Professional Documents
Culture Documents
النبوات
النبوات
فصل في معجزات النبياء التي هي آياتهم وبراهينهم كما سماها الله آيات وبراهين
وللنظيييييييار طيييييييرق فيييييييي التميييييييييز بينهيييييييا وبيييييييين غيرهيييييييا وفيييييييي وجيييييييه دللتهيييييييا
أما الول فان منهم من رأى أن كل ما يخرج عن المر المعتاد فانه معجزة وهو الخارق للعادة إذا إقييترن
بدعوى النبوة وقد علموا أن الدليل مستلزم للمييدلول فيلييزم أن يكييون كييل ميين خرقييت لييه العييادة نبيييا
فقالت طائفة ل تخرق العادة إل لنبي وكذبوا بما يذكر من خوارق السحرة والكهان وبكرامات الصييالحين
وهذه طريقة أكثر المعتزلة وغيرهم كأبي محمد بن حزم وغيره بل يحكيى هيذا القيول عين أبيي إسيحاق
السفراييني وأبي محمد بن أبي زيد ولكن كأن في الحكاية عنهما غلطا وإنما أرادوا الفرق بين الجنسييين
وهؤلء يقولون إن ما جرى لمريم وعند مولد الرسول فهو إرهاص أي توطئة وإعلم بمجيء الرسول فما
خرقت في الحقيقة إل لنبي فيقال لهم وهكذا الولياء إنما خرقييت لهييم لمتييابعتهم الرسييول فكمييا أن مييا
تقدمه هو من معجزاته فكذلك ما تأخر عنه وهؤلء يستثنون ما يكون أمام الساعة لكن هييؤلء كييذبوا بمييا
تواتر من الخوارق لغير النبياء والمنازع لهم يقول هي موجودة مشهودة لمن شهدها متييواترة عنييد كييثير
من الناس أعظم مما تواترت عندهم بعض معجزات النبياء وقد شهدها خلق كثير لييم يشييهدوا معجييزات
النبياء فكيف يكذبون بما شهدوه ويصدقون بما غاب عنهم ويكذبون بما تواتر عنييدهم أعظييم ممييا تييواتر
غيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييره
وقالت طائفة بل كل هذا حق وخرق العادة جائز مطلقا وكل ما خرق لنبي من العييادات يجييوز أن يخييرق
لغيره من الصالحين بل ومن السحرة والكهان لكن الفرق أن هذه تقترن بها دعييوة النبييوة وهييو التحييدي
وقد يقولون إنه ل يمكن
النبوات
أحد أن يعارضها بخلف تلك وهذا قول من إتبع جهما على أصله في أفعييال اليرب مين الجهمييية وغيرهييم
حيث جوزوا أن يفعل كل ممكن فلزمهم جواز خرق العادات مطلقا على يد كيل أحييد واحتياجوا ميع ذليك
الى الفرق بين النبي وغيره فلم يأتوا بفرق معقول بل قالوا هذا يقترن به التحدي فمن إدعى النبوة وهو
كاذب لم يجز أن يخرق الله له العادة أو يخرقها له ويكون دليل على صدقه لمييا يقييترن بهييا ممييا ينيياقض
ذلك فان هذين قولن لهم فقيل لهم لم أوجبتم هذا في هذا الموضع دون غيره وأنتم ل توجبون على الله
شيئا فقالوا لن المعجزة علم الصدق فيمتنع أن تكيون لغييير صييادق فييالمجموع هيو الممتنييع وهيو خييارق
العادة ودعوى النبوة أو هذان مع السلمة عن المعارض فقيل لهم ولم قلتم إنه علم الصدق على قولكم
فقالوا إما لنه يفضي منع ذلك إلى عجزه وإما لنه علم دللتييه علييى الصييدق بالضييرورة فقيييل لهييم إنمييا
يلزم العجز لو كان التصديق على قولكم ممكنا وكون دللتها معلومة بالضرورة هييو مسييلم لكنييه ينيياقض
أصولكم ويوجب أن يكون أحد الشيئين معلوما بالضرورة دون نظيره وهذا ممتنع فإنكم تقولون يجيوز أن
يخلق على يد مدعي النبوة والساحر والصالح لكن إن إدعى النبوة دلت على صدقه وإن لييم يييدع النبييوة
لم تدل على شيء مع أنه ل فرق عند الله بين أن يخلقها على يد مدعي النبييوة وغييير مييدعي النبييوة بييل
كلهما جائز فيه فاذا كان هذا مثل هذا فلم كان أحدهما دليل دون الخر ولم إقترن العلم بأحد المتماثلين
دون الخر ومن أين علمتم أن الرب ل يخرقها مع دعوى النبوة إل علييى يييد صييادق وأنتييم تجييوزون علييى
أصييييييييلكم كييييييييل فعييييييييل مقييييييييدور وخلقهييييييييا علييييييييى يييييييييد الكييييييييذاب مقييييييييدور
ثم هؤلء جوزوا كرامات الصالحين ولم يذكروا بين جنسها وجنس كرامات النبياء فرقا بل صييرح أئمتهييم
أن كل ما خرق لنبي يجوز أن يخرق للولياء حتى معراج محمد وفرق البحر لموسييى وناقيية صييالح وغييير
ذلك ولم يذكروا بين المعجزة والسحر فرقا معقول بل قد يجوزون أن يأتي الساحر بمثل ذلك لكن بينهما
فرق دعوى النبوة وبين الصالح والساحر البر والفجور وحذاق الفلسفة الذين تكلموا في هذا الباب مثييل
إبن سينا وهو أفضل طائفتهم ولكنه أجهل من تكلم
في هذا الباب فإنهم جعلوا ذلك كله من قوى النفس لكن الفرق أن النبي والصالح نفسييه طيياهرة يقصييد
الخيييير والسييياحر نفسيييه خبيثييية وأميييا الفيييرق بيييين النيييبي والصيييالح فمتعيييذر عليييى قيييول هيييؤلء
ومن الناس من فرق بين معجزات النبياء وكرامات الولياء بفروق ضعيفه مثييل قييولهم الكراميية يخفيهييا
صاحبها أو الكرامة ل يتحدى بها ومن الكرامات ما أظهرها أصحابها كإظهار العلء بن الحضييرمي المشييي
على الماء وإظهار عمر مخاطبة سارية على المنبر وإظهار أبي مسلم لمييا ألقييي فييي النييار أنهييا صييارت
عليه بردا وسلما وهذا بخلف من يدخلها بالشياطين فإنه قد يطفئها إل أنهييا ل تصييير عليييه بييردا وسييلما
وإطفاء النار مقدور للنس والجن ومنها ما يتحدى بها صاحبها أن ديين السييلم حييق كمييا فعيل خالييد بين
الوليد لما شرب السم وكالغلم الذي أتى الراهب وترك السيياحر وأميير بقتييل نفسييه بسييهمه باسييم ربييه
وكييييان قبييييل ذلييييك قييييد خرقييييت لييييه العييييادة فلييييم يتمكنييييوا ميييين قتلييييه ومثييييل هييييذا كييييثير
فيقال المراتب ثلثة آيات النبياء ثم كرامات الصالحين ثم خوارق الكفار والفجار كالسحرة والكهان ومييا
يحصل لبعض المشركين وأهل الكتاب والضلل من المسلمين أما الصالحون الييذين يييدعون إلييى طريييق
النبياء ل يخرجون عنها فتلك خوارقهم من معجزات النبياء فإنهم يقولون نحن إنما حصل لنييا هييذا باتبيياع
النبياء ولو لم نتبعهم لم يحصل لنا هذا فهؤلء إذا قدر أنه جرى على يد أحدهم ما هو من جنس ما جييرى
للنبياء كما صارت النار بردا وسلما على أبي مسلم كما صيارت عليى إبراهييم وكميا يكيثر الليه الطعيام
والشراب لكثير من الصالحين كما جرى في بعض المواطن للنبي صلى اللييه عليييه وسييلم أو إحييياء اللييه
ميتا لبعض الصالحين كما أحياه للنبياء وهي أيضا من معجزاتهم بمنزلة ما تقدمهم من الرهاص ومع هيذا
فالولياء دون النبياء والمرسلين فل تبلغ كرامات أحد قط مثل معجزات المرسلين كما أنهم ل يبلغون
في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم ولكنهييم قييد يشيياركونهم فييي بعضييها كمييا قييد يشيياركونهم فييي بعيض
أعمالهم وكرامات الصالحين تدل على صحة الدين الذي جاء به الرسول ل تدل علييى أن الييولي معصييوم
ول على أنه تجب طاعته في كل ما يقوله ومن هنييا ضييل كييثير ميين النيياس ميين النصييارى وغيرهييم فييان
الحواريين وغيرهم كانت لهم كرامات كما تكون الكرامات لصالحي هييذه الميية فظنييوا أن ذلييك يسييتلزم
عصمتهم كما يستلزم عصمة النبياء فصاروا يوجبون موافقتهم في كل ما يقولون وهذا غليط فيان النيبي
وجب قبول كل ما يقول لكونه نبيا إدعى النبوة ودلت المعجزة على صدقه والنبي معصوم وهنا المعجزة
ما دلت على النبوة بل على متابعة النبي وصحة دين النبي فل يلزم أن يكون هييذا التييابع معصييوما ولكيين
الذي يحتاج إلى الفرقان الفرق بين النبياء وأتبيياعهم وبييين ميين خييالفهم مين الكفييار والفجييار كالسييحرة
والكهان وغيرهم حتى يظهر الفرق بين الحق والباطل وبين ميا يكيون دليل عليى صيدق صياحبه كميدعي
النبوة وبين مال يكون دليل على صدق صاحبه فإن الييدليل ل يكييون دليل حييتى يكييون مسييتلزما للمييدلول
متى وجد وجد المدلول وإل فاذا وجد تارة مع وجود المدلول وتارة مع عدمه فليس بدليل فآيييات النبييياء
وبراهينهم ل توجد إل مع النبوة ول توجد مع ما يناقض النبوة ومدعي النبوة إما صادق وإما كاذب والكذب
يناقض النبوة فل يجوز أن يوجد مع المناقض لها مثيل مييا يوجيد معهييا وليييس هنيا شييء مخيالف لهيا ول
منييياقض فيييإن الكفييير والسيييحر والكهانييية كيييل ذليييك ينييياقض النبيييوة ل يجتميييع هيييو والنبيييوة
والناس رجلن رجل موافق لهم ورجل مخالف لهم فالمخالف مناقض وإذا كان كذلك فيقال جنييس آيييات
النبياء خارجة عن مقدور البشر بل وعن مقدور جنس الحيوان وأما خوارق مخالفيهم كالسحرة والكهييان
فإنها من جنس أفعال الحيوان من النس وغيره من الحيوان والجن مثل قتييل السيياحر وتمريضييه لغيييره
فهذا أمر مقدور معروف للناس بالسحر وغير السحر وكذلك ركوب المكنسة أو الخابية وغييير ذلييك حييتى
تطير به وطيرانه في الهواء من بلد إلى بلد هذا
فعل مقدور للحيوان فان الطير يفعل ذلك والجين تفعيل ذليك وقيد أخيبر الليه أن العفرييت قيال
لسليمان أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وهذا تصرف في أعييراض الحييي فييان المييوت والمييرض
والحركة أعراض والحيوان يقبل في العادة مثل هذه الغراض ليس في هذا قلب جنس إلييى جنييس
ول في هذا ما يختص الرب بالقدرة عليه ول ما تختييص بييه الملئكيية وكييذلك إحضييار مييا يحضيير مين
طعام أو نفقة أو ثياب أو غير ذلك من الغيب وهذا إنما هو نقل مال من مكان إلى مكان وهذا تفعله
النس والجن لكن الجن تفعله والناس ل يبصرون ذلك وهذا بخلف كون الماء القليل نفسييه يفيييض
حتى يصير كثيرا بأن ينبع من بين الصابع من غير زيادة يزادهييا فهييذا ل يقييدر عليييه أنسييي ول جنييي
وكذلك الخبار ببعض المور الغائبة مع الكذب في بعض الخبار فهذا تفعله الجيين كييثيرا مييع الكهييان
وهو معتاد لهم مقدور بخلف اخبارهم بما يأكلون وما ييدخرون ميع تسيمية الليه عليى ذلييك فهيذا ل
تظهر عليه الشياطين وبنو إسرائيل كانوا مسلمين يسييمون اللييه وأيضييا فخييبر المسيييح وغيييره ميين
النبياء ليس فيه كذب قط والكهان ل بد لهم من الكذب والرب قد أخبر فييي القييرآن أن الشييياطين
تنزل على بعض الناس فتخبره ببعض المور الغائبة لكن ذكر الفرق فقال هل انبئكم على مننن تنننزل
الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون كذلك مسرى الرسول صيلى الليه علييه
وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد القصى ليريه الرب من آياته فخاصة الرسول ليست مجرد
قطع هذه المسافة بل قطعها ليريه الرب من اليات الغائبة ما يخبر به فهذا ل يقدر عليه الجن وهييو
نفسه لم يحتج بالمسرى على نبوته بل جعله مما يؤمن به فأخبرهم به ليؤمنوا به والمقصود إيمانهم
بما أخبرهم من الغيب الذي رآه تلك الليلة وإل فهم كانوا يعرفون المسجد القصى ولهذا قال ومننا
جعلنا الرؤيا التي أريناك إل فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن قال ابن عباس هي رؤيا عين أريهييا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به وهذا كما قال في الية ولقنند رآه نزلننة أخننرى عننند
سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى
لقد رأى من آيات ربه الكبرى وكذلك ما يخبر به الرسول من أنباء الغيب قال تعالى عالم الغيييب فل يظهيير
على غيبه أحدا إل من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه وميين خلفييه رصييدا فهننذا غيننب الننرب
الذي اختص به مثل علمه بما سيكون من تفصيل المور الكبار على وجه الصدق فان هذا ل يقنندر عليننه إل ال ن
والجن غايتها أن تخبر ببعض المور المستقبلة كالذي يسترقه الجن من السماء مع ما في الجن من الكذب فل بنند
لهم من الكذب والذي يخبرون به هو مما يعلم بالمنامات وغير المنامات فهنو منن جننس المعتنناد للننناس وأمننا منا
يخبر به الرسول من المور البعيدة الكبيرة مفصل مثل إخباره إنكم تقاتلون الترك صنغار العينن ذلنف الننوف
ينتعلون الشعر كأن وجوههم المجان المطرقة وقوله ل تقوم الساعة حتى تخرج نننار مننن أرض الحجنناز تضننيء
لها أعناق البل ببصرى ونحو ذلك فهذا ل يقدر عليه جني ول إنسي والمقصود أن ما يخننبر بننه غيننر الننبي مننن
الغيب معتاد معروف نظيره من الجن والنس فهو من جنس المقدور لهم ومنا يخنبر بنه الننبي خنارج عنن قندرة
هؤلء وهؤلء فهو مننن غيننب ال ن الننذي قننال فيننه فل يظهر على غيبيه أحيدا إل مين ارتضييى مين رسيول
واليات الخارقة جنسان جنس في نوع العلم وجنس في نوع القدرة فما اختص به النبي من العلم خييارج
عن قدرة النس والجن وما اختص به من المقدورات خارج عن قدرة النس والجن وقدرة الجن في هذا
الباب كقدرة النس لن الجن هم من جملة من دعاهم النبياء إلى اليمان وأرسييلت الرسييل اليهييم قييال
تعالى يا معشر الجن والنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هننذا ومعلييوم أن
النبي اذا دعا الجن إلى اليمان به فل بد أن ييأتي بآييية خارجيية عين مقييدور الجيين فل بيد أن تكيون آيييات
النبياء خارجة عن مقدور النس والجن وما يأتي به الكاهن من خبر الجن وغيايته أنييه سيمعه الجنيي لميا
استرق السمع مثل الذي يستمع إلى حديث قوم وهم له كارهون وما أعطاه الله سليمان مجموعه يخرج
عن قدرة النس والجن كتسخير الرياح والطير وأما الملئكة فالنبياء ل تدعو الملئكيية إلييى اليمييان بهييم
بل الملئكة تنزل بالوحي على النبياء وتعينهم وتؤيييدهم والخييوارق الييتي تكييون بأفعييال الملئكيية تختييص
بالنبياء
وأتباعهم ل تكون للكفار والسحرة والكهان ولهذا أخبر الله تعالى أن الذي جياء بيالقرآن مليك ل شييطان
فقال إنه لقول رسول كريم ذي قوة عنند ذي العنرش مكينن مطناع ثنم أمينن ومنا صناحبكم بمجننون ولقند رآه
بالفق المبين وما هو على الغيب بضنين وما هو بقول شيطان رجيم وقال نزل بننه الننروح الميننن علننى قلبننك
لتكون من المنذرين وقال قل نزله روح القدس من ربك بالحق وقال من كان عدوا لجبرينل فنانه نزلننه علنى
قلبك باذن ال وقال هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكننثرهم كنناذبون
فينبغي أن يتدبر هذا الموضع وتعرف الفروق الكثيرة بين آيات النبياءوبين ما يشتبه بها كما يعرف الفرق
بين النبي وبين المتنبي وبين ما يجيء به النبي وما يجيء به المتنبي فييالفرق الحاصييل بييين صييفات هييذا
وصفات هذا وأفعال هذا وأفعال هذا وأمر هذا وأمر هذا وخيبر هيذا وخيبر هيذا وآييات هيذا وآييات هيذا إذ
الناس محتاجون الى هذا الفرقان أعظم من حاجتهم الى غيره والله تعالى يبينه وييسره ولهذا أخييبر أنييه
أرسل رسله باليات البينات وكيف يشبه خير الناس بشر الناس ولهذا لما مثلوا الرسول بالساحر وغيييره
قييييييال تعييييييالى انظننننننر كيننننننف ضننننننربوا لننننننك المثننننننال فضننننننلوا فل يسننننننتطيعون سننننننبيل
وقد تنازع الناس في الخوارق هل تدل على صلح صاحبها وعلى وليته لله والتحقيق أن ميين كييان مؤمنييا
بالنبياء لم يستدل على الصلح بمجرد الخوارق التي قييد تكييون للكفييار والفسيياق وإنمييا يسييتدل بمتابعيية
الرجل للنبي فيميز بين أولياء الله وأعدائه بالفروق التي بينها اللييه ورسييوله كقييوله أل إن أولينناء ال ن ل
خوف عليهم ول هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون وقد علق السعادة باليمان والتقوى في عييدة مواضييع
كقوله لما ذكر السحرة ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند ال خير لو كانوا يعلمون وقوله عيين يوسييف
نصيب برحمتنا من نشاء ول نضيع أجر المحسنين ولجر الخرة خيننر للننذين آمنننوا وكننانوا يتقننون وقوله فييي
قصة صالح
فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي أن قد أكرمك الله قال النييبي صييلى اللييه عليييه وسييلم ومييا
يدريك أن الله قد أكرمه قالت ل والله ل أدري فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما هو فقد أتيياه اليقييين
من ربه وإني لرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعييل بييي ول بكييم قييالت فييوالله ل أزكييي
بعده أحدا أبدا قالت ثم رأيت لعثمان بعد في النوم عينا تجري فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه
وسييييييييييييييييييييييييييييييييييييييلم فقييييييييييييييييييييييييييييييييييييييال ذاك عملييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه
وأما من لم يكن مقرا بالنبياء فهذا ل يعرف الولي من غيره إذ اليولي ل يكيون وليييا إل إذا آمين بالرسيل
لكن قد تدل الخوارق على أن هييؤلء علييى الحييق دون هييؤلء لكييونهم ميين أتبيياع النبييياء كمييا قييد يتنييازع
المسلمون والكفار في الدين فيؤيد الله المؤمنين بخوارق تدل على صحة دينهم كمييا صييارت النييار علييى
أبي مسلم بردا وسلما وكما شرب خالد السم وأمثال ذلك فهذه الخوارق هييي ميين جنييس آيييات النبييياء
وقد يجتمع كفار ومسلمون ومبتدعة وفجار فيؤيد هؤلء بخييوارق تعينهييم عليهييا الجيين والشييياطين ولكيين
جنهم وشياطينهم أقرب الى السلم فيترجحون بها علييى أولئك الكفييار عنييد ميين ل يعييرف النبييوات كمييا
يجري لكثير من المبتدعيية والفجييار ميع الكفيار مثيل ميا يجييري للحمديية وغيرهيم ميع عبيياد المشيركين
البخشية قدام التتار كانت خوارق هؤلء أقوى لكونهم كانوا أقرب الى السلم وعند من هو أحق بالسلم
منهم ل تظهر خوارقهم بل تظهر خوارق من هو أتم إيمانا منهم وهذا يشبه رد أهل البدع على الكفار بمييا
فيه بدعة فإنهم وإن ضلوا من هذا الوجه فهم خير ميين أولئك الكفييار لكيين مين أراد أن يسييلك إليى الليه
على ما جاء به الرسول يضره هؤلء ومن كيان جيائرا نفعيه هيؤلء بيل كلم أبيي حاميد ينفيع المتفلسيف
ويصير أحسن فان المتفلسف مسلم به إسلم الفلسفة والمؤمن يصير به إيمييانه مثييل إيمييان الفلسييفة
وهييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييذا بخلف ذاك
والخوارق ثلثة أنواع إما أن تعين صاحبها على البر والتقوى فهذه أحوال نبينا ومن أتبعه خييوارقهم لحجيية
في الدين أو حاجة للمسلمين والثاني أن تعينهم
على مباحات كمن تعينه الجن على قضاء حوائجه المباحة فهييذا متوسييط وخييوارقه ل ترفعييه ول تخفضييه
وهذا يشبه تسخير الجن لسليمان والول مثل إرسال نبينا إلى الجن يدعوهم إلى اليمان فهذا أكمل ميين
إستخدام الجن في بعض المور المباحة كاستخدام سليمان لهم في محاريب وتماثيييل وجفييان كييالجوابي
وقدور راسيات قال تعالى يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات اعملننوا
آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور وقال تعالى ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه مننن عننذاب السننعير ونبينا
صلى الله عليه وسلم أرسل اليهم يدعوهم إلى اليمان بالله وعبادته كما أرسل إلى النييس فيياذا اتبعييوه
صاروا سعداء فهذا أكمل له ولهم من ذاك كما أن العبد الرسول أكمل مين النييبي الملييك ويوسيف وداود
وسليمان أنبياء ملوك أما محمد فهو عبد رسول كابراهيم وموسى والمسيح وهذا الصنف أفضل وأتباعهم
أفضل والثالث أن تعينه على محرمات مثل الفواحش والظلم والشرك والقول الباطيل فهييذا مين جنييس
خوارق السحرة والكهان والكفار والفجار مثل أهل البدع من الرفاعية وغيرهم فانهم يستعينون بها علييى
الشرك وقتل النفوس بغير حق والفواحش وهذه الثلثة هي التي حرمها الله في قوله والذين ل ينندعون
مع ال إلها آخر ويقتلون النفننس الننتي حننرم ال ن إل بننالحق ول يزنننون ومننن يفعننل ذلننك يلننق أثامننا ولهذا كانت
طريقهم من جنس طريق الكهان والشعراء والمجانين وقد نزه الله نيبيه عين أن يكيون مجنونيا وشياعرا
وكاهنا فإن إخبارهم بالمغيبات عن شياطين تنزل عليهييم كالكهييان وأقييوى أحييوالهم لمييؤلهيهم وهييم ميين
جنس المجانين وقد قال شيخهم إن أصحاب الحييوال منهييم يموتييون علييى غييير السييلم وأمييا سييماعهم
ووجدهم فهو شعر الشعراء ولهذا شبههم من رآهيم بعبيياد المشييركين ميين الهنييد الييذين يعبييدون النييداد
) فصل ( وحقيقة المر أن ما يدل على النبوة هو آية على النبوة وبرهان عليها فل بد أن يكون مختصا بها
ل يكون مشتركا بين النبياء وغيرهم فإن الدليل هو مستلزم لمدلوله ل يجب أن يكون أعم وجودا منه بل
إما أن يكون مساويا له في العموم والخصوص أو يكون أخص منه وحينئذ فآية النبي ل تكون لغير النبياء
لكن إذا كانت معتادة لكل نبي أو لكثير من النبياء لم يقدح هذا فيها فل يضرها أن تكييون معتييادة للنبييياء
وكون الية خارقة للعادة أو غير خارقة هو وصف لم يصفه القرآن والحديث ول السلف وقد بينا فيي غييير
هذا الموضع أن هذا وصف ل ينضبط وهو عديم التييأثير فييإن نفييس النبييوة معتييادة للنبييياء خارقيية للعييادة
بالنسبة إلى غيرهم إن كون الشخص يخبره الله بالغيب خبرا معصوما هذا مختص بهم وليس هذا موجودا
لغيرهم فضل عن كونه معتادا فآية النبي ل بد أن تكون خارقة للعادة بمعنى أنها ليست معتييادة للدميييين
وذلك لنها حينئذ ل تكون مختصة بالنبي بل مشتركة وبهذا احتجوا على أنه ل بد أن تكييون خارقيية للعييادة
لكن ليس في هذا ما يدل على أن كل خارق آية فالكهانة والسحر هو معتاد للسحرة والكهان وهو خييارق
بالنسبة إلى غيرهم كما أن ما يعرفه أهل الطب والنجوم والفقه والنحو هو معتيياد لنظرائهييم وهييو خييارق
بالنسبة إلى غيرهم ولهذا إذا أخبر الحاسب بوقت الكسوف والخسوف تعجب الناس إذا كانوا ل يعرفييون
طريقه فليس في هذا ما يختص بالنبي وكذلك قراءة القرآن بعد أن بعث محمد صييلى اللييه عليييه وسييلم
صارت مشتركة بين النبي وغيره وأما نفس البتداء بيه فهيو مختيص بيالنبي وكيذلك ميا يروييه مين أنبياء
الغيب عن النبياء لما صار مشتركا بين النبي وغيره لم يبق آية بخلف البتداء فالكهانة مثل وهييو الخبييار
ببعض الغائبات عن الجن أمر معروف عند الناس وأرض العرب كييانت مملييوءة ميين الكهييان وإنمييا ذهييب
ذلك بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهم يكثرون في كل موضع نقص فيه أمر النبوة فهم كثيرون في
أرض عباد الصنام ويوجدون كثيرا عند النصارى ويوجيدون كيثيرا فييي بلد المسييلمين حيييث نقيص العليم
واليمان بما جاء به الرسول لن هؤلء أعداء النبياء والله تعالى قد ذكر الفرق بينهم وبين النبياء فقال
هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون فهؤلء ل بد أن يكون
في أحدهم كذب وفجور وذلك يناقض النبوة فمن ادعى النبوة وأخبر بغيوب من جنس أخبار الكهان كييان
ما أخبر به خرقا للعادة عند أولئك القوم لكن ليس خرقا لعادة جنسه من الكهان وهم إذا جعلوا ذلك آييية
لنبوته كان ذلك لجهلهم
بوجود هذا الجنس لغير النبياء كالذين صدقوا مسيلمة الكذاب والسود العنسي والحارث الدمشقي وبابا
الرومي وغير هؤلء من المتنبئين الكذابين وكان هؤلء يأتون بأمور عجيبة خارقة لعادة أولئك القييوم لكيين
ليست خارقة لعادة جنسهم ممن ليس بنبي فمن صدقهم ظن أن هييذا مختييص بالنبييياء وكييان ذلييك ميين
جهله بوجود هذا لغير النبياء كما أنهم كانوا يأتون بأمور تناقض النبوة ولهذا يجب فييي آيييات النبييياء أن ل
يعارضها من ليس بنبي فكل من عارضها صادرا ممن ليس ميين جنييس النبييياء فليييس ميين أييياتهم ولهييذا
طلب فرعون أن يعارض ما جاء به موسى لما ادعى أنه سيياحر فجمييع السييحرة ليفعلييوا مثييل مييا يفعييل
موسى فل تبقى حجته مختصة بالنبوة وأمرهم موسى أن يأتوا أول بخوارقهم فلمييا أتييت وابتلعتهييا العصييا
التي صارت حية علم السحرة أن هذا ليييس ميين جنييس مقييدورهم فييآمنوا إيمانييا جازمييا ولمييا قييال لهييم
فرعون لصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى قالوا لن نننؤثرك علننى مننا جاءنننا مننن البينننات
والذي فطرنا وقالوا آمنا برب العالمين رب موسننى وهننارون فكان مين تميام علمهيم بالسيحر أن السيحر
معتاد لمثالهم وأن هذا ليس من هذا الجنس بل هذا مختص بمثل هذا فدل على صييدق دعييواه وفرعييون
وقومه بين معاند وجاهل استخفه فرعون كما قال تعالى فاستخف قومه فأطاعوه فاذا قيل لهم المعجييزة
هي الفعل الخارق للعادة أو قيل هي الفعل الخارق للعييادة المقيرون بالتحيدي أو قييل مييع ذلييك الخيارق
للعادة السليم عن المعارضة فكونه خارقا للعادة ليس أمرا مضبوطا فييإنه إن أريييد بييه أنييه لييم يوجييد لييه
نظير في العالم فهذا باطل فإن آيات النبياء بعضها نظير بعض بل النوع الواحد منه كاحياء المييوتى وهييو
آية لغير واحد من النبياء وإن قيل إن بعض النبياء كانت آيته ل نظير لها كالقرآن والعصا والناقة لم يلزم
ذلك في سائر اليات ثم هب أنه ل نظير لها في نوعها لكن وجد خوارق العادات للنبياء غير هييذا فنفييس
خوارق العادات معتاد جميعه للنبياء بل هو من لوازم نبوتهم مع كون النبياء كثيرين وقد روي أنهييم مييائة
ألف وأربعة وعشرون ألف نبي وما يأتي به كل واحد من هؤلء ل يكون معدوم النظير في العالم
بل ربما كان نظيره وإن عني بكون المعجيزة هيي الخارقية للعيادة أنهيا خارقية لعيادة أولئك المخياطبين
بالنبوة بحيث ليس فيهم من يقدر على ذلك فهذا ليس بحجة فييإن أكييثر النيياس ل يقييدرون علييى الكهانيية
والسحر ونحو ذلك وقد يكون المخاطبون بالنبوة ليييس فيهييم هييؤلء كمييا كييان أتبيياع مسيييلمة والعنسييي
وأمثالهما ل يقدرون على ما يقدر عليه هؤلء والمبرز في فن من الفنون يقدر على ما ل يقدر عليييه أحييد
في زمنه وليس هذا دليل على النبوة فكتاب سيبويه مثل مما ل يقدر على مثله عامة الخلق وليس بمعجز
إذ كان ليس مختصا بالنبياء بل هو موجود لغيرهم وكذلك طب أبقراط بل وعلم العالم الكبير من علميياء
المسيييييييلمين خيييييييارج عييييييين عيييييييادة النييييييياس ولييييييييس هيييييييو دليل عليييييييى نبيييييييوته
وأيضا فكون الشيء معتادا هو مييأخوذ ميين العييود وهييذا يختليف بحسييب المييور فالحييائض المعتييادة ميين
الفقهاء من يقوم تثبت عادتها بمرة ومنهم من يقول بمرتين ومنهم من يقول ل تثبت إل بثلث وأهييل كييل
بلد لهم عادات في طعامهم ولباسهم وأبنيتهم لم يعتدها غيرهم فما خرج عن ذلك فهو خييارق لعييادتهم ل
لعادة من اعتاده من غيرهم فلهذا لم يكن في كلم الله ورسوله وسلف المة وأئمتها وصف آيات النبياء
بمجرد كونها خارقة للعادة ول يجوز أن يجعل مجرد خرق العادة هييو الييدليل فييان هييذا ل ضييابط لييه وهييو
مشترك بين النبياء وغيرهم ولكن إذا قيل من شرطها أن تكون خارقة للعادة بمعنى أنها ل تكون معتييادة
للناس فهذا ظاهر يعرفه كل أحييد ويعرفييون أن الميير المعتيياد مثييل الكييل والشييرب والركييوب والسييفر
وطلوع الشمس وغروبها ونزول المطر في وقته وظهور الثمرة في وقتهييا ليييس دليل ول يييدعي أحييد أن
مثل هذا دليل له فان فساد هذا ظاهر لكيل أحيد ولكين ليييس مجيرد كيونه خارقيا للعيادة كافيييا لييوجهين
أحدهما أن كون الشيء معتادا وغير معتاد أمر نسبي إضافي ليس بوصف مضبوط تتميز به الية بل يعتاد
هؤلء مالم يعتد هؤلء مثل كونه مألوفا ومجربا ومعروفا ونحو ذلك من الصفات الضافية الثاني أن مجرد
ذلك مشترك بين النبياء وغيرهم وإذا خص ذلك بعدم المعارضة فقد يأتي الرجل بما ل يقييدر الحاضييرون
على معارضته ويكون معتادا لغيرهم كالكهانة والسحر وقد يأتي بما
يمكن معارضته وليس بآية لشيء لكونه لم يختييص بالنبييياء وقييد يقييال فييي طييب أبقييراط ونحييو
سيبويه إنه ل نظير له بل ل بد أن يقال إنه مختص بالنبياء بل معروف أن هذا تعلم بعضه من غيييره
واستخرج سائره بنظره واذا خص الله طبيبا أو نحويا أو فقيها بما ميزه به على نظرائه لم يكن ذلك
دليل على نبوته وإن كان خارقا للعادة فان ما يقوله الواحد من هؤلء قد علمييه بسييماع أو تجربيية أو
قياس وهي طرق معروفة لغير النبياء والنبي قد علمه الله من الغيب الييذي عصييمه اللييه فيييه عيين
الخطأ ما لم يعلمه إل نبي مثله فان قيل فحينئذ ل يعرف أن الية مختصة بالنبي حتى تعييرف النبييوة
قيل أما بعد وجود النبياء في العالم فهكذا هو ولهذا يبين الله عز وجل نبوة محمد فييي غييير موضييع
باعتبارها بنبوة من قبله وتارة يبين أنه لم يرسل ملئكة بل رجال من أهل القرى ليبين أن هذا معتاد
معروف ليس هو أمرا لم تجر به عادة الرب كقوله تعالى ومننا أرسننلنا قبلننك إل رجننال نننوحي إليهننم
فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون كما ذكره في سورة النحل والنبياء وقال في يوسف وما أرسلنا
من قبلك إل رجال نوحي اليهم من اهل القرى أفلم يسيروا في الرص فينظروا كيف كان عاقبة الننذين مننن
قبلهم ولدار الخرة خير للذين اتقوا أفل تعقلون فان الكفار كانوا يقولون إنما يرسل الله ملكا أو يرسل
مع البشر ملكا كما قال فرعون أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ول يكاد يبين فلول ألقي عليه أسورة
من ذهب أو جاء معه الملئكة مقترنين وقال قوم نوح ما هذا إل بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكننم ولننو
شاء ال لنزل ملئكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الولين وقال مشييركو العييرب لمحمييد مننا لهننذا الرسننول
يأكل الطعام ويمشي في السواق لول نزل عليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليننه كنننز أو تكننون لننه جنننة
يأكل منها وقال تعالى وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إل أن قالوا أبعث ال بشننرا رسننول قننل
لو كان في الرض ملئكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسول وقال تعالى وقالوا لننول
أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي المر ثم
ل ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجل وللبسنا عليهم ما يلبسون بين أنهم ل يطيقون الخذ عن الملئكة
إن لم يأتوا في صورة البشر ولو جاءوا في صورة لبشر لحصل اللبس وقال تعالى أكان للناس عجبا أن أوحينا
إلى رجل منهم أن أنذر الناس وكانت العرب ل عهد لها بالنبوة من زمن إسماعيل فقال ال لهم فاسألوا أهل
الذكر يعني أهل الكتاب إن كنتم ل تعلمون هل أرسل اليهم رجال أو ملئكة ولهذا قال له قل ما كنت بييدعا
من الرسل وقال وما محمد إل رسول قد خلت من قبله الرسل بين أن هذا الجنس من الناس معروف قد
تقدم له نظراء وأمثال وهو سبحانه أمر أن يسأل أهل الكتاب وأهل الذكر عما عندهم من العلم في أمننور النبينناء
هل هو من جنس ما جاء به محمد أو هو مخالف لنه ليتنبين بإخبنار أهنل الكتناب المتنواترة جننس منا جناءت بنه
النبياء وحينئذ فيعرف قطعا أن محمدا نبي بل هو أحننق بننالنبوة مننن غيننره والثنناني أن يسننألوهم عننن خصننوص
محمد وذكره عندهم وهذا يعرفه الخاصة منهم ليس هو معروفا كالول يعرفه كل كتابي قننال تعننالى قييل أرأيتييم
إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد ميين بنييي إسييرائيل علييى مثلييه وقننوله شييهد شيياهد ليننس
المقصود شاهدا واحدا معينا بل ول يحتم كونه واحدا وقول من قال إنه عبد ال بننن سننلم ليننس بشننيء فننان هننذه
نزلت بمكة قبل أن يعرف إبن سلم ولكن المقصود جنس الشاهد كما تقنول قنام الندليل وهنو الشناهد النذي يجنب
تصديقه سواء كان واحدا قد يقترن بخبره ما يدل على صدقه أو كان عددا يحصنل بخنبرهم العلنم بمنا تقنول فنان
خبرك بهذا صادق وقوله على مثله فان الشاهد من بني إسرائيل على مثل القرآن وهو أن ال بعننث بشننرا وأنننزل
عليه كتابا أمر فيه بعبادة ال وحده ل شريك له ونهى فيه عن عبادة ما سواه واخبر فيه أنه خلق هذا العالم وحننده
وأمثال ذلك وقد ذكر في أول هذه السورة التوحيد وبين أن المشركين ليس معهم على الشننرك ل دليننل عقلنني ول
سمعي فقال تعالى ما خلقنا السماوات والرض وما بينهما إل بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا
معرضون قل أرأيتم ما تدعون
من دون الله أروني ماذا خلقوا من الرض أم لهم شرك في السماوات ائتييوني بكتيياب ميين قبييل هييذا أو
أثرة من علم إن كنتم صادقين ومن أضل ممن يدعو من دون الله من ل يسييتجيب لييه إلييى ييوم القيامية
وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وإذا تتلى عليهييم آياتنييا
بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين أم يقولون افتراه قل إن افتريته فل تملكون لي
من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم قل ما كنييت بييدعا
من الرسل وما أدري ما يفعل بي ول بكم إن أتبع إل ما يوحى إلي ومييا أنييا إل نييذير مييبين قييل أرأيتييم أن
كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثله الننى آخننره ومثننل ذلننك قننوله تعننالى
ويقول الذين كفروا لست مرسل قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنييده علييم الكتيياب فمننن عنننده
علم الكتاب شهد بما في الكتاب الول وهو يوجب تصديق الرسول لنه يشهد بالمثننل ويشننهد أيضننا بننالعين وكننل
من الشهادتين كافية فمتى ثبت الجنس علم قطعا أن العين منه وقال تعالى فان كنت في شك ممييا أنزلنييا اليييك
فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فل تكونن من الممترين ول تكييونن ميين
الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين وهذا سواء كان خطابا للرسول والمراد به غيره أو خطابننا لننه
وهو لغيره بطريق الولى والمقدر قد يكون معدوما أو ممتنعا وهو بحرف ان كقوله قل ان كييان للرحمين وليد
فأنا أول العابدين و إن كنت قلته فقد علمته والمقصود بيان الحكم علنى هنذا التقندير إن كننت قلتنه فنانت
عالم به وبما في نفسي وإن كان له ولد فأنا عابده وان كنت شاكا فاسأل ان قدر امكان ذلك فسؤال الذين يقننرءون
الكتاب قبله اذا أخبروا فما عندهم شاهد له ودليل وحجة ولهذا نهى بعد ذلك عنن المنتراء والتكنذيب وأمنا تقندير
الممتنع بحرف ان فكثير ومننن ذلننك قننوله فإن استطعت أن تبتغييي نفقييا فييي الرض أو سييلما فييي السييماء
فتأتيهم بآية فإن كان لكم كيد فكيدون أم من يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم ميين السييماء والرض
أإله مع الله قل هاتوا
براهانكم إن كنتم صادقين وقالوا لن يدخل الجنة ال من كان هودا أو نصييارى تلييك أمييانيهم قييل
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين فأتوا بسورة مثلييه وادعييوا ميين اسييتطعتم ميين دون اللييه إن كنتييم
صادقين وقد قال تعالى أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني اسرائيل وقال تعالى والذين آتينيياهم
الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق وقال تعالى ان الذين أوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهييم
يخرون للذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعيد ربنيا لمفعيول وقننال تعننالى اليذين آتينياهم
الكتاب من قبله هم به يؤمنون واذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنييه الحييق ميين ربنييا إنييا كنييا ميين قبلييه
مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا وهذا كله في السور المكية والمقصود الجنس فاذا شهد
جنس هؤلء مع العلم بصدقهم حصل المطلوب ل يقف العلم على شنهادة كنل واحند واحند فنان هنذا متعنذر
ومن أنكر أو قال ل أعلم لم يضر إنكاره وإن قال بل أعلم عدم ما شهدوا به علم افننتراؤه فنني الجنننس وعلننم
في الشخص اذ كان لم يحط علما بجميع نسخ الكتب المتقدمة وما في النبوات كلها فل سبيل لحنند مننن أهننل
الكتاب أن يعلم انتفاء ذكر محمد في كل نسخة نسخة بكل كتاب من كتننب النبينناء إذ العلننم بننذلك متعننذر ثننم
هذه النسخ الموجود فيها ذكره في مواضع كثيرة قد ذكر قطعة منها في غير هننذا الموضننع وممننا ينبغنني أن
يعلم أن أعظم ما كان عليه المشركون قبل محمد وفي مبعثه هو دعوى الشريك ل ن والولنند والقننرآن مملننوء
من تنزيه ال عن هذين وتنزيهه عن المثل والولد يجمع كل التنزيه فهننذا فنني سننورة الخلص وفنني سننورة
النعام في مثل قوله وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى
عما يصفون وفي سورة سبحان وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فييي الملييك
وفي سورة الكهف في أولها وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا وفنني آخرهننا افحسيب اليذين كفيروا أن
يتخذوا عبادي من دوني أولياء ول يشرك بعبييادة ربيه أحيدا وفنني مريننم تنزيهننه عننن الولنند فنني أول
السورة وآخرها ظاهر وعن الشريك في مثل قصة
إبراهيم وفي تنزيل وغير ذلك وفي النبياء تنزيهه عن الشريك والولد وكييذلك فييي المييؤمنين مننا
اتخذ ال من ولد وما كان معه من إله وأول الفرقان الذي له ملك السماوات والرض ولم يتخذ ولدا ولننم
يكن له شريك في الملك وأما طه والشعراء مما بسييط فيييه قصيية موسييى فالمقصييود العظييم بقصيية
موسى إثبات الصانع ورسالته إذ كان فرعون منكرا ولهذا عظم ذكرها في القرآن بخلف قصة غيره
فإن فيها الرد على المشركين المقرين بالصانع ومن جعييل لييه ولييدا ميين المشييركين وأهييل الكتيياب
ومذهب الفلسفة الملحدة دائر بين التعطيل وبين الشرك والولدة كما يقولونه في اليجاب الييذاتي
فانه أحد أنواع الولدة وهم ينكرون معاد البدان وقد قرن بين هذا وهذا في الكتاب والسنة في مثل
قوله ويقول النسان أإذا مامت لسوف أخرج حيا أول يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ولننم يننك شننيئا إلننى
قوله وقالوا إتخذ الرحمن ولدا وهذه في سورة مريم المتضمنة خطاب النصارى ومشركي العييرب لن
الفلسفة داخلون فيهم فإن اليونان اختلطوا بالروم فكان فيها خطاب هؤلء وهؤلء وفي الصحيحين
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى شتمني ابن آدم وما ينبغييي لييه
ذلك وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك فاما شتمه إياي فقوله إني اتخذت ولدا وأنا الحد الصمد لييم
ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد وأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليييس أول الخلييق
بيييييييييأهون عليييييييييي مييييييييين إعيييييييييادته رواه البخييييييييياري عييييييييين إبييييييييين عبييييييييياس
ولما كان الشرك أكثر في بني آدم من القول بأن ليه وليدا كيان تنزيهيه عنيه أكيثر وكلهميا يقتضيي
إثبات مثل وند من بعض الوجوه فان الوليد مين جنييس الوالييد ونظيير لييه وكلهميا يسيتلزم الحاجيية
والفقر فيمتنع وجود قادر بنفسه فالذي جعل لله شريكا لو فرض مكافئا لزم إفتقار كل منهمييا وهييو
ممتنع وإن كان غير مكافئ فهو مقهور والولد يتخذ المتخذ لحاجته إلى معاونته ليه كميا يتخيذ الميال
فان الولد إذا اشتد أعان والده قال تعالى قالوا اتخذ ال ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما
في الرض وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شننيئا إدا الننى قننوله ان كننل مننن فنني السننموات
والرض إل آت الرحمن
وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والرض كيل ليه قيانتون عبدا وقال تعالى
فان كون المخلوق مملوكا لخالقه وهو مفتقر اليه من كل وجه والخالق غني عنننه يننناقض اتخنناذ الولنند لنننه
انما يكون لحاجته اليه في حياته أو ليخلفه بعد موته والرب غني عن كل ما سواه وكننل منا سنواه فقيننر الينه
وهو الحي الذي ل يمنوت والوالند فني نفسنه مفتقنر النى ولند مخلنوق ل حيلنة لنه فينه بخلف منن يشنتري
المملوك فانه بإختياره ملكه ويمكنه إزالة ملكه فتعلقه به مننن جنننس تعلقننه بالجننانب والننولدة بغيننر اختيننار
الوالننننننننننننند والنننننننننننننرب يمتننننننننننننننع ان يحننننننننننننندث شنننننننننننننيء بغينننننننننننننر اختيننننننننننننناره
واتخاذ الولد هو عوض عن الولدة لمن لم يحصل له فهو أنقص في الولدة ولهذا من قال باليجيياب
الذاتي بغير مشيئته وقدرته فقوله من جنس قول القائلين بالولدة الحاصلة بغير الختيار بل قييولهم
شر من قول النصارى ومشركي العرب من بعض الوجوه كما قد بسط الكلم على هذا فيي تفسيير
قيييييييييييييييييييييل هيييييييييييييييييييييو الليييييييييييييييييييييه أحيييييييييييييييييييييد وغييييييييييييييييييييييره
والمقصود أن الله قال لمحمد قل ما كنت بدعا من الرسل وقال وما محمنند إل رسننول قنند خلننت مننن
قبله الرسل فبين أن هذا الجنس ميين النيياس معييروف قييد تقييدم لييه نظييراء وأمثييال فهييو معتيياد فييي
الدميين وان كان قليل فيهم وأما من جاءهم رسول ما يعرفون قبله رسول كقوم نوح فهييذا بمنزليية
ما يبتدئه الله من المور وحينئذ فهو يأتي بما يختص به مما يعرفون أن الله صدقه في إرساله فهييذا
يدل على النوع والشخص وان كانت آيات غيييره تييدل علييى الشييخص إذ النيوع قيد عييرف قبيل هييذا
فالمقصود أن آيته وبرهانه ل بد أن يكون مختصا بهذا النوع ل يجب أن يختييص بواحييد ميين النييوع ول
يجوز أن يوجد لغير النوع وقد قلنا إن ما يأتي به أتباع النبياء من ذلك هو مختص بييالنوع فأنييا نقييول
هذا ل يكون إل لمن اتبع النبياء فصار مختصا بهم وأما ما يوجد لغير النبياء وأتباعهم فهذا هييو الييذي
ل ييييييييييييييدل عليييييييييييييى النبيييييييييييييوة كخيييييييييييييوارق السيييييييييييييحرة والكهيييييييييييييان
وقد عرف الناس أن السحرة لهم خوارق ولهذا كانوا إذا طعنوا في نبوة نبي واعتقييدوا علمييه قييالوا
هو ساحر كما قال المل من قوم فرعون لموسى ان هذا لساحر عليم يرينند أن يخرجكننم مننن أرضننكم
بسحره فماذا
تأمرون وقال للسحرة لما آمنوا إنه لكبيركم الذي علمكم السحر و ان هذا لمكيير مكرتمييوه فييي
المدينة لتخرجوا منها أهلها كل هذا من كذب فرعننون وكننانوا يقولننون يا أيهييا السيياحر ادع لنييا ربييك
وكذلك المسيح قال تعالى وإذ قال عيسى بن مريم يا بني اسرائيل إني رسول الله اليكيم مصيدقا لميا
بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسيمه أحميد فلمييا جيياءهم بالبينييات قييالوا هيذا
سحر مبين وقال تعالى عن كفار العرب وان يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وان نسبوه إلننى
عدم العلم قالوا مجنون كما قالوا عن نوح مجنون وازدجر وقالوا عن موسى ان رسيولكم اليذي أرسيل
إليكم لمجنون وقال عن مشركي العرب وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر
ويقولون انه لمجنون وقد قال تعالى كذلك ما أتى الذين مين قبلهيم مين رسيول إل قيالوا سياحر أو
مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون فالسحر أمر معتاد في بني آدم كما أن النبوة معتادة في بننني آدم
والمجانين معتادون فيهم فاذا قالوا عن الشخص انه مجنون فانه يعلم هننل هننو مننن العقلء أو مننن المجننانين
بنفس ما يقوله ويفعله وكذلك يعرف هل هو من جنس النبياء أو من جنننس السننحرة وكننذلك لمننا قننالوا عننن
محمد انه شاعر فان الشعراء جنس معروفون فني الننناس وقنالوا إنننه كناهن وشننبهة الشننعر أن القنرآن كلم
موزون والشعر موزون وشبهة الكهانة أن الكاهن يخبر ببعض المور الغائبة فذكر ال ن تعننالى الفننرق بيننن
هذين وبين النبي فقال هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل عليى كيل أفياك أثييم يلقيون السيمع
وأكثرهم كاذبون ثم قال والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم فييي كييل واد يهيمييون وأنهييم يقولييون
مال يفعلون إل الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وقال وما علمناه الشعر وما ينبغييي
له إن هو إل ذكر وقرآن مبين وقال تعالى وما هو بقول شاعر قليل ما تؤمنون ول بقول كيياهن قليل
ما تذكرون تنزيل من رب العالمين ولهذا لما عرض الكفار على كننبيرهم الوحينند أن يقولننوا للننناس هنو
شاعر
ومجنون وساحر وكاهن صار يبين لهم أن هذه أقوال فاسدة وأن الفرق معروف بينه وبين هذه الجناس
فالمقصود أن هذه الجناس كلها موجودة في النيياس معتييادة معروفيية وكييل واحييد منهييا يعييرف بخواصييه
المستلزمة له وتلك الخواص آيات له مستلزمة له فكذلك النبوة لها خواص مستلزمة لها تعرف بها وتلك
الخواص خارقة لعادة غير النبياء وان كانت معتادة للنبياء فهي ل توجييد لغيرهييم فهييذا هييذا واللييه أعلييم
فاذا أتى مدعي النبوة بالمر الخارق للعادة الذي ل يكييون إل لنييبي ل يحصييل مثلييه لسيياحر ول كيياهن ول
غيرهما كان دليل على نبوته وكل مين السياحر والكياهن يسييتعين بالشييياطين فييان الكهييان تنيزل عليهيم
الشياطين تخبرهم والسحرة تعلمهم الشياطين قال تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما
كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انننزل علننى الملكيننن ببابننل هنناروت ومنناروت ومننا
يعلمان من أحد حتى يقول إنما نحن فتنة فل تكفر والساحر ل يتجاوز سحره المور المقدورة للشياطين كمييا
تقدم بيانه والساحر كما قال تعالى ول يفلح الساحر حيث أتى وقال تعالى ولقنند علمنوا لمننن اشنتراه منناله
في الخرة من خلق فهم يعلمون أن السحر ل ينفع في الخرة ول يقرب إلى الله وأن ميين اشييتراه ميياله
في الخرة من خلق فإن مبناه على الشرك والكذب والظلم مقصود صاحبه الظلم والفواحش وهذا مما
يعلم بصريح العقل أنه من السيييئات فييالنبي ل يييأمر بييه ول يعملييه يسييتعين علييى ذلييك صيياحبه بالشييرك
والكذب وقد علم بصريح العقل مع ما تواتر عيين النبييياء أنهييم حرمييوا الشييرك فمييتى كييان الرجييل يييأمر
بالشرك وعبادة غير الله أو يستعين على مطالبه بهذا وبالكذب والفواحش والظلييم علييم قطعييا أنييه ميين
جنس السحرة ل من جنس النبياء وخوارق هذا يمكن معارضتها وإبطالها من بني جنسه وغير بني جنسه
وخوارق النبياء ل يمكن غيرهم أن يعارضها ول يمكن أحدا إبطالها ل من جنسهم ول من غير جنسهم فإن
النبياء يصدق بعضهم بعضا فل يتصور أن نبيا يبطل معجزة آخر وإن أتى بنظيرهييا فهييو يصييدقه ومعجييزة
كل منهما آية له وللخر أيضا
كما أن معجزات أتباعهم آيات لهم بخلف خوارق السحرة فإنها إنميا تيدل عليى أن صياحبها سياحر ييؤثر
آثارا غريبة مما هو فساد في العالم ويسر بما يفعله من الشييرك والكييذب والظلييم ويسييتعين علييى ذلييك
بالشياطين فمقصوده الظلم والفساد والنبي مقصوده العييدل والصييلح وهييذا يسييتعين بالشييياطين وهييذا
بالملئكة وهذا يأمر بالتوحيد لله وعبادته وحده ل شريك له وهذا إنما يستعين بالشييرك وعبييادة غييير اللييه
وهذا يعظم إبليس وجنوده وهذا يذم إبليس وجنوده والقرار بالملئكة والجن عام فيي بنييي آدم ليم ينكيير
ذلك إل شواذ من بعض المم ولهذا قالت المم المكذبة ولو شاء ال لنزل ملئكة حتى قييوم نييوح وعيياد
وثمود وقوم فرعون قال قوم نوح ما هذا إل بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولننو شناء الن لننزل ملئكنة
وقال فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود إذ جاءتهم الرسل من بين أيننديهم ومننن خلفهننم
أل تعبدوا إل ال قالوا لو شاء ربنا لنزل ملئكة فإنا بما أرسلتم به كافرون وفرعون وإن كييان مظهييرا لجحييد
الصانع فإنه ما قال فلول ألقي عليننه أسننورة مننن ذهننب أو جنناء معننه الملئكننة مقننترنين إل وقد سمع بييذكر
الملئكة إما معترفا بهم وإما منكرا لهم فذكر الملئكة والجن عام في المم وليس فييي المييم أميية تنكيير
ذلك إنكارا عاما وإنما يوجد إنكار ذلك في بعضهم مثل من قييد يتفلسييف فينكرهييم لعييدم العلييم ل للعلييم
بالعدم فل بد في آيات النبياء من أن تكون مع كونها خارقة للعادة أمرا غير معتياد لغيير النبيياء بحييث ل
يقدر عليه إل الله الذي أرسل النبياء ليس مما يقييدر عليييه غييير النبييياء ل بحيليية ول عزيميية ول اسييتعانة
بشياطين ول غير ذلك ومن خصائص معجزات النبياء أنه ل يمكن معارضتها فإذا عجز النوع البشري غييير
النبياء عن معارضتها كان ذلك أعظم دليل على اختصاصها بالنبياء بخلف ما كان موجودا لغيرها فهييذا ل
يكون آية البتة فأصييل هييذا أن يعييرف وجييود النبييياء فييي العييالم وخصائصييهم كمييا يعلييم وجييود السييحرة
وخصائصهم ولهذا من لم يكن عارفا بالنبياء من فلسفة اليونان والهند وغيرهييم لييم يكيين لييه فيهييم كلم
يعرف كما لم يعرف لرسطو وأتباعه فيهم كلم يعرف بل غاية
من أراد أن يتكلم في ذلك كالفارابي وغيره أن يجعلوا ذلك من جنس المنامات المعتادة ولما أراد طائفة
كأبي حامد وغيره أن يقرروا إمكان النبوة على أصلهم احتجوا بأن مبدأ الطب ومبييدأ النجييوم ونحييو ذلييك
كان من النبياء لكون المعارف المعتادة ل تنهض بذلك وهذا إنما يدل على اختصاص من أتى بييذلك بنييوع
من العلم وهذا ل ينكره عاقل وعلى هذا بنى ابن سينا أمر النبوة أنها ميين قييوى النفييس وقييوى النفييوس
متفاوتة وكل هذا كلم من ل يعرف النبوة بل هو أجنبي عنها وهو أنقص ممن أراد أن يقرر أن فييي الييدنيا
فقهاء وأطباء وهو لم يعرف غير الشعراء فاستدل بوجود الشعراء على وجود الفقهيياء والطبيياء بييل هييذا
المثال أقرب فإن بعد النبوة عن غير النبياء أعظم من بعد الفقيه والطبيب عن الشاعر ولكن هؤلء ميين
أجهل الناس بالنبوة ورأوا ذكر النبياء قد شاع فأرادوا تخريج ذلك علييى أصييول قييوم لييم يعرفييوا النبييياء
فان قيل موسى وغيره كانوا موجودين قبل أرسطو فان أرسطو كييان قبييل المسيييح بنحييو ثلثمييائة سيينة
وأيضا فقد قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى النن
ومنهم من حقت عليه الضللة فسيروا في الرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين وقال إنا أرسلناك بننالحق
شيرا ونذيرا وان من أمة إل خل فيها نذير فهذا يبين أن كل أمة قد جاءها رسول فكيف لم يعييرف هييؤلء
الرسل قلت عن هذا جوابان أحدهما أن كثيرا من هؤلء لم يعرفوا الرسل كما قال ومنهم من حقت عليه
الضللة فسيروا في الرض فانظروا كيف كننان عاقبننة المكننذبين فلم تبييق أخبييار الرسييول وأقييواله معروفيية
عندهم الثاني أنه قال تعالى تال لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم فاذا
كان الشيطان قد زين لهم أعمالهم كان في هؤلء من درست أخبار النبياء عندهم فلم يعرفوها وأرسطو
لم يأت إلى أرض الشام ويقال ان الذين كانوا قبله كانوا يعرفون النبياء لكيين المعرفيية المجمليية ل تنفييع
كمعرفة قريش كانوا قد سمعوا بموسى وعيسى وابراهيم سماعا من غير معرفة بأحوالهم
ءءءء ءءءءءءءء ءءءءء 1ء ءءءء .25
وأيضا فهم وأمثالهم المشاءون أدركوا السلم وهم من أكفر الناس بما جاءت به الرسل إما أنهم
ل يطلبون معرفة أخبارهم وما سمعوه حرفوه أو حملوه على أصولهم وكثير من المتفلسفة هم من
هؤلء فإذا كان هذا حال هؤلء في ديار السلم فما الظن بمن كان ببلد ل تعرف فيها شييريعة نييبي
بل طريق معرفة النبياء كطريق معرفة نوع من الدميييين خصييهم اللييه بخصييائص يعييرف ذلييك ميين
أخبارهم واستقراء أحوالهم كما يعرف الطباء والفقهاء ولهذا إنما يقرر الرب تعالى في القرآن أميير
النبوة وإثبات جنسها بما وقع في العالم من قصة نوح وقومه وهود وقومه وصييالح وقييومه وشييعيب
ولوط وإبراهيم وموسى وغيرهم فيذكر وجود هؤلء وأن قوما صدقوهم وقوما كييذبوهم ويييبين حييال
من صدقهم وحال من كذبهم فيعلم بالضطرار حينئذ ثبوت هييؤلء ويتييبين وجييود آثييارهم فييي الرض
فمن لم يكن رأى في بلدة آثارهم فليسير فييي الرض ولينظير آثيارهم وليسييمع أخبييارهم المتيواترة
يقول الله تعالى وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيننم وقننوم لننوط وأصننحاب
مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير فكأين من قرية أهلكناهنا وهني ظالمنة فهني
خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد أفلم يسننيروا فني الرض فتكننون لهننم قلنوب يعقلنون بهنا أو
آذان يسمعون بها فإنها ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب التي في الصندور ويسنتعجلونك بالعنذاب ولنن
يخلف ال وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخننذتها
وإلي المصير ولهذا قال مؤمن آل فرعون لما أراد إنذار قييومه يننا قننوم إننني أخنناف عليكننم مثننل يننوم
الحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما ال يريد ظلما للعباد ولهذا لما سمع ورقيية
بن نوفل والنجاشي وغيرهما القرآن قال ورقة بن نوفل هذا هو النيياموس الييذي كييان يييأتي موسييى
وقال النجاشي إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة فكان عندهم علم بما جاء بييه
موسى اعتبروا به ولول ذلك لم يعلموا هذا وكذلك الجن لما سمعت القرآن ولوا إلى قومهم منذرين
قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا
لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ولما أراد سبحانه تقرير جنس ما جاء بننه محمنند
قال إنا أرسلنا إليكم رسول شاهدا عليكم كما أرسييلنا إلييى فرعييون رسييول فعصييا فرعييون الرسييول
فأخذناه أخذا وبيل وقال تعالى وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشير ميين شيييء
قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا
وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ول آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وهذا كتاب أنزلناه مبارك
مصدق الذي بين يديه ولتنذرأم القرى ومن حولها فهو سبحانه يثبت وجننود جنننس النبينناء ابتننداء كمننا
في السور المكية حيث يثبت وجود هذا الجنس وسعادة من اتبعه وشقاء من خالفه ثننم نبننوة عيننن هننذا النننبي
تكون ظاهرة لن الذي جاء به أكمل مما جاء به جميع النبياء فمن أقننر بجنننس النبينناء كننان إقننراره بنبننوة
محمد في غاية الظهور أبين مما أقر أن في الدنيا نحاة وأطباء وفقهاء فإذا رأى نحو سننيبويه وطننب أبقننراط
وفقه الئمة الربعة ونحوهم كان إقراره بذلك من أبين المور ولهذا كان من نازع من اهل الكتاب في نبوة
محمد إما أن يكون لجهله بما جاء به وهو الغالب على عامتهم أو لعننناده وهننو حننال طلب الرياسننة بالنندين
منهم والعرب عرفوا ما جاء به محمد فلما أقروا بجنس النبياء لم يبننق عننندهم فنني محمنند شننك وجميننع مننا
يذكره ال تعالى في القرآن من قصص النبياء يدل على نبوة محمد بطريق الولى إذ كانوا من جنس واحنند
ونبوته أكمل فينبغي معرفة هذا فإنه أصل عظيم ولهذا جميع مشركي العرب آمنوا به فلننم يحتننج أحنند منهننم
أن تؤخذ منه جزية فإنهم لما عرفوا نبوته وأنه ل بنند مننن متننابعته أو متابعننة اليهننود والنصننارى عرفننوا أن
متابعته أولى ومن كان من أهل الكتاب بعضهم آمن به وبعضهم لم يؤمن جهل وعنادا وهؤلء كننان عننندهم
كتاب ظنوا استغناءهم به فلم يستقرئوا أخبار محمد وما جاء به خننالين مننن الهننوى بخلف مننن لننم يكننن لننه
كتاب فإنه نظر في المرين نظر خال من الهوى فعرف فضل ما جاء به محمد على ما جاء به غيره ولهننذا
ل تكاد توجد أمة ل كتاب لها يعرض عليها دين المسنلمين واليهنود والنصنارى إل رجحنت دينن المسنلمين
كما يجري لنواع المم التي ل كتاب لها فأهل الكتاب مقرون بالجنس منازعون في العين والمتفلسفة من
وهذا على وجهين تارة يكون بإهلك المم وإنجاء الرسل وأتباعهم كقوم نوح وهود وصالح وشعيب ولييوط
وموسى ولهذا يقرن الله بين هييذه القصييص فييي سييور العييراف وهييود والشييعراء ول يييذكر معهييا قصيية
ابراهيم وإنما ذكر قصة ابراهيم في سيورة النبيياء ومرييم والعنكبييوت والصيافات فيإن هيذه السييور لييم
يقتصر فيها على ذكر من أهلك من المم بل في سورة النبياء كان المقصود ذكيير النبييياء ولهييذا سييميت
سورة النبياء فذكر فيها إكرامه للنبياء وإن لم يذكر قومهم كما ذكير قصية داود وسيليمان واييوب وذكير
آخر الكل إن هذه أمتكم أمة واحدة وبدأ فيها بقصيية إبراهيييم إذ كييان المقصييود ذكيير إكرامييه للنبييياء قبييل
محمد وابراهيم أكرمهم على الله تعالى وهو خير البرية وهو أبو أكثرهم إذ ليس هو أب نييوح ولييوط لكيين
لوط من أتباعه وأيوب من ذريته بدليل قوله في سورة النعييام ومننن ذريتننه داود وسننليمان وأيننوب وأمييا
سورة مريم فذكر الله تعالى فيها انعامه على النبيياء الميذكورين فيهييا فييذكر فيهييا رحمتيه زكريييا وهبتيه
يحيى وأنه ورث نبوته وغيرها من علم آل يعقوب وأنه آتاه الحكم صبيا وذكر بدء خلق عيسى وما اعطيياه
الله تعالى من تعليم الكتاب وهو التوراة النبوة وأن الله تعالى جعله مباركييا أينمييا كييان وغييير ذلييك وذكيير
قصة ابراهيم وحسن خطابه لبيه وأن الله تعالى وهبه اسحاق ويعقوب نبيين ووهبه من رحمته وجعل لييه
لسان صدق عليا ثم ذكر موسى وأنه خصه الله تعالى بالتقريب والتكليييم ووهبييه أخيياه وغييير ذلييك وذكيير
اسماعيل
وأنه كان صادق الوعد وكأنه والله أعلم من ذلك أو أعظمه صدقه فيما وعييد بييه أبيياه ميين صييبره
عند الذبح فوفى بذلك وذكر إدريس وأن الله تعالى رفعه مكانا عليا ثييم قييال أولئك الننذين أنعننم ال ن
عليهم وأما سورة العنكبوت فإنه ذكر فيها امتحانه للمؤمنين ونصره لهم وحاجتهم الى الصبر والجهاد
وذكر فيها حسن العاقبة لمن صبر وعاقبة من كذب الرسييل فييذكر قصيية ابراهيييم لنهييا ميين النمييط
الول ونصرة الله له على قومه وكذلك سورة الصافات قال فيها ولقد ضل قبلهم أكننثر الوليننن ولقنند
أرسلنا فيهم منذرين فانظر كيف كان عاقبة المنذرين وهذا يقتضيي أنهيا عاقبية رديئة إميا بكيونهم غلبيوا
وذلوا وإما بكونهم أهلكوا ولهذا ذكر فيها قصة إلياس ولم يذكرها في غيرهييا ولييم يييذكر هلك قييومه
بل قال فكذبوه فإنهم لمحضرون إل عباد ال المخلصين وإلياس قييد روي ان اللييه تعييالى رفعييه وهييذا
يقتضي عذابهم في الخره فان إلياس لم يقم فيهم وإلياس المعروف بعد موسى من بني إسييرائيل
وبعد موسى لم يهلك المكذبين بعذاب الستئصال وبعد نوح لم يهلك جميع النوع وقد بعييث فييي كييل
أمة نذيرا والله تعالى لم يذكر قط عن قوم إبراهيم أنهم أهلكوا كما ذكر عن غيرهييم بييل ذكيير أنهييم
ألقوه في النار فجعلها الله عليه بردا وسلما وأرادوا به كيدا فجعلهم الله السفلين الخسرين وفييي
هذا ظهور برهانه وآيته وأنه أظهره عليهم بالحجة والعلم وأظهره أيضا بالقدرة حيث أذلهييم ونصييره
وهذا من جنس المجاهد الذي هزم عدوه وتلك من جنس المجاهد الذي قتل عدوه وابراهيم بعد هذا
لم يقم بينهم بل هاجر وتركهم وأولئك الرسل لم يزالوا مقيمين بييين ظهرانييي قييومهم حييتى هلكييوا
فلم يوجد في حق قوم ابراهيم سبب الهلك وهو إقامته فيهم وانتظار العذاب النازل وهكييذا محمييد
مع قومه لم يقم فيهم بل خرج عنهم حتى أظهره الله تعالى عليهم بعد ذلك ومحمد وابراهيم أفضل
الرسل فإنهم إذا علموا الدعوة حصل المقصود وقد يتوب منهم من يتييوب بعييد ذلييك كمييا تيياب ميين
قريش من تاب وأما حال إبراهيم فكانت الى الرحمة أميل فلم يسعى في هلك قومه ل بالدعاء ول
بالمقام ودوام إقامة الحجة عليهم وقد قال تعالى وقال الذين كفروا لرسلهم
وهي الدلة والعلمات المستلزمة لصدقهم والدليل ل يكون إل مستلزما للمدلول عليه مختصا به ل يكون
مشتركا بينه وبين غيره فإنه يلزم من تحققه تحقق للمدلول وإذا انتفى المدلول انتفى هو فما يوجييد مييع
وجود الشيء ومع عدمه ل يكون دليل عليه بل الدليل ل يكون ال مع وجوده فما وجد مع النبوة تارة ومييع
عدم النبوة تارة لم يكن دليل على النبوة بل دليلها ما يلزم من وجوده وجودها وهنا اضطرب
الناس فقيل دليلها جنس يختص بها وهو الخارق للعادة فل يجوز وجوده لغير نييبي ل سيياحر ول كيياهن ول
ولي كما يقول ذلك من يقوله من المعتزلة وغيرهم كابن حزم وغيره وقيل بل الدليل هو الخييارق للعييادة
بشرط الحتجاج به على النبوة والتحدي بمثله وهذا منتف في السحر والكرامة كما يقول ذلك من يقييوله
من متكلمي أهل الثبات كالقاضيين أبي بكر وأبي يعلى وغيرهما وقد بسط القاضي أبييو بكيير الكلم فييي
ذلك في كتابه المصنف في الفرق بين المعجزات والكرامييات والحيييل والكهانييات والسييحر والنيرنجيييات
وهؤلء جعلوا مجرد كونه خارقا للعادة هو الوصف المعتبر وفرق بين أن يقال ل بد أن يكون خارقا للعادة
وبين أن يقال كونه خارقا للعادة هو المؤثر فإن الول يجعله شرطا ل موجبا والثاني يجعله موجبييا وفييرق
بين أن يقال العلم والبيان وقراءة القرآن ل يكون إل من حي وبين أن يقييال كييونه حيييا يييوجب أن يكييون
عالما قارئا ومن هنا دخل الغلط على هؤلء وليس في الكتاب والسنة تعليق الحكم بهذا الوصييف بييل ول
ذكيير خييرق العييادة ول لفييظ المعجييز وانمييا فيييه آيييات وبراهييين وذلييك يييوجب اختصاصييها بالنبييياء
وأيضا فقالوا في شرطها أن ل يقدر عليها إل الله ل تكون مقدورة للملئكة ول للجن ول للنس بأن يكون
جنسها مما ل يقدر عليه إل الله كاحياء الموتى وقلب العصا حية واذا كانت من أفعال العباد لكنهييا خارقيية
للعادة مثل حمل الجبال والقفز من المشرق الى المغرب والكلم المخلوق الذي يقدر على مثلييه البشيير
ففيه لهم قولن أحدهما أن ذلك يصح أن يكون معجزة والثاني أن المعجزة انما هي إقدار المخلوق علييى
ذلك بأن يخلق فيه قدرة خارجة عن قدرته المعتادة وهذا اختيار القاضي أبييي بكيير وميين اتبعييه كالقاضييي
أبي يعلى وظنوا أن هذا يوجب طرد قولهم إنها ل تكون مقدورة لغير الليه بخلف القيول الول فييانه تقيع
فيه شبهة اذ كان الجنس معتادا وانما الخارق هو الكثير الخارج عن العادة وهذا الفرق الذي ذكره ضعيف
فإنه إذا كان قادرا على اليسير فخرق العادة في قدرته حتى جعله قادرا على الكثير فجنس القدرة معتاد
مثل جنس المقدور وانما خرقت العادة بقدرة خارجة عن العييادة كمييا خرقييت بفعييل خييارج عيين القييدرة
وعنده أن خلق القدرة خلق
يصح على أصول القدرية وبسط القول في ذلك بكلم يصح بعضه دون بعض كعادته فييي أمثييال ذلييك ثييم
جعل هذا الفرق هو الفرق بين المعجزات وبين السحر والحيل فقال وأما على قولنا إن المعجييز ل يكييون
إل من مقدورات القديم ومما يستحيل دخوله ودخول مثله تحت قدرة العباد فاذا كان كييذلك اسييتحال أن
يفعل أحد من الخلق شيئا من معجزات الرسل أو ما هو من جنسها لن المحتيال إنميا يحتيال ويفعيل ميا
يصح دخوله تحت قدرته دون ما يستحيل كونه مقدورا لييه قييال وأمييا القييائلون بييأنه يجييوز أن يكييون فييي
معجزات الرسل ما يدخل جنسه تحت قدرة العباد وان لم يقدروا على كثيره وما يخرق العادة منه فانهم
يقولون قد علمنا انه ل حيلة ول شييء مين السيحر يمكين أن يتوصيل بيه السياحر والمشيعبذ اليى فعيل
الصعود في السماء ول قفز من المشرق الى المغرب وقفز الفراسخ الكثيرة والمشي على الماء وحمل
الجبال الراسيات هذا أمر ل يتم بحيلة محتال ول سحر ساحر وتكلم على إبطال قول من قال ان السحر
ل يكون إل تخييل ل حقيقة له وذكر أقوال العلماء والثار عن الصحابة بأن الساحر يقتل بسحره وقول إنه
يقتل حدا عند أكثرهم وقصاصا عند بعضهم ثم قال باب القول في الفصل بين المعجزة والسحر وهو لييم
يفرق بين الجنسين بل يجوز أن يكون ما هو معجزة للرسول يظهر على يد الساحر لكن قال الفييرق هييو
تحدي الرسول بالتيان بمثله وتقريع مخالفه بتعذر مثله عليه فمتى وجد الييذي ينفييرد اللييه بالقييدرة عليييه
من غير تحد منه واحتجاج لنبوته بظهوره لم يكن معجزا واذا كان كذلك خرج السحر عن أن يكون معجزا
ومشبها ليات النبياء وكان ما يظهر عند فعل الساحر من جنس بعض معجزات الرسييل ومييا يفعلييه اللييه
عند تحديهم به غير أن الساحر إذا احتج بالسحر وادعى به النبوة أبطله اللييه بييوجهين أحييدهما أن ينسيييه
عمل السحر أول يفعل عند سحره شيئا في المسحور من موت أو سقم أو بغض ولم يخلق فيه الصييعود
الى جهة العلو والقدرة على الدخول في بقرة فاذا منعه هذه السباب بطل السييحر والثيياني أن السيياحر
تمكن معارضته فان أبواب السحر معلومة عند السحرة فاذا تحدى ساحر بشيييء يفعييل عنييد سييحره لييم
يلبث أن يجد خلقا من السحرة يفعلون مثل فعله ويعارضونه بييأدق وأبلييغ ممييا أورده والرسييول اذا ظهيير
عليه مثل ذلك وادعاه آية
الوجه الثاني وبه تنكشف حقيقة طريقهم انييه علييى هييذا لييم تتميييز المعجييزات بوصيف نختيص بييه وانمييا
امتازت باقترانها بدعوى النبوة وهذا حقيقة قولهم وقد صرحوا به فاليدليل والبرهيان إن اسيتدل بيه كيان
دليل وان لم يستدل به لم يكن دليل وان اقترنت به الدعوى كان دليل وان لم تقترن به الدعوى لييم يكيين
دليل عندهم ولهذا لم يجعلوا دللة المعجز دللة عقلية بل دللة وضعية كدلليية اللفيياظ بالصييطلح وهييذا
مستدرك من وجوه منها أن كون آيات النبياء مساوية في الحييد والحقيقيية لسييحر السييحرة أميير معلييوم
الفساد بالضطرار من دين الرسل الثاني أن هذا من أعظم القدح في النبياء إذا كانت آياتهم مين جنيس
سييييييييييييييييييييييييييحر السييييييييييييييييييييييييييحرة وكهانيييييييييييييييييييييييييية الكهييييييييييييييييييييييييييان
الثالث أنه على هذا التقدير ل تبقى دللة فان الدليل ما يستلزم المدلول ويختييص بيه فيياذا كييان مشييتركا
بينييه وبييين غيييره لييم يبييق دليل فهييؤلء قييدحوا فييي آيييات النبييياء ولييم يييذكروا دليل علييى صييدقهم
الرابع أنه على هذا التقدير يمكن الساحر دعوى النبوة وقوله إنه عند ذلك يسلبه الله القدرة على السحر
أو يأتي بمن يعارضه دعوى مجردة فان المنازع يقول ل نسلم أنه أذا ادعييى النبيوة فل بيد أن يفعيل اللييه
ذلك ل سيما على أصله وهو أن الله يجوز أن يفعل كل مقدور وهذا مقدور للرب فيجوز أن يفعله وادعى
أن ما يخرق العادة من المور الطبيعية والطلمسات هييي كالسييحر فقييال ولجييل ذلييك لييم تلتبييس آيييات
الرسل بما يظهر من جذب حجر المغناطيس وما يوجد ويكون عند كتب الطلمسييات قييال وذلييك أنييه لييو
ابتدأ نبي باظهار حجر المغناطيس لوجب أن يكون ذلك آية له ولو أن أحدا أخييذ هييذا الحجيير وخييرج الييى
بعض البلد وادعى أنه آية له عند من لم يره ولم يسمع به لوجب أن ينقضه الله عليه بوجهين أحدهما أن
يؤثر دواعي خلق من البشر الى حمل جنس تلك الحجارة الى ذلك البلد وكذلك سبيل الزناد الييذي يقييدح
النار وتعرفه العرب وكذلك سبيل الطلمسات التي يقال انها تنفي الذباب والبق والحيييات والييوجه الخيير
أن ل يفعييييل اللييييه عنييييد ذلييييك مييييا كييييان يفعلييييه ميييين قبييييل فيقييييال هييييذه دعييييوى مجييييردة
ومما يوضح ذلك الوجه الخامس وهو أن جعل قدح الزناد وجذب حجر
بإظهار المعجزات على أيدي الكذابين فجوابه أنا لم تحل إضللهم بهذا الضرب لنه إضيلل عين اليدين او
لقبحه من الله لو وقع أو لستحقاقه الذم عليه تعالى عين ذلييك أو لكييونه ظالمييا لهيم بييالتكليف مييع هييذا
الفعل كل ذلك باطل محال من تمويههم وإنما احلناه لنيه ييوجب عجيز القيديم عين تميييز الصيادق مين
الكادب وتعريفنا الفرق بين النبي والمتنبي من جهة الدليل إذ ل دليل في قول كل أحد أثبت النبييوة علييى
نبوة الرسل وصدقهم إل ظهور أعلم المعجزة على أيديهم أو خبر مين ظهيرت المعجيزة عليى ييده عين
نبوة آخر مرسل فهذا إجماع ل خلف فيه فلو أظهر الله على يد المتنبي الكاذب ذلك لبطلت دلئل النبوة
وخرجت المعجزات عن كونها دللة على صدق الرسييول ولييوجب لييذلك عجييز القييديم عيين الدلليية علييى
صدقهم ولما لم يجز عجزه وارتفاع قدرته عن بعض المقدورات لييم يجييز لييذلك ظهييور المعجييزات علييى
أيييييييييييدي الكييييييييييذابين بخلف خلييييييييييق الكفيييييييييير فييييييييييي قلييييييييييوب الكييييييييييافرين
قلت هذا عمدة القوم والمتأخرون عرفوا ضعف هذا فلم يسيلكوه كيأبي المعيالي واليرازي وغيرهميا بيل
سلكوا الجواب الخر وهو أن العلم بالصدق عند المعجز يحصل ضرورة فهييو عليم ضييروري وبييين ضييعف
هذا الجواب مع أنه يحتج به وقال فهذا هذا من وجوه أحدها أن يقال إن كان المر كما زعمتم فانما يلزم
العجز إذا كان خلق الدليل دال على صدقهم جنسه ل يدل بل جنسه يقع مع عدم النبوة ولم يبييق عنييدكم
جنس من الدلة يخيص النبيوة فليم قلتيم إن تصيديقهم والحيال هيذه ممكين ول ينفعكيم هيذا السيتدلل
بالجمياع ونحيوه مين الدلية السيمعية لن كلمكيم ميع منكيري النبيوات فيجيب أن تقيميوا عليهيم كيون
المعجزات دليل على صدق النبي وأما من أقر بنبوتهم بطريق غير طريقكييم فييإنه ل يحتيياج الييى كلمكييم
فاذا قال لكم منكرو النبوة ل نسلم إمكان طريق يدل على صدقهم لم يكن معكم ما يدل على ذلك وقييد
أورد هذا السؤال وأجاب عنه بأنه يمكنه تصديقهم بالقول والمعجزات تقييوم مقييام التصييديق بييالقول بييل
التصديق بالفعل أوكد وضرب المثل بمدعي الوكالة اذا قال قم أو اقعد ففعل ذلك عنييد استشييهاد وكيلييه
فان العقلء كلهم يعلمون أنه أقام تلك الفعال مقام القول
أظهر المعجزات على أيديهم فانه أوجب أنهم صادقون لن المعجز دليل على الصدق ومتضمن له وقوله
مع ذلك إنهم كاذبون نقض لقوله إنهم صادقون قد ظهييرت المعجييزات علييى أيييديهم فييوجب إحاليية هييذه
المطالبة وصار هذا بمثابة قول من قال ما أنكرتم من صحة ظهييور الفعييال المحكميية الداليية علييى علييم
فاعلها والمتضمنة لذلك من جهة الدليل من الجاهل بها في أنه قول باطل متناقض فيجب اذا كييان الميير
كذلك استحالة ظهور المعجزات على يدي الكاذبين واستحالة ثبوت قدرة قادر عليه وكيف يصح على هذا
الجواب أن يقال ما أنكرتم وزعمتم أنه من فعل المحال الذي ل يصح حدوثه وتنياول القيدرة ليه هيو مين
قبيل الجائز قياسا على صحة خلق الكفر وضروب الضلل التي يصح حدوثها وتناول القدرة لها قلييت هييذا
كلم صحيح اذا علم أنها دليل الصدق يستحيل وجوده بدون الصدق والممتنع غير مقدور فيمتنع أن يظهيير
على أيدي الكاذبين ما يدل على صدقهم لكن المطالب يقول كيف يستقيم علييى أصييلكم أن يكييون ذلييك
دليل الصدق وهو أمر حادث مقدور وكل مقدور يصح عندكم أن يفعله الله ولو كان فيييه ميين الفسيياد مييا
كان فانه عندكم ل ينزه عن فعل ممكن ول يقبح منه فعييل فحينئذ اذا خلييق علييى يييد الكيياذب مثييل هييذه
الخوارق لم يكن ممتنعا على أصلكم وهي ل تدل على الصدق البتية عليى أصييلكم ويلزمكييم إذا لييم يكيين
دليل إلهي أل يكون في المقدور دليل على صدق مدعي النبوة فيلييزم أن الييرب سييبحانه ل يصييدق أحييدا
ادعى النبوة واذا قلتم هذا ممكن بل واقع ونحن نعلم صييدق الصييادق اذا ظهييرت هييذه العلم علييى يييده
ضرورة قيل فهذا يوجب أن الرب ل يجوز عليه إظهارها على يد كاذب وهذا فعييل ميين الفعييال هييو قييادر
عليه وهو سبحانه ل يفعله بل هو منزه عنه فأنتم بين أمرييين ان قلتييم ل يمكنييه خلقهييا علييى يييد الكيياذب
وكان ظهورها ممتنعا فقد قلتم إنه ل يقدر على إحداث حادث قد فعيل مثليه وهيذا تصيريح بعجيزه وأنتيم
قلتم فليست بدليل فل يلزم عجزه فصارت دللتها مستلزمة لعجزه على أصلكم وان قلتييم يقييدر لكنييه ل
يفعل فهذا حق وهو ينقض أصلكم وحقيقة المر أن نفس ما يدل على صدق الصادق بمجموعه امتنييع أن
يحصل للكاذب وحصوله له ممتنع غير مقدور وأما خلق مثل تلك الخارقيية علييى يييد الكيياذب فهييو ممكيين
والله سبحانه وتعالى قادر عليه
وهي البراهين الدالة على أن ما يقوله حق من الخبر والمر فل بد أن يكييون قييد بييين الييدلئل علييى
صدقه في كل ما أخبر ووجوب طاعته في كل ما أوجب وأمر ومن أعظم أصييول الضييلل العييراض
عن بيان الرسول للدلة واليات والبراهين والحجج فإن المعرضين عن هذا إما أن يصييدقوه ويقبلييوا
قوله ويؤمنوا به بل دليل أصل ول علم وإما أن يستدلوا على ذلك بغير أدلته فان لييم يكونييوا عييالمين
بصدقه فهم ممن يقال له في قبره مييا قولييك فييي هييذا الرجييل الييذي بعييث فيكييم فأمييا المييؤمن أو
الموقن فيقول هو عبد الله ورسوله جاءنا بالبينات والهدى فآمنا به واتبعناه وأما المنافق أو المرتاب
فيقول هاء هاء ل أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيضرب بمرزبة من حديييد فيصيييح صيييحة
يسمعها كل شيء إل الثقلين وان استدل على ذلك بغير اليات والدلة التي دعا بها النيياس فهييو مييع
كونه مبتدعا ل بد أن يخطئ ويضل فان ظن الظان أنه بأدلة وبراهين خارجة عما جاء بيه تييدل علييى
ما جاء به فهو من جنس ظنه أنه يأتي بعبادات غير ما شرعه توصل الى مقصوده وهييذا الظيين وقييع
فيه طوائف من النظار الغالطين أصييحاب السييتدلل والعتبييار والنظيير كمييا وقييع فييي الظيين الول
طوائف من العباد الغالطين أصحاب الرادة والمحبة والزهد وقوله صلى الله عليه وسلم في خطبته
يوم الجمعة خير الكلم كلم الله وخير الهدي هدي محمد وشر المييور محييدثاتها وكييل بدعيية ضييللة
يتناول هذا وهذا وقد أرى الله تعالى عباده اليات في الفاق وفي أنفسهم حتى تبين لهم أن ما قاله
هو حق فأن أرباب العبادة والمحبة والرادة والزهد الذين سلكوا غير ما أمروا بييه ضييلوا كمييا ضييلت
النصارى ومبتدعة هذه المة من العباد وأرباب النظر والستدلل الذين سلكوا غير دليله وبيانه أيضييا
ضلوا قال تعالى فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فل يضل ول يشقى ومن أعرض عن ذكري فننان
له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى
قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليييوم تنسييى
وفي الكلم المأثور عن المام أحمد أصول السلم أربعة دال ودليل ومبين ومستدل فالدال هو الن والنندليل
هو القرآن والمبين هو الرسول قال ال تعالى لتبين للناس ما نزل اليهم والمستدل هم أولو العلننم وأولننو
اللباب الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وقد ذكره ابن المنى عن أحمد وهو مننذكور فنني العنندة
للقاضي أبي يعلى وغيرها إما أن أحمد قال له أو قيل له فاستحسنه ولهذا صننار كننثير مننن النظننار يوجبننون
العلم والنظر والستدلل وينهون عن التقليد ويقول كثير منهم إن ايمان المقلد ل يصح أو أنه وان صح لكنه
عاص بترك الستدلل ثم النظر والستدلل الذي يدعون إليننه ويوجبننونه ويجعلننونه أول الواجبننات وأصننل
العلم هو نظر واستدلل ابتدعوه ليس هو المشروع ل خبرا ول أمرا وهو استدلل فاسد ل يوصل الى العلم
فانهم جعلوا أصل العلم بالخالق هو الستدلل على ذلك بحدوث الجسام والستدلل علننى حنندوث الجسننام
بأنها مستلزمة للعراض ل تخلو عننا ول تنفننك منهننا ثننم اسنتدلوا علنى حنندوث العنراض قنالوا فثبنت أن
الجسام مستلزمة للحوادث ل تخلو عنها فل تكون مثلها ثم كثير منهم قالوا وما لم يخل من الحوادث أو مننا
لم يسبق الحوادث فهو حادث وظن أن هذه مقدمة بديهية معلومة بالضرورة ل يطلب عليها دليل وكان ذلننك
بسبب أن لفظ الحوادث يشعر بان لها ابتداء كالحادث المعين والحوادث المحدودة ولو قدرت ألف ألف ألننف
حادث فإن الحوادث اذا جعلت مقدرة محدودة فل بد أن يكون لها ابتداء فإن مال ابتداء له ليس له حد معيننن
ابتدأ منه اذ قد قيل ل ابتداء له بل هو قديم أزلي دائم ومعلوم أن هذه الحوادث مالم يسبقها فهننو حننادث فننإنه
يكون إما معها وإما بعدها وكثير منهم يفطن للفرق بين جنس الحننوادث وبيننن الحننوادث المحنندودة فننالجنس
مثل أن يقال ما زالت الحوادث توجد شيئا بعد شيء أو ما زال جنسها موجودا أو ما زال ال متكلما اذا شاء
او ما زال ال فاعل لما يشاء أو ما زال قادرا على أن يفعننل قنندرة يمكننن معهننا اقننتران المقنندور بالقنندرة ل
تكون قدرة يمتنع معها المقدور فان هذه في
الحقيقة ليست قدرة ومثل أن يقال في المستقبل ل بد أن الله يخلق شيئا بعد شييء ونعييم أهيل الجنية
دائم ل يزول ول ينفد وقد يقال فيي النيوعين كلميات الليه ل تنفيذ ول نهايية لهيا ل فيي الماضيي ول فيي
المستقبل ونحو ذلك فالكلم في دوام الجنس وبقائه وأنه ل ينفد ول ينقضي ول يزول ول ابتييداء لييه غييير
الكلم فيما يقدر محدودا له ابتداء أوله ابتداء وانتهاء فإن كثيرا من النظار من يقييول جنييس الحييوادث إذا
قدر له ابتداء وجب أن يكون له انتهاء لنه يمكن فرض تقدمه على ذلك الحد فيكون أكثر مما وجد ومييال
يتناهى ل يدخله التفاضل فإنه ليس وراء عدم النهاية شيء أكثر منها بخلف مال ابتداء له ول انتهيياء فييإن
هذا ل يكون شيء فوقه فل يفضي الى التفاضل فيما ل يتناهى وبسط هذا له موضع آخر والمقصييود هنييا
أن هؤلء جعلوا هذا أصل دينهم وإيمانهم وجعلوا النظر في هذا الدليل هو النظر الواجب على كل مكلييف
وأنه من لم ينظر في هذا الدليل فاما أنه ل يصح إيمانه فيكييون كييافرا علييى قيول طائفيية منهييم وإمييا أن
يكون عاصيا على قول آخرين وأما إن يكون مقلدا ل علم له بدينه لكنه ينفعه هذا التقليد ويصير به مؤمنا
غير عاص والقوال الثلثة باطلة لنهيا مفرعية عليى أصيل باطيل وهيو أن النظير اليذي هيو أصيل اليدين
واليمان هو هذا النظر في هذا الدليل فيان علمياء المسيلمين يعلميون بالضيطرار أن الرسيول ليم ييدع
الخلق بهذا النظر ول بهدا الدليل ل عامة الخلق ول خاصييتهم فييامتنع أن يكييون هييذا شييرطا فييي اليمييان
والعلم وقد شهد القرآن والرسول لمين شييهد ليه مين الصيحابة وغيرهيم بييالعلم وأنهيم عييالمون بصيدق
الرسول وبما جاء به وعالمون بالله وبأنه ل إله إل الله ولم يكن الموجب لعلمهم هذا الدليل المعيين كميا
قال تعالى ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل اليك من ربك هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد وقييال
شهد ال أنه ل إله إل هو والملئكة وأولو العلم قائما بالقسط وقال أفمن يعلم أن ما أنزل إليك من ربك الحننق
كمننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننن هننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننو أعمننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننى
وقد وصف باليقين والهدى والبصيرة في غير موضع كقوله وبالخرة هم يوقنون وقوله أولئك على هنندى
من ربهم وقوله قل هذه سبيلي أدعو الى ال على بصيرة أنا ومن اتبعني
وأمثال ذلك فتبين أن هذا النظر والستدلل الذي أوجبه هؤلء وجعلوه أصل الدين ليس ممييا أوجبييه اللييه
ورسوله ولو قدر أنه صحيح في نفسه وأن الرسول أخبر بصحته لم يلييزم ميين ذلييك وجييوبه اذ قييد يكييون
المطلوب أدلة كثيرة ولهذا طعن الرازي وأمثاله على أبي المعالي في قوله إنه ل يعلم حدوث العييالم إل
بهذا الطريق وقالوا هب أنه يدل على حدوث العالم فمن أين يجب أن ل يكييون ثيم طريييق آخيير وسيلكوا
هم طرقا أخر فلو كانت هذه الطريق صحيحة عقل وقد شهد لها الرسول والمؤمنييون اليذين ل يجتمعيون
على ضللة بأنها طريق صحيحة لم تتعين مع إمكان سلوك طرق أخرى كما أنه في القييرآن سييور وآيييات
قد ثبت بالنص والجماع أنها من آيات الله الدالة على الهدى ومع هييذا فيياذا اهتييدى الرجييل بغيرهييا وقييام
بالواجب ومات ولم يعلم بها ولم يتمكن من سماعها لم يضره كاليات المكية التي اهتييدى بهييا ميين آميين
ومات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن ينيزل سيائر القيرآن فاليدليل يجيب طيرده ول يجيب
عكسه ولهذا أنكر كثير من العلماء على هؤلء ايجيياب سييلوك هييذه الطريييق مييع تسييليمهم أنهييا صييحيحة
كالخطابي والقاضي أبي يعلى وابن عقيل وغيرهم والشعري نفسه أنكر على ميين أوجييب سييلوكها أيضييا
في رسالته إلى أهل الثغيير مييع اعتقيياده صيحتها واختصيير منهييا طريقية ذكرهييا فييي أول كتييابه المشييهور
المسمى باللمع في الرد على أهل البدع وقد اعتنى به أصحابه حتى شرحوه شروحا كثيرة والقاضي أبييو
بكر شرحه ونقض كتاب عبد الجبار الذي صنفه في نقضه وسماه نقض نقض اللمع وأما أكابر أهل العلييم
من السلف والخلف فعلموا أنها طريقة باطلة في نفسها مخالفة لصريح المعقول وصحيح المنقييول وانييه
ل يحصل بها العلم بالصانع ول بغير ذلك بل يوجب سلوكها اعتقادات باطلة توجب مخالفة كثير ممييا جيياء
به الرسول مع مخالفة صريح المعقول كما أصاب من سلكها من الجهمية والمعتزلة والكلبية والكرامييية
ومن تبعهم من الطوائف وان لم يعرفوا غورها وحقيقتها فإن أئمة هؤلء الطوائف صار كييل منهييم يلييتزم
ما يراه لزما ليطردها فيلتزم لوازم مخالفة للشيرع والعقيل فيجييء الخير فيييرد علييه وييبين فسياد ميا
التزمه ويلتزم هو لوازم أخر لطردها فيقع أيضا في
مخالفة الشرع والعقل فالجهمية التزموا لجلها نفي أسماء الله وصفاته اذ كانت الصييفات أعراضييا تقييوم
بالموصوف ول يعقل موصوف بصفة إل الجسم فإذا اعتقدوا حدوثه اعتقدوا حدوث كييل موصييوف بصييفة
والرب تعالى قديم فالتزموا نفي صيفاته وأسيماؤه مسيتلزمة لصيفاته فنفيوا أسييماءه الحسيينى وصيفاته
العلى والمعتزلة استعظموا نفي السماء لما فيه من تكييذيب القييرآن تكييذيبا ظيياهر الخييروج عيين العقييل
