫شیبة والسمهودي ‪ ،‬مع ذكر تحقیقات عمیقة من أكابر علمائكم ‪ ،‬على أن الية الكريمة ل تشمل‬

‫‪657‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫غیر الخمسة الطیبة الذين شملهم كساء رسول ال )ص( وعرفوا بأصحاب الكساء ‪.‬‬

‫‪17‬ع وفي الجمیع بین الصحاح الستة نقل عن الموطأ لمالك بن أنس الصبحي ‪ ،‬وعن صحاح‬

‫البخاري ومسلم وسنن أبي داود والسجستاني والترمذي وجامع الصول ‪.‬‬

‫وفي كلمة أقول ‪ :‬إن عامة علمائكم وأعلمكم من المفسرين والمحدثین والفقهاء والمؤرخین‬

‫وغیرهم ‪ ،‬أجمعوا على أن الية الشريفة ع آية التطهیر ع نزلت في شأن محمد وعلي وفاطمة‬

‫والحسن والحسین صلوات ال وسلمه علیهم أجمعین ‪.‬‬

‫وقد وصل هذا المعنى إلى قريب حد التواتر عندكم ‪ ،‬والمخالف لهؤلء شاذ معاند متمسك بأخبار‬

‫ضعیفة ل اعتبار بها ‪ ،‬ول وزن لها في قبال تلك الخبار المتكاثرة والروايات المتظافرة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن کان ذلك في کتبنا فنحن والحمدل أعلم به منکم ‪ ،‬نعم إن کانت هذه الية قد شملت‬

‫علیًا وفاطمة والحسن والحسین فل يعني ذلك أنها استثنت ازواج النبي من ذلك ‪ ،‬بل قد شملتهن‬

‫أيضًا وال عزوجل لم يقل كما لم يقل ذلك النبي صلی ال علیه وسلم ‪ :‬بل هذا من إفککم‬

‫وبهتانکم وقولك علی ال ورسوله بما ل علم لکم به ‪.‬‬

‫إن القرآن الکريم قد شهد بذلك واعتبر ازواج النبي صلی ال علیه وسلم من أهل بیته ‪ ،‬ثم‬

‫الحديث الشريف أفادنا فائدة أخری حیث بّین لنا أن بنت النبي وأسباطه من أهل البیت أيضًا ‪،‬‬

‫وهذا الحديث يثبت لکل أحد أن أهل السنة ل يقولون ال الحق الذي أمر ال تعالی به ‪.‬‬

‫لم يرد في القرآن الکريم صراحة ذکر بنت النبي صلی ال علیه وسلم ول ذکر سبطیه الحسن‬

‫والحسین وإنما الحديث هو الذي بّین ذلك ‪ ،‬والية الثالثة والثلثون من سورة الحزاب قد‬

‫خاطبت ازواج النبي صلی ال علیه وسلم وکذلك اليتان الثانیة والثلثون والرابعة والثلثون‬

‫‪658‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫تتعلقان بأزواج النبي صلی ال علیه وسلم ‪.‬‬

‫قال تعالی ‪ » :‬يا نساء النبي لستن کأحٍد من النساء إن اتقیتن فل تخضعن بالقول فیطمع الذي في‬

‫قلبه مرض وقلن قوًل معروفًا وقرن في بیوتکن ول تبرجن تبرج الجاهلیة الولی وأقمن الصلة‬

‫وآتین الزکاة وأطعن ال ورسوله إنما يريد ال لیذهب عنکم الرجس أهل البیت ويطهرکم تطهیرا‬

‫واذکرن ما يتلی في بیوتکن من آيات ال والحکمة إن ال کان لطیفًا خبیرا « الحزاب ‪.‬‬

‫والحديث کذلك يذکرنا وينبهنا ال ننسی أن بنت نبیه وسبطیه من أهل بیته ‪ !..‬والن بعد ان‬

‫اتضح هذا المر وضوح الشمس في رابعة النهار نقول‪ :‬لو عکسنا المر‬

‫وقلنا ان الية إنما نزلت في سبطي الرسول صلی ال علیه وسلم وبنته أما الحديث فقد جاء في‬

‫أزواجه صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬فإن الشیعة في هذه الحالة سوف تنکر وترفض أشد الرفض ان‬

‫تکون الية قد شملت ازواج النبي صلی ال علیه وسلم أو قصدتهم ‪...‬؟!! أما نحن أهل السنة‬

‫فنخشی ال والیوم الخر ول نخفی من الحقیقة شیئًا ول نؤول تلك التأويلت الباطلة لکي ننکر‬

‫شیئًا من الدين ‪ ،‬أما الشیعة فهم من بدأ بالشر وانکر الحقائق الواضحات وادعوا ان ازواج النبي‬

‫صلی ال علیه وسلم لسن من أهل بیته ‪ ،‬إقرؤوا بال علیکم هذه الية واليات التي قبلها وما‬

‫بعدها من سورة الحزاب‪ ،‬أل تتفقون معي ‪ ،‬ان جمیع اليات إنما تخاطب ازواج النبي صلی ال‬

‫علیه وسلم بکل صراحة ووضو ح ‪..‬؟ هل ينکر ذلك عاقل ‪..‬؟ ان الشیعة ل تتفق معنا حتی في‬

‫هذا وإنما تقول‪ :‬نعم إن ثلث الية الولی في حق ازواج النبي أما الثلث الخیر فهو في حق بنت‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم وسبطیه وختنه ‪..‬؟!‬

‫ل بما قبله ومعطوفًا علیه بالواو ‪ ،‬واذا‬


‫ولکن ألیس من العجب أن يکون هذا الثلث الخیر متص ً‬

‫تمعنا جیدًآ نجد أن کل ما قبله إنما يتکلم ويختص بأزواج النبي الطاهرات علیهن رضوان ال‬

‫‪659‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ورحمته‪ !!!...‬هذا أمر ل خلف فیه بین السنة والشیعة ‪ ،‬هذه الية کلها في ازواج النبي إننا إن‬

‫اخذنا بأقوال الشیعة وهذيانهم فإن ذلك يعني ان القرآن لم يکن يومًا کتاب هداية ورشاد وإنما‬

‫أنزل لیضل الناس ويغويهم نعوذ بال من ذلك ‪....‬؟!!‬

‫الدعاء السادس والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إنك عرفت الحديث وزدت فیه وحذفت منه حسب ما تشتهي وکما أمرك بذلك هواك ‪ ،‬وهو‬

‫ما اعترفت فیه انت بنفسك ‪!!...‬‬

‫إن المعنی المراد من هذا الحديث هو أن أم سلمة رضي ال عنها لم تکن من محارم علي رضي‬

‫ال عنه ولذلك لم تدخل معهم في الکساء فقال لها النبي صلی ال علیه وسلم » أنت علی مکانك‬

‫وأنت علی خیر « ثم بعد ذهاب علي دخلت تحت الکساء فأنت لم تذکر الدلیلین علی وجههما‬

‫الصحیح من کتبنا ‪ ،‬ولم تکن لديك المانة العلمیة التي يجب ان يتحلی بها ادنی من له المام‬

‫بالعلم ‪ ،‬وانا هنا اسوق الحديثین للقارئ الکريم لیطلع علیهما بنفسه ‪ ،‬فقد روی الترمذي والمام‬

‫احمد في المسند واللفظ للترمذي ع رقم الحديث عند احمد هو ) ‪ ( 26596‬ع وراوي الحديث عن‬

‫ام سلمه هو شهر بن حوشب ‪.‬‬

‫عن عمر بن أبي سلمة ربیب النبي صلى ال علیه وسلم قال ‪ :‬لما نولت هذه الية على النبي‬

‫صلى ال علیه وسلم ) إنما يريد ال لیذهب عنكم الرجس أهل البیت ويطهركم تطهیرا ( في بیت‬

‫أم سلمة فدعا فاطمة وحسنا وحسینا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم‬

‫هؤلء أهل بیتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا ( قالت أم سلمة ‪ :‬وأنا معهم يا نبي ال ‪.‬‬

‫‪660‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قال ‪ ) :‬أنت على مكانك ‪ ،‬وأنت على خیر( ‪.‬‬

‫) عن شهر بن حوشب قال ‪ :‬سمعت أم سلمة زوج النبي صلى ال علیه وسلم ‪ :‬حین جاء نعي‬

‫الحسین بن علي لعنت أهل العراق فقالت ‪ :‬قتلوه قتلهم ال غروه وذلوه لعنهم ال فإني رأيت‬

‫رسول ال صلى ال علیه وسلم جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت له فیها عصیدة تحمله في‬

‫طبق لها حتى وضعته بین يديه ‪ ،‬فقال لها ‪ :‬أين ابن عمك ‪.‬؟ قالت ‪ :‬هو في البیت ‪ .‬قال ‪ :‬فاذهبي‬

‫فادعیه وائتني ببنیه ‪ .‬قالت ‪ :‬فجاءت تقود ابنیها كل واحد منهما بید ‪ ،‬وعلي يمشي في أثرهما‬

‫حتى دخلوا على رسول ال صلى ال علیه وسلم فأجلسهما في حجره وجلس علي عن يمینه‬

‫وجلست فاطمة عن يساره ‪ .‬قالت أم سلمة ‪ :‬فاجتبذ من تحتي كساء خیبريا وألوى بیده الیمنى‬

‫الى ربه عز وجل قال ‪ :‬اللهم أهل بیتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا اللهم أهل بیتي‬

‫أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا اللهم أهل بیتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهیرا ‪ .‬قلت‬

‫‪ :‬يارسول ال ألست من أهلك ‪.‬؟ قال ‪ :‬بلى فادخلي في الكساء قالت ‪ :‬فدخلت في الكساء بعدما‬

‫قضى دعاءه لبن عمه علي وابنیه وابنته فاطمة رضي ال عنهم (‬

‫قلت‪ :‬هذا الحديث ضعفه أهل السنَة ‪ ،‬فنحن والحمد ل لسنا کالشیعة لنضع من الحاديث ما‬

‫يوافق هوانا ومذهبنا ‪ ،‬مع ان نقل مثل هذه الحاديث من کتبنا من اصدق الدلة وأوضحها علی‬

‫نزاهة وعدالة أهل السنة إذ لم ننکر أو نخفي قوًل ترونه انتم يخدم قضیتکم ومذهبکم ‪ ،‬کما أن‬

‫السنة لم يکونوا اعداءًا لعلي رضي ال عنه کما انتم تتصورون وتتوهمون ‪ ،‬فنحن أهل الحق‬

‫وقضاة العدل ‪.‬‬

‫فماذا يقول أهل السنة بعد ذلك کله ‪..‬؟ نقول إن الحق اوضح من أن يحتاج معه الی دلیل ‪،‬‬

‫فأزواج النبي صلی ال علیه وسلم من أهل بیته ‪ ،‬وقد شهد بذلك کتاب ال تعالی وسنة نبیه‬

‫‪661‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المصطفی وحبیبه المجتبی ‪ ،‬ولجل سد الطريق أمام المتقولین من أمثالکم ولكي ل تقولوا إنکم‬

‫يا أعداء علي وفاطمة وسبطي رسول ال ل تعتبرون هؤلء من أهل بیت النبوة ‪ ،‬فکذبنا قولکم‬

‫ورددنا ظنکم السئ في نحرکم‬

‫وروينا هذه الحاديث في کتبنا رغم ضعفها ولتکون رسالة واضحة لکل مفتر کذاب إننا ومازلنا‬

‫نعتبر هؤلء الصحابة الجلء والئمة التقیاء من أهل بیت النبوة ومن قال سوی ذلك فعلیه‬

‫الدلیل ونحن نطالبه به ‪ ،‬وما نفتأ نطالب به کل منکر لذلك ؟!!‪.‬‬

‫الدعاء السابع والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬لم يقل أحد بأن أبا بكر غصب فدكا لحتیاجه‬

‫إلیها ‪ ،‬وإنما غصبها لیترك أهل البیت وهم فاطمة وبعلها وابناهما الحسن والحسین ضعفاء ماديا‬

‫لیس في أيديهما شيء من المال ‪ ،‬فأبو بكر وأعوانه كانوا يعلمون أن علیا )ع( غني بالمعنويات‬

‫وكفته راجحة في الدين واليمان والعلم والعقل والفضائل والمناقب وما إلى ذلك ‪.‬‬

‫فلو ملك المال واستغنى به إلى جنب الغناء المعنوي ‪ ،‬التف الناس حوله ولم يرضوا بغیره‬

‫فلذلك غصبوهم فدكا وحرموهم من الخمس الذي خصه ال تعالى في كتابه الحكیم لهم فقال‬

‫ن لل ّهِ ُ‬ ‫ء َ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫سو ِ‬
‫وِللّر ُ‬
‫ه َ‬‫س ُ‬
‫م َ‬
‫خ ُ‬ ‫فأ ّ‬ ‫ي ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫من َ‬ ‫مُتم ِ‬ ‫ما َ‬
‫غن ِ ْ‬ ‫موا أن ّ َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫وا ْ‬
‫سبحانه ‪َ ) :‬‬
‫ل ( الخ‪.‬‬‫سِبي ِ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ذي ال ْ ُ‬
‫واب ْ ِ‬‫ن َ‬‫كي ِ‬‫سا ِ‬
‫م َ‬‫وال َ‬
‫مى َ‬ ‫والي ََتا َ‬‫قْرَبى َ‬ ‫ول ِ ِ‬
‫َ‬
‫وقد جعل ال تعالى ذلك لیرفع شأنهم ومقامهم بین الناس فل يحتاجون ول يفتقرون إلیهم بل‬

‫يعیشون معززين ومكرمین بالحق الذي جعل ال عز وجل لهم ‪ ،‬ولنه حرم علیهم الصدقات‬

‫والزكوات فعوضهم بالخمس ‪ ،‬ولكن شاء ال ‪ ...‬وشاءوا !!‬

‫فمنعوهم الخمس بحجة أن الخمس يجب أن يصرف في شراء السلحة ولوازم الحرب‬

‫والجهاد‪.‬‬

‫‪662‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪:‬‬
‫أوًل‪ :‬الية لم تجعل الخمس کله لل الرسول بل يشارکهم في ذلك الیتامی والمساکین وابن‬

‫السبیل ‪.‬‬

‫ثانیًا‪ :‬إن هذه الطريقة التي نراها في زماننا هذا وکیفیة أخذکم للخمس من التجار وأصحاب‬

‫رؤوس الموال أمر ل يعرفه أحد من المسلمین ولم يأمر به دين أو شرع وإنما هو أمر‬

‫ابتدعتموه أنتم واذنابکم الذين رأوا في ذلك فائدة لهم ووسیلة لتحقیق مآربهم الدنیئة ‪ ،‬مع ان‬

‫ال نهی عن ذلك وهو کنز الموال وأکل اموال الناس بغیر الحق ‪ ،‬أما الخمس الذي وردت به‬

‫ي آخر انتم قد عطلتموه ولم تعملوا به لنه‬


‫الدلة وجاء في القرآن وكما ذكرته السنة فذلك ش ٌ‬

‫شاق علی نفوسکم وهو ما يؤخذ من الغنائم التي ينالها المجاهدون في سبیل ال من أعدائهم‬

‫فکان النبي صلی ال علیه وسلم والمسلمون من بعده إذا نالوا من ذلك شیئًا قسموا أربعة‬

‫أخماسه علی المجاهدين والمشارکین في تلك المعرکة أو الغزوة أما الخمس الباقي فیصرف فیما‬

‫ذکرته الية الکريمة ‪ ،‬فلم يکن إذًا أهل البیت قد تفردوا دون غیرهم بهذا المال الذي نالته أيدي‬

‫المجاهدين في سبیل ال بل هناك عدة طوائف من المسلمین يشترکون معهم في ذلك وهم الفقراء‬

‫والمساکین وغیرهم من المسلمین ‪ ،‬فأهل البیت لم تکن لهم تلك الخاصیة في هذا الخمس کما‬

‫تحاولون انتم ان تصورونه للمسلمین‪ ،‬وال إن کان المر کما تقولون لم تعد هناك أهمیة لمن‬

‫ذکرتهم الية الکريمة ويصبح ذلك عبثًا يتنزه کتاب ال عنه ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫وأما قولك‪ :‬إن الزمخشري والثعلبي والقوشجي والسیوطي والطبري الشیعي کانوا يرون ذلك‬

‫فهذا قول مردود علیك ولن يغنیك شیئًا بل علی العکس تمامًا فأئمتنا الربعة رحمهم ال تعالی لم‬

‫‪663‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يکونوا يرون هذا الرأي الفاسد الذي ذکرته ‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬لیت شعري ‪ ،‬بأي دلیل اجتهادي رد أبو بكر‬

‫شهادة علي )ع( وهو الذي جعله ال شاهدا على ما جاء به النبي )ص( وكفى به شاهدا ‪.‬‬

‫ه( ‪.‬‬
‫من ْ ُ‬
‫هدٌ ِ‬ ‫وي َت ُْلوهُ َ‬
‫شا ِ‬ ‫ه َ‬
‫ن َرب ّ ِ‬
‫م ْ‬ ‫عَلى ب َي ّن َ ٍ‬
‫ة ِ‬ ‫ن َ‬ ‫من َ‬
‫كا َ‬ ‫إذ قال سبحانه ‪ ) :‬أ َ َ‬
‫ف َ‬
‫فالنبي )ص( على بینة من ربه والشاهد المام علي )ع(‪.‬‬

‫الحافظ ‪ :‬ولكن الروايات تقول ‪ :‬إن رسول ال هو صاحب البینة وشاهده القرآن الكريم ‪ .‬فل‬

‫أدري بأي دلیل قلتم ‪ :‬بأن الشاهد علي كرم ال وجهه ؟‬

‫قلت ‪ :‬أعوذ بال تعالى من أن أفسر القرآن برأيي ‪ ،‬وإنما نقلت لكم قول أئمة أهل البیت )ع( ‪،‬‬

‫وهو أيضا رأي كثیر من أعلمكم ومفسريكم ‪ ،‬وهم قد نقلوا في ذلك ما يقارب من ثلثین حديثا ‪،‬‬

‫منهم ‪ :‬أبو اسحاق الثعلبي في تفسیره روى ثلثة أحاديث في ذلك ‪ ،‬والسیوطي في الدر المنثور‬

‫عن ابن مردويه وابن أبي حاتم وأبي نعین الحافظ ‪ ،‬وشیخ السلم الحمويني في فرائد السمطین‬

‫روى ذلك بثلثة أسانید ‪ ،‬والحافظ سلیمان القندوزي روى ونقل في الباب ‪ 26‬عن الثعلبي‬

‫والحمويني والخطیب الخوارزمي وأبي نعیم والواقدي وابن المغازلي عن ابن عباس وجابر بن‬

‫عبد ال وغیرهما ‪.‬‬

‫والحافظ أبو نعیم روى ذلك عن ثلث طرق ‪ ،‬والطبري وابن المغازلي وابن أبي الحديد ومحمد‬

‫بن يوسف الكنجي الشافعي في الباب ‪ 62‬من كتاب كفاية الطالب وغیر هؤلء جمع كبیر كلهم‬

‫ذهبوا إلى أن الشاهد في الية الكريمة هو المام علي )ع( ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن تفسیرك للية جهل وحماقة منك ‪ ،‬فالسني کذلك باستطاعته أن يقول ‪ :‬إن المراد منه‬

‫عمر ‪ ،‬وصدق الذي قال ‪ :‬شر المصائب الجهل ‪.!!!..‬‬


‫‪664‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم يقول ‪ :‬ان علماءکم کانوا يرون هذا التفسیر ويقولون بهذا القول في الية الکريمة ‪..‬؟!!‬

‫ولکني أود أن أسأل ‪ :‬من يقصد المؤلف بعلمائنا ‪..‬؟ هل تظنوا أنه يقصد بذلك الشافعي أو مالك‬

‫رحمهما ال ‪..‬؟ کل طبعًا ‪ ،‬إنما يقصد بعلمائنا سلیمان البلخي والثعلبي والحمويني والخوارزمي‬

‫وابن المغازلي و جغال والبقال بائع الفول الذين اجلسهم المؤلف مجلس العلماء ‪..‬؟!!‬

‫ان علماءنا الکرام رحمهم ال تعالی يقولون ‪ :‬إن المراد بالشاهد في هذه الية هو جبريل علیه‬

‫السلم أو أنه الرسول صلی ال علیه وسلم کما ورد ذلك في آية أخری وهو قوله تعالی في الية‬

‫الخامسة والربعون من سورة الحزاب ‪ ،‬قال تعالی ‪:‬‬

‫» يا أيها النبي إنا ارسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرا « فکتاب ال تعالی يخبرنا أن الشاهد هو‬

‫محمٌد علیه الصلة والسلم ولیس علي ‪...‬؟‬

‫لحد الن لم اجد لسؤالي هذا جوابًا ‪..‬؟!! لما لم يرد ‪ ،‬أو لماذا لم يشر أو يذکر القرآن الکريم‬

‫علیًا ولم مرة واحدة ‪...‬؟ بماذا سنجیب الفرقة البهائیة التي جاءت بعد الف ومائتي سنة علی‬

‫بعثة النبي صلی ال علیه وسلم وهم يستدلون ويحتجون علینا بنفس الدلة التي يحتج بها‬

‫الشیعة علی صحة مذهبهم ويقولوا بکل جرأة ووقاحة ان اسم بهاء ال موجود في القرآن‬

‫الکريم ‪..‬؟! إنهم درسوا وتخرجوا وتعلموا کل هذا المکر والحتیال والتأويل الباطل من مدارس‬

‫الشیعة ومشايخهم وعلمائهم فالبهائیة في الحقیقة هي الربیب الشرعي الذي تفتق به رحم‬

‫الشیعة ‪...‬؟!‪.‬‬

‫عجبا لمر هؤلء القوم ‪ :‬يريدون أن يصرفوا کل آية في کتاب ال تعالی ويجعلوا سبب نزولها‬

‫في علي رضي ال عنه ‪ ،‬واذا ألححنا علیهم وسألناهم لماذا اذا لم يرد ذکره في القرآن صراحة‬

‫لمه سکت القرآن عن ذلك ولم يشر ولو مجرد اشارة عابرة الی مکانة ومنزلة علي وما‬

‫‪665‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫تتوهمونه انتم فیه ‪...‬؟!! إن قلنا لهم ذلك فإنهم يقولون ‪ :‬ولماذا تنکرون الحديث ‪...‬؟!! فلیس‬

‫من الضرورة أن يذکر کل شيء في القرآن ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬اذا کان لیس من الضرورة في شئ أن يذکر ذلك في القرآن ‪ ،‬فلماذا تصدعون رؤوسنا‬

‫وتتأولوا جمیع اليات وتقولون لنا انها نزلت في علي ‪..‬؟ إنکم تعلمون جیدًا إن عقیدتکم‬

‫وقولکم بالمامة ل اعتبار له ول وزن ‪ ،‬ول يمکن بحال أن يقبله أحد من المسلمین دون أدلة‬

‫ثابتة صحیحة واضحة من کتاب ال تعالی ‪ ،‬فلهذا نجدکم تؤولون اليات وتلوون نصوص القرآن‬

‫حتی تجعلونها تتفق مع هواکم وباطلکم ولکن هیهات هیهات ‪ ،‬فأين الحق من الضلل وأين‬

‫الظلم من شمس الزوال ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء التاسع والعشرون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬وكان أزهد الناس فیها ‪ ،‬يشهد له ذلك‬

‫الصديق والعدو ‪ ،‬ولكن الذين حلیت الدنیا في أعینهم وراقهم زبرجها وحرصوا على الرئاسة‬

‫والملك ‪ ،‬افتروا علیه واتهموه ‪ ،‬وقالوا فیه ما ل يلیق إل بهم ‪.‬‬

‫فتارة قالوا ‪ :‬إنه ثعالة شهیده ذنبه !!‬

‫وتارة قالوا ‪ :‬إنه يجر النفع إلى نفسه !‬

‫ولكنه كظم غیظه وصبر على مضض ‪ ،‬حتى قال )ع( في الخطبة الشقشقیة المروية في نهج‬

‫عْمَیاَء‬
‫خَیٍة َ‬
‫طْ‬‫عَلى َ‬
‫صِبَر َ‬
‫جّذاَء َأْو َأ ْ‬
‫صولَ ِبَیٍد َ‬
‫ن َأ ُ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ت َأْرَتِئي َبْی َ‬
‫طِفْق ُ‬
‫البلغة وهي الخطبة رقم ‪ : 3‬ف َ‬

‫صْبَر‬
‫ن ال ّ‬
‫ت َأ ّ‬
‫حّتى َيْلَقى َرّبُه!! َفَرَأْي ُ‬
‫ح ِفیَها ُمْؤِمنٌ َ‬
‫صِغیُر َو َيْكَد ُ‬
‫ب ِفیَها ال ّ‬
‫شی ُ‬
‫َيْهَرُم ِفیَها اْلَكِبیُر َو َي ِ‬

‫جا َأَرى تَراِثي َنْهبًا ‪ ...‬الخ ‪.‬‬


‫شً‬‫ق َ‬
‫حْل ِ‬
‫ن َقًذى َو ِفي اْل َ‬
‫ت َو ِفي اْلَعْی ِ‬
‫صَبْر ُ‬
‫جى ‪َ ،‬ف َ‬
‫حَ‬‫عَلى َهذا َأ ْ‬
‫َ‬

‫طْفِل‬
‫ن ال ّ‬
‫ب آَنسُ ِباْلَمْوتِ ِم َ‬
‫طاِل ٍ‬
‫ن َأِبي َ‬
‫ل َل ْب ُ‬
‫ويقول في الخطبة رقم ‪ 5‬من نهج البلغة ‪َ ... :‬وا ِّ‬

‫ي ُأّمِه !! من هذا الكلم والبیان نعرف مدى انضجاره من الوضع المؤسف وهو في محراب‬
‫ِبَثْد ِ‬

‫‪666‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫العبادة وفي حال الصلة نادى ‪ :‬فزت ورب الكعبة !‬

‫نعم بهذه الجملة القصیرة عبر عن حقائق كثیرة ‪ ،‬وبین انه ارتاح من هموم وغموم كانت‬

‫متراكمة على قلبه الشريف ‪ ،‬من جفاء قوم آخرين وتحريف الدين وتغییر سنن سید المرسلین !!‬

‫ارتاح من هموم وغموم تراكمت على فلبه المقدس من أعمال الناكثین ‪ ،‬وجنايات القاسطین‬

‫وجرائم المارقین ‪ ،‬وكم تحمل من الذى والظلم من الذين كانوا يدعون صحبة رسول ال‬

‫ومرافقته !! وكم خالفوه وقاتلوه وسبوه وشتموه ولعنوه على منابر السلم وفي مجامیع‬

‫المسلمین !!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬قولك هذا باطل ل دلیل علیه ‪ ،‬والواقع الذي نعرفه وعرفناه عن أصحاب النبي صلی ال‬

‫علیه وسلم يخالف ذلك ويأباه ‪ ،‬لن الذي له ايمان علي رضي ال عنه وعلمه ويقینه تهون علیه‬

‫مصائب الدنیا کلها ‪ ،‬فکیف بعلي رضي ال عنه نفسه وهو من عرفناه بإيمانه وصبره وزهده‬

‫يئن ويشتکي ويقول مثل هذا القول الذي يدل علی الخوف والجبن ‪ ،‬حاشاه رضي ال عنه من‬

‫ذلك ‪...‬؟ إننا رغم کل ما أصابنا في ذات ال تعالی لم نقل من ذلك شیئًا ولم نفعله ‪ ،‬فکیف بعلي‬

‫ونحن بالنسبة ليمانه وسابقته وصبره ل نعد شیئًا يذکر أمامه ‪...‬؟!‪.‬‬

‫ثانیًا‪ :‬إن ما واجهه علي رضي ال عنه من مشاکل إنما کان ذلك في المدينة واما حین کان في‬

‫المدينة علی عهد الرسول صلی ال علیه وسلم وعهد الخلفاء الثلثة الذين سبقوه فکانت له‬

‫المنزلة العالیة والمکان المرموق الذي ل يخفی علی أحد ‪.‬‬

‫ثالثًا ‪ :‬ماذا کنت تريد من المسلمین أن يفعلوا ‪..‬؟ وقف مع جمیع السنة حتی أصبح خلیفة علیهم‬

‫قاتلوا معه حتی هزم عائشة وطلحة والزبیر ‪ ،‬قاتل الخوارج حتی هزمهم وقضی علیهم أظلمت‬

‫الدنیا علی معاوية حتی ضیق علیه الخناق ‪ ،‬ثم زوج عمر بنت يزدجرد الثالث وذلك حسب ما‬
‫‪667‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫جاء في رواياتكم أنتم للحسین بن علي مع أن الکثیر من ابناء المسلمین کانوا يتمنون‬

‫ذلك ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫قلتم ‪ :‬لم يکن من اللئق أن يواجه امیر المؤمنین علي کل ما واجهه من هذه المحن والحن‬

‫والمصائب ‪...‬؟!!! وهل يتمنی ذلك مسلم يحب ال ورسوله والمؤمنین ‪...‬؟ ان ما أصاب علیًا‬

‫رضي ال عنه إنما هو بسببکم انتم ايها الشیعة‬

‫وما أوتي ال من قبلکم والتاريخ يشهد علی صدق ما أقول يا اصدقاء الظاهر‬

‫وأعداء الباطن ‪..‬؟!!‪.‬‬

‫ي رضي ال عنه يعیش بین اصحاب رسول ال صلی ال علیه وسلم کواحٍد منهم‬
‫لقد کان عل ّ‬

‫يحبهم ويحبونه يألفهم ويألفونه ‪ ،‬کما أن الجمیع کان يعرف له قدره‬

‫ومنزلته وبلءه في السلم وسابقته في الدين فکان رضي ال عنه يعیش بینهم في غبطة من‬

‫العیش وسعادة وسرور رضي ال عنه ‪ ،‬ضحك رضي ال عنه بینما کان جالسًا بین أصحابه في‬

‫الولیمة حینما زوج ابنته من عمر رضي ال عنه ‪ ،‬وسروفرح وهو يری تلك الفتوحات الکثیرة‬

‫في عهد عمر ‪ ،‬وکان يأخذ حظه من الغنائم عبیدًا وإماءًا وقل ما شئت من الموال اکثر من غیره‬

‫ألم يکن رضي ال عنه بطل بدر وقد شمله فضل ال تعالی وعفوه ورحمته ‪..‬؟ كما وعدهم‬

‫ال تعالى بالجنة والحیاة الطیبة في الدنیا والخرة ‪..‬؟‬

‫ان اکاذيبکم وبهتانکم الذي جاء في نهج بلغتکم ل يمکن ان يصدقه احد من اطفال المسلمین‬

‫وهو کذلك لن يغیر من الحق والحقیقة شیئًا‪.‬‬

‫قال تعالی » من عمل صالحًا من ذکر أو أنثی وهو مؤمن فلنحیینه حیاة طیبة «‪.‬‬

‫‪668‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثلثون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬وأنتم أيها العلماء تعرفون كل ذلك ‪ ،‬وتعلمون علم‬

‫الیقین أن علیا كان نفس رسول ال )ص( بنص القرآن الحكیم وحديث الرسول الكريم حیث قال ‪:‬‬

‫" من آذى علیا فقد آذاني ‪ ،‬ومن آذاني فقد آذى ال ‪ ،‬ومن أحب علیا فقد أحبني ‪ ،‬ومن أحبني‬

‫فقد أحب ال ‪ ،‬ومن سب علیا فقد سبني ‪ ،‬ومن سبني فقد سب ال " ‪ .‬إن السلف سمعوا ذلك من‬

‫رسول ال )ص( في حق علي )ع( إل أنهم أخفوه عن المسلمین وألبسوا علیهم الحقائق‬

‫وأضلوهم عن سبیل ال وعن الصراط المستقیم !!‬

‫وقد آل المر الیوم إلیكم ‪ ،‬فأنصفوا واتقوا ال والیوم الخر ‪ ،‬ول تتبعوا الهوى واتركوا التعصب‬

‫ق‬ ‫موا ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫وت َك ْت ُ ُ‬ ‫ق ِبال َْباطِ ِ‬
‫ل َ‬ ‫سوا ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫لدين الباء ومذهب السلف ‪ ) ،‬ول َ ت َل ْب ِ ُ‬
‫َ‬
‫ن(‬ ‫عل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫م تَ ْ‬
‫وأن ْت ُ ْ‬‫َ‬
‫فإن الناس من العامة ينظرون إلیكم ويأخذون بأقوالكم فل تسكنوا عن بیان الحقائق ‪ ،‬انقلوا‬

‫للناس ما رواه علماؤكم ‪ ،‬وحدثوهم بما حدث أعلمكم وكتبوا في كتبهم في شأن المام علي )ع(‬

‫وأهل بیته المظلومین !‬

‫من آذى علیا فقد آذى ال ‪.‬‬

‫لقد بین كثیر من أعلم محدثیكم وكبار علمائكم ‪ ،‬ورووا بأسنادهم عن الرسول )ص( في حق‬

‫)ع( أحاديث هامة ولكنكم ل تذكرونها للعامة ‪ ،‬وتخفوها عنهم ‪ ،‬والمفروض بیانها وإعلنها في‬

‫الذاعات وخطب الجمعات ‪ ،‬وفي الجتماعات الدينیة والمناسبات السلمیة ‪.‬‬

‫روى أحمد بن حنبل في المسند بطرق عديدة ‪ ،‬والثعلبي في تفسیره ‪ ،‬وشیخ السلم الحمويني‬

‫في فرائد السمطین ‪ ،‬بأسنادهم عن رسول )ص( أنه قال ‪ " :‬من آذى علیا فقد آذاني ‪ ،‬أيها‬

‫الناس ! من آذى علیا بعث يوم القیامة يهوديا أو نصرانیا " ‪.‬‬

‫وروى ابن حجر المكي في الصواعق ‪ /‬الباب التاسع ‪ /‬الفصل الثاني ‪ /‬الحديث السادس عشر ‪/‬‬

‫عن سعد بن أبي وقاص عن رسول )ص( قال ‪ :‬من آذى علیا فقد آذاني ‪.‬‬

‫رواه العلمة الكنجي الشافعي أيضا في كتابه كفاية الطالب ‪ /‬الباب الثامن والستون ‪ /‬مسندا عن‬
‫‪669‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫رسول ال )ص( وذكرت حديثا آخر عن النبي )ص( أنقله لكم فان استماع حديث رسول ال‬

‫)ص( عبادة ‪.‬‬

‫روى أحمد بن حنبل في مسنده ‪ ،‬والمیر علي الهمداني الشافعي في مودة القربى ‪ ،‬والحافظ أبو‬

‫نعیم في كتاب " ما نزل من القرآن في علي " ‪ ،‬والخطیب الخوارزمي في المناقب والحاكم أبو‬

‫القاسم الحسكاني عن الحاكم أبي عبد ال عن أحمد بن محمد بن أبي داود الحافظ عن علي بن‬

‫أحمد العجلي عن عباد بن يعقوب عن أرطاط بن حبیب عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي‬

‫ابن الحسین عن أبیه المام الحسین الشهید السبط عن أبیه المام علي بن أبي طالب )ع( عن‬

‫رسول ال )ص( قال ‪ :‬يا علي من آذى شعرة منك فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى ال ومن آذى‬

‫ال فعلیه لعنه ال‪.‬‬

‫وروى السید أبو بكر بن شهاب الدين العلوي في كتابه رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي‬

‫الهادي ص ‪ / 6‬الباب الرابع عن الجامع الكبیر للطبراني وعن صحیح ابن حیان ع وصححه‬

‫الحاكم ع كلهم عن مولنا أمیر المؤمنین )ع( عن رسول ال )ص( قال ‪ :‬من آذاني في عترتي‬

‫فعلیه لعنة ال ‪.‬‬

‫بعد هذه الحاديث الشريفة والتفكر في معانیها ‪ ،‬انظروا إلى أحداث السقیفة وهجوم القوم على‬

‫دار المام علي وفاطمة الزهراء )ع( وهتكهم حرمتها ‪ ،‬وفكروا في تلك العمال الشنیعة والفعال‬

‫الفظیعة التي ارتكبها القوم حتى مرضت سیدة نساء العالمین بسببها وتوفیت على أثرها في أيام‬

‫شبابها ‪ ،‬فماتت وهي ساخطة على أبي بكر وعمر وعلى كل من آذاها !!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬کلها أحاديث مکذوبة ‪ ،‬وقد قلت اکثر من مرة ل تعتبر کل حديث تقرأه عند أهل السنة طبقًا‬

‫شهیًا تجد فیه کل ما تشتهیه نفسك ‪ ،‬ول تجري وراءه عريانا لتقول لنفسك وتقنعها إنك بهذا‬

‫‪670‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الحديث أو ذاك قد وجدت ضالتك ‪..‬؟!!‬

‫علیك ان تعلم إن الحیاء شعبة من شعب اليمان وهو ل يأت ال بکل خیر ثم إنك تحسب نفسك‬

‫علی علماء هذا الدين فما کان ينبغي بك أن تتلقف کل حديث وتأخذه من کتبنا لتحتج به علی‬

‫باطلك وأنت تعلم جیدًا ويعلم کل مسلم إن في کتبنا الضعیف والموضوع والمنکر والشاذ‬

‫والمتروك ‪ ،‬ولکنك ل تستطیع أن تدع طبعك الفاسد فأصبحت کالغراب الذي يطیر ويحوم علی کل‬

‫جیفة نتنة ‪..‬؟ تبحث في لیلك ونهارك عن تلك الحاديث الضعیفة لکي تخدع بها عوام المسلمین‬

‫ودهمائهم ‪ ،‬وإنك وال ل تستطیع أن تخدعنا نحن معشر أهل السنة ‪ ،‬ول يصدق بهذه الباطیل‬

‫ال كل شیعي احمق معتوه مثلك ‪.‬‬

‫أما قوله صلی ال علیه وسلم ‪ ) :‬من آذی علیًا فقد آذاني ( فحديث صحیح ولکن لیس الحديث‬

‫علی إطلقه ‪ !!...‬وإنما قاله صلی ال علیه وسلم لسبب معلوم وحالة خاصة يعرفها کل من قرأ‬

‫السیرة وعرف الحال والمقام الذي قیل فیه هذا القول ‪!...‬؟ وقد ورد في کتبنا ان علیًا خاصم‬

‫فاطمة ‪ ،‬فهل نأخذ بمنهجکم الباطل واستدللکم المنحرف فنقول‪ :‬إن علیًا آذی فاطمة ‪ ،‬أو أن‬

‫فاطمة آذت علیًا وبناءًا علیه فقد آذوا النبي صلی ال علیه وسلم ‪...‬؟ إننا نعلم أن النبي صلی ال‬

‫علیه وسلم کذلك لم يکن يقصد بهذا الحديث ما يحدث من الشجار والتنازع بین الزوج‬

‫وزوجته ‪...‬؟ ثم استمعوا الی هذا الحديث ‪ :‬قال صلی ال علیه وسلم‪ ) :‬ايها الناس من آذی‬

‫العباس فقد آذاني ‪ ،‬إنما عم الرجل صنو أبیه(‪.‬‬

‫وقد ثبت في کتبنا أيضا ان علیا والعباس رضي ال عنهم قد اختلفا فیما بینهما علی أرض فدك‬

‫ثم انتهی امرهما الی القاضي ‪ !!..‬والن کیف سنحل هذا اللغز ‪...‬؟ هل نقول مثلکم ‪ :‬إن علیًا‬

‫آذی عمه العباس وهو بمقام أبیه ‪ ،‬وبإيذاءه فقد آذی علي رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪...‬؟!!‬

‫‪671‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لم يکن يقصد النبي صلی ال علیه وسلم ذلك إنما مراده من هذا الحديث هو من آذی علیًا‬

‫والعباس بغیر حق فقد آذاني ‪.!!..‬‬

‫استمعوا الی هذا الحديث الخر ‪.‬‬

‫قال صلی ال علیه وسلم ) من آذی ذمیًا فأنا خصمه ( فهل يعني هذا الحديث اننا ل ينبغي لنا أن‬

‫نؤذي أهل الذمة وان فعلوا بالمسلمین ما فعلوا ‪..‬؟ ان المراد بهذا الحديث هو إيذائهم بغیر حق‬

‫أما إن صدر عنهم ما يدل علی الفساد وغیره فإننا نقتص منهم ونعاقبهم من غیر هوادة ‪....‬؟!!‪.‬‬

‫إن السنة والحمد ل أهل حق وعدل وانصاف‪ ،‬ونعرف جیدًا علی ضوء الحاديث والروايات التي‬

‫بین ايدينا إن ما جری من الحداث والفتن بین علي ومعاوية رضي ال عنهما فإن الحق‬

‫والصواب فیهما کان الی جانب علي رضي ال عنه ‪ ،‬وهذا هو موقف المة کلها وکما شهد بذلك‬

‫الحديث الصحیح ‪ ،‬إنکم ايها الشیعة ل تريدون ان تقفوا عند حٍد في باطلکم وهذيانکم ‪ ،‬ولم‬

‫ترضوا أو تقتنعوا منا بهذا العتراف وإنما تصرون وتلحون أن نقبل منکم عقیدتکم الفاسدة‬

‫وضللکم المبین ‪ ،‬وهو أمر ل يرضاه علي منکم لو علم ذلك ‪ ،‬ول يقبله کذلك أحد من أهل السنة‬

‫کما نعلم ‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والثلثون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬إنكم تحبون أن تصلحوا بین سیدة النساء‬

‫فاطمة )ع( وبین من ظلمها في عالم الخیال ‪ ،‬ولكن الواقع خلف الخیال والمقال ‪ ،‬فقد صرح‬

‫أعلمكم وكبار علمائكم مثل الشیخین مسلم والبخاري في صحیحهما فكتبا ورويا عن عائشة بنت‬

‫أبي بكر ‪ ... " :‬فهجرته فاطمة ولم تكلمه في ذلك حتى ماتت ‪ .‬فدفنها علي لیل ‪ ،‬ولم يؤذن بها‬

‫أبا بكر "‪.‬‬

‫رواه العلمة الكنجي الشافعي في كتاب كفاية الطالب ‪ ،‬في أواخر‪/‬الباب التاسع والتسعون ‪.‬‬

‫‪672‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وقال ابن قتیبة في كتاب المامة والسیاسة ‪ 14 /‬و ‪ / 15‬طبع مطبعة المة بمصر ‪ :‬فقال عمر‬

‫لبي بكر )رض( انطلق بنا إلى فاطمة فإنا قد أغضبناها ‪ ،‬فانطلقا جمیعا فاستأذنا على فاطمة فلم‬

‫تأذن لهما ‪ ،‬فأتیا علیا فكلماه ‪ ،‬فأدخلهما علیها ‪ ،‬فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط ‪،‬‬

‫فسلما علیها فلم ترد علیهما السلم !!‬

‫فقالت ‪ :‬أ رأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول ال )ص( ‪ ،‬تعرفانه وتفعلن به ؟ قال ‪ :‬نعم‬

‫فقالت ‪ :‬نشدتكما ال ! أ لم تسمعا رسول ال يقول ‪ :‬رضا فاطمة من رضاي و سخط فاطمة من‬

‫سخطي ‪ ،‬فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني و من أرضى فاطمة فقد أرضاني و من أسخط فاطمة‬

‫فقد أسخطني ؟‬

‫قال نعم سمعناه من رسول ال )ص( ‪.‬‬

‫قالت فإني أشهد ال و ملئكته أنكما أسخطتماني و ما أرضیتماني و لئن لقیت النبي )ص(‬

‫لشكونكما إلیه ‪.‬‬

‫فقال أبو بكر ‪ :‬أنا عائذ بال من سخطه وسخطك يا فاطمة ثم انتحب أبو بكر يبكي ‪ ،‬حتى كادت‬

‫ل علیك في كّل صلة أصّلیها !! ‪.‬‬


‫نا ّ‬
‫ل لدعو ّ‬
‫نفسه أن تزهق وهي تقول ‪ :‬وال وا ّ‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫لو أمعن القارئ الکريم لما بین يديه من هذه الستدللت التي عند الشیعة وتدبرها لتعجب اشد‬

‫العجب واصیب بالحیرة والدهشة ‪...‬؟ ان هؤلء القوم قد أوتوا الجدل واللجاج في الحديث فهم‬

‫يناقشوا ويجادلوا ولو کان ذلك النقاش ل دلیل علیه ول حجة ول برهان ‪ ،‬فانظروا الیهم کیف‬

‫أخذوا هذين الحديثین من کتبنا ثم وضعوا أحد الحديثین بعدالخر مباشرة لیصلوا ويحصلوا علی‬

‫النتیجة التي هم يريدونها ‪...‬؟!‬

‫الحديث الول‪ » :‬من آذی فاطمة فقد آذاني «‬

‫الحديث الثاني ‪ » :‬لم تکن فاطمة راضیة عن ابي بکر حتی وفاتها «‬
‫‪673‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫النتیجة‪ » :‬فأبوبکر قد آذی رسول ال ‪...‬؟!!‪ .‬أرايت ‪....‬؟‬

‫وللرد علی هذا المدعي الکذاب أقول ‪ :‬هل تعرفون أحبتي في ال متی قال النبي صلی ال علیه‬

‫وسلم هذا الحديث ‪.....‬؟ وبأي مناسبة ‪...‬؟ لقد قال النبي صلی ال علیه وسلم هذا الحديث عندما‬

‫أراد علي رضي ال عنه أن يتزوج علی فاطمة أي يأتي لها بضرة ‪...‬؟!! فشکت فاطمة ذلك‬

‫لبیها ‪ ،‬فعندها فقط قال الرسول صلی ال علیه وسلم هذا الحديث ‪..‬؟ والن ‪ ،‬ماذا نقول لهؤلء‬

‫القوم ‪....‬؟ ان الشیعة ل يعترفون بهذا القول ‪ ،‬ويردون حقیقة هي في الوضوح والجلء‬

‫کالشمس المشرقة ولکنهم يقبلون الجزء الخیر منه فقط وهو قوله صلی ال علیه وسلم ) من‬

‫آذی فاطمة فقد آذاني ( ولکي تدرکوا وتقفوا بانفسکم علی لؤم وحمق وجهل هذه الطائفة‬

‫ل حدثکم وقال لکم ‪ :‬إني التقیت‬


‫الضالة والفرقة المنحرفة أضرب لکم هذا المثال ‪ :‬لو أن رج ً‬

‫برسول ال صلی ال علیه وسلم ورأيته في مدينة بلخ وقد حدثني بهذا الحديث وقال ‪ » :‬إن عمر‬

‫بن الخطاب من أهل النار وإن الحسن رجل سوء « هل سمعتم هذا الحديث ‪..‬؟ حسنًا فیأتیکم أحد‬

‫الحمقی والمغفلین ويقول ‪ :‬انا اقول بصحة هذا الحديث وهو قوله صلی ال علیه وسلم‪ :‬ان عمر‬

‫من اصحاب النار ) نعوذ بال من ذلك ( ال انني ل اقبل الشطر الثاني من الحديث لنه کذب ‪...‬؟!!‬

‫نعم إنه کذب لن النبي صلی ال علیه وسلم لم يذهب الی بلخ ولم يرها قط ‪.....‬؟!!‪.‬‬

‫قلت‪ :‬إن کان ذلك ايها الشیعة فإن ما تدعونه في ابي بکر وعمر هو الکذب بعینه کذلك ‪....‬؟!!!‪.‬‬

‫و لکن متی أحمل علی الشر أرکب‬ ‫ولست بباغي الشر والشر تارکي‬

‫وقال الخر‪:‬‬

‫لجاري سرابٍ بالفل يترقرق‬ ‫فاصبحت کالمهريق فضل سقائه‬

‫‪674‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثاني والثلثون بعد المائة الثالثة ‪ » :‬ان من آذی فاطمة فقد آذاني « ثم قال ‪ :‬هذا‬

‫حديث رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن مراد النبي صلی ال علیه وسلم واضح من هذا الحديث ‪ ،‬حیث أنه بین صلی ال علیه‬

‫وسلم أن من آذی فاطمة رضي ال عنها بغیر حق فقد آذی الرسول ثم لم يکن هناك من عداوة‬

‫شخصیة أو مصلحة ترتجي من خلف ابي بکر مع فاطمة ‪..‬؟! ثم إنه رضي ال عنه لم يکن يريد‬

‫إيذائها رضي ال عنها ‪ ،‬بید أنه في مکان يحتم علیه أن يکون حريصًا علی بیت المال المسلمین‬

‫لنه منفذ ومطبق لنظام وشريعة هو مأمور بتنفیذها والعمل بها ‪ ،‬ولذلك فأبو بکر رضي ال عنه‬

‫عمل بأرض فدك علی نحو ما کان يعمله رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬ولم يسمح لحد أن‬

‫يتصرف في شيء من هذا المال حتی ولو کان ذلك بنت رسول ال صلی ال علیه وسلم أو أحد‬

‫من ازواجه الطاهرات رضي ال تعالی عنهن ‪ ،‬نعم ألم يحرم من هذا المال بنته عائشة رضي ال‬

‫عنها وحفصة بنت عمربن الخطاب رضي ال عنهم أجمعین ‪ ..‬؟!! ثم ل يعني لزامًا أن يکون‬

‫الحق دائمًا مع فاطمة رضي ال عنها لنها بنت رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪...‬؟! کما أن رد‬

‫طلبها ل يکون معصیة ل ورسوله ‪...‬؟!! ألم يرّد النبي صلی ال عیه وسلم طلبها حینما اراد‬

‫منه خادمًا من بیت مال المسلمین ‪..‬؟ اذًا فل يجب أن نعتبر فاطمة رضي ال عنها دائما علی‬

‫الحق فی كل ما تطلبه وتريده‪..‬‬

‫المشکلة الساسیة هو انکم جعلتم من فاطمة الها يعبد من دون ال تعالى ‪ ،‬طبعا وإن لم تقولوا‬

‫ذلك بافواهکم ولکن اعمالکم وأفعالکم تدل علی ذلك ‪.‬‬

‫اذًا لقد عمل أبوبکر بما کان يعمله النبي صلی ال علیه وسلم في هذه الرض ومما يدل علی‬

‫‪675‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫صحة ذلك ان علیا لم يغیر شیئًا مما کان علیه العمل في زمن أبي بکر بل عمل علی نحو ما کان‬

‫يعمل ابوبکر رضي ال عنه ‪ ،‬ثم إننا اذا رجعنا الی أصل القصة التي دعت النبي صلی ال علیه‬

‫وسلم يقول مثل هذا الحديث نجده صلی ال عیه وسلم قال ذلك عندما خاصم علي فاطمة رضي‬

‫ال عنها‪ !!!...‬فهل تثقون بالمام البخاري وتقبلون ما جاء في صحیحه‪ ،‬تعالوا لنقرأ هذا الحديث‬

‫ن اْب ِ‬
‫ن‬ ‫عِ‬
‫ث َ‬
‫حّدَثَنا الّلْی ُ‬
‫حّدَثَنا ُقَتْیَبُة َ‬
‫رواه البخاري عن المسور بن مخرمة رضي ال عنه فقال ‪َ » :‬‬

‫ل ‪ -‬صلى ال علیه وسلم ‪َ -‬يُقوُل َوْهَو‬


‫سوَل ا ِّ‬
‫ت َر ُ‬
‫سِمْع ُ‬
‫خَرَمَة َقاَل َ‬
‫ن َم ْ‬
‫سَوِر ْب ِ‬
‫ن اْلِم ْ‬
‫عِ‬
‫َأِبى ُمَلْیَكَة َ‬

