Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 382

‫منهاج البراعة في شرح نهج البلغة‬

‫)حبيب ال الخوئي(‬
‫ج‪3‬‬
‫عععع ععع ععععععع عع ععع عععع ععع ععععع ع‬
‫ع عععععع‬
‫عععع عععععع ععععععع‬
‫عععع ع عع عع ععع عععععع عع ععععع عععععع‬

‫ل الّرحمن الّرحيم‬
‫بسم ا ّ‬

‫عععععع ع عععععع ع ع ع عععع ع عع ع عع ع‬


‫عععععع ع عععععع ع ع ع ع ع عع ععع ع ع عع‬
‫ععععع ع ععععع‬
‫ععع‬

‫سلم على البيعة و إنكار من أنكر عليهم ذلك و ما جججرى‬ ‫من إجبار أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل على أهججل البغججي و العججدوان ‪ ،‬و نحججن ذاكججر‬ ‫في تلك الوقايع من الظلم و الطغيان لعنة ا ّ‬
‫ل عليهم ‪ ،‬و أّما ما ذكره العامججة فججي هججذا‬
‫هنا ما وصل إلينا من طرق أصحابنا رضوان ا ّ‬
‫ل فججي‬‫صة إنشآء ا ّ‬‫الباب و رووه في سيرهم و تواريخهم فتصّدى لها كبعض روايات الخا ّ‬
‫سلم إلى هذا المرام ‪.‬‬‫شرح الخطب التية مّما أشار فيها المام عليه ال ّ‬

‫ي بججن أبججي طججالب الطبرسججي فججي كتججاب‬ ‫شيخ أبججي منصججور أحمججد بججن علج ّ‬‫فنقول ‪ :‬روى ال ّ‬
‫صحيح عن رجججال ثقججة عججن‬ ‫ي الشيباني باسناده ال ّ‬‫ضل محّمد بن عل ّ‬ ‫الحتجاج عن أبي المف ّ‬
‫ل عليه و آلججه و سجّلم خجرج فججي مرضجه الججذي تججوّفى فيجه إلججى‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬ ‫ثقة ‪ ،‬أ ّ‬
‫صلة متوكئا‬ ‫ال ّ‬

‫]‪[3‬‬

‫صججلة الججتي أراد الّتخلججف عنهججا‬


‫على الفضل بن عّباس و غلم له يقال له ‪ :‬ثوبان و هي ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و خرج ‪ ،‬فلما صّلى عججاد إلججى منزلججه‬ ‫لثقله ثّم حمل على نفسه صّلى ا ّ‬
‫فقال لغلمه ‪:‬‬

‫اجلس على الباب و ل تحجب أحدا من النصار و تجله الغشى فجججاء النصججار فأحججدقوا‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬فقججال ‪ :‬هججو مغش ج ّ‬
‫ي‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫بالباب و قالوا ‪ :‬ائذن لنا على رسول ا ّ‬
‫عليه و عنده نساؤه ‪،‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم البكججآء فقججال ‪ :‬مججن هججؤلء ؟‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫فجعلوا يبكون ‪ ،‬فسمع رسول ا ّ‬
‫قالوا ‪ :‬النصار ‪،‬‬
‫ي و العباس فدعاهما ‪ ،‬و خرج متججوكئا عليهمججا‬ ‫فقال ‪ :‬من هيهنا من أهل بيتي ؟ قالوا ‪ :‬عل ّ‬
‫فاستند إلى جذع ‪ 1‬من أساطين مسجده و كان الجذع جريد نخل فاجتمع الّنججاس و خطججب‬
‫ل خّلججف تركججة و قججد‬
‫ي قججط إ ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و قال في كلمه ‪ :‬إّنه لم يمججت نججب ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫خّلفت فيكم الّثقلين ‪:‬‬

‫ن النصار كرشي ‪ 2‬و عيبتي‬ ‫ل ‪ ،‬أل و إ ّ‬


‫ل و أهل بيتي ‪ ،‬أل فمن ضّيعهم ضّيعه ا ّ‬ ‫كتاب ا ّ‬
‫لج و الحسججان إليهججم ‪ ،‬فججاقبلوا مججن محسججنهم و‬‫التي آوي إليها ‪ ،‬و إّنججي أوصججيكم بتقججوى ا ّ‬
‫تجاوزوا عن مسيئهم ‪.‬‬

‫لج و الّنصججر و العافيججة حيججث أمرتججك بمججن‬ ‫ثّم دعا اسامة بن زيد و قال ‪ :‬سر على بركججة ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬قججد أّمججره علججى جماعججة مججن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫أمّرتك عليه ‪ ،‬و كان رسول ا ّ‬
‫المهاجرين و النصار فيهم أبو بكر و عمر و جماعة من المهاجرين الولين ‪ ،‬و أمره أن‬
‫يعبروا » يغبروا خ ل « على موتة ‪ 3‬و اد من فلسطين ‪ ،‬فقال اسامة ‪ :‬بأبى أنججت و أّمججى‬
‫ل ‪ ،‬فججاّنى مججتى خرجججت و أنججت علججى‬ ‫ل أتأذن لى فى المقام أّياما حّتى يشفيك ا ّ‬‫يا رسول ا ّ‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم ‪ :‬انفججذيا‬‫هذه الحالة خرجت و فى قلبى منججك قرحججة ‪ ،‬فقججال صجّلى ا ّ‬
‫لجج‬
‫ب في حال من الحوال ‪ ،‬فبلغ رسول ا ّ‬ ‫ن القعود عن الجهاد ل نح ّ‬ ‫اسامة لما أمرتك ‪ ،‬فإ ّ‬
‫ل عليه و آله ‪:‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ن الّناس طعنوا فى عمله ‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬ ‫ل عليه و آله أ ّ‬‫صّلى ا ّ‬

‫ل إّنه لخليق للمججارة و‬


‫بلغنى أنكم طعنتم في عمل اسامة و فى عمل أبيه من قبل ‪ ،‬و أيم ا ّ‬
‫ي ‪ ،‬فأوصيكم به خيرا فلن قلتم في أمججارته‬ ‫ب الّناس إل ّ‬
‫ن أباه كان خليقا لها و إّنه لمن أح ّ‬
‫إّ‬
‫فقد قال قائلكم في أمارة أبيه ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققققق ققق قققققق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق ققققق ققققق ق قققق قققق ق ققققق ق‬
‫قق ققققق قققق ققق ق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قققق ققق ققق قققق قق ققققققق ق ققق ‪.‬‬

‫]‪[4‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم بيته و خرج اسامة من يججومه حّتججى عسججكر‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ثّم دخل رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬أن ل‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫على رأس فرسخ من المدينة و نادى منادي رسول ا ّ‬
‫يتخّلف عن اسامة أحد مّمن أّمرته عليه ‪ ،‬فلحججق الّنجاس بجه ‪ ،‬و كجان أول مججن سجارع إليجه‬
‫أبوبكر و عمرو أبو عبيدة ابن الجّراح ‪ ،‬فنزلوا في زقاق ‪ 1‬واحد مع جملة أهل العسكر ‪.‬‬

‫ل عليه و آله فجعل الّنججاس مّمججن لججم يكججن فججي بعججث اسججامة‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬و نقل رسول ا ّ‬
‫يدخلون عليه إرسال ‪ 2‬و سعد بن عبادة شاك ‪ 3‬فكان ل يججدخل أحججد مجن النصجار علجى‬
‫ل انصرف إلى سعد يعوده ‪.‬‬ ‫ل عليه و آله و سّلم إ ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫الّنب ّ‬

‫ضحى من يججوم الثنيججن بعججد خججروج‬ ‫ل عليه و آله وقت ال ّ‬


‫ل صّلى ا ّ‬‫قال ‪ :‬و قبض رسول ا ّ‬
‫اسامة إلى معسكره بيومين ‪ ،‬فرجع أهل العسكر و المدينة قد رجفججت بأهلهججا ‪ ،‬فأقبججل أبججو‬
‫بكر على ناقة له حّتى وقف على باب المسجد فقال ‪ :‬أيها الّناس ما لكججم تموجججون إن كججان‬
‫ب محّمد لم يمت ‪.‬‬‫محّمد قد مات فر ّ‬

‫ل رسول قد خلت من قبله الّرسل أفإن مات أو قتل انقلبتججم علججى أعقججابكم و‬ ‫» و ما محّمد إ ّ‬
‫ل شيئا « ثجّم اجتمعججت النصججار إلججى سججعد بججن عبججادة و‬ ‫من ينقلب على عقبيه فلن يضّر ا ّ‬
‫جاذبه إلى سقيفة بنى ساعدة فلما سمع بذلك عمر أخبر به أبا بكر و مضيا مسججرعين إلججى‬
‫سقيفة خلق كججثير مججن النصججار و سججعد بججن‬ ‫سقيفة و معهما أبو عبيدة بن الجّراح و في ال ّ‬‫ال ّ‬
‫عبادة بينهم مريض ‪ ،‬فتنازعوا المر بينهم فآل المر إلى أن قال أبو بكر في آخر كلمججه‬
‫للنصار ‪ :‬إّنما أدعوكم إلى أبى عبيدة بن الجّراح أو عمرو كلهما قد رضيت لهذا المر‬
‫و كلهما أراه له أهل ‪ ،‬فقال أبو عبيدة و عمر ‪ :‬ما ينبغي لنا أن نتقّدمك يججا أبججا بكججر أنججت‬
‫ق بهذا المر و أولنا به ‪ ،‬فقالت‬ ‫أقدمنا اسلما و أنت صاحب الغار و ثانى اثنين فأنت أح ّ‬
‫النصار‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ققق ق قق ققق ق ق قق ق ق قق ق ق قق ق ق‬
‫ققق ‪.‬‬

‫قق قق قققق قق قق ققق ققق قق ق ق ققققق ق‬


‫قققققق ق ق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق قققققق قققققققق ق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققق ققق ققق قق ققق ق قق قق ققق قق‬
‫ققققق ق ق ‪.‬‬

‫]‪[5‬‬
‫نحذر أن يغلب على هذا المر من ليس مّنا و ل منكم فنجعججل مّنججا أميججرا و منكججم أميججرا و‬
‫نرضى بججه علججى أّنججه إن هلججك اخترنججا آخججر مججن النصججار ‪ ،‬فقججال أبججو بكججر بعججد أن مججدح‬
‫المهاجرين ‪ :‬و أنتم يا معاشجر النصجار مّمجن ل ينكججر فضججلهم و ل نعمتهجم العظيمجة فجي‬
‫ل أزواجه‬ ‫ل أنصارا لدينه و لرسوله و جعل اليكم مهاجرته و فيكم مح ّ‬ ‫السلم ‪ ،‬رضيكم ا ّ‬
‫‪ ،‬فليس أحد من الّناس بعد المهاجرين الّولين بمنزلتكم فهم المرآء و أنتم الوزرآء ‪.‬‬

‫فقال الحباب بن المنذر النصارى ‪ :‬يا معشر النصار املكوا ‪ 1‬على أيديكم فإّنمجا الّنججاس‬
‫ل عن رأيكم ‪ ،‬و‬ ‫في فيئكم و ظللكم و لن يجترى مجتر على خلفكم و لن تصدر الّناس إ ّ‬
‫أثنى على النصار ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬فان أبى هؤلء تأميركم عليهم فلسنا نرضى بتأميرهم علينججا‬
‫و ل نقنع بدون أن يكون مّنا أميرو منهم أمير ‪.‬‬

‫فقام عمر بن الخطاب فقال ‪ :‬هيهات ل يجتمججع سججيفان فججي غمججد ‪ 2‬واحججد اّنججه ل ترضججى‬
‫ن العرب ل تمتنع أن توّلى أمرها من كانت الّنبوة‬ ‫العرب أن تأمركم و نبّيها من غيركم لك ّ‬
‫سلطان البّين فما‬
‫جة الظاهرة و ال ّ‬
‫فيهم و أولوا المر منهم ‪ ،‬و كنا بذلك على من خالفنا الح ّ‬
‫ل بباطججل أو متجججانف ‪ 3‬بججاثم أو‬
‫ل مججد ّ‬
‫ينازعنا سلطان محّمد و نحن أوليججاؤه و عشججيرته إ ّ‬
‫ب للفتنة ‪.‬‬
‫متوّرط في الهلكة مح ّ‬

‫فقام الحباب بن المنذر ثانية فقال ‪ :‬يا معشر النصار امسكوا على أيديكم ل تسمعوا مقججال‬
‫هذا الجاهل و أصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا المر ‪ ،‬و إن أبوا أن يكون أميججر و أميججر‬
‫ق بججه منهججم فقججد دان بأسججيافكم‬
‫ل أح ّ‬
‫فاجلوهم عن بلدكم و تولوا هذا المر عليهم فأنتم و ا ّ‬
‫قبل هذا الوقت من لم يكن يدين بغيرها و أنا جذيلها ‪4‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قق ققق ق ققق ق قق ققق قق قق قق قق ققق‬
‫ققق قققق قق قق قققق ق ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققق ققققق ق قق ق ققق قق ق ق ق قققق ق ق‬
‫ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققققق ققققق ق قققققق قققق ق قققق ق ق ق‬
‫قققق ق قققققق قققققق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ققققق ققق قق قق ق ققق ق ق ق قق قق قققق ق‬
‫قققق قق ق قق ق ق قق قق قق ق ق قققق قق قق ق‬
‫قققققق قققققق ق قققق ققق قققققق ق قق ققق‬
‫قق قققق ققق قققققق قققق قققق قق قققق ققق‬
‫ققققق ق ق قققق ق ققققق ق قققق قق ق قق قققق‬
‫ققققق ق قققققق ق قققق ‪.‬‬

‫]‪[6‬‬

‫سيف ‪.‬‬
‫ن أنفه بال ّ‬
‫ل لئن رّد أحد قولى لحطم ّ‬
‫المحّكك و عذيقها المرجب ‪ 1‬و ا ّ‬

‫قال عمر بن الخطاب ‪ :‬فلما كان حباب هو الذي يجيبنججى لججم يكججن لججى معججه جججواب » فججي‬
‫ل ج عليججه و آلججه و‬
‫ل ص جّلى ا ّ‬
‫كلم خ ل « فاّنه جرت بينى و بينه منازعة في حياة رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آلججه و سجّلم عججن مهججاترته ‪ 2‬فحلفججت أن ل أكّلمججه‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫سّلم فنهاني رسول ا ّ‬
‫أبدا ‪.‬‬

‫ثّم قال عمر لبي عبيدة ‪ :‬تكّلم ‪ ،‬فقام أبو عبيدة بن الجراح و تكّلم بكلم كججثير و ذكججر فيججه‬
‫فضايل النصار و كان بشير بن سعد سّيدا من سادات النصار لما رأى اجتماع النصار‬
‫على سعد بن عبادة لتأميره حسده و سعى في افساد المر عليه و تكّلم فججي ذلججك و رضججى‬
‫بتأمير قريش و حث الّناس كّلهم و ل سّيما النصار على الّرضا بما يفعله المهاجرون ‪.‬‬

‫فقال أبو بكر ‪ :‬هذا عمرو أبو عبيدة شيخا قريش فبايعوا أّيهما شئتم ‪.‬‬

‫فقال عمرو أبو عبيدة ‪ :‬ما نتولى هذا المر امدد يدك نبايعك ‪.‬‬

‫فقال بشير بن سعد ‪ :‬و أنا ثالثكما ‪ ،‬و كان سيد الوس و سعد بن عبادة سيد الخزرج ‪،‬‬

‫فلما رأت الوس صنيع بشير و ما دعت إليه الخزرج من تججأمير سججعد ‪ ،‬أكّبججوا علججى أبججي‬
‫بكر بالبيعة و تكاثروا على ذلك و تزاحموا فجعلوا يطأون سعدا مججن شججدة الّزحمججة و هججو‬
‫ل‪.‬‬ ‫بينهم على فراشه مريض ‪ ،‬فقال ‪ :‬قتلتموني قال عمر ‪ :‬اقتلوا سعدا قتله ا ّ‬

‫ل يابن صّهاك الجبان في الحروب الفّرار‬


‫فوثب قيس بن سعد فأخذ بلحية عمرو قال ‪ :‬و ا ّ‬
‫الّليث في الملء و المن لو حركت منه شعرة ما رجعت في وجهك واضحة ‪ 3‬فقال أبججو‬
‫ن الّرفق أبلغ و أفضل ‪ ،‬فقال سعد ‪ :‬يابن صهاك و كانت‬
‫بكر مهل يا عمر فا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قققق ققققققق ققق ق ققققق ققققق ق ق‬
‫ق ققققق ققققق ق ققققق ق قق ققق ق ققققق ق‬
‫قققققق ق ققق ق ق ق ق قق ققق قق قق ق ققق قق ق‬
‫قققق ق ققققق ق ق ق ققق قققق ق قق قق ق ق‬
‫قققققق قق ق قققق ق ق ققق ققق قق ققق ققق قق‬
‫قققققق ق قق قققققق ق قق ققققق قققق ق ق ق ق‬
‫قق قق قققققق ق ق قق ققق ق قققق ق ق قق قققق‬
‫قققق ق قققق ق » قققققق ق « ق قققققق ق ق ق‬
‫ققققققق ققق ققققققق ق ق ققق ق ققققق قققق‬
‫قققق قق قققق ق قق قق ق ققق قق قققق ق قققق‬
‫ققق ققققق ققق ق ققق قق ق ق ققققق ققققق ق ق‬
‫قققققق قققققق ق ق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققق ققققققق ققق قققق قق قققق ققققق‬
‫ققق ققققق ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققققققق ققققققق قققق ققق ق ققق ققققق‬
‫قق‪.‬‬

‫]‪[7‬‬

‫ن لي قّوة على الّنهوض لسمعتما مّني في سككها زئيرا ‪1‬‬ ‫ل لو أ ّ‬


‫جّدة عمر حبشية ‪ :‬أما و ا ّ‬
‫لء تابعين غير متبوعين‬
‫أزعجك ‪ 2‬و أصحابك منها و ل لحقنكما بقوم كنتما فيهم أذنابا أذ ّ‬
‫‪ ،‬لقد اجترئتما ‪ ،‬ثّم قال للخزرج احملونى من مكان الفتنة ‪،‬‬

‫فحملوه فأدخلوه منزله ‪ ،‬فلما كان بعد ذلك بعث إليه أبوبكر أن قد بايع الّناس فبايع فقججال ‪:‬‬
‫ل سهم في كنججانتي ‪ 3‬و اخضججب منكججم سججنان رمحججي و أضججربكم‬ ‫ل حّتى أرميكم لك ّ‬‫لوا ّ‬
‫لج لجو اجتمجع‬ ‫بسيفي ما أقّلت يدي فأقاتلكم بمن تبعني من أهل بيتي و عشيرتي ثجّم و أيجم ا ّ‬
‫ى لمججا بايعتكمججا أيهججا الغاصججبان حججتى أعججرض علججى ربججي و أعلججم مججا‬
‫ن و النججس علج ّ‬
‫الج ّ‬
‫حسابي ‪ ،‬فلما جائهم كلمه قال عمر ‪ :‬ل بّد من بيعته ‪ ،‬فقال بشير بن سعد إّنججه قججد أبججى و‬
‫ج و ليس بمبايع أو يقتججل و ليججس بمقتججول حّتججى يقتججل معججه الخججزرج و الوس فجاتركوه ‪،‬‬ ‫لّ‬
‫فليس تركه بضاير فقبلوا قوله و تركوا سعدا ‪.‬‬

‫فكان سعد ل يصّلى بصلتهم و ل يقضى بقضائهم و لو وجد أعوانا لصال بهججم و لقججاتلهم‬
‫فلم يزل كذلك مّدة ولية أبي بكر حّتى هلك أبو بكر ‪ ،‬ثّم ولى عمججر و كججان كججذلك فخشججى‬
‫شام فمات بحوران ‪ 5‬في ولية عمججرو لججم يبججايع أحججدا و‬ ‫سعد غائلة ‪ 4‬عمر فخرج إلى ال ّ‬
‫ن رموه ‪،‬‬‫ن الج ّ‬
‫كان سبب موته أن رمى بسهم في الليل فقتل و زعم أ ّ‬

‫ن محّمد بن سلمة النصارى تولى ذلججك بجعجل جعلججت لججه عليجه و روى أّنججه‬ ‫و قيل أيضا إ ّ‬
‫تولى ذلك المغيرة بن شعبة و قيل خالد بن الوليد ‪.‬‬

‫ي بججن أبججي طججالب مشججغول‬ ‫قال ‪ :‬و بايع جماعة النصار و من حضججر مججن غيرهججم و علج ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬فلما فرغ من ذلك و صّلى على رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫بجهاز رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و الّناس يصّلون عليه من بايع أبي بكر و من لم يبايع و جلس‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫في المسجد فاجتمع اليه بنوا هاشم و معهم الّزبير بن العججوام ‪ ،‬و اجتمعججت بنججوا امّيججة إلججى‬
‫عثمان بن عفان و بنوا‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ققق ققققق قق قققق ق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققق قققق قققق قق ققققق قققققق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قققق ق ققق ققق ققققق ق ققق ق ق ق قق ق قق‬
‫ققق قققق قق قققققق ق ق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ققققققق ققق ققققق ققققق ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬قققق ققققق ق ‪.‬‬

‫]‪[8‬‬

‫زهرة إلى عبد الّرحمان بن عوف فكانوا في المسجد مجتمعين إذ أقبل أبو بكججر و عمججر و‬
‫أبو عبيدة بن الجّراح ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ما لنا نريكم خلقا شتى ؟ قوموا فبججايعوا أبججابكر فقججد بججايعته‬
‫النصار و الّناس ‪ ،‬فقام عثمان و عبد الّرحمان بن عوف و من معهما فبايعوا و انصرف‬
‫ي و معهم الّزبير ‪.‬‬
‫سلم و بنو هاشم إلى منزل عل ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬

‫قال ‪ :‬فذهب إليهم عمر في جماعة مّمن بجايع فيهجم اسجيد بجن حصجين و سجلمة بجن سجلمة‬
‫فألفوهم مجتمعين ‪ ،‬فقالوا لهم بايعوا أبا بكر فقد بايعه الّناس فوثب الّزبير إلجى سجيفه فقجال‬
‫سججيف مججن يججديه‬
‫عمر عليكم بالكلب العقور فاكفونا شّره فبادر سلمة بججن سججلمة فججانتزع ال ّ‬
‫فأخذه عمر فضرب به الرض فكسره و أحدقوا بمن كان هناك مججن بنججي هاشججم و مضججوا‬
‫لج‬
‫بجماعتهم إلى أبي بكر فلما حضروا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬بايعوا أبا بكر و قجد بججايعه الّنجاس و أيججم ا ّ‬
‫سيف ‪ ،‬فلما رأى ذلك بنو هاشججم أقبججل رجججل رجججل فجعججل‬ ‫لئن أبيتم من ذلك لنحا كمّنكم بال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫ي بن أبي طالب عليه ال ّ‬ ‫ل عل ّ‬‫يبايع حّتى لم يبق مّمن حضر إ ّ‬

‫ق بهذا المر منه و أنتم أولى بالبيعججة‬ ‫سلم ‪ :‬أنا أح ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫فقالوا له ‪ :‬بايع أبابكر فقال عل ّ‬
‫لي أخذتم هذا المر من النصار و احتججتم عليهم بالقرابة مججن الّرسججول و تأخججذونه مّنججا‬
‫أهل البيت غصبا ألستم زعمتم للنصار أنكم أولى بهذا المر منهم لمكانكم من رسول ا ّ‬
‫ل‬
‫ج عليكججم بمثججل‬ ‫ل عليه و آله و سّلم فأعطوكم المقادة و سّلموا لكم المارة و أنا أحت ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل عليججه و آلججه حّيججا و مّيتججا و أنججا‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫ما احتججتم على النصار ‪ ،‬أنا أولى برسول ا ّ‬
‫صديق الكبر أّول من آمن به و صّدقه و‬ ‫وصّيه و وزيره و مستودع سّره و علمه و أنا ال ّ‬
‫أحسنكم بلء في جهاد المشركين و أعرفكم بالكتاب و السّنة و أذربكججم ‪ 1‬لسججانا و أثبتكججم‬
‫ل مججن أنفسججكم ‪ ،‬و اعرفججوا‬ ‫جنانا ‪ ،‬فعلم تنازعونا هذا المر ‪ ،‬أنصفونا إن كنتم تخافون ا ّ‬
‫ل فبوؤا بالظلم و العدوان و أنتم تعلمون ‪.‬‬ ‫لنا من المر مثل ما عرفته لكم النصار و إ ّ‬

‫سلم سلوهم عن ذلك ‪ ،‬فابتدر‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عمر ‪ :‬أمالك بأهل بيتك أسوة ؟ فقال عل ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق قققق قققققق ق ق ‪.‬‬

‫]‪[9‬‬

‫لج‬
‫سلم و معاذ ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫جة على عل ّ‬ ‫القوم الذين بايعوا من بني هاشم فقالوا ‪ :‬ما بيعتنا بح ّ‬
‫ل عليججه و‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫أن نقول ‪ :‬إّنا نوازيه في الهجرة و حسن الجهاد و المحلّ من رسول ا ّ‬
‫ي عليججه‬
‫آله و سّلم فقال عمر ‪ :‬إنك لست متروكججا حّتججى تبججايع طوعججا أو كرهججا ‪ ،‬فقججال علج ّ‬
‫لج ل أقبججل قولججك و ل‬ ‫سلم ‪ :‬احلب حلبا لك شطره اشدد له اليوم ليرّد عليك غججدا إذا و ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫أحفل بمقامكم و ل ابايع ‪،‬‬

‫فقال أبو بكر ‪ :‬مهل يا أبا الحسن ما نشد فيك و ل نكرهك ‪.‬‬

‫سلم فقال ‪ :‬يا بن عّم لسنا نججدفع قرابتججك و ل سججابقتك و ل‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫فقام أبو عبيدة إلى عل ّ‬
‫سججلم يججومئذ ثلث و‬ ‫ي عليججه ال ّ‬
‫سججن ‪ ،‬و كججان لعلج ّ‬
‫علمججك و ل نصججرتك ‪ ،‬و لكّنججك حججدث ال ّ‬
‫ثلثون سنة و أبوبكر شيخ من مشايخ قومججك و هججو أحمججل لثقججل هججذا المججر و قججد مضججى‬
‫ل يسّلموا هذا المر إليك و ل يختلف فيك إثنججان بعججد‬ ‫المر بما فيه فسّلم له ‪ ،‬فان عّمرك ا ّ‬
‫ل و أنت به خليق و له حقيق و ل تبعث الفتنججة فججي أوان الفتنججة فقججد عرفججت بمججا فججي‬
‫هذا إ ّ‬
‫قلوب العرب و غيرهم عليك ‪.‬‬

‫ل ل تنسوا عهد‬ ‫لا ّ‬


‫سلم ‪ :‬يا معاشر المهاجرين و النصار ‪ ،‬ا ّ‬ ‫فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آلججه و سجّلم مججن داره و‬ ‫نبّيكم اليكم في أمرى و ل تخرجوا سلطان محّمد صّلى ا ّ‬
‫لج‬
‫قعر بيته إلى دوركم و قعر بيوتكم ‪ ،‬و ل تدفعوا أهله عن حّقه و مقامه في الّنججاس فججو ا ّ‬
‫ل قضى و حكم و نبّيه أعلججم و انتججم تعلمججون بأنججا أهججل‬
‫نا ّ‬‫يا معاشر الناس » الجمع خ « إ ّ‬
‫لج‬
‫ل الفقيه في دين ا ّ‬ ‫ق لهذا المر منكم ما كان » فكان خ « القاري منكم لكتاب ا ّ‬ ‫البيت أح ّ‬
‫ق بعججدا‬
‫ل إّنه لفينا ل فيكم فل تّتبعوا الهوى فتزدادوا من الح ّ‬ ‫المضطلع ‪ 1‬بأمر الّرعية و ا ّ‬
‫و تفسدوا قديمكم بشّر من حديثكم ‪.‬‬

‫فقال بشير بن سعد النصاري الذي وطأ المر لبى بكر و قالت جماعة من النصار ‪:‬‬

‫يا أبا الحسن لو كان هذا الكلم سمعته منك النصار قبل بيعتها » النتظام خ « لبى بكر‬
‫ما اختلف فيك اثنان ‪.‬‬

‫جىل أواريه‬
‫سلم ‪ :‬يا هؤلء كنت أدع الّرسول و هو مس ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ق ققققق قق ققق قققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ق ققق قققق ق قق ققق ققق ق ققق ققق ق‬
‫قققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 10‬‬

‫ل ما خفت » خلت ظ « أحدا يسمو ‪ 1‬له و ينازعنا أهججل‬ ‫و أخرج أنازع في سلطانه ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬ ‫ل ما استحللتموه ‪ ،‬و ل علمت أ ّ‬ ‫البيت فيه و يستح ّ‬
‫ل رجل سمع يوم غدير خّم يقججول‬ ‫جة و ل لقائل مقال ‪ ،‬فانشد ا ّ‬‫ترك يوم غدير خّم لحد ح ّ‬
‫ي موله الّلهم وال من واله و عاد مججن عججاداه و‬‫ل عليه و آله ‪ :‬من كنت موله فعل ّ‬‫صّلى ا ّ‬
‫انصر من نصره و اخذل من خذله ‪ ،‬أن يشهد الن بما سمع ‪.‬‬

‫قال زيد بن أرقم ‪ :‬فشهد اثنا عشر رجل بدرّيا بذلك و كنت مّمن سمع القججول مججن رسججول‬
‫شهادة فججذهب بصججري ‪ ،‬قججال ‪ :‬و كججثر الكلم فججي‬
‫ل عليه و آله و سّلم فكتمت ال ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫ي عليججه‬
‫صوت و خشى عمر أن يصغى » الّناس خ « الى قججول عل ج ّ‬ ‫هذا المعنى و ارتفع ال ّ‬
‫ل يقّلججب القلججوب و البصججار و ل تججزال يججا أبججا الحسججن‬
‫نا ّ‬
‫سلم ففسخ المجلس و قال ‪ :‬إ ّ‬
‫ال ّ‬
‫ترغب عن قول الجماعة فانصرفوا يومهم ذلك ‪.‬‬

‫صججادق‬‫ل جعفر بن محّمد ال ّ‬ ‫و في الحتجاج أيضا عن أبان بن تغلب قال ‪ :‬قلت لبي عبد ا ّ‬
‫ل عليججه و آلججه و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫سلم ‪ :‬جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول ا ّ‬ ‫عليهما ال ّ‬
‫ل ج عليججه و آلججه و سجّلم ؟‬
‫ل ص جّلى ا ّ‬
‫سّلم أنكر على أبي بكر فعله و جلوسه مجلس رسول ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬نعم كان الذى أنكر على أبي بكر اثنى عشر رجل ‪ ،‬مججن المهججاجرين ‪:‬‬ ‫فقال عليه ال ّ‬
‫خالد بن سعيد بن العاص و كان من بني امية ‪ ،‬و سلمان الفارسي ‪ ،‬و أبوذر الغفاري ‪ ،‬و‬
‫المقداد بن السود ‪ ،‬و عّمار بن ياسر ‪ ،‬و بريدة السججلمي و مججن النصججار أبججو الهيثججم بججن‬
‫التيهان ‪ ،‬و سهل ‪ ،‬و عثمان ابنا حنيف ‪ ،‬و خزيمة بن ثابت ‪،‬‬

‫ي بن كعب ‪ ،‬و أبو أيوب النصججارى ‪ ،‬قججال ‪ :‬فلّمججا صججعد أبججو بكججر‬
‫شهادتين ‪ ،‬و أب ّ‬
‫و ذو ال ّ‬
‫لج‬
‫ل لنأتيّنه و لننزلنجه عجن منجبر رسجول ا ّ‬ ‫المنبر تشاوروا بينهم فقال بعضهم لبعض ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪،‬‬
‫صّلى ا ّ‬

‫ل تعالى ‪:‬‬
‫ل لئن فعلتم ذلك إذا لعنتم ‪ 2‬على أنفسكم ‪ ،‬فقد قال ا ّ‬
‫و قال آخرون منهم و ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق قققق قققق ققق ققققققق ققق ققققق‬
‫ققققق ق ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققق قق قق ق ققق قققق قق ق ق قق قق‬
‫قق ققق قق ققق قق ق ق ق ق ق ق ق ققق ق ق قق ق‬
‫ققققق ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 11‬‬

‫سلم لنستشيره و‬
‫» َو ل ُتْلُقوا ِبَأْيديُكْم ِإَلى الّتْهُلَكِة « فانطلقوا بنا إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫نستطلعه على المر و نستطلع رأيه ‪،‬‬

‫سلم بججأجمعهم فقججالوا يججا أميجر المجؤمنين ‪ :‬تركججت‬ ‫فانطلق القوم إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آلججه و س جّلم يقججول ‪:‬‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫حّقا أنت أحق به و أولى منه ‪ ،‬لّنا سمعنا رسول ا ّ‬
‫ق كيججف مججال ‪ ،‬و لقججد هممنججا أن نصججير اليججه‬
‫ي يميل مع الحج ّ‬ ‫ق مع عل ّ‬‫ق و الح ّ‬
‫ي مع الح ّ‬
‫عل ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ ،‬و سجّلم ‪ ،‬فجئنججاك لنستشججيرك و نسججتطلع‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫فنزله عن منبر رسول ا ّ‬
‫رأيك فيما تأمرنا ‪.‬‬
‫ل حربججا و لكنكججم‬ ‫ل لو فعلتم ذلك لمججا كنتججم لهججم إ ّ‬ ‫سلم ‪ :‬و أيم ا ّ‬ ‫فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل لو فعلتم ذلك لتيتموني شاهرين أسججيافكم‬ ‫كالملح في الّزاد و كالكحل في العين ‪ ،‬و أيم ا ّ‬
‫ل قتلناك ‪ ،‬فل بّد مججن أن أدفججع‬ ‫مستعّدين للحرب و القتال و إذا لتوني فقالوا لى ‪ :‬بايع و إ ّ‬
‫ى قبججل‬‫لج عليججه و آلججه و سجّلم أو عججز ‪ 1‬إلج ّ‬ ‫لج صجّلى ا ّ‬ ‫ن رسجول ا ّ‬ ‫القوم عن نفسى و ذلك إ ّ‬
‫ن المة ستغدر بك من بعدي و تنقض فيك عهدى و إّنك‬ ‫وفاته ‪ ،‬و قال لي يا أبا الحسن ‪ ،‬إ ّ‬
‫مّني بمنزلة هارون من موسى و إن المة من بعدي بمنزلة هارون » كهرون خ « و من‬
‫ى إذا كان كذلك ؟ فقال إن »‬ ‫ل فما تعهد إل ّ‬‫سامري و من اتبعه ‪ ،‬فقلت يا رسول ا ّ‬ ‫اتبعه و ال ّ‬
‫ف يدك و احقن دمجك‬ ‫إذا خ « وجدت أعوانا فبادر إليهم و جاهدهم ‪ ،‬و إن لم تجد أعوانا ك ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم اشججتغلت بغسججله‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫حّتى تلحق بي مظلوما ‪ ،‬فلما توّفى رسول ا ّ‬
‫صلة حّتججى أجمججع القججرآن ‪،‬‬ ‫ل لل ّ‬ ‫و تكفينه و الفراغ من شأنه ‪ ،‬ثّم آليت يمينا أن ل أرتدي إ ّ‬
‫سججابقة‬
‫ي الحسن و الحسين فدرت على أهل بججدر و أهججل ال ّ‬ ‫ففعلت ثّم أخذت بيد فاطمة و ابن ّ‬
‫ل أربعة رهط ‪ :‬سلمان‬ ‫ل إلى حّقي و دعوتهم إلى نصرتي فما أجابني منهم إ ّ‬ ‫فناشدتهم ‪ 2‬ا ّ‬
‫يإ ّ‬
‫ل‬ ‫‪ ،‬و عّمار ‪ ،‬و المقداد ‪ ،‬و أبوذر ‪ ،‬و لقدر اودت في ذلك بقيججة أهججل بيججتى ‪ ،‬فجأبوا علج ّ‬
‫لج و لرسججوله و لهججل بيججت‬ ‫السكوت لما علموا من و غججارة ‪ 3‬صججدور القججوم و بغضججهم ّ‬
‫نبّيه ‪ ،‬فانطلقوا بأجمعكم إلى هذا الّرجل فعّرفوه‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ق قق ققق ق ق ق ق قق قق ققق ق قق ق ققق ق قق‬
‫ققق ق قق قققق ق ققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققق ققق ققق ق ققققق ققققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققققق ق قققق ققققق ق ققققق ق ققق قققق‬
‫ق قققققق قق ققققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 12‬‬

‫جة و أبلغ للعججذر‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ليكون ذلك أو كد للح ّ‬ ‫ما سمعتم من قول نبيكم صّلى ا ّ‬
‫لج‬
‫ل إذا وردوا عليججه ‪ ،‬فسججار القججوم حّتججى أحججدقوا بمنججبر رسججول ا ّ‬ ‫و أبعد لهم من رسول ا ّ‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم ‪ ،‬و كججان يججوم الجمعججة ‪ ،‬فلّمججا صججعد أبججو بكججر المنججبر قججال‬
‫صجّلى ا ّ‬
‫المهاجرون للنصار ‪ :‬تقّدموا فتكلموا ‪،‬‬

‫لج‬
‫ل عّز و جل أدناكم في الكتاب اذ قججال ا ّ‬
‫نا ّ‬
‫فقال النصار للمهاجرين ‪ :‬بل تكلموا أنتم فا ّ‬
‫ل‪:‬‬
‫عّز و ج ّ‬
‫لإّ‬
‫ن‬ ‫لْنصاِر « فقال أبان ‪ :‬فقلت ‪ :‬يابن رسول ا ّ‬‫ن َو ا َْ‬
‫جري َ‬
‫عَلى اْلُمها ِ‬
‫ي َ‬
‫ل ِبالّنِب ّ‬
‫ب ا ُّ‬
‫» َلَقْد تا َ‬
‫المة ل تقرء كما عندك ‪ ،‬قال و كيف تقرء يا أبان ؟‬

‫سججلم ‪:‬‬ ‫ي و المهاجرين و النصار فقال عليه ال ّ‬ ‫ل على الّنب ّ‬


‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬إّنها تقرء لقد تاب ا ّ‬
‫لج بججه علججى اّمتججه ‪،‬‬
‫ل عليه منججه إّنمججا تججاب ا ّ‬‫ل حّتى تاب ا ّ‬ ‫ى ذنب كان لرسول ا ّ‬ ‫و يلهم و أ ّ‬
‫فأّول من تكّلم به خالد بن سعيد بن العاص ثّم باقي المهاجرين ثّم من بعدهم النصججار ‪ ،‬و‬
‫ل عليه و آله و سّلم فقدموا و قججد تججولى‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫روي أّنهم كانوا غّيبا عن وفات رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪.‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫أبو بكر و هم يومئذ أعلم مسجد رسول ا ّ‬

‫لج صجّلى‬ ‫ن رسججول ا ّ‬ ‫ل يا أبا بكر فقد علمججت أ ّ‬


‫فقام خالد بن سعيد بن العاص و قال ‪ :‬اّتق ا ّ‬
‫ل له و قد قتججل‬ ‫ل عليه و آله و سّلم قال ‪ ،‬و نحن محتوشوه ‪ 1‬يوم بني قريظة حين فتح ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ي يومئذ عجّدة مججن صججناديد ‪ 2‬رججالهم و اولججى البججاس و النجججدة ‪ 3‬منهججم ‪ :‬يجا معاشججر‬
‫عل ّ‬
‫المهاجرين و النصار إّني اوصيكم بوصّية فاحفظوها و مودعكم أمرا فججاحفظوه ‪ ،‬أل إ ّ‬
‫ن‬
‫ي ابن أبي طالب أميركم بعدي و خليفتي فيكم بذلك أوصججاني رّبججي ‪ ،‬أل و إّنكججم إن لججم‬ ‫عل ّ‬
‫تحفظوا فيه وصّيتي و توازروه و تنصروه اختلفتم في أحكجامكم و اضجطرب عليكجم أمجر‬
‫دينكم و ولكم شراركم ‪ ،‬أل إن أهل بيتي هم الوارثون لمرى و العججاملون » لمججون خ «‬
‫بأمر اّمتي من بعدي ‪ ،‬الّلهّم من أطاعهم مججن اّمججتي و حفججظ فيهججم وصجّيتي فاحشججرهم فججي‬
‫زمرتي و أجعل لهم نصيبا من مرافقتي يدركون به نور الخرة ‪ ،‬الّلهم و من أساء‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قق ققق قق قق ق ق قق ققق قق قق ققق ق‬
‫قق قققق ققق ق ق ق ق قق قق قققق ق قق قق‬
‫ققققققق ق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قققققق ققققق ققققق قققققق قق قققققق‬
‫قق قققققق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قققق قق قققق قق ق ققق قققق ق ققق قق ق‬
‫ققققق ق ققققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 13‬‬

‫سمآء و الرض ‪.‬‬


‫خلفتي في أهل بيتي فاحرمه الجّنة التي عرضها كعرض ال ّ‬
‫فقال له عمر بن الخطاب ‪ :‬اسكت يا خالد فلست من أهل المشورة و ل من يقتدى برأيججه ‪،‬‬
‫لج لقججد علمججت‬ ‫فقال خالد اسكت أنت يابن الخطاب فاّنك تنطق علججى لسججان غيججرك و أيججم ا ّ‬
‫سها قججدرا و أخملهججا ذكججرا و أقّلهججم غنججاء‬
‫قريش أنك من المها حسبا و أدناها منصبا و أخ ّ‬
‫ل و رسوله و أنك لجبان في الحروب بخيل في المال لئيم العنصر مالك فججي قريججش‬ ‫عن ا ّ‬
‫شيطان ‪:‬‬ ‫من فخر ‪ ،‬و ل في الحروب من ذكر و أّنك في هذا المر بمنزلة ال ّ‬

‫ب اْلعججاَلمينَ َفكججانَ‬
‫لج َر ّ‬
‫ف ا َّ‬
‫ك ِإّنججي َأخججا ُ‬
‫ل ِإّني َبريٌء ِمْنج َ‬
‫ن اْكُفْر َفَلّما َكَفَر قا َ‬
‫لْنسا ِ‬
‫ل ِل ْ‬
‫» ِإْذ قا َ‬
‫ن « فابلس ‪ 1‬عمرو جلس خالججد‬ ‫ظالمي َ‬ ‫جزآِء ال ّ‬ ‫ك َ‬
‫ن فيها َو ذِل َ‬‫عاِقَبُتُهما َأّنُهما في الّنار خاِلَدي ِ‬
‫بن سعيد ‪.‬‬

‫ثّم قام سلمان الفارسي ) رض ( و قال ‪ :‬كرديد و نكرديد ‪ 2‬أ فعلتججم و لججم تفعلججوا و امتنججع‬
‫من البيعة قبل ذلك حّتى وجي عنقه فقال يا أبا بكر ‪ :‬إلى من تستند امرك إذا نججزل بججك مججا‬
‫ل تعرفه و إلى من تفزع إذا سئلت عّما ل تعلمه فما عذرك في تقدم من هججو أعلججم منججك و‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم و‬‫ل و سّنة نبّيه صجّلى ا ّ‬
‫ل و أعلم بتأويل كتاب ا ّ‬
‫أقرب إلى رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم في حياته و أوصاكم به عند وفاته ‪ ،‬فنبذتم قوله‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫من قّدمه الّنب ّ‬
‫و تناسيتم وصّيته و أخلفتم الوعد و نقضتم العهد و حلتم العقد الذي كان عقججده عليكججم مججن‬
‫الّنفوذ تحت راية اسامة بن زيد حذرا من مثل ما اتيتمججوه و تنبيهججا للمججة علججى عظيججم مججا‬
‫اجترمتموه » حتموه خ « من مخالفة أمره فعن قليل يصفو لك المر و قد أنقلك الججوزر و‬
‫ق من قرب و تلفيت نفسك‬ ‫نقلت إلى قبرك و حملت معك ما كسبت يداك فلو راجعت الح ّ‬
‫ل من عظيم ما اجترمت كان ذلك أقرب إلى نجاتك يوم‬ ‫و تبت إلى ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ق قققق ققق قق قق قققق قققققق ق قققققق‬
‫قق ق قققق ق ققققق ق ققق ققق ق ق ققق قق ق‬
‫ققققق ق ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قققق ققققق ققققق ققققق قققق قق ق ق قق‬
‫ق ققققق ق قق ققق قق ق قق قق ق قق ق قققق ق ق ق‬
‫قق قققققق ققق قق ققق قققق ققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 14‬‬

‫تفرد في حفرتك و يسّلمك ذو و نصرتك ‪ ،‬فقد سمعت كما سمعنا و رأيت كما رأينا ‪،‬‬
‫فلم يردعك ‪ 1‬ذلك عّما أنت متشّبث به من هذا المر الذي ل عذر لك في تقّلده و ل ح ج ّ‬
‫ظ‬
‫ل في نفسك فقد أعذر من أنذر ‪،‬‬
‫لا ّ‬
‫للدين و ل للمسلمين في قيامك به ‪ ،‬فا ّ‬

‫و ل تكن أنت كمن أدبر و استكبر ‪.‬‬

‫ثّم قام أبوذر الغفاري فقال ‪ :‬يا معشر قريش أصبتم قباحة » قناعة خ « ‪ » 2‬قباعججة خ «‬
‫ي هذا الّدين و لو جعلتم هججذا‬
‫نف ّ‬
‫ل ليرتدن جماعة من العرب و ليشك ّ‬ ‫‪ 3‬و تركتم قرابة و ا ّ‬
‫ل لقد صارت لمن غلب و لتطمح ّ‬
‫ن‬ ‫المر في أهل بيت نبّيكم ما اختلف عليكم سيفان ‪ ،‬و ا ّ‬
‫إليها عين من ليس من أهلها ‪ ،‬و ليسفكن فيها دماء كثيرة فكان كما قال أبوذر ‪ ،‬ثّم قال ‪:‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم قال ‪ :‬المر بعدي لعليّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬ ‫لقد علمتم و علم خياركم أ ّ‬
‫ي الحسن و الحسين ثّم للطاهرين من ذّريتي ‪ ،‬فأطر حتم قججول نججبّيكم و تناسججيتم مججا‬ ‫ثّم لبن ّ‬
‫عهد به إليكم فأطعتم الّدنيا الفانية و نسيتم » بعتم شريتم خ « الخرة الباقية الججتي ل يهججرم‬
‫شبابها و ل يزول نعيمها و ل يحزون أهلها و ل يموت سجّكانها بججالحقير الّتافججة ‪ 4‬الفججاني‬
‫الزايل و كذلك المم من قبلكم كفرت بعد أنبيائها و نكصت على أعقابها و غّيرت و بدلت‬
‫و اختلفت فساويتموهم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة ‪ ،‬و عّما قليل يذوقون و بال أمركججم‬
‫لم للعبيد ‪.‬‬
‫ل بظ ّ‬
‫و تجزون بما قّدمت أيديكم و ما ا ّ‬

‫ثّم قال المقداد بن السود فقال ‪ :‬يا أبا بكر ارجع عن ظلمك و تب إلى رّبك و ألزم بيتك و‬
‫ابك على خطيئتك و سّلم المر إلى صاحبه الذي هو أولى به منك ‪،‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم في عنقك من بيعته و ألزمك من‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫فقد علمت ما عقده رسول ا ّ‬
‫الّنفوذ تحت راية اسامة بن زيد و هو موله ‪ ،‬و نّبه على بطلن وجوب هذا المر ذلججك و‬
‫لمن عضدك ‪5 .‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ققققق ققق ق ققق قققققق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ق قققق قق قققق ق ق ق ق قق قق ق قق قق ق ق ق‬
‫ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققق ققققق ق ققق ق قققق ق ققق ق ققق ق ق ق‬
‫قق قق ق قققق ق ق ق قققق ق ق قق ق ق ققق ق ق ق‬
‫قققققق ق ققققق‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ققق قققق ققق قققق قق قق ق ق ق قق ق ققق ق‬
‫قق ققق ققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬قق قق ققق قق ققق ق ق ققق قق قق ققق ق‬
‫قققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 15‬‬

‫شقاق عمرو بن العججاص الججذي أنججزل‬


‫عليه بضمه لكما إلى علم الّنفاق و معدن الشنئآن و ال ّ‬
‫ل فيه على نبّيه ‪:‬‬
‫ا ّ‬

‫لْبَتُر « فل اختلف بين أهل العلم أّنها نزلت في عمرو و هو كان اميرا‬ ‫ك ُهَو ا َْ‬
‫ن شاِنَئ َ‬
‫» ِإ ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫عليكما و على ساير المنافقين في الوقت الذي انفذه رسول ا ّ‬
‫ن عمروا قلد كما حرس عسكره فأين الحرس إلى الخلفة اّتق‬ ‫سلسل و أ ّ‬ ‫في غزاة ذات ال ّ‬
‫ن ذلك أسلم لك في حياتججك و بعججد وفاتججك و ل تركججن‬ ‫ل و بادر إلى الستقالة قبل فوتها فا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل عنججك دنيججاك ثجّم‬ ‫إلى الّدنيا » دنياك خ « و ل تغّرنك قريش و غيرها فعججن قليججل تضججمح ّ‬
‫سججلم‬‫ي بن أبي طججالب عليججه ال ّ‬ ‫ن عل ّ‬‫تصير إلى ربك فيجزيك بعملك و قد علمت و تيقنت أ ّ‬
‫ل لججه فججاّنه‬
‫ل عليه و آله و سّلم فسّلمه إليه بما جعله ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫صاحب المر بعد رسول ا ّ‬
‫ل ترجع المور‬ ‫ل نصحت لك إن قبلت نصحي و إلى ا ّ‬ ‫ف لوزرك فقد و ا ّ‬ ‫أتّم لسترك و أخ ّ‬
‫‪.‬‬

‫ق من الباطل يا أبا بكر‬ ‫ل و إّنا إليه راجعون ما ذا لقى الح ّ‬ ‫ثّم قام بريدة السلمى فقال ‪ :‬إّنا ّ‬
‫أنسيت أم تناسيت و خدعت أم خدعتك نفسك و سّولت تلك الباطيل أو لم تذكر مججا أمرنججا‬
‫ي بيججن‬
‫ى بامرة ‪ 1‬المؤمنين و الّنججب ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم من تسمية عل ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫به رسول ا ّ‬
‫لج و‬‫ي أميججر المججؤمنين و قاتججل القاسججطين اّتججق ا ّ‬
‫أظهرنا و قوله له في عدة أوقات هذا عل ج ّ‬
‫ق به منك‬ ‫تدارك نفسك قبل أن ل تدركها و أنقذها مّما يهلكها و اردد المر إلى من هو أح ّ‬
‫و ل تتمارى ‪ 2‬في اغتصابه و راجع و انت تستطيع أن تراجججع فقججد محضججتك الّنصججح و‬
‫ن ظهيرا للمجرمين ‪.‬‬ ‫دللتك على طريق الّنجاة فل تكون ّ‬

‫ثّم قام عّمار بن ياسر فقال ‪ :‬يا معاشر قريش و يا معاشر المسججلمين إن كنتججم علمتججم و إلّ‬
‫ق بارثه و أقوم بامور الّدين و آمن على المؤمنين‬ ‫ن أهل بيت نبّيكم أولى به و أح ّ‬
‫فاعلموا أ ّ‬
‫ق إلى‬
‫و أحفظ لمّلته و أنصح لمته فمروا صاحبكم فليرّد الح ّ‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ق قققق قق قق ق ققق قققق ق قق قق قق ق‬
‫قققق ق قققق ق قق ققق ق ق قققق ق قققق ق‬
‫قققققق ق ققق ققققققق قققق ق ققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق قق ققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 16‬‬

‫أهله قبجل أن يضجطرب حبلكجم و يضجعف أمركجم و يظهجر شجنآنكم و تعظجم الفتنجة بكجم و‬
‫ن بني هاشم أولى بهذا المر منكججم و‬ ‫تختلفوا فيما بينكم و يطمع فيكم عدّوكم ‪ ،‬فقد علمتم أ ّ‬
‫ل و رسوله ‪ ،‬و فرق ظاهر قججد عرفتمججوه فججي حججال بعججد حججال‬ ‫ي من بينهم ولّيكم بعهد ا ّ‬ ‫عل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم أبوابكم اّلتي كانت إلى المسجد كّلها غير بججابه و‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫عند سّد الّنب ّ‬
‫لج‬
‫ايثاره إّياه بكريمته فاطمة الّزهراء دون ساير من خطبهججا إليججه منكججم ‪ ،‬و قججوله صجّلى ا ّ‬
‫ي بابها فمجن أراد الحكمجة فليأتهجا مجن بابهجا ‪ ،‬و‬ ‫عليه و آله و سّلم ‪ :‬إنا مدينة الحكمة و عل ّ‬
‫ل أحججد‬‫إنكم جميعا مضطّرون فيما اشكل عليكم من امور دينكم إليه ‪ ،‬و هو مستغن عن ك ج ّ‬
‫سوابق التي لفضلكم عند نفسه فما بالكم تحيدون ‪ 1‬عنه و تبتّزون ‪2‬‬ ‫منكم إلى ما له من ال ّ‬
‫علّيا حّقه » و تغيججرون علججى حقججه خ « ‪ 3‬و تججؤثرون الحيججاة الجّدنيا علججى الخججرة ؟ بئس‬
‫ل و ل توّلوا مججدبرين و ل ترت جّدوا علججى أدبججاركم فتنقلبججوا‬‫للظالمين بدل اعطوه ما جعله ا ّ‬
‫خاسرين ‪.‬‬

‫لج لغيججرك و ل تكججن أّول مججن‬ ‫ي بن كعب فقال ‪ :‬يا أبا بكججر ل تجحججد حّقججا جعلججه ا ّ‬ ‫ثّم قام اب ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم في وص جّية » و صججفيه خ « و صججدف عججن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫عصى رسول ا ّ‬
‫ق إلى أهلججه تسججلم و ل تتمججاد فجي غّيججك فتنجدم و بجادر إلججى النابججة يخفجف‬ ‫أمره ‪ ،‬اردد الح ّ‬
‫ل لجك نفسجك فتلقججى و بججال‬ ‫ن بهذا المر الذي لم يحّله » يجعله خ « ا ّ‬ ‫وزرك و ل تخصص ّ‬
‫عملك ‪ ،‬فعن قليل تفارق ما أنت فيه و تصير إلى رّبججك فيسججألك عّمججا جنيججت ‪ ،‬و مججا رّبججك‬
‫لم للعبيد ‪.‬‬
‫بظ ّ‬

‫لج عليجه و‬ ‫لج صجّلى ا ّ‬‫ن رسجول ا ّ‬ ‫ثّم قام خزيمة بن ثابت فقال ‪ :‬أّيها الّناس أ لستم تعلمون أ ّ‬
‫آله و سّلم قبل شهادتي وحدي و لججم يججرد معججي غيججري ؟ قجالوا ‪ :‬بلججى ‪ ،‬قجال ‪ :‬فاشججهد أّنججي‬
‫قو‬‫ل عليججه و آلججه و سجّلم يقججول ‪ :‬أهججل بيججتي يفرقججون بيججن الحج ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫سمعت رسول ا ّ‬
‫الباطل ‪ ،‬و هم الئمة الذين يقتدى بهم و قد قلت ما علمججت و مججا علججى الّرسججول إلّ البلغ‬
‫المبين ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قققققق ق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققق ققققق ققققققق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققق قق قق ق قق ق قق قق ق ق ق قق ققق ق قق ق‬
‫ققققق ق ققق ققققق ققق قققق ق ق قق قق ققق ق‬
‫ققق ققق ققق قق ققق قققق ق ق قققق ققق ققق ق‬
‫ققققق ققق قققق ققق ققق ق ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 17‬‬

‫ل ج عليججه و آلججه و س جّلم أّنججه‬


‫ثّم قام أبو الهيثم بن الّتيهان فقال ‪ :‬و أنا أشهد على نبّينا صّلى ا ّ‬
‫ل للخلفججة ‪ ،‬و‬ ‫سلم يعني في يوم غدير خّم فقججالت النصججار ‪ :‬مججا أقججامه إ ّ‬ ‫أقام علّيا عليه ال ّ‬
‫قال بعضهم ‪:‬‬

‫لج مججوله ‪ ،‬و كججثر الخججوض فججي ذلججك‬ ‫ل ليعلم الّناس أّنه مولى من كان رسججول ا ّ‬
‫ما أقامه إ ّ‬
‫ل عليججه و آلججه و سجّلم فسججألوه عججن ذلججك فقججال لهججم‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫فبعثنا رجال منا إلى رسول ا ّ‬
‫ي المؤمنين بعدي و أنصح الّناس لمتي و قججد شججهدت بمججا حضججرني فمججن‬ ‫قولوا ‪ :‬علي ول ّ‬
‫ن يوم الفصل كان ميقاتا ‪.‬‬ ‫شآء فليؤمن و من شآء فليكفر إ ّ‬

‫ي محّمججد و آلججه ثجّم قجال ‪ :‬يجا‬


‫ل و أثنى عليه و صّلى على الّنب ّ‬
‫ثّم قام سهل بن حنيف فحمد ا ّ‬
‫لج عليجه و آلجه و سجّلم و قجد‬ ‫ل صجّلى ا ّ‬ ‫معاشر قريش اشهدوا على أّني أشهد على رسول ا ّ‬
‫سلم و هو‬ ‫ي بن أبي طالب عليه ال ّ‬ ‫رأيته في هذا المكان يعني الروضة ‪ 1‬و قد أخذ بيد عل ّ‬
‫ي إمامكم من بعدي و وصّيتي في حياتي و بعد وفجاتي و قاضججي‬ ‫يقول ‪ :‬أّيها الّناس هذا عل ّ‬
‫ديني و منجز وعدي و أّول من يصافحني على حوضججي فطججوبى لمججن اّتبعججه و نصججره و‬
‫الويل لمن تخّلف عنه و خذله ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ثّم قام من بعده أخوه عثمان بن حنيف فقال ‪ :‬سمعنا رسول ا ّ‬
‫يقول ‪:‬‬

‫أهل بيتي نجوم الرض فل تتقّدموهم و قّدموهم ‪ ،‬فهم الولة بعدي ‪ .‬فقام إليه رجل فقال ‪:‬‬
‫ي و الطجاهرين مجن‬ ‫لج عليجه و آلجه و سجّلم علج ّ‬
‫ى أهل بيتك ؟ فقال صّلى ا ّ‬‫لوأ ّ‬ ‫يا رسول ا ّ‬
‫لج و الّرسججول و‬
‫سلم فل تكن يا أبا بكر أّول كافر به فل تخونججوا ا ّ‬ ‫ولده ‪ ،‬و قد بّين عليه ال ّ‬
‫تخونوا أمانتكم و أنتم تعلمون ‪.‬‬
‫لج فجي أهجل بيجت نجبّيكم و ارددوا إليهجم‬ ‫ل عباد ا ّ‬
‫ثّم قام أبو أّيوب النصاري فقال ‪ :‬اّتقوا ا ّ‬
‫ل لهم ‪ ،‬فقد سمعتم مثل ما سمع إخواننا في مقام بعججد مقججام لنبّينججا صجّلى‬ ‫حقهم الذي جعله ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬و مجلس بعد مجلس يقول ‪ :‬أهل بيتي أئمتكججم بعججدي و يججؤمي إلججى‬ ‫ا ّ‬
‫سلم يقول ‪ :‬هذا أمير البررة و قاتل الكفرة ‪ ،‬مخذول من خججذله منصججور مججن‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫لج تجواب رحيجم ‪ ،‬و ل تتولجوا عنجه مجدبرين ‪ ،‬و ل‬ ‫نا ّ‬
‫ل مجن ظلمكجم إ ّ‬ ‫نصره فتوبوا إلى ا ّ‬
‫تتوّلوا عنه معرضين ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قققق قققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 18‬‬

‫سلم فافحم ‪ 1‬أبو بكر على المنبر حّتى لم يحر ‪ 2‬جوابا ثّم ‪،‬‬
‫صادق عليه ال ّ‬
‫قال ال ّ‬

‫قال وليتكم و لست بخيركم أقيلوني أقيلوني ‪.‬‬

‫فقال له عمر بن الخطاب ‪ :‬انزل عنها يا لكع ‪ 3‬إذا كنت ل تقوم بحجج قريش لهججم أقمججت‬
‫ل لقد هممت أن أخلعك و أجعلها في سالم مججولى أبججي حذيفججة ‪ ،‬قججال‬
‫نفسك هذا المقام ؟ و ا ّ‬
‫لج صجّلى‬ ‫فنزل ثّم أخذ بيده و انطلق إلى منزله و بقى ثلثة أّيام ل يدخلون مسجد رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫فلما كان في اليوم الّرابع جائهم خالد بن الوليد و معه ألف رجل فقال لهم ‪:‬‬

‫ل بنو هاشم ‪ ،‬و جائهم سججالم مججولى أبججي حذيفججة و معججه ألججف‬
‫ما جلوسكم فقد طمع فيها و ا ّ‬
‫رجل ‪ ،‬و جائهم معاذ بن جبل و معه ألف رجل فما زال يجتمع رجل رجججل حّتججى اجتمججع‬
‫أربعة آلف رجل فخرجوا شاهرين أسيافهم يقدمهم عمر بن الخطاب حّتى وقفججوا بمسجججد‬
‫ي لئن ذهب الّرجل‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬فقال عمرو ال يا أصحاب عل ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫ن الذي فيه عيناه ‪.‬‬
‫منكم يتكّلم بالذي تكّلم به بالمس لنأخذ ّ‬

‫فقام إليه خالد بن سعيد بججن العججاص و قججال يججابن صجّهاك الحبشججية أ فبأسججيافكم تهجّددونا أم‬
‫ن أسيافنا أحّد من أسيافكم و إّنا لكثر منكم و إن كنا قليليججن ل ّ‬
‫ن‬ ‫بجمعكم تفزعونا ؟ و ال إ ّ‬
‫ن طاعة ال و طاعة رسوله و طاعة إمامي أولججى بججي‬ ‫جة ال فينا و ال لو ل أني أعلم أ ّ‬
‫حّ‬
‫لشهرت سيفي و جاهدتكم في ال إلى أن أبلى ‪ 4‬عذري ‪،‬‬

‫سلم ‪ :‬اجلس يا خالد فقد عرف لك مقامك ‪ .‬و شججكر‬


‫فقال » له خ « أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫لك سعيك ‪ ،‬فجلس ‪.‬‬
‫ل عليججه و آلججه‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫و قام إليه سلمان الفارسي فقال ال أكبر ال أكبر سمعت رسول ا ّ‬
‫ل صّمتا ‪ 5‬يقول ‪ :‬بينا أخي و ابن عّمي جالس في مسجدي و معه نفر من‬ ‫و سّلم و إ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققققق قققققق ق ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق ققققققق قق قق قق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققققق قققق قققققق ق ققققق ق قققققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ق قققق قققق قققق قققق قققق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬قق ققق ققققق قق قققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 19‬‬

‫أصحابه إذ تكبسه ‪ 1‬جماعة من كلب أهل الّنار يريدون قتله و قتل من معه ‪،‬‬

‫ل و أّنكم هم ‪ ،‬فهّم به عمر بن الخطاب ‪ ،‬فججوثب إليججه أميججر المججؤمنين عليججه‬


‫و لست أشك إ ّ‬
‫سلم و أخذ بمجامع ثوبه ثّم جلد ‪ 2‬به الرض ثّم قال ‪ :‬يابن صّهاك الحبشّية لو ل كتاب‬ ‫ال ّ‬
‫ل عججددا ‪ ،‬ثجّم التفججت إلججى‬
‫من ال سبق و عهد من ال تقّدم لريتك أّينا أضعف ناصرا و أقج ّ‬
‫ل كما دخل أخججواى موسججى‬ ‫ل ل دخلت المسجد إ ّ‬
‫ل فو ا ّ‬
‫أصحابه فقال ‪ :‬انصرفوا رحمكم ا ّ‬
‫و هارون إذ قال له أصحابه ‪:‬‬

‫ل صّلى‬‫ل لزيارة رسول ا ّ‬ ‫ل لدخلته إ ّ‬


‫ن«وا ّ‬ ‫عُدو َ‬‫ك َفقاِتل إّنا هيُهنا قا ِ‬
‫ت َو َرّب َ‬
‫ب َأْن َ‬
‫» َفاْذَه ْ‬
‫ل ج أن يججترك‬
‫ل عليه و آله و سّلم أو لقضّية أقضيها ‪ ،‬فإّنه ل يجوز لحجة أقججامه رسججول ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫الّناس في حيرة ‪.‬‬

‫ن عمججر احججتزم ‪ 3‬بججازاره و‬ ‫ل بن عبججد الّرحمججان قججال ‪ :‬إ ّ‬


‫و فى الحتجاج أيضا عن عبد ا ّ‬
‫ن أبا بكر قد بويع فهلّمججوا إلججى البيعججة فينثججال ‪ 4‬الّنججاس‬‫لإّ‬‫جعل يطوف بالمدينة و ينادي أ ّ‬
‫ن جماعة في بيوت مستترون فكان يقصدهم فججي جمججع كججثير فيكبسججهم و‬ ‫يبايعون فعرف أ ّ‬
‫يحضرهم المسجد فيبايعون حّتى إذا مضت أّيام أقبل في جمع كثير إلى منزل عل جيّ عليججه‬
‫سلم فطالبه بالخروج فأبى ‪ ،‬فدعا عمر بحطب و نار ‪ ،‬و قال و الججذي نفججس عمججر بيججده‬ ‫ال ّ‬
‫لو‬ ‫ل و ولد رسول ا ّ‬ ‫ن فاطمة بنت رسول ا ّ‬ ‫ن أول حرقنه على ما فيه ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬إ ّ‬‫ليخرج ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم فيه ‪ ،‬و أنكر الّناس ذلك من قججوله فلمججا عججرف‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫آثار رسول ا ّ‬
‫سجلم‬ ‫ي عليجه ال ّ‬
‫إنكارهم قال ‪ :‬ما بالكم أتروني فعلت ذلك إّنما أردت الّتهويل فراسجلهم علج ّ‬
‫ل الذي قججد نبججذتموه و ألهتكججم ‪ 5‬الجّدنيا‬
‫أن ليس إلى خروجي حيلة ‪ ،‬لني في جمع كتاب ا ّ‬
‫عنه ‪،‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قققق ققق قققق ق ق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق قق قق ققق قق ققققق ق ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ق قق ق ققق ققق قق ق قق قق قق قققق ق ق قق‬
‫ققققق قق ققققق ق ققق قققق ق ققققق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ققق قق ققق ق ققق قق ق ق ق ق قق ق قق‬
‫قققققق ق ق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬ققققق ق قق قققق قق ق ققققق ق قق قق ققق‬
‫قققققق ققققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 20‬‬

‫و قد خلفت أن ل أخرج من بيتي و ل ادع ردائي على عاتقى حّتى أجمع القرآن ‪،‬‬

‫لج عليججه و آلججه و سجّلم إليهججم فججوقفت علججى‬ ‫ل صجّلى ا ّ‬


‫قال ‪ :‬و خرجت فاطمة بنت رسول ا ّ‬
‫ل جنازة ‪ 1‬بين أيدينا‬ ‫الباب ‪ ،‬ثّم قالت ل عهد لي بقوم أسوء محضرا منكم تركتم رسول ا ّ‬
‫و قطعتم أمركم فيما بينكم و لم تؤامرونا و لم تروا لنا حّقا ‪ ،‬كأنكم لم تعلمججوا مججا قججال يججوم‬
‫ل لقد عقد له يومئذ الولء ليقطع منكم بذلك منها الّرجاء ‪ ،‬و لكنكججم قطعتججم‬ ‫غدير خم ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ل حسيب بيننا و بينكم في الّدنيا و الخرة ‪.‬‬ ‫السباب و ا ّ‬

‫و في غاية المرام من كتاب سليم بن قيس الهللى و هججو كتججاب مشججهور معتمججد نقججل منججه‬
‫المصّنفون في كتبهم و هو من الّتابعين رأي علّيا و سلمان و أباذر و في مطلججع كتججابه مججا‬
‫هذه صورته ‪ :‬فهذه نسخة كتاب سليم بن قيس الهللي رفعججه إلججى أبججان بججن أبججي عّيججاش و‬
‫سجلم فقجال صجدق‬ ‫ي بن الحسين عليه ال ّ‬ ‫سلم و ذكر أبان أّنه قرأ على عل ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫قرأه عل ّ‬
‫سليم هذا حديثنا نعرفججه ‪ ،‬قججال سججليم ‪ :‬سججمعت سججلمان الفارسججي أّنججه قججال ‪ :‬فلمججا أن قبججض‬
‫ل عليه و آله و سّلم و صنع الّناس ما صنعوا جججالهم أبججوبكر و عمججر و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫رسول ا ّ‬
‫سجلم فخصججموهم فقجالوا يجا‬ ‫ي عليجه ال ّ‬
‫جة عل ّ‬‫أبو عبيدة بن الجّراح و خاصموا النصار بح ّ‬
‫ل ج مججن قريججش ‪ ،‬و المهججاجرون‬ ‫ن رسججول ا ّ‬‫ق بالمر منكججم ‪ ،‬ل ّ‬
‫معاشر النصار قريش أح ّ‬
‫لج‬
‫لج صجّلى ا ّ‬ ‫ل سبحانه بدء بهم في كتابه و فضلهم ‪ ،‬و قججد قججال رسججول ا ّ‬ ‫نا ّ‬‫خير منكم ل ّ‬
‫عليه و آله و سّلم ‪ :‬الئمة من قريش ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم و قججد كججان أوصججى‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال سلمان ‪ :‬فأتيت و هو يغسل رسول ا ّ‬
‫ل و مجن يعيننجي عليجك ؟ فقجال ‪ :‬جبرئيجل‬ ‫ل هو ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول ا ّ‬
‫علّيا أن ل يلي غسله إ ّ‬
‫سلم ‪،‬‬‫عليه ال ّ‬

‫سله و كّفنجه أدخلنججي و أدخججل‬ ‫ل انقلب له ‪ ،‬فلما غ ّ‬‫سلم ل يريد عضوا إ ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫و كان عل ّ‬
‫سججلم‬‫أباذر و المقداد و فاطمججة و الحسججن و الحسججين عليهججم السججلم ‪ ،‬فتقجّدم علججي عليججه ال ّ‬
‫وصفنا خلفه و صّلى عليه و عايشة في الحجرة ل تعلم ‪ ،‬ثّم ادخل عشرة مججن المهججاجرين‬
‫و عشره من النصار يدخلون فيدعون ثّم يخرجون » فيصّلون و يخرجون خ « حّتى لججم‬
‫ل صّلى عليه ‪.‬‬ ‫يبق أحد من المهاجرين و النصار إ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققققق قققققق ق ققققق ققققق قققققق‬
‫ق قق ق ققققق ق ققق ققق ق ققققق ق قققق ق ق‬
‫ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 21‬‬

‫لج‬
‫سلم حين يغسل خ « رسول ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫قال سلمان ‪ :‬فأتيت علّيا و هو يغسل » قلت لعل ّ‬
‫سججاعة قججد رقججى‬‫ن أبججا بكججر ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم فأخبرته بما صنع الّناس فقلت ‪ :‬إ ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سجّلم و لججم يرضججوا أن يبججايعوه بيججد واحججدة و أّنهججم‬‫ل صّلى ا ّ‬‫منبر رسول ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬يا سلمان و هل تدري أّول مججن‬ ‫ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه و شماله ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ؟‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫بايعه على منبر رسول ا ّ‬

‫ل أّنى رأيت » رأيته خ « في ظّلة بني ساعدة حين خصمت النصار فكججان »‬ ‫فقلت ‪ :‬ل إ ّ‬
‫و كان خ « أّول من بايعه المغيرة بن شعبة ‪ ،‬ثّم بشير بن سعد ‪ ،‬ثّم أبو عبيدة بججن الججّراح‬
‫ثّم عمر بن الخطاب ‪ ،‬ثّم سالم مولى أبي حذيفة ‪ ،‬و معاذ بن جبل ‪ ،‬قال ‪ :‬لست أسألك عن‬
‫هؤلء و لكن هل تدرى أّول من بايعه حين صججعد المنججبر ؟ قججال » قلججت خ « ‪ :‬ل و لكججن‬
‫جادة شديد التشججمير صججعد المنججبر » أول‬ ‫رأيت شيخا كبيرا متوكّيا على عصابين عينيه س ّ‬
‫ل الذي لم يمتنججي حّتججى رأيتججك فججي‬
‫من صعد خ « و هو يبكى و » هو خ « يقول ‪ :‬الحمد ّ‬
‫هذا المكان ابسط يدك ‪ ،‬فبسط يده فبايعه ‪ ،‬ثّم نزل فخرج من المسجد ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬و هل تدري يا سلمان من هو ؟ قلت ‪ :‬و قججد سججائتني مقججالته كججأّنه‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬
‫ن ذلججك‬ ‫سججلم ‪ :‬فججا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬قال علججي عليججه ال ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫شامت بموت رسول ا ّ‬
‫ن إبليجس و‬ ‫لج عليجه و آلجه و سجّلم خ « ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫إبليس لعنة ال عليه » اخبرنى رسول ا ّ‬
‫لجج‬‫ل عليه و آله و سّلم إّياى بغدير خّم لّما أمره ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫أصحابه شهدوا نصب رسول ا ّ‬
‫شججاهد الغججائب ‪ ،‬فأقبججل إلججى‬ ‫تعالى و أخبرهم أّني أّولى بهم من أنفسهم و أمرهججم أن يبلججغ ال ّ‬
‫إبليس أبا لسته و مردة أصحابه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬هججذه المججة مرحومججة معصججومة ل لججك و ل لنججا‬
‫عليهم سبيل قججد اعلمججوا مقّرهججم و إمججامهم » علمججوا امججامهم و مصججرعهم خ « بعججد نججبّيهم‬
‫فانطلق ابليس آيسا حزينا ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم بعد ذلك ‪ 1‬و قال تبايع الّناس أبججابكر‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال فأخبرني رسول ا ّ‬
‫جتنا ‪ ،‬ثّم يأتون المسجد فيكون‬
‫في ظلة بني ساعدة حّتى ما يخاصمهم ‪ 2‬بحّقنا و ح ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق ققق قق ق قق ق ق قق ق ق ق قق قق‬
‫قققققققق ق قق قق قققققق ق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق ققق قق ققق ققق ق ق ق ق قققق ققق قق ق‬
‫ققققق ق قق قققققق قققق قق قق ق قق ق ق قققق‬
‫ققق ققققققق ققققق ق ققققق ق قق قققققق قق‬
‫قق ق قققق ققق ققق ق ق ققق ق ق ق ق قققق ق ق‬
‫قققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 22‬‬

‫أّول من يبايعه على منبري إبليس في صورة شيخ كبير مستبشر يقول له ‪ :‬كججذا و كججذا ثجمّ‬
‫يخرج فيجمع أصحابه و شياطينه و أبا لسته فيخّرون سجدا فينخججر و يكسججع ‪ ،‬ثججم يقججول ‪:‬‬
‫ل زعمتم أن ليس لي عليهم سلطان و ل سبيل فكيف رأيتموني صنعت بهم حّتى تركججوا‬ ‫كّ‬
‫ل تعالى ‪:‬‬
‫ل و ذلك قول ا ّ‬
‫ل به من طاعته و أمرهم به رسول ا ّ‬
‫ما أمرهم ا ّ‬

‫ن « قال سججلمان ‪ :‬فلمّججا كججان‬ ‫ن اْلُمْؤِمني َ‬


‫ل َفريًقا ِم َ‬
‫ظّنُه َفاّتَبُعوُه ِإ ّ‬
‫س َ‬
‫عَلْيِهْم ِإْبلي ُ‬
‫ق َ‬
‫صّد َ‬
‫» َو َلَقْد َ‬
‫سلم فلم يدع أحدا مججن‬ ‫الليل حمل فاطمة على حمار و أخذ بيد الحسن و الحسين عليهما ال ّ‬
‫ل أتججاه فججي منزلججه و ذكججره حّقججه و دعججاه إلججى‬ ‫أهل بدر من المهاجرين و ل من النصججار إ ّ‬
‫ل أربعة و أربعون رجل فأمرهم أن يصججبحوا محلقيججن رؤوسججهم‬ ‫نصرته فما استجاب له إ ّ‬
‫ل أربعجة ‪ ،‬فقلججت‬ ‫و معهم سلحهم على أن يبايعوه على الموت و أصبحوا لم يوافقه منهم إ ّ‬
‫لسلمان ‪ :‬من الربعة ؟ قال ‪ :‬أنا و أبوذر و المقداد و الّزبير بن العججوام ‪ ،‬ث جّم عججاودهم ليل‬
‫سججلم‬‫ي عليهججم ال ّ‬
‫يناشدهم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬نصحبك بكرة فما أتاه منهم أحججد غيرنججا فلّمججا رأى عل ج ّ‬
‫غدرهم و قّلة وفائهم لزم بيته و أقبل على القججرآن يججؤلفه و يجمعججه ‪ ،‬فلججم يخججرج مججن بيتججه‬
‫حّتى جمعه و كان المصحف في القرطاس و السيار ‪ 1‬و الّرقاع ‪.‬‬

‫فلما جمع كّله و كتبه على تنزيله و الّناسخ و المنسوخ و بعث إليه أبو بكر أن اخرج فبايع‬
‫سلم إّني مشغول ‪ ،‬و لقد آليت على نفسي يمينا أن ل ارتدي برداء‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فبعث إليه عل ّ‬
‫صلة حّتى اؤلف القرآن و أجمعه ‪ ،‬فجمعججه فججي ثججوب واحججد و ختمججه ثجّم خججرج إلججى‬ ‫ل لل ّ‬
‫إّ‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم‬
‫لج صجّلى ا ّ‬
‫الّناس و هم مجتمعون مع أبي بكر فججي مسجججد رسججول ا ّ‬
‫ل عليه و آلججه‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫فنادى بأعلى صوته ‪ :‬يا أّيها الّناس إّني لم أزل منذ قبض رسول ا ّ‬
‫و سّلم مشغول بغسله ‪،‬‬

‫ل و قجد‬‫لج علجى رسجوله آيجة إ ّ‬


‫ثّم بالقرآن حّتى جمعته كّله في هذا الّثوب الواحد فلم ينزل ا ّ‬
‫ل عليه‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل و قد أقرئني » أقرئنيها خ « إياها رسول ا ّ‬‫جمعتها ‪ ،‬و ليست منه آية إ ّ‬
‫و آله و سّلم و عّلمني تأويلها ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ق ققق قق ققققق ق قق قق قق ق ق ق قققق ق ق‬
‫ققققق قققق ق ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 23‬‬

‫ي عليججه‬
‫سلم لئل تقولوا غدا إنا كنا عن هذا غافلين خ « ثّم قججال عل ج ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫» ثّم قال عل ّ‬
‫سلم ل تقولوا يوم القيامة إّني لم أدعكم إلى نصرتي و لم أذكركم حقججي ‪ ،‬فججأدعوكم إلججى‬ ‫ال ّ‬
‫ل من فاتحته إلى خاتمته ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬ما أغنانا بما معنا مجن القجرآن عّمجا تجدعونا‬ ‫كتاب ا ّ‬
‫إليه ‪،‬‬

‫ي فلسججنا فججي شججيء‬‫سلم بيته ‪ ،‬فقال عمر لبي بكر ‪ :‬أرسججل إلججى عل ج ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫ثّم دخل عل ّ‬
‫لج ‪ ،‬فأتجاه الّرسجول‬‫حّتى يبايع و لو قد بايع آمّنا ‪ ،‬فأرسل إليه أبو بكر أجب خليفة رسول ا ّ‬
‫لج‬
‫لج صجّلى ا ّ‬‫سلم ‪ :‬ما أسرع ما كججذبتم علججى رسججول ا ّ‬ ‫فقال له ذلك ‪ ،‬فقال له علي عليه ال ّ‬
‫ل و رسوله لم يستخلف غيري ‪ ،‬فذهب‬ ‫نا ّ‬
‫عليه و آله و سّلم إّنه ليعلم و يعلم الذين حوله أ ّ‬
‫الّرسول فأخبره بما قال له ‪ ،‬فقال ‪ :‬اذهجب فقجل لجه أججب أميجر المجؤمنين أبجا بكجر ‪ ،‬فأتجاه‬
‫فأخبره بذلك ‪،‬‬
‫ن هججذا‬‫ل إّنه ليعلم أ ّ‬
‫ل ما طال العهد فينسى ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫لوا ّ‬‫سلم ‪ :‬سبحان ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال له عل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و هو سجابع سجبعة‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ل لي و قد أمره رسول ا ّ‬ ‫السم ل يصلح إ ّ‬
‫سججبعة ‪ ،‬و‬ ‫فسّلموا عليه » علي خ « بامرة المججؤمنين فاسججتفهمه هججو و صججاحبه مججن بيججن ال ّ‬
‫ل و من رسوله إّنه أمير‬ ‫ل ‪ :‬نعم حّقا حّقا من ا ّ‬
‫ل و رسوله ؟ قال رسول ا ّ‬ ‫ق من ا ّ‬‫قال ‪ :‬أح ّ‬
‫ل يججوم‬‫ل عّز و ج ّ‬ ‫جلين يقعده ا ّ‬‫المؤمنين و سّيد المسلمين و صاحب لواء » الغر خ « المح ّ‬
‫صراط فيدخل أوليائه الجّنة و أعدائه الّنججار ‪ ،‬فججانطلق الّرسججول فججأخبره بمججا‬ ‫القيامة على ال ّ‬
‫قال فسكتوا عنه يومهم ذلك ‪.‬‬

‫سججلم فلججم يججدع‬


‫ي فاطمة و أخذ بيد ابنيه الحسن و الحسين عليهججم ال ّ‬ ‫فلّما كان الليل حمل عل ّ‬
‫لج‬
‫ل أتججاه فججي منزلججه فناشججدهم ا ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم إ ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫أحدا من أصحاب رسول ا ّ‬
‫حقه و دعاهم إلى نصرته ‪ ،‬فما استجاب له منهم أحد غير الربعججة فاّنججا حلقنججا رؤوسججنا و‬
‫سججلم خججذلن الّنججاس لججه و‬ ‫ي عليججه ال ّ‬‫بذلنا نصرتنا و كان الّزبير أشّد نصرة فلمججا رأى عل ج ّ‬
‫تركهم نصرته و اجتماع كلمتهم مع أبي بكر و تعظيمهم له لزم بيته ‪.‬‬

‫ل و قد بججايع غيججره‬‫و قال عمر لبي بكر ‪ :‬ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع فإّنه لم يبق أحد إ ّ‬
‫ق الّرجليججن و أرفقهمججا و أدهاهمججا و أبعججدهما‬ ‫و غير هؤلء الربعة ‪ ،‬و كججان أبججو بكججر أر ّ‬
‫ظهما و أجفاهما ‪ ،‬فقال لججه أبججو بكججر ‪ :‬مججن ترسججل إليججه ؟ فقججال عمججر ‪:‬‬ ‫غورا ‪ ،‬و الخر أف ّ‬
‫ظا غليظا جافا من الطلقاء‬ ‫نرسل إليه قنفذا و كان رجل ف ّ‬

‫] ‪[ 24‬‬

‫ي بن كعب ‪ ،‬فأرسله إليه و أرسججله معججه أعوانججا فججانطلق فاسججتأذن علججى علجيّ‬ ‫أحد بني عد ّ‬
‫سلم ‪ ،‬فأبى أن يأذن لهم فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر و عمروهما في المسجد‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ل فججادخلوا‬‫و الّناس حولهما ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬لم يؤذن لنا ‪ ،‬فقججال عمججر ‪ :‬اذهبججوا فججان أذن لكججم و إ ّ‬
‫سججلم أحجّرج ‪ 1‬عليكججم أن‬ ‫عليه من غير إذن ‪ ،‬فانطلقوا فاسجتاذنوا فقجالت فاطمجة عليهججا ال ّ‬
‫ن فاطمججة قججالت لنججا‬
‫تدخلوا على بيتي بغير اذني ؟ فرجعوا فثبت القنفذ الملعون ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إ ّ‬
‫كذا و كذا فحّرجتنا أن ندخل بيتها من غير اذن ‪ ،‬فغضب عمر فقال ‪:‬‬

‫ما لنا و للّنسآء ‪.‬‬

‫ثّم أمر أناسا حوله يحملون حطبا فحملوا الحطب و حمار عمر معهججم فجعلججوه حجول بيججت‬
‫ل عليهم ‪ ،‬ثّم نججادى عمججر حّتججى‬
‫ي و فاطمة و ابناهما صلوات ا ّ‬ ‫سلم و فيه عل ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬‫عل ّ‬
‫ل عليججه و‬‫ل صّلى ا ّ‬‫ن خليفة رسول ا ّ‬ ‫ي و لتبايع ّ‬
‫ن يا عل ّ‬
‫ل لتخرج ّ‬
‫أسمع علّيا و فاطمة ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل أضرمت عليك بيتك ارا ‪ ،‬ثّم رجع قنفذ إلججى أبججي بكججر و هججو متخ جّوف أن‬ ‫آله و سّلم و إ ّ‬
‫ي إليه بسيفه لما يعرف من بأسه و شّدته ‪ ،‬فقال أبو بكر لقنفذ ‪ :‬ارجع فان خججرج‬ ‫يخرج عل ّ‬
‫ل فاهجم » فاقتحم خ « عليه بيته ‪ ،‬فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم نارا ‪.‬‬ ‫وإ ّ‬
‫سلم‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫فانطلق القنفذ الملعون فاقتحم هو و أصحابه بغير اذن و سار » ثارخ « عل ّ‬
‫إلى سيفه و سبقوه إليه و هم كثيرون فتناول بعضهم سججيفه و كججاثروه ‪ 2‬فججألقوا فججي عنقججه‬
‫لج‬
‫حبل و حالت بينهم و بينه فاطمة عليهما السلم عنججد بججاب الججبيت فضججربها قنفججذ لعنججه ا ّ‬
‫ن في عضدها مثل الدماليج » الدملج خ « ‪3‬‬ ‫ل عليها و أ ّ‬
‫بسوط كان معه فماتت صلوات ا ّ‬
‫سيف على‬ ‫من ضربته ثّم انطلق به يعتل ‪ 4‬عتل حّتى انتهى إلى أبي بكر ‪ ،‬و عمر قائم بال ّ‬
‫رأسه و خالد بن الوليد و أبو عبيدة بن الجّراح و سالم مولى أبى حذيفة و معاذ بن جبل‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققققق ققققققق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ق ققققققق ققققققق ققققققق قق قققققق‬
‫ققققققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قققققق قق قققققق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬قققق قققق قققققق ققق ققققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 25‬‬

‫و المغيرة بن شعبة و اسيد بن حصجين و بشجير بجن سجعد و سجاير الّنجاس حجول أبجى بكجر‬
‫عليهم السلح ‪.‬‬

‫ل ما عليها خمججار فنججادت‬ ‫قال ‪ :‬قلت لسلمان ‪ :‬أدخلوا على فاطمة بغير إذن ؟ قال ‪ :‬اي و ا ّ‬
‫ل يا أبتاه لبئس ما خلفك أبو بكر و عمر و عيناك لم تنفقيججا فججي قججبرك‬ ‫وا أبتاه و الرسول ا ّ‬
‫ل بججاك‬
‫تنادى بأعلى صوتها ‪ ،‬فلقد رأيت أبا بكر و من حوله يبكون و ينتحبون و ما فيهم إ ّ‬
‫غير عمر و خالد بن الوليجد و المغيجرة بجن شجعبة و عمجر يقجول ‪ :‬إّنجا لسجنا مجن الّنسجآء و‬
‫ن في شيء ‪.‬‬‫رأيه ّ‬

‫ل لو وقع سيفي في يججدي لعلمتججم أنكججم لججن‬ ‫قال فانتهوا به إلى أبي بكر و هو يقول ‪ :‬أما و ا ّ‬
‫ل لم ألم نفسي في جهادكم لو كنت استمكنت من الربعيججن لفرقججت‬ ‫تصلوا إلى هذا أبدا و ا ّ‬
‫لج حيججن ضججرب‬ ‫ل أقواما بايعوني ثّم خذلوني و قد كان قنفججذ لعنججه ا ّ‬
‫جماعتكم و لكن لعن ا ّ‬
‫سوط حين حالت بينه و بين زوجها أرسل إليه عمر إن حالت بينك و بينه فاطمة‬ ‫فاطمة بال ّ‬
‫ل إلى عضادة باب بيتها و دفعها فكسر لها ضلعا من جنبهججا‬ ‫فاضربها ‪ ،‬فأجأها قنفذ لعنه ا ّ‬
‫لج عليهججا مججن ذلججك‬
‫و ألقت جنينا من بطنها ‪ ،‬فلم تزل صاحبة فراش حّتى ماتت صلوات ا ّ‬
‫شهيدة ‪.‬‬

‫ي إلى أبي بكر انتهججره عمججر و قججال لججه ‪ :‬بججايع ‪ ،‬فقججال لججه علجيّ عليججه‬ ‫قال ‪ :‬فلما انتهى بعل ّ‬
‫سلم إن أنا لم ابايع فما أنتم صانعون ؟ قالوا نقتلك ذل و صغارا ‪ ،‬فقال ‪ :‬إذا تقتلون عبد‬ ‫ال ّ‬
‫ل فمججا نعرفججك‬‫ل فنعم ‪ ،‬و أّما أخو رسول ا ّ‬ ‫ل ‪ ،‬فقال أبو بكر ‪ :‬أّما عبد ا ّ‬‫ل و أخا رسول ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل عليه و آلججه و سجّلم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ن رسول ا ّ‬ ‫سلم ‪ :‬أتجحد أ ّ‬ ‫» نقر لك خ « بهذا ‪ ،‬قال عليه ال ّ‬
‫آخا بيني و بينه ؟ قال ‪:‬‬

‫نعم ‪ ،‬فأعاد ذلك عليه ثلث مرات ‪.‬‬

‫سجلم ‪ ،‬فقجال ‪ :‬يجا معاشجر المسجلمين و المهجاجرين و النصجار‬ ‫ي عليه ال ّ‬


‫ثّم أقبل عليهم عل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم يقول يوم غدير خّم ‪ :‬كججذا و كججذا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ل أسمعتم رسول ا ّ‬ ‫انشدكم ا ّ‬
‫لج‬
‫لج صجّلى ا ّ‬ ‫و في غزوة تبوك كذا و كذا فلم يدع شيئا قال » قججاله فيججه خ « لججه رسججول ا ّ‬
‫ل ذكرهم إّيججاه » إياهججا خ « قججالوا ‪ :‬الّله جّم نعججم ‪ :‬فلّمججا أن‬
‫عليه و آله و سّلم علنية للعامة إ ّ‬
‫ق قججد سججمعناه‬ ‫تخوف أن ينصره الّناس و أن يمنعوه منه بادرهم ‪ ،‬فقال لججه ‪ :‬كلمججا قلججت حج ّ‬
‫بآذاننا و عرفناه و وعته قلوبنا و لكن سمعت‬

‫] ‪[ 26‬‬

‫لج تعججالى و‬ ‫ل عليه و آله و سّلم يقول بعد هذا ‪ :‬إّنا اهل بيت اصججطفانا ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل لم يكن ليجمع لنا أهل الججبيت الّنبججوة و الخلفججة ‪ ،‬فقججال‬
‫نا ّ‬
‫اختار لنا الخرة على الّدنيا فا ّ‬
‫سلم ‪:‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم شهد هذا معك ؟ فقججال عمججر ‪:‬‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫هل أحد من أصحاب رسول ا ّ‬
‫ل قد سمعته منه كما قال ‪.‬‬
‫صدق خليفة رسول ا ّ‬

‫لجج‬
‫قال ‪ :‬و قال أبو عبيدة و سالم مولى أبى حذيفة و معاذ بن جبل ‪ :‬قد سمعنا من رسول ا ّ‬
‫سججلم لقججد وفيتججم بصججحيفتكم الملعونججة الججتي‬
‫ل عليه و آله و سّلم فقال علججي عليججه ال ّ‬
‫صّلى ا ّ‬
‫لج محّمججدا أو مججات لججتزوون ‪ 1‬هججذا‬ ‫تعاهدتم » قد تعاقدتم خ « عليها في الكعبججة إن قتججل ا ّ‬
‫المر عّنا أهل البيت ‪،‬‬

‫سلم يا زبيججر و أنججت يججا‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال أبو بكر ‪ :‬فما علمك بذلك اطلعناك عليها ‪ ،‬فقال عل ّ‬
‫ل يقول ذلججك‬ ‫ل و بالسلم أسمعتم رسول ا ّ‬ ‫سلمان و أنت يا أباذر و أنت يا مقداد أسألكم با ّ‬
‫ن فلنا و فلنا حّتى عّد هؤلء الربعة » الخمسة « قد كتبوا بينهججم كتابجا‬ ‫و أنتم تسمعون إ ّ‬
‫ت أن يتظاهروا عليججك و أن يججزووا‬ ‫و تعاهدوا فيه و تعاقدوا ايمانا على ما أنت قتلت أو م ّ‬
‫ل فما تججأمرني إذا كججان ذلججك ‪ ،‬فقججال‬
‫ي ؟ فقلت ‪ :‬بأبي أنت يا رسول ا ّ‬
‫عنك هذا المر يا عل ّ‬
‫إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم و نابذهم ‪ ،‬و إن لم تجد أعوانا فبايع و احقن دمك ‪.‬‬

‫ن اولئك الربعين رجل الذين بايعوني و فوالي لجاهدتكم‬ ‫سلم ‪ :‬أما و ال لو أ ّ‬‫فقال عليه ال ّ‬
‫ل ل ينالها أحد من أعقابكم إلى يوم القيامة ثّم نادى علي عليه‬‫في ال ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬أما و ا ّ‬
‫سلم قبل أن يبايع و الحبل في عنقه ‪:‬‬ ‫ال ّ‬

‫ضَعُفوني َو كاُدوا َيْقُتُلوَنني « ثّم تناول يججد أبججي بكججر فبججايع ‪ ،‬و قيججل‬
‫سَت ْ‬
‫ن اْلَقْوَم ا ْ‬
‫ن ُأّم ِإ ّ‬
‫» َياْب َ‬
‫للّزبير ‪ :‬بايع فأبى فوثب إليه عمر و خالد بن الوليججد و المغيججرة بججن شججعبة و انججاس معهججم‬
‫فانتزعوا سيفه فضربوا به الرض حّتى كسججروه ثججم لّببججوه ‪ 2‬فقجال الّزبيججر و عمججر علججى‬
‫ن سيفي في يدي لحدت ‪3‬‬ ‫صدره ‪ :‬يابن صّهاك أما و ال لو أ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ققق ق قققق قققق ق ق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق ق ققققق ق قق ق قق ققق قق ق قق قق ق ق‬
‫ققققققق قق ققق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققق ققق ققق ‪ :‬ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 27‬‬

‫عّني ثّم بايع ‪.‬‬

‫سلعة ثّم أخذ و ايدى فبايعت مكرها ‪،‬‬ ‫قال سلمان ثّم أخذوني فوجؤوا عنقي حّتى تركوه كال ّ‬
‫ي و أربعتنججا و لججم يكججن‬
‫ثّم بايع أبوذر و المقداد مكرهين و ما من أحد بايع مكرها غير عل ّ‬
‫أحد مّنا أشّد قول من الّزبير ‪ ،‬فاّنه لمججا بججايع قججال ‪ :‬يججابن صجّهاك أمججا و الج لججو ل هججؤلء‬
‫ى و معي سيفي لما اعرف من جنبك و لو مججك ‪ ،‬و‬ ‫الطغاة الذين اعانوك لما كانت تقدم عل ّ‬
‫لكن وجدت طغاة تقوى بهم و تصول بهم ‪ ،‬فغضب عمر فقال ‪ :‬أتذكر صّهاك ؟ فقججال ‪ :‬و‬
‫من صّهاك و من » ما خ « يمنعنى من ذكرها و قد كانت ص جّهاك زانيججة و تنكججر ذلججك أو‬
‫ليس كانت أمة لجّدي عبد المطلب فزنى بها جّدك نفيل فولدت أباك الخطاب فوهبهججا عبججد‬
‫ف كج ّ‬
‫ل‬ ‫المطلب لجّدك بعد ما ولدته و أّنه لعبد جدي ولد زنا ‪ ،‬فأصلح أبججوبكر بينهمججا و ك ج ّ‬
‫واحد منهما عن صاحبه ‪.‬‬
‫قال سليم ‪ :‬فقلت لسلمان ‪ :‬فبايعت أبججا بكججر و لججم تقججل شججيئا ؟ قجال ‪ :‬بلججى قججد قلججت بعججد مججا‬
‫بايعت ‪ :‬تّبالكم ساير الّدهر لو تدرون مجا صججنعتم بأنفسججكم أصججبتم و أخطججأتم أصجبتم سجّنة‬
‫الوليججن » مججن كججان قبلكججم مججن الفرقججة و الختلف خ « و أخطججأتم سججّنة نججبّيكم حيججن‬
‫أخرجتموها من معدنها و أهلها فقال عمر ‪ :‬أّما إذا قججد بججايعت يججا سججلمان فقججل مججا شججئت و‬
‫لج صجّلى‬ ‫افعل ما بدالك و ليقل صاحبك ما بداله ‪ ،‬قال سلمان ‪ :‬قلت إّني سججمعت رسججول ا ّ‬
‫ن عليك و على صاحبك الذي بججايعته مثججل ذنججوب امتججه إلججى‬ ‫ل عليه و آله و سّلم يقول ‪ :‬إ ّ‬
‫ا ّ‬
‫لج‬
‫يوم القيامة و مثل عذابهم جميعا ‪ ،‬فقال عمر قل ما شججئت أليججس قججد بججايعت و لججم يقججر ا ّ‬
‫عينك بأن يلبسها صاحبك ‪،‬‬

‫ل إّنك باسمك و صفتك باب من أبواب جهنم ‪،‬‬


‫فقلت اشهد أّني قرأت في بعض كتب ا ّ‬

‫ل عن أهل البيت الذين اّتخذتموهم أربابا ؟‬


‫فقال ‪ :‬قل ما شئت أليس قد أزالها ا ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم يقول و قد سألته عن هذه الية ‪:‬‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫فقلت ‪ :‬إّني سمعت رسول ا ّ‬

‫حٌد « فأخبرني بأّنك أنت هو ‪ ،‬فقججال لججي ‪:‬‬


‫ق ِوثاَقُه َأ َ‬
‫حٌد َو ل ُيوِث ُ‬
‫عذاَبُه َأ َ‬
‫ب َ‬
‫» َفَيْوَمِئٍذ ل ُيَعّذ ُ‬
‫ل نأمتك ‪ 1‬أّيها العبد ابن‬ ‫عمرة اسكت أسكت ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق ق ققققق ق قق ققق قق ق قق قق ققق ق‬
‫ققققق ق قققق ققققق ققققق ققققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 28‬‬

‫سججكوت‬ ‫ي بال ّ‬‫ل لو لم يأمرني عل ّ‬ ‫سلم ‪ :‬اسكت يا سلمان فو ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬


‫الّلخناء ‪ ،‬فقال لي عل ّ‬
‫ل عليه و آلججه و س جّلم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ل شيء سمعته من رسول ا ّ‬ ‫ل شيء نزل فيه و ك ّ‬ ‫لخبرته بك ّ‬
‫فيه و في صاحبه ‪ ،‬فلّما رآني عمر قد سّكت قال لي ‪ :‬إّنك لججه لمطيججع مس جّلم فلّمججا أن بججايع‬
‫ل ما أنت أشججّد‬ ‫ف صاحباك و ا ّ‬ ‫أبوذر و المقداد و لم يقول شيئا قال عمر ‪ :‬أل كففت كما ك ّ‬
‫حّبا بأهل هذا البيت منهما و ل أشّد تعظيما لحّقهم منهما و قد كّفا كما ترى و قد بايعا ‪.‬‬

‫سججلم و تعظيمهججم و قججد فعججل مججن‬‫ب آل محّمججد عليهججم ال ّ‬‫فقال أبوذر ‪ :‬أفتعّيرنا يا عمججر بحج ّ‬
‫أبغضهم و افججترى عليهججم و ظلمهججم حّقهججم و حمججل الّنججاس علججى رقججابهم و رّد هججذه المججة‬
‫ل ما لهججم فيهججا‬
‫ل من ظلمهم حّقهم ل و ا ّ‬ ‫القهقهرى على أدبارهم ‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬آمين لعن ا ّ‬
‫ل سججواء ‪ ،‬قجال ‪ :‬لججم خاصجمت النصجار بحّقهجا ؟‬ ‫ق و ما هم فيها و عرض الّنجاس إ ّ‬ ‫من ح ّ‬
‫ق و هي لك و لبن آكلة الّذبان‬ ‫سلم لعمر ‪ :‬يابن صهاك فليس لنا فيها ح ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫فقال عل ّ‬
‫ن العامة رضوا بصاحبي و لم يرضوا بججك‬ ‫ف يا أبا الحسن إذ قد بايعت ‪ :‬فا ّ‬
‫‪ ،‬فقال عمر ك ّ‬
‫فما ذنبي ‪،‬‬
‫ل بي فابشر أنججت و صججاحبك و مججن‬ ‫ل و رسوله لم يرضيا إ ّ‬ ‫سلم ‪ :‬لكن ا ّ‬ ‫فقال علي عليه ال ّ‬
‫ل و عذابه و خزيه و يلك يابن الخطاب لو ترى ما ذا جنيججت‬ ‫اّتبعكما و وازر كما بسخط ا ّ‬
‫على نفسك و على صاحبك ؟ فقال أبجو بكجر يجا عمجر أمجا إذا بجايع و امّنجا شجّره و فتكجه و‬
‫غائلته فدعه يقول ما شآء ‪.‬‬

‫ل أّيها الربعة قال لسججلمان‬ ‫سلم ‪ :‬لست قائل غير شيء واحد اذكركم با ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬
‫ل عليه و آلججه و س جّلم يقججول ‪ :‬إن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫و الّزبير و أبي ذر و المقداد ‪ ،‬أسمعتم رسول ا ّ‬
‫تابوتا من نار فيه اثنى عشر سّتة من الولين و سّتة من الخرين في قعر جهّنججم فججي جج ّ‬
‫ب‬
‫صججخرة‬ ‫ل أن يسعر جهّنم كشفت تلك ال ّ‬ ‫ب صخرة فاذا أراد ا ّ‬‫في تابوت مقّفل على ذلك الج ّ‬
‫سججلم‬‫ي عليججه ال ّ‬
‫ب و مججن حجّره ‪ ،‬قججال علج ّ‬ ‫ب فاسعرت جهّنم من وهج ذلك الج ّ‬ ‫عن ذلك الج ّ‬
‫ل ج عليججه و‬‫ل ج ص جّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و أنتم شهود ‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫فسألت رسول ا ّ‬
‫آله و سّلم ‪ :‬أّما الّولون فابن آدم الذي قتل أخاه ‪ ،‬و فرعججون ذو الفراعنججة ‪ ،‬و الججذي حججا ّ‬
‫ج‬
‫ابراهيم في رّبه ‪ ،‬و رجلن من بني اسججرائيل بجّدل كتججابهم و غّيججر اسجّنتهم ‪ ،‬أمججا أحججدهما‬
‫صر‬‫فهّود اليهود و الخر ن ّ‬

‫] ‪[ 29‬‬

‫النصارى ‪ ،‬و عاقر الّناقة ‪ ،‬و قاتل يحيى بججن زكّريججا ‪ ،‬و ال جّدجال فججي الخريججن و هججؤلء‬
‫الربعة أصججحاب الكتججاب ‪ 1‬و جبتهججم و طججاغوتهم الججذي تعاهججدوا عليججه و تعاقججدوا علججى‬
‫عداوتك يا أخى و يتظاهرون عليك هذا و هذا حّتى عّدهم و سّماهم ‪.‬‬

‫ل ‪ ،‬فقال عثمان ‪ :‬يججا أبججا الحسججن‬


‫قال ‪ :‬فقلنا ‪ :‬صدقت نشهد أّنه قد سمعنا ذلك من رسول ا ّ‬
‫ل ج عليججه‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫سلم ‪ :‬بلى لقد سمعت رسول ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ي حديث ؟ فقال عل ّ‬ ‫أما عندك ف ّ‬
‫و آله و سّلم يلعنك ثّم لم يستغفر لك بعد » منذ خ « لعنك ‪ ،‬فغضب عثمان ثّم قججال ‪ :‬مججالي‬
‫ل عليه و آله و ل بعده ‪ ،‬فقال له‬ ‫و مالك ل تدعني على حال كنت على عهد الّنبي صّلى ا ّ‬
‫ل ج عليججه و‬
‫ل ص جّلى ا ّ‬ ‫سلم ‪ :‬فارغم أنفك ثم قال له عثمان لقد سمعت رسول ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫ن الّزبير يقتل مرتدا ‪.‬‬
‫آله و سّلم يقول إ ّ‬

‫سججلم فيمججا بينججي و بينججه ‪ :‬صججدق عثمججان ‪ ،‬و ذلججك انججه‬


‫قال سلمان ‪ :‬فقال لي علي عليججه ال ّ‬
‫سججلم‬ ‫ي عليججه ال ّ‬
‫يبايعني بعد قتل عثمان ثم ينكث بيعتي فيقتل مرتدا ‪ .‬قال سلمان ‪ :‬فقال عل ّ‬
‫ن الّناس صاروا‬ ‫ل عليه و آله غير أربعة ‪ ،‬إ ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ن الناس كّلهم ارتد و ابعد رسول ا ّ‬ ‫إّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم بمنزلة هججارون و مججن تبعججه و منزلججة العجججل و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫بعد رسول ا ّ‬
‫سلم في شبه هارون ‪ ،‬و عتيق ‪ 2‬في شبه العجل ‪ ،‬و عمر في شبه‬ ‫من تبعه فعلي عليه ال ّ‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم يقججول ‪ :‬ليجيء قججوم مججن‬
‫لج صجّلى ا ّ‬ ‫سامري ‪ .‬و سججمعت رسججول ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫صججراط فججاذا رأيتهججم و رأونججي و‬‫أصحابي من أهل العلية و المكانججة مّنججي ليمجّروا علججى ال ّ‬
‫ب أصحابي أصججحابي فيقججال ‪ :‬ل تججدري مججا‬‫عرفتهم و عرفوني اختلجوا دوني فأقول يا ر ّ‬
‫أحدثوا بعدك إّنهم ارتّدوا على أدبارهم حيث فارقتهم ‪ ،‬فأقول بعدا و سحقا ‪.‬‬

‫ن أّمجتي سجّنة بنجي إسجرائيل‬


‫ل عليه و آله و سّلم يقول ‪ :‬لجتركب ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫و سمعت رسول ا ّ‬
‫حذو النعل بالّنعل و القّذة بالقّذة شبرا بشبر باعا بباع و ذراعا بذراع حّتى لو دخلوا جحرا‬
‫ق واحد و جججرت المثججال و‬ ‫لدخلوا فيه معهم و اّنه كتب الّتوراة و القرآن ملك واحد في ر ّ‬
‫سنن ‪.‬‬‫ال ّ‬

‫ي أيضا في الحتجاج و المحجّدث المجلسججي ) ره ( فججي‬ ‫أقول ‪ :‬هذه الّرواية رواها الطبرس ّ‬
‫المجّلد الثامن من بحار النوار بنقصان في الّول و زيادة فججي الّثججاني و تغييججر يسججير فججي‬
‫غير الّزايد و الّناقص ‪ ،‬و كانت نسخة غاية المرام التي عندنا غير خالية من الغلط‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ققققققق قققققققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ق قق ققق ققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 30‬‬

‫و الّتحريف يسيرا في متن الّرواية فاصلحناها من نسختى الحتجاج و البحججار بمججا رأينججاه‬
‫أصلح و أنسب ‪ ،‬فلو وجدت فيما رويناه شيئا غيججر مطججابق لمججا فججي الصججل ‪ 1‬فسجّره مججا‬
‫ل الهادي ‪.‬‬
‫ضبط و الّنقل و ا ّ‬
‫ذكرناه و ل تحملّنه على التقصير في ال ّ‬

‫ي بججن الحكججم عججن ابججن عميججرة عججن أبججي بكججر‬ ‫و فججي البحججار مججن رجججال الكشججى عججن علج ّ‬
‫ل ثلثة نفججر ‪ :‬سجلمان و أبججوذر‬ ‫سلم ‪ :‬ارتّد الّناس إ ّ‬ ‫الحضرمي قال ‪ :‬قال أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫و المقداد ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فعمار ‪ ،‬قال قد كان حاص ‪ 2‬حيصة ثم رجع ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬إن أردت‬
‫ن عنججد‬‫ك فالمقداد ‪ ،‬فأّما سلمان فاّنه عرض في قلبججه عججارض إ ّ‬ ‫ك و لم يدخله ش ّ‬ ‫الذي لم يش ّ‬
‫ل العظم لو تكّلم به لخذتهم الرض و هجو هكججذا فلّبجب‬ ‫سلم اسم ا ّ‬ ‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم فقال له ‪ ،‬يا أبا عبد ا ّ‬
‫ل‬ ‫سلعة ‪ ،‬فمّر به أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫و وجيت حّتى تركت كال ّ‬
‫سلم بالسكوت و لم يكن‬ ‫هذا من ذلك بايع فبايع ‪ ،‬و أّما أبوذر فأمره أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل أن يتكّلم فمّر به عثمان فأمر بججه ‪ ،‬ثججم أنججاب الّنججاس بعججد و‬ ‫ل لومة لئم فأبى إ ّ‬ ‫يأخذه في ا ّ‬
‫كان أّول من أناب أبو ساسان النصاري و أبو عمرة و شتيرة و كججان نججواظره سججبعة فلججم‬
‫سبعة ‪.‬‬ ‫ل هؤلء ال ّ‬ ‫سلم إ ّ‬ ‫ق أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫يكن يعرف ح ّ‬
‫صاد المهملة ‪،‬‬
‫أقول ‪ :‬أبو ساسان اسمه الحصين بن المنذر بالحاء المهملة المضمومة و ال ّ‬
‫و أبو عمرة من النصار أيضا اسمه ثعلبججة بججن عمججرو ‪ ،‬و شججتيرة يقججال لججه سججمير أيضججا‬
‫سلم بصفين و قتل هناك مع اخوته قاله في الخلصة ‪.‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫صاحب راية عل ّ‬

‫ل عليججه‬
‫و من كتاب الختصاص للمفيد باسناده عن عمرو بن ثابت قال ‪ :‬سمعت أبا عبد ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم لّمججا قبججض ارت جّد الّنججاس علججى أعقججابهم‬
‫ن الّنبي صّلى ا ّ‬
‫سلم يقول ‪ :‬إ ّ‬‫ال ّ‬
‫ل ثلثة ‪:‬‬
‫كّفارا إ ّ‬

‫لج عليججه و آلججه و سجّلم‬


‫لج صجّلى ا ّ‬‫سلمان و المقداد و أبوذر الغفاري اّنه لّما قبض رسول ا ّ‬
‫لج ل نعطجي أحجدا‬ ‫سجلم فقجالوا ‪ :‬ل و ا ّ‬
‫ي بن أبي طالب عليجه ال ّ‬
‫جآء أربعون رجل إلى عل ّ‬
‫طاعة بعدك أبدا ‪ ،‬قال ‪ :‬و لم ؟‬

‫ل فيك يوم غدير ‪ ،‬قال ‪ :‬و تفعلون ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال فأتوني‬
‫قالوا ‪ :‬سمعنا من رسول ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ققق قق قققق قققققق ق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ق ق قق قق قققق ق ق ققققققققق قق قق ق قق‬
‫ققق ق ققق ق قق ق قق ق ق قق ق ق ق قق ق قققق ق‬
‫قققققق ق ققققق ققققققق قققق قققققق ق ق ق‬
‫ققق قق ق ققققققققق قق قق ققققق ق ققق ق ق‬
‫ق قق قققق ققق قق ققق ققق ققق ققققق ق‬
‫قققق قق ق ق قققق ق ق ققق ق ق قق قق قققق ق قق‬
‫قققق ققققق قق ققق قققق قققق ققق قق ققققق‬
‫ق ققق ق ق قق قققق ق قق ق ق قققق ق ق ق ق ققق‬
‫ق ققق ق ق ق قققق ق ق قققققق ق ق قق قق‬
‫ققققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 31‬‬

‫ل هؤلء الثلثة ‪ ،‬قال ‪ :‬و جائه عّمار بججن ياسججر بعججد الظهججر‬ ‫غدا محّلقين ‪ ،‬قال ‪ :‬فما أتاه إ ّ‬
‫فضرب يده على صدره ثم قال ‪ :‬ما آن لك أن تستيقظ من نومة الغفلة ‪ ،‬ارجعوا فل حاجة‬
‫لي فيكم أنتم لم تطيعججوني فججي حلججق الجّرؤوس فكيججف تطيعججونى فججي قتججال جبججال الحديججد ‪،‬‬
‫ارجعوا فل حاجة لي فيكم ‪.‬‬
‫ن عمر بن الخطاب قججال لبججي بكججر ‪ :‬اكتججب الججى‬ ‫سلم ا ّ‬‫و في الحتجاج عن الباقر عليه ال ّ‬
‫شنعة ‪ ،‬فكتب أبو بكر اليه ‪ :‬مججن أبججي بكججر‬ ‫اسامة ابن زيد يقدم عليك فان في قدومه قطع ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم إلى اسامة بن زيد ‪ ،‬أّما بعد ‪ ،‬فانظر إذا أتاك‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫خليفة رسول ا ّ‬
‫ي و ولججوني أمرهججم ‪ ،‬فل‬ ‫ن المسججلمين قججد اجتمعججوا علج ّ‬‫ي أنت و من معك فا ّ‬ ‫كتابي فأقبل إل ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫نتخّلفن فتعصني و يأتيك مني ما تكره و ال ّ‬

‫ل ج عليججه و‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫قال فكتب إليه اسامة جواب كتابه ‪ :‬من اسامة بن زيد عامل رسول ا ّ‬
‫شام الى أبى بكر بن أبجي قحافجة ‪ ،‬أّمجا بعجد فقجد أتجاني منجك كتجاب‬ ‫آله و سّلم على غزوة ال ّ‬
‫ل عليه و آلججه و س جّلم ‪ ،‬و‬‫ل صّلى ا ّ‬‫ينقض أّوله آخره ‪ ،‬ذكرت في أّوله أنك خليفة رسول ا ّ‬
‫ن المسلمين قد اجتمعوا عليك فولوك أمرهم و رضوابك ‪ ،‬فججاعلم أّنججي و‬ ‫ذكرت في آخره أ ّ‬
‫ل مججا رضججينا بججك و ل ولينججاك أمرنججا ‪ ،‬و انظججر أن‬ ‫من معي من جماعة المسلمين فل و ا ّ‬
‫ق به منك فقد علمت ما كان من قججول رسججول‬ ‫ق إلى أهله و تخّليهم و إّياه فاّنهم أح ّ‬ ‫تدفع الح ّ‬
‫سلم يوم الغدير ‪ ،‬فمججا طججال العهججد فتنسججى‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم في عل ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ا ّ‬
‫ل‪،‬‬‫فانظر مركزك و ل تخالف فتعصي ا ّ‬

‫لج عليججه و آلججه و سجّلم عليججك و علججى‬


‫لج صجّلى ا ّ‬
‫و رسوله و تعصي من استخلفه رسول ا ّ‬
‫لج و اّنججك و صججاحبك رجعتمججا و عصججيتما‬ ‫صاحبك ‪ ،‬و لم يعزلنججي حّتججى قبججض رسججول ا ّ‬
‫فأقمتما في المدينة بغير اذني ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فأراد » فهّم خ « أبو بكر أن يخلعها من عنقه قال ‪ :‬فقال له عمر ‪ :‬ل تفعججل قميججص‬
‫ح عليه بالكتب و مر فلنا و فلنججا يكتبججون الججى اسججامة‬
‫ل ل تخلعه فتندم و لكن أل ّ‬
‫قّمصك ا ّ‬
‫أن ل يفّرق جماعة المسلمين و أن يدخل معهم فيما صنعوا ‪ ،‬قال ‪ :‬فكتب اليجه أبجو بكجر و‬
‫كتب إليه ناس من المنافقين ‪ :‬أن ارض بما اجتمعنا عليه و إّياك أن تشمل المسلمين فتنتججه‬
‫فاّنهم حديث عهد بالكفر ‪ ،‬قال ‪ :‬فلّما وردت الكتب على اسامة انصرف بمن معه‬

‫] ‪[ 32‬‬

‫ي بجن أبيطجالب‬‫حّتى دخل المدينة ‪ ،‬فلما رأى اجتماع الخلق على أبي بكر انطلجق إلجى علج ّ‬
‫سلم ‪ :‬هذا ما ذا ترى ‪ ،‬قال له اسججامة ‪:‬‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫سلم فقال له ‪ :‬ما هذا ؟ قال له عل ّ‬‫عليه ال ّ‬
‫فهل بايعته ؟‬

‫فقال ‪ :‬نعم يا اسامة ‪ ،‬فقال ‪ :‬أ طائعا أو كارها ؟ قال ‪ :‬ل بل كارها ‪ ،‬قال ‪ :‬فجانطلق اسجامة‬
‫سجلم عليجك يجا خليفجة المسجلمين ‪ ،‬قجال ‪ :‬فجرّد عليجه أبجو‬
‫فدخل على أبي بكر و قال له ‪ :‬ال ّ‬
‫سلم عليك أّيها المير هذا ‪.‬‬‫بكر ‪ ،‬و قال ‪ :‬ال ّ‬
‫لج عنججد‬
‫صة كسجاير الخبجار العامججة إنشجآء ا ّ‬
‫و يأتي بعض أخبار هذا الباب من طرق الخا ّ‬
‫ل المستعان و عليه التكلن ‪.‬‬
‫شرح الخطب التية و ا ّ‬

‫ععععععع ععععععع عع ععععععع ععع عع ع ع عع‬


‫عععععع ع ععع عععععععع ععععع‬

‫فأقول ‪:‬‬

‫ن المستفاد من مضمون هذه الخطبة الشريفة كمججا هججو المسججتفاد مججن بعججض طرقهججا‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫سلم خطب بها في أواخر عمره الشججريف و ذلججك بعججد مججا انقضججى‬ ‫التية أيضا أّنه عليه ال ّ‬
‫أّيام خلفة المتخّلفين الثلثة و بعد ما ابتلى به من قتال الّناكثين و القاسطين و المججارقين و‬
‫سجلم بهججا فيجه فقججد اختلفجت فيججه‬
‫هذا مّما ل خفاء فيججه ‪ ،‬و أّمجا المقججام الججذي خطجب عليجه ال ّ‬
‫الّروايات ‪.‬‬

‫منها ما هي ساكتة عن تعيين المكان ‪ ،‬مثل ما رواه العلمة الحّلجي طجاب ثجراه فجي كتجاب‬
‫ل بن عبد بن مسعود العسكري مججن أهججل‬ ‫صدق عن الحسن بن عبد ا ّ‬ ‫ق و نهج ال ّ‬
‫كشف الح ّ‬
‫سنة في كتاب معاني الخبار باسناده إلى ابن عباس قال ‪:‬‬‫ال ّ‬

‫ل لقد تقّمصها أخويتم و أّنه يعلم‬


‫سلم فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫ذكرت الخلفة عند أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ي بتغيير يسير ‪.‬‬
‫إلى آخر ما ذكره الّرض ّ‬

‫و مثلها ما رواه المحّدث المجلسي في المجلد الثامن من البحار من معاني الخبار و علل‬
‫صدوق عن ما جيلويه عن عّمه عن البرقي عن أبيججه عججن ابججن أبججي عميججر عججن‬
‫شرايع لل ّ‬
‫ال ّ‬
‫أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عّباس قال ‪ :‬ذكرت الخلفة‬

‫] ‪[ 33‬‬

‫ل لقد تقّمصها أخججو تيججم اه ‪،‬‬ ‫سلم فقال ‪ :‬و ا ّ‬‫ي بن أبي طالب عليه ال ّ‬‫عند أمير المؤمنين عل ّ‬
‫و من الكتابين أيضا عن الطالقاني عن الجلودي عن أحمد بن عّمار بججن خالججد عججن يحيججى‬
‫ي بججن حذيفججة عججن عكرمججة عججن ابججن‬ ‫بن عبد الحميد الحماني عن عيسي بن راشد عن علج ّ‬
‫شيخ عن الحّفار عن أبي القاسججم الجّدعبلي عججن أبيججه عججن أخججى‬ ‫عّباس مثله ‪ ،‬و من أمالى ال ّ‬
‫شامي عن زرارة عن أبي جعفججر البججاقر عججن أبيججه عججن ججّده‬ ‫دعبل عن محّمد بن سلمة ال ّ‬
‫سلم ‪ ،‬و الباقر ‪ ،‬عن ابن عّباس قال ‪ :‬ذكرت الخلفة عنججد أميججر المججؤمنين عليججه‬ ‫عليهم ال ّ‬
‫ل لقد تقّمصها ابن أبي قحافة ‪ ،‬و ذكر نحوه بأدنى تغيير ‪.‬‬ ‫سلم فقال ‪ :‬و ا ّ‬‫ال ّ‬

‫سلم خطب بها في منبر مسجد الكوفججة و هججو مججا رواه‬


‫و منها ما هي دالة على أّنه عليه ال ّ‬
‫المحّدث المجلسي طاب ثراه في المجلد الّرابع عشر من البحار من بعض مؤلفات القدمآء‬
‫عن القاضي أبي الحسن الطبري عن سعيد بن يونس المقدسى عن المبججارك عججن خججالص‬
‫بن أبى سعيد عن وهب الجمال عن عبد المنعم بن سلمة عن وهب الرائدي عن يونس بن‬
‫شيخ المعتمر الّرقى رفعه إلى أبى جعفر ميثم التمار ‪،‬‬
‫ميسرة عن ال ّ‬

‫سججلم إذ دخججل غلم و جلججس فججي وسججط‬ ‫قال ‪ .‬كنت بين يدي مولى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم من الحكام نهض إليه الغلم ‪ ،‬و قال يا أبجا تججراب ‪ :‬أنجا‬ ‫المسلمين ‪ ،‬فلما فرغ عليه ال ّ‬
‫ل من أوله إلجى آخجره‬ ‫إليك رسول جئتك برسالة تزعزع لها الجبال من رجل حفظ كتاب ا ّ‬
‫ق منك بهجذا المقجام ‪ ،‬فاسجتعّد‬ ‫و علم علم القضايا و الحكام و هو أبلغ منك في الكلم و أح ّ‬
‫سججلم ‪ ،‬و‬‫للجواب و ل تزخرف ‪ 1‬المقال ‪ ،‬فلح الغضب في وجه أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ق مججن‬‫قال لعمار ‪ :‬اركب جملك و طف في قبائل الكوفة و قل لهم أجيبوا علّيا ليعرفوا الح ّ‬
‫ل هنيئة حّتى رأيت‬ ‫سقم ‪ ،‬فركب عّمار فما كان إ ّ‬ ‫صحة و ال ّ‬
‫الباطل و الحلل و الحرام و ال ّ‬
‫ل تعالى ‪:‬‬
‫العرب كما قال ا ّ‬

‫ن « فضاق جامع الكوفة‬


‫سُلو َ‬
‫ث ِإلى َرّبِهْم َيْن ِ‬
‫جدا ِ‬
‫لْ‬‫ن ا َْ‬
‫حَدًة َفِإذاُهْم ِم َ‬
‫حًة َوا ِ‬
‫صْي َ‬
‫ل َ‬
‫ت ِإ ّ‬
‫ن كاَن ْ‬
‫» ِإ ْ‬
‫ض‪2‬‬ ‫و تكاثف الّناس تكاثف الجراد على الّزرع الغ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قق قققق قققققق ق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق ققققق ققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 34‬‬

‫في أوانه ‪ ،‬فنهض العالم الردع ‪ 1‬و البطل النزع و رقى في المنبر و راقججى ثججم تنحنججح‬
‫ل من سججمع فججوعى ‪ ،‬أّيهججا الّنججاس‬ ‫سلم ‪ :‬رحم ا ّ‬‫فسكت جميع من في الجامع ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬
‫لج ل يكججون المججام إمامججا حّتججى يحيججي المججوتى أو ينججزل مججن‬ ‫يزعم أّنه أمير المججؤمنين و ا ّ‬
‫سمآء مطرا أو يأتي بما يشاكل ذلك مّمججا يعجججز عنججه غيججره و فيكججم مججن يعلججم أّنججى اليججة‬ ‫ال ّ‬
‫ى معاوية جاهل مججن جاهلّيججة العججرب‬ ‫جة البالغة و لقد أرسل إل ّ‬
‫الباقية و الكلمة التاّمة و الح ّ‬
‫عجرف ‪ 2‬فى مقاله و أنتم تعلمون لو شئت لطحنت عظامه طحنا ‪ ،‬و نسججفت ‪ 3‬الرض‬
‫ن احتمال الجاهل صدقة ‪.‬‬ ‫لأّ‬ ‫من تحته نسفا ‪ ،‬و خسفتها عليه خسفا إ ّ‬

‫ل عليه و آله و سجّلم و أشجار بيجده إلجى‬ ‫ل و أثنى عليه و صّلى على الّنبي صّلى ا ّ‬ ‫ثّم حمد ا ّ‬
‫سججلم عليججك يججا‬
‫الجّو فدمدم ‪ ، 4‬و أقبلت غمامة و علت سحابة و سمعنا منها إذا يقول ‪ :‬ال ّ‬
‫أمير المؤمنين و يا سجّيد الوصجّيين و يججا إمججام المّتقيججن و يججا غيججاث المسججتغيثين و يججا كنججز‬
‫سحابة فدنت ‪ ،‬قال ميثم ‪ :‬فرأيججت النججاس كّلهججم‬ ‫المساكين و معدن الّراغبين ‪ ،‬و أشار إلى ال ّ‬
‫سحابة ‪ ،‬و قال لعّمار ‪ :‬اركب معي و قل ‪ ،‬بسم‬ ‫سكرة ‪ ،‬فرفع رجله و ركب ال ّ‬ ‫قد أخذتهم ال ّ‬
‫ل مجريها و مرسيها ‪ ،‬فركجب عّمججار و غابججا عجن أعيننججا ‪ ،‬فلمججا كجان بعججد سجاعة أقبلججت‬ ‫ا ّ‬
‫سحابة حّتى أظّلت جامع الكوفة ‪ ،‬فاذا مولى جالس على دكة القضاء و عّمار بين يججديه‬ ‫ال ّ‬
‫شقشقية ‪ ،‬فلمججا فججرغ‬‫و الّناس حاّفون به ‪ ،‬ثّم قام و صعد المنبر و أخذ الخطبة المعروفة بال ّ‬
‫ل ايمانججا و يقينججا ‪ ،‬و منهججم‬
‫اضطرب الّناس ‪ ،‬و قالوا فيه أقاويل مختلفة ‪ ،‬فمنهم من زاده ا ّ‬
‫من زاده كفرا و طغيانا ‪.‬‬

‫سحابة في الجّو فما كانت هنيئة حّتى أشججرفنا إلججى بلججد كججبير‬ ‫قال عمار ‪ :‬و قد طارت بنا ال ّ‬
‫سحابة و إذا نحن في مدينة كبيرة و الّنججاس يتكلمججون‬ ‫حواليه أشجار و أنهار ‪ ،‬فنزلت بنا ال ّ‬
‫بكلم غير العربّية فاجتمعوا عليه و لذوا به فوعظهم و أنذرهم بمثل كلمهججم ‪ ،‬ثججم قججال ‪:‬‬
‫يا عّمار اركب ففعلت ما امرنى فادركنا جامع الكوفة ‪ ،‬ثّم‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققققق قق قققققق قق ققققق قققق ق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققققق ققققق ق ققق قققققققق ق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قق قققق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬قققق قققق قققق قق قققق ققققق ق قققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 35‬‬

‫لج اعلجم و رسجوله و‬ ‫سلم لى يا عّمار ‪ ،‬تعرف البلدة التى كنت فيها ؟ قلجت ‪ :‬ا ّ‬ ‫قال عليه ال ّ‬
‫لج‬
‫نا ّ‬‫صججين أخطججب كمججا رأيتنججي إ ّ‬
‫سججابعة مججن ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬كّنا في الجزيرة ال ّ‬
‫ولّيه قال عليه ال ّ‬
‫تبارك و تعالى أرسل رسوله إلى كاّفة الّناس و عليه أن يدعوهم و بهججدي المججؤمنين منهججم‬
‫ل تعججالى‬‫نا ّ‬‫صراط المستقيم ‪ ،‬و اشكر ما أوليتك من نعمه ‪ ،‬و اكتم من غير أهله فا ّ‬ ‫إلى ال ّ‬
‫ل هو و من ارتضى من رسول ‪.‬‬ ‫ألطافا خفّية في خلقه ل يعلمها إ ّ‬

‫سلم ‪:‬‬ ‫ل هذه القدرة و أنت تستنهض الناس لقتال معاوية ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬ ‫ثّم قالوا ‪ :‬أعطاك ا ّ‬
‫ل ج لججو‬
‫ل تعّبدهم بمجاهدة الكفار و المنافقين و الّناكثين و القاسججطين و المججارقين ‪ ،‬و ا ّ‬
‫نا ّ‬‫إّ‬
‫شئت لمددت يدى هذه القصيرة فجي أرضجكم هجذه الطويلجة و ضجربت بهجا صجدر معاويجة‬
‫شام و أخذت بها من شاربه أو قال من لحيته ‪ ،‬فمّد يده و رّدها و فيها شججعرات كججثيرة ‪،‬‬ ‫بال ّ‬
‫ن معاوية سقط من سريره في اليوم الذي كان‬
‫فتعجبوا من ذلك ‪ ،‬ثّم وصل الخبر بعد مّدة أ ّ‬
‫سلم مّديده و غشى عليه ثّم أفاق و افتقد من شاربه و لحيته شعرات ‪.‬‬
‫عليه ال ّ‬

‫ل ج بججه‬
‫صهم ا ّ‬
‫شيعة فهنيئا لهم ثّم هنيئا بما خ ّ‬
‫و قد ذكرت الّرواية بتمامها إذ فيها قّرة عين لل ّ‬
‫من موالة صاحب المناقب الفاخرة و المعجزات القاهرة ‪.‬‬

‫سلم خاطبا بها في الّرحبة ‪ ،‬مثل ما رواه الطبرسي في‬


‫و منها ما هي مفيدة لكونه عليه ال ّ‬
‫الحتجاج قال ‪ :‬و روى جماعة من أهل الّنقل من طرق مختلفة عن ابن عّباس قال ‪:‬‬

‫سلم بالّرحبة فذكرت الخلفة و تقّدم من تقّدم عليه ‪،‬‬


‫كنت عند أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫ي ‪ ،‬و مثله ما‬‫ل لقد تقّمصها و ذكر قريبا مّما رواه الّرض ّ‬ ‫صعدآء ثم قال ‪ :‬أما و ا ّ‬‫فتنفس ال ّ‬
‫ل أن‬‫رواه في البحار من إرشاد المفيد قال روى جماعة إلى آخر ما ذكره في الحتجججاج إ ّ‬
‫شججيخ قطججب الجّدين‬
‫ل بدل أمججا ‪ ،‬و فججي البحججار أيضججا عججن ال ّ‬
‫فيه و تقديم من تقّدم ‪ ،‬و أم و ا ّ‬
‫سججند ‪ ،‬أخججبرني الشججيخ أبججو نصججر‬
‫الّراوندي قّدس سّره في شرحه على نهج البلغة بهذا ال ّ‬
‫الحسن بن محّمد بن إبراهيم عن الحاجب أبي الوفاء محّمد بن بديع و الحسججين ابججن أحمججد‬
‫بن عبد الّرحمجن عجن الحجافظ أبجي بكجر بجن مردويجه الصجفهاني عجن سجليمان بجن أحمجد‬
‫ي البار عن إسحاق بن سعيد أبي سلمة الّدمشقي عن‬ ‫الطبراني عن أحمد بن عل ّ‬

‫] ‪[ 36‬‬

‫سججلم‬
‫ي عليججه ال ّ‬
‫خليد بن دعلج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عبججاس قججال ‪ :‬كنججا مججع علج ّ‬
‫ل لقد تقّمصها فلن إلججى‬ ‫بالّرحبة فجرى ذكر الخلفة و من تقّدم عليه فيها ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما و ا ّ‬
‫آخر الخطبة ‪.‬‬

‫هذه جملة ما عثرت عليها من طرق الخطبة و إسنادها و يمكجن الجمجع بيجن مختلفهجا بجأن‬
‫ل ج العججالم ‪ .‬و اذا‬
‫سلم قد خطب بها تارة بالّرحبة و اخرى بمنججبر الكوفججة و ا ّ‬
‫يكون عليه ال ّ‬
‫ل سبحانه فأقول‬ ‫سلم بتوفيق من ا ّ‬ ‫تمّهد لك هذه المقدمات فلنشرع في شرح كلمه عليه ال ّ‬
‫‪ :‬و شرحها في ضمن فصول ‪.‬‬

‫ععععع ععععع‬

‫ل القطب مججن الّرحججى ‪،‬‬ ‫ن محّلي منها مح ّ‬‫ل لقد تقّمصها ابن أبي قحافة و إّنه ليعلم أ ّ‬ ‫أما و ا ّ‬
‫طير ‪ ،‬فسدلت دونها ثوبا ‪ ،‬و طويت عنها كشحا ‪ ،‬و‬ ‫ي ال ّ‬
‫سيل ‪ ،‬و ل يرقى إل ّ‬
‫ينحدر مّني ال ّ‬
‫طفقت أرتاي بين أن أصول بيد جّذآء ‪ ،‬أو أصبر على طخية عميآء ‪ ،‬يهرم فيهججا الكججبير ‪،‬‬
‫صججبر علججى‬‫ن ال ّ‬‫صغير ‪ ،‬و يكدح فيها مؤمن حّتى يلقى فيها رّبه ‪ ،‬فرأيججت أ ّ‬ ‫و يشيب فيها ال ّ‬
‫هاتا أحجى ‪ ،‬فصبرت و في العين قذى ‪ ،‬و في الحلق شجى ‪،‬‬
‫أرى تراثي نهبا ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫يقال قّمصه قميصا ألبسه فتقّمص هو و ) قحافة ( بضّم القاف و تخفيجف الحجاء و ) قطجب‬
‫الّرحى ( مثّلثة و كعنق ‪ :‬الحديدة التي تدور عليها الّرحى و ) سدل الّثوب ( يسد له أرسله‬
‫و أرخاه ‪ ،‬و ) الكشح ( ما بين الخاصرة إلى أقصر الضلع ‪،‬‬

‫يقال فلن طوى كشحه أى أعرض مهاجرا ‪ ،‬و ) طفق ( في كذا أى شرع و أخذ‬

‫] ‪[ 37‬‬

‫صولة‬
‫و ) ارتأى ( في المر اذا فكر طلبا للّرأى الصلح و افتعل من روية القلب ‪ ،‬و ) ال ّ‬
‫( الوثبة و الحملة ‪ ،‬و ) اليد الجّذاء ( بالجيم و الّذال المعجمة المقطوعة المكسورة ‪،‬‬

‫سلم أصول بيد جذاء كّنى به عن قصججور أصججحابه‬ ‫ي عليه ال ّ‬


‫قال في الّنهاية في حديث عل ّ‬
‫ن الجنججد للميججر كاليجد و يجروى بالحجاء المهملجة و فسّججره فجي‬ ‫و تقاعدهم عججن الغجزو ‪ ،‬فجإ ّ‬
‫موضعه باليد القصيرة التي ل تمّد إلى ما يراد ‪ ،‬قال و كأّنهججا بججالجيم أشججبه و ) الطخيججة (‬
‫بالضّم ‪ ،‬على ما في أكثر الّنسخ أو بالفتح الظلمة أو الغيم و في القججاموس الطخيججة الظلمججة‬
‫و يثّلث و ) العمياء ( تأنيث العمى يقال مفازة عميآء أى ل يهتدى فيها الّدليل ‪،‬‬

‫و وصف الطخية بها إشارة إلى شّدة الظلمة ‪ ،‬و ) هرم ( كفرح أى بلغ أقصى الكبر ‪،‬‬

‫سعى و كججدح فججي العمججل كمنججع سججعى و عمججل‬ ‫شعر ‪ ،‬و ) الكدح ( ال ّ‬
‫و ) الشّيب ( بياض ال ّ‬
‫ق من قولهم حجى بالمكان إذا أقججام‬ ‫لنفسه خيرا و شّرا و ) أحجى ( أى أولى و أجدر و أح ّ‬
‫و ثبت ذكره في الّنهاية ‪ ،‬و قيل ‪ :‬أى اليق و أقرب بالحجى و هججو العقججل و ) القججذى ( مججا‬
‫شراب أيضا من نتن أو تراب أو وسخ و ) الشجى ( ما اعترض في‬ ‫يقع في العين و في ال ّ‬
‫الحلق و نشب من عظم و نحوه و ) التراث ( ما يخّلفه الّرجل لورثته و التاء فيه بدل مججن‬
‫سلب و الغارة و الغنيمة ‪.‬‬‫الواو و ) النهب ( ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫ل على تحّقق ما بعدها مثججل أل و لكونهججا مفيججدة للتحقيججق ل تقجع الجملجة‬ ‫أما حرف تنبيه تد ّ‬
‫شاعر ‪:‬‬
‫ل مصّدرة بالقسم قال ال ّ‬ ‫بعدها ا ّ‬

‫أمججججججججججججججججا و الججججججججججججججججذى أبكججججججججججججججججى و أضججججججججججججججججحك و الججججججججججججججججذى‬


‫أمات و أحيى و الذى أمره المر‬
‫ضمير في تقّمصها راجع الى الخلفة المستفادة بقرينة المقام كما في قوله تعالى ‪:‬‬
‫و ال ّ‬

‫شمس او المصّرح بها كما في ساير طرق الخطبجة علجى‬ ‫حجاب « اى ال ّ‬ ‫ت ِباْل ِ‬
‫حّتى تواَر ْ‬
‫» َ‬
‫ضماير الثلثة بعدها ‪ ،‬و جملة و اّنججه ليعلججم اه حالّيججة ‪ ،‬و جملججة ينحججدر آه‬‫ما تقدم و مثله ال ّ‬
‫استينافّية ‪ ،‬و أو ‪،‬‬

‫ن العطججف بعججدها ل تقججع إلّ‬


‫في قوله أو أصبر بمعنى الواو ‪ ،‬لقتضآء كلمة بين ذلججك ‪ ،‬ل ّ‬
‫بواو الجمع يفال ‪ :‬جلست بين زيد و عمرو و ل يقججال أو عمججرو ‪ ،‬و فججي بعججض الّنسججخ و‬
‫أصبر‬

‫] ‪[ 38‬‬

‫بالواو ‪ ،‬و كلمةها في هاتا ‪ ،‬للتّنبيه ‪ ،‬و تججا للشججارة إلججى المججؤّنث اشججير بهججا إلججى الطخيججة‬
‫الموصوفة ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ل لقد تقّمصها ( أى لبس الخلفة مثل القميص ) ابن أبي قحافججة ( و الشججارة بججه‬ ‫) أما و ا ّ‬
‫ل بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سلم ابن تيجم بجن‬ ‫إلى أبي بكر و اسمه عبد ا ّ‬
‫ن اسججمه فججي‬‫مّرة ‪ ،‬و اّمه سلمى بنت صخر بججن عججامر بججن كعججب ‪ ،‬و فججي بعججض الكتججب أ ّ‬
‫لج ‪ ،‬قججال فججي‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم إلججى عبججد ا ّ‬
‫ي صجّلى ا ّ‬
‫الجاهلّية عبد العّزى فغيره النججب ّ‬
‫القاموس ‪ :‬اسمه عتيق سّمته به اّمه أو لقب له ‪ ،‬و في التعبير عنه بهذا اللفظ دون اللقاب‬
‫المادحة دللة على الستخفاف ‪ ،‬كتعبيره عن الثاني فيما سيأتي بابن الخطاب ‪.‬‬

‫و ما تكّلفه قاضي القضاة في دفع دللته عليججه بججأّنه قججد كججانت العججادة فججي ذلججك الّزمججان أن‬
‫ل ج ص جّلى‬
‫يسّمى أحدهم صاحبه و يكنيه و يضيفه إلى أبيه حّتى كانوا رّبما قالوا لرسججول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬يا محّمد ‪ ،‬فليس في ذلك دللة على الستخفاف و ل على الوضع ‪.‬‬ ‫ا ّ‬

‫شافى بأّنه ليججس ذلججك صججنع مججن يريججد الّتعظيججم و‬


‫فقد أجاب عنه السّيد ) ره ( فى محكى ال ّ‬
‫التبجيجل ‪ ،‬و قجد كجانت لبجى بكجر عنجدهم مجن اللقجاب الجميلجة مجا يقصجد إليجه مجن يريجد‬
‫لج‬
‫ل عليه و آله و سّلم كان ينادى باسمه فمعججاذ ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬ ‫تعظيمه ‪ ،‬و قوله ‪ :‬إ ّ‬
‫ن ذلججك عججادة العججرب‬ ‫ك أو جاهل من طغام العرب ‪ ،‬و قوله ‪ :‬إ ّ‬ ‫ل شا ّ‬
‫ما كان ينادى باسمه إ ّ‬
‫صديق و نحججوه‬ ‫ن ذلك عادتهم فيمن ل يكون له من اللقاب أفخمها و أعظمها كال ّ‬ ‫فل شك أ ّ‬
‫انتهى ‪.‬‬

‫و قال المحّدث المجلسى ) قده ( في ترجمة أبى بكر ‪ :‬اعلم أّنه لم يكن له نسججب شججريف و‬
‫صبيان و نعم ما قيل ‪:‬‬
‫ل حسب منيف ‪ ،‬و كان في السلم خّياطا و في الجاهلّية معّلم ال ّ‬
‫كفججججججججججججججججججى المججججججججججججججججججرء نقصججججججججججججججججججا أن يقججججججججججججججججججال لججججججججججججججججججه‬
‫معّلم صبيان و ان كان فاضل‬

‫] ‪[ 39‬‬

‫و كان أبوه سّيئ الحال ضعيفا و كان كسبه أكثر من عمره من صيد القمججاري و الدباسججى‬
‫ل بن جججذعان‬ ‫‪ 1‬ل يقدر على غيره ‪ ،‬فلّما عمى و عجز ابنه عن القيام به التجأ إلى عبد ا ّ‬
‫ل يوم لحضار الضياف و جعل ‪ 2‬له علججى‬ ‫من رؤساء مكة فنصبه ينادي على مائدته ك ّ‬
‫ذلك ما يعونه من الطعام ‪ ،‬و ذكر ذلك جماعججة منهجم الكلجبي فججي كتجاب المثججالب علججى مججا‬
‫سججلم بعججد مججا غضججب‬‫ي عليججه ال ّ‬‫صراط المستقيم ‪ ،‬و لججذا قججال أبججو سججفيان لعلج ّ‬
‫أورده في ال ّ‬
‫ي رذل ‪.‬‬ ‫الخلفة أرضيتم يا بني عبد مناف أن يلي عليكم تيم ّ‬

‫ن أبججا قحافججة‬
‫و قال أبو قحافة ما رواه ابن حجر في صواعقه حيث قال ‪ :‬و أخرج الحاكم أ ّ‬
‫لما سمع بولية ابنه ‪ ،‬قال ‪ :‬هل رضى بذلك بنو عبد مناف و بنو المغيرة ؟‬

‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬اللهّم ل واضع لما رفعت و ل رافع لما وضعت ‪ ،‬و قالت فاطمة عليها‬
‫السلم في بعض كلماتها ‪ :‬إّنه من اعجاز قريش و أذنابهججا ‪ ،‬و قججال بعججض الظرفججاء ‪ :‬بججل‬
‫ن أبا قحافة كججان ججّرا‬‫من ذوي أذنابها ‪ ،‬و قال صاحب إلزام الّنواصب ‪ :‬أجمع الّنسابون أ ّ‬
‫ل عليه و آلججه و س جّلم‬
‫ل أغنى الّنبي صّلى ا ّ‬‫نا ّ‬
‫‪ 3‬لليهود ‪ ،‬و العجب أّنهم مع ذلك يّدعون أ ّ‬
‫بمال أبي بكر انتهى ‪.‬‬

‫شارح المعتزلي نظير ما رواه ابن حجر هذا ‪.‬‬


‫أقول ‪ :‬و ذكر ال ّ‬

‫ل عليه و آله‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫و في الحتجاج روى أن أبا قحافة كان بالطايف لما قبض رسول ا ّ‬
‫ل عليه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫و سّلم و بويع لبي بكر ‪ ،‬فكتب إلى أبيه كتابا عنوانه من خليفة رسول ا ّ‬
‫ل فلججو‬
‫ن الّناس قد تراضوا بي فاّني اليوم خليفة ا ّ‬
‫و آله و سّلم إلى أبيه أبي قحافة أّما بعد فا ّ‬
‫قدمت علينا كان أحسن بك ‪ ،‬قال ‪ :‬فلما قرء أبو قحافة الكتاب قال للّرسول ‪ :‬ما منعكم من‬
‫سن و قد أكثر القتل فججي قريججش و غيرهججا و‬ ‫سلم ؟ قال الّرسول ‪ :‬هو حدث ال ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫ن فأنا أحق من أبججي بكججر ‪،‬‬ ‫ن منه ‪ ،‬قال أبو قحافة ‪ :‬إن كان المر في ذلك بالس ّ‬ ‫أبو بكر أس ّ‬
‫لقد ظلموا علّيا‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق ق قققق ق ق قق ق ق ققق قققق قق ق‬
‫قق ققق قق ق قق قق قق ق ق ق ق قق قق ق ققق قق ق‬
‫قققققق ق قققققق ق ققققق ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق قق ق قق ققق قق ق ققق ق ق ق قق ق ققق قق‬
‫ققق ققق ققق ق ق ق ق قق قققق ق قققق ق ق ق قق ق‬
‫ققق ق ق ق ق قققق قق قق ق قق ققق قق ق قق ققق ق‬
‫ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قق ققق ق قق ق قق ق ق قق ق ق ققق قققق‬
‫قققققق قققق قققق ق قققققق قققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 40‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم و أمرنا ببيعته ثّم كتب إليججه ‪ :‬مججن ابججي‬
‫حّقه و قد بايع له الّنبي صّلى ا ّ‬
‫قحافة إلى أبي بكر أّما بعد ‪ ،‬فقد أتاني كتابك فوجدته كتاب أحمق ينقججض بعضججه بعضججا ‪،‬‬
‫مّرة تقول ‪:‬‬

‫لج ‪ ،‬و مجّرة تقجول ‪:‬‬ ‫ل عليه و آلجه و سجّلم و مجّرة تقجول ‪ :‬خليفجة ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫خليفة رسول ا ّ‬
‫ن في أمر يصعب عليك الخروج منججه غججدا‬ ‫تراضى بي الّناس ‪ ،‬و هو امر ملتبس فل تدخل ّ‬
‫و يكون عقباك منه إلى الّندامة و ملمة الّنفججس اللوامججة لججدى الحسججاب يججوم القيامججة ‪ ،‬فججا ّ‬
‫ن‬
‫ل كأّنك تراه و ل‬ ‫للمور مداخل و مخارج و أنت تعرف من هو أولى بها منك ‪ ،‬فراقب ا ّ‬
‫ن صاحبها ‪،‬‬
‫تدع ّ‬

‫ف عليك و أسلم لك ‪.‬‬


‫ن تركها اليوم أخ ّ‬
‫فا ّ‬

‫صجة و ل مجن العاّمجة حسجبما‬ ‫ثّم اعلم أّنه لم يتعّرض عليجه أحجد بسجوء الّنسجب ل مجن الخا ّ‬
‫ل س جّره مججا أشججار إليججه المح جّدث الجزايججري فججي أنججوار‬
‫طعنججوا فججي أنسججاب أمثججاله ‪ ،‬و لع ج ّ‬
‫صججادق‬
‫ن أّم فججروة و هججي أّم ال ّ‬
‫سلم من نسله و ذلججك ‪ ،‬ل ّ‬ ‫ن الئمة عليهم ال ّ‬ ‫النعمانّية ‪ :‬من أ ّ‬
‫سلم بنت القاسم بن محّمد بن أبي بكر ‪.‬‬ ‫عليه ال ّ‬

‫سلم لّما ذكر تلّبسه بالخلفة أراد الّتنبيه على عدم استحقاقه بذلك الّلباس ‪ ،‬و‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫نّبه على بطلن خلفة المتقّمص بذكر مراتب كماله الّدالة على أفضلّيته المشيرة إلى قبججح‬
‫ن محّلججي منهججا ( أى مججن‬ ‫تفضيل المفضول و العدول عن الفضل ‪ ،‬فقال ‪ ) :‬و إّنه ليعلججم أ ّ‬
‫سلم نفسه بججالقطب و الخلفججة بججالّرحى و‬ ‫ل القطب من الّرحى ( شّبه عليه ال ّ‬ ‫الخلفة ) مح ّ‬
‫ل القطججب مججن الّرحججى ‪ ،‬و الّول مججن قبيججل تشججبيه المحسججوس‬ ‫محّلججه مججن الخلفججة بمح ج ّ‬
‫بالمحسوس ‪ ،‬و الثاني من قبيل تشججبيه المعقججول بالمحسججوس ‪ ،‬و الّثججالث مججن قبيججل تشججبيه‬
‫ل بججالقطب‬ ‫ن الثر المطلوب من الّرحى كما ل يحصل إ ّ‬ ‫المعقول بالمعقول ‪ ،‬و المقصود أ ّ‬
‫و لوله لم يحصل لها ثمر قط كذلك الثمرة المطلوبة مججن الوليججة و الخلفججة أعنججى هدايججة‬
‫النام و تبليغ الحكام و نظام امور المسلمين و انتظام أمر الّدنيا و الّدين ‪،‬‬

‫ن الّرحى دائرة‬
‫سلم فيكون الخلفة دائرة مدار وجوده كما أ ّ‬ ‫ل بوجوده عليه ال ّ‬
‫ل تحصل إ ّ‬
‫مدار القطب ‪ ،‬ففيه إشارة إلى عدم إمكان قيام غيره مقامه و إغنائه غناه كما ل يقوم غيججر‬
‫القطب مقامه و ل يغني عنه ‪.‬‬

‫سلم في بعض كلماته التية ‪ ،‬و هو قوله في الكلم المأة‬


‫و بهذا المضمون صّرح عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 41‬‬

‫ى و أنججا بمكججاني فججاذا فججارقته اسججتحار‬‫و الثامن عشر ‪ :‬و إّنما أنا قطججب الّرحججى تججدور علج ّ‬
‫ن مراده عليه‬ ‫شارح المعتزلي من أ ّ‬ ‫ن ما ذكره ال ّ‬‫مدارها و اضطرب ثقالها ‪ ،‬و منه يظهر أ ّ‬
‫صججميم و فججي وسججطها و بحبوحتهججا كمججا أ ّ‬
‫ن‬ ‫سلم بهذا الكلم هو أّنججه مججن الخلفججة فججي ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫القطب وسط دائرة الّرحى مع كونه خلف الظاهر ليس على ما ينبغي هذا ‪.‬‬

‫ن و اللم ‪ ،‬دللة على منتهججى المبالغججة فججي الطعججن‬‫و في إتيان قوله ‪ :‬و إّنه ليعلم مؤكدا با ّ‬
‫ن تقّمصه بالخلفة لم يكن ناشيا عن الجهالة و الغفلة عن مرتبتججه عليججه‬ ‫عليه لدللته على أ ّ‬
‫سلم حتى يكون جاهل قاصرا معذورا فيه و معفوا عنه ‪ ،‬بل قد تقّمججص بهججا مججع علمججه‬ ‫ال ّ‬
‫ن مدارها عليه و انتظامها به فيكون تقّمصجه بهجا مجع وججود ذلجك العلجم ظلمجا فاحشجا و‬ ‫بأ ّ‬
‫غصبا بّينا ‪.‬‬

‫شعبي عن عروة بن الّزبير عن‬ ‫و يدل على علمه بذلك ما رواه في الحتجاج عن عامر ال ّ‬
‫ن أبججا بكجر تقجّدم علّيججا و هججو يقجول أنجا أولججى‬
‫الّزبير بن العوام قال ‪ :‬لّما قجال المنجافقون ‪ :‬إ ّ‬
‫بالمكان منه ‪ ،‬قام أبو بكر خطيبا فقال ‪ :‬صبرا على من ليس يججؤل إلججى ديججن و ل يحتجججب‬
‫سجفاق غّلجة ‪ 1‬هجؤلء عصجبة‬ ‫برعاية و ل يرعوى لولية ‪ ،‬أظهجر اليمجان ذلجة و أسجر ال ّ‬
‫ي و كيججف أقججول ذلججك و‬ ‫شيطان و جمع الطغيان ‪ ،‬يزعمون أّني أقول إّني أفضل من علج ّ‬ ‫ال ّ‬
‫لج قبججل أن‬‫لج و أنججا ملحججده و عبججد ا ّ‬
‫حججد ا ّ‬
‫مالي سابقته و ل قرابته و ل خصوصججيته ‪ ،‬و و ّ‬
‫أعبده ‪ ،‬و والى الّرسول و أنا عدّوه ‪ ،‬و سججابقني بسججاعات لججم الحججق شججأوه ‪ 2‬و لججم أقطججع‬
‫ل بمحبة ‪ ،‬و من الّرسول بقربة ‪ ،‬و من اليمان‬ ‫ل من ا ّ‬ ‫ن ابن أبي طالب فاز و ا ّ‬ ‫غباره ‪ ،‬إ ّ‬
‫ل الّنبيون لم يبلغوا درجته و لم يسلكوا منهجه ‪.‬‬ ‫برتبة ‪ .‬لو جهد الّولون و الخرون إ ّ‬

‫سججبب‬
‫ل مهجته و لبن عّمه موّدته ‪ ،‬كاشف الكرب و دامغ ‪ 3‬الّريججب و قججاطع ال ّ‬ ‫بذل في ا ّ‬
‫شرك ‪ ،‬و مطهر ما تحت سويداء حّبة الّنفاق محنة لهذا العججالم ‪،‬‬ ‫ل سبب الّرشاد و قامع ال ّ‬‫إّ‬
‫ق قبل أن يلحق و برز قبل أن يسابق ‪ ،‬جمع العلم و الحلم‬ ‫لح ّ‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قققق ق ققققق ققققق ققققق ققققق ق ق‬
‫ق‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققق قققققق ق ققققق ق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققق ققققق ققق ققققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 42‬‬

‫ل أنفقه في بابه فمججن ذا‬ ‫و الفهم فكان جميع الخيرات لقلبه كنوزا ل يّدخر منها مثقال ذّرة إ ّ‬
‫ي وصجّيا و للخلفجة‬ ‫ل و رسوله للمجؤمنين ولّيجا و للّنجب ّ‬‫يؤّمل أن ينال درجته ‪ ،‬و قد جعله ا ّ‬
‫راعيا و بالمامة قائما ‪ ،‬أفيغتّر الجاهل بمقام قمته إذا أقامني و أطعته إذا أمرني ‪ ،‬سمعت‬
‫ق ‪ ،‬من أطججاع‬ ‫ي مع الح ّ‬ ‫ي و عل ّ‬ ‫ق مع عل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم يقول ‪ :‬الح ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫لج لججو لججم‬
‫علّيا رشد و من عصى علّيا فسد ‪ ،‬و من أحّبه سعد ‪ ،‬و مججن أبغضججه شججقى ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ل محّرما و ل عبد مججن دونججه صججنما و لحاجججة‬ ‫ل لجل أّنه لم يواقع ّ‬‫ب ابن أبي طالب إ ّ‬‫يح ّ‬
‫الّناس إليه بعد نبيهم ‪ ،‬لكان في ذلك ما » مماخ « يجب ‪ ،‬فكيججف لسججباب أقلهججا مججوجب و‬
‫أهونهجا مرغجب ‪ ،‬للّرحجم الماسججة بالّرسجول و العلجم بالجدقيق و الجليجل و الّرضجا بالصجبر‬
‫الجميل و المواسجاة فجي الكجثير و القليجل و خلل ‪ 1‬ل يبلجغ عجّدها و ل يجدرك مججدها وّد‬
‫ساقي‬ ‫المتمّنون أن لو كانوا تراب أقدام ابن أبي طالب ‪ ،‬أليس هو صاحب الواء الحمد و ال ّ‬
‫ل و إلى رسوله ‪.‬‬ ‫ل كريم و عالم كل علم و الوسيلة إلى ا ّ‬ ‫يوم الورود و جامع ك ّ‬

‫سلم أشار إلى علّو مقامه و سمّو مكانه بقوله ) ينحدر عّني السججيل ( تشججبيها‬ ‫ثم إّنه عليه ال ّ‬
‫لنفسه بذروة الجبل المرتفع فاستعار له ما هو من أوصججاف الجبججل و هججو السججيل المنحججدر‬
‫سججلم هججو علججومه و حكمججه‬ ‫سيل المنحدر عنججه عليججه ال ّ‬‫ل المراد بال ّ‬
‫عنه إلى الغيظان ‪ ،‬و لع ّ‬
‫سجلم علججى المججواّد القابلجة ‪ ،‬و تشجبيه‬ ‫الواصلة إلى العباد و الفيوضات الجارية منه عليه ال ّ‬
‫سيل من ألطف التشيهات و وجه الشبه هججو اشججتراكهما فججي كججون أحججدهما‬ ‫العلم بالماء و ال ّ‬
‫سبب حياة الجسم و الخر سبب حيججاة الجّروح ‪ ،‬و قججد ورد مثججل ذلججك الّتشججبيه فججي الكتججاب‬
‫العزيز قال تعالى ‪:‬‬

‫ي بجن إبراهيجم‬‫ن « روى علج ّ‬‫ن َيجْأتيُكْم ِبمجآءٍ َمعيج ٍ‬


‫غْورًا َفَم ْ‬
‫ح مآُؤُكْم ‪َ 2‬‬
‫صَب َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ل َأَرَأْيُتْم ِإ ْ‬
‫» ُق ْ‬
‫سججلم عججن‬
‫القمي ) ره ( في تفسيره باسناده عن فضالة بن أيوب قال ‪ :‬سئل الّرضا عليه ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬ماؤكم أبوابكم أى الئمة ‪،‬‬ ‫ل ‪ :‬قل أرأيتم الية ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫قول ا ّ‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق ققق ققق قققق قققق ق قققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق ق قق ق قق قق قققق قق ق ق ق ق قق‬
‫قققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 43‬‬

‫ل بينه و بين خلقه ‪ ،‬فمن يأتيكم بماء معين ‪ ،‬يعني يأتيكم بعلم المام ‪،‬‬
‫و الئمة أبواب ا ّ‬

‫و في تفسير القمي أيضا في قوله تعالى ‪:‬‬

‫ل عليه و آله و‬
‫صٍر َمشيٍد « قال ‪ 1 :‬هو مثل جرى لل محّمد صّلى ا ّ‬
‫طَلٍة َو َق ْ‬
‫» و ِبْئٍر ُمَع ّ‬
‫سّلم قوله ‪ :‬بئر معطلة ‪ ،‬هو الذي ل يستقى منها و هو المام الذي قد غاب فل يقتبس منججه‬
‫العلم إلى وقت الظهور ‪ ،‬و القصر المشيد هو المرتفع ‪،‬‬

‫ل عليهم و فضائلهم المنتشججرة فججي العججالمين‬‫و هو مثل لمير المؤمنين و الئمة صلوات ا ّ‬
‫المشرفة على الّدنيا ثم يشرف على الدنيا ‪ ،‬و هو قوله ‪:‬‬

‫شاعر في ذلك ‪:‬‬


‫عَلى الّدين ُكّله « و قال ال ّ‬
‫ظِهَرُه َ‬
‫» ِلُي ْ‬

‫بئر معطلجججججججججججججججججججججججججججججججة و قصجججججججججججججججججججججججججججججججر مشجججججججججججججججججججججججججججججججرف‬


‫مثجججججججججججججججججججججججججججججججل لل محّمجججججججججججججججججججججججججججججججد مسجججججججججججججججججججججججججججججججتطرف‬

‫فالقصججججججججججججججججججججججر مجججججججججججججججججججججججدهم الججججججججججججججججججججججذى ل يرتقججججججججججججججججججججججى‬


‫و البئر علمهم الذى ل ينزف‬

‫سلم ترقى في الوصف بالعلو و أّكد علّو شأنه و رفعة مقامه بقججوله ‪ ) :‬و ل‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫سيل فكيف مججا ل يرقججى إليججه كججأنه‬
‫ن مرقى الطير أعلى من منحد رال ّ‬‫ى الطير ( فا ّ‬‫يرقى إل ّ‬
‫سمآء التي يستحيل أن يرقى الطير إليها قال الشاعر ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬اّني لعلّو منزلتي كمن في ال ّ‬

‫فجججججججججججججججي علجججججججججججججججّو كاّنمجججججججججججججججا‬ ‫ججججججججججججججججت ‪2‬‬


‫مكجججججججججججججججارم ل ّ‬
‫تحاول ثارا عند بعض الكواكب‬
‫سلم أراد بعدم رقججى الطيججر إليججه عجججز طججاير الوهججام عججن الوصججول إلججى‬
‫و لعّله عليه ال ّ‬
‫مقاماته الجليلة ‪ ،‬و قصور العقول عن الحاطة بمناقبه الجميلة من حيث عدم انتهائها بعّد‬
‫‪،‬‬

‫و عدم وقوفها إلى حّد ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬

‫حجٍر مجا َنِفجَدتْ‬


‫سجْبَعُة َأْب ُ‬
‫ن َبْعجِده َ‬
‫حُر َيُمجّدُه ِمج ْ‬
‫جَرٍة َأْقلٌم َو اْلَب ْ‬
‫شَ‬‫ن َ‬
‫ض ِم ْ‬
‫لْر ِ‬‫ن ما ِفى ا َْ‬ ‫» َو َلْو َأ ّ‬
‫حكيٌم « قال في الحتجاج ‪ :‬سأل يحيى بن أكثم أبا الحسججن العججالم‬ ‫عزيٌز َ‬ ‫ل َ‬‫ن ا َّ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫ت ا ِّ‬‫َكِلما ُ‬
‫سلم عن قوله تعالى ‪ :‬سبعة‬ ‫عليه ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ق قق ق ق قق ققق ققققق قق ق ققققق ق ققق ق‬
‫ققق قققققق ) ق ( ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق قققق ق ققققق ق قققققق ققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 44‬‬

‫لج مججا هججي ؟ فقججال ‪ :‬هججي عيججن الكججبريت و عيججن اليميججن و عيججن‬
‫أبحر ما نفججدت كلمججات ا ّ‬
‫الججبرهوت و عيججن الطبريججة و حّمججة ‪ 1‬ماسججيدان و حمججة افريقيججة ‪ 2‬و عيججن بججاحوران »‬
‫بلعوران ‪،‬‬

‫ناحوران خ « ‪ ،‬و نحن الكلمات التي ل ندرك فضائلنا و ل تستقصى ‪.‬‬

‫سلم لما أشار إلى اغتصاب الخلفة نّبه على اعراضه عنها و يأسه منهججا و‬
‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫قال ‪:‬‬

‫) فسدلت ( أى أرخيت و أرسلت ) دونها ثوبا ( و ضربت بيني و بينها حجابا فعل الّزاهد‬
‫فيهججا و الراغججب عنهججا ) و طججويت عنهججا كشججحا ( ‪ 3‬و أعرضججت عنهججا و يئسججت منهججا‬
‫ن مججن أجججاع نفسججه فقججد‬ ‫ن المراد إّني أجعت نفسي عنها و لججم ألقمهججا ل ّ‬
‫مهاجرا ‪ ،‬و قيل ‪ :‬إ ّ‬
‫ن من أكل و أشبع فقد ملء كشحه ) و ( لما رأيت الخلفة في يد من لم‬ ‫طوى كشحه كما أ ّ‬
‫يكججن أهللهججا ) طفقججت ( أى أخججذت و شججرعت ) أرتججأي ( فججي المججر و أفّكججر فججي طلججب‬
‫الصججلح و أجيججل الفكججر فججي تججدبير أمججر الخلفججة و أرّدده ) بيججن ( أمريججن احججدهما ) أن‬
‫أصول ( عليهم و أقاتل معهم ) بيد جّذاء ( أى مقطوعة مكسججورة و المججراد حملتججه عليهججم‬
‫بل معاون و ل ناصر ‪ ،‬و استعار وصف الجذاء لعدمهما لمشابهة أن قطججع اليججد كمججا أّنججه‬
‫صيال ‪ ،‬فكذلك عدم المعين و الناصججر مسججتلزم‬ ‫مستلزم لعدم القدرة على الّتصرف بها و ال ّ‬
‫صبر على معاينة الخلججق علججى ش جّدة و جهالججة و‬ ‫لذلك أيضا فحسنت الستعارة و ثانيهما ال ّ‬
‫ضللة و هو المراد بقوله ) أو أصبر على طخية عميججاء ( أى علججى ظلمججة و التبججاس مججن‬
‫ق بججل يأخججذ‬
‫سالك إلى سلوك طريججق الحج ّ‬ ‫المور مّتصف بالعمى بمعنى أّنه ل يهتدى فيه ال ّ‬
‫يمينا و شمال ‪ ،‬و إلى هذه الظلمة اشيرت في قوله تعالى ‪:‬‬