والتناقض فإنه ل بد من التمييز بين الرب وغيره بالقلب واللسان فما ل يميز ميين غيييره ل حقيقيية لييه ول
إثبات وهو حقيقة قول الجهمية فانهم لم يثبتوا في نفس المر شيئا قديما البتة كما أن المتفلسفة الييذين
سلكوا مسلك المكان والوجوب وجعلوا ذلك بدل الحادث والقديم لم يثبتوا واجبا بنفسه البتة وظهر بهذا
فساد عقلهم وعظيم جهلهم مع الكفر وذلك أنه يشهد وجيود السيماوات وغيرهيا فهييذه الفلك إن كيانت
قديمة واجبة فقد ثبت وجود الموجود القديم الواجب وان كانت ممكنة أو محدثيية فل بييد لهييا ميين واجييب
قديم فإن وجود الممكن بدون الواجب والمحييدث بييدون القييديم ممتنييع فييي بييدائه العقييول فثبييت وجييود
موجود قديم واجب بنفسه على كل تقدير فاذا كان ما ذكيروه مين نفيي الصيفات عين القيديم واليواجب
يستلزم نفي القديم مطلقا ونفي الواجب علم أنه باطل وقد بسط هذا في مواضع وبين أن كل من نفييى
صفة مما أخبر به الرسول لزمه نفي جميع الصفات فل يمكن القول بموجب أدلة العقييول إل مييع القييول
بصدق الرسول فأدلة العقييول مسييتلزمة لصييدق الرسييول فل يمكيين مييع عييدم تصييديقه القييول بمييوجب
العقول بل من كذبه فليس معه ل عقل ول سمع كما أخبر الله تعالى عن أهل النار قال تعالى كلما ألقي
فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بل قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا منا نننزل الن منن شنيء إن أنتنم إل فني
ضلل كبير وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السننعير فنناعترفوا بننذنبهم فسننحقا لصننحاب السننعير
وهييييييييييييييييذا مبسييييييييييييييييوط فييييييييييييييييي غييييييييييييييييير هييييييييييييييييذا الموضييييييييييييييييع
والمقصود هنا أن المعتزلة لما رأوا الجهمية قد نفوا أسماء الله الحسنى استعظموا ذلك وأقروا بالسماء
ولما رأوا هذه الطريق توجب نفي الصفات نفوا الصفات
فصاروا متناقضين فان اثبات حي عليم قدير سميع بصير بل حياة ول علييم ول قييدرة ول حكميية ول سييمع
ول بصر مكابرة للعقل كإثبات مصل بل صلة وصييائم بل صيييام وقييائم بل قيييام ونحييو ذلييك ميين السييماء
المشتقة كاسماء الفياعلين والصيفات المعدولية عنهيا ولهيذا ذكيروا فيي أصيول الفقيه أن صيدق السيم
المشتق كالحي والعليم ل ينفك عن صدق المشتق منه كالحياة والعلم وذكروا النزاع مع من ذكييروه ميين
المعتزلة كأبي علي وأبي هاشم فجاء ابن كلب ومن اتبعه كالشعري والقلنسييي فقييرروا أنييه ل بييد ميين
إثبات الصفات متابعة للدليل السمعي والعقلي مع إثبات السييماء وقييالوا ليسييت أعراضييا لن العييرض ل
يبقى زمانين وصفات الرب باقية سلكوا في هذا الفرق وهييو أن العييرض ل يبقييى زمييانين مسييلكا أنكييره
عليهم جمهور العقلء وقالوا إنهم خالفوا الحس وضرورة العقل وهييم موافقييون لولئك علييى صييحة هييذه
الطريقة طريقة العراض قالوا وهذه تنفي عن الله أن يقوم به حادث وكل حادث فانمييا يكييون بمشيييئته
وقدرته قالوا فل يتصف بشيء من هذه المور ل يتكلم بمشيئته وقدرته ول يقوم به فعل اختياري يحصييل
بمشيئته وقدرته كخلق العالم وغيره بل منهم من قال ل يقوم به فعل بل الخلق هو المخلوق كالشييعري
ومن وافقه ومنهم من قال بل فعل الرب قديم أزلي وهو من صفاته الزلية وهو قول قدماء الكلبية وهو
الذي ذكره أصحاب ابن خزيمة لما وقع بينه وبينهم بسبب هذا الصل فكتبوا عقيدة اصطلحوا عليها وفيها
إثبات الفعل القديم الزلي وكان سبب ذلك أنهم كانوا كلبية يقولييون إنييه ل يتكلييم بمشيييئته وقييدرته بييل
كلمه المعين لزم لذاته أزل وأبدا وكان ابن خزيمة وغيره على القول المعروف للمسلمين وأهييل السيينة
أن الله يتكلم بمشيئته وقدرته وكان قد بلغه عن المام أحمد أنه كان يذم الكلبية وأنه أمر بهجر الحارث
المحاسبي لما بلغه أنه على قول ابن كلب وكان يقول حذروا عن حارث الفقير فإنه جهمي واشتهر هييذا
عن أحمد وكان بنيسابور طائفة من الجهمية والمعتزليية مميين يقولييون إن القييرآن وغيييره ميين كلم اللييه
مخلوق ويطلقون القول بأنه متكلم بمشيئته وقدرته لكن مرادهم بذلك أنه يخلييق كلمييا بائنييا عنييه قائمييا
بغيره كسائر
المخلوقات وكان من هؤلء من عرف أصل ابن كلب فاراد التفريييق بييين ابيين خزيميية وبييين طائفيية ميين
أصحابه فأطلعه على حقيقة قولهم فنفر منه وهم كانوا قد بنوا ذلك على أصل ابن كلب واعتقدوا أنييه ل
تقوم به الحوادث بناء على هذه الطريقة طريقة العراض وابن خزيمة شيخهم وهو الملقب بإمام الئميية
وأكثر الناس معه ولكن ل يفهمون حقيقة النزاع فاحتاجوا ليذلك اليى ذكير عقييدة ل يقيع فيهيا نيزاع بيين
الكلبية وبين أهل الحديث والسنة فذكروا فيها أن كلم الله غير مخلوق وأنه لييم يييزل متكلمييا وأن فعلييه
أيضا غير مخلوق فالمفعول مخلوق ونفس فعل الرب له قديم غير مخلوق وهذا قول الحنفية وكييثير ميين
الحنبلية والشافعية والمالكية وهو اختيار القاضي أبي يعلى وغيره في آخر عمره وبسييط هييذا لييه موضييع
آخر والمقصود التنبيه على افتراق المة بسبب هذه الطريقة ولما عرف كثير من الناس باطن قييول ابيين
كلب وأنه يقول أن الله لم يتكلم بالقرآن العربي وأن كلمييه شيييء واحيد هيو معنيى آيية الكرسيي وآيية
الدين عرفوا ما فييه مين مخالفية الشيرع والعقيل فنفيروا عنيه وعرفيوا أن هيؤلء يقوليون أنيه ل يتكليم
بمشيئته وقدرته فأنكروه وكان ممن أنكر ذلك الكرامية وغير الكرامية كاصحاب أبي معاذ التومني وزهير
البابي وداود بن علي وطوائف فصار كثير من هؤلء يقولييون أنييه يتكلييم بمشيييئته وقييدرته فييانكروه لكيين
يراعى تلك الطريقة لعتقاده صحتها فيقول إنه لن يكن في الزل متكلمييا لنيه إذا كيان ليم ييزل متكلميا
بمشيئته لزم وجود حوادث ل تتناهى وأصل الطريقة أن هييذا ممتنييع فصييار حقيقية قييول هييؤلء إنيه صييار
متكلما بعد أن لم يكن متكلما فخالفوا قول السلف والئمة انه لم يزل متكلما اذا شاء وبسط هذه المور
لييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه موضييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييع آخيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير
والمقصود هنا أن كثيرا من أهل النظر صييار مييا يوجبيونه مين النظيير والسييتدلل ويجعلييونه أصيل اليدين
واليمان هو هذه الطريقة المبتدعة في الشرع المخالفة للعقل التي انفق سلف المة وأئمتها على ذمهييا
وذم أهلها فذمهم للجهمية الذين ابتدعوا هذه الطريقة أول متواتر مشهور قد صنف فيه مصنفات وذمهييم
للكلم والمتكلمين مما عني به أهل هذه الطريقة كذم الشافعي لحفص الفرد الذي كان على قول ضرار
بن عمرو
وذم أحمد بن حنبل لبي عيسى محمد بن عيسى برغوث الذي كان على قول حسين النجار وذمهمييا وذم
أبي يوسف ومالك وغيرهم لمثال هؤلء الييذين سييلكوا هييذه الطريقيية وقييد صيينف فييي ذم الكلم وأهلييه
مصنفات أيضا وهو متناول لهل هذه الطريقة قطعا فكان ايجاب النظر بهذا التفسير باطل قطعا بل هييذا
نظر فاسد يناقض الحق واليمان ولهذا صار من يسييلك هييذه الطريقيية ميين حييذاق الطييوائف يتييبين لهييم
فسادها كما ذكر مثل ذلك أبو حامد الغزالي وأبو عبد الله الرازي وأمثالهما ثم الذي يتبين له فسييادها إذا
لم يجد عند من يعرفه من المتكلمين في أصول الدين غيرها بقي حائرا مضطربا والقائلون بقييدم العييالم
من الفلسفة والملحدة وغيرهم تبين لهم فسادها فصار ذلك ميين أعظييم حججهييم علييى قييولهم الباطييل
فيبطلون قول هؤلء إنه صار فاعل أو فاعل ومتكلما بمشيئته بعد أن لييم يكيين ويثبتييون وجييوب دوام نييوع
الحوادث ويظنون أنهم إذا أبطلوا كلم أولئك المتكلمين بهييذا حصييل مقصييودهم وهييم أضييل وأجهييل ميين
أولئك فإن أدلتهم ل توجب قدم شيء بعينه من العالم بل كل ما سوى الله فهو محدث مخلوق كائن بعييد
أن لم يكن ودلئل كثيرة غير تلك الطريقة وأن كان الفاعل لم يزل فيياعل لمييا يشيياء ومتكلمييا بمييا يشيياء
وصار كثير من أولئك إذا ظهر له فساد أصل أولئك المتكلمين المبتييدعين وليييس عنييده إل قييولهم وقييول
هؤلء يميل الى قول هؤلء الملحدة ثم قد يبطن ذلك وقد يظهره لمن يأمنه وابتلى بهييذا كييثير مين أهيل
النظر والعبيادة والتصييوف وصيياروا يظهيرون هيذا فييي قيالب المكاشيفة ويزعميون أنهيم أهيل التحقييق
والتوحيد والعرفان فأخذوا من نفي الصفات أن صانع العالم ل داخل العالم ول خيارجه ومين قيول هيؤلء
أن العالم قديم ولم يروا موجودا سوى العالم فقالوا إنه هو الله وقالوا هو الوجود المطلق والوجود واحد
وتكلموا في وحدة الوجود وأنه الله بكلم ليس هذا موضع بسطه ثم لما ظهر أن كلمهم يخييالف الشييرع
والعقل صاروا يقولون يثبت عندنا في الكشف ما يناقض صريح العقل ويقولون القرآن كلييه شيرك وإنمييا
التوحيد في كلمنا ومن أراد أن يحصل له هذا العلم اللدني العلى فليييترك العقييل والنقييل وصييار حقيقيية
قولهم الكفر بالله وبكتبه ورسله وباليوم الخر من جنس قول الملحدة الذين يظهرون التشيع
لكن أولئك لما كان ظاهر قولهم هو ذم الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان صارت وصمة الرفض تنفر عنهييم
خلقا كثيرا لم يعرفوا باطن أمرهم وهؤلء صاروا ينتسبون الى المعرفة والتوحيييد وأتبيياع شيييوخ الطريييق
كالفضيل وابراهيم بن أدهم والتستري والجنيد وسهل بن عبد الله وأمثال هؤلء ممن له في المة لسييان
صدق فاغتر بهؤلء من لم يعرف بيياطن أمرهيم وهييم فييي الحقيقية مين أعظيم خليق اللييه خلقيا لهيؤلء
المشايخ السادة ولمن هو أفضل منهم من السابقين الولين والنبياء المرسلين وكان من أسباب ذلك أن
العبادة والتأله والمحبة ونحو ذلك ممييا يتكلييم فيييه شيييوخ المعرفيية والتصييوف أميير معظييم فييي القلييوب
والرسل إنما بعثوا بدعاء الخلق الى أن يعرفوا الله ويكون أحب إليهم من كل ما سواه فيعبييدوه ويييألهوه
ول يكون لهم معبود مألوه غيره وقد أنكر جمهور أولئك المتكلمين أن يكون الله محبوبا أو أنه يحب شيئا
أو يحبه أحد وهذا في الحقيقة إنكار لكونه إلها معبودا فان الله هو المألوه الذي يسييتحق أن يييؤله ويعبييد
والتأله والتعبد يتضمن غاية الحب بغاية الذل ولكن غلط كييثير ميين أولئك فظنييوا أن اللهييية هييي القييدرة
على الخلق وإن الله بمعنى الله وإن العباد يألههم الله ل أنهم هم يألهون الله كما ذكر ذلك طائفة منهم
الشعري وغيره وطائفة ثالثة لما رأت ما دل على أن الله يحب أن يكون محبوبا من أدلة الكتاب والسنة
وكلم السلف وشيوخ أهل المعرفة صاروا يقرون بأنه محبيوب لكنيه هيو نفسيه ل يحييب شيييئا إل بمعنييى
المشيئة وجميع الشياء مرادة له فهي محبوبة له وهذه طريقة كثير ميين أهييل النظيير والعبييادة والحييديث
كأبي إسماعيل النصاري وأبي حامد الغزالي وأبي بكر بن العربي وحقيقة هذا القول أن الله يحب الكفر
والفسوق والعصيان ويرضاه وهذا هو المشهور من قول الشعري وأصحابه وقد ذكر أبو
المعالي أنه أول من قال ذلك وكذلك ذكر ابيين عقيييل أن أول ميين قييال إن اللييه يحييب الكفيير والفسييوق
والعصيان هو الشعري وأصحابه وهم قد يقولون ل يحبه دينا ول يرضاه دينا كما يقولون ل يريد أن يكييون
فاعله مأجورا وأما هو نفسه فهو محبوب له كسائر المخلوقييات فإنهييا عنييدهم محبوبيية لييه إذ كييان ليييس
عنييييييدهم إل إرادة واحييييييدة شيييييياملة لكييييييل مخلييييييوق فهييييييو عنييييييدهم محبييييييوب مرضييييييي
وجماهير المسلمين يعرفون أن هذا القول معلوم الفساد بالضرورة من دين أهل الملييل وان المسييلمين
واليهود والنصارى متفقون على أن الله ل يحب الشرك ول تكذيب الرسل ول يرضى ذلك بييل هييو يبغييض
ذلك ويمقته ويكرهه كما ذكر الله في سورة بني إسرائيل ما ذكره من المحرمات ثم قال كل ذلننك كننان
سيئة عند ربك مكروها وبسط هذه المور له مواضع أخيير والمقصييود هنييا أن الييذين اعرضييوا عيين طريييق
الرسول في العلم والعمل وقعوا في الضلل والزلل وأن أولئك لما أوجبوا النظير اليذي ابتييدعوه صييارت
فروعه فاسدة اذ قالوا ان من لييم يسييلكها كفيير أو عصييى فقييد عييرف بالضييطرار ميين دييين السييلم أن
الصحابة والتابعين لهم باحسان لم يسلكوا طريقهم وهم خير الميية وإن قييالوا ان ميين قيياله ليييس عنييده
علم ول بصيرة باليمان بل قاله تقليدا محضا من غير معرفة يكون مؤمنا فالكتيياب والسيينة يخييالف ذلييك
ولو أنهم سلكوا طريقة الرسول لحفظهم الله من هذا التناقض فان ما جاء به الرسول جاء من عند اللييه
وما ابتدعوه جاءوا به من عند غير الله وقد قال تعالى ولو كان من عند غير ال لوجدوا فيننه اختلفننا كننثير
وهؤلء بنوا دينهم على النظر والصوفية بنوا دينهم علييى الرادة وكلهمييا لفييظ مجمييل يييدخل فيييه الحييق
والباطل فالحق هو النظر الشرعي والرادة الشرعية فالنظر الشرعي هو النظر فيما بعييث بييه الرسييول
من اليات والهدى كما قال شهر رمضان الذي أنزل فيننه القننرآن هنندى للننناس وبينننات مننن الهنندى والفرقننان
والرادة الشرعية إرادة ما أمر الله به ورسوله والسماع الشرعي سماع ما أحييب اللييه سييماعه كييالقرآن
والدليل الذي يستدل به هو الدليل الشرعي وهو لذي دل الله به عباده وهداهم به الييى صييراط مسييتقيم
فانه لما ظهرت البدع والتبس
الحق بالباطل صار اسم النظر والدليل والسماع والرادة يطلق على ثلثة أمور منهم من يريد بيه
البدعي دون الشرعي فيريدون بالدليل ما ابتدعوه من الدلة الفاسييدة والنظيير فيهييا وميين السييماع
والرادة ما ابتدعوه من اتباع ذوقهم ووجدهم وما تهواه أنفسهم وسماع الشعر والغناء الييذي يحييرك
هذا الوجد التابع لهذه الرادة النفسانية التي مضمونها اتباع مييا تهيوى النفييس بغييير هييدى ميين اللييه
ومنهم من يريد مطلييق الييدليل والنظيير ومطلييق السييماع والرادة ميين غييير تقييييدها ل بشييرعي ول
ببدعي فهؤلء يفسرون قوله الذين يستمعون القول بمطلق القول اليذي ييدخل فييه القيرآن والغنياء
ويستمعون الى هذا وهذا وأولئك يفسرون الرادة بمطلق المحبة للله من غير تقييييدها بشييرعي ول
بدعي ويجعلون الجميع من أهل الرادة سواء عبد الله بما أمر الله به ورسوله مين التوحييد وطاعية
الرسول أو كان عابدا للشيطان مشركا عابدا بالبدع وهؤلء أوسطهم وهييم أحسيين حييال ميين الييذين
قيدوا ذلك بالبدعي وأما القسم الثالث فهييم صيفوة الميية وخيارهييا المتبعييون للرسييول علمييا وعمل
يدعون إلى النظر والستدلل والعتبار باليات والدلة والبراهين التي بعييث اللييه بهييا رسييوله وتييدبر
القرآن وما فيه من البيان ويييدعون إلييى المحبيية والرادة الشييرعية وهييي محبيية اللييه وحييده وارادة
عبادته وحده ل شريك له بما أمر به على لسان رسوله فهم ل يعبيدون إل الليه ويعبيدونه بميا شيرع
وأمر ويستمعون ما أحب استماعه وهو قوله الذي قال فيه أفلم يدبروا القول وهو الييذي قييال فيييه
فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه كما قال واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكنننم وقال
وكتبنا له في اللواح من كل شيء موعظة وتفصيل لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومننك يأخننذوا بأحسنننها
سبحانه بين القدرة على البتداء كقوله إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم مننن نطفننة
ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغيننر مخلقننة لنننبين لكننم الية ومثيل قيوله ويقننول النسننان أإذا مننامت
لسوف
أخرج حيا أول يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيييئا اليننة ومثننل قننوله وضييرب لنييا مثل ونسييي
خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم وغير ذلك
فالستدلل على الخالق بخلق النسان في غاية الحسن والستقامة وهييي طريقيية عقلييية صييحيحة وهييي
شرعية دل القرآن عليها وهدى الناس اليها وبينها وأرشد اليها وهي عقلية فان نفس كون النسييان حادثييا
بعد أن لم يكن ومولودا ومخلوقا من نطفة ثم من علقة هذا لم يعلم بمجرد خبر الرسول بل هييذا يعلمييه
الناس كلهم بعقولهم سواء أخبر به الرسول أو لم يخبر لكن الرسيول أمير أن يسيتدل بيه ودل بيه وبينيه
واحتج به فهو دليل شرعي لن الشارع استدل به وأمر أن يستدل به وهو عقلي لنه بالعقل تعلييم صييحته
وكثير من المتنازعين في المعرفة هل تحصل بالشرع أو بالعقل ل يسلكونه وهييو عقلييي شييرعي وكييذلك
غيره من الدلة التي في القرآن مثل الستدلل بالسحاب والمطر هو مذكور في القرآن في غييير موضييع
وهو عقلي شرعي كما قال تعالى أولم يروا أنا نسوق الماء الى الرض الجزر فنخرج بنه زرعنا تأكنل مننه
أنعامهم وأنفسم أفل يبصرون فهذا مرئي بالعيون وقال تعالى سنننريهم آياتنننا فنني الفنناق وفنني أنفسننهم حننتى
يتبين لهم أنه الحق ثم قال أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد فاليات التي يريها الناس حتى يعلمييوا أن
القرآن حق هي آيات عقلية يستدل بها العقل على أن القرآن حق وهي شييرعية دل الشييرع عليهييا وأميير
بها والقرآن مملوء من ذكر اليات العقلية اليتي يسيتدل بهييا العقيل وهييي شيرعية لن الشيرع دل عليهيا
وأرشد اليها ولكن كثيرا من الناس ل يسمي دليل شرعيا إل مييا دل بمجييرد خييبر الرسييول وهييو اصييطلح
قاصر ولهذا يجعلون أصول الفقه هو لبيان الدلة الشرعية الكتاب والسنة والجماع والكتيياب يريييدون بييه
أن يعلم مراد الرسول فقط والمقصود من أصول الفقه هو معرفة الحكييام الشييرعية العملييية فيجعلييون
الدلة الشرعية ما دلت على الحكام العملية فقط ويخرجون ما دل باخبار الرسول عن أن يكون شييرعيا
فضل عما دل بارشاده وتعليمه ولكن قد يسمون هذا دليل سمعيا ول يسمونه شرعيا وهو اصطلح قاصيير
والحكام
العملية أكثر الناس يقولون إنها تعلم بالعقل أيضيا وأن العقيل قيد يعيرف الحسين والقبيح فتكيون الدلية
العقلية دالة على الحكام العملية أيضا ويجوز أن تسمى شرعية لن الشرع قررها أو وافقها أو دل عليهيا
وأرشد اليها كما قيل مثل ذلك في المطالب الخبرية كاثبات الرب ووحدانيته وصدق رسله وقييدرته علييى
المعاد ان الشرع دل عليها وأرشد اليها وبسط هذا له موضع آخر والمقصود هنا أن الشعري بنييى أصييول
الدين في اللمع ورسالة الثغر على كون النسان مخلوقا محدثا فل بد له ميين محييدث لكييون هييذا الييدليل
مذكورا في القرآن فيكون شرعيا عقليا لكنه في نفس المر سلك في ذلك طريقة الجهمييية بعينهييا وهييو
الستدلل على حدوث النسان بأنه مركب من الجواهر الفردة فلم يخل من الحوادث وميا ليم يخيل مين
الحوادث فهو حادث فجعل العلم بكون النسان محدثا وبكون غيره من الجسييام المشييهودة محييدثا انمييا
يعلم بهذه الطريقة وهو أنه مؤلف من الجواهر الفردة وهي ل تخلو مين اجتمياع وافيتراق وتليك أعيراض
حادثة وما لم ينفك من الحوادث فهو محدث وهيذه الطريقية أصيل ضيلل هيؤلء فيانهم أنكيروا المعليوم
بالحس والمشاهدة والضرورة العقلية مين حيدوث المحيدثات المشيهود حيدوثها وادعيوا أنيه إنميا يشيهد
حدوث أعراض ل حدوث أعيان مع تنازعهم في العراض ثم قالوا والجسام ل تخلوا من العييراض وهييذا
صحيح ثم قالوا والعراض حادثة فاضطربوا هنا ثم قالوا وما لم يخل من الحوادث فهو حادث وهذا أصييل
دينهيييم وهيييو أصيييل فاسيييد مخيييالف للسيييمع والعقيييل كميييا قيييد بسيييط فيييي غيييير هيييذا الموضيييع
والمتفلسفة أشد مخالفة للعقل والسمع منهم لكنهييم عرفييوا فسيياد طريقتهييم هييذه العقلييية فاسييتطالوا
عليهم بذلك وسلكوا ما هو أفسد منها كطريقة المكان والوجوب كما قد بسط فييي موضييع آخيير فلبسييوا
هذا الباطل بالحق الذي جاء به الرسول وهو الستدلل بحدوث النسان وغيره من المحدثات التي يشييهد
حدوثها فصار في كلمهم حق وباطل من جنس ما أحدثه أهل الكتاب حيث لبسوا الحق بالباطل واحتاجوا
في ذلك الى كتمان الحق الذي جاء به الرسول الذي يخالف ما أحدثوه فصاروا يكرهون ظهور ما جاء بييه
الرسول بل يمنعون عن قراءة الحاديث وسماعها وقراءة كلم السلف وسماعه ومنهم من يكييره قييراءة
القرآن وحفظه والذين ل يقدرون على المنع من ذلك صاروا يقرءون حروفه ول يعلميون حيدود ميا انيزل
الله على رسوله بل إن اشتغلوا بعلومه اشتغلوا بتفسير من يشركهم في بييدعتهم مميين يحرفييون الكلييم
كلم الله عن مواضعه والصل العقلي الحسي الذي به فارقوا العقل والسمع هو حدوث ما يشييهد حييدوثه
مثل حدوث الزرع والثمار وحدوث النسان وغيره من الحيوان وحدوث السحاب والمطر ونحيو ذليك مين
العيان القائمة بنفسها غير حدوث العراض كالحركة والحرارة والبرودة والضوء والظلمة وغير ذلييك بييل
تلك العيان التي يسمونها أجساما وجواهر هي حادثة فانه معلوم أن النسان مخلوق من نطفيية ثييم ميين
علقة ثم من مضغة وأن الثمار تخلق من الشجار وأن الزرع يخلق من الحب والشييجر يخلييق ميين النييوى
قال تعالى ان ال فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكننم الن فننأنى تؤفكننون
فالق الصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليننم وهنو الننذي جعنل لكنم النجنوم
لتهتدوا بها في ظلمات البر و البحر قد فصلنا اليات لقوم يعلمننون وهننو الننذي أنشننأكم مننن نفننس واحنندة فمسننتقر
ومستودع قد فصلنا اليات لقوم يفقهون وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منننه
خضرا نخرج منه حبا متراكما ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتننون والرمننان مشننتبها
فهذا النسييان والشييجر والييزرع وغير متشابه انظروا الى ثمره اذا أثمر وينعه ان في ذلكم ليات لقوم يؤمنون
المخلوق من مادة قد خلق منها عين قائمة بنفسها وهم يقولون إنما هي من الجسم القائم بنفسييه وهييو
الجوهر العام في اصطلحهم الذي يقولون إنه مركب من الجواهر الفردة وهل الذي خلق من المادة هييو
أعيان أم لم يخلق إل أعراض قائمة بغيرها وأما العيان فهي الجواهر الفردة وتلك منها شيييء فييي هييذه
الحوادث ولكن أحدث فيها جمع وتفريق فكان خلق النسان وغيره هو تركيب تلك الجواهر وأحداث هذا
التركيب ل أحداث تلك الجيواهر وأمييا حيدوث تليك الجيواهر فانميا يعلييم بالسييتدلل فيسييتدل علييه بيأن
الجواهر التي تركبت منها هذه الجسام ل تخلو من اجتماع وافتراق والجتماع والفييتراق حييادث ومييا لييم
يخل من الحيوادث فهيو حيادث فهيذه طرييق هيؤلء الجهميية أهيل الكلم المحيدث وأميا جمهيور العقلء
فيقولون بل نحن نعلم حدوث هذه العيان القائمة بنفسها ل نقول إنه لم يحدث إل عرض فان هذا القول
يقتضي أن تلك الجواهر التي ركب منها آدم باقية لم يزل في كل آدمي منها شيء وهذا مكابرة فان بدن
آدم ل يحتمل هذا كله ل يحتمل أن يكون فيه جواهر بعدد ذريته ل سيما وكل آدمييي إنمييا خلييق ميين منييي
أبويه وهم يقولون تلك الجواهر التي في مني البوين باقية بأعيانها في الولد وهم يقولييون إن الجيواهر ل
تفنى بل تنتقل من حال الى حال وكثير منهم يقول إنها مستغنية عن الرب بعييد أن خلقهييا وتحيييروا فيمييا
إذا أراد أن يفنيها وكيف يفنيها كما قد ذكر في غير هييذا الموضييع اذ المقصييود هنييا التنييبيه علييى أن أصييل
الصول معرفة حدوث الشيء من الشيييء كحييدوث النسييان ميين المنييي فهييؤلء ظنييوا أنييه ل يحييدث إل
العراض ولهذا لما ذكر أبو عبد الله بن الخطيب الرازي فييي كتبييه الكبييار والصييغار الطييرق الداليية علييى
إثبات الصانع لم يذكر طريقا صحيحا وليس في كتبه وكتب أمثاله طريق صحيح لثبات الصيانع بيل عيدلوا
عن الطرق العقلية التي يعلمها العقلء بفطرتهييم وهييي الييتي دلتهييم عليهييا الرسييل الييى طييرق سييلكوها
مخالفة للشرع والعقل ل سيما من سلك طريقة الوجوب والمكان متابعة لبن سينا كالرازي فييان هييؤلء
من أفسد الناس استدلل كما قد ذكرنا طرق عامة النظار في غير هذا الموضع مثييل كتيياب منييع تعييارض
العقل والنقل وغير ذلك والمقصود هنا أن الرازي ذكر أن ما يستدل بييه علييى إثبييات الصييانع إمييا حييدوث
الجسام وإما حدوث صفاتها وإما إمكانها وإمييا إمكييان صييفاتها وذكيير فييي بعييض المواضييع وإمييا الحكييام
والتقان لكن الحكام والتقان يييدل علييى العلييم ابتييداء والسييتدلل بحييدوث الجسييام وإمكانهييا وإمكييان
صفاتها طرق فاسدة فان دللة حدوثها مبنية على امتناع حوادث ل أول لها ودللة إمكانها مبنييية علييى مييا
قامت به الصفات يمتنع أن يكييون واجبييا بنفسييه لنييه مركييب ودلليية صييفاتها مبنييية علييى تماثلهييا فل بييد
لتخصيص
بعضها بالصفات من مخصص وهذه كلها طرق باطلة قال وأما الستدلل بحدوث الصفات فهو السييتدلل
بحدوث العراض وهذه الطريق أجود ما سلكوه من الطرق مع أنها قاصيرة فيان ميدارها علييى أنهيم لييم
يعرفوا حدوث شيء من العيان وإنما علموا حدوث بعييض الصييفات وهييذا يييدل علييى أنييه ل بييد لهييا ميين
محدث قال وهذا ل ينفي كون المحدث جسما بخلف تلك الطرق وهذه الطريق تييدل علييى أن العييراض
كتركيب النسان ل بد له من مركب ول ينفي بها شيء من قدم الجسييام والجييواهر بييل يجييوز أن يكييون
جميع جواهر النسان وغيره قديمة أزلية لكن حدثت فيها العيراض ويجيوز أن يكيون المحيدث للعيراض
بعض أجسام العالم فهييذه الطريييق ل تنفييي أن يكييون الييرب بعييض أجسييام العييالم وتلييك باطليية مييع أن
مضمونها أن الرب ل يتصف بشيء من الصفات فهييي ل تييدل علييى صييانع وإن دلييت علييى صييانع فليييس
بموجود بل معدوم أو متصف بالوجود والعدم كما قد بسط في غير موضع ولهذا يقييول الييرازي فييي آخيير
مصنفاته لقد تأملت الطرق الكلمية والمناهج الفلسييفية فمييا رأيتهييا تشييفي غليل ول تييروي غليل ورأيييت
أقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الثبات اليه يصعد الكلم الطيب الرحمن على العرش اسننتوى وأقيرأ
في النفي ليس كمثله شيء ول يحيطون به علما قال ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفييتي ولمييا
ذكر الرازي الستدلل بحدوث الصفات كالحيوان والنبات والمطر ذكر أن هذه طريقة القرآن ول ريب أن
القرآن يذكر فيه الستدلل بآيات الله كقوله إن في خلق السماوات والرض واختلف الليل والنهار والفلك
التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل ال من السماء من ماء فأحيا به الرض بعد موتها وبث فيهننا مننن
كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والرض ليات لقوم يعقلون وهذا مذكور بعييد قييوله
وإلهكم إله واحد ل إله إل هو الرحمن الرحيم وقبل قوله ومن الناس من يتخذ من دونه أننندادا يحبننونهم كحننب
ال لكن القرآن لم يذكر أن هذه صفات حادثة وأنه ليس فيها أحداث عين قائمة بنفسها بل القييرآن يييبين
أن في خلق
العيان القائمة بنفسها آيات ويذكر اليات فييي خلييق العيييان والعييراض كقييوله إن فنني خلننق السننماوات
والرض واختلف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وهي أعيان ثم قييال ومننا أنننزل
ال من السماء من ماء والماء عين قائمة بنفسها وقوله فأحيا به الرض بعد موتها هو بما يخلقه فيهييا ميين
النبات وهو أعيان وكذلك قوله وبث فيها من كل دابة وقوله وتصريف الرياح فالرييياح أعيييان وتصييريفها
أعييراض وقييوله والسنننحاب المسنننخر بينننن السنننماء والرض والسييحاب أعيييان لينننات لقنننوم يعقلنننون
وقد تقدم أن أصل الشتباه في هذا أن خلييق الشيييء ميين مييادة هييل هييو خلييق عييين أم إحييداث اجتميياع
وافييييييتراق وأعييييييراض فقييييييط والنيييييياس مختلفييييييون فييييييي هييييييذا علييييييى ثلثيييييية أقييييييوال
فالقائلون بالجواهر الفردة من أهل الكلم القائلون بأن الجسام مركبيية ميين الجييواهر الصييغار الييتي قييد
بلغت من الصغر الى حد ل يتميز منها جانب عن جانب يقولون تلك الجواهر باقييية تنقلييت فييي الحييوادث
ولكن تعتقب عليهييا العييراض الحادثية والسييتدلل بييالعراض علييى حييدوث مييا يلزميه ميين الجييواهر ثييم
الستدلل بذلك على المحدث غير الستدلل بحدوث هذه العراض على المحدث لها فتلييك هييي طريقيية
الجهمية المشهورة وهي الييتي سييلكها الشيعري فيي كتبيه كلهييا متابعيية للمعتزليية ولهيذا قييل الشيعرية
مخييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييانيت المعتزليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييية
وأما الستدلل بالحوادث على المحدث فهي الطريقة المعروفة لكل أحد لكين تسيمية هيذه أعراضيا هيو
تسمية القائلين بالجوهر الفرد مع أن الرازي توقف في آخر أمره فيه كمييا ذكيير ذلييك فييي نهاييية العقييول
وذكر أيضا عن أبي الحسين البصري وأبي المعالي أنهما توقفا فيه والمقصود أن القائلين بالجوهر الفييرد
يقولون إنما أحدث أعراضا كجمع الجواهر وتفريقها فالمادة التي هي الجواهر المنفردة باقية
عندهم بأعيانها ولكن أحدث صورا هي أعراض قائمة بهذه الجواهر وأما المتفلسفة فيقولون أحدث صورا
في مواد باقية كما يقول هؤلء لكن يقولون أحدث صورا هي جيواهر فييي مييادة هييي جييوهر وعنييدهم ثييم
مادة باقية بعينها والصور الجوهرية كصورة الماء والهواء والتراب والمولدات تعتقب عليهييا وهييذه المييادة
عندهم جوهر عقلي وكذلك الصورة المجردة جوهر عقلييي ولكيين الجسييم مركييب ميين المييادة والصييورة
ولهذا قسموا الموجودات فقالوا إما أن يكون الموجود حال بغيره أو محل أو مركبا من الحال والمحييل أو
ل هذا ول هذا فالحال في غيره هو الصورة والمحل هييو المييادة والمركييب منهمييا هييو الجسييم ومييا ليييس
كذلك إن كان متعلقا بالجسم فهو النفس وال فهو العقل وهذا التقسيم فيه خطييأ كييثير ميين وجييوه ليييس
هذا موضعها إذ المقصود أنهم يقولون أيضا انه لم يحدث جسما قائما بنفسه بل إنمييا أحييدث صييورة فييي
مادة باقية ول ريب ان الجسام بينها قدر مشترك في الطول والعرض والعمق وهو المقدار المجرد الذي
ل يختص بجسم بعينه ولكن هذا المقدار المجرد هو في الييذهن ل فييي الخييارج كالعيدد المجيرد والسيطح
المجرد والنقطة المجردة وكالجسم التعليمي وهو الطويل العريض العميق الييذي ل يختييص بمييادة بعينهييا
فهذه المادة المشتركة التي أثبتوها هي في الذهن وليس بين الجسمين فيي الخييارج شييء اشيتركا فييه
بعينه فهؤلء جعلوا الجسام مشتركة في جييوهر عقلييي وأولئك جعلوهييا مشييتركة فييي الجييواهر الحسييية
وهؤلء قالوا اذا خلق كل شيء من شيء فانما أحدثت صورة مييع أن المييادة باقييية بعينهييا لكيين أفسييدت
صورة وكونت صورة ولهيذا يقوليون عميا تحيت الفليك عيالم الكيون والفسياد ولهيذا قيال ابين رشيد إن
الجسام المركبة من المادة والصورة هي في عالم الكون والفساد بخلف الفلك فييانه ليييس مركبييا ميين
مادة وصورة عند الفلسفة قال وإنما ذكر أنه مركب من هذا وهذا ابن سيينا وهيؤلء وهيؤلء تحييروا فيي
خلق الشيء من مادة كخلق النسان من النطفة والحب من الحب والشجرة من النواة وظنوا أن هييذا ل
يكون إل مع بقاء اصل تلك المادة إما الجواهر عند قوم وإما المادة المشتركة عند قوم وهم في الحقيقة
ينكرون أن يخلق الله شيئا من شيء فانه عندهم ل يحدث إل الصورة التي هي عرض عند قوم أو جوهر
عقلي عند قوم وكلهما لم يخلق من مادة والمادة عندهم باقية بعينها لم يخلييق وليين يخلييق منهييا شيييء
وقد ذكروا في قوله أم خلقوا من غير شيء ثلثة أمور قال ابن عباس والكثرون أم خلقوا من غير خييالق
وهو الذي ذكره الخطابي وقال الزجاج وابن كيسان أم خلقييوا عبثييا وسييدى فل يبعثييون ول يحاسييبون ول
يؤمرون ول ينهون كما يقول فعلت هذا من غير شيء أي لغير علة وقيل أم خلقوا من غير مييادة أي ميين
غير أب وأم ثم من هؤلء من قال فهم كالجماد ومنهم من قال كالسماوات ظنا منه أنها خلقت ميين غييير
مادة ذكر الربعة أبو الفييرج وذكيير البغييوي الييوجهين الولييين والييذي ذكرنيياه ميين قييول أولئك المتكلمييين
والفلسفة معنى آخر وهو أن من قال المادة الباقية بعينها وانما حدث عرض أو صييورة وذلييك لييم يخلييق
من غيره ولكن أحدث في المادة الباقية فل يكون الله خلق شيئا من شيء لن المادة عنييدهم لييم تخلييق
أما المتفلسفة فعندهم المادة قديما أزلية باقية بعينهيا وأميا المتكلميون فيالجواهر عنيدهم موجيودة وميا
زالت موجودة لكن من قال إنها حادثة من أهل الملل وغيرهم قالوا يسييتدل علييى حييدوثها بالييدليل ل أن
خلقها معلوم للناس فهو عندهم مما يستدل عليه بالدلة الدقيقة الخفية مع أن ما يذكرونه منتهاه إلى أن
ما ل يخلو عن الحوادث فهو حادث وهو دليل باطل فل دليل عندهم على حدوثها وإذا كييانت لييم تخلييق اذ
خلق النسان بل هي باقية في النسان والعراض الحادثة لم تخلق من مادة فاذا خلق النسان لم يخلييق
من شيء ل جواهره ول أعراضه وعلى قولهم ما جعل الله من الماء كل شيء حي ول خلق كل دابة من
ماء ول خلق آدم من تراب ول ذريته من نطفة بل نفييس الجييواهر الترابييية باقييية بعينهييا لييم تخلييق حينئذ
ولكن أحدث فيها أعراض أو صورة حادثة وتلك العراض ليست من التراب فلما خلق آدم لم يخلق شيء
من تراب وكذلك النطفة جواهرها باقية إما الجواهر المنفردة وإما المادة والحادث هييو عييرض أو صييورة
في مادة ول هذا ول هذا خلق من نطفة وليس قولهم إنه لم يخلق من مييادة معنيياه أن الخييالق أبييدعه ل
من شيء وأنهم قصدوا بها تعظيم الخالق بل النسان ل ريب أنه جوهر قائم بنفسه وعندهم ذلييك القييائم
بنفسه ما زال موجودا لم يخلق
اذ خلق النسان والجوهر الحامل لصورته ما زال موجودا أيضا فلم يخليق عنييد هيؤلء إل العييراض وعنيد
هؤلء إل صورة مجردة وكلهما ليس هو النسان بل صفة له أو صورة له هذا هو المخلوق عنييدهم بخلييق
النسان فقط وقد قال تعالى أو ل يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شننيئا وقال تعييالى وقنند خلقتننك
من قبل ولم تك شيئا فقد أمر النسان أن يتذكر أن الله خلقه ولم يك شيئا والنسان اذا تذكر إنما يذكر أنه
خلق من نطفة وعندهم ما زال جوهر النسان شيئا وذلك الشيء باق وانما حدث أعييراض لتلييك الشييياء
ومعلوم أن تلك العراض وحدها ليست هي النسان فإن النسان مييأمور منهييي حييي عليييم قييدير متكلييم
سميع بصير موصوف بالحركة والسكون وهذه صفات الجواهر والعرض ل يبقى زمييانين فييالمخلوق علييى
قولهم ل يبقى زمانين بل يفنى عقب ما يخلق ولهذا اضطربوا في المعاد فان معرفة المعيياد مبنيييه علييى
معرفة المبدأ والبعث مبني على الخلق فقال بعضهم هو تفريق تلك الجزاء ثم جمعها وهي باقية بأعيانها
وقال بعضهم بل يعدمها ويعدم العراض القائمة بها ثم يعيدهما وإذا أعادها فإنه يعيد تلييك الجييواهر الييتي
كانت باقية إلى أن حصلت في هذا النسان فلهذا اضطربوا لما قيل لهم فالنسييان اذا أكلييه حيييوان آخيير
فان أعيدت تلك الجواهر من الول نقصت من الثاني وبالعكس أما على قييول ميين يقييول إنهييا تفييرق ثييم
تجمع فقيل له تلك الجواهر ان جمعت للكل نقصت من المأكول وإن أعيدت للمأكول نقصت ميين الكييل
وأما الذي يقول تعدم ثم تعاد بأعيانها فقيل له أتعدم لما أكلها الكل أم قبل أن يأكلها فإن كان بعد أن أن
أكلها فإنها تعاد في الكل فينقص المأكول وان كان قبل الكل فالكل لم يأكل إل أعراضا لم يأكل جواهر
فهذا مكابرة ثم إن المشهور أن النسان يبلى ويصير ترابا كما خلق من تراب وبذلك أخبر الله فييإن قيييل
إنه إذا صار ترابا عدمت تلك الجواهر فهو لما خلق من تراب عدمت أيضا تلك الجيواهر فكييونهم يجعلييون
الجواهر باقية في جميع الستحالت إل إذا صار ترابا تناقض بين ويلزمهييم عليييه الحيييوان المييأكول وغييير
ذلك وكأن هيذا الضيلل أصيل ضيللهم فيي تصيور الخليق الول والنشيأة الوليى اليتي أمرهيم اليرب أن
يتذكروها
ويستدلوا بها على قدرته على الثانية قال تعالى أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون نحنن قندرنا
بينكم الموت وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما ل تعلمون ولقنند علمتننم النشننأة الولننى فلننو ل
تذكرون والفلسفة أجود تصورا في هذا الموضع حيث قالوا تفسييد الصيورة الولييى وهيي جيوهر وتحيدث
صورة أخرى فإن هذا أجود من أن يقال يزول عرض ويحدث عرض ولكن الفلسفة غلطييوا فييي تييوهمهم
أن هناك مادة باقية بعينها وإنما تفسد صورتها والحق أن المادة التي منها يخلق الثيياني تفسييد وتسييتحيل
وتفنى وتتلشى وينشئ الله الثاني ويبتدئه ويخلق من غير أن يبقى من الول شيء ل مادة ول صييورة ول
جوهر ول عرض فاذا خلق الله النسان من المني فالمني استحال وصار علقة والعلقة استحالت وصارت
مضغة والمضغة استحالت الى عظام وغير عظام والنسييان بعييد أن خلييق خلييق كلييه جييواهره وأعراضييه
وابتدأه الله ابتداء كما قال تعالى الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق النسان من طيننن ثننم جعنل نسنله مننن
سللة من ماء مهين وقال تعالى أو ل يذكر النسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شننيئا فالنسان مخلييوق خلييق
الله جواهره وأعراضه كلها من المني من مادة استحالت ليست باقية بعد خلقه كما تقول المتفلسفة ان
هناك مادة باقية ولفظ المادة مشترك فالجمهور يريدون بييه مييا منييه خلييق وهييو أصييله وعنصييره وهييؤلء
يريدون بالمادة جوهرا باقيا وهو محل للصورة الجوهرية فلم يخلق عندهم النسان من مييادة بييل المييادة
باقية وأحدث صورته فيها كما أن الصور الصناعية كصورة الخاتم والسييرير والثييياب والييبيوت وغييير ذلييك
إنما أحدث الصانع صورته العرضية في مادة لم تزل موجودة ولم تفسد لكن حولت من صفة الييى صييفة
فهكذا تقول الجهمية المتكلمة المبتدعة أن الله أحدث صورة عرضية في مادة باقية لم تفسييد فيجعلييون
خلق النسان بمنزلة عمل الخاتم والسرير والثييوب والمتفلسييفة تقييول أيضييا أن مييادته باقييية لييم تفسييد
كمادة الصورة الصناعية لكن يقولون أنه أحدث صورة جوهرية وهم قد يخلطون ول يفرقون بييين الصييور
العرضية والجوهرية فإنهم يسمون صورة النسان صورة في مادة وصورة الخاتم صورة في مادة فيكون
خلق النسان
عند هؤلء وهؤلء من جنس ما يحدثه الناس في الصور من المواد ويكيون خلقيه بمنزلية تركييب الحيائط
من اللبن ولهذا قال من قال منهم إنه يستغني عن الخالق بعييد الخلييق كمييا يسييتغني الحييائط عيين البنيياء
والشعرية عندهم أن البناء والخياط وسائر أهل الصنائع لييم يحييدثوا فييي تلييك المييواد شيييئا فييإن القييدرة
المحدثة عندهم ل تتعلق إل بما هو في محلهيا ل خارجيا عين محلهيا ويقوليون ان تليك المصينوعات كلهيا
مخلوقة لله ليس للنسان فيها صنع وخلييق اللييه لهييا علييى أصييلهم هييو إحييداث أعييراض فيهييا كمييا تقييدم
فينكرون ما يصنعه النسان وهو في الحقيقة مثل ما يجعلونه مخلوقا للرحمن وهم ل يشييهدون للرحميين
إحداثا ول إفناء بل إنما يحدث عندهم العراض وهي تفنى بأنفسييها ل بافنييائه وهييي تفنييى عقييب إحييداثها
وهذا ل يعقل وهم حائرون إذا أراد أن يعدم الجسام كيف يعدمها والمشهور عندهم أنها تعدم بأنفسها اذا
لم يخلق لها أعراضا فالعرض يفنى عندهم بنفسه والجوهر يفنى بنفسه إذا لم يخلق له عييرض هييذا فييي
الفناء وأما في الحداث فانهم إستدلوا على حدوثها بدليل باطل لو كان صحيحا للزم حييدوث كييل شيييء
من غير محدث فحقيقة أصل أهل الكلم المتبعين للجهمية أنه ل يحدث شيئا ول يفنى شيئا بل يحدث كل
شيء بنفسه ويفنى بنفسه ويلزمهم جواز أن يكون للرب محدثا أيضا بل محدث وهذه الصول هي أصول
دينهم العقلية التي بها يعارضون الكتاب والسنة والمعقولت الصريحة وهي في الحقيقة ل عقل ول سمع
كما حكى الله عمن قال لو كنا نسمع أو نعفل ما كنا في أصحاب السعير والخلق يشهدون إحداث الله لمييا
يحدثه وإفناءه لما يفنيه كالمني الذي استحال وفنى وتلشى وأحدث منه هذا النسان وكالحبة التي فنيت
واستحالت وأحدث منها اليزرع وكيالهواء اليذي اسيتحال وفنيى وحيدث منيه النيار أو المياء وكالنيار اليتي
استحالت وحدث منها الدخان فهو سبحانه دائما يحدث ما يحدثه ويكونه ويفني ما يفنيه ويعدمه والنسان
إذا مات وصار ترابا فني وعدم وكذلك سائر ما على الرض كما قال كننل مننن عليهننا فننان ثيم يعييده مين
التراب كما خلقه ابتداء من التراب ويخلقه خلقا جديدا ولكن للنشأة الثانية أحكام وصفات ليست للولييى
فمعرفة النسان بالخلق الول وما يخلقه من بني آدم وغيرهم من الحيوان وما يخلقه من
الشجر والنبات والثمار وما يخلقه من السحاب والمطر وغييير ذلييك هييو أصييل لمعرفتييه بييالخلق والبعييث
والمبدأ والمعاد وان لم يعرف أن الله يخلقه كله مين المنيي جيواهره وأعراضيه وإل فميا عييرف أن الليه
خلقه ومن ظن أن جواهره لم يخلقها اذ خلقه بل جواهر المني وجواهر ما يأكله ويشربه باقية بعينها فيييه
لم يخلقها أو أن مادته التي تقوم بها صورته لم يخلقها إذ خلقه بل هي باقية أزلية أبدية لم يكن قد عرف
أنه مخلوق محدث والعلماء ينكرون على من يقييول أن روح النسييان قديميية أزلييية ميين المنتسييبين إلييى
السلم وهؤلء الذين يقولون إن مادة جسمه باقية بعينها وهي أزلية أبدية أبعد عن العقييل والنقييل منهييم
وأولئك أنكروا عليهم حيث قالوا النسان مركب من قديم ومحدث من لهوت قييديم وناسييوت محييدث أو
هؤلء جعلوه مركبا من مادة قديمة أزلية وصورة محدثة وجعلوا القيديم الزليي فييه أخيس ميا فييه وهيو
المادة فإنها عندهم أخس الموجودات وهي قديمة أزلية وأولئك جعلوا القديم الزلي أشرف ما فيه وهييي
النفس الناطقة وكل الطائفتين وإن كان ضال فالشريف العالي أولى بالقدم من الخسيس السييافل وهييذا
أولييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييى بالحييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدوث
وأما المتكلمة الجهمية فهم ل يتصورون ما يشهدونه من حدوث هذه الجواهر في جييواهر أخيير ميين مييادة
ثم يدعون أن الجواهر جميعها أبدعت ابتداء ل من شيء وهم لم يعرفوا قط جوهرا أحييدث ل ميين شيييء
كما لم يعرفوا عرضا أحدث ل في محل وحقيقة قولهم أن اللييه ل يحييدث شيييئا ميين شيييء ل جييوهرا ول
عرضا فان الجواهر كلها أحدثت ل من شيء والعراض كذلك والمشهود المعلوم للناس أنمييا هييو إحييداثه
لما يحدثه من غير مادة ولهذا قال تعالى وقد خلقتك من قبل ولم تك شننيئا ولم يقييل خلقتييك ل ميين شيييء
وقال تعالى وال خلق كل دابة من ماء ولم يقل خلق كل دابة ل من شيء وقال تعالى وجعلنا مننن المنناء
كل شيء حي وهذا هو القدرة التي تبهر العقول وهييو أن يقلييب حقييائق الموجييودات فيحيييل الول ويفنيييه
ويلشيه ويحدث شيئا آخر كما قال فالق الحب والنننوى يخننرج الحنني مننن الميننت ومخنرج الميننت مننن الحنني
ويخرج الشجرة الحية والسنبلة الحية من النواة والحبة الميتة ويخرج النواة الميتة والحبة الميتة من
الشجرة والسنبلة الحية كما يخرج النسان الحي من النطفة الميتة والنطفة الميتية مين النسيان
الحي وعندهم ل يخرج حيا من ميت ول ميتا من حييي فييان الحييي والميييت إنمييا هييو الجييوهر القييائم
بنفسه فان الحياة عرض ل يقوم إل بجوهر والعرض نفسييه ل يقييوم بعييرض آخيير وان كييان العييرض
يوصف بأنه حي كما يقال قد أحييت العلم واليمان وأحييت الدين وأحييت السنة والعييدل كمييا يقييال
أمات البدعة فهؤلء عندهم ل يخرج جوهرا من جوهر ول عرضا من عرض فل يخيرج حييا مين مييت
ول ميتا من حي بل الجواهر التي كانت في الميت هي بعينها باقية كما كانت ولكن أحدث فيها حييياة
لم تكن وتلك الحياة لم تخرج من ميت فما أخرج عنييدهم حييي ميين ميييت ول ميييت ميين حييي ولهييذا
ينكرون أن يقلب الله جنسا الى جنس آخر ويقولون الجواهر كلهييا جنييس واحييد فييإذا خلييق النطفيية
انسانا لم يقلب عندهم جنسا الى جنس بل نفس الجواهر هي باقية كما كانت وخاصييية الخلييق انمييا
هي بقلب جنس الى جنس وهذا ل يقدر عليه إل اللييه كمييا قييال تعييالى يننا أيهننا الننناس ضننرب مثننل
فاستمعوا له إن الذين تدعون مننن دون الن لننن يخلقننوا ذبابننا ولننو اجتمعننوا لننه وإن يسننلبهم الننذباب شننيئا ل
يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا ال حق قدره ان ال لقوي عزيز ول ريب أن النخليية مييا
هي من جنس النواة ول السنبلة من جنس الحبة ول النسان من جنس المنييي ول المنييي ميين جنييي
النسان وهو يخرج هذا من هذا وهذا من هذا فيخرج كل جنس من جنس آخر بعيد عن مماثلته وهذا
خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه وهو سبحانه إذا جعل البييض أسيود أعيدم ذلييك البيياض
وجعل موضعه السواد ل أن الجسام تعدم تلك المادة فتحيلها وتلشيها وتجعييل منهييا هييذا المخلييوق
الجديد ويخلق الضد من ضده كما جعل من الشجر الخضر نارا فاذا حك الخضر بالخضر سييخن مييا
يسخنه بالحركة حتى ينقلب نفس الخضر فيصير نارا وعلى قولهم ما جعل فيه نارا بل تلك الجواهر
باقية بعينها وأحدث فيها عرض لم يكن وخلق الشيء من غير جنسه أبلغ فييي قييدرة القييادر الخييالق
سبحانه وتعالى كما وصف نفسه بذلك في قوله قل اللهم مالننك الملننك تننؤتي الملننك مننن تشنناء وتنننزع
الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير
إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليييل وتخييرج الحييي ميين الميييت وتخييرج
الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ولهذا قال للملئكة إني خالق بشرا من طين فيياذا سييويته
ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين وقال ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكييين الييى
قدر معلوم فقدرنا فنعيم القيادرون ولهننذا امتنننع اللعيننن كمننا قننال تعننالى وإذ قلنيا للملئكية اسيجدوا لدم
فسجدوا إل إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا وقال لم أكن لسجد لبشر خلقته من صلصال ميين حمييأ
مسنون وأيضا فكون الشيء مخلوقا من مادة وعنصر أبلغ في العبودية من كونه خلق ل من شيء وأبعنند عننن
مشابهة الربوبية فإن الرب هو أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فليس له أصل وجنند منننه ول فننرع
يحصل عنه فاذا كان المخلوق له أصل وجد منه كان بمنزلة الولد له وإذا خلق له شيء آخننر كننان بمنزلننة الوالنند
وإذا كان والدا ومولودا كان أبعد عن مشابهة الربوبية والصمدية فانه خرج من غيره ويخرج منه غيننره ل سننيما
إذا كانت المادة التي خلق منها مهينة كما قال تعالى ألم نخلقكم من ماء مهين وقال تعالى فلينظيير النسييان
مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السييرائر فمييا
له من قوة ول ناصر وفي المسند عن بشر ابن جحاش قال بصق رسنول الن صنلى الن عليننه وسنلم فني كفننه
فوضع عليها إصبعه ثم قال يقول الن تعننالى ابننن آدم أننى تعجزننني وقند خلقتننك مننن مثنل هنذه حنتى إذا سنويتك
وعدلتك مشيت بين بردين وللرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغننت الننتراقي قلننت أتصنندق واننني أوان
الصدقة وكذلك إذا خلق في محل مظلم وضيق كما خلق النسان في ظلمات ثلث كان أبلغ في قدرة القننادر وأدل
على عبودية النسان وذله لربه وحاجته اليه وقد يقول المعير للرجل مالك أصل ول فصل ولكننن النسننان أصننله
التراب وفصله الماء المهين ولهذا لما خلق المسيح من غير أب وقعت به الشبهة لطائفة وقالوا انه ابن ال مع أنه
لم يخلق إل من مادة أمه ومن الروح التي نفخ فيها كما قال تعالى ومريم
ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وقال تعالى أيضننا فتمثل لهييا بشييرا سييويا
قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لهب لك غلمييا زكيييا فمننا خلننق
من غير مادة تكون كالب له قد يظن فيه أنه ابن ال وأن ال خلقه من ذاته فلهذا كانت النبياء مخلوقننة مننن
مادة لها أصول ومنها فروع لها والد ومولود والحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفننوا أحنند وحنندوث
الشيء ل من مادة قد يشبه حدوثه من غير رب خالق وقد يظن أنه حدث من ذات الرب كما قيننل مثننل ذلننك
في المسيح والملئكة انها بنات ال لما لم يكنن لهنا أب منع أنهنا مخلوقنة منن منادة كمنا ثبنت فني الصنحيح
صحيح مسلم عن عائشة أن النبي صلى ال عليه وسلم قال خلقت الملئكة من نور وخلق الجان مننن مننارج
من نار وخلق آدم مما وصف لكم ولما ظن طائفة أنهنا لنم تخلنق منن منادة ظننوا أنهنا قديمنة أزلينة وأيضنا
فالدليل الذي احتج به كثير من النناس علنى أن كننل حنادث ل يحندث إل مننن شنيء أو فني شنيء فنان كننان
عرضا ل يحدث إل في محل وان كان عينا قائمة بنفسها لم تحدث إل من مادة فان الحننادث إنمننا يحنندث إذا
كان حدوثه ممكنا وكان يقبل الوجود والعدم فهو مسبوق بامكان الحدوث وجوازه فل بد لنه منن محنل يقننوم
به هذا المكان والجواز وقد تنازعوا في هذا هل المكان صفة خارجيننة ل بنند لهننا مننن محننل أو هنني حكننم
عقلي ل يفتقر إلى غير النذهن والتحقينق أننه نوعنان فالمكننان النذهني وهنو تجنويز الشنيء أو عنندم العلنم
بامتناعه محله الذهن والمكان الخنارجي المتعلنق بالفاعنل أو المحنل مثنل أن تقنول يمكنن القنادر أن يفعنل
والمحل مثل أن تقول هذه الرض يمكن أن تزرع وهننذه المننرأة يمكننن أن تحبننل وهننذا ل بنند لننه مننن محننل
خارجي فاذا قيل عن الرب يمكن أن يخلق فمعناه أنه يقدر على ذلك ويتمكن منه وهذه صننفة قائمننة بننه وإذا
قيل يمكن أن يحدث حادث فان قيل يمكن حدوثه بدون سبب حادث فهو ممتنننع وإذا كنان الحندوث ل بنند لنه
من سبب حادث فذاك السبب ان كان قائما بذات الرب فذاته قديمة أزلية واختصاص ذلك الوقت بقيام مشيئة
أو تمام تمكن ونحو ذلك ل يكون إل لسبب قد أحدثه قبل هذا في غيره فل يحنندث حننادث مبنناين إل مسننبوقا
بحادث مباين له فالحدوث مسبوق بامكانه ول بد لمكانه من محل ولهذا لم يذكر ال قط
ءءءء ءءءءءءءء ءءءءء 1ء ءءءء .66
أنه أحدث شيئا إل من شيء والذي يقول إن جنس الحوادث حدثت ل من شيء هو كقولهم إنها حدثت بل
سبب حادث مع قولهم إنها كانت ممتنعة ثم صارت ممكنة من غير تجدد سبب بل حقيقة قولهم إن الرب
صار قادرا بعد أن لم يكن من غير تجدد شيء يوجب ذليك وهييذه الميور كلهيا ميين أقيوال الجهميية أهييل
الكلم المحدث المبتدع المذموم وهو بناء على قولهم انه تمتنع حوادث ل أول لها وهؤلء وأمثالهم غلطوا
فيما جاء به الشرع وأخبرت به الرسل كما غلطوا في المعقيولت فكيل واحيد مميا يسيمى شيرعا وعقل
وسمعا قد وقع فيه اشتباه فالشرع يطلق تارة عليى ميا جياء بيه الرسيول مين الكتياب والسينة هيذا هيو
الشرع المنزل وهو الحق الذي ليس لحد خلفه ويطلق علييى ميا يضييفه بعيض النيياس الييى الشييرع إمييا
بالكذب والفتراء وإما بالتأويل والغلط وهذا شرع مبدل ل منزل ول يجب بل ول يجوز اتباعه وكذلك لفظ
السنة فان السنة التي يجب اتباعها هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسنة تذكر في الصييول
والعتقادات وتذكر في العمال والعبادات وكلهما يدخل فيما أخبر به وأمر به فما أخبر به وجب تصديقه
فيه وما أوجبه وأمر به وجبت طاعته فيه ثم كثير من الناس يضيف إلى السنة ما أدخله بعض الناس فيها
إما بالكذب وإما بالتأويل مثل أحاديث كثيرة ضعيفة بل موضوعة واستدللت بأقواله على ما ل تدل عليه
ومثل أقوال أحدثها قوم انتسبوا إلى السنة في بعض المور مثل إثبات الصفات والقييدر فييإن المنتسييبين
لذلك يضافون إلى السنة لن نفاة الصيفات والقيدر مبتدعية وكيذلك حيب الخلفياء الراشيدين وميوالتهم
يضاف أهله إلى السنة لن الطاعنين فيهم أهل بدعة ومثل الستدلل بالنصوص على مييوارد النييزاع فييإن
أهل ذلك يضافون إلى السنة لكونهم يقصدون اتباع القرآن والحييديث والمخييالفون لييذلك يييردون الخبييار
الصحيحة أو ل يحتجون بالقرآن مبتدعون ثم قد يقول المضافون إلى السنة أشياء ليست من السنة مثييل
أحاديث كثيرة يروونها في فضائل بعض الصحابة وهي كذب ومثييل نفييي الحكمية والسييباب فييي مسييائل
القدر ومثل كلمهم في الجسام والعراض وتناهي الحوادث ونحو ذلك مما لم يأخذوه عن الرسول فهذا
ليس من السنة وان كان أهلها وافقوا السنة في مواضع خالفهم
فيها من ينازعهم في هذه المسائل فل يجب اذا كيانوا أصييابوا حيييث وافقيوا السينة أن يصييبوا حييث لييم
يوافقوها وكذلك مسمى العقل فان مسمى العقل قد مدحه الله في القرآن في غير آية لكن لمييا أحييدث
قوم من الكلم المبتدع المخالف للكتياب والسينة بيل وهيو فيي نفيس المير مخيالف للمعقيول وصياروا
يسمون ذلك عقليات وأصول دين وكلما في أصول الدين صار من عرف أنهييم مبتدعيية ضييلل فييي ذلييك
ينفر عن جنس المعقول والرأي والقياس والكلم والجدل فاذا رأى من يتكلم بهذا الجنس اعتقده مبتدعا
مبطل كما أن هؤلء لما رأوا ان جنس المنتسبين إلى السنة والشرع والحييديث قييد أخطييأوا فييي مواضييع
وخالفوا فيها صريح المعقول وهم يقولون أن السنة جاءت بذلك صار هؤلء ينفرون عن جنس ما يسييتدل
في الصول بالشرع والسنة ويسمونهم حشوية وعامة وكل من هؤلء أدخلوا في مسمى الشرع والعقييل
والسمع ما هو محمود ومذموم ثم هؤلء قبلوا ميين مسييمى الشييرع والسيينة عنييدهم محمييوده ومييذمومه
وخالفوا مسمى العقل محموده ومذمومه وأولئك قبلوا مسمى العقل عندهم محموده ومذمومه وخييالفوا
مسمى الشرع محموده ومذمومه فيجب البيان والتفصيل والستفسار وبيان الفرقان بين الحق والباطييل
فان ذلك يوجب التصديق بما جاء به الشرع المنزل والسنة الغراء وهو المعقول الحق وهو الكلم الصدق
وهو الجدل بالتي هي أحسن ويوجب رد ما أدخل في الشرع والسنة وليييس منهييا ورد مييا سييمي معقييول
وهو باطل وسمي كلما صدقا وهو كذب وسمي جدل بالتي هي أحسن وهو جدل بالباطل بغير علم ولهذا
حصل من الذين لبسوا الحق بالباطل تبديل لما بدلوه من الدين وتحريف الكلييم عيين مواضييعه ومضيياهاة
لهل الكتاب مما ذمهم الله عليه والبخاري في أول كتيياب خلييق أفعييال العبيياد ذكيير الييرد علييى المعطليية
الذين يبيدلون كلم الليه مين الجهميية وذكير مين كلم السيلف والئمية فيهيم ميا عيرف بيه مقصيودهم
والتبديل نوعان أحدهما ان يناقضوا خبره والثاني أن يناقضوا أمره فان الله بعثه بالهدى ودين الحق وهييو
صادق فيما أخبر به عن الله آمر بما أمر الله به كما قال من يطننع الرسننول فقنند أطنناع ال ن وأهل التبييديل
الذين يضيفون الى دينه وشرعه ما ليس منه وهم أهل الشرع المبدل تارة يناقضونه في خبره فينفون
وطعمهيييا مييير ومثيييل المنيييافق اليييذي ل يقيييرأ القيييرآن مثيييل الحنظلييية طعمهيييا مييير ول رييييح لهيييا
فالناس أربعة أصناف صاحب قول قرآني وحال ايماني فهم أفضييل الخلييق وصيياحب قييول قرآنييي وحييال
ليس بايماني وصاحب حال ايماني وليس له قول ومن ليس له ل قول قرآني ول حال ايماني وكييثير ميين
المنتسبين الى القول والكلم والعلم والنظر والفقه والستدلل ابتدعوا أقوال تخالف القييرآن وكييثير ميين
المنتسبين الى العمل والعبادة والرادة والمحبة وحسن الخلق والمجاهدة ابتدعوا أحوال وأعمييال تخييالف
اليمان وصار مع كل طائفة نوع من الحق الذي جيياء بييه الرسييول لكيين ملبييوس بغيييره وصييار كييثير ميين
الطائفتين ينكر ما عليه الخرى مطلقا كما قالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصننارى ليسننت
اليهود على شيء وفي كل من الطائفتين شبه من أحدى المتين ففي المنتسبين الى العلم اذا لم يوافقوا
العلم النبوي ويعملوا به شبه من اليهود وفي أهل العمل اذا لم يوافقييوا العمييل الشييرعي ويعملييوا بعلييم
شبه من النصارى وصار كثير من أهل الكلم والرأي ينكرون جنس محبة الله وارادته كما صييار كييثير ميين
أهل الزهد والتصوف ينكر جنس العلم والكلم والنظر وأولئك الذين أنكروا محبة اللييه وإرادتييه بنييوا ذلييك
على أصل لهم للقدرية المجبرة والنافية وهو أن المحبة والرادة والرضا والمشيئة شيء واحد ول يتعلييق
ذلك إل بمعدوم وهو ارادة الفاعيل أن يفعيل ميالم يكين فعليه فاعتقيدوا أن المحبية والرادة ل تتعليق إل
بمعدوم فالموجود ل يحب ول يراد والقديم الزلي ل يحب ول يراد والبيياقي ل يحييب ول يييراد فييانكروا أن
يكون الله محبوبا أو مرادا وهم لنكار كونه يحب أبلغ وأبلغ فل يثبتون إل مشيئته أن يخلييق فقييط وهييي ل
تتعلق إل بمعدوم فأما أن يحب موجودا من خلقه فهذا باطل عند الطائفتين لكن المجبرة يقولون محبتييه
هي مشيئته وقد شاء خلييق كييل شيييء فهييو يحييب كييل شيييء والنفيياة يقولييون محبتييه هييي إرادتييه إثابيية
المطيعين وهي مشيئة خاصة والييذي جيياء بييه الكتيياب والسيينة واتفييق عليييه سييلف الميية وعليييه مشييايخ
المعرفة وعموم المسلمين أن الله يحب ويحب كما نطق بذلك الكتياب والسينة فيي مثيل قيوله يحبهننم
ويحبونه ومثل قوله والذين آمنوا أشد حبا ل
الى لقائك من غير ضراء مضرة ول فتنة مضلة اللهم زينا بزينة اليمان واجعلنا هداة مهتييدين وروى نحييوا
هذا من وجه آخر فقد أخبر الصادق المصدوق أنه لم يعط أهل الجنة أحب إليهم من النظر اليه وسيين أن
يدعى بلذة النظر الى وجهه الكريم وأهل الجنة قد تنعمييوا ميين أنييواع النعيييم بالمخلوقييات بمييا هييو غاييية
النعيم فلما كان نظرهم إليه أحب اليهم من كل أنواع النعييم عليم أن ليذة النظير إلييه أعظيم عنيد أهيل
الجنة من جميع أنواع اللذات والجنة فيها ما تشتهي النفس وتلذ العييين فمييا لييذت أعينهييم بيياعظم ميين
لذتها بالنظر اليه واللذة تحصل بادراك المحبوب فلو لم يكن أحب اليهم من كل شيء ما كان النظر اليييه
أحب اليهم من كل شيء وكانت لذته أعظم من كل لذة والله تعالى وعيد عبياده الميؤمنين بالجنية وهيي
اسم لدار فيها جميع أنواع اللذات المتعلقة بالمخلوق وبالخالق كما أن النار اسييم لييدار فيهييا أنييواع اللم
لكن غلط من ظن أن التنعيم بالنظر اليه ليس ميين نعيييم أهييل الجنيية وصييار هييؤلء حزبييين حزبييا أنكييروا
التنعيم بالنظر اليه وهم المنكرون المحبة قال أبو المعييالي ونحييوه مميين ينكيير محبتييه إنهييم اذا رأوه لييم
يلتذوا بنفس النظر بل يخلق لهم لذة ببعض المخلوقات مع النظر وكذلك قال من شيياركهم فييي التجهييم
من أهل الوحدة كابن عربي قال ما التذ عارف بمشاهدة قط وادعييى أبييو المعييالي أن إنكييار محبتييه ميين
أسرار التوحيد وهو من أسرار توحيد الجهمية المعطلة المبدلة وحكى عن ابن عقيل أنه سمع رجل يقييول
أسألك لذة النظر الى وجهك الكريم فقال له هب أن له وجها أله وجه يلتذ بالنظر اليه وهذا بناء على هذا
الصل فانه وشيخه أبا يعلى ونحوهما وافقوا الجهمية في إنكار أن يكييون اللييه محبوبييا واتبعييوا فييي ذلييك
قول أبي بكر بن الباقلني ونحوه ممن ينكر محبة الله وجعل القول باثباتها قول الحلولية والجواب الثاني
أن طائفة من الصوفية والعباد شاركوا هؤلء في أن مسمى الجنة ل يدخل فيييه النظيير الييى اللييه وهييؤلء
لهم نصيب من محبة الله تعالى والتلذذ بعبادته وعندهم نصيب من الخوف والشييوق والغييرام فلمييا ظنيوا
أن الجنة ل يدخل فيها النظر اليه صاروا يستخفون بمسمى الجنة ويقييول أحييدهم مييا عبييدتك شييوقا الييى
جنتك ول خوفا من نارك وهم غلطوا من وجهين أحدهما أن ما يطلبييونه ميين النظيير اليييه والتمتييع بييذكره
ومشاهدته كل ذلك في الجنة
السلم يتضمن السلم ويتضمن إخلصه لله وقد ذكر ذلك غيير واحيد حيتى أهيل العربيية كيأبي بكير بين
النباري وغيره وميين المفسييرين ميين يجعلهمييا قييولين كمييا يييذكر طائفيية منهييم البغييوي أن المسييلم هييو
المستسلم لله وقيل هو المخلص والتحقيق أن المسلم يجمع هذا وهييذا فميين لييم يستسييلم لييه لييم يكيين
مسلما ومن استسلم لغيره كما يستسلم له لم يكن مسلما ومن استسلم له وحده فهو المسلم كما في
القرآن بلى من اسلم وجهه ل وهو محسن فله أجره عند ربه ول خوف عليهم ول هننم يحزنننون وقال ومننن
أحسن دينا ممن أسلم وجهه ل وهو محسن واتبع ملننة ابراهيننم حنيفننا واتخننذ ال ن ابراهيننم خليل والستسلم ليه
يتضمن الستسلم لقضائه وأمره ونهيه فيتناول فعل المأمور وترك المحظور والصبر على المقدور اننننه
من يتق ويصبر فان ال ل يضيع أجر المحسنين قال ابن أبي حاتم حدثنا عصام بن وراد حدثنا آدم عيين أبييي
جعفر عن الربيع عن أبي العالية في قوله بلى من أسلم وجهه ل يقول من أخلص لله قال ابن أبي حيياتم
وروى عن الربيع نحو ذلك وقال ذكر عن يحيى بن آدم حدثنا ابن المبارك عن حيوة بن شريح عيين عطيياء
بن دينار عن سعيد بن جبير من أسلم وجهه ل من أسلم أخلص وجهه قال دينييه وقييال أبييو الفييرج أسييلم
بمعنى أخلص وفي الوجه قولن أحدهما أنه الدين والثاني العمل وقال البغوي من أسلم وجهه لله أخلص
دينه لله وقيل أخلص عبادته لله وقيل خضع وتواضع لله وأصل السلم الستسلم والخضوع وخص الوجه
لنه إذا جاد بوجهه في السجود لم يبخل بسائر جوارحه وهو محسن في عمله قيل ميؤمن وقيييل مخلييص
قلت قول من قال خضع وتواضع لربه هو داخل في قول من قال أخلص دينه أو عمله أو عبادته لله فييان
هذا إنما يكون اذا خضع له وتواضع له دون غيره فان العبادة والدين والعمل له ل يكييون ال مييع الخضييوع
له والتواضع وهو مستلزم لذلك ولكين أولئك ذكيروا ميع هيذا أن يكيون هيذا السيلم لليه وحيده فيذكروا
المعنيين الستلزام وأن يكون لله وقول من قال خضع وتواضع لله يتضمن أيضا أنه أخلص عبادته
ودينه لله فان ذلك يتضمن الخضوع والتواضع لله دون غيره وأما ذكر التوجه فقد بسط الكلم عليييه فييي
غير هذا الموضع وتبين أن الله ذكر إسلم الوجه له في قوله فأقم وجهك للدين وذكر توجيه الوجه له في
قوله إني وجهننت وجهنني للننذي فطننر السننماوات والرض لن الوجه إنما يتييوجه الييى حيييث تييوجه القلييب
والقلب هو الملك فاذا توجه الوجه نحو جهة كان القليب متوجهيا اليهيا ول يمكين اليوجه أن يتيوجه بيدون
القلب فكان إسلم الوجه وإقامته وتوجيهه مستلزما لسلم القلب وإقامته وتوجيهه وذلك يستلزم اسلم
كلييييه للييييه وتييييوجيه كلييييه للييييه وإقاميييية كلييييه للييييه وبسييييط الكلم علييييى مييييا يناسييييب ذلييييك
وهذا حقيقة دين السلم لكن الذين أنكروا ذلك لهم شبهتان إحداهما أن المحبة تقتضييي المناسييبة قييالوا
وهي منتفية فل مناسبة بين المحدث والقديم فيقييال لهييم هييذا كلم مجمييل تعنييون بالمناسييبة الييولدة أو
المماثلة ونحو ذلك مما يجب تنزيه الرب عنه فان الشيء ينسب إلى أصله بأنه ابن فلن والى فرعه بأنه
ابو فلن وإلى نظيره بأنه مثل فلن ولما سأل المشركون النبي صلى اللييه عليييه وسييلم عيين نسييب ربييه
أنزل الله تعالى قل هو ال أحد ال الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكننن لننه كفننوا أحنند فلم يخيرج ميين شيييء ول
يخرج منه شيء ول له مثل فان عنيتم هذا لم نسلم أن المحبة ل بد فيها ميين هييذا وإن أردتييم بالمناسييبة
أن يكون المحبوب متصفا بمعنى يحبه المحب فهذا لزم للمحبة والرب متصف بكل صفة تحييب وكيل ميا
يحب فانما هو منه فهو أحق بالمحبة من كل محبوب وإذا كان النسان يحب الملئكة وهم من غير جنسه
لما اتصفوا به من الصفات الحميدة فالسيبوح القيدوس رب الملئكية واليروح اليذي كيل ميا اتصيفت بيه
الملئكة وغيرهم فهو من جوده وإحسانه وهو العزيز الرحيم اذ كان المخلوق كثيرا ما يتصف بييالعزة دون
الرحمة أو تكون فيه رحمة بل عزة وهو سبحانه العزيز الرحيم الغفور الودود المجيييد الييودود فعييول ميين
الود وقال شعيب إن ربي رحيم ودود وقال تعالى وهو الغفور الودود فقرنه بالرحيم في موضع
وبالغفور في موضع قال أبو بكر ابن النباري الودود معناه المحب لعباده ميين قييولهم وددت الرجييل أوده
ودا وودا وودا ويقال وددت الرجل ودادا وودادا وودادة وقييال الخطييابي هييو اسيم مييأخوذ ميين الييود وفيييه
وجهان أحدهما أن يكون فعول في محل مفعول كما قيل رجل هيوب بمعنى مهيب وفرس ركوب بمعنييى
مركوب والله سبحانه وتعالى مودود في قلوب أوليائه لما يعرفونه من إحسييانه اليهييم والييوجه الخيير أن
يكون بمعنى الود أي أنه يود عباده الصالحين بمعنى أنه يرضى عنهم ويتقبييل أعمييالهم ويكييون معنيياه أن
يوددهم إلى خلقه كقوله سيجعل لهم الرحمن ودا قلت قوله سيجعل لهم الرحمن ودا فسروها بأنه يحبهم
ويحببهم الى عباده كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا أحب الله العبييد نييادى
يا جبريل إني أحب فلنا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء إن الله يحييب فلنييا فييأحبه فيحبييه أهييل
السماء ثم يوضع له القبول في الرض وقال في البغض مثل ذلك وقال عبد ابن حميد أنبأنا عبيد الله بيين
موسى عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عين ابين عبياس سننيجعل لهننم الرحمننن ودا قيال
يحبهم ويحببهم ورواه ابن أبي حاتم أيضا وقال عبد أخيبرني شييبابة عيين ورقيياء عين ابيين أبييي نجييح عين
مجاهد سيجعل لهم الرحمن ودا قال يحبهم ويحببهم الى المؤمنين أخبرنييا عبييد الييرزاق عيين الثييوري عيين
مجاهد عن ابن عباس سيجعل لهم الرحمن ودا قال محبة وهذا فيه إثبات حبه لهم بعييد أعمييالهم بقييوله
سيجعل لهم الرحمن ودا وهو نظير قوله قل ان كنتم تحبون ال ن فنناتبعوني يحببكننم ال ن فهو يحبهيم إذا اتبعيوا
الرسول ونظير قوله في الحديث الصحيح ول يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت
سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بهييا وكييذلك قييوله
وأحسنوا ان ال يحب المحسنين ان ال يحب التوابين ويحب المتطهرين ان ال يحننب المتقيننن إن ال ن يحننب
الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص وهذه اليات وأشباهها تقتضي أن الله يحب أصحاب هذه
العمال فهو يحب التوابين وإنما يكونون توابين بعد الذنب ففي هذه الحال
يحبهم وهذا مبني على الصفات الختيارية فمن نفاها رد هذا كله ولهم قييولن أحييدهما أن المحبيية قديميية
فهو يحبهم في الزل إذا علم أنهم يموتون على حييال مرضييية ويقولييون أن اللييه يحييب الكفييار فييي حييال
كفرهم اذا علم أنهم يموتون على اليمان ويبغض المؤمن إذا علم أنه يرتد هذا قول ابن كلب ومين تبعيه
ثم منهم من يفسر المحبة بالرادة ومنهم من يقول هي صفة زائدة على الرادة والقييول الثيياني يجعلييون
هذا من باب الفعل فالمحبة عندهم إحسانه اليهم والحسان عندهم ليس قائما به بل بيائن عنيه والكتياب
والسنة وأقوال السلف والئمة والدلة العقلية إنما تدل عليى القيول الول كميا قيد بسيط فيي غيير هيذا
الموضع اذ المقصود هنا ذكر اسمه الودود والكثرون على ما ذكره ابن النباري وأنه فعول بمعنييى فاعييل
أي هو الواد كما قرنه بالغفور وهو الذي يغفر وبالرحيم وهو الذي يرحيم قيال ابين أبيي حياتم حيدثنا أبيي
حدثنا عيسى بن جعفر قاضي الري حدثنا سفيان في قوله إن ربنني رحيننم ودود قال محييب وقييال قييرئ
على يونس حدثنا ابن وهب قال وقال ابن زيد قوله الودود قال الرحيم وقد ذكر فيه قولين القول الول
رواه من تفسير الوالبي عن ابن عباس قوله الودود قال الحبيب والثاني قول ابن زيد الرحيم ومييا ذكييره
الوالبي أنه الحبيب قد يراد به المعنيان أنه يحب ويحب فان الله يحب من يحبه وأوليياؤه يحبهيم ويحبيونه
والبغوي ذكر المرين فقال وللييودود معنيييان أن يحييب المييؤمنين وقيييل هيو بمعنييى المييودود أي محبيوب
المؤمنين وقال أيضييا فييي قييوله وهننو الغفننور الننودود أي المحييب لهييم وقيييل معنيياه المييودود كييالحلوب
والركوب بمعنى المحلوب والمركوب وقيل يغفر ويود أن يغفر وقيل المتودد إلى أوليائه بييالمغفرة قلييت
هذا للفظ معروف في اللغة أنه بمعنى الفاعل كقول النبي صلى الله عليه وسلم تزوجييوا الييودود الولييود
وفعول بمعنى فاعل كثير كالصبور والشكور وأما بمعنى مفعيول فقلييل وأيضيا فيان سيياق القيرآن ييدل
على أنه أراد أنه هو الذي يود عباده كما أنه هو الذي يرحمهم ويغفيير لهييم فييان شييعيبا قييال واسننتغفروا
ربكم ثم توبوا اليه إن ربي رحيم ودود فذكر رحمته ووده كما قال تعالى وجعننل بينكننم مننودة ورحمننة وهييو
أراد
وصفا يبين لهم أنه سبحانه يغفر الذنب ويقبل على التائب وهو كونه ودودا كما قال إن ال يحب التننوابين
ويحب المتطهرين وقد ثبت في الصحاح من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يفرح بتوبيية
التائب أشد من فرح من فقد راحلته بأرض دوية مهلكة ثم وجدها بعد اليأس فهذا الفرح منه بتوبة التائب
يناسب محبته له ومودته له وكذلك قوله في الية الخييرى وهننو الغفننور الننودود فييانه مثييل قيوله وهننو
الغفور الرحيم وأيضا فان كونه مودودا أي محبوبا يذكر على الوجه الكامل الذي يتبين اختصاصييه بييه مثييل
اسم الله فإن الله المعبود هو مودود بذلك ومثل اسييمه الصييمد ومثييل ذي الجلل والكييرام ونحييو ذلييك
وكونه مودودا ليس بعجيب وإنما العجب جوده واحسانه فانه يتودد إلى عباده كما في الثر يييا عبييدي كييم
أتودد اليك بالنعم وأنت تتمقت إلي بالمعاصي ول يزال ملييك كريييم يصييعد إلييي منييك بعمييل سيييء وفييي
الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يقول الله تعالى ميين تقييرب إلييي شييبرا تقربييت اليييه
ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت اليه باعا ومين أتياني يمشيي أتيتيه هرولية وجياء فيي تفسيير اسيمه
الحنان المنان أن الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه والمنان الذ يجييود بييالنوال قبييل السييؤال وأيضييا
فمبدأ الحب والود منه لكن اسمه الودود يجمع المعنيين كميا قيال الواليبي عين ابين عبياس انيه الحيبيب
وذلك أنه إذا كان يود عباده فهو مستحق لن يوده العباد بالضرورة ولهذا من قال انه يحب المؤمنين قال
انهم يحبونه فان كثيرا من الناس يقييول انييه محبييوب وهييو ل يحييب شيييئا مخصوصييا لكيين محبتييه بمعنييى
مشيئته العامة ومن الناس من قال إنه ل يحب مع أنه يثبت محبته للمؤمنين فالقسمة في المحبة رباعية
فالسلف وأهل المعرفة أثبتوا النوعين قيالوا إنيه يحيب ويحييب والجهمييية والمعتزلية تنكير المريين وميين
الناس من قال إنه يحبه المؤمنون وأما هو فل يحب شيئا دون شيء ومنهم من عكس فقال بل هو يحييب
المؤمنين مع أن ذاته ل يحب كما يقولون إنه يرحم ول يرحم فيياذا قيييل إن الييودود بمعنييى الييواد لييزم أن
يكون مودودا بخلف العكس فالصواب القطع بأن الودود وان كان ذلك متضمنا لنه يستحق أن يود ليييس
هو بمعنى المودود فقط ولفظ الوداد بالكسر هو مثل الموادة والتواد وذاك
يكون من الطرفين كالتحاب وهو سبحانه لما جعل بين الزوجين مودة ورحمة كان كييل منهمييا يييود الخيير
ويرحمه وهو سبحانه كما ثبت في الحديث الصحيح أرحم بعبيياده ميين الوالييدة بولييدها وقييد بييين الحييديث
الصحيح أن فرحه بتوبة التائب أعظم من فرح الفاقد ماله ومركوبه فييي مهلكيية إذا وجييدهما بعييد اليييأس
وهذا الفرح يقتضي أنه أعظم مودة لعبده المؤمن من المؤمنين بعضهم لبعض كيف وكل ود فيي الوجيود
فهو من فعله فالذي جعل الود في القلوب هو أولى بالود كما قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما في قييوله
سيجعل لهم الرحمن ودا قال يحبهم وقد دل الحديث الذي في الصحيحين على أن ما يجعلييه ميين المحبيية
في قلوب الناس هو بعد أن يكون هو قد أحبه وأمر جبريل أن ينييادي بييأن اللييه يحبييه فنييادى جبريييل فييي
السماء أن الله يحب فلنا فأحبوه وبسط هذا له موضع آخر وفي مناجاة بعض الداعين ليس العجييب مين
حبي لك مع حاجتي إليك العجب من حبك لي مع غناك عني وفي أثر آخر يا عبدي وحقي انييي ليك محيب
فبحقي عليك كن لي محبا وروي يا داود حببني إلى عبييادي وحبييب عبييادي إلييي مرهييم بطيياعتي فييأحبهم
وذكرهم آلئي فيحبوني فانهم ل يعرفون مني إل الحسن الجميل وهو سبحانه كما قال كل ما خلقييه فييانه
من نعمه على عباده ولهذا يقول فبأي آلء ربكما تكذبان والخير بيديه ل يأتي بالحسنات إل هو ول يييذهب
بالسيئات إل هو ول حول ول قوة إل به ول ملجأ ول منجييا منيه إل اليييه ووده سيبحانه هيو لمين تياب اليييه
وأناب اليه كما قال إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا وقال إن ال ن يحننب التننوابين
ويحننب المتطهريننن فل يسييتوحش أهييل الييذنوب وينفييرون منييه كييأنهم حميير مسييتنفرة فييانه ودود رحيييم
بالمؤمنين يحب التوابين ويحب المتطهرين ولهذا قال شعيب واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه إن ربني رحينم
ودود وقال هنا وهو الغفور الودود فذكر الودود في الموضعين لبيان مودته للمذنب إذا تيياب اليييه بخلف
القاسييييييييييييييييييي الجييييييييييييييييييافي الغليييييييييييييييييييظ الييييييييييييييييييذي ل ود فيييييييييييييييييييه
والحجة الثانية لهم قالوا إن الرادة والمحبة ل تتعلق إل بمعدوم يراد فعله فانه
لو جاز أن يراد الموجود وأن يراد القديم لجاز أن يكون العالم قديما مع كونه مراد مقدورا كما يقول ذلك
من يقوله من المتفلسفة فان القائلين إنه موجب بييذاته والعييالم قييديم منهييم ميين يصييفه بييالرادة كييأبي
البركات وغيره قالوا ومن المعلوم بالضطرار للعقلء إذ قالوا هذا المر حصييل بييالرادة أن يكييون محييدثا
كائنا بعد أن لم يكن ولهذا ل يجوز أن يقال إن قدرته ومشييئته تعلقيت بوجيوده ول ببقيائه ول بكيونه حييا
ومن قال إن صفاته قديمة العيان ل يقول إن كلمه وإرادتييه حصييلت بييارادته وقييدرته فيقييال هييذا الييذي
قالوه صحيح لكن هنا نوعان أحدهما إرادة أن يفعل الشيء ويكون فهذه ل تكييون إل مييع حييدوثه والثانييية
محبة نفس ذاته من غير أن يفعل في الذات شيء فهذه التي تتعلييق بييالموجود والبيياقي والقييديم وارادة
الفعل تابعة لهذه فانه لول أن تكون الرادة متعلقة بنفس الشيء الموجود امتنع أن راد ايجيياده فييان ميين
أراد أن يبني بيتا ليسكنه إنما مراده نفس البيت لسكناه والنتفاع وانما البناء وسيلة إلى ذلك ولييول إرادة
الغاية المقصودة بالذات لم ترد الوسيلة وإذا بناه فهو مريد له بعد البناء ولهذا يكره خرابه وزواله وكذلك
من أراد أن يلبس ثوبا فلبسه فهو في حال اللبس مريد له فمن أراد إحداث أمر وفعله كانت إرادة فعلييه
لغاية مقصودة بعد الفعل هي العلة الغائبة والفعل المطلييوب لغاييية لفيياعله ارادتييان ارادة الفعييل وارادة
الغاية وهذه هي الصل وتلك تبع لهذه والرادة ارادة ل تتعلق بالمعدوم من جهة كونه معييدوما بييل تتعلييق
بوجود الفعل لكن يمتنع أن يراد فعله إل اذا كان معدوما فالعدم شرط فيي ارادة فعلييه ولهييذا جعيل مين
جملة علل الفعل ولهذا كان جماهير العقلء مطبقين على أن كيل مفعيول فهييو حييادث وكيل ميا أرييد أن
يفعل فانه يكون حادثا وكل ما تعلقت المشيئة والقدرة بفعله فهو حادث ثييم ميين النيياس ميين يقييول هييذا
مختص بكونه مفعول بالختبار وإل اذا كان معلول لعلة موجبة لم يلزم حدوثه وهو غلط بييل كييل مييا فعييل
فل يكون ال محدثا سواء كان ذلك ممكنا أو ممتنعا بل نفس كونه مفعول مسييتلزم حييدوثه ونفييس تصيور
العلم بكونه مفعول يوجب العلم بحدوثه وان لم يخطر بالباب كونه مفعول بالقدرة والختيار ثم قييد يقييال
ما من مفعول إل وهو مفعول بالختيار والقديم اذا قدر فاعل بل مشيئة كان ذلك
ممتنعا والموجب بالذات اذا قيل هو موجب بذاته المتصفة بمشيئته وقييدرته لمييا يشيياؤه فهييذا حييق وهييو
مستلزم لكونه فاعل بمشيئته وقدرته وأما موجب بل مشيئة أو موجب يقارنه موجبه فهذان باطلن وبهما
ضل من ضل من المتفلسفة القائلين بقدم الفلك ونفي الصفات ولكن من أراد احداث شيء وأحدثه لييم
يجب أن تنقطع ارادته بل قد يكون مريدا له ما دام موجودا ولول انه مريد لوجوده لما فعله فكل ما شاء
الرب وجوده فهو مريد لحداثه وبقائه ما دام باقيا وأما الرادة والمحبيية المتعلقيية بالقييديم فليسييت ارادة
فعل فيه بل هي محبة ذاته وكل ارادة ومحبة فل بييد أن تنتهييي الييى محبييوب لييذاته وكييل فاعييل بييالرادة
فارادته تستلزم محبة عامة لجلها فعل فالحب أصل وجود كل موجييود والييرب تعييالى يحييب نفسييه وميين
لوازم حبه نفسه أنها محبة مريدة لما يريد أن يفعله وما أراد فعله فهو يريده لغاية يحبها فالحب هو العلة
الغائبة التي لجلها كان كل شيء والمتفلسفة يصفونه بالبتهاج والفرح كمييا جيياءت بييه النصييوص النبوييية
لكنهم يقصرون في معرفة هذا وأمثاله من المور اللهية فانهم يقولون اللذة إدراك الملئم من حيث هييو
ملئم وهو مدرك لذاته بأفضل إدراك فهو أفضل مدرك لفضل مدرك بأفضل إدارك وقد قصروا في ذلك
من ثلثة أوجه أحدها أن اللذة والفرح والسرور والبهجية لييس هيو مجيرد الدراك بيل هيو حاصييل عقيب
الدراك فالدراك موجب له ول بد في وجوده من محبة فهنا ثلثة أمور محبة وادراك محبوب ولذة تحصل
بالدراك وهذا في اللذة الدنيوية الحسية وغيرها فان النسان يشتهي الحلو ويحبه فيياذا ذاقييه التييذ بييذوقه
والذوق هو الدراك وكذلك في لذات قلبه يحب الله فانه اذا ذكره وصييلى لييه وجييد حلوة ذلييك كمييا قييال
صلى الله عليه وسلم جعلت قرة عيني في الصلة وأهل الجنة اذا تجلى لهم فنظيروا اليييه فمييا أعطيياهم
شيئا أحب اليهم من النظر اليه والله أعلم
ثم ذلك الغير ل بد أن يكون مرادا لذاته فالمراد لذاته لزم لجنس الرادة
والرادة لزمة لجنس الحركة فان الحركة القسرية مستلزمة للحركة الرادية والحركة الرادية مسييتلزمة
للمراد لذاته فكان جنس الحركات الموجودة في العالم مستلزم للمراد لذاته وهو المعبود الذي يسييتحق
العبادة لذاته وهو الله ل إله إل هو فلو كان فيهما آلهة إل الله لفسدتا وكييل عمييل ل يييراد بييه وجهييه فهييو
باطل وكل عامل ل يكون عمله لله بل لغيره فهو المشرك فييانه كمييا قييال اللييه تعييالى فكأنمننا خننر مننن
السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق فان قوام الشيء بطبيعته الخاصة به فالحي قوامه
بطبيعته المستلزمة لحركته الرادية وقوامها بالمراد لذاته فاذا لم تكين حركتهيا لرادة المعبيود ليذاته ليم
يكن لنفسه قوام بل بقيت ساقطة خارة كما ذكر الله تعالى ولهذا يهوي فييي الهاوييية وهييو ذنييب ل يغفيير
لنه فسد الصل كالمريض الذي فسد قلبه ل ينفع مع ذلك إصلح أعضائه ولفييظ دعيياء اللييه فييي القييرآن
يراد به دعاء العبادة ودعاء المسألة فدعاء العبادة يكون الله هو المراد به فيكون الله هييو المييراد ودعيياء
المسألة يكون الله هو المييراد منييه كمييا فييي قييول المصييلي إينناك نعبنند وإينناك نسننتعين فالعبييادة إرادتييه
والستعانة وسيلة اليى العبيادة فالعبيادة إرادة المقصيود وارادة السيتعانة ارادة الوسييلة اليى المقصيود
ولهذا قدم قوله إينناك نعبنند وان كيانت ل تحصيل إل بالسيتعانة فيان العلية الغائبية مقدمية فيي التصيور
والقصد وان كانت مؤخرة في الوجود والحصول وهذا إنما يكون لكونه هو المحبوب لذاته لكن المراد بييه
محبة مختصة به على سبيل الخضوع له والتعظيم وعليى سيبيل تخصيصيها بيه فيعيبر عنهيا بلفيظ النابية
والعبادة ونحو ذلك اذ أن لفظ المحبة جنس عام يدخل فيه أنواع كثيرة فل يرضى للييه بالقييدر المشييترك
بل اذا ذكر من يحب غير الله ذكر الله قال تعالى والذين آمنوا أشد حبا ل واذا ذكر محبتهم لربهم ذكييرت
محبته لهم وجهادهم كما في قوله فسنوف ينأتي الن بقنوم يحبهنم ويحبنونه أذلنة علنى المنؤمنين أعنزة علنى
الكافرين يجاهدون في سبيل ال ول يخافون لومة لئم وفي مثل قوله أحب اليكم من ال ورسننوله وجهنناد فنني
سبيله ولهذا كانت القلوب تطمئن بذكره كما قال تعالى أل بذكر ال تطمئن القلوب فتقديم المفعول يييدل
على أنها ل تطمئن إل بذكره وهو تعالى
اذا ذكر وجلت فحصل لها اضطراب ووجل لما تخافه من دونه وتخشاه من فوات نصيبها منه فالوجييل اذا
ذكر حاصل بسبب من النسان وإل فنفس ذكر الله يوجب الطمأنينة لنه هييو المعبييود لييذاته والخييير كلييه
منه قال تعالى نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الليم وقييال تعيالى اعلمننوا أن ال ن
شديد العقاب وأن ال غفور رحيم وقال علي رضي الله عنه ل يرجون عبييد إل ربييه ول يخييافن عبييد إل ذنبييه
فالخوف الذي يحصل عند ذكره هو بسبب من العبد وإل فذكر الرب نفسه يحصل الطمأنينة والميين فمييا
أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك كما قييال ذلييك المريييض الييذي سييئل كيييف