‫ن‬
‫ل آَذ ُ‬
‫ب َف َ‬
‫طاِل ٍ‬
‫ن َأِبى َ‬
‫ى ْب َ‬
‫عِل ّ‬
‫حوا اْبَنَتُهْم َ‬
‫ن ُيْنِك ُ‬
‫سَتْأَذُنوا ِفى َأ ْ‬
‫ن اْلُمِغیَرِة ا ْ‬
‫شاِم ْب ِ‬
‫ن َبِنى ِه َ‬
‫عَلى اْلِمْنَبِر » ِإ ّ‬
‫َ‬

‫ح اْبَنَتُهْم ‪َ ،‬فِإّنَما ِه َ‬
‫ى‬ ‫ق اْبَنِتى َوَيْنِك َ‬
‫طّل َ‬
‫ن ُي َ‬
‫ب َأ ْ‬
‫طاِل ٍ‬
‫ن َأِبى َ‬
‫ن ُيِريَد اْب ُ‬
‫ن ‪ِ ،‬إّل َأ ْ‬
‫ن ‪ُ ،‬ثّم َل آَذ ُ‬
‫ُثّم َل آَذ ُ‬

‫ضَعٌة ِمّنى ‪ُ ،‬يِريُبِنى َما َأَراَبَها َوُيْؤِذيِنى َما آَذاَها « ‪.‬‬


‫َب ْ‬

‫کما روی هذا الحديث المام مسلم في صحیحة عن المسور بن مخرمة أيضًا حیث قال النبي‬

‫صلی ال علیه وسلم في هذا الحديث » فاطمة قطعة من جسدي « وذلك حینما کان علي يريد‬

‫الزواج من بنت أبي جهل ‪.‬‬

‫في الحقیقة ان اختلقکم وتحريفکم ووضعکم للحديث ‪ ،‬وتلعبکم في النقل عن أهل العلم أمر‬

‫يدل علی وقاحتکم وقلة دينکم وعدم استحیائکم من ال تعالی ‪..‬؟!! أيها المدعون الکذابون ‪ ،‬إن‬

‫کنتم صادقین في قولكم ‪ :‬إن ال ورسوله سخطا علی أبي بکر رضي ال عنه لنه آذی فاطمة‬

‫فإن علیًا رضي ال عنه أولی بهذا السخط من أبي بکر ‪ ،‬وذلك لنه لم يؤذها کما آذاها علي‬

‫حین أراد الزواج ببنت عدو ال وجمعها مع بنت رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫واذا قلتم ‪ :‬ان علیًا تاب وانصرف عن قوله فذلك يدل علی عدم عصمته ‪..‬؟! ثم إن قلتم إن إيذاء‬

‫‪676‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فاطمة رضي ال عنها قد يکّفر بالتوبة ‪ ،‬فهذا يستلزم من باب أولی لمن رّد قول فاطمة ولم ينفذ‬

‫ل بسنة الرسول صلی ال علیه‬


‫لها ما أرادته وهو شيء لیس من حقها وانما منعت من ذلك عم ً‬

‫وسلم ‪ ،‬فهذا اولی بتکفیر خطئه إن کان قد أخطأ ‪ ،‬وأما إن قلتم إن معصیة أبي بکر رضي ال‬

‫ف في کفره وردته قلنا فحینئذ يجب أن تکفروا‬


‫عنه کانت عن جهل منه حینما آذی فاطمة وهذا کا ٍ‬

‫علیًا أيضا ‪.ً.‬؟!! ولکنکم عندما يضّیق الخناق علیکم تنکرون هذه القصة وتقولون إن علیًا لم‬

‫يخطب بنت ابي جهل ‪ ،‬فإذا لم تصدقوا بأول القصة وهي قوله صلى ال علیه وسلم ‪:‬‬

‫) فقد آذاني ( فالذي قاله صلی ال علیه وسلم صحیح ولکن لمن آذاها بغیر حق ‪ !!.‬ألم يقل‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم في الحديث الصحیح أن أعمال أبي بکر رضي ال عنه أثقل في‬

‫المیزان من اعمال المة کلها ‪...‬؟ وإل لو اردنا أن نتبع طريقتکم المنحرفة هذه فإننا في هذه‬

‫الحالة يجب ان نصدق النصاری وعبدة الشیطان فیما يقولون ويدعون لنهم هم کذلك يستطیعون‬

‫أن يثبتوا أن ما هم علیه حق أيضًا وذلك بغض الطرف عن اليات التي جاءت في ذمهم وبیان ما‬

‫هم علیه من الباطل ‪ ،‬وذكر اليات الخری التي تشیر الی شيٍء من العبارات التي تثبت ان‬

‫عندهم شيء من الحق ‪..‬؟!!!‬

‫کان يجدر بکم أن تدعوا هذه الطريقة الفاسدة في الستدلل بآيات ال تعالی وبأحاديث الرسول‬

‫صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬فهل لکم أن تبینوا لنا ما هو المراد من قوله تعالی‪:‬‬

‫» وآت ذا لقربی حقه والمسکین وابن السبیل « ‪...‬؟ لم تستدلوا بهذه الية استدلًل خاطئًا حینما‬

‫قلتم ان النبي صلی ال علیه وسلم وهب فدك لفاطمة بینما الية تأمر بأداء ذلك لذوی القربی‬

‫والمساکین وابن السبیل ‪...‬؟ کما تشیر الية الی أن هذه الموال لم تکن ملکًا خاصًا للرسول‬

‫صلی ال علیه وسلم حتی يعطیها لواحٍد من أهل بیته أو أي شخص آخر ‪ !!..‬أل يعد أزواجه‬

‫‪677‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وبقیة أقاربه من المساکین والفقراء من ذوي القربی ‪...‬؟ أم أنکم تغمضون أعینکم عنهم ‪...‬؟‬

‫فماذا سیفعل المساکین وآبناء السبیل ‪...‬؟ کیف تريدوا أن تستأثروا بشئ کانت أمانة علی عاتق‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم فکان طوال حیاته يصل بهذا المال أقاربه وأزواجه وذوي رحمه‬

‫ومنهم فاطمة وکذلك الفقراء والمساکین والمحتاجین وابن السبیل ويطبق حکم ال تعالی فیهم‬

‫أجمعین ‪.‬‬

‫ألم يکن الحديث الذي تروونه عن ابي بکر الصديق رضي ال عنه وهو قوله صلی ال علیه‬

‫صما‬
‫وسلم‪ » :‬نحن معشر النبیاء ل نورث « فیه جوابًا لقولکم ‪..‬؟ أم ترونه رضي ال عنه کان أ ّ‬

‫حینما جاءته فاطمة تطالبه بمیراثها من ابیها ‪ :‬وهي تقول له‪ :‬أعطني ما وهبه النبي صلی ال‬

‫علیه وسلم لي ‪ ،‬وهو يرد علیها‪ :‬لیس لك میراث عندنا ‪....‬؟!!!‬

‫الدعاء الثالث والثلثون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬لذلك أقول ‪ :‬ل شك ول ريب أن هذا الخبر‬

‫وضعه بنو أمیة لنهم أعداء النبي )ص( وأعداء علي )ع( ‪ .‬وهذا لیس هو رأينا فحسب بل هو‬

‫رأي بعض أعلمكم أيضا ‪.‬‬

‫فقد نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلغة ج ‪ / 63 / 4‬طبع دار إحیاء الكتب العربیة ‪ /‬تحت‬

‫عنوان ] فصل في ذكر الحاديث الموضوعة في ذم علي )ع( [ قال ‪ :‬وذكر شیخنا أبو جعفر‬

‫السكافي رحمه ال تعالى ‪ ...‬أن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعین على رواية‬

‫أخبار قبیحة في علي )ع( تقتضي الطعن فیه والبراءة منه ‪ ،‬وجعل لهم على ذلك جعل يرغب‬

‫في مثله ‪ ،‬فاختلقوا ما أرضاه منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغیرة بن شعبة ومن‬

‫‪678‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫التابعین عروة بن الزبیر ع وبعد ما نقل نماذج من أحاديث كل واحد منهم قال ع ‪ :‬وأما أبو هريرة‬

‫فروي عنه الحديث الذي معناه أن علیا( ع( خطب ابنة أبي جهل في حیاة رسول ال )ص(‬

‫فأسخطه ‪ ،‬فخطب على المنبر وقال ‪ " :‬لها ال ! ل تجتمع ابنة ولي ال وابنة عدو ال أبي‬

‫جهل ! إن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ‪ ،‬فإن كان علي يريد ابنة أبي جهل فلیفارق‬

‫ابنتي ‪ ،‬ولیفعل ما يريد " ‪ ،‬أو كلما هذا معناه ‪ ،‬والحديث مشهور من رواية الكرابیسي ‪.‬‬

‫ثم قال ابن أبي الحديد ‪ :‬هذا الحديث أيضا مخرج في صحیحي مسلم والبخاري عن المسور بن‬

‫مخرمة الزهري ‪ ،‬وقد ذكره المرتضى في كتابه المسمى " تنزيه النبیاء والئمة " وذكر أنه من‬

‫رواية حسین الكرابیسي ‪ ،‬وأنه مشهور بالنحراف عن أهل البیت )ع) وعداوتهم والمناصبة‬

‫لهم ‪ ،‬فل تقبل روايته ‪ .‬انتهى كلم ابن أبي الحديد ‪.‬‬

‫إضافة على ما نقلته في الموضوع أقول ‪ :‬الخبار التي تصرح بأن إيذاء فاطمة )ع )يكون إيذاء‬

‫للنبي )ص( ل تختص بخبر خطبة ابنة أبي جهل ! بل كما ورد في مصادركم وكتبكم أن النبي‬

‫)ص( في موارد كثیرة ومناسبات عديدة صرح بهذا المعنى بعبارات مختلفة ‪ .‬أنقل إلیكم الن‬

‫خبرا ما نقلته من قبل ‪ :‬روى أحمد بن حنبل في مسنده ‪ ،‬والخواجة بارسا البخاري في كتابه‬

‫فصل الخطاب ‪ ،‬والمیر سید علي الهمداني الشافعي في المودة الثالثة عشر من كتابه مودة‬

‫القربى ‪ ،‬عن سلمان الفارسي عن رسول ال )ص( قال ‪ :‬حب فاطمة ينفع في مائة من المواطن‬

‫أيسر تلك المواطن الموت والقبر والمیزان والصراط والحساب ‪ ،‬فمن رضیت عنه ابنتي فاطمة‬

‫رضیت عنه ومن رضیت عنه رضي ال عنه ومن غضبت علیه ابنتي فاطمة غضبت علیه ومن‬

‫‪679‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫غضبت علیه غضب ال علیه ‪ ،‬ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها علیا )ع( وويل لمن يظلم ذريتهما‬

‫وشیعتهما ‪.‬‬

‫فلیت شعري ! ما هو تحلیلكم للخبر الذي نقله جل أعلمكم وأصحاب الصحاح حتى البخاري‬

‫ومسلم بأن فاطمة )ع( ماتت وهي ساخطة على أبي بكر وعمر ؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قال أبو جعفر السکافي ‪ :‬کان الناس في زمن معاوية يضعون الحاديث‪ !!!..‬ثم جاء هذا الجاهععل‬

‫بدلیل رواه ابن ابي الحديد في کتابه واستاذه قال فیه ‪ :‬إن معاوية أمر بوضع الحديث إغاظة‬

‫وکرها في علي ؟ ثم نقل هذا المأفون حديثًا عن أهل السنة وفي الصفحة نفسها مفاده ‪ :‬أن محبة‬

‫فاطمة وموالتها تفید المسلم في مائة موضع ‪ ،‬عند الموت ‪ ،‬وفي القععبر‪ ،‬وفععي المیععزان ‪ ،‬وعلععی‬

‫الصراط ‪ ،‬وهم جرا‪..‬؟!!‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ما الذي وضعه معاوية ‪..‬؟ وماذا زور واختلق ‪..‬؟ إن انکرت الحديث الذي جععاء فیععه خطبععة‬

‫علي علی فاطمة ‪ ،‬فلماذا أنت هنا تستدل وتعتمد في کتابك علی الحاديث المععزورة الععتي وضعععها‬

‫معاوية کما تزعم ذلك وتدعي ‪..‬؟ ما لي اراك رغم عداوتك وبغضك لمعاوية رضي ال عنععه تنقععل‬

‫الحديث عن أهل السنة في الثناء علی فاطمة وبیان فضلها‪ ،‬لماذا لم تقل إن الحديث هذا ايضًا من‬

‫کذب أهل السنة ‪..‬؟!!‬

‫الدعاء الرابع والثلثون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬كل علماء المسلمین من الشیعة وأهل السنة‬

‫قد أجمعوا على أن فاطمة الزهراء )ع( كانت امرأة مثالیة ‪ ،‬وكانت في أعل مرتبة من مراتب‬

‫اليمان بحیث أنزل ال تعالى في شأنها آيات من الذكر الحكیم وشملتها آية التطهیر وآية‬
‫‪680‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫المباهلة وسورة الدهر ‪ ،‬وقد مدحها رسول ال )ص( وعرفها بأنها سیدة نساء العالمین ‪،‬‬

‫وسیدة نساء أهل الجنة ‪ ،‬وأنها امتلت إيمانا ومثلها ل تسخط لجل أمر دنیوي ومادي ‪ ،‬بذلك‬

‫السخط الذي ل يزول إلى آخر حیاتها وهي تعلم بأن كظم الغیظ والعفو عن الخاطئین من علئم‬

‫اليمان والمؤمن لیس بحقود ‪ ،‬إل أن يكون السخط من أجل ال تعالى ‪ ،‬فإن المؤمن حبه وبغضه‬

‫في ال ول سبحانه وتعالى ‪ ،‬فكیف بفاطمة وهي سیدة نساء العالمین ع كما في الحديث الشريف‬

‫ع وقد طهرها ال عز وجل من الرجس والرذائل والصفات الذمیمة ولقبها أبوها بالطاهرة‬

‫المطهرة ‪ ،‬وقد ماتت ساخطة على أبي بكر وعمر كما هو إجماع أهل الصحاح والمحدثین ؟ فما‬

‫كان سخطها إل لمر ديني ل دنیوي وإنها غضبت علیهما لنهما غیرا دين ال وخالفا كتاب ال‬

‫كما احتجت علیهما في خطبتها التي مر ذكرها باليات القرآنیة ‪.‬‬

‫وأما قولك أيها الحافظ ‪ :‬إن فاطمة رضیت فسكتت ‪ ،‬ل وال ما رضیت ‪ ،‬ولكن حین رأت القوم‬

‫الخصماء لها ل يلتفتون إلى كلمها ول يسمعون أدلتها وهم مصرون على باطلهم وظلمهم‬

‫فسكتت ‪ ،‬وما كان لها إل أن تسكت ‪ ،‬ولكن أبدت سخطها علیهم ‪ ،‬بأن أوصت إلى زوجها المام‬

‫علي )ع( أن ل يحضر جنازتها وتشییعها أحد ممن آذاها وظلمها ‪ ،‬ول يدع أحدا يصلي علیها ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬الجابة علی هذا القول ورده من ثلثة أوجه ‪:‬‬

‫الول‪ :‬إن لبي بکر رضي ال عنه عندنا من المنزلة والمکانععة العالیععة الععتي ل يععدانیها أحعٌد مععن‬

‫اصحاب رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬فهو صاحب رسول ال في الغععار ورفیقععه فععي الهجععرة‬

‫فمکانته وبلؤه ومنزلته في السلم اعلی واعظم من منزلة فاطمة رضي ال عنها‪ ،‬فل يسععتطیع‬

‫‪681‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أحٌد أن يجزم ويدعي ان أبابکر رضي ال عنه لععم يععؤدي حقعًا کععان لفاطمععة رضععي الع عنهععا ول‬

‫سیما إن هذا العطاء والمنع عند ابي بکر رضي ال عنه سواء فلم تکن الدنیا کلهععا تعععدل عنععده‬

‫جناح بعوضه أو أقل من ذلك‪ ،‬ثم ما المصلحة من ذلك ‪..‬؟!! وماالدعي لن يمنعها حقا هو لها ؟‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬لم تکن السیدة فاطمة رضي ال عنها معصومة من الخطأ‪ ،‬فهي تصیب وتخطأ مثل سععائر‬

‫البشر‪ ،‬و قد تصرعلی خطأها الی آخر عمرها وقد حدث هذا وصدر عن کثیر من الصحابة رضععي‬

‫ال عنهم ‪ ،‬فهذا سعد بن عباده رضي ال عنه يمتنع عن بیععة ابعي بکعر رضعي الع عنعه‪ ،‬وهعذا‬

‫معاوية وبعض الصحابة يقععاتلون علیعًا وهععو الخلیفععة الشععرعي لکافععة المسععلمین ‪ ،‬فالبشععر غیععر‬

‫معصوم أما انتم فقد جعلتم من فاطمة الهًا من دون الع ‪ ،‬فل تظنععوا يومعًا أننععا سععنقبل أو نرضععی‬

‫ذلك منکم ولو لطرفة عین ‪..‬؟!!‬

‫لقد جاء في کتبنا أن عائشة رضي ال عنها قالت‪ :‬إن فاطمععة تععوفیت يععوم تععوفیت وهععي لععم تکععن‬

‫راضیة عن ابي بکر‪ ،‬وفي حديث آخر إنها رضیت ‪..‬؟! ثم رأينععا الععی اقععوال العلمععاء فرأينععاهم قععد‬

‫وفقوا بین الحديثین وجمعوا بینهما ووصلوا الععی النتیجععة التالیععة ‪ :‬حیععث قععالوا‪ :‬إن عائشععة إنمععا‬

‫قالت ذلك حسب ما تعلم وظنت أن فاطمة لم ترض عععن أبععي بکععر حععتی مععاتت‪ ،‬ولکنهععا قععد فاتهععا‬

‫أيضًا أن أبابکر رضي ال عنه قد ذهب فیما بعد الی زيارة فاطمة وعادها في مرضها‬

‫واسترضاها فرضیت رضي ال عنها فلم تمت ال وهي راضیة عنه رضي ال عنه وعنها ‪.!!!.‬‬

‫وال ل ينقضي عجبي من هؤلء القوم البهت !! يستدلون بالحديث من کتبنا إن وافق هععواهم ثععم‬

‫يردون علینا الحديث الخر إن رأوا ذلك لم يکن في صالحهم ؟‬

‫‪682‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم ذکر المؤلف قول سني ‪ :‬أن سکوت فاطمة يدّل علی رضاها ؟ ونحن نعرف جیععدآً إن السععکوت‬

‫ل يدل دائمًا على الرضا ولکن ما العمل وما الحیلة ‪ ،‬إن کان السععني ل ينطععق إل مععن خلل قلمععك‬

‫انت ايها المؤلف الهدان اللئیم البطريز ؟!‬

‫نحن نعلم جیدًا إنه لم يکن هناك سّنیا علعی وجعه الحقیقعة والواقعع وإنمعا هعي أدوار قعد اخترتهعا‬

‫لتألیف فلمك المسمی » بلیالي بیشاور« ‪...‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والثلثون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬وأما قولك ع أيها الحافظ ع ‪ :‬بأن علیا )ع(‬

‫حیث لم يرد فدكا إلى أولد فاطمة ‪ .‬فقد أمضى حكم الخلیفة ‪ ،‬فهو خطأ ‪ ،‬لنه )ع( ما تمكن من‬

‫أن يغیر ما ابتدعه الخلفاء قبله ‪ ،‬فكان )ع( مغلوبا على أمره من طرف المخالفین والمناوئین‬

‫وهم الناكثین والقاسطین فكانوا له بالمرصاد حتى يأخذوا علیه نقطة خلف فیكبروها ضده‬

‫ويجعلوا من تلك النقطة منطلقا إلى تضعیف حكومته الحقة ‪ ،‬كما ظهر ذلك في بعض القضايا مثل‬

‫تغییر مكان المنبر ‪ ،‬حیث إن الخلفاء قبله غیروا مكان منبر رسول ال )ص( ونقلوه إلى مكان‬

‫آخر في المسجد ‪ ،‬فلما جاء المام علي )ع( وتسلم أمر الخلفة أراد أن يرجع المنبر إلى مكانه‬

‫الذي كان على عهد النبي )ص( فضج المخالفون له وأحدثوا بلبلة حتى منعوه ‪ .‬وكذلك في‬

‫الكوفة لما أراد أن يمنعهم من إقامة صلة التراويح جماعة ‪ ،‬فهتفوا ضده ‪ ،‬فتركهم !! فما تمكن‬

‫علي )ع( في أيام خلفته أن يغیر هذه المور البسیطة التي ل تنفعهم ‪ ،‬فكیف كان يمكن له أن‬

‫يسترد فدكا وقد انضمت إلى بیت المال ؟!‬

‫‪683‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أوًل‪ :‬ان صاحب نهج البلغة قد افتری الکثیر من الکاذيب علععی علععي رضععي الع عنععه ثععم‬

‫نسبها الیه ‪.‬‬

‫ثانیًا‪ :‬نقول لعلي رضي ال عنه وبکل صراحة ‪ :‬لقد مهدنا لك الطريق وأعیطناك البیعة فأصبحت‬

‫خلیفة فلماذا لم تسترد فدك ؟ ما العذي تريععده ؟ ومععاذا بیععدنا أن نصععنع اکععثر ممععا صععنعناه ؟ لیعس‬

‫القصد من هذا أني انتقص من قدر المام الهمام علي رضي ال عنه وارضاه حاشععا وکل ولکنععي‬

‫قلت‪ :‬لعّلي بذلك استثیر نخوة الشیعة إن کانت لديهم ادنی نخوة أو غیرة على دين أو حب حقیقي‬

‫صادق للئمة رضي ال عنهم ‪ !!!..‬ل ادري ما الذي يقصدونه بالقدرة علععی التصععرف والحريععة‬

‫في العمل ؟ الم يکن علي رضي ال عنه هو من قضی علی جذور الخوارج واستأصععل شععأفتهم ؟‬

‫ي معاويَة وجیشه مر الهزيمة تلو الهزيمة ؟ ألم يقتل في معرکة الجمل اثنان من کبععار‬
‫ألم يذق عل ٌ‬

‫الصحابة ؟ هل وجد علي من يعترض علیه أو يقول له ما يشین ؟ انه کان بقدرته رضي ال عنععه‬

‫ان ينهی المسلمین عن صلة التراويح ويسترد فدك ويفعععل مععا بععدا لععه ‪ ،‬ول ننسععی أنععه کععان فععي‬

‫جیشه کذلك بقايا من الساخطین علععی خلفععة عثمععان رضععي الع عنععه فکععان باسععتطاعة علععي ان‬

‫يستغل ذلك لفعل کل ما يراه في صالحه ؟ ولو فرضنا جدلً أن قولك هععو الصععحیح ‪ ،‬وان علیعًا قععد‬

‫تنازل عن فدك کما تنازل عنها الحسن والحسین للمصلحة ‪ ،‬فما شأنك انععت ايهععا المععدعي المععاکر‬

‫الخبیث تثیر أمرًا قد أکل علیه الدهر وشرب ‪ ،‬تثیر مسألة قععد مضععی علیهععا الععف واربعمععائة عععام‬

‫لتبذر بذور الفساد والفتنة بین المسلمین ولتکتب في ذلك کتابًا يربوا علی ألععف صععفحة أو يزيععد؟‬

‫‪684‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫أل تراعي للسلم مصلحة أو حرمة ؟ أين غیرتك ؟ أين دينك ؟ کتبت کتابععك هععذا يععوم کتبععت وقععد‬

‫کانت بیشاور ترزح تحت نیر الحتلل وظلم النجلیز ؟ فهل کتبت شیئًا في الدفاع عن دينك‬

‫واسلمك وارضك المغتصبة ؟ هل قلت کلمة الحق بوجه الطغععاة والظلمععة والمحتلیععن کمععا ينبغععي‬

‫للعلماء ان يفعلوه في مثل هذه المواقف الصعبة والظروف الحالکة ؟ لقد سلم منك اعداء ال‬

‫ولکن لم يسلم من لسانك اصحاب رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪..‬؟!!‪.‬‬

‫ثم يقول ‪ :‬إنه کان يود زيارة المام الرضا ولذلك فإنه ولجل ذلك قد سافر الی العععراق ومنععه الععی‬

‫الهند ثم توجه الی بیشاور لیسافر منها الی مشهد‪.....‬؟!!! يفهم معن ذلعك ان الوضعاع والحعوال‬

‫کانت سیئة للغاية ومضطربة جدًا ومع ذلك فلععم يکععن لععدی مؤلفنععا العقععور عفععوًا الوقععور همعًا ال‬

‫زيارة مشهد المام الرضا والبحث باسهاب لحل مشکلة فععدك‪ ،‬فلعععل ذلععك ينسععیه الوضععع الشععائك‬

‫والمتدهور ويحل له المشاکل العويصة التي تتخبععط فیهععا المععة آنععذاك ؟!! نععم لقععد کعان المقبععور‬

‫الهالك المدعور رضا شاه يحارب الع ورسععوله وينتهععك الحرمععات ويجععبر المسععلمات علععی خلععع‬

‫ل في البحث عن فدك ‪!!...‬‬


‫الحجاب والعالم الموقر منشغ ً‬

‫ثم يقول‪ :‬لم ير علي مصلحة في ذلك ‪ :‬ثم يعود لیقول ‪ :‬نحن محبي علي واتباعه وشیعته ؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء السادس والثلثون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬وصلة التراويح ع كما روى البخاري في‬

‫صحیحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري ع ابتدعها عمر بن الخطاب ‪ ،‬وقد عین ُأبي بن كعب‬

‫إمام لهل المسجد في لیالي رمضان المبارك لیصلي بهم النوافل جماعة ‪ ،‬فلما دخل المسجد‬

‫ورأى الناس امتثلوا أمره ‪ ،‬فقال ‪ :‬نعمة البدعة هذه!!‬

‫فتركهم علي وشأنهم ‪ ،‬لما رأى المنافقین اتخذوا هذا المر مستمسكا ضده لخلق الفتن ‪.‬‬

‫‪685‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬نحن نعلم جیدًا ان التراويح لم تکن علی عهد النبي صلی ال علیه وسلم ولکننا نعلم کذلك‬

‫ان الرسول صلی ال علیه وسلم قد صلی بأصحابه النافلة جماعة في المسجد بعد الصلة‬

‫العشاء‪ ،‬ثم کان عدد المصلین يزداد کّل لیلة‪ ،‬حتی أصبح المسجد ل يسع المصلین في اللیلة‬

‫الرابعة‪ ،‬فلم يخرج النبي صلی ال علیه وسلم في تلك اللیلة‪ ،‬ولما سئل النبي صلی ال علیه‬

‫وسلم عن ذلك ؟ قال ‪ :‬خفت أن تفرض علیکم !!‪ .‬ففهمنا من ذلك وعرفنا أن النبي صلی ال‬

‫علیه وسلم بعمله هذا قد استحسن صلة من ل يحسن القراءة أو ل يستطیعوا أن يجتمعوا خلف‬

‫إمام وحافظ لکتاب ال فیقرأ علیهم القرآن ويصلي بهم التراويح في جماعة‪ ،‬وفي عهد عمر‬

‫رضي ال عنه زال الخطر الذي کان يخشاه النبي صلی ال علیه وسلم وهو خوفه أن تفرض‬

‫علی المة ‪ ،‬فعندما رأى عمر الناس وهم يصلون في المسجد متفرقین أمرهم أن يصلوا جماعة‬

‫ولم يفرض علیهم ذلك بل کان المر استحسانًا منه لهذا العمل‪ ،‬ثم حصل التفاق من الصحابة‬

‫علی الصلة عشرين رکعة والمر يبقی في اطار النافلة والسنة ول يرتقي الی الفرض والوجوب‬

‫علی المة ولیس هو وحي من السماء منزل ؟!!‪.‬‬

‫عندما سافرت الی المارات وصلیت هناك في مساجد مدينة دبي رأيت المسلمین يصلون‬

‫التراويح هناك ول يزيدون في صلتهم علی ثمان رکعات وفي مساجد الحناف کان بعض الناس‬

‫کذلك يصلون ثمان رکعات أيضًا‪ ،‬وخلصة الکلم إن هذه الصلة لم تفرض علی المة فرضًا‬

‫‪686‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ولیس هي من قبیل الجبار حتی ل يسع أحد من المسلمین ترکها‪ ،‬وقد صلی المسلمون علی عهد‬

‫رسول ال صلی ال علیه وسلم صلة التراويح مع رسول ال صلى ال علیه وسلم‪ ،‬ولم يزيدوا‬

‫علی أربع لیالي‪ ،‬وکان استدلل الصحابة رضي ال عنهم بفعل النبي صلی ال علیه وسلم هذا‬

‫ولکن ل يغیب عن اذهاننا أبدًا أن هذا المر يجب أن يمیز فیه بین الختیار والجبار حتی ل نقع‬

‫في اليهام والضطراب ‪.‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء السابع والثلثون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬وأما سیدتنا فاطمة )ع( فقععد قععالت لبععي بكععر‬

‫وعمر ‪ :‬فإني أشهد ال وملئكته أنكمععا أسععخطتماني ومععا أرضععیتماني ‪ ،‬ولئن لقیععت النععبي )ص(‬

‫لشكونكما إلیه ع وقد مر تفصیل الكلم من رواية ابن قتیبة في المامة والسیاسة ع ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن المطلع علی هذه القصة يلمس فیها عدة أکاذيب ‪.‬‬

‫الول‪ :‬إن کتععاب ) المامععة والسیاسععة ( ل يصععح نسععبته الععی المععام المعععروف عنععد أهععل السععنة‬

‫والجماعة‪ ،‬ولکنه لبن قتیبة آخر ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬ألم يکن من المستحسن والفضل أن يعطي أبوبکر لفاطمة حقها بععدل الصععیاح والعويععل؟‬

‫الثالث‪ :‬أری ان هذه القصة وبهذه الصورة ل تصح ‪ ،‬والععذي يصععح عنععدنا أن أبععابکر رضععي الع‬

‫عنه قد استرضی فاطمة فرضیت عنه کما ذکر ذلك البیهقي واسنده الی المام الشیعي وجععاء فیععه‬

‫» أن أبابکر عاد فاطمة فقال لها علي ‪ :‬هذا أبوبکر يستأذن علیك ‪ ،‬قالت‪ :‬أتحب أن آذن له ؟ قال‬

‫ل فإسععناده‬
‫نعم ‪ ،‬فأذنت له ‪ ،‬فدخل علیها ‪ ،‬فترضاها حتی رضیت ( ‪ .‬وهذا الحديث وإن کان مرس ع ً‬

‫الی الشعبي صحیح ‪.‬‬

‫‪687‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثامن والثلثون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬وكما نقل بعض المؤرخین كانت في أواخر‬

‫أيام حیاتها تخرج إلى قبر أبیها رسول ال )ص( وهناك تشكو اهتضامها وتقول ‪ :‬أبتاه أمسینا‬

‫بعدك من المستضعفین ‪ ،‬و أصبحت الناس عنا معرضین !! ثم تأخذ تراب القبر فتشمه وتنشد ‪:‬‬

‫أن ل يشم مدى الزمان غوالیا‬ ‫ماذا على من شم تربة أحمد‬

‫صبت على اليام صرن لیالیا‬ ‫صبت علي مصائب لو أنها‬

‫فماتت مقهورة مظلومة ‪ ،‬في ربیع العمر وعنفوان الشباب ‪ ،‬وأوصت إلى علي )ع( أن يغسلها‬

‫ويجهزها لیل ‪ ،‬ويدفنها لیل إذا هدأت الصوات ونامت العیون ‪ ،‬وأوصت أن ل يشهد جنازتها‬

‫أحد من ظلمها وآذاها ‪.‬‬

‫وامتثل المام علي )ع( أمرها وعمل بوصیتها ‪.‬‬

‫ولما وضعها في لحدها وأهال علیها التراب ‪ ،‬هاج به الحزن فتوجه إلى قبر رسول ال )ص(‬

‫يقول ‪ :‬السلم علیك يا رسول ال عني وعن ابنتك النازلة في جوارك ‪ ،‬والسريعة اللحاق بك ‪...‬‬

‫إلى أن يقول ‪ :‬فإنا ل و إنا إلیه راجعون ‪ ،‬فلقد استرجعت الوديعة ‪ ،‬و أخذت الرهینة ! أما حزني‬

‫فسرمد ‪ ،‬و أما لیلي فمسهد ‪ ،‬إلى أن يختار ال لي دارك التي أنت بها مقیم ‪ ،‬و ستنبئك ابنتك‬

‫بتضافر أمتك على هضمها ‪ ،‬فأحفها السؤال ‪ ،‬و استخبرها الحال ‪ ،‬هذا و لم يطل العهد ‪ ،‬و لم‬

‫يخل منك الذكر ‪ ،‬و السلم علیكما سلم مودع ‪ ،‬ل قال و ل سئم ‪ ...‬الخ ‪.‬‬

‫‪688‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬ل فرق إن کان وقت الدفن في اللیل أو في النهار‪ ،‬و قد دفنت السیدة عائشة رضي ال عنها‬

‫ل‪ ،‬واما ما ذکرته ونقلته عن السیدة فاطمة فکذب صريح وهو من مفترياتك وبهتانك ‪ ،‬وقولععك‬
‫لی ً‬

‫هذا دلیل واضح علی تلك المنزلة العالیة والمحبععة الکععبیرة الععتي کععانت تحظععی بهععا لععدی الخلیفععة‬

‫الراشد صديق هذه المة ابوبکر رضي ال عنععه فهعو کعان شعديد الحعرص علعی تشعییع جنازتهععا‬

‫رضي ال عنها‪ ،‬أما علي رضي ال عنه ) حسب زعمکم ( لم يکن يرغب أو يسمح في ذلك؟!!!‪.‬‬

‫لقد کانت فاطمة رضي ال عنها تعیش حیاتها بکععل سعععادة وسععرور‪ ،‬فلععم يکععن هنععاك مععا ينغععص‬

‫علیها حیاتها رغم أنفکم ‪ ،‬ومن تلك النعم التي حظیت بها رضي ال عنها ما يلي‪:‬‬

‫کان رسول ال صلی ال علیه وسلم هو أبوها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫علي رضي ال عنه هو زوجها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫الحسن والحسین سیدا شباب أهل الجنة هم أبناؤها کما رزقت من البنات ومععا تقععر‬ ‫‪-3‬‬

‫بهن عینیها‪.‬‬

‫کفاها ال هم رزقها فکان يأتیها دون عناٍء أو مشقة تذکر‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫کانت کذلك رضي ال عنها آمنة في سربها ل تخشی أحدًا أو تخافه‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫کانت هي سیدة بیتها فلم تکن لها ضرة تنافسها أو تسامیها‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫کانت ذو جاه ومنزلة رفیعععة‪ ،‬وحسععب مععا جعاء عنععدکم فععإن خلیفععة المسععلمین کعان‬ ‫‪-7‬‬

‫يلتمس رضاها حتی جاءها الی بیتها لکي يعتذر منها ثم إنها رضي ال عنها کانت تعععرف‬

‫بذکائها وفطنتها هذا الحترام الکععبیر الععذي کعانت تحظععی بععه حععتی عنعد خلیفععة المسععلمین‬

‫‪689‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وعرفت کذلك إنه ول بد سیحضر جنازتها ويشیعها الی قبرها فأوصت رضي ال عنها أن‬

‫ل حتی ل يعلم الخلیفة ذلك ول يتکلف عناء التشییع فهععو رضععي الع عنععده الكععثیر‬
‫تدفن لی ً‬

‫مما يشغله رضي ال عنه فلم ترد رضي ال عنها أن تحمله أعباء دفنها لوجود غیره مععن‬

‫يقوم بهذا الواجب ‪ ،‬ثم ألم يكن هناك الكععثیر مععن الصععحابیات الجلیلت القععدر مثععل أمهععات‬

‫المؤمنین وغیرهن رضي ال عنهن فلماذا لم نسمع عنهععن وعععن دفنهععم والمراسععیم الععتي‬

‫نراها في زماننا هذا شیئا ؟!!! يا ترى ما السر وكیف لنا أن نفسر ذلك ؟ إن الجواب علععى‬

‫ذلك سهل يسیر ‪ :‬وهو أن المة في ذلك الزمان كانت أمععة عملیععة فل تضععیع ثانیععة واحععدة‬

‫من وقتها فیما ل يعود علیها وعلى دينها بالنفع الكثیر ولذلك كانت حريصععة كععل الحععرص‬

‫أن تشتغل بالهم والمهم وكل ما يعنیها ويفترض علیها القیام بععه والمععوت غايععة كععل حععي‬

‫وحقیقة ل مراء فیها ول شك ‪ ،‬والحیاة ل ولن تقف عند موت إنسان ما ‪ ،‬وإن الذي ينبغي‬

‫عمله والقیام به هو خدمة هذا الدين الذي بعث ال بععه سععیدنا محمععد علیععه أفضععل الصععلة‬

‫والسلم ‪ ،‬فما الداعي إذا أن نجعل من موت السیدة فاطمة رضي ال عنها أو موت غیرها‬

‫من امهات المؤمنین قصة نعید فیها ونصقل لنضیع وقت المة فیما ل طائل من ورائه ‪.‬؟‬

‫الدعاء التاسع والثلثون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬الشیخ عبد السلم ‪ :‬إن من أقبح أقوال‬

‫الشیعة قذفهم أم المؤمنین عائشة ونسبتهم الفحش إلیها وسبها ولعنها ! ومن أشنع عاداتهم‬

‫عداؤهم لها واعتقادهم بخبثها ‪ ،‬وهي حبیبة رسول ال )ص( وزوجته ‪ ،‬فانتسابها إلى الخبث‬

‫خِبیثاتِ‬
‫ن ِلْل َ‬
‫خِبیُثو َ‬
‫ن َو اْل َ‬
‫خِبیِثی َ‬
‫خِبیثاتُ ِلْل َ‬
‫يلزم ع والعیاذ بال ع خبث النبي )ص( لقوله سبحانه ‪ ) :‬اْل َ‬

‫ت)‪.‬‬
‫طّیبا ِ‬
‫ن ِلل ّ‬
‫طّیُبو َ‬
‫ن َو ال ّ‬
‫طّیِبی َ‬
‫ت ِلل ّ‬
‫طّیبا ُ‬
‫َو ال ّ‬

‫‪690‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت ‪ :‬أول ‪ :‬قولك بأن الشیعة يقذفون عائشة وينسبونها إلى الفحشاء ‪ ..‬فهو كذب على الشیعة‬

‫وافتراء ‪ ،‬وأقسم بال حتى عوام الشیعة ل يقولون ذلك ول يعتقدون به ‪ ،‬وإن النواصب‬

‫والخوارج افتروا علینا هذا لیحركوا عوام أهل السنة وجهالهم على أشیاع آل محمد )ص( ‪ ،‬ومع‬

‫السف فإن بعض علماء العامة صدقوهم بغیر دلیل ول تحقیق ‪ ،‬وأحدهم جناب الشیخ عبد‬

‫السلم سلمه ال !‬

‫فأقول ‪ :‬أيها الشیخ ! كیف تقول علینا هذا بالضرس القاطع ؟! هل رأيته في كتاب أحد علمائنا ؟‬

‫أم سمعته من لسان أحد الشیعة ‪ ،‬ولو من عامتهم ؟!‬

‫وأنا أرجوك أيها الشیخ أن تراجع تفاسیر الشیعة في موضوع الفك في ذيل اليات ‪ 10‬ع ‪ 20‬من‬

‫سورة النور لتعرف دفاع الشیعة عن عائشة وإن الفكین هم المنافقون ‪.‬‬

‫أما نحن الشیعة فنعتقد أن كل من يقذف أي واحدة من زوجات رسول ال )ص( ل سیما حفصة‬

‫وعائشة ‪ ،‬فهو ملحد كافر ملعون مهدور الدم ‪ ،‬لن ذلك مخالف لصريح القرآن وإهانة لرسول‬

‫ال )ص( ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ذکرالمؤلف وعلی لسان السني أنه قال‪ :‬ل يحق لحد أن يتهم السیدة عائشة بعمل الفاحشة لن‬

‫ال تعالی يقول ‪:‬‬

‫» الخبیثات للخبیثین والخبیثون للخبیثات والطیبات للطیبین والطیبون للطیبات أولئك مبرؤون‬

‫مما يقولون لهم مغفرة ورزق کريم« النور‪.26/‬‬

‫‪691‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فقال المدعي بعد هذا القول‪ :‬اننا ل نتهم عائشة بالزنا لن هذا القول هو طعن برسول صلی ال‬

‫علیه وسلم؟ وهذا القول من الکذب والبهتان الذي لم يصح ول يجوز لحد أن يتهمنا به‪ ،‬کما أن‬

‫من يقول هذا فهو ملعون مرتد واجب القتل‪......‬‬

‫قلت‪ :‬أوافقك القول في هذا‪ ،‬ولکن الذي يتابع الشبكة العنکبوتیة ) النترنیت ( هذه اليام ويطلع‬

‫علی أقوال الشیعة ويسمع تصريحاتهم ومناقشاتهم ويحضر مجالسهم علی هذه الشبکة فإنه‬

‫يری ويسمع اکثر من ذلك ؟!! نعم إن علماءکم لم يذکروا ذلك في کتبهم‪ ،‬ولکن ال تتفق معي ان‬

‫التهام بالخیانة والردة والنفاق اسوء بکثیر من التهام المباشر بالزنا والفحشاء ؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الربعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬ثم اعلم أن العتقاد بخبث الزوجة ل يلزم خبث‬

‫الزوج وكذلك بالعكس ‪ ،‬فكم من نساء صالحات أزواجهن غیر صالحین ؟ وكم من رجال صالحین‬

‫زوجاتهم خبیثات غیر صالحات ؟ وهذا صريح قول ال سبحانه وتعالى في سورة التحريم ‪ 10‬و‬

‫ن ِم ْ‬
‫ن‬ ‫عْبَدْي ِ‬
‫ت َ‬
‫ح َ‬
‫ط كاَنتا َت ْ‬
‫ح َو اْمَرَأَة ُلو ٍ‬
‫ن َكَفُروا اْمَرَأَة ُنو ٍ‬
‫ل ِلّلِذي َ‬
‫ل َمَث ً‬
‫ب ا ُّ‬
‫ضَر َ‬
‫‪ 11‬حیث يقول ‪َ ) :‬‬

‫ضَر َ‬
‫ب‬ ‫ن* َو َ‬
‫خِلی َ‬
‫ل الّناَر َمَع الّدا ِ‬
‫خَ‬‫شْیئًا َو ِقیَل اْد ُ‬
‫ل َ‬
‫ن ا ِّ‬
‫عْنُهما ِم َ‬
‫ن َفخاَنتاُهما َفَلْم ُيْغِنیا َ‬
‫حْی ِ‬
‫عباِدنا صاِل َ‬
‫ِ‬

‫ن َو‬
‫عْو َ‬
‫ن ِفْر َ‬
‫جِني ِم ْ‬
‫جّنِة َو َن ّ‬
‫ك َبْیتًا ِفي اْل َ‬
‫عنَْد َ‬
‫ن ِلي ِ‬
‫ب اْب ِ‬
‫ت َر ّ‬
‫ن ِإْذ قاَل ْ‬
‫عْو َ‬
‫ن آَمُنوا اْمَرَأَة ِفْر َ‬
‫ل ِلّلِذي َ‬
‫ل َمَث ً‬
‫ا ُّ‬

‫ن( ‪.‬‬
‫ظاِلِمی َ‬
‫ن اْلَقْوِم ال ّ‬
‫جِني ِم َ‬
‫عَمِلِه َو َن ّ‬
‫َ‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هذا کلم صحیح ال أنك قد أخطأت في أمر واحد ولکنه مهم جدًا وهو أن استمرار الحیاة‬

‫الزوجیة بین الصالح والطالح ل يمکن لها أن تدوم ‪ ،‬کما ذکر لنا التفريق بن نوح وزوجه ولوط‬

‫‪692‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وزوجه وبین آسیة وزوجها‪ ،‬فلو کان زوج محمد صلی ال علیه وسلم مثل زوج لوط علیه‬

‫السلم لوقع التفريق بینهما ل محالة ‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والربعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬فل تلزم بین الزوجین في الطیب والخباثة‬

‫وفي السعادة والشقاء ‪ ،‬وفي القیامة أيضا كل يحاسب ويكافأ بأعماله ‪ ،‬فإن كانت المرأة صالحة‬

‫مؤمنة يؤمر بها الجنة ‪ ،‬وإن كان زوجها فرعون لعنه ال ‪ ،‬وإن كانت المرأة طالحة عاصیة‬

‫فیؤمر بها إلى الجحیم وإن كان زوجها أحد أنبیاء المرسلین ‪ ،‬وهكذا الحال مع عائشة ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هذا صحیح‪ ،‬ولکن لم يحدث لعائشة رضي ال عنها أو يصیبها ما أصابهن في الدنیا ؟!! قد‬

‫تقول ‪ :‬إن نبي ال لوط علیه الصلة والسلم کان أقععرب وأحععب الععی الع تععالی مععن محمععد علیععه‬

‫الصلة والسلم فذلك بحث آخر‪ ،‬وال فمن المؤکد قطعًا إنه سیصیب عائشة رضي الع عنهععا أحععد‬

‫المرين إما الهلك او الطلق سنة ال في الذين خلو من قبل ‪ ،‬فعندما لم يقع أحعد هععذين المريععن‬

‫علم کذبکم وبهتانکم وبطل قولکم ؟!!‪.‬‬

‫خِبیثا ُ‬
‫ت‬ ‫الدعاء الثاني والربعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬وأما تفسیر الية الكريمة ‪ ) :‬اْل َ‬

‫ت ) فقد ورد في روايات أهل‬


‫طّیبا ِ‬
‫ن ِلل ّ‬
‫طّیُبو َ‬
‫ن َو ال ّ‬
‫طّیِبی َ‬
‫ت ِلل ّ‬
‫طّیبا ُ‬
‫ت َو ال ّ‬
‫خِبیثا ِ‬
‫ن ِلْل َ‬
‫خِبیُثو َ‬
‫ن َو اْل َ‬
‫خِبیِثی َ‬
‫ِلْل َ‬

‫ح ِإّل‬
‫البیت )ع( أن هذه الجملت تفسیر وتوضیح لما قبلها وهو قوله تعالى ‪ ) :‬الّزاِني ل َيْنِك ُ‬

‫ك ( معنى ذلك أن الخبیثات يلقن للخبیثین‬


‫شِر ٌ‬
‫ن َأْو ُم ْ‬
‫حها ِإّل زا ٍ‬
‫شِرَكًة َو الّزاِنَیُة ل َيْنِك ُ‬
‫زاِنَیًة َأْو ُم ْ‬

‫والخبیثون يلیقون لهن ‪ ،‬وأما الطیبون فیلیقون للطیبات وبالعكس ‪ ،‬كما أن الزانیة أو المشركة‬

‫ل تلیق إل لزان أو مشرك ‪.‬‬


‫‪693‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬جوابي علی ادعاء هذا الدعرور الدغرور کالتي ‪:‬‬

‫أوًل‪ :‬ل يراد بالخبیث الزاني فقط ‪ ،‬بل إنك حاولت أن تضیق الخناق وتحصر معنی هذا الکلمة‬

‫في المعنی الذي تريده لترد أدلتنا وتفندها‪ ،‬والن تعال معي لريك تلك المعاني التي وردت في‬

‫القرآن الکريم لکلمة ) الخبیث(‪.‬‬

‫قال تعالی » ما کان ال لیذر المؤمنین علی ما أنتم علیه حتی يمیز الخبیث من الطیب‪ «....‬الية ع‬

‫آل عمران‪.179/‬‬

‫وقال تعالی » قل ل يستوي الخبیث والطیب ولو أعجبك کثرة الخبیث فاتقوا ال يا أولي اللباب‬

‫لعلکم تفلحون« المائدة‪.100/‬‬

‫وقال تعالی » لیمیز ال الخبیث من الطیب ويجعل الخبیث بعضه علی بعض فیرکمه جمیعًا‬

‫فیجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون« النفال ‪. 38/‬‬

‫فقد وردت کلمة الخبیث والطیب في هذه اليات ولم يفسر أحد من العلماء والعقلء هاتین‬

‫الکلمتین بالزاني والعفیف ؟!!‪.‬‬

‫ثانیًا‪ :‬إن استشهادك واستدللك بالية الثانیة فیه حجة علیك ل لك‪ ،‬حیث جاء فیها »الزاني ل‬

‫ينکح ال زانیة أو مشرکة والزانیة ل ينکحها ال زان أو مشرك وحرم ذلك علی المؤمنین«‬

‫النور‪.30/‬‬

‫فأنتم إن کنتم تنکرون کون عائشة زانیة وأنها کانت مشرکة فبناءًا علی هذا القول والستدلل لم‬

‫يکن النبي علیه الصلة والسلم له أن يتزوجها » نعوذ بال من إفککم ودعرکم أيها المارقون«‪.‬‬

‫‪694‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثالث والربعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬قلت ‪ :‬سبب بغضنا لعائشة لیس لخروجها‬

‫على المام علي )ع( فحسب بل لسوء سلوكها مع النبي )ص( ‪ ،‬وإيذائها له أيضا ‪ ،‬وتمردها‬

‫علیه )ص( وعدم إطاعتها له في حیاته !!‬

‫الشیخ عبد السلم ‪ :‬هذا بهتان عظیم ! فإن كلنا نعلم بأنها كانت أحب زوجات النبي )ص( إلیه‬

‫ل َو‬
‫ن ُيْؤُذونَ ا َّ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫فكیف كانت تؤذي رسول ال )ص( وهي تقرأ في القرآن الحكیم ‪ِ ) :‬إ ّ‬

‫عذابًا ُمِهینًا( ؟‬
‫عّد َلُهْم َ‬
‫خَرِة َو َأ َ‬
‫لِ‬
‫ل ِفي الّدْنیا َو ا ْ‬
‫سوَلُه َلَعَنُهُم ا ُّ‬
‫َر ُ‬

‫فأقول ‪ :‬نعم كانت تقرأ الية وكان أبوها أيضا يقرأها وكثیر من كبار الصحابة قرؤوا هذه الية‬

‫الكريمة وعرفوا معناها ولكن ‪ ..‬كما نقلت لكم الخبار المروية في كتبكم وصحاحكم في اللیلة‬

‫الماضیة وانكشف حقائق كثیرة للحاضرين ولكم إن كنتم منصفین غیر معاندين أما أخبار إيذاء‬

‫عائشة لرسول ال )ص( في حیاته فلم تذكر في كتب الشیعة وحدهم ‪ ،‬بل ذكرها بعض أعلمكم‬

‫أيضا منهم ‪ :‬أبو حامد محمد الغزالي في كتابه إحیاء العلوم ‪:‬ج ‪ /2‬الباب الثالث كتاب آداب النكاح‬

‫‪ ، 135 /‬والمتقي الهندي في كنز العمال ج ‪ ، 7/116‬وأخرجه الطبراني في الوسط والخطیب‬

‫البغدادي في تاريخ بغداد من حديث عائشة قالوا ‪ :‬و جرى بینه )ص( و بین عائشة كلم حتى‬

‫أدخل النبي )ص( أبا بكر حكما بینهما ‪ ،‬و استشهده ‪ ،‬فقال لها رسول ال )ص( تكلمین أو‬

‫أتكلم ؟ فقالت ‪ :‬بل تكلم أنت و ل تقل إل حقا !‬

‫فلطمها أبو بكر حتى دمي فوها وقال ‪ :‬يا عدوة نفسها ! أو غیر الحق يقول ؟ فاستجارت برسول‬