‫ضججها‬
‫ت َبْع ُ‬
‫ظُلمججا ٌ‬
‫ب ُ‬ ‫سججحا ٌ‬ ‫ن َفْوِقِه َ‬
‫ج ِم ْ‬ ‫ن َفْوِقه َمْو ٌ‬ ‫ج ِم ْ‬
‫ى َيْغشيُه َمْو ٌ‬‫جّ‬ ‫حٍر ُل ّ‬
‫ت في َب ْ‬ ‫ظُلما ٍ‬
‫» َأْو َك ُ‬
‫ن ُنوٍر «‬‫ل َلُه ُنورًا َفما َلُه ِم ْ‬
‫ل ا ُّ‬
‫جَع ِ‬‫ن َلْم َي ْ‬
‫ج يَدُه َلْم َيَكْد َيريها َو َم ْ‬
‫خَر َ‬‫ض ِإذا َأ ْ‬
‫ق َبْع ٍ‬‫َفْو َ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قققق ققق قق ق قق ققق قققق ق ق ق قق ق‬
‫ققق ق ق قق ق قق ققق ق قققق قق قق ق ققققق ق ق‬
‫ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققق ق ققق قق ق قق ققققق ق ق قققق‬
‫قققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققق قق ق ق ققق ققققق قق قق ق ق ققق ق ققق‬
‫قققق ق ققققق ققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 45‬‬

‫سججلم إلججى طججول مججدة‬‫و قد فسرت الظلمات في الخبار بخلفات الثلثة ‪ ،‬ثم أشار عليه ال ّ‬
‫صججغير ( أى‬‫هذه الطخية بأّنه ) يهرم فيها الكبير ( أى يبلغ أقصى الكبر ) و يشيب فيهججا ال ّ‬
‫ن أيججام اغتصججاب الخلفججة‬ ‫ض رأسه و يحتمل أن يراد بهما المجججاز و التوسججع بمعنججى أ ّ‬
‫يبي ّ‬
‫صغير قال تعالى ‪:‬‬ ‫لشّدة صعوبتها و كثرة أهوالها يكاد أن يهرم الكبير فيها و يشيب ال ّ‬

‫ن شيبًا « ) و يكدح فيها مؤمن ( أي يسعى المؤمن المجتهد فججي ال جّذبّ‬ ‫ل اْلِوْلدا َ‬
‫جَع ُ‬
‫» َيْومًا َي ْ‬
‫ق و المر بالمعروف و يكّد و يقاسي الحزان و الشدائد ) حّتى ( يموت و ) يلقى‬ ‫عن الح ّ‬
‫صججبر و القتججال أشججار إلججى ترجيحججه الّول‬
‫سلم لما ذكر تججرّدده بيججن ال ّ‬
‫رّبه ( ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫على الثاني بقوله ‪:‬‬

‫صبر على هاتججا أحجججى ( أى أليججق و أصججلح و أجججدر ‪ ،‬أو أقججرب بالحجججا و‬ ‫) فرأيت أن ال ّ‬
‫ي و الغفلججة إّنمججا‬
‫العقل ‪ ،‬و ذلك لن ترك الخلق على الضللة و الجهالة و إبقائهم على الغ ّ‬
‫يقبح مع الستطاعة و القججدرة و يلججزم معهمججا ردعهججم عججن الباطججل و نهيججم عججن المنكججر و‬
‫صججيال ‪ ،‬و أّمججا مججع عججدم‬
‫صراط المستقيم و الّنهج القويم و لججو بالقتججال و ال ّ‬
‫إرجاعهم إلى ال ّ‬
‫التمكن و القدرة من حيث عدم المعججاون و الّناصججر فل يلججزم شججيء مججن ذلججك ‪ ،‬بججل يجججب‬
‫صججبر حججذرا مججن إلقججاء الّنفججس علججى الهلكججة و تعريضججها علججى العطججب و‬ ‫الّتحمججل و ال ّ‬
‫سججلم مججن‬
‫ن مقصججوده عليججه ال ّ‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم سجّيما و أ ّ‬
‫استيصال آل محّمد صّلى ا ّ‬
‫ل هداية النام و إعلء كلمة السلم و إثارة الحرب و الجججدال إذا كججانت‬ ‫الخلفة لم يكن إ ّ‬
‫موجبة لضطراب نظام المسلمين ‪،‬‬

‫بل مؤّدية إلى رجوع الّناس إلى أعقابهم القهقرى و اضمحلل كلمة السلم لغلبة العداء‬
‫صججبر علججى البلء و التحمججل علججى الذى‬ ‫ف عن الجهججاد و ال ّ‬
‫ل بالك ّ‬
‫فل يحكم العقل حينئذ إ ّ‬
‫ن ) فججي العيججن قججذى (‬ ‫كيل يلزم ضّد المقصود و ل نقض الغرض ) فصبرت ( و الحال إ ّ‬
‫يوجب أذيتها كما يصبر الّرجل الرمد ) و في الحلججق شجججى ( اعججترض فيججه كمججا بصججبر‬
‫المكابد للخنق ‪ ،‬و الجملتان كنايتان عن شّدة تأذيه بسبب اغتصاب مججا يجرى أّنججه أولججى بججه‬
‫من غيره ) أرى تراثي ( و في بعججض الّروايجات تججراث محّمجد و آلجه ) نهبجا ( أى سجلبا و‬
‫ل ج عليججه و‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫غارة و المراد بتراثه المنهوب المسلوب إّما فدك الذي خّلفه رسول ا ّ‬
‫آله و سّلم‬

‫] ‪[ 46‬‬

‫ن مال الّزوجة في حكم مال الّزوج ‪ ،‬و إّما الخلفة الموروثججة منججه عليججه‬
‫لبنته من حيث إ ّ‬
‫سلم لصدق لفظ الرث عليها كصدقه على منصب الّنبججوة فججي قججوله تعججالى حكايججة عججن‬ ‫ال ّ‬
‫زكريا ‪:‬‬

‫ل العالم ‪.‬‬
‫ب « و الظهر حمله على العموم و ا ّ‬
‫ل َيْعُقو َ‬
‫نآِ‬
‫ث ِم ْ‬
‫» َيِرُثني َو َيِر ُ‬

‫ععععععع‬

‫آگاه باش بخدا قسم كه پوشيد خلفت را مثل پيراهن پسر أبى قحافه و حال آنكه بدرستى‬
‫آن عالم بود باينكه محل مجن از خلفجت مثجل محجل قطجب اسجت از سجنك آسجيا ‪ ،‬منحجدر‬
‫مىشود و پائين مىآيد از من سيل علوم و ترقى نمىكند بسوى من پرنده بلند پججرواز از‬
‫اوهام و عقول ‪ ،‬پس فرو گذاشتم نزد آن خلفت لباس صبر را ‪،‬‬

‫و در نور ديدم از آن تهيگاه را ‪ ،‬و شروع كججردم بفكججر كججردن در امججر خججود ميججان آنكججه‬
‫حمله كنم بدست بريده و يا اينكه صبر نمايم بر ظلمتى كه متصف اسججت بصججفت كججورى‬
‫كه كنايه است از خلفت أهل جلفت ‪ ،‬آنچنان ظلمججتى كججه بنهججايت پيججرى ميرسججد در آن‬
‫بزرگسال ‪ ،‬و بحال پيرى ميرسد در آن خجورد سجال ‪ ،‬و سجعى ميكنجد و بمشجقت و رنجج‬
‫ميافتد در آن مؤمن تا اينكه ميميرد و ملقات ميكند پروردگار خود را و چججون حججال بججر‬
‫اين منوال بود پس ديدم كه صبر كردن بر اين ظلمت و بر خلفت اهججل شججقاوت اليججق و‬
‫انسب است ‪ ،‬پس صبر نمودم و ترك قتال و جدال كردم و حال آنكه در چشم مججن غبججار‬
‫و خاشاك بود كه از آن اذيت ميكشيدم و در گلوى من استخوان بود كه گلوگير شده بودم‬
‫‪ ،‬و سبب اين اذيت و گلوگيرى آن بود كه مىديدم ميراث خود را غارت شده و خلفججت‬
‫خود را تاراج گرديده ‪.‬‬

‫] ‪[ 47‬‬

‫ععععع عععععع‬

‫سججلم بقججول‬
‫طاب بعده ‪ ،‬ثّم تمّثل عليججه ال ّ‬
‫حّتى مضى الّول لسبيله ‪ ،‬فأدلى بها إلى ابن الخ ّ‬
‫العشى ‪:‬‬

‫شجججججججججججججججججججّتان مجججججججججججججججججججا يجججججججججججججججججججومي علجججججججججججججججججججى كورهجججججججججججججججججججا‬


‫و يوم حّيان أخي جابر‬

‫طرا ضججرعيها ‪،‬‬


‫فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حيوته إذ عقدها لخر بعد وفاته لشّد ما تش ج ّ‬
‫سها ‪،‬‬
‫فصّيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها ‪ ،‬و يخشن م ّ‬

‫صعبة إن أشججنق لهججا خججرم ‪ ،‬و‬


‫و يكثر العثار فيها ‪ ،‬و العتذار منها ‪ ،‬فصاحبها كراكب ال ّ‬
‫لج بخبججط و شججماس ‪ ،‬و تلجّون و اعججتراض ‪،‬‬‫حججم ‪ ،‬فمنججي الّنججاس لعمججر ا ّ‬
‫إن أسججاس لهججا تق ّ‬
‫فصبرت على طول المّدة ‪ ،‬و شّدة المحنة ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫يقال فلن ) مضى ( لسبيله أي مات و ) أدلى ( بها إلى فلن أى القاها إليججه و دفعهججا قججال‬
‫تعالى ‪:‬‬

‫حّكام « أى تججدفعوها إليهججم رشججوة و‬ ‫ى اْل ُ‬


‫ل َو ُتْدلوا ِبها ِإل َ‬‫طِ‬‫» َو ل َتْأُكُلوا َأْمواَلُكْم َبْيَنُكْم ِباْلبا ِ‬
‫أصله من أدليت الحبل في البئر إدلء أي أرسلتها ليسججتقى بهججا و ) تمثججل ( بججالبيت أنشججده‬
‫للمثل و ) شّتان ( إسم فعل فيه معنى التعجب يقال ‪ :‬شتان ما هما و ما بينهما و ما عمججرو‬
‫ل على قججول‬‫شارح المعتزلي و ل يجوز شّتان ما بينهما إ ّ‬ ‫و أخوه أى بعد ما بينهما ‪ ،‬قال ال ّ‬
‫ك عقججد الججبيع و نحججوه ‪ ،‬و‬
‫ضعيف و ) الكور ( بالضّم رحل البعير بججأداته و ) القالججة ( فج ّ‬
‫ب اذا صججار حبيبجا ) تشجطر ( إمجا‬ ‫الستقالة طلب ذلك و ) شّد ( أى صججار شججديدا مثجل حج ّ‬
‫شججطر بمعنججى الّنصججف يقججال ‪ :‬فلن شججطر مججاله اى نصججفه ‪ ،‬أو مججن الشججطر‬ ‫مأخوذ من ال ّ‬
‫شارح المعتزلي ‪ :‬و للّناقة أربعه أخلف خلفان‬ ‫بمعنى خلف الناقة بالكسر ‪ ،‬قال ال ّ‬

‫] ‪[ 48‬‬
‫ل اثنين منهما شطر و تشطرا ضرعيها اقتسما فايدتها ‪،‬‬
‫قادمان ‪ 1‬و خلفان آخر ان و ك ّ‬

‫ضمير للخلفة و سّمى القادمين معا ضرعا و سّمى الخرين معا ضججرعا لتجاورهمججا‬ ‫و ال ّ‬
‫شيء الواحد انتهى ‪ ،‬و لفظ التشطر على وزن الّتفعل غير‬
‫و لكونهما ل يحلبان إل معا كال ّ‬
‫موجود في كتب اللغة ‪.‬‬

‫قال العلمة المجلسي ‪ :‬و في رواية المفيد و غيججره شججاطرا علججى صججيغة المفاعلججة يقججال ‪:‬‬
‫شاطرت ناقتي إذا احتلبت شطرا و تركت الخر ‪ ،‬و شججاطرت فلنججا مججالى إذا ناصججفته و‬
‫) الحوزة ( الطبيعة و الّناحية و ) الغلظ ( ض جّد الّرقججة و ) الكلججم ( بفتججح الكججاف و سججكون‬
‫لم يقال ‪ :‬كلمته كلما من باب قتل جرحته و من باب ضججرب لغججة ‪ ،‬ث جّم اطلججق المصججدر‬ ‫ال ّ‬
‫على الجرح و يجمع على كلوم و كلم مثجل بحجر و بحجور و بحجار و ) العثجار ( بالكسجر‬
‫مصججدر مججن عججثر الّرجججل و الفججرس أيضججا يعججثر مججن بججاب قتججل و ضججرب و علججم كبججا و‬
‫صعبة ( من الّنوق غير المنقادة لم تذلل بالمحمل و ل بالّركوب و ) أشنق ( بعيججره أى‬ ‫) ال ّ‬
‫جذب رأسه بالّزمام ليمسكه عن الحركة العنيفة كما يفعل الفارس بفرسه و هو راكب ‪،‬‬

‫و أشنق هو باللف أيضا كشنق رفع رأسه فيستعمل الّرباعي لزما و متعديا كالثلثي ‪.‬‬

‫سلم إن أشنق لها خرم و إن أسججلس لهججا‬


‫ي بعد ايراد تمام الخطبة ‪ :‬قوله عليه ال ّ‬
‫قال الرض ّ‬
‫تقحم ‪،‬‬

‫يريد أّنه إذا شّدد عليها في جذب الّزمام و هي تنازعه رأسها خرم أنفهججا و إن أرخججى لهججا‬
‫شيئا مع صعوبتها تقحمت به فلجم يملكهججا ‪ ،‬يقجال ‪ :‬أشجنق الّناقججة إذا ججذب رأسجها بالّزمججام‬
‫سكيت في اصلح المنطق و إّنما قال ‪:‬‬ ‫فرفعه و شنقها أيضا ذكر ذلك ابن ال ّ‬

‫سلم قججال ‪:‬‬


‫أشنق لها و لم يقل ‪ :‬أشنقها ‪ ،‬لّنه جعله في مقابلة قوله أسلس لها فكانه عليه ال ّ‬
‫إن رفع لها رأسها بالّزمام بمعنى أمسكه عليها انتهى ‪.‬‬

‫شق يقال خرم فلنا كضرب أى شق و ترة أنفه ‪ 2‬و هججي مججا بيججن منخريججه‬
‫و ) الخرم ( ال ّ‬
‫فخرم هو كفرح و ) أسلس لها ( أرخى زمامها و ) تقحم ( فلن رمى نفسه في‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ق ققق قققققق ققققق ققققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ق ققق ققققق قققققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 49‬‬
‫المهلكة و تقحم النسان في المر ألقى نفسه فيه من غير روية و تقحم الفرس راكبه رماه‬
‫سير على غير معرفة‬ ‫على وجهه و ) مني ( على المجهول اى ابتلى و ) الخبط ( بالفتح ال ّ‬
‫شين الّنفار يقال ‪ :‬شمس الفرس شموسججا و شماسججا‬ ‫شماس ( بكسر ال ّ‬ ‫و في غير جادة و ) ال ّ‬
‫أى منع ظهره فهو فرس شموس بالفتججح و ) الّتلجّون ( فججي النسججان أن ل يثبججت فججي خلججق‬
‫سير على غير استقامة كججأّنه يسججير عرضججا و ) المحنججة ( البلّيججة‬ ‫واحد و ) العتراض ( ال ّ‬
‫التي يمتحن بها النسان ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫سلم ‪ :‬لسبيله ‪ ،‬بمعنى على كما في قوله ‪:‬‬


‫لم في قوله عليه ال ّ‬
‫ال ّ‬

‫فخّر صريعا لليدين و للفم ‪.‬‬

‫و شّتان مبني على الفتح لتضّمنه معنى افترق مع تعجججب ‪ ،‬أى مججا أش جّد الفججتراق فيطلججب‬
‫فاعلين كافترق نحو شّتان زيد و عمرو ‪ ،‬و قد يزاد بعده ما كما في البيت ‪،‬‬

‫و يومي و يوم حّيان مرفوعان علججى الفاعلّيججة ‪ ،‬و يججا عجبججا منصجوب بالنججدآء و أصججله يججا‬
‫عجبي ثم قلبججت اليججاء ألفججا ‪ ،‬كججأن المتكّلججم ينججادي عجبججه و يقججول لججه ‪ :‬احضججر فهججذا أو ان‬
‫حضورك ‪ ،‬و بينا هي بين الظرفّية اشبعت فتحها فصارت ألفججا و تقججع بعججدها إذا الفجائيججة‬
‫سلم ‪ :‬لشّد جواب للقسم المقدر ‪ ،‬و شّد أى صار شديدا ‪،‬‬ ‫غالبا ‪ ،‬و اللم في قوله عليه ال ّ‬

‫ل فججي الّتعجججب ‪ ،‬و الضججمير‬ ‫و ما مصدرّية و المصدر فاعل شّد و ل يستعمل هذا الفعل إ ّ‬
‫فججي قججوله ‪ :‬فيهججا و منهججا ‪ ،‬راجججع إلججى الحججوزة ‪ ،‬و يحتمججل رجججوع الّثججاني إلججى العججثرات‬
‫صفة المقججدرة صججفة‬‫المستفادة من كثرة العثار ‪ ،‬و من في قوله ‪ :‬منها صلة للعتذار أو لل ّ‬
‫للعتذار أو حال عن يكثر أى الّناشي أو ناشيا منها ‪.‬‬

‫سججببية أى و يكججثر اعتججذار‬ ‫شارح المعتزلي ‪ :‬و يمكن أن يكون من هنا للتعليل و ال ّ‬ ‫و قال ال ّ‬
‫الّناس عججن أفعججالهم و حركججاتهم لجلهججا ‪ ،‬و العمججر بالضجّم و الفتججح مصججدر عمججر الّرجججل‬
‫ل العمججر بالفتججح فججاذا أدخلججت عليججه‬
‫بالكسر إذا عاش زمانا طويل و ل يستعمل في القسم إ ّ‬
‫لج‬
‫لم لتوكيججد البتججداء و الخججبر محججذوف و التقججدير لعمججر ا ّ‬
‫اللم رفعتججه بالبتججداء ‪ ،‬و ال ّ‬
‫لم نصبت نصب المصادر ‪.‬‬ ‫قسمي ‪ ،‬و إن لم تأت بال ّ‬

‫] ‪[ 50‬‬
‫عععععع‬

‫ل انسان و‬ ‫) حتى اذا مضى الّول ( و هو أبوبكر ) لسبيله ( أى على سبيله الذي يسلكه ك ّ‬
‫ل خمججس ليججال ‪،‬‬‫هو سبيل الخرة ‪ ،‬و ذلك بعد ما مضى من خلفته سنتان و ثلثة أشهر إ ّ‬
‫و قيل ‪ :‬سنتان و ثلثة أشهر و سبع ليال ‪ ،‬و قال ابن اسحاق ‪ :‬توفى علججى رأس اثنججتين و‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬و قيل ‪:‬‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫ثلثة أشهر و اثنى عشر يوما من متوفى رسول ا ّ‬

‫و عشرة أيام ‪ ،‬و قيل ‪ :‬و عشرين يوما ‪ ،‬ذكر ذلك كّله ‪ .‬في البحار من كتاب الستيعاب ‪.‬‬

‫و كيف كان فاّنه لّما ظهر له علئم الموت ) أدلى بها ( أى بالخلفة أى دفعهجا ) إلججى ابججن‬
‫الخطاب بعده ( بطريق الّنص و الوصّية من دون أن يكون له استحقاق لها كما يشير إليه‬
‫سججر الدلء بالجّدفع علججى‬‫شارح المعتزلي حيث قججال بعججد مججا ف ّ‬
‫لفظ الدلء على ما نّبه به ال ّ‬
‫وجه الّرشوة ‪:‬‬

‫فان قلت ‪ :‬فان أبا بكر إّنما دفعهجا إلجى عمجر حيجن مجات و ل معنجى للّرشجوة عنجد المجوت‬
‫ن العدول بها عنه إلى غيره إخراج لهججا إلججى غيججر جهججة‬ ‫سلم يرى أ ّ‬ ‫قلت ‪ :‬لما كان عليه ال ّ‬
‫الستحقاق شّبه ذلك بادلء النسان بماله إلى الحاكم ‪ ،‬فاّنه إخراج للمال إلججى غيججر وجهججه‬
‫فكان ذلك من باب الستعارة هذا ‪.‬‬

‫و المراد بابن الخطاب هو عمر و هو ابن الخطججاب بججن نفيججل بججن عبججد العجّزى بججن ريججاح‬
‫ل بن عمر ابن مخزوم ‪.‬‬ ‫بالمثّناة الّتحتانية و اّمه حنتمة ‪ 1‬بنت هاشم بن المغيرة بن عبد ا ّ‬

‫شريف من طريقنا و من طريق العاّمة فأقول ‪:‬‬


‫و ينبغي لنا تحقيق الكلم في هذا النسب ال ّ‬

‫سنة في كتاب المثالب قال‬ ‫ي و هو من رجال ال ّ‬‫ق ‪ :‬و روى الكلب ّ‬


‫قال العلمة في كشف الح ّ‬
‫‪ :‬كانت صّهاك أمة حبشّية لهاشم بن عبد مناف فوقع عليها نفيل بن هاشججم ث جّم وقججع عليهججا‬
‫عبد العّزى بن رياح و جائت بنفيل جّد عمر بن الخطاب ‪ ،‬و قال الفضل‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قققق ققق ققق قققققق قققق ق قققق قق‬
‫ق ققق قق ق ققق قق ق ق ق قق قق قققق قق قققق ق‬
‫قققق قق ققققققق ق ق ق ققق ق ق ققق قققق‬
‫قققققق ققق قق قققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 51‬‬
‫حة الّنقل ‪ :‬إن انكحججة الجاهلّيججة علججى مججا ذكججره‬
‫شرح بعد القدح في ص ّ‬ ‫ابن روز بهان في ال ّ‬
‫أرباب التواريخ على أربعة أوجه ‪ ،‬منها أن يقع جماعة على امرأة ثّم ولد منها يحكججم فيججه‬
‫شرح‬ ‫القايف أو تصّدق المرأة و رّبما كان هذا من أنكحة الجاهلية ‪ ،‬و أورد عليه شارح ال ّ‬
‫ح ما ذكره لما تحقق زنا في الجاهلية و لما سّمي مثل ذلك فجي المثججالب و لكججان‬ ‫بأّنه لو ص ّ‬
‫ن مجن نكججاح‬‫كلّ من وقع على امجرأة كجان ذلججك نكاحجا منججه عليهجا و لجم يسججمع عججن أحجد أ ّ‬
‫الجاهلية كون امرأة واحدة في يوم واحد أو شهر واحد في نكاح جماعة من الّناس ‪.‬‬

‫و قال المحّدث المجلسي في البحار ‪ :‬و حكى بعض أصحابنا عن محّمد بن شهرآشججوب و‬
‫غيره أن صّهاك كانت امة حبشية لعبد المطلب و كانت ترعى له البل ‪،‬‬

‫ن الخطاب لما بلغ الحلم رغججب فججي صجّهاك فوقججع‬ ‫فوقع عليها نفيل فجائت بالخطاب ‪ ،‬ثّم إ ّ‬
‫عليها فجائت بابنة فلّفتها في خرقة مججن صججوف و رمتهججا خوفجا مججن مولهجا فججي الطريجق‬
‫فرآها هاشم بن المغيرة مرمّية في الطريق فأخججذها و رّباهججا و س جّماها حنتمججة فلمججا بلغججت‬
‫رآها خطاب يوما فرغب فيها و خطبها من هاشم فأنكحها إياه فجائت بعمججر بججن الخطججاب‬
‫فكان الخطاب أبا و جدا و خال لعمر ‪ ،‬و كانت حنتمة اّما و اختا و عّمة له فتأمل ‪.‬‬

‫ثّم قال المجلسي ) ره ( فجأقول ‪ :‬وجججدت فججي كتججاب عقججد الجّدرر لبعججض الصججحاب روى‬
‫ي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الحسن بججن محبججوب عججن ابججن الّزيججات‬ ‫باسناده عن عل ّ‬
‫سلم أّنه قال ‪ :‬كانت صّهاك جارية لعبد المطلب و كججانت ذات عجججز‬ ‫صادق عليه ال ّ‬
‫عن ال ّ‬
‫و كانت ترعى البل و كانت من الحبشة و كانت تميل إلى الّنكاح ‪ ،‬فنظر إليهججا نفيججل ج جّد‬
‫عمر فهواها و عشقها من مرعى البل ‪ ،‬فوقع عليها فحملت منه بالخطاب ‪،‬‬

‫فلما أدرك البلوغ نظر إلى اّمه صّهاك فأعجبه عجيزها فوثب عليها فحملججت منججه بحنتمججة‬
‫فلما ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف و ألقتها بين أحشججام مّكججة ‪ ،‬فوجججدها هشججام‬
‫بن المغيرة بن الوليجد ‪ ،‬فحملهجا إلجى منزلجه و رباهجا و سجّماها بالحنتمجة ‪ ،‬و كجانت شجيمة‬
‫العرب من ربى يتيما يّتخذه ولدا ‪ ،‬فلّما بلغت حنتمة نظر إليها الخطاب فمال إليها‬

‫] ‪[ 52‬‬

‫و خطبها من هشام فتزّوجها فأولد منها عمر ‪ ،‬فكان الخطاب أباه و جده و خاله ‪،‬‬

‫سججلم فججي هججذا المعنججى‬


‫صادق عليججه ال ّ‬
‫و كانت حنتمة أّمه و اخته و عّمته ‪ ،‬و ينسب إلى ال ّ‬
‫شعر ‪:‬‬

‫مجججججججججججججججججججججججججن ججججججججججججججججججججججججججّده خجججججججججججججججججججججججججاله و والجججججججججججججججججججججججججده‬


‫و اّمججججججججججججججججججججججججججججججججججه اختججججججججججججججججججججججججججججججججججه و عّمتججججججججججججججججججججججججججججججججججه‬
‫ي و أن‬
‫أججججججججججججججججججججججججججججججدر أن يبغجججججججججججججججججججججججججججججض الوصججججججججججججججججججججججججججججج ّ‬
‫ينكر يوم الغدير بيعته‬

‫ق عن ابججن عبججد رّبججه فججي‬


‫أقول ‪ :‬هذا الّنسب و أّما الحسب فقد حكى العلمة في كشف الح ّ‬
‫كتاب العقد الحديث استعمال عمر بججن الخطججاب لعمججرو بججن العججاص فججي بعججض وليتججه ‪،‬‬
‫ل زمانا عمل فيه عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب ‪،‬‬ ‫فقال ‪ :‬عمرو بن العاص ‪ :‬قبح ا ّ‬

‫ل إّني لعرف الخطاب على رأسه حزمة من حطب و على ابنه مثلها و مججا ثمنهججا إلّ‬ ‫وا ّ‬
‫شارح المعتزلي عن زبير بن بكججار فججي حججديث‬ ‫تمرة ل تبلغ مضغته ‪ ،‬و روى نحو ذلك ال ّ‬
‫لج زمانججا صججرت فيججه عججامل‬ ‫طويل و فيه فلما رأى عمرو كثرة ما أخذ منججه قججال ‪ :‬لعججن ا ّ‬
‫ل واحججد منهمججا عبججائة قطوانيججة ل يجججاوز مججأبض‬ ‫ل لقد رأيت عمرو أباه علججى كج ّ‬
‫لعمرو ا ّ‬
‫ركبتيه و على عنقه حزمة حطب و العاص بن وائل في مزررات الّديباج انتهى ‪.‬‬

‫و في البحار عن النهايججة فججي تفسججير المججبرطش كججان عمججر فججي الجاهلّيججة مبرطشججا و هججو‬
‫سججين المهملججة بمعنججاه و فججي‬
‫السّججاعي بيججن البججايع و المشججتري شججبه ال جّدلل ‪ ،‬و يججروى بال ّ‬
‫القاموس المبرطس الذي يكتري للّناس البل و الحمير و يأخذ عليه جعل ‪.‬‬

‫و قال المحدث الجزائري ‪ :‬و من عجيب ما رووه عن الخطاب والد عمر بن الخطاب أّنه‬
‫شججهاب فججي‬
‫سرقة ما ذكره ابو عبيدة القاسم بن سججلم فججي كتججاب ال ّ‬
‫كان سّراقا و قطع في ال ّ‬
‫تسمية من قطع من قريش في الجاهلية في السرقة ما هذا لفظه ‪ :‬قال ‪:‬‬

‫و الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن ريجاح بججن عججدي بجن كعجب أبجو عمججر بججن الخطججاب‬
‫قطعت يده في سرقة قدر و محاه ولية عمر و رضي الناس عنه ‪ ،‬قال بعض المسلمين ‪:‬‬
‫أل تعجب من قوم رووا أن عمر كان ولد زنا و أنه كان في الجاهلّية نخاس ‪ 1‬الحميججر و‬
‫ل بعمير لرذالته ثّم مع هذا جعلوه خليفة قائما‬
‫أّنه كان أبوه سراقا و أنه ما كان يعرف إ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق قققققق ققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 53‬‬

‫ل تعالى في عباده و قّدموه على من ل‬ ‫ل عليه و آله و سّلم و نائبا عن ا ّ‬


‫مقام نبيهم صّلى ا ّ‬
‫طعن عليه في حسب و ل نسججب و ل أدب و ل سججبب ‪ ،‬و يججاليتهم حيججث ولججوه و فضججحوا‬
‫أنفسهم بذلك كانوا قد سكتوا عن نقل هذه الحاديث التي قد شمتت بها العججداء و جعلوهججا‬
‫طريقا إلى جهلهم بمقام النبيآء و خلفة الخلفاء هذا ‪.‬‬

‫و بقي الكلم في كيفّية عقد أبي بكر الخلفة لعمر و إدلئه بها إليه فأقول ‪:‬‬
‫ن أبا بكر لما نجزل بجه دعجا عبجد الرحمجان‬ ‫شارح المعتزلي و روى كثير من الّناس أ ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫ل أن فيجه غلظججة ‪ ،‬فقجال‬ ‫ابن عوف فقال ‪ :‬أخبرني عن عمر فقال ‪ :‬إّنه أفضل مجن رأيججت إ ّ‬
‫أبو بكر ذاك لّنه يراني رقيقا و لو قد افضى المر إليه لجترك كجثيرا مّمجا هجو عليجه و قجد‬
‫رمقته إذا أنا غضبت على رجل أرانى الّرضى عنه و إذا لنت له أراني الشجّدة عليججه ‪ ،‬ثججم‬
‫دعا عثمان بن عّفان فقال ‪ :‬أخبرني عن عمر ‪ ،‬فقال ‪ :‬سريرته خير مججن علنيتججه و ليججس‬
‫فينا مثله ‪ ،‬فقال لهما ل تذكرا مّما قلت لكما شيئا و لو تركت عمر لما عدوتك يا عثمججان و‬
‫الخيرة لك أن ل تلي من امورهم شيئا و لوددت أني كنت من اموركم خلوا و كنججت فيمججن‬
‫مضى من سلفكم ‪.‬‬

‫ل ج صجّلى‬‫ل على أبي بكر فقال ‪ :‬إّنه بلغني أّنك يا خليفججة رسججول ا ّ‬ ‫و دخل طلحة بن عبيد ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم استخلفت على الّناس عمر و قد رأيت ما يلقى الناس منه و أنت معه‬ ‫ا ّ‬
‫فكيف به إذا خلبهم و أنت غدا لق رّبك فسألك عن رعيتك ‪ ،‬فقال أبو بكر اجلسججوني ثججم‬
‫لج تخجّوفني إذا لقيججت رّبججي فسججألني قلججت ‪ :‬اسججتخلفت عليهججم خيججر أهلججك ‪ ،‬فقججال‬‫قال ‪ :‬أبا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ؟ فاشججتد غضججبه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫طلحة ‪ :‬أعمر خير الّناس يا خليفة رسول ا ّ‬
‫لج لجو وليتجك لجعلجت أنفجك فجي قفجاك و‬ ‫ل هو خيرهجم و أنجت شجّرهم أم و ا ّ‬ ‫فقال ‪ :‬اي و ا ّ‬
‫ل هو الذي يضعها ‪ ،‬أتيتني و قد دلكت عينيك تريد‬ ‫لرفعت نفسك فوق قدرها حتى يكون ا ّ‬
‫لج لئن عشججت‬ ‫لج رجليججك ‪ ،‬أمججا و ا ّ‬
‫أن تفتنني عن ديني و تزيلني عن رأيي ‪ ،‬قججم ل أقججام ا ّ‬
‫فواق ناقة و بلغني أّنك غمضته فيها أو ذكرته بسوء ل لحقّنك بخمصات ‪ 1‬قنججة ‪ 2‬حيججث‬
‫كنتم تسقون‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققققق قققققق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق قققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 54‬‬

‫و ل تروون و ترعججون و ل تشججبعون و انتججم بججذلك مبتجحججون ‪ 1‬راضججون ‪ ،‬فقججام طلحججة‬


‫فخرج ‪.‬‬

‫شارح ‪ :‬أحضر أبو بكر عثمان و هو يجود بنفسه فأمره أن يكتججب عهججده و قججال ‪:‬‬ ‫ثّم قال ال ّ‬
‫ل بن عثمان إلى المسججلمين أّمججا بعججد ‪ ،‬ثججم‬
‫ل الّرحمن الّرحيم هذا ما عهد عبد ا ّ‬
‫اكتب بسم ا ّ‬
‫اغمي عليه و كتب عثمان قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ‪ ،‬و أفاق أبججو بكججر فقججال ‪:‬‬
‫ت فجي‬ ‫اقرء ‪ ،‬فقرئه فكبر أبجو بكجر و سجّر ‪ ،‬و قجال ‪ :‬أراك خفجت أن تختلجف الّنجاس ان مج ّ‬
‫ل خيرا عن السلم و أهله ‪ ،‬ثجّم أتجّم العهججد و أمججر أن‬ ‫غشيتي ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬جزاك ا ّ‬
‫يقرء على الّناس فقرء عليهم ‪ ،‬ثّم أوصى عمر بوصايا و توفى ليلة الّثلثا لثمججان بقيججن مججن‬
‫جمادي الخرة من سنة ثلث عشر ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬انظروا يا أهل البصيرة و النصاف و الّدقججة و العتبججار إلججى الخلفججة العظمججى و‬
‫ضججلل و انظججروا‬ ‫ي و ال ّ‬
‫الّرياسة الكبرى كيف صارت لعبة للجهال و دولججة بيججن أهججل الغج ّ‬
‫ب العجالمين فجي تلججك الحالججة الجتي كجان‬ ‫ضالين و المضّلين كيجف اججترى علججى ر ّ‬ ‫رئيس ال ّ‬
‫صحابة مع كون أميججر‬ ‫شوى ‪ ،‬فحكم بكون عمر أفضل ال ّ‬ ‫يفارق الّدنيا و ينتقل إلى نزاعة لل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬الله جّم ائتنججي‬ ‫سلم بينهم ‪ ،‬و قد قال فيه نبّيهم صّلى ا ّ‬‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ب الخلق إليك ‪ ،‬و ساير أحاديث الفضل الججتي ل تحصججى حسججبما عرفججت بعضججها فججي‬ ‫بأح ّ‬
‫مقّدمات هذه الخطبة و غيرها ‪ ،‬ثّم انظر إلى ابن الخطاب عليه الّنكال و العذاب كيججف لججم‬
‫يقل لبي بكر في هذه الحالة التي يغمى عليه فيها مّرة و يفيق اخججرى إّنججه ليهجججر ‪ 2‬كمججا‬
‫ل عليه و آله و سّلم حيججن أراد أن يكتججب كتابججا أن ل يضجّلوا بعججده ‪ :‬اّنججه‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫قال للّنب ّ‬
‫ليهجر و لنعم ما قيل ‪:‬‬

‫ي فقججججججججججججججججججججججججال قججججججججججججججججججججججججائلهم‬
‫اوصججججججججججججججججججججججججى الّنججججججججججججججججججججججججب ّ‬
‫ل يهجججججججججججججججججججججر سججججججججججججججججججججيد البشججججججججججججججججججججر‬ ‫قججججججججججججججججججججد خجججججججججججججججججججج ّ‬

‫و رأى أبجججججججججججججججججججججججا بكجججججججججججججججججججججججر اصجججججججججججججججججججججججاب و لجججججججججججججججججججججججم‬


‫يهجر فقد اوصى الى عمر‬

‫ثّم العجب من النعثل الفاجر عثمان بن عفان عليه سخط الّرحمن حيث كتبها برأيه‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق قققققق ققققق ققق ققققق ققققق ق‬
‫ق‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققق ققققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 55‬‬

‫شقي كيف مججدحه و شججكره‬ ‫بدون مصلحة الخليفة الخّوان ‪ ،‬و العجب كل العجب من هذا ال ّ‬
‫و جزاه خيرا عن السلم و أهله و لججم يقججل لججه ‪ :‬لججم اجججترئت علججى هججذا المججر العظيججم و‬
‫الخطب الجسيم الذي هو مقام النبياء و ميراث الوصيآء يترتب عليه أمر الّدين و الججّدنيا‬
‫لج عليجه و آلجه و‬ ‫بمحض رأيك و رضاك و طبعك و هواك ‪ ،‬مع أن سججيد الجورى صجّلى ا ّ‬
‫ل بوحي يوحى و يلزم على زعمهججم الفاسججد و رأيهججم‬ ‫سّلم ل يجترى أن يخبر بأدنى حكم إ ّ‬
‫الكاسد أن يكون أبوبكر و عثمان أشفق علججى أهججل السججلم و اليمججان مججن سججيد النججس و‬
‫الجان لنه بزعمهم أهمل أمر المة و لم يوص لهم بشيء ‪ ،‬و هما أشفقا على المة حذرا‬
‫من ضللتهم فنصبا لهم جاهل شقيا و فظا غليظا ‪.‬‬

‫يجججججججججججججججججججا نجججججججججججججججججججاعي السجججججججججججججججججججلم قجججججججججججججججججججم فجججججججججججججججججججانعه‬


‫قد مات عرف و بدا المنكر‬

‫ي علججى العاقججل اللججبيب و الكامججل الريججب أنّ تلججك المججور الفاضججحة و الحيججل‬
‫و غير خفج ّ‬
‫ل لتأسيس أساس الكفججر و النفججاق و هججدم بنيججان السججلم و التفججاق ‪ ،‬و‬ ‫الواضحة لم تكن إ ّ‬
‫ل ج عججن‬
‫لت و العججزى ‪ ،‬فجزاهججم ا ّ‬ ‫إرجاع الناس إلى أعقابهم القهقرى و ترويج عبودية ال ّ‬
‫السلم و أهله شر الجزاء ‪ ،‬و غضب عليهم ملؤ الرض و السمآء ‪.‬‬

‫سلم بقول العشى ( أعشى قيس و هو أبو بصير ميمججون بججن قيججس بججن‬
‫) ثّم تمثل عليه ال ّ‬
‫جندل ‪:‬‬

‫) شججججججججججججججججججتان مججججججججججججججججججا يججججججججججججججججججومي علججججججججججججججججججى كورهججججججججججججججججججا‬


‫و يوم حيان أخي جابر (‬

‫و هو من قصيدة طويلة له قالها في منافرة علقمة بن علنة بن عوف و عامر بن الطفيججل‬


‫ابن مالك بن جعفر و تفصيل قصة نفارهما ذكره أبو الفرج في الغاني و قبل ذلك الججبيت‬
‫سلم به قوله ‪:‬‬
‫الذي تمثل عليه ال ّ‬

‫الهججججججججججججججججججّم اذ يعججججججججججججججججججتري‬ ‫و قججججججججججججججججججد اسججججججججججججججججججلي ‪1‬‬


‫بحسرة دوسرة عاقر‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ق ققق قق قق ق ق قققق ققق ق ق ققق ق ققق‬
‫ققق قق ق قق ققق قق ق ققق قق ق ق ققققق ق‬
‫قققق قق قق قق ققققق ق ققق قق ق ق ققققق قق‬
‫ق ققق ققققق ق ق ق ق قققق ق ققق قق ققققق ق‬
‫قققققق ق ق قققق ققققق ق قققق ق قققق ق قق ق‬
‫قققق ق ق ققق ققققق ق ق قق ققق ق ق ققق قق ق ق‬
‫ققق ق قققق ققق قق قق ق ققق‬ ‫قق قق ق ق ققق‬
‫ق ققققق قققق ق ق ق قققق ق ق ق ققق قققق ق‬
‫قق ققق ق ق قققق ق ق قققق ق ق قق ققق ق قق ق‬
‫قققق قق ق ق قق ق ق ققق قق ق قققق قق قق ق قق ق‬
‫قققققق ق ق ققققققق ققق قققققق ق ققق قققق‬
‫ققق قق ق ق قققق ق ق قق قق قققق قق ق ققق ق ق‬
‫قققققققق ق ق ققق قق قققققق ق ققق قق ق ق قق‬
‫قق قق قق ق ققق ق ق ققققق ق قق قق ققق ق‬
‫قققق ق ق ق قققق قق ققق قق قققق ق ق قققق ق‬
‫ققققق ق قققق ققققق ققق قق ق قق قق ققق قق ق‬
‫ققققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 56‬‬

‫زيافجججججججججججججججججججججججججججججججججة بالوحجججججججججججججججججججججججججججججججججل خطجججججججججججججججججججججججججججججججججارة‬


‫تلججججججججججججججججججججججججوى بشججججججججججججججججججججججججرخى ميسججججججججججججججججججججججججة فججججججججججججججججججججججججاتر‬

‫ارمجججججججججججججججججججججججى بهجججججججججججججججججججججججا البيجججججججججججججججججججججججدآء إذ هججججججججججججججججججججججججرت‬


‫و أنجججججججججججججججججججججججت بيجججججججججججججججججججججججن القجججججججججججججججججججججججرد و العاصجججججججججججججججججججججججر‬

‫فججججججججججججججججججججججججججي مجججججججججججججججججججججججججججدل شججججججججججججججججججججججججججّيد بنيججججججججججججججججججججججججججانه‬


‫ل عنه ظفر الطاير‬ ‫يز ّ‬

‫و معنى البيت بعد ما بين يومي على رحل هذه الّناقة الموصوفة ‪ ،‬و بين يوم حّيان و هججو‬
‫سججمين‬
‫شراب ناعم البال مرفه من الكدار و المشاق ‪ ،‬و حيججان و جججابر ابنججا ال ّ‬
‫في سكرة ال ّ‬
‫الحنفيان و كان حيان صاحب حصن باليمامة و كان مججن سججادات بنججي حنيفججة مطاعججا فججي‬
‫ل سنة و كان فى رفاهّية و نعمة مصونا من و عثآء السفر ‪،‬‬ ‫قوله يصله كسرى في ك ّ‬

‫لم يكن يسافر أبدا ‪ ،‬و كان العشى ينادمه و كان أخوه جابر أصغر سنامنه ‪،‬‬

‫ن الجّروى‬
‫حكي ان حيان قال للعشى نسبتنى إلى أخججي و هججو أصججغر سجّنا منججي فقججال ‪ :‬إ ّ‬
‫ل ل نازعتك كاسا أبدا ما عشت هذا ‪.‬‬ ‫اضطرني إلى ذلك ‪ ،‬فقال ‪ :‬و ا ّ‬

‫و معنى البيت على ما ذكرناه هو الذي أفججاده المرتضججى ) قججده ( و هججو الظججاهر المطججابق‬
‫سلم به على‬ ‫للبيت الذي بعده أعني قوله ‪ :‬أرمى بها البيداء ‪ .‬و هو أيضا مما تمثل عليه ال ّ‬
‫سلم من التمثججل علججى ذلججك بيججان البعججد‬
‫ما حكي عن بعض النسخ ‪ ،‬فيكون غرضه عليه ال ّ‬
‫شجى و بين يومهم فايزين بما طلبوا من الّدنيا ‪،‬‬ ‫بين يومه صابرا على القذى و ال ّ‬

‫سلم ‪ :‬شّتان‬‫شارح المعتزلي حيث قال ‪ :‬يقول أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫و قريب منه ما قال ال ّ‬
‫ى مججن المججر و منيججت بججه مججن انتشججار الحبججل و‬
‫بين يومي في الخلفة مع مججا انتقججض علج ّ‬
‫اضطراب أركان الخلفة ‪ ،‬و بين يوم عمر حيث وليها على قاعدة ممّهدة و أركججان ثججابته‬
‫و سكون شامل ‪ ،‬فانتظم أمره و اطرد حاله ‪.‬‬

‫شارحين ‪ :‬المعنى ما أبعد ما بين يومي على كججور الّناقججة اداب و انصججب و‬ ‫و قال بعض ال ّ‬
‫بين يومي منادما حّيان أخي جابر في خفض و دعة ‪ ،‬فالغرض مججن الّتمثججل إظهججار البعججد‬
‫ل عليه و آله و سّلم مقهورا ممنوعا عججن‬ ‫سلم بعد وفات الّرسول صّلى ا ّ‬ ‫بين يومه عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سجّلم فججارغ البججال مرّفججه الحججال‬‫ي صّلى ا ّ‬
‫حّقه ‪ ،‬و بين يومه في صحبة الّنب ّ‬
‫كاسبا للفيوضات الظاهرّية و الباطنية ‪ ،‬و هذا المعنى هو القججرب إلججى الّنظججر و النسججب‬
‫سره‬
‫سياق ‪ ،‬و به ف ّ‬
‫إلى ال ّ‬

‫] ‪[ 57‬‬

‫سلم ‪ :‬شّتان البيت و هو العشى يقول ‪:‬‬


‫المحّدث الجزايري حيث قال ‪ :‬و قوله عليه ال ّ‬

‫ي يوم سروري و هججو منججادمتي لخججي حّيججان ‪ ،‬و يججوم شجّدتي و ركججوبي‬ ‫تفرق ما بين يوم ّ‬
‫سلم قد استعار هذا ليوميه يوم فرحه‬ ‫على متن ناقتي في البراري و القفار ‪ ،‬و هو عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آلججه و سجّلم ‪ ،‬و يججوم تعبججه و يججوم ركججوبه المشججاق و‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫لما كان نديمه الّنب ّ‬
‫الحروب وحده بل معاون و ل نصير ‪.‬‬

‫سلم أظهر التعجب من إدلئه بالخلفة إليه مع استقالته منها بقوله ‪:‬‬
‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬

‫) فيا عجبا بينا هو ( يعني أبجا بكجر ) يسجتقيلها ( أي يطلجب القالجة منهجا ) فجي حيجاته ( و‬
‫يقول ‪:‬‬

‫أقيلوني أقيلوني ) إذ عقدها لخر ( أراد به عمججر أى جعلهججا معقججودة لججه لتكججون لججه ) بعججد‬
‫ن استقالته منها في حياته دليل على رغبته عنها و زهججده فيهججا و‬ ‫وفاته ( و وجه الّتعجب أ ّ‬
‫عقدها لغيره دليل على رغبته فيها و ميله اليها ‪ ،‬و هججو يضججاّد السججتقالة الحقيقيججة فيكججون‬
‫دليل على كون الستقالة منه صورّية ناشئة عن وجه الخدعة ‪ ،‬و التدليس ‪،‬‬

‫و نعم ما قيل ‪:‬‬

‫سجججججججججججججججججججججججججججججججقيفة وزرا‬ ‫حملوهجججججججججججججججججججججججججججججججا يجججججججججججججججججججججججججججججججوم ال ّ‬


‫ف الجبججججججججججججججججججججججججال و هججججججججججججججججججججججججى ثقججججججججججججججججججججججججال‬ ‫تخجججججججججججججججججججججججج ّ‬

‫ثججججججججججججججججججّم جججججججججججججججججججاؤوا مججججججججججججججججججن بعججججججججججججججججججدها يسججججججججججججججججججتقيلون‬


‫و هيهات عثرة ل تقال‬
‫هذا و خبر القالة مّما رواه الجمهور ‪ ،‬و هججو قججوله ‪ :‬اقيلججوني أقيلججوني فلسججت بخيركججم و‬
‫ي فيكم ‪ ،‬و رواه في البحار عن الطبري في تاريخه و البلدري فججي أنسججاب الشججراف‬ ‫عل ّ‬
‫سمعاني فججي الفضججائل و أبججي عبيججدة فججي بعججض مصجّنفاته ‪ ،‬قججال ‪ :‬و لججم يقججدح الفخججر‬
‫و ال ّ‬
‫سججلم شججاهدا‬
‫حته و إن أجاب عنه بوجوه ضججعيفة ‪ ،‬و كفججى كلمججه عليججه ال ّ‬ ‫الّرازي في ص ّ‬
‫على صحته انتهى ‪.‬‬

‫و قال بعض المحّققين من أصحابنا ‪ :‬معنى استقالته المر بقتل علي بن أبججي طججالب عليججه‬
‫ي فيكم موجججودا فأنججا لسججت بخيركججم فججاقتلوه حّتججى أكججون خليفججة بل‬
‫سلم يعني ما دام عل ّ‬‫ال ّ‬
‫سلم ‪ ) :‬لشّد ما تشطر اضرعيها ( شبه الخلفة بناقة لها ضرعان‬ ‫منازع ‪ ،‬و قوله عليه ال ّ‬
‫ل لصار شديدا‬ ‫ل واحد منهما أخذ منها ضرعا يحلبه لنفسه ‪ ،‬فالمعنى و ا ّ‬ ‫و كان ك ّ‬

‫] ‪[ 58‬‬

‫ل واحججد منهمججا شججطرا أى نصججفا أو شججطرا بالكسججر أى خلفججا مججن ضججرعيها ‪ ،‬و‬ ‫أخججذ ك ج ّ‬
‫سجلم قجال‬ ‫سجقيفة أّنجه عليجه ال ّ‬
‫المقصود اقتسامهما فايدتها بينهما ‪ ،‬و فجي بعجض روايجات ال ّ‬
‫سقيفة ‪ :‬احلب حلبا لك شطره ‪ ،‬اشدد له اليوم يرّده عليك غججدا‬ ‫لعمر بن الخطاب بعد يوم ال ّ‬
‫) فصيرها في حوزة ( أي في طبيعة أو ناحيججة ) خشججناء ( متصججفا بالخشججونة ل ينججال مججا‬
‫عندها ‪ ،‬و ل يرام و ل يفوز بالّنجاح من قصدها ‪.‬‬

‫ن المفاد على تقجدير إرادة الناحيجة تشجبيه المتجولي للخلفجة‬


‫قال بعض الفاضل ‪ :‬الظاهر أ ّ‬
‫سججاير فيهججا أو‬
‫بالرض الخشناء في ناحية الطريق المستوى ‪ ،‬و تشبيه الخلفة بالّراكب ال ّ‬
‫بالّناقة اى أخرجها عن مسيرها المستوى و هو من يستحقها إلى تلك الّناحية الحزنة هذا ‪:‬‬
‫و الظهر إرادة معنى الطبيعة ‪.‬‬

‫سع ‪،‬‬‫سلم الحوزة ثانيا بأّنها ) يغلظ كلمها ( أى جرحها و في السناد تو ّ‬ ‫ثّم وصف عليه ال ّ‬
‫ي غلظ الكلجم كنايجة عجن غلجظ المواجهجة بجالكلم و الججرح بجه ‪ ،‬فجا ّ‬
‫ن‬ ‫شارح البحران ّ‬‫قال ال ّ‬
‫سنان ‪ ، 1‬أقول ‪ :‬و من هنا قيل ‪:‬‬
‫ضرب بالّلسان أعظم من وخز ال ّ‬ ‫ال ّ‬

‫سججججججججججججججججججججججججنان لهججججججججججججججججججججججججا التيججججججججججججججججججججججججام‬


‫جراحججججججججججججججججججججججججات ال ّ‬
‫و ل يلتام ما جرح الّلسان‬

‫سها ( أى تؤذي و تضّر من يمسججها قججال البحرانججي ‪ :‬و‬


‫) و ( وصفها ثالثا بأّنها ) يخشن م ّ‬
‫هي كناية عن خشونة طباعه المانعة من ميل الطبجاع إليجه المسجتلزمة للذى كمجا يسجتلزم‬
‫من الجسام الخشنة ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و المقصود من هذه الوصاف الشارة إلى فظاظة عمر و غلظته و جفاوته و قبح‬
‫ل علججى ذلججك مججا‬
‫لقائه و كراهة منظره ‪ ،‬و رغبة النججاس عججن مججواجهته و مكججالمته ‪ ،‬و يججد ّ‬
‫ن ابن عباس لّما أظهر بطلن مسألة العول بعد موت عمر قيججل لججه ‪ :‬مججن أول مججن‬
‫روي أ ّ‬
‫ل أشرت عليه ؟ قال هيبتججه ‪ ،‬و مججا‬
‫أعال الفرايض ؟ فقال ‪ :‬عمر بن الخطاب ‪ ،‬قيل له ‪ :‬ه ّ‬
‫ن عمر هو الذي غّلظ ‪ 2‬على جبلة بن‬ ‫شارح المعتزلي في شرح هذا الفصل أ ّ‬
‫رواه ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ققق قققققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق ق ققق ق ق ق ققققق ق قققق ققق قق ق ق ق‬
‫قق قق قق ق ققق قق قققق ققققق ق ق قق قق‬
‫ققققققق قق ققق ققق قققق قققق قق قققققق ق‬
‫ققق قق قققق قق قققق ققق قق ق قق ق قق ققققق‬
‫قق قققققق قققق قققق قق ققق قق قق ققق ق ق ق‬
‫قققققق قق قق ق ققق ق ق ق ق ق ق قق قق ق قق ققق‬
‫ققق ققق ققققققق ققق ققق‬

‫] ‪[ 59‬‬

‫اليهم حّتى اضطّره إلى مفارقة دار الهجرة بل مفارقة بلد السلم كّلها حّتى عاد مرتججدا‬
‫داخل في دين الّنصرانّية لجل لطمة لطمها ‪ ،‬و قال جبلة بعججد ارتججداده متنجّد مججا علججى مججا‬
‫فعل ‪:‬‬

‫تنصّجججججججججججججججججرت الشجججججججججججججججججراف مجججججججججججججججججن أججججججججججججججججججل لطمجججججججججججججججججة‬


‫و ما كان فيها لو صبرت لها ضرر‬

‫عمر ليعلمه بقدومه فسر عمر و امر الناس باستقباله و بعث اليه بانزال و امر جبلة مأتى‬
‫رجل من اصحابه فلبسجوا السجلح و الحريجر و ركبجوا الخيجل معقجودة اذنابهجا و البسجوها‬
‫قلئد الذهب و الفضة و لبس جبلة تاجه و فيه قرطا مارية و هى جدته و دخل المدينة فلم‬
‫يبق بها بكر و ل عانس ال تبرجت و خرجت تنظر اليه و الى زيه فلما انتهججى الججى عمججر‬
‫رحب به و الطفه و ادنى مجلسه ثم اراد عمر الحججج فخججرج معججه جبلججة فبينججا هججو يطججوف‬
‫بالبيت و كان مشهورا بالموسم اذ وطى ازاره رجل من بنى فزارة فانحل فرفع جبلجة يجده‬
‫فهشم انف الفزارى فاستعدى عليه عمر فبعث الى جبلة فاتاه فقججال مججا هججذا ؟ قججال نعججم يججا‬
‫أمير المؤمنين انه تعمد حل ازارى و لو ل حرمة الكعبة لضربت بين عينيه بالسيف فقال‬
‫له عمر قد اقررت فاما ان رضى الرجل و اما ان اقيده منك قال جبلة ما ذا تصنع بى قال‬
‫آمر بهشم انفك كما فعلت قال و كيف ذاك يا أمير المؤمنين و هو سوقة و انا ملك قججال ان‬
‫السلم جمعك و إياه و ليس تفضل بشيء ال بجالتقى و العافيجة قجال جبلجة قجد ظننجت انجى‬
‫اكون في السلم اعز منى في الجاهلية قال عمر دع عنك هذا فانك ان لم تججرض الرجججل‬
‫اقدته منك قال اذا اتنصر قال ان تنصرت ضجربت عنقجك لنجك قجد اسجلمت فجان ارتجددت‬
‫قتلتك فلما راى جبلة الصدق من عمر قال انا ناظر في هذا ليلججى هججذه و قججد اجتمججع ببججاب‬
‫عمر من حى هذا و حى هذا خلق كثير حتى كادت تكون بينهم فتنججة فلمججا امسججوا اذن لهججم‬
‫عمر في النصراف حتى اذا نام الناس و هدوا فحمججل جبلججة بخيلججه و رواحلججه الججى الشججام‬
‫فاصبحت مكة و هى منهم بلقع فلما انتهى الى الشام تجمل في خمسججمأة مججن قججومه حججتى‬
‫اتى الى القسطنطنية فدخل الى هر قل فتنصر هو و اصحابه فسر هر قل بذلك جدا و ظن‬
‫انه فتح من الفتوح عظيم و اقطعه حيث شاء و اجرى عليه من المنججزل مججا شججاؤا و جعلججه‬
‫من محدثيه هكذا ذكر ابو عمرو ذكر ابن الكلججبى ان الفججزارى لمججا وطججى ازار جبلججة لطججم‬
‫جبلة كما لطمه فوثب غسان و هشموا انفه و اتوابه عمر ثججم ذكجر مجا فججي الخجبر نحججو مجا‬
‫ذكرناه و شعر جبلة على ما رواه ابو الفرج هكذا‬

‫تنصجججججججججججججججججرت الشجججججججججججججججججراف مجججججججججججججججججن عجججججججججججججججججار لطمجججججججججججججججججة‬


‫و مججججججججججججا كججججججججججججان فيهججججججججججججا لججججججججججججو صججججججججججججبرت لهججججججججججججا ضججججججججججججرر‬

‫تكنفنججججججججججججججججججججججججى فيهججججججججججججججججججججججججا لجججججججججججججججججججججججججاج و نخججججججججججججججججججججججججوة‬


‫و بعججججججججججججججججت بهججججججججججججججججا العيججججججججججججججججن الصججججججججججججججججحيحة بججججججججججججججججالعور‬

‫فيجججججججججججججججا ليجججججججججججججججت امجججججججججججججججى لجججججججججججججججم تلجججججججججججججججدنى و ليتنجججججججججججججججى‬


‫رجعجججججججججججت الججججججججججججى القججججججججججججول الججججججججججججذى قجججججججججججال لججججججججججججى عمججججججججججججر‬

‫و يجججججججججججججججججا ليتنجججججججججججججججججى ارعجججججججججججججججججى المخجججججججججججججججججاض بدمنجججججججججججججججججة‬


‫و كنجججججججججججججججججت اسجججججججججججججججججيرا فجججججججججججججججججي ربيعجججججججججججججججججة او مضجججججججججججججججججر‬

‫و يججججججججججججججا ليججججججججججججججت لججججججججججججججى بالشججججججججججججججام اولججججججججججججججى معيشججججججججججججججة‬


‫اجالس قومى ذاهب السمع و البصر ‪ ،‬انتهى‬

‫منه‬

‫] ‪[ 60‬‬

‫فيجججججججججججججججا ليجججججججججججججججت اّمجججججججججججججججي لجججججججججججججججم تلجججججججججججججججدني و ليتنجججججججججججججججي‬


‫رجعت الى القول الذي قاله عمر‬
‫ل عليججه و آلججه‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫ن الّنب ّ‬
‫أقول ‪ :‬هذه الّرواية كافية في فضل هذا الّرجل و منقبته ‪ ،‬فإ ّ‬
‫ل لهداية النام و الرشاد إلى دعائم السلم ‪ ،‬فعاشججر معهججم بمحاسججن‬ ‫لإ ّ‬
‫و سّلم لم يبعثه ا ّ‬
‫الخلق و مكارم الداب حّتى نزل فيه ‪:‬‬

‫ل عليججه و آلججه و سجّلم كججثيرا مججا يتحمججل الذى و‬ ‫عظيٍم « و كان صّلى ا ّ‬ ‫ق َ‬‫خُل ٍ‬
‫ك َلَعلى ُ‬
‫» ِإّن َ‬
‫ضججللة ‪ ،‬و هججذا الّرجججل‬
‫يصبر على شدائد البلوى ‪ ،‬لهدايججة نفججس واحججدة و إنجائهججا مججن ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم كيججف يصججرف الّنججاس‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫الجلف الذي يزعم أّنه خليفة رسول ا ّ‬
‫عن السلم إلى الّنصرانية بمقتضى خبث طينته و سوء سريرته و غلظ كلمتججه ؟ و فججوق‬
‫ل عليه و آله و سّلم بكلمات يكره الّلسان بيانها‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫كلّ ذلك فظاظة جسارته على الّنب ّ‬
‫ل ج عليججه و آلججه و سجّلم فججي صججلح‬
‫و يأبى القلم عن كتبها و إظهارها ‪ ،‬مثل قوله له صّلى ا ّ‬
‫الحديبّية لم تقل لنا ستدخلونها في ألفاظ نكره حكايتها ‪ ،‬و مثل الكلمة التي قالها في مرض‬
‫ل أن يقصججد بهججا‬‫شارح المعتزلي ‪ :‬و معاذ ا ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬قال ال ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ظاهرها و لكّنه أرسلها على مقتضى خشونة غريزّية و لم يتحّفظ منهجا ‪ ،‬و كججان الحسجن‬
‫أن يقول ‪ :‬مغمور أو مغلوب بالمرض و حاشاه أن يعني بها غير ذلك ‪.‬‬

‫ل ذلك ‪.‬‬
‫ل ظاهرها و حاشاه أن يقصد بها إ ّ‬
‫ن قصده ما كان إ ّ‬
‫لأّ‬
‫أقول ‪ :‬و شهد ا ّ‬

‫شارح أيضا في شرح الخطبة الخامسة و العشرين عند الكلم على حديث الفلتة ‪:‬‬ ‫و قال ال ّ‬
‫لج‬
‫ن هذه الّلفظة من عمر مناسبة للفظات كثيرة كججان يقولهججا بمقتضججى مججا جبلججه ا ّ‬
‫و اعلم أ ّ‬
‫تعالى من غلظ الطينة و جفاء الطبيعة و ل حيلة له فيها ‪ ،‬لّنه مجبججول عليهججا ل يسججتطيع‬
‫تغييرها ‪ ،‬و ل ريب عندنا أّنه كججان يريججد أن يتلطججف و أن يخججرج ألفججاظه مخججارج حسججنة‬
‫لطيفة ‪ ،‬فينزع به الطبع الجاسي و الغريزة الغليظة إلى أمثال هذه اللفظات ‪،‬‬

‫و ل يقصد بها سوء و ل يريد بها ذّما و ل تخطئة كما قّدمنا قبل ذلك في الّلفظة التي قالها‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬و كاللفظات التي قالها عام الحديبيججة و‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫في مرض رسول ا ّ‬
‫غير ذلك ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ل‬

‫] ‪[ 61‬‬

‫ل ج سججبحانه‬
‫ل بما نواه ‪ ،‬و لقد كانت نّيته من أطهر الّنيات و أخلصججها ّ‬
‫ل يجازي المكلف إ ّ‬
‫انتهى ‪.‬‬

‫ن اقتضاء الطبيعة و استدعاء الغريزة التي جعله معذرة له إن أراد به انه بلججغ إلججى‬ ‫و فيه أ ّ‬
‫حيث لم يبق لعمر معه قدرة على إمساك لسانه عججن التكّلججم بخلف مججا فججي ضججميره ‪ ،‬بججل‬
‫شتم في موضع يريججد الكججرام و يخججرج‬ ‫كان يصدر عنه الّذم في مقام يريد به المدح ‪ ،‬و ال ّ‬
‫بذلك عن حّد التكليف فل مناقشة في ذلك ‪ ،‬لكن مثل هججذا الّرجججل يعججده العقلء فججي زمججرة‬
‫ن العقل من شروط المامة ‪ ،‬و إن أراد أّنه يبقى مججع ذلججك مججا‬
‫المجانين ‪ ،‬و ل خلف في أ ّ‬
‫هو مناط الّتكليف فذلك مّما ل يسمن و ل يغني من جوع ‪،‬‬

‫ق الّنججار و شججملته اللعنججة‬


‫ن ابليس استكبر آدم بمقتضى الجبلة الّنارية ‪ ،‬و مع ذلججك اسججتح ّ‬
‫فا ّ‬
‫ل تعالى عليها و مع ذلجك‬ ‫إلى يوم الّدين ‪ ،‬و الّزاني إّنما يزني بمقتضى شهوته التي جبله ا ّ‬
‫يرجم و ل يرحم هذا ‪،‬‬

‫سلم الحجوزة رابعجا بأّنهجا ) يكجثر العثجار فيهجا و العتجذار منهجا ( و‬ ‫) و ( وصف عليه ال ّ‬
‫معنججاه علججى جعججل الحججوزة بمعنججى الطبيعججة واضججح أى يكججثر العثججار فججي تلججك الطبيعججة و‬
‫العتذار من هذه الطبيعة أو اعتذار صاحبها منها أو العتذار مججن عثراتهججا و قججد مضججى‬
‫في بيان العراب احتمال كون مججن نشججوّية و تعليلّيججة ‪ ،‬و أّمججا علججى تقججدير جعلهججا بمعنججى‬
‫الّناحية فالمعنى ما ذكره بعض الفاضل عقيب كلمه الذي حكيناه فججي شججرح قججوله عليججه‬
‫سلم ‪ :‬فصيرها في حوزة خشناء ‪ ،‬بما لفظه ‪ :‬فيكثر عثارها أو عثار مطيتها فاحتججاجت‬ ‫ال ّ‬
‫إلى العتججذار مججن عثراتهججا الّناشججئة مججن خشججونة الّناحيججة و هججو فججي الحقيقججة اعتججذار مججن‬
‫الّناحية ‪ ،‬فالعاثر و المعتذر حينئذ هي الخلفة توسعا ‪.‬‬

‫و كيف كان فالغرض من هذه الجملة الشارة إلى كثرة خطاء عمر في القضايا و الحكام‬
‫‪ ،‬و جهالته بالفتاوى و شرايع السلم ‪ ،‬و ل باس بالشارة إلى بعض عججثراته و نبججذ مججن‬
‫لته ‪.‬‬
‫جهالته و يسير من هفواته و ز ّ‬

‫شارح المعتزلي حيث قال ‪ :‬و كان عمر يفتي كثيرا بججالحكم ث جّم ينقضججه و‬
‫فمنها ما ذكره ال ّ‬
‫يفتي بضّده و خلفه ‪ ،‬قضى في الجّد مع الخوة قضايا كثيرة مختلفة ثّم‬

‫] ‪[ 62‬‬

‫خاف من الحكم في هذه المسألة فقال ‪ :‬مججن أراد أن يتقحججم جراثيججم جهنججم فليقججل فججي الججّد‬
‫برأيه ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم و شاع بين‬ ‫ل صّلى ا ّ‬


‫و منها ما ذكره أيضا و هو أّنه لّما مات رسول ا ّ‬
‫الّناس موته طاف عمر على الّناس قائل إّنه لم يمت و لكّنه غججاب عّنججا كمججا غججاب موسججى‬
‫عن قومه ‪ ،‬فليرجعن و ليقطعن أيدي رجال و أرجلهم يزعمججون أّنججه مججات فجعججل ل يمجّر‬
‫ل و يخبطه و يتوعده حتى جاء أبوبكر فقال ‪ :‬أّيها الّنججاس مججن كججان‬ ‫بأحد يقول ‪ :‬إّنه مات إ ّ‬
‫ي لم يمت ث جّم تل قججوله‬ ‫ب محّمد فاّنه ح ّ‬
‫يعبد محّمدا فان محّمدا قد مات ‪ ،‬و من كان يعبد ر ّ‬
‫تعالى ‪:‬‬
‫ن الّناس ما سمعوا هججذه اليججة‬
‫ل لكا ّ‬
‫عقاِبُكْم « قالوا ‪ :‬فو ا ّ‬
‫على َأ ْ‬
‫ل اْنَقَلْبتْم َ‬
‫ت َأْو ُقِت َ‬
‫ن ما َ‬
‫» َأ َفِإ ْ‬
‫حّتى تلها أبججو بكججر ‪ ،‬و قججال عمججر لّمججا سججمعته يتلوهججا هججويت إلججى الرض و علمججت أ ّ‬
‫ن‬
‫ل عليه و آله و سّلم قد مات ‪.‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬

‫ل ج عليججه و آلججه و س جّلم و‬


‫ي صّلى ا ّ‬
‫أقول ‪ :‬من بلغ من قلة المعرفة إلى مقام ينكر موت الّنب ّ‬
‫يحكم مع ذلك من تلقاء نفسه بأّنه يرجع و يقطع أيدي رجال و أرجلهم كيججف يكججون إمامججا‬
‫واجب الطاعة على جميع الخلق ؟‬

‫ن امججرأة تججاوز صججداقها صججداق‬ ‫و منها ما رواه أيضا كغيره من أّنه قال مّرة ل يبلغنججي أ ّ‬
‫لج‬
‫ل ارتجعت ذلك منها ‪ ،‬فقالت امججرأة مجا جعججل ا ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم إ ّ‬‫ي صّلى ا ّ‬
‫نساء الّنب ّ‬
‫لك ذلك إّنه قال تعالى ‪:‬‬

‫خُذوَنُه ُبْهتاًنا َو ِإْثمجًا ُمبينجًا « فقججال ‪ :‬كجلّ‬


‫شْيًئا أ َتْأ ُ‬
‫خُذوا ِمْنُه َ‬
‫ن ِقْنطاًرا َفل َتْأ ُ‬
‫حديُه ّ‬
‫» َو آَتْيُتْم ِإ ْ‬
‫الّناس أفقه من عمر حّتى رّبات الحجججال ‪ ،‬أل تعجبججون مججن إمججام أخطججأ و امججرأة أصججابت‬
‫ضلته ‪ ،‬و اعتذار قاضي القضاة بأّنه طلب الستحباب في ترك التجججاوز‬ ‫فأضلت إمامكم فف ّ‬
‫ل الّناس أفقه من عمر ‪ ،‬خطاء ‪ ،‬فاّنه‬ ‫‪ 1‬و التواضع في قوله ‪ :‬ك ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ققققق قققققق قق قققق قققق ققققق ) ق‬
‫( ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 63‬‬

‫ب ‪ ،‬و أّمجا التواضجع‬‫ل يجوز ارتكاب المحرم و هو ارتجاع المهجر ‪ ،‬لججل فعجل المسجتح ّ‬
‫فاّنه لو كان المر كما قال عمر لقتضى إظهججار القبيججح و تصججويب الخطججاء ‪ ،‬و لججو كججان‬
‫العذر صحيحا لكان هججو المصججيب و المججرأة مخطئة مججع أّنججه مخججالف لصججريح قججوله ‪ :‬أل‬
‫تعجبون من إمام أخطأ اه ‪.‬‬

‫س بالليل فسمع صوت رجل و امججرأة فججي بيججت‬ ‫و منها ما رواه هو و غيره من أّنه كان يع ّ‬
‫ل ج كنججت‬
‫ق خمر ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا عدّو ا ّ‬‫فارتاب فتسّور الحائط فوجد امرأة و رجل و عندهما ز ّ‬
‫ل يسترك و أنت على معصيته ؟ قال ‪ :‬إن كنت أخطأت في واحدة فقججد أخطججأت‬ ‫نا ّ‬
‫ترى أ ّ‬
‫سست ‪ ،‬و قال ‪:‬‬‫سسوا ‪ ،‬و قد تج ّ‬
‫ل تعالى ‪ :‬و ل تج ّ‬
‫في ثلث ‪ ،‬قال ا ّ‬

‫و أتوا البيوت من أبوابها ‪ ،‬و قد تسّورت ‪ ،‬و قال ‪ :‬إذا دخلتم بيوتا فسّلموا ‪،‬‬

‫و ما سّلمت ‪.‬‬
‫صة و العامة من أّنه قال ‪ :‬متعتان كانتا على عهججد‬ ‫و منها ما رواه أيضا و جماعة من الخا ّ‬
‫شججارح‬ ‫ج ‪ ،‬قجال ال ّ‬
‫ل و أنا محّرمهما و معاقب عليهمججا ‪ :‬متعججة الّنسججاء و متعجة الحج ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫المعتزلي و هذا الكلم و إن كان ظاهره منكرا فله عندنا مخرج و تأويججل أقججول ‪ :‬بججل هججو‬
‫باق على منكرّيته و الّتأويل الذي ارتكبججوه مّمججا ل يسججمن و ل يغنججي مججن جججوع ‪ ،‬و لعّلنججا‬
‫ل‪.‬‬‫صل في مقام أليق إنشآء ا ّ‬
‫نسوق الكلم فيه مف ّ‬

‫ب مججن فتيجان النصججار و هجو ظمججآن فاستسججقاه‬


‫و منها ما رواه أيضا من أّنه مّر يوما بشجا ّ‬
‫ل تعالى يقول ‪:‬‬‫نا ّ‬
‫فجدح له ماء بعسل فلم يشربه ‪ ،‬و قال ‪ :‬إ ّ‬

‫حيوِتُكُم الّدْنيا « فقال له الفتى ‪ :‬إّنها ليسججت لججك و ل لحججد مججن أهججل‬
‫طّيباِتُكْم في َ‬
‫» َأْذَهْبُتْم َ‬
‫هذه القبلة ‪ ،‬اقرء ما قبلها ‪:‬‬

‫حيوِتُكُم الّدْنيا « ‪.‬‬


‫طّيباِتُكْم في َ‬
‫عَلى الّنار َأْذَهْبُتَم َ‬
‫ض اّلذين َكَفُروا َ‬
‫» َو َيْوَم ُيْعَر ُ‬

‫ل الّناس أفقه من عمر ‪.‬‬


‫فقال عمر ‪ :‬ك ّ‬

‫] ‪[ 64‬‬

‫سلم ‪ :‬إن كان لججك عليهججا‬


‫و منها أّنه أمر برجم امرأة حاملة فقال له أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ي لهلك عمر ‪.‬‬ ‫سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل ‪ ،‬فقال ‪ :‬لو ل عل ّ‬

‫سلم و قال ‪ :‬القلججم مرفججوع عججن‬


‫و منها أّنه أمر برجم مجنونة فنّبهه أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ي لهلك عمر ‪.‬‬
‫المجنون حّتى يفيق ‪ ،‬فقال ‪ :‬لو ل عل ّ‬

‫و منها ما رواه في الفقيه عن إبراهيم بن محّمد الثقفي قال ‪ :‬استودع رجلن امرأة وديعججة‬
‫و قال لها ل تدفعي إلى واحد مّنا حتى نجتمع عندك ثم انطلقا فغابا ‪ ،‬فجاء أحدهما إليهجا و‬
‫ن صاحبي قد مات فأبت حتى كثر اختلفه إليها ث جّم أعطتججه ‪ ،‬ث جّم‬ ‫قال ‪ :‬اعطيني وديعتي فإ ّ‬
‫جاء الخر فقال هاتي وديعتي ‪ ،‬فقال » فقالت ظ « ‪ :‬أخجذها صجاحبك و ذكجر أّنجك قجدّمت‬
‫ل و قد ضمنت ‪ ،‬فقالت المججرأة اجعججل عليهججا‬ ‫فارتفعا إلى عمر ‪ ،‬فقال لها عمر ‪ :‬ما أراك إ ّ‬
‫سججلم ‪ :‬هججذه الوديعججة‬‫ي عليججه ال ّ‬
‫سلم بينى و بينه ‪ ،‬فقال له ‪ :‬اقض بينهما ‪ ،‬فقال عل ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫عندها و قد أمرتماها أن ل تدفعها إلى واحد منكما حتى تجتمعا عندها فأتني بصاحبك ‪ ،‬و‬
‫سلم إّنما أرادا أن يذهبا بمال المرأة ‪.‬‬
‫ي عليه ال ّ‬‫لم يضمنها ‪ ،‬و قال عل ّ‬

‫و منها ما في الفقيه أيضا عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعد بن طريججف عججن الصججبغ‬
‫ابن نباتة ‪ ،‬قال ‪ :‬اتي عمر بامرأة زوجها شيخ ‪ ،‬فلما أن واقعها مات على بطنها ‪ ،‬فججاّدعى‬
‫بنوه أنها فجرت و شاهدوا » تشاهدوا خ « عليها فجأمر بهججا عمججر أن ترجججم ‪ ،‬فمججروا بهججا‬
‫لج إنججي مظلومججة و هججذه‬
‫سلم ‪ ،‬فقججالت ‪ :‬يججابن عجّم رسججول ا ّ‬
‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬
‫على عل ّ‬
‫سلم ‪ :‬هاتني حجتك ‪ ،‬فدفعت إليه كتابا فقرأه فقال ‪ :‬هذه المرأة تعلمكم‬ ‫حجتى فقال عليه ال ّ‬
‫بيوم تزّوجها و يوم واقعها و كيف كان جماعه لها رّدوا المرأة ‪ ،‬فلما كججان مججن الغججد دعججا‬
‫سلم بصبيان يلعبون أتراب ‪ 1‬و فيهم ابنها فقال لهم ‪ :‬العبوا ‪ ،‬فلعبوا حّتى إذا‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫سلم بهم فقاموا و قام الغلم الذي هو ابن المرأة متكيا على‬ ‫لها هم اللعب ثم فصاح عليه ال ّ‬
‫سلم فوّرثه من أبيه و جلد اخوته المفترين حّدا ‪ ،‬فقال عمر‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫راحتيه ‪ ،‬فدعا به عل ّ‬
‫كيف صنعت ؟ قال ‪ :‬قد عرفت ضعف الشيخ في تكائة الغلم على راحتيه ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق قققققق قققق ق قق ققق ققق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 65‬‬

‫صدوق أيضا عن سعد بن طريف عن الصبغ بن نباتة قال ‪:‬‬


‫و منها ما رواه ال ّ‬

‫صتها أّنهججا كججانت‬


‫اتى عمر بن الخطاب بجارية فشهد عليها شهود أّنها بغت ‪ ،‬و كان من ق ّ‬
‫يتيمة عند رجل و كان للّرجل امرأة و كان الّرجل كثيرا ما يغيب عن أهله ‪،‬‬

‫فشّبت اليتيمة و كانت جميلة فتخّوفت المرأة أن يتزّوجهججا زوجهججا إذا رجججع إلججى منزلججه ‪،‬‬
‫ضتها باصبعها ‪ ،‬فلما قدم زوجها سججأل امرأتججه‬ ‫فدعت بنسوة من جيرانها فأمسكتها ‪ ،‬ثّم افت ّ‬
‫عن اليتيمة فرمتها بالفاحشة و أقامت البّينة من جيرانها على ذلك ‪،‬‬

‫قال ‪ :‬فرفع ذلك إلى عمر فلم يدر كيف يقضي فججي ذلججك ‪ ،‬فقججال ‪ :‬للّرجججل اذهججب بهججا إلججى‬
‫صججتها » القصججة خ « فقججال‬ ‫صججوا عليججه ق ّ‬‫سلم ‪ ،‬فججأتوا علّيججا و ق ّ‬
‫ي بن أبي طالب عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫لمرأة الّرجل ألك بّينة ؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬هؤلء جيراني يشهدون عليها بما أقول ‪،‬‬

‫سججلم بكجلّ‬
‫سيف من غمده و طرحه بين يديه ‪ ،‬ثّم أمججر عليججه ال ّ‬ ‫سلم ال ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬‫فأخرج عل ّ‬
‫ل وجججه فججأبت أن تججزول‬ ‫شهود فأدخلت بيتا ‪ ،‬ثّم دعا بامرأة الّرجل فأدارها لكج ّ‬ ‫واحدة من ال ّ‬
‫عن قولها ‪ ،‬فرّدها إلى البيت الذي كانت فيه ‪.‬‬

‫ي ابن أبي طالب و‬ ‫شهود و جثا على ركبتيه ‪ ،‬فقال لها ‪ :‬أ تعرفيني أنا عل ّ‬ ‫ثّم دعا باحدى ال ّ‬
‫ق و أعطيتهجا المجان‬ ‫هذا سيفي و قد قالت امرأة الّرجل ما قجالت ‪ ،‬و رجعجت ‪ 1‬إلجى الحج ّ‬
‫ي فقجالت ‪ :‬يجا أميجر المجؤمنين‬
‫ل ملت سيفي منك ‪ ،‬فالتفتت المجرأة إلجى علج ّ‬ ‫فاصدقيني و ا ّ‬
‫ل ما زنت اليتيمة و لكن امرأة‬ ‫ي فاصدقي فقالت ‪ :‬ل و ا ّ‬ ‫صدق ‪ ،‬قال لها عل ّ‬‫المان على ال ّ‬
‫الّرجل لما رأت حسنها و جمالها و هيئتها خافت فساد زوجها بها فسقتها المسججكرود عتنججا‬
‫سلم ‪:‬‬‫ي عليه ال ّ‬
‫ضتها باصبعها ‪ ،‬فقال عل ّ‬‫فأمسكناها فافت ّ‬
‫ل دانيججال ثجّم حجّد المججرأة حجّد القججاذف و‬
‫شججهود إ ّ‬
‫ل اكبر أنا أّول مججن فجّرق بيججن ال ّ‬
‫ل اكبر ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫ألزمها و من ساعدها على افتضاض اليتيمة المهر لها أربعمأة درهم ‪ ،‬و فّرق بين المججرأة‬
‫و زوجها و زّوجته اليتيمة ‪ ،‬و ساق عنه المهر إليها من ماله ‪.‬‬

‫سلم فقال ‪ :‬إ ّ‬


‫ن‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عمر بن الخطاب ‪ :‬فحّدثنا يا أبا الحسن بحديث دانيال الّنب ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ق قققق ققق قققق قق ق ق قق قق ق قق ق‬
‫قق قق ققق قق قق قق قققق ققق ق قق ق قققق‬
‫ق قققق قق ققق قق قق قق ققققق ققق ققق قق‬
‫قققققق ق قق ققققققق قققققق قق قق قق قققق‬
‫ققق ققققق قققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 66‬‬

‫ن امججرأة مججن بنججي إسججرائيل عجججوزا ضجّمته‬ ‫دانيال كان غلما يتيما ل أب له و ل أّم ‪ ،‬و إ ّ‬
‫إليها و رّبته و إن ملكا من ملوك من بني إسرائيل كججان لججه قاضججيان و كججان لججه صججديق و‬
‫كان رجل صالحا و كان له امرأة جميلججة و كججان يججأتي الملججك فيحجّدثه فاحتججاج الملججك إلججى‬
‫رجل يبعثه في بعض اموره ‪ ،‬فقال للقاضيين ‪ :‬اختارا لى رجل ابعثه في بعض اموري ‪،‬‬
‫صججديق فعشججقا امرأتججه فراوداهججا‬ ‫جهه ملك و كان القاضيان يأتيان بججاب ال ّ‬ ‫فقال ‪ :‬فلن ‪ ،‬فو ّ‬
‫عن نفسها ‪ ،‬فأبت عليهما فقال لها ‪ ،‬إن لم تفعلي شهدنا عليك عند الملك بالّزنا ليرجمججك ‪،‬‬
‫فقالت ‪ :‬افعل ما شئتما ‪ ،‬فأتيا الملك فشهدا عليها أّنها بغجت و كجان لهجا ذكجر حسجن جميجل‬
‫ن قولكمججا‬‫فدخل الملك من ذلك أمر عظيم و اشتّد غّمه و كججان بهججا معجبججا ‪ ،‬فقججال لهمججا ‪ :‬إ ّ‬
‫مقبول فاجلدوها ثلثة أّيام ثّم ارجموها و نادى في مججدينته ‪ :‬احضججروا قتججل فلنججة العابججدة‬
‫فاّنها قد بغت ‪ ،‬و قد شهد عليها القاضيان بذلك ‪،‬‬

‫فأكثر الّناس القول في ذلك فقال الملك لوزيره ‪ :‬ما عندك في هذا حيلة ؟ فقال ‪:‬‬

‫ل ما عندي في هذا شيء ‪.‬‬


‫لوا ّ‬

‫فلما كان اليوم الثالث ركب الوزير و هو آخر أّيامها و إذا هو بغلمان عراة يلعبون و فيهم‬
‫صبيان تعالوا حتى أكون أنا الملك و تكون أنججت يججا فلن‬ ‫دانيال ‪ ،‬فقال دانيال ‪ :‬يا معشر ال ّ‬
‫شاهدين عليها ‪ ،‬ثم جمع ترابا ‪ 1‬و جعل سيفا من‬ ‫العابدة و يكون فلن و فلن القاضيين ال ّ‬
‫حوه إلى موضع كذا و الوزير واقف و خججذوا هججذا‬ ‫قصب ثّم قال ‪ :‬للغلمان خذوا بيد هذا فن ّ‬
‫حوه إلى كذا ثّم دعا بأحدهما فقال ‪ :‬قل حّقا فانججك إن لججم تقججل حّقججا قتلتججك ‪ ،‬قججال ‪ :‬نعججم و‬‫فن ّ‬
‫ي يوم قجال ‪ :‬فججي‬‫الوزير يسمع فقال بم تشهد على هذه المرأة قال اشهد أّنها زنت قال في أ ّ‬
‫ي موضع ؟ قججال‬ ‫ي وقت ؟ قال ‪ :‬في وقت كذا و كذا ‪ ،‬قال ‪ :‬في أ ّ‬ ‫يوم كذا و كذا ‪ ،‬قال في أ ّ‬
‫‪ :‬في موضع كذا و كذا قال ‪ :‬مع من ؟ قال ‪ :‬مع فلن بن فلن ‪ ،‬قال ‪ :‬فرّدوه إلى مكانه و‬
‫هاتوا الخر ‪ ،‬فرّدوه و جاؤا بالخر فسججأله عججن ذلججك فخججالف صججاحبه فججي القججول ‪ ،‬فقججال‬
‫ن القاضيين شججهدا علججى‬ ‫ل اكبر شهدا عليها بزور ثّم نادى في الغلمان إ ّ‬‫ل اكبر ا ّ‬
‫دانيال ‪ :‬ا ّ‬
‫فلنة العابدة بزور‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق ققققق ققق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 67‬‬

‫فاحضروا قتلها ‪ ،‬فذهب الوزير إلى الملك مبادرا فأخبره الخبر فبعث الملك إلى القاضيين‬
‫فأحضرهما ثم فّرق بينهما و فعل كما فعل دانيال بالغلمين ‪ ،‬فاختلفا كما اختلفا فنادى في‬
‫الّناس و أمر بقتلهما ‪.‬‬

‫ن عمر أمر أن يؤتى بامرأة لحال اقتضت ذلك و‬ ‫شارح البحراني و هو أ ّ‬ ‫و منها ما رواه ال ّ‬
‫كانت حامل فانزعجت من هيبته فاجهزت » فاجهضججت بججه خ « جنينججا فجمججع جمعججا مججن‬
‫صحابة و سألهم ما ذا يجب عليججه ‪ ،‬فقججالوا ‪ :‬أنججت مجتهججد » مججؤدب خ « و ل نججرى أّنججه‬ ‫ال ّ‬
‫سلم في ذلك و أعلمه بمججا قججال بعججض الصّججحابة ‪،‬‬ ‫يجب عليك شيء ‪ ،‬فراجع عليا عليه ال ّ‬
‫فأنكر ذلك و قال ‪ :‬إن كان ذلك عن اجتهاد منهم فقد أخطاوا ‪ ،‬و إن لم يكن عن اجتهاد فقد‬
‫شوك ‪ ،‬أرى عليك الغّرة ‪ ، 1‬فعندها قال ‪ :‬ل عشت لمعضلة ل تكون لها يا أبا الحسن ‪.‬‬ ‫غّ‬

‫شارح المعتزلي بتغيير في متنه ‪ ،‬إلى غير ذلججك مججن مججوارد خطججائه و خبطججه و‬ ‫و رواه ال ّ‬
‫سلم ينّبججه‬ ‫جهالته التي لو أردنا استقصائها لطالت ‪ ،‬و كثيرا ما كان أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫على خطائه فيها و يبين له معضلت المسائل التي كان يعجز عنها ‪ ،‬و قد روي أّنججه قججال‬
‫ي لهلك عمر ‪ ،‬و العجب أّنه مع اعترافه بذلك ي جّدعي الّتق جّدم‬ ‫في سبعين موضعا ‪ :‬لو ل عل ّ‬
‫ن قابليججة الخلفججة و‬ ‫عليه و مع جهله بكل ذلك يرى نفسه قابلة للخلفة و مستحّقة لها مججع أ ّ‬
‫ل بججالعلم بجميججع الحكججام و الحاطججة بشججرايع السججلم ‪ ،‬و ل‬ ‫استحقاق الوليججة ل يكججون إ ّ‬
‫ص بالئمججة و‬ ‫ي ‪ ،‬و ذلججك مختج ّ‬ ‫يكججون ذلججك إل بالهججام إلهججي و تعليججم رّبججاني و إرشججاد نبججو ّ‬
‫مخصوص بسراج المة ‪ ،‬إذ هم الذين اّتبعوا آثار الّنبججوة ‪ ،‬و اقتبسججوا أنججوار الّرسججالة ‪ ،‬و‬
‫عنججدهم معاقججل العلججم و أبججواب الحكمججة و ضججياء المججر و فصججل مججا بيججن الّنججاس ‪ ،‬و هججم‬
‫المحدثون المفهمون المسّددون المؤّيدون بروح القدس ‪.‬‬

‫ل عليه ما رواه في البحار من كتاب بصائر الّدرجات باسناده عججن جعيججد الهمججداني‬ ‫كما يد ّ‬
‫ي حكججم تحكمججون ؟ قججال ‪ :‬نحكججم بحكججم آل‬
‫سججلم بججأ ّ‬
‫ي بن الحسين عليهما ال ّ‬‫قال ‪ :‬سألت عل ّ‬
‫داود ‪ 2‬فان عيينا شيئا تلّقانا به روح القدس ‪.‬‬
‫سلم ‪ :‬بما تحكمون إذا حكمتم ؟ فقال ‪:‬‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫ساباطي قال ‪ :‬قلت لبي عبد ا ّ‬
‫و عن ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ققق قققق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق قققق قققققق ق قق قققق قققق ققق ققق‬
‫قققق قققققق ققققق ق قققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 68‬‬

‫ل و حكم داود ‪ ،‬فإذا ورد علينا شيء ليس عندنا تلّقانا به روح القدس ‪ .‬و عن عبججد‬ ‫بحكم ا ّ‬
‫ن الّنججاس يزعمججون أ ّ‬
‫ن‬ ‫سلم جعلت فججداك إ ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬ ‫العزيز عن أبيه قال ‪ :‬قلت لبي عبد ا ّ‬
‫سججلم إلججى اليمججن ليقضججى بينهججم ‪،‬‬
‫جه علّيا عليه ال ّ‬‫ل عليه و آله و سّلم و ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫رسول ا ّ‬
‫ل و حكم رسوله ‪ ،‬فقججال‬ ‫ل حكمت بحكم ا ّ‬ ‫ى قضية إ ّ‬ ‫ل عل ّ‬‫سلم فما اورد ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬
‫سلم ‪ :‬صدقوا ‪ ،‬قلت ‪ :‬و كيف ذلك و لم يكن انزل القرآن كّله و قد كان رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫عليه ال ّ‬
‫غايبا عنه ؟ فقال ‪ :‬تلّقاه به روح القدس هذا ‪.‬‬

‫ص بالمعصججومين مججن‬ ‫صواب و فصل الخطاب مختج ّ‬ ‫ن الحكم ال ّ‬


‫و قد ظهر مّما ذكرنا كله أ ّ‬
‫ن أحكام عمر إّنما كانت عن هوى نفججس و بدعججة و‬ ‫ل عليه و عليهم و أ ّ‬ ‫آل الّرسول سلم ا ّ‬
‫ضللة و جهالة ‪ ،‬و لذلك كان يفتي كثيرا ثّم يرجع عن فتياه و يعتذر ‪ ،‬و رّبما كان يحكججم‬
‫بشيء ثّم ينقضه و يحكم بخلفججه لقّلججة المعرفججة و كججثرة الجهالججة و اختلف دواعججي نفسججه‬
‫المارة التي تارة تحكم بذلك و اخججرى بخلفججه ‪ ،‬هججذا كّلججه مضججافا إلججى قجّوة إفججراط القججوة‬
‫الغضبّية فيه و خشونة الحوزة و غلظة الطبيعة ) فصاحبها ( أى صاحب تلججك الحججوزة و‬
‫صعبة ( الغير المنقادة ) إن أشنق لها خجرم و إن أسجلس لهجا‬ ‫الطبيعة ) كراكب ( الّناقة ) ال ّ‬
‫سججلم أّنججه إذا شجّدد عليهججا فججي‬
‫ي ) ره ( بعد تمام الخطبة ‪ :‬يريججد عليججه ال ّ‬ ‫حم ( قال الّرض ّ‬‫تق ّ‬
‫حمججت‬ ‫جذب الّزمام و هي تنازعه رأسها خرم أنفها ‪ ،‬و إن أرخى لها شيئا مع صعوبتها تق ّ‬
‫به فلم يملكها ‪.‬‬

‫حمجت بججه فججي‬‫ضججللة و تق ّ‬


‫أقول ‪ :‬و قد أرخى زمامها و لم يمسكها فرمت بججه فجي أوديججة ال ّ‬
‫ورطات الهلكة فلم يمكنه التخّلص منها و الخروج عنهججا ‪ ،‬و علججى هججذا المعنججى فججالمراد‬
‫بصاحب الحوزة هو عمر و هذا أظهر و قد ذكروا في المقام وجوها اخر ‪.‬‬

‫ضمير فى صاحبها يعود إلججى الحججوزة المكّنججى بهججا عججن الخليفججة أو اخلقججه ‪ ،‬و‬
‫ن ال ّ‬
‫منها أ ّ‬
‫ن المصججاحب للّرجججل‬ ‫المججراد بصججاحبها مججن يصججاحبها كالمستشججار و غيججره ‪ ،‬و المعنججى أ ّ‬
‫صعبة فلو تسرع إلججى إنكججار القبايججح مججن‬
‫المنعوت حاله في صعوبة الحال كراكب الّناقة ال ّ‬
‫أعماله أّدى إلى الشقاق بينهما و فساد الحال ‪ ،‬و لو سكت و خله و ما يصنع‬

‫] ‪[ 69‬‬

‫أّدى إلى خسران المآل ‪.‬‬

‫ضمير راجع إلججى الخلفججة أو إلججى الحججوزة ‪ ،‬و المججراد بصججاحبها نفسججه عليججه‬‫ن ال ّ‬
‫و منها أ ّ‬
‫ن قيامي في طلب المر يوجب مقاتلة ذلك الّرجل و فساد أمر الخلفة‬ ‫سلم ‪ ،‬و المعنى أ ّ‬‫ال ّ‬
‫صغار ‪.‬‬‫ل و ال ّ‬‫رأسا و تفرق نظام المسلمين ‪ ،‬و سكوتي عنه يورث الّتقحم في موارد الّذ ّ‬

‫ق و ما يجب‬ ‫ضمير راجع إلى الخلفة و صاحبها من تولى أمرها مراعيا للح ّ‬ ‫و منها أن ال ّ‬
‫ق و زجججر الّنججاس عّمججا‬
‫عليه ‪ ،‬و المعنى أن المتولي لمر الخلفة إن أفرط في إحقاق الح ج ّ‬
‫يريدونه بأهوائهم أوجب ذلك نفار طباعهم و تفّرقهم عنه ‪ ،‬لشدة الميل إلى الباطججل ‪ ،‬و إن‬
‫فّرط في المحافظة على شرايطها ألقاه الّتفريط في موارد الهلكججة و ضججعف هججذا الججوجه و‬
‫بعده واضح هذا ‪.‬‬

‫سلم أوصاف الّرجل الذميمة و أخلقه الخبيثة الخسيسة أشار إلججى شجّدة‬ ‫و لما ذكر عليه ال ّ‬
‫لج بخبججط ( أى‬‫ابتلء الّناس في أّيام خلفتججه بقججوله ‪ ) :‬فمنججي الّنججاس ( أي ابتلججوا ) لعمججر ا ّ‬
‫بالسير على غيججر معرفججة و فججي غيججر جججاّدة ) و شججماس ( و نفججار ) و تلجّون ( مججزاج ) و‬
‫شارح المعتزلي ‪:‬‬ ‫سير على غير خط مستقيم كأّنه يسير عرضا ‪ ،‬قال ال ّ‬ ‫اعتراض ( أى بال ّ‬

‫و إّنما يفعل ذلك البعير الجامح الخابط و بعيجر عرضجي يعجترض فجي سجيره لّنجه لجم يتجمّ‬
‫رياضته و في فلن عرضية أى عجز فيجه و صجعوبة ‪ ،‬و قجال البحرانجي فجي شجرح تلجك‬
‫الجملة ‪ :‬إّنها إشارة إلى ما ابتلوا به من اضطراب الّرجل و حركاته التي كان ينقمها عليه‬
‫شماس عن جفاوة طباعه و خشونتها ‪ ،‬و بججالّتلّون و العججتراض‬
‫‪ ،‬فكّنى بالخبط عنها و بال ّ‬
‫ن خبججط‬‫عن انتقاله من حالة إلى اخرى في أخلقه ‪ ،‬و هي استعارات وجه المشابهة فيها أ ّ‬
‫البعير ‪ ،‬و شماس الفرس و اعتراضها في الطريق حركات غير منظومة ‪،‬‬

‫فأشبهها ما لم يكن منظوما من حركات الّرجل التى ابتلي الّناس بها ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و على ذلك فالربعة أوصاف للّرجججل و المقصججود كمججا ذكججره الشججارة إلججى ابتلء‬
‫الّناس في خلفته بالقضايا الباطلججة لجهلججه و اسججتبداده برأيججه مججع تسججرعه إلججى الحكججم مججع‬
‫ايذائهم بحدته و بالخشونة في القوال و الفعال الموجبة لنفارهم عنه ‪،‬‬

‫] ‪[ 70‬‬
‫شموس و التلّون فججي الراء و الحكججام لعججدم ابتنائهججا علججى‬ ‫و بالّنفار عن الّناس كالفرس ال ّ‬
‫سواء و الجادة المستقيمة أو بالحمججل علججى المججور‬ ‫ي ‪ ،‬و بالخروج عن الشرع ال ّ‬ ‫أساس قو ّ‬
‫الصعبة و التكاليف الشاّقة هذا ‪.‬‬

‫ن خروج الوالي عن الجاّدة يستلزم خروج الّناس احيانا‬


‫و يحتمل كونها صفات للّناس ‪ ،‬فا ّ‬
‫و كذا تلّونه و اعتراضه يوجب تلّون الّرعية و اعتراضهم على بعض الوجوه و خشججونته‬
‫يستلزم نفارهم و هو ظاهر ‪.‬‬

‫سلم أردف ذلك كّله بتكرير ذكر صبره على ما صبر عليه مججع الثججاني كمججا‬ ‫ثم إّنه عليه ال ّ‬
‫صبر مع الّول و قال ‪ ) :‬فصبرت على طججول المجّدة ( أى طججول مجّدة تخّلججف المججر عنججه‬
‫سلم ) و شّدة المحنة ( أى شّدة البتلء بسجبب فجوات حّقجه و مجا يسجتتبع ذلجك مجن‬ ‫عليه ال ّ‬
‫اختلل قواعد الّدين و انهدام أركان اليقين ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫تا آنكه گذشت اّول يعنى ابو بكججر بججراه خججود كججه طريججق جهنججم اسججت ‪ ،‬پججس دفججع كججرد و‬
‫واگذاشت خلفت را بسوى پسر خطاب بعد از خود ‪ ،‬بعد از آن مثل زد أميججر المججؤمنين‬
‫سلم بقول أعشى كه در مفاخره علقمه و عامر گفته و عامر را مدح و علقمججه را‬ ‫عليه ال ّ‬
‫هجو نموده ‪ .‬و معنى بيت اين است كه چقدر دور است ميججان دو روز مججن روزيكججه بججر‬
‫كوهان و پالن شتر سوار و برنج و تعب سفر گرفتار ‪ ،‬و روز حيججان بججرادر جججابر كججه‬
‫نديم وى بودم و بناز و نعمت مىگذرانيدم ‪ ،‬و يا اينكه بعيد است ميان روز مججن كججه بججر‬
‫پشت ناقه سوار و روز حيان كه راحت از مشقت سفر و فارغ از ملل و كدورات ‪.‬‬

‫سلم از تمثيل باين بيت بنا بر ايججن معنججى اظهججار بعججد اسججت ميججان‬
‫و مقصود امام عليه ال ّ‬
‫حال خود كه گرفتار محنت بوده و قرين مشقت و ميان حال قومى كه بمقاصد خودشججان‬
‫واصل و در سعة و رفاهيت محفججوظ و بنججا بججر معنججى اّول اظهججار مباعججدت و دوريسججت‬
‫ل عليججه و آلججه و سجّلم‬
‫ميان دو روز خود يكى بعد از وفات حضرت رسالت مآب صّلى ا ّ‬
‫كه از حق خود مغصوب و در خانه خود معججتزل و بصججحبت اشججرار گرفتججار و بفتججن و‬
‫محن مبتل ‪،‬‬

‫] ‪[ 71‬‬

‫ل ج عليججه كججه در خججدمت او كسججب‬


‫و روز دويججم زمججان حضججور آن حضججرت صججلوات ا ّ‬
‫فيوضات ظاهرية و كمالت معنويه ميكردند ‪.‬‬

‫سلم بعد از مثل زدن فرمود ‪ ،‬پس بسا تعجججب وقججتيكه أبججو بكججر‬
‫و بهر تقدير امام عليه ال ّ‬
‫طلب اقاله و فسخ نمود خلفت را در حال حيات خود هنگججاميكه عقججد كججرد آن را بجهججة‬
‫ديگرى كه آن عمر است تا آنكه بوده باشد او را بعد از مردن او بخداوند قسججم هججر آينججه‬
‫سخت شد گرفتن أبو بكر و عمر هر يكى يك نصججف خلفججت را يججا اينكججه گرفتججن ايشججان‬
‫جانب هر دو پستان آن را ‪ ،‬و ايججن كنججايه اسججت از اشججتراك ايشججان در قسججمت منفعججت و‬
‫فوايد خلفت همچنانكه دو نفر دوشنده دو پسججتان شججتر بعججد از دوشججيدن نفججع آنججرا تقسججيم‬
‫مىنمايند ‪.‬‬

‫پس گردانيد ابو بكر خلفججت را در طبيعججتى زبججر و خشججن كججه غليججظ بججود جراحججتى كججه‬
‫س آن و بسيار بود بسر در آمدن او در احكججام‬ ‫حاصل بود از آن طبيعت و درشت بود م ّ‬
‫شرعيه و مسائل دينيه و عذرخواهى او از عججثرات خججود ‪ ،‬پججس صججاحب آن طججبيعت بججا‬
‫خشونت مثل سوار ناقه سركش است اگر سر آن نججاقه را بججا افسججار و خججرام نگججه بججدارد‬
‫بينى خود را پاره مىنمايد ‪ ،‬و اگر رها كنججد و بحجال خججود فروگجذارد واقجع مىشججود در‬
‫مهالك و معاطب ‪ ،‬پس مبتل شدند مردم قسم ببقاى خججدا بانججداختن خججود در غيججر طريججق‬
‫قويم و برميدن از صراط مستقيم و بتلّون مزاج و بسير نمودن در عرض طريق ‪ ،‬پججس‬
‫صبر نمودم مرتبه دويم بر درازى روزگار اعتزال ‪ ،‬و سختى اندوه و ملل ‪.‬‬

‫] ‪[ 72‬‬

‫ععععع عععععع‬

‫شججورى مججتى اعججترض‬ ‫ل و لل ّ‬


‫حّتى إذا مضى لسبيله جعلها في سّتة زعم أّني أحججدهم ‪ ،‬فيججا ّ‬
‫ي مع الّول منهم حّتى صرت أقرن إلى هذه الّنظائر ‪ ،‬و لكّني أسففت إذ أس جّفوا ‪،‬‬ ‫الّريب ف ّ‬
‫و طرت إذ طاروا ‪ ،‬فصغى رجل منهم لضغفه ‪ ،‬و مال الخر لصهره ‪ ،‬مع هن و هن ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) الّزعم ( مثلثة الفاء الفتح للحجاز و الضّم للسد و الكسر لبعض قيس و هججو قريججب مججن‬
‫ن ‪ ،‬و قال المرزوقي ‪ :‬اكثره يستعمل فيما كان باطل أو فيه ارتياب ‪،‬‬
‫الظ ّ‬

‫و قججال ابججن الثيججر ‪ :‬إّنمججا يقججال ‪ :‬زعمججوا فججي حججديث ل سججند لججه و ل ثبججت فيججه ‪ ،‬و قججال‬
‫شججورى ( اسججم مججن تشججاور القججوم و‬ ‫الّزمخشري ‪ :‬هي ما ل يوثق به مججن الحججاديث و ) ال ّ‬
‫اشتوروا ‪ ،‬و قيل ‪ :‬إنه مصججدر كبشججرى بمعنججى المشججورة و الّول اظهججر و ) اعججترض (‬
‫شيء إذا صار عارضا كالخشبة المعترضة في النهر و ) اقرن ( على لفظ المجهول أى‬ ‫ال ّ‬
‫ف ( الطاير إذا دنا من الرض في طيرانه و‬ ‫أجعل قرينا لهم و يجمع بينى و بينهم و ) أس ّ‬
‫ف الّرجل للمر اذا قاربه و ) طرت ( أى ارتفعت استعمال للكّلي في أكمججل الفججراد و‬ ‫أس ّ‬
‫ضججغن ( الحقججد و‬
‫) صغى ( إلى كذا مال إليججه و صججغت النجججوم مججال إلججى الغججروب و ) ال ّ‬
‫البغض ‪.‬‬
‫صهر ( قال الخليل ‪ :‬هو أهل بيت المرأة ‪ ،‬قال ‪ :‬و من العرب من يجعل الحمججاء و‬ ‫و ) ال ّ‬
‫صججهر يشجتمل علجى قرابجات الّنسججاء ذوي‬ ‫الختان جميعا أصججهارا ‪ ،‬و قجال الزهجري ‪ :‬ال ّ‬
‫المحجججارم و ذوات المحجججارم كجججالبوين و الخجججوة و أولدهجججم و العمجججام و الخجججوال و‬
‫الخالت ‪ ،‬فهججؤلء أصججهار زوج المججرأة ‪ ،‬و مججن كججان مججن قبججل الجّزوج مججن ذوي قرابتججه‬
‫ل من كان من قبل الّزوج من أبيه‬ ‫سكيت ك ّ‬ ‫المحارم فهم أصهار المرأة أيضا ‪ ،‬و قال ابن ال ّ‬
‫أو أخته أو عّمه فهم الحمآء ‪ ،‬و من كان من قبل المرأة فهم الختان و يجمع‬

‫] ‪[ 73‬‬

‫صنفين الصهار و ) هن ( خفيف النون كناية عن كلّ اسم جنس و معناه شيء و لمهججا‬ ‫ال ّ‬
‫محذوفة فالمعروف أّنها واو بدليل جمعها على هنوات ‪ ،‬و قيل ‪ :‬هي هاء لتصججغيره علججى‬
‫هنيهة ‪،‬‬

‫ي ‪ :‬الهججن‬
‫و قيل ‪ :‬نون و الصل هن بالّتثقيل و الّتصغير هنين ‪ ،‬و قال نجم الئمججة الّرض ج ّ‬
‫الشيء المنكر الذي يستهجن ذكره من العورة و الفعل القبيح و غير ذلك ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ل مفتوحة لججدخولها علججى المسججتغاث ادخلججت للّدللججة علججى الختصججاص بالّنججداء‬


‫لم في ّ‬ ‫ال ّ‬
‫شاعر ‪:‬‬‫شورى مكسورة لدخولها على المستغاث لجله قال ال ّ‬ ‫للستغاثة ‪ ،‬و في قوله لل ّ‬

‫يبكيججججججججججججججججججك نججججججججججججججججججاء بعيججججججججججججججججججد الججججججججججججججججججّدار مغججججججججججججججججججترب‬


‫شّبان للعجب‬ ‫يا للكهول و لل ّ‬

‫بفتح لم الكهول و كسر لم العجب و كسرها في للشبان لكججونه معطوفججا علججى المسججتغاث‬
‫شاعر ‪:‬‬ ‫من غير اعادة حرف الندآء و لو اعيدت فتحت قال ال ّ‬

‫يجججججججججججججججججججا لقجججججججججججججججججججومي و يجججججججججججججججججججا لمثجججججججججججججججججججال قجججججججججججججججججججومي‬


‫ل ناس عتّوهم في ازدياد‬

‫شورى إّما زايدة أو عاطفة علججى محججذوف مسججتغاث لججه أيضججا كمججا‬‫و الواو في قوله ‪ :‬و لل ّ‬
‫ستعرفه في بيان المعنى ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫) حّتى إذا مضى ( الّثاني ) لسبيله ( و مات و ذلك بعد ما غصب الخلفججة عشججر سججنين و‬
‫ستة أشهر على ما حكاه في البحار مججن كتججاب السججتيعاب و سججتعرف تفصججيل الكلم فججي‬
‫لج أن‬
‫كيفّية موته و تعيين يوم مججوته فججي الّتججذنيبات التيججة ‪ ،‬و كيججف كججان فججاّنه لمججا أراد ا ّ‬
‫يقبضه إلى ما هّيأ له من أليم العذاب ) جعلها في ستة ( نفر و في بعض الّنسخ في جماعة‬
‫شافي زعم أّني سادسهم و هؤلء الجماعة هم ‪ :‬أميججر‬ ‫) زعم أّني أحدهم ( و في تلخيص ال ّ‬
‫سلم و عثمان و طلحة و الّزبير و سعد بن أبججي وقججاص و عبججد الّرحمججن‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ابن عوف ‪ ،‬هذا هو المعروف و قيل ‪ :‬إّنهم خمسة ‪ ،‬قجال الطجبري ‪ :‬لجم يكجن طلحجة مّمجن‬
‫شورى و ل كان يومئذ بالمدينة ‪ ،‬و عن أحمد بن أعثم لم يكن بالمدينة ‪،‬‬ ‫ذكر في ال ّ‬

‫ل اختاروا رجل من الخمسة ‪.‬‬


‫فقال عمر ‪ :‬انتظروا لطلحة ثلثة أّيام فان جاء و إ ّ‬

‫] ‪[ 74‬‬

‫ل ( أنت الّناصر و المعين و المغيث أستغيث بك لما أصابني عنججه أو لنججوائب الجّدهر‬ ‫) فيا ّ‬
‫صة و الستغاثة للّتألم من القتران بمن ل يججدانيه فججي الفضججائل و‬
‫شورى ( خا ّ‬
‫عامة ) و لل ّ‬
‫سلم‬‫ل يقارنه في الفواضل و ل يستأهل للخلفة و ل يليق بالولية ‪ ،‬و لذلك أتبعه عليه ال ّ‬
‫بالستفهام على سبيل النكار و التعجب بقوله ‪:‬‬

‫شك عارضججا لذهججانهم فجيّ‬ ‫ي مع الّول منهم ( يعنى متى صار ال ّ‬ ‫) متى اعترض الّريب ف ّ‬
‫بمساوات أبي بكر ) حّتى صرت اقرن ( أى اجعل قرينا ) إلى هذه النظججائر ( الخمسججة أو‬
‫الربعة و يجمع عمر بيني و بينهم و يجعلهم نظائر لي مع كونهم أدنى من الّول رتبججة و‬
‫ي و تناظرهم ‪ 1‬بي ) و لكني أسففت ( مع القججوم ) إذ أسجّفوا‬ ‫س منزلة فكيف بقياسهم إل ّ‬‫أخ ّ‬
‫و طرت ( معهم ) إذ طاروا ( يعني أّني تججابعتهم تقّيججة و جريججت معهججم علججى مججا جججروا و‬
‫شورى مججع أّنهججم لججم يكونججوا نظججرآء لججي و تركججت المنازعججة مججن حيججث‬ ‫دخلت معهم في ال ّ‬
‫ق إلجى الباطجل ) لضجغنه ( و‬ ‫اقتضآء المصلحة ) فصغى ( و مال ) رجل منهم ( مجن الحج ّ‬
‫حقده الذي كان في صدره ‪.‬‬

‫شججارح البحرانججي و المحججدث‬ ‫و المراد بذلك الّرجل علججى مججا ذكججره القطججب الّراونججدي و ال ّ‬
‫الجزايري و غيرهم هججو سججعد بججن أبججي وقججاص الّلعيججن ‪ ،‬و سججبب ضججغنه علججى مججا ذكججره‬
‫سلم قتل أباه يوم بدر ‪ ،‬و قال سعد أحد من تخلف عن بيعة أميججر‬ ‫الّراوندي هو أّنه عليه ال ّ‬
‫ن أبججا‬
‫شارح المعتزلي أورد عليه بأ ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫لأّ‬‫سلم عند رجوع المر إليه ‪ ،‬إ ّ‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ن المراد بججه طلحججة‬‫وقاص و اسمه مالك بن اهيب مات في الجاهلية حتف أنفه ‪ ،‬و قال ‪ :‬إ ّ‬
‫سلم بقوله ‪ :‬و إّنما مال طلحة إلى عثمان لنحرافه عن علي عليه‬ ‫و عّلل ميله عنه عليه ال ّ‬
‫ي و ابن عّم أبي بكر ‪ ،‬و قد كان حصل فججي نفججوس بنججي هاشججم مججن‬ ‫سلم باعتبار انه تيم ّ‬‫ال ّ‬
‫بني تيم حنق شديد لجل الخلفة و كذلك صار في صجدور تيججم علجى بنجي هاشججم ‪ ،‬و هججذا‬
‫أمر مركوز في طبجاع البشجر و خصوصجا طينجة العجرب و طباعهجا و الّتجربجة إلجى الن‬
‫تحقق ذلك ‪.‬‬
‫شججورى فججان صججحت فججذو‬
‫ن طلحة لم يكن حاضرا يوم ال ّ‬ ‫قال ‪ :‬و أّما الّرواية التي جائت بأ ّ‬
‫ن أّمه حمنة بنت سفيان بن أمّية بن‬
‫ضغن هو سعد بن أبي وّقاص ل ّ‬ ‫ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ققققق ققققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 75‬‬

‫سلم من قبل أخواله الججذين قتججل‬ ‫عبد شمس ‪ ،‬و الضغنة التي كانت عنده على علي عليه ال ّ‬
‫سلم قتل أحدا من بني زهججرة لينسججب‬ ‫ن علّيا عليه ال ّ‬
‫صناديدهم و تقلد دمائهم و لم يعرف أ ّ‬
‫ضغن إليه ) و مال الخر ( و هو عبد الّرحمن بججن عججوف ) لصججهره ( و هججو عثمججان و‬ ‫ال ّ‬
‫ن اّم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيججط كججانت تحتججه و هججي اخججت‬ ‫المصاهرة بينهما من جهة أ ّ‬
‫عثمان من اّمه و روى بنت كريز و هذا الميل أيضا لم يكن لمججّرد المصججاهرة و محجض‬
‫القرابة بل ) مع هن و هن ( أى مع شيء و شيء قبيح يستهجن ذكججره ‪ ،‬و هججو البغججض و‬
‫سلم أو نفاسته عليه أو رجاؤه وصججول الخلفججة بعججد عثمججان إليججه أو‬ ‫الحسد منه له عليه ال ّ‬
‫انتفاعه بخلفته بالنتساب و اكتساب الموال و الّترفع على الّنججاس و السججتطالة أو غيججر‬
‫سلم أعلم به و كّنى عنه ‪.‬‬‫ذلك مّما هو عليه ال ّ‬

‫ع ععععع ععععععع ععععع ‪:‬‬


‫ععععع ععععع ععع ععع ع ععععع ع ع ععع عععع ‪.‬‬
‫عع ع ععععع عع عععع عع ع ععع عع عع ععع عععع‬
‫ععععععع عع عععع‬

‫روى المحّدث المجلسي ) ره ( في البحار من مؤلف العداد القوية نقل من كتب المخالفين‬
‫و الجزائري في النوار من كتاب الستيعاب لبن عبد البّر من رجال العامججة قججال ‪ :‬ذكججر‬
‫ل بن الّزبير عججن أبيججه قججال ‪:‬‬
‫الواقدى قال ‪ :‬أخبرني نافع عن أبي نعيم عن عامر بن عبد ا ّ‬
‫سججوق و هججو مّتكججى علججى يججدي فلقجاه أبججو لؤلججؤة غلم‬
‫غدوت مع عمر بن الخطججاب الججى ال ّ‬
‫المغيرة بن شعبة فقال له ‪ :‬أل تكّلم مولى يضع عّني من خراجي ؟ قججال ‪ :‬كججم خراجججك ؟‬
‫قال ‪ :‬دينار فقال عمر ‪ :‬ما أرى أن أفعل اّنك لعامل محسن و مجا هجذا بكجثير ‪ ،‬ثجّم قجال لجه‬
‫عمر ‪:‬‬

‫أل تعمل لي رحى ؟ قال ‪ :‬أبو لؤلؤة ‪ :‬لعملن لك رحججى يتحجّدث بهججا مججا بيججن المشججرق و‬
‫صبح‬‫المغرب ‪ ،‬قال ابن الّزبير ‪ :‬فوقع في نفسي قوله ‪ ،‬قال ‪ :‬فلما كان في الّنداء لصلة ال ّ‬
‫و خرج عمر إلى الّناس قال ابن الّزبير ‪ :‬و أنا في مصلى و قججد اضججطجع لججه أبججو لؤلججؤة‬
‫ن تحت سّرته و هي قتلته ‪ ،‬قال في البحار ‪:‬‬
‫سكين ست طعنات إحديه ّ‬ ‫فضربه بال ّ‬
‫و جاء بسكين له طرفان فلما خرج عمر خرج معه ثلثة عشر رجل فى المسجد ‪ ،‬ثّم اخذ‬
‫‪ ،‬فلما اخذ قتل نفسه ‪.‬‬

‫] ‪[ 76‬‬

‫سكين في بطنه قججال ‪ :‬ادعججو‬ ‫ن عمر لما ضربه أبو لؤلؤة بال ّ‬ ‫و من كتاب الستيعاب أيضا أ ّ‬
‫ب اليججك ؟ فقججال ‪ :‬النبيججذ فسججقى نبيججذا‬
‫شراب أح ّ‬ ‫الى الطبيب ‪ ،‬فدعى الطبيب ‪ ،‬فقال ‪ :‬أي ال ّ‬
‫فخرج من بعض طعناته فقال الّناس ‪ :‬هذا دم هذا صديد ‪ ،‬فقال ‪ :‬اسقونى لبنا ‪ ،‬فسقوه لبنا‬
‫فخرج من الطعنة ‪ ،‬فقال له الطبيب ‪ :‬ل أرى أن تمسى فمججا كنججت فججاعل فافعججل ‪ ،‬و تمججام‬
‫ل سبحانه و‬ ‫ب أن يلقى ا ّ‬ ‫شورى ‪ ،‬قال بعض أصحابنا ‪ :‬و لقد كان يح ّ‬ ‫الخبر مذكور في ال ّ‬
‫شراب فانظروا يا اولى اللباب ‪.‬‬ ‫بطنه الممزوق ممتلى من ال ّ‬

‫ع عع ع ععع ععع ععععع ععع عع ع ععععع عع عع‬


‫عععع ععع عع عع ععععع‬

‫ن المشهور بين العوام في القطار و المصار هو أّنه‬ ‫و هو المتفق عليه بين العامة ‪ ،‬و لك ّ‬
‫في شهر ربيع الول قال الكفعمى في المصباح في سياق أعمججال شججهر ربيججع الول ‪ :‬إّنججه‬
‫شيعة أنه من أنفق في اليوم الّتاسع منه شيئا غفر لجه و يسجتحب فيجه‬ ‫روى صاحب مسار ال ّ‬
‫إطعام الخوان ‪ ،‬و تطييبهم و الّتوسعة و الّنفقة و لبججس الجديججد و الشججكر و العبججادة و هججو‬
‫ن فيه قتل عمر بن‬ ‫يوم نفى الغموم و روي أّنه ليس فيه صوم و جمهور الشيعة يزعمون أ ّ‬
‫الخطاب و ليس بصحيح ‪.‬‬

‫ن عمججر قتججل فيججه فقججد أخطججأ باجمججاع أهججل‬‫قال محّمد بن ادريججس فججي سججرائره مججن زعججم أ ّ‬
‫سير ‪ ،‬و كذلك قال المفيد ) ره ( في كتاب الّتواريخ و إّنمججا قتججل يججوم الثنيججن‬ ‫الّتواريخ و ال ّ‬
‫ص على ذلك صاحب الغججرة‬ ‫لربع بقين من ذي الحجة سنة ثلث و عشرين من الهجرة ن ّ‬
‫شججيعة و ابججن طججاوس بججل‬ ‫و صاحب المعجم و صاحب الطبقات و صاحب كتججاب مسججار ال ّ‬
‫سنة على ذلك انتهى ‪.‬‬ ‫شيعة و أهل ال ّ‬‫الجماع حاصل من ال ّ‬

‫شججيعة هججو أّنججه فججي شججهر الّربيججع فججدعوى‬‫ن المشهور بيججن جمهججورى ال ّ‬
‫أقول ‪ :‬قد عرفت أ ّ‬
‫جة ممنوعة و يدل على ذلك ما رواه في النوار من كتججاب‬ ‫الجماع على كونه في ذي الح ّ‬
‫محّمد بن جرير الطبري قجال ‪ :‬المقتجل الّثجاني يجوم التاسجع مجن شجهر ربيجع الّول أخبرنجا‬
‫سيد أبو المبارك أحمد بن محّمد بججن أردشججير الّدسججتاني قججال ‪ :‬أخبرنججا السججيد أبججو‬
‫المين ال ّ‬
‫ل القمي‬‫البركات محّمد الجرجاني ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا هبة ا ّ‬

‫] ‪[ 77‬‬
‫و اسمه يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬حّدثنا أحمد بن إسحاق البغججدادي ‪ ،‬قججال ‪ :‬حجّدثنا الفقيججه الحسججن ابججن‬
‫سامري أّنه قال ‪ :‬كنت أنا و يحيى بن أحمد بن جريح ‪ ،‬فقصدنا أحمد ابن إسحاق‬ ‫الحسن ال ّ‬
‫سلم بمدينة قم ‪ ،‬فقرعنا عليججه البججاب فخرجججت‬ ‫القمي و هو صاحب المام العسكر عليه ال ّ‬
‫علينا من داره صبّية عراقّية فسألناها عنه ‪ ،‬فقالت ‪ :‬هو مشغول و عياله فججانه يججوم عيججد ‪،‬‬
‫ضججحى الّنحججر و الغججدير و‬ ‫ل العيججاد عنججدنا أربعججة ‪ :‬عيججد الفطججر و عيججد ال ّ‬
‫قلنا ‪ :‬سبحان ا ّ‬
‫الجمعة ‪ ،‬قالت ‪ :‬روي سّيدي أحمد بن إسحاق عن سّيده العسكرى عن أبيه علي بن محمد‬
‫ن هذا يوم عيد و هو خيار العيججاد عنججد أهججل الججبيت عليهججم السججلم و عنججد‬ ‫عليهم السلم أ ّ‬
‫مواليهم ‪ ،‬قلنا ‪ :‬فاستأذني بالّدخول عليه و عّرفيه بمكاننا ‪ ،‬قال ‪ :‬فخرج علينا و هو مججتزر‬
‫بمئزر له و محتبي بكسائه يمسح وجهه ‪ ،‬فأنكرنا عليه ذلك ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل عليكما إّننججى كنججت‬
‫ن هذا اليوم » عيد ظ « و هو اليوم التاسججع مججن شججهر ربيججع الّول فادخلنججا‬ ‫أغتسل للعيد فا ّ‬
‫داره و أجلسنا على سرير له ‪.‬‬

‫سلم مع جماعة من إخججواني فججي‬ ‫ثّم قال ‪ :‬إني قصدت مولى أبا الحسن العسكري عليه ال ّ‬
‫مثل هذا اليوم و هو اليوم الّتاسع من ربيع الّول فرأينا سّيدنا قد أمر جميع خدمه أن يلبس‬
‫لجج‬
‫ما يمكنه من الثياب الجدد و كان بين يديه مجمرة يحرق فيها العود ‪ ،‬قلنا يابن رسول ا ّ‬
‫سلم فرحا ؟‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬هل تجد في هذا اليوم لهل البيت عليهم ال ّ‬
‫صّلى ا ّ‬

‫ى يوم أعظم حرمة من هذا اليوم عند أهل البيت و أفرح ؟‬


‫سلم ‪ :‬و أ ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬

‫ن حذيفججة ) رض ( دخججل فججي مثججل هججذا اليججوم و هججو اليججوم‬ ‫سججلم أ ّ‬


‫و قد حّدثني أبي عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬قججال حذيفججة ‪ :‬فرأيججت‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫الّتاسع من ربيع الّول على رسول ا ّ‬
‫لج عليججه و عليهججم‬ ‫لج صججلوات ا ّ‬ ‫أمير المؤمنين مع ولديه الحسججن و الحسججين مججع رسججول ا ّ‬
‫يأكلون و الّرسول يتبسم في وجوههمججا و يقججول كلهنيئا مججريئا لكمججا ببركججة هججذا اليججوم و‬
‫ل فيه عججدّوه و عججدّو كمججا و عججدّو ججّدكما و يسججتجيب فيججه‬‫سعادته فاّنه اليوم الذي يقبض ا ّ‬
‫دعاء اّمكما ‪ ،‬فاّنه اليوم الذي يكسر فيه شوكة مبغض جّدكما و ناصر عدّوكما ‪ ،‬كل فججاّنه‬
‫اليوم الذي يفقد فيه فرعون أهججل بيججتي و هامجانهم و ظجالمهم و غاصججب حّقهججم ‪ ،‬كل فجاّنه‬
‫ل فيه قلبكما و قلب امكما ‪.‬‬ ‫اليوم الذي يفرح ا ّ‬

‫] ‪[ 78‬‬

‫ل في اّمتك و أصحابك من يهتك هذا الحرم ؟‬


‫قال حذيفة ‪ :‬فقلت يا رسول ا ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬جبت من المنافقين يظلم أهل بيتي و يسججتعمل‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫قال رسول ا ّ‬
‫لج‬
‫في امتي الّريا و يدعوهم إلى نفسه و يتطاول على الّمة من بعدي و يسججتجلب أمججوال ا ّ‬
‫ل الّنججاس عججن‬
‫من غير حّله و ينفقها في غير طاعته و يحمل على كتفه دّرة الخزى و يضج ّ‬
‫ل و يحجّرف كتججابه و يغّيججر سججنتى و يغصججب ارث ولججدي و ينصججب نفسججه علمججا و‬
‫سبيل ا ّ‬
‫يكّذبني و يكّذب أخي و وزيري و وصججيي و زوج ابنججتي و يتغّلججب علججى ابنججتي و يمنعهججا‬
‫ل لها الّدعاء في مثل هذا اليوم ‪.‬‬
‫حّقها و تدعو فيستجاب ا ّ‬

‫ل ليهلكّنججه فججي حياتجك قجال ‪ :‬يجا حذيفجة ل‬


‫ل ادع ا ّ‬
‫قال حذيفة ) رض ( ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ا ّ‬
‫ل تعجالى أن يجعججل‬ ‫ل لما قد سبق في علمه لكّني سألت ا ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫ب أن أجتري على ا ّ‬
‫اح ّ‬
‫ن بهججا أحّبججائي و‬
‫اليوم الذي يقبضه فيه إليه فضيلة على ساير اليام و يكون ذلك سنة يسججت ّ‬
‫ل عّز و جل إلي ‪:‬‬‫شيعة أهلبيتي و محبهم ‪ ،‬فأوحى ا ّ‬

‫سك و أهل بيتججك محججن الجّدنيا و بلئهججا و ظلججم‬


‫فقال ‪ :‬يا محّمد إّنه قد سبق في علمي أن يم ّ‬
‫المنججافقين و المعانججدين مججن عبججادي مّمججن نصججحتهم و خججانوك و محضججتهم و غشججوك و‬
‫صافيتهم و كاشحوك و أوصلتهم و خالفوك و أوعدتهم و كّذبوك ‪ ،‬فاّني بحولي و قّوتي و‬
‫ن على روح من يغضب » يغصججب خ « بعججدك علّيججا حّقججه وصججيك و ولج ّ‬
‫ي‬ ‫سلطاني لفتح ّ‬
‫خلقى » من العذاب الليم خ « ألف باب من النيران من سفاك الفيلوق ‪،‬‬

‫ل فيلعنه ‪ ،‬و لجعلججن ذلججك المنججافق‬


‫و لوصلّنه و أصحابه قعرا يشرف عليه إبليس لعنه ا ّ‬
‫عبرة في القيامة مع فراعنة النبياء و أعداء الدين في المحشر ‪ ،‬و ل حشرّنهم و أوليائهم‬
‫و جميع الظلمة و المنافقين في جهنم و لدخلنهم » و لخلدنهم خ ك « فيها أبدا البدين ‪.‬‬

‫ي و يبّدل كلمججي و يشججرك بججي و يصجّد الّنججاس عججن‬


‫يا محّمد أنا أنتقم من الذي يجتري عل ّ‬
‫سبيلي و ينصب نفسه عجل لمتك و يكفر بي ‪ ،‬إّني قد أمرت سبع سججماوات مجن شجيعتكم‬
‫ى فيه و أمرتهم أن‬
‫و محّبيكم أن يتعيدوا في هذا اليوم ‪ 1‬الذي أقبضه إل ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قق ق ق قققق قق ق ققق ققق ق ققق قق ق »‬
‫قققققق « ققق قققق ‪ :‬ققق قققققق ق قق قق ق قق‬
‫قققق ققققققق ق ققق قق ققق قققققق قق قققق‬
‫ق قققققق ق ققق ققق ‪ :‬قق ق قق قق ققققق ق ق قق‬
‫ق ققققق قق قققق قق ق قق ققق قق قق قق‬
‫ققققققق ق قققققق ‪ » .‬قققققق « ‪.‬‬

‫] ‪[ 79‬‬

‫ي و يستغفروا لشججيعتكم مججن ولججد‬


‫ينصبوا كراسى كرامتي بازاء البيت المعمور و يثنوا عل ّ‬
‫آدم ‪.‬‬

‫يا محّمد و أمرت الكرام الكاتبين ان يرفعوا القلم عن الخلججق » كلهججم خ « ثلثججة أيججام مججن‬
‫أجل ذلك اليوم و ل أكتب عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لك و لوصّيك ‪.‬‬
‫يا محّمد إني قد جعلت ذلك عيدا لك و لهجل بيتجك و للمجؤمنين مجن شجيعتك و آليجت علجي‬
‫سع في ذلك اليوم علججى عيججاله و‬ ‫ن من و ّ‬‫نفسي بعّزتي و جللي و علّوي في رفيع مكاني إ ّ‬
‫ن سججعيه مشججكورا و ذنبججه‬‫أقاربه لزيدن في مججاله و عمججره و لعتقّنججه مججن الّنججار و لجعلج ّ‬
‫ل عليه و آلججه و س جّلم فججدخل بيججت اّم‬‫ل صّلى ا ّ‬‫مغفورا ‪ ،‬و أعماله مقبولة ‪ ،‬ثّم قام رسول ا ّ‬
‫ك في أمر الشيخ الثججاني حّتججى‬ ‫ل عليه و آله و سّلم و أنا غير شا ّ‬ ‫سلمة فرجعت عنه صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم قد فتح الشّر و أعاد الكفر و الرتداد عن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رأيته بعد رسول ا ّ‬
‫الّدين و حّرف القرآن ‪.‬‬

‫و في البحار من كتاب القبال لبن طاوس بعد ذكر اليوم التاسجع مجن ربيججع الول ‪ :‬اعلجم‬
‫ن هججذا اليججوم وجججدنا فيججه روايججة عظيججم الشججأن و وجججدنا جماعججة مججن العجججم و الخججوان‬ ‫أّ‬
‫ل جللججه و رسججوله و‬ ‫لجّ‬ ‫سرور فيه و يذكرون أّنه يوم هلك من كان يهون با ّ‬ ‫يعظمون ال ّ‬
‫يعاديه ‪ ،‬و لم أجد فيما تصفحت مججن الكتججب إلججى الن موافقجة اعتمججد عليهججا للّروايججة الججتي‬
‫ل رضوانه ‪ ،‬فان أراد أحد تعظيمه مطلقا لس جّر يكججون فججي‬ ‫رويناها عن ابن بابويه تغّمده ا ّ‬
‫مطاويه غير الوجه الذي يظهر فيه احتياطا للّرواية فهكذا عادة ذوي الّدرايججة ‪ ،‬و إن كججان‬
‫ن قتل من ذكججر كججان فججي تاسججع ربيججع الّول‬ ‫يمكن تأويل ما رواه أبو جعفر بن بابويه في أ ّ‬
‫سبب الذي اقتضى قتل المقاتل على قتله كان في ذلججك اليججوم ‪ ،‬و يمكججن أن‬ ‫لعلّ معناه أن ال ّ‬
‫يسّمى مجازا سبب القتل بالقتل ‪ ،‬أو يكون توجه القاتل من بلده في ذلك اليوم ‪ ،‬أو وصول‬
‫ن الخبر وصل إلى بلد ابججن بججابويه فيججه‬ ‫القاتل إلى مدينة القتل فيه ‪ ،‬و أّما تأويل من تأّول أ ّ‬
‫سججلم تضججمن أنّ القتججل‬ ‫صادق عليه ال ّ‬‫ح ‪ ،‬لن الحديث الذى رواه ابن بابويه عن ال ّ‬ ‫فل يص ّ‬
‫في‬

‫] ‪[ 80‬‬

‫ح هذا التأويل ‪.‬‬


‫ذلك اليوم فكيف يص ّ‬

‫قال ‪ :‬في البحار بعد حكايته ذلك ‪ :‬و يظهر منججه ورود روايججة اخججرى عججن الصجادق عليجه‬
‫السلم بهذا المضمون رواهجا الصجدوق ‪ ،‬و يظهججر مججن كلم خلفججه ‪ 1‬الجليجل ورود عججدة‬
‫ل عليهم ليججس‬
‫روايات دالة على كون قتله في ذلك ‪ ،‬فاستبعاد ابن إدريس و غيره رحمة ا ّ‬
‫في محّله ‪ ،‬إذ اعتبار تلك الّروايات مع الشهرة بين أكثر الشيعة سلفا و خلفا ل يقصر عّما‬
‫ذكره المورخون من المخالفين ‪ ،‬و يحتمل أن يكونوا غّيروا هذا اليوم ليشتبه المججر علججى‬
‫الشيعة فل يتخذوه يوم عيد و سرور ‪.‬‬

‫فان قيل ‪ :‬كيف اشتبه هذا المر العظيم بين الفريقيججن مججع كججثرة الججدواعي علججى ضججبطه و‬
‫نقله ‪.‬‬
‫ل عليه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ن هذا المر ليس بأعظم من وفات رسول ا ّ‬ ‫قلنا ‪ :‬نقلب الكلم عليكم مع أ ّ‬
‫ل منهما مع شّدة تلك المصججيبة‬ ‫و آله و سّلم مع أنه وقع الخلف فيه بين الفريقين بل بين ك ّ‬
‫العظمى و ما استتبعه من الّدواهي الخرى مع أّنهم اختلفوا في يوم القتل و إن اّتفقججوا فججي‬
‫شيعة و أهججل الخلف فججي أكججثر المججور الججتي‬ ‫جة ‪ ،‬و من نظر في اختلف ال ّ‬ ‫كونه ذي الح ّ‬
‫صججلة و‬ ‫توفرت الّدواعي على نقلها مع كثرة حاجة الّنججاس إليهججا كججالذان و الوضججوء و ال ّ‬
‫ل أعلم بحقايق المور ‪.‬‬ ‫ج و تأمل فيها ل يستبعد أمثال ذلك ‪ ،‬و ا ّ‬
‫الح ّ‬

‫ععع ععع ع ع عع ع ععع عع ععع ععع ع ع ع عع‬


‫عععععع‬

‫فأقول ‪ :‬روى في البحار عن ابن الثير في الكامل و الطبري عن شيوخه بطججرق متع جّددة‬
‫أّنه لما طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب و علم أّنه قد انقضت أّيامه و اقترب أجلججه ‪ ،‬قججال‬
‫لججه بعججض أصججحابه ‪ :‬لججو اسججتخلفت يججا أميججر المججؤمنين ‪ ،‬فقججال ‪ :‬لججو كجان أبججو عبيججدة حّيججا‬
‫لستخلفته و قلت لرّبي إن سألني ‪ :‬سمعت نبّيك يقول ‪ :‬أبو عبيدة امين هججذه المججة ‪ ،‬و لججو‬
‫كان سالم مولى أبي حذيفة حيا استخلفته‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق ققق قققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 81‬‬

‫ل فقال رجل ‪:‬‬


‫ب ّ‬
‫ن سالما شديد الح ّ‬
‫و قلت لرّبي إن سألني ‪ :‬سمعت نبّيك يقول ‪ :‬إ ّ‬

‫ل بهذا ‪ ،‬ويحك كيججف اسججتخلفت‬


‫ل ما أردت ا ّ‬
‫ل‪،‬وا ّ‬
‫ل بن عمر ‪ ،‬فقال ‪ :‬قاتلك ا ّ‬
‫ل عبد ا ّ‬
‫وّ‬
‫رجل عجز عن طلق امرأته ‪.‬‬

‫ن عمر لما طعنه أبو لؤلججؤة و علججم أّنججه مّيججت استشججار فيمججن يججوليه‬‫و في شرح المعتزلي أ ّ‬
‫ل ل يليهججا رجلن مججن ولججد الخطججاب‬ ‫ل فقال ل هاء ‪ 1‬ا ّ‬ ‫المر بعده فأشير إليه بابنه عبد ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬ل أتحملها حّيا و مّيتا ‪ ،‬ثجّم قججال ‪:‬‬ ‫حسب عمر ما حمل حسب عمر ما احتقب ‪ 2‬لها ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم مات و هو راض عجن هجذه السجّتة مجن قريجش ‪:‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬ ‫إّ‬
‫ي و عثمان و طلحة و الّزبير و سعد و عبد الّرحمن بن عوف ‪ ،‬و قد رأيت أن أجعلهججا‬ ‫عل ّ‬
‫شورى بينهم ليختار و النفسهم ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬إن أسجتخلف فقجد اسجتخلف مجن هجو خيجر مّنجي‬
‫ل ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ادعوهم لججي‬ ‫يعني أبابكر و إن أترك فقد ترك من هو خير مّني يعني رسول ا ّ‬
‫‪ ،‬فدعوهم فدخلوا عليه و هو ملقى على فراشه و هججو يجججود بنفسججه ‪ ،‬فنظججر إليهججم فقججال ‪:‬‬
‫أكّلكم يطمع في الخلفة بعدي ؟ فوجموا ‪ 3‬فقال لهم ‪ :‬ثانية فأجججابه الّزبيججر و قججال ‪ :‬و مججا‬
‫سابقة و القرابة ‪.‬‬ ‫الذي يبعدنا منها وليتها أنت فقمت بها و لسنا دونك في قريش و ل في ال ّ‬
‫ن عمر يمججوت فججي مجلسججه‬‫ل لو ل علمه أ ّ‬ ‫شارح قال الشيخ أبو عثمان الجاحظ ‪ :‬و ا ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ذلك لم يقدم على أن يفّوه من هذا الكل بكلمة و ل أن ينبس ‪ 4‬منه لفظ ‪ ،‬فقال عمججر ‪ :‬أفل‬
‫اخبركم عن أنفسكم ‪ :‬قالوا ‪ :‬قل فاّنا لو استعفيناك لم تعفنا ‪ ،‬فقال ‪ :‬أّما أنت يا زبير فوعقة‬
‫‪ 5‬لقس ‪ 6‬مؤمن الّرضى كافر الغضب ‪ ،‬يوما إنسان و يوما شيطان ‪ ،‬و لعّلها لو أفضت‬
‫إليك ظّلت قومك تلطم بالبطحآء على مّد من شعير ‪،‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قق ققققققققق قققق ققققققق ق قققق‬
‫ققق ققققق ققق قق ققق قققققق قق ق ققق ق ق ق‬
‫قققق ق قق ق ق قق ققق قق ققققق ق ققق ق ققق ق‬
‫قققققق ق ققققق ق قققققق قق ققققق ققققق ق‬
‫ققققق ققققق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ق قققققق ق ققققققق ققققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ق قق ق ققق ق ققق قق ققق ققق ققق ق ققققق‬
‫قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ققق قققق قققق قققق ققققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬قق ق ق ق ق قق قق ق ققق ق قق ققق ق قق ق قق‬
‫قققق ق ق قق قق ققق ق ق ق ققق ق قققق ق ق ققق ق‬
‫ققق ققققق قققق قق ققققق ققققق ق ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 6‬قققق قققق ققق ققققق ‪ .‬قققق قققق ق قققق‬
‫قققق ق ققققق ققق ق ققق قققق قققق ق قق قق ق‬
‫ققق ققققق قق قققق قققق ققققق ق قققق قققق‬
‫قققق ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 82‬‬
‫أفرأيت إن أفضت إليك فليت شعرى من يكون للّناس يوم تكون شيطانا و مججن يكججون يججوم‬
‫صفة ‪.‬‬
‫ل ليجمع لك أمر هذه المة و أنت على هذه ال ّ‬
‫تغضب إماما ‪ ،‬و ما كان ا ّ‬

‫ثّم أقبل على طلحة و كان له مبغضا مند قال لبي بكر يوم وفاته ما قال فججي عمجر ‪ ،‬فقججال‬
‫له ‪ :‬أقول أم أسكت ؟ قال ‪ :‬قل فاّنك ل تقول من الخير شيئا ‪ ،‬قال ‪ :‬أمججا أنججي أعرفججك منججذ‬
‫لج عليججه و‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫اصيبت إصبعك يوم احد و الباد ‪ 1‬الذي حدث لك ‪ ،‬لقدمات رسول ا ّ‬
‫آله و سّلم ساخطا عليكم للكمة ‪ 2‬التي قلتها يوم انزلت آية الحجاب ‪.‬‬

‫ن طلحججة لمججا انزلججت آيججة‬


‫شارح ‪ :‬قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ ‪ :‬الكلمة المججذكورة أ ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬مججا الججذي‬‫ل صّلى ا ّ‬‫الحجاب قال بمحضر مّمن نقل عنه الى رسول ا ّ‬
‫ن ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبججو عثمججان أيضججا ‪ :‬لججو قجال لعمججر‬
‫يغنيه حجابهن اليوم سيموت غدا فننكحه ّ‬
‫ل عليه و آلجه و سجّلم مجات و هجو راض عجن السجّتة‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬ ‫قائل أنت قلت ‪ :‬إ ّ‬
‫ل عليه و آله و سجّلم مججات سجاخطا عليججك للكلمجة الجتي‬ ‫فكيف تقول الن لطلحة إنه صّلى ا ّ‬
‫قلتها ‪ ،‬لكان قد رماه بمشاقصة ‪ 3‬و لكن من الذي كان يجسر على عمر أن يقول لججه ‪ :‬مججا‬
‫دون هذا فكيف هذا ؟‬

‫ثّم أقبل على سعد بن أبي وقاص فقال ‪ :‬أّما أنت صاحب مقنب ‪ 4‬من هذه المقججانب تقاتججل‬
‫به و صاحب قنص ‪ 5‬و قوس و أسهم و ما زهرة و الخلفة و امور الناس ثّم أقبججل علججى‬
‫عبد الّرحمن بن عوف فقال ‪ :‬و أما أنت يا عبد الّرحمن فلو وزن نصف ايمججان المسججلمين‬
‫بايمانك لرجح ايمانك به و لكن ليججس يصججلح هجذا المججر لمججن فيجه ضججعف كضجعفك و مجا‬
‫زهرة و هذا المر ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق قققق ق ق ققق قق ق ق ق ق ققق قق ققق‬
‫ق قق ق ق قق قق ققق ق ) ق ( قق قق قق ق ق قق قق ق‬
‫قققق ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق ققققق ققق ق ق قققق ق ق قق ق قق ققق ق‬
‫قق ) ق ( ققققق ق‬
‫قق ققق ققق قققق ققق‬ ‫قق ققق ققق‬
‫ققققق ققق قق ق قق ق قققق ق ق ق ق ق قق قق ق قق‬
‫قق ق قق قق قققققق قققققق قق‬ ‫ققققق قققق ققق‬
‫قق قق قق قق ق ق ق قققق ق قق ق ق ق قققققق ق قق‬
‫قققق ققق ققق قققق ققق ق ققق ق ققققق ق قق ق‬
‫قققققق ققققق ققق ققق ققق ققققق ق قق قققق‬
‫ققق ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قققققق ققققق ققق قققق قق ققق ققق قق ق‬
‫قق ققق قققق قق ققق ققق ققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬قققققق قق ققققق قققققققق ق ققققققق ق‬
‫قق قققق ققققق ققق ققققققق قققق ققق ق ققق‬
‫قققق ق ققق قققق قققق ققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬قققق ققققق ققققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 83‬‬

‫لج لئن وليتهججم‬


‫ل أنججت لججو ل دعابججة ‪ 1‬فيججك أمججا و ا ّ‬
‫سلم فقال ‪ّ :‬‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫ثّم أقبل على عل ّ‬
‫جة البيضآء ‪.‬‬ ‫ق الواضح و المح ّ‬ ‫لتحملنهم على الح ّ‬

‫ثّم أقبل على عثمان فقال هيها ‪ 2‬إليك كأني بك قججد قّلججدتك قريججش هججذا المججر لحّبهججا إّيججاك‬
‫فحملت بنى امّية و بني أبي معيط على رقاب الّناس و آثرتهم بالفيء فسارت » فثارت ظ‬
‫لج لئن‬ ‫« إليك عصابة من رابان ‪ » 3‬ذوبان خ « العرف فذبحوك على فراشجك ذبحجا و ا ّ‬
‫ن ‪ ،‬ثّم أخذ بناصيته فقال ‪ :‬فاذا كان ذلججك فججاذكر قججولي فججانه‬ ‫ن و لئن فعلت ليفعل ّ‬
‫فعلوا لتفعل ّ‬
‫كاين ‪.‬‬

‫ثّم قال ‪ :‬ادعوا لي أبا طلحة النصاري فدعوه له فقال ‪ :‬انظر يججا أبججا طلحججة إذا عججدتم مججن‬
‫حفرتي فكن في خمسين رجل من النصججار حججاملي سججيوفكم فخججذ هججؤلء الّنفججر بامضججاء‬
‫المر و تعجيله و اجمعهم في بيت وقف بأصحابك على باب البيت ليتشاوروا و يختججاروا‬
‫واحدا منهم ‪ ،‬فان اتفق خمسة و أبى واحد فاضرب عنقه ‪ ،‬و إن اتفق أربعة و أبججى اثنججان‬
‫فاضرب أعناقهما ‪ ،‬و إن اّتفق ثلثة و خالف ثلثة فانظر الثلثة التي فيهججا عبججد الّرحمججن‬
‫فارجع الى ما قد اتفقت عليه فان اصّرت الثلثة الخرى على خلفها فاضرب أعناقهججا ‪،‬‬
‫و ان مضت ثلثة أّيام و لم يتفقوا على أمر فاضرب أعناق السّتة و دع المسلمين يختاروا‬
‫لنفسهم ‪.‬‬

‫سيف في خمسين من النصار‬ ‫فلما دفن عمر جمعهم أبو طلحة و وقف على باب البيت بال ّ‬
‫حاملي سيوفهم ثم تكلم القوم و تنازعوا ‪ ،‬فأّول ما عمل طلحة أّنه أشهدهم علججى نفسججه أّنججه‬
‫ن الّناس ل يعدلون به علّيججا و عثمججان و‬ ‫شورى لعثمان ‪ ،‬و ذلك لعلمه أ ّ‬
‫قد وهب حّقه من ال ّ‬
‫ن الخلفة ل تخلص له و هذان موجودان ‪ ،‬فججأراد تقويججة أمججر عثمججان و إضججعاف ججانب‬ ‫أّ‬
‫سلم بهبة أمر ل انتفاع و ل تمكن له منه ‪ ،‬فقال الّزبير فججي معارضججته و أنججا‬‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫سلم ‪ ،‬و إّنما فعل‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫شورى لعل ّ‬‫اشهدكم على نفسي أّني قد وهبت حّقي من ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققققق قققققق ققق قققق قق قق قق قق ق‬
‫ققق ققق ق قققق ققققق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققق قق قققق قققق ققققق ق قققق قق قق‬
‫قققق ققق ققق قققققق ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قق ققق ق قققق ق ق قققق ق ق ققق قق ققق قق‬
‫ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 84‬‬

‫سلم قد ضججعف و انخججذل بهبججة طلحججة حّقججه لعثمججان دخلتججه‬ ‫ذلك لّنه لما رأى علّيا عليه ال ّ‬
‫سلم و هي صفية بنت عبد المطلججب و‬ ‫حمّية الّنسب ‪ ،‬لّنه ابن عمة أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫أبو طالب خاله ‪ ،‬فبقى من السّتة أربعة ‪ ،‬فقال سعد بن أبي وقاص ‪ :‬و أنا قد وهبججت حقّججى‬
‫ن المججر‬‫شورى لبن عّمي عبد الّرحمن ‪ ،‬و ذلك لّنهما من بني زهرة و لعلم سججعد أ ّ‬ ‫من ال ّ‬
‫ل يتّم له ‪.‬‬

‫ل الّثلثة قال عبد الّرحمن لعلي و عثمان ‪ :‬أّيكما يخرج نفسججه مججن الخلفججة و‬ ‫فلما لم يبق إ ّ‬
‫يكون إليه الختيار في الثنين الباقيين ؟ فلم يتكّلم منهما أحججد ‪ ،‬فقججال عبججد الّرحمججن ‪ :‬إّنججى‬
‫اشهدكم قد أخرجت نفسي من الخلفة على أن اختار أحدهما ‪،‬‬

‫لج و‬
‫لج و سجّنة رسججول ا ّ‬
‫سلم و قال له ‪ :‬ابايعجك علجى كتجاب ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فأمسكا ‪ ،‬فبدء بعل ّ‬
‫ل و سّنة رسوله و اجتهاد رأيي ‪،‬‬ ‫سيرة الشيخين أبي بكر و عمر ‪ ،‬فقال ‪ :‬بل على كتاب ا ّ‬

‫سججلم فأعججاد‬
‫ي عليججه ال ّ‬
‫فعدل عنه إلى عثمان فعرض ذلك عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فعاد إلى علج ّ‬
‫قوله ‪،‬‬

‫ن عثمججان ينعججم لججه‬


‫فعل ذلك عبد الّرحمن ثلثا ‪ ،‬فلما رأى أن علّيا غير راجع عّما قاله و أ ّ‬
‫سلم عليك يا أمير المؤمنين ‪ ،‬فيقال ‪:‬‬ ‫بالجابة صفق على يد عثمان ‪ ،‬و قال ‪ :‬ال ّ‬
‫ل لّنك رجوت منججه مججا رجججا صججاحبكما مججن‬
‫ل ما فعلها إ ّ‬
‫سلم قال له ‪ :‬و ا ّ‬‫ن علّيا عليه ال ّ‬
‫إّ‬
‫ل بينكما عطر منشم ‪ 1‬قيل ‪ :‬ففسد بعد ذلك بين عثمان و عبد الرحمن فلم‬ ‫قا ّ‬ ‫صاحبه ‪ ،‬د ّ‬
‫يكّلم أحدهما صاحبه حّتى مات عبد الّرحمن ‪.‬‬

‫و قال الشارح أيضا ‪ :‬لما بنى عثمان قصره طمارد الزوراء و صنع طعاما كججثيرا و دعججا‬
‫الناس إليه كان فيهم عبد الّرحمن ‪ ،‬فلما نظر إلى البناء و الطعججام قججال ‪ :‬يججا بججن عفججان لقججد‬
‫ل مججن بيعتججك ‪ ،‬فغضججب عثمججان و قججال ‪:‬‬ ‫صدقنا عليك ما كتا نكذب فيك و إني اسججتعيذ بججا ّ‬
‫أخرجه عني يا غلم ‪ ،‬فأخرجوه و أمر الناس أن ل يجالسوه فلججم يكججن يججأتيه أحججد إل ابججن‬
‫عباس كان يأتيه فيتعّلم منه القرآن و الفرايض ‪ ،‬و مرض عبد الّرحمان فعاده عثمان ‪،‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق ق قققق ق قق ق ق قق قق قق قق ق ققق‬
‫ققق ققق ق ق ق ققق ق قق ق قق قققق قققق ققق‬
‫قققق ق ققققق ققق قققققق قققققق ق قققق قق‬
‫قققققق قققق ققققق ق قق قققق قق قق ق ق قق ق‬
‫قققق ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 85‬‬

‫فكّلمه و لم يكّلمه حتى مات ‪.‬‬

‫شورى و أتبعه بروايججات اخججرى لمه جمّ‬ ‫شارح المعتزلي في قضّية ال ّ‬‫أقول ‪ :‬هذا ما رواه ال ّ‬
‫في إطالة الكلم بذكرها ‪ ،‬و إّنما المهّم الشارة إلى بعض ما يطعن به على عمر في هججذه‬
‫ق المججبين و غيججر ذلججك مّمجا ل يخفججى‬
‫القضّية من ابداعه في الّدين و خروجه عن نهج الحج ّ‬
‫على أهل البصيرة و اليقين ‪.‬‬

‫منها مخاطبته القوم و مواجهتهم بمثل تلك الكلمات الكاشججفة عججن غلججظ طججبيعته و خشججونة‬
‫سلم سابقا بقوله ‪ :‬فصججيرها فججي‬‫مسه و جفوته ‪ ،‬و ذلك شاهد صدق على ما ذكره عليه ال ّ‬
‫حوزة خشناء يغلظ كلمها و يخشن مسها اه ‪.‬‬

‫ص و الختيار جميعا ‪.‬‬


‫و منها خروجه في هذا المر عن الّن ّ‬

‫ل واحججد منهججم بججأن ذكججر فيججه طعنججا ل يصججلح معججه‬


‫شورى في سّتة و ذّم ك ّ‬‫و منها حصر ال ّ‬
‫المامة ثّم أهله بعد أن طعن فيه ‪.‬‬

‫سلم إلى الدعابة و المزاحة و هو افتراء عليه و ظلم في حّقه ‪،‬‬


‫و منها نسبة المام عليه ال ّ‬
‫سججلم فججي بعججض خطبججة التيججة بقججوله ‪:‬‬
‫و مثل ذلك زعم عمرو بن العاص و كذبه عليه ال ّ‬
‫ن في دعابة او أّني امرء تلعابة إلى آخر ما يأتي و هججو المختججار‬
‫عجبا لبن الّنابغة يزعم أ ّ‬
‫الّثالث و الّثمانون ‪.‬‬

‫ضعف و القصور ‪.‬‬


‫و منها جعل المر إلى سّتة ثّم إلى أربعة ثّم إلى واحد وصفه بال ّ‬

‫و منها ترجيح قول الذين فيهم عبد الّرحمن لعلمه بأّنه ل يكججاد يعججدل بججالمر عججن ختنججة و‬
‫ابن عّمه ‪.‬‬

‫شورى مع دعواه العلججم بظهجور الفسجاد و القتججل مججن خلفتجه و‬ ‫و منها إدخاله عثمان في ال ّ‬
‫ل لئن فعلوا لتفعلن ‪.‬‬‫ل عليه قوله ‪ :‬و ا ّ‬‫ل في غير أهله كما يد ّ‬‫صرف مال ا ّ‬

‫و منها أمره بقتل الّثلثة الذين ليس فيهم عبججد الّرحمججن لججو أص جّروا علججى المخالفججة و مججن‬
‫ن مخالفته ل يوجب استحقاق القتل و منها أمره بقتل الستة و ضرب أعنججاقهم إن‬ ‫المعلوم أ ّ‬
‫مضت ثلثة أّيام و لم يّتفقوا ‪ ،‬و من‬

‫] ‪[ 86‬‬

‫ن تكليفهم إذا كان الجتهاد في اختيار المام فرّبما طال زمان الجتهججاد و رّبمججا‬
‫الواضح أ ّ‬
‫قصر بحسب ما يعرض فيه مججن العججوارض ‪ ،‬و كيججف يسججوغ المججر بالقتججل إذا تجججاوزت‬
‫الثلثة إلى غير هذه مّما هي غير خفّية على أهل البصيرة و المعرفة ‪.‬‬

‫عععععع عع ععع ععععع عع عععععععع عع عع عع‬


‫عععع ععع عععععع ععع ع ععع ععع ع ع ععع ع‬
‫عععععع‬

‫صججة و‬
‫و مناشداته معهم و تعديججد فضججائله و ذكججر خصائصججه ‪ ،‬و هججي كججثيرة روتهججا الخا ّ‬
‫العامة في كتبهم و نحن نقتصر على رواية واحدة ‪.‬‬

‫و هو ما رواه الطبرسي في الحتجاج عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محّمد‬


‫ن عمر بن الخطاب لمججا حضججرته الوفججاة و أجمججع علججى‬ ‫سلم قال ‪ :‬إ ّ‬‫بن على الباقر عليه ال ّ‬
‫سججلم و إلججى عثمججان‬
‫ي بن أبيطالب عليججه ال ّ‬
‫شورى بعث إلى سّتة نفر من قريش ‪ :‬إلى عل ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل و عبد الّرحمن بن عوف و سعد‬ ‫ابن عفان و إلى زبير بن العوام و إلى طلحة بن عبيد ا ّ‬
‫ابن أبي وقاص ‪ ،‬و أمرهم أن يدخلوا إلى بيت و ل يخرجوا منه حّتى يبايعوا لحدهم فان‬
‫اجتمع أربعة على واحد و أبى واحد أن يبايعهم قتل ‪ ،‬و إن امتنع اثنججان و بججايع ثلثججة قتل‬
‫فاجمع رأيهم على عثمان ‪.‬‬
‫سلم ما هجّم القجوم بجه مججن البيعججة لعثمججان قجام فيهججم ليّتخجذ‬
‫فلما رأى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم لهم ‪ :‬اسمعوا مّني فان يك ما أقول حقا فاقبلوا ‪ ،‬و إن يك‬ ‫عليهم الحجة ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬
‫ل الججذي يعلججم صججدقكم إن‬ ‫سججلم ‪ :‬انشججدكم » نشججدتكم خ « بججا ّ‬ ‫باطل فانكروه ثّم قال عليه ال ّ‬
‫صدقتم و يعلم كذبكم إن كذبتم هل فيكم أحد صّلى القبلتين كلتيهما غير ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫ل هل فيكم من بايع البيعتين كلتيهما بيعة الفتح و بيعة الرضوان غيري ؟‬


‫نشدتكم با ّ‬

‫ل هل فيكم أحد أخوه المزّين بالجناحين » يطير بهما فججي الجنججة‬ ‫قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال نشدتكم با ّ‬
‫شهداء غيري ؟‬ ‫ل هل فيكم أحد عّمة سّيد ال ّ‬
‫خ « غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬

‫ل هل فيكم أحد زوجته سّيدة نسججآء أهججل الجنججة غيججري ؟ قججالوا ‪:‬‬
‫قالوا ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم و هما سّيد‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد ابناه ابنا رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫اشباب ‪.‬‬

‫] ‪[ 87‬‬

‫ل هججل فيكججم أحججد عججرف الّناسججخ مججن‬


‫أهل الجنة غيججري ؟ قججالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قججال ‪ :‬فانشججدتكم بججا ّ‬
‫المنسوخ في القرآن غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫ل عنه الّرجس و طّهره تطهيرا غيري ؟ قججالوا ‪:‬‬ ‫ل هل فيكم أحد أذهب ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬
‫ل هل فيكم أحد عاين جبرئيل في مثال دحية الكلبي غيري ؟ قالوا ‪:‬‬ ‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬
‫ل هل فيكم أحد أّدى الّزكججاة و هججو راكججع غيججري ؟ قججالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قججال‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬
‫ل عليججه و آلججه و سجّلم عينيججه و أعطججاه‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫ل هل فيكم أحد مسح رسول ا ّ‬ ‫فانشدتكم با ّ‬
‫الّراية يوم خيبر فلم يجد حرا و ل بردا غيري ؟ قالوا ل ‪،‬‬

‫ل عليه و آله و سجّلم يجوم غجدير‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل هل فيكم أحد نصبه رسول ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬
‫ي مججوله ‪ ،‬الّلهججم و ال مججن واله و عججاد مججن عججاداه‬
‫ل فقال ‪ :‬من كنت موله فعل ّ‬
‫خم بأمر ا ّ‬
‫غيري ؟‬

‫لج فججي الحضججر و رفيقججه فججي‬


‫ل هل فيكم أحججد أخججو رسججول ا ّ‬
‫قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬
‫سفر غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬‫ال ّ‬

‫ل هل فيكم أحججد بججارز عمججرو بججن عبججدود يججوم الخنججدق و قتلججه غيججري ؟‬
‫قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬
‫لج عليججه و آلججه ‪:‬‬
‫لج صججلوات ا ّ‬
‫قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال فانشدتكم بال هل فيكم أحد قال له رسججول ا ّ‬
‫ي بعدي غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬ ‫ل أنه ل نب ّ‬
‫أنت مّني بمنزلة هارون من موسى إ ّ‬
‫ل تعالى في عشر آيات من القرآن مؤمنا غيري ؟‬ ‫ل هل فيكم أحد سّماه ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬
‫ل عليه و آلججه و س جّلم‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫ل هل فيكم أحد ناول رسول ا ّ‬ ‫قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬
‫قبضججة مججن الججتراب فرمججى بهججا فججي وجججوه الكفججار فججانهزموا غيججري ؟ قججالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قججال ‪:‬‬
‫ل هل فيكم أحد وقفت الملئكة يوم احد حتى ذهب الّناس عنه غيري ؟ قالوا ‪:‬‬ ‫فانشدتكم با ّ‬

‫ل ج عليججه و آلججه و س جّلم‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد قضى دين رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬
‫غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪،‬‬

‫ل هل فيكم أحد اشتاقت الجّنة إلى رؤيته غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم غيري‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد شهد وفات رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬
‫؟ قالوا ‪ :‬ل ‪،‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم و كّفنه غيري‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد غسل رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫؟ قالوا ‪ :‬ل ‪،‬‬

‫لج عليججه و آلججه و سجّلم و‬


‫لج صجّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد ورث سجلح رسجول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫رايته و خاتمة‬

‫] ‪[ 88‬‬

‫غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪،‬‬

‫ل عليه و آلجه و سجّلم طلق نسجائه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ل هل فيكم أحد جعل رسول ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل ج عليججه‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل هل فيكم أحد حمله رسول ا ّ‬ ‫بيده غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫و آله و سّلم على ظهره حّتى كسر الصنام على باب الكعبججة غيججري ؟ قججالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قججال ‪:‬‬
‫ل ذو الفقار و ل فججتى‬ ‫سمآء ل سيف إ ّ‬ ‫ل هل فيكم أحد نودي باسمه يوم بدر من ال ّ‬ ‫نشدتكم با ّ‬
‫ي غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬ ‫ل عل ّ‬
‫إّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم من الطججاير‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ل هل فيكم أحد أكل مع رسول ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل هججل فيكججم أحججد قججال لججه‬
‫ي الذي اهدي إليه غيري ؟ قججالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قججال ‪ :‬نشججدتكم بججا ّ‬ ‫المشو ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬أنت صاحب رايتي في الّدنيا و صاحب لوائي في‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫رسول ا ّ‬
‫الخرة غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪،‬‬

‫ل هل فيكم أحد قجّدم بيججن يججدي نجججويه صججدقة غيججري ؟ قججالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قجال‬
‫قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم غيري ؟‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد خصف ‪ 1‬نعل رسول ا ّ‬ ‫فانشدتكم با ّ‬
‫قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬أنججا أخججوك‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل صّلى‬
‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬ ‫و أنت أخي غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪،‬‬
‫ا ّ‬

‫ق غيري ؟ قالوا ‪ » :‬الّلهم خ « ل‬


‫ب خلقك » الخلق خ « إلى و أقواهم بالح ّ‬ ‫الّلهّم ائتني بأح ّ‬
‫لج‬
‫ل هل فيكم أحد استقى مأة دلو بمأة تمر و جاء بالّتمر فاطعمه رسججول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و هو جايع غيري ؟ قالوا ‪ » :‬اللهم خ « ل ‪.‬‬‫صّلى ا ّ‬

‫ل هل فيكم أحد سّلم عليه جبرئيججل و ميكائيججل و إسججرافيل فججي ثلثججة آلف‬ ‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل واحد منهم في ألف من الملئكة خ « يوم بدر غيري ؟ قالوا ‪ » :‬الّلهججم‬ ‫من الملئكة » ك ّ‬
‫ل ج عليججه و آلججه و‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل هل فيكم أحد غمض عين رسول ا ّ‬ ‫خ « ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل قبلي غيري ؟ ‪ 2‬قالوا ‪:‬‬ ‫ل هل فيكم أحد وحد ا ّ‬ ‫سّلم غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫لج عليججه و آلججه‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫ل هل فيكم أحد كان أّول داخل على رسول ا ّ‬ ‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل هل فيكم أحد مشى‬ ‫و سّلم و آخر خارج من عنده غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فانشدتكم با ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق ققققق قققققق ققققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قققق قق قققققق ق قققققق قققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 89‬‬