تجدك فقال أرجو الله وأخاف ذنوبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما اجتمعا في قلب عبد مثييل هييذا
الموطن إل أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف ولم يقل بذكر الله توجل القلوب كما قال أل بذكر ال ن
تطمئن القلوب بل قال اذا ذكر ال وجلننت قلننوبهم ثننم قننال واذا تليننت عليهننم آينناته زادتهننم ايمانننا وعلننى ربهننم
يتوكلون وإنما يتوكلون عليه لطمأنينتهم الى كفايته وأنه سبحانه حسييب ميين توكييل عليييه يهييديه وينصييره
ويرزقه بفضله ورحمته وجوده فالتوكل عليه يتضمن الطمأنينة اليه والكتفاء به عمييا سييواه وكييذلك قييال
في الية الخرى فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين الذين اذا ذكر ال وجلت قلوبهم والصننابرين علننى
ما أصابهم والمقيمي الصلة ومما رزقننناهم ينفقننون فهم مخبتييون والمخبييت المطمئن الخاضييع للييه والرض
الخبت المطمئنة روى ابن أبي حاتم من حديث ابن مهدي عن الثوري عن ابن أبي نجيح وبشر المخبننتين
قال المطمئنين وعن الضحاك المتواضعين فوصفهم بالطمأنينة مييع الوجييل كمييا وصييفهم هنيياك بالتوكييل
عليه مع الوجل وكما قال في وصف القرآن تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثننم تليننن جلنودهم وقلننوبهم
الى ذكر ال فذكر أنه بعد القشعرار تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله فذكره بالذات يييوجب الطمأنينيية
وإنما القشعرار والوجل عارض بسبب ما في نفس النسان من التقصير فييي حقييه والتعييدي لحييده فهييو
كالزبد مع ما ينفع الناس الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في
الرض فالخوف مطلوب لغيره ليدعو النفس الييى فعييل الييواجب وتييرك المحييرم وأمييا الطمأنينيية بييذكره
وفرح القلب به ومحبته فمطلوب لذاته ولهذا يبقى معهم هذا في الجنية فيلهميون التسييبيح كمييا يلهميون
النفس والمتفلسفة رأوا اللذات في الدنيا ثلثة حسية ووهمية وعقلية والحسية في الدنيا غايتها دفع اللم
والوهمية خيالت واضحات واللذات الحقيقية هي العلم فجعلوا جنس العلم غاية وغلطوا من وجوه أحدها
أن العلم بحسب المعلوم فاذا كان المعلوم محبوبيا تكميل النفيس بحبيه كيان العليم بيه كيذلك وان كيان
مكروها كان العلم به لحذره ودفع ضرره كالعلم بما يضر النسان من شياطين النييس والجيين فلييم يكيين
المقصود نفس العلم بل المعلوم ولهذا قد يقولون سعادتها في العلييم بييالمور الباقييية وأنهييا تبقييى ببقيياء
معلومها ثم يظنون أن الفلك والعقول والنفوس أمور باقية وأن بمعرفة هذه تحصل سعادة النفييس وأبييو
حامد في مثل معراج السالكين ونحوه يشير الى هذا فييان كلميه بيرزخ بييين المسييلمين وبييين الفلسيفة
ففيفه فلسفة مشوبة باسلم وإسلم مشوب بفلسفة ولهذا كان في كتبه كالحياء وغيره يجعييل المعلييوم
بالعمال والعمال كلها إنما غايتها هو العلم فقط وهذا حقيقة قول هييؤلء الفلسييفة وكييان يعظييم الزهييد
جدا ويعتني به أعظم من اعتنائه بالتوحيد الذي جاءت به الرسل وهو عبادة الله وحده ل شريك له وتييرك
عبادة ما سواه فان هذا التوحيد يتضمن محبة الله وحده وتيرك محبية المخليوق مطلقيا إل اذا أحبيه الليه
فيكون داخل في محبة الله بخلف من يحبه مع الله فييان هييذا شييرك وهييؤلء المتفلسييفة إنمييا يعظمييون
تجريد النفس عن الهيولي وهي المادة وهي البدن وهو الزهد في أغييراض البييدن وهييو الزهييد فييي الييدنيا
وهذا ليس فيه إل تجريد النفس عن الشتغال بهذا فتبقى النفس فارغة فيلقي اليهييا الشيييطان مييا يلقيييه
ويوهمه أن ذلك من علوم المكاشفات والحقائق وغايته وجود مطلق هو في الذهان ل في العيان ولهييذا
جعل أبو حامد السلوك إلى إل ثلثة منازل بمنزلة السلوك الى مكة فان السالك اليها له ثلثة أصناف من
الشغل الول تهيئة السباب كشراء الزاد والراحلة وخرز الراوية والخر السلوك ومفارقة الوطن بالتوجه
الى الكعبة منزل بعد منزل والثالث الشتغال بأركان الحج ركنا بعد ركن ثم بعد النزوع عن لبسة الحرام
وطواف الوداع استحق التعرض للملك والسلطنة قال فالعلوم ثلثة قسم يجري مجييرى سييلوك البييوادي
وقطع العقبات وهو تطهير الباطن عن كدورات الصفات وطلوع تلييك العقبيية الشييامخة الييتي عجييز عنهييا
الولون والخرون إل الموفقون قال فهذا سلوك للطريق وتحصيل علمه كتحصيييل علييم جهييات الطريييق
ومنازله وكما ل يغني علم المنازل وطرق البوادي دون سيلكوها فكيذا ل يغنيي عليم تهيذيب الخلق دون
مباشرة التهذيب لكن المباشرة دون العلم غير ممكن قال وقسم ثالث يجري مجرى نفس الحج وأركييانه
وهو العلم بالله وصفاته وملئكته وأفعاله وجميع ما ذكرناه في تراجييم علييم المكاشييفة قييال وههنييا نجيياة
وفوز بالسعادة والنجاة حاصلة لكل سيالك للطرييق اذا كيان غرضيه المقصييد وهيو السييلمة وأمييا الفيوز
بالسعادة فل ينالها إل العارفون فهم المقربون المنعمون في جوار الله بالروح والريحان وجنة نعيم وأمييا
الممنوعون دون ذروة الكمال فلهم النجاة والسلمة كما قال الله تعالى فأما إن كان من المقربيننن فننروح
قال وكل من لم يتوجه الييى وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلم لك من اصحاب اليمين
المقصد أو انتهض الى جهته ل على قصد المتثال بالمر والعبوديية بيل لغيرض عاجيل فهيو مين اصيحاب
الشمال ومن الضالين فله نزل من حميم وتصلية جحيم قال واعلم أن هذا هو الحق اليقين عنييد العلميياء
الراسخين في العلم أعني أنهم أدركوه بمشاهدة من الباطن ومشاهدة الباطن أقوى وأجل من مشيياهدة
البصار وترقوا فيه عن حد التقليد الى الستبصار قلييت وكلمييه ميين هييذا الجنييس كييثير وميين لييم يعييرف
حقيقة مقصده يهوله مثل هذا الكلم لن صاحبه يتكلم بخبرة ومعرفية بميا يقيوله ل بمجيرد تقلييد لغييره
لكن الشأن فيما خبره هل هو حق مطابق ومن سلك مسييلك المتكلمييين الجهمييية والفلسييفة ولييم يكيين
عنده خبرة بحقائق ما بعق به رسوله وأنزل به كتبه بل ول بحقيائق الميور عقل وكشيفا فيان هيذا الكلم
غايته وأما من عيرف حقيقية ميا جياءت بيه الرسيل أو عيرف ميع ذليك بيالبراهين العقليية والمكاشيفات
الشهودية صدقهم فيما أخبروا به فانه يعلم غاية مثييل هييذا الكلم وأنييه إنمييا ينتهييي الييى التعطيييل ولهييذا
ذاكرني مرة شيخ جليل له معرفة وسلوك وعلم في هذا فقال كلم أبي حامد يشوقك فتسير خلفه وهو
يشوقك فتسير خلفه منزل بعد منزل فاذا هو ينتهي الى ل شيء وهذا الذي جعله هنا الغاييية وهييو معرفيية
الله وصفاته وأفعياله وملئكتيه قيد ذكيره فيي المضينون بيه عليى غيير أهليه وهيو فلسيفة محضية قيول
المشركين من العرب خير منه دع قول اليهود والنصارى بل قوم نوح وهود وصالح ونحوهم كانوا يقييرون
بالله وبملئكته وصفاته وأفعاله خيرا من هؤلء لكن لم يقروا بعبادته وحييده ل شييريك لييه ول بييأنه أرسييل
رسول من البشر وهذا حقيقة قول هؤلء فانهم ل يأمرون بعبادة الله وحده ل شريك له ول يثبتون حقيقة
الرسالة بل النبوة عندهم فيض من جنس المنامات وأولئك الكفار ما كانوا ينازعون في هذا الجنس فييان
هذا الجنس موجود لجميع بني آدم ومع هذا فقد أخبر الله تعالى عنهم أنهييم كييانوا يقييرون بالملئكيية كمييا
قال فان أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم أل
تعبدوا إل ال قالوا لو شاء ربنا لنزل ملئكة وقال قوم نوح ما هذا إل بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولننو
شاء ال لنزل ملئكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الولين بل فرعون قال لموسى أم أنا خير مننن هننذا الننذي هننو
مهين ول يكاد يبين فلول ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملئكة مقترنين فاستخف قومه فأطنناعوه إنهننم
كانوا قوما فاسقين والعبادات كلها عندهم مقصودها تهذيب الخلق والشريعة سياسية مدنيية والعلييم اليذي
يدعون الوصول اليه ل حقيقة لمعلومه في الخيارج والليه أرسيل رسيوله بالسيلم واليميان بعبيادة الليه
وحده وتصديق الرسول فيما أخبر فالعمال عبادة الله والعلوم تصديق الرسول وكييان النييبي صييلى اللييه
عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر تارة بسورتي الخلص وتارة قولوا آمنا بال وما أنزل الينننا الييية فانهييا
تتضمن اليمان والسلم وبالية من آل عمران قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم
والذين سلكوا خلف أبي حامد أو ضاهوه في السلوك كابن سبعين وابن عربي صرحوا بحقيقة ما وصييلوا
اليه وهو أن الوجود واحد وعلموا أن أبا حامد ل يوافقهم على هييذا فاستضييعفوه ونسييبوه الييى أنييه مقيييد
بالشرع والعقل وأبو حامد بين علماء المسلمين وبين علماء الفلسفة علماء المسلمين يييذمونه علييى مييا
شارك فيه الفلسفة مما يخالف دين السلم والفلسفة يعيبونه علييى مييا بقييي معيه ميين السييلم وعلييى
كونه لم ينسلخ منه بالكلية الى قول الفلسفة ولهذا كان الحفيد ابن رشد ينشد فيه %يوما يمييان اذا مييا
جئت ذا يمييييييييييييييييييييين %وان لقييييييييييييييييييييييت معيييييييييييييييييييييديا فعيييييييييييييييييييييدناني %
وأبو نصر القشيري وغيره ذموه على الفلسفة وأنشدوا فيه أبياتا معروفة يقولون فيها %برئنا الييى اللييه
من معشر بهم مرض من كتاب الشفا % %وكم قلت يا قوم أنتم علننى %شننفا حفنرة مالهنا مننن شننفا % %
فلمنا اسننتهانوا بتعريفنننا %رجعننا النى الن حننتى كفنى % %فمناتوا علنى دينن رسنطاليس وعشنننا علنى سنننة
المصنننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننطفى %
ولهذا كانوا يقولون أبو حامد قد أمرضه الشفاء وكذلك الطرطوسيي والميازري وابين عقييل وأبيو البييان
وابن حمدين ورفيق أبي حامد أبو نصر المرغيناني وأمثال هؤلء لهم كلم كثير في ذمه على ما دخل فيه
من الفلسفة ولعلماء الندلس في ذلك مجموع كبير ولهذا لما سلك خلفه ابن عربييي وابيين سييبعين كييان
ابن سبعين في كتاب اليد وغيره يجعل الغاية هو المقرب وهو نظير المقرب في كلم أبي حامييد ويجعييل
المراتب خمسة أدناها الفقيه ثم المتكلم ثم الفيلسوف ثم الصوفي الفيلسوف وهو السالك ثييم المحقييق
وابن عربي له أربع عقائد الولى عقيدة أبييي المعييالي وأتبيياعه مجييردة عيين حجيية والثانييية تلييك العقيييدة
مبرهنة بحججها الكلمية والثالثة عقيدة الفلسفة ابن سينا وأمثاله الذين يفرقون بين الييواجب والممكيين
والرابعة التحقيق الذي وصل اليه وهو أن الوجود واحد وهؤلء
يسلكون مسلك الفلسفة الذي ذكره أبو حامد في ميزان العمل وهو أن الفاضل لييه ثلث عقييائد عقيييدة
مع العوام يعيش بها في الدنيا كالفقه مثل وعقيدة مع الطلبة يدرسها لهم كالكلم والثالثة ل يطلييع عليهييا
أحد إل الخواص ولهذا صنف الكتب المضنون بها على أهلها وهي فلسفة محضة سييلك فيهييا مسييلك ابيين
سيا ولهذا يجعل اللوح المحفوظ هو النفس الفلكية إلى امور أخرى قييد بسييطت فييي غييير هييذا الموضييع
ذكرنا ألفاظه بعينها في مواضع منها الرد على ابن سبعين وأهل الوحدة وغير ذلك فانه لما انتشيير الكلم
في مذهب أهل الوحدة وكنت لما دخلت إلى مصر بسببهم ثم صرت في السكندريةجاءني من فضييلئهم
من يعرف حقيقة أمرهم وقال ان كنت تشرح لنييا كلم هييؤلء وتييبين مقصييودهم ثييم تبطلييه وإل فنحيين ل
نقبل منك كما ل نقبل من غيرك فان هؤلء ل يفهمون كلمهم فقلييت نعييم أنييا أشييرح لييك مييا شييئت مين
كلمهم مثل كتاب اليد والحاطة لبن سبعين وغير ذلك فقال لي ل ولكن لوح الصالة فييان هييذا يعرفييون
وهو في رءوسهم فقلت له هاته فلما أحضره شرحته له شرحا بينا حتى تبين له حقيقة الميير وأن هييؤلء
ينتهي أمرهم إلى الوجود المطلق فقال هذا حق وذكر لي أنه تناظر اثنان متفلسف سبعيني ومتكلم على
مذهب ابن التومرت فقال ذاك نحن شيخنا يقول بالوجود المطلق فقال الخر ونحن كذلك إمامنا قلت له
والمطلق في الذهان ل في العيان فتبين لييه ذلييك وأخييذ يصيينف فييي الييرد عليهييم ولييم أكيين أظيين ابيين
التومرت يقول بالوجود المطلق حتى وقفت بعد هذا على كلمه المبسوط فوجدته كذلك وأنه كان يقييول
الحق حقان الحق المقيد والحق المطلق وهو الرب وتبينت أنه ل يثبت شيئا من الصفات ول ما يتميييز بيه
موجود عن موجود فان ذلك يقيييد شيييئا ميين الطلق وسييألني هييذا عمييا يحتجييون بييه ميين الحييديث مثييل
الحديث المذكور في العقل وأن أول ما خلق الله تعالى العقل ومثل حديث كنت كنزا ل أعييرف فييأحببت
أن اعرف وغير ذلك فكتبت له جوابا مبسوطا وذكرت أن هذه الحيياديث موضييوعة وأبييو حامييد وهييؤلء ل
يعتمدون على هذا وقد نقلوه إما من رسائل
اخوان الصفا أو من كلم أبي حيان التوحيدي أو من نحو ذلك وهؤلء في الحقيقة هم من جنس الباطنييية
السماعيلية لكن أولئك يتظاهرون بالتشيع والرفض وهؤلء غييالبهم يميلييون الييى التشيييع ويفضييلون عليييا
ومنهم من يفضله بالعلم الباطن ويفضل أبا بكر في العلم الظاهر كأبي الحسيين الحرلييي وفيييه نييوع ميين
مذهب الباطنية السماعيلية لكن ل يقول بوحدة الوجود مثل هؤلء ول أظنه يفضل غير النبياء عليهم فهو
أنبل من هؤلء من وجه لكنه ضعيف المعرفة بالحديث والسير وكلم الصحابة والتابعين فيبنييي لييه أصييول
على أحاديث موضوعة ويخرج كلمه من تصوف وعقليات وحقائق وهو خير من هؤلء وفي كلمييه أشييياء
حسييييييينة صيييييييحيحة وأشيييييييياء كيييييييثيرة باطلييييييية والليييييييه سيييييييبحانه وتعيييييييالى أعليييييييم
الثاني أن صلح النفس في محبة المعلوم المعبود وهي عبادته ل فييي مجييرد علييم ليييس فيييه ذلييك وهييم
جعلوا غاية النفس التشبه بالله على حسب الطاقة وكذلك جعلييوا حركية الفلييك للتشييبه بيه وهييذا ضيلل
عظيم فان جنس التشبه يكون بين اثنين مقصودهما واحد كالمام والمؤتم به وليس المر هنا كييذلك بييل
الرب هو يعرف نفسه ويحب نفسه ويثني على نفسه والعبد نجيياته وسييعادته فييي أن يعييرف ربييه ويحبييه
ويثني عليه والتشبه به أن يكون هو محبوبا لنفسه مثنيا بنفسه على نفسه وهذا فساد في حقه وضييار بييه
والقوم أضل مين اليهيود والنصيارى بيل ومين مشيركي العيرب فيانه لييس اليرب عنيدهم رب العيالمين
وخالقهم ول إلههم ومعبودهم ومشركو العرب كانوا يقرون بانه خالق كييل شيييء ومييا سييواء مخلييوق لييه
محييييدث وهييييؤلء الضييييالون ل يعييييترفون بييييذلك كمييييا قييييد بسييييط فييييي غييييير هييييذا الموضييييع
الوجه الثالث أنهم يظنون أن ما عندهم هو علم بالله وليس كذلك بل هو جهل والرازي لما شاركهم فييي
بعض أمورهم صار حائرا معترفا بذلك لما ذكر أقسام اللذات وأن اللذة العقلية هي الحق وهي لذة العلم
وأن شرف العلم بشرف المعلوم وهو الرب وأن العلم به ثلث مقامات العلم بالذات والصفات والفعيال
قال وعلى كل مقام عقدة فالعلم بالذات فيه أن وجود الذات هل هو زائد عليها أم ل وفي الصفات
هل الصفات زائدة على الذات أم ل وفي الفعال هل الفعل مقارن أم ل ثم قال ومن الذي وصل
الى هذا الباب أو من الذي ذاق ميين هييذا الشييراب %نهاييية إقييدام العقييول عقييال %وأكييثر سييعي
العالمين ضلل % %وأرواحنا في وحشة من جسومنا %وغاية دنيانا أذى ووبال % %ولم نسييتفد
ميييييين بحثنييييييا طييييييول عمرنييييييا %سييييييوى أن جمعنييييييا فيييييييه قيييييييل وقييييييالوا %
لقد تأملت الطرق الكلمية والمناهج الفلسفيه فما رأيتها تشفي عليل ول تييروي غليل ورأيييت أقييرب
الطرق طريقة القرآن اقرأ في الثبات الرحمن على العرش استوى اليه يصننعد الكلننم الطيننب واقرأ
في النفي ليس كمثلننه شننيء ول يحيطون بيه علميا ومننن جننرب مثننل تجربننتي عننرف مثننل معرفننتي
فالسعادة أن يكون العلم المطلوب هو العلننم بننال ومننا يقننرب اليننه ويعلننم أن السننعادة فنني أن يكننون الن هننو
المحبوب المراد المقصود ول يحتجب بالعلم عن المعلوم كما قال ذلك الشنيخ العنارف للغزالني لمنا قنال لنه
أخلصت أربعين صباحا فلم يتفجر لي شنيء فقنال يننا بنني أننت أخلصننت للحكمننة لنم يكنن الن هنو مننرادك
والخلص ل أن يكون ال هو مقصود المرء ومراده فحينئذ تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه علننى لسننانه كمننا
في حديث مكحول عن النبي صلى ال عليه وسلم من أخلص ل أربعين صباحا تفجرت ينننابيع الحكمننة مننن
قلبه على لسانه ولهذا تقول العامة قيمة كل امرئ ما يحسن والعنارفون يقولنون قيمنة كنل امنرئ منا يطلنب
وفي السرائيليات يقول اني ل أنظر الى كلم الحكيننم وإنمننا أنظننر الننى همتننه فننالنفس لهننا قننوة الرادة مننع
الشعور وهما متلزمان وهؤلء لحظوا شعورها وأعرضوا عن أرادتها وهي تتقنوم بمرادهننا ل بمجنرد منا
تشعر به فانها تشننعر بننالخير والشننر والنننافع والضننار ولكننن ل يجننوز أن يكننون مرادهننا ومحبوبهننا إل مننا
يصلحها وينفعها وهو الله المعبود الذي ل يستحق العبادة غيره وهو ال ل إله إل هو سبحانه وتعنالى عمنا
يقول الظالمون علوا كبيرا ثم مع هذا يكون العلم حقا وهو ما أخبرت به الرسل فالعلم الحق هو
ما أخبروا به والرادة النافعة إرادة ما أمروا بييه وذلييك عبييادة اللييه وحييده ل شييريك لييه فهييذا هييو
السعادة وهو الذي اتفقت عليه النبياء كلهم فكلهم دعوا الى عبادة اللييه وحييده ل شييريك لييه وذلييك
إنما يكون بتصديق رسله وطاعتهم فلهذا كانت السعادة متضمنة لهييذين الصييلين السييلم واليمييان
عبادة الله وحده وتصديق رسله وهو تحقيق شهادة أن ل إله إل اللييه وأن محمييدا رسييول اللييه قييال
تعالى فلنسألن الذين أرسل اليهم ولنسألن المرسلين قال أبو العالية هما خصلتان يسأل عنهما كييل أحييد
يقال لمن كنت تعبد وبماذا أجبييت المرسييلين وقييد بسييط هييذا فييي غييير هييذا الموضييع واللييه أعلييم
واتبع لها أسعد الناس في الدنيا والخرة وخير القرون القرن الذي شاهدوه مؤمنين به وبما يقول إذ
كانوا أعرف الناس بالفرق بين الحق الذي جاء به وبين ما يخالفه وأعظم محبة لمييا جيياء بييه وبغضييا
لما خالفه وأعظم جهادا عليه فكانوا أفضل ممن بعدهم في العلم والدين والجهاد أكمل علما بالحق
والباطل وأعظم محبة للحق وبغضا للباطل وأصبر على متابعيية الحييق واحتمييال الذى فيييه ومييوالة
أهله ومعاداة أعدائه واتصل بهم ذلك الى القرن الثاني والثالث فظهر ما بعث بييه ميين الهييدى ودييين
الحق على كل دين في مشارق الرض ومغاربها كما قال صلى الله عليييه وسييلم زويييت لييي الرض
مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها وكان ل بييد أن يظهيير فييي أمتييه مييا سييبق بييه
القدر واقتضته نشأة البشر من نوع من التفرق والختلف كما كان فيما غيبر لكين كيانت أمتيه خييير
المم فكان الخير فيهم أكثر منه في غيرهم والشر فيهم أقل منه في غيرهم كمييا يعييرف ذلييك ميين
تأمل حالهم وحال بني إسرائيل قبلهم وبنو إسرائيل هم الذين قال الله فيهم ولقد آتينا بني إسننرائيل
الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين وآتيناهم بينات من المر فما اختلفننوا
إل من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما
لخاطئين قال ل تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين وكمننا فعننل سننبحانه بقننادة
الحزاب الذين كانوا عدوا ل وللمؤمنين وقال فيهم ل تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ثم قننال عسى اللييه
أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتهم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم وفي هذا ما دل على أن
الشخص قد يكون عدوا ل ثم يصير وليا ل مواليا ل ورسوله والمؤمنين فهو سبحانه يتوب علننى مننن تنناب
ومن لم يتب فالى ال إيابه وعليه حسابه وعلى المؤمنين أن يفعلوا معه ومع غيره ما أمننر ال ن بننه ورسننوله
من قصد نصيحتهم وإخراجهم من الظلمات الى النور وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكننر كمننا أمننر الن
ورسوله ل اتباعا للظن وما تهوى النفس حنتى يكننون منن خينر أمننة أخرجنت للنناس ينأمرون بنالمعروف
وينهون عن المنكر ويؤمنون بال وهؤلء يعلمون الحق ويقصدونه ويرحمون الخلق وهم أهل صدق وعدل
أعمالهم خالصة ل صواب موافقة لمر ال كما قال تعالى ليبلوكم أيكم أحسيين عمل قننال الفضننيل ابننن
عياض وغيره أخلصه وأصوبه والخالص أن يكون ل والصواب أن يكون على السنة وهننو كمننا قننالوا فننان
هذين الصلين هما دين السلم الذي ارتضاه ال كما قال ومن أحسن دينا ممين أسيلم وجهيه لليه وهيو
محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليل فالذي أسلم وجهه ل هو الذي يخلص نيته لن
ويبتغي بعمله وجه ال والمحسن هنو الننذي يحسننن عملننه فيعمننل الحسنننات والحسنننات هنني العمننل الصنالح
والعمل الصالح هو ما أمر ال به ورسوله من واجب ومستحب فما ليس من هذا ول هذا ليس من الحسنننات
والعمل الصالح فل يكون فاعله محسنا وكذلك قال لمن قال لن يدخل الجنة إل من كييان هيودا أو نصييارى
قال تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجييره
عند ربه ول خوف عليهم ول هم يحزنون وقد قال تعالى ومن يبتغ غير السييلم دينييا فليين يقبييل منييه
وهو في الخرة من الخاسرين والسلم هو دين جميع النبياء والمرسلين ومن اتبعهم من المم كما
أخبر الله بنحو ذلك في غير موضع من كتابه فييأخبر عيين نييوح وابراهيييم واسييرائيل انهييم كييانوا مسييلمين
وكذلك عن اتباع موسى وعيسى وغيرهم والسلم هو أن يستسلم لله ل لغيره فيعبد الله ول يشييرك بييه
شيئا ويتوكل عليه وحده ويرجوه ويخافه وحده ويحب الله المحبة التامة ل يحب مخلوقا كحبه لله ويبغض
لله ويوالي لله ويعادي لله فمن استكبر عن عبادة الله لم يكن مسلما ومن عبد مييع اللييه غيييره لييم يكيين
مسلما وإنما تكون عبادته بطاعته وطاعة رسله ميين يطييع الرسييول فقييد أطيياع اللييه فكييل رسييول بعييث
بشريعة فالعمل بها في وقتها هو دين السلم وأما ما بدل منها فليس من دين السلم وإذا نسخ منها مييا
نسخ لم يبق من دين السلم كاسييتقبال بيييت المقييدس فييي أول الهجييرة بضييعة عشيير شييهرا ثييم الميير
باستقبال الكعبة وكلهما في وقته دين السلم فبعد النسخ لييم يبييق دييين السييلم إل أن يييولي المصييلي
وجهه شطر المسجد الحرام فمن قصد أن يصلي إلى غير تلك الجهة لم يكن على دين السلم لنه يريييد
أن يعبد الله بما لم يأمره وهكذا كل بدعة تخالف أمر الرسول إما أن تكون من الييدين المبييدل الييذي مييا
شرعه الله قط أو من المنسوخ الذي نسخه الله بعييد شييرعه كييالتوجه الييى بيييت المقييدس فلهييذا كييانت
السنة في السلم كالسلم في الدين هو الوسط كما قد شرح هذا في غير موضع والمقصود هنا أنييه اذا
رد ما تنازع فيه الناس إلى الله والرسول سواء كان في الفروع أو الصول كان ذلك خيييرا وأحمييد عاقبية
كما قال تعالى يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأولي المر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه
الى ال والرسول إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر ذلك خير وأحسن تأويل وقال تعالى كان الناس أمة واحدة
فبعث ال النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ومننا اختلننف فيننه
إل الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى ال الذين آمنوا لما اختلفننوا فيننه مننن الحننق بنناذنه وال ن
يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وفي صحيح مسلم عن عائشة أن النبي صلى الله عليييه وسييلم كييان اذا
قام من الليل يقول اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات
والرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلييف فيييه ميين
الحق باذنك إنك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم وهذه حال أهل العلم والحق والسنة يعرفون الحييق
الذي جاء به الرسول وهو الذي اتفق عليه صريح المعقول وصيحيح المنقيول وييدعون الييه وييأمرون بيه
نصحا للعباد وبيانا للهدى والسداد ومن خالف ذلك لم يكن لهم معه هوى ولم يحكمييوا عليييه بالجهييل بييل
حكمه الى الله والرسول فمنهم من يكفره الرسول ومنهم من يجعله من أهل الفسق أو العصيان ومنهم
من يعذره ويجعله من أهل الخطأ المغفور والمجتهد من هؤلء المأمور بالجتهاد يجعل له أجرا على فعيل
ما أمر به من الجتهاد وخطؤه مغفور له كما دل الكتاب وأما أهل البدع فهم أهل أهواء وشييبهات يتبعييون
أهواءهم فيما يحبونه ويبغضونه ويحكمون بيالظن والشيبه فهيم يتبعيون الظين وميا تهيوى النفيس ولقيد
جاءهم من ربهم الهدى فكل فريق منهم قد أصل لنفسه أصل دين وضعه إما برأيه وقياسه الذي يسييميه
عقليات وإما بذوقه وهواه الذي يسييميه ذوقيييات وإمييا بمييا يتييأوله ميين القييرآن ويحييرف فيييه الكلييم عيين
مواضعه ويقول انه إنما يتبع القرآن كالخوارج وإما بما يدعيه من الحييديث والسيينة ويكييون كييذبا وضييعيفا
كما يدعيه الروافض من النص واليات وكثير ممن يكون قد وضع دينه برأيه أو ذوقه يحتج من القرآن بما
يتأوله على غير تأوله ويجعل ذلك حجة ل عمدة وعمدته في الباطن على رأيييه كالجهمييية والمعتزليية فييي
الصفات والفعال بخلف مسائل الوعد والوعيد فانهم قد يقصدون متابعة النص فالبدع نوعييان نييوع كييان
قصد أهلها متابعة النص والرسول لكن غلطوا في فهم المنصوص وكذبوا بما يخلف ظنهييم ميين الحييديث
ومعاني اليات كالخوارج وكذلك الشيعة المسلمين بخلف من كان منافقا زنديقا يظهر التشيييع وهييو فييي
الباطن ل يعتقد السلم وكذلك المرجئة قصدوا اتباع المر والنهي وتصديق الوعيد مع الوعييد ولهييذا قييال
عبد الله بن المبارك ويوسف ابيين أسييباط وغيرهمييا ان الثنييتين والسييبعين فرقيية أصييولها أربعية الشيييعة
والخوارج والمرجئة والقدرية وأما الجهمية النافية للصفات فلم يكن أصل دينهم اتباع الكتاب والرسول
فانه ليس في الكتاب والسنة نص واحد يدل على قييولهم بييل نصييوص الكتيياب والسيينة متظيياهرة بخلف
قولهم وإنما يدعون التمسك بالرأي المعقول وقد بسييط القييول علييى بيييان فسيياد حججهييم العقلييية ومييا
يدعيه بعضهم من السمعيات وبين أن المعقول الصييريح موافييق للمنقييول الصييحيح فييي بطلن قييولهم ل
مخالف له والمقصود هنا الكلم في أفعال الرب فان الجهمية والمعتزلة ومن اتبعهم صاروا يسلكون فيه
بأصل أصل بالمعقول ويجعلونه العمدة وخاضيوا فيي ليوازم القيدر برأيهيم المحيض فتفرقيوا فييه تفرقيا
عظيما وظهر بذلك حكمة نهي النبي صلى الله عليه وسلم لمته عن التنازع في القدر مع أن المتنيازعين
كان كل منهما يدلي بآية لكن كان ذلك يفضي إلى إيمان كل طائفة ببعض الكتاب دون البعض فكيييف إذا
كان المتنازعون عمدتهم رأيهم والحديث رواه أهل المسند والسنن مفصل ورواه مسلم مجمل عيين عبييد
الله بن رباح النصاري أن عبد الله بن عمرو قال هجرت إلى رسييول الليه صييلى اللييه علييه وسييلم يومييا
فسمع صوت رجلين اختلفا في آية فخرج علينا صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال إنما
هلك من كان قبلكم باختلفهم في الكتاب وقال المام أحمد في المسند حدثنا أبو معاوية حييدثنا داود بيين
أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال خرج رسول اللييه صييلى اللييه عليييه وسييلم ذات يييوم
والناس يتكلمون في القدر قال فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب قال فقال مالكم تضربون
كتاب الله بعضه ببعض بهذا هلك من كان قبلكم قال فما غبطت نفسي بمجلس فيييه رسييول اللييه صييلى
الله عليه وسلم لم اشهده ما غبطت نفسي بذلك المجليس أنيي ليم أشيهده وهيذا حيديث محفيوظ مين
رواية عمرو بن شعيب وقد رواه ابن ماجه من حديث أبي معاوية وكتب أحمد في رسييالته إلييى المتوكييل
هذا الحديث وجعل يقول في مناظرته لهم يوم الدار في المحنة إنا قييد نهينييا عيين أن نضييرب كتيياب اللييه
بعضه ببعض وروى هذا المعنى الترمذي من حديث أبي هريرة وقال حديث حسن غريب قال وفي البيياب
الذي فررت منه فانه كما قييل ان لييه حيياة وعلميا وقيدرة وإرادة وغضييبا ورضييى ونحييو ذلييك قليت هييذا
يستلزم أن يكون موافقا للمخلوق في مسمى هذه السماء وهذا تشبيه فقيل هذا يلزم مثليه فيي الييذات
فان قيل بتعطيل الذات فذلك يستلزم
ما فررت منه من ثبوت جسم قديم حامل للعراض والحركات وإذا كان هذا لزما لييك علييى تقييدير نفييي
الذات كما ثبت انه لزم على تقدير إثباتها كان لزما على تقدير النقيضين النفي والثبات وما كييان كييذلك
لم يمكن نفيه وأما نحن فقد بينا أن اللزم علييى تقييدير إثباتهييا ل محييذور فيييه وإنمييا المحييذور لزم علييى
تقدير نفيها وهذا قد بسط في غير هذا الموضع والمقصود هنا أنه يقال لهيؤلء اليذين ينفيون الحكمية ثيم
الرادة ثم الفعل فيي الفعيال نظييير ميا قييل لولئك فيي الصيفات ويجعيل مبيدأ الكلم مين الرادة فييي
الموضعين فيقال لمن أثبتهييا ونفييي الحكمية مين المنتسيبين اليى إثبييات القييدر والمنتسييبين الييى السينة
والجماعة لم نفيتم الحكمة فاذا قالوا لنا ل نعرف من يفعل لحكمة إل من يفعل لغرض يعود اليه وهذا ل
يكون إل فيمن يجوز عليه اللذة واللم والنتفاع والضرر والله منزه عيين ذلييك فيقييال لهييم مييا قيياله نفيياة
الرادة وأنتم ل تعقلون ارادة إل فيمن يجوز عليه اللذة واللم والنتفاع والضرر وقد قلتييم ان اللييه تعييالى
مريد فاما أن تطردوا أصلكم النافي فتنفوا الرادة أو المثبت فتثبتوا اللذة وال فما الفرق فيياذا قييال نفيياة
الرادة فلهذا نفينا الرادة كما رجحه الرازي في المطالب العالية واحتج به الفلسفة قيل لهييم فييانفوا أن
يكون فاعل فانكم ل تعملون فاعل غير مقهور إل بارادة ول تعقلون ما يفعل ابتداء إل بارادة أو فاعل حياء
إل بارادة أو فاعل مطلقا إل بارادة فان قال أتباع أرسطو فلهذا قلنا أنه ل يفعل شيئا وليس بموجب بذاته
شيئا لكن قلنا ان الفلك يتشبه به أو قال من هو أعظم تعطيل منهم فلهذا نفينا الول بالكلييية ولييم يثبييت
علة تفعل ول علة يتشييبه بهييا قيييل لهييم فهييذه الحييوادث مشييهودة وحركيية الكييواكب والشييمس والقميير
مشهودة فهذه الحركات الحادثة وغيرها من الحوادث مثل السحاب والمطر والنبات والحيييوان والمعييدن
وغير ذلك مما يشهد حدوثه أحدث بنفسه من غير أن يحدثه محدث قديم أو ل بييد للحييوادث ميين محييدث
قديم فان قالوا بل حدث كل حادث بنفسه من غير أن يحدثه أحد كان هذا ظيياهر الفسيياد يعلييم بضييرورة
العقل أنه في غاية المكابرة ونهاية السفسطة مع لزوم ما فروا منه فانهم فروا من أن يكييون ثييم فاعييل
محدث
وقد أثبتوا فاعل محدثا لكن جعلوا كل حادث هييو يحييدث نفسييه ويفعلهييا فجعلييوا مييا ليييس بشيييء يجعييل
الشيء وجعلوا المعدوم يحدث الموجود فلزمهم ما فروا منه من إثبات فاعل مييع مييا لزمهييم ميين الكفيير
العظيم وغاية الجهل وغاية فساد العقل وان قالوا بل كل محدث يحييدثه محييدث وللمحييدث محييدث قيييل
لهم هذا أيضا ممتنع في صريح العقل فان التسلسل في الفاعل ممتنع بصريح العقل واتفاق العقلء فييانه
كلما كثر ما يقدر أنه حادث كان أحوج إلى القديم فليس في تقدير حوادث ل تتناهى ما يوجب اسييتغناءها
عن القديم بل إذا كان المحدث الواحد ل بد له من محدث غيره فمجميوع الحيوادث أوليى بالفتقيار إليى
محدث لها خارج عنها كلها فان المحدث لمجموعها يمتنع أن يكون واحدا منها فانه يلزم أن يحدث نفسييه
ويمتنع أن يكون المجموع أحدث المجموع فيان الشييء ل يحيدث نفسيه والمجميوع هيي الحياد الحادثية
وهيئتها الجتماعية وتلك الهيئة محتاجة الى المجموع الذي هو كل واحد واحد والمجمييوع ليييس إل الحيياد
واجتماعها وكل ذلك مفتقر إلى محدث مباين لها فل بد للحوادث من قديم ليس بحادث ثم يقيال لهيم إذا
قدر تسلسل الفاعلين وان ما كان محدثا له محدث وهلم جرا فهذا فيه إثبات ما فررتم منه وهييو أن هييذا
المحدث فعل هذا وهذا فعل هذا لكن أثبتم مال يتناهى من ذلك في آن واحد فركبتم مييا فررتييم منييه مييع
لزوم هذه الجهالت التي تقتضي غاية فساد العقل والكفر بالسمع وإذا كان المحذور يلزمهم على تقييدير
أن يكون الحادث أحدث نفسه أو أحدث كل حادث حادثا آخيير مييع فسيياد هييذين تييبين أنييه ل ينفعييه انكييار
القديم وان قال بل أقر بالمحدث القديم قيل فقد أقررت بفعل القديم للمحدث وإذا ثبت أن القديم فعل
المحدث وأنت ل تعلم فاعل إل لجلب منفعة أو دفع مضرة قيل له فما كان جوابك عن هذا كان جوابا عن
كونه يفعل بارادته وقيل لمثبت الرادة ما كان جوابك عن هذا كان جوابا عن حكمته فقد بين أن من نفي
الحكمة فل بد أن ينقض قوله ويلزمه مع التناقض نفي الصانع وهو مع نفي الصانع تناقضه أشد والمحذور
الذي فر منه ألزم فلم يغن عنه فراره من إثبات الحكمة إل زيادة الجهل والشر وهكييذا يقييال لميين نفييى
حبه
ورضاه وبغضه وسخطه وهذا مقام شريف من تدبره وتصوره تبين له أنه ل بييد ميين القييرار بمييا جيياء بييه
الرسول وأنه هو الذي يوافق صريح المعقول وأن من خالفه فهو ممن ل يسمع ول يعقل وهو أسييوأ حييال
ممن فر من الملك العادل الذي يلزمييه بطعييام امرأتييه وأولده والزكيياة الشييرعية إلييى بلد ملكهييا ظييالم
ألزمه باخراج أضعاف ذلك لخنايزه وكلبه مع قلة الكسب في بلده وبمنزلة من فر ميين معاشييرة أقييوام
أهل صلح وعدل ألزموه ما يلزم واحدا منهم ميين المييور المشييتركة إذا كييانوا مقيمييين أو مسييافرين أن
يخرج مثلما يخرجه الواحد منهم فكره هذا وفر إلى بلد فألزمه أهلها بأن ينفق عليهم ويخدمهم وإل قتلوه
وما أمكنه الهرب منهم فمن فر من حكم الله ورسوله أمرا وخبرا أو ارتد عن السييلم أو بعييض شييرائعه
خوفا من محذور في عقله أو علمه أو دينه أو دنياه كان ما يصيبه من الشيير أضييعاف مييا ظنييه شييرا فييي
اتباع الرسول قال تعالى ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل اليك وما انننزل مننن قبلننك يرينندون أن
يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلل بعيدا واذا قيل لهم تعننالوا الننى
ما أنزل ال والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف اذا أصابتهم مصنيبة بمنا قندمت أينديهم ثنم
جاءوك يحلفون بال ان أردنا إل احسانا وتوفيقا أولئك الذين يعلم ال ما في قلوبهم فننأعرض عنهننم وعظهننم وقننل
لهم في أنفسهم قول بليغا وما أرسلنا من رسول إل ليطاع باذن ال ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جنناءوك فاسننتغفروا
ال واستغفر لهم الرسول لوجدوا ال توابا رحيمننا فل وربننك ل يؤمنننون حننتى يحكمننوك فيمننا شننجر بينهننم ثننم ل
يجنننننننننننندوا فنننننننننننني أنفسننننننننننننهم حرجننننننننننننا ممننننننننننننا قضننننننننننننيت ويسننننننننننننلموا تسننننننننننننليما
) فصل ( ويقال لهم لم فررتم من إثبات المحبة والحكمة والرادة والفعل فان قالوا لن ذلك ل يعقييل إل
في حق من يلتذ ويتألم وينتفع ويتضرر والله منزه عن ذلك قيل للفلسفة فأنتم تثبتون أنه مسييتلذ مبتهيج
فهذا غير محذور عندكم وان قلتم لن ذلك يستلزم لذة حادثة قيل لكم في حلول الحوادث قولن وليييس
معكم في النفي إل ما يدل على نفي الصفات مطلقا كدليل التركيب وقد عرف فساده من
وجوه وقيل للجهمية والمعتزلة أن أردتم أن ذلك يقتضي حاجته الى العباد وأنهم يضرونه أو ينفعونه فهذا
ليس بلزم ولهذا كان الله منزها عن ذلك كما قال النبي صييلى اللييه عليييه وسييلم فييي الحييديث الصييحيح
اللهي يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني فالله أجل من أن يحتيياج إلييى
عباده لينفعوه أو يخاف منهم أن يضروه واذا كان المخلوق العزيز ل يتمكن غيره من قهره فمن له العزة
جميعا وكل عزة فمن عزته أبعد عن ذلك وكييذلك الحكيييم المخلييوق اذا كيان ل يفعيل بنفسييه مييا يضييرها
فالحق جل جلله أولى أن ل يفعل ذلك لو كان ممكنا فكيف اذا كان ممتنعا قال تعييالى الننذين يسننارعون
في الكفر إنهم لن يضروا ال شيئا وقال تعالى وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن السلوى كلوا من طيبات
ما رزقناكم وما ظلمونا ولكننن كننانوا أنفسننهم يظلمننون فقد بييين أن العصيياة ل يضييرونه ول يظلمييونه كعصيياة
المخلوقين فان مماليك السيد وجند الملك وأعوان الرجل وشركاءه اذا عصوه فيما يأمرهم ويطلبه منهم
فقد يحصل له بذلك ضرر في نفسه أو ماله أو عرضه أو غير ذلك وقد يكون ذلك ظلما له والله تعييالى ل
يقدر أحد على أن يضره ول يظلمه وان كان الكافر على ربيه ظهييرا فمظياهرته عليى ربيه ومعيياداته ليه
ومشاقته ومحاربته عادت عليه بضرره وظلمه لنفسه وعقوبته في الدنيا والخرة وأما النفع فهو سييبحانه
غني عن الخلق ل يستطيعون نفعه فينفعوه فما أمرهم به اذا لم يفعلوه لم يضروه بذلك كما قال تعييالى
ول على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيل ومن كفر فان ال غني عن العالمين وقال ومن يشكر فإنمننا
يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم وقال إن تكفروا فان ال غننني عنكننم ول يرضننى لعبنناده الكفننر وان
تشكروا يرضه لكم ول تزر وازرة وزر أخرى وان أردتم أنه سبحانه ل يريد ول يفعل ما يفييرح بييه ويجعييل
عباده المؤمنين يفعلون ما يفرح به فمن أين لكم هذا وان سييمى هييذا لييذة فاللفيياظ المجملية الييتي قييد
يفهم منها معنى فاسد اذا لم ترد في كلم الشارع لم نكن محتاجين
الى اطلقها كلفظ العشق وان أريد به المحبة التامة وقد أطليق بعضيهم عليى الليه أنيه يعشيق ويعشيق
وأراد به أنه يحب ويحب محبة تامية فيالمعنى صيحيح والمعنيى فييه نيزاع والليذة يفهيم منهيا ليذة الكيل
والشرب والجماع كما يفهم من العشق المحبة الفاسدة والتصور الفاسد ونحو ذلك مما يجب تنزيييه اللييه
عنه فان الذين قالوا ل يجوز وصفه بأنه يعشق منهم من قال لن العشق هو الفييراط فييي المحبيية واللييه
تعالى ل افراط في حبه ومنهم من قال العشق ل يكون ال مع فساد التصييور للمعشييوق وال فمييع صييحة
التصور ل يحصل إفراط في الحب وهذا المعنى ل يمدح فاعله فان من تصور في الله مييا هييو منييزه عنييه
فهو مذموم على تصوره ولوازم تصوره ومنهم من قال لن الشرع لم يرد بهذا اللفظ وفيه إبهييام وإيهييام
فل يطلق وهذا أقرب وآخرون ينكرون محبة الله وأن يحب ويحب كالمعتزلة والجهمية ومن وافقهييم ميين
الشعرية وغيرهم فهؤلء يكون الكلم معهم في كونه يحب ويحب كما نطق به الكتاب والسيينة فيي مثيل
قوله فسوف يأتي ال بقوم يحبهم ويحبونه ل في لفظ العشق كذلك لفظ اللذة فيه إبهام وإيهييام والشييرع
لم يرد باطلقه ولكن استفاض عن النبي صلى الله عليه وسلم ان اللييه يفييرح بتوبيية التييائب أعظييم ميين
فرح من وجد راحلته بعد أن أفقدها وأيس منها فييي مفييازة مهلكيية ويئس ميين الحييياة والنجيياة ميين تلييك
الرض ومن وجود مركبه ومطعمه ومشربه ثم وجد ذلك بعد اليأس قييال النييبي صييلى اللييه عليييه وسييلم
فكيف تجدون فرحه بدابته قالوا عظيما يا رسول الله قال لله أشد فرحا بتوبة عبده من هذا براحلته وقد
نطق الكتاب والسنة بأنه يحب المتقين والمحسنين والصابرين والتوابين والمتطهرين والذين يقاتلون في
سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص وأنه يرضى عن المؤمنين فاذا كنتم نفيتييم حقيقيية الحييب والرضييى لن
ذلك يستلزم اللذة بحصول المحبوب قيل لكم إن كان هذا لزما فلزم الحق حق وان لم يكن لزما بطييل
نفيكم والفرح في النسان هو لذة تحصل في قلبه بحصول محبوبه وقد جاء أيضا وصفه تعالى بييأنه يسيير
في الثر والكتب المتقدمة وهو مثل لفظ الفرح وأما الضحك فكثير فيي الحياديث ولفيظ البشبشيية جيياء
أيضا أنه يتبشبش للداخل الى المسجد كما يتبشبش أهل الغائب
بغائبهم اذا قدم وجاء في الكتاب والسنة ما يلئم ذلك ويناسبه شيء كثير فيقال لمن نفى ذلك لييم نفيتييه
ولم نفيت هذا المعنى وهو وصف كمال ل نقص فيه ومن يتصف به أكمل ممن ل يتصف به وإنما النقييص
فيه أن يحتاج فيه الى غيره والله تعالى ل يحتاج الى أحد في شيء بل هو فعال لما يريد لكن القدرية قد
يشكل هذا على قولهم فان العباد عندهم مستقلون بإحداث فعلهم ولكن هذا مثل إجابة دعائهم وإثييابتهم
على أفعالهم ونحو ذلك مما فيه أن أفعالهم تقتضي أمورا يفعلها هو وهم ل يفرون من كييونه يجييب عليييه
أشياء وأنه يفعل ما يجب عليه فيكون العبد قد جعله مريدا لما لم يكن مريدا لييه وحينئذ فيياذا كييان العبييد
يجعلونه مريدا عندهم فالقول في لوازم الرادة كالقول فيها وهييذا إمييا أن يييدل علييى فسيياد قييولهم فييي
القدر وهو الصواب وإما أن يكون هو الذي شاء ذلك من العبد فيلزمهم في لوازمها ما يلزمهم فيهييا وامييا
على قول المثبتة فكل ما يحدث فهو بمشيئته وقدرته فما جعله أحدا مريدا فاعل بل هو الذي يحدث كييل
شيء ويجعل بعض الشياء سببا لبعض فان قال نافي المحبة والفرح والحكميية ونحييو ذلييك هييذا يسييتلزم
حاجته الى المخلوق ظهر فساد قوله وان قيل ان ذلك ان كان وصف كمال فقد كان فاقييدا لييه وان كييان
نقصا فهو منزه عن النقص قيل له هو كمال حين اقتضت الحكميية حييدوثه وحييدوثه قبييل ذلييك قييد يكييون
نقصا في الحكمة أو يكون ممتنعا غير ممكن كما يقال فييي نظييائر ذلييك وتمييام البسييط فييي هييذا الصيل
مذكور في غير هذا الموضع والمقصود هنا التنبيه علييى لييوازم ذلييك فييان نفيياة ذلييك نفييوا أن يكييون فييي
الممكن فعل ينزه عنه فليس عندهم فعل يحسن منه وفعل ينزه عنييه بييل عنييده تقسيييم الفعييال أفعييال
الرب والعبد الى حسن وقبيح ل يكون عندهم إل بالشرع وذلك ل يرجع الى صفة في الفعييل بييل الشييارع
عندهم يرجح مثل على مثل والحسن والقبيح إنما يعقل إذا كان الحسن ملئما للفاعل وهو الذي يلتييذ بييه
والقبيح ينافيه وهو الذي يتألم به والحسن والقبح في أفعال العباد بهذا
العتبار متفق على جوازه وإنما النزاع في كونه يتعلق به المدح والثييواب وهييذا فييي الحقيقيية يرجييع الييى
اللم واللذة فلهذا سلم الرازي في آخر عمره ما ذكره في كتاب ان الحسن والقبح العقليييين ثابتييان فييي
أفعال العباد دون الرب اذا كان معناهما يؤول الى اللدة واللم والمعتزلة أثبتوا حسنا وقبحيا عقلييين فيي
فعل القادر مطلقا سواء كان قديما أو محدثا وقال الحسين ميا للقيادر فعليه والقبييح ميا لييس ليه فعليه
وقالوا ان ذلك ثابت بدون كونه مستلزما للذة واللم كما ادعوا ثبوت حكمته للفاعل القادر ول تعييود اليييه
ول يستلزم اللذة فادعوا ما هو خلف الموجود والمعقول ولهذا تسلط عليهم النفاة فكان حجتهييم عليهييم
أن يثبتوا أن هذا أمر ل يعقل إل مع اللذة واللم ثم يقولون وذلك في حق الله محال فحجتهم مبنية علييى
مقدمتين أن الحسن والقبح والحكمة مستلزم للذة واللم وذلييك فييي حييق اللييه محييال والمعتزليية منعييوا
المقدمة الولى فغلبوا معهم والمقدمة الثانية جعلوها محل وفاق وهي مناسييبة المعتزليية لكييونهم ينفييون
الصفات فنفى الفعل القائم به أولى على أصلهم ونفى مقتضي ذلك أولى علييى أصييلهم وهييذه المقدميية
التي اشتركوا فيها تقتضي نفي كونه مريدا ونفي كونه فاعل ونفييي حييدوث شيييء مين الحيوادث كمييا أن
نفي الصفات يقتضي نفي قائم بنفسه موصوف بالصفات فنفي اتصافه بالصفات يستلزم أن ل يكون في
الوجود شيء يتصف بصفة ونفي فعله وأحداثه يقتضي أن ل يكون في الوجود شيء حادث فكان ما نفوه
مستلزما نهاية السفسطة وجحد الحقائق ولهذا كان من وافق هؤلء على نفي محبة الله لما أمر بييه ميين
الصوفية يلزمهم تعطيل المر والنهي وان ل ينفي إل القدر العام وقد الييتزم ذلييك طائفيية ميين محققيهييم
وكان نفي الصفات يستلزم نفي الصفات وان ل يكون موجودان أحدهما واجب قديم خالق والخر ممكن
أو محدث أو مخلوق وهكذا التزمه طائفة من محققيهم وهم القائلون بوحدة الوجود وهيم يقوليون بكيون
العبد أول يشهد الفرق بين الطاعة والمعصييية ثييم يشييهد طاعيية بل معصييية ثييم ل طاعيية ول معصييية بييل
الوجود واحد فالذين اثبتوا الحسن والقبح في الفعال وأن لها صفات تقتضي
ذلك قالوا بما قاله جمهييور العقلء ميين المسييلمين وغيرهييم قييال أبييو الخطيياب هييذا قييوله أكييثر الفقهيياء
والمتكلمين لكن تناقضوا فلم يثبوا لزم ذلك فتسلط عليهم النفاء أكثر الفقهاء والمتكلمين لكن تناقضييوا
فلم يثبوا لزم ذلك فتسلط عليه النفاء لما نفوا الحسن والقبح في نفس المر قالوا ل فرق في ما يخلقه
الله وما يأمره به بين فعل وفعل وليس في نفس المر حسن ول قبيح ول صفات تييوجب ذلييك واسييتثنوا
ما يوجب اللذة واللم لكن اعتقدوا ما اعتقدته المعتزلة أن هذا ل يجوز اثباته في حق الرب وأما في حق
العبد فظنوا أن الفعال ل تقتضي إل لذة وأما في الدنيا وأمييا كونهييا مشييتملة علييى صييفات تقتضييي لييذة
وألما في الخرة فذلك عندهم باطل ولم يمكنهم أن يقولوا إن الشارع يأمر بما فييه لييذة مطلقيا وينهييى
عما فيها ألم مطلقا وكو الفعل يقتضي ما يوجب اللذة هو عندهم من باب التولد وهييم ل يقولييون بييه بييل
قدرة العبد عندهم ل تتعلق إل بفعل في محلها مع أنها عند شيخهم غير مؤثرة في المقييدور ول يقييول إن
العبد فاعل في الحقيقة بل كاسب ولم يذكروا بين الكسب والفعل فرقا معقول بل حقيقيية قييولهم قييول
جهم أن العبد ل قدرة له ول فعل ول كسب والله عندهم فاعل فعل العبد وعله هو نفيس مفعيوله فصييار
الرب عندهم فاعل لكل ما يوجد من أفعل العباد ويلزمهم أن يكييون هييو الفاعييل للقبييائح وان يتصييف بهييا
على قولهم أنه بوصف بالصفات الفعلية القائمة بغيره وقييد تناقضييوا فييي هييذا الموضييع فجعلييوه متكلمييا
بكلم يقوم بغيره وجعلوه عادل ومحسنا بعدل واحسان يقوم بغيره كما قد بسط فييي غييير هييذا الموضييع
وحينئذ فما بقي يمكنهم ان يفرقوا بين ممكن وممكن من جميع الجناس أي يقولوا هذا يحسن من الرب
فعله وهذا ينزه عنه بل يجوز عندهم ان يفعل كل ممكن مقدور والظلم عندهم هو فعييل مييا نهييى المييرء
عنه أو التصرف في ملك الغير وكلهما ممتنع في حق الله فأما ان يكون هناك اميير ممكيين مقييدور وهييو
منزه عنه فهذا عندهم ل يجوز فلهذا جوزوا عليه كل ما يمكن ول ينزهونه عن فعل لكونه قبيحييا أو نقصييا
او مذموما ونحو ذلك بل يعلييم مييا يقييع ومييا ل يقييع بييالخبر أي بخييبر الرسييول كمييا علييم بخييبره المييأمور
والمحظور والوعد
والوعيد والثواب والعقاب أوبالعادة مع أن العادة يجوز انتقاضها عنييدهم لكيين قييالوا قييد يعلييم بالضييرورة
عدم ما يجوز وقوعه من غير فرق ل في الوجود ول في العلم بين ما علمييوا انتفيياءه ومييا لييم يعلمييوه إذ
كان أصل قولهم هو جواز التفريق بين التماثلين بل سبب فالرادة القديمة عندهم ترجح مثل على مثل بل
سبب في خلق الرب وفي أمره وكذلك عنييدهم قييد يحييدث فييي قلييب العبييد علمييا ضييروريا بييالفرق بييين
المتماثلين بل سبب فلهذا قالوا أن الشرع ل يأمر وينهى لحكمة ولم يعتمدوا على المناسييبة وقييالوا علييل
الشرع أمارات كما قالوا ان أعفال العباد أمارة على السعادة والشقاء فقط من غير أن يكييون فييي أحييد
الفعلين معنى يناسب الثواب أو العقاب ومن أثبت المناسبة من متأخريهم كييأبي حامييد وميين تبعييه قييالوا
عرفنا بالستقراء أن المأمور به قترن به مصلحة العباد وهو حصول ما ينفعهييم والمنهييى عنييه تقييترن بييه
المفسدة فإذا وجد المر والنهى علم وجود قرينه الذي علم بعادة الشرع من غير أن يكون الرب أمر بييه
لتلك المصلحة ول نهى عنه لتلك المفسدة وجمهييوةهم وأئمتهييم علييى أنييه يمتنييع أن يفعييل لحكميية لكيين
المدي قال إن ذلك جائز غير واجب فلم يجعله واجبا ول ممتنعا
فصل وهذا الصل دخل في جميع أبواب الدين أصضوله وفروعه في خلق الرب لما
يخلقه ورزقه واعطائه ومنعه وسائر ما يفعله تبارك وتعالى وجهل في أمره ونهيه
وجميع ما يأمر به وينهى عنه ودخل في المعاد فعندهم يجوز أن يعذب الله جميع أهل
العدل والصلح والدين والنبياء والمرسلين بالعذاب البدي وأن ينعم دميع أهل الكذب
والظلم والفواحش بالنعيم البدي لكن بمجرد الخبر عرفنا أنه ل يفعل هذا ويجوز
عندهم أن يعذب من ل له ذنب أصل بالعذاب البدي بل هذا واقع عند من يقول بأن
أطفال الكفار يعذبون في النار مع آبائهم كلهم يجوزون تعذيبهم إذ كان عندهم يجوز
تعيب كل حي العذاب المؤبد بل ذنب ول غلض ول حكمة لكن هل يقع هذا في أطفال
المشركين منهم جزم بوقوعه كالقاضي أبي يعلى ومن وافقه ومنهم من توقفت لعدم
الدليل السمعى عنده ل لمانع عقلي كالقاضي
أبي بكر ونحوه وليس عندهم من أفعال الرب ما ينزهونه عنييه أو مييا تقتضييي الحكميية وجييوده بييل يجييوز
عندهم أن يفعل كل ممكن ويجوز أن ل يفعل شيئا من الخير لكن إذا أخبر أنه يفعل شيئا أو أنييه ل يفعلييه
علم أنه واقع أو غير واقع بالخبر ويجوز عندهم أن يعذب ميين ل ذنييب لييه وميين هييو أبيير النيياس وأعييدلهم
وأفضلهم عذابا مؤبدا ل يعذبه أحدا من العالمين ويجوز أن ينعم شر الخلق ميين شييياطين النييس والجيين
نعيما في أعلى درجات الجنة ل ينعم مثله لمخلوق لكن لما أخبر بييأن المييؤمنين يييدخلون الجنيية والكفييار
يدخلون النار علم ما يقع مع أنه لو وقع ضده لم يكن بينهما فرق عندهم ثم مع مجيء الخبر فكثير منهييم
وافقه أما في جنس الفساق مطلقا فيجوزون أن يدخل جميعهم الجنة ويجوزون أن يدخل جميعهييم النييار
ويجوزون أن يدخل بعضهم كما يقوله من يقوله ممن وافييق الشيييعة والشييعرية كالقاضييي أبييي بكيير لن
القرآن عنده لم يدل على شيء والخبار أخبار آحاد بزعمه فل يحتج بها في ذلك وأما جمهييور المنتسييبين
الى السنة من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة وغيرهم فيقطعون بان الله يعذب بعييض أهييل
الذنوب بالنار ويعفو عن بعضهم كما قال تعالى ان ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر مننا دون ذلننك لمننن يشنناء
فهذا فيه الخبار بانه يغفر ما دون الشرك وأنه يغفر لميين يشيياء ل لكييل أحييد لكيين هييل الجييزاء والثييواب
والعقاب مبني على الموازنة بالحكمة والعدل كما اخبر الله بوزن العمييال أو يغفيير ويعييذب بل سييبب ول
حكمة ول اعتبار الموازنة فيه لهؤلء قولن فمن جوز ذلك فانه يجوز عندهم أن يعذب الله من هو من أبر
الناس وأكثرهم طاعات وحسنات على سيئة صغيرة عييذابا أعظيم ميين عييذاب أفسييق الفاسييقين ويجيوز
عندهم أن يغفر لفسق الفاسقين مين المسييلمين وأعظمهييم كبييائر كيل ذنيب ويييدخله الجنيية ابتيداء ميع
تعذيبهم ذلك في النار على صغيرة ولهذا قال جمهور الناس عن هؤلء إنهم ل ينزهون الرب على السييفه
والظلم بل يصفونه بالفعال التي يوصف بها المجانين والسفهاء فان المجنون والسييفيه قييد يعطييي مييال
عظيما لمن ليس هو له بأهل وقد
يعاقب عقوبة عظيمة من هو أهل للكرام والحسان والرب تعالى أحكم الحاكمين وأعدل العادلين وخييير
الراحمين والحكمة وضع الشياء مواضعها والظلم وضع الشيء في غير موضييعه وميين تييدبر حكمتييه فييي
مخلوقاته ومشروعاته رأى ما يبهر العقول فانه مثل خلق العين واللسان ونحوهمييا ميين العضيياء لمنفعيية
وخلق الرجل والظفر ونحو ذلك لمنفعة فل تقتضي الحكمة أن يستعمل العييين واللسييان حيييث يسييتعمل
اليد والرجل والظفر ول أن يستعمل الرجل واليد حيث يستعمل العين واللسان وهذا من حكمتييه موجييود
في أعضاء النسان وسائر الحيوان والنبات وسائر المخلوقات فكيف يجييوز فييي حكمتييه وعييدله ورحمتييه
في من هو دائما يفعل ما يرضيه من الطاعات والعبادات والحسنات وقد نظر نظرة منهيا عنها أن يعاقبه
على هذه النظرة بما يعاقب به أفجر الفساق وأن يكون أفجيير الفسيياق فييي أعلييى عليييين وهييو سييبحانه
يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لكن ل يشاء إل ما يناسب حكمته ورحمته وعدله كما ل يشيياء ويريييد إل مييا
علم أنه سيكون فلو قيل هل يجوز أن يشاء ما علم أنه ل يكون لييم يجيير ذلييك باتفيياقهم لمناقضيية علمييه
والعلم يطابق المعلوم فكيف يشاء مييا ينيياقض حكمتييه ورحمتييه وعييدله وبسييط هييذه المييور لييه مواضييع
متعيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييددة
والمقصود أن هؤلء لما احتاجوا الى إثبات النبوات اضطربوا في صفة النبي وما يجوز عليه وفييي اليييات
التي بها يعلم صدقه فجوزوا أن يرسل الله من يشاء بميا يشياء ل يشيترطون فيي النيبي إل أن يعليم ميا
أرسل به لن تبليغ الرسالة بدون العلم ممتنع ومن جوز منهم تكليف ما ل يطاق مطلقييا يلزمييه جييواز أن
يأمره الله بتبليغ رسالة ل يعلم ما هي وجوزوا من جهة العقل ما ذكره القاضي أبو بكر أن يكون الرسول
فاعل للكبائر إل أنه ل بد أن يكون عالما بمرسله لكن ما علم بالخبر أن الرسييول ل يتصييف بييه علييم ميين
جهة الخبر فقط ل لن الله منزه عن إرسال ظالم أو مرتكب للفواحش أو مكاس أو مخنث أو غييير ذلييك
فانه ل يعلم نفي شيء من ذلك بالعقل لكن بالخبر وهم في السمعيان عمييدتهم الجميياع وأمييا الحتجيياج
بالكتاب والسنة فأكثر ما يذكرونه تبعا للعقل او الجماع والعقل والجماع مقدمان عندهم على
الكتاب والسنة فلم يعتمد القاضي أبو بكر وأمثاله في تنزيه النبياء ل عليى دليييل عقليي ول سييمعي مين
الكتاب والسنة فان العقل عنده ل يمنع أن يرسل الله من شاءاذ كان يجوز عنده على الله فعييل كييل مييا
يقدر عليه وإنما اعتمد على الجماع فما أجمع المسلمون عليه أنه ل يكون في النبي نزه عنه ثم ذكر مييا
ظنه إجماعا كعاداته وعادات أمثاله في نقل إجماعات ل يمكن نقلها عن واحد من الصحابة ول ثلثيية ميين
التابعين ول أربعة من الفقهاء المشهورين كدعواه الجماع على أن الصلة في الدار المغصوبة مجزئة مع
قوله إن العقل يحيل أن يكون مأمورا به فيدعي الجماع على براءة المأمور من فعل مييا أميير بييه لكييونه
فعل ما نهي عنه ولهل الكلم والرأي من دعوى الجماعات التي ليست صحيحة بل قد يكون فيهييا نييزاع
معروف وقد يكون إجماع السلف على خلف ما ادعوا فيه الجماع ما يطول ذكره هنا وقد ذكرنييا قطعيية
من الجماعات الفروعية حكاها طائفة من أعيان العلماء العالمين بالختلف مع أنها منتقضة وفيهييا نييزاع
ثابت لم يعرفوه وقد يكيون غيرهيم حكيى الجمياع عليى نقييض قيولهم وربميا كيان مين السيلف كقيول
الشافعي ما اعلم أحدا قبل شهادة العبد وقبله من الصحابة أنس بن مالك يقول ما أعلم أحييد رد شييهادة
العبد وكدعوى ابن حزم الجميياع علييى إبطييال القييياس وأكييثر الصييوليين يييذكرون الجميياع علييى إثبييات
القيييييييييييييييييياس وبسيييييييييييييييييط هيييييييييييييييييذا ليييييييييييييييييه موضيييييييييييييييييع آخييييييييييييييييير
) فصل ( ولما أرادوا إثبات معجزات النبياء عليهم السلم وأن الله سبحانه ل يظهرها على يد كيياذب مييع
تجويزهم عليه فعل كل شيء فنفوا منعا فقالوا لو جاز ذلك لزم أن ل يقدر على تصديق من ادعى النبوة
وما لزم منه نفي القدرة كان ممتنعا فهذا هو المشهور عن الشعري وعليه اعتمد القاضي أبو بكيير وابيين
فورك والقاضي أبو يعلى وغيرهم وهو مبني على مقدمات أحييدها أن النبييوة ل تثبييت ال بمييا ذكييروه ميين
المعجزات وأن الرب ل يقدر على إعلم الخلق بأن هذا نبي إل بهذا الطريق وأنه ل يجوز أن يعلمييوا ذلييك
ضرورة وان اعلم الخلق بان هذا نبي بهذا الطريق
ممكن فلو قيل لهم ل نسلم أن هذا ممكن على قولكم فانكم إذا جوزتم عليه فعل كل شيء وارادة كييل
شيء لم يكن فرق بين أن يظهرها على يد صادق أو كاذب ولم يكن ارسيال رسيول يصيدقه بيالمعجزات
ممكنا على أصلكم ولم يكن لكم حجة على جواز إرسال الرسول وتصديقه بالمعجزات إذ كييان ل طريييق
عندهم إل خلق المعجز وهذا إنما يكون دليل اذا علم أنه إنما خلقه لتصديق الرسول وأنتم عندكم ل يفعل
شيئا لشيء ويجوز عليه فعل كل شيء وسلك طائفة منهم طريقا آخر وهي طريقة أبي المعالي وأتبيياعه
وهو أن العلم بتصديقه لمن أظهر على يديه المعجز علم ضروري وضربوا له مثل بالملك وهذا صييحيح اذا
منعت أصولهم فان هذه تعلم اذا كان المعلم بصدق رسوله ممن يفعييل شيييئا لحكميية فامييا ميين ل يفعييل
شيئا لشيء فكيف يعلم أنه خلق هذه المعجزات لتدل على صدقه ل لشيء آخر ولييم ل يجييوز أن يخلقهييا
للشيء على أصلهم وقالوا أيضا ما ذكره الشعري المعجز علم الصدق ودليلييه فيسييتحيل وجييوده بييدون
الصدق فيمتنع وجوده على يد الكاذب وهذا كلم صحيح لكن كونه علم الصدق مناقض لصولهم فانه إنما
يكون علم الصادق اذا كان الرب منزها عن ان يفعله على يد الكاذب أو علييم بالضييطرار أنييه إنمييا فعلييه
لتصديق الصادق أو أنه ل يفعله على يد كاذب وإذا علم بالضطرار تنزهه عن بعض الفعال بطل أصييلهم
) فصل ( والمعتزلة قبلهم ظنوا أن مجرد كون الفعل خارقا للعادة هو الية على صدق الرسول فل يجييوز
ظهور خارق إل لنبي والتزموا طردا لهذا انكار أن يكون للسييحر تييأثير خييارج عيين العييادة مثييل أن يمييوت
ويمرض بل مباشرة شيء وأنكروا الكهانة وأن تكون الجن تخبر ببعض المغيبات وأنكروا كرامات الولييياء
فاتى هؤلء فأثبتوا ما أثبته الفقهاء وأهل الحديث من السحر والكهانة والكرامات لكيين قيييل لهييم فميييزوا
بين هذا وبين المعجزات فقالوا ل فرق في نفس الجنس وليس فييي جنييس مقييدورات الييرب مييا يختييص
بالنبياء لكن جنس خرق العادة واحد فهييذا اذا اقييترن بييدعوى النبييوة وسييلم عيين المعارضيية عنييد تحييدي
الرسول بالمثل فهو دليل فهي عندهم لم تدل لكونها في نفسها وجنسها دليل بل اذا
استدل بها المدعي للنبوة كانت دليل وإل لم تكن دليل ومن شرط الييدليل سييلمته عيين المعارضيية وهييي
عندهم غاية الفرق فاذا قال المدعي للنبوة ائتوا بمثل هذه الية فعجزوا كييان هييذا هييو المعجييز المختييص
بالنبي وإل فيجوز عندهم أن تكون معجزات الرسول مين جنيس ميا للسيحرة والكهيان مين الخيوارق اذا
استدل بها الرسول فالحجة عنييده مجمييوع الييدعوى والخييارق ل الخييارق وحييده والعتبييار بالسييلمة عيين
المعارض بل قد ل يشترطون أن يكيون خارقييا للعيادة لكيين يشييترطون أن ليعييارض وعجييز النياس عين
المعارضة مع أنه معتاد ل خارق للعادة فالعتبار عندهم بشيئين باقترانه بالدعوى وتحديه لمن دعيياهم أن
يأتوا بمثله فل يقدرون قالوا وخوارق النبياء يظهر مثلها على يد الساحر والكاهن والصالح ول تييدل علييى
النبوة لنه لم يدعها قالوا ولو ادعى النبوة أحد من أهل هذه الخوارق مع كذبه لييم يكيين بييد ميين أن اللييه
يعجزه عنها فل يخلقها على يده أو يقيض له من يعارضه فتبطل حجته واذا قيل لهم لم قلتم ان الله ل بد
أن يفعل هذا وهذا وعندكم يجوز عليه كل شيء ول يجب عليه فعل شيء ول يجب منه فعل شيء قييالوا
لنه لو لم يمنعه من ذلك أو يعارضه بآخر لكان قد أتى بمثل ما يأتي به النبي الصادق فتبطل دلليية آيييات
النبياء فاذا قيل لهم وعلى أصلكم يجوز أنه تبطييل دللتهييا وعنييدكم يجييوز عليييه فعييل كييل شيييء أجييابوا
بالوجهين المتقدمين إما لزوم أنه ليس بقادر أو أن الدللة معلومة بالضطرار وقد عرف ضعفهما ثم هنييا
يلزمهم شيء آخر وهو أنه لم قلتم إن المعجز الذي يدل به على صييدق النبييياء مييا ذكرتمييوه ميين مجييرد
كييييونه خارقييييا مييييع الييييدعوى وعييييدم المعارضيييية فييييان هييييذا يقييييال إنييييه باطييييل ميييين وجييييوه
) أحدها ( أنه إذا كان ما يأتي به النبي يأتي به السيياحر والكيياهن لكييان أولئك يعارضييون وهييذا ل يعييارض
فالعتبار إذن بعدم المعارضة فقولوا لكل من ادعى النبوة وقال معجزتي أن ل يدعيها غيري فهييو صييادق
أو ل يقدر غيري على دعواها فهو صادق أو أفعل أمرا معتادا من الكل والشرب واللباس ومعجزتي أن ل
يفعله غيري أو ل يقدر غيري على فعله فهو صادق فالتزموا هذا وقالوا المنع من المعتاد
ءءءء ءءءءءءءء ءءءءء 1ء ءءءء .110
كإحداث غير المعتاد وعلى هذا فلو قييال الرسييول معجزتييي أنييي أركييب الحمييار أو الفييرس أو آكييل هييذا
الطعام أو ألبس هذا الثوب أو أعدو إلى ذلك المكان وأمثال ذلك وغيره ل يقدر على ذلييك كييان هييذا آييية
دعواه وهذا ل ضابط له فان ما يعجز عنه قوم دون قوم ل ينضييبط ولكيين هييذا يفسييد قييول ميين فسييرها
بخرق العادة فان العادات تختلف وقد ذكروا هذا وقالوا المعجييزة عنييد كييل قييوم مييا كييان خرقييا لعييادتهم
وقالوا يشترط أن تكون خارقة لعادة من دعاهم وان كان معتادا لغيرهييم وقييالوا إذا كييان المييدعي كييذابا
فان الله يقيض له من يعارضه من أهل تلك الصناعة أو يمنعه من القدرة عليها وهذا وجه ثان يييدل علييى
فسييييييييييييييييييييياد ميييييييييييييييييييييا أصيييييييييييييييييييييلوه هيييييييييييييييييييييم والمعتزلييييييييييييييييييييية
) الوجه الثالث ( المعارضة بالمثل أن يأتي بحجة مثل حجة النبي وحجتييه عنييدهم مجمييوع دعييوى النبييوة
والثبات بالخارق فيلزم على هذا أن تكون المعارضة بأن يدعي غيره النبييوة ويييأتي بالخييارق وعلييى هييذا
فليست معارضة الرسول بأن يأتوا بالقرآن أو عشر سور أو سورة بييل أن يييدعي أحييدهم النبييوة ويفعييل
ذلك وهذا خلف العقل والنقل ولو قال الرسول لقريش ل يقدر أحد منكم أن ييدعي النبيوة وييأتي بمثيل
القرآن وهذا هو الية وإل فمجرد تلوة القرآن ليس آية بل قد يقرأه المتعلم له فل تكون آيه لنه لم يييدع
النبوة ولو ادعاها لكان الله ينسيه إياه أو يقيض له من يعارضه كما ذكرتم لكانت قريييش وسييائر العلميياء
يعلمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييون أن هييييييييييييييييييييييييييييييييييييييذا باطييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل
) الرابع ( أنه إذا كان اعتمادكم على عدم المعارضة فقولوا ما قاله غيركم وهو أن آييية سييلمة مييا يقييوله
من التناقض وأن كل من ادعى النبوة وكان كاذبا فل بد أن يتناقض أو يقيض الله لييه ميين يقييول مثييل مييا
قال وأما السلمة من التناقض من غير دعوى النبوة فليست دليل فهذا خير من قولكم فييانه قييد علييم أن
كل ما جاء من عند غير الله فانه ل بد أن يختلف ويتناقض وما جاء من عند الله ل يتناقض كما قال تعالى
ولو كان من عند غير ال لوجدوا فيه اختلفا كثيرا وأما دعوى الضرورة فمن ادعييى الضييرورة فييي شيييء
دون شيء مع تماثلهما وعدم الفرق بينهما في نفس المر كانت دعواه مردودة بل كذبا فان وجود العلييم
الضروري بشيء
دون شيء ل بد أن يكون لفرق إما في المعلوم وإما في العالم وإل فاذا قدر تساوي المعلومات وتساوي
حيييييييال العيييييييالم بهيييييييا ليييييييم يعليييييييم بالضيييييييرورة أحيييييييد المتمييييييياثلين دون الخييييييير
) الخامس ( انه ل بد أن تكون الية التي للنبي أمرا مختصا بالنبياء فان الييدليل مسييتلزم للمييدلول عليييه
فآية النبي هي دليل صدقه وعلمة صدقه وبرهان صدقه فل توجد قط إل مستلزمة لصدقه وقد ادعوا أن
آيات صدقهم التي تكون منفكة عن صدقهم تكون لساحر وكاهن ورجييل صييالح ولمييدعي اللهييية لكيين ل
تكون لمن يكذب في دعوى النبوة فجوزوا وجود الييدليل ميع عيدم المييدلول علييه إل اذا ادعيى المييدلول
عليه كاذب واستدلوا على ذلك بأن الساعة تخرق عندها خوارق ول تدل على صدق أحد وليو ادعيى مييدع
النبوة مع تلك الخوارق لدلت قالوا فعلم أن جنس ما هو معجز يوجد بدون صدق النييبي لكيين مييع دعييوى
النبوة ل يوجد إل مع الصدق والية عندهم الدعوى والخارق والصييدق هييو المييدلول عليييه فل يكييون ذلييك
كذلك إل مع هذا وأما وجود الخارق مجردا عن الدعوى فليس بدليل ول فرق عنييدهم بييين خييارق وخييارق
وخارق معتاد عند قوم دون قوم وليس لهم ضابط في العادات ولسائل أن يقول جميع ما يفعله الله ميين
اليات في العالم فهو دليل على صدق النبياء ومستلزم لييه وإن كييانت اليييات معتييادة لجنييس النبييياء أو
لجنس الصالحين الذين يتبعون النبياء فهي مستلزمة لصدق مدعي النبييوة فانهييا إذا لييم تكيين إل لنييبي أو
من يتبعه لزم أن يكون من أحد القسمين والكاذب في دعوى النبييوة ليييس واحييدا منهمييا فالتييابع للنبييياء
الصالح ل يكذب في دعوى النبوة قط ول يدعيها إل وهو صادق كالنبياء المتبعين لشرع موسى فاذا كييان
آية نبي إحياء الله الموتى لم يمتنع أن يحي الله الموتى لنبي آخر أو لمن يتبع النبياء كما قد أحيي الميت
لغير واحد من النبياء ومن تبعهم وكان ذلك آية على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوة من قبله إذا
كان إحياء الموتى مختصا بالنبياء وأتباعهم وكذلك ما يفعله الله من اليييات والعقوبييات بمكييذبي الرسييل
كتغريق فرعون وإهلك قوم عاد بالريح الصرصر العاتية وإهلك قوم صالح بالصيحة وأمثال ذلك فان هييذا
جنس لم يعذب به إل من كذب
ءءءء ءءءءءءءء ءءءءء 1ء ءءءء .112
الرسل فهو دليل على صدق الرسل وقد يميت الله بعض النياس بيأنواع معتيادة مين البيأس كيالطواعين
ونحوها لكن هذا معتاد لغير مكذبي الرسل أما ما عذب الله به مكذبي الرسل فمختييص بهييم ولهييذا كييان
من آيات الله كما قال وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل باليات إل تخويفا وكيذلك ميا يحيدثه
من أشراط الساعة كظهور الدجال ويأجوج ومأجوج وظهور الدابة وطلوع الشمس من مغربها بل والنفخ
في الصور وغير ذلك هو من آيات النبياء فانهم أخبروا به قبل ان يكون فكذبهم المكذبون فاذا ظهر بعييد
مئين أو ألوف من السنين كما أخبروا به كان هذا من آيات صدقهم ولم يكيين هيذا إل لنييبي أو لمين يخيبر
عن نبي والخبر عن النبي هو خبر النبي ولهذا كان وجود ما أخبر به الرسول ميين المسييتقبلت ميين آيييات
نبوته إذا ظهر المخبر به كما كان أخبر فيما مضى عرف صدقه فيما أخبر به إذ كان هذا وهذا ل يمكن أن
يخبر به إل نبي أو من أخذ عن نبي وهو لم يأخذ عن أحد من النبياء شيئا فدل على نبوته ولهذا يحتج الله
له في القرآن بذلك كما بسط في غير هذا الموضع وأخبار الكهان فيها كذب كثير والكاهن قد عييرف أنييه
يكذب كثيرا مع فجوره قال تعالى هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيننم يلقننون السننمع
وأكثرهم كاذبون والكهانة جنس معييروف ومعييروف أن الكيياهن يتلقييى عيين الشيييطان ول بييد ميين كييذبهم
وفجورهم والنبي ل يكذب قط ول يكون إل برا تقيا فيالفرق بينهميا ثيابت فيي نفيس صيفاتهما وأفعالهميا
وآياتهما ل يقول عاقل إن مجرد ما يفعله الكاهن هو دليل إن اقترن بصيادق ولييس بيدليل إذا ليم يقيترن
بصيييييادق وانيييييه ميييييتى ادعييييياه كييييياذب ليييييم يظهييييير عليييييى ييييييده وهيييييذا أيضيييييا باطيييييل
ويظهر بالوجه السادس وهو أنه قد ادعى جماعة من الكذابين النبييوة وأتييوا بخييوارق ميين جنييس خييوارق
الكهان والسحرة ولم يعارضهم أحد في ذلك المكان والزمان وكانوا كاذبين فبطل قييولهم إن الكييذاب إذا
أتى بمثل خوارق السحرة والكهان فل بييد أن يمنعيه الليه ذلييك الخييارق أو يقييض لييه مين يعارضييه وهييذا
كالسود العنسي الذي ادعى النبوة باليمن في حياة النبي صلى الله عليييه وسييلم واسييتولى علييى اليميين
وكان معه
شيطان سحيق ومحيق وكان يخبر بأشياء غائبة من جنس أخبار الكهييان ومييا عارضييه أحييد وعييرف كييذبه
بوجوه متعددة وظهر من كذبه وفجوره ما ذكره الله بقوله هل أنبئكم على من تنزل الشننياطين تنننزل علننى
كل أفاك أثيم وكذلك مسيلمة الكذاب وكذلك الحارث الدمشقي ومكحول الحلبي وبابا الرومييي لعنيية اللييه
عليهيييييم وغيييييير هيييييؤلء كيييييانت معهيييييم شيييييياطين كميييييا هيييييي ميييييع السيييييحرة والكهيييييان
) السابع ( أن آيات النبياء ليس من شرطها استدلل النبي بها ول تحديه بالتيان بمثلها بل هي دليل على
نبوته وان خلت عن هذين القيدين وهذا كإخبار من تقدم بنبوة محمد فانه دليل على صدقه وان كييان هييو
لم يعلم بما أخبروا به ول يستدل به وأيضا فما كان يظهره الله على يديه من اليات مثييل تكييثير الطعييام
والشراب مرات كنبع الماء من بين أصابعه غير مرة وتكثير الطعام القليل حتى كفييى أضييعاف ميين كييان
محتاجا اليه وغير ذلك كله من دلئل النبوة ولم يكن يظهرها للستدلل بهيا ول يتحيدى بمثلهيا بيل لحاجية
المسييلمين اليهييا وكييذلك إلقيياء الخليييل فييي النييار إنمييا كييان بعييد نبييوته ودعييائه لهييم الييى التوحيييد
) الثامن ( أن الدليل الدال على المدلول عليه ليس من شرط دللته استدلل أحد به بل مييا كييان النظيير
الصحيح فيه موصول الى علم فهو دليل وان لم يستدل به أحد فالية أدلة وبراهين تدل سواء استدل بهييا
النبي أو لم يستدل وما ل يدل اذا لم يستدل به ل يدل إذا استدل بييه ول ينقلييب مييا ليييس بييدليل دليل اذا
اسيييييييييييييييييييييييييييييتدل بيييييييييييييييييييييييييييييه ميييييييييييييييييييييييييييييدع ليييييييييييييييييييييييييييييدللته
) التاسيع ( أن يقيال آييات النبيياء ل تكيون إل خارقية للعيادة ول تكيون مميا يقيدر أحيد عليى معارضيتها
فاختصاصها بالنبي وسلمتها عن المعارضة شرط فيها بل وفي كل دليييل فييانه ل يكيون دليل حييتى يكيون
مختصا بالمدلول عليه ول يكون مختصا إل اذا سلم عن المعارضة فلم يوجد مع عدم المدلول عليييه مثليه
وإل اذا وجد هو أو مثله
اعتاده بنو آدم في جميع الصناف غييير النبييياء كمييا اعتييادوا العجييائب ميين السييحر والكهانيية والصييناعات
العجيبة وما يستعينون علييه بييالجن والنييس والقيوى الطبيعييية مثييل الطلسيم وغيرهييا فكييل هييذا معتيياد
معروف لغير النبياء وهؤلء جعلوا الطلسم من جنس المعجزات وقالوا لو أتى بها نبي لكانت آية له واذا
أتى بها من لم يدع النبوة جاز وان ادعاها كاذب سلبه الله علمها أو قيض له من يعارضه وهذا قول قبيييح
فانه لو جعل شيء من معجزات النبياء وآيياتهم مين جنييس ميا يييأتي بيه سياحر أو كياهن أو مطلسييم أو
مخدوم من الجن لستوى الجنسان ولم يكن فرق بين النبياء وبين هؤلء ولم يتميز بذلك النبي من غيييره
وهذا مما عظم غلط هؤلء فيه فلم يعرفوا خصائص النبي وخصائص آياته كما أن المتفلسييفة أبعييد منهييم
عن اليمان فجعلوا للنبوة ثلث خصائص حصول العلم بل تعلم وقوة نفسييه المييؤثرة فييي هيييولي العييالم
وتخيل السمع والبصر وهذه الثلثة توجد لكثير من عوام الناس ولم يفرقييوا بييين النييبي والسيياحر إل بييأن
هذا بر وهذا فاجر والقاضي أبو بكر وأمثاله يجعلون هذا الفيرق سيمعيا والفيرق اليذي ل بيد منيه عنيدهم
الستدلل بها والتحدي بالمثل وكل ميين هييؤلء وهييؤلء أدخلييوا مييع النبييياء ميين ليييس بنييبي ولييم يعرفييوا
خصائص النبياء ول خصائص آياتهم فلزمهم جعل من ليس بنبي نبيا أو جعل النبي ليس بنييبي اذ كييان مييا
ذكروه في النبوة مشتركا بين النبياء وغيرهم فمن ظن أنه يكون لغير النبياء قدح فييي النبييياء أن يكييون
هذا هو دليلهم بوجود مثل ما جاءوا به لغير النبي ومن ظن أنييه ل يكييون إل لنييبي إذا رأى ميين فعلييه ميين
متنبئ كاذب وساحر وكاهن ظن أنه نبي واليمان بالنبوة أصل النجاة والسعادة فمن لم يحقق هذا البيياب
اضطرب عليه باب الهدى والضلل واليمان والكفر ولم يميز بين الخطأ والصواب ولما كان الذين اتبعييوا
هؤلء وهؤلء من المتأخرين مثل أبي حامد والرازي والمدي وأمثالهم هذا ونحوه مبلغ علمهم بييالنبوة ليم
يكن لها في قلوبهم من العظمة ما يجب لها فل يستدلون بها على المييور العلمييية الخبرييية وهييي خاصيية
النبي وهو الخبار عن الغيب والنباء به فل
يستدلون بكلم الله ورسوله على النباء بالغيب التي يقطييع بهييا بييل عمييدتهم مييا يييدعونه ميين العقليييات
المتناقضة ولهذا يقرون بالحيرة في آخر عمرهم كما قال الرازي %نهاية إقدام العقول عقييال %وأكييثر
سعي العالمين ضلل % %وأرواحنا في وحشية مين جسيومنا %وحاصيل دنيانيا أذى ووبيال % %وليم
نسييييييتفد ميييييين بحثنييييييا طييييييول عمرنييييييا %سييييييوى أن جمعنييييييا فيييييييه قيييييييل وقييييييالوا %
لقد تأملت الطيرق الكلميية والمناهيج الفلسيفية فميا رأيتهيا تشيفي عليل ول تيروي غليل ورأييت أقيرب
الطرق طريقة القرآن اقرأ في الثبات اليه يصعد الكلم الطيب الرحمننن علننى العننرش اسننتوى واقرأ فييي
النفييي ليننس كمثلننه شننيء ول يحيطننون بننه علمننا وميين جييرب مثييل تجربييتي عييرف مثييل معرفييتي
) الوجه الحادي عشر ( أن آيات النبياء ممييا يعلييم العقلء أنهييا مختصيية بهيم ليسييت ممييا تكييون لغيرهييم
فيعلمون أن الله لم يخلق مثلها لغير النبياء وسواء في آياتهم التي كانت في حياة قييومهم وآييياتهم الييتي
فرق الله بها بين أتباعهم وبين مكذبيهم بنجاة هؤلء وهلك هؤلء ليست من جنس ما يوجد فييي العييادات
المختلفة لغيرهم وذلك مثل تغريق الله لجميع أهل الرض إل لنوح ومن ركب معه في السفينة فهييذا لييم
يكن قط في العالم نظيره وكذلك إهلك قوم عيياد إرم ذات العميياد اليتي ليم يخلييق مثلهيا فيي البلد ميع
كثرتهم وقوتهم وعظم عماراتهم التي لم يخلق مثلها في البلد ثييم أهلكييوا بريييح صرصيير عاتييية مسييخرة
سبع ليال وثمانية أيام حسوما حتى صاروا كلهم كأنهم أعجاز نخل خاوية ونجا هييود وميين اتبعييه فهييذا لييم
يوجد نظيره في العالم وكذلك قوم صالح أصحاب مدائن ومساكن في السييهل والجبييل وبسيياتين أهلكييوا
كلهم بصيحة واحدة فهذا لم يوجد نظيره في العالم وكذلك قوم لوط أصحاب مدائن متعددة رفعييت الييى
السماء ثم قلبت بهم وأتبعوا بحجارة ميين السييماء تتبييع شيياذهم ونجييا لييوط وأهلييه إل امرأتييه أصييابها مييا
أصابهم فهذا لم يوجد نظيره في العالم وكذلك قوم فرعون وموسى جمعان
عظيمان ينفرق لهم البحر كل فرق كالطود العظيم فيسلك هؤلء ويخرجون سالمين فاذا سلك الخييرون
انطبق عليهم الماء فهذا لم يوجد نظيره في العييالم فهييذه آيييات تعييرف العقلء عمومييا أنهييا ليسييت ميين
جنس ما يموت به بنو آدم وقد يحصل لبعض الناس طاعون ولبعضهم جدب ونحو ذلك وهييذا ممييا اعتيياده
الناس وهو من آيات الله من وجه آخر بل كل حادث من آيات الله تعالى ولكين هيذه الييات ليسيت مين
جنس ما اعتيد وكذلك الكعبة فانها بيت من حجارة بواد غير ذي زرع ليس عندها أحييد يحفظهييا ميين عييدو
ول عندها بساتين وأمور يرغب الناس فيها فليييس عنييدها رغبيية ول رهبيية ومييع هييذا فقييد حفظهييا بالهيبيية
والعظمة فكل من يأتيها يأتيها خاضعا ذليل متواضعا في غاية التواضييع وجعييل فيهييا ميين الرغبيية أن يأتيهييا
الناس من أقطار الرض محبة وشوقا من غير باعث دنيوي وهي على هذه الحال من ألوف ميين السيينين
وهذا مما ل يعرف في العالم لبنية غيرها والملوك ينبون القصور العظيمة فتبقى مدة ثييم تهييدم ل يرغييب
أحد في بنائها ول يرهبون من خرابها وكذلك مييا بنييي للعبييادات قييد تتغييير حيياله عييى طييول الزمييان وقييد
يستولي العدو عليه كما استولى على بيت المقييدس والكعبية لهييا خاصيية ليسييت لغيرهيا وهييذا ممييا حييير
الفلسفة ونحوهم فانهم يظنون أن المؤثر في هذا العالم هو حركات الفلك وأن ما بني وبقييي فقييد بنييي
بطالع سعيد فحاروا في طالع الكعبة اذ لم يجييدوا فييي الشييكال الفلكييية مييا يييوجب مثييل هييذه السييعادة
والفرح والعظمة والدوام والقهر والغلبة وكذلك ما فعل اللييه بأصييحاب الفيييل لمييا قصييدوا تخريبهييا قييال
تعالى ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم فنني تضننليل وأرسننل عليهننم طيننرا أبابيننل ترميهننم
بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول قصدها جيش عظيم ومعهم الفيل فهرب أهلها منهم فبرك الفيل
وامتنع من المسير الى جهتها واذا وجهوه الييى غييير جهتهييا تييوجه ثييم جيياءهم ميين البحيير طييير أبابيييل أي
جماعات في تفرقة فوجا بعد فوج رموا عليهم حصى هلكوا به كلهم فهذا مما لم يوجد نظيره في العييالم
فآيات النبياء هي أدلة وبراهين على صدقهم والدليل يجب أن يكون مختصا بالمدلول عليه ل يوجد
مع عدمه ل يتحقق الدليل إل مع تحقق المدلول كما أن الحادث ل بد له من محدث فيمتنييع وجيود حيادث
بل محدث ول يكون المحدث إل قادرا فيمتنع وجود الحداث من غير قادر والفعييل ل يكييون ال ميين عييالم
ونحو ذلك فكذلك ما دل على صدق النبي يمتنع وجوده إل مع كون النبي صادقا ولم يجعلوا آيييات النبييياء
تدل دللة عقلية مستلزمة للمدلول ول تدل بجنسها ونفسها بل قال بعضهم قييد تييدل وقييد ل تييدل وقييال
آخرون تدل مع الدعوى ول تدل مع عييدم الييدعوى وهييذا يبطييل كونهييا دليل وآخييرون أرادوا تحقيييق ذلييك
فقالوا تدل دللة وضعية من جنس دللة اللفظ على مراد المتكلييم تييدل إن قصييد الدلليية ول تييدل بييدون
ذلك فهي تدل مع الوضع دون غيره فيقال لهم وما يدل على قصد المتكلم هييو أيضييا دليييل مطييرد يمتنييع
وجوده بدون المدلول ودللته تعلم بالعقل فجمييع الدليية تعليم بالعقيل دللتهيا علييى الميدلول فييان ذلييك
اللفظ إنما يدل اذا علم أن المتكلم أراد به هذا المعنى وهذا قد يعلم ضرورة وقد يعلييم نظييرا فقييد يعلييم
قصد المتكلم بالضرورة كما يعلم أحوال النسان بالضيرورة فيفييرق بييين حمييرة الخجيل وصيفرة الوجيل
وبين حمرة المحموم وصفرة المريض بالضرورة وقد يعلم نظرا واستدلل كما يعلم أن عادته إذا قال كذا
أن يريد كذا وانه ل ينقض عادته إل اذا بين ما يدل على انتقاضها فيعلم هذا كما يعلم سائر العاديات مثييل
طلوع الشمس كل يوم والهلل كل شهر وارتفاع الشمس في الصيف وانخفاضها فيي الشيتاء ومين هيذا
سنة الله في الفرق بين النبياء وأتباعهم وبين مكذبهم قال تعالى قنند خلننت مننن قبلكننم سنننن فسننيروا فنني
الرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين وقال تعالى فهل ينظرون إل سنة الولين فلن تجد لسنة ال ن تبننديل
ولن تجد لسنة ال تحويل وقال تعالى أفلم يسيروا في الرض فتكون لهم قلننوب يعقلننون بهننا أو آذان يسننمعون
بها فانها ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وقال تعالى وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد
منهم بطشا فنقبوا في البلد هل من محيص ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السننمع وهننو شننهيد فان
هذه العجائب واليات التي للنبياء
تارة تعلم بمجرد الخبار المتواترة وان لم نشاهد شيئا من آثارها وتارة تشاهد بالعيان آثارها الداليية علييى
ما حدث كما قال تعالى وعادا وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وقال تعالى فتلك بيوتهم خاوية بما ظلمننوا
وقال تعالى وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفل تعقلون وقال تعالى ان فنني ذلننك ليننات للمتوسننمين
وانها لبسبيل مقيم ان في ذلك لية للمؤمنين وان كان أصحاب اليكة لظالمين فانتقمنا منهم وانهما لبامام مبين أي
لبطريق موضح متبين لمن مر به آثارهم وهذا الخبار كانت منتشرة متواترة في العالم وقيد عليم النياس
أنها آيات للنبياء وعقوبة لمكذبيهم لهذا كانوا يذكرونها عند نظائرها للعتبار كما قال ميؤمن آل فرعييون
يا قوم إني أخاف مثل يوم الخرة مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين مننن بعنندهم ومننا الن يرينند ظلمننا للعبنناد
وقال شعيب ويا قوم ل يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قننوم هننود أو قننوم صننالح ومننا
قوم لوط منكم ببعيد والقرآن آيته باقية على طول الزمان من حين جاء به الرسول تتلى آيييات التحييدي بييه
ويتلى قوله فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين فأتوا بعشر سور مثله و بسورة مننن مثلننه ويتلى قييوله
قل لئن اجتمعت النس والجن على أن يأتوا بمثل هننذا القننرآن ل يننأتون بمثلننه ولننو كننان بعضننهم لبعننض ظهيننرا
فنفس إخبار الرسول بهذا في أول المر وقطعه بذلك مع علمه بكثرة الخلق دليل علييى أنييه كييان خارقييا
يعجز الثقلين عن معارضته وهذا ل يكون لغير النبياء ثم مع طول الزمان قد سمعه الموافييق والمخييالف
والعرب والعجم وليس في المم من أظهر كتابا يقرأه الناس وقال انه مثله وهذا يعرفه كل أحد وما ميين
كلم تكلم به الناس وان كان في أعلى طبقات الكلم لفظا ومعنى إل وقد قال الناس نظيره وما يشييبهه
ويقاربه سواء كان شعرا أو خطابة أو كلما في العلوم والحكمة والستدلل والوعظ والرسائل وغير ذلك
وما وجد من ذلك شيء إل ووجد ما يشبهه ويقاربه والقرآن ممييا يعلييم النيياس عربهييم وعجمهييم أنييه لييم
يوجد