‫ال )ص( وقعدت خلف ظهره ‪ ،‬فقال له النبي )ص( ‪ :‬لن ندعك لهذا ولم نرد هذا منك ‪ .‬قال أبو‬
‫‪695‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫حامد الغزالي في نفس الصفحة ‪ :‬وقالت له مرة في كلم غضبت عنده ‪ :‬أنت الذي تزعم أنك‬

‫رسول ال ؟! ع قال وذلك حین صباها ع فتبسم رسول ال )ص( واحتمل ذلك حلما وكرما ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أوًل‪ :‬إن کانت السیدة عائشة رضي ال عنها ملعونة کما تدعون فهل کان ينبغي للرسول‬

‫علیه الصلة والسلم أن تکون صاحبته وزوجة ملعونة ‪...‬؟ ألم يکن الولی به أن يطلقها ؟ ال‬

‫تعتبر هذه إهانة وطعن وانتقاص لرسول ال صلی ال علیه وسلم ؟!! أتقولون وتعترفون وبکل‬

‫جرأة ودناءة ووقاحة أيها الجفاة ان النبي صلی ال علیه وسلم کان ينام مع امرأة ملعونة في‬

‫فراش واحد ؟!‬

‫ثانیًا‪ :‬لقد ثبت بالتجربة والدلیل ان غالب الخصومات بین الزوج والزوجة تنتهي الی بر المان‬

‫والسلم فالحمق هو من يحشر نفسه بین الزوج وزوجه ويصدق ادعاءات کل واحد علی‬

‫صاحبه‪.‬‬

‫ثالث‪ :‬إن کانت عائشة رضي ال عنها قالت هذه الجملة تکذيبًا منها وردًا علیه » انت الذي‬

‫تزعم أنك نبي ال « فحینئذ ل نحتاج معه الی بینة او شهود أو اقرار ابلغ منه فسیقع الطلق‬

‫والفراق بنفسه ؟!!‬

‫ي ورسول ال صلی ال علیه وسلم اعلم بزوجه وبمراد کلم العرب‬


‫ولکن لم يحدث من ذلك ش ٌ‬

‫ودللته منکم وبالتالي يعلم من هذا انکم امام خیارين ل ثالث لهما ‪ :‬فأنتم إما تکذبون فیما‬

‫تقولون أو انکم تتهمون رسول ال صلی ال علیه وسلم أنه أبقی علی عصمة امرأة کافرة بذمته‬

‫فلم يطلقها ول شك فإن الول يصدق علیکم فأذلکم ال وأخزاکم و أذاكم من الیم عذابه‪.‬‬

‫‪696‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الرابع والربعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬نعم جمیع زوجات رسول ال غیر عائشة‬

‫امتثلن أمر ال تعالى وأطعنه وحفظن حرمة رسول ال )ص( بعد وفاته وما خرجن من بیوتهن‬

‫إل للضرورة ‪ ،‬وقد روى العمش كما ورد في صحاحكم ومسانیدكم ‪ :‬قالوا لم المؤمنین سودة‬

‫زوجة رسول ال )ص( لم ل تخرجین إلى الحج والعمرة ؟ فثوابهما عظیم ؟‬

‫قالت ‪ :‬لقد أديت الحج الواجب وأما بعد ذلك فواجبي أن أجلس في بیتي ‪ ،‬لقوله تعالى ‪:‬‬

‫ن ‪ ( ...‬فامتثال لمره عز وجل ‪ ،‬ل أخرج من بیتي بل أحب أن أقر في الدار‬


‫ن ِفي ُبُیوِتُك ّ‬
‫) َوَقْر َ‬

‫التي خصها لي رسول ال )ص( ول أخرج إل لضرورة ‪ ،‬حتى يدركني الموت ع وهكذا كانت حتى‬

‫التحقت بالنبي الكريم )ص(‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬لم يمنع النبي صلی ال علیه وسلم خروج النساء مطلقًا‪ ،‬فإذا کانت السیدة سودة رضي‬

‫ال عنها تحتاط کثیرًا فل يعني ذلك ان الخری مسیئة ؟ سیدتنا وأمنا عائشة رضي ال عنها لم‬

‫يعرف عنها أنها کانت تخرج الی السواق لکي تجدوا في ذلك مطعنًا ومغمزا تظهروا فیه لنا‬

‫جة أو معتمرة رضي ال عنها ‪،‬ثم إنکم تکذبون فیما تدعون ‪ ،‬فهل‬
‫عیوبها‪ ،‬وإنما کانت تخرج حا ّ‬

‫لكم أن تقولوا لنا يا معشر الشیعة من منكم سمى بنته بهذا السم )سودة( ‪..‬؟ إنكم والكل يعلم لم‬

‫تسموا بناتکم باسماء زوجات النبي الطاهرات سوی خديجة‪ ،‬وأما من سمی بنته منکم باسم‬

‫زينب فهذا لیس حبًا منکم بأم المؤمنین زينب رضي ال عنها وإنما تقصدون بذلك زينب بنت‬

‫علي رضي ال عنها‪.‬‬

‫‪697‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الخامس والربعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬لقد أجمع المؤرخون أن عائشة قادت‬

‫جیشا لقتال أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب )ع) وقال بعض ‪ :‬إن طلحة والزبیر أغرياها وقال‬

‫آخرون ‪ :‬إنها كانت مستعدة لذلك من غیر إغراء ‪ ،‬لبغضها وعداءها للمام علي )ع ( فاجتمع‬

‫حولها كل من في قلبه مرض ‪ ،‬وكل من كان حاقدا على أبي الحسن أمیر المؤمنین سلم ال‬

‫علیه ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لو فرضنا جدًل إنك صادق وال يعلم إنك كاذب في كثیر مما تقوله ‪ !!..‬وان ذلك کان خطًأ‬

‫فهل يبیح لك ذلك أن تقف في کل ناٍد ومل وتجاهر وترفع عقیرتك لتظهر عیوب وأخطاء زوج‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم ؟ هل أنت من أهل السلم وتحسب نفسك من جملة المسلمین ؟ فلماذا‬

‫اذًا ل تحزن أو تتألم وانت تطعن وتشهر بعرض رسول ال صلی ال علیه وسلم وأهله وعرضه‬

‫يا من أخزاك ال وأضلك وأعمى بصرك وبصیرتك ؟! ألم يکن علي رضي ال عنه خیر منك ومن‬

‫آباءك وسلفك ؟ الم تکن لك به اسوة وقدوة ؟ فمالك خالفت هديه واتبعت هدي شیطانك ؟ سکت‬

‫رضي ال عنه عمن کانوا سببًا في قتل سفك دماء اللف من الشباب المسلم ‪ ،‬لن الفتنة قد‬

‫ظهرت ‪ ،‬والمحن قد توالت وکثرت أما أنت فجئتنا بعد الف واربعمائة عام لتقول لنا ‪ :‬إن عائشة‬

‫رضي ال عنها لم تخرج من بیتها ال لمصلحة کانت ترجوها ‪ ،‬ولکنها رضي ال عنها لم توفق‬

‫فیما أرادت وذلك لیس عیبًَا فیها وکذلك امهات المؤمنین وازواج النبي الطاهرات کن يخرجن من‬

‫بیوتهن متسترات محجبات ويسافرن إن اقتضت الضرورة ذلك ‪ ،‬حیث کن يحملن في الهودج أو‬

‫المحمل فکن في ستر کامل بحمد ال تعالی فما العیب في ذلك ؟!‬

‫‪698‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء السادس والربعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬روى أحمد في مسنده وابن أبي الحديد‬

‫في شرح النهج والفخر الرازي في تفسیره الكبیر والخطیب الخوارزمي في المناقب والشیخ‬

‫سلیمان القندوزي في ينابیع المودة ‪ ،‬والعلمة محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية‬

‫الطالب ‪ /‬باب ‪ ، 62‬والمیر سید علي الهمداني الفقیه الشافعي في كتابه مودة القربى ‪ /‬المودة‬

‫الخامسة ‪ ،‬روى بعضهم عن عمر بن الخطاب وبعضهم عن عبد ال بن عباس أن النبي )ص(‬

‫قال ‪ :‬لو أن البحر مداد و الرياض أقلم و النس كتاب و الجن حساب ما أحصوا فضائل علي بن‬

‫أبي طالب ‪.‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هذا حديث مکذوب موضوع ل يصح‪ ،‬لن ذلك ل ينبغي ال ل تعالی ‪ .‬قال تعالی » قل لو‬

‫کان البحر مدادًا لکلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد کلمات ربي ولو جئنا بمثله مددًا« الکهف‪/‬‬

‫‪.109‬‬

‫فانظروا يا من هداکم ال الی هؤلء الذي عبدوا علیًا من دون ال وساووا في الفضائل بین‬

‫الخالق والمخلوق ‪ ،‬بل حتی جعلوا ما لعلي من الفضائل والخصائص ما ل تکون ل رب العالمین‬

‫» تعالی ال عما يقول الظالمون علوا کبیرا«‬

‫لدی أهل السنة احاديث في فضائل علي وعمر وجاء في أبي بکر اکثر من ذلك بکثیر‪.‬‬

‫ثم يقول المدعي ‪ ) :‬حب علي علمة اليمان وبغضه علمة الکفر والنفاق( ثم يقول‪ :‬قال رسول‬

‫ي فهو کافر في النار«‪....‬؟!!‬


‫ي من خرج علی عل ّ‬
‫) ان ال قد عهد ال ّ‬

‫‪699‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬هذا کذب وزور وبهتان لنه قد صح في الحديث أن طلحة والزبیر وعائشة من أهل الجنة‬

‫فنحن ل نقبل مثل هذا الغلو والتهريف ‪ ،‬وکل ما صح من الحاديث في فضائل علي فعلی الرأس‬

‫والعین ‪ ،‬وأما هذه الکاذيب فل يمکن أن نقبلها منك بای شکل من الشکال وهي مردودة علیك‬

‫ومضروب بها في وجهك أيها الفاك‪.‬‬

‫الدعاء السابع والربعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬وخرجت عائشة إلى البصرة ‪ ،‬فألقوا القبض‬

‫على عثمان بن حنیف النصاري ‪ ،‬صحابي رسول ال )ص( وكان عامل علیها من قبل المام‬

‫علي ‪ ،‬فنتفوا لحیته الكريمة ‪ ،‬وشعر رأسه وحاجبیه وضربوه بالسیاط حتى أدمي ‪ ،‬ثم أخرجوه‬

‫من البصرة بحالة يرثى لها ‪ ،‬وقتلوا أكثر من مائة نسمة من أهالیها من غیر أن يصدر منهم ذنب‬

‫أو أي عمل يبیح لعائشة وجیشها سفك تلك الدماء البريئة ‪ ،‬ولو أحببتم الطلع على تفصیل تلك‬

‫العمال البشعة فراجعوا تاريخ ابن الثیر والمسعودي ‪ ،‬وتاريخ الطبري ‪ ،‬وشرح نهج البلغة‬

‫لبن أبي الحديد‪ ،‬ولما جابهت عائشة جیش أمیر المؤمنین )ع( ‪ ،‬ركبت الجمل وحرضت الناس‬

‫الغافلین ‪ ،‬وألبت الجاهلین والمنافقین لقتال إمام زمانها ‪ ،‬رغم مواعظه )ع( ومواعظ ابن عباس‬

‫وكبار الصحابة لها ولجیشها ‪ ،‬فأما الزبیر امتنع من المقاتلة ‪ ،‬وترك المعركة إذ عرف الحق مع‬

‫علي )ع( ‪ ،‬ولكن عائشة أصرت على غیها واستكبرت عن قبول الحق حتى قتل عشرات المئات‬

‫من المسلمین بسببها ثم انكسرت واندحرت ‪ ،‬فردها )ع( إلى بیتها مكرمة !‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لقد أبرحت حمقًا وجهل ‪ ،‬فلو کان المر کما تقول فذلك يعني أن علی عًا تقععع علیععه مسععؤولیة‬

‫سفك الدماء کذلك لنه لم يأخذ علی يد القتلة والظلمة مع أنه کان قادرًا علی معاقبتهم وتأديبهم‪.‬‬

‫‪700‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثامن والربعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬الشیخ عبد السلم ‪ :‬ل يجوز عندنا التدخل‬

‫في الحوادث التي جرت بین صحابة رسول ال )ص( ‪ ،‬فإنا ننظر إلیهم جمیعا بعین الكبار‬

‫والحترام ‪ ،‬فإنهم وإن اختلفوا بینهم ولكن الكل كانوا يدعون إلى ال ‪ ،‬ومن توجه منهم إلى‬

‫خطئه وانحراف مسیره عن الحق ‪ ،‬فقد تاب واستغفر مثل الزبیر )رض( في البصرة وكذلك أم‬

‫المؤمنین عائشة )رض )فإنها تبعت طلحة والزبیر وأخذت بقولهما ‪ ،‬ولكنها بعد ذلك عرفت‬

‫بطلن كلمهما وأنهما أغرياها وحملها معهما إلى البصرة ‪ ،‬فاستغفرت وتابت ‪ ،‬وال خیر‬

‫الغافرين ‪ ،‬وهو يقبل التوبة من عباده وهو أرحم الراحمین ‪ .......‬وأما قولك ‪ :‬بأن طلحة‬

‫والزبیر أغرياها وحملها إلى البصرة ‪ ،‬وأنها عرفت بطلن كلمهما بعد ذلك ‪ ...‬الخ فإن قولك‬

‫هذا يكشف بأن الحديث الذي تروونه عن النبي )ص( ‪ " :‬أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم‬

‫" كذب وافتراء على رسول ال وهو حديث موضوع مجعول ‪ ،‬لن عائشة وآلف المسلمین‬

‫اقتدوا بطلحة والزبیر وهما من كبار الصحابة وما اهتدوا بل ضلوا وخسروا الدنیا والخرة ذلك‬

‫هو الخسران المبین !!!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يذکر المؤلف قول السني المزعوم حیث قال‪ :‬لقد کانت عائشة رضي ال عنها بشرًا من البشر‬

‫ولم تکن معصومة وهذا حق وکلم صحیح‪ ،‬ومما ل شك فقد أخطأت ولنها کانت أمراة بسیطة‬

‫ونیتها إنما هو الصلح وجمع الكلمة ثم إنها اقتنعت بقول اثنین من کبار الصحابة ولکنها تابت‬

‫بعد ذلك وعفا ال عنها وغفرلها‪.‬‬


‫‪701‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فقال المدعي ردًا علی هذا القول‪ :‬وبهذا اعترفتم أن في الصحابة ومن کبارهم أيضًا وممن بايعوا‬

‫النبي صلی ال علیه وسلم تحت الشجرة من يکذب ويخادع ويرتکب الخطأ‪ ،‬وبهذا أبطلتم قولکم‬

‫الذي ذکرتموه قبل عدة لیاٍل خلت حیث قلتم ‪ :‬أن الصحابة کالنجوم وأن القتداء بهم واتباعهم‬

‫سبب للهداية والرشاد ؟!! إن لم يعتقد أهل السنة عصمة الصحابة‪ ،‬فلماذا يقولون ويذکرون في‬

‫کتبهم مثل هذا الحديث؟‬

‫قلت‪ :‬نحن ل نتفق معك في هذا القول ونرده علیك ول نرتضیه ‪ ،‬فإنت رجل ماکر مخادع تدعي‬

‫القول وتضع العتراض الذي يناسبك ثم تجیب علیه بنفسك لتخدع به شیعتك المساکین؟! نحن‬

‫نعلم جیدًا وقد ذکرنا هذا سابقًا ونعید القول مرة أخری‪ :‬إن حرب الجمل لم تقع أو تنشب بإرادة‬

‫واختیار من الصحابة رضي ال عنهم بل إن المر قد خرج من ايديهم واصحاب الفتنة قد‬

‫انتشروا ووقفوا خلف تلك الصفوف والجموع التي احتشدت آنذاك في ذلك المکان‪ ،‬فلماذا بعد‬

‫ذلك تقولنا مالم نقله وتدعي أن عائشة کانت امرأة ساذجة وانها خدعت من قبل طلحة والزبیر‬

‫رضي ال عنهم ؟!! ثم متی کان أصحاب النبي صلی ال علیه وسلم بهذا الخلق الذمیم الذي ل‬

‫ي اللئیم يا معدن الخسة وبذر السوء ؟!! ثم إننا نکرر لك القول‬


‫يلیق إل بك وبأمثالك ايها الدع ّ‬

‫ل ول ينبغي لمسلم أن يسمي هذا حدسثا فافهم ذلك‬


‫هنا‪ :‬إن هذا الحديث الذي ذکرته ل يصح أص ً‬

‫جیدًا يا من أذلك ال وأخزاك وفضحك علی رؤوس الشهاد !!!‪.‬‬

‫الدعاء التاسع والربعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬مما ل شك فیه أن عائشة كانت امرأة غیر‬

‫هادئة وغیر رزينة فقد قامت بحركات ل يقبلها الدين القويم ول العقل السلیم ‪ ،‬وإن كل حركة من‬

‫تلك الحركات تكفي في تسويد تاريخها بوصمات الذنب والمعصیة ‪ ،‬منها واقعة الجمل ‪ ،‬وكلكم‬

‫تقبلون أنها بعملها في البصرة خالفت ال ورسوله ‪ ،‬وهي أيضا قد اعترفت بخطئها ‪ ،‬ولكن‬

‫‪702‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫تقولون أنها تابت واستغفرت ‪ ،‬فإذا هي ندمت وتابت ‪ ،‬كان اللزم علیها أن توالي آل البیت‬

‫النبوي ‪ ،‬ولكنها خرجت مرة أخرى وكشفت عن ضمیرها الممتلئ عداوة لل محمد )ص( وذلك‬

‫يوم تشییع جنازة المام الحسن بن علي )ع( سبط رسول ال )ص( ومنعت من دفنه عند جده‬

‫كما روى كثیر من علمائكم ‪ ،‬منهم العلمة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ‪ ، 193‬ط‪.‬‬

‫بیروت ‪ ،‬والعلمة ابن أبي الحديد في شرح النهج ج ‪ ، 14 / 16‬عن المدائني عن أبي هريرة‬

‫وأبو الفرج الصبهاني في مقاتل الطالبیین ‪ ، 74 /‬وفي روضة الصفا لمحمد خاوند ‪ /‬ج ‪ ، 2‬قسم‬

‫وفاة الحسن ] علیه السلم [ ‪ ،‬وتاريخ ابن العثم الكوفي ‪ ،‬وفي روضة المناظر ابن شحنة وأبو‬

‫الفداء إسماعیل في كتابه المختصر في أخبار البشر ج ‪ 183 / 1‬ط‪ .‬مصر‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هذه الحکاية التي ذکرتها کذب‪ ،‬وحجرة عائشة رضي ال عنها لم تکن مقبرة مترامیة‬

‫الطراف حتی تسع کل من دفن فیها‪ ،‬وإنما هي حجرة صغیرة وقد دفن فیها من قبل ثلثة وهم‬

‫رسول ال صلی ال علیه وسلم وصاحباه رضي ال عنهما‪ ،‬بل حتی عائشة نفسها لم تجد‬

‫لنفسها موضعًا بین زوجها وأبیها بأبي هم وأمي وأهلي ومالي وولدي وعرضي ‪.‬‬

‫فلم يکن هناك متسع حتی يدفن الحسن أو غیره من سائر الصحابة والمسلمین وعائشة کما قلت‬

‫قد دفنت في البقیع مع سائر الصحابة رضي ال عنهم لنها لم يکن لها مکانًا او موضعًا في‬

‫الحجرة يسع لقبرها رضي ال تعالی عنها وأرضاها‪.‬‬

‫الدعاء الخمسون بعد المائة الثالثة وقوله ‪ :‬وإذا كانت عائشة نادمة على خروجها وتابت من‬

‫قتالها وحربها للمام علي )ع) فلماذا أظهرت الفرح حین وصلها خبر شهادة أمیر المؤمنین )ع(‬

‫‪703‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وسجدت شكرا ل تعالى ؟! كما أن أب الفرج الصبهاني صاحب كتاب الغاني ‪ ،‬روى في كتابه‬

‫مقاتل الطالبیین ‪ 54 /‬ع ‪ / 55‬باسناده إلى اسماعیل بن راشد وهو روى بالسناد أيضا فقال ‪ :‬لما‬

‫أتى عائشة نعي علي أمیر المؤمنین ع علیه السلم ع تمثلت ‪:‬‬

‫كما قعر ععیعنا بالياب المسافر‬ ‫فألقت عصاها و استقرت بها النوى‬

‫ثم قالت ‪ :‬فمن قتله ؟ فقیل ‪ :‬رجل من مراد ‪ ،‬فقالت ‪:‬‬

‫غلم لیس في فیه التراب‬ ‫فإن يك نائیا فلقد نعاه‬

‫فقالت زينب بنت أبي سلمة ‪ :‬أ لعلي تقولین هذا ؟!‬

‫فقالت ‪ :‬فإذا نسیت فذكروني !! ثم روى أبو الفرج بإسناده عن أبي البختري قال ‪ :‬لما أن جاء‬

‫عائشة قتل علي )ع( سجدت ‪.‬‬

‫أيها الحاضرون ! أيها العلماء ! هل بعد هذا الخبر ‪ ،‬تصدقون توبتها ؟ أم تقبلون أنها كانت‬

‫خفیفة العقل ‪ ،‬وغیر رزينة ول متوازنة في سلوكها ومعاشرتها مع آل رسول ال )ص( ؟!‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هذا من أوابدك وغرائبك وکذبك فهل ذکععر البخععاري ذلععك ‪..‬؟ أم هععل جععاء ذلععك فععي صععحیح‬

‫المام مسلم القشیري النیسابوري ؟‬

‫الدعاء الحادي والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫‪704‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن صح ما تقول فذلك يعني ان عائشة رضي ال عنها قد نعدمت علعی مععا بعدر منهعا وتعابت‬

‫الی ال‪ ،‬وقد قبل ال توبتها وغفر لها لن ال تعالی يتوب علی من تاب ويفرح بتوبة عبده ‪ ،‬کما‬

‫ان علیًا رضي ال عنه قد صفح عنها وهو أمیر المععؤمنین وخلیفععة المسععلمین وولععي أمرهععم فمععا‬

‫دخلك أنت ؟ ثم ما وزنك وقیمتك عند المسلمین أيها النکرة الدعي المهذار ‪...‬؟!!‬

‫هذا ابو الحسن علي ابن ابي طالب استمع الیه ماذا يقول ‪ :‬يا لیتني مععت قبععل عشععرين سععنة مععن‬

‫موقفي هذا ول أرى جسد طلحة مسجى علی الرض والتراب ؟!! نحن أيها المععأفون المغبععون لععم‬

‫نبني عقیدتنا وديننا ال علی اساس الحاديث الصحیحة الثابتة‪ ،‬وقععد صععح عنععدنا فععي الحععديث ان‬

‫عائشة رضي ال عنها في الجنة ‪ ،‬أما أنك لحمقك وخفة عقلك تعید وتصقل وتذکر القول اکثر من‬

‫مرة وتحتج علینا بامرأة لوط علیه السلم ‪ !...‬فإنا نقول لك ولمثالك ‪ :‬تلعك امععرأة قعد عجععل الع‬

‫تعالى لها العقوبة في الدنیا أما الصديقة عائشة رضي ال عنها فهي زوج النبي في حیاته وبقیت‬

‫زوجته حتی بعد وفاته صلوات ال وسلمه علیه ولم تمت ال وهي في بیت رسول ال صععلی ال ع‬

‫علیه وسلم ‪ ،‬ثم قد صح الحديث عندنا انها زوجته في الخرة رغم أنفععك وأنععف کععل حاقععد ودعععي‬

‫ونکرة مثلك ‪ ..‬؟!!‬

‫الدعاء الثاني والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لم أذکر أبدًا مثل هذا القول‪ ،‬ولم أقل ان ام سلمة رضي ال عنها لم تکن حاضرة أو شاهدة‬
‫علی ذلك ؟!‬

‫‪705‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم ل يضیرنا قولك ان يکون ابن ابي الحديد قد ذکر مثععل هععذا لکلم أو غیععره ‪ ،‬فلمعاذا تجعععل مععن‬
‫نفسك إمعة تتبع کل ناعة وناهق من غلة العتزال والتشیع والرفض ؟ نحن کذلك نشهد‬
‫ونعرف ما لعلي رضي ال عنه من المکانة والمنزلة والسابقة ما ل تعرفه أنت ول آباؤك ولکننععا‬
‫في الوقت نفسه ل نقر أو نعترف بهذا الغلو والفراط في علي وأهل البیت عمومًا ‪ ،‬فهذا عمل‬
‫وقول باطل لم يأمر ال به سبحانه ‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت لم يثبت في السنة المطهرة الشريفة علی صاحبها أفضل الصلة وأتم التسلیم شیئا في تعیین‬
‫الخلیفة واختیاره وتنصیبه نصوصًا معینه وخاصعة فععي هعذه المسععألة بالعذات‪ ،‬وانمعا تعرك النعبي‬
‫صلی ال علیه وسلم لمته حق الختیار للشخص الذي تراه مناسععبًا کععل حسععب زمععانه والمرحلععة‬
‫التي يعیشها والظرف الذي يمرون به‪ ،‬کما أن النبي صلی ال علیه وسلم وعلی أرجح القوال لم‬
‫يثبت عنه نصًا صريحا في تعیین أو تسمیة الخلیفة الذي سیأتي من بعده وإنما هي اشارات‬
‫وإيحاءات فهم منها الصحابة ما فهموه ‪ ،‬وال فلماذا ذلك الجتماع والتباحث والتشاور في سقیفة‬
‫بني ساعدة والذي کانت نتیجته أن جمع ال تعالی کلمتهم علی صاحب رسول ال صلی ال علیععه‬
‫وسلم أبي بکر الصديق رضي ال تعالی عنه وارضاه ‪..‬؟ نعم لم يثبت في ذلععك شععيء وإنمععا هععي‬
‫الشوری واختیار الخلیفة إنما يتم عند طريق الشوری بین أهل الحععل والعقععد الععذي تعینهععم المععة‬
‫بالنیابة عنها‪ ،‬وعلی هذا المبدء سارت المة حتى عندما عین ابوبکر رضي ال عنه عمر خلیفععة‬
‫من بعده علی المة ‪ ،‬فإن ذلك ما جاء إل بعد مباحثة ومشاورة مع کبار الصحابة والسععابقین مععن‬
‫المهاجرين والنصار وتمت البیعة له عن رضا وقبول من المة وکذلك الحععال مععع عثمععان وعلععي‬
‫فل ادري بعد هذا کله وجهًا صحیحًا لما تبدونه من اعتراض وتذمر ؟!!‪.‬‬
‫کما يجب علینا ال ننسی أن ابابکر وعمر رضي ال عنهما لم تکن لديهم تلك الجیععوش الجععرارة‬
‫حتی يجبروا المة علی البیعة ‪ ،‬فلو أن المة لم ترض بذلك ولعم تبعايع لعم تصعح خلفعة الفعاروق‬
‫رضي ال عنه وارضاه ول خلفة أحد سواه ؟!! وقد ذکرت لهذا الرجل مرات وکرات انه ل يوجد‬
‫في السلم قانون او دستور خاص لتعیین الخلیفعة والخلفعاء وانمعا هعو محعض اجتهعاد وتشعاور‬
‫ترك فیه الختیار للمة ان تختار لنفسها رجل الساعة والمرحلة التي تعیشها ‪ ،‬ذلك الرجععل الععذي‬
‫تتوفر فیه بعض الشروط المعروفة والمذکورة في کتب فقه المامة العظمي فمن اراد لطلع‬
‫والستفادة فعلیه ان يرجع الی الکتب والموسوعات الفقیة التي الفت في هذا الشأن وهي کععثیرة‬
‫جدًا والحمد ل‪ ،‬فبعضهم قد اختار الخلیفة وذکر فعي ذلعك اربععة طعرق فقعط وقعد تکعون بعأربعین‬
‫طريقا کذلك ‪ ..‬؟!!!‪.‬‬
‫ل ادري لماذا تصر علی ان تکون هناك طريقععة واحععدة لتعییععن الخلیفععة ‪ ،‬مععع أننععا لععم نطلععع ولععم‬
‫نعرف ولم نقف في فقه هذا الباب علی دلیل واضح أو سنة ثابتععة تأمرنععا بهععذه الطريقععة الوحیععدة‬
‫ي رضي ال عنه‬ ‫التي انت تتحدث عنها ؟ ثم هل تتصور او تعتقد ان تلك الشوری التي رضیها عل ّ‬

‫‪706‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قد تصلح أو ترضی بها تلك الملل المتوحشة او الکافرة ؟ ل طبعًا ل تصلح لهععا ول تناسععبها ؟ ثععم‬
‫إن هذا وبل ادنی شك يعتبر من الستهانة والحط من شأن علي رضي ال عنه وأرضاه !!!‬
‫هذه أيران مثلکم العلی وقدوتکم الحسنی ل نجد فیها اثرًا يذکر لما يسمی بمبدأ الشوری الحر ؟‬
‫فالزعیم بیده تعیین مجلس النواب وشورى المحافظین ‪ ،‬ومنهم ينبثق مجلععس الشععوری واختیععار‬
‫الزعیم‪ ،‬وهذه طريقة أحسبها ل تناسب ال تلك الملل والطوائف الوحشیة التي تعیش في الدغععال‬
‫والحراش الفريقیة ؟!!‬

‫الدعاء الرابع والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬ل يحق لنا ول في قدرة أحٍد من البشر أن يسقط هذا الحق أو يمنعه منه ؟ کما انه صلی الع‬
‫علیه وسلم لم يعین الخلیفة من بعده و لم ينص علیه‪ ،‬ولم يکن ذلك من حق أحٍد ول يتجععرأ بشععر‬
‫علی فعل ذلك‪ ،‬إنه رسول ال ونبیه وصفیه من خلقه وخاتم رسله وان ما اختاره الرسول فذلك ل‬
‫يکون ال بأمر او وحي من السماء ‪ ،‬فالنبي علیه الصعلة والسععلم کعان ل يقعول القعول معن عنععد‬
‫نفسه ال في حالت خاصة وضیقة جدًا‪ ،‬فلذلك فان قوله وفعله واقععراره کلععه سععنة وتشععريع تأخععذ‬
‫المة بذلك وتعمل به‪ ،‬فکل ما صدر عنه وأمعر بعه لعه صعبغة التشعريع وفیعه شعيء معن القداسعة‬
‫والحترام والتباع أما ماصدر عن غیره مثل ابي بکر او عمر فذلك ل يکععون کقععول النععبي صععلی‬
‫ال علیه وسلم وفعله وأمره‪ ،‬ولو ان ابابکر عین شخصًا ثم أخطًا فل حرج ول اعتراض‪ ،‬أمععا ان‬
‫کان ذلك تعیینا وتخصیصًا من الرسول صلی ال علیعه وسعلم فعإن أثعر ذلعك سعیکون علعی العدين‬
‫والتشريع وهو معصوم من الخطأ والزلل‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هل أجبر علي رضي ال عنه علی قبول الشوری التي عینها عمر؟ أم تراه أجبر علی قبععول‬
‫عبدالرحمن بن عوف رضي ال عنه لیکون حکمًا وقاضیًا واجب الطاعة مععن قبععل الشععوری؟ إن‬
‫امرك مضحك للغاية وقد کنت من اشأم الناس علی قومك وأهل ملتك ؟!! تقول ‪ :‬ان علیًا قبل ذلك‬
‫دون إرادة منه ! أو انه أجبر علی ذلك قلت‪ :‬ألم يکن علي حسععب زعمععك يعلعم الغیععب ؟ العم يکععن‬
‫کذلك ‪..‬؟ إذا کان علیه أن يدرك بحسه أنها مؤامرة ودسیسة فل ينبغي له المشارکة فیها‪ ،‬أمععا اذا‬
‫أجبر علی ذلك وشارك في هذه اللعبة فإن ذلك سوف لن يعطي أي مسوغ أو فائدة لتأيید مععا فعلععه‬
‫عمر أو يجعل من هذا العمل مشروعًا او مقبوًل ؟ هل غاب عن علي فهععم هععذه الحقیقععة التافهععة؟‬
‫ان افتراضك هذا ل يصح أبدًا وقولك باطل فمن المحتمل جدًا ان يکون علي هو الخلیفة‬
‫وعبدالرحمن رضي ال عنه لم يکن صاحب هوی أو مصلحة تذکر‪ ،‬کیععف ؟ وهععو قععد تنععازل عععن‬
‫الخلفة وترکها وقد علم علي رضي ال عنه هذه الحقیقععة الناصعععة ورضععي عععن طیععب نفععس أن‬

‫‪707‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يکون عبدالرحمن بن عوف هو القاضي والحکم بعد أن عرف نزاهته وعدالته وتقواه رضي ال ع‬
‫عنه وأرضاه‪.‬‬
‫کلنا نعلم اننا في هذه المدينة‪ ،‬مدينة بیشععاور ل يسععمح ابععدًا أن يعیععن قاضععیًا فععي المحکمععة وهععو‬
‫صاحب غرض فاسد أو مصلحة تضر بالمجتمع أو تخل بالمن العام ‪ ،‬وقد رأينا وسمعنا کما سمع‬
‫الجمیع حینما قتل شخص يدعی » جودري فضل الهي « في هذا البلد‪ ،‬فقدم ابنه شکوی الی أحععد‬
‫مراکز الشرطة في تلك المنطقة وادعی في شععکواه أنععا قاتععل والععده هععو رئیععس الععوزاء نفسععه؟!!‬
‫اتصل رئیس المرکز علی ضوء هذا الخطاب وتلك الشکوی برئیسه وهکذا رفع هععذا المععر حععتی‬
‫وصل خبر هذه الدعوی والشععکاية الععی رئیععس الععوزراء ذولفقععار علعی بوتععو وأخععبروه ان هنععاك‬
‫شخصًا قد رفع ضدك دعوی يتهمك فیها بقتل والععده ؟! کععان بوتععوا بطبیعععة الحععال ممععن أصععابهم‬
‫جنون الرئاسة وحب المنصب‪ ،‬فقال‪ :‬دعوه يکتب ويرفع شکواه الی من يشاء فإن القاضي ومععن‬
‫سواه کلهم رجالي ومن اتباعي‪ ،‬فلععم يکععذب ابعن المقتععول هععذا الخععبر ورفععع شععکواه وقععدمه العی‬
‫رئیس مرکز الشرطة في منطقتععه ‪ ،‬وبعععد أن تععم تسععجیل الععدعوة أخععذ الرجععل رقععم الععدعوى هععذه‬
‫وتوجه الى بیته بدل أن يتوجه الی المحکمة‪ ،‬لنه کان يعرف جیدًا من هو القاضي ؟ وبقیت هععذه‬
‫الدعوی مسجلة وانتظر الرجل حتی سقط بوتو من الحکم ثم عزل ذلععك القاضععي عنععدها قععام ذلععك‬
‫الرجل وقدم شکواه وأراهم رقمها وسجلها وانتهی المر باعدام رئیس الععوزاء السععابق ذوالفقععار‬
‫علي بوتو؟!!‪.‬‬
‫وبعد هذه القصة‪ ،‬أريد ان اقول‪ :‬إن اذعان علي لحکم وقول شخص يعرف بحقده وخبثععه وسععوء‬
‫طويته کما يدعي ذلك المؤلف الحاقد أمر بعید کل البعد ععن الحقیقعة والواقعع وهععو کعذلك قععول ل‬
‫يصدقه إل کل جاهل أرعن‪ ،‬کما أن علیًا بريء من هذه الفعال والقععوال الصععبیانیة الععتي ل تلیععق‬
‫بأمثاله رضي ال عنه‪.‬‬

‫الدعاء السادس والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قال السني هذه المرة في دعواه‪ !!..‬لقد ثبت في الخبار عندنا ان رسول ال صلی ال علیه وسلم‬
‫قال‪ » :‬أبوبکر خلیفتي « فیجیب المؤلف الماکر عن هذا القعول‪ :‬کمعا ذکعرت فعي اللیعالي السعابقة‬
‫بطلن هذه الدلة فاني في هذه اللیلة کذلك لن ادعها تمضي دون رد وجواب‪ ،‬فقد قال الشیخ مجد‬
‫الدين الفیروز آبادي صاحب ) قاموس اللغة ( في کتابه الموسععوم ) بسععفر السعععادة ( ان مععا ورد‬
‫من الحاديث في فضل ابي بکر فهي من المفتريات التي يشهد العقل بداهة علی بطلنها ؟!!‬
‫قلت‪ :‬نحن معشر أهل السنة ل نقول بهذا الحديث ولم نشهد بصحته‪ ،‬کما إننعا لعم نقعل ان رسعول‬
‫ال صلی ال علیه وسلم قد جعل ابابکر رضي ال عنه الخلیفة من بعده‪.‬‬
‫أنتم من يقول بذلك حیث جعلتم علیًا من الذين اصطفاهم ال وعصمهم فعلیکم تدور الدوائر ولبد‬
‫لکم ان تأتوا بدلیل من کتاب ال تعالی يشهد لکم بذلك حتی يقبل قولکم هععذا ؟ فنحععن کلمععا طلبنععا‬
‫منکم الدلیل قلتم لنا وبکل وقاحة وفضاضة‪ ،‬وهل کل شيء ذکر في القععرآن ؟!! أجیبععوا ايععن ذکععر‬
‫في کتاب ال تعالی ان صلة الظهر أربع رکعات ؟ ان هذه مغالطات وخزعبلت ل أری لهعا نهايععة‬
‫أو حد ‪ ،‬فالموظفون في وزراة التربیععة والتعلیععم فععي ايععران ينکععرون ذلععك فععي قلععوبهم ويعرفععون‬

‫‪708‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫بطلن ما أنتم علیه‪ ،‬ولکنهم آثروا السکوت خوفًا علی مستقبلهم ومستحقاتهم التي فیهععا اسععباب‬
‫عیشهم ان تحاربوهم فیها فتمنعوهم اياها إن قالوا الحق وجهروا به ؟!! جاء في کتاب ال تعالی‬
‫الکثیر من اليات في الصلة والوضوء ولکن لم تأت آيه واحدة فععي علععي رضععي الع عنععه‪ ،‬وان‬
‫کنتم تدعون ان القرآن لم يذکر فیه کل شئ‪ ،‬فکیف زعمتم ان خمسمائة آية نزلت في علععي ؟ مععع‬
‫اننا قرأنا القرآن کما قرأه غیرنا من المسلمین في شتی بقاع الرض فلم نجد لحد الن من قال أن‬
‫آية واحدة ذکرت علیا صراحة في کتاب ال ؟ نعم قد يکون ذلك إنما علم عن طريق علم العععداد‬
‫والترتیب البجدي وعلم کذلك بعد استعانتکم باتأويلت الفاسدة وعلم الشارة الذي لم يصعل الینعا‬
‫علمه بعد کما لم يعلمه أحد من سلف هذه المة من الصحابة والتابعین وتابعیهم بإحسان الی يوم‬
‫الدين ؟!!‪.‬‬
‫ثم يقول المؤلف‪ :‬ان من أيد علیًا واختاره خلیفة للمسلمین يزيد علی عدد من ايد واختععار ابععابکر‬
‫وعمر وعثمان ؟!‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬نعم ان الدلیل علی صدق ما تقول وتدعي هو تلك الحععروب الداخلیععة والفتعن الکععثیرة العتي‬
‫نشبت هنا وهناك حتی فرقت أوصال المة السلمیة ‪ ،‬ودلیلنا الخر کذلك هو انه لم يکن لحکمه‬
‫اي وزن في بلد الشام‪ !!....‬هل تريد أن ازيدك ؟ والدلیل الثالث علی صدق مععا تقععول وان خلفععة‬
‫علي إقرب الی الجماع من ابي بکر وعمععر وعثمععان إنععه لععم يکععن باسععتطاعته أن يعععزل شخصعًا‬
‫سافلً کما تدعون ذلك في ارض الشام ؟‬
‫بینما عمر الذي لم يحظ بالتأيید والجماع الذي خص به علي يستطیع أن يعزل من يشاء دون ان‬
‫يقوم من مقامه بل بکلمة يخطها قلمه ؟!! أو انه يستطیع احضار من يشاء الی دار الخلفععة دون‬
‫أن يتحمل اي عناء يذکر ؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء السابع والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬نحن ل ننکر ما ورد في علي رضي ال عنه من الفضائل وکتبنععا والحمععد لع أصععدق شععاهد‬
‫علی ما نقول‪ ،‬فهو من العشرة المبشرة بالجنة رضي ال عنه وأرضععاه وأحععد الخلفععاء الراشععدين‬
‫أما تلك الکاذيب التي تدعونها ان ال تعالی قد اختاره واصطفاه وجعله الخلیفة من بعععد الرسععول‬
‫صلی ال علیه وسلم ثم عصمه من الخطأ‪ ،‬وإن أبابکر وعمر کانا من أعداء علعي وقععد فعلعوا بعه‬
‫ما فعلوا کل ذلك هذيان ل نصغي الیه‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن مثل هذا القول الععذي هععو أشععبه مععا يکععون بععأقوال المشععرکین وغلة المتصععوفة ل يحععق‬
‫لمسلم أن يسمي ذلك حديثا‪ ،‬فالحديث منزه عن ذلك ‪.‬‬

‫‪709‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لقد نسي هذا الرجل أن ال تعالی قد جعل شرف النسان دينه وتقواه وقد اذهب ال تعالی التفاخر‬
‫بالحساب والنساب وقطع ال دابر الملوك الساسانیین وقد مضی عهدهم وولی الععی غیععر رجعععة‬
‫فل يحق لحد ان يدعي الخلفة والمامة للمسلمین بحجة أنه من النسب الفلني والعلني ؟!!‪ .‬ثم‬
‫ان ال تعالی خلق النسان من طین قال تعالی » ولقد خلقنا النسان من طیععن لزب« المؤمنععون‪/‬‬
‫‪. 12‬‬
‫وجاء في الحديث ) کلکم لدم وآدم من تراب ( ثم ها انتم ل ترون علیعًا مععن جنععس البشععر بععل‬
‫تعتبرونه الها‪ ،‬أما نحن فلیس لنا اله سوی ال تعالی » ل اله ال ال «‪!!!...‬‬

‫الدعاء التاسع والخمسون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أوًل‪ :‬هذا کذب فاضح ل يخفی علی أحد‪ ،‬لن أبا طالب قد مات مشرکًا‪.‬‬
‫ل فقعط وهعذه حماقعة‬ ‫ثانیًا‪ :‬يعتقد المؤلف أن الفاصلة الزمنیة بیعن علعي وآدم کعانت خمسعون نسع ً‬
‫نعرفها في نسلك واسلفك أنت ‪ ،‬ولم نعرفها عن أحد معن المسعلین ؟! ثعم انعك لعم تنقعل مثعل هعذا‬
‫الکلم عن کتاب معتععبر أو سعند يعتمعد علیععه إنمععا نقلعت ذلعك معن کتععب الیهععود والنصععاری فهععي‬
‫اسععرائیلیات ل تغنععي مععن الحععق شععیئًا ول يسععتطیع مسععلم أن يجععد هععذه الشععجرة ال عنععد الشععیعة‬
‫ل فذلك يعني‬ ‫والشیعة وحدهم ؟ ثم اننا لو قلنا ان الفاصلة الزمنیة بین علي وآدم هي خمسون نس ً‬
‫ان بینهما ثمانیة عشر قرن تقريبعًا وهععذا قععول باطععل ل دلیععل علیععه ثععم ان الکتشععافات التاريخیععة‬
‫والدلة العلمیة تنسف هذا القول نسفًا‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬إن قلنا جدًل‪ :‬لو أن شخصًا ما لم يعرف في نسبه رجل مشرك فل يدل ذلععك علععی کععون هععذا‬
‫الشخص هو الخلیفة والزعیم دون غیره‪ ،‬أو ان يکون هو أفضل من غیره علی الطلق والجععزم‬
‫هل لك ان تخبرنا ما دلیلك علی هذا القول ؟‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬لقد کان والد ابراهیم ) آزر ( مشرکًا‪ !!...‬فلماذا تدعي اذًا کذبًا انه لم يکععن فععي آبععاءه أحععدًا‬
‫من المشرکین ؟‪.‬‬

‫الدعاء الستون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لقد أخبرنا القرآن صراحة‪ ،‬إن آزر والد ابراهیم کععان مشععرکا‪ ،‬ولکععن هععذا المععدعي الکععذاب‬
‫يقول‪ :‬انظر وتمعن جیدا عزيزي القارئ الی هذا الهذيان وتلك السفسطة ‪ :‬هل کان ابنععاء يعقععوب‬
‫ل لنا أبوان ؟ أم هل کانوا يقولون للتمییز بیععن اسععماعیل واسععحق أبونععا‬ ‫يقولون في مجالسهم مث ً‬
‫اسماعیل واسععحق ايضعًا ابونععا ؟!! أم تراهععم کععان يقولععون اسععماعیل هععو عمنععا !! أيهععا المععدعي‬
‫الکذاب ‪ :‬إن کانوا يخاطبون العم بکلمة الب ‪ ،‬فلماذا وضعت هذه الکلمة في اللغة العربیة ؟‬

‫‪710‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل ) العم ( وما المراد من ) العممومععة ( فععي اللغععة‬


‫وعلی ماذا تدل ؟ لماذا وضعت هذه الکلمة أص ً‬
‫ل‪ :‬الحسن بن عقیععل ‪ ،‬أو الحسععین بععن‬ ‫العربیة ؟ ما هو المقصود منها ؟ نحن ل يصح أن نقول مث ً‬
‫عقیل‪ ،‬بل نقول الحسن والحسین ابنا علي !!‬
‫واما المراد من هذه الية فواضح تمعام الوضعوح فهعي تتکلعم ععن الجعداد وکلمعة ) الب ( يعراد‬
‫منها الجداد والباء السابقین ول يراد بذلك الب الحقیقي ؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والستون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬روی السید سلیمان البلخي وحدثنا في المدينة المشهورة المعمورة قندوز وهي احدی مدن‬
‫افغانستان ‪ ،‬وقد حدث بهذا الحديث بعد الف ومائتي سنة علی بعثة البشیر النذير بسنده الععی ابععن‬
‫عباس ؟!! کیف روی وعمن أخذ ؟ هل قال النبي صلی ال علیه وسلم ذلك حقًا ؟ » جمیععع آبععائي‬
‫کانوا علی التوحید «؟‪.‬‬
‫بعد قراءتنا لهذا الحديث الذي رواه السید المام الجهبذ سلیمان البلخي علیه من الع مععا يسععتحق‬
‫استطعنا ان نفهم ونعي هذه الحقیقة جیدًا‪ :‬وهو أنه بإمکان الشخص ان يکون موحدًا وبإمکععانه‬
‫في الوقت نفسه أن يتوجه الی الکعبة و يعبد ما فیها من الصنام ‪ !...‬وهذا بطبیعة الحال ما کععان‬
‫علیه عبدالمطلب جد النبي صلی ال علیه وسلم ؟!‬
‫کما فهمنا من خلل هذا الحديث إنه بإمکان کل أحد أن يدخل الجنة وإن لم يکن في قلبععه ذرة مععن‬
‫ايمان ؟!! وإن لم يکن قد آمن بنبي زمانه ‪ ،‬نعم إن عبد المطلب لم يکن ممن آمن برسالة عیسععی‬
‫علیه السلم کما أنه لم يؤمن بموسی‪ ،‬ثم ل بأس أن أقول‪ :‬إنععه کععان حنیفعًا مسععلمًا ومععا کععان مععن‬
‫المشرکین ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الثاني الستون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬ماشاء ال ‪ ،‬هل لك أن تخبرنا مععن هععم المنصععفون ؟ نععم ‪ ،‬فقععد عرفنععاهم بسععیماهم وبلحعن‬
‫أقوالهم ‪ ،‬فل داعي للطالة ؟!‬
‫إن کل مسلم سني يعلم هذه الحقیقة‪ ،‬فهم ل يختلفون ان أبا طالب مات کافرا‪ ،‬وآخععر معا قعال‪ :‬أنعه‬
‫علی دين آباءه‪!!!...‬‬

‫أمععا هععؤلء الععذين يعتمععد علیهععم المؤلععف فععي کتععابه لیععالي بیشععاور ويعععول کععثیرًا علععی أقععوالهم‬
‫والحاديث التي وردت في کتبهم فهم لم يکونوا من السنة ابدًا وإن عرفهم المؤلف في کتابه أنهم‬
‫من کبار علماء أهل السنة مکرًا منه وايقاعًا لسذجة الناس والمغفلین في شباکه التي نصبها فععي‬
‫طريقهم‪ ،‬فهو کما قلت سابقًا‪ :‬ينقل الحاديث والدلة دون ان يعرف سندها‪ ،‬مع أن الحععديث الععذي‬
‫ورد في ابي طالب وانه مات کافرًا قد إماما الحديث البخاري ومسلم علیهم الرحمة والرضوان ‪.‬‬

‫‪711‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فهو ينقل کل ما اتفق مع مععذهبه وهععواه دون مسععاءلة للناقععل لهعذا الحععديث عمععن أخععذه ‪ ،‬وممععن‬
‫نقله ؟؟ اما اذا وجد الحديث ل يتفق مع هواه وعقیدته فانك تراه يبحععث عععن سععنده ويععرد ويطععن‬
‫فیه‬
‫وان کان صحیحًا ثابتًا ؟! ولرب سائل يسأل‪ :‬لماذا لم يخبر النبي صعلی الع علیعه وسعلم اصعحابه‬
‫في المدينه بإسلم عمه أبو طالب ؟ وانه کععان يخفععي اسععلمه لمصععلحة الععدعوة وحمايععة لععي مععن‬
‫اعدائي ؟!! هل غفل النبي صلی الع علیععه وسععلم عععن هععذه الحقیقععة وغععابت عنععه ‪ ،‬حععتی جاءنععا‬
‫سلیمان البلخي هذا فأخبر المة بهذا السر الذي فات النبي صلی ال علیه وسلم کما فات أصحابه‬
‫رضي ال عنهم ؟!!‬

‫الدعاء الثالث والستون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬اجماعکم أيها الشیعة ل يعدل عندنا جناح بعوضة بل هو أهون من ذلك وأحقر ؟!! الععم يقععل‬
‫إجماعکم هذا ‪ :‬ان زوج رسول ال صلی الع علیععه وسععلم کعانت خائنعة ومتمععردة ؟ ألعم لقعل لكعم‬
‫إجماعکم ‪ :‬ان عبادة القبور معن القربعات والطاععات المتقبلعة ععن الع ؟ ثعم هعل لكعم أن تجیبعوا‬
‫المسلمین جمیعا على هذا السؤال ‪ :‬أأجماعکم هو الذي أمرکم ان تطعنوا باصحاب رسول ال‬
‫وسب أبابکر وعمر وتدعون ردتهم بعد اسلمهم ‪..‬؟!! أف لکم أيها المجرمون ‪..‬؟!!‬