‫لجج‬
‫ل فمّر على حديقة فقال » فقلت خ « ما أحسن هذه الحديقة ‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬ ‫مع رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و حديقتك في الجّنة أحسججن مججن هججذه الحديقججة حّتججى إذا مجّر »‬‫صّلى ا ّ‬
‫لج عليجه و آلججه و سجّلم‬
‫لج صجّلى ا ّ‬‫مررت خ « على ثلثة حدائق كججل ذلجك يقجول رسججول ا ّ‬
‫حديقتك في الجّنة أحسن من هذه غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫ل عليه و آلججه و س جّلم ‪ :‬أنججت أّول‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل هجل‬‫من آمن بي و أّول من يصافحني يوم القيامة غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قجال ‪ :‬نشجدتكم بجا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم بيده و يد امرأته و ابنيه حيججن أراد أن‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫فيكم أحد أخذ رسول ا ّ‬
‫يباهل نصارى و نجران غيري ؟‬

‫قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سجّلم ‪ :‬أّول طججالع‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫يطلع عليكم من هذا الباب يا أنس فاّنه أمير المؤمنين و سّيد المسلمين و خير الوصججّيين و‬
‫أولى الّناس بالناس فقال أنججس ‪ :‬اللهجّم اجعلججه رجل مججن النصججار فكنججت أنججا الطججالع فقججال‬
‫ب قججومه غيججري ؟‬ ‫ل عليه و آله و سّلم لنس ‪ :‬ما أنججت بججأّول رجججل أحج ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫نشدتكم بال هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الية ‪:‬‬

‫ن الّزكججاَة َو ُهجْم‬
‫صججلوَة َو ُيؤُتججو َ‬
‫ن ُيقيُمججونَ ال ّ‬
‫ن آَمُنججوا اّلججذي َ‬
‫سججوُلُه َو اّلججذي َ‬
‫ل َو َر ُ‬
‫» ِإّنما َوِلّيُكُم ا ُّ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫راِكُعو َ‬

‫غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم بال هل فيكم أحد أنزل ال فيه و في ولده ‪:‬‬

‫جها كاُفورًا « ‪.‬‬


‫ن ِمزا ُ‬
‫س كا َ‬
‫ن َكْا ٍ‬
‫شَرُبون ِم ْ‬
‫لبراَر َي ْ‬
‫نا َ‬
‫» ِإ ّ‬

‫سورة غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم بال هل فيكم أحد أنزل ال فيه ‪:‬‬
‫إلى آخر ال ّ‬

‫خِر َو جاَهجَد فجي‬


‫ل َو اْلَيوَم ال ِ‬
‫ن ِبا ِّ‬
‫ن آمَ َ‬
‫حراِم َكَم ْ‬
‫جد اْل َ‬
‫سِ‬‫عماَرَة اْلَم ْ‬
‫ج َو ِ‬ ‫سقاَيَة اْلحا ّ‬‫جَعْلُتم ِ‬
‫» َأ ْ‬
‫ل « غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم بال هل فيكججم أحججد علمججه‬ ‫عْنَد ا ِّ‬
‫ن ِ‬
‫سَتُو َ‬‫ل ل َي ْ‬‫ل ا ِّ‬‫سبي ِ‬
‫َ‬
‫ل كلمججة مفتججاح ألججف كلمججة غيججري ؟‬ ‫ل عليه و آله و سجّلم ألججف كلمججة كج ّ‬ ‫رسول ال صّلى ا ّ‬
‫قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫] ‪[ 90‬‬

‫قال ‪ :‬نشدتكم بال هل فيكم أحدنا جججاه رسججول الج يججوم الطججايف فقججال أبججو بكججر و عمججر ‪:‬‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬ما انا ناجيته بججل الج‬ ‫ناجيت عليا دوننا ‪ ،‬فقال لهم رسول ال صّلى ا ّ‬
‫أمرني بذلك غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم مججن المهججراس‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم بال هل فيكم أحد سقاه رسول ا ّ‬
‫‪ 1‬غيري ؟‬

‫ل ‪ :‬أنت أقرب الخلق مني يججوم‬ ‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬


‫قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫القيامة يدخل بشفاعتك الجّنة أكثر من عدد ربيعة و مضر غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬أنت تكسى حيججن‬


‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ال صّلى ا ّ‬
‫نشدتكم با ّ‬
‫اكسى غيري ؟‬

‫قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬


‫لج عليججه و آلججه و سجّلم ‪ :‬أنججت و‬
‫لج صجّلى ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم بال هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫شيعتك هم الفائزون يوم القيامة غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم بال هل فيكججم أحججد قججال‬
‫لج عليجه و آلجه و سجّلم ‪ :‬كجذب مجن زعجم أّنجه يحبنجي و يبغجض هجذا‬ ‫له رسول ال صجّلى ا ّ‬
‫غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪،‬‬

‫ل عليه و آله و سجّلم ‪ :‬مججن أحجبّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫لج ‪ ،‬فقيجل لججه ‪ :‬و مجا شججعراتك يجا‬
‫شعراتي » هذه خ « فقد أحّبني و من أحّبني فقد أحججب ا ّ‬
‫ل ؟ قال ‪:‬‬
‫رسول ا ّ‬

‫ي و الحسن و الحسين و فاطمة غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬


‫عل ّ‬

‫ل عليه و آله و سجّلم ‪ :‬أنججت خيججر‬


‫ل صّلى ا ّ‬‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل هل فيكم أحد قجال لججه رسجول الج‬ ‫البشر بعد النبّيين غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ق و الباطل غيري ؟ قججالوا ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬أنت الفاروق تفرق بين الح ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬أنت أفضل‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫الخليق عمل يوم القيامة بعد الّنبيين غيري ؟‬

‫قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫لج عليججه و آلججه كسججاه عليججه و علججى‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم بال هل فيكم أحد أخذ رسول ا ّ‬
‫زوجته و على ابنيه ثم قال ‪ :‬الّلهّم أنا و أهل بيتي إليك ل إلى الّنار غيري ؟ قالوا ‪:‬‬

‫ل عليه و آله و سججّلم‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد كان يبعث إلى رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫الطعام و هو في‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ققق قق ق ققق قق ق قق قق ق ق قققق ق‬
‫ققق ق ق ) ‪ 1‬قققق ( ققققققق قققق ققق ققق قق ق‬
‫ق قققق ق ق ققق قق ق ق ق ققق ق قق ق قق قق‬
‫ققققق ق ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 91‬‬

‫ل هججل فيكججم أحججد قججال لججه‬


‫الغار و يخبره بالخبار غيججري ؟ قججالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قججال ‪ :‬نشججدتكم بججا ّ‬
‫ل دونك غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬ل سر ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬أنججت أخججي‬‫ل صّلى ا ّ‬‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل هل فيكججم أحججد قججال‬
‫و وزيري و صاحبي من أهلي غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪:‬‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫له رسول ا ّ‬

‫أنت أقدمهم سلما ‪ 1‬و أفضلهم علما و أكثرهم حلما غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم بالّ‬
‫هل فيكم أحد قتل مرحبا اليهودي مبارزة فارس اليهود غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشججدتكم‬
‫ل عليه و آله السلم فقال له ‪ :‬أنظرنججي‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل هل فيكم أحد عرض عليه رسول ا ّ‬ ‫با ّ‬
‫ي فاّنها أمانة عندك ‪ ،‬فاّنهججا عنججدك ‪ ،‬فقلججت ‪:‬‬
‫ل ‪ :‬يا عل ّ‬
‫حّتى ألقى والدي ‪ ،‬فقال له رسول ا ّ‬
‫فان كانت أمانة عندي فقد أسلمت غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫ل هل فيكم أحد احتمل باب خيبر حين فتحها فمشى به مأة ذراع ثم عالجه‬ ‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل هججل فيكججم أحججد ‪2‬‬
‫بعده أربعون رجل فلم يطيقونه غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشججدتكم بججا ّ‬
‫نزلت فيه هذه الية ‪:‬‬

‫صَدَقًة « ‪.‬‬
‫جويُكْم َ‬
‫ن َيَدى َن ْ‬
‫ل َفَقّدُموا َبي َ‬
‫سو َ‬
‫جْيُتْم الّر ُ‬
‫ن آَمُنوا إذا نا َ‬
‫» يا َأّيَها اّلذي َ‬

‫ل هججل فيكججم أحججد قججال لججه‬


‫صدقة غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم بججا ّ‬
‫فكنت أنا الذي قّدم ال ّ‬
‫لج‬
‫با ّ‬‫ب علّيا فقد سّبني و من سّبني فقججد سج ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬من س ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫غيري ؟ قالوا ‪:‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬منزلي‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫مواجه منزلك في الجّنة غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫لج‬
‫ل عليه و آلججه و س جّلم ‪ :‬قاتججل ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫من قاتلك‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قق ققق ق ققق قق ق قق ققق ق قق ق قق ق‬
‫ققق قق ق ققق قق ققق ق ققق قق ق ققققق‬
‫قققققق ققق ق قققققق قق قق ققق قق ققق‬
‫ققققق ققققق ققققق ق ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق قق ق ق قققق قق ق ققق ققق قق ق قق ق ق‬
‫ققق ‪.‬‬
‫قق قق ققق ققق قق قق ق ققق ق قق ق ق قققق ق ق‬
‫قققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 92‬‬

‫ل هل فيكم أحد اضطجع على‬ ‫ل من عاداك غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬ ‫و عادى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم حين أراد أن يسير إلى المدينة و وقاه بنفسججه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫فراش رسول ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحججد قججال‬
‫من المشركين حين أراد و اقتله غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل هل‬ ‫ل أنت أولى الّناس باّمتي من بعدي غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬ ‫له رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬أنت يوم القيامة عن يمين العرش‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫فيكم احد قال له رسول ا ّ‬
‫ي غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬ ‫ل يكسوك ثوبين أحدهما أخضروا الخر و رد ّ‬ ‫وا ّ‬

‫لج خ « بسججبع سججنين و‬‫ل هل فيكم أحد صجّلى قبججل الّنججاس » مججع رسججول ا ّ‬‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫لج‬
‫لج صجّلى ا ّ‬‫ل هل فيكم أحد قججال لججه رسججول ا ّ‬
‫أشهر غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫عليه و آله و سّلم ‪:‬‬

‫أنا يوم القيامة آخذ بحجزة ربججي و الحجججزة الّنججور و أنججت آخججذ بحجزتججي ‪ 1‬و أهججل بيججتى‬
‫آخذون بحجزتك غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫لج عليججه و آلججه و سجّلم ‪ :‬أنججت‬


‫لج صجّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد قججال لججه رسججول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل هل فيكججم أحججد‬ ‫كنفسي و حّبك حّبي و بغضك بغضي غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال نشدتكم با ّ‬
‫ى رّبجي و‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬وليتجك كوليجتى عهجد عهجده إلج ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال له رسول ا ّ‬
‫أمرني أن ابلغكموه غيري ؟ قالوا ‪:‬‬

‫ل عليه و آله و س جّلم ‪ :‬الله جّم‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫اجعله لى عونا و عضدا و ناصرا غيرى ؟ قالوا ل ‪.‬‬

‫لج عليججه و آلججه و سجّلم ‪ :‬المججال‬


‫لج صجّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد قال له رسججول ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل هجل‬ ‫يعسوب الظلمة و أنت يعسوب ‪ 2‬المؤمنين غيري ؟ قجالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قجال ‪ :‬نشجدتكم بجا ّ‬
‫ل ج قلبججه‬
‫ن اليكم رجل امتحن ا ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم لبعث ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫لليمان غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫لج عليججه و آلججه و سجّلم رّمانججة و قججال ‪:‬‬


‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل هل فيكم أحد أطعمه رسول ا ّ‬ ‫نشدتكم با ّ‬
‫ي غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬ ‫ي نب ّ‬
‫ي أو وص ّ‬ ‫ل نب ّ‬
‫هذه من رّمان الجّنة ل ينبغي أن يأكل منه إ ّ‬

‫لج عليججه و آلججه و سجّلم مججا سججألت‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫رّبي شيئا إ ّ‬
‫ل‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققققق ققققققق ق ققققق ق قق ققق قق قق‬
‫قققققق ققققق ق قققق قققققققق قققق ق قق ق‬
‫ققققق ققق ققق قققق ق ققق ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق قق ققق ق قققق ق ق قق ق قق ق ققق قق‬
‫ققققق قققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 93‬‬

‫ل سالت لك مثله غيججري ؟ قججالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قججال ‪ :‬نشججدتكم بججالّ‬ ‫أعطانيه و لم أسأل رّبى شيئا إ ّ‬
‫لج و‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم ‪ :‬أنججت أقججومهم بججأمر ا ّ‬
‫ل صجّلى ا ّ‬‫هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫لج مزّيجة غيججرى ؟‬ ‫سوية و أعظمهم عنجد ا ّ‬ ‫ل و اعلمهم بالقضّية و أقسمهم بال ّ‬‫أوفاهم بعهد ا ّ‬
‫قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫لج عليججه و آلججه و سجّلم ‪ :‬فضججلك‬‫ل صجّلى ا ّ‬


‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫شمس على القمر و كفضل القمججر علججى الّنجججوم غيججري ؟ قججالوا ‪:‬‬ ‫على هذه الّمة كفضل ال ّ‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫لج ولّيججك‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬يججدخل ا ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬ ‫نشدتكم با ّ‬
‫ل هل فيكم أحججد قججال لججه رسججول‬ ‫الجّنة و عدّوك الّنار غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪:‬‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫ا ّ‬

‫الّناس من أشجار شّتى و أنا و أنت من شجرة واحدة غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬أنا سّيد ولد‬‫ل صّلى ا ّ‬


‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫آدم و أنت سّيد العرب » و العجم خ « و ل فخر غيري ‪ :‬قجالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قجال ‪ :‬نشججدتكم بجا ّ‬
‫ل‬
‫ل عنه في اليتين من القرآن غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل‬ ‫هل فيكم أحد رضى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬موعدك و موعججدي و موعججد‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫شيعتك الحوض إذا خافت المم و وضعت الموازين غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سجّلم ‪ :‬اللهججم إنججي‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ل هل فيكم أحججد قججال‬ ‫احّبه فأحّبه اللهّم إّني أستودعكه غيرى ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫صلة و ايتججآء‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬أنت تحاج الّناس فتحجهم باقام ال ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬‫له رسول ا ّ‬
‫سججوية غيججري ؟‬ ‫الّزكاة و المر بالمعروف و الّنهي عن المنكر و إقامة الحدود و القسججم بال ّ‬
‫قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬
‫ل عليه و آله و سّلم بيده يوم بدر ‪1‬‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل هل فيكم أحد أخذ رسول ا ّ‬‫قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬
‫ي بججن‬
‫ن هذا عل ج ّ‬
‫» غدير خ « فرفعها حّتى نظر الّناس إلى بياض ابطيه و هو يقول ‪ :‬أل إ ّ‬
‫أبي طالب أخي و ابن عّمي و وزيري فوازروه و ناصحوه و صّدقوه فهو ولّيكم غيري ؟‬

‫ل هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الية ‪:‬‬


‫قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نشدتكم با ّ‬

‫شّ‬
‫ح‬ ‫صٌة َو َمنْ ُيَوق ُ‬
‫خصا َ‬
‫ن ِبِهْم َ‬
‫سِهْم َو َلْو كا َ‬
‫على َأْنُف ِ‬
‫ن َ‬
‫» َو ُيْؤِثُرو َ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققققق ققق قققق ق ققققق قققق ققق ق قق‬
‫ققق قققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 94‬‬

‫ن«‪.‬‬
‫حو َ‬
‫ك ُهُم اْلُمْفِل ُ‬
‫سه َفُأْولِئ َ‬
‫َنْف ِ‬

‫غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل فيكم أحد كان جبرئيججل أحججد ضججيفانه غيججري ؟ قجالوا ‪ :‬ل ‪،‬‬
‫ل عليه و آله حنوطا من حنوط الجّنة ثم قجال‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال ‪ :‬فهل فيكم أحد أعطاه رسول ا ّ‬
‫‪ :‬اقسمه أثلثا ثلثا لي تحّنطني به و ثلثا لبنتي و ثلثا لك غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم حّياه و أدناه‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال ‪ :‬فهل فيكم أحد كان إذا ادخل على رسول ا ّ‬
‫لج‬
‫حب به و تهلل له وجهه غيرى ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل فيكم أحد قججال لججه رسججول ا ّ‬ ‫ورّ‬
‫ل عليه و آلجه و سجّلم أنجا أفتخجر بجك يجوم القيامجة إذا افتخجرت النبيجآء بأوصجيائها‬
‫صّلى ا ّ‬
‫غيرى ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫ل عليه و آلججه و س جّلم بسججورة بججرائة إلججى‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال ‪ :‬فهل فيكم أحد سرحه ‪ 1‬رسول ا ّ‬
‫ل غيرى ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل فيكم أحد قججال لججه رسججول‬ ‫المشركين من أهل مكة بأمر ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪:‬‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ا ّ‬

‫إني لرحمك من ضغاين في صدور أقوام عليك ل يظهرونها حّتى يفقدونني فاذا فقججدوني‬
‫خالفوا فيها غيرى ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬اّدى ال ‪ 2‬عن أمانتك‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫قال ‪ :‬فهل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫لج‬
‫أّدى ال عن ذمتك غيرى ؟ قالوا ‪ :‬ل قال ‪ :‬نشدتكم بال هل فيكم أحججد قججال لججه رسججول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم أنت قسيم الّنار تخرج منهججا مججن زكججى و تججذر فيهججا كججل كججافر‬
‫صّلى ا ّ‬
‫غيرى ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فهل فيكم أحد فتح حصن خيبر و شبى بنت مرحب فأّداها إلى رسججول الج غيججرى ؟‬
‫ل عليه و آله و سجّلم ‪ :‬تججرد علج ّ‬
‫ى‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل فيكم أحد قال له رسول ا ّ‬
‫ى عججدّوك ظمججأ مظمئيججن‬ ‫الحوض أنت و شيعتك رّواء مرّويين مبيضة وجوههم و يرد عل ّ‬
‫مقمحين ‪ 3‬مسوّدة وجوههم غيرى ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬أما إذا أقررتم على أنفسكم و استبان لكم ذلك‬


‫ثّم قال لهم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ققققق ققق قققق ققق قققققق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ق قق قق ققق قق ققق ق ق ققققق قق ق قققق‬
‫قققققققق ققق ققققق ق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ق ق ق ققق قق ق » ق « ق قق ق ق ققق قق » ق «‬
‫ق قققق قق ق ققق ق قق ق ق ق قققق ققق قق ق‬
‫قققققق ق قققق قققق قققق ققققق قققققق ق ق‬
‫قق ق ق قق قق ق ققق ق قققق ق قق ق ققققق قق‬
‫ققققققق ققق ققققق ق قق ققققق قققق قققق ق‬
‫ققق ق ققق ق قق ققق ق ققققق ق ق ق ق ققق ق قق ق‬
‫قققق ققققق ققق ققققق ق ق ققق قققق قققققق‬
‫ققق ققق ققققققق ققق قققققق ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 95‬‬

‫من قول نبّيكم فعليكم بتقوى ال وحده ل شريك له ‪ ،‬و أنهججاكم مججن سججخطه و غضججبه و ل‬
‫ق إلى أهله و اّتبعججوا سجّنة نججبّيكم فججانكم إن خججالفتم خججالفتم الج ‪،‬‬
‫تعصوا أمره ‪ ،‬و رّدوا الح ّ‬
‫فادفعوها إلى من هو أهله و هي له ‪ ،‬قال ‪ :‬فتغامزوا فيما بينهججم و تشججاوروا و قججالوا ‪ :‬قججد‬
‫ق الّناس بها ‪ ،‬و لكّنه رجججل ل يفضججل أحججدا علججى أحججد ‪ ،‬فججان‬ ‫عرفنا فضله و علمنا أّنه أح ّ‬
‫وليتموها إّياه جعلكم و جميع الّناس فيها شرعا سواء ‪ ،‬و لكججن ولوهججا عثمججان فججاّنه يهججوى‬
‫الذي تهوون فدفعوها إليه ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫تا هنگامى كه درگذشت عمر براه خود و جان بمالكان دوزخ سججپرد گردانيججد خلفججت را‬
‫در شش نفر گمان نمود كه من يكى از ايشانم ‪ ،‬پس خداونججد بفريججاد مججن بججرس از بججراى‬
‫شورى ‪ ،‬چگونه شك عارض شد بمردم در شأن من با اول ايشان كه ابو بكر بود تا ايججن‬
‫كه گشتم مقرون به امثال اين اشخاص ‪ ،‬و لكن بجهة اقتضآء مصلحت مججدارا كججردم مججن‬
‫با ايشان و نزديك شدم بزمين در طيججران هنگججامى كججه ايشججان نزديججك شججدند ‪ ،‬و طيججران‬
‫كردم وقتى كه ايشان طيران كردند ‪ ،‬پس ميل كرد يكججى از ايشججان از مججن بجهججة حقججد و‬
‫حسد كه آن سعد وقاص بود يا طلحججه ‪ ،‬و ميججل كججرد ديگججرى از آنهججا بسججوى قرابججت زن‬
‫خود و آن عبدالرحمن بن عوف بود كه ميل نمود بعثمان بجهت آنكه برادر زن او بود ‪،‬‬
‫و تنها ميل آن بسوى او بجهت مصاهرت و قرابت نبود بلكه با شيء قبيح و شججيء قبيججح‬
‫سلم بود ‪ ،‬يا طمع در وصول خلفججت بججاو‬ ‫كه آن بغض و عداوت أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫بعججد از انقضججاء ايججام عثمججان يججا سججاير اغججراض نفسججانيه كججه اظهججار آن قبيججح و ذكججر آن‬
‫مستهجن است ‪.‬‬

‫ععععع عععععع‬

‫إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله و معتلفجه ‪ ،‬و قجام معجه بنجو أبيجه يخضجمون‬
‫ل تعالى خضم البل نبتة الّربيع ‪ ،‬إلى أن انتكث‬ ‫مال ا ّ‬

‫] ‪[ 96‬‬

‫عليه فتله ‪ ،‬و أجهز عليه عمله ‪ ،‬و كبت به بطنته ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) الّنفج ( بالجيم الّرفع يقال نفج الثججدى الثججوب أى رفعججه و ) الحضججن ( الجنججب و مجا بيججن‬
‫البط و الكشح يقال للمتكّبر جاء نافجا حضنيه و لمن امتلء بطنه مججن الكججل جججاء نافجججا‬
‫حضنيه ‪ ،‬و النسب في المقام الّثاني تشبيها بججالبعير المنتفججج الجنججبين مججن كججثرة الكججل و‬
‫صدوق بين ئيله » كذا « و هو بالكسر وعاء القضججيب أو‬ ‫) النثيل ( الروث و فى رواية ال ّ‬
‫نفسه و ) المعتلف ( موضع العتلف و هو أكل الّدابة العلف و ) الخضم ( الكل بجميججع‬
‫شيء كعلم و ضرب أكله‬ ‫الفم و يقابله القضم و هو الكل باطراف السنان ‪ ،‬يقال خضم ال ّ‬
‫يجميع فمه ‪ ،‬و عن الّنهاية الخضم الكل بأقصى الضراس ‪ ،‬و القضم بأدناها ‪.‬‬

‫و منه حديث أبي ذر ) ره ( و تججأكلون خضججما و نأكججل قضججما ‪ ،‬و قيججل ‪ :‬الخضججم خججاص‬
‫شيء الّرطب ‪ ،‬و القضم باليابس و ) الّنبتة ( بكسر الّنون الّنبات يقال ‪:‬‬
‫بال ّ‬

‫نبت الّرطب نباتا و أنبته و ) النكججث ( الّنقججض يقجال ‪ :‬نكججث فلن العهججد و الحبججل فججانتكث‬
‫نفضه فانتقض و ) فتل ( الحبل لواه و برمه و ) الجهاز ( إتمام قتججل الجريججح و إسججراعه‬
‫و ) كبا ( الفرس يكبو سقط على وجهه و كبابه أسقطه و ) البطنة ( بالكسر الكظججة و هججو‬
‫المتلء من الطعام و السراف في الكل ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫بين نثيله و معتلفه متعّلق بقام أى قام بين روثه و معتلججف ‪ ،‬و جملججة يخضججمون منصججوب‬
‫ل على الحالية ‪.‬‬‫المح ّ‬

‫عععععع‬

‫سته و أشار الججى‬ ‫سلم خلفة الّثاني و نّبه على جعله الخلفة شورى بين ال ّ‬ ‫لما ذكر عليه ال ّ‬
‫صواب ‪ ،‬أنبعه بما ترّتب على ذلججك و هججو خلفججة الّثججالث‬
‫عدول بعض هؤلء عن منهج ال ّ‬
‫بقوله ‪ ) :‬إلى أن قام ثالث القوم ( و المراد بالقيام الحركة في تولي أمر الخلفة ‪،‬‬

‫] ‪[ 97‬‬

‫و ثالث القوم هو عثمان بن عّفان بن أبى العاص بن امّية بن عبد شمس بن عبد مناف ‪ ،‬و‬
‫قو‬‫كان أبوه عّفان مّمن يضرب بالّدف و يتخّنث به و يلعب ‪ ،‬رواه العلمة في كشف الح ّ‬
‫سائب الكلبي هذا ‪.‬‬
‫مؤلف كتاب إلزام الّنواصب عن هشام بن محّمد بن ال ّ‬

‫سلم له حال يستلزم تشبيهه بججالبعير و اسججتعار لججه صججفته بقججوله ‪ ) :‬نافجججا‬ ‫و أثبت عليه ال ّ‬
‫شرب كالبعير‬ ‫حضنيه ( أى نافجا جنبيه و رافعا ما بين إبطه و كشحه من كثرة الكل و ال ّ‬
‫المنتفج الجنبين ) بين نثيله و معتلفه ( أى قام بالمر و كججان حركتججه بيججن روثججه و معتلفججه‬
‫ل بالكل و الجّروث قججال‬ ‫ل الكل و الّرجيع كالبهائم التي ل اهتمام لها إ ّ‬‫يعنى لم يكن هّمه إ ّ‬
‫ض الّذم و أشّد من قول الحطية الذى قيل إّنه أهجى بيججت‬ ‫شارح المعتزلي ‪ :‬و هذا من أم ّ‬ ‫ال ّ‬
‫للعرب ‪:‬‬

‫دع المكججججججججججججججججججججججججججججججارم ل ترحججججججججججججججججججججججججججججججل لبغيتهججججججججججججججججججججججججججججججا‬


‫و اقعد فاّنك انت الطاعم الكاسي‬

‫ن قيججامه كججان بيججن منكحججه و مطعمججه و بالجملججة‬ ‫صججدوق أ ّ‬


‫هججذا و المعنججى علججى روايججة ال ّ‬
‫ل بطنه و فرجججه و الّترفججه بالمججال و اصججلح مصججالح نفسججه و‬ ‫ن هّمه لم يكن إ ّ‬
‫فالمقصود أ ّ‬
‫جه إلجى إصجلح‬ ‫إعمال دواعي خاطره من دون أن يكون له قيام بمصالح المسجلمين و تجو ّ‬
‫امور الخلفة و مراعاة لوازم الولية ) و قجام معججه بنججو أبيججه ( أراد بهججم بنججي امّيججة فججاّنهم‬
‫ل ( و يأكلونه بأقصى أضراسهم ‪.‬‬ ‫قاموا معه حالكونهم ) يخضمون مال ا ّ‬

‫سعهم بمال المسلمين و شّدة أكلهم من بيت المال مججن غيججر مبججالة‬ ‫و هو كناية عن كثرة تو ّ‬
‫لهم فيه ) كخضم البل ( و أكلها بجميع فمها ) نبتة الّربيع ( و نباته ‪،‬‬
‫ن البل لّما كانت تستلّذ نبت الّربيع بشهوة صججادقة و تملء منججه أحناكهججا و‬
‫شبه أ ّ‬
‫و وجه ال ّ‬
‫شتآء ‪ ،‬كان ما أكله أقارب عثمان مججن بيججت‬
‫ذلك لمجيئه عقيب يبس الرض و طول مّدة ال ّ‬
‫المال مشبها بذلك ‪ ،‬لستلذاذهم به و انتفاعهم منه بعد طول فقرهم ‪،‬‬

‫سلم خارج معرض الّتوبيخ و الّذم إشارة إلججى‬ ‫و امتداد ضّرهم ‪ ،‬و ذلك الكلم منه عليه ال ّ‬
‫ل المستلزم لعدم قابلّيته للخلفة و استعداده للمامة ‪.‬‬
‫ارتكابه معهم مناهي ا ّ‬

‫] ‪[ 98‬‬

‫حت فيه فراسة عمججر فججاّنه أوطججأ بنججي امّيججة رقججاب الّنججاس و‬‫شارح المعتزلي ‪ :‬و ص ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ولهم الوليات و أقطعهم القطايع و افتتحت ارمينّية في أيججامه فأخججذ الخمججس كّلججه فججوهبه‬
‫ل بن خلد بن اسيد صلة فأعطاه أربعمأة ألف درهججم ‪ ،‬و أعججاد‬ ‫لمروان ‪ ،‬و طلب إليه عبد ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم قد س جّيره ث جّم لججم يججرده‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬
‫الحكم بن أبي العاص بعد ا ّ‬
‫ل عليججه و آلججه و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫أبو بكر و ل عمر و أعطاه مأة ألف درهم ‪ ،‬و تصدق رسول ا ّ‬
‫سّلم بموضع سوق بالمدينة يعرف بمهروز علججى المسججلمين فأقطعهججا عثمججان الحججرث بججن‬
‫الحكم أخا مروان ابن حكم ‪ ،‬و أقطع مروان فدك و قد كانت فاطمة عليهججا السججلم طلبتهججا‬
‫ل عليه تارة بججالميراث و تججارة بالّنحلججة فججدفعت عنهججا ‪ ،‬و حمججى‬ ‫بعد وفات أبيها صلوات ا ّ‬
‫ل عن بني امّية ‪.‬‬‫المراعي حول المدينة كلها عن مواشي المسلمين كّلهم إ ّ‬

‫ل عليه من فتح افريقّية بالمغرب و هي من‬


‫ل بن ابى سرح جميع ما أفاء ا ّ‬
‫و أعطى عبد ا ّ‬
‫طرابلس الغرب إلى طنجة من غير أن يشركه فيه أحد من المسلمين ‪.‬‬

‫و أعطى أبا سفيان بن حرب مأتي ألف من بيت المال في اليوم الذي أمر فيه لمججروان بججن‬
‫الحكم بمأة ألف من بيت المال ‪ ،‬و قد كان زّوجه ابنته اّم أبان فجاء زيد بن أرقججم صججاحب‬
‫بيت المال بالمفاتيح فوضعها بين يدي عثمان و بكى ‪ ،‬فقال عثمان ‪:‬‬

‫أ تبكى ان وصلت رحمي ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬و لكن أبكي لني أظنك أخججذت هججذا المججال عوضججا‬
‫لج لججو‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم و ا ّ‬
‫ل صجّلى ا ّ‬ ‫ل في حياة رسول ا ّ‬ ‫عّما كنت أنفقته في سبيل ا ّ‬
‫اعطيت مروان مأة درهم لكان كثيرا فقال ‪ :‬ألق المفاتيججح فانججا سججنجد غيججرك ‪ ،‬و أتججاه أبججو‬
‫سمها كّلها فججي بنججي امّيججة ‪ ،‬و أنكججح الحججرث بججن الحكججم‬‫موسى بأموال من العراق جليلة فق ّ‬
‫ابنته عايشة فأعطاه مأة ألف من بيت المال أيضججا بعججد صججرفه زيججد بججن أرقججم عججن خزنججة‬
‫انتهى ‪.‬‬

‫شافي ‪ :‬روى الواقدي باسناده عن المسججود بججن‬


‫و قال السّيد المرتضى ) قده ( في محكي ال ّ‬
‫ن أبا بكر و عمر كاناينا و لن فججي هججذا المججال طلق‬
‫عنبسة قال ‪ :‬سمعت عثمان يقول ‪ :‬إ ّ‬
‫انفسهما و ذوى ارحامهما و إني ناولت فيه صلة رحمي ‪ ،‬و روى إّنه كان بحضرته زياد‬
‫بن عبيد مولى الحرث بن كلدة الّثقفي و قد بعث إليه ابو موسى بمجال عظيجم مجن البصجرة‬
‫صحاف ‪ ،‬فبكى زياد فقال ‪ :‬ل تبك‬
‫فجعل عثمان يقسمه بين ولده و اهله بال ّ‬

‫] ‪[ 99‬‬

‫لج ‪ ،‬و انججا اعطججي ولججدي و أهلججي و‬


‫فان عمر كان يمنع اهله و ذوي قرابته ابتغججآء وجججه ا ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫قرابتي ابتغآء وجه ا ّ‬

‫و قد روى هذا المعنى عنه من عجّدة طججرق بألفججاظ مختلفججة ‪ ،‬و روى الواقججدي أيضججا قججال‬
‫صدقة على عثمان فوهبها للحرف بن الحكم بن أبي العاص ‪ ،‬و روى‬ ‫قدمت إبل من إبل ال ّ‬
‫أيضا أّنه ولى الحكم بن ابي العاص صدقات قضاعة فبلغت ثلثماة ألف فوهبهججا لججه حيججن‬
‫أتاه بها ‪.‬‬

‫ن الّناس أنكروا على عثمان اعطججاه سججعد بججن العججاص مججأة‬ ‫و روى أبو مخنف و الواقدي ا ّ‬
‫سلم و الّزبير و طلحة و سعد و عبد الّرحمن في ذلك فقججال ‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ألف و كّلمه عل ّ‬
‫ن أبججا‬
‫له قرابة و رحما ‪ ،‬قالوا ‪ :‬و ما كان لبي بكججر و عمججر قرابججة و ذو رحججم ؟ فقججال ‪ :‬إ ّ‬
‫بكر و عمر كانجا يحتسججبان فججي منججع قرابتهمججا و أنججا احتسججب فججي اعطججاء قرابججتي ‪ ،‬قجالوا‬
‫ب الينا من هديك ‪.‬‬ ‫فهديهما و ال اح ّ‬

‫ل بن خالد بن اسيد بن ابي العاص بن أمّيه قججدم علججى عثمججان‬ ‫ن عبد ا ّ‬


‫و روى ابو مخنف إ ّ‬
‫ل واحججد مججن القججوم بمججأة الججف وصججك‬‫ل بثلثمأة الف و لك ّ‬
‫من مّكة و معه ناس فأمر لعبد ا ّ‬
‫صك به ‪ ،‬و يقال ‪:‬‬ ‫ل بن الرقم و كان خازن بيت المال فاستكثره و رد ال ّ‬ ‫بذلك على عبد ا ّ‬
‫إّنه سأل عثمان ان يكتب عليه بذلك كتابا فأبى و امتنع ابن الرقم ان يدفع المال إلى القوم‬
‫‪ ،‬فقال له عثمان ‪ :‬إّنما انت خازن لنا فما حملك على ما فعلت ؟ فقججال ابججن الرقججم ‪ :‬كنججت‬
‫اراني خازن المسلمين و إّنما خازنججك غلمججك و الج ل آل لججك بيججت المججال أبججدا ‪ ،‬و جججاء‬
‫بالمفاتيح فعّلقها على المنبر و يقال بل القاها إلى عثمان فدفعها إلى نائل موله ‪.‬‬

‫ن عثمان ‪ ،‬أمر زيد بن ثابت أن يحمل من بيت مال المسججلمين إلججى عبججد‬ ‫و روى الواقدي ا ّ‬
‫ل بن الرقم في عقيب هذا الفعل ثلثمأة ألف درهم ‪ ،‬فلما دخل بها عليه قال لججه ‪ :‬يججا أبججا‬ ‫ا ّ‬
‫ن أمير المؤمنين أرسل إليك يقول قد شغلناك عن الّتجارة و لججك رحججم أهججل حاجججة‬ ‫محّمد إ ّ‬
‫ل بن الرقم مالي إليه حاجججة و‬ ‫ففّرق هذا المال فيهم و استعن به على عيالك ‪ ،‬فقال عبد ا ّ‬
‫ل إن كان هذا من بيت مال المسلمين ما بلغ قدر عملي أن‬ ‫ما عملت لن يثيبني عثمان و ا ّ‬
‫اعطي ثلثمأة ألف ‪ ،‬و لئن كان مال عثمان فما لي إليه حاجة ‪.‬‬

‫] ‪[ 100‬‬
‫لج علججى نفسججه و علججى أقججاربه و أصججهاره ‪ ،‬و كججان‬
‫و الحاصل أّنه قد كان يصرف مججال ا ّ‬
‫مستمّرا في إتلف بيت المال المسلمين مستبدا برأيه في ذلك ‪.‬‬

‫ل بن مسعود حّتى‬ ‫و انضم إليه امور اخرى من تسيير أبي ذر إلى ربذة ‪ ،‬و ضرب عبد ا ّ‬
‫شريعة في إقامججة الحججدود‬‫كسر أضلعه ‪ ،‬و ما أظهر من الحجاب ‪ ،‬و العدول عن جاّدة ال ّ‬
‫ف اليدي العادية و النتصاب لسياسة الّرعّية ‪.‬‬
‫و رّد المظالم و ك ّ‬

‫) إلى أن ( ضاق له المخرج و عمى المصدر و انجّر المر إلى اجتماع أهل المدينة عليه‬
‫مع جماعة من أهل مصر ) فانتكث ( أي انتقض ) عليه فتله ( أى برم حبلججه و هججو كنايججة‬
‫عن انتقججاض تججدابيره المبرمججة و رجوعهججا إليججه بالفسججاد و تأديتهججا إلججى الهلك ) و اجهججز‬
‫شججنيعة و أفعججاله‬
‫عليه ( أى أسرع إليه بالقتججل بعجد كجونه مجروحججا ) عملجه ( أى أعمججاله ال ّ‬
‫سع ) و كبت به ( أى أسقطته على وجهججه )‬ ‫القبيحة التي صارت سببا لقتله ففي السناد تو ّ‬
‫شبع كالجواد الذي يكبو من كثرة الكل و المتلء ‪.‬‬ ‫بطنته ( و إسرافه في ال ّ‬

‫شنيعة إلى سوء الخاتمة ‪.‬‬


‫و الكظة ‪ ،‬و هذه كلها إشارة إلى تأّدي حركاته ال ّ‬

‫و قد قتل و انتقل إلى الحامية فججي اليججوم الّثججامن عشججر مججن ذي الحجججة مججن سججنة خمججس و‬
‫ل إثنى عشر يومججا ‪،‬‬ ‫ثلثين من الهجرة ‪ ،‬و ذلك بعد ما غصب الخلفة اثنتى عشرة سنة إ ّ‬
‫و قيل إحدى عشرة سنة و أحججد عشجر شجهرا و أربعجة عشجر يومججا ‪ ،‬و قيججل ثمانيججة عشججر‬
‫ل أحججد دفنججه و‬
‫يوما ‪ ،‬و قد كان بعد قتله مطروحا في خندق اليهود إلى ثلثة أّيام ل يسججتح ّ‬
‫ل يقدم أحد على ذلك خوفا من المهاجرين و النصار حّتى نهبه بنو امّية و دفنوه ‪ ،‬و قيل‬
‫‪:‬‬

‫كان مطروحا في مزبلة اليهود ثلثة أّيام حّتى أكلت الكلب ‪ ،‬إحدى رجليه فاستأذنوا علّيا‬
‫سلم فأذن في دفنه و دفن في حش كوكب و هي مقبرة كانت لليهود بالمدينة ‪،‬‬ ‫عليه ال ّ‬

‫فلّما ولى معاوية وصلها بمقابر أهججل السججلم و يججأتي تفصججيل الكلم فججي كيفيججة قتلججه فججي‬
‫ل هذا ‪.‬‬‫شرح الكلم الثلثين إنشآء ا ّ‬

‫سجلم ‪:‬‬
‫شارح المعتزلي بعد ذكره ما حكيناه عنه سابقا في ذيل قوله عليجه ال ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫و العجب أ ّ‬
‫ل اه ‪ ،‬قال ‪ :‬و قد أجاب أصحابنا عن المطاعن في عثمان بأجوبة‬ ‫يخضمونه مال ا ّ‬

‫] ‪[ 101‬‬

‫ل أّنها لم تبلغ المبلججغ الججذي‬


‫مشهورة في كتبهم و الذي نقول نحن ‪ :‬إّنها و إن كانت احداثا إ ّ‬
‫يستباح به دمه و قد كان الواجب عليهم أن يخلعوه من الخلفة حيث لم يستصججلحوه لهججا و‬
‫ل يعجلوا بقتله ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬و هذا الكلم منه صريح في عدم قابليته للخلفة و مع ذلك ل يكاد ينقضججي عجججبي‬
‫ل من أجل أّنهم » ألفججوا آبججائهم‬
‫منه كيف يجعله ثالث الخلفآء و يعتقد بخلفته ؟ و ما ذلك إ ّ‬
‫ضالين فهم على آثارهم يهرعون «‬

‫ععععععع‬

‫تا آنكه ايستاد و متولى خلفت گرديد سوم قوم كه عثمان بن عفان عليججه النيججران بججود در‬
‫حالتى كه باد كننده بود هر دو جانب خود را از كثرت كبر و غرور يا از زيادتى اكل و‬
‫شرب ‪ ،‬ايستاد او در ميان سركين يا در ميان ذكر خود و موضع علف آن ‪ ،‬يعني همججت‬
‫او مصروف بخوردن و آشاميدن و سركين انججداختن بججود مثججل بهججائم ‪ ،‬و ايسججتادند بججا او‬
‫فرزندان پدر او يعنى بني اميه در حالتيكه ميخوردند با جميع دهان خودشان مال خدا را‬
‫با لذت و رفاهيت مثل خوردن شتر بهمه دهان خود علف بهار را ‪ ،‬و مستمّر بودنججد بججر‬
‫اين حالت تا اينكه باز شد تاب ريسمان تابيده او و بكشججتن شججتاب نمججود بعججد از جراحججت‬
‫بسيار كردار ناپسنديده او و برويش افكند كثرت اكل و شّدت امتلء او ‪.‬‬

‫ععععع عععععع‬

‫ق‬
‫ى حّتى لقد وطىء الحسنان ‪ ،‬و ش ّ‬ ‫ضبع ينثالون عل ّ‬ ‫ى كعرف ال ّ‬ ‫ل و الّناس إل ّ‬‫فما راعني إ ّ‬
‫عطفاى مجتمعين حولي كربيضة الغنججم ‪ ،‬فلّمججا نهضججت بججالمر نكثججت طآئفججة ‪ ،‬و مرقججت‬
‫جَعُلهججا‬
‫خجَرُة َن ْ‬
‫لِ‬‫ك الجّدار ا ْ‬
‫ل تعالى يقول ‪ِ » :‬تْل َ‬ ‫أخرى ‪ ،‬و فسق آخرون ‪ ،‬كأّنهم لم يسمعوا ا ّ‬
‫ل لقد سمعوها‬ ‫ن « بلى و ا ّ‬ ‫لْرض َو ل َفساًدا َو اْلعاِقَبُة لِْلُمّتقي َ‬‫عُلّوا ِفي ا َْ‬
‫ن ُ‬
‫ن ل ُيريُدو َ‬
‫ِلّلذي َ‬

‫] ‪[ 102‬‬

‫و وعوها ‪ ،‬و لكّنه » لكّنهم خ « حليت الّدنيا في أعينهم و راقهم زبرجها ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫شيء روعا من باب قال أفزعني و رّوعني مثله و راعني جماله أعجبني ‪،‬‬
‫) راعني ( ال ّ‬

‫ل بمجيئك كججأّنه‬ ‫ل مجيئك اى ما شججعرت إ ّ‬ ‫و في شرح المقامات عن الزهرى ما راعني إ ّ‬


‫ل لججذلك ‪ ،‬و هججذا كلم يسججتعمل فججي مفاجججاة المججر أل تججرى أّنججه‬
‫قال ‪ :‬ما أصاب روعججى إ ّ‬
‫ل فلن بالبججاب و‬ ‫يعاقب إذا المفاجاة تقول ‪ :‬خرجنا فاذا زيد بالباب و خرجت فما راعني إ ّ‬
‫ضبع يضرب به المثل فججي الزدحججام و ) الّثججول (‬ ‫) عرف ( الّداّبة شعر عنقها و عرف ال ّ‬
‫ب و انثال عليه القول تتابع و كثر فلم يدر بأّيه يبدء ‪.‬‬
‫ب ما في الناء و انثال انص ّ‬
‫ص ّ‬
‫و قال المطرزى في شرح المقامات للحريرى ‪ :‬النثيال الجتماع و النصباب انفعال من‬
‫الّثول و هو جماعة الّنحل و من قولهم ‪ :‬ثويلة من الّناس ‪ ،‬أى جماعججة مججن بيججوت متفّرقججة‬
‫يقال ‪ :‬منه انثالوا عليه و تثولججوا أى اجتمعججوا و انثججال الّتججراب انصججب و منججه انثججال عليججه‬
‫شيء جانبه و العطفان الجانبان ‪.‬‬ ‫ل وجه أى انصّبوا انتهى ‪ ،‬و ) عطف ( ال ّ‬ ‫الّناس من ك ّ‬

‫ق عطججا فججي و هججو بالكسججر الجّرداء و هججو أنسججب و ) الّربيججض و‬ ‫و في بعض الّنسخ و شج ّ‬
‫الّربيضة ( الغنم برعاتها المجتمعة في مرابضججها ‪ 1‬و ) الّنكججث ( الّنقججض و ) المججروق (‬
‫سهم من الرمية مروقا من باب قعد خرج منه من غير مدخله و منججه‬ ‫الخروج يقال مرق ال ّ‬
‫قيل ‪ :‬مرق من الّدين أيضا إذا خرج منه و ) فسق ( الّرجل فجر و في بعض الّنسخ قسججط‬
‫و هو مججن بججاب ضججرب جججار و عججدل مججن الضججداد و المججراد بججه هنججا الّول و ) وعججى (‬
‫شججيء بعينججي و بصججدرى يحلججى مججن بججاب‬ ‫الحديث وعيا من باب وعد حفظه و ) حلى ( ال ّ‬
‫شيء أعجبني و ) الّزبرج ( الّزينة و الّذهب ‪.‬‬ ‫تعب حسن عندى و أعجبنى و ) راقني ( ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق ق قققق ققق ق قققق ق ققققق ق قققق‬
‫ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 103‬‬

‫ععععععع‬

‫ى حالّيججة مبينججة لهيئة‬


‫فاعججل راعنججي محججذوف مججدلول عليججه بالفعججل ‪ ،‬و جملججة و الّنججاس إلج ّ‬
‫ى متعلق بمحذوف تقديره و الّناس رسججل إل ج ّ‬
‫ى‬ ‫سرة للمستّنى المحذوف ‪ ،‬و إل ّ‬ ‫المفعول و مف ّ‬
‫سرة للمحذوف نظير قوله تعالى ‪:‬‬ ‫و قد صّرح به في رواية الحتجاج ‪ ،‬و كون الجملة مف ّ‬

‫ن«‪.‬‬
‫جُنّنُه حّتى حي ٍ‬
‫سُ‬‫ت َلَي ْ‬
‫ليا ِ‬
‫ن َبْعِد ما َرَأُو ا ْ‬
‫» ُثّم َبدا َلُهْم ِم ْ‬

‫سجره عليجه و هجو ليسججنّنه و‬ ‫شاف ‪ :‬فاعل بدا مضمر لدللجة مجا يف ّ‬ ‫قال الّزمخشري في الك ّ‬
‫سججلم علججى‬
‫المعنى بدالهم بداء أى ظهر لهم رأى ليسجنّنه اه ‪ ،‬و تقدير كلم المام عليججه ال ّ‬
‫ي و الّرسل بفتحتين القطيججع‬ ‫ل حالة أعني كون الّناس رسل إل ّ‬ ‫ما ذكرنا ‪ :‬ما راعني رايع إ ّ‬
‫من البل و الجمع أرسال مثل سبب و أسبابا و يشبه به الّناس فيقججال ‪ :‬جججاءوا أرسججال أى‬
‫جماعججات متتجابعين ‪ ،‬و جملجة ينثجالون إّمجا خجبر بعجد خججبر للّنجاس ‪ ،‬أو حجال بعججد حجال و‬
‫مجتمعين حال من فاعل ينثالون ‪.‬‬
‫عععععع‬

‫سلم لما ذكر خلفة المتخّلفين الّثلثة و بّين حال أّيام خلفتهم و أشار إلى‬ ‫اعلم اّنه عليه ال ّ‬
‫سججلم‬
‫ما ابتلى به الّناس في تلك اليام ‪ ،‬شججرع فججي بيججان كيفّيججة انتقججال المججر إليججه عليججه ال ّ‬
‫جة يوم الجمعججة بعججد مججا مضججى مججن‬ ‫ظاهرا كما كان له باطنا و كان ذلك في شهر ذى الح ّ‬
‫ل ( حالة ) و ( هججو‬ ‫سلم ) فما راعني ( رايع ) إ ّ‬ ‫الهجرة خمس و ثلثون سنة فقال عليه ال ّ‬
‫ى ( يتتججابعون و‬‫ضججبع ينثججالون علج ّ‬ ‫ى ( متزاحمين ) كعرف ال ّ‬ ‫كون ) الّناس ( متتابعين ) إل ّ‬
‫لج‬
‫ل جانب حتى لقد وطيء الحسنان ( الحسن و الحسين صججلوات ا ّ‬ ‫يكثرون القول ) من ك ّ‬
‫عليهما من شّدة الزدحام ‪.‬‬

‫ن أبا عمر محّمد بن عبد الواحد غلم ثعلب روى في قوله عليه‬
‫و عن المرتضى ) قده ( ا ّ‬
‫شنفر مهضومة ‪ 1‬الكشحين خرماء‬
‫سلم وطيء الحسنان أّنهما البهامان » و انشد لل ّ‬‫ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق قققق ق قق ق قققق ق ق قق ق قققق ق ق‬
‫ققق قققققق ققققققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 104‬‬

‫سلم إّنمججا كججان يججومئذ جالسججا محتبيججا و‬


‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫الحسن » كذا « و روى أ ّ‬
‫لج عليجه و آلجه و سجّلم المسجّماة بجالقر فصجآء و هجي جمجع‬ ‫لج صجّلى ا ّ‬‫هي جلسجة رسجول ا ّ‬
‫الركبتين و جمع الّذيل ‪ ،‬فلّما اجتمعوا ليبايعوه زاحموه حّتى وطئوا ابهججاميه و ش جّقوا ذيلججه‬
‫سلم و هما رجلن كساير الحاضرين ‪.‬‬ ‫بالوطى و لم يعن الحسن و الحسين عليهما ال ّ‬

‫سلم و قد أكججده‬ ‫و كيف كان فالمقصود بهذه الجملة الشارة إلى كثرة تزاحم الّناس عليه ال ّ‬
‫ق عطفيه خدش جججانبيه لشجّدة الصججطكاك منهججم و‬ ‫ق عطفاى ( أراد بش ّ‬‫ثانيا بقوله ‪ ) :‬و ش ّ‬
‫ق ججانبي قميصجه بعلقجة المججاورة ‪ ،‬أو ججانبي ردائه ‪ ،‬و يؤّيجده الّروايجة‬ ‫الّزحام ‪ ،‬أو شج ّ‬
‫ق عطا في كما في بعض النسخ هذا ‪.‬‬ ‫الخرى أعني ش ّ‬

‫سججلم ‪ ،‬أو جججر يججا علججى‬


‫سلم أو عطافه إّما لكثرة فرحهم به عليه ال ّ‬
‫و شّقهم عطفيه عليه ال ّ‬
‫ما هو عجادتهم مججن قلججة مراعجاة شجرايط الّتجوقير و الدب فججي المعاشجرات و المخاطبجات‬
‫) مجتمعين حولي كربيضة الغنم ( المجتمعة في مرابضها ) فلما نهضت بالمر ( و قمت‬
‫ي السّنين المتطاولة ) نكثت طايفة ( و نقضت بيعتها ‪ ،‬و المراد بهججا أصججحاب‬ ‫به بعد مض ّ‬
‫سلم يتلو وقت مبايعتهم ‪:‬‬‫الجمل و قد كان عليه ال ّ‬

‫سه « ‪.‬‬
‫على َنْف ِ‬
‫ث َ‬
‫ث َفِإّنما َيْنُك ُ‬
‫ن َنَك َ‬
‫» َو َم ْ‬
‫سهم من الّرمية ‪ ،‬و المججراد‬ ‫) و مرقت ( طايفة ) اخرى ( أى خرجت من الّدين كمروق ال ّ‬
‫بها أصحاب النهروان ) و فسق آخرون ( بخروجهججم علججى المججام العججادل و تع جّديهم عججن‬
‫ق ‪ ،‬و هم معاوية و أتباعهم ‪ ،‬و في بعض الّنسخ و قسط آخججرون أى جججاروا فججي‬ ‫سنن الح ّ‬
‫ق أمير المؤمنين و ظلموا آل محّمد عليهم السلم حّقهم ‪ ،‬و تسميتهم بالقاسطين كتسججمية‬ ‫حّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم عند إخبججاره‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫الوليين بالّناكثين و المارقين مّما سبقت من الّنب ّ‬
‫ل عليه ‪.‬‬ ‫سلم بالملحم و الوقايع التي تكون بعده صلوات ا ّ‬ ‫عليه ال ّ‬

‫لج‬
‫شيخ باسجناده عجن المفضجل بجن عمجر بجن أبجي عبجد ا ّ‬ ‫روى في غاية المرام من أمالى ال ّ‬
‫ل ج عليججه و‬‫ي ص جّلى ا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬بلغ اّم سلمة زوج الّنججب ّ‬ ‫صادق عن أبيه عن جّده عليهم ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سلم و يتناوله ‪ ،‬فأرسلت إليه فلّما صججار إليهججا‬ ‫ن مولى لها ينتقض علّيا عليه ال ّ‬ ‫آله و سّلم أ ّ‬
‫قالت له ‪:‬‬

‫] ‪[ 105‬‬

‫ى بلغني أّنك تنقص علّيا و تتناوله ؟ قال ‪ :‬نعم يا أّمججاه ‪ ،‬قججالت لججه ‪ :‬اقعججد ثكلتججك اّمججك‬
‫يا بن ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬ثّم اختر لنفسك ‪.‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫حّتى أحّدثك بحديث سمعته من رسول ا ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم ليلة تسع نسججوة و كججانت ليلججتي و يججومي‬


‫ل صّلى ا ّ‬‫إّنا كّنا عند رسول ا ّ‬
‫ل ؟ قججال ‪:‬‬
‫ل عليه و آله و سّلم فأتيت الباب فقلت ‪ :‬أدخل يا رسول ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫من رسول ا ّ‬
‫سمآء ‪.‬‬‫ي شيء من ال ّ‬ ‫ل ‪ ،‬فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون رّدني من سخطه أو نزل ف ّ‬

‫لج ؟ فقجال ‪ :‬ل ‪ ،‬فكبججوت‬‫ثم البث » كذا « حّتى أتيت الباب الّثاني فقلت ‪ :‬أدخل يا رسول ا ّ‬
‫كبوة أشّد من الولى ثم البث » كذا « حّتى أتيججت البججاب الثججالث فقلججت ‪ :‬أدخججل يججا رسججول‬
‫ل؟‬‫ا ّ‬

‫سلم جالس بيججن يججديه و هججو يقججول ‪ :‬فججداك‬ ‫ي عليه ال ّ‬


‫فقال ‪ :‬ادخلي يا اّم سلمة فدخلت و عل ّ‬
‫صججبر ‪ ،‬ث جّم أعججاد‬
‫ل إذا كان كذا و كذا فما تأمرنى ؟ قال ‪ :‬آمججرك بال ّ‬ ‫أبي و اّمي يا رسول ا ّ‬
‫ي يا أخي إذا كان‬ ‫صبر ‪ ،‬فأعاد عليه القول الثالثة فقال له ‪ :‬يا عل ّ‬
‫عليه القول ثانية فأمره بال ّ‬
‫ل سيفك وضعه على عاتقك و اضرب قدما قدما حّتى تلقاني و سججيفك شججاهر‬ ‫ذلك منهم فس ّ‬
‫يقطر من دمائهم ‪.‬‬

‫ل ما هججذه الكأبججة يججا أّم سججلمة ؟ قلججت ‪:‬‬


‫ي تا ّ‬
‫ى فقال ل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم إل ّ‬‫ثّم التفت صّلى ا ّ‬
‫ل ما رددتك من وجودة و إّنك لعلى‬ ‫ل ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬و ا ّ‬ ‫الذي كان من رّدك إّياى يا رسول ا ّ‬
‫ل و رسوله ‪ ،‬و لكن أتيتنججي و جبرائيججل يخججبرني بالحججداث الججتي تكججون بعججدي‬ ‫خير من ا ّ‬
‫فأمرني أن اوصي بذلك علّيا ‪.‬‬

‫ي بن أبي طالب أخي في الّدنيا و أخي في الخرة ‪.‬‬


‫يا اّم سلمة اسمعي و اشهدي هذا عل ّ‬
‫ي بن أبي طالب حامل لوائي في الجّدنيا و حامججل لججواء‬
‫يا اّم سلمة اسمعي و اشهدي هذا عل ّ‬
‫الحمد غدا في القيامة ‪.‬‬

‫ي بن أبي طالب وصّيي و خليفتي من بعدي و قاضي‬


‫يا اّم سلمة اسمعي و اشهدي هذا عل ّ‬
‫عداتي و الّذائد عن حوضي ‪.‬‬

‫ي بن أبي طالب سّيد المسلمين و إمام‬


‫يا اّم سلمة اسمعي و اشهدي هذا عل ّ‬

‫] ‪[ 106‬‬

‫المتقين و قائد العّز المحجلين و قاتل الّناكثين و القاسطين و المارقين ‪ ،‬قلت ‪:‬‬

‫ل من الّناكثون ؟ قال ‪ :‬الذين يبايعونه بالمدينة و ينكثون بالبصرة ‪ ،‬قلت ‪:‬‬


‫يا رسول ا ّ‬

‫شام ‪ ،‬قلت ‪ :‬من المارقون ؟ قال ‪:‬‬


‫من القاسطون ؟ قال ‪ :‬معاوية و أصحابه من أهل ال ّ‬

‫لج ل سججببت علّيججا‬


‫ل عنججك و ا ّ‬
‫أصحاب الّنهروان ‪ ،‬فقال مولى اّم سلمة فّرجت عني فّرج ا ّ‬
‫أبدا ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫سججلم شجّدد‬
‫لج ‪ ،‬ثجم اّنججه عليججه ال ّ‬
‫و الخبار في هذا المعنى كثيرة يأتي في مواقعهججا إنشججآء ا ّ‬
‫لج‬
‫النكير على الجماعة في مخالفتهم لججه و إعراضججهم عنججه بقججوله ‪ ) :‬كججاّنهم لججم يسججمعوا ا ّ‬
‫تعالى يقول ‪ :‬تلك الّدار الخرة نجعلها لّلججذين ل يريججدون عل جّوا فججي الرض و ل فسججادا و‬
‫العاقبة للمتقين ( لما كانت الية دالة على كججون اسججتحقاق الخججرة معلقججا علججى عججدم إرادة‬
‫لزم على من سمعها و تدبر فيها إن كان ذا عقل أن ل يريججدهما ‪ ،‬و‬ ‫العلّو و الفساد كان ال ّ‬
‫هؤلء الجماعججة لمججا علججوا فججي الرض و أفسججدوا فيهججا و خججالفوا المججام العججادل و تركججوا‬
‫سماع ترك إرادتهما ‪.‬‬ ‫متابعته ل جرم شّبههم بمن لم يسمعها لما ذكرنا من أن لزمة ال ّ‬

‫ل ج لقججد سججمعوها و‬
‫سماع لو اعتذر به بقوله ‪ ) :‬بلى و ا ّ‬ ‫ثّم دفع توهم العتذار عنهم بعدم ال ّ‬
‫لم و كلمة الّتحقيق ‪ ،‬ثّم استدرك ذلك بالشججارة إلججى سجّر عججدم‬ ‫وعوها ( مؤكدا بالقسم و ال ّ‬
‫سماع بعد حصول نفسه بقوله ‪ ) :‬و لكّنهم حليت الّدنيا في أعينهججم وراقهججم‬ ‫حصول ثمرة ال ّ‬
‫سججماع عليججه و البججاعث علججى إعراضججهم‬ ‫زبرجها ( فكان ذلك هو المانع عن ترّتب ثمرة ال ّ‬
‫ضججللة بالهججدى و لسججعيهم فججي الرض بججالعلّو و‬ ‫سججبب لشججترائهم ال ّ‬‫عن الّدار الخرة و ال ّ‬
‫الفساد ‪.‬‬

‫ن سماع الية مقتض لعدم إرادة العلّو و الفساد و يججترّتب عليججه مقتضججاه‬ ‫و حاصل الكلم أ ّ‬
‫ق هجؤلء الجماعجة حيجث‬ ‫لو لم يصادف وجود المانع ‪ ،‬و أّما مع المصادفة له كمجا فجى حج ّ‬
‫افتتنوا بالدّنيا و أعجبهم ذهبا و زينتها فيبقججى المقتضججي علججى اقتضججائه و ل يججترّتب عليججه‬
‫آثاره هذا ‪.‬‬

‫ضماير الربعة في قوله ‪ :‬و لكّنهم ‪ ،‬و لم يسمعوا ‪ ،‬و سمعوا ‪ ،‬و وعوا ‪ ،‬إّما‬
‫و ال ّ‬

‫] ‪[ 107‬‬

‫راجعة إلججى الطوايججف الثلث ‪ :‬الّنججاكثين و المججارقين و القاسججطين و هججو القججرب لفظججا و‬
‫النسب معنى و الظهر لمن تدّبر ‪ ،‬أو إلججى الخلفججآء الثلثججة علججى مججا اسججتظهره المحجّدث‬
‫ن الغرض من الخطبة ذكرهم ل الطوايف ‪ ،‬و بأّنه المناسججب لمججا‬ ‫المجلس ) قده ( معّلل بأ ّ‬
‫بعد الية ل سّيما في سمعوها ‪ ،‬و وعوها ‪ ،‬ضمير الجمع ‪.‬‬

‫شريفة و بعض مججا تضجّمنها مججن النكججات و اللطججايف فججأقول ‪:‬‬ ‫بقى الكلم في معني الية ال ّ‬
‫المشار إليها في الية هججي الجّنججة ‪ ،‬و الشججارة إلججى التعظيججم و التفخيججم ‪ ،‬يعنججي تلججك الججتي‬
‫سمعت بذكرها و بلغك وصفها ‪ ،‬و المراد بالعلّو فججي الرض هججو الّتجججبر و التكّبججر علججى‬
‫ل أو أخججذ المجال و‬ ‫ل ‪ ،‬و بالفساد الّدعاء إلى عبادة غير ا ّ‬ ‫ل و الستكبار عن عبادة ا ّ‬ ‫عباد ا ّ‬
‫ق أو العمل بالمعاصي ‪.‬‬ ‫قتل الّنفس بغير ح ّ‬

‫سلم أّنه كان يمشي فججي‬ ‫و روى في مجمع البيان عن راوان ‪ 1‬عن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ضججعيف و يمجّر بالبّيججاع و البقججال فيفتججح‬
‫ضججال و يعيججن ال ّ‬
‫ل يرشد ال ّ‬
‫السواق وحده و هو دا ّ‬
‫عليه القرآن و يقرء ‪ :‬تلك الّدار الخرة نجعلهججا لّلججذين ل يريججدون عل جّوا فججي الرض و ل‬
‫فسادا ‪ ،‬و يقول ‪ :‬نزلت هذه الية في أهل العدل و الّتواضع من الولة و أهججل القججدرة مججن‬
‫ساير الّناس ‪.‬‬

‫شجافعي فجي مناقبجة باسجناده عجن‬


‫و في غاية المرام عن أبي الحسن الفقيه ابجن المغجازلي ال ّ‬
‫شسوع بيده ثّم يمّر في السواق فيناول‬ ‫سلم يمسك ال ّ‬ ‫زاوان أيضا قال ‪ :‬رأيت علّيا عليه ال ّ‬
‫ل و يعين الحّمال على الحمولة و يقرء هذه الية ‪:‬‬ ‫ضا ّ‬‫شسع و يرشد ال ّ‬
‫الّرجل ال ّ‬

‫تلك الّدار الخرة الية ‪ ،‬ثّم يقول ‪ :‬هذه الية نزلت في الولة و ذوي القدرة من الّناس ‪.‬‬

‫سلم قال ‪ :‬إنّ الّرجل‬‫و في مجمع البيان عن أبي سلم العرج عن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫شججاف ‪ ،‬قججال الطبرسججي ‪:‬‬‫ليعجبه شراك نعله فيدخل في هذه الية ‪ ،‬و قريب منه ما في الك ّ‬
‫ن من تكّبر على غيره بلباس يعجبه فهو مّمججن يريججد علجّوا فججي الرض و قيججل ‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫يعني ا ّ‬
‫صة فرعون ‪ ،‬كان العلّو إشارة‬ ‫صة قارون و قبل ق ّ‬
‫الية لما كانت بعد ق ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قق قققققق ق ق قققق قققق ق ققق ققق »‬
‫ققققق « قققققق ق ققققق ققققققققق ق قق ق ق‬
‫ق ققق ققق ق ققق ققققق » ق « ق ق قق قققق ق‬
‫قققققق ققققققق ق قققق ققق قق قققق ققق » ق‬
‫« ققققق قق قققق ق ق ققق قق ققق ‪ » .‬قققققق « ‪.‬‬

‫] ‪[ 108‬‬

‫إلى كفر فوعون لقوله تعالى ‪:‬‬

‫ض«‪.‬‬
‫لْر ِ‬
‫ض « و الفساد إلى بغى قارون لقوله ‪َ » :‬و ل َتْبِغ اْلَفساَد ِفي ا َْ‬
‫لْر ِ‬
‫عل في ا َْ‬
‫» َ‬

‫سلم يحتمل كون الّول إشارة إلى الّولين و الّثاني إلى الّثججالث أو‬
‫ففي كلم المام عليه ال ّ‬
‫الجميع اليهم جميعا ‪ ،‬و على ما استظهرناه فالظهر كون الّول إشارة إلى طلحة و زبيججر‬
‫و أتباعهما و معاوية و أصحابه و الّثاني إلى أصحاب الّنهروان ‪ ،‬و يحتمل الشارة فيهما‬
‫إلى جميعهم هذا ‪.‬‬

‫و بقي هنا شيء و هو أّنه سبحانه لم يعلق الموعد في الية الشريفة بجترك العلجّو و الفسجاد‬
‫لكن بترك إرادتهما و ميل القلوب إليهما كما علق الوعيد بالّركون في قوله ‪:‬‬

‫سُكم الّنار « ‪.‬‬


‫ظَلُموا َفَتَم ّ‬
‫ن َ‬
‫» َو ل َتْرَكُنوا ِإَلى اّلذي َ‬

‫سوء و كونها معصية و يستفاد ذلك أيضا من قوله سبحانه ‪:‬‬


‫ل على قبح إرادة ال ّ‬
‫فيد ّ‬

‫ن ُتْب جُدوا‬
‫ب أليٌم « و قججوله ‪ِ » :‬إ ْ‬
‫عذا ٌ‬
‫ن آُمُنوا َلُهْم َ‬
‫شُة ِفي اّلذي َ‬ ‫حَ‬ ‫ن َتشيَع اْلفا ِ‬
‫ن َأ ْ‬‫حّبو َ‬‫ن ُي ِ‬
‫» َو اّلِذي َ‬
‫ل«‪.‬‬ ‫سُبُكْم ِبِه ا ُّ‬
‫خُفوُه ُيحا ِ‬
‫سُكْم َأْو ُت ْ‬
‫ما في َأْنُف ِ‬

‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬إّنمججا يحشججر‬ ‫و هو المستفاد من الخبار المستفيضة مثل قوله صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬و سّلم ‪ :‬نية الكافر شّر من عمله ‪ ،‬و ما‬ ‫الّناس على نّياتهم ‪ ،‬و قوله صّلى ا ّ‬
‫ل منهمججا علججى الّثبججات‬‫ورد من تعليل خلود أهل الّنار فيها و أهل الجّنة في الجّنججة بعججزم كج ّ‬
‫على ما كانوا عليه من المعصية و الطاعة لو كانوا مخلدين في الّدنيا إلججى غيججر هججذه مّمججا‬
‫رواها المحّدث الشيخ الحّر في أوائل الوسججائل ‪ ،‬و إلججى ذلججك ذهججب جمججع مججن الصججحاب‬
‫منهم العلمة و ابن إدريس و صاحب المدارك و شيخنا البهججائي و المحّقججق الطوسججي فججي‬
‫سججوء و أّنهججا ل تكتججب و‬ ‫ن المستفاد من الخبار الخر هو العفو عججن نّيججة ال ّ‬ ‫لأّ‬‫الّتجريد ‪ ،‬إ ّ‬
‫شججهيد فججي القواعججد ‪ ،‬قججال فججي‬ ‫هي كثيرة أيضا رواها في الوسائل ‪ ،‬و هو مذهب شججيخنا ال ّ‬
‫محكي كلمه ‪:‬‬

‫] ‪[ 109‬‬
‫ل يؤثر نّية المعصية عقابا و ل ذماما لم يتلبس بها و هو مّما ثبت في الخبار العفججو عنججه‬
‫انتهى ‪.‬‬

‫و قد جمع شيخنا العلمة النصاري طاب رمسججه بينهمججا ‪ ،‬بحمججل الدلججة الول علججى مججن‬
‫اشتغل بعد القصد ببعض المقجدمات ‪ ،‬و الّثانيجة علجى مجن اكتفجى بمججّرد القصججد أو حمجل‬
‫الّول على من بقي على قصده حّتى عجز عن الفعججل ل باختيججاره ‪ ،‬و حمججل الخججر علججى‬
‫من ارتدع عن قصده بنفسه ‪.‬‬

‫و رّبما يجمع بينها بحمل أخبار العفو على نّية المسلم و أخبار العقوبة علججى نّيججة الكججافر ‪،‬‬
‫أو حمل الّنفى على عقوبة الخرة و الثبات على عقوبة الّدنيا ‪ ،‬أو حمل الّنفى على فعلّيججة‬
‫سججيئة الججتي هجّم بهججا فل‬
‫العقاب و الثبات على الستحقاق ‪ ،‬أو حمل الّنفججى علججى عقوبججة ال ّ‬
‫يكون عقوبة القصد كعقوبة العمل و حمل أخبار العقوبة على ثبوتها في الجملة ‪،‬‬

‫ل العالم بحقايق أحكامه‬


‫إلى غير هذه من المحامل مّما ل يخفى على الفطن العارف ‪ ،‬و ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫پس تعجب نياورد مرا تعجب آورنده مگر حالت پياپى آمدن مردم بسوى من بجهت عقد‬
‫بيعت مثل يال كفتججار در حججالتيكه تزاحججم ميكردنججد بججر مججن از هججر طججرف حجتى ايججن كججه‬
‫سجلم و شجكافته شجد دو طججرف‬ ‫بتحقيق پايمجال گردانيججده شججدند حسجن و حسججين عليهمجا ال ّ‬
‫پيراهن من يا عباى من از كثرت ازدحام در حالتيكه مجتمع بودنججد گججردا گججرد مججن مثججل‬
‫گله گوسفند ‪ ،‬پس زمانيكه برخاسججتم بججامر خلفججت شكسججتند طججايفه عهججد بيعججت مججرا ‪ ،‬و‬
‫خارج شدند طايفه ديگر از جاده شريعت مثل خروج تير از كمان ‪،‬‬

‫و فاسق شدند طايفه سيم گويا نشنيدهاند آنها خداوند تعالى را كه ميفرمايد در قرآن مجيد‬
‫خود ‪ ،‬كه اين دار آخرت است ميگردانيم آن را بجهت كسججانيكه اراده نميكننججد بلنججدى را‬
‫در زمين و نه فساد و فتنه را و عاقبت بخير متقيججن و پرهيزكججاران راسججت ‪ ،‬بلججى بخججدا‬
‫قسم كه بيقين شنيدهايد اين آيه را و حفظ كردهاند آنرا و لكن زينت داده شججده اسججت دنيججا‬
‫در نظر آنها و تعجب آورده است زينت و زر دنياى فانى ايشان را ‪.‬‬

‫] ‪[ 110‬‬

‫ععععع عععععع‬

‫أمججا و اّلججذي فلججق الحّبججة و بججرأ الّنسججمة لججو ل حضججور الحاضججر ‪ ،‬و قيججام الحجججة بوجججود‬
‫ظة ظالم ‪ ،‬و ل سغب مظلججوم ‪ ،‬و‬ ‫ل على العلمآء أن ل يقاّروا على ك ّ‬ ‫الّناصر ‪ ،‬و ما أخذ ا ّ‬
‫للقيت حبلها على غاربها ‪ ،‬و لسقيت آخرها بكججأس أّوليهججا ‪ ،‬و للفيتججم دنيججاكم هججذه أزهججد‬
‫عندي من عطفة عنز ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ب و الّنوى ) و برء ( أى خلق قيل ‪ :‬و قّلمججا يسججتعمل‬ ‫) الفلق ( الشق قال تعالى ‪ :‬فالق الح ّ‬
‫في غير النسان و ) النسمة ( محّركة النسججان أو النفججس و الجّروح ‪ ،‬و قججد يسججتعمل فيمججا‬
‫ل واحججد صجاحبه علججى المججر و‬ ‫عدا النسان و ) قجاّره ( مقججاّرة قجّر معججه و قيججل إقجرار كج ّ‬
‫تراضججيهما بججه و ) الكظججة ( مججا يعججتري النسججان مججن المتلء مججن الطعججام و ) السججغب (‬
‫بالّتحريك الجوع و ) الغارب ( أعلججى كتججف الّناقججة و ) الّزهججد ( خلف الّرغبججة و الّزهيججد‬
‫شارح المعتزلي ‪ :‬عفطة عنججز مججا‬ ‫ضرطة ‪ ،‬و قال ال ّ‬ ‫القليل و ) العفطة ( قال ابن الثير ‪ :‬ال ّ‬
‫تنثره من أنفها و أكثر ما يستعمل ذلك في النعجججة ‪ ،‬فأمججا العنججز فالمسججتعمل الشججهر فيهججا‬
‫النفطة بالنون و يقولون ‪ :‬ما له عافط و ل نافط أى نعجة و ل عنز ‪ ،‬ثم قال ‪:‬‬

‫صججة عفطججت ‪2‬‬


‫فان قيل أيجوز أن يقال العفطة هنا الحبقة ‪ 1‬فان ذلك يقججال فججي العنججز خا ّ‬
‫تعفط ‪.‬‬

‫سججلم الّتفسججير الّول ‪،‬‬


‫ل أن الحسن و الليق بكلم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫قيل ذلك جايز إ ّ‬
‫ح أّنه ل يقال في العطسة‬ ‫ن جللته و سودده يقتضي أن يكون ذلك أراد ل الثاني فان ص ّ‬ ‫فا ّ‬
‫سلم استعمله في العنز مجازا ‪.‬‬
‫ل للنعجة ‪ ،‬قلنا إّنه عليه ال ّ‬
‫عفطة إ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققققق قققققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق قققق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 111‬‬

‫ععععععع‬

‫لج مصججدرّية و الجملججة فججي تأويججل المصججدر معطوفججة علججى‬ ‫كلمة ما في قوله ‪ :‬و ما أخذ ا ّ‬
‫الحضججور أو موصججولة و العججائد محججذوف و علججى الّول فجملججة أن ل يقججاّروا فججي محججل‬
‫لج بتقججدير حججرف ججّر أو نفججس أن‬‫الّنصب مفعول لخذ ‪ ،‬و على الّثججاني بيججان لمججا أخججذه ا ّ‬
‫تفسيرّية على حّد قوله تعالى ‪:‬‬
‫شججوا « علججى مججا ذهججب اليججه‬
‫ن اْم ُ‬
‫لَء َأ ِ‬
‫ق اْلَم َ‬
‫طَل َ‬
‫جّنجُة « و قججوله ‪َ » :‬فججاْن َ‬
‫ن ِتْلُكُم اْل َ‬
‫» َو ُنوُدوا َأ ْ‬
‫بعضهم ‪ ،‬و يحتمل أن يكون بدل أو عطف بيان ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫سلم حاله مع القوم و حالهم معه مججن غصججب الّول للخلفججة و إدلئه بهججا‬ ‫لما ذكر عليه ال ّ‬
‫سلم إلججى الّنظججاير المججذكورين‬
‫بعده إلى الثاني و جعله لها بعده شورى و إقرانه له عليه ال ّ‬
‫و إنتهائها إلى ثالث القججوم و نّبججه علججى خلف الّنججاكثين و القاسججطين و المججارقين لججه عليججه‬
‫سلم بعد قبوله الخلفة و نهوضها ‪ ،‬أردف ذلك كله ببيان العذر الحامججل لججه علججى قبججول‬ ‫ال ّ‬
‫هذا المر بعد عججدوله عنججه إلججى هججذه الغايججة و قججدم علججى ذلججك شججاهد صججدق علججى دعججواه‬
‫بتصدير كلمه بالقسم العظيم فقال ‪:‬‬

‫) أّما و الذي فلق الحّبة ( أى شّقها و أخرج الّنبات منها بقدرته الكاملة ) و بججرء الّنسججمة (‬
‫أى خلق النسان و أنشأه بحكمته الّتامجة الجامعجة ) لجو ل حضجور الحاضجر ( للبيعجة مجن‬
‫ل عليججه و آلججه و س جّلم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫النصار و المهاجر أو حضور الوقت الذي وّقته رسول ا ّ‬
‫سجلم ) بوججود الّناصجر ( و‬ ‫ججة ( عليجه عليجه ال ّ‬
‫لقيجامه بجالّنواهي و الوامجر ) و قيجام الح ّ‬
‫سلم أو العم مججن‬ ‫ل على العلماء ( أى الئمة عليهم ال ّ‬ ‫المعين ) و ( لو ل ) ما أخذ ( ه ) ا ّ‬
‫) أن ل يقاّروا ( و ل يتراضججوا و ل يسججكنوا ) علججى كظججة ظججالم ( و بطنتججه ) و ل سججغب‬
‫مظلوم ( وجوعه و تعبه ‪ ،‬و الكظة كناية عن قّوة ظلججم الظججالم و السججغب كنايججة عججن شجّدة‬
‫ل على أئمة العدل و عهده عليهم عدم جججواز‬ ‫مظلومّية المظلوم و المقصود أّنه لو ل أخذ ا ّ‬
‫سكوتهم على المنكرات عند التمكن و القدرة ) للقيججت حبلهججا ( أى زمججام الخلفججة ) علججى‬
‫غاربها ( شّبه الخلفججة بالّناقججة الججتي يتركهججا راعيهججا لججترعى حيججث تشججاء و ل يبججالي مججن‬
‫يأخذها‬

‫] ‪[ 112‬‬

‫سنام و العنق تخييل و القاء الحبل ترشيح )‬ ‫و ما يصيبها ‪ ،‬و ذكر المغارب و هو ما بين ال ّ‬
‫و لسقيت آخرها بكاس أولها ( أى تركتها آخرا كما تركتها أّول و خليججت الّنججاس يشججربون‬
‫من كأس الحيرة و الجهالة بعد عثمان و يعمهون في سكرتهم كما شربوا في زمن الثلثججة‬
‫) و للفيتم دنياكم هذه ( التي رغبتم فيها و تمكن حبها في قلوبكم ) أزهد عندي ( و أهون‬
‫) من عفطة عنز ( أى ضرطتها أو عطستها ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫آگاه باش اى طالب منهج قويم و سالك صراط مستقيم ‪ ،‬قسججم بججآن خداونججدى كججه دانججه را‬
‫شكافت بقدرت كامله و انسججان را خلججق فرمججود بحكمججت بججالغه ‪ ،‬اگججر نمججى بججود حضججور‬
‫حاضرين از براى بيعت و قائم شدن حجت بججر مججن بجهججت وجججود يججارى كننججدگان و آن‬
‫چيزى كه اخذ فرمود آن را خداوند بر علماء كه قرار ندهند با يكديگر و راضججى نشججوند‬
‫بر امتلء ستمكار و نه بر گرسنگى ستم رسيده ‪ ،‬هر آينه ميانداختم افسار خلفت را بججر‬
‫كوهججان آن و هججر آينججه سججيراب مىكججردم آخججر خلفججت را بججا جججام اول آن ‪ ،‬و هججر آينججه‬
‫مىيافتيد دنياى خودتان را كه بآن مينازيد و دين خود را كه در طلججب آن ميبازيججد ‪ ،‬بججى‬
‫مقدارتر در نزد من از جيفه بز يا از عطسه آن‬

‫ععععع عععععع‬

‫سواد عند بلجوغه إلجي هجذا الموضججع مجن خطبتجه فنجاوله‬ ‫قالوا ‪ :‬و قام إليه رجل من أهل ال ّ‬
‫لج ‪ :‬يجا أميجر‬
‫كتابا فأقبل ينظجر فيجه ‪ ،‬فلّمجا فجرغ مجن قرائتجه قجال لجه ابجن عّبجاس رحمجه ا ّ‬
‫طردت مقالتك من حيث أفضيت ‪ ،‬فقجال ‪ :‬هيهججات يججابن عّبججاس تلججك شقشججقة‬ ‫المؤمنين لو ا ّ‬
‫هدرت ثّم قّرت ‪،‬‬

‫ل يكججون أميججر‬
‫ط كأسججفي علججى هججذا الكلم أ ّ‬
‫ل ما أسفت علججى كلم قج ّ‬
‫قال ابن عّباس ‪ :‬فو ا ّ‬
‫سلم بلغ منه حيث أراد ‪.‬‬‫المؤمنين عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 113‬‬

‫ععععع‬

‫سججواد ( سججاكنو القججرى و تس جّمى القججرى سججوادا لخضججرتها بججالّزرع و الّنبججات و‬


‫) أهججل ال ّ‬
‫الشجار و العرب تسمى الخضر أسججود و ) نججاوله ( أعطججاه و ) الطججراد ( هججو الجججرى‬
‫يقال ‪ :‬اطرد المر أى تبع بعضه بعضا و جرى بعضه أثر بعض ‪ ،‬و نهران يطردان أى‬
‫شارح المعتزلي ‪ :‬أصله خروج إلججى الفضججآء فكججأّنه‬ ‫يجريان و ) الفضاء ( النتهاء قال ال ّ‬
‫سلم عما كان يقول بمن خرج من خباء أو جدار إلى فضاء مججن‬ ‫شبهه حيث سكت عليه ال ّ‬
‫ن النفس و القوى و الهمة عند ارتجال الخطب و الشعار تجتمججع إلججى‬ ‫الرض ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬
‫القلب ‪ ،‬فاذا قطع النسان و فرغ تفرقت و خرجججت عججن حجججر الجتمججاع و اسججتراحت و‬
‫) الشقشقة ( بالكسر شيء كالّرية يخرجه البعيججر مججن فيججه إذا هججاج ‪ ،‬و يقججال للخطيججب ذو‬
‫صوت في حنجرته ‪.‬‬ ‫شقشقة تشبيها له بالفحل و ) هدير ( الجمل ترديده ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫كلمة لو ل إما للتمّني أو الجواب محذوف أى لكججان حسججنا ‪ ،‬و المقالججة إمججا مرفوعججة علججى‬
‫الفاعلّية لو كان اطردت بصججيغة المججؤنث الغججايب مججن بججاب الفتعججال ‪ ،‬أو منصججوبة علججى‬
‫المفعولية لو كان بصيغة الخطاب من باب الفعال أو الفتعال أيضا ‪.‬‬
‫عععععع‬

‫) قالوا و قام إليه رجل من أهل السججواد ( قيججل ‪ :‬إنججه كججان مججن أهججل سججواد العججراق ) عنججد‬
‫سلم إلى هذا الموضع من خطبته فناوله كتابججا ( و أعطججاه ) فأقبججل ( إليججه و‬ ‫بلوغه عليه ال ّ‬
‫سلم ) من قرائتججه ( و أجججاب الّرجججل بمججا أراد حسججبما‬ ‫كان ) ينظر فيه فلما فرغ ( عليه ال ّ‬
‫طجردت ( أي ججرت‬ ‫لج ‪ :‬يجا أميجر المجؤمنين لجو ا ّ‬ ‫نشير إليه ) قال لجه ابجن عبجاس رحمجه ا ّ‬
‫سججلم ‪ :‬هيهججات يججابن‬ ‫) مقالتك من حيث أفضججيت ( و انتهيججت لكججان حسججنا ) فقججال عليججه ال ّ‬
‫عّباس تلك شقشقة هدرت ثّم قّرت ( و سكنت ‪.‬‬

‫شقشججقة الججتي مججن خججواص‬ ‫سلم نفسه بالفحججل الهججادر فاسججتعار لخطبتججه لفججظ ال ّ‬
‫شّبه عليه ال ّ‬
‫الفحل قيل ‪ :‬في الكلم إشعار بقّلة العتناء بمثل هذا الكلم إّما لعدم التأثير فججي السّججامعين‬
‫كما ينبغي ‪ ،‬أو لقّلة الهتمام بأمر الخلفة من حيث إّنها سلطنة ‪ ،‬أو للشعار‬

‫] ‪[ 114‬‬

‫بانقضاء مّدته ‪ ،‬فاّنها كانت في قرب شهادته ‪ ،‬أو لنججوع مججن الّتقيججة أو لغيرهججا ) قججال ابججن‬
‫ل يكون أمير‬ ‫ل ما أسفت على كلم قط كاسفي ( و حزني ) على هذا الكلم أ ّ‬ ‫عّباس ‪ :‬فو ا ّ‬
‫شجارح المعجتزلي ‪ :‬حجّدثني شججيخي أبجو‬ ‫سلم بلغ منجه حيججث أراد ( قجال ال ّ‬
‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫الخير مصّدق بن شبيب الواسطي ‪،‬‬

‫ل بن أحمد المعروف بابن الخشاب هذه الخطبة ‪،‬‬


‫شيخ أبي محّمد عبد ا ّ‬
‫قال قرأت على ال ّ‬

‫فلّما انتهيت إلى هذا الموضع قال لي ‪ :‬لو سمعت ابن عّباس يقول هذا لقلت له ‪:‬‬

‫سف أن ل يكون بلغ من كلمه‬ ‫و هل بقي في نفس ابن عّمك أمر لم يبلغه فهذه الخطبة لتتأ ّ‬
‫ل ما رجع عن الّولين و ل عن الخرين و ل بقي في نفسججه أحججد لججم يججذكره‬ ‫ما أراد ؟ و ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪.‬‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫ل رسول ا ّ‬‫إّ‬

‫شججارح البحرانججي و المحجّدث‬ ‫و بقى الكلم في الكتججاب الججذي نججاوله الّرجججل فججأقول روى ال ّ‬
‫الجزايرى و غيره عن أبي الحسن الكندري ) ره ( أّنه قال ‪ :‬وجدت في الكتب القديمججة أ ّ‬
‫ن‬
‫سلم كان فيه عجّدة مسججائل إحججداها مججا‬
‫الكتاب الذي دفعه الّرجل إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫الحيوان الذي خرج من بطن حيوان آخر و ليس بينهما نسب ؟‬

‫سلم خرج من بطن حوت ‪.‬‬


‫سلم بأنه يونس عليه ال ّ‬
‫فأجاب عليه ال ّ‬

‫سججلم ‪ :‬هججو نهججر طججالوت‬


‫الثانية ما الشيء الذي قليله مباح و كثيره حججرام ؟ فقججال عليججه ال ّ‬
‫ل من اغترف غرفة بيده ‪.‬‬ ‫لقوله تعالى ‪ :‬إ ّ‬
‫ق العقوبججة ؟‬
‫ق العقوبة و إن لم يفعلها أيضا اسججتح ّ‬
‫الثالثة ما العبادة التي إن فعلها أحد استح ّ‬
‫سلم بأّنها صلة السكارى ‪.‬‬ ‫فأجاب عليه ال ّ‬

‫سججلم ‪ :‬هججو طججاير‬


‫الرابعة ما الطاير الذي ل فرخ له و ل فرع و ل أصججل ؟ فقججال عليججه ال ّ‬
‫سلم في قوله ‪:‬‬
‫عيسى عليه ال ّ‬

‫طيرًا ِبِإْذني « ‪.‬‬


‫ن َ‬
‫خ فيِه َفَيُكو ُ‬
‫طْيِر ِبِإْذني َفَتْنُف ُ‬
‫طين َكَهْيَئِة ال ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫ق ِم َ‬
‫خُل ُ‬
‫» َو ِإْذ َت ْ‬

‫الخامسة رجل عليه من الّدين ألف درهم و له في كيسه ألف درهم فضمنه ضامن‬

‫] ‪[ 115‬‬

‫سججلم ‪ :‬إن‬ ‫ي المججالين تجججب ؟ فقججال عليججه ال ّ‬


‫بألف درهم فحال عليه الحججول فالّزكججاة علججى أ ّ‬
‫ضامن باجازة من عليه الّدين فل يكون عليه ‪ ،‬و إن ضمنه من غير إذنجه فالّزكججاة‬ ‫ضمن ال ّ‬
‫مفروضة في ماله ‪.‬‬

‫ج جماعة و نزلوا في دار من دور مّكة و تركوا فيها ثيابهم و اغلق واحد منهم‬ ‫سادسة ح ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ب؟‬ ‫باب الّدار و فيها حمام فمتن من العطش قبل عودهم إلى الّدار فالجزاء على أّيهججم يج ج ّ‬
‫سابعة شججهد‬ ‫ن ماء ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬على الذي أغلق الباب و لم يخرجهنّ و لم يضع له ّ‬ ‫فقال عليه ال ّ‬
‫شهداء أربعة على محصن بالّزنا فأمرهم المام برجمججه فرجمججه واحججد منهججم دون الثلثججة‬
‫الباقين و وافقهم قوم أجانب في الّرجم فرجع من رجمه عن شهادته و المرجوم لم يمت ثّم‬
‫سججلم‬‫مات فرجع الخرون عن شهادتهم عليه بعد موته فعلى من يجب ديته ؟ فقال عليه ال ّ‬
‫شهود و من وافقه ‪.‬‬
‫‪ :‬يجب على من رجمه من ال ّ‬

‫الّثامنة شهد شاهدان من اليهود على يهودي أّنه أسلم فهل يقبل شهادتهما ؟‬

‫ل و شهادة الّزور ‪.‬‬


‫سلم ‪ :‬ل تقبل شهادتهما لّنهما يجّوز ان تغيير كلم ا ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬

‫الّتاسعة شهد شاهدان من الّنصارى على نصارى أو مجوسي أو يهودي أّنه أسلم ؟‬

‫ل سبحانه ‪:‬‬
‫سلم ‪ :‬تقبل شهادتهما لقول ا ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬

‫ن قاُلوا ِإّنا َنصارى « الية و مجن ل يسجتكبر عجن‬


‫ن آَمُنوا اّلذي َ‬
‫ن َأْقَرَبُهْم َمَوّدًة ِلّلذي َ‬
‫جَد ّ‬
‫» َو َلَت ِ‬
‫ل ل يشهد شهادة الّزور ‪.‬‬ ‫عبادة ا ّ‬

‫العاشرة قطع إنسان يد آخر فحضر أربعة شهود عند المام و شهدوا على من قطع يججده و‬
‫أّنه زنى و أّنه محصن فأراد المام أن يرجمه فمات قبل الّرجم بقطع يده على القاطع ديججة‬
‫سلم ‪ :‬على من قطع يده دية القطع حسب و لججو شججهدوا‬ ‫القطع أو دية الّنفس ؟ فقال عليه ال ّ‬
‫لج أعلججم بالصججواب و إليججه المرجججع و‬
‫أّنه سرق نصابا لم يجب دية يده على قاطعهججا ‪ ،‬و ا ّ‬
‫المآب ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫راويان گويند برخاست بسوى آن حضرت مردي از اهل سواد كوفه نزد‬

‫] ‪[ 116‬‬

‫رسججيدن او بججاين موضججع از خطبججه خججود پججس داد او را نوشججته پججس روى آورد و نظججر‬
‫ميفرمود بسوى آن ‪ ،‬پس چون فججارغ شججد از خوانججدن آن كتججاب عججرض كججرد خججدمت آن‬
‫لج اى اميججر مؤمنججان و مقتججداى عالميججان اگججر جججارى‬
‫ل بن عّباس رحمه ا ّ‬ ‫حضرت عبد ا ّ‬
‫ميفرمودي كلم بلغت نظام خود را از آنجا كه باقى مانده بود هر آينه خوب بود ‪ ،‬پس‬
‫آن حضرت فرمود چه دور است آنحالت نسبت باينحالت اى ابن عباس اين مانند شقشقه‬
‫شتر بود كه نزد هيجان نفس و اشتغال آن با صورت و غّريدن از دهن بيججرون آمججد بعججد‬
‫ل بن عباس بخدا قسم كه تأسف نخججوردم بججر‬ ‫از آن قرار گرفت و ساكن شد ‪ ،‬گفت عبد ا ّ‬
‫هيچ كلمى هرگز در مدت عمر خود چون تأسف خججوردن خججود بججر ايججن كلم كججه نشججد‬
‫سلم برسد از آن كلم بجائيكه اراده كرده بود ‪.‬‬ ‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫ع عع عععع عع عععع ععع ععع ) عع ع ععع ع ععع ع‬


‫ع عععععع ع ( ع عع عععععع ععععععع‬

‫سلم بعد قتل طلحة و الّزبير كما فججي شججرح البحرانججي و‬ ‫خطب بها أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫المعتزلي و زاد في الخير مخاطبججا بهجا لهمجا و لغيرهمجا مجن أمثالهمججا و فيججه أيضجا هججذه‬
‫الكلمات و المثال ملتقطة من خطبة طويلة منسوبة إليه قججد زاد فيهججا قججوم أشججياء حملتهججم‬
‫سججلم فججي الخطججب و ل تناسججب فصججاحتها‬ ‫عليها أهوائهم ل يوافق ألفاظها طريقته عليججه ال ّ‬
‫فصاحته و ل حاجة إلى ذكرها فهى شهيرة ‪ ،‬و في البحار قال القطب الّراوندي ‪ :‬أخبرنججا‬
‫ي بججن‬
‫بهذه جماعة عن جعفر الّدوريستي عن أبيججه محّمججد بججن العبججاس عججن محّمججد بججن علج ّ‬
‫ي بن محّمد بن سيار عن أبيه عججن الحسججن‬ ‫ي السترابادي عن عل ّ‬ ‫موسى عن محّمد بن عل ّ‬
‫سلم و هذا ما ظفرت بعد إلى تلك الخطبة‬ ‫العسكري عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم ال ّ‬
‫شارح المعتزلي ‪ ،‬نعم رواها فججي كتججاب الرشججاد للمفيججد‬ ‫التقطت هذه منها على ما ذكره ال ّ‬
‫سججلم حيججن قتججل طلحججة و انقججض‬ ‫) ره ( بادنى تغيير و اختلف ‪ ،‬قال ‪ :‬من كلمه عليه ال ّ‬
‫أهل البصرة ‪:‬‬

‫سرار ‪ ،‬و بنا اهتديتم في الظلماء ‪ ،‬و قر سمع لججم‬‫شرف ‪ ،‬و بنا انفجرتم عن ال ّ‬
‫بنا تسّنمتم ال ّ‬
‫صيحة ‪ ،‬ربط جنان لم يفارقه‬ ‫يفقه الواعية ‪ ،‬كيف يراعي الّنبأة من أصّمته ال ّ‬
‫] ‪[ 117‬‬

‫سمكم بحلية المغجترين ‪ ،‬سججترني عنكججم‬ ‫الخفقان ‪ ،‬ما زلت أنتظر بكم عواقب الغدر ‪ ،‬و أتو ّ‬
‫ق حيث تعرفون و ل دليل و تحتقججرون‬ ‫جلباب الّدين و بصرنيكم صدق النية أقمت لكم الح ّ‬
‫و ل تميهون ‪ ،‬اليوم أنطق لكم العجماء ذات البيان ‪ ،‬عججزب فهججم امججرء تخّلججف عّنججي ‪ ،‬مججا‬
‫جججة العظمجى حجتى عّقججوا آبججائهم و‬‫ق منذ رأيته ‪ ،‬كان بنو يعقوب على المح ّ‬‫شككت في الح ّ‬
‫باعوا أخاهم ‪ ،‬و بعد القرار كانت توبتهم ‪ ،‬و باستغفار أبيهم و أخيهم غفججر لهججم هججذا ‪ ،‬و‬
‫شرح ما ذكره الرضي قّدس سّره في ضمن فصلين ‪.‬‬

‫ععععع ععععع‬

‫سرار ‪،‬‬
‫ظلمآء ‪ ،‬و تسّنمتم العليآء ‪ ،‬و بنا انفجرتم عن ال ّ‬
‫بنا اهتديتم في ال ّ‬

‫صججيحة ‪ ،‬ربججط جنججان لججم‬


‫و قر سمع لم يفقه الواعية ‪ ،‬و كيف يراعي الّنبججأة مججن أصجّمته ال ّ‬
‫سمكم بحلية المغتّرين ‪ ،‬سججترني‬ ‫يفارقه الخفقان ‪ ،‬ما زلت أنتظر بكم عواقب الغدر ‪ ،‬و أتو ّ‬
‫صرنيكم صدق الّنّية ‪.‬‬
‫عنكم جلباب الّدين ‪ ،‬و ب ّ‬

‫ععععع‬

‫) الظلماء ( كصحراء الظلمة و قد تستعمل و صفا يقجال ليلجة ظلمجاء أي شجديدة الظلمجة و‬
‫سججماء و رأس‬ ‫سنام و ) العلياء ( كصججحراء أيضججا ال ّ‬ ‫) الّتسّنم ( هو العلّو و أصله ركوب ال ّ‬
‫شرف‬ ‫ل ما عل من شيء و الفعلة العالية المتضمنة للرفعة و ال ّ‬ ‫الجبل و المكان العالي و ك ّ‬
‫سرار ( الّليلة و الّليلتججان يسججتتر فيهمججا القمججر فججي‬
‫و ) انفجرتم ( أي دخلتم في الفجر و ) ال ّ‬
‫ح لن انفعجل ل‬ ‫شجارح المعجتزلي ‪ :‬و هجو أفصجح و أصج ّ‬ ‫آخر الشهر و روى أفجرتم قال ال ّ‬
‫ل ما شّذ من قولهم ‪ :‬غلقججت‬ ‫ل لتطاوع فعل نحو كسرته فانكسر و حطمته فانحطم إ ّ‬ ‫يكون إ ّ‬
‫ل حيججث يكججون علج و تججأثير‬ ‫الباب فانغلق ‪ ،‬و أزعجته فانزعج ‪ ،‬و أيضا فاّنه ل يكججون إ ّ‬
‫ن قولهم ‪ :‬انعدم خطاء ‪ ،‬و أّما افعل فيجيء لصججيرورة‬ ‫نحو انكسروا نحطم و لهذا قالوا ‪ :‬إ ّ‬
‫الشيء على حال و أمر نحو أغّد البعير أى صار ذاغّدة و أجرب‬

‫] ‪[ 118‬‬

‫الّرجل إذا صار ذا إبل جربي و غير ذلك و أفجرتم أى صرتم ذوي فجر و ) الوقر ( ثقل‬
‫سججمع كلججه ‪ ،‬و قججد وقججر كوعججد و وجججل و مصججدره وقججر بالسججكون و‬
‫في الذن أو ذهاب ال ّ‬
‫ل يقرها ‪.‬‬
‫القياس بالّتحريك و وقر كعنى أيضا و وقرها ا ّ‬

‫شججارح‬
‫صججارفة كمججا ذكججره ال ّ‬
‫صججوت كمججا فججي القججاموس ل ال ّ‬
‫صججراخ و ال ّ‬
‫و ) الواعيججة ( ال ّ‬
‫البحراني و المعتزلي تبعا للجوهري ‪ ،‬و في القاموس أّنه و هم ‪ ،‬و عن الساس ارتفعججت‬
‫صوت ‪ ،‬و فججي القيجانوس سججمعت واعيججة القججوم أى أصججواتهم و‬ ‫صراخ و ال ّ‬
‫الواعية أى ال ّ‬
‫صوت الخفي و ) خفقت ( الّراية كحسب خفقا و خفقانججا محّركججة اضججطربت و‬ ‫) النبأة ( ال ّ‬
‫سججمة الّدالججة و هججي‬
‫سججم الّنججاظر فججي ال ّ‬
‫سم ( الشيء تفرسججه و تخّيلججه و المتو ّ‬
‫تحركت و ) تو ّ‬
‫العلمة و توسججم فيججه الخيججر أو الشجّر أى عججرف سججمة ذلججك و ) الجلبججاب ( بفتججح الجيججم و‬
‫كسرها القميص و في المصباح ثوب أوسع من الخمار و دون الّرداء و قال ابججن فججارس ‪:‬‬
‫الجلباب ما يغطى به من ثوب و غيره و الجمع الجلبيب ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫سببية ‪ ،‬و كلمة عججن فججي قججوله عججن السججرار علججى حقيقتهججا‬
‫سلم بنا لل ّ‬
‫الباء في قوله عليه ال ّ‬
‫سرار و متجاوزين لججه ‪ ،‬و وقججر بفتججح الججواو و‬ ‫الصلّية و هي المجاوزة أى منتقلين عن ال ّ‬
‫ضّمها على صيغة المعلوم أو المجهول و سمع فججاعله علججى الّول و علججى الّثججاني الفاعججل‬
‫ل‪.‬‬
‫هو ا ّ‬

‫عععععع‬

‫سلم و هي على و جازتها متضّمنة لمطالب‬ ‫ن هذه الخطبة من أفصح كلمه عليه ال ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫شريفة و نكات لطيفججة ‪ ،‬و مشججتملة علججى مقاصججد عاليججة و إن لحظتهججا بعيججن البصججيرة و‬
‫ل فقججرة منهججا مفيججدة بالسججتقلل مطابقججة لمججا اقتضججاه المقججام و الحجال و‬
‫العتبار وجدت ك ّ‬
‫ل‪.‬‬‫سيجيء الشارة إلى بعض ذلك حسب ما ساعدته الوقت و المجال إنشاء ا ّ‬

‫فاقول قوله ‪ ) :‬بنا اهتديتم في الظلماء ( أى بآل محّمد عليهججم السججلم اهتججديتم فججي ظلمججات‬
‫الجهل ‪ ،‬و الخطاب لهل البصرة و غيرهم من طلحة و زبير و ساير حاضري الججوقت و‬
‫سججلم سججبب هدايججة النججام فججي‬
‫ق الجميع و فيججه إشججارة إلججى كججونهم عليهججم ال ّ‬
‫هو جار في ح ّ‬
‫ضوء عّما من شأنه أن يكون‬ ‫الغياهب و الظلم ‪ ،‬و لّما كان الظلمة عبارة عن عدم ال ّ‬

‫] ‪[ 119‬‬

‫مضيئا فتقابل الّنور تقابل العدم للملكة على ما ذهب إليه محّققو المتكّلمين و الفلسفة ‪ ،‬أو‬
‫عبارة عن كيفّية وجودّية تقابل الّتضاد كما ذهب إليه آخرون و هو الظهر نظرا إلى أّنها‬
‫ي تقججدير‬
‫ل سبحانه خالقهججا ‪ ،‬و علججى أ ّ‬
‫على الّول ل تكون شيئا لّنها عدم و كيف ذلك و ا ّ‬
‫ل بالمطابقة على كونهم الهداة إلى سبيل النجاة في المدلهمات و الظلمججات ‪ ،‬و‬ ‫كان قوله دا ّ‬
‫ل بججالّنور‬
‫باللتزام على كونهم نورا مضيئا و قمرا منيرا إذ الهتداء في الظلمة ل يكون إ ّ‬
‫الظاهر في ذاته المظهر لغيره ‪.‬‬

‫أّما المدلول المطابقي فقد اشير إليه في غير واحدة من اليججات الكريمججة و صجّرح بججه فججي‬
‫الخبار البالغة حّد الّتظافر بل الّتواتر ‪.‬‬
‫سججلم‬
‫ل ج عليججه ال ّ‬
‫ل بن سنان قال سألت أبا عبد ا ّ‬
‫منها ما رواه في الكافي باسناده عن عبد ا ّ‬
‫ل‪:‬‬
‫ل عّز و ج ّ‬‫عن قول ا ّ‬

‫ل عليهم ‪.‬‬
‫ن « قال ‪ :‬هم الئمة صلوات ا ّ‬
‫ق و ِبه َيْعِدُلو َ‬
‫حّ‬‫ن ِباْل َ‬
‫خَلْقنا ُأّمٌة َيْهُدو َ‬
‫ن َ‬
‫» َو ِمّم ْ‬

‫سججلم‬
‫ي بن إبراهيم في رواية أبي الجارود عن أبي جعفججر عليججه ال ّ‬
‫و منها ما في تفسير عل ّ‬
‫في قوله تعالى ‪:‬‬

‫ن«‬ ‫حُكُمججو َ‬
‫ف َت ْ‬
‫ن ُيْهدى َفما َلُكْم َكْي َ‬
‫ل أَ ْ‬
‫ن ل َيِهّدي ِإ ّ‬‫ن ُيّتَبَع َأّم ْ‬
‫ق َأ ْ‬
‫حّ‬‫ق َأ َ‬
‫حّ‬‫ي ِإَلى اْل َ‬
‫ن َيْهد ِ‬
‫» َأ َفَم ْ‬
‫ل عليه و آله و سّلم‬ ‫ل عليه و آل محّمد صّلى ا ّ‬ ‫ق فهو محّمد صّلى ا ّ‬ ‫فأّما من يهدي إلى الح ّ‬
‫من بعده ‪ ،‬و أما من ل يهدي إل أن يهدى فهو من خالف مجن قريجش و غيرهجم أهجل بيتجه‬
‫من بعده ‪.‬‬

‫لج‬
‫ي بإسناده عن المعّلى بن خنيجس عجن أبجي عبججد ا ّ‬
‫و منها ما في البحار من تفسير العّياش ّ‬
‫سلم في قوله تعالى ‪:‬‬
‫عليه ال ّ‬

‫سججلم هججو مججن يّتخججذ دينججه‬


‫ل « قججال عليججه ال ّ‬
‫ن ا ِّ‬
‫ى ِم َ‬
‫ن اّتَبَع َهويُه ِبَغيِر ُهد ً‬
‫ل ِمّم ِ‬
‫ضّ‬‫ن َأ َ‬
‫» َو َم ْ‬
‫ل من أئمة الهدى ‪.‬‬ ‫برأيه بغير هدى إمام من ا ّ‬

‫] ‪[ 120‬‬

‫و منها ما في البحار أيضا من كنز جامع الفوائد و تأويل اليات بالسناد عججن عيسججى بججن‬
‫ل ع جّز‬
‫سلم أّنه سأل أباه عن قول ا ّ‬
‫داود الّنجار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما ال ّ‬
‫ل‪:‬‬‫وجّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم ‪:‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫شقى « قال قال رسول ا ّ‬ ‫ل َو ل َي ْ‬


‫ضّ‬‫ي َفل َي ِ‬
‫ن اّتَبَع ُهدا َ‬
‫» َفَم ِ‬
‫سلم فمن‬ ‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬ ‫ل تهتدوا و ترشدوا و هو هدى عل ّ‬ ‫أّيها الّناس اّتبعوا هدى ا ّ‬
‫لج فل‬‫اّتبع هداه في حياتي و بعد موتي فقد اّتبع هداى و من اتبججع هججداى فقججد اّتبججع هججدى ا ّ‬
‫ل و ل يشقى ‪ ،‬إلى غير هذه مّما ل نطيل بذكرها ‪.‬‬ ‫يض ّ‬

‫سلم أنوارا يستضاء بها فججي الليلججة الظلمججاء‬


‫و أما المدلول اللتزامي و هو كونهم عليهم ال ّ‬
‫و نجوما يهتدى بها في غياهب الّدجى فقد اشير إليه في قوله سبحانه و تعالى ‪:‬‬

‫ي بن إبراهيم في تفسيره عن عل جيّ‬ ‫سوِله َو الّنوِر اّلذي َأْنَزْلنا « روى عل ّ‬‫ل َو َر ُ‬


‫» َفآِمُنوا ِبا ِّ‬
‫ي عن ابن محبوب عن أبي أّيوب عن أبي خالد الكابلي قال سألت أبا‬ ‫بن الحسين عن البرق ّ‬
‫ل ج الئمججة مججن آل محمّججد إلججى‬
‫سلم عن هذه الية فقال ‪ :‬يا أبا خالد الّنور و ا ّ‬ ‫جعفر عليه ال ّ‬
‫سججماوات و الرض ‪ ،‬و‬ ‫ل فججي ال ّ‬
‫ل نور ا ّ‬
‫ل الذي انزل و هم و ا ّ‬ ‫ل نور ا ّ‬ ‫يوم القيامة هم و ا ّ‬
‫شجمس المضججيئة بالّنهججار و هججم و‬ ‫ل يا أبا خالد لنور المام في قلوب المؤمنين أنور من ال ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل ج يججا أبججا‬
‫ل نورهم عّمن يشاء فتظلججم قلججوبهم ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫ل ينّورون قلوب المؤمنين و يحجب ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل قلب عبجد حّتججى يسجلم لنجا و‬ ‫ل قلبه و ل يطّهر ا ّ‬
‫لنا حّتى يطّهر ا ّ‬‫خالد ل يحّبنا عبد و يتو ّ‬
‫لج مجن شجديد الحسجاب و آمنجه مجن فجزع يجوم القيامجة‬ ‫يكون سلما لنا فإذا كان سلما سلمه ا ّ‬
‫الكبر ‪.‬‬

‫ل قال في كتابه ‪:‬‬


‫نا ّ‬
‫ي العّياشي إ ّ‬
‫سلم في مرو ّ‬
‫و قال الصادق عليه ال ّ‬

‫ن َكَفجُروا َأْوِليججآُؤُهمُ‬
‫ت ِإَلججى الّنججوِر ‪َ ،‬و اّلجِذي َ‬
‫ظُلمججا ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫جُهجْم ِمج َ‬‫خِر ُ‬ ‫ن آَمُنججوا ُي ْ‬
‫ي اّلججذي َ‬‫لج َوِلج ّ‬
‫» ا ُّ‬
‫ت « فججالّنورهم آل محّمججد عليهججم السّججلم و‬ ‫ظُلمججا ِ‬
‫ن الّنججوِر ِإَلججى ال ّ‬
‫جججوَنُهْم ِمج َ‬‫خِر ُ‬‫ت ُي ْ‬
‫طججاغو ُ‬ ‫ال ّ‬
‫الظلمات عدّوهم ‪.‬‬

‫] ‪[ 121‬‬

‫و في البحار من تفسير فرات بن إبراهيم عن جعفر بن محّمججد الفججزاري معنعنججا عججن ابججن‬
‫ل تعالى ‪:‬‬
‫عّباس في قول ا ّ‬

‫حَمِتجه « قجال ‪ :‬الحسجن و‬


‫ن َر ْ‬
‫ن ِم ْ‬
‫سوِله ُيْؤِتُكْم ِكْفَلي ِ‬ ‫ل و آِمُنوا ِبَر ُ‬ ‫ن آَمُنوا اّتُقوا ا َّ‬
‫» يا َأّيَها اّلذي َ‬
‫ن ِبه « قال ‪ :‬أمير المؤمنين عليّ بن أبي‬ ‫شو َ‬ ‫ل َلُكْم ُنورًا َتْم ُ‬‫جَع ْ‬
‫سلم » َو َي ْ‬ ‫الحسين عليهما ال ّ‬
‫ي بن إبراهيم في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫سلم و في تفسير عل ّ‬ ‫طالب عليه ال ّ‬

‫حِر « قال ‪ :‬الّنجوم آل محّمد‬


‫ت اْلَبّر َو اْلَب ْ‬
‫ظُلما ِ‬
‫جوَم ِلَتْهَتُدوا ِبها في ُ‬
‫ل َلُكُم الّن ُ‬
‫جَع َ‬
‫» ُهَو اّلذي َ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫عليه و عليهم ال ّ‬

‫لج‬
‫و فيه أيضا عن عبد الّرحمان بن محّمد العلوي بإسناده عن عكرمة ‪ ،‬و سئل عن قول ا ّ‬
‫تعالى ‪:‬‬

‫ل ِإذا َيْغشججيها « قجال ‪:‬‬


‫جّليهججا َو الّلْيج ِ‬
‫ضحيها َو اْلَقَمِر ِإذا َتلهججا َو الّنهججاِر ِإذا َ‬‫س َو ُ‬ ‫شْم ِ‬
‫» َو ال ّ‬
‫ل ج عليججه و آلججه و سجّلم ‪ ،‬و القمججر إذا تليهججا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫شمس و ضحيها هو محّمد رسول ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سججلم ‪ ،‬و الّنهججار إذا جّليهججا آل محّمججد الحسججن و‬ ‫ي بججن أبيطججالب عليججه ال ّ‬ ‫أمير المؤمنين عل ّ‬
‫سلم ‪ ،‬و الليل إذا يغشيها بنو امّية ‪.‬‬ ‫الحسين عليهما ال ّ‬

‫سججلم فججي‬
‫لج عليججه ال ّ‬
‫ي عن معّلى بن خنيس عن أبججي عبججد ا ّ‬
‫و في البحار من تفسير العّياش ّ‬
‫قوله تعالى ‪:‬‬

‫ن«‬
‫جِم ُهْم َيْهَتُدو َ‬
‫ت و ِبالّن ْ‬
‫علما ٍ‬
‫» َو َ‬
‫] ‪[ 122‬‬

‫سلم ‪ ،‬و فيه من المناقب لبن شهر آشوب عن أبي الورد‬‫قال ‪ :‬هو أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم في قوله ‪:‬‬ ‫عن أبي جعفر عليه ال ّ‬

‫ن « قجال ‪ :‬نحجن الّنجججم إلججى غيججر هجذه مّمجا يطلججع عليهجا‬‫جِم ُهْم َيْهَتجُدو َ‬
‫ت و ِبالّن ْ‬
‫علما ٍ‬‫» َو َ‬
‫العارف الخبير و المتتبع المجّد و بالجملة فقد ظهر و تحقججق مّمججا ذكرنججا كلججه أّنهججم عليهججم‬
‫سجماوات و الرض و الّنجججوم الججتي يهتججدى بهججا فجي ظلمججات الجبّر و‬ ‫ل فججي ال ّ‬ ‫سلم نور ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫البحر و القمر الهادي في أجواز البلدان و القفار و غياهب الليالي و لجج البحار ‪.‬‬

‫ن الخطاب في قوله ‪ :‬بنا اهتديتم في الظلمججاء‬ ‫فإن قلت ‪ :‬سلمنا ذلك كله و لكّنك قد ذكرت أ ّ‬
‫لطلحة و الزبير و نظرائهما من أهججل الجمججل ‪ ،‬و مججن المعلججوم أّنهججم كججانوا مججن المنججافقين‬
‫ن اعتقادنا أّنهم مخلججدون فججي الّنججار بخروجهججم‬ ‫الناكثين فكيف يكونون من المهتدين ؟ مع أ ّ‬
‫على المام العادل و نقضهم بيعته ‪ ،‬و المهتدون يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمججانهم يججوم‬
‫القيامة و ل خوف عليهم و ل هم يحزنون كما قال تعالى ‪:‬‬

‫شقى « قلججت ‪ :‬أّول إن اهتججديتم بصججيغة الماضججي دالججة‬ ‫ل َو ل َي ْ‬


‫ضّ‬‫ي َفل َي ِ‬
‫ن اّتَبَع ُهدا َ‬
‫» َو َم ِ‬
‫ل عليه و آله و س جّلم‬‫على اهتدائهم فيما مضى فهو ل ينافي بارتدادهم بعد الّرسول صّلى ا ّ‬
‫إذ الهتداء تارة يكون بالوصول إلى المطلوب و هو الموجب للجر الجميججل و هججو الججذي‬
‫ل يتصّور بعده الضججللة ‪ ،‬و اخججرى بالوصججول إلججى مججا يوصججل إلججى المطلججوب و هججو ل‬
‫ن المراد بالظلمججاء‬‫يستلزم الوصول إليه ألبّتة و ل ينافي الخذلن و الضللة قطعا و ثانيا إ ّ‬
‫سلم هو ظلمة الكفر و بالهتداء هو الهتداء إلى السججلم و هججو بججانفراده‬ ‫في قوله عليه ال ّ‬
‫ل يكفي في استحقاق الّثواب ‪ ،‬بل ل بّد و أن ينضم إلى ذلك نور الوليججة كمججا مجّر تحقيججق‬
‫ذلك و تفصيله في الّتذنيب الثالث من تذنيبات الفصل الّرابع من فصول الخطبججة الولججى ‪،‬‬
‫و يشهد بذلك و يوضحه مضافا إلى ما مّر ‪:‬‬

‫ما رواه في البحار من كتاب غيبة الّنعماني عن الكليني بإسناده عن ابن أبي يعفور ‪،‬‬

‫سلم إّني اخالط الّناس فيكثر عجبي من أقوام ل يتوالونكم‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬قلت لبي عبد ا ّ‬

‫] ‪[ 123‬‬

‫و يتوالون فلنا و فلنا لهم أمانة و صدق و وفاء ‪ ،‬و أقوام يتوالونكم ليس لهم تلك المانة‬
‫سجلم جالسجا و أقبجل علج ّ‬
‫ى‬ ‫لج عليجه ال ّ‬
‫صجدق قجال ‪ :‬فاسجتوى أبجو عبجد ا ّ‬
‫و ل الوفجاء و ل ال ّ‬
‫ل ‪ ،‬و ل عتب ‪ 1‬على من‬ ‫كالمغضب ثّم قال ‪ :‬ل دين لمن دان بولية إمام جائر ليس من ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬قلت ‪ :‬ل دين لولئك و ل عتب على هؤلء ‪ ،‬ثّم قال عليججه‬ ‫دان بولية إمام عادل من ا ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫ال ّ‬
‫ل‪:‬‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫أل تسمع قول ا ّ‬

‫ت ِإَلى الّنجوِر « مجن ظلمجات الجّذنوب إلجى نجور‬


‫ظُلما ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫جُهْم ِم َ‬
‫خِر ُ‬
‫ن آَمُنوا ُي ْ‬
‫ي اّلذي َ‬
‫ل َوِل ّ‬
‫» ا ُّ‬
‫ل قال ‪:‬‬‫ل إمام عادل من ا ّ‬ ‫التوبة أو المغفرة لوليتهم ك ّ‬

‫ي نور يكون‬ ‫ت « فأ ّ‬‫ظُلما ِ‬


‫ن الّنوِر ِإَلى ال ّ‬
‫جوَنُهْم ِم َ‬
‫خِر ُ‬
‫ت ُي ْ‬
‫طاغو ُ‬
‫ن َكَفُروا َأْوِليآُؤُهُم ال ّ‬‫» َو اّلذي َ‬
‫ل إمججام جججائر‬ ‫للكافر فيخرج منه إّنما عنى بهذا أّنهم كانوا على نور السلم فلّمججا تولججوا كج ّ‬
‫ل خرجوا بوليتهم إّياهم من نور السلم إلى ظلمات الكفججر فججأوجب لهججم الّنججار‬ ‫ليس من ا ّ‬
‫مع الكّفار فقال ‪:‬‬

‫ن « و أوضح من هذه الّرواية دللة مججا فججي البحججار‬ ‫ب الّنار ُهْم فيها خاِلُدو َ‬
‫صحا ُ‬
‫ك َأ ْ‬
‫» ُأولِئ َ‬
‫سججلم و هججو‬ ‫ل عليه ال ّ‬‫من تفسير العياشي عن سعيد بن أبي الصبغ قال ‪ :‬سمعت أبا عبد ا ّ‬
‫صلب ‪ ،‬و قد يكون‬ ‫يسأل عن مستقّر و مستودع ‪ ،‬قال ‪ :‬مستقّر في الّرحم و مستودع في ال ّ‬
‫مستودع اليمان ثّم ينزع منه و لقد مشى الّزبير فججي ضججوء اليمججان و نججوره حّتججى قبججض‬
‫ل علّيججا‬
‫سججيف و هججو يقججول ل نبججايع إ ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم حّتى مشججى بال ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫ن الّزبير اخترط سججيفه يججوم‬ ‫سلم و عن العّياشي أيضا عن جعفر بن مروان قال ‪ :‬إ ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ي عليججه السّججلم ثجّم‬ ‫ل عليه و آله و سّلم و قال ل أغمده حّتى ابججايع لعلج ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫قبض النب ّ‬
‫لج‬
‫اخترط سيفه فضارب علّيا و كان ممن اعير اليمان فمشى في ضوء نججوره ث جّم سججلبه ا ّ‬
‫إّياه ‪.‬‬

‫) و تسّنمتم العلياء ( أى بتلك الهداية و شرافة السلم ركبتم سنام العلياء‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققققق ققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 124‬‬

‫سلم العلياء بالّناقججة و أثبججت لهججا سججنامها‬ ‫و الرفعة عل ذكركم و رفع قدركم ‪ ،‬شّبه عليه ال ّ‬
‫سجنام ) و بنجا انفجرتجم ( أو أفجرتجم‬ ‫شح ذلك بجذكر الّتسجّنم الجذي هجو ركجوب ال ّ‬‫تخييل و ر ّ‬
‫سرار ( أى انفجرتم انفجار العين من الرض ‪ ،‬أو دخلتججم فججي الفجججر ‪ ،‬أو صججرتم‬ ‫) عن ال ّ‬
‫سرار لما كانوا فيججه مججن ليججل‬ ‫سلم لفظ ال ّ‬ ‫سرار ‪ ،‬و استعار عليه ال ّ‬‫ذوى فجر منتقلين عن ال ّ‬
‫الجهل و خمول الّذكر في الجاهلية و غيرها ‪ ،‬و لفظ النفجار عنه لخروجهم من ذلك إلى‬
‫سلم كما قال عّز من قائل ‪:‬‬ ‫نور السلم و استضائتهم بضياء صباح وجودهم عليهم ال ّ‬

‫سججلم لبججن الكجّوا‬


‫س « قال أميججر المججؤمنين عليججه ال ّ‬
‫ح ِإذا َتَنّف َ‬
‫صْب ِ‬
‫س َو ال ّ‬
‫سَع َ‬
‫عْ‬‫ل ِإذا َ‬
‫» َو الّلْي ِ‬
‫ل مثل لمججن اّدعججى الوليججة لنفسججه و‬ ‫حين سأله عن ذلك ‪ :‬يعني ظلمة الليل و هذا ضربه ا ّ‬
‫صبح إذا تنّفس قال ‪ :‬يعني بذلك الوصياء يقول ‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫عدل عن ولة المر قال ‪ :‬فقوله و ال ّ‬
‫صبح إذا تنفس هذا ‪.‬‬
‫علمهم أنور و أبين من ال ّ‬

‫سججلم سججبب هججدايتهم و علججة لعلجّو مقججامهم و سججموّ‬


‫و لّما ذكر فضله عليهججم بكججونه عليججه ال ّ‬
‫مكانهم وجهة لشرافتهم و رفعة قدرهم و داعيا لصيرورتهم من ظلمة الغوايججة و الضججللة‬
‫ل ذلك بالّنفاق و الّنفار و العتّو و الستكبار ‪،‬‬
‫إلى فجر الهداية و الّرشاد مع مقابلتهم ك ّ‬

‫أردف ذلك بالّدعاء عليهم بقوله ) و قر سمع لم يفقه الواعيججة ( إشججارة إلججى أّنهججم كيججف لججم‬
‫يفقهوا بيانه بعد ما بّينه و لم يقبلوه بعد ما سمعوه و لم يطيعوه بعد ما فهموه و جهلوا قدره‬
‫بعد ما عرفوه ‪.‬‬

‫قال البحراني ‪ :‬و هذا كمججا يقججول أحججد العلمججاء لبعججض تلميججذه المعانججد لججه المجّدعي لمثججل‬
‫فضيلته ‪ :‬إّنك بي اهتديت من الجهل و عل قدرك في الّنججاس و أنججا سججبب لشججرفك أ فتكّبججر‬
‫ي وقر سمعك لم ل تفقه قولي و تقبله هذا ‪ ،‬و على ما ذكرناه من كون الواعيججة بمعنججى‬ ‫عل ّ‬
‫صوت بعد ما سججمعه ‪ ،‬و علججى‬ ‫سلم ثقل سمع لم يفقه ال ّ‬ ‫صوت يكون معنى كلمه عليه ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫صججراخ ‪ ،‬و علججى ذلججك‬ ‫ل سمعا لم يفقه ال ّ‬ ‫قرائة و قر بصيغة المجهول يكون المعنى أثقل ا ّ‬
‫سججلم تججارة بجعججل الواعيججة صججفة‬ ‫فل حاجة إلى مججا تكلفججه بعججض شججارحي كلمججه عليججه ال ّ‬
‫لمحذوف مع حججذف مفعججول لججم يفقججه أى وقججر سججمع لججم يفقججه صججاحبه بججإذنه الواعيججة علججم‬
‫شريعة ‪،‬‬
‫ال ّ‬

‫] ‪[ 125‬‬

‫و اخرى بجعل الفاعل بمعنى المفعول مججع حججذف الموصججوف أيضججا أى لججم يفقججه الشججياء‬
‫صارفة ‪.‬‬‫الموعية ‪ ،‬و ثالثة بجعلها بمعنى ال ّ‬

‫سماع و تعججبيره بقججوله ‪ :‬لججم يفقججه‬


‫سمع بعدم الفقه ل بعدم ال ّ‬
‫سر في وصفه ال ّ‬‫فإن قلت ‪ :‬ما ال ّ‬
‫دون لم يسمع مع كججون الواعيججة أيضججا مججن قبيججل المسججموعات ل المفقوهججات و الحججال أ ّ‬
‫ن‬
‫الموصوف و المتعلق كليهما مقتضيان للتعبير بالّثاني دون الّول ‪.‬‬

‫ض عن عججدم مليمججة الوصججف بالّثججاني للجّدعاء بججالوقر لسججتلزامه تحصججيل‬ ‫قلت ‪ :‬بعد الغ ّ‬
‫سججماع و السججتماع بججل‬ ‫سججمع ليججس مج جّرد ال ّ‬‫ن المقصود بال ّ‬‫سر في ذلك هو أ ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫الحاصل أ ّ‬
‫سججمع لهججا ‪ ،‬فججإذا أدركهججا و لججم‬
‫الفقه و الفهم و التعاظ بالمواعظ و الّنصججايح بعججد إدراك ال ّ‬
‫ن في التعججبير‬‫ي بالّدعاء عليه بكونه موقورا ثقيل مع أ ّ‬ ‫يفقهها و لم يقم بمقتضياتها فهو حر ّ‬
‫بهججذه اللفظججة إشججارة إلججى غايججة نفججارهم و اسججتكبارهم و شجّدة لجججاجهم و عنججادهم و نهايججة‬
‫ق كما قال عّز من قائل ‪:‬‬ ‫بغضهم و عداوتهم و منتهى نفرتهم عن قبول الح ّ‬
‫صججمم‬
‫ن « وصفهم بال ّ‬
‫صّم َو َلْو كاُنوا ل َيْعِقُلو َ‬
‫سِمُع ال ّ‬
‫ت ُت ْ‬
‫ك َأ َفَأْن َ‬
‫ن ِإَلْي َ‬
‫سَتِمُعو َ‬
‫ن َي ْ‬
‫» و ِمْنُهْم َم ْ‬
‫مع إثبات الستماع أّول من حيث عدم انتفاعهم بما يستمعون ‪،‬‬

‫ن النسججان إذا قججوى بغضججه لنسججان آخججر و عظمججت‬


‫سواء و ذلججك فججإ ّ‬
‫فهم و الصّم على ال ّ‬
‫جهة إلججى طلججب مقابججح كلمججه معرضججة عججن جميججع الجهججات‬ ‫نفرته عنه صارت نفسه متو ّ‬
‫صججوت فكججذلك حصججول هججذا‬
‫صمم في الذن معنى ينافي حصول إدراك ال ّ‬ ‫الحسن فيه ‪ ،‬فال ّ‬
‫البغض و الستكبار و المنافرة كالمنافي للوقوف عن محاسججن ذلججك الكلم و الطلع بمججا‬
‫اريد منه ‪.‬‬

‫ثّم كما أّنه ل يمكن جعل الصّم سميعا فكذلك ل يمكججن جعججل العججدّو البججالغ إلججى هججذا الحجدّ‬
‫سلم من عججدم تججأثير كلمجه فيهجم بقججوله ‪ ) :‬و كيجف‬ ‫صديقا مطيعا ‪ ،‬و لذلك اعتذر عليه ال ّ‬
‫ن من لم يججؤّثر فيججه‬‫صوت الخفي ) من أصّمته الصيحة ( إشارة إلى أ ّ‬ ‫يراعي الّنبأة ( أى ال ّ‬
‫صيحة المكّررة عليهججم حّتججى جعلهججم أصجّم مججن كججثرة‬ ‫ل و كلم رسوله الذي هو كال ّ‬ ‫كلم ا ّ‬
‫سلم الذي‬ ‫التكرار و شّدة الصرار ‪ ،‬كيف يؤّثر فيهم كلمه عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 126‬‬

‫ضعيف ل يدرك‬ ‫صيحة ‪ ،‬و من المعلوم أن الصوت ال ّ‬‫نسبته إلى كلمهما نسبة الّنبأة إلى ال ّ‬
‫صوت القوي أو الحواس ل تدرك الضعف مع وجود القوى المماثل فجي كيفّيتجه ‪،‬‬ ‫عند ال ّ‬
‫سلم فقط ‪،‬‬‫ففي هذه الفقرة من كلمه دللة على عدم اختصاص تمّردهم به عليه ال ّ‬

‫ل و طاعة رسوله أيضججا كمججا أنّ‬ ‫بل كانوا متمّردين من أّول المر مستكبرين عن طاعة ا ّ‬
‫فيها و في سابقتها إشارة إلى تماديهم في الغفلججة بمججا غشججت قلججوبهم مججن الظلمججة و القسججوة‬
‫ل و لم يتدّبروا في القرآن و نكثوا بيعججة ولججي‬ ‫ل و لم يفقهوا كلم ا ّ‬‫حيث لم يسمعوا داعي ا ّ‬
‫الّرحمان ‪ ،‬قال سبحانه في الحديث القدسي ‪ :‬يا ابن آدم اسججتقامة سججماواتي فججي الهججواء بل‬
‫عمد باسم من أسمائي و ل يستقيم قلوبكم بألف موعظة من كتابي ‪ ،‬يا أّيهججا الّنججاس كمججا ل‬
‫يلين الحجر في الماء كذلك ل يغني الموعظة للقلوب القاسية ‪.‬‬

‫سلم لّما دعى بالوقر على الذن الغير الواعية للواعية و أتبعه بالشارة إلى‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫صيحة لستحالة تججأثر القلججوب القاسججية بالموعظججة و‬ ‫عدم إمكان تأثير نبأته فيمن أصّمته ال ّ‬
‫الّنصيحة ‪ ،‬أردف ذلك بالّدعاء للقلوب الوجلة الخائفة بقوله ‪ ) :‬ربججط جنججان ( أى سججكن و‬
‫لج و الشججفاق مججن عججذابه ثجّم‬ ‫ثبت ) لم يفججارقه ( الضججطراب ) و الخفقججان ( مججن خشججية ا ّ‬
‫سلم بقّية أصحاب الجمل أو المقتولين أو هما معا و قال ‪ ) :‬ما زلت أنتظر‬ ‫خاطب عليه ال ّ‬
‫بكم عواقب الغدر ( و الحيلة و أترّقب منكم المكججر و الخديعججة ‪ ،‬و ذلججك إّمججا مججن أجججل أ ّ‬
‫ن‬
‫ل عليه و آله و سّلم أخبره بذلك و بأّنهم ينقضون بيعته بعد توكيججدها ‪ ،‬و إّمججا‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫النب ّ‬
‫سلم ذلك من حركاتهم و وجنات أحوالهم كما يشعر به قوله ‪:‬‬ ‫من أجل استنباطه عليه ال ّ‬
‫سلم فهم أّنهججم مججن أهججل الغجّرة و قبججول‬
‫سمكم بحلية المغترين ( و ذلك لّنه عليه ال ّ‬
‫) و أتو ّ‬
‫الباطل عن أدنى شبهة بما لح له من صفاتهم و سماتهم الّدالجة علجى ذلجك ‪ ،‬و كجان علمجه‬
‫سلم بذلك مستلزما لعلمه بغدرهم بعهده و نقضهم لبيعته فكان ينتظر ذلك منهم ‪.‬‬ ‫عليه ال ّ‬

‫سججلم يسججتأذنانه فججي العمججرة قججال ‪ :‬مججا‬


‫و لذلك إن طلحة و الّزبيججر لمججا دخل عليججه عليججه ال ّ‬
‫ل إّنهما ما يريدان غير العمرة ‪ ،‬فقال لهما ‪ :‬ما العمرة تريدان‬ ‫العمرة تريدان ‪ ،‬فحلفا له با ّ‬
‫ل ما لخلف عليه و ل نكث بيعته يريججدان و‬ ‫و إّنما تريدان الغدرة و نكث البيعة ‪ ،‬فحلفا با ّ‬
‫ما رأيهما غير العمرة ‪ ،‬قال لهما ‪ ،‬فاعيدا البيعة لي ثانيا ‪ ،‬فأعاداها بأشد‬

‫] ‪[ 127‬‬

‫ما يكون من اليمان و المواثيق ‪ ،‬فاذن لهما فلّما خرجا من عنده قال لمن كججان حاضججرا ‪:‬‬
‫ل في فتنة يقتتلن فيها ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا أمير المججؤمنين فلججم يرّدهمججا عليججك ‪،‬‬
‫ل ل ترونهما إ ّ‬
‫وا ّ‬
‫ل أمرا كان مفعول ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬ليقضي ا ّ‬

‫و قوله ‪ ) :‬سترني عنكججم جلبجاب الججدين ( قججال البحرانججي ‪ :‬وارد مججورد الوعيججد للقججوم فججي‬
‫ن الّدين حال بينى و بينكم و سترنى ؟ ؟ ؟‬ ‫قتالهم له و مخالفتهم لمره ‪ ،‬و المعنى ا ّ‬

‫عن أعين بصائركم أن تعرفوني بما أقوى عليكم من العنف بكم و الغلظة عليكم و ساير ؟‬
‫؟؟‬

‫شفقة و شهب‬ ‫وجوه تقويكم و ردعكم عن الباطل وراء ما وقفني عليه الّدين من الّرفق و ال ّ‬
‫ذيل العفو عن الجرائم ‪ ،‬فكان الجّدين غطججاء حججال بينهججم و بيججن معرفتججه فاسججتعار لججه لفججظ‬
‫الجلباب قال ‪ :‬و روي ستركم عّني أي عصم السلم مّنجي دمجائكم و اتبجاع مجدبركم و أن‬
‫ق الكّفار هذا ‪.‬‬
‫اجهز على جريحكم و غير ذلك مّما يفعل من الحكام في ح ّ‬

‫ق معرفتجه و غفلتهجم عجن مراتجب شجأنه و‬ ‫سلم إلى عد معرفتهم لجه حج ّ‬ ‫و لما أشار عليه ال ّ‬
‫صر نيكجم صججدق النّيججة ( و أشجار بججذلك إلججى معرفتججه لهجم حج ّ‬
‫ق‬ ‫وظيفته أتبعه بقوله ‪ ) :‬و ب ّ‬
‫المعرفة بعين اليقين و البصيرة من حيث صفاء نفسه و خلججوص نّيتججه و نججور بججاطنه كمججا‬
‫سلم ‪:‬‬‫قال عليه ال ّ‬

‫سججلم فججي روايججة بصججائر‬ ‫ل ‪ ،‬و قال الّرضججا عليججه ال ّ‬ ‫اّتقوا فراسة المؤمن فاّنه ينظر بنور ا ّ‬
‫شججيطان فيججه شججرك ‪ ،‬و بججذلك‬ ‫الّدرجات لنا أعين ل تشبه أعين الّنججاس و فيهججا نججور ليججس لل ّ‬
‫ل عليججه أخبججار‬
‫ل مؤمن و منافق و يعرفون صديقهم مججن عججدّوهم كمججا يججد ّ‬ ‫الّنور يعرفون ك ّ‬
‫كثيرة ‪.‬‬
‫مثل مجا رواه فجي البحججار عججن العيجون عججن تميججم القرشجي عجن أبيجه عجن أحمججد بجن علجيّ‬
‫سلم ما وجه إخبججاركم بمججا‬ ‫النصاري عن الحسن بن الجهم قال ‪ :‬سئل عن الّرضا عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬اّتقججوا فراسججة‬ ‫في قلوب الّناس ؟ قال ‪ :‬أما بلغك قول الّرسول صّلى ا ّ‬
‫ل و له فراسة ينظججر بنججور‬ ‫ل ؟ قال ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬فما من مؤمن إ ّ‬ ‫المؤمن فإّنه ينظر بنور ا ّ‬
‫لج للئّمججة مّنججا مججا فّرقججه فججي‬
‫ل على قدر إيمانه و مبلغ استبصاره و علمه ‪ ،‬و قججد جمججع ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل في كتابه ‪:‬‬
‫جميع المؤمنين و قال عّز و ج ّ‬

‫ن«‬
‫سمي َ‬
‫ت ِللُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬
‫ن في ذِل َ‬
‫» ِإ ّ‬

‫] ‪[ 128‬‬

‫سججلم‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬ثّم أميججر المججؤمنين عليججه ال ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫سمين رسول ا ّ‬
‫فأّول المتو ّ‬
‫ل عليهم إلى يوم القيامة ‪.‬‬ ‫من بعده ‪ ،‬ثّم الحسن و الحسين و الئّمة من ولد الحسين سلم ا ّ‬

‫ضال عن ابججن رئاب‬ ‫سندي بن الّربيع عن ابن ف ّ‬ ‫و من كتاب البصائر و الختصاص عن ال ّ‬


‫ل و بيججن عينيججه‬
‫سلم قال ‪ :‬ليججس مخلججوق إ ّ‬
‫عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫مكتوب اّنه مؤمن أو كافر و ذلك محجوب عنكم و ليس بمحجوب من الئّمة من آل محّمد‬
‫سلم ليس يدخل عليهم أحد إل عرفوه هو مؤمن أو كافر ‪ ،‬ثّم تل هذه الية ‪:‬‬‫عليهم ال ّ‬

‫ن « فهم المتوسمون و من الختصاص أيضججا بإسججناده عججن‬ ‫سمي َ‬


‫ت ِللُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬
‫ن في ذِل َ‬
‫» ِإ ّ‬
‫سلم في مسجد الكوفة إذ جائت امرأة تستعدي علججى‬ ‫جابر قال ‪ :‬بينا أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ق فيمججا‬
‫لج مججا الحج ّ‬
‫سججلم لزوجهججا عليهججا ‪ ،‬فغضججبت فقججالت ‪ :‬ل و ا ّ‬ ‫زوجها فقضى عليججه ال ّ‬
‫ل بالمرضّية ‪ ،‬فنظر‬ ‫سوية و ل تعدل في الّرعّية و ل قضّيتك عند ا ّ‬ ‫قضيت و ما تقضى بال ّ‬
‫إليها ملّيا ثّم قال لها ‪ :‬كذبت يا جرّية يا بذّية ‪ 1‬يا سلفع يا سلقلقية ‪ 2‬يا التي ل تحمججل مججن‬
‫حيث تحمل الّنساء ‪ ،‬قال ‪ :‬فولت المرأة هاربة مولولة و تقججول ‪ :‬ويلججي و يلججي لقججد هتكججت‬
‫يابن أبيطالب سترا كان مستورا ‪.‬‬

‫ل لقد استقبلت علّيا بكلم سررتني به ثّم إّنججه‬ ‫قال ‪ :‬فلحقها عمرو بن حريث فقال ‪ :‬يا أمة ا ّ‬
‫ل ج أخججبرني‬ ‫سججلم و ا ّ‬
‫ن علّيا عليه ال ّ‬
‫نزع ‪ 3‬لك بكلم فوليت عنه هاربة تولولين ‪ ،‬فقالت إ ّ‬
‫ي ‪ ،‬فعججاد عمججرو إلججى أميججر‬ ‫ق و بما أكتمه من زوجي منججذ ولججي عصججمتي و مججن أبججو ّ‬ ‫بالح ّ‬
‫سجلم فجأخبره بمجا قجالت لجه المجرأة ‪ ،‬و قجال لجه فيمجا يقجول ‪ :‬مجا أعرفجك‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل خلق الرواح‬ ‫نا ّ‬
‫سلم ‪ :‬ويلك إّنها ليست بالكهانة مّني و لك ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫بالكهانة فقال له عل ّ‬
‫قبل‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققققق ققققق ق ققق ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قققق قق قققققق قققق ق ققققق قققق ق ق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قققق ققق قققق ققققققققق قق ققققق ققق‬
‫قق ققققق ققق قققق ق قققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 129‬‬

‫البدان بألفي عام ‪ ،‬فلما رّكب الرواح في أبدانها كتب بين أعينهم كافر و مؤمن و ما هم‬
‫به مبتلون و ما هم عليه من سيئ عملهم و حسنه في قدر اذن الفارة ‪ ،‬ثّم أنزل بذلك قرانججا‬
‫ل عليه و آله و سّلم فقال ‪:‬‬
‫على نبّيه صّلى ا ّ‬

‫سججم ‪،‬‬
‫ل عليه و آله و سجّلم المتو ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ن « فكان رسول ا ّ‬ ‫سمي َ‬
‫ت ِللُمَتَو ّ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬ ‫ن في ذِل َ‬
‫» ِإ ّ‬
‫سمون فلّما تأّملتها عرفت ما فيهججا و مججا هججي‬ ‫ثم أنا من بعده ‪ ،‬و الئمة من ذّريتي هم المتو ّ‬
‫عليه بسيمائها ‪.‬‬

‫لج‬
‫و من البصائر بإسناده عن عبد الّرحمان يعني ابن كثير قال ‪ :‬حججججت مججع أبججي عبججد ا ّ‬
‫سلم فلّما صرنا في بعججض الطريججق صججعد علججى جبججل فأشججرف فنظججر إلججى الّنججاس‬ ‫عليه ال ّ‬
‫لج‬
‫ل ج ص جّلى ا ّ‬‫فقال ‪ :‬ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج ‪ ،‬فقال له داود الّرقي ‪ :‬يابن رسول ا ّ‬
‫ل دعاء هذا الجمع الذي أرى ؟ قال ‪ :‬ويحك يججا باسججليمان‬ ‫عليه و آله و سّلم هل يستجيب ا ّ‬
‫سلم كعابججد وثججن ‪ ،‬قججال ‪ :‬قلججت ‪:‬‬‫ي عليه ال ّ‬‫ل ل يغفر أن يشرك به ‪ ،‬الجاحد لولية عل ّ‬ ‫نا ّ‬‫إّ‬
‫جعلت فداك هل تعرفون محبكم و مبغضكم ؟ قال ‪ :‬ويحك يا با سليمان إّنه ليس مججن عبججد‬
‫ن الّرجل ليدخل إلينا بوليتنججا و بججالبراءة مججن‬ ‫ل كتب بين عينيه مؤمن أو كافر ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫يولد إ ّ‬
‫ن في ذلك ليججات‬ ‫ل‪»:‬إّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫اعدائنا فنرى مكتوبا بين عينيه مؤمن أو كافر ‪ ،‬قال ا ّ‬
‫سمين « نعرف عدّونا من ولّينا ‪.‬‬ ‫للمتو ّ‬

‫سججمكم بحليججة المغججتّرين ‪ ،‬و‬


‫سججابق ‪ :‬أتو ّ‬
‫ل وضوح معنى قوله ال ّ‬ ‫و قد وضح بهذه الخبار ك ّ‬
‫سججلم إلججى سججماتهم الّدالجة علجى خبجث الطينججة و‬ ‫سمه عبارة عن نظججره عليججه ال ّ‬‫ن تو ّ‬
‫ظهر أ ّ‬
‫سريرة ‪ ،‬فافهم ذلك و اغتنم ‪.‬‬ ‫لحاظه العلمات الكاشفة عن سوء ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫بسبب نور وجود ما هدايت يافتيد در ظلمت شب جهالت ‪ ،‬و بواسطه ما سوار شججديد بججر‬
‫كوهان بلند يقين ‪ ،‬و بجهة ما منتقل گشتيد از شب ضللت ‪ ،‬و بصججباح اسججلم رسججيديد ‪،‬‬
‫گرباد يا سنگين باد گوشي كه نفهميد صداى داعي حججق را ‪ ،‬و چگججونه مراعججات بنمايججد‬
‫آواز ضعيف را آنكسى كه كر ساخته است او را آواز قوى ‪ ،‬ثابت‬
‫] ‪[ 130‬‬

‫باد قلبى كه جدا نشد از آن طپيدن از ترس خججدا ‪ ،‬هميشججه بججودم كججه انتظججار ميكشججيدم از‬
‫شما عاقبتهاى خيانت را و بفراست مييافتم شما را كه مّتصفيد بزينت فريفتگان از قبججول‬
‫باطل و ناروا ‪ ،‬پوشانيد مرا از ديده شما پرده دين من ‪ ،‬و بينا گردانيد مرا بر حال شججما‬
‫خلوص نيت و صفاى باطن من ‪.‬‬

‫ععععع عععععع‬

‫ق فججي جججواد المضجّلة حيججث تلتقججون و ل دليججل و تحتفججرون و ل‬


‫أقمت لكم على سججنن الحج ّ‬
‫تميهون اليوم أنطق لكم العجمآء ذات البيان ‪ ،‬عزب رأي امرء تخلف عّنججي ‪ ،‬مججا شججككت‬
‫ق مذ رأيته ‪ ،‬لم يوجس موسى خيفة على نفسه ‪ ،‬أشفق من غلبججة الجّهججال ‪ ،‬و دول‬ ‫في الح ّ‬
‫ق و الباطل ‪ ،‬من وثق بمآء لم يظمأ ‪.‬‬ ‫ضلل ‪ ،‬اليوم وافقنا على سبيل الح ّ‬ ‫ال ّ‬

‫ععععع‬

‫سججنة‬
‫) أقججام ( بالمكججان اقامججة دام ) سججنن ( الطريججق مثّلثججة و بضجّمتين نهجججه و جهتججه و ال ّ‬
‫ضاد يفتح‬ ‫ل حكمه و أمره و نهيه و أرض ) مضلة ( بفتح الميم و ال ّ‬ ‫سنة من ا ّ‬ ‫الطريقة و ال ّ‬
‫ل فيهججا الطريججق و ) أمججاه ( الحججافر و أمججوه بلججغ المججاء ‪ ،‬و البهيمججة‬
‫و يكسججر أي يضجج ّ‬
‫) العجماء ( لّنها ل تفصح و استعجم الكلم علينا مثل اسججتبهم و كلمججة عجمججاء مبهمججة و‬
‫) عزب ( الشيء عزوبا من باب قعد بعد ‪ ،‬و غرب من بابي قتل و ضرب خفججي و غججاب‬
‫س و أضمر و )‬ ‫و ) الوجس ( كالوعد الفزع يقع في القلب و أوجس في نفسه خيفة أى أح ّ‬
‫الشفاق ( الخوف و ) دول ( مثّلثة جمع دولة ‪.‬‬

‫و قال الفيومي تداول القوم الشيء تداول و هو حصججوله فججي يججد هججذا تججارة و فججي يججد هججذا‬
‫اخرى ‪ ،‬و السم الّدولة بفتح الّدال و ضّمها و جمع المفتججوح دول بالكسججر مثججل قصججعة و‬
‫قصع و جمع المضموم دول بالضم مثل غرفة و غرف ‪ ،‬و منهم من يقول الّدولة‬

‫] ‪[ 131‬‬

‫بالضّم في المال و بالفتح في الحرب و على هذا فالنسب أن يكون دول فججي كلمججه عليججه‬
‫سلم بالكسر ليكون جمع دولة بالفتججح و ) الّتواقججف ( بالقججاف قبججل الفججاء هججو الوقججوف و‬‫ال ّ‬
‫) الظماء ( شّدة العطش ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫العجماء بالفتح مفعول انطق أو صفة لمحذوف أى الكلمججات و خيفججة بالّنصججب مفعججول لججم‬
‫يوجس ‪ ،‬و أشججفق بصججيغة الّتفضججيل صججفة خيفججة و يحتمججل أن يكججون بصججيغة الماضججي و‬
‫استدراكا عن سابقه أي لم يوجس موسى خيفة على نفسه و لكّنه أشفق من غلبة الجهال ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫سلم حال المنافقين معه من غدرهم و اغترارهم و نفارهم و استكبارهم و‬ ‫لّما ذكر عليه ال ّ‬
‫سلم و رتبتججه مججع كججونه سججبب هججدايتهم فججي‬ ‫ما هم عليه من الغفلة و الجهالة بشأنه عليه ال ّ‬
‫ل علججى وجججوب اقتفجاء آثججاره ‪ ،‬و‬ ‫الظلماء و تسّنمهم على سنام العليججاء أردف ذلججك بمججا يجد ّ‬
‫ل المسججتقيم فقججال ) أقمججت‬‫ق القويم و سير سبيل ا ّ‬ ‫اقتباس أشّعة أنواره في سلوك منهج الح ّ‬
‫ق ( و جهته ) في جواد المضججلة ( أى الجججواد الججتي‬ ‫لكم ( أى دمت و ثبت ) على سنن الح ّ‬
‫ل الججذي ل يقبججل مججن العبججاد‬
‫ق هو دين ا ّ‬ ‫ل فيها القدام ‪ ،‬و المراد بسنن الح ّ‬‫ل فيها و يز ّ‬
‫يض ّ‬
‫صججراط المسججتقيم الموصججل إلججى الّرضججوان و مججن جججواد المضجّلة هججو شججبل‬ ‫غيره و هو ال ّ‬
‫شيطان المؤّدية إلى النيران ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم خطا و قججال ‪ :‬هججذا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ط لنا رسول ا ّ‬‫ل بن مسعود ‪ :‬خ ّ‬ ‫قال عبد ا ّ‬
‫ل سججبيل منهججا‬
‫ل ثّم خط خطوطا عن يمينه و شماله و قال ‪ :‬هججذه سججبل و علججى كج ّ‬ ‫صراط ا ّ‬
‫شيطان يدعون الّناس إليها ثّم تل قوله تعالى ‪:‬‬

‫سبيِله « و المججراد‬
‫ن َ‬
‫عْ‬‫ق ِبُكْم َ‬
‫سُبلَ َفَتَفّر َ‬
‫سَتقيمًا َفاّتِبُعوُه َو ل َتّتِبُعوا ال ّ‬
‫صراطي ُم ْ‬
‫ن هذا ِ‬ ‫» و َأ ّ‬
‫ق لدعوة الّناس إليه كما قججال‬ ‫سلم أقمت لكم الشارة إلى إقامته على نهج الح ّ‬ ‫بقوله عليه ال ّ‬
‫تعالى ‪:‬‬

‫] ‪[ 132‬‬

‫سججلم‬‫ن اّتَبَعني « قال أبو جعفر عليه ال ّ‬ ‫على َبصيَرٍة َأَنا و َم ِ‬


‫ل َ‬
‫عو ِإَلى ا ِّ‬
‫سبيلي َأْد ُ‬
‫ل هِذه َ‬
‫» ُق ْ‬
‫سلم يعنججي‬ ‫ل و أمير المؤمنين و الوصياء من بعدهما عليهم ال ّ‬ ‫في تفسيره ‪ :‬ذاك رسول ا ّ‬
‫ل و من اّتبعه أمير المؤمنين و الوصججياء الّتججابعون لججه فججي جميججع‬ ‫ن الّداعي هو رسول ا ّ‬ ‫أّ‬
‫القوال و الفعال فمن أجاب لهم دعوتهم و سلك سبيلهم ‪:‬‬

‫سجنَ‬‫حُ‬‫ن وَ َ‬
‫صججاِلحي َ‬
‫شجَهداِء َو ال ّ‬
‫صجّديقين َو ال ّ‬
‫ن َو ال ّ‬
‫ن الّنِبّيي َ‬
‫عَلْيِهْم ِم َ‬
‫ل َ‬
‫ن َأْنَعَم ا ُّ‬
‫ك َمَع اّلذي َ‬
‫َفُاولِئ َ‬
‫ك َرفيًقا « و من تخلف عنهم و لم يجبهججم دعججوتهم و سججلك سججبيل غيرهججم يكججون ذلججك‬ ‫ُأولِئ َ‬
‫حسرة عليه و يقول ‪:‬‬
‫ل ‪ ،‬يا َوْيَلتى َلْيَتني َل جمْ‬‫سبي ً‬
‫ل َ‬‫سو ِ‬‫ت َمَع الّر ُ‬
‫خْذ ُ‬
‫ل يا َلْيَتني اّت َ‬
‫على َيَدْيِه َيُقو ُ‬
‫ظالُم َ‬
‫ض ال ّ‬
‫» َيْوَم َيَع ّ‬
‫سلم من كلمه إّنججي فعلججت مججن هججدايتكم و‬ ‫ل « و بالجملة فمقصوده عليه ال ّ‬ ‫خلي ً‬
‫خْذ ُفلنًا َ‬‫َأّت ِ‬
‫إرشادكم و أمركم بالمعروف و نهيكم عن المنكر ما يجججب علججى مثلججي فججوقفت لكججم جججاّدة‬
‫ضججلل كججثيرة مختلفججة و أنتججم فيهججا تججائهون حججائرون‬ ‫ن طججرق ال ّ‬ ‫الطريق و منهجه حيججث ا ّ‬
‫) حيث تلتقون ( و تجتمعون ) و ل دليل ( لكم ) و تحتفرون ( البار لتجدوا مججاء تججروون‬
‫به غّلتكم ) فل تميهون ( و ل تجدون الماء ) اليوم انطق لكم العجماء ذات البيان ( لتشججهد‬
‫سجلم بالعجمجاء ذات‬ ‫ل بجاب و كّنجى عليجه ال ّ‬ ‫ل على ما ينبغي فعله فيك ّ‬ ‫بوجوب اّتباعي و تد ّ‬
‫ل بقوم فسقوا عن أمر رّبهم و عّما هو واضح من كمال‬ ‫البيان عن العبر الواضحة و ما ح ّ‬
‫ن هججذه المججور‬ ‫ل ‪ ،‬فإ ّ‬
‫سلم بالّنسبة إليهم و عن حال الّدين و مقتضى أوامر ا ّ‬ ‫فضله عليه ال ّ‬
‫سلم لهم و عّرفهم ما يقججوله‬ ‫عجماء ل نطق لها مقال ذات البيان حال ‪ ،‬و لّما بينها عليه ال ّ‬
‫لسان حالها فكأّنه أنطقها لهم ‪ ،‬و قيل ‪ :‬العجماء صفة لمحججذوف أى الكلمجات العجمجاء ‪ ،‬و‬
‫المراد بها ما في هذه الخطبة من الّرموز التي ل نطق لها مججع أّنهججا ذات بيججان عنججد اولججى‬
‫اللباب ‪.‬‬

‫شارح المعتزلي ‪ :‬و هذه إشارة إلى الّرموز التي تتضمنها هذه الخطبججة يقججول ‪ :‬هججي‬
‫قال ال ّ‬
‫خفّية غامضة و هي مع غموضها جلّية لولى اللباب فكأّنها تنطق كما ينطق‬

‫] ‪[ 133‬‬

‫صججامتة الّناطقججة ؟ فقيججل ‪ :‬الجّدلئل المخججبرة و العججبر‬


‫ذوو اللسنة كما قيججل ‪ :‬مججا المججور ال ّ‬
‫ق أنهججارك و أخججرج ثمججارك ؟ فججإن لججم تجبججك‬ ‫الواضحة ‪ ،‬و في الثر سل الرض مججن شج ّ‬
‫سلم أشار إلى ذّم من تخلف عنه و توبيخه بقوله ‪:‬‬ ‫حوارا أجابتك اعتبارا ‪ ،‬ثّم إّنه عليه ال ّ‬

‫ن التخلف عنه دليججل علججى‬ ‫) عزب ( اى بعد أو غاب و خفى ) رأى امرء تخلف عّني ( ل ّ‬
‫ي المور أنفع له‬ ‫ن المتخلف لّما فكر في أن أ ّ‬‫صائب عن المختلف ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬ ‫بعد الّرأى ال ّ‬
‫أن يكون من متابعيه أو المتخلفيججن عنججه ثجّم رأى أن التخلججف عنججه أوفججق كججان ذلججك أسججوء‬
‫الراء و أقبحها فهو في الحقيقة كمججن أقججدم علججى ذلججك بغيججر رأى يحضججره أو لنّ الجّرأى‬
‫ق كان غاربا عنه ‪.‬‬ ‫الح ّ‬

‫ق ‪ 1‬مججذ‬‫سلم إلى بعض علل وجوب اّتباعه بقوله ‪ ) :‬ما شججككت فججي الحج ّ‬ ‫ثّم اشار عليه ال ّ‬
‫ك من دينججه لحتيججاجه إلججى‬
‫ق بالّتباع مّمن كان في ش ّ‬
‫ق أح ّ‬
‫ك في الح ّ‬
‫ن من لم يش ّ‬‫رأيته ( ل ّ‬
‫من يهديه قال سبحانه ‪:‬‬

‫ن«‬ ‫حُكُمججو َ‬
‫ف َت ْ‬
‫ن ُيهدى َفما َلُكْم َكْي َ‬
‫ل أَ ْ‬
‫ن ل َيِهّدي ِإ ّ‬‫ن ُيّتَبَع َأّم ْ‬
‫ق َأ ْ‬
‫حّ‬‫ق َأ َ‬
‫حّ‬‫ن َيْهدي ِإَلى اْل َ‬
‫» َأ َفَم ْ‬
‫ق ) و دول الضججلل‬ ‫) لم يوجس موسى خيفة على نفسه أشفق من غلبة الجّهال ( على الح ّ‬
‫سلم منهم لججم يكججن علججى نفسججه بججل كججان شججدة‬ ‫ن خوفه عليه ال ّ‬ ‫( و هذا تمثيل و إشارة إلى أ ّ‬
‫ضلل كما أن خوف‬ ‫خوفه من غلبة أهل الجهل على الّدين و فتنة الخلق بهم و قيام دول ال ّ‬
‫موسى من جهلة السحرة على ما أخبر به سبحانه في كتابه الكريم كان من هذه الجهة قال‬
‫في سورة طه ‪:‬‬

‫حبججاُلُهْم َو‬
‫ل َأْلُقججوا َفججإذا ِ‬
‫ل َبج ْ‬
‫ن َأْلقى ‪ ،‬قججا َ‬
‫ل َم ْ‬‫ن َأّو َ‬‫ن َنُكو َ‬‫ي و ِإما َأ ْ‬ ‫ن ُتْلِق َ‬
‫» قاُلوا يا ُموسى ِإّما َأ ْ‬
‫ج َ‬
‫س‬ ‫سعى ‪َ ،‬فَأْو َ‬ ‫حِرِهْم َأّنها َت ْ‬‫سْ‬ ‫ن ِ‬‫ل ِإَلْيِه ِم ْ‬
‫خّي ُ‬
‫صّيُهْم ُي َ‬
‫ع ِ‬
‫ِ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قققققق قق قققق ققققققق قق قققق قق )‬
‫ق ( ق ق ق ق ققق ق ق ققق ق قق ق قققق ق قق ق ق قق‬
‫قققققق ققق ققق قق قققق قققق قق قققق قققق‬
‫ققققققق ق قق ققق قققق قققق قق قق ق ققق ق ق‬
‫قق قققق قققق ققققق قق قق ققق ق ق قق قققق ق‬
‫قق قققققق ق ققققق ققق قق ق ق قق قق قققق قق‬
‫ق قققق قققق ققق قققق ق ق ققق ق قققق قق ققق‬
‫ققق ققق ق ققق ق ققققق ق قق ق ققق ق قققق ق ق‬
‫ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 134‬‬

‫ي ‪ :‬معنججاه فجأحسّ‬ ‫علججى « قجال الطبرسج ّ‬ ‫لْ‬


‫ت ا َْ‬
‫ك َأْنج َ‬
‫ف ِإّنج َ‬
‫خج ْ‬‫سه خيَفًة ُموسى ‪ُ ،‬قلنا ل َت َ‬
‫في َنْف ِ‬
‫موسى و وجد في نفسججه مججا يجججده الخججائف ‪ ،‬و يقججال أوجججس القلججب فزعججا أى أضججمر ‪ ،‬و‬
‫سبب في ذلك أّنه خاف أن يلتبس على الّناس أمرهججم فيتوهمججوا أّنهججم فعلججوا مثججل فعلججه و‬ ‫ال ّ‬
‫يظّنوا المساواة فيشكوا و ل يّتبعونه ‪ ،‬ثّم ذكر وجوهجا أخجر فجي سجبب الخجوف و الظهجر‬
‫سلم و يدل عليه قوله ‪ :‬ل تخف إّنججك أنججت العلججى ‪،‬‬ ‫ذلك كما يشهد به كلم المام عليه ال ّ‬
‫فاّنه تقرير لغلبته عليهم على أبلغ وجه و آكده كما يعرب عنه الستيناف و حرف الّتحقيق‬
‫ضمير و تعريجف الخجبر و لفجظ العلجّو المنجبىء عججن الغلبجة الظججاهرة و صججيغة‬ ‫و تكرير ال ّ‬
‫ق و وقفتجم‬‫ق و الباطل ( أى وقفت علجى سجبيل الحج ّ‬ ‫الّتفضيل ) اليوم تواقفنا على سبيل الح ّ‬
‫على سبيل الباطل و ضم نفسه إليهم على حّد قوله ‪:‬‬

‫ن « و قوله ) من وثق بماء لم يظمججأ ( الظججاهر‬ ‫ل ُمبي ٍ‬


‫ضل ٍ‬ ‫ى َأْو في َ‬‫» ِإّنا َأْو ِإّياكْم َلَعلى ُهد ً‬
‫ق و أيقن على ذلك و اعتمد على رّبججه و توكججل عليججه ل‬ ‫ن من كان على الح ّ‬ ‫ن المراد به أ ّ‬ ‫أّ‬
‫شججارح‬
‫ن مجن ائتمججن بمججاء لجم يفزعجه عطشججه ‪ ،‬و قجال ال ّ‬ ‫يبجالي علجى مجا وقجع فيججه ‪ ،‬كمجا أ ّ‬
‫سلم إن سكنتم إلى قولي و وثقتججم بججي كنتججم أقججرب‬ ‫ن مراده عليه ال ّ‬‫المعتزلي و البحراني إ ّ‬
‫ضللة ‪ ،‬و ما ذكرناه أظهر‬ ‫سلمة و أبعد من ال ّ‬ ‫إلى الهدى و ال ّ‬
‫ععععععع‬

‫ل گمراهججى اسججت در‬ ‫ق در جاّدههائى كه مح ّ‬


‫ثابت شدم من بجهة هدايت شما بر طريق ح ّ‬
‫مكانى كه ملقات ميكرديد بهمديگر و حال آنكه هيچ دليل و هادى نبود شججما را ‪ ،‬و چججاه‬
‫ميكنديد و بآب نميرسيديد يعنى بحث و كاوش مىكرديد از براى اخراج نججتيجه مطلججوب‬
‫در اوديه قلوب و از تحصيل نتيجه مطلوبه عاجز بوديد ‪ ،‬امروز بزبان در آوردم بجهججة‬
‫شما حيوان بى زبان را يعنى هر كه هست از بيزبانان مخبرند بلسان حال بامتثال مقججال‬
‫من و ناطقند بر وجوب اّتبججاع و حقيقججت حجال مججن ‪ ،‬غججايب شججد رأى صججايب مججردي كججه‬
‫تخلف كرده است از من ‪ ،‬شك نكردهام من در حق از آن‬

‫] ‪[ 135‬‬

‫سلم خججوفى را بججر‬ ‫زمانى كه عالم بحق شدهام ‪ ،‬احساس نكرد موسى بن عمران عليه ال ّ‬
‫نفس خود كه سختتر بوده باشججد از خججوفى كججه داشججت از غلبججه جلهججان و قيججام دولتهججاى‬
‫ق و باطل يعنى من ايستادهام بر طريق‬ ‫گمراهان ‪ ،‬امروز ايستادهايم ما و شما بر راه ح ّ‬
‫هدايت و شما ايستادهايد در راه ضللت ‪ ،‬هر كسيكه وثوق و اطمينان داشته باشججد بججآب‬
‫صواب ‪.‬‬‫ل أعلم بال ّ‬
‫تشنه نماند ‪ ،‬و ا ّ‬