له نظير مع حرص العرب وغير العرب على معارضته فلفظه آية ونظمه آية وإخباره بالغيوب آييية وأمييره
ونهيه آية ووعده ووعيده آية وجللته وعظمته وسلطانه على القلوب آييية واذا ترجييم بغييير العربييي كييانت
معانيه آية كل ذلك ل يوجد له نظير في العالم واذا قيل إن التوراة والنجيل والزبور لييم يوجييد لهييا نظييير
أيضا لم يضرنا ذلك فإنا قلنا إن آيات النبياء ل تكون لغيرهم وان كانت لجنس النبياء كالخبار بغيب اللييه
فهذه آية يشتركون فيها وكذلك إحياء الموتى قد كان آية لغير واحد من النبياء غير المسيح كما كان ذلك
لموسى وغيره وليس المقصود هنا ذكر تفضيل بعض النبياء على بعييض بييل المقصييود أن جنييس النبييياء
متميزون عن غيرهييم باليييات والييدلئل الداليية علييى صييدقهم الييتي يعلييم العقلء أنهييا لييم توجييد لغيرهييم
فيعلمون أنها ليست لغيرهم لعادة ول خرق عادة بل اذا عبر عنها بأنها خيرق عيادة وبأنهيا مين العجييائب
فالمر العجيب هو الخارج عن نظائره وخارق العادة ما خرج عن المر المعتاد فالمراد بذلك أنهييا خارجيية
عن المر المعتاد لغير النبياء وأنها من العجائب الخارجة عن النظائر فل يوجد نظيرهييا لغييير النبييياء واذا
وجد نظيرها سواء كان أعظم منها أو دونها لنبي فذلك توكيد لها أنهييا ميين خصييائص النبييياء فييان النبييياء
يصدق بعضهم بعضا فآية كل نبي لجميع النبياء كما أن آيات أتباعهم آيات لهم أيضا وهذا أيضييا ميين آيييات
النبياء وهيو تصيديق بعضيهم لبعيض فل يوجيد مين أصيحاب الخيوارق العجيبية اليتي تكيون بغيير النبيياء
كالسحرة والكهنة واهل الطبائع والصناعات ال من يخالف بعضهم بعضا فيما يدعو اليه ويأمر بييه ويعييادي
بعضهم بعضا وكذلك أتباعهم اذا كانوا من أهل الستقامة فما أتى بييه الول ميين اليييات فهييو دليييل علييى
نبوته ونبوة من يبشر به وما أتى به الثاني فهو دليل على نبوته ونبوة من يصدقه ممن تقدم فما أتييى بييه
موسى والمسيح وغيرهما من اليات فهي آيات لنبوة محمد لخبارهم بنبوته فكيان هيذا الخيبر ممييا دليت
آياتهم على صدقه وما أتى به محمد من اليات فهو دليل على إثبات جنس النبياء مطلقا وعلى نبوة كييل
من سمي في القرآن خصوصا اذا كان هذا مما أخبر به
محمد صلى الله عليه وسلم عن الله ودلت على صدقه فيما يخبر به عن الله وحينئذ فاذا قدر أن التوراة
أو النجيل أو الزبور معجز لما فيه من العلوم والخبار عن الغيوب والمر والنهي ونحو ذلك لم ينازع فييي
ذلك بل هذا دليل على نبوتهم صلوات الله عليهم وعلى نبييوة ميين أخييبروا بنبييوته وميين قييال إنهييا ليسييت
بمعجزة فان أراد ليست معجزة من جهة اللفظ والنظم كالقرآن فهذا ممكن وهييذا يرجييع فيييه الييى أهييل
اللغة العبرانية وأما كون التوراة معجزة من حيييث المعيياني لمييا فيهييا مين الخبييار عيين الغيييوب أو الميير
والنهي فهذا ل ريب فيه ومما يدل على أن كتب النبياء معجزة ان فيهييا الخبيار بنبيوة محمييد صييلى الليه
عليه وسلم قبل أن يبعث بمدة طويلة وهذا ل يمكن علمه بيدون إعلم الليه لهييم وهيذا بخلف مين أخييبر
بنبوته من الكهان والهواتف فان هذا إنما كان عند قرب مبعثه لما ظهرت دلئل ذلك واسترقته الجن ميين
الملئكة فتحدثت به وسمعته الجن من أتباع النبياء فالنبي الثاني اذا كان قييد أخييبر بمييا هييو موجييود فييي
كتاب النبي الول وقد وصل اليه من جهته لم يكن آية له فان العلماء يشيياركونه فييي هييذا وأمييا اذا أخييبر
بقدر زائد لم يوجد في خبر الول او كان ممن لم يصل إليه خبر نبي غيره كان ذلك آية له كما يوجد فييي
نبوة أشعيا وداود وغيرهما من صفات النبي مال يوجد مثله في تيوراة موسييى فهييذه الكتييب معجييزة لمييا
فيها من أخبار الغيب الذي ل يعلمه إل نبي وكذلك فيها من المر والنهي والوعد والوعيد ما ل يأتي بييه إل
نبي أو تابع نبي وما أتى أتباع النبياء من جهة كونهم أتباعا لهم مثل أمرهم بما أمروا به ونهيهم عما نهييوا
عنه ووعدهم بما وعدوا به ووعيدهم بما يوعدون به فانه من خصائص النبياء والكذاب المييدعي للنبييوة ل
يأمر بجميع ما أمرت به النبياء وينهى عن كل ما نهوا عنه فييان ذلييك يفسييد مقصييوده وهييو كيياذب فيياجر
شيطان من أعظم شياطين النس والذي يعينه على ذلك من أعظم شياطين الجيين وهييؤلء ل يتصييور أن
يأمروا بما أمرت به النبياء وينهوا عما نهوا عنه لن ذلك يناقض مقصييودهم بييل وان أمييروا بييالبغض فييي
ابتداء المر من يخدعونه ويربطونه فل بد أن يناقضوا فيأمروا بما نهت عنه النبياء ول يوجبوا ما أمرت به
النبياء كما جرى مثل ذلك لمن ادعى النبوة من الكذابين ولمن أظهر موافقة النبياء وهو في
الباطن من المنافقين كالملحدة الباطنييية الييذين يظهييرون السييلم والتشيييع ابتييداء ثييم إنهييم يسييتحلون
الشرك والفواحش والظلم ويسقطون الصلة والصيام وغير ذلييك ممييا جيياءت بييه الشييريعة فميين أظهيير
خلف ما أبطن وكان مطاعا في الناس فل بد أن يظهر من باطنه ما يناقض ما أظهره فكيف بمن ادعييى
النبوة وأظهر انه صادق على الله وهو في الباطن كاذب على الله بل من أظهر خلف ما أبطن من آحيياد
الناس يظهر حاله لمن خبره في مدة فان الجسد مطيع للقلب والقلب هييو الملييك المييدبر لييه كمييا قييال
صلى الله عليه وسلم أل ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح لها سائر الجسييد واذا فسييدت فسييد لهييا
سائر الجسد أل وهي القلب فاذا كان القلب كاذبا عليى الليه فياجرا كيان ذليك أعظيم الفسياد فل بيد أن
يظهر الفساد على الجوارح وذلك الفساد يناقض حال الصادق علييى اللييه وقييد بسييط هييذا فييي غييير هييذا
الموضع وذكر أن آيات النبياء الدالة على صدقهم كثيرة متنوعة وان النبي الصادق خير النيياس والكيياذب
على الله شر الناس وبينهما من الفروق مال يحصيه إل الله فكييف يشيتبه هيذا بهييذا بيل لهييذا ميين دلئل
صدقه ولهذا من دلئل كذبه مال يمكن إحصاؤه وكل من خص دليل الصدق بشيييء معييين فقييد غلييط بييل
آيات النبياء هي من آيات الله الدالة على أمره ونهيه ووعده ووعييده وآييات اللييه كيثيرة متنوعية كآيييات
وجوده ووحدانيته وعلمه وقييدرته وحكمتييه ورحمتييه سييبحانه وتعييالى والقييرآن مملييوء ميين تفصيييل آييياته
وتصريفها وضرب المثال في ذلك وهو يسميها آيات وبراهين وقد ذكرنييا الفييرق بييين اليييات والمقيياييس
الكليييييييية اليييييييتي ل تيييييييدل ال عليييييييى أمييييييير كليييييييي فيييييييي غيييييييير هيييييييذا الموضيييييييع
) الوجه الثاني عشر ( أن ما يأتي به الساحر والكاهن وأهل الطبائع والصناعات والحيييل وكييل ميين ليييس
من أتباع النبياء ل يكون إل من مقدور النس والجن فما يقدر عليه النس من ذلك هييو وأنييواعه والحيييل
فيه كثير وما يقدر عليه الجن هو من جنس مقدور النس وإنما يختلفيون فيي الطرييق فيان السياحر قيد
يقدر على أن يقتل انسانا بالسحر أو يمرضه أويفسد عقله أو حسه وحركته وكلمه بحيييث ل يجييامع أو ل
يمشي أو ل يتكلم ونحو ذلك وهذا كله مما يقدر النس على مثله لكن بطرق
أخرى والجن يطيرون في الهواء وعلى الماء ويحملون الجسام الثقيلة كما قال العفريت لسييليمان أنننا
آتيك به قبل أن تقوم مننن مقامننك وهذا الجنيس يكيون لميين هيو دون النيس والجين مين الحييوان كييالطيور
والحيتان والنس يقدر على جنسه ولهذا لم يكن هذا الجنس آييية لنييبي لوجييوده لغييير النبييياء فكييثير ميين
الناس تحمله الجن بل شياطين الجن وتطير به في الهواء وتذهب به الى مكان بعييد كميا كيان العفرييت
يحمل عرش بلقيس من اليمن الى مكان بعيد ونحن نعرف من هييؤلء عييددا كييثيرا وليسييوا صييالحين بييل
فيهم كفار ومنافقون وفساق وجهال ل يعرفون الشريعة والشياطين تحملهم وتطير بهم ميين مكييان الييى
مكان وتحملهم الى عرفات فيشهدون عرفات من غيير إحيرام ول تلبيية ول طيواف بيالبيت وهيذا الفعيل
حرام والجهال يحسبون أنه من كرامات الصالحين فتفعله الجن بمن يحب ذلك مكرا به وخديعة أو خدمة
لمن يستخدمهم من هؤلء الجهال بالشريعة وان كان له زهد وعبادة وكذلك الجن كثيرا ما يييأتون النيياس
بما يأخذونه من أموال الناس من طعام وشراب ونفقة وماء وغير ذلك وهو من جنس ما يسرقه النسييي
ويأتي به الى النسي لكن الجن تأتي بالطعام والشراب في مكان العدم ولهذا لم يكن مثل هذا آية لنييبي
وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع يده في الماء فينبع الماء من بين أصابعه وهذا ل يقدر عليه ل
إنس ول جن وكذلك الطعام القليل يصير كثيرا وهذا ل يقدر عليه ل الجن ول النس ولم يأت النبي صييلى
الله عليه وسلم قط بطعام من الغيب ول شراب وإنما كان هذا قد يحصل لبعض أصحابه كما أتى خييبيب
بن عدي وهو أسير بمكة بقطف من عنب وهذا الجنس ليس من خصائص النبياء ومريم عليها السلم لم
تكن نبية وكانت تؤتى بطعام فان هذا قد يكون من حلل فيكون كرامة يأتي به إما ملك وإما جني مسييلم
وقد يكون حراما فليس كل ما كان من آيات النبياء يكون كرامة للصالحين وهؤلء يسوون بين هذا وهييذا
ويقولون الفرق هو دعوى النبوة والتحدي بالمثل وهذا غلط فان آيات النبياء التي دلت على نبييوتهم هييي
أعلى مما يشتركون فيه هم وأتباعهم مثل التيان بالقرآن ومثل الخبار بأحوال النبياء المتقدمين وأممهم
والخبار بما يكون يوم
القيامة وأشراط الساعة ومثل إخراج الناقة مين الرض ومثيل قليب العصيا حيية وشيق البحير ومثيل أن
يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن اللييه وتسييخير الجيين لسييليمان لييم يكيين مثلييه
لغيره لكن من الجن المؤمنين من يعاون المؤمنين ومن الجن الفساق والكفار ميين يعيياون الفسيياق كمييا
يعاون النس بعضهم بعضا فإما طاعة مثل طاعة سليمان فهذا لم يكن لغير سليمان ومحمييد صييلى اللييه
عليه وسلم أعطي أفضل مما أعطي سليمان فانه أرسل الى الجن وأمروا أن يؤمنييوا بييه ويطيعييوه فهييو
يدعوهم الى عبادة الله وطاعته ل يأمرهم بخدمته وقضاء حوائجه كما كان سييليمان يييأمرهم ول يقهرهييم
باليد كما كان سليمان يقهرهم بل يفعل فيهم كما يفعل في النس فيجاهدهم الجيين المؤمنيون ويقيمييون
الحدود على منافقيهم فيتصرف فيهم تصرف العبد الرسييول ل تصييرف النييبي الملييك كمييا كييان سييليمان
يتصرف فيهم والصالحون من أمته المتبعون له يتبعونه فيميا كيان ييأمر بيه النيس والجين وآخيرون دون
هؤلء قد يستخدمون بعض الجن في مباحات كما قد يستخدمون بعض النس وقد يكون ذلك مما ينقييص
دينهم ل سيما ان كان بسبب غير مباح وآخرون شر من هؤلء يستخدمون الجيين فييي أمييور محرميية ميين
الظلم والفواحش فيقتلون نفوسا بغير حق ويعينونهم على ما يطلبونه من الفاحشيية كمييا يحضييرون لهييم
امرأة أو صبيا أو يجذبونه اليه وآخرون يستخدمونهم في الكفر فهذه المور ليست من كرامات الصالحين
فان كرامات الصالحين هو ما كان سببه اليمييان والتقييوى ل مييا كييان سييببه الكفيير والفسييوق والعصيييان
وأيضا فالصالحون سابقوهم ل يستخدمونهم إل في طاعة الله ورسوله ومن هو دون هؤلء ل يسييتخدمهم
إل في مباح وأما استخدامهم في المحرمات فهو حرام وان كانوا إنما خدموه لطيياعته للييه كمييا لييو خييدم
النس رجل صالحا لطاعته لله ثم استخدمهم فيمييا ل يجييوز فهييذا بمنزليية ميين أنعييم عليييه بطيياعته نعميية
فصرفها الى معصية الله فهو آثم بذلك وكثير من هؤلء يسلب تلك النعمة ثم قد يسييلب الطاعيية فيصييير
فاسقا ومنهم من يرتد عن دين السلم فطاعة الجن للنسان ليست أعظم من طاعة النس بييل النييس
أجل وأعظم وأفضل وطاعتهم أنفع واذا كان المطاع من النس قد يطاع في طاعة الله فيكييون محمييودا
مثابا
وقد يطاع في معصية الله فيكون مذموما آثما فكذلك المطاع من الجن الذي يطيعه الناس والمطاع من
النس قد يكون مطاعا لصلحه ودينه وقد يكون مطاعا لملكه وقوته وقد يكون مطاعا لنفعه لمن يخدمه
بالمعاوضة فكذلك المطاع من الجن قد يطاع لقول وملك محمود أو ميذموم ثيم المليك اذا سيار بالعيدل
حمد وإن سار بالظلم فعاقبته مذمومة وقد يهلكه أعوانه فكذلك المطيياع ميين لجيين اذا ظلمهييم أو ظلييم
النس بهم أو بغيرهم كانت عاقبته مذمومة وقد تقتله الجن أو تسلط عليه من النس من يقتله وكل هيذا
واقع نعرف من ذلك من الوقائع ما يطول وصفه كما نعرف من ذلك من وقائع النييس مييا يطييول وصييفه
وليس آيات النبياء في شيء من هذا الجنس ونبينا صلى الله عليييه وسييلم لمييا أسيري بيه مين المسييجد
الحرام الى المسجد القصى إنما أسري به ليرى من آيات ربه الكبرى وهذا هو الذي كييان ميين خصائصييه
أن مسراه كان هذا كما قال تعالى أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى عننند سنندرة المنتهننى عننندها
جنة المأوى وقال تعالى وما جعلنا الرؤيا التي أريناك ال فتنة للناس قال ابن عبيياس هييي رؤيييا عييين أريهييا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة اسري به فهذا الذي كان من خصائصه ومن أعلم نبوته وأما مجرد
قطع تلك المسافة فهذا يكون لمن تحمله الجن وقد قيال العفرييت لسيليمان أنننا آتيننك بننه قبننل أن تقننوم
مقامك وحمل العرش من القصر من اليمن الى الشام أبلغ من ذلك وقال الذي عنننده علننم مننن الكتنناب أنننا
آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك فهذا أبلغ من قطع المسافة التي بين المسجدين فييي ليليية ومحمييد صييلى
الله عليه وسلم أفضل من الذي عنده علم من الكتاب ومن سليمان فكأن الذي خصه الله به أفضل ميين
ذلك وهو أنه أسري به في ليلة ليريه من آياته فالخاصة ان السراء كان ليريه من آياته الكبرى كمييا رآه
نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى اذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغننى فهييذا ميا
حصل مثله ل لسليمان ول لغيره والجن وان قدروا على حمل بعض الناس فيي الهيواء فل يقيدرون عليى
إصعاده الى السماء واراءته آيات ربه الكبرى فكان ما آتاه الله محمدا خارجا
عن قدرة الجن والنس وانما كان الذي صحبه فيي معراجيه جبرييل اليذي اصيطفاه الليه لرسيالته والليه
يصطفي من الملئكة رسل ومن الناس وكان المقصود من السراء أن يريه ما رآه من آييياته الكييبرى ثييم
يخبر به الناس فلما أخبر به كذب به من كذب من المشركين وصدق به الصييديق وأمثيياله ميين المييؤمنين
فكان ذلك ابتلء ومحنة للناس كما قال وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إل فتنة للناس أي محنة وابتلء للناس
ليتميز المؤمن عن الكافر وكان فيما أخبرهم به أنه رأى الجنة والنار وهذا مما يخييوفهم بييه قييال تعييالى
ونخوفهم فما يزيدهم إل طغيانا كبيرا والرسول لما أخبرهم بما رآه كييذبوه فييي السييراء وأنكييروا أن يكييون
أسري به الى المسجد القصى فلما سألوه عن صفته فوصييفه لهييم وقييد علمييوا أنييه لييم يييره قبييل ذلييك
وصدقه من رآه منهم كان ذلك دليل على صدقه في المسرى فلم يمكنهم مع ذلك تكذيبه فيميا ليم ييروه
وأخبر الله تعالى بالمسرى الى المسجد القصى لنهم قد علمييوا صييدقه فييي ذلييك بمييا أخييبرهم بيه مين
علماته فل يمكنهم تكذيبه في ذلك وذكر أنه رأى من آيات ربه الكبرى ولم يعين ما رآه وهو جبريل الذي
رآه في صورته التي خلق عليها مرتين لن رؤية جبريييل هييي ميين تمييام نبييوته وممييا يييبين ان الييذي أتيياه
بالقرآن ملك ل شيطان كما قال في سورة إذا الشمس كورت انننه لقننول رسننول كريننم ذي قننوة عننند ذي
العرش مكين مطاع ثم أمين ثم قال وما صاحبكم بمجنون ولقد رآه بالفق المبين وما هو علنى الغينب بضننين
ومننننننننا هننننننننو بقننننننننول شننننننننيطان رجيننننننننم فننننننننأين تننننننننذهبون إن هننننننننو إل ذكننننننننر للعننننننننالمين
) فصل ( ومما يبين ضعف طريقة هؤلء أنهم قالوا المعجزات ل تدل بجنسها على النبوة بييل يوجييد مثييل
المعجز من كل وجه ول يدل على النبوة كأشراط الساعة وكما يوجد للسييحرة والكهييان والصييالحين ميين
الخوارق التي تماثل آيات النبياء فيما زعمه هييؤلء قييالوا لكيين الفييرق أن هييذا يييدعي النبييوة ويحتييج بهييا
ويتحداهم بالمثل فل يقدر أحد على معارضته وأولئك لو ادعوا النبوة لمنعهم الله منها وان كانوا قبل ذلك
غير ممنوعين منها أو لقيض لهم من يعارضهم ولو عارضوا بها نبيا لمنعهم الله إياهيا ليسيلم دلييل النبيوة
قالوا والمعجز انما يدل دللة وضعية بالجعل والقصد كدللة اللفاظ
والعقد والخط والعلمات التي يجعلها الناس بينهم فيقال لهم هذه المييور كلهييا انمييا تييدل إذا تقييدم علييم
المدلول بها أن الدال جعلها علمة كما يوكل الرجل وكيل ويجعل بينييه وبينييه علميية إمييا وضييع يييده علييى
ترقوته وإما وضع خنصره وإما وضع يده على رأسه فمن جاء بهذه العلمة علم أن موكله أرسله فأمييا إذا
لم يتقدم ذلك لم تكن دللة جعلية وضعية اصطلحية وآيات النبياء لما لم تتقدم قبلها من الرب مواضييعة
بينه وبين العباد قالوا هي تشبه ما إذا قال الرجل لمييوكله والرسييول لمرسييله انييك أرسييلتني الييى هييؤلء
القوم فان كنت أرسلتني فقم واقعد ليعلموا انك أرسييلتني فيياذا قييام وقعييد عقييب طلييب الرسييول علييم
الحاضرون أنه قام وقعد ليعلمهم أنه رسوله وان كان بدون طلبه قد يقوم ويقعد لمور أخرى فيقال لهييم
هنا لما علم الحاضرون انتفاء داع يدعوه إل قصد التصديق علموا أنه قصد تصديقه ولهذا لو جوزوا قيييامه
لحاجة عرضت أو لحية أو عقرب وقعت في ثيابه أو لغير ذلك لم يجعلوا ذلك دليل والسبر والتقسيم ممييا
يعلم به الدليل وان لم يقصده الدليل حتى أن الرجل المشهور إذا خرج فييي غييير وقييت خروجييه المعتيياد
فقد يعرف كثير من الناس لي شيء خرج لعلمهم بانتفاء غيره وأن خروجه له مناسب وان لم يكيين هنييا
أحد طلب الستدلل فخروج النسان عن عادته قد يكون لسباب فاذا اقترن بسييبب صييالح وعلييم انتفيياء
غيره علم أنه لذاك السبب وهذا إنما يكون ممن يفعل لداع يييدعوه والييرب تعييالى عنييدهم ل يفعييل لييداع
يدعوه فلزمهم إما إبطال أصلهم وإما إبطال هذه الدللة وايضا فيقال لهم بل الدليل دل لجنسه وهو هذا
الفعل الذي لم يفعل إل لهذا الطلب ومتى وجد هذا كان جنسه دليل وليست الدعوى جزءا من الدليل بل
طلب العلم بهذا الفعل مع الفعل هو الدليل ولهذا لو قال فافعل ما يدل علييى صييدقي وقييام وقعييد لييم
يدل على صدقه بخلف ما إذا قال فقم واقعد ولو قال فأظهر ما يدل علييى صييدقي فل بييد أن يظهيير مييا
يدل جنسه أنه دليل كقول أو خط أو غير ذلك أو خلعة تختص بمثل ذلك ففرق بيين أن يطليب فعل معينيا
أو دليل مطلقا وهو إذا طلب فعل معينا كقيام أو وضع يد على الرأس أو صييلة ركعييتين أو غييير ذلييك ميين
الفعال دل على
صدقه وان كان ذلك معتادا له أن يفعله فليس من شرط دللته أن يخرج عن عادته لكن شرط دللته أن
يعلم أنه فعله لجل العلم بحيث ل يكون هنيياك سييبب داع غييير العلم وحينئذ فهيو دال لجنسييه وكييذلك
يقال الرب إذا خرق العادة لمدعي الرسالة عقب مطالبته بآية علم أن اللييه لييم يخلييق تلييك الدليية علييى
صدقه فهذا يدل وهذا انما يتم مع كون الرب يفعل شيئا لجل شييء آخير وحينئذ فقيد يكيون مين شيرط
الدليل مطالبة الطالب بدليل ل أن نفس الدعوى هييي جييزء الييدليل وفييرق بييين طلبييه ميين الييرب آييية أو
طلبهم منه آية وبين الدعوى فاظهار ما يظهره الرب عقب طلبهم أو طلبه قد يقال فيه أن الطلييب جييزء
الدليل وأنه لو أظهره بدون الطلب لم يدل وأما نفس دعوى النبوة فليست جزءا وعلى هذا فاذا قدر أنييه
يفعل ذلك عند طلبه أو طلب غيره آية دل على صدقه لكن هييذا يكييون إذا علييم أنييه لييم يفعلييه إل لعلم
أولئك بصدقه وهذا ل يكون إل بأن يتميز جنس ما دل به عن غيره ول يجوز أن يدل مييع وجييود مثلييه ميين
غير دللة بل متى قدر وجود مثله من غير دللة بطل كونه دليل ولو كانت الدعوى جزءا من الدليل لكانت
المعارضة ل تكون إل مع دعوى النبوة فلو أتوا بمثل القرآن مين غيير دعيوى النبيوة ليم يكونيوا عارضيوه
وهذا خلف ما في القرآن وخلف ما أجمع المسلمون بل العقلء والله أعلم وهم يسمون ما يكون بقصد
الدال كالكلم دليل وضعيا فالقوال والفعال التي يقصد بها الدللة كالعقد وما يجعله الرجل علميية ونحييو
ذلك يسمونه دليل وضعيا ويسمون ما يدل مطلقا دليل عقليا والجود أن يقال جميع الدليية عقلييية بمعنييى
أن العقل إذا تصورها علم أنهيا تيدل فيان اليدليل هيو ميا يكيون النظير الصيحيح فييه مفضييا اليى العليم
بالمدلول عليه وإنما يكون النظر الصحيح لمن يعقل دللة الدليل فمن لييم يعقييل كييون الييدليل مسييتلزما
للمدلول لم يستدل به ومن عقل ذلك استدل به فهو يدل بصفة هو فييي نفسييه عليهييا ل بصييفة هييي فييي
المستدل لكن كونه عقليا يرجع إلى أن المستدل علمه بعقله وهذا صفة فيي المسيتدل ل فييه أو الجيود
أن يقال الدليل قد يدل بمجرده وقد يدل بقصد الدال على دللته فالول ل يحتاج الييى قصييد الدلليية كمييا
تقول النحاة أن الصوات تدل بالطبع وتدل بالوضع فالذي يدل بالطبع كالنحنحة
والسييعال والبكيياء ونحييو ذلييك ميين الصييوات وهييذا ليييس كلمييا وحينئذ فمييا يييدل بقصييد الييدال أحييق
بالدللةودللته أكمل ولهذا كانت دللة الكلم على مقصود المتكلم وهي دلليية سييمعية أكمييل ميين جميييع
أنواع الدلة على مراده وهو البيان الييذي علميه اللييه النسييان وامتيين بييذلك علييى عبيياده فمنهييا مييا يييدل
بمجرده ومنها ما يدل بقصد الدال فاذا انضم اليه ما يعرف أنه قصد الدللة دل فالدليل هنا فييي الحقيقيية
قصد الدال للدللة وهي دللة ل تنتقض اذا لم يجوز عليه الكذب وإنما الييذي دل بييه علييى قصييده هييو دل
بجعله دليل لم يدل بمجرده فهو دليل بالختيار ل بمجرده فالقوال والفعال التي يقصييد بهييا الدلليية تييدل
باختيار الدال بها ل بمجردها ودللتها تعلم بالعقل وقد تفتقر من العقل الى أكثر ممييا يفتقيير اليييه العقلييي
المجرد لنها تحتاج الى أن يعلم قصد الدال ولكن ما يحصل بها من الدلليية أوضييح وأكييثر كييالكلم وعلييى
هذا فاذا أريد تقسيمها الى عقلي ووضعي أي الى عقلي مجرد والى وضعي يحتاج مييع العقييل الييى قصييد
من الدال فهو تقسيم صحيح فدال يعلم بمجرد العقل وهذا ل يحتاج مع العقل إلى السمع أو غيره وحينئذ
فاذا قيل في السمعيات انها ليست عقلية أي ل يكفي فيها مجرد العقل بل ل بد من انضمام السمع اليييه
وكذلك ذكر الرازي وغيره أن السمع المحض ل يدل ل بد من العقل وهذا صحيح فييان العقييل شيرط فييي
جميع العلوم التي تختص بالعقلء والله أعلم ومما يلزم أولئك ان ما كان يظهر على يد النييبي صييلى اللييه
عليه وسلم في كل وقت من الوقات ليس دليل على نبوته لنه لم يكن كلما ظهر شيء ميين ذلييك احتييج
به وتحدى الناس بالتيان بمثله بل لم ينقل عنه التحدي إل في القرآن خاصة ول نقل التحييدي عيين غيييره
من النبياء مثل موسى والمسيح وصالح ولكن السحرة لما عارضوا موسى أبطل معارضتهم وهييذا الييذي
قالوه يوجب أن ل تكون كرامات الولياء من جملة المعجزات وقد ذكر غير واحد من العلماء أن كرامييات
الولياء معجزات لنبيهم وهي من آيات نبوته وهذا هو الصواب كقصيية أبييي مسييلم الخييولني وغيييره ممييا
جرى لهذه المة من اليات ومثل ما كان يظهر على أيدي الحواريين وعلى يد موسى وأتبيياعه لنييه جعييل
التحدي بالمثل جزءا من دليله وآيته فل يكون دليل حتى يتحداهم بالمثل بييل قييد علييم أن نفييس اسييتدلل
المستدل
بالدليل يوجب اختصاصه بالمدلول عليه وكل من أتى بآية هي دليل وبرهان وحجة فقد علم أنه يقول انها
مستلزمة للمدلول عليه ل يوجد مع عدمه فل يمكن أحدا أن يعارضها فيأتي بمثلها مع عدم المدلول عليه
وهؤلء جعلوا من جملة الدليل دعوى النبوة والحتجاج به والتحدي بالمثل ثلثية أشيياء وهيذه الثلثية هيي
أجزاء الدليل ودعوى النبوة هو الذي تقام عليه البينة والذي تقام عليه الحجة ليس هيو جيزءا مين الحجية
والدعوى تسمى مدلول عليها ونفس المدعي يسمى مدلول عليييه وثبييوت المييدعي يسييمى مييدلول عليييه
والعلم بثبوته يسمى مدلول عليه فهنا دعوى النبوة وهنا النبوة المدعاة قبييل أن يعلييم ثبوتهييا وهنييا ثبوتهييا
في نفس المر وهنا علم الناس بثبوتها وكذلك سائر الدعاوي فمن ادعى تحريم النبيذ المتنازع فيييه فهنييا
دعواه التحريم ونفس التحريم هل هو ثابت أم منتف وثبوت التحريييم فييي نفييس الميير والعلييم بييالتحريم
وكذلك من أدعى حقا عند الحاكم فهنا دعواه الحق وهنا نفس المدعي وهو اسييتحقاقه ذلييك الحييق وهنييا
ثبوت هذا الستحقاق في نفس المر وهنا العلم باستحقاقه فالبينة والحجة يجب أن يقارن المدلول عليييه
الذي هو المدعي وثبوته في نفس المر سواء ادعاه مدع أو لم يدعه وسواء علمه عالم أو لم يعلمه فان
الدليل مستلزم لحرمة النبيد واستحقاق الحق وثبوت الحرمة في نفس المر يستلزم للحرمة وأما مجرد
الحرمة المتصورة فليست مستلزمة لوجودها في نفس المر بل قد يتصور فييي الذهييان مييال يوجييد فييي
العيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييان واللييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه أعلييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييم
) فصل ( وقد ذكر القاضي أبو بكر ان من المثبتة المجيزين للكرامات من أجاب عن حجة النفاة بأن قال
الدلة على ضربين عقلية ووضعية فالعقلي يدل لنفسه وجنسه والوضعي يدل مع المواطأة ول يدل مثلييه
مع عدمها كعقد العشرة وضعف أبو بكر هذا بأن قال لهم أن يقولوا إذا كييانت المعجييزات تجييري مجييرى
القول فحيث قصدت دلت وعنده أن المر ليس كذلك قلت بل هذا القائل أحسيين لنهييا تييدل إذا قصييدت
بها الدللة مثل قيام المر وقعوده إذا طلب ذلك منه ومثل العلمة التي تكون للشخص إذا جعلهييا علميية
فحيث قصد الدللة به دل لكن لزم هذا أن ل يكون إل إذا طلب الستدلل بها لنفس الدعوى ثم أنه ذكر
أن الخارق للعادة
ل بد أن يكون خارقا لعادة جميع المرسييل اليهييم ثيم جيوز أن يكييون ممييا اعتياده كييثير منهييم بشييرط أن
يمنعهم عن المعارضة فيكون ذلك خرق عادة ثم قال في الكرامات ل يجوز أن تكثر حتى تصير عادة لن
من حق المعجز على قولنا وقولهم ان يكون خارقا للعادة فل تجوز إدامة ظهييوره فيصييير عييادة بييل يقييع
نادرا وقد جوزوا في السحر والكهانة أن يكون عادة لكن عند دعوى النبوة يمنعهم من المعارضة فكييانت
الكرامات أولى بذلك هي عادة للصالحين وإذا ادعى النبوة صادق منع من المعارضة فهذا اضطراب آخيير
وادعى اجماع المة على أنها ل تظهر على فاسق ولييول الجميياع لجييوز ذلييك لنييه ل ينقييض دليييل النبييوة
فصارت تدل على الولية بالجماع على أنها ل تظهر ال على يد نبي أو ولي فبهييذا الجميياع يعلييم أن ميين
ظهرت على يده هو ولي لله إذا لم يدع النبوة وهذا تناقض من وجهين أحدهما أنهم قد قالوا إنهييا ل تييدل
على الولية لن الولي من مات على اليمان وهذا غير معلوم الثاني أنه يقال اذا جييوزت أن يظهيير علييى
يد الساحر والكاهن ونحوهما من الكفار ما هو من جنس المعجزات والكرامات وقلت يجب أن ل يستثنى
من السحر شيء ل يفعل عنده إل ما ورد الجماع والتوقيييف علييى أنييه ل يكييون بضييرب ميين السييحر ول
يفعل عنده كفلق البحر ونحوه فيكون الفييرق بييين السييحر وغيييره إنمييا يعلييم بهييذا الجميياع ان ثبييت وال
فعندك يجوز أن يظهر على يد الساحر كل ما يظهر على يد النيبي إذا ليم ييدع النبيوة ول يحتيج بيذلك إذا
ادعى النبوة وعارضه معارض بالمثل فكيف تقول مع هذا إن الخوارق تيدل عليى الوليية بالجمياع وانيت
تجوز ظهورها على أيدي الكفار من السحرة والكهان فان قال السحر والكهانة كانييا قبييل الرسييول فلمييا
جاء بطل قيل أنت قد أثبت أن نفسه سحر بعد النبوة وان السحر كان على عهد الصحابة وقتلوا السيياحر
وذكرت اجماع الفقهاء على أن السيحر يكيون مين المسييلمين وأهيل الكتيياب والسياحر ليييس بيولي للييه
والسحر عندك هو من جنس الكرامات الجميع خارق للعادة لم يستدل به علييى النبييوة فكيييف تقييول مييع
هذا إن الخوارق ل تكون إل لنبي أو ولي وأنت أثبتها للكفار وهذا كله مين جهية أنيه أخيذ جنيس الخيوارق
مشتركا فجوز أن يكون للنبي وغير النبي مع قوله ان الخارق ل بد أن يكون خارقا لعادة جميييع المرسييل
اليهم
ولكن عنده هذا يحصل بعدم المعارضة وحينئذ فاشتراط كونه خارقا ومختصا بمقدور الرب باطل وهو قد
حكى ان الجماع على أن المعجز ل بد أن يكون خارقا للعيادة فقيال اعلميوا رحمكيم الليه أن الكيل مين
سييائر المييم قييد شييرطوا فييي صييفة المعجييز أن يكييون خارقييا للعييادة ثييم قييال فييي فصييول الكرامييات
) فصل ( ويقال لهم ان من الناس من ل يشترط في الية المعجزة أن تكون خارقا للعادة وهذا كما ذكيير
إجماع الناس على أنه ل يدل على صدق النبي ال المعجزات فقال في الستدلل علييى انهييا لييو لييم تييدل
لزم عجز القديم إذ ل دليل بقول كل احد أثبت النبوة على نبوة الرسل وصدقهم ال ظهور المعجزة فهييذا
إجماع ل خلف فيه فلو ظهرت على يد المتنبي لبطلت دللة النبوة ولوجب عجز القييديم عيين دليييل يييدل
على نبوتهم وهو نفسه قد ذكر في ذلك عدة أقوال في غير هذا الكتاب وأيضا فالسييتدلل بالجميياع إنمييا
يكون بعد ثبوت النبوة فل يحتج على مقدمات دليل النبوة بمجرد الجماع وهييؤلء إنمييا أوقعهييم فييي هييذه
المناقضات أن القدرية يجعلون لربهم شريعة بالقياس على خلقه ويقولون ل يجييوز أن يفعييل كييذا ول أن
يفعل كذا كقولهم ل يجوز أن يضل هذا فإنا لو جوزنا عليه الضلل لجاز أن يظهر المعجييزات علييى أيييدي
الكذابين فان غاية ذلك أنه اضلل واذا جاز ذلك لم يبق دليل على صدق النبياء ولييم يفييرق بييين الصييادق
والكاذب فعارضهم هؤلء بأن قالوا يجوز أن يفعل كل ممكن مقدور ليييس يجييب أن ينييزه عيين فعييل ميين
الفعال وليس في الممكنات ما هو قبيح أو ظلم أو شيء بل كل ذلك حسن وعدل فلييه أن يفعلييه فقيييل
لهم فجوزوا اظهار المعجزات على أيدي الكذابين ففتقوا لهم فتقا فقالوا هذا يلزم منه عجييز الييرب عيين
أن ينصب دليل يدل على صدق النبي وان كان يمكنه أن يعرف صدقهم بالضرورة فذاك يوجب أن يعرفوا
نفسه بالضرورة وهو يرفع التكليف والتحقيق ان اظهيار المعجيزات الدالية عليى صيدق النبيياء عليى ييد
الكاذب ل يجوز لكن قيل لمتناع ذلك في نفسه كما قاله الشعري وقيل لن ذلك يمتنع في حكمة الييرب
وعدله وهذا أصح فانه قادر على ذلك لكن لو فعله بطلت دللة المعجز على الصدق وهييذا كمييا أنييه قييادر
على سلب العقول ولو فعل
ذلك لبطلت العلوم وهو سبحانه لو فعل ذلك قادر على تعريف الصدق بالضرورة وقادر على أن ل يعرف
بذلك ول يميز للناس بين الصادق والكاذب لكنه ل يفعل هذا المقدور ونحن نعلم بالضطرار أنييه ل يفعييل
ذلك وأنه ل يبعث أنبياء صادقين يبلغون رسالته ويأمر الناس باتباعهم ويتوعد ميين كييذبهم فيقييوم آخييرون
كذابون يدعون مثل ذلك وهو يسوي بين هؤلء وهؤلء في جميع ما يفرق به بين الصادق والكاذب بل قييد
علمنا من سنته أنه ل يسوي في دلئل الصدق والكذب بين المحدث الصادق والكاذب والشيياهد الصييادق
والكاذب وبين الذي يعامل الناس بالصدق والكذب وبين الذي يظهر السلم صيادقا واليذي يظهيره نفاقيا
وكذبا بل يميز هذا من هذا بالدلئل الكثيرة كما يميز بين العادل وبين الظالم وبييين المييين وبييين الخييائن
فان هذا مقتضى سنته التي ل تتبدل وحكمته التي هييو منييزه عيين نقيضييها وعييدله سييبحانه بتسييويته بييين
المتماثلت وتفريقه بين المختلفات فكيف يسوي بين أفضل الناس وأكملهييم صييدقا وبييين أكييذب النيياس
وشرهم كذبا فيما يعود الى فساد العالم في العقول والديان والبضياع والميوال والييدنيا والخيرة وقيول
القدري اذا جاز عليه اضلل من أضله جاز عليه اضلل بعض النياس يقيال ليه أول لييس اظهيار المعجيزة
على أيدي الكذابين من باب الضلل بل لو ظهرت على يده لكانت ل تييدل علييى الصييدق فلييم يكيين دليل
يفرق بين الصدق والكذب وعدم الدليل يوجب عدم العلم بذلك الدليل ل يوجب اعتقاد نقيضه ولو كان ل
يظهرها ال على يد كاذب لكانت إنما تدل على الكذب فالشتراك بين الصيينفين يرفييع دللتهييا واختصيياص
أحدهما بها يوجب دللتها على المختص ويقال ثانيييا تجيويز اضيلل طائفيية معينية بمعنييى أنييه حصييل لهييم
الضلل لعدم نظرهم واستدللهم وقصدهم الحق وجعل قلوبهم معرضة عيين طلييب الحييق وقصييده وأنهييا
تكذب الصادق ليس هو مثل اضلل العالم كله ورفع ما يعرف به الحق من الباطل بل مثل هذا مثييل ميين
قال اذا جاز ان يعمي طائفة من الناس جاز أن يعمي جميع الناس فل يرى أحييد شيييئا واذا جيياز أن يصييم
بعض الناس جاز أن يصم جميعهم فل يسمع أحد شيئا وإذا جاز أن يزمن بعض الناس أو يشييل يييديه جيياز
إزمان جميع الناس وإشلل أيديهم حتى
ل يقدر أحد في العالم على شيء ول بطش بيده واذا جاز أن يجنن بعض النيياس جيياز أن يجنيين جميعهييم
حتى ل يبقى في الرض ال مجنون ل عاقل واذا جيياز أن يميييت بعيض النيياس جيياز أن يميتهييم كلهييم فييي
ساعة واحدة مع بقاء العالم على ما هو عليه وأن يقال اذا جاز أن يضييل بعييض النيياس عيين قبييول بعييض
الحق جاز أن يضله عن قبول لكل حق حتى ل يصدق أحدا في شيء ول يقبل شيئا لما يقال لييه فل يأكييل
ول يشرب ول يلبس ول ينام وان كل من أضل جاز أن يفعل به هذا كله وهييذا كلييه ممييا يعييرف بضييرورة
العقل الفرق بينهما ومن سوى بين هذا وهذا كان مصابا في عقله وآيات النبياء هي من هييذا البيياب فلييو
لم يميز بين الصادق والكاذب لكان قد بعث أنبياء يبلغون رسالته ويأمرون بما أمر به مين أطياعهم سيعد
في الدنيا والخرة ومن كذبهم شقي في الدنيا والخرة وآخرين كذابين يبلغون عنييه مييالم يقلييه ويييأمرون
بما نهى عنه وينهون عما أمر به ومن اتبعهم شقي في الدنيا والخرة ولم يجعل لحد سييبيل الييى التمييييز
بين هؤلء وهؤلء وهذا أعظم من أن يقال انه خلق أطعمة نافعة وسموما قاتلة ولم يميز بينهمييا بييل كييل
ما أكله الناس جاز أن يكون من هذا وهذا ومعلوم أن من جوز مثل هذا على الله فهو مصيياب فييي عقلييه
ثم ان الله جعل الشياء متلزمة وكل ملزوم هو دليل على لزمه فالصدق له لوازم كثيرة فييان ميين كييان
يصدق ويتحرى الصدق كان من لوازمه أنه ل يتعمد الكذب ول يخييبر بخييبرين متناقضييين عمييدا ول يبطيين
خلف ما يظهر ول يأتي هؤلء بوجه وهؤلء بوجه ول يخون أمانته ول يجحد حقا هو عليه الييى أمثييال هييذه
المور التي يمتنع أن تكون لزمة ال لصادق فاذا انتفت انتفى الصدق وإذا وجدت كانت مستلزمة لصييدقه
والكاذب بالعكس لوازمه بخلف ذلك وهذا لن النسان حي نيياطق والنطييق ميين لييوازمه الظيياهرة لبنييي
جنسه ومن لوازم النطق الخبر فانه ألزم له من المر والطلب حتى قد قيل ان جمييع أنيواع الكلم يعييود
الى الخبر فلزم أن يكون من لوازم النسان أخباره وظهور أخباره وكثرته وان هذا ل بد من وجوده حيييث
كان وحينئذ فاذا كان كذابا عرف الناس كذبه لكثرة ما يظهر منه ميين الخييبر عيين الشيييء بخلف مييا هييو
عليه من أحوال نفسه وغيره ومما رآه وسمعه وقيل له في الشهادة والغيب ولهذا كل من كان كاذبا
ظهر عليه كذبه بعد مدة سواء كان مدعيا للنبوة أو كان كاذبا في العلم ونقله أو في الشهادة أو في غييير
ذلك وان كان مطاعا كان ظهور كذبه أكثر لما فيه من الفساد وفي الصحيح عين النيبي صيلى اللييه عليييه
وسلم أنه قال ثلثة ل يكلمهم الله ول ينظر اليهم يوم القيامة ول يزكيهم ولهييم عييذاب أليييم ملييك كييذاب
وشيخ زان وعائل مستكبر ويروى وفقير مختال ولهذا كثير من أهل الدول كانوا يتواصون بالكذب وكتمان
أمورهم ثم يظهر كالقرامطة ولهذا امتنع اتفاق الناس على الكذاب والكتمان ميين غييير تواطييؤ لمييا جعييل
الله في النفوس من الداعي الى الصدق والبيان وجعل الله في القلوب هداية ومعرفة بين هذا وهذا ولم
يعرف قط في بني آدم أنه اشتبه صادق بكاذب ال مدة قليلة ثيم يظهير المير ولييس هيذا كالضيلل فيي
أمور خفية ومشتبهة على أكثر الناس فان التمييز بين الصادق والكاذب يظهيير لجمهييور النيياس وعييامتهم
بعد مدة ول يطول اشتباه ذلك عليهم وإنما يشييتبه الميير عليهييم فيمييا لييم يتعمييد فيييه الكييذب بييل أخطييأ
أصحابه فأخذ عنهم تقليدا لهم وأما مع كون أصحابه يتعمدون الكذب فهذا ل يخفى على عامة الناس
) فصل (
وقد تقدم ذكر بعض الفروق بين آيات النبياء وغيرهم وبينها وبين غيرها ميين الفييروق مييال يكييان يحصييى
الول أن النبي صادق فيما يخبر به عن الكتب ل يكذب قط ومن خالفهم من السييحرة والكهييان ل بييد أن
يكذب كما قال هل أنبؤكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم الثاني من جهة ما يييأمر بيه هييذا
ويفعله ومن جهة ما يأمر به هذا ويفعله فان النبياء ل يأمرون ال بالعدل وطلب الخرة وعبادة الله وحده
وأعمييالهم الييبر والتقييوى ومخييالفوهم يييأمرون بالشييرك والظلييم ويعظمييون الييدنيا وفييي أعمييالهم الثييم
والعدوان الثالث أن السحر والكهانة ونحوهما أمور معتادة معروفة لصحابها ليست خارقة لعادتهم وآيات
النبياء ل تكون ال لهم ولمن اتبعهم الرابع أن الكهانة والسحر يناله النسان بتعلمه وسعيه واكتسابه وهذا
مجرب عند الناس بخلف النبوة فانه ل ينالها أحد باكتسابه الخامس أن النبوة لو قدر أنها تنييال بالكسييب
فانما تنال بالعمال الصالحة والصدق والعدل والتوحيد ل تحصل مع الكذب على من دون الله
فضل عن أن تحصل مع الكذب على الله فالطريق الذي تحصل به لو حصلت بالكسييب مسييتلزم للصييدق
على الله فيما يخبر به السادس أن ما يأتي به الكهان والسحرة ل يخرج عن كونه مقييدور للجيين والنييس
وهم مأمورون بطاعة الرسل وآيات الرسل ل يقدر عليها ل جن ول إنس بل هييي خارقيية لعييادة كييل ميين
أرسل النبي اليه قل لئن اجتمعت النس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثله ولو كان بعضننهم
لبعض ظهيرا السابع أن هذه يمكيين أن تعييارض بمثلهييا وآيييات النبييياء ل يمكيين أحييدا أن يعارضييها بمثلهييا
الثامن أن تلك ليست خارقة لعادات بني آدم بل كل ضرب منها معتاد لطائفة غير النبياء فليست معتادة
لغير الصادقين على الله ولمن صدقهم التاسع أن هذه ل يقدر عليها مخلوق ل الملئكة ول غيرهم كانزال
القرآن وتكليم موسى وتلك تقدر عليها الجن والشياطين العاشر أنه إذا كييان ميين اليييات مييا يقييدر عليييه
الملئكة فان الملئكة ل تكذب على الله ول تقول لبشيير ان الليه أرسيلك ولييم يرسيله وانمييا يفعيل ذليك
الشياطين والكرامات معتادة في الصالحين منا وميين قبلنييا ليسييت خارقيية لعييادة الصييالحين وهييذه تنييال
بالصلح بدعائهم وعبادتهم ومعجزات النبياء ل تنال بذلك ولو طلبها الناس حتى يأذن الله فيهييا قننل إنمننا
اليات عند ال قل ان ال قادر على أن ينزل آية الحادي عشيير أن النييبي قيد تقيدمه أنبييياء فهيو ل ييأمر ال
بجنس ما أمرت به الرسل قبله فله نظراء يعتبر بهم وكذلك الساحر والكاهن له نظراء يعتبر بهم والثاني
عشر أن النبي ل يأمر ال بمصالح العباد في المعاش والمعاد فيأمر بالمعروف وينهيى عين المنكير فييأمر
بالتوحيد والخلص والصدق وينهى عن الشرك والكييذب والظلييم فييالعقول والفطيير تييوافقه كمييا تييوافقه
النبياء قبله فيصدقه صريح المعقول وصحيح المنقول الخارج عما جاء به والله أعلم
فصل
ومن تدبر هذا وغيره تبين له أن جميع ما ابتدعه المتكلمييون وغيرهييم ممييا يخييالف الكتيياب والسيينة فييانه
باطل ول ريب أن المؤمن يعلم من حيث الجملة ان ما خالف الكتاب والسنة فهييو باطييل لكيين كييثير ميين
الناس ل يعلم ذلك في المسائل المفصلة ل يعرف ما
الذي يوافق الكتاب والسنة وما الذي يخالفه كما قد أصيياب كييثير مين النيياس فييي الكتييب المصيينفة فييي
الكلم في أصول الدين وفي الرأي والتصوف وغير ذلك فكثير منهم قد اتبع طائفة يظيين أن مييا يقولييونه
هو الحق وكلهم على خطأ وضلل ولقد أحسن المام أحمد في قوله في خطبته وان كانت مييأثورة عميين
تقييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدم
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهييل العلييم يييدعون ميين ضييل الييى الهييدى
ويصبرون منهم على الذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصييرون بنييور اللييه أهييل العمييى فكييم ميين قتيييل
لبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسيين اثرهييم علييى النيياس وأقبييح أثيير النيياس عليهيم
ينفون عن كتاب الله تحرييف الغييالين وانتحيال المبطلييين وتأويييل الجياهلين اليذين عقييدوا ألويية البدعيية
وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب محالفون للكتاب مجمعون على مفارقيية الكتيياب يقولييون
على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلم ويخييدعون جهييال النيياس بمييا
يشييييييييييييبهون عليهييييييييييييم فنعييييييييييييوذ بييييييييييييالله ميييييييييييين فتيييييييييييين المضييييييييييييلين
فهؤلء أهل البدع من أهل الكلم وغيرهم كما قال مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب متفقييون علييى
مفارقة الكتاب وتصديق ما ذكره أنك ل تجد طائفة منهم توافق الكتاب والسنة فيما جعلوه أصول دينهييم
بل لكل طائفة أصول دين لهم فهي أصول دينهم الذي هم عليه ليس هي أصول الدين الذي بعث الله بييه
رسوله وأنزل به كتابه وما هم عليه من الدين ليس كله موافقييا للرسييول ول كلييه مخالفييا لييه بييل بعضييه
موافق وبعضه مخالف بمنزلة أهل الكتاب الذين لبسوا الحق بالباطل كميا قييال تعيالى يننا بننني إسننرائيل
اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكننم
ول تكونوا أول كافر به ول تشتروا بآياتي ثمنا قليل وإياي فاتقون ولتلبسوا الحق بالباطل وتكتمننوا الحننق وأنتننم
تعلمون وقال تعالى يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون لكن بعض الطوائف
أكثر مخالفة للرسول من بعض وبعضها أظهر مخالفة ولكن الظهور أمر نسبي فمن عرف السنة ظهرت
له مخالفة من خالفها فقد تظهر مخالفة بعضهم للسنة لبعض الناس لعلمه بالسنة دون من
ل يعلم منها ما يعلمه هو وقد تكون السنة في ذلك معلومة عند جمهور المة فتظهر مخالفة ميين خالفهييا
كما تظهر للجمهور مخالفة الرافضة للسنة وعند الجمهور هم المخالفون للسيينة فيقولييون أنييت سيينى أو
رافضي وكذلك الخوارج لما كانوا أهل سيف وقتال ظهرت مخالفتهم للجماعة حين كانوا يقيياتلون النيياس
وأما اليوم فل يعرفهم أكثر الناس وبدع القدرية والمرجئة ونحوهم ل تظهر مخالفتها بظهور هذين وهاتان
البدعتان ظهرتا لما قتل عثمان في الفتنة في خلفة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وظهرت الخوارق
بمفارقة أهل الجماعة واستحلل دمائهم وأموالهم حتى قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبييي طييالب متبعييا
في ذلك لمر النبي صلى الله عليه وسلم قال المام أحمد بن حنبل صح الحديث في الخوارج من عشرة
أوجه وهذه قد رواها صاحبه مسلم بن الحجاج في صحيحه وروى البخاري قطعة منهييا واتفقييت الصييحابة
على قتال الخوارج حتى ان ابن عمر مع امتناعه عن الدخول في فرقة كسعد وغيره من السابقين ولهذا
لم يبايعوا لحد ال في الجماعة قال عند الموت ما آسى على شيء إل على أني لم أقاتل الطائفة الباغية
مع علي يريد بذلك قتال الخوارج وال فهو لم يبايع ل لعلي ول غيره ولييم يبييايع معاوييية ال بعييد ان اجتمييع
الناس عليه فكيف يقاتل احدى الطائفتين وانما أراد المارقة التي قال فيها النبي صلى اللييه عليييه وسييلم
تمرق مارقة على حين فرقة من الناس يقتلهم أدنى الطائفتين الى الحق وهذا حدث به أبييو سييعيد فلمييا
بلغ ابن عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج وأمره بقتالهم تحسر على ترك قتييالهم فكييان
قتالهم ثابتا بالسنة الصحيحة الصريحة وباتفاق الصحابة بخلف فتنة الجمل وصييفين فييان أكييثر السييابقين
الولين كرهوا القتال في هذا وهذا وكثير من الصحابة قاتلوا إما من هييذا الجييانب وإمييا ميين هييذا الجييانب
فكانت الصحابة في ذلك على ثلثة اقوال لكن الذي دلت عليه السنة الصحيحة أن علييي بيين أبييي طييالب
كان أولى بالحق وأن ترك القتال بالكلية كان خيرا وأولى ففي الصحيحين عن أبي سعيد أن النييبي صييلى
الله عليه وسلم قال تمرق مارقة على حين فرقة من السلم يقتلهم أولييى الطيائفتين بييالحق وقييد ثبييت
عنه أنه جعل القاعد فيها خيرا من القائم والقائم خيرا من الماشي والماشي خيرا من الساعي وانه أثنى
على من صالح ولم يثن على من قاتل ففي البخاري وغيره عن أبي بكرة ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال عن الحسن ان ابني هذا سيد
وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين فاثنى على الحسن في اصلح الله به بين الفئتين وفي صييحيح
مسييلم وبعيض نسيخ البخيياري أن النييبي صيلى اللييه علييه وسييلم قييال لعمييار تقتلييك الفئة الباغييية وفيي
الصحيحين أيضا أنه قال ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ل يضييرهم ميين خييذلهم حييتى تقييوم
الساعة قال معاذ وهم بالشام وفي صحيح مسلم عنه أنه قال ل يزال أهل المغييرب ظيياهرين ل يضييرهم
من خذلهم قال أحمد بيين حنبييل وغيييره أهييل المغييرب أهييل الشييام أي أنهييا أول المغييرب فييان التغريييب
والتشريق أمر نسبي فلكل بلد غرب وشرق وهو صلى الله عليه وسلم تكلم بمدينته فما تغرب عنها فهو
غرب وما تشرق عنها فهو شرق وهي مسامته أول الشام من ناحية الفرات كما أن مكة مسامته لحييران
وسميساط ونحوهما وتصويب قتالهم ان كان بعييد الصييلح فلييم يقييع الصييلح وإن كييان عنييد بغيهييم فييي
القتتال وان لم يكن اصلح فهؤلء البغاة لم يكن في اصحاب علي من يقاتلهم بل تركوا قتالهم إما عجزا
وإما تفريطا فترك الصلح المأمور به وعلى هذا قوتلوا ابتداء قتال غير مأمور به ولما صار قتالهم مأمورا
به لم يقاتلوا القتال المأمور به بل نكل أصحاب علي عن القتال إما عجزا وإمييا تفريطييا والبغيياة المييأمور
بقتالهم هم الذين بغوا بعد القتتال وامتنعوا مين الصيلح الميأمور بيه فصيياروا بغياة مقيياتلين والبغياة اذا
ابتدأوا بالقتال جاز قتالهم بالتفاق كما يجوز قتال الغييواة قطيياع الطريييق اذا قيياتلوا باتفيياق النيياس فأمييا
الباغي من غير قتال فليس في النص أن الله أمر بقتاله بل الكفار إنما يقاتلون بشرط الحراب كما ذهب
اليه جمهور العلماء وكما دل عليه الكتاب والسنة كما هو مبسوط في موضعه والصييديق قاتييل المرتييدين
الذين ارتدوا عما كانوا فيه على عهد الرسول من دينه وهم أنواع منهم من آمن بمتنبئ كذاب ومنهم من
لم يقر ببعض فرائض السلم التي أقر بها مع الرسول ومنهم من ترك السلم بالكلية ولهذا تسمى هييذه
وأمثالها من الحروب بين المسلمين فتنا كما سماها النبي صلى الله عليه وسييلم والملحييم مييا كييان بييين
المسلمين والكفار وبسط هذا له موضع آخر والمقصود هنا أن الخوارج ظهروا في الفتنة وكفروا عثمييان
وعليا ومن والهما وباينوا المسلمين في الدار وسموا دارهم دار الهجرة وكانوا كما وصفهم النييبي صييلى
الله عليه وسلم يقتلون أهل السلم ويدعون أهل الوثان وكانوا أعظم الناس صلة
وصياما وقراءة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يحقر أحدكم صلته مع صلتهم وصيامه مع صيييامهم
وقراءته مع قراءتهم يقرأون القرآن ل يجاوز حناجرهم يمرقون من السلم كما يمرق السهم من الرمييية
ومروقهم منه خروجهم باستحللهم دماء المسلمين وأموالهم فييانه قييد ثبييت عنييه فييي الصييحيح أنيه قييال
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهيياجر مين هجيير مييا نهيى اللييه عنيه وهيم بسيطوا فيي
المسلمين أيديهم وألسنتهم فخرجوا منه ولم يحكم علي وأئمة الصحابة فيهم بحكمهم في المرتييدين بييل
جعلوهم مسلمين وسعد بن أبي وقاص وهو أفضل من كان قيد بقيي بعيد عليي وهيو مين أهيل الشيورى
واعتزل في الفتنة فلم يقاتل ل مع علي ول مع معاوية ولكنه ممن تكلم في الخوارج وتأول فيهيم قيوله
وما يضل به ال الفاسفين الذين ينقضون عهد ال من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر ال به أن يوصل ويفسدون فنني
الرض أولئك هم الخاسرون وحدث أيضا طوائف الشيعة اللهية الغلة فرفع الى علي منهم طائفيية ادعييوا
فيه اللهية فأمرهم بالرجوع فأصروا فأمهلهم ثلثا ثم أميير بأخاديييد مين نييار فخييدت وألقيياهم فيهييا فييرأى
قتلهم بالنار وأما ابن عباس فقال لو كنت أنا لم أحرقهم بالنار لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يعذب بعذاب الله ولضربت أعناقهم لقوله صلى الله علييه وسييلم مين بييدل دينييه فيياقتلوه رواه البخيياري
وأكثر الفقهاء على قول ابن عباس وروي أنه بلغيه أن ابين السيوداء يسيب أبيا بكيير وعمير فطليب قتلييه
فهرب منه فاما قتله على السب أو لنه كان متهما بالزندقة وقيل إنه هو الذي ابتدع بدعة الرافضية وأنيه
كان قصده افساد دين السلم وهذا يستحق القتل باتفاق المسلمين والذين يسبون أبا بكيير وعميير فيهييم
تزندق كالسماعيلية والنصيرية فهؤلء يستحقون القتل بالتفاق وفيهم من يعتقد بنبييوة النييبي صييلى اللييه
عليه وسلم كالمامية فهؤلء في قتلهم نزاع وتفصيل مذكور في غير هذا الموضييع وتييواتر عيين علييي بيين
أبي طالب أنه قال خير هذه المة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر وهذا متفق علييه بيين قيدماء الشييعة وكلهيم
كانوا يفضلوا أبا بكر وعمر وانما كان النزاع في علي وعثمان حين صار لهذا شيعة ولهذا
شيعة وأما أبو بكر وعمر فلم يكن أحد يتشيع لهما بيل جميييع المية كيانت متفقية عليهميا حيتى الخيوارج
فانهم يتولونهما وانما يتبرءون من علي وعثمان وروي أن معاوية قال لبن عباس أنت على ملة علييي أم
عثمان قال ل على ملة علي ول عثمان أنا على ملة رسول الله صييلى اللييه عليييه وسييلم وكييان كييل ميين
الشيعتين يذم الخر بما برأه الله منه فكان بعض شيعة عثمان يتكلمون في علي بالباطييل وبعييض شيييعة
علي يتكلمون في عثمان بالباطل والشيعتان مع سييائر الميية متفقيية علييى تقييديم أبييي بكيير وعميير قيييل
لشريك بن عبد الله القاضي أنت من شيعة علي وأنت تفضل أبا بكر وعمر فقال كييل شيييعة علييي علييى
هذا هو يقول على أعواد هذا المنبر خير هذه المة بعد نبيها أبو بكر ثم عميير أفكنييا نكييذبه واللييه مييا كييان
كذابا وقد روى البخاري في صحيحه من حديث محمد بن الحنفية أنه قال له يا ابت من خييير النيياس بعييد
رسول الله فقال يا بني أو ما تعرف قال ل قال أبو بكر قال ثم من قال ثم عمر وهو مييروي ميين حييديث
الهمدانيين شيعة علي عن أبيه وروي عن علييي أنيه قييال %ولييو كنييت بوابييا علييى بيياب الجنية %لقلييت
لهميييييييييييييييييييييييييييييييييييييدان ادخليييييييييييييييييييييييييييييييييييييي بسيييييييييييييييييييييييييييييييييييييلم %
وقد روي عنه انه قال ل أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إل جلدته حد المفتري وقد ثبت عن علي
رضي الله عنه بالحاديث الثابتة بل المتواترة أنه قتل الغالية كالذين يعتقدون إلهيته بعد أن استتابهم ثلثا
كسائر المرتدين وأنه كان يبالغ في عقوبة من يسب أبا بكر وعمر وأنه كان يقول انهمييا خييير هييذه الميية
بعد نبيها وهذا مبسوط في مواضع والمقصود هنا أن هاتين البدعتين حدثتا في ذلك الييوقت ثييم فييي آخيير
عصر الصحابة حدثت القدرية وتكلم فيهم من بقي من الصحابة كابن عمر وابن عباس ووائلة بن السييقع
وغيرهم وحدثت أيضا بدعة المرجئة في اليمان والثار عن الصحابة ثابتة بمخالفتهم وأنهم قييالوا اليمييان
يزيد وينقص كما ثبت ذلك عن الصحابة كما هو مذكور في موضعه وأما الجهمية نفاة السييماء والصييفات
فإنما حدثوا في أواخر الدولة الموية وكثير من السلف لييم يييدخلهم فييي الثنييتين والسييبعين فرقيية منهييم
يوسف ابن أسباط وعبد الله بن المبارك قالوا أصول البدع أربعة الخوارج والشيعة
والقدرية والمرجئة فقيل لهم الجهمية فقالوا ليس هييؤلء ميين أميية محمييد ولهييذا تنييازع ميين بعييدهم ميين
أصحاب أحمد وغيرهم هل هم من الثنتين والسبعين على قولين ذكرهما عن أصحاب أحمد أبييو عبييد اللييه
بن حامد في كتابه في الصول والتحقيق أن التجهم المحض وهو نفي السماء والصفات كما يحكييي عيين
جهم والغالية من الملحدة ونحوهم من نفي اسماء الله الحسنى كفر بيين مخييالف لميا عليم بالضيطرار
من دين الرسول وأما نفي الصفات مع اثبات السماء كقول المعتزلة فهو دون هذا لكنه عظيم أيضا وأما
من أثبت الصفات المعلومات بالعقل والسمع وإنما نازع في قيام المور الختيارييية بييه كييابن كلب وميين
اتبعه فهؤلء ليسوا جهمية بل وافقوا جهما في بعض قوله وإن كانوا خالفوه في بعضه وهؤلء مين اقيرب
الطوائف الى السلف وأهل السنة والحديث وكذلك السالمية والكرامية ونحو هؤلء يوافقييون فييي جمليية
أقوالهم المشهورة فيثبتون السماء والصفات والقضاء والقدر في الجملة ليسوا من الجهمييية والمعتزليية
النفاة للصفات وهم أيضا يخالفون الخوارج والشيعة فيقولون باثبات خلفة الربعة وتقديم أبي بكر وعمر
ول يقولون بخلود أحد من أهل القبلة في النار لكن الكرامية والكلبيية وأكيثر الشيعرية ميرجئة وأقربهيم
الكلبية يقولون اليمان هو التصديق بالقلب والقول باللسان والعمال ليسييت منيه كميا يحكيى هييذا عين
كثير من فقهاء الكوفة مثييل أبييي حنيفيية وأصييحابه وأمييا الشييعري فييالمعروف عنييه وعيين أصييحابه أنهييم
يوافقون جهما في قوله في اليمان وأنه مجرد تصديق القلب أو معرفة القلب لكن قد يظهرون مع ذلييك
قول أهل الحديث ويتأولونه ويقولون بالستثناء على الموافاة فليسوا موافقين لجهييم ميين كييل وجييه وإن
كانوا أقرب الطوائف اليه في اليمان وفي القدر أيضا فانه رأس الجبرييية يقييول ليييس للعبييد فعييل البتيية
والشعري يوافقه على أن العبد ليس بفاعل ول له قدرة مؤثرة في الفعل ولكن يقول هو كاسييب وجهييم
ل يثبت له شيئا لكن هذا الكسب يقول أكثر الناس انه ل يعقل فرق بين الفعل الذي نفاه والكسب الييذي
أثبته وقالوا عجائب الكلم ثلثة طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الشعري وأنشدوا
%مما يقال ول حقيقة عنده %معقوله تدنو الى الفهام % %الكسب عنييد الشييعري والحييا %ل عنييد
البهشيييييييييييييييييييييييييييييييييييمي وطفيييييييييييييييييييييييييييييييييييرة النظيييييييييييييييييييييييييييييييييييام %
وأما الكرامية فلهم في اليمان قول ما سبقهم اليه أحد قالوا هييو القييرار باللسييان وإن لييم يعتقييد بقلبيه
وقالوا المنافق هو مؤمن ولكنه مخلد في النار وبعض الناس يحكييي عنهييم أن المنييافق فييي الجنيية وهييذا
غلط عليهم بل هم يجعلونه مؤمنا مع كونه مخلدا في النار فينازعون في السم ل في الحكم وقييد بسييط
القول على منشأ الغلط حيث ظنوا أن اليمان ل يكون ال شيئا متماثل عند جميع النيياس اذا ذهييب بعضييه
ذهب سائره ثم قالت الخوارج والمعتزلة وهو أداء الواجبات واجتناب المحرمات فاسم المؤمن مثل اسم
البر والتقى وهو المستحق للثواب فاذا ترك بعض ذلك زال عنه اسم اليمان والسلم ثم قالت الخييوارج
ومن لم يستحق هذا ول هذا فهو كافر وقالت المعتزلة بل ينزل منزلة بييين المنزلييتين فنسييميه فاسييقا ل
مسلما ول كافرا ونقول انه مخلد في النار وهذا هو الذي امتازت به المعتزلة وال فسائر بدعهم قد قالهييا
غيرهم فهم وافقوا الخوارج في حكمه ونازعوهم ونازعوا غيرهم في السم وقالت الجهمية والمرجئة بل
العمال ليست من اليمان لكنه شيئان أو ثلثة يتفق فيها جميع الناس التصديق بالقلب والقييول باللسييان
أو المحبة والخضوع مع ذلك وقالت الجهمية والشعرية والكرامية بييل ليييس إل شيييئا واحييدا يتماثييل فيييه
الناس وهؤلء الطوائف أصل غلطهم ظنهم أن اليمان يتماثل فيه الناس وأنه اذا ذهب بعضييه ذهييب كلييه
وكل المرين غلط فان الناس ل يتماثلون ل فيما وجب منه ول فيما يقع منهم بل اليمان الذي وجب على
بعض الناس قد ل يكون مثل الذي يجب على غيره كما كان اليمان بمكة لم يكن الواجب منييه كييالواجب
بالمدينة ول كان في آخر المر كما كان في أوله ول يجب على أهل الضعف والعجز من اليمان ما يجييب
على أهل القوة والقدرة في العقول والبدان بل أهل العلم بالقرآن والسنة ومعاني ذلك يجب عليهم من
تفصيل اليمان مال يجب على من لم يعرف ما عرفوا وأهل الجهاد يجب عليهم من اليمييان فييي تفصيييل
الجهاد مال يجب على غيرهم وكذلك ولة المر واهل الموال يجب على كل من معرفة مييا أميير اللييه بييه
ونهى عنه وأخبر
به مال يجب على غيره والقرار بذلك من اليمان ومعلوم أنه وان كان الناس كلهم يشتركون في القرار
بالخالق وتصديق الرسول جملة فالتفصيل ل يحصل بالجملة ومن عرف ذلك مفصل لم يكيين مييا أميير بييه
ووجب عليه مثل من لم يعرف ذلك وايضا فليييس النيياس متميياثلين فييي فعييل مييا أمييروا بيه ميين اليقييين
والمعرفة والتوحيد وحب الله وخشية الله والتوكل على الله والصبر لحكم الله وغييير ذلييك ممييا هييو ميين
ايمان القلوب ول في لوازم ذلك التي تظهر على البدان واذا قدر أن بعض ذلك زال لم يييزل سييائره بييل
يزيد اليمان تارة وينقص تارة كما ثبت ذلك عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عميير بيين
حبيب الخطمي وغيره انهم قالوا اليمان يزيد وينقص كما قد بسط في غير هذا الموضع إذ المقصود هنييا
أن طوائف أهل البدع من أهل الكلم وغيرهم ليس فيهم ميين يوافييق الرسييول فييي أصييول دينييه ل فيمييا
اشتركوا فيه ول فيما انفرد به بعضهم فييانهم وان اشييتركوا فييي مقييالت فليييس إجميياعهم حجيية ول هييم
معصومون من الجتماع على خطأ وقد زعم طائفة ان إجماع المتكلمين في المسييائل الكلمييية كاجميياع
الفقهاء وهذا غلط بل السلف قد استفاض عنهم ذم المتكلمين وذم أهل الكلم مطلقا ونفس ما اشتركوا
فيه من إثبات الصانع بطريقة العراض وأنها لزمة للجسم أو متعاقبة عليه فل يخلو منها وما لم يخل من
الحوادث فهو حادث لمتناع حوادث ل أول لها وأن الله يمتنع أن يقال أنه لم يزل متكلما بمشيئته وقدرته
او يمتنع أن يقال أنه لم يزل فعال وأنه صار فاعل أو فاعل ومتكلما بمشييئته مبتيدع فيي السيلم أول ميا
عرف أنه قاله الجهم بن صفوان مقدم الجهمية وأبو الهذيل العلف مقدم المعتزليية ولهييذا طييرداه فقييال
بامتناع الحوادث في المستقبل وقال الجهم بفناء الجنة والنار وقال أبو الهذيل بانقطاع حركاتهما كما قييد
بسط فروع هذا الصل الذي اشتركوا فيه ثم افترقوا بعد ذلك في فروعه فائمتهم كانوا يقولون كلم الله
القرآن وغيره مخلوق وكذلك سائر ما يوصف به الرب ليس له صفة قامت به لن ذلك عييرض عنييدهم ل
يقوم ال بجسم والجسم حادث فقالوا القرآن وغيره من كلم الله مخلييوق وكييذلك سييائر مييا يوصييف بييه
الرب فجاء بعدهم مثل ابن كلب وابن كرام والشعري وغيرهم من
شاركهم في أصل قولهم لكن قالوا بثبوت الصفات لله وأنها قديمة لكن منهم من قال ل تسمى أعراضييا
لن العرض ل يبقى زمانين وصفات الرب باقية كما يقوله الشعري وغيره ومنهم من قال تسمى أعراضا
وهي قديمة وليس كل عرض حادثا كابن كرام وغيره ثم افترقوا في القرآن وغيييره ميين كلم اللييه فقييال
ابن كلب ومن اتبعه هو صفة من الصفات قديمة كسائر الصفات ثم قال ول يجوز أن يكون صوتا لنييه ل
يبقى ول معاني متعددة فإنها ان كان لها عدد مقدر فليس قدر بأولى من قدر وإن كانت غير متناهية لزم
ثبوت معان في آن واحد ل نهاية لها وهذا ممتنع فقال انه معنى واحد وهو معنى آية الكرسي وآيية اليدين
والتوراة والنجيل وقال جمهور العقلء إن تصور هذا القول تصورا تاما يوجب العلم بفساده وقال طائفيية
بل كلمه قديم العين وهو حروف أو حروف وأصوات قديمة أزلية مييع أنهييا مترتبيية فييي نفسييها وأن تلييك
الحروف والصييوات باقييية أزل وأبييدا وجمهييور العقلء يقولييون ان فسيياد هييذا معلييوم بالضييرورة وهاتييان
الطائفتان تقولن انه ل يتكلم بمشيئته وقدرته وقال آخرون كالهشامية والكرامية بل هو متكلييم بمشيييئته
وقدرته وكلمه قائم بذاته ول يمتنع قيام الحوادث لكن يمتنع أن يكون لم يزل متكلما فييإن ذلييك يسييتلزم
وجود حوادث ل أول لها وهو ممتنع فهذه الربعة في القرآن وكلم الله هي أقوال المشركين فييي امتنيياع
دوام كيييييييييييييون اليييييييييييييرب فعيييييييييييييال بمشييييييييييييييئته أو متكلميييييييييييييا بمشييييييييييييييئته
وأما أئمة السنة والحديث كعبد الله بن المبارك واحمد بن حنبل وغيرهما فقالوا لم يزل الرب متكلمييا اذا
شاء وكيف شاء فذكروا أنه يتكلم بمشيئته وقدرته وأنه لم يزل كذلك وهذا يناقض الصييل الييذي اشييترك
فيه المتكلمون من الجهمية والمعتزلة ومن تلقى عنهم فل هم موافقون للكتاب والسنة وكلم السييلف ل
فيما اتفقوا عليه ول فيما تنازعوا فيه ولهذا يوجد فييي عاميية أصييول الييدين لكييل منهييم قييول وليييس فييي
أقوالهم ما يوافق الكتاب والسنة كأقوالهم في كلم الله واقوالهم في ارادته ومشيئته وفييي علمييه وفييي
قدرته وفي غير ذلك من صفاته وإن كان بعضهم اقرب الى السنة والسلف من بعض ولكن قد شاع ذلك
بين أهل العلم والدين منهم فكثير من أهل العلم والدين المنتسبين الى السنة والجماعة من قد يوافقهم
على بعض أقوالهم في مسألة القرآن أو
غيرهما اذ كان ل يعرف ال ذلك القول أو ما هو أبعد عن السنة منه اذ كانوا في كتبهم ل يحكون غير ذلك
اذ كانوا ل يعرفون السنة واقوال الصحابة وما دل عليه الكتاب والسيينة ل يعرفييون ال قييولهم وقييول ميين
يخالفهم من أهل الكلم ويظنون أنه ليس للمة ال هذان القولن أو الثلثة وهم يعتمدون فييي السييمعيات
على ما يظنونه من الجماع وليس لهم معرفة بالكتاب والسنة بل يعتمدون علييى القييياس العقلييي الييذي
هو أصل كلمهم وعلى الجماع واصل كلمهم العقلي باطل والجميياع الييذين يظنييونه انمييا هييو اجميياعهم
واجماع نظرائهم من أهل الكلم ليس هو إجماع أمة محمد ول علمائها واللييه تعييالى إنمييا جعييل العصييمة
للمؤمنين من أمة محمد فهم الذين ل يجتمعون على ضللة ول خطأ كما ذكر على ذلييك الييدلئل الكييثيرة
وكل ما اجتمعوا عليه فهو مأثور عن الرسول فإن الرسول بييين الييدين كلييه وهييم معصييومون أن يخطئوا
كلهم ويضلوا عما جاء به محمد بل هم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فل يبقى معروف ال أمييروا
به ول منكر ال نهوا عنه وهم أمة وسط عدل خيار شهداء الله في الرض فل يشهدون ال بحق فإجماعهم
هو على علم موروث عن الرسول جاء من عند الله وذلك ل يكون ال حقا وأما من كان إجماعهم على ما
ابتدعه رأس من رءوسهم فيجوز أن يكون إجماعهم خطأ اذ ليسوا هم المؤمنين ول أمة محمد وانميا هيم
فرقة منهم واذا قيل المعتييبر ميين أميية محمييد بعلمائهييا قيييل اذا اتفقييت علماؤهييا علييى شيييء فالبيياقون
يسلمون لهم ما اتفقوا عليه ل ينازعونهم فيه فصار هذا اجماعا من المؤمنين ومن نييازعهم بعلييم فهييذا ل
يثبت الجماع دونه كائنا من كان وأما من ليس من أهل العلم فيما تكلموا فيه فذاك وجوده كعدمه وقول
من قال العتبار بالمجتهدين دون غيرهم وأنه ل يعتبر بخلف أهل الحديث أو أهيل الصيول ونحيوهم كلم
ل حقيقة له فإن المجتهدين ان أريد بهم من له قدرة على معرفة جميع الحكام بأدلتها فليس فييي الميية
من هو كذلك بل أفضل المة كان يتعلم ممن هو دونه شيئا من السنة ليس عنده وإن عني به ميين يقييدر
على معرفة الستدلل على الحكام في الجملة فهذا موجود في كثير من أهل الحديث والصييول والكلم
وإن كان بعض الفقهاء أمهر منهم بكثير من الفروع أو بأدلتها الخاصيية أو بنقييل القييوال فيهييا فقييد يكييون
أمهر منه في معرفة اعيان الدلة كالحاديث
والفرق بين صحيحها وضعيفها ودللت اللفاظ عليها والتمييز بين ما هو دليييل شييرعي ومييا ليييس
بدليل وبالجملة العصمة إنما هي للمؤمنين لمة محمد ل لبعضهم لكن اذا اتفق علماؤهم على شيء
فسائرهم موافقون للعلماء واذا تنازعوا ولو كان المنازع واحدا وجييب رد مييا تنييازعوا فيييه الييى اللييه
والرسول وما أحد شذ بقول فاسد عن الجمهور ال وفي الكتيياب والسيينة ميا يييبين فسياد قيوله وإن
كان القائل كثيرا كقول سعيد في أن المطلقة ثلثا تباح بالعقد فحديث عائشة فييي الصييحيحين يييدل
على خلفه مع دللة القرآن أيضا وكذلك غيره وأما القول الذي يدل عليه الكتياب والسينة فل يكيون
شاذا وأن القائل به أقل من القائل بذاك القول فل عييبرة بكييثرة القييائل باتفيياق النيياس ولهييذا كييان
السلف من الصحابة والتيابعين لهيم باحسيان ييردون عليى مين أخطيأ بالكتياب والسينة ل يحتجيون
بالجماع ال علمة وقد يبعث معه نشابه أو سيفه أو شييئا مين السيلح المختيص بيه أو يركبيه دابتيه
المختصة به ونحو ذلك مما يعلم الناس أنه قصد به تخصيصه وإن كانت تلك الفعال تفعل مع أمثاله
وقد تفعل لغير الرسول ممن يقصد اكرامه وتشريفه لكن هي خارقة لعادته بمعنى أنييه لييم يعتييد أن
يفعل ذلك مع عموم الناس ول يفعله ال مع من ميييزه بولييية أو رسييالة أو وكاليية والولييية والوكاليية
تتضمن الرسالة فكل من هؤلء هو في معنى رسوله الى من وله أني قييد وليتييه والييى ميين أرسييله
بأني أرسلته فهذه عادة معروفة فييي العلمييات والييدلئل الييتي يييبين بهييا المرسييل أن هييذا رسييولي
وجنس خرق العادة ل يستلزم الكرام بل تخييرق عييادته بالهانيية تييارة وبييالكرام أخييرى فقييد يخييرج
ويركب في وقت لم تجر عادته به بل لعقوبة قوم وآيات الرب تعالى قييد تكييون تخويفييا لعبييادة كمييا
قال وما نرسل باليات ال تخويفا وقد يهلك بها كما أهلك أمما مكذبين واذا قص قصصييهم قييال ان
في ذلك ليات وكان إهلكهم خرقا للعادة دل بها على أنه عاقبهم بذنوبهم وتكييذيبهم للرسييل وأن مييا
فعلوه من الذنوب مما ينهى عنه ويعاقب فاعله بمثل تلك العقوبة فهييذه خييرق عييادات لهانيية قييوم
وعقوبتهم لما فعلوه من الذنوب تجري مجرى قييوله عيياقبتهم لنهييم كييذبوا رسييولي وعصييوه ولهييذا
يقول سبحانه كلما قص قصة من كذب رسله وعقوبته إييياهم يقييول فكيننف كننان عننذابي ونننذر ولقنند
يسرنا
القرآن للذكر فهل من مدكر كما يقول في موضع آخننر إن في ذلييك ليييات وإن كنييا لمبتلييين و إن فييي
ذلك لية وما كان أكثرهم مؤمنين وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الليم واذا كانت تلك العلمات ممييا
جرت عادته انه يفعلها مع من أرسله ويهلك بها من كذب رسله كانت أبلغ في الدللة وكانت معتييادة فييي
هذا النوع وهؤلء تكلموا بلفظ لم يحققوا معناه وهو لفظة خرق العادة وقالوا العادات تنقسم الييى عاميية
وخاصة فمنها ما يشترك فيه جميع الناس في جميع العصار كالكل والشرب واتقاء الحر والبرد والخاص
منها ما يكون كعادة للملئكة فقط أو للجن فقط أو للنس دون غيرهم قييالوا ولهييذا صييح أن يكييون لكييل
قبيل منهم ضرب من التحدي وخرق لما هو عادة لهم دون غيرهم وحجة عليهم دون ما سواهم ومنها مييا
يكون عادة لبعض البشر نحو اعتياد بعضهم صناعة أو تجارة أو رياضة في ركوب الخيل والعمييل بالسييلح
لكن هذه كلها مقدورات للبشر قالوا وآية الرسل ل تكون مقدورة لمخلوق بل ل تكون ال مما ينفرد اللييه
بالقدرة عليه فاذا قالوا هذا ظن الظان أنهم اشترطوا أمرا عظيما ولم يشترطوا شيييئا فييإنهم قييالوا فييي
جنس الفعال التي ل تقدر الناس ال على اليسير منها كحمييل الجبييال ونقلهييا أن المعجييزة هنييا إقييدارهم
على الفعل ل نفس الفعل ورجحوا هذا على قول من يقيول نفييس الفعيل آيية لن جنيس الفعييل مقييدور
وليس هذا بفرق طائل فإنه ل فرق بين تخصيصهم بالفعل أو بالقدرة عليه فاذا كان إقدارهم على الكييثير
الذي لم تجر به العادة معجزة كان نفس الكثير الذي لم تجر به العادة معجييزة وهييؤلء عنييدهم أن قييدرة
العباد ل تؤثر في وجود شيء ول يكون مقدورها ال في محلها فهم في الحقيقة لم يثبتوا قييدرة فكييل مييا
في الوجود هو مقدور لله عنييدهم ولهييذا عييدل ابيو المعييالي وميين اتبعييه كييالرازي عيين هييذا الفييرق فليم
يشترطوا أن يكون مما ينفرد الرب بالقدرة عليه وإذ كانت جميييع الحيوادث عنييدهم كييذلك وقييالوا ان مييا
يحصل على يد الساحر والكاهن وعامل الطلسمات وعند الطبيعة الغريبة هيو مميا ينفيرد اليرب بالقيدرة
عليه ويكون آية للنبي وهذا معتاد لغير النبييياء فلييم يبييق لقييولهم خييرق للعييادة معنييى معقييول بييل قييالوا
واللفظ للقاضي أبي بكر الواجب على هذا الصل أن يكون
خرق العادة الذي يفعله الله مما يخرق عادة جميع القبيل الذين تحداهم الرسول بمثلييه ويحتييج بييه علييى
نبوته فإن أرسل ملكا الى الملئكة أظهر على يده ما هو خرق لعادتهم وإن أرسل بشرا أرسله بما يخرق
عادة البشر وان أرسل جنيا أظهر على يديه ما هو خارق لعادة الجن فيقال السحر والكهانة معتاد للبشيير
وأنتم تقولون يجوز أن يكون ما يأتي به الساحر والكاهن آية بشرط أن ل يمكن معارضته فلم يبق لكييونه
خارقا للعادة معنى يعقل عندكم ولهذا قال محققوهم انه ل يشترط فيي الييات أن تكيون خارقية للعيادة
كما قد حكينا لفظهم في غير هذا الموضع كمييا تقييدم وانمييا الشييرط أنهييا ل تعييارض وأن تقييترن بييدعوى
النبوة هذان الشرطان هما المعتبران وقد بينا في غير موضع أن كل من الشرطين باطل والول يقتضييي
أن يكيييييييييييييييون الميييييييييييييييدلول علييييييييييييييييه جيييييييييييييييزءا مييييييييييييييين اليييييييييييييييدليل
وآيات النبوة أنواع متعددة منها ما يكون قبل وجوده ومنها ما يكون بعد موته ومنها مييا يكييون فييي غيبتييه
والمقصود هنا كان هو الكلم على المثال الذي ذكروه وأن ما ضرب من المثلة على الوجه الصحيح فييانه
ولله الحمد يدل على صدق الرسول وعلى فساد أصولهم ولكن هييم ضييربوا مثييال اذا اعتييبر علييى الييوجه
الصحيح كان حجة ولله الحمد على صدق النبي وعلى فساد ما ذكييروه فييي المعجييزات حيييث قييالوا هييي
الفعل الخارق للعادة المقترن بييدعوى النبييوة والسييتدلل بييه وتحييدي النييبي ميين دعيياهم أن يييأتوا بمثلييه
وشرط بعضهم أن يكون مما ينفرد الرب بالقدرة عليه وهذه الربعة هييي الييتي شييرط القاضييي أبييو بكيير
ومن سلك مسلكه كابن اللبان وابيين شيياذان والقاضييي أبييي يعلييى وغيرهييم أن يكييون ممييا ينفييرد الييرب
بالقدرة عليه على أحد القولين أو منه ومن الجنس الخر اذا وقع على وجه يخرق العادة وطريييق متعييذر
على غيرهم مثله على القول الخر قالوا وهذا لفظ القاضي أبي بكر والثاني أن يكون ذلك الشيء الييذي
يظهر على أيديهم مما يخرق العادة وينقضها ومتى لم يكن كذلك لم يكن معجييزا والثييالث أن يكييون غييير
النبي ممنوعا من إظهار ذلك على يده على الوجه الذي ظهر عليه ودعا الييى معارضييته مييع كييونه خارقييا
للعادة والرابع أن يكون واقعا مفعول عند تحدي الرسول بمثله وادعائه آية لنبوته وتقريعه بالعجز عنه من
خالفه وكذبه
هناك دليل على إجابة دعاء فهو دليل على إجابة الدعاء اذا وقع عقب الدعاء ول يكون دليل اذا وقع علييى
غير هذا الوجه وكذلك الرسول اذا قال لمرسييله أعطنييي علميية فأعطيياه مييا شييرفه بييه كييان دليل علييى
رسالته وإن كان قد يفعل ذلك لحكمة أخرى لكن فعل ذلك عقب سؤاله آية لنبييوته هييو الييذي يختييص بييه
وكذلك اذا علم أنه فعله اكراما له مع دعواه النبوة علم أنه قد أكرمه بما يكرم به الصييادقين عليييه فعلييم
أنه صادق لن ما فعله بيه مختيص بالصيادقين البيرار دون الكياذبين علييه الفجيار وعليى هيذا فكراميات
الولياء هي من آيات النبياء فإنها مختصة بمن شهد لهم بالرسالة وكل ما استلزم صدق الشهادة بنبوتهم
فهو دليل على صدق هذه الشهادة سواء كان الشاهد بنبوتهم المخبر بها هم أو غيرهم بل غيرهم إذا أخبر
بنبوتهم وأظهر الله على يديه ما يدل على صدق هذا الخبر كان هذا أبلغ في الدللة على صدقهم ميين أن
يظهر على أيديهم فقد تبين أنه ليس من شرط دلئل النبوة لقييترانه بييدعوى النبييوة ول الحتجيياج بييه ول
التحدي بالمثل ول تقريع من يخالفه بل كل هذه المور قد تقع في بعض اليات لكن ل يجب أن ما ل يقييع
معه ل يكون آية بل هذا إبطال لكثر آيات النبياء لخلوها عيين هييذا الشييرط ثييم هييو شييرط بل حجيية فييان
الدليل على المدلول عليه هو ما استلزم وجوده وهذا ل يكون ال عند عدم المعارض المساوي او الراجييح
وما كان كذلك فهو دليل سواء قال المستدل به ائتوا بمثله وانتم ل تقدرون على التيييان بمثلييه وقرعهييم
وعجزهم أو لم يقل ذلك فهو اذا كان في نفسه مما ل يقدرون على التيييان بمثلييه سييواء ذكيير المسييتدل
هذا أو لم يذكره ل بذكره يصير دليل ول بعدم ذكره تنتفي دللته وهييؤلء قييالوا ل يكييون دليل ال اذا ذكييره
المستدل وهذا باطل وكذلك الدليل هو دليل سواء استدل به مستدل أو لم يستدل وهؤلء قييالو ل يكييون
دليل النبوة دليل ال اذا استدل بييه النييبي حييين ادعييى النبييوة فجعييل نفييس دعييواه واسييتدلله والمطالبيية
بالمعارضة وتقريعهم بالعجز عنها كلها جزءا من الدليل وهذا غلط عظيم بييل السييكوت عيين هييذه المييور
أبلع في الدللة والنطق بها ل يقوي الدليل والله تعالى لم يقل فليأتوا بحديث مثله ال حييين قييالوا افييتراه
لم يجعل هذا القول شرطا في الدليل بل نفس عجزهم عن المعارضية هيو مين تميام الييدليل وهيم أنمييا
شرطوا ذلك لن كرامات
الولياء عندهم متى اقترن بها دعوى النبوة كانت آية للنبوة وجنس السحر والكهانة متى اقترن به
دعوى النبوة كان دليل على النبوة عندهم لكن قالوا الساحر والكاهن لو ادعى النبوة لكان يمتنع من
ذلك أو يعارض بمثله وأما الصالح فل يدعي فكان أصلهم أن مييا يييأتي بييه النييبي والسيياحر والكيياهن
والولي من جنس واحد ل يتميز بعضه عن بعض بوصف لكن خاصة النبي اقتران الدعوى والستدلل
والتحدي بالمثل بما يأتي به فلم يجعلوا ليات النبياء خاصيية تتميييز بهيا عين السيحر والكهانيية وعميا
يكون لحاد المؤمنين ولم يجعلوا للنبي مزية على عموم الميؤمنين ول عليى السيحرة والكهيان مين
جهة اليات التي يدل الله بها العباد على صدقه وهذا افتراء عظيم على النبياء وعلى آياتهم وتسوية
بين أفضل الخلق وشرار الخلق بل تسوية بين ما يدل على النبوة وما يدل على نقيضها فإن ما يأتي
به السحرة والكهان ل يكون ال لكذاب فاجر عدو لله فهو مناقض للنبييوة فليم يفرقيوا بيين ميا يييدل
على النبوة وعلى نقيضها وبين مال يدل عليها ول على نقيضها فييإن آيييات النبييياء تييدل علييى النبييوة
وعجائب السحرة والكهان تدل على نقيض النبوة وأن صاحبها ليس ببر ول عدل ول ولييي للييه فضييل
عن أن يكون نبيا بل يمتنع أن يكون الساحر والكاهن نبيا بل هو من أعداء الله والنبياء أفضيل خليق
الله وايمان المؤمنين وصلحهم ل ينيياقض النبييوة ول يسييتلزمها فهييؤلء سيووا بييين الجنيياس الثلثية
فكانوا بمنزلة من سوى بين عبادة الرحمن وعبادة الشيطان والوثان فإن الكهان والسحرة يأمرون
بالشرك وعبادة الوثان وما فيه طاعة للشيطان والنبياء ل يأمرون ال بعبادة الله وحده وينهون عيين
عبادة ما سوى الله وطاعة الشياطين فسوى هؤلء بين هذا وهذا ولييم يبييق الفييرق ال مجييرد تلفييظ
المدعي بأني نبي فإن تلفظ به كان نبيا وإن لم يتلفظ به لم يكن نبيا فالكذاب المتنييبي اذا أتييى بمييا
يأتي الساحر والكاهن وقال أنا نبي كيان نبييا وقيولهم إنيه اذا فعيل ذليك منيع منيه وعيورض دعيوى
مجردة فهي ل تقبل لو لم يعلم بطلنها فكيف وقد علم بطلنها وإن كثيرا ادعوا ذلك ولييم يعارضييهم
ممن ادعوه أحد ول منعوا من ذلك فليزم عليى قيول هيؤلء التسييوية بييين النيبي الصيادق والمتنيبي
الكاذب وقد قال تعالى فمن أظلم ممن كذب على ال وكذب بالصدق اذ جاءه أليس في جهنم
مثوى للكافرين والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ولم يفرق هؤلء بين هنؤلء وهنؤلء ول
بين آيات هؤلء وآيات هؤلء وقال تعالى وما قدروا الله حق قدره اذ قييالوا مييا أنييزل اللييه علييى بشيير ميين
شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهييدى للنيياس تجعلييونه قراطيييس تبييدونها وتخفييون
كثيرا وعلمتم مالم تعلموا أنتم ول آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وهذا كتاب أنزلناه مبارك
مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالخرة يؤمنون به وهم علييى صييلتهم
يحافظون ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح اليه شيء ومن قييال سييأنزل
مثل ما أنزل الله ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملئكيية باسييطوا أيييديهم أخرجييوا أنفسييكم
اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ولقييد جئتمونييا
فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شييفعاءكم الييذين زعمتييم
أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون فنسأل ال العظيم أن يهنندينا الننى الصننراط
المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصنالحين النذين عبندوه وحنده ل شنريك لنه
وآمنوا بما أرسل به رسله وبما جاءوا به من اليات وفرق بين الحق والباطل والهدى والضلل والغنني والرشنناد
وطريق أولياء ال المتقين وأعداء الن الضننالين والمغضننوب عليهننم فكننان ممننن صنندق الرسننل فيمننا اخننبروا بننه
وأطنننننننننننننناعهم فيمننننننننننننننا أمننننننننننننننروا بننننننننننننننه ول حننننننننننننننول ول قننننننننننننننوة إل بننننننننننننننال
وهؤلء يجوزون أن يامر الله بكل شيء وأن ينهى عن كل شيء فل يبقى عندهم فرق بين النبي الصييادق
والمتنبي الكاذب ل من جهة نفسه فإنهم ل يشترطون فيه ال مجرد كونه في الباطن مقرا بالصييانع وهييذا
موجود في عامة الخلق ول من جهة آياته ول من جهة ما يأمر به والفلسفة من هذا الوجه أجود قول في
النبياء فإنهم يشترطون في النبي اختصاصه بالعلم من غير تعلم وبالقدرة على التأثير الغريييب والتخييييل
ويفرقون بين الساحر والنبي بأن النبي يقصد العدل ويأمر بييه بخلف السيياحر ولهييذا عييدل الغزالييي فييي
النبوة عن طريق أولئك المتكلمين الى طريق الفلسفة
فاستدل بما يفعله النبي ويأمر به على نبوته وهي طريق صحيحة لكيين انمييا أثبييت بهييا نبييوة مثييل
نبوة الفلسفة وأولئك خير من الفلسفة من جهة أنهم لما أقروا بنبوة محمد صدقوه فيمييا أخييبر بييه
من أمور النبياء وغيرهم وكان عندهم معصوما من الكييذب فيمييا يبلغييه عيين اللييه فييانتفعوا بالشييرع
والسمعيات وبها صار فيهم من السلم ما تميزوا به على أولئك فإن أولئك ل ينتفعون بأخبار النبييياء
اذ كانوا عندهم يخاطبون الجمهور بالتخييييل فهييم يكييذبون عنييدهم للمصييلحة ولكيين آخييرون سييلكوا
مسلك التأويل وقالوا انهم ل يكذبون ولكن أسرفوا فيييه ففييي الجمليية ظهييور الفلسييفة والملحييدة
والباطنية على هؤلء تارة ومقاومتهم لهم تارة ل بد له مين أسيباب فيي حكمية اليرب وعيدله ومين
أعظم اسبابه تفريط أولئك وجهلهم بما جاء به النبياء فالنبوة التي ينتسبون الى نصرها لم يعرفوهييا
ولم يعرفوا دليلهييا ول قييدروها قييدرها وهييذا يظهيير ميين جهييات متعييددة ول حيول ول قيوة إل بييالله
) فصل ( قد ذكرنا في غير موضع أن أصول الدين الذي بعث الله به رسوله محمدا صلى الله عليييه
وسلم قد بينها الله في القييرآن أحسيين بيييان وبييين دلئل الربوبييية والوحدانييية ودلئل أسييماء الييرب
وصفاته وبين دلئل نبوة أنبيائه وبين المعاد بين إمكانه وقدرته عليييه فييي غييير موضييع وبييين وقوعيية
بالدلة السمعية والعقلية فكان في بيان الله أصول اليدين الحيق وهيو ديين الليه وهيي أصيول ثابتية
صحيحة معلومة فتضمن بيان العلم النافع والعمييل الصييالح الهييدى ودييين الحييق وأهييل البييدع الييذين
ابتدعوا أصول دين يخالف ذلك ليس فيما ابتدعوه ل هدى ول دين حق فابتدعوا ما زعمييوا أنييه أدليية
وبراهين على إثبات الصانع وصدق الرسول وإمكان المعاد أو وقوعه وفيمييا ابتييدعوه مييا خييالفوا بييه
الشرع وكل ما خالفوه من الشرع فقد خالفوا فيه العقل أيضا فإن الذي بعث الله به محمدا وغيييره
من النبياء هو حق وصدق وتدل عليه الدلة العقلية فهو ثابت بالسمع والعقل والذين خالفوا الرسيل
ليس معهم ل سمع ول عقل كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله كلما ألقي فيهننا فننوج سنألهم خزنتهننا ألنم
يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل ال من شيء ان أنتم إل فني ضنلل كنبير وقنالوا لنو
كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم
فسحقا لصحاب السعير وقال تعالى لمكذبي الرسل أفلم يسيروا في الرض فتكييون لهييم قلييوب يعقلييون
بها أو آذان يسمعون بها فإنها ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ذكننر ذلننك بعند قنوله
وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقييوم ابراهيييم وقييوم لييوط وأصييحاب مييدين وكييذب
موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالميية وهييي خاوييية
على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد ثم قال أفلم يسيروا في الرض الية ثييم قييال وكييأين ميين قرييية
أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير فذكر إهلك من أهلننك وأملءه لمننن أملننى لئل يغننتر المغننتر
فيقننننننننول نحننننننننن لننننننننم يهلكنننننننننا وقنننننننند بسننننننننط هننننننننذا فنننننننني غيننننننننر هننننننننذا الموضننننننننع
والمقصود هنا أن ما جاء به الرسول يدل عليه السمع والعقل وهو حق في نفسه كالحكم الذي يحكم بييه
فإنه يحكم بالعدل وهو الشرع فالعدل هو الشرع والشرع هو العدل ولهيذا ييأمر نيبيه أن يحكيم بالقسيط
وأن يحكم بما أنزل الله والذي أنزل الله هو القسط والقسط هو الذي أنزل الله وكذلك الحييق والصييدق
هو ما أخبرت به الرسل وما أخبرت به فهو الحق والصدق والسلف والئمة ذمييوا أهييل الكلم المبتييدعين
الذين خالفوا الكتاب والسنة ومن خالف الكتاب والسنة لم يكن كلمه ال باطل فالكلم الذي ذمه السلف
يذم لنه باطل ولنه يخالف الشرع ولكن لفظ الكلم لما كان مجمل لم يعرف كثير من الناس الفرق بين
الكلم الذي ذموه وغيره فمن الناس من يظن أنهم إنما أنكييروا كلم القدرييية فقييط كمييا ذكييره الييبيهقي
وابن عساكر في تفسير كلم الشافعي ونحوه ليخرجوا أصحابهم عن الذم وليس كذلك بل الشافعي أنكر
كلم الجهمية كلم حفص الفرد وأمثاله وهؤلء كانت منازعتهم في الصفات والقرآن والرؤية ل في القييدر
وكذلك أحمد بن حنبل خصومه من أهل الكلم هم الجهمية الذين ناظروه فييي القييرآن مثييل أبييي عيسييى
محمد بن عيسى برغوث صاحب حسين النجار وأمثاله ولم يكونوا قدرية ول كان النزاع في مسائل القدر
ولهذا يصرح أحمد وأمثاله من السلف بذم الجهمية بل يكفرونهم أعظم ميين سييائر الطييوائف وقييال عبييد
الله بن المبارك ويوسف بن أسباط وغيرهما أصول أهل
الهواء أربع الشيعة والخوارج والمرجئة والقدرية فقيل لهم الجهمية فقالوا الجهمية ليسوا من أمة محمد
ولهذا ذكر أبو عبد الله بن حامد عن اصحاب أحمييد فييي الجهمييية هيل هيم مين الثنيتين والسيبعين فرقية
وجهين أحدهما أنهم ليسوا منهم لخروجهم عن السلم وطائفيية تظيين أن الكلم الييذي ذمييه السييلف هييو
مطلق النظر والحتجاج والمناظرة ويزعم من يزعم من هؤلء أن قوله ول تجادلوا أهل الكتاب ال بننالتي
هي أحسن منسوخ بآية السيف وهؤلء أيضا غالطون فييان اللييه تعييالى قييد أخييبر عين قييوم نييوح وابراهييم
بمجادلتهم للكفار حتى قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا وقال عن قييوم ابراهيييم وحنناجه قننومه الننى
قوله وتلك حجتنا آتيناها ابراهيم على قومه وذكر محاجة ابراهيم للكييافر والقييرآن فيييه ميين منيياظرة الكفييار
والحتجاج عليهم ما فيه شفاء وكفاية وقوله تعالى ول تجادلوا أهل الكتنناب ال بننالتي هنني أحسننن ال الننذين
ظلموا منهم وقوله وجادلهم بالتي هي أحسن ليس في القرآن ما ينسخهما ولكن بعض الناس يظن أن من
المجادلة ترك الجهاد بالسيف وكل ما كان متضمنا لترك الجهاد المأمور بييه فهييو منسييوخ بآيييات السيييف
والجهاد والمجادلة قد تكون مع أهل الذمة والهدنة والمان ومن ل يجيوز قتيياله بالسيييف وقييد تكيون فييي
ابتداء الدعوة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يجاهد الكفار بالقرآن وقد تكييون لبيييان الحييق وشييفاء
القلوب من الشبه مع من يطلب الستهداء والبيان وبسط هذا له موضع آخر والمقصود هنا أن المبتدعين
الذين ابتدعوا كلما وأصول تخالف الكتاب وهي أيضا مخالفة للميزان وهييو العييدل فهييي مخالفيية للسييمع
والعقل كما ابتدعوا في اثبات الصييانع إثبيياته بحييدوث الجسييام وأثبتييوا حييدوث الجسييام بأنهييا مسييتلزمة
للعراض ل تنفك عنها قالوا وما ليخلوا عن الحوادث فهو حادث لمتناع ل أول لها فهؤلء إذا حقق عليهم
ما قالوه لم يوجدوا قد أثبتوا العلييم بالصييانع ول أثبتييوا النبييوة ول أثبتييوا المعيياد وهييذه هييي أصييول الييدين
واليمان بل كلمهم في الخلق والبعث المبدأ والمعاد وفي اثبات الصانع ليييس فييه تحقيييق العلييم ل عقل
ول نقل وهم معترفون بذلك كما قال الرازي لقد تأملت الطرق الكلمية
والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليل ول تروي غليل ورأيت أقرب الطرق طريقيية القييرآن أقييرأ فييي
النفي ليس كمثله شيء و ل يحيطون به علما وأقرأ في الثبات الرحمن على العرش استوى اليه يصننعد
الكلم الطيب أأمنتم من في السماء ثم قال ومن جرب مثل تجربييتي عييرف مثييل معرفييتي وكييذلك الغزالييي
وابن عقيل وغيرهما يقولون ما يشبه هييذا وهييو كمييا قييالوا فييان الييرازي قييد جمييع مييا جمعييه ميين طييرق
المتكلمين والفلسفة ومع هذا فليس في كتبه اثبات الصانع كما قد بسط هذا في غير هذا الموضع وبييين
جميع ما ذكره في اثبات الصانع وأنه ليس فيه ذلك وليس فيه أيضا اثبات النبوة فان النبييوة مبناهييا علييى
أن الله قادر وأنه يحدث اليات لتصدق بها الرسل وليس في كتبه اثبات ان الله قادر ول مريد بييل كلمييه
فيه تقرير حجج من نفي قدرته وارادته دون الجانب الخر كما قد بينا ذلك في الكلم على مييا ذكييره فييي
مسألة القدرة والرادة مع أنه ولله الحمد الدلة الدالة على اثبات الصانع واثبييات قييدرته ومشيييئته تفييوق
الحصيييييياء لكيييييين ميييييين لييييييم يجعييييييل اللييييييه لييييييه نييييييورا فمييييييا لييييييه ميييييين نييييييور
وسبب ذلك إعراضهم عيين الفطييرة العقلييية والشييرعة النبوييية بمييا ابتييدعه المبتييدعون ممييا أفسييدوا بييه
الفطرة والشرعة فصاروا يسفسطون في العقليات ويقرمطون فييي السييمعيات كمييا قييد بييين هييذا فييي
مواضع وأيضا فإذا عرف أن الله قادر كما قييد عرفييه غيييره فليييس عنييده فييي النبييوة ال طريييق أصييحابه
الشعرية الذين سلكوا مسلك الجهمية في أفعال الله تعالى أو طريق الفلسفة ولهييذا يقييول ميين يقييول
من علماء الزيدية وهم يميلون الى العتزال مع تشيع الزيدية يقولون نحن ل نتكلييم فييي الشييافعي فييإنه
إمام لكن هؤلء صاروا جهمية يعني القييدر فلسييفة والشييافعي لييم يكيين جهميييا ول فيلسييوفا وهييؤلء لييم
يعرفوا آيات النبياء والفرق بينها وبين غيرها لكن ادعوا ان ما يأتي به الكهان والسحرة وغيرهم قد يكون
من آيات النبياء لكن بشرط أن ل يقدر أحييد ميين المرسييل اليهييم علييى معارضييته وهييذه خاصيية المعجييز
عندهم وهذا فاسد من وجوه كثيرة كما قد بسط في غير هذا الموضع وأما كلمه في المعاد فأبعد
من هذا وهذا كما قد بين ايضا وكذلك كلم من تقدمه من الجهمية وأتباعهم من الشعرية وغيرهييم وميين
المعتزلة فإنك ل تجد في كلمهم الذي ابتدعوه ل إثبات الربوبييية ول النبييوة ول المعيياد والشييعري نفسييه
وأتباعه ليس في كتبهم إثبات الربوبية ول المعاد وكذلك من سلك سبيلهم في أدلتهيم مين أتبياع الفقهياء
كالقاضي أبي يعلى وابن عقيل وابن الزاغوني وغيرهم والمعتزلة كذلك أيضا وكذلك الكرامية وقد تأملت
كلم أئمة هؤلء الطوائف كأبي الحسين البصري ونحوه من المعتزلة وكابن الهيضم من الكرامييية وكييأبي
الحسن نفسه والقاضي أبي بكر وأبي المعالي الجويني وأبي اسحاق السيفراييني وأبييي بكير بيين فيورك
وأبي القاسم القشيري وأبي الحسن التميمي والقاضي أبي يعلى وابن عقيييل وابيين الزاغييوني غفيير اللييه
لهم ورحمهم أجمعين وتأملت ما وجدته في الصفات من المقالت مثل كتاب الملل والنحل للشهرستاني
وكتاب مقالت السلميين للشعري وهو أجمع كتاب رأيته في هذا الفن وقد ذكر فيه مييا ذكيير أنييه مقاليية
أهل السنة والحديث وأنه يختارها وهي أقرب ما ذكره من المقالت الى السنة والحديث لكيين فيييه أمييور
لم يقلها أحد من أهل السنة والحديث ونفس مقالة أهل السنة والحديث لم يكن يعرفها ول هو خييبير بهييا
فالكتب المصنفة في مقالت الطوائف التي صنفها هؤلء ليس فيهييا مييا جيياء بييه الرسييول ومييا دل عليييه
القرآن لفي المقالت المجردة ول في المقالت التي يذكر فيها الدلة فإن جميع هؤلء دخلوا فييي الكلم
المذموم الذي عابه السلف وذموه ولكن بعضهم أقرب الى السنة من بعض وقييد يكييون هييذا أقييرب فييي
بعض وهذا أقرب في مواضع وهذا لكون أصل اعتمادهم لم يكن علييى القييرآن والحييديث بخلف الفقهيياء
فإنهم في كثير مما يقولونه إنما يعتمدون على القرآن والحديث فلهذا كانوا أكثر متابعة لكن ما تكلم فيييه
أولئك أجل ولهذا يعظمون من وجه ويذمون من وجه فإن لهم حسنات وفضائل وسعيا مشكورا وخطأهم
بعد الجتهاد مغفور والشعري أعلم بمقالت المختلفين من الشهرستاني ولهذا ذكر عشر طييوائف وذكيير
مقالت لم يذكرها الشهرستاني وهو أعلم بمقالت أهل السنة وأقرب اليهم وأوسع علما من
الشهرستاني والشهرستاني أعلم باختلف المختلفين ومقالتهم من الغزالي ولهذا ذكر لهييم فييي القييرآن
أربع مقالت وعدد طوائف من أهيل القبلية والغزالييي حصير أهيل العليم اللهيي فيي أربعية اصيناف فيي
الفلسفة والباطنية والمتكلمين والصوفية فلم يعرف مقالت أهل الحديث والسنة ول مقالت الفقهاء ول
مقالت أئمة الصوفية ولكن ذكر عنهم العمل وذكر عن بعضهم اعتقادا يخالفهم فييه أئمتهيم وأبيو طيالب
أعلم منهما بأقوال الصوفية ومع هذا فلم يعرف مقالة الكابر كالفضيل بن عياض ونحوه وأبييو الوليييد بيين
رشد الحفيد حصر أهل العلم اللهي في ثلثة في الحشوية والباطنية والشييعرية والباطنييية عنييده يييدخل
فيهم باطنية الصوفية وباطنية الفلسفة ومن هنا دخل ابن سبعين وابن عربي فأخييذوا مييذاهب الفلسييفة
وادخلوها في التصوف وأبو حامد يدخل في بعض هذا فإن ابن سينا تكلم في مقييالت العييارفين بتصييوف
فاسد ثم ان هؤلء مع هذا لما لم يجدوا الصحابة والتابعين تكلموا بمثل كلمهم بل ول نقل ذلك عن النبي
صلى الله عليه وسلم صار منهم من يقول كانوا مشغولين بالجهاد عن هذا الباب وأنهم هم حققوا ما لييم
يحققه الصحابة ويقولون أيضا ان الرسول لم يعلمهم هذا لئل يشتغلوا به عيين الجهيياد فييانه كييان محتاجييا
اليهم في الجهاد وهكذا يقول من يقول من مبتدعة أهل الزهييد والتصييوف إذا دخلييوا فييي عبييادات منهييي
عنها ومذمومة في الشرع قالوا كان الصحابة مشغولين عنها بالجهاد وكان النبي صلى اللييه عليييه وسييلم
يخاف أن يشتغلوا بها عن الجهاد واهل السيف قد يظن من يظن منهم أن لهم من الجهاد وقتيال العيداء
مالم يكن مثله للصحابة وأن الصحابة كانوا مشغولين بالعلم والعبادة عن مثل جهيادهم ومين أهيل الكلم
من يقول بل الصحابة كانوا على عقائدهم وأصولهم لكيين لييم يتكلمييوا بييذلك لعييدم حيياجتهم اليييه فهييؤلء
جمعوا بين أمرين بين أن ابتدعوا أقوال باطلة ظنوا أنها هي أصول الييدين ل يكييون علمييا بالييدين ال ميين
وافقهم عليها وأنهم علموا وبينوا من الحق مالم يبينه الرسول والصحابة وإذا تدبر الخبير حقيقيية مييا هييم
عليه تبين له أنه ليس عند القوم فيما ابتدعوه ل علم ول دين ل شرع ول عقييل وآخييرون لمييا رأوا ابتييداع
هؤلء وأن الصحابة والتابعين لم يكونوا يقولون مثل قيولهم ظنيوا أنهييم كييانوا كالعامية اليذين ل يعرفييون
الدلة والحجج وأنهم كانوا ل يفهمون ما في
كييان القرآن مما تشابه على من تشابه عليه وهموتو أنه اذا كان الوقف على قوله وما يعلم تأويله إل ال
المراد أنه ل يفهم معناه ال الله ل الرسول ول الصحابة فصاروا ينسبون الصحابة بل والرسول الييى عييدم
العلم بالسمع والعقل وجعلوهم مثل أنفسهم ل يسمعون ول يعقلون وظنوا أن هذه طريقة السلف وهييي
الجهل البسيط التي ل يعقل صاحبها ول يسمع وهذا وصف أهل النار ل وصف افضييل الخلييق بعييد النبييياء
قال ابن مسعود رضي الله عنه من كان منكم مستنا فليسيتن بمين قيد مييات فيان الحيي ل ييؤمن عليييه
الفتنة أولئك أصحاب محمد أبر هذه المة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نييبيه
واقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فانهم كانوا على الهدى المسييتقيم وقييال أيضييا ان اللييه
نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته ثييم نظيير فييي
قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد بعد قلبه فجعلهييم وزراء نييبيه يقيياتلون
على دينه فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح وقييد
ثبت في الصحيحين من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خير القرون القرن الذي بعثييت
فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وقد قال تعالى والسابقون الولون من المهاجرين والنصار والننذين
اتبعوهم باحسان فرضي عن السابقين مطلقا ورضي عمن اتبعهم باحسان وذلك متناول لكييل ميين اتبعهييم
الى يوم القيامة كما ذكر ذلك أهل العلم قال ابن أبي حاتم قرئ على يونس بن عبد العلييى أخبرنييا ابيين
وهب حدثني عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم في قوله والننذين اتبعننوهم باحسننان قيال مين بقيي مين أهيل
السييييييييلم إلييييييييى أن تقييييييييوم السيييييييياعة وبسييييييييط هييييييييذا لييييييييه موضييييييييع آخيييييييير
والمقصود هنا أن الهدى البيان والدلة والبراهين في القرآن فإن الله تعالى أرسل رسيوله بالهيدى وديين
الحق وأرسله باليات البينات وهي الدلة البينة الدالة على الحق وكذلك سييائر الرسييل وميين الممتنييع أن
يرسل الله رسول يأمر الناس بتصديقه ول يكون هناك ما يعرفون به صدقه وكذلك من قييال إنييي رسييول
الله فمن الممتنع أن يجعل مجرد الخبر المحتمل للصدق والكذب دليل له وحجة على الناس
هذا ل يظن بأجهل الخلق فكيف بأفضل الناس وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنييه قييال
ما من نبي من النبياء ال وقد أوتي من اليات ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحيياه
الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة قال تعالى ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى
من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم ال ويلعنهم اللعنون فالبينات جمع بينة وهي الدليية والييبراهين
التي هي بينة في نفسها وبها يتبين غيرها يقال بين المر أي تبين في نفسه ويقال بين غيره فالبين اسييم
لما ظهر في نفسه ولما أظهر غيره وكذلك المبين كقوله فاحشة مبينة أي متبينة فهذا شييأن الدليية فييان
مقدماتها تكون معلومة بنفسها كالمقدمات الحسييية والبديهييية وبهيا يتيبين غيرهييا فيسييتدل عليى الخفيي
بالجلي والهدى مصدر هداه هدى والهدى هو بيان ما ينتفع بييه النيياس ويحتيياجون اليييه وهييو ضييد الضييللة
فالضال يضل عن مقصوده وطريق مقصوده وهو سييبحانه بييين فييي كتبييه مييا يهييدي النيياس فعرفهييم مييا
يقصدون وما يسلكون من الطرق عرفهم أن الله هو المقصود المعبود وحده وأنييه ل يجييوز عبييادة غيييره
وعرفهم الطريق وهو ما يعبدونه به ففي الهييدى بيييان المعبييود ومييا يعبييد بييه والبينييات فيهييا بيييان الدليية
والبراهين على ذلك فليس ما يخبر به ويأمر به من الهدى قييول مجييردا عيين دليلييه ليؤخييذ تقليييدا واتباعييا
للظن بل هو مبين باليات البينات وهي الدلة اليقينيية والييبراهين القطعييية وكييان عنييد أهييل الكتيياب مين
البينات الدالة على نبوة محمد وصحة ما جاء به أمور متعددة كبشارات كتبهم وغير ذلك فكييانوا يكتمييونه
قال تعالى ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من ال فإنه كان عنييدهم شييهادة ميين اللييه تشييهد بمييا جيياء بييه
محمد وبمثله فكتموها وقال تعالى شهر رمضننان الننذي أنننزل فيننه القننرآن هنندى للننناس وبينننات مننن الهنندى
والفرقان فانزله هاديا للناس وبينات من الهدى والفرقان فهو يهدي الناس إلييى صييراط مسييتقيم يهييديهم
الى صراط العزيز الحميد الذي له ما في السماوات وما في الرض بما فيه من الخبر والمر وهييو بينييات
دللت وبراهين من الهدى من الدلة الهادية المبينيية للحييق وميين الفرقييان المفييرق بييين الحييق والباطييل
والخير والشر والصدق والكذب والمأمور والمحظور والحلل والحرام
وذلك أن الدليل ل يتم ال بالجواب عن المعارض فالدلة تشتبه كثيرا بما يعارضها فل بييد مين الفييرق بييين
الدليل الدال على الحق وبين ما عارضه ليتبين ان الذي عارضه باطل فالييدليل يحصييل بييه الهييدى وبيييان
الحق لكن ل بد مع ذلك من الفرقان وهو الفرق بين ذلك الدليل وبين ما عارضه والفرق بين خييبر الييرب
والخبر الذي يخالفه فالفرقان يحصل به التمييز بين المشتبهات وميين لييم يحصييل لييه الفرقييان كييان فييي
اشتباه وحيرة والهدى التام ل يكون ال مع الفرقان فلهذا قييال أو ل هنندى للننناس ثييم قييال وبينننات مننن
الهدى والفرقان فالبينات الدلة على ما تقدم من الهدى وهي بينييات ميين الهييدى الييذي هييو دلييل علييى أن
الول هدى ومن الفرقان الذي يفرق بين البينات والشبهات والحجج الصحيحة والفاسدة فالهدى مثييل أن
يؤمر بسلوك الطريق إلى الله كما يؤمر قاصد الحج بسلوك طريق مكة مع دليل يوصله والبينات ما يييدل
ويبين أن ذلك هو الطريق وأن سالكه سالك للطريق ل ضال والفرقان أن يفرق بين ذاك الطريق وغيييره
وبين الدليل الذي يسلكه ويدل الناس عليه وبين غيرهم ممن يدعي الدللة وهو جاهل مضل وهذا وامثاله
مما يبين أن في القرآن الدلة الدالة للناس على تحقيق ما فيه من الخبار والوامر كثير وقيد بسيط هيذا
في غير هذا الموضع والمقصود هنا الكلم عليى النبيوة فيإن المتكلميين المبتيدعين تكلميوا فيي النبيوات
بكلم كثير لبسوا فيه الحق بالباطل كمييا فعلييوا مثييل ذلييك فييي غييير النبييوات كاللهيييات وكالمعيياد وعنييد
التحقيق لم يعرفوا النبوة ولم يثبتوا ما يدل عليها فليس عندهم ل هدى ول بينات والله سبحانه أنزل فييي
كتبه البينات والهدى فمن تصور الشيء على وجهه فقد اهتدى اليه وميين عييرف دليييل ثبييوته فقييد عييرف
البينات فالتصور الصحيح اهتداء والدليل الذي يبين التصديق بذلك التصور بينات والله أنزل الكتيياب هييدى
للناس وبينات من الهدى والفرقان والقرآن اثبت الصفات على وجه التفصيل ونفييي عنهييا التمثيييل وهييي
طريقة الرسل جاءوا باثبات مفصل ونفي مجمل وأعداؤهم جاءوا بنفييي مفصييل وإثبييات مجمييل فلييو لييم
يكن الحق فيما بينه الرسول للناس وأظهر لهم بل كان الحق في نقيضيه لليزم أن يكيون عيدم الرسيول
خيرا من وجوده إذ كان وجوده لم يفدهم عند هؤلء علما ول هدى بل ذكر أقوال تدل على الباطل
وطلب منهم أن يتعلموا الهدى بعقولهم ونظرهم ثم ينظروا فيما جاء به فأما أن يتييأولوه ويحرفييوا الكلييم
عن مواضعه وإما أن يعوضوه فذكرنا هذا ونحوه مما يبين أن الهيدى مييأخوذ عيين الرسييول وأنيه قيد بييين
للمة ما يجب اعتقاده من أصول الدين في الصفات وغيرهييا فكييان الجييواب خطابييا مييع ميين يقيير بنبييوته
ويشهد له بأنه رسيول الليه فليم ييذكر فييه دلئل النبيوة وذكير أن الشيبهات العقليية اليتي تعيارض خيبر
الرسول باطلة وذكر في ذلك ما هو موجود في هذا الجواب ثم بعد ذلك حييدثت أمييور أوجبييت أن يبسييط
الكلم في هذا الباب ويتكلم على حجج النفاة ويبين بطلنها ويتكلم على ما أثبتوه من أنه يجب تقديم مييا
يزعمون أنه معقول على ما علم بخبر الرسول وبسط في ذلك من الكلم والقواعد ما ليس هذا موضعه
وتكلم مع الفلسفة والملحدة الذين يقولون ان الرسل خاطبوا خطابا قصدوا به التخييل الييى العاميية مييا
ينفعهم ل أنهم قصدوا الخبار بالحقائق وهؤلء لم يكن وقت الجواب قصد مخيياطبتهم اذ كييان هييؤلء فييي
الحقيقة مكذبين المرسل يقولون أنهم كذبوا لما رأوه مصلحة بل كان الخطاب مع من يقر بأن الرسييول
ل يقول ال الحق باطنا وظاهرا ثم بعد هذا طلب الكلم على تقرير أصول الدين بأدلتها العقلية وان كانت
مستفادة من تعليم الرسول وذكر فيها ما ذكر من دلئل النبوة في مصنف يتضييمن شييرح عقيييدة صيينفها
شيخ المنظار بمصر شمس الدين الصبهاني فطلييب منييي شييرحها فشييرحتها وذكييرت فيهييا ميين الييدلئل
العقلية ما يعلم به أصول الدين وبعدها جاء كتاب من النصارى يتضمن الحتجاج لييدينهم بالعقييل والسييمع
واحتجوا بما ذكروه من القرآن فأوجب ذلك أن يرد عليهم ويبين فساد ما احتجوا به ميين الدليية السييمعية
من القرآن ومن كلم النبياء المتقدمين وما احتجوا به من العقل وأنهم مخالفون للنبياء وللعقييل خييالفوا
المسيح ومن قبله وحرفوا كلمهم كما خالفوا العقل وبين ما يحتجون به ميين نصييوص النبييياء وانهييا هييي
وغيرها من نصوص النبياء التي عندهم حجة عليهم ل لهم وبين الجواب الصحيح لمن حرف دين المسيييح
وهم لم يطالبوا ببيان دلئل نبوة نبينا لكن اقتضت المصلحة أن يذكر من هييذا مييا يناسييبه ويبسييط الكلم
في ذلك بسطا أكثر من غيره وقلوب كثير من الناس يجول فيها أمر النبوات وما جاءت به الرسل
وهم وإن أظهروا تصديقهم والشهادة لهم ففييي قليوبهم ميرض ونفيياق اذ كييان مييا جعلييوه أصييول
لدينهم معارض لما جاءت به النبياء وهم لم يتعلموا ما جاءت به النبيياء وليم يأخيذوا عنهيم اليدلئل
والصول والبينات والبراهين وإذا وجب أن يؤخذ عن النبياء مييا أخييبروا بييه ميين أصييول الييدين وميين
تصديق خبرهم مع وجود ما يعارضه فلن يؤخذ عنهم ما بينوا به تلك العقييائد ميين اليييات والييبراهين
أولى وأحرى فإنه بهذا يتبين ذاك وإل فتصديق الخبر متوقف على دليل صحته أو على صدق المخييبر
به وتصديقه بدون أن يعلم أنه في نفسه حق أو أن المخبر به صادق قول بل علم والرسول صلوات
الله عليه وسلمه قد أرسل بالبينات والهدى بين الحكام الخبرية والطلبية وأدلتها الداليية عليهييا بييين
المسائل والوسائل بين الدين ما يقال وما يعمييل وبييين اصييوله الييتي بهييا يعلييم أنييه دييين حييق وهييذا
المعنى قد ذكره الله تعالى في غير موضع وبين أنه أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره علييى
الدين كله ذكر هذا في سورة التوبة والفتح والصف والهدى هيو هييدى الخلييق الييى الحييق وتعريفهيم
ذلك وإرشادهم اليه وهذا ل يكون ال بذكر الدلة واليات الدالة على أن هذا هدى وال فمجرد خبر لم
يعلم أنه حق ولم يقم دليل على أنه حق ليس بهدي وهو سبحانه اذا ذكر النبياء نبينا وغيره ذكر انييه
أرسلهم باليات البينات وهي الدلة والبراهين البينة المعلومة علما يقينيا اذ كيان كيل دلييل ل بيد أن
ينتهي الى مقدمات بينة بنفسها قد تسمى بديهيات وقد تسمى ضروريات وقيد تسيمى أولييات وقيد
يقال هي معلومة بأنفسها فالرسل صلوات الله عليهم بعثوا باليييات البينييات وفييي الصييحيحين عنييه
صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من نبي من النبياء إل وقد أوتييي ميين اليييات مييا آميين علييى مثلييه
البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله الي فييأرجو أن أكييون اكييثرهم تابعييا يييوم القياميية وهييو
سبحانه اذا خاطب جنس النس ذكر جنس النبياء وأثبت جنس ما جاءوا به واذا خاطب أهل الكتيياب
المقرين بنبوة موسى خاطبهم باثبات نبي بعده كما قال في سورة البقرة في خطابه لبني اسرائيل
لما ذكر ما ذكره من أحوالهم مع موسى وذكرهم بإنعامه عليهم وبما فعلوه من السيييئات ومغفرتييه
لها قال تعالى ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا
عيسى بن مريم البينات وأيدناه بييروح القييدس أفكلمييا جيياءكم رسييول بمييا ل تهييوى انفسييكم اسييتكبرتم
ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ثم ذكر محمدا فقننال ولما جياءهم رسيول مين عنيد الليه مصيدق لميا معهيم
وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنيية اللييه علييى الكييافرين
بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء ميين عبيياده
فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين فذكر سننبحانه أنننه أرسننل المسننيح اليهننم بالبينننات بعنند مننا
أرسل قبله الرسل وأنهم تارة يكذبون الرسل وتارة يقتلونهم وذكر أنه أرسل عيسى بالبينات لنه جاء بنسخ بعض
شرع التوراة بخلف من قبله ولهذا لم يذكر ذلك عنهم وقال في موسى إنه أتاه الكتاب لنهم كانوا مقريننن بنبننوته
ولكن حرفوا كتابه في المعنى باتفاق الناس وحرفوا اللفظ أحيانا وفي بعض المواضع وهو تعالى قد ذكر في غير
موضع أنه أرسل موسى باليات البينات فقال لما ناجاه وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم
يعقب يا موسى ل تخف إني ل يخاف لدي المرسلون ال من ظلم ثم بييدل حسيينا بعييد سييوء فيياني غفييور
رحيم وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات الى فرعون وقومه انهم كنانوا فاسنقين
وقال في سورة القصص يا موسى أقبل ول تخف انك من المنين اسلك يدك في جيبييك تخييرج بيضيياء ميين
غير سوء واضمم اليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربييك الييى فرعييون وملئه انهييم كييانوا قومييا
فاسقين وقال تعالى فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلت فاستكبروا
وكانوا قوما مجرمين وقد قال تعالى لما قص قصص الرسل نوح وهود وصالح وشعيب ونصره لهننم وإهلك
أعدائهم ثم ذكر النبياء عموما فقال وما أرسلنا في قرية من نبي ال أخييذنا أهلهييا بالبأسيياء والضييراء لعلهييم
يضرعون الى قوله أو لم يهد للذين يرثون الرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على
قلوبهم فهم ل يسمعون تلك القرى نقص عليك ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كييذبوا
من قبل كذلك يطبع الله على قلوب
الكافرين وما وجدنا لكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين فقد أخننبر أن أهننل القننرى كلهننم
الذين أهلكهم جاءتهم رسلهم بالبينات ولكن شابه متأخروهم متقدميهم فما كان هننؤلء ليؤمنننوا بمننا كننذب بننه
أشباههم كذلك يطبع ال على قلوب الكافرين وهذا كقوله تعالى كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول
ال قالوا ساحر أو مجنون قال تعالى ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا الى فرعون وملئه فظلموا بها
فانظر كيف كان عاقبة المفسدين فننبين سننبحانه أنننه بعننث موسننى بآينناته وقننال فنني أثننناء القصننة إني
رسول من رب العالمين حقيق على أن ل أقول على الله ال الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فارسل
معي بني اسرائيل فأخبر أنه جاء ببينة من ال أي بآية بينة من ال بدليل من الن وبرهنان فهني آينة مننه
وعلمة منه على صدقي واني رسول منه فإن قوله من ربكم متعلننق بالرسننول وباليننة يقننال فلن قنند جنناء
بعلمة من فلن فالعلمة منه والرسول منه والية منه كما قال فذانك برهانان من ربك فدل على أن كل
واحد من الرسول ومن آيات الرسول هو من ال تعالى قننال لننه فرعننون ان كنت جئت بآييية فييأت بهييا ان
كنت من الصادقين وذكر القصة ومعارضة السحرة له الى أن قال فأوحينا الى موسى أن ألق عصاك
فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صيياغرين وألقييي
السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون قال فرعييون آمنتييم بييه قبييل إن آذن
لكم أن هييذا لمكيير مكرتمييوه فييي المدينيية لتخرجييوا منهييا أهلهييا فسييوف تعلمييون لقطعيين أيييديكم
وأرجلكم من خلف ثم لصلبنكم أجمعين قالوا انا الى ربنا منقلبون وما تنقييم منييا ال أن آمنييا بآيييات
ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسليمن فذكر السحرة أنهم آمنوا بآيات ربهننم لمننا جنناءتهم
قد جئتكييم ببينيية ميين وهم من أعلم الناس بالسحر لما علموا أن هذه اليات آيات من ال كمننا قننال موسننى
ربكم الى قوله فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلت فاسييتكبروا
وكانوا قوما مجرمين الى قوله فأغرقناهم في اليم بأنهم كييذبوا بآياتنييا وكييانوا عنهييا غييافلين وليننس
المراد باليات هنا كتابا منزل فان موسى لما ذهب الى فرعون
لم تكن التوراة قد نزلت وإنما أنزلت التوراة بعد أن غرق فرعون وخلص ببني اسرائيل فاحتياجوا
الى شريعة يعملون بها قال تعالى ولقد آتينا موسى الكتاب منن بعند منا أهلكننا القنرون الولنى بصنائر
للناس وهدى ولكن تكذيبهم بآياته إنكارهم أن تكون آية من اللييه وقييولهم إنهييا سييحر كمييا أخييبر اللييه
تعالى عنهم بقوله وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين وكانوا عنها غافلين لم
يذكروها ويتأملوا ما دلت عليه مين صيدق موسيى وانيه مرسيل مين الليه فالتكيذيب ضيد التصيديق
والغفلة عنها ضد النظر فيها ولهذا قيل النظر تجريد العقل عن الغفلت وقيل هو تحديق العقل نحييو
المرئي والول هو النظر الطلبي وهو طلب ما يدله على الحق والثياني هيو النظير السيتدللي وهيو
النظر في الدليل الذي يوصله الى الحق وهذا الثاني هو الذي يوجب العلم فذمهم على الغفليية عيين
آياته يتضمن النوعين النظر فيها والتأمل لها والتذكر لها ضد الغفلة عنها وهي آيات معينة فييإذا جييرد
العقل عن الغفلة عنها وصدقه للنظر فيها حصل له العلم بها وقد يحصل العلم بها ولكن يمتنييع عيين
اتباعها لهواه كما قال الله عن قوم فرعون وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فإن الحييق إذا
ظهر صار معلوما بالضرورة واليات والدلئل الظاهرة تدل على لوازمها بالضرورة لكن اتباع الهييوى
يصد عن التصديق بها واتباع ما أوجبييه العلييم بهييا وهييذه حييال عاميية المكييذبين مثييل مكييذبي محمييد
وموسى وغيرهما فإنهم علموا صدقهما علما يقينيا لما ظهر من آيات الصيدق ودلئليه الكيثيرة لكيين
اتباع الهوى صد قال تعالى فإنهم ل يكذبونك ولكن الظالمين بآيات ال يجحدون وقال تعالى عيين قييوم
فرعون وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا وقال موسى لفرعون لقد علمننت مننا أنننزل هننؤلء
ال رب السماوات والرض بصائر ولهذا قال وكانوا عنها غافلين فعلموا أنها حييق وغفلييوا عنهييا كمييا
يغفل النسان عما يعلمه ومنه الغفلة عن ذكر الله تعالى قال تعيالى ول تطننع مننن أغفلنننا قلبننه عننن
ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا وقال تعالى واذكر ربك في نفسك تضننرعا وخيفننة ودون الجهننر مننن
القول بالغدو والصال
ول تكن من الغافلين وقال تعالى ان الذين ل يرجون لقاءنيا ورضيوا بالحيياة اليدنيا واطميأنوا بهيا
والذين هم عن آياته غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكذبون فذكر الننذين هننم عننن آينناته غننافلون
هنا كما ذكرهم هناك وهناك وصفهم بالتكذيب بها مع الغفلة عنها وضد الغفلة التذكر والتذكر لياته سبحانه
يوجب العلم بها وحضورها في القلب وهو موجب لتباعها ال أن يمنعه هوى قال تعننالى ان شيير الييدواب
عند الله الصم البكم الذين ل يعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لسييمعهم ولييو أسييمعهم لتولييوا وهييم
معرضون فهو سبحانه لو علم فيهم خيرا وهو قصد الحق لفهمهم لكنهم ل خينر فيهننم فلننو أفهمهننم لتولنوا
وهم معرضننون وقننال تعننالى ولقد أرسلنا موسييى بآياتنييا الييى فرعييون وملئه فقييال انييي رسييول رب
العالمين فلما جاءهم بآياتنا اذا هم منها يضحكون وما نريهم من آية إل هي أكبر من أختها وأخييذناهم
بالعذاب لعلهم يرجعون وقد ذكر اليات التي هي دلئل النبوة منه في غير موضع غيننر مننا تقنندم كقننوله
تعالى فائتياه فقول انا رسول ربك فارسل معنا بنييي اسييرائيل ول تعييذبهم قييد جئنيياك بآييية ميين ربييك
والسلم على من اتبع الهدى انا قد أوحي الينا أن العذاب على من كذب وتولى قال فميين ربكمييا يييا
موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى قال فما بال القرون الولييى قييال علمهييا عنييد
ربي في كتاب ل يضل ربي ول ينسى الذي جعل لكم الرض مهادا وسلك لكم فيها سبل وأنييزل ميين
السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى كلوا وارعوا أنعامكم ان في ذلك ليييات لولييى النهييى
منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى قييال أجئتنييا
لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى فلنأتينك بسحر مثله الى قوله عن السحرة لن نؤثرك على ما
جاءنا من البينات وقال تعالى ورسول الى بني إسرائيل اني قد جئتكم بآية من ربكييم وقننال تعننالى
وقالوا لو ل يأتينا بآية من ربه أو لم تأتهم بينة ما في الصحف الولى فاليننات الننتي هنني دلئل النبننوة
وبراهينها هي آيات من ال وعلمات مننه أنننه أرسنل الرسنول وكمننا أن اليننات الننتي هني كلمننه تتضنمن
إخباره لعباده وأمره ففيها
العلم واللزام فكذلك دلئل النبوة هي آيات منييه تتضييمن إخبيياره لعبيياده بييأن هييذا رسييوله وأمييره لهييم
بطاعته ففيها العلم واللزام وكما أن آياته القولية زعم المكذبون أنها ليست كلمه ول منه بل هييي ميين
قول البشر وزعموا أن الرسول افتراهيا أو مين معيه أو تعلمهيا مين غيييره فكيذلك الييات الفعليية زعيم
المكذبون أنها ليست آية منه وعلمة ودللة منه على أن الرسول ورسوله بل مما يفعله الرسول فيكذب
وهذه من فعل المخلوقين لكنها عجيبة فهي سحر سحر بها الناس فلم يكن من المكييذبين مين قيال انهييا
من الله ولكن لم يخلقها لنصدقك بها بل خلقها ل لشيء أو خلقها وان كنت كاذبا فإنه قد يخلق مثل هذه
على أيدي الكذابين ليضل بها الناس فإن هذا وان كان يقال انه قبيح فانه ل يقبح منه شيييء كمييا أنييه لييم
يكن في المكذبين من قال ان الكلم كلم الله لكنه كذب اذ الكذب وإن كان قبيحا من المخلوق فالخالق
ل يقبح منه شيء وهذا لنه من المعلوم بالفطرة الضييرورية لجميييع بنييي آدم ان اللييه ل يكييذب ول يفعيل
القبائح فل يؤيد الكذاب بآيته ليضل بها الناس لكن قالوا ليست آية من الله بل هي سحر من عندك وهييم
وإن كانوا قد يعلمون أن الله خالق كل شيء ففرق بين ما يفعله البشر ويتوصلون إليه بالكتسيياب وبييين
مال قدرة لهم على التوصل إليه بسبب من السباب وفرق بييين مييا قييد علمييوا أنييه يخلقييه لغييير تصييديق
الرسل كالسحر فإنه لم يزل معروفا في بني آدم فقد علموا انه ل يخلقه آية وعلمة لنبي اذ كان موجودا
لغير النبياء معتادا منهم وإن كان عجيبا خارجا عن العادة عند من لم يعرفه بل كييان المكييذبون يطيالبون
الرسل باليات كقول فرعون فات بآية ان كنت من الصادقين وقول قوم صالح له إنما أنت من المسحرين
ما أنت ال بشر مثلنا فأت بآية ان كنت من الصادقين وكانت النبياء تأتي باليات وهي آيييات بينييات فيكييذبون
بها كما يكذب المعاند بالحق الظاهر المعلوم كمييا قييال فرعييون إنييه سيياحر ولمييا غلييب السييحرة وآمنييوا
واعترفوا بأن هذه آية من الله قال لهم فرعون إنه لكبيركم الذي علمكم السحر وان هذا لمكر مكرتموه فنني
المدينة لتخرجوا منها أهلها وهذا كذب ظاهر فإن موسى جاء من السام ولم يجتمع بالسحرة إنمييا فرعييون
جمعهم ولم يكن دين موسى دين السحرة ول مقصودة مقصودهم بل هم وهو في غاية التعادي والتباين
وكذلك سائر السحرة والكهنة مع النبياء من أعظيم النيياس ذمييا لهيم وأميرا بقتلهييم مييع تصييديق النبيياء
بعضهم ببعض وايجاب بعضهم اليمان ببعض وهم يأمرون بقتل من يكييذب نبيييا ويييأمرون بقتييل السييحرة
ومن آمن بهم والسحرة يذم بعضهم بعضا والنبياء يصدق بعضهم بعضا وهؤلء يأمرون بعبادة اللييه وحييده
والصدق والعدل ويتبرءون من الشرك وأهله وهؤلء يحبون أهل الشرك ويوالونهم ويبغضون أهل التوحيد
والعدل فهذان جنسان متعاديان كتعادي الملئكة والشياطين كما قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نننبي عنندوا
شياطين النس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون
ولتصغي اليه أفئدة الذين ل يؤمنون بالخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقننترفون فمن جعييل النييبي سيياحرا أو
مجنونا هو بمنزلة من جعييل السيياحر أو المجنييون نبيييا وهييذا ميين أعظييم الفرييية والتسييوية بييين الضييداد
المختلفة وهو شر من قول من يجعل العاقل مجنونييا والمجنييون عيياقل أو يجعييل الجاهييل عالمييا والعييالم
جاهل فإن الفرق بين النبي وبين الساحر والمجنييون أعظييم ميين الفييرق بييين العاقييل والمجنييون والعييالم
والجاهل وموسى صلوات الله عليه أمر بتصديق من يأتي بعده من النبييياء الصييادقين كمييا أميير بتكييذيب
الكذابين وأما السحرة فإنه أمر بقتلهم وفي التوراة سأقيم لبني اسرائيل ميين إخييوتهم نبيييا مثلييك اجعييل
كلمي على فمه كلكم يسمعون وهذا يقتضي طاعة من يقوم بعده من النبياء ثم ميين النيياس ميين يعييين
هذا فاليهود يقولون هو يوشع والنصارى يقولون هو المسيح وبعض المسييلمين يقولييون هيو محميد صييلى
الله عليه وسلم يحتجون على ذلك بحجج كثيرة قد ذكرت في غير هذا الموضع ومنهم من يقول بييل هييذا
اسم جنس وهو عام في كل نبي يأتي بعده لئل يكيذبوه كميا فعليت اليهيود وانكيروا النسيخ وهيذا القيول
أقرب فيدخل في هذا المسيح ومحمد ومن قبلهما من أنبياء بني اسرائيل فان المقصود أمرهييم بتصييديق
النبياء وطاعتهم وأن الله سبحانه ينزل على النبياء كلمه فالذي يقولييونه هيو كلم الليه ميا سيمعوا منيه
وبسط هذا له موضع آخر وقد بسط القول في أن النيياس يعلمييون بالضييرورة أن اليييات الييتي يييأتي بهييا
النبياء آيات من الله وعلمة أعلم بها عباده أنه أرسلهم وأمرهم بطاعتهم والذين كذبوا بها كانوا يقولييون
ليست من الله بل هي سحر أو كهانة أو نحو ذلك
ل يقرون بأنها آية من الله ويقولون مع ذلك قد يخلقها الله لغير التصديق أو يخلقهيا ليضييل بهيا الخلييق أو
نحو ذلك فإن بسط هذه المور له موضع آخر والمقصيود هنيا أن الرسيول بيين للنياس الدلية واليبراهين
الدالة على أصول الدين كلها كما قد ذكر سبحانه هذا في مواضع كقوله ان الننذين يكتمننون مننا أنزلنننا مننن
البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم ال وقوله شهر رمضان الذي أنننزل فيننه القننرآن
هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ومن ذلك قوله تعالى لقد من ال على المؤمنين اذ بعننث فيهننم رسننول
من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفنني ضننلل مننبين وقد وصييف
الرسول بذلك في مواضع فذكر هذا في البقرة في دعيوة ابراهييم وفيي قيوله تعيالى كمننا أرسننلنا فيكننم
رسول منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة وفي قوله واذكروا نعمة ال عليكم ومننا أنننزل
عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به وهنا لم يذكر يتلو عليهم آياته ويزكيهم لحكمة تختص بييذلك وذكيير هييذا
في آل عمران في قوله لقد من ال على المؤمنين إذ بعث فيهم رسول من أنفسهم يتلو عليهننم آينناته ويزكيهننم
ويعلمهم الكتاب والحكمة وقد قال واذكرن ما يتلى فنني بيننوتكن مننن آيننات ال ن والحكمننة وهذا شبه الموضييع
الثالث في البقرة فأخبر في غير موضع عيين الرسييول أنييه يتلييو عليهييم آييياته ويزكيهييم ويعلمهييم الكتيياب
والحكمة فالتلوة والتزكية عامة لجميع المؤمنين فتلوة اليات يحصل بها العلم فإن اليات هي العلمييات
والدللت فاذا سمعوها دلتهم على المطلوب من تصديق الرسول فيما أخبر والقرار بوجوب طاعته وأما
التزكية فهي تحصل بطاعته فيما يأمرهم به من عبادة الله وحده وطاعته فالتزكية تكون بطاعة مرة كما
أن تلوة آياته يحصل بها العلم وسميت آيات القرآن آيات وقيل انها آيات الله كقوله تلك آيات ال نتلوهننا
عليك بالحق لنها علمات ودللت على الله وعلى ما أراد فهي تدل على مييا أخييبر بييه وعلييى مييا أميير بييه
ونهى عنه وتدل أيضا على أن الرسول صادق اذ
كانت مما ل يستطيع النس والجن أن يأتوا بمثلها وقد تحداهم بذلك كما قد بسييط هييذا فييي غييير
هذا الموضع وأيضا فهي نفسها فيها من بينات الدلة والبراهين ما يبين الحق فهييي آيييات مين وجييوه
متعددة ثم قال ويعلمهم الكتاب والحكمة وهذا لمن يعلم ذلك منهم وقد يتعلم الشخص منهييم بعييض
الكتاب والحكمة فالكتاب هو الكلم المنزل الييذي يكتيب والحكميية هييي السينة وهييي معرفية اليدين
والعمل به وقد قال تعالى وما تغني اليات والنذر عن قوم ل يؤمنون وقال تعالى واتخذوا آياتي وما
أنذروا هزوا ففرق بين اليات الدالة على العلم التي يعلم بالعقل انها دلئل للييرب وبييين النييذر وهييو
الخبار عن المخوف كاخبار النبياء بما يستحقه العصاة من العذاب فهذا يعلييم بييالخبر والنييذر ولهييذا
قال وما كنا معذبين حتى نبعث رسول وأما اليات فتعلم دللتها بالعقل والنبياء جاءوا باليات والنذر
وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك إل رجال نوحي اليهم فاسألوا أهننل الننذكر ان كنتننم ل تعلمننون بالبينات
والزبر وقال تعالى فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جيياءوا بالبينييات والزبيير والكتيياب المنييير
ومثل هذا كثير يذكر أن جميع النبياء جاءوا باليات التي تعلنم دللتهنا بالعقنل ولمنا كنان كنثير منن النناس
مقصرين فيما جاء به الرسول قد أخرجوا ما تعلم دللته بالعقل عن مسمى الشرع تنازع النناس فني معرفنة
ال وتوحيده وأصول الدين هل يجب ويحصل بالشرع أو يجب بالشرع ويحصل بالعقننل أو يجننب ويحصننل
بالعقل على ثلثة أقوال مشهورة لصحاب المام أحمد وغيرهم مننن أتبنناع الئمننة الربعنة فطائفننة يقولنون
يجب بالشرع ويحصل به وهو قول السالمية وغيرهم مثل الشيخ أبي الفرج المقدسي وهننذا هننو الننذي حكنناه
عن أهل السنة من أصحاب أحمد وغيرهم وكذلك من شابههم مثننل ابننن دربنناس وابننن شننكر وغيرهمننا مننن
أصحاب الشافعي وهو المشهور عن أهل الحديث والفقه الذين يذمون الكلم وهذا مما وقع فيننه النننزاع بيننن
صدقة بن الحسين الحنبلي المتكلم وبين طائفة من أصحاب أحمد وكذلك بين أبي الفرج بن الجوزي وطائفننة
منهم أولئك يقولون الوجوب والحصول بالشرع وهؤلء يقولون الحصول بالعقل والوجوب بالشرع
وكذا لكان يتعجب من هذا غاية التعجب وينكره أعظم النكار ومعلوم أن نقييل النسييان ميين كييونه علقيية
إلى أن يصير انسانا عالما قادرا كاتبا أعظم من جعل مثل هذا النسان يعلم ما أمر الله به ومييا أخييبر بييه
فمن قدر على أن ينقله من الصغر إلى أن يجعله عالما قارئا كاتبا كان أن يقدر على جعله عالما بما أميير
به وبما أخبر به أولى وأحرى وهذا كما استدل على قدرته على اعيادة الخليق بقيدرته عليى البتيداء وقيد
أخبر الله تعالى عن الكفار أنهم تعجبوا من التوحيد ومن النبييوة وميين المعيياد فقييال تعييالى والقننرآن ذي
الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولت حين مننناص وعجبننوا أن جنناءهم
منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل اللهة إلهننا واحنندا أن هننذا لشننيء عجنناب فذكر تعجبهييم ميين
التوحيد والنبوة وقال تعالى أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشننر الننذين آمنننوا أن
لهم قدم صدق عند ربهم وهذا أيضا تعجب من أن أرسيل اليهييم رجييل منهييم وقييوله أكننان للننناس عجبننا أن
أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس دل على أنه منذر لجنس الناس وأنييه ميين جنييس النيياس ل يختييص بييه
العرب دون غيرهم وان كان أول ما أرسل اليهم وبلسانهم وقال تعالى ق والقننران المجينند بننل عجبننوا أن
جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد وقال تعييالى وان تعجننب
فعجب قولهم أإذا كنا ترابا أإنننا لفنني خلننق جدينند أولئك الننذين كفننروا بربهننم وأولئك الغلل فنني أعننناقهم وأولئك
أصننحاب النننار هننم فيهننا خالنندون وقال تعالى بننل عجبننت ويسننخرون وإذا ذكننروا ل يننذكرون وإذا رأوا آيننة
يستسخرون فالرسول كان يعجب من تكذيبهم لما جاءهم به من آيات النبيياء وهيم يعجبيون مميا جياء بيه
لكونه خارجا عما اعتادوه من النظائر فإنهم لم يعرفوا قبل مجيئه ل توحيدا ول نبيوة ول معييادا قييال قننل
هلم شهداءكم الذين يشهدون أن ال حرم هذا فإن شهدوا فل تشهد معهم ول تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والننذين
ل يؤمنون بالخرة وهم بربهم يعدلون وأما حكمته في إرسال بشر فقد ذكر أنه من جنسهم وأنييه بلسييانهم
فهو أتم في الحكمة والرحمة وذكر أنهم ل يمكنهم
هدى فكيف ل يقدر أن يهدي عباده إلى أن يعلمون أن هذا رسوله وأن ما جاء بنه منن الينات آيننة مننن
ال وهي شهادة من ال له بصدقه وكيف تقتضي حكمته أن يسوي بين الصادق والكاذب فيؤينند الكنناذب مننن
آيات الصدق بمثل ما يؤيد به الصادق حتى ل يعرف هذا من هذا وأن يرسل رسول يأمر الخلق باليمان به
وطاعته ول يجعل لهم طريقا إلى معرفة صدقه وهذا كتكليفهم بما ل يقدرون عليه ومننال يقنندرون علننى أن
يعلموه وهذا ممتنع في صفة الرب وهو منزه عنه سبحانه فإنه ل يكلف نفسا إل وسعها وقنند علننم مننن سنننته
وعادته أنه ل يؤيد الكذاب بمثل ما أيد به الصادق قط بل ل بد أن يفضننحه ول ينصننره بننل ل بنند أن يهلكننه
وإذا نصر ملكا ظالما مسلطا فهو لم يدع النبوة ول كذب عليه بل هو ظالم سلطه على ظالم كمنا قنال تعنالى
وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بخلف من قال انه أرسله فهذا ل يؤيده تأييدا مستمرا ال مع الصدق
لكنه قد يمهله مدة ثم يهلكه كما فعل بمننن كننذب الرسننل أنهننم يكيدون كيدا وأكيييد كيييدا فمهييل الكييافرين
أمهلهم رويدا ولفظ النبي كلفظ الرسول هو في الصل إنما قيل مضافا الى ال فيقال رسول ال ثم عننرف
باللم فكانت اللم تعاقب الضافة كقوله فارسلنا الى فرعون رسول فعصى فرعون الرسول وقوله ل
تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسييللون منهييم لييو اذا وكننذلك
اسم النبي يقال نبي ال كما قال فلم تقتلون أنبياء الله من قبل ان كنتم مييؤمنين وقيننل لهننم ل تجعلييوا
دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا فتقولون يا محمد بل قولوا يا نبي ال يننا رسننول ال ن ورسننول
فعول بمعنى مفعول أي مرسل فرسول ال الذي أرسله ال فكذلك نبي ال ن هننو بمعنننى مفعننول أي منبننأ الن
الذي نبأه ال وهذا أجود من أن يقال انه بمعنى فاعل أي منبئ فانه إذا نبأه ال فهو نبي ال سننواء أنبننأ بننذلك
غيره أو لم ينبئه فالذي صار به النبي نبيا أن ينبئه ال وهذا مما يبين ما امتنناز بننه عننن غيننره فننإنه إذا كننان
الذي ينبئه ال كما أن الرسول هو الذي يرسله ال فما نبأ ال حق وصدق ليس فيه كننذب ل خطننأ ول عمنندا
وما يوحيه الشيطان هو من إيحائه ليس
في المم قبلكم محدثون فان يكن في أمتي أحد فعمر منهم وقال عبادة بن الصامت رؤيييا المييؤمن كلم
يكلم به الرب عبده في منامه فهؤلء المحدثون الملهمون المخاطبون يوحى اليهم هذا الحديث الذي هييو
لهم خطاب وإلهام وليسوا بأنبياء معصومين مصدقين في كل ما يقع لهم فإنه قد يوسوس لهم الشيطان
بأشياء ل تكون من ايحاء الرب بل من ايحاء الشيطان وإنما يحصل الفرقان بمييا جيياءت بييه النبييياء فهييم
الذين يفرقون بين وحي الرحمن ووحي الشيييطان فييإن الشييياطين أعييداؤهم وهييم يوحييون بخلف وحييي
النبياء قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين النس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخننرف القننول
غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون وقال تعالى وان الشياطين ليوحون الى أوليننائهم ليجننادلوكم
وان اطعتموهم انكم لمشركون وقد غلط في النبوة طوائف غير الذين كذبوا بها إما ظاهرا وباطنا وإما باطنا
كالمنافق المحض بل الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل الى الرسول وإلى من قبله وهم خلق كثير فيهم
شعبة نفاق وان لم يكونوا مكذبين للرسول من كييل وجييه بييل قييد يعظمييونه بقلييوبهم ويعتقييدون وجييوب
طاعته في أمور دون أمور وأبعد هؤلء عن النبوة المتفلسفة والباطنية والملحدة فإن هييؤلء لييم يعرفييوا
النبوة ال من جهة القدر المشترك بين بني آدم وهييو المنييام وليييس فييي كلم أرسييطو وأتبيياعه كلم فييي
النبوة والفارابي جعلها من جنس المنامات فقط ولهذا يفضل هييو وأمثيياله الفيلسييوف علييى النييبي وابيين
سينا عظمها أكثر من ذليك فجعيل للنيبي ثلث خصيائص أحيدها أن ينيال العليم بل تعليم ويسيميها القيوة
القدسية وهي القوة الحدسية عنده والثاني أن يتخيل في نفسه ما يعلمه فيرى في نفسه صييورا نورانييية
ويسمع في نفسه أصواتا كما يرى النائم في نومه صورا تكلمه ويسمع كلمهم وذلك موجود في نفسييه ل
في الخارج فهكذا عند هؤلء جميع ما يختص به النبي مما يييراه ويسييمعه دون الحاضييرين انمييا يييراه فييي
نفسه ويسمعه في نفسه وكذلك الممرور عندهم والثالث أن يكون له قوة يتصرف بها في هيولي العييالم
باحداث أمور غريبة وهي عندهم آيات النبياء وعندهم ليييس فييي العييالم حييادث ال عيين قييوة نفسييانية أو
ملكية أو طبعية كالنفس الفلكية والنسانية والشكال الفلكية والطبائع التي للعناصر
الربعة والمولدات ل يقرون بأن فوق الفلك نفسه شيء يفعل ويحدث شيئا فل يتكلييم ول يتحييرك
بوجه من الوجوه ل ملك ول غير ملك فضل عن رب العالم والعقول التي يثبتونها عندهم ليييس فيهييا
تحول من حال الى حال البتة ل بارادة ول قول ول عمل ول غييير ذلييك وكييذلك المبييدأ الول وهييؤلء
عندهم جميع ما يحصل في نفوس النبياء إنما هو من فيض العقل الفعال ثم انهم لمييا سييمعوا كلم
النبياء أرادوا الجمييع بينيه وبيين أقيوالهم فصيياروا يأخيذون ألفيياظ النبيياء فيضيعونها علييى معيانيهم
ويسمون تلك المعاني اللفياظ المنقولية عين النبيياء ثيم يتكلمييون ويصيفون الكتيب بتليك اللفيياظ
المأخوذة عن النبياء فيظن من لم يعرف مراد النبياء ومرادهم أنهم عنوا بها ما عنته النبييياء وضييل
بذلك طوائف وهذا موجود في كلم ابن سينا ومن أخييذ عنييه وقييد ذكيير الغزالييي ذلييك عنهييم تعريفييا
بمذهبهم وربما حذر عنه ووقع في كلمه طائفة من هذا فيي الكتيب المضينون بهيا عليى غيير أهلهيا
وفي غير ذلك حتى في كتابه الحياء يقول الملك والملكوت والجبروت ومقصييوده الجسييم والنفييس
والعقل الذي أثبتته الفلسفة ويذكر اللوح المحفوظ ومراده به النفس الفلكية الى غير ذلك مما قييد
بسط في غير هذا الموضع وهو في التهافت وغيره يكفرهم وفي المضنون بيه ييذكر ميا هيو حقيقية
مذهبهم حتى يذكر في النبوات عين ما قالوه وكذلك في اللهيات وهذه الصفات الثلث التي جعلوها
خاصة النبياء توجد لعموم الناس بل توجد لكثير من الكفار من المشييركين وأهييل الكتيياب فييإنه قييد
يكون لحدهم من العلم والعبادة ما يتميز به على غيره من الكفار ويحصل له بذلك حدس وفراسيية
يكون أفضل من غيره وأما التخييل في نفسه فهذا حاصل لجميع الناس الذين يييرون فييي مناميياتهم
ما يرون لكن هو يقول أن خاصة النبي أن يحصل له في اليقظة ما حصييل لغيييره فييي المنييام وهييذا
موجود لكثير من الناس قد يحصل له في اليقظة ما يحصل لغيره فييي المنييام ويكفيييك أنهييم جعليوا
مثل هذا يحصل للممرور وللساحر ولكن قالوا الساحر قصده فاسد والممرور ناقص العقل فجعلييوا
ما يحصل للنبياء من جنس ما يحصل للمجانين والسحرة وهييذا قيول الكفييار فييي النبييياء كمييا قييال
تعالى وكذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إل
عقل وهذا القدر الذي فرقوا به موجننود فنني عامننة الننناس فلننم يكننن عننندهم للنبينناء مزيننة علننى السننحرة
والمجانين ال ما يشاركهم فيه عموم المنؤمنين وكنذلك منا أثبتنوه مننن القننوة الفعالنة المتصنرفة هني عننندهم
تحصل للساحر وغيره وذلك أنهم ل يعرفون الجن والشياطين وقد أخبروا بأمور عجيبة فنني العننالم فأحننالوا
ذلك على قوة نفس النسان فما يأتي بننه النبينناء مننن اليننات والسننحرة والكهننان ومننا يخننبر بننه المصننروع
والممرور هو عندهم كله من قوة نفس النسان فالخبر بالغيب هو لتصالها بالنفس الفلكية ويسننمونها اللننوح
المحفوظ والتصرف هو بالقوة النفسانية وهذا حذق ابن سينا وتصرفه لما أخبر بأمور فنني العننالم غريبننة لننم
يمكنه التكذيب بها فاراد اخراجها على أصولهم وصرح بذلك في إشارته وقال هذه المور لننم نثبتهننا ابتننداء
بل لما تحققنا أن في العالم أمورا من هذا الجنس أردنا أن نبين أسبابها وأما أرسطو وأتباعه فلم يعرفوا هننذه
المور الغريبة ولم يتكلموا عليها ول على آيات النبياء ولكن كان السحر موجننودا فيهننم وهننؤلء مننن أبعنند
المم عن العلوم الكلية واللهية فان حدوث هذه الغرائب من الجن واقترانهم بالسحرة والكهان مما قد عرفة
عامة المم وذكروه فنني كتبهننم غيننر العننرب مثننل الهننند والننترك وغيرهننم مننن المشننركين وعبنناد الصنننام
وأصحاب الطلسم والعزائم وعرفوا أن كثيرا من هذه الخوارق هو من الجن والشياطين وهؤلء الجهال لم
يعرفوا ذلك ولهذا كان من اصلهم أن النبوة مكتسبة وكان السهروردي المقتول يطلب أن يكون نبيننا وكننذلك
ابن سبعين وغيره والنبوة الحق هي إنباء ال لعبده ونبي ال منن كنان الن هننو النذي يننبئه ووحينه مننن الن
وهؤلء وحيهم من الشياطين فهم من جنس المتنبئين الكذابين كمسيلمة الكذاب وأمثاله بل أولئك أحذق منهننم
فإنهم كانت تأتيهم أرواح فتكلمهم وتخبرهم بأمور غائبة وهي موجودة في الخارج ل في أنفسهم وهننؤلء ل
يعرفون مثل هذا ووجود الجن والشياطين في الخارج وسماع كلمهم أكثر من أن يمكننن سننطر عشننره هنننا
وكذلك صرعهم للنس وتكلمهم على
ألسنتهم والفرق بين النبي والساحر أعظم من الفرق بين الليل والنهار والنييبي يييأتيه ملييك كريييم
من عند الله ينبئه عن الله والساحر والكاهن انما معه شيطان يأمره ويخبره قال تعالى هننل أنننبئكم
على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون فل الخبر كالخبر ول الميير
كالمر ول مخبر هذا كمخبر هذا ول آمر هذا كآمر هذا كما أنه ليس هذا مثيل هيذا ولهيذا قيال تعيالى
لما ذكر الذي جاء بالقرآن الى محمد وأنه ملك منفصل ليس خيال في نفسه كما يقييوله هييؤلء قييال
تعالى انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ولقنند رآه
بالفق المبين وما هو على الغيب بضنين وما هو بقول شيطان رجيم فاين تذهبون ان هو ال ذكننر للعننالمين
لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إل أن يشاء ال رب العالمين فالقرآن قول رسول أرسله اللييه لييم
يرسله الشيطان وهو ملك كريم ذو قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمييين فهييو مطيياع عنييد ذي
العرش في المل العلى والشياطين ل يطاعون في السماوات بييل ول يصييعدون اليهييا وابليييس ميين
حين أهبط منها لم يصعد اليها ولهذا كان أصح القولين أن جنة آدم جنة التكليف لم تكن في السييماء
فإن إبليس دخل الى جنة التكليف جنة آدم بعد إهباطه من السماء وقول الله له فاخرج منهننا فإنننك
رجيم وإن عليك لعنتي الى يوم الدين وقوله قال فاخرج منها مذموما مدحورا لكن كانت في مكان عال
في الرض من ناحية المشرق ثم لما أكل من الشجرة أهبط منها الى الرض كما قد بسط هذا فييي
غير هذا الموضع ولفظ الجنة في غير موضييع ميين القييرآن يييراد بييه بسييتان فييي الرض كقييوله انننا
بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة وقوله واضرب لهم مثل رجلين جعلنا لحنندهما جنننتين مننن أعننناب الننى
قوله كلتا الجنتين أتت أكلها ولم تظلم منه شيئا الى قوله ودخل جنته وهو ظالم لنفسه وقوله تعييالى ومثننل
الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة ال وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة اليننة الننى قننوله أيننود أحنندكم أن
تكون له جنة من نخيل وأعناب الية وقوله تعالى لقد كان لسبأ في
مساكنهم آية جنتان عن يمين وشمال الى قوله وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتييي أكييل خمييط وأثييل
وشيء من سدر قليل وقوله كم تركوا من جنات وعيون الية وقوله أتتركون فيما ههنا آمنين فييي
جنات وعيون وجنة الجزاء والثواب التي في السماء لم يدخلها الشننيطان بعنند أن أهبننط مننن السننماء وهننو
أهبط من السماء لما امتنع من السجود لدم قبل أن يدخل آدم النى جننة التكليننف النتي وسننوس لننه وأخرجنه
منها وجنة الجزاء مخلوقة أيضا وقد أنكر بعض أهل البدع أن تكون مخلوقة وقال ان آدم لم ينندخلها لكونهننا
لم تخلق بعد فأنكر ذلك من أنكره من علماء السنة وقد ذكر أبو العالية وغيره مننن السننلف أن الشننجرة الننتي
نهي عنها آدم كان لها غائط فلما أكل احتاج الى الغائط وجنة الجزاء ليس فيها هذا لكن ال أعلم بصحة هننذا
النقل وإنما المقصود أن بعض السلف كان يقول إنها فني السنماء وبعضنهم يقننول إنهنا فنني مكنان عنال مننن
الرض ولفظ الجنة في القرآن قد ذكر فيما شاء ال من المواضع وأريد به جنننة فنني الرض وجنننة الجننزاء
مخصوصة بمماتهم كقوله قيل ادخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون بما غفر لييي ربييي وجعلنييي ميين
المكرمين فإن أرواح المؤمنين تدخل الجنة من حين الموت كما في هذه الية قيل ادخل الجنيية قييال يييا
ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين قال تعالى وما أنزلنا علييى قييومه بعييده
من جند من السماء وما كنا منزلين إن كانت إل صييحة واحييدة فيياذا هيم خاميدون وقننال تعننالى ول
تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقييون وقننال تعننالى لمننا ذكننر أحننوال
الموتى عند الموت فأما ان كان من المقربين فروح وريحيان وجنية نعييم وأميا ان كيان مين أصيحاب
اليمين فسلم لك من اصحاب اليمين وأما ان كان من المكذبين الضالين فنييزل ميين حميييم وتصييلية
جحيم وهذا غير ما ذكره في أول السورة من انقسامهم يوم القيامة الكننبرى الننى سننابقين وأصننحاب يميننن
ومكذبين فانه سبحانه ذكر في أول السورة انقسامهم يننوم القيامننة الكننبرى وذكننر فنني آخرهننا انقسننامهم عننند
الموت وهو القيامة الصغرى كما قال المغيرة بن شعبة من مات فقد قامت قيامته وكذلك قال علقمننة وسننعيد
بن جبير عن ميت أما هذا فقد قامت
أغرقوا فادخلوا نارا وقال عن آل فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم القيامة تقوم الساعة أدخلوا
آل فرعون اشد العذاب وبسط هذا له موضع آخر والمقصود هنا الكلم على النبييوة فهييؤلء المتفلسييفة مييا
قدروا النبوة حق قدرها وقد ضل بهم طوائف من المتصوفة المدعين للتحقيق وغيرهم وابن عربي وابيين
سبعين ضلوا بهم فانهم اعتقدوا مذهبهم وتصوفوا عليه ولهييذا يقييول ابيين عربييي ان الولييياء أفضييل ميين
النبياء وسائر الولياء يأخذون عن خاتم النبياء علم التوحيد وإنه هيو يأخييذ ميين المعييدن الييذي يأخييذ منيه
الملك الذي يوحي به الى الرسول فإن الملك عنده هو الخيال الذي في النفس وهو جبريل عندهم وذلك
الخيال تابع للعقل فالنبي عندهم يأخذ عن هذا الخيال ما يسمعه من الصوت في نفسه ولهذا يقولييون أن
موسى كلم من سماء عقله والصوت الذي سمعه كان في نفسه ل في الخارج ويدعي أحدهم أنه أفضييل
من موسى وكما ادعى ابن عربي أنه أفضل مين محميد فيانه يأخيذ عين العقيل اليذي يأخيذ منيه الخييال
والخيال عنده هو الملك الذي يأخذ منه النبي فلهذا قال فإنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي
يوحى به الى النبي قال فإن عرفت هذا فقد حصل لك العلم النافع وبسط الكلم على هؤلء لييه مواضييع
أخر والمقصود هنا الكلم على النبوة فالنبي هو الذي ينبئه الله وهو ينبئ بما أنبأ الله بيه فييإن أرسييل ميع
ذلك الى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله اليه فهو رسول وأما اذا كان انما يعمل بالشريعة قبله
ولم يرسل هو الى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي وليس برسول قال تعالى وما أرسلنا من قبلننك مننن
رسول ول نبي إل اذا تمنى ألقي الشيطان في أمنيته وقوله من رسننول ول نننبي فذكر ارسييال يعييم النييوعين
وقد خص أحدهما بأنه رسول فان هذا هو الرسول المطلق الذي أمره بتبليغ رسالته الى من خييالف اللييه
كنوح وقد ثبت في الصحيح أنه أول رسول بعث الى أهل الرض وقد كان قبله أنبياء كشيت وإدريس
وقبلهما آدم كان نبيا مكلما قال ابن عباس كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهييم علييى السييلم فييأولئك
النبياء يأتيهم وحي من الله بما يفعلونه ويأمرون به المييؤمنين الييذين عنييدهم لكييونهم مييؤمنين بهييم كمييا
يكون أهل الشريعة الواحدة يقبلون ما يبلغه العلماء عيين الرسييول وكييذلك أنبييياء بنييي اسييرائيل يييأمرون
بشريعة التوراة وقد يوحى الى أحدهم وحي خاص في قصة معينة ولكن كانوا في شرع التييوراة كالعييالم
الذي يفهمه الله في قضية معنى يطابق القرآن كما فهم الله سليمان حكم القضية الييتي حكييم فيهييا هييو
وداود فالنبياء ينبئهم الله فيخبرهم بأمره وبنهيه وخبره وهم ينبئون المؤمنين بهم ما أنبييأهم اللييه بيه مين
الخبر والمر والنهي فإن أرسلوا الى كفار يدعونهم الى توحيد الله وعبادته وحده ل شييريك لييه ول بييد أن
يكذب الرسل قوم قال تعالى كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول ال قالوا ساحر أو مجنننون وقييال مننا
يقال لك ال ما قد قيل للرسل من قبلك فان الرسل ترسل الى مخالفين فيكذبهم بعضهم وقننال وميا أرسيلنا
من قبلم إل رجال نوحي اليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الرض فينظروا كيييف كييان عاقبيية الييذين
من قبلهم ولدار الخرة خير للذين اتقييوا أفل تعقلييون حييتى اذا اسييتيأس الرسييل وظنييوا أنهييم قييد كييذبوا
جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ول يرد بأسنا عن القوم المجرمين وقال انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في
الحياة الدنيا ويوم يقوم الشهاد فقوله وما أرسلنا ميين قبلييك ميين رسييول ول نييبي دليننل علننى أن النننبي
مرسل ول يسمى رسول عند الطلق لنه لم يرسل الى قوم بما ل يعرفونه بل كان يأمر المؤمنين بمننا يعرفننونه
أنه حق كالعلم ولهذا قال النبي صلى ال علينه وسنلم العلمنناء ورثننة النبينناء ولينس منن شنرط الرسنول أن يننأتي
بشريعة جديدة فان يوسف كان رسول وكان على ملة ابراهيم وداود وسليمان كانننا رسننولين وكانننا علننى شننريعة
التوراة قال تعالى عن مؤمن آل فرعون ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم
به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسول وقننال تعننالى انا أوحينييا اليييك كمييا أوحينييا الييى نييوح
والنبيين من بعده وأوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقييوب والسييباط وعيسييى وأيييوب ويييونس
وهارون وسليمان
وآتينا داود زبورا ورسل قد قصصناهم عليك من قبل ورسل لم نقصصهم عليك وكلم اللييه موسيى
تكليما والرسال اسم عام يتناول إرسال الملئكة وإرسال الرياح وإرسننال الشننياطين وإرسننال النننار قننال
تعالى يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس وقال تعالى جاعل الملئكة رسل أولي أجنحة فهنا جعل
الملئكة كلهم رسل والملننك فنني اللغننة هننو حامننل اللوكننة وهنني الرسننالة وقنند قننال فنني موضننع آخننر الله
يصطفي من الملئكة رسل ومن الناس فهننؤلء الننذين يرسننلهم بننالوحي كمننا قننال وما كان لبشيير أن
يكلمه الله إل وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسول فيوحي باذنه ما يشاء وقال تعالى وهو الييذي
يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وقال تعالى إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين توزهم أزا لكن
الرسول المضاف الى ال اذا قيل رسول ال فهم من يأتي برسننالة ال ن مننن الملئكننة والبشننر كمننا قننال الله
يصطفي من الملئكة رسل ومن الناس وقالت الملئكة يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا اليييك وأمننا
عموم الملئكة والرياح والجن فإن إرسالها لتفعل فعل ل لتبلغ رسالة قال تعالى اذكروا نعمة اللييه عليكييم
إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا فرسل ال ن الننذين
يبلغون عن ال أمره ونهيه هم رسل ال عند الطلق وأما من أرسله ال ليفعل فعل بمشيئة ال وقدرته فهذا
عام يتناول كل الخلق كما أنهم كلهم يفعلون بمشيئته وإذنه المتضمن لمشيئته لكن أهل اليمان يفعلون بأمره
ما يحبه ويرضاه ويعبدونه وحده ويطيعون رسله والشياطين يفعلون بأهوائهم وهم عاصون لمننره متبعننون
لما يسخطه وان كانوا يفعلون بمشيئته وقدرته وهذا كلفظ البعث يتناول البعث الشرعي كمننا قننال هو الييذي
بعث في الميين رسول منهم ويتناول البعث العام الكوني كقوله فاذا جاء وعييد أولهمييا بعثنييا عليكييم
عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلل الديار وقال تعننالى واذ تأذن ربييك ليبعثيين عليهييم إلييى يييوم
القيامة من يسومهم سوء العذاب فالعام بحكم مشيئته وقدرته والخاص هو أيضا بحكم مشيئته وقدرته
وهو مع ذلك بحكم أمره ورضاه ومحبته وصاحب الخاص من أولييياء الليه يكرميه ويثبتيه وأميا مين خيالف
أمره فإنه يستحق العقوبة ولو كان فاعل بحكم المشيئة فإن ذلك ل يغنييي عنييه ميين اللييه شيييئا ول يحتييج
بالمشيئة على المعاصي ال من تكون حجته داحضة ويكون متناقضا متبعا لهواه ليس عنييده عليم بميا هيو
عليه كالمشركين الذين قالوا ولو شاء ال ما أشركنا ول آبانا ول حرمنا من شيء كما قيد بسيط فيي غييير
هييييييييييييييييييييييييييييذا الموضييييييييييييييييييييييييييييع واللييييييييييييييييييييييييييييه أعلييييييييييييييييييييييييييييم
) فصل ( الدليل الذي هو الية والبرهان يجب طرده كما تقدم فإنه لو كان تارة يتحقق مع وجود المدلول
عليه وتارة يتحقق مع عدمه فإذا تحقق لم يعلم هل وجد المدلول أم ل فإنه كما يوجييد مييع وجييوده يوجييد
مع عدمه ولهذا كان الدليل إما مساويا للمدلول عليه وإما أخص منه ل يكون أعم من المدلول ولهييذا لييم
يكن للمور المعتادة دللة على ما هو أخص كطلوع الشمس والقمر والكواكب ل يدل على صدق أحد ول
كذبه ل مدعي النبوة ول غيره فإنها توجد مع كذب الكاذب كما توجد مع صدق الصادق لكن يدل عليى مييا
هو أعم منها وهو وجود الرب وقدرته ومشيئته وحكمته فان وجود ذاتيه وصيفاته ثيابت سيواء كيانت هيذه
المخلوقات موجودة أو لم تكن فيلزم من وجود المخلوق وجود خييالقه ول يلييزم ميين عييدمه عييدم خييالقه
فلهذا كانت المخلوقات كلها آيات للرب فما من مخلوق إل وهو آية له هو دليل وبرهان وعلمة على ذاته
وصفاته ووحدانيته وإذا عدم كان غيره من المخلوقات يدل على ما دل عليه ويجتمع على المعلوم الواحد
من الدلة ما ل يحصيه ال الله وقد يكون الشيء مستلزما لدليل معين فإذا عدم عرف انتفاؤه وهييذا ممييا
يكون لزما ملزوما فتكون الملزمة من الطرفين فيكون كل منهما دليل وإذا قدر انتفاؤه كييان دليل علييى
انتفاء الخر كالدلة على الحكام الشرعية فما من حكم إل جعييل اللييه عليييه دليل وإذا قييدر انتفيياء جميييع
الدلة الشرعية على حكم علم أنه ليس حكما شرعيا وكذلك ما تتوفر الههم والدواعي على نقله فإنه اذا
نقل دل التواتر على وجوده وإذا لم ينقل مع توفر الهمم والدواعي على نقله لو كان موجودا علم أنه لييم
يوجد كالمور الظاهرة التي يشترك فيها الناس مثل موت ملك وتبدل ملك
بملك وبناء مدينة ظاهرة وحدوث حادث عظيم في المسجد أو البلييد فمثييل هييذه المييور ل بييد أن ينقلهييا
الناس اذا وقعت فإذا لم تنقل نقل عاما بل نقلها واحد علييم أنييه قييد كييذب وهييذا مبسييوط فييي غييير هييذا
الموضع وقد بسط في غير هذا الموضع الفرق بين الية التي هي علمة تدل علييى نفييس المعلييوم وبييين
القياس الشمولي الذي ل يدل ال على قدر كلي مشترك ل يدل على شيء معين اذ كييان ل بييد فيييه ميين
قضية كلية وأن ذلك القياس ل يفيد العلم بأعيان المور الموجييودة ول يفيييد معرفيية شيييء ل الخييالق ول
نبي من أنبيائه ول نحو ذلك بل اذا قيل كل محدث فل بد له من محيدث دل عليى محيدث مطليق ل ييدل
على عينه بخلف آيات الله فانها تدل على عينه وبينا أن القرآن ذكر السييتدلل بآيييات اللييه وقييد يسييتدل
بالقياس الشمولي والتمثيلي لكن دللة اليات أكمل وأتم وتبين غلط من عظم دلليية القييياس الشييمولي
المنطقي وأنهم من أبعد الناس عن العلم والبيان وذكرنا أيضا غلط من فضييل الشييمولي علييى التمييثيلي
وأنهما من جنس واحد والتمثيلي أنفع وإنما اليات تكون أحسن وقد ذكر أبو الفرج بن الجييوزي مييا ذكييره
أبو بكر بن النباري وغيره في اليات آيات القرآن مثل قوله قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم علننى أعقننابكم
تنكصون مستكبرين ثلثة اقوال قال في معنيى اليية ثلثية أقيوال أحيدها أنهيا العلمية فمعنيى آيية علمية
لنقطاع الكلم الذي قبلها وبعدها قال الشاعر %أل أبلغ لديك بني تميم %بآيية مييا يحبييون الطعامييا %
وقييييال النابغيييية %تييييوهمت آيييييات لهييييا فعرفتهييييا %لسييييتة أعييييوام وذا العييييام سييييابع %
قال وهذا اختيار أبي عبيد قلت أما أن الية هي العلمة في اللغة فهذا صحيح وما استشهد به من الشييعر
يشهد لذلك وأما تسمية الية من القرآن آية لنهيا علمية صيحيح لكين قيول القيائل إنهيا علمية لنقطياع
الكلم الذي قبلها وبعدها ليس بطائل فإن هذا المعنييى الحيد والفصيل فاليية مفصيولة عمييا قبلهيا وعميا
بعدها وليس معنى كونها آية هو هذا وكيف وآخر اليات آية مثل آخر سورة النيياس وكييذلك آخيير آييية ميين
السورة وليس بعدها شيء وأول اليات آية وليس قبلها شيء مثل أول آية من
القرآن ومن السورة وإذا قرئت الية وحدها كانت آية وليس معها غيرها وقد قام النييبي صييلى الليه علييه
وسلم بآية يرددها حتى أصبح ان تعذبهم فانهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيننز الحكيننم فهيي آيية فيي
نفسها ل لكونها منقطعة مما قبلها وما بعدها وأيضا فكونه علمة علييى هييذا النقطيياع قييدر مشييترك بييين
جميع الشياء التي يتميز بعضها عن بعض ول تسمى آيات والسورة متميييزة عمييا قبلهييا ومييا بعييدها وهييي
آيات كثيرة وأيضا فالكلم الذي قبلها منقطع وما قبلها آية فليست دللة الثانية على النقطيياع بييأولى ميين
دللة الولى عليه وأيضا فكيف يكون كونها آية علمة للتمييز بينها وبين غيرها والله سييماها آييياته فقييال
تلك آيات ال نتلوها عليك بالحق والصواب أنها آية من آيات الله أي علمة من علماته ودللة من أدلة اللييه
وبيان من بيانه فان كل آية قد بين فيها من أمره وخبره ما هي دليل عليه وعلمة عليه فهي آية من آياته
وهي أيضا دالة على كلم الله المباين لكلم المخلوقين فهي دللة على الله سبحانه وعلى ما أرسييل بهييا
رسوله ولما كانت كل آية مفصولة بمقاطع الي التي يختم بها كل آية صارت كل جملة مفصولة بمقيياطع
الي آية ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف على رءوس الي كما نعتييت قراءتييه الحمنند ل ن رب
العالمين ويقف الرحمن الرحيم ويقف مالك يوم الدين ويقف ويسمى أصحاب الوقف وقف السنة لن كل
آية لها فصل ومقطع تتميز به عن الخرى قال والوجه الثاني أنهييا سيميت آييية لنهييا جماعيية حييروف مين
القرآن وطائفة منه قال أبو عمر الشيباني يقال خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم وأنشدوا %خرجنييا ميين
النقييييييييييبين لحييييييييييي مثلنييييييييييا %بآياتنييييييييييا نزجييييييييييي اللقيييييييييياح المطييييييييييافل %
قلت هذا فيه نظر فإن قولهم خرج القوم بآيتهم قد يراد به بالعلمة التي تجمعهم مثل الراية واللواء فإن
العادة أن كل قوم لهم أمير تكون له آية يعرفون بها فاذا أخرج المييير آيتهيم اجتمعييوا اليييه ولهييذا سيمى
ذلك علما والعلم هي العلمة والية ويسمى راية لنه يرى فخروجهم بآيتهم أي بالعلم والية التي تجمعهم
فيستدل به على خروجهم جميعهم فإن المير المطاع اذا خرج لم يتخلف أحد
بخلف ما اذا خرج بعض أمرائه وإل فلفظ الية هي العلمة وهذا معلوم بالضطرار من اللغيية والشييتراك
في اللفظ ل يثبت بأمر محتمل قال والثالث أنها سميت آية لنها عجب وذلك أن قارئها يستدل اذا قرأهييا
على مباينتها لكلم المخلوقين وهذا كما يقييول فلن آيية مين الييات أي عجيب مين العجيائب ذكيره ابيين
النباري قلت هذا القول هو داخل في معنى كونها آية من آيييات اللييه فييإن آيييات اللييه كلهييا عجيبيية فإنهييا
خارجة عن قدرة البشر وعما قد يشبه بها من مقدور البشر والقييرآن كلييه عجييب تعجبييت بييه الجيين كمييا
حكى عنهم تعالى انهم قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا فييإنه كلم
خارج عن المعهود من الكلم وهو كما في الحديث ل تنقضي عجائبه ول يشبع منه العلماء ول يخلييق عيين
كثرة الرد وكل آية لله خرجت عن المعتيياد فهييي عجييب كمييا قييال تعييالى أم حسننبت أن أصننحاب الكهننف
والرقيم كانوا من آياتنا عجبننا فاليات العلميات والدللية ومنهيا ميألوف معتياد ومنهييا خييارج عين الميألوف
المعتاد وآيات القرآن من هذا الباب فالقرآن عجب ل لن مسمى الييية هييو مسييمى العجييب بييل مسييمى
الية أعم ولهذا قال كانوا من آياتنا عجبا ولكن لفظ الية قد يخص في العرف بما يحدثه اللييه وإنهييا غييير
المعتاد دائما كما قال النبي صلى الله عليييه وسييلم ان الشييمس والقميير آيتييان مين آيييات الليه وانهمييا ل
تخسفان لموت أحد ول لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده وقد قال تعييالى ومننا منعنننا
أن نرسل باليات ال أن كذب بها الولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلمننوا بهنا ومنا نرسنل باليننات ال تخويفنا
وفي الحديث الصحيح لما دخلت أسماء على عائشة وهي في الصلة فسألتها فقالت سبحان الله فقييالت
آية فأشارت أي نعم وتسمى صلة الكسوف صلة اليات وهي مشييروعة فييي أحييد القييولين فييي مييذهب
أحمد في جميع اليات التي يحصل بها التخويف كانتثار الكواكب والظلمة الشديدة وتصييلى للزلزليية نييص
عليه كما جاء الثر بذلك فهذه اليات أخص من مطلق اليات وقد قال تعالى وما تأتيهم من آية مننن آيننات
ربهم ال كانوا عنها معرضين وقال صلى الله عليه وسلم ثلث آيييات يتعلمهيين خييير لييه ميين ثلث خلفييات
سمان
) فصل ( والدليل الذي هو الية والعلمة ينقسم إلى ما يدل بنفسه وإلى ما يدل بدللة الييدال بييه
فيكون الدليل في الحقيقة هو الدال به اليذي قصيد أن يييدل بيه وقييد جعييل ذلييك علمية وآيية ودليل
والذي يدل بنفسه يعلم أنه يدل بنفسه وان لم يعلم أن أحدا جعله دليل وان كان في نفس المر كل
مخلوق قد جعله الله آية ودللة وهو سبحانه عليم مريد فل يمكن أن يقييال لييم يييرد بالمخلوقييات أن
تكون أدلة له ول أنها ليست دليل يجعلها أدلة كما قد يطلقه طائفة من النظار ولكن يستدل بهييا مييع
عدم النظر في كونها جعلت أدلة كما قد يطلقه اذ كان فيها مقاصد كثيرة غير الدللة والييذي جعلهييا
دليل وهو الله جعل ذاتها يستدل بها مع قطع النظر عن كونها هي دليل فمييا ميين مخلييوق إل ويمكيين
الستدلل به على الخالق والمحدث نفسه يعلم بصريح العقل أن له محيدثا وهيذه الدلية اليتي تيدل
بنفسها قد تسمى الدلة العقلية ويسمى النوع الخر الدلة الوضعية لكونهييا انميا دليت بوضييع واضيع
والتحقيق أن كلهما عقلي إذا نظر فيه العقل علم مدلوله لكن هذه تدل بنفسييها وتلييك تييدل بقصييد
الدال بها فيعلم بها قصده وقصده هو الدال بها كالكلم فإنه يدل بقصد المتكلم به وارادته وهو يييدل
على مراده وهو يدلنا بالكلم على ما أراد ثم يستدل بارادته علييى لوازمهييا فييإن اللزم أبييدا مييدلول
عليه بملزومه واليات التي تدل بنفسها مجردة نوعان منها ما هو ملزوم مدلول عليه بذاته ل يمكيين
وجود ذاته دون وجود لزمه المدلول عليه مثل دللة المخلوقات على الخالق ومنها ما هييو مسييتلزم
له مدة طويلة أو قصيرة فتدل عليه تلك المدة مثل نجوم السماوات فإنه يستدل بها علييى الجهييات
والمكنة وعلى غيرها من النجوم وعلى الزمان ماضيه وغابره ما دام العالم على هذه الصيورة قييال
تعالى وألقي في الرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبل لعلكم تهتدون وعلمات وبالتجم هننم يهتنندون
وقال تعالى وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا اليات لقوم يعلمننون
ثم قال وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا اليات لقوم يفقهون ثم قال وهننو الننذي
أنزل من السماء ماء فأخرجنا به
وألقي فييي نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا الى قوله ان في ذلكم ليات لقوم يؤمنون وقوله
الرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبل لعلكم تهتدون وعلمات هنني علمننات ألقاهننا فنني الرض
وهذا قول الكثرين قالت طائفة هي معالم الطرق يستدل بها بالنهار ويستدل بالنجم بالليل وقالت طائفة هنني
الجبال وهي أيضا مما يستدل به ولهذا سننماها ال ن أعلمننا فنني قننوله وله الجواري المنشييآت فييي البحيير
كالعلم فبأي آلء ربكما تكذبان أي كالجبال والعلم جمع علم والعلم ما يعلم به كالعلمننة ومنننه أعلم
الطرق المنصوبة ومنه يقال لدلئل النبوة أعلم النبوة ويقال للراية المرفوعة انها علم وإنهننا جعلنت علمننة
لصاحبها وأتباعه والعالم بالفتح مثل الخاتم ما يعلم به كما أن الخاتم ما يختم به وهننو بمعنننى العننالم ويسننمى
كل صنف من المخلوقات عالما لنه علم وبرهان على الخالق تعالى بخلف العالم بالكسننر فننانه الننذي يعلننم
كالخاتم بالكسر فإنه الذي يختم قال تعالى ولكن رسول الله وخاتم النبيين لنه ختمهم كما يسمى الماحي
والحاشر والعاقب وقد قرئ وخاتم أي ختموا به فالجبال أعلم وهي علمات لمن فنني الننبر والبحننر يسننتدل
بها على ما يقاربها من المكنة فانه يلزم من وجودها وجوده وهي ل تزال دالة ما دامت موجودة ومنندلولها
موجودا وهي أثبت من غيرها فقد يكون عندها قرية وسكان فيكون علما عليهم ثم قد تخرب القرية ويننذهب
السكان فتزول الدللة لزوال الملزوم وهذا كله مما يبين أن الدليل قد يكون معينا بل اليات كلها معينننة وأن
يكون مطابقا ملزما لمدلوله ليس أحدهما أعم من الخر كالثريا مع الدبران وكالجدي مع بنات نعش ونحننو
ذلك فتبين غلط من ذكر أنه يحصر الدلة فيقال إما أن يستدل بالعام على الخاص أو بالخاص على العننام أو
بأحد الخاصين على الخر والول هو القياس الشمولي والثاني هو الستقراء والثالث هو التمثيل وقد بينا ما
في هذا الكلم من الغلط في حصره وفي حكم أقسامه فإن هؤلء المقسمون للمور العامة كثيرا ما يغلطننون
في هذا وهذا إذ كان المقسم يجب أن يستوفي جميع القسام ول يدخل فيها ما ليس منها كالحاد وهم يغلطون
فيها كثيرا
لعدم إحاطتهم بأقسام المقسوم كما يقسييمون أقسييام الموجييودات أو أقسييام مييدارك العلييم أو أقسييام
العلوم أو غير ذلك وليس معهم دليل على الحصر ال عدم العلم وحصر القسيام فيي المقسيوم هيو ميين
الستقراء ثم إذا حكموا على تلك القسام بأحكيام فقيد يغلطيون أيضيا كميا قيد ذكير هيذا فيي غيير هيذا
الموضع مثل غلط من حصر الدلة في هذه النواع مين أهيل المنطيق ومين تبعهيم وقيد بسيط هيذا فيي
مواضع وذلك مثل قييولهم الييدليل إمييا أن يسييتدل بالعييام علييى الخيياص أو بالخيياص علييى العييام أو بأحييد
الخاصين على الخر فان الدليل أول ل يكون قط أعم من المدلول عليه إما مسيياويا لييه وإمييا أخيص منيه
فإن الدليل ملزوم للمدلول عليه والملزوم حيييث تحقييق تحقييق اللزم وإذا انتفييى اللزم انتفييى الملييزوم
فحيث تحقق الدليل تحقق المدلول عليه فإذا كان مساويا له أو أخص كان حيث تحقق المدلول كمييا أنييه
حيث تحقق ما هو ناطق النطق الذي يختص النسان تحقق النسان وتحقق أيضا ما هو أعم من النسييان
