‫كل معروف صدقة‬

‫خِذ اْلَعْفَو َوْأُمْر‬

‫أرشد ال نبيه ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬إلى أن يأمر أمته بالمعروف‪ ،‬وأن يكون سجية وخلقًا له ولهم فقال ‪ -‬تعالى ‪ُ } :-‬‬
‫ِباْلُعْرف‬
‫وأخبر النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬أن‪)) :‬كل معروف صدقة((‪ ،‬و"كل" من أقوى ألفاظ العموم‪ ،‬كما هو معلوم في كتب الصول‪،‬‬
‫فكل معروف تفعله ‪ -‬أخي ‪ -‬تؤجر عليه؛ وقد جاءت‬

‫‪:‬نصوص كثيرة تبين لنا رررر ررررر‬

‫سلمى من الناس ‪،‬‬‫ورررر ما جاء في حديث أبي هريرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪)) :-‬كل ُ‬
‫عليه صدقة‪ ،‬كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الثنين صدقة‪ ،‬ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها‪ ،‬أو يرفع عليها متاعه صدقة‪،‬‬
‫))والكلمة الطيبة صدقة‪ ،‬وكل خطوة يخطوها إلى الصلة صدقة‪ ،‬ويميط الذى عن الطريق صدقة‬

‫ل جاء إلى النبي ‪ -‬صلى ال عليه‬ ‫ررر ررررر ررررررر ما جاء في حديث عن ابن عمر ‪ -‬رضي ال عنهما ‪ -‬أن رج ً‬
‫وسلم ‪ -‬فقال‪ :‬يا رسول ال أي الناس أحب إلى ال‪ ،‬وأي العمال أحب إلى ال؟ فقال رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪)) :-‬أحب‬
‫الناس إلى ال ‪ -‬عز وجل ‪ -‬أنفعهم للناس‪ ،‬وأحب العمال إلى ال سرور تدخله على مسلم‪ ,‬أو تكشف عنه كربة‪ ,‬أو تقضي عنه دينًا‪,‬‬
‫أو تطرد عنه جوعًا‪ ،‬ولن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا في مسجد المدينة‪ ،‬ومن ك ّ‬
‫ف‬
‫غضبه ستر ال عورته‪ ،‬ومن كظم غضبه ولو شاء أن يمضيه أمضاه مل ال قلبه رخاء يوم القيامة‪ ،‬ومن مشى مع أخيه في حاجة‬
‫‪.‬حتى تتهيأ له ثبت ال قدمه يوم تزول القدام((‪6‬‬
‫ل إّنا قوم من أهل‬
‫ل ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬فقلت‪ :‬يا رسول ا ّ‬‫ي ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال‪ :‬أتيت رسول ا ّ‬ ‫ى الهجيم ّ‬ ‫وعن أبي جر ّ‬
‫ن من المعروف شيئًا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي‪،‬‬ ‫ل ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ -‬به؟ قال‪)) :‬ل تحقر ّ‬
‫البادية‪ ،‬فعّلمنا شيئًا ينفعنا ا ّ‬
‫‪.‬ولو أن تكّلم أخاك ووجهك إليه منبسط((‪7‬‬

‫ومن أنواع الصدقات أيضًا رررر رررررر ررر ررررررر‬

‫سو َ‬
‫ل‬ ‫ن َيا َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬ما ُه ّ‬
‫ت(( ِقي َ‬‫س ّ‬‫سِلِم ِ‬‫عَلى اْلُم ْ‬‫سِلِم َ‬
‫ق اْلُم ْ‬
‫حّ‬‫ل ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬قال‪َ )) :‬‬ ‫فعن َأبى هريرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪َ -‬أن رسول ا ّ‬
‫ض َفُعْدُه‪َ ،‬وِإَذا‬
‫سّمْتُه‪َ ،‬وِإَذا َمِر َ‬
‫ل َف َ‬
‫حِمَد ا َّ‬
‫س َف َ‬
‫ط َ‬ ‫عَ‬ ‫ح َلُه‪َ ،‬وِإَذا َ‬
‫صْ‬
‫ك َفاْن َ‬
‫حَ‬
‫صَ‬‫سَتْن َ‬
‫جْبُه‪َ ،‬وِإَذا ا ْ‬
‫ك َفَأ ِ‬
‫عا َ‬‫عَلْيِه‪َ ،‬وِإَذا َد َ‬
‫سّلْم َ‬
‫ل‪ِ)) :‬إَذا َلِقيَتُه َف َ‬‫ل؟ َقا َ‬
‫ا ِّ‬
‫ت َفاّتِبْعُه((‪ ،8‬وفي حديث البراء بن عازب ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال‪ :‬أمرنا رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬بسبع‪ :‬وذكر منها‪:‬‬ ‫َما َ‬
‫سِم(( وعن عمر بن الخطاب عن النبي ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬في هذه القصة قال‪:‬‬ ‫عي‪َ ،‬وِإْبَراَر اْلُمْق ِ‬ ‫جاَبَة الّدا ِ‬‫ظُلوِم‪َ ،‬وِإ َ‬ ‫صَر اْلَم ْ‬‫))َوَن ْ‬
‫‪)).‬وتغيثوا الملهوف‪ ،‬وتهدوا الضال((‪10‬‬