‫ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع عع ع عع ع عع عع‬


‫عع ع ع عععع‬
‫عع عععع ع ععع ع عع‬
‫عع ععع‬‫عع عع‬
‫ععع‬
‫عععع عع ع عع ع ع عععع ع ع ع عع ع ع عع‬
‫ععععع ع ع ع ععععععع ع ع ع ع ععع ععع ع ع‬
‫ععععععع عع ععع ععععع‬

‫طلع عليه ‪:‬‬


‫و رواه في البحار من مناقب ابن الجوزي بأدنى اختلف ت ّ‬

‫أّيها الّناس شّقوا أمججواج الفتججن بسججفن الّنجججاة ‪ ،‬و عّرجججوا عججن طريججق المنججافرة ‪ ،‬وضججعوا‬
‫ص بهججا‬
‫تيجان المفاخرة ‪ ،‬أفلح من نهض بجناح ‪ ،‬أو استسلم فأراح ‪ ،‬ماء آجن و لقمججة يغ ج ّ‬
‫آكلها ‪ ،‬و مجتني الّثمرة لغير وقت إيناعها كالّزارع بغير أرضه ‪ ،‬فإن أقل يقولوا حججرص‬
‫ل ج لبججن‬
‫على الملك ‪ ،‬و إن أسكت يقولوا جزع من الموت ‪ ،‬هيهات بعد الّلتّيا و اّلتي ‪ ،‬و ا ّ‬
‫طفل بثدي أّمه ‪ ،‬بل اندمجت على مكنون علججم لججو بحججت بججه‬ ‫أبي طالب آنس بالموت من ال ّ‬
‫طوي البعيدة ‪.‬‬
‫لضطربتم إضطراب الرشية في ال ّ‬

‫ععععع‬

‫) عّرجوا ( أى انحرفوا و اعدلوا يقال ‪ :‬عرجت عنججه عججدلت عنججه و تركتججه و ) تيجججان (‬
‫شارح‬‫جمع تاج و هو الكليل و ) فاخره ( مفاخرة و فخارا عارضه بالفخر ‪ ،‬قال ال ّ‬
‫] ‪[ 136‬‬

‫ل من الّرجلين فضائله و مفاخره ثم يتحاكما إلى ثججالث‬ ‫المعتزلي ‪ :‬المفاخرة هو أن يذكر ك ّ‬


‫ص بالفتح و‬‫و ) الماء الجن ( المتغّير الطعم و الّلون و ) غصص ( بالكسر و الفتح و يغ ّ‬
‫ص و ) جنيججت الّثمججرة ( و اجتنيتهججا و ) ينعججت ( الّثمججار مججن بججاب ضججرب و منججع‬ ‫هو غججا ّ‬
‫أدركت و ) اللتّيا ( بفتح اللم و الّتججاء و تشججديد اليججاء تصججغير الججتي ‪ ،‬و اللتيججا و الججتي مججن‬
‫أسماء الّداهية يقال ‪ :‬وقع فلن في اللتيا و التي أى في الّداهية ‪ ،‬و قيل ‪ :‬يكنى بهذه اللفظة‬
‫شدة و الخزن و بهذه المناسبة جعلت علما للّداهية ‪ ،‬و قيل ‪:‬‬ ‫من كمال ال ّ‬

‫اللتّيا الّداهية التي بلغت الغاية و الّتصغير للّتعظيم أو بالعكس و الّتصغير للّتحقير ‪.‬‬

‫و في بعض كتب الدبّية على ما ببالي أّنه تزّوج رجل امرأة قصيرة سجّيئة الخلججق فقاسججى‬
‫منها شدائد فطلّقها ‪ ،‬و تزّوج طويلة فقاسى منها أضعاف القصيرة فطلقها و قال بعد الّلتيججا‬
‫شارح البحراني ‪،‬‬
‫و التي ل أتزّوج فصار مثل ‪ ،‬و مثل ذلك ذكر ال ّ‬

‫ي في المقامات ‪ :‬الّلتيا تصغير التي و هو على غير قياس الّتصغير المطرد‬ ‫و قال الحرير ّ‬
‫ن القياس أن يضّم أّول السم إذا صّغر و قجد أقجّر هجذا السجم علجى فتحجه الصجلّية عنجد‬ ‫لّ‬
‫ن العرب عّوضته من ضّم أّوله بججأن زادت فججي آخججره الفججا و أجججرت أسججماء‬ ‫لأّ‬
‫تصغيره إ ّ‬
‫الشارة عند تصغيرها على حكمه فقال فججي تصججغير الججذي و الججتي ‪ :‬الّلججذيا و اللتيججا و فججي‬
‫تصغير ذا و ذاك ‪ :‬ذّيا و ذّياك ‪ ،‬و قد اختلف في معنججى قججولهم بعججد اللتّيججا و الججتى و قيججل ‪:‬‬
‫هما من أسماء الّداهية ‪ ،‬و قيل ‪ :‬المراد بهما صغير المكروه و كبيره انتهى ‪.‬‬

‫و ) اندمج ( في الشيء دخل فيه و تستر به و ) باح ( بسّره أظهره كأباحه و ) الرشية (‬
‫جمع رشا ككساء و هو الحبججل و ) الطججوى ( كغنججى اسججم بئر بججذي طججوى علججى مججا ذكججره‬
‫الفيروزآبادي ‪ ،‬و لعل المراد هنا مطلق البئر كطوية ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ماء آجن مرفججوع علججى البتججداء و الخججبر محججذوف و هججو مججا صجّرح بججه فججي روايججة ابججن‬
‫الجوزي أي أجدر بالعاقل اه ‪ ،‬أو خبر محذوف المبتداء أى ما تججدعوني إليججه مججاء آجججن و‬
‫سلم على مكنون علم بمعنى‬ ‫مجتنى الّثمر مبتدء و كالّزارع خبره و على في قوله عليه ال ّ‬
‫في‬

‫] ‪[ 137‬‬

‫على حّد قوله ‪ :‬و دخل المدينججة علججى حيججن غفلججة ‪ ،‬و البعيججدة صججفة و تأنيثهججا باعتبججار أن‬
‫الطوى اسم للبئر و هى انثى ‪.‬‬
‫عععععع‬

‫ل عليه و آله و سّلم و اشتغل‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫شارح المعتزلى ‪ :‬لّما قبض رسول ا ّ‬ ‫اعلم أّنه قال ال ّ‬
‫سلم بغسله و دفنه و بويع أبو بكر خل ‪ 1‬الّزبير و أبو سفيان و جماعججة مججن‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫عل ّ‬
‫سلم لجالة الرأى و تكلمججوا بكلم يقتضججي السججتنهاض‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫المهاجرين بعّباس و عل ّ‬
‫ل عنه ‪ ،‬قد سمعنا قولكم فل لقلة نستعين بكججم و ل لظّنججة‬ ‫و الّتهييج ‪ ،‬فقال العّباس رضي ا ّ‬
‫ق‬
‫نترك آرائكم فامهلونا نراجع الفكر فان لم يكن لنا من الثم مخرج يصّر ‪ 2‬بنا و بهم الح ّ‬
‫صرير الجدجد و نبسط إلى المجد أكّفا ل نقبضها أو يبلغ بالمدى ‪ ،‬و إن تكن الخرى فل‬
‫ل لو ل أن السلم قّيد الفتك لتدكدكت جنادل صججخر‬ ‫لقلة في العدد و ل لوهن في اليد و ا ّ‬
‫صججبر حلججم و‬ ‫سججلم حبججوته ‪ 3‬و قججال ‪ :‬ال ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫ل العلى ‪ ،‬فح ّ‬‫يسمع اصطكاكها من المح ّ‬
‫صججراط ‪ ،‬أّيهججا الّنججاس‬
‫ل عليه و آله و سّلم و الطريق ال ّ‬‫جة محّمد صّلى ا ّ‬ ‫الّتقوى دين و الح ّ‬
‫شّقوا أمواج الفتن الخطبة ‪ ،‬ثّم نهض إلى منزله و افترق القوم ‪.‬‬

‫و قال البحراني روى أّنه لّما تّم في سقيفة بني ساعدة لبي بكر أمر البيعة أراد أبو سفيان‬
‫بن حرب أن يوقع الحرب بين المسجلمين ليقتجل بعضجهم بعضجا فيكجون ذلجك دمجارا للجّدين‬
‫ن هؤلء القوم قد ذهبججوا بهججذا المججر مججن بنججي‬ ‫فمضى إلى العّباس فقال له ‪ :‬يا أبا الفضل إ ّ‬
‫ظ الغليظ مججن بنججي عججدي فقججم بنججا‬
‫هاشم و جعلوه في بني تيم ‪ ،‬و إّنه ليحكم فينا غدا هذا الف ّ‬
‫لج عليججه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫سلم و نبايعه بالخلفة و أنت عّم رسول ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫حّتى ندخل على عل ّ‬
‫و آله و سّلم و أنا رجل مقبول القول في قريش ‪ ،‬فإن دافعونا عن ذلك قاتلناهم و قتلناهم ‪،‬‬
‫سلم فقال له أبو سفيان ‪ :‬يا أبا الحسن ل تغافل عن هججذا المججر‬ ‫فأتيا أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم يعلم من حاله أّنه ل يقول ذلجك عصجبة للجّدين بجل‬ ‫متى كّنا لتيم الرذال و كان عليه ال ّ‬
‫للفساد الذي‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق ققققق ققق ق ققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ق ققققق قققققق ققققق قق ققق ققق قق قق‬
‫ق ققققق قققققق ق قققق ق ق قققق ق قققق قق ق‬
‫ققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 138‬‬
‫سلم بقوله ‪:‬‬
‫زواه في نفسه فأجابه عليه ال ّ‬

‫) أّيها الّناس شّقوا أمواج الفتن بسفن الّنجاة ( شجّبه الفتججن بججالبحر المتلطججم فججي كججون كجلّ‬
‫منهما سبب هلك الخائضين فيها ‪ ،‬و قرن ذلك بالمواج التي هي من لوازم البحر و كّنى‬
‫بها عن هيجان الفتنة و ثورانها ‪ ،‬و أتبعها بذكر سفينة الّنجاة التي هى من مليمات البحر‬
‫سفن الحقيقة تنجي من أمواج البحر استعارها لكل ما يحصل بججه الخلص‬ ‫‪ ،‬و لّما كانت ال ّ‬
‫سلمة ) و عّرجوا ( أى انحرفوا و‬ ‫من الفتن و وجه المشابهة كون كل منهما وسيلة إلى ال ّ‬
‫اعدلوا ) عن طريق المنافرة ( إلى المتاركة و المسالمة ) وضعوا تيجججان المفججاخرة ( لمججا‬
‫كان الّتاج مّما يعظم به قدر النسان و هو أعظم ما يفتخر به استعاره لما كانوا يتعظمججون‬
‫به و يفتخرون و أمرهججم بوضججعه مريججدا بججذلك تججرك الّتفججاخر المججوجب لنبعججاث الفتنججة و‬
‫سججلم بالعججدول عججن الّنفججار و الفتخججار أشججار إلججى مججا‬
‫هيجان العصبّية ‪ ،‬و لّما أمر عليه ال ّ‬
‫ينبغي أن يكون النسان عليه في تلك الحالة التي هاجت فيها الفتن و عظمت فيهججا المحججن‬
‫بقوله ‪ ) :‬أفلح من نهض بجناح أو استسلم فاراح ( يعنججي أن الفلح فججي تلججك الحججال بأحججد‬
‫المرين ‪.‬‬

‫ق بوجود الّناصجر و المعيجن اللجذين همجا بمنزلجة‬


‫أحدهما الّنهوص إلى المر و مطالبة الح ّ‬
‫الجناح للطير في كونها واسطة الظفر بالمطلوب و الفوز بالمقصود ‪.‬‬

‫سلمة لمن لججم يكججن لججه جنججاح النجججاح فيستسججلم و‬


‫و ثانيهما التسليم و النقياد و الّترك و ال ّ‬
‫ينقاد فيريح نفسه من تعب الطلب ‪.‬‬

‫ن ما كججانوا يججدعون إليججه و يحملججونه عليججه ) مججاء آجججن ( يتغّيججر‬‫سلم إلى أ ّ‬


‫ثّم أشار عليه ال ّ‬
‫اللون و الطعم ) و لقمة يغص بها ( أى بأكلها ) آكلها ( أى ينشب في حلق آكلهججا و يكججون‬
‫صا ل يمكنه إساغتها ‪ ،‬و تشبيه الخلفة في تلججك الحالججة بهمججا إشججارة إلججى نفججرة الّنفججس‬ ‫غا ّ‬
‫عنها و عدم التذاذها بها مع وجود المنافسة التي كانت فيها ‪ ،‬فهججي فججي تلججك الحججال كججانت‬
‫لقمة منغصة و جرعة ل يسيغها شاربها و قد ذكر شارحو كلمه فججي هججذا المقججام وجوهججا‬
‫ن هذا كله على جعل ماء آجن خبرا لمبتدء محذوف على ما‬ ‫أخر و ما ذكرناه أظهر ‪ ،‬ثّم إ ّ‬
‫اشرنا إليه و أّما على تقدير جعله مبتدء حذف خبره مطابقا‬

‫] ‪[ 139‬‬

‫ن الّتحمججل‬
‫لما صّرح به في رواية ابن الجوزي التي تأتي في الّتكملججة التيججة ‪ ،‬فججالغرض أ ّ‬
‫صبر على الشّدة أولى مع حسن العاقبة و أحسن من ارتكججاب أمججر يججوجب‬ ‫على المذلة و ال ّ‬
‫اشتداد البلّية و سوء العاقبة ‪.‬‬
‫سلم ‪ ) :‬و مجتني الثمججرة‬ ‫ثّم أخذ في العتذار عن المساك و ترك المنازعة بقوله عليه ال ّ‬
‫لغير وقت إيناعها كالّزارع بغير أرضه ( يعني من احتنى الثمرة قبججل أن تججدرك ل ينتفججع‬
‫ل زراعته‬ ‫بها كما ل ينتفع الّزارع بغير أرضه من زرعه لعدم قدرته على القامة في مح ّ‬
‫و عدم امكان سعيه في إصلحها بسقيها و حراستها و جبايتها و نحوها ‪ ،‬و المقصججود أ ّ‬
‫ن‬
‫هذا الوقت ليس وقت طلب هذا المر و ل يسوغ لي المطالبججة إّمججا لعججدم الّناصججر أو لغيججر‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫سلم طلبه في هججذا الججوقت بمججن‬ ‫و قال المحّدث المجلسي طاب رمسه ‪ :‬و لعّله شّبه عليه ال ّ‬
‫يجتنى ثمرته مع عدم ايناعها ‪ ،‬و شّبه اختيار الملعون الخلفة بمن زرع في غيجر أرضجه‬
‫فيفيد ما تقّدم أي عدم النتفاع مع كمال الّتشبيه في الفقرتين ) فإن أقل ( فججي بججاب الخلفججة‬
‫شيئا ) يقولوا ‪ :‬حرص على الملك ( كما قاله عمر في غير موضع واحد ) و إن أسججكت (‬
‫من حيث اقتضاء المصلحة ) يقولوا ‪ :‬جزع من الموت ( و هذا كّله إشارة إلججى عججدم أمنججه‬
‫سلم من حصائد اللسنة و غوائل الّزخرفة ‪ ،‬حيث إّنهم مججع الّتكلججم كججانوا ينسججبونه‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سكوت كانوا ينسبونه إلى الجزع و العجججز و‬ ‫إلى الحرص و الهتمام بأمر الّدنيا ‪ ،‬و مع ال ّ‬
‫ل عصججر و زمججان‬ ‫الخوف من الموت كما هود أب المنافق الحاسد و الكافر الجاحد فججي كج ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫ق مثله عليه ال ّ‬
‫خصوصا في ح ّ‬

‫ن رضا الّنججاس ل يملججك و ألسججنتهم ل‬ ‫سلم في رواية المجالس ‪ :‬إ ّ‬ ‫صادق عليه ال ّ‬‫كما قال ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم يوم بججدر إلججى أّنججه أخججذ مججن المغنججم قطيفججة‬
‫تضبط ‪ ،‬ألم ينسبوه صّلى ا ّ‬
‫ل على القطيفة ‪ ،‬و برء نبّيه من الخيانة ‪ ،‬و أنزل فججي كتججابه ‪ :‬و مججا‬ ‫حمراء حّتى أظهره ا ّ‬
‫ل الية ‪.‬‬
‫ي أن يغ ّ‬
‫كان لنب ّ‬

‫ن رضا الّنججاس ل يملججك و ألسججنتهم‬


‫سلم إ ّ‬
‫صادق عليه ال ّ‬‫صافي عن المجالس عن ال ّ‬ ‫و في ال ّ‬
‫ل و رسله و حججه ألم ينسبوا نبّينا‬‫ل تضبط و كيف تسلمون ما لم يسلم منه أنبيآء ا ّ‬

‫] ‪[ 140‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم إلججى أّنججه ينطججق عججن الهججوى فججي ابججن عّمججه علجيّ عليججه‬‫محّمدا صّلى ا ّ‬
‫ل فقال ‪:‬‬
‫سلم حّتى كّذبهم ا ّ‬‫ال ّ‬

‫شاعر و رّبما ينسب إليه عليججه‬


‫ى ُيوحى « و قال ال ّ‬
‫حٌ‬‫ل َو ْ‬
‫ن ُهَو ِإ ّ‬
‫ن اْلَهوى ِإ ْ‬
‫عِ‬‫ق َ‬
‫طُ‬‫» َو ما َيْن ِ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ن اللججججججججججججججججججججججججججججججججججه ذو ولججججججججججججججججججججججججججججججججججد‬ ‫قيججججججججججججججججججججججججججججججججججل إ ّ‬


‫ن الّرسججججججججججججججججججججججججول قججججججججججججججججججججججججد كهنججججججججججججججججججججججججا‬
‫و قيججججججججججججججججججججججججل إ ّ‬
‫لججججججججججججججججججج و الّرسجججججججججججججججججججول معجججججججججججججججججججا‬
‫مجججججججججججججججججججا نججججججججججججججججججججا ا ّ‬
‫من لسان الورى فكيف أنا‬

‫سلم أشار إلى بطلن ما زعموا في حّقه و تكذيب ما قججالوا فيججه مججن جزعججه‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫سكوت بقوله ‪ ) :‬هيهات ( أي بعد ما يقولون ) بعد الّلتّيا و الججتي (‬ ‫من الموت على تقدير ال ّ‬
‫لج لبججن أبججي طججالب‬ ‫شدائد و صججغارها ) و ا ّ‬ ‫أى بعد هذه الّداهية الكبرى و ملقات كبار ال ّ‬
‫آنس بالموت ( و أرغب فيه و أميل إليه ) من ( ميل ) الطفل ( و رغبته ) بثججدى اّمججه ( و‬
‫سلم انسه بالموت على انس الطفل بالّثدى بملحظة أن انس الطفججل جبّلججي‬ ‫تفضيله عليه ال ّ‬
‫سججلم بججالموت و لقججاء رّبججه عقلج ّ‬
‫ي‬ ‫و طبيعي في معرض الفنججآء و الجّزوال و انسججه عليججه ال ّ‬
‫روحاني مّتصف بالبقآء و الثبات فاين أحدهما من الخر ‪.‬‬

‫سلم إلى سّر سكوته عن طلب حّقه بقججوله ‪ ) :‬بجل انججدمجت ( أى انطجويت‬ ‫ثّم أشار عليه ال ّ‬
‫) على مكنون علم لو بحت به ( و أظهرته ) لضطربتم اضطراب الرشية ( و الحبال )‬
‫ن المراد بالعلم المكنون ما ذا ؟‬
‫في الطوى البعيدة ( و البئر العميقة ‪ ،‬و اختلفوا في أ ّ‬

‫ص بها و قد كان من جملتها المر بترك الّنزاع في‬


‫فقيل ‪ :‬إّنه إشارة إلى الوصّية التي اخت ّ‬
‫مبدء الختلف ‪.‬‬

‫ن المراد به علمه بعواقب المور المانع من سرعته إلى ما فيه المفسدة و الموجب‬
‫و قيل إ ّ‬
‫لتوقفه على ما اقتضته المصلحة ‪.‬‬

‫ن اّلذي يمنعنججي مججن المنافسججة‬


‫و قيل ‪ :‬إّنه أراد به علمه بأحوال الخرة و أهوالها ‪ ،‬يعني أ ّ‬
‫في هذا المر و القتال عليه اشتغالي بما انطويت عليه من علم الخرة مّما لو أظهرته لكم‬
‫لضطربتم اضطراب الحبال في البار خوفا من العقاب و شوقا إلى الّثواب و لذهلتم عّما‬
‫أنتم فيه من التنافس فما أمر ؟ ؟ الّدنيا ‪.‬‬

‫] ‪[ 141‬‬

‫لج عليججه و آلججه و سجّلم‬


‫ي صجّلى ا ّ‬
‫ن المراد به هججو مججا أعلمججه النججب ّ‬
‫أقول ‪ :‬و الظهر عندي أ ّ‬
‫لزم على دوران رحى الضللة بعججده صججلوات‬ ‫بالوحي اللهي من جريان حكم القضاء ال ّ‬
‫ل عليه و آله على قطبها إلى رأس خمس و ثلثين من الهجرة ‪ ،‬ثّم قيجام دولججة بنجي امّيجة‬ ‫ا ّ‬
‫على ما يجري فيها على المسلمين و المؤمنين من العذاب الليم و الّنكال العظيم ‪ ،‬ثّم ملك‬
‫الفراعنة أعنى بني العّباس على ما يبتلى به الّناس فيه من الفتن و المحن ‪،‬‬

‫ن القضآء الزلججى و القججدر الحتمججي قججد جججرى علججى‬‫صله أ ّ‬‫ل هذا الوجه أقرب ‪ ،‬و مح ّ‬ ‫و لع ّ‬
‫وقوع هذه المور و استيلء الدولججة الباطلججة ل محالججة ‪ ،‬فل يثمججر الّنهججوض و ل ينفججع إ ّ‬
‫ل‬
‫ل عليه و آله ‪.‬‬‫ل العالم بحقايق كلم ولّيه صلوات ا ّ‬ ‫سكوت ‪ ،‬و ا ّ‬‫ال ّ‬
‫ععععع‬

‫هججذا الكلم رواه المجلسججي فججي البحججار بججأدنى اختلف ‪ ،‬قججال ‪ :‬مججأخوذ مججن منججاقب ابججن‬
‫ل عليه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫سلم بعد وفات رسول ا ّ‬ ‫الجوزي خطبة خطب بها أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل عليججه و آلججه‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫و آله و سّلم ‪ ،‬روى مجاهد عن ابن عّباس قال ‪ :‬لّما دفن رسول ا ّ‬
‫و سّلم جاء العّباس و أبوسفيان بن حرب و نفر من بنججي هاشججم إلججى أميججر المججؤمنين عليججه‬
‫سلم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬مّد يدك نبايعك و هذا اليوم الذي قال فيه أبججو سججفيان ‪ :‬إن شججئت ملءتهججا‬
‫ال ّ‬
‫سلم و قال ‪:‬‬
‫خيل و رجل ‪ ،‬فخطب عليه ال ّ‬

‫أّيها الّناس شّقوا أمواج الفتن بسفن الّنجاة ‪ ،‬و عّرجوا عن طريق المنافرة وضججعوا تيجججان‬
‫ص بهججا‬
‫المفاخرة ‪ ،‬فقد فاز من نهض بجناح ‪ ،‬أو استسججلم فارتججاح ‪ ،‬مججآء آجججن و لقمججة يغج ّ‬
‫آكلها أجدر بالعاقل من لقمة تحشى بزنبور ‪ ،‬و من شربة تلّذبها شججاربها مججع تججرك الّنظججر‬
‫في عواقب المور ‪ ،‬فان أقل يقولوا ‪ :‬حرص على الملك و إن أسكت يقولججوا ‪ :‬جججزع مججن‬
‫ل لبن أبي طججالب آنججس بججالموت مججن الطفججل‬ ‫الموت ‪ ،‬هيهات هيهات بعد الّلتّيا و اّلتي و ا ّ‬
‫بثدى اّمه ‪ ،‬و من الّرجل بأخيه و عّمججه ‪ ،‬و لقججد انججدمجت علججى مكنججون علججم لججو بحججت بججه‬
‫لضطربتم اضطراب الرشية في الطوى البعيدة ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ل عليه و آله از‬


‫از جمله كلم آن حضرتست در حينى كه پيغمبر خدا صلوات ا ّ‬

‫] ‪[ 142‬‬

‫دنيا احتجاب فرمود و خطاب نمودند بآنحضرت عباس بن عبد المطلب و أبو سفيان بججن‬
‫حرب در آنكه بيعت نمايند باو بخلفت ‪ ،‬پس فرمود در جواب ايشان ‪:‬‬

‫خججار اسججت بكشججتيهاى‬


‫اى مردمان بشكافيد موجهاى فتنهها را كه در تلطم مانند بحار ز ّ‬
‫راسججتكارى ‪ ،‬و منحججرف بشججويد و عججدول نمائيججد از راه مخججالفت بسججوى اسججتكانت و‬
‫سلمت ‪ ،‬و بگذاريد از سرها تاجهاى مكابرت و مفاخرت را ‪،‬‬

‫راستكار كرديد كسى كه برخاست بجناح اعوان و انصار يا اطاعت نمججود و نفججس خججود‬
‫را راحت كرد ‪ ،‬چيزى كه مرا بسوى آن دعوت ميكنيد از عقد بيعججت همچججو آبججى اسججت‬
‫گنديده ‪ ،‬و مانند لقمهايست كه بسبب خوردن آن گلو گير ميشود خوردنده آن ‪ ،‬و چيننججده‬
‫ميوه در غير وقت رسيدن آن بمنزله كسى است كه زراعت كننده اسججت در غيججر زميججن‬
‫خود ‪ ،‬پس اگر بگويم كججه ميججل دارم در خلفججت ميگوينججد كججه حريججص اسججت در ملججك و‬
‫أمارت ‪ ،‬و اگر ساكت شوم ميگويند كه ترسيد از مقاتله و شهادت ‪ ،‬چه دور است آنچججه‬
‫ميگويند بعد از اين داهيججه عظمججى و مصججيبت كججبرى و تعججاقب شججدائد بسججيار و ملقججات‬
‫سختيهاى بيشمار ‪ ،‬بخدا قسم هر آينه پسر أبو طالب انس گيرندهتر است بمرك از انججس‬
‫گرفتن طفل شيرخواره بپستان مادر خود ‪ ،‬بلكججه سججبب سججكوت و توقججف مججن در اينبججاب‬
‫آنست كه پيچيده شدهام بعلم مخزون و سر مكنونى كه پنهان است كه اگر اظهججار بججدارم‬
‫آن را بشما هر آينه مضطرب ميشويد ‪ ،‬و بلرزه ميافتيد مانند لرزيججدن ريسججمان در چججاه‬
‫دور و دراز ‪ ،‬و ايججن اشججاره اسججت بقيججام دولججت أهججل ضججللت و طغيججان و امتججداد زمججان‬
‫غصب خلفت ايشان ‪.‬‬

‫] ‪[ 143‬‬

‫ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع عع ع عع عع ععع ع‬


‫ع عع عع ععع ع ععع ع ع ععععع ع ع عع ععع ع‬
‫عععع عععععع ع عع عععع ععععع عع ع ع ع عع‬
‫ععععع عععععع عععععع‬

‫و رواه في البحار من المالي بسند يأتي ‪ ،‬في شججرح البحرانججي عججن أبججي عبيججد قججال أقبججل‬
‫سلم الطواف و قد عزم على اتباع طلحة و الّزبير و قتالهما فأشججار‬ ‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سججلم فججي‬‫سلم أن ل يتبعهما و ل يرصد لهما القتججال فقججال عليججه ال ّ‬
‫إليه ابنه الحسن عليه ال ّ‬
‫جوابه ‪:‬‬

‫ضبع تنام على طول الّلدم حّتى يصل إليها طالبها و يختلها راصدها ‪ ،‬و‬ ‫ل ل أكون كال ّ‬ ‫وا ّ‬
‫سامع المطيع العاصى المريب أبججدا حّتججى‬ ‫ق المدبر عنه و بال ّ‬‫لكّني أضرب بالمقبل إلى الح ّ‬
‫ل نبّيه صّلى‬ ‫ي منذ قبض ا ّ‬
‫ل ما زلت مدفوعا عن حّقي مستأثرا عل ّ‬ ‫ي يومي ‪ ،‬فو ا ّ‬ ‫يأتي عل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم حّتى يوم الّناس هذا ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫ععععع‬

‫ضبع ( بضّم الباء حيوان معروف مؤّنثة ‪ ،‬قال الفيروزآبججادي و هججي سججبع كالجّذئب إلّ‬ ‫) ال ّ‬
‫ضججرب بشججيء‬ ‫سبع العرجاء و ) الّلدم ( الّلطم و ال ّ‬
‫أّنه إذا جرى كأّنه أعرج و لذلك سّمى ال ّ‬
‫ثقيل يسمع وقعه و ) ختله ( يختله من باب نصر و ضججرب خججدعه و ) اسججتأثر ( بالشججيء‬
‫استبّد به ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫على في قوله ‪ :‬على طول اللدم ‪ ،‬للستعلء المجازي على حّد قوله تعالى ‪:‬‬

‫سامع ‪ ،‬للستعانة أو المصاحبة ‪،‬‬


‫ي ذنب « ‪ ،‬و الباء في قوله ‪ :‬بالمقبل و بال ّ‬
‫» و لهم عل ّ‬
‫] ‪[ 144‬‬

‫ي ‪ ،‬زائدة ‪ ،‬و حّتى في قججوله ‪ :‬حّتججى يججوم الّنججاس بمعنججى إلججى و‬


‫ي في قوله ‪ :‬يأتي عل ّ‬
‫و عل ّ‬
‫التيان بها دون إلى للشارة إلى دخول ما بعدها في حكم ما قبلها إذ الغالب في حّتججى مججع‬
‫ن الغالب في الججى العكججس صجّرح بججه ابججن هشججام فججي‬ ‫الخلّو من القرينة هو الّدخول ‪ ،‬كما أ ّ‬
‫المغنى ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ضججبع ‪ ،‬و‬
‫ضبع حيوان معروف بالحمق و العرب تقول في أمثالها أحمججق مججن ال ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫صائد يأتي إلى بججاب مغارهججا فيضججرب بعقبججه الرض عنججد البججاب ضججربا‬
‫ن ال ّ‬
‫من حمقها أ ّ‬
‫خفيفا ‪ ،‬و ذلك هو اللدم و يقول خامرى ام عامر مرارا بصوت ليس بشديد فتنام على ذلك‬
‫فيدخل إليها و يجعل الحبل في عرقوبها و يجّرها فيخرجها ‪.‬‬

‫صائد يدخل عليها و جارها فيقول ‪:‬‬


‫ن ال ّ‬
‫و في شرح المعتزلي و العرب يزعمون أ ّ‬

‫اطرقى اّم طريق خجامري أّم عججامر ‪ ،‬و يكجّرر ذلججك مججرارا فتلججأ إلججى أقصججى مغارهججا و‬
‫تنقبض فيقججول ‪ :‬اّم عججامر ليسججت فججي وجارهججا أّم عججامر نائمججة ‪ ،‬فتمجّد يججديها و رجليهججا و‬
‫تستلقي فيدخل عليها و يوثقها ‪.‬‬

‫ضبع و اّم عامر كنية لها و معنججى خججامري اّم عججامر اسججتتري و‬
‫أقول ‪ :‬عامر هو جر و ال ّ‬
‫الزمي مكانك من المخامرة و هو الستتار و لزوم المكان ‪ ،‬و اّم طريق كقبيط ‪ 1‬كنية لها‬
‫أيضا و هو كثير الطراق ‪.‬‬

‫و في القاموس يقججال ‪ :‬خجامري حضججاجر أتججاك مججا تجججاوز هكججذا وجججدناه و الججوجه خججامر‬
‫ضججبع غيججر منصججرف لّنججه‬ ‫بحذف الياء أو تجججاوزين باثباتهججا ‪ ،‬و حضججاجر علججم جنججس لل ّ‬
‫ضجبع مبالغججة‬
‫منقول عن الجمع و كان في الصل حضجر بمعنى عظيم البطن سّمى بججه ال ّ‬
‫ل فرد منها جماعة من هذا الجنجس ‪ ،‬فهجو علجم للمفجرد المجؤنث و‬ ‫في عظم بطنها ‪ ،‬كأن ك ّ‬
‫لذلك قال الفيروزآبادي ‪ :‬و الوجه أن يقال ‪ :‬تجاوزين ‪ ،‬و أما الوجه الخر الججذي ذكججره و‬
‫ضبع العّم الشامل‬ ‫ي على كونه علما لجنس ال ّ‬ ‫هو حذف الياء في خامر فهو مبن ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققققق قققققق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 145‬‬

‫للذكر و النثى على ما ذهب إليه البعض على ما حكاه الفيومي في المصباح ‪.‬‬
‫ل ج ل أكججون‬ ‫سججلم ‪ ) :‬و ا ّ‬
‫و كيف كان فاذا عرفت ما مّهدناه و ضح لك معنى قوله عليججه ال ّ‬
‫ضبع تنام على طول اللدم حّتى يصل إليها طالبها و يختلها ( أى يخدعها ) راصججدها (‬ ‫كال ّ‬
‫خر القتججال فيكججون حججالي مججع القججوم‬‫و مترّقبها و المقصود إنى ل أقعد عن الحرب و ل اؤ ّ‬
‫ضبع تنام على حيلة صائدها ‪ ،‬فأكون قد أسلمت نفسي لهجم و يكونجون‬ ‫المشار إليهم حال ال ّ‬
‫متمّكنين مّنججي تمّكججن صججائد الّنمبججع منهججا بختلججه و خججديعته ) و لكّنججى أضججرب ( مصججاحبا‬
‫سججامع المطيججع ( لججداعي‬‫ق ( وجه ) المدبر عنه و ( احارب مستعينا ) بال ّ‬ ‫) بالمقبل إلى الح ّ‬
‫شاك فيه ) ابدا ( أى ما دام العمر ) حّتى يأتي عل ج ّ‬
‫ى‬ ‫ق ال ّ‬‫ق ) العاصي المريب ( في الح ّ‬ ‫الح ّ‬
‫ل ما زلت مدفوعا عن حّقي ( الذي كنت أستحّقه بن ّ‬
‫ص‬ ‫يومي ( الذي قّدر فيه موتي ) فو ا ّ‬
‫ى ( و مستبدا برأيي غير محتاج إلى مشجاورة الغيجر ) منجذ‬ ‫ل و رسوله ) مستأثرا عل ّ‬ ‫من ا ّ‬
‫ن التغلجب‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ( إليه ) حّتى يوم الّناس هجذا ( يعنجي أ ّ‬ ‫ل نبّيه صّلى ا ّ‬
‫قبض ا ّ‬
‫لج‬
‫لج صجّلى ا ّ‬ ‫ي و اندفاعي عن الخلفة شيء لم يتجدد الن بل كان منذ قبض رسجول ا ّ‬ ‫عل ّ‬
‫عليه و آله و سّلم إلى ذلك اليوم الذي خالفوني و نكثوا بيعتي ‪.‬‬

‫سلم في أثناء كلم له ‪ :‬و هذا طلحججة و الّزبيججر‬ ‫و في الحتجاج قال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل قد رّد علينا حّقنا بعججد أعصججر‬ ‫ليسا من أهل الّنبوة و ل من ذرّية الّرسول حّتى رأيا أنّ ا ّ‬
‫ى دأب الماضججين قبلهمججا ليججذهبا بحّقججي و‬ ‫فلم يصبرا حول كامل و ل شهرا حّتى و ثبا عل ج ّ‬
‫يفّرقا جماعة المسلمين عّني ثّم دعا عليهما ‪.‬‬

‫ع ععععع ععععععع ععع عععع‬


‫عععع‬
‫ععععع عع ععع ععع عععع ع ععع‬

‫ق و قججد ذكججر أبججو المنججذر‬


‫ل روحه فججي كشججف الحج ّ‬ ‫ي قّدس ا ّ‬
‫أما طلحة فقد قال العلمة الحل ّ‬
‫ن مججن جملججة البغايججا و ذوي الّرايججات‬‫سائب الكلبي من علماء الجمهججور ا ّ‬ ‫هشام بن محّمد ال ّ‬
‫صعبة بنت الحضرمي و كانت لها راية بمكة و استصججفت بججأبي سججفيان فوقججع عليهججا أبججو‬
‫ل بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم فجائت بطلحة بن‬ ‫سفيان و تزّوجها عبيد ا ّ‬
‫ل في طلحة فجعل أمرهما إلجى صجعبة‬ ‫ل لسّتة أشهر ‪ ،‬فاختصم أبو سفيان و عبيد ا ّ‬ ‫عبيد ا ّ‬
‫ل فقيل لها ‪ :‬كيف تركت‬ ‫فألحقته بعبيد ا ّ‬

‫] ‪[ 146‬‬

‫ل طلقة و يد أبججي سججفيان بكججرة ‪ ،‬و قججال أيضججا ‪ :‬و مّمججن كججان‬
‫أبا سفيان ؟ فقالت يد عبيد ا ّ‬
‫ل أبو طلحة ‪.‬‬‫يلعب به و يتخّنث عبيد ا ّ‬

‫و أّما الّزبير فقجد قجال فججي البحجار ‪ :‬قجال مؤلجف كتجاب إلججزام الّنواصجب و صجاحب تحفججة‬
‫ن العوام كان عبدا لخويلد ثّم اعتقه و تبّنججأه ‪ 1‬و لججم يكججن مججن قريججش و‬
‫الطالب ‪ :‬قد ورد أ ّ‬
‫ن العرب في الجاهلّية كان إذا كان لحدهم عبد و أراد أن ينسبه إلججى نفسججه و يلحججق‬ ‫ذلك ا ّ‬
‫به نسبه أعتقه و زّوجه كريمة من العرب فيلحقججه بنسججبه و كججان هججذا مججن سججنن العججرب و‬
‫ل بن الّزبير بحضرة معاوية و عنده جماعة من‬ ‫يصّدق ذلك شعر عدي بن حاتم في عبد ا ّ‬
‫ل لمعاوية يا أمير المؤمنين ذرنا نتكلم عججدّيا‬ ‫ل بن الّزبير ‪ ،‬فقال عبد ا ّ‬
‫قريش و فيهم عبد ا ّ‬
‫ن عنده جوابا ‪ ،‬فقال ‪ :‬إّني أحّذركموه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل عليك دعنا و إّياه فقال يا أبججا‬ ‫فقد زعموا أ ّ‬
‫طريف متى فقئت عينك ؟ فقال ‪ :‬يوم فجّر أبجوك و قتجل شجّر قتلجة و ضجربك الشجتر علجى‬
‫استك فوقعت هاربا من الّزحف و أنشد يقول شعرا ‪.‬‬

‫أمجججججججججججججججاد أبجججججججججججججججي يجججججججججججججججابن الّزبيجججججججججججججججر لجججججججججججججججو انجججججججججججججججي‬


‫لقيتجججججججججججججك يجججججججججججججوم الّزحجججججججججججججف رمجججججججججججججت مجججججججججججججدى سجججججججججججججخطا‬

‫ي و أبججججججججججججججججججوابي‬
‫و كججججججججججججججججججان أبججججججججججججججججججي فججججججججججججججججججي طجججججججججججججججججج ّ‬
‫صحيحين لم ينزع عروقهما القبطا‬

‫ن أبجاه و‬
‫قال معاوية ‪ :‬قد حّذرتكموه فأبيتم ‪ ،‬و قوله ‪ :‬صحيحين اه تعريض بابن الّزبير بجأ ّ‬
‫أبا أبيه ليسا بصحيحي الّنسب و أّنهما من القبط و لم يسججتطع ابججن الّزبيججر انكججار ذلججك فججي‬
‫مجلس معاوية ‪.‬‬

‫ععع ع عععع ع‬
‫ععع ععع ع ع ع عع عع ع ععع ع ع ععع‬
‫عععع‬‫عععع ععع‬

‫سلم كتب إلى معاوية ‪ :‬أّما بعججد فججانّ الّنججاس‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫شارح المعتزلي ‪ :‬لّما بويع عل ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫قتلوا عثمان من غير مشورة مّني و بايعوني عن مشورة منهم و اجتماع فإذا أتججاك كتججابي‬
‫شام قبلك ‪ ،‬فلّما قدم رسوله على معاوية و قرء كتابه بعث‬ ‫فبايع و أوفد إلى أشراف أهل ال ّ‬
‫رجل من بني عيس و كتب معه كتابا إلى الّزبير بن العوام و فيه ‪:‬‬

‫ل الّزبير أمير المؤمنين من معاوية بن أبي سفيان‬


‫ل الّرحمن الّرحيم لعبد ا ّ‬
‫بسم ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قققق قققق قق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 147‬‬

‫شام فأجججابوا و استوسججقوا ‪ 1‬كمججا يستوسججق‬ ‫سلم عليك ‪ ،‬أّما بعد فاّني قد بايعت لك أهل ال ّ‬
‫الحلب فدونك الكوفة و البصرة ل يسبقّنك إليهما ابن أبي طججالب فججاّنه ل شججيء بعججد هججذين‬
‫ل بن بعدك فأظهرا الطلب بججدم عثمججان و ادعججوا‬ ‫المصرين ‪ ،‬و قد بايعت لطلحة بن عبيد ا ّ‬
‫ل و خذل مناديكما ‪.‬‬ ‫الّناس إلى ذلك و ليكن منكما الجّد و التشمير أظفر كما ا ّ‬
‫فلّما وصل هذا الكتاب إلى الّزبير سججتر بججه و أعلججم بججه طلحججة و أقججرأه إّيججاه فلججم يشججكا فججي‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫الّنصح لهما من قبل معاوية و أجمعا عند ذلك على خلف عل ّ‬

‫سلم بعد البيعججة بأّيججام فقججال ‪ :‬يججا أميججر‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫شارح ‪ :‬جاء الّزبير و طلحة إلى عل ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫المؤمنين قد رأيت ما كنا فيه من الجفوة في ولية عثمان كلها و علمت رأى عثمججان كججان‬
‫ل الخلفة من بعده فولنا بعض أعمالك ‪،‬‬ ‫في بني امّية و قد ولك ا ّ‬

‫ل لكما حّتى أرى رأيي و اعلما أّنججي ل اشججرك فججي‬


‫سلم لهما ‪ :‬ارضيا بقسم ا ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬
‫ل من أرضى بدينه و أمانته من أصحابي و من قد عرفت دخيلته فانصرفا عنه و‬ ‫أمانتي إ ّ‬
‫قد دخلهما اليأس فاستأذناه في العمرة ‪.‬‬

‫سلم حين دخل عليه‬‫ي عليه ال ّ‬


‫و في الحتجاج عن ابن عّباس أّنه قال ‪ :‬كنت قاعدا عند عل ّ‬
‫طلحة و الّزبير فاستأذناه في العمرة فأبى أن يأذن لهما فقال ‪ :‬قد اعتمرتما ‪،‬‬

‫ل ما يريد ان العمرة ‪ ،‬قلت ‪ :‬فل تججأذن‬ ‫ى فقال ‪ :‬و ا ّ‬


‫فعادا عليه الكلم فأذن لهما ثّم التفت إل ّ‬
‫ل نكثجا لبيعتكمججا و إ ّ‬
‫ل‬ ‫ل ما تريدان العمججرة و مجا تريججدان إ ّ‬ ‫لهما ‪ ،‬فرّدهما ثّم قال لهما ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل ما يريدان العمججرة ‪ ،‬قلججت ‪ :‬فلججم‬ ‫ي فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫فرقة لّمتكما فحلفا له فأذن لهما ثّم التفت إل ّ‬
‫ل ‪ ،‬قال خرجا إلى مكة فدخل على عايشة فلم يزال بها حّتى‬ ‫أذنت لهما ؟ قال ‪ :‬حلفا لي با ّ‬
‫أخرجاها ‪.‬‬

‫سججلم خطججب لّمججا سججار‬


‫ن علّيا عليه ال ّ‬
‫و في شرح المعتزلي من كتاب الجمل لبي مخنف أ ّ‬
‫الّزبير و طلحة من مكة و معهما عايشة يريدون البصرة فقال ‪:‬‬

‫ل منهما يرى‬
‫ن عايشة سارت إلى البصرة و معها طلحة و الّزبير و ك ّ‬
‫أّيها الّناس إ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق ققق ققققق قق ق ق ق قق ق قققق ق‬
‫قققققققق ققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 148‬‬

‫لج لججو ظفججروا بمججا‬


‫المر له دون صاحبه أّما طلحة فابن عمها و أّمججا الّزبيججر فختنهججا ‪ ،‬و ا ّ‬
‫لإّ‬
‫ن‬ ‫أرادوا و لن ينالوا ذلك أبدا ليضربن أحدهما عنق صاحبه بعد تنازع منهما شديد و ا ّ‬
‫لج و سججخطه حّتججى‬ ‫ل فججي معصججية ا ّ‬ ‫ل عقججدة إ ّ‬ ‫راكبة الجمل الحمر ما تقطع عقبة و ل تحج ّ‬
‫ن ثلثهججم‬
‫ن ثلثهم و ليتوب ّ‬ ‫ن ثلثهم و ليهرب ّ‬ ‫ل ليقتل ّ‬
‫تورد نفسها و من معها موارد الهلكة اى و ا ّ‬
‫ب عالم قتله جهلججه و‬ ‫و أّنها التي تنبحها كلب الحواب و أّنهما ليعلمان أّنهما مخطئان و ر ّ‬
‫ل و نعججم الوكيججل ‪ ،‬فقججد قججامت الفتنججة فيهججا الفئة الباغيججة أيججن‬
‫معه علمه ل ينفعه و حسبنا ا ّ‬
‫ل لقد قتلتهم كافرين و لقتلّنهم مفتونين‬
‫المحتسبون أين المؤمنون ؟ مالي و لقريش أما و ا ّ‬
‫ن الباطل حّتى يظهججر‬
‫ل ل يقر ّ‬
‫ل أّنا أدخلناها في حيزنا و ا ّ‬
‫‪ ،‬و ما لنا إلى عايشة من ذنب إ ّ‬
‫ق من خاصرته ‪.‬‬ ‫الح ّ‬

‫و رواه في البحار من كتاب الكافية لبطال توبة الخاطئة قريبا منه ‪ ،‬و فيه بججدل قججوله ‪ :‬و‬
‫ن ثلثهم و ليرجع ثلثهم و بدل قوله ‪ :‬و ما لنا إلى عايشة من ذنب و مججا لنججا اليهججا مججن‬
‫ليتوب ّ‬
‫ذنب غير أّنا خيرنا عليها فأدخلناها في حيزنا ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫روى المحّدث المجلسي ) قده ( في البحار من أمالي المفيججد عججن الكجاتب عجن الّزعفرانجي‬
‫عن الثقفي عن الفضل بن دكين عن قيس بن مسلم عن طارق بن شججهاب قججال ‪ :‬لّمججا نججزل‬
‫سلم بالّربذة سألت عججن قججدومه إليهججا فقيججل ‪ :‬خججالف عليججه طلحججة و الّزبيججر و‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫عايشة و صاروا إلى البصرة فخرج يريدهم فصرت إليه فجلست إليه حّتى صجّلى الظهججر‬
‫سلم فجلس بين يديه ثّم بكججى‬ ‫و العصر فلّما فرغ من صلته قام إليه ابنه الحسن عليهما ال ّ‬
‫سججلم ‪ ،‬فقججال لججه أميججر‬
‫و قال ‪ :‬يا أمير المؤمنين إّني ل أستطيع أن اكّلمججك و بكججى عليججه ال ّ‬
‫ن حنين الجارية ‪.‬‬ ‫ي و تكّلم و ل تح ّ‬
‫سلم ‪ :‬لتبك يا بن ّ‬
‫المؤمنين عليه ال ّ‬

‫ن القوم حصججروا عثمججان يطلبججونه بمججا يطلبججونه إّمججا ظججالمون أو‬


‫فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين إ ّ‬
‫مظلومون فسألتك أن تعتزل الّناس و تلحق بمكة حتى تئوب العرب و تعود إليها أحلمهججا‬
‫ب لضججربت إليججك العججرب آبججاط البججل حّتججى‬ ‫ل لو كنت في جحججر ضج ّ‬ ‫و تأتيك وفودها فو ا ّ‬
‫ق طلحة و الّزبير فسألتك أن ل تتبعهما‬ ‫تستخرجك منه ثّم خالفك إلى الح ّ‬

‫] ‪[ 149‬‬

‫ل و أنا اليوم أسججألك أن‬


‫و تدعهما فان اجتمعت الّمة فذاك و ان اختلفت رضيت بما قسم ا ّ‬
‫ل أن ل تقتل بمضبعة ‪.‬‬
‫ل تقدم العراق و اذكرك با ّ‬

‫ى منجه و قجد‬ ‫سلم أّما قولك ‪ :‬إن عثمان حصر فما ذاك و ما عل ّ‬ ‫فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل ما كنت لكون الّرجل يستحل بججه‬ ‫كنت بمعزل عن حصره ‪ ،‬و أّما قولك ‪ :‬ائت مكة فو ا ّ‬
‫ضجبع‬ ‫ل مجا كنجت لكجون كال ّ‬ ‫مكة ‪ ،‬و أّما قولك ‪ :‬اعتزل العراق و دع طلحة و الّزبير فو ا ّ‬
‫ينتظر حّتى يدخل عليها طالبها فيضع الحبل في رجلها حّتى يقطع عرقوبهججا ث جّم يخرجهججا‬
‫سججامع‬‫ق المججدبر عنججه و بال ّ‬
‫ي يضججرب المقبججل إلججى الحج ّ‬ ‫فيمزقها اربا اربا و لكن أباك يا بنج ّ‬
‫ل ما زال أبوك مدفوعا عن حّقججه‬ ‫ي يومي فو ا ّ‬ ‫المطيع العاصي المخالف أبدا حّتى يأتي عل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم حّتججى يججوم الّنججاس هججذا و كججان‬‫ل نبّيه صّلى ا ّ‬‫مستأثرا عليه منذ قبض ا ّ‬
‫ي وقت حدث بهذا الحديث بكى هذا ‪.‬‬ ‫طارق بن شهاب أ ّ‬
‫سلم خطب بهذه الخطبجة بالّربججذة ‪ ،‬و المسجتفاد مججن‬ ‫و المستفاد من هذه الّرواية أّنه عليه ال ّ‬
‫ل العالم بحقايق الوقايع ‪.‬‬ ‫سالفة أّنه خطب بها بمكة ‪ ،‬و ا ّ‬‫شارح البحراني ال ّ‬‫رواية ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم بلغت نظام آن حضرتست كه فرمود در حينى كه اشاره كرده شد بسججوى‬
‫او كه نرود پى طلحه و زبير و مهّيا نسججازد بجهججة ايشججان مقججاتله و محججاربه را و اشججاره‬
‫سلم بود كه بحضور پدر بزرگوار اين عرض را نمود‬ ‫كننده حضرت امام حسن عليه ال ّ‬
‫پس آن امام عاليمقام جوابداد ‪:‬‬

‫بخدا سوگند كه من نميتوانم مثل كفتار بشوم كججه بخوابججد بججر درازى زدن صججيد كننججده او‬
‫پاشنه خود را بسنك كه اين از جمله اسباب صيد اوست تا اينكه برسد باو طلججب كننججده و‬
‫فريب دهد او را انتظار كشنده او ‪ ،‬و لكن من ميزنم باستعانت و مصاحبت كسيكه اقبججال‬
‫ق است ادبار كننده از حق را و بيارى شنونده فرمان بردار گنه كار شك آورنده‬ ‫كننده ح ّ‬
‫را در جميع حالت و در همه اوقات تا اينكه بيايد بسوى من روز موعود من ‪.‬‬

‫ق خود ممنوع‬
‫پس بخداوند سوگند هميشه بودهام دفع كرده شده از ح ّ‬

‫] ‪[ 150‬‬

‫گرديده از خلفت مستبّد در امر و تنها ايستادهام بر كار خود و هيچ ناصر و معين مججن‬
‫ق سبحانه و تعالى روح پر فتوح پيغمبر خود را تججا‬ ‫نبوده از آن زمان كه قبض فرمود ح ّ‬
‫ق خجود‬ ‫روز مردمان اين روزگار ‪ ،‬يعنججى اغتصججاب خلفججت و ممنججوع شجدن مجن از حج ّ‬
‫چيزى نيست كه تازگى داشته باشد و از آن اسججتيحاش بكنججم ‪ ،‬بلكججه امريسججت مسججتمّر از‬
‫ل عليه تا امروز كه ايججن منججافقين بججا مججن بمقججام‬
‫روز وفات حضرت رسالت مآب سلم ا ّ‬
‫صواب ‪.‬‬‫ل أعلم بال ّ‬ ‫ق خود ‪ ،‬و ا ّ‬
‫نقض عهد آمده و بنايشان دفع نمودن من است از ح ّ‬

‫ع ع ع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع ععععع ع‬


‫ععععععع‬

‫شيطان لمرهم ملكا ‪ ،‬و اّتخذهم له أشراكا ‪ ،‬فباض و ف جّرخ فججي صججدورهم ‪ ،‬و‬ ‫إّتخذوا ال ّ‬
‫ب و درج في حجورهم ‪ ،‬فنظر في أعينهم ‪ ،‬و نطججق بألسججنتهم ‪ ،‬فركججب بهججم الّزلججل ‪ ،‬و‬ ‫د ّ‬
‫شيطان في سلطانه ‪ ،‬و نطق بالباطل على لسانه ‪.‬‬ ‫زّين لهم الخطل ‪ ،‬فعل من قد شّركه ال ّ‬

‫ععععع‬

‫ل تعالى ‪،‬‬
‫شيطان ( فيعال من شطن إذا تباعد فكأّنه يتباعد عند ذكر ا ّ‬
‫) ال ّ‬
‫و قيل إّنه فعلن من شاط يشيط إذا احترق غضبا لّنه يحججترق و يغضججب إذا أطجاع العبججد‬
‫ل سبحانه و ) ملك ( المجر مجا بجه قجوامه و ) الشجراك ( إّمجا جمجع شجريك كشجريف و‬ ‫ّ‬
‫صججيد و الغججالب فججي جمعججه شججرك‬
‫أشراف و هو الظهر ‪ ،‬أو جمع شججرك و هججو حبججائل ال ّ‬
‫بضّمتين و قد يجمع على أشراك كجبل و أجبال و ) باض ( الطائر و نحوه يججبيض بيضججا‬
‫صغير دبيبججا مججن بججاب ضججرب سججار و‬‫ب ( ال ّ‬‫فهو بائض و ) فّرخ ( من باب الّتفعيل و ) د ّ‬
‫ص الّدبيب بالحركججة الخفّيججة و‬
‫صبي دروجا من باب قعد مشى قليل ‪ ،‬و قد يخت ّ‬ ‫) درج ( ال ّ‬
‫) الخطل ( الكلم الفاسد يقال ‪ :‬أخطل في كلمه أى أخطأ ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫فعل من قد شركه مفعول مطلق مجازى لقوله ‪ :‬اّتخذوا إذ العامل محذوف و التقدير‬

‫] ‪[ 151‬‬

‫فعلوا ذلك فعل من اه ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫سلم أشار في هذه الخطبة إلى ذّم المنابذين و المخججالفين لججه و المتمّرديججن‬ ‫اعلم أّنه عليه ال ّ‬
‫شيطان لمرهم ملكا ( أى به قججوام امججورهم و نظججام حججالهم‬ ‫عن طاعته فقال ‪ ) :‬اّتخذوا ال ّ‬
‫فجعلوه وليا لهم سلطانا عليهم متصّرفا فيهم بالمر و الّنهي كما قال سبحانه ‪:‬‬

‫ن َأْوِلياَء ِلّلججذينَ‬
‫شياطي َ‬
‫جَعْلَنا ال ّ‬
‫ل « و قال تعالى ‪ِ » :‬إّنا َ‬
‫ن ا ِّ‬
‫ن ُدو ِ‬
‫ن َأْوِليآَء ِم ْ‬
‫شْيطا َ‬
‫خُذوا ال ّ‬
‫» ِإّت َ‬
‫شيطان‬ ‫ن « أي حكمنا بذلك لّنهم يتناصرون على الباطل يؤمنون به و يتوّلون ال ّ‬ ‫ل ُيْؤِمُنو َ‬
‫و يشركون بالّرحمن كما قال تعالى ‪:‬‬

‫ن « ) و اّنخججذهم لججه أشججراكا (‬


‫شجِرُكو َ‬
‫ن ُهجْم ِبججه ُم ْ‬
‫ن َيَتَوّلْوَنُه َو اّلججذي َ‬
‫عَلى اّلذي َ‬
‫سْلطاُنُه َ‬
‫» ِإّنما ُ‬
‫شيطان امورهم فتصّرف فيهم بججأن أخججذهم شججركاء لججه و جعلهججم‬ ‫يعني أّنهم بعد ما ملكوا ال ّ‬
‫جنوده و أتباعه كما قال تعالى ‪:‬‬

‫ش جْيطانِ‬
‫ب ال ّ‬
‫ح جْز َ‬
‫ن ِ‬
‫ن َأل ِإ ّ‬
‫ش جْيطا ِ‬
‫ب ال ّ‬
‫حْز ُ‬
‫ك ِ‬‫ل ُأولِئ َ‬
‫ن َفَأْنسيُهْم ِذْكَر ا ِّ‬
‫شْيطا ُ‬
‫عَلْيِهُم ال ّ‬
‫حَوَذ َ‬
‫سَت ْ‬
‫» ِإ ْ‬
‫شجارح البحرانجي أّنجه‬ ‫ن « و أّما على جعل الشراك جمعجا لشجرك فقجد قجال ال ّ‬ ‫سُرو َ‬ ‫ُهُم اْلخا ِ‬
‫شرك اصجطياد مجا يجراد صجيده و كجان هجؤلء القجوم‬ ‫استعارة حسنة ‪ ،‬فإّنه لّما كان فايدة ال ّ‬
‫شيطان لرائهم و تصّرفه فيهم على حسب حكمه أسججبابا لججدعوة الخلججق إلججى‬ ‫بحسب ملك ال ّ‬
‫لج فجي أرضجه اشجبهوا الشجراك لصجطيادهم‬ ‫ق و منابذة إمام الوقت و خليفة ا ّ‬ ‫مخالفة الح ّ‬
‫شيطان‬ ‫الخلق بألسنتهم و أموالهم و جذبهم إلى الباطل بالسباب الباطلة التي ألقاها إليهم ال ّ‬
‫و نطق بها على ألسنتهم فاستعار لهم لفظ الشراك ‪.‬‬
‫شججيطان لهججم بقججوله ) فبججاض و فججرخ فججي صججدورهم (‬
‫سلم إلى ملزمججة ال ّ‬
‫ثّم أشار عليه ال ّ‬
‫ل بعد طول الملزمة و القامة ‪ ،‬فشّبه‬ ‫كالطاير الذي يبيض و يفرخ و ذلك ل يكون إ ّ‬

‫] ‪[ 152‬‬

‫ل في مسكنه ‪ ،‬و كّنى‬‫ش الطاير و موطنه إذا البائض ل يبيض إ ّ‬ ‫سلم صدورهم بع ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫بالبيض و الفرخ عن إقامته عليهم و مكثه في قلوبهم لغوائهم ‪ ،‬و يمكن أن يكون المججراد‬
‫بهما معناهما الصلي لّنه ل نتاج له و إّنما يبيض و يفرخ بنفسه ‪.‬‬

‫ل عليه ما رواه في البحار من الخصال بإسناده عن أبي عبد الّرحمججن عججن معاويججة‬ ‫كما يد ّ‬
‫ن ولد كججافرا‬
‫سلم قال ‪ :‬الباء ثلثة آدم ولد مؤمنا ‪ ،‬و الجا ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫بن عّمار عن أبيعبد ا ّ‬
‫و إبليس ولد كافرا و ليس فيهم نتاج إّنما يبيض و يفرخ و ولده ذكور ليس فيهم اناث ‪.‬‬

‫ي عليهججم‬
‫ي عججن آبججائه عججن علج ّ‬
‫و فيه من العلل بإسناده عن عمرو بن خالد عن زيد بن علج ّ‬
‫ل حيججن أمججر آدم‬
‫ل عّز و جج ّ‬ ‫نا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬إ ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬
‫ال ّ‬
‫أن يهبط ‪،‬‬

‫هبط آدم و زوجته و هبط إبليس و ل زوجة له و هبطججت الحّيججة و ل زوج لهججا فكججان أّول‬
‫من يلوط بنفسه إبليججس فكججانت ذّريتججه مججن نفسججه ‪ ،‬و كججذلك الحّيججة و كججانت ذّريججة آدم مججن‬
‫زوجته فأخبرهما أّنهما عدّو ان لهما هذا ‪.‬‬

‫ن الكنايججة أبلججغ مججن الفصججاح و أسجّد مججن الّتصججريح ‪،‬‬ ‫ن الظهر هو المعنججى الّول ل ّ‬ ‫و لك ّ‬
‫شججيطان يجججرى مججن ابججن آدم‬
‫ن ال ّ‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم ‪ :‬إ ّ‬
‫فيكون ذلك نظير قججوله صجّلى ا ّ‬
‫ن المقصود به ليس أّنه يججدخل عروقججه و أوراده و تجججاويف أعضججائه بججل‬ ‫مجرى الّدم ‪ ،‬فإ ّ‬
‫شيطان ل يزال يراقب العبد و يوسوس إليه في نومه و يقظتججه ‪ ،‬إذ هججو جسججم‬ ‫المعنى أن ال ّ‬
‫ي يمكنه أن يصل إلى ذلك النسان فيوصل كلمه و وسواسه إلى بججاطن اذنججه‬ ‫لطيف هوائ ّ‬
‫ل العالم بكيفّية ذلك ‪.‬‬
‫فيصير إلى قلبه ‪ ،‬و ا ّ‬

‫و بالجملة كلم العرب إشارات و تلويحات و الكلم إذا ذهب عنه المجججاز و السججتعارة و‬
‫الكناية زالت براعته و فارقه رونقه و بقى مغسول و صار عامّيا مرذول و كججان رسججول‬
‫سججلم أفصججح الفصججحاء و‬‫ل عليه و آله و سّلم و كذلك سجّيد الوصججياء عليججه ال ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫ا ّ‬
‫أكمل البلغاء ‪،‬‬

‫شيطان يلزمججك و يراصججدك مجن حيججث ل تعلججم‬ ‫ن ال ّ‬


‫ل عليه أ ّ‬
‫فيكون فائدة كلمه صلوات ا ّ‬
‫شججيطان‬ ‫ن ال ّ‬
‫سلم أ ّ‬
‫فعليك بالحتراز منه و الّتوّقي من كيده و مكره ‪ ،‬و فائدة كلمه عليه ال ّ‬
‫ب و درج فججي‬ ‫استوطن قلوبهم و لزم صدورهم لججزوم الطيججر البججائض علججى بيضججته ) و د ّ‬
‫حجورهم ( دبيب الولد فججي حجججر والججديه فهججو معهججم ل يفججارقهم و ل يفججارقونه ‪ ،‬و علججى‬
‫الوجه الخر‬

‫] ‪[ 153‬‬

‫الذي ذكرناه من احتمال اسججتعمال بججاض و فجّرخ فججي معناهمججا الحقيقججي فججالظهر رجججوع‬
‫ب و درج إلى الفرخ المستفاد من فرخ ‪.‬‬ ‫ضميرين في د ّ‬‫ال ّ‬

‫سلم إلى شّدة اّتحاده معهم بقوله ) فنظر بأعينهم و نطق بألسنتهم ( و ذلك‬ ‫ثّم أشار عليه ال ّ‬
‫ن الّنظر و الّنطق و ساير أفعال العضاء و الجججوارح بأسججرها تابعججة لرادة القلججب ‪ ،‬إذ‬ ‫لّ‬
‫القلب هو الحاكم عليها بججالمر و النهججى و المتصجّرف فججي مملكججة البججدن و الّرئيججس علججى‬
‫الجوارح و المشاعر الباطنة و الظاهرة ‪.‬‬

‫شيطان و موطنه و ألقججوا مقاليججد امججورهم إليججه و عزلججوا‬


‫و لّما جعلوا هؤلء قلوبهم عش ال ّ‬
‫عقولهم عن الّتصرف و الّتدبير ‪ ،‬كان إرادتهم القلبّية التي هي منشجأ الحركججات و الفعججال‬
‫للجوارح تبعا له و منبعثة من وسوسته و إغججوائه ‪ ،‬فيكججون جميججع الفعججال و الحركججات و‬
‫شججيطان و نطقهججم‬ ‫سكنات لهم مستندة إليه و صادرة عن حكمه ‪ ،‬فيكججون نظرهججم نظججر ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل بمجا هججو مطلججوبه و‬ ‫ل إلجى مجا فيججه رضجاه ‪ ،‬و ل ينطقجون إ ّ‬
‫شيطان ل ينظججرون إ ّ‬
‫نطق ال ّ‬
‫مناه ‪.‬‬

‫ضللة ) و زّين لهم الخطل ( و الفكاهججة و فعلججوا‬ ‫) ف ( عند ذلك ) ركب بهم الّزلل ( و ال ّ‬
‫شيطان في سلطانه و نطق بالباطل على لسانه ( يعني كمججا‬ ‫ذلك مثل ) فعل من قد شركه ال ّ‬
‫شيطان شريكا له في تسلطه و أمره و نهيه و كان ناطقا بالباطل على لسانه‬ ‫ن من جعله ال ّ‬‫أّ‬
‫‪ ،‬يكون جميع أفعاله و أقواله في جميع أحواله تبعا لذلك اللعين ‪ ،‬فكججذلك هججؤلء المنججافقين‬
‫ل عليهم أجمعين ‪.‬‬
‫و المنابذين لعنة ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫ل اعتمججاد و مججا بججه القججوام ‪ ،‬و‬


‫أخذ نمودند منافقان شيطان را بجهة كارهاى خودشان مح ج ّ‬
‫اخذ نمود شيطان ايشان را بجهة خود شريكان ‪ ،‬پس تخم شقاوت نهاد و جججوجه در آورد‬
‫و در سينه ايشان بحركت درآمد و با تدريج رفتار كرد در كنار ايشان ‪ ،‬پس با چشم آنها‬
‫نگاه نمود و با زبان ايشان گويا گرديد ‪ ،‬پس سوار نمود ايشججان را بججر مركججب لغججزش و‬
‫گناه و زينت داد بجهة ايشان قول فاسد و تباه را ‪ ،‬مينمائيد كارها را مثججل كججردن كسججيكه‬
‫شريك نموده باشد او را شيطان در سلطان و طغيان خود ‪ ،‬و همچو‬

‫] ‪[ 154‬‬
‫كردن كسيكه گويا باشد بامر باطل بر زبان او ‪ ،‬يعني افعججال و أقججوال اينهججا مثججل فعججل و‬
‫قول كسى است كه مججن جميججع الوجججوه مطيججع شججيطان بججوده باشججد و از غججايت اختلط و‬
‫امتزاج با شيطان اثنينيت از ميانه برداشته شود ‪.‬‬

‫عععع ععع ع ع ع ععععع ع‬


‫ع عع عععع عع عععع ععع‬
‫عع ععع ععععع ععع ع عع عععع ععععع عع ع ع‬
‫ععع ععععع‬

‫يزعم أّنه قد بايع بيده و لم يبايع بقلبه ‪ ،‬فقد أقّر بالبيعة ‪ ،‬و اّدعججى الوليجججة ‪ ،‬فليججأت عليهججا‬
‫ل فليدخل فيما خرج منه ‪.‬‬ ‫بأمر يعرف ‪ ،‬و إ ّ‬

‫ععععع‬

‫صججتك مججن الّرجججال و‬


‫) ولج ( يلج ولوجا و لجة دخل ‪ ،‬و الوليجة الّدخيلة و البطانججة و خا ّ‬
‫من تّتخذه معتمدا من غير أهلك ‪ ،‬و هو وليجتهم اى لصيق بهم ‪ ،‬و المراد هنا ما أضججمره‬
‫النسان في قلبه ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫سججلم ‪ :‬فقججد أقجّر ‪ ،‬و قججوله ‪ :‬فليججأت ‪ ،‬فصججيحة و فججي قججوله ‪ :‬فليججدخل‬
‫الفاء في قوله عليه ال ّ‬
‫شرط‬ ‫جواب لل ّ‬

‫عععععع‬

‫سلم كان يعتذر عججن ذلججك ‪ ،‬فيجّدعي تججارة أّنججه اكججره‬ ‫ن الّزبير بعد نكثه بيعته عليه ال ّ‬‫اعلم أ ّ‬
‫على البيعة و ) يزعم ( اخرى أّنه وّرى في ذلك تورية و نوى دخيلة و ) أّنه قد بايع بيججده‬
‫سلم عنه و رّد اّدعججائه بججأّنه ) قججد أق جّر بالبيعججة ( بتسججليمه‬ ‫و لم يبايع بقلبه ( فأجاب عليه ال ّ‬
‫البيعة بيده ظاهرا و ) اّدعى ( أّنججه أضججمر فججي بججاطنه مججا يفسججد بيعتججه مججن ) الوليجججة ( و‬
‫البطانة و هذه دعوى ل تسمع منه و ل تقبججل شججرعا مججا لججم ينصججب عليهججا دليل و لججم يقججم‬
‫ل(‬ ‫حته و دليل يّتضح دللتججه ) و إ ّ‬ ‫عليها برهانا ) فليأت ( على اثباتها ) بأمر يعرف ( ص ّ‬
‫شأن ذلك ) فليدخل فيما خرج منه ( مججن طججاعته عليججه‬ ‫ن ال ّ‬‫أى إن لم يقم عليها برهانا كما أ ّ‬
‫سلم و انقياد حكمه و ليمض على بيعته ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫] ‪[ 155‬‬

‫لو‬‫شارح المعتزلي ‪ :‬لّما خرج طلحة و الّزبير من المدينة إلى مكة لججم يلقيججا أحججدا إ ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫سلم قولهما فقججال‬ ‫ي في أعناقنا بيعة و إّنما بايعناه مكرهين فبلغ علّيا عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬ليس لعل ّ‬
‫ل لقد علمت أّنهمججا سججيقتلن أنفسججهما‬
‫ل و أعزب دارهما و أنا و ا ّ‬ ‫سلم ‪ :‬أبعدهما ا ّ‬‫عليه ال ّ‬
‫أخبث مقتل و يأتيان من وردا بأشام يوم و لقججد أتيججاني بججوجهي فجاجرين و رجعجا بججوجهي‬
‫ل في كتيبة خشنآء يقتتلن فيها أنفسججهما‬ ‫ل ل يلقيانني بعد هذا اليوم إ ّ‬‫غادرين ناكثين ‪ ،‬و ا ّ‬
‫فبعدا لهما و سحقا ‪.‬‬

‫سججلم حيججن وقجع القتججال و‬ ‫ن أمير المجؤمنين عليججه ال ّ‬ ‫و في الحتجاج عن نصر بن مزاحم أ ّ‬
‫شججهباء بيججن الصّججفين ‪،‬‬‫ل عليه و آلججه و سجّلم ال ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫قتل طلحة تقدم على بلغة رسول ا ّ‬
‫فدعا الّزبير ‪ ،‬فدنا إليه حّتى إذا اختلفت أعناق دابتيهما ‪ ،‬فقال ‪ :‬يججا زبيججر انشججدك أسججمعت‬
‫ل عليه و آله و سّلم يقول ‪ :‬إّنججك سججتقاتل علّيججا و أنججت لججه ظججالم ‪ ،‬قججال ‪،‬‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫الّلهم نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فلم جئت ؟ قال ‪ :‬جئت ل صلح بين الّناس فأدبر الّزبير و هو يقول ‪:‬‬

‫تجججججججججججججججججرك المجججججججججججججججججور الجججججججججججججججججتي يخشجججججججججججججججججى عواقبهجججججججججججججججججا‬


‫لججججججججججججججج أجمجججججججججججججججل فجججججججججججججججي الجججججججججججججججّدنيا و فجججججججججججججججي الجججججججججججججججّدين‬
‫ّ‬

‫ي بجججججججججججججججججججأمر كنجججججججججججججججججججت أعرفجججججججججججججججججججه‬


‫أتجججججججججججججججججججى علججججججججججججججججججج ّ‬
‫قججججججججججججد كججججججججججججان عمججججججججججججر أبيججججججججججججك الخيججججججججججججر مججججججججججججذحين‬ ‫‪1‬‬

‫فقلجججججججججججججججت حسجججججججججججججججبك مجججججججججججججججن عجججججججججججججججدل أبجججججججججججججججا حسجججججججججججججججن‬


‫فبعججججججججججججججججججض مججججججججججججججججججا قلتججججججججججججججججججه ذا اليججججججججججججججججججوم يكفينججججججججججججججججججي‬

‫جججججججججججججججججججة‬
‫فجججججججججججججججججاخترت عجججججججججججججججججارا علجججججججججججججججججى نجججججججججججججججججار مؤ ّ‬
‫أّنجججججججججججججججى يقجججججججججججججججوم لهجججججججججججججججا خلجججججججججججججججق مجججججججججججججججن الطيجججججججججججججججن‬

‫نّبئت طلحججججججججججججججججججججججة وسججججججججججججججججججججججط الّنقججججججججججججججججججججججع منجججججججججججججججججججججججدل‬


‫ضججججججججججججججججيوف و مججججججججججججججججأوى كججججججججججججججججل مسججججججججججججججججكين‬ ‫مججججججججججججججججأوى ال ّ‬

‫قجججججججججججججججججد كنجججججججججججججججججت أنصجججججججججججججججججره أحيانجججججججججججججججججا و ينصجججججججججججججججججرني‬


‫فجججججججججججججججججي الّنائبجججججججججججججججججات و يرمجججججججججججججججججى مجججججججججججججججججن يرامينجججججججججججججججججي‬

‫حّتجججججججججججججججججى ابتلينجججججججججججججججججا بجججججججججججججججججأمر ضجججججججججججججججججاق مصجججججججججججججججججدره‬


‫فأصبح اليوم ما يعنيه يعنيني‬

‫ل ما لي في هذا بصيرة و أنا منصرف ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬و أقبل الّزبير إلى عايشة فقال ‪ :‬يا أّمه و ا ّ‬
‫ل ج طججوال‬
‫ل أفررت من سيوف ابن أبي طالب ؟ فقال ‪ :‬اّنها و ا ّ‬ ‫فقالت عايشة ‪ :‬يا أبا عبد ا ّ‬
‫سججباع و فيججه الحنججف ابججن قيججس قججد‬
‫حداد تحملها فتية أنجاد ثّم خرج راجعا فمّر بججوادي ال ّ‬
‫اعتزل في بني تميم فأخبر الحنف بانصرافه فقال ‪ :‬ما أصنع به إن كان‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ققق قققق ققق ققققق ق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 156‬‬

‫الّزبير قد القي ) الف خ ( بين غارين ‪ 1‬من المسلمين و قتل أحدهما بالخر ثّم هججو يريججد‬
‫اللحاق بأهله فسمعه ابن جرموز فخرج هو و رجلن معه و قد كججان لحججق بججالزبير رجججل‬
‫من كلب و معه غلمه ‪.‬‬

‫فلّما أشرف ابن جرموز و صاحباه على الّزبير فحّرك الّرجلن رواحلهما و خّلفججا الّزبيججر‬
‫وحده ‪ ،‬فقال الّزبير ‪ :‬ما لكما هم ثلثة و نحن ثلثة فلّما أقبل ابن جرموز قال له الّزبيججر ‪:‬‬
‫لج إّننججي جئتججك لسججألك عججن امججور الّنججاس‬
‫مالك إليك عّني فقال ابن جرموز ‪ :‬يا أبا عبججد ا ّ‬
‫سيف ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬تركت الّناس على الّركب يضرب بعضهم وجوه بعض بال ّ‬

‫ل أخبرني عن أشياء أسألك عنها قال ‪ :‬هات ‪ ،‬فقال أخبرني‬ ‫قال ابن جرموز ‪ :‬يا أبا عبد ا ّ‬
‫عججن خججذلك عثمججان و عججن بيعتججك علّيججا و عججن نقضججك بيعتججه و عججن إخراجججك عايشججة أّم‬
‫المؤمنين و عن صلتك خلف ابنك و عن هذه الحرب الججتي جئتهججا و عججن لحوقججك بأهلججك‬
‫خر فيه الّتوبة ‪ ،‬و أّما بيعتي علّيا فلججم‬
‫ل فيه الخطيئة و أ ّ‬
‫فقال ‪ :‬أّما خذلي عثمان فأمر قّدم ا ّ‬
‫أجد منها بّدا إذ بايعه المهاجرون و النصار ‪ ،‬و أّما نقضي بيعته فاّنما بججايعته بيججدي دون‬
‫ل غيره ‪ ،‬و أّما صلتي خلف ابني‬ ‫قلبي ‪ ،‬و أّما إخراجي أّم المؤمنين فأردنا أمرا و أراد ا ّ‬
‫ل إن لم أقتلك ‪.‬‬‫حى ابن جرموز عنه ‪ ،‬و قال قتلني ا ّ‬ ‫فاّنما خالته قد متني ‪ ،‬فتن ّ‬

‫و في شرح المعتزلي بعد ما ذكر سؤال ابججن جرمججوز و جججواب الّزبيججر قججال ‪ :‬فسججار ابججن‬
‫صلة فقجال الّزبيجر يجا هجذا إّنجا‬
‫ل واحد منهما يتقي الخر فلّما حضرت ال ّ‬ ‫جرموز معه و ك ّ‬
‫نريد أن نصّلي ‪ ،‬فقال ابن جرموز ‪ :‬أنا اريد ذلك فقال الّزبير ‪ :‬فتججؤمّني و اؤّمججك ‪ ،‬قججال ‪:‬‬
‫صلة شّد ابن جرموز عليه فقتلججه و‬ ‫نعم فثنى الّزبير رجل و أخذ وضوئه ‪ ،‬فلّما قام إلى ال ّ‬
‫أخذ رأسه و خاتمه و سيفه و حثا عليه ترابا يسيرا و رجع إلى‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ق ق ق ق ققق قق ق ققق ق ققق ققق ق قق ق قق‬
‫ققققق قق ققق ققققق ققق ققق قققق ققق قققق‬
‫قق ققققق قق ق ققق قق قققققق ق قق قق قققق ق‬
‫ققق قققق قق ققققق ق قق ققق ق قق قق ققق ققق‬
‫ق ق قققق ق ق ققق قق ق قق ق قق ق ق ققق ققققق ق‬
‫ق قق ق ق ققققق ق قق ق ققق ققق ق ق قققق ق ق ق‬
‫قققق قق ققق ققق ققق ققققق ق ققققق‬

‫] ‪[ 157‬‬

‫سججلم‬‫ي عليججه ال ّ‬
‫ل ما أدري أسأت أم أحسنت ‪ ،‬اذهب إلججى علج ّ‬
‫الحنف فأخبره ‪ ،‬فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫ي فقال للذن ‪ :‬قل له ‪ :‬عمرو بن جرموز بالباب و معه رأس الّزبيججر‬ ‫فاخبره فجاء إلى عل ّ‬
‫و سيفه فادخله ‪.‬‬

‫سججيف فقججال لججه ‪ :‬أنججت قتلتججه قججال ‪ :‬نعججم‬


‫و في كثير من الّروايات أّنه لم يأت بالّرأس بل بال ّ‬
‫سوء ‪ ،‬ثّم قججال‬‫ل ما كان ابن صفّية جبانا و ل لئيما و لكن الحين ‪ 1‬و مصارع ال ّ‬ ‫قال ‪ :‬و ا ّ‬
‫لج‬
‫ناولني سيفه فناوله فهّزه ‪ ،‬و قال ‪ :‬سيف طال ما جلججى بججه الكججرب عججن وجججه رسججول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪.‬‬
‫صّلى ا ّ‬

‫سلم ‪ :‬أما اّني سججمعت رسججول‬ ‫فقال ابن جرموز ‪ :‬الجايزة يا أمير المؤمنين ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬
‫شر قاتججل ابججن صججفّية بالّنججار ‪ ،‬فخججرج ابججن جرمججوز‬
‫ل عليه و آله و سّلم يقول ب ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫ا ّ‬
‫خائبا و قال ‪:‬‬

‫أتيججججججججججججججججججججججججت علّيججججججججججججججججججججججججا بججججججججججججججججججججججججرأس الّزبيججججججججججججججججججججججججر‬


‫أبغججججججججججججججججججججججججججي بججججججججججججججججججججججججججه عنججججججججججججججججججججججججججده الّزلفججججججججججججججججججججججججججة‬

‫شججججججججججججججججججججججججر بالّنججججججججججججججججججججججججار يججججججججججججججججججججججججوم الحسججججججججججججججججججججججججاب‬


‫فب ّ‬
‫فبئسججججججججججججججججججججججججججججججججت بشججججججججججججججججججججججججججججججججارة ذي الّتحفججججججججججججججججججججججججججججججججة‬

‫ن قتجججججججججججججججججججججججججل الّزبيجججججججججججججججججججججججججر‬
‫فقلجججججججججججججججججججججججججت لجججججججججججججججججججججججججه إ ّ‬
‫لجججججججججججججججججججججججججو ل رضجججججججججججججججججججججججججاك مجججججججججججججججججججججججججن الكلفجججججججججججججججججججججججججة‬

‫فجججججججججججججججججججججججإن تجججججججججججججججججججججججرض ذاك فمنجججججججججججججججججججججججك الّرضجججججججججججججججججججججججا‬


‫ل فججججججججججججججججججججججججججججججججججدونك لججججججججججججججججججججججججججججججججججي حلفججججججججججججججججججججججججججججججججججة‬
‫وإ ّ‬

‫ب المحّليجججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججن و المحرميجججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججن‬ ‫ور ّ‬


‫ب الجماعججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججة و اللفججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججججة‬
‫ور ّ‬

‫لسججججججججججججججججججججججججّيان عنججججججججججججججججججججججججدي قتججججججججججججججججججججججججل الّزبيججججججججججججججججججججججججر‬


‫و ضرطة عنز بذي الجحفة‬
‫سلم مع أهل الّنهر ‪ ،‬فقتله معهم فيمن قتل ‪.‬‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫ثّم خرج ابن جرموز على عل ّ‬

‫فان قيل ‪ :‬أليس ما رواه ذلك صريحا في توبة الّزبير حيث إّنه لو لم يكن تائبا لما اسججتحقّ‬
‫شججارح المعجتزلي وفاقجا لسججاير‬
‫قاتله الّنار بقتله ‪ ،‬فيججدل ذلجك علجى صجحة مججا ذهجب إليججه ال ّ‬
‫حة توبة الزبير ‪.‬‬
‫المعترلة من ص ّ‬

‫ن بشارة القاتل بالّنار ل ينافي كون المقتول فيهججا أيضججا ‪ ،‬و ل‬ ‫قلت ‪ :‬قد اجيب عنه تارة بأ ّ‬
‫ن ابن جرموز قتل الّزبير علججى وجججه الغيلججة و المكججر و هججذه منججه‬‫يلزم توبته ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬
‫ق ابن جرموز الّنار بقتله اّياه غدرا ل ل ّ‬
‫ن‬ ‫معصية ل شبهة فيها فإّنما استح ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق قققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 158‬‬

‫المقتول في الجّنة ‪.‬‬

‫شارح فججي آخججر كلمججه و‬ ‫ن جرموز كان من جملة الخوارج كما ذكره ال ّ‬ ‫و اجيب اخرى بأ ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم قد كان خّبره بحالهم و دّله على جماعة منهم بأعيججانهم و‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫الّنب ّ‬
‫سججلم مججن أن‬ ‫أوصافهم ‪ ،‬فلّما جائه ابن جرموز برأس الّزبير أشفق أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ن به لعظيم ما فعله الخير و يقطع له على سلمة العاقبة و يكون قتله الّزبير شبهة فيما‬ ‫يظ ّ‬
‫ن هججذا الفعججل‬
‫شبهة فججي أمججره و ليعلججم أ ّ‬
‫يصير إليه من الخارجّية قطع عليه بالّنار لتزول ال ّ‬
‫الذي فعله ل يساوى شيئا مع ما يرتكبه في المستقبل ‪.‬‬

‫ن بشارته بالّنار لم تكن لكون الّزبير تائبا بل لبعض ما ذكرنججاه هججو أّنججه‬ ‫ل على أ ّ‬ ‫و الذي يد ّ‬
‫سلم مججن‬ ‫سلم به ففى عدوله عليه ال ّ‬ ‫لو كان المر كما اّدعوه لقاده أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ذلك دللة على ما ذكرنا كما هو واضح ل يخفى ‪ ،‬مضافا إلى أّنججه لججو كججان تائبججا لججم يكججن‬
‫ل تحقيق هذا المعنى فججي‬ ‫مصرعه مصرع سوء ل سّيما و قد قتله غادرا ‪ ،‬و يأتي إنشاء ا ّ‬
‫سابعة و الثلثين بما ل مزيد عليه فانتظر ‪.‬‬ ‫شرح الكلم المأة و ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم بلغجت نظجام آن حضرتسجت كجه اراده نمجوده بجآن زبيجر را در حجالى كجه‬
‫اقتضا ميكرد آن را اّدعا ميكند زبير كه بيعت كججرده بدسججت خججود و بيعججت ننمججوده بقلججب‬
‫خود ‪ ،‬پس بتحقيق اقرار نمود ببيعت خود شرعا و اّدعا كججرد پنهججان داشججتن خلف آنججرا‬
‫حت‬ ‫در باطن ‪ ،‬پس بايد كه بياورد بر آن دعوى يا دليلى كه شناخته ميشود بآن دليججل صج ّ‬
‫آن دعوى ‪ ،‬و اگر اقامه دليل نتواند بكنجد بايججد داخجل شججود بجآن چيججزى كججه از آن خجارج‬
‫شده ‪.‬‬

‫ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع ععع ع‬


‫ععععععع عع ععع ععععع‬

‫و قد أرعدوا و أبرقوا ‪ ،‬و مع هذين المرين الفشل ‪ ،‬و لسنا نرعد حّتى نوقع ‪ ،‬و ل نسيل‬
‫حّتى نمطر ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) أرعد ( الرجل و ) أبرق ( أوعد و تهّدد قال الكميت ‪:‬‬

‫] ‪[ 159‬‬

‫أرعجججججججججججججججججججججججججد و أبجججججججججججججججججججججججججرق يجججججججججججججججججججججججججا يزيجججججججججججججججججججججججججد‬


‫فما وعيدك لي بضائر‬

‫و ) الفشل ( بفتحتين مصدر فشل إذا ضعف و جبن ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫سججعا ‪ ،‬و الفعلن الواقعججان بعججد حّتججى‬


‫الفشججل مرفججوع علججى البتججداء قججدم عليججه خججبره تو ّ‬
‫ن حّتجى إّنمججا‬
‫منصوبان إّما بنفس حّتى كما يقوله الكوفّيون ‪ ،‬أو بجأن مضججمرة نظجرا إلجى أ ّ‬
‫تخفض السماء و ما يعمججل فججي السججماء ل يعمججل فججي الفعججال ‪ ،‬و كيججف كججان فهججي فججي‬
‫الموضعين إّما بمعنى إلى كما في قوله سبحانه ‪:‬‬

‫ل كما في قوله ‪:‬‬


‫جَع ِإَلْينا ُموسى « أو بمعنى إ ّ‬
‫حّتى َيْر ِ‬
‫» َ‬

‫ليجججججججججججججججججس العطجججججججججججججججججاء مجججججججججججججججججن الفضجججججججججججججججججول سجججججججججججججججججماحة‬


‫حّتى تجود و ما لديك قليل‬

‫ل ج ل أفعججل‬ ‫قال ابن هشام ‪ :‬و هذا المعنى ‪ 1‬ظاهر من قول سيبويه في تفسير قولهم ‪ :‬و ا ّ‬
‫سلم إرادة المعنججى الّثججاني‬‫ل أن تفعل ‪ ،‬المعنى حّتى أن تفعل و الظهر في كلمه عليه ال ّ‬
‫إّ‬
‫فافهم ‪.‬‬
‫عععععع‬

‫سججلم فججي هججذا المقججام نججاظر إلججى طلحججة و الّزبيججر و أتباعهمججا مججن‬
‫ن كلمه عليججه ال ّ‬‫اعلم أ ّ‬
‫أصحاب الجمل و وارد في توبيخهم و ذّمهم ) و ( ذلك لّنهم ) قد أرعججدوا و أبرقججوا ( أى‬
‫أوعدوا و تهّددوا قبل ايقاع الحرب ) و مع هذين المرين الفشجل ( إذ الوعيجد و الّتهديجد و‬
‫ضججعف و الجبججن و علمججة‬ ‫ظفججر علججى الخصججم أمججارة ال ّ‬‫ضوضاء قبل ايقاع الحججرب و ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سججلم قجال‬‫شجججاعة و لجذلك أّنجه عليججه ال ّ‬ ‫سكوت أمججارة ال ّ‬
‫صمت و ال ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫رذالة الّنفس ‪ ،‬كما أ ّ‬
‫لصحابه في تعليم آداب الحرب في ضمن كلمججه المججأة و الّرابججع و العشججرين ‪ :‬و أميتججوا‬
‫أصواتكم فاّنه أطرد للفشل ‪ ،‬و قال لصحابه في غزوة الجمل ‪ :‬إّياكم و كججثرة الكلم فججاّنه‬
‫سلم إلى علجّو هّمتججه و فضججيلة‬ ‫فشل ثّم بعد الشارة إلى ذّمهم و رذالة أنفسهم أشار عليه ال ّ‬
‫نفسه و أصحابه بقوله ‪ ) :‬و لسنا نرعد حّتى نوقع و ل نسيل حّتى نمطر ( يعني كما أ ّ‬
‫ن‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ققق ققق ققققق ققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 160‬‬

‫سحاب اقتران وقوع المطر منه برعده و برقه و إسججالته بامطججاره فكججذلك أقوالنججا‬‫فضيلة ال ّ‬
‫مقرونة بأفعالنا و إسالة عذابنا مقارنة بامطاره ‪ ،‬و يحتمل أن يكون المعنى إّنا ل نهجّدد إ ّ‬
‫ل‬
‫ل إذا أوقعنا بخصمنا ‪ ،‬يعنجي إذا أوقعنججا بخصجمنا أوعججدنا‬‫أن نعلم أّنا سنوقع ‪ ،‬و ل نوعد إ ّ‬
‫حينئذ باليقاع به غيره مججن خصجومنا و هكجذا كجان حجال الشجججعان فجي سجالف الّزمجان و‬
‫غابره ‪.‬‬

‫ن أبجا قيججس الّرومججي حجاكم قلعجة‬‫ن كجاتب حجدود الجّروم كتججب إلججى المعتصججم أ ّ‬ ‫كمجا روي أ ّ‬
‫عمورية أمسك امرأة من المسلمين يعجّذبها و هججي تصججيح وا محّمججداه وا معتصججماه و أبججو‬
‫ن المعتصجم يركجب مجع جنجوده علجى خيجل بلجق يجأتي إلجي و‬ ‫قيس يستهزء بها و يقجول ‪ :‬إ ّ‬
‫سكر يشججربه‬ ‫يستخرجك من عذابي ‪ ،‬فلّما ورد عليه الكتاب كان خادمه معه قدح من ماء ال ّ‬
‫ل في بيت المرأة المسلمة ‪ ،‬فخرج من س جّر مججن‬ ‫المعتصم فقال له احفظ هذا و ل تناولنيه إ ّ‬
‫ل مججن عنججده فججرس أبلججق فجاجتمع عنججده ثمجانون ألفججا‬
‫رأى و أمججر بعسججاكره أن ل يركججب إ ّ‬
‫جمون أشججاروا عليججه بججأن ل يسججافر و أن قلعججة عموريججة ل‬ ‫يركبون خيل بلقا ‪ ،‬و كان المن ّ‬
‫تفتح على يديه ‪.‬‬

‫جما فقد كججذب مججا أنججزل‬


‫ل عليه و آله و سّلم قال ‪ :‬من صّدق من ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ن رسول ا ّ‬‫فقال إ ّ‬
‫شججتاء فجي غايججة الجبرد فخجرج‬‫ل على محّمد فسجار إلججى القلعججة و حصججرها مجّدة و كجان ال ّ‬‫ا ّ‬
‫سهام‬‫المعتصم يوما من خيمته و وجد العسكر واقفا من شّدة البرد ل يقدرون على رمى ال ّ‬
‫‪ ،‬فأمر بمأتي قوس و ركب إلى حصار القلعة بنفسه فلّما رآه جنوده ركضججوا علججى القلعججة‬
‫من أطرافها و فتحوها فسأل عن المرأة فدلوه عليها و اعتذر لديها ‪ ،‬و قججال ‪ :‬إّنججك نججدبتني‬
‫من عمورية و سمعتك من سامّرا و قلت ‪ :‬لّبيك ‪ ،‬فها أنا ركبت على الخيل البلق و اخذت‬
‫شجراب و‬ ‫سجكر فشجربه و قجال ‪ :‬الن طجاب ال ّ‬ ‫بظلمتك ‪ ،‬ثجّم أمجر خجادمه باحضجار مجاء ال ّ‬
‫احتوى على ما فيها من الموال و قتل ثلثين ألف أو أزيد هذا ‪.‬‬

‫سلم و ل نسيل حّتى نمطر تعريض على أصججحاب الجمججل و أّنهججم فججي‬ ‫و في قوله عليه ال ّ‬
‫سيل قبل إحداث المطر و هذا محجال ل ّ‬
‫ن‬ ‫وعيدهم و اجلبهم بمنزلة من يّدعى أّنه يحدث ال ّ‬
‫ل العالم بحقائق‬
‫سيل إّنما يكون من المطر فكيف يسبق المطر ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫ال ّ‬

‫] ‪[ 161‬‬

‫كلم أوليائه ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫يعني مانند رعد در تهديد مىغّرند و مانند برق در توعيد ميجهند و با اين دو امر تججرس‬
‫و جبن است ‪ ،‬و نيستيم ما كه بترسانيم تا اينكه واقع گردانيم ‪ ،‬و نه سيل روان نمججائيم تججا‬
‫ل اعلم ‪.‬‬
‫اينكه ببارانيم ‪ ،‬و ا ّ‬

‫ع ع ع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع ععععع ع‬


‫ععععععع‬

‫ن معججي لبصججيرتي ‪ ،‬مججا‬


‫شيطان قد جمع حزبه ‪ ،‬و استجلب خيله و رجلججه ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫أل و إ ّ‬
‫ن لهم حوضا أنا ماتحه ‪ ،‬ل يصججدرون‬ ‫ل لفرط ّ‬‫ي ‪ ،‬و أيم ا ّ‬
‫لّبست على نفسي و ل لّبس عل ّ‬
‫عنه ‪ ،‬و ل يعودون إليه ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫لج (‬‫) الخيل ( الفرسان و ) الّرجل ( بالفتح جمججع راجججل كججالّركب جمججع راكججب و ) أيججم ا ّ‬
‫مخّفف أيمن قال الفيومي أيمن اسم استعمل في القسم و التزم رفعه كما التزم رفع لعمججرو‬
‫ل ‪ ،‬و همزته عند البصرّيين وصل و اشتقاقه عنججدهم مججن اليمججن و هججو البركججة ‪ ،‬و عنججد‬ ‫ا ّ‬
‫لج بحججذف الهمججزة و‬ ‫الكوفّيين قطع لّنه جمع يمين عندهم و قد يختصر منه و يقال و أيم ا ّ‬
‫ل بضم الميم و كسججرها و ) افرطججن ( إّمججا بفتججح الهمججزة و‬ ‫الّنون ثم اختصر ثانيا فيقال م ا ّ‬
‫ضم الراء مضارع فرط زيد القوم كقعد أى سبقهم و تقدم عليهم ‪ ،‬و فرط بفتحتين المتقججدم‬
‫في طلب الماء يهيئ الدلء و الرشاء ‪ ،‬و إّما بضم الهمزة و كسر الراء من باب الفعججال‬
‫مأخوذ من أفرط المزادة أى ملها و ) الماتح ( كالمايجح و هجو المسجتقى مجن الجبئر إل أن‬
‫ن التججاء بنقطججتين مججن فججوق و كججذلك‬‫الفرق بينهما كاعجامهما كما قاله أبججو علججي ‪ ،‬يعنججي أ ّ‬
‫الماتح لّنه المستقى فوق البئر و الياء بنقطتين من تحت و كذلك المايججح لّنججه الججذي ينججزل‬
‫إلى البئر فيملء الدلو ‪.‬‬

‫] ‪[ 162‬‬

‫ععععععع‬

‫ل على تحّقق ما بعدها لتركبها من همزة الستفهام و لء الّنفى ‪،‬‬


‫أل حرف تنبيه تد ّ‬

‫و همزة الستفهام إذا دخلت على الّنفى أفادت التحقيق نحو ‪:‬‬

‫ي اْلَمْوتى « قال الزمخشري ‪ :‬و لكونها بهذا المنصب مججن‬


‫حِي َ‬
‫ن ُي ْ‬
‫على َأ ْ‬
‫ك ِبقاِدٍر َ‬
‫س ذِل َ‬
‫» َأَلْي َ‬
‫التحقيق ل تكاد تقع الجملة بعدها إل مصّدرة بنحو ما يتلّقى به القسم نحو ‪:‬‬

‫عَلْيِهْم « أقول ‪ :‬و كان ينبغي له أن يضججيف إلججى ذلججك وقججوع‬ ‫ف َ‬


‫خْو ٌ‬
‫لل َ‬‫ن َأْوِلياَء ا ِّ‬
‫» َأل ِإ ّ‬
‫ل مرفججوع بالبتججداء خججبره محججذوف‬ ‫سلم ‪ ،‬و أيم ا ّ‬
‫نفس القسم بعدها كما في كلمه عليه ال ّ‬
‫ل قسججمي ‪ ،‬و افرطججن إن كججان مججن‬ ‫ل قسمي و قد يدخله اللم للّتوكيد فيقال ليمن ا ّ‬ ‫أى أيم ا ّ‬
‫فعل فحوضا منصوب بنزع الخافض و اللم في لهم إّمججا للّتقويججة علججى حججد قججوله ‪ :‬يججؤمن‬
‫للمؤمنين ‪ ،‬أو تعليلّية أى لسبقنهم أو لسبقن لجلهم إلى حوض على حد قوله ‪ :‬و اختججار‬
‫موسى قومه ‪ ،‬و إن كججان مججن افعججل فحوضججا مفعججول بججه و لهججم مفعججول لجلججه أى لملئن‬
‫لجلهم حوضا ‪ ،‬و جملة ل يصدرون عنه و ل يعودون اليه حالية أو صفة للحوض ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن طلحججة و الزبيججر‬ ‫سلم لما بلغه أ ّ‬


‫ن هذه الخطبة ملتقطة من خطبة طويلة له عليه ال ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫سيد منها فصل آخججر و هججي الخطبججة الّثانيججة و‬ ‫خلعا بيعته و هو غير منتظم ‪ ،‬و قد أورد ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬ ‫ل و على ذلك فالمراد بقوله عليه ال ّ‬ ‫العشرون و نورد تمام الخطبة هناك إنشاء ا ّ‬

‫شججارح‬‫شججيطان الحقيقججي ل معاويججة كمججا تججوّهمه ال ّ‬


‫ن الشيطان قد جمع حزبه ( هججو ال ّ‬ ‫) ال إ ّ‬
‫المعتزلي ‪ ،‬و حزبه هو طلحة و الزبير و أتباعهما و هم المراد أيضا بقوله ‪ ) :‬و استجلب‬
‫ق و الجججامع‬‫شيطان هو الباعث لهم على مخالفة الحج ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫خيله و رجله ( و فيه إشارة إلى أ ّ‬
‫ن هؤلء أطاعوا لججه و‬ ‫لهم على الباطل بوسوسته و اغرائه و تزيينه الباطل في قلوبهم و أ ّ‬
‫أجابوا دعوته و شاركوه في الدعاء إلى الباطل فصاروا حزبه قال تعالى ‪:‬‬

‫] ‪[ 163‬‬
‫ك َو شججاِركُْهْم فججي‬‫جِل ج َ‬
‫ك َو َر ِ‬
‫خْيِل ج َ‬
‫عَلْيِه جْم ِب َ‬
‫ب َ‬ ‫جِل ْ‬
‫ك َو َأ ْ‬‫ت ِمْنُهْم ِبصْوِت َ‬‫طْع َ‬ ‫سَت َ‬
‫نا ْ‬
‫سَتْفِزْز َم ِ‬
‫» َو ا ْ‬
‫غجُرورًا « أي اسججتخف مججن اسججتطعت‬ ‫ل ُ‬ ‫ن ِإ ّ‬
‫شْيطا ُ‬ ‫عْدُهْم َو ما َيِعُدُهُم ال ّ‬
‫لْولِد و ِ‬ ‫ل َو ا َْ‬
‫لْموا ِ‬‫ا َْ‬
‫لج‬
‫منهم أن تستفزه بدعائك إلى الفساد قال ابن عّباس ‪ :‬كل راكب أو راجل فججي معصججية ا ّ‬
‫ل فخيله و رجله‬ ‫ل راكب و ماش في معصية ا ّ‬ ‫فهو من خيل إبليس و جنوده و يدخل فيه ك ّ‬
‫كلّ من شاركه في الّدعاء إلى المعصية ‪.‬‬

‫ن معي لبصججيرتي ( يريججد أنّ‬ ‫سلم إلى كمال عقله و استعداده بقوله ‪ ) :‬و ا ّ‬‫ثّم أشار عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم لم تتغير ‪ ،‬و إلى‬‫ل صّلى ا ّ‬‫البصيرة التي كانت معي في زمن رسول ا ّ‬
‫هذه اشيرت في قوله تعالى ‪:‬‬

‫سججلم‬
‫ن اّتَبَعني « قال أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫صيَرٍة َأَنا َو َم ِ‬
‫على َب ِ‬
‫ل َ‬
‫عو ِإَلى ا ِّ‬
‫سبيلي َأْد ُ‬
‫ل هِذه َ‬
‫» ُق ْ‬
‫لج و أميججر المججؤمنين و الوصججياء مججن بعججدهما ‪ ،‬يعنججي أ ّ‬
‫ن‬ ‫في رواية الكافي ذاك رسول ا ّ‬
‫ل و أمير المؤمنين و الوصياء الّتجابعون لجه فجي‬ ‫ل مع البصيرة هو رسول ا ّ‬ ‫الّداعي إلى ا ّ‬
‫القوال و الفعال ‪.‬‬

‫شججيطان و بتلبيسججه الباطججل بصججورة‬ ‫ثّم أكد كمال عقله بالشارة إلى عدم انخداعه بخججدع ال ّ‬
‫ضعيفة و اولى العقول السخيفة سواء كان مخججادعته‬ ‫ق كما يلبس على ذوى البصائر ال ّ‬ ‫الح ّ‬
‫بغير واسطة و هو المشار إليه بقوله ‪ ) :‬ما لّبست على نفسي ( أى ل يتلبججس علججى نفسججى‬
‫المطمئنة ما تلقيه إليها نفسي الّمارة ‪ ،‬أو بواسطة غيره و هو المشار إليججه بقججوله ‪ ) :‬و ل‬
‫ى من الخارج من جنود إبليس و أتباعه الذين تلقفججوا‬ ‫ى ( أى لم يحصل الّتلبيس عل ّ‬ ‫لّبس عل ّ‬
‫ن لهججم‬
‫لج لفرطج ّ‬‫ق صجورة الباطججل ) و أيججم ا ّ‬ ‫شبه و صار في قجوتهم أن يلبسجوا الحج ّ‬ ‫عنه ال ّ‬
‫سججلم وارد مججورد الّتهديججد و جججار علججى سججبيل‬ ‫حوضا أنا ماتحه ( هذا الكلم منججه عليججه ال ّ‬
‫ن لجلهم حياض الحرب التي أنا متججدّرب بهججا ‪ ،‬أو‬ ‫الستعارة ‪ ،‬و معناه لسبقنهم أو لسبق ّ‬
‫ن لهم حياض الحرب التي هي عادتي و أنا خبير بها‬ ‫لملئ ّ‬

‫] ‪[ 164‬‬

‫شارح البحراني ‪ :‬استعار إفججراط الحججوض لجمعججه الجنججد و تهيئة أسججباب الحججرب و‬ ‫قال ال ّ‬
‫كّنى بقوله ‪ :‬أنا ماتحه ‪ ،‬أّنه هو المتولي لذلك و فججي تخصججيص نفسججه بالمتججح تأكيججد تهديججد‬
‫لعلمهم بشجاعته و قد حذف المضاف إليه أى أنا ماتح مائه إذ الحوض ل يوصف بالمتججح‬
‫ن الوارد منهم إليه ل يصججدر عنججه‬ ‫و قوله ‪ ) :‬ل يصدرون عنه و ل يعودون إليه ( يعني أ ّ‬
‫ن مجن نججا منهجم ل يطمجع فجي الحجرب مجّرة‬ ‫و ل ينجو منه فهو بمنزلة من يغرق فيجه و أ ّ‬
‫اخرى و ل يعود إليها ابدا ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫آگاه باش قسم بخدا كه بتحقيق شيطان ملعون جمع كججرده اسججت حججزب خججود را از بججراى‬
‫اغواء و اضلل و جمع نموده است سواران و پيادگان يعني أعوان و انصججار خججود را ‪،‬‬
‫ل عليه و آلججه بججا‬
‫و بدرستى بصيرتي كه داشتم در زمان حضرت رسالت مآب صلوات ا ّ‬
‫من است ‪ ،‬نپوشانيدهام بر نفس خود باطل را بصورت حق ‪ ،‬و پوشانيده نشده اسججت بججر‬
‫من يعني بر ضللت نيفتادهام نه از قبل نفس خججود و نججه بواسججطه اضججلل ديگججرى قسججم‬
‫بخداوند هر آينه سبقت ميكنم ايشان را بسوى حوضهاى حرب يا پر ميكنم بجهججة ايشججان‬
‫حوضهاى محاربه و مقاتله را كه من آب كشنده آن حوضها ميباشم ‪،‬‬

‫يعنى خبير و بصير باشم بآنها چنان حوضهائيكه باز نگردد از آنها آنهائيكه آمججده باشججند‬
‫و باز نيايند بسوى آنها آنهائيكه رهيده باشججند ‪ ،‬يعنججى هججر كججه بسججوى بحججر حججرب شججتابد‬
‫غرق شود و جان بمالك دوزخ بسپارد ‪ ،‬و هججر كججه از آن دريججاى خونخججوار نجججات يابججد‬
‫صواب و إليه المرجع و المآب‬ ‫ل أعلم بال ّ‬‫ديگر باره طمع در جنگ نمينمايد ‪ ،‬و ا ّ‬

‫ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع عععع ع ععع ع ع ع‬


‫ععععععع ععع ععععع عععععع ععع عععع ع ع‬
‫ع ع عععععععع ع ع ع ععععع عع ع ع ع عع‬
‫ععععع ‪.‬‬

‫ل جمجمتك ‪،‬‬
‫ض على ناجذك ‪ ،‬أعر ا ّ‬
‫تزول الجبال و ل تزل ‪ ،‬ع ّ‬

‫] ‪[ 165‬‬

‫تد في الرض قدمك ‪ ،‬إرم ببصرك أقصى القوم ‪ ،‬و غضّ بصرك ‪،‬‬

‫ل سبحانه ‪.‬‬
‫ن الّنصر من عند ا ّ‬
‫و اعلم أ ّ‬

‫ععععع‬

‫ض ( أمر من عضضت الّلقمة و بها و عليها من باب تعججب لكججن بسججكون المصججدر و‬ ‫)ع ّ‬
‫ضرس و الّناب و ضحك حّتى بدت نواجججذه ‪،‬‬ ‫ن بين ال ّ‬‫من باب منع أمسكتها ) الناجذ ( الس ّ‬
‫قال تغلب ‪ :‬المراد النياب ‪ ،‬و قيل الّناجذ آخر الضراس و هو ضرس الحلججم لّنججه ينبججت‬
‫بعد البلوغ و كمال العقججل و قيججل ‪ :‬الضججراس كّلهججا نواجججذ ) و الجمجمججة ( عظججم الجّرأس‬
‫المشتمل على الّدماغ و رّبما يعّبر بها عن النسان كما يعّبججر عنججه بججالّرأس و ) تججد ( أمججر‬
‫من و تد قدمه في الرض اى أثبتها فيها كالوتد ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫متعّلق تزول و تزل محذوف أى تزل الجبال عن مكانها و ل تزل عن مقامك و موضعك‬
‫‪ ،‬و الباء في قوله ‪ :‬ارم ببصججرك زايججدة ‪ ،‬يقججال ‪ :‬رميتججه و رميججت بججه ألقيتججه ‪ ،‬و سججبحانه‬
‫منصوب على المصدر بمحذوف من جنسججه أى سجّبحته سججبحانا ‪ ،‬و نقججل عججن سججيبويه أ ّ‬
‫ن‬
‫سبحان ليس بمصدر بججل هججو واقججع موقججع المصججدر الججذي هججو الّتسججبيح ‪ ،‬و الضججافة إلججى‬
‫المفعول لّنه هو المسّبح بالفتح ‪ ،‬و نقل عن أبي البقاء أّنججه ج جّوز أن يكججون الضججافة إلججى‬
‫ل به نفسه‬
‫الفاعل و قال ‪ :‬المعروف هو الّول و المعنى على ذلك اسّبح مثل ما سّبح ا ّ‬

‫عععععع‬

‫سلم أشار في كلمه هذا إلى أنججواع آداب الحججرب و كيفّيججة القتججال و عّلججم‬ ‫اعلم أّنه عليه ال ّ‬
‫محّمدا سّتة امور منها ‪.‬‬

‫الّول ما عليه مدار الظفر و الغلبة و هو الّثبات و الملزمة و إليه أشار بقوله ‪:‬‬

‫) تزول الجبال و ل تزل ( و هو خبر فججي معنجى الشجرط اريجد بجه المبالغججة أى لجو زالججت‬
‫ن الّنهججى عنججه علججى تقججدير‬
‫الجبال عن مواضعها ل تزل و هو نهى عججن الجّزوال مطلقججا ل ّ‬
‫زوال الجبال الذي هو محال عادة مستلزم للّنهي عنه على تقدير العدم بالطريق الولى ‪.‬‬

‫] ‪[ 166‬‬

‫سججيف عججن‬ ‫ض الّنواجججذ ينبججو ال ّ‬


‫ض علججى ناجججذك ( فججانّ عج ّ‬‫الّثاني ما أشار إليه بقوله ‪ ) :‬ع ّ‬
‫سلم في موضع‬ ‫ن عظام الّرأس تشتّد و تصلب عند ذلك كما قال عليه ال ّ‬ ‫الّدماغ من حيث إ ّ‬
‫ضججها مججن‬‫صوارم عن الهام مضافا إلى ما في ع ّ‬ ‫ضوا على الّنواجذ ‪ ،‬فاّنه أنبأ لل ّ‬
‫آخر ‪ :‬و ع ّ‬
‫ربط الجاشعن الفشل و الخوف كما يشاهد في حال البرد و الخوف الموجب للّرعججدة فججاّنه‬
‫ض على أضراسه تسكن رعدته و يتماسك النسان بدنه ‪.‬‬ ‫إذا ع ّ‬

‫ل ج لينتفججع‬
‫ل جمجمتك ( و المراد به بذلها فججي طاعججة ا ّ‬ ‫الثالث ما أشار إليه بقوله ‪ ) :‬أعر ا ّ‬
‫شارح المعتزلي ‪ :‬و يمكن أن يقججال إ ّ‬
‫ن‬ ‫ل كما ينتفع المستعير بالعارية ‪ ،‬قال ال ّ‬ ‫بها في دين ا ّ‬
‫لج‬
‫ن العاريججة مججردودة و لججو قججال لججه ‪ :‬بججع ا ّ‬
‫ذلك إشججعار بججاّنه ل يقتججل فججي تلججك الحججرب ل ّ‬
‫شهادة فيها ‪.‬‬
‫جمجمتك لكان ذلك إشعارا له بال ّ‬

‫أقول ‪ :‬و ذلك لقوله سبحانه ‪:‬‬

‫ن « الية ‪.‬‬
‫ن َو ُيْقَتُلو َ‬
‫جّنَة َفَيْقُتُلو َ‬
‫ن َلُهم اْل َ‬
‫سُهْم بَأ ّ‬
‫ن َأْمواَلُهْم َو َأْنُف َ‬
‫ن اْلُمْؤِمني َ‬
‫شَترى ِم َ‬
‫لا ْ‬
‫ن ا َّ‬
‫» ِإ ّ‬
‫الّرابع ما أشار إليه بقوله ‪ ) :‬تد في الرض قدمك ( و هججو أمججر بجالزام قجدمه فججي الرض‬
‫شجاعة ‪.‬‬ ‫كالوتد لستلزامه ربط الجاش و استصحاب العزم و كونه مظّنة ال ّ‬

‫الخامس ما أشار إليه بقوله ‪ ) :‬ارم ببصرك أقصى القوم ( و هو المر بفتح عينيه و رفججع‬
‫شجاع المقدام غير المبالي‬
‫طرفه و مّد نظره إلى أقاصي القوم ليعلم على ما ذا يقدم فعل ال ّ‬
‫ن الجبان تضججعف نفسججه و يضجطرب قلبججه فيكجون غضجيض الطجرف نجاكس الجرأس ل‬ ‫لّ‬
‫يرتفع طرفه و ل يمتّد عنقه ‪.‬‬

‫ض بصججره بعججد مجّده عججن‬


‫ض بصرك ( و هو أمججر بغج ّ‬ ‫سادس ما أشار إليه بقوله ‪ ) :‬و غ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سججيوف مظّنججة الّرهبججة و‬
‫ن مجّد الّنظججر إلججى بريججق ال ّ‬
‫بريق سججيوفهم و لمعججان دروعهججم ‪ ،‬ل ّ‬
‫سلم بعد تعليمجه آداب المحاربجة و المقاتلجة قجال لجه ‪ ) :‬و اعلجم أ ّ‬
‫ن‬ ‫الّدهشة ‪ ،‬ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫ل سبحانه مع ملحظة قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ل سبحانه ( ليتأكد ثباته بوتوقه با ّ‬ ‫الّنصر من عند ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق قققق ققققق ققق ققققق ققق ققققق‬
‫ق ققق ققققققق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 167‬‬

‫ب َلُكْم « هذا ‪.‬‬


‫ل َفل غاِل َ‬
‫صْرُكُم ا ُّ‬
‫ن َيْن ُ‬
‫» ِإ ْ‬

‫و ينبغي لنا أن نذكر هنا طرفا من وقايع الجمل مّما يناسب المقام بما فيه من الشارة إلججى‬
‫سلم ‪.‬‬
‫مورد ذلك الكلم منه عليه ال ّ‬

‫فاقول ‪ :‬في البحار من كتاب المناقب من كتاب جمججل انسججاب الشججراف أّنججه زحججف علجيّ‬
‫تو‬ ‫سلم بالّناس غداة يوم الجمعة لعشر ليال خلججون مججن جمججادى الخججرة سججنة سج ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ثلثين و على ميمنته الشتر و سعيد بن قيس و على ميسرته عّمار و شريح بججن هججاني و‬
‫ي بن حاتم و على الجناح زياد بن كعججب و حجججر ابججن‬ ‫على القلب محّمد بن أبي بكر و عد ّ‬
‫ي و علججى الكميججن عمججرو بججن الحمججق و جنججدب بججن زهيججر و علججى الّرجالججة أبججو قتجادة‬‫عد ّ‬
‫النصاري و أعطى رايته محّمد بن الحنفّية ثّم أوقفهم من صلة الغداة إلى صججلة الظهججر‬
‫ل و ارجعي ‪،‬‬ ‫ل أمرك أن تقرى في بيتك اتقي ا ّ‬ ‫نا ّ‬‫يدعوهم و يناشدهم و يقول لعايشة إ ّ‬

‫لج عليججه و‬‫لج صجّلى ا ّ‬


‫و يقول لطلحة و الّزبير ‪ ،‬خبأتما نسائكما و أبرزتما زوجة رسول ا ّ‬
‫آله و سّلم و استفززتماها فيقولن ‪ :‬إّنما جئنا للطلب بدم عثمان و أن يرد المر شججورى و‬
‫البست عايشة درعا و ضربت على هودجها صفايح الحديد و ألبس الهودج درعججا و كججان‬
‫الهودج لواء أهل البصرة و هو على جمل يدعى عسكرا ‪.‬‬
‫سلم قال للّزبير‬ ‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫ابن مردويه في كتاب الفضائل من ثمانية طرق أ ّ‬
‫ل ج عليججه و آلججه و‬
‫لج ص جّلى ا ّ‬‫‪ :‬أما تذكر يوما كنت مقبل بالمدينة تحّدثني إذ خرج رسول ا ّ‬
‫ي فقال لك ‪ :‬يا زبير أ تحب علّيا ؟ فقلت ‪ :‬و كيف ل احّبه و‬ ‫سّلم فرآك معي و أنت تبسم إل ّ‬
‫ل ما ليس لغيره ‪ ،‬فقال ‪ :‬إّنك ستقاتله و أنت ظالم لججه‬ ‫بيني و بينه من الّنسب و الموّدة في ا ّ‬
‫ي صّلى‬ ‫ن النب ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬إ ّ‬ ‫ل من ذلك ‪ ،‬و قد تظاهرت الّروايات أّنه عليه ال ّ‬ ‫فقلت ‪ :‬أعوذ با ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم قال لك ‪ :‬يا زبير تقاتله ظلما و ضرب كتفك قال ‪ :‬الّلهم نعم ‪ ،‬قججال ‪:‬‬ ‫ا ّ‬
‫أفجئت تقاتلني ؟‬

‫سلم ‪ :‬دع هذا بايعتني طائعججا ث جّم‬


‫ل من ذلك ‪ ،‬ثّم قال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬‫فقال ‪ :‬أعوذ با ّ‬
‫ل ل قاتلتك ‪.‬‬‫جئت محاربا فما عدا مّما بدا ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل جرم و ا ّ‬

‫ل ابنه فقال ‪ :‬جبنا جبنا‬


‫حلية الولياء قال عبد الّرحمن بن أبي ليلي فلقاه عبد ا ّ‬

‫] ‪[ 168‬‬

‫ي شججيئا سججمعته مججن رسججول‬‫ي ‪ :‬قد علم الّناس أّني لست بجبان و لكن ذكرني عل ّ‬ ‫فقال يا بن ّ‬
‫ل عليه و آلججه و سجّلم فحلفججت أن ل اقاتججل ‪ ،‬فقججال ‪ :‬دونججك غلمججك فلن اعتقججه‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫كفارة يمينك نزهة البصار عن ابن مهدي أّنه قال همام الثقفي ‪:‬‬

‫أ يعتججججججججججججججججججججججق مكحججججججججججججججججججججججولو يعصججججججججججججججججججججججي نججججججججججججججججججججججبّيه‬


‫لقججججججججججججد تججججججججججججاه عججججججججججججن قصججججججججججججد الهججججججججججججدى ثججججججججججججّم عججججججججججججوق‬

‫ضجججججججججججججججججللة و الهجججججججججججججججججدى‬
‫لشجججججججججججججججججّتان مجججججججججججججججججا بيجججججججججججججججججن ال ّ‬
‫و شّتان من يعصي الله و يعتق‬

‫ل بل خفت سيوف ابججن أبججي طججالب أمججا أّنهججا طججوال حججداد‬ ‫و في رواية قالت عايشة ل و ا ّ‬
‫تحملها سواعد أنجاد و لئن خفتها فلقد خافها الّرجال من قبلك ‪ ،‬فرجججع إلججى القتججال فقيججل ‪:‬‬
‫شججيخ محمججول عليججه ‪ ،‬ثجّم قججال‬ ‫ن ال ّ‬
‫سلم إّنه قد رجع ‪ ،‬فقال دعججوه إ ّ‬
‫لمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ضججوا علججى نواجججذكم و أكججثروا مججن ذكججر‬ ‫ضوا أبصججارهم و ع ّ‬‫سلم ‪ :‬أّيها الّناس غ ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫صججفين‬
‫رّبكم و إّياكم و كثرة الكلم فاّنه فشل ‪ ،‬و نظرت عايشججة إليججه و هججو يجججول بيججن ال ّ‬
‫فقالت ‪:‬‬

‫ل ج مججا‬
‫ل عليه و آله و سّلم يوم بدر ‪ ،‬أمججا و ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫انظروا إليه كان فعله فعل رسول ا ّ‬
‫سلم يا عايشة ‪:‬‬‫ي عليه ال ّ‬
‫شمس فقال عل ّ‬
‫ل زوال ال ّ‬
‫ينتظر بك إ ّ‬
‫ن « فجّد الّناس في القتال فنهاهم أمير المؤمنين ‪ ،‬و قال ‪ :‬الّلهم‬
‫ن ناِدمي َ‬
‫حّ‬‫صِب ُ‬
‫ل َلُت ْ‬
‫عّما َقلي ٍ‬
‫» َ‬
‫شاهدين ‪ ،‬ثّم أخذ المصحف و طلب مججن يقججرء‬ ‫إّني أعذرت و أنظرت فكن لي عليهم من ال ّ‬
‫عليهم ‪:‬‬

‫حوا َبْيَنُهما « الية فقال مسججلم المجاشججعي ‪ :‬هججا‬


‫صِل ُ‬
‫ن اْقَتَتُلوا َفَأ ْ‬
‫ن اْلُمْؤِمني َ‬
‫ن ِم َ‬‫ن طآِئَفتا ِ‬
‫» و ِإ ْ‬
‫سلم بقطع يمينه و شماله و قتله فقال ‪ :‬ل عليك يا أمير المؤمنين فهججذا‬ ‫أناذا فخّوفه عليه ال ّ‬
‫ل فقطعت يده اليمنجى فأخجذه بيجده اليسجرى فقطعجت‬ ‫ل فأخذه و دعاهم إلى ا ّ‬ ‫قليل في ذات ا ّ‬
‫فأخذه بأسنانه فقتل فقالت اّمه شعرا ‪:‬‬

‫ن مسجججججججججججججججججججججججججججججججججلما أتجججججججججججججججججججججججججججججججججاهم‬
‫بإّ‬
‫يجججججججججججججججججججججججججججججججججا ر ّ‬
‫بمحكم الّتنزيل إذ دعاهم‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قققق قققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 169‬‬

‫لجججججججججججججججججججججججج ل يخشججججججججججججججججججججججججاهم‬
‫يتلججججججججججججججججججججججججو كتججججججججججججججججججججججججاب ا ّ‬
‫فرّملوه ‪ 1‬رّملت لحاهم‬

‫ضراب ‪ ،‬و قال لمحّمد بن الحنفّية و الّراية في يده‬ ‫سلم ‪ :‬الن طاب ال ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫‪ 2‬فقال عل ّ‬
‫ي تزول الجبال و ل تزل إلى آخر ما مّر ثّم صججبر سججويعة فصججاح الّنججاس عججن كج ّ‬
‫ل‬ ‫‪ :‬يا بن ّ‬
‫ي فنقجّدم و طعجن طعنجا منكجرا و قجال‬ ‫سلم ‪ :‬تقّدم يا بنج ّ‬
‫جانب من وقع الّنبال ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫عليه ال ّ‬

‫اطعجججججججججججججججججججن بهجججججججججججججججججججا طعجججججججججججججججججججن أبيجججججججججججججججججججك تحمجججججججججججججججججججد‬


‫ل خيججججججججججججججججججر فججججججججججججججججججي الحججججججججججججججججججرب إذا لججججججججججججججججججم توقججججججججججججججججججد‬

‫و القنجججججججججججججججججججججججا المسجججججججججججججججججججججججّدد‬ ‫ي‪3‬‬‫بالمشجججججججججججججججججججججججرف ّ‬


‫ضرب بالخطي ‪ 4‬و المهّند‬ ‫و ال ّ‬

‫فأمر الشتر أن يحمل فحمججل و قتججل هلل بججن وكيججع صججاحب ميمنججة الجمججل و كججان زيججد‬
‫يرتجز و يقول ‪ :‬دينى دينى و بيعي بيعي و جعل مخنف بن مسلم يقول ‪:‬‬

‫قجججججججججججججججد عشجججججججججججججججت يجججججججججججججججا نفجججججججججججججججس و قجججججججججججججججد غنيجججججججججججججججت‬


‫دهجججججججججججججججججججرا و قبجججججججججججججججججججل اليجججججججججججججججججججوم مجججججججججججججججججججا عييجججججججججججججججججججت‬
‫ك قججججججججججججججججججججججججد فنيججججججججججججججججججججججججت‬
‫و بعججججججججججججججججججججججججد ذا ل شجججججججججججججججججججججججج ّ‬
‫أما مللت طول ما حييت‬

‫ل بن الّثيربي قائل ‪:‬‬


‫فخرج عبد ا ّ‬

‫ب إّنججججججججججججججججججي طججججججججججججججججججالب أبججججججججججججججججججا الحسججججججججججججججججججن‬


‫يججججججججججججججججججا ر ّ‬
‫ذاك الذي يفرق حّقا بالفتن‬

‫سلم قائل ‪:‬‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫فبرز إليه عل ّ‬

‫إن كنجججججججججججججججججت تبغجججججججججججججججججي أن تجججججججججججججججججرى أبجججججججججججججججججا الحسجججججججججججججججججن‬


‫فاليوم تلقاه ملّيا فاعلمن‬

‫فضربه ضربة مجرفة ‪ 5‬فخرج بنوضّبة و جعل يقول بعضهم ‪:‬‬

‫نحجججججججججججججججججججن بنجججججججججججججججججججو ضجججججججججججججججججججّبة أعجججججججججججججججججججداء علججججججججججججججججججج ّ‬


‫ي‬
‫ذاك الذي يعرف فيهم بالوصي‬

‫و كان عمر بن الّثيربي يقول ‪:‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ققققق ققققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق قققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قققق قققق ق ققق قق قق قق ق قق ققق ق ق ق‬
‫ق قق ق ق ققق ققق قق ق ققق ق ق قققق ق قق قق‬
‫ققققققق ق ق قق ققققق ق ققق قق ققققق قق ق ق‬
‫قققق ققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ق ققق ق ققق ق ققققققق ق ققق ق ققق ق‬
‫قققققق قققققق ققققق قققق ق ق قققق قققق ق‬
‫ققققق قق قققق‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬قققق قققق ق قققق ققق قق ققق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 170‬‬

‫إن تنكرونجججججججججججججججججججججججي فانجججججججججججججججججججججججا ابجججججججججججججججججججججججن الّثيربجججججججججججججججججججججججي‬


‫قاتل علبآء و هذا الجملي‬

‫ي فبرز اليه عمار قائل ‪:‬‬


‫ثّم ابن صوحان على دين عل ّ‬

‫ل تججججججججججججججججججججججبرح العرصججججججججججججججججججججججة يججججججججججججججججججججججابن الججججججججججججججججججججججثيربي‬


‫اثبت اقاتلك على دين عل ّ‬
‫ي‬

‫سلم فقتله فخرج أخوه قائل ‪:‬‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫و أرداه عن فرسه و جّر برجله إلى عل ّ‬

‫أضججججججججججججججججججججججججججججججججربكم و لججججججججججججججججججججججججججججججججو أرى علّيججججججججججججججججججججججججججججججججا‬


‫عّممتجججججججججججججججججججججججججججججججججه أبيجججججججججججججججججججججججججججججججججض مشجججججججججججججججججججججججججججججججججرفّيا‬

‫خطيجججججججججججججججججججججججا‬ ‫و أسججججججججججججججججججججججججمرا عنطنطججججججججججججججججججججججججا ‪1‬‬


‫أبكي عليه الولد و الولّيا‬

‫سلم متنكرا و هو يقول ‪:‬‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫فخرج عل ّ‬

‫يججججججججججججججججججججا طالبججججججججججججججججججججا فججججججججججججججججججججي حربججججججججججججججججججججه علّيججججججججججججججججججججا‬


‫يمسجججججججججججججججججججججججججججججججججخه ابيجججججججججججججججججججججججججججججججججض مشجججججججججججججججججججججججججججججججججرفّيا‬

‫اثبججججججججججججججججججججججججججت سججججججججججججججججججججججججججتلقاه بهججججججججججججججججججججججججججا ملّيججججججججججججججججججججججججججا‬


‫مهّذبا سميد ‪ 2‬عاكمّيا‬

‫لج بججن خلججف الخزاعججي صججاحب منججزل عايشججة‬


‫فضربه فرمى نصف رأسججه فنججاداه عبججد ا ّ‬
‫بالبصرة ‪:‬‬

‫سلم ‪ :‬ما أكره ذلك و لكن ويحججك يججا ابججن خلججف مججا راحتججك فججي‬
‫أ تبارزني ؟ فقال عليه ال ّ‬
‫القتل و قد علمت من أنا ‪ ،‬فقال ‪ :‬ذرني من بذخك ‪ 3‬يابن أبي طالب ثم قال ‪:‬‬

‫ي فججججججججججججججججترا ‪4‬‬‫إن تججججججججججججججججدن مّنججججججججججججججججي يججججججججججججججججا علجججججججججججججججج ّ‬


‫فججججججججججججججججججججججججججججججججججإّنني دان إليججججججججججججججججججججججججججججججججججك شججججججججججججججججججججججججججججججججججبرا‬
‫بصججججججججججججججججججججججججارم يسججججججججججججججججججججججججقيك كاسججججججججججججججججججججججججا مججججججججججججججججججججججججّرا‬
‫ن في صدري عليك وترا ‪5‬‬ ‫ها إ ّ‬

‫سلم قائل ‪.‬‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫فبرز إليه عل ّ‬

‫يججججججججججججججججججا ذا الججججججججججججججججججذي يطلججججججججججججججججججب مّنججججججججججججججججججي الججججججججججججججججججوترا‬


‫إن كنججججججججججججججججججججججت تبغججججججججججججججججججججججي أن تججججججججججججججججججججججزور القججججججججججججججججججججججبرا‬

‫حّقججججججججججججججججججا و تصججججججججججججججججججلى بعججججججججججججججججججد ذلججججججججججججججججججك جمججججججججججججججججججرا‬


‫فادن تجدني أسدا هزبرا‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققققق ققققق ق ققققققق قققققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق قققق ققق قق ققققق قق ققققق قق ق‬
‫ققققق قققققق ققققققق قق ققققق ققق ق قق ق‬
‫قققق قق ققققق قققققق ق قققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققققق ققققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ققق قق ق ق قق ق ق قق ققق قققق ق ققققق قق‬
‫ققق قققققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬قق ققق ققققق ق ق قققق ق قققق ق ق قق ق‬
‫قققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 171‬‬

‫ضججبي‬
‫سلم فطّير جمجمتججه فخججرج مججاذن ال ّ‬
‫اصعطك ‪ 1‬اليوم ذعاقا صبرا فضربه عليه ال ّ‬
‫قائل ‪:‬‬
‫ل تطمعجججججججججججججججججججججججوا فجججججججججججججججججججججججي جمعنجججججججججججججججججججججججا المكلجججججججججججججججججججججججل‬
‫الموت دون الجمل المجّلل‬

‫ل بن نهشل قائل ‪:‬‬


‫فبرز إليه عبد ا ّ‬

‫إن تنكرونجججججججججججججججججججججججي فانجججججججججججججججججججججججا ابجججججججججججججججججججججججن نهشجججججججججججججججججججججججل‬


‫فارس هيجا و خطيب فيصل‬

‫صججبر فجي كلم لجه ‪ ،‬و عججن‬ ‫صجبر ال ّ‬ ‫لج ال ّ‬


‫ث الّنججاس و يقججول عبججاد ا ّ‬
‫فقتله و كان طلحججة يحج ّ‬
‫لج مجا أطلججب ثججاري بعثمججان بعججد اليججوم أبججدا فرمججى‬ ‫ن مروان بن الحكم قال و ا ّ‬ ‫البلدري أ ّ‬
‫طلحة بسهم فأصاب ركبته و التفت إلى أبان بن عثمان و قججال لقججد كفيتججك أحججد قتلججة أبيججك‬
‫ن مروان قتل طلحة يوم الجمل فاصاب ساقه الحميري ‪:‬‬ ‫معارف القتيبى ا ّ‬

‫مججججججججججججججن طلحججججججججججججججة المزهججججججججججججججو جّنتججججججججججججججه‬ ‫ل‪2‬‬‫و اختجججججججججججججج ّ‬


‫ف قجججججججججججججججججججديم الكفجججججججججججججججججججر غجججججججججججججججججججّدار‬
‫سجججججججججججججججججججهم بكججججججججججججججججججج ّ‬

‫ف مجججججججججججججججججججججججروان الّلعيجججججججججججججججججججججججن أرى‬


‫فجججججججججججججججججججججججي كججججججججججججججججججججججج ّ‬
‫رهط الملوك ملوك غير أخيار‬

‫و له ‪:‬‬

‫و اغجججججججججججججججججتّر طلحجججججججججججججججججة عنجججججججججججججججججد مختلجججججججججججججججججف القنجججججججججججججججججا‬


‫الججججججججججججججذراع شججججججججججججججديد اصججججججججججججججل المنكججججججججججججججب‬ ‫عبججججججججججججججل ‪3‬‬

‫ل حّبجججججججججججججججججججة قلبجججججججججججججججججججه بمجججججججججججججججججججدلق ‪4‬‬


‫فاختججججججججججججججججججج ّ‬
‫رّيجججججججججججججججججججججججان مجججججججججججججججججججججججن دم ججججججججججججججججججججججججوفه المتصجججججججججججججججججججججججّبب‬

‫فجججججججججججججججججي مجججججججججججججججججارقين مجججججججججججججججججن الجماعجججججججججججججججججة فجججججججججججججججججارقوا‬


‫باب الهدى و حيا ‪ 5‬الربيع المخصب‬

‫ل كرماد اشتّدت بججه الّريججح‬‫سلم على بني ضّبة فما رأيتهم إ ّ‬ ‫و حمل أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫في يوم عاصف فانصرف الزبير فتبعه عمرو بن جرموز و جّز رأسه و أنى به إلى أمير‬
‫ل ج بججن‬
‫صة فقالوا ‪ :‬يا عايشة قتل طلحة و الّزبيججر و جججرح عبججد ا ّ‬‫سلم الق ّ‬
‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫عامر‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق ققققق قققق ق ق ق ق ققق ق ق ق ققق ق‬
‫ققققق قققق ق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قققق قققق قق ققققق ق ققققق قق ققققق ق‬
‫قق ق ققق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققق ققق قققققققق قققققق قققق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ققق ققققق قق قققق ققققق قققق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬ققققق قققققق ققققق ق ققققق قققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 172‬‬

‫ل أمججر عججن العتجاب ثجمّ‬


‫ي فصالحي علّيا فقال كبر عمرو ‪ 1‬عجن الطجوق و جج ّ‬ ‫من يدي عل ّ‬
‫ل و ِإّنا إليه راجعون فجعل يخججرج واحججد بعججد‬
‫سلم و قال ‪ :‬إّنا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫تقّدمت فحزن عل ّ‬
‫واحد و يأخذ الّزمام حّتى قتل ثمان و تسعون رجل ثّم تقّدمهم كعججب بججن سججورة الزدي و‬
‫هو يقول ‪:‬‬

‫يجججججججججججججججججججا معشجججججججججججججججججججر الّنجججججججججججججججججججاس عليكجججججججججججججججججججم أّمكجججججججججججججججججججم‬


‫فإّنهججججججججججججججججججججججججججججججججا صججججججججججججججججججججججججججججججججلتكم و صججججججججججججججججججججججججججججججججومكم‬

‫و الحرمججججججججججججججججججججججة العظمججججججججججججججججججججججى الججججججججججججججججججججججتي تعّمكججججججججججججججججججججججم‬


‫ل تفضحوا اليوم فداكم قومكم‬

‫فقتله الشتر فخرج ابن جفير الزدي و هو يقول ‪:‬‬

‫قججججججججججججججججد وقججججججججججججججججع المججججججججججججججججر بمججججججججججججججججا لججججججججججججججججم يحججججججججججججججججذر‬


‫و الّنبججججججججججججججججججججججججججججججل يأخججججججججججججججججججججججججججججججذن ورآء العسججججججججججججججججججججججججججججججكر‬

‫و اّمنا في حذرها المشّمر‬


‫فبرز إليه الشتر قائل ‪:‬‬

‫اسججججججججججججججججججججججمع و ل تعجججججججججججججججججججججججل جججججججججججججججججججججججواب الشججججججججججججججججججججججتر‬


‫و اقججججججججججججججججججججججرب تلق كججججججججججججججججججججججأس مججججججججججججججججججججججوت أحمججججججججججججججججججججججر‬

‫ينسيك ذكر الجمل المشمر‬

‫ل بن عتاب بن اسيد ثّم جججال فججي الميججدان جججول و هججو‬


‫فقتله ثّم قتل عمير الغنوي و عبد ا ّ‬
‫يقول ‪:‬‬

‫نحن بنو الموت به غّذينا‬

‫ل بن الّزبير فطعنه الشتر و أرداه و جلس على صدره ليقتله ‪،‬‬


‫فخرج إليه عبد ا ّ‬

‫ل جانب فخله و ركب‬ ‫ل اقتلوني و مالكا و اقتلوا مالكا معي فقصد إليه من ك ّ‬
‫فصاح عبد ا ّ‬
‫فرسه فلّما رأوه راكبا تفّرقوا عنه و شّد رجل من الزد على محّمد بن الحنفية و هو يقول‬
‫‪ :‬يا معشر الزد كّروا فضربه ابن الحنفّية فقطع يده و قال ‪ :‬يا معشر الزد ف جّروا فخججرج‬
‫سلمي قائل ‪:‬‬
‫السود بن البختري ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ق قق قق قق ق ق ققق قق قق ق ق قق ق ققق قق‬
‫قققق ققق قققققق قق ق ق ققققققق ق ق ق قق قق‬
‫ق ق ق قق قق ق قق ق قققق ق ق ق ق قق ق قققق ق ق‬
‫قق ققققق ققق ق ق قق ققق ق ق قق قق ق قق ق‬
‫قققققق ققققق قققق قققق ققققق ققق قققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 173‬‬

‫ل مجججججججججججججججججججن سجججججججججججججججججججليم‬
‫ارحجججججججججججججججججججم إلهجججججججججججججججججججى الكججججججججججججججججججج ّ‬
‫و انظر إليه نظرة الّرحيم‬

‫فقتله عمرو بن الحمق فخرج جابر الزدي قائل‬

‫يججججججججججججججا ليججججججججججججججت أهلججججججججججججججي مججججججججججججججن عمججججججججججججججار حاضججججججججججججججري‬


‫من سادة الزد و كانوا ناصري‬

‫فقتله محّمد بن أبي بكر ‪ ،‬و خرج عوف القيني قائل ‪:‬‬
‫يجججججججججججججججججججججججا أّم يجججججججججججججججججججججججا أّم خل مّنجججججججججججججججججججججججي الجججججججججججججججججججججججوطن‬
‫ل ابتغي القبر و ل أبغي الكفن‬

‫ضبي قائل ‪:‬‬


‫فقتله محّمد بن الحنفّية ‪ ،‬فخرج بشر ال ّ‬

‫ضججججججججججججججججججّبة أبججججججججججججججججججدى للعججججججججججججججججججراق عمعمججججججججججججججججججة ‪1‬‬


‫و أضرم الحرب العوان ‪ 2‬المضرمة‬

‫صججبر و إّنمججا تصججبر‬


‫فقتله عّمار و كانت عايشة تنادى بأرفع صوت أّيها الّنججاس عليكججم بال ّ‬
‫ي‪:‬‬‫الحرار فأجابها كوف ّ‬

‫يججججججججججججججججججججججججا اّم يججججججججججججججججججججججججا اّم عققججججججججججججججججججججججججت فججججججججججججججججججججججججاعلموا‬


‫و الّم تغجججججججججججججججججججججججججججججججذو ولجججججججججججججججججججججججججججججججدها و ترحجججججججججججججججججججججججججججججججم‬

‫كجججججججججججججم مجججججججججججججن شججججججججججججججاع يكلجججججججججججججم‬ ‫أ مجججججججججججججا تجججججججججججججرى ‪3‬‬


‫و تجتلي هاّمته و المعصم‬

‫و قال آخر ‪:‬‬

‫قلججججججججججججججججججت لهججججججججججججججججججا و هججججججججججججججججججى علججججججججججججججججججى مهججججججججججججججججججوات‬


‫ن لنا سواك اّمهات‬ ‫إّ‬

‫جاج بن عمرو النصاري ‪:‬‬


‫في مسجد الّرسول ناديات فقال الح ّ‬

‫يججججججججججججججا معشججججججججججججججر النصججججججججججججججار قججججججججججججججد جججججججججججججججاء الجججججججججججججججل‬


‫إّنججججججججججججججججججي أرى المججججججججججججججججججوت عيانججججججججججججججججججا قججججججججججججججججججد نججججججججججججججججججزل‬

‫فبججججججججججججججججججججججادروه نحججججججججججججججججججججججو أصججججججججججججججججججججججحاب الجمججججججججججججججججججججججل‬


‫مججججججججججججججا كججججججججججججججان فججججججججججججججي النصججججججججججججججار جبججججججججججججججن و فشججججججججججججججل‬

‫ل الجلل‬
‫ل شيء ما خل ا ّ‬
‫فك ّ‬

‫‪ 4‬و قال خزيمة بن ثابت ‪:‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققققق قققققققق قققققققق ق قققق ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قققققق قق ققققق قققق قققق قققق ق قق ق‬
‫قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققق قققق قق قققق قققق ق ق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ققققق قققققققق قققققق ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 174‬‬

‫ل للجمججججججججججججججججججججججججل‬
‫لجججججججججججججججججججججججج إ ّ‬
‫لججججججججججججججججججججججججم يغضججججججججججججججججججججججججبوا ّ‬
‫و المججججججججججججججوت خيججججججججججججججر مججججججججججججججن مقججججججججججججججام فججججججججججججججي خمججججججججججججججل‬

‫و الموت أجرى من فرار و فشل‬

‫و قال شريح بن هاني ‪:‬‬

‫ل ضججججججججججججججججججججرب أصججججججججججججججججججججحاب الجمججججججججججججججججججججل‬ ‫ل عيججججججججججججججججججججش إ ّ‬


‫ل بالعمجججججججججججججججججججججججججججججججل‬
‫و القجججججججججججججججججججججججججججججججول ل ينفجججججججججججججججججججججججججججججججع إ ّ‬

‫ي من بدل‬
‫ما إن لنا بعد عل ّ‬

‫و قال هاني بن عروة المذحجي ‪:‬‬

‫يجججججججججججججججججججا لجججججججججججججججججججك حربجججججججججججججججججججا حشجججججججججججججججججججها جمالهجججججججججججججججججججا‬


‫قجججججججججججججججججججججججججججججججججائدة ينقصجججججججججججججججججججججججججججججججججها ضجججججججججججججججججججججججججججججججججللها‬

‫ي حوله أقيالها‬
‫هذا عل ّ‬

‫و قال سعد بن قيس الهمداني ‪:‬‬

‫ي اجتمعججججججججججججججججججججججت قحطانهججججججججججججججججججججججا‬
‫قججججججججججججججججججججججل للوصجججججججججججججججججججججج ّ‬
‫إن يك حرب اضرمت نيرانها‬

‫و قال عّمار ‪:‬‬


‫إّنججججججججججججججججججججججججي لعّمججججججججججججججججججججججججار و شججججججججججججججججججججججججيخي ياسججججججججججججججججججججججججر‬
‫صججججججججججججججججججججججججاح كلنججججججججججججججججججججججججا مججججججججججججججججججججججججؤمن مهججججججججججججججججججججججججاجر‬

‫طلحججججججججججججججججججججججججة فيهججججججججججججججججججججججججا و الّزبيججججججججججججججججججججججججر غججججججججججججججججججججججججادر‬


‫ي ظاهر‬ ‫ف عل ّ‬ ‫ق في ك ّ‬ ‫و الح ّ‬

‫و قال الشتر ‪:‬‬

‫ي فججججججججججججججججججي الججججججججججججججججججّدجى مصججججججججججججججججججباح‬


‫هججججججججججججججججججذا علجججججججججججججججججج ّ‬
‫نحن بذا في فضله فصاح‬

‫ي بن حاتم ‪:‬‬
‫و قال عد ّ‬

‫ي و يمجججججججججججججججججججججججججاني حجججججججججججججججججججججججججاتم‬‫أنجججججججججججججججججججججججججا عجججججججججججججججججججججججججد ّ‬


‫ي بالكتجججججججججججججججججججججججججاب عجججججججججججججججججججججججججالم‬
‫هجججججججججججججججججججججججججذا علججججججججججججججججججججججججج ّ‬

‫ل ظالم‬
‫لم يعصه في الّناس إ ّ‬

‫و قال عمرو بن الحمق ‪:‬‬

‫ي قجججججججججججججججججججائد يرضجججججججججججججججججججى بجججججججججججججججججججه‬


‫هجججججججججججججججججججذا علججججججججججججججججججج ّ‬
‫لجججججججججججججججججج فججججججججججججججججججي أصججججججججججججججججججحابه‬
‫أخججججججججججججججججججو رسججججججججججججججججججول ا ّ‬

‫من عوده الّنامي و من نصابه‬

‫و قال رفاعة بن شداد البجلي ‪:‬‬

‫] ‪[ 175‬‬

‫ن الججججججججججججججججججججججججججججججججذين قطعججججججججججججججججججججججججججججججججوا الوسججججججججججججججججججججججججججججججججيلة‬ ‫إّ‬


‫ي الفضجججججججججججججججججججججججيلة‬ ‫و نجججججججججججججججججججججججازعوا علجججججججججججججججججججججججى علججججججججججججججججججججججج ّ‬

‫في حربه كالّنعجة الكيلة‬

‫سهام الهودج حّتى كأّنه جناح نسر أو درع قنفذ ‪ ،‬فقججال أميججر المججؤمنين ‪ :‬مججا‬
‫و شكت ‪ 1‬ال ّ‬
‫أرى يقاتلكم غير هذا الهودج اعقروا الجمل ‪ .‬و في رواية عرقبوه ‪،‬‬
‫فاّنه شيطان و قال لمحّمد بن أبي بكر ‪ :‬انظر انظر إذا عرقب الجمل فأدرك اختك فوارها‬
‫فعرقب رجل منه فدخل تحته رجل ضّبي ثّم عرقب اخرى عبد الّرحمن فوقع علججى جنبججه‬
‫ق رمحججه علججى الهججودج و قججال ‪ :‬يججا عايشججة أ‬ ‫سلم و د ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فقطع عّمار نسعه فأتاه عل ّ‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم أن تفعلججي ؟ فقججالت ‪ :‬يججا أبججا الحسججن‬‫ل صجّلى ا ّ‬
‫هكذا أمرك رسول ا ّ‬
‫ظفرت فأحسن و ملكت فأسجح فقال لمحّمد بن أبي بكر ‪ :‬شأنك بأختك فل يدنو أحد منهججا‬
‫سواك ‪ ،‬فقال ‪ :‬فقلت لها ‪ :‬ما فعلت بنفسك عصيت رّبك و هتكت سترك ثّم أبحت حرمتك‬
‫و تعّرضت للقتل ‪،‬‬

‫ل بججن‬
‫ل بن خلف الخزاعي فقالت ‪ :‬أقسمت عليك ان تطلب عبد ا ّ‬ ‫فذهب بها إلى دار عبد ا ّ‬
‫الّزبير جريحا كان أو قتيل ‪ ،‬فقال ‪ :‬إّنه كان هجدفا للشجتر فانصججرف محّمجد إلججى العسججكر‬
‫فوجده ‪ ،‬فقال ‪ :‬اجلس يا ميشوم أهل بيته ‪ ،‬فأتاها به فصاحت و بكججت ثجّم قجالت ‪ :‬يججا أخجي‬
‫سلم فاسججتأمن لججه منججه فقججال‬
‫سلم ‪ ،‬فأتى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫استأمن له من عل ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫عليه ال ّ‬

‫أمنته و أمنت جميع الّناس ‪.‬‬

‫و كانت وقعة الجمل بالخريبة و وقع القتال بعد الظهججر و انقضججى عنججد المسججاء فكججان مججع‬
‫شجرة‬ ‫أمير المؤمنين عشرون ألف رجل منهم البدرّيون ثمانون رجل و مّمن بايع تحت ال ّ‬
‫صحابة ألف و خمسمأة رجل ‪ ،‬و كانت عايشججة فججي ثلثيججن ألججف‬ ‫مأتان و خمسون و من ال ّ‬
‫أو يزيدون منها المّكيون سّتمائة رجل ‪ ،‬قال قتادة ‪ :‬قتل يوم الجمل عشجرون ألفجا ‪ ،‬و قجال‬
‫سججلم ألججف رجججل و سججبعون فارسججا ‪ ،‬منهججم زيججد بججن‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫الكلبي قتل من أصحاب عل ّ‬
‫ل بن رقية ‪.‬‬
‫ل العبدي و عبد ا ّ‬‫صوحان و هند الجملي و أبو عبد ا ّ‬

‫صة أربعة‬
‫و قال أبو مخنف و الكلبي ‪ :‬قتل من أصحاب الجمل من الزد خا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قققققق قققققق قققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 176‬‬

‫ي و مواليهم تسعون رجل ‪ ،‬و من بني بكججر بججن وائل ثمانمججأة‬ ‫آلف رجل ‪ ،‬و من بني عد ّ‬
‫رجل ‪ ،‬و من بني حنظلة تسعمأة رجل ‪ ،‬و من ناجية أربعمججأة رجججل و البججاقي مججن أخلط‬
‫ل ابن‬‫ل تسعين رجل القرشّيون منهم طلحة و الّزبير و عبد ا ّ‬ ‫الّناس إلى تمام تسعة آلف إ ّ‬
‫لج بججن شججافع بججن طلحججة و محّمججد بججن‬
‫ل بن حكيم بن خرام و عبد ا ّ‬
‫عتاب بن اسيد و عبد ا ّ‬
‫ل بن معد ‪.‬‬
‫ي بن خلف الجمحي و عبد الّرحمن بن معد و عبد ا ّ‬ ‫ل بن اب ّ‬
‫طلحة و عبد ا ّ‬
‫سلم و يقال المسلم بن عدنان و يقال رجل من‬ ‫و عرقب الجمل أّول أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫شججوخى لججم عرقبججت الجمججل ؟‬
‫النصار و يقال رجل ذهلي و قيل لعبد الّرحمن بن صرد ال ّ‬
‫فقال ‪:‬‬

‫عقجججججججججججججججججججججججرت و لجججججججججججججججججججججججم أعقربهجججججججججججججججججججججججا لهوانهجججججججججججججججججججججججا‬


‫ي و لكّني رأيت المهالكا‬ ‫عل ّ‬

‫إلى قوله فياليتني عرقبته قبل ذلكا‬

‫ععععع‬

‫في ترجمة محّمد بن الحنفّية و الشارة إلى بعض أحواله و مناقبه ‪.‬‬

‫ن اّمها خولة بنت جعفر بججن قيججس مججن قبيلججة بنججي حنيفججة و‬
‫أقول ‪ :‬اشتهاره بابن الحنفّية ل ّ‬
‫خججص‬ ‫ل عليه و آله و سّلم في ذلك و لم ير ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫كنيته أبو القاسم برخصة من رسول ا ّ‬
‫ق غيره أن يكّنى بأبي القاسم و السم محّمد ذكره ابن خّلكان في تاريخه ‪.‬‬ ‫في ح ّ‬

‫ل عنه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسججلمة ابججن‬ ‫شارح المعتزلي ‪ :‬اّم محّمد رضي ا ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ي بن بكججر‬ ‫عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الّدؤل بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن عل ّ‬
‫بن وائل ‪ ،‬و اختلف في أمرها فقال قوم ‪ :‬إّنها سبية من سبايا ال جّردة قوتججل أهلهججا علججى يججد‬
‫خالد بن الوليد في أّيام أبي بكر لّما منع كججثير مججن العججرب الّزكججاة و ارتجّدت بنججو حنيفججة و‬
‫سلم من سهمه فججي المغنججم و قججال‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫ن أبا بكر دفعها إلى عل ّ‬
‫اّدعت نبّوة مسيلمة و أ ّ‬
‫لج‬
‫ي بن محّمد بن سججيف المججدايني ‪ :‬هججي سججبية فججي أّيججام رسججول ا ّ‬ ‫قوم منهم أبو الحسن عل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم علّيججا عليججه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم قالوا ‪ :‬بعث رسول ا ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫سلم إلى اليمن فأصاب خولة لبني زبيججد و قججد ارتجّدوا مججع عمججرو بججن معججدي كججرب و‬ ‫ال ّ‬
‫كانت زبيد سبتها من بني حنيفة في غارة‬

‫] ‪[ 177‬‬

‫لج عليججه و آلججه و‬ ‫لج صجّلى ا ّ‬ ‫سلم فقججال رسججول ا ّ‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫لهم عليهم فصارت في سهم عل ّ‬
‫سّلم ‪ :‬إن ولدت منك غلما فسّمه باسمى و كّنه بكنيتي فولدت له بعد مججوت فاطمججة عليهججا‬
‫ن بنججي أسججد‬‫سلم محّمدا فكّناه أبا القاسم و قال قوم و هم المحّققججون و قججولهم الظهججر ‪ :‬إ ّ‬‫ال ّ‬
‫أغارت على بني حنيفة في خلفة أبي بكر فسّبوا خولة بنججت جعفججر و قججدموا بهججا المدينججة‬
‫ي فعرفوهججا و‬ ‫سلم و بلغ قومها خبرها فقججدموا المدينججة علججى علج ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فباعوها من عل ّ‬
‫أخبروه بموضعها منهم فأعتقها و مهرها و تزّوجها فولدت له محّمججدا فكّنججاه أبججا القاسججم و‬
‫هذا القول خيار أحمد بن يحيى البلدري في كتابه المعروف بتاريخ الشراف ‪.‬‬
‫ف حسنا و حسينا عنها‬‫سلم يقذف لمحّمد في مهالك الحرب و يك ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫و قال ‪ :‬كان عل ّ‬
‫سلم ؟‬
‫و قيل لمحّمد لم يغرر بك أبوك في الحرب و ل يغرر بالحسن و الحسين عليهما ال ّ‬

‫فقال ‪ :‬إّنهما عيناه و أنا يمينه فهو يدفع عن عينيه بيمينه ‪.‬‬

‫ل عنه يكفججي فججي جللججة قججدره و سججمّو مكججانه و خلججوص‬


‫أقول ‪ :‬هذا الجواب منه رضي ا ّ‬
‫باطنه ‪.‬‬

‫ي بالّرايججة فضعضججع أركججان‬ ‫و قال ‪ :‬لّما تقاعس محّمد يوم الجمل عن الحملججة و حمججل علج ّ‬
‫عسكر الجمل ‪ ،‬دفع إليه الّراية و قال ‪ :‬امح الولى بالخرى و هذه النصار معك و ض جّم‬
‫شهادتين في جمع النصار كثير منهم من أهل بدر حمل حملت‬ ‫إليه خزيمة بن ثابت ذا ال ّ‬
‫كثيرة أزال بها القوم عن مواقفهم و أبلججى بلء حسججنا فقججال خزيمججة بججن ثججابت لعلججي عليججه‬
‫سلم ‪ :‬أما أّنه لو كان غير محّمد اليوم لفتضح ‪ 1‬و لئن كنت خفت عليججه الجبججن و هججو‬ ‫ال ّ‬
‫بينك و بين حمزة و جعفر لما خفنجاه عليججه و ان كنجت أردت أن تعلمججه الطعججان فطجال مججا‬
‫لج تعججالى لحسججن و‬ ‫عّلمته الّرجال ‪ ،‬و قالت النصار ‪ :‬يا أمير المؤمنين لججو ل مججا جعججل ا ّ‬
‫سججلم ‪ :‬أيججن‬
‫ي عليججه ال ّ‬‫سلم لما قدمنا على محّمد أحدا من العرب فقال عل ج ّ‬ ‫حسين عليهما ال ّ‬
‫شمس و القمر أّما اّنه قد اغني و أبلى و له فضله و ل ينقججص فضججل صججاحبيه‬ ‫الّنجم من ال ّ‬
‫لج مججا‬
‫ل إليه فقالوا يا أميججر المججؤمنين ‪ :‬إّنججا و ا ّ‬
‫عليه و حسب صاحبكم ما انتهت به نعمة ا ّ‬
‫ي عليججه‬‫نجعله كالحسن و الحسين و ل نظلمهما له و ل نظلمه لفضلهما عليه حّقه فقال عل ّ‬
‫سلم أين يقع ابني من ابني رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ققققق ققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 178‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬فقال خزيمة بن ثابت فيه شعرا ‪:‬‬


‫صّلى ا ّ‬

‫محّمججججججججججججججد مججججججججججججججا فججججججججججججججي عججججججججججججججودك اليججججججججججججججوم وصججججججججججججججمة‬


‫ضجججججججججججججججروس معجججججججججججججججّردا‬
‫و ل كنجججججججججججججججت فجججججججججججججججي الحجججججججججججججججرب ال ّ‬

‫أبججججججججججججججوك الججججججججججججججذي لججججججججججججججم يركججججججججججججججب الخيججججججججججججججل مثلججججججججججججججه‬


‫ي محّمجججججججججججججججججججججججدا‬
‫ي و سجججججججججججججججججججججججّماك الّنجججججججججججججججججججججججب ّ‬
‫علججججججججججججججججججججججج ّ‬

‫فلجججججججججججججججو كججججججججججججججججان حّقجججججججججججججججا مجججججججججججججججن أبيجججججججججججججججك خليفجججججججججججججججة‬


‫لكنججججججججججججججت و لكججججججججججججججن ذاك مججججججججججججججا ل يججججججججججججججرى لججججججججججججججه بججججججججججججججّدا‬
‫لجججججججججججججججججج أطججججججججججججججججججول غججججججججججججججججججالب‬ ‫و أنججججججججججججججججججت بحمججججججججججججججججججد ا ّ‬
‫لسججججججججججججججججججانا و أنجججججججججججججججججججداها بمججججججججججججججججججا ملكجججججججججججججججججججت يجججججججججججججججججججدا‬

‫ل خيججججججججججججججججججر تريججججججججججججججججججده‬‫و أقربهججججججججججججججججججا مججججججججججججججججججن كجججججججججججججججججج ّ‬


‫قريججججججججججججججججججش و أوفاهججججججججججججججججججا بمججججججججججججججججججا قججججججججججججججججججال موعججججججججججججججججججدا‬

‫و أطعنهججججججججججججججججججججججم صججججججججججججججججججججججدر الكمججججججججججججججججججججججى برمحججججججججججججججججججججججه‬


‫و أكسجججججججججججججججججججججججاهم للهجججججججججججججججججججججججام غضجججججججججججججججججججججججبا مهّنجججججججججججججججججججججججدا‬

‫سججججججججججججججججججججججيدين كلهمججججججججججججججججججججججا‬
‫سججججججججججججججججججججججوى أخويججججججججججججججججججججججك ال ّ‬
‫إمجججججججججججججججججام الجججججججججججججججججورى و الجججججججججججججججججّداعيان إلجججججججججججججججججى الهجججججججججججججججججدى‬

‫لجججججججججججججججججج أن يعطججججججججججججججججججي عججججججججججججججججججدّوك مقعججججججججججججججججججدا‬


‫أبججججججججججججججججججى ا ّ‬
‫من الرض أو في الّلوح مرقى و مصعدا‬

‫سجلم محّمجد بجن الحنفّيجة يجوم الجمجل‬


‫و في البحار من المناقب دعا أمير المؤمنين عليجه ال ّ‬
‫فأعطاه رمحه و قال له ‪ :‬اقصد بهذا الّرمح قصد الجمل فذهب فمنعوه بنو ضّبة فلّما رجع‬
‫إلى والده انتزع الحسن رمحه من يده و قصد قصد الجمججل و طعنججه برمحججه و رجججع إلججى‬
‫سلم ل‬ ‫والده و على رمحه أثر الّدم فتمّعز وجه محّمد من ذلك فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ي‪.‬‬‫ي و أنت ابن عل ّ‬‫تأنف فاّنه ابن النب ّ‬

‫لج عليججه و أّمججا بعججده فقججد كججان‬


‫أقول ‪ :‬هذا نبذ من مناقبه و فضائله فججي زمججن أبيججه سججلم ا ّ‬
‫ي بججن‬
‫سلم و بعدهما لبن أخيججه عل ج ّ‬ ‫خالصا في الّتشيع و مخلصا للولية لخويه عليهما ال ّ‬
‫ل عليه ‪.‬‬
‫الحسين سلم ا ّ‬

‫لج مضجججعه فججي الكججافي بإسججناده عججن‬ ‫كما يوضحه ما رواه ثقججة السججلم الكلينججي عطججر ا ّ‬
‫ي عليهمججا‬ ‫سلم قال ‪ :‬لّما حضرت الحسن بن عل ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬‫ضل بن عمر عن أبي عبد ا ّ‬ ‫المف ّ‬
‫سلم الوفاة قال ‪ :‬يا قنبر انظر هل ترى من وراء بابك مؤمنا من غيججر آل محّمججد ص جّلى‬ ‫ال ّ‬
‫ل و رسوله و ابن رسوله أعلم مّني قال ‪ :‬ادع لي محّمججد بججن‬ ‫ل عليه و آله و سّلم فقال ‪ :‬ا ّ‬‫ا ّ‬
‫ي فأتيته فلّما دخلت عليه قال ‪ :‬هل حدث الخير قلت أجب أبا محّمد فعجل علججى شسججع‬ ‫عل ّ‬
‫ي عليهمجا‬ ‫نعله فلم يسّوه و خرج معي يعدو فلّما قام بين يديه سلم فقججال لجه الحسججن بجن علج ّ‬
‫سلم ‪ :‬اجلس فاّنه ليججس مثلججك يغيججب عججن سججماع كلم يحيججى بججه المججوات و يمججوت بججه‬ ‫ال ّ‬
‫الحياء كونوا وعية العلم و مصابيح‬

‫] ‪[ 179‬‬
‫ل تبارك و تعججالى جعججل‬ ‫نا ّ‬‫ن ضوء الّنهار بعضه أضوء من بعض ‪ ،‬أما علمت أ ّ‬ ‫الهدى فإ ّ‬
‫سججلم زبججورا‬
‫سلم أئّمة و فضل بعضهم على بعض و أتى داود عليه ال ّ‬ ‫ولد ابراهيم عليه ال ّ‬
‫ي إّنجي‬
‫ل عليه و آلجه و سجّلم يجا محّمجد بجن علج ّ‬
‫ل به محّمدا صّلى ا ّ‬
‫و قد علمت بما استاثر ا ّ‬
‫ل عّز و جل ‪:‬‬ ‫ل به الكافرين فقال ا ّ‬
‫أخاف عليك الحسد و إّنما وصف ا ّ‬

‫شججيطان عليججك‬ ‫ل لل ّ‬
‫ق « و لم يجعل ا ّ‬ ‫حّ‬‫ن َلُهُم اْل َ‬
‫ن َبْعِد ما َتَبّي َ‬
‫سِهْم ِم ْ‬
‫عْنِد َأْنُف ِ‬
‫ن ِ‬‫سًدا ِم ْ‬
‫حَ‬‫» كّفارا َ‬
‫ي أل اخبرك بما سمعت من أبيك فيك ؟ قال ‪ :‬بلججى ‪ ،‬قججال ‪ :‬سججمعت‬ ‫سلطانا يا محّمد بن عل ّ‬
‫ب أن يججبّرني فججي الجّدنيا و الخججرة‬ ‫سلم يقوم يوم الظلة ) البصرة خ ( من أحج ّ‬ ‫أباك عليه ال ّ‬
‫ي لو شئت أن اخبرك و أنت نطفججة فججي ظهججر أبيججك ل‬ ‫فليبّر محّمدا ولدي ‪ ،‬يا محّمد بن عل ّ‬
‫سلم بعد وفاة نفسججي و‬ ‫ي عليهما ال ّ‬‫ن الحسين بن عل ّ‬ ‫ي أما علمت أ ّ‬ ‫خبرتك ‪ ،‬يا محّمد بن عل ّ‬
‫ل اسججمه فججي الكتججاب وراثججة مججن النججب ّ‬
‫ي‬ ‫ل جج ّ‬ ‫مفارقة روحي جسمى امام من بعدي و عند ا ّ‬
‫ل عليهم‬ ‫ل عّز و جل له في وراثة أبيه و أّمه صلى ا ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم أضافها ا ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم و اختججار‬ ‫ل أنكم خيرة خلقه فاصطفى منكم محّمججدا صجّلى ا ّ‬ ‫‪ ،‬فعلم ا ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫ي بالمامة و اخترت أنا الحسين عليه ال ّ‬ ‫سلم و اختارني عل ّ‬ ‫محّمد علّيا عليه ال ّ‬