وهو ثبوت حيوان وجسم حساس تام متحرك بالرادة بمعنى أنه تحقق مطلق هذا الجنس وإل فلم يوجييد
شيء أعم من النسان بمجرد وجوده لكن وجد من صفاته ما يشبه به غييره ويصيح اطلقيه علييه وعليى
غيره وهو مسمى الجسم والحيوان ونحو ذلك وكذلك إذا وجد آية أو خبر يييدل علييى اليجيياب أو التحريييم
لزم ثبوت اليجاب أو التحريم وقد ثبت اليجاب والتحريم بآية أخرى أو خبر آخر فلهذا قيييل الييدليل يجييب
طرده ول يجب عكسه وإذا كان الدليل ل يكون أعم من المدلول عليه فقولهم إما أن يستدل بالعام على
الخاص إنما أرادوا به القياس الشمولي الييذي هيو مقيدمتان صيغرى وكييبرى كقولنييا النبييذ المتنييازع فييه
مسكر وكل مسكر حرام أو كل مسكر خمر كما ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال كل مسكر خمر وكل مسكر حرام بين أن المسكر موصييوف بييأنه خميير وبييأنه حييرام
ولم يقصد القياس الشمولي وهو أن يستدل على أن المسكر حرام فالرسول أجل من هذا شييرعا وعقل
صلى الله عليه وسلم فإنه بكلمه تثبت الحكام وغيره إذا قال كل مسكر خمر أو حرام احتاج أن يستدل
عليه وأما هو فيستدل بنفس كلمه والنظم الشمولي المنطقي
ل يوجد في كلم فصيح بل هو طويل ل يحتاج اليه كما قد بسط فييي مواضييع وبييين أن الييدليل قييد يكييون
مقدمة واحدة وقد يكون مقدمتين وقد يكون ثلث مقدمات وأربعا وأكثر بحسب ما يحتاج اليييه المسييتدل
الطالب لدللة نفسه أو الطالب ليدل غيره فإنه قد ل يحتياج ال الييى مقدمية واحييدة مثيل مين عيرف أن
الخمر حرام لكن لم يعرف أن كل مسكر هو خمر فإذا عرف بالنص أن كل مسكر خمر عرف أن مسكر
حرام وكان علمه موقوفا على مقدمة واحدة بخلف من لم يكن عرف بعد أن الخمر حييرام فيحتيياج الييى
مقدمة ثانية ثم ان كان عرف أن محمدا رسول الله بنصوصه المتواترة كفاه ذلك وإن كان لم يقر بنبييوته
احتاج الى مقدمة ثالثة وهو اليمان بأنه رسول الله ل يقول على الله ال الحق ويذكر له من دلئل النبييوة
وأعلمها ما يعرف به ذلك فيهتدي أن كان طالب علم وتقوم عليه الحجة ان لم يكن كييذلك فقييول هييؤلء
في مثل هذا انا استدللنا بالعام على الخاص لبس عظيم فإن المدلول علييه وهيو تحرييم النبيييذ المتنيازع
فيه مثل وان كان أخص من تحريم المسكر والخمر فالدليل ليس هو القضية العامة بل الييدليل أن النبيييذ
المتنازع فيه مسكر وهو احدى المقدمتين وهذه قضية خاصة أخص ميين مسييمى المسييكر فييإن المسييكر
يتناول المتفق على تحريمه والمتنازع فيه وهذا هو الحد الوسط وهو المتكرر فييي المقييدمتين الييذي هييو
محمول في الصغرى موضوع في الكبرى فالستدلل وقع بإسكاره على أنه خمر ومحرم ومسييكر النبيييذ
المتنازع فيه أخص من مسمى المسكر والخمر والمقدمة الثانية الكييبرى وهيي قولنيا وكيل مسييكر خميير
ليست هي الدليل بل ل بد من الصغرى معها وهي خاصة فالمدلول عليه ان كييان تحريييم النبيييذ المتنييازع
فيه فهذا انما يدل على تحريمه أنه مسكر وليس اسكاره أعم منه بل يلزم من ثبوت اسكاره ثبييوته فييان
ثبوت الموصوف بدون الصفة ممتنع فاسكاره دل على تحريمه وليس تحريمه أعم من اسكاره بل جنييس
السكار والحرام أعم من هذا المسكر فهذا المحرم لكن هذا العيام لييس هيو اليدليل بييدون الخيياص بيل
قوله كل مسكر حرام يدل عليى تحرييم كيل مسيكر مطلقيا مين غييير تعيييين فيكييون السييكار مسييتلزما
للتحريم والمسكر أخص من الحرام وهذا إستدلل بالخاص على العام فوجود المسييكر أخيص مين وجييود
الحرام حيث
كان مسكر كان الحرام موجودا وليس اذا كان الحرام موجودا يجب وجود المسكر لن المحرمات كييثيرة
كالدم والميتة ولحم الخنزير فالحد الوسط وهو المسكر دل على ثبوت العم وهو التحريييم ميين الخييص
في الخص وهو النبيذ المتنازع فيه فالمدلول عليه التحريم وهو أعم من المسكر فهييو اسييتدلل بالخيياص
على العام لكن المعنى العام الكلي ل يوجد في الخارج عاما كليا بل معينا فهييو اسييتدلل علييى نييوع ميين
أنواعه وهو التحريم الثابت في النبيذ المتنازع فيه وهذا أخص من مطلق التحريم كما أن مسييكره أخييص
من مطلق المسكر ومن هنا ظنوا أنهم استدلوا بالعام عليى الخياص حييث اسيتدلوا بتحرييم كيل مسيكر
على تحريم هذا المسكر وليس المر كذلك بل الذي دل على تحريم هذا المسكر ليس هو مجرد القضييية
العامة الكليةبل ل بد معها من قضية أخص منها جزئية مثل قولنا هييذا النبيييذ مسييكر وبهييذا الخيياص يعلييم
ثبوت ذلك ل بمجرد العام والدليل هنا ليس هو أعم من المدلول عليه ول يمكن ذلك قط وأمييا قييولهم ان
الستدلل بالخاص على العام هو الستقراء فمجرد الخاص ان لم يستلزم العام ل يدل عليه والمسييتقرئ
ان لم يحصر الفراد ل يعلم أن ذلك المعنى شامل لها فما استدل بخاص على عام بل بعام مثله مطييابق
له وقولهم في قياس التمثيل انه استدلل بخاص على خاص ليييس كيذلك فيان مجيرد ثبيوت الحكيم فيي
صورة ل يستلزم ثبوته في أخرى ان لم يكن بينهما قدر مشترك ول يثبت بذلك حتى يقوم دليييل علييى أن
ذلك المشترك مستلزم للحكم والمشترك هو الذي يسمى في قييياس التمثيييل الجييامع والوصييف والعليية
والمناط ونحو ذلك فإن لم يقم دليل على أن الحكم متعلق به لزم له لم يصح الستدلل وهذا المشترك
في قياس التمثيل هو الحد الوسط في قياس الشمول بعينه فالمعنى في القياسين واحد ولكن التييأليف
والنظم متنوع اذا أراد أن يثبت تحريم النبيذ بقياس الشمول قال هذا هو حرام لنه شراب مسكر فيكون
حراما قياسا على المسكر من العنب فالدليل هو المسكر وهو المشترك وهو الحد الوسط ثييم ل يكفييي
ذلك حتى يبين أن العلة في الصل هي المشترك فيقول وعصير العنب حرم لكونه مسكرا وهذا الوصييف
موجود في الفرع الذي هو صورة النزاع فيجب اشتراكهما في التحريم وقييوله انييه حييرام لكييونه مسييكرا
هي المقدمة الكبرى في قياس
الشمول وهي قولنا كل مسكر حرام فثبت أن علة التحريم هي السكر إما بالنص وهو قييوله كييل مسييكر
حرام وإما بدللة القرآن وهو أنه يوقع العداوة والبغضاء ويصد عن ذكر الله وعن الصييلة وإمييا بالمناسييبة
وإما بالدوران وإما بالسبر والتقسيم كما قد عييرف فييي موضييعه وهييو نظييير مييا يسييتدل بييه علييى ثبييوت
القضية الكبرى ثم الدليل قد يكون قطعيا وقد يكون ظنيا لخصوص المادة ل تعلق لذلك بصييورة القييياس
فمن جعل قياس الشمول هو القطعي دون قياس التمثيل فقط غلط كما أن من جعييل مسييمى القييياس
هو التمثيل دون الشمول فلم يفهم معناه والذي عليه جمهور العلماء أن كل منهما قياس قد يكون قطعيا
وقد يكون ظنيا وطائفة يقولون اسم القياس ل يستعمل ال في الشمول كما يقوله ابن حزم ومن يقييوله
من المنطقيين وطائفة يقولون ل يستعمل حقيقة إل في التمثيل ومن هؤلء من يقول ليس في العقليات
قياس وهذا مبسوط في مواضع والمقصود هنا التنبيه على جنس الدلة وأيضا فالدليل قييد يكييون مطابقييا
للمدلول عليه ملزما له ليس أعم منه كالكواكب التي في السماء المتلزمة التي يستدل بكل منها علييى
الخر وكالناطقية والنسانية التي يستدل بثبوت كل منهما على ثبوت الخر وهذا خارج عن تقسيمهم فان
هذا ليس استدلل بعام على خاص ول بخاص على عام ول بخياص علييى نظييره بطريييق التمثيييل بيل هيو
استدلل بأحد المتلزمين على الخر قييد يكونيان عيامين وخاصييين فييالكواكب خاصية والعيام كالسييتدلل
بالحيوانية على الحس والحركة ال أنه استدلل بعام على عام ملزم له وكييذلك السييتدلل بكييونه جسييما
على وجود جنس العرض والستدلل بوجود جنس العرض على وجود جنييس الجسييم هييو اسييتدلل بأحييد
العامين المتلزمين على الخر والمقصود هنييا أن هييذه المعينييات كييالنجوم والجبييال والطييرق كلهييا آيييات
وأعلم وعلمات على ما هو لزم لها في العادة وكذلك قد يستدل على منزل الشخص بما هو ملزم ميين
دور الجيران والباب وغير ذلك وشجرة هناك وغير ذلك من العلمات الييتي يييذكرها النيياس يسييتدلون بهييا
ويدلون غيرهم بها وسميت الجبال أعلما لنها مرتفعة عالية والعالي يظهيير ويعلييم ويعييرف قبييل الشيييء
المنخفض ولهذا يوصف
ويقال ظهر الخطيب على المنبر ومنه قوله النبي صييلى العالي بالظهور كقوله فما استطاعوا أن يظهروه
الله عليه وسلم في الحديث الصحيح وأنت الظاهر فليس فوقك شيييء فأدخييل معنييى العلييو فييي اسييمه
الظاهر لن الظاهر يعلو والعالي يظهر وكذلك العالي يعرف قبل غيره ومنه قيل عرف الديك أصله فعييل
بمعنى مفعول أي معروف كما يقال كره بمعنى مكروهيه ومنيه العيراف وهيي أمكنية عاليية بيين الجنية
والنار وقد قيل في قوله وعلمات وبالنجم أن العلمات هي النجوم منهييا مييا يكييون علميية ل يهتييدى بييه
ومنها ما يهتدى به وقول الكثرين أصح فإن العلمات كلها يهتدى بها ولنه قال وألقي في الرض رواسنني
أن تميد بكم وأنهارا وسبل لعلكم تهتدون وعلمات وهذا كله مما ألقيياه فييي الرض وهييو منصييوب بييألقى أو
بفعل من جنسه كما قال بعضهم أي وجعل في الرض أنهارا لن اللقاء من جنس الجعل وبسط مييا فييي
هذا من إعراب ومعان له مقام آخر والمقصود هنيا ذكير العلميات والعلميات ييدخل فيهيا ميا تقيدم مين
الرواسي والسبل فإن كونها رواسي وسبل يسلكها الناس غير كونها علمييات والعطييف قيد يكييون لتغياير
الصفات مع اتحاد الذات كقوله الننذي خلننق فسننوى والننذي قنندر فهنندى وأمثاله فكيف اذا كييانت العلمييات
تتناول هذا وغيره فإن الجبال أعلم وهي علمات وكذلك الطرق يستدل بها السييالك فيهييا ولهييذا يسييمى
الطريق إماما لن السالك يأتم به وكذلك يسمون ما يستدل به المستدل طريقا ومسلكا ويقال لصييحاب
هذا القول عدة طرق ومسالك حتى أطلقوا على ما يصنف من الحتجاج على مسائل النزاع طريقة لنييه
فيه أدلة المصنف على موارد النزاع ومن هييذا البيياب السييتدلل علييى المييرض بعلمييات لييه والسييتدلل
بالصوات فان كانت كلما كانت الدللة قصدية إرادية قصد المتكلم أن يدل بها وهي دللة وضييعية عقلييية
وان كانت غير كلم كانت الدللة عقلية طبعية كميا يسيتدل بالصيوات اليتي هيي بكياء وانتحياب وضيحك
وقهقهة ونحنحة وتنخيم ونحيو ذليك عليى أحيوال المصيوت ومين اليدلئل الشيعائر مثيل شيعائر السيلم
الظاهرة التي تدل على أن الدار دار السلم
كالذان والجمع والعياد وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال كان رسول اللييه صييلى اللييه عليييه
وسلم إذا غزا قوما لم يغز حتى يصبح فإن سمع أذانا أمسك وان لم يسيمع أذانيا أغيار بعيدما يصييبح هييذا
لفظ البخاري ولفظ مسلم كان يغير اذا طلع الفجر وكان يستمع الذان فإن سمع أذانييا أمسييك وإل أغييار
فسمع رجل يقول الله اكبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفطرة ثم قال أشييهد أن ل إلييه
إل الله فقال خرجت من النار وعن عصام المزني قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا بعث السييرية
يقول اذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مناديا فل تقتلوا أحييدا رواه أبييو داود والترمييذي وابيين ميياجه وميين هييذا
النوع دلئل الجهات ومنه دلئل القبلة يستدل عليها بالنجوم والشمس والقمر والرياح والطرق وغير ذلك
مييييييين اليييييييدلئل كميييييييا قيييييييد ذكييييييير النييييييياس ميييييييا ذكيييييييروه مييييييين دلئل القبلييييييية
) فصل ( والنوع الثاني ما يدل بقصد الدال به كالكلم وكالعقد باليد والشارة بها أو بالعين أو الحيياجب أو
غير ذلك من العضاء وقد يسمى ذلك رمزا ووحيا وكذلك الخط خط الكتابة بخلف الستدلل بآثار خطى
النسان فإن هذا من النوع الول وكذلك القيافة وهي من النوع الول وهو الستدلل بالشبه على النسب
وكذلك القائف قد يعرف بالثر من هو الواطئ وأين ذهب ومن هيذا النيوع المييال اليتي جعليت علميات
على حدود الحرم والميال تجعل في الطرقات فإنه قصد بها الدللة علييى الطريييق أي قصييد النيياس بهييا
ذلك وهذا النوع قسمان منه ما يكون بالتفاق والمواطأة بين اثنين فصاعدا كما يتفييق الرجييل مييع وكيلييه
على علمة لمن يرسله اليه مثل وضع خنصره في خنصييره ومثييل وضييع يييده علييى ترقييوته كمييا روي أن
النبي صلى الله عليه وسلم جعل ذلك علمة مع بعض الناس وكما يجعل الملييوك وغيرهييم لهييم علمييات
عند بعض الناس من جاء بها عرفوا أنه مرسل من جهته ومن هذا الباب شييعائر النياس فييي الحييرب كيل
طائفة يعرف أصحابها بشيعارها ولهييذا قيال الفقهيياء ويجعييل لكييل طائفية شييعارا يتييداعون بيه كميا كييان
للمهاجرين شعار وللنصار شيعار ومين هيذا البياب العلم والراييات للمقيدمين فيان الرايية تيرى فيعليم
صاحبها وكذلك
ءءءء ءءءءءءءء ءءءءء 1ء ءءءء .198
العلم يعلم فيعلم صاحبه وقد تميز راية عن راية لما يختص به صاحبها ويسمى ذلك رنكا وقد يكييون ذلييك
اسم الشخص وقد يكون غير ذلك لكن قد اتفق مع غيره على أن هذا علمة وآية لييه فمييتى رؤي اسييتدل
به على أنه هو المضاف اليه ذلك العلم ويجعل هذا على الدور والثياب والدواب ومنه الوسم الييذي تعلييم
به إبل الصدقة وإبل الجزية فإن الوسم علمة مقصييودة للواسييم وأمييا السيييما فهييي علميية بنفسييها لييم
يقصدها مثل سيما المؤمنين وسيما المنافقين قال تعالى فييي المييؤمنين سننيماهم فنني وجننوههم مننن أثننر
السجود وقال في المنافقين فلعرفتهم بسيماهم وقال عتل بعد ذلك زنيم قيل له زنمة من الشر يعرف بها
ومنه سيما المؤمنين يوم القيامة التي بها يعرفهم نبيهم وهو أنهيم غير محجليين مين آثيار الوضيوء فهيذه
علمة وآية لكنها من النوع الول لم يقصد المسلمون أن يتوضئوا ليعرفوا بالوضوء لكن من اللييوازم لهييم
الوضوء للصلة وقد جعل الله أثر ذلك نورا في وجوههم وأيديهم وليس هذا لغيرهم فإن هذا الوضييوء لييم
يكن لغيرهم والحديث الذي يييروى هييذا وضييوئي ووضييوء النييبيين ميين قبلييي ضييعيف بخلف الصييلة فييي
المواقيت الخمس فإن النبياء كانوا يصلون في هذه المواقيت كما قال هييذا وقتييك ووقييت النبييياء قبلييك
والوسم والسيما من الوسم متفقان في الشتقاق الوسط فييان أصييل سيييما سييوما فلمييا سييكنت الييواو
وانكسر ما قبلها قلبت ياء مثل ميقات وميعاد ونحو ذلييك والسييم أيضييا ميين هييذا البيياب وهييو علييم علييى
المسمى ودليل عليه وآيه عليه وهذا المعنى ظاهر فيييه فلييذلك قييال الكوفيييون انييه مشييتق ميين الوسييم
والسمة وهي العلمة وقال البصريون بل هو مشتق من السمو فإنه يقييال فييي تصييغيره سييمي ل وسيييم
وفي جمعه أسماء ل أوسام وفي تصريفه سميت ول وسمت وكل القولين حق لكيين قييول البصييريين أتييم
فإنه مشتق منه على قولهم في الشتقاق الصغر وهو اتفاق اللفظين في الحروف وتأليفهييا وعلييى قييول
الكوفيين هو مشتق منه من الشتقاق الوسط وهو اتفاق اللفظين في الحروف ل فييي ترتيبهييا كمييا قلنييا
في الوسم والسيما والسمو هو العلو والسامي هو العالي والعلييو مسييتلزم للظهييور كمييا تقييدم فالعييالي
ظاهر والظاهر عال
فكان السم بعلوه يظهر فيدل على المسمى لنه يظهر باللسان والخط ويظهر للسمع المسمى فيعييرف
بالقلب وقد تقدم أنهم يسمون الجبال أعلما لما فيها من الظهور ودللة السم على مسماه دللة قصدية
فان المسمى يسمى بالسم ليعرف به المسمى وليدل عليه يقصد به الدللة على مجرد نفسييه كأسييماء
العلم للشخاص وتارة يقصد به الدللة على ما في اللفظ من المعنى كالسييماء المشييتقة مثييل العييالم
والحي والقادر ومن هذا الباب تسمية المعبودين آلهة سموها بما ل تسييتحقه كمييا يسييمى الجاهييل عالمييا
والعاجز قادرا والكذاب نبيا فلهذا قال تعالى ان هي إل اسماء سميتموها أنتم وآباؤكم مننا أنننزل الن بهننا مننن
سلطان والنوع الثاني من هذه الدللة القصدية أن يقصد اليدال الدللية مين غيير مواطيأة ميع المسيتدلين
على أنه دليل لكن هم يعلمون أنه قصد الدللة لعلمهم بأحواله مثل ما يرسل الرجييل شيييئا ميين ملبسييه
المختص به مع شخص فيعلمون أنه أرسلها علمة على أنه أرسله قال سعيد بن جييبير عيين ابيين عبيياس
ان في ذلك لية للمؤمنين قال العلمة تكون بين الرجل وأهله رواه ابيين المنييذر حييدثنا موسييى بيين هييارون
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن سماك عن سعيد بن جيبير عين ابين عبياس ورواه
ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان حدثنا أبو اسييامة حييدثني سييفيان عيين سييماك عيين
سعيد بن جبير عن ابن عباس ان في ذلك لية قال علمة ألم تر إلى الرجل إذا أراد أن يرسل إلييى أهلييه
في حاجة أرسل بخاتمه أو ثبوته فعرفوا أنه حق فتارة يرسل خاتمه معه فيعلمون أنه أرسله ليعلموا أنييه
أرسله إذ كانوا قد علموا أن الخاتم معه وأنه ليس في إرساله مع ذلك الشخص الذي ل يعرفونه مقصييود
له إل أن يكون علمة على أنه أرسله اليهم فيصدقونه فيما أخبر عنه وتارة يرسل معييه عمييامته أو نعليييه
وقد علموا أنه ل يخلع عمامته ويبعثها مع ذلك الشخص إل لتكون علمة على صدقه كما فعل النبي صييلى
الله عليه وسلم في غزاة الفتح لما كانت راية الخزرج مع سعد بن عبادة وكان فيه حدة وقييال ل قريييش
بعد اليوم اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة قيل للنبي صلى الله علييه وسييلم إنيه يخيياف منيه أن
يضع السيف في أهل مكة فقال قولوا
قريبا وليس له ما يختم به ونحو ذلك قطعوا بأنه أرسله علمة ثم بعد هذا قد يعلمون أنه أرسله لكيين قييد
يكذب عليه ولكن العهدة في هذا على المرسل فإن ارسال العلمة هو إعلم منه لهم بأني أرسلته اليكييم
فهذا الفعل هو مثل هذا القيول يجييري مجييرى إعلمهييم وإخبييارهم بييأنه أرسييله وتصييديقه فييي قيوله هييو
أرسلني والخبار تارة يكون بالقول وتارة يكون بالعمل كما يعلم الرجل غيره بالشارة بيده ورأسه وعينه
وغير ذلك وان لم يتقدم بينهما مواضعة لكن يعلم قصده ضرورة مثل أن يسأله عن شيء هل كان فيرفع
رأسه أو يخفضه أو يشير بيده أو يكون قائما فيشير اليه اجلس أو قاعيدا مطلوبيا فيشيير الييه أن اهيرب
فقد جاء عدوك أو نحو ذلك من الشارات التي هي أعمال بالعضاء وهي تييدل دلليية ضييرورية تعلييم ميين
قصد الدال كما يدل القول وقد تكون أقوى من دللة القول لكن دللة القول أعم وأوسع فإنه يييدل علييى
المور الغائبة وعلى المور المعضلة وهذه الدلة العيانية هي أقوى من وجه ولكن ليس فيهييا ميين السييعة
للمعيييييييييييييييييييياني الكييييييييييييييييييييثيرة مييييييييييييييييييييا فييييييييييييييييييييي القييييييييييييييييييييوال
) فصل ( وخاصة الدليل أن يكون مستلزما للمدلول فكل ما استلزم شيئا كان دليل عليييه ول يكييون دليل
إل إذا كان مستلزما له ثم دلله الدليل تعلم كما يعلم لزوم اللزم للملزوم وهذا ل بد أن يعلم بالضييرورة
أو بدليل ينتهي الى الضرورة وعلى هذا فآيات النبياء هي أدلة صدقهم وهي ما يسييتلزم صييدقهم ويمتنييع
وجوده بدون صدقهم فل يمكن أن يكون ما يدل على النبوة موجودا بدون النبوة ثم كونه مستلزما للنبوة
ودليل عليها يعلم بالضرورة أو بما ينتهي إلى الضرورة فآيات النبياء صلوات اللييه عليهييم وسييلمه ل تحييد
بحدود يدخل فيها غير آياتهم كحد بعضهم كالمعتزلة وغيرهم بأنها خرق العييادة ولييم يعييرف مسييمى هييذه
العبارة بل ظن أن خوارق السحرة والكهان والصالحين خرق للعييادة فكييذبها وحييد بعضييهم بأنهييا الخييارق
للعادة إذا لم يعارضه أحد وجعل هذا فصل احترز به عن تلك المور فقال المعجزة هي الخييارق المقيرون
بالتحدي بالمثل مع عدم المعارضة وجوز أن يأتي غير النبياء بمثل ما أتوا به سواء مييع المعارضيية وجعييل
ما يأتي به الساحر والكاهن معجزات مع عدم المعارضة وحقيقة المعجز هذا ما لم يعارض ول حاجة إلييى
كونه خارقا للعادة
الى من بعد عنهم رسول ويكتبون اليه كتبا ثم انه سبحانه جعل مع الرسل آيات هن علمات وبراهين هي
أفعال يفعلها مع الرسل يخصهم بما ل يوجييد لغيرهييم فيعلييم العبيياد لختصاصييهم بهييا أن ذلييك إعلم منييه
للعباد وإخبار لهم أن هؤلء رسلي كما يعلمهم بكلمه المسموع منه ومن رسوله ولهذا قييد يعلييم برسييالة
رسول بإخبار رسول أخبر عنه وقد يخبر عن ارساله بكلمه لمن سمع كلمه منه كما أخبر موسى وغيييره
بالوحي الذي يوحيه اليهم فآيات النبياء هي علمات وبراهين من الله تتضمن إعلم اللييه لعبيياده وإخبيياره
فالدليل وهو الية والعلمة ل يدل إل إذا كان مختصا بالمدلول عليه مستلزما له إما مساويا له وأما أخص
منه ل يكون أعم منه غير مستلزم له فل يتصور أن يوجد الدليل بدون المدلول عليه فاليييات الييتي أعلييم
الله بها رسالة رسله وصدقهم ل بد أن تكون مختصة بهم مسييتلزمة لصييدقهم فييان العلم والخبييار بييأن
هذا رسول وتصديقه في قوله إن الله أرسلني ل يتصور أن يوجد لغير رسييول واليييات الييتي جعلهييا اللييه
علمات هي أعلم بالفعل الذي قد يكون اقوى من القول فل يتصور أن تكون آيات الرسول إل دالة عليى
صدقهم ومدلولها أنهم صادقون ل يجوز أن توجد بيدون صيدق الرسيل البتية وكيون اليرب أراد بهيا إعلم
عباده بصدقهم وصدقهم بها في إخبارهم أنه أرسلهم وكونها آية وعلمة على صدقهم أمر يعلم كما تعلييم
دللة سائر الدلة كما يعلم من الرجل أصدقاؤه ووكلؤه أنه أرسل هذا بهييذه العلمييات فتييارة يعلييم ذلييك
بالضرورة بعد تصور المر وتارة يحتاج الى نظر هل هذه العلمة منه أو من غيره وهل هييو أرسييله بهييا أو
غيره وهل قصد بها العلم والتصديق أم ل وهل يعلم من حال الذاكر أنه أرسله أنييه صييادق فقييد يرسييل
من يعلمون هم صدقه وأنه ل يكذب فيعلمون صدقه بمجرد قوله هو أرسلني من غير آية ول علمة ولهذا
إذا قال من صدقه إنه رأى رؤيا صدقه وجزم بصدقه من قد خبر صدقه والرؤيييا جييزء ميين سييتة وأربعييين
جزءا من النبوة وكذلك لو أخبر بغير ذلك كما أخبر عمران بن حصين أن الملئكة تسلم عليييه فلييم يشييك
الذين أخبرهم في صدقه من غير آية فمن كان يعلم صييدق موسييى والمسيييح ومحمييد وغيرهييم وأنهييم ل
يكذبون في أخف المور فكيف بالكذب على الله إذا أخبرهم أحدهم بما
بمثل ما أتى به وقال انه كاذب ول يكون إعلما من الله لعباده وإخبارا لهم بييأني أرسييلته ول تصييديقا لييه
كما لو قال رجل إن فلنا أرسلني وجاء بعلمة ذكر أنه خصه بها مثل أن يقول العلمة أنه أعطاني خيياتمه
فيقول المكذب وأنا أيضا أعطاني خاتمه الخرى لصلحها له أو لختم بها كييذا وأنييت إنمييا أعطيياك خيياتمه
لتصلحها أو أن تختم بها فإذا أتى المكذب له بمثل ما أتى به امتنع كونها آية ولكن لو كان قد جاء بالخيياتم
غيره لمر آخر أرسله له لم يمتنع ذلك بل قد جرت عادته معهم بأنه من ارسله يرسييل معيه خيياتمه فقييد
صار ارسال الخاتم عادة له يدل على صدق من أرسله فهو يميز رسله بالخاتم ل يخص بهييا واحييدا منهييم
وهي عادة منه لرسله ليست لغيرهم ل عادة ول غير عادة فهذا شأن اليات والعلمات التي يقصد الييدال
بهيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييا أن ييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدل بهيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييا
) فصل ( والله تعالى سماها آيات وبراهين وهو اسم مطابق لمسماه مطرد ل ينتقييض فل تكييون قييط إل
آيات لهم وبراهين وأما تسميتها بخرق العادة فللناس في ذلك ثلثة أقوال أحدها أن ذلك حييد لهييا مطييرد
منعكس فكل خرق هو معجزة للنبي فهو خرق عادة والثاني أن خرق العادة شرط فيهييا وليييس بحييد لهييا
فيجب أن تكون خارقة لعادة ولكن ليس كل خارق للعادة يكون آيية لنيبي كأشيراط السياعة بيل أن يقييع
على وجه مخصوص مثل دعوى النبوة والسييتدلل بهييا والتحييدي بمثلهييا ميع عجييز النيياس عيين معارضييته
والقول الثالث أن كونها خارقيية للعييادة ليييس بحييد ول شييرط قييال القاضييي أبيو بكيير فييي منيياظرته فييي
الكرامات ويقال لهم أيضا إن من الناس من ل يشترط في الية المعجزة أن تكون خارقة للعييادة ويقييول
إنما تكون آية اذا كانت من فعل الله مع التحيدي بمثلهييا ودعيوى النبييوة فيدللتها عليى وجيه ل يمكين أن
يشترك في ادعائه الصادق والكاذب فإذا ظهرت على هذا الوجه كييانت آييية لميين فعلييت علييى يييده قييال
المجيبون بهذا ولهذا لم تكن أشراط الساعة آية لحد وان خرقت العادة اذ لم يكن معها دعوى نبوة ولن
موت زيد عند قول الرسول آيتي أن يميت الله زيدا عند دعائي موته فإذا مات عند دعوته صار ذلييك آييية
له وإن كان فعل الموت في النسان وغيره من الحيوان معتادا قال ان قالوا لو كان كذلك لكان من قال
آيتي
يعجزه عن تلك الخوارق التي علم أن غيره من السحرة والكهان يفعل مثلهييا وليييس بنييبي ومييا يييأتي بييه
النبياء من المعجزات جوزوا أن يأتي بمثله السيياحر والكيياهن إل مييا منييع منييه السييمع للجميياع علييى أن
الساحر ل يقلب العصا حية وهذا الفرق ليس يختص به أحد النوعين ول ضابط له وصرحوا بأنه ل يستثنى
من الخوارق إل ما انعقد عليه الجميياع وصييرحوا بييأن العجييائب الطبيعييية مثيل جييذب حجيير المغنيياطيس
الحديد يجوز أن يكون معجزة لكن بشرط أن ل يعارض وكذلك الطلسم وكذلك المور المعتادة يجوز أن
تكون معجزة بشرط أن يمنع غيره منها فتكون المعجزة منع المعتاد فالخاصة عندهم فيها أنها ل تعييارض
وأنها تقترن بدعوى النبوة وقد يشترطون أن تكون خارقة للعادة لكن يكتفون بمنع المعارض فهييو وحييده
خرق للعادة فل يشترطون هذا وهذا وقد اشترط القاضي أبو بكيير أن يكييون ممييا يختييص الييرب بالقييدرة
عليه ول حقيقة له فإن جميع الحوادث كذلك عندهم وكل ما خرج عن محيل قييدرة العبييد فييالرب عنييدهم
مختص بفعله كخوارق السحرة والكهان وحقيقيية الميير أنييه ل فييرق عنييدهم بييين المعجييزات والكرامييات
والسحر والكهانة لكن هذه إذا لم تقترن بدعوى النبوة لم تكن آية وإذا اقترنت بها كانت آية بشرط أن ل
تعارض ثم انه لما أثبت النبوة قال انه يجوز على النبي فعل كل شيء من الكبييائر ال أن يمنييع ميين ذلييك
سمع كما قال كل ما كان معجزة للنبياء يجوز أن يأتي به الساحر إل أن يمنع منه سمع اذ كان في نفس
المر ل فرق بين فعل وفعل بل يجوز من الرب كل شيء فيجوز أن يبعث كل أحييد ول يقيييم علييى نبييوته
دليل هذا حقيقة قولهم انه يجوز أن يبعث كل احد وإنه اذا بعثه ل يقيييم دليل علييى نبييوته بييل يلييزم العبيياد
بتصديقه بل دليل يدلهم على صدقه فإن غاية هذا تكليف مال يطاق وهم يجوزونه وهذا الذي قالوه باطييل
من وجوه متعددة قد بسطت في غير هذا الموضع منها أنهم جعلوا المدلول عليه وهيو اخبييارالنبي بنبييوته
وشهودها وثبوتها جزءا من الدليل قالوا لنها لو كانت معجزة لجنسها لم تقييع ال معجيزة والخيوارق الييتي
تكون أمام الساعة ليست معجزة لحد فعلم ان الدليل هو مجموع دعوى النبوة والخييارق والجييواب عيين
هذا من وجهين أحدهما أن تلك من آيات الله تعالى
مما يقدر عليه العرب ويقدر عليه السحرة والكهان وصرحوا بأن السحر الذي قال الله فيه ومننا يعلمننان
من أحد حتى يقول انما نحن فتنة فل تكفننر يجوز أن يكيون مين معجيزات النبيياء اذا ليم يعيارض وقيد قيال
الرازي أن السمعيات ل يحتج بها لن دللتها مشروطة بعدم المعارض العقلي وذليك غيير معليوم وكيذلك
يقال في معجزات هؤلء إن خاصتها عدم المعارضة فإن اعتبروا أن أحييدا ميين الخلييق ل يعييارض فهييذا ل
يعلم وإن اكتفوا بأن ل يعارض في ذلك المكان والزمان فكثير من الصناعات والعجائب والعلوم من هييذا
الباب وهم ل ينكرون هذا بل يقولون المعجز هو هذا مع دعوى النبوة وقد تبين أن الشيء فييي نفسييه إذا
لم يكن دليل لم يصر دليل باستدلل المستدل به بل هو في نفسه دليل وإن لم يستدل به اذ كان الييدليل
هو المستلزم للمدلول فدليل صدق النبي هو يدل على أنه نبي وأن الخييبر بنبييوته صييدق وإن كييان هييو ل
يستدل بذلك ول يتحدى بمثلها وقد ل يخبر بنبوة نفسه ويكون له دلئل تدل على نبوته كما كانت قبييل أن
يولد وفي المكنة البعيدة فتبين أن قول هؤلء هو أنه ل يعلم ميا يسييتدل بيه علييى نبيوة النبيياء وهيذا اذا
انضم الى أصلهم وهو أن الرب يجوز عليه فعل كل شيء صارا شاهدين بأنه علييى أصييلهم ل دليييل علييى
النبوة اذ كان عندهم ل فرق بين فعل من الرب وفعل وعندهم ل فرق بين جنس وجنييس فييي اختصاصييه
بالنبياء به فليس في أجناس المعقولت ما يكون آية تختص بالنبياء فيستلزم نبوتهم بل ما كان لهييم قييد
يكون عند غيرهم حتى السحرة والكهان وهم أعداؤهم وفرقوا بعدم المعارضة وهذا فرق غير معلوم وهو
مجرد دعوى قالوا لو ادعى الساحر والكيياهن النبيوة لكيان الليه ينسييه الكهانيية والسيحر ولكيان ليه مين
يعارضه لن السييحر والكهانيية هييي معجييزة عنييدهم وفييي هييذه القييوال ميين الفسيياد عقل وشييرعا وميين
المناقضة لدين السلم وللحق ما يطول وصفه ول ريب أن قول من أنكر وجود هذه الخوارق أقل فسادا
من هذا ولهذا يشنع عليهم ابن حزم وغيره بالشناعات العظيمة ولهذا يقيم أكابر فضييلئهم مييدة يطلبييون
الفرق بين المعجزات والسحر فل يجدون فرقييا اذ ل فييرق عنييدهم فييي نفييس الميير والتحقيييق أن آيييات
النبياء مستلزمة للنبوة ولصدق الخبر بالنبوة فل يوجد إل مع الشهادة للرسول بأنه
رسول ل يوجد مع التكذيب بذلك ول مع عدم ذلك البتة وليسييت مين جنييس مييا يقييدر عليييه ل النييس ول
الجن فان ما يقدر عليه النس والجن يفعلونه فل يكون مختصا بالنبياء ومعنى كونها خارقة للعادة أنهييا ل
توجد إل للنبوة ل مرة ول أقل ول أكثر فالعادة هنا تثبت بمرة والقاضي أبو بكر يقول ان مييا فعييل مييرات
يسيرة ل يكون معتادا وفي كلمه في هذا الباب من الضطراب ما يطول وصفه وهييو رأس هييؤلء الييذين
اتبعوه كالقاضي أبي يعلى وأبي المعالي والرازي والمدي وغيرهم وما يأتي بييه السييحرة والكهييان يمتنييع
أن يكون آية لنبي بل هو آية على الكفر فكيف يكون آية للنبوة وهييو مقييدور للشييياطين وآيييات النبييياء ل
يقدر عليها جن ول إنس وآيات النبياء آيات لجنسها فحيث كانت آية للييه تييدل علييى مثييل مييا أخييبرت بييه
النبياء وإن شئت قلت هي آيات لله يدل بها على صييدق النبييياء تييارة وعلييى غييير ذلييك تييارة ومييا يكييون
للسحرة والكهان ل يكون من آيات النبياء بل آيات النبياء مختصة بهم وأما كرامييات الولييياء فهييي أيضييا
من آيات النبياء فإنها إنما تكون لمن تشهد لهم بالرسالة فهي دليل على صدق الشاهد لهم بالنبوة وأيضا
فإن كرامات الولياء معتادة من الصالحين ومعجزت النبياء فوق ذلك فانشييقاق القميير والتيييان بييالقرآن
وانقلب العصا حية وخروج الدابة من صخرة لم يكن مثله للولياء وكذلك خلق الطييير ميين الطييين ولكيين
آياتهم صغار وكبار كما قال تعالى فأراه الية الكبرى فلله تعالى آية كبيرة وصغيرة وقال عن نبيه محمييد
لقد رأى من آيات ربه الكبرى فاليات الكبرى مختصة بهم وأما اليات الصغرى فقد تكون للصالحين مثل
تكثير الطعام فهذا قد وجد لغير واحد من الصالحين لكن لم يوجد كما وجد للنبي صلى اللييه عليييه وسييلم
أنه أطعم الجيش من شيء يسير فقد يوجد لغيرهم من جنس ما وجد لهم لكن ل يماثلون في قدره فهم
مختصون إما بجنس اليات فل يكون لمثلهم كالتيان بالقرآن وانشقاق القمر وقلييب العصييا حييية وانفلق
البحر وأن يخلق من الطين كهيئة الطير وإما بقدرها وكيفيتها كنار الخليل فإن أبا مسلم الخولني وغيييره
صارت النار عليهم بردا وسلما لكن لم تكن مثل نييار ابراهييم فيي عظمتهيا كمييا وصيفوها فهيو مشييارك
للخليل في جنس الية كما هو مشارك في جنس اليمان محبة
الله وتوحيده ومعلوم أن الذي امتاز به الخليل من هذا ل يماثله فيه أبو مسييلم وأمثيياله وكييذلك الطيييران
في الهواء فإن الجن ل تزال تحمل ناسا وتطير بهم من مكان إلى مكان كالعفريت الذي قال لسييليمان
أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك لكن قول الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك
ل يقدر عليه العفريت ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم الى بيت المقدس ليريه الله من آياته الكبرى
أمر اختص به بخلف من يحمل من مكان الى مكان ل ليريه الله من آياته الكبرى أمر اختص به ول يعرج
الى السماء فهؤلء كثيرون وهذا مبسوط في غير هذا الموضع والمقصود هنا أن هؤلء حقيقة قييولهم انييه
ليس للنبوة آية تختص بها كما أن حقيقة قولهم إن الله ل يقدر أن يأتي بآية تختص بها وإنه لو كان قييادرا
على ذلك لم يلزم أن يفعله بل ولم يفعله فهذان أمران متعلقان بالرب اذ هييو عنييدهم ل يقييدر أن يفعييل
شيئا لشيء والية انما تكون آية اذا فعلها لتدل ولو قييدر أنيه قيادر فهيم يجيوزون علييه فعيل كيل شييء
فيمكن أنه لم يجعل على صدق النبي دليل وأما الذي ذكرناه عنهم هنا فييإنه يقتضييي أنييه ل دليييل عنييدهم
على نبوة النبي بل كل ما قدر دليل فإنه يمكن وقوعه مع عدم النبييوة فل يكييون دليل فهييم هنيياك حقيقيية
قولهم انا ل نعلم على النبوة دليل وهنا حقيقة قولهم إنه ل دليل على النبوة ولهذا كييان كلمهييم فييي هييذا
الباب منتهاه التعطيل ولهذا عدل الغزالي وغيره عن طريقهم في الستدلل بالمعجزات لكون المعجزات
على أصلهم ل تدل على نبوة نبي وليس عندهم في نفس المر معجزات وإنما يقولييون المعجييزات علييم
الصدق لنها في نفس المر كذلك وهم صادقون في هذا لكن على اصلهم ليسييت دليل علييى الصييدق ول
دليل على الصدق فآيات النبياء تدل على صدقهم دللة معلومة بالضرورة تارة وبييالنظر أخييرى وهييم قييد
يقولون إنه يحصل العلم الضروري بأن الله صدقه بها وهي الطريقة الييتي سييلكها أبييو المعييالي والييرازي
وغيرهما وهي طريقة صحيحة في نفسها لكن تناقض بعض أصولهم فالقدس ليس في آيات النبياء لكيين
في القوال الفاسدة التي تنافض ما هو معلوم بالضرورة عقل وما هو أصييل اليمييان شييرعا وميين عييرف
تناقضهم في الستدلل يعرف أن الفة في فساد قولهم ل في جهة صحة الدللة فقد
يظهر بلسانه ما ليس في قلبه كالمنافقين الذين يقولون في أول سورة المنافقون نشهد أنك لرسول ال
وال يعلم أنك لرسوله وال يشهد أن المنافقين لكاذبون ولقد صدق المام أحمد في قوله علماء الكلم زنادقيية
وطريقة القرآن فيها الهدى والنور والشفاء سماها آيات وبراهين فآيات النبياء مستلزمة لصدقهم وصدق
من صدقهم وشهد لهم بالنبوة واليات التي يبعث الله بها انبياء قييد يكييون مثلهييا لنبييياء أخيير مثييل إحييياء
الموتى فقد كان لغير واحد من النبياء وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع النبياء كما قيد وقييع لطائفيية
من هذه المة ومن أتباع عيسى فإن هؤلء يقولون نحن إنما أحيى الله الموتى على أيدينا لتباع محمد أو
المسيح فبايماننا بهم وتصديقنا لهم أحيى الله الموتى على أيدينا فكان إحياء المييوتى مسييتلزما لتصييديقه
عيسى ومحمدا لم يكن قط مع تكذيبهما فصار آية لنبوتهم وهو أيضا آية لنبوة موسييى وغيييره ميين أنبييياء
بني اسرائيل الذين أحيى الله الموتى على أيديهم وليس مدلول اليات هو مجرد دعواه أن اللييه أرسييلني
وإخباره عن نفسه بذلك لن ذلك معلوم بالحس لمن سمعه وبالتواتر لمن لم يسمعه بل صدقه فييي هييذا
الخبر وهو ثبوت نبوته فالية مستلزمة لصدقه وثبوت نبوته ومن أخبر غيره عن إرسال الله له وأتييى هييذا
المخبر بآية كانت أيضا آية على صدق هذا المخبر وثبوت نبوة النييبي فييان ميين أخييبر عيين نبييوة نييبي ميين
النبياء وأتى بآية على صدقه في خبره كانت تلييك آييية ودليل علييى نبييوة النييبي وأن إخبييار المخييبر بنبييوته
صدق بل كون غيره هو المخبر التي بالعلمة أبلغ ولهذا كييانت ميين أعظييم آيييات النييبي إخبييار غيييره ميين
النبياء بنبوته فإن قال آخر إنه كذب وأتى بمثل تلك الية بطلت الدللة المعينة ول يلزم مين بطلن دليييل
معين بطلن سائر الدلة فان الدليل يجب طرده ول يجب عكسه ولو جاء من قال إن فلنا أرسلني ومعه
شخص فصدقه وقال إنه أمرني أن أخبركم بأني رسوله بعلمة كيت وكيت لكان ذلك أبلغ وكل ميين علييم
صدق النبي فقد صدقه أنه أن يعلم الناس أن الله يشهد له بالنبوة ويحكييم بينييه وبييين منييازعيه بتصييديقه
وتكذيبهم وذلك بآياته وعلماته يبين بها أنه مصدق للرسول وقد يصدقه
بكلمه الذي قد بين أنه كلمه فكونه في نفسه آية وعلمة إذ كان ل يمكن الجيين والنييس أن يييأتوا بمثلييه
فهو من أعظم اليات وبغير ذلك فاليات كلها شهادة بالنبوة وإخبيار بهيا وتصيديق للمخيبر فهييي تسيتلزم
ثبوت النبوة في نفسها وأن صاحب اليات قد نبأه اللييه وأوحييى اليييه كمييا أوحييي إلييى غيييره ميين النبييياء
وتستلزم أيضا صدق الخبار بأنه نبي فهو اذا قال إني نبي كان صادقا وكذلك كييل ميين أخييبر بنبييوته فييإنه
يكون صادقا وثبوت الشيء وصدق من أخبر به متلزمان فكل حق ثييابت إذا أخييبر بييه مخييبر فهييو صييادق
وكل خبر صادق فقد تحقق مخبره فالخبر الصادق هو ومخييبره متلزمييان يلييزم ميين صييدق الخييبر تحقييق
مخبره ومن تحقق الشيء صدق المخبر به بخلف الكذب فإنه ومخبره ليسا متلزمين بييل الخييبر الكييذب
يوجد مع انتفاء مخبره والمخبر به يتحقق علييى صييفة خلف مييا فييي الخييبر الكيياذب فلهييذا كييانت اليييات
والعلمات والدلئل ونحو هذا كما تدل على المدلول وأنه حق ثابت فهي أيضا تدل على صييدق ميين أخييبر
به كائنا من كان فمن قال اني ابن فلن وقامت بينة بنسبة فهي تثبت صدقه وصدق كل من قال هو ابيين
فلن وكذلك البينة التي تشهد برؤية الهلل هي تشهد بصدق كل من أخبر بطلوعه وكييذلك كييل دليييل دل
على مدلول فهو دليل على صدق كل ميين أخييبر بييذلك المييدلول عليييه وكييذلك اذا قييال الصييادق ان اللييه
أرسلني فهذا خبر منه عن ارسال الله فالية الدالة على صدقه تييدل علييى صييدق كييل ميين قييال ان اللييه
أرسله فاليات الدالة على صدق محمد اذا قال ما أمره الله به في قوله قل يا أيها الناس إني رسننول ال ن
اليكم جميعا هي دالة على صدق كل من قال أشهد أن محمدا رسول الله فجميع آياته وآيات النبياء الذين
أخبروا بنبوته كموسى والمسيح وأنبياء بني اسرائيل وغيرهم كلها آيات ومعجزات تييبين صييدق كييل واحييد
من المؤمنين به الذين يقول أحدهم أشهد أن محمدا رسول الله سواء قالها مجردة أو قالها في صلته أو
عقب طهارته أو متى ما قالها ليست آيات النبوة دالة على أنه وحده هو الصييادق فييي قييوله انييي رسييول
الله اليكم جميعا بل اليات تصدقه وتصدق كل من شييهد لييه بالرسييالة وهكييذا سييائر الدليية الداليية علييى
مدلول فإنها تدل على صدق من أخبر بذلك المدلول عليه من جميع الخلق وقد عرف أن الدليل ل بد أن
يكون مختصا بالمدلول عليه مستلزما له فآيات النبياء وسييائر أنييواع اليييات والدليية ل تكييون مييع نقيييض
المدلول عليه أي مع عدمه فإنها اذا كانت مع وجوده وعدمه لم تكن دالة على وجوده ول على عدمه ولم
يكن الستدلل بها على وجوه أولى به من الستدلل على عدمه كالمور المعتادة التي توجد مع الصييادق
والكاذب كطلوع الشمس وغروبها فإن هذه ل تييدل علييى صييدق أحييد ول كييذبه وكييذلك خيوارق السييحرة
والكهان هي معتادة مع صدق أحدهم ومع كذبه فل تدل علييى الصييدق اذ كييان كييذبهم أكييثر ميين صييدقهم
كالذين يخبرون بكلمة صدق وعشر كذب قال تعالى هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك
أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون فكيف إذا كان مع الصدق مائة كذبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
لما سئل عن الكهان كما روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت سييأل نيياس رسييول
الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا بشيء قييالوا ييا
رسول الله فانهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسييلم تلييك الكلميية
من الحق يحفظها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة فيلييزم ميين
هذا أن آيات النبياء ل يكون مثلها لمن يكذبهم وهو الذي يخبر بكيذبهم والنيياس فيهيم رجلن إمييا مصييدق
وإما مكذب فالمكذب لهم يمتنع أن يأتي بمثل آياتهم ومتى كذب مكذب لمدعي النبييوة وأتييى بمثييل آيتييه
سواء دل على أن تلك ليست من آيات النبياء ول تدل على صدق النبي لكن ل يلزم أن تييدل علييى كييذبه
فإن الدليل المعين إذا بطل ل يستلزم انتفاء المدلول عليه فقد تكون له آيات أخر تدل على نبوته وصدق
الصادق وكذب الكاذب يعرف بوجوه كثيرة جدا وكذلك النبوة لها آثار مستلزمة لها بدون إخبار النبي بييانه
نبي وكذب المتنبي الذي يزين له الشيطان أن يقول إنه نبي له آثار تستلزم انتفاء النبوة وأنييه كيياذب إمييا
عمدا وإما أن الشيطان قد لبس عليه فإن الخبر عند كثير من الناس ينقسم الى صدق وكذب فالمطييابق
هو الصدق والمخالف هو الكذب وأثبت بعضهم واسطه بين
الصدق والكذب وهو مالم يتعمده النسان قييال فهييذا ليييس بصييدق لنييه غييير مطييابق وليييس بكييذب لن
صاحبه لم يتعمد الكذب بل أخطأ ولس كل من أخطأ يقال انه كاذب كالناسي في الصلة إذا قال صييليت
أربعا ولم يصل إل ثلثا كما قال النبي صلى الله عليه وسييلم لمييا قييال لييه ذو اليييدين أقصيرت الصييلة أم
نسيت فقال لم أنس ولم تقصر فقال بلى قد نسيت فقال أكما يقول ذو اليييدين قييالوا نعييم والييذي يييدل
عليه القرآن أن كل من تكلم بل علم فأخطأ فهو كاذب كالذين حرموا وحللوا وأوجبوا وان كان الشيييطان
قد زين لهم ذلك وأوهمهم أنه حق ولهذا قال قل هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم
وهي تتنزل على من يظن أنه يصدقها قال تعالى ومن يعش عنن ذكنر الرحمنن نقينض لنه شننيطانا فهننو لننه
قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون وقال تعالى وقال الشيطان لمنا قضنى المنر ان الن
وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وكذلك الذي تدل عليه الشرع أن كل من أخبر بخبر ليس لييه أن يخييبر
به وهو غير مطابق فإنه يسمى كاذبا وإن كان لم يتعمد الكذب كقول النبي صييلى اللييه عليييه وسييلم لمييا
قيل له ان أبا السنابل قال ما أنت بناكحنة حنتى يمنر علينك أربعنة أشنهر وعشنر فقنال كنذب منن قالهنا إن لنه
لجرين أنه جاهد مجاهد ولما قال سعد بن عبادة في يوم الفتح اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة وحكاه أبننو
سفيان لرسول ال صلى ال عليه وسلم قال كذب سعد ولكن هذا يوم تعظم ال فيه الكعبة ويوم تكسننى فيننه الكعبننة
وكذلك قال عبادة بن الصامت لما قيل له إن أبا محمد يقول الوتر واجب فقال كذب أبو محمد وكننذلك ابننن عبنناس
لما قيل له إن نوفا يقول إن موسى بني اسرائيل ليس هو موسى الخضر فقال كذب نوف وأيضا من أخننبر الننناس
خبرا طلب أن يصدقوه فيه وقد نهوا عن تصديقه ال ببينة فإنه أيضا كاذب كما قال تعالى في القرآن لييول جيياءوا
عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الليه هييم الكيياذبون وقننال فنني القنناذفين فاجلييدوهم
ثمانين جلدة ول تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ال الذين تابوا من بعد
ذلك وأصلحوا فان الله غفور رحيم وكذلك أن القاذف وإن كان قد رأى الفاحشة بعينه لكنننه إذا أخننبر
بها الناس فهو يطلب منهم أن يصدقوه بمجرد خبره ولينس لهنم ذلننك بنل لينس لهنم أن يصندقوه حنتى يننأتي
بأربعة شهداء وهو ل يخبر الناس ليكذبوه بل يخبرهم ليعتقدوا ثبوت ما أخبرهم به ويعتقدوا أن المقذوف قد
فعل الفاحشة وهم ليس لهم أن يقولوا ذلك إل بأربعة شهداء فإذا لم يأت بأربعة شننهداء فهننو عننند الن كنناذب
لنه أخبر الناس بأن هذا فعل الفاحشة وقال خبرا طلب به تصديقهم وأن يظهر أن هذا فعلها فحقيقيننة خننبره
أن هذا فعل فاحشة ظاهرة يرتب عليها هذا بل ان كان فعل شيئا فقد فعله سرا لم يعلم به الناس وقد علننم أن
الذنب إذا كتم لم يضر ال صاحبه ولكن إذا أعلن فلم ينكر ضر الناس وهذا لم يعلنه وأكثر المسلمين إذا فعل
أحدهم فاحشة باطنة تاب منها ومن إعلنها يتشبه الناس بعضهم ببعض في ذلك فلهننذا نهننى الن عننن فعلهننا
وعن التكلم بها صدقا وغير صدق فإنها اذا فعلت وكتمت خف أمرها وإذا أظهرت كننان فيهننا مفاسنند كننثيرة
قال النبي صلى ال عليه وسلم من ابتلي من هذه القاذورات بشيء فليستتر بستر ال فإن من يبد لنا صننفحته
نقم عليه كتاب ال وقال كل أمتي معافى ال المجاهدين وإن من المهاجنندة ان يننبيت الرجننل علننى الننذنب قنند
ستره ال فيصبح يقول يا فلن فعلت البارحة كنذا وكننذا فقند نهننى الن تعنالى صناحبها أن يظهرهنا ويعلنهننا
فكيف القاذف بخلف ما اذا أقر بها عند ولي أمر ليقيم عليه الحد أو يشهد بها نصاب تام لقامة الحنند فننذاك
فيه منفعة وصلح وقد يخبر بها بعض الناس سرا لمن يعلمنه كيننف يتننوب ويسنتفتيه ويستشننيره فيمنا يفعنل
فعلى ذلك المفتى والمشير أن يكتم عليه ذلك ول يشيع الفاحشة وبسط هذا له موضع آخر والمقصود هننا أن
الناس في من قال اني رسول قسمان إما مصدق وإما غير مصدق فمن ليس بمصدق ل يمكنه أن يأتي بمثل
آيات النبياء سواء قال انه كاذب أو توقف في التصديق والتكذيب وكذلك المؤمنننون أتبنناع النبينناء اذا أتننوا
بآية كانت دليل على نبوة النبي الذي اتبعوه فل يمكن من ل يصدق النبي أن يعارضهم ومتى عارضننهم لننم
تكن من آيات النبياء ولهذا كان أبو مسلم لما قال له السود العنسي أتشهد أني رسول ال قال ما أسمع قننال
أتشهد أن
محمدا رسول الله قال نعم فألقاه في النار فصارت عليه بردا وسلما فكرامات الصالحين هي مستلزمة
لصدقهم في قولهم ان محمد رسول ولثبوت نبوته فهي من جملة آيات النبياء وآياتهم وما خصهم الله به
ل يكون لغير النبياء واذا قال القائل معجزات النبياء وآياتهم وما خصهم الله به فهذا كلم مجمييل فييانه ل
ريب أن الله خص النبياء بخصائص ل توجد لغيرهم ول ريب ان ميين آييياتهم مييا ل يقييدر ان يييأتي بييه غييير
النبياء بل النبي الواحد له آيات لم يأت بها غيره من النبياء كالعصا واليد لموسى وفرق البحيير فييإن هييذا
لم يكن لغير موسى وكانشقاق القمر والقرآن وتفجير الماء من بين الصابع وغير ذلك ميين اليييات الييتي
لم تكن لغير محمد من النبياء وكالناقة التي لصالح فإن تلك الية لم يكن مثلهييا لغيييره وهيو خييروج ناقية
من الرض بخلف احياء الموتى فانه اشترك فيه كثير من النبياء بل ومن الصييالحين وملييك سييليمان لييم
يكن لغيره كما قال رب اغفر لي وهب لي ملكا ل ينبغي لحنند مننن بعنندي فطاعة الجين والطييير وتسييخير
الريح تحمله من مكان الى مكان له ولمن معه لم يكن مثل هذه الية لغير سليمان وفي الصحيحين عيين
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من نبي من النبياء إل وقد أوتي ميين اليييات مييا آميين علييى مثلييه
البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة وهو ميين حييين
أتى بالقرآن وهو بمكة يقرأ على الناس قل لئن اجتمعت النننس والجننن علننى أن يننأتوا بمثننل هننذا القننرآن ل
يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا فقد ظهر أن من آيات النبياء ما يختص به النبي ومنهييا مييا يييأتي
به عدد من النبياء ومنها ما يشترك فيه النبياء كلهم ويختصون بييه وهييو الخبييار عيين اللييه بغيبييه الييذي ل
يعلمه ال الله قال عالم الغيب فل يظهر على غيبه أحدا إل من ارتضى من رسول فننإنه يسننلك مننن بيننن يننديه
ومن خلفه رصدا ليعلم ان قد أبلغوا رسالت ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا لكن ما يظهر علييى
المؤمنين بهم من اليات بسبب اليمان بهم فيه قولن قال طائفة ليس ذلك مين آيياتهم وهيذا قيول مين
يقول من شرط المعجزة أن تقارن دعوى النبييوة ل تقييدم عليهييا ول تتييأخر عنهييا كمييا قيياله هييؤلء الييذين
يجعلون خاصة المعجزة التحدي بالمثل وعدم المعارضة
ول تكون إل مع الدعوى كما تقدم وهيو قيول قييد عيرف فسيياده مين وجيوه والقيول الثيياني وهيو القيول
الصحيح أن آيات الولياء هي من جملة آيات النبياء فإنها مستلزمة لنبوتهم ولصييدق الخييبر بنبييوتهم فييإنه
لول ذلك لما كان هؤلء أولياء ولم تكن لهييم كرامييات لكيين يحتيياج أن يفييرق بييين كرامييات الولييياء وبييين
خوارق السحرة والكهان وما يكون للكفار والفساق وأهل الضلل والغي بإعانة الشياطين لهم كما يفييرق
بييين ذلييك وبييين آيييات النبييياء والفييروق بييين ذلييك كييثيرة كمييا قييد بسييط فييي غييير هييذا الموضييع
) فصل ( فقد تبين أن من آيات النبياء ما يظهر مثله على اتبيياعهم ويكيون مييا يظهير عليى أتبيياعهم مين
آياتهم فان ذلك مختص بمن يشهد بنبوتهم فهو مستلزم له ل تكون تلك اليات ال لمن أخييبر بنبييوتهم وإذا
لم يخبر بنبوتهم لم تكن له تلك اليات وهذا حد الدليل وهو أن يكون مستلزما للمييدلول عليييه فييإذا عييدم
المدلول عليه عدم الدليل ولهذا من السلف من يأتي باليات دللة على صييحة السييلم وصييدق الرسييول
كمييييا ذكيييير أن خالييييد بيييين الوليييييد شييييرب السييييم لمييييا طلييييب منييييه آييييية ولييييم يضييييره
) فصل ( في معنى خرق العادة وأن العتبار أن تكييون خارقيية لعييادة غييير النبييياء مطلقييا بحيييث تختييص
بالنبياء فل توجد ال مع الخبار بنبوتهم وأما إخبار الكهان ببعض المور الغائبة لخبار الشياطين لهم بييذلك
وسحر السحرة بحيث يموت النسان من السحر أو يمرض ويمنع من النكاح ونحييو ذلييك ممييا هييو باعانيية
الشياطين فهذا أمر موجود في العالم كثير معتاد يعرفه الناس ليس هييذا ميين خييرق العييادة بييل هييو ميين
العجائب الغريبة التي يختص بها بعض الناس كما يختص قوم بخفة اليد والشعبذة وقوم بالسباحة الغريبة
حتى يضطجع أحدهم على الماء وكما يختييص قييوم بالقيافيية حييتى يبيياينوا بهييا غيرهييم وكمييا يختييص قييوم
بالعيافة ونحو ذلك مما هو موجود ولهذا كان مكذبو الرسل يجعلون آياتهم من جنس السحر وهذا مستقر
في نفوسهم أن الساحر ليس برسول ول نبي كما في قصة موسى لما قالوا ان هذا لساحر عليم يريد أن
يخرجكم من أرضكم بسحرة فماذا تأمرون قال تعالى كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إل قننالوا سنناحر
أو مجنون
وهذا لحيرتهم وضللتهم تارة ينسبون إلى الجنون وعدم العقل وتارة الى الحذق والخييبرة الييتي ينييال بهييا
السحر فان السحر ل يقدر عليه ول يحسنه كل أحد لكن العجييائب والخييوارق المقييدورة للنيياس منهييا مييا
سببه من الناس بحذقهم في ذلك الفن كما يحذق الرجل في صناعة من الصناعات وكما يحييذق الشيياعر
والخطيب والعالم في شعره وخطابته وعلمه وكما يحذق بعض الناس فيي رميي النشياب وحميل الرميح
وركوب الخيل فهذه كلها قد يأتي الشخص منها بما ل يقدر عليه أهل البلد بل أهل القليم لكنها مييع ذلييك
مقدورة مكتسبة معتاده بدون النبوة قد فعل مثلها ناس آخيرون قبلهيم أو فيي مكيان آخير فليسيت هيي
خارقة لعادة غير النبياء مطلقا بل توجد معتادة لطائفة من الناس وهييم ل يقولييون انهييم أنبييياء ول يخييبر
أحد عنهم بأنهم أنبياء ومن هنا دخل الغلط على كثير من الناس فإنهم لما رأوا آيات النبياء خارقة للعادة
لم يعتد الناس مثلها اخذوا مسمى خرق العادة ولم يميزوا بين ما يختص بييه النبييياء وميين أخييبر بنبييوتهم
وبين ما يوجد معتادا لغيرهم واضطربوا في مسمى هييذا السييم كمييا اضييطربوا فييي مسييمى المعجييزات
ولهذا لم يسمها الله في كتابه إل آيات وبراهين فإن ذلك اسيم ييدل عليى مقصيودها ويختيص بهيا ل يقيع
على غيرها لم يسمها معجزة ول خرق عادة وان كان ذلك من بعييض صييفاتها فهييي ل تكييون آييية وبرهانييا
حتى تكون قد خرقت العادة وعجز الناس عن التيان بمثلها لكن هذا بعض صفاتها وشرط فيها وهييو ميين
لوازمها لكن شرط الشيء ولزمه قد يكون أعم منه وهؤلء جعليوا مسيمى المعجيزة وخيرق العيادة هيو
الحد المطابق لها طردا وعسكا كما أن بعض الناس يجعل اسمها أنها عجييائب وآيييات النبييياء اذا وصييفت
بذلك فينبغي أن تقيد بما يختص بها فيقال العجائب التي أتت بهييا النبييياء وخييوارق العييادات والمعجييزات
التي ظهرت على أيديهم أو التي ل يقدر عليها البشر أو ل يقدر عليها النييس والجيين أو ل يقييدر عليهييا ال
الله بمعنى أنه ل يقدر عليها أحد بحيلة واكتساب كما يقدرون على السحر والكهانة فبييذلك تتميييز آييياتهم
عما ليس من آياتهم وإل فلفظ العجائب قد يدخل فيه بعض الناس الشعبذة ونحوها والتعجييب فييي اللغيية
يكون من أمر خرج عن نظائره وما خرج عن نظائره فقد خرق تلك العادة المعينة في نظائره فهيو أيضييا
خارق للعادة وهذا شرط في آيات النبياء أن
ل يكون لها نظير لغير النبياء ومن يصدقهم فإذا وجد نظيرها من كل وجه لغييير النبييياء وميين شييهد لهييم
بالنبوة لم تكن تلك من آياتهم بل كانت مشتركة بين من يخبر بنبوتهم ومن ل يخبر بنبييوتهم كمييا يشييترك
هؤلء وهؤلء في الطب والصناعات وأما السحر والكهانة فهو من إعانة الشياطين لبني آدم فإن الكيياهن
يخبره الجن وكذلك الساحر انما يقتل ويمرض ويصعد في الهواء ونحو ذلك باعانة الشياطين له فأمورهم
خارجة عما اعتاده النس باعانية الشيياطين لهيم قيال تعيالى ويننوم يحشننرهم جميعننا يننا معشننر الجننن قنند
استكثرتم من النس وقال أوليائهم من النس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنننا أجلنننا النذي أجلنت لننا قنال الننار
مثواكم خالدين فيها إل ما شاء ال فالجن والنس قد استمتع بعضهم ببعض فاسييتخدم هييؤلء هييؤلء وهييؤلء
هؤلء في أمور كثيرة كل منهم فعل للخر ما هو غرضه ليعينه علييى غرضييه والسييحر والكهانيية ميين هييذا
الباب وكيذلك ميا يوجيد لعبياد الكفيار مين المشيركين وأهيل الكتياب ولعبياد المنيافقين والملحيدين مين
المظهرين للسلم والمبتدعين منهم كلها باعانة الجن والشياطين لكن الشياطين تظهر عند كل قوم بمييا
ل ينكرونه فإذا كان القوم كفارا ل ينكرون السحر والكهانة كما كانت العرب وكالهنييد واليترك المشيركين
ظهروا بهذا الوصف لن هذا معظم عند تلك المة وإن كان هذا مذموما عند أولئك كما قد ظهر ذم هؤلء
عند أهل الملل من المسلمين واليهود والنصارى أظهرته الشياطين فيمن يظهر العبادة ول يكون مخلصييا
لله في عبادته متبعا للنبياء بل يكون فيه شرك ونفاق وبدعة فتظهر له هذه المور التي ظهييرت للكهييان
والسحرة حتى يظن أولئك أن هذه من كرامات الصالحين وأن ما هو عليه هذا الشخص ميين العبييادة هييو
طريق أولياء الله وإن كان مخالفا لطريق النبياء حتى يعتقد من يعتقد أن لله طريقا يسلكها اليه أولييياؤه
غير اليمان بالنبياء وتصديقهم وقد يعتقد بعض هؤلء أن في هؤلء ميين هييو أفضييل ميين النبييياء وحقيقيية
المر أن هؤلء عارضوا النبياء كما كانت تعارضهم السحرة والكهان كما عارضت السحرة لموسييى وكميا
كان كثير من المنافقين يتحاكمون إلى بعض الكهان دون النبي صييلى اللييه عليييه وسييلم ويجعلييونه نظييير
النبي وكان في العرب عدة من هؤلء وكان بالمدينة منهم أبو
برزة السلمي قبل أن يسلم كان كاهنا وقد قيل ان الذي أنزل الله تعالى فيه الم تر الى الننذين يزعمننون
أنهم آمنوا بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمننروا أن يكفننروا بننه ويرينند
الشيطان أن يضلهم ضلل بعيدا وقد ذكر قصته غير واحد من المفسرين ولما كييان الييذين يعارضييون آيييات
النبياء من السحرة والكهان ل يأتون بمثل آياتهم بل يكون بينهما شبه كشبه الشعر بالقرآن ولهييذا قييالوا
في النبي إنه ساحر وكاهن وشاعر مجنون قال تعالى انظر كيف ضربوا لك المثال فضلوا فل يستطيعون
سبيل فجعلوا له مثل ل يماثله بل بينهما شبه مع وجود الفارق المبين وهذا هو القياس الفاسييد فلمييا كييان
الشعر كلما له فواصل ومقاطع والقرآن آيييات لييه فواصييل ومقيياطع قييالوا شيياعر ولكيين شييتان وكييذلك
الكاهن يخبر ببعض المغيبات ولكن يكذب كثيرا وهو يخبر بذلك عن الشياطين وعليه من آثارهم مييا يييدل
على أنه أفاك أثيم كما قال تعالى هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيننم يلقننون السننمع
وأكثرهم كاذبون ثم قال والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهنم يقولننون منال يفعلنون
فذكر سبحانه الفرق بين النبي وبييين الكياهن والشياعر وكييذلك السياحر لميا كييان يتصيرف فيي العقيول
والنفوس بما يغيرها وكان من سمع القرآن وكلم الرسول خضع له عقله ولبه وانقادت لييه نفسييه وقلبييه
صاروا يقولون ساحر وشتان وكذلك مجنون لما كان المجنون يخالف عادات الكفار وغيرهم لكن بما فيييه
فساد ل صلح والنبياء جاءوا بما يخالف عادات الكفار لكيين بمييا فيييه صييلح ل فسيياد قييالوا مجنييون قييال
تعالى كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إل قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون فتييارة
يصفونه بغاية الحذر والخبرة والمعرفة فيقولون سيياحر وتييارة بغاييية الجهييل والغبيياوة والحمييق فيقولييون
مجنون وقد ضلوا في هذا وهذا كما قال تعالى انظر كيف ضربوا لك المثال فضلوا فل يسننتطيعون سننبيل
فهم بمنزلة السائر في الطريق وقد ضل عنها يأخييذ يمينييا وشييمال ول يهتييدي الييى السييبيل الييتي تسييلك
والسبيل التي يجب سلوكها قول الصدق والعمل بالعدل
والكهانيية والسييحر ينيياقض النبييوة فييإن هييؤلء تعينهييم الشييياطين تخييبرهم وتعيياونهم بتصييرفات خارقيية
ومقصودهم الكفر والفسوق والعصيان والنبياء تعينهييم الملئكيية هييم الييذين يييأتونهم فيخييبرونهم بييالغيب
ويعاونونهم بتصرفات خارقة كما كانت الملئكة تعين النبي صلى الله عليه وسييلم فييي مغازييية مثييل يييوم
بدر أمده الله بألف من الملئكة ويوم حنين قال ويوم حنين اذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضنناقت
عليكم الرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الن سنكينته علنى رسنوله وعلنى المنؤمنين وأننزل جننودا لنم
تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ثم يتوب ال من بعد ذلك على من يشاء وال غفور رحينننم وقال
تعالى ان ل تنصروه فقد نصره ال إذ أخرجه الذين كفروا ثنناني اثنيننن إذ همننا فنني الغننار اذ يقننول لصنناحبه ل
تحزن ان ال معنا فأنزل ال سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وقال تعالى اذ يوحي ربننك الننى الملئكننة إننني
معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعننب وقد بييين سييبحانه أن الييذي جيياء بييالقرآن ملييك
كريم ليس بشيطان فقال إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أميننن ومننا صنناحبكم
بمجنون ولقد رآه بالفق المبين وما هو على الغيب بضنين وما هو بقول شيطان رجيم فأين تذهبون ولمييا كييانت
النبياء مؤيدة بالملئكة والسحرة والكهان تقترن بهم الشياطين كان من الفروق التي بينهم الفروق التي
بين الملئكة والشياطين والمتفلسفة الذين لم يعرفوا الملئكة والجن كابن سييينا وأمثيياله ظنييوا أن هييذه
الخوارق من قوى النفس قالوا والفرق بين النبي والساحر أن النبي يييأمر بييالخير والسيياحر يييأمر بالشيير
وجعلوا ما يحصل للممرور من هذا الجنس اذ لييم يعرفييوا صييرع الجيين للنسييان وإن الجنييي يتكلييم علييى
لسان النسان كما قد عرف ذلك الخاصة والعامة وعرفه علماء المة وأئمتها كما قد بسط في غييير هييذا
الموضع والجهمية المجبرة الذين قالوا ان الله قد يفعل كيل ممكيين مقييدور ل ينزهييونه عيين فعيل شيييء
ويقولون انه يفعل بل سبب ول حكمة وهو الخالق بجميع الحوادث لم يفرقوا بين ما تأتي بييه الملئكيية ول
ما تأتي به الشياطين بل الجميع يضيفونه الى الله على حد واحد ليس في ذلييك حسيين ول قبيييح عنييدهم
حتى يأتي الرسول فقبل ثبوت
الرسالة ل يميزون بين شيء من الخير والشر والحسن والقبيح فلهذا لم يفرقوا بين آيات النبيياء
وخوارق السحرة والكهان بل قالوا ما يأتي به السحرة والكهان يجوز أن يكون من آيات النبياء ومييا
ياتي به النبياء يجوز أن يظهر على أيييدي السييحرة والكهييان لكيين ان دل علييى انتفيياء ذلييك نييص أو
إجماع نفوه مع أنه جائز عندهم أن يفعله الله لكن بالخبر علموا أنييه لييم يفعلييه فهييؤلء لمييا رأوا مييا
جاءت به النبياء وعلموا أن آياتهم تدل على صدقهم وعلموا ذلك اما بضرورة وإمييا بنظيير واحتيياجوا
الى بيان دلئل النبوة على أصلهم كان غاية ما قالوا أنه كل شيء يمكن أن يكون آية للنييبي بشييرط
أن يقترن بدعواه وبشرط أن يتحدى بالتيان بالمثل فل يعارض ومعنى التحدي بالمثل أن يقول لمن
دعاهم ائتوا بمثله وزعموا أنه اذا كان هناك سحرة وكهان وكانت معجزته من جنس مييا يظهيير علييى
أيديهم من السحر والكهانة فإن الله ل بد أن يمنعهم عن مثل ما كانوا يفعلونه وأن من ادعى منهييم
النبوة فانه يمنعه من تلك الخوارق أو يقيض له من يعارضييه بمثلهييا فهييذا غاييية تحقيقهييم وفيييه ميين
الفساد ما يطول وصفه وطاعة الجن والشياطين لسليمان صيلوات الليه علييه ليم تكين مين جنيس
معاونتهم للسحرة والكهان والكفار وأهل الضلل والغي ولييم تكيين الييية والمعجييزة والكراميية الييتي
أكرمه الله بها هي ما كانوا يعتادونه مع النييس فييإن ذلييك انمييا كييان يكييون فييي أمييور معتييادة مثييل
اخبارهم أحيانا ببعض الغائبات ومثل إمراضهم وقتلهم لبعض النس كما أن النسي قد يمرض ويقتل
غيره ثم هم انما يعاونون النس على الثيم والعيدوان إذا كيانت الناسيي مين أهيل الثيم والعيدوان
يفعلون ما تهواه الشياطين فتفعل الشياطين بعض ما يهوونه قال تعييالى ويننوم يحشننرهم جميعننا يننا
معشر الجن قد استكثرتم من النس وقال أوليائهم مننن النننس ربنننا اسننتمتع بعضنننا ببعننض وأما التسيخير
الذي سخروه لسليمان فلم يكن لغيره من النبياء فضل عمن ليس بنبي وقد سأل ربه ملكا ل ينبغي
لحد من بعده فقال رب اغفر لي وهب لي ملكا ل ينبغي لحد من بعدي إنك أنت الوهاب قال تعالى
فسخروا له الريح تجري بأمره رخنناء حيننث أصنناب والشننياطين كننل بننناء وغننواص وآخريننن مقرنيننن فنني
الصفاد هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير
حساب وقال تعالى ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره على الرض التي باركنا فيها وكنييا بكييل
شيء عالمين ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عمل دون ذلك وكنا له حافظين وقال تعالى
ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلناله عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن
ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السيعير يعمليون ليه ميا يشياء مين محياريب وتماثييل
وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل دواد شكرا وقليل من عبادي الشكور فلمييا قضييينا عليييه
الموت ما دلهم على موته إل دابة الرض تأكل منسأته فلما خيير تييبينت الجيين أن لييو كييانوا يعلمييون
الغيب ما لبثوا في العذاب المهين وكذلك ما ذكره من قول العفريت له أنا آتيك به قبل أن تقييوم ميين
مقامك فهذه الطاعة من التسخبر بغير اختيارهم في مثل هذه العمال الظاهرة العظيمننة ليننس ممننا فعلتننه
بأحد من النس وكان ذلك بغير أن يفعل شيئا مما يهوونه من العزائم والقسام والطلسم الشركية كما يزعم
الكفار أن سليمان سخرهم بهذا فنزهه ال عن ذلك بقوله واتبعوا ما تتليو الشيياطين عليى مليك سيليمان
وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وأمننا طاعننة الجننن لنبينننا وغيننره مننن
الرسل كموسى فهذا نوع آخر فان هذا طاعتهم فيما أمرهم ال به من عبادته وطنناعته كطاعننة النننس لنبينننا
حيث أرسل الى الطائفتين فدعاهم الى عبادة ال وحنده وطناعته ونهناهم عننن معصننيته النتي بهننا يسننتحقون
العذاب في الخرة وكذلك الرسل دعوهم إلى ذلك وسليمان منهم لكن هذا انما ينتفع به منهم من آمننن طوعننا
ومن لم يؤمن فإنه يكون بحسب شريعة ذلك الرسول هل يترك حتى يكون ال هو الذي ينتقم منننه أو يجاهنند
وسليمان كان على شريعة التوراة واستخدامه لمن لم يؤمن منهم هو مثل استخدام السير الكافر فحننال نبينننا
مع الجن والنس أكمل من حال سليمان وغيره فإن طنناعتهم لسننليمان كنانت طاعننة ملكيننة فيمننا يشناء وأمننا
طاعتهم لمحمد فطاعة نبوة ورسالة فيما يأمرهم به مننن عبننادة الن وطاعننة الن واجتننناب معصننية الن فننان
سليمان كان نبيا ملكا ومحمد صلى ال عليه وسلم كان عبدا رسول مثل ابراهيم وموسى وسليمان مثل داود
ويوسف وغيرهما مع أن داود
وسليمان ويوسف هم رسل أيضا دعوا إلى توحيد الله وعبادته كما أخبر الله أن يوسييف دعييا أهييل مصيير
لكن بغير معاداة لمن لم يؤمن ول إظهار مناوأة بالذم والعيب والطعن لما هم عليه كما كان نبينا أول مييا
انزل عليه الوحي وكانت قريش اذ ذاك تقره ول تنكر عليه إلى أن أظهر عيب آلهتهييم ودينهييم وعيييب مييا
كانت عليه آباؤهم وسفه أحلمهم فهنالك عادوه وآذوه وكان ذلك جهادا باللسان قبل أن يؤمر بجهاد اليييد
قال تعالى ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فل تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا وكييذلك موسييى مييع
فرعون أمره أن يؤمن بالله وأن يرسل معه بني إسرائيل وان كييره ذلييك وجاهييد فرعييون بييالزامه بييذلك
بالييييييات اليييييتي كيييييان الليييييه يعييييياقبهم بهييييا إليييييى أن أهلكييييه اللييييه وقييييومه عليييييى يييييديه
) فصل ( فالذين سموا هذه اليات خوارق العادات وعجائب ومعجزات اذا جعلوا ذلك شرطا فيهييا وصييفة
لزمة لها بحيث ل تكون اليات ال كذلك فهذا صحيح وإن كانت هذه المور قييد تجعييل أمييرا عامييا فتكييون
متناولة ليات النبياء وغيرها كالحيوان الذي ينقسم الى انسان وغير انسان وأما اذا جعلوا ذلييك حييدا لهييا
وضابطا فل بد أن يقيدوا كلمهم مثل أن يقولوا خييوارق للعييادات الييتي تختييص النبييياء أو يقولييوا خييوارق
عادات الناس كلهم غير النبياء فإن آييياتهم ل بييد أن تخييرق عييادة كييل أميية ميين المييم وكييل طائفيية ميين
الطوائف ل تختص آياتهم بخرق عادة بلد معين ول من أرسلوا اليه بل تخرق عادة جميع الخلق إل النبياء
فإنها اذا كانت معتادة للنبياء مثل الخبر الصادق بغيب الله تعالى الذي ل يعرف إل من جهتهييم فمييا كييان
معتادا للنبياء دون غيرهم فهو من أعظم آياتهم وبراهينهم وإن كان معتادا لهم فإن الدليل هو ما يستلزم
المدلول عليه فإذا لم يكن ذلك معتادا ال لنبي كان مستلزما للنبوة وكان من أتى به ل يكون إل نبيييا وهييو
المطلوب بل لو كان مستلزما للصدق ول يأتي به ال صادق لكان المخبر عن نبوة نبي إما نبييوة نفسييه أو
نبوة غيرها إذا كان كاذبا لم يحصل له مثل ذلك الدليل الذي هو مسييتلزم للصييدق ول يحصييل أيضييا لميين
كذب بنبوة نبي صادق اذ هو أيضا كاذب وانما يحصييل لميين أخييبر بنبييوة نييبي صييادق وحينئذ فيكييون ذلييك
الدليل مستلزما للخبر الصادق بنبوة النبي وهذا هو المطلوب
فإن مدلول اليات سواء سميت معجزات أو غيرها هو الخييبر الصييادق بنبييوة النييبي ومييدلولها إخبييار اللييه
وشهادته بأنه نبي وأن الله أرسله فقول الله محمد رسول ال ن وقوله إننني رسننول ال ن إليكننم وقييول كييل
مؤمن انه رسول الله كل ذلك خبر عن رسالته وهذا هو مدلول اليييات وقييد يكييون مييدلول اليييات نفييس
النبوة التي هي مخبر هذا الخبر ويكون الدليل مثل خبر من الخبار وهيذا مين جنيس الول فميا دل عليى
نفس النبوة دل على صدق المخبر بها وما دل على صدق المخبر بهيا دل عليهيا وأميا نفيس إخبيار اليرب
بالنبوة وإعلمه بها وشهادته بها قول وعمل فهو إخبار منه بها وهو الصييادق فييي خييبره فإخبيياره هيو دلييل
عليها فإنه ل يقول ال الحق ول يخبر ال بالصدق وايضا فهو الذي أنشأ الرسالة وإرساله بكلمه قييد يكييون
إنشاء للرسالة وقد يكون إخبارا عن إرساله كالذي يرسل رسول من البشر قد يرسله والنيياس يسييمعون
فيقول له اذهب الى فلن فقل له كذا وكذا وقد يرسله بينه وبينه ثم يقول للناس إني قد أرسلته ويرسله
بعلمات وآيات يعرف بها المرسل اليه صدقه وكذلك اذا وصفت بأنها معجزات فل بييد أن يعجييز كييل ميين
ليس بنبي ولم يشهد للنبي بالنبوة فتعجز جميع المكذبين للرسول والشاكين في نبوته من الجن والنييس
وكذلك إذا قيل هي عجائب والعجب ما خرج عن نظيره فلم يكن له نظير فل بد أن يكييون ميين العجييائب
التي ل نظير لها أصل عند غير النبياء ل من الجن ول من النس فإذا كان ليس لها نظير فييي شيييء آخيير
فهذا يؤيد أنها من خصائص النبياء ومن آياتهم فهذا الموضع من فهمه فهما جيدا تبين له الفرقان في هذا
النوع فإن كثيرا من الناس يصفها بأنها خوارق ومعجزات وعجائب ونحو ذلييك ول يحقييق الفييرق بييين ميين
يجب أن يخرق عادته ومعجزه ومن ل يجب أن يكون في حقه كذلك فالواجب أن يخرق عادة كل من لييم
يقر بنبوة النبياء فل يكون لمكذب بنبوتهم ول لشاك وقولنا يخرق عادتهم هو من باب العييادة الييتي تثبييت
بمرة ليس من شرط فسادها أن تقع غير مرة مع انتفاء الشهادة بالنبوة بل متى وقعت مييرة واحييدة مييع
انتفاء الشهادة بالنبوة لم تكن مختصة بشهادة النبوة ول بالنبوة فل يجب أن تكون آية وقولنا ول يجب أن
تخرق عادات النبياء ولم نقل ول يجوز أن تخرق عادات النبياء بل قد تكون خارقة أيضييا لعييادات النبييياء
وقد خص بها نبي واحد مثل أكثر آيات النبياء فإن كل نبي خص بآيات لكن ل يجب فييي آيييات النبييياء ان
تكون مختصة بنبي بل ول يجب أن يختص ظهورها على يد النبي بل متى اختصت به وهي ميين خصائصييه
كانت آيه له سواء وجدت قبل ولدته أو بعد موته أو على يد أحد من الشاهدين له بالنبوة فكل هييذه ميين
آيات النبياء والذين قالوا من شرط اليات أن تقارن دعوى النبوة غلطييوا غلطييا عظيمييا وسييبب غلطهييم
أنهم لم يعرفوا ما يخص باليات ولم يضبطوا خارق العادة بضابط يميز بينهييا وبييين غيرهييا بييل جعلييوا مييا
للسحرة والكهان هو أيضا من آيات النبياء إذا اقترن بدعوى النبييوة ولييم يعارضييه معييارض وجعلييوا عييدم
المعارض هو الفارق بين النبي وغيره وجعلوا دعواه النبوة جزءا من الية فقالوا هذا الخارق إن وجييد مييع
دعوى النبوة كان معجزة وإن وجد بدون دعوى النبوة لم يكن معجزة فاحتاجوا لييذلك أن يجعلييوه مقارنييا
للدعوى قالوا والدليل على ذلك أن مثل آيات النبياء يأتي في آخر الزمان إذا جاءت أشراط الساعة ومع
ذلك ليس هو من آياتهم وكذلك قالوا في كرامات الولياء وليس المر كذلك بل أشراط الساعة هي ميين
آيات النبياء من وجوه منها أنهم أخبروا بها قبل وقوعها فإذا جاءت كما أخبروا كان ذلك من آياتهم ومنهييا
أنهم أخبروا بالساعة فهذه الشراط مصدقة لخبرهم بالساعة وكل من آمن بالسيياعة آمين بالنبيياء وكيل
من كذب النبياء كذب الساعة قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين النس والجن يننوحي بعضننهم
الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغي اليه أفئدة الننذين ل يؤمنننون
بالخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون وقال تعالى وهننذا كتناب أنزلنناه مبننارك مصندق النذي بينن يننديه
ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالخرة يؤمنون به فكل من آمن بالخرة فقد آمن بييالقرآن فيياذا
جاءت أشراط الساعة كانت دليل على صدق خييبرهم أن السيياعة حييق وأن القييرآن حييق وكييان هييذا ميين
اليات الدالة على صدق ما جاء به الرسول من القرآن وهو المطلوب فل يوجد خرق عادة
لجميع الناس إل وهو من آيات النبياء وكذلك الذي يقتلييه الييدجال ثييم يحييييه فيقييوم فيقييول أنييت العييور
الكذاب الذي أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما ازددت فيك إل بصيرة فيريد الدجال أن
يقتله فل يقدر على ذلك فهذا الرجل بعد أن قتل وقام يقول للدجال أنت العور الكذاب الييذي أخبرنييا بييه
رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما ازددت فيك بهذا القتل إل بصيرة ثم يريد الدجال أن يقتلييه فل
يقدر عليه فعجزه عن قتله ثانيا مع تكذيب الرجل له بعيد أن قتليه وشييهادته للرسييول محمييد صيلى اللييه
عليه وسلم بالرسالة هو من خوارق العادات التي ل توجد إل لمن شهد للنبياء بالرسالة وهذا الرجييل هييو
من خيار أهل الرض المسلمين فهذا الخارق الذي جرى فيه هو من خصييائص ميين شييهد لمحمييد بييالنبوة
فهو من أعلم النبوة ودلئلها وكونه قتل أول أبلغ في الدللة فإن ذلك لم يزغه ولم يؤثر فيه وعلييم أنييه ل
يسلط عليه مرة ثانية فكان هذا اليقين واليمان مع عجزه عنه هو ميين خييوارق اليييات ومعلييوم أن قتلييه
ممكن في العادة فعجزه عن قتله ثانيا هو الخارق للعادة ودل ذلك على أن إحياء الله له لم يكن معجييزة
للدجال ول ليبين بها صدقه لكن أحياه ليكذب الدجال وليبين أن محمييدا رسييول اللييه وأن الييدجال كييذاب
وأنه هو العور الكذاب الذي أنذر به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ما من نبي إل وقييد أنيذر أمتيه
العور الدجال وسأقول لكم فيه قول لم يقله نبي لمته إنه أعور وإن الله ليس بأعور مكتوب بييين عينيييه
كافر يقرأه كل مؤمن قارئ وغير قارئ وفي بعض الحاديث الصحيحة واعلمييوا أن أحييدا منكييم ليين يييرى
ربه حتى يموت فذكر لهم آيات ظاهرة يشترك فيها الناس تبين لهم كذبه فيما يدعيه من الربوبية اذ كييان
كثير من الناس يجوزون ظهور الله في البشر النصارى وغير النصارى وما يأتي به الدجال إنما يحار فيييه
ويراه معارضا ليات النبياء من لم يحكم الفرقان فقييوم يكييذبون أن يييأتي بعجيييب ويقولييون مييا معييه ال
التمويه كما قالوا في السحر والكهانة مثل كثير من المعتزلة والظاهرييية كييابن حييزم وقييوم يقولييون لمييا
ادعى اللهية كانت الدعوى معلومة البطلن فلم يظهر الخارق كما يقول ذلك القاضييي أبييو بكيير وطائفيية
ويدعون أن النصارى اعتقدت في المسيح اللهية لكونه أتى بالخوارق مع إقييراره بالعبودييية فكيييف بميين
يدعي اللهية ولكن هذا الخارق الذي يظهره
الله في هذا الرجل الصالح الذي طلب منه الدجال أن يؤمن به فلييم يفعييل بييل كييذبه وقييال أنييت العييور
الدجال الذي أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم فقتله ثم أحياه الله فقال له أنت العورالدجال فكذبه
قبل أن قتل وبعد ما أحياه الله وأراد الدجال قتلييه ثانييية فلييم يمكيين فعجييزه عيين قتلييه ثانيييا ميين أعظييم
الخوارق مع تكذيبه وأما إحياؤه مع تكذيبه له أول وعجزه ثانيا عن قتله فليييس بخييارق فهييذا إحييياء معييين
معه دلئل معدودة تبين أنه من اليات الدالة على صدق الرسول ل عليى صيدق اليدجال وتيبين بيذلك أن
اليات جميعها تدل على صدق النبياء فان آيات الله مرة أو مرتين أو ثلثا ل يشترط في ذلييك تكييرار بييل
شرطها ان ل يكون لها نظير في العالم لغير النبياء ومن يشهد بالنبوة ولم يوجيد لغيرهيم كييان هييذا دليل
على أنها مختصة بالنبياء ومن أطلق خرق العادة ولم يفسره ويبينه فلم يعييرف خاصييتها بييل ظيين أن مييا
وجد من السحر والكهانة خرق عادة أو ظن أن خرق العادة أن ل يعارضييها معييارض ميين المرسييل اليهييم
وكثير من المتنبئين الكذابين أتوا بخوارق من جنس خوارق السحرة والكهان ولم يكيين ميين أولئك القييوم
من أتى بمثلها لكن قد علم أن في العالم مثلهييا فييي غييير ذلييك المكييان أو فييي غييير ذلييك الزمييان وإنمييا
الخارق كما قال في القرآن قل لئن اجتمعت النس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثلننه ولنو
كان بعضهم لبعض ظهيرا ولهذا قال في آيات التحدي أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشننر سنور مثلنه مفترينات
وادعوا من استطعتم من دون ال إن كنتم صادقين وقال في تلك الية فننان لننم يسننتجيبوا لكننم فنناعلموا أن مننا
أنزل بعلم ال وأن ل إله إل هو فلم يكتف بعجز المييدعوين بييل أمرهييم أن يييدعوا الييى معيياونتهم كييل ميين
استطاعوا أن يدعوه من دون الله وهذا تعجيز لجميع الخلق النس والجن والملئكيية وقييال فييي البقييرة
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون ال ان كنتننم صننادقين أي
ادعوا كل من يشهد لكم فيوافقكم على أن هذا ليس من عند الله ادعوا كل من لم يقيير بييأن هييذا منييزل
من الله فهذا تعجيز لكل من لم يؤمن به ومن آمن به وبقي في ريب بل قد علم أنه من عنييد اللييه وهييذا
التحدي في البقرة وهي مدنية بعد يونس وهود ولهذا
قال وإن كنتم في ريب وهناك قال ام يقولون افتراه فهذا تحد لكل مرتاب وذاك تحييد لكييل مثييل مكييذب
ولهذا قيل في ذلك من استطعتم فإنه أبلغ وقيل في هذا شهداءكم وقد قال بعض المفسييرين شييهداءكم
آلهتكم وقال بعضهم من يشهد أن الذي جئتم به مثل القرآن والصواب أن شهداءهم الذين يشهدون لهييم
كما ذكره ابن اسحاق باسناده المعروف عن ابن عباس قال شهداءكم من استطعتم ميين أعييوانكم علييى
ما أنتم عليه وقال السدي عن أبي مالك شييهداءكم ميين دون اللييه أي شييركاءكم فييإن هييؤلء هييم الييذين
يتصور منهم المعارضة اذا كانوا في ريب منه أما من أيقن أنه من عند الله فانه يمتنع أن يقصد معارضته
لعلمه بان الخلق عاجزون عن ذلك والله تعالى شهد لمحمد بما أظهره من اليات فادعوا من يشهد لكييم
وهؤلء يشهدون من دون الله ل يشهدون بما شهد الله به فتكون شهادتهم مضادة لشهادة الله كمييا قييال
لكن ال يشهد بما أنزل اليك أنزله بعلمه والملئكة يشهدون وقال قل كفى بال شهيدا بيني وبينكم ومننن عنننده
علم الكتاب كما قال شهد ال أنه ل إله إل هو والملئكة وأولو العلم وقد قلنا يجوز أن تكييون آييياتهم خارقيية
لعادة جميع الخلق ال للنبي لكن ل يجب هذا فيها فإن قيل قد ذكرتم أن آيننات النبينناء هنني الخننوارق الننتي
تخرق عادة جميع الثقلين فل تكون لغير النبياء ولغير من شهد لهم بالنبوة وهذا كلم صحيح فصلتم به بين آيات
النبياء وغيرهم بفصل مطرد منعكس بخلف من قال هي خرق العادة ولم يميننز بينهننا وبيننن غيرهننا وتكلننم فنني
خرق العادة بكلم متناقض تارة يمنع وجود السحر والكهانة وتارة يجعل هذا الجنس من اليات ولكن الفرق عدم
المعارضة لكن لم يذكروا الفرق في نفس المر ونفس كونها معجزة وخارقنا وآيننة لمناذا كنان ومنا هننو الوصنف
الذي امتازت به حتى صارت آية ودليل دون غيرها فذكرتم الدليل لكن لم تذكروا الحقيقة التي بهننا صننار النندليل
يا دليل قيل ل بد أن تكون مما يعجز عنها النس والجن فان هننذين الثقليننن بعننث اليهننم الرسننل كمننا قننال تعننالى
معشر الجن والنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قييالوا شييهدنا
على أنفسنا
الكافرين والنس والجن منهم من آمن بالرسل ومنهم منن كنذبهم فل بند أن يكنون ممنا ل يقندر عليهنا
جنس النس والجن ثم الكرامات يخص بها المؤمنين من الطائفتين وأما آيات النبياء التي بها تثبننت نبننوتهم
وبها وجب على الناس اليمان بهم فهي أمننر يخنص النبيناء ل يكننون للوليناء ول لغيرهنم بننل يكنون مننن
المعجزات الخارقة للعادات الناقضة لعننادات جميننع النننس والجننن غيننر النبينناء فمننا كنان النننس أو الجننن
يقدرون عليه فل يكون وحده آية للنبي وما تقدر عليه الملئكة فذاك قد يكون من آياتهم لنهم لم يرسلوا الى
الملئكة والملئكة ل تفعل شيئا ال بإذن ال فما تفعله الملئكة معهم فهو بإذن ال وهو ما خص به النبينناء
بخلف النس والجن وخاصتها التي تمتاز بها عن غيرها أن تكون آية ودليل على نبوتهم فكننل مننا اسننتلزم
نبوتهم فهو آية لهم وما ل يستلزم نبوتهم فليس بآية وليست مختصة بجنننس مننن الموجننودات بننل تكننون فنني
جنس العلم والخبار بغيب الرب الذي اختص به وتكون فنني جنننس القنندرة والتصننرف والتننأثير فنني العننالم
وهي مقدورة للرب فله سبحانه أن يجعلها في أي جنس كان من المقدورات ولهذا تنوعت آيات النبينناء بننل
النبي الواحد تتنوع آياته فليس القرآن الذي هو قول ال وكلمه من جنس انشننقاق القمننر ول هننذا وهننذا مننن
جنس تكثير الطعام والشراب كنبنع المناء منن بينن الصنابع وهنذا كمنا أن آينات النرب الدالنة علنى قندرته
ومشيئته وحكمته وأمره ونهيه ل تختص بنوع فكذلك آيات أنبيائه فهذا مما ينبغي أن يعرف ولكننن خاصننتها
أنها ل تكون إل مستلزمة لصدق النبي وصدق الخبر بأنه من نبي فل تكون لمن يكذبه قط ول يقدر أحد من
مكذبي النبياء أن يأتي بمثل آيات النبياء وأما مصدقوهم فهننم معننترفون بننأن مننا يننأتون بننه هننو مننن آيننات
النبياء مع أنه ل تصل آيات التباع الننى مثننل آيننات المتبننوع مطلقننا وإن كننانوا قنند يشنناركونه فنني بعضننها