‫الدعاء الرابع والستون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أوًل‪ :‬لقد حععذر شععیخ السععلم ابععن تیمیععة رحمععه الع المسععلمین مععن کتععاب المسعععودي هععذا‬
‫واعتبره جامعًا للباطیل والکاذيب ‪.‬‬
‫ثانیًا‪ :‬هذا الشخص الذي تصفه بالزاني والفاجر وشارب الخمر هو صاحب رسول الع صععلی ال ع‬
‫علیه وسلم ولم يکن صديقًا لمعاوية فحسب ‪ ،‬فأنت لععم تسععتطع أن تطعععن برسععول الع صععلی الع‬
‫علیه وسلم مباشرة فطعنت في اصحابه رضي ال عنهم ‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬إن حقدك علی هذا الصحابي الجلیل وبغضعك لعه بسعبب جهعاده فعي سعبیل الع ذلعك الجهعاد‬
‫الکبیر‪ ،‬أما تعريضك وتصريحك بانه کان من اعداء علي فهذه حیلة ل تنطلي علینا ايها الحمععق‬
‫الرعديد‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬لم يثبت الزنا ل نعدام الشهادة وهو ل يثبت ال بأربعة شهود ععدول ‪ ،‬فعلیعك أن تسعأل الع‬
‫تعالی لماذا لم يطلب ثلثة شهود بدل الربعة ؟!!‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬ان اولئك الثلثة جلدوا بالسوط لنهم اتهموا بريئًا بغیر حق‪.‬‬
‫أما الحاديث الصحیحة فهي كالتي ‪:‬‬

‫‪712‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الحديث الول ‪ :‬حدثنا قتیبة بن سعید حدثنا لیث ععن ابعن الهعاد ععن عبعدال بعن خبعاب ععن ابعي‬
‫سعید الخدري ان رسول ال صلی ال علیه وسلم ذکر عنده عمه ابععو طععالب فقععال‪ ) :‬لعلععه تنفعععه‬
‫شفاعتي يوم القیامة فیجعل في ضحضاح من ناٍر يبلغ کعبیه يغلي منه دماغه (‬
‫الحديث الثاني ‪ ) :‬حدثنا ابن عمر حدثنا سفیان عن عبد الملك بن عمیر عن عبععدال بععن الحععارث‬
‫قال‪ :‬سمعت العباس يقول ‪ :‬قلت يا رسول إن أبا طالب کععان يحوطععك وينصععرك فهععل نفعععه ذلععك؟؟‬
‫قال‪ ) :‬نعم‪ ،‬وجدته في غمرات من النار فأخرجته الی ضحضاح ( ‪.‬‬
‫انظر قارئي الکريم الی سند هذين الحديثین‪ ،‬فالرواة لهذين الحديثین أحععدهما العبععاس عععم النععبي‬
‫صلی ال علیه وسلم واخ ابي طالب ‪ ،‬والثاني هو ابو سعید الخدري رضي ال عنه فل يوجد اثععر‬
‫لسم المغیرة بن شعبة رضي ال عنه فعي هعذين السعندين‪ ،‬فلمعاذا اذًا ذکعر هعذا المعدعي الکعذاب‬
‫اسمه‪ :‬وحینما يريد ذلك السني المزعوم ان يعترض ويسأل عن سببب تضعیف هذا الحديث‬
‫وهو في صحیحي البخاري ومسلم يقععول‪ :‬ان سععبب ضعععفهما هععو وجععود المغیععرة بععن شعععبة فععي‬
‫سنده؟!‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬لماذا تفعل الشیعة ذلك ؟ إن کنتم تودون معرفة السبب فهو واضح وجلي ‪ :‬ان سبب ذلك‬
‫هو أن الشیعة من أصولها الکذب فهم يکذبون ‪ ،‬ثم يکذبون فإن صدقوا فیها فبها ونعمت وإن لم‬
‫يصدقوا وافتضح امرهم قالوا‪ :‬زدها کذبة أخری ‪...‬؟!!! ‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والستون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬الشوکاني لم يذکر هذا الحديث أبدًا‪ ،‬ثم ما الحاجة الی لجوء النبي صلی ال علیه وسلم الععی‬
‫الشارة بدل النطق والقول صعراحة ‪ :‬أن أبعا طعالب معن أهعل الجنعة وذلعك جعزاء معا قعام بعه معن‬
‫رعايتي وکفالتي ؟ ل ادري لماذا تلجععؤون دائمعًا العی التعأويلت والتفاسععیر والتحلیلت لنصععوص‬
‫القرآن والسنة في مذهبکم ؟ ان کتاب ال تعالی والسنة المطهرة واضحة ل تحتععاج الععی کععل هععذا‬
‫الکم الهائل من المنعطفات والمنحدرات والتعاريج ؟!!‬
‫ثم أتی المؤلف برواية ذکرها سبط بن الجوزي الشیعي وسععلیمان البلخععي مفادهععا ‪ :‬ان ابععا طععالب‬
‫کان مؤمنا ‪ ،‬حیث روی ‪ :‬اصبح بن نباته عن علي أنه قال » لم يعبد الصنم أبي ول جدي«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لم نجد هذا الحديث في کتبنا المعتمدة ‪ ،‬ولکن ابن ابي الحديد هو الذي قال‪ :‬کان ابععو طععالب‬
‫سنیًا‪.‬‬
‫فل يصح في الذهان شیئا ‪ -‬اذا احتاج النهار الی دلیل‬ ‫قلت‪:‬‬
‫ل کافرًا فععي إبیععاته الشعععرية‬‫فهل يشك أحد في تشیع ابن ابي الحديد هذا ؟ ال تراه کیف يمدح رج ً‬
‫هذه ؟ اما اذا اردت ان تبحث عن کلمة أو جملة واحدة في مفردات هذا الرجل لتری فلعل وعسععى‬
‫أن يكون قد مدح ابابکر أو عمر ولو مرة واحدة ‪ ،‬ولکنك لن تجد من ذلك شیئًا ثم يا لیتععه سععکت‬
‫ب ويشتم ويطعن ويلعن ثم بعد کل هذا يقول هذا المدعي الکععذاب ‪ :‬إنععه‬ ‫و لم يقل مدحًا‪ ،‬ولکنه يس ّ‬
‫کان سنّیا ؟‪.‬‬
‫ثم ل يعرف عن ابي طالب أنه کان شاعرًا فلعل هذه البیات من تألیف ابععن ابععي الحديععد نفسععه ثععم‬
‫نسبها الی ابي طالب ‪ ،‬وما أدراك ؟‬

‫‪713‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫اذکر لکم منها هذا البیت‪«.‬‬


‫إني علی دين النبي أحمد‬ ‫يا شاهد ال علي فاشهد‬
‫اذا کان ابو طالب كما تقول وتدعي أنه كان علی دين نبینا محمد صلی ال علیه وسلم‪ ،‬فلمععاذا لععم‬
‫يذ کر لنا ذلك سلیمان البلخي ‪..‬؟ لماذا لم يأتنا هذه المرة بحديث عن أهل السنة يخبرنا فیععه بهععذه‬
‫الحقیقة ‪..‬؟ لماذا لم يقل ‪ :‬إن هذا القول حق وصدق ؟ أتراه قد نسي هععذه المععرة أن يصععنع حععديثًا‬
‫في ذلك‪ ،‬فلعله فتش فلم يجد ما يسعفه‪ ،‬فاضطر في نهاية المر الی الستشهاد بعذا الشعر؟!!‪.‬‬

‫الدعاء السادس والستون بعد المائة الثالَثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬من هذا السید محمد البرزنجي ؟ هل لك ان تعرف النععاس بععه ؟ وتععبین لنععا أصععله ومععن أيععن‬
‫هو؟ ثم ما وزن أقواله إذا ما قوبلت بأقوال البخاري ومسلم ومروياتهما ‪..‬؟ وصدق الذي قال‪:‬‬

‫وما کل طلب من الناس بالغ ‪ -‬ول کل سیار الی المجد واصُل‬

‫الدعاء السابع والستون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬اوًل‪ :‬إذا لم يکن أبو طالب علی دين آبائه والمشرکین فععي مکععة‪ ،‬فکیععف تفسععر لنععا احععترام‬
‫المشرکین له ؟ ولمه لم ينظروا الیهما نظرة واحدة ‪ ،‬ويعاملونهما معاملة متساوية ؟‬
‫ثانیًا‪ :‬الکل يعرف متانة العلقة والرابطة بین الرجل وقبیلته في الجاهلیة‪ ،‬نعم کان هنععاك عععادات‬
‫ورسوم ل يمکن أحد أن ينکرها ولذلك فإن الرسول صلی ال علیه وسلم ما لقی مععن الذی‪ ،‬عععاد‬
‫علی أثرها الی مکة مرة أخری‪ ،‬وقد طلب الجوار من أحد رجععال مکععة وکععان کععافرا فقبععل الرجععل‬
‫جواره‪ ،‬ثم خرج مع ابناء عشیرته وقد سلوا سیوفهم واعلن امععام المل ‪ :‬ان محمععدًا فععي جععواري‬
‫فهل قلت لنا هل كان الرجل هذا ايضًا على طريقتك من المسلمین ؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والستون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬هل تعتععبر اختلف سععلوکیات النسععان الکعافر مععن شععخص لخععر دلیل علععی اسعلم الرجععل‬
‫الخر؟ ان هذا التفاوت سنة ال في خلقععه فل علقععة لععذلك باسععلم او کفععر‪ ،‬فعإن الع تععالی قسععم‬
‫الخلق بین البشر مسلمهم وکافرهم کما قسم الرزاق ‪ ،‬وحتی في زمننا هذا رأينا مععن النصععاری‬
‫من يسلخ جلد المسلم عن جسده‪ ،‬ورأينا کذلك من النصاری من يقوم علععی خدمععة المسععلمین لیععل‬

‫‪714‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل علی ذلك ؟!! فهل نعتبر ذلك التفعاوت والختلف فععي الطبیعععة والخلععق‬
‫نهار دون أن يطلب مقاب ً‬
‫ل علی اسلم الثاني دون الول؟ لقد اضحكت علی قیاسك الفاسد هذا کل من سمعك وعرفك ؟!‬ ‫دلی ً‬

‫الدعاء التاسع والستون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬في هذا انت علی الصواب والحق معك‪ ،‬فکون عائشة رضي ال عنها ام المععؤمنین فهععذا ل‬
‫يقتضي أن يکون أخوها خال المؤمنین ول أختها خالة المؤمنین ‪ ،‬ول أمها جّدة المؤمنین‪ ،‬ومععن‬
‫قال بذلك أحد من أهل السنة فنحن سنخطئه مباشرة دون مجاملة او روية!‪ ،‬فإن التعصب مععذموم‬
‫غیر محمود‪ ،‬وأما کیف قتل محمد بن ابي بکر علی يد معاوية فإننا نقول في ذلك‪ :‬لقد أسر محمد‬
‫بن ابي بکر نتیجة الحروب الداخلیة في مصر وعلی يد حاکمها وکانوا يرون أن محمدًا له يد فععي‬
‫قتل عثمان‪ ،‬ولذلك فإنما قتل قصاصعًا بعدم عثمعان وأخعذًا للثعأر؟!! والن علیکعم أن تجیبعوا علعی‬
‫سؤالنا هذا‪ :‬لماذا يا تری لم يداري أو يداهن معاوية رضي ال عنه في هذا المععر؟ ألععم يکععن فععي‬
‫وسعة أن يعفوا عن محمد بن ابي بکر ويأمر باطلق سراحة نظرًا لمنزلة ابیه فععي السععلم وهععو‬
‫الخ الشقیق لم المؤمنین عائشة رضي ال عنها؟ ان معاوية لعم يفععل هععذا ول ذاك وقتععل محمععد‬
‫بن ابي بکر دون إنکار او شجب من أحد !!! ألم تقولوا ان الناس کانوا يؤيدون أبععابکر‪ ،‬کمععا ان‬
‫علیًا لم تکن لديه تلك القدرة علی المواجهععة والمعارضععة بسععبب ذلععك ؟ ألععم يعامععل علععي عائشععة‬
‫معاملة حسنة وبکععل أدب واحععترام ل نظیععر لهمععا رغععم انهععا کععانت السععبب فععي سععفك دمععاء الف‬
‫الشباب من ابناء المسلمین کما تزعمون ذلك‪ ،‬فهل انتم صادقون فیما کنتم تدعونه وتزعمونه؟‬
‫وسؤالنا الثاني؟ لو فرضنا جدًل أنکم صادقون فیما تدعون وقبلنا ما تقولون‪ ،‬فععإن ذلععك يعنععي ان‬
‫معاوية لم تکن تأخذه في ال لومة لئم حیث أقام الحد علی القاتل وإن کان ذلك هو ابععن الصععديق‬
‫رضي ال عنه وارضاه فالحق احق أن يتبع‪ ،‬واما علي رضي ال عنه واعتمادًا علی ما تزعمون‬
‫فهو قد عفی عن القاتل وهي عائشة رغم انها قتلت وسفکت وافسدت وعملت ما عملت‪ ،‬نعم هي‬
‫عندکم قاتلکم ال وخذلکم من اشر خلق العع‪ ،‬ومععع ذلععك فععإن علیعًا لععم تأخععذه فععي الع لومععة لئم‬
‫واستهان بحدود ال وشرعه وعفا عنها فهل علمتم الن نتیجة اقوالکم الباطلة الععی أي درك فععي‬
‫الحضیض أركستكم ‪..‬؟ نعم هذه نتائج دعواکم واعتراضکم تحاصععرکم مععن کععل مکععان ‪ ،‬فل ادري‬
‫هل ستجدون لکم مخرجًا ونهاية من هذا المضیق المظلم الذي سلکتموه ‪..‬؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء السبعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬اوًل ‪ :‬لو أنه کتب آية واحدة فإنه يعد من کتاب الوحي ‪.‬‬
‫ثانیًا‪ :‬لقد أسلم في السنة الثامنة من البعثة ‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬إن قبلت واقررت انه کان من کتاب بريد النبي صلی ال علیه وسععلم والمععؤتمن علععی کتابععة‬
‫الرسائل له ‪ ،‬فذلك يعني و يقتضي انه صاحب سر النبي صلی ال علیه وسلم ؟!!‪.‬‬

‫‪715‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الحادي والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ل کافرًا وجعله کاتبًا لرسائله ؟‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أوًل‪ :‬هل تعني أن النبي صلی ال علیه وسلم عین رج ً‬
‫ثانیًا‪ :‬أنتم هکذا دائمًا !! تحیدون من الوضوح الی الغموض وتععؤثرون التلععبیس والتععدلیس علععی‬
‫القول الصريح ؟!! ما فتئنا نراکم تلجؤون دائمًا الی تأويععل اليععات ولععوي أعناقهععا لّیععا وإن کععانت‬
‫تأبی کل الباء هذه المعاني الفاسدة والتصورات الخاطئة ؟ تقولون ذلك وانتم في قععرارة أنفسععکم‬
‫تعلمون جیدًا إن ما تذهبون الیه في تفاسیرکم باطل ل تشهد اليات والتنزيل بصدقه وصحته ؟!!‬
‫هل تريدون أن تقولوا لنا‪ :‬إن النبي صلی ال علیه وسلم بدل أن يحذر المة من بني أمیة‬
‫وشرهم وخطرهم فإنه يدع ذلك ويذهب لیجلس معاوية علی فراشه ويکرمه ويدخله بیته‬
‫ويجعله کاتبًا لوحیه ‪..‬؟ أو حتى لو قلنا بما تدعیه أنه كان کاتبًا للرسائل ‪.‬؟!! هل يعقل ذلك ‪..‬؟‬
‫يأمر االنبي صلی ال علیه وسلم يوم فتح مکة من ينادي‪ :‬من دخل الکعبة فهو آمععن‪ ،‬ومععن دخععل‬
‫دار أبي سفیان فهو آمن! بدل أن يبعدهم يقربهم الیه ؟ ثم يزوج بنته من عثمان مع أنه يعلم جیدًآ‬
‫إنه من بني أمیة ‪ ،‬ويتزوج هو صلی ال علیه وسلم من بنت ابي سفیان ‪.‬؟ هععل لکععم أن تصععنعوا‬
‫لنا تفسیرًا واضحًا نفهمه بناءًا علی هععذه اليعُة الکريمععة ومعا قعاله جبريععل علیععه السعلم ؟!! أمعا‬
‫بشأن هذه الشجرة التي ورد ذکرها في القرآن الکريم فقد بینت کتبنععا وتفاسععیرنا ان المععراد بععذلك‬
‫هو شجرة الزقوم التي تخرج في أصل الجحیم وجمیع من نعلم من مفسععري وعلمععاء أهععل السععنة‬
‫يرون هذا الرأي ويقولون به ‪.‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬للرد علی هذه التفاهات والخزعبلت الععتي ملت بهععا کتابععك إن هععذا فععي الحقیقععة اعععتراض‬
‫علی المام الحسین نفسه يعني أنعت تععترض علعی إمامعك‪ ،‬وال کیعف يرضعی الحسعین نفسعه أن‬
‫يهادن الباطل ول يحاربه ؟ کیف يرضی الحسین لنفسه ان يضع السیف في غمده بدل أن يثور‬
‫وينتفض وهو يری ذلك الکافر يتقلد الزعامة ويمسك الخلفة بكلتا يععديه ؟ ألععم تععدعي أن أئمتکععم‬
‫يعلمون الغیب ؟ فهذا المام الحسین‪ ،‬هععل تععراه کععان يعلععم أنععه سععیقتل علععی أيععديهم ثععم يخلععي لععه‬
‫الطريق ويسهل علیه هذه المهمة ؟ أل تری أن الحسین بفعله هذا أصبح شريکًا لمعاوية فععي کععل‬
‫ما قام به من أعمال وتصرفات لنه أعطی لخلفته شکل قانونیًا وأضفی علیها صبغة شععرعیة !!‬
‫فإن کان معاوية حسب آدعائکم رجل سیئًا فما کان ينبغي للحسن أن يفعل ذلك ويسلم له السععلطة‬
‫ويتنازل عنها له ‪ ..‬؟!!!‬

‫الدعاء الثالث والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫‪716‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هل لك ان تخبرنا علی أي سند أو أصل معتمد نقلت هذه القصة ؟ وهل لنععا أن نتسععاءل ؟ إن‬
‫کانت مکة والمدينة والیمن کلها تحت سیطرة الخلیفععة الشععرعي وأمیععر المععؤمنین علععي بععن ابععي‬
‫طالب فمن أين جئتنا بهذا الجیش الذي يبلغ عدده ثلثة الف مقاتل لیکونوا اعداءًا لهععل الیمععن؟‬
‫وکیف تسنی لبسر بن أرطاة وجیشه ل يزيد علی ثلثة آلف فقط أن يحارب اهل الیمن کلهم ‪ ،‬الم‬
‫يکن بطن الرض خیر من ظهرها ول عار البد ؟‬
‫لماذا تنازل الحسن عن الخلفة العی معاويعة ؟ ذکعر الطعبري أن علیعًا أرسعل أحعد قعادته وأمعراءة‬
‫لمقاتلة جیش بسر بن أرطاة في مکة والمدينة والیمن فهزمه هزيمة نکراء‪ ،‬ثم طلععب منهععم ذلععك‬
‫القائد البیعة لعلي ‪ ،‬ولکنه قد فاته ان علیًَا قد استشهد ووافته منیته رضي ال عنه فعندما وصععل‬
‫الیه الخبر طلب من اهل المدينة البیعة للحسن رضي ال عنه ولکنه رضي ال عنه آثععر السععلمة‬
‫وحقن دمععاء المسععلمین وجمععع کلمتهععم فصععالح معاويععة رضععي الع عنععه وجمععع الع بهمععا شععمل‬
‫المسلمین والحمد ل رب العالمین !!!‬
‫ثم إن سؤالنا لم ينتهي عند هذا الحد فما زال له بقیة ‪ :‬وهو إن کانت هذه القصة لها اصل‬
‫وحقیقة وان الحسن قد صعالح معاويعة معع أنعه کعان ممعن يعلعم الغیعب ولعديه الف النصعار معن‬
‫المسلمین والجیوش الجرارة‪ ،‬فلماذا الصلح وما ضرورته ؟ وکیف يتنازل عن الخلفة هكذا مثل‬
‫شربة ماء ؟ ان کعانت لعديکم الجعرأة والشعجاعة فأجیبونعا ‪..‬؟ أقنعونعًا وال فاخرسعوا ول تنبسعوا‬
‫ببنت شفة ‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬نحن ل نوافقکم أو نقرکم علی هذا الکذب الواضح الفاضح ‪ ،‬فمعاويععة لعم يععأمر بسععب علععي‬
‫علی المنابر‪ ،‬کما أنه لم يضع الحديث في ذم علي رضي ال عنه وذلك لعدة أدلة‪:‬‬
‫الول‪ :‬هذه کتب اهل السنة بین ايدينا فاقرؤوها إن وجدتم شعرة في راحة يدي فعند ذلععك صععدقوا‬
‫أن فیها حديثًا واحدًا في ذم علي ؟! اذهبوا واقرؤوا واعیدوا قراءتها المرة تلو المرة‪ ،‬ابحثوا‬
‫وراجعوا فإنکم ل ولن تجدوا من ذلك القبیل شععیئًا ‪ !!!...‬أم ل أجععد عنععد أحععدكم الجععرأة حععتى فععي‬
‫قراءة كتب أهل السنة والجماعة ‪...‬؟ ل ولن أطالبكم إل بقراءتها فقط ‪!!...‬‬
‫ان اهل السنة کلهم متفقععون علعی ان علیعًا رضععي الع عنععه أحععد الصععحابة الکبعار ومععن العشععرة‬
‫المبشرة بالجنة كما أسلفنا فکیف بعدئذ تجد حديثًا واحدًا في ذمه ؟ سبحان ال ‪!..‬‬
‫الثاني ‪ :‬کما يعلم کل أحد فإن عصر التدوين لکتب السععنة وجمععع الحععديث وترتیبععة علععی البععواب‬
‫إنما کان ذلك في العهد الموي والعباسي‪ ،‬فلم نر کتابعًا منهععا خل مععن الحععاديث الععتي جععاءت فععي‬
‫فضل علي واهل البیت رضي ال عنهم ‪ ،‬وهذا يدل عی کذب وتناقص واضطراب قول المؤلف‬
‫وعدم مطابقته للواقع والحقیقة ؟!! وانا علی يقین ان المؤلف لو وقعت عینععه علععی حعديث واحعٍد‬
‫في کتبنا المعتمدة جاء فیه الذم لعلي رضي ال عنه لنتهز ذلك للتشععنیع بنععا ولقععال ‪ :‬انظععروا ألععم‬
‫أکن صادقًا في ما قلت هذا الحديث من موضوعات معاوية ‪...‬؟؟!!‪.‬‬

‫‪717‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ولکن المر علی عکس ما کان يتمني هذا المدعي الکذاب ‪ ،‬فخیب ال ظنه وبین کذب دعواه فل‬
‫يوجد في کتبنا ال کل مدح وثناء حسن جمیل لسیدنا علي رضي ال عنه وأهل بیته الكرام البررة‬
‫وإن مثل هذه الفتراءات الکاذبة ل تصدر ال عن کل يائس أحمق حاقد علی السلم وأهله‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أوًل‪ :‬ل يسب أحد من أهل السنة أحدًا لن ذلك لیس لهم بخلععق ‪ !..‬فکیععف بعلععي رضععي ال ع‬
‫عنه وصاحب رسول ال صلی ال علیه وسلم وصهره وابن عمه ؟!!‬
‫ثانیًا‪ :‬هذا کذب ل يخفی علی الطفل الرضیع ‪ ،‬والصحیح هو ما ثبت في کتبنا وقد بین النبي صلی‬
‫ال علیه وسلم ما لعلي من مکانة ومنزلة في السلم ومعا لععه معن حععق علعی کعل مععؤمن ومسععلم‬
‫فقال‪ » :‬من آذی علیًآ فقد آذاني«‪.‬‬
‫عع وذلك بغیر الحق طبعًاعع وأن يکون ذلك من الحب والبغض الشرعي فإن ذلك ل ينبغي أن يصدر‬
‫من مؤمن يؤمن بال ورسوله ‪ ،‬وإل فإن علیًا قد وقع الخلف والقتل والقتال بینه وبین معاوية‬
‫وقد صدر عنه رضي ال عنه وکذلك عن فاطمة ما يدل علی خطأهما في اجتهادهما و مخالفتهمععا‬
‫في ذلك للصحابة من الخلفاء وغیرهم فهذا ل علقة له وما نحن بصددة من هذا الحديث‪.‬‬

‫الدعاء السادس والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ذکر المؤلف هنا حديثًا موضوعًا مفاده » أن کل من عادی علیًا فهو کافر«؟!!!‬
‫قلت ‪ :‬إن هذا الحديث ل يصح عن أهل السنة ول يقبله أحد من المسلمین فجنبنا هذيالك‬
‫وبهتانك ؟!!!‬

‫الدعاء السابع والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لقد أجهدت نفسك ايها الفطحل ‪ !!..‬فلماذا کل هذا العناء والبحث في قوامیس اللغة‬
‫ومفرداتها ؟ فتشت الکتب وبحثت في الموسوعات لتنظر ماذا يععراد بکلمععة )الصععاحب(‪..‬؟ شععغلك‬
‫هذا البحث والتقصي لكل شاردة وواردة عن اللتفات يمینا وشمال ولم تعد ما قدامك ومععا وراءك‬
‫ثم بعد هذا التقصي والبحث نطقت بالوابد والغرائب فقلت ‪ :‬من المحتمل ان يکون أصحاب محمد‬
‫من المفسدين والصالحین ‪ !...‬فلماذا نستبعد ذلك ؟ وإن سألنا بأي دلیل قلت هذا ؟ قال ‪ :‬الم يکععن‬
‫صاحبا يوسف من المشرکین ؟ وکذلك صاحب الجنة الذي ضرب الع تعععالی لنععا مثلععه فععي سععورة‬
‫الکهف ‪ ،‬ألم يکن صاحبه کافرا ؟ الم يقل ال سبحانه لهل مکة‪ » :‬ومعا صعاحبکم بمجنعون«‪...‬؟‬

‫‪718‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وقال » ما ضل صاحبکم وما غوی« ؟ هکذا بکل وقاحععة وقحععة وقلععة أدب يععا بععذر السععوء ‪..‬؟!!‬
‫فاستمع اذًا الی اسئلتنا وأجب علیها ‪:‬‬
‫ألم تعرف لحد الن ما هو الفرق بین اصحاب يوسف واصحاب محمد صلی ال علیه وسلم ؟ هععل‬
‫کان سیدنا يوسف علیه السلم صاحب هذين الرجلین باختیاره وملکه أم انه وجد نفسععه مضععطرًا‬
‫لن يکون وإياهم في زنزانة واحدة ؟ هل ينقص من قدرالذهب الخالص شیئًا ووزنععه إن دس فععي‬
‫التراب ؟ أم هل يفقد الشاهین والعقاب والبازي قدره إن وجد نفسه بین الغربان والبوم في قفععص‬
‫واحد ‪..‬؟!!‬
‫أنت ل تستطیع أن تدعي أو تزعم انهما صاحباه مع تلك الحال الذي ل يسر بها مسلم ؟!!‬
‫هل تريد أن تستنتج من قوله تعالی » ما ضل صاحبکم وما غوی« أن أهل مکععة وابععا لهععب وأبععا‬
‫جهل وکل کافر مشرك في الجاهلیة من أهل مکة کان صاحب رسول ال صععلی ال ع علیععه وسععلم؟‬
‫أرأيت کیف عامل النبي صلی ال علیه وسلم اصحابه ؟ زوج عثمان بنته ‪ ،‬وزوج علی عًا فاطمععة ؟‬
‫وتزوج هو بعائشة وحفصة بنتي الوزيرين المینین ابي بکر وعمر ؟ فهل جری هذا العذي جععری‬
‫بین محمد واصحابه بین يوسف وصاحبیه ؟!! هل کنت تظععن نفسععك جالسعًا فععي احععدی الحععوزات‬
‫العلمیة في قم ‪ ،‬لتقول لنا مثل هذا القول ؟‬
‫لماذا تقولون مثل هذا القول الکاذب ثم تصدقونه لتضحکوا به علی انفسکم ‪..‬؟!!‬
‫ل‪ ،‬وبکل مکر ودهاء وخبث ‪ :‬لقد کان من بین الصحابة من هم علی النفاق‬ ‫ثم يضیف قائ ً‬
‫وبعضهم أهل مکر وخداع وحقد علی علي وأهل بیته ومن امثال هؤلء ‪ :‬عبععدال بععن ابععي وابععي‬
‫سفیان وحکم بن العاص ‪..‬؟!!‬
‫قلت‪ :‬أرأيتم الععی هععذا الععدعي الکععذاب ؟ انظععروا الععی طريقععة اسععتدلله ونفععاقه ؟ لقععد سععاوی بیععن‬
‫المؤمن والمنافق ووضع الصاحب الصادق جنب المنافق المخادع لیصل بعد هذا الی النتیجة التي‬
‫يريدها ويهواها ؟‬
‫اذًَا فحسب قوله ‪ :‬لم يکن اولئك الذي صحبوا النبي صلی ال علیه وسلم وآووه ونصروه‬
‫وجاهدوا معه کلهم من الصادقین الطیبین ؟ نعم نحن نعلم اکثر مما تعلمه أنت ‪ ،‬انععه لععم يکععن کععل‬
‫من حوله صلی ال علیه وسلم من الصحابة والصادقین ولکن لم يکن أولئك الذين سععمیتهم أنععت‬
‫وظننت بهم ظنك السئ هذا من الصحابة أصل ؟ إن کان حععول النععبي صععلی الع علیععه وسععلم مععن‬
‫امثال علي وابي جهل وابي طالب وعبدال بن ابعي بعن سعلول فهعل تظعن أن ذلعك ل يععرف ومعن‬
‫تصرفاتهم وسلوکهم ومعاملتهم مع السلم ورسول السلم ؟ هل تعلم ايها الحمق الماکر أن ال‬
‫تعالی حینما بعث نبیه صلی ل علیه وسلم بالرسالة ودين السلم أمر أبععو لهععب ولععديه أن يطلقععا‬
‫بنتي النبي صلی ال علیه وسلم ‪..‬؟ فما لي أراك تساوي بین الطاهر التقي عثمان بن عفان‬
‫وبین الفاجر الدني امثال ابي لهب وأمیة بن خلف أيها الهبلع الدعي المنحرف ‪.‬؟!‬

‫الدعاء الثامن والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يستدل المؤلف علی ردة الصحابة بالية ‪ 138‬من سورة آل عمععران » ومععا محمععد إل رسععول قععد‬
‫خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ‪ «...‬الية ‪.‬‬

‫‪719‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قت‪ :‬انظروا الی صاحب القلب القاسي المظلم‪ ،‬کیف فهم وفسر قول الع تعععالی علععی هععواه ؟! إن‬
‫الية الکريمة لم تثبت ذلك ولیس فیها ما يدعیه هععذا الکععذاب المفععتري ‪ ،‬وإنمععا جععاءت مععن بععاب‬
‫التعلیم والتأديب للمة وفیما ينبغي علیها عملععه فععي تلععك الحالععة ‪ ،‬وان ذلععك سععنة الع فععي خلقععه‬
‫فعلیکم بالصبر الجمیل والحتساب عند الجلیل فیما أصابکم ومن اراد الستزادة لفهععم هععذه اليععة‬
‫فعلیه الرجوع الی مصادرنا وتفاسیرنا لیقف بنفسه علی کذب هذا الدعي المنافق ‪.‬‬
‫والن اقرأوا معي هذه اليات الکريمة‪ ،‬قال تعالی » ولو تقول علینا بعض القاويععل لخععذنا منععه‬
‫بالیمین ثم لقطعنا منه الوتین« الحاقه – ‪. 46 – 45‬‬
‫فهل يمکن ان يقال بناءًا علی هذه القاعدة التي اعتمد علیها هذا المنافق ‪ :‬أن ال سبحانه لم يقل‬
‫هذا ال لنه سبحانه كعان قعد عععرف مععن نععبیه الهعّم والرادة لععذلك وهععو التقععول علععی الع تععالی‬
‫القاويل ‪..‬؟!!!‬
‫هل يمکن لنا أن نقول ذلك ؟ وانه لو لم يکن هناك ثمة شئ علمه ربنا سبحانه فإنه لم ينزل هععذه‬
‫اليات في کتابه !! أعوذ بال من غضب ال ‪.‬‬
‫نعم إنا إذا فسرنا الية علی تلك الصول والقواعد التي تعتمدون علیها فانا سنصل حتما الی هععذه‬
‫النتیجة المخزية ؟!! ثم ال تتعجبون من فعل هذا الرجل ‪ !..‬حیث ذکععر صععدر اليععة ووسععطها ولععم‬
‫يذکر آخرها ‪..‬؟ وهو قوله سبحانه » وسنجزي الشاکرين « إنه ل يذکر ذلك حتی ل يبطل قوله‬
‫ويکشف زيفه ‪..‬؟!!!‬

‫الدعاء التاسع والسبعون بعد المائة الثالثة وقوله‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت ‪ :‬إن کان هذا الرجل يعتمد فیما ينقل ويقععول علععی مععا رواه البخععاري فععي صععحیحه فعلیععه أن‬
‫يدرك ويعلم جیدًا أن المام البخاري قد ذکر الی جنب هععذا الحععديث أحععاديث کععثیرة فععي فضععل ابععي‬
‫بکر وعمر وعثمان وعائشة وأهل بدر وأحد أنهم من أهل الجنة ‪.!!!..‬‬
‫فعلم بذلك أن الية الکريمة ل تعني هؤلء کما ل ينبغي ول يصععح أن تسععتدل الشععیعة بهععذه اليععة‬
‫الکريمة علی کفر الصحابة وردتهم ‪ ،‬کمععا نقعل عنعه تلعك الحعاديث الععتي يراهععا هعو أنهععا توافعق‬
‫مذهبه وهواه‪ ،‬فهل يصح أن يذکر قوله تعالی » ل تقربوا الصلة« ثععم يسععکت مثل ؟ ام ان علیععه‬
‫ان يذکر بقیة الية وهي قوله تعالی ) وأنتم سکاری ( او يذکر » کلوا واشربوا « ول يذکر ‪:‬‬
‫» ولاتسرفوا « ‪..‬؟‬
‫إن اغلب الظن ان المراد من الصحاب في هذا الحديث هم أولئك الذين ارتععدوا عععن السععلم فععي‬
‫خلفة ابي بکر الصديق وقد قاتلهم ابوبکر رضي ال عنه ‪.‬‬
‫ثم اننا ل نجزم أو نقول ‪ :‬إن جمیع الصحابة من أهل الجنععة ‪..‬؟ ولكععن نرجععوا لهععم ذلععك مععن الع‬
‫تعالى ان يتجاوز عن زلتهم ويغفر خطاياهم جععزاء مععا قععدموه للسععلم مععن خععدمات وجهععاد ومععا‬
‫قاموا به من اعمال صالحة ل تعد ول تحصر رضي ال عنهم أجمعین ‪ ،‬کما نقول كععذلك ان هنععاك‬
‫أخطاء قد صدرت من بعض الصحابة رضي ال عنهم وهو مثل قولنا في معاوية رضي ال ع عنععه‬
‫اذ انه قاتل علیًَا مع ان الحق لم يکن معه ‪ ،‬بل كان مع علي رضي الع عنععه ‪ ،‬فالصععحابة لععم يقععل‬
‫أحد من أهل السنة بعصمتهم وبراءتهم من الععذنوب والمعاصععي ؟ وهععذا الحسععن رضععي الع عنععه‬

‫‪720‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يبايع معاوية وينکر علی الحسین خروجه ‪ ،‬فلماذا فعل ذلك کله ؟!! إنما فعل ذلععك کلععه لنععه يعلععم‬
‫جیدًا أن معاوية لم يکن سیئًا من رأسه الی أخمص قدمیه ؟!! کما يعرف الحسن رضععي الع عنععه‬
‫ما لمعاوية من حسن سیاسععة وتععدبیر يععؤهلنه للقیععام بأعبععاء الخلفععة وحمايععة بیضععة المسععلمین‬
‫والدفاع عن المسلمین أتم قیام وهذا ما أثبتته الوقائع والحقائق خلل سیرته الطويلععة رضععي الع‬
‫عنه وجزاه عنا خیر الجزاء ‪.‬‬
‫نعم هذا ما ثبععت بالفعععل فل يمکععن لحععد مععن البشععر ان ينکععر تلععك الخععدمات الجلیلععة والمنجععزات‬
‫الرائعة التي قدمها معاوية للمسلمین طیلة عشرين سنة من مدة خلفته ‪ ،‬نعم ل ينکر ذلك ال من‬
‫کان في قلبه مرض فنسأل ال سبحانه أن يغفر له ويتجععاوز عنععه‪ ،‬ونحععن بحمععد الع ل نععدعي أو‬
‫نتألی علی ال سبحانه ‪ ،‬وإنما لنا ظاهر ما نری وما بدی لنا من أعمععالهم الجلیلععة الطیبععة ونثنععي‬
‫علیهم خیرا لما رأيناه من الصدق والخلص والجهاد العظیم والتضحیة بکل غال ونفیس للععدفاع‬
‫عن هذا الدين ‪ ،‬ولنه رضي ال عنه کان من کتععاب الععوحي ومععن جلسعاء خیععر البشععر واصععحابه‬
‫ولما رأينا من صدقه وذکائه واخلصه وحسن سیاسته وتععدبیره ‪ ،‬ثععم لمععاذا يشععغل المسععلم نفسععه‬
‫ويضیع اوقاته فی أمر قد مضی ونفوس قد أفضت الی ما قععدمت والکععل بیععن يععدي الحلیععم الكريععم‬
‫العدل جل جلله ‪ ،‬فما الداعي إذًا الععی کععل هععذا الخععذ والععرد ومععا الععذي يعععود علینععا وعلععی المععة‬
‫بالفائدة من وراء ذلك کله ‪..‬؟!!‬
‫ثم لماذا تلجأ ايها المؤلف الی ذکر بعض الحديث دون البعض الخر؟ هععل تظععن أن هععذه الطريقععة‬
‫في الستدلل والتعامل مع الحديث بهذه الطريقة الفاسدة يجدي لك نفعًٌا أو يثبت لك حقًا ؟ ولمععاذا‬
‫ترجع دائمًا الی الستدلل بالحاديث المختلقة والموضوعة ‪..‬؟ تذکر مثل هذه الحاديث ثعم تنسعب‬
‫ذلك زورًا وبهتانًا الی المام البخاري رحمععه الع ‪ !..‬ثععم تقععول انععه يععری جععواز ذلععك ؟؟ علیععك أن‬
‫ترجع الی کتب أهل السنة إذا أردت حقا معرفة الحق الذي هداهم الع تعععالى الیععه ولتعععرف أيضععا‬
‫جواز ما عندهم في ذلك من الروايات والحاديث الصحیحة التي تنص علی التحريم نصعًا صعريحًا‬
‫ل يحتاج معه الی التأويل أو الجتهاد ‪..‬؟!!‬
‫فهل أنت أيها الجاهل أعلم منا بکتبنا ؟ لو کانت المتعة جائزة کما تقول لوجععد بعععض مععن أضععلهم‬
‫ال من أهل السنة کالصوفیة والمعتزلة وغیرهم ضالتهم فیها ‪ ،‬ولکنهم مع ضللهم لم تجد منهععم‬
‫من يبیح ذلك أويجیزه !! إنهم لو لم يجدوا ال کل نطیحة أو متردية من الحاديث لتعلقوا بها‬
‫ولجازوا لنفسهم التمتع والتلذذ کما تمتعتععم أنتععم واسععتکثرتم مععن متععاع هععذه الععدنیا الزائلععة‪ ،‬فل‬
‫تسأل بعد ذلك ول تقل ‪ :‬لماذا خلق ال النار؟ إنما خلقت جهنم لکم ولمثالکم يا من أبحتم الزنا‬
‫وأحللتموه بتلك القوال السقیمة والروايات المختلقة ثم نسبتم ذلك الباطل والهذيان الی کتاب ال ع‬
‫تعالی وسنة نبیه صلی ال علیه وسلم ‪..‬؟!! ‪.‬‬

‫الدعاء الثمانون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن هذا الرجل ل هم له ال نقل الغرائب والکاذيب عن ابن ابي الحديععد وکعأنه ل ينقعل ال کععل‬
‫ما ثبتت صحته وعرفت عدالة ناقلیه ولم يعلم هذا المغبون ان اهل السنة ل يلتفتون الی اقواله‬
‫وأکاذيبة فهي ل قیمة لها أبدا ‪.‬‬

‫‪721‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ثم يذکر لنا تلك المواقف الجلیلة التي قدمها ووقفها أبو طالب لیستدل بععذلك علععی ايمععانه‪ ،‬مععع ان‬
‫ذلعك لیعس دلیل کافیعا علعی إيمعانه ‪ ،‬لنعه لعم يقعل يومعًا » ل العه ال الع « ولعم يقعر بعذلك رغعم‬
‫المحاولت الکثیرة الععتي حاولهععا رسععول الع صععلی الع علیععه وسععلم ‪ ،‬وذلعك لن السععلم اقععرار‬
‫باللسان أيضًا‪.‬‬
‫ولذلك فنحن ل نعتبر الکثیر من النصاری الذين شارکوا فععي الحععرب العراقیععة اليرانیععة وضععحوا‬
‫بأنفسهم في اتون تلك الحرب الشرسة الععتي کععان يعتبرهععا الشععیعة فععي إيععران معرکععة بیععن الحععق‬
‫والباطل وبین اليمان والکفر‪ ،‬نعععم لقععد قععدم النصععاری فیهععا أغلععی مععا يملکععون ال وهععي النفععس‬
‫فاصبحوا بذلك أفضل من أبي طالب‪ ،‬فهل نعتبرهم من المسلمین بذلك ؟ ل أبدا ‪ ،‬لنهم وإن قععدموا‬
‫اکثر من ذلك فل يصبحوا مسلمین لنهم لم يقروا بالسلم ولم يقولوا الشهادة ول يجوز أو يصح‬
‫أن يقول قائل‪ :‬انهم استحقوا التسمیة بالمسلمین بكل جدارة وذلعك جعزاءا وفاقعا بمعا قعدموه معن‬
‫تلك التضحیات الباهضة وذلعك الجهععاد المريععر والوقععوف بععوجه الکفععر الععذي کععان يتمثععل بصععدام‬
‫وجیشه ‪ ،‬قلت‪ :‬کل ذلك باطل ول دلیل علیه من القرآن والسنة ‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يقول المؤلف‪:‬ان أهل السنة إنما تعمدوا إنکار اسلم ابي طالب لیکون ذلك مطعنًا وذمًا فععي علععي‬
‫وانتقاصًا من قدره ‪..‬؟!!‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ذلك لیس عیبًا ول يصح أن يسمی کذلك‪ ،‬بل ذلك دلیععل آخععر علععی فضععله رضععي الع عنععه ؟‬
‫فالرجل الذي يؤثر اليمان بال واتباع رسوله الکريم صلی الع علیععه وسععلم علععی الوالععد والولععد‬
‫والجاه والمنصب والمال وکل ما يملعك يكعون عنعد الع عظیمعًا ومععن عبعاده الصعالحین واولیعاءه‬
‫المقربین وهذا مما ل يشك فیه أحد ‪ ،‬کما أن علیًا رضي ال عنه مثله مثععل بقیععة أصععحاب رسععول‬
‫ال صلی ال علیه وسلم الذي هاجروا في سبیل وترکوا کل ما يملکون حبًا ل ع ولرسععوله ‪ ،‬فمععن‬
‫هذا الذي يعتبر ذلك عیبًا يذم علیه ؟ ل يقول ذلك ال جاهل أحمق‪.‬‬
‫ثم لو قلنا أن والد علي أفضل من آباء الصحابة واعلی منهم درجة عع ول دلیععل علععی ذلعك طبعًاععع‬
‫فهل يضیر ذلك بقیة الصحابة رضي ال عنهععم أو يکععون مععن بععاب المذمععة والطعععن فیهععم أو فیععه‬
‫إشارة الى انتقاصهم ‪..‬؟‬
‫وا أسفا علی ابي طالب وواحر قلباه ‪ ،‬لیته أسلم وآمن‪ ،‬ولیته أطاع النبي صلی ال علیه وسلم‬
‫وسمع قوله ورحمه وهو يری شدة توسله ورجاءه ‪ » :‬يا عم قل ل اله ال ال ع کلمععة أحاجععج ل عك‬
‫بها عند ربي « اللععععععععععععه ‪ ...‬ما أجمل هذه الکلمة التي تذيب الحجر‪ ،‬وتهد الصعم الرواسععي ‪!...‬‬
‫ما أرحم قبلك يا سیدي وما أشد عطفك علی ابي طالب ‪ .....‬يا عم ‪ .....‬يا عم ‪ ،‬ألم يکن في إقععرار‬
‫أبي طالب واستجابته لما کان نبینا يرجوه ويتمناه منه نجاة له من جهنم والیم عذابها ؟ ألم يکععن‬
‫ذلك کافیًا لن ينال الدرجات العالیة ولیسعد بصحبة رسول ال صلی ال علیه وسلم في الجنععة ‪..‬؟‬
‫ولکعن وللسعف الشعديد ‪ ،‬ويعا لعظعم الخسعارة ‪ ،‬فهعا هعم أصعحاب النعبي صعلی الع علیعه وسعلم‬
‫يساءلون وبکل شوق ولهفة ‪ ،‬وکأن ذلك المر قد ثقل علی نفوسهم بعد أن علموا أن أبا طالب لم‬
‫يقل تلك الکلمة العظیمة ولم يقر بها فیسألون نبیهم ورسولهم علیه الصلة والسلم ‪ :‬يا رسععول‬

‫‪722‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ال ‪ ،‬هل سینفع ابا طالب دعائك وشفاعتك ‪..‬؟ فیقول الرسول صلی ال علیه وسلم » لعله تنفعععه‬
‫شععفاعتي يععوم القیامععة فیجعععل فععي ضحضععاح مععن نععار يبلععغ کعععبیه يغلععي منععه دمععاغه ‪. « !!...‬‬
‫فهل رأيت أيها المدعي الکذاب ؟ هل رأيت أحدًا من أعداء علي يأسف علی ذل عك ويتععألم کععل ذل عك‬
‫اللم وهو يری أن عععم النععبي صععلی الع علیععه وسععلم ‪ ،‬ووالععد علععي رضععي الع عنععه يکععون هععذا‬
‫مصععیره؟ يحععق لععي أن أقععول ذلععك وبکععل حرقععة وألعم ‪ :‬وا أسععفاه ‪ ...‬واحععر قلبععاه علعی حععال ابععي‬
‫طالب ؟!!! ألم يتألم أصحاب رسول ال لموته ‪.‬؟ بلى ‪ ،‬وذلك لنهم رأوا شفقته وعطفععه وإحععاطته‬
‫لرسول ال صلى ال علیه وسلم فكانوا يطمعون في اسلمه وهدايته رضوان ال علیهم أشد ممععا‬
‫يرجون ذلك لهلهم وذويهم وما ذاك إل لمكانته من رسول ال صلى ال علیه وسلم ‪.‬‬
‫نعم نقول ذلك مع علمنا التام أن محبععة النععبي صععلی الع علیععه وسععلم وحععدها ل يمکععن أن تکععون‬
‫وسیلة للنجاة من عذاب ال يوم القیامة ما لم يصاحبها ايمانا به وتصديقا واقرارا تامععا بمععا بعععث‬
‫به صلى ال علیه وسلم ‪ ....‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ينقل المؤلف تساؤل السني حول کیفیة قلب الحقائق والتقول علی أبي طععالب بالباطععل حیععث جعععل‬
‫السنة من إيمان أبي طالب وهمًا ل أصل له ‪ ،‬ثم يجیب المدعي ويذکر ‪ ) :‬ان هذا لیس جديدًا وقععد‬
‫غیروا الکثیر من شعائر السلم من قبل ومنها المتعة ‪ ........‬الی أن يقول ‪ :‬والدلععة علععی جععواز‬
‫المتعة کثیرة ولهذا فقد کان الصحابة کالمقلدين العمیان‪ . .....‬قولععوا هععل نسععخ هععذا مععن القععرآن؟‬
‫ينقل من أصله‬

‫قلت‪ :‬هذه کذبة من سلسلة أکاذيبکم التي ل نهاية لها ‪ !..‬فعمر رضي ال عنه ل يستطیع هو ول‬
‫أحد سواه أن يحرم ما أحله ال أو أن يحّل ما حرمه سععبحانه ؟ أمععا اليععة الکريمععة فل تعلععق لهععا‬
‫بالمتعة من قريب أو بعید ‪ ،‬بل المقصععود بععذلك هععو الععزواج الشعرعي المعععروف وهعو ذلعك العقعد‬
‫ل منهمععا برابععط شععرعي‬ ‫الشرعي الذي يقوم علی أساس القبول واليجاب بیععن الطرفیععن فیربععط ک ً‬
‫علی وجه الدوام والتأبید ‪ ،‬ول مجال للنکاح المؤقت ول مکان له في هععذا العقععد لن هععذا النکععاح‬
‫الفاسد يفتقد الی الکثیر معن الشعروط والثعار المترتبععة علعی هعذا العقعد الشعرعي الصعحیح مثعل‬
‫الستقرار والمودة والرحمة والسکن والرث والعدة والنجاب وما يترتب علیه من اثبات النسععب‬
‫وما الی ذلك ‪ ،‬فلو کانت هذه الية تقصد بذلك نکاح المتعة ‪ ،‬فلماذا لم ينزل ال تعالی من اليات‬
‫ما يبین فیه للمة حکم الرث ومدة العدة واحکام الطلق وکل ما يتعلق بهذا النکاح المععؤقت مععن‬
‫أحکام وتشريعات ‪..‬؟ هل يمکن أن تأتي هذه الية الواحدة المبهمة بین تلعك اليععات الواضععحات؟‬
‫ثم إن هناك الکثیر من الدلة علی بطلن نکاح المتعة ومنها ‪:‬‬

‫أوًل‪ :‬ان نکاح المتعة يتعارض ويتناقض مع قول الحق تعالی في الية الثالثة مععن سعورة النسععاء‬
‫» وإن خفتم أل تقسطوا في الیتامی فانکحوا ما طععاب لکععم مععن النسععاء مثنععی وثلث وربععاع فععإن‬
‫خفتم أن ل تعدلوا فواحدة او ما ملکت إيمانکم ذلك أدنی ال تعولوا « النساء‪.3/‬‬