‫ل عليه و آله و سججّلم و‬


‫ي ‪ :‬أنت إمام و أنت وسيلتي إلى محّمد صّلى ا ّ‬ ‫فقال له محّمد بن عل ّ‬
‫ل لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلم الوان في رأسي كلما ل تنزفججه‬ ‫ا ّ‬
‫الدلء و ل تغّيره نقمة الّرياح كالكتاب المعجم في الّرق المنمنم اهم بابدائه فاجدني سججبقت‬
‫ل بججه لسججان‬
‫اليه سبق الكتاب المنزل أو ما جائت ) خلججت خ ( بججه الّرسججل و أّنججه الكلم يكج ّ‬
‫الناطق و يد الكاتب حّتى ل يجججد قلمجا و يؤتججوا بالقرطججاس جمجا فل يبلججغ فضججلك و كججذلك‬
‫ل‪.‬‬‫ل با ّ‬
‫ل المحسنين و ل قّوة إ ّ‬‫يجزي ا ّ‬

‫لج عليججه و آلججه و سجّلم‬


‫لج صجّلى ا ّ‬ ‫الحسين أعلمنا علما و أثقلنا حلما و أقربنا مججن رسججول ا ّ‬
‫ل في أحججد خيججرا‬ ‫رحما كان فقيها قبل أن يخلق ‪ ،‬و قرء الوحى قبل أن ينطق ‪ ،‬و لو علم ا ّ‬
‫لج محّمججدا و‬‫لج محّمججدا فلّمججا اختججار ا ّ‬‫ل عليه و آله و سّلم ما اصججطفى ا ّ‬‫غير محّمد صّلى ا ّ‬
‫ي اماما و اخترت الحسين ‪،‬‬ ‫اختار محّمد عليا و اختارك عل ّ‬

‫سلمنا و رضينا من بغيره يرضى و من كنا نسلم به من مشكلت أمرنا ‪.‬‬

‫] ‪[ 180‬‬

‫سججلم‬‫سلم يذكر فيه كيفّية دفججن الحسججن عليججه ال ّ‬‫و عن محّمد بن مسلم عن أبيجعفر عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و احتججاج الحسجين‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫بعد ما ذكر منع عايشة من دفنه عند الّنب ّ‬
‫سلم عليها قال ‪ :‬ثّم تكّلم محّمد بن الحنفّيجة و قجال لعايشجة يومجا علجى بغجل و يومجا‬ ‫عليه ال ّ‬
‫على جمل فما تملكين نفسك و ل تملكين الرض عداوة لبني هاشججم ‪ ،‬قججال ‪ :‬فججأقبلت عليججه‬
‫سججلم ‪:‬‬ ‫فقالت ‪ :‬يابن الحنفية هؤلء الفواطم يتكّلمون فما كلمك ؟ فقال لها الحسين عليه ال ّ‬
‫لج لقججد ولججدته ثلث فججواطم فاطمججة بنججت‬
‫و اّني ) أنت خ ( تبعدين محّمدا من الفواطم فججو ا ّ‬
‫عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم و فاطمة بنت أسد بن هاشججم ‪ ،‬و فاطمججة بنججت زائدة‬
‫بن الصم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص ) مقص خ ( بن عامر الحديث ‪.‬‬

‫سججلم قججال ‪ :‬لّمججا قتججل الحسججين عليججه‬


‫و عن أبي عبيدة و زرارة جميعا عن أبيجعفر عليه ال ّ‬
‫سلم فخلى به فقال له ‪ :‬ابججن‬ ‫ي بن الحسين عليهما ال ّ‬ ‫سلم أرسل محّمد بن الحنفّية إلى عل ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم دفع الوصّية و المامة مججن بعججده‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬ ‫أخي قد علمت أ ّ‬
‫سججلم و قججد قتجل‬
‫سلم ثّم الى الحسججن ثجّم إلجى الحسجين عليهمججا ال ّ‬ ‫إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل عنه و صلى على روحه و لم يوص و أنا عمك و صججنو أبيججك و ولدتججي‬ ‫أبوك رضي ا ّ‬
‫ق بها فجي حجداثتك فل تنجازعني فجي الوصجّية و‬ ‫سلم في سّني و قدمي أح ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫من عل ّ‬
‫جني ‪.‬‬
‫المامة و ل تحا ّ‬

‫ق إّني أعظك أن‬ ‫ل و ل تّدع ما ليس لك بح ّ‬ ‫سلم ‪ :‬اّتق ا ّ‬


‫ي بن الحسين عليهما ال ّ‬‫فقال له عل ّ‬
‫جه إلججى العججراق‬
‫ى قبل أن يتو ّ‬ ‫ل عليه أوصى إل ّ‬ ‫ن أبي يا عّم صلوات ا ّ‬‫تكون من الجاهلين إ ّ‬
‫لج‬
‫ل ص جّلى ا ّ‬‫ى في ذلك قبل أن يشهد ) يستشهد خ ( بساعة و هذا سلح رسول ا ّ‬ ‫و عهد إل ّ‬
‫عليه و آله و سّلم عندي فل تتعّرض لهذا فاّني أخاف عليك نقص العمر و تشّتت الحججال ‪،‬‬
‫سججلم فجاذا أردت أن‬ ‫ل جعل الوصّية و المامة فججي عقججب الحسججين عليججه ال ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫نا ّ‬
‫إّ‬
‫تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر حّتى نتحاكم إليه و نسأله عن ذلك ‪.‬‬

‫سلم و كان الكلم بينهما بمكة فانطلقا حتى أتيا الحجر السود ‪،‬‬
‫قال أبو جعفر عليه ال ّ‬

‫ل ج ع جّز و‬
‫سلم لمحّمد بن الحنفّية ‪ :‬ابدء أنت فابتهججل إلججى ا ّ‬
‫ي بن الحسين عليهما ال ّ‬‫فقال عل ّ‬
‫ل ثججم‬
‫ل عّز و ج ّ‬ ‫جلّ و اسأله أن ينطق لك الحجر ثّم سأل فابتهل محّمد في الّدعاء و سال ا ّ‬
‫سلم يججا عجّم لججو كنججت وصجّيا و إمامججا‬
‫ي بن الحسين عليهما ال ّ‬ ‫دعا الحجر فلم يجبه فقال عل ّ‬
‫لجابك‬

‫] ‪[ 181‬‬

‫سلم بما‬
‫ي بن الحسين عليهما ال ّ‬
‫ل عل ّ‬
‫ل أنت يا بن أخي و اسأله فدعا ا ّ‬
‫قال له محّمد فادع ا ّ‬
‫أراد ثّم قال ‪:‬‬

‫أسألك بالذي جعل فيججك ميثججاق النبيججاء و ميثججاق الوصججياء و ميثججاق الّنججاس أجمعيججن لمججا‬
‫سججلم ؟ قججال ‪ :‬فتح جّرك الحجججر‬ ‫ي عليهما ال ّ‬‫ي و المام بعد الحسين بن عل ّ‬ ‫خبرتنا من الوص ّ‬
‫ل بلسان عربي مبين فقال ‪ :‬الّلهّم إ ّ‬
‫ن‬ ‫ل عّز و ج ّ‬‫حّتى كاد أن يزول عن موضعه ثّم أنطقه ا ّ‬
‫ل عليججه و آلججه و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ي بن فاطمة بنت رسول ا ّ‬ ‫الوصّية و المامة بعد الحسين بن عل ّ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫ي بن الحسين عليهما ال ّ‬ ‫ي و هو يتوّلى عل ّ‬ ‫سّلم لك ‪ ،‬قال فانصرف محّمد بن عل ّ‬
‫ععععععع‬

‫از جملججه كلم بلغججت نظججام آن حضرتسججت كججه فرمججود پسججر خججود محّمججد بججن حنفّيججه را‬
‫هنگامى كه داد او را علم در روز حرب جمل ‪ :‬زايل مىشججوند كوههججا از ججاى خججود و‬
‫تو زايل مشو از جاى خودت ‪ ،‬دندان بالى دندان خود بگذار عاريه بده بخداونججد تعججالى‬
‫كاسه سر خودت را ‪ ،‬ميخ ساز بر زمين قدم خجود را يعنجى ثجابت قجدم بجاش و در مكجان‬
‫خود محكم بايست ‪ ،‬بينداز چشم خود را بر نهايت قوم تا در كار قتال خججود بججا بصججيرت‬
‫بوده باشى ‪ ،‬و فرو خوابان چشم خججود را از لمعججان سججيوف كججه مظّنججه خججوف و خشججيت‬
‫ق سبحانه و تعالى است ‪.‬‬ ‫است و بدان بدرستيكه نصرت از ح ّ‬

‫عععع عع ع ععع عع ععع ع‬


‫ع عع عععع عع عععع ععع‬
‫ععع ععع عععع ع ع ع ع ععع ععع عع ع ع ع‬
‫ععععععع عع ععع ععععع‬

‫ل بججه علججى‬
‫ن أخي فلنا كان شاهدنا ليرى ما نصرك ا ّ‬‫و قد قال له بعض أصحابه وددت أ ّ‬
‫سلم ‪ :‬أهوى أخيك معنا ؟ فقال ‪:‬‬
‫أعدآئك فقال عليه ال ّ‬

‫سلم ‪ :‬فقد شهدنا و لقد شهدنا في عسكرنا هذا قوم في أصلب‬


‫نعم ‪ ،‬قال عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 182‬‬

‫الّرجال و أرحام الّنساء سيرعف بهم الّزمان ‪ ،‬و يقوى بهم اليمان ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) يرعف ( بهم الّزمان يوجدهم و يخرجهم كما يرعججف النسججان بالجّدم الججذي يخرجججه مججن‬
‫شاعر ‪:‬‬‫انفه قال ال ّ‬

‫و مجججججججججججججججججا رعجججججججججججججججججف الّزمجججججججججججججججججان بمثجججججججججججججججججل عمجججججججججججججججججرو‬


‫و ل تلد الّنساء له ضريبا‬

‫ععععععع‬

‫ل على البتجداء و معنججا خجبره و فاعججل شجهد الّول ضجمير راججع إلججى‬ ‫هوى مرفوع المح ّ‬
‫ي إذ الفاعل الحقيقي‬‫أخيك ‪ ،‬و فاعل شهد الّثاني قوم و اسناد يرعف الى الّزمان مجاز عقل ّ‬
‫ن الّزمججان مججن السججباب‬
‫شججرط و المعجّد ل ّ‬
‫ل و هو من قبيل السناد إلى الظججرف أو ال ّ‬
‫هو ا ّ‬
‫المعّدة لقوابل وجودهم ‪.‬‬
‫عععععع‬

‫ب حضور أخيه معهم في تلك الحججرب حّتججى يججرى‬ ‫سلم يح ّ‬ ‫لما كان بعض أصحابه عليه ال ّ‬
‫سلم لججه ‪ ) :‬أهججوى أخيججك معنججا (‬ ‫ل لوليائه على أعدائه و يفرح بذلك قال عليه ال ّ‬ ‫نصرة ا ّ‬
‫ن أخيك كان هواه معنا و كان إرادته و ميله أن يكون في حزبنا ) فقال ‪ :‬نعم ( هججو‬ ‫يعني أ ّ‬
‫سلم ‪ :‬فقد شهدنا ( أخوك بججالقّوة و إن لججم يكججن‬ ‫من مواليك و كان هواه معك ) قال عليه ال ّ‬
‫حاضرا بالفعل و حصل له من الجر مثل ما حصل للحاضرين بمقتضججى هججواه و محّبتججه‬
‫سلم ‪ ) :‬و لقد شهدنا فججي عسججكرنا هججذا قججوم‬ ‫التي كانت له ‪ ،‬ثّم أّكد حضوره بقوله عليه ال ّ‬
‫لج الصججالحين‬ ‫في أصلب الّرجججال و أرحججام الّنسججاء ( مججن المحججبين و المججوالين و عبججاد ا ّ‬
‫) سيرعف بهم الّزمان ( و يخرجهم من العدم إلى الوجود ) و يقوى بهم اليمان ( ‪.‬‬

‫شارح المعتزلي ذكر في شرح هذا الفصل نبذا مججن الوقججايع الججتي صججدرت منججه‬ ‫ن ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫سلم بعد ظفره على أصحاب الجمل و لمهم لنا في الطالة بالشارة إلى جميع ما‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ذكره هنا مع خلو أكثرها عن المناسبة للمقام ‪ ،‬و إّنما ينبغي الشارة إلى طوافه‬

‫] ‪[ 183‬‬

‫سججلم لطلحججة‬
‫سلم على القتلى بعد ما وضعت الحرب أوزارها ‪ ،‬و ما قاله عليججه ال ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫شارح تبعا لصحابه ‪ ،‬و لنججذكر أول مججا رواه‬ ‫حين وقوفه عليه قصدا للتنبيه على خطاء ال ّ‬
‫شارح ‪.‬‬ ‫ل عنهم في هذا الباب ‪ ،‬ثّم نتبعها بما رواه ال ّ‬
‫أصحابنا رضى ا ّ‬

‫سلم لما مّر على طلحة بيججن القتلججى قججال‬ ‫فاقول ‪ :‬روى الطبرسي في الحتجاج أّنه عليه ال ّ‬
‫شيطان دخل منخريك فأوردك النار و فيججه‬ ‫اقعدوه ‪ ،‬فاقعد فقال ‪ :‬إّنه كانت لك سابقة لكن ال ّ‬
‫سلم مّر عليه فقال ‪ :‬هذا الّناكث بيعتي و المنشىء للفتنة فججي المججة‬ ‫أيضا روى أّنه عليه ال ّ‬
‫ى و الججداعي إلججى قتلججي و قتججل عجترتي اجلسجوا طلحجة ‪ ،‬فجأجلس فقجال أميجر‬ ‫و المجلب عل ّ‬
‫ل لقد وجدت ما وعدني رّبي حّقجا فهججل وججدت‬ ‫سلم ‪ :‬يا طلحة بن عبيد ا ّ‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ما وعدك رّبك حّقا ؟ ثّم قال ‪ :‬اضجعوا طلحة ‪ ،‬و سار فقال بعض من كان معه ‪ :‬يا أميججر‬
‫ل لقد سمع كلمججي كمججا سججمع أهججل القليججب كلم‬ ‫المؤمنين تكلم طلحة بعد قتله ؟ فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫سلم بكعب بن سججور‬ ‫ل عليه و آله و سّلم يوم بدر ‪ ،‬و هكذا فعل عليه ال ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫لّما مّر به قتيل ‪،‬‬

‫و قال ‪ :‬هذا الذي خرج علينا في عنقه المصحف يزعم أّنه ناصر أّمه ‪ 1‬يدعو الّناس إلجى‬
‫لج أن يقتلنججي‬
‫ل جّبار عنيد ‪ ،‬أّما اّنه دعا ا ّ‬‫ما فيه و هو ل يعلم ما فيه ‪ ،‬ثم استفتح و خاب ك ّ‬
‫ل و في البحار من كتاب الكافية لبطججال توبججة الخججاطئة روى خالججد بججن مخلججد عججن‬ ‫فقتله ا ّ‬
‫سجلم قجال ‪ :‬مجّر أميجر المجؤمنين عليجه‬ ‫زياد بن المنذر عن أبي جعفجر عجن آبجائه عليهجم ال ّ‬
‫لج لقجد كجانت لجك‬
‫سلم على طلحة و هو صريع فقال ‪ :‬اجلسوه ‪ ،‬فاجلس ‪ ،‬فقجال ‪ :‬ام و ا ّ‬‫ال ّ‬
‫شيطان أزاغك و أمالك فأوردك جهّنم ‪.‬‬ ‫صحبة و لقد شهدت و سمعت و رأيت و لكن ال ّ‬

‫ي عليججه‬
‫شارح المعتزلي عن اصبغ بن نباتة أنه لّما انهزم أهل البصرة ركب عل ّ‬ ‫و روى ال ّ‬
‫شهباء و كانت باقية عنده و سججار فججي‬
‫ل عليه و آله و سّلم ال ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫سلم بغلة رسول ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫القتلى ليستعرضهم فمّر بكعب بن سور القاضي قاضي البصرة و هو قتيل فقال ‪ :‬اجلسوه‬
‫‪ ،‬فاجلس ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫جلججك‬
‫شججيطان أضججلك فأزلججك فع ّ‬
‫ويل اّمك كعب بن سور لقد كان لك علم لو نفعك و لكججن ال ّ‬
‫ل قتيل فقال ‪ :‬اجلسوه فاجلس ‪،‬‬ ‫إلى الّنار أرسلوه ‪ ،‬ثّم مّر بطلحة بن عبيد ا ّ‬

‫ثّم قال ‪ :‬قال أبو مخنف في كتابه ‪ :‬فقال له ‪ :‬ويل اّمك طلحة لقد كان لك قدم لو نفعك‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 184‬‬

‫جلك إلى الّنار ‪.‬‬


‫شيطان أضّلك فأزّلك فع ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫و لك ّ‬

‫شارح بعد ذكر ذلك و أّمججا اصججحابنا فيججروون غيججر ذلججك ‪ ،‬يججروون أّنججه قجال لججه لّمججا‬‫قال ال ّ‬
‫سماء و في بطن هججذا الججوادي‬ ‫ى أبا محّمد أن أراك معّفرا تحت نجوم ال ّ‬ ‫اجلسوه ‪ :‬اعزز عل ّ‬
‫ل ‪ ،‬فجاء إليه انسان فقال ‪ :‬اشهد يا أمير المؤمنين‬ ‫ل و ذّبك عن رسول ا ّ‬ ‫ابعد جهادك في ا ّ‬
‫سهم و هو صريع فصاح بي فقال ‪ :‬من أصحاب من أنت‬ ‫لقد مررت عليه بعد أن أصابه ال ّ‬
‫؟ فقلت ‪ :‬من أصحاب أمير المؤمنين ‪ ،‬فقال امدد يدك لبايع لمير المؤمنين فمججددت إليججه‬
‫ل أن يججدخل طلحججة الجّنججة ال و بيعججتي فججي‬ ‫سلم ‪ :‬أبى ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫يدي فبايعني لك فقال عل ّ‬
‫عنقه ‪ ،‬إنتهى كلمه ‪.‬‬

‫ن هججذه الّروايججة مّمججا انفججرد أصججحابه بنقلهججا فهججي غيججر‬


‫و أنت خبير بمججا فيججه أّمججا أو ل فل ّ‬
‫شججارح قججال فججي‬ ‫ن ال ّ‬
‫مسموعة و المعروف بين الفريقين هو ما رواه أبو مخنف ‪ ،‬و ثانيججا أ ّ‬
‫أوائل شرحه عند الكلم على البغاة و الخوارج ‪ :‬أّما أصججحاب الجمجل فهجم عنججد أصجحابنا‬
‫ل عايشة و طلحة و الّزبير ‪ ،‬فاّنهم تابوا و لو ل الّتوبججة لحكمججوا لهججم بالّنججار‬ ‫هالكون كلهم إ ّ‬
‫ن هذا الكلم منهم صريح في استحقاقه للّنار لو ل الّتوبة و ل بد‬ ‫لصرارهم على البغى فا ّ‬
‫سججلم فججي‬ ‫لهم من إثبات الّتوبة و أّنى لهم بذلك و مبايعته لمن يبايع أمير المؤمنين عليججه ال ّ‬
‫تلك الحال التي كان عليها صريعا بين القتلى آيسا من الحياة ل يكفججي فججي رفججع العقججاب و‬
‫استحقاق الّثواب قال سبحانه ‪:‬‬
‫لج‬ ‫ب ا ُّ‬
‫ك َيُتججو ُ‬
‫ب َف جُاولِئ َ‬
‫ن َقري ج ٍ‬ ‫ن ِم ْ‬ ‫جهاَلٍة ُثّم َيُتوُبو َ‬‫سوَء ِب َ‬‫ن ّ‬ ‫ن َيْعَمُلو َ‬
‫ل ِلّلذي َ‬
‫عَلى ا ِّ‬‫» ِإّنَما الّتْوَبُة َ‬
‫ضجَر‬ ‫ح َ‬‫حّتججى ِإذا َ‬ ‫ت َ‬ ‫سجّيئا ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ن َيْعَمُلججو َ‬
‫ت الّتْوَبجُة ِلّلججذي َ‬
‫سج ِ‬‫حكيمًا ‪ ،‬و َلْي َ‬ ‫عليمًا َ‬ ‫ل َ‬‫ن ا ُّ‬
‫عَلْيِهْم و كا َ‬ ‫َ‬
‫عججذابًا‬
‫عَتجْدنا َلُهجْم َ‬
‫ك َأ ْ‬
‫ن َو ُهجْم ُكّفججار ُأْولِئ َ‬‫ن َيُموُتججو َ‬ ‫ن َو ل اّلذي َ‬ ‫لَ‬ ‫تا ْ‬ ‫ل ِإّني ُتْب ُ‬
‫ت قا َ‬‫حَدُهُم اْلَمْو ُ‬ ‫َأ َ‬
‫َأليمًا «‬

‫] ‪[ 185‬‬

‫ن توبته في تلك الحال على تسليم كون تلك المبايعججة منججه توبججة إّنمججا هججي مثججل‬
‫بل أقول ‪ :‬إ ّ‬
‫توبة فرعون التي لم تنجه من عذاب رّبه كما قال تعالى ‪:‬‬

‫ت َأّنجُه ل ِإلجَه ِإ ّ‬
‫ل‬ ‫ل آَمْنج ُ‬
‫ق قججا َ‬
‫حّتى ِإذا َأْدَرَكجُه اْلَغجَر ُ‬‫عْدوًا َ‬ ‫جُنوُدُه َبْغًيا َو َ‬
‫ن َو ُ‬‫عْو ُ‬ ‫» َفَأْتَبَعُهْم ِفْر َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫سِلمي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬
‫ل و َأَنا ِم َ‬
‫سرائي َ‬ ‫ت ِبه َبُنوا ِإ ْ‬‫اّلذي آَمَن ْ‬

‫ن « و حاصل ما ذكرته عدم ثبججوت الّتوبججة أول‬ ‫سدي َ‬


‫ن اْلُمْف ِ‬
‫ت ِم َ‬
‫ل و ُكْن َ‬
‫ت َقْب ُ‬
‫صْي َ‬
‫ع َ‬
‫ن َو َقْد َ‬
‫لَ‬‫آْ‬
‫و عدم كفايتها في رفع العقوبة على تقدير ثبوتها ثانيا ‪.‬‬

‫ع ععععع ععععع‬

‫شيخ يوسججف البحرانججي صججاحب‬ ‫شيخ المحّدث ال ّ‬


‫ن ال ّ‬
‫يعجبني ذكرها لمناسبته للمقام و هي ا ّ‬
‫الحدائق ذكر في لؤلؤة البحرين عند الّتعّرض لحوال شيخ الطائفججة محّمججد بججن محّمججد بججن‬
‫شججيخ المفيججد ) ره (‬ ‫ن ال ّ‬
‫شيخ و رام بن أبي فججراس فججي كتججابه أ ّ‬ ‫الّنعمان المفيد ) قده ( عن ال ّ‬
‫شيخ‬‫ي من أبيه إلى بغداد و اشتغل بالقرائة على ال ّ‬ ‫كان من أهل عكبرا ثّم انحدر و هو صب ّ‬
‫ل المعروف بجعل ‪ ،‬و كان منزله في درب رباح من بغداد و بعججد ذلججك اشججتغل‬ ‫أبي عبد ا ّ‬
‫بالّدرس عند أبي ياسر في باب خراسان من البلدة المذكورة ‪.‬‬

‫و لما كان أبو ياسر المذكور بما عجز عن البحث معه و الخروج عن عهجدته أشجار عليجه‬
‫شججيخ ‪:‬‬
‫ي بن عيسى الّرماني الذي هو مججن أعججاظم علمججاء الكلم ‪ ،‬فقججال ال ّ‬
‫ي إلى عل ّ‬‫بالمض ّ‬
‫إّني ل أعرفه و ل أجد أحدا يدّلني عليه ‪ ،‬فأرسل أبو ياسر معه بعض تلمذته و أصججحابه‬
‫شججيخ فججي صججف الّنعججال و‬ ‫فلّما مضى و كان مجلس الّرماني مشحونا من الفضلء جلس ال ّ‬
‫بقي يتدّرج في القرب كلما خل المجلس شيئا فشيئا لستفادة بعجض المسجائل مجن صجاحب‬
‫ن رجل من أهل البصرة دخل و سأل الّرماني فقال له ‪:‬‬ ‫المجلس ‪ ،‬فاّتفق أ ّ‬

‫صة الغار دراية و خبر الغدير‬


‫صة الغار ؟ فقال الّرماني ‪ :‬ق ّ‬
‫ما تقول في حديث الغدير و ق ّ‬

‫] ‪[ 186‬‬
‫روايججة و ل تعججارض الّروايججة الّدرايججة و لمججا كججان ذلججك الّرجججل البصججري ليججس لججه ق جّوة‬
‫المعارضة سكت و خرج ‪.‬‬

‫شيخ عندي سؤال ‪ ،‬فقال‬


‫سكوت عن ذلك فقلت ‪ :‬أّيها ال ّ‬
‫شيخ إّني لم أجد صبرا عن ال ّ‬
‫فقال ال ّ‬
‫‪ :‬قل ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما تقول في من خرج على المام العادل و حاربه ؟‬

‫ي بججن‬
‫فقال ‪ :‬كافر ‪ ،‬ثجّم اسججتدرك فقججال ‪ :‬فاسججق ‪ ،‬فقلججت مججا تقججول فججي أميججر المججؤمنين علج ّ‬
‫سلم ؟ فقال ‪ :‬إمام عادل ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما تقول في حججرب طلحججة و الّزبيججر لججه‬ ‫أبيطالب عليه ال ّ‬
‫في حرب الجمل ؟‬

‫فقال ‪ :‬انهم تابوا ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬خبر الحججرب درايججة و الّتوبججة روايججة ‪ ،‬فقججال ‪ :‬أو كنججت عنججد‬
‫سؤال الّرجل البصري ؟ فقلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال ‪ :‬رواية برواية و سؤالك مّتجه وارد ‪.‬‬

‫لج‬
‫شيخ أبي عبججد ا ّ‬ ‫ثّم إّنه سأله من أنت و عند من تقرء من علماء هذا البلد ؟ فقلت ‪ :‬عند ال ّ‬
‫جعل ‪ ،‬ثّم قال لي ‪ :‬مكانك و دخل منزله و بعد لحظة خرج و بيده رقعججه ممهججورة فججدفعها‬
‫ل ‪ ،‬فأخذت الّرقعة من يده و مضججيت إلججى مجلججس‬ ‫إلىّ فقال ‪ :‬ادفعها إلى شيخك أبي عبد ا ّ‬
‫شيخ المذكور و دفعت له الّرقعة ففتحها و بقي مشغول بقرائتها و هو يضحك فلّما فججرغ‬ ‫ال ّ‬
‫ى و أوصججاني بججك و لّقبججك‬ ‫ن جميع مججا جججرى بينججك و بينججه قججد كتججب إلج ّ‬
‫من قرائتها قال ‪ :‬إ ّ‬
‫ل الهادي ‪.‬‬
‫المفيد ‪ ،‬و ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آن جناب وليتمآب است هنگججامى كججه مظّفججر و منصججور گردانيججد خداونججد‬
‫سبحانه و تعالى او را باصحاب جمل و گفت او را بعض أصحاب او دوسججت داشججتم كججه‬
‫برادر من فلن حاضر بود در اين حرب تا اينكه ميديد آن چيزى را كه نصرت داده تججو‬
‫را خداى تعالى بآن بر دشمنان تو ‪ ،‬پس فرمود آن حضرت آيا ميل و محّبت برادر تو با‬
‫ماست ؟ گفت بلي يا أميججر المججؤمنين ‪ ،‬فرمجود پججس بتحقيججق حاضجر اسجت بججا مجا و بخججدا‬
‫سوگند البته حاضرند با ما در اين لشگرگاه ما جماعت محبان ما كه در پشتهاى پدراننججد‬
‫و در رحمهاى مادران ‪ ،‬زود باشد كه بيرون آورد ايشججان را زمججان ماننججد بيججرون آمججدن‬
‫خون از دماغ ‪ ،‬و قّوت گيرد بسبب وجود ايشان ايمان و اهل طغيان مقهور شوند‬

‫] ‪[ 187‬‬

‫در دست ايشان ‪.‬‬


‫ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع عع عع ع‬
‫عععععع ع عع عععععع ععع ع ع ععععع عع ع ع‬
‫ععع ععععع‬

‫ي ابججن‬
‫تكّلم بذلك بعججد الفججراغ مججن قتججال أهلهججا و قججد رواه الطبرسججي فججي الحتجججاج و علج ّ‬
‫إبراهيم القمي و المحّدث البحراني بزيادة و نقصان يعرف تفصيل ذلك في أّول التنبيهات‬
‫ل‪.‬‬
‫إنشاء ا ّ‬

‫كنتم جند المرأة و أتباع البهيمة ‪ ،‬رغا فأجبتم ‪ ،‬و عقر فهربتم ‪،‬‬

‫أخلقكم دقاق ‪ ،‬و عهدكم شقاق ‪ ،‬و دينكم نفاق ‪ ،‬و مآؤكم زعاق ‪،‬‬

‫شججاخص عنكججم متججدارك برحمججة مججن رّبججه ‪ ،‬كججأّني‬


‫المقيم بين أظهركم مرتهن بججذنبه ‪ ،‬و ال ّ‬
‫ل عليها العذاب من فوقها و من تحتها ‪ ،‬و غججرق مججن‬ ‫بمسجدكم كجؤجؤ سفينة ‪ ،‬قد بعث ا ّ‬
‫ن بلدتكم حّتى كأّني أنظر إلججى مسجججدها كجؤجججؤ‬ ‫ل لتغرق ّ‬ ‫في ضمنها ‪ .‬و في رواية و أيم ا ّ‬
‫سفينة أو نعامة جاثمة ‪.‬‬

‫جة بحر ‪.‬‬


‫و في رواية كجؤجؤ طير في ل ّ‬

‫ععععع‬

‫) الّرغججاء ( وزان غججراب صججوت البعيججر و رغججت الّناقججة ترغججو صججوتت فهججي راغيججة و‬
‫ل منهمججا مججا‬‫) الّدقيق ( خلف الجليل و ) شاّقه ( مشاقة و شقاقا خالفه و حقيقته ان يأتي ك ّ‬
‫ق صاحبه و ) نافق ( الّرجججل نفاقججا إذا‬ ‫ق غير ش ّ‬ ‫ل منهما في ش ّ‬
‫ق على صاحبه فيكون ك ّ‬‫يش ّ‬
‫أظهر السلم لهله و أضمر غير السلم و ) الّزعاق ( بضجّم الجّزاء المعجمججة المالججح و‬
‫) بين أظهر ( الّناس و بين ظهريهم و بين ظهرانيهججم بفتجح الّنججون كلهجا بمعنججى بينهججم ‪ ،‬و‬
‫فائدة‬

‫] ‪[ 188‬‬

‫إدخاله في الكلم أن إقامته بينهم على سبيل الستظهار بهم و الستناد إليهم و كان المعنى‬
‫ن ظهرا منه قدامه و ظهرا ورائه فكاّنه مكنوف مججن جججانبيه هججذا أصججله ‪ ،‬ثجّم كججثر حّتججى‬‫أّ‬
‫استعمل في القامة بين القججوم و إن كججان غيججر مكنججوف بينهججم و ) الجؤجججؤ ( كهدهججد مججن‬
‫صدر و ) جثم ( الطائر و الرنب يجثم من بججاب‬ ‫سفينة صدرهما و قيل عظام ال ّ‬ ‫الطير و ال ّ‬
‫ضرب جثوما و هو كالبروك من البعير ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫الفاء فججي قججوله ‪ :‬فججاجبتم ‪ ،‬و قججوله ‪ :‬فهربتججم ‪ ،‬فصججيحة ‪ ،‬و قججوله كجأّني بمسججدكم اه كججان‬
‫للّتقريب و الباء زائدة و الصل كأّني أبصر مسجدكم ثّم حذف الفعججل و زيججدت البججاء كمججا‬
‫ن الصل كأّنى ابصرك‬ ‫ذكره المطرزى في شرح قول الحريري ‪ :‬كأّني بك تنحط ‪ ،‬من أ ّ‬
‫تنحط حذف الفعل و زيدت الباء و قال ابن عصفور ‪ :‬الباء و الكاف في كأّني بك تنحججط ‪،‬‬
‫ن عن العمل ‪ ،‬و البججاء زائدة فججي المبتججداء و علججى ذلججك‬‫و كاّنك بالّدنيا لم تكن ‪ ،‬كافتان لكأ ّ‬
‫سلم بمسجدكم مبتداء و كجؤجؤ سججفينة خججبره و جملججة قججد بعججث حججال‬ ‫فيكون قوله عليه ال ّ‬
‫متّممة لمعنى الكلم كالحال في قوله تعالى ‪:‬‬

‫ي فى المثججال الثججانى ‪ :‬الولججى‬


‫ن « و قال نجم الئمة الّرض ّ‬
‫ن الّتذِكَرِة ُمْعِرضي َ‬
‫عِ‬‫» َفما َلُهْم َ‬
‫ن على معنى التشبيه و ل تحكم بزيادة شيء و تقول الّتقدير كأّنك تبصر بالّدنيا‬ ‫أن تبقى كأ ّ‬
‫أى تشاهدها من قوله تعالى ‪:‬‬

‫ب « و الجملة بعد المجرور بالبججاء حجال أى كأّنججك تبصججر بالجّدنيا و‬


‫جُن ٍ‬
‫ن ُ‬‫عْ‬‫ت ِبه َ‬
‫صَر ْ‬
‫» َفَب ُ‬
‫تشاهدها غير كاينة ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫سلم ذكر فى كلمه ذلك امورا سبعة نّبه فيها على ذّمهم و توبيخهم‬
‫اعلم أّنه عليه ال ّ‬

‫ععععع ع ع عع عع ععع ع ععع ععع ععع ع عع ععع ‪:‬‬


‫) عععع ععع عععععع (‬

‫و أراد بها عايشة حيث جعلوها عقد نظامهم و مججدار قججوامهم ‪ ،‬و مججن المعلججوم أنّ الّنسججاء‬
‫على نقصان عقوله ّ‬
‫ن‬

‫] ‪[ 189‬‬

‫ن على ما ستعرفها تفصيل في محّلها مذمومة عنججد العججرب و سججاير‬‫ن و ايمانه ّ‬ ‫و حظوظه ّ‬
‫ن و ح جّر‬
‫العقلء ‪ ،‬فالّتابع لها و الجاعل زمام أمره إليها ل بّد و أن يكون أنقص عقل منه ج ّ‬
‫يا بالّذم و الّتوبيخ ‪.‬‬

‫روى في البحار من كنز جامع الفوائد و تأويل اليات عن محّمد البرقي عن الحسين ابججن‬
‫سججلم‬
‫سيف عن أخيه عن أبيه عن سالم بن مكرم عن أبيه قال ‪ :‬سمعت أبججا جعفججر عليججه ال ّ‬
‫يقول في قوله تعالى ‪:‬‬
‫ت « قال ‪ :‬هي الحميراء قال مؤّلججف‬ ‫ل َأْوِلياَء َكَمَثل اْلَعْنَكُبو ِ‬
‫ن ا ِّ‬
‫ن ُدو ِ‬
‫خُذوا ِم ْ‬
‫ن اّت َ‬
‫ل اّلذي َ‬
‫» َمَث ُ‬
‫الكتججاب ‪ :‬إّنمججا كّنججى عنهججا بججالعنكبوت لّنججه حيججوان ضججعيف اّتخججذت بيتججا ضججعيفا أو هججن‬
‫البيوت ‪ ،‬و كذلك الحميراء حيوان ضعيف لقلة عقلها و حظها و دينها اّتخججذت مججن رأيهججا‬
‫سخيف في مخالفتها و عداوتها لمولها بيتججا مثججل بيججت العنكبججوت فججي‬ ‫ضعيف و عقلها ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل‪.‬‬‫الوهن و الضعف و سيأتي بعض الخبار فيها في الّتنبيه الّثاني إنشاء ا ّ‬

‫عععععع ع ع عع ع ععع ع ععع ععع ععع ع عع ععع ‪:‬‬


‫) ع ععععع ععععععع (‬

‫و أراد بها الجمل ‪.‬‬

‫قال في البحار ‪ :‬و أعطى يعلى بن منبه عايشة جمل اسمه عسكر اشججتراه بمججأتي دينججار و‬
‫قيل بثمانين دينارا فركبته و قيل ‪ :‬كان جملها لرجل من عرنية قال العرني بينما أنا أسججير‬
‫على جمل إذ عرض لي راكب قال اتبيع جملك ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬بكم ؟‬

‫ل أدركته و‬‫ل ما طلبت عليه أحدا إ ّ‬ ‫قلت ‪ :‬بألف درهم قال ‪ :‬أمجنون أنت ؟ قلت ‪ :‬و لم و ا ّ‬
‫ل فّتججه ‪ ،‬قججال ‪ :‬لججو تعلججم لمججن نريججده إّنمججا نريججده لّم المججؤمنين‬
‫ل طلبني و أنججا عليججه أحججد إ ّ‬
‫عايشة ‪ ،‬فقلت ‪ :‬خذه بغير ثمن قال ‪ :‬بل ارجع معنا إلى الّرحل فنعطيك ناقة و دراهم قججال‬
‫‪ :‬فرجعت فأعطوني ناقة مهرّية و أربعمائة درهم أو ستمأة ‪.‬‬

‫و في شرح المعتزلي لّما عزمت عايشة على الخروج إلى البصرة طلبججوا لهججا بعيججرا اّيججدا‬
‫يحمل هودجها فجائهم يعلى بن امّية ببعير المسّمى عسكرا و كان عظم الخلق‬

‫] ‪[ 190‬‬

‫شديدا ‪ ،‬فلّما رأته أعجبها و أنشأ الجمال يحججدثها بقجّوته و شجّدته و يقججول فجي أثنججاء كلمجه‬
‫عسكر ‪ ،‬فلّما سمعت هذه اللفظة استرجعت و قالت رّدوه ل حاجة لي فيه و ذكججرت حيججث‬
‫ل عليه و آله و سّلم ذكر لهججا هججذا السججم و نهاهججا عججن ركججوبه و‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫سألت رسول ا ّ‬
‫أمرت أن يطلب لها غيره فلم يوجد لها ما يشبهه فغير لها بجلل غير جلله ‪ ،‬و قيججل لهججا‬
‫قد أصبنا لك أعظم منه خلقا و أشّد قّوة و اتيت به فرضيت ‪.‬‬

‫ن كججونهم مجيججبين‬‫سلم أوضح متابعتهم للبهيمججة بقججوله ‪ ) :‬رغججا فجأجبتم ( فجا ّ‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫لرغائه شاهد صدق على المتابعة و قد كان الجمل راية أهل البصرة قتلوا دونه كمججا يقتججل‬
‫ل من أراد الجد في الحرب و قاتججل قتججال مسججتميت يتقجّدم‬ ‫الّرجال تحت الّرايات ‪ ،‬و كان ك ّ‬
‫الجمل و يأخذ بخطامه و روى أّنه اخذ الخطام سبعون رجل من قريش قتلوا كلهم و كججان‬
‫أكثر الّناس حماية له و ذّبا عنه بنى ضّبة و الزد ‪.‬‬
‫و في شرح المعتزلي عن المدايني و الواقدي أّنه ما حفظ رجز قججط أكججثر مججن رجججز قيججل‬
‫يوم الجمل ‪ ،‬و أكثره لبني ضّبة و الزد الذين كانوا حول الجمل يحامون عنه و لقد كانت‬
‫الرؤوس تندر عن الكواهل ‪ ،‬و اليدى تطيح مججن المعاصججم ‪ ،‬و أقتججاب البطججن تنججدلق مججن‬
‫الجواف ‪ ،‬و هم حول الجمل كالجراد الثابتة ل تزلزل و ل تتحلحل ‪ 1‬حّتججى لقججد صججرخ‬
‫ل فنيججت‬‫سلم اعقروه و إ ّ‬ ‫بأعلى صوته ويلكم ‪ :‬اعقروا الجمل فاّنه شيطان ‪ ،‬ثّم قال عليه ال ّ‬
‫سيف قائما و راكعججا حّتججى يهججوى البعيججر إلججى الرض فعمججدوا لججه حّتججى‬‫العرب ل يزال ال ّ‬
‫سلم بقوله ‪:‬‬ ‫عقروه فسقط و له رغاء شديد فلّما برك كانت الهزيمة و إليه أشار عليه ال ّ‬

‫) و عقر فهربتم ( ‪.‬‬

‫سججلم أنّ‬‫ي عليججه ال ّ‬‫ي قال ‪ :‬فلّما رأى عل ّ‬ ‫قال أبو مخنف حّدثنا مسلم العور عن حّبة العرن ّ‬
‫الموت عند الجمل و أّنه ما دام قائما فالحرب ل يطفجأ وضجع سجيفه علجى عجاتقه و عطجف‬
‫نحوه و أمر أصحابه بذلك و مشى نحوه و الخطام مججع بنججي ضجّبة فججاقتتلوا قتججال شججديدا و‬
‫سلم فججي جماعججة‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫استحّر القتل في بني ضّبة فقتل منهم مقتلة عظيمة و خلص عل ّ‬
‫من النخع و همدان إلى الجمل ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققققق قققققق قق ققققققق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 191‬‬

‫فقال لرجل من النخع اسمه بحير ‪ :‬دونك الجمل يا بحير فضرب عجز الجمل بسيفه فوقع‬
‫ل أن صرع‬ ‫لجنبه و ضرب بجرانه الرض و عج عجا شديدا لم يسمع بأشّد منه فما هو إ ّ‬
‫شجديدة الهبجوب و احتملججت عايشجة‬ ‫الجمل حّتى فّرت الّرجال كما يطير الجراد في الّريح ال ّ‬
‫سلم بالجمججل أن يحججرق ثجّم‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫ل بن خلف و أمر عل ّ‬ ‫بهودجها فحملت إلى دار عبد ا ّ‬
‫ل من داّبة فما أشبهه بعجل بني إسرائيل ثّم قرء ‪:‬‬ ‫يذرى بالّريح ‪ ،‬و قال ‪ :‬لعنة ا ّ‬

‫سججفًا « و فججي‬
‫سجَفّنُه فججي اْلَيجّم َن ْ‬
‫حِرَقّنجُه ُثجّم َلَنْن ِ‬
‫عَلْيجِه عاِكفجًا َلُن ْ‬
‫ت َ‬
‫ظْل َ‬
‫ك اّلذي َ‬
‫ظْر ِإَلى ِإلِه َ‬
‫» َو اْن ُ‬
‫ن محّمد بن أبي بكر و عّمار بن ياسر توليا عقججره بعججد طججول دمججائه ‪ ،‬و روي‬ ‫الحتجاج أ ّ‬
‫أّنه كلما قطعت قائمة من قوائمه ثبت على اخرى حّتى قتل ‪.‬‬

‫ععع ععع ع ع عع عع عع ععع ععع ع ععع ععع‬


‫) ععععععع عععع (‬

‫لج‬
‫ن رجل قجال لجه ‪ :‬يجا رسججول ا ّ‬ ‫شججارح المعجتزلي ‪ :‬فجي الحججديث ا ّ‬ ‫أى رذيلة حقيرة قال ال ّ‬
‫ن في أخلق أهلها دقة فقججال لججه ‪:‬‬ ‫لأّ‬ ‫ب أن انكح فلنة إ ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم إّني أح ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫سججوء و عّلججل البحرانججي دّقججة‬
‫إّياك و خضراء الجّدمن إّيججاك و المججرأة الحسججناء فججي منبججت ال ّ‬
‫شجاعة و كججانوا‬ ‫ن أصول الفضائل الخلقّية لما كانت ثلثة ‪ :‬الحكمة و العّفة و ال ّ‬‫أخلقهم بأ ّ‬
‫على طرف الجهل لوجوه الراء المصلحّية و هو طججرف الّتفريججط مججن الحكمججة العلمّيججة و‬
‫شجاعة و على طرف الفجور و هو طرف الفراط‬ ‫على طرف الجبن و هو الّتفريط من ال ّ‬
‫من ملكة العّفة و العدالة ل جرم صدق أّنهم على رذايل الخلق و دقاقها ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و يشهد على جهلهم اتباعهم للمرأة و متابعتهم للبهيمة ‪ ،‬و على جبنهم مججا مججر فججي‬
‫سجلم ‪ :‬و قجد أرعجدوا و أبرقجوا و مجع هجذين المريجن‬ ‫سجابقة مجن قجوله عليجه ال ّ‬
‫الخطجب ال ّ‬
‫الفشل ‪ ،‬و على فجورهم خروجهم على المام العادل و محاربتهم معه ‪.‬‬

‫] ‪[ 192‬‬

‫عععععع ع ع عع ع ععع ع ععع ععع ععع ع عع ععع ‪:‬‬


‫) ع ععععع عععع (‬

‫يعني معاهدتكم ل يمكن العتماد عليها و الوثوق بهججا ‪ ،‬لّنهججا صججورّية و ظاهرّيججة و فججي‬
‫المعنى و الحقيقة مخالفة و عداوة يشهد بذلك نكثهم لبيعته بعد عقدهم إّياه ‪.‬‬

‫عععع عععع ععععع ‪) :‬‬


‫عععععع عع عععع عععع ععع‬
‫ع ععععع عععع (‬

‫سججلم‬
‫و ذلك أّنهم أظهروا السلم أى اليمان بألسنتهم و خالفوا بقلوبهم كما حكى عليججه ال ّ‬
‫فيما سبق عن الّزبير أّنه ‪ :‬يزعم أّنه بايع بيججده و لججم يبجايع بقلبججه فقججد أقجّر بالبيعججة و اّدعججى‬
‫الوليجة ‪.‬‬

‫عععععع ععععع ع عععع عععع عع ععع ع عع ععع ‪:‬‬


‫) ع ععععع عععع (‬

‫أى مالح بسبب قربه مججن البحججر يججوجب أمراضججا كججثيرة كسججوء المججزاج و البلدة و فسججاد‬
‫ل أّنججه مّمججا يجّذم بججه البلججد‬
‫الطحال و نحوها و هججذا و إن لججم يكججن مججن افعججالهم الختياريججة إ ّ‬
‫شاعر ‪:‬‬ ‫فيستحّقون بذلك المذمة لسوء اختيارهم ذلك المكان قال ال ّ‬

‫بلد بهججججججججججججججججججججججا الحّمججججججججججججججججججججججى و اسججججججججججججججججججججججد عرينججججججججججججججججججججججة‬


‫و فيهججججججججججججججججججججججا المعّلججججججججججججججججججججججى يعتججججججججججججججججججججججدي و يجججججججججججججججججججججججور‬

‫ل فيهجججججججججججججججا لراحجججججججججججججججم‬
‫فجججججججججججججججاّنى لمجججججججججججججججن قجججججججججججججججد حججججججججججججججج ّ‬
‫و إّني لمن لم يأتها لنذير‬
‫) ع ( ععع ععع عع ) ععععع ع عع ع ععععع ع عععع ع‬
‫ععععع (‬

‫لّنه إّما أن يشججاركهم فججي الجّذنوب أو يراهججا فل ينكرهججا ‪ ،‬و قججد ورد الخبججار عججن أئمتنججا‬
‫لج عليهجم علجى تحريجم مججاورة أهجل المعاصجي و مخجالطتهم اختيجارا و‬ ‫الطهار سجلم ا ّ‬
‫المجالسة معهم و كون المجاور و المجالس مستحقا بذلك للعقوبة ‪.‬‬

‫سلم قال ‪:‬‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫مثل ما رواه في الوسائل باسناده عن مهاجر السدي عن أبي عبد ا ّ‬

‫سلم على قرية قد مججات أهلهججا و طيرهججا و دوابهججا فقججال ‪ :‬أّمججا‬


‫مّر عيسى بن مريم عليه ال ّ‬
‫لج و‬ ‫ل لسخطة و لو ماتوا متفّرقين لتدافنوا ‪ ،‬فقال الحواريون ‪ :‬يججا روح ا ّ‬ ‫أّنهم لم يموتوا إ ّ‬
‫ل أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنتجّنبها ‪ ،‬قال ‪ :‬فدعا عيسى عليججه‬ ‫كلمته ادع ا ّ‬
‫سلم فنودي من الجّو أن نادهم فقام عيسى بالليل على شرف من الرض فقال ‪ :‬يا أهججل‬ ‫ال ّ‬
‫القرية ‪ ،‬فأجابه مجيب منهم لبيك ‪ ،‬فقال ‪ :‬و يحكم ما كانت أعمالكم ؟ قال ‪ :‬عبادة‬

‫] ‪[ 193‬‬

‫ب الّدنيا مع خوف قليل و أمل بعيد و غفلة في لهو و لعب إلى أن قال ‪:‬‬
‫الطاغوت و ح ّ‬

‫و كيف عبادتكم للطاغوت ؟ قال ‪ :‬الطاعة لهل المعاصي قال ‪ :‬كيف كان عاقبة أمركم ؟‬

‫جين ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫قال ‪ :‬بتنافي عافية و أصبحنا في الهاوية ‪ ،‬فقال ‪ :‬و ما الهاوية ؟ قال ‪ :‬س ّ‬

‫جين ؟ قال ‪ :‬جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة إلى أن قال ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫و ما س ّ‬

‫ل إّنهم ملجمجون بلججم مججن نجار ‪:‬‬


‫ويحك كيف لم يكّلمني غيرك من بينهم ؟ قال ‪ :‬يا روح ا ّ‬
‫بأيدي ملئكة غلظ شداد و إّني كنت فيهم و لم أكن منهم فلّما نزل العذاب أعّمنى معهم و‬
‫أنا معّلق بشعرة على شفير جهّنم ل أدرى أكبكب فيها أم أنجو منها ‪،‬‬

‫لج أكجل الخجبز اليجابس بالملجح‬


‫سلم إلى الحواريين فقال ‪ :‬يا أوليجاء ا ّ‬
‫فالتفت عيسى عليه ال ّ‬
‫الجريش و الّنوم على المزابل خير كثير مع عافية الّدنيا و الخرة ‪.‬‬

‫سلم قال ‪ :‬سججمعته يقججول ‪:‬‬ ‫ي الباقر عليهما ال ّ‬


‫و عن أبي حمزة عن أبي جعفر محّمد بن عل ّ‬
‫ل جللججه إذا‬
‫لجّ‬ ‫نا ّ‬ ‫ل يضعه حيث يشاء إ ّ‬ ‫ل مطرا من سنة و لكن ا ّ‬ ‫أما أّنه ليس من سنة أق ّ‬
‫سنة إلى غيرهججم و‬ ‫عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك ال ّ‬
‫ل ليعّذب الجعل فججي جحرتهججا بحبججس المطججر عججن‬ ‫نا ّ‬‫إلى الفيافي و البحار و الجبال ‪ ،‬و إ ّ‬
‫سججبيل إلججى مسججلك‬
‫لج لهججا ال ّ‬
‫الرض التي هي بمحّلتها لخطايا من بحضرتها ‪ ،‬و قد جعججل ا ّ‬
‫سججلم ‪ :‬فججاعتبروا يججا اولججى‬
‫سوى محلة أهججل المعاصججي قججال ‪ :‬ثجّم قججال أبججو جعفججر عليججه ال ّ‬
‫البصار ‪.‬‬

‫سججلم فججي حججديث طويججل قججال ‪ :‬اّيججاكم و‬


‫ي بججن الحسججين عليهمججا ال ّ‬
‫و عن أبي حمزة عن عل ّ‬
‫صحبة العاصين و معونة الظالمين و مجاورة الفاسججقين ‪ ،‬احججذروا فتنتهججم و تباعججدوا مججن‬
‫ساحتهم ‪.‬‬

‫سلم و أنا جالس عند قاض‬ ‫و في الفقيه عن محّمد بن مسلم قال ‪ :‬مّر بي أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬ما مجلججس رأيتججك فيججه أمججس قججال ‪ :‬قلججت‬
‫بالمدينة فدخلت عليه من الغد فقال عليه ال ّ‬
‫له ‪:‬‬

‫ن هذا القاضي لي مكرم فرّبما جلست إليه فقال ‪ :‬و ما يؤمنك أن تنزل اللعنة‬
‫جعلت فداك إ ّ‬
‫فتعّمك معه ‪ ،‬و روي في خبر آخر فتعّم من في المجلس ‪.‬‬

‫سلم يقول ‪ :‬مججالي رأيتججك عنججد‬


‫و في الكافي عن الجعفري قال ‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه ال ّ‬
‫لج قجول‬
‫سجلم ‪ :‬إّنجه يقجول فجي ا ّ‬
‫عبد الّرحمن بن يعقوب ؟ فقال ‪ :‬إّنه خالي ‪ ،‬فقجال عليجه ال ّ‬
‫ل و ل يوصف فإّما جلست معجه و تركتنجا ‪ ،‬و إّمجا جلسجت معنجا و تركتجه‬ ‫عظيما يصف ا ّ‬
‫فقلت ‪:‬‬

‫] ‪[ 194‬‬

‫سجلم ‪:‬‬‫ي منه إذا لم أقل ما يقول ؟ فقجال أبججو الحسججن عليججه ال ّ‬
‫ى شيء عل ّ‬
‫هو يقول ما شاء أ ّ‬
‫أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا ‪ ،‬أما علمت بالذي كججان مججن أصججحاب موسججى‬
‫سلم و كان أبوه من أصحاب فرعون فلّما لحقت خيل فرعون موسججى تخّلججف عنججه‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ليعظ أباه فيلحقه بموسى فمضى أبوه و هو يراغمه حتى بلغ طرفا من البحر فغرقا جميعا‬
‫ل و لكن الّنقمة إذا نزلت ليججس لهججا عّمججن قججارب‬‫فأتى موسى الخبر فقال ‪ :‬هو في رحمة ا ّ‬
‫المذنب دفاع ‪.‬‬

‫شاخص عنكججم متججدارك برحمججة مججن رّبججه ( و ذلججك لنّ المقيججم‬ ‫سلم ‪ ) :‬و ال ّ‬
‫و قوله عليه ال ّ‬
‫شججاخص عنهججم و المتباعججد مججن‬ ‫بينهم و المخالط معهم إذا كان رهينا بججذنبه يلزمججه كججون ال ّ‬
‫ل لسلمته من عقوبة المجاورة و المجالسة ‪.‬‬ ‫ساحتهم متداركا برحمة ا ّ‬

‫سلم إلى ابتلئهم بالعقوبة الّدنيوية قبل عذاب الخرة و قال ‪:‬‬
‫ثّم أشار عليه ال ّ‬

‫لج عليهججا ( أى علججى‬


‫) كأّني بمسجدكم كجؤجؤ سفينة قد ( بججرز مججن المججاء حيججن ) بعججث ا ّ‬
‫البصرة ) العذاب من فوقها و من تحتها و غرق من فججي ضججمنها ( قججال الّرضججي ) و فججي‬
‫ن بلدتكم حّتى كأّنى أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سججفينة أو‬ ‫ل لتغرق ّ‬
‫رواية ( اخرى ) و أيم ا ّ‬
‫نعامة جاثمة ( أى باركة متلّبدة بالرض قال ‪ ) :‬و في رواية ( ثالثة ) كجؤجججؤ طيججر فججي‬
‫جة بحر ( ‪.‬‬
‫لّ‬

‫ن البصرة تغرق عدا المسجد الجامع فقججد‬ ‫سلم أ ّ‬ ‫شارح المعتزلي ‪ :‬أّما إخباره عليه ال ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ن البصججرة يهلججك بالمججاء السججود ينفجججر مججن‬ ‫ل علججى أ ّ‬‫ن كتب الملحم تججد ّ‬ ‫رأيت من يذكر أ ّ‬
‫ن البصججرة غرقججت‬ ‫ن المخبر به قججد وقججع فججا ّ‬ ‫صحيح أ ّ‬ ‫أرضها فتغرق و يبقى مسجدها ‪ ،‬و ال ّ‬
‫لج غرقججت بأجمعهججا و لججم يبججق‬ ‫ل و مّرة في أّيام القائم بججأمر ا ّ‬ ‫مّرتين مّرة في أّيام القادر با ّ‬
‫ل مسجدها الجامع مبارزا بعضه كجؤجؤ الطاير حسب ما أخبر به أميججر المججؤمنين‬ ‫منها إ ّ‬
‫سلم ‪ :‬جائها الماء من بحججر الفججارس مججن جهججة الموضججع المعججروف الن بجزيججرة‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ل مججا‬
‫الفرس و من جهة الجبل المعروف الن بجزيرة السّنام ‪ ،‬و خربت دورها و غرق ك ّ‬
‫في ضمنها و هلك كثير من أهلها ‪ ،‬و أخبار هذين الغرقين عند أهل البصرة يتناقله خلفهم‬
‫عن سلفهم ‪.‬‬

‫ن المستفاد من ذيل هذه الخطبة على ما رواها‬


‫لأّ‬
‫أقول ‪ :‬و ل بأس بما ذكره إ ّ‬

‫] ‪[ 195‬‬

‫ن الماء الذي يغرق به البصججرة ينفجججر‬‫شارح البحراني حسبما تعرفه في أّول التنبيهات أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سججلم ‪ :‬و إّنججي لعججرف موضججع منفجججره مججن قريتكججم هججذه و‬
‫من الرض كما قال عليججه ال ّ‬
‫ل العالم بحقايق المور‬
‫ظاهر ذلك أّنه ل يكون من ناحية اخرى ‪ ،‬و ا ّ‬

‫ع ععععع ععععععع ععع عععع‬


‫ععععع ععع ع عع ع عع ععععع ع ععع ع عع عع‬
‫عععععع‬

‫قد رواها جماعة من الصحاب بزيادة و نقصان و ل بأس بالشارة إليها تكثيرا للفائدة ‪.‬‬

‫سلم‬ ‫فمنها ما في الحتجاج عن ابن عباس ) رض ( قال ‪ :‬لّما فرغ أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل و أثنى عليه فقال ‪ :‬يا أهل البصرة يججا‬ ‫من قتال أهل البصرة وضع قتبا على قتب فحمد ا ّ‬
‫أهل المؤتفكة يا أهل الّداء ‪ 1‬العضال يا أتباع البهيمة يا جند المججرأة رغججا فججأجبتم و عقججر‬
‫سلم يمشي بعججد‬ ‫فهربتم ‪ ،‬ماؤكم زعاق ‪ ،‬و دينكم نفاق ‪ ،‬و أحلمكم دقاق ‪ ،‬ثّم نزل عليه ال ّ‬
‫ضأ فقججال ‪ :‬يججا حسججن أسججبغ‬‫فراغه من خطبته فمشينا معه فمّر بالحسن البصري و هو يتو ّ‬
‫ل وحده ل‬ ‫لا ّ‬
‫الوضوء فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين لقد قتلت بالمس أناسا يشهدون أن ل إله إ ّ‬
‫ن محّمدا عبده و رسوله و يصجّلون الخمججس و يسججبغون الوضججوء ‪ ،‬فقججال لججه‬ ‫شريك له و أ ّ‬
‫سلم ‪ :‬قد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينججا عججدّونا ؟ فقججال ‪ :‬و‬ ‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل لصدقنك يا أمير المؤمنين لقد خرجججت فججي أّول يججوم فاغتسججلت و تحّنطججت و صججببت‬ ‫ا ّ‬
‫ن الّتخّلف عن أّم المؤمنين عايشة كفر ‪ ،‬فلّمججا انتهيججت إلججى‬
‫ك في أ ّ‬
‫ى سلحي و أنا ل أش ّ‬
‫عل ّ‬
‫ن القاتل و المقتول فجي الّنجار ‪،‬‬ ‫موضع من الخريبة ‪ 2‬نادى مناد يا حسن إلى أين ارجع فا ّ‬
‫فرجعت ذاعرا و جلست في بيتي ‪.‬‬

‫ن الّتخّلف عن أّم المؤمنين هو الكفر فتحّنطت و صببت‬ ‫كأّ‬


‫فلّما كان في اليوم الّثاني لم أش ّ‬
‫ى سلحي و خرجت اريد القتال حّتى انتهيت إلى موضع من الخريبة فنججادى منججاد مججن‬ ‫عل ّ‬
‫ن القاتل و المقتول في الّنار ‪.‬‬
‫خلفي يا حسن إلى أين مّرة بعد اخرى فا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ققق قققق قق قق ققق قق قق قق قققق ق ق‬
‫قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ق ق قق ق ققق قق ققق ق ق ق قق قق قققق قق‬
‫قققق ققققق ققق قققق ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 196‬‬

‫سججلم ‪:‬‬
‫سلم ‪ :‬صدقت أفتدرى من ذلك المنادي ؟ قججال ‪ :‬ل ‪ ،‬قججال عليججه ال ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫قال عل ّ‬
‫ن القاتل و المقتول منهم في الّنار ‪ ،‬فقال الحسججن البصججري ‪ :‬الن‬ ‫أخوك إبليس و صدقك أ ّ‬
‫ن القوم هلكى ‪.‬‬
‫عرفت يا أمير المؤمنين أ ّ‬

‫ي بن إبراهيم القّمي في تفسير قوله ‪:‬‬


‫و منها ما في تفسير عل ّ‬

‫» َو اْلُمْؤَتِفَكُة َأْهوى « قال ‪ :‬المؤتفكة ‪ 1‬البصرة ‪ ،‬و الّدليل على ذلك قول أمير المؤمنين‬
‫سلم ‪ :‬يا أهل البصرة و يا أهل المؤتفكة يا جند المرأة و أتباع البهيمة رغا فججأجبتم‬ ‫عليه ال ّ‬
‫و عقر فهربتججم مججاؤكم زعججاق و اخلقكججم دقججاق » و أحلمكججم رقججاق خ ل « و فيكججم ختججم‬
‫ل عليه و آله و سّلم أخبرني أ ّ‬
‫ن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬ ‫الّنفاق و لعنتم على لسان سبعين نبّيا إ ّ‬
‫سلم أخبره أّنه طوى له الرض فرأى البصرة أقرب الرضين من المججاء‬ ‫جبرئيل عليه ال ّ‬
‫سماء ‪ ،‬و فيها تسعة أعشار الشجّر و الجّداء العضججال ‪ ،‬المقيججم فيهججا مججذنب و‬ ‫و أبعدها من ال ّ‬
‫ل تمام الّثالثة ‪ ،‬و تمام الّثالثة فججي‬
‫الخارج عنها برحمة و قد ائتفكت بأهلها مّرتين و على ا ّ‬
‫الّرجعة ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬قال في مجمع البيان ‪ :‬المؤتفكة المنقلبة و هي التي صار أعلهججا أسججفلها و أسججفلها‬
‫أعلها ‪ ،‬و أهوى أى انزل بها فججي الهججواء قججال ‪ :‬و المؤتفكججة قججرى قججوم لججوط المخسججوفة‬
‫لج‬
‫أهوى أى اسقط أهواها جبرئيل بعد أن رفعها و هذا تنزيلها و مججا رواه القّمججي رحمججه ا ّ‬
‫ي في تفسير قوله سبحانه ‪:‬‬ ‫تأويلها ‪ ،‬و قال القم ّ‬
‫طَئِة « المؤتفكججات البصججرة ‪ ،‬و الخججاطئة‬
‫ت ِباْلخججا ِ‬
‫ن َقْبَلجُه َو اْلُمْؤَتِفكججا ُ‬
‫ن َو َم ْ‬
‫عْو ٌ‬
‫» َو جاَء ِفْر َ‬
‫ي بن إبراهيم فقد‬‫فلنة و في نسخة حميراء ‪ ،‬و في البحار و أّما التأويل الذي ‪ 2‬ذكره عل ّ‬
‫رواه مؤلف تأويل اليات الباهرة عن محّمد البرقي عن سيف بججن عميججرة عججن أخيججه عججن‬
‫سلم يقول ‪ :‬و جججاء فرعججون‬ ‫منصور بن حازم عن حمران قال ‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه ال ّ‬
‫يعني الّثالث ‪ ،‬و من قبله يعني الّولين ‪ ،‬و المؤتفكات أهل‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ق قق ق ق ققق قق ققققق ققق ققققققق ق‬
‫ققققق قققق قققققق قققققق قق قققققق ق ق ق‬
‫قققققق ق ق ق ق ققق قق ق قققق قق قق قق‬
‫ققققققق قق ققق ق ققق ق ققق ق قق قق قققق ق‬
‫ققققققققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قققق قق ققققق ققققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 197‬‬

‫سسججوا لهججا‬
‫البصرة ‪ ،‬بالخاطئة الحميراء ‪ ،‬فالمراد بمجيء الّولين و الّثالث بعايشججة أّنهججم أ ّ‬
‫سر لها الخروج و لججو ل مججا‬ ‫سلم أساسا به تي ّ‬ ‫بما فعلوا من الجور على أهل البيت عليهم ال ّ‬
‫فعلوا لم تكججن تجججتري علججى مججا فعلججت ‪ ،‬و المججراد بالمؤتفكججات أهججل المؤتفكججات و الجمججع‬
‫باعتبار البقاع و القرى و المحلت ‪.‬‬

‫لمججة المجلسججي ) ره ( جمججع مججا‬


‫ن المحجّدث الع ّ‬
‫لأّ‬
‫و منها ما في شرح البحراني متفّرقججة إ ّ‬
‫وجد منها في البحار و ألف شتاتها و نحن نرويها من البحار من الشرح ‪.‬‬

‫شججيخ كمججال الجّدين بججن ميثججم البحرانججي مرسججل أّنججه لّمججا فججرغ أميججر‬
‫قججال ) قجّده ( ‪ :‬روى ال ّ‬
‫سلم من أمر الحرب لهل الجمل أمر مناديا ينادي فجي أهجل البصجرة أن‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫جة أو علججة‬‫ل من ح ّ‬ ‫ل و ل عذر لمن تخّلف إ ّ‬ ‫صلة الجامعة لثلثة ‪ 1‬أّيام من غد إنشاء ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سججلم فصججلى‬ ‫فل تجعلوا على أنفسكم سبيل فلّما كان اليوم الذي اجتمعوا فيه خرج عليه ال ّ‬
‫بالّناس الغداة في المسجد الجامع فلّما قضى صلته قام فأسند ظهره إلى حائط القبلججة عججن‬
‫يمين المصّلى فخطب الّناس و أثنى عليه بما هو أهله و صّلى على الّنبي و آله و اسججتغفر‬
‫للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات ثّم قال ‪:‬‬

‫ل تمام الّرابعة ‪،‬‬


‫يا أهل البصرة يا أهل المؤتفكة ائتفكت ‪ 2‬بأهلها ثلثا و على ا ّ‬
‫يا جند المراة و اعوان البهيمة رغا فأجبتم و عقر فانهزمتم اخلقكم دقاق و دينكم نفججاق و‬
‫سماء ‪ ،‬بها تسعة اعشججار الشججر‬ ‫ل تربة و ابعدها من ال ّ‬ ‫ماؤكم زعاق ‪ ،‬و بلدكم انتن بلد ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬كججأّنى انظججر إلججى قريتكججم هججذه و قججد طبقهججا‬
‫المحتبس فيها بذنبه و الخارج منها بعفو ا ّ‬
‫جة بحر فقام إليه الحنف‬ ‫ل شرف المسجد كأّنه جؤجؤ طير في ل ّ‬ ‫الماء حّتى ما يرى منها ا ّ‬
‫‪ 3‬بن قيس فقال له ‪ :‬يا أمير المؤمنين متى يكون ذلك ؟‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قق ق قققق ق قق قق ق ققققق قققققق قق‬
‫ققق ق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق ققققق ق قق ق قققق ق قق قققق ق ق ق‬
‫ققققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققققق ق ق ق قق قق ق قق قق قققق ق ق‬
‫ققققققق ق ق قق قققق ق ق ققق ق قق ق قق ق‬
‫قققققق ققققققق ق قققق ققق ققق ق ق قق ق ق ق‬
‫ققق قققق ق قققق ققققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 198‬‬

‫شججاهد‬
‫ن بينك و بينججه لقرونججا و لكججن ليبلججغ ال ّ‬
‫قال ‪ :‬يا أبا بحر إنك لن تدرك ذلك الّزمان و ا ّ‬
‫منكم الغائب عنكم لكي يبلغوا إخوانهم إذا هم رأوا البصرة قد تحّولت أخصاصها ‪ 1‬دورا‬
‫و آجامها قصورا فالهرب الهرب فاّنه ل بصرة لكم يومئذ ‪.‬‬

‫ثّم التفت عن يمينه فقال ‪ :‬كم بينكم و بين البّلة ؟ ‪ 2‬فقال له المنذر بن الجارود فداك أبججي‬
‫صججه‬
‫و اّمي أربعة فراسخ قال له ‪ :‬صدقت فو الذي بعث محّمدا و آله و أكرمه بالّنبّوة و خ ّ‬
‫جل بروحه إلى الجّنة لقد سمعت منه كما تسمعون منى أن قال لي ‪ :‬يا علجج ّ‬
‫ي‬ ‫بالّرسالة و ع ّ‬
‫ن بين التي تسمى البصرة و تسمى البّلججة أربعججة فراسججخ و سججيكون فججي الجتي‬‫هل علمت أ ّ‬
‫تسّمى البلة موضع أصحاب العشور يقتل في ذلك الموضع من اّمتي سبعون ألفا شهيدهم‬
‫يومئذ بمنزلة شهداء بدر ‪.‬‬

‫فقال له المنذر ‪ :‬يا أمير المؤمنين و مججن يقتلهجم فجداك أبجي و أّمجي ؟ قجال ‪ :‬يقتلهججم اخجوان‬
‫شياطين سود ألججوانهم منتنجة أريجاحهم ‪ 4‬شجديد كلبهججم ‪ 5‬قليجل‬ ‫ن و هم جيل ‪ 3‬كأّنهم ال ّ‬‫الج ّ‬
‫سلبهم طوبى لمن قتلهم و طوبى لمن قتلوه ‪ ،‬ينفر لجهادهم في ذلك الّزمان ‪ 6‬قوم هم أذلة‬
‫سججماء تبكججى‬
‫عند المتكبرين من أهل ذلك الّزمان ‪ ،‬مجهولون في الرض معروفون فججي ال ّ‬
‫سماء عليهم و سكانها و الرض و سكانها ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قق ققق قققق قق ققققق ققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق ق قققق قق ق ققق قق ق قق ققق ققققق‬
‫قققققق قققق قق ققققق قققققق ق قق ققققق ق‬
‫ققق قق ققق ق قققق قققق قق ققق قق قق ) ق ( ق ق‬
‫قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققققق ق ق ققق ق ق ق ققق قق ق قق ق ق ق ق قق‬
‫ققققققق قققق ققق ققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ققق ققق ق قق ققققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬قققق ق ققققققق ق ققق ق ق ققققق ق ق قق‬
‫قق قق قق قق ققققق قق ق ق ق ق قققق ق قققق ق ق‬
‫ققق قق ققققققق ق ق ق ققق قق قق ق ققققققق ق‬
‫قق ققققق قق ققققق ققق قققق قققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 6‬ق قققق قققق ققق قققق قققق ققققق ق ققق‬
‫قققق ققققق ققققق قق ققق قق ق قققق ق قق ق ق‬
‫قق ققققق ققق قققق ققققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 199‬‬

‫ثّم هملت ‪ 1‬عيناه بالبكاء ثّم قال ‪ :‬ويحك يا بصرة ويلك يا بصرة ل رهج ‪ 2‬له و ل حس‬
‫‪ 3‬فقال له المنذر ‪ :‬يا أمير المؤمنين و ما الذي يصيبهم من قبل الغرق مّمججا ذكججرت و مججا‬
‫الويح و ما الويل ؟ فقال ‪ :‬هما بابان فالويح باب رحمة و الويل باب عذاب يججابن الجججارود‬
‫نعم تارات ‪ 4‬عظيمة ‪.‬‬
‫منها عصبة يقتل بعضها بعضا ‪ ،‬و منها فتنة يكون بهججا خججراب منججازل و خججراب ديججار و‬
‫انتهاك أموال ‪ 5‬و قتل رجال و سباء نساء يذبحن و نجايا ويل امرهن حديث عجيب منها‬
‫أن يسجتحل ‪ 6‬بهجا الجّدجال الكجبر العجور ‪ 7‬الممسجوح العيجن اليمنجى و الخجرى كأّنهجا‬
‫ممزوجة بالّدم لكأّنها في الحمرة علقة ناتى ‪ 8‬الحدقة كهيئة حّبججة العنجب الطافيججة ‪ 9‬علججى‬
‫الماء فيتبعه من أهلها عّدة من قتل بالبلة من الشججهداء انججاجيلهم فججي صججدورهم يقتججل مججن‬
‫يقتل و يهرب من يهرب ثّم رجف ‪ 10‬ثّم قججذف ‪ 11‬ثجّم خسججف ‪ 12‬ثجّم مسججخ ثجّم الجججوع‬
‫الغبر ثّم الموت الحمر و هو الغرق ‪.‬‬

‫ن للبصرة ثلثة أسماء سوى البصرة في الّزبر الّول ل يعلمها ا ّ‬


‫ل‬ ‫يا منذر إ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قققق قققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قققققققق قققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققققق ققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ققق ق ققق قق ق ققق ق ققققق ق ق قق قققق ق‬
‫قققق ققققق ققق ققق قققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬ققق ققققققق ققق قق ققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 6‬قق ققق ققق قق ققق ق ققققق ق ق ق ق ق‬
‫ققققق قق ققق ق قق قق ق قق قققق ق قققققق‬
‫ققققق قققق قققققققق ققق قق قق ق ققققق قق‬
‫قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 7‬قققق ققق قققق ققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 8‬قققققق ققققققق قققق ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 9‬ققق ققق ققققق ققققق ققق ققق ق قق قققق‬
‫قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 10‬ققققق ققققققق ق قققققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 11‬ققققق ققققق قققققققق ق ققققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 12‬ققققق قق قققق ق ق ققققق ق قق ق قققق قق‬
‫قق قققق قق ققققق ق ققق ققققق ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 200‬‬

‫العلماء منها الخريبة و منها تدمر ‪ 1‬و منها المؤتفكة ‪ ،‬يا منذر و الذي فلق الحّبججة و بججرء‬
‫النسمة لو أشاء لخبرتكم بخراب العرصات عرصة عرصججة مججتى تخججرب و مججتى تعمججر‬
‫ن عندي من ذلك علما جمّججا ‪ 2‬و ان تسججألوني تجججدوني بججه‬ ‫بعد خرابها إلى يوم القيامة و ا ّ‬
‫عالما ل اخطى منه علما ‪ 3‬و ل دافناء و لقد استودعت علم القرون الولى و ما هو كائن‬
‫إلى يوم القيامة ‪.‬‬

‫ل لم يجعل لحد من أمصار المسلمين خطة شرف و ل كججرم‬ ‫نا ّ‬


‫ثّم قال ‪ :‬يا أهل البصرة إ ّ‬
‫ل و قد جعل فيكم أفضل ذلك و زادكم من فضله بمّنه ما ليس لهججم أنتججم أقججوم الّنججاس قبلججة‬ ‫إّ‬
‫قبلتكم على المقام حيث يقوم المام بمّكة ‪ ،‬و قارئكم أقرء الّناس ‪،‬‬

‫و زاهدكم أزهد الّناس ‪ ،‬و عابدكم أعبجد الّنجاس ‪ ،‬و تجاجركم أنجججر الّنجاس و أصججدقهم فججي‬
‫تجارته ‪ ،‬و متصّدقكم أكرم الّناس صدقة ‪ ،‬و غنّيكم أشّد الّناس بذل و تواضعا ‪،‬‬

‫و شريفكم أحسن الّناس خلقججا ‪ ،‬و أنتججم أكججرم الّنججاس جججوارا و أقّلهججم تكلفججا لمججا ل يعنيججه و‬
‫أحرصهم على الصلة فججي جماعججة ‪ ،‬ثمرتكججم أكججثر الّثمججار ‪ ،‬و أمججوالكم أكججثر المججوال و‬
‫صغاركم أكيس ‪ 4‬الولد ‪ ،‬نساؤكم أقنع النساء و أحسنهن تبعل ‪ 5‬سخر لكم الماء يغججدو‬
‫‪ 6‬عليكم و يروح ‪ ،‬صلحا لمعاشكم و البحر سببا لكججثرة أمججوالكم فلججو صججبرتم ان يكججون‬
‫خسف جيش او طائفة بالبصججرة أو خسججف مججدينتهم و بعججض مسججاكنهم و وصججف الجججوع‬
‫بالغبر لن الجوع غالبا يكون في السنين المجدبة و سنو الجججدب تسججمى غججبر الغججبرار‬
‫اطالها من قلة المطار و ارضيها لعدم النبات و اما لن وجه الجائع يشبه الججوجه المغججبر‬
‫و المراد بالجوغ الغبر الجوع الكامل الذى يظهر لكل أحد بحار ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قققققق ققققق قققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قققق قققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قققق ق ققققققق ق قققق ق ق ققققق ق ق‬
‫قققققق قققق ق قققق ق قق قق ق ق ققق قققق قق‬
‫قق قققق ‪.‬‬
‫قق قققق ققق ققققق ق قق ققق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ققققق قققققق قققق ققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬قققققق ققققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 6‬ق قق ققق قق ق قققق ق ققق ق قققق ق ق ق‬
‫ققققق ق قققق قق ققققققق ققق ققق قققققق ق‬
‫ققققققق قققققققق قق‬

‫] ‪[ 201‬‬

‫لج فيكجم مجاض و‬


‫ن حكجم ا ّ‬
‫ل ظليل ‪ 1‬غيجر أ ّ‬ ‫و استقمتم لكانت لكم شججرة طجوبى مقيل ظ ّ‬
‫ل‪:‬‬‫قضاؤه نافذ ل معّقب لحكمه و هو سريع الحساب يقول ا ّ‬

‫ك فجي‬‫ن ذِلج َ‬
‫شجديدًا كجا َ‬
‫عجذابًا َ‬
‫ل َيْوِم اْلِقيَمة َأْو ُمعَّذُبوها َ‬
‫ن ُمْهِلُكوها َقْب َ‬ ‫حُ‬‫ل َن ْ‬
‫ن َقْرَيٍة ِإ ّ‬
‫ن ِم ْ‬‫» و ِإ ْ‬
‫ل تذكيرا و‬ ‫طورًا « و اقسم لكم يا أهل البصرة ما الذي ابتداتكم به من الّتوبيخ إ ّ‬ ‫سُ‬‫ب َم ْ‬‫اْلِكتا ِ‬
‫ل ج لنججبّيه ص جّلى‬
‫موعظة لما بعد لكيل تسرعوا إلى الوثوب في مثل الذي و ثبتم و قد قال ا ّ‬
‫ن « و ل الججذي ذكججرت فيكججم مججن‬ ‫ن الّذْكرى َتْنَفُع اْلُمجْؤِمني َ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم » َو َذّكْر َفِإ ّ‬ ‫ا ّ‬
‫المدح و التطرية ‪ 2‬بعد الّتذكير و الموعظة رهبة مّني لكم و ل رغبة في شيء مّما قبلكم‬
‫ل لمور تحضرني قد يلزمني المقام بها فيما بيني‬ ‫فاّني ل اريد المقام بين أظهركم إنشاء ا ّ‬
‫ل ل عذر لي في تركها و ل علم لكم بشيء منها حّتى يقع مّمججا اريججد أن أخوضججها‬ ‫و بين ا ّ‬
‫‪ 3‬مقبل و مدبرا ‪.‬‬
‫صافي صفاه ‪ 4‬لنا كتاب الّ‬ ‫فمن أراد أن يأخذ بنصيبه منها فليفعل ‪ ،‬فلعمري إّنه للجهاد ال ّ‬
‫و ل الذي أردت به من ذكر بلدكم موجدة ‪ 5‬مّنى عليكم لما شاققتموني يمد في كل يوم و‬
‫ليلججة مرتيججن و يججدور فججى اليججوم و الليلججة و ل يخججص وقتججا كطلججوع الشججمس و غروبهججا و‬
‫ارتفاعها و انخفاضها و يكون ذلك بالمد اليومى و يكون المد عند زيادة نور القمر اسججد و‬
‫يسمى ذلك بالمد الشهرى و اشار عليه السلم بهذه الفقرة الى فايدة المد و الجزر بحار ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق ق ققققق ق ققق قق ققققق ق ق ق ق ق ققق‬
‫ققق قق قق ق ققق قق ققق ق ققق ق ققققققق ق ق‬
‫ققق قق قققق قق قققق قق قق قق ققق قق ققق قق‬
‫ققق قق قققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققققق ققققققق ق ق ق ققق قق ق ققق ققق‬
‫ققق ققققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققق قق ق ق قق ق قققق قق ققققق ق ق قققق‬
‫ققققق ق ق ق قق ق قققق ققققق ققق ق ق ق قققق‬
‫ققققق قق قققققق ققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬قق قققق ققققق قق ققققققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫ققق ق‬ ‫‪ ( 5‬ققق ق قققق ق قققق ق ق قققق‬ ‫)‬
‫قققققققق قققققق ق ققققققق قققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 202‬‬

‫ل عليججه و آلججه و سجّلم قججال لججي يومججا و ليججس معججه غيججري ‪ :‬إنّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬‫غير أ ّ‬
‫جبرئيل الّروح الميججن حملنججي علججى منكبججه اليمججن حججتى أرانججي الرض و مججن عليهججا و‬
‫ى كما لم يكبر على أبى آدم علمه السماء و لم يعلمه‬ ‫أعطاني أقاليدها ‪ 1‬و لم يكبر ذلك عل ّ‬
‫الملئكة المقّربون ‪.‬‬

‫سججماء و‬
‫و إّني رأيت بقعة على شاطي البحر تسّمى البصرة ‪ ،‬فاذا هى أبعد الرض من ال ّ‬
‫أقربها من الماء و أّنهججا لسججرع الرض خرابججا و أخشججنها ) اخشججبها خ ( ترابججا و أشجّدها‬
‫ن لكم يا أهل‬
‫عذابا ‪ ،‬و لقد خسف بها في القرون الخالية مرارا و ليأتين ‪ 2‬عليها زمان و إ ّ‬
‫البصرة و ما حججولكم مججن القججرى مججن المججاء ليومججا عظيمججا بلؤه و إنججي لعججرف موضججع‬
‫منفجره من قريتكم هذه ‪ ،‬ثّم امور قبل ذلك تدهمكم ‪ 3‬اخفيت عليكم و علمنجاه فمجن خجرج‬
‫لج‬
‫ل سبقت له ‪ ،‬و من بقي فيها غير مرابط بها فبذنبه و ما ا ّ‬ ‫عند دنّو غرقها فبرحمة من ا ّ‬
‫لم للعبيد ‪.‬‬
‫بظ ّ‬

‫فقام إليه رجل فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين أخبرني من أهل الجماعة و من أهل الفرقججة و مججن‬
‫أهل البدعة و من أهل السّنة ؟‬

‫سلم ‪ :‬إذا سألتني فافهم عّنججي و ل عليججك أن ل تسججأل أحججدا بعججدي ‪ ،‬أّمججا أهججل‬ ‫فقال عليه ال ّ‬
‫ل و أمر رسوله ‪ ،‬و أّمججا أهججل‬ ‫ق عن أمر ا ّ‬ ‫الجماعة فأنا و من اّتبعني و إن قّلوا ‪ ،‬فذلك الح ّ‬
‫سنة فالمستمسكون بما سجّنه‬ ‫الفرقة فالمخالفون لي و لمن اّتبعني و إن كثروا ‪ ،‬و أّما أهل ال ّ‬
‫ل ج و لكتججابه و لرسججوله‬ ‫ل ج و رسججوله و إن قّلججوا و أّمججا أهججل البدعججة فالمخججالفون لمججر ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫العالمون » العاملون ظ « برأيهم و هوائهم و إن كثروا قد مضى منهم الفججوج ‪ 4‬الّول و‬
‫ل الّتوفيق‬
‫ل قصمها ‪ 5‬و استيصالها عن جدد الرض ‪ 6‬و با ّ‬ ‫بقيت أفواج و على ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق ققققق ق قق ققققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق قق قققققق ق قق ق ققق قققق ق قق قق‬
‫قققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قق قققققق ق قققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ققق ققق ق ق قق ق قق ققق قققق ق قق قققق ق‬
‫قققق ق قق ققققققق ق ققققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬ققققق ققق ققققق قق ققققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 6‬قققق ققققق قققققق قققققققق قققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 203‬‬
‫لج بجن الحسجن عجن‬ ‫ل تمام الخطبة ما رواه في الحتجاج عن يحيى بجن عبجد ا ّ‬ ‫أقول ‪ :‬و لع ّ‬
‫سججلم يخطججب بالبصججرة بعججد‬ ‫ل بن الحسن ‪ ،‬قجال ‪ :‬كجان أميججر المججؤمنين عليججه ال ّ‬ ‫أبيه عبد ا ّ‬
‫دخولها بأّيام ‪ ،‬فقام إليه رجل فقال ‪ :‬يا أمير المججؤمنين أخججبرني مججن أهججل الجماعججة و مججن‬
‫أهل الفرقة ؟ و ساق إلى قوله و استيصالها عن جدد الرض و بعده فقام إليه عّمار و قال‬
‫ن من قاتلنججا فهججو و مججاله و ولججده‬‫ن الّناس يذكرون الفيء و يزعمون أ ّ‬ ‫‪ :‬يا أمير المؤمنين إ ّ‬
‫فيء لنا ‪.‬‬

‫فقام إليه رجل من بكر بن وائل يدعى عباد بن قيس و كان ذا عارضة و لسان شديد فقججال‬
‫سججلم و لججم‬ ‫سوية و ل عدلت في الّرعية فقال ‪ :‬عليه ال ّ‬ ‫ل ما قسمت بال ّ‬ ‫يا أمير المؤمنين و ا ّ‬
‫ويحك ؟ قال ‪ :‬لّنك قسمت ما في العسكر و تركت الموال و الّنساء و الّذرية فقال ‪ :‬أّيهججا‬
‫سججمن ‪ ،‬فقججال عبججاد ‪ :‬جئنججا نطلججب غنائمنججا فجائنججا‬
‫الّناس من كججان لججه جراحججة فليججداوها بال ّ‬
‫بالّتّرهات ‪.‬‬

‫لج حّتججى يججدركك غلم‬


‫سججلم ‪ :‬إن كنججت كاذبججا فل أماتججك ا ّ‬
‫فقال له أميججر المججؤمنين عليججه ال ّ‬
‫ثقيف ‪،‬‬

‫ل انتهكها فقيججل أفيمججوت أو يقتججل ؟‬


‫ل حرمة إ ّ‬
‫قيل ‪ :‬و من غلم ثيقف ؟ فقال رجل ل يدع ّ‬
‫سلم يقصه قاصم الجّبارين بموت فاحش يحترق منه دبججره لكججثرة مججا يجججري‬ ‫فقال عليه ال ّ‬
‫من بطنه ‪.‬‬

‫صغير بذنب الكججبير ‪ ،‬و أنّ‬‫يا أخا بكر انت امرء ضعيف الرأى أو ما علمت أّنا ل نأخذ ال ّ‬
‫الموال كانت لهم قبل الفرقة ؟ ؟ و تزّوجوا على رشدة و ولد و اعلى فطرة و إّنما لكم ما‬
‫حوى عسكرهم و ما كان في دورهم فهو ميراث فان عدا أحد منهم أخذنا بذنبه و إن ك ج ّ‬
‫ف‬
‫عّنا لم نحمل عليه ذنب غيره ‪.‬‬

‫ل عليججه و آلجه و سجّلم فججي أهجل مّكججة ‪،‬‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫يا أخا بكر لقد حكمت فيهم بحكم رسول ا ّ‬
‫سم ما حوى العسكر و لم يتعّرض لما سوى ذلك ‪ .‬و إّنما اتبعت أثره حذ و الّنعل بالّنعل‬ ‫فق ّ‬
‫‪.‬‬

‫ل مججا فيهججا إ ّ‬
‫ل‬ ‫ل مججا فيهججا و أنّ دار الهجججرة ل يح ج ّ‬
‫ن دار الحرب يح ّ‬
‫يا أخا بكر أما علمت أ ّ‬
‫ي و ذلك ‪1‬‬ ‫ل فان لم تصّدقوني و أكثرتم عل ّ‬ ‫ق فمهل مهل رحمكم ا ّ‬ ‫بح ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق قققققق قق قققق قققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 204‬‬
‫أّنه تكلم في هذا غير واحد فأّيكم يأخذ عايشة بسهمه ؟ فقالوا ‪ :‬يا أمير المؤمنين أصججبت و‬
‫ل و نادى الّناس من كججل جججانب أصججبت يججا أميججر‬
‫أخطأنا و علمت و جهلنا فنحن نستغفر ا ّ‬
‫سداد ‪.‬‬
‫ل بك الّرشاد و ال ّ‬
‫المؤمنين أصاب ا ّ‬

‫ل بكججم‬
‫ل ان اّتبعتموه و أطعتموه لججن يض ج ّ‬ ‫فقام عباد ) عمار خ ( فقال ‪ :‬أّيها الّناس إّنكم و ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم حّتى قيس ‪ 1‬شعرة كيف ؟ و ل يكون ذلججك و‬ ‫عن منهل نبّيكم صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم علم المنايججا و القضججايا ) و الوصججايا خ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫قد استودعه رسول ا ّ‬
‫سلم و قال له أنت مّنججي بمنزلججة هججارون‬ ‫ل ( و فصل الخطاب على منهاج هارون عليه ال ّ‬
‫ل به و إكراما منه لنبّيه حيث أعطاه ما لم‬ ‫صه ا ّ‬
‫ل أّنه ل نبي بعدي ‪ ،‬فضل خ ّ‬ ‫من موسى إ ّ‬
‫يعط أحدا من خلقه ‪.‬‬

‫ل مججا تججؤمرون بججه فامضججوا لججه فججان‬


‫سلم ‪ :‬انظروا رحمكم ا ّ‬ ‫ثّم قال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫لج إن أطعتمججوني‬ ‫س فاّني حاملكم إنشاء ا ّ‬ ‫العالم أعلم بما يأتي به من الجاهل الخسيس الخ ّ‬
‫على سبيل الّنجاة و إن كان فيه مشّقة شديدة و مججرارة عتيججدة ‪ 2‬و ال جّدنيا حلججوة و الحلوة‬
‫شقوة و الّندامة عّما قليل ‪.‬‬
‫لمن اغتّر بها من ال ّ‬

‫ن جيل من بني إسرائيل أمرهم نبّيهم أن ل يشربوا مججن الّنهججر فلجججوا فججي‬ ‫ثّم إّني اخبركم أ ّ‬
‫ل من أولئك الذين أطاعوا نبّيهم و‬ ‫ل قليل منهم ‪ ،‬فكونوا رحمكم ا ّ‬ ‫ترك أمره فشربوا منه إ ّ‬
‫لم يعصججوا رّبهججم و أّمججا عايشججة فأدركهججا رأى الّنسججاء و لهججا بعججد ذلججك حرمتهججا الولججى و‬
‫ل ‪ ،‬يعفو عّمن يشاء و يعّذب من يشاء ‪.‬‬ ‫الحساب على ا ّ‬

‫عععععع عع ععععععع عع ع ععع ع ع ع عععع عع ع‬


‫ععععع عع عع ععععع ع ع عع ع عععع ع ع ع‬
‫عععععع ععع عععععع‬

‫ل و عّما أوجباه في حّقها فنقول قال تعالى ‪:‬‬


‫و ما فيها الشارة إلى تعّديها عن حدود ا ّ‬

‫ف َلَها اْلَعذا ُ‬
‫ب‬ ‫ع ْ‬
‫شٍة ُمَبّيَنٍة ُيضا َ‬
‫حَ‬‫ن ِبفا ِ‬
‫ت ِمْنُك ّ‬
‫ن َيْأ ِ‬
‫ي َم ْ‬
‫» يا ِنسآَء الّنب ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قق قققق ق قق ق قق ق ق ق قق قق ق قق ق قق‬
‫ققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قققققق قققققق قققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 205‬‬
‫ي بججن إبراهيججم فججي تفسججيره باسججناده عججن‬
‫لج َيسججيرًا « روى علج ّ‬
‫عَلى ا ِّ‬
‫ك َ‬
‫ن ذِل َ‬
‫ن َو كا َ‬
‫ضْعَفْي ِ‬
‫ِ‬
‫سيف ‪ ،‬و قال تعالى ‪:‬‬ ‫سلم قال ‪ :‬الفاحشة الخروج بال ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬‫حريز عن أبيعبد ا ّ‬

‫صافي من الكمججال‬ ‫لولى « روى في ال ّ‬ ‫ج اْلجاِهِلّيِة ا ُْ‬


‫ن َتَبّر َ‬
‫جَ‬‫ن َو ل َتَبّر ْ‬ ‫ن في ُبُيوِتُك ّ‬
‫» و َقْر َ‬
‫ن يوشع ابن نون وص ّ‬
‫ي‬ ‫ل عليه و آله و سّلم في حديث ا ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫عن ابن مسعود عن الّنب ّ‬
‫موسى عاش بعد موسى ثلثين سنة و خرجت عليه صججفراء بنججت شججعيب زوجججة موسججى‬
‫ن ابنججة أبججي بكججر‬
‫ق منك بال ‪ .‬مر فقاتلها فقتل مقاتليها و أحسن اسرها ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫فقالت ‪ :‬أنا أح ّ‬
‫سلم فججي كججذا و كججذا ألججف مججن اّمججتي فيقاتلهججا فيقتججل مقاتليهججا و‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫ستخرج على عل ّ‬
‫ن و ل تججبّرجن تججبّرج‬ ‫ل تعالى ‪ » :‬و قرن في بيوتك ّ‬ ‫يأسرها فيحسن اسرها ‪ ،‬و فيها أنزل ا ّ‬
‫صججادق عججن أبيججه‬‫الجاهلّية الولججى « يعنججي صججفراء بنججت شججعيب ‪ ،‬و روى القّمججي عججن ال ّ‬
‫سلم في هذه الية قال ‪ :‬أى سيكون جاهلّية اخرى ‪ ،‬و في البحار من الكافية من‬ ‫عليهما ال ّ‬
‫لج أّنججه سججيجرى حججرب الجمججل قججال لزواج الّنججب ّ‬
‫ي‬ ‫تفسير الكلبي عن ابن عّباس لّما علججم ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬و قججرن فججي بيججوتكن و ل تججبّرجن تججبّرج الجاهلّيججة الولججى و‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫قال ‪:‬‬

‫ن « فججي حربهججا‬ ‫ض جْعَفي ِ‬


‫ب ِ‬
‫ف َلَها اْلَعججذا ُ‬
‫ع ْ‬
‫شٍة ُمَبّيَنٍة ُيضا َ‬
‫حَ‬‫ن ِبفا ِ‬
‫ت ِمْنُك ّ‬
‫ن َيْأ ِ‬
‫ي َم ْ‬
‫» يا ِنسآَء الّنب ّ‬
‫شعبي عن عبد الّرحمان بن مسججعود العبججدي‬ ‫سلم و في الحتجاج روى ال ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫مع عل ّ‬
‫ل بن الّزبيججر و‬‫ل بن الّزبير و طلحة و الزبير فارسل إلى عبد ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬كنت بمكة مع عبد ا ّ‬
‫لج عليججه و آلججه‬
‫ن عثمان قتل مظلوما و إّنا نخاف أمر أّمة محّمد صّلى ا ّ‬ ‫أنا معه فقال له ‪ :‬إ ّ‬
‫ل بهم ‪،‬‬ ‫و سّلم أن يخت ّ‬

‫ل أن يرتق بها فتقا و يشعب بها صدعا ‪.‬‬


‫فان رأت عايشة أن تخرج معنا لعل ا ّ‬

‫ل بن الّزبير معها في سترها و جلسججت‬


‫قال ‪ :‬فخرجنا نمشى حّتى انتهينا إليها فدخل عبد ا ّ‬
‫ل ما امرت بالخروج و ما‬
‫ل‪،‬وا ّ‬ ‫على الباب فأبلغها ما ارسل به إليها ‪ ،‬فقالت ‪ :‬سبحان ا ّ‬
‫ل اّم سلمة فان خرجت خرجت معها‬ ‫تحضرني من أّمهات المؤمنين إ ّ‬

‫] ‪[ 206‬‬

‫فرجع إليها فبّلغهما ذلك فقال ارجع فلتأتها فهي أثقل عليها مّنا فرجع إليهججا فبلغهججا فججأقبلت‬
‫لج مجا كنجت لجي بجزّوارة فمجا‬ ‫حّتى دخلت على اّم سلمة فقالت أّم سلمة ‪ :‬مرحبا بعايشة و ا ّ‬
‫ن أمير المؤمنين عثمان قتل مظلوما ‪،‬‬ ‫بدالك ؟ قال ‪ :‬قدم طلحة و الّزبير فخّبرا أ ّ‬

‫فصرخت أّم سلمة صرخة أسمعت من في الّدار ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا عايشة أنت بالمس تشججهدين‬
‫عليه بالكفر و هو اليوم أمير المؤمنين قتل مظلوما ‪ .‬فما تريدين ؟ قججالت ‪ :‬تخرجيججن معنججا‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬قالت ‪ :‬يا عايشة‬
‫ل أن يصلح بخروجنا أمر اّمة محّمد صّلى ا ّ‬
‫لا ّ‬
‫فلع ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ما سمعنا ‪.‬‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫اخرجي و قد سمعت من رسول ا ّ‬

‫ل يا عايشة الذي يعلم صدقك إن صدقت أتذكرين يوما كججان نوبتججك مججن رسججول‬ ‫نشدتك با ّ‬
‫لج ل‬
‫ل عليه و آله و سّلم فصنعت حريرة في بيتي فأتيت بها و هو يقججول ‪ :‬و ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ا ّ‬
‫تذهب الليالي و اليام حّتى تتنابح كلب ماء بالعراق يقال له ‪ :‬الحوأب امججرأة مججن نسججائي‬
‫ى و قال ‪ :‬ما لك يا أّم سلمة ؟ فقلت ‪:‬‬
‫في فئة باغية فسقط الناء من يدي فرفع رأسه إل ّ‬

‫ل أل يسقط الناء من يدي و أنت تقول ما تقول ؟ ما يؤمنني أن أكون أنججاهي ؟‬ ‫يا رسول ا ّ‬
‫ساقين إّني أحسبك هيه ‪.‬‬
‫فضحكت أنت فالتفت إليك فقال ‪ :‬مّم تضحكين يا حميراء ال ّ‬

‫ل عليه و آله و سججّلم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل يا عايشة أتذكرين ليلة أسرى بنا مع رسول ا ّ‬ ‫و نشدتك با ّ‬
‫سلم يحّدثنا فادخلت جملججك‬ ‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬ ‫من مكان كذا و كذا و هو بيني و بين عل ّ‬
‫لج‬
‫ي فرفع مقرعة كانت معه فضرب بها وجه جملك و قججال ‪ :‬أمججا و ا ّ‬ ‫فحال بينه و بين عل ّ‬
‫ل منافق كّذاب ‪.‬‬ ‫ما يومه منك بواحد و ل بليته منك بواحدة إّنه ل يبغضه إ ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم الذي قبض فيجه فأتجاه‬


‫ل صّلى ا ّ‬‫ل أتذكرين مرض رسول ا ّ‬ ‫و انشدك با ّ‬
‫لج‬
‫سلم يتعاهد ثوب رسول ا ّ‬ ‫ي بن أبي طالب عليه ال ّ‬ ‫أبوك يعوده و معه عمر و قد كان عل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و نعله و خّفه و يصلح ما دهى ‪ 1‬منها ‪ ،‬فدخل قبل ذلك فأخججذ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و هي حضرمية و هججو يخصججفها خلججف الججبيت‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫نعل رسول ا ّ‬
‫ل كيف أصبحت ؟‬ ‫فاستأذنا عليه فأذن لهما فقال ‪ :‬يا رسول ا ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم أجل ل بّد مججن‬


‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬ل بّد من الموت ‪ ،‬قال ‪ :‬صّلى ا ّ‬
‫قال ‪ :‬أحمد ا ّ‬
‫الموت ‪ :‬قال‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قققق ق قق ق ققق قق ق ققق ق ق قق قققق‬
‫قققققق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 207‬‬

‫ل خاصف الّنعل فمّرا على عليّ‬ ‫ل فهل استخلفت أحدا ؟ قال ‪ :‬ما خليفتي فيكم إ ّ‬
‫يا رسول ا ّ‬
‫ل ذلك تعرفيججه يججا‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ك ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫سلم و هو يخصف نعل رسول ا ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سججلم بعججد‬‫ي عليججه ال ّ‬‫عايشة و تشهدين عليه ثّم قالت اّم سلمة ‪ :‬يا عايشة أنا أخرج على عل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم فرجعت إلى منزلها و قالت ‪ :‬يابن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫الذي سمعته من رسول ا ّ‬
‫الّزبير ابلغهما إّني لست بخارجة من بعد الذي سمعته مججن أّم سججلمة فرجججع فبلغهمججا قجال ‪:‬‬
‫فما انتصف الليل حّتى سمعنا رغاء إبلها ترتحل فارتحلت معهما ‪.‬‬
‫سلم قال ‪:‬‬
‫ي عليهم ال ّ‬
‫صادق عن أبيه عن آبائه عن عل ّ‬
‫و فيه عن جعفر بن محّمد ال ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم في المسجد بعد أن صّلى الفجر ثّم نهض‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫كنت أنا و رسول ا ّ‬
‫ي أعلمنججي‬‫ل عليه و آله و سّلم إذا أراد أن يتجه إل ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫و نهضت معه و كان رسول ا ّ‬
‫بذلك و كان إذا أبطأ في ذلك الموضع صرت إليججه لعججرف خججبره لّنججه ل يتصججابر قلججبي‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل‬ ‫على فراقه ساعة واحدة ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬أنا مّتجه إلى بيت عايشة فمضى رسول ا ّ‬
‫سلم فلججم أزل مججع الحسججن و‬ ‫عليه و آله و سّلم و مضيت إلى بيت فاطمة الّزهراء عليها ال ّ‬
‫الحسين فأنا و هي مسروران بهما ‪.‬‬

‫ثّم إّني نهضت و صرت إلى باب عايشة فطرقت الباب فقالت لي عايشة ‪ :‬من هذا ؟ فقلت‬
‫لج عليجه و آلجه و سجّلم راقجد فانصجرفت ‪ ،‬ثجّم‬
‫لج صجّلى ا ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬
‫ي فقالت ‪ :‬إ ّ‬
‫لها ‪ :‬أنا عل ّ‬
‫قلت ‪:‬‬

‫ل راقد و عايشة في الّدار فرجعت و طرقت الباب فقالت لي عايشة ‪ :‬من هذا ؟‬
‫رسول ا ّ‬

‫لج عليججه و آلججه و سجّلم علجى حاجججة فجانثنيت‬ ‫ي صّلى ا ّ‬


‫ن النب ّ‬
‫ي ‪ ،‬فقالت ‪ :‬إ ّ‬
‫فقلت لها ‪ :‬أنا عل ّ‬
‫مستحييا من دّقي الباب و وجدت في صدري ما ل أستطيع عليه صبرا ‪ ،‬فرجعت مسرعا‬
‫ي فسمعت رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫فدققت الباب دقا عنيفا ‪ ،‬فقالت لي عايشة من هذا ؟ فقلت لها ‪ :‬أنا عل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم يقول لها ‪ :‬افتحي البابا ‪ ،‬ففتحت و دخلت فقال لي ‪ :‬اقعد يا أبا‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫لج حجّدثني فججا ّ‬
‫ن‬ ‫الحسن احّدثك بما أنا فيه أو تحّدثني بابطججائك عنججي ؟ فقلججت ‪ :‬يججا رسججول ا ّ‬
‫حديثك أحسن ‪.‬‬

‫فقال ‪ :‬يا أبا الحسن كنت في أمر كتمته من ألم الجججوع فلّمججا دخلججت بيججت عايشججة و أطلججت‬
‫لج القريججب المجيججب فهبججط علج ّ‬
‫ي‬ ‫القعود ليس عندها شيء تأتي به فمججددت يججدي و سجألت ا ّ‬
‫ل تعججالى‬
‫نا ّ‬
‫حبيبي جبرئيل و معه هذا الطير و وضع اصبعه على طاير بين يديه فقال ‪ :‬إ ّ‬
‫ي أن آخذ هذا الطير و هو أطيب طعام في الجّنة فأتيتك به يا محّمد ‪،‬‬ ‫أوحى إل ّ‬

‫] ‪[ 208‬‬

‫سججر‬
‫سججماء فقلججت ‪ :‬اللهجّم ي ّ‬‫ل كثيرا و عرج جبرئيل فرفعت يدي إلى ال ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫فحمدت ا ّ‬
‫عبدا يحّبك و يحّبني يأكل معي هذا الطير ‪ ،‬فمكثت ملّيا فلم أر أحدا يطرق البججاب فرفعججت‬
‫سر عبدا يحّبك و يحّبني أن يأكل معججي هججذا الطيججر فمكثججت‬ ‫سماء فقلت ‪ :‬الّلهم ي ّ‬
‫يدي إلى ال ّ‬
‫سججر عبججدا يحّبججك و‬‫ملّيا فلم أر أحدا يطرق الباب فرفعت يدي إلججى السججماء فقلججت ‪ :‬الّلهجّم ي ّ‬
‫يحّبني و تحّبه و أحّبه يأكل معي هججذا الطيججر ‪ ،‬فسججمعت طرقججك البججاب و ارتفججاع صججوتك‬
‫فقلت لعايشة ‪ :‬ادخلي علّيا ‪ ،‬فدخلت ‪.‬‬
‫ل و احّبك ‪ ،‬فكل يججا‬ ‫ل و تحّبني و يحّبك ا ّ‬ ‫با ّ‬‫ي إذ كنت تح ّ‬ ‫ل حّتى بلغت إل ّ‬ ‫فلم أزل حامدا ّ‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم الطججاير قججال لججي ‪ :‬يججا علج ّ‬
‫ي‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ي فلما أكلت أنا و رسول ا ّ‬ ‫عل ّ‬
‫ل ج لججم أزل منججذ فارقتججك أنججا و فاطمججة و الحسججن و الحسججين‬ ‫ح جّدثني فقلججت ‪ :‬يججا رسججول ا ّ‬
‫مسرورين جميعا ثّم نهضت اريدك فجئت فطرقت البججاب فقججالت لججي عايشججة ‪ :‬مججن هججذا ؟‬
‫فقلت ‪:‬‬

‫ل راقججد ‪ ،‬فانصججرفت فلّمججا أن صججرت إلججى بعججض الطريججق‬ ‫ن رسول ا ّ‬ ‫ي ‪ ،‬فقالت ‪ :‬إ ّ‬
‫أنا عل ّ‬
‫ل راقد و عايشججة فججي الججدار ل يكججون هججذا ‪ ،‬فجئت‬ ‫ن رسول ا ّ‬ ‫الذي سلكته رجعت فقلت ‪ :‬إ ّ‬
‫لج علججى حاجججة‬ ‫ن رسججول ا ّ‬‫ي فقججالت إ ّ‬
‫فطرقت الباب فقالت لي ‪ :‬من هذا ؟ فقلت لها أنا علج ّ‬
‫فانصرفت مستحييا ‪ ،‬فلّما انتهيت إلى الموضع الذي رجعت منه أّول مرة وجدت في قلبي‬
‫سججلم علججى حاجججة و عايشججة فججي الججدار ‪،‬‬ ‫ي عليججه ال ّ‬‫ما لم أستطع عليه صبرا ‪ ،‬فقلت ‪ :‬الّنججب ّ‬
‫ل ج و أنججت تقججول‬‫ل فسمعتك يا رسول ا ّ‬ ‫ق الذي سمعته يا رسول ا ّ‬ ‫فرجعت فدققت الباب الد ّ‬
‫ل أن يكون المر‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬أبيت ‪ 1‬إ ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫لها ‪ :‬ادخلى عليا فقال رسول ا ّ‬
‫ل اشتهيت أن يكون أبججي يأكججل مججن‬ ‫هكذا يا حميرا ما حملك على هذا ؟ قالت ‪ :‬يا رسول ا ّ‬
‫سلم و قد وقفت على ما فججي‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫الطير ‪ ،‬فقال لها ‪ :‬ما هو أّول ضغن بينك و بين عل ّ‬
‫ل و تكون الّنساء يقاتلن الّرجال ؟ فقال لها ‪ :‬يججا‬ ‫ل لتقاتلينه فقالت ‪ :‬يا رسول ا ّ‬ ‫قلبك إنشاء ا ّ‬
‫عايشة إّنك لتقاتلين علّيا و يصججحبك و يججدعوك إلججى هججذا نفججر مججن أهججل بيججتي و أصججحابي‬
‫فيحملونك عليه‬

‫‪-----------‬‬
‫قق قق ققق قق قققق ققققق ققققق ‪.‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق ققق‬

‫] ‪[ 209‬‬

‫و ليكججونن فججي قتالججك أمججر يتحجّدث بججه الّولججون و الخججرون و علمججة ذلججك أّنججك تركججبين‬
‫شيطان ثّم تبتلين قبل أن تبلغججي إلججى الموضججع الججذي يقصججد بججك إليججه فتنبججح عليججك كلب‬‫ال ّ‬
‫الحججوأب فتسججئلين الّرجججوع فتشججهد عنججدك قسججامة أربعيججن رجل مججا هججي كلب الحججوأب‬
‫سججماء و أقربهججا إلججى‬
‫فتصيرين إلى بلد أهله أنصارك ‪ ،‬و هو أبعد بلد على الرض من ال ّ‬
‫الماء ‪،‬‬

‫و لترجعن و أنت صاغرة غير بالغة ما تريدين ‪ ،‬و يكون هذا الذي يرّدك مع من يثججق بججه‬
‫من أصحابه و أّنه لك خير منك له و لينذرنك ما يكون الفراق بيني و بينك فججي الخججرة و‬
‫ي بيني و بينه بعد وفاتي ففراقه جايز ‪.‬‬
‫كلّ من فرق عل ّ‬

‫ت قبجل أن يكجون مجا تعجدني فقجال ‪ :‬هيهججات هيهجات و الجذي‬


‫ل ‪ :‬ليتني م ّ‬
‫فقالت يا رسول ا ّ‬
‫نفسي بيده ليكونن ما قلت حّتى كأّني أراه ‪،‬‬
‫ي فقد وجبت صلة الظهر حّتى أمر بلل‬ ‫ل عليه و آله و سّلم لي ‪ :‬قم يا عل ّ‬
‫ثّم قال صّلى ا ّ‬
‫بالذان فأّذن بلل و أقام و صّلى و صّليت معه و لم نزل في المسجد ‪.‬‬

‫سلم أّنه قال ‪ :‬لّما كان يججوم الجمججل و قجد رشججق ‪ 1‬هججودج عايشجة‬ ‫و فيه عن الباقر عليه ال ّ‬
‫ل ج رجل سججمع‬ ‫ل مطّلقهججا فانشججد ا ّ‬
‫ل ما أراني إ ّ‬
‫سلم ‪ :‬و ا ّ‬‫بالّنبل قال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ي أمر نسائي بيدك مججن بعججدي لمججا‬ ‫ل عليه و آله و سّلم يقول ‪ :‬يا عل ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫من رسول ا ّ‬
‫ل يقول يججا‬‫قام فشهد قال ‪ :‬فقام ثلثة عشر رجل فيهم بدرّيان فشهدوا أّنهم سمعوا رسول ا ّ‬
‫ي أمر نسائي بيدك من بعدي ‪ ،‬قال ‪ :‬فبكت عايشة عند ذلك حّتى سمعوا بكائها ‪.‬‬ ‫عل ّ‬

‫و في البحار من كتاب الكافية لبطال توبة الخاطئة عن الحسججن بججن حمججاد عججن زيججاد بججن‬
‫سججلم علججى عايشججة‬ ‫ي عليججه ال ّ‬
‫المنذر عن الصبغ بن نباتة قال ‪ :‬لّما عقر الجمل وقججف علج ّ‬
‫فقال و ما حملك على ما صنعت ؟ قالت ذيت ‪ 2‬و ذيت ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما و الذي فلججق الحّبججة و‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم و هججو يلعججن‬
‫لج صجّلى ا ّ‬
‫برء الّنسمة لقججد ملت اذنيججك مججن رسججول ا ّ‬
‫أصحاب الجمل و أصحاب الّنهروان أّما أحياؤهم فيقتلجون فجي الفتنججة و أّمججا أمجواتهم ففججي‬
‫الّنار على مّلة اليهود ‪،‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق قققققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق ق ققق قق ققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 210‬‬

‫إلى غير ذلك مّما رواها الصحاب و تركنا روايتها مخافة الطناب ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫صدق ‪ :‬خرجججت عايشججة إلججى‬


‫ق و نهج ال ّ‬
‫قال العلمة الحّلي طاب ثراه في كتاب كشف الح ّ‬
‫ل عليه و معلوم أّنها عاصية بذلك ‪.‬‬
‫قتال أمير المؤمنين صلوات ا ّ‬

‫لج‬
‫ل قد نهاها عن الخروج و أمرها بالستقرار في منزلها فهتكت حجاب ا ّ‬
‫نا ّ‬‫أّما أّول فل ّ‬
‫و رسوله و تبّرجت و سافرت في محفل عظيم و جّم غفير يزيد على سّتة عشر ألفا ‪.‬‬

‫ي وجه خرجججت‬
‫ي الّدم حّتى تطالب به و ل لها حكم الخلفة فبأ ّ‬
‫و أّما ثانيا فلّنها ليست ول ّ‬
‫للطلب ؟ ‪.‬‬
‫سلم لم يحضججر‬
‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫قلّ‬ ‫و أّما ثالثا فلّنها طلبته من غير من عليه الح ّ‬
‫قتله و ل أمر به و ل واطأ عليه و قد ذكر ذلك كثيرا ‪.‬‬

‫ل نعثل فلّمججا‬‫و أّما رابعا فلّنها كانت تحّرض على قتل عثمان و تقول ‪ :‬اقتلوا نعثل قتل ا ّ‬
‫سلم بالخلفة اسندت القتججل إليججه و‬ ‫بلغها قتله فرحت بذلك ‪ ،‬فلّما قام أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫طالبته بدمه لبغضها له و عداوتها معه ‪ ،‬ثّم مع ذلججك تبعهججا خلججق عظيججم و سججاعدها عليججه‬
‫ق ارثها الججذي‬ ‫ل عليها لّما جائت تطالب بح ّ‬ ‫جماعة كثيرة الوفا مضاعفة ‪ ،‬و فاطمة سلم ا ّ‬
‫ل لها في كتابه العزيز و هي محّقة فيه لم يتبعها مخلوق و لم يساعدها بشر انتهججى‬ ‫جعله ا ّ‬
‫كلمه ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جملججه كلم فصججاحت نظججام آن امججام عاليمقججام اسججت كججه در مججذمت بصججره و أهججل آن‬
‫فرموده ‪ :‬بوديد شما لشگر زن كه عايشه است و تابعان بهيمة كه جمل او بود آواز كججرد‬
‫آن جمل ‪ ،‬پس جواب داديد آن را و پى كرده شجد پجس گريختيجد ‪ ،‬خلقهجاى شجما رذيجل و‬
‫حقير است و عهد شما مخالفت است و شقاق ‪ ،‬و دين شما دوروئى است و نفاق ‪ ،‬و آب‬
‫شما بى مزه است و شور ‪ ،‬اقججامت كننججده در ميججان شججما رهيججن اسججت بگنججاه خججويش ‪ ،‬و‬
‫رحلت نماينده از شما دريافته شده است برحمة پروردگار خود ‪ ،‬گويا من‬

‫] ‪[ 211‬‬

‫نظر ميكنم بمسججد شجما كجه فجرا گرفتجه اسجت آن را آب بمرتبجه كجه ديجده نميشجود مگجر‬
‫كنكرههاى آن مسجد مانند سينه كشتى در دريا ‪ ،‬بتحقيق كه فرو فرستاده خداوند سبحانه‬
‫بر بصره كه شهر شما است عذابرا از بالى آن ‪ ،‬و غرق كرده شده كسيكه در ميان آن‬
‫شهر بوده ‪ ،‬و در روايت ديگر وارد شده كه فرمود قسججم بججذات خداونججد هججر آينججه غججرق‬
‫كرده شود اين شهر شما تا اينكه گويا من نظر ميكنم بسوى مسجد آن شهر همچججو سججينه‬
‫كشتى بر روى دريا يا شتر مرغ سينه خوابيده در دريا ‪،‬‬

‫و در روايت ديگر آمده كه همچو سينه مرغ در ميان دريا ‪.‬‬

‫عععع ع ع عع ع عع ع ع ع ع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬
‫ععععع ع عع ع ع ع ععععع عع ع ع ع عع عععع ع‬
‫عععععع عععععع‬

‫سججماء ‪ ،‬خّفججت عقججولكم ‪ ،‬و سججفهت حلججومكم ‪ ،‬فججأنتم‬


‫أرضكم قريبة من المآء ‪ ،‬بعيدة من ال ّ‬
‫غرض لنابل ‪ ،‬و أكلة لكل ‪ ،‬و فريسة لصائل ‪.‬‬
‫ععععع‬

‫سججفه الّنقججص فججي العقججل و‬


‫) سفه ( سفها من باب تعب و سفه بالضّم سفاهة فهو سججفيه و ال ّ‬
‫ق جهله قال سبحانه ‪:‬‬
‫أصله الخّفة و سفه الح ّ‬

‫ي صججاحب الّتفسججير ‪ :‬أى‬


‫سُه « قال الطبرس ّ‬ ‫سِفَه َنْف َ‬
‫ن َ‬
‫ل َم ْ‬
‫ن ِمّلِة ِإْبراهيَم ِإ ّ‬
‫عْ‬‫ب َ‬
‫غ ُ‬
‫ن َيْر َ‬
‫» و َم ْ‬
‫جهل قدره و ) الحلم ( العقججل و الجمججع حلججوم و أحلم و ) الغججرض ( مججا ينصججب ليرمججى‬
‫سهام و ) الّنابل ( ذو الّنبل و ) الكلة ( بضّم الهمزة اسججم للمججأكول و ) فريسججة ( السججد‬ ‫بال ّ‬
‫ما يفرسه و ) صول ( البعير و السد ككرم صالة واثب الّناس أو صار يقتل الّناس و يعد‬
‫و عليهم فهو صائل و صؤل ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫سججفه‬
‫سلم ‪ :‬و سفهت حلومكم للّتفسير و التوكيد إن كان المججراد بال ّ‬
‫العطف في قوله عليه ال ّ‬
‫ل فللتأسيس و الفاء في قوله ‪ :‬فأنتم ‪ ،‬فصيحة و هو ظاهر ‪.‬‬ ‫المعنى الّول ‪ ،‬و إ ّ‬

‫] ‪[ 212‬‬

‫عععععع‬

‫سلم ) أرضكم قريبة مججن المججاء بعيججدة‬ ‫ن قوله عليه ال ّ‬ ‫سابقة أ ّ‬‫قد عرفت في شرح الخطبة ال ّ‬
‫ي و المراد بقرب أرضهم من المججاء إّمججا كججون‬ ‫سلم عن الّنب ّ‬ ‫سماء ( مّما حكاه عليه ال ّ‬
‫من ال ّ‬
‫موضع البصرة منخفضا قريبا من البحر كما يشاهد من دخول الماء حدايقهم و مزارعهجم‬
‫سججلم ‪ :‬مججن‬ ‫ل يوم مّرة أو مّرتين ‪ ،‬أو كونها قريبة من الغرق بالماء فيكون قوله عليججه ال ّ‬ ‫كّ‬
‫الماء من قبيل الحذف و اليصال ‪ ،‬و أّما بعد أرضهم من السماء فاّما من حيث انخفاضها‬
‫عن غيرها من الرض ‪ ،‬أو من حيث بعدها عن دائرة المعّدل ‪.‬‬

‫ن أبعججد‬
‫ن أربججاب علججم الهيئة و أهججل صججناعة التنجيججم يججذكرون إ ّ‬
‫شارح المعججتزلي ‪ :‬إ ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫سلم و معنى البعد عججن‬ ‫سماء البلة ‪ ،‬و ذلك موافق لقوله عليه ال ّ‬ ‫موضع في الرض من ال ّ‬
‫سماء هيهنا هو بعد تلك الرض المخصوصة عن دائرة معّدل الّنهار ‪ ،‬و البقاع و البلد‬ ‫ال ّ‬
‫ن أبعججد موضججع فججي‬ ‫تختلججف فججي ذلججك ‪ ،‬و قججد دّلججت الرصججاد و اللت الّنجومّيججة علججى أ ّ‬
‫المعمورة عن دائرة معّدل الّنهار هو البلة ‪ ،‬و البلة هي قصبة البصرة انتهى ‪.‬‬

‫ن كونها أبعججد بلد العججرب مجن المعجّدل مسجّلم و أمججا كونهجا أبعججد موضججع منججه فججي‬
‫و فيه أ ّ‬
‫ل أن يكون مراده به ما ذكرناه و يكون الّتسامح فججي‬ ‫سا إ ّ‬
‫المعمورة ممنوع قطعا و فاسد ح ّ‬
‫العبارة هذا ‪.‬‬
‫سماء البعد من سججماء الّرحمججة و السججتعداد لنججزول‬ ‫و يحتمل أن يكون المراد ببعدها من ال ّ‬
‫سججفاهة‬‫العذاب و قوله ‪ ) :‬خّفت عقولكم و سججفهت حلججومكم ( وصججف لهججم بقّلججة العقججل و ال ّ‬
‫الموجبة لنحطاط الّرتبة و الّدرجة في العقايد الّدينّية و العبادات البدنّية و إشارة إلججى قّلججة‬
‫استعدادهم لدرك وجوه المصالح الواقعّية كما يشهد به متابعتهم للمرأة و إجابتهم للبهيمة ‪،‬‬
‫و تنبيه على جهالتهم و عدم تفّكرهم في عواقب المور و غفلتهم عن اصججلح أحججوالهم و‬
‫على تسّرعهم إلى ما ل ينبغي و لجل ذلك حسن الّتفريع بقوله ‪ ) :‬فأنتم غرض لنججا بججل (‬
‫أى هدف لمن يريد أذاكم ) واكلة لكل ( أى عرضة لن يطمع في أمججوالكم و يأكلهججا مججن‬
‫يريد أكلها و ) فريسة لصائل ( أى في‬

‫] ‪[ 213‬‬

‫سفاهة‬
‫معرض أن يفترسكم من يريد قتلكم و هلككم ‪ ،‬و هذا كّله من لوازم خّفة العقل و ال ّ‬
‫و قّلة الفهم و الغباوة ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آن امام انام است در مثل همين مقام ‪ :‬زمين شما نزديك اسججت بججآب و دور‬
‫است از آسمان خفيف است عقلهاى شما و سفيه است حلمهاى شما ‪ ،‬پججس شججما بواسججطه‬
‫نقصان عقل و قلة تدبير نشانهايد از براى هر تيججر اندازنججده ‪ ،‬و طعمهايججد از بججراى هججر‬
‫صواب ‪.‬‬‫ل اعلم بال ّ‬ ‫خورنده ‪ ،‬و شكاريد از براى هر حمله كننده ‪ ،‬و هجوم آورنده ‪ ،‬و ا ّ‬

‫ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع ععع ع ععع عع ع‬


‫عععععععع عع عع ععع ععع عع ع ع ع ععع ععع‬
‫عع ع ع ع ععععع عع ع ع ع عع عععع ع ععع ععع‬
‫عععععع‬

‫ن فججي العججدل سججعة ‪ ،‬و‬


‫ل لو وجدته قد تزّوج به الّنساء ‪ ،‬و ملك به الماء ‪ ،‬لرددتججه فججإ ّ‬
‫وا ّ‬
‫من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫صججفايا و هججو اسججم‬


‫) القطايع ( اسم لما ل ينقل من المال كالراضى و الحصون و يقابله ال ّ‬
‫للمنقول و في شرح المعتزلي القطايع مججا يقطعججه المججام لبعججض الّرعيججة مججن أرض بيججت‬
‫المال ذات الخراج و يسقط عنه خراجه و يجعل عليه ضريبة يسيرة عوضا عن الخراج‬
‫ععععععع‬

‫اسناد تزّوج و ملك إلى الّنساء و الماء مججع خلوهمججا مججن علمججة التججأنيث علججى حجّد قججوله‬
‫سَوٌة ‪.‬‬
‫ل ِن ْ‬
‫تعالى ‪َ :‬و قا َ‬

‫عععععع‬

‫سلم بها بعد‬


‫ن هذا الكلم مع الخطبة التية من فصول خطبة خطب عليه ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬

‫] ‪[ 214‬‬

‫قتل عثمان ‪ ،‬و قد رويت بزيادة و نقصان و نحن نوردها بتمامها في شرح الخطبة التيججة‬
‫شارح المعتزلي عججن الكلججبي مرفوعججا إلججى‬ ‫و نقول هنا مضافا إلى ما سيأتي أّنه قد رواه ال ّ‬
‫سلم خطب في اليوم الثاني مججن‬ ‫ن علّيا عليه ال ّ‬‫أبي صالح عن ابن عباس ) رض ( قال ‪ :‬إ ّ‬
‫لج فهججو‬‫ل مال أعطاه مججن مججال ا ّ‬ ‫ل قطيعة أقطعها عثمان و ك ّ‬ ‫نكّ‬ ‫بيعته بالمدينة فقال ‪ :‬أل إ ّ‬
‫سجاء‬‫ق القديم ل يبطله شيء ‪ ،‬و لو وجدته قد تجزّوج بجه الن ّ‬ ‫ن الح ّ‬
‫مردود في بيت المال ‪ ،‬فإ ّ‬
‫ن في العدل سججعة و مججن ضججاق عنججه العججدل فججالجور‬ ‫و فرق في البلدان لرددته إلى حاله فإ ّ‬
‫سجلم علجى مجا أورده‬ ‫عنه أضيق إذا أحطت خججبرا بجذلك فلنعجد إلجى شجرح كلمججه عليجه ال ّ‬
‫ي ره ‪.‬‬
‫الّرض ّ‬

‫ن عثمان كان أقطع كثيرا من بني امّية و غيرهجم مجن أصجحابه و أتبجاعه قطجايع‬ ‫فنقول ‪ :‬إ ّ‬
‫من أرض الخراج كما عرفته في شرح الفصل الّرابع من فصول الخطبة الشقشججقية و قججد‬
‫ل أّنه أقطعها لرباب الجهججد و العنججاء و ذوى الوقججايع المشججهورة‬
‫كان عمر أقطعها أيضا إ ّ‬
‫في الحروب ‪ ،‬ترغيبا في الجهاد ‪ ،‬و لّما كان قطايعه لغججرض صججحيح لججم يتع جّرض عليججه‬
‫سلم له بعد نهوضه بالخلفة ‪ ،‬و إّنما تعرض لقطايع عثمان التي أقطعها لمج جّرد هججوى‬ ‫ال ّ‬
‫ل لو وجججدته (‬‫سلم ) و ا ّ‬ ‫نفسه و ميل إلى أصحابه من غير عناء في الحرب فقال عليه ال ّ‬
‫أى ما بذله عثمان من تلك القطايع ) قد تزّوج به الّنساء و ملك به الماء ( أى صار مهرا‬
‫للحرائر و ثمنا للماء ) لرددته ( إلى حاله و إلى بيت مال المسلمين ‪.‬‬

‫ن وجججوب الججرّد بمقتضججى العججدل و فيججه‬


‫ن في العدل سعة ( يعني أ ّ‬
‫ثّم علل ذلك بقوله ‪ ) :‬فإ ّ‬
‫ل الّنظام و ضاع القوام ‪.‬‬ ‫وسعة للّناس إذ به نظامهم و قوام امورهم ‪ ،‬و لوله لخت ّ‬

‫ثّم أّكد ذلك بقوله ‪ ) :‬و من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق ( يعني من ضججاق عليججه‬
‫القيام بالحكم الذي اقتضاه العدل فالجور الذي أقدم عليه بمقتضى هوى نفسه و ميل طبعججه‬
‫ن رّد القطججايع الججتي‬
‫أضيق عليه في الجّدنيا و الخججرة ‪ ،‬و ذلججك توعيججد لهججم و إشججارة إلججى أ ّ‬
‫أقطعها عثمان لهم و إن كان ضيقا عليهم و شاقا في أنفسهم ‪ ،‬لكّنه عدل و القيام بججه سججهل‬
‫بالّنسبة إلى عدم الّرّد و المتناع منه ‪ ،‬لّنججه جججور و هججو أضججيق عليهججم منججه فججي الجّدنيا و‬
‫الخرة ‪ ،‬أّما في الّدنيا فلّنها رّبما انتزعت منهم قهرا و يكون‬

‫] ‪[ 215‬‬

‫سخطة و العقوبة هذا ‪.‬‬


‫جورهم سببا للتحريج و الّتضييق ‪ ،‬و أّما الخرة فلكونها موجبة لل ّ‬

‫سججليم‬
‫سلم ذلك وجوها يأبى عنها الّذوق ال ّ‬ ‫و ذكر شارحوا الكتاب في تفسير كلمه عليه ال ّ‬
‫و الطبع المستقيم من أراد الطلع عليها فليرجع إليها ‪.‬‬

‫ل سججلح وجججد لعثمججان‬ ‫سلم بك ج ّ‬


‫ي بعد روايته ما روينا عنه سابقا ‪ :‬ثّم أمر عليه ال ّ‬
‫قال الكلب ّ‬
‫في داره مّما تقوى بها ‪ 1‬على المسلمين فقبض و أمر بقبض نجائب كججانت فججي داره مججن‬
‫صدقة فقبضت و أمر بقبض سيفه و درعه و أمر أن ل يعرض لسججلح وجججد لججه لججم‬ ‫ابل ال ّ‬
‫ف عن جميع أمواله التي وجدت فججي داره و غيججر داره ‪ ،‬و أمججر‬ ‫يقاتل به المسلمون و بالك ّ‬
‫أن ترتجع الموال التي أجاز بها عثمان و حيث اصيبت أو اصججيبت أصججحابها فبلججغ ذلججك‬
‫شججام أتاهججا حيججث دئب الّنججاس علججى عثمججان‬
‫عمججرو بججن العججاص و كجان بايلججة مججن أرض ال ّ‬
‫ل مججال‬ ‫فنزلها ‪ ،‬فكتب إلى معاوية ما كنت صانعا فاصنع اذا قشرك ابن أبي طججالب مججن كج ّ‬
‫شارح المعتزلي ‪ :‬و قال الوليد بن عقبة و هججو‬ ‫تملكه كما تقشر عن العصا لحائها ‪ 2‬قال ال ّ‬
‫سلم نجائب عثمان و سيفه و صلحه ‪3 . :‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫أخو عثمان من اّمه يذكر قبض عل ّ‬

‫بنجججججججججججججججججي هاشجججججججججججججججججم رّدوا سجججججججججججججججججلح ابجججججججججججججججججن اختكجججججججججججججججججم‬


‫ل منجججججججججججججججججججججججججججججججاهبه‬
‫و ل تنهبجججججججججججججججججججججججججججججججوه ل تحججججججججججججججججججججججججججججججج ّ‬

‫بنججججججججججججججججججي هاشججججججججججججججججججم كيججججججججججججججججججف الهججججججججججججججججججوادة بيننججججججججججججججججججا‬


‫ي درعجججججججججججججججججججججججه و نججججججججججججججججججججججججائبه‬‫و عنجججججججججججججججججججججججد علججججججججججججججججججججججج ّ‬

‫بنججججججججججججججججججي هاشججججججججججججججججججم كيججججججججججججججججججف الّتججججججججججججججججججوّدد منكججججججججججججججججججم‬


‫و بججججججججججججججججججججججججججججججز ابناردىفيكججججججججججججججججججججججججججججججم و حرائبججججججججججججججججججججججججججججججه‬

‫بنججججججججججججججججججججججججي هاشججججججججججججججججججججججججم إل تججججججججججججججججججججججججرّدوا فاّننججججججججججججججججججججججججا‬


‫سججججججججججججججججججججججججواء علينججججججججججججججججججججججججا قججججججججججججججججججججججججاتله و سججججججججججججججججججججججججالبه‬

‫بنجججججججججججججججي هاشجججججججججججججججم إّنجججججججججججججججا و مجججججججججججججججا كجججججججججججججججان منكجججججججججججججججم‬


‫صدع شاعبه‬ ‫صفا ل يشعب ال ّ‬ ‫كصدع ال ّ‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق ققققق ققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق ققققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قق ققققق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬قق قققق ق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬قققق قق ققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 216‬‬

‫قتلتجججججججججججججججم أخجججججججججججججججي كجججججججججججججججى مجججججججججججججججا تكونجججججججججججججججوا مكجججججججججججججججانه‬


‫كما غدرت يوما بكسرى مراز به‬

‫ل بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب بأبيات طويلة من جملتها ‪:‬‬


‫فأجابه عبد ا ّ‬

‫ن سججججججججججججججججججججججججججججججيفكم‬
‫فل تسججججججججججججججججججججججججججججججألونا سججججججججججججججججججججججججججججججيفكم إ ّ‬
‫اضجججججججججججججججججيع و القجججججججججججججججججاه لجججججججججججججججججدى الجججججججججججججججججّروع صجججججججججججججججججاحبه‬

‫سجججججججججججلوا أهجججججججججججل مصجججججججججججر عجججججججججججن سجججججججججججلح ابجججججججججججن اختنجججججججججججا‬


‫فهججججججججججججججججججججججججم سججججججججججججججججججججججججلبوه سججججججججججججججججججججججججيفه و حرائبججججججججججججججججججججججججه‬

‫ي المججججججججججججججججججر بعججججججججججججججججججد محّمججججججججججججججججججد‬ ‫و كججججججججججججججججججان ولجججججججججججججججججج ّ‬


‫ل المجججججججججججججججججواطن صجججججججججججججججججاحبه‬ ‫ي و فجججججججججججججججججي كججججججججججججججججج ّ‬‫علججججججججججججججججج ّ‬

‫لججججججججججججججججججج دينجججججججججججججججججججه‬
‫ي إلجججججججججججججججججججى أن أظهجججججججججججججججججججر ا ّ‬
‫علججججججججججججججججججج ّ‬
‫و أنجججججججججججججججججت مجججججججججججججججججع الشجججججججججججججججججقين فيمجججججججججججججججججن يحجججججججججججججججججاربه‬

‫و أنججججججججججججججت امججججججججججججججرؤ مججججججججججججججن أهججججججججججججججل صججججججججججججججّفور نججججججججججججججارخ‬


‫فمججججججججججججججججا لججججججججججججججججك فينججججججججججججججججا مججججججججججججججججن حميججججججججججججججججم يغججججججججججججججججائبه‬
‫و قججججججججججججججججججد أنججججججججججججججججججزل الرحمججججججججججججججججججن إّنججججججججججججججججججك فاسججججججججججججججججججق‬
‫و مججججججججججججججا لججججججججججججججك فججججججججججججججي السججججججججججججججلم سججججججججججججججهم تطججججججججججججججالبه‬

‫و شججججججججججججججججججّبهته كسججججججججججججججججججرى و قجججججججججججججججججد كججججججججججججججججججان مثلججججججججججججججججججه‬


‫شبيها بكسرى هديه و ضرائبه‬

‫شارح ‪ :‬و كان المنصججور إذا أنشججد هججذا الججبيت‬‫أى كان كافرا كما كان كسرى كافرا قال ال ّ‬
‫شعر ‪.‬‬
‫ل الوليد هو الذي فّرق بين بني عبد مناف بهذا ال ّ‬
‫يقول لعن ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جملججه كلم آن حضججرت اسججت در خصججوص چيججزى كججه رّد فرمججوده بججود آن را بججر‬
‫مسلمانان از قطيعههاى عثمان كه بر بني امّيه و ساير اعوان خود بخشججش كججرده بججود و‬
‫آن كلم عدل نظام اينست كه فرمود ‪ :‬بخداوند سججوگند اگججر بيججابم آن مججال را كججه تزويججج‬
‫شده باشند بآن زنان و ملك شده باشند بآن كنيزان هر آينه بر ميگردانججم آن را ‪ ،‬از جهججة‬
‫اينكه در عدل وسعت است و هر كه تنك آيد بر او عجدل پججس جججور و سججتم بجر او تنكتجر‬
‫است ‪.‬‬

‫ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع عع ع ععع ع‬


‫عععععععع ع عع ععع ععع عع ع ع ع ععععع عع‬
‫عع ععع ععععع عععععع عععععع‬

‫ن هججذه مججن جلئل‬‫سججلم كمججا فججي بعججض الّنسججخ ل ّ‬‫و الولى العنوان بمن خطبة له عليه ال ّ‬
‫خطبها و من مشهوراتها و هو أّول خطبة خطبها بالمدينججة بعججد مججا نهججض بالخلفججة و قججد‬
‫رواها جمع مّنا و من العامة كالكليني في روضة الكافي و المفيد في الرشاد و المحّدث‬

‫] ‪[ 217‬‬

‫المجلسي و الشارح البحراني و الشارح المعتزلي من كتاب البيان و التبيين للجججاحظ عججن‬
‫ن فيها على اختلف طرقها زيادة و نقصانا‬ ‫لأّ‬‫أبي عبيدة معّمر بن المثنى و غير هؤلء إ ّ‬
‫ي ق جّدس س جّره‬
‫و تغييرا كثيرا و نحن نوردها بتمامها بعد الفراغ من شرح ما أورده الّرض ّ‬
‫بطريق الكليني توضيحا لما أورده و تثبيتا لما ذكره مع الشارة إلى تفسير بعض ما رواه‬
‫ي ره في ضمن فصلين ‪.‬‬ ‫الكليني أيضا و شرح ما أورده الّرض ّ‬
‫ععععع ععععع‬

‫ن من صّرحت له العبر عّما بين يديه من المثلت‬ ‫ذّمتي بما أقول رهينة و أنا به زعيم ‪ ،‬إ ّ‬
‫لج‬
‫ن بلّيتكم قد عادت كهيئتها يججوم بعججث ا ّ‬
‫شبهات ‪ ،‬أل و إ ّ‬ ‫حم في ال ّ‬
‫‪ ،‬حجزه الّتقوى عن الّتق ّ‬
‫ق‪،‬‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬و اّلذي بعثه بالح ّ‬‫نبّيه صّلى ا ّ‬

‫ن سوط القدر ‪ ،‬حّتى يعججود أسججفلكم أعلكججم ‪ ،‬و‬‫ن غربلة ‪ ،‬و لتساط ّ‬
‫ن بلبلة ‪ ،‬و لتغربل ّ‬
‫لتبلبل ّ‬
‫صروا ‪،‬‬
‫ن سابقون كانوا ق ّ‬
‫أعلكم أسفلكم ‪ ،‬و ليسبق ّ‬

‫ل ما كتمت وسمة ‪ ،‬و ل كججذبت كذبججة ‪ ،‬و لقججد نّبئت‬ ‫ن سّباقون كانوا سبقوا ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫صر ّ‬ ‫و ليق ّ‬
‫ن الخطايججا خيججل شججمس حمججل عليهججا أهلهججا ‪ ،‬و خلعججت‬ ‫بهججذا المقججام ‪ ،‬و هججذا اليججوم أل و إ ّ‬
‫ن الّتقوى مطايا ذلل حمل عليهجا أهلهجا ‪ ،‬و أعطجوا‬ ‫حمت بهم في الّنار ‪ ،‬أل و إ ّ‬ ‫لجمها ‪ ،‬فتق ّ‬
‫ل أهل فلئن أمججر الباطججل لقججديما فعججل ‪ ،‬و لئن‬
‫ق و باطل ‪ ،‬و لك ّ‬ ‫إزّمتها ‪ ،‬فأوردتهم الجّنة ح ّ‬
‫ل ‪ ،‬و لقّلما أدبر شيء فأقبل ‪.‬‬ ‫ق فلرّبما و لع ّ‬ ‫قلّ الح ّ‬

‫] ‪[ 218‬‬

‫ن في هذا الكلم أدنى من مواقججع الحسججان ‪ 1‬مججا تبلغججه مواضججع‬‫ي ره أقول ‪ :‬إ ّ‬‫قال الّرض ّ‬
‫ظ العجب به ‪ ،‬و فيه مع الحال اّلتي وصفنا‬ ‫ظ العجب منه أكثر من ح ّ‬ ‫نح ّ‬‫الستحسان ‪ ،‬و إ ّ‬
‫جها إنسجان ‪ ،‬و ل يعجرف مجا أقججول إ ّ‬
‫ل‬ ‫زوائد من الفصاحة ل يقوم بها لسان ‪ ،‬و ل يطلع ف ّ‬
‫ل العالمون‬‫ق ‪ ،‬و جرى فيها على عرق ‪ ،‬و ما يعقلها إ ّ‬‫صناعة بح ّ‬ ‫من ضرب في هذه ال ّ‬

‫ععععع‬

‫) الرهينة ( الوثيقة و ) الّزعيم ( الكفيل و ) صرحت ( كشفت و ) العبر ( جمع العججبرة و‬


‫حججم ( فلن ألقججى نفسججه فججي‬‫) المثلت ( العقوبججات و ) الحجججز ( الحجججب و المنججع و ) تق ّ‬
‫حم النسان فجي المجر دخجل فيجه مجن غيجر روّيجة و ) تبلبلجت ( اللسجن اى‬ ‫المهلكة ‪ ،‬و تق ّ‬
‫صدر وسوسججته و منججه حججديث‬ ‫اختلطت ‪ ،‬و في الّنهاية البلبل الهموم و الحزان و بلبلة ال ّ‬
‫ن ( مججن غربججل الجّدقيق أى نخلججه أو مججن غربلججت‬ ‫ن بلبلة و ) تغربلج ّ‬
‫سلم لتبلبل ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫اللحم أى قطعته و ) ساط ( القدر يسججوطه سججوطا قلججب مججا فيهججا مججن الطعججام بججالمحراك و‬
‫أداره حّتى اختلط أجزائه و ) السججباق ( كش جّداد و ) الوشججمة ( بالشججين المعجمججة الكلمججة و‬
‫بالمهمله الثر و العلمة و ) شمس ( الفرس شموسا و شماسججا منججع ظهججره مججن الّركججوب‬
‫فهو شموس و الجمع شمس كرسلو ) اللجم ( بضّمتين جمججع لجججام و ) ذلججل ( جمججع ذلججول‬
‫كرسل و رسول و هو المنقاد قال سبحانه ‪:‬‬

‫ل « و ) امر ( الباطل بالكسر إذا كثر و تّم‬


‫ك ُذُل ً‬
‫ل َرّب ِ‬
‫سُب َ‬
‫سُلكي ُ‬
‫» َفا ْ‬
‫ععععععع‬

‫نو‬
‫ن ‪ ،‬و تبلبلجج ّ‬
‫من المثلت بيان لما ‪ ،‬و جملة حجزه اه مرفوعة المحلّ على كونها خبر ا ّ‬
‫ن كّلها بالبناء على المفعول ‪ ،‬و كتمت بالبناء على المفعول أو على‬
‫ن و تساط ّ‬
‫تعزبل ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق قق ق ق قققق ققق قق قق قق قق ققق ق‬
‫ققق قق ق قق قق ق قققق ق ققققق قق ققققق قق‬
‫قققق قق ق قققق ق ققققققق قق قققق ق‬
‫ققققققققق قققق ق قق قق ققق ق ققق ق ق قق قق‬
‫ققق ق قققق ققق ق ق قق قق قق قق ق ق قققق ق‬
‫ققققققق قققققققق قققق قق ققق قق ق قققق ق‬
‫قق قققققق ققققققق قققق ق قق قققققق ققق ق‬
‫قق ققققق ققق ققققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 219‬‬

‫المعلوم و كلهما صحيحان محتملن ‪ ،‬و فاعل خلعت ضمير مستتر راجع إلججى الخيججل و‬
‫لجمها منصوب على المفعولّية ‪ ،‬أو خلعت بصيغة المجهول ‪ ،‬و لجمها نايب عججن الفاعججل‬
‫ق أو باطججل أو‬‫ق و باطل خبران لمبتدء محذوف بقرينة المقام أى المور كلها إّمججا ح ج ّ‬
‫وح ّ‬
‫ق و الخطاء باطل على ما سبق الّتصريح اليهما ‪.‬‬
‫ن الّتقوى ح ّ‬
‫أّ‬

‫و قوله لقديما فعل فاعل الفعل عايد إلى الباطل و المفعول محذوف أى قديما فعججل الباطججل‬
‫ن فعل بمعنججى افعججل كمجا فججي قجوله قجد ججبر‬ ‫ذلك و إسناده إليه مجاز و المراد به أهله أو أ ّ‬
‫ل كلمجة مجا كاّفجة مهيئة لجدخول ر ّ‬
‫ب‬ ‫الّدين ال له فجبر أى فانجبر ‪ ،‬و قجوله ‪ :‬فلرّبمجا و لعج ّ‬
‫جي و المعمججول محججذوف و تقججدير‬ ‫ل للججتر ّ‬
‫على الفعل المحذوف بعدها بقرينة المقام ‪ ،‬و لع ّ‬
‫ق فلرّبما يكون غالبا و لعّله ينتصر أهله ‪.‬‬ ‫ل الح ّ‬
‫الكلم و لئن ق ّ‬

‫عععععع‬

‫غبا لهم في الستماع بما يقوله بقوله ‪:‬‬


‫سلم صّدر كلمه بما يكون مر ّ‬
‫اعلم أّنه عليه ال ّ‬

‫) ذّمتي بما أقججول ( ه ) رهينججة ( أى وثيقججة ) و أنججا بججه ( أى بكججونه صججدقا مطابقججا للواقججع‬
‫سلم إلى وجوب العتبار بالعبر الّنافعة من حيث كونها‬ ‫) زعيم ( و كفيل ثّم أشار عليه ال ّ‬
‫ن من صّرحت له العججبر ( أى‬ ‫شبهة و قال ) إ ّ‬ ‫وسيلة إلى التقوى الحاجز عن القتحام في ال ّ‬
‫سابقة و الجارية في‬ ‫كشفت ) عّما بين يديه من المثلت ( و العقوبات الواقعة على المم ال ّ‬
‫لج سججبحانه‬‫القرون الخالية يكون انكشاف تلك العبر و اعتباره بها مؤّديا إلى الخشية مججن ا ّ‬
‫شبهات ( و القتحام في الهلكات من غير روّية ‪.‬‬ ‫حم في ال ّ‬
‫و ) حجزه الّتقوى عن التق ّ‬

‫ق و حاجزّية التقوى منها من حيث إّنه لّما‬ ‫شبيهة بالح ّ‬


‫شبهات المور الباطلة ال ّ‬ ‫و المراد بال ّ‬
‫سججلم فججي تفسججيره‬
‫صججادق عليججه ال ّ‬
‫كان عبارة عن اتيان الوامر و ترك الّنواهي كما قال ال ّ‬
‫ل حيث أمرك و ل يراك حيث نهججاك ‪ ،‬ل ب جّد و أن يكججون‬ ‫بعد ما سئل عنه ‪ :‬أن ل يفقدك ا ّ‬
‫شبهات كيل يقع في المناهي و المحّرمات ‪،‬‬ ‫المّتصف به مجتنبا من ال ّ‬

‫حم فيها مظّنة الوقوع في الحرام من حيث ل يعلم و قججد وقججع الشججارة‬
‫ن الخذ بها و الّتق ّ‬
‫فا ّ‬
‫إلى ذلك في عّدة روايات‬

‫] ‪[ 220‬‬

‫سججلم‬
‫لج عليججه ال ّ‬
‫مثل ما رواه في الوسائل بإسناده عن فضيل بججن عّيججاض عججن أبججي عبججد ا ّ‬
‫ل و يجتنججب هججؤلء‬ ‫قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬من الورع من الّناس ؟ قال ‪ :‬الذي يتوّرع من محارم ا ّ‬
‫شبهات وقع في الحرام و هو ل يعرفه ‪.‬‬ ‫فاذا لم يّتق ال ّ‬

‫سلم أيضا في حديث قال ‪ :‬و إّنما المجور ثلثجة ‪ :‬أمجر‬ ‫و عن عمر بن حنظلة عنه عليه ال ّ‬
‫لج سججبحانه ‪ ،‬قججال‬
‫بّين رشده فيّتبع ‪ ،‬و أمر بّين فيجتنب ‪ ،‬و أمججر مشججكل يججرّد علمججه إلججى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم حلل بّين و حرام بّين و شبهات بين ذلك فمن ترك‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫شبهات ارتكب المحّرمات و هلججك مججن حيججث ل‬ ‫شبهات نجا من المحّرمات و من أخذ بال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫شبهات خير من القتحام في الهلكات ‪.‬‬ ‫ن الوقوف عند ال ّ‬ ‫يعلم ‪ ،‬ثّم قال في آخر الحديث ‪ :‬فإ ّ‬

‫ل ج عليججه و آلججه و س جّلم يقججول ‪ :‬إنّ‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫و عن الّنعمان بن بشير قال ‪ :‬سمعت رسول ا ّ‬
‫ن راعيججا‬
‫ل حلله و حرامه و المشتبهات بين ذلججك ‪ ،‬كمججا لججو أ ّ‬‫ن حمى ا ّ‬
‫لكلّ ملك حمى و إ ّ‬
‫رعى إلى جانب الحمى لم يثبت غنمه أن تقع في وسطه ‪ ،‬فدعوا المشتبهات ‪.‬‬

‫حججم‬
‫سلم لّما نّبههم على لججزوم الّتقججوى و أّنججه مججانع مججن تق ّ‬ ‫إذا عرفت ذلك فاعلم أّنه عليه ال ّ‬
‫ن بلّيتكججم هججذه قجد‬
‫شجبهات مغمجورون بقججوله ‪ ) :‬أل و إ ّ‬ ‫شبهات نّبههم بعده على أّنهم في ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سلم ببلّيتهججم‬‫ل عليه و آله و سّلم ( و أشار عليه ال ّ‬ ‫ل نبّيه صّلى ا ّ‬ ‫عادت كهيئتها يوم بعث ا ّ‬
‫هذه إلى ما هم عليه من تشّتت الراء و تفّرق الهواء و عدم اللفة و الجتماع في نصرة‬
‫شيطان على الذهان القابلة لوسوسته المقهججورة فججي يججده ‪ ،‬و ذلججك‬ ‫ل عن شبهات يلقيها ال ّ‬‫ا ّ‬
‫ل عباده كما قال ‪:‬‬ ‫من أعظم الفتن التي بها يبتلي ا ّ‬

‫ن « و هي امور تشبه مججا كججان عليججه الّنججاس‬ ‫جُعو َ‬‫خيِر ِفْتَنًة َو ِإَلْينا ُتْر َ‬
‫شّر َو اْل َ‬
‫» َو َنْبُلوُكْم ِبال ّ‬
‫ل عليججه و آلججه و سجّلم ‪ ،‬لّنهججم كججانوا يججومئذ ملل متفّرقججة و أهججواء‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫حال بعثة الّنب ّ‬
‫ل فججي شججيء ‪ ،‬و ل‬ ‫منتشرة و طرائق متشّتتة ‪ ،‬و فيه تنبيه لهم على أّنهم ليسوا من تقوى ا ّ‬
‫ق أّيام خلفة الثلثة كما أّنهم لم يكونوا من أهل الّديانة في أّيام الفججترة و يججوم‬‫على دين الح ّ‬
‫ل عليه و آلجه و سجّلم ‪ ،‬و إشجارة إلججى أّنهججم كمججا كجانوا يججومئذ مججأمورين‬
‫ي صّلى ا ّ‬‫بعثة الّنب ّ‬
‫ضللة فكذلك هؤلء‬ ‫سك بأذيال الّنبّوة كي يخلصوا من الكفر و ال ّ‬ ‫بالتم ّ‬

‫] ‪[ 221‬‬

‫سججلم ليهتججدوا بهججا فججي ظلمججات‬


‫اليججوم مججأمورون باتبججاعه و القتبججاس مججن أنججواره عليججه ال ّ‬
‫شبهات و مدلهّمات الجهالة ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ي في الوسائل مججن تفسججير‬ ‫ل بن جندب المرو ّ‬ ‫سلم في حديث عبد ا ّ‬ ‫كما قال الّرضا عليه ال ّ‬
‫شبهة و لّبس عليهججم أمججر دينهججم و‬ ‫شيطان اغتّرهم بال ّ‬ ‫ن هؤلء القوم سنح لهم ال ّ‬ ‫العّياشي ‪ :‬إ ّ‬
‫أرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم فقالوا لم و متى و كيف فأتاهم الهلك من مأمن احتيججاطهم و‬
‫لم للعبيججد ‪ ،‬و لججم يكججن ذلججك لهججم و عليهججم بججل كججان‬
‫ذلك بما كسبت أيججديهم و مججا رّبججك بظ ّ‬
‫الفرض عليهم و الواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحير و رّد مججا جهلججوه مججن ذلججك إلججى‬
‫ل يقول في كتابه ‪:‬‬ ‫نا ّ‬‫عامله » عالمه ظ « و مستنبطه ل ّ‬

‫طوَنُه ِمْنُهجْم «‬
‫سجَتْنِب ُ‬
‫ن َي ْ‬
‫لْمجِر َلَعِلَمجُه اّلججذي َ‬
‫ي ا َْ‬
‫ل َو ِإلى ُأولج ِ‬
‫سو ِ‬
‫ل َو ِإَلى الّر ُ‬
‫» َو َلْو ُرّدوُه ِإَلى ا ِّ‬
‫سججلم و هججم الججذين يسججتنبطون مججن القججرآن و يعرفججون الحلل و‬ ‫يعنججي آل محّمججد عليهججم ال ّ‬
‫ل على خلقه و قد مضى في شرح الفصل الّرابع من فصول الخطبججة‬ ‫جة ّ‬ ‫الحرام و هم الح ّ‬
‫الثانية ‪.‬‬

‫سلم لّما ذكر وقوعهم في البلّية و قابل يوم بيعته بيوم البعثة أشار إلججى مججآل‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫ذلك البتداء و ما يؤل إليه آخر أمر المبايعين من خلوص بعضهم و ارتداد الخرين فقال‬
‫ن فججي الهمججوم و‬‫ن بعضججكم ببعججض و تقعج ّ‬ ‫ن بلبلة ( أى لتخلطج ّ‬
‫ق لتبلبل ّ‬
‫‪ ) :‬و الذي بعثه بالح ّ‬
‫ن جّيججدكم مججن ردّيكججم تميججز‬
‫ن غربلة ( أى ليتميججز ّ‬
‫صدور ) و لتغربل ّ‬ ‫الحزان و وساوس ال ّ‬
‫نخالة الّدقيق من خالصه بالغربال ‪.‬‬

‫سلم فججي روايججة ابججن أبججي يعفججور المرويججة فججي الكججافي فججي بججاب‬
‫صادق عليه ال ّ‬
‫كما قال ال ّ‬
‫حصوا و يمّيزوا و يغربلوا و يسججتخرج فججي‬ ‫التمحيص و المتحان ‪ :‬ل بّد للّناس من أن يم ّ‬
‫ن سوط القدر حتى يعود أسفلكم أعلكم و أعلكججم أسججفلكم (‬ ‫الغربال خلق كثير ) و لتساط ّ‬
‫لتصريف أئمة الجور إّياكم و تقليبكم من حال إلى حججال و إهججانتكم و تغييركججم مججن وضججع‬
‫إلى وضع و من دين إلى دين ‪ ،‬و يحتمل أن يكون المراد به أّنججه يصججير عزيزكججم ذليل و‬
‫صروا ( و هم‬ ‫ن سابقون كانوا ق ّ‬ ‫ط أكابركم ) و ليسبق ّ‬ ‫ذليلكم عزيزا و يرفع أراذلكم و يح ّ‬

‫] ‪[ 222‬‬
‫لج عليجه و آلجه و سجّلم‬ ‫صرون عن نصرته في مبدء المر بعجد وفجاة الّرسجول صجّلى ا ّ‬ ‫المق ّ‬
‫صججرن سجّباقون كجانوا‬ ‫ل في وليتججه المقججاتلون معجه فججي سجاير حروبججه ) و ليق ّ‬ ‫الّناصرون ّ‬
‫سبقوا ( و هججم الججذين كججانت لهججم سججابقة فججي السججلم ثجّم خججذلوه و انحرفججوا عنججه و قججاتلوه‬
‫شارح البحراني ‪ :‬و يشبه أن يكون مراده‬ ‫كأصحاب الجمل و الشام و أهل الّنهروان قال ال ّ‬
‫ل من أخذت العناية اللهّية بيده و‬ ‫صرون الذين يسبقون ك ّ‬ ‫سلم أعّم من ذلك ‪ ،‬فالمق ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ل و اّتباع ساير أوامججره و الوقججوف عنججد نججواهيه و‬ ‫قاده زمام الّتوفيق إلى الجّد في طاعة ا ّ‬
‫زواجره بعد تقصير في ذلك ‪،‬‬

‫لج ثجّم جججذبه هججواه إلججى‬


‫و عكس هؤلء من كان في مبدء المر مستمّرا في سلوك سججبيل ا ّ‬
‫شيطان مسالكه فاستبدل بسبقه في الّدين تقصججيرا و انحرافججا‬ ‫غير ما كان عليه و سلك به ال ّ‬
‫عنه ‪.‬‬

‫سلم لّما أخبرهم بعواقب امورهم و مآل حالهم أّكد ذلك بالقسججم البججاّر تحقيقججا‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫سلم علججى أّنججه مججا ينطججق عججن الهججوى فججي هججذه‬ ‫لوقوع المخبر به ل محالة ‪ ،‬و نّبه عليه ال ّ‬
‫ل ما كتمججت‬ ‫الخبار و أمثالها و إّنما تلّقاها من مصدر الّنبّوة و دوحة الّرسالة فقال ‪ ) :‬و ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم كلمججة‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫و شمة ( على البناء للمفعول أى لم يكتم مّني رسول ا ّ‬
‫أو علمة مّما يجب عليه إظهاره ‪ ،‬أو بالبناء على المعلوم أى لم أكتم شيئا مّما يتعّين عل ّ‬
‫ى‬
‫الباحة ‪ 1‬به من كلمة أو أثر و علمة ) و ل كذبت كذبة ( في شيء مّما اخججبرت بججه ) و‬
‫ل عليه و آلججه و س جّلم ) بهججذا المقججام ( و هججو مقججام‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫لقد نّبئت ( أى أنبئني رسول ا ّ‬
‫اجتماع الخلق عليه ) و هذا اليوم ( أى يوم بيعتهم له ‪.‬‬

‫سلم أردف كلمه بججالّترهيب عججن الخطججاء و الّترغيججب فججي الّتقججوى بججالتنبيه‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫ن الخطايجا خيججل شجمس حمججل عليهجا أهلهجا و‬ ‫ل منهما و قال ‪ ) :‬أل و إ ّ‬ ‫على ما يقود إليه ك ّ‬
‫حمت بهم في الّنار ( و هو من لطيف الّتشبيه و من قبيججل تشججبيه المعقججول‬ ‫خلعت لجمها فتق ّ‬
‫شموس التي خلعت لجامها كما أّنهججا تجججري علججى‬ ‫ن الفرس ال ّ‬ ‫شبه أ ّ‬
‫بالمحسوس ‪ ،‬و وجه ال ّ‬
‫حججم بصجاحبها فججي المعجاطب و المهالجك ‪ ،‬فكجذلك الخطيئة يججري راكبهجا‬ ‫غير نظام و تتق ّ‬
‫شريعة فتورده أعظم موارد الهلكة ‪ ،‬و هي نار‬ ‫بركوبه عليها على غير نظام ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق قق ققققق ققق ق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 223‬‬

‫ن التقججوى مطايججا ذلججل حمججل عليهججا أهلهججا و‬


‫الجحيم المعّدة للعاصين و الخججاطئين ) أل و إ ّ‬
‫ن المطيججة‬
‫شججبه أ ّ‬
‫اعطوا أزّمتها فأوردتهم الجّنة ( و الّتشبيه فيه كما فججي سججابقه ‪ ،‬و وجججه ال ّ‬
‫ن من شأنها أن تتحّرك براكبها علججى رفججق و نظججام و‬ ‫الّذلول التي زمامها بيد راكبها كما أ ّ‬
‫يصرفها الّراكب من أجل كون زمامها بيده عن المهالك و يسير بها إلى المقاصد ‪ ،‬فكذلك‬
‫شججرعّية الججتي بهججا يملكججه و يسججتقّر‬
‫ن صاحبه الذي زمامه بيده و هى الحججدود ال ّ‬ ‫الّتقوى ‪ ،‬فإ ّ‬
‫شمال و اليمين ‪ ،‬و يتمّكججن مججن‬ ‫صراط المستقيم و العطف عن ال ّ‬ ‫عليه يسهل ‪ 1‬له سلوك ال ّ‬
‫سججنية و هججي الجّنججة الججتي‬
‫سججعادة البدّيججة و مججن الوصججول إلججى أسججنى المطججالب ال ّ‬
‫الفججوز بال ّ‬
‫سماوات و الرض أعّدت للمّتقين ‪.‬‬ ‫عرضها ال ّ‬

‫ن هيهنججا طريقيججن مسججلوكين أحججدهما طريججق الخطججاء و‬ ‫سلم لّما أشار إلججى أ ّ‬‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫ق و الخطججاء‬ ‫ن الّتقججوى حج ّ‬
‫ق و باطل ( يعنججي أ ّ‬ ‫الخر طريق الّتقوى ذكر بعدهما أّنهما ) ح ّ‬
‫ل ( منهمججا ) أهججل ( أى سججالك يسججلكه و‬ ‫ق أو باطججل ) و لكج ّ‬ ‫ن المور كّلها إّما ح ّ‬ ‫باطل أو أ ّ‬
‫طالب يطلبه بمقتضى طيب الطينة و خبثهججا ) فلئن امججر الباطجل ( و كججثر ) لقججديما فعجل (‬
‫ل الحق فلرّبما ( يكون غالبا مع قّلته على الباطل ) و لعّله (‬ ‫الباطل أى أهله ذلك ) و لئن ق ّ‬
‫شججارح البحرانججي ‪ :‬اسججتبعاد لرجججوع الحج ّ‬
‫ق‬ ‫ينتصر أهله ) و لقّلما أدبر شيء فأقبل ( قال ال ّ‬
‫ن زوال السججتعداد للمججر مسججتلزم‬ ‫الى الكثرة و القّوة بعد قّلته و ضعفه على وجه كّلي فججإ ّ‬
‫ق إّنما افيضت على قلوب صفت و استعدت لقبوله فججإذا اخججذ‬ ‫لزوال صورته و صورة الح ّ‬
‫ذلك الستعداد في النقصان بموت أهله أو بمججوت قلججوبهم ‪ ،‬و تسجّود ألججواح نفوسججهم بشججبه‬
‫ق و تكثر ظلمة بسبب قّوة الستعداد لهججا ‪ ،‬و ظججاهر أ ّ‬
‫ن‬ ‫الباطل ‪ ،‬فل بّد أن ينقص نور الح ّ‬
‫ق و إضائة نوره بعد ادباره و إقبال ظلمة الباطل أمر بعيد و قّلما يعود مثجل ذلججك‬ ‫عود الح ّ‬
‫ق و لعّله يعود بقّوة فيصبح ألواح الّنفوس و أرضها‬ ‫صورة للح ّ‬ ‫الستعداد لقبول مثل تلك ال ّ‬
‫ل بعزيز ‪،‬‬ ‫ق و يكّر على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق و ما ذلك على ا ّ‬ ‫مشرقة بأنوار الح ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 224‬‬

‫ل بتخاذلهم عنه فل‬


‫ق و بعث على القيام به كيل يضمح ّ‬
‫و في ذلك تنبيه لهم على لزوم الح ّ‬
‫يمكنهم تداركه انتهى كلمه هذا ‪.‬‬

‫ق و باطججل إلجى آخجر‬ ‫ل الظاهر المناسب في شرح الفقرات الخيجرة أعنجي قجوله ‪ :‬حج ّ‬ ‫و لع ّ‬
‫ق و باطججل خججبران لمبتججدء‬
‫سلم ما ذكره بعض الخبار بين ‪ 1‬حيث قال ح ج ّ‬ ‫كلمه عليه ال ّ‬
‫قو‬‫ق و باطل و هو تقسيم للمام على قسمين ‪ ،‬أحدهما المججام بججالح ّ‬‫محذوف أى المام ح ّ‬
‫إليه اشير في قوله تعالى ‪:‬‬

‫ن ِبَأْمِرنججا « و الّثججاني‬
‫جَعْلنججاُهْم َأِئّمجًة َيْهجُدو َ‬
‫ك ِللّناس ِإمامًا « و في قججوله ‪َ » :‬و َ‬
‫عُل َ‬
‫» ِإّني جا ِ‬
‫المام بالباطل و إليه الشارة في قوله ‪:‬‬
‫ن ِإَلى الّنار « و أمر الباطججل مججن بججاب نصججر و علججم و حسججن مججن‬ ‫جَعْلناُهْم َأِئّمًة َيْهُدو َ‬
‫» َو َ‬
‫المارة بمعنى الولية ‪ ،‬و لقديما منصوب على الظرفّية ‪ ،‬و عامله فعل بعججده علججى البنججاء‬
‫للمجهول و ضميره عايد إلى المصدر المفهججوم مججن أمججر و حججذف فججاء الجججزاء مججع كججون‬
‫شرط و الجزاء ماضيين لفظا و معنى اكتفاء بذكرها في الجملة الّتالية ‪ ،‬و لئن قلّ الح ج ّ‬
‫ق‬ ‫ال ّ‬
‫ل و هججو الّرفججع ‪ ،‬قججال فججي القججاموس‬
‫بضّم القاف على البناء للمفعول من باب نصر من الق ّ‬
‫ل للتقليل و ندرة الوقوع و الّتقدير رّبما كان‬ ‫استقّله حمله و رفعه كقّله و اقّله ‪ ،‬فلرّبما و لع ّ‬
‫كذلك و لعله كان كذلك ‪.‬‬