‫ومنها‪ :‬ررررر رررررر في الدين‬

‫ل‪َ :‬م ْ‬
‫ن‬ ‫ك َتُقو ُ‬ ‫سِمْعُت َ‬
‫صَدَقٌة‪ُ ،‬ثّم َ‬ ‫ل َيْوٍم ِمْثِلِه َ‬
‫سرًا َفَلُه ِبُك ّ‬‫ظَر ُمْع ِ‬‫ن َأْن َ‬
‫ل َم ْ‬ ‫ل َتُقو ُ‬
‫ل ا ِّ‬
‫سو َ‬ ‫ك َيا َر ُ‬‫سِمْعُت َ‬
‫ت‪َ :‬‬‫فعن سليمان بن بريدة عن َأبيه قال ُقْل ُ‬
‫ل َيْوٍم ِمْثَلْيِه‬
‫ظَرُه َفَلُه ِبُك ّ‬
‫ن َفَأْن َ‬
‫ل الّدْي ُ‬
‫حّ‬
‫ن‪َ ،‬فِإَذا َ‬‫ل الّدْي ُ‬
‫حّ‬ ‫ن َي ِ‬
‫ل َأ ْ‬‫صَدَقٌة َقْب َ‬
‫ل َيْوٍم َ‬ ‫ل‪َ )) :‬لُه ِبُك ّ‬‫صَدَقٌة؟ َقا َ‬
‫ل َيْوٍم ِمْثَلْيِه َ‬
‫سرًا َفَلُه ِبُك ّ‬
‫ظَر ُمْع ِ‬
‫َأْن َ‬
‫‪َ )).‬‬
‫صَدَقٌة‬

‫ومنها‪ :‬ررررررر ررر ررررررر‬

‫جدَ‬
‫ش‪َ ،‬فَو َ‬ ‫ط ُ‬‫عَلْيِه اْلَع َ‬
‫شَتّد َ‬‫قا ْ‬ ‫طِري ٍ‬‫شي ِب َ‬ ‫ل َيْم ِ‬
‫جٌ‬‫ل عليه وسلم ‪ -‬قال‪َ)) :‬بْيَنَما َر ُ‬ ‫ل ‪ -‬صلى ا ّ‬ ‫لما جاء في الحديث‪ :‬عن َأبي هريرة َأن رسول ا ّ‬
‫ن َبَلَغ‬‫ل الِّذي َكا َ‬ ‫ش ِمْث ُ‬‫ط ِ‬ ‫ن اْلَع َ‬
‫ب ِم ْ‬‫ل‪َ :‬لَقْد َبَلَغ َهَذا اْلَكْل َ‬
‫جُ‬
‫ل الّر ُ‬‫ش‪َ ،‬فَقا َ‬
‫ط ِ‬ ‫ن اْلَع َ‬‫ل الّثَرى ِم ْ‬ ‫ث َيْأُك ُ‬
‫ب َيْلَه ُ‬
‫ج َفِإَذا َكْل ٌ‬
‫خَر َ‬ ‫ب‪ُ ،‬ثّم َ‬
‫شِر َ‬ ‫ل ِفيَها َف َ‬‫ِبْئرًا َفَنَز َ‬
‫ل‪:‬‬
‫جرًا؟ َفَقا َ‬‫ن َلَنا ِفي اْلَبَهاِئِم َأ ْ‬‫ل َوِإ ّ‬
‫ل ا ِّ‬
‫سو َ‬ ‫ل َلُه َفَغَفَر َلُه(( َقاُلوا‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫شَكَر ا ُّ‬‫ب‪َ ،‬ف َ‬
‫سَقى اْلَكْل َ‬ ‫سَكُه ِبِفيِه‪َ ،‬ف َ‬
‫خّفُه‪ُ ،‬ثّم َأْم َ‬
‫ل ُ‬
‫ل اْلِبْئَر َفَم َ‬
‫ِبي‪َ ،‬فَنَز َ‬
‫جٌر((‪12‬‬ ‫طَبٍة َأ ْ‬
‫ت َكِبٍد َر ْ‬ ‫ل َذا ِ‬ ‫‪َ)).‬نَعْم ِفي ُك ّ‬

‫رررررر رر ررر رررر رر ررررر‬

‫فإذا لم يفعل الخير فل يفعل الشر‪ ،‬ويشهد لذلك ما جاء في حديث أبي ذر ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال‪ :‬قلت يا رسول ال أي العمال‬
‫أفضل؟ قال‪)) :‬اليمان بال‪ ،‬والجهاد في سبيله(( قال‪ :‬قلت‪ :‬أي الرقاب أفضل؟ قال‪)) :‬أنفسها عند أهلها‪ ،‬وأكثرها ثمنًا(( قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫فإن لم أفعل؟ قال‪)) :‬تعين صانعًا‪ ،‬أو تصنع لخرق(( قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول ال أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال‪)) :‬تكف شرك‬
‫‪)).‬عن الناس؛ فإنها صدقة منك على نفسك‬
‫رررر ررررر‬
‫وفاعل المعروف وإن لم يكن له نية التقرب حين الشروع بالعمل فنرجو أن يأجره ال على ذلك‪ ،‬فقد سئل الحسن ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬عن‬
‫"الرجل يسأله آخُر حاجة وهو يبغضه‪ ،‬فيعطيه حياء؛ هل له فيه أجر؟ فقال‪" :‬إن ذلك لمن المعروف‪ ،‬وإن في المعروف لجرًا‬
 ‫وبالعموم فلنتذكر حديث رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪)) :-‬والذي نفسي بيده ما من عبد يعمل بخصلة منها يريد ما عند ال إل‬
‫‪.‬أخذت بيده يوم القيامة فأدخلته الجنة((‪21‬‬
‫نسأل ال أن ينفع بنا‪ ،‬وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر‪ ،‬وأن يستعملنا في طاعته‪ ،‬وصلى ال على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫‪.‬وسلم‬