‫‪723‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فالية الکريمة هذه أثبتت أنه ل يجععوز للمسععلم أن ينکععح أو تکععون فععي عصععمته اکععثر مععن أربععع‬
‫نسوة أما هؤلء فیقولون ‪ :‬يجوز ذلك لن ذلك النکاح هو نکاح علی وجه التأبید أما هذا فنکععاح‬
‫مؤقت ؟! أرأيتم ‪. !!.......‬‬
‫قلت‪ :‬هذا القول ظاهرالبطلن ‪ ،‬لننا اذا نظرنا الی النکاح المؤبد نراه هو کذلك نکاحًا موقتًا‬
‫وأعني بذلك ان هذا النکاح في العادة ل بععد أن تکععون لععه مععدة ينتهععي فیهععا إمععا بععالموت أو بأحععد‬
‫السباب المانعة من ديمومته و استمراره کالطلق والخلع وما الی ذلك من السباب الکثیرة‬
‫وکذلك الحال مع الزواج او النکاح المؤقت ) المتعة ( فإننععا نقععول إن النکععاح المععؤقت هععو نکععاح‬
‫دائم‪ ،‬حیث باستطاعة المتمتع أن يجعل هذا النکاح لمدة تسع وتسعین سنة أي العمر کلععه‪،‬ونظععرًا‬
‫لذلك فإن الملك فتح علي شاه استغل هذه الثغرة واستطاع ان يبطل العمل بالية الثالثة من سورة‬
‫النساء والتي تحدد الزواج باربععة فقعط ‪ !!....‬قلعت‪ :‬اسعتطاع أن يعطعل العمعل بهعذه اليعة حیعث‬
‫تزوج بتسعمائة امراة نکاحًا مؤبدًا وسماه نکاح المتعة وجمع کل هععذا العععدد الکععبیر مععن النسععاء‬
‫في قصره ؟!!!‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬مما يبطل هذا النکاح المؤقت إنما هو مؤقت في الظاهر فقععط وأمععا الحقیقععة فعلععی خلف‬
‫ذلك لنه نکاحًا مؤبدًا‪ ،‬فالنساء في نکاح المتعة لیس لهن أن يشترطن علععی أزواجهععن المسععاواة‬
‫والعدل في القسمة ‪ ،‬إذا فهو حر في ذلك إن أراد المبیت فعل وال فل ‪ ..‬؟ ألیس هذا إبطال‬
‫وتعطیععل صععريح لمععر العع تعععالی حینمععا أمععر المسععلمین بالعععدل والنصععاف والمسععاواة بیععن‬
‫الزوجات؟!!‪.‬‬
‫ثم من مفاسد هذا النکاح المؤقت أن تکراره واستمرار العمل به يجعل المتمتع يجد في ذلك لذة ل‬
‫يجدها مع زوجاته الدائمات وبهذا يصبح الحرام في نظره أفضل وأطیب وألذ من النکاح الصحیح‬
‫الدائم ول ننسی قول المثل‪ :‬لکل جديد لذة ‪ ،‬وحسبك بهذا دلیل علی فساده ؟ کما انه ل يوجععد فععي‬
‫النکاح المؤقت من الضمان والشروط والعهود والمواثیق التي نعرفها في النکاح الشرعي الدائم‬
‫وهذا ما يجعل الرجل في النکاح المؤقت يتملص ويتهرب من الکثیر من الحقععوق الععتي يجععب ان‬
‫تکون موجودة في حال کون هذا النکاح نکاحعًا شععرعیًا صععحیحًا ؟ فل عععدل ول مسععاواة وغیععاب‬
‫دائم‪ ،‬و تسیب مستمر وهدر للحقوق وتعذيب للطرف الخر وظلم في المعاملة ومععا الععی ذلعك مععن‬
‫المفاسد التي ل يعلمها ال ال تعالی ‪ ...‬؟!!!‪.‬‬
‫قد تفوا و تعترض علینا بالقول‪ :‬إن هذا حال المة والجارية في السلم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬نعم ذلك صحیح‪ ،‬و لکن شتان ما بین المة المملوکة بملك الیمین والتي هي بمنزلة المتععاح‬
‫ولثاث‪ ،‬فلم يجعل لها السلم من الحق في الطلق والفرقععة و مععا العی ذلعك‪ ،‬بخلف الزوجعة فعي‬
‫النکاح المؤقت فإنها علی خلف ذلك‪ ،‬و هذه امرأة حرة لها جمیع ما للمرأة الحرة من الحقوق و‬
‫إن ارتکبت جريمة فإنها تستحق العقوبععة الکالععة علععی خلف المععة الععتي ل تعععاقب ال نصععف مععا‬
‫تعاقب به المسلمة الحرة؟!! ثم ان الرجل لبد أن يراعي حقوقها کالحرة تمامًا و ذلك علععی خلف‬
‫المة ل تصل حتی الی منزلة الرجل الخادم في البیت مقابل أجرة يکسبها علی خدمته و عمله!!!‬
‫بل حتی الشعیعة ل تنکعر ذلعك فهعي تعرتعف و تقعول‪ :‬إن الزوجعة أو المعرأة فعي النکعاح المعوقت‬
‫) المتعة ( يجب أن تعامل معاملة المرأة الحراة و لهعا الحعق فعي طلعب الطلق والفعراق أي وقعت‬
‫شاءت‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫‪724‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هل تسمي هذا علمًا وفنًا من الفنون ؟ إن هذا أقرب الی الهذيان والجنون منه الی العلم ؟!!‬
‫إن کنتم حقًا من محبي ومتبعي اهل البیت فلماذا تسبون عائشة وتطعنون بها ؟ إن کنتم حق عًا مععن‬
‫متبعي السنة والهدي النبوي فلمععاذا تسععمون الزنععا وتلبسععونه لبععاس النکععاح المععؤقت اوتسععمونه‬
‫متعة ؟!! لبد أن تسموا الشیاء بأسمائها وتنعتوها بحقائقها ‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬لينکر أحد أن المتعة کانت حلًل في أول السلم ‪ ،‬ثم حرمها النبي صلی ال علیه وسلم‬
‫ولیس بالضرورة أن يسمع ذلك أو يعلم جمیع الصحابة هذا التحريم أو النهي ‪ ،‬وقد يکون جابر‬
‫رضي ال عنه من الصحابة الذين لم يعلموا ذلك حتى علمه عمر وأخبره به ‪ ،‬والیك الجواب عن‬
‫تلك الحاديث التي رويت عن جابر رضي ال عنه ولکن علیك قبل ذلك أن تنظر الی هذا الحديث‬
‫الذي أخرجه مسلم في صحیحة ‪ :‬عن الربیع من سبرة الجهني أن أباه حدثه أنه کان مع رسول‬
‫ن‬‫ه بْ ِ‬‫د الل ّ ِ‬
‫عب ْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫مد ُ ب ْ ُ‬
‫ح ّ‬‫م َ‬‫حدّث ََنا ُ‬
‫ال صلی ال علیه وسلم فقال ‪َ ) :‬‬
‫مَر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن ُمير حدث ََنا أ َ‬
‫ع َ‬‫ن ُ‬ ‫ز بْ ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫زي‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫ث‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫بى‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ ٍ َ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حدّث َ ُ‬
‫ه‬ ‫ن أَباهُ َ‬ ‫ىأ ّ‬ ‫هن ِ ّ‬ ‫ج َ‬ ‫سب َْرةَ ال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ع بْ ُ‬ ‫حدّث َِنى الّرِبي ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ه ‪ -‬صلى الله عليه‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ع َر ُ‬ ‫م َ‬‫ن َ‬ ‫كا َ‬‫ه َ‬ ‫أن ّ ُ‬
‫ل » يا أ َ‬
‫ت‬ ‫قدْ ك ُن ْ ُ‬ ‫س إ ِّنى َ‬ ‫ُ‬ ‫نا‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ف َ‬ ‫وسلم‪َ -‬‬
‫أَ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫وإ ِ ّ‬‫ء َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن الن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫تا‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫س‬‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫فى‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ت لَ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ذ‬
‫ِ‬
‫ه‬
‫عن ْدَ ُ‬‫ن ِ‬ ‫ن كا َ‬‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫وم ِ ال ْ ِ‬ ‫ك إ َِلى ي َ ْ‬ ‫م ذَل ِ َ‬ ‫حّر َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل سبيل َه ول َ ت َأ ْ‬ ‫فل ْي ُ َ‬
‫ىءٌ َ‬
‫ما‬
‫ّ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ذوا‬ ‫ُ‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫خ ّ َ ِ ُ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫شي ًْئا( ‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫ه ّ‬ ‫مو ُ‬ ‫آت َي ْت ُ ُ‬
‫مسلم‪. 3488/‬‬
‫‪ -2‬قال علي بن ابي طالب رضي ال عنه لمن کان يجیز متعة النساء » إنك لرجل تائه ‪ ،‬ألم تعلععم‬
‫أن النبي صلی ال علیه وسعلم حرمهعا يععوم خیععبر ‪ ..‬؟ « فیععا أيهعا المعاکر المعراوغ بععد کععل هعذه‬
‫الروايات والنقولت والحاديث الصحیحة تعدعي وتقعول كعذبا وزورا وبهتانععا علعى الع ورسععوله‬
‫وعباده ‪ :‬ان عمر هو من حّرم المتعة ‪..‬؟‬

‫الدعاء الخامس والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬


‫‪725‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬إن ما ذکرته ل يوجد بین دفتي الکتاب العزيز الذي أنزل علی سیدنا محمد صععلی ال ع علیععه‬
‫وسلم ‪ ،‬والن ‪ ،‬قل لي ‪ :‬هل تؤمنون بالقرآن ؟ وهل تصععدقون بکععل مععا جععاء فیععه ؟ نعععم نحععن ل‬
‫نعرف ذلك حتی فععي القععراءات السععبع أو العشععر‪ ،‬ول أدري علععم الع تعععالی مععن ايععن جئتنععا بهععذا‬
‫الهذيان ‪..‬؟‬
‫الذي أعرفه وأؤمن به أن کتاب ال تعالی معجزة السلم الخالدة ‪ ،‬کتاب ل يأتیه الباطععل مععن بیععن‬
‫يديه ول من خلفه ‪ ،‬کتاب تول الع تععالى حفظعه مععن ايعدي الععابثین فلعم تسعتطع يععد أن تمتععد لعه‬
‫بتحريف أو تبديل وأنتم کذلك ظاهرًا تقولون ذلك ‪ ،‬فلمععاذا بعععد ذلععك كلععه أصععبحت كععالغريق الععذي‬
‫يتمسك بالقشة ‪...‬؟!!!‬

‫الدعاء السادس والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬قد ذکرت ذلك سابقًا وها أنا ذا أقولها مرة أخری‪ :‬إن ذاکرة الکذاب ضعیفة!! ألععم تععذكر قبععل‬
‫قلیععععععل أن عمععععععر منععععععع النععععععاس عععععععن المتعععععععة ‪ ،‬فرضععععععوا ذلععععععك وأذعنععععععوا لععععععه؟‬
‫ثم ها أنت تقول ‪ :‬إن هناك إمام جلیل القدر من أئمة أهل السنة وهو المام مالك لم يرض بذلك‬
‫ولم يری صحته ؟!! فإذا کان ما تدعیه صحیحًا فلماذا نری المالکیة قد اعتبروا نکاح المتعة مععن‬
‫اقسام الزنا المحرم ؟ نعم لم يکن هذا الحکم مقتصرًا علی المالکیة فحسب بل وجمیع علماء أهععل‬
‫السَنة يرون حرمة هذا النکاح الباطل ويعتعبرونه زنعا کعذلك ؟!! فعإذا کعان ابعن الصعباغ المعالکي‬
‫والزمخشري يرون جواز هذا النکاح وأنععه مععن اقسععام النکععاح المبععاح ‪ ،‬فهععذا دلیععل علععی کععونهم‬
‫لیسوا من أهل السنة‪ ،‬ولکنك انت وامثالك تعتبرونهم من أهل السنة وتنسبونهم الینا زورًا‬
‫وبهتانًا ؟ كیف تعتبر الزمخشري من علماء أهل السنة وأنت من نقل عنه في کتابك لیالي بیشاور‬
‫في الصفحة الثالثة والعشرين بعد المائة الخامسععة تلعك البیععات العتي يعدعي فیهععا ان أهعل السعنة‬
‫يرون جواز نکاح المحارم ؟!! أل قاتلکم ال أنی تؤفکون ‪ ،‬کیف يکون مععن هععذا حععاله وعقیععدته‬
‫سنّیا ؟!! إننا لن نستغرب إن سمعنا يومًا ان عبدالرحمن بن ملجم المرادي كان آية من آيععات ال ع‬
‫عند الشیعة !! نعم آية من آيات ال مع أنه قاتل علی رضي الع عنععه ! نعععم ل نسععتغرب ذلععك ول‬
‫تنزعج من هذه الحقیقة إذا قلنا لك إنه کان مععن ابععرز رجعال الشععیعة فععي التاريععخ ومععن مجتهععدي‬
‫الشیعة ‪ .....‬؟!! ‪.‬‬

‫الدعاء السابع والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪726‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫اعترضوا علی المؤلف‪ ،‬کیف يسمي الزواج المؤقت زواجًا ‪..‬؟ مع أنه ل يصدق علیه هععذا السععم‬
‫ولم يستجمع الشروط اللزمة له من إرث وطلق وعدة ونفقة ‪ ،‬فأجاب‪:‬‬
‫أوًل ‪ :‬لم يثبت أن الرث من لوازم الزواج وضروراته ؟ ‪.‬‬
‫ثانیًا‪ :‬کون المعقود علیهععا أو المععدخول بهععا فععي نکععاح المتعععة هععل هععي محرومععة مععن الرث لن‬
‫الزوجة الناشزة ل ترث ولیس لها نفقة كذلك ‪«....‬‬
‫‪ -‬ينقل عن الصل العربي ‪-‬‬
‫قلت‪ :‬ما هذا القیاس الفاسد‪ ،‬هل تقاس المرأة الصالحة المطیعة لزوجها بالمرأة الناشزة ‪.‬؟ ام هل‬
‫يساوی بین المرأة المسلمة بالکتابیة ؟!! من أين لك هذا القیععاس الععذي لععم يسععبقك بععك أحععد أيهععا‬
‫الشیخ الذي ير مثله ولم ير هو مثل نفسه ‪..‬؟!!‬
‫يدعي أن انتهاء الجل المضروب بینهما هو الطلق !!‬
‫نقول‪ :‬إن إصرار الشیعة وإيجابهم الشععهاد فععي الطلق ‪ ،‬فلمععاذا لععم يوجبععوا الشععهاد کععذلك عنععد‬
‫انتهاء الجل بین المتمتعین ؟ ذلك دلیل ان انتهاء الجل لیس طلقا ؟! ثم يقول بشأن العدة‪ :‬العدة‬
‫غیر منتفیة ولکن علی النصف من عدة المتزوجة !‬
‫قلت‪ :‬إن قولك هذا يبطل کونها عدة ‪ ،‬وذلك مثل من يصوم نصعف نهعار فعي رمضعان ؟ او کالعذي‬
‫يصلي الفجر رکعة واحدة ؟!‬
‫وقعت عیني يومًا علی أحد مواقع الزواج المؤقت وقد کتبوا أرقام الهواتف لمن رغب في المتعععة‬
‫ولیس هذا فحسب وإنما ذکروا مقاًل يرشدون فیه النساء الی التمتع فععي الیععوم عشععر مععرات دون‬
‫الحاجة للعدة ‪ ..‬؟!!!‪ .‬ومما جاء فیه‪ :‬اذا لم يدخل المتمتع بالمتمتعة من القبل أو الدبر‪!!!...‬‬
‫وإنما اکتفی بملمستها فلها الحق بالذهاب من حضنه الی حضن رجل آخر ‪ !!!..‬وقال کذلك‪ :‬مععن‬
‫لم يصدق فعلیه التصال بالرقام المشار الیها والمکتوبة في هذا الموقع‪ ،‬وأنا أؤکد انععه ل يمکععن‬
‫انکار هذه الحقیقة بقول مجتهد او اکثر من مجتهدي الشعیة وإن قالوا انهم ل يجیزون ذلك‬
‫وانکروه والشیعة ل تبرأ ساحتها من هذا العمل أو تلععك الفتععوی الععتي تبیععح ذلععك لن العمععل عنععد‬
‫الشیعة ما قاله ذلك المجتهد المجیز لهذا العمل ول عبرة بالمنکرين وإن اجمعوا علی ذلك‪ ،‬وذلععك‬
‫لن المقلد له أن ينتقل من تقلید مجتهد الی آخر‪ ،‬وبفتح الشیعة لهذا الباب فللمرء أن يعمل ما بدا‬
‫له دون حیاٍء أو خوف أو تردد ما دام هناك الکعثیر معن المجتهعدين العذين يسعهلون علعی العامعة‬
‫ارتکاب کل فاحشة ومنکر تحت غطاء الفتوی الشرعیة ‪..‬؟!!‬

‫الدعاء الثامن والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يقول المدعي ‪ :‬ان عمر قال بنفسه ‪ :‬متعتان کانتععا علععی عهععد الرسععول وأنععا حرمتهععا‪ ،‬ثععم يقععول‪:‬‬
‫جمیع الحاديث التي تتکلم عن تحريم المتعة ل تصح ‪.!!..‬‬
‫قلت‪ :‬أنتم تقولون ‪ :‬أن عمر هو من حرم المتعة ؟ ثم تأتون بالدلیل من صحیحي البخاري‬
‫ومسلم ‪..‬؟ اسمعوا واقرأوا هذه الحاديث التي جاءت في صحیحي البخاري ومسلم إذا ‪.‬‬
‫‪ -1‬اخرج المسلم في صحیحه عن الربیع بن سبرة الجهني أن أباه حدثه أنه کععان مععع رسععول الع‬
‫صلی ال علیه وسلم فقال‪ » :‬يا أيها الناس إني کنت آذنت لکععم فععي السععتمتاع مععن السععناء و إن‬

‫‪727‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ال قد حرم ذلك الی يوم القیامة فمن کان عنده منهن شي فلیخل سبیله ول تأخذوا ممععا آتیمععوهن‬
‫شیئًا‪ :‬مسلم‪.1406 /‬‬
‫وأخرج البخاري و سلم في صحیحها عن الزهري عن الحسن بن محمٍد بن علي و أخععوه عبععدال‬
‫عن أبیهما أن علیًا رضي ال عنه قال لبن عباس‪ :‬ان النبي صلی ال علیه وسم نهی عن المتعة‬
‫و عن لحوم الحمر الهلیة زمن خیبر« البخاري‪.4825 /‬‬
‫وقال علي رضي ال عنه لمن يری المتعة بالنساء » إنك رجل تائه ‪ ،‬ألم تعلم ان النبي صععلی ال ع‬
‫علیه وسم نهی عنها يوم خیبر ؟ « رواه مسلم‪.‬‬
‫ل نصعرانیا طلعب منعه اثبعات‬ ‫ولتدرکوا قبح صنیع هذا المؤلف المدعي الکذاب تصوروا لو أن رج ً‬
‫ما لعیسی علیه السلم من مکانة وفضععیلة مععن کتععاب الع تعععالی فجمععع اليععات الععتي جععاءت فععي‬
‫عیسی وفضله ومکانته ثم ادعى أن كل ما جاء في محمد صلى ال علیه وسلم وفضله مععن آيععات‬
‫الكتاب الحکیم ل أصل لها وإنما هي مزورة مختلقة ؟!!‬
‫فهذا حال هذا المدعي الکذاب وهذا مععا صععنعه هنععا تمامعًا ‪ ،‬ثععم تععراه يقععول وعلععی لسععان السععني‬
‫الموهوم ‪ :‬ان لعمر الحق في تحريم الحلل ؟!! الم أقل ان هذا لم يکن سنیًا يومًا ؟ لنك لو سععألت‬
‫ل من أطفال أهعل السعنة لجابعك قعائل ‪ :‬إن التحلیعل والتحريعم انمعا هعو حعق الشعارع الحکیعم‬ ‫طف ً‬
‫سبحانه ‪ ،‬فعمر رضي ال عنه لم يحرم أمرًا أحله السلم وانما کان يقععول ذلععك لعلمععه ان رسععول‬
‫ال صلی ال علیه وسلم قد حرم ذلك‪ ،‬ونهي عمر هو من نهي النبي صلی ال علیه وسلم‪.‬‬
‫والن تعالوا معي لنری هذا لحديث الذي رواه المام البیهقي في سننه‪ :‬عن سالم بن عبععدال بععن‬
‫ابیه عن عمر بن الخطاب قال‪ :‬صعد عمر على المنبر فحمد ال تعالى واثنععى علیععه ثععم قععال ‪ :‬مععا‬
‫بال رجال ينكحون هذه المتعة وقد نهی رسععول الع صععلی الع علیععه وسععلم عنهععا ‪..‬؟ أل وإنععي ل‬
‫ُأوتي بأحد نكحها ال رجمته « السنن الکبری ‪7/206/‬و‬
‫وقال البیهقي في تعلیقه علی هذا الحديث ما نصه ‪ :‬فهذا إن صح يععبین ان عمععر رضععي الع عنععه‬
‫نهی عن نکاح المتعة لنه علم نهي النبي صلی ال علیه وسلم ‪ !....‬يا سبحان ال ‪ ،‬ثععم بعععد هععذا‬
‫القول الواضح الصريح يأتیك من يقول لك ‪ :‬أن عمر هو من حرم المتعة ‪..‬؟؟!! ‪.‬‬

‫الدعاء التاسع والثمانون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يقول المؤلف وعلی لسان السني ‪ :‬لنا الحق في تغییر وتبععديل مععا شععرعه النععبي صععلی الع علیععه‬
‫وسلم وقضی به ‪!...‬‬
‫إن السني هنا بدأ يتفوه وينطق بالكفر الصريح انظروا واقرأوا بتأمل وروية ما يقععول ‪ :‬تعلمععون‬
‫جیدًا ان بعض علمائنا کانوا يعتقدون ان النبي صلی ال علیه وسلم کان يجتهد في بعض الحکام‬
‫الشرعیة وقد يأتي مجتهد آخر من بعععده فیجتهععد علععی خلف النععبي صععلی الع علیععه وسععلم‪!!....‬‬
‫فیحل الحکم الذي کان قد حرمه الجتهاد ويحرم ما کان قد أحله ولذلك قال عمر‪:‬‬
‫وانا أحرمهما ‪....‬؟!!!‪.‬‬

‫قلت‪ :‬هل يعقل ان يقول أحد من أهل السنة ذلك ‪...‬؟!!‬

‫‪728‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫هل حقا ان نبینا محمدا صلی ال علیه وسلم لم يکن إل مجتهدًا فحسب ؟ ثم هل يحق لکل مجتهدٍ‬
‫آخر من أمته تحريم ما أحله أو يسعه مخالفته ؟ أل تعلم أيها المعتوه إن هذا مععن الکفععر الصععريح‬
‫عندنا ‪..‬؟ هل لك ان تقول لنا‪ :‬عمن نقل هذا السععني تلععك العبععارة الکفريععة الععتي لععو مزجععت بمععاء‬
‫البحر لفسدته ؟ ثم ل تجد ما يسعفك من الضحك وانت تری هذه المدعي الکذاب وهو يسععود لععك‬
‫تلك الصفحات الثلث وجبینه يتصبب عرقًا لیثبت لك أن قول النبي صلی ال علیه وسلم وحي من‬
‫ال تعالی ولم تکن تلك الجتهادات کما يسمیها في کتابه رأيا إرتآه النععبي صععلی الع علیععه وسععلم‬
‫يقول ذلك وکأنه يخاطب بهذا القول أحدًا من الکفار والزنادقة والملحدين ‪...‬؟!!‬

‫الدعاء التسعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬أوًل‪ :‬أفهم من قولك لو أن شخصا في زماننا ارتکب جريمة الزنععا أل يعععد مععن الشععقیاء ‪..‬؟‬
‫نعم‪ ،‬ول يمکن من کان هذا حاله أن يکون من المتقین فهو آثم ويعود اثم ذلك کله الی عمععر لنععه‬
‫نهی عن المتعه ؟!! هذا هو مفاد کلمکم وخلصته‪.!!!!....‬‬
‫ثانیًا‪ :‬هذه ايران بلدکم السلمي ومثلکم العلى الذي يجب أن يحتدی قد فشا فیه الزنا وکثر فیععه‬
‫الزناة من الذکور والناث‪ ،‬والمتعة فیه شريعة يرغب في تطبیقها الجمیع حععتى كبععاركم ل يكفععون‬
‫عن النباح لیل نهار عن دعوة الجمیع الى نكعاح المتععة ‪ ،‬فلمععاذا يعا تععرى ومعع كعل هععذه الجهععود‬
‫المبذولة والفرص المتاحة نری الناس يلجؤون الى الزنا والفاحشة ‪ ..‬؟!! ‪.‬‬
‫ثالثًآ‪ :‬إن کانت المتعة من أصول شريعتکم وبلدکم السلمي ) ايععران ( تفتخععر وتنععادي لیععل نهععار‬
‫اننا الجمهورية السلمیة الحقیقیة علی هذه الرض قبلة المستضعععفین ‪ ،‬لمععاذا نععری مععن يطبععق‬
‫هذا النکاح المؤقت رجاًل ونساءًا يحاول وبكل ما اوتي من جهد أن يخفي هععذا المععر علععى اقععرب‬
‫المقربین الیه وتراه يدس نفسه فععي الععتراب خوفععا وحیععاءا مععن نظععرة المجتمععع السععیئة ومقتهععم‬
‫لفاعلها فل يريد أن يعرفه أحد ‪ ،‬نعم حاله في ذلك حال الزناة واصحاب الفاحشة ؟ ‪.‬‬
‫لقد رأينا بأم أعیننا ورأی ذلك کعل واحعد غیرنعا أنعه منعذ الیعوم الول علعی بسعط هعؤلء الشعیعة‬
‫سیطرتهم علی هذا البلد و احکام قبضتهم علیععه وهععو يععتردی فععي مسععتنقع الرذيلععة والخنععا حععتی‬
‫أصبحت ايران من أفسد البلد وأخبثها وانتنها أعادت الى أذهان المة تلك الحقبة السععوداء الععتي‬
‫مرت على الدولععة السععلمیة أيععام عهععد الفععاطمیین فععي مصععر والصععفويین فععي ايععران قععديما ‪!...‬‬
‫اذا فإين قولکم ان المتعة سبب وعلج ومانع من انتشار الزنا وانتشاره ه بین افراد المجتمع ؟!!‬
‫إن ما تنسبونه من هذه القوال الباطلة الی علي رضي ال عنه کلها اقععوال مکذوبععة ل يمکععن أن‬
‫تکون صحیحة بحال ‪ ،‬وإن ما تدعونه من الفتراءات وما تتهمون به عمر من الباطیععل هععو فععي‬
‫الحقیقة کقول القائل ‪ :‬لو أن عمر لم يحرم الفودكا والويسععکي لمععا شععرب النععاس الخمععر‪ !!..‬ولععم‬
‫يعلم هذا الخائب انهما في الحرمة سواء ‪.!!!....‬‬

‫الدعاء الحادي والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫‪729‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬وهذا کذب في اکاذيبکم وافتراءاتکم وهذيانکم ايضا ‪ ،‬أحسنت صععنعا إذ لععم تقععل ان السععماء‬
‫قد طبقت علی الرض ‪. !!..‬‬

‫الدعاء الثاني والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬هل تبین لکم الن حقیقة سلیمان البلخي والکنجي الشافعي ومیر سععید الهمععداني ؟ ماالععذي‬
‫دهاکم يا أهل السنة ‪..‬؟ هل انتم ولحد هذه السعاعة لعم تعرفعوا علمعاءکم علعی حقیقتهعم ؟ کیعف ل‬
‫تعرفوا هذه الحقیقة البسیطة وهو أن ال تعالی اذ لم ينزل الععوحي علععی المععام علععي فل أکععثر ان‬
‫ينزل ذلك علی أبیه ابي طالب !! لماذا لم تعلمععوا وتعرفععوا لحععد آلن ان الع ) تعععالی جععل شععأنه (‬
‫شاعر وممن يقولون الشعر ويمتنهونه ‪..‬؟!!! انظر يا من هداکم ال ع تعععالی الععی شععرعة السععلم‬
‫انظروا الی هؤلء الکفرة الزنادقة عندما أعیتهم الحیل وعجزوا عن إثبات وجععود اسععم علععي فععي‬
‫القرآن اضطروا الی اليمان والقول بوجود کتاب آخر ووحي أخر ولكنه هذه المرة وحي من نوع‬
‫آخر يختلف عن سابقه ‪.‬؟!!‬

‫الدعاء الثالث والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬نقل المؤلف هذه الروايات والقوال عن الکنجي الشععافعي وسععلیمان البلخععي‪ ،‬ولکععن ألیععس‬
‫هناك من رجل رشید عاقل يسأل ويقول‪ :‬ما الفائدة ومعا هعي الحکمعة معن کتابعة اسعم علعي علعی‬
‫العرش ؟ لیته کتب بدل ذلك في القرآن الکريم ؟!!‪.‬‬
‫انظروا ‪ ...‬تأملوا ‪ :‬کتب اسم علي علی العرش ولم يکتععب فععي القععرآن ؟ ثععم يقععول‪ » :‬وإن ذکرنععا‬
‫اسم علي في الذان فإنما ذلك لیس من قبیل الوجوب وانما هو مععن بععاب التععبرك‪ .«....‬ثععم سععأل ‪:‬‬
‫لماذا تذکرون اسم علي في الذان ؟ فأجاب‪ :‬ان علماء وأئمة الشیعة قد اتفقععوا أن الشععهادة لعلععي‬
‫في الذان بإمرة المؤمنین لیست واجبة‪ ،‬وأن اعتبارها جععزءًا مععن الذان والقامععة وأنععه ل يصععح‬
‫ل باطل ‪!..‬‬‫بدونها فهو اضافة الی انه حرام فأصبح عم ً‬
‫أما اذا قلنا بأن ذکر ذلك بعد اسم الرسول بنّیة التبرك والفضیلة فقععط دون ان نعتبرهععا جععزئًا مععن‬
‫الذان والقامة فهذا يعتبر أمرًا مستحسنا ومطلوبا ‪ ،‬وذلك لن ال تعالی ما ذکر اسم محمٍد صععلی‬
‫ال علیه وسلم إل وقد ذکر اسم علي بعده‪.!!!!....‬‬
‫قلت‪ :‬لو أردنا أن نضع هذه الطريقة والحجععة فععي السععتدال علععی جععواز فعععل ذلععك بنیععة الفضععیلة‬
‫والتبرك أمام ناظرنا ثم طلبنا التوسع في استعمالها فإننا سنصل الى النتیجة التالیة والتي تقععول ‪:‬‬
‫لو أن مسلمًا شرب ماء زمزم في نهار رمضان بنیة التععبرك فهععذا ل حععرج فیععه ول يبطععل صععومه‬
‫وأما إن شرب منه باعتباره ل يبطل الصوم فهو حرام ‪!!!...‬‬

‫‪730‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فدعني اقول لك أيها المدعي الکذاب‪ :‬لماذا ل تدعوا اتباعك الی ذکر الحسن والحسععین والمهععدي‬
‫إمام الزمان في الذان والقامة ان کان ذلك جائز بشرط أن يكون ذلك في الذان من قبیععل التععبرك‬
‫فقط ل على سبیل الوجوب والفرض فیقول ‪ :‬اشهد أن المهدي ولي ال وهكذا بقیععة الئمععة الثنععا‬
‫عشر فل ضیر ول حرج ‪ !!......‬ل يستبعد ذلك ما دام المر ل يتعدی دائرة التبرك فقط ‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬انظروا الی افتراءه وکذبه علی رسول ال صلی ال علیه وسلم حینما نقل هذه الرواية عععن‬
‫استاذه وقدوته وشیخه ابن ابي الحديد حیث ذکر فعي کتعابه المسعمی بشعرح نهعج البلغعة ونقلعه‬
‫کذلك عن محمد بن طلحة الشافعي في کتابه ) مطالب السؤول ( فیما يرويه عن عمر بن العزيععز‬
‫الخلیفة الموي‪ ،‬ذلك الخلیفة الذي عرف عنه الزهد والعدل والستقامة انه قععال ‪ » :‬لععم نعلععم فععي‬
‫المة بعد نبیها أهدى من علي (‬
‫ثم نقل لنا قصة على طريقة المتصوفة عن سلیمان البلخي وطبعًا ل نعلم من اي مصععدر نقلهععا أو‬
‫أخذها هذا الخیر حیث قال ‪ :‬نقل عن سويد بن غفلة أنععه قععال ‪ :‬حضععرت يوم عًا فععي مجلععس أمیععر‬
‫المؤمنین فرأيت إناءًا من حلیععب فاسععد وقععد أحسسععت وشععممت ريحععة‪ .....................‬الععی آخععر‬
‫القصة ينقل«‬
‫قلت‪ :‬ل ننکر ما لعلي رضي ال عنه من قدم راسخة فعي الزهعد والتقععوی ولکننعا ل نععوافقکم ول‬
‫نوافق اصحابکم هؤلء الذين يتظاهرون إنهم من أهل السنة والجماعة في هععذا الغلععو والتقععديس‬
‫الذي يصل الی حد التألیه !! وفي هذه القصة التي حکیتموها اشكالن ‪:‬‬
‫الول‪ :‬حرمة تناول الطعمة الفاسدة‪ ،‬فما الذي يجبر علیًا علی تناول الحلیب الفاسد مع علمععه ان‬
‫ذلك يضر صاحبه ؟ وال تعالی يقول‪ » :‬کلوا ممععا رزقنععاکم حلًل طیبعًا« وقععال تعععالى ) كلععوا مععن‬
‫طیبات ما رزقناكم ( ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬نری هنا تناقض واضح بین هذا الزهد وبین وجععود الخادمععة ‪..‬؟ فهععل کععان لعلععي خادمععة‬
‫حقًا؟ إن کان له خادمة وزوجة وإماء ‪ ،‬وکان يتمتع بکل هذه النعم ولععم يکععن مثععل سععائر الملععوك‬
‫والخلفاء فما الذي يضطره الی تناول طعام فاسد يضره ؟!! هل تعدون ذلك زهدًا ؟!!‬
‫أهل السنة يدرکون تمامًا ما لعلي من مکانة ومنزلة وسابقة في الزهد والتقوی ولکن هناك بععون‬
‫شاسع وفرق کبیر بین فهمنا وتصديقنا وفهمکم أنتم وتصديقکم ‪.‬‬
‫‪ -1‬فالتقوی صفة حمیدة لم ينفرد بها علي رضي ال عنه بل هععي صععفة يشععترك فیهععا‬
‫معظم الصحابة رضي ال عنهم‪.‬‬
‫نحن ل نكون مثل النصاری في غلععوهم والمسععلم يععدعوا ربععه دائمععا أن يجنبععه هععذا‬ ‫‪-2‬‬
‫الداء الخطیر الذي المم من قبلنا ‪.‬‬
‫أن أهععل السععنة ل يسععردون القصععص مثلکعم دون سععند صععحیح ول نلقععي بععالقوال‬ ‫‪-3‬‬
‫جزافا دون تمییز للصحیح من الضعیف والحمد ل ‪.‬‬
‫ثم يظهر تناقضة ويفضح نفسه ويقول‪ :‬کان الناس يمدحون علیًا ويثنون علیه في مجلس معاوية‬
‫وأمامه‪.‬‬

‫‪731‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬أنت أيها الکذاب ما أضعف ذاکرتك ؟ ألم تدعي فععي کتابععك هععذا مععرات وکععرات ‪ :‬أن معاويععة‬
‫کان يهب الموال ويعطیها لبي هريرة وکعب حتی يضعوا الحاديث المکذوبة في ذم علي ؟!!‬
‫وانه کان يلعن علیًا علی المنابر !! ثعم تقعول لنعا الن ‪ :‬انعه قعال ‪ :‬عجعزت النسعاء أن يلعدن مثعل‬
‫علي؟!! ‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬نقل المؤلعف هنعا حعديثًا ععن الکنجعي الشعافعي وحعديثًا آخرععن ابعن ابعي الحديعد وکلهمعا‬
‫متهمان في الکذب علی رسول ال صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬فل نطیل في الرد علیهما فهمععا غنیععان‬
‫عن التعريف كما أن المؤلف نفسه قد كفانا مؤنة التنقیب والبحعث فمعا ذكعره معن الطامعات عنهعم‬
‫يجعل كل مسلم لبیب يعرف حقیقة هؤلء القوم وحقیقة أصلهم الذي عجن بالنجاسة عجنا !!!‪.‬‬

‫الدعاء السادس والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫قلت‪ :‬المر في غاية الوضوح لن هذا الحديث ل أصل له فععي البخععاري ول فععي مسععلم والمععدعي‬
‫الکذاب يعلم ذلك جیدًا وانما يقول مثعل هعذا القعول لیخعدع الشعیعة وکعل معن لعم لیعس لعديه المعام‬
‫ومعرفة بالمام البخاري والمام مسلم يرحمهما ال تععالى ؟! بععل إن أحععدهم لعم يععر طععوال عمععره‬
‫هذين الکتابین ولم يقرأ صفحة واحدة من كتابیهما ‪.‬‬
‫ومما يجب أن يعلم كذلك أن هذا المؤلف الدعي لم يدر في خلده أنه سععیأتي ذلعك الیعوم العذي يجعد‬
‫أمامه من يحاسبه علی کل صغیرة وکبیرة قالها في کتابه او يناقشه ذلععك النقععاش العلمععي المبنععي‬
‫علی الدلة والبراهین ‪ ،‬نعم لم يکن يتوقع ذلك أبدا ‪.‬‬
‫نعم کان مراد المؤلف هو تألیف کتاب يجمع فیه کل ما اتفق له من الکاذيب والمفتريات والقوال‬
‫الضعیفة والحاديث الموضوعة لیخدع بذلك کله الرعاع والهمل والجهلة مععن ابنعاء طعائفته ‪ ،‬فل‬
‫أدري لعمر الحق لما يجرون خلفه لهثین مع أنه يقف بهم علی شفا جرف هار فانهععار بععه وبهععم‬
‫في نار جهنم ‪....‬؟!! ‪.‬‬

‫الدعاء السابع والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫ض خاطئ ‪ !...‬حیث ادعى أن علیًا رضععي الع عنععه منزهععا عععن‬‫لقد بنى المؤلف أقواله علی افترا ٍ‬
‫الخطأ !!! ثم تراه بعد هذا يريد منا ان نحکم له في منتهى العدل والنصاف لنقول له ‪ :‬أن خلفة‬
‫ف في ردها‬ ‫ابي بکر ل تصح وهي باطلة ‪ !...‬لماذا ؟ لن المام المعصوم لم يبايعه !! وهذا کا ٍ‬

‫‪732‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫وبطلنها ؟!!‬
‫قلت‪ :‬إن الحکم الذي تنشده والقضاء الذي تنتظره منا إنما يؤخذ ويسععتنبط مععن مصععادرنا وکتبنععا‬
‫تلك الکتب والمصادر التي تريد من خللها إثبات ما لعلي رضي ال عنه من حق وفضیلة‬
‫ومنزلة وبطلن ما لبي بکر رضي ال عنه من حق في ذلك !!‬
‫ئ ان أبابکر رضي ال عنه هععو أفضععل هععذه المععة‬ ‫فاسمع مني ما أقول ‪ :‬يجب أن تعلم قبل کل ش ٍ‬
‫بعد نبیها صلی ال علیه وسلم ‪ ،‬وأن اعماله في المیزان أثقل مععن اعمععال المععة کلهععا !! واسععمع‬
‫کذلك ‪ :‬مع هذه المکانة الرفیعة التي حباه ال تعالی بها رضي ال عنه ‪ ،‬فإنه لو تخاصم مع رجل‬
‫سارق ورفع أمرهم الی القاضي فإن القاضي سوف لن يقبل قول ابي بکر إل بدلیل وذلععك لن ابععا‬
‫بکر لیس بشرًا معصومًا‪ ،‬وقد يکون في هععذه القضععیة والععدعوی علععی غیععر الحععق والصععواب !!‬
‫والن بعد ان عرفنا هذه الحقیقة الواضحة‪ ،‬علیکم أن تعرفوا أيضا ‪ :‬لماذا لم يبععايع علععي أبععابکر‬
‫في أول المر کما بايعه المسلمون کلهم وأجمعت المة کلها بمععا فععي ذلععك المهععاجرون والنصععار‬
‫وأهل بدر وأحد وأصحاب بیعة الشجرة علی بیعته وإمامته ؟!! ثم لماذا رجع عن مقععاطعته وعععاد‬
‫الی البیعة بعد ستة أشهر ‪..‬؟ کما ثبت ذلك في رواية أخری ‪ ،‬ألیععس هععذا دلیععل علععی أن علیعًا لععم‬
‫يکن مصیبًا في عمله ‪ ،‬وأنه أخطأ رضي ال عنه اذ لم يبايع کمععا بععايع المسععلمون أبععابکر رضععي‬
‫ال عنه ؟ نعم شعر بخطأه فأراد أن يصحح هذا الخطأ بعد سععتة اشععهر دون إجبععار أو خععوف مععن‬
‫أحد‪.‬‬
‫ثم تراه يناقض نفسه معرة أخعری فیقعول ‪ :‬لعم يقعل واحعد معن علمائنعا ان خلفعة ابعي بكعر كعانت‬
‫باطلة‪ !..‬ثم يردف قائل ‪ :‬إن النسان إذا لم يجد علی الحق أعوانًا وانصارًا فماذا عساه أن يفعل ؟‬
‫ألیس اللجوء الی الصمت هو الحل المثل في هذه الحالة ؟ ثم ان هذا أمر ال وقدره ‪ ،‬وهععذا فعععل‬
‫علي وإرادته !‬
‫ثم يضیف ‪ :‬ان سکوت علي وتسلیمه للمر الواقع وعدم معارضته لبي بکر وعمر مثل سععکوت‬
‫نوح علیه السلم اذ نادی ربه ‪ » :‬إّني مغلوب فانتصر « ‪. !!!...‬‬

‫قلت‪ :‬إن ما تدعونه في هذه الشخصیة السطورية المسماة بع )علي ( ل تنطبق علیععه ول تصععلح‬
‫له ‪ ،‬وذلك للسباب التالیة ‪:‬‬
‫‪ -1‬ان ال تعالی قد استجاب لعبده ونبیه نوح علیه السلم وأغرق من کفر من قومه بینما نجد أن‬
‫ال تعالی لم يستجب لعلیکم المزعوم هذا ؟ فهو لم يغرق أبا بکر ول عمععر وأنصععارهما بععل علععی‬
‫العکس تمامًا فأبو بکر وعمر کانا ول زال لهم تلك المکانة العظیمة والمنزلة العالیة فععي نفععوس‬
‫المسلمین کما أنهم عاشوا أعزاء وماتوا أعزاء بعد أن اکرمهم ال تعالی بصحبة نبیه وکانا خیععر‬
‫وزيرين ومعینین ثم تولوا الخلفععة مععن بعععده فجمععع الع تعععالی بهمععا کلمععة المععة ورد بهمععا کیععد‬
‫الکائدين وشر المرتدين فبقی وسیبقی ذکرهم الجمیل علی كل لسععان ‪ ،‬کمععا ان علیعًا رضععي الع‬
‫عنه کان طول حیاته خیر وزير ومشیر ومعین لهما ‪ ،‬فکیف بعد ذلك تأتینععا بهععذا القیععاس الفاسععد‬
‫ولتعقد هذه المقارنة بین علي ونوح علیه السلم والکل يعلم إن ابن نوح لم يرکب مععع مععن رکععب‬
‫مع نوح من المؤمینن ؟!!‪.‬‬
‫‪ -2‬لم يعرف عن نوح علیه السلم أنه صالح قومه بل إن القرآن قد أخبرنا انه کععان علیععه السععلم‬
‫في جدال وجهاد عظیم دؤوب حتی هددوه وتوعدوه بالرجم والقتل ‪ ،‬أما علي رضي ال عنه فهو‬

‫‪733‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫علی خلف ذلك حیث بايع القوم وأصبح معن وزرائهععم ومستشعاريهم ومعن خیععرة مسععاعديهم ثعم‬
‫زوج إحدی بناته من أمیر المؤمنین عمر رضي ال عنه‪.‬‬
‫ثم ل ينقضي عجبك وأنت ترى هذا المدعي الکذاب وهو يشبه علیا ويقیسه بابراهیم علیه السلم‬
‫إذ إنه كان قد آثر السععكوت حینمععا أخرجععه أبععوه مععن بیتععه‪ !!!...‬وهععذا بطبیعععة الحععال مععن الکععذب‬
‫الفاضح ‪ .‬فأقول في الرد علی هذا المخذول ‪ :‬لم المر كما تظنه ولیععس هنععاك مععن دلیععل أدل علععى‬
‫كذبك من الدلة التالیة ‪:‬‬

‫‪ -1‬إنما طرد ابراهیم علیععه السععلم وأخرجععه قععومه مععن بیتععه ووطنععه بسععبب مععا فعلععه بأصععنامهم‬
‫واهانته لها واستهزاءه بها ‪ ،‬بینما علي رضي ال عنه کان أحد وزراء هؤلء الخلفاء الراشدين‬
‫رضي ال عنهم أجمعین ‪.‬‬
‫لم نر ابراهیم بعد أن أخرجه قومه قد آثرالدعة والراحة والكسل وإنما قععام بععواجبه‬ ‫‪-2‬‬
‫فحطم الصنام وجعلها جذاذا ‪ ،‬وأما علي فهو عندكم انسان قد آثر الراحة والكسل والدعععة‬
‫ل عن العمل الی آخر آيامه ؟!!! ‪.‬وکأن مؤلععف هععذا الکتععاب قععد نسععي قععوله‬ ‫حتى بقي عاط ً‬
‫الذي قاله في كتابه سابقا وذلك حینما فضل علیا على ابراهیم علیه السلم ‪ ،‬فل أدري هععل‬
‫يتأسى الفاضل بالمفضول أم الصحیح علععى العكععس ‪..‬؟ ثععم ألیععس الحععرى أن يتقععدم علععي‬
‫على ابراهیم علیه السلم بخطوتین واعني بذلك ‪ :‬إن کان ابراهیععم علیععه السعلم قعد حطعم‬
‫الصنام فکان ينبغي بعلي أن يقطع رأس ابي بکر وعمر ‪.!!!...‬‬

‫الدعاء الثامن والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫) قال المؤلف‪(...:‬‬

‫قلت‪ :‬المر علی خلف ما يدعیه‪ ،‬فهناك فرق کبیر بیععن الحقیقععة وبیععن مععا يععدعیه هععذا المخععادع‬
‫المحتال‪ ،‬فتعالوا معي لنقف ونعرف الفرق بینهما ‪:‬‬
‫حینما ذهب موسی علیه السلم الی میقات ربه وحدث ما حدث من الفتنة لبني اسرائیل مععن بعععده‬
‫فعبدوا العجل واشرکوا بال فماذا کان موقف هارون علیه السلم من هذا کله ؟ قام علیه السععلم‬
‫بواجبه کخلیفة لموسی علیه السلم وکرسول فدعی قومه وبین لهم ما هم فیععه مععن الضععلل وان‬
‫ما يعملونه کفر وشرك وعمل ل يرضاه ال تعالی فعندما رأی اصرارهم وتعنتهععم خععاف أن يقععول‬
‫موسی انك قد فرقت بین بني اسرائیل وان شدتك هي السععبب فععي ذلععك کلععه ‪ ،‬فععآثر هععارون علیععه‬
‫السلم الصبر والسکوت بعد أن قععام بععواجبه مععن التحععذير والنععذار وانتظععر عععودة موسععی علیععه‬
‫السلم لیری رأيه ويحکم علی الموقف بنفسه ‪ ،‬هذا مععا قععام بععه هععارون علیععه السععلم فععي غیععاب‬
‫أخیه‪ ،‬وتعالوا الن لنری بالمقابل ما فعله علي رضي ال عنه وما قام بععه ‪ :‬إنععه رضععي الع عنععه‬
‫في نظر الشیعة آثر أن يشارك عبدة العجل في عبادتهم فبدل أن ينکر علی أبي بکععر وعمععر جعععل‬
‫من نفسه وزيرًا ومشاورًا لهم وکان أحد افراد حکومتهم ؟ ثم ان هارون قد آثععر الهععدوء والععتزام‬
‫الصمت بعد أن أدی رسالته وانتظر حتی عودة موسی‪...‬؟ والسؤال ما الذي کان ينتظره علي ؟‬

‫‪734‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ولماذا سکت ؟ والن تأملوا جیدًا ‪ :‬هل کان هارون علیه السعلم عع علععى افععتراض أن موسععی لععن‬
‫يعود ع هل کان لیرضی لنفسه ان يکون وزيرًا للسامري ؟ ل طبعًا ‪ ،‬وحاشا لنععبی مععن انبیععاء ال ع‬
‫ان يفعل ذلك ‪ ،‬فعبادة العجل اضافة الی انها کفر بال تعالی فل مصلحة ترتجى من ورائها ‪ ،‬وأمععا‬
‫علي رضي ال عنه فقد کان وزيرًا للشیخین رضي ال عنهما وجلعس فعي مجالسعهم وزوج بنتعه‬
‫لحدهم ولم يكن يعتبر واحدا منهم مثل السامري ‪ !...‬نعم ‪ ،‬لقد عاد موسی من میقات ربه فحطعم‬
‫العجل ثم حرقه ثم نسفه في الیم نسفا‪ ،‬اذًا کان في سکوت هارون علیه السلم مصلحة کبیرة ؟!‬
‫فما الذي کان ينظره علي ؟ لم يکن لینتظر ان يأتیه محمد صلی ال علیه وسلم فیحطم العجل‪ ،‬بل‬
‫کان ينبغي بعلي أن يقوم بهذه المهمة بنفسه وينجز هذا العمعل بیعده ل أن يسعکت ويعؤثر عبعادة‬
‫العجل خوفًا علی نفسه من العطب وايثاره للسلمة على حساب مصلحة الدين ‪!!..‬‬

‫الدعاء التاسع والتسعون بعد المائة الثالثة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫أرأيتم الی هذا الرجل کیف يساوي علیًا بمحمد صلی ال علیه وسلم !!‬
‫يقول‪ :‬لقد کان سکوت علي کسکوت النبي صلی ال علیه وسلم حینما کان في مکة ؟!‬
‫قلت‪ :‬لقد أغمضت عینینك ودسست وجهك في التراب ثم أنکرت الشمس في وضح النهار!!!‬
‫هل سکت النبي صلی ال علیه وسلم يومًا دون أن يواجه الکفار في مکة أو يواجهوه ؟ ألم يکن‬
‫بأبي هو وأمي في صراع وجهاد دائم ومتواصل مع أهل مکة ومع کل من حاربععة ونععاوأه وأنکععر‬
‫نبوته ورسالته ؟ ثم لم يقف هذا الصراع عند حٍد حتی وصععل المععر فععي آخععر المععر الععی أن تععآمر‬
‫مشرکوا مكة واجمعوا علی قتله واغتیاله صلوات ال وسلمه علیه فاضطر عند ذلك للهجرة من‬
‫مکة بعد أن أذن ال تعالی له بذلك‪ ،‬أما الحال مع علي رضي ال عنه فمختلف جععدًا‪ ،‬فهععو رضععي‬
‫ال عنه لم يحارب عمر ولم يعارضه أو يقف أمعامه ولعم يحتعج علیعه مجعرد احتجعاج ‪ !...‬بعل قعد‬
‫وقف معه وأيده وناصره واصبح مشاورًا له ومساعدًا له في جمیع شؤونه التي تخص المسلمین‬
‫وتهمهم ثم أکرمه وصاهره وزوجه ابنته وکان علي رضي ال عنه يأخذ نصیبه الکامل مععن بیععت‬
‫مال المسلمین دون أن ينقص من حقه شیئًا يذکر‪ ،‬فما وجه التشابه بعععد ذلععك بیععن مععا کععان علیععه‬
‫النبي صلی ال علیه وسلم في مکة وبین ما علیه الحال مع علي في المدينة ‪..‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء المائة الرابعة وقوله ‪:‬‬

‫ردنا علیه ‪:‬‬

‫يدعي الفاك و يقول‪ :‬أن النبي صلی ال علیه وسععلم لععم يسععتطیع أن ينجععز و يععؤدي کععل مععا کععان‬
‫يريده و يتمناه‪ !!!....‬نعم لم ينجز کل شئ حیث تععرك الکعبععة علععی قواعععدها السععابقة و لععم يبنهععا‬
‫علی قواعد ابراهیم‪.‬‬
‫ثم نقل عععن الحمیععدي رحمععه الع فععي کتععابه ) الجمععع بیععن المصععحیحین و عععن المععام احمععد فععي‬
‫) المسند ( عن ام المؤمنین عائشة رضي ال عنها أن رسول ال صلی ال علیه وسلم قال‪:‬‬

‫‪735‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫» الحديث‪ :‬لول أن قومك حديثوا عهد بجاهلیة « ‪ -‬ينقل –‬


