‫يكون التعليم استهلكا عندما ‪.....

‬‬

‫على الرغم من الدور الذي يقوم به التعليم كمفتاح لفاق التنمية و مشعل يضيء ظلمات‬
‫التخلف ‪ ،‬إل أنه في أحيان كثيرة يتقاعس التعليم رغما عنه في أداء دوره التنموي ‪ ،‬مما يجعل كل ما‬
‫ينفق عليه استهلكا لرأس المال ل استثمارا و ذلك ببساطة عندما يفشل في تكوين رأس المال البشري‬
‫و تنميته التنمية الملئمة للدور المستقبلي الذي نعده له عن طريق التعليم الملئم ‪ ،‬فباختصار معادلة‬
‫التنمية هي‪:‬‬
‫موارد طبيعية ‪ +‬موارد بشرية مدربة ‪ +‬سياسات تنموية مستقبلية مرنة =‬
‫التنمية‬
‫ولذلك سأقدم رسما للوضاع التي ينظر فيها للتعليم كمحرقة للمال دونما عائد يذكر ‪ ،‬من مثل ‪:‬‬
‫•يكون التعليم منهجا و طريقة ل يمت بصلة إلى اهتمامات الطالب‬
‫أو تطلعاته للمستقبل و ل يراعي قدراته وميوله‪.‬‬
‫•عندما يوضع للتعليم خططا و استراتيجيات طويلة المد وفق‬
‫اجتهادات بسيطة دونما اعتبار للساليب العلمية في التنبؤ‬
‫بالمستقبل و دونما دراية بآلية التغير التكنولوجي السريع‪.‬‬
‫•عندما يكون التلقين والختبارات التحصيلية ديدن التعليم وضالته‬
‫‪،‬في تجاهل تام لتنويع وسائل التقويم وتعدد طرق التدريس ‪،‬‬
‫والتي تفضي في نهاية المطاف إلى تخرج طلب يحملون‬
‫شهادات علمية للحصول على الوظائف بعقول شبه فارغة من‬
‫المعارف و المهارات المفترض بهم اكتسابها‪.‬‬
‫•عندما يكون التعليم متأخرا عما يحدث فعليا في المجتمع مما‬
‫يجعل عجلة التنمية تتعثر و تتوقف عن الدوران ‪ ،‬مثل أن يحتمل‬
‫الطالب مشقة فهم نظريات وتطبيقات عملية عليها ‪ ،‬يصدم عندما‬
‫يتجه إلى سوق العمل أن الزمن قد تجاوزها و قد تكون انقرضت‬
‫– وقد عايشت ذلك بنفسي عندما أخذت أعلم الطالبات في أحد‬
‫‪1‬‬
 ‫فصول الثقافة العلمية عن جهاز الكتروني جديد يقدم فائدة جليلة‬
‫للنسان وهو الفاكس !!!! ولكن الواقع أن الفاكس قديم نسبيا و‬
‫قد تطور الجهاز نفسه وظهرت بدائل أخرى له ‪ -‬وظهر بعضها‬
‫أجيال من تطبيقات أخرى أكثر حداثة وفائدة ولكنها ل تدرس!!‪.‬‬
‫يكون التعليم استهلكا عندما ‪.....‬‬

‫•عندما يكون هدفنا من التعليم استثمار ما أنفقناه فيه فل بد من‬

‫العتماد على آلية علمية تتفوق على المجاملت الجتماعية و‬
‫تصمد أمام الضغوط المجتمعية لختيار الطلبة في الكليات‬
‫والمعاهد ليتعلموا و يتخصصوا في تخصصات معينة تحقق‬
‫العائد منها للطالب مستقبل وللمجتمع الذي مول التعليم ثانيا ‪،‬‬
‫والواقع يجعلني ل أزخرف القول وأختصره بأن الجامعات و‬
‫المعاهد تقبل أكثر من طاقاتها الستيعابية تحت وطأة الضغوط ‪،‬‬
‫كما أن تدخلها في تخصصات الطلب محدود ‪ ،‬مما يوقعنا في‬
‫دوامة الخريجين الذين ينتظرون الوظائف ‪ ،‬ومن ثم ترضخ‬
‫الحكومة فتوظفهم بوظائف ل يفقهون بها كبطالة مقنعة والنتيجة‬
‫أن الدولة احتملت تكاليف تعليمهم عبئا و زاد العبء بتحمل‬
‫نفقات مرتباتهم دونما أي استفادة بل إن ذلك يقيد خطط التنمية‬
‫ويؤجلها لنقص الموارد المالية ‪.‬‬

‫وأختم المقالة بالتأكيد على أن التعليم أيا يكن‬

‫مستواه إذا لم يضف للطالب المعارف و المهارات و‬
‫التجاهات التي تنسجم والرؤية المستقبلية الثاقبة‬
‫فانه استهلك للوقت والجهد والمال ‪.‬‬

‫‪2‬‬
3