‫سججلم و ذي القرنيججن‬ ‫ق قد يكون غالبا كما في زمن سليمان عليه ال ّ‬ ‫ن الح ّ‬


‫و هو إشارة إلى أ ّ‬
‫ل ج عليججه و آلججه و‬
‫ق غالبا في زمن الّرسول صّلى ا ّ‬ ‫و المقصود بذلك الشارة إلى كون الح ّ‬
‫سلم أيضججا و هججو نججادر و‬ ‫سّلم و مغلوبا في أزمنة الخلفاء الّثلثة و غالبا في زمنه عليه ال ّ‬
‫ل منهمججا أهلججه فججان صججار‬ ‫ق و باطل و لك ج ّ‬
‫ن المام ح ّ‬ ‫سلم أ ّ‬ ‫على هذا فمعنى كلمه عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم فلقد فعل ذلججك أى امججرة الباطججل فججي‬ ‫الباطل أميرا بعد الّرسول صّلى ا ّ‬
‫ق بعد خلفة الثلثججة‬ ‫جب منه ‪ ،‬و لئن ارتفع المام بالح ّ‬ ‫قديم الّزمان و ليس بأمر حادث يتع ّ‬
‫فلرّبما كان كذلك و لعّله كان كذلك و لقّلما‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قققق قققققققق قق ققق قققق قققققق‬
‫ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 225‬‬

‫ل العالم ‪.‬‬
‫ق فأقبل إليه انتهى كلمه و ا ّ‬
‫أدبر شيء من الح ّ‬

‫ععععع‬

‫سلم كالفصل التي من كلمججه‬ ‫ن هذا الفصل من كلمه عليه ال ّ‬ ‫قد أشرنا في صدر الكلم أ ّ‬
‫سر بعججض فقراتهججا‬
‫صة و وعدناك هناك أن نذكر تمام الخطبة و نف ّ‬ ‫مّما رواه العاّمة و الخا ّ‬
‫ل التكلن ‪:‬‬
‫المحتاجة إلى الّتفسير و البيان فأقول و با ّ‬

‫ي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبججوب‬ ‫ي عن عل ّ‬‫روى ثقة السلم محّمد بن يعقوب الكلين ّ‬
‫ن أمير المؤمنين عليه‬
‫سلم أ ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫سراج عن أبي عبد ا ّ‬ ‫ي بن رئاب و يعقوب ال ّ‬
‫عن عل ّ‬
‫سلم لّما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر فقال ‪:‬‬
‫ال ّ‬

‫ل منظر ‪،‬‬
‫ل اّلذي عل فاستعلى ‪ ،‬و دنا فتعالى و ارتفع فوق ك ّ‬
‫ألحمد ّ‬
‫ل وحده ل شريك له ‪ ،‬و أشججهد أنّ محّمججدا ) عبججده و رسججوله خ ل (‬ ‫لا ّ‬‫و أشهد أن ل إله إ ّ‬
‫ل على العالمين ‪،‬‬
‫جة ا ّ‬
‫ل خاتم الّنبّيين ‪ ،‬و ح ّ‬
‫رسول ا ّ‬

‫ل ج و ملئكتججه عليججه و‬
‫مصّدقا للّرسل الّولين ‪ ،‬و كان بالمؤمنين رؤفا رحيما ‪ ،‬و ص جّلى ا ّ‬
‫ن أّول من بغججى علججى‬‫ن البغي يقود أصحابه إلى الّنار ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫على آله ‪ .‬أّما بعد أّيها الّناس فإ ّ‬
‫لج عنججاق ‪ ،‬و كججان مجلسججها جريبججا مججن‬‫ل ذكره عناق بنججت آدم ‪ ،‬و أّول قتيججل قتلججه ا ّ‬ ‫لجّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل إصبع ظفججران مثججل المنجليججن ‪،‬‬ ‫الرض في جريب ‪ ،‬و كان لها عشرون إصبعا ‪ ،‬في ك ّ‬
‫لجج‬
‫ل عليها أسدا كالفيل ‪ ،‬و ذئبا كالبعير ‪ ،‬و نسرا مثل البغل ‪ ،‬فقتلوها ‪ ،‬و قد قتل ا ّ‬ ‫فسّلط ا ّ‬
‫الجبابرة على أفضل أحوالهم ‪ ،‬و آمن ما كانوا عليه ‪ ،‬و أمات هامان و أهلك فرعججون ‪ ،‬و‬
‫ن بلّيتكم قد عادت‬ ‫لوإّ‬ ‫قد قتل عثمان ‪ ،‬أ ّ‬

‫] ‪[ 226‬‬

‫ل نبّيه ‪.‬‬
‫كهيئتها يوم بعث ا ّ‬

‫ن سوط القدر ‪ ،‬حّتججى يعججود‬ ‫ن غربلة ‪ ،‬و لتساط ّ‬ ‫ن بلبلة ‪ ،‬و لتغربل ّ‬
‫ق لتبلبل ّ‬
‫و اّلذي بعثه بالح ّ‬
‫ن سّباقون‬‫صر ّ‬ ‫صروا ‪ ،‬و ليق ّ‬ ‫ن سابقون كانوا ق ّ‬ ‫أسفلكم أعلكم ‪ ،‬و أعلكم أسفلكم ‪ ،‬و ليسبق ّ‬
‫ل ما كتمت وسمة ‪ ،‬و ل كذبت كذبة ‪ ،‬و لقججد نّبئت بهججذا المقججام ‪ ،‬و هججذا‬ ‫كانوا سبقوا ‪ ،‬و ا ّ‬
‫اليوم ‪.‬‬

‫ن الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها ‪ ،‬و خلعت لجمها ‪،‬‬
‫أل و إ ّ‬

‫حمت بهم في الّنار ‪.‬‬


‫فتق ّ‬

‫ن الّتقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها ‪ ،‬و أعطوا أزّمتها ‪،‬‬
‫أل و إ ّ‬

‫فأوردتهم الجّنة ‪ ،‬و فتحت لهم أبوابها ‪ ،‬و وججدوا ريحهجا و طيبهجا ‪ ،‬و قيجل لهجم أدخلوهجا‬
‫بسلم آمنين ‪.‬‬

‫أل و قد سبقني إلى هذا المر من لم أشركه فيه ‪ ،‬و من لم أهبه له ‪ ،‬و من ليست لججه توبججة‬
‫ي يبعث ‪.‬‬
‫ل بنب ّ‬
‫إّ‬

‫ل عليه و آله و سجّلم ‪ ،‬أشججرف منججه علججى شججفا جججرف هججار‬ ‫ي بعد محّمد صّلى ا ّ‬ ‫أل و ل نب ّ‬
‫ل أهل ‪ ،‬فلئن أمججر الباطججل لقججديما فعججل ‪ ،‬و لئن‬
‫ق و باطل و لك ّ‬
‫فانهار به في نار جهّنم ‪ ،‬ح ّ‬
‫ل ‪ ،‬و لقّلما أدبر شيء فأقبل ‪،‬‬
‫ق لرّبما و لع ّ‬‫ل الح ّ‬
‫قّ‬
‫ل الجهد ‪ ،‬و إّني لخشى أن تكونوا علججى‬
‫يإ ّ‬
‫و لئن رّد عليكم أمركم إّنكم سعدآء ‪ ،‬و ما عل ّ‬
‫فترة ملتم عّني ميلة كنتم فيها عندي غير‬

‫] ‪[ 227‬‬

‫ل عّما سلف ‪.‬‬


‫محمودي الّرأي ‪ ،‬و لو أشآء لقلت عفا ا ّ‬

‫ص جناحاه و قطع رأسه‬ ‫سبق فيه الّرجلن و قام الّثالث كالغراب ‪ ،‬هّمته بطنه ‪ ،‬ويله لو ق ّ‬
‫لكان خيرا له ‪ ،‬شغل عن الجّنة و الّنار أمامه ثلثة و إثنان ‪ ،‬خمسة ليججس لهججم سججادس ملججك‬
‫يطير بجناحيه ‪،‬‬

‫صر في الّنار ‪.‬‬


‫ل بضبعيه ‪ ،‬و ساع مجتهد ‪ ،‬و طالب يرجو ‪ ،‬و مق ّ‬
‫ي أخذ ا ّ‬
‫و نب ّ‬

‫طريججق الوسججطى هججي الجججاّدة ‪ ،‬عليهججا بججاقي الكتججاب و آثججار‬‫شمال مضّلة ‪ ،‬و ال ّ‬
‫أليمين و ال ّ‬
‫سوط ‪ ،‬و‬ ‫سيف و ال ّ‬‫ل أّدب هذه الّمة بال ّ‬ ‫نا ّ‬‫الّنبّوة ‪ ،‬هلك من اّدعى ‪ ،‬و خاب من افترى ‪ ،‬إ ّ‬
‫ليس لحد عند المام فيهما هوادة ‪،‬‬

‫فاستتروا في بيوتكم ‪ ،‬و أصلحوا ذات بينكم ‪ ،‬و الّتوبة من ورآئكم من أبدى صفحته للح ّ‬
‫ق‬
‫هلك ‪.‬‬

‫ن ك جلّ‬
‫ق هلك ‪ :‬أل و إ ّ‬ ‫سلم ‪ :‬من أبدى صفحته للح ّ‬ ‫ي البحراني بعد قوله عليه ال ّ‬
‫و في مرو ّ‬
‫قطيعة أقطعها عثمان و ما أخذه من بيت » مال ظ « المسلمين فهو مردود عليهم في بيت‬
‫ق فالباطججل‬
‫مالهم و لو وجدته قد تزّوج به الّنساء و فّرق في البلججد ‪ ،‬فجإّنه إن لججم يسججعه الحج ّ‬
‫أضيق عنه ‪.‬‬

‫] ‪[ 228‬‬

‫عععع‬

‫) الجريب ( الوادي استعير للقطعججة المتمّيججزة مججن الرض و فججي المصججباح للفيججومي مججن‬
‫صله‬
‫صله أّنه عشرة آلف ذراع و عن قدامة الكاتب ما مح ّ‬ ‫سمؤال ما مح ّ‬ ‫كتاب المساحة لل ّ‬
‫أّنه ثلثة آلف ذراع و سّتمأة ذراع ‪ ،‬و ) المنجججل ( كمنججبر حديججدة يقضججب بهججا الجّزرع و‬
‫الواسع الجرح من السنة ) و أمات هامان و أهلججك فرعججون ( كنايججة عججن الّول و الّثججاني‬
‫كما في قوله تعالى ‪:‬‬
‫ن‪،‬‬
‫جَعَلُه جُم اْلججواِرثي َ‬
‫جَعَلُهْم َأِئّمًة َو َن ْ‬
‫ض َو َن ْ‬
‫لْر ِ‬ ‫ضِعُفوا في ا َْ‬
‫سُت ْ‬‫نا ْ‬‫عَلى اّلذي َ‬
‫ن َ‬ ‫ن َنُم ّ‬
‫» َو ُنريُد َأ ْ‬
‫ن«‬‫ح جَذُرو َ‬
‫جُنوَدُهما ِمْنُه جْم مججا كججاُنوا َي ْ‬ ‫ن َو ُ‬
‫ن َو هاما َ‬‫عْو َ‬
‫ي ِفْر َ‬
‫ض و ُنِر َ‬‫لْر ِ‬ ‫ن َلُهْم في ا َْ‬ ‫َو ُنَمّك َ‬
‫) من لم اشرك فيه ( كما أشرك موسى هارون على ما اشير إليه في قوله سبحانه ‪:‬‬

‫ص صريح في عدم رضائه بخلفة من سبق إليه ) و مججن‬ ‫» و أشركه في أمرى « و هو ن ّ‬


‫ي يبعججث ( اسججتثناء مفجّرغ و‬ ‫ل بنججب ّ‬
‫لم للنتفججاع ) و مججن ليسججت لججه توبججة ا ّ‬
‫لججم أهبججه لججه ( ال ّ‬
‫لج نبّيججا بعججد وفججاة‬
‫ل أن يبعججث ا ّ‬‫المقصود أّنه ل يتصّور للثلثة توبة بسبب مججن السججباب إ ّ‬
‫لج‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬دون فصل يكون شرعه ناسخا لشرع محّمد صّلى ا ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫النب ّ‬
‫سلم و وجوب اّتباعه و ما حكم به‬ ‫عليه و آله و سّلم و رافعا لما أوجبه من خلفته عليه ال ّ‬
‫ضمير في أشرف عايد إلى من و في منه‬ ‫من بطلن خلفة الّثلثة ) أشرف منه ( قيل ‪ :‬ال ّ‬
‫راجع إلى مصدر سبقني و كلمة من للّتعليل و الجملة استينافّية بيانّية و المعنى أّنه أشرف‬
‫من لم اشركه فيه من أجل سبقته إلى هذا المر ) على شفا جججرف هججار ( اى علججى قاعججدة‬
‫هى أضعف القواعد و هو الباطل و الّنفاق الذي مثله مثل شفا جرف هار في قّلة الثبات )‬
‫فانهار به في نار جهّنم ( أى فهو الباطل به في نار جهّنم و هذا مأخوذ مججن قججوله سججبحانه‬
‫في سورة البرائة ‪:‬‬

‫س َ‬
‫س‬ ‫ن َأ ّ‬
‫خْيٌر َأّم ْ‬
‫ن َ‬
‫ضوا ٌ‬
‫ل َو ِر ْ‬
‫ن ا ِّ‬
‫ى ِم َ‬
‫على َتْقو ً‬
‫س ُبْنياَنُه َ‬
‫س َ‬
‫ن َأ ّ‬
‫» َأ َفَم ْ‬

‫] ‪[ 229‬‬

‫ن«‬ ‫ظججالمي َ‬
‫لج ل َيْهجِدي اْلَقجْوَم ال ّ‬
‫جَهّنجَم َو ا ُّ‬
‫ف هاٍر َفاْنهاِر ِبه في نججاِر َ‬
‫جُر ٍ‬
‫شفا ‪ُ 1‬‬
‫على َ‬
‫ُبْنياَنُه َ‬
‫) لئن رّد عليكم أمركم ( الذي يلزمكم القيام به و هو امتثججالهم لمججره و تصججديقهم بامججامته‬
‫ل الجهد ( بفتح الجيججم اى الج جّد و‬ ‫يإ ّ‬ ‫سلم ) اّنكم ( تكونون حينئذ ) سعداء و ما عل ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سججوء‬‫ي القيام به من أمر الشريعة و عزل ولة ال ّ‬ ‫الجتهاد يعني أنا أعمل على ما يجب عل ّ‬
‫ل كنججت قججد أعججذرت نظيججر قججوله‬ ‫و امراء الفساد عن المسلمين فان تّم ما اريده فججذاك ‪ ،‬و إ ّ‬
‫سبحانه ‪:‬‬

‫ن « قوله ‪ ) :‬كالغراب هّمتججه بطنججه ( حيججث يقججع علججى‬‫غ اْلُمبي ُ‬


‫ك اْلَبل ُ‬
‫عَلْي َ‬
‫ن َتَوّلْوا َفِإّنما َ‬
‫» َفِإ ْ‬
‫الجيفة و على الّثمرة و على الحّبة و في المثل أحجرص مجن غجراب و أجشجع مجن غجراب‬
‫ص جناحجاه ( أى قطججع‬‫) ويلججه ( منصججوب علجى النجداء و حجرف الّنججداء محججذوف ) لججو قج ّ‬
‫بالمقراض و نحوه كان خيرا له و المقصود أّنه لو كان قتل قبل تلّبسه بالخلفة كان خيججرا‬
‫حمه فيه و قوله ) ثلثة و اثنان ( مرفوعان على البتداء و ) خمسة ( خججبر لهمججا‬ ‫له من تق ّ‬
‫و هو فذلكة العدد كما في قوله سبحانه ‪:‬‬

‫ن المكلفيججن علججى‬
‫شجَرٌة كاِمَلجٌة « و المقصججود أ ّ‬
‫عَ‬‫ك َ‬
‫جْعُتجْم ِتْلج َ‬
‫سجْبَعٌة ِإذا َر َ‬
‫ج َو َ‬
‫حّ‬‫» َثلَثٌة في اْل َ‬
‫خمسة أقسام منشعبة من قسمين لّنه إّما معصوم أو غير معصوم ‪،‬‬
‫ي أخججذ‬‫و المعصوم على ثلثة أقسام ) ملك يطير بجناحيه ( حامل للججوحى و نحججوه ) و نججب ّ‬
‫شججرع أى متحّمججل‬ ‫ي ) سججاع ( فججي الجّدين ) مجتهججد ( فججي ال ّ‬
‫ل بضبعيه ( و عضده و وص ّ‬ ‫ا ّ‬
‫للجهد و المشّقة ) و ( غيججر المعصججوم علججى قسججمين أحججدهما ) طججالب ( للجّنججة ) يرجججو (‬
‫ل أّدب ( اه‬ ‫نا ّ‬
‫صر ( في الّدين هالك ) في الّنار ( قوله ‪ ) :‬إ ّ‬ ‫رحمة رّبه ) و ( الّثاني ) مق ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق قققققق ق ققق قققققق ققققق قققق‬
‫قققق ق قق قق قققق قق ق قققق ق ققق ققق ق‬
‫ققق قق ققق ققق قق قق قق قق قق ق ققق ققق ق‬
‫ققققق ققققق قققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 230‬‬

‫لج سججبحانه لملحظججة القرابججة او‬ ‫إشارة إلى بعججض مطججاعن الّثلثججة مججن تعطيلهججم حججدود ا ّ‬
‫شججفاعة لججترك‬‫لغراض أخر و ) الهججوادة ( الّليججن و مججا يرجججى بججه الصّججلح و قيججل هججو ال ّ‬
‫النتقام من مرتكب العصيان هذا ‪.‬‬

‫سلم إلججى الّتفسججير يججأتي فججي شججرح الفصججل‬


‫و غير ما ذكرته مّما يحتاج من كلمه عليه ال ّ‬
‫ل الهادي ‪.‬‬
‫التي بيانه ‪ ،‬و ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫و از جمله كلم بلغت نظام آن حضرت است ‪ :‬عهد و پيمان من بصحت آنچه ميگججويم‬
‫در گرو است و من بصدق و صواب بودن آن كفيل و ضامنم ‪ ،‬بدرستيكه كشف نمود از‬
‫براى او عبرتها از آنچه در پيش او گذشته از عقوبجات مجانع ميشجود او را پرهيزكجارى‬
‫از انججداختن نفججس خجود در شجبههها ‪ ،‬آگججاه باشجيد بتحقيججق كجه بلّيججه كججه عبجارت اسجت از‬
‫اختلف آراء و تفّرق اهواء رجوع نمججوده بججر مثججال و هيئت آن در آن روز كججه خداونججد‬
‫سبحانه پيغمبر خود را مبعوث فرمود ‪.‬‬

‫ق هججر آينججه مخلججوط ميشججويد بهمججديگر‬


‫قسم بآن كسى كه برانگيخت پيغمججبر خججود را بحج ّ‬
‫مخلوط شدني ‪ ،‬و البّته بيخته ميشويد بغربال بيختنججى كججه خججوب و بججد از همججديگر تميججز‬
‫مييابد ‪ ،‬و البّته بر هم زده ميشويد مثل بر هم زدن آنچه در ديكست از طعام بججا قاشججق و‬
‫نحو آن تا باز برگردد پستترين شما بر بلندترين شما و بلندترين شما بر پستترين شججما ‪،‬‬
‫يعنى زير و بال ميشويد ‪ ،‬و البته پيشى ميگيرند پيش افتادهگانى كه بودند باز پس مانده‬
‫‪ ،‬و البته مقصججر ميشجوند پيججش گيرنجدگانى كجه بودنججد پيجش افتجاده مجراد از طجايفه اولججى‬
‫ل عليه و آلججه از نصججرت‬ ‫اشخاصى بودند كه بعد از وفات حضرت رسالتمآب صلوات ا ّ‬
‫آن حضرت قصور ورزيدند و در زمان خلفت آن بزرگوار با جان و دل بيعججت نمججوده‬
‫و شيعه خالص وى شدند ‪.‬‬

‫و مراد از طايفه دوم اشخاصى هسججتند كججه ايشججان را در اسججلم سججابقه بججود و در زمججان‬
‫امامت آن امام عاليمقام انحراف ورزيده و با او بمقججام مقججاتله و محججاربه بججر آمدنججد مثججل‬
‫طلحه و زبير و ساير اصحاب جمل و نهروان ‪.‬‬

‫] ‪[ 231‬‬

‫بعد از آن اشاره ميفرمايد باينكه اين اخبار غيبيه از منبع نبّوت و مهبط وحى و رسججالت‬
‫مأخوذ گرديده و احتمال خلف در آن بوجه نميباشد ‪ ،‬و فرمود بخدا سوگند پنهان داشته‬
‫ل عليه و آله و سّلم جميع مطالب را‬ ‫نشدهام از هيچ كلمه ‪ ،‬يعنى حضرت رسول صّلى ا ّ‬
‫بمن اطلع داد ‪ ،‬يا اينكجه پنهجان نداشجتم هيجچ كلمجه را كجه لزم بجود اظهجار آن و دروغ‬
‫نگفتهام هيچ دروغى ‪ ،‬و بتحقيق كه خججبر داده شججدهام باينمقججام كججه مقججام اجتمججاعى خلججق‬
‫است بر من و بر اين روز كه روز بيعت مردمان است با من ‪.‬‬

‫آگاه باشيد كه بتحقيق خطاها اسبانى هستند سركش كه سوار شده باشند بججر آن صججاحبان‬
‫آن و بر كنده باشند لجامهاى خود را ‪ ،‬پس انداخته باشججند در مهالججك آتججش راكبججان خججود‬
‫را ‪ ،‬آگاه باشيد بدرستيكه تقوى و پرهيزكارى شترانى هستند رام كججه سججوار شججده باشججند‬
‫بر آن صججاحبان آن ‪ ،‬و داده شججده باشججند بدسججتهاى ايشججان افسججارهاى ايشججان ‪ ،‬پججس وارد‬
‫سازند در بهشت عنبر سرشججت سججواران خججود را ‪ ،‬پرهيزكججارى راهججى اسججت راسججت و‬
‫خطاها راهى است باطل و هر يكى را از اين دو راه اهلى است ‪،‬‬

‫پس اگر بسيار شود باطل هر آينججه در قججديم الّزمججان كججرده اسججت آن را اهججل آن و در آن‬
‫ق در آن زمان پس بسججا كججه غججالب شججود آن و‬ ‫زمان بهمان قرار ‪ ،‬و اگر كم شده است ح ّ‬
‫اميد هست كه منصور باشد اهل آن و هر آينه كم است كه پشت كرده باشججد چيججزى پججس‬
‫روى آورد ‪.‬‬

‫ل عنه بعد از اداء خطبجه فرمجوده كجه ميگجويم مجن بدرسجتى در ايجن‬‫سّيد رضى رضى ا ّ‬
‫سلم كه كوتاهترين لفظ است از موارد حسن چيزى هست كججه نميرسججد‬ ‫كلم امام عليه ال ّ‬
‫بآن مواضع وقوع تحسين ‪ ،‬يعنى فكرها كه ادراك حسن كلم را ميكنند و تعداد محاسججن‬
‫آن را مينمايند و بدرستيكه بهره تعجب از اين كلم بيشتر است از بهججره خججود پسججندى ‪،‬‬
‫يعنى تعجب فصحا از بدايع حسن او بيشتر است از بهره عجب بسججبب اسججتخراج نكججات‬
‫رائقه و لطجائف فجايقه آن ‪ ،‬بجهجة اينكجه بسجا بجدايعى در آن هسجت كجه عقجل آن را بنجور‬
‫بصيرت ادراك مينمايد ‪ ،‬ولى زبان بيان از تعبير و تقريرش عاجز و قاصر است ‪.‬‬
‫] ‪[ 232‬‬

‫و در اين كلم بلغت نظام با وجود حججالتى كججه وصججف كججردم زيادتهاسججت از صججناعت‬
‫فصاحت كه قايم نميشود بأداى آن هيچ زبان ‪ ،‬و اطلع نمييابد بعمق آن هيچ انسججان ‪ ،‬و‬
‫نميشناسد آن چيزيرا كه من گفتم از اين اوصاف مگر كسججيكه عمججر خججود را مصججروف‬
‫بدارد در اين صججناعت فصججاحت براسججتى ‪ ،‬و جججارى شججود ايججن صججناعت بججر عججروق و‬
‫اعصاب آن ‪ ،‬و آن را كما هججو حّقججه دانسججته باشججد ‪ ،‬و تعقججل نميكنججد آن را مگججر عالمججان‬
‫كاملن ‪.‬‬

‫ععععع عععععع‬

‫صر في الّنار‬
‫شغل من الجّنة و الّنار أمامه ‪ ،‬ساع سريع نجا ‪ ،‬و طالب بطيء رجا ‪ ،‬و مق ّ‬
‫طريق الوسطى هي الجججاّدة ‪ ،‬عليهججا بججاقي الكتججاب و‬‫شمال مضّلة ‪ ،‬و ال ّ‬ ‫هوى ‪ ،‬اليمين و ال ّ‬
‫سّنة ‪ ،‬و إليها مصير العاقبججة ‪ ،‬هلججك مججن اّدعججى ‪ ،‬و خججاب مججن‬
‫آثار الّنبّوة ‪ ،‬و منها منفذ ال ّ‬
‫ق هلك عند جهلة الّناس ‪ ،‬و كفى بالمرء جهل أن ل يعرف‬ ‫افترى ‪ ،‬من أبدى صفحته للح ّ‬
‫قدره ‪،‬‬

‫ل يهلك علججى الّتقججوى سججنخ أصججل ‪ ،‬و ل يظمججاء عليجه زرع قججوم ‪ ،‬فاسججتتروا بيججوتكم ‪ ،‬و‬
‫ل رّبجه ‪ ،‬و ل يلجم لئم إ ّ‬
‫ل‬ ‫أصلحوا ذات بينكم ‪ ،‬و الّتوبة مجن ورآئكجم ‪ ،‬و ل يحمجد حامجد إ ّ‬
‫نفسه ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) الطريق ( يذّكر في لغة نجد و به جاء القرآن في قوله تعالى ‪:‬‬

‫سا « و يؤّنث في لغة الحجاز و عليه جرى قججوله عليججه‬


‫حِر َيَب ً‬
‫طريًقا في اْلَب ْ‬
‫ب َلُهْم َ‬
‫ضِر ْ‬
‫» َفا ْ‬
‫صفحة (‬‫سلم و ) الجاّدة ( معظم الطريق و ) ال ّ‬ ‫ال ّ‬

‫] ‪[ 233‬‬

‫ل شججيء أصججله و ) الجبين ( بالفتجح مجن‬ ‫سجنخ ( مججن كج ّ‬‫صججفح ججانبه و ) ال ّ‬


‫ل شيء كال ّ‬
‫من ك ّ‬
‫الضداد يطلق على الوصججل و علججى الفرقججة ‪ ،‬و منججه ذات الججبين للعججداوة و البغضججاء ‪ ،‬و‬
‫قولهم لصلح ذات البين أى لصلح الفساد بين القوم ‪ ،‬و المراد اسكان الّنائرة ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫شغل على البناء للمفعول ‪ ،‬و من الموصولة نائب عن الفاعل و الجّنججة و الّنججار مرفوعججان‬
‫ضججمير‬
‫ن شججغل مسججند إلججى ال ّ‬ ‫على البتداء ‪ ،‬و أمامه خبر و الجملة صلة لمججن ‪ ،‬و قيججل ‪ :‬إ ّ‬
‫سلم حسبما حكيناه من الكافي ‪ ،‬و مججن‬ ‫سابق في كلمه عليه ال ّ‬‫المستتر العايد إلى الّثالث ال ّ‬
‫الجّنة بكسر الميم جار و مجرور ‪ ،‬و الّنار أمامه مبتدء و خبر ‪.‬‬

‫و يؤيد ذلك ما في رواية الكافي من تبديل كلمجة مجن بكلمججة عججن ‪ ،‬و عليججه فجالمعنى شجغل‬
‫صججر‬‫ن النججار أمججامه ‪ ،‬و سججاع و طججالب و مق ّ‬ ‫الثججالث يعنججي عثمججان عججن الجّنججة و الحججال أ ّ‬
‫مرفوعات على الخبرية من محذوف بقرينة المقام ‪ ،‬و إضافة الباقي إلى الكتججاب إّمججا مججن‬
‫قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف أى الكتاب البججاقي بيجن الّمجة ‪ ،‬أو بمعنجى مجن ‪ ،‬ففيهججا‬
‫إشارة إلى وقوع التحريف فججي القججرآن و النقصججان فيججه ‪ ،‬و كفججى بججالمرء البججاء زائدة فججي‬
‫سجنخ إلجى أصجل مجن قبيجل سجعيد كجرز و كجرى القجوم ‪ ،‬و اسجتتروا‬ ‫المفعول ‪ ،‬و إضافة ال ّ‬
‫بيوتكم أى في بيوتكم منصوب بنزع الخافض ‪ ،‬و الّتوبة من ورائكم كلمة من بمعنججى فججي‬
‫و هو واضح ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن هذا الفصل من الخطبة التي ذكرناها هنججاك و قججوله‬ ‫قد عرفت في شرح الفصل السابق أ ّ‬
‫سلم ) شغل من الجّنة و الّنار امامه ( جملة خبرية في معنى النشججاء ‪ ،‬يعنججي مججن‬ ‫عليه ال ّ‬
‫كان الجّنة و الّنار أمامه يجب أن يكون مشغول بهما عن جميع ما يشغل عنهما من زبرج‬
‫الّدنيا و زخارفها و لّذاتها و شهواتها ‪ ،‬و المراد بالشتغال بهما الشججتغال بمججا يججؤّديه إلججى‬
‫الجّنة و ينجيه من الّنار ‪ ،‬و من كونهما أمامه كونهما نصب قلبه و خياله بمرئى و مسججمع‬
‫منه غير غافل عنها متذّكرا لهما مّدة عمره ‪ ،‬فيشغل بهما عن غيرهما ‪.‬‬

‫] ‪[ 234‬‬

‫ن النسان لما كان من بدو نشججأته و عمجره إلججى منتهججاه بمنزلجة‬


‫و يحتمل أن يكون المراد أ ّ‬
‫ل ‪ ،‬و كان دائما في قطع مسافة و النتقال من نشأة إلى نشأة ‪،‬‬ ‫المسافر إلى ا ّ‬

‫و التبّدل من طور الى طور من أطوار العالم الجسماني و أطوار نشججأة الخججرة مججن حيججن‬
‫الموت إلى حين البعث من حيث إن الموت ليس عبارة عن عدم النسان ‪ ،‬بل مججن بطلن‬
‫قالبه لخروج روح منه قائما بذاتها دون افتقارهججا بهججذا البججدن فلججه بعججد هججذه النشججأة نشججآت‬
‫كثيرة في القبر و البرزخ و عند العججرض و الحسججاب و الميججزان إلججى أن يججدخل الجّنججة أو‬
‫الّنار ‪ ،‬ل جرم ‪ 1‬كان المنزل لذلك المسافر إحداهما فكأّنما أمامه في ذلك السفر و غايتين‬
‫سججفر إلججى‬
‫يؤّمهما النسان من مبدء خلقته إلى أن ينزل إلى إحداهما و من كجان أبججدا فججي ال ّ‬
‫غاية معّينة فيجب أن يكون مشغول بمهمات تلك الغاية ‪.‬‬

‫سم الّناس باعتبججار ذلججك الشججتغال إلججى‬‫سلم على وجوب الشتغال بهما ق ّ‬ ‫و لّما نّبه عليه ال ّ‬
‫لج ) سججريع ( فججي عججدوه ) نجججا ( برحمججة رّبججه‬‫أقسام ثلثة أحدها ) ساع ( إلى رضججوان ا ّ‬
‫) و ( الّثججاني ) طججالب ( للّرضججوان ) بطيء ( فججي سججيره ) رجججا ( للغفججران ) و ( الّثججالث‬
‫شيطان مخّلد ) في الّنار هوى ( إلى الجحيم و‬ ‫صر ( في طاعة الّرحمن سالك سبيل ال ّ‬ ‫) مق ّ‬
‫ق العذاب الليم و قد أشير إلى القسام الثلثة في قوله سبحانه ‪:‬‬ ‫استح ّ‬

‫ب اْلَمْيَمَنِة ‪،‬‬
‫صحا ُ‬
‫ب اْلَمْيَمَنِة ما َأ ْ‬
‫صحا ُ‬
‫» و ُكْنُتْم َأْزواجًا َثلَثًة ‪َ ،‬فَأ ْ‬

‫ن«‬ ‫ك اْلُمَقّرُبججو َ‬
‫ن ُأولِئ َ‬
‫سججابُقو َ‬
‫ن ال ّ‬
‫سججابُقو َ‬
‫ش جَئَمِة ‪َ ،‬و ال ّ‬
‫ب اْلَم ْ‬
‫صججحا ُ‬
‫ش جَئَمِة مججا َأ ْ‬
‫ب اْلَم ْ‬
‫صججحا ُ‬
‫و َأ ْ‬
‫فأصحاب الميمنة هم المؤمنون من أهل الّتبعات يوقفججون للحسججاب ‪ ،‬و أصججحاب المشججئمة‬
‫شيطان سبله فأوردهم الّنار و هم مهانون و أّمججا‬ ‫صرون الظالمون الذين سلك بهم ال ّ‬ ‫هم المق ّ‬
‫سججبق يسججبقون الخلججق إلججى الجّنججة مججن غيججر‬ ‫سججابقون فهججم الفججائزون الحججائزون لقصججب ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬ساع‬ ‫حساب ‪ ،‬و يشمل هذا القسم النبياء و الولياء كشمول قوله عليه ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 235‬‬

‫سريع نجا ‪ ،‬لهم ‪.‬‬

‫و يشهد به ما في غاية المرام من تفسير الّثعلبي باسناده عن ابن عباس قال ‪ :‬قججال رسججول‬
‫ل الخلق قسمين ‪ ،‬فجعلني فججي خيرهججا قسججما فججذلك‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬قسم ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫قوله تعالى ‪:‬‬

‫ن « فأنا خير أصججحاب اليميججن ‪ ،‬ث جّم جعججل القسججمين‬


‫ب اْلَيمي ِ‬
‫صحا ُ‬
‫ن ما َأ ْ‬
‫ب اْلَيمي ِ‬
‫صحا ُ‬
‫» َو َأ ْ‬
‫أثلثا فجعلني في خيرها ثلثا ‪ ،‬فذلك قوله تعالى ‪:‬‬

‫سابقين ‪ ،‬ثّم جعججل‬


‫ن « و أنا من خير ال ّ‬
‫سابُقو َ‬
‫ب اْلَمْيَمَنِة َو ال ّ‬
‫صحا ُ‬
‫ب اْلَمْيَمَنِة ما َأ ْ‬
‫صحا ُ‬
‫» و َأ ْ‬
‫الثلث قبائل فجعلني من خيرها بيتا فذلك قوله تعالى ‪:‬‬

‫طهيجرًا « هجذا و الظهجر‬ ‫طّهُرُكجْم َت ْ‬


‫ت و ُي َ‬
‫ل اْلَبْيج ِ‬
‫س َأْهج َ‬
‫جج َ‬
‫عْنُكجُم الّر ْ‬
‫ب َ‬
‫ل ِلُيجْذِه َ‬
‫» ِإّنما ُيريد ا ُّ‬
‫ل كمججا سججبق ذكججره‬
‫بمقتضى الحال و المقام و بملحظة إقراره النبياء في قسم رابع مستق ّ‬
‫سججريع نفسججه‬
‫سججاع ال ّ‬
‫سابق ‪ ،‬خروج النبياء من هججذا القسججم و إرادتججه بال ّ‬
‫في شرح الفصل ال ّ‬
‫شريف و الّنقباء من شيعته كسلمان و أبي ذر و المقداد ‪،‬‬
‫ال ّ‬

‫سججابقون فججي‬
‫سججر ال ّ‬
‫صر الجاحد لججوليته ‪ ،‬و قججد ف ّ‬
‫شيعة ‪ ،‬و بالمق ّ‬
‫و بالطالب البطيء سائر ال ّ‬
‫الية بذلك أيضا ‪.‬‬

‫لج‬
‫شيخ باسناده عن ابن عّباس قال ‪ :‬سألت رسججول ا ّ‬
‫كما رواه في غاية المرام من أمالي ال ّ‬
‫ل‪:‬‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم عن قول ا ّ‬‫صّلى ا ّ‬

‫جّنات الّنعيِم « فقال لي جبرائيل ‪ :‬ذلججك عل ج ّ‬


‫ي‬ ‫ن في َ‬
‫ك اْلَمَقّرُبو َ‬
‫ن ُأولئ َ‬
‫سابُقو َ‬
‫ن ال ّ‬
‫سابُقو َ‬
‫» َو ال ّ‬
‫ل بكرامة لهم ‪.‬‬ ‫سابقون إلى الجّنة المقّربون من ا ّ‬ ‫و شيعته هم ال ّ‬

‫ي بن إبراهيم في تفسير قوله ‪:‬‬


‫و يؤّيده ‪ 1‬ما رواه عل ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ق قق قققق ق قققق قق ققققق قق ق ق‬
‫قققققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 236‬‬

‫لنصاِر « قال ‪ :‬و هم الّنقباء ‪ :‬أبججوذر و المقججداد‬


‫ن َو ا َْ‬
‫جري َ‬
‫ن اْلُمها ِ‬
‫ن ِم َ‬
‫لّوُلو َ‬
‫ن ا َْ‬
‫سابُقو َ‬
‫» َو ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫و سلمان و عّمار و من آمن و صّدق و ثبت على ولية أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫سججلم لهججم إلجى‬‫صجرين ‪ ،‬أشجار عليججه ال ّ‬ ‫لحقيجن و المق ّ‬


‫سجابقين و ال ّ‬
‫و لّما قسم الّنجاس إلجى ال ّ‬
‫ق سبحانه‬ ‫الطريق التي يجب سلوكها و نصب عليها أعلم الهدى ليوصل إلى حضرة الح ّ‬
‫شججمال مضجّلة و الطريججق الوسججطى هججي الجججاّدة ( الموصججلة‬ ‫و تعالى فقججال ‪ ) :‬اليميججن و ال ّ‬
‫ل إّما العلجم‬
‫سالكين إلى ا ّ‬ ‫ن طريق ال ّ‬ ‫لسالكها إلى المطلوب و هي حظيرة القدس ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬
‫أو العمل ‪ ،‬فالعلم طريق القّوة الّنظرية ‪ ،‬و العمل طريق القّوة العملّية ‪،‬‬

‫ل منهما محتو برذيلتين هما طرفا الّتفريط و الفراط ‪ ،‬و الوسججط منهمججا هججو العججدل و‬
‫وكّ‬
‫الطريق الوسطى هي الجاّدة الواضحة لمن اهتدى ‪.‬‬

‫شججمال عججن طريججق الجبججت و الطججاغوت ‪ ،‬و بججالطريق‬‫أقججول ‪ :‬و لعّلججه كّنججى بججاليمين و ال ّ‬
‫سلم ‪ ،‬و أشار بقوله مضّلة إلى كونهما في ضججللة‬ ‫الوسطى عن طريق الولية له عليه ال ّ‬
‫لن سالكي طريقهما البّتة ‪ ،‬و بقوله هي الجاّدة إلى وجوب سلوك الطريق الوسطى ‪،‬‬ ‫فيض ّ‬
‫و هي وليته لكونها سالمة و محفوظججة مججن الضججللة منصججوبة عليهججا أعلم الهدايججة فهججو‬
‫صججراط القججوم و وليتججه الطريججق الوسججطى و الجججاّدة‬ ‫سججبيل العظججم و ال ّ‬ ‫سججلم ال ّ‬
‫عليججه ال ّ‬
‫ل تعالى إلجى محّبتجه و جّنتجه و قربجه و الفجوز‬ ‫ن جميع العباد إّنما يصلون إلى ا ّ‬ ‫العظمى ل ّ‬
‫لج‬
‫لديه بما أعّده لمن أطاعه بوليته و محّبته و طاعته ‪ ،‬و إّنما تصعد أعمال الخلق إلججى ا ّ‬
‫إذا كانت جارية علججى سجّنته و طريقتججه و كججانت مججأخوذة عنججه بالتسججليم لججه و الججرّد إليججه و‬
‫ل عّز و جلّ ‪:‬‬
‫بالولية له و البرائة من أعدائه و هو قول ا ّ‬

‫ل مججن المّتقججي ‪ ،‬و هججو‬


‫ل ل يقبل من أحججد عملججه إ ّ‬
‫نا ّ‬
‫ن « يعني أ ّ‬
‫ن اْلُمّتقي َ‬
‫ل ِم َ‬
‫ل ا ُّ‬
‫» ِإّنما َيَتَقّب ُ‬
‫لج و عججادى عججدّو‬ ‫يا ّ‬‫ل و رسوله و ائتمر بأمره و انتهى عن نهيه و والى ولج ّ‬ ‫با ّ‬‫الذى أح ّ‬
‫شججمال‬‫سلم و هم أهججل ال ّ‬ ‫ل ‪ ،‬و معنى المّتقين في الباطن المّتقون من ولية أعدائه عليه ال ّ‬ ‫ا ّ‬
‫و اليمين ‪ ،‬فمن اّتقى سّنة أعدائه‬

‫] ‪[ 237‬‬

‫ل و وليته أيضا طريق صعود العمال‬ ‫سلم هو الطريق إلى ا ّ‬‫فهو المّتقي ‪ ،‬فكان عليه ال ّ‬
‫شججمال و الوسججطى ‪ ،‬و إلججى‬
‫إليه تعالى و قد اشير إلى هذه الطرق الّثلث أعني اليمين و ال ّ‬
‫الّتحذير من الّولين و وجوب سلوك الخيرة في غير واحد من اليات و الخبار مثل مججا‬
‫سلم‬ ‫رواه في غاية المرام من الكافي باسناده عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر عليه ال ّ‬
‫ل‪:‬‬‫عن قول ا ّ‬

‫لْمِر ِمْنُكْم « فكان جوابه ‪:‬‬


‫ل َو ُأولي ا َْ‬
‫سو َ‬
‫ل َو َأطيُعوا الّر ُ‬
‫» َأطيُعوا ا ّ‬

‫ن ِلّلججذينَ‬‫ت َو َيُقوُلججو َ‬
‫طججاغو ِ‬ ‫ت َوال ّ‬
‫جْب ِ‬
‫ن ِباْل ِ‬
‫ب ُيْؤِمُنو َ‬
‫ن اْلِكتا ِ‬
‫ن ُأوتوا َنصيبًا ِم َ‬ ‫» َأ َلْم َتَر ِإَلى اّلذي َ‬
‫ضججلل و الجّدعاة إلججى الّنججار‬ ‫ل « يقججول الئّمججة ال ّ‬ ‫سججبي ً‬
‫ن آَمُنججوا َ‬
‫ن اّلججذي َ‬
‫َكفَُروا هُؤلِء َأْهدى ِم َ‬
‫ججَد َلجُه‬
‫ن َت ِ‬
‫لج َفَلج ْ‬
‫ن ا ُّ‬
‫ن َيْلَعج ِ‬
‫لج َو َمج ْ‬
‫ن َلَعَنُهجُم ا ّ‬
‫هؤلء أهدى من آل محّمد سبيل » ُأولِئك اّلججذي َ‬
‫سلم‬ ‫ل عليه ال ّ‬ ‫َنصيرًا « و فيه من تفسير العياشي باسناده عن بريد العجلي عن أبي عبد ا ّ‬
‫قال ‪:‬‬

‫سجبيِله « قجال ‪:‬‬


‫ن َ‬
‫عج ْ‬
‫ق ِبُكجْم َ‬
‫سجُبلَ َفَتَفجّر َ‬
‫سَتقيمًا َفاّتِبُعوُه َو ل َتّتِبُعوا ال ّ‬
‫صراطي ُم ْ‬
‫ن هذا ِ‬
‫» َو ِإ ّ‬
‫ي و الوصياء ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫تدري ما يعني بصراطي مستقيما ؟ قلت ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬ولية عل ّ‬

‫ل عليه ‪،‬‬
‫ي بن أبي طالب صلوات ا ّ‬
‫و تدري ما يعني فاّتبعوه ؟ قلت ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬يعني عل ّ‬

‫سبل ؟ قلت ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬وليججة فلن و فلن و‬‫قال ‪ :‬و تدرى ما يعني بقوله ‪ :‬و ل تّتبعوا ال ّ‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬و تدري ما يعني فتفّرق بكم عن سبيله ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫ا ّ‬

‫سلم ‪.‬‬
‫ي بن أبي طالب عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬يعني سبيل عل ّ‬
‫سلم قال‬
‫ي باسناده عن محّمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه ال ّ‬
‫و فيه عن الكلين ّ‬
‫‪ :‬قلت ‪:‬‬

‫] ‪[ 238‬‬

‫سجَتقيٍم « قججال ‪ :‬إنّ‬


‫ط ُم ْ‬
‫صججرا ٍ‬
‫علججى ِ‬‫سّويًا َ‬
‫ن َيْمشي َ‬ ‫جِهه َأْهدى َأّم ْ‬
‫على َو ْ‬
‫ن َيْمشي ُمِكّبا َ‬
‫» َأ َفَم ْ‬
‫سجلم كمجن يمشجي مكّبجا علجى وجهجه ل‬ ‫ي عليجه ال ّ‬‫ل ضرب مثل من حاد عجن وليجة علج ّ‬ ‫ا ّ‬
‫صججراط المسججتقيم أميججر‬ ‫يهتدى لمره ‪ ،‬و جعل مججن تبعججه سججوّيا علججى صججراط مسججتقيم و ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬

‫لج عليججه و آلججه و سجّلم‬


‫لج صجّلى ا ّ‬
‫و فيه عن ابن شهر آشوب عن ابن عّباس كان رسججول ا ّ‬
‫لج‬
‫ي بين يديه مقابله ‪ ،‬و رجل عن يمينه ‪ ،‬و رجل عججن شججماله ‪ ،‬فقججال صجّلى ا ّ‬ ‫يحكم و عل ّ‬
‫لج‬
‫سوى الجاّدة ‪ ،‬ثّم أشار ص جّلى ا ّ‬ ‫شمال مضّلة ‪ ،‬و الطريق ال ّ‬
‫عليه و آله و سّلم اليمين و ال ّ‬
‫ي مستقيم فاّتبعوه الية ‪.‬‬
‫ن هذا صراط عل ّ‬‫عليه و آله و سّلم بيده إ ّ‬

‫ي بن إبراهيم في تفسيره قال ‪ :‬حّدثني أبي عن الحسن بن محبوب عججن علجيّ‬ ‫و فيه عن عل ّ‬
‫ل باّتباعه‬
‫ل الذي أمركم ا ّ‬
‫ل سبيل ا ّ‬ ‫سلم ‪ :‬نحن و ا ّ‬‫ل عليه ال ّ‬
‫بن رئاب قال ‪ :‬قال أبو عبد ا ّ‬
‫ل بطاعتهم ‪ ،‬فمن شاء فليأخذ‬ ‫ل الذين أمر ا ّ‬ ‫صراط المستقيم ‪ ،‬و نحن و ا ّ‬ ‫ل ال ّ‬‫‪ ،‬و نحن و ا ّ‬
‫لج محيصججا خ ل « عنهججا‬ ‫من هنا ‪ ،‬و مججن شججاء فليأخججذ مججن هنججاك ‪ ،‬ل تجججدون » عّنججا و ا ّ‬
‫محيصا ‪.‬‬

‫ل في كتاب بصائر الّدرجات بإسناده عن زّر بن حبيش عن أمير‬ ‫و فيه عن سعد بن عبد ا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬سمعته يقول ‪ :‬إذا دخل الّرجل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫و نكير فأّول ما يسألنه عن رّبه ثّم عن نبّيه ثّم عن ولّيه فان أجاب نجا ‪،‬‬

‫و إن تحّير عّذباه ‪ ،‬فقال رجل ‪ :‬فما حال من عرف رّبه و لم يعرف ولّيه ؟ قال ‪:‬‬

‫ل فلن تجد له سبيل ‪،‬‬


‫مذبذب ل إلى هؤلء و ل إلى هؤل و من يضلل ا ّ‬

‫ل ؟ فقججال ‪:‬‬
‫يا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم من ولّينا يا نب ّ‬‫ي صّلى ا ّ‬‫فذلك ل سبيل له ‪ ،‬و قد قيل للنب ّ‬
‫ل بججه لئن يكججون كمججا‬
‫جا ّ‬ ‫ل زمان عالم يحت ّ‬‫ي و من بعده وصّيه لك ّ‬ ‫ولّيكم في هذا الّزمان عل ّ‬
‫ضلل قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم‬ ‫قال ال ّ‬

‫] ‪[ 239‬‬

‫خزى « فما كان مججن ضججللتهم و‬‫ل َو َن ْ‬


‫ن َنِذ ّ‬
‫ل َأ ْ‬
‫ن َقْب ِ‬
‫ك ِم ْ‬
‫ل َفَنّتِبَع آياِت َ‬
‫سو ً‬
‫ت ِإَلْينا َر ُ‬
‫سْل َ‬
‫» َلْو َأْر َ‬
‫ل‪:‬‬
‫ل عّز و ج ّ‬ ‫هي جهالتهم باليات و هم الوصياء فأجابهم ا ّ‬
‫ن اْهَتججدى « و إّنمججا كججان‬
‫ى َو َمج ِ‬
‫سجِو ّ‬
‫ط ال ّ‬
‫صججرا ِ‬
‫ب ال ّ‬
‫صججحا ُ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ن َمج ْ‬
‫سجَتْعَلُمو َ‬
‫صججوا َف َ‬
‫ل َتَرّب ُ‬
‫» ُقج ْ‬
‫لج‬
‫ترّبصهم أن قالوا ‪ :‬نحن في سعة من معرفججة الوصججياء حّتججى نعججرف إمامججا فعّيرهججم ا ّ‬
‫ل مججن عرفهججم عنجد‬ ‫صراط وقوفا عليه ل يدخل الجّنججة إ ّ‬ ‫بذلك ‪ ،‬و الوصياء هم أصحاب ال ّ‬
‫ل‪:‬‬‫أخذه المواثيق عليهم و وصفهم في كتابه ‪ ،‬فقال عّز و ج ّ‬

‫شججهداء علججى أوليججائهم و الّنججبيّ‬


‫ل ِبسيماُهْم « و هججم ال ّ‬
‫ن ُك ّ‬
‫ل َيْعِرُفو َ‬
‫ف ِرجا ٌ‬
‫عرا ِ‬ ‫لْ‬
‫عَلى ا َْ‬
‫» َو َ‬
‫ي الميثججاق بالطاعججة فجججرت نبجّوته‬ ‫شهيد عليهم أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة و أخذ النب ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫عليهم ذلك قول ا ّ‬

‫ن َكَفجُروا وَ‬
‫شجهيًدا َيجَوّد اّلجذي َ‬
‫علجى هجؤلِء َ‬ ‫ك َ‬ ‫جْئنجا ِبج َ‬
‫شجهيٍد َو ِ‬‫ل ُأّمٍة ِب َ‬
‫ن ُك ّ‬‫جْئنا ِم ْ‬‫ف ِإذا ِ‬
‫» َفَكْي َ‬
‫حجديثًا « و فيججه عجن محّمجد بججن‬ ‫لج َ‬
‫ن ا َّ‬
‫ض َو ل َيْكُتُمججو َ‬‫لْر ُ‬ ‫سجّوى ِبِهجُم ا َْ‬ ‫ل َلْو ُت َ‬
‫سو َ‬‫صُوا الّر ُ‬
‫ع َ‬ ‫َ‬
‫سلم في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫العّباس معنعنا عن الحضرمي عن أبي جعفر عليه ال ّ‬

‫ي صججاحب الصّججراط‬
‫ن اْهَتدى « قال ‪ :‬عل ج ّ‬
‫ي َو َم ِ‬‫سِو ّ‬
‫ط ال ّ‬
‫صرا ِ‬
‫ب ال ّ‬
‫صحا ُ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ن َم ْ‬
‫سَتْعَلُمو َ‬
‫» َف َ‬
‫سوى و من اهتدى إلى وليتنا أهل البيت ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ن المججراد بججالطريق الوسججطى هججي وليتججه عليججه‬ ‫و إذا أحطت خبرا بما ذكرنا و ظهر لك أ ّ‬
‫ى ‪ ،‬و اخججرى بالصججراط المسججتقيم ‪ ،‬و ثالثججة‬ ‫سججو ّ‬
‫السّججلم المعّبججر عنججه تججارة بالصججراط ال ّ‬
‫لج باّتبججاعه ‪ ،‬ظهججر لججك معنججى قججوله ‪:‬‬
‫لج الججذي أمججر ا ّ‬
‫ى ‪ ،‬و رابعة بسججبيل ا ّ‬‫سو ّ‬‫بالطريق ال ّ‬
‫) عليها باقي الكتاب ( أى على الطريق الوسطى الباقي من الكتججاب بعججد وقججوع الّتحريججف‬
‫ل ج عليججه‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫فيه أو عليها الكتاب الباقي بين الّمة و الثقل الكبر الذي خّلفه رسول ا ّ‬
‫و آله و سّلم فيهم ‪.‬‬

‫] ‪[ 240‬‬

‫سججر‬
‫ن من سلك طريق الولية يحصل له العلججم بالكتججاب و يتي ّ‬ ‫ى تقدير فالمراد به أ ّ‬
‫و على أ ّ‬
‫له أخذه من قّيمه و العالم به و هو صاحب الولية المطلقة ‪ ،‬لما قد عرفت التلزم و عججدم‬
‫سابع عشر من فصول الخطبة الولى‬ ‫الفتراق بين الثقلين الكبر و الصغر في الفصل ال ّ‬
‫ن أمير المؤمنين و الطّيججبين‬ ‫و عرفت تفصيل في الّتذييل الّثالث من تذييلت ذلك الفصل أ ّ‬
‫صججه و مرسججله و‬ ‫سلم هم العالمون بتنزيل الكتاب و تججأويله و عججاّمه و خا ّ‬ ‫من آله عليهم ال ّ‬
‫محدوده و مجمله و مبّينه و ناسخه و منسوخه و محكمه و متشججابهه و ظججاهره و بججاطنه ‪،‬‬
‫ن مججن اّدعججى حملججه و حفظججه علججى مججا انججزل و‬
‫ن علمه منحصر فيهم عليهم السلم و أ ّ‬ ‫وأّ‬
‫العلم بما فيه غير العترة الطاهرة فهو كّذاب ‪ ،‬و فجي بعججض الّنسجخ عليهجا مججا فجي الكتججاب‬
‫يعني مدار ما في الكتاب و قوامه على تلك الطريقة هذا ‪.‬‬
‫و يحتمل أن يكون المراد من كون باقي الكتججاب أو مججا فججي الكتججاب عليهججا كججونه منصججوبا‬
‫ن في البججاقي منججه علججى‬
‫عليها و علما يهتدى به اليها ‪ ،‬إذ فيه دللة على هذه الطريقة كما أ ّ‬
‫سججالفة و غيرهججا‬
‫تقدير النقصان ما فيه كفاية لوجوب سلوكها و لججزوم متابعتهججا كاليججات ال ّ‬
‫سلم و المشيرة إلى وليته ‪.‬‬ ‫من اليات الّنازلة في شأنه عليه ال ّ‬

‫سلم ‪ ) :‬و آثار الّنبوة ( أى على هذه الطريقة‬ ‫و هذان الحتمالن جاريان في قوله عليه ال ّ‬
‫أعلم الّنبّوة و أماراتها ‪ ،‬من سلكها يظهر له تلك العلم لكون الولية مظهججر الّنبججوة ‪ ،‬و‬
‫ن آثار النبّوة منصوبة على تلك الطريق بتلك الثار يهتدى‬ ‫على الحتمال الّثاني فالمعنى أ ّ‬
‫ل عليها ‪ ،‬و ل يبعد أن يكون المراد بالثار علججى هججذا الحتمجال هججو الخبجار‬ ‫إليها و يستد ّ‬
‫سنة ( النبوّيججة‬
‫ل عليه و آله و سّلم ) و منها منفذ ال ّ‬‫النبّوية و الّروايات المنقولة عنه صّلى ا ّ‬
‫و مخرج الشريعة المحّمدية عليه و آله آلف الّثناء و الّتحية ‪ ،‬إذ به و بالطّيبين من اولده‬
‫شريعة‬ ‫شرايع و الحكام و عرف الحلل و الحرام ‪ ،‬و استقامت ال ّ‬ ‫ل عليهم انتشر ال ّ‬
‫سلم ا ّ‬
‫الطاهرة و استحكمت السنة الباهرة ‪.‬‬

‫) و اليها مصير العاقبة ( أى عاقبة الخلق في الّدنيا و الخرة ‪ ،‬أّما في الّدنيا‬

‫] ‪[ 241‬‬

‫شرعّية المأخوذة من هذه‬ ‫ي على القوانين ال ّ‬ ‫ن نظام امورهم في حركاتهم و سكناتهم مبن ّ‬ ‫فل ّ‬
‫الطريقة ‪ ،‬و إلى تلك القوانين ترد عواقب امورهم ‪ ،‬و عليها يحملون ‪ ،‬و أّما فججي الخججرة‬
‫ل عليججه و آلججه و س جّلم ‪ ،‬و إلججى أولده الطججاهرين ‪ ،‬و‬
‫ن إياب الخلق إليه صّلى ا ّ‬
‫فواضح ل ّ‬
‫حسابهم عليهم و إليه الشارة في قوله سبحانه ‪:‬‬

‫ساَبُهْم « أى إلى أوليائنا رجوعهم و مصيرهم بعد الموت ‪،‬‬ ‫حَ‬‫عَلْينا ِ‬


‫ن َ‬
‫ن ِإَلْينا ِإياَبُهْم ُثّم ِإ ّ‬
‫» ِإ ّ‬
‫و عليهم جزاؤهم على أعمالهم ‪ ،‬و يشهد بما ذكرته صريحا مججا ورد فججي فقججرات الّزيججارة‬
‫الجامعة الكبيرة ‪ :‬و إياب الخلق إليكم و حسابهم عليكم ‪.‬‬

‫ي في شججرح هججذه الفقججرة ‪ :‬أى رجججوعهم فججي الجّدنيا لجججل المسججائل و‬ ‫قال المحّدث المجلس ّ‬
‫سلم أّنهججم الميججزان أى‬
‫الّزيارات ‪ ،‬و في الخرة لجل الحساب ‪ ،‬كما روى عنهم عليهم ال ّ‬
‫ن إلينججا أى‬
‫الحقيقي و الواقعي ‪ ،‬أو في الخرة بقرينة و حسابهم عليكم كما قال تعالى أى إ ّ‬
‫ن علينا حسابهم ‪.‬‬ ‫إلى أوليائنا بقرينة إيابهم ثّم إ ّ‬

‫ن حساب الخليق يوم القيامة إليهم و ل استبعاد في ذلك كمججا‬ ‫و روى في الخبار الكثيرة أ ّ‬
‫ل تعالى قّرر الشهود عليهم من الملئكة و النبياء و الوصججياء و الجججوارح مججع أّنججه‬‫نا ّ‬‫أّ‬
‫تعالى قال ‪:‬‬
‫شهيدًا « و هو القادر الّديان يوم القيامججة و يمكججن أن يكججون مجججازا باعتبججار‬
‫ل َ‬
‫» َو َكفى ِبا ِّ‬
‫ل إّياهم انتهى ‪.‬‬
‫حضورهم مع النبياء عند محاسبة ا ّ‬

‫أقول ‪ :‬و ما ذكره أول هو الظهر إذ المصير إلى المجاز إّنما هو مع تعّذر إرادة المعنججى‬
‫الحقيقي ‪ ،‬و أّما مع المكان فل ‪ ،‬و قد دّلت الخبار الكثيرة كما اعترف ) ره ( بججه أيضججا‬
‫سلم فيتعّين إرادة الحقيقة ‪.‬‬
‫ن المحاسب هم عليهم ال ّ‬
‫على أ ّ‬

‫سلم إذا كان يوم القيامة و جمع ا ّ‬


‫ل‬ ‫و من هذه الخبار ما في الكافي عن الباقر عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 242‬‬

‫ل عليججه و آلججه و سجّلم و دعججى‬


‫ل صّلى ا ّ‬‫الّولين و الخرين لفصل الخطاب دعى رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم حّلة خضراء تضيء ما بيججن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫أمير المؤمنين فيكسى رسول ا ّ‬
‫ل ج ص جّلى‬
‫سلم مثلها و يكسى رسججول ا ّ‬ ‫المشرق و المغرب و يكسى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و ردية يضيء لها ما بين المشججرق و المغججرب و يكسجى علجيّ عليجه‬ ‫ا ّ‬
‫لج‬
‫سلم مثلها ‪ ،‬ثّم يصعدان عندها ‪ ،‬ثّم يدعى بنا فيججدفع إلينججا حسجاب الّنججاس ‪ ،‬فنحججن و ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫مدخل أهل الجّنة الجّنة و أهل الّنار الّنار ‪.‬‬

‫سلم و إلينا إياب هذا الخلق و علينا حسابهم ‪ ،‬فما كان لهم مججن ذنججب‬‫و عن الكاظم عليه ال ّ‬
‫ل في تركه لنا فأجابنا إلى ذلك ‪ ،‬و ما كان بينهم و‬
‫ل حتمنا على ا ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬‫بينهم و بين ا ّ‬
‫ل هذا ‪.‬‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫بين الّناس استوهبناه منهم و أجابوا إلى ذلك و عّوضهم ا ّ‬

‫سلم ‪ :‬و إليها مصير العاقبة ‪ ،‬كون مدار عاقبة‬ ‫و يحتمل أن يكون المراد من قوله عليه ال ّ‬
‫الخلق و خاتمتهم خيرا و شّرا على الولية ‪ ،‬فان كججان العبججد مججذعنا بالوليججة كججان عججاقبته‬
‫عاقبة خير ‪ ،‬و إن كان منكرا لها كان عاقبته عاقبة شّر ‪ ،‬كما دّلت عليه الخبار المتواترة‬
‫و المستفيضة الواردة في تفسير قوله سبحانه ‪:‬‬

‫شيخ في مصججباح النججوار‬ ‫ن « مثل ما روى في غاية المرام عن ال ّ‬ ‫سُئوُلو َ‬


‫» َو ِقُفوُهْم ِإّنُهْم َم ْ‬
‫ل عليه و آله و س جّلم ‪ :‬إذا كججان‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل بن عّباس قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬ ‫بإسناده عن عبد ا ّ‬
‫لج‬
‫ل واحد مّنا سيف فل يمّر أحد من خلق ا ّ‬ ‫صراط بيد ك ّ‬
‫ي على ال ّ‬ ‫يوم القيامة أقف أنا و عل ّ‬
‫ل ضربنا عنقه و ألقيناه‬ ‫سلم فمن معه شيء منها نجا و إ ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫ل سألناه عن ولية عل ّ‬ ‫إّ‬
‫في الّنار ثّم تل ‪.‬‬

‫ن « و الخبججار فججي‬
‫س جِلُمو َ‬
‫سَت ْ‬
‫ل ُهُم اْلَي جْوَم ُم ْ‬
‫ن َب ْ‬
‫صُرو َ‬
‫ن ما َلُكْم ل َتنا َ‬
‫سُئوُلو َ‬
‫» َو ِقُفوُهْم ِإّنُهْم َم ْ‬
‫هذا المعنى كثيرة ل حاجة إلى الطالة ) هلك من اّدعى ( المامة من غير استحقاق لها )‬
‫ل و على رسوله في دعواه لها ‪،‬‬ ‫و خاب من افترى ( على ا ّ‬
‫و الجملتان تحتملن الجّدعاء و الخبججار ‪ ،‬و المججراد بججالهلك الهلك الخججروى و بالخيبججة‬
‫الحرمان و الخسران كما أشير إليه في قوله تعالى ‪:‬‬

‫] ‪[ 243‬‬

‫جَهّن جَم َمْثجًوى‬


‫س فججي َ‬
‫س جَوّدٌة َأَلْي ج َ‬
‫جججوُههُْم ُم ْ‬
‫ل ج ُو ُ‬
‫عَلججى ا ِّ‬
‫ن َك جّذُبوا َ‬
‫» َو َي جْوَم اْلِقيَم جِة َت جَرى اّلججذي َ‬
‫ي البحار من غيبة الّنعماني بإسناده عن‬ ‫سلم في مرو ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬ ‫ن « قال أبو عبد ا ّ‬ ‫ِلْلُمَتَكّبري َ‬
‫ابن ظبيان عنه في تفسيره ‪ :‬من زعم أّنه إمام و ليس بإمام ‪.‬‬

‫سلم ‪:‬‬
‫و في البحار أيضا من تفسير العّياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه ال ّ‬

‫ن قججا َ‬
‫ل‬ ‫يٌء َو َم ج ْ‬
‫شج ْ‬
‫ح ِإَلْيِه َ‬
‫ي َو َلْم ُيو َ‬
‫ي ِإَل ّ‬
‫حَ‬‫ل ُأو ِ‬
‫ل َكِذبًا َأْو قا َ‬
‫عَلى ا ِّ‬
‫ن اْفَترى َ‬
‫ظَلُم ِمّم ِ‬
‫ن َأ ْ‬‫» َو َم ْ‬
‫ل « قال ‪ :‬من اّدعى المامة دون المام ‪.‬‬ ‫ل ا ُّ‬
‫ل ما َأْنَز َ‬‫ل ِمْث َ‬‫سُاْنِز ُ‬
‫َ‬

‫سججلم‬
‫لج عليججه ال ّ‬
‫صايغ عن ابن أبي يعفور قال ‪ :‬سمعت أبا عبججد ا ّ‬ ‫ي بن ميمون ال ّ‬
‫و عن عل ّ‬
‫ل إليهم يوم القيامة و ل يزّكيهم و لهم عذاب أليم ‪ :‬من اّدعى امامة‬ ‫يقول ‪ :‬ثلثة ل ينظر ا ّ‬
‫ن لفلن و لفلن نصججيبا فججي‬ ‫لج ‪ ،‬و مججن قججال ‪ :‬إ ّ‬
‫ل ليست له ‪ ،‬و من جحد إمامججا مججن ا ّ‬ ‫من ا ّ‬
‫السلم ‪.‬‬

‫سلم يقول ‪ :‬إ ّ‬


‫ن‬ ‫و من المحاسن بإسناده عن العل عن محّمد قال ‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه ال ّ‬
‫ق قد ضّلوا بأعمالهم التي يعملونها ‪.‬‬
‫ل و الح ّ‬
‫أئّمة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دين ا ّ‬

‫ك ُهجوَ‬
‫سجُبوا ذِلج َ‬
‫يٍء ِمّمججا َك َ‬
‫شج ْ‬
‫علججى َ‬
‫ن َ‬
‫ف ل َيْقجِدُرو َ‬‫صج ٍ‬
‫ت ِبِه الّريح في َيْوٍم عا ِ‬
‫شَتّد ْ‬
‫» َكَرماٍد ا ْ‬
‫ق هلك عند جهلة الّناس ( أراد بجه نفسجه و نبجه‬ ‫ل اْلَبعيُد « ) و من أبدى صفحته للح ّ‬ ‫ضل ُ‬‫ال ّ‬
‫ل باطججل و رّد الجّهججال مججن جهججالتهم و‬ ‫ق فججي مقابلججة كج ّ‬
‫ن المتجّرد لظهججار الحج ّ‬ ‫به على أ ّ‬
‫ل وقت يكون في معرض الهلك بأيديهم و ألسنتهم ‪،‬‬ ‫ق و صعبه في ك ّ‬ ‫حملهم على مّر الح ّ‬
‫إذ ل يعدم منهم من يوليه المكروه و يسعى في دمه ‪.‬‬

‫سيد المحّدث الجزائري ره مرفوعا في كتابه المسّمى‬


‫و يشهد بذلك ما رواه ال ّ‬

‫] ‪[ 244‬‬

‫لج‬
‫ل ج ص جّلى ا ّ‬
‫سلم سئل عن الخلفاء الربعة بعد رسول ا ّ‬ ‫صادق عليه ال ّ‬ ‫ن ال ّ‬‫بزهر الّربيع أ ّ‬
‫شيخين قجد انتظمجت لهمجا أمجور الخلفجة و ججرت علجى أيجديهم‬ ‫عليه و آله و سّلم ما بال ال ّ‬
‫فتوح البلد من غير معارضة أحد من المسلمين ؟ و ما بال عثمان و أمير المؤمنين عليه‬
‫سلم لم تنتظم لهما امور الخلفة بل قامت المسلمون على عثمان و حصروه في داره و‬ ‫ال ّ‬
‫سلم فثارت الفتن في زمن خلفته حّتى قتل‬ ‫قتلوه وسط بيته ‪ ،‬و أّما أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم أنّ أمور تلك الجّدنيا و الخلفججة فيهججا‬ ‫الّناكثين و القاسطين و المارقين ؟ فأجاب عليه ال ّ‬
‫ق و بباطجل ممزوجيجن ‪ ،‬فأّمجا‬ ‫ق خجالص ‪ ،‬بجل تججري بحج ّ‬ ‫ل يجرى بباطل بحجت و ل بحج ّ‬
‫عثمان فأراد أن يجججري امججور الخلفججة بمحججض الباطججل فلججم يتجّم لججه المججر ‪ ،‬و أّمججا أميججر‬
‫سججنن الّنبوّيججة‬
‫سلم فأراد أن يجري أحكامها على الطريقججة المسججتقيمة و ال ّ‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ق و قبضة من الباطججل فجججرت‬ ‫شيخان فأخذا قبضة من الح ّ‬ ‫فلم يحصل له ما أراد ‪ ،‬و أّما ال ّ‬
‫لهما المور كما أرادا ‪.‬‬

‫ق و أهله أشججار إلججى مججا يّترتججب علججى صججفة‬‫سلم على معاندة الجهال للح ّ‬ ‫و لّما نّبه عليه ال ّ‬
‫الجهالة و ما هي ثمرة لها بقجوله ‪ ) :‬و كفججى بجالمرء جهل ان ل يعججرف قجدره ( و يتعججدي‬
‫طوره و يجهل رتبته و ل يتصّور نفسه كآحاد الّناس ‪ ،‬و هذا من أعظججم المهلكججات لكججونه‬
‫منشأ العجب و الكبر و الغرور و الّنية و اّدعاء ما ليس لججه بأهججل كمججا فججي معاويججة عليججه‬
‫الهاوية حيث لم يعرف رتبته و قدره و اّدعى الخلفة و سعى في إهلكججه عليججه السّججلم و‬
‫جججة‬
‫ق ‪ ،‬و حمله الّناس على الطريقة المستقيمة و المح ّ‬ ‫إفساد المر عليه لبداء صفحته للح ّ‬
‫البيضاء التي كانت مكروهة لذلك الّلعين بمقتضى طينته الخبيثة ‪.‬‬

‫سلم على لزوم الّتقوى بقوله ‪ ) :‬و ل يهلك على الّتقجوى سجنخ أصجل ( كجان‬ ‫ثّم نّبه عليه ال ّ‬
‫بناؤه عليه إذ الصل الذي كان بنيانه على الّتقوى محال أن يهلججك و يلحججق بججانيه خسججران‬
‫كما قال سبحانه ‪:‬‬

‫ججُر ٍ‬
‫ف‬ ‫شججفا ُ‬
‫على َ‬
‫س ُبْنياَنُه َ‬
‫س َ‬
‫ن َأ ّ‬
‫خْيٌر َأّم ْ‬
‫ن َ‬
‫ضوا ٍ‬
‫ل َو ِر ْ‬
‫ن ا ِّ‬
‫على َتْقوى ِم َ‬
‫س ُبْنياَنُه َ‬
‫س َ‬
‫ن َأ ّ‬
‫» َأ َفَم ْ‬
‫هاٍر «‬

‫] ‪[ 245‬‬

‫ن مججن زرع فججي أرض قلبججه زرعججا أخروّيججا كالمعججارف‬ ‫) و ل يظمأ عليججه زرع قججوم ( ل ّ‬
‫اللهّية و العقايد الحّقة و سقاها ماء التقوى و جعله ماّدتها فل يلحق ذلججك ال جّزرع ظمججاء ‪،‬‬
‫بل عليه ينشأ بأقوى ساق و أزكى ثمرة و قوله ‪ ) :‬فاستتروا بيوتكم ( قد عرفت في شججرح‬
‫سيف و‬ ‫ل أّدب هذه الّمة بال ّ‬ ‫نا ّ‬
‫سلم ‪ :‬إ ّ‬‫ن هذا الكلم مسبوق بقوله عليه ال ّ‬ ‫سابق أ ّ‬
‫الفصل ال ّ‬
‫سوط و ليس لحد عند المام فيهما هوادة ‪ ،‬أى شفاعة في تأخير التعزير أو تركه و هجو‬ ‫ال ّ‬
‫ل لومججة لئم و‬ ‫سلم ل يأخذه في ا ّ‬ ‫وارد في مقام الّتهديد و الّتوعيد و إشارة إلى أّنه عليه ال ّ‬
‫شججفاعة كمججا عطلهججا‬‫سياسات و ل يعطل الحكام بال ّ‬ ‫أّنه ل يشفع عنده في إقامة الحدود و ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫من تقّدم عليه عليه ال ّ‬

‫و لّمججا نّبههججم علججى ذلججك أمرهججم بالسججتتار فججي بيججوتهم كيل يجتمعججوا علججى المنججافرات و‬
‫المفاخرات و المشاجرات فيحصل من اجتماعهم ما يوجب الحّد و التعزير و ل يمكججن لججه‬
‫شفاعة و الهوادة ‪ ،‬فالستتار في البيوت كناية عن العتزال حسما لمججادة الفتججن‬ ‫إسقاطه بال ّ‬
‫و لّما كجان قطجع مجاّدة الفتنجة سجببا لصجلح ذات الجبين أردفجه بقجوله ‪ ) :‬و أصجلحوا ذات‬
‫بينكم ( ثّم نّبه العصاة على استدراك عصيانهم بالّرجوع إلى الّتوبة بقوله ‪:‬‬

‫ن الجججواذب اللهيججة إذا‬


‫شارح البحرانجي ‪ :‬و كونهجا وراء ل ّ‬ ‫) و الّتوبة من ورائكم ( قال ال ّ‬
‫أخذت بقلب العبد فجذبته عن المعصية حّتى أعرض عنها و التفت بوجه نفسه إلى ما كان‬
‫جه إلى القبلة الحقيقة فاّنه يصدق عليه اذن أ ّ‬
‫ن‬ ‫معرضا عنه من الّندم على المعصية و الّتو ّ‬
‫ن ورائكججم بمعنججى‬‫سرين أ ّ‬‫الّتوبة وراء أى وراء عقلّيا و هو أولى من قول من قال من المف ّ‬
‫ل رّبجه و ل يلجم لئم إل نفسجه ( جملتجان خبرّيتجان فجي معنجى‬ ‫أمامكم ) و ل يحمجد حامجد إ ّ‬
‫ل سججبحانه لكججونه مبججدء جميججع المحامججد و‬
‫ل حامد ّ‬ ‫النشاء يعني أّنه يجب أن يكون حمد ك ّ‬
‫شرور و الخطيئات كما‬ ‫ل لئم على نفسه لكونها منشأ ال ّ‬ ‫الخيرات ‪ ،‬و يجب أن يكون لوم ك ّ‬
‫قال تعالى ‪:‬‬

‫صججلة‬
‫ل و ال ّ‬
‫ك « و الحمد ّ‬
‫سَ‬
‫ن َنْف ِ‬
‫سّيَئٍة َفِم ْ‬
‫ن َ‬
‫ك ِم ْ‬
‫ل و ما َأصاَب َ‬
‫ن ا ِّ‬
‫سَنٍة َفِم َ‬
‫حَ‬‫ن َ‬
‫ك ِم ْ‬
‫» ما َأصاَب َ‬
‫على نبّيه و ولّيه و آله ‪.‬‬

‫] ‪[ 246‬‬

‫ععععععع‬

‫مشغول گرديد آنكسى كه بهشت و دوزخ در پيش اوست باينهججا از غيججر اينهججا و مكلفيججن‬
‫باعتبار اشتغال باينها سه فرقهاند يكى سجعى نماينججده برضججاى خداونجد شجتابنده در سجعى‬
‫خود و نجات يافت برحمت پروردگار ‪ ،‬دومي طلب كننده خيرات كه كامل اسججت در آن‬
‫طلب اميدوار است بمغفرت كردگار ‪ ،‬سّومى تقصير كننججده در طاعججات كججه فججرود آمججده‬
‫ل ضللت و گمراهججي اسججت و راه ميججانه‬ ‫است در جهّنم ‪ ،‬جانب راست و جانب چپ مح ّ‬
‫آن جاّده است درست ‪ ،‬و بر اوست بججاقي كتججاب واجججب الّتكريججم و علمججت نبجّوة واجججب‬
‫التعظيم ‪ ،‬و از اوست مخرج سجّنة مطّهججرة و باوسججت بازگشججت عججاقبت خلججق در دنيججا و‬
‫آخرت ‪ ،‬هلك شد كسيكه دعوى امامت نمود بباطل ‪ ،‬و فضول و نوميججد گرديججد كسججيكه‬
‫ق در‬ ‫افترابست بخداونججد و رسججول ‪ ،‬كسججيكه ظججاهر گردانيججد روى خججود را از بججراى حج ّ‬
‫مقابل باطل هلك شد نزد مردمان نججادان و جاهججل ‪ ،‬و كفججايت ميكنججد مججر او را از حيججث‬
‫جهالت اينكه قدر خود را نشناسد و رتبه و شان خود را ندانججد ‪ ،‬و هلك نميشججود أصججلي‬
‫كه بناء آن پرهيزكاري بوده باشد ‪ ،‬و تشنه نميباشد زراعت هيچ گروهى كه آبيججارى آن‬
‫از پرهيزكارى گردد ‪ ،‬پس پنهان شويد در خانههججاى خودتججان و اصججلح كنيججد در ميججان‬
‫مردمان و توبه و پشيماني در پيش شما است ‪ ،‬و بايد كجه حمججد و ثنجا نكنججد هيجچ سجتايش‬
‫كننده در روزگججار مگججر بپروردگججار خججود ‪ ،‬بجهججة اينكججه اوسججت منعججم علججى الطلق و‬
‫سزاوار تعظيم و اجلل ‪ ،‬و بايد كه ملمت نكند هيچ ملمت كننده مگر نفس خود را كه‬
‫منشأ شّر است و فساد ‪.‬‬
‫عععع عع ععع ع ع ععع عع‬ ‫ع عع عععع عع عععع ععع‬
‫ععععع عع ع عععع ع ع عع ع ع ععع ععع ع ع ع ع‬
‫ععع ععع عع ع ع ع ععععع عع ع ع ع عع عععع ع‬
‫عععععع عععععع‬

‫صة‬
‫شريف رواه المفيد في الرشاد من ثقات أهل النقل عند الخا ّ‬
‫هذا الكلم ال ّ‬

‫] ‪[ 247‬‬

‫سججلم كالكتججاب ‪ ،‬و ثقججة‬ ‫ي أيضا فججي الحتجججاج مرسججل عنججه عليججه ال ّ‬
‫و العاّمة ‪ ،‬و الطبرس ّ‬
‫ل روحه في بججاب البججدع و الجّرأى و المقججاييس مججن اصججول الكججافي‬ ‫السلم الكليني قّدس ا ّ‬
‫ي ق جّدس س جّره فهججو أّنججه‬
‫مسندا تارة و مرفوعا اخرى حسبما تعرفه ‪ ،‬و أّما ما ذكره الّرض ّ‬
‫قال ‪:‬‬

‫سجبيل‬‫لج إلجى نفسجه ‪ ،‬ججائر عجن قصجد ال ّ‬ ‫ل رجلن ‪ :‬رجل و كلجه ا ّ‬‫ن أبغض الخلق الى ا ّ‬‫إّ‬
‫ل عججن هججدى مججن كججان‬ ‫مشغوف بكلم بدعة ‪ ،‬و دعاء ضللة فهو فتنة لمن افتتن به ‪ ،‬ضا ّ‬
‫ل لمن اقتدى به في حيوته و بعد وفاته ‪ ،‬حّمال خطايا غيره ‪ ،‬رهن بخطيئتججه ‪،‬‬ ‫قبله ‪ ،‬مض ّ‬
‫و رجل قمش جهل موضع في جّهال المة ‪ ،‬غاّر فججي أغبججاش الفتنججة ‪ ،‬عججم بمججا فججي عقججد‬
‫الهدنة ‪،‬‬

‫ل منه خيججر مّمججا كججثر ‪،‬‬


‫قد سّماه أشباه الّناس عالما و ليس به ‪ ،‬بّكر فاستكثر من جمع ما ق ّ‬
‫حّتى إذا ارتوى من آجن ‪ ،‬و اكتنز مجن غيجر طجائل ‪ ،‬جلجس بيجن الّنجاس قاضججيا ‪ ،‬ضججامنا‬
‫لتخليص ما التبس على غيره ‪،‬‬

‫فإن نزلت به إحدى المبهمات هّيألها حشوا رّثجا مجن رأيجه ‪ ،‬ثجّم قطجع بجه ‪ ،‬فهجو مجن لبجس‬
‫شبهات مثل نسج العنكبوت ‪ ،‬ل يدري أصاب أم أخطأ ‪ ،‬فإن أصاب خججاف أن يكججون قججد‬ ‫ال ّ‬
‫أخطججأ ‪ ،‬و إن أخطججأ رجججا أن يكججون قججد أصججاب ‪ ،‬جاهججل خّبججاط جهججالت ‪ ،‬عججاش رّكججاب‬
‫ض على العلم بضرس قاطع ‪ ،‬يذري الّروايات إذ راء الّريح الهشيم ‪،‬‬ ‫عشوات ‪ ،‬لم يع ّ‬

‫ل بإصدار ما ورد عليه ‪ ،‬و ل هو أهل لما فّوض إليه ‪ ،‬ل‬


‫ل ملي و ا ّ‬

‫] ‪[ 248‬‬

‫ن من وراء ما بلغ منه مججذهبا لغيججره ‪ ،‬و إن‬


‫يحسب العلم في شيء مّما أنكره ‪ ،‬و ل يرى أ ّ‬
‫أظلم عليه أمر اكتتم به ‪ ،‬لما يعلم من جهل نفسه ‪،‬‬
‫ل أشكو من معشر يعيشون‬ ‫ج منه المواريث ‪ ،‬إلى ا ّ‬ ‫تصرخ من جور قضائه الّدماء ‪ ،‬و تع ّ‬
‫ق تلوتججه ‪ ،‬و ل‬‫لل ‪ ،‬ليس فيهم سلعة أبور مججن الكتججاب إذا تلججى حج ّ‬ ‫جّهال ‪ ،‬و يموتون ض ّ‬
‫سلعة أنفق بيعا ‪ ،‬و ل أغلى ثمنا من الكتاب إذا حّرف عججن مواضججعه ‪ ،‬و ل عنججدهم أنكججر‬
‫من المعروف و ل أعرف من المنكر ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) وكله ( إلججى نفسججه بججالتخفيف يكلججه و كل و وكججول تركججه و نفسججه و ) الجججائر ( باعججام‬
‫الّول أو باعجامهما و في بعض نسخ الكافي بالمهملتين و المعججاني متقاربججة أى عججادل أو‬
‫متجاوز أو حيران ) عن قصججد السججبيل مشججغوف ( بججالغين المعجمججة و فججي بعججض الّنسججخ‬
‫بالمهملة و بهما قرء قوله تعالى ‪ :‬قججد شججغفها حّبججا و علججى الّول فهججو مججأخوذ مججن شججغاف‬
‫ب و إحراقججه القلججب‬‫شعف و هو شّدة الحج ّ‬ ‫القلب أى حجابه أو سويداه ‪ ،‬و على الّثاني من ال ّ‬
‫و ) البدعة ( اسم من ابتدع المر إذا أحدثه كالّرفعة من الرتفاع و الخلفججة مججن الختلف‬
‫سججيرة أو بالضجّم و القصججر و هججو‬‫و ) الهدى ( بفتججح الّول و سججكون الّثججاني الطريقججة و ال ّ‬
‫الّرشاد و ) رهن ( و في بعض الّنسججخ رهيججن أى مججأخوذ و ) القمججش ( جمججع الشججيء مججن‬
‫ههنا و ههنا و ) موضع ( بضّم الميم و كسر الضججاد مسججرع مججن وضججع البعيججر أسججرع و‬
‫أوضعه راكبه فهو موضع به أى أسرع به و ) غججار ( بججالغين المعجمججة و الجّراء المهملججة‬
‫المشّددة أى غافل و فجي بعجض الّنسجخ عجاد بجالعين و الجّدال المهملجتين مجن العجدو بمعنجى‬
‫سعى أو من العدوان ‪ ،‬و في أكثر نسخ الكافي عان بالعين و الّنون من‬ ‫ال ّ‬

‫] ‪[ 249‬‬

‫قولهم عنى فيهم اسيرا أى أقام فيهم على اسارة و احتبس و عناه غيره حبسججه ‪ ،‬و العججاني‬
‫السير او من عنى بالكسر بمعنى تعب أو من عني بججه فهججو عججان اشججتغل و اهتجّم بججه ‪ ،‬و‬
‫) الغباش ( جمع غبش كسبب و أسججباب و هججو ظلمججة آخججر الّليججل ‪ ،‬و فججي بعججض الّنسججخ‬
‫أغطاش الفتنة ‪،‬‬

‫و الغطش أيضا الظلمه ‪.‬‬

‫و عمى عما كرضى ذهب بصره كّله فهو أعمى و ) عم ( و هي عمياء و عمية و العمججى‬
‫صجباح و ) بّكجر ( و بكجر بالّتشجديد و‬ ‫أيضا ذهاب بصجر القلجب و البكجرة و البكجور هجو ال ّ‬
‫ى وقت‬‫الّتخفيف إذا دخل فيه و كثيرا ما يستعملن في المبادرة و السراع إلى شيء في أ ّ‬
‫كان ‪ ،‬و منه الحديث بّكروا بصلة المغرب أى صّلوها عنججد سججقوط القججرص و روى مججن‬
‫الماء بالكسر و ) ارتوى ( امتل من شربه و المججاء ) الجججن ( المتغّيججر الطعججم و الّلججون و‬
‫) اكتنز ( من الكتناز و هو الجتماع و في بعض الّنسخ و أكثر و هو الظاهر ‪.‬‬
‫و ) التخليص ( الّتبيين و هو قريب من الّتلخيص أو هما واحد و ) الحشججو ( فضججل الكلم‬
‫و ) ال جّرث ( بفتججح ال جّراء و الّتشججديد الخلججق ض جّد الجديججد و ) عججاش ( خججابط فججي ظلم و‬
‫) العشوة ( بتثليث الّول المر الملتبس الذي ل يعرف وجهه مأخوذة من عشوة الليججل أى‬
‫ظلمته ) و ذرت ( الريح الشيء ذروا و أذرته إذ راء أطارته و قلبته و ) الهشججيم ( الّنبججت‬
‫اليابس المنكسر و في بعض الّروايات يذر و الّروايججات ذرو الريججح و فججي بعضجها يجذري‬
‫الّروايات ذرو الّريججح الهشججيم ‪ ،‬و تججوجيهه مججع كججون الجّذرو مصججدر يججذر و ل يججذري هججو‬
‫ح إقامة مصججدر المججّرد مقججام مصججدر المزيججد ) و‬ ‫كونهما بمعنى واحد حسبما عرفت فص ّ‬
‫المليء ( بالهمزة الثقة الغني قال الجزري ‪ :‬قد أولع الّناس بحذف الهمزة و تشديد اليججاء و‬
‫سين مججن الحسججبان ‪ ،‬و إّمججا بالضجّم مججن الحسججاب و ) العججّ ( رفججع‬
‫) يحسب ( إّما بكسر ال ّ‬
‫شيء‬ ‫سلعة ( بالكسر المتاع و ) أبور ( أفعل من البور و هو الفاسد و بار ال ّ‬ ‫صوت و ) ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سلعة كسدت و لم ينفق ‪ ،‬و هو المراد ههنا و أصله الفساد أيضا و ) نفق (‬ ‫فسد و بارت ال ّ‬
‫البيع إذا راج ‪.‬‬

‫] ‪[ 250‬‬

‫ععععععع‬

‫ل منه خير مّما كثر روى من جمججع منّونججا و بغيججر تنججوين‬ ‫قوله بّكر فاستكثر من جمع ما ق ّ‬
‫أّما بالّتنوين فيحتمل كونه بمعنى المفعججول أى مججن مجمججوع و كججونه علججى معنججاه الحقيقججي‬
‫ل صججلتها و فاعججل قج ّ‬
‫ل‬ ‫ل تقدير فما موصولة مبتداء و خير خججبره و قج ّ‬ ‫المصدرى و على ك ّ‬
‫ضمير مستكن عايد إلى الستكثار المفهوم من استكثر و ضمير منه عايد إلجى الموصجول‬
‫ل لكونها بدل للجمع ‪ ،‬و أّما بدون الّتنوين فالموصوف محذوف و‬ ‫و الجملة مجرورة المح ّ‬
‫ل منه خير ‪ ،‬فما على ذلك موصولة و يحتمججل‬ ‫هو المضاف إليه أى من جمع شيء الذي ق ّ‬
‫كونها مصدرية أى من جمع شيء قّلته خير من كثرته ‪.‬‬

‫ن جمججع مضججاف إلججى مججا و المحججذوف هججو ان المصججدرّية بعججدها ‪ ،‬و قجلّ مبتججداء‬‫و قيججل إ ّ‬
‫ل منججه أى‬‫بتقديرها على حّد و تسمع بالمعيدى خير من أن تججراه ‪ ،‬أى مججن جمججع مججا أن أقج ّ‬
‫ل منه خير ‪ ،‬و قوله ‪ :‬و اكتنججز مججن غيججر‬ ‫قّلته خير ‪ ،‬و في رواية الكافي بّكر فاستكثر ما ق ّ‬
‫طائل اسناد اكتنز إلى فاعله و هو الّرجل الموصوف إّما على سبيل المججاز أو فجي الكلم‬
‫تقدير أى اكتنز له العلوم الباطلة ‪ ،‬و على ما في بعض الّنسخ من قوله ‪:‬‬

‫فاكثر من غير طائل ل يحتاج إلى تكّلف ‪ ،‬و ضامنا إّما صفة لقاضيا أو حال بعد حال ‪.‬‬
‫عععععع‬

‫ب الذي هو ضّده لّما كان من صفات الّنفس أعنججي نفججار الّنفججس عججن‬ ‫ن البغض كالح ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫الشيء و كان إسناده إليه سبحانه محال ل جرم ينبغي أن يراد به حيثمججا اسججند إليججه معنججاه‬
‫سججلم ‪:‬‬‫المجازي أعني سلب الفيض و الحسان و هججذا المعنججى هججو المججراد بقججوله عليججه ال ّ‬
‫ق و الباطجل متشجّبثان بجذيل‬ ‫لج رجلن ( ممجا زججان بيجن الحج ّ‬ ‫ن أبغجض الخلئق إلجى ا ّ‬‫)اّ‬
‫شبهات و الجهالت يحسبان أّنها من علوم الّدين و مراتب اليقين ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ن ضررهما الّناشي من جهالتهما بأمر الّدين لججم يكججن‬ ‫و إّنما كانا أبغض الخليق باعتبار أ ّ‬
‫راجعا إلى أنفسهما فقط ‪ ،‬بل متعّديا إلى الغير و ساريا إلججى التبججاع و باقيججا فججي العقججاب‬
‫إلى يوم القيامة فكانا مع ضللتهما في نفسهما مضّلين لغيرهما عن‬

‫] ‪[ 251‬‬

‫سلوك جاّدة اليقين و تحصيل معارف الّدين ‪ ،‬فلذلك كانا أبغض الخلئق ‪.‬‬

‫ل إلى نفسججه ( أى فجّوض إليججه أمججره و خله و‬ ‫و كيف كان فأحمد الّرجلين ) رجل و كله ا ّ‬
‫نفسه و جعل و كوله و اعتماده عليها لظّنه السجتقلل فجي نفسجه علجى القيجام بمصجالحه و‬
‫زعمه القججدرة علججى تحصججيل المججراد و الوصججول إليججه بججالرأى و القيججاس و الستحسججانات‬
‫ل عليججه‬‫الفاسدة التي ل أصل لها ‪ ،‬و الّروايات التي لم تؤخذ من مأخذها فل جرم أفاض ا ّ‬
‫شرع المبين فلم يججدر أّنجه‬
‫صورة العتماد على نفسه فيما يريده من امور الّدين و قوانين ال ّ‬
‫ى واد ‪:‬‬
‫هلك في أ ّ‬

‫ن هاٍد « و حيث إّنه كان اعتماده عليه ) فهو جججائر عججن قصججد‬ ‫ل َفما َلُه ِم ْ‬
‫ل ا ُّ‬
‫ضِل ِ‬
‫ن ُي ْ‬
‫» َو َم ْ‬
‫صججراط المسججتقيم و واقججع فججي طججرف‬
‫ل عججن ال ّ‬
‫ق و ضججا ّ‬ ‫سبيل ( و مائل عججن طريججق الحج ّ‬ ‫ال ّ‬
‫شر بعيد عن الخير كما ورد في بعض الدعيججة ‪ :‬و‬ ‫الفراط من فضيلة العدل قريب من ال ّ‬
‫ل تكلني إلى نفسي طرفة عين ‪،‬‬

‫فانك ان وكلتني إلى نفسى تقربني من الشّر و تباعدني من الخير ‪.‬‬

‫ن الّنفس بالّذات مايلة إلججى الشجّر فجاذا سججلبت عنهججا أسججباب التوفيججق و الهدايججة‬
‫و سّر ذلك أ ّ‬
‫تاهت في طريق الضججللة و الغوايجة ) مشججغوف بكلم بدعجة و دعجاء ضججللة ( أى دخججل‬
‫ب كلم البدعة و دعوته الّناس إلى الضللة شججغاف قلبجه أى حججابه أو سجويداه و علجى‬ ‫ح ّ‬
‫شعفة من القلب رأسججه عنججد‬ ‫كونه بالعين المهملة فالمعنى أّنه غشى حّبها قلبه من فوقه إذ ال ّ‬
‫ى تقججدير‬
‫معّلق الّنياط ‪ ،‬و هججو عججرق علججق بججه القلججب إذا انقطججع مججات صججاحبه ‪ ،‬و علججى أ ّ‬
‫فالمقصود به كونه أشّد حّبا و أفرط ميل إلى كلمه الذي ل أصل لجه فججي الجّدين و دعججوته‬
‫ل سججعيهم فججي الحيجوة الجّدنيا‬
‫المضّلة عن نهج اليقين ‪ ،‬فهو من الخسرين أعمال الذين ضج ّ‬
‫فهم يحسبون أّنهم بحسنون صنعا ‪.‬‬

‫ل ضللة فججي الّنججار‬


‫ل بدعة ضللة و ك ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬ك ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫كما قال رسول ا ّ‬
‫لج لصججاحب البدعججة‬‫ل عليه و آله و سجّلم أيضججا فججي روايججة الكججافي ‪ :‬أبججى ا ّ‬‫و عنه صّلى ا ّ‬
‫ل و كيف ذلك ؟ قال ‪ :‬إّنه قد اشرب قلبه حّبها‬ ‫بالّتوبة ‪ ،‬قيل ‪ :‬يا رسول ا ّ‬

‫] ‪[ 252‬‬

‫و ل بأس بتحقيق الكلم في معنى البدعة و قد عرفت معناها اللغوي و غلبت في العججرف‬
‫ي ص جّلى‬
‫على ما هو زيادة في الّدين أو نقصان منه ‪ ،‬و قيل ‪ :‬كلّ ما لم يكن في زمججن الّنججب ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم فهو بدعة ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫ل عبادة لم تكن مشروعة ثّم أحججدثت‬ ‫شرطّية و قال ‪ :‬البدعة هي ك ّ‬‫و رّده الردبيلي بمنع ال ّ‬
‫ي على نفيها فلو صّلى أو دعى أو فعل غير ذلججك مججن‬ ‫ل دليل شرع ّ‬‫بغير دليل شرعي أو د ّ‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم فججاّنه ليججس بحججرام ل ّ‬
‫ن‬ ‫العبادات مع عدم وجودها في زمانه صّلى ا ّ‬
‫صججلة خيججر موضججوع و الجّدعاء حسججن انتهججى ‪ ،‬و‬ ‫الصل كونها عبادة و لغير ذلك مثل ال ّ‬
‫أنت خبير بما في تخصيصها بالعبادات لظهور عمومها لها و لغيرها ‪.‬‬

‫شهيد قده في القواعد قال في محكي كلمه ‪ :‬و محججدثات المججور‬ ‫و الّتحقيق فيها ما ذكره ال ّ‬
‫ل مججا‬
‫ل عليه و آله و سّلم تنقسم أقساما ل يطلق اسم البدعججة عنججدنا إ ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫بعد عهد النب ّ‬
‫صججدور‬ ‫هو محّرم عندنا أّولها الواجب كتدوين القرآن و السّنة إذا خيف عليها التفّلت من ال ّ‬
‫ل بالحفظ ‪ ،‬و هذا في زمن الغيبة واجب‬ ‫ن الّتبليغ للقرون التية واجب إجماعا و ل يتّم إ ّ‬ ‫فا ّ‬
‫سلم لّنه الحافظ لها حفظا ل يتط جّرق إليججه خلججل و‬ ‫‪ ،‬و أّما في زمان ظهور المام عليه ال ّ‬
‫ل بدعة تناولهججا قواعججد الّتحريججم و أدّلتججه مججن الشججريعة كتقججديم غيججر‬ ‫ثانيها المحّرم و هو ك ّ‬
‫المعصومين عليهم و أخذهم مناصبهم و استيثار ولة الجور بججالموال و منعهججا مسججتحّقها‬
‫سججاق و‬ ‫ق و تشججريدهم و إبعججادهم و القتججل علججى الظّنججة و اللججزام ببيعججة الف ّ‬‫و قتال أهل الح ّ‬
‫المقام عليها و تحريم مخالفتها و الغسل في المسح و المسح على غير القدم ‪،‬‬

‫و شرب كثير من الشربة ‪ ،‬و الجماعة في الّنوافل و الذان الّثاني يوم الجمعة ‪ ،‬و تحريم‬
‫المتعتين ‪ ،‬و البغى على المام و توريث الباعد و منع القارب ‪ ،‬و منع الخمججس أهلججه و‬
‫الفطار في غير وقته إلى غير ذلك من المحدثات المشهورات ‪ ،‬و منهجا توليجة المناصجب‬
‫صالح لها ببذل أو إرث أو غير ذلك ‪.‬‬
‫غير ال ّ‬

‫ب و هو ما تناولته أدّلة الّندب كبناء المدارس و الّربط ‪ ،‬و ليس منه اتخججاذ‬
‫و ثالثها المستح ّ‬
‫ل أن يكون مرهبا للعدّو ‪.‬‬
‫الملوك الهبة ليعظموا في الّنفوس الّلهّم إ ّ‬
‫و رابعها المكروه ‪ ،‬و هو ما شملته أدّلة الكراهة كالّزيادة في تسبيح الّزهراء‬

‫] ‪[ 253‬‬

‫ظفات أو النقيصة منهججا و التنّعججم فججي الملبجس و المآكججل بحيجث‬ ‫سلم و ساير المو ّ‬ ‫عليها ال ّ‬
‫يبلغ السراف بالّنسبة إلى الفاعل و رّبما أّدى إلججى الّتحريججم إذا استضجّربه هججو و عيججاله و‬
‫خامسها المباح ‪ ،‬و هو الّداخل تحت الدّلة المباحة كنخل الّدقيق فقد ورد أّول شيء أحدثه‬
‫ن لين العيش و الّرفاهية‬‫ل عليه و آله و سّلم اّتخاذ المناخل ل ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫الّناس بعد رسول ا ّ‬
‫من المباحات فوسيلته مباحة انتهى كلمه رفع مقامه ‪.‬‬

‫ن الّرجججل‬‫ن البدعججة عبججارة عججن محججدثات المججور المحّرمججة و أ ّ‬‫صججل مججن ذلججك أ ّ‬
‫و قججد تح ّ‬
‫سبيل قد شججغف بهججا و بججدعوته إلججى الضججللة و مججن‬ ‫الموكول إلى نفسه الجائر عن قصد ال ّ‬
‫أجل ذلك كان سببا لضللة من أجاب دعوته ) فهو فتنة لمن افتتن به ( و بلء لمن اتبع له‬
‫ل عن هدى من كان قبله ( أى عن سججيرة أئمججة الجّدين و طريقججة أعلم اليقيججن الججذين‬ ‫) ضا ّ‬
‫ي ‪ ،‬و ذلججك مججن حيججث‬ ‫ي و إرشججاد نبججو ّ‬
‫أخذوا العلوم الحقيقية و المعارف اليقينية بالهام اله ّ‬
‫اغتراره بنفسه و اعجابه بكلمججه و اسججتقلله برأيججه و اسججتغنائه بمججا اخججترعه فهمججه و مججا‬
‫ابتدعه و همه عن الّرجوع إليهم و العكوف عليهم ‪.‬‬

‫ل أبا حنيفة كججان يقججول ‪ :‬قججال‬


‫سلم ‪ 1‬لعن ا ّ‬‫كما قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما ال ّ‬
‫سججلم‬‫صحابة و قلت هذا و على كون هججدى فججي كلمججه عليججه ال ّ‬ ‫ي و قلت أنا ‪ ،‬و قالت ال ّ‬‫عل ّ‬
‫صججراط المسججتقيم مججع وجججود‬‫ل عججن ال ّ‬
‫بضّم الهاء و اللف المقصورة فالمراد به كونه ضا ّ‬
‫ل و سّنة رسوله و أعلم هداه الحاملون لدينه ‪ ،‬لما‬ ‫هدى قبله مأمور باّتباعه و هو كتاب ا ّ‬
‫أشرنا اليه من استبداده برأيه الفاسجد و نظججره الكاسججد نظيجر مجا صججدر عججن أبججي حنيفجة و‬
‫نظرائه ‪.‬‬

‫كما حكاه الّزمخشري في ربيع البرار قال ‪ :‬قال يوسف بن أسباط ‪ :‬رّد أبججو حنيفججة علججى‬
‫ل عليه و آله و سجّلم أربعمججأة حجديث أو أكججثر قيججل ‪ :‬مثججل مججاذا ؟ قججال ‪ :‬قججال‬
‫ي صّلى ا ّ‬‫النب ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬للفرس سهمان ‪ ،‬و قال أبو حنيفة ‪ :‬ل أجعل سججهم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫رسول ا ّ‬
‫لج عليججه و آلججه و س جّلم و أصججحابه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫بهيمة أكثر من سهم المؤمن و أشعر رسول ا ّ‬
‫البدن ‪ ،‬و قال أبو حنيفة ‪ :‬الشعار مثلة ‪ ،‬و قال‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق قق قققققق قق ققق ققققق ق ققققق ق‬
‫ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 254‬‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬البّيعان بالخيار ما لم يفترقا ‪ ،‬و قال أبو حنيفججة اذا‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم يقرع بيججن نسججائه إذا أراد سججفرا ‪،‬‬‫وجب البيع فقد لزم ‪ ،‬و كان صّلى ا ّ‬
‫ل لمن اقتجدى بجه فجي حيجاته و بعجد مجوته ( و‬ ‫و قال أبو حنيفة ‪ :‬القرعة قمار انتهى ) مض ّ‬
‫ضاّلة ل بّد أن يكججون‬
‫ل في نفسه و مشعوفا بكلمه البدعة و دعاته ال ّ‬ ‫ن من كان ضا ّ‬ ‫ذلك ل ّ‬
‫ل و سببا ل ضلل غيره في حال حياته و هو ظاهر ‪ ،‬و بعد ممجاته أيضجا مجن حيجث‬ ‫مض ّ‬
‫بقاء العقايد الباطلة و المذاهب الفاسدة المكتسبة عنه بعده ‪ ،‬أل ترى كيف بقي مذهب أبججي‬
‫شججافعي و أحمججد بججن حنبججل و مالججك و غيرهججا مججن المججذاهب المبتدعججة و الراء‬ ‫حنيفة و ال ّ‬
‫المخترعة المضّلة إلى الن ؟ و تبقجى إلجى ظهجور صجاحب الّزمجان فتبعهجا جمجع كجثير و‬
‫ل ) حّمال خطايا غيره ( كحمله خطايججا‬ ‫ل بها جّم غفير و لذلك صار هذا الّرجل المض ّ‬ ‫تض ّ‬
‫نفسه حيث كان سببا لضللته فهو ) رهن بخطيئته ( كما أّنه رهين بخطيئة غيججره مججأخوذ‬
‫بها و معاقب عليها كما قال سبحانه ‪:‬‬

‫عْل جٍم َأل سججاَء مججا‬


‫ضججلّوَنُهْم ِبَغْي جِر ِ‬
‫ن ُي ِ‬
‫ن َأْوزاِر اّلذي َ‬
‫حِمُلوا َأْوزاَرُهْم كاِمَلًة َيْوَم اْلِقيَمِة َو ِم ْ‬
‫» ِلَي ْ‬
‫سبب فيججه مججا‬ ‫ن « قال الفخر الّرازي ‪ :‬إّنه يحصل للّرؤسآء مثل أوزار التباع ‪ ،‬و ال ّ‬ ‫َيِزُرو َ‬
‫ل عليه و آله و سّلم أّنه قال ‪ :‬أّيما داع دعا إلججى الهججدى فججاّتبع‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫روى عن رسول ا ّ‬
‫كان له مثل أجر من اّتبعه ل ينقص من أجورهم شيء ‪ ،‬و أّيما داع دعا إلى ضللة فججاّتبع‬
‫كان عليه مثل وزر من اّتبعه ل ينقص من آثامهم شيء ‪.‬‬

‫و اعلم أّنه ليس المراد أّنه تعالى يوصل العقاب الذي يستحّقه التباع إلججى الّرؤسججاء ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن‬
‫ل و الّدليل عليه قوله تعالى ‪:‬‬
‫هذا ل يليق بعدل ا ّ‬

‫خججرى « بججل‬
‫سججعى « و قججوله ‪َ » :‬و ل َت جِزُر واِزَرٌة ِوْزَر ُأ ْ‬
‫ل مججا َ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫لْنسججا ِ‬
‫س ِل ِْ‬
‫ن َلْي ج َ‬
‫» َو َأ ْ‬
‫ن ذلك العقاب‬ ‫ن الّرئيس إذا وضع سّنة قبيحة عظم عقابه حّتى أ ّ‬ ‫المعنى أ ّ‬

‫] ‪[ 255‬‬

‫ل واحد من التباع ‪.‬‬


‫ل ما يستحّقه ك ّ‬
‫يكون مساويا لك ّ‬

‫قال الواحدى ‪ :‬لفظة من في قوله ‪ :‬و من أوزار الذين يضّلونهم ‪ ،‬ليست للّتبعيض لّنها لو‬
‫سلم من‬ ‫كانت للّتبعيض لخفف عن التباع بعض أوزارهم و ذلك غير جايز لقوله عليه ال ّ‬
‫غير أن ينقص من أوزارهم شيء ‪ ،‬و لكّنها للجنس أى ليحملوا مججن جنججس أوزار التبججاع‬
‫هذا ‪.‬‬

‫و لّما فرغ من أوصاف أّول الّرجلين أشار إلى ثانيهما و ذكر له أحدا و عشرين وصفا ‪.‬‬
‫الّول ما أشار إليه بقججوله ‪ ) :‬و رجججل قمججش جهل ( أى جمعجه مججن أفجواه الّرججال أو مجن‬
‫جة أو مّما اخترعه و همه بالقياس و الستحسان و اسججتعار‬ ‫الّروايات الغير الّثابتة عن الح ّ‬
‫لفظ الجمع المحسوس للمعقول بقصد اليضاح ‪.‬‬

‫الّثاني أّنه ) موضع في جّهال الّمة ( يعنى أّنججه مسججرع بيججن الجّهججال أو أّنججه مطججرح فيهججم‬
‫ضججاد ‪ ،‬و‬
‫وضيع ليس من أشراف الّناس على ما ذكره البحراني مججن كججون وضججع بفتججح ال ّ‬
‫ق شخص معّين و إن عّمه و غيره ‪.‬‬ ‫قال إّنه يفهم منه أّنه خرج في ح ّ‬

‫الّثالث أّنه ) غار فججي أغبججاش الفتنججة ( أى غافججل فججي ظلمججات الخصججومات ل يهتججدي إلججى‬
‫قطعها سبيل ‪ ،‬و قد مّر فيه وجوه أخر في بيان الّلغة ‪.‬‬

‫الّرابجع أّنججه ) عججم بمجا فججي عقجد الهدنججة ( يعنجي أّنجه عميججت بصججيرته عجن ادراك مصججالح‬
‫المصالحة بين الّناس فهو جاهل بالمصالح مثير للفتن ‪.‬‬

‫الخامس أّنه ) قد سّماه أشباه الّنججاس عالمججا و ليججس بججه ( و المججراد بأسججباه الّنججاس العججوام و‬
‫صججورة الظججاهرة‬ ‫الجّهال لخلّوهم عن معنى النسانية و حقيقتها و هم يشبهون الّناس في ال ّ‬
‫صجور‬ ‫صججور البهيميجة ‪ ،‬و ل يشججبهون فججي ال ّ‬ ‫الحسية الجتي بهجا يقججع التمجايز علجى سجاير ال ّ‬
‫الباطنية العقلية التي هي معيار المعارف اليقينية و العلوم الحقيقّية ‪ ،‬فهججؤلء الشججباه لفقججد‬
‫بصائرهم و نقصان كمالتهم ينخدعون بتمويه ذلججك الّرجججل و يزعمججون مججن تلّبسججه بججز ّ‬
‫ي‬
‫العلماء أّنه عالم مع أّنه ليس بعالم‬

‫] ‪[ 256‬‬

‫ل منه خير مّما كثر ( يعني أّنه أسرع و بادر في‬ ‫سادس أّنه ) بّكر فاستكثر من جمع ما ق ّ‬‫ال ّ‬
‫ل يوم أو في أّول العمججر إلججى جمججع‬ ‫ل صباح ‪ ،‬و هو كناية من شدة اهتمامه و طلبه في ك ّ‬ ‫كّ‬
‫شيء فاستكثر منه ما قليلجه خيجر مجن كجثيره ‪ ،‬أو قّلتجه خيجر مجن كجثرته ‪ ،‬و المجراد بجذلك‬
‫الشيء إّما زهرات ‪ 1‬الّدنيا و أسبابها ‪ ،‬و يؤّيده مناسبته لما قبله يعني أّنه لم يطلب العلم و‬
‫لكن طلب أسباب الّدنيا التي قليلها خير من كثيرها ‪ ،‬هذا إن كان جمعها على وجه الحلل‬
‫ل فل خير فيه أصل ‪ ،‬و إّمججا الشججبهات المضجّلة و الراء الفاسججدة و العقايججد الباطلججة و‬
‫وإ ّ‬
‫قو‬ ‫يؤّيده زيادة ارتباط ذلك بما بعده ‪ ،‬و على الّتقديرين فيه تنبيه على غاية بعده عن الحجج ّ‬
‫العلم لرسوخ الباطل في طبعه و ثبوته في ذهنه ‪.‬‬

‫شبهات ‪ ،‬و هو ما أشار إليه بقوله ‪) :‬‬ ‫سابع ما يترّتب على بكوره و استكثاره من جمع ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫حّتى إذا ارتوى من آجن ( يعني حصل له المتلء مججن شججرب المججاء الجججن المتعّفججن ) و‬
‫اكتنز ( أى اجتمع له العلوم الباطلة ) من غير طائل ( و ل فائدة يتصّور فيها ) جلس بيجن‬
‫شبهات الفاسدة و الفكار الباطلة و العلوم الحاصلة له مججن‬ ‫الّناس قاضيا ( استعار الجن لل ّ‬
‫الستحسانات و القيسجة ‪ ،‬كمجا يسجتعار عجن العلجوم الحقيقيجة و المعجارف اليقينيجة بالمجاء‬
‫صافي الّزلل ‪ ،‬ثّم و شح تلك الستعارة بذكر الرتواء و جعل غجايته المشجار إليهججا مججن‬ ‫ال ّ‬
‫ذلك الستكثار جلوسه بين الّناس قاضيا ‪.‬‬

‫الّثامن كونه ) ضامنا لتخليص ما التبجس علجى غيجره ( لوثجوقه مجن نفسجه بفصجل مجا بيجن‬
‫الّناس من الخصومات و المرافعات و ظّنه القابلّية لقطع المنازعات ‪ ،‬و منشأ ذلك الوثوق‬
‫و الطمينان هو زعمه أن العلوم الحاصلة لججه مججن آرائه الفاسججدة و أقيسججته الباطلججة علججوم‬
‫كاملة كافية في تخليص الملتبسات و تخليص المشكلت مع أّنها ليست بذلك ‪.‬‬

‫الّتاسع ما أشار إليه بقوله ‪ ) :‬فان نزلت به إحدى المبهمات هّيألها حشوا‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق قققققق قققققق ق ققققققق ق ققققق‬
‫ق‪.‬‬

‫] ‪[ 257‬‬

‫رّثا من رأيه ثّم جزم به ( يعني أّنه إذا نزلت به إحدى المسائل المبهمججة المشججكلة الملتبججس‬
‫عليه وجه فصلها و طريق حّلها هّيأ لها كلما ل طائل تحته و ل غنججاء فيججه و أع جّد لحّلهججا‬
‫وجها ضعيفا من رأيه ثّم قطع به كما هو شأن أصحاب الجهل المركب ‪.‬‬

‫شججبهات فججي مثججل نسججج العنكبججوت ( نسججج‬


‫العاشر ما نّبه عليججه بقججوله ‪ ) :‬فهججو مججن لبججس ال ّ‬
‫العنكبوت مثل للمور الواهية كما قال سبحانه ‪:‬‬

‫شارح البحرانججي ‪ :‬و وجججه‬ ‫ن « قال ال ّ‬‫ت َلْو كاُنوا َيْعَلُمو َ‬


‫ت اْلَعْنَكُبو ِ‬
‫ت َلَبْي ُ‬
‫ن اْلُبُيو ِ‬
‫ن َأْوَه َ‬
‫» و ِإ ّ‬
‫ل قضّية تكججثر‬ ‫شبهات التي تقع على ذهن مثل هذا الموصوف إذا قصد ح ّ‬ ‫ن ال ّ‬‫هذا الّتمثيل أ ّ‬
‫ق منها فل يهتدي له لضعف ذهنه ‪ ،‬فتلججك الشججبهات فججي الوهججا‬ ‫فيلتبس على ذهنه وجه الح ّ‬
‫تشبه نسج العنكبوت ‪ ،‬و ذهنه فيها يشبه ذهن الّذباب الواقع فيججه ‪ ،‬فكمججا ل يتمّكججن ال جّذباب‬
‫مجن خلص نفسججه مجن شججباك العنكبجوت لضججعفه ‪ ،‬فكججذا ذهجن هجذا الّرجججل ل يقججدر علجى‬
‫شبهات ‪،‬‬ ‫التخّلص من تلك ال ّ‬

‫ي بعد نقله كلم البحراني هججذا ‪ :‬أقججول ‪ :‬و يحتمججل أيضججا أن يكججون‬
‫و قال المحّدث المجلس ّ‬
‫شبهات بنسج العنكبوت لضعفها و ظهور بطلنهججا‬ ‫المراد تشبيه ما يلّبس على الّناس من ال ّ‬
‫لكن تقع فيها ضعفاء العقول فل يقدرون على الّتخّلص منها لجهلهم و ضعف يقينهم ‪،‬‬

‫و الّول أنسب بما بعده ‪.‬‬


‫الحادي عشر أّنه ) ل يدري أصاب ( فيما حكم به ) أم أخطأ فان أصججاب خججاف أن يكججون‬
‫قد أخطأ و إن أخطأ رجا أن يكون قججد أصججاب ( و خججوف الخطججاء مججع الصججابة و رجججاء‬
‫الصابة مع الخطاء من لوازم عدم الّدراية في الحكم و الفتاء ‪.‬‬

‫الّثانيعشر أّنه ) جاهل خّباط جهالت ( أراد به أّنه جاهل بالحكام كثيرا لخبط في جهلتجه‬
‫‪ ،‬كّنى به عن كثرة أغلطه التي يقع فيها في القضجايا و الحكجام فيمشجي فيهجا علجى غيجر‬
‫ق من القوانين ‪ ،‬و ذلك معنى خبطه مأخوذ من خبط العشوآء و هي الّناقة الججتي‬
‫طريق الح ّ‬
‫ل شيء إذا مشت ‪.‬‬‫في بصرها ضعف تخبط بيدها ك ّ‬

‫ن به عشاوة و سوء بصر بالليل‬


‫الّثالث عشر أّنه ) عاش رّكاب عشوات ( يعني أ ّ‬

‫] ‪[ 258‬‬

‫ي ره و‬ ‫شارح البحرانجج ّ‬‫و الّنهار و أّنه كثير الّركوب على المور الملتبسة المظلمة ‪ ،‬قال ال ّ‬
‫ل على ضعف و نقصان في‬ ‫شبهات ا ّ‬ ‫ق في ظلمات ال ّ‬ ‫هي إشارة إلى أّنه ل يستنتج نور الح ّ‬
‫صججفة هججذه ‪ ،‬أى و‬‫نور بصيرته ‪ ،‬فهو يمشي فيها علججى مججا يتخّيلججه دون مججا يتحّققججه مججن ال ّ‬
‫ضججوء فججي الطججرق المظلمججة‬ ‫كثيرا ما يكون حاله كذلك و لّما كان من شأن العاشججي إلججى ال ّ‬
‫ل عججن القصججد و يمشججي علججى الججوهم و‬ ‫تارة يلوح له فيمشي عليه و تارة يخفى عنججه فيضج ّ‬
‫سالك في طرق الّدين من غير أن يستكمل نور بصيرته بقواعد الججّدين‬ ‫الخيال كذلك حال ال ّ‬
‫ق في المسألة ظججاهرا فيججدركه و تججارة‬ ‫و يعلم كيفّية سلوك طرقه ‪ ،‬فاّنه تارة يكون نور الح ّ‬
‫شبهات فتعمى عليه الموارد و المصادر فيبقجى فججي الظلمجة خابطجا و‬ ‫يغلب عليه ظلمات ال ّ‬
‫عن القصد جائرا ‪.‬‬

‫ض على العلم بضرس قاطع ( و هو كناية عن عدم نفججاذ بصججيرته‬ ‫الّرابع عشر أّنه ) لم يع ّ‬
‫ض على‬ ‫شرعية لينتفع بها انتفاعا تاّما ‪ ،‬يقال فلن لم يع ّ‬ ‫في العلوم و عدم اتقانه للقوانين ال ّ‬
‫العلم بضرس قاطع إذا لم يحكمها و لم يتقنها ‪ ،‬و أصله أن النسججان يمضججغ الطعججام الججذي‬
‫هو غذاؤه ثّم ل يجّيد مضغه لينتفع به البدن انتفاعا تاّما فمثل به من لم يحكم و لم يتقن مججا‬
‫يدخل فيه من المعقولت التي هو غذاء الّروح لينتفع به الّروح انتفاعا كامل ‪.‬‬

‫الخامس عشر أّنه ) يذرى الّروايات إذ راء الّريح الهشيم ( اليابس من الّنبججات المنكسججر و‬
‫شبه صدور فعل بل روّية من غير أن يعود إلججى الفاعججل نفججع و‬ ‫فيه تشبيه تمثيلي و وجه ال ّ‬
‫ن هذا الّرجل المتصّفح للّروايات ليس لججه بصججيرة بهججا و ل شججعور بجوجه العمججل‬ ‫فائدة ‪ ،‬فا ّ‬
‫عليها بل هو يمّر على رواية بعد اخرى و يمشى عليهججا مججن غيججر فججائدة ‪ ،‬كمججا أنّ الّريججح‬
‫التي تذري الهشيم ل شعور لها بفعلها و ل يعود إليها من ذلك نفع ‪.‬‬
‫ل باصدار ما ورد عليه ( أى ليس له من العلم و الّثقة قدر‬ ‫سادس عشر أّنه ) لمليء و ا ّ‬
‫ال ّ‬
‫شبهات و الشكالت ‪.‬‬ ‫ما يمكنه أن يصدر عنه انحلل ما ورد عليه من ال ّ‬

‫سابع عشر ما في بعض نسخ الكتاب من قوله ‪ ) :‬و ل هو أهل لما فّوض إليه ( أى ليس‬ ‫ال ّ‬
‫هو بأهل لما فّوضه إليه الّناس من امور دينهم ‪ ،‬و أكثر النسخ خال من‬

‫] ‪[ 259‬‬

‫ذكر هذا الوصف و في رواية الكافي التية و ل هو أهل لما منججه فججرط بججالتخفيف بمعنججى‬
‫ق الذي مججن أجلججه سججبق الّنججاس و تقجّدم‬
‫سبق و تقّدم أى ليس هو أهل لما اّدعاه من علم الح ّ‬
‫عليهم بالّرياسة و الحكومة ‪ ،‬و رّبما يقرء بالتشديد أى ليس هو من أهل العلججم كمججا يجّدعيه‬
‫شججارح‬‫صر عنه ‪ ،‬و عن الرشاد و ل يندم على مججا منججه فججرط ‪ ،‬و قججال ال ّ‬ ‫لما فّرط فيه و ق ّ‬
‫ق للمدح الذي‬ ‫المعتزلي ‪ :‬و في كتاب ابن قتيبة و ل أهل لما فّرط به قال ‪ :‬أى ليس بمستح ّ‬
‫مدح به ‪.‬‬

‫ن ذلججك الّرجججل‬ ‫الّثامن عشر أّنه ) ل يحسب العلم في شيء مّما أنكره ( و لم يعرفه يعنججي أ ّ‬
‫شبهات الذي يكون الجهل خيرا منججه بمراتججب‬ ‫ن ماله من العلم المغشوش المدلس بال ّ‬‫يعتقد أ ّ‬
‫ن لغاية جهله وجود العلم لحد فججي شججيء مّمججا جهلججه لعتقججاده أّنججه أعلججم‬‫هو العلم و ل يظ ّ‬
‫ل ما هو مجهول له مجهول لغيره بالطريق الولى ‪،‬‬ ‫نكّ‬ ‫العلماء و أ ّ‬

‫و على احتمال كون يحسب من الحساب على ما مّرت إليه الشارة فالمعنى أّنه ل يعّد مججا‬
‫ينكره علما و ل يدخله تحت الحساب و العتبار بل ينكره كساير ما أنكره ‪.‬‬

‫ن من وراء ما بلغ منه مذهبا لغيره ( يعني‬ ‫الّتاسع عشر ما أشار إليه بقوله ‪ ) :‬و ل يرى أ ّ‬
‫ن أّنه بلغ غاية العلم فليس بعد ما بلغ إليه فكججره لحججد موضججع تفكججر و‬
‫أّنه لوفور جهله يظ ّ‬
‫مذهب صحيح ‪.‬‬

‫العشرون ما نّبه عليه بقوله ‪ ) :‬و إن أظلم عليه أمرا كتتم به ( أى إن صار عليه أمجر مجن‬
‫شبهة أيضا اكتتم به و ستره‬ ‫ق فيه و ل وجه ال ّ‬‫امور الّدين مظلما مشتبها ل يدري وجه الح ّ‬
‫من غيره من أهل العلم و غيرهم و ذلك ) لما يعلم من جهججل نفسججه ( بججذلك المججر و عججدم‬
‫شجبهة و الجّرأى فيسجتره و يخفيجه و ل يسجأله مجن غيجره و ل‬ ‫معرفته به حّتجى مجن وججه ال ّ‬
‫ل يقال ‪ :‬إّنه ل يعلمه فيحفظ بججذلك عل جّو منزلتججه‬
‫يصغى إلى غيره حّتى يستفيده ‪ ،‬و ذلك لئ ّ‬
‫سجوء ‪ ،‬فجاّنهم كجثيرا مجا يشجكل عليهجم المجر فجي‬ ‫بين الّناس كما هو المشاهد مجن قضجاة ال ّ‬
‫القضايا و الحكام فيكتتمون ما أشكل عليهم و ل يسألون أهل العلم عنه لئل يظهر جهلهم‬
‫بين أهل الفضل مراعاة لحفظ المنزلة و المناصب ‪.‬‬

‫ج منه المواريث (‬
‫الحادي و العشرون أّنه ) تصرخ من جور قضائه الّدماء و تع ّ‬
‫] ‪[ 260‬‬

‫ل بقضائه الفرج الحرام و يحرم بقضججائه الفججرج الحلل ‪ ،‬كمجا فجي روايججة الكجافي‬ ‫و يستح ّ‬
‫صججراخ إلججى الجّدماء و العجيججج إلججى المججواريث إّمججا مججن قبيججل الحججذف و‬ ‫التيججة و نسججبة ال ّ‬
‫ج مستحّقوا المواريث ‪ ،‬أو من قبيججل المجججاز فججي‬ ‫اليصال ‪ ،‬أى تصرخ أولياء الّدماء و تع ّ‬
‫السججناد علججى نحججو صججام نهججاره مبالغججة علججى سججبيل الّتمثيججل و الّتخييججل بتشججبيه الجّدماء و‬
‫صراخ و العجيج لهما ‪،‬‬ ‫المواريث بالنسان الباكي من جهة الظلم و الجور و إثبات ال ّ‬

‫أو من قبيل الستعارة التحقيقّية التبعّية باستعارة لفظ الصّججراخ و العجيججج لنطججق الجّدماء و‬
‫ج لما كانا‬
‫صراخ و الع ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫المواريث بلسان حالها المفصح عن مقالها ‪ ،‬و وجه المشابهة أ ّ‬
‫يصججدران مججن ظلججم و جججور و كججانت الجّدماء المهراقججة و المججواريث المسججتباحة بالحكججام‬
‫شججكاية ‪ ،‬ل جججرم حسججن تشججبيه نطقهججا‬
‫الباطلججة ناطقججة بلسججان حالهججا مفصججحة بججالتظلم و ال ّ‬
‫شجكاية و‬‫ج و استعارتهما لجه ‪ ،‬فجالمعنى أّنجه تنطجق الجّدماء و المجواريث بال ّ‬‫صراخ و الع ّ‬ ‫بال ّ‬
‫التظّلم من جور قضاياه و أحكامه ‪.‬‬

‫و أّما استحلل الفرج الحرام بقضائه و تحريم الفرج الحلل فاّما من أجل جهله بالحكم أو‬
‫لخطائه و سهوه في موضع الحكم لعدم مراعاة الحتياط أو لوقوع ذلك منه عمدا لغججرض‬
‫دنيوي كالتقّرب بالجاير أو أخذ الّرشوة أو نحو ذلك ‪.‬‬

‫ص الرجلين المذكورين بما ذكر فيهما من الوصاف المنفجرة‬ ‫سلم بعد أن خ ّ‬ ‫ثّم اّنه عليه ال ّ‬
‫على سبيل التفصيل ‪ ،‬أردف ذلك بالتنفير عنهما على الجمال بما يعّمهما و غيرهمججا مججن‬
‫لج أشججكو مجن معشجر يعيشججون جّهججال و يموتجون‬ ‫ساير الجهال و الضجلل فقجال ‪ ) :‬إلجى ا ّ‬
‫لل ( و الّثججاني مس جّبب عججن الّول إذ العيججش علججى الجهالججة يججؤّدي إلججى المججوت علججى‬
‫ضج ّ‬
‫سر‬ ‫ق تلوته ( يعني إذا ف ّ‬
‫ضللة ) ليس فيهم سلعة ( و متاع ) أبور من الكتاب إذا تلى ح ّ‬ ‫ال ّ‬
‫الكتاب و حمل على الوجه الذي انزل عليه و على المعنى الذي اريد منه اعتقدوه فاسدا و‬
‫طرحوه لمنافاة ذلك الوجه و المعنى لغراضهم ) و ل سلعة أنفق بيعا ( اى أكججثر رواجججا‬
‫) و ل أغلججى ثمنججا إذا ح جّرف عججن مواضججعه ( و مقاصججده الصججلّية و نججزل علججى حسججب‬
‫ل ذلججك و أصججله هججو الجهججل ) و ل عنججدهم أنكججر مججن‬ ‫أغراضججهم و مقاصججدهم و منشججأ كج ّ‬
‫ن المعججروف لمججا خججالف أغراضججهم و‬ ‫المعججروف و ل أعججرف مججن المنكججر ( و ذلججك ل ّ‬
‫مقاصدهم طرحوه‬

‫] ‪[ 261‬‬

‫حّتى صار منكرا بينهم يستقبحون فعله و المنكر لما وافق دواعيهم و لئم طباعهم لزمججوه‬
‫حّتى صار معروفا بينهم يستحسنون إتيانه هذا ‪.‬‬
‫و ينبغي الشارة إلى الفرق بين الّرجلين الموصوفين فأقول ‪:‬‬

‫لج إلجى‬ ‫شارح المعتزلي ‪ :‬فان قيل ‪ :‬بّينوا الفرق بين الّرجلين الّلجذين أحجدهما وكلجه ا ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ضججال فججي اصججول العقايججد‬ ‫نفسه و الخر رجل قمش جهل ؟ قيل ‪ :‬أّما الّرجل الّول فهو ال ّ‬
‫كالمشّبه و المجّبر و نحوهما ‪ ،‬أل تراه كيف قال ‪ :‬مشغوف بكلم بدعة و دعاء ضججللة ‪،‬‬
‫ق‪،‬و‬ ‫ل عججن الح ج ّ‬ ‫ن مراده به المتكّلم في أصول الّدين و هو ضا ّ‬ ‫و هذا يشعر بما قلناه من أ ّ‬
‫ل لمججن يجيء بعججده ‪ ،‬و أّمججا‬ ‫ل عن هدى من قبلججه مضج ّ‬ ‫لهذا قال ‪ :‬إّنه فتنة لمن افتتن به ضا ّ‬
‫سججوء أل تججراه‬ ‫شرعّيات و ليس بأهل لججذلك كفقهججآء ال ّ‬ ‫الّرجل الّثاني فهو المتفّقه في فروع ال ّ‬
‫كيف يقول ‪ :‬جالس بين الّناس قاضيا ‪ ،‬و قال أيضا ‪:‬‬

‫ج منه المواريث ‪.‬‬


‫تصرخ من جور قضائه الّدماء و تع ّ‬

‫شججارح علججى مججا‬


‫ي قده فججي كتججاب مججرآة العقججول بعججد حكايججة كلم ال ّ‬
‫و قال المحّدث المجلس ّ‬
‫حكيناه ‪ :‬أقول ‪ :‬و يمكن الفرق بأن يكون المراد بالّول من نصب نفسه لمناصججب الفججادة‬
‫و الرشاد ‪ ،‬و بالّثاني من تعّرض للقضاء و الحكم بين الّناس و لعّله أظهر ‪.‬‬

‫و يحتمل أيضا أن يكون المراد بالّول العّباد المبتدعين في العمل و العبادة كالمتصجّوفة و‬
‫المرتاضين بالّرياضات الغير المشروعة ‪ ،‬و بالّثاني علماء المخالفين و من يحذو حذوهم‬
‫ن أبغججض الخلججق‬
‫حيث يفتون الّناس بالقياسات الفاسدة و الراء الواهية و في الرشججاد و أ ّ‬
‫ل إلى نفسه إلى قوله ‪ :‬رهن بخطيئته و قججد قمججش جهل ‪،‬‬ ‫ل رجل و كله ا ّ‬‫ل عّز و ج ّ‬
‫عند ا ّ‬
‫ل صفة لصنف واحد ‪.‬‬ ‫فالك ّ‬

‫ععععع ععععععععع‬

‫سججلم مّمججا رواه ثقججة السججلم‬


‫ن هججذا الكلم لججه عليججه ال ّ‬
‫اعلم اّنك قد عرفججت الشججارة إلججى أ ّ‬
‫لج مضجججعهما فججأحببت أن أذكججر مججا فججي‬ ‫ي في الكافي و صاحب الحتجججاج عطججر ا ّ‬ ‫الكلين ّ‬
‫ي ) ره ( في الكتاب و معرفة لك بمواقع الختلف بين‬ ‫الكتابين اعتضادا لما أورده الّرض ّ‬
‫الّروايات فأقول ‪:‬‬

‫] ‪[ 262‬‬

‫ي بن إبراهيججم عججن هججارون‬ ‫روى في الكافي عن محّمد بن يحيى عن بعض أصحابه و عل ّ‬


‫ي بن إبراهيججم عججن أبيججه‬
‫سلم و عل ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬‫ابن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد ا ّ‬
‫سلم أّنه قال ‪:‬‬
‫عن ابن محبوب رفعه عن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫ل تعالى إلى نفسه فهججو جججائر عججن‬ ‫ل تعالى لرجلين ‪ :‬رجل و كله ا ّ‬
‫من أبغض الخلق إلى ا ّ‬
‫صلة فهو فتنججة لمججن افتتججن بججه ‪،‬‬
‫صوم و ال ّ‬
‫سبيل مشعوف بكلم بدعة قد لهج ‪ 1‬بال ّ‬ ‫قصد ال ّ‬
‫ل لمن اقتدى به في حيججاته و بعججد مججوته حّمججال خطايججا‬
‫ل عن هدى من كان قبله ‪ ،‬مض ّ‬ ‫ضا ّ‬
‫غيره رهن بخطيئته ‪.‬‬

‫و رجل قمش جهل في جّهال الّناس عان بأغباش الفتنة قد سّماه أشججباه النججاس عالمججا و لججم‬
‫يغن ‪ 2‬فيه يوما سالما ‪ ،‬بّكر فاستكثر ما قّلمنه خير مّما كثر حّتى إذا ارتججوى مججن آجججن و‬
‫اكتنز من غير طائل جلس بين الّناس قاضجيا ضجامنا لتلخيجص ) لتخليجص خ ( مجا التبجس‬
‫على غيره ‪ ،‬و إن خالف قاضيا سبقه لم يأمن أن ينقض حكمه من يججأتي بعججده كفعلججه بمججن‬
‫كان قبله ‪ ،‬و إن نزلت به احدى المبهمات المعضلت هّيألها حشوا من رأيه ث جّم قطججع ‪3 .‬‬
‫فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت ل يدري أصاب أم أخطججأ ل يحسججب العلججم‬
‫ن وراء ما بلغ فيه مذهبا ‪ ،‬إن قججاس شججيئا بشججيء لججم يكججذب‬ ‫في شيء مّما أنكر و ل يرى أ ّ‬
‫نظره ‪ ،‬و إن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكيل يقال له ‪:‬‬

‫ل يعلم ‪ ،‬ثّم جسر فقضى فهججو مفاتيججح ‪ ) 4‬مفتججاح خ ل ( عشججوات رّكججاب شججبهات خّبججاط‬
‫ض في العلم بضرس قاطع فيغنم يذري‬ ‫جهالت ل يعتذر مّما ل يعلم فيسلم ‪ ،‬و ل يع ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ق قققق قق قققق ق قققق قق قق ق ق‬
‫ققققق قققق قق قق قققق ققق ققققق ق قققققق‬
‫ق قققق ققققق قق ققققق ق قققق قققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق قققق قققق ققققققق قققق ققق ققق ق ق‬
‫ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قق ققق ق قق قققق ق ق ق ق ق ق قق قق ققق ق ق‬
‫قققق قققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬قق ققق ق قق ق ققق قق ققق قق ققق قققق ق‬
‫قققققققق قق قققققق ق قققق قققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 263‬‬

‫ل بقضججائه‬
‫الّروايات ذرو الّريح الهشيم تبكى منه المواريث و تصرخ منه ال جّدماء و يسججتح ّ‬
‫الفرج الحرام ‪ ،‬و يحرم بقضائه الفرج الحلل ل مليء باصدار مججا عليججه ورد ‪ ،‬و ل هججو‬
‫ق‪.‬‬‫أهل لما منه فرط ‪ ،‬من ادعائه علم الح ّ‬
‫لج رجلن ‪ :‬رجججل‬ ‫ن أبغض الخلئق إلى ا ّ‬ ‫سلم قال ‪ :‬إ ّ‬‫و في الحتجاج و روى أّنه عليه ال ّ‬
‫سبيل ساير بغير علم و ل دليججل ‪ ،‬مشججعوف بكلم‬ ‫ل إلى نفسه فهو جاير عن قصد ال ّ‬ ‫وكله ا ّ‬
‫ل لمججن‬
‫ل عن هدى من كجان قبلججه ‪ ،‬مضج ّ‬ ‫بدعة و دعاء ضللة ‪ ،‬فهو فتنة لمن افتتن به ضا ّ‬
‫اقتدى به في حياته و بعد وفاته ‪ ،‬حّمال خطايا غيره ‪ ،‬رهن بخطيئته ‪.‬‬

‫صجوم و‬ ‫و رجل قمش جهل فوضع في جهلة المة ‪ ،‬عان باغباش فتنة ‪ ،‬قجد لهججج منهججا بال ّ‬
‫لج عاريججا منسججلخا و قججد سجّماه أشججباه النججاس‬
‫صلة ‪ ،‬عم بما فججي عقججد الهدنججة قججد سجّماه ا ّ‬
‫ال ّ‬
‫) الرجال خ ل ( عالما ‪ ،‬و لما يغن في العلم يوما سالما ‪ ،‬بّكر فاسججتكثر مججن جمججع مججا قج ّ‬
‫ل‬
‫منه خير مّما كثر حّتى إذا ارتوى من آجن ‪ ،‬و أكثر من غير طائل جلس بين الّناس مفتيججا‬
‫قاضيا ضامنا لتخليص ) تلخيص خ ل ( ما التبس على غيره ‪.‬‬

‫إن خالف من سبقه لم يأمن من نقض حكمه من يأتي من بعده كفعله بمن كججان قبلججه ‪ ،‬فججان‬
‫نزلت به إحدى المبهمات ) المعضلت خ ل ( هيألها حشوا من رأيه ثّم قطع به ‪ ،‬فهو من‬
‫شججبهات فججي مثججل نسججج العنكبججوت خّبججاط جهجالت ‪ ،‬و رّكججاب عشججوات ‪ ،‬و مفتججاح‬
‫لبس ال ّ‬
‫ق أم أخطججأ ‪ ،‬إن أصججاب خججاف أن‬ ‫شبهات ‪ ،‬فهو و إن أصاب أخطاء ل يدري أصاب الحج ّ‬
‫يكون قد أخطأ ‪ ،‬و إن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب ‪.‬‬

‫فهو من رأيه مثل نسج ) غزل خ ل ( العنكبوت الذي إذا مّرت به الّنار لججم يعلججم بهججا ‪ ،‬لججم‬
‫يعض على العلم بضرس قاطع فيغنم ‪ ،‬يجذري الّروايجات إذ راء الّريججح الهشجيم ل مليء و‬
‫ل باصدار ما ورد عليه ‪ ،‬ل يحسب العلم في شيء مّما أنكججره ‪ ،‬و ل يججرى أن مججن وراء‬ ‫ا ّ‬
‫ما ذهب فيه مذهب ناطق ‪ ،‬و إن قاس شيئا بشيء لم يكّذب رأيه كيل يقال له ل يعلم شججيئا‬
‫حته حين خالفه و إن أظلم عليه أمجر اكتتجم بجه لمجا‬ ‫و إن خالف قاضيا سبقه لم يأمن في ص ّ‬
‫يعلم ‪.‬‬

‫] ‪[ 264‬‬

‫لل ل يعتذر مّما ل يعلم فيسلم ‪،‬‬


‫من معشر ‪ 1‬يعيشون جّهال و يموتون ض ّ‬

‫تصرخ منه الّدماء ‪ ،‬و تولول منه الفتياء و تبكي منه المواريث ‪ ،‬و يحّلججل بقضججائه الفججرج‬
‫الحرام ‪ ،‬و يحّرم بقضائه الفرج الحلل و يأخذ المال من أهله فيدفعه إلى غير أهله ‪.‬‬

‫ي و المفيد في الرشجاد بعجد روايجة هجذا الكلم نحجوا مّمجا تقجّدم أّنجه عليجه‬
‫و روى الطبرس ّ‬
‫سلم قال بعد ذلك ‪:‬‬
‫ال ّ‬

‫ن العلم الذي هبط بججه آدم‬


‫أّيها الّناس عليكم بالطاعة و المعرفة بمن ل تعذرون بجهالة ‪ ،‬فإ ّ‬
‫ضلت به النبّيون إلى خاتم الّنبّيين في عترة نبّيكم محّمد صّلى ا ّ‬
‫ل‬ ‫سلم و جميع ما ف ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫سججفينة‬
‫عليه و آله و سّلم ‪ ،‬فاّني يتاه بكم بل أين تذهبون يا من نسخ من أصلب أصحاب ال ّ‬
‫‪،‬‬

‫هذه مثلها فيكم فاركبوها ‪ ،‬فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو في هذه من دخلهججا أنججا‬
‫رهين بذلك قسما حقا و ما أنا من المتكّلفين ‪ ،‬و الويل لمن تخّلف ثّم الويل لمن تخّلف ‪.‬‬

‫جة الوادع ‪ :‬إّني تاركم فيكججم الّثقليججن مججا إن‬


‫أما بغلكم ما قال فيكم نبّيكم ؟ حيث يقول في ح ّ‬
‫ل و عترتي أهل بيتي و اّنهما لم يفترقا حّتججى يججردا‬ ‫سكتم بهما لن تضّلوا بعدي ‪ ،‬كتاب ا ّ‬ ‫تم ّ‬
‫ى الحوض ‪ ،‬فانظروا كيف تخلفوني فيهما ‪ ،‬أل هذا عذب فرات فاشربوا ‪ ،‬و هذا ملججح‬ ‫عل ّ‬
‫اجاج فاجتنبوا ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آن عالى مقام است در صفت كسيكه متصّدى شود بحكم كججردن ميججان اّمججة‬
‫محّمديه و حال اينكه اهلّيت نداشته باشد ‪،‬‬

‫بتحقيق كه دشمنترين خلق بسوى خدا دو مردند يكى از اين دو نفر مردى است كججه بججاز‬
‫گذاشته باشد حقتعالى او را بنفس خججودش ‪ ،‬و الطججاف خفّيججه خججود را از او سججلب نمججوده‬
‫باشد پس آن بد روزگار تبه كار ميل كننده است از ميانه راه راست‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قق ق ق قق قق قققققق قق ق ققق ققق قق‬
‫قق قق قققق ق قق ق ققق ق ق ق ققق ق ق قق ق ق قق‬
‫قققققق قققققق قق قققق ق ققق ق ق ققق ق ق قق‬
‫ققققق ققققق قق قق قق قققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 265‬‬

‫بميان دل او رسانيده شده است سخنان بدعة و جهالت بججا اينكججه دلسججوخته شججده اسججت از‬
‫فرط محبت باينكلم بدعة ‪ ،‬و بخواندن مردم بگمراهي و ضللت ‪ ،‬پس آن مججرد فتنججه و‬
‫بل اسجت مجر آنكسججى را كجه در فتنججه و بل افتججاده باشجد بواسججطه او گمججراه اسججت از راه‬
‫راست و طريقه مستقيم آنكسيكه بوده است پيش او گمجراه كننجده اسجت مجر كسجى را كجه‬
‫اقتدا نمايد او را در حال حيات او و بعد از وفات او ‪ ،‬بردارنده اسججت بججار گناهججان غيججر‬
‫خود را ‪ ،‬در گرو است بگناه خود و گرفتار است بكار تباه خود ‪.‬‬

‫و دومي از ايندو نفر مججردى اسججت كججه جمعكججرده جهججالت را سججرعة كننجده اسجت بجاينكه‬
‫وضيع و پست گردانيده شده در ميان جاهلن امة ‪ ،‬غافججل اسججت در ظلمججات خصججومات‬
‫بى بصيرت است بآنچه در عقد صلحست از مصالح مصالحه ‪ ،‬بتحقيق كه نام نهادهانججد‬
‫او را جّهججال مردمججان كججه در صججورت انسججان و در معنججى حيججوان ميباشججند عججالم بعلججوم‬
‫شريعت و حال آنكه عالم نيست ‪ ،‬بامداد كرد پس بسيار نمود از جمع آوردن چيججزى كججه‬
‫اندكى آن از او بهتر است از آنچه بسيار است ‪ ،‬يا آنكه از جمع آوردن چيزى كججه كمججى‬
‫او بهتر است از زياده آن ‪ ،‬مراد فكرهاى فاسججده و رأيهججاى بججاطله اسججت تججا اينكججه چججون‬
‫سيراب شد از آب متعفن گنديده ‪ ،‬و پر شد از مسايل بى فايده ناپسنديده نشست در ميججان‬
‫مردم در حالتى كه حكم كننده است ميان ايشان ‪ ،‬ضامن است از براى خالص كردن آن‬
‫چيزى كه مشتبه است حل آن بر غير او ‪ ،‬پس اگر نازل بشججود بججر او يكججى از قضججاياى‬
‫مشكله مهّيا ميكند از براى آن سخنان بى فايججده ضججعيف و سسججت از رأى بججاطله خججود ‪،‬‬
‫پس از آن جزم و قطع كند بآن كلم ‪ ،‬پس او از پوشيدگى و التبججاس شججبهها افتججاده اسججت‬
‫در امور واهيه كه مثل تار عنكبوت است ‪ ،‬نميداند بجه صجواب حكجم ميكنجد يجا بخطجاء ‪،‬‬
‫پس اگر بصواب حكم ميكند ميترسد از آنكه خطا كرده باشد و اگر بخطا حكم نمايد اميد‬
‫ميدارد كه صواب گفته باشد ‪.‬‬

‫نادانست بسيار خبجط كننججده در نادانيهججا ضجعيف البصججر اسجت در ظلمجات جهججل سجواره‬
‫شبهات ‪ ،‬نگزيده علم و دانش بدندان برنده و ايججن كنجايه اسججت از عجدم ايقججان بجر قجوانين‬
‫شرعيه و عدم اتقان مسائل دينّيه ‪ ،‬منتشر مىسازد و مىپراند روايات را مثل‬

‫] ‪[ 266‬‬

‫پراندن و منتشر كردن بججاد گيججاه خشججك را ‪ ،‬بخججدا سججوگند كججه نيسججت قججادر و توانججا ببججاز‬
‫گردانيدن و جواب دادن آنچه وارد شده است بر او از مسائل ‪ ،‬گمان نمىبرد كه علمججى‬
‫كه و راى اعتقاد اوسججت فضججيلتي داشججته باشججد ‪ ،‬و گمججان نمىكنججد اينكججه از وراى آنچججه‬
‫رسيده است باو مذهبى بوده باشد مر غير او را ‪.‬‬

‫و اگر پوشيده و پنهان باشد بر او كارى پنهان مىكند آن را بجهة آنكه مىدانججد از جهججل‬
‫نفس خود به مسائل و مىخواهد كه آشكار نشود حال او بارباب فضائل فرياد مىكند از‬
‫جور حكم او خونهاى ناحق ريخته ‪ ،‬و مىنالد از ستم او ميراثهاى مأخوذه بججا حكمهججاى‬
‫باطله ‪.‬‬

‫بسوى خداوند شكايت مىكنم از جماعتى كه زندگانى مىكنند در حالتى كججه جاهلننججد ‪،‬‬
‫و ميميرند در حالتيكه گمراهانند ‪ ،‬نيست در ميان ايشان هيچ متاعى كه كاسدتر باشد از‬
‫ل وقتى كه خوانده شود حق خواندن بدون تحريف و تغيير ‪،‬‬
‫كتاب ا ّ‬
‫و نيست هيچ متاعى كه رواجتر باشد از روى فروختن و نه پر بها باشججد از كتججاب خججدا‬
‫وقتى كه تحريف و تغيير داده شججود از مواضججع خججود ‪ ،‬و نيسججت نججزد ايشججان زشججتتر از‬
‫ل العالم ‪.‬‬
‫معروف و نه نيكوتر از منكر ‪ ،‬و ا ّ‬

‫ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع عع عععععع‬


‫ععععععع عع عععععع ع عع ععع ععع عع ع ع ع‬
‫ععععععع عع ععع ععععع عععععع عععععع‬

‫ي في الحتجاج مرسل عنه كالكتاب ترد على أحدهم القضّية فجي حكجم‬ ‫و قد رواه الطبرس ّ‬
‫من الحكام فيحكم فيها برأيه ‪،‬‬

‫ثّم ترد تلك القضّية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلف غيره » قوله خ «‬

‫] ‪[ 267‬‬

‫ثّم يجتمع القضجاة بججذلك عنججد المجام اّلججذي استقضججاهم فيصجّوب آرائهججم جميعججا ‪ ،‬و إلههججم‬
‫ل بالختلف فأطاعوه ؟ أم نهيهججم عنججه‬ ‫واحد ‪ ،‬و نبّيهم واحد ‪ ،‬و كتابهم واحد ‪ ،‬أفأمرهم ا ّ‬
‫ل دينا ناقصا فاسججتعان بهججم علججى إتمججامه ؟ أم كججانوا شججركائه فلهججم أن‬
‫فعصوه ؟ أم أنزل ا ّ‬
‫ل ج عليججه و آلججه و‬
‫صر الّرسول ص جّلى ا ّ‬ ‫ل دينا تآّما فق ّ‬
‫يقولوا و عليه أن يرضى ؟ أم أنزل ا ّ‬
‫سّلم عن تبليغه و أدائه ؟‬

‫ىٍء «‬‫شجج ْ‬
‫ل َ‬ ‫نكّ‬‫ىٍء « و قال ‪ » :‬فيِه ِتْبيا ُ‬
‫ش ْ‬
‫ن َ‬ ‫ب ِم ْ‬
‫طنا في اْلِكتا ِ‬
‫ل سبحانه يقول ‪ » :‬ما َفّر ْ‬ ‫وا ّ‬
‫ن الكتاب يصّدق بعضه بعضا ‪ ،‬و أّنه ل اختلف فيه فقال سبحانه ‪ » :‬و َل جْو كججا َ‬
‫ن‬ ‫و ذكر أ ّ‬
‫ن القرآن ظاهره أنيق ‪ ،‬و باطنه عميججق ‪،‬‬ ‫خِتلفًا َكثيرًا « و إ ّ‬‫جُدوا فيِه ا ْ‬
‫ل َلَو َ‬
‫غْيِر ا ِّ‬
‫عْنَد َ‬
‫ن ِ‬‫ِم ْ‬
‫ل به ‪.‬‬ ‫ظلمات إ ّ‬
‫ل تفنى عجائبه » و ل تنقضي عجائبه خ « و ل تكشف ال ّ‬

‫ععععع‬

‫ضججم الفتججوى و ) استقضججى ( فلنججا طلججب إليججه أن يقضججيه و استقضججى صججير‬


‫) الفتيا ( بال ّ‬
‫قاضيا و ) الّتبيان ( بالكسر و قد يفتح من المصادر الشاذة إذ المصادر على وزن التفعججال‬
‫ل بالفتح كالتكرار و الّتذكار و ) النيق ( كأمير الحسن المعجب ‪.‬‬ ‫لم تجىء إ ّ‬

‫ععععععع‬

‫ضمير في غيره الثاني راجع إلى غيره الّول ‪ ،‬و في بعججض الّنسججخ كالحتجججاج فيحكججم‬ ‫ال ّ‬
‫ضمير فيه و في غيره الّول واحججدا و هججو أحججدهم ‪ ،‬و‬ ‫فيها بخلف قوله ‪ ،‬فيكون مرجع ال ّ‬
‫الواو في قوله و الههم واحد حالّية كالّلتين بعدها ‪ ،‬و الهمزة في قوله‬
‫] ‪[ 268‬‬

‫أفأمرهم للستفهام على سبيل النكار البطالي على حّد قوله ‪ » :‬أفأصفيكم رّبكججم بججالبنين‬
‫ن القجرآن اه جملججة‬ ‫« و كلمة من في قجوله ‪ :‬مجن شججيء ‪ ،‬زائدة فجي المفعججول ‪ ،‬و قججوله و ا ّ‬
‫استينافية‬

‫عععععع‬
‫ععع ع عع ع عع ع ع عع ع ععع عع ع ع ع عع عععع ع‬
‫ععع‬‫عععع عع ععععع ععع‬ ‫عععع ععع‬

‫صججة فججي التخطئة و الّتصججويب ‪ ،‬و قججد عنججونه‬ ‫و هي أّنه وقججع الخلف بيججن العاّمججة و الخا ّ‬
‫ل عنهم في كتبهم الصولّية و حّققججوا الكلم فيججه بمججا ل مزيججد عليججه ‪ ،‬و‬ ‫أصحابنا رضى ا ّ‬
‫ن الكلم يقع فيه في مقامات أربعة ‪.‬‬ ‫صل ما ذكروه أ ّ‬ ‫مح ّ‬

‫ععععع عععع ععععععع‬

‫ن المصججيب فيهججا واحججد و علججى أنّ‬ ‫ل علججى أ ّ‬ ‫و قد نقل غير واحد من الصحاب إجماع الك ّ‬
‫لج الحسججين‬
‫ل أبججو عبججد ا ّ‬
‫المخطي فيها آثم كافر إن كان نافيا للسلم ‪ ،‬و لججم يخججالف فيججه إ ّ‬
‫ن الكل مصيب ‪ ،‬قال العلمة ليججس مرادهمججا الصججابة مججن‬ ‫العنبري و الجاحظ فذهبا إلى أ ّ‬
‫حيث المطابقة في نفس المججر ‪ ،‬بججل المججراد زوال الحججرج و الثججم عججن المخطججي باعتقججاد‬
‫خلف الواقع و خروجه عن عهدة الّتكليف باجتهججاده ‪ ،‬و رّبمججا عججزى الخلف إلججى الّول‬
‫لمة ‪.‬‬‫في أصل الصابة و إلى الّثاني في تحّقق الثم على ما ذكره الع ّ‬

‫ى تقدير فهو شاّذ ضعيف ل يلتفت إليججه ‪ ،‬ضججرورة بطلن الصججابة و اسججتحالتها‬
‫و على ا ّ‬
‫ل لزم اجتماع الّنقيضين في مثل قدم العالم و حدوثه ‪ ،‬و عصمة المججام‬
‫ببديهة العقل ‪ ،‬و إ ّ‬
‫و عدمها ‪ ،‬و وجود المعاد الجسماني و عدمه ‪.‬‬

‫صججر آثجم دون‬ ‫ق فيجه التفصججيل بيججن القصججور و الّتقصججير فالمق ّ‬


‫و أّما من حيججث الثجم فجالح ّ‬
‫ن الكلم في تحّقججق الصججغرى‬ ‫لأّ‬‫ل لزم التكليف بما ل يطاق ‪ ،‬و هو ظاهر إ ّ‬ ‫القاصر ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ن مججا‬
‫ن القصور هل هو ممكن موجود ؟ و تفصيل الكلم فججي الصججول ‪ ،‬و ل يخفججى أ ّ‬ ‫وأّ‬
‫ذكرناه من أّنه ل إثم على الكافر القاصر فاّنما هو في الخرة ‪ ،‬و أّمججا فججي الجّدنيا فل يبعججد‬
‫القول باجراء أحكام الكفر عليه ‪.‬‬
‫ععع ععع عععععع عع عع عع عع ععع عععع ع‬
‫عععععع‬

‫ق فيها أيضا مججن حيججث الصججابة هججو العججدم كمججا عليججه الجمهججور حججذرا مججن اجتمججاع‬
‫فالح ّ‬
‫الّنقيضين في مثل قبح الظلم‬

‫] ‪[ 269‬‬

‫و العدوان ‪ ،‬و من حيث الثم و عدم الّتفصيل بين التقصير و القصور علججى مججا سججبق ‪ ،‬و‬
‫ل خفاء في امكان القصور هنا بل تحّققه غالبا في مطلق الّناس ‪ ،‬و أّمجا المجتهجد فل يبعجد‬
‫في حّقهم دعوى امكان الوصول إلى الواقع دائما ‪.‬‬

‫ععع ععع عععععع عع عععععع ع عع عع ع عع‬


‫ععع ع ع‬
‫عععع ععععع ع عععع ع عععع عععع‬
‫عع ع‬
‫عععععععع ع ععععععععع‬

‫ن المصيب واحد و أّما من حيث الثم ففيه ما م جّر مججن الّتفصججيل ‪ ،‬قججال‬ ‫ق فيها أيضا أ ّ‬
‫فالح ّ‬
‫بعض الصحاب ‪ :‬أّما إمكان الخفاء و العدم ففيججه فججي هججذا المقججام خفججاء لكججن بعججد التأمججل‬
‫حصججون ففججي إمكججان‬ ‫يظهر المكان نججادرا فججي غيججر المجتهججدين ‪ ،‬و أّمججا المجتهججدون المتف ّ‬
‫شبهات إشكال لكن لو رأينججا أحججدا أنكججر و احتمججل فججي حقّججه‬ ‫الخفاء عليهم لجل عروض ال ّ‬
‫صر لغلبة الّتقصير في المنكرين ‪،‬‬ ‫شبهة أجرينا عليه أحكام المق ّ‬ ‫ال ّ‬

‫و هذه الغلبة معتبرة عندهم في هذا المقام ‪.‬‬

‫ععععع ع عععععع عع عع عع ع ع عع ععع عععع ع‬


‫عععععع ع عع ععع ععععع عععع عععع‬

‫ل سججبحانه فججي كج ّ‬
‫ل‬ ‫ن ّ‬
‫و هذه هي التي صارت معركة للراء بينهم ‪ ،‬فذهب أصحابنا إلى أ ّ‬
‫واقعة حكما واحدا معّينا ‪ ،‬و المصيب واحد و من أخطأ فهو معذور فل اثم عليه ‪.‬‬

‫ن المجتهد‬‫ل تعالى فيها بل حكمه تابع لظ ّ‬


‫و ذهب جمهور المخالفين إلى أّنه ل حكم معّين ّ‬
‫ل غيججر‬
‫ل مجتهد مصيب لحكم ا ّ‬ ‫ق مقّلده ‪ ،‬و ك ّ‬
‫ل في حّقه و ح ّ‬
‫ن كل مجتهد فيها حكم ا ّ‬
‫وظّ‬
‫آثم و تصوير الصابة فيها بوجوه ‪.‬‬

‫ن الحكم تابع للحسن و القبح و أّنهما يختلفان بالوجوه و العتبارات فحدوث العلججم‬ ‫أحدها أ ّ‬
‫صججفة يتبعهججا الحكجم فجرأى المجتهججد محججدث للحكجم ‪ ،‬و يكجون‬
‫صفة و ال ّ‬
‫و الجهل محدث لل ّ‬
‫الحكام متعّلقة على آرائهم ‪.‬‬
‫الّثاني أّنه تعالى أوجد أحكاما مقصودة بالصالة و يطابقها آراء المجتهدين قهرا عليهم ‪.‬‬

‫الّثجالث أّنجه تعجالى أوججد أحكامجا واقعّيجة و يطابقهجا آراء المجتهجدين مجن بجاب التفجاق ل‬
‫محالة ‪.‬‬

‫] ‪[ 270‬‬

‫ن الراء يتعّلق بالحكام المخصوصة فجعل لجججل علمججه بججذلك‬ ‫الّرابع أّنه تعالى لّما علم أ ّ‬
‫أحكاما فيطابقها ‪ ،‬و بعبججارة اخججرى أّنججه تعججالى جعججل أحكامججا مختلفججة فججي الواقججع بحسججب‬
‫ل واحد منهم لدى الّتشبث بالمارة يججؤّدي‬ ‫اختلف آراء المجتهدين على ما يعلمه من أن ك ّ‬
‫شججخص الواحججد أحكامججا مختلفججة بحسججب الواقججع‬ ‫ق ال ّ‬
‫ظّنه إليه حّتى أّنه رّبمججا يكججون فججي حج ّ‬
‫باختلف المارات المتعّددة في الزمنة المتدّرجة فضل عن اختلف الواقعّيات فججي ح ج ّ‬
‫ق‬
‫ل و إن كان في الججوجه‬ ‫الشخاص و يجمعه و سابقه انتفاء الحكم الواقعي المشترك فيه الك ّ‬
‫الّول بانتفاء المقّيد و في الثلثة الخيججرة بانتفججاء القيججد و كيججف كججان و الّتصججويب بجميججع‬
‫ل مضاجعهم و قد أقاموا على بطلنه الدّلة القاطعججة‬ ‫تصويراته باطل عند أصحابنا نّور ا ّ‬
‫لج‬
‫ساطعة في كتبهم الصولّية و دّلت نصوصهم المتواترة عن أئّمتهم سلم ا ّ‬ ‫و البراهين ال ّ‬
‫لج تعججالى فججي كج ّ‬
‫ل‬ ‫ن ّ‬‫ل سبحانه في الوقايع واحججد بحسججب الواقججع و أ ّ‬ ‫ن حكم ا ّ‬ ‫عليهم على أ ّ‬
‫واقعة حكما مخزونا عند أهله أصابه من أصابه ‪ ،‬و أخطأه من أخطاه ‪ ،‬و من جملججة تلججك‬
‫ل‪.‬‬
‫سلم الذي نحن بصدد شرحه حسبما تعرفه إن شاء ا ّ‬ ‫الّنصوص كلمه عليه ال ّ‬

‫سلم و ما ضاهاه هو اّتحاد الحكم بقول مطلق ‪،‬‬


‫ل يقال ‪ :‬المستفاد من كلمه عليه ال ّ‬

‫و هو ينافي بنآء الصحاب على آرائهم و عملهم بما أّدى إليججه ظنججونهم و تعّبججدهم بالعمججل‬
‫ن الراء مختلفجة‬ ‫ق مقّلجده ‪ ،‬ضجرورة أ ّ‬ ‫ق المجتهججد و حج ّ‬
‫ل فجي حج ّ‬‫بذلك بناء على أّنه حكم ا ّ‬
‫فيختلف باختلفها الحكام جّدا ‪.‬‬

‫سلم ناظر إلى العاملين بالقيججاس و ال جّرأى ل بالكتججاب و‬ ‫ن كلمه عليه ال ّ‬‫لّنا نقول ‪ :‬أّول إ ّ‬
‫السّنة كما صّرح به الفاضل القّمي في القوانين ‪.‬‬

‫شارح المعتزلي حيث قال ‪ :‬و المراد الرّد على أهججل الجتهججاد فججي الحكججام‬ ‫و أشار إليه ال ّ‬
‫ل مجتهججد مصججيب ‪ ،‬و تلخيججص الحتجججاج مججن وجججوه‬ ‫شرعية و إفساد قول من قججال ‪ :‬كج ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن هذه الوجوه هي التي يتعّلق بها المامّية‬ ‫خمسة ثّم ذكر الوجوه الخمسة ثّم قال ‪ :‬و اعلم أ ّ‬
‫شرعّيات ‪.‬‬ ‫و نفاة القياس و الجتهاد في ال ّ‬

‫] ‪[ 271‬‬
‫ل أّنججه ل بجّد أن يججراد بججه اّتحججاد الحكججام‬
‫سججلم و إن كججان مطلقججا إ ّ‬
‫ن كلمه عليه ال ّ‬
‫و ثانيا أ ّ‬
‫ن المجتهججد متعّبججد بظّنججه و‬
‫الواقعية لقيام الجماع علججى تعجّدد الحكججام الظاهرّيججة و علججى أ ّ‬
‫شرعّية كظججواهر الكتججاب و السجّنة‬ ‫تكليفه العمل بما أّدى إليه ظّنه الحاصل من المارات ال ّ‬
‫و أخبار الحاد و غيرها ‪.‬‬

‫فإن قلت ‪ :‬إذا كان تكليف المجتهججد التعّبججد بظنججه و العمججل بموّديججات الظنونججات و اختلفججت‬
‫الحكام باختلفها فل فرق حينئذ بين المصوبة و المخطئة إذ مآل القولين كليهما إلى تعّدد‬
‫ن قلججت ‪ :‬الفججرق بينهمججا واضججح ‪،‬‬ ‫ي تبعا للظج ّ‬
‫شرع ّ‬‫الحكام بتعّدد الظنونات فيكون الحكم ال ّ‬
‫ن القائلين بالّتصويب يقولون بتبعّية الحكام الواقعّية لعلم المجتهد أو ظّنججه و أ ّ‬
‫ن‬ ‫ضرورة أ ّ‬
‫ن يوجب جعل الحكم في حّقه في الواقججع ‪ ،‬فمججا لجم يحصججل لججه علجم أو ظجن ل‬ ‫العلم أو الظ ّ‬
‫ل سبحانه حكميججن واقعج ّ‬
‫ي‬ ‫ن ّ‬ ‫يكون في حّقه حكم واقعا و أّما القائلون بالتخطئة فيقولون ‪ :‬إ ّ‬
‫و هو الذي كّلفنا به أّول لو ل جهل المكّلف المانع من تعّلق التكليف به ‪ ،‬و حكججم ظججاهر ّ‬
‫ى‬
‫شججرع بمقتضججى المجارات‬ ‫و هو الذي يجججب علينججا البنجاء عليجه و التعبجد بجه فججي ظجاهر ال ّ‬
‫شرعّية ‪ ،‬سججواء علمنججا مطججابقته للّول ‪ ،‬أو ظّننججاه ‪ ،‬أو شججككناه ‪ ،‬أو ظّننججا مخججالفته ‪ ،‬أو‬‫ال ّ‬
‫علمنا بالمخالفة كما هو في بعض الفروض ‪.‬‬