كاحياء الموتى وتكثير الطعام والشراب فل يشركونه في القرآن وفلق البحر وانشقاق القمننر لن ال ن فضننل
النبياء على غيرهم
وفضل بعض النبيين على بعض فل بد أن يمتاز الفاضل بما ل يقدر المفضول على مثله اذ لو أتى بمثل ما
أتيييييييييييييييييييييييييييييى لكيييييييييييييييييييييييييييييان مثليييييييييييييييييييييييييييييه ل دونيييييييييييييييييييييييييييييه
) فصل ( وكثير من هؤلء مضطربون في مسمى العادة التي تخرق والتحقيق أن العادة أمر إضافي فقييد
يعتاد قوم مالم يعتده غيرهم فهذه إذا خرقت فليست إل لصدق النبي ل توجد بدون صدقه والييرب تعيالى
في الحقيقة ل ينقض عادته التي هي سنته التي قال فيها سنة ال التي قد خلت من قبل ولن تجنند لسنننة الن
تبديل وقال فهل ينظرون إل سنة الولين فلن تجد لسنة ال تبديل ولن تجد لسنة ال تحويل وهي التسوية بين
المتماثلين والتفريق بين المختلفين فهو سبحانه إذا ميز بعض المخلوقييات بصييفات يمتيياز بهييا عيين غيييره
ويختصه بها قرن بذلك من المور ما يمتاز به عن غيره ويختص بيه ول ريييب أن النبييوة يمتيياز بهييا النبييياء
ويختصون بها والله تعالى يصطفي من الملئكة رسل ومن الناس وهييو أعلييم حيييث يجعييل رسييالته فميين
خصه بذلك كان له من الخصائص التي ل تكون لغيره ما يناسب ذلك فيستدل بتلييك الخصيائص علييى أنيه
من أهل الختصاص بالنبوة وتلك سنته وعادته في أمثاله يميزهم بخصائص يمتازون بها عن غيرهم ويعلم
أن أصحابها من ذلك الصنف المخصوص الذين هم النبياء مثل ولم تكن له سبحانه عادة بييان يجعييل مثييل
آيات النبياء لغيرهم حتى يقال إنه خرق عادته ونقضها بل عادته وسنته المطردة أن تلك اليييات ل تكييون
ال مع النبوة والخبار بها ل مع التكذيب بها أو الشك فيها كما أن سنته وعادته أن محبته ورضاه وثييوابه ل
يكون إل لمن عبده وأطاعه وأن سنته وعادته أن يجعل العاقبة للمتقين وسينته وعييادته أنييه ينصيير رسييله
والذين آمنوا كما قال تعالى ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الدبار ثم ل يجدون وليا ول نصيرا سنننة ال ن الننتي
قد خلت من قبل ولن تجد لسنة ال تبديل وكل ما يظن أنه خرقه من العادات فله أسباب انخرقت فيهييا تلييك
العادات فعادته وسنته ل تتبدل اذ أفعاله جارية على وجه الحكمة والعدل هذا قييول الجمهييور وأمييا مين ل
يثبت سببا ول حكمة ول عدل فإنهم يقولون انيه يخيرق عيادات ل لسيبب ول لحكمية ويجيوزون أن يقليب
الجبل ياقوتا والبحر لبنا والحجارة آدميين ونحو
ءءءء ءءءءءءءء ءءءءء 1ء ءءءء .233
ذلك مع بقاء العالم على حاله ثم يقولون مع هذا ولكن نعلم بالضرورة أنه لم يفعل ذلك ويقولون العقييل
هو علوم ضرورية كالعلوم بجاري العادات وهذا تناقض بين فإنهم اذا جوزوا هذا ولم يعلموا فرقا بييين مييا
يقع منه وما ل يقع كان الجزم بوقوع هذا دون هذا جهل وغاية ما عندهم ان قالوا يخلييق فييي قلوبنييا علييم
ضروري بأن هذا لم يقع ويخلق في قلوبنا علم ضروري بأن الله خرق العادة لتصديق هذا النبي فيقال اذا
كان قد جعل الله في قلوبكم علما ضروريا كما جعله في قلوب أمثالكم فأنتم صادقون فيما تخييبرون بييه
عن أنفسكم من العلم الضروري لكن خطاكم اعتقادكم أن العادات قد ينقضها الله بل سييبب ول لحكميية
فهذا ليس معلوما لكم بالضرورة وخطاكم من حيث جوزتم ان يكون شيئان متساويان من كييل وجييه ثييم
يعلم بضرورة أو نظر ثبوت أحدهما وانتفاء الخر فإن هذا تفريق بين المتماثلين وهذا قدح في البييديهيات
فإن أصل العلوم العقلية النظرية اعتبار الشيء بمثله وأن حكمه حكم مثله فإذا جوزتم أن يكون الشيئان
متماثلين من كل وجه وأن العقل يجزم بثبوت أحدهما وانتفاء الخر كيان هيذا قيدحا فيي أصيل كيل عليم
وعقل وإذا قلتم ان العادات جميعها سواء وان الله يفعل ما يفعل بل سبب ول حكمة بل محض المشيييئة
مع القدرة رجحتم هذا على هذا وقلتم ل فرق بين قلب الجبال بواقيت والبحار لبنييا وبييين غييير ذلييك ميين
العادات وجوزتم أن يجعل الله الحجارة آدميين علماء من غير سبب تغير به المخلوقييات كييان هييذا قييدحا
في العقل فل أنتم عرفتييم سيينة اللييه المعتييادة فييي خلقييه ول عرفتييم خاصيية العقييل وهييو التسييوية بييين
المتماثلين فإنه سبحانه لم يخرق قط عادة ال لسبب يناسب ذلييك فلييق البحيير لموسييى وغييير ذلييك ميين
اليات التي بعث بها فإن ذلك خلقه ليكييون آيية وعلمية وكيان ذلييك بسيبب نبيوة موسيى وانجيائه قيومه
وبسبب تكذيب فرعون ومن جوز أن ذلك البحر أو غيره ينفلق كما انفلق لموسى من غير أن يكون هناك
سبب إلهي يناسب ذلك فهو مصاب في عقله ولهذا اضطرب أصيحاب هييذا القيول وليم يكين عنيدهم ميا
يفرقون بين دلئل النبوة وغيرها وكانت آيات النبياء والعلم بأنها آيييات ان حققوهييا علييى وجههييا فسييدت
أصولهم وإن طردوا أصولهم كذبوا العقل والسمع ولم يمكنهم ل تصديق النبياء ول العلم بغير ذلك من
أفعيييال الليييه تعيييالى اليييتي يفعلهيييا بأسيييباب وحكيييم كميييا قيييد بسيييط هيييذا فيييي موضيييع آخييير
) فصل ( ودليل الشيء مشروط بتصور المدلول عليه فل يعرف آيات النبياء إل من عرف مييا اختيص بيه
النبياء وامتازوا به عمن سواهم والنبوة مشتقة من النباء والنبي فعيل وفعيل قد يكون بمعنى فاعييل أي
منبئ وبمعنى مفعول أي منبأ وهما هنا متلزمان فالنبي الذي ينبئ بما أنبأه الله به والنبي الذي نبييأه اللييه
وهو منبأ بما أنبأه الله به وما أنبأه الله به ل يكون كذبا وما أنبأ به النبي عن الليه ل يكيون يطييابق كييذبا ل
خطأ ول عمدا فل بد أن يكون صادقا فيما يخبر به عن الله يطابق خييبره مخييبره ل تكييون فيييه مخالفيية ل
عمدا ول خطأ وهذا معنى قول من قال هم معصومون فيما يبلغونه عن الله لكن لفظ الصادق وإن النبي
صادق مصدوق نطق به القرآن وهو مدلول اليات والبراهين ولفظ العصمة في القرآن جيياء فييي قييوله
وال يعصمك من الناس أي من أذاهم فمعنى هذا اللفظ في القرآن هو الذي يحفظه الله عن الكذب خطييأ
وعمدا والتعبير عن حقائق اليمان بعبارات القرآن أولى من التعبير عنها بغيرها فان ألفاظ القييرآن يجييب
اليمان بها وهي تنزيل من حكيم حميد والمة متفقة عليها ويجب القرار بمضمونها قبييل أن تفهييم وفيهييا
من الحكم والمعاني مال تنقضي عجائبه واللفاظ المحدثة فيها إجمال واشتباه ونزاع ثم قد يجعل اللفييظ
حجة بمجرده وليس هو قول الرسول الصادق المصدوق وقد يضطرب في معنيياه وهييذا أميير يعرفييه ميين
جربه من كلم الناس فالعتصام بحبل الله يكون بالعتصام بالقرآن والسلم كما قال تعالى واعتصننموا
بحبل ال جميعا ومتى ذكرت ألفاظ القرآن والحديث وبين معناها بيانا شافيا فإنهييا تنظييم جميييع مييا يقيوله
الناس من المعاني الصحيحة وفيها زيادات عظيمة ل توجد في كلم الناس وهي محفوظة مما دخييل فييي
كلم الناس من الباطل كما قال إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون وقال تعييالى وإنننه لكتنناب عزيننز ل
يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميد وقال تعالى كتناب أحكمنت آينناته ثننم فصنلت منن
لدن حكيم خبير وقال تلك آيات الكتاب الحكيم وفيه
الناس لكن العجب كون الرض تخبر بذلك فالعجب في المخبر ل في الخبر كشهادة العضاء وقييال قننل
آلذكرين حرم أم النثيين أم ما اشتملت عليه أرحام النثيين نبئوني بعلم ان كنتم صادقين وجمع النبي أنبياء مثل
ولي وأولياء ووصي وأوصياء وقوي وأقوياء ويشبهه حبيب وأحباء كما قال تعالى وقالت اليهود والنصارى
نحن أبناء ال ن وأحبنناؤه ففعيل اذا كييان معتل أو مضياعفا جميع علييى أفعلء بخلف حكيييم وحكمياء وعلييم
وعلماء وهو من النبا وأصله الهمزة وقد قرئ به وهي قراءة نافع يقرأ النبئ لكن لما كثر استعماله لينييت
همزته كما فعل مثل ذلك في الذرية وفي البرية وقد قيل هو من النبو وهو العلييو فمعنييى النييبي المعلييى
الرفيع المنزلة والتحقيق أن هذا المعنى داخل في الول فمن أنبييأه اللييه وجعلييه منييبئا عنييه فل يكييون ال
رفيع القدر عليا وأما لفظ العلو والرفعة فل يدل على خصوص النبوة اذ كييان هييذا يوصييف بييه ميين ليييس
بنبي بل يوصف بأنه العلى كما قال ول تهنوا ول تحزنوا وأنتم العلون وقراءة الهمز قاطعة بأنه مهموز
وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنا نبي الله ولست بنييبئ الليه فميا رأيييت ليه إسينادا ل
مسندا ول مرسل ول رأيته في شيء من كتييب الحييديث ول السييير المعروفيية ومثييل هييذا ل يعتمييد عليييه
واللفظان مشتركان في الشتقاق الكبر فكلهما فيه النون والبيياء وفيي هييذا الهميزه وفيي هييذا الحيرف
المعتل لكن الهمزة أشرف فإنها أقوى قال سبويه هي نبوة من الخلق تشبه التهوع فييالمعنى الييذي يييدل
عليه ويمكن أن تلين فتصير حرفا معتل فيعبر عنه باللفظين بخلف المعتل فإنه ل يجعل همييزة فليو كيان
أصله نبي مثل علي ووصي وولي لم يجز أن يقال بالهمز كما ل يقال علييئ ووصيييء ووليييء بييالهمز وإذا
كان أصله الهمز جاز تليين الهمزة وإن لم يكثر استعماله كما في لفظ خبئ وخبيئة وأيضييا فييإن تصييريفه
أنبأ ونبأ وينبئ بالهمزة ولم يستعمل فيه نبا ينبو وإنما يقال هذا ينبو عنه والميياء ينبييو عيين القييدم اذا كييان
يجفو عنها ويقال النبوة وفي فلن نبوة عنا أي مجانبة فيجب القطع بأن النييبي ميياخوذ ميين النبيياء ل ميين
النبييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييوة واللييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه أعلييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييم
) فصل ( قد تقدم أن للناس في وجه دللة المعجزات وهي آيات النبياء على
نبوتهم طرقا متعددة منهم من قال دللتها على التصديق تعلم بالضييرورة ومنهييم ميين قييال تعلييم بييالنظر
والستدلل وكل القولين صحيح فإن كثيرا من العلوم في هييذا البيياب كدلليية الخبييار المتييواترة فييإنه قييد
يحصل بالخبر علم ضروري وقد يحصل العلم بالستدلل وطائفة منهم الكعبي وأبو الحسين البصري وأبو
الخطاب أنه نظري والتحقيق أن كل القولين حق فإنه يحصل بهيا عليم ضييروري والدلية النظرييية توافيق
ذلك وكذلك كثير من الدلة والعلمات واليات من الناس من يعرف استلزامها للوازمها بالضرورة ويكون
اللزوم عنده بينا ل يحتاج فيه إلى وسط ودليل ومنهم من يفتقر إلى دليل ووسط يبين له ان هييذا الييدليل
مستلزم لهذا الحكم لزم له ومن تأمل معارف الناس وجد أكثرها مين هيذا الضيرب فقيد يجييء المخيبر
اليهم بخبر فيعرف كثير منهم صدقه أو كذبه بالضرورة لمور تقترن بخبره وآخرون يشكون فييي هييذا ثييم
قد يتبين لبعضهم بأدلة وقد ل يتبين وكثير من الناس يعلم صدق المخبر بل آييية البتيية بييل إذا أخييبره وهييو
خبير بحاله أو بحال ذلك المخبر به أو بهما علم بالضرورة إما صدقه وإما كذبه وموسييى بيين عمييران لمييا
جاء إلى مصر فقال لهارون وغيره ان الله أرسلني علميوا صيدقه قبيل أن يظهير لهيم الييات ولميا قيال
لهارون ان الله قد أمرك أن تؤازرني صدقه هارون في هذا لما يعلم من حاله قديما ولمييا رأى ميين تغييير
حاله الدال على صدقه وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر حاله لخديجة وغيرها وذهبيت بيه اليى
ورقة بن نوفل وكان عالما بالكتاب الول فذكر له النبي صلى الله عليه وسلم مييا يييأتيه علييم أنييه صييادق
وقال هذا هو الناموس الذي كان يأتي موسى ياليتني فيها جذعا ياليتني أكييون حيييا حييين يخرجييك قومييك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أومخرجي هم قال نعم لم ييأت أحييد بمثيل ميا جئت بيه إل عيودي
وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا وكذلك النجاشي لمييا سييمع القييرآن قييال إن هييذا والييذي جيياء بييه
موسى ليخرج من مشكاة واحدة وكذلك أبو بكر وزيد بن حارثة وغيرهما علموا صدقه علما ضييروريا لمييا
أخبرهم بما جاء به وقرأ عليهم ما أنزل عليه وبقي القرآن الذي قرأه آية وما يعرفون من صيدقه وأميانته
مع غير ذلك من القرائن يوجب علما ضروريا بأنه صادق وخبر الواحد المجهول من آحاد الناس قد تقترن
به القرائن يعرف بها صدقه بالضرورة فكيف
بمن عرف صدقه وأمانته وأخبر بمثل هذا المر الذي ل يقوله إل من هو من أصدق الناس أو من أكييذبهم
وهم يعلمون أنه من الصنف الول دون الثاني فإذا كان العلم بصدقه بل آية قد يكون علما ضروريا فكيف
بالعلم بكون الية علمة على صدقه وجميع الدلة ل بد أن تعرف دللتها بالضرورة فإن الدليية النظرييية ل
بد أن تنتهي إلى مقدمات ضرورية وأكثر الخلق اذا علميوا مييا جيياء بيه موسييى والمسيييح ومحمييد علمييوا
صدقهم بالضرورة ولهذا ل يوجد أحد قدح في نبوتهم إل أحد رجلين إما رجييل جاهييل لييم يعييرف أحيوالهم
واما رجل معاند متبع لهييواه وعاميية ميين كييذبهم فييي حييياتهم كييان معانييدا فالرؤسيياء كييذبوهم لئل تييزول
رئاستهم أو مأكلتهم والتباع طاعة لكبرائهم كما أخبر الله بمثل ذلك في غير موضع من القرآن لييم يكيين
التكذيب لقيام حجة تدل على الكذب فإنه يمتنع قيام دليل يدل علييى الكييذب فالمكييذب مفييتر متكلييم بل
علم ول دليل قطعا وكذلك كل من كذب بشيء من الحق أو صييدق بشيييء ميين الباطييل يمتنييع أن يكيون
عليه دليل صحيح فإن الدليل الصحيح يستلزم مدلوله فإذا كان المدلول منتفيا امتنع أن يكون علييه دلييل
صحيح وكثير من الناس قد يكون شاكا لعدم طلبه العلم وإعراضه عنييه فالمكييذب متكلييم بل علييم قطعييا
والشاك معرض عن طلب العلم مقصر مفرط ولو طلب العلم تبين له الحق اذا كان متمكنا ميين معرفيية
أدلة الحق وأما من لم يصل اليه الدليل ول يتمكن من الوصول اليه فهذا عاجز وأما الذين سلكوا طريييق
الحكمة فلهم أيضا مسالك مثل أن يقال ان الله سييبحانه وتعييالى اذا بعييث رسييول أميير النيياس بتصييديقه
وطاعته فل بد أن ينصب لهم دليل يدلهم على صدقه فإن ارسال رسول بدون علمة وآية تعرف المرسل
اليهم أنه رسول قبح وسفه في صيرائح العقيول وهيو نقيص فيي جمييع الفطير وهيو سيبحانه منيزه عين
النقائص والعيوب ولهيذا ينكير عليى المشيركين أنهيم يصيفونه بميا هيو عنيدهم عييب ونقيص ل يرضيونه
لنفسهم مثل كون مملوك أحدهم شريكه يساويه فإن هذا من النقائص والعيوب الييتي ينزهييون أنفسييهم
عنها ويعيبون ذلك على من فعله من الناس فإذا كان هذا عيبا ونقصا ل يرضاه الخلييق لنفسييهم لمنافيياته
الحكمة والعدل فإن الحكمة والعدل تقتضي وضع كل شيء موضعه الذي يليييق بييه ويصييلح بييه فل تكييون
العين
النبوات
كالرجل ول المام الذي يؤتم به فييي الييدين والييدنيا فييي آخيير المراتييب والسييفلة ميين أتبيياعه فييي أعلييى
المراتب فكذلك المالك ل يكون مملوكه مساويا له فإن ذلك يناقض كون أحييدهما مالكييا والخيير مملوكييا
ولهذا جاءت الشريعة بأن المرأة ل تتزوج عبدها لتناقض الحكام فيان اليزوج سيييد الميرأة وحيياكم عليهييا
والمالك سيد المملوك وحاكم عليه فإذا جعل مملوكهيا زوجهيا اليذي هيو سييدها تناقضيت الحكيام فهيذا
وأمثاله مما يبين أن هذه القضية مستقرة في فطر العقلء ولهذا قال تعالى ضرب لكننم مثل مننن أنفسننكم
هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيمنا رزقننناكم فنأنتم فينه سنواء تخنافونهم كخيفتكننم أنفسنكم أي كمننا يخناف
بعضكم بعضا كذلك يفصل اليات لقوم يعقلون بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي مننن أضننل ال ن
ومالهم من ناصرين وكذلك كل أحد يعلم بفطرته أن الذكر أفضل من النثى وكييانت العييرب أشييد كراهييية
للبنات من غيرهم حتى كان منهم ن يئد البنات ويدفن البنت وهي حيية حيتى قييال تعييالى وإذا المننوءودة
سئلت بأي ذنب قتلت وقال تعالى وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القننوم مننن
سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب وكانوا ل يورثييون النيياث وقييد قييالت أم مريييم ولننس
الذكر كالنثى وكان من الكفار من جعل له الناث أولدا وشركاء قال تعالى أفرأيتننم اللت والعننزى ومننناة
الثالثة الخرى ألكم الذكر وله النثى تلك إذا قسمة ضيزى ان هي إل أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم وقال تعييالى
ان الذين ل يؤمنون بالخرة ليسمون الملئكة تسمية النثى وما لهم به من علم ان يتبعننون ال الظننن وان الظننن
ل يغني من الحق شيئا وقال تعالى ويجعلون ل البنات سبحانه ولهم ما يشتهون وإذا بشر أحنندهم بنالنثى ظنل
وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب أل سنناء مننا
يحكمون يعني ساء الحكم حكمهم أي بئس الحكييم حكمهييم كمييا يقييال بئسييما فعييل وبئسييما حكييم حيييث
حكموا بأن لله البنات ولهم ما يشتهون فهذا حكم جائر كما أن تلك القسيمة قسيمة جيائرة عوجياء فهيذا
حكمهم بينهم وبين ربهم
النبوات
وهذا قسمهم يجعلون لنفسهم أفضل النوعين ولربهم أدنى النوعين وهو مثل السوء ولله المثييل العلييى
فالواجب أن يكون أفضل النواع وأكملها لله وما فيها نقص وعيب فالمخلوق أحق بها من الخالق اذ كييان
كل كمال في المخلوق فهو من خالقه فيمتنع أن يكون النقص خلق الكمل والفلسفة يقولييون بعبييارتهم
كل كمال في المعلول فهو من العلة وأيضا فييالموجود الييواجب أكمييل ميين الممكيين والقييديم أكمييل مين
المحدث والغني أكمل من الفقير فيمتنييع اتصيياف الكمييل بالنقييائص واتصيياف النقييص بالكمييالت ولهييذا
يوصف سبحانه بأنه الكرم والكبر والعلى وأنه أرحم الراحمين وخير الحاكمين وخير الغييافرين وأحسيين
الخالقين فل يوصف قط ال بما يوجب اختصاصييه بالكميالت والممييادح والمحاسيين الييتي ل يسياويه فيهييا
غيره فضل عن أن يكون لغيره النوع الفاضل وله النوع المفضول ولهذا عاب الله المشركين بان جعلننوا
ل ما ذرأ من الحرث والنعام نصيبا فقالوا هذا ل بزعمهم وهذا لشركائنا فما كنان لشنركائهم فل يصنل النى الن
وما كان ل فهو يصل الى شركائهم ساء ما يحكمننون فبئس الحكييم حكمهييم فييي هييذا كمييا أنييه بئس الحكييم
حكمهم في جعل الذكور لهم والناث له وساء بمعنى بئس كقوله سنناء مثل القننوم الننذين كننذبوا بآياتنننا أي
بئس مثل مثلهم ولهذا قالوا في قوله ساء ما يحكمون بئسما يقضون وقال تعالى أفاصفاكم ربكم بننالبنين
واتخذ من الملئكة اناثا انكم لتقولون قول عظيما وقال تعالى وجعلوا له مننن عبنناده جننزءا ان النسننان لكفننور
مبين أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثل ظل وجهننه مسننودا وهننو
كظيم أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين وجعلوا الملئكننة الننذين هننم عبنناد الرحمننن إناثننا أشننهدوا
خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون فهذه الطريقة وهي أن ما يستحقه المخلوق من الكمال الذي ل نقص فييه
فالخالق أولى به وما ينزه عنه المخلوق من العيوب المذمومة فالخالق تعالى أولى بتنزيهه عن كل عيييب
وذم وهو سبحانه القدوس السلم الحميد المجيد من ابلغ الطرق البرهانييية وهييي مسييتعملة فييي القييرآن
في غير موضع فلذلك يقال الواحد من الناس قادر على ارسال رسول
النبوات
منه باليمين قيل لخذنا بيمينه كما يفعل بمن يهان عند القتل فيقننال خننذ بيننده فيجنر بيننده ثننم يقتننل فهننذا
هلك بعزة وقدرة من الفاعل وإهانة وتعجيل هلك للمقتول وقيل لخذنا منه بيياليمين أي بننالقوة والقنندرة
فان الميامن أقوى ممن يأخذ بشماله كمننا قننال فاخذناهم أخذ عزيييز مقتييدر وكمننا قننال ان بطييش ربييك
لشديد لكنه قال أخذنا منه ولم يقل لخذناه فهذا يقوي القول الول وقال تعالى أم يقولون افترى على
الله كذبا فإن يشأ يختم على قلبك ثم قال ويمحو الله الباطل ويحييق الحيق بكلميياته فقننوله ويمحييو
الله الباطل عطف جملة على جملة قالوا وليس من جنواب الشننرط لنننه قننال ويحننق الحنق بالضننم وهننو
معطوف على قوله يمحو الله الباطل فمحوه للباطل وإحقاقه الحق خبر منه ل بد أن يفعله فقد بين أننه ل
بد أن يمحو الباطل ويحق الحق بكلماته فانه اذا أنزل كلماته دل بها على أننه ننبي صنادق إذا كنانت آينة لنه
وبين بها الحق من الباطل وهو أيضا يحق الحق ويبطل الباطل بكلماته فإنه إذا أنزل كلماته دل بها على أنه
نبي صادق إذا كانت آية له وبين بها الحق من الباطل وهو أيضا يحننق الحننق ويبطننل الباطننل بكلمنناته الننتي
تكون بها الشياء فيحق الحق بما يظهره من اليات وما ينصر به أهل الحنق كمنا تقندمت كلمتنه بنذلك كمنا
قال ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون وقال وتمت
كلمات ربك صدقا وعدل وقال وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت ميين القييانتين وقننال تعننالى أتييى
أمر الله فل تستعجلوه وأمره يتضمن ما يأمر به وهو الكننائن بكلمنناته وقننال تعننالى انما أمييره إذا أراد
شيئا أن يقول له كن فيكون وكلماته صدق وعدل والعدل وضع الشياء مواضعها فمن عدله أن يجعننل
الصادق عليه المبلغ لرسالته حيث يصلح من كرامته ونصره وأن يجعننل الكناذب عليننه حيننث يليننق بننه مننن
اهانته وذله قال تعالى ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكييذلك
نجزي المفترين قال ابو قلبة هي لكل مفتر الننى يننوم القيامننة ومننن أعظننم الفننتراء عليننه دعننوى النبننوة
والرسالة
ءءءء ءءءءءءءء ءءءءء 1ء ءءءء .243
النبوات
كذبا كما قال تعالى ومن أظلم ممن افترى على ال كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح اليه شيء ومن قال سأنزل
مثل ما أنزل ال وذكر في هذا الكلم جميع أصناف الكاذبين الذين يعارضون رسله الصادقين كما ذكر فيما
قبله حال الكاذبين في قوله وما قدروا ال حق قدره إذ قالوا ما أنزل ال على بشر مننن شننيء قننل مننن أنننزل
الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلمننوا أنتننم
ول آباؤكم قل ال ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القننرى
ومن حولها والذين يؤمنون بالخرة يؤمنون به وهم على صلتهم يحافظون ثم قال ومن أظلم ممننن افننترى علننى
ال كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء الية فان الكاذب إما أن يقييول ان غيييري أنييزل علييي وإمييا أن
يقول أنا أصنف مثل هذا القرآن وإذا قال غيري أنزل علي فأما أن يعينه فيقول أن الله أنزلييه علييي وإمييا
أن يقول أوحي ول يعين من أوحاه فذكر الصناف الثلثة فقال ومن أظلم ممن افترى على ال كذبا أو قننال
أوحي إلي ولم يوح اليه شيء فهذان نوعان من جنس ثم قال ومن لم يقل أو قييال اذ كييان هييذا معارضييا ل
يدعي أنه رسول فقال ومن قال سأنزل مثل ما أنزل ال وهؤلء المعارضون قد تحييداهم فييي غييير موضييع
وقال قل لئن اجتمعت النس والجن على أن يأتوا بمثل هنذا القنرآن ل ينأتون بمثلنه ولنو كنان بعضننهم لبعننض
ظهيرا والرسول أخبر بهذا خبرا تاما في أول المر وهذا ل يمكن إل مع قطعه أنه علييى الحييق وإلييى الن
لم يوجد أحد أنزل مثل ما أنزل الله قوله ومن قال سأنزل ولم يقل أقدر أن أنزل فإن قوله سييأنزل هييو
وعد بالفعل وبه يحصل المقصود بخلف قوله أقدر فانه ل يحصيل بيه غييرض المعيارض وإنمييا يحصيل إذا
فعل فمن وعد بانزال مثل ما أنزل كان من أظلم الناس وأكيذبهم اذ كيان قيد تيبين عجيز جمييع الثقليين
النس والجن عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن وقوله مثل ما أنزل ال ن يقتضي أن كيل مييا أنزلييه الليه عليى
أوليائه فهو معجز ل يقدر عليه ال الله كالتوراة والنجيل والزبور وهذا حق فإن في ذلك مين أنبياء الغييب
مال يعلمه ال الله
النبوات
وفيه أيضا من تأييد الرسل بذلك مال يقدر على أن يرسل بتلك الرسييالة إل اللييه فل يقييدر أحييد أن ينييزل
مثييييل مييييا أنييييزل اللييييه علييييى نييييبيه فيكييييون بييييه مثييييل الرسييييول ول أن يرسييييل بييييه غيييييره
) فصل ( والستدلل بالحكمة أن يعرف أول حكمته ثم يعرف أن من حكمته أنه ل يسوي بين الصادق بما
يظهر به صدقه وبأن ينصره ويعزه ويجعل له العاقبة ويجعل له لسان صدق في العالمين والكيياذب عليييه
يبين كذبه ويخذله ويذله ويجعل عاقبته عاقبة سوء ويجعل له لسان الذم واللعنيية فييي العييالمين كمييا قييد
وقع فهذا هو الواقع لكن المقصود أن نبين أن ما وقع منه فهو واجب الوقوع في حكمته ل يجييوز أن يقييع
منه ضد ذلك فهذا استدلل ببيان أنه يجب أن يقع منه ما يقع ويمتنع أن يقييع منييه ضييده وذلييك ببيييان أنييه
حكيم وأن حكمته توجب أن يبين صدق النبياء وينصرهم ويبين كذب الكاذبين ويذلهم كييذلك يفعييل بأتبيياع
النبيين وبأعدائهم كما أخبر بذلك في كتابه وبين أن هذا حق عليه يجب أن يفعلييه ويمتنييع أن يفعييل ضييده
كما قال تعالى ولقد أرسلنا من قبلك رسل الى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الننذين أجرمننوا وكننان حقننا
علينا نصر المؤمنين وكما قال كتب ال لغلبن أنا ورسلي إن ال لقننوي عزيننز وقوله لغلبيين قسييم أقسييم
الله عليه فهو جواب قسم تقديره والله لغلبن أنا ورسلي وهيذا يتضيمن إخبياره بوقيوع ذليك وأنيه كتيب
على نفسه ذلك وأمر به نفسه وأوجبه على نفسه فإن صيغة القسم تتضييمن الييتزام مييا حلييف عليييه إمييا
حضا عليه وأمرا به وإما منعا منه ونهيا عنه ولهذا كان في شرع من قبلنا يجب الوفاء بذلك ول كفارة فيه
وكذلك كان في أول السلم ولهذا كان أبو بكر ل يحنييث فييي يمييين حييتى أنييزل اللييه كفييارة اليمييين كمييا
ذكرت ذلك عائشة ولهذا أمر أيوب أن يأخذ بيده ضغثا فيضرب به ول يحنث فإن ذلك صار واجبييا بيياليمين
كوجوب المنذور الواجب بالنذر يحتذى به حذو الواجب بالشرع والضرب بالضييغث يجييوز فييي الحييدود اذا
كان المضروب ل يحتمل التفريق كما جاء في الحديث ولو كان في شيرعهم كفيارة لغنيت عين الضيرب
مطلقا لكن النسان قد يلتزم مال يعلم عاقبته ثم يندم عليه والرب تعالى عالم بعواقب المور فل يحلييف
على أمر ليفعلنه
النبوات
إل وهو يعلم عاقبته واليمين موجبة ولهذا قال تعالى كتب ال لغلبن وكتب مثل كتييب فييي قييوله كتننب
ربكم على نفسه الرحمة فهي كتابة تتضمن خبرا وايجابا ومنه قوله تعالى وما من دابة فنني الرض إل علننى
ال رزقها وفي الحديث الصحيح اللهي يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكييم محرمييا فل
تظالموا وقد بسط هذا الصل في مواضع مثل الكلم في مسألة القدر المختييار ومسييألة العيدل والظلييم
وغير ذلك فان كثيرا من المتكلمين يقول ان القادر المختار ل يفعل ال بوصف الجواز فيفعييل الفعييل فييي
حال تردده بين أن يفعل وأن ل يفعل ومنهم من يقول يفعله مع رجحان أن يفعل رجحانا ل ينتهي إلى حد
الوجوب وهو قول محميد بين الهيضيم الكراميي ومحميود الخيوارزمي المعيتزلي وبهيذا اسيتطال عليهيم
الفلسفة فقالوا الرب موجب لن الممكن ل يقع حتى يحصل المؤثر التام الموجب له والتحقيق أن الرب
يخلق بمشيئته وقدرته وهو موجب لكل ما يخلقه بمشيئته وقدرته لييس موجبييا بمجييرد الييذات ول موجبييا
بمعنى أن موجبه يقارنه فإن هذا ممتنع فهذان معنيان باطلن وهو قادر يفعل بمشيئته فما شاء كان ومييا
لم يشأ لم يكن فما شاءه وجب كونه وما لم يشييأه امتنييع كييونه ولهييذا قييال كييثير ميين النظييار إن الرادة
موجبة للمراد وعلى هذا فقولنا يجوز أن يكون ويجوز أن ل يكون إنما هو جواز الشيء بمعنى الشك فييي
أيهما هو الواقع وإل ففي نفس المر أحدهما هو الواقع ليس في نفييس الميير ظنيييا مييترددا بييين الوقييوع
وعدم الوقوع والمكان الذهني قد يراد به عدم العلم بالمتناع وقد يراد به الشك في الواقع وكل النوعين
عدم علم والمكان الخارجي يراد به أن وجوده في الخارج ممكن ل ممتنع كييولدة النسيياء ونبييات الرض
وأما الجزم بالوقوع وعدمه فيحتاج الى دليل وفي نفس المر ما ثم ال ما يقع أو ل يقع والواقع ل بد ميين
وقوعه ووقوعه واجب لزم وما ل يقع فوقوعه ممتنع لكن واجب بغيييره وممتنييع لغيييره وهييو واجييب ميين
جهات من جهة علم الرب من وجهين ومن جهة إرادته من وجهين ومن جهة كلمه من وجهين ومن جهيية
كتابته من وجهين ومن جهة رحمته ومن جهة عدله أما علمه فما علم انييه سيييكون فل بييد أن يكييون ومييا
علم أنه ل
يكون فل يكون وهذا مما يعترف به جميع الطوائف إل من ينكر العلم السييابق كغلة القدرييية الييذين تييبرأ
منهم الصحابة ومن جهة أنه يعلم ما في ذلك الفعل من الحكمة فيدعوه علمه إلى فعلييه أو مييا فيييه ميين
الفساد فيدعوه الى تركه وهذا يعرفه من يقر بأن العلم داع ومن يقر بالحكمة ومن جهة إرادتييه فييإنه مييا
شاء كان وما لم يشأ لم يكن ومن جهة حكمته وهي الغاية المرادة لنفسها الييتي يفعييل لجلهييا فيياذا كييان
مريدا للغاية المطلوبة لزم أن يريد ما يوجب حصولها ومن جهة كلمه من وجهين من جهيية أنييه اخييبر بييه
وخبره مطابق لعلمه ومن جهة أنه أوجبه على نفسه وأقسم ليفعلنه وهذا ميين جهيية إيجييابه علييى نفسييه
والتزامه أن يفعله ومن جهة كتابته إييياه فييي اللييوح وهييو يكتييب مييا علييم أن سيييكون وقييد يكتييب إيجييابه
والتزامه كما قال كتب ال لغلبن أنا ورسننلي وقال كتننب ربكننم علننى نفسننه الرحمننة فهذه عشييرة أوجييه
تقتضي الجزم بوقوع ما سيكون وأن ذلك واجب حتم ل بد منه فما فييي نفييس الميير جييواز يسييتوي فيييه
الطرفان الوجود والعدم وإنما هذا في ذهن النسان لعدم علمه بما هيو الواقييع ثيم مين عليم بعيض تلييك
السباب علم الواقع فتارة يعلم لنه أخبر بعلمه وهو ما أخبرت النبييياء بوقييوعه كالقياميية والجييزاء وتييارة
يعلم من جهة المشيئة لنه جرت به سنته الشاملة التي ل تتبييدل وتيارة يعليم مين جهيية حكمتيه كميا قييد
بسط في غير هذا الموضع والحكمة والعدل والرحمة والعادة تعلم بالعقل كما قد عرف من حكمة الييرب
وعدله وسنته ويستدل بذلك على العلم والخبر والكتاب كما أن العلم والخبر والكتاب يعلم بإخبار النبييياء
ويستدل بذلك على العدل والحكمة والرحمة والجهمييية المجيبرة ل تجييزم بثبييوت ول انتفيياء إل ميين جهية
الخبر أو العادة اذ كانوا ل يثبتون الحكمة والعدل والرحمة فيي الحقيقية كميا قيد بسيط فيي غيير موضيع
وحكي عن الجهم أنه كان يخرج فينظر الجذمي ثييم يقييول أرحييم الراحمييين يفعييل هييذا يقييول أنييه يفعييل
لمحض المشيئة ولو كان يفعل بالرحمة لما فعل هذا وهذا من جهله لم يعرف ما في البتلء من الحكميية
والرحمة والمصلحة والمجبرة المثبتة للقدر المتبعون لجهم والقدرية النفاة مناقضون لهم كما قييد بسييط
الكلم على ذلك في غير موضع وما زال العقلء يستدلون بما علموه من صفات الرب على ما
يفعله كقول خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم لما قال لها لقد خشيت على نفسييي فقييالت كل واللييه ل
يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتصدق الحديث وتكسييب المعييدوم وتعييين
على نوائب الحق فاستدلت بما فيه من مكارم الخلق ومحاسيين العمييال علييى أن اللييه ل يخزيييه ومنييه
قوله تعالى قل هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم فان الشيطان إنما ينزل على مييا
يناسبه ويطلبه وهو يريد الكذب والثم فينزل على من يكون كذلك وبسط هذا له موضع آخر والكلم فييي
النبوة فرع على إثبات الحكمة التي توجب فعيل ميا تقتضييه الحكمية ويمتنيع فعيل ميا تنفييه فنقيول هيو
سبحانه وتعالى حكيم يضع كل شيء موضعه المناسب له فل يجوز عليييه ان يسييوي بييين جنييس الصييادق
والكاذب والعادل والظالم والعالم والجاهل والمصلح والمفسد بييل يفييرق بييين هييذه النييواع بمييا يناسييب
الصادق العادل العالم المصلح من الكرامة وما يناسب الكاذب الظالم الجاهل المفسييد ميين الهييوان كمييا
قال تعالى أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فنني الرض أم نجعننل المتقيننن كالفجننار وقال
أفنجعل المسننلمين كننالمجرمين وهذا استفهام انكييار علييى ميين ظيين ذلييك وهييو يتضييمن تقرييير المخيياطبين
واعترافهم بان هذا ل يجوز عليه وأن ذلك بين معروف يجب اعترافهم بييه وإقرارهييم بييه كمييا يقييال لميين
ادعى امرا ممتنعا مثل نعم كثيرة فييي موضييع صييغير فيقييال لييه أههنييا كييانت هييذه النعييم أي هييذا ممتنييع
فاعترف بالحق وإذا ادعى على من هو معروف بالصدق والمانة أنه نقب داره وأخيذ مياله قييل ليه أهيذا
فعل هذا ومنه قوله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخننذوني وأمنني إلهيننن مننن دون ال ن وقوله تعييالى
ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملئكة أهؤلء إياكم كانوا يعبدون ونظائره كثيرة وكذلك قوله أم حسب الذين
اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء مننا يحكمننون فإن هييذا
استفهام إنكار على حسب أنه يسوي بين هؤلء وهؤلء فبين أن هذا الحساب باطل وأن التسوية ممتنعيية
في حقه ل يجوز أن يظن به بل من ظن ذلك فقد ظن بربه ظن السوء وذلك ظيين أهييل الجاهلييية الييذين
يظنون بالله ظن السوء
يفعله كقول خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم لما قال لها لقد خشيت على نفسييي فقييالت كل واللييه ل
يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتصدق الحديث وتكسييب المعييدوم وتعييين
على نوائب الحق فاستدلت بما فيه من مكارم الخلق ومحاسيين العمييال علييى أن اللييه ل يخزيييه ومنييه
قوله تعالى قل هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم فان الشيطان إنما ينزل على مييا
يناسبه ويطلبه وهو يريد الكذب والثم فينزل على من يكون كذلك وبسط هذا له موضع آخر والكلم فييي
النبوة فرع على إثبات الحكمة التي توجب فعيل ميا تقتضييه الحكمية ويمتنيع فعيل ميا تنفييه فنقيول هيو
سبحانه وتعالى حكيم يضع كل شيء موضعه المناسب له فل يجوز عليييه ان يسييوي بييين جنييس الصييادق
والكاذب والعادل والظالم والعالم والجاهل والمصلح والمفسد بييل يفييرق بييين هييذه النييواع بمييا يناسييب
الصادق العادل العالم المصلح من الكرامة وما يناسب الكاذب الظالم الجاهل المفسييد ميين الهييوان كمييا
قال تعالى أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فنني الرض أم نجعننل المتقيننن كالفجننار وقال
أفنجعل المسننلمين كننالمجرمين وهذا استفهام انكييار علييى ميين ظيين ذلييك وهييو يتضييمن تقرييير المخيياطبين
واعترافهم بان هذا ل يجوز عليه وأن ذلك بين معروف يجب اعترافهم بييه وإقرارهييم بييه كمييا يقييال لميين
ادعى امرا ممتنعا مثل نعم كثيرة فييي موضييع صييغير فيقييال لييه أههنييا كييانت هييذه النعييم أي هييذا ممتنييع
فاعترف بالحق وإذا ادعى على من هو معروف بالصدق والمانة أنه نقب داره وأخيذ مياله قييل ليه أهيذا
فعل هذا ومنه قوله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخننذوني وأمنني إلهيننن مننن دون ال ن وقوله تعييالى
ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملئكة أهؤلء إياكم كانوا يعبدون ونظائره كثيرة وكذلك قوله أم حسب الذين
فإن هييذا اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء مننا يحكمننون
استفهام إنكار على حسب أنه يسوي بين هؤلء وهؤلء فبين أن هذا الحساب باطل وأن التسوية ممتنعيية
في حقه ل يجوز أن يظن به بل من ظن ذلك فقد ظن بربه ظن السوء وذلك ظيين أهييل الجاهلييية الييذين
يظنون بالله ظن السوء
فمن جوز ذلك على الله فقد ظن بربه ظن السوء وقوله تعالى فيما جرى يييوم أحييد وطائفننة قنند
أهمتهم أنفسهم يظنون بال غير الحق ظن الجاهلية فسره ابن عباس وغيره بأنهم ظنوا أن الله لم يقدر
ما جرى وأنه ل ينصر رسوله فكما أن القدر يجب اليمان به ويعلم أن كل ما كان فقد سبق به علييم
الرب فكذلك يعلم أنه ل بد أن ينصر رسله والذين آمنوا وكما انه ل يجييوز أن يقييع خلف المقييدر فل
يجوز أن ل ينصر رسله والذين آمنوا ومثله قوله تعالى فيما أنزله عام الحديبية لمييا ظيين ظييانون أن
الرسول وأتباعه ل ينصرون فقال تعالى ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشننركات الظننانين
بال ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب ال عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنننم وسنناءت مصننيرا وهذا يييدل
على أن هذا ظن سوء بالله ل يجوز أن يظن به أن يفعل ذلك ومن ينفي الحكمة يقييول يجييوز عليييه
فعل كل شيء وليس عنده ظن سوء بالله وإن قيل لما أخبر أنه بنصره كان ضد ذلك ظن سوء لن
خبره ل يقع بخلف مخبره قيل عن هذا جوابان أحدهما أن هؤل يلزمهييم تجييويز إخلف الوعييد عليييه
لن هذا من باب الفعال المقدورة وهو يجوزون كل مقدور وإذا قيل إخلف الوعد قبيييح فهييم ليييس
عندهم شيء قبيح ينزهون الرب عنه الثاني أنه إذا علم أنه يفعله ولييو بييالعلم الضييروري فإنمييا ذاك
لنه واقع ولو قدر أن رجل ظن أن الله ل يفعل ما سيفعله مما ليس فيه ذم مثل أن يظن أنه يموت
بعد شهر لم يقل أن هذا ظن سوء وإنما يكون ظن سوء اذا كييان المظنييون عيبييا قبيحييا ل يجييوز أن
يضاف الى المظنون به ومنه قوله تعالى إذا جاءوكم من فوقكم ومن أسنفل منكنم واذ زاغنت البصنار
وبلغت القلوب الحناجر ويظنون بال الظنونا فهذا ذم لمن ظن بالله الظنون وميين ذلييك قييوله تعييالى
أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون وهذا يقتضي أن هذا ممتنع علييه ومين حكيم بجيوازه
فقد حكم حكما باطل جائرا ممتنعا كالذين جوزوا أن تكون له بنات وهم يكرهون أن تكون لهم بنات
فيجوزون على الله ما هو قبيح عندهم قال تعالى ويجعلون ل البنننات سننبحانه ولهننم مننا يشننتهون وإذا
بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه
النبوات
على هون أم يدسه في التراب أل ساء ما يحكمييون وممننا يننبين حكمتننه أن نقننول أفعنناله المحكمننة
المتقنة دلت على علمه وهذا مما وقع التفاق عليه من هؤلء فإنهم يسلمون أن الحكام والتقننان ينندل علننى
علم الفاعل وهذا أمر ضروري عندهم وعند غيرهم وهو من أعظم الدلة العقلية التي يجب ثبننوت منندلولها
والحكام والتقان انما هو أن يضع كل شيء في محله المناسننب لتحصننل بننه الحكمننة المقصننودة منننه مثننل
الذي يخيط قميصا فيجعل الطوق على قدر العنق والكمين على قدر اليدين وكننذلك الننذي يبننني النندار يجعننل
الحيطان متماثلة ليعتدل السقف والذي يصنع البريننق يوسنع منا ينندخل منننه المنناء ويضننيق منا يخنرج مننه
وحكمة الرب في جميع المخلوقات باهرة قنند بهننرت العقلء واعننترف بهننا جميننع الطننوائف والفلسننفة مننن
أعظم الناس إثباتا لها وهم يثبتون العناية والحكمة الغائية وإن كان فيهنم منن قصنر فني أمنر الرادة والعلنم
وكذلك المتكلمون كلهم متفقون على إثبات الحكمة في مخلوقاته وإن كانوا في الرادة وفعله لغاية متنازعين
وذلك مثلما في خلق النسان وأدنى ذلك أن العين والفم والذن فيها مياه ورطوبة فماء العين ملح وماء الفننم
عذب وماء الذن مر فان العين شحمة والملوحة تحفظها أن تذوب وهذه أيضا حكمننة تمليننح البحننر فننان لننه
سببا وحكمة فسببه سبوخة أرضه وملوحتها فهي توجب ملوحة مائه وحكمتها أنها تمنع نتن الماء بما يموت
فيه من الحيتان العظيمة فإنه لول ملوحة مائه لنتن ولو أنتن لفسد الهننواء لملقنناته لننه فهلننك الننناس بفسنناده
وإذا وقع أحيانا قتل خلق كثير فإنه يفسد الهواء حتى يموت بسننبب ذلننك خلننق كننثير ومنناء الذن مننر ليمنننع
دخول الهوام إلى الذن وماء الفم عذب ليطيب به ما يأكله فلو جعل ال ماء الفم مرا لفسد الطعام على أكلته
ولو جعل ماء الذن عذبا لدخل الذباب في الدماغ ونظائر هذا كثيرة فل يجوز أن يفعل بخلف ذلك مثل أن
يجعل العينين في القدمين ويجعل الوجه خشنا غليظا كالقدمين فننانه يفسنند مصننلحة النظننر والمشنني بننل مننن
الحكمة أنه جعل العينين في أعلى البدن في مقدمه ليرى بها ما أمامه فيدري أين يمشي وجعل الرجل خشنة
تصبر على ما تلقيه من التراب وغيره والعين لطيفة يفسدها أدنى شيء فجعل لهننا أجفانننا تغطيهننا واهنندابا
فنقول هذا ومثله من مخلوقات الرب دل على
النبوات
أنه قد أحكم ما خلقه وأتقنه ووضع كل شيء بالموضع المناسب له وهذا يوجب العلم الضروري أنه عالم
فيميز بين هذا وبين هذا حتى خص هذا بهذا وهذا بهذا وهو أيضا يوجب العلم الضروري بأنه أراد تخصييص
هذا بهذا وهذا بهذا فدل على علمه وإرادته وهذا مما يسلمونه فنقول ودل أيضا على أنه جعييل هييذا لهييذا
فجعل ماء العين والبحر ملحا للحكمة المذكورة وجعل العين في أعلى البدن وجعييل لهييا أجفانييا للحكميية
المذكورة وكذلك إذا أنزل المطر وقت الحاجة اليه علم أنه أنزله ليحيي به الرض وكذلك إذا دعاه الناس
مضطرين فأنزل المطر علم أنه أنزله ليحيي الرض لجابة دعائهم فل يتصور أن يعلم أنييه أراد هييذا لهييذا
ول يتصور الحكام والتقان إل اذا فعل هذا للحكمة المطلوبة فكان ما علم من إحكامه وإتقانه دليل علييى
علمه وعلى حكمته أيضا وأنه يفعل لحكمة والذين استدلوا بالحكام على علمه ولييم يثبتييوا الحكميية وأنييه
يفعل هذا لهذا متناقضون عند عامة العقلء وحذاقهم معترفون بتناقضهم فإنه ل معنى للحكام إل الفعييل
لحكمة مقصودة فإذا انتفت الحكمة ولم يكن فعله لحكمة انتفى الحكام وإذا انتفى الحكام انتفييى دليييل
العلم وإذا كان الحكام معلوما بالضرورة ودللتييه علييى العلييم معلوميية بالضييرورة علييم أن حكمتييه ثابتيية
بالضرورة وهو المطلوب وأيضا فإذا ثبت أنه عام فنفس العلم يوجب أنه ل يفعل قبيحا ول يجوز أن يفعل
القبيح ال من هو جاهل كما قد بسط في غير هذا الموضع وبين أن العالم يعلم ما الييذي يصييلح أن يفعييل
وإن فعل هذا أولى من فعل هذا وإذا كان مريدا للفعل وقد علم أن الفعل علييى هييذا الييوجه هييو الصييلح
امتنع أن يريد الوجه الخر والنسان ل يريد القبيح ال لنقص علمه ما أن يفعل بل علم بل لمجرد الشييهوة
أو يظن خطأ فيظن أن هذا الفعل يصلح وهو ل يصلح فإنما يقع القبيح في فعله لفعله مع الجهل البسيييط
أو المركب والرب منزه عن هذا وهذا فيمتنع أن يفعل القبيح وأيضا فييإنه قييد ثبييت أنييه مريييد وأن الرادة
تخصص المراد عن غيره وهذا انما يكون اذا كان التخصيص لرجحان المراد اما لكييونه أحييب الييى المريييد
وأفضل عنده فأما اذا ساوى غيره من كل وجه امتنع ترجيح الرادة له فكان اثبات الرادة مستلزما اثبات
الحكمة وال لم تكن الرادة فقد تبين ثبوت
النبوات
حكمته من جهة علمه ومن جهة نفس أفعياله المتقنيية المحكمية الييتي تييدل علييى علميه بالتفياق
وهذه أصول عظيمة من تصورها تصورا جيدا انكشف له حقائق هذا الموضع الشريف وإذا ثبييت أنييه
حكيم وأن حكمته لزمة لعلمه ولزمة لرادته وهما لزمان لذاته كانت حكمته من لوازم ذاته فيمتنييع
أن يفعل ال لحكمة وبحكمة ويمتنع أن يفعل عليى خلف الحكمية ومعليوم بصيريح العقييل أن العلييم
خير من الجهل والصدق خير من الكذب والعدل خير من الظليم والصيلح خييير مين الفسيياد ولهيذا
وجب اتصافه تعالى بالرحمة والعلم والصدق والعدل والصلح دون نقيض ذلك وهذا ثابت في خلقييه
وأمره فكما أنه في خلقه عادل حكيم رحيم فكذلك هو في أمره وما شرعه من الدين فإنه ل يكييون
ال عدل وحكمة ورحمة ليس هو كما تقول الجهمية المجبرة ومن اتبعهم من أهل الكلم والييرأي أنييه
يأمر العباد بما ل مصلحة لهم فيه اذا فعلوه وأن ما أمر به ل يجييب أن يفعييل علييى حكميية وينكييرون
تعليل الحكام او يقولون أن علل الشرع أمارات محضة فهذا كله باطل كما قييد بسييط فييي مواضييع
بل ما يأمر به مصلحة ل مفسدة وحسن ل قبيح وخير ل فساد وحكمة وعدل ورحمة والحمد لله رب
العالمين فإذا قدر رجلن ادعيا على الرب الرسالة أو توليا علييى النيياس أو كانييا ميين عييرض النيياس
أحدهما عام صادق عادل مصلح والخر جاهل ظالم كيياذب مفسييد ثييم قييدر أن ذلييك العييالم العييادل
عوقب في الدنيا والخرة فاذل في الدنيا وقهر وأهلك وجعل فييي الخييرة فييي جهنييم وذلييك الظييالم
الكاذب الجاهل أكرم في الدنيا والخرة وجعل في الدرجات العلى كان معلومييا بالضييطرار أن هييذا
نقيض الحكمة والعدل وهو أعظم سفها وظلما من تعذيب ماء البحر وماء العين فإن هذا غايته موت
شخص أو النوع وهذا أقل فسادا من إهلك خيار الخلق وتعذيبهم وإكرام شرار الخلق وإهييانتهم وإذا
كان هذا أعظم مناقضة للحكمة والعدل من غيره وتبين بييالبراهين اليقينييية أن الييرب ل يجييوز عليييه
خلف الحكمة والعدل علم بالضطرار أن الرب سبحانه ل يسيوي بيين هيؤلء وهيؤلء فضيل عين أن
يفضل الشرار على الخيار وهو سبحانه أنكر التسييوية فقييال أم حسننب الننذين اجننترحوا السننيئات أن
نجعلهم كالذين آمنوا
النبوات
أفنجعييل المسييلمين وعملوا الصالحات سواء محييياهم ومميياتهم سيياء مييا يحكمييون وقننال تعننالى
كالمجرمين مالكم كيف تحكمون وقنند جعنل منن جنوز أن الن ل ينصننر رسنوله والمننؤمنين فني النندنيا
والخرة ويعذبهم في الخرة في جهنم وأن الفراعنة يكرمهم فني الخنرة والمننازع عننده ل فنرق بيننن هنذا
وهذا بالنسبة الى الرب وإلى ارادته وحكمته وعلمه بل انمننا علننم وقننوع أحنندهما بمجننرد الخننبر ل لمتننناع
أحدهما ووجوب الخر والخبر إنما هو خبر النبياء وذلك موقوف على العلم بصدقهم وهو يستلزم صنندقهم
وعلى أصله يمتنع العلم بصدقهم فانه يجوز أن يسوي ال بين الصادق والكاذب علننى أصننله اذ كننان يجننوز
عليه عنده كل مقدور وعنده ل يجوز أن يفعل فعل لحكمة فل يجوز على اصله أن يخلنق الن آيننة لينندل بننه
على صدقهم وإذا قال تجوبز ذلك يقتضى أنه ل يقدر على خلق ما به يبين صدق الصادق فلذلك منعت مننن
ذلك لنه يقضي الى تعجيزه قيل له انما يفضي الى عجزه اذا كان خلق دليل الصدق ممكنا وعلى أصننلك ل
يمكن إقامة الدليل على امكانه فإن الدليل يستلزم المدلول ويمتنع ثبوته مع عدمه وأي شننيء قنندرته جنناز أن
يخلقه على أصلك على يد الكاذب وأنت ل تنزهه عن فعل ممكن وإذا قلت أنزهننه عننن فعننل ممكننن يسننتلزم
عجزه كان هذا تناقضا فإن فعل الممكن ل يستلزم العجز بل امتنناع الممكنن يسننتلزم العجنز وبينان ذلنك أن
يقال ما خلقه على يد الصادق هو قادر على أن يخلقه على يد الكاذب أم ل فننان قلنت ليننس بقنادر فقند أثبننت
عجزه وان قلت هو قادر على ذلك فالمقدور عندك ل ينزه عن شيء منه وإن قلت هذا المقدور أنزهننه عنننه
لئل يلزم عجزه كان حقيقة قولك أثبت عجزه ل نفي عجزه فجعلته عاجزا لئل تجعلننه عنناجزا فجمعننت بيننن
النقيضين بين اثبات العجز ونفيه وإنما لزمه هذا لنه ل ينزه الننرب عننن فعننل مقنندور فاسننتوت المقنندورات
كلها في الجواز عليه عنده ولم يحكم بثبوت مقدور إل بالعادة او الخبر والعادة يجوز انتقاضها عنده والخبر
موقوف على العلم بصدق المخبر ول طريق له الى ذلك فتبين أن كل من لم ينزه الرب عننن السنوء والسنفه
ويصفه بالحكمة والعدل لم يمكنه أن يعلم نبوة نبي ول المعاد ول صدق الرب في شننيء مننن الخبننار فهننذه
طريقة من يجعل وجه دللة المعجز على صدق النبياء
النبوات
لئل يلزم العجز وأما الطريق الثانية وهيي أجيود وهيي اليتي اختارهيا أبيو المعيالي وأمثياله فهيو أن دللية
المعجز على التصديق معلومة بالضطرار وهذه طريقة صحيحة لمن اعتقد أن يفعل لحكمة وأما إذا قيييل
انه ل يفعل لحكمة انتفى العلم الضطراري والمثلة التي يذكرونها كالملك الذي جعل آييية لرسييوله أمييرا
خارجا عن عادته انما دلت للعلم بأن الملك يفعل شيئا لشيء فإذا نفوا هذا بطلييت الدلليية وكييذلك دليييل
القدرة هو دليل صحيح لكن مع إثبييات الحكميية فييإنه سييبحانه وتعييالى قييادر علييى أن يميييز بييين الصييادق
والكاذب اذ كان قادرا على أن يهدي عباده الى ما هو أدق من هذا فهداهم الى أسهل لكيين هييذا يسييتلزم
اثبات حكمته ورحمته فمن لم يثبت له حكمة ورحمة امتنع عليه العلم بشيييء ميين أفعيياله الغائبيية وأيضييا
فآيات النبياء تصديق بالفعل فهي تدل اذا علم أن من صدقه الرب فهو صادق وذلك يتضمن تنزيهييه عيين
الكييذب وعليى أصييلهم ل يعليم ذليك فييإن مييا يخلقيه مين الحييروف والصيوات عنييدهم هيو مخلييوق مين
المخلوقات فيجوز أن يتكلم كلما يدل على شيء وقد أراد به شيئا آخيير فييإن هييذا ميين بيياب المفعييولت
عندهم والكلم النفسي ل سبيل لحد الى العلم به فعلى اصلهم يجوز الكذب في الكلم المخلوق العربي
وهو الذي يستدل به الناس فل يبقى طريييق اليى العليم بييأنه صييادق فيميا يخلقييه مين الكلم ولهييذا نجيد
حذاقهم في السمعيات انما يفرون الى ما علم بالضطرار من قصد الرسييول ل الييى السييتدلل بييالقرآن
فالقاضي أبو بكر عمدته أن يقول هذا مما وقفنا عليه الرسول وعلمنا قصده بالضطرار كمييا يقييول مثييل
ذلك في تخليد أهل النار وفيما علمه من الحكام اذ كانوا ل يعتمدون علييى القييول المسييموع ل خييبرا ول
أمرا فهم ل طريق عندهم الى التمييز بين ما يقع وما ل يقع مثل التمييز بين كونه يثيب المحسن ويعاقب
المسيء أو ل يفعله ففي الجملة جميع أفعاله من ارسال النبياء ومجازاة العباد وقيييام القياميية ل طريييق
لهم الى العلم بذلك ال من جهة الخبر وطريق الخبر على أصلهم مسييدود وهييم يعلمييون صييدق الرسييول
وصدق خبره معلوم في أنفسهم لكن يناقض أصولهم لكن مع هذا هم واقفة فيما أخبرت به الرسييل ميين
الوعيد فضعف علمهم بما أخبرت به الرسل فصاروا في نقص عظيم في علمهم وايمانهم بما اخبرت بييه
الرسل وما أمرت به وفي أصل ثبوت الرسالة هذه
النبوات
السمعيات وأما العقليات فمدارها علييى حيدوث الجسيم وقيد عيرف فسيياد أصييلهم فيهييا فهييذه أصيولهم
العقلية والسمعية وهم ل يعلمون أيضا ما يفعله الرب من غير الخييبر ال ميين جهيية العييادة والعييادة يجييوز
عندهم نقضها بل سبب ول لحكمة ويجوزون أن تصبح الجبال بواقيت والبحار زيبقا فإذا احتجييوا بالعييادات
فقيل لهم عندكم يجوز نقضها بل سبب ول حكمة أجابوا بأن الشيء قد يعلم جوازه ويعلم بالضييرورة أنييه
ل يقع وهذا أيضا جمع بين النقيضين وهم يقولون العقل هييو العلييم بجييواز الجييائزات وامتنيياع الممتنعييات
ووجوب الواجبات كالعلم بأن الجبل لم ينقلب ياقوتا ثم يجعلون هذا من الجييائز علييى أصييلهم ليييس فييي
الفعال ل واجب ول ممتنع بل كل مقدور فإنه جائز الوجود وجائز العدم ل يعلم أحد الطرفين ال بخييبر أو
عادة ل بسبب يقتضيه ول حكمة تستلزمه كما ان المرجيح ليه عنيدهم مجيرد الرادة ل بسيبب ول حكمية
وإذا علم جواز الشيء وعدمه ولم يعلم ما يوجب أحدهما أمتنع أن يعلم بالضرورة ثبوت أحدهما والنيياس
إنما يعلمون أن الجبال لم تنقلب بواقيت لعلمهم بأن هيذا ممتنيع وأن الليه اذا أراد قلبهييا بيواقيت أحيدث
أسبابا تقتضي ذلك فأما انقلب العادة بل سبب فهذا ممتنع عند العقلء وجميع ما خرق الله به العادة كان
لسباب تقتضيه ولحكم فعل لجلها لم يكن ترجيحا بل مرجح كما يقوله هؤلء فهذا هذا ول حييول ول قييوة
ال بالله ولو لم يتعلق هذا باليمان بالرسول وبما أخبر بييه الرسييول واحتجنييا الييى ان نميييز بييين الصييحيح
والفاسد في الدلة والصول لما ورد على ما قاله هؤلء من هذه السؤالت لم تكن بنا حاجة الييى كشييف
السرار لكن لما تكلموا في اثبات النبوة صاروا يوردون عليها أسئلة في غاية القوة والظهيور ول يجيبييون
عنها ال بأجوبة ضعيفة كما ذكرنا كلمهم فصييار طييالب العلييم واليمييان والهييدي مين عنييدهم ل سيييما إذا
اعتقد أنهم أنصار السلم ونظاره والقائمون ببراهينه وأدلته إذا عرف حقيقة ما عندهم لم يجد ما ذكييروه
يدل على ثبوت نبوة النبياء بل وجده يقدح في النبييياء ويييورث الشييك فيهييا أو الطعيين فيهييا وأنهييا حجيية
لمكذب النبياء أعظم مما هي حجة لمصدق النبياء فافسد طريق اليمان والعلييم وانفتييح طريييق النفيياق
والجهل ل سيما على من لم يعرف ال ما قالوه والذي يفهم ما قالوه ل يكون
إل فاضل قد قطع درجة الفقهاء ودرجة من قلد المتكلمين فيصير هييؤلء إمييا منييافقين وإمييا فييي قلييوبهم
مرض ويظن الظان أنه ليس في المر على نبوة النبياء براهين قطعية ول يعليم أن هييذا انمييا هييو لجهييل
هؤلء أصولهم الفاسدة التي بنوا عليها الستدلل وقدحهم في اللهية وأنهم لييم ينزهييوا الييرب عيين فعييل
شيء من الشر ول أثبتوا له حكمة ول عدل فكان ما جهلوه من آيات النبياء إذ كان العلم بآيات اللييه ومييا
قصه لخلقه من الدلئل والبراهين مستلزما لثبوت علمه وحكمته ورحمته وعدله فإذا انتفى اللزم انتفييى
الملزوم وهم في الصل انما قصدوا الرد على القدرية الذين قالوا إن الله لم يشأ كل شيييء ولييم يخلييق
أفعال العباد وهو مقصود صحيح لكن ظنوا أن هذا ل يتم إل بجحد حكمته وعدله ورحمته فغلطوا في ذلك
كما أن المعتزلة أيضا غلطوا من جهات كثيرة وظنوا أنه ل تثبت حكمته وعدله ورحمته إن لم يجحد خلقه
لكل شيء وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ويجحييد اتصييافه بييالكلم والرادة وغييير ذلييك ميين اقييوال
المعتزلة التي هي من أقوال هؤلء فإن هؤلء في الصفات خييير ميين المعتزليية وفييي الفعييال ميين بعييض
الوجوه ولهذا لما ظهر للغزالي ونحوه ضعف طريق الستدلل بييالمعجزات الييذي سييلكه شيييوخه وهييو ل
يعرف غيره أعرض عنها وذكر أنه إنما علم ثبوت النبوة بقرائن تعجز عنهييا العبييارة وهييي عليوم ضييرورية
حصلت له على الطول وجعل الدليل على النبوة هو العلم بنأ ما جاء به حق من غير جهتييه وهييذه طريييق
صحيحة قد سلك الجاحظ نحوا منها ولكن النبوة التي علمها أبو حامييد هييي النبييوة الييتي تثبتهييا الفلسييفة
وهي من جنس المنامات ولهذا استدل على جوازها بمبدأ الطب والهندسة ونحو ذلك وأمر النبييوة أعظييم
من هذا بكثير وتلك النبوة موجودة لخلييق ميين النيياس فلهييذا ل يوجييد للنبييوة مييا تسييتحقه ميين التصييديق
والحترام ول يعتمدون عليها في استفادة شيء من العلم الخبري وهي النباء بالغيب وهي خاصيية النبييوة
والرازي كلمه في النبوة متردد بين نبوة الفلسفة ونبوة اصحابه هؤلء كمييا تييرى وليييس فييي واحييد ميين
الطريقين إثبات النبوة التي خص الله بها أنبياءه فلهذا ضعفت معرفة هؤلء بالنبييياء وضييعف أخييذ العلييم
من طريقهم ل سيما وقد عارضوا كثيرا مما جاء عنهم بالعقليات ودخلوا فيما
النبوات
هو أبعد عن الهدى والعلم من العقليات والذوقيات التي من سلكها ضل ضلل بعيدا وإنما ينجو من سييلك
منها شيئا إذا لطف الله فعرفه السلوك خلف طريق النبياء فمن لم يهتد بما جاءت به النبييياء فهييو أبعييد
الناس عن الهدى تلك آيات ال نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد ال وآياته يؤمنون ويل لكل افاك أثيم يسمع
آيات ال تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعننذاب أليننم وإذا علننم مننن آياتنننا شننيئا اتخننذها هننزؤا
أولئك لهم عذاب مهين وإذا قيل لهم اركعوا ل يركعون ويل يومئذ للمكذبين فبأي حديث بعده يؤمنننون وكيننف
تكفرون وأنتم تتلى عيكم آيات ال وفيكم رسوله ومن يعتصم بال فقد هنندي الننى صننراط مسننتقيم ولهذا اعييترف
الرازي بهذا في آخر مصنفاته حيث قييال ولقييد تييأملت الطييرق الكلميية والمناهييج الفلسييفية فمييا رأيتهييا
تشفي عليل ول تروي غليل ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ في الثبات اليه يصعد الكلم الطيب
الرحمن على العرش استوى وأقرأ في النفي ليننس كمثلننه شننيء ول يحيطننون بننه علمننا ومن جييرب مثييل
تجربتي عرف مثل معرفتي وأكثر النتفاع بكلم هؤلء هو فيما يثبتونه مين فسياد أقيوال سيائر الطيوائف
وتناقضها وكذلك كلم عامة طيوائف المتكلميين ينتفييع بكلم كيل طائفية فييي بيييان فسياد قيول الطائفيية
الخرى ل في معرفة ما جاء به الرسول فليس في طوائف أهل الهواء والبدع من يعرف حقيقة مييا جيياء
به الرسول ولكن يعرف كل طائفة منه ما يعرفه فليسوا كفارا جاحدين له وليسييوا عييارفين بييه %فلقييد
عرفيييييييت وميييييييا عرفيييييييت حقيقييييييية %ولقيييييييد جهليييييييت وميييييييا جهليييييييت خميييييييول %
وبسيييييط هيييييذه الميييييور ليييييه موضيييييع آخييييير ولكييييين نبهنيييييا هنيييييا عليييييى طرييييييق الحكمييييية
) فصل ( وإذا عرفت حكمة الرب وعدله تبين أنه إنما يرسل من اصطفاه لرسالته واختاره لها كما قال
ال يصطفي من الملئكة رسل ومن الناس وكما قال لموسى وأنا اخترتك فاسننتمع لمننا يننوحى وأنه إذا أبلييغ
الرسالة وقام بالواجب وصبر على تكذيب المكذبين وأذاهم كما مضت به سنته في
النبوات
الرسل قال كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إل قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طنناغون
وقال تعالى ما يقال لك إل ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفننرة وذو عقنناب أليننم وقال تعييالى ألننم
يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم ل يعلمهم ال ال جاءتهم رسننلهم بالبينننات فننردوا
ايديهم في أفواهم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا اليه مريب قننالت رسننلهم أفنني الن شننك
فاطر السماوات والرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم النى أجنل مسنمى قنالوا إن أنتنم إل بشنر مثلننا
تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين قالت لهم رسلهم إن نحننن إل بشننر مثلكننم ولكننن الن
يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إل باذن ال وعلى ال فليتننوك المؤمنننون ومننا لنننا أل
نتوكل على ال وقد هدانا سبلنا ولنصنبرن علنى منا آذيتموننا وعلنى الن فليتوكنل المتوكلنون وقنال النذين كفنروا
لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فننأوحى اليهننم ربهننم لنهلكننن الظننالمين ولنسننكننكم الرض مننن
بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد واستفتحوا وخنناب كننل جبننار عنينند مننن ورائه جهنننم ويسننقى مننن منناء
صديد يتجرعه ول يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ الى سييائر مييا
أخبر به من أحوال الرسل والرسل صادقون مصيدقون مين عنيد الليه يخيبرون بيالحق وييأمرون بالعيدل
ويدعون الى عبادة الليه وحيده ل شيريك لييه وأهييل الكييذب الميدعون للنبييوة ضيد هيؤلء كيياذبون ييأتيهم
الشياطين الكاذبون يأمرون بما نهى الله عنه وينهون عما أمر الله بييه فييإنهم ل بييد أن يييأمروا بتصييديقهم
واعتقاد نبوتهم وطاعتهم وذلك مما نهى الله عنه ول بد أن ينهوا عن متابعة من يكييذبهم ويعيياديهم وذلييك
مما أمر الله به فإنه يمتنع في حكمة الرب وعدله أن يسوي بين هييؤلء خيييار الخلييق وبييين هييؤلء شييرار
الخلق ل في سلطان العلم وبراهينه وأدلته ول في سلطان النصر والتأييد بل يجب في حكمتييه أن يظهيير
اليات والبراهين الدالة على صدق هؤلء وينصرهم ويؤيدهم ويعزهم ويبقى لهم سييلطان الصييدق ويفعييل
ذلك بمن اتبعهم وان يظهر اليات المبينة لكذب أولئك ويذلهم
النبوات
ويخزيهم ويفعل ذلك بمن اتبعهم كما قد وقع في هؤلء وهؤلء وقد دل القرآن على السييتدلل بهييذا فييي
غير موضع والدلة والبراهين كما تقدم نوعييان نييوع يييدل بمجييرده بحيييث يمتنييع وجييوده غييير دال كدلليية
حدوث الحادث على محدث فهذا يدل بمجرده وان قدر أن أحدا لم يقصد الدللة به لكن الرب بكل شيء
عليم وهو مريد لخلق ما خلقه ولصفاته لكن ل يشترط في الستدلل بهذا أن يعلم أن دال قصييد أن يييدل
به والنوع الثاني ما هو دليل بقصد الدال وجعله فهذا لول القصد وجعله دليل لم يكن دليل فهو انمييا قصييد
به الدللة فهذا مقصوده مجرد الدللة وذلك بمجرده هو الدليل وهذا كييالكلم الييذي يييدل بقصييد المتكلييم
وغير ذلك مثل الشارة بالرأس والعييين والحيياجب واليييد ومثيل الكتابيية ومثييل العقييد ومثييل العلم الييتي
نصبت على الطرق وجعلت علمة على حدود الرض وغير ذلك ومن ذلك العلمات التي يبعثهييا الشييخص
مع رسوله ووكيله إلى أهله سواء كان قد تواطأ معهييم عليهييا مثييل أن يقييول علمتييه أن يضييع يييده علييى
ترقوته أو يضع خنصره في خنصره ونحو ذلك أو كانت علمة قصد بها العلم من غير تقدم مواطأة مثييل
إعطائه عمامته أو نعليه كما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم عمامته علمة على ولية قيس بيين سييعد
وعزل أبيه عن المارة يوم الفتح وكما أعطى أبا هريرة نعليه علمة على ما أرسله به وكما يعطي الرجل
لرسوله خاتمه ونحو ذلك فهذه الدلئل دلت بالقصد والجعل وقد كان يمكن أن ل تجعييل دليل فيياذا كييانت
آيات النبياء من هذا الجنس فهي إنما تدل مع قصييد الييرب الييى جعلهييا دليل وجعلييه لهييا دليل بييأن يجعييل
المدلول لزما لها فكل مين ظهيرت عليى ييده كيان نبيييا صييادقا فيإن اليدليل ل يكيون دليل إل مييع كيونه
مستلزما للمدلول فيمتنع أن يكون دليل اذا وجد معه عدم المدلول أو وجييد ضييد المييدلول فآيييات النبييياء
الدالة على صدقهم يمتنع وجودها بدون صدق النبي ووجودها مع مدعي النبوة كاذبا أعظم استحالة فإنهييا
اذا كانت ممتنعة مع عدم نبوة صييادقة وإن لييم تكيين هنيياك نبييوة كاذبيية فمييع الكاذبيية أشييد امتناعييا فهييي
مستلزمة للنبوة ل تكون مع عدم النبوة البتة والكاذب قد عدمت في حقه النبوة ووجييد فييي حقييه ضييدها
وهو الكذب في دعواها يمتنع كونه نبيا صادقا فيمتنع أن يخلق الييرب مييا يييدل علييى صييدق النبييياء بييدون
صدقهم لمتناع
ءءءء ءءءءءءءء ءءءءء 1ء ءءءء .259
النبوات
وجود الملزوم دون لزمه ومع كذبهم لمتناع وجود الشيء مع ضده والكذب ضد الصدق فيمتنع أن يكون
قوله أنا نبي صدقا وكذبا فاذا استلزم الصدق امتنع وجود الكذب وخلييق دليييل الصييدق مييع عييدم الصييدق
ممتنع غير مقدور لكن الممكن المقدور أن ما جعله دليل على الصييدق يخلقييه بييدون الصييدق فيكييون قييد
خلقه وليس بدليل حينئذ ويمكن أن يخلق على يد الكاذب ما يدل انه دليل على صدقه وليس بدليل مثييل
خوارق السحرة والكهان كما كان يجري لمسيلمة والعنسي وغيرهما لكن هييذه ليسييت دليل علييى النبييوة
لوجودها معتادة لغير النبياء وليست خارقة لعادة غير النبياء بل هي معتادة للسحرة والكهييان فييالتفريط
ممن ظنها دليل ل سيما ول بد أن تكون دليل على كذب صاحبها فإن الشييياطين ل تقييترن إل بكيياذب كمييا
قال تعالى هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفنناك أثيننم ول يجوز أن يظهيير اليرب ميا جعليه
دليل للنبوة مع عدم النبوة كما أنه ل يجييوز أن يتكلييم بييالكلم الييذي جعلييه لبيييان معييان بييدون إرادة تلييك
المعاني بل ذلك ممتنع من وجوه من جهة حكمته ومن جهة عادته وميين جهيية عييدله ورحمتييه وميين جهيية
علمه وإعلمه وغير ذلك كما قد بسط في مواضع ومن جهيية قييدرته أيضييا فييإنه قييادر علييى هييدي عبييادة
وتعريفهم وذلك إنما يكون بتخصيص الصادق بما يستلزم صدقه فاذا ما سوي بين الصادق والكيياذب فييإنه
يمتنع التعريف والممتنع ليس بمقدور فقدرته تقتضي خلق الفرق وقد يقال هو قادر لكن ل يفعل مقدوره
فيقال فعله له ممكن ول يمكن إل على هذا الوجه فيكون قادرا على هذا الوجه فإن قيل هو قييادر ولكيين
ل يفعله قيل إن أريد أنه يمتنع فهذا باطل وإن أريد أنه يمكن فعله ولكن ل يفعله لم يكن على هذا النفي
دليل بل وجوده يدل على أنه فعله وأيضا فأفعال الرب إما واجبة وإما ممتنعة وإذا لم يكيين ممتنعييا تعييين
أنه واجب وأنه قد فعله وهذا قد فعله وهذا مبسوط فييي غييير هييذا الموضييع والمقصييود هنييا أن هييذا كلييه
يستلزم أن الرب منزه عن أن يفعل بعض المور الممكنيية المقييدورة لكييون ذلييك يسييتلزم أمييرا ينيياقض
حكمته ولكون فعل الشيء ل يكون إل مع لوازمه وانتفاء أضداده فيمتنع فعله بدون لييوازمه أو مييع ضييده
كما يمتنع جعل الدليل دليل مع وجوده بل مدلول أو مع وجود
النبوات
ضد المدلول معه والذين قالوا يجوز منه فعل كل شيء ول ينزه عن شيء يتعذر على أصلهم وجود دليل
جعلي قصدي ل الكلم ول الفعال فيمتنع على أصلهم كون كلم الرب يدل على مراده أو كون آياته الييتي
قصد بها الدللة على صدق النبياء أو غيرهم تدل لنه يقدر أن يفعل ذلك وغير ذلييك كمييا يقييدر أن يظهيير
على يد الكاذب ما أظهره على يد الصادق وهم يقولون المعجزة هي الخييارق المقييرون بالتحييدي بالمثييل
وعدم المعارضة وهذا يقدر على إظهاره على يد الصادق فمن سوى بين جميع المييور وجعييل إرادتييه لهييا
سواء لم يفرق بين هذا وهذا فقالوا نحن نستدل على أنه لم يظهرها على يد الكاذب بييأنه لييو فعييل ذلييك
لبطلت قدرته على تصديق الصادقين باليات فإنه إنما يستدل على صدقهم باليات فلو أظهرها علييى يييد
الكاذب لم يبق قادرا هذه عمدة أكثرهم وعليها اعتمد القاضي أبو بكر في كتيياب المعجييزات فيقييال لهييم
هذا ل يبطل قدرته على ذلك ولكن هذا ييوجب أنيه ليم يفعيل المقييدور فيليزم مين ذلييك أنيه سيوى بييين
الصادق والكاذب ولم يبين صدقه وهذا مقدور ممكن وكل مقدور ممكن فهو عندكم جائز عليه فلييم يكيين
اللزم رفع قدرته بل اللزم أنه لم يفعل مقدوره وهذا جائز عنيدكم ومميا يوضيح هيذا أن يقيال هيو قيادر
على إظهار ذلك على يد الكاذب أم ل فإن قلتم ليس بقادر أبطلتم قدرته وإن قلتييم هييو قييادر فثبييت أنييه
قادر على إظهار ذلك عليى ييد الصيادق والكياذب فبقيي مشيتركا ل يخيص أحيدهما فل يكيون حينئذ دليل
فمجرد القدرة لم يوجب اختصاص الصادق به وان قلتم ل يقدر على إظهاره على يد الكاذب فقد رفعتييم
القدرة فأنتم بين أمرين إن أثبتم القدرة العامة فل اختصاص لهييا وإن نفيتييم القييدرة علييى أحييدهما بطييل
استدللكم بشمول القدرة وأيضا فالقدرة إنما تكون على ممكن وعلى أصلكم ل يمكيين تصييديق الصييادق
فهم استدلوا بمقدمتين وكلهما باطلة قالوا لو لم يكن دليل رفع القدرة وهذا باطل بل يلزم أنه لم يفعل
المقدور وهذا جائز عندهم فل يجب عندهم شيء من الفعال ثم قالوا وهو قادر على ذلك وعلييى أصييلهم
ليس هو بقادر على ذلك فإنهم قالوا يمكنه تصديق النبياء بالفعل كما يمكنه التصديق بالقول فيقال لهييم
كلهما يدل بالقصد والجعل وهذا إنما يكون ممن يقصد أن يفعل الشيء ليدل وعندكم هيو ل يفعيل شييئا
لشيء فيلزم على
النبوات
أصلكم أن ل يفعل شيئا لجل أنه يدل به عباده ل فعل ول كلما إذ كان هذا عندكم ممتنعا وهو فعل شيء
لمقصود آخر غير فعله واذا كان هذا ممتنعا عندكم لم يكن مقدورا فل يقدر على أصلكم أن ينصب لعباده
دليل ليدلهم به على شيء بل هذا عندهم فعل لغرض وهو ممتنييع عليييه وإن قلتييم هيو وأن لييم يقصييد أن
يفعل شيئا لحكمة لكن قد يفعل الشيئين المتلزمين فيستدل بأحدهما على الخر قيل هذا إنما يكون بعييد
أن يثبت التلزم وأن أحدهما مستلزم للخر وهذا معلوم فيما يدل بمجرده فإنه يمتنع وجوده بدون لزمييه
إما ما يدل بالجعل والقصد فيمكن وجوده بدون ما جعل مدلول له واللزوم إنما يكون بالقصد وهو عندكم
يمتنع أن يفعل شيئا لجل شيء فبطلت الدلة القصدية على أصلكم وهي أخص بالدللة من غيرها ولهييذا
ل يكادون يستدلون بكلم الله بل يعتمدون في السمعيات إما على ما علم بالضرورة أو الجماع وحقيقيية
المر أن الدلة الجعلية القصدية ل بد فيهييا مين إرادة الييرب ومشيييئته أن تكييون أدليية فل بييد أن يريييد أن
يجعل هذا الفعل ليدل وهم ل يجوزون أن يريد شيئا لشيء بل كل مخلوق هو عندهم مراد من نفسه لييم
يرد لغيره فامتنع أن يكون يريد الرب جعل شيء دليل على أصلهم فتبين أنه على أصلهم غير قييادر علييى
نصب ما يقصد به دللة العباد وهدايتهم وإعلمهم ل قول ول فعل فبطلييت المقدميية الكييبرى وبتقييدير أن
يكون قادرا على ذلك فهو إذا أظهر على يد الكاذب ما يظهر على يد الصادق كان لم يفعل هييذا المقييدور
ولم يجعل ذلك دليل على الصدق ل يلزم أن ل يكون قادرا فهم اعتمدوا على هذه الحجة وقالوا هييذا هييذا
وهذا هذا فقد تبين أن من لم يثبت حكمة الرب يلزمه نفي إرادته ومشيئته كما تقيدم ويلزميه أيضيا نفيي
قدرته على أن يفعل شيئا لشيء فل يمكنه أن ينصب دليل ليدل بييه عبيياده علييى صييدق صييادق ول كييذب
كاذب وهم يقولون من فعل شيئا لحكمة دليل على حاجته ونقصه لنه فعل لغرض والغرض هييو الشييهوة
وذلك يتضمن الحاجة وهذا بعينه يقال في الرادة أن من أراد فإنمييا يريييد لغييرض وشييهوة فقييولهم بنفييي
الحكمة يتضمن نفي الرادة ونفي القدرة وقد بسط هذا في غير هذا الموضع وبين أن مين نفيى الحكمية
يلزمه نفي الرادة ومن نفى الرادة يلزمه نفي فعل الرب ونفي الحداث ومن نفى
النبوات
ذلك يلزمه امتناع حدوث حادث في الوجود وأن أثبييات الحكميية لزم لكييل طائفيية علييى أي قييول
قالوه كما قد بسط في غير هذا الموضع إذ المقصود التنبيه على أن أثبات آيات النبييياء والسييتدلل
بكلم الله وآياته التي أراد أن يدل بها عباده بدون إثبات حكمته ممتنع ولهذا اضطرب كلم من نفييى
حكمته في آيات النبياء وفي كلم الرب سبحانه وهي اليات التي بعثت بها النبياء القولييية والفعلييية
واضطربوا في الستدلل على ما جاءت به النبياء كميا قييد نبيه علييه والليه سيبحانه وتعيالى أعليم
) فصل ( وأما الستدلل بسنته وعادته فهو أيضا طريق برهاني ظاهر لجميييع الخلييق وهييم متفقييون
عليه من يقول بالحكمة ومن يقول بمجرد المشيئة فإنه قد علم عادته سبحانه في طلييوع الشييمس
والقمر والكواكب والشهور والعوام وعادته في خلق النسان وغيره ميين المخلوقييات وعييادته فيمييا
عرفه الناس من المطياعم والمشيارب والغذيية والدويية ولغيات الميم كيالعلم بنحيو كلم العيرب
وتصريفه والعلم بالطب وغير ذلك كذلك سنته تعالى في النبياء الصادقين وأتبيياعهم وفيميين كييذبهم
أو كذب عليهم فأولئك ينصرهم ويعزهم ويجعل لهييم العاقبيية المحمييودة والخييرون يهلكهييم ويييذلهم
ويجعل لهم العاقبة المذمومة كما فعل بقوم نوح وبعاد وثمود وقوم لوط واصييحاب مييدين وفرعييون
وقومه وكما فعل بمن كذب محمدا من قومه قريش ومن سييائر العييرب وسييائر المييم غييير العييرب
وكما فعل من نصر أنبيائه وأتباعهم قال تعالى ولقد سبقت كلمتنا لعبادنننا المرسننلين أنهننم المنصننورون
وان جندنا لهم الغالبون وقال انا لننصر رسلنا والذين آمنننوا فنني الحينناة النندنيا ويننوم يقننوم الشننهاد وقال
تعالى ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد وما ظلمننناهم ولكننن ظلمننوا أنفسننهم فمننا أغنننت
عنهم آلهتهم التي يدعون من دون ال من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهننم غيننر تتننبيب وقال تعييالى
وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم ابراهيم وقوم لوط وأصحاب منندين وكننذب موسننى
فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير وقال تعيالى أولننم يسننيروا فنني الرض فينظننروا كيننف كننان
عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة
النبوات
وأثاروا الرض وعمروها اكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهييم ولكيين
كييانوا أنفسييهم يظلميون ثيم كيان عاقبية اليذين أسيياءوا السيوءى أن كيذبوا بآيييات اللييه وكييانوا بهييا
يستهزئون وقال تعالى أولم يسيروا في الرض فينظروا كيف كييان عاقبيية الييذين كييانوا ميين قبلهييم
كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله ميين واق ذلييك
بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب وقننال تعننالى كييذبت
قبلهم قوم نوح والحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به
الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب وقال تعالى أفلم يسيييروا فييي الرض فينظييروا كيييف كييان عاقبيية
الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون فلمييا
جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحيياق بهييم مييا كييانوا بييه يسييتهزئون فلمييا رأوا
بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيميانهم لميا رأوا بأسينا سينة
الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون وقننال تعننالى ولو قيياتلكم الييذين كفييروا لولييوا
الدبار ثم ل يجدون وليا ول نصيرا سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبييديل وقننال
تعالى واقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى المم فلما جاءهم نذير ما
زادهم إل نفورا استكبارا في الرض ومكر السيء ول يحيق المكر السيء إل بأهله فهل ينظييرون إل
سنة الولين فلن تجد لسنة الله تبديل ولن تجد لسنة الله تحويل وقال تعالى وإن كيانوا ليسيتفزونك
من الرض ليخرجوك منها وإذا ل يلبثون خلفك إل قليل وقال تعالى وان كادوا ليفتنونييك عيين الييذي
أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لتخذوك خليل ولول أن ثبتناك لقد كييدت تركيين اليهييم شيييئا قليل
اذا لذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم ل تجد لك علينا نصيرا وقد قيل آية الحاقة وآيننة الشننورى
تبين أنه لو افترى عليه لعاقبة فهذه سنته في الكاذبين وحقيقة السننتدلل بسنننته وعننادته هننو اعتبننار الشننيء
بنظيره
النبوات
وأثاروا الرض وعمروها اكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهييم ولكيين
كييانوا أنفسييهم يظلميون ثيم كيان عاقبية اليذين أسيياءوا السيوءى أن كيذبوا بآيييات اللييه وكييانوا بهييا
يستهزئون وقال تعالى أولم يسيروا في الرض فينظروا كيف كييان عاقبيية الييذين كييانوا ميين قبلهييم
كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله ميين واق ذلييك
بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب وقننال تعننالى كييذبت
قبلهم قوم نوح والحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به
الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب وقال تعالى أفلم يسيييروا فييي الرض فينظييروا كيييف كييان عاقبيية
الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون فلمييا
جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحيياق بهييم مييا كييانوا بييه يسييتهزئون فلمييا رأوا
بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيميانهم لميا رأوا بأسينا سينة
الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون وقننال تعننالى ولو قيياتلكم الييذين كفييروا لولييوا
الدبار ثم ل يجدون وليا ول نصيرا سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبييديل وقننال
تعالى واقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى المم فلما جاءهم نذير ما
زادهم إل نفورا استكبارا في الرض ومكر السيء ول يحيق المكر السيء إل بأهله فهل ينظييرون إل
سنة الولين فلن تجد لسنة الله تبديل ولن تجد لسنة الله تحويل وقال تعالى وإن كيانوا ليسيتفزونك
من الرض ليخرجوك منها وإذا ل يلبثون خلفك إل قليل وقال تعالى وان كادوا ليفتنونييك عيين الييذي
أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لتخذوك خليل ولول أن ثبتناك لقد كييدت تركيين اليهييم شيييئا قليل
اذا لذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم ل تجد لك علينا نصيرا وقد قيل آية الحاقة وآيننة الشننورى
تبين أنه لو افترى عليه لعاقبة فهذه سنته في الكاذبين وحقيقة السننتدلل بسنننته وعننادته هننو اعتبننار الشننيء
بنظيره
النبوات
وهو التسوية بين المتماثلين والتفريق بين المختلفين وهو العتبار المامور به في القيرآن كقيوله تعيالى
قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل ال وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين وال ن يؤينند بنصننره
من يشاء إن في ذلك لعبرة لولي البصار وقال تعالى هننو الننذي أخننرج الننذين كفننروا مننن أهننل الكتنناب مننن
ديارهم لول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من ال فأتاهم ال من حيننث لننم يحتسننبوا
وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي البصننار وقال تعييالى لقنند
كان في قصصهم عبرة لولي اللباب وإنما تكون العبرة به بالقياس والتمثيل كما قال ابن عبياس فيي ديية
الصابع هن سواء واعتبروهيا بديية السيينان فيإذا عرفييت قصيص النبيياء ومين اتبعهييم ومين كييذبهم وأن
متبعيهم كان لهم النجاة والعافية والنصر والسعادة ولمكذبيهم الهلك والبوار جعل الميير فييي المسييتقبل
مثلما كان في الماضي فعلم أن من صدقهم كان سعيدا ومن كذبهم كان شقيا وهييذه سيينة اللييه وعييادته
ولهذا يقول سبحانه في تحقيق عادته وسنته وأنه ل ينقضها ول يبدلها أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة
في الزبر يقول فاذا لم يكونوا خيرا منهم فكيف ينجون من العذاب مع مماثلتهم لهم هذا بطريييق العتبييار
والقياس ثم قال أم لكن براءة في الزبر أي معكم خبر مين الليه بيأنه ل يعيذبكم فنفيي اليدليلين العقليي
والسمعي ثم ذكر قولهم نحن جميع منتصر وانا نغلب مين يغالبنيا فقيال تعيالى سننيهزم الجمننع ويولننون
الدبر وهذا مما أنبأه من الغيب في حال ضعف السلم واستبعاد عامة الناس ذلك ثم كان كما أخييبر وقييد
قال للمؤمنين في تحقيق سنته وعادته أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم
البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنننوا معننه مننتى نصننر ال ن أل ان نصننر ال ن قريننب وقال
لمحمد ما يقال لك ال ما قد قيل للرسل من قبلك وقال كننذلك منا أتننى النذين مننن قبلهننم مننن رسنول إل قنالوا
ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون وقال تعالى
النبوات
وهو التسوية بين المتماثلين والتفريق بين المختلفين وهو العتبار المامور به في القيرآن كقيوله تعيالى
قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل ال وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين وال ن يؤينند بنصننره
من يشاء إن في ذلك لعبرة لولي البصار وقال تعالى هننو الننذي أخننرج الننذين كفننروا مننن أهننل الكتنناب مننن
ديارهم لول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من ال فأتاهم ال من حيننث لننم يحتسننبوا
وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي البصننار وقال تعييالى لقنند
كان في قصصهم عبرة لولي اللباب وإنما تكون العبرة به بالقياس والتمثيل كما قال ابن عبياس فيي ديية
الصابع هن سواء واعتبروهيا بديية السيينان فيإذا عرفييت قصيص النبيياء ومين اتبعهييم ومين كييذبهم وأن
متبعيهم كان لهم النجاة والعافية والنصر والسعادة ولمكذبيهم الهلك والبوار جعل الميير فييي المسييتقبل
مثلما كان في الماضي فعلم أن من صدقهم كان سعيدا ومن كذبهم كان شقيا وهييذه سيينة اللييه وعييادته
ولهذا يقول سبحانه في تحقيق عادته وسنته وأنه ل ينقضها ول يبدلها أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة
في الزبر يقول فاذا لم يكونوا خيرا منهم فكيف ينجون من العذاب مع مماثلتهم لهم هذا بطريييق العتبييار
والقياس ثم قال أم لكن براءة في الزبر أي معكم خبر مين الليه بيأنه ل يعيذبكم فنفيي اليدليلين العقليي
والسمعي ثم ذكر قولهم نحن جميع منتصر وانا نغلب مين يغالبنيا فقيال تعيالى سننيهزم الجمننع ويولننون
الدبر وهذا مما أنبأه من الغيب في حال ضعف السلم واستبعاد عامة الناس ذلك ثم كان كما أخييبر وقييد
قال للمؤمنين في تحقيق سنته وعادته أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم
البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنننوا معننه مننتى نصننر ال ن أل ان نصننر ال ن قريننب وقال
لمحمد ما يقال لك ال ما قد قيل للرسل من قبلك وقال كننذلك منا أتننى النذين مننن قبلهننم مننن رسنول إل قنالوا
ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون وقال تعالى
النبوات
وفييي الصيحيحين عين وقال الذين ل يعلمون لول يكلمنا ال أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثننل قننولهم
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقييذة حييتى
لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قييال نعييم وفييي الصييحيحين عيين أبييي
سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ليأخذن أمتي ما أخييذ المييم قبلهييا
شبرا بشبر وذراعا بذراع قالوا يا رسول الله فارس والروم قال ومن النيياس إل هييؤلء وفييي السيينن لمييا
قال به بعض أصحابه أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال الله أكبر قلتم كما قييال قييوم موسييى
اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ثم قال انه السنن لتركبن سنن من كان قبلكم وقال تعالى قد خلت من قبلكننم
سنن فسيروا في الرض فانظروا كيف كننان عاقبننة المكننذبين ولهذا احتج ميين احتييج بسيينة اللييه وعييادته فييي
مكذبي الرسل كقول شعيب ويا قوم ل يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نننوح أو قننوم هننود أو
قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد وقال مؤمن آل فرعون يا قوم إني أخاف عليكم مثننل يننوم الحننزاب مثننل
دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما ال يريد ظلما للعباد وقال تعالى كدأب آل فرعون والذين من
قبلهم والدأب العادة في ثلثة مواضع قال تعالى إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ول أولدهم مننن ال ن
شيا وأولئك هم وقود النار كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم ال بذنوبهم والن شننديد العقنناب
قال ابن قتيبة وغيره الدأب العادة ومعناه كعييادة آل فرعييون يريييد كفيير اليهييود كييل فريييق بنييبيهم وقييال
الزجاج هو الجتهاد أي دأب هؤلء وهو اجتهادهم في كفرهم وتظاهرهم علييى النييبي كتظيياهر آل فرعييون
على موسى وقال عطاء والكسائي وأبو عبيدة كسنة آل فرعون وقال النضر بن شميل كعادة آل فرعون
يريد عادة هؤلء الكفار في تكذيب الرسل وجحود الحيق كعيادة آل فرعيون وقيال طائفية نظيم اليية أن
الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ول أولدهم عند حلول النقمة والعقوبة مثل آل فرعون وكفييار المييم
الخالية أخذناهم
النبوات
فلن تغني عنهم أموالهم ول أولدهم وفي تفسير أبي روق عن الضحاك عيين ابيين عبيياس كييدأب فرعييون
قال كصنيع آل فرعون قال ابن أبي حاتم وروى عن مجاهد والضحاك وأبي مالك وعكرمة نحو ذلييك قييال
وروي عن الربيع بن أنس كشبه آل فرعون وعن السدي قال ذكر الذين كفييروا كمثيل اليذين مين قبلهيم
في التكذيب والجحود قلت فهؤلء جعلوا الشبيه في العمل فإن لفظ الدأب يدل عليه قال الجوهري دأب
فلن في عمله أي جد وتعب دأبا ودءوبا فهو دئب وأدأبته أنا والييدائبان الليييل والنهييار قييال والييدأب يعنييي
بالتسكين العادة والشأن وقد يحرك قال الفراء أصله من دأبت إل أن العييرب حييولت معنيياه إلييى الشييأن
قلت الزجاج جعل ما في القرآن ميين الييدأب الييذي هييو الجتهيياد والصييواب مييا قيياله الجمهييور أن الييدأب
بالتسكين هو العادة وهو غير الدأب بالتحريك إذا زاد اللفييظ زاد المعنييى والييذي فييي القييرآن مسييكن مييا
علمنا أحدا قرأه بالتحريك وهذا معروف في اللغة يقال فلن دأبه كذا وكذا أي هذا عييادته وعملييه الملزم
له وإن لم يكن في ذلك تعب واجتهاد ومنه قوله تعالى وسخر لكم الشننمس والقمننر دائبيننن والدائب نظييير
الدائم والباء والميم متقاربان ومنه اللزب واللزم قال ابن عطية دائبين أي متميياديين ومنييه قييول النييبي
صلى الله عليه وسلم لصاحب الجمل الذي بكى وأجهش اليه ان هذا الجمل شكا إلي أنك تجيعييه وتييدئبه
أي تديمه في العمل له والخدمة قال وظاهر الية أن معناه دائبين في الطلوع والغروب ومييا بينهمييا ميين
المنافع للناس التي ل تحصى كثرة قال وحكى الطبري عن مقاتل بن حييان يرفعيه اليى ابيين عبيياس أنيه
قال معناه دائبين في طاعة الله قيال وهيذا قيول ان كيان ييراد بيه أن الطاعيةانقيادهما للتسيخير فيذلك
موجود في طاعة قوله وسخر وإن كان يراد أنها طاعة مقدورة كطاعة العبادة من البشر فهذا بعيد قلييت
ليس هذا ببعيد بل عليه دلت الدلة الكثيرة كما هو مذكور في مواضع وقالت طائفية منهيم البغيوي وهيذا
لفظه دائبين يجريان فيما يعود الى مصالح عباد الله ل يفتران قال ابين عبياس دءوبهميا فيي طاعية الليه
ولفظ أبي الفرج داءبين في اصلح ما يصلحانه من النبات وغيره ل يفييتران قييال ومعنييى الييدءوب مييرور
الشيء على عادة جارية فيه قلت
النبوات
واذا كان دأبهم هو عادتهم وعملهم الذي كانوا مصرين عليييه فالمقصييود أن هييؤلء أشييبهوهم فييي العمييل
فيشبهونهم في الجزاء فيحيق بهم ما حاق بأولئك هذا هو المقصود ليييس المقصييود التشييبيه فييي الجييزاء
كقوله ان الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ول أولدهم من ال شيئا وأولئك هم وقود النار كدأب آل فرعننون
والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم ال بذنوبهم وال شديد العقاب أي فهؤلء ل تدفع عنهم أموالهم وأولدهييم
عذاب الله اذا جاءهم كدأب آل فرعون وكذلك قوله ولنو تننرى اذ يتنوفى الننذين كفنروا الملئكنة يضنربون
وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيننديكم وان الن ليننس بظلم للعبينند الننى قننوله كنندأب آل
فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كننانوا ظننالمين فهذا كلييه
يقتضي التشبيه في العذاب وأما الطائفة الخرى فجعلوا الدأب نفس فعل الرب بهم وعقييوبته لهييم قييال
مكي بن أبي طالب الكاف في كدأب في موضع نصب نعت لمحذوف تقديره غيرناهم كمييا غيييروا تغييييرا
مثل عادتنا في آل فرعون ومثلها الية الولى ال أن الولى العادة في العذاب تقديره فعلنا بهم ذلييك فعل
مثل عادتنا في آل فرعون وقد جمع بعضهم بين المعنيين فقال أبو الفرج كدأب آل فرعييون أي كعييادتهم
والمعنى كذب أولئك فنزل بهم العذاب كما نزل بأولئك قلت الدأب العادة وهو مصدر يضاف الى الفاعل
تارة وإلى المفعول أخرى فاذا أضيف الى الفاعل كان المعنى كفعل آل فرعون وإذا أضيف إلى المفعول
كان المعنى كعادتهم في العذاب والمصائب التي نزلت بهم يقال هذه عادة هؤلء لما فعلوه ولما يصيبهم
وهي عادة الرب وسنته فيهم والتحقيق أن اللفظ يتناول المرين جميعا وقد تقدم عن الفييراء والجييوهري
أن الدأب العادة والشأن وهذا كقوله قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الرض فننانظروا كيننف كننان عاقبننة
المكذبين روى ابن أبي حاتم بالسناد المعروف عن مجاهد قد خلت من قبلكم سنن من الكفار والمؤمنين
في الخير والشر وعن أبي اسحاق أي قد مضت مني وقائع نقمة في أهل التكذيب لرسلي والشييرك بييي
عاد
النبوات
وثمود وقوم لوط وأصحاب مدين فرأوا مثلت قد مضت مني فيهم فقد فسرت السنن بأعمييالهم
وبجزائهم قال البغوي معنى الية قد مضييت وسييلفت منييي فيميين كييان قبلكييم ميين المييم الماضييية
الكافرة بامهالي واستدراجي إياهم حتى يبلغ الكتاب فيهم أجلي الذي أجلته لهلكهم وأداليية أنبيييائي
فسيروا في الرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين أي آخرة المكذبين منهم قال وهذا في حيزب
واحد يقول فانا أمهلهم وأستدرجهم حتى يبلييغ أجلييي الييذي أجلييت ميين نصييرة النييبي وأوليييائه قلييت
ونظير هذا قوله تعالى أفلم يسيروا في الرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها ل
تعمى البصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وقوله أو لم يسيروا في الرض فينظروا كيننف كننان
عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الرض وعمروهننا أكننثر ممننا عمروهننا وجنناءتهم رسننلهم
بالبينات فما كان ال ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون وقوله في الية الخرى كانوا أكثر منهننم وأشنند
قوة وآثارا في الرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عننندهم مننن
العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بال وحده وكفرنا بما كنننا بننه مشننركين فلننم
يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة ال التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون فهذا كله يييبين أن
سييينة الليييه وعيييادته مطيييردة ل تنتقيييض فيييي إكيييرام مصيييدقي الرسيييل وإهانييية مكيييذبيهم
) فصل ( آيات النبياء كما قد عرف هي مسيتلزمة لثبيوت النبيوة وصيدق المخيبر بهييا والشيياهد بهيا
قيلزم من وجودها وجود النبوة وصدق المخبر بها ويمتنع أن تكون مع التكذيب بها وكذب المخبر بهييا
فل يجوز وجودها لمن كذب النبياء ول لمن أقر بنبوة كذاب سواء كان هو نفسييه المييدعي للنبييوة أو
ادعى نبوة غيره وهذان الصنفان هما المذكوران في قوله ومن أظلم ممن افترى على ال كذبا أو قال
أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل ال وهؤلء كلهم من أظلم الكاذبين كما قال
فمن أظلم ممن كذب على ال وكذب بالصدق اذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين ثم قال والذي جاء
النبوات
بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون فالمخبر بالنبوة مع ثبوتها هو الذي جنناء بالصنندق وصنندق بننه
والمخبر بها مع انتفائها هو الذي كذب على ال والمكذب بها مننع ثبوتهننا هننو الننذي كننذب بننالحق لمننا جنناءه
فدلئل النبوة هي مستلزمة لصدق من أثبت نبوة هي نبوة حق يمتنع أن تكون لمننن نفننى هننذه أو أثبننت نبننوة
ليست بنبوة وكذلك كل دليل دل على إثبات الصننانع دل علننى صنندق المننؤمنين بننه المخننبرين بمننا دل عليننه
الدليل على كذب من نفى ذلك ويمتنع أن تكون تلك الدلة دالة على نفي ذلك أو على صدق الخبر بنفي ذلك
أو على صدق من جعل صفات الرب ثابتة لغيره وما دل علننى أن هننذه النندار ملننك لزينند ينندل علننى صنندق
المخبر بذلك وكذب النافي له ويمتنع أن يدل مع انتفاء الملك وما دل على علم شخص وعنندله فننإنه مسننتلزم
لذلك ولصدق المخبر به وكذلك النافي له يمتنع أن يدل على صدق النافي أو يدل مع انتفاء العلم والعدل فإن
ما استلزم ثبوت شنيء وصنندقه اسنتلزم كننذب نقيضننه وكنان عنندم اللزم مسنتلزما لعنندم الملنزوم فمنا كننان
مستلزما لثبوت النبوة وصدق المخبر بها كان مستلزما لكذب مننن نفاهننا فننامتنع أن يكننون موجننودا مننع مننن
نفاها وامتنع أن يكون موجودا مع انتفائها فإن ذلك يستلزم الجمع بين النقيضين فدليل كل مدلول عليه يمتنع
ثبوته مع عدم المدلول عليه فانه مستلزم لثبوته فلو وجد مع عدمه للزم الجمع بين النقيضننين فمننا كننان دليل
على نبوة شخص فهو دليل على جنس النبوة فإن نبوة الشخص ل تثبنت إل منع ثبنوت جننس النبنوة فيمتننع
وجود ذلك الدليل مع عدم النبوة وثبوت أحد النقيضين مسننتلزم لنفنني الخننر فثبننوت صنندق المخننبر بثبوتهننا
مستلزم لكذب المخبر بانتفائها فهذا أمر عقلي مقطوع به معلوم بالبديهة بعد تصوره فنني جميننع الدلننة أدلننة
النبوة وغيرها فل يجوز أن يكون منا دل علنى النبنوة وعلنى صندق المخنبر بهنا وكنذب المكنذب بهنا دليل
للمكذب بها ول دليل مع انتفائها كالمتنبي الذي يدعي النبوة ول نبوة معه فل يتصور أن يكون معه ول مننع
المصدق بنبوته شيء من دلئل النبوة وأما كون دليل من دلئل النبوة مع المصدق بها كائنننا مننن كننان فهننذا
حق بل هذا هو الواجب فمن صدق بها بل دليل كان متكلما بل علم فكل من صدق بالنبوة بعلننم فمعننه دليننل
من أدلتها وإخبار أهل التواتر بما جاءت به النبياء من اليات
النبوات
لنه يستلزم الجمع بين النقيضين وأما إذا أريد أنها ل توجد إل في ذات النبي أو مقترنة بخييبره عيين نبييوته
أو في المكان الذي كان فيه أو في الزمان فهذا كله غلط وخطأ ممن ظنه وجهل بين بحقائق الدليية وان
كان من الدلة وآيات النبوة ما يكون في ذات النبي ويكون مقترنييا بقييوله إنييي رسييول اللييه ويكييون فييي
المكان الذي هو فيه وفي زمانه فهذا يمكن وهو الواقع فإن النبي صلى الله عليه وسييلم بييل وغيييره ميين
النبياء كان في نفس أقوالهم وأفعالهم وصفاتهم وأخلقهم وسيرهم أمور كثيرة تدل على نبوتهم وكييذلك
لما قال إني رسول الله أتى مع ذلك بآيات دلت على صدقه وكذلك في مكانه وزمانه ظهر ميين انشييقاق
القمر وغيره ما دل على نبوته لكن آيات النبياء أعم من ذلك كما أن دليل كل شيء أعم ميين أن يختييص
بمعنى المدلول وزمانه ومكانه وبهذا يظهر خطأ كثير من الناس في عدم معرفتهيم بجنيس آيييات النبيياء
لعدم تحقيقهم جنس الدلة والبراهين وأن خاصة الدليل أنه يلزم من تحققه تحقييق المييدلول عليييه فقييط
سواء كان مقارنا للمدلول عليه أو كان حال في محله أو مجاوزا لمحله أو لم يكن كذلك والنبوة قييد قييال
طائفة من الناس إنها صفة في النبي وقال طائفة ليسيت صيفة ثبوتيية فيي النيبي بيل هيي مجيرد تعليق
الخطاب اللهي به بقول الرب إني أرسلتك فهي عندهم صفة إضافية كما يقولونه في الحكييام الشييرعية
انها صفات اضافية للفعال ل صفات حقيقية والصحيح أن النبوة تجمع هذا وهذا فهي تتضمن صفة ثبوتييية
في النبي وصفة إضافية هي مجرد تعلق الخطاب اللهي به بقول الرب إني أرسلتك فهييي عنييدهم صييفة
إضافية كما يقولونه في الحكام الشرعية إنها صفات إضافية للفعال ل صفات حقيقية لكن على القوال
الثلثة ليس من شرط أدلتها أن تكون حالة في ذات النبي ولكيين يجييوز أن تكييون لهييا أدليية قائمية بييذات
النبي كما كان في محمد صلى الله عليه وسلم عدة أدلية مين دلئل النبيوة كميا هيو مبسيوط فيي دلئل
نبوته اذ المقصود هنا الكلم على جنس آيات النبياء ل على شيء معين ل دليل معين ول نبي معين فيياذا
عرف أن دلئل النبوة يمتنع ثبوتها لشخص ل نبييوة فييه إذا ادعاهييا أو ادعيييت لييه كييذبا ويمتنييع ثبوتهييا مييع
المكذب بالنبوة الصادقة وإنها ل توجد إل والنبوة ثابتة وأنها دليل علييى صييدق المخييبر بييالنبوة ميين جميييع
الخلق فكل من آمن أن محمدا رسول الله فقد أخبر عن نبوته كما أخبر هو عن نبوة
النبوات
فهذا الخبر وهو الشهادة بأنه نفسه بما أمره الله به حيث قال قل يا أيها الناس إني رسول ال اليكم جميعا
رسول الله الى الناس جميعا سواء وجد منه او من غيره هو مدلول علييه بجمييع دلئل النبيوة فياذا وجيد
هذا الخبر في غير النبي ووجد ما يدل على صدق هذا الخبر كان ذلك من دلئل النبوة كما وجييد هييذا فييي
خلق كثير من المؤمنين ومن دلئل النبوة وجود العلم الضروري بخبر أهل التييواتر الييذين أخييبروا باليييات
فهذا العلم الضروري هو بمنزلة المشاهدة لليات وكذلك ما يوجد لهل اليمان مما يستلزم صدق خبرهم
بأن محمدا رسول كما يوجد لمته من اليات الكثيرة عند تحقيق أمره ونصره وطاعته والجهاد عيين دينييه
والذب عنه وبيان ما أرسل به كما وجد أمثال ذلك للصحابة والتابعين وسائر المؤمنين الييى يييوم القياميية
) فصل ( فجميع ما يختص بالسحرة والكهان هو مناقض للنبوة فوجود ذلييك يييدل علييى أن صيياحبه ليييس
بنبي ويمتنع أن يكون شيء من ذلك دليل على النبوة فييإن مييا اسييتلزم عييدم الشيييء ل يسييتلزم وجييوده
وكذلك ما يأتي به أهل الطلسم وعبادة الكواكب ومخاطبتها كل ذلك مناقض للنبوة فييان النييبي ل يكييون
إل مؤمنا وهؤلء كفار فوجود ما يناقض اليمان هو مناقض للنبوة بطريق الولى وهو آييية ودليييل وبرهييان
على عدم النبوة فيمتنع أن يكون دليل على وجودها وجميع مييا يختيص بالسيحرة والكهييان وغيرهيم ممين
ليس بنبي ل يخرج عن مقدور النس والجن وأعني بالمقدور ما يمكنهم التوصل اليه بطريق من الطييرق
فان من الناس من يقول ان المقدور ل بد أن يكييون فييي محييل القييدرة وليييس هييذا هييو لغيية العييرب ول
غيرهم من المم ل لغة القرآن والحديث ول غيرهما وإنما يدعون ذلك من جهة العقل وقييولهم فييي ذلييك
باطل من جهة العقل لكن المقصود هنا التكلم باللغة المعروفة لغة العرب وغيرهم التي كان نبينييا صييلى
الله عليه وسلم وغيره يخاطب بها الناس كقوله في الحديث الصحيح لبي مسعود بما ضرب غلمه اعلم
أبا مسعود اعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك على هذا فجعل نفس المملوك مقدورا عليه لسيييده كمييا
يقول الناس القوة على الضعيف ضعف في القوة ويقولون فلن قادر على فلن وفلن عجز عن فلن
النبوات
ويقولون فلن ناسج هذا الثوب وبنى هذه الدار ومنه قوله تعالى ويصنننع الفلننك فجعييل الفلييك مصيينوعة
لنوح ومنه قوله تعالى وال خلقكم وما تعملون أي والصنام التي تعملونها وتنحتونها فجعل ما في الصنام
من التأليف معمول لهم كما جعل تأليف السفية مصنوعا لهم وهييذا كييثير والمقصييود هنييا أن مييا يييأتي بييه
السحرة والكهان ونحوهم هو مما يصنعه النس والجن ل يخرج ذلييك عنهييم والنييس والجيين قييد أرسييلت
اليهم الرسل فآيات النبياء خارجة عن قدرة النس والجن ل يقدر عليها ل النييس ول الجيين وللييه الحمييد
والمنة ومقدورات الجن هي من جنس مقدورات النس لكن تختلف في المواضع فإن النسي يقدر على
أن يضرب غيره حتى يميرض أو يميوت بيل يقيدر أن يكلميه بكلم يميرض بيه أو يميوت فميا يقيدر علييه
الساحر من سحر بعض الناس حتى يمرض أو يموت هو من مقدور الجيين وهييومن جنييس مقييدور النييس
ومنعه من الجماع هو من جنس المرض المانع لييه ميين ذلييك والحيب والبغييض لبعييض النياس كميا يفعليه
الساحر هو من استعانته بالشياطين وهو من جنس مقدور النيس بيل شييياطين النييس قيد ييؤثرون مين
البغض والحب أعظم مما تؤثره شياطين الجن والجن تقدر على الطيران فيي الهيواء وهيو مين العميال
والطيور تطير فهو من جنس مقدور النس لكن يختلف المحييل بييأن هييؤلء سيييرهم فييي الهييواء والنييس
سيرهم على الرض وكذلك المشي على الماء وطي الرض وهو قطع المسافة البعيدة في زمييان قريييب
هو من هذا الجنس هو مما تفعله الجن وهو مما تفعله الجن ببعض الناس وقد أخبر الله عن العفريت أنه
قال لسليمان عن عرش بلقيش وهو باليمن وسليمان بالشام أنا آتيك به قبننل أن تقننوم مننن مقامننك ولهييذا
يوجد كثير من الكفار والفساق والجهال تطير بهم الجن في الهواء وتمشي بهم علييى الميياء وتقطييع بهييم
المسافة البعيدة في المدة القريبة وليس شيء من ذلييك مين آيييات النبيياء ولليه الحمييد والمنيية إذ كييان
مقدور النس والجن والخبار ببعض المور الغائبة التي يأتي بها الكهان هو أيضا من مقييدور الجيين فييإنهم
تارة يرون الغائب فيخبرون به وتارة يسترقون السمع ميين السييماء فيخييبرون بييه وتييارة يسييترقون وهييم
يكذبون في ذلك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنهم وما تخبر به النبياء من الغيب ل يقييدر عليييه
إنس ول جن
النبوات
ول كذب فيه وأخبار الكهان وغيرهم كذبها أكثر من صدقها وكذلك كل من تعود الخبار عن الغائب فاخبار
الجن ل بد أن تكذب فإنه من طلب منهم الخبار بالمغيب كان مين جنيس الكهيان وكيذبوا فيي بعيض ميا
يخبرون به وإن كانوا صادقين في البعض وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عيين
الكهان فقيل له إن منا قوما يأتون الكهان قال فل تأتوهم وثبت عنه في الصحيح أنه قال من أتييى عرافييا
فسأله عن شيء لم تقبل له صلة أربعين يوما وفي السنن عنه أنه قال ميين اقتبييس شييعبة ميين النجييوم
فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد والنبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به من المسيجد الحييرام
الى المسجد القصى لم يكن المقصود مجرد وصوله الى القصييى بييل المقصييود مييا ذكييره اللييه بقييوله
لنريه من آياتنا كما قال في سورة النجم ولقنند رآه نزلننة أخننرى عننند سنندرة المنتهننى عننندها جنننة المننأوى إذ
يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقنند رأى مننن آيننات ربننه الكننبرى وما رآه مختيص بالنبييياء ل
يكون ذلك لمن خالفهم ول يريه الله تعييالى ميا أراه محمييد حيين أسيري بيه وكيذلك صييلته بالنبيياء فيي
المسجد القصى وركوبه على البراق هذا كله من خصائص النبياء والذين تحملهم الجن وتطييير بهييم ميين
مكان الى مكان أكثرهم ل يدري كيف حمل بل يحمل الرجل الى عرفات ويرجع وما يييدري كيييف حملتييه
الشياطين ول يدعونه يفعل ما أمر الله به كما أمر الله به بل قد يقف بعرفات من غييير إحييرام ول إتمييام
مناسك الحج وقد يذهبون به الى مكة ويطوف بالبيت من غير إحرام اذا حاذى الميقات وذلك واجب فييي
أحد قولي العلماء ومستحب في الخر فيفوته المشييروع أو يوقعييونه فييي الييذنب ويغرونييه بييأن هييذا مين
كرامات الصالحين وليس هو مما يكرم الله به وليه بل هو مما أضلته به الشياطين وأوهمته أن مييا فعلييه
قربة وطاعة أو يكون صاحبه له عند الله منزلة عظيمة وليس هيو قربية وطاعية وصياحبه ل ييزداد بيذلك
منزلة عند الله فإن التقرب الى الله انما يكون بواجب أو مستحب وهييذا ليييس بييواجب ول مسييتحب بييل
يضلون صاحبه ويصدونه عن تكميل ما يحبه الله منه من عبادته وطاعته وطاعة رسوله ويوهمونه أن هذا
من افضل الكرامات حتى يبقى طالبا له عامل عليه وهم بسبب اعانتهم له على ذلك قد
استعملوه في بعض ما يريدون مما ينقص قدره عند الله أو وقوعه في ذنوب وإن لم يعييرف انهييا
ذنوب فيكون ضال ناقصا وإن غفر له ذلك لعدم علمه فإنه نقص درجته وخفض منزلتييه بييذلك الييذي
أوهموه أنه رفع درجته وأعلى منزلته وهذا من جنس ما تفعله السحرة فإن الساحر قييد يصييعد فييي
الهواء والناس ينظرونه وقد يركب شيئا من الجمادات إما قصبة واما خابية وإمييا مكنسيية وإمييا غييير
ذلك فيصعد به في الهواء وذلك أن الشياطين تحمله وتفعل الشياطين هذا ونحوه بكييثير ميين العبيياد
والضلل من عباد المشركين وأهل الكتاب والضلل من المسلمين فتحملهم ميين مكييان الييى مكييان
وقد يرى أحدهم بما يركبه إما فرس وإما غيره وهو شيطان تصور له في صورة مركييوب وقييد يييرى
أنه يمشي في الهواء من غير مركوب والشيطان قد حمله والحكايات في هييذا كييثيرة معروفيية عنييد
من يعرف هذا الباب ونحن نعرف من هذا أمورا يطول وصفها وكذلك المشي على الماء قييد يجعييل
له الجن ما يمشي عليه وهو يظن أنه يمشي على الماء وقد يخيلون أليه أنه التقى طرفا النهرليعييبر
والنهر لم يتغير في نفسه ولكن خيلوا اليه ذلك وليس هذا ولليه الحميد شييء مين جنيس معجيزات
النبياء وقد يمشي على الماء قوم بتأييد الله لهم وإعانته إياهم بالملئكيية كمييا يحكييى عيين المسيييح
وكما جرى للعلء بن الحضرمي في عبور الجيش ولبي مسلم الخولني وذلك اعانة على الجهاد في
سبيل الله كما يؤيد الله المؤمنين بالملئكة ليس هو من فعييل الشييياطين والفيرق بينهميا مين جهية
السبب ومن جهة الغاية أما السبب فإن الصالحون يسمون الله ويذكرونه ويفعلون ما يحبه الله ميين
توحيده وطاعته فييسر لهم بذلك ما ييسره ومقصودهم به نصر الدين والحسان الى المحتاجين وما
تفعله الشياطين يحصل بسبب الشرك والكذب والفجور والمقصود به العانة على مثل ذلك والجيين
فيهم مسلم وكافر فالمسلمون منهم يعاونون النس المسلمين كما يعاون المسلمون بعضهم بعضييا
والكفار مع الكفار والجن الذين يطيعون النس وتستخدمهم النس ثلثة أصناف أعلها أن يييأمروهم
بما أمر الله به ورسله فيأمرونهم بعبادة الله وحده وطاعة رسله فإن الله أوجب على الجيين طاعيية
الرسل كما أوجب ذلك على النس وقال تعالى ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد اسننتكثرتم مننن
النس وقال أولياؤهم من النس ربنا
استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إل ما شيياء اللييه إن
ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون يييا معشيير الجيين والنييس ألييم
يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على انفسنا وغرتهييم
الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كييانوا كيافرين ذليك أن لييم يكين ربييك مهلييك القيرى بظلييم
وأهلها غافلون ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون فالرسننل تكننون مننن النننس الننى
الثقلين والنذر من الجن باتفاق العلماء واختلفوا هل يكون في الجن رسل والكثرون على أنه ل رسننل فيهننم
كما قال تعالى وما أرسلنا من قبلك إل رجال نوحي اليهم من أهل القرى وعن الحسننن البصننري قننال
لم يبعث ال نبيا من أهل البادية ول من الجن ول من النساء ذكره عنه طائفة منهننم البغننوي وابننن الجننوزي
وقال قتادة ما نعلم أن ال أرسل رسول قط إل من أهل القرى لنهم كانوا أعلم وأحلم من أهل العمننور رواه
ابن أبي حاتم وذكره طائفة ونبينا محمد صلى ال عليه وسلم قد أرسل إلى الثقلين وقد آمن به مننن آمننن مننن
جن نصيبين فسمعوا القرآن وولوا الى قومهم منذرين ثم أتوا فبايعوه على السلم بشعب معروف بمكة بين
البطح وبين جبل حراء وسألوه الطعام لهم ولدوابهم فقال لكم كل عظم ذكر اسم ال ن عليننه أوفننر مننا يكننون
لحما وكل بعرة علف لدوابكم قال النبي صلى ال عليه وسلم فل تستنجوا بهما فانهما زاد إخوانكم من الجننن
والحاديث بذلك كثيرة مشهورة فني الصنحيح والسننن والمسننند وكتنب التفسنير والفقننه وغيرهنا وقنند روى
الترمذي وغيره أنه قرأ عليهم سورة الرحمن وهي خطاب للثقلين وقد اتفق العلماء على أن كفارهم يدخلون
النار كما أخبر ال بذلك في قوله قال ادخلوا في أمم قبلكم من الجن والنييس فييي النييار كلمييا دخلييت
أمة لعنت أختها وقال ال تعالى لملن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين وقال لملن جهنم من
الجنة والناس أجمعين وأما مؤمنوهم فأكثر العلماء على أنهم ينندخلون الجننة وقنال طائفنة بنل يصنيرون
ترابا كالدواب والول أصح وهو قول الوزاعي وابن أبي ليلى وأبي يوسف ومحمد ونقننل ذلننك عننن مالننك
والشافي وأحمد بن حنبل وهو قول أصحابهم
واحتج عليه الوزاعي وغيره بقوله ولكل درجات مما عملوا بعد ذكره أهل الجنيية وأهييل النييار ميين الجيين
والنس كما قال في سورة النعام وفي الحقاف ولكل درجات مما عملوا بعد ذكر هل الجنة والنار وقال
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم درجات أهل النار تذهب سفول ودرجييات أهييل الجنيية تييذهب صييعودا فنبينييا
صلى الله عليه وسلم هو مع الجن كما هو مع النس والنييس معييه إمييا مييؤمن بييه وإمييا مسييلم لييه وإمييا
مسالم له وإما خائف منه وكذلك الجن منهم المؤمن بييه ومنهييم المسييلم لييه مييع نفيياق ومنهييم المعاهييد
المسالم لمؤمني الجن ومنهم الحربي الخائف من المؤمنين وكان هذا أفضل مما أوتيه سليمان فان الله
سخر الجن لسليمان تطيعه طاعة الملوك فإن سليمان كان نبيا ملكا مثل داود ويوسف وأما محمييد فهييو
عبد رسول مثل ابراهيم وموسى وعيسى وهؤلء أفضييل ميين أولئك فأولييياء اللييه المتبعييون لمحمييد إنمييا
يستخدمون الجن كما يستخدمون النس في عبادة الله وطاعته كما كان محمييد صييلى اللييه عليييه وسييلم
يستعمل النس ل في غرض له غير ذلك ومن الناس من يستخدم ميين يسييتخدمه ميين النييس فييي أمييور
مباحة كذلك فيهم من يستخدم الجن في أمور مباحة لكن هؤلء ل يخدمهم النس والجن ال بعييوض مثييل
أن يخدموهم كما يخدمونهم أو يعينونهم على بعض مقاصدهم وإل فلييس أحيد مين النيس والجين يفعيل
شيئا إل لغرض والنيس والجيين اذا خيدموا الرجييل الصييالح فييي بعيض أغراضييه المباحيية فاميا أن يكونيوا
مخلصين يطلبون الجر من الله وإل طلبوه منه إما دعاءه لهم وإما نفعه لهم بجاهه أو غير ذلك والقسييم
الثالث أن يستخدم الجن في أمور محظورة أو بأسباب محظييورة مثييل قتيل نفييس وإمراضييها بغييير حييق
ومثل منع شخص من الوطء ومثل تبغيض شخص الى شخص ومثل جلب من يهواه الشييخص اليييه فهييذا
من السحر وقد يقع مثله لكثير من النيياس ول يعييرف السييحر بيل يكييون موافقييا للشييياطين علييى بعييض
أغراضهم مثل شرك أو بدعة وضللة أو ظلم أو فاحشة فيخدمونه ليفعل ميايهوونه وهيذا كيثير فيي عبياد
المشركين وأهل الكتاب وأهل الضلل من المسلمين وكثير من هؤلء ل يعرف أن ذلك من الشياطين بل
يظنه من كرامات الصالحين ومنهم من يعرف أنه من الشياطين ويرى أنه بذلك حصييل لييه ملييك وطاعيية
ونيل ما يشتهيه من الرياسة والشهوات وقتل عدوه فيدخل في
ذلك كما تدخل الملوك الظلمة في أغراضهم وليس أحد من الناس تطيعه الجن طاعة مطلقة كما كييانت
تطيع سليمان بتسخير من الله وأمر منه من غير معارضة كما أن الطير كانت تطيعه والريح قال تعييالى
ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يننديه بننإذن ربننه ومننن
يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء مننن محنناريب وتماثيننل وجفننان كننالجواب وقنندور
راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليننل مننن عبننادي الشننكور والجن والنس فيهييم المييؤمن المطيييع والمسييلم
الجاهل أو المنافق أو العاصي وفيهم الكافر وكل ضرب يميل الى بني جنسه والييذي أعطيياه اللييه تعييالى
سليمان خارج عن قدرة الجن والنس فإنه ل يستطيع أحد أن يسخر الجيين مطلقييا لطيياعته ول يسييتخدم
أحدا منهم ال بمعاوضة إما عمل مذموم تحبه الجن وإما قوم تخضع له الشياطين كالقسام والعزائم فان
كل جني فوقه من هو أعلى منه فقد يخدمون بعض الناس طاعة لميين فييوقهم كمييا يخييدم بعييض النييس
لمن أمرهم سلطانهم بخدمته لكتاب معه منه وهيم كيارهون طياعته وقيد يأخيذون منيه ذليك الكتياب ول
يطيعونه وقد يقتلونه أو يمرضونه فكثير من الناس قتلته الجن كما يصرعونهم والصرع لجل الزنييا وتييارة
يقولون إنه آذاهم إما بصب نجاسة عليهم وإما بغير ذلك فيصرعون صرع عقوبيية وانتقييام وتييارة يفعلييون
ذلك عبثا كما يعبث شياطين النس بالناس والجن أعظم شيطنة وأقل عقل وأكثر جهل والجني قييد يحييب
النسي كما يحب النسي النسي وكما يحب الرجل المرأة والمرأة الرجييل ويغييار عليييه ويخييدمه بأشييياء
واذا صار مع غيره فقد يعاقبه بالقتل وغيره كل هذا واقع ثم الذي يخدمونه تييارة يسييرقون لييه شيييئا ميين
أموال الناس مما لم يذكر اسم الله عليه ويأتونه إما بطعام وإما شراب واما لبيياس وامييا نقييد وإمييا غييير
ذلك وتارة يأتونه في المفاوز بماء عذب وطعام وغير ذلك وليس شيء من ذلك من معجزات النبييياء ول
كرامات الصالحين فإن ذلك انما يفعلونه بسبب شرك وظلم وفاحشة وهو لو كان مباحا لم يجز أن يفعل
بهذا السبب فكيف اذا كان في نفسه ظلما محرما لكونه من الظلم والفواحش ونحو ذلييك وقييد يخييبرون
بأمور غائبة مما رأوه وسمعوه ويدخلون في جوف النسان قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان
يجري من النسان مجرى الدم لكن
إنما سلطانهم كما قال الله إنه ليس له سلطان على الذين آمننوا وعلننى ربهنم يتوكلنون انمنا سنلطانه
على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ولما قال الشيطان رب بما أغويتني لزينن لهنم فني الرض
ولغوينهم أجمعين إل عبادك منهم المخلصين قال الله تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ثم قييال
إل أي لكن من اتبعك من الغاوين وان جهنم لموعدهم أجمعين لهنا سنبعة أبنواب لكنل بناب منهنم جنزء
مقسوم فأهل الخلص واليمان ل سلطان له عليهم ولهذا يهربون من الييبيت الييذي تقييرأ فيييه سييورة
البقرة ويهربون من قراءة آية الكرسي وآخر سورة البقرة وغير ذلك من قوارع القرآن وميين الجيين
من يخبر بأمور مستقبلة للكهان وغير الكهان مما يسرقونه من السمع والكهانة كانت ظاهرة كييثيرة
بأرض العرب فلما ظهر التوحيد هربت الشياطين وبطلت أو قلت ثم انها تظهر فييي المواضييع الييتي
يختفي فيها أثر التوحيد وقد كان حول المدينيية بعييد أن هيياجر النييبي صييلى اللييه عليييه وسييلم كهييان
يتحاكمون اليهم وكان أبو بردة بن نيار كاهنا ثم أسلم بعد ذلك وهو من أسلم والصنام لها شييياطين
كانت تتراءى للسدنة أحيانا وتكلمهم أحيانا قال أبي بن كعب مع كل صنم جنية وقال ابن عباس في
كل صنم شيطان يتراءى للسدنة فيكلمهم والشياطين كما قال الله تقترن بما يجانسها بأهل الكذب
والفجور قال تعالى هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيننم يلقننون السننمع وأكننثرهم
كاذبون فكيف يجوز أن يقال إن مثل هذا يكون معجزة لنييبي أو كراميية لييولي وهييذا ينيياقض اليمييان
ويضاده والنبياء والولياء أعداء هؤلء قال تعالى ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما ينندعو حزبننه
ليكونوا من أصحاب السعير وقال تعالى ألم أعهد اليكم يننا بننني آدم أن ل تعبنندوا الشننيطان إننه لكنم عنندو
مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبل كثيرا أفلم تكونوا تعقلون وهييذا يظهيير الفييرق
بين إخبار النبياء عن الغيب ما ل سبيل لمخلوق الى علمه إل منه كما قييال تعييالى عننالم الغيننب فل
يظهر على غيبه أحدا ال من ارتضى من رسول فإنه يسنلك منن بينن ينديه ومنن خلفنه رصندا ليعلنم أن قند
أبلغوا رسالت ربهم وأحاط بما لديهم
النبوات
وأحصى كل شيء عددا فقوله على غيبه هو غيبه الذي اختص به وأما ما يعلمننه بعننض المخلننوقين
فهو غيب عمن لم يعلمه وهو شهادة لمن علمه فهذا أيضا تخبر منه النبياء بما ل يمكن الشياطين أن تخننبر
به كما في إخبار اللمسيح بقوله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم فإن الجن قنند يخننبرون بمننا
يأكله بعض الناس وبما يدخرونه لكن الشياطين انما تتسلط على من ل يذكر اسم ال كالذي ل يذكر اسم ال
اذا دخل فيدخلون معه وإن لم يذكر اسم ال اذا أكل فانهم يأكلون معه وكذلك اذا ادخر شننيئا ولننم يننذكر اسننم
ال عليه عرفوا به وقد يسرقون بعضه كما جرى هذا لكثير من الناس وأما من يذكر اسنم الن علنى طعنامه
وعلى ما يجتازه فل سلطان لهم عليه ل يعرفون ذلك ول يستطيعون أخذه والمسيح عليه السلم كننان يخننبر
المؤمنين بما يأكلون وما يدخرون مما ذكر اسم ال عليه والشياطين ل تعلم به ولهذا من يكون إخبنناره عننن
شياطين تخبره ل يكاشف أهل اليمان والتوحيد وأهل القلوب المنورة بنور ال بل يهرب منهم ويعترف أنه
ل يكاشف هؤلء وأمثالهم وتعنترف الجنن والننس النذين خنوارقهم بمعاوننة الجنن لهنم أنهنم ل يمكنهنم أن
يظهروا هذه الخوارق بحضرة أهل اليمان والقرآن ويقولون أحوالنا ل تظهر قدام الشرع والكتنناب والسنننة
وإنما تظهر عند الكفار والفجار وهذا لن أولئك أولياء الشياطين ولهم شياطين يعاونون شياطين المخدومين
ويتفقون على ما يفعلونه من الخوارق الشيطانية كدخول النار مع كونها لم تصننر عليهننم بننردا وسننلما فننإن
الخليل لما ألقى في النار صارت عليه بردا وسلما وكذلك أبو مسلم الخولني لمننا قننال لننه السننود العنسنني
المتنبي أتشهد أني رسول ال قال ما أسمع قال أتشهد أن محمدا رسول ال قننال نعننم فننأمر بنننار فأوقنندت لننه
وألقي فيها فجاءوا اليه فوجدوه يصلي فيها وقد صنارت علينه بنردا وسنلما فقندم المديننة بعند منوت الننبي
صلى ال عليه وسلم وأخذه عمر فأجلسه بينه وبين أبي بكر وقال الحمد ل الذي لم يمتننني حننتى أراننني فنني
أمة محمد من فعل به كما فعل بابراهيم وأما اخوان الشياطين فاذا دخلت فيهم الشننياطين فقنند ينندخلون النننار
ول تحرقهم كما يضرب أحدهم الف سوط ول يحس بذلك فإن الشياطين تتلقى ذلك وهذا أمر كثير معننروف
قد رأينا من ذلك ما يطول وصفه وقد ضربنا نحن من الشياطين في
النبوات
النس ما شاء الله حتى خرجوا من النس ولم يعاودوه وفيهم من يخرج بالذكر والقرآن وفيهم من يخرج
بالوعظ والتخويف وفيهم من ل يخرج إل بالعقوبة كالنس فهؤلء الشياطين اذا كانوا مع جنسهم الييذين ل
يهابونهم فعلوا هذه المور وأما اذا كانوا عند أهل ايمان وتوحيد وفي بيوت الله التي يذكر فيها اسييمه لييم
يجترئوا على ذلك بل يخافون الرجل الصالح أعظم مما يخافه فجار النس ولهذا ل يمكنهييم عمييل سييماع
المكاء والتصدية في المساجد المعمورة بذكر الله ول بين أهل اليمان والشريعة المتبعين للرسييول إنمييا
يمكنهم ذلك في الماكن الييتي تأتيهييا الشييياطين كالمسيياجد المهجييورة والمشيياهد والمقييابر والحمامييات
والمواخير فالمواضع التي نهى النبي صلى الله علييه وسيلم عين الصيلة فيهيا كيالمقبرة وأعطيان البيل
والحمام وغيرها فتكون حال هؤل فيها أقوى لنها مواضع الشييياطين كالميياخور والمزبليية والحمييام ونحييو
ذلك بخلف المكنة التي ظهر فيها اليمان والقرآن والتوحيد التي أثنى الله على أهلهيا وقيال فيهيم ال ن
نور السماوات والرض مثل نوره مشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من
شجرة مباركة زيتونة ل شرقية ول غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهنندي ال ن لنننوره
من يشاء ويضرب ال المثال للناس وال بكل شيء عليم في بيوت أذن ال أن ترفع ويذكر فيهننا اسنمه يسنبح لنه
فيها بالغدو والصال رجال ل تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر ال وإقام الصلة وإيتاء الزكاة يخافون يومننا تتقلننب
فيه القلوب والبصار ليجزيهم ال أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله وال يرزق من يشنناء بغيننر حسنناب فهذه
أمكنة النور والصالحين والملئكة ل تتسلط عليها الشياطين بكل ما تريد بل كيدهم فيهييا ضييعيف كمييا أن
كيدهم في شهر رمضان ضعيف اذ كانوا فيه يسلسلون لكن لم يبطل فعلهم بالكلية بييل ضييعف فشييرهم
فيه على أهل الصوم قليل بخلف أهييل الشييراب وأهيل الظلمييات فييإن الشييياطين هنالييك محييالهم وهيم
يحبون الظلمة ويكرهون النور ولهذا ينتشرون بالليل كما جاء في الحديث الصحيح ولهذا أمر الله بييالتعوذ
من شر غاسق اذا وقب وخوارق الجن كالخبييار ببعييض المييور الغائبيية وكالتصييرفات الموافقيية لغييراض
بعض النس كثيرة معروفة في جميع المم فقد كانت في العرب
النبوات
كثيرة وكذلك في الهند وفي الترك والفرس والبربر وسائر المم فهي أمور معتادة للجن والنييس وآيييات
النبياء كما تقدم خارجة عن مقدور النس والجن فييإنهم مبعوثييون الييى النييس والجيين فيمتنييع أن تكييون
آياتهم أمورا معروفة فيمن بعثوا اليه اذ يقال هذه موجودة كثيرا للنييس فل يختييص بهييا النبييياء بييل هييذه
الخوارق هي آية وعلمة على فجور صاحبها وكذبه فهي ضييد آيييات النبييياء الييتي تسييتلزم صييدق صيياحبها
وعدله ولهذا يكون كثير من الذين تخييدمهم الشييياطين ميين أهييل الشييياطين وهييذا معييروف لكييثير مميين
تخدمه الشياطين بل من طوائف المخدومين من يكونون كلهم من هذا الباب كالبويي الذي للترك وأكييثر
المولهين من هذا الباب وهم يصعدون بهم في الهواء ويدخلون المدن والحصون بالليييل والبييواب مغلقيية
ويدخلون على كثير من رؤساء الناس ويظنون أن هؤلء صالحون قد طاروا في الهواء ول يعرف أن الجن
طارت بهم وهذه الخوال الشيطانية تبطل أو تضعف إذا ذكر الله وتوحيده وقرئت قوارع القرآن ل سيييما
آية الكرسي فإنها تبطل عامة هذه الخييوارق الشيييطانية وأمييا آيييات النبييياء والولييياء فتقييوى بييذكر اللييه
وتوحيده والجن المؤمنون قد يعينون المؤمنين بشيء من الخوارق كما يعين النس المؤمنييون للمييؤمنين
بما يمكنهم من العانة وما ل يكون إل مع القرار بنبييوة النبييياء فهييو ميين آييياتهم فوجييوده يؤيييد آييياتهم ل
يناقضها مع أن آيات النبياء التي يدعون اعلى من هذا وأعلى من كرامات الولياء فييإن تلييك هييي اليييات
الكبرى والذين ذكر عنهم إنكار كرامات الولياء من المعتزليية وغيرهييم كييأبي اسيحاق السييفراييني وأبيي
محمد بن أبي زيد وكما ذكر ذلييك أبييو محمييد بين حييزم ل ينكييرون الييدعوات المجابيية ول ينكييرون الرؤيييا
الصادقة فإن هذا متفق عليه بين المسلمين وهو أن الله تعالى قد يخص بعضهم بما يريه من المبشييرات
وقد كان سعد بن أبي وقاص معروفا باجابة الدعاء فإن النبي صييلى اللييه عليييه وسييلم قييال اللهييم سييدد
رميته وأجب دعوته وحكاياته في ذلك مشهورة وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال لم يبق بعدي من النبوة ال الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له وثبت عنه في الصحيح أنييه
قال ان من عباد الله من لو أقسم على الله لبره ذكر ذلك لما أقسم أنس بن النضيير أنييه ل تكسيير ثنييية
الربيع
قد تيقنه هؤلء وأنكروا وجوده وكذبوا بما ليم يحيطيوا بعلميه وقيد ييدخلون انكيار ذليك فيي الشيرع كميا
أدخلت المعتزلة ونحوهم إنكار كرامات الولياء وإنكار السحر والكهانة في الشرع بناء على أن ذلك يقدح
في آيات النبياء فجمعوا بين التكذيب بهذه المور الموجودة وبين عدم العلم بآيات النبيياء والفيرق بينهيا
وبين غيرها حيث ظنوا أن هذه الخوارق الشيطانية من جنس آيات النبياء وأنها نظير لها فلييو وقعييت لييم
يكن للنبياء ما يتميزون بييه والييذين ردوا علييى هيؤلء ميين الشييعرية ونحييوهم يشيياركونهم فييي هييذا فييي
التسوية بين الجنسين وأنه ل فرق لكن هؤلء لما تيقنوا وجودها جعلوا الفرق ما ليس بفرق وهو اقترانهييا
بالدعوى والتحدي بمثلها وعدم المعارضة وهم يقولون إنا نعلم بالضرورة أن الييرب إنمييا خلقهييا لتصييديق
النبي وهذا كلم صحيح لكنه يستلزم بطلن ما أصلوه مين أنيه ل يخليق شييئا لشييء وأيضيا فاختصاصيها
بوجود العلم الضروري عندها دون غيرها ل بد أن يكون لمر أوجب التخصيص وهم يقولون بل قد تستوي
المور ويوجد العلم الضروري ببعضها دون بعض كما قالوا مثل ذلك في العادات انه يجوز انخراقهييا كلهييا
بل سبب على أعظم الوجوه كجعل الجبال بواقيت لكن يعلم بالضرورة أن هذا ل يقييع فكييذلك قييالوا فييي
المعجزات يجوز أن يخلقها على يد كاذب إنما خلقها علييى يييد الصييادق بمييا ادعييى ميين العلييم الضييروري
صحيح وأما قولهم إن المعلوم به يماثل غيره فغلط عظيم بل هم لم يعرفوا الفرق بمنزلة العييامي الييذي
أوردت عليه شبهات السوفسطائية فهو يعلم بالضرورة أنها باطلة ولكن ل يعرف الفرق بينها وبين الحييق
ولكن العامي يقول فيها فساد ل أعرفه ل يقول دلئل الحق كدلئل الباطييل وهييؤلء ادعييوا السييتواء فييي
نفس المر فغلطوا غلطا عظيما ولو قالوا بينهما فرق لكنه لم يتخلص لنييا لكييان قييولهم حقييا وكييانوا قييد
ذكروا عدم العلم ل العلم بالعدم كما يقول ذلك كثير من الناس يقول ما أعييرف الفييرق بينهمييا وذلييك أن
العلم الضروري يحصل ببعض الخبار دون بعض وقد قيل إنا نعلم أنه متواتر بحصول علمنا الضييروري بييه
والتحقيق انه اذا حصل له علم ضروري كان قد حصل الخبر
الذي يوجبه لهم وقد ل يحصل لغيرهم والعلم يحصل بعدد المخبرين وبصفاتهم وبأمور أخييرى تنضييم الييى
الخبر ومن جعل العتبار بمجرد العدد فقد غلط والكثرون يقولون العلم الحاصل بييه ضييروري وقيييل انييه
نظري وهو اختيار الكعبي وأبي الحسين وأبي الخطاب والتحقيق أنه قد يكون ضروريا وقييد يكييون نظريييا
وقد يجتمع فيه المران يكون ضروريا ثم إذا نظر فيه وجد أنه يوجب العلم وكذلك العلييم الحاصييل عقييب
اليات قد يكون ضروريا وقد يكون نظريا وكل نظري فإن منتهيياه أنييه ضييروري ولهييذا قييال أبييو المعييالي
المرتضى عندنا أن جميع العلوم ضرورية أي بعد حصول أسبابها ول بد من فرق في نفس الميير بييين مييا
يوجبه العلم ومال يوجبه وأصل خطأ الطائفتين أنهم لييم يعرفييوا آيييات النبييياء ومييا خصييهم اللييه بييه ولييم
يقدروا قدر النبوة ولم يقدروا آيات النبياء قدرها بل جعلوا هذه الخوارق الشيطانية مين جنسييها فإمييا ان
يكذبوا بوجودها وإما أن يسيووا بينهمييا ويييدعوا فرقيا ل حقيقية لييه ولهيذا يوجيد كييثير مميين يكييذب بهييذه
الخوارق الشيطانية أن تكون لبعض الشخاص لما يراه من نقص دينه وعلمه فاذا عاينها بعد ذلك أو ثبتت
عنده خضع لذلك الشخص الذي كان عنده إما كافرا وإما ضال وإما مبتدعا جاهل وذلك لنه أنكيير وجودهييا
معتقدا أنها ل توجد إل للصالحين فلما تيقن وجودها جعلها دليل على الصييلح وهييو غييالط فييي الصييل بييل
هذه من الشياطين من جنس ما للسحرة والكهان ومن جنس ميا للكفييار مين المشييركين وأهيل الكتياب
فإن لمشركي الهند والترك وغيرهم ولعباد النصارى ميين هييذه الخييوارق الشيييطانية أمييورا كييثيرة يطييول
وصفها أكثر وأعظم من أكثر مما يوجد منها لهل الضلل والبدع من المسلمين وما يوجد منها للمنييافقين
فإن الشياطين ل تتمكن من إغواء المسلمين وإن كان فيهم جهل وظلم كما تتمكن من إغواء المشركين
وأهل الكتاب ولهذا ثنى في القرآن قصة موسى مع السحرة وذكر ما يقولوه الكفار لنبيائهم فإنه ما جاء
نبي صادق قط ال قيل فيه إنه ساحر أو مجنون كما قال تعالى كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسننول إل
قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون وذلك أن الرسول يأتي بما يخالف عاداتهم ويفعييل مييا
يرونه غير نافع ويترك ما يرونه نافعا وهذا فعل المجنون فإن المجنون
فاسد العلم والقصد ومن كان مبلغه من العلم إرادة الحياة الدنيا كان عنيده مين تيرك ذليك وطليب ميال
يعلمه مجنونا ثم النبي مع هذا ييأتي بيأمور خارجية عين قيدرة النياس مين إعلم بيالغيوب وأميور خارقية
لعاداتهم فيقولون هو ساحر وهذا موجود في المنيافقين الملحيدين المتظياهرين بالسيلم مين الفلسيفة
ونحوهم يقولون ان ما أخبرت به النبياء من الغيوب والجنة والنار هو من جنس قييول المجييانين وعنييدهم
خوارقهم من جنس خوارق السحرة والممرورين المجانين كما ذكر ابن سينا وغيره لكن الفرق بينهما أن
النبي حسن القصد بخلف الساحر وأنه يعلم ما يقول بخلف المجنون لكن معجزات النبياء عندهم قييوى
نفسانية ليس مع هذا ول هذا شيء خارج عن قوة النفس والقاضيان أبيو بكير وأبيو يعليى ومين وافقهميا
متوقفون في وجود المخدوم الذي تخدمه الجن قالوا ل يقطع بوجوده وكذلك الكاهن ذكروا فييه القييولين
قول من يقول إنه المتخرص وقول من يقول إنه مخدوم وهم متوقفون فيييه ل يقطعييون بوجييود مخييدوم
كاهن كما يقطعون بوجود الساحر لنه في زمانهم وجد الساحر والقرآن أخبرنا بالسحر في سورة البقرة
بخلف الكاهن فإن القرآن ذكر اسمه ولو تدبروا لعلموا ان الكاهن هو المذكور في قوله هل أنبئكم علننى
من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون وفي الصحيح عن النييبي صييلى اللييه
عليه وسلم أنه قيل له ان منا قوما يأتون الكهان قال فل تأتوهم وسئل عن الكهان وما يخبرون به فيأخبر
أن الجن تسترق السمع وتخبرهم به فالكتاب والسنة أثبتا وجود الكاهن وأحمييد قييد نييص علييى أنييه يقتييل
كالساحر لكن الكاهن إنما عنده أخبييار والسيياحر عنييده تصييرف بقتييل وإمييراض وغييير ذلييك وهييذا تطلبييه
النفوس أكثر وابن صياد كان كاهنا ولهذا قال له النبي صلى الله عليه وسييلم قييد خبييأت لييك خييبيئا فقييال
الدخ فقال اخسأ فلن تعدو قدرك انما أنت من إخوان الكهان ولما قضى في الجنين بغرة قيال حميل بين
مالك أيودي من ل شرب ول أكل ول نطق ول استهل قتل ذلك يطل فقال إنما أنييت ميين إخييوان الكهييان
من أجل سجعه الذي سجع فكانوا يسجعون أساجيع وقد رأيت من
هؤلء شيوخا يسجعون أساجيع كأساجيع الكهان ويكييون كيثير منهييا صييدقا ولهييذا جمييع اللييه بييين الكيياهن
والشاعر في قوله وما هو بقول شنناعر قليل مننا تؤمنننون ول بقننول كنناهن قليل مننا تننذكرون تنزيننل مننن رب
العالمين وكذلك في الشعراء ذكر الكاهن والشاعر بعييد قييوله وإنننه لتنزيننل رب العننالمين نننزل بننه الننروح
المين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين الى قوله هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنننزل علننى
كل أفاك اثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون والرسول في آية الحاقة محمد وقال ايضا انه لقول رسول كريم
ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ولقد رآه بالفق المبين ومننا هننو علننى الغيننب
بضنين وما هو بقول شيطان رجيم فأين تذهبون إن هو إل ذكر للعالمين فلما أخبر به أنه قول رسول هو ملك
من الملئكة نفى أن يكون قول شيطان ولما أخبر هناك أنه قول رسول من البشر نفييى أن يكييون قييول
شاعر أو كاهن فهذا تنزيه للقرآن نفسه ونزه الرسول أن يكون على الغيب بظنييين أي متهييم وأن يكييون
بمجنون فالجنون فساد في العلم والتهمة فساد في القصد كما قالوا ساحر أو مجنون وقال في الطييور
فما أنت بنعمة ربك بكاهن ول مجنون أم يقولون شاعر نتربص بننه ريننب المنننون قننل تربصننوا فننإني معكننم مننن
المتربصين وقد أخبر عن النبياء قبله أنه ما أتى الذين من قبلهم من رسول ال قننالوا سنناحر أو مجنننون وليم
يقولوا كاهن لن الكاهن عند العرب هو الذي يتكلم بكلم مسجوع وله قرين من الجن وهذا السييم ليييس
بذم عند أهل الكتاب بل يسمون أكثر العلماء بهذا السم ويسمون هارون وأولده الييذين عنييدهم التييوراة
بهذا السم والقدر المشييترك العلييم بييالمور الغائبيية والحكييم بهييا فعلميياء أهييل الكتيياب يخييبرون بييالغيب
ويحكمون به عن الوحي الذي أوحاه الله وكهان العرب كانت تفعل ذلك عن وحي الشياطين وتمتاز بأنهييا
تسجع الكلم بخلف اسم السيياحر فييإنه اسييم معييروف فييي جميييع المييم وقييد يييدخل فييي ذلييك عنييدهم
المخدوم الذي تخبره الشياطين ببعض المور الغائبة ولكون الساحر يأتي
بالخوارق شبهوا به النبي وقالوا ساحر فدل ذلك على قدر مشترك لكن الفرقييان بينهمييا أعظييم كييالفرق
بين الملئكة والشياطين وأهل الجنة وأهل النار وخيار الناس وشرارهم وهيذا أعظيم الفيروق بيين الحيق
والباطل والكفار قالوا عن النبياء انهم مجانين وسحرة فكما يعلم بضييرورة العقييل وجييود أعظييم الفييرق
بينهم وبين المجانين وأنهم أعقل الناس وأبعدهم عن الجنون فكذلك يعلم بضرورة العقييل أعظييم الفييرق
بينهم وبين السحرة وأنهم أفضل الناس وأبعدهم عن السحر فالساحر يفسد الدراك حتى يسمع النسان
الشيء ويراه ويتصور خلف ما هو عليه والنبياء يصححون سمع النسان وبصره وعقله والذين خييالفوهم
صم بكم عمي فهم ل يعقلون فالسحرة يزييدون النيياس عمييى وصيمما وبكمييا والنبييياء يرفعييون عميياهم
وصممهم وبكمهم كما في الصحيح عن عطاء بن يسار أنه سأل عبييد اللييه بيين عمييرو روى عبييد اللييه بيين
سلم أنه قيل له أخبرنا ببعض صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فييي التييوراة فقييال انييه لموصييوف
في التوراة ببعض صفته في القرآن يا أيها النبي إنا أرسننلناك شنناهدا ومبشننرا ونننذيرا وحرزا للميييين انييت
عبدي سميتك المتوكل لست بفظ ول غليظ ول سخاب بالسواق ول تجزي بالسيئة السيئة ولكيين تجييزي
بالسيئة الحسنة وتعفو وتغفر ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجيياء فأفتييح بييه أعينييا عميييا وآذانييا صييما
وقلوبا غلفا بأن يقولوا ل اله ال الله وهذا مذكور عند أهل الكتاب في نبوة أشعيا ولفظ التييوراة قييد يييراد
به جميع الكتب التي نزلت قبل النجيل فيقال التوراة والنجيل ويراد بالتوراة الكتاب الذي جاء به موسى
وما بعده من نبوة النبياء المتبعين لكتاب موسى قد يسمى هذا كله توراة فإن االتوراة تفسيير بالشييريعة
فكل من دان بشريعة التوراة قيل لنبوته انهيا مين التيوراة وكيثير مميا يعيزوه كعيب الحبيار ونحيوه إليى
التوراة هو من هذا الباب ل يختص ذلك بالكتيياب المنييزل علييى موسييى كلفييظ الشييريعة عنييد المسييلمين
يتناول القرآن والحاديث النبوية وما استخرج من ذلك كما قد بسط هذا في موضييع آخيير والمقصييود هنييا
أن النبياء يفتحييون العييين العمييي والذان الصييم والقلييوب الغلييف والسييحرة يفسييدون السييمع والبصيير
والعقل حتى
يخيل للنسان الشياء بخلف ما هي عليه فيتغير حسه وعقله قال في قصة موسى سحروا أعيننن الننناس
واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم وهذا يقتضي أن أعين الناس قد حصل فيها تغير ولهذا قال تعييالى ولننو
فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسننحورون فقييد علمييوا
أن السحر يغير الحساس كما يوجب المرض والقتل وهذا كله من جنس مقدور النس فإن النسان يقدر
أن يفعل في غيره ما يفسد إدراكه وما يمرضه ويقتله فهذا مع كونه ظلما وشييرا هييو ميين جنييس مقييدور
البشر والجني إذا اراد أن يرى قرينه أمورا غائبة سأل عنها مثلها له فاذا سأل عن المسييروق أراه شييكل
ذلك المال وإذا سأل عن شخص أراه صورته ونحو ذلك وقد يظن الرائي أنه رأى عينه وإنمييا رأى نظيييره
وقد يتمثل الجني في صورة النسي حتى يظن الظيان أنيه النسييي وهييذا كيثير كميا تصيور لقريييش فيي
صورة سراقة ابن مالك بن جعشم وكان من اشراف بني كنانة قال تعالى وإذ زين لهم الشيطان أعمننالهم
وقال ل غالب لكم اليوم من الناس وأني جار لكم الية فلما عاين الملئكة ولى هاربا ولما رجعوا ذكييروا ذلييك
لسراقة فقال والله ما علمت بحربكم حتى بلغني هزيمتكم وهذا واقع كثيرا حتى انه يتصييور لميين يعظييم
شخصا في صورته فاذا استغاث به أتاه فيظن ذلك الشخص انه شييخه المييت وقيد يقيول ليه إنيه بعيض
النبياء أو بعض الصحابة الموات ويكون هو الشيطان وكثير من الناس أهل العبادة والزهد من يييأتيه فييي
اليقظة من يقول إنه رسول الله ويظن ذلك حقا وميين يييرى إذا زار بعييض قبييور النبييياء أو الصييالحين أن
صاحب القبر قد خرج اليه فيظن أنه صاحب القبر ذلك النبي أو الرجل الصالح وإنما هو شيطان أتى فييي
صورته إن كان يعرفها وإل أتى في صورة انسان قال إنه ذلك الميت وكذلك يأتي كييثيرا ميين النيياس فييي
مواضع ويقول انه الخضر وإنما كان جنيا من الجن ولهذا لم يجييترئ الشيييطان علييى أن يقييول لحييد ميين
الصحابة إنه الخضر ول قال أحد من الصحابة إني رأيت الخضر وإنما وقع هيذا بعيد الصيحابة وكلميا تيأخر
المر كثر حتى إنه يأتي
اليهود والنصارى ويقول انه الخضر ولليهود كنيسة معروفة بكنيسية الخضير وكيثير مين كنيائس النصيارى
يقصدها هذا الخضر والخضر الذي يأتي هذا الشخص غير الخضر الذي يأتي هييذا ولهييذا يقييول ميين يقييول
منهم لكل ولي خضر وإنما هو جني معه والذين يدعون الكواكب تتنزل عليهم أشخاص يسمونها روحانييية
الكواكب وهو شيطان نزل عليه لما أشرك ليغويه كما تدخل الشياطين في الصنام وتتكلم أحيانييا لبعييض
الناس وتتراءى للسدنة أحيانا ولغيرهم أيضا وقد يستغيث المشرك بشيخ له غائب فيحكييى الجنييي صييوته
لذلك الشيخ حتى يظن أنه سمع صوت ذلك المريد مع بعد المسافة بينهميا ثيم ان الشييخ يجيبيه فيحكيي
الجني صوت الشيخ للمريد حتى يظن أن شيخه سمع صوته وأجييابه وإل فصييوت النسييان يمتنييع أن يبلييغ
مسيرة يوم ويومين وأكثر وقد يحصل للمريد من يؤذيه فيدفعه الجني ويخيل للمريد أن الشيخ هييو دفعييه
وقد يضرب الرجل بحجر فيدفعه عنه الجني ثم يصيب الشيييخ بمثييل ذلييك حييتى يقييول انييي اتقيييت عنييك
الضرب وهذا أثره في وقد يكونون يأكلون طعاما فيصور نظيره للشيخ ويجعل يده فيه ويجعل الشيييطان
يده في طعام أولئك حتى يتوهم الشيخ وهم ان يد الشيخ امتدت من الشام الى مصر وصارت فييي ذلييك
الناء وعمر بن الخطاب لما نادى يا سارية الجبل قال ان لله جندا يبلغونهم صييوتي فعلييم أن صييوته انمييا
يبلغ بما ييسره الله من تبليغ بعض الملئكة او صالحي الجن فيهتفون بمثل صوته كالذي ينيادي ابنيه وهيو
بعيد ل يسمع يا فل فيسمعه من يريد إبلغه فينادي يا فلن فيسمع ذلييك الصييوت وهييو المقصييود بصييوت
أبيه وإل فصوت البشر ليس في قوته أن يبلغ مسافة ايييام وقييد قلنييا أن آيييات النبييياء الييتي اختصيوا بهييا
خارجة عن قدرة الجن والنس قال تعالى قل لئن اجتمعت النس والجن على أن ينناتوا بمثننل هننذا القننرآن ل
يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وأما اذا كانت ممييا تقييدر عليييه الملئكيية فهييذا ممييا يؤيييدها فييإن
الملئكة ل يطيعون من يكذب على الله ول يؤيدونه بالخوارق فاذا أيد به كما أيد الله بييه نييبيه والمييؤمنين
يوم بدر ويوم حنين كان هذا من أعلم صدقه وإنه صادق على الله في دعوى النبوة فإنها
ل تؤيد الكذاب لكن الشياطين تؤيد الكذب والملئكة تؤيد الصدق والتأييد بحسب اليمان فمن كان إيمانه
أقوى من غيره كان جنده من الملئكة أقوى وان كان ايمييانه ضيعيفا كييانت ملئكتيه بحسييب ذلييك كملييك
النسان وشيطانه فإنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما منكم من أحييد إل
وكل به قرينه من الملئكة وقرينه من الجن قالوا وبك يا رسول اللييه قييال وبييي لكيين اللييه أعييانني عليييه
فأسلم وفي حديث آخر فل يأمرني إل بخير وهو في صحيح مسلم ميين وجهييين ميين حييديث ابيين مسييعود
ومن حديث عائشة وقال ابن مسعود ان للقلب لمة من الملييك ولميية مين الشيييطان فلمية المليك إيعيياد
الخير وتصديق بالحق ولمة الشيطان ايعاد بالشر وتكذيب بالحق فاذا كانت حسيينات النسييان أقييوى أيييد
بالملئكة تأييدا يقهر به الشيطان وإن كييانت سيييئاته اقيوى كييان جنييد الشيييطان معييه أقييوى وقييد يلتقييي
شيطان المؤمن بشيطان الكافر فشيطان المؤمن مهزول ضعيف وشيطان الكافر سمين قوي فكمييا أن
النسان بفجوره يؤيد شيطانه على ملكه وبصييلحه يؤيييد ملكييه علييى شيييطانه فكييذلك الشخصييان يغلييب
أحدهما الخر لن الخر لم يؤيد ملكه فلم يؤيده أو ضعف عنه لنه ليس معه إيمان يعينه كالرجل الصييالح
اذا كيييان ابنيييه فييياجرا ليييم يمكنيييه اليييدفع عنيييه لفجيييوره وبسيييط هيييذه الميييور ليييه موضيييع آخييير
والمقصود هنا الكلم على الفرق بين آيات النبياء وغيرهم وأن من قال أن آيات النبياء والسحر والكهانة
والكرامات وغير ذلك من جنس واحد فقد غلط ايضا والطائفتان لم يعرفوا قدر آيات النبياء بييل جعلوهييا
مييييين هيييييذا الجنيييييس فهيييييؤلء نفيييييوه وهيييييؤلء أثبتيييييوه وذكيييييروا فرقيييييا ل حقيقييييية ليييييه
واذا قال القائل آيات النبياء ل يقدر عليها إل الله أو أن اللييه يخترعهييا ويبتييدئها بقييدرته أو أنهييا مين فعييل
الفاعل المختار ونحو ذلك قيل له هذا كلم مجمل فقد يقال عن كل ميا يكيون انيه ل يقيدر علييه إل الليه
فإن الله خالق كل شيء وغيره ل يستقل باحداث شيء وعلى هذا فل فرق بين المعجييزات وغيرهييا وقييد
يقال ل يقدر عليها إل
الله أي هي خارجة عن مقدورات العباد فإن مقدوراته على قسمين منها ما يفعله بواسييطة قييدرة العبييد
كأفعال العباد وما يصنعونه ومنها ما يفعله بدون ذلك كإنزال المطر فإن أراد هذا القائل أنها خارجيية عيين
مقدور النس بمعنى أنه ل يقع منهم ل بإعانة الجن ول بغير ذلك فهذا كلم صحيح وإن أراد أنه خارج عيين
مقدورهم فقط وإن كان مقدورا للجن فهذا ليس بصحيح فإن الرسل أرسلوا إلى النس والجن والسييحر
والكهانة وغير ذلك تقدر الجن على إيصالها إلى النس وهي مناقضة ليات النبياء كمييا قييال تعييالى هننل
أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفنناك أثيننم وإن أراد أنها خارجيية عيين مقييدور الملئكيية والنييس
والجن أو أن الله يفعلها بل سبب فهذا أيضا باطل فمن أين له أن الله يخلقها بل سبب ومن أين له أنييه ل
يخلقها بواسطة الملئكة الذين هم رسله في عامة ما يخلقه فمن أين له أن جبريل لييم ينفييخ فييي مريييم
حتى حملت بالمسيح وقد أخبر الله بذلك وهو وأمه مما جعلهما آية للعالمين قال تعالى وجعلنا ابن مريم
وأمه آية وآويناهما الى ربوة ذات قرر ومعين وخلق المسيح بل أب من أعظيم الييات وكيان بواسيطة نفيخ
جبريل قال تعالى فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بننالرحمن منننك إن كنننت تقيننا قننال
إنما أنا رسول ربك لهب لك غلما زكيا قالت انى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ولننم أك بغيننا وقال تعييالى
ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وكذلك طمس أبصار قوم لييوط كييان بواسييطة
الملئكة والذي عنده علم من الكتاب لما قال عفريت من الجن لسليمان أنننا آتيننك بننه قبننل أن تقننوم مننن
مقامك واني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب انا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك أتته به الملئكة
كذلك ذكره المفسرون عن ابن عباس وغيره أن الملئكة أتته به أسرع مما كان يييأتي بييه العفريييت وقييد
أخبر الله تعالى أنه أيد محمدا صلى الله عليه وسلم بالملئكة وبالريح وقال تعالى فأرسننلنا عليهننم ريحننا
وجنودا لم تروها وكان ال بما تعملون بصيرا وقال تعالى يوم حنين
فأنزل ال سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وقال تعالى يوم الغييار فننأنزل
ال سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وقال تعالى اذ يوحي ربننك النى الملئكننة أنني معكنم فثبتنوا النذين
آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب وقد ثبت في الصحيح أن النسان يصييوره ملييك فييي الرحييم
بإذن الله ويقول الملك أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضييغة فيياذا كييان الخلييق المعتيياد يكييون
بتوسط الملئكة فإنه يقرر التوحيد بقوله تعالى يا أيها الناس اعبدوا ربكم اليات ثييم النبييوة بقييوله
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فننأتوا ثم المعياد وكييذلك النعيام يقيرر التوحييد ثيم النبييوة فييي
وسطها ثم يختمها بأصول الشرائع والتوحيييد أيضييا وهييو ملية ابراهيييم وهييذا مبسيوط فييي غييير هييذا
الموضع والمقصود أنه قد يبين انفراده بالخلق والنفع والضر والتيان باليات وغير ذلييك وإن ذلييك ل
يقدر عليه غيره قال تعالى أفمن يخلق كمن ل يخلق وقال تعييالى وجعلننوا ل ن شننركاء الجننن وخلقهننم
وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون بديع السننماوات والرض انننى يكننون لننه ولنند
ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شنيء عليننك ذلكننم الن ربكننم ل إلننه إل هننو خنالق كننل شنيء
فاعبدون وهو على كل شيء وكيل ل تدركه البصار وهو اللطيف الخبير قد جاءكم بصائر من ربكننم فمننن
ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفينظ وكنذلك نفصنل اليننات وليقولنوا درسنت ولنننبينه لقنوم
يعلمون اتبع ما أوحي إليك من ربك ل إله إل هو وأعرض عنن المشنركين ولنو شناء الن منا أشنركوا ومنا
جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل ول تسبوا الذين يدعون من دون ال فيسبوا ال عدوا بغيننر علننم
كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم ألى ربهم مرجعهم فينبئهم بمننا كننانوا يعملننون وأقسننموا بننال جهنند أيمننانهم لئن
جاءتهم آية ليؤمنن بهنا قنل إنمنا الينات عنند الن ومنا يشنعركم أنهنا إذا جناءت ل يؤمننون ونقلنب أفئدتهنم
وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في
طغيانهم يعمهون ففي هذه اليات تقرير التوحيد حتى في إنزال اليننات قننال إنما الييات عنيد الليه وكننذلك
قوله في العنكبوت وقالوا لول أنزل عليه آيات من ربه قل إنما اليات عند الله وإنما انييا نييذير مييبين أو لييم
يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون قييل كفييى بييالله بينييي
وبينكم شهيدا يعلم ما في السموات والرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بييالله أولئك هييم الخاسييرون
وقال أيضا وقالوا لول أنزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم ل يعلمييون
هذا بعد قوله فان استطعت أن تبتغي نفقا في الرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شنناء الن لجمعهننم علننى
الهدى فل تكونن من الجاهلين وهو أرسله بآيات بان بها الحق وقامت بها الحجة وكانوا يطلبيون آييات تعنتيا
فيظن من يظن أنهم يهتدون بها لكن ل يحصل بها المقصود وقد تكون موجبة لعذاب الستئصييال فتكييون
ضررا بل نفع وبين سبحانه أنه قادر على انزال اليات وأنها ليست إل عنده وغيير أفعيال العبياد قيد اتفيق
الناس على أنه ل يخلقه ال الله وإنما تنازعوا في أفعال العباد والصواب انها أفعال لهم وهي مخلوقة لله
لكن آيات النبياء ل تكون مما يقدر عليه العبد كما قال قل إنما اليات عند ال والملئكة إنمييا هييي سييبب
من السباب كما في خلق المسيح من غير أب فجبريل إنما كان مقدوره النفخ فيها وهذا ل يوجب الخلق
بل هو بمنزلة النزال في حق غير المسيح وكذلك المسيح لما خلق من الطين كهيئة الطير إنما مقييدوره
تصوير الطين وإنما حصول الحياة فيه فباذن الله يحيي ويميت وهذا ميين خصائصييه ولهييذا قييال الخليييل
ربي الذي يحيي ويميت وفي القرآن في غير مواضع يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وكنتم
أمواتا فأحياكم يحيي الرض بعد موتها وال يحيي ويميت وما يتولد عن أفعييال الملئكيية وغيرهييم ليسييوا
مستقلين به بل لهم فيه شركة كطمس ابصار اللوطية وقلب مدينتهم وكذلك النصيير إنمييا يقييدرون علييى
القتال كالنس
والنصر هو من عند الله كما قال تعالى وما جعله ال إل بشرى ولتطمئن به قلننوبكم ومننا النصننر إل
من عند ال والقرآن إنما يقدرون على النزول به ل على إحداثه ابتداء فهم يقدرون على التيان بمثله
من عند الله وأما الجن والنس فل يقدرون على التيان بمثله لن الله ل يكلم بمثلييه الجيين والنييس
ابتداء ولهذا قال ل يأتون بمثله وقال تعالى فأتوا بسورة من مثله وقال فأتوا بعشر سور مثله وقال
فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين لم يكلفهم نفس الحداث بل طالبهم بالتيان بمثلييه إمييا إحييداثا
وإما تبليغا عن الله أو عن مخلوق ليظهر عجزهم من جميع الجهات فقد يقال فنفييس أفعييال العبيياد
ليست من اليات إذ كانت مقدورة ومفعولة للعبد وإن كان ذلك بأقدار الله تعالى ول نفييس القييدرة
على ذلك الفعل فإن المقصود من القدرة هييو الفعييل بييل اليييات خارجيية عيين مقييدور جميييع العبيياد
الملئكة والجن والنس وهي أيضا ل تنال بالكتساب فإن النس والجن قد يقييدرون بأسييباب مباينيية
لهم على أمور كما يقدرون على قتل من يقتلونه وإمراضه ونحو ذلك وآيات النبياء ل يقييدر أحييد أن
يتوصل اليها بسبب والسحر والكهانة مما يمكين التوصيل الييه بسيبب كاليذي ييأتي بيأقوال وأفعيال
تحدثه بها الجن فالنبوة ل تنال بكسب العبيد ول آياتها تحصل بكسب العبيياد وهييذا ميين الفييروق بييين
آيات النبياء وبين السحر والكهانة وبينهما فروق كثرة أكثر من عشرة أحدها أن ما تخبر به النبياء ل
يكون ال صدقا وأما ما يخبرهم به من خالفهم من السحرة والكهان وعباد المشركين وأهييل الكتيياب
وأهل البدع والفجور من المسلمين فإنه ل بد فيه من الكذب الثاني أن النبياء ل تأمر ال بالعييدل ول
تفعل ال العدل وهؤلء المخالفون لهم ل بد لهم من الظلم فإن من خالف العييدل ل يكييون ال ظلمييا
فيدخلون فييي العييدوان علييى الخلييق وفعييل الفييواحش والشييرك والقييول علييى اللييه بل علييم وهييي
المحرمات التي حرمها الله مطلقا كما قال تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطننن
والثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بال ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على
ءءءء ءءءءءءءء ءءءءء 1ء ءءءء .296
الله مال تعلمون الثالث أن ما يأتي به من يخالفهم معتاد لغير النبياء كما هو معتنناد للسننحرة والكهننان
وعباد المشركين وأهل الكتاب وأهل البدع والفجور وآيات النبياء هي معتادة أنها تدل على خبر ال وأمننره
على حكمه فتدل على أنهننم أنبينناء وعلنى صنندق منن أخننبر بنبننوتهم سنواء كنانوا هنم المخننبرين أو غيرهننم
وكرامات الولياء هي من هذا فإنهم يخبرون بنبوة النبياء وكذلك أشراط الساعة هي أيضا تدل على صدق
النبياء اذ كانوا قد أخبروا بها فالذي جعله أولئك من كرامات الولياء وأشراط الساعة ناقضا ليات النبياء
اذ هو من جنسها ول يدل عليها فأولئك كذبوا بالموجود وهننؤلء سننووا بيننن اليننات وغيرهننا فلننم تكننن فنني
الحقيقة عندهم آية وكانت اليات عند أولئك منتقضة وأولئك نصروا جهلهم بالتكذيب بالحق وهؤلء نصروا
جهلهم أيضا بقول الباطل فقالوا ان اليننة هنني المقرونننة بالنندعوى الننتي ل تعننارض وزعمننوا أنننه ل يمكننن
معارضة السحر والكهانة اذا جعل آية وأنه اذا لم يعارض كان آية وهو تكذيب بالحق أيضننا فننإنه قنند ادعنناه
غير نبي ولم يعارض فالطائفتان أدخلت في اليننات مننا لينس منهنا وأخرجنت منهنا منا هننو منهننا فكرامنات
الولياء واشراط الساعة من آيات النبياء وأخرجوها والسحر والكهانة ليس من آينناتهم وأدخلوهننا أو سننووا
بينها وبين اليات بل ونوابها الرابع أن آيات النبياء والنبوة لننو قنندر أنهننا تنننال بالكتسنناب فهنني انمننا تنننال
بعبادة ال وطاعته فإنه ل يقول عاقل ان أحدا يصير نبيا بالكذب والظلم بل بالصنندق والعنندل سنواء قننال ان
النبوة جزاء على العمل أو قال انه اذا زكى نفسنه فناض علينه منا يفينض علنى النبيناء فعلنى القنولين هني
مستلزمة للتزام الصدق والعدل وحينئذ فيمتنع أن صاحبها يكننذب علننى الن فننإن ذلننك يفسنندها بخلف مننن
خالف النبياء من السحرة والكهان وعباد المشننركين وأهننل البنندع والفجننور مننن أهنل الملننل واهننل الكتنناب
والمسلمين فإن هؤلء تحصل لهم الخوارق مع الكذب والثم بل خوارقهم
النبوات
مع ذلك أشد لنهم يخالفون النبياء وما ناقض الصدق والعدل لييم يكيين إل كييذبا وظلميا فكيل مين خيالف
طريق النبياء ل بد له من الكذب والظلم اما عمدا واما جهل وقوله تعالى تنزل على كل أفنناك أثيننم ليس
من شرطه أن يتعمد الكذب بل من كان جاهل يتكلم بل علم فيكذب فان الشييياطين تنيزل عليييه أيضيا اذ
من أخبر عن الشيء بخلف ما هو عليه من غير اجتهاد يعذر به فهو كذاب ولهييذا يصييف اللييه المشييركين
بالكذب وكثير منهم ل يتعمد ذلك وكذلك قال النبي صلى اللييه عليييه وسييلم لمييا أفييتى ابييو السيينابل بييأن
المتوفي عنها الحامل ل تحل بوضع الحمل بل تعتد أبعد الجلين فقال كذب أبو السنابل أي في قوله بييأن
المتوفي عنها الحامل ل تحل بوضع الحمل بل تعتد أبعد الجلين وكذلك لما قال بعضهم ابن الكيوع حبييط
عمله قال النبي صلى الله عليه وسلم كذب من قالها انه لجاهد مجاهد ونظائره كثيرة فالنبياء ل يقع في
إخبارهم عن الله كذب ل عمدا ول خطأ وكل من خالفهم ل بد أن يقع في خبره عيين اللييه كييذب ضييرورة
فإن خبره اذا لم يكن مطابقا لخبرهم كان مخالفا له فيكون كذبا فالييذي تنييزل عليييه الشييياطين اذا ظيين
واعتقد انهم جاءوا من عند الله وأخبر بذلك كان كاذبا وكذلك اذا قال عما أوحوه اليه إن الله أوحيياه اليييه
كان كاذبا قال تعالى ان الشياطين ليوحون الى أوليائهم ليجادلوكم ولما شاع خبر المختار بن أبي عبيد وهييو
أول من ظهر في السلم بالكذب في هذا وثبت في الصحيح عن النبي صلى اللييه عليييه وسييلم انييه قييال
يكون في ثقيف كذاب ومبير فكان الكذاب هو المختار بن أبي عبيد وكان يتشيع لعلي ولهذا يوجد الكييذب
في الشيعة اكثر مما يوجد في جميع الطوائف والمبير هو الحجاج بن يوسف وكييان ظالمييا معتييديا وكييان
يتشيع لعثمان والمختار يتشيع لعلي فذكر لبن عمر وابن عباس امر المختار وقيل لحدهما إنه يزعم أنييه
يوحى اليه فقال صدق ان الشياطين ليوحون الى أوليائهم وقيل للخر إنه يزعم أنه ينزل عليه فقال صييدق
هل أنبئكم على من تنزل الشننياطين تنننزل علننى كننل أفنناك أثيننم الخامس أن ما يييأتي بييه السييحرة والكهييان
والمشركون وأهل البدع من أهل الملل ل يخرج عن كونه مقدورا للنس والجن
النبوات
وآيات النبياء ل يقدر على مثلها ل النس ول الجن كما قال تعالى قل لئن اجتمعت النننس والجننن علننى أن
يأتوا بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا السادس أن ما يأتي به السحرة والكهييان
وكل مخالف للرسل تمكن معارضته بمثله وأقوى منه كما هو الواقع لمن عرف هذا الباب وآيييات النبييياء
ل يمكن أحدا أن يعارضها ل بمثلها ول بأقوى منها وكذلك كرامات الصالحين ل تعارض ل بمثلها ول بييأقوى
منها بل قد يكون بعض آيات أكبر من بعض وكذلك آيات الصالحين لكنها متصادقة متعاونة علييى مطلييوب
واحد وهو عبادة الله وتصديق رسله فهيي آييات ودلئل وبراهيين متعاضيدة عليى مطليوب واحيد والدلية
بعضها أدل وأقوى من بعض ولهذا كان المشايخ الذين يتحاسدون ويتعادون ويقهر بعضهم بعضييا بخييوارقه
إما بقتل وإمراض وإما بسلب حاله وعزله عن مرتبته وإما غير ذلك خوارقهم شيطانية ليسييت ميين آيييات
النبياء والولياء وكثير من هؤلء يكون في الباطن كافرا منافقا وكثير منهم يموت على غير السلم وكثير
منهم يكون مسلما مع ظلم يعرف انه ظلم ومنهم من يكون جاهل يحسب أن ما هو عليه مما أمر الله به
ورسوله هذا كما يقع للملوك المتنازعين على الملك من قهر بعضهم لبعض فهذا خارج عن سيينة رسييول
الله صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين السابع أن آيات النبياء هييي الخارقيية للعييادات عييادات
النس والجن بخلف خوارق مخالفيهم فإن كل ضرب منها معتاد لطائفة غير النبياء وآيات النبياء ليست
معتادة لغير الذين يصدقون على الله ويصدقون من صدق على الله وهم الذين جيياءوا بالصييدق وصييدقوا
وتلك معتادة لمن يفتري الكذب على الله أو يكذب بالحق لما جاءه فتلك آيات على كذب أصحابها وآيييات
النبياء آيات على صدق أصحابها فإن الله سبحانه ل يخلى الصادق مما يدل على صدقه ول يخلي الكاذب
مما يدل على كذبه إذ من نعته ما أخبر به في قوله أم يقولون افترى على ال كذبا فإن يشأ ال ن يختننم علننى
قلبك ثم قال خبرا مبتديا ويمح ال الباطل ويحق الحق بكلماته فهو سبحانه ل بييد أن يمحيق الباطييل ويحيق
الحق بكلماته وقال تعالى
النبوات
وما خلقنا السماء والرض وما بينهما لعبين لو أردنا أن نتخذ لهوا لتخذناه من لدنا إن كنا فنناعلين بننل نقننذف
بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون كما أخبر فيي موضييع أنيه لييم يخليق الخلييق
عبثا ول سدى وإنما خلقهم بالحق وللحق فل بد أن يجزي هؤلء وهؤلء باظهار صدق هؤلء وإظهار كييذب
هؤلء كما قال بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق الثامن ان هذه ل يقدر عليهييا مخلييوق فل
تكون مقدورة للملئكة ول للجن ول للنس وإن كانت الملئكة قد يكون لهم فيها سبب بخلف تلك فإنهييا
إما مقدورة للنس أو للجن أو مما يمكنهم التوصل اليها بسبب وأما كرامييات الصييالحين فهييي ميين آيييات
النبياء كما تقدم ولكن ليست من آيياتهم الكيبرى ول يتوقيف اثبيات النبيوة عليهيا وليسيت خارقية لعيادة
الصالحين بل هي معتادة في الصالحين من أهل الملل في أهل الكتاب والمسييلمين وآيييات النبييياء الييتي
يختصون بها خارقة لعادة الصالحين التاسع أن خوارق غير النبياء والصالحين من السييحرة والكهييان أهيل
الشرك والبدع تنال بأفعالهم كعباداتهم ودعييائهم وشييركهم وفجييورهم ونحييو ذلييك وأمييا آيييات النبييياء فل
تحصل بشيء من ذلك بل الله يفعلها آية وعلمة لهم وقد يكرمهم بمثل كرامات الصييالحين وأعظييم ميين
ذلك مما يقصد به إكرامهم لكن هذا النوع يقصد بييه الكييرام والدلليية بخلف اليييات المجييردة كانشييقاق
القمر وقلب العصا حية وإخراج يده بيضاء والتيان بالقرآن والخبييار بييالغيب الييذي يختيص اللييه بيه فييأمر
اليات الى الله ل إلى اختيار المخلوق والله يأتي بها بحسب علمه وحكمته وعدله ومشيئته ورحمتييه كمييا
ينزل ما ينزله من آيات القرآن وكما يخلق من يشاء من المخلوقات بخلف مييا حصييل باختيييار العبييد إمييا
لكونه يفعل ما يوجبه أو يدعو الله به فيجيبه فالخوارق التي ليست آيييات تييارة تكييون بييدعاء العبييد واللييه
تعالى يجيب دعوة المضطر وان كان كافرا لكن للمؤمنين من إجابة الدعاء ما ليس لغيرهم وتييارة تكييون
بسعيه في أسبابها مثل توجهه بنفسه وأعوانه وبمن يطيعه ميين الجيين والنييس فييي حصييولها وأمييا آيييات
النبياء فل تحصل بشيء من ذلك العاشر أن النبي قد خلت من قبله أنبياء يعتبر بهم فل
النبوات
وقال تعالى يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليننم وإن هننذه أمتكننم أمننة واحندة
وأنا ربكم فاتقون ثم قال فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون وقال تعالى لمييا ذكيير النبييياء
ان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كل الينننا راجعننون فمننن يعمنل مننن الصنالحات
وهو مؤمن فل كفران لسعيه وإنا له كاتبون قال تعالى وقالوا لن يدخل الجنة إل من كان هودا أو نصارى تلك
أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى من اسلم وجهننه لن وهننو محسننن فلننه أجننره عننند ربننه ول خنوف
عليهم ول هم يحزنون فالنبياء يصدق متأخرهم متقدمهم ويبشير متقيدمهم بمتيأخرهم كمييا بشيير المسييح
ومن قبله بمحمد وكما صدق محمد جميع النبيين قبله ولهذا يقول يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزل
مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وقال ننننزل
عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والنجيل من قبننل هنندى للننناس وأنننزل الفرقننان إن الننذين
كفروا بآيات ال لهم عذاب شديد وقال وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه
والنبياء وأتباعهم كلهم مؤمنون مسلمون يعبدون الله وحده بما أمر ويصدقون بجميع ما جاءت به النبياء
ومن خالفهم ل يكون ال مشركا ومكذبا ببعض ما أنزل اللييه وبييين الطييائفتين فييروق كييثيرة غييير خييوارق
العادات الحادي عشر أن النبي هو وسييائر المييؤمنين ل يخييبرون إل بحييق ول يييأمرون ال بعييدل فيييأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر ويأمرون بمصييالح العبيياد فييي المعيياش والمعيياد ل يييأمرون بييالفواحش ول
الظلم ول الشرك ول القول بغير علم فهم بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها ل بتبديلها وتغييرها فل يييأمرون
إل بما يوافق المعروف في العقول الذي تتلقاه القلوب السليمة بالقبول فكمييا أنهييم هييم ل يختلفييون فل
يناقض بعضهم بعضا بل دينهم وملتهم واحد وإن تنوعت الشرائع فهم أيضا
النبوات
مثال الشيء فيظنون أن الذي رأوه هيو الشيييء نفسيه أو يسيمعونهم صييوتا يشيبه صيوت مين يعرفيونه
فيظنون أنه صوت ذلك المعروف عندهم وهذا كثير موجود في أهل العبادات البدعية التي فيهييا نيوع ميين
الشرك ومخالفة للشريعة وأما أصحاب الكلم والمقال البهتاني فإنهم بنوا أصولهم العقلية واصول دينهم
الذي ابتدعوه على مخالفة الحس والعقل فأهل الكلم أصل كلمهم في الجواهر والعييراض مبنييي علييى
مخالفة الحس والعقل فانهم يقولون إنا ل نشهد بل ول نعلم في زماننا حدوث شيء من العيان القائميية
بنفسها بل كل ما نشهد حدوثه بل كل ما حدث من قبل أن يخلق آدم إنما تحييدث أعييراض فييي الجييواهر
التي هي باقية ل تستحيل قط بل تجتمع وتتفرق والخلق عندهم الموجود في زماننا انما هو جمع وتفريييق
ل ابتداع عين وجوهر قائم بنفسه ول خلق لشيء قييائم بنفسييه ل انسييان ول غيييره وإنمييا يخلييق أعراضييا
ويقولون ان كا ما تشاهده من العيان فإنها مركبة من جواهر كل جوهر منها ل يتميز يمينييه عيين شييماله
وهذا مخالفة للحس والعقل كالول ويقول كثير منهم إن العراض ل تبقى زمييانين ويقولييون انييه ل يفنييى
ويعدم في زماننا شيء من العيان بل كما ل يحدث شيء من العيان ل يفنييى شيييء ميين العيييان فهييذا
أصل علمهم ودينهم ومعقولهم الذي بنوا عليه حدوث العالم واثبات الصانع وهيو مخيالف للحيس والعقيل
ويقول الذين يثبتون الجوهر الفرد ان الفلك والرحى وغيرهما يتفكك كلما اسيتدار ويقيول كيثير منهيم إن
كل شيء فإنه يمكن رؤيته وسمعه ولمسه الى غير ذلك من المور التي جعلوهييا أصييول علمهييم ودينهييم
وهيييييييييييييييييييييييييييي مكيييييييييييييييييييييييييييابرة الحيييييييييييييييييييييييييييس والعقيييييييييييييييييييييييييييل
والمتفلسفة أضل من هؤلء فانهم يجعلون ما في الذهن ثابتا في الخارج فيدعون أن مييا يتصييوره العقييل
من المعاني الغائبة الكلية موجودة في الجواهر قائمة بأنفسها إما مجردة عيين العيييان وإمييا مقترنيية بهييا
وكذلك العدد والمقدار والخلء والدهر والمييادة يييدعون وجييود ذلييك فييي الخييارج وكييذلك مييا يثبتييونه ميين
العقول والعلة الولى الذي يسميه متأخروهم واجب الوجود وعامة ما يثبتونه من العقليات إنما
ءءءء ءءءءءءءء ءءءءء 1ء ءءءء .304
النبوات
يوجد في الذهن فالذي ل ريب في وجوده نفس النسان وما يقوم بها ثم ظنوا ما يقوم بها من العقليييات
موجودا في الخارج فكان افسادهم للعقل أعظم كما أن افساد المتكلمييين للحييس أعظييم مييع أن هييؤلء
المتفلسفة عمدتهم هي العلوم العقلية والعقليات عندهم أصح ميين الحسيييات وأولئك المتكلمييون أصييول
علمهييم هييي الحسيييات ثييم يسييتدلون بهييا علييى العقليييات وبسييط هييذه المييور لييه موضييع آخيير
والمقصود هنا التنبيه على أن من خالف النبياء فإنه كما أنه مكذب لما جاءوا به من النبوة والسييمع فهييو
مخالف للحس والعقل فقد فسد عليه الدلة العقلية والنقلية والله سبحانه وتعالى أعلم