‫ثم قال بعد هذا الحديث‪ :‬أيها السادة‪ :‬جدير بکم أن تتحروا العدل والنصععاف فععي مععا تقولععون‪ ،‬إن‬
‫کان النبي صلی ال علیه وسلم و هو صاحب المقام المحمود والمکانة السامیة والععذي بعثععه ال ع‬
‫تعععالی لیقضععي علععی ذلععك الکفععر والشععرك و تقتلعععه مععن جععذوره‪ ،‬انظععروا لیععه کیععف يقععدر تلععك‬
‫الضرورات بقدرها و يراعي ما کان علیععه النععاس آنععذاك و يسععکت عععن تغییععر تلععك البدعععة الععتي‬
‫دحدثها الناس في البناء البر هیمي ثم إنظروا کیععف کععان يراعععي مشععاعر و احاسععیس الصععحابة‬
‫خشیة أن يجرحها و يترك بناء الکعبة علععی حععاله‪ ،‬فمععا بالععك اذًا بعلععي؟!! هععذا و قععد نقععل الفقیععه‬
‫الواسطي ابن المغازلي الشافعي والخطیعب الخعوارزمي فععي المنععاقب ‪ :‬ان رسعول الع صعلی الع‬
‫علیه وسلم قال لعلی‪ :‬ان المة تحسدك و تبغضك و يريععدوا ان يظهععروا علیععك بعععدي‪ ....‬و آمععرك‬
‫بالصبر‪ .....‬الخ( ينقل من الصل‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد يکون النبي صلی ال علیه وسلم قد يترك الشئ أو اکثر من ذلك لعلمععه صععلی ال ع علیععه‬
‫وسلم عدم أهمیة ذلك الشئ و لو کان ذلك المر من صلب الدين و مما يمععس لعقیععدة فهععذا و ممععا‬
‫لشك فیه ل مجال فیه للتقصیر أو الغفال والترك له باکلیة و هذا ما فعله صلی ال ع علیععه وسععلم‬
‫فهو بأبي و أمي قد قضی حیاته کلها داعیا و مبلغًا و مجاهدًا لعداءة و أحبابه و لم يدع أمرًا فیه‬
‫خیرًا للمة ال و دلهم علیه و ما من شر ال و قد نهاهم و حذرهم منه‪ ،‬فهدم الشرك علععی رؤوس‬
‫أهله و حطم الصنام و غیر القبله و اجاز النکاح بزوجة الولد بالتبني بعد طلقها منععه و مععا الععی‬
‫ذلك من المور التي يعلمها کل مسلم‪ ،‬فترك النبي صلی ال علیعه وسعلم لهعذا المعر و ععدم بنعاء‬
‫الکعبة علی القواعد التي وضعها ابراهیم علیه السلم دلیل علی عدم أهمیته و ضرورته و لکنععه‬
‫بین کذلك للمة و نبهها أن‪ :‬حجر اسماعیل جزء ل يتجرأ من الکعبة الشريفة!! و امععا اذا نظرنععا‬
‫الی سیرة علي المزعوم عند الشیعة فهو قد سکت عن المر الهام؟!! و اذا کان المععر کععذلك‪ ،‬فل‬
‫ندري ماالدعي و ما هي الضرورة عندئذ لکل هذا الصراخ والعويععل والصععخب؟ و لمععاذا کععل هععذا‬
‫اللطم للخدود والشق للجیوب و هي أمور قد نهی عنها الشارع الحکیم لنها من أعمال الجاهلیة؟‬
‫اجیبونا؟ لو کان المر بهذه الهمیة التي تدعنها‪ ،‬فهل يا تری يسکت علي عن بیان الحق و يععدع‬
‫المصاولة و يترك المیدان خالیًا الدعاة الغي والضللة يصولوا و يجولوا فیه کا يحلو لهم؟!!‬

‫الدعاء الول بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫ل کافیًا و متعنعًا علعی سععکوت علعي رضععي‬ ‫يعلم جیدًا هذا الرافضي المخذول أن ما قاله له يعد دلی ً‬
‫ال عنه‪ ،‬فتراه يلجأ الی التعلق بأذيال هؤلء النکرات الذيي يدعون زورًا و بهتانًا أنهععم مععن أهععل‬
‫السنة والجماعة امثال سلیمان البلخي فأخرج لنا حديثًا ساخنًا أخرج للتوامن تنوره و ادعی فیه‪:‬‬
‫ان رسول ال صلی ال علیه وسلم قال لعلي‪ ) :‬ان أکلوا حقعك واعتصعبوه فآسعکت‪ (!!...‬ثعم نقعل‬
‫عن ابن المغازلي والخوارزمي حديثًا قال فیععه الرسععول صععلی الع علیععه وسععلم لعلععي » ان المععة‬
‫ستبغضك و تخدعك‪ .............‬ينقل من أصله«‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أعجب کالیوم!! فکیععف يوصععي النععبي صععلی الع علیععه وسععلم علیعًا بالصععبر علععی أمععر فیععه‬
‫الحالقة؟ ثم تراه يقول و بکل صلفة و وقاحة‪ :‬أريععد ان اؤلععف کتابعًا‪..‬؟!! و مععا هععذا المؤلععف انععه‬
‫يريد ان يکتب کتابًا في ذم الشیخین ابي بکر و عمر يعد الف و اربعمائة سععنة! لععم أر فععي تاريععخ‬
‫البشرية کلها هذا الدناءة والخسة کما يدعیها هؤلء الشععیعة فععي علععي رضععي الع عنععه؟!! کیععف‬
‫ينبغي لمؤمن أن يوالي اعداء ال تعالی و يظاهرهم علی أمر فیه غضب الجیار سبحانه ؟ ثم إنععه‬

‫‪736‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫لم يکتفي بالسکوت عنهم حتی يجعل من نفسه لعبة بايععديهم و يکععون وزيععرًا لهععم و معینعًا علععی‬
‫باطلهم؟ ثم بعد کل هذا الغار يزوجهم بنته؟!! هل سمعت أمة محمٍد بمثععل هععذا مععن قبععل؟!! ان مععا‬
‫عرفناه و سمعناه علی عکععس ذلععك تمامعًا‪ !!..‬هععؤلء هعم رسععل الع و انبععاءه هععؤلء هععم الععدعاة‬
‫والمصلحون هؤلء هم العلماء التعاملون يقدمون النفعوس رخیصععة فعي سعبیل المبعدئ والمنهععج‬
‫الذي يؤمنون به و تعتقدونه فقضوا حیعاتهم کلهعا جهعاردًا و قعدموا نفوسعهم رخیصعة فعي سعبیل‬
‫دينهم و واجهوا الکفر بعدته و عتاده بصدور عارية و أيدي خالیة و مععاتوا فععي میععدان النشععرف‬
‫والنزال و لکم يتنازلوا و لو مقدار ذرة عن حقهم و عقیدتهم‪.‬‬

‫الدعاء الثاني بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫) کتب المؤلف في سکوت علي ‪ 13‬سطر ينقل من الترجمة ( خلصة ما يريععد قععوله هععو أن علیعًا‬
‫رضي ال عنه لععو أراد أن يأخععذ حقععه بالسععیف لکعان ذلععك مععدعاة الععی القضعاء علعی اسععم الععدين‬
‫بالکلیة!!‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد جاء المؤلف هنا بالمتناقضات التي تدل دللععة واضععحة علععی کععذبه و بهتععانه و مععن هععذه‬
‫التناقضات ما يلي‪ -1 :‬ما الفائدة التي نرجوها من إحیاٍء دين و إحیاء اسم محمٍد صلی ال ع علیععه‬
‫وسععلم مععع أنععه فععي الحقیقععة ديععن مشععوه میععت مععع وجععود مععن تصععفونهم بالسععنتکم بالمرتععدين‬
‫والطواغین و عباد العجل!! هل بقي للدين معنی أو حقیقة حتی يصبر علي لجلععه؟ إن البهععائیین‬
‫يقّرون برسالة محمٍد و لکنهم ل يذعنون لحکام هذا العدين العذي جعاء بعه‪ ،‬فهععل يعنعي ذلعك أننعا‬
‫يجب أن نصبر علیهم و نستسلم لهم إن قدر ال تعالی و جاؤوا الی السلطة و أصبحت زمام امور‬
‫المسلمین بیدهم؟!!‬
‫‪-3‬قلت أيها المؤلف الحذق ان علیعًا قعال‪ »:‬إنععي باسععتطاعتي ان أذل اععدائي واقهععر هعم و لکنععي‬
‫سأصبر لن في ذلك مصلحة الدين‪ «...‬انا علی يقین تام أن علیًا لم يقل ذلك و إمنا قاله واحد مععن‬
‫علمائکم‪ ،‬و ذلك لن کسر شوکة المعتدين و اذ لل اعداء الدين أحد السباب الواضحة لحیاة هععذا‬
‫الدين و بقاءه بدل موته و اضمحلله‪ ،‬و هذه الحقیقة يعرفها حععتی الطفععل الصععغیر أيضععا!! و أود‬
‫أن اطرح علیکم هذا السؤال‪ :‬ألستم أنتم من تدعون العصمة لفاطمة رضي ال ع عنهععا؟ فلمععاذا يععا‬
‫تری لم تکن تعرف الحکمة والعلة من رواء سکوت علععي و صععبره علععی أعععداءه و عرفتععم ذلععك‬
‫انتم؟ إن قلتم إنها رضي ال عنهععا لععم تکععن تعلععم کععل شععئ فمععا الععداعي إذًا للععذهاب الععی قبرهععا و‬
‫الستغاثة بها و الستعانه بها علی شفاء مرضاکم و قضاء حاجاتکم و انجاج طلبتکم؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الثالث بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫يقول المؤلف هنا‪ :‬إن علیًا قال‪ :‬في هذه الخطیة و بکل صععراحة‪ :‬ان ابعابکر قعد اغتصعب حقنعا و‬
‫ل‪ :‬ان أهععل السعنة يعتعبرون کتعاب نهععج‬ ‫إنما صبرت علیه حععتی ل يضععل النعاس!! ثعم يضععیف قعائ ً‬
‫البلغة من الکتب المعتمد والمعتبرة عندهم!!‬
‫قلت‪ :‬الخطبة الشقشقیة من الخطب التي وردت في نهج البلغة و هذا الکتاب عنععدنا مععن الکتععب‬
‫التي نسبت الی علي رضي ال عنه و هو برئ مما فیه بععل هععو کععذب علیععه‪ ،‬و ان مععا ورد فیععه ل‬
‫ل صحیحًا علی تذهبون الیه و هو کتاب شیعي من الفه الی ياءه هذه الکتب التي تقععول‪:‬‬ ‫يعتبر دلی ً‬
‫ان غائط الئمة طاهر!! نحن لم نر هذا الکتعاب المسعمی بنهعج البلغعة فعي مکتبعات أهعل السعنة‬

‫‪737‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫والجماعة و لو علم صحة هذا الکتاب و صحة ما جاء فیه و أنه معن قعول علعي فأنعا متأکعد أنهعم‬
‫سیضعونه علی رؤوسهم و يجعلوه من ضمن الکتب التي تدرس في مدارسهم‪.‬‬

‫الدعاء الرابع بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬إن قولك کتاب نهج البلغة فوق کلم المخلوق فهععل تعنععي انععه مثععل کلم الخععالق؟ نعععم‪ ،‬ان‬
‫الذي نعلمه و يعلمه کل أحد أن الموجععودات کلهععا علععی قسععمین‪ :‬خععالق و مخلقععوق‪ ،‬والمسععلمون‬
‫يعتقدون أن الخالق هو واحد أحد و کل ما سععواه فهععو مخلععوق مربععوب لععه فمععا الععذي تعنیععه انععت‬
‫بقولك‪ :‬فوق کلم المخلوق؟ هذا و نت مع ذلك کله تقول‪ :‬نحن نبتعد عن الغلو و نجتنبه!! لو قال‬
‫ذلك الشیخ محمد عبده فلن نعتبره من زمرة العلماء‪.....‬‬
‫تا مرد سخن نکفته باشد عیب و هترش نهفتد باشد‬

‫الدعاء الخامس بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬أريد أن أسأل هذا المدعي والشیعة کلهم من ورائه هذا السؤال لو کان عمر رضي ال عنععه‬
‫ل و جبانًا و لم تکن لديه تلك الشجاعة کما أنه لم يکن مععن ذلععك‬ ‫ل جاه ً‬
‫و أرضاه کما تزعمون رج ً‬
‫الحسب والنسب الذي يستحق النسان ان يرفع بهما رأسه و هو عندکم رجل مغمععور مععن قععوم و‬
‫قبیله ل يعرفها أحد بل و کان مفلسًا من جمیع الکمالت‪ ،‬فهل يعقل من کان هذا حعاله ان يغلعب و‬
‫ل مثل علي؟!! نعم علي الذي تعدونه جامع الکمالت کلها من علم و شجاعة و حکمة‬ ‫يصرع رج ً‬
‫و تدبیر و انه من قبیلة هي من اشرف القبائل قريش و من يظن هو من اعظم بطونها بنو هاشععم‬
‫وذلك النسان الذي تزعمون أنه کان يعلعم الغیععب والشععهادة!! أل تعجبععوا معععي‪ ،‬معن هععذا الرجعل‬
‫الجنان المغمور الجاهل مثل عمر يغلب و يهزم اکبر امبرو طريتین في زمععانه فععارس والععروم( و‬
‫يفتح العععراق و مصععر و بلد الشعام‪ !.......‬ال تعجععوا معععي کیععف اسععتطاع هعذا الجاهععل المععي أن‬
‫يمسك بزمام المور في يده و يبني تلك الدولة القوية فلم نسمع أنه حعدث فعي زمععانه معن الفسععاد‬
‫والفوضی ما رأيناه في جمیع من جاء بعده ثم استطاع ان يبقععی فععي سععلطانة و مکععانه الععی آخععر‬
‫ساعة من حیاته رضي ال عنه؟!! عجبًا لمر هذا الرجل الجیان الجاهل أن يحدث کل ذلك التغییر‬
‫و هذا البناء المحکم المتماسك في تلك الدولة التي لم ير مثلهععا بعععد عهععد النععبي صععلی الع علیععه‬
‫وسلم و لن يحدث مثلها ال أن يشاء ال تعالی ذلك!!!‪ .‬نعم نحن و مع ذلك کله ل ننکععر ان المععي‬
‫ل يستطیع أن يدير دوَلة أو يدبر أمرًا بل نؤکد علی حقیقة ثابته ان هععذا المععي الععذي اسععتطاع أن‬
‫يبني و يشید ذل ذلك الصرح العظیم لبد و أن يمتنع شجاعة و قلب قل نظیره عند أحد من البشععر‬
‫و لو قلتم عنادًا و کذبًا أنه کان مفلسًا من ذلك أيضًا قلنا لکم‪ :‬لبد و أن يتمتع بصفة حسنة جعلته‬
‫يقوم بمثل هذا العمل الجبار!! و لکنکم و هذه حقیقة يعرفها کل مععن عععرف مععذهبکم الععروي نعععم‬
‫إنکم تبغضون عمرًا رضي ال عنه و يجعلونه فاقععدًا الجمیععع الکمععالت والصععفات الحسععنة بینمععا‬
‫تجعلون علیًا رضي ال عنه هو الجامع لذلك کله و ل أدري لمه ذلك کله؟‬
‫أيکون ذلك الحقد السود الذي في قلوبکم علی عمر الفاروق رضي ال عنه ) ل لنه أطفأ نععارکم‬
‫و قضی علی دولتکم و قصم ظهر کسرا کم؟!! قد يکون ذلك وجه و سبب من الوجععه والسععباب‬
‫وال اعلم بالصواب‪.‬‬
‫الدعاء السادس بعد المائة الرابعة‪:‬‬

‫‪738‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل وانصفت في قولك لعلمت ان هذه القصة إنما حجة‬ ‫قلت‪ :‬أيها المدعي الکذاب‪ ،‬لو أنك فکرت قلی ً‬
‫علیکم ل لکم؟!! و ذلك للوجه التالیه‪:‬‬
‫‪ -1‬أن عمر رضي ال عه کان متعبًا لکتاب ال فل يتقدم علیعه قیعد أنملععة والععدلیل علعی ذلعك انععه‬
‫عندما سمع الية إرتقی المنبر علی عجل و رجععع عععن قععوله الععذي قععاله و أعلععن أمععام الجمیععع و‬
‫اشهدهم علی خطأه‪ ،‬أتعرف لماذا؟ لنه کان وقافًا عند حدود ال و لم تکععن تأخععذه فععي ال ع لومععة‬
‫لئم رضي ال عنه و ارضاه!!! فهل يعد هذا العمل من العمال الحسنة الصالحة التي تشهد علی‬
‫صلح صاحبها أم تعتبرونها من العمال السیئة الصالحة؟‬
‫‪ -2‬الذي يقرأ هذه القصة و يقف علیها يتنتج و لول وهلة أن عمر رضي ال عنه کان وقافًا عند‬
‫ل متواضعًا بحیث يستطیع کل أحد أن يعترض علیه و انه کععان يقبععل الحععق و‬ ‫الحق و انه کان رج ً‬
‫لو کان ذلك من امرأة ضعیفة جاهلة ل تقرأ و ل تکتب!!‬
‫‪ -3‬يعلم من هذه القصة ان الناس في زمنه رضي ال عنه لم يکونوا يخافوا منه أو من سععطوته‪،‬‬
‫فلو أنه اغتصب حقًا لعلي رضي ال عنه لرفع الناس أصواتهم بالنکار علیععه و اسععتهجان عملععه‬
‫و فضحه و ذلك أضعف اليمان!!‬
‫‪ -4‬لم تکن القصة علی الوجه الذي قصدته! فالمرأة و إن کان مععن حقهععا أن تأخععذ مععا تشععاء مععن‬
‫المال کمهر لها و لکنه يبقی أمرًا غیر مستحسن فععي النظععر الشععرعي والحکمععة والمقاصععد الععتي‬
‫لجلها شرع هذا المر‪ ،‬کما ان للخلیفة الحق کل الحق في أمر الرعیة بمععا يععراه موافقعًا للشععريعة‬
‫السمحة التي بنیت أن أعظم النساء برکة أيسرهن مؤنة‪ ،‬فالطلق کلنا نعرف جوازه و لکنععه أمععر‬
‫نبغضه و ل نحبه و ل نتمناه لحد و لم يبح ال عند الضرورة القصوی!!!‪ .‬ثم إن اخضععرار برعععم‬
‫واحد و تفتح زهرة واحدة ل يأتي بععالربیع‪ ،‬فکععذلك الحععال فععي أمععر هععذه المععرأة فعلمهععا فععي هععذه‬
‫المسألة الواحدة ل يدل علی انها کانت أعلم من عمر رضي ال عنه‪ ،‬فا لبن کذلك قععد يلهمععه الع‬
‫الصواب في عمل أو قول يغفل عنه الب فل يدل ذلك علی انه أعلعم معن ابیعه معن جمیعع الوجعوه‬
‫کما ل يعتبر ذلك مسرغًا لخروج البن علی طاعة والده!!! ان عمر رضي ال عنه نفسه قد أبدی‬
‫رأيه في بعض المور و يسمع النبي صلی ال علیه وسلم ذلك و تبین فععي نهايععة المععر ان الحععق‬
‫مع عمر و انزل ال تعالی تصديق ذلك في کتابه کقصة السری يوم بدر والمر بالحجاب ل زواج‬
‫النبي صلی ال علیه وسلم و ما الی ذلك‪ ،‬و مع هذا فعمر رضي ال عنه ل يصل الی رتبععة النععبي‬
‫صلی ال علیه وسلم و مکانته و ل حتی نسبة ‪ ،%1‬کمععا اننععا فععي الععوقت نفسععه ل نسععتنتج تلععك‬
‫الستنتاجات الباطلة الواهیة التي ستنتجها الغبیاء والحمقی من أمثالك؟!!‪.‬‬

‫الدعاء السابع بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬هذا ديدنك و عادتععك!! فععأنت ل تسععتطیع أن تععدع الکععذب و لععو مععرة واحععدة‪ ،‬والقصععة الععتي‬
‫ذکرتها لم تکن علی الصورة التي تظنها‪ ،‬و إنما نقلتها بطريقة أخری ثم استنتج منها و قلعت‪ :‬إن‬
‫ابا بکر رضي ال عنه قد شك أيضًا‪ !!!..‬نعم‪ ،‬إنععي أشععهد أنععه ل يععدانیك أحعٌد فععي امتهععان الکععذب‬
‫والمعرفة الواسعة بفنونه و شعبه؟!! إن الحق هو‪ :‬أن عمر لفرط محبتععه لرسععول الع صععلی الع‬
‫علیه وسلم قد ذهل عن نفسعه و کعل شعئ حعوله بعل حعتی نسعي هعذه الحقیقعة الواضعحة و لکنعه‬
‫بمجرد أن سمع أبابکر رضي ال عنه و هو يتلو هذه الية الکريمة حتی خّر علی الرض و أخععذ‬
‫يبکي و ينتحب رضي ال عنه و علم أنه الحق‪ ،‬نعم هکعذا هعو عمعر دائمعًا وقافعًا عنعد کتعاب الع‬
‫رضي ال عنه و أرضاه‪.‬‬

‫‪739‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نعم‪ ،‬لقد أخطأ عمر و من قال أن عمر کان معصومًا من الخطأ؟ ثم إن خطأ عمر رضععي ال ع عنععه‬
‫لیس عیبًا حتی يعاب علیه به‪ ،‬أو ينقص ذلك مععن منزلتععه و مکععانته فععي قلععوب المسععلمین فنحععن‬
‫والحمدل لسنا مثلکم حتی نعتبر کبارنا و سلفنا من الصحابة ولصالحین معصومین کما اعتععبرتم‬
‫ذلك في أئمتکم؟!! و بعبارة أوضععح نحععن ل نعجععب مععن خطعاء الولیعاء والصععالحین و ذلعك لنععه‬
‫الفرق بینهم و بین عامععة النععاس أنهععم مععتی أخطععأوا رجعععوا و أنععابوا الععی الحععق تبععارك و تعععالی‬
‫واعترفوا بخطأهم بمجرد سماعهم ليات ال تعالی والحق الذي وفقهم ال لتباعه‪ .‬وانني والحق‬
‫أقول‪ :‬هذه المرة الولی التي أسمع فیها أن علیًا هو من تل هععذه اليععة الکريمععة فععي ذلععك الجمععع‬
‫الکبیر من المهاجرين والنصار‪ ،‬بل أن جمیع المة متفقة علی ان الذي تلهذه الية هو ابععوبکر‬
‫الصديق رضي ال عنه و أرضاه عجبًا للشیعة‪ ،‬ما مععن حسععنة أو قععول ال و قععد سععبوه الععی علععي‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬و ل ادري ما الذي ينقص علي حتی اضطروا مع الی الکذب علیه؟!!‪.‬‬
‫ان الذي أريد أن أؤکد علیه هنا ان العالم او الفقیه لو أخطأ في اجتهاده فل يعتبر ذلك الخطععأ دلی ً‬
‫ل‬
‫علی فضي العلم عن ذلك العالم وافقیه!! نعم لو أننععا اعتبرنععا ذلععك المععام او الفقیععة شخصعًا يعلععم‬
‫الغیب والشهادة و ما کان و ما يکون فحینئذ يعد الخطأ منه ذنبًا شیعًا و لکني أتساءل‪ :‬هل يمکن‬
‫ان يکون هذا حال ذلك المام الخیالي ثم يموت بسبب لقمة أکلها او عنقود عنب مضغه او جرعة‬
‫ماء مسمومة‪ ،‬هل يعقل ذلك او يتصوره رجل عاقل يحععترم نفسععه؟!! ثععم اقععرأوا اول هععذه القصععة‬
‫حتی تعرفوا کذب هذه الدعي الرخیص حینما کذب علی لسان عمر و ادعععی انععه قععال‪ :‬إنمععا أمععات‬
‫النبي نفسه لیعرف العدو من الصديق‪.«!!!.....‬‬
‫الم يکن عمر يعلم إن الذي لديه القدرةي علی إمانة نفسه و إحیائهععا قععادر کععذلك علععی أن يعععرف‬
‫عدوه من صديقه بدل اللجوء الی هذه ال ل عیب والحیل المکشوفة؟!!‬
‫ولن أريد منك قارئي الکريم ان تکم بنفسك و تقول لي‪ :‬هل هذا المدعي الکذاب إنما يقععول مثععل‬
‫هذه القوال من منطلق الحق والعدلیل العذي معععه أم أنععه اقععواله هععذه مععن قبیععل الکعذب الرخیععص‬
‫والهذيان الذي ل طائل من ورائه؟!!‬
‫إن عدواتکم و بغضکم أيها الشیعة لعمر رضي ال عنه قععد أعمععی ابضععارکم فلععم تعععودوا تمیععزوا‬
‫بین الحق والباطل کما أنکم لم تعرفوا الطريق الصحیح الذي به شتون به باطلکم أو تقنعوا أحععدًا‬
‫بهذا الکذب المکشوف!!!‪.‬‬

‫الدعاء الثامن بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬قصتك هذه من أکذب الکذب‪ ،‬و إنك بهتانك هععذا و کععذبك و افععتراءك يجععد المععرء نفسععه فععي‬
‫حیرة من أمره حتی إنه لینعقد لسانه عنه النطق بکلمة واحدة!!‬
‫فمن هو الحمیدي؟ و ما هو الجمع بین الصحیحن؟ و ما وزنه عند أهل السنة والجماعة؟!‬

‫الدعاء التاسع بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫يقول المؤلف‪ :‬ان هذا قد ذکر في البخاري‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لم يذکر البخاري ذلك‪ ،‬کما أن هذه القصة لم تکن بین عمر و علي و إنما کانت بین عمععر و‬
‫معاذ رضي ال عنهم أجمعین‪/‬‬
‫ثم کیف تريدوا من رجل دّوخ المبرا طورتین و بنی أعظم دولة في تاريخ الشرية ال تشتبه علیه‬
‫المور ول يخطأ أبدًا‪ ،‬نعم إنه يخطأ و ينسی فهو لم يکن معصععومًا رضععي الع عنععه و أرضععاه إن‬

‫‪740‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عمر رضي ال عنه و هو الرجل الخبیر العلیم ببواطن المور و غوامهنها کان يعرف إنه إنسععان‬
‫يصیب و يخطأ و ينسی و يغفل و خاصة مع کععثرة الشععغال و زحمععة المسععؤولیات المناطععة علععی‬
‫عاتقه و لذلك فإن جعل له تلك البطانععة الصععالحة مععن المهاجرينوالنصععار مععن امثععال عبععدال بععن‬
‫مسعود و معاذ بن جبل و علي بن ابي طالب حتی ل يحید أو يشعط عن الحق الذي يحبه و يبتغیه‬
‫و ل يؤثر علیه غیره!!‪.‬‬

‫الدعاء العاشر بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬علیك أن تعلم أوًل أوًل و قبل کل شئ أنه لم يرد في هذا الثر أن عمر قال‪ :‬لو ل علي لهلععك‬
‫عمر!! کما أن البراءة ل تکون هي الحکم الدائم والمطلق لمن به جنة!! بل إن للقاضي أن يحکم‬
‫بقتله إذا علم أن ضرره ل يندفع ال بذلك‪ ،‬و ما قام به عمر من أمر المشورة لصععحابه إنمععا کععان‬
‫ذلك للوقوف علی حقیقة المر و لهذا فهو رضي ال عنه لم يحکم بقتلهو هذا دلیل آخر علی تلك‬
‫المحاسن التي يتحلی بها عمر رضي ال عنه و کمال عقله و استقامة مذهبه و حسن رأيه رضي‬
‫ال و ارضاه و قد جاء في مسند المام أحمد هذا الحديث ايضًا‪ » .‬أن علیًا رضي ال ع عنععه صععلی‬
‫بعد العصر رکعتین فتغیظ علیه عمر رضي ال عنه و قعال‪ :‬أمعا علمععت ان رسععول الع صععلی الع‬
‫علیه وسلم کان ينهانا عنها« الحديث هذا ضعیف و لکعن مععع ذلعك فععإنهم يعتععبرونه حجععة لهعم ل‬
‫علیهم؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الحادي عشر بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬أنت أيها الدعي الرخیص تنقل عن کتبنا کل غث و سمین‪ ،‬فعلیك أن تعلم کععذلك أنععه قععد ورد‬
‫في کتبنا و بسند صحیح أن علیًا کان يقول‪ :‬أبوبکر و عمر أفضل من جمیععع المععة و علععي واحععد‬
‫من المة«!!‬
‫ما الذي يدعوك لن تقبل بعض مععا جععاء فععي کتبنععا و تعععرض ععن بعضععها الخععر؟ » افتععؤ منععون‬
‫ببعض الکتاب و تکفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك مثلکم الخزي فععي الحیععاة الععدنیا و يععوم‬
‫القیامة يرّدون الی اشد العذاب و ما ال بغافل عما يعملون« البقرة‪.85/‬‬

‫الدعاء الثاني عشر بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬إن ما ذکرته من أقوال ابن الصباغ المالکي هذا ل قیمة له تذکر و ل تقععوم بععه الحجععة‪ ،‬فلععو‬
‫أن المام مالك نفسه رحمه ال قد خالف القرآن والسنة فإن أقواله حینئذ تعتبر لغیة ول اعتبععار‬
‫لها عندنا‪ ،‬فما بالك بعد ذلك بابن صباغك هذا حتی تطالبنا بقبول أقواله التافهة مثله؟‬
‫از بشه لغری چه خیزد؟‬ ‫جای که عقاب پر بريزد‬
‫يقول‪ :‬ان علیًا کان يعلم الغیب‪ !!...‬ل شك أن من يعتقد ذلك ل نشععك فععي تشععیعه أبععدًا و هععو لیععس‬
‫کي!! کما أن هذا الدعي کان يقول‪ :‬ان معلوية رضععي الع عنعه کعان هعو السعبب والمحععرض‬ ‫بمال َ‬
‫الول علی وضع الحاديث المکذوبة في علععي و لکنعك تععراه هنععا يععذکر أثععرًا علععی لسععان معاويععة‬
‫رضي ال عنه أنه کان يمدح علیًا و يثني علیه خیرًا حیث قال عندما علم بموته » لقد ذهب العلم‬
‫والفقه بموت ابن ابي طالب«!!‪ .‬عجبا لهؤلء الشیعة فهم ل يکادون يکفون عن اتهام ابا هريرة‬
‫رضي ال عنه بوضع الحاديث المکذوبة في ذم علي رضي ال عنه و ذلك بتحريص من معاوية‬
‫له‪ ،‬و لکننا في الوقت نفسه عندما نرجع الی کتبنا و مصادرنا لنری حقیقة هععذا الدعععاء فنجهععدا‬

‫‪741‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫نفسنا و نتعبها علنا نعثر علی حديث واحد منها و لکننا ل نجد فیها ال ذکر کععل جمیععل عععن علععي‬
‫رضي ال عنه و لم نجد حديثًا واحدًا في ذم علي رضي الع عنعه؟!! نععم لقعد وجعدنا الثعار العتي‬
‫تقول ان معاوية کان ل يذکر علیًا ال بکل جمیل‪ ،‬فما معنی هذا؟!! ان معنی ذلععك ان الشععیعة قععوم‬
‫بهت کذبه و ان ما جاء من القوال المنسوبة الی عمر في هذا الموضوع کلها کذب‪.‬‬

‫الدعاء الثالث عشر بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬قبل کل شئ أود أن ألفت نظععر القععارئ الکريععم و ألتمععس منععه ان يمعععن النظععر والفکععر فععي‬
‫العبارة التاکیة » بطريق مختلفععة والفععاظ متفععاوته«‪ !!!....‬إن هععذا الرجععل يعععود مععرة أخععری الععی‬
‫ترکیب اللفاظ بعضها من بعض لیخرج بالقصة والحکاية التي هو يريدها فیقول بقطععع نععص مععن‬
‫الحديث الذي ورد في مسلم مع نص آخر عند الحمیدي و بهذا يفسد القصة من اولها الععی آخرهععا‬
‫کمن يخلط شیئًا من الحلیب بشئ من الخمععر ثععم يکتععب تحتععه ) السععوائل المختلفععة والمشععروبات‬
‫المتفاوته«‪!!...‬‬
‫لقد سأل عمار بن ياسر الرسول صععلی الع علیععه وسععلم انععه کععان فععي سععفر فلععم يکععن معععه مععاءًا‬
‫فتمرغ‪ ......‬الحديث( ينقل کله‪.«...‬‬
‫فتری هؤلء القصاص نسوا أن يذکروا رّد فعل الرسول صلی ال علیععه وسععلم علععی عمععل عمععر‪،‬‬
‫بینما نجد هذه الحقیقة مذکورة و مسجلة في کتنبنا و مصادرنا فعمار رضي ال عنه کان يظن أن‬
‫الذي يجب و لم يجد الماء فعلیه ان يمرغ جسمه کله بالتراب قیاسًا عععی المحععدث الععذي لععم يجععدد‬
‫الماء فیتیمم‪...‬؟!! کما أن عمر رضي ال عنه لم يکن يعرف ان الذي لم يجد المعاء فلعه أن يعتیمم‬
‫و يکون ذلك مجزيًا له عن الغسل اذا تعذر الماء‪ ،‬کما ان عمار لم يکن يعرف الحکععم أيض عًا حععتی‬
‫ي زمن خلفَة عمر فالسائل لم يکععن‬ ‫علمهم و أفهمهم ذلك رسول ال صلی ال علیه وسلم‪ ،‬فأما ف ِ‬
‫ن عمر أن عدم وجد ان المعاء للمقیعم لیععس کععدمه للمسعافر حعتی ذکعره‬ ‫مسافرًا بل کان مقیمًا فظ ّ‬
‫عمار و أخبره أنه ل فرق بینهما‪ ،‬و قد ذکر هذا الحديث في کتبنا تحت باب عدم وجود المععاء فععي‬
‫العمران‪ -‬و لقد أخطأ علي رضي ال عنه و لکن خطأه رضي ال عنه لیس محععل تعجععب عنععدکم‪،‬‬
‫فقد قال علي لعمععر‪ :‬ل تععذهب بنفسعك العی القتععال و ذلعك لن الهزيمععة تتبعهععا الهزيمعة‪ ،‬يعنعي ان‬
‫هزيمة القائد هزيمة للجیش کله‪ ،‬و أما في زمن خلفته فقد ذهب الی القتال بنفسععه و ذلععك حینمععا‬
‫خرج لمقاتلة معاوية و جیشه و مقاتلة الخوارج کذلك!!!‪.‬‬

‫الدعاء الرابع عشر بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬لو کان لدي من العلم مما کان عد علي ذلععك المخلععوق الخیععالي و لععو بنسععبة و أحعد بالمععائة‬
‫لستطعت بعد إذن ال تعالی أن أفتععح الععدنیا و لمععا اسععتطاع عبععدالرحمن بععن ملجععم و ل غیععره أن‬
‫يطغني في ظهري بذلك السیف المسموم‪ ،‬ولمرت غیري أن يجردوه من سلحه حععتی ل يرتکععب‬
‫تلك الجريمة الشنعاء‪.‬‬

‫الدعاء الخامس عشر بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬هذا هو معاوية؟ ذلك الرجل الذي کان ينفق المععوال و يسععخرها لتشععوبه الصععورة الناضعععة‬
‫لعلي و يضع الحاديث المختلفة في ذمه؟!! صحیح أن حبل الکععذب قصععیر و أن الکععذاب ضعععیف‬
‫الذاکره!‪.‬‬

‫‪742‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء السادس عشر بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫ان هذه القصة أشبه ما تکون بهذيان الطفال و لغوهم فیها الی العلم النعافع‪ ،‬بعل إنهعا أقعرب العی‬
‫اللغاز ال حاجي منها الی العلم والمنطق الصحیح‪ ،‬ولن أجیبوني أنتم‪:‬‬
‫ما الشئ الذي له في النهار أربعة أرجعل و فعي اللیععل خمسعة؟ أنتععم ل تعرفعون إذًا فعأنتم إذًا فعأنتم‬
‫أمیون ل تفقهون؟!!‬

‫الدعاء السابع عشر بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬وال ولول ال ما اهتدينا و ل تصدقنا و ل صلینا‪ ،‬و هذه الية إنما جاءت لنعت الخالق جععل‬
‫شأنه فهو الذي بیده الخیر کله و بیده هداية البشر الی طريق الیخر والرشععاد و کععل مععن لععم يمععن‬
‫ال تعالی علیه بهدايته و رحمته ل و لن يستطیع ان يهدي غیره او يکون سببًا لهدايتهم و علععي‬
‫ن ال تعالی علیهم باليمان والهدی ولرشاد!!‬ ‫رضي ال عهنه واحد من هؤلء المؤمنین الذين م ّ‬
‫اما الشیعة فتعتبر علیًا انه الهادي بنفسه دون هداية من غیره فأقاموه مقامًا ل يلیق ال بعال جعل‬
‫شأنه ثم يقولون و بکل بجاحة‪ :‬اننا يعبدون کل البعد عن الغلو! والقول الفصل في هععذه القضععیة‪:‬‬
‫أن کل من يدعي أن ذلك الشخص الذي ل يقهر و انه ل يماثله أحٌد في هععذا الوجععود و أنععه کععذا و‬
‫کذا ثم تراه يولي دبره و ينقلب علی عقبیه و يولي هاربًا أمام شخص ضعیف مثله‪ :‬هنا يحععق لنعا‬
‫أن نقول‪ :‬لبد من إشکال يکتنف هذه القوال والدعاءات العريضة؟!!‬

‫الدعاء الثامن عشر بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫علی و غاصبي الخلفة والّزوار!! أراد هذا المؤلف المتحذلق أن يذکر لنا آبدة من أوابععده فجاءنععا‬
‫هذه المرة بسؤال القاه علی لسان خسمه السني فقععال‪ :‬المععر المسععلم بععه هععر أن علیعًا قععد قبععل و‬
‫رضي بخلفة من قبله‪ ...........‬قد اختارت هؤلء الثلثة و قدمتهم علی علي« ينقل‪.‬‬
‫ل وردًا علی هذا العتراض‪:‬‬ ‫ثم اجاب هذا المدعي قائ ً‬
‫اوًل‪ :‬قلتم ان امیر المؤمنین قد رضي بخلفة الثلثة برغته‪ .....‬ذکععر قصععة اللصععوص‪ ....‬الععی ان‬
‫قال‪ :‬فضحك السامعون‪ ،‬ثم قال کانکم نسیتم ما ذکرته لکم في اللیعالي الماضعیة‪ ........‬ذکعر قصعة‬
‫علي و هجوم الصحابة علی بیته ثم قالوا له بايع و القطعنا عنقك‪(...‬‬
‫قلت‪ :‬مثالك التي ضربته و قصتك التي حکیتها ل علقة لهععا بالموضععوع مععن قريععب أو بعیععد!! و‬
‫علیك أن تفهم کذلك و تفهم من روائك أن عمر رضي ال عنه کععان مععن الدرايععة والعلععم والخععبرة‬
‫والتجربة في الطعن والقتال ما لم يکن لدی علي رضي ال عنه!! اما أنتعم فلعم تقفعوا فعي کعذبکم‬
‫عند حٍد حتی قلتم‪ :‬إنما سکت علي عن حقه المغتصععب حرصعًا منععه علععی الععدين و حفظعًا لععه مععن‬
‫الفیاع!! ما الذي دعا علیَا الی الخوف علی الدين؟ و ممن هذا الخوف؟ ألبستم أنتم من رفع علیععًا‬
‫الی أعلی علیین؟ فما بالکم الن و قد أنزلتموه الی الحضیض – نعوذ بال – حینمععا ادعیتععم أنهععم‬
‫أخذوا کفنه بقوة السوط!! ثم مععتی کعان علعي ذلعك التعاجر البعأس حعتی يتمکععن السعراق و قطعاع‬
‫الطريق من قهره و غلبته؟ ألم يکن هو اسد ال و اسد رسوله؟ الم تدعوا و تزعموا ان علیًا کان‬
‫من اقوی الناس و أشجعهم و اعملهم و اکملهم و ارفعهم منزله؟!!‬

‫‪743‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء التاسع عشر بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬نعم‪ ،‬رأينا تحقیقك !! اما أنت فلم ترد أو تطلع علی کتب أهل السنة و مصادرهم و لععم تقععف‬
‫علی حقیقة ما فیها و أمنا تعلقععت بأوهععام و خرافععات و أکععاذيب نقلهععا سععلمیان البلخععي والکنجععي‬
‫الشافعي و ابن ابي الحديد شارح نهج البلغة ثم سیمت ذلك تحقیقًا!!‪.‬‬
‫فاسمع أيها المحقق البارع الذي ل نظیر لععه‪ :‬إن أهععل السععنة يعتععبرون نهععج البلغععة مععن الکتععب‬
‫المعتبرة المعتمدة التي تستحق النظر فیها کما ل يرون لشععرحه أي قیمععة علمیععة تععذکر‪ ،‬أمععا أنتععم‬
‫فابق علی أوهامك و خرافاتك و اکثر من الستشهاد و الستدلل ولحتجاج بشرح نهععج البلغععة‪،‬‬
‫ذلك الشرح الذي وجدت فیه ضالتك و مععا تهععواه نفسععك‪ ،‬اقععرأه و اکتععب فیععه الجععوث والتحقیقععات‬
‫والرمائل و لکمن من الظلم بمکان أن تسمي ذلك الهذيان تحقیقًا‪ ،‬و علیك أن تبحث لنفسك مکانًا‬
‫آخر وو تجد بین طیات الکتب أمثلة أخری لتقنع بها نفسك او تقنع بها غیرك‪.‬‬

‫الدعاء العشرون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬ل علقة لهذه الية بعلي رضي ال عنه و لم تتطرق الععی سععیرته و انمععا هععي تتحععدث عععن‬
‫يوم القیامة‪ ،‬فکیف تدعي و تتبجح و تقول أنها جاءت و اانزلت في علي؟ إن کان حقعا معا تقعول‬
‫فلماذا لم يذکر اسمه صراحة؟ ما لنا نراك تنسب کععل آيععة فععي صععفحأت الکتععاب العزيععز الععی علععي‬
‫رضي ال عنه بینما لم نجد آية واحدة فیه تتکلم بصراحة و وضععوح عمععا زعمععه أنععت و تععدعیه؟‬
‫انك تدعي ان ال تعالی ذکر لنا و بین مصیر من لم يعرف أو يؤدي ما لعلي مععن حععق علععی المععة‬
‫والعباد‪ ،‬و لکن لماذا لم نجد آيه واحدة تعرفنا و تبین لنا ما هو هذا الحق الذي لعلي علی المة؟‬
‫کیف لم يذکر ال تعالی هذا الحق الذي لعلي‪ ،‬ثم يحاسبهم علی أمر لم يعرفععوه أو يجععدوا لععه أثععرًا‬
‫في کتاب ربهم جل جل له؟! ان ال تعالی لم يذکر اسمه رضي ال عنه فما بالك بحقه؟! ثم نععری‬
‫هذا المدعي المخذول يتذرع بحديث مکذوب مختلق‪ ،‬طبعًَا لنه لم يجد ما يسعفه من آيات القععرآن‬
‫الکريم ما يعینه علی کذبه هععذا و دجاسععه و إنععي علععی يقیععن تععام ان الشععیعة لععو وجععدوا الفرصععة‬
‫سانخة لمدوا ايديهم الی کتاب ال بالتحريف والتبديل و لجاؤا باليات الکثیرة التي يحتجععون بهععا‬
‫علی باطلهم و هذيانهم هذا و لکن أّنععی لهععم ذلععك و قععد تکفععل الع تعععالی بحفععظ کتععابه مععن أيععدي‬
‫العابثین فلله الحجة البالغة فلم يدع قوًل لمنقول ان يأتي يوم القیامة لیقول‪ :‬يععا رب کیععف تعععذبني‬
‫علی أمر ل طاقة لي بدفعه‪ ،‬کیف تحاسبني علی ذنب إرتکبه غیري‪ ،‬کیف لي ان اعععرف الحععق و‬
‫قد مد العابثون قبلي ايديهم الی کتابك فلم يتبین لي الحق فععاتبعه‪ !!!....‬فالحمععدل الععذي قطععع الع‬
‫علععی الشععیعة هععذا الطريععق و أوصععد بوجععوههم هععذا البععاب لئل يکععون للنععاس علععی حجععة بعععد‬
‫الرسل‪...‬؟!! إنکم سوف تسألون يا معشر الشیعة عن هذه المفتريات والباطیل التي تدعونها في‬
‫أئمتکم و يقال لکم‪ :‬إن صدقًا و حقًا ما قاله علماؤکم في الئمة و أنهم يعلمععون الغیععب والشععهادة‬
‫فلماذا لم تطالبونهم بالدلیل والبرهان علی ما يدعونه و يزعمععونه؟ ان هععذه الصععفة و اعنععي بهععا‬
‫علم الغیب والشهادة من الصفات التي تفرد ال بها دون سائر عباده و قد ذکععر تلععك الخصوصععیة‬
‫في کتابه العظیم‪ ،‬فلو أن ال تعالی خص بها أحدًا من عبادة لکان حقا علی ال تعالی ان يذکر لنععا‬
‫اسمه أو يبین لنا صفته!!‪.‬‬
‫نحن حینما نذکر القرآن و نتطرق الی الحديث عنه تری الشیعة و کعأنهم شعئ حمعر مسعتنفره أو‬
‫کالذي يتخبطه الشیطان من المس يقولون لك‪ :‬و هععل کععل شععئ فععي القععرآن؟ ان کعان المععر کعذلك‬
‫فبینوا لنا عدد رکعات صلة الظهر من القرآن کم هي؟‬

‫‪744‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫فأقول‪ :‬ان طالبناکم باثبات عدد ابناء المام التقي من القرآن الکريم فعنئذ لکم الحق ان تطالبوننا‬
‫بعدد رکعات صلة الظهر في القرآن الکريم ايضًا!! ان هنععاك اکععثر مععن سععبعمائة آيععة جععاءت فععي‬
‫کتاب ال تعالی بشأن الصلة و لکن اخبرونا کم آية في کتاب ال جععاءت فععي شععأن المامععة الععتي‬
‫تعتقدونها و تؤمنون بها؟!!‬
‫ثم ان ما ذکرته ايها المؤلف الکذاب من القوال في الية الکريمة و هي قوله تعالی » و قفوهم‬
‫إنهم مسؤولون« کلها تأويلت فاسدة بعیدة کل البعد عن الحق الذي أنزل علععی محمععد صععلی ال ع‬
‫علیه وسلم فنحن کلما حاصرنا کم و ضیقنا علیکععم الخنععاق و بینععا للخععافقین جهلکمععو بععاطلکم و‬
‫زندقتکم إتهتمونا بشتی التهم و رمیتونعا زورًا و بهتانعًا بتهمععه النکعار للحعديث النبعوي‪ ،‬و ذلعك‬
‫لیس لشئ ال لننا ل نری صحة ما جاء به سلیمان البلخي و امثاله‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والعشرون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫ب أصععحاب النععبي صععلی الع علیععه وسععلم أو يتهععم امهععات‬
‫قلت‪ :‬نعم‪ ،‬نحن ل نقف أو نؤيد من يس ّ‬
‫ب علیًا و فاطمة؟!!‬
‫المؤمنین و ازواجه الطاهرات‪ ،‬فهل انتم تحبون من يس ّ‬
‫ان ما کتبه مؤلف لیالي بیشاور في کتابه هذا کذب و باطل ل ينطلي علی اهععل السععنة والجماعععة‪،‬‬
‫و هو لم يکتب هذا الکتاب و لم يذکر فیه ما ذکر ال للشیعة امثاله و من ابناء مسلکة فهععم الععذين‬
‫اغتروا به و صدقوا ما جاء فیه من الکعاذيب والباطععل والمفتريععات و للسعف الشععديد‪ ،‬و انعا لعم‬
‫اکتب هذه الجابات لمتواضعه ال لکي أوقظ من نام و انبه من غفل عسی ال تعالی ان ينفععع بهععا‬
‫کل من کان له قلب أو القی لسمع و هو شهید و هو شهید‪ ،‬و اني والحمدل أعلععم علععم الیقیععن أن‬
‫ل آمئیا يعرف الی حٍد ما من هم سععادة هععذا‬ ‫الفرد الواحد من ابناء اهل السنة والجماعة و ان جاه ً‬
‫الدين و من هم أئمة السلم الواجب علی المة حبهم واحترامهم و تقععديرهم و يعلمععون کععذلك ان‬
‫سلیمان البلخي والکنجي الشافعي لیسوا من جملة هؤلء العلماء والئمة الجلء والسادة الثقات‬
‫بل همن جملة الشراب الذين ما قالوا مثل هذه القععوال ال لغععرض خععبیث و خدمععة أهععداف سععیئة‬
‫الهدم هذا الدين و شکیك المسلمین بتوابتهم و قبل هذا او ذاك هو التضلیل لبنعاء طائفعة الشعیعة‬
‫لکي يبقوا علی هم علیه من العراف والضلل والجهل بکتاب ال و سنة رسععول ال ع صععلی الع‬
‫علیه وسلم‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والعشرون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬دعك من تأويلتك الباردة هذه فإنها لن تنفعك شیئًا‪ ،‬فهل لك أن تخبرنا لو أننا رأينا شخصععًا‬
‫قد حطم اللت والعزی ثم صنع منها تلك التربة فهل له أن يسجد علیها بحجة أنه يؤدي فرضًا قععد‬
‫کتب علیه و هي الصلة؟ ان من يفعل ذلك فإنه والکل يعلم ل يخلععو عملععه هععذا مععن لئم وارادتععه‬
‫من الشرك!! و ذلك لن ال تعالی حینمعا أمرنعا أن نسعجد علعی الرض إنمععا أمرنعا بعذلك لحکمععة‬
‫عظیمة و هي اظهار العجر والتذلل والستسلم والطاعععة والخضععوع لع رب العععالمین‪ ،‬أمععا أنععت‬
‫فترمي نفسك علی احدی النساء الجنبیات و ذلك بحجة أنها لم تکن ال ذلك المخلوق الععذي خلععق‬
‫من تراب‪ ،‬فهل ذلك يبیح لك هذا العمععل القبیععح او يجعلععه مستسععاغًا شععرعًا؟ ان تربععة الحسععین و‬
‫تراب قبره عندکم أيها الشیعة من اقدس المقدسات و انتم ل تتجرأوا أن تضعونها تحععت اقععدامکم‬
‫بل أنتم تضعونها علی رؤوسکم و بهذا يتضح أن سجودکم علیها ل يععدل علععی الخضععوع والتععذلل‬
‫والستسلم المأمور به شرعًا بل انما تفعلون ذلك حبا منکم لهذه التربة الطاهرة المقدسة‪ .‬و مما‬