‫و بعبارة اخرى مقتضى القول بالّتصويب هو كون الحكم من أصله تابعججا للمججارة بحيججث‬
‫ق الجاهل مع قطع الّنظر عن وجود المارة و عدمها حكم ‪،‬‬‫ل يكون في ح ّ‬

‫صة في الواقع بالعالمين بها ‪ ،‬و الجاهل مع قطع الّنظر عن قيام أمارة‬
‫فيكون الحكام مخت ّ‬
‫ن المارة تؤّدى إليه ‪.‬‬
‫لأّ‬
‫عنده على حكم العالمين ل حكم له أو محكوم بما يعلم ا ّ‬

‫ل ‪ ،‬و عليه فججإن حصججل‬ ‫ن في الواقع حكما مشتركا بين الك ّ‬ ‫و مقتضى القول بالتخطئة هو أ ّ‬
‫ل فتكليفه العمل بمججا أّدى إليجه ظّنجه فججي ظجاهر‬
‫ن مطابق له فهو ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫للمكّلف علم به أو ظ ّ‬
‫شرع و يكون ذلك واقعّيا ثانوّيا في حّقه ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ن فل‬
‫فان قلت ‪ :‬إذا كان تكليفه عند عدم حصول العلم بالواقع هو العمل بالظ ّ‬

‫] ‪[ 272‬‬

‫ن هناك حكما واقعّيا وراء المظنون كما يقوله المخطئة ‪،‬‬


‫تفاوت بين أن نقول ‪ :‬إ ّ‬

‫صله عدم ثمرة عملية بين القولين‬


‫و بين أن نقول ‪ :‬بأن ل حكم هنا وراء المظنون ‪ ،‬و مح ّ‬
‫و عدم فايدة تترّتب على الخلف في مقام العمل ‪.‬‬

‫ن بأن حصل لججه العلججم بججالواقع‬‫قلنا ‪ :‬الّثمرة إّنما تظهر إذا انكشف له الحال بعد العمل بالظ ّ‬
‫و كان ظّنه الذي عمل به مخالفا للواقع فيلزمه التيان به ثانيججا علججى القججول بججالتخطئة ل ّ‬
‫ن‬
‫شارع في المقام حقيقة هو الواقع و إّنما تعلق الّتكليف بالظاهر نظرا إلى اشججتباه‬
‫مطلوب ال ّ‬
‫المكلف و عجزه عن الوصول إلى الواقع ‪.‬‬

‫شرعّية على القججول بالّتصججويب مجعججولت فججي الواقججع‬ ‫ن مؤّديات الطرق ال ّ‬


‫و تحقيق ذلك أ ّ‬
‫ليس للمكلف في الواقع تكليف ورائها ‪ ،‬فحالها مثل حججال الوامججر الواقعّيججة الختيارّيججة ل‬
‫إشججكال فججي إجزائهججا بججل ل يتص جّور انكشججاف الخلف فيهججا أصججل ‪ ،‬و أّمججا علججى القججول‬
‫شرعّية مع عدم حصول العلم بخلفها ‪،‬‬ ‫بالتخطئة فإّنما يترّتب عليها الثار ال ّ‬

‫و مع قصور المكّلف عن الوصول إلى الواقع و أّما بعد انكشاف الخلف و حصول علمه‬
‫بالواقع فيكون مكّلفا به و يرجع المر إلى التكليجف الّول ‪ ،‬فجإن كجان الججوقت باقيجا وججب‬
‫العادة بمقتضى الصل لبقاء التكليف و وجوب المتثال ‪ ،‬و إن كان فايتا وجججب القضججاء‬
‫ل دليل على وجوب القضاء لصدق الفوات ‪.‬‬ ‫لو د ّ‬

‫خرى أصحابنا من جعلهججم مسججألة‬ ‫ى على ما ذهب إليه غير واحد من متأ ّ‬ ‫ن هذا كله مبن ّ‬‫ثّم إ ّ‬
‫الجزاء مججن متفّرعججات مسججألة التخطئة و التصججويب و بنججوا الجججزاء علججى الّتصججويب و‬
‫ن الشأن عجدم تمامّيججة التفريجع فججي الطرفيجن لعجدم الملزمجة بيجن‬ ‫عدمه على التخطئة إل أ ّ‬
‫التخطئة و عدم الجزاء بل مع القول بها مجال للجججزاء و عججدمه ‪ ،‬و تفصججيل الكلم فججي‬
‫ذلك موكول إلى الصول فليرجع إليه ‪ .‬و إذا تمّهججد لججك هججذه المقّدمججة فلنرجججع إلججى شججرح‬
‫سججوء العججاملين بججالراء‬
‫سلم فنقول ‪ :‬إّنه صدر كلمججه بيججان حججال العلمججاء ال ّ‬ ‫كلمه عليه ال ّ‬
‫تعريضا عليهم ببطلن عملهم بالّرأى و توبيخا لهججم علججى ذلججك ثجّم أردفججه بالشججارة علججى‬
‫بنائهم عليه من القول بالّتصويب في‬

‫] ‪[ 273‬‬

‫الحكام المختلفة المنشعبة عن الراء المتشّتتة ‪ ،‬و نّبه على بطلن ذلك البناء و فساد هججذا‬
‫القول بالوجوه التية فقال ‪:‬‬

‫شجرعّية ) فيحكجم فيهجا برأيجه ( أى‬ ‫) ترد على أحجدهم القضجّية فجي حكجم مجن الحكججام ( ال ّ‬
‫شججارع بججل مججن‬ ‫شججرعّية و المآخججذ المنتهيججة إلججى ال ّ‬
‫بظنججونه المججأخوذة ل مججن الدلججة ال ّ‬
‫الستحسانات العقلّية و القياسات الفقهّية ) ثّم ترد تلك القضّية بعينها على غيره ( اى على‬
‫غير القاضي الّول ) فيحكم فيها بخلف قوله ( أى قول الّول استنادا إلى رأيججه الفاسججد و‬
‫نظره الكاسد أيضا ‪ ،‬كما كان استناد الّول في حكمه إليه ‪.‬‬

‫ل و رئيسججهم المضجلّ‬ ‫ضججا ّ‬


‫) ثّم يجتمججع القضججاة بججذلك ( الحكججم المختلججف ) عنججد المججام ( ال ّ‬
‫) الذى استقضاهم ( و صّيرهم قاضيا ) فيصّوب آرائهم جميعججا ( و يحكججم بكججون الحكججام‬
‫صادرة عنهم في قضّية شخصية كّلهججا صججوابا مطابقججا للواقججع ) و ( هججو باطججل‬ ‫المختلفة ال ّ‬
‫ل منهم الججه يحكججم‬
‫ن ) الههم واحد و نبّيهم واحد و كتابهم واحد ( و ليس لك ّ‬ ‫ضرورة ‪ ،‬ل ّ‬ ‫بال ّ‬
‫بحكم مخالف لحكم اله الخر و يرسل على ذلك رسول و ينزل على ذلك كتابا حّتى يسجند‬
‫كلّ منهم حكمه المخالف لحكم الخر إلى إلهه ‪ ،‬و إذا ثبت وحججدة اللجه سجبحانه فل بجّد أن‬
‫يكون الحكم الواقعي واحدا إذ الوجوه المتصّورة لستناد تعّدد الحكام و اختلفها حينئذ ‪1‬‬
‫لج‬
‫إليهججا امججور كّلهججا باطلججة بحكججم العقججل و الّنقججل كمججا أشججار إليهججا بقججوله ‪ ) :‬أ فججأمرهم ا ّ‬
‫بالختلف فأطاعوه ‪ ،‬أم نهاهم عنه فعصوه ( مفاد همزة الستفهام المفيججدة للنكججار علججى‬
‫سبيل البطال مع أم المنقطعة المفيدة للضراب مفادها في قوله تعالى ‪:‬‬

‫ن اختلفهججم ليججس‬
‫ل الكلم علججى ذلججك ‪ ،‬علججى أ ّ‬
‫ن « فيد ّ‬
‫ل َتْفَتُرو َ‬
‫عَلى ا ِّ‬
‫ن َلُكْم َأْم َ‬
‫ل َأِذ َ‬
‫ل آ ُّ‬
‫» ُق ْ‬
‫ي عنه فيكونون عاصين فيه ‪ ،‬أّما أّنه ليس مأمورا به فلعججدم ورود أمججر‬ ‫مأمورا به بل منه ّ‬
‫سنة ‪،‬‬
‫بذلك في الكتاب و ال ّ‬

‫ي عنه فلدللة العقل و الّنقل على ذلك ‪ ،‬أّما العقل فلتقبيح العقلء‬
‫و أّما أّنه منه ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ققق قق ققق ققققق ققققق ققق‬

‫] ‪[ 274‬‬

‫من يتكّلف من قبل موله بما ل يعلم بوروده عن المجولى فضججل عّمجا علججم بعججدم وروده و‬
‫ل فهو افججتراء لججه‬
‫ن ما ليس باذن من ا ّ‬
‫سابقة حيث دّلت على أ ّ‬‫أّما الّنقل فمن الكتاب الية ال ّ‬
‫ي عنه و قوله ‪:‬‬
‫ن الفتراء حرام و منه ّ‬ ‫و من المعلوم أ ّ‬

‫ن « و قوله ‪:‬‬
‫ك ُهُم اْلكاِفُرو َ‬
‫ل َفُاولِئ َ‬
‫ل ا ُّ‬
‫حُكْم ِبما َأْنَز َ‬
‫ن َلْم َي ْ‬
‫» َو َم ْ‬

‫حُكْم ِبمججا َأْنجَزلَ‬


‫ن َلْم َي ْ‬
‫ظالُمون « و قوله ‪َ » :‬و َم ْ‬
‫ك ُهُم ال ّ‬
‫ل َفُاولِئ َ‬
‫ل ا ُّ‬
‫حُكْم ِبما َأْنَز َ‬
‫ن َلْم َي ْ‬
‫» َو َم ْ‬
‫ن الحكم بالّرأى الذي هو منشأ للختلف حكم بغيججر مججا نججزل‬ ‫ن « فا ّ‬ ‫سُقو َ‬ ‫ك ُهُم اْلفا ِ‬‫ل َفُاولِئ َ‬
‫ا ُّ‬
‫ل سبحانه إذ العمل بالّرأى و القياس إّنما هو فيما لم يتبّين حكمه في الكتججاب و الس جّنة‬ ‫من ا ّ‬
‫كما هو ظاهر ‪.‬‬

‫سلم قال ‪ :‬القضاة أربعة ثلثة‬ ‫ل عليه ال ّ‬


‫سنة ما رواه محّمد بن خالد عن أبي عبد ا ّ‬ ‫و من ال ّ‬
‫في الّنار و واحد في الجّنة ‪ :‬رجل قضى بالجور و هو يعلم فهو في الّنار ‪ ،‬و رجل قضججى‬
‫ق و هو ل يعلم فهو في الّنججار ‪ ،‬و‬‫بالجور و هو ل يعلم فهو في الّنار ‪ ،‬و رجل قضى بالح ّ‬
‫ق و هو يعلم فهو في الجّنة ‪.‬‬
‫رجل قضى بالح ّ‬

‫ن القضاء بما ل يعلججم سججواء كججان حّقججا أو‬ ‫ن المستفاد منه أ ّ‬


‫ي حيث إ ّ‬
‫و وجه الّدللة غير خف ّ‬
‫ن القضججاء بججالراء‬ ‫جورا موجب لدخول الّنار فيكون محّرما منهّيا عنه ‪ ،‬و مججن المعلججوم أ ّ‬
‫المختلفة قضاء بما ل يعلم فيكون منهّيا عنه و ستعرف توضيح ذلك بما ل مزيد عليه فججي‬
‫ن الختلف ليس مأمورا به بل منه ج ّ‬
‫ي‬ ‫صل مّما ذكرناه أ ّ‬
‫الّتنبيه التي ‪ ،‬و كيف كان فقد تح ّ‬
‫عنه هذا ‪.‬‬

‫سلم على بطلن كون الختلف بأمر منه سبحانه أردفه بسججاير الوجججوه‬ ‫و لّما نّبه عليه ال ّ‬
‫التي يحتمل كونه بسببها مّما هو ضروري البطلن ‪ ،‬و هى بحسب السججتقراء منحصججرة‬
‫في ثلثة اذ اختلفهم في دينه و شرعه و حاجتهم إلى ذلك إّما أن يكون مع نقصانه أو مع‬
‫تمامه و تقصير الّرسول في أدائه ‪ ،‬و على الوجه الّول فذلك الختلف إّنما يكون‬

‫] ‪[ 275‬‬

‫على أحد وجهين ‪ ،‬أحدهما أن يكون اتماما لذلك الّنقصان أو على وجه أعّم من ذلك و هو‬
‫لج‬
‫سلم إلججى الججوجه الّول بقججوله ‪ ) :‬أم أنججزل ا ّ‬ ‫كونهم شركاءه في الّدين و قد أشار عليه ال ّ‬
‫دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه ( و إلى الّثاني بقوله ‪ ) :‬أم كانوا شججركاء لججه فلهججم أن‬
‫صججر الّرسججول‬‫لج دينججا تاّمججا فق ّ‬
‫يقولوا و عليه أن يرضى ( و إلى الّثالث بقوله ‪ ) :‬أم أنزل ا ّ‬
‫لج سججبحانه يقججول (‬‫عن تبليغه و أدائه ( ثّم استدل على بطلن الوجوه الثلثة بقوله ‪ ) :‬و ا ّ‬
‫ل شججيء ( و‬ ‫في سورة النعام ) ما فّرطنا في الكتاب من شيء ( ) و قال ( ) فيه تبيججان ك ج ّ‬
‫هذا مضمون آية في سورة الّنحل و هو قوله تعالى ‪:‬‬

‫ىٍء « و مثلها قوله سبحانه في سورة النعام ‪:‬‬


‫ش ْ‬
‫ل َ‬
‫ب ِتْبيانًا ِلُك ّ‬
‫ك اْلِكتا َ‬
‫عَلْي َ‬
‫» و َنّزْلنا َ‬

‫ن دللة هذه اليات على بطلن الججوجهين‬ ‫ن « فا ّ‬


‫ب ُمبي ٍ‬
‫ل في ِكتا ٍ‬‫س ِإ ّ‬
‫ب َو ل ياِب ٍ‬
‫ط ٍ‬
‫» َو ل َر ْ‬
‫ن الكتاب الحكيم إذا لم يترك فيججه شججيء و لججم يفججرط فيججه مججن‬ ‫الّولين واضحة ‪ ،‬ضرورة ا ّ‬
‫ل شيء و كل رطب و يابس فل بّد أن يكون الّدين بتمججامه منججزل‬ ‫شيء بل كان فيه بيان ك ّ‬
‫فيه و حينئذ فل يكون فيه نقصان حّتى يستعان بهم على إتمامه أو يأخذهم شججركاء لججه فججي‬
‫ص القرآن و حسبان الستعانة و الفتقار بهججم‬ ‫أحكامه ‪ ،‬فالقول بكون الّدين ناقصا باطل بن ّ‬
‫على التمام أو كونهم مشججاركين لججه فججي الحكججام كفججر و زندقججة بالبديهججة و العيججان و أّمججا‬
‫لج‬‫ي صجّلى ا ّ‬ ‫دللتها على بطلن الوجه الّثالث فهي أيضا ظاهرة بعججد ثبججوت عصججمة الّنججب ّ‬
‫لج عليجه و آلجه و سجّلم فجي‬ ‫عليه و آله و سّلم و عدم إمكان تصجوير الّتقصجير منجه صجّلى ا ّ‬
‫الّتبليغ و قد قال تعالى ‪:‬‬

‫ل ما‬
‫ن َأّتِبُع ِإ ّ‬
‫ك ِإ ْ‬
‫ل َلُكْم ِإّني َمَل ٌ‬
‫ب َو ل َأُقو ُ‬
‫عَلُم اْلَغْي َ‬
‫ل َو ل َأ ْ‬
‫ن ا ِّ‬
‫خزاِئ ُ‬
‫عْندي َ‬
‫ل َلُكْم ِ‬
‫ل ل َأقو ُ‬ ‫» ُق ْ‬
‫ي«‬‫ى ِإَل ّ‬
‫ُيوح ِ‬

‫] ‪[ 276‬‬
‫سلم أّنه سئل يوما و قد اجتمع عنده قوم من‬ ‫صدوق في العيون عن الرضا عليه ال ّ‬ ‫روى ال ّ‬
‫ل عليه و آلججه‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫أصحابه و قد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول ا ّ‬
‫ل حلل و‬ ‫ل حّرم حراما و أحج ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬‫نا ّ‬‫سلم ‪ :‬إ ّ‬‫و سّلم في الشيء الواحد فقال عليه ال ّ‬
‫لج أو رفجع فريضجة فجي‬ ‫لا ّ‬‫ل أو تحريم ما أحج ّ‬ ‫فرض فرايض فما جاء في تحليل ما حّرم ا ّ‬
‫لج‬
‫ن رسججول ا ّ‬ ‫ل رسمها قائم بل نسخ نسججخ ذلججك فججذلك شججيء ل يسججع الخججذبه ‪ ،‬ل ّ‬ ‫كتاب ا ّ‬
‫ل ج و ل ليغّيججر‬
‫ل و ل ليحّلل مججا ح جّرم ا ّ‬ ‫لا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم لم يكن ليحّرم ما أح ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل و ذلججك‬‫ل ج ع جّز و ج ج ّ‬
‫ل و أحكامه و كان في ذلك كّله مّتبعا مسّلما مؤيججدا عججن ا ّ‬ ‫فرائض ا ّ‬
‫لج مجا امججر بججه مجن‬‫ى فكان مّتبعا مؤّديججا عججن ا ّ‬‫ل ما يوحى إل ّ‬ ‫ل ‪ :‬إن أّتبع إ ّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬‫قول ا ّ‬
‫تبليغ الّرسالة ‪.‬‬

‫لج‬
‫صل من كلمه بطلن كون الختلف جائزا و مأذونا فيه و بأمر من ا ّ‬ ‫ثّم إّنه بعد ما تح ّ‬
‫ن الكتججاب يصجّدق بعضججه‬ ‫سبحانه ‪ ،‬أّكد ذلك بالّتصريح على دليل ذلجك بقججوله ‪ ) :‬و ذكججر أ ّ‬
‫بعضا و أّنه ل اختلف فيه فقال سبحانه ( في سورة الّنسججاء أفل يتججدّبرون القججرآن ) و لججو‬
‫ل ( اى من كلم غيره سبحانه ) لوجدوا فيه اختلفا كثيرا ( و تقريججب‬ ‫كان من عند غير ا ّ‬
‫لج‬
‫شججرعية و قججد أخججبر ا ّ‬
‫ن القرآن مدرك الجّدين و مشججتمل علججى الحكججام ال ّ‬ ‫الستدلل بها أ ّ‬
‫سبحانه بأّنه ل يوجد فيه اختلف ‪ ،‬لكونه من عنده فل يوجد فيه أحكام مختلفججة مججن حيججث‬
‫ص فاذن ل يكون الختلف في الحكام من عنججده سججبحانه‬ ‫ن نفى العاّم مستلزم لنفى الخا ّ‬
‫إّ‬
‫و مأذونا فيه و هو واضح ‪.‬‬

‫ن الّتناقض من الكلم ل‬ ‫ي في مجمع البيان و هذه الية تضّمنت الّدللة على أ ّ‬ ‫قال الطبرس ّ‬
‫ل ‪ ،‬لّنه لو كان من فعله لكان من عنده ل من عند غيره و الختلف فججي‬ ‫يكون من فعل ا ّ‬
‫الكلم يكون على ثلثة أضرب ‪ :‬اختلف تنججاقض ‪ ،‬و اختلف تفججاوت و اختلف تلوة ‪،‬‬
‫صواب مّما تدعو إليججه الحكمججة‬ ‫و اختلف التفاوت يكون في الحسن و القبح و الخطاء و ال ّ‬
‫و تصرف عنه ‪ ،‬و هذا الجنس من الختلف ل يوجججد فججي القججرآن كمججا ل يوجججد اختلف‬
‫التناقض ‪ ،‬و أّما اختلف التلوة فهو كاختلف وجوه القرآن و اختلف مقججادير اليججات و‬
‫قو‬ ‫سور و اختلف الحكام في الّناسخ و المنسوخ فججذلك موجججود فججي القججرآن و كّلججه حج ّ‬ ‫ال ّ‬
‫صواب ‪.‬‬

‫] ‪[ 277‬‬

‫ن الكتاب العزيز واف بجميججع المطججالب إذا‬ ‫سلم أردف كلمه بالتنبيه على أ ّ‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫ن القججرآن ظججاهره أنيججق ( أى حسججن معجججب‬ ‫تدّبروا معناه و ل حظوا أسراره فقجال ‪ ) :‬و إ ّ‬
‫بانواع البيان و أصنافه و غرابة السلوب و حسججنه و ايتلف الّنظججم و انسججاقه ) و بججاطنه‬
‫عميق ( لشتماله على أنواع الحكم من أمر بحسججن و نهججي عججن قبيججح و خججبر عججن مخججبر‬
‫ث على الخير و الّزهد و اشججتماله علججى تبيججان كج ّ‬
‫ل‬ ‫صدق و دعاء إلى مكارم الخلق و ح ّ‬
‫شيء و على ما كان و ما يكون و ما هو كائن ‪.‬‬
‫سججماوات و مججا‬
‫ل نعلم ما في ال ّ‬
‫سلم في رواية العّياشي ‪ :‬نحن و ا ّ‬ ‫صادق عليه ال ّ‬
‫كما قال ال ّ‬
‫ل ثّم‬
‫ن ذلك في كتاب ا ّ‬‫في الرض و ما في الجّنة و ما في الّنار و ما بين ذلك ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬إ ّ‬
‫تل قوله تعالى ‪:‬‬

‫سلم إّني لعلم ما فججي‬ ‫يٍء « و في الكافي عنه عليه ال ّ‬ ‫ش ْ‬


‫ل َ‬
‫ب ِتْبيانًا ِلُك ّ‬
‫ك اْلِكتا َ‬
‫عَلْي َ‬
‫» و َنّزْلنا َ‬
‫سماوات و ما في الرض و أعلم ما في الجّنة و أعلم ما في الّنار و أعلججم مججا كججان و مججا‬ ‫ال ّ‬
‫ن ذلك كبر على من سمعه منه فقال ‪ :‬علمت ذلججك مججن كتججاب‬ ‫يكون ثّم سكت هنيئة فرأى أ ّ‬
‫ل شيء ) و ل تفنى عجائبه ( أى المور المعجبججة‬ ‫ل يقول ‪ :‬فيه تبيان ك ّ‬ ‫نا ّ‬ ‫لإّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫ا ّ‬
‫منه ) و ل تنقضي غرائبه ( أى الّنكت الغريبة فيه ) و ل تكشججف الظلمججات ( أى ظلمججات‬
‫ل به ( أى بسواطع أنواره و لوامع أسراره‬ ‫شبهات ) إ ّ‬ ‫ال ّ‬

‫ععععع‬

‫سلم بهذا الكلم من أّوله إلى آخره هو‬ ‫ن مقصود المام عليه ال ّ‬
‫صل مّما ذكرنا كّله أ ّ‬
‫قد تح ّ‬
‫المنع عن العمل بالّرأى و إبطال الختلف في الحكام المنشججعب عججن الراء المختلفججة و‬
‫ل ج عليهججم و‬
‫إفساد القول بالّتصويب فيها ‪ ،‬و هذا كّله موافق لصججول المامّيججة رضججوان ا ّ‬
‫مطابق لخبارهم المتواترة المأثورة عن العترة الطاهرة ‪ ،‬و ل بأس بالشارة الججى بعججض‬
‫سلم ‪.‬‬
‫تلك الخبار تثبيتا للمرام و توضيحا لكلم المام عليه ال ّ‬

‫ل روحه في الكافي عن‬


‫ي قّدس ا ّ‬
‫فمنها ما رواه ثقة السلم محّمد بن يعقوب الكلين ّ‬

‫] ‪[ 278‬‬

‫ل رفعه عن يونس بججن عبججد الّرحمججن قججال ‪ :‬قلججت لبججي الحسججن الّول‬ ‫محّمد بن أبي عبد ا ّ‬
‫ن مبتدعا من نظر برأيججه هلججك ‪ ،‬و مججن تججرك أهججل‬ ‫سلم ‪ 1‬فقال ‪ :‬يا يونس ل تكون ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ي بججن إبراهيججم عججن‬ ‫ل و قول نبّيه كفجر ‪ 2 .‬و عججن علج ّ‬ ‫ل ‪ ،‬و من ترك كتاب ا ّ‬ ‫بيت نبّيه ض ّ‬
‫ن علّيججا‬
‫سججلم عججن أبيجه أ ّ‬
‫هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال ‪ :‬حّدثني جعفر عليه ال ّ‬
‫لج بججالّرأى‬‫سلم قال ‪ :‬من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس و مججن دان ا ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬من أفتى الّناس برأيه فقد‬ ‫لم يزل دهره في ارتماس ‪ ،‬قال ‪ :‬و قال أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫ل و حّرم فيما ل يعلججم‬ ‫ل ‪ ،‬حيث أح ّ‬ ‫ل بما ل يعلم فقد ضاّد ا ّ‬‫ل بما ل يعلم و من دان ا ّ‬ ‫دان ا ّ‬
‫ق و الباطججل ‪ ،‬و بالرتمججاس النغمججاس‬ ‫ن المراد باللتباس هو التخليط بين الح ّ‬ ‫و الظاهر أ ّ‬
‫ضللة ‪ ،‬فاللتباس باعتبار اسججتخراج الحكججام بججالّرأى و القيججاس ‪،‬‬ ‫شبهة و ال ّ‬‫في ظلمات ال ّ‬
‫ق و الباطل ‪ ،‬و الرتماس باعتبججار العمججل بتلججك‬ ‫لّنه يلتبس عليه المور و يشتبه عليه الح ّ‬
‫ل‪.‬‬‫ل ‪ :‬أى جعل نفسه شريكا ّ‬ ‫ي ) قده ( في قوله فقد ضاّد ا ّ‬
‫الحكام ‪ ،‬قال المجلس ّ‬
‫لج عليجه‬
‫ي بن محّمد بن عيسى عن يونس عجن قتيبجة قجال سجأل رججل أبجا عبجد ا ّ‬ ‫و عن عل ّ‬
‫سلم عن مسألة فأجابه فيها فقال الّرجل أرأيت إن كان كذا و كذا ما يكون القول فيها ؟‬ ‫ال ّ‬

‫ل عليه و آلجه و سجّلم لسجنا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫فقال له ‪ :‬مه ما أجبتك فيه من شيء فهو عن رسول ا ّ‬
‫ي ‪ :‬لّما كان مراده أخبرني عن رأيك الذي تختججاره بججالظ ّ‬
‫ن‬ ‫من رأيت في شيء قال المجلس ّ‬
‫سلم عججن هججذا الشججيء مججن الظجنّ و بّيججن اّنهججم ل يقولججون شججيئا إ ّ‬
‫ل‬ ‫و الجتهاد نهاه عليه ال ّ‬
‫ل عليه و عليهم أجمعين ‪.‬‬ ‫بالجزم و اليقين و بما وصل إليهم من سيد المرسلين صلوات ا ّ‬

‫و منها ما في الوسائل عن أحمد بن محّمد بن خالد الججبرقي فججي المحاسججن عججن أبيججه عّمججن‬
‫سلم في رسالته إلى أصحاب الّرأى و القياس ‪ :‬أّما بعد فإ ّ‬
‫ن‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫ذكره عن أبي عبد ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قق ق ق قققق قق ق ققق ققق قق ق ق ق‬
‫قققققق ق ققق ‪ :‬ققق قققق قققق ق ققققق ققق ق‬
‫ققق ققق ‪ :‬قق ق ققق ق ققق ق ق قق قق قق ق »‬
‫قققققق « ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق ققق ق قق قق قق ققق قق قققق قق ققق ق‬
‫قققققق قققق قققققق قققق قق ققققق ق ق ققق‬
‫ققق ق قققق ق قق قق ققققق قق ق ق قق قق قق ق‬
‫قق ققق قق ققققق ققققق ق ق قققققق ق‬
‫ققققققق قققق قققق ق ققق ققق قق ق ق ق ق ققق‬
‫قققققق ققققققق ققق ق ققق ق ق قق ق قق ققق ق‬
‫ققققققق ققققق ق ققق قققق قققققق قققق ق ق‬
‫قق قق قق ق قققق قق ققققق ق ققققق قق‬
‫ققققققق قق ققق ققققق ق ققق قق ‪.‬‬

‫] ‪[ 279‬‬

‫ن المججدعوّ‬ ‫ظججه ‪ ،‬ل ّ‬‫من دعا غيره إلى دينه بالرتيآء و المقائيس لم ينصججف و لججم يصججب ح ّ‬
‫إلى ذلك أيضا ل يخلو من الرتياء و المقائيس ‪ ،‬و متى لم يكججن بال جّداعي ق جّوة فججي دعججائه‬
‫على المدعّو لم يؤمن على الّداعي أن يحتاج إلى المدعوّ بعد قليل ‪ ،‬لّنجا قجد رأينججا المتعّلججم‬
‫الطالب رّبما كان فائقا لمعّلمه و لو بعد حين ‪ ،‬و رأينا المعّلم الّداعي رّبما احتاج في رأيججه‬
‫ن الظججانون و لججو‬ ‫ك المرتججابون و ظج ّ‬ ‫إلى رأى من يدعو ‪ ،‬و في ذلك تحير الجججاهلون و شج ّ‬
‫ل الّرسل بما فيه الفصل و لم ينه عن الهزل و لججم يعججب‬ ‫ل جايزا لم يبعث ا ّ‬
‫كان ذلك عند ا ّ‬
‫ق و غمطوا الّنعمة و استغنوا بجهلهججم و تججدابيرهم عججن‬ ‫الجهل و لكن الّناس لّما سفهوا الح ّ‬
‫ل مججا أدركتجه عقولنجا و‬ ‫ل و اكتفوا بذلك عن رسله و القّوام بأمره و قجالوا ل شجيء إ ّ‬ ‫علم ا ّ‬
‫ل ما توّلوا و أهملهم و خذلهم حّتى صاروا عبدة أنفسججهم مججن حيججث‬ ‫لهم ا ّ‬‫عرفته ألبابنا فو ّ‬
‫ل رضي منهم اجتهادهم و ارتيائهم فيمججا اّدعججوا مججن ذلججك لججم يبعججث‬ ‫ل يعلمون و لو كان ا ّ‬
‫إليهم فاصل لما بينهم و ل زاجرا عن وصفهم ‪.‬‬

‫صججحيحة و الّتحججذير‬ ‫ل غير ذلك ببعثة الّرسل بالمور القيمججة ال ّ‬ ‫ن رضاء ا ّ‬


‫و إّنما استدللنا أ ّ‬
‫لء عليهججم بججامور محجوبججة‬ ‫من المور المشكلة المفسدة ثّم جعلهم أبوابه و صراطه و الد ّ‬
‫ل بعججدا ‪ ،‬و لججم‬
‫لج ا ّ‬
‫ل بقياس و رأى لم يججزدد مجن ا ّ‬ ‫عن الّرأى و القياس فمن طلب ما عند ا ّ‬
‫يبعث رسول قط و إن طال عمره قائل من الّناس خلف ما ججاء بجه حّتججى يكجون متبوعجا‬
‫مّرة و تابعا اخرى و لم ير أيضا فيما جاء به استعمل رأيججا و ل مقياسججا حّتججى يكججون ذلججك‬
‫ن أصججحاب الجرأى‬ ‫ب و حجججى أ ّ‬ ‫ل ذي ل ّ‬
‫ل و في ذلك دليل لك ّ‬‫ل كالوحى من ا ّ‬‫واضحا عند ا ّ‬
‫و القياس مخطئون مدحضون ‪.‬‬

‫و الخبار في هذا المعنى فوق حجّد الحصجاء و قجد عقجد فجي الوسجائل كالكجافي بابجا لعجدم‬
‫جواز القضاء و الحكم بالرأى و الجتهاد و المقائيس و نحوهججا مججن السججتنباطات الظّنّيججة‬
‫ل الهادي‬‫شرعّية من أراد الطلع فليراجع إلى الكتابين ‪ ،‬و ا ّ‬‫في الحكام ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم بلغت نظام آن امام عالميان است در مّذمت اختلف علماء در فتواها كججه‬
‫ل عليهم ‪ :‬وارد ميشود‬
‫استغنا ورزيدهاند بجهة عمل بآراء از أئمه هدى سلم ا ّ‬

‫] ‪[ 280‬‬

‫بر يكى از آنها قضّيه در حكمى از حكمها پس حكم مىكنججد در آن قضجّيه بججرأى فاسججد و‬
‫نظر كاسد خودش كه مستند است باستحسانات عقلّيه و قياسججات ظّنيججه ‪ ،‬بعججد از آن وارد‬
‫ميشود همين قضّيه شخصّيه بر غير آن حاكم پس حكم مىكنججد آن حججاكم ثججاني در همججان‬
‫قضّيه بخلف قول حاكم أّول ‪ ،‬بعد از آن جمع مىشوند قاضيان بآن أحكام نججزد پيشججواى‬
‫خودشان كه آنها را قاضى نموده است ‪ ،‬پس حكم مىكند بصجواب بججودن رأىهججاى همجه‬
‫ايشان و حال آنكه اين تصويب فاسد است ‪ ،‬بجهة اينكه خداى ايشان يكى است و پيغمبر‬
‫ايشان يكى است و كتاب ايشان يكى است ‪.‬‬

‫پس آيا امر نموده است خداوند ايشانرا باختلف ؟ پس اطججاعت كردهانججد او را يججا اينكججه‬
‫نهى فرموده است ايشججانرا از آن اختلف ؟ پججس معصججيت كردهانججد ايشججان بججاو يججا آنكججه‬
‫خداوند فرو فرستاده دين ناقصى پس يارى خواسته بايشان در اتمام آن يا اينكه بودهانججد‬
‫ايشان شريكان خداونججد رحمججن ‪ ،‬پججس ايشانراسججت اينكججه بگوينججد و مججر او راسججت اينكججه‬
‫راضى بشود بگفتار ايشان چنججانكه شججأن شججريكان بججا همججديگر ايججن اسججت يججا اينكججه فججرو‬
‫ل عليه و آله از‬ ‫فرستاده خداوند دين تمامى پس تقصير كرده حضرت رسالتمآب صّلى ا ّ‬
‫رسانيدن و ادا نمودن آن بر انام ‪.‬‬

‫و حال آنكه حق تعالى فرموده در كتاب مجيد خود ‪ :‬كه مججا تقصججير نكردهايججم در كتججاب‬
‫خود از هيچ چيز در هيچ باب و در آن كتججاب اسججت بيججان هججر چيججزى ‪ ،‬و ذكججر فرمججوده‬
‫اينكه بدرستى كه قرآن تصديق كننده است بعضى از آن مر بعض ديگر را ‪،‬‬

‫و بدرستى كه بوجه من الوجوه در آن اختلف نيست ‪ ،‬پس فرموده است ‪ :‬كه اگر بودى‬
‫اين كتاب عزيز از نزد غير پروردگار هر آينه يافتندى در آن اختلف بسيار و بدرستى‬
‫كه ظاهر قرآن حسن است و معجب و باطن آن عميق است و بى پايان ‪،‬‬

‫فاني نمىشود سخنان عجيبه آن و بنهايت نميرسد نكتههاى غريبججه آن و زايججل نمىشججود‬
‫ظلمات شبهات مگر بانوار آيات باهرات آن‬

‫] ‪[ 281‬‬

‫عععع ع عع ععععع ع عع ع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬
‫ع ع ععععع عع ع ع ع عع عععع ع ععع ععع‬
‫عععععع‬

‫قاله للشعث بن قيس و هجو علججى منججبر الكوفججة يخطججب فمضجى فجي بعججض كلمجه عليججه‬
‫سلم شيء اعترضه الشعث فقال يا أمير المؤمنين ‪ :‬هذه عليججك ل لججك ‪ ،‬فخفججض عليججه‬ ‫ال ّ‬
‫سلم له ‪:‬‬‫سلم إليه بصره ثّم قال عليه ال ّ‬
‫ال ّ‬

‫ل و لعنة اّللعنين ‪،‬‬


‫ي و مالي ؟ عليك لعنة ا ّ‬
‫و ما يدريك ما عل ّ‬

‫ل لقد أسرك الكفر مّرة و السلم أخرى ‪ ،‬فما فداك‬


‫حائك بن حائك ‪ ،‬منافق بن كافر ‪ ،‬و ا ّ‬
‫سيف ‪ ،‬و ساق إليهم الحتف ‪ ،‬لحر ّ‬
‫ى‬ ‫ل على قومه ال ّ‬
‫ن امرء د ّ‬
‫منهما مالك و ل حسبك ‪ ،‬و إ ّ‬
‫أن يمقته القرب ‪،‬‬

‫و ل يأمنه البعد ‪ .‬أقول ‪ :‬يريد أّنه اسر في الكفر مّرة و في السلم مّرة و أّما قججوله ‪ :‬دلّ‬
‫سيف فأراد به حديثا كان للشعث مع خالد بن الوليد باليمامة غّر فيه قججومه و‬ ‫على قومه ال ّ‬
‫مكر بهم حّتى أوقع بهم خالد ‪ ،‬و كان قومه بعد ذلك يسّمونه عرف الّنار ‪،‬‬

‫و هو اسم للغادر عندهم ‪.‬‬


‫ععععع‬

‫) خفض إليه بصره ( طأطأه و ) الحائك ( بالهمزة الّناسج و ) الفججداء ( مججا يفججديه السججير‬
‫شججارح‬‫ك رقبته و ) الحتججف ( المججوت و ) العججرف ( الرمججل و المكججان المرتفعججان قججال ال ّ‬
‫لف ّ‬
‫ل عججال مرتفججع ‪ ،‬و‬ ‫ن العججرف عبججارة عججن كج ّ‬‫البحراني و أّما استعارتهم له عرف الّنار فل ّ‬
‫ل عججال مرتفججع‬ ‫العراف في القرآن الكريم سور بين الجّنة و الّنار ‪ ،‬و لّما كان من شأن ك ّ‬
‫أن يستر ما ورائه و كان الغادر يستر بمكره و حيلته امورا‬

‫] ‪[ 282‬‬

‫كثيرة و كان هو قد غّر قومه بالباطججل و غججدر بهججم ‪ ،‬صججدق عليججه بججوجه السججتعارة لفججظ‬
‫عرف النار لستره عليهم لما ورائه من نار الحرب أو نار الخرة إذ حملهم على الباطل ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬روى فججي المجّلججد الّتاسججع مججن البحججار فججي البججاب المججأة و الثلثججة عشججر المتضجّمن‬
‫سجلم فجي خجبر‬ ‫ي عليهمجا ال ّ‬‫سلم عن الحسن بن عل ّ‬ ‫للخبار الغيبّية لمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ن الشعث ابن قيس الكندي بنى في داره ميذنججة و كججان يرقججى إليهججا إذا سججمع الذان فججي‬ ‫أّ‬
‫صلة في مسجد جامع الكوفة فيصججيح مججن أعلججى ميججذنته ‪ :‬يججا رجججل إّنججك لكجّذاب‬ ‫أوقات ال ّ‬
‫ساحر ‪ ،‬و كان أبي يسمّيه عنق الّنار و في رواية عرف الّنار ‪ ،‬فسججئل عججن ذلججك فقججال إ ّ‬
‫ن‬
‫سماء فتحرقه فل يججدفن‬ ‫الشعث إذا حضرته الوفاة دخل عليه عنق من الّنار ممدودة من ال ّ‬
‫ل و هو فحمة سوداء ‪ ،‬فلّما تججوّفى نظجر سجاير مججن حضجر إلجى الّنجار و قجد دخلجت عليجه‬ ‫إّ‬
‫كالعنق الممدود حّتى أحرقته و هو يصيح و يدعو بالويل و الثبور ‪.‬‬

‫و الميذنة بالكسر موضع الذان و المنججارة ‪ ،‬و قججد ظهججر مججن هججذه الّروايججة سججبب تسججميته‬
‫بعرف الّنار ‪ ،‬و أّنه ليس سببها ما توّهمه البحراني ره‬

‫ععععععع‬

‫ل على البتداء ‪ ،‬و يدريك خبره ‪ ،‬و ماء الّثانية في موضع رفع على‬ ‫كلمة ما مرفوع المح ّ‬
‫البتداء ‪ ،‬و يدريك معّلق لتضّمنه معنى الستفهام و على خبره و الجملججة متعّلقججة بيججدريك‬
‫في موضع المفعول الّثاني على حّد قوله سبحانه ‪ :‬و ما أدريججك مججا الحاّقججة قججال الّثججوري ‪:‬‬
‫يقال ‪ :‬للمعلوم ما أدريك و لما ليس بمعلوم ما يدريك فججي جميججع القججرآن و حججائك مرفججوع‬
‫على أّنه خبر لمبتداء محذوف ‪ ،‬أى أنت حائك ‪ ،‬أو على الّنداء بحججذف حججرف الّنججداء ‪ ،‬أو‬
‫منصوب بتقدير الفعل المحذوف أى أذّم حائك بن حائك على حّد قوله ‪:‬‬

‫و امرأته حّمالة الحطب فتأّمل ‪.‬‬


‫عععععع‬

‫ج فجي بعججض‬
‫ج لّنجه شج ّ‬‫سججلم للشججعث بججن قيجس ( الشج ّ‬
‫ن هذا الكلم ) قاله عليججه ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫حروبه و هو من بني كندة و اسمه معدي كرب و كان أشعث الرأس أبججدا فغلججب الشججعث‬
‫عليه حّتى‬

‫] ‪[ 283‬‬

‫نسي اسمه و كيف كان فقد قاله ) و هو على منبر الكوفة يخطب ( خطبة يججذكر فيهجا أمججر‬
‫الحكمين و ذلك بعد ما انقضى أمر الخوارج ) فمضى في بعض كلمه شيء ( و هو أّنججه‬
‫قام إليه رجل من أصحابه و قال له ‪ :‬نهيتنججا عججن الحكومججة ثجّم أمرتنججا بهججا فمججا نججدري أ ّ‬
‫ى‬
‫سلم باحدى يججديه علججى الخججرى و قججال ‪ :‬هججذا جججزاء مججن‬ ‫المرين أرشد ؟ فصفق عليه ال ّ‬
‫ترك العقدة أى جزاى حيث وافقتكم على ما الزمتموني به من أمر التحكيم و ترك الحججزم‬
‫سججلم وجججه‬ ‫فلّما قال ذلك ) اعترضه الشعث ( لشبهة وجدها في نفسججه مجن تركجه عليججه ال ّ‬
‫المصلحة و اتباع الراء الباطلة و أراد إفحامه ) فقال يا أمير المؤمنين هذه عليك ل لك (‬
‫ن وجه المصلحة قد يترك محافظة على أمر أعظم منه و مصلحته أهّم‬ ‫و جهل أو تجاهل أ ّ‬
‫ل خوفجا مجن أصجحابه أن يقتلجوه كمجا سجتطلع عليجه فجي‬ ‫سلم لم يترك العقجدة إ ّ‬‫فاّنه عليه ال ّ‬
‫ن الشيء الذي اعترضه الشعث في كلمه هو أّنه‬ ‫شارح المعتزلي ‪ :‬إ ّ‬ ‫صتهم هذا و قال ال ّ‬‫ق ّ‬
‫كان مقصوده بقوله ‪ :‬هذا جزاء من ترك العقدة هذا جزاؤكججم إذ تركتججم الجّرأى و الحججزم و‬
‫ن الشعث أّنه أراد هججذا جججزاى حيججث تركججت‬ ‫أصررتم على إجابة القوم إلى التحكيم ‪ ،‬فظ ّ‬
‫ن الّرئيس إذا شغب عليه جنججده‬ ‫ن هذه اللفظة محتملة أل ترى أ ّ‬ ‫الّرأى و الحزم و حكمت ل ّ‬
‫و طلبوا منه اعتماد أمر ليس بصججواب فججوافقهم تسججكينا لشججغبهم ل استصججلحا لرأيهججم ثجّم‬
‫ندموا بعد ذلك ‪ ،‬قد يقول هذا ‪ 1‬جزاء من ترك الرأى و خالف وجه الحزم ‪ ،‬و يعني بذلك‬
‫سججلم إّنمججا عنججى مججا‬
‫أصحابه و قد يقوله يعني به نفسه حيث وافقهم أمير المؤمنين عليججه ال ّ‬
‫ذكرناه دون ما خطر للشعث ‪.‬‬

‫سلم إليه بصره ( و طأطأه ) ثّم قال له‬


‫) ف ( لّما قال له هذه عليك ل لك ) خفض عليه ال ّ‬
‫‪:‬‬

‫ى مّما لي ( إشارة إلى جهله و عججدم جججواز العججتراض مججن مثلججه عليججه‬ ‫و ما يدريك ما عل ّ‬
‫لو‬ ‫ل سبحانه و قال ) عليك لعنة ا ّ‬ ‫ل عليه ‪ ،‬ثّم اتبعه بالطرد و البعاد عن رحمة ا ّ‬ ‫سلم ا ّ‬
‫لعنين ( و استحقاقه بذلك من حيث كونه من المنافقين في خلفتججه عليججه السّججلم و‬ ‫لعنة ال ّ‬
‫لج عليجه و آلجه و‬ ‫لج صجّلى ا ّ‬
‫ل بن أبي سلول في أصحاب رسججول ا ّ‬ ‫هو في أصحابه كعبد ا ّ‬
‫ل عليه اعتراضججه عليججه عليججه السّججلم و‬
‫ل واحد منهما رأس الّنفاق في زمانه كما يد ّ‬ ‫سّلم ك ّ‬
‫سلم بأّنه منافق‬
‫يشهد به شهادته عليه ال ّ‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ققققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 284‬‬

‫ق لّلعن و الطرد لقوله تعالى ‪:‬‬


‫ن المنافق مستح ّ‬
‫كأّ‬
‫ابن كافر ‪ ،‬و ل ش ّ‬

‫ن َبْعِد ما َبّيناُه ِللّناس في اْلِكتججابِ ُأولِئكَ‬


‫ت َو اْلُهدى ِم ْ‬‫ن اْلَبّينا ِ‬
‫ن ما َأْنَزْلنا ِم َ‬
‫ن َيْكُتُمو َ‬‫ن اّلذي َ‬ ‫» ِإ ّ‬
‫شججارح‬ ‫ل علججى كفججره و نفججاقه صججريحا مججا رواه ال ّ‬ ‫عُنججون « و يججد ّ‬ ‫لِ‬ ‫لج َو َيْلَعُنُهجُم ال ّ‬
‫َيْلَعُنُهجُم ا ُّ‬
‫سججتين فججي ذكججر كيفّيججة‬‫المعتزلي عن أبي الفرج الصججبهاني فججي شججرح كلم الخججامس و ال ّ‬
‫ل أتى‬ ‫سلم ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو الفرج ‪ :‬و قد كان ابن ملجم لعنه ا ّ‬ ‫شهادة أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫الشعث بن قيس في هذه الّليلة فخل به في بعض نججواحي المسجججد و مجّر بهمججا حجججر بججن‬
‫صججبح ‪ ،‬قججال‬ ‫ي فسمع الشعث و هو قول ‪ :‬ابن ملجم الّنجا الّنجا بحاجتك فقد فضحك ال ّ‬ ‫عد ّ‬
‫سجلم و قجد سجبقه ابجن ملججم و‬ ‫ي عليجه ال ّ‬ ‫له حجر ‪ :‬قتلته يا أعور ‪ ،‬و خرج مبادرا إلى عل ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫ضربه ‪ ،‬و أقبل حجر و الّناس يقولون ‪ :‬قتل أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫سججلم أخبججار‬
‫قال أبو الفرج ‪ :‬و للشعث بن قيس في انحرافه عن أميججر المججؤمنين عليججه ال ّ‬
‫يطول شرحها ‪.‬‬

‫سلم يستأذن عليه فرّده قنججبر فججأدمى الشججعث أنفججه‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫منها أّنه جاء الشعث إلى عل ّ‬
‫ل لو لعبد ثقيف تمرست‬ ‫سلم و هو يقول ‪ :‬مالي و لك يا أشعث أما و ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫فخرج عل ّ‬
‫ل قشعرت شعيراتك ‪ ،‬قيل يا أمير المؤمنين من عبد ثقيف ؟ قججال غلم لهججم ل يبقججى أهججل‬
‫ل ‪ ،‬قيل يا أمير المؤمنين كم يلى أو كم يمكث ؟ قال ‪:‬‬ ‫ل أدخلهم ذ ّ‬ ‫من العرب ا ّ‬

‫عشرين إن بلغها ‪.‬‬

‫سججلم‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫سلم فكّلمه فأغلظ عل ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ن الشعث دخل على عل ّ‬ ‫و قال أبو الفرج ‪ :‬إ ّ‬
‫سجلم ‪ :‬أ بجالموت تخجّوفني أو‬‫ي عليجه ال ّ‬‫له فعرض له الشعث ان سجبقتك بججه فقجال لجه علج ّ‬
‫تهّددني ؟‬

‫ى أقججول ‪ :‬و أشججار بعبججد ثقيججف إلججى‬


‫ل ما ابالي وقعت على الموت أو وقع المججوت علج ّ‬ ‫فو ا ّ‬
‫ن حضججور‬ ‫جاج بن يوسف الّثقفي و المستفاد من رواية أبي مخنف المروية في البحججار أ ّ‬ ‫حّ‬
‫الشعث تلك الليلة في المسجد إّنما كان‬

‫] ‪[ 285‬‬
‫لج عليجه‬
‫سجلم ‪ ،‬و فججي الكجافي عججن أبججي عبجد ا ّ‬ ‫ل على قتله عليه ال ّ‬
‫لمعونة ابن ملجم لعنه ا ّ‬
‫ن الشججعث بججن قيججس شججرك فججي دم أميججر المججؤمنين ‪ ،‬و ابنتججه جعججدة سجّمت‬ ‫سلم قال ‪ :‬إ ّ‬
‫ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫الحسن ‪ ،‬و ابنه محّمد شرك في دم الحسين عليهم ال ّ‬

‫سلم بأّنه ) حائك بن حائك ( و المراد بهما إّما معناهما الحقيقي لمججا روى‬
‫ثّم عّيره عليه ال ّ‬
‫ص بالشججعث بججل أهججل اليمججن‬
‫أّنه كان هو و أبوه ينسجان برود اليمن و ليس هذا مّمججا يخج ّ‬
‫ل حججائك بججرد ‪،‬‬‫كلهم يعّيرون بذلك كما قال خالد بن صفوان ‪ :‬ما أقول في قوم ليس فيهم إ ّ‬
‫أو دابغ جلد ‪ ،‬أو سايس قرد ‪ ،‬ملكتهم امرأة ‪ ،‬و أغرقتهم فارة ‪،‬‬

‫ل و رسوله و ولّيججه‬
‫ل عليهم هدهد و إّما معناهما المجازي ‪ ،‬و هو حائك الكذب على ا ّ‬
‫ودّ‬
‫كما هو شأن المنافق و الكافر ‪.‬‬

‫سلم قال ذكر الحائك عند‬ ‫ل عليه ال ّ‬


‫و من ذلك ما رواه في الوسائل مرفوعا إلى أبي عبد ا ّ‬
‫لج و‬
‫سلم أّنه ملعججون ‪ ،‬فقججال ‪ :‬إّنمججا ذلججك الججذي يحججوك الكججذب علججى ا ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫أبي عبد ا ّ‬
‫رسوله و على هذا المعنى فارداف اللعن به يكون إشارة إلى عّلة الستحقاق له هذا ‪.‬‬

‫و الظهر أّنه وارد على سبيل الستعارة إشارة إلى نقصان عقله و قّلة تدبيره و اسججتعداده‬
‫ن الحائك ناقص العقل ‪ ،‬إّما من حيث كون معاملته و معاشرته غالبا مججع الّنسججاء و‬ ‫‪ ،‬كما أ ّ‬
‫سجلم ل‬ ‫صجادق عليجه ال ّ‬‫ن المخالطة مؤّثرة و لجذلك قجال ال ّ‬
‫كأّ‬‫صبيان كالمعّلمين ‪ ،‬و ل ش ّ‬‫ال ّ‬
‫ل قد سلبهم عقولهم مبالغة في قصور عقلهم ‪.‬‬ ‫نا ّ‬
‫تستشيروا المعّلمين و ل الحوكة فإ ّ‬

‫سججلم أّنججه قججال ‪ :‬عقججل أربعيججن معّلمججا عقججل حججائك ‪ ،‬و عقججل‬
‫و في حديث آخر عنه عليه ال ّ‬
‫أربعين حائكا عقل امرأة ‪ ،‬و المرأة ل عقل لها ‪.‬‬

‫ن ذهنجه عاّمجة وقتجه مصجروف إلجى جهجة صجنعته مصجبوب الفكجر إلجى‬ ‫و إّما من حيجث إ ّ‬
‫أوضاع الخيوط المتفّرقة و ترتيبها و نظامها محتاجججا إلججى حركججة يججديه و رجليججه كمججا أ ّ‬
‫ن‬
‫شاهد له يعلم من حاله أّنه مشغول الفكر عّما وراء ما هو فيه غافل عّما عداه ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫و يمكن أن يكون المقصود بالستعارة الشارة إلى دنائة الّنفس و رذالة الطبع‬

‫] ‪[ 286‬‬

‫و البعد عن مكججارم الخلق و محاسججن الداب و التخّلججق بالوصججاف الّذميمججة و الخلق‬


‫صجلة‬‫الّدنّية ‪ ،‬لّتصاف الحائك بذلك كّله ‪ ،‬و لذلك ورد فجي بعجض الخبجار الّنهجى عجن ال ّ‬
‫ن ولده ل ينجب إلى سبعة أبطن نحو ما ورد في ولد الّزنا و روى القمج ّ‬
‫ي‬ ‫خلفه ‪ ،‬بل ورد أ ّ‬
‫في تفسير قوله سبحانه ‪:‬‬
‫خَلِة « اّنه كان ذلججك اليججوم يججوم سججوق فاسججتقبلها الحاكججة و كججانت‬
‫ع الّن ْ‬
‫جْذ ِ‬
‫» َو ُهّزى ِإَلْيك ِب ِ‬
‫الحياكة أنبل صناعة في ذلك الّزمان ‪ ،‬فججأقبلوا علججى بغججال شججهب فقججالت لهججم مريججم ‪ :‬أيججن‬
‫لج كسججبكم بججورا و جعلكججم‬ ‫النخلة اليابسة ؟ فاستهزؤا بها و زجروها ‪ ،‬فقالت لهم ‪ :‬جعججل ا ّ‬
‫في الّناس عارا ‪ ،‬ثّم استقبلها جمع من الّتجار فدّلوها على النخلة اليابسة فقالت لهم ‪ :‬جعل‬
‫ل البركة في كسبكم و أحوج الّناس إليكم الحديث ‪.‬‬ ‫ا ّ‬

‫و روى المحّدث الجزايري ره في كتاب زهر الّربيع عن شججيخنا بهججاء المّلججة و الجّدين أّنججه‬
‫سجلم يتجذاكران‬ ‫دخل رجل إلى مسجد الكوفة و كان ابن عّباس مع أمير المجؤمنين عليجه ال ّ‬
‫لج تعجالى و‬ ‫العلم ‪ ،‬فدخل الّرجل و لم يسّلم و كان أصلع ‪ 1‬الّرأس مجن أوحجش مجا خلجق ا ّ‬
‫خرج أيضا و لم يسّلم ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬يا بن عّباس اّتبع هذا الّرجل و اسججأله مججا حججاجته و مججن‬ ‫فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫أين و إلى أين فأتى و سأله فقال ‪ :‬أنا من خراسان و أبي من القيروان و اّمي من اصفهان‬
‫قال ‪ :‬و إلى أين تطلب ؟ قال ‪ :‬البصرة في طلب العلم ‪ ،‬قججال ابججن عبججاس ‪ :‬فضججحكت مججن‬
‫كلمه فقلت له ‪ :‬يا هذا تترك علّيا جالسا في المجسد و تذهب إلى البصرة في طلججب العلججم‬
‫ي بابها فمن أراد العلم فليأت‬ ‫ل عليه و آله و سّلم قال ‪ :‬أنا مدينة العلم و عل ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫و النب ّ‬
‫سلم و أنا أقججول لججه ذلججك ‪ ،‬فقججال ‪ :‬يججا ابججن عّبججاس‬
‫ي عليه ال ّ‬‫المدينة من بابها ‪ ،‬فسمعني عل ّ‬
‫لج‬
‫سجلم ‪ :‬صجدق و ا ّ‬ ‫اسأله ما تكون صنعته ‪ ،‬فسألته فقال ‪ :‬إّني رجل حائك ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬
‫لجج‬
‫نا ّ‬‫ي إّياك و الحائك ‪ ،‬فا ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم حيث قال ‪ :‬يا عل ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫حبيبي رسول ا ّ‬
‫نزع البركة من أرزاقهم في الّدنيا‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قق قققق قق ق قق قق قق قق ققق ققق ق‬
‫قققق ققققق قق ققق قققققق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 287‬‬

‫و هم الرذلون ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬يا ابن عّباس أتدري ما فعل الحّياك في النبياء و الوصياء من عهد‬ ‫ثّم قال عليه ال ّ‬
‫سلم معاشججر‬ ‫ل و رسوله و ابن عّم رسوله أعلم ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬
‫آدم إلى يومنا هذا ‪ ،‬فقال ‪ :‬ا ّ‬
‫الّناس من أراد أن يسمع حديث الحائك فعليه بمعاشرة الديلم ‪ ،‬أل و من مشى مججع الحججائك‬
‫قتر عليه رزقه ‪ ،‬و من أصبح به جفى ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أمير المؤمنين و لم ذلك ؟‬

‫سلم ‪ :‬لّنهم سرقوا ذخيرة نوح ‪ ،‬و قدر شعيب ‪ ،‬و نعلي شجيث ‪ ،‬و جّبجة آدم ‪،‬‬
‫قال عليه ال ّ‬
‫و قميص حّواء ‪ ،‬و درع داود ‪ ،‬و قميص هود ‪ ،‬و رداء صالح ‪ ،‬و شملة إبراهيم ‪،‬‬
‫و نخوت اسحاق ‪ ،‬و قدر يعقوب ‪ ،‬و منطقة يوشع ‪ ،‬و سروال زليخا ‪ ،‬و ازار أيوب ‪،‬‬

‫و حديد داود ‪ ،‬و خاتم سليمان ‪ ،‬و عّمامة إسماعيل ‪ ،‬و غزل سارة ‪ ،‬و مغججزل هججاجر ‪ ،‬و‬
‫فصيل ناقة صالح ‪ ،‬و اطفاء سججراج لججوط ‪ ،‬و القججوا الّرمججل فججي دقيججق شججعيب ‪ ،‬و سججرقوا‬
‫سججماء ‪ ،‬و سججرقوا‬
‫حمار العزير و عّلقوه في السقف و حلفوا أّنه ل في الرض و ل فججي ال ّ‬
‫مردد » مرود ظ « الخضر ‪،‬‬

‫و مصّلى زكرّيا ‪ ،‬و قلنسوة يحيى ‪ ،‬و فوطة يونس ‪ ،‬و شاة إسماعيل و سيف ذي القرنين‬
‫و منطقة أحمد ‪ ،‬و عصا موسى ‪ ،‬و برد هارون ‪ ،‬و قصعة لقمان ‪ ،‬و دلو المسيح ‪،‬‬

‫ي ‪ ،‬و حطام الّناقججة و‬


‫و استر شدتهم مريم فدلوها على غير الطريق ‪ ،‬و سرقوا ركاب النب ّ‬
‫لجام فرسي ‪ ،‬و قرط خديجة ‪ ،‬و قرطي فاطمججة ‪ ،‬و نعججل الحسججن ‪ ،‬و منججديل الحسججين ‪ ،‬و‬
‫قماط إبراهيم ‪ ،‬و خمار فاطمة ‪ ،‬و سراويل أبججي طججالب ‪ ،‬و قميججص العّبججاس ‪ ،‬و حصججير‬
‫حمزة ‪،‬‬

‫و مصحف ذي الّنون ‪ ،‬و مقراض إدريس ‪ ،‬و بصقوا في الكعبة ‪ ،‬و بالوا فججي زمججزم ‪ ،‬و‬
‫شوك و العثار في طريق المسلمين ‪.‬‬
‫طرحوا ال ّ‬

‫ل ج تعججالى‬
‫ساج الغيبججة ‪ ،‬و أنصججار الخججوارج ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫و هم شعبة البلء ‪ ،‬و سلح الفتنة ‪ ،‬و ن ّ‬
‫نزع البركة من بين أيديهم بسوء أعمالهم ‪ ،‬و هم الججذين ذكرهججم فججي محكججم كتججابه العزيججز‬
‫ن « و هم الحاكججة‬ ‫حو َ‬
‫صِل ُ‬
‫لْرضِ َو ل ُي ْ‬‫ن في ا َْ‬
‫سُدو َ‬
‫ط ُيْف ِ‬
‫سَعُة َرْه ٍ‬
‫ن في اْلَمديَنِة ِت ْ‬
‫بقوله » و كا َ‬
‫ل عنهم ‪.‬‬‫جام فل تخالطوهم و ل تشاركوهم ‪ ،‬فقد نهى ا ّ‬ ‫و الح ّ‬

‫سلم و إن لم أجده في الّديوان‬


‫شعر المنسوب إليه عليه ال ّ‬
‫و يناسب هذه الّرواية ال ّ‬

‫] ‪[ 288‬‬

‫المعروف نسبته إليه و هو ‪:‬‬

‫لعجججججججججججججن الحجججججججججججججائك فجججججججججججججي عشجججججججججججججر خصجججججججججججججال فعلوهجججججججججججججا‬


‫بشجججججججججججججججججلنك لنجججججججججججججججججك لنجججججججججججججججججك و مكجججججججججججججججججوك ترحوهجججججججججججججججججا‬

‫و برجليجججججججججججججججن تطجججججججججججججججق طجججججججججججججججق و بجججججججججججججججرأس حركوهجججججججججججججججا‬


‫و بكججججججججججججججّر كججججججججججججججّر فججججججججججججججّر هججججججججججججججاء هججججججججججججججوء نسجججججججججججججججوها‬

‫سججججججججججججججججرقوا قججججججججججججججججدر شججججججججججججججججعيب و حريججججججججججججججججص أكلوهججججججججججججججججا‬


‫قتلججججججججججججججوا ناقججججججججججججججة صججججججججججججججالح ثججججججججججججججّم جججججججججججججججاؤا قسججججججججججججججموها‬
‫و مناديجججججججججججججججججججججل رسجججججججججججججججججججججول سجججججججججججججججججججججرقوها حرقوهجججججججججججججججججججججا‬
‫و بسبعين نبّيا كّلهم قد لعنوها‬

‫سججلم علججى الشججعث الملعججون بججأّنه‬‫ن تعريضه عليججه ال ّ‬


‫صل مّما ذكرناه أ ّ‬
‫و بالجملة فقد تح ّ‬
‫حائك بن حائك دللة على كمال القدح و الطعن و أّكده بقوله ) منججافق بججن كججافر ( بحججذف‬
‫ل لقد أسرك الكفر‬ ‫حرف العطف إشارة إلى كمال الّتصال المعنوي ثّم أتبعه بقوله ‪ ) :‬و ا ّ‬
‫مّرة و السلم أخرى ( تأكيدا لنقصان عقله و إشارة إلي أّنه لو كان له عقل لما حصل له‬
‫في السر مّرتين ‪.‬‬

‫شارح المعتزلي عن ابن الكلبي أّنه لّما قتلت‬ ‫أّما اسره الواقع في الكفر فهو على ما رواه ال ّ‬
‫ج خرج الشججعث طالبجا بثججاره ‪ ،‬فخرججت كنججدة متسجاندين علجى ثلثجة‬ ‫مراد أباه قيسا الش ّ‬
‫ألوية ‪ ،‬على أحد اللوية كبججش بججن هجاني بجن شججرجيل ‪ ،‬و علججى أحجدها القشججعم ‪ ،‬و علججى‬
‫أحدها الشعث فأخطأوا مرادا و لم يقعوا عليهم و وقعوا علججى بنججي الحججارث بججن كعججب ‪،‬‬
‫ي قبلججه و ل‬‫فقتل كبش و القشعم و اسر الشعث ففدى بثلثة آلف بعيججر لججم يفججد بهججا عربج ّ‬
‫بعده ‪ ،‬فقال في ذلجك عمجرو بجن معججديكرب الّزبيجدي فكجان فجداؤه ألفجي بعيجر و ألججف مججن‬
‫ل ج عليججه و آلججه و‬
‫ل ص جّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬ ‫طريفات و تله و أّما اسره الواقع في السلم فهو أ ّ‬
‫سّلم لما قدمت كندة حجاجا عرض نفسه عليهم كما كان يعرض نفسه على احياء العرب ‪،‬‬
‫لج عليججه و آلججه و‬
‫فدفعه بنو وليعة من بني عمرو بن معاوية و لم يقبلوه فلّما هاجر صّلى ا ّ‬
‫سّلم و تمّهدت دعوته و جائته و فود العرب جائه و تد كندة و فيهم الشعث و بنو وليعة ‪،‬‬
‫لجج عليججه و آلججه و سججّلم بنججي وليعججة مججن صججدقات‬ ‫لجج صججّلى ا ّ‬
‫فأسججلموا فججأطعم رسججول ا ّ‬
‫حضرموت ‪ ،‬و كان قد استعمل على حضرموت زياد بن لبيد البياضي النصاري فدفعها‬
‫زياد إليهم فأبوا أخذها و قالوا ‪ :‬ل ظهر لنا فابعث بها إلى بلدنا على ظهر‬

‫] ‪[ 289‬‬

‫من عندك ‪ ،‬فأبي زياد و حدث بينهم و بين زياد شّر كاد يكججون حربججا ‪ ،‬فرجججع منهججم قججوم‬
‫ل ج عليججه و آلججه و س جّلم‬
‫ل عليه و آله و سّلم و كتب زياد إليه صّلى ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫إلى رسول ا ّ‬
‫لج‬
‫شارح المعتزلي و في هذه الواقعججة كججان الخججبر المشججهور عججن رسججول ا ّ‬ ‫يشكوهم قال ال ّ‬
‫ن إليكججم رجل‬ ‫ن يججا بنججي وليعججة أو لبعثج ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم قال لبني وليعة ‪ :‬لتنته ّ‬‫صّلى ا ّ‬
‫عديل نفسي يقتل مقاتليكم و يسبي ذراريكم ‪ ،‬قال عمر بن الخطاب ‪ :‬فمججا تمّنيججت المججارة‬
‫ي و قججال ‪:‬‬‫ل يومئذ و جعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول ‪ :‬هو هججذا ‪ ،‬فأخججذ بيججد علج ّ‬ ‫إّ‬
‫هو هذا ‪.‬‬
‫ل عليه و آله و سجّلم إلججى زيججاد فوصججلوا إليججه الكتججاب و قججد‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ثّم كتب لهم رسول ا ّ‬
‫ل عليججه و آلججه و سجّلم ‪ ،‬و طججار الخججبر بمججوته إلججى قبججائل العججرب‬‫ل صّلى ا ّ‬‫توّفى رسول ا ّ‬
‫ن ‪ ،‬فجأّمر أبجو بكجر زيجادا علجى‬ ‫فارتجّدت بنجو وليعجة و غّنجت بغايجاهم و خضجبن لجه أيجديه ّ‬
‫ل بني وليعججة فلّمججا‬
‫حضرموت و أمره بأخذ البيعة على أهلها و استيفاء صدقاتهم فبايعوه إ ّ‬
‫صدقات من بني عمرو بن معاوية أخذ ناقة لغلم منهم يعرف بشيطان بججن‬ ‫خرج ليقبض ال ّ‬
‫حجر و كانت صفّية نفيسة اسمها شذرة ‪ ،‬فمنعه الغلم عنها ‪ ،‬و قال خذ غيرها فأبى زياد‬
‫شيطان بأخيه الغداء بن حجر ‪ ،‬فقال لزياد دعها و خذ غيرها ‪ ،‬فأبي‬ ‫ج فاستغاث ال ّ‬ ‫ذلك و ل ّ‬
‫ج زياد فهتف الغلمان مسروق بجن معجدي كجرب ‪،‬‬ ‫ج الغلمان في أخذها و ل ّ‬ ‫زياد ذلك و ل ّ‬
‫فقال مسروق لزياد ‪ :‬أطلقها ‪ ،‬فأبي ثّم قام فأطلقها فججاجتمع إلججى زيججاد بججن لبيججد أصججحابه و‬
‫اجتمع بنو وليعة و أظهروا أمرهم فتبينهم زيادوهم غارون فقتل منهم جمعا كثيرا و نهججب‬
‫و سبى و لحججق فلهججم وّد بالشججعث بججن قيججس الّلعيججن فاستنصججروه فقججال ل أنصججركم حّتججى‬
‫تملكوني عليكم ‪ ،‬فملكوه و تّوجوه كما يتّوج الملك من قحطان فخرج إلجى زيجاد فجي جمجع‬
‫كثيف ‪.‬‬

‫و كتب أبو بكر إلى مهاجر بن أبي أمّية و هو على صنعاء أن يسير بمن معه إلججى زيججاد ‪،‬‬
‫فاستخلف على صنعاء و سار إلى زياد ‪ ،‬فلقججوا الشججعث فهزمججوه و قتججل مسججروق و لجججأ‬
‫الشعث و الباقون إلى الحصن المعروف بالبخير ‪ ،‬فحاصرهم المسلمون حصججارا شججديدا‬
‫حّتى ضعفوا ‪ ،‬و نزل الشعث ليل إلى مهاجر و زيججاد فسججألهما المججان علججى نفسججه حّتججى‬
‫يقدما به على أبي بكر فيرى فيه رأيه على أن يفتح لهم الحصن و يسلم إليهم من فيه‬

‫] ‪[ 290‬‬

‫و قيل بل كان في المان عشرة من أهل الشعث فآمناه و أمضيا شرطه ‪،‬‬

‫ففتح لهم الحصن فدخلوه و استنزلوا كل من فيه و أخذوا أسلحتهم و قالوا للشعث ‪:‬‬

‫اعزل العشرة ‪ ،‬فعزلهم فتركوهم و قتلوا الباقين و كانوا ثمانمائة ‪ ،‬و قطعوا أيججدي الّنسججاء‬
‫ل عليه و آله و سّلم فاسروا الشججعث و حملججوه إلججى أبججي‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫اللواتي شمتن رسول ا ّ‬
‫بكر موثقا في الحديد هو و العشرة ‪.‬‬

‫و قيل ‪ :‬إّنه لّما حاصججره المسججلمون و قجومه بعججث إلججى زيججاد يطلجب منجه المججان لهلججه و‬
‫لبعض قومه ‪ ،‬و كان من غفلته أّنه لم يطلب لنفسه بالتعيين فلّما نزل أسره زياد و بعث به‬
‫إلى أبي بكر فسأل أبا بكر أن يستبقيه لحربه فعفا عنججه و زّوجججه اختججه أّم فججروة بنججت أبججي‬
‫قحافة ‪.‬‬
‫و كان من جهالته أّنه بعد خروجه من مجلس عقد اّم فروة أصلت سيفه في أزّقة المدينة و‬
‫ل شججاة اسججتقبلها للّنججاس و التجججأ إلججى دار مججن دور النصججار ‪،‬‬‫ل بعير رآه و ذبح كج ّ‬‫عقر ك ّ‬
‫ل جانب و قالوا ‪ :‬قد ارتجّد الشججعث مجّرة ثانيجة فأشجرف عليهجم مجن‬ ‫فصاح به الّناس من ك ّ‬
‫سطح و قال يا أهل المدينة إّني غريب ببلدكم قد أولمت بما نحرت و ذبحججت فليأكججل كج ّ‬
‫ل‬ ‫ال ّ‬
‫ق حّتى ارضيه فدفع أثمانها إلى أربابها‬ ‫ى من كان له على ح ّ‬ ‫إنسان منكم ما وجد و ليغد إل ّ‬
‫شاعر ‪:‬‬‫فضرب أهل المدينة به المثل و قالوا أو لم من الشعث و فيه قال ال ّ‬

‫ي يجججججججججججججججججججوم ملكجججججججججججججججججججه‬
‫لقجججججججججججججججججججد أولجججججججججججججججججججم الكنجججججججججججججججججججد ّ‬
‫وليمة حّمال لثقل العظايم‬

‫فإن قلت ‪ :‬المستفاد مّما ذكرته أخيرا مضافا إلى ما ذكرته سابقا من أّنججه فججدى عنججد اسججره‬
‫سلم‬ ‫في الكفر بثلثة آلف بعير أّنه كان ذا مال و ثروة فكيف يجتمع ذلك مع قوله عليه ال ّ‬
‫‪ ) :‬فما فداك من واحدة منهما مالك و ل حسبك ( ؟‬

‫سلم به الفداء الحقيقي و إّنما أراد به ما دفع عنججك السججر مالججك و ل‬


‫قلت ‪ :‬لم يرد عليه ال ّ‬
‫حسبك و ما نجاك من الوقوع فيه شيء منهما ‪.‬‬

‫سلم ذلك كّله بالشارة إلى صفة رذيلة أخرى له أعنى صفة الغدر الججذي‬ ‫ثّم أردف عليه ال ّ‬
‫سيف و قاد إليهم الحتف‬
‫ل على قومه ال ّ‬
‫ن امرء د ّ‬
‫هو مقابل فضيلة الوفاء و قال ‪ ) :‬و ا ّ‬

‫] ‪[ 291‬‬

‫ي بأن يمقته القرب و ( حقيق بأن ) ل يأمنه البعججد ( و المججراد بججه الشججارة إلججى مججا‬‫لحر ّ‬
‫سبق ذكره مّنا أّنه طلب المان لنفسه أو له مع عشرة من قومه ففتح لزياد و مهججاجر بججاب‬
‫ن مججن كججان كججذلك‬‫كأّ‬ ‫الحصن و عزل العشرة و أسلم الباقين للقتل فقتلوا صججبرا ‪ ،‬و ل شج ّ‬
‫لجدير أن يمقته قومه و ل يأمنه غيرهم ‪،‬‬

‫ل عنه من أّنه أراد به حديثا كان للشعث مع خالججد بججن الوليججد‬ ‫سيد رضي ا ّ‬‫و أّما ما قاله ال ّ‬
‫ن البحرانجي قجال ‪ :‬و حسجن الظج ّ‬
‫ن‬ ‫لأّ‬ ‫شجارحان ا ّ‬
‫باليمامة إلى آخر ما مّر ذكره ‪ ،‬فجأنكره ال ّ‬
‫سيد ره ‪.‬‬
‫سيد يقتضي تصحيح نقل ال ّ‬ ‫بال ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آن عالى مقام است كه گفته اسجت آن را بجا شجعث بجن قيجس عليجه اللعنجة و‬
‫العذاب در حالتى كه بر بالى منبر كوفه خطبه مىفرمود پس گذشت در اثنججاى كلم آن‬
‫حضرت چيزى كه اشعث بآن اعتراض نمود پس گفججت اى أميججر مؤمنججان ايججن كلمججه كججه‬
‫فرمودى بر ضرر تو است نه بر نفع تو پس فرود آورد بسوى اشعث چشم خود را بعججد‬
‫از آن فرمود ‪:‬‬

‫و چه دانا گردانيد تو را بر آنچه بر من مضّر است از آنچه بر من نفججع دارد بججر تججو بجاد‬
‫لعنت خدا و لعنت جميع لعن كنندگان اى جوله پسر جوله و منافق پسر كافر ‪،‬‬

‫قسم بخدا كه اسير نمودند تو را أهل كفر يكبار و اهل اسججلم يكبججار ديگججر ‪ ،‬پججس نجججات‬
‫نداد از افتادن تو در دست هر يك از أهل كفر و اسلم مال تو و نه حسب تو ‪،‬‬

‫و بدرستى مردى را كه راهنمججائى كنججد بجر قجوم خججود شمشججير برنججده را و بكشجد بسججوى‬
‫ايشان مرك و هلك را هجر آينجه سجزاوار اسجت بجاينكه دشجمن دارد او را نزديكجتر او و‬
‫خاطر جمع نباشد باو دورتر او ‪ ،‬يعني كسى كه مّتصف باشد بصججفت غججدر ليججق اسججت‬
‫باينكه قوم و بيگانه از او ايمن نشود و باينكه او را دشمن بدارند‬

‫] ‪[ 292‬‬

‫عععع ع عع عععع ععع ع ع‬


‫ع عع عععع عع عععع ععع‬
‫ععععععع عع ععع ععععع‬

‫فإّنكم لو عاينتم ما قد عاين من مات منكججم لجزعتججم و وهلتججم و سججمعتم و أطعتججم ‪ ،‬و لكججن‬
‫صرتم إن أبصججرتم ‪ ،‬و‬ ‫محجوب عنكم ما قد عاينوا ‪ ،‬و قريب ما يطرح الحجاب ‪ ،‬و لقد ب ّ‬
‫اسمعتم إن سمعتم ‪،‬‬

‫ق أقول لقد جاهرتكم العججبر ‪ ،‬و زجرتججم بمججا فيججه مزدجججر ‪ ،‬و مججا‬ ‫و هديتم إن اهتديتم ‪ ،‬بح ّ‬
‫ل البشر ‪.‬‬
‫سماء إ ّ‬
‫ل بعد رسل ال ّ‬‫يبّلغ عن ا ّ‬

‫ععععع‬

‫) جزع ( الّرجل جزعا من باب تعب ضعف عن حمل ما نزل به فلم يجد به صبرا و ) و‬
‫هل ( كتعب أيضا فزع و ) زجرته ( زجرا من باب قتل منعته و ازدجر يستعمل لزما و‬
‫متعّديا و ) المزدجر ( المّتعظ مفتعل من الّزجر ‪ ،‬ابدلت الّتاء دال ليوافججق ال جّزاى بججالجهر‬
‫جُر ‪ ،‬أى مّتعظ و هو بمعنى المصججدر اى‬ ‫لْنباِء ما فيِه ُمْزَد َ‬
‫نا ْ‬
‫قال سبحانه ‪َ :‬و َلَقْد جاَئُهْم ِم َ‬
‫ازدجار عن الكفر و تكذيب الّرسل ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫ل على البتداء و الجملججة بعججدها‬


‫قريب مرفوع على الخبرّية ‪ ،‬و ما مصدرّية مرفوع المح ّ‬
‫في تأويل المصدر‬

‫عععععع‬

‫شججدايد الواقعججة‬
‫ن هذه الخطبة له واردة في إنذار الجاهلين و الغافلين بالهاويججل و ال ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫سلم يقججول يججا أهججل الجهالججة و العصججيان المتمّرديججن عججن‬
‫بعد الموت و حينه فكأّنه عليه ال ّ‬
‫طاعة الّرحمن ‪ ،‬حّتام على الّدنيا إقبالكم ‪ ،‬و بشهوتها اشتغالكم ‪،‬‬

‫] ‪[ 293‬‬

‫و قد وخطكم القتير ‪ ، 1‬و وافاكم الّنذير ‪ ،‬و أنتجم عّمجا يجراد بكجم لهجون ‪ ،‬و بلجّذة يجومكم‬
‫ساهون ‪.‬‬

‫شوائب العاريججة عججن الغطججاء و الحججواجب‬‫) فاّنكم لو عاينتم ( بعين التعين الخالصة عن ال ّ‬
‫) ما قد عاينه مججن مججات منكججم ( قبلكججم مججن غمججرات المججوت و سججكراته و أهججوال القججبر و‬
‫ظلماته ‪ ،‬و عقوبات البرزخ و نقماته ‪ ،‬و عذاب الخرة و شدايدها ) لجزعتم و وهلتم ( و‬
‫فزعتم لشّدة تلك الهوال و هول هذه الحوال ) و ( ل ) سمعتم ( الواعية ‪ ) 2‬و أطعتم (‬
‫الّداعية للملزمة البّينجة بيجن معاينجة هجذه المجور بعيجن اليقيجن و بيجن الججزع و الفجزع و‬
‫ب العالمين ‪.‬‬
‫سماع و الطاعة لر ّ‬ ‫ال ّ‬

‫كما شهد به الكتاب المكنون ‪ :‬إذ المجرمججون ناكسججوا رؤسججهم عنججد رّبهججم رّبنججا أبصججرنا و‬
‫سمعنا فارجعنا نعمل صالحا إّنا موقنججون ) و لكججن ( نججى اعتججذر منكججم بلسججان حججالكم بججأّنه‬
‫) محجوب عنكم ما قد عاينو ( ه مستور عنكم مججا قججد شججهدوه ‪ ،‬و لججذلك ذهلتججم و غفلتججم و‬
‫ن هذا العذر غير مقبول ‪ ،‬و ذلك‬ ‫رغبتم في الّدنيا و ألهتكم لّذاتها ‪ ،‬و شغلتكم شهواتها أل إ ّ‬
‫ل بك المججوت و‬ ‫العتذار غير نافع ) و ( ذلك لّنه ) قريب ما يطرح الحجاب ( حين ما ح ّ‬
‫واراك الّتراب و شهد عليك الّرقيب و العتيد ‪ ،‬فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ‪.‬‬

‫صرين ) إن ابصرتم ( و نظرتم بعيججون نججاظرة ) و‬ ‫صرتم ( و صّيرتم مب ّ‬


‫ل ) لقد ب ّ‬‫)و(ا ّ‬
‫اسمعتم ( و صيرتم سامعين ) إن سمعتم ( و وعيتم بججأذن واعيججة ) و هججديتم إن اهتججديتم (‬
‫ق أقول لقد جاهرتكم العججبر ( و عججالتكم النبججاء و الثججر‬ ‫بعقول كاملة و قلوب صافية ) بح ّ‬
‫بالمصائب الّنازلة على المم الماضية ‪ ،‬و العقوبات الواقعججة فججي القججرون الخاليججة ‪ ،‬و مججا‬
‫حلّ بأهل القبور سطورا بافناء الّدور ‪ ،‬أل ترونهم كيف تدانوا في خططهم ‪ ،‬و قربوا فججي‬
‫مزارهم و بعدوا في لقائهم ‪ ،‬عمروا فخربوا ‪ ،‬و آنسوا فأوحشوا ‪ ،‬و سكتوا فازعجوا ‪،‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق ققق ققق قق ق قق ققق قققق قق قق قق ق‬
‫ققق قققققق قق ققققق ققققق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قققققق ق قققق قققق ق ققق ققق ق ققق ققق‬
‫قق قق ق قق ق ق ققق قققققق ق ق ققق قق ققق ق‬
‫قق قققق ققققق قققق ققق قققق ق ققق ‪.‬‬ ‫ققق‬

‫] ‪[ 294‬‬

‫و قطنوا فرحلوا ‪.‬‬

‫ن في هججذه المججور كلهججا عججبرة لمججن اعتججبر ‪ ،‬و تججذكرة لمججن اّدكججر ) و ( مججع هججذه كّلهججا‬‫فإ ّ‬
‫شديد الوارد في الكتب اللهّيججة و‬ ‫) زجرتم بما فيه مزدجر ( من الّنهي الكيد ‪ ،‬و الوعيد ال ّ‬
‫لج بعججد رسججل‬ ‫سنن النبوّية ) و ( بعد ذلك كله لم يبق عذر لمن اعتججذرو ) مججا يبلججغ عججن ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫شر و أنذر حكمة بالغة فمججا‬ ‫صر ‪ ،‬بل بّلغ و ذكر ‪ ،‬و ب ّ‬ ‫ل البشر ( و ما فّرط و ل ق ّ‬ ‫سماء إ ّ‬
‫ال ّ‬
‫تغني الّنذر ‪.‬‬

‫و لنتبع هذه الخطبة الشريفة لمير المؤمنين و سّيد الوصجّيين بندبججة جليلججة لسججبطه الجججل‬
‫ب العجالمين ‪ ،‬لكجون تلجك الّندبجة مجع‬ ‫ل عليهما من ر ّ‬‫ساجدين سلم ا ّ‬ ‫زين العابدين و سّيد ال ّ‬
‫هذه الخطبة مطابقة المضامين ‪ ،‬مضافا إلى ما فيها من الفوائد الجمة و المججواعظ الحسججنة‬
‫ضللة ‪.‬‬
‫ل عن طريق ال ّ‬ ‫ضا ّ‬
‫التي يتنّبه بها الجاهل عن نوم الغفلة ‪ ،‬و يهتدى بها ال ّ‬

‫و هي ما رواها شاكر بن غنيمة بن أبي الفضل عن عبد الجّبار الهاشمي قال ‪:‬‬

‫شججيخ أبججي بشججر بججن أبجي طجالب الكنججدي يرويهججا عججن أبججي عيينججة‬
‫سمعت هذه الّندبة مجن ال ّ‬
‫سلم يناجي و يقول ‪:‬‬ ‫ي بن الحسين عليه ال ّ‬ ‫الّزهري قال ‪ :‬كان عل ّ‬

‫ل عزاؤه ‪ ،‬و طال بكاؤه ‪ ،‬و دام عناؤه ‪ ،‬و بان صبره ‪ ،‬و تقسم فكره ‪،‬‬
‫قل لمن ق ّ‬

‫و التبس عليه أمره ‪ ،‬من فقد الولد ‪ ،‬و مفارقة الباء و الجججداد ‪ ،‬و المتعججاض بشججماتة‬
‫ساد ‪ :‬أ لم تر كيف فعل رّبك بعاد إرم ذات العماد شعر ‪:‬‬
‫الح ّ‬

‫ل للمنّيججججججججججججججججججججججججججججججججججة ذائق‬
‫تعججججججججججججججججججججججججججججججججججّز فكجججججججججججججججججججججججججججججججججج ّ‬
‫ل ابججججججججججججججججججن انججججججججججججججججججثى للحيججججججججججججججججججاة مفججججججججججججججججججارق‬ ‫و كجججججججججججججججججج ّ‬
‫فعمججججججججججججججججججججججججججججججر الفججججججججججججججججججججججججججججججتى للحادثججججججججججججججججججججججججججججججات ذريئة‬
‫تنججججججججججججججججججججججججججججججججاهبه سججججججججججججججججججججججججججججججججاعاتها و الججججججججججججججججججججججججججججججججّدقايق‬

‫كجججججججججججججججججججذا تتفجججججججججججججججججججاني واحجججججججججججججججججججدا بعجججججججججججججججججججد واحجججججججججججججججججججد‬


‫و تطرقنا بالحادثات الطوارق‬

‫صر المال الطوال ‪ ،‬فما عن سبيل المنية مذهب ‪،‬‬ ‫سن العمال ‪ ،‬و جّمل الفعال ‪ ،‬و ق ّ‬
‫فح ّ‬
‫خط‬‫و ل عن سيف الحمام مهرب ‪ ،‬و ل إلى قصد الّنجاة مطلب ‪ ،‬فيا أّيهججا النسججان المتس ج ّ‬
‫على الّزمان ‪ ،‬و الّدهر الخّوان ‪ ،‬مالك و الخلود إلى دار الحزان ‪ ،‬و السكون‬

‫] ‪[ 295‬‬

‫ل من عليها فان‬
‫إلى دار الهوان ‪ ،‬و قد نطق القرآن بالبيان الواضح في سورة الّرحمن ‪ :‬ك ّ‬
‫‪ ،‬و يبقى وجه رّبك ذو الجلل و الكرام شعر ‪:‬‬

‫شجججججججججججججججججججججكاية و الجججججججججججججججججججججّردى‬
‫و فيجججججججججججججججججججججم و حّتجججججججججججججججججججججى م ال ّ‬
‫جمجججججججججججججججججججججججوح لججججججججججججججججججججججججال البرّيجججججججججججججججججججججججة لحجججججججججججججججججججججججق‬

‫ل ابجججججججججججججججن انجججججججججججججججثى هالجججججججججججججججك و ابجججججججججججججججن هالجججججججججججججججك‬


‫فكججججججججججججججج ّ‬
‫لمججججججججججججججججججججججن ضججججججججججججججججججججججّمنته غربهججججججججججججججججججججججا و المشججججججججججججججججججججججارق‬

‫فل بججججججججججججججججججّد مججججججججججججججججججن إدراك مججججججججججججججججججا هججججججججججججججججججو كججججججججججججججججججائن‬


‫و ل بّد من إتيان ما هو سابق‬

‫ك مخجترم ‪ ،‬بجذلك‬ ‫ي ل شج ّ‬‫ل حج ّ‬‫سقم ‪ ،‬و الوججود للعجدم ‪ ،‬و كج ّ‬


‫حة لل ّ‬
‫شباب للهرم ‪ ،‬و الص ّ‬
‫فال ّ‬
‫جرى القلم ‪ ،‬على صفحة اللوح في القدم ‪ ،‬فما هذا التلّهف و الّندم ‪ ،‬و قد خلججت مججن قبلكججم‬
‫المم شعر ‪:‬‬

‫أ ترجججججججججججججججججججو نجججججججججججججججججججاة مججججججججججججججججججن حيججججججججججججججججججاة سججججججججججججججججججقيمة‬


‫و سجججججججججججججججججججججججهم المنايجججججججججججججججججججججججا للخليقجججججججججججججججججججججججة راشجججججججججججججججججججججججق‬

‫سجججججججججججججججججججججججرورك موصجججججججججججججججججججججججول بفقجججججججججججججججججججججججدان لجججججججججججججججججججججججّذة‬


‫و مجججججججججججججججججن دون مجججججججججججججججججا تهجججججججججججججججججواه تجججججججججججججججججأتى العجججججججججججججججججوائق‬

‫و حّبجججججججججججججججججججججججك للجججججججججججججججججججججججّدنيا غجججججججججججججججججججججججرور و باطجججججججججججججججججججججججل‬


‫و في ضمنها للراغبين البوائق‬
‫أ في الحياة طمع ‪ ،‬أم إلى الخلود نزع أم لما فات مرتجع ‪ ،‬و رحى المنون دائرة ‪،‬‬

‫ط علججى غيججر‬
‫و فراسها غائرة ‪ ،‬و سطواتها قاهرة ‪ ،‬فقرب الّزاد ‪ ،‬ليوم المعججاد ‪ ،‬و ل تتججو ّ‬
‫ل ما يشججاء و يثبججت و‬
‫ل أجل كتاب ‪ ،‬يمحو ا ّ‬ ‫صواب ‪ ،‬و حّقق الجواب ‪ ،‬فلك ّ‬‫مهاد و تعّمد ال ّ‬
‫عنده أّم الكتاب شعر ‪:‬‬

‫فسججججججججججججججججججوف تلقججججججججججججججججججي حاكمججججججججججججججججججا ليججججججججججججججججججس عنججججججججججججججججججده‬


‫سجججججججججججججججججوى العجججججججججججججججججدل ل يخفجججججججججججججججججى عليجججججججججججججججججه المنجججججججججججججججججافق‬

‫يمّيججججججججججججججججججججججججز أفعججججججججججججججججججججججججال العبججججججججججججججججججججججججاد بلطفججججججججججججججججججججججججه‬


‫و يظهججججججججججججججججججججججر منججججججججججججججججججججججه عنججججججججججججججججججججججد ذاك الحقججججججججججججججججججججججايق‬

‫فمججججججججججججججججججن حسججججججججججججججججججنت أفعججججججججججججججججججاله فهججججججججججججججججججو فججججججججججججججججججايز‬


‫و من قبحت أفعاله فهو زاهق‬

‫سلف الماضججون ‪ ،‬و الهلججون و القربججون ‪ ،‬و الّولججون و الخججرون ‪ ،‬و النبيججاء و‬ ‫أين ال ّ‬
‫سججنون ‪ ،‬و فقججدتهم العيججون ‪ ،‬و إّنججا‬
‫ل المنون ‪ ،‬و تججوالت عليهججم ال ّ‬
‫المرسلون ‪ ،‬طحنتهم و ا ّ‬
‫ل و إّنا إليه راجعون شعر ‪:‬‬‫إليهم صائرون ‪ ،‬فإّنا ّ‬

‫إذا كجججججججججججججججان هجججججججججججججججذا نهجججججججججججججججج مجججججججججججججججن كجججججججججججججججان قبلنجججججججججججججججا‬


‫فاّنججججججججججججججججججججججججا علججججججججججججججججججججججججى آثججججججججججججججججججججججججارهم نتلحججججججججججججججججججججججججق‬

‫فكجججججججججججججن عالمجججججججججججججا أن سجججججججججججججوف تجججججججججججججدرك مجججججججججججججن مضجججججججججججججى‬


‫شجججججججججججججججججججججواهق‬
‫و لجججججججججججججججججججججو عصجججججججججججججججججججججمتك الّراسجججججججججججججججججججججيات ال ّ‬

‫فمججججججججججججججا هججججججججججججججذه دار المقامججججججججججججججة فججججججججججججججاعملن » فججججججججججججججاعلمن خ «‬


‫و لو عّمر النسان ما ذّر شارق‬

‫] ‪[ 296‬‬

‫ق النهار ‪ ،‬و غرس الشجار ‪ ،‬و عمر الّديار ‪ ،‬ألم تمح منهججم الثججار ‪ ،‬و تح جلّ‬ ‫أين من ش ّ‬
‫بهم دار البوار ‪ ،‬فاخش الجوار ‪ ،‬فلك اليوم بالقوم اعتبار ‪ ،‬فاّنما الّدنيا متاع و الخرة هي‬
‫دار القرار شعر ‪:‬‬

‫تخّرمهججججججججججججججججججم ريججججججججججججججججججب المنججججججججججججججججججون فلججججججججججججججججججم تكججججججججججججججججججن‬


‫لتنفعهجججججججججججججججججججججججججججججججم جّنجججججججججججججججججججججججججججججججاتهم و الحججججججججججججججججججججججججججججججججدائق‬
‫و ل حملتهججججججججججججججججججججججم حيججججججججججججججججججججججن وّلججججججججججججججججججججججوا بجمعهججججججججججججججججججججججم‬
‫سججججججججججججججججججججججججججججججوابق‬
‫صججججججججججججججججججججججججججججججافات ال ّ‬
‫نجججججججججججججججججججججججججججججججائبهم و ال ّ‬

‫و راحججججججججججججججججوا عججججججججججججججججن المججججججججججججججججوال صججججججججججججججججفرا و خّلفججججججججججججججججوا‬


‫ذخايرهم بالّرغم منهم و فارقوا‬

‫أين من بنى القصور و الّدساكر ‪ ،‬و هزم الجيجوش و العسججاكر ‪ ،‬و جمجع المججوال و حجاز‬
‫سياسنة ‪ ،‬أين العّمال و الّدهاقنججة‬
‫الثام و الجرائر ‪ ،‬أين الملوك و الفراعنة و الكاسرة و ال ّ‬
‫أين ذووا النواحي و الّرساتيق ‪ ،‬و العلم و المناجيق ‪ ،‬و العهود و المواثيق شعر ‪:‬‬

‫كجججججججججججججججأن لجججججججججججججججم يكونجججججججججججججججوا أهجججججججججججججججل عجججججججججججججججّز و منعجججججججججججججججة‬


‫و ل رفعجججججججججججججججججججججججججججججت أعلمهجججججججججججججججججججججججججججججم و المنجججججججججججججججججججججججججججججاجق‬

‫و ل سجججججججججججججججججكنوا تلجججججججججججججججججك القصجججججججججججججججججور الجججججججججججججججججتي بنجججججججججججججججججوا‬


‫و ل اخججججججججججججججججججججججذت منهججججججججججججججججججججججم بعهججججججججججججججججججججججد مواثججججججججججججججججججججججق‬

‫و صججججججججججججججججججججاروا قبججججججججججججججججججججورا دارسججججججججججججججججججججات و أصججججججججججججججججججججبحت‬


‫منازلهم تسفى عليه الخوافق‬

‫سبيل واضح و المشير ناصح ‪ ،‬و الصواب لئح ‪ ،‬عقلت فاغفلت ‪،‬‬
‫ما هذه الحيرة و ال ّ‬

‫و عرفت فانكرت ‪ ،‬و علمت فاهملت ‪ ،‬هذا هو الّداء الذي عّز دواؤه ‪ ،‬و المرض الذي ل‬
‫يرجى شفاؤه ‪ ،‬و المل الذي ل يدرك انتهاؤه ‪ ،‬أ فأمنت الّيام و طول السقام ‪،‬‬

‫سلم شعر ‪:‬‬


‫ل يدعو إلى دار ال ّ‬
‫و نزول الحمام ‪ ،‬و ا ّ‬

‫لقجججججججججججججججججججد شجججججججججججججججججججقيت نفجججججججججججججججججججس تتجججججججججججججججججججابع غّيهجججججججججججججججججججا‬


‫و تصجججججججججججججججججججججدف عجججججججججججججججججججججن إرشجججججججججججججججججججججادها و تفجججججججججججججججججججججارق‬

‫و تأمجججججججججججججججل مجججججججججججججججا ل يسجججججججججججججججتطاع بحيلجججججججججججججججة ) بحملجججججججججججججججه خ (‬


‫و تعصجججججججججججججججججججججججججججججيك إن خالفتهجججججججججججججججججججججججججججججا و تشجججججججججججججججججججججججججججججاقق‬

‫ي و تنثنجججججججججججججججججي‬
‫و تصجججججججججججججججججغى إلجججججججججججججججججى قجججججججججججججججججول الغجججججججججججججججججو ّ‬
‫و تعرض عن تصديق من هو صادق‬
‫فيا عاقل راحل ‪ ،‬و لبيبا جاهل ‪ ،‬و متيّقظا غافل ‪ ،‬أتفرح بنعيم زائل ‪ ،‬و سرور حائل ‪،‬‬

‫و رفيق خاذل ‪ ،‬فيا أيها المفتون بعمله ‪ ،‬الغافل عججن حلججول أجلججه ‪ ،‬و الخججائض فججي بحججار‬
‫ل المصير شعر ‪:‬‬ ‫زل ‪ ،‬ما هذا التقصير و قد و خطك القتير ‪ ،‬و وافاك النذير ‪ ،‬و إلى ا ّ‬

‫طلبججججججججججججججججججججججججك أمججججججججججججججججججججججججر ل يتججججججججججججججججججججججججّم سججججججججججججججججججججججججروره‬


‫و جهججججججججججججججججججججدك باستصججججججججججججججججججججحاب مججججججججججججججججججججن ل يوافججججججججججججججججججججق‬

‫و أنججججججججججججججججججت كمججججججججججججججججججن يبنججججججججججججججججججي بنججججججججججججججججججاء و غيججججججججججججججججججره‬


‫يعاجله في هدمه و يسابق‬

‫] ‪[ 297‬‬

‫و ينسجججججججججججججججججججججججج آمجججججججججججججججججججججججال طجججججججججججججججججججججججوا ل بعيجججججججججججججججججججججججدة‬


‫ن الدهر للنسج خارق‬ ‫و يعلم أ ّ‬

‫ليست الطريقة لمن ليس لجه الحقيقجة ‪ ،‬و ل يرججع إلجى خليقجة إلجى كجم تكجدح و ل تقنجع و‬
‫تجمع و ل تشبع و توفر لما تجمع ‪ ،‬و هو لغيرك مودع ‪ ،‬ما ذا الّرأى العازب ‪ ،‬و الرشججد‬
‫سججرور‬‫الغايب ‪ ،‬و المل الكاذب ‪ ،‬ستنقل عن القصور ‪ ،‬و رّباب الخججدور ‪ ،‬و الجججذل و ال ّ‬
‫ل نفس ذائقة الموت ‪ ،‬و ما الحيججاة‬ ‫إلى ضيق القبور ‪ ،‬و من دار الفناء إلى دار الحبور ‪ ،‬ك ّ‬
‫ل متاع الغرور شعر ‪:‬‬‫الّدنيا ا ّ‬

‫فعالججججججججججججججججججججججججك هججججججججججججججججججججججججذا غججججججججججججججججججججججججّرة و جهالججججججججججججججججججججججججة‬


‫و تحسجججججججججججججججججب يجججججججججججججججججا ذا الجهجججججججججججججججججل أنجججججججججججججججججك حجججججججججججججججججاذق‬

‫ن بجهجججججججججججججججججججل منجججججججججججججججججججك أنجججججججججججججججججججك راتجججججججججججججججججججق‬‫تظججججججججججججججججججج ّ‬


‫و جهلجججججججججججججججججججججججك بجججججججججججججججججججججججالعقبى لجججججججججججججججججججججججدينك فجججججججججججججججججججججججائق‬

‫ل دللججججججججججججججججججججججججة‬
‫توخّيججججججججججججججججججججججججك مججججججججججججججججججججججججن هججججججججججججججججججججججججذا أد ّ‬
‫و أوضح برهانا بأّنك مائق‬

‫عجبا لغافل عن صلحه ‪ ،‬مبادر إلى لذاته و أفراحه ‪ ،‬و الموت طريده » في خ « مسججائه‬
‫و صباحه فيا قليل التحصيل ‪ ،‬و يا كثير التعطيل ‪ ،‬و يا ذا المل الطويل ‪ ،‬أ لججم تججر كيججف‬
‫فعل رّبك بأصحاب الفيل ‪ ،‬بناؤك للخراب ‪ ،‬و مالك للّذهاب ‪ ،‬و أجلك إلى اقتراب شعر ‪:‬‬

‫و أنجججججججججججججججججت علجججججججججججججججججى الجججججججججججججججججّدنيا حريجججججججججججججججججص مكجججججججججججججججججاثر‬


‫سججججججججججججججججججججججججلمة واثججججججججججججججججججججججججق‬
‫كأّنججججججججججججججججججججججججك منهججججججججججججججججججججججججا بال ّ‬
‫تحججججججججججججججججججججججججّدثك الطمججججججججججججججججججججججججاع أّنججججججججججججججججججججججججك للبقججججججججججججججججججججججججا‬
‫ل موافججججججججججججججججججججججق‬ ‫ن الججججججججججججججججججججججّدهر خجججججججججججججججججججججج ّ‬‫خلقججججججججججججججججججججججت و أ ّ‬

‫كأّنججججججججججججججججججك لججججججججججججججججججم تبصججججججججججججججججججر اناسججججججججججججججججججا ترادفججججججججججججججججججت‬


‫عليهم بأسباب المنون الّلواحق‬

‫ك أسيره ‪ ،‬أتفججرح بمالججك و نفسججك‬ ‫هذه حالة من ل يدوم سروره ‪ ،‬و ل تتّم اموره ‪ ،‬و ل يف ّ‬
‫ي و نشر ‪،‬‬ ‫و ولدك و غرسك » عرسك « ‪ ،‬و عن قليل تصير إلى رمسك ‪ ،‬و أنت بين ط ّ‬
‫و غنى و فقر ‪ ،‬و وفاء و غدر ‪ ،‬فيا من القليل ل يرضيه ‪ ،‬و الكججثير ل يغنيججه ‪ ،‬اعمججل مججا‬
‫ل امججرء‬‫شئت اّنك ملقيه ‪ ،‬يوم يفّر المرء من أخيه و أّمه و أبيججه و صججاحبته و بنيججه ‪ ،‬لك ج ّ‬
‫منهم يومئذ شأن يغنيه شعر ‪:‬‬

‫سججججججججججججججججججيقفر بيججججججججججججججججججت كنججججججججججججججججججت فرحججججججججججججججججججة أهلججججججججججججججججججه‬


‫صجججججججججججججججججججججديق المصجججججججججججججججججججججادق‬
‫و يهججججججججججججججججججججججر مثجججججججججججججججججججججواك ال ّ‬

‫و ينسجججججججججججججججججججججججاك مجججججججججججججججججججججججن صجججججججججججججججججججججججافيته و ألفتجججججججججججججججججججججججه‬


‫صججججججججججججججججججججحيح الموافججججججججججججججججججججق‬ ‫و يجفججججججججججججججججججججوك ذو الججججججججججججججججججججوّد ال ّ‬

‫علججججججججججججججججى ذا مضججججججججججججججججى الّنججججججججججججججججاس اجتمججججججججججججججججاع و فرقججججججججججججججججة‬


‫و ميت و مولود و قال و وآمق‬

‫] ‪[ 298‬‬

‫ح سقيمها ‪ ،‬و ل يندمل كلومها ‪ ،‬و عودها كاذبة ‪،‬‬


‫ف لدنيا ل يرقى سليمها ‪ ،‬و ل يص ّ‬
‫ا ّ‬

‫و سهامها غير صائبة ‪ ،‬و آمالهجا خائبجة ‪ ،‬ل تقيجم علجى حجال ‪ ،‬و ل تمّتجع بوصجال ‪ ،‬و ل‬
‫تسّر بنوال شعر ‪:‬‬

‫و تلججججججججججججججججججك لمججججججججججججججججججن يهججججججججججججججججججوى هواهججججججججججججججججججا مليكججججججججججججججججججة‬


‫تعّبججججججججججججججججججججججججججججججججده أفعالهججججججججججججججججججججججججججججججججا و الطججججججججججججججججججججججججججججججججرائق‬

‫يسججججججججججججججّر بهججججججججججججججا مججججججججججججججن ليججججججججججججججس يعججججججججججججججرف غججججججججججججججدرها‬


‫و يسججججججججججججججججججججججعى إلججججججججججججججججججججججى تطلبهججججججججججججججججججججججا و يسججججججججججججججججججججججابق‬
‫اذا عجججججججججججججججججدلت ججججججججججججججججججارت علجججججججججججججججججى اثجججججججججججججججججر عجججججججججججججججججدلها‬
‫فمكروهة أفعالها و الخليق‬

‫سطوة و القدرة ‪ ،‬و المعجب بالكثرة ‪ ،‬ما هذه الحيرة و الفججترة ‪ ،‬لججك فيمججن مضججى‬ ‫فيا ذا ال ّ‬
‫سر المكنون‬
‫عبرة ‪ ،‬و ليؤذن الغافلون عما إليه يصيرون ‪ ،‬إذا تحّققت الظنون ‪ ،‬و ظهر ال ّ‬
‫و تندمون حين ل تقالون ‪ ،‬ثّم إّنكم بعد ذلك لمّيتون شعر ‪:‬‬

‫سجججججججججججججججججججيندم فّعجججججججججججججججججججال علجججججججججججججججججججى سجججججججججججججججججججوء فعلجججججججججججججججججججه‬


‫و يججججججججججججججججججججججزداد منججججججججججججججججججججججه عنججججججججججججججججججججججد ذاك الّتشججججججججججججججججججججججاهق‬

‫إذا عججججججججججججججججججججججججججججاينوا مججججججججججججججججججججججججججججن ذي الجلل اقتججججججججججججججججججججججججججججداره‬


‫و ذو قجججججججججججججججّوة مجججججججججججججججن كجججججججججججججججان قجججججججججججججججد مجججججججججججججججا يجججججججججججججججداقق‬

‫ل نفجججججججججججججججججججس كتابهجججججججججججججججججججا‬
‫هنالجججججججججججججججججججك تتلجججججججججججججججججججو كججججججججججججججججججج ّ‬
‫فيطفو ذو عدل و يرسب فاسق‬

‫سرور و الفراح ‪،‬‬


‫إلى كم ذا الّتشاغل بالتجاير و الرباح ‪ ،‬إلى كم ذا الّتهور بال ّ‬

‫سلمة في مراكب الّنياح ‪ ،‬من ذا الذي سججالمه ال جّدهر فسججالم ‪ ،‬و مججن ذا‬ ‫و حّتام التغرير بال ّ‬
‫صجحة و‬ ‫الذي تاجره الّزمان فغنم ‪ ،‬و من ذا الذي استرحم الّيام فرحم ‪ ،‬اعتمجادك علجى ال ّ‬
‫سلمة خرق ‪ ،‬و سكونك إلى المال و الولد حمق ‪ ،‬و الغججترار بعجواقب المجور خلجق ‪،‬‬ ‫ال ّ‬
‫فدونك و حزم المور ‪ ،‬و الّتيقظ ليوم الّنشور ‪ ،‬و طول اللبججث فججي صججفحات القبججور ‪ ،‬فل‬
‫ل الغرور شعر ‪:‬‬ ‫تغرّنكم الحياة الّدنيا و ل يغرّنكم با ّ‬

‫ججججججججججججججججججة‬
‫فمجججججججججججججججججن صجججججججججججججججججاحب اليجججججججججججججججججام سجججججججججججججججججبعين ح ّ‬
‫ك منججججججججججججججججججججججججه طوالججججججججججججججججججججججججق‬
‫فلججججججججججججججججججججججججّذاتها ل شجججججججججججججججججججججججج ّ‬

‫فعقجججججججججججججججججججججججججججججبى حلوات الّزمجججججججججججججججججججججججججججججان مريجججججججججججججججججججججججججججججرة‬


‫و إن عججججججججججججججججججججججذبت حينججججججججججججججججججججججا فحينججججججججججججججججججججججا خرابججججججججججججججججججججججق‬

‫و مججججججججججججججججججججججن طرفتججججججججججججججججججججججه الحادثججججججججججججججججججججججات بويلهججججججججججججججججججججججا‬


‫صواعق‬ ‫فل بّد أن تاتيه فيها ال ّ‬

‫فما هذه الطمأنينة و أنت مزعج ‪ ،‬و ما هذه الولوج و أنت مخرج ‪ ،‬جمعججك إلججى تفريججق و‬
‫رفوك ) و فرك خ ( إلى تمزيق ‪ ،‬و سعتك إلى ضيق ‪ ،‬فيا أيها المفتون ‪ ،‬و الطامع بما ل‬
‫يكون ‪،‬‬
‫أ فحسبتم أّنما خلقناكم عبثًا و أّنكم إلينا ل ترجعون شعر ‪:‬‬

‫] ‪[ 299‬‬

‫سججججججججججججججججججتندم عنججججججججججججججججججد المججججججججججججججججججوت شججججججججججججججججججّر ندامججججججججججججججججججة‬


‫إذا ضججججججججججججججججججججّم أعضججججججججججججججججججججاك الججججججججججججججججججججثرى و المطججججججججججججججججججججابق‬

‫و عجججججججججججججججججججججججججججججاينت أعلم المنيجججججججججججججججججججججججججججججة و الجججججججججججججججججججججججججججججّردى‬


‫ض منجججججججججججججججججه المفجججججججججججججججججارق‬ ‫و وافجججججججججججججججججاك مجججججججججججججججججا تجججججججججججججججججبي ّ‬

‫و صججججججججججججججججرت رهينججججججججججججججججا فججججججججججججججججي ضججججججججججججججججريحك مفججججججججججججججججردا‬


‫و باعدك الجار القريب الملصق‬

‫فيا من عدم رشده ‪ ،‬و جار قصده ‪ ،‬و نسي ورده ‪ ،‬إلى مججتى تواصججل بال جّذنوب و أوقاتججك‬
‫محدودة ‪ ،‬و أفعالك مشهودة ‪ ،‬أفتعول على العتذار ‪ ،‬و تهمل العذار و النذار ‪ ،‬و أنت‬
‫خرهم ليجوم‬‫لج غجافل عّمجا يعمجل الظجالمون إّنمجا يجؤ ّ‬
‫نا ّ‬
‫مقيم على الصجرار ‪ ،‬و ل تحسجب ّ‬
‫تشخص فيه البصار شعر ‪:‬‬

‫إذا نصججججججججججججججججججججب الميججججججججججججججججججججزان للفصججججججججججججججججججججل و القضججججججججججججججججججججا‬


‫و إبليجججججججججججججججججججججس محججججججججججججججججججججججاج و اخجججججججججججججججججججججرس نجججججججججججججججججججججاطق‬

‫جججججججججججججججججججججججت النيجججججججججججججججججججججران و اشجججججججججججججججججججججتّد غيظهجججججججججججججججججججججا‬ ‫واّ‬


‫إذا فتحجججججججججججججججججججججججججججججججت أبوابهجججججججججججججججججججججججججججججججا و المغجججججججججججججججججججججججججججججججالق‬

‫ل ظجججججججججججججججججالم‬
‫طعجججججججججججججججججت السجججججججججججججججججباب مجججججججججججججججججن كججججججججججججججججج ّ‬
‫وق ّ‬
‫يقيم على اسراره و ينافق‬

‫فقدم الّتوبة ‪ ،‬و اغسل الحوبة ‪ ،‬فل بجّد أن تبلججغ إليججك النوبججة ‪ ،‬و حسججن العمججل قبججل حلججول‬
‫ل عريب عازم ) و كل غريب غارم خ ( ‪،‬‬ ‫ل غائب قادم ‪ ،‬و ك ّ‬ ‫الجل و انقطاع المل ‪ ،‬فك ّ‬
‫ل مفرط نادم ‪ ،‬فاعمل للخلص قبل القصاص ‪ ،‬و الخذ بالّنواص شعر ‪:‬‬ ‫وكّ‬

‫فاّنجججججججججججججججججججك مجججججججججججججججججججأخوذ بمجججججججججججججججججججا قجججججججججججججججججججد جنيتجججججججججججججججججججه‬


‫و إّنججججججججججججججججججك مطلججججججججججججججججججوب بمججججججججججججججججججا أنججججججججججججججججججت سججججججججججججججججججارق‬

‫و ذنبجججججججججججججججججججججججججججججججك إن أبغضجججججججججججججججججججججججججججججججته فمعجججججججججججججججججججججججججججججججانق‬


‫و مالجججججججججججججججججججججججججججججججك ان أحببتجججججججججججججججججججججججججججججججه فمفجججججججججججججججججججججججججججججججارق‬
‫لجججججججججججججججججج وحججججججججججججججججججده‬
‫فقججججججججججججججججججارب و سججججججججججججججججججّدد و اّتججججججججججججججججججق ا ّ‬
‫ل الّزاد فالموت طارق‬ ‫و ل تستق ّ‬

‫ل نفس ما كسبت و هم ل يظلمون‬


‫ل ‪ ،‬ثّم توّفى ك ّ‬
‫و اتقوا يوما ترجعون فيه إلى ا ّ‬

‫ععععع‬

‫ن هججذه الخطبججة ملتقطججة مججن خطبججة طويلججة و روى صججدرها هنججاك‬


‫المستفاد مججن الكججافي أ ّ‬
‫سيد هنا ‪.‬‬‫باختلف لما أورده ال ّ‬

‫ق المام على الّرعّية ‪ :‬محّمد بن يحيى العطار عججن‬


‫قال في الكافي في باب ما يجب من ح ّ‬
‫سلم قال ‪:‬‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫بعض أصحابنا عن هارون بن مسلم عن مسعدة عن أبي عبد ا ّ‬

‫شجوا هجداتكم ‪ ،‬و ل تجهلجوا‬ ‫سجلم ‪ :‬ل تختجانوا ولتكجم ‪ ،‬و ل تغ ّ‬ ‫قال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫أئمتكم و ل تصّدعوا عججن حبلكججم فتفشججلوا و تججذهب ريحكججم ‪ ،‬و علججى هججذا فليكججن تأسججيس‬
‫اموركم‬

‫] ‪[ 300‬‬

‫و ألزموا هذه الطريقة فاّنكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم مّمن خالف ما قد تججدعون‬
‫إليه لبدرتم و خرجتم و لسمعتم و لكن محجوب عنكم مجا قجد عجاينوا ‪ ،‬و قريبجا مجا يطجرح‬
‫الحجاب ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫اى غافلن و تمّرد كنندگان از طاعت پروردگار عالميان پججس بدرسججتيكه اگججر ببينيججد آن‬
‫چيزى را كه بمعاينه ديدند كسانى كه مردند از شما هر آينججه بجججزع و فججزع در آئيججد ‪ ،‬و‬
‫ميشججنويد و اطججاعت مينمائيججد و لكججن مسججتور اسججت از شججما آنچججه معججاينه ديدهانججد آن را‬
‫گذشتگان و نزديكست برداشته شدن حجاب ‪ ،‬و بتحقيق كه نمجوده مىشجويد اگجر بهبينيجد‬
‫بنظر بصيرت ‪ ،‬و شنوانيده ميشويد اگر بشنويد بگوش حقيقت ‪ ،‬و هدايت يججافته ميشججويد‬
‫اگر طلب هدايت نمائيد بعقل كامل و قلب صافي ‪ ،‬براستى مىگويم شجما را كجه بتحقيجق‬
‫جهارا و آشكار صدا نمود شما را عبرتها ‪ ،‬و زجر و منع كرده شديد بچيزى كججه در آن‬
‫ازدجار و ممانعت هست از مناهى اكيده و وعيدهاى شديده ‪ ،‬و تبليغ نمىنمايد از جانب‬
‫خداوند تبارك و تعالى بعد از ملئكه آسمان مگر جنججس آدميججان از پيغمججبران پججس جججاى‬
‫عذر نمانده شما را در تخّلف كردن از دعوت ايشان ‪.‬‬
‫ع عع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع عععععع ع ع‬
‫ععععععع عع ععععععع عع ععع ععععع‬

‫ساعة تحدوكم ‪ ،‬تخّففوا تلحقوا ‪،‬‬


‫ن ورائكم ال ّ‬
‫ن الغاية أمامكم ‪ ،‬و إ ّ‬
‫فإ ّ‬

‫لج‬
‫ن هججذا الكلم لججو وزن بعججد كلم ا ّ‬ ‫فإّنمججا ينتظججر بججأّولكم آخركججم ‪ .‬قججال السججيد ) ره ( ‪ :‬إ ّ‬
‫ل كلم لمججال بججه راجحججا و بججرز عليججه سججابقا ‪ ،‬فأّمججا قججوله عليججه‬ ‫سبحانه و كلم رسوله بك ّ‬
‫ل منججه مسججموعا و ل أكججثر محصججول ‪ ،‬و مججا أبعججد‬ ‫سلم تخّففوا تلحقوا فل سمع كلم أقج ّ‬ ‫ال ّ‬
‫غورها من كلمة ‪ ،‬و أنقع نطفتها‬

‫] ‪[ 301‬‬

‫من حكمة ‪ ،‬و قد نّبهنا في كتاب الخصايص على عظم قدرها و شرف جوهرها‬

‫ععععع‬

‫سير و ) الغججور ( العمججق و‬


‫) حدا ( البل و بها حدوا إذا زجرها و غّنى لها ليحّثها على ال ّ‬
‫) الّنطفة ( ما صفى من الماء و ما ) انقع ( الماء ما أرواه للعطش و في بعض الّنسججخ مججا‬
‫حدة و ل بأس به ‪.‬‬
‫انفع بالفاء المو ّ‬

‫ععععععع‬

‫ل على الحالّية ‪ ،‬و تلحقوا منصوب بكي مضمرة‬


‫تحدوكم منصوب المح ّ‬

‫عععععع‬

‫ن المستفاد من كتاب مطالب السؤول لمحّمد بن طلحة على ما رواه في البحججار منجه‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫سجابقة حيجث قجال ‪ :‬و مجن كلم أميجر‬ ‫سلم من تمجام الخطبجة ال ّ‬ ‫ن هذا الكلم له عليه ال ّ‬‫هو أ ّ‬
‫سججماء‬
‫ل بعد رسل ال ّ‬‫المؤمنين لقد جاهرتكم العبر و زجرتم بما فيه مزدجر و ما يبلغ عن ا ّ‬
‫ن الغاية أمامكم اه ‪.‬‬
‫ل البشر ‪ ،‬أل و إ ّ‬‫إّ‬

‫شراح في تفسير هججذا الكلم لججه و بيججان المججراد منججه علججى‬ ‫و كيف كان فقد اختلف أنظار ال ّ‬
‫ن الغاية أمامكم ( أراد بالغاية المججوت كمججا ص جّرح بججه‬ ‫ن قوله ) فا ّ‬
‫أقوال و الظهر عندى أ ّ‬
‫في الحديث الخر ‪ :‬الموت غايججة المخلججوقين ‪ ،‬أى نهججايتهم الججتي ينتهججون إليهججا ‪ ،‬و لجججل‬
‫جه‬
‫ح جعله أمامهم ‪ ،‬لّنهم يسيرون إليه بحركة جبّلية و تو ّ‬ ‫كونه منتهى سير المخلوقين ص ّ‬
‫غريزي فيكون أمامهم ل محالة ‪.‬‬
‫ساعة ساعات الّليججل و الّنهججار سجّميت بهججا‬ ‫ساعة ( فالمراد بال ّ‬
‫ن ورائكم ال ّ‬
‫و أّما قوله ‪ ) :‬و إ ّ‬
‫لّنها تسعى الّناس بها كما سّميت القيامة ساعة لّنها تسجعى الّنجاس اليهجا بحركجة جبلّيجة و‬
‫جه غريزي أيضا ‪ ،‬كما يسعى إلى الموت و إّنما جعلها و رائنا مع كونها منبسطة على‬ ‫تو ّ‬
‫ث النسججان تحثيثججا و‬ ‫مدى العمر و انقسامها إلى الماضي و السججتقبال ‪ ،‬باعتبججار أّنهججا تحج ّ‬
‫ل عليه قوله ‪ ) :‬تحدوكم ( أّما‬ ‫تسوقه سوقا حثيثا إلى الغاية التي أمامه أعني الموت كما يد ّ‬
‫أّنها تسوقنا إليها فلّنه بانقضائها شيئا فشيئا يكون النسان بعيدا من‬

‫] ‪[ 302‬‬

‫سججايق‬‫ن الحججادي و ال ّ‬
‫سايق إليه و من الواضح أ ّ‬ ‫المبدء قريبا إلى المنتهى ‪ ،‬فتكون بمنزلة ال ّ‬
‫ح جعلها ورائنا ‪ ،‬و يمكن‬ ‫من شأنه أن يكون وراء ما يحديه و يسوقه ‪ ،‬فبذلك العتبار ص ّ‬
‫ن كون الموت أمام النسان لمججا‬ ‫استنباط ما ذكرته من تقديم الخبر على السم ‪ ،‬بيان ذلك أ ّ‬
‫ل أجرى الكلم فيه على الحقيقة بتقديم ما حّقه الّتقديم و تأخير ما حّقه‬ ‫كان واضحا عند الك ّ‬
‫ن الغاية أمامكم ‪.‬‬
‫الّتاخير حيث قال ‪ :‬فا ّ‬

‫ساعة في الججوراء لّمججا كججان خفّيججا بالعتبججار الججذي ذكرنججاه مججن انقسججامها إلججى‬
‫و أّما كون ال ّ‬
‫الماضي و الستقبال ‪ ،‬و كان نظر الجاهل دائما إلى ما بقي من عمره و إلى ما هي أمامه‬
‫ن مججا تحسججبونه أمججامكم‬ ‫ساعات الباقية غير ملتفت إلى ما مضى ‪ ،‬ل جرم نّبه على أ ّ‬ ‫من ال ّ‬
‫فهي في الحقيقة ورائكم باعتبار أّنها تحدوكم ‪ ،‬فلذلك ق جّدم الخججبر علججى السججم و قججال ‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬
‫ساعة لمزيد الهتمججام بججه و زيججادة إشججعاره بهججذا المعنججى فججافهم و إذا عرفججت مججا‬ ‫ورائكم ال ّ‬
‫شراح في المقام فأقول ‪:‬‬ ‫ذكرناه فلنذكر ما ذكره ال ّ‬

‫ن الغايججة أمججامكم ‪ :‬لمججا كججانت الغايججة مججن وجججود‬


‫شارح البحراني في شججرح قججوله ‪ :‬إ ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ل ليعبججدون ‪ ،‬و‬‫ن و النججس إ ّ‬ ‫ل ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ :‬و ما خلقججت الج ج ّ‬ ‫الخلق أن يكونوا عباد ا ّ‬
‫كان المقصود من العبادة إّنما هو الوصول إلى جناب عّزته و الطيران في حظاير القججدس‬
‫بأجنحة الكمال مع الملئكجة المقّربيجن ‪ ،‬و كججان ذلجك هجو غايججة النسجان المطلوبججة منجه و‬
‫جه إليها بوجهه الحقيقي ‪ ،‬فان سعى لها سعيها أدركها و فاز‬ ‫المقصودة له و المأمور بالّتو ّ‬
‫سججواء الموصججل إليهججا ‪،‬‬
‫بحلول جّنات الّنعيم ‪ ،‬و إن قصر في طلبهججا و انحججرف صججراط ال ّ‬
‫كان في جهّنم من الهاوين ‪ ،‬و كانت غايته فدخلها مع الّداخلين ‪،‬‬

‫ل إنسان أمامه إليها يسير و بها يصير ‪.‬‬


‫ن غاية ك ّ‬
‫فاذن ظهر أ ّ‬

‫صججغرى و هججي‬
‫سججاعة القيامججة ال ّ‬
‫ن المراد بال ّ‬
‫ساعة تحدوكم ‪ :‬إ ّ‬
‫ن ورائكم ال ّ‬
‫و في شرح ‪ :‬و إ ّ‬
‫ضرورة الموت ‪.‬‬
‫ن النسان لما كان بطبعه ينفر من الموت و يفّر منه و كانت العججادة‬ ‫فأّما كونها ورائهم فل ّ‬
‫خرا عجن وججود‬ ‫في الهارب من الشيء أن يكون ورائه مهروب منه ‪ ،‬و كجان المجوت متجأ ّ‬
‫لحق‬ ‫خر ال ّ‬
‫النسان و ل حقا تأخرا و لحوقا عقلّيا ‪ ،‬أشبه المهروب منه المتأ ّ‬

‫] ‪[ 303‬‬

‫خرا و لحوقا حسّيا ‪ ،‬فل جرم استعير لفظ الجهة المحسوسة و هي الوراء ‪.‬‬
‫هربا و تأ ّ‬

‫ن الحادي لّما كان من شأنه سوق البل بالحداء ‪،‬‬


‫و أّما كونها تحدوهم فل ّ‬

‫و كان تذّكر الموت و سماع نوادبه مقلقا مزعجا للّنفوس إلى السججتعداد لمججور الخججرة و‬
‫ل سبحانه ‪ ،‬فهو يحملها على قطع عقبات طريق الخرة كما يحمججل الحججادي‬ ‫الهبة للقاء ا ّ‬
‫البل على قطع الطريق البعيدة الوحرة ‪ ،‬ل جرم أشبه الحادي فأسند الحداء إليه انتهججى و‬
‫ن الظججاهر مججن صججدر كلمججه حسججبما‬ ‫أقول ‪ :‬أّما ما ذكره في شرح الفقرة الولججى ‪ ،‬ففيججه أ ّ‬
‫سجلم بمعنجى العّلجة‬ ‫يستفاد من الّتمسك بالية أيضا هو أّنه جعل الغايججة فجي كلمججه عليججه ال ّ‬
‫الغائية ‪ ،‬و عليه فل يستقيم جعل الجحيم غاية للنسان ‪ ،‬بل و ل الجّنججة أيضججا إذا لغججرض‬
‫شريفة ‪ ،‬و أّما المثوبججة و العقوبججة فهمججا‬‫ص الية ال ّ‬ ‫من خلقة النسان هو العبودّية كما هو ن ّ‬
‫ن جعججل الغايججة بمعنججى‬‫ح جعلهمججا غايججة ‪ ،‬و أ ّ‬ ‫متفّرعان عليها امتثال و عصججيانا ‪ ،‬فل يصج ّ‬
‫ل أّنه ل حاجة معه إلى الستدلل بالية و إلججى‬ ‫الّنهاية فكونهما غاية بهذا المعنى صحيح إ ّ‬
‫ص قجوله ‪ :‬و كججان ذلجك هجو غايججة النسجان‬ ‫ما مهجّده مججن المقّدمججة مضججافا إلجى منافججاته بنج ّ‬
‫المطلوبة منه ‪.‬‬

‫ساعة بمعنى الموت إّما باعتبار أّنهججا‬ ‫ن جعل ال ّ‬ ‫و أّما ما ذكره في شرح الفقرة الّثانية ففيه أ ّ‬
‫جه‬‫حقيقة فيه عرفا أو شرعا من دون ملحظة المناسبة بينه و بين معناهججا اللغججوي ‪ ،‬فيتججو ّ‬
‫عليه أّول منع الحقيقة العرفّية أو الشرعية ‪ ،‬و ثانيا منع عدم ملحظة المناسبة على تقدير‬
‫ن الّنججاس يسججعى‬‫ن إطلقها عليه بملحظججة أ ّ‬ ‫تسليم الحقيقّية بأحد الوجهين ‪ ،‬و إّما باعتبار أ ّ‬
‫ن الّنججاس يسججعى إليججه مججع‬‫ن إطلقها عليه باعتبار أ ّ‬ ‫جه عليه أ ّ‬ ‫إليه حسبما ذكرناه سابقا فيتو ّ‬
‫ن الّناس يهرب منه حسبما قّرره ‪ ،‬ل يخفى مججا فيججه مججن‬ ‫وصفه بكونه في الوراء باعتبار أ ّ‬
‫سماجة فافهم جّيدا ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫شارح المعججتزلي ‪ :‬غايججة المكلفيججن هججي الّثججواب و العقججاب فيحتمججل أن يكججون أراد‬ ‫و قال ال ّ‬
‫ن النسججان‬
‫ذلججك ‪ ،‬و يحتمججل أن يكججون أراد بالغايججة المججوت ‪ ،‬و إّنمججا جعججل ذلججك أمامنججا ل ّ‬
‫كالسائر إلى الموت أو كالسائر إلى الجزاء ‪ ،‬فهما أمامه أى بين يديه ‪،‬‬

‫] ‪[ 304‬‬
‫ن ورائكم الساعة تحدوكم أى تسوقكم ‪ ،‬و إّنما جعلها ورائنا لّنهججا إذا وجججدت‬ ‫ثّم قال ‪ :‬و إ ّ‬
‫ساقت الّناس إلى موقف الجزاء كما يسججوق الّراعجي البججل ‪ ،‬فلّمجا كججانت سجائقة لنججا كجانت‬
‫كالشيء يخفر النسان من خلفه و يحّركه من ورائه إلى جهة ما بين يديه انتهى و فيججه أ ّ‬
‫ن‬
‫الجملة الخبرّية على ما حّققها الصولّيون حقيقة فيما تلّبس المبتداء بالخبر في الحججال ‪ ،‬و‬
‫ل بقرينة ‪ ،‬و علججى ذلججك فجعججل‬ ‫استعمالها فيما لم يتلّبس به بعد مجازا إّتفاقا ل يصار إليه إ ّ‬
‫ل بقرينججة‬‫ساعة ورائنا بمعنى أّنها تكون ورائنا إذا وجدت مجاز ل ينبغججي ارادتججه إ ّ‬ ‫كون ال ّ‬
‫ظاهرة ‪ ،‬و هي في المقام مفقودة ‪.‬‬

‫شارح المعتزلي ‪ :‬معنى قوله ‪:‬‬


‫و قال القطب الّراوندي على ما حكى عنه ال ّ‬

‫سججاعة أى‬
‫ن الجّنة و الّنججار خلفكججم ‪ ،‬و معنججى قججوله ‪ :‬و رائكججم ال ّ‬
‫ن الغاية أمامكم ‪ ،‬يعني أ ّ‬
‫فا ّ‬
‫قدامكم انتهى ‪.‬‬

‫ل أنّ‬ ‫ن الوراء بمعنى القججدام و إن ورد إ ّ‬


‫و هو أردء ما ذكروه في شرح المقام أّما أّول فل ّ‬
‫شارح المعتزلي و ثانيا على تقدير تسججليم‬ ‫المام بمعنى الخلف لم يسمع من أحدكما ذكره ال ّ‬
‫ن الّتعبير عن الخلف بالمام و عن القدام بالوراء مع ظهورهمججا فججي‬ ‫وروده بذلك المعنى أ ّ‬
‫سجليم و الطبجع المسجتقيم ‪ ،‬فيججب تنزيججه كلم المججام عليجه‬ ‫العكس مّما يأبي عنجه الجّذوق ال ّ‬
‫سلم الذي هو امام الكلم عنه ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫و ثالثا أّنه إذا جعل المراد بالغاية الجّنة و الّنار فل داعي إلى حمل المججام بمعنججى الخلججف‬
‫كما هو ظاهر ‪ ،‬بل إرادة المعنى الظاهر الذي هو نقيض الخلف أولججى حسججبما ذهججب إليججه‬
‫شارح المعتزلي و البحراني على ما قّدمنا ذكره هذا ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ن الّرجل يسعى و هو غير مثقل بما يحمله فيكججون‬ ‫و أّما قوله ‪ ) :‬تخّففوا تلحقوا ( فأصله أ ّ‬
‫سبق و الفوز‬ ‫ن الّتخفيف و قطع العليق في السفار سبب ال ّ‬ ‫أجدر أن يلحق الذين سبقوه ل ّ‬
‫سجالفين‬
‫سابقين و كذلك الزهد فى الدنيا و تخفيف المؤنجة فيهجا تججوجب الّلحججوق بال ّ‬ ‫بلحوق ال ّ‬
‫ل الذين ل خوف عليهم و ل هم يحزنون و ما‬ ‫المقّربين ‪ ،‬و الوصول إلى درجات أولياء ا ّ‬
‫أنسب بالمقام ما رواه المحّدث الجزائري عن سلمان الفارسي ‪ ،‬و هو أّنه‬

‫] ‪[ 305‬‬

‫لّما بعث إلى المداين ركب حماره وحده ‪ ،‬فاّتصل بالمداين خبر قدومه ‪ ،‬فاستقبله أصججناف‬
‫شيخ أين خّلفت أميرنا ؟ قال ‪:‬‬
‫الّناس على طبقاتهم ‪ ،‬فلّما رأوه قالوا ‪ :‬أّيها ال ّ‬

‫ل ‪ ،‬فقال ل أعرف الميجر‬ ‫و من أميركم ؟ قالوا ‪ :‬المير سلمان الفارسي صاحب رسول ا ّ‬
‫و أنا سلمان و لست بججأمير ‪ ،‬فججترجلوا لججه و قججادوا إليججه المراكججب و الجنججائب ‪ ،‬فقججال ‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬
‫حماري هذا خير لي و أوفق ‪ ،‬فلّما دخل البلد أرادوا أن ينزلوه دار المارة قال ‪ :‬و لسججت‬
‫ي صاحب الحانوت ‪ ،‬فاستأجر منه‬ ‫سوق ‪ ،‬و قال ادعوا إل ّ‬ ‫بأمير ‪ ،‬فنزل على حانوت في ال ّ‬
‫و جلس هناك يقضي بين الّناس و كان معججه وطججاء يجلججس عليججه ‪ ،‬و مطهججرة يتطّهججر بهججا‬
‫ن سيل وقججع فججي البلججد فججارتفع صججياح‬‫صلة ‪ ،‬و عكازة يعتمد عليها في المشى ‪ ،‬فاّتفق أ ّ‬
‫لل ّ‬
‫الّناس بالويجل و العويجل يقولجون ‪ :‬وا أهله و وا ولجداه و وامجاله ‪ ،‬فقجام سجلمان و وضجع‬
‫وطائه في عاتقه و أخذ مطهرته و عكازته بيده ‪ ،‬و ارتفع على صعيد ‪ ،‬و قال ‪:‬‬

‫هكذا ينجو المخّففون يوم القيامة ‪.‬‬

‫شيخ و رام طاب ثراه أّنه لّما مرض سلمان مرضه الججذي مجات فيججه أتججاه‬ ‫و روى ‪ 1‬عن ال ّ‬
‫ل ؟ فبكى فقال ‪ :‬ما يبكيك ؟ فقال ‪:‬‬
‫سعد يعوده ‪ ،‬فقال ‪ :‬كيف أنت يا عبد ا ّ‬

‫لج عليججه و آلججه و‬


‫ل صجّلى ا ّ‬
‫ل ما أبكي حرصا على الّدنيا و ل حّبالها ‪ ،‬و لكن رسول ا ّ‬ ‫وا ّ‬
‫سّلم عهد إلينا عهدا فقال ‪:‬‬

‫ليكججن بلغ أحججدكم مججن الجّدنيا كججزاد راكججب ‪ ،‬فأخشججى أن نكججون قججد جاوزنججا أمججره و هججذه‬
‫ل مطهرة فيها ماء ‪ ،‬و إجانة و جفنة ‪.‬‬ ‫الساور ‪ 2‬حولي ‪ ،‬و ليس حوله إ ّ‬

‫ل مججا‬
‫ل سيفا و مصحفا ‪ ،‬فقال له ‪ :‬ما في بيتك إ ّ‬ ‫قال ‪ :‬و دخل رجل عليه فلم يجد في بيته إ ّ‬
‫ن أمامنا عقبة كئودا ‪ ،‬و إّنا قّدمنا متاعنججا إلججى المنججزل أّول فجأّول ‪ ،‬و قججال ‪:‬‬
‫أرى ؟ قال ‪ :‬إ ّ‬
‫وقع الحريق فأخذ سلمان سيفه و مصحفه ‪ ،‬و قال ‪ :‬هكذا ينجو المخّففون ‪.‬‬

‫سلم لّما أمرهم بالتخفيف و حّثهم علججى قطججع العليججق عّللججه بقججوله ‪ ) :‬فاّنمججا‬
‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫ينتظر بأّولكم آخركم ( يعني إّنما ينتظر بالبعث الكبر و القيامة الكبرى للذين‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قققققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق ققق قق ق قق ققق ق ققق ق قق ق قق ق ق ق‬
‫قققق ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 306‬‬

‫ماتوا أّول وصول الباقين و موتهم ‪.‬‬

‫شارح البحراني أّنه لّمججا كججان نظججر العنايججة اللهّيججة‬


‫و تحقيق ذلك النتظار على ما حّققه ال ّ‬
‫لج الجذي‬‫إلى الخلق نظرا واحدا و المطلوب منهم واحدا و هو الوصول إلى جنجاب عجّزة ا ّ‬
‫هو غايتهم ‪ ،‬أشبه طلب العناية اللهّية وصول الخلججق إلججى غججايتهم انتظججار النسججان لقججوم‬
‫يريد حضور جميعهم و ترقبه بأوائلهم و وصول أواخرهججم ‪ ،‬فججأطلق عليججه لفججظ النتظججار‬
‫على سبيل الستعارة ‪ ،‬و لّمججا صجّور ههنججا صججورة انتظججارهم لوصججولهم جعججل ذلججك عّلججة‬
‫ن المعقججول لولججى اللبججاب مججن ذلججك‬ ‫كأّ‬ ‫لحّثهم علججى التخفيججف و قطججع العليججق ‪ ،‬و ل شج ّ‬
‫ل و العراض عّما سواه‬ ‫ث لهم أيضا على الّتوجه بوجوه أنفسهم إلى ا ّ‬ ‫النتظار حا ّ‬

‫ععععععع‬

‫پس بدرستى كه غايججة يعنججي مججرك در پيججش شماسججت و بدرسججتى كججه در عقججب شماسججت‬
‫ساعتهاى روز و شب در حالتى كه ميراند شما را بسوى مججرگ ‪ ،‬سججبك شجويد تججا لحجق‬
‫شويد ‪ ،‬پس بتحقيق كه انتظار كشيده شده بلحق شدن پيشينيان پسينيان شججما گفتججه اسججت‬
‫ل عنه بدرستي كه اين كلم امام اگر موازنه بشود بعججد از كلم خججدا‬ ‫سّيد رضى رضي ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم بهر كلمى هججر آينججه ميججل مىكنججد ايججن كلم بجميججع‬
‫و رسول صّلى ا ّ‬
‫كلمها در حالتى كه راجح است ‪ ،‬و غالب ميشود بآنها در حالتى كه سابق است ‪،‬‬

‫أّما فرمايش آن حضرت تخّففوا تلحقوا پس شنيده نشججده كلمججى كججه كمججتر باشججد از او از‬
‫حيثّيت لفظ و نه بيشتر باشد از حيثّيت معنى و چه قدر بعيد است عمق اين كلمه طّيبجه و‬
‫چه قدر رافع عطش است آب صافى اين حكمة لطيفه ‪ ،‬بتحقيق كه تنبيه كردهايججم مججا در‬
‫لج‬
‫كتاب خصايص خود بر عظمت قدر و شرافت جوهر آن كلمه عججالى مرتبججه ‪ ،‬وّفقنججا ا ّ‬
‫لفهم نكات تلك الكلمات بجاه محّمد و آله‬

‫] ‪[ 307‬‬

‫ع عع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع عععععع ع ع‬


‫ععععععع عع ععععععع عع ععع ععععع‬

‫ن طلحججة و الّزبيججر خلعججا بيعتججه ‪ ،‬و هججي ملتقطججة مججن خطبججة طويلججة‬
‫خطب بها حين بلججغ أ ّ‬
‫مروية فى شرح البحراني و قد وردت فصول منها فججي طججرق عليحججدة مختلفججة بزيججادة و‬
‫ل‪:‬‬
‫سيد رحمه ا ّ‬ ‫نقصان يأتي إلى بعضها الشارة ‪ ،‬و ما رواه ال ّ‬

‫شيطان قد ذّمر حزبه ‪ ،‬و استجلب جلبه ‪ ،‬ليعود الجور إلججى أوطججانه ‪ ،‬و يرجججع‬ ‫ن ال ّ‬
‫أل و إ ّ‬
‫ي منكرا ‪،‬‬
‫ل ما أنكروا عل ّ‬
‫الباطل إلى نصابه ‪ ،‬و ا ّ‬

‫و ل جعلوا بيني و بينهم نصفا ‪ ،‬و إّنهم ليطلبون حّقا هم تركوه ‪ ،‬و دما هججم سججفكوه ‪ ،‬فلئن‬
‫ل عندهم ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ن‬ ‫ن لهم لنصيبهم منه ‪ ،‬و لئن كانوا و لوه دوني فما الّتبعة إ ّ‬
‫كنت شريكهم فإ ّ‬
‫جتهم لعلى أنفسهم ‪ ،‬يرتضعون أّما قججد فطمججت ‪ ،‬و يحيججون بدعججة قججد أميتججت ‪ ،‬يججا‬ ‫أعظم ح ّ‬
‫خيبة الّداعي من دعا ‪،‬‬
‫لج عليهججم ‪ ،‬و علمججه فيهججم ‪ ،‬فججإن أبججوا أعطيتهججم حجدّ‬
‫جة ا ّ‬
‫و إلى ما أجيب و إّني لراض بح ّ‬
‫ق ‪ ،‬و من العجججب بعثتهججم » بعثهججم خ‬ ‫سيف ‪ ،‬و كفى به شافيا من الباطل ‪ ،‬و ناصرا للح ّ‬ ‫ال ّ‬
‫طعججان ‪ ،‬و أن اصججبر للجلد ‪ ،‬هبلتهججم الهبججول لقججد كنججت و مججا أه جّدد‬
‫ي أن ابججرز لل ّ‬
‫« إل ج ّ‬
‫ضرب ‪ ،‬و إّني لعلى يقين من رّبي ‪ ،‬و غير شبهة من دينى ‪.‬‬ ‫بالحرب ‪ ،‬و ل أرّهب بال ّ‬

‫] ‪[ 308‬‬

‫ععععع‬

‫ض ‪ ،‬و الّتشججديد دليججل الّتكججثير و‬‫ث و الحج ّ‬‫) ذمر ( يروى بججالّتخفيف و الّتشججديد و هججو الحج ّ‬
‫شججاف و ممّججا ط ج ّ‬
‫ن‬ ‫ن الّزيادة في البناء لزيادة المعنى ‪ ،‬قال في الك ّ‬ ‫المبالغة لّنهم يقولون ‪ :‬إ ّ‬
‫شقدق ‪ ،‬و هو مركب خفيجف‬ ‫على اذنى من ملح العرب أّنهم يسّمون مركبا من مراكبهم بال ّ‬
‫ليس في ثقل حمال العراق ‪ ،‬فقلت في طريق الطايف لرجل منهم ‪ :‬ما اسم هجذا المحمجل ؟‬
‫أردت محمل العراقي فقال ‪ :‬أليس ذلك اسمه الشقدق ؟‬

‫شقنداق ‪ ،‬فزاد في بناء السم لزيادة المعنى ‪.‬‬


‫قلت ‪ :‬بلى ‪ ،‬فقال هذا اسمه ال ّ‬

‫و ) جلبت ( الشيء جلبا من باب ضرب و قتل ‪ ،‬و الجلب بفتحتين فعل بمعنججى مفعججول و‬
‫شارح المعتزلي و يروى جلبه و جلبه و هما بمعنججى ‪،‬‬ ‫هو ما تجلبه من بلد إلى بلد ‪ ،‬قال ال ّ‬
‫سحاب الرقيق الججذي ل مججاء فيججه أى جمججع قومججا كالجهججام الججذي ل نفججع فيججه و فججي‬ ‫و هو ال ّ‬
‫ل شيء أصله و الجمع نصب و أنصبة‬ ‫المصباح عن الزهري و ابن فارس ) نصاب ( ك ّ‬
‫صججاد اسججم بمعنججى‬‫مثل حمار و حمججر و أحمججرة و ) الّنصججف ( بتثليججث النججون و سججكون ال ّ‬
‫النصاف ‪.‬‬

‫ن المعنى ل يحتمله ‪ ،‬لّنه ل معنى لقوله ‪:‬‬


‫شارح المعتزلي عليه بأ ّ‬
‫و اعتراض ال ّ‬

‫و ل جعلوا بيني و بينهم إنصافا ‪ ،‬بل الّنصف بمعنى الذى ينصف ‪ ،‬و المعنججى لججم يجعلججوا‬
‫بيني و بينهم ذا إنصاف ‪ ،‬مّما ل يكاد يظهر وجهه و ) ولججي ( الشججيء و عليججه وليججة مججن‬
‫باب حسب إذا ملك أمره و ) الّتبعة ( كفرحة تقول ‪ :‬لي قبل فلن تبعة و هي الشيء الذي‬
‫ي مججن بججاب ضججرب إذا فصججله عججن‬ ‫صججب ّ‬
‫لك فيه بغيججة شججبه ظلمججة و نحوهجا و ) فطججم ( ال ّ‬
‫سججيف ( الموضججع القججاطع منججه و ) الجلد ( المجادلججة بآلججة الحججرب و‬‫الرضججاع و ) حجّد ال ّ‬
‫) هبلته ( اّمه بكسر الباء ثكلته و ) الهبول ( الثكول التي لم يبق لها ولد‬
‫ععععععع‬

‫يا خيبة الّداعي نداء على سبيل الّتعجب من عظججم خيبججة الجّدعاء إلججى قتججاله ‪ ،‬و هججو نظيججر‬
‫النداء في قوله تعالى ‪ :‬يا حسرة على العباد ‪ ،‬أى يا خيبة احضري فهذا أوانك و كلمة من‬
‫إّما مرفوع المحل على البتداء و الفعل بعده خبر أو منصوب المح ّ‬
‫ل‬

‫] ‪[ 309‬‬

‫ل لهججا‬
‫سججرة ل محج ّ‬
‫ل لمججا بعججده ‪ ،‬إذ الجملججة المف ّ‬
‫اضمر عامله على شريطة التفسير فل محج ّ‬
‫على الصح ‪.‬‬

‫ن جملة الشتغال ليست من الجمل التي تسجّمى فججي الصججطلح جملججة‬ ‫و قال ابن هشام ‪ :‬إ ّ‬
‫تفسيرية و إن حصل بها تفسير ‪ ،‬و كيف كان فجملة من دعا على الّول جملة اسججمّية ‪ ،‬و‬
‫على التقدير الّثاني جملة فعلّية ‪ ،‬و شجافيا و ناصججرا منصججوبان علججى الحالّيججة و الججواو فججي‬
‫قوله و ما اهّدد زايدة ‪ ،‬و كنت بمعنى ما زلت اى ما زلت ل أهّدد بالحرب ‪.‬‬

‫شارح المعتزلي ‪ :‬و هذه كلمة فصيحة كججثيرا مججا يسججتعملها العججرب ‪ ،‬و قججد ورد فججي‬ ‫قال ال ّ‬
‫لج عليمججا حكيمججا ‪ ،‬و نحججو ذلججك مججن‬
‫القرآن العزيز كان بمعنى ما زال في قوله ‪ :‬و كججان ا ّ‬
‫ل عليما حكيما ‪.‬‬
‫الى و المعنى ‪ :‬لم يزل ا ّ‬

‫عععععع‬

‫ن هذه الخطبة من خطب الجمل واردة في معرض الّتعرض على الّناكثين و قد‬ ‫قد أشرنا أ ّ‬
‫وقع الّتصريح بذلك في بعض طرقها حسبما تأتي إليها الشارة ‪ ،‬و قد كّنى عنهججم بحججزب‬
‫شيطان قججد ذمججر حزبججه ( و حشججا قججبيله ) و‬ ‫ن ال ّ‬
‫شيطان و جنود إبليس كما قال ‪ ) :‬أل و إ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫استجلب جلبه ( و جمع جمعه ) ليعود الجور إلى أوطانه ( كما كان عليها أول ) و يرجججع‬
‫ي منكججرا ( و هججو‬ ‫ل ما أنكروا علج ّ‬ ‫الباطل إلى نصابه ( و أصله الذي كان عليه سابقا ) و ا ّ‬
‫سلم و زعموا أّنه منكر فجأنكروه عليجه فرّدهجم بانكججار‬ ‫قتل عثمان حيث نسبوه إليه عليه ال ّ‬
‫ل تقججدير فانكججارهم‬ ‫حته لنسججبته إليججه و علججى كج ّ‬‫كونه منكرا ‪ ،‬و على تقدير تسليمه بعدم ص ّ‬
‫عليه يكون منكرا ) و ل جعلوا بيني و بينهم نصفا ( و عدل إذ لو جعلوا ميزان العدل في‬
‫ق قصججاص ) هججم‬ ‫البين يظهر بطلن دعواهم ) و ( ذلججك ل ) أّنهججم ليطلبججون حّقججا ( أى حج ّ‬
‫تركوه ( حيث أمسكوا الّنكير على قاتليه ) و دمججاهم سججفكوه ( لّنهججم أّول مججن ألججب الّنججاس‬
‫ل نعثل ‪.‬‬ ‫على عثمان و أغرى بدمه ‪ ،‬كما يشهد به قوله عايشة ‪ :‬اقتلوا نعثل قتل ا ّ‬

‫ن طلحة نكث بيعتي و ألب على‬


‫يدلّ عليه ما في رواية أبي مخنف التية من قوله ‪ :‬الّلهّم إ ّ‬
‫عثمان حّتى قتله ثّم عضهنى به و رماني الّلهّم فل تمهله‬
‫] ‪[ 310‬‬

‫ن علّيا كان في ماله بخيبر لما أراد الّناس حصر عثمججان فقججدم‬ ‫و عن الطبري في تاريخه ا ّ‬
‫سلم يشكو أمر‬ ‫المدينة و الّناس مجتمعون على طلحة في داره ‪ ،‬فبعث عثمان إليه عليه ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬أما أكفيكه ؟ فانطلق إلى دار طلحة و هي مملّوة بالّناس فقال لججه‬ ‫طلحة فقال عليه ال ّ‬
‫يا طلحة ‪ :‬ما هذا المر الذي صنعت بعثمان ؟ فقججال طلحججة ‪ :‬يججا أبججا الحسججن بعججد أن مج ّ‬
‫س‬
‫سلم إلجى بيجت المججال فجأمر بفتحججه فلجم يجججدوا‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫الحزام الطبيين ‪ ، 1‬فانصرف عل ّ‬
‫المفتاح ‪ ،‬فكسر الباب و فّرق ما فيه على الّناس فانصرفوا من عند طلحة حّتى بقي وحججده‬
‫‪ ،‬فسّر عثمان بذلك ‪ ،‬و جاء طلحة إلى عثمان فقال له ‪ :‬يا أمير المؤمنين إّني أردت أمججرا‬
‫ل مججا جئت تائبججا و لكججن جئت مغلوبججا ‪،‬‬ ‫ل بيني و بينه و قد جئتك تائبا ‪ ،‬فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫فحال ا ّ‬
‫ل حسبك يا طلحة ‪.‬‬ ‫ا ّ‬

‫ل على‬ ‫سلم يوم الجمل قال له ‪ :‬ما حملك يا عبد ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬


‫ن الّزبير لّما برز لعل ّ‬
‫و روى أ ّ‬
‫ما صنعت ؟ قال ‪ :‬أطلب بدم عثمان ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنت و طلحة و ليتماه و إّنما توبتك مججن ذلججك‬
‫أن تقّدم نفسك و تسّلمها إلى ورثته ‪.‬‬

‫و بالجملة فقد ظهر مّما ذكرناه أّنه ل ريب في دخولهم في قتججل عثمججان و مججع مكججان ذلججك‬
‫الّدخول ل يجوز لهم المطالبة بدمه ‪.‬‬

‫ن دخولهم فيه إّما أن يكون بالشركة ‪ ،‬و إّما أن يكون بالستقلل و على أيّ‬ ‫توضيح ذلك أ ّ‬
‫تقدير فليس لهم أن يطلبوا بدمه و قد أشار إلى الشق الّول بقججوله ‪ ) :‬فلن كنججت شججريكهم‬
‫ن لهم لنصيبهم منه ( و اللزم عليهم حينئذ أن يبدؤوا بأنفسهم و يسّلموها إلى أولياء‬ ‫فيه فا ّ‬
‫ق الثججاني بقججوله ‪ ) :‬و ان كججان ولججوه ( و باشججروه‬ ‫المقتول ثّم يطالبوا بالشريك ‪ ،‬و إلى الش ّ‬
‫صججوا أنفسججهم بالمطالبججة ) و ا ّ‬
‫ن‬ ‫ل قبلهم ( و اللزم عليهججم حينئذ أن يخ ّ‬‫) دوني فما التبعة إ ّ‬
‫جججة فيهججا‬
‫جتهم لعلى أنفسهم ( حيث يدعون دعوى ضججررها عايججد إليهججم لقيججام الح ّ‬ ‫اعظم ح ّ‬
‫ن الّم إذا فطمجت‬ ‫عليهم ) يرتضجعون اّمججا قجد فطمججت ( أى يطلبججون الشجيء بعججد فججواته ل ّ‬
‫ولدها فقد انقضى إرضاعها ‪.‬‬

‫ن مطالبتهم بدم عثمان لغو ل فايدة فيه ‪ ،‬و يحتمل أن يكون‬


‫ل المراد به أ ّ‬
‫و لع ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق قق ققق ق ققق قق ق ق ققق ققق ققق‬
‫ققققققق ققق قققق ققققق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 311‬‬
‫المراد بالّم التي قد فطمت ما كان عججادتهم فججي الجاهلّيججة مججن الحمّيججة و الغضججب و إثججارة‬
‫الفتن ‪ ،‬و بفطامها اندراسها بالسلم فيكون قوله ‪ ) :‬و يحيون بدعة قد اميتت ( كالّتفسججير‬
‫له ‪.‬‬

‫شارح البحراني ‪ :‬استعار لفظ الّم للخلفة فبيت المال لبنها و المسججلمون أولدهججا‬
‫و قال ال ّ‬
‫صلت و الّتفضيلت ‪،‬‬ ‫المرتضعون ‪ ،‬و كّنى بارتضاعهم لها عن طلبهم منه من ال ّ‬

‫مثل ما كان عثمان يصلهم به و يفضل بعضهم على بعض و كونها قد فطمججت عججن منعججه‬
‫سلم و قوله ‪ :‬و يحيون بدعة إشججارة إلججى ذلججك الّتفضججيل ‪ ،‬فججاّنه كججان بخلف سجّنة‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سلم في وليتججه ذلججك ) يججا خيبججة‬‫ل و البدعة مقابلة السّنة ‪ ،‬و إماتتها تركه عليه ال ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫الجّداعي ( احضججري فهججذا أوان حضججورك و الجّداعي هججو أحججد الثلثججة طلحججة و الّزبيججر و‬
‫شارح المعتزلي أيضا ‪.‬‬ ‫عايشة ‪ ،‬كما صّرح به ال ّ‬

‫ثّم قال على سبيل الستصغار لهم و الستحقار ) مججن دعججا ( أى أحقججر القججوم دعججاهم هججذا‬
‫الّداعي ) و إلى ما اجيب ( أى أقبح بالمر الذي أجابوه إليه فما أفحشججه و أرذلججه ) و إّنججي‬
‫ل عليهم ( و هو أمره سبحانه بقتال الفئة الباغية كما قججال ‪ :‬فججان‬ ‫جة ا ّ‬
‫لراض ب ( قيام ) ح ّ‬
‫لج ) و ( ب ) علمججه‬ ‫بغت إحديهما على الخرى فقاتلوا التي تبغججي حّتججى تفيء إلججى أمججر ا ّ‬
‫فيهم ( بما يصنعون ) فان أبوا ( عن طاعتي و امتنعوا مججن الملزمججة علججى مبججايعتي مججع‬
‫لج‬
‫سججيف ( القججاطع امتثججال لمججر ا ّ‬ ‫ل سبحانه عليهم ) أعطيتهججم حجّد ال ّ‬ ‫جة من ا ّ‬‫قيام هذه الح ّ‬
‫سيف حالكونه ) شافيا مجن الباطجل‬ ‫ل ) و كفى به ( أى بذلك ال ّ‬ ‫سبحانه و ابتغاء لمرضات ا ّ‬
‫ق ( هذا ‪.‬‬
‫و ناصرا للح ّ‬

‫شجججاعة و الحججرب و‬ ‫ي ( مع علمهم بحججالي فججي ال ّ‬‫ل العجب ) بعثتهم إل ّ‬‫) و من العجب ( ك ّ‬
‫ى ب ) أن اصبر للجلد ( ثكلتهججم‬ ‫صبر على المكاره ) بأن ابرز لّلطعان و ( تهديدهم عل ّ‬
‫ال ّ‬
‫الّثواكل و ) هبلتهم الهبول ( كيف يهّددوني و يرّهبوني ) لقد كنت و ما اهّدد بالحرب و (‬
‫ضرب ( و ذلك ) لّنى على يقين مججن رّبججي ( و علججى بصججيرة مججن‬ ‫ما زلت ) ل ارهب بال ّ‬
‫ن المججوقن بججأّنه علججى‬
‫أمرى ) و غير شبهة من ديني ( فليس لمثلي أن يهجّدد و يرّهججب ‪ ،‬ل ّ‬
‫ل أشّد صبرا و أقوى جلدا و أثبت قدما في‬ ‫ب عن دين ا ّ‬‫ل ذا ّ‬
‫ق ناصر ّ‬
‫الح ّ‬

‫] ‪[ 312‬‬

‫ل حال‬
‫ل سبحانه على ك ّ‬
‫ن ثقته با ّ‬
‫مقام الجدال و معركة الجهاد و القتال ‪ ،‬ل ّ‬

‫ععععع‬

‫ن هذه الخطبة ملتقطة من خطبة طويلة مروية في شججرح البحرانججي ‪،‬‬ ‫قد أشرنا سابقا إلى أ ّ‬
‫ن هججذا الكلم أيضججا مججن فصججول هججذه الخطبججة‬
‫و قّدمنا لك أيضا في شرح كلمه العاشججر أ ّ‬
‫فينبغي أن نورد الخطبة بتمامها حّتى يّتضح لك الحججال ‪ ،‬ثجّم نشججير إلججى بعججض مججا وردت‬
‫ل المتعال ‪.‬‬
‫فيها فقرات من هذه الخطبة على غير انساق و انتظام بتوفيق ا ّ‬

‫ن طلحججة‬
‫سلم حين بلغه أ ّ‬
‫شارح البحراني أّنه عليه ال ّ‬ ‫فأقول ‪ :‬تمام الخطبة على ما رواها ال ّ‬
‫صلة على رسوله ‪:‬‬ ‫ل و الّثناء عليه و ال ّ‬‫و الّزبير خلعا بيعته قال بعد حمد ا ّ‬

‫لج مججا صججلحت‬ ‫ظمه و جعلججه نصججرته و ناصججره ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫ل افترض الجهاد فع ّ‬ ‫نا ّ‬ ‫أّيها الّناس إ ّ‬
‫شيطان حزبه ‪ ،‬و استجلب خيله ‪ ،‬و من أطاعه ليعود له‬ ‫ل به ‪ ،‬و قد جمع ال ّ‬ ‫دنيا و ل دين إ ّ‬
‫ى منكرا و ل‬ ‫ل ما أنكروا عل ّ‬ ‫ضت ‪ 1‬و ا ّ‬ ‫دينه و سّنته و خدعه ‪ ،‬و قد رأيت امورا قد تمخ ّ‬
‫جعلججوا بينججي و بينهججم نصججفا ‪ ،‬و أّنهججم ليطلبججون حّقججا تركججوه ‪ ،‬و دمججا سججفكوه ‪ ،‬فججان كنججت‬
‫ن أّول‬
‫ل قتلهججم و إ ّ‬
‫ن لهم لنصيبهم منه ‪ ،‬و إن كانوا ولوه دوني فما الطلبججة إ ّ‬ ‫شريكهم فيه فا ّ‬
‫ن معججى لبصججيرتي مججا‬ ‫عدلهم لعلى أنفسهم و ل اعتذر مّما فعلته و ل تبّرء مما صنعت و إ ّ‬
‫ى ‪ ،‬و إّنها للفئة الباغيه فيها الحّم ‪ 2‬و الحّمة طالت جلبتها و انكفججت ‪3‬‬ ‫لبست و ل لبس عل ّ‬
‫ن الباطل في نصابه ‪.‬‬ ‫جونتها ‪ ، 4‬ليعود ّ‬

‫لج إذا‬
‫يا خيبة الّداعي من دعى لو قيل ‪ 5‬ما انكر في ذلججك و مججا امججامه و فيمججن سجّنته و ا ّ‬
‫ن الطريق له فيه واضح حيث‬ ‫لزاح الباطل من نصابه و انقطع لسانه ‪ ،‬و ما أظ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق ق ققق ققق قققق ق ق قق ق ققق قق ققق ق‬
‫ققققق ق قق قق قققق ق ق قق ق قققق ق ق قققق ق‬
‫ققق ققق ق قق ق قق ققققققق قققققق ققق قق ق‬
‫ق ققققق ققق قققققق ق ق ققققق ق ق ق ق قق قق‬
‫قققق قق ققق ققققققق ق ققققق ق ققق قققق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬ق قققققق ققققق ققققق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬قققق قق ققق قققق قققققق ققققق قققققق‬
‫قق ق ققققق ق قق ق ققق ققق ق ق قق قق ق ق ق‬
‫قققققق‬

‫] ‪[ 313‬‬

‫صجل ‪ 2‬مجن خطيئة و مجا اعتجذر إليهجم‬ ‫ل ما تاب ‪ 1‬من قتلوه قبل مجوته ‪ ،‬و ل تن ّ‬ ‫نهج و ا ّ‬
‫ن لهججم حوضججا أنججا مججا نحتججه « ‪ 3‬ل‬ ‫لج » ل قرطج ّ‬ ‫فعججذروه ‪ ،‬و ل دعججى فنصججروه و أيججم ا ّ‬
‫لج عليهججم و‬‫جججة ا ّ‬
‫ى و ل يعّبون ‪ 4‬حسوة ‪ 5‬ابدا و أنها لطيبة نفسججي بح ّ‬ ‫يصدرون عنه بر ّ‬
‫علمه فيهم و اّني راعيهم فمعذر إليهم فان تابوا و أقبلوا و أجابوا و أنابوا فالّتوبة مبذولة ‪،‬‬
‫سججيف و كفججى بججه شججافيا مججن‬‫ق مقبول و ليس على كفيل ‪ ،‬و إن أبوا أعطيتهججم حجّد ال ّ‬ ‫و الح ّ‬
‫ن الّزبير و طلحججة و‬ ‫لإّ‬‫ل صحيفة شاهدها و كاتبها ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫باطل و ناصرا لمؤمن ‪ ،‬و مع ك ّ‬
‫ق و هم مبطلون هذا ‪.‬‬ ‫عايشة ليعلمون أّني على الح ّ‬

‫و في شرح المعتزلي عن أبي مخنف قال ‪ :‬حّدثنا مسافر بن عفيف بن أبي الخنس قججال ‪:‬‬
‫لج و‬
‫ي من عند طلحة و الّزبير و عايشة يؤذنونه بالحرب قام فحمججد ا ّ‬ ‫لّما رجعت رسل عل ّ‬
‫أثنى عليه و صّلى على رسوله ثّم قال ‪:‬‬

‫أّيها الّناس إّني قد راقبت هؤلء القوم كى يرعوا و يرجعوا ‪ ،‬و وّبختهم بنكثهم و عّرفتهججم‬
‫ى أن ابرز للطعان فاصبر للجلد ‪،‬‬‫بغّيهم فلم يستحيوا ‪ ،‬و قد بعثوا إل ّ‬

‫و إّنما تمنيك نفسك أماني الباطل و تعدك الغرور أل هبلتهم الهبججول لقججد كنججت و مججا أهجّدد‬
‫ضرب و لقد أنصف القادة من راماها ‪ ،‬فليرعدوا و ليبرقوا ‪،‬‬ ‫بالحرب ‪ ،‬و ل ارّهب بال ّ‬

‫فقد رأونى قديما و عرفوا نكايتي فكيف رأوني أنا أبو الحسن الذي فللت حّد المشججركين و‬
‫فرقت جماعتهم ‪ ،‬و بذلك القلب ألقججى عججدّوي اليججوم ‪ ،‬و إّنججي لعلججى مججا وعججدني رّبججي مججن‬
‫الّنصر و الّتأييد ‪ ،‬و على يقين من أمرى و في غير شبهة من ديني ‪.‬‬