‫‪745‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫يثیر الضحك هنا‪ :‬أن کل شخص تسأله في النجف أو کربلء عن هذه التربة يقول لك أنه جاء بها‬
‫من هذين المکانین الطاهرين‪ !!...‬و ل ادري من الذي قال لععه ان هععذين المکععانین طععاهرين و أن‬
‫لهما خاصیة و میزة علی سائر أرض ال!! هل لديکم بذلك آية محکمة أم لیری نوع هذا الععتراب‬
‫فلعه يکون له شیئًا من المتیاز علی ما سواه من التراب‪ ،‬فهل تعرفوا ماذا وجد بععداخلها؟ بعععرة‪،‬‬
‫نعم بعرة‪!!!...‬‬
‫فیا أيها الکذاب‪ :‬إن تحريف اللة والنصوص والتقول علی ال و رسوله والکذب هي طريقتععك و‬
‫طريقة آبائك من قبلك‪ ،‬و لقد علم السابقون واللحقون السلف والخلف من هذه المة أنکم جمیعًا‬
‫في العذاب والضلل البعید‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والعشرون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬أوًل‪ :‬إننا معشر أهل الحديث و کذلك المتبعون للمذاهب مما هداه ال تعالی الی اتباع الععدلیل‬
‫دون التعصب الی إمامة و مذهبه لم نرجح يومًا قول امام او أحد من البشر مهما علععت منزلتععه و‬
‫ارتفعت مکانته علی قول ال و رسوله صلی ال علیه وسلم‪ ،‬و هذا السبب الذي جعلکم تطلقععون‬
‫علینا اسم الوهابیین و تعادوننا و تحاربوننا و أما من باع لکم دينه ممععن يتسععمون بأسععماء اهععل‬
‫السنة و يقدمون اقوال أئمتهم علی قول ال و رسوله فهؤلء هم من تعتبروبهم أخوانکم و لیععس‬
‫ذلك من حبکم لهم أو علمکم أنهم علی الحق و لکن لنهم و اياکم علی ذلك المذهب الباطل الععذي‬
‫يدعوکم و اياهم الی نبذ شرع ال و احکام دينه دون دلیل صحیح أو قععول ثععابت فهععم مععع أئمتهععم‬
‫کالعمی بید قائده والمیت بید مغسله!!!‪.‬‬
‫ثانیًا‪ :‬انت في الحقیقة ل تتبع علیًا رضي ال عنه ذلععك الصععحابي الجلیععل الععذي نعرفععه نحععن اهععل‬
‫ل وهمیعًا خیالیععا لیععس لععه حقیقععة أو وجععود ذلععك‬
‫السنة والجماعة‪ ،‬بل انکم تتبعون و تقلععدون رج ً‬
‫الشخص الذي يعلم الغیب والشهادة‪ ،‬أما لو أنععك کنععت تتبععع علیعًا ذلععك الصععحابي الجلیععل والمععام‬
‫الشهید حقًا لما کنت علی هذا الحال السئ من الجهل والضلل ولکفر الععذي رکسععك ال ع فیععه‪ ،‬بععل‬
‫لکنت واحدًا منا نحن عصابة الحق واليمان و فتیة العدل والقرآن‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والعشرون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬لم نقل يومًا ان المععام ابععا حنیفععة رحمععه الع کععان إمامعًا معصععومًا أو أنععه کععان يعلععم الغیععب‬
‫والشهادة‪ ،‬کما اننا لم نقدله أو ندعوا الی تقلیده ذلك التقلیععد العمععی‪ ،‬و علیععك أن تعلععم أن أقععرب‬
‫المقربین الی المام ابو حنیفة رحمه ال قد خالف اکثر من سبعین بالمائة من اقععواله و ذلعك مثعل‬
‫تلمذته المخلصین کالمام محمد بن حسن و ابو يوسف رحمهما ال نعم ان المام أبا حنیفُة کععان‬
‫من الئمة الجلء الفضلء و لکن ل يلزم أحد من المسلمین أن يقلعده فعي کعل معا يقععول‪ ،‬کمععا ان‬
‫العلماء لیس بالضرورة ان تیفقوا دائمًا علی قوٍل واحد و خاصة في المسائل الخلفیععة‪ ،‬بععل حععتی‬
‫المام نفسه کان رأی رأيا خیرًا من الذي قبله ترك الول و أخذ بالثاني فکانوا جمیعهم ل يقدمون‬
‫علی نصوص القرآن والسنة اقوالهم رحمهم ال تعالی او أقوال أحٍد ممن سععواهم و اقععوالهم فععي‬
‫ذلععك مشععهورة‪ ،‬کقععولهم‪ :‬اذا صععح الحععديث فهععو مععذهبي و قععولهم‪ :‬اذا رأيتععم قععولي يخععالف قععول‬
‫الرسول ال صلی ال علیه وسلم فاضربوا به عرض الحائط‪ .‬و غیرها من القوال التي تدل علععی‬
‫عدلهم و انصافهم و اتباعهم يرحمهم ال‪.‬‬
‫الدعاء الخامس والعشرون بعد المائة الرابعة‪:‬‬

‫‪746‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬اتفق اهل السععنة والجماعععة علععی غسععل الرجلیععن عنععد الوضععوء‪ ،‬فل حجععة بعععد ذلعك بقععول‬
‫الرازي إذا کان قوله مخالف لجماع المة‪ ،‬ثم إن کلهععة » و أرجععالکم« فععي اليععة الکريمععة تقععرأ‬
‫بفتح اللم و کسععرها‪ ،‬فعلعی الول تکععون معطوفععة علعی » وجععوهکم « و بهععذا تکععون فععي محععل‬
‫مفعول به ) فاغسلوا ( و هبذا يثبت الغسل للرجلین و اما علی قراءة الکسر فهععي معطوفععة علععی‬
‫» برؤوسععکم « و يثبععت بععذلك المسععح‪ ،‬و هععذه هععي معجععزة القععرآن الکريععم عنععدما يثبععت العمععل‬
‫بطريقتین في کلمة واحدة و کل المرين الغسععل او المسععح هععو مععا علیععه العمععل عنععد اهععل السععنة‬
‫والجماعة فالغسل للرجلین عند الوضوء في حالة عدم اللبس للخفین او الجوادبین والمسععح عنععد‬
‫لبسهما و هذا العمل هو الذي يؤيده الکتاب والسنة والحمدل‪.‬‬

‫الدعاء السادس والعشرون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬ان قولك في غسل الرجلین من المشقة الکبیرة علی المة ل يکععون حجععة فععي ابطععال حکععم‬
‫ورد فیه نص في القرآن الکريم کما ان علیه العمل في السععنة! ثععم ان العععبرة باتتععائج دون النظععر‬
‫ای تلك المشقة التي تدعیها أنت فل يوجد عمل في العدنیا دون مشعقة أو بععذل جهعد‪ ،‬و مسعاجدکم‬
‫أيها الشیعة خیر دلیل علی ما نقول‪ ،‬فأنتم حینما ترکتم العمل بالسنة و خالفتم کتاب ال و اکتفیتععم‬
‫بالمسح دون الغسل أصحبت مساجدکم من انتن الماکن و اقذرها‪ ،‬کما ان الروائح الکريهة فیها‬
‫أمر يفوق الوصف کما ثبت من الدراسات الحديثة ان رجل النسان هععو قلبععه الثععاني و لععذلك فععإن‬
‫في غسل الرجلین فوائد کثیرة ل تحصی‪ ،‬کما إننا ذکرنا ان کل المرين ) الغسععل والمسععح( ثععابت‬
‫في الکتاب والسنة و هذان المصدران الساسیان في التشريع قد بینا لنا متی نسمع و متی نغسل‬
‫فلکل شئ و عمل فرضعه و وقته المناسب له‪ ،‬ثم ان لیس الجورب والخف ل يخرج الرجععل عنععه‬
‫مسماها الحقیقي فالرجل رجل قبل لبس الخف والجورب و بعده‪ ،‬و من الظريععف ان اذکععر هنععا ان‬
‫الشیعة و في الفترة الخیرة أصعبحت تکتعب عنعد معداخل مسععاجدها هعذه العبعارة‪ :‬الرجعاء غسعل‬
‫الرجلین و ذلك للضرورة و تخلصًا معن العروائح الکريهعة‪ ،‬ثععم يضععیفون هععذه العبعارة لیعس ذلعك‬
‫حکماً واجبًا في القرآن‪.!!!...‬‬
‫هؤلء هم الشیعة‪ ،‬فإن الذين أحدثوا هذا المذهب سعوا دائمًا الی اظهاره بأقبح صععورة يمکععن ان‬
‫تیصورها إنسان و حسبك أنهم يدعون الی مسح الرجلین واتیان المرأة من دبرها؟!!‬

‫الدعاء السابع والعشرون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬الرأس هو الرأس‪ ،‬و يبقی رأسًا مع العمامة أو دنها و رسولنا الکريم صلی ال علیه وسلم‬
‫قد مسح علی العمامة و ل يوجد هناك تعارض بین عمل النبي صلی ال علیه وسلم و ما جاء في‬
‫آيات القرآن العزيز و اری هنععا لزامعًا علععي أن أجیععب هععذا المخععذول علععی الطريقععة التععط يعرفهععا‬
‫فأقول‪ :‬الذي نعلمه و حسب ما جاء في ذلك قد فتاوی علمائکم أنه لبد مععن السععجود علععی سععبعة‬
‫اعضععاء عنععد السععجود فععي الصععلة و هععذه العضععاء السععبعة هععي‪ :‬الععرأس والکفععان والرکبتععان‬
‫والقدمان‪ ،‬فل تصح الصلة ال يوضع هذه العضععاء السععبعة علععی الرض و ملمسععتها لهعا عنععد‬
‫ل بیععن القععدمین‬‫السجود‪ ،‬فإذا انتم لستم الجورب والنبطلون فإنهما في هذه الحالة سیکونان حععائ ً‬
‫ولرکبععتین والرض فل تصععل هععذه العضععاء الربعععة ول تلمععس الرض بسععبب وجععود الخععف‬
‫والنبطلون فلبد إذًا من الصلة دون جورب و سراويل‪.!!.....‬‬

‫‪747‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫انظروا معي و تمعنوا جیدًا في قوله الجمیل هذا حول القرآن‪ ،‬و لکنه عندما ينقل الینععا فععي کتععابه‬
‫اقوال الکنجي الشافعي و سلیمان البلخي و ابن ابي الحديد ينسی حینها هذا القععانون؟!! اذا کنععت‬
‫ايها المؤلف الوقور دقیقًا بهذا القدر الکبیر فلماذا نراك ننسی قععول الحععق تبععارك و تعععالی حینمععا‬
‫يقول » و من أضل ممن يدعو من دون ال من ل يستجیب له الی يوم القیامة و هم عععن دعععائهم‬
‫غافلون و اذا حشر الناس کانوا لهم اعداًء و کانوا بعبادتهم کافرين« الحقاف‪.5/‬‬
‫فلماذا يا تری عندما تستدل بالحديث و تستشهد به ل تراه معارضًا لهذه الية الکريمععة مععن قععول‬
‫الحق تبارك و تعالی؟!!‬

‫الدعاء الثامن والعشرون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬لو أن المام أبا حنیفة أمرنا بالسجود علی قبر الحسن لصار بذلك مشرکًا و کذلك لععو أمرنععا‬
‫و حاشاه من ذلععك بالسععجود علععی تععراب قععبر الحسععین بنیععة التعظیمععن و التعععديس لکععان مشععرکًا‬
‫أيضًا‪ !!..‬و إما إنه لو أفتی في مسألة فدعیة من فروع الععدين فهععؤل يخععرج عععن حععالتین‪ :‬أمععا أن‬
‫يکون ما أفتی به صحیحًا و موافقًا للدلیل فله في هذه الحالة أجران‪ ،‬و اما ان يکون قد أخطأ فلعه‬
‫أجر واحد‪ ،‬و نحن إن کان في اجتهادة محقًا و مصععیبًا نتبععه و نقتعدي بععه يرحمعه الع‪ ،‬و امعا أن‬
‫أخطأ فل نری اتباعه‪ ،‬فالمر کما ترون في غاية الوضوح والیسر‪ ،‬والمام عنععدما لیععس کمععا هععو‬
‫عندکم يا معشر الشیعة فکل يؤخذ منه و يرد علیه ال ابا القاسم علیه الصلة ولسلم‪.‬‬
‫فعلیك ان تعرف للمام ابي حنیفة قدره اللئق به والععذي ارتغععاه هععو لنفسععه و ل تجعلععه بمصععاف‬
‫إمامك الذي تقول فیه‪ :‬إنه يعلم الغیعب والشعهادة‪ !!...‬و علیعك کعذلك ان تفعرق بیعن تلعك المسعألة‬
‫الفرعیة البسیطة و بین ذلك الذنب العظیم ال هو الشرك‪ ،‬فل توقع الناس في المغالطات‪ ،‬فععأنت و‬
‫امثالك من أعصی للتراب الذي نطأه بأقدامنا قدرًا و قدسیة بحجة ان هععذا الععتراب هععو تععراب قععبر‬
‫الحسین حتی أصبح عندکم بمثاية الصلیب و مکانته عند النصاری!!! ان هذا التراب الذي ضعععت‬
‫ل لها في الرض کلها فالسععجود علیهععا ل‬ ‫منه تربتك هذه لها عندکم وزن و قیمة ل ترون لها مثی ً‬
‫يدل علی الخضوع والتذلل ل رب العالمین و انما هو علمة و دلیل علی محبتکم للحسین رضععي‬
‫ال عنه فأنتم بذلك أخرجتععم معنععی السسععجود عععن دللتععه الخاصععة بععه‪ ،‬و جعلتممععن هععذه التريععة‬
‫کالصنم العابدة فأنتم تأکلونها طلبًا للشفاء‪ ،‬و لو انکم ترکتم مثل هععذه العمععال الشععرکیة لمععا قیععل‬
‫فیکم ما قبل ولحسنابکم الحقیععر الهعا تسععجدون لععه و تعظمععونه و تقدسععونه بینمععا کعان يکفیکععم‬
‫السجودعلی الرض کما أمرکم ال تعالی بذلك لتظهرون تذللکم و خضوعکم و ضعفکم بین يدي‬
‫ربکم سبحانه و تعالی‪.‬‬

‫الدعاء التاسع والعشرون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫ل صحیحًا أو معتبرا‪ ،‬فنحن حینما نقول‪ :‬ان شرب الخمر فرض عًا واجب عًا‪ ،‬ثععم‬ ‫قلت‪ :‬ل يعتبر ذلك دلی ً‬
‫نشربه فیعد هذا العمل مناحرامًا لخلف في ذلعك‪ ،‬أو إننععا ل نعری وجعوب تقعدير و تقععديس اللت‬
‫والعزی ثم ترانا نقعني اوقاتنا في النزهععة التجععول بیععن تلععك الصععنام والمواضععع الععتي هععي فیهععا‬
‫فعملنا هذه يعد من الشرك‪ ،‬فقولك‪ :‬نحن ل نعتبر السجدة علی تربة قبر الحسین واجبة مغالطععة و‬
‫سنسطه ل نقلبها فأنت تعتبر ذلك أو ل تعبتره فالعبرة بالعمال و علیها مناط الحکععم أيهععا الهععتر‪.‬‬
‫أمر ال تعالی المة ان تصلي الی القبلة و اما أنتم فأضقتم الیها قبر الحسین و علی تربته و هععذا‬
‫کفر واضح و شرك لخفاء و ل لبس فیه و نحن کذلك لو صلینا و جعلنا قبر الحسین بیننععا و بیععن‬

‫‪748‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫القبلة و قلنا إنما فعلنا ذلك بنیة الحصول علی الثواب العظیم و جعلنا بذلك المعبود الیهععن اثنیععن‪،‬‬
‫فهذا العمر الحق الشععرك بعینععه‪ ،‬و لععذا يجععب علیععك أن تعلععم ذلععك جیععد و سععواءًا أ أقععوت بععذلك و‬
‫اعترفت أم ل فأنت تسجد ل و تسجد في الوقت نفسه لقبر الحسین شئت أم أبیت‪.‬‬

‫الدعاء الثلثون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬ان الهدف من وراء ذلك هو هدم تلك العبادة العظیمععة الععتي تبکععي الشععیطان و تحرقععه بنععار‬
‫الحسرة اذ أمره ربه بالسجود فلم يفعععل و سععجدت أنععت لربععك أيهعا النسععان‪ ،‬نعععم إن مقصععدهم و‬
‫غايتهم ان ينقفوا هذا الرکن العظیم من أرکان الصلة ال و هو السجود‪ ،‬و کیف ل يکون کععذلك و‬
‫إن أقرب ما يکون العبد من ربه و هو ساجد؟!! قال هذا المؤلف ذات مرة‪ :‬لبععد أن يکععون القععول‬
‫موافقًا للقرآن الکريم غیر مخالف له‪ !!!...‬فبناءًا علی و ذلك أسأله هذا السؤال‪ :‬ها نحن قد قرأنا‬
‫القرآن الکريم و أظنك قد قرأته کذلك فهل رأيت أثرًا أو عینًا لحد اسماء الئمة قد ورد فععي کتععاب‬
‫ال؟ هل جاء اسم علي او الحسین او أحد الئمة ال ثناعشر من أئمتکم و لو في آية او جزء آيععة‬
‫من آيات الکتاب المبین؟ ألم تدعي و تقول‪ :‬لقد جاء في الروايات أن جبريل قال‪ :‬ان تربة کربلء‬
‫کذا و کذا‪ ،‬فلماذا يا تری لم يرسل ال تعالی جبريل بآية واحدة مععن آيععات الکتععاب الخالععد المعجععز‬
‫ل علی صدق ما تقولعون و تعدعون بعدل أن يرسعله بعتراب کعربلء و‬ ‫لتکون للئمة آية و لکم دلی ً‬
‫هذا هو کتاب ال لصل بیننا و بینکم و هو محفوظ الی يعوم القیامعة هعل تسعتطیعوا أن تثبتععوا لنعا‬
‫أين هو تراب کربلء الذي جاء به جبريل و ما وزنه و ما هي قیمة و مکانته؟ ل ترجععع بنععا مععرة‬
‫أخری الی آية التطهیر فإنها تبدأ بقوله تعالی‪ » :‬يا نساء النبي « فليات کلها إنما تتعلق بععازواج‬
‫النبي صلی ال علیه وسلم بالدرجة الولی قبل کل شئ و جمیع اليات واضحة و صريحة و لیس‬
‫فیها شئ يخفی معناه و دللته علینا والحمدل‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والثلثون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬الکل يعلم أن أهل السنة والجماعة ل يجیزون نکاح المحارم و ل يععبیحون اللععواط بععل إنهععم‬
‫يقتلون فاعلهما‪ !!.‬و إنا حقیقة ل اعرف و لم أفهم بالضععبط مععاذا يقصععد هععذا الکععذاب الفععاك مععن‬
‫أقواله هذه فهو قد تجاوز کل حد في الکذب والفتراء والبهتان‪.‬‬
‫يدعي المؤلف أنه ذکر هذا القول أمام ذلك الجمع الفقیر من الناس فهل يعقل أن تیفععوه بمثععل هععذا‬
‫الکلم دون أن يعترض علیه أحد من أهل السنة والجماعة؟ ثم لو افترضععنا ان ابععا حنیفععة رحمععه‬
‫ال قد قال بجواز الوصوء بنبیدذ التمر فهل نحن مأمورون باتباعه و تقلیععده؟ انععا ل أری أن هععذا‬
‫المر له أهمیة کبیرة فنحن غیر مجبرين باتباع کععل يقععوله ثععم إننععا نشععك فععي صععحة النقععل عنععه‪،‬‬
‫خاصة و ان هذه القوال إنما نقلها المؤلف من سلیمان البلخي الحنفي و هو حسب قععولکم ينکععح‬
‫أمه‪..‬؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والثلثون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬إن استمرارك في الکذب ل و لن يؤثر علینا بحمد ال تعالی فشععتان بیععن الحععق الععذي هععدانا‬
‫ال الیه والباطل الذي أنت فیه‪ ،‬و هذا کتاب البخاري بین ايدينا فقل لنا اين جعاء فعي هعذا الکتعاب‬
‫أن النبي صلی ال علیه وسلم قد عزل أبابکر رضي ال عنه؟ بل الحق علی عکس ما أنت تقوله‬
‫فعلي رضي ال عنه کان تحت إمرة أبي بکر رضي الع عنععه فععي ذلععك الموسععم الععذي أمععر النععبي‬

‫‪749‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫صلی ال علیه وسلم أبابکر ان يحج بالناس و قد صلی علي خلف ابي بکر رضي ال عنه و أمععا‬
‫قراءة سورة براءة بالناس‪ ،‬فقد کان من عادات العرب التي تعععارفوا علیهععا آنععذاك أنععه اذا حععديث‬
‫أمر هعام و خطیعر فعإن رئیعس القعوم و کعبیرهم علیعه ان يقعوم باخبعار النعاس بعذلك المعر الهعام‬
‫والخطیر بنفسه و بما أن النبي صلی ال علیه وسلم لععم يحضععر الحععج فععي ذلععك العععام فقععد أرسععل‬
‫واحدًا من أهل بیته و هو ابن عمه علي بن ابي طالب رضي ال عنه لیقوم بقععراءة هععذه السععورة‬
‫علی مسامع الناس و لیتمنع المشرکین من دخول المسجد الحرام بعد هعذا الععام فقعام علعي بهععذه‬
‫الوظیفة خیر قیام و لکنه أدای بقیععة المناسعك تحععت إمعره ابععي بکععر الصعديق رضععي الع عنعه و‬
‫ارضاه‪.‬‬
‫والسؤال هو‪ :‬لماذا يعین الرسول ال صععلی الع علیععه وسععلم ابععابکر أمععرًا علععی النععاس فععي ذلععك‬
‫الموسم ثم يفطر لعزله عن المارة؟ ما العداعي العی ذلعك؟ ان هععذا القعول أمععر ل نقبلععه منععك ايهعا‬
‫المؤلف الفاك فقد علمنا حقدك و بغضك لخ الرسول و فیقه في هجرته و خلیفته من بعده!!!‬
‫ان تقديم النبي صلی ال علیه وسلم لبي بکر علععی سععائر الصععحابة واختیععاره أمیععرًا علععی الحععج‬
‫دون سائر الصحاب لهواعظم دلیل علی تقديمه و تفضععیله علیهععم‪ ،‬فل ادري أيهععا الشععیعة لمععاذا‬
‫تصبطنعون المشاکل و توقعون المة في هععذه المغالطععات و کیععف تععدعون زورًا و کععذبًا أن النععبي‬
‫صلی ال علیه وسلم قد عین صاحبه و اخاه ابابکر ثم عزله!!! ما هو دلیلکم؟ و مععن أتیتععم بکععل‬
‫هذه الکاذيب والمفتريات وال ل عیب؟!!‬

‫الدعاء الثالث والثلثون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬لقد بعث النبي صلی ال علیه وسلم خالدًا الی الیمععن قبععل أن بیعععث علیعًا‪ ،‬والن ألیععس مععن‬
‫حقنا ان نقول‪ :‬کان خالد أفضل الجمیع؟ افتح عینیك جیدًا وافهم ما تقول!! إنما درسل النبي صلی‬
‫ال علیه وسلم علیًا لتسلم زمام المور والقیادة من خالععد بععن الولیععد الععذي بعثععه قبععل ذلععك بسععتة‬
‫أشهر فما الداعي الی ان تفتري الکذب علععی المععام النسععائي رحمععه العع؟ لقععد قمععت بععالبحث فععي‬
‫المکتبة السلمیة و علی الشکة العنکبوتیة واطلعت علی الکثیر من الکتب في المکتبة الشاملة‬
‫ل علی صدقك أيها المفتري!‬ ‫و غیرها فلم أعثر علی دلیل واحٍد يسعفني في بحثي و يکون دلی ً‬
‫الدعاء الرابع والثلثون بعد المائة الرابعة‪:‬‬
‫قلت‪ :‬يقول هذا المدعي أن هناك آية في کتاب ال تعالی تدل علی إمامة علي!! تعالوا معي لنععری‬
‫هذه الية‪ .‬قال تعالی » إنما انت منذر و بکل قوم هاد « قبل الخوض في الرد علی هذا الفاك أود‬
‫أن اذکر القارئ الکريم علی ان هذه الية الکريمة مععن أهععم الدلععة الععتي يعتمععد علیهععا البهععائبون‬
‫علی کون بهاء الع نبیعًا؟!!! و ل عجععب اذا علمنععا ان بهععاء الع قبععل ان يععدعي النبععوة کععان أحععد‬
‫علماء الشیعة قبل ذلك و قد درس في مدارس الشیعة؟!! نعم لقد درس فععي تلععك المععدارس و لمععا‬
‫رأی أن هذه الية قد تکون متعلقه بعلي و قد تکون لغیعره فلمعاذا إذًا ل يجعلهعا أحعد الدلعة علعی‬
‫نبوته و يربط تلك الدللة بنفسه؟!! إننععا لععو اردنععا ان نسععلك هععذا لمسععلك الشععیطاني الععذي سععلکه‬
‫الشیعة واتبعنا طريقتهم في الستدلل فإن بإمکان کل أحدٍ أن يدعي النبوة او اللوهیععة بالعتمععاد‬
‫علی هذه الدلة القرآنیه بشرط ان يتبع السلوب ذاته الذي اتخذه الشیعة لطريععق لثبععات اقععوالهم‬
‫و ادعاءاتهم‪!!!..‬‬

‫الدعاء الخامس والثلثون بعد المائة الرابعة‪:‬‬

‫‪750‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫قلت‪ :‬لم ننکر او ينکر أحد أن علیًا کان خلیفة راشدًا‪ ،‬والشباب من الرجال هم أنسععب النععاس الععی‬
‫القیادة والزعامة والريادة‪ ،‬تذکروا جید ما قاله هذا الرجل في صلة التراويح‪ ،‬ألم يقل أن علیًا لععم‬
‫ينهی عن صلة التراويح التي ابتدعها عمر علی حد زعمهم و ذلك خوفا من النععاس و لکنععه فععي‬
‫الوقت نفسه لم يقل شیئًا لعائشة رضي ال عنها والتي کانت السععبب فععي سععفك دمععاء اللف مععن‬
‫البرياء و ذلك حرصًا منه علی تألیف قلوب المسلمین و جمع کلمتهم‪ ،‬لماذا يرعی علي ذلععك فععي‬
‫حربه مع عائشة و لم يراعي ذلك في صلة التراويح؟!!‬
‫انتم من صنعتم من علي تلك القوة التي ل تقهد و رفعتموه فوق البشر فهو عندکم البطل واشجاع‬
‫والعالم والمام و حلل اللغاز و فوق ها و ذاك فهو العالم والمطلع علی الغیب والشهادة و لکنععه‬
‫مع کل هذه المکانیات لم يستطع عندما أصبح خلیفة للمسلمین ان يحني والیًا معن ولة المصعار‬
‫السلمیة عن مکانة!! ل تنکروا ان علیعًا لععم تکععن عنععده المکانیععة والقععدرة والسععتطاعة علععی‬
‫زحزحة ذلك الوالي من مکانه کیف ل يستطیع ذلك والکل والکل يعلععم ان علیعًا کععان هععو صععاحب‬
‫الکلمة علی جمیع المسلمین کما انه کان في وضع الهجوم و معاوية کان في وضع الدفاع و هععذا‬
‫امر يعرفه الجمیع‪ ،‬ثم اننا ل نريد في هذه العجالة أن نبین تناقضکم و فساد آرائکععم و انمععا نريععد‬
‫ان نثبت تلك الحقائق التاريخیة التي تقول‪ :‬أن علیًا کان من اکثر الناس علمًا و خبرة و تجربععة و‬
‫تدبیراً في زمانه و لکنه لم يکن عالمًا للغیب والشععهادة کمععا تععدعون و ذلعك انتععم بععل کععان خلیفععة‬
‫عادًل منصفًا مل السمع والبصر و لکنه لم يکن أفضل الناس و أرفعهم منزلة فإن هناك من هععو‬
‫اعلم منه و افضل‪ ،‬ثم إن القبول بارائکم و اقوالکم الفاسععدة هععذه يععرده و ينقضععه تلععك المواقععف‬
‫الصعبة التي اعترضته في حیاته مثل تمکن العداء منه واغتصابه حقه والهزائم المتنالیععة الععتي‬
‫لحقته و ذلك کله طبعًا مبني علی مزاعمکن أنتم و ادعاءاتکم الباطله!! ان الحععق الععذي يجععب أن‬
‫يعرفه کل مسلم ان الحق مع علي فهو خلیفة المسععلمین والشععجع المسععلمین واعلمهععم و مععا الععی‬
‫ذلك من الصفات التي تؤهله الععی تحقیععق النقصععار علععی اعععدائه‪ ،‬نعععم إن عععدم احععاطته بععالمور‬
‫السیاسیة ينبغي ال تکون مانعًا من تحقیق ذلك النقصار مع کععل هععذه الصععفات الععتي جمعهععا الع‬
‫تعالی له فأنتم إما أن تعتبروا علیا بشرًا من البشر و أنه لم يکن الهًا و ل عالمًا للغیععب والشععهادة‬
‫و إما أن تجیبوا علی سؤالنا؟!!‬

‫الدعاء السادس والثلثون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬أنتم من يقول ذلك!! قلتععم أن علیعًا لععم يسعععی لتحقیععق تلععك المصععلحة!! و ال فقولععوا لنععا و‬
‫أجیبونا‪ :‬کیف يسع علیًا ان يطلق سراح عائشة رضي ال عنها بعد کل الذي فعلتععه و تسععببت بععه‬
‫من إشعال الفتنة بین المسلمین کما تزعمون ذلك و تدعونه؟!!‬
‫فأنتم أن علیًا لم يکن يريد تحقیق المصلحة و اما أن عائشة رضي ال ع عنهععا لععم تکععن بالصععورة‬
‫التي تصفونها بها من إثارة الفتنة و سفکها لدماء المسلمین!!‬
‫نعرف و يعرف کل من دخل اليمان قلبععه أن السعیدة عائشععة رضععي الع عنهععا کعانت قعد نعدمت و‬
‫تأسفت اشد الندم علی ما جری من تلك الحرب التي لم تکن لهععا فیهععا ناقععة و ل جمععل و انععا علیعًا‬
‫رضي ال عنه کان يعلم ذلك جیدًا و لذلك فإنه لم يقععل لهععا شععیئًا لنععه کععان يعععرف آن السععبب فععي‬
‫اثارة هذه الفتنة و نشوب هذه الحرب انما هو أولئك المشاغبون العذين خشعوا علعی أنفسعهم مععن‬
‫القصاص الذي اتفق علیه اصحاب النبي صلی ال علیه وسعلم آنعذاك نععم ان اصعحاب الفتنعة هعم‬
‫من تسبب في تلك المصائب کلها‪ ،‬هذه الفتن التي مازال ينفخ فیها هذا المدعي و امثاله‪.‬‬

‫‪751‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫و رحم ال تعالی قائل هذا البیت و هو يصف الشیعة فیقول‪:‬‬


‫چو ذکر جمل آيد اندر میان کويد شیعه لحول جند کفان‬

‫الدعاء السابع والثلثون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬ل توجد مثل هذه القوال في مسند المام أحمد والنسائي رحمهما ال ‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والثلثون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬ما هو دلیلکم ؟ و أين هو؟ إن الية الخامسة والستون من سورة الکهف تتکلم عن صاحب‬
‫موسی علیه السلم‪ ،‬فهل کان علي رضي الع عنععه فععي زمععن موسععی حیععا يععرزق؟ أنظععر يععا أمععة‬
‫السلم الی تلبیس الشیعة و کذبهم کیف يريدوا بهذا ان يخدعوا الناس و يضلونهم عن دينهم؟!!‬
‫مازلت اذکر حینما کنت شیعیًا و انا اقرأ في کتاب مفاتیح الجنان کنت أقععرأ تلععك الدعیععة عنععد کععل‬
‫صباح و أول هذا الععدعاء کععان هععذه العبععارة الجمیلععة و هععي » حسععبني العع‪ ،‬حسععبي الخععالق مععن‬
‫المخلوقین حسبي الرازق من المرذوقین‪ ...‬ثم انظروا الی آخرها حیث يفسد کل ما تقععدم‪ :‬ل يعلععم‬
‫الغیب ال ال ثم يقول‪ :‬ألیس بالمکان أن يهب ال لمن يشاء من عبادة العلم بعالغیب؟!! ثعم يبنععي‬
‫علی هذه المقدمة تلك النتیجة و يقول‪ :‬ان ال تعالی قد اعطی هععذا العلععم بععالغیب و محمععد أعطععاه‬
‫لعلي‪ ،‬و لذا فهو عالم الغیب والشهادة؟!! فنقول في جواب هععذا الفععاك‪ :‬إن إمکععان حععدوث الشععئ‬
‫لیس دلیل علی وجوده حقیقة‪ ،‬فنحن نعتقد و نؤمن أن ال تعالی قادر علی أن يجعل النسان يأکل‬
‫طعامه و يتناوله عن طريعد مقعده و يقضي حاجته عن طريق فمه‪ ،‬و لکن ذلععك ل يعنععي أن هععذا‬
‫ل أو بما أن ال تعالی قادر علی ذلك فهو قد خلق مثل هذا النسان الشاذ!!‬ ‫موجود فع ً‬
‫لبد لك أن تثبت أن علیًا کان جدك ثم تعال واطلب حقك من میراثه‪ .‬لقد قلععت ان علیعًا کععان افضععل‬
‫من جمیع النبیاء وارفع منزلة‪ !!..‬لم يکن أخًا لهم بل أفضل منهم؟!! إثبت ذلعك بآيععة واحعدة مععن‬
‫کتاب ال تعالی أن علیًا کان بتلك الهمیة والخطورة ثم اخلع علیه صفة العلم بالغیب والشهادة!!‬

‫الدعاء التاسع والثلثون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬مع کل الدلة التي ذکرتها فذلك ل يثبت أن محمععدًا علیععه الصععلة والسععلم کععان يعلععم الغیععب‬
‫والشهادة‪ ،‬نعم لقد اطلعه ال تعالی علی جزٍء محدود منه و ذلك فیما يتعلق برسععالته و دعععوته و‬
‫ما فیه الخیر للمة و هو لم يععرف ذلعك او يطلعع علیعه بنفسعه و انمعا تعلعم ذلعك و اخعذه بواسعط‬
‫جبريل علیه السلم‪ ،‬ثم ان ما تعلمه بواسطة جبیريل قد بلغه للمة واخبر به جمیع أصحابه و لععم‬
‫يخص أحدًا من الصحابة بذلك العلععم فمععن أيععن لععك أنععه قععد خععص علیعًا بشععئ مععن ذلععك بععل الدلععة‬
‫الصحیحة علی نقیض ما تقوله و تدعیه‪ ،‬فالمة تعلمت من نبّیهععا علیععه الصععلة والسععلم الکععثیر‬
‫والکثیر من المور الغیبّیة کأخبار الجنة والنار و إشعراط السعاعة و معا العی ذلعك الشععئ الکععثیر‪،‬‬
‫فکل آية تنزل علیه بأبي هو و أمي کان يبلغها للمة‪ ،‬فما معنعی قولعك أنعه قعد خعص علیعًا بعذلك‬
‫العلم الغیبي و علي بدوره بلغ ذلك للحسن والحسن العی مععن بععده العی أن و مثعل هععذا العلعم العی‬
‫المهدي من دون الناس؟!! ما فائدة هذا العلم اذا لم يکن فیه خیرًا للناس؟ کیف يأخذ المهدي هععذا‬
‫العلم المهم والذي تجعلونه مزّية تفتخرون بها علی سائر الناس ثم مهدي نفسه يکتم هذا العلم و‬
‫يغیب عن أعین الناس و يبقی هذا العلم مدفونًا معه في سرواية؟ اي علم هذا الذي تتجحون به و‬
‫لما کل هذا الصراخ والعويل لیل منها‪ -‬أخرج يعا مهعدي‪ -‬ادرکنعا يعا مهعدي‪ !!!...‬ثعم ان جمیعع معا‬

‫‪752‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ذکرته من هذه اليات إنما جاءت کلها بحق الرسول الکرام علیهم الصلة والسلم و علي رضععي‬
‫ال عنه لم يکن بنیًا و ل رسوًل‪ ،‬فما موضع و مناسبة استدللك بهذه اليات؟!!‬

‫الدعاء الربعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬ذکر في بداية کلمه‪ :‬ان کل مدع للغیب فهو مفتر دجال‪ !!..‬ثم أثبت هععذا العلععم للئمععة؟ نعععم‬
‫لقد استدل علی قوله بأن النبیعاء يعلمععون الغیععب معن القععرآن الکريعم‪ ،‬ثعم أثبععت هعذا العلعم لعلعي‬
‫والئمة من بعده و للولیا‪ ،‬والصالحین کذلك بأقوال ابن ابي الحديد؟!! ياله من کذاب أفاك!!‬
‫کیف تقول في الصفحة التي سبقت هذا الکلم‪ :‬أن کل من أدعی العلم بالغیب فهو کذاب و دجععال‪،‬‬
‫ثم تأتیظ لتنقض قولك هذا و تثبت هذا العلم بنفسك للئمععة والولیععاء و تسععتدل علعی ذلععك بععاقوال‬
‫هععذا الفععاك مثلععك المسععمی ابععن ابععي الحديععد؟ ل يسععتیعد أن تقععول غععدًا ان علمععاءکم و مراجعکععم‬
‫يعلمون الغیب کذلك تعلیم المهدي لهم في النوم او الیقضه فالمر عندك سّیان!!! و ل اسععتبعد ان‬
‫يکون العلم بالغیب کذلك حظ کل مساحر و کاهن و دجال مثلك؟!!!‬

‫الدعاء الحادي والربعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬هذا کذب ل يخفی علی أحد و هو من الکذب المجموع! هععل يعقععل ان الئمععة کععانوا يعلمععون‬
‫الغیب‪ ،‬و لکنهم ل يعلمون أن العنب الذي بین ايعديهم کعان مسعمومًا؟ کیعف ل يعلمعون ذلعك و ان‬
‫أقل ما يعود علیهم بالفائدة ل من هذا العلم ان يحافظوا علی انفسهم من کید اعدائهم بععدل الکلهععم‬
‫لهذا العنب المسموم الذي کان فیه حتفهم؟!!!!‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والربعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫) ينقل من الصل جمیع الدعاء حیث ذکر فیه خمسین مرجعًا (‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ان قولك هذا کقول من يعد الشیطان‪ :‬بما أن ال قععد ذکععر الشععیطان فععي القععرآن فلععذلك نحععن‬
‫نعبده؟ نعم قد ذکر ال تعالی الشیطان في کتععابه العزيععز و فرقععانه الحمیععد‪ ،‬و لکععن السععؤال‪ :‬بععأي‬
‫صفة ذکره؟ و بما أمر عباده المؤمنین؟ هل ذکره في کتابه لیمحه لنععا و يثنععي علیععه غیععرًا ام انععه‬
‫ذکرهو ذکر کفره و عصیانه و تمره لیحذرالعباد منه؟ نعم قد ذکر الشوکاني ذلك فهل لك إن کععانت‬
‫لديك ذرة من ذ الشجاعة أن تکمل الشط الخرين من کلمه؟‬
‫لقد المؤلف ما يربو علی خمسین اسمًا ثم بعد هذه القائمة الطويلة تراه يذکر الحديث باللفظ الذي‬
‫ذکره الکنجي الشافعي نیابة عن المذکورين آنفًا‪ !!..‬لو کان صادقًا فیما يدعیه و کان يتحلی بشئ‬
‫من المانه والمصداقیة والشجاعة لذکر لنا رأي المام ابن حجر العسقلنط و الشوکاني؟!!‬
‫ثم من هذا الکنجي الشافعي؟ ألیس هو ذلك الجاسوس العذي بعاع دينعه و نصعبه لععداء الع معن‬
‫التتار والمغول ثم انتقم ال و تعالی منععه فقطعععه المسععلمون فععي بغععداد إربعًا إر بععاحزاء خیععانته و‬
‫تآمره علی دينه و بلده وردته عن دينه؟!!‬
‫أما بقیه القائمة التي ذکرها في کتابه فهم من ذلععك الطععراز الععذي نعرفععه عععن الکنجععي و سععلیمان‬
‫البلخي و ابن ابي الحديد و أضرابهم‪!!!...‬‬
‫والن تعالوا معنا لنطلع و اياکم علی ما جاء في کتب العلمععاء و مععا ذکععروه مععن اقععوال حععول هععذا‬
‫الحديث‪:‬‬

‫‪753‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫عن ابن عباس قال‪ :‬قال الرسول ال صلی ال علیه وسلم‪ ) :‬أنا مدينة العلععم و علععي بابهععا‪ ،‬فمععن‬
‫أراد العلم فلیأته من بابه ( رواه الطبراني و فیه عبدالسلم بن صالح الهروي و هو ضعیف‪.‬‬
‫و روی الهیمني هذال الحديث بهذا اللفظ في مجمع الزوائد أيضًا و قال‪ :‬هععذا الحععديث ضعععیف‪ ،‬و‬
‫قال ابن حجر العسقلني في کتابه ) تهذيب الخلق ( ان هذا الحديث الحديث مکذوب‪ ،‬و مععع کععل‬
‫هذا القوال في تضعیف هذا الحديث فإن المؤلف قد خلع برفعع الحیعاء و ذکعر اسعماء معن ضععف‬
‫هذا الحديث کشاهد له علی صحة ما يععدعیه و يزعمععه؟!! هععل رأی الععر اؤون اوسععمع السععامعون‬
‫ل و کذبًا مثل هذا؟!!‬
‫دج ً‬

‫الدعاء الثالث والربعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬هذه طبیعة الشیعة هذا ديك فهم فإن الکذب زادهم و غطاءهم و فراشهم و دثارهم‪ ،‬يکذبون‬
‫و يکذبون حتی إذا مل السامع فر من میدان البحث والنقاش فکان بذلك أملهم و مبتغاهم‪ ،‬و نحن‬
‫والحمدل قد أجبنا علی هذا العتراض من قبل اما الحاديث التي ذکرها الحاکم فهي أحاديث فیها‬
‫من الکذب الکثیر‪ ،‬و قد نقل الحاکم نفسه أن علیًا رضي ال عنه کعان يشععرب الخمععر!! هععل تقبععل‬
‫ذلك أو ترتضیه له؟ اما سلیمان البلخي فهو الصوفیة والشیعة لغلة و انتم من يععراه مععن الفقهععاء‬
‫والعلماء أما عندنا فهو لیس بشئ‪ .‬اما کذبك علی المامین الهمامین الجلیلینالهثمي و ابععن حجععر‬
‫العسقلني فهو أوضح من الشمس و قد قال کلمتهما في هذا الحديث و بینا کذبه و ضعفه‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والربعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬کله کذلك‪ :‬لم نر لعلي رضي ال عنه موضعًا في القرآن ذکر فیه صراحة‪ !!!....‬لم يذکر فععي‬
‫القرآن؟ و لم يکن ربك نسیبا‪!!..‬‬
‫من قال بذلك غیرکم أيها الشیعة العلة المارقین؟‬
‫من قال بذلك غیرکم أيها الشیعة العلة المارقین؟‬
‫من قال ان علیًا کان يعلم ظاهر القرآن و باطنه؟‬
‫ل شك ان قائل ذلك هنو سلیمان البلخي فأين دلیله؟‬

‫الدعاء الخامس والربعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬قال ال تعالی » تلك اذًا قسمة فیزی«‬
‫يا له من علم ل فائدة فیه!! کیف لم ينتفع علي بهذه البواب مععن العلععم و هععي أبععواب ل تعععد و ل‬
‫تحصی ؟ أيکون عنده ذلك العلم ثم يهزم من قبل أبي بکر و عمر و عثمان؟ ما فائدة هذا العلععم و‬
‫ما الذي استفاده علي منه حتی يورته لبنه الحسععن والئمععة مععن بعععده؟ لمععاذا لععم تنفعععه کععل تلععك‬
‫البواب من العلم حین تنازل عن الخلفة المعاوية رضي ال عنه جمیععع؟!! إن کنععت أملععك تسعععة‬
‫اعشار العلم ثم إني خلیفة فوق ذلك فععأنی لمععن بملععك ذلععك الجععزء أو البععاب الواحععد مععن العلععم ان‬
‫ينغلب علي أو يتجرأ علی منافستي؟ أم کیف له ان يهزمني؟ ان من يملك هذه البواب التسعة من‬
‫ابواب العلم حري به ان يملك الباب العاشر کذلك‪.‬‬

‫الدعاء السادس والربعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬ل يعد هذا کذبًا فحسب بل هذيانًا من صاحبه‪.‬‬

‫‪754‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء السابع والربعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬ل وال‪ ،‬ل يکون مثل هذا الکتاب عند علي رضي ال عنه ثععم يصععالح معاويععة أو يعیععن ابععا‬
‫موسی مندوبًا عنه‪ ،‬و هو يعلم بواسطة هذا العلعم ان عمعرو بعن الععاص سعوف يخعدعه؟!‪ .‬کیعف‬
‫يکون عنده هعذا العلعم ثععم يعذهب العی المسععجد و هععو يععرف أن عبعدالرحمن بعن ملجعم المععوادي‬
‫متربص به هناك لیقتله و يقضي علیه؟ اما کان من الحکمة أن يجععرد القاتععل مععن سععیفه أو علععی‬
‫أقل شئ ان يجتنبه و يتبعد عنه حتی ل يسمح له بتنفیذ جريمته و مؤامرته فیطعنه بععذلك السععیف‬
‫المسموم و يفلق به هامته!! لو کان هذا الذي تدعونه عند الحسن بن علي لکان علیععه ان يطلععق‬
‫تلعك الزوجعة الخائنععة و لیعذهب العی زوجععاته الصعالحات بعدل ان يتنعاول مععن يعدها ذلعك الشععراب‬
‫المسموم؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والربعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬انظروا رحمکهم ال الی هععذيان هععذا الرجععل حیععث يقععول‪ :‬إن المععام الرضععا کععان عنععد علععم‬
‫المستقبل بواسطة هذا العلم و مما کان يعلمه أنه سیموت قبل الخلیفة المأمون و لهذا السبب فهو‬
‫رفض والية العهد!! و لکنه قبل ذلك عندما رأی الجاح المأمون و إصراره علی ذلك!! لم أخععاف‬
‫من تهديدات المأمون إن کنت أعلم أني سأموت قبله؟!! نعم حتی لععو واجهتمععوني و هععدد تمععوني‬
‫بألف قبائل شالي السلح فلسوف أضععحك علیکععم و اقابععل تهديععدکم بالسععخرية والسععتهزاء لنععي‬
‫أعلم أنکم لن تصلوا الي لني سأموت قبل ذلك!! فدعوکم من هذا الکذب والهذيان‪ ،‬فإن الرضا لم‬
‫يکن يعلم الغیب و إنما قبل بولية العهد طمععًا فعي الخلفعة‪ ،‬و لکعن ألعی الع تععالی تععالی ال أن‬
‫يکشف کذبه هذا الفاك حین قال‪ :‬إنما قتله المعأمون حععتی ل يصعبح خلیفععة مععن بععده؟!! ان کعان‬
‫يعلم الغیب حقًا فهل کان يرضی أو يععذعن تهديععدات المععأمون و هععو يعلععم ان سععوف يقتععل بمجععرد‬
‫قبوله بهذه الوظیفة التي اجبرها علیه؟!!‪.‬‬
‫ثم انظورا الی مهزلته الخیرة حینما قال‪:‬‬
‫قتلوا بضعة ر سول ال بسم القطیعة والحفاء؟!! و سؤالنا هنا‪ :‬إن کان يضعة الرسععول هععذا يعلععم‬
‫الغیب فکیف يسمح لنفسه بتناول هذا العنب المسموم؟ ل يستبعد ان يقول لنا المؤلف کذلك‪ :‬إنهم‬
‫أجبروه علی أکل هذا العنقود المسموم؟!!‬

‫الدعاء التاسع والربعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬إنکم مهما زورتم القععوال واختلفتععم الکععاذيب فععإنکم ل تخفععون علینععا والحمععدل‪ ،‬فععإن مععن‬
‫وضع هذا المذهب الفاسد کعانوا يحسعبون بکعل قعوٍل حسعبابه حعتی ل يخرجعوهم المسعلمون معن‬
‫دائرة السلم‪ ،‬و لذا فهم لم يقولوا ان جبیريل علیه السلم اعطی ذلك الکتاب المختععوم لعلععي مععن‬
‫غیر واسطة بل قالوا‪ :‬إنه اعطی ذلك الکتاب لمحمد صععلی الع علیععه وسععلم و هععو بععدوره اعطععاه‬
‫لعلي!! نعم ان البقاء في دائرة السلم و عدم المجععاهرة بععالکفر و محاربععة الععدين تسععهل علیهععم‬
‫ضربه من الداخل‪ .‬و هکذا کتب سیدنا محمد صلی ال علیه وسلم لعلي کل الوقائع التي مستجري‬
‫علیه ثم اوصاه بالصبر‪ ،‬نعم قال له‪ :‬اصبر علي مععا يصععیبك و زوج بنتععك لعمععر و کععن و زيععره و‬
‫مستشاره و اباك ان تدع الصبر‪ ،‬ثم قال للشیعة من اتباع علط و کل من جاء بعد بعثة النبي صلی‬
‫ال علیه وسلم بألف و أربعمائة عام والذين لم يکن لهم هم و غم ال الطعن بالسععلم و رجععاله و‬

‫‪755‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫حماته‪ ،‬نعم‪ ،‬قال لعلي‪ :‬اصبر و ان من يأتي بعدك سوف ينقمون ممن ظلمك و يأخذوا لك حقععك و‬
‫يکونوا هم اولیاء بنتك الشرعین في تطلیقها مععن عمععر إن کنععت انععت قععد صععبرت و حقنععت دمععاء‬
‫المسلمین بصمتك و قدمت المصلحة علی المطالبة بحقك؟!!!‪.‬‬
‫‪-‬علي يقول‪ :‬سلوني‪-!!...‬‬
‫‪ -‬و نقل المؤلف لقوال أل السنة في ذلك ‪-‬‬
‫قال المؤلععف‪ :‬نقععل کبععار علمععاء أهععل السععنة فععي کتبهععم أن علیعًا قععال‪ » :‬سععلوني عمععا شععئتم و ل‬
‫تسألوني عن شيٍِء ال أنباتکم به« ذکر ذلك سلیمان البلخي و ابو داود في السععنن والمععام أحمععد‬
‫في مسنده والبخاري في صحیحه!!!‬
‫قلت‪ :‬ما قاله هذا الرجل کذب ل يصح‪ ،‬والصحیح هو ما رواه المام مسلم فععي صععحیحه أن النععبي‬
‫صلی ال علیه وسلم صعد المنبر يومًا بعد صلة الظهر ثععم ذکععر أهععوال يععوم القیامععة حععتی أبکععی‬
‫الناس ثم قال‪ :‬سعلوني« نعععم ذکععر ذلعك‪ ،‬و لعم يقععل النعبي صعلی الع علیععه وسععلم » سععلوني عمعا‬
‫شئتم‪ «!!...‬بل قال لهم‪ :‬سلوني عن القیامة و أحوالها‪ ،‬و لکن سلیمان البلخععي اضععاف شععیئًا مععن‬
‫الملح والهارات ثم قال‪ :‬إن علیًا قال‪ :‬سلوني عما شئتم‪ !!!..‬ثم أضیف هنا و أقوال‪ :‬من ايععن نقععل‬
‫سلیمان البلخي هعذا الحعديث و علعی معن اعتمعد فعي ذلعك؟ ان کعان هعو قعد نقعل هعذا الکلم معن‬
‫المصادر السابقة والمعتمدة عن أهل السنة والجماعة باعتباره هو واحعدًا منهعم لکعان أولعی مععن‬
‫ينقل عنهععم هععو المععام مسععلم رحمععه الع؟ فکیععف يعتععبر نفسععه سععینا ثععم يعععرف ععن هععذا السععفر‬
‫العظیم؟!! هل لکم أيها الشیعة ان تجیبونا علی سؤالنا هذا؟!! والن استسمحکم عذرًا و دعععوني‬
‫أبین لکم الفك الثاني الذي ذکره هذا المؤلف حین قال‪ :‬ذکر البخاري في المجلععد الثععاني والعاشععر‬
‫أن‪ -‬ينقل – إن کل من له ادنععی معرفععة و اطلع علععی الجععامع الصععحیح للمععام البخععاري يعلععم أن‬
‫البخاري حینما کتب جامعه هذا إنما کتبه علی و رتبه علی الکتب والبواب مثل قوله رحمه العع‪:‬‬
‫کتاب الجهاد‪ ....‬باب الدعاء في الجهاد‪ ...‬کتعاب الصعلة ‪ ...‬بعاب دععاء السعجدة و هکعذا‪ ،‬فلعو لعم‬
‫يکن هذا المدعي کذابًا و أفاکًا لذکر لنا في أي باب او کتاب ورد ذلك في صحیح البخاري و لععذکر‬
‫کذلك رقم الحديث ان امکعن ذلعك و لتععدرکوا مکععر هععذا الرجععل و إفکععه اضععرب لکعم هعذا المثععال‪:‬‬
‫تصودوا لو أنععي اردت دعععوتکم العی زيععارتي فععي منزلععي بمدينععة بیشععاور فقلععت لکعم‪ :‬اذا دخلععت‬
‫المدينة من جانبها الغربي فعلیك أن تعد المنازل التي تقععع فععي تلععك الجهععة فععإن منزلععي فیهععا هععو‬
‫المنزل الرابع والسبعین بعد المائة السابعة!!! هل بأمکانکم ان تعدوا جمیع المنععازل الواقعععة فععط‬
‫تلك المنطقة لتصلوا بعدها الی المنزل المذکور؟ إن ما ذکره هذا المدعي ل يمکن لمسلم ان يقبلععه‬
‫لنه لم يکن دقیقًا و صادقًا في هذا العز و أو الحالة علی کتاب المام البخاري!!!‪.‬‬