‫ن الموت ل يفوته المقيم و ل يعجزه الهارب ليس عن الموت محيججد الججذى بججه‬ ‫أّيها الّناس إ ّ‬
‫يقتدون و فيمن سنتهم التى اليها يرجعون يشهد لسان حالهم بأنى انا امججامهم و فججى سججنتهم‬
‫فانزاح باطلهم الذى اتوا به و انقطع لسانه ‪ ،‬ابن ميثم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق قققق‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قق قق ققق ق قق ق ق قق ق ق ق ققققق قق‬
‫ققققق ق ‪ :‬قق ققق ق قق ق ققق ق قق ق ق قققق ق ق‬
‫قققق قققققق ق » قققققق «‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬قققق ققققق قق ققق قق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬قققققق قققق ق ق قق ق ق ققق ق ق قق ققق قق‬
‫ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 314‬‬

‫ى بيججده للججف‬
‫ن أفضل الموت القتل ‪ ،‬و الذي نفس عل ج ّ‬ ‫و ل محيص من لم يقتل مات ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ن طلحججة نكثججت بيعججتي و ألججب‬ ‫سيف أهون من موتة واحدة على الفججراش الّلهجّم إ ّ‬ ‫ضربة بال ّ‬
‫ن الزبيججر قطججع‬
‫ى عثمان حتى قتله ثّم عضججهني بججه و رمججاني الّلهجّم فل تمهلججه ‪ ،‬الّلهجّم إ ّ‬ ‫عل ّ‬
‫رحمى و نكث بيعتي و ظاهر على عدّوى فاكفنيه الموت بما شئت ‪.‬‬

‫ل بن جنادة قال ‪ :‬قدمت مججن الحجججاز‬‫ي بن محّمد المدايني عن عبد ا ّ‬‫و عن أبي الحسن عل ّ‬
‫ي ‪ ،‬فمررت بمّكة فاعتمرت ثّم قدمت المدينة فدخلت مسجد‬ ‫اريد العراق في أّول أمارة عل ّ‬
‫ي متقلججدا سججيفه فشخصججت‬
‫صلة جامعة فاجتمع الّنججاس و خججرج علج ّ‬‫ل إذا نودي ال ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫ل و صلى على رسوله ثم قال ‪:‬‬ ‫البصار نحوه فحمد ا ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم قلنا نحن أهله و ورثته و عترته‬ ‫ل نبّيه صّلى ا ّ‬
‫أّما بعد فاّنه لّما قبض ا ّ‬
‫و أولياؤه دون الّناس ‪ ،‬ل ينازعنا سلطانه أحججد و ل يطمججع فججي حّقنججا طجامع إذ انججتزى لنججا‬
‫ضججعيف ‪ ،‬و يتعجّزز علينججا الججذليل‬ ‫قومنا فغصبونا سلطان نبّينا و سرنا سوقة يطمججع فينججا ال ّ‬
‫ل لو ل مخافة الفرقججة‬ ‫صدور و جزعت الّنفوس و أيم ا ّ‬ ‫فبكت العين مّنا لذلك ‪ ،‬و خشنت ال ّ‬
‫بين المسلمين ‪ ،‬و أن يعود الكفر و يبور الّدين ‪،‬‬

‫لكّنا على ما غير » غير ما ظ « كّنا لهم عليه فولى المججر ولة لججم يججألوا الّنججاس خيججرا ثجمّ‬
‫استخرجتموني أّيها الّناس من بيتي فبايعتموني على شأن مّني لمركم و فراسججة تصججدقني‬
‫ما في قلوب كثير منكم و بايعني هذان الّرجلن في أّول من بايع يعلمون ذلك ‪ ،‬و قد نكثججا‬
‫و غدرا و نهضا إلى البصرة بعايشة ليفّرقا جماعتكم ‪ ،‬و يلقيا بأسكم بينكم ‪.‬‬

‫الّلهّم فخذهما بما عمل أخذة واحدة رابية ‪ ،‬و ل تنعش لهما صرعة و ل تقلهما عججثرة ‪ ،‬و‬
‫ل تمهلهما فواقا ‪ ،‬فاّنهما يطلبان حّقا تركاه و دما سفكاه اللهجّم إّنججي أقتضججيك وعججدك فإّنججك‬
‫لج الّلهجّم فججأنجزلي موعججدي و ل تكلنججي إلججى‬
‫ق لمن بغي عليه لينصججرّنه ا ّ‬‫قلت و قولك الح ّ‬
‫ل شيء قدير أقول ‪ :‬و هججذه الّروايججة كمججا تججرى صججريحة فججي اغتصججاب‬ ‫نفسي اّنك على ك ّ‬
‫سججلم‬‫سلم ظلما و جورا من دون أن يكون لججه عليججه ال ّ‬ ‫الخلفة و أنها انتزعت منه عليه ال ّ‬
‫سوء لها لم يكن قصججدا للخيججر منهججم ‪ ،‬و‬
‫ن تولي ولة ال ّ‬ ‫رضا فيه كما أّنها صريحة ‪ 1‬في أ ّ‬
‫إّنما كان حّبا للّرياسة و اّتباعا للهوى‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق ققق ققق قققق ‪ :‬قققق قققق ق قققق ق ق‬
‫ققققق ققققق قققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 315‬‬

‫سلم إّنما تججرك المججر‬ ‫شارح المعتزلي مع روايته هذه يزعم أّنه عليه ال ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫و من العجب أ ّ‬
‫شججريعة و مراعججاة‬‫إليهججم برضججى منججه و ميججل ‪ ،‬و أّنهججم تولججوا المججر ملحظججة لصججلح ال ّ‬
‫ل عن السججلم‬ ‫لمصلحة السلم ‪ ،‬كما مّر تفصيل في شرح الخطبة الشقشقّية ‪ ،‬فجزاهم ا ّ‬
‫و أهله شّر الجزاء ‪.‬‬

‫سجلم المصجير إلجى البصجرة قجام فخطجب الّنجاس‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫و عن الكليني قال ‪ :‬لّما أراد عل ّ‬
‫ل و صّلى على رسوله ‪:‬‬ ‫فقال بعد أن حمد ا ّ‬

‫ق بججه مججن‬
‫ق نحججن أحج ّ‬ ‫ل لّما قبض نبّيه استأثرت علينا قريش بالمر و دفعتنججا عججن حج ّ‬ ‫نا ّ‬‫إّ‬
‫صججبر علججى ذلججك أفضججل مججن تفريججق كلمججة المسججلمين و سججفك‬ ‫ن ال ّ‬‫الّنججاس كافججة ‪ ،‬فرأيججت أ ّ‬
‫دمائهم ‪ ،‬و الّناس حديثو عهد بالسلم ‪ ،‬و الدين يمخض مخض الوطب ‪ ،‬يفسججده أدنججى و‬
‫ل خلف ) خلق خ ل ( فولى المججر قججوم لججم يججألو فججي أمرهججم اجتهججادا ‪ ،‬ثجّم‬ ‫هن و يعكسه أق ّ‬
‫ي تمحيص سيئآتهم ‪ ،‬و العفو عن هفواتهم فما بال طلحة و‬ ‫ل ول ّ‬‫انتقلوا إلى دار الجزاء و ا ّ‬
‫ي حول و ل أشهرا حّتى و ثبججا و مرقججا‬ ‫الّزبير و ليسا من هذا المر بسبيل ‪ ،‬لم يصبرا عل ّ‬
‫ل لهما إليه سبيل بعد أن بايعا طايعين غير مكرهين يرتضعان‬ ‫و نازعاني أمرا لم يجعل ا ّ‬
‫ل عنججدهم و‬ ‫لج مججا الّتبعججة إ ّ‬
‫اّما قد فطمت ‪ ،‬و يحييان بدعة قد اميتت ادم عثمججان زعمججا و ا ّ‬
‫ل عليهم و علمه فيهم فان فججاءآ‬ ‫جة ا ّ‬‫جتهم لعلى أنفسهم ‪ ،‬و أنا راض بح ّ‬ ‫ن أعظم ح ّ‬ ‫فيهم و إ ّ‬
‫ظهمججا احججرز او أنفسججهما غنمججا و اعظججم بهمججا غنيمججة و إن أبيججا اعطيتهمججا حجّد‬ ‫أو أنا بافح ّ‬
‫ق و شافيا لباطل ‪ ،‬ثّم نزل ‪.‬‬‫سيف و كفى به ناصرا لح ّ‬ ‫ال ّ‬

‫و عن أبي مخنف عن زيد بن صوحان قال ‪ :‬شهدت علّيججا بججذي قججار و هججو معتججم بعمامججة‬
‫ف بساج يخطب ‪ ،‬فقال في خطبته ‪:‬‬
‫سوداء و ملت ّ‬
‫ن محّمججدا‬ ‫لوأّ‬ ‫لا ّ‬‫ل أمر و حال في الغدّو و الصال ‪ ،‬و أشهد أن ل إله إ ّ‬ ‫ل على ك ّ‬‫الحمد ّ‬
‫عبججده و رسججوله ‪ ،‬انبعثججه رحمججة للعبججاد ‪ ،‬و حيججاة للبلد ‪ ،‬حيججن امتلت الرض فتنججة و‬
‫لج إبليججس علججى عقايججد أهلهججا‬
‫شيطان في أكنافها و اشججتمل عججدّو ا ّ‬
‫اضطرب حبلها و عبد ال ّ‬
‫ل به نيرانها ‪ ،‬و أخمد به شرارها ‪،‬‬ ‫ل بن عبد المطلب الذي أطفأ ا ّ‬ ‫فكان محّمد بن عبد ا ّ‬

‫ي المصطفى ‪ ،‬فلقد صدع بما أمر به‬


‫و نزع به أوتادها و أقام به ميلها امام الهدى ‪ ،‬و النب ّ‬

‫] ‪[ 316‬‬

‫سبل ‪ ،‬و حقن به الّدماء ‪،‬‬


‫ل به ذات البين ‪ ،‬و آمن به ال ّ‬
‫و بّلغ رسالت رّبه فأصلح ا ّ‬

‫صدور حّتى أتاه اليقين ‪.‬‬


‫ضعاين الواغرة في ال ّ‬
‫و الف به بين ذوي ال ّ‬

‫ل إليه حميدا ثّم استخلف الّناس أبا بكر فلججم يججأل جهججده ‪ ،‬ثجّم اسججتخلف أبججو بكججر‬
‫ثّم قبضه ا ّ‬
‫عمر فلم يأل جهده ‪ ،‬ثّم استخلف الّناس عثمان فنال منكم و نلتم منه حّتى إذا كان من أمره‬
‫ما كان ‪ ،‬أتيتموني لتبايعوني فقلت ل حاجة لي في ذلك و دخلججت منزلججي فاسججتخرجتموني‬
‫ن بعضكم قاتججل بعججض‬ ‫ي حّتى ظننت أّنكم قاتلي و أ ّ‬ ‫فقبضت يدي فبسطتموها و تداككتم عل ّ‬
‫ل ج سججبحانه أّنججي كنججت كارهججا‬
‫فبايعتموني و أنا غير مسرور بذلك ‪ ،‬و ل جذل و قد علججم ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪.‬‬‫للحكومة بين اّمة محّمد صّلى ا ّ‬

‫ل اتى به يوم القيامة مغلولججة يججداه‬‫و لقد سمعته يقول ‪ :‬ما من وال يلي شيئا من أمر اّمتي إ ّ‬
‫إلى عنقه على رؤوس الخليق ‪ ،‬ثّم ينشر كتابه فججان كججان عججادل نجججا ‪ ،‬و إن كججان جججايرا‬
‫ى ملءكججم و بججايعني طلحججة و الّزبيججر و أنججا أعججرف الغججدر فججي‬
‫هججوى حّتججى اجتمججع عل ج ّ‬
‫أوجههما ‪ ،‬و الّنكث في أعينهما ثّم استاذناني في العمرة فأعلمتهما أن ليس العمرة يريدان‬
‫‪ ،‬فسارا إلى مّكة و استخّفا عايشة و خدعاها و شخصامعها أبناء الطلقاء ‪،‬‬

‫فقدموا البصرة و قتلوا بها المسلمين ‪ ،‬و فعلوا المنكر ‪.‬‬

‫ى و هما يعلمان أّنججي لسججت دون‬ ‫و يا عجبا لستقامتهما على أبي بكر و عمر و بغيهما عل ّ‬
‫شججام كتابججا‬
‫أحدهما ‪ ،‬و لججو شججئت أن أقججول لقلججت ‪ :‬و لقججد كججان معاويججة كتججب إليهمججا مججن ال ّ‬
‫يخدعهما فيه فكتماه عّني و خرجا يوهمان الظعام أّنهما يطلبان بدم عثمان ‪،‬‬

‫ن دم عثمججان لمعصججوب‬
‫ى منكرا ‪ ،‬و ل جعل بينججي و بينهججم نصججفا ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ل ما أنكرا عل ّ‬
‫وا ّ‬
‫بهما و مطلوب منهما ‪.‬‬

‫ل إّنهما لعلى ضللة صّماء ‪،‬‬


‫يا خيبة الّداعي إلى مدعى إّنما ذا اجيب و ا ّ‬
‫شيطان قد ذمر لهما حزبه ‪ ،‬و استجلب منهما خيله و رجلجه ليعجد‬ ‫ن ال ّ‬
‫و جهالة عمياء ‪ ،‬و إ ّ‬
‫الجور إلى أوطانه و يرّد الباطل إلى نصابه ‪ ،‬ثّم رفع يديه فقال ‪:‬‬

‫ى و نكثا بيعتي فاحلل ما‬


‫ن طلحة و الّزبير قطعاني و ظلماني و ألبا عل ّ‬
‫اللهّم إ ّ‬

‫] ‪[ 317‬‬

‫عقدا ‪ ،‬و انكث ما ابرما ‪ ،‬و ل تغفر لهما أبدا و أرهما المسائة فيما عمل و أّمل‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطبه شريفه آن حضرت است در مذمت طلحه و زبير و اتباع ايشان كه نسبت‬
‫دادند خون عثمان عليه اللعنة و الّنيججران را بججان امججام عالميججان ‪ :‬آگججاه بججاش بدرسججتى كججه‬
‫شيطان لعيجن برانگيخجت گجروه خجود را و بكشجيد سجپاه خجود را تجا بجاز گردانجد سجتم را‬
‫بجايهاى خود و راجع گرداند باطل را بأصل خود ‪ ،‬بخداوند سوگند انكار نكردهانججد بججر‬
‫من فعل منكر را كه عبارت است از نسبت قتل عثمان بمن ‪،‬‬

‫و نگردانيدهاند ميان من و خودشان انصاف و عدل را و بدرستي كه آنها هر آينه طلججب‬


‫ميكنند حّقيرا كه خود ترك كردهاند و خوني را كججه خججود ريختهانججد پججس اگججر بججودم مججن‬
‫شريك ايشان در آن خون پس بتحقيق ايشانراست نصيب ايشان از آن خون و اگر ايشان‬
‫خودشان مباشر آن خون شدند بدون من پس در اين صورت نيست عقججوبت بازخواسججت‬
‫مگر از ايشان و بدرستى كججه بزرگججترين حجججة ايشججان بججر نفسججهاى ايشججان اسججت ‪ ،‬شججير‬
‫ميخواهند از مادرى كه از شير باز گرفته بچه خججود را ‪ ،‬و زنججده ميكننججد بججدعتى را كججه‬
‫ميرانيده شده است ‪ ،‬اى نوميدى دعوت كنند حاضر باش كه وقت حضور تجو اسجت چجه‬
‫كس است آنكه دعوت نمود او را اين داعى ‪ ،‬و بچه چيز جواب داده شد و بدرسججتي كججه‬
‫ق تعالى در شان آن جمع پريشان ‪ ،‬پجس اگجر‬ ‫من خوشنودم بحجة خدا بر ايشان و بعلم ح ّ‬
‫امتناع بكنند از طاعت من كه طججاعت خداسججت بججدهم بايشججان تيججزى شمشججير بججران را و‬
‫كافيست آن شمشير در حالتي كججه شججفا دهنججده اسججت از باطججل و يججارى دهنججده ميباشججد از‬
‫ق ‪ ،‬و از جمله امور عجيبه است فرستادن ايشان بسججوى مججن اينكججه بيججرون‬ ‫براى أهل ح ّ‬
‫آى از براى نيزه زدن و صبر كن از براى شمشير كشيدن ‪ ،‬بى فرزند بجاد مجادر ايشجان‬
‫و در ماتم ايشان گريه كند زنهاى گريه كننده هججر آينججه بججودهام كججه تهديججد كججرده نشججدهام‬
‫بمحاربه و تخويف كرده نشدهام بمضاربه ‪،‬‬

‫و بدرستي كه من بر يقينم از پروردگار خود و بى شبههام از دين استوار خويش ‪،‬‬

‫] ‪[ 318‬‬
‫پس تهديد و تخويف بى ثمر خواهد شد ‪.‬‬

‫ع عع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع عععععع ع ع‬


‫عععع ععع ع ع ععععع عع ع ع ع عع عععع ع ع‬
‫ععععع‬

‫فى ضمن فصلين‬

‫ععععع ععععع‬

‫ى في الكافي باختلف تطلع عليه بعد الفراغ من شرح ما أورده السيد هنججا أّمججا‬
‫و هو مرو ّ‬
‫سماء إلى الرض كقطر المطر ‪،‬‬ ‫ن المر ينزل من ال ّ‬
‫بعد ‪ ،‬فإ ّ‬

‫سم لها من زيادة و نقصان ‪ ،‬فإذا راى أحدكم لخيه غفيججرة فججي أهججل أو‬ ‫ل نفس بما ق ّ‬
‫إلى ك ّ‬
‫ن المرء المسلم ما لم يغش دنائة تظهر ‪ ،‬فيخشججع لهججا‬
‫ن له فتنة ‪ ،‬فإ ّ‬
‫مال أو نفس ‪ ،‬فل تكون ّ‬
‫إذا ذكرت ‪ ،‬و يغرى بها لئام الّناس ‪،‬‬

‫كالفالج الياسر اّلذي ينتظر أّول فوزة من قداحه ‪ ،‬توجب له المغنم ‪،‬‬

‫و يرفع بها عنه المغرم ‪ ،‬و كذلك المسلم البريء من الخيانججة ‪ ،‬ينتظججر إحججدى الحسججنيين ‪:‬‬
‫ل فإذا هو ذو أهججل و مججال و معججه دلنججه و‬
‫ل خير له ‪ ،‬و إّما رزق ا ّ‬‫ل فما عند ا ّ‬
‫إّما داعي ا ّ‬
‫لج‬
‫صالح حرث الخرة ‪ ،‬و قد يجمعهما ا ّ‬ ‫ن المال و البنين حرث الّدنيا و العمل ال ّ‬‫حسبه ‪ ،‬إ ّ‬
‫ل ما حّذركم من نفسه ‪ ،‬و اخشوه خشية ليست بتعججذير ‪ ،‬و اعملججوا‬ ‫لقوام ‪ ،‬فاحذروا من ا ّ‬
‫ل إلى من عمل له ‪،‬‬ ‫ل يكله ا ّ‬
‫في غير رياء و سمعة ‪ ،‬فإّنه من يعمل لغير ا ّ‬

‫سعداء ‪ ،‬و مرافقة النبياء ‪.‬‬


‫شهداء ‪ ،‬و معايشة ال ّ‬
‫ل منازل ال ّ‬
‫نسئل ا ّ‬

‫] ‪[ 319‬‬

‫ععععع‬

‫ي ‪ :‬هي ههنا الّزيادة و الكثرة من قولهم للجمع الكثير الجّم الغفير و‬


‫) الغفيرة ( قال الّرض ّ‬
‫يروى عفوة من أهل أو مال و العفوة الخيار من الشيء يقال أكلت عفوة الطعام أى خياره‬
‫‪.‬‬

‫سججر قججوله تعججالى ‪:‬‬


‫أقول ‪ :‬و يحتمل أن يكون العفوة من العفو بمعنى الّزيادة أيضا ‪ ،‬و به ف ّ‬
‫شاعر ‪:‬‬‫و يسئلونك ما ذا ينفقون قل العفو قال ال ّ‬
‫سججججججججججججججججججججججججيف مّنججججججججججججججججججججججججا‬
‫ض ال ّ‬
‫و لكّنججججججججججججججججججججججججا يعجججججججججججججججججججججججج ّ‬
‫شحم كوم‬ ‫باسوق عافيات ال ّ‬

‫شحم و ) غشى ( فلنا كرضى أتاه و ) غرى ( به كرضى أيضججا ولججع بججه و‬ ‫اى زايدات ال ّ‬
‫سهام من الفلج و هو الظفججر و الفججوز و ) الياسججر (‬
‫أغراه به ولعه و ) الفالج ( الفايز من ال ّ‬
‫القامر و اللعب بالمسير قال سبحانه ‪ :‬يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهمججا إثججم كججبير‬
‫سهولة لّنه أخجذ لمججال الّرججل‬ ‫و منافع للّناس ‪ ،‬و هو كمنزل اشتقاقه إّما من اليسر و هو ال ّ‬
‫بيسر و سهولة من غير كّد و ل تعب ‪ ،‬أو من اليسار لنه سبب يساره ‪ ،‬و قيل من اليسججر‬
‫ل شيء جزئته فقد يسرته يقال ‪ :‬يسروا الشيء أى اقسموه فججالجزور‬ ‫نكّ‬ ‫بمعنى التجزئة ل ّ‬
‫نفسه يسّمى ميسرا لّنه يجزء أجزاء ‪ ،‬و الياسر الجازر لّنه يجزء لحم الجججزور ثجّم يقججال‬
‫ضاربين بالقداح و المتقامرين على الجزور ‪ :‬إّنهم يا سرون ‪،‬‬ ‫لل ّ‬

‫لّنهم بسبب ذلك الفعل يجزؤون لحم الجزور ‪.‬‬

‫قال الفيروز آبادى ‪ :‬الميسر كمنزل الّلعب بالقداح أو هججو الجججزور الججتي كججانوا يتقججامرون‬
‫عليهججا ‪ ،‬كججانوا إذا ارادوا أن ييسججروا اشججتروا جججزورا نسججئة و نحججروه قبججل أن ييسججروا و‬
‫قسموه ثمانية و عشرين قسما أو عشرة أقسام ‪ ،‬فاذا خرج واحجد واحججد باسججم رججل رجججل‬
‫ظهر فوز من خرج لهم ذوات النصباء و غرم من خرج له الغفل و قال الّزمخشري فججي‬
‫شججاف ‪ :‬كججانت لهججم عشججرة قججداح و هججي ‪ :‬الزلم و القلم الفججذ و الّتججوام و الّرقيججب و‬‫الك ّ‬
‫الحلس بفتح الحاء و كسر اللم و قيل بكسر الحججاء و سججكون اللم و المسججبل و المعلججى و‬
‫ل واحد منها نصيب معلوم من جزور ينحرونها و‬ ‫الّنافس و المنيح و السفيح و الوغد ‪ ،‬لك ّ‬
‫ل لثلثة‬
‫يجزؤونها عشرة أجزاء و قيل ثمانية و عشرين جزء إ ّ‬

‫] ‪[ 320‬‬

‫سفيح و الوغد و لبعضهم في هذا المعنى شعر ‪:‬‬


‫و هي المنيح و ال ّ‬

‫ن ربيججججججججججججح‬
‫لججججججججججججي فججججججججججججي الججججججججججججّدنيا سججججججججججججهام ليججججججججججججس فيهجججججججججججج ّ‬
‫ن و غد و سفيح و منيح‬ ‫و أساميه ّ‬

‫فللفّذ سهم و للّتوأم سهمان و للرقيب ثلثة و للحلس أربعة و للّنافس خمسة و للمسبل س جّتة‬
‫و للمعلى سبعة يجعلونها في الّربابة و هي الخريطة و يضعونها على يد عدل ثّم يجلجلهججا‬
‫يدخل يده فيخرج باسم رجل رجل قد حامنها ‪ ،‬فمن خرج له قدح من ذوات النصباء أخذ‬
‫النصيب الموسوم به ذلك القدح ‪ ،‬و من خرج له قدح ل نصيب لجه لججم يأخجذ شججيئا و غجرم‬
‫ثمججن الجججزور كّلججه ‪ ،‬و كججانوا يججدفعون تلججك النصججباء إلججى الفقججراء و ل يججأكلون منهججا و‬
‫يفتخرون بذلك و يذّمون من لم يججدخل فيججه و يسججمونه الججبرم انتهججى و ) التعججذير ( إظهججار‬
‫العذر مّمن ل عذر له في الحقيقة ‪ ،‬قال الفيروز آبادي قججوله تعججالى ‪ :‬و جججاء المعجّذرون ‪،‬‬
‫ق‬
‫بتشديد الّذال المكسورة أى المعتذرون الذين لهججم عججذر ‪ ،‬و قججد يكججون المعججذر غيججر محج ّ‬
‫صرون بغير عذر قال ‪ :‬و قرء ابن عّباس بالتخفيف من أعذر و كان يقججول ‪:‬‬ ‫فالمعنى المق ّ‬
‫ل المعّذرين و كجان المعجّذر عنجده إّنمجا هجو غيجر‬ ‫ل لهكذا انزلت ‪ ،‬و كان يقول ‪ :‬لعن ا ّ‬‫وا ّ‬
‫ق و بالّتخفيف من له عذر ‪.‬‬
‫المح ّ‬

‫ععععععع‬

‫الباء في قوله بما قسم لها بمعنى على ‪ ،‬و ما في قوله ما لم يغش دنائة ظرفّية مصججدرية ‪،‬‬
‫ل على أّنها صججفة لججدنائة ‪ ،‬و جملججة فيخشججع أيضججا منصججوب‬ ‫و جملة تظهر منصوب المح ّ‬
‫ن‪،‬و‬ ‫ل لكونها عطفا على تظهر ‪ ،‬و مثلها جملة يغرى بهججا ‪ ،‬و قججوله كالفالججج خججبر ا ّ‬ ‫المح ّ‬
‫الياسججر صججفة و أصججل الكلم كالياسججر الفالججج أى كالقججامر الفججايز و قججدم الوصججف علججى‬
‫الموصوف على حّد قوله سبحانه ‪ :‬و غرابيب سود ‪.‬‬

‫ن الّلفظتين صفتان و ان كانت إحداهما مرّتبججة‬ ‫شارح المعتزلى ‪ :‬و حسن ذلك ههنا إ ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫على الخرى ‪ ،‬و جملة توجب له المغنم صفة للفوزة ‪ ،‬و يرفع إّما بالبناء علججى الفاعججل و‬
‫فيه ضمير مستتر راجع إلى الفالج ‪ ،‬و المغرم منصججوب علججى المفعوليججة أو بالبنججاء علججى‬
‫المفعول ‪ ،‬و المغرم مرفوع على النيابة عن الفاعل ‪ ،‬و قوله ‪ :‬فاذا هو ذو أهل‬

‫] ‪[ 321‬‬

‫صججالح بججالّرفع و الّنصججب ‪ ،‬و قججوله ‪ :‬ليسججت بتعججذير ‪ ،‬أى ليسججت‬


‫إذا للمفاجاة ‪ ،‬و العمل ال ّ‬
‫لخدود الّنار ‪،‬‬
‫بذات تعذير ‪ ،‬أى تقصير فخذف المضاف كقوله تعالى ‪ :‬قتل أصحاب ا ُ‬

‫أى ذي النار ‪ ،‬و من في قوله ‪ :‬من يعمل شرطّية و يعمل و يكله مجزومان على حّد قوله‬
‫‪ :‬من يعمل سوء يجز به ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫شريفة على تأديب الفقراء بعدم الوقوع في الفتنة من الحسد و‬ ‫ن مدار هذه الخطبة ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫نحوه بما يشاهدونه في الغنياء و علججى تججأديب الغنيججاء بالّتزهيججد عججن المججال و جمعججه و‬
‫سمعة و الّرياء و على الّترغيب في صججلة الرحججام‬ ‫على العمل بالخلص و إخلئه من ال ّ‬
‫و الّترهيب عن القطيعة بذكر منافع الصلة و مفاسد القطيعججة ‪ ،‬و مججدار هججذا الفصججل علججى‬
‫ن مدار الفصل التي على الّرابع ‪.‬‬ ‫الّثلثة الول ‪ ،‬كما أ ّ‬

‫سججلم مهججد أّول مقّدمججة شججريفة ليبنججى عليهججا غرضججه و‬


‫إذا عرفت ذلك فأقول ‪ :‬إّنه عليه ال ّ‬
‫ن ما يحدث من زيججادة أو‬ ‫يوأّ‬ ‫ى و قدر رّبان ّ‬ ‫ن جميع المور إّنما هو بقضاء إله ّ‬ ‫صلها أ ّ‬
‫مح ّ‬
‫نقصان أو يتجّدد فيما يكون بجه صجلح حجال الخلجق فجي أمجر المعجاش و المعجاد إّنمجا هجو‬
‫لج‬
‫صادر عن القسمة الّربانّية ‪ ،‬فلو تفّكر في ذلججك العاقججل و تججدّبر فيججه رضججي بمججا قجّدره ا ّ‬
‫سمه عليه و على غيججره ‪ ،‬فججاذن ل يقججع فججي الفتنججة و الحسججد لججو رأى‬ ‫تعالى في حّقه و ما ق ّ‬
‫لغيره مزّية عليه و إلى هذه المقّدمة أشار بقوله ‪:‬‬

‫ن المجر ( أى المججورات‬ ‫صجلة علججى رسججوله و آلججه ) فججا ّ‬‫ل سبحانه و ال ّ‬ ‫) أما بعد ( حمد ا ّ‬
‫سماء إلى الرض ( و يخرج من القّوة إلججى‬ ‫سفلى ) ينزل من ال ّ‬‫المقّدرة الحادثة في العالم ال ّ‬
‫صججحايف العلويججة ) ك (‬ ‫سفلية الخارجّية بعد أن كان ثابتا فججي ال ّ‬ ‫الفعل و يوجد في المواد ال ّ‬
‫نزول ) قطر المطر ( إلى الرض بأيدى المدّبرات كمججا قجال سججبحانه ‪ :‬تنجّزل الملئكججة و‬
‫سمه ) إلى ك ّ‬
‫ل‬ ‫ق العباد و ق ّ‬
‫ل في ح ّ‬ ‫ل أمر قّدره ا ّ‬‫ل أمر ‪ ،‬أى ك ّ‬
‫الّروح فيها باذن رّبهم من ك ّ‬
‫سم لها ( و قّدر في حّقها ) من زيادة أو نقصان ( أو قّلة أو كثرة كمججا‬ ‫نفس ( بمقدار ) ما ق ّ‬
‫ل بقدر معلوم‬ ‫ل عندنا خزائنه و ما ننّزله إ ّ‬‫قال تعالى ‪ :‬و إن من شيء إ ّ‬

‫] ‪[ 322‬‬

‫ل سبحانه و تفريقهججا بتقسججيم الملججك العججادل علججى وفججق‬ ‫) فاذا ( كان نزول المور بتقدير ا ّ‬
‫الحكمة و اقتضاء المصلحة و ) رأى أحدكم لخيه ( المؤمن ) غفيرة ( و زيادة ) في أهل‬
‫أو مال أو نفس ( أو رفعة أو مكانججة ) ف ( لبجّد لججه أن يرضججى بقسججمة الجّبججار و أن ) ل‬
‫ن ( رؤية هذه الغفيرة ) له فتنة ( و ل توجب له ضلل و ل توقع له فججي الحسججد و ل‬ ‫تكون ّ‬
‫سعى لهم و لخدمتهم للطمع بما في أيديهم )‬ ‫ثبعث له إلى الّرغبة إلى الغنياء و اخلص ال ّ‬
‫لج ‪،‬‬‫جه إلججى ا ّ‬
‫ق ‪ ،‬حاجبججة عججن الّتججو ّ‬
‫ن ( هذه كّلها تكون شاغلة له عن سججلوك سججبيل الحج ّ‬ ‫فا ّ‬
‫ل و فيها دنائة الّنفس و رذالة الطبع و ) المججرء المسججلم‬ ‫مانعة عن الوصول إلى رضوان ا ّ‬
‫ما لم يغش دنائة تظهر ( و لم يأت على رذالة تشهر بين الّناس ) فيخشع لهججا إذا ذكججرت (‬
‫و يستحيى من ذكرها و يلزمه بارتكابها الخجل ) و تغرى بها لئام الّناس ( و عوامهم فججي‬
‫فعل مثلها أو هتك سّره بها كان ) كالفالج الياسججر ( و القججامر الفججايز ) الججذي ينتظججر ( فججي‬
‫قماره و لعبه بالقداح ) أّول فوزة من قداحه توجب له ( هذه الفوزة ) المغنم ( و يأخذ بها‬
‫نصيبه الموسوم به ) و ترفع بها عنه المغرم ( و يدفع ضرر الغرامة عنه ‪.‬‬

‫صائن لنفسه الحافظ لدينه العججاري مجن الجّدنائة و ) الجبرئ مججن‬ ‫و ) كذلك المرء المسلم ( ال ّ‬
‫الخيانة ينتظر ( في حياته مع صبره عن المعصية فوز ) إحدى الحسنيين إّما ( أن يججدعوه‬
‫ل ( بقبضججه إليججه فيسججتجيب لججه و يفججوز إذن بجالّنعيم المقيججم و يججدخل الجّنججة الججتي‬
‫) داعى ا ّ‬
‫ل خير له ( و أبقى و هي فججوزة ل تفنججى ) و إّمججا (‬ ‫سماء ) فما عند ا ّ‬ ‫عرضها الرض و ال ّ‬
‫ل ) فاذا هو ذو أهل و مال و معه دينه و‬ ‫ل ( و يدركه كرامة ا ّ‬ ‫أن يفتح له أبواب ) رزق ا ّ‬
‫حسبه ( فيفوز الفوز العظيم مع المن من العذاب الليم و هو أفضل عند العاقل من الفتنة‬
‫ل و تدليس لوح الّنفس برذايل الخلق من الحسد و نحوه ‪.‬‬ ‫بالغير و اللتفات عن ا ّ‬
‫ن المال و البنين حرث الّدنيا و العمل الصالح حججرث الخججرة ( و مججن‬
‫و ذلك من حيث ) إ ّ‬
‫كان يريد ‪ 1‬حرث الخرة نزد له في حرثه و من كان يريد حرث الّدنيا نؤته‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق قق قققق قققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 323‬‬

‫منها و ما له في الخرة من نصيب ‪ ،‬فحرث الّدنيا حقير و حرث الخرة جليل خطير ‪،‬‬

‫صججالحات خيججر عنججد رّبججك ثوابججا و خيججر‬


‫و المال و البنون زبنة الحياة الجّدنيا و الباقيججات ال ّ‬
‫أمل ‪.‬‬

‫ل أن قالوا رّبنا اغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا‬ ‫ل لقوام ( و ما كان قولهم ‪ 1‬إ ّ‬
‫) و قد يجمعهما ا ّ‬
‫لج ثججواب الجّدنيا و حسججن‬
‫في أمرنا و ثّبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين ‪ ،‬فججأتيهم ا ّ‬
‫ل ( و اّتقوه ) بما حذركم مججن نفسججه (‬ ‫ب المحسنين ) فاحذروا من ا ّ‬ ‫ل يح ّ‬
‫ثواب الخرة و ا ّ‬
‫بقوله ‪ :‬فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) و اخشوه‬
‫خشية ( صادقة ) ليست ب ( ذات ) تعججذير ( إذ العتججذار إّنمججا ينفججع عنججد مججن هججو جاهججل‬
‫ضماير ‪.‬‬
‫سراير و محجوب عّما في ال ّ‬ ‫بال ّ‬

‫صدور فليس للعتذار عنده نفع و ل ثمر ‪،‬‬


‫ل العالم الخبير بما في ال ّ‬
‫و أّما ا ّ‬

‫خر ‪ ،‬بل النسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره‬ ‫و ينّبؤ النسان ‪ 2‬يومئذ بما قّدم و أ ّ‬
‫‪ ،‬فيجزى المعتذرون جزاء ما كانوا يعملون ‪ ،‬فيومئذ ‪ 3‬ل ينفع الذين ظلمججوا معججذرتهم و‬
‫ل هم يستعتبون ‪.‬‬

‫) و اعملججوا فججي غيججر ريججاء و ل سججمعة ( أى عمل خالصججا مخلصججا عنهمججا و فججي حججذف‬
‫ل على وجججوب الخلص فججي الكج ّ‬
‫ل‬ ‫المتعّلق دللة على العموم فيشمل جميع العمال و يد ّ‬
‫ل حركججة و سججكون لّنججه‬ ‫سلم ‪ :‬ل بّد للعبد من خالص الّنية في ك ج ّ‬ ‫صادق عليه ال ّ‬
‫كما قال ال ّ‬
‫لج تعججالى فقججال ‪ :‬إن هججم ا ّ‬
‫ل‬ ‫إذا لم يكن بهذا المعنى يكون غججافل و الغججافلون قججد وصججفهم ا ّ‬
‫ل سبيل ‪ ،‬و قال ‪ :‬اولئك هم الغافلون ‪.‬‬ ‫كالنعام بل هم أض ّ‬

‫ل شيء يفعله و عمججل يعمججل‬ ‫قال بعض العلماء في تفسير ذلك ‪ :‬يجب أن يكون للعبد في ك ّ‬
‫ن ذلججك كلججه مججن‬
‫من نّية اخلص حّتى في مطعمه و مشربه و ملبسه و نومه و نكاحه ‪ ،‬فا ّ‬
‫ل كانت في‬ ‫ل و في ا ّ‬
‫أعماله التي يسأل عنها و يجازى عليها فان كانت ّ‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق قق ق ق قققق ق ققق قققق ق ق ق ققق قق‬
‫ققققق ‪ .‬ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قققق قق ق ق قققق ق ق ق ق ققق قققققق ق ق‬
‫ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققققق قق قققق ققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 324‬‬

‫ل كانت في ميزان س جّيئاته ‪ ،‬و كججان‬ ‫ميزان حسنانه ‪ ،‬و إن كانت في سبيل الهوى و لغير ا ّ‬
‫سجارقة و ل يكجون علجى‬ ‫صاحبها في الّدنيا على مثال البهايم الّراتعجة و النعجام المهملجة ال ّ‬
‫ل بقججوله ‪ :‬أغفلنججا قلبججه عججن ذكرنججا أي‬
‫الحقيقة إنسانا مكّلفا موّفقا و كان من الذين ذكرهم ا ّ‬
‫وجدناه غافل كقولك ‪ :‬دخلت بلدة فاعمرتهججا أى وجججدتها عججامرة فهججو غافججل عّمججا يججأتيه و‬
‫يذره متبعا لهواه فيما يورده و يصدره ‪.‬‬

‫ل ج إلججى مججن‬
‫ل يكله ا ّ‬
‫سلم وجوب ترك الّريا بقوله ‪ ) :‬فاّنه من يعمل لغير ا ّ‬
‫ثّم عّلل عليه ال ّ‬
‫عمل له ( و يقطع عنه ميامن لطفه و ألطاف نظره ‪.‬‬

‫ل عليجه و آلجه و سجّلم قجال‬


‫ي صّلى ا ّ‬
‫و معناه ما رواه أحمد بن فهد في عّدة الّداعي عن الّنب ّ‬
‫ل تعالى ‪ :‬أنا خير شريك و من اشرك معي شريكا فجي عملجه فهجو لشجريكي دونجي‬ ‫يقول ا ّ‬
‫ل ما خلص لي ‪.‬‬ ‫لّني ل أقبل إ ّ‬

‫شججرك فمججن عمججل عمل ثجّم اشججرك فيججه‬


‫شججركاء عججن ال ّ‬
‫قال ‪ :‬و في حديث آخر أنججا أغنججى ال ّ‬
‫غيري فأنا منه بريء و هو لّلذي أشرك به دونى هذا ‪.‬‬

‫سججعادة الخروّيججة أردف كلمججه بقججوله‬ ‫سلم مقصورة على طلب ال ّ‬ ‫و لّما كان هّمته عليه ال ّ‬
‫شارح البحرانججي و‬ ‫سعداء و مرافقة النبياء ( قال ال ّ‬
‫شهداء و معايشة ال ّ‬‫ل منازل ال ّ‬ ‫) نسأل ا ّ‬
‫سججلم بطلججب‬ ‫سامعين إلى القتداء به في طلبها و العمل بها و بججدء عليججه ال ّ‬ ‫في ذلك جذب لل ّ‬
‫شججهادة غجايته أن يكجون‬ ‫ن من حكم لجه بال ّ‬‫أسهل المراتب الثلثة للنسان و ختم بأعظمها فا ّ‬
‫ليججق‬
‫سعيد غايته أن يكون في زمرة النبياء رفيقا لهم ‪ ،‬و هذا هو الّترتيججب ال ّ‬ ‫سعيدا ‪ ،‬و ال ّ‬
‫ن المرتبة العالية ل تنال دفعة دون نيل ما هو أدون منها ‪.‬‬ ‫من المؤّدب الحاذق ‪ ،‬فا ّ‬
‫عععع‬
‫ععععع عععععععع عع عععع عععع ععع‬

‫و ذكر بعض ما وردت فيه من اليججات و الخبججار و الشججارة إلججى أقسججامه و إلججى الجّدواء‬
‫الّنافع له فالكلم في مقامات أربعة ‪.‬‬

‫عع عع ع‬
‫عععع عع ععععع ع ع عععع ع ععع ع ععع‬
‫عععع‬
‫ععع‬

‫ن الّرياء هو ترك الخلص بملحظة‬


‫فنقول ‪ :‬إ ّ‬

‫] ‪[ 325‬‬

‫سججمعة‬
‫ل إذا رأى الّنججاس و رأوه ‪ ،‬و ال ّ‬
‫لج فيججه و أصججله مججن الّرؤيججة كججأنه ل يعمججل إ ّ‬
‫غير ا ّ‬
‫سة البصر ‪.‬‬ ‫سمع و الّرياء بحا ّ‬‫سة ال ّ‬
‫ل أّنها تتعّلق بحا ّ‬‫بالضّم كالّرياء إ ّ‬

‫و عن الفارابي في ديوان الدب يقال ‪ :‬فعل ذلك رياء و سمعة إذا فعل ذلك ليراه الّناس و‬
‫يسمعوا به ‪.‬‬

‫سججماع‬‫سمعة مشتّقة مججن ال ّ‬‫ق من الّرؤية ‪ ،‬و ال ّ‬ ‫و قال الغزالي في إحياء العلوم ‪ :‬الّرياء مشت ّ‬
‫ن الجججاه و‬‫و إّنما الّرياء أصله طلب المنزلة في قلوب الّناس بججايرائهم خصججال الخيججر ال أ ّ‬
‫ل ‪ ،‬و اسم الّرياء مخصوص بحكججم العججادة بطلججب‬ ‫المنزلة تطلب في القلب بأعمال سوى ا ّ‬
‫لج ‪،‬‬
‫المنزلجة فججي القلجوب بالعبجادات و إظهارهجا ‪ ،‬فحجّد الّريججاء هججو إرادة العبجاد بطاعججة ا ّ‬
‫فالمرائي هو العابد ‪ ،‬و المرائى هو الّناس المطلوب رؤيتهم بطلب المنزلة في قلوبهم ‪ ،‬و‬
‫المرائى به هو الخصال التي قصد المرائي إظهارها ‪ ،‬و الّرياء قصد إظهار ذلك ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و الولى ما ذكرناه ‪ ،‬لكونه شامل للعبادات و غيرهججا فعل و تركججا حسججبما تعرفججه‬
‫ص بفعل العبادات فقط فل يعّم ‪.‬‬
‫في القسام التية ‪ ،‬و ما ذكره مخت ّ‬

‫عععععع عع ععع ععع عع ععع ععع ع ع عععع عع ع‬


‫ععععععع ‪.‬‬

‫ل سبحانه ‪ :‬فويل للمصّلين الذينهم عن صججلتهم سججاهون ‪ ،‬و الججذينهم يججراؤن و قججال‬ ‫قال ا ّ‬
‫جججون مججن أهججل الّريججاء ‪ ،‬فقيججل ‪ :‬يججا‬
‫ن الّنار و أهلها يع ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬إ ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬ ‫النب ّ‬
‫ج الّنار ؟ قال ‪ :‬من حّر الّنار التي يعّذبون بها ‪.‬‬ ‫ل كيف تع ّ‬‫رسول ا ّ‬

‫و قال أيضا ‪ :‬ينادى المرائي يوم القيامة بأربعة أسماء ‪ :‬يا كافر ‪ ،‬يا فججاجر ‪ ،‬يججا غججادر يججا‬
‫ل « سعيك ‪ ،‬و بطل عملك ‪ ،‬و ل خلق لك ‪ ،‬التمس الجر مّمججن كنججت‬ ‫ل»ضّ‬ ‫خاسر ‪ ،‬ظ ّ‬
‫ن أّول ما يدعى يوم القيامة رجل جمع القرآن ‪ ،‬و رجل‬ ‫تعمل له يا مخادع و قال أيضا ‪ :‬إ ّ‬
‫ل للقاري ألم اعلمجك مجا انزلججت‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫ل ‪ ،‬و رجل كثير المال فيقول ا ّ‬ ‫قاتل في سبيل ا ّ‬
‫ب فيقول ‪ :‬مججا عملججت بججه فيمججا علمججت ؟ فيقججول ‪ :‬يججا ر ّ‬
‫ب‬ ‫على رسولي ؟ فيقول ‪ :‬بلى يا ر ّ‬
‫قمت به في‬

‫] ‪[ 326‬‬

‫ل تعالى ‪ :‬كذبت و تقول الملئكة كذبت ‪ :‬و يقول ا ّ‬


‫ل‬ ‫آناء الليل و أطراف الّنهار ‪ ،‬فيقول ا ّ‬
‫تعالى ‪ :‬إّنما أردت أن يقال فلن قارى فقد قيل ذلك ‪.‬‬

‫سع عليك حّتى لم أدعك تحتاج إلججى أحججد ؟‬ ‫ل تعالى ‪ :‬ألم أو ّ‬‫و يؤتى بصاحب المال فيقول ا ّ‬
‫ب ‪ ،‬فيقول ‪ :‬فما عملت فيما آتيتك ؟ قال ‪ :‬كنت أصل الّرحم و أتص جّدق ‪،‬‬ ‫فيقول ‪ :‬بلى يا ر ّ‬
‫لج تعججالى ‪ :‬بججل أردت أن‬
‫ل تعالى ‪ :‬كذبت ‪ ،‬و تقول الملئكججة ‪ :‬كججذبت ‪ ،‬و يقججول ا ّ‬ ‫فيقول ا ّ‬
‫يقال فلن جواد و قد قيل ذلك ‪.‬‬

‫ل تعالى ‪ :‬ما فعلت ؟ فيقول ‪ :‬امججرت بالجهججاد فججي‬‫ل فيقول ا ّ‬


‫و يؤتى بالذي قتل في سبيل ا ّ‬
‫ل تعالى ‪ :‬كذبت ‪ ،‬و تقول الملئكة كججذبت ‪ ،‬و يقججول‬ ‫ل فقاتلت حّتى قتلت ‪ ،‬فيقول ا ّ‬‫سبيل ا ّ‬
‫ل ج ص جّلى‬
‫ي شجاع فقد قيل ذلك ‪ ،‬ثّم قججال رسججول ا ّ‬
‫ل تعالى ‪ :‬بل أردت أن يقال فلن جر ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل تسعرهم نجار جهّنججم ‪ ،‬و هججذه الخبجار رويناهججا مجن‬‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬اولئك خلق ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫كتاب النوار للمحّدث الجزائري ‪.‬‬

‫سلم قال‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫ي بإسناده عن فضل أبي العّباس عن أبي عبد ا ّ‬
‫و في الوسائل عن الكلين ّ‬
‫‪:‬‬

‫ن ذلججك ليججس‬
‫ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا و يسّر سّيئا أ ليس يرجججع إلججى نفسججه فيعلججم أ ّ‬
‫حت‬
‫سججريرة إذا صج ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ل يقول ‪ :‬بججل النسججان علججى نفسججه بصججيرة ‪ ،‬إ ّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫كذلك و ا ّ‬
‫قويت العلنية ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سججّلم ‪:‬‬‫ل صّلى ا ّ‬‫سلم أيضا قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬‫سكوني عنه عليه ال ّ‬‫و عن ال ّ‬
‫سيأتي على الّناس زمان تخبث فيه سرايرهم و تحسن فيه علنيتهجم طمعجا فججي الجّدنيا ‪ ،‬ل‬
‫ل ج بعقججاب فيججدعونه‬‫يريدون به ما عند رّبهم يكون دينهم رياء ل يخالطهم خججوف يعمهججم ا ّ‬
‫دعاء الغريق فل يستجيب لهم ‪.‬‬

‫لج‬
‫ي في كتاب المحاسن عن يحيى بن بشير النّبال عّمن ذكره عججن أبججي عبججد ا ّ‬ ‫و عن البرق ّ‬
‫ل أكثر مّما أراده بججه ‪،‬‬ ‫ل بالقليل من عمله أظهره ا ّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬من أراد ا ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫ل أن يقّللججه‬
‫لج إ ّ‬
‫و من أراد الّناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه و سهر من ليله أبججى ا ّ‬
‫ي بن جعفججر‬
‫صدوق في كتاب عقاب العمال بإسناده عن عل ّ‬
‫في عين من سمعه و روى ال ّ‬
‫عن أخيه‬

‫] ‪[ 327‬‬

‫ل عليه‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل عليهم قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬ ‫موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه صلوات ا ّ‬
‫ل للّنار ‪ :‬ل تحرق لهم‬‫ل لمالك ‪ :‬ق ّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬‫و آله و سّلم ‪ :‬يؤمر برجال إلى الّنار فيقول ا ّ‬
‫أقداما فقد كانوا يمشون بها إلجى المسجاجد ‪ ،‬و ل تحجرق لهجم وججوه » هجا ظ « فقجد كجانوا‬
‫يسبغون الوضوء ‪،‬‬

‫و ل تحجرق لهجم أيججدي فقججد كجانوا يرفعونهججا بالجّدعاء ‪ ،‬و ل تحججرق لهججم ألسججنة فقجد كججانوا‬
‫يكثرون تلوة القرآن ‪ ،‬قال ‪ :‬فيقول لهم خازن الّنار ‪ :‬يا أشقيا ما كان حالكم ؟‬

‫ل فقيل لنا خذوا ثوابكم مّمن عملتم ‪.‬‬


‫ل عّز و ج ّ‬
‫قالوا ‪ :‬كّنا نعمل لغير ا ّ‬

‫سججلم فججي‬ ‫ل ج عليججه ال ّ‬


‫ي عن أبي عبد ا ّ‬ ‫ي بإسناده عن جّراح المداين ّ‬
‫و في الوسائل عن الكلين ّ‬
‫ل ‪ » :‬فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صججالحا و ل يشججرك بعبججادة‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫قول ا ّ‬
‫لج إّنمججا يطلججب تزكيججة‬‫رّبه أحدا « قال ‪ :‬الّرجل يعمل شيئا من الّثواب ل يطلب بججه وجججه ا ّ‬
‫الّنفس يشتهى أن يسمع به الّناس فهذا الذي أشرك بعبادة رّبه ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬ما مججن عبججد أس جّر‬
‫ل له خيرا ‪ ،‬و ما مججن عبججد يسجّر شجّرا فججذهبت اليججام‬ ‫خيرا فذهبت اليام أبدا حّتى يظهر ا ّ‬
‫ل له شّرا ‪.‬‬
‫حّتى يظهر ا ّ‬

‫لج عليجه و آلجه و سجّلم إنّ‬‫ي صجّلى ا ّ‬


‫سلم أيضا قال ‪ :‬قجال النجب ّ‬
‫سكوني عنه عليه ال ّ‬ ‫و عن ال ّ‬
‫ل ‪ :‬اجعلوهججا فججي‬
‫ل ع جّز و ج ج ّ‬
‫الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجابه فاذا سعد بحسناته يقول ا ّ‬
‫جين إّنه ليس اّياى أراد به ‪.‬‬
‫سّ‬

‫سلم يقججول ‪ :‬اجعلججوا أمركججم‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫ي بن عقبة عن أبيه قال ‪ :‬سمعت أبا عبد ا ّ‬ ‫و عن عل ّ‬
‫ل‪.‬‬‫ل و ما كان للّناس فل يصعد إلى ا ّ‬ ‫ل فهو ّ‬‫ل و ل تجعلوا للّناس فاّنه ما كان ّ‬
‫هذا ّ‬

‫شججيخ أبججي جعفججر محّمججد بججن أحمججد بججن علجيّ‬


‫و في عّدة الداعي لحمد بن فهد الحّلي عن ال ّ‬
‫ي عن عبد الواحد عّمن حّدثه عن معاذ بن‬ ‫القّمي نزيل الّرى في كتابه المنبي عن زهد النب ّ‬
‫ل و حّدثته من دقايق ما حدثك به قال‬ ‫جبل قال ‪ :‬قلت ‪ :‬حّدثني بحديث سمعته من رسول ا ّ‬
‫نعم و بكى معاذ ‪.‬‬

‫سججماء‬‫ثّم قال ‪ :‬بأبي و أّمي حّدثني و أنا رديفه فقال ‪ :‬بينا نحن نسير إذ رفع بصججره إلججى ال ّ‬
‫ب ‪ ،‬ثجّم قججال ‪ :‬يججا‬
‫ل الذي يقضي في خلقه مججا أحج ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬الحمد ّ‬
‫فقال صّلى ا ّ‬
‫معاذ‬
‫] ‪[ 328‬‬

‫لج امججام‬
‫ل و سّيد المؤمنين ‪ ،‬قال ‪ :‬يا معاذ قلت ‪ :‬لبّيججك يججا رسججول ا ّ‬
‫قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ا ّ‬
‫ي امتججه إن‬‫ل عليه و آله و سّلم احّدثك شججيئا مججا حجّدث نججب ّ‬
‫ي الّرحمة قال صّلى ا ّ‬
‫الخير و نب ّ‬
‫ل‪.‬‬‫جتك عند ا ّ‬ ‫حفظته نفعك عيشك و إن سمعته و لم تحفظه انقطعت ح ّ‬

‫لج خلججق سججبعة أملك قبججل أن يخلججق السّججماوات‬‫نا ّ‬


‫ل عليه و آله و سجّلم ‪ ،‬إ ّ‬
‫ثّم قال صّلى ا ّ‬
‫سججماء بّوابججا‬
‫ل باب مججن أبججواب ال ّ‬
‫ل سماء ملكا قد جّللها بعظمته و جعل على ك ّ‬ ‫فجعل في ك ّ‬
‫فيكتب الحفظة عمل العبد من حين يصبح إلى حين يمسى ثّم ترفع الحفظة بعمله و له نور‬
‫شمس ‪ ،‬حّتى إذا بلغ سماء الّدنيا فتزّكيه و تكثره فيقول الملك قفوا و اضربوا بهججذا‬ ‫كنور ال ّ‬
‫العمل وجه صاحبه أنا ملك الغيبة فمن اغتاب ل أدع عمله تجججاوزني إلججى غيججري أمرنججي‬
‫بذلك رّبي ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم ثّم يجيء الحفظة عن الغد و معهم عمل صالح فتم جّر بججه‬ ‫قال ‪ :‬صّلى ا ّ‬
‫سججماء الّثانيججة ‪ :‬قفججوا و‬
‫سماء الّثانية فيقججول الملججك الججذي فججي ال ّ‬
‫و تزّكيه و تكّثر حّتى تبلغ ال ّ‬
‫اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه إّنما أراد بهذا العمل عرض الّدنيا أنججا صججاحب ال جّدنيا ل‬
‫ب الّدنيا ‪.‬‬
‫أدع عمله يتجاوزني إلى غيري و هو يح ّ‬

‫جب بججه الحفظجة و تججاوزه‬ ‫قال ‪ :‬ثّم تصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا بصدقة و صلة فتع ّ‬
‫سماء الّثالثة فيقول الملك قفوا و اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنججا ملججك صججاحب‬ ‫إلى ال ّ‬
‫الكبر فيقول ‪ :‬إّنه عمل و تكّبججر علججى الّنججاس فججي مجالسججهم أمرنججي رّبججي أن ل أدع عملججه‬
‫يتجاوزني إلى غيري ‪.‬‬

‫ي بالّتسججبيح و‬
‫سماء لججه دو ّ‬‫ي في ال ّ‬
‫قال ‪ :‬و تصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كالكوكب الّدر ّ‬
‫سماء الّرابعة فيقول لهم الملك ‪ :‬قفوا و اضربوا بهججذا العمججل‬ ‫ج فتمر به إلى ال ّ‬
‫صوم و الح ّ‬
‫ال ّ‬
‫وجه صاحبه و بطنه أنا ملك العجججب إّنججه كججان يعجججب بنفسججه و إّنججه عمججل و أدخججل نفسججه‬
‫العجب أمرني رّبي أن ل أدع عمله يتجاوزني إلى غيري ‪.‬‬

‫سججماء‬
‫قال ‪ :‬و تصعد الحفظة بعمل العبد كالعروس المزفوفة إلى أهلها فتمّر به إلى ملك ال ّ‬
‫صلتين و كذلك العمل له رنين كرنين‬ ‫صدقة ما بين ال ّ‬
‫الخامسة بالجهاد و ال ّ‬

‫] ‪[ 329‬‬

‫شمس فيقول الملك ‪ :‬قفوا أنا ملك الحسد و اضربوا بهذا العمججل‬ ‫البل عليه ضوء كضوء ال ّ‬
‫لج بطججاعته و إذا‬
‫وجه صاحبه و احملوه على عاتقه ‪ ،‬إّنه كان يحسججد مججن يتعّلججم أو يعمججل ّ‬
‫رأى لحد فضل في العمل و العبادة حسده و وقع فيه فيحملوه على عاتقه و يلعنه عمله ‪.‬‬
‫ج و عمججرة فيتجججاوز بججه إلججى‬ ‫قال ‪ :‬و تصعد الحفظة بعمل العبججد مججن صججلة و زكججاة و حج ّ‬
‫سادسة فيقججول الملئكججة ‪ :‬قفججوا أنججا صججاحب الّرحمججة اضججربوا بهججذا العمججل وجججه‬
‫سماء ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫لج ذنبججا‬
‫ن صاحبه لم يرحم شيئا إذا أصججاب عبججدا مججن عبججاد ا ّ‬ ‫صاحبه واطمسوا عينيه ‪ ،‬ل ّ‬
‫للخرة أو ضّراء في الّدنيا شمت به أمرني رّبي أن ل أدع عمله يجاوزني إلى غيري ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و تصعد الحفظة بعمل العبد بفقججه و اجتهججاد و ورع و لججه صججوت كالرعججد و ضججوء‬
‫سججابعة فيقججول الملججك ‪:‬‬
‫سججماء ال ّ‬
‫كضوء البرق و معه ثلثة آلف ملك فتمّر بهم إلججى ملججك ال ّ‬
‫لج إّنجه‬
‫ل عمجل ليجس ّ‬ ‫قفوا و اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك الحججاب أحججب كج ّ‬
‫أراد رفعة عند القّواد و ذكرا في المجالس وصيتا في المداين أمرني رّبي أن ل أدع عمله‬
‫ل خالصا ‪.‬‬ ‫يتجاوزني إلى غيري ما لم يكن ّ‬

‫ج و عمججرة و‬ ‫قال ‪ :‬و تصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا به من صلة و زكاة و صيام و ح ّ‬
‫سماوات و الملئكة السججبعة بجمججاعتهم‬ ‫خلق الحسن و صمت و ذكر كثير تشّيعه ملئكة ال ّ‬
‫فيطئون الحجب كّلها حّتججى يقومججوا بيججن يججديه سججبحانه فيشججهدوا لججه بعمججل و دعججاء فيقججول‬
‫سبحانه ‪ :‬أنتم حفظة عمل عبدي و أنا رقيب على ما في نفسه إّنججه لججم يردنججي بهججذا العمججل‬
‫عليه لعنتي فيقول الملئكة ‪ :‬عليه لعنتك و لعنتنا ‪.‬‬

‫ل ما أعمل و اخلص قجال ‪ :‬اقتججد نبّيججك يججا معججاذ‬


‫قال ‪ :‬ثّم بكى معاذ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ا ّ‬
‫ل و أنا معاذ قال ‪ :‬فان كان في عملك تقصير يا معججاذ‬ ‫في اليقين قال ‪ :‬قلت ‪ :‬أنت رسول ا ّ‬
‫فاقطع لسانك عن إخوانججك و عججن حملججة القججرآن ‪ ،‬و لتكججن ذنوبججك عليججك ل تحّملهججا علججى‬
‫ك نفسك بتذميم إخوانك ‪ ،‬و ل ترفع نفسك بوضع‬ ‫إخوانك ‪ ،‬و ل تز ّ‬

‫] ‪[ 330‬‬

‫إخوانك ‪ ،‬و ل تراء بعملك ‪ ،‬و ل تداخل من الّدنيا في الخججرة ‪ ،‬و ل تفحججش فججي مجلسججك‬
‫لكي يحذروك لسوء خلقك ‪ ،‬و ل تناج مع رجل و أنت مع آخر ‪ ،‬و ل تعظججم علججى الّنججاس‬
‫ل تعججالى ‪:‬‬‫فتنقطع عنك خيرات الّدنيا ‪ ،‬و ل تمزق الّناس فتمزقك كلب أهل الّنار ‪ ،‬قال ا ّ‬
‫» و الناشطات نشطا « أفتدري ما الناشطات ؟ إّنه كلب أهل الّنار تنشط الّلحججم و العظججم‬
‫لج تعججالى‬
‫سججر ا ّ‬
‫قلت ‪ :‬و من يطيق هذه الخصال ؟ قال ‪ :‬يا معاذ أما أّنججه يسججير علججى مججن ي ّ‬
‫عليه قال ‪ :‬و ما رأيت معاذا يكثر تلوة القرآن كما يكثر تلوة هذا الحديث‬

‫عع‬ ‫ع ع عععع‬ ‫عع‬


‫عع ععع‬ ‫ععع ععع ع ع ععع‬
‫ععع ععع ع‬
‫عععععع‬

‫ل أّنها منشعبة عن قسمين أحدهما الّرياء المحض و الثاني الّرياء المشوب ‪.‬‬
‫و هي كثيرة إ ّ‬
‫ل الّدنيا و رؤية الّنججاس كالججذي يص جّلى‬‫أّما الّرياء المحض فهو أن ل يكون مراده بالعبادة إ ّ‬
‫بين أظهر الّناس ‪ ،‬و لو كان منفردا لكان ل يصّلي بل رّبما يصجّلي مججن غيججر طهججارة مججع‬
‫الّناس ‪ ،‬فهذا يجب أن يترك لّنه معصية ل طاعة فيه أصججل و أّمججا الّريججاء المشججوب فهججو‬
‫يتصّور على وجوه ‪.‬‬

‫صججلة‬‫أحدها أن يعقججد علججى الخلص قلبججه ثجّم يطججرء الّريججاء و دواعيججه مثججل أن يفتتججح ال ّ‬
‫شيطان ‪ :‬رد صلتك حسنا حّتججى‬ ‫بالقبال فيدخل عليه داخل أو ينظر إليه ناظر فيقول له ال ّ‬
‫ينظر إليك هذا الناظر بعين الوقار فتخشع جوارحه و يحسن صلته ‪.‬‬

‫ن رجل ل يقدر على الخلص في العمل فاحتال و قال ‪:‬‬


‫و ذلك مثل ما روي أ ّ‬

‫ل فيه ‪ ،‬فمضججى‬ ‫ن في ناحية البلد مسجدا مهجورا ل يدخله أحد فأمضي إليه ليل و أعبد ا ّ‬ ‫إّ‬
‫إليه في ليلة ظلماء و كججان ذات رعججد و بججرق و مطججر فشججرع فججي العبججادة فبينمججا هججو فججي‬
‫سرور برؤية ذلك الجّداخل لجه و هجو مشجتغل‬ ‫س به فدخله ال ّ‬
‫الصلة إذ دخل عليه داخل فأح ّ‬
‫بالعبادة في الليلة المظلمة ‪ ،‬فأخذ في الجّد و الجتهاد في عبادته إلى أن جاء الّنهار فنظججر‬
‫إلى ذلك الّداخل فاذا هو كلب أسود قد دخل المسجد مّمججا أصججابه مججن المطججر فنججدم الّرجججل‬
‫على ما فعجل و قجال ‪ :‬يجا نفجس إّنجي فجررت مجن أن اشجرك بعبجادة ربجي أحجدا فجوقعت أن‬
‫أشركت في عبادته كلبا وا أسفا وا ويل على هذا‬

‫] ‪[ 331‬‬

‫شيطان من معرض الخير و يقول له ‪ :‬اعمل هذا العمل ليقتدي بك الّناس‬ ‫الّثاني أن يأتيه ال ّ‬
‫فيحصل لك أجر من عمل به ‪ ،‬و هذه المكيدة أعظم من الولى و ينخدع بها من ل ينخدع‬
‫بتلك و هو عين الّريا لّنه اذا رأى هذه الحالة خيرا ل يرتضي بغيره تركهججا فلججم تركججه و‬
‫هو في الخلوة و ليس أحد أغّر على النسان من نفسه ‪.‬‬

‫الّثالث أن يتنّبه العاقجل لهجاتين و يسجتحيي مجن المخالفجة بيجن صجلته فجي الخلء و الملء‬
‫فيحسن صلته في الخلوة ليطابق الجلوة ‪ ،‬و هذا أيضا من الّريججا لّنججه حسججن صججلته فججي‬
‫الخلوة ليحسن في الملء فكان نظره في عمله إلى الّناس ‪.‬‬

‫شيطان عججن ايقججاعه فججي الّريججاء بججأن‬ ‫الّرابع أن ينظر إليه الّناس و هو في صلته فيعجز ال ّ‬
‫ل و جبروته و من أنججت واقججف‬ ‫يقول له ‪ :‬اخشع لجلهم و لكن يقول له ‪ :‬تفّكر في عظمة ا ّ‬
‫لج إلجى قلبجك و أنجت غافجل عنجه فيحضجر بجذلك و تجتمجع‬ ‫بين يجديه و اسجتحي أن ينظجر ا ّ‬
‫ن خشوعه لو كان لنظججره إلججى‬ ‫ن ذلك عين الخلص و هو عين الّريا فا ّ‬ ‫نأّ‬‫جوارحه و يظ ّ‬
‫ل لم لم يكن حالته في الخلوة هكذا ؟‬
‫عظمة ا ّ‬
‫ب اظهارهججا‬‫الخججامس أن يكمججل العبججادة علججى الخلص لكججن عججرض لججه بعججد الفججراغ ح ج ّ‬
‫شجيطان و يقجول لجه ‪ :‬إّنجك قجد أكملججت‬‫لتحصيل بعض الغججراض ‪ ،‬و ذلججك بجأن يخججدعه ال ّ‬
‫العبادة الخالصة و قد كنت في ديوان المخلصين و ل يقدح فيها ما يتجّدد و إّنما ينضّم إلى‬
‫صله بها من الخير الجل خير عاجل فيحدث به و يظهره ‪ ،‬و هو أيضا مبطل للعمل‬ ‫ما ح ّ‬
‫و مفسد له و إن سبق ‪.‬‬

‫سلم من عمل حسنة سّرا كتبت له سّرا فإذا أقجّر بهججا محيججت و كتبججت‬ ‫صادق عليه ال ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫سججر علججى عمججل الجهججر‬
‫جهرا ‪ ،‬فاذا أقّر بها ثانيججا محيججت و كتبججت ريججاء و فضججل عمججل ال ّ‬
‫سبعون ضعفا ‪ ،‬نعم لو تعّلق باذا عته غرض صحيح كما لو أراد ترغيب الغير فيه إذا لججم‬
‫يمكن الترغيب بدونه لم يكن به بأس ‪.‬‬

‫ن غرضه‬
‫سادس أن يترك العمل خوفا من الّريا ‪ ،‬و هذا أيضا من خدايع إبليس الّلعين ل ّ‬
‫ال ّ‬
‫القصى ترك العمل فاذا لم تجب إليه و اشتغلت به فيدعوك إلى‬

‫] ‪[ 332‬‬

‫الّريا و غيره فاذا تركته فقد حصلت غرضه ‪.‬‬

‫قال ابن فهد في عّدة الّداعي و مثال ذلك من سلم إليه موله حنطة فيهججا قليججل مججن المبججاين‬
‫إّما شعير أو مدر ‪ ،‬و قال ‪ :‬خّلصها من الّتراب مثل و نّقها منه تنقية جّيدة بالغججة ‪ ،‬فيججترك‬
‫ل يخلص خلصا صافيا و يججترك العمججل مججن‬ ‫أصل العمل و يقول ‪ :‬أخاف إن اشتغلت به أ ّ‬
‫أصله ‪.‬‬

‫لج‬
‫سابع أن يترك العمل ل لذلك بل خوفا على الّنججاس أن يقولججوا إّنججه مججرائي فيعصججون ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن تججرك العمججل خوفججا مججن أن يقججال لججه ‪ :‬إنججه‬
‫يلّ‬ ‫تعالى به ‪ ،‬و هذا أيضا كسابقه ريججاء خفج ّ‬
‫مرائي عين الّرياء ‪ ،‬و لو ل حّبه لمحمدتهم و خوفه من مذّمتهم فما له و لقولهم إّنججه مججراء‬
‫ى فرق بيججن تججرك العمججل خوفججا مججن قججولهم ‪ :‬إّنججه مججراء و بيججن أن‬ ‫أو قالوا إّنه مخلص و أ ّ‬
‫صججر غافججل مججع مججا فججي ذلججك مججن سججوء الظ ج ّ‬
‫ن‬ ‫يحسججن العمججل خوفججا مججن قججولهم ‪ :‬إّنججه مق ّ‬
‫شيطان في ترك العمل ‪.‬‬ ‫بالمسلمين ‪ ،‬و من إطاعة ال ّ‬

‫الّثامن أن يكون ترك العمل إشفاقا على المسلمين بأن يقول له إبليس اللعين ‪ :‬اترك العمججل‬
‫سوء و تركك العمل إشفاقا عليهججم يقججوم‬ ‫ن ال ّ‬
‫إشفاقا على المؤمنين من وقوعهم في الثم بظ ّ‬
‫ن نظر المصلحة للمسلمين حسنة فيعججادل الّثججواب‬ ‫مقام العمل و يحصل لك بذلك الّثواب ل ّ‬
‫الحاصل من العمل بل هو أفضل لّنه متعّد إلججى الغيججر و هججذا الخيججال مججن غوايججل الّنفججس‬
‫شيطان الخبيث لما لم يجد إليك‬ ‫المارة المايلة إلى الكسالة و البطالة و مكيدة عظيمة من ال ّ‬
‫مسلكا فصّدك من هذا الطريق و زّين لك هذا الّتنميق ‪.‬‬
‫قال ابن فهد و وجه فساده يظهر من وجوه ‪:‬‬

‫جل لك الوقوع في الثم المتيّقن فاّنك ظننت أن يظّنوا بك اّنججك مججراء ‪ ،‬و هججذا‬
‫الّول أّنه ع ّ‬
‫ن سججوء يلحقججك‬‫ن سوء و على تقدير وقوعه منهم يلحقهم به إثم و ظّنك هذا بهم أيضا ظ ّ‬ ‫ظّ‬
‫ن موهججوم‬‫به الثم إذا لم يكن مطابقا لما ظننت بهم و تركت العمل من أجله فعدلت من ظ ج ّ‬
‫إلى إثم معلوم ‪ ،‬و حذرا من لزوم اثم لغيرك فأوقيت فيه نفسك ‪.‬‬

‫] ‪[ 333‬‬

‫شججيطان بججترك العمججل الججذي هججو مججراده ‪ ،‬و تججرك العمججل و‬‫الّثاني أّنك إذن وافقججت إرادة ال ّ‬
‫ن ذكججره تعججالى و التججولى فججي‬
‫شججيطان عليججك و تمّكنججه منججك ‪ ،‬ل ّ‬‫البطالة موجب لجتراء ال ّ‬
‫ن فيه موافقة للّنفججس المججارة‬‫شيطان و ا ّ‬‫خدمته يقربك منه و بقدر ما تقرب منه تبعد من ال ّ‬
‫بميلها إلى الكسالة و البطالة و هما ينبوع آفات كثيرة إن كان لك بصيرة ‪.‬‬

‫ن هذا من غوائل الّنفس و ميلها إلى البطالة أّنك لّمججا نظججرت إلججى فججوات‬‫الّثالث مما يدلك أ ّ‬
‫الّثواب الحاصل لك من البطالة و إلى فوات وقوعهم في الثم آثرتهم على نفسك بتخفيججف‬
‫ن و حرمت نفسك الّثواب ‪ ،‬و تفّكججر فججي نفسججك و تمثججل فججي‬ ‫ما يلزمهم من الثم بسوء الظ ّ‬
‫قلبك بعين النصاف لو حصل بينك و بينهم في شيء من حظوظ العاجلة منازعة إّما فججي‬
‫ن فيها فايدة و حصول أكنت تؤثرهم على نفسك و‬ ‫دار أو مال أو ظهر لك نوع معيشة تظ ّ‬
‫ل بل كنت تناقشهم مناقشة المشاقق و تسججتأثر عليهججم فيمججا يظهججر لججك‬ ‫لوا ّ‬ ‫تتركه لهم ؟ ك ّ‬
‫من أنواع المعيشة إن أمكنك فرصة الستيثار و تقلى الحبيب و تقضي القريب ‪.‬‬

‫ل ج سججيظهره‬ ‫نا ّ‬‫الّتاسع أن يقول لك اللعين إذا كنت ل تترك العمل لججذلك فججاخف العمججل فججا ّ‬
‫ن إخفججاك لججه‬‫عليك فاما إذا أظهرته فيمكن أن تقع في الّريا ‪ ،‬و هذا الّتلججبيس عيججن الّريججا ل ّ‬
‫لج‬
‫كي يظهر بين الّناس هو بعينه العمل لجل الّناس ‪ ،‬و ما عليك إذا كججان مرض جّيا عنججد ا ّ‬
‫تعالى أن يظهر للّناس أو يخفى ‪.‬‬

‫ععع‬
‫عععععع عع عععع ععع‬

‫ن النسان يقصد الشيء و يرغب فيه لظّنججه‬ ‫و هو على ما ذكره الغزالي في إحياء العلوم أ ّ‬
‫أّنه خير له و نافع و لذيذ إّما في الحال و إّما في المآل فان علم أّنه لذيذ فججي الحجال و لكّنججه‬
‫ضاّر في المآل سهل عليه قطع الّرغبة عنه كمن يعلم أنّ العسل لذيذ و لكن إذا بججان لججه أ ّ‬
‫ن‬
‫فيه سّما أعرض عنه ‪ ،‬فكذلك طريق قطع هذه الّرغبة أن يعلم ما فيه من المضّرة‬

‫] ‪[ 334‬‬
‫و مهما عرف العبد مضّرة الّريا و ما يفوته من صلح قلبه و ما يحرم عنه في الحال من‬
‫ل و ما يتعجّرض لججه مججن العقجاب العظيجم و المقججت‬ ‫الّتوفيق و في الخرة من المنزلة عند ا ّ‬
‫شديد و الخزي الظاهر حيث ينادى على رؤوس الخليق يا فاجر يا غادر يا مرائي أمججا‬ ‫ال ّ‬
‫لج عججرض الجّدنيا ‪ ،‬و راقبججت قلججوب العبججاد و اسججتهزءت‬ ‫استحييت ؟ إذ اشتريت بطاعججة ا ّ‬
‫لج ‪ ،‬و‬‫شججين عنججد ا ّ‬
‫لج ‪ ،‬و تزّينججت لهججم بال ّ‬
‫ل و تحّببت إلججى العبججاد بججالتبغض إلججى ا ّ‬
‫بطاعة ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬و طلبت رضاهم بججالّتعرض‬ ‫ل ‪ ،‬و تحمدت إليهم بالّتذّمم عند ا ّ‬ ‫تقّربت إليهم بالبعد من ا ّ‬
‫ل؟‬‫ل أما كان أحد أهون عليك من ا ّ‬ ‫لسخط ا ّ‬

‫فمهما تفّكر العبد في هذا الخزي و قابل ما يحصل له من العباد و الّتزّين لهم في الّدنيا بما‬
‫ن العمل الواحججد بججه رّبمججا كججان‬‫يفوته في الخرة و بما يحبط عليه من ثواب العمال مع أ ّ‬
‫جح به و يهججوى‬ ‫سيئات فتر ّ‬ ‫جح ميزان حسناته لو خلص فاذا فسد بالّريا خّول إلى كّفة ال ّ‬ ‫يتر ّ‬
‫ل إحباط عبادة واحدة لكان ذلك كافيا فججي معرفججة ضججرره‬ ‫إلى الّنار فلو لم يكن في الّرياء إ ّ‬
‫و إن كان مع ذلك ساير حسناته راجحة ‪،‬‬

‫ط‬
‫صججديقين ‪ ،‬و قججد حج ّ‬
‫ل في زمججرة الّنججبيين و ال ّ‬
‫فقد كان ينال بهذه الحسنة علّو الّرتبة عند ا ّ‬
‫ف الّنعال من مراتب الولياء هذا ‪.‬‬ ‫عنهم بسبب الّريا و رّد إلى ص ّ‬

‫مع ما يتعّرض له في الّدنيا من تشّتت الهّم بسبب ملحظة قلوب الخلق ‪،‬‬

‫ل ما يرضى به فريق يسخط به فريق ‪ ،‬و رضا بعضهم‬ ‫ن رضا الّناس غاية ل تدرك فك ّ‬ ‫فا ّ‬
‫ل عليهججم و أسججخطهم أيضججا‬
‫ل سخط ا ّ‬ ‫في سخط بعضهم ‪ ،‬و من طلب رضاهم في سخط ا ّ‬
‫ل لجل حمدهم ‪ ،‬و ل يزيدهم حمدهم رزقججا‬ ‫ى غرض له في مدحهم و ايثار ذّم ا ّ‬ ‫عليه ثّم أ ّ‬
‫و ل أجل ‪ ،‬و ل ينفعه يوم فقره و فاقته و هو يوم القيامة ‪.‬‬

‫خر للقلججوب بججالمنع و العطججاء و ل‬‫ل هو المسج ّ‬ ‫نا ّ‬


‫و أّما الطمع فيما في أيديهم فبأن يعلم أ ّ‬
‫ل و الخيبة ‪ ،‬و إن وصل إلى المراد لججم‬ ‫ل و من طمع في الخلق لم يخل من الّذ ّ‬ ‫لا ّ‬
‫رازق إ ّ‬
‫ل برجاء كاذب و وهم فاسد ؟ و قد يصججيب‬ ‫يخل عن المّنة و المهانة فكيف يترك ما عند ا ّ‬
‫و قد يخطي و إذا أصاب فل تفي لّذته بألم مّنته و مذّلته ‪.‬‬

‫] ‪[ 335‬‬

‫و أّما ذّمهم فلم يحذر منه و ل يزيده ذّمهججم شججيئا فججإذا قججرر فججي قلبججه آفججة هججذه السججباب و‬
‫ن العاقل ل يرغب فيما يكثر ضرره و يق ّ‬
‫ل‬ ‫ل قلبه ‪ ،‬فا ّ‬ ‫ضررها فترت رغبته و أقبل على ا ّ‬
‫ن الّناس لو علموا ما في بطنه من قصد الّرياء و إظهار الخلص لمقتوه‬ ‫نفعه ‪ ،‬و يكفيه أ ّ‬
‫لو‬ ‫ل عن سّره حّتى يبغضه إلى الّناس و يعّرفهم أّنه مراء و ممقوت عند ا ّ‬ ‫‪ ،‬و سيكشف ا ّ‬
‫خرهم له و اطلق ألسنتهم بالمدح و‬
‫ل لهم إخلصه و حّببه إليهم و س ّ‬
‫ل لكشف ا ّ‬
‫لو اخلص ّ‬
‫الّثناء عليه ‪.‬‬

‫ل تعالى عبججادة اذكججر بهججا‬‫ن رجل من بني إسرائيل قال ‪ :‬لعبدن ا ّ‬‫أقول و هو كما روي ا ّ‬
‫ل قجالوا متصجّنع مجراء ‪،‬‬ ‫فمكث مّدة مبالغا في الطاعات و جعل ل يمّر بملء مجن الّنجاس إ ّ‬
‫فأقبل على نفسه و قد قال ‪ :‬اتعبت نفسك و ضّيعت عمرك في ل شيء فينبغي أن تعمل ّ‬
‫ل‬
‫ل قججالوا ورع‬ ‫ل تعالى ‪ ،‬فجعل ل يمّر بملء من الّناس إ ّ‬ ‫سبحانه فغير نّيته و أخلص عمله ّ‬
‫تقيّ هذا ‪.‬‬

‫ل مذموم و من أهل الّنار ‪ ،‬و ذّم الّناس ل يضّره و‬ ‫ن مدح الّناس ل ينفعه و هو عند ا ّ‬ ‫مع أ ّ‬
‫ل محمود و مججن أهججل الجّنججة فمججن أحضججر فججي قلبججه الخججرة و نعيمهججا المؤّبججد و‬ ‫هو عند ا ّ‬
‫ل استحقر ما يتعّلق بالخلق أّيام الحياة مع مججا فيججه مججن الكججدورات و‬ ‫المنازل الّرفيعة عند ا ّ‬
‫المنقصات و كيف يرضى العاقل أن يجعل ثمن عمله مدح الّناس له و ما فججي أيججديهم مججن‬
‫لج سججبحانه هججو‬ ‫حطام الّدنيا و زخارفها مع أّنها على تقدير الّنيل إليها ثمن بخس و رضا ا ّ‬
‫الجزاء الوفى ‪.‬‬

‫ن ههنا رجل معه جوهر نفيس يساوي مججأة ألججف دينججار و هججو محتججاج إلججى‬ ‫فلو قيل لك ‪ :‬إ ّ‬
‫ثمنه بل إلى بيعه عاجل و إلى أضعافه ثمنا فحضر من يشتري منه متاعه بأضعاف ثمنججه‬
‫مع حاجته إلى الضعاف فأبى بيعه بذلك و بججاعه بفلججس واحججد ألسججت تحكججم بسججفاهة ذلججك‬
‫البايع و نقصان عقله ؟‬

‫ن ما يناله العبد بعمله من حطام الّدنيا و مججدح‬ ‫فحال المرائي بعينه مثل حال هذا البايع ‪ ،‬فإ ّ‬
‫ل من فلس فججي جنججب ألججف‬ ‫ل سبحانه اق ّ‬‫الّناس له بالضافة إلى ثواب الخرة و مرضات ا ّ‬
‫ل من نسبته إلى الّدنيا و ما فيها هذا كّله هو الّدواء العلمي‬
‫ألف دينار بل أق ّ‬

‫] ‪[ 336‬‬

‫و أما الدواء العملى فهو أن يعّود نفسه إخفاء العبادات و إغلق البواب دونها كمججا يغلججق‬
‫ل و اطلعه على عبادته و ل تنججازعه الّنفججس‬
‫البواب دون الفواحش حّتى يقنع قلبه بعلم ا ّ‬
‫إلى طلب علم غيره سبحانه ‪.‬‬

‫و لذلك كان عيسى يقول للحوارّيين إذا صام أحدكم فليدهن رأسه و لحيته و يمسججح شججفتيه‬
‫بالّزيت لئل يرى الّناس أّنه صجائم ‪ ،‬و إذا أعطجى بيمينجه فليخجف عجن شجماله و إذا صجّلى‬
‫ل يقسم الّثناء كما يقسم الّرزق ‪.‬‬
‫نا ّ‬
‫فليرخ ستر بابه فا ّ‬
‫ل بظّله يججوم‬
‫ل العرش ثلثة يظّلهم ا ّ‬ ‫ن في ظ ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم إ ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫و قال رسول ا ّ‬
‫لج و افترقجا عليجه ‪ ،‬و رججل تصجدق بيمينجه صجدقة‬ ‫ل ظّلجه ‪ :‬رجلن تحاّبجا فجي ا ّ‬‫لإ ّ‬
‫ل ظج ّ‬
‫ب العالمين ‪.‬‬ ‫لر ّ‬ ‫فأخفاها عن شماله ‪ ،‬و رجل دعته امرأة ذات جمال فقال ‪ :‬إّني اخاف ا ّ‬

‫ق في بداية المجاهدة و إذا صبر عليه مّدة بججالتكّلف‬ ‫فل دواء للّرياء مثل الخفاء و ذلك يش ّ‬
‫ل و ما يمّد به عباده من حسن الّتوفيق و‬ ‫سقط عنه ثقله و هان عليه ذلك بتواصل ألطاف ا ّ‬
‫ل ج ل يغيججر مججا بقججوم حّتججى يغّيججروا مججا بأنفسججهم فمججن العبججد‬
‫الّتأييججد و الّتسججديد ‪ ،‬و لكججن ا ّ‬
‫ل فتح الباب ‪،‬‬ ‫ل الهداية و من العبد قرع الباب و من ا ّ‬ ‫المجاهدة ‪ ،‬و من ا ّ‬

‫ل ل يضيع أجر المحسنين ‪ ،‬و إن تك حسنة يضاعفها و يؤت من لدنه أجرا عظيما ‪.‬‬
‫وا ّ‬

‫ععععع‬

‫هذا الفصل من الخطبة الشريفة رواه ثقة السلم الكلينى في الكافي عن عّدة من أصحابنا‬
‫عن سهل بن زياد عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن عاصم بن حميججد عجن أبججي حمججزة‬
‫ل ج عليججه‬
‫سلم قال ‪ :‬خطب أمير المؤمنين صججلوات ا ّ‬
‫عن يحيى بن عقيل عن حسن عليه ال ّ‬
‫ل و أثنى عليه و قال ‪:‬‬
‫فحمد ا ّ‬

‫أّما بعد فاّنه إّنما هلك من كان قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي و لم ينههججم الّربججانّيون و‬
‫الحبار عن ذلك ‪ ،‬و إّنهم لما تمادوا في المعاصي و لم ينّبههججم الّرّبججانّيون و الحبجار عججن‬
‫ذلك نزلت لهم العقوبات ‪ ،‬فأمروا بالمعروف ‪ ،‬و انهوا عن المنكر ‪،‬‬

‫ن المر بالمعروف و الّنهى عن المنكر لم يقربا أجل و لن يقطعا رزقا ‪،‬‬


‫و اعلموا أ ّ‬

‫] ‪[ 337‬‬

‫ل من زيججادة‬ ‫ل نفس بما قّدر ا ّ‬ ‫سماء إلى الرض كقطر المطر ‪ ،‬إلى ك ّ‬ ‫ن المر ينزل من ال ّ‬ ‫إّ‬
‫أو نقصان ‪ ،‬فان أصاب أحدكم مصيبة في أهل أو مال أو نفججس و رأى عنججد أخيججه غفيججرة‬
‫ن المرء المسلم لبريء مججن الخيانججة مججا لججم‬ ‫ن لهم فتنة ‪ ،‬فا ّ‬
‫في أهل او مال أو نفس فل يكون ّ‬
‫يغش دنائة تظهر فيخشع لها إذا ذكرت و يغرى بها لئام الّناس كان كالفالججج الياسججر الججذى‬
‫ينتظر أّول فوزة من قداحه ‪ ،‬توجب له المغنم و يرفع عنججه بهججا المغججرم ‪ ،‬و كججذلك المججرء‬
‫ل ج خيججر‬ ‫ل فما عنججد ا ّ‬‫ل إحدى الحسنيين إّما داعي ا ّ‬ ‫المسلم البريء من الخيانة ينتظر من ا ّ‬
‫ن المججال و البنيججن حججرث‬ ‫ل فاذا هو ذو أهل و مال و معه دينه و حسبه إ ّ‬ ‫له ‪ ،‬و إّما رزق ا ّ‬
‫لج مجا‬ ‫لج لقجوام فاحجذروا مجن ا ّ‬ ‫صالح حرث الخرة ‪ ،‬و قجد يجمعهمجا ا ّ‬ ‫الّدنيا ‪ ،‬و العمل ال ّ‬
‫حّذركم من نفسه ‪ ،‬فاخشوه خشية ليست بتعذير ‪،‬‬
‫ل إلى من عمججل لججه ‪ ،‬نسججأل‬
‫ل يكله ا ّ‬‫و اعملوا في غير رياء و سمعة فاّنه من يعمل لغير ا ّ‬
‫سعداء ‪ ،‬و مرافقة النبياء ‪.‬‬‫شهداء ‪ ،‬و معايشة ال ّ‬
‫ل منازل ال ّ‬
‫ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب آن امام عالميانست در تأديب فقراء با عدم حسد باغنياء و تججأديب أغنيججاء‬
‫با تزهيد از جمع مال دنيا و در اخلص اعمال و افعال از سمعه و ريا ميفرمايد اّما بعججد‬
‫از حمد الهى و درود حضرت رسالت پناهى پس بدرستى كه امر الهى نججازل ميشججود از‬
‫آسمان بر زمين ‪ ،‬و خارج مىشود از قّوه بعمل ‪ ،‬و موجود ميشود در مججواد سججفلّيه بعججد‬
‫از وجود در صحايف علويه مانند قطرهاى باران بسوى هر نفسى بمقججدار آنچججه قسججمت‬
‫شده بر او از زياده و نقصان ‪ ،‬پس هر گاه ببيند يكى از شما مر برادر خججود را زيججادتى‬
‫در اهل يا مال يا نفس يا ساير آنها پس بايد كه نباشد مر او را فتنه و فسججاد چججون وقججوع‬
‫در حسد و عناد پس بدرستى مرد مسلمان مججادام كججه نيايججد بججر سججر دنجائت و ناكسججى كججه‬
‫ظاهر شود آن دنائة از او در ميان مردمان پس چشم بر هم نهد از خجالت براى ظهججور‬
‫آن دنائة در وقت مذاكره مردم آن دنائترا ‪ ،‬و حريص كرده شوند مردمان دنججى در فعججل‬
‫مثل آن ميشود آن مرد مسلم مثل فيروزى يا بنده قمار بازنده كه انتظار كشججد أّول بججردن‬
‫را از تيرهججا و چوبهججاى آن كججه آن بججردن واجججب ميگردانججد از بججراى آن غنيمججت را و‬
‫برداشته ميشود از او بجهة آن بردن غرامت و مثل همين قمارباز است مرد مسلمان كه‬
‫بريست از خيانت انتظار مىكشد‬

‫] ‪[ 338‬‬

‫از جانب خداوند يكى از اين دو حالت را يا خواننججده خججدا بسججوى او پججس آنچججه كججه نججزد‬
‫خداوند از اصناف كرامت و انواع رحمت است بهتر است مر او را ‪ ،‬و يججا روزى خججدا‬
‫پس ناگاه مىشود او صاحب اهل و مال در حالتى كه بجا اوسجت ديجن و حسجب و علجم و‬
‫ادب او بدرستى مال و اولد كشت ايججن سججراى فانينججد ‪ ،‬و عمججل صججالح كشججت دار بججاقى‬
‫است ‪.‬‬

‫و گاهى جمع ميفرمايد خداوند هر دو اين كشت را از براى گروهى كجه مّتصجف بشجوند‬
‫بصفت توكل ‪ ،‬پس بترسيد از خداونججد بججآنچه كججه ترسججانده شججما را بججا او از خججودش ‪ ،‬و‬
‫بترسججيد از او ترسججيدني كججه نباشججد در او عججذرخواهى و دروغ ‪ ،‬و عمججل نمائيججد عمججل‬
‫خالصى كه خاليست از ريا و سمعه ‪ ،‬پس بدرستى هر كه عمل نمايد از براى غير خججدا‬
‫واگذار ميكند خداوند تعالى او را بر آنكججس كججه عمججل كججرده از بججراى او ‪ ،‬ميخججواهيم از‬
‫خداى تعالى منزلهاى شججهيدان ‪ ،‬و زنججدگانى سججعيدان ‪ ،‬و رفججاقتى پيغمججبران و همراهججى‬
‫ايشان را ‪.‬‬
‫ععععع عععععع‬

‫ي في الكافي باختلف كثير و زيادة و نقصان حسبما تطلع عليه ‪:‬‬


‫و هو مرو ّ‬

‫أّيها الّناس إّنه ل يستغني الّرجل و إن كان ذا مال عن عشيرته ‪،‬‬

‫و دفاعهم عنه بأيديهم و ألسنتهم ‪ ،‬و هم أعظم الّناس حيطة من ورائه ‪،‬‬

‫ل ج للمججرء‬
‫صدق يجعله ا ّ‬
‫و الّمهم لشعثه و أعطفهم عليه عندنا زلة إذا نزلت به ‪ ،‬و لسان ال ّ‬
‫في الّناس خير له من المال يوّرثه غيره ‪.‬‬

‫ن أحدكم عن القرابة ‪ ،‬يرى بها الخصاصججة أن يس جّدها باّلججذي ل يزيججده إن‬


‫منها أل ل يعدل ّ‬
‫أمسكه ‪ ،‬و ل ينقصه إن أهلكه ‪ ،‬و من يقبض يده عن عشيرته فإّنما تقبض منججه عنهججم يججد‬
‫واحدة و تقبض منهم عنه أيدي كثيرة ‪،‬‬

‫و من تلن حاشيته يستدم من قومه الموّدة ‪.‬‬

‫] ‪[ 339‬‬

‫ععععع‬

‫) الحيطة ( بكسر الحاء و سكون الياء الحفظ يقال حاطه حوطا و حيطة و حياطججة حفظججه‬
‫ل شعثه قارب بين شتيت اموره و جمعها و ) الخصاصججة ( الفقججر قججال‬‫و صانه و ) لّم ( ا ّ‬
‫سبحانه ‪ » :‬يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة « و ) حاشية ( الّرجججل نفسججه و‬
‫جانبه ‪ ،‬و حاشيته أيضا أتباعه و خواصه و أهله ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ل الّنصججب علججى الحاليججة ‪ ،‬و أن يسجّدها فججي موضججع الججّر بججدل مججن‬ ‫جملججة يججرى فججي محج ّ‬
‫القرابة ‪ ،‬و حاشيته بالّرفع فاعججل تلججن ‪ ،‬و فججي روايججة الكججافي التيججة يلججن باليججاء الّتحتانيججة‬
‫فحاشيته بالّرفع أو بالّنصب مفعول له بواسطة الحرف أى يلن لحاشيته ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫سججابق‬
‫اعلم أّنه لّما أدب الفقراء بترك الحسد على الغنياء بمججا مجّر تفصججيل فججي الفصججل ال ّ‬
‫أردف ذلك بتأديب الغنياء بعدم الّزهد عن الرحام الفقراء و البعد عنهم و عن سّد خلتهم‬
‫و جبر فاقتهم فقال ‪ ) :‬أّيها الّنججاس إّنججه ل يسججتغنى الّرجججل و إن كججان ذا مججال ( و صججاحب‬
‫ثروة ) عن عشيرته ( و قبيلته ) و ( عن ) دفاعهم عنه بأيديهم ( صولة قبايل ) و ( ذّبهججم‬
‫عنه ) بألسنتهم ( مسّبة قائل ‪.‬‬

‫ن المال و الّثروة ل يغنججي عججن الخججوان و العشججيرة بججل أشجّد الّنججاس حاجججة إلججى‬
‫و ذلك ل ّ‬
‫العوان و التباع هم أكثر الّناس ثروة و غفيرة ‪ ،‬أل ترى الملوك و المتش جّبهين بهججم مججن‬
‫ق الّناس‬ ‫أرباب الموال كم حاجتهم إلى الصحاب و العوان في العمال و الفعال و أح ّ‬
‫بعدم الستغناء عنه هم عشيرة الّرجل و أقرباءه ) و هم أعظم الّناس حيطة من ورائه ( و‬
‫حفظا لجانبه ) و ألّمهم لشعثه ( و أجمعهم لمتفّرق اموره ) و أعطفهجم عليجه عنجد نازلججة (‬
‫شججفقة عليججه ) و لسججان‬‫أو مصيبة ) إذا نزلت به ( و ذلك لجهججة القججرب الباعثججة لججدواعي ال ّ‬
‫ل للمرء في الّنججاس ( و‬ ‫صدق ( و الذكر الجميل المترّتب على البذل و النفاق ) يجعله ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫بينهم ) خير له من ( جمع ) المال ( و امساكه حّتى ) يوّرثه غيره ( و لنعم مججا قججال حججاتم‬
‫في هذا المعنى مخاطبا لمراته مارية ‪:‬‬

‫] ‪[ 340‬‬

‫أمججججججججججججججججججججججاري ان يصججججججججججججججججججججججبح صججججججججججججججججججججججداى لقفججججججججججججججججججججججرة‬


‫ى و ل خمجججججججججججججججججججججر‬ ‫مجججججججججججججججججججججن الرض ل مجججججججججججججججججججججاء لجججججججججججججججججججججد ّ‬

‫ن مججججججججججججججا انفقججججججججججججججت لججججججججججججججم يججججججججججججججك ضججججججججججججججّربي‬‫تججججججججججججججرى أ ّ‬


‫ن يججججججججججججججججججدي مّمججججججججججججججججججا بخلججججججججججججججججججت بججججججججججججججججججه صججججججججججججججججججفر‬
‫وأّ‬

‫أمججججججججججججججارى مججججججججججججججا يغنججججججججججججججي الججججججججججججججثراء عججججججججججججججن الفججججججججججججججتى‬


‫إذا حشججججججججججججججججرجت يومججججججججججججججججا و ضججججججججججججججججاق بججججججججججججججججه الصججججججججججججججججدر‬

‫ن المجججججججججججججججججججججججال غجججججججججججججججججججججججاد و رايجججججججججججججججججججججججح‬


‫أمجججججججججججججججججججججججارى إ ّ‬
‫و يبقججججججججججججججججى مججججججججججججججججن المججججججججججججججججال الحججججججججججججججججاديث و الججججججججججججججججذكر‬

‫ن حاتمججججججججججججججججججا‬
‫و قججججججججججججججججججد علججججججججججججججججججم القججججججججججججججججججوام لججججججججججججججججججو أ ّ‬
‫أراد ثراء المال كان له وفر‬

‫ن أحججدكم عججن ( الرحججام و ) القرابججة يججرى بهججا ( الفاقججة و ) الخصاصججة أن‬


‫) أل ل يعججدل ّ‬
‫يسّدها ب ( فضل ماله ) الذي ل يزيده إن أمسكه و ل ينقصه إن اهلكه ( أى ل ينفججع ذلججك‬
‫شخص إمساكه و ل يضّره الفاقة لكونه زايدا على قدر الحاجججة و فاضججل علججى معيشججته‬ ‫ال ّ‬
‫) و من يقبض يده عن عشيرته فاّنما تقبض منه عنهم يد واحدة و تقبض منهم عنججه أيججدي‬
‫ن الممسك خيره عن عشيرته إّنما يمسججك نفججع‬ ‫سيد ‪ :‬ما أحسن هذا المعنى فا ّ‬‫كثيرة ( قال ال ّ‬
‫يد واحدة فاذا احتاج إلى نصرتهم و اضطّر إلى مرافدتهم ‪ 1‬قعدوا عججن نصججره و تثججاقلوا‬
‫عن صوته فمنع ترافد اليدى الكثيرة و تناهض القدام الجمة ‪.‬‬

‫ن ليججن‬
‫) و من تلن حاشيته ( و يحسن خلقه و يتواضع للّناس ) يستدم من قومه الموّدة ( ل ّ‬
‫ن الّتكبر و الجفاوة و‬‫الجانب و حسن الخلق و التواضع جالب لللفة و كاسب للموّدة كما أ ّ‬
‫خشونة الطبيعة باعثة على النقطاع و العداوة قال سبحانه ‪:‬‬

‫سجَتْغِفْر َلُهجْم َو شججاِوْرُهمْ‬


‫عْنُهجْم َو ا ْ‬
‫ف َ‬
‫ع ُ‬
‫ك َفا ْ‬
‫حْوِل َ‬
‫ن َ‬
‫ضوا ِم ْ‬
‫لْنَف ّ‬
‫ب َ‬
‫ظ اْلَقْل ِ‬
‫غلي َ‬
‫ظا َ‬
‫ت َف ّ‬
‫» و َلْو ُكْن َ‬
‫لْمِر « هذا كّله إن حملنججا لفججظ الحاشججية علججى الّنفججس و الجججانب ‪ ،‬و إن حملنججاه علججى‬ ‫في ا َْ‬
‫ص فيكون المقصود به الّتأديب لهم باصلح حال التباع ‪.‬‬ ‫التباع و الخوا ّ‬

‫ن التباع هم الذين عليهم يججدور تججدبير صججلح حججال الّرجججل فبحسججب شجّدتهم و‬
‫بيان ذلك أ ّ‬
‫غلظتهم و لينهم و تواضعهم يكون الّناس أقرب إليه و أبعد منه و بذلك يتفاوت‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققققق ققققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 341‬‬

‫بغضهم و محّبتهم له و انسهم و نفارهم عنه ‪ ،‬فيلزم على الّرجل إصلحهم كما يلزم عليه‬
‫إصلح نفسه و يلحقه الّلوم و الّذّم بترك الّول كما يلحقانه بترك الّثاني ‪ ،‬إذ بتواضججعهم و‬
‫ن تواضعه بنفسه يستديمها و يسججتجلبها‬ ‫لينّية جانبهم يستدام المحّبة و يستجلب الموّدة كما أ ّ‬
‫و لنعم ما قيل ‪:‬‬

‫و إذا مججججججججججججججججججججججججججججججا اختججججججججججججججججججججججججججججججبرت وّد صججججججججججججججججججججججججججججججديق‬


‫فاختبر وّده من الغلمان‬

‫ععععع‬

‫ي فججي الكججافي بزيججادة و نقصججان و تقججديم و‬


‫ن هذا الفصل من الخطبة قد رواه الكلينج ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫سند فيه محّمد بن يحيى عن أحمد بن محّمججد بججن عيسججى‬ ‫تأخير ل بأس بالشارة إليه ‪ ،‬و ال ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬قال أمير المؤمنين ‪:‬‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫عن عثمان بن عيسى عن يحيى عن أبيعبد ا ّ‬

‫لن يرغب المججرء عججن عشججيرته و إن كججان ذا مججال و ولججد ‪ ،‬و عججن مججوّدتهم و كرامتهججم و‬
‫دفاعهم بأيديهم و ألسنتهم ‪ ،‬هم أشّد الّناس حيطة من ورائه و أعطفهم عليه و ألّمهم لشعثه‬
‫‪ ،‬إن أصابته مصيبة و أنزل به بعض مكاره المور ‪ ،‬و من يقبض يده عن عشيرته فاّنما‬
‫يقبض عنهم يدا واحدة و يقبض عنه منهم أيدي كثيرة ‪ ،‬و من يلن حاشيته يعجرف صجديقه‬
‫ل له ما أنفق في دنيججاه و يضججاعف‬ ‫منه الموّدة و من بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف ا ّ‬
‫ل في الّناس خير من المججال بجأكله و يججورثه ‪،‬‬ ‫صدق للمر يجعله ا ّ‬ ‫له في آخرته ‪ ،‬و لسان ال ّ‬
‫ن أحدكم كبرا و عظما في نفسه و نايا عن عشيرته إن كان موثرا فججي المججال ‪ ،‬و‬ ‫ل يزداد ّ‬
‫ن أحدكم في أخيه زهججدا و ل منججه بعججدا اذا لججم يججر منججه مججرّوة و كججان معججوزا فججي‬‫ل يزداد ّ‬
‫المال ‪ ،‬ل يغفل أحدكم عن القرابة بها الخصاصة أن يسّدها بما ل ينفعه إن أمسججكه ‪ ،‬و ل‬
‫يضّره إن استهلكه ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫قد عرفت جملة من ثمرات صلة الرحام و مفاسد قطيعتها فججي هججذه الخطبججة مثججل كججونهم‬
‫معاونين للّرجل و حامين له و الّذاّبين عنه و كون البّر عليهم موجبا للّذكر الخير و الّثنججاء‬
‫الجميل و كون الممسك عنهم بمنزلة الطالب لمنفعة يد واحججدة المفججوت علججى نفسججه منججافع‬
‫أيدى كثيرة ‪ ،‬و قد اشير إلى طايفة مّما يترّتب عليهما من الثار‬

‫] ‪[ 342‬‬

‫و الّثمرات وراء ما مّر في ساير الّروايات ‪ ،‬و ل بأس بالشارة إلججى بعضججها مّمججا رواهججا‬
‫ثقة السلم الكليني في الكافي ‪.‬‬

‫ن رجل أتججى الّنججبيّ‬‫سلم أ ّ‬‫ل عليه ال ّ‬


‫فباسناده عن إسحاق بن عّمار قال ‪ :‬بلغني عن أبيعبد ا ّ‬
‫ى و قطيعججة لججي‬‫ل توّثبا عل ّ‬
‫ل أهل بيتي أبوا إ ّ‬‫ل عليه و آله و سّلم فقال ‪ :‬يا رسول ا ّ‬
‫صّلى ا ّ‬
‫ل ج جميعججا ‪ ،‬قججال ‪ :‬فكيججف‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬إذن يرفضججكم ا ّ‬‫و شتيمة فأرفضهم ؟ قال صّلى ا ّ‬
‫أصنع ؟ قال ‪ :‬تصل من قطعك ‪،‬‬

‫لج عليهجم‬
‫و تعطي من حرمك ‪ ،‬و تعفو عّمن ظلمك ‪ ،‬فاّنك إذا فعلجت ذلجك كجان لجك مجن ا ّ‬
‫ظهير ‪.‬‬

‫سججلم ‪ :‬يكججون الّرجججل يصججل‬


‫ل قال ‪ :‬قال أبو الحسن الّرضا عليججه ال ّ‬ ‫و عن محّمد بن عبد ا ّ‬
‫لج مجا يشجاء‬
‫ل ثلثين سنة و يفعل ا ّ‬ ‫رحمه فيكون قد بقي من عمره ثلث سنين فيصيرها ا ّ‬
‫سلم صلة الرحام تزكي العمال ‪ ،‬و تنمججي‬ ‫و عن أبي حمزة قال ‪ :‬قال أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫سر الحساب ‪ ،‬و تنسىء في الجل ‪.‬‬ ‫الموال ‪ ،‬و ترفع البلوى ‪ ،‬و تي ّ‬

‫سججن الخلججق ‪ ،‬و‬


‫سججلم قججال ‪ :‬صججلة الرحججام تح ّ‬
‫لج عليججه ال ّ‬
‫و عن أبي حمزة عن أبي عبججد ا ّ‬
‫ف ‪ ،‬و تطيب الّنفس ‪ ،‬و تزيد في الّرزق ‪ ،‬و تنسيء في الجل ‪.‬‬ ‫تسمح الك ّ‬

‫ل عنه‬
‫سلم قال ‪ :‬قال أبوذر رضي ا ّ‬
‫و عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫‪:‬‬
‫صراط يوم القيامججة الّرحججم و‬‫ل عليه و آله و سّلم يقول ‪ :‬حاّفتا ال ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫سمعت رسول ا ّ‬
‫المانة ‪ ،‬فاذا مّر الوصول للّرحم المؤدي للمانة نفذ إلى الجّنة ‪ ،‬و إذا مّر الخائن للمانججة‬
‫صراط في الّنار ‪.‬‬‫القطوع للّرحم لم ينفعه معهما عمل ‪ ،‬و تكفأ به ال ّ‬

‫سججلم ‪ :‬صجلة الّرحجم و حسجن الجججوار‬


‫لج عليجه ال ّ‬
‫و عن الحكم الحناط قال ‪ :‬قال أبو عبجد ا ّ‬
‫يعمران الّديار ‪ ،‬و يزيدان في العمار ‪.‬‬

‫ن صججلة الّرحججم و‬
‫سججلم يقججول ‪ :‬إ ّ‬
‫لج عليججه ال ّ‬
‫و عن إسحاق بن عّمار قال ‪ :‬سمعت أبا عبد ا ّ‬
‫البّر ليهّونان الحساب ‪ ،‬و يعصمان من الّذنوب فصلوا أرحامكم ‪ ،‬و بّروا بججاخوانكم و لججو‬
‫سلم و رّد الجواب ‪.‬‬
‫بحسن ال ّ‬

‫سججلم ‪ :‬صججلة الّرحججم ‪ 1‬يهججون‬ ‫لج عليججه ال ّ‬


‫صمد بن بشير قال ‪ :‬قال أبو عبججد ا ّ‬
‫و عن عبد ال ّ‬
‫سججوء ‪ ،‬و صججدقة الّليججل‬
‫الحساب يوم القيامة و هي منسججائة فججي العمججر ‪ ،‬و تقججى مسججارع ال ّ‬
‫تطفي غضب الّر ّ‬
‫ب‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قققققق قق قققققق قققققق قققق ‪ :‬ققق‬
‫قق قققق قق ق قق قققققق ق ق ق ق ق‬‫قققق ق قق ق‬
‫ققققق قق ققققق ق ق ققق قق ققق ققق قق قق ق »‬
‫قققققق « ‪.‬‬

‫] ‪[ 343‬‬

‫سلم ‪ :‬ما نعلم شيئا يزيججد فججي العمججر‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫و عن إسحاق بن عّمار قال ‪ :‬قال أبو عبد ا ّ‬
‫ن الّرجل يكون أجله ثلث سنين فيكون وصول للّرحم ‪،‬‬ ‫ل صلة الّرحم حّتى أ ّ‬
‫إّ‬

‫ل في عمره ثلثين سنة فيجعلها ثلثا و ثلثين سنة ‪ ،‬و يكججون أجلججه ثلث » ثلثججا‬ ‫فيزيد ا ّ‬
‫ل ثلثين سنة و يجعل أجلججه‬ ‫ظ « و ثلثين سنة فيكون قاطعا للّرحم فيقصه » فينقصه « ا ّ‬
‫ل‪.‬‬‫إلى ثلث سنين ‪ ،‬و الّروايات في هذا الباب كثيرة ‪ ،‬و فيما رويناه كفاية إنشاء ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫اى گروه مردمان بدرستى كه مستغنى نمىشود مرد و اگر چه بوده باشد صاحب جاه و‬
‫مال از قبيله خود و از رفع كردن ايشان مكروه را از او بدستهاى خود و زبانهاى خججود‬
‫و ايشان بزرگترين مردمانند از حيثيت حفظ و حمججايت از پججس او ‪ ،‬و جمججع كننججدهترين‬
‫مردمانند مر كارهاى پريشان او را ‪ ،‬و مهربانترين خلقند بججر او هنگججام فججرود آمججدن بل‬
‫اگر فرود آيد باو ‪ ،‬و زبان صدق و ذكر خير كه ميگرداند خداى تعالى از براى مرد در‬
‫ميان مردمان بهتر است از براى او از مالى كه ارث بگذارد آن را بغير خود آگاه باشيد‬
‫بايد ميل نكند و عدول ننمايد يكى از شما از خويش و قوم در حالتى كججه بينججد در او فقججر‬
‫و پريشانى از آنكه سد كند فقر آن را بمال زايد خججود كججه افججزون نمىگردانججد او را اگججر‬
‫امساك كند و نگه دارد آن را ‪ ،‬و كم نمىسازد اگر بذل نمايد و انفاق كنجد آن را ‪ ،‬و هججر‬
‫كه قبض و نگه دارد دست خود را از قبيله خود پس بدرستى كه نگه داشته مىشججود از‬
‫جانب او از خويشان يكدسججت و فراهججم گرفتججه مىشججود از جججانب ايشججان از او دسججتهاى‬
‫بسيار ‪ ،‬و هر كه نرم باشد جانب او و خوش نفس باشد طلب دوام مىكنججد از قججوم خججود‬
‫محّبت را ‪.‬‬

‫ع عع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع عععععع ع ع‬


‫ععععععع عع ععععععع عع ععع ععععع‬

‫ي من إدهان‬
‫ق و خابط الغ ّ‬
‫ي من قتال من خالف الح ّ‬
‫و لعمري ما عل ّ‬

‫] ‪[ 344‬‬

‫ل ‪ ،‬و امضوا في اّلذي نهجه لكججم ‪ ،‬و‬


‫ل إلى ا ّ‬
‫ل و فّروا من ا ّ‬
‫ل عباد ا ّ‬
‫و ل إيهان ‪ ،‬فاّتقوا ا ّ‬
‫ي ضامن لفلجكم آجل إن لم تمنحوه عاجل ‪.‬‬ ‫قوموا بما عصبه بكم ‪ ،‬فعل ّ‬

‫ععععع‬

‫ضججللة و‬ ‫ى ال ّ‬
‫ل منهمججا فججي الخججر ‪ ،‬و الغجج ّ‬
‫ى ( بصججيغة المفاعلججة خبججط كجج ّ‬
‫) خججابط الغجج ّ‬
‫) الدهان ( و المداهنة المصانعة و المنافقة قال سبحانه ‪ » :‬وّدوا لو تججدهن فيججدهنون « و‬
‫) اليهان ( مصدر أوهنه أى أضعفه و ) نهج ( المر أوضججحه و جعلججه نهجججا اى طريقججا‬
‫ضججّم‬‫بّينا و ) عصبه بكم ( أى ربطه و ناطه كالعصابة التي يشّد بها الّرأس و ) الفلج ( بال ّ‬
‫الفوز و منه الفالج الذي قد مّر في الخطبة السابقة و ) منحه ( كضججربه و منعججه أعطججاه و‬
‫السم المنحة و هي العطية ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ل بالفتح قال بعججض المحّققيججن ‪:‬‬


‫العمر بفتح العين و ضّمنها البقاء و ل تستعمل فى القسم إ ّ‬
‫شخص لعمري مبتدء محذوف الخبر وجوبا و التقدير قسمي أو يمينججي و هججو دايججر‬ ‫قول ال ّ‬
‫بين فصحاء العرب ‪ ،‬قال تعالى ‪ » :‬لعمججرك إّنهججم لفججى سججكرتهم يعمهججون « ل يقججال ‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬
‫ي عنه ‪.‬‬
‫ل تعالى منه ّ‬
‫الحلف بغير ا ّ‬

‫لّنا نقول ‪ :‬ليس المراد به القسم الحقيقي بجعل غيره تعالى مثلججه فججي الّتعظيججم بججل المججراد‬
‫صورته لترويج المقصود أو الكلم على حذف المضاف أى فبواهب عمري و عمرك ‪.‬‬
‫عععععع‬

‫ن متججابعته لمحججاربيه و‬
‫سلم بهذا الكلم الّرد على قول من قججال إ ّ‬
‫ن مقصوده عليه ال ّ‬‫اعلم أ ّ‬
‫مصانعتهم كان اولى من محاربتهم ‪ ،‬فنّبه على فساد ذلك القول و بطلن هذا الّزعم و قال‬
‫ق و ( جهاد من ) خابط‬ ‫ى من قتال من خالف الح ّ‬ ‫‪ ) :‬لعمرى ما عل ّ‬

‫] ‪[ 345‬‬

‫ضججللة‬
‫ى من ( مساهلة و ) ادهان و ل ( ضعف و ) ايهان ( إذ مقاتله أهل الّتمجّرد و ال ّ‬‫الغ ّ‬
‫واجبة و المداهنة فيها معصية ‪.‬‬

‫ي إّني معّذب من قومك مأة ألججف أربعيججن ألفججا‬ ‫ل سبحانه أوحى إلى شعيب الّنب ّ‬ ‫نا ّ‬‫و لذلك إ ّ‬
‫ب هؤلء الشججرار فمججا بججال الخيججار ؟‬ ‫من شرارهم و سّتين ألفا من خيارهم ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا ر ّ‬
‫ل ( بالحذر‬ ‫ل عباد ا ّ‬ ‫ل إليه داهنوا أهل المعاصي و لم يغضبوا بغضبي ) فاتقوا ا ّ‬ ‫فأوحى ا ّ‬
‫ل و امضوا في ( الطريق )‬ ‫ل إلى ( رحمة ) ا ّ‬ ‫ل ) و فّروا من ( غضب ) ا ّ‬ ‫عن معاصى ا ّ‬
‫ل أحججد ) و‬ ‫شريعة التي يجب سلوكها لك ج ّ‬ ‫الذي نهجه لكم ( و شرعه في حّقكم و هو جادة ال ّ‬
‫شججرعية و الّتكججاليف اللهّيججة و إذا‬ ‫قوموا بما عصبه بكم ( و ربطه عليكم و هو الوامججر ال ّ‬
‫ي ( بن أبيطالب ) ضججامن لفلجكججم آجل ( فججي‬ ‫قمتم بواجب ما امرتم من هذه الوامر ) فعل ّ‬
‫دار القرار بجّنات تجرى من تحتها النهار ) إن لم تمنحوه عججاجل ( فججي دار ال جّدنيا لعججدم‬
‫سعادتين العاجلّية و الجلّيججة لمججن وفججت قججوته بالقيججام‬ ‫تمام استعدادكم له ‪ ،‬و قديتّم الفوز بال ّ‬
‫سججعادة و الفججوز‬ ‫لج سججبحانه و لّمججا كججان حصججول ال ّ‬ ‫بهما و كمل اسججتحقاقه لججذلك فججي علججم ا ّ‬
‫سلم ل جرم كان ضامنا‬ ‫للّدرجات العالية من لوازم الّتقوى ظاهر الّلزوم في علمه عليه ال ّ‬
‫له و زعيما به ‪.‬‬

‫عع عع عع ع ع ع ععع ع‬
‫عع ععع ع ع عع عع ععع ع ععع‬
‫ععععع ع ع‬‫عع ععع ععع‬‫عع ععع ع ع ع ععع‬‫عع عععع‬
‫عع ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫فنقول ‪ :‬الّتقوى في الّلغة التقاء و هو اّتخاذ الوقاية ‪ ،‬و في العرف هججى الحججتراز بطاعججة‬
‫ل عن عقوبته ‪.‬‬ ‫ا ّ‬

‫ق سججبحانه المسججتلزمة للعججراض‬


‫شرعي تعود إلى خشية الحج ّ‬‫و قيل هي بحسب العرف ال ّ‬
‫عن كّلما يوجب اللتفات عنه من متاع الّدنيا و زينتها و تنحية مادون وجهة القصد ‪.‬‬

‫سلم فججي تفسججيرها ‪ :‬أن ل يفقججدك حيججث أمججرك ‪ ،‬و ل يججراك حيججث‬
‫صادق عليه ال ّ‬
‫و قال ال ّ‬
‫نهاك ‪.‬‬
‫] ‪[ 346‬‬

‫ن خيججرات الجّدنيا و الخججرة جمعججت تحججت لفظججة واحججدة و هججي‬


‫و قال بعججض العججارفين ‪ :‬إ ّ‬
‫التقوى انظر إلى ما في القرآن الكريم من ذكرها ‪ ،‬فكم علن عليها من خير و وعد لها من‬
‫ثواب و أضاف إليها من سعادة دنيوّية و كرامة اخروّية ‪.‬‬

‫و في عّدة الّداعي هي العّدة الكافية في قطع الطريق إلى الجّنة بل هججي الجّنججة الواقيججة مججن‬
‫ل إنسججان ‪ ،‬و قججد شججحن‬ ‫ل لسان و المشرفة لك ج ّ‬
‫متالف الّدنيا و الخرة ‪ ،‬و هى الممدوحة بك ّ‬
‫صينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكججم و‬ ‫بمدحها القرآن و كفاها شرفا قوله تعالى ‪ » :‬و لقد و ّ‬
‫ل « و لو كان في العالم خصلة هى أصججلح للعبججد و أجمججع للخيججر و أعظججم‬ ‫إّياكم أن اّتقوا ا ّ‬
‫ل أوصججى‬ ‫بالقدر و أولى باليجال و انجح للمال من هذه الخصلة التي هي الّتقوى لكان ا ّ‬
‫بها عباده لمكان حكمته و رحمته ‪ ،‬فلّما أوصى بهججذه الخصججلة الواحججدة ‪ .‬جمججع الّوليججن و‬
‫الخرين و اقتصر عليها علم أّنها الغاية التي ل يتجاوز عنها و ل مقتصر دونها و القرآن‬
‫مشحون بمدحها و عّدد في مدحها خصال ‪:‬‬

‫ن ذلك من عزم المور « ‪.‬‬


‫الّول المدحة و الّثناء » و إن تصبروا و تّتقوا فا ّ‬

‫الّثاني الحفظ و الّتحصين من العداء » و إن تصبروا و تّتقوا ل يضّركم كيدهم شيئا « ‪.‬‬

‫ل مع المّتقين « الّرابع إصلح العمل » يا أّيها الججذين آمنججوا‬ ‫نا ّ‬‫الّثالث الّتاييد و الّنصر » إ ّ‬
‫ل و قولوا قول سديدًا يصلح لكم أعمالكم « الخامس غفران الّذنوب » و يغفججر لكججم‬ ‫اّتقوا ا ّ‬
‫سابع قبججول العمججال » إّنمججا يتقّبججل‬‫ب المّتقين « ال ّ‬
‫ل يح ّ‬‫نا ّ‬
‫ل»إّ‬ ‫سادس محبة ا ّ‬ ‫ذنوبكم « ال ّ‬
‫لج أتقيكججم « الّتاسججع البشججارة عنججد‬
‫ن أكرمكججم عنججد ا ّ‬
‫ل من المّتقيججن « الّثججامن الكججرام » إ ّ‬‫ا ّ‬
‫الموت » اّلذين آمنوا و كانوا يّتقون لهم البشرى في الحياة الّدنيا و في الخرة «‬

‫] ‪[ 347‬‬

‫جي اّلذين اّتقوا « ‪.‬‬


‫العاشر الّنجاة عن الّنار » ثّم نن ّ‬

‫الحادي عشر الخلود في الجّنة » ُاعّدت للمّتقين « ‪.‬‬

‫الثاني عشر تيسير الحساب » و ما على اّلذين يّتقون من حسابهم من شيء « ‪.‬‬

‫لج يجعجل لججه مخرججًا و‬


‫شججدايد و الجّرزق الحلل » و مجن يّتجق ا ّ‬
‫الّثالث عشر الّنجاة مجن ال ّ‬
‫لج‬
‫ل بالغ أمره قد جعجل ا ّ‬
‫نا ّ‬ ‫ل فهو حسبه إ ّ‬‫يرزقه من حيث ل يحتسب و من يتوّكل على ا ّ‬
‫سججعادات فل تنججس نصججيبك‬ ‫شريفة من ال ّ‬
‫لكلّ شيء قدرًا « فانظر ما جمعت هذه الخصلة ال ّ‬
‫منها ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫از جمله خطب شريفه آن حضرت است در اظهار ثبات قججدم خججود در محججاربه جمججاعت‬
‫طاغيه و رّد قول كسى كه قايل بمداهنه اوست در محاربه و ترهيب مردمان از تم جّرد و‬
‫عصيان و ترغيب ايشان بطاعت خداوند عالميجان مىفرمايججد ‪ :‬قسججم بزنجدگانى خجود كججه‬
‫نيست بر من از مقاتله مخججالفين حججق و شججريعت و سجالكين طريججق ضججللت هيججچ مججدارا‬
‫كردن و سستى نمودن ‪ ،‬پس بترسيد از خدا اى بنججدگان خججدا و بگريزيججد بسججوى رحمججت‬
‫خدا از غضب خدا و برويد در آن راهى كه روشن ساخته است آن را از براى شما ‪ ،‬و‬
‫قيام نمائيد بآنچه باز بسته است آن را بشما ‪ ،‬و هر گاه اينطور حركت نمائيججد پججس علج ّ‬
‫ي‬
‫بن أبيطالب ضامن است بر رستگارى شما در آخرت اگر داده نشويد فيروزى و بمججراد‬
‫خود نرسيد در دنيا‬

‫ع عع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع عععععع ع ع‬


‫ععععععع عع ععععععع عع ععع ععععع‬

‫و هي من أواخجر خطبجة خطجب بهجا بعجد فراغجه مجن صجّفين و انقضجاء أمجر الحكميجن و‬
‫الخوارج ‪ ،‬و قد تواترت عليه الخبار باستيلء أصحاب معاويجة علجى البلد و قجدم عليجه‬
‫ل بن العّباس و سعيد بن نمران لما غلب عليهما بسر بججن‬‫عامله على اليمن و هما عبيد ا ّ‬
‫أرطاة‬

‫] ‪[ 348‬‬

‫سلم إلى المنبر ضجرا بتثاقل أصحابه عن الجهاد و مخججالفتهم لججه فججي ال جّرأى‬‫فقام عليه ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫فقال عليه ال ّ‬

‫ل ج ث جّم‬
‫ب أعاصججيرك فقّبحججك ا ّ‬
‫ل أنت ته ّ‬
‫ل الكوفة أقبضها و أبسطها إن لم تكوني إ ّ‬
‫ما هي إ ّ‬
‫شاعر ‪:‬‬‫تّمّثل بقول ال ّ‬

‫لعمجججججججججججججججر أبيجججججججججججججججك الخيجججججججججججججججر يجججججججججججججججا عمجججججججججججججججرو إّننجججججججججججججججي‬


‫على و ضر من ذا الناء قليل‬

‫ثّم قال ‪:‬‬

‫ن هؤلء القوم سيدالون منكججم باجتمججاعهم‬


‫ل لظ ّ‬
‫طلع على اليمن و إّني و ا ّ‬
‫أنبئت بسرا قد ا ّ‬
‫على باطلهم ‪ ،‬و تفّرقكم عن حّقكم ‪،‬‬
‫ق ‪ ،‬و طججاعتهم إمججامهم فججي الباطججل ‪ ،‬و بججأدائهم المانججة إلججى‬
‫و بمعصيتكم إمامكم في الحج ّ‬
‫صاحبهم ‪ ،‬و خيانتكم صاحبكم ‪ ،‬و بصلحهم في بلدهم ‪،‬‬

‫و فسادكم ‪ ،‬فلو ائتمنت أحدكم على قعب لخشيت أن يذهب بعلقته ‪،‬‬

‫ألّلهّم إّني قد مللتهم و مّلوني ‪ ،‬و سئمتهم و سئموني فأبدلني بهم خيرا منهم ‪ ،‬و أبدلهم بججي‬
‫ن لججي بكججم ألججف‬
‫لج لججوددت أ ّ‬
‫شّرا مّني ‪ ،‬ألّلهّم مث قلوبهم كما يماث الملح في المآء أما و ا ّ‬
‫فارس من بني فراس بن غنم ‪:‬‬

‫هنجججججججججججججججا لجججججججججججججججك لجججججججججججججججو دعجججججججججججججججوت أتجججججججججججججججاك منهجججججججججججججججم‬


‫فوارس مثل أرمية الحميم‬

‫سلم من المنبر‬
‫ثّم نزل عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 349‬‬

‫صججيف‬‫سحاب ‪ ،‬و الحميم في هذا الموضع وقججت ال ّ‬ ‫سيد ‪ :‬الرمية جمع رمى و هو ال ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫صيف بالّذكر لّنه أشّد جفول و أسرع خفوقا ‪ ،‬لّنججه ل مججاء‬ ‫شاعر سحاب ال ّ‬ ‫ص ال ّ‬
‫و إّنما خ ّ‬
‫سججرعة إذا دعججوا‬‫شتاء و أراد الشاعر وصججفهم بال ّ‬
‫ل في ال ّ‬
‫فيه ‪ ،‬و ذلك ل يكون في الكثر إ ّ‬
‫و الغاثة إذا استغيثوا ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) قبض ( من باب ضرب و ) بسط ( من بججاب نصججر و ) هّبججت ( الّريججح مججن بججاب نصججر‬
‫هاجت و ) العاصير ( جمع إعصار و هي الّريجح المسجتديرة علجى نفسجها قجال تعجالى »‬
‫فأصابها إعصار فيه نار « و ) الوضر ( بقّية السججم » الدسججم ظ « فججي النججاء و يسججتعار‬
‫لج مججن‬
‫ل النتفاع بها و ) اطلججع ( فلن علينججا إذا ظهججر و ) أدالنججا ( ا ّ‬‫ل بقّية من شيء يق ّ‬
‫لك ّ‬
‫عدّونا اى جعل الّدولة و الغلبة لنا عليهم و ) القعب ( قدح من خشب مقّعججر و ) علقتججه (‬
‫ما يتعّلق به عليه و ) ماث ( زيد الملح في المججاء إذا أذابججه ‪ ،‬و بنججو فججراس بججن غنججم بفتججح‬
‫شجاعة من بني كنانة و هم بنو فججراس بججن غنججم بججن‬ ‫ى معروف بال ّ‬‫الغين و سكون الّنون ح ّ‬
‫ي السراع و ) الخفوق ( الطيران‬ ‫ثعلبة ابن مالك بن كنانة و ) الجفول ( في كلم الّرض ّ‬

‫ععععععع‬

‫ل الكوفة خبر ‪ ،‬و أقبضها خبر ثان أو خبر لمبتدء محججذوف‬ ‫كلمة ما نافية و هى مبتدء و إ ّ‬
‫سججلم‬
‫أى أنا أقبضها ‪ ،‬و المرجع لكلمة هي هو المملكة نزل حضججورها فججي ذهنججه عليججه ال ّ‬
‫ل الكوفججة ‪ ،‬و يحتمججل أن يكججون هججي ضججمير شججأن و‬
‫سابق أى ما مملكججتى إ ّ‬
‫منزلة الّذكر ال ّ‬
‫ل إّنها‬
‫ضمير للمرين قوله ‪ » :‬ك ّ‬
‫الكوفة مبتدء و أقبضها خبرا عنه و نظيره في احتمال ال ّ‬
‫لظى « ‪.‬‬

‫ل أنت كلمة أنت تأكيد للضمير المستتر و هو اسجم تكجون و الخجبر‬ ‫و قوله ‪ :‬إن لم تكوني إ ّ‬
‫ب أعاصيرك في موضججع الحججال ‪ ،‬و تقججدير الكلم إن لججم تكججوني إ ّ‬
‫ل‬ ‫محذوف ‪ ،‬و جملة ته ّ‬
‫ظا مججن الملججك و الخلفججة مججع مججا عليججه حالججك مججن‬
‫أنت عّدة لي و جّنة اّتقى بها العدّو و ح ّ‬
‫المذام فقبحا لك ‪ ،‬و يمكن أن يقّدم المستثنى منه حال أى إن لم‬

‫] ‪[ 350‬‬

‫ب فيك العاصير دون أن يكون فيك من يستعان به على العدوّ‬ ‫ل أن ته ّ‬‫تكوني على حال إ ّ‬
‫ل ‪ ،‬و الخير بالجّر صفة لبيك ‪ ،‬و قليل صجفة لوضجر ‪ ،‬و الضجمير المسجتتر فجي‬ ‫فقّبحك ا ّ‬
‫قوله ‪ :‬أن يذهب بعلقته ‪ ،‬راجع إلى الحد ‪ ،‬و الباء للّتعدية أو إلى القعججب و البجاء بمعنججى‬
‫ن لي بكم للعوض ‪.‬‬
‫مع و الباء في قوله إ ّ‬

‫عععععع‬

‫اعلم أّنه ينبغي لنا أن نذكر نسب معاوية عليه اللعنججة و الهاويججة فججي هججذا المقججام أّول ‪ ،‬ثجمّ‬
‫نشير إلى اطلع بسر على اليمن اجمال و ما جرى من جوره و ظلمججه علججى شججيعة أميججر‬
‫المؤمنين في اليمن و غيرها ‪ ،‬ثّم نرجع إلى شرح الخطبة فأقول ‪:‬‬

‫سججائب‬
‫ق روى أبججو المنججذر هشججام بججن محّمججد ال ّ‬
‫قال العلمة الحّلي قّدس سّره في كشف الح ّ‬
‫الكلبي في كتاب المثالب كان معاوية لعمارة بجن الوليجد المخزومجي ‪ ،‬و لمسججافر ابجن أبجي‬
‫عمرو ‪ ،‬و لبي سفيان ‪ ،‬و لرجل آخر سّماه ‪ ،‬و كانت هند اّمه من المعلمات و كان أح ج ّ‬
‫ب‬
‫سودان ‪ ،‬و كججانت إذا ولججدت اسججود دفنتججه ‪ ،‬و كججانت حمامججة إحججدى ججّدات‬
‫الّرجال إليها ال ّ‬
‫معاوية لها راية في ذي المجاز ‪.‬‬

‫سمعاني الحنفي من علماء العامة في مثالب بني امّية‬ ‫ي ال ّ‬


‫و ذكر أبو سعيد إسماعيل بن عل ّ‬
‫شيخ أبو الفتوح جعفر بن محّمد الهمداني من علمائهم في كتاب البهجججة المسججتفيد أ ّ‬
‫ن‬ ‫‪ ،‬و ال ّ‬
‫مسافر بن عمرو بن امّية بن عبد شمس كان ذا جمججال و سججخاء ‪ ،‬فعشججق هنججدا و جامعهججا‬
‫سفاح هرب مسججافرا مججن أبيهججا إلججى‬ ‫سفاحا و اشتهر ذلك في قريش ‪ ،‬فلما حملت و ظهر ال ّ‬
‫الحيرة ‪ ،‬و كان فيها سلطان العرب عمرو بن هند و طلب أبوها عتبة أبججا سججفيان و وعججده‬
‫بمال جزيل و زّوجه هندا فوضججعت بعججد ثلثججة أشججهر معاويججة ثجّم و رد أبججو سججفيان علججى‬
‫عمرو بن هند فسأله مسافر عن حال هند فقال ‪ :‬إّني تزّوجتها فمرض و مات ‪.‬‬

‫و في البحار من كتاب الغارات لبراهيم بن محّمد الّثقفي عن يوسف بن كليب المسعودي‬


‫صمد البارقي قال ‪ :‬قدم عقيل على‬
‫عن الحسن بن حماد الطائي عن عبد ال ّ‬
‫] ‪[ 351‬‬

‫سججلم عليججك يججا أميججر‬ ‫سلم و هججو جججالس فججي صججحن مسجججد الكوفججة فقججال ‪ :‬ال ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫سلم يا أبا يزيد ثّم التفت إلججى الحسججن بججن‬ ‫ل و بركاته قال ‪ :‬و عليك ال ّ‬‫المؤمنين و رحمة ا ّ‬
‫سلم له ‪ :‬اشتر لججه‬ ‫ي فقال ‪ :‬قم و انزل عّمك ‪ ،‬فذهب به و أنزله و عاد إليه فقال عليه ال ّ‬ ‫عل ّ‬
‫سججلم فججي‬ ‫ي عليججه ال ّ‬‫قميصا جديدا و رداء جديدا و ازارا جديدا و نعل جديدا فغدا على علج ّ‬
‫سلم يا أبا يزيد قال ‪ :‬يا أميجر‬ ‫سلم عليك يا أمير المؤمنين قال ‪ :‬و عليك ال ّ‬ ‫الّثياب فقال ‪ :‬ال ّ‬
‫ل هذه و إّني ل ترضى نفسججى مججن خلفتججك بمججا‬ ‫المؤمنين ما أراك أصبت من الّدنيا شيئا إ ّ‬
‫رضيت به لنفسك فقال ‪ :‬يا أبا يزيد يخرج عطائي فادفعه إليك ‪.‬‬

‫ي إلى معاوية فلّما سمع به معاوية نصب كراسّيه و أجلججس جلسججائه فججورد‬ ‫فارتحل عن عل ّ‬
‫عليه فأمر له بمأة ألف درهم فقبضها فقججال لججه معاويججة ‪ :‬أخججبرني عججن العسججكرين فقججال ‪:‬‬
‫ن رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫لأّ‬‫يإّ‬ ‫ي و نهار كنهار الّنب ّ‬
‫ي بن أبيطالب فاذا ليل كليل الّنب ّ‬‫مررت بعسكر عل ّ‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم ليججس فججي القججوم ‪ ،‬و مججررت بعسججكرك فاسججتقبلني قججوم مججن‬
‫صّلى ا ّ‬
‫ل ليلة العقبة ‪.‬‬
‫المنافقين مّمن نفر برسول ا ّ‬

‫فقال ‪ :‬من هذا الذي عن يمينك يا معاوية ؟ قال ‪ :‬هذا عمرو بن العاص قال ‪:‬‬

‫ضججحاك بججن قيججس‬


‫هذا الذي اختصم فيه سّتة نفر فغلب عليه جرارها فمن الخر ؟ قال ‪ :‬ال ّ‬
‫ل لقد كان أبوه جّيد الخذ لعسب ‪ 1‬التيؤس خسيس الّنفس ‪.‬‬‫الفهري قال ‪ :‬أما و ا ّ‬

‫سراقة ‪.‬‬
‫فمن هذا الخر ؟ قال ‪ :‬أبو موسى الشعري قال ‪ :‬هذا ابن المراقة ال ّ‬

‫ي ؟ قال ‪ :‬دع عنك قال‬ ‫فلّما رأى معاوية أّنه قد أغضب جلسائه قال ‪ :‬يا أبا يزيد ما تقول ف ّ‬
‫ن قال ‪ :‬أتعرف حمامججة ؟ قججال ‪ :‬و مججن حمامججة ؟ قججال ‪ :‬أخبرتججك ‪ ،‬و مضججى عقيججل‬ ‫‪ :‬لتقول ّ‬
‫فأرسل معاوية إلى الّنسابة فقال ‪ :‬أخبرني من حمامة ؟ قال ‪ :‬أعطنمي المان على نفسججي‬
‫شججيخ ‪:‬‬
‫و أهلي فأعطاه قال ‪ :‬حمامة جّدتك و كانت بغّية في الجاهلية لها راية تؤتى قججال ال ّ‬
‫قال أبو بكر بن رنين هي أّم اّم أبججي سججفيان و فججي شججرح المعججتزلي معاويججة هججو أبججو عبججد‬
‫الّرحمان معاوية بن أبي سفيان صخر بن‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ق ق ققق قققق ق قق ق ققق قق قق قق ق‬
‫ققققق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 352‬‬
‫حرب بن امّية بن عبد شمس بن عبد منجاف ‪ ،‬و اّمجه هنجد بنجت عتبجة بجن ربيعجة بجن عبجد‬
‫ي و كانت هند تججذكر فججي‬ ‫شمس بن عبد مناف ‪ ،‬و هو الذي قاد قريشا في حروبها إلى الّنب ّ‬
‫مّكة بفجور و عهر و قال الّزمخشري في كتاب ربيع البججرار ‪ :‬كجان معاويججة يغججرى إلججى‬
‫أربعة ‪ :‬إلى مسافر بن أبي عمرو ‪ ،‬و إلى عمارة بن الوليد بججن المغيججرة ‪ ،‬و إلججى العّبججاس‬
‫عبد المطلب ‪،‬‬

‫ن كان لعمارة بن الوليد ‪.‬‬


‫صباح مغ ّ‬
‫و إلى ال ّ‬

‫صججباح عسججيفا ‪ 1‬لبججي سججفيان شججاّبا و‬


‫قال ‪ :‬و قد كان أبو سفيان ذميمججا قصججيرا و كججان ال ّ‬
‫صجباح أيضجا و‬ ‫ن عتبة بن أبي سججفيان مجن ال ّ‬‫سيما ‪ ،‬فدعته هند إلى نفسها فغشبها و قالوا إ ّ‬
‫قالوا اّنها كرهت أن تضعه في منزلها فخرجججت إلججى أجيججاد فوضججعته هنججاك ‪ ،‬و فججي هججذا‬
‫لج‬
‫سان بن ثابت أّيام المهاجاة بين المشركين و المسلمين في حياة رسججول ا ّ‬ ‫المعنى يقول ح ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم قبل عام الفتح ‪:‬‬
‫صّلى ا ّ‬

‫صجججججججججججججججججججججججبى بججججججججججججججججججججججججانب البطحجججججججججججججججججججججججاء‬


‫لمجججججججججججججججججججججججن ال ّ‬
‫فججججججججججججججججججي الّتججججججججججججججججججرب ملقججججججججججججججججججى غيججججججججججججججججججر ذي مهججججججججججججججججججد‬

‫بخلجججججججججججججججججججججججججت بجججججججججججججججججججججججججه بيضجججججججججججججججججججججججججاء انسجججججججججججججججججججججججججة‬


‫من عبد شمس صلته الخّد‬

‫شارح ‪ :‬ولى معاوية اثنتى و أربعين سنة منها اثنتا و عشرون سنة ولى فيهججا امججارة‬ ‫قال ال ّ‬
‫شام منذ مات أخوه يزيد بن أبي سفيان بعد خمس سنين من خلفة عمر إلى أن قتل أمير‬ ‫ال ّ‬
‫سلم في سنة أربعين ‪ ،‬و منها عشرون سنة خليفة إلى أن مججات فججي‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫المؤمنين عل ّ‬
‫سنة سّتين ‪.‬‬

‫سججلم شجديد النحججراف عنججه و‬ ‫ي عليججه ال ّ‬


‫قال ‪ :‬و كان معاوية على اس الّدهر مبغضججا لعلج ّ‬
‫كيف ل يبغضه و قد قتل أخاه يوم بدر و خاله الوليد بن عتبة و شرك اتججا فججي جججده و هججو‬
‫عتبة أو في عّمه و هو شيبة على اختلف الّرواية و قتل من بني عبججد شججمس نفججرا كججثيرا‬
‫طاّمة الكججبرى واقعججة عثمججان فنسججبها كّلهججا إليججه بشججبهة‬‫من أعيانهم و أماثلهم ‪ ،‬ثّم جائت ال ّ‬
‫إمساكه‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققق ققققق ققققققق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 353‬‬
‫سلم فتأكدت البغضة و ثارت الحقاد و تذكرت‬‫عنه و انضواء كثير من قتلته إليه عليه ال ّ‬
‫تلك التراث الولى حّتى أفضى المر إلى ما افضى إليه ‪.‬‬

‫سججلم فججي الّنفججوس و اعججتراف العججرب‬ ‫ي عليججه ال ّ‬‫قال ‪ :‬و قد كان معاوية مع عظم قدر علج ّ‬
‫ي بججالحرب و المنابججذة و‬ ‫بشجاعته و أّنه البطل الججذي ل يقججام لججه يتهجّدده و عثمججان بعججد حج ّ‬
‫يراسله من الشام رسائل خشنة ثّم قال ‪ :‬و معاوية مطعججون فججي دينججه عنججد شججيوخنا يرمججى‬
‫سفيانية على شيخنا أبي عثمان الجاحظ مججا رواه أصججحابنا‬ ‫بالزندقة و قد ذكرنا في نقض ال ّ‬
‫ل و مججا تظججاهر بججه مججن الجججبر و‬‫في كتبهم الكلمّية عنه من اللحاد و الّتعّرض لرسول ا ّ‬
‫سججلم مججا يكفججي فججي‬
‫الرجاء ‪ ،‬و لو لم يكن شيء من ذلك لكان في محاربته المام عليه ال ّ‬
‫فساد حاله ل سّيما على قواعد أصحابنا و كونهم بالكبيرة الواحدة يقطعون علججى المصججير‬
‫إلى الّنار و الخلود فيها إن لم يكّفرها الّتوبة ‪.‬‬

‫و أما بسر بن ارطاة و قيل ابن أبي ارطاة و كيفّية خروجه و ظهوره علججى البلد فهججو أنّ‬
‫قوما بصنعاء كانوا من شيعة عثمان يغطمون قتلججه لججم يكججن لهججم نظججام و ل رأس فبججايعوا‬
‫ل بن العّباس‬
‫ي على صنعاء يومئذ عبيد ا ّ‬ ‫سلم على ما في أنفسهم و عامل عل ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫لعل ّ‬
‫ابن عبد المطلب و عامله على الجند سعيد بن نمران ‪.‬‬

‫ي بالعراق و قتل محّمد بن أبي بكججر بمصججر و كججثرت غججارات‬ ‫فلّما اختلف الّناس على عل ّ‬
‫ل بن عّبججاس فأرسججل إلججى‬ ‫شام تكّلموا و دعوا إلى الطلب بدم عثمان فبلغ ذلك عبيد ا ّ‬ ‫أهل ال ّ‬
‫اناس من وجوههم فقال ما هذا الذي بلغني عنكم ؟ قالوا ‪ :‬اّنا لم نججزل ننكججر قتججل عثمججان و‬
‫نرى مجاهدة من سعى عليه فحبسهم فكتبوا إلى من في الجند من أصحابهم فثاروا بسججعيد‬
‫بن نمران فأخرجوه من الجند و أظهروا أمرهم و خرج إليهم مججن كججان بصججنعاء و انضجّم‬
‫ل من كان علججى رايهججم و لحججق بهججم قججوم لججم يكونججوا علججى رأيهججم إرادة أن يمنعججوا‬
‫إليهم ك ّ‬
‫صدقة ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ي فقججال ابججن عّبججاس لبججن‬


‫ل بن عّباس و سعيد بن نمران و معهما شيعة عل ّ‬‫و التقى عبيد ا ّ‬
‫ل لقد اجتمع هؤلء و إّنهم لنا لمقاربون و إن قاتلناهم ل نعلم على‬
‫نمران ‪ :‬و ا ّ‬

‫] ‪[ 354‬‬

‫سججلم يخججبر انججه‬‫من تكون الّدبرة فهلّم لنكتب إلى أمير المؤمنين نخبرهم فكتبا إليه عليججه ال ّ‬
‫سججلم و أغضججبه فكتججب إليهمججا كتابججا يوّبخهمججا‬
‫الخبر ‪ ،‬فلّما دخل كتابهما ساء عليا عليججه ال ّ‬
‫على سوء تدبيرهما في ترك قتال أهججل اليمججن ‪ ،‬و كتججب إلججى اهججل الجنججد و صججنعاء كتابججا‬
‫ل سبحانه فأجججابوه بأّنججا سججامعون مطيعججون إن عزلججت عّنججا هججذين‬ ‫يهّددهم فيه و يذكرهم ا ّ‬
‫ي عليججه‬‫ل و سعيدا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬و كتبت تلججك العصججابة حيججن جائهججا كتججاب علج ّ‬ ‫الّرجلين عبيد ا ّ‬
‫سلم إلى معاوية يخبرونه و كتبوا في كتابهم ‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫ل تشججججججججججججججججججججججرع السججججججججججججججججججججججير نحونججججججججججججججججججججججا‬
‫معججججججججججججججججججججججاوي ا ّ‬
‫نبايع علّيا أو يزيد اليمانيا‬

‫فلّما قدم كتابهم إلى معاويججة دعججى بسججر بججن أبججي أرطججاة و كججان قاسججي القلججب فظججا سجّفاكا‬
‫للّدماء ‪ ،‬ل رأفة عنده و ل رحمة فأمره أن يأخججذ طريججق الحجججاز و المدينججة و مّكججة حّتججى‬
‫ل بسجطت عليهجم‬ ‫يإ ّ‬
‫ينتهى إلى اليمن و قال له ‪ :‬ل تنجزل علجى بلجد أهلججه علججى طاعججة علج ّ‬
‫لسانك حّتى يروا اّنهم ل نجاة لهم و انك محيط بهم ثّم اكفف عنهم و ادعهم إلى البيعة لججي‬
‫ي حيث كانوا ‪.‬‬ ‫فمن أبى فاقتله و اقتل شيعة عل ّ‬

‫ى عليهجا أبجو أيجوب النصجاري‬ ‫جه بسر نحو اليمن و لّما قرب المدينة كجان عامجل علج ّ‬ ‫فتو ّ‬
‫فخرج عنها هاربا فدخل بسر المدينة فخطب الّناس و شتمهم و تهّددهم ثّم شتم النصار و‬
‫تهددهم حّتى خاف الّناس أن يوقع بهججم و دعججى الّنججاس إلججى بيعججة معاويججة فبججايعوه و نججزل‬
‫فأحرق دورا كثيرة و أقام بالمدينة أّياما ثّم قال لهم إّني قججد عفججوت عنكججم و إن لججم تكونججوا‬
‫لذلك بأهل و قد استخلفت عليكم أبا هريرة فاّياكم و خلفه ‪.‬‬

‫حى عنهججا‬
‫ثّم خرج إلى مّكة و قتل في طريقه رجال و أخذ أموال و بلغ أهل مّكة خبره فتن ّ‬
‫لج بججن العّبججاس و همججا سججليمان و داود و‬
‫عامة أهلها و خافوا و هربوا فخججرج ابنججا عبيججد ا ّ‬
‫اّمهما حورية و تكّنى اّم حكيم مع أهل مكة فاضلوهما عند بئر ميمججون ابججن الحضججرمي و‬
‫هجم عليهما بسر فأخذهما و ذبحهما فقالت اّمهما ‪:‬‬

‫ي اللجججججججججججججججذين همجججججججججججججججا‬
‫س بجججججججججججججججابن ّ‬
‫هجججججججججججججججا مجججججججججججججججن احججججججججججججججج ّ‬
‫صجججججججججججججججججججججدف‬
‫ظى عنهمجججججججججججججججججججججا ال ّ‬ ‫كالجججججججججججججججججججججّدّرتين تشججججججججججججججججججججج ّ‬

‫ي اللجججججججججججججذين همجججججججججججججا‬
‫س بجججججججججججججا بنججججججججججججج ّ‬
‫هجججججججججججججا مجججججججججججججن احججججججججججججج ّ‬
‫سججججججججججججججججمعى و قلججججججججججججججججبي فقلججججججججججججججججبي اليججججججججججججججججوم مختطججججججججججججججججف‬

‫ي اللجججججججججججججذين همجججججججججججججا‬
‫س بجججججججججججججا بنججججججججججججج ّ‬
‫هجججججججججججججا مجججججججججججججن احججججججججججججج ّ‬
‫خي اليوم مزدهف‬ ‫خ العظام فم ّ‬ ‫مّ‬

‫] ‪[ 355‬‬

‫نّبئت بسججججججججججججججججرا و مججججججججججججججججا صججججججججججججججججّدقت مججججججججججججججججا زعمججججججججججججججججوا‬


‫من قتلهم و من الفك الذي افترقوا‬

‫ي و دخلهججا بسججر‬
‫البيات و لّما قرب بسر من مكة هرب قثم بن العّباس و كججان عامججل علج ّ‬
‫فشتم أهل مكة و أّنبهم ثّم خرج و استعمل عليها شيبة بن عثمججان و دخججل الطججايف و بججات‬
‫ل هججذا‬
‫ل بن عبد المدان و ابنه مالكا و كان عبد ا ّ‬ ‫بها و خرج منها فأتى نجران فقتل عبد ا ّ‬
‫ل بن العّبججاس ‪ ،‬ثجّم جمعهججم و قججام فيهججم و قججال ‪ :‬يججا أهججل نجججران يججا معشججر‬
‫صهرا لعبيد ا ّ‬
‫ن عليكججم بججالتي تقطججع‬
‫ل إن بلغنى عنكم ما أكره لعججود ّ‬ ‫الّنصارى و إخوان القرود أما و ا ّ‬
‫الّنسل و تهلك الحرث و تخرب الّديار ‪ ،‬و تهّددهم طويل ‪.‬‬

‫ثّم سار حّتى أتى ارحب فقتل أبا كرب و كان يتشّيع و يقال ‪ :‬إّنه سّيد من كان بالبادية مججن‬
‫ل بن العّباس و سعيد بن نمران‬ ‫همدان فقّدمه فقتله ‪ ،‬و أتى صنعاء و قد خرج عنها عبيد ا ّ‬
‫ل عليها عمر بن اراكة الّثقفي فمنع بسججرا مججن دخولهججا و قجاتله فقتلججه‬ ‫و قد استخلف عبيد ا ّ‬
‫بسر و دخل صنعاء فقتل منها قوما ‪ ،‬و أتاه وفججد مججارب فقتلهججم و لججم ينججج منهججم إلّ رجججل‬
‫واحد ‪.‬‬

‫ي فقججاتلهم و قججاتلوه فهزمهججم و قتلهججم‬


‫ثّم خرج من صنعاء و أتى أهل حيان و هم شيعة لعل ّ‬
‫قتل وزيعا ثّم رجع إلى صنعاء و قتل بها مأة شيخ من أبناء فارس ‪.‬‬

‫سلم لما قدم عليه سعيد بن نمججران الكوفججة‬ ‫ي عليه ال ّ‬


‫و روى أبي و داك قال ‪ :‬كنت عند عل ّ‬
‫لج‬
‫لج أن ل يكونججا قججاتل بسججرا ‪ ،‬فقججال سججعيد قججد و ا ّ‬‫سلم عليه و على عبيد ا ّ‬
‫فعتب عليه ال ّ‬
‫قاتلت و لكن ابن عّباس خذلني و أبى أن يقاتل ‪ ،‬و لقد خلوت به حين دنا مّنا بسر فقلت ‪:‬‬

‫ل ما لنا بهم طاقججة و‬


‫ن ابن عّمك ل يرضى مّني و منك بدون الجّد في قتالهم قال ‪ :‬ل و ا ّ‬ ‫إّ‬
‫ل ثّم قلت ‪ :‬يا أهل اليمججن مججن كججان فججي طاعتنججا و علججى‬
‫ل يدان فقمت في الّناس فحمدت ا ّ‬
‫ى ‪ ،‬فأجابني منهم عصابة فاستقدمت بهم فقاتلت قتال ضعيفا و‬ ‫ي إل ّ‬
‫بيعة أمير المؤمنين فال ّ‬
‫تفّرق الّناس عّنى و انصرفت ‪.‬‬

‫سلم أصحابه لبعث سرية في أثر بسر فتثاقلوا فقام عليه‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫قال أبو مخنف فندب عل ّ‬
‫سلم إلى المنبر ضجرا بتثاقل أصحابه عن الجهاد و مخالفتهم له في ال جّرأى فقججال عليججه‬‫ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫ال ّ‬

‫] ‪[ 356‬‬

‫) ما هي إل الكوفة أقبضها و أبسطها ( أى أتصّرف فيها كما يتصّرف النسان فججي ثججوبه‬
‫بقبضه و بسطه ‪.‬‬

‫و الكلم في معرض التحقير أي ما أصنع بتصّرفي فيها مع حقارتها ‪ ،‬و يحتمل أن يكون‬
‫المراد عدم الّتمكن الّتاّم من الّتصّرف فيها لنفاق أهلها كمن ل يقججدر علججى لبججس ثججوب بججل‬
‫ث أهلها للقتال عند طاعتهم و بالقبض القتصار‬ ‫على قبضه و بسطه ‪ ،‬أو المراد بالبسط ب ّ‬
‫على ضبطهم عند المخالفة ‪.‬‬
‫شارح البحراني ‪ :‬أقبضها و أبسطها كنايتان عن وجوه الّتصّرف فيها ‪،‬‬
‫قال ال ّ‬

‫ن الكوفة و الّتصّرف فيها بوجوه الّتصّرف حقير بالّنسبة إلى ساير البلد الججتي عليهججا‬‫أى إ ّ‬
‫الخصم فما عسى أصنع بتصّرفي فيها و ما الذي أبلغ به من دفع الخصم و مقاومته و هذا‬
‫كما يقول الّرجل في تحقير ما في يده من المال القليل إذا رام به أمرا كثيرا ‪ :‬إّنما هو هججذا‬
‫الّدنيا فما عسى أبلغ به من الغرض ‪.‬‬

‫ل أنججت ( عججد و ل مججن‬‫سلم على طريق صرف الخطاب ) فان لججم تكجوني إ ّ‬ ‫ثّم قال عليه ال ّ‬
‫الغيبة إلى الخطاب على حّد قوله ‪ :‬إّياك نعبد و إّياك نستعين ‪ ،‬يعنججي إن لججم تكججن مملكججتى‬
‫ب أعاصجيرك ( و تنبعججث منججك الراء المختلفجة و الفتجن‬ ‫ل أنت حالكونججك ) تهج ّ‬ ‫من الّدنيا إ ّ‬
‫ل ثّم تمّثل ( لجججل استصججغاره أمرهججا ) بقججول‬‫المضّله و يثور الشقاق و الّنفاق ) فقّبحك ا ّ‬
‫شاعر ‪:‬‬ ‫ال ّ‬

‫لعمجججججججججججججججر ابيجججججججججججججججك الخيجججججججججججججججر يجججججججججججججججا عمجججججججججججججججرو اننجججججججججججججججي‬


‫على و ضر من ذا الناء قليل (‬

‫تشبيها للكوفة بالوضر الباقي في الناء في حقارتها بالنسبة إلى ما استولى عليها خصججمه‬
‫من الّدنيا كحقارة الوضر بالّنسبة إلى ما يشججتمل عليججه النججاء مججن الطعججام ‪ ،‬فاسججتعار لفججظ‬
‫الناء للّدنيا و لفظ الوضر القليل للكوفة يعني إّني على بقّية من هذا المر كالوضر القليججل‬
‫في الناء ‪.‬‬

‫) ثّم ( شرع في استنفارهم إلى الجهاد ف ) قال ‪ :‬أنبئت بسرا قد اطلع على اليمن و ظهججر‬
‫ن هججؤلء القججوم ( المنججافقين القاسججطين ) سججيد الججون منكججم ( و‬
‫ل لظ ّ‬
‫على أهلها و إّني و ا ّ‬
‫يغلبون عليكم ) ب ( السباب التي توجب دولتهم و غلبتهم عليكم و هو ) اجتماعهم على‬

‫] ‪[ 357‬‬

‫ق في البلد ) و تفّرقكجم عجن حّقكجم ( و هجو الّتصجّرف‬ ‫باطلهم ( و هو الّتصّرف الغير الح ّ‬
‫ق و طاعتهم امامهم في الباطججل (‬ ‫ي المر ) و بمعصيتكم امامكم في الح ّ‬ ‫المستحق باذن ول ّ‬
‫ضالة ) و بأدائهم المانة إلى صاحبهم ( حيث لزموا بعهده‬ ‫في أوامره الباطلة و أحكامه ال ّ‬
‫و وفوا ببيعته ) و خيانتكم صاحبكم ( حيث تركتم لموارزته في القتججال و نقضججتم عهججده و‬
‫س جّر‬
‫غدرتم له ) و بصلحهم في بلدهم ( حيث راقبوا انتظام امججورهم ) و فسججادكم ( و ال ّ‬
‫ن أهججل العججراق أهججل نظججر و ذوو فطججن ثاقبجة و مججع‬
‫في جميع ذلك ما قجاله الججاحظ مججن أ ّ‬
‫طعججن‬‫الفطنة و الّنظر يكون التنقيب ‪ 1‬و البحث ‪ ،‬و مع التنقيب و البحث يكون القدح و ال ّ‬
‫شججام ذوو‬ ‫و الّترجيح بين الّرجال و الّتمييز بين الّرؤساء و اظهار عيوب المراء و أهل ال ّ‬
‫بلدة و تقليد و جمود على رأى واحد ل يرون الّنظر و ل يسألون عن مغيججب الحججوال و‬
‫شام لهججم ثجّم بججالغ عليججه‬
‫هذا هو العّلة في عصيان أهل العراق على المراء و طاعة أهل ال ّ‬
‫سلم في ذّمهم بالخيانة على سبيل الكناية و قال ‪ ) :‬فلو ائتمنت أحدكم على قعججب خشججب‬ ‫ال ّ‬
‫لج سججبحانه منهججم بقججوله ‪ ) :‬اللهجّم‬ ‫لخشب أن يذهب ( ذلك القعب ) بعلقته ( ثّم شكى إلى ا ّ‬
‫لج المنججافي‬
‫ب عججن ديججن ا ّ‬ ‫إّني قد مللتهم ( لكثرة مججا تكجّرر مّنججي المججر لهججم بالجهججاد و الجّذ ّ‬
‫لطبايعهم و المنافر عنه قلجوبهم المشجغولة بالجّدنيا و زخارفهججا و البقجاء فيهججا ) و مّلججوني (‬
‫ل سبحانه و إلى تحصيل مرضاته ليل و نهارا فلججم يزدهججم دعججوتي إ ّ‬
‫ل‬ ‫لّني دعوتهم إلى ا ّ‬
‫فرارا ) و سئمتهم و سئموني ( ‪.‬‬

‫لج فجي الخلص منهجم ثجّم بالجّدعاء عليهجم بقجوله ‪:‬‬ ‫شجكاية بالّتضجّرع إلجى ا ّ‬
‫ثّم أردف تلك ال ّ‬
‫) فأبدلني بهم خيرا منهم ( كلمة الخير هنا بمنزلتهججا فججي قججوله سججبحانه ‪ » :‬اولئك خيججر أم‬
‫جّنة الخلد « على سبيل الّتنّزل أو التحّكم أو اريد بها المعنى الوصفى بدون تفضيل و لع ّ‬
‫ل‬
‫المراد بذلك قوم صالحون ينصرونه و يوفقون لطججاعته ‪ ،‬أو مججا بعججد المججوت مججن مرافقججة‬
‫صالحين و حسن اولئك رفيقا ‪،‬‬ ‫شهداء و ال ّ‬‫ي و آله و غيره من النبياء و الصّديقين و ال ّ‬‫الّنب ّ‬
‫و تمّنيه لفوارس فراس بن غنم ربما يؤّيد الّول ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققققق ق قققق ق ق قققق ق ق قققق ققق ق‬
‫قققق ققققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 358‬‬

‫و أّما قوله ‪ ) :‬و أبدلهم بي شّرا مّني ( فرّبما استشكل صدور مثل هججذا الجّدعاء عنججه عليججه‬
‫سلم من وجهين ‪:‬‬ ‫ال ّ‬

‫شججرور الّثجاني أّنججه‬


‫أحدهما أّنه يقتضى أن يكون هو ذا شّر و قد ثبت أّنه كان منّزها عججن ال ّ‬
‫شججرور و وجججود الشججرار و اجيججب عججن الّول بججوجهين‬ ‫كيججف يجججوز أن يججدعو بوجججود ال ّ‬
‫ن صيغة افعل لم يرد بها الّتفضيل و إّنما اريد بها أصل الوصف فالمعنى أبد لهم‬ ‫أحدهما أ ّ‬
‫ي شّرا عليهججم‬ ‫نف ّ‬
‫بمن فيه شّر غيري الثانى أن يكون شّرا مّني بحسب عقايد أهل الكوفة إ ّ‬
‫و اعتقادهم أّنه ذو شّر ل يوجب كونه كذلك ‪.‬‬

‫سججلم بمججا يبججدلهم بمججن هججو شجّر منججه‬


‫ن دعائه عليه ال ّ‬ ‫و عن الّثاني بوجهين أيضا أحدهما أ ّ‬
‫ن هذا الّدعاء ربمججا يكججون مخوفججا لهججم جاذبججا‬ ‫مشتملة على مصلحة مقتضية لحسنه و هو أ ّ‬
‫ن نججزول المججر المججدعّو بججه‬‫ل سبحانه مع ما فيه مضافا إلججى مججا ذكججر مججن أ ّ‬ ‫لكثرهم إلى ا ّ‬
‫لو‬ ‫ن ابتلئهم بذلك إّنما هو لتركهم أوامر ا ّ‬ ‫عليهم بعده مّما ينّبههم على فضله و يذكرهم أ ّ‬
‫خروجهم عن طججاعته و طاعججة ولّيججه الثججانى لعّلججه إّنمججا دعججى عليهججم لعلمججه أّنججه ل يرجججى‬
‫صلحهم فيما خلقوا لجله و من ل يرجى صلحه بججل يكججون وجججوده سججببا لفسجاد الّنظججام‬
‫فعدمه أولى فيكون الّدعاء عليهم مندوبا إليه ‪.‬‬

‫و على ذلك يحمل أيضا دعاؤه بقوله ‪ ) :‬الّلهّم مث قلوبهم ( بتوارد الهّم و الغ جّم و الخججوف‬
‫سجابقين مججن‬‫سججلم بال ّ‬
‫س منججه عليججه ال ّ‬‫عليهم ) كما يماث الملح في الماء ( و ذلك الجّدعاء تجأ ّ‬
‫ب إّنججي‬
‫سلم إذ قججال ر ّ‬ ‫ل و الّدعاء عليهم كنوح عليه ال ّ‬ ‫شكاية من قومهم إلى ا ّ‬
‫النبياء في ال ّ‬
‫ل فرارا ‪ ،‬ثّم ختم بالّدعاء على مججن لججم يججرج‬ ‫دعوت قومي ليل و نهارا فلم يزدهم دعائي إ ّ‬
‫ب ل تذر على الرض من الكافرين دّيارا ‪.‬‬ ‫صلحهم بقوله ‪ :‬ر ّ‬

‫جاج بججن يوسججف ‪ ،‬و روى أّنججه‬ ‫ن اليوم الذي دعا عليهم فيه بهذا الدعاء ولد فيه الح ّ‬
‫روى إ ّ‬
‫ل اّمججة‬
‫ولد بعد ذلك اليوم بأوقات يسيرة و فعله بأهل الكوفة مشهور حّتى قيل لو جججائت كج ّ‬
‫جاج وحده لزدنا عليهم ‪.‬‬ ‫بخبيثها و فاسقها و فاجرها و جئنا بالح ّ‬

‫جاج ولدته ل دبر له فثقب له دبر و أبي‬


‫ن اّم الح ّ‬
‫و عن مروج الّذهب للمسعودي أ ّ‬

‫] ‪[ 359‬‬

‫شدى ‪.‬‬
‫أن يقبل ال ّ‬

‫و في الحديث أن ابليس تصّور لهججم بصججورة الحجارث بججن كلججدة فقجال ‪ :‬اذبحجوا لججه تيسجاو‬
‫العقوه من دمه و اطلوا به وجهه و بدنه ففعلججوا بججه ذلجك فقبججل الثجدى فلججل ذلججك كجان ل‬
‫ن أكبر ل جّذاته فججي سججفك ال جّدماء و ارتكججاب‬
‫يصبر عن سفك الّدماء و كان يخبر عن نفسه أ ّ‬
‫امور ل يقدر عليها غيره ‪