‫الدعاء الخمسون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫ذکر المؤلف هنا قصة و هي من مفتريات المدعو ابن ابععي ابععي الحديععد هععذا‪ ،‬ثععم نقععل عععن مسععند‬
‫ل قال لعلي و کان جالسًا في مسجد الکوفة‪ :‬لقععد مععات خالععد بععن‬ ‫المام أحمد هذه الحکاية‪ :‬إن رج ً‬
‫عوطعة فقعال علعي‪ :‬لعم يمعت و ل يمعوت حعتی يقعود جیعش الضعللة و صعاحب لعوائه حعبیب بعن‬
‫عمار«‪!!!..‬‬
‫قلت‪ :‬ان المام أحمد رحمه ال هو إمام الحنابلة فکان ينبغععي إن صععحت هععذه الحکايععة ان يکععون‬
‫الحنابلة اشدًا شیعًا و اکثر حرصًا علیه منك و من أمثالك فل حاجععة لععك او لغیععرك أن يععدعوهم أو‬
‫يرغبهم في هذا المذهب الفاسد‪ ،‬والقصة هذه کما قلت من خزعبلت و مفتريات ابععن ابععي الحديععد‬

‫‪756‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫استاذك و إمامعك ؟! لعم يخطعر ببعال هعذا المعأفون المخعذول أن يعأتي يعوم يفشعو فیعه العلعم حعتی‬
‫يستطیع أحدنا ان يجد الحديث الذي يريده من بین کل أحاديث المسند والتي تبلع سبع و عشععرون‬
‫الف حديث تقريبًا في دقیقة واحدة او اقل من ذلك؟!! ام تراه قال في نفسععه‪ :‬لععن يسععتطیع أحععد أن‬
‫يبحث او يکلف نفسه عناء ذلك لیظهر کذبي و زيفي و خاصة الجهلععة منهععم‪ ،‬و لکععن ال ع تعععالی‬
‫فعنحه واظهر کذبه و يسفضحهم الواحد تلو الخر و إن کید دبك باظالمین لشديد‪.‬‬

‫الإدعاء الحادي والخمسون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت ‪ :‬أرأيتم إلی هذا الذي يعد نفسه بن أهل العلم وأهله؟ يستدل بأقوال الفاکین والدجالین أمثاله‬
‫ابن ابي الحديد وسلیمان البلخي و يعتبرهم من کبار علماء أهل السنة ولکنه ل يری للمام مسلم‬
‫وزنًا يذکر!! فهذا هو البحث العمي الذي تعلمه في مدارس العلم ومعاهده؟ لیععس هععذا فحسععب بععل‬
‫يستدل من کتبنا لیحتج بها غلینا؟!!!‪ .‬سبحان ابي!!‬

‫الدعاء الثاني والخمسون بعد المائة الرابعة ‪:‬‬


‫قلت ‪ :‬ل أعرف ما الحکمة ولماذا يکتب هذه المدعي کل بحث علی حدة؟ وکأنه بحث مستقل عععن‬
‫الخر ؟!!‬
‫إذا قلت أن علیًا کان يعلم الغیب والشهادة‪ ،‬فذلك يقتضي أنه کان يعلم کل شيء؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الثالث والخمسون بعد المائة الرابعة ‪:‬‬


‫قلت ‪ :‬ل أری لذلك أهمیة تذکر ؟ إن کان يعلم الغیب فهو سیعلم هذا أيضًا من باب أولی !!‬

‫الدعاء الرابع والخمسون بعد المائة الرابعة ‪:‬‬


‫قلت ‪ :‬أوًل‪ :‬ل أری لهذِه الفیحة ابن ملجم فائدة أو من ورئها طائل ‪.‬‬
‫ثانیًا ‪ :‬جاءنا هذِه المرة بشاهد آخر‪ ،‬وهو )مسترکار اليل( نعم جاءنا به هذِه المععرة يععذل سععلیمان‬
‫البلخي!! إن کان هذا النجلیزي يؤمن حقًا ان علیًا کان ممن يعلمون الغیب فقععل لععي بععال علیععك‪:‬‬
‫لماذا لم يسلم؟ ثم إن السؤال الذي اراه ملحًا هنا ‪ :‬ان کان علي رضي ال عنععه يعععرف عبعدالحمن‬
‫بن ملجم ويعرف صفته و انه قاتله‪ ،‬وکذلك يعرف انععه سععیقتله فععي سععاعة کعذا وفععي المکععان کععذا‬
‫ي ؟ ما الذي عاد علیععه بالفععائدة مععن‬‫وبالطريقة کذا فلماذا لم يضرب عنق هذا الفاجر الماجن الشق ّ‬
‫عامه للغیب رضي ال عنه؟ الم يکن جهله بهذا العلم افضل من العلم به ؟ اللهععم انعا نعوذبععك مععن‬
‫علم ل ينفع ‪---‬آمین‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والخمسون بعد المائة الرابعة ‪:‬‬


‫قلت ‪ :‬الذي نعلمه أن وفاة سلیمان البلخي کانت عام الف و مئتان وثلثعة وسععتعون فمعن ايععن لعه‬
‫کل تلعك العلعوم العتي تعدعون حصعوله علیهعا وإلمعامه بهعا؟ ل نعدري لعلعه کعان يعلعم الغیعب هعو‬
‫أيضًا ؟!!‬

‫الدعاء السادس والخمسون بعد المائة الرابعة ‪:‬‬

‫‪757‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ذکر المؤلف تسعة أحاديث و کلها أحاديث موضوعة ول تصععح عععن رسععول الع صععلی الع علیععه‬
‫وسلم ثم يقول ‪ :‬نقل سلیمان البلخي في کفابه )ينابیع المودة( هذا الحديث ‪:‬‬
‫عن ابن عباس قال ‪ :‬اخذ بیدي إلمام علي في لیلة مقتمرة فخرج بي الی البقیع بعد العشا وقععال‪:‬‬
‫اقرأ يا عبدال فقرأت ‪ :‬بسم ال الرحمن الرحیم‪ ،‬فتکلم لي أسرار الباء الی بزوغ الفجر«‬
‫قلت ‪ :‬يا حسرة علی هذا الخائب المبغون ولمثاله بماذا سععیجیبون الع تعععالی وقععد قععال الرسععول‬
‫اللع صلی علیه وسلم » من کذب علی متعمدًا فلیتبؤا مقعهد من النار « فل أدري مععن أي مصععدر‬
‫أو کتاب نقل سلیمان البلخي هذا الحديث ؟ الکل يعلم أن سلیمان البلخي لم يکععن مععن المعاصععرين‬
‫لرسول ال صلی ال علیه وسلم ولم يکن واحدًا من اصحابة‪ ،‬وانما کععان بینععه وبیععن رسععول الع‬
‫صلی ال علیه وسلم الف وما ئتععي عععام !! وأنععت ايهععا المععدعي‪ ،‬مععا الععذي دعععاك الععی السععتدلل‬
‫بأقوال سلیمان البلخي وهو لم يکن من رواة الحديث ول من أهله!! لماذا لم تنقل من المصععدر أو‬
‫الکتاب الذي أخذ منه هذا القول او ذاك ؟ أن الجواب کما اعتقد واضح ل يحتاج الععی إطالععة وهععو‬
‫أن الراوي الحقیقي لهذه الحاديث و القوال إنما هو سععلیما البلخععي وابععن ابععي جديععد و أمثالهمععا‬
‫فالکل إنما خرج من جعبة أقوالهم وکنانة سهامهم المسمومةالتي أرادوا مععن خللهععا ان يصععیبوا‬
‫بها السلم و أهله بمقتل ولکن ال خیب ظنهم و ابطل کیدهم وال غالب علی أمععر وناصععر دينععه‬
‫ومظهر برهانه والحمدل ‪.‬‬

‫الدعاء السابع والخمسون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫ذکر المؤلف أنه يومًا قال لسیو الفرنسي‪ :‬أن الامام علععي کععان يقععول‪ :‬مثععل نجععوم السععماء کمثععل‬
‫المدن عندکم‪ ،‬فتعجب المسیو الفرنسي من هذا القول ثم قید اسم کتابنا عنده؟!!‬
‫قلت‪ :‬ان هذا الخبر ل يصح والنجوم ل تشبه المدن عندنا و انما هععي عبععارة عععن کععرات ناريععة و‬
‫هي مکونة من غازات و لیست من التربة کما هو الحال في ارضنا الععتي نعیععش علیهععا!! و بهععذا‬
‫نعلم ذلك الخطأ الجسیم الذي ارتکبه المجلسي حینما قال ذلك‪ ،‬و ل عجبًا إن کان المجلسي قد قال‬
‫ذلك‪ ،‬ألیس هو القائل‪ :‬إن ال تعالی يذهب کل لیلة جمععة لزيعارة الحسعین؟!! ثعم معا الحاجعة العی‬
‫قول هذا او ذاك و عندنا کتاب ال تعالی و قد ضرب ال تعالی لنا فیه من کععل مثععل و أوضععح فیععه‬
‫السبل و أخبرنا عن خلق الکون بمععا فیععه مععن سععماء و أرض و نجععوم و أنبأنععا کععذلك ععن بعععض‬
‫الخبار المستقبلیة و کل ما يهم المسلم في دينه و دنیاه يجده في کتععابه الع و سععنة نععبّیه الکريععم‬
‫علیه الصلة والسلم و لیس لعلي في ذلك من المر شئ کما أن ذلك لیس لحد من بشعر غیعره!!‬
‫نعم إن علیًا رضي ال و سائر الصععحابة رضععي الع عنهععم أجمعیععن کععان لهععم الفضععل بعععد الع و‬
‫رسوله علی المة فبهم نصر ال هذا الدين و بهم وضععحب معععالمه و هععم السععلف الصععالح الععذين‬
‫بلغوا لنا المانة التي بعث بها سید ولد آدم أجمعین و لذلك فنحععن نحبهععم و نجلهععم و نحععترمهم و‬
‫نعرف قدرهم و نترضی عنهم و خاصة منهم العشرة المبشرة و منهم علي‪ ،‬و هو رضي ال عنه‬
‫لم يکن يعرف الغیب کما تدعي ذلك!!‬
‫فماذا تقصد بالنجوم؟ إن تقصد بهععا تلعك النجععوم السععیارة الععتي تعتعبر هعي المحعور والمرکععز لمعا‬
‫سواها من النجوم الخری حیث الکل يععدرو حولهععا فتلععك نجععوم ل يسععتطیع علععي ان يراهععا حععتی‬
‫ل و أيدت ذلك کله البحوث العلمیة والمکتشععفات الجديععدة‬ ‫يشیر الیها؟ کما أنه قد ثبت شرعًا و عق ً‬
‫انه ل يوجد کان حي علی هذه الکواکب والنجوم‪ ،‬فکیف بعد ذلك تدعون انها کالمدن التي نعرفها‬
‫أو تشابهها؟!!‪.‬‬

‫‪758‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثامن والخمسون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬إن اعتراف ابن ابي الحديد لتلك المکانة العلمیة التي کان يتحلی بها علععي رضععي ال ع عنععه‬
‫کاعترافکم أنتم له رضي ال عنه سواء سواء!!‬

‫الدعاء التاسع والخمسون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬الیوم الواحد = ‪ 1440‬دقیقة‪ ،‬ولن لنفترض أن قومًا جاؤوا لتهنئة الرسول صلی ال علیععه‬
‫ل‪ ،‬و نصف الیوم هو ) ‪ ( 700‬دقیقععة! ولععو افترضععنا کععذلك أن‬ ‫وسلم في تمام الساعة العاشرة مث ً‬
‫کل ملك أراد أن يهنئ النبي صلی ال علیه وسلم و هذا يعني أنه يحتاج علی أقل تقدير الی نصف‬
‫دقیقة إذًا فهذا يعني أنه لو وقف الیععوم کلععه لسععتقبال المنهئیععن لسععتطارع أن يهنععئ » ‪«1300‬‬
‫ملکًا‪ ،‬حسنا‪ ،‬فاذا اراد أن يهني الملئکة البالغ عددهم ) ‪ (000/120‬فإنه يحتاج الی‬
‫ولن هل لکم ان تجیبوننا کیف استتاع علي رضي ال عنه أن يوق بین حديثه مععع النععاس و فععي‬
‫الوقت نفسه بعد الملئکة الذين جاؤوا الی التهنئة و يفهم لغه کل ملك من الملئکة البالغ عددهم‬
‫) ‪ ( 12000‬الف ملك و ذلك کل ملك کان يتکلعم بلغعة تختلعف ععن لغعة الملعك الخعر!!! کیعف اذًا‬
‫تدعون أنکم لستم من الغلة‪ ،‬و انکم ل تعتبرون علیًا إلها؟!!‬
‫رحم ال تعالی شیخ السلم ابن تیمیة حینما قال فیکم‪ » :‬إن الشیعة قوم بهت «‪.‬‬

‫الدعاء الستون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬اذا فأنت تدعي أن دلیله علی ما يقول هو هذه الية الکريمة؟ نقول لك‪ :‬قد تکون مصیبًا‪ ،‬و‬
‫لکن علیك ان تعید قراءة الية کاملة من غیر قطع أو فصل بین اول الية و آخرها لتقععف بنفسععك‬
‫و تعرف المعنی والحکم المراد من الية دون الحاجة الی أي شخ آخر و لتعلم أن ال تعععالی أمععر‬
‫عبادة فیها عن التنازع أن يحکموًا کتععاب الع تعععالی و سععنة رسععوله فهمععا المرجععع والملذ عنععد‬
‫التنازع والختلف و لنتأکد من حقیقة هذا القول تعالی لنقرأ هذه الية الکريمة‪ :‬قععال تعععالی » يععا‬
‫ايها الذين آمنوا أطیعوا ال و اطیعوا الرسول و اولي المر منکم فإن تنازعتم في شي فردوه الی‬
‫ال و والرسول« أرأيتم کیف لم يأمر ال تعالی بالرد العی اولعي المعر عنعد التنعازع والختلف و‬
‫إنما أمرنا بالرد الی ال و رسوله!! نعم نحن ل نعرف ذلك الرجل الخیععالي المسععمی بعلععي والععذي‬
‫هو من بنات افکارکم و ل يعیش الی رؤوسکم الخربة حتی نرجع الیه و تتحاکم عنده اذًا اخلتفنععا‬
‫و تنازعنا؟!!!‪.‬‬

‫الدعاء الحادي والستون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬نعم نحن ل ننکر طاعة أولي المر بل نأمر بذلك إذا کان قععوله ل يخعالف الکتععاب والسععنة و‬
‫لیس فیه أمر بمعصیة والدلیل علی ذلعك قعول المعصعوم ابعي القاسعم علیعه الصعلة والسعلم » ل‬
‫طاعة لمخلوق في معصیة الخالق« و أن اقولك‪ :‬إننا نطیع أولي المر حتی و لو کان منهم فاسععقًا‬
‫فذلك صحیح لمرية فیه و ل ريب و لکن المر علی إطلقه و إنما ذلك في حالة واحععدة و هععو ان‬
‫هذا الفاسق الذي أصبح ولیًا لمر السملمین إنما جععاء للحکععم والسععلطة بععالقوة والغلبععة و فععرض‬
‫نفسه علی المسلمین فرضًا بحیث ل يستطیع المسععلمون عزلععه او تنحیتععه عععن السععلطة هععذا مععن‬
‫جهة و من جهة أخری أل يکون ممن ينکر ما هو معلوم من الدين بالضرورة و لععم يرتکععب إثمعًا‬

‫‪759‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل يخرجه عن الملة أو يأمر بشئ فیه معصیة ال و رسوله فإن فعل ذلععك فل تجععب طععاعته‬ ‫او عم ً‬
‫البته!! کما أن للمسلمین منععه أو صعّده ععن فسعقه و فجعوره اذا اسعتطاعوا ذلعك و ل فلبعد معن‬
‫نصحه ماللین اذا کان ذلك في قدرتهم و تحت استطاعتهم و اذا لم يستطیعوا ذلك فعلیهععم النکععار‬
‫بالقلب و ذلك اصتعف اليحان کما شهد بذلك الحديث الصحیح‪.‬‬
‫ل افضل و طريقًا أقوم و وسیلة أنجع فهاتوها فإنا نرحب بکل مععا فیععه الخیععر‬
‫اما اذا کان لديکم ح ً‬
‫والرشد والستقامة للمة السلمیة کلها‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والستون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬أهل السنة والحمدل متفقون علی أن الذي تبايعه المععة السععلمیة علععی المامععة ل تشععترط‬
‫فیه العصمة و لیس بالضرورة ان يکون ولي المر معصومًا!! کما إننا لم نقععل أن علعی المععة أن‬
‫تطیع ولي المر في الصغیرة والکبیرة مهما کانت‪ ،‬بل قلنا‪ :‬تجب طاعته اذا کععان موافق عًا للکتععاب‬
‫والسنة‪ ،‬و ذلك لن المة لبد لها من إمام و هعي بحاجعة الیهعا لحاجتهعا العی المعاء والهعواء فل‬
‫يمکن ان نتصور حکومة و دولة من غیر امام کما أنه ل يکون هناك مسععمی حقیقععي للمععام مععن‬
‫غیر طاعة‪ ،‬نحن نتکلم عن واقع و حیاة و نظام يعلم به بین افراد هعذه المعة المسعلمة!! نحعن ل‬
‫نغیش عالم الرؤی والخیعالت والوهعام!! اخرجعا الینعا مهعديکم معن سعردابه إن کعان لعه حقیقعة‬
‫وانظروا بعدها هل سنطیعه أم نعصیة ثم بعد ذلك لکععم الحععق الکامععل فععي تأنیبنععا والقععائ اللئمععة‬
‫علینا؟!‬

‫الدعاء الثالث والستون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫يعترض المؤلف و يقول‪ :‬ينبغي بولي المر للمة أن يکعون شخصعًا واحعدًا و ل يصععح أن يکععون‬
‫عدة اشخاص‪.‬‬
‫قلت‪ :‬و نحن نقول بذلك أيضًا‪ ،‬و لکن ماذا عساك ان تفعل اذا کنت ل تجد علی ارض الواقع الذي‬
‫يعیشه المسلمون و ذلك الشخص الواحد؟ کلنا نرغععب و نععود و هکععذا ينبغععي أن يکععون للمععة ال‬
‫سلمیتر کلها ولي أمر واحٍد والکل بعغیش تحت مظلة خلیفععة واحععد و لکععن ينبغععي شععئ و واقععع‬
‫المر شئ آخر فماذا عساك ان تفعل و ما أنت قائل؟!!‪.‬‬

‫الدعاء الرابع والستون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬حاصل المر و بیعد عن فلسقك و هذرك فإن فععي النتیجععة سعتجد نفسعك مصععطرًا العی تنفیعذ‬
‫السلطة التي يرأسها ابن عبد العزيز حال ذهابك الی السعودية لنه هو ولي المعر هنعاك!! و کمعا‬
‫ذکرت لك سابقًا ان الشخص اذا أخذ زمام السلطة بالقوة و فرض نفسه علی المة فععإن نسععتطیعه‬
‫مکرهة شاءت أم أبت و انت ستطیعه أيضًا أما اذا تمکنت المة من عز لععه واسععتبدا لععه عععن هععو‬
‫أصلح للمامة والخلفة فهذا أمر ل ينکر أحدا ستحسانه واستضوا به ‪.‬‬

‫الدعاء الخامس والستون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬هاتنا بالمهدي و أقنعه أن يعدل عن رأيه و اصرارة علععی البقععاء فععي سععرداب سععامراء فععإن‬
‫جاءنا و رأيناه فانظر عندما أنطیعه أم ل؟!! إن أولي أمرکم الععذين هععم خلفععاء الع فععي ارضععه قععد‬
‫هربوا واختفوا عن نععاظر اولععي المععر فععي هعذه الرض الععذنی جععاؤوا اللسععلطة بععالقوة و الکععراه‬

‫‪760‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫والغلبة‪ ،‬فماذا انت فاعل؟ اما کان ينبغي أن يععذکر ذلععك فععي القععرآن لتکععون المععة علععی بنیععة مععن‬
‫أمرها فیقال لها و بکل صراحة و شغا فیه ان المقصود بأولي المر في هذه الية هو علي رضي‬
‫ال عنه؟ فنصععیحتي لععك‪ ،‬ال تتعععب نفسععك و دعععك عععن هععذا اللععف والععدوران والحععديث عععن هععذا‬
‫الموضوع بما ل طائل من ورائه!!‬
‫ل صحیحًا من کتاب ال تعالی و لو آية واحدة تثبت هذا الحععق أو هععذا‬ ‫کلما قلنا للمؤلف ‪ :‬هات دلی ً‬
‫الدعاء او ذات‪ ،‬جاءنا باليات التي تتکلم عن أبینا آدم علیه الصلة والسععلم او ابراهیععم الخلیععل‬
‫علیه الصلة والسلم و اذا سألناه کیف ذلك؟ قال ألیس علي مععن ولععد آدم؟!!‪ .‬هععذا هععو أسععلوب و‬
‫طريقة الشیعة في الحجاج والمجادلة؟! طريقة ملؤها اللجاج والعناد والمماحلة فععإذا اراد أحععد أن‬
‫يناقشععهم أو يجععادلهم اجععبروه علععی تععرك النقععاش لنخلععوا لهععم الجععو فیقولععوا مععا شععاؤوا و مععتی‬
‫شاؤوا‪ !!!..‬و ل تذهب بعید فهذا الکتاب الذي بین ايدينا و اعني بععه کتععاب لیععالي بیشععاور والععذي‬
‫أنفق لیه مؤلفه الخاسر المغبون سني عمره و ساعاته من أصدق المثکععة علععی مععا نقععوله!! هععا‬
‫نحن قد قرأنا صحیحي البخاري و مسععلم فلععم نععر فیهععا ذکععرًا للتقععي و ل العسععرکي ول غیععره مععن‬
‫الئمة‪ ،‬کما أن هذه اليات ل تعلق لها بعلي رضي ال عنه‪ ،‬و لو قلنا جدًل‪ :‬أن المقصود والمععراد‬
‫من أولي المر في الية هو علي رضي ال عنه فما فععائدة ذلععك‪ ،‬و مععا الخیععر الععذي سععیعود علععی‬
‫المة من وراء ذلك؟ لقد مات علي‪ ،‬واختفی المهدي و آثر النوم والراحة والدعععة والسععکون فععي‬
‫ل بعصًا غلیظة فل يجرؤا اشجع الرجال علی النظععر الیععه فمععا‬ ‫السرداب الذي أوقفوا علی بابه رج ً‬
‫بالك بالمسکین الذي هوب من ايدي اغلئه؟!!‬
‫و في نهاية المر نجد انفسنا و اياك أيها المدعي الی ترشیح أن تنصیب من يجمع أمر هذه المة‬
‫من الشتات والضیاع الذي حّل بها أمرًا ل مفر منه و ل مناص عنه!!‪.‬‬

‫الدعاء السادس والستون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬إن مما يعتقده أهل السنة والجماعععة و واتفقععوا علیععه طععوال تععاريخهم المجیععد أنععه ل يوجععد‬
‫هناك أحد من أمة محمد صلی ال علیه وسلم بعد نبیها من هو معصومًا من الخطأ والزلل بل کععل‬
‫يؤخذ منه و يرد عیه ال اباالقاسم علیه الصلة والسلم فهو الذي عصععمة ال ع تعععالی مععن الخطععأ‬
‫فبلغ الرسالة اکمل تبلیععغ و أدی المانعة علعی أحسعن وجعه فتبعارك مععن کملععه بععالخلق الفاضععلة‬
‫والصفات الجمیلة و جنبه عن رذائل الخلق و ذمیمها‪ .‬و أما قول سلیمان البلخي فهو مخالف ل‬
‫قوال أهل السنة والجماعة و هذ خیر دلیل علی کون البلخي هذا شععیعي محعترق و لعم يکعن يومعًا‬
‫سنیا او حنفّیا طرفة عین!!!‪.‬‬
‫والن هل لك أن تجیبونا علی هذا السؤال؟‬
‫لماذا کلما أردتم الحديث عن عقیدة أهععل السععنة والجماعععة نراکععم تجععرون لهععتین خلععف المععدعو‬
‫سلیمان البخلي الحنفي هذا؟ ما الداعي الی تعظیمه و نثر عبارات التمجید والکلمات الفادنحة مع‬
‫أنععه و کمععا تزعمععون أنتععم واحععدًا مععن مقلععدي مععذهب المععام ابععي حنیفععة النعمععان علیععه الرحمععة‬
‫والرضوان!! لماذا ل تتحدثوا حین تتحععدثوا عععن عقیععدة أهععل السععنة والجماعععة ل تتحععدثوا عنهععا‬
‫بلسان إمامها الجبل الشامغ والعلم الراسخ أبي حنیفة رحمه ال؟ لمععاذا ترکتععم الحععديث ععن إمععام‬
‫هذا المذهب و ذهبتم تهیمون علی وجوهکم بحثًا عن شخص نکرة مجهول تائه في دروب جبععال‬
‫الهند و کوش من أرض افغانستان؟!!‬

‫‪761‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء السابع والستون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬أوًل‪ :‬لم نعتقد يومًا أو نعتبر أن الخلفاء المنتخبین من قبععل المععة أو جماعععة المسععلمین هععم‬
‫المجتبین من قبل ال تعالی حتی نتتظر يعد ذلك أن تتنزل في حقهم اليات القرآنیه‪.‬‬
‫ثانیًا‪ :‬الکل يعلم أن المامة تعتبر عندکم من الصول المهمة و أحد أهم الرکان التي يقععوم علیهععا‬
‫الدين فإن لم يکن لديکم في ذلك مائة آية فل أقل من آية واحععدة تثبععت أهمیععة هععذا الرکعن العظیععم‬
‫الذي هو أهم من الصلة التي جعلها ال تعععالی عمععود الععدين و رکنععه المععتین!! فقیاسععك هععذا مععع‬
‫الفارق‪ ،‬فنحن عندما يسألك الدلیل من القرآن الکريم عن عدد ابناء المام التقي هل کععانوا أربعععة‬
‫أم خمسة فعندها يکون لديك الحق و يصح قیاسك و لك أن تقول لنععا حینهععا‪ :‬ان القععرآن لععم يععذکر‬
‫عدد رکعات الصلة کذلك؟!! فقولك هذا ل صلة له بموضوعنا هذا الیه و مثلك کمثل ذلك السععارق‬
‫الذي دخل بستانًا فتسلقَأحد الشجار المثمرة و أخذ يقطف التفاح و يضع في کیسه فرآه صاحب‬
‫البستان فصاح به‪ :‬يا عديم الحیاء ال تخجل من عملك هذا کیف تدخل بستاني و تسرقني نهععارا؟‬
‫فأجابه السارق من عٍل‪ :‬و أنت لماذا لم تشتر لهلك الکسوة والثیاب؟!!!‪.‬‬
‫أفهمت الن؟ إن قیاسك المامة و انها أصل عظیم من أصول هذا الدين علی عدد رکعععات الصععلة‬
‫کجواب هذا السارق لصحاب البستان!!‪.‬‬

‫الدعاء الثامن والستون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬جاء في القرآن اکثر من سبعمائة آية في الصلة و احکامها و هي فرع من فععروع الععدين و‬
‫رکن واحد من أرکانه و جاءت کذلك العديد من اليات الععتي تتکلععم عععن الوضععوء والغسععل و همععا‬
‫کذلك من فروع الدين‪ ،‬فکیف لم تأت آيععة واحععدة فععي المامععة و هععي عنععدکم أصععل أقیععل مععن هععذا‬
‫الدين؟‬

‫الدعاء التاسع والستون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬جاولت جاهدًا أن تثبت حق المامععة لعلععي مععن کتععاب الع تعععالی ثععم عععدلت عنععه الععی أقععوال‬
‫الحمويني و الهمداني و سلیمان البلخي و محمد بن يونس الشیرازي!! و لکن قععل لنععا‪ :‬مععن هععذا‬
‫الخیر الذي ذکرت اسمه في زمر ة العلماء الجلء والئمة الفطاحل؟ اتراه أحد علماء أهل السنة‬
‫و نحن ل نعرفه؟!!‪.‬‬

‫الدعاء السبعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬أظنك قد وعدتنا أن تأتینا بالدلیل من القرآن؟ ألیس کذلك؟ ثم علیك أن تعلم‪ ،‬إن کان سلیمان‬
‫البلخي هذا واحدًا من اکبر علماء أهل السنة و لم يکن شیعیًا فهذا يعني ان عبدالرحمن ابن ملجم‬
‫کان أحد أصدقاء علي و لم يکن عدوة؟!!‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬إن کان سلیمان البلخي و ابن ابي الحديد والهمداني هم کبار علماء أهل السنة فذلك يقتضععي‬
‫بالضرورة ان المام البخاري و مسلم و المام أحمد و أبو حنفیة و مالك والشافعي و ابن کععثیر و‬
‫ابن رجب و شیخ السلم ابن تیمیة و ابن القیم رحمهم ال رحمة واسعة لم يکونوا ال من صغار‬
‫علمائنا نعم لم تعتبرهم ال من أصاغر العلیماء و ذلك لنك لم تستدل باقوالهم و لم نرك تععأبه بهععم‬
‫في کتابك؟!!‬

‫‪762‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫إن ما أخبر به القرآن و ذکرته السنة المطهرة حقیقععة لمنععاص منهععا و ممععا ذکععراه وقععوع بعععض‬
‫الحداث المستقبلیة فمنها من وقع و رأينا و رأی من قبلنا حقیقة ما أخععبر بععه الکتععاب والسععنة و‬
‫منه ما سیقع في المستقبل العاجل والجل و منه ما وقع بعضععه و لععم يقععع بعضععه الخععر و هکععذا‬
‫فکل ما أخبر به ال تعالی و أخبر به رسوله و صح نقله الیبا فإنه يتعع لمحالة و مما أخبرنا بععه‬
‫الرسول اعلیه الصلة والسلم أنه سیحکم اثنا عشر خلیفة‪ ،‬نعععم لقععد صععح ذلععك عععن رسععول الع‬
‫صععلی الع علیععه وسععلم و لکنهلععم يقععل أن هععؤلء الخلفععاء سععیحکون و يظهععرون بالتتععابع او أن‬
‫ل اذا مات واحد خلیفة الخر‪ ،‬کما انه لم يذکر أن السجین سیکون خلیفة و‬ ‫حکمهم سیکون متص ً‬
‫لم يقل أن الخائف الهارب المذعور أحد هؤلء الخفاء الثنا عشر‪ ،‬و لم يقل کذلك انه عمر أحدهم‬
‫خمس سنوات او اقل أو اکثر من ذلك بقلیععل حینمععا يتععولی الخلفععة؟!! ثععم إن تماثععل ععدد أئمتکععم‬
‫ل کافیًا اذ لبد من توفر الشروط الباقیة لیصح قععولکم و‬ ‫الثنا عشر لما جاء في الحديث ل يعّد دلی ً‬
‫قیاسکم!!‬
‫کیف نعد موسی بن جعفر خلیفة و هو لععم يجلععس للخلفععة يومعًا واحععدًا و انمععا کععان سععجینا بععأمر‬
‫الخلیفة آنذاك هارون الرشید؟ کیف يمکننععا اعتبععار علععي الرضععا خلیفععة دون المععأمون الععذی هععو‬
‫الخلیفة الفعلي والحقیقي في الوفت الذي لم نر الرضا قد تولی الخلفة و لو لسععاعة واحععدة حیععث‬
‫کان ولیًا للعهد بأمر المأمون و قد توفي في حیاة الخلیفة العباسععي المععأمون بععن الخلیفععة هععارون‬
‫الرشید؟!! إذا تماثل أقوالکم لبعض ما جاء في حعديث النعبي صعلی الع علیعه وسعلم ل يعنعي أنعه‬
‫يوافقه من کل وجه و صدق من قال‪ :‬لیس کل ذي شارب أبوك!!‬
‫کنت ذات يوم أجلس مع بعض الصدقاء في المحل الذي نبیع فیه العسععل‪ ،‬فععدخل علینععا مجموعععة‬
‫من الرجال بینهما رجل‪ ،‬يحمل بیده عصا و أجلسوه علعی کرسعي کعان فععي المحععل ثعم طلبععوا منعا‬
‫ل و قالوا‪ :‬هذا أمیر المؤمنین و خلیفة المسلمین!! لقد رفعنا الرايععة السعوداء و سععوف نفتععح‬ ‫عس ً‬
‫الهند و بیت المقدس!! و کأنهم کانوا يقصدون بقولهم هذا الحديث الذي جاء عن النبي صلی الع‬
‫علیه وسلم حیث اخبر منه علیه الصلة والسلم ان رجاًل يبعثهم ال من خراسان يحملون الراية‬
‫السود يفتح علیهم بیت المقدس و کذلك الحديث الذي ذکر فیه حرب في الهند!!‬
‫قلت‪ :‬فکون انهم يحملون الراية السوداء و کون ان الرجل الذي کان يحمل تلك العصا من قريعش‬
‫ل کافیًا علی صحة خلفة من يدعي ذلععك؟ أو أن الحععديث إنمععا‬ ‫او أنه من بني هاشم ل يعد ذلك دلی ً‬
‫يعني هذا الشخص دون غیره؟ و بالفعل فقد رأينا هذه الجماعة و ظهرت لنا نتیجة عملهععم حیععث‬
‫بععاءت دعععوتهم بالفشععل الععذريع و ذلععك هععو أمیععر المععؤمنین يعیععش لجئا او مقیمعًا فععي العاصععمة‬
‫البريطانیة لندن؟!!‪ .‬فمثلك أيها المدعي مثل هؤلء الدعاة الی أمر هو لیس من حقهم و لععم يقععدر‬
‫ال تعالی أن يکون من نصیبهم!!‬
‫و لکن لرب سائل يسأل‪ :‬فما هو التفسیر الصحیح لهذا الحديث؟ و قبل أن أجیب علی هذا السؤال‬
‫لبد من القول‪ :‬أن رسول ال صلی ال علیه وسلم قد أخبر المة ان هنععاك أمععور سععتقع فععي آخععر‬
‫الزمان أو في ال زمتة المسقتلیة و نحن لم نکن نعرف المراد الدقیق منها ال بععد وقوعتهعا مثععل‬
‫اجتماع الیهود في بیت المقدس و قد اجتمعوا هناك و حديث بناء السور و هم قد بععدأوا ببنععاءه و‬
‫حديث قتالهم علی ضفتي النهر و حديث حربنا معهم و القضاء علیهم و هذه الحداث لم تقع بهد‬
‫و ل ندري من الذي سیقاتلهم و کیف و متی؟!! والن فقد ورد کععذلك مععن الحععاديث الصععحیحة و‬
‫هي تحکي لنا ان هناك إثنا عشعر خلیفعة سعیظهرون فعي هعذه المعة و کلهعم يحکعم علعی منهعاج‬
‫النبوة و لو تمعنا هذه الحاديث و راجعناها فإنه يتبین لنا أن الخلفاء الراشدين رضععي الع عنهععم‬

‫‪763‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫و عمر بن عبدالعزيز أفضل من يصدق علیهم هذا الحديث وال تعالی أعلم بمن سیأتي بعدهم‪ ،‬ثم‬
‫أخبرنا النبي صلی ال علیه وسلم أنه سیأتي بعد هذا الحکم علی منهاج النبوة ملکا عضوضًا ثععم‬
‫سیکون في آخر الزمان حکمًا علی منهاج النبوة و لعله مهدينا ل مهّیکم و خلصععة القععول‪ :‬فععإن‬
‫هذا الحديث الذي جاء فیه ذکععر الئمععة الثنععا عشععر ل يشععیر الععی أئمتکععم أنتععم و ل يتعلععق بهععم و‬
‫حجتکم رحضة فالحديث يتکلم عن اولئك الخلفاء الذين يظهرون في هذه المة ثم يحکمون علععی‬
‫منهاج النبوة و يمکن الع لهععم فععي الرض أمعا أئمتکععم فتمسععاکین لعم يععروا مععن العدنیا ال ظلمععة‬
‫السجون والشراب المسموم؟!! نعم ان الخلیفة المسلم لبد له معن شعروط يجعب أن تتعوفر فیعه و‬
‫منها أن يکون هو صاحب السلطة والکلمة فععي الدولععة و ان يکععون هععو المععر سععجن مععن سععرآه‬
‫يستحق لذلك من الظلمة ل أن يکعون هععو المحبععوس فععي عنعاهب السععجون کمعا ذکرتعم ذلعك ععن‬
‫إمامکم موسی الکاظلم؟!! الخلیفة هو الذي بیده تعیین ولي العهد الذي يراه مناسبًا لخللفععة و ل‬
‫يعینه من ترونه معتصبًا لخلفة مععن هععو أحععق بالخلفععة منععه!! ثععم ان الخلیفععة هععو العذي يخشععی‬
‫سطوته و جبروته العتاة والعصاهة ول يعقل ان يکععون هععو بنفسععه خائفعًا يععترقب ثععم يهععوب مععن‬
‫اعدائه و يختفی ال البد و ذلك مثل مهديکم الذي فّر و غاب و لم يعثر أحٌد له علععی أثععر؟! ألیععس‬
‫أختفائه هذا و فراره من يد اعدائه دلیٌل علی أنه ل يستحق أن يکعون خلیفعة بکعل معا تحمعل هععذا‬
‫الکلمة من هییة و جلل و تقديي و احترام‪!!!...‬‬

‫الدعاء الحادي والسبعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬الجاحظ هذا ل يعّد من أهل السنة والجماعة و کععل معن ععرف هعذا الرجعل و ععرف عقیعدته‬
‫سیقول بقولنا و هو أقرب الیکم ايها الشیعة منا‪.‬‬

‫الدعاء الثاني والسبعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫بعد هذه المقدمة الطويلة والقوال العديدة يذکر لنا المؤلف قععول ذلععك السععني الععذي أتانععا بععه مععن‬
‫عالم الوهام والحلم فیقول‪ :‬لقد عثرت علی جواب السؤالي الهععام والععذي يقععول‪ :‬هععل ورد اسععم‬
‫علي في القرآن؟ و لماذا لم يرد فیه؟ والن دعونا نطرح هذا السؤال و بعیععدًا عععن تلععك المنععاظرة‬
‫الوهمیة التي ل حقیقة لها علی ارض الواقع فأقول‪ :‬تعلم جیدًا أيها المدعي الکذاب إنععه ل يسعععنا‬
‫و لیععس ذلععك فععي قععدرتنا أن نرفععع رؤوسععنا لنقععرأ مععا کتععب علععی العععرش‪ ،‬فمععاذا انتفععت القععدرة‬
‫والستطاعة فأصبح هذا المکتوب کعدمة لنه يصبح عديم الفائدة‪ ،‬والکععل يعلعم إن أحعدنا إذا أراد‬
‫يکتب شیئًا هامًا واراد أن يطلع علیه سائر الناس فإنه يسععتوجب علیععه أن يکتععب هععذا المععر فععي‬
‫موضع يسهل علی الجمیع قراءته والطلع علیه من غیر مشععقة تععذکر!! فععالتکلیف ل يکععون ال‬
‫بمستطاع معاوم واضح الدللة والعبارة و هذا کتاب ال تعالی ألم ينزل علی رسول ال صلی العع‬
‫علیه وسلم من العرش؟ فلو کان ادعاؤکم صحیحًا لذکر ال تعععالی فیععه أسععماء أئمتکععم فلععو کععانت‬
‫اسماؤهم مکتوبة علی ساق العرش ابتداءًا يعلي الحسن والحسین والسجاد والبععاقر والصععادق و‬
‫موسی والرضا والتقي والنفي والعسکري و آخرهم هو المهدي‪ ،‬فلماذا نر ذلك في الکتععاب الععذي‬
‫انزل ال من علیاء عرشه؟!!‬
‫نعم لقد قرأنا القرآن و تعبدنا ال تعالی بتلوته و آمنا به و بما جاء فیه و قرأنععا فععي هععذا القععرآن‬
‫أسماء النبیاء والمرسلین من لدن آدم الی محمد صلی ال علیه وسلم و لکن لم نجععد لمععن کتبععت‬
‫اسماؤهم علی ساق العرش اثرًا يذکر فیه !‬

‫‪764‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫الدعاء الثالث والسبعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬مادمت علی هذه العقیععدة الفاسععدة حیععث تعتععبر علیعًا الهععا مععن دون الع تسععب ازواج النععبي‬
‫الطاهرات و تطعن في عرضه ضلی ال علیه وسععلم فل تقوقععع أو تنتظععر منععا أن نتفععق معکععم أو‬
‫نهادنکم طرفة عین فأنتم حقًا أعداء ال و رسوله و دينه و شرعه؟!!‬

‫الدعاء الرابع والسبعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬کلم فارغ‪ ،‬و أقوال مکررة‪ ،‬آمنت بها أيها المعدعي و اعتقعدتها و رأيعت العمعل بهعا شعرعًا‬
‫تجب طاعته و لقد عکمت قبل غیرك انه مذهب لم تقم دغائمه ال علی محاربة العقیدة الصععحیحة‬
‫والمذهب الحق الذي آمن به أهل السنة والجماعة فهعل تنتظعر بعععد ذلعك أن تجتمععع کلمتععه السععنة‬
‫والشیعة علی مذهب هو اقرب الی الجاهلیة الجهلء منه الی السلم و سماحته و طاهرته!! انتم‬
‫يا معشرالشیعة ديدان ل تعیش ال في الماکن اعظلمععة و ل يمکنکععم أن تسععتمروا فععي العیععش ال‬
‫علی محاربعة الحععق و أهلععه‪ ،‬و دينکععم إنمعا يقععوم علعی الکعاذيب والمفتريعات و سععبا والنصعاف‬
‫والنزاهة ما تقدمونه للخرين مسوی شیئًا واحدًا‪ :‬ان عمر قد ظلم علّیا واغتصب حقه!!!‬

‫الدعاء الخامس والسبعون بعد المائة الرابعة‪:‬‬


‫قلت‪ :‬الکذاب الظاهر في قوله‪ ،‬هو أنه يديد أن يثبت تلك القدسیة والحترام لععبیوت الع تععالی لعم‬
‫تکتسب لکونها مساجد للذکر والصلة و انما اکتسبت ذلك لوجود نبي أو وصي قد دفین فیهععا؟!!‬
‫يريد ان يثبت ذلك لیمهد الطريق الی عیادة القبر المنسوب الی علي والحسین زوراً و بهتانًا نعم‪،‬‬
‫اقول زورًا و بهتانًا لنه ل يوجد دلیل صحیح ان هذا القبر المنسوب الی علي هو قبره حقیقة!!‬
‫نعم لو کان ذکر ال تعععالی فیهععا مرتبععط بععدفن أحععد الشععهداء فیهععا فلمععاذا يععا تععری أبععدلت مسععاجد‬
‫الندلس هناك الی دور للخنا والزنا فنذقرون عديدة؟ هل ذلك أيضًا من برکة دماء الشهداء الععذين‬
‫دفنوا فیها؟!!‬
‫و لماذا جعل الروس حینما اسععتولوا علععی بخععاری و سععمرقند مععن المسععاجد اصععطبل لخیععولهم و‬
‫اماکن لمراقصهم؟!!‬

‫الخاتمة‬
‫الکلمة الخیرة‪:‬‬
‫أحیل ابي علی التقاعد و رأی أن يعمعل محاسعًا لعدی أحعد اثريعاء العاصعمة اليرانیعة طهعران‪ ،‬و‬
‫عندما جاء لزيارتي الی بیشععاور و لول مععرة قعال لععي مععن قبیععل النصععیحة مععن جهععة و مععن بععاب‬
‫التعصب للمهذهب الشیعي من جهة أخری مبديًا أسفه أن جهوده التي بذلها ذهبت هبععاءًا منثععورًا‬
‫و لم تؤت أکلها والثمرة الموجوة منها فقال‪ :‬ان الرجل الثري يذهب خمسة عشععر يوم عًا الععی قععبر‬
‫المام الرضا من کل سنة حیث يوقم علی خدمة هذا القبر الشريف مع انه يملك المليین!!!‬

‫‪765‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫ل‪ :‬و قد اشتری الحاج الثري نسخًا کثیرة مععن کتععاب » لیععالي بیشععاور « و کععل زائر‬ ‫ثم اضاف قائ ً‬
‫يأتي الیه من المحفظات المختلفة يقدم له نسخة منه کهديععة منععه!! و ذات يععوم بععاع هععذا الکتععاب‬
‫بروبیتین أفغانیتین لرجل أفغاني‪،‬فجاءه هذا الفغاني في صباح الیععوم الثععاني طالبعًا منععه اسععترداد‬
‫الکتاب ثم قال له‪ :‬ان إمامنا و شیخنا يقول‪ :‬ل تقرأوا هععذا الکتععاب و ل تنظعروا فیعه‪ ،‬و هعذا يعدل‬
‫دللة واضحة ل تحتاج معها الی قول قائل أن الفغععان کععانوا ل يتفقععون مععع صععاحب الکتععاب و ل‬
‫يجیزون النظر في الکتاب‪.‬‬
‫ثم قال أبي‪ :‬عندما رجع هعؤلء قلعت للحعاج صعاحب العمعل و ذلعك معن بعاب النصعحیة‪ :‬علیعك ال‬
‫تسخط المشترين و ال لن يأتوا الیك مرة أخری؟!! فقال الحععاج الععثري‪ :‬ل يععأتون؟ الععی جهنععم! ل‬
‫يأتون؟ الی سقر!‬
‫أعلمتم الن ما هو السر الذي کان وراء اسعتمرار هعذا المعذهب الشعیعي الفاسعد؟!! اقعرأوا کتعاب‬
‫لیالي بیشاور من أوله الی آخر صفحة فیه فإنکم لن تجدوا فیه صفحة واحدًا تخاومن الکععذب‪!!..‬‬
‫و لو کان لدی الشیعة من الدلة ما لدی السنة من الدلة القوية الصحیحة المتنعععة لسععتطبعت أن‬
‫استخرج جذور جمیع الجیال التي مضت من ابناء اهل السنة والجماعة ولقنعتهم بمعا لعدينا معن‬
‫الحق والهدی الصحیح!!‬
‫ل واحدًا علی صحة ما يقول بل جمیع الدلة متظاهرة علیه‬ ‫أنا اعرف جیدًا ان المؤلف ل يملك دلی ً‬
‫و داحضة ما لديه وهي ضد العقیدة التي آمن به و نامخ عنها‪ ،‬نعم إنععه ل يملععك مععن الدلععة شععیئًا‬
‫يذکر و لکنه بمثابرته و صبره و نفسه الطويل استطاع ان يکتب لیالي بیشاور هذا الکتاب الععذي‬
‫يتألف من ألف صفحة بالتمام والکمال الف هذا الکتاب و قد فیحی يوقته و لععم نطلععب مقابععل ذلعك‬
‫من المنافع الدنوية والمادية شیئًا يذکر و ماذاك ال لخدمة مذهبه الباطل و عقیععدته الفاسععدة‪ ،‬و ل‬
‫يفهم من کلمي هذا أنه ل يوجد بین أهععل السععنة مععن قععدم مثععل هععذا و مثلععه الکععثیر بععل إن هنععاك‬
‫اللف من علماء أهل السنة والجماعة من قدم الکثیر والکثیر في سبیل خدمة هذا الععدين بععل مععا‬
‫يقدمه الواحد من ابناء أهل السنة والجماعة ل يستطیع أحد من الشیعة أن يقععدمه و لععو احتمعععوا‬
‫له!!‬
‫إن أبناء اهل السنة والجماعة علی استعداد تام لتقدم النفس رخیصه في سععبیل دينهععا و عقیععدتها‬
‫بینما ل يوجد من الشیعة من هو علی استعداد لن لنجي بنفسه حقیقة فععي سععبیل هععذا الععدين و ل‬
‫يملکون ال الدعاء فقط‪.‬‬
‫فقولي هذا موجة بالدرجة الولی الی المتکاسلین من أبناء أهل السنة لیأخذوا بزمام المبادرة الی‬
‫العمل الجاد لخدمة هذا الدين منهجًا و عقیدة‪ ،‬ان کلمي هذا موجه لمععن سععیقفون غععدًا بیععن يععدي‬
‫الرب الجلیل لیسألهم بما قدموه في سبیل خدمة دينهم و أمتهععم!! کمععا أنععه نصععیحة موجهععة الینععا‬
‫نحن کذلك لنکون علی استعداد تام لخدمة ديننا و عقیدتنا و کتاب ربنا الذي أمرنععا بالععدعوي الععی‬
‫هذا الدين القويم بالحکمة والموعظة الحسنة و إني علی يقین تععام أن هنععاك الکععثیر مععن الشععیعة‬
‫متعطشون الی سماع الکلمة الصادقة و معرفة الحق علی لسان أهله و انهم إذا يسمعون لعرفوه‬
‫و آمنوا به واتبعوه‪ ،‬فهل فطنا الی صعوبة المهمة الملقاة علی عاتقنا؟ و هععل وعینععا ثقععل المانععة‬
‫المناطة بنا؟ ل تشادوا الذين فإن ماشعاد أحعد هعذا العدين ال غلبعه!! و ان الهدايعة بیعد الع تععالی‬
‫يهدي الیه من يشاء‪ ،‬ألم أکن واحدًا منهم؟ بلی‪ ،‬کنت منهم‪ ،‬و لکن الحق يحتاج الی تلك الحنععاجر‬
‫التي تصیح و تهتععف بععأعلی مععا تسععتطیع‪ » .‬والععذين جععاؤوا مععن بعععدهم يقولععون ربنععا اغفرلنععا و‬
‫ل للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحیم«‪.‬‬ ‫لخواننا الذين سبقونا باليمان و ل تجعل في قلوبنا غ ً‬

‫‪766‬‬
‫ترجمة ‪ :‬محمد سعود‬
‫أيــــــام‬ ‫تأليف ‪ :‬محمد باقر‬
‫العبودي‬ ‫بيشــــــاور‬ ‫سجودي‬

‫‪767‬‬

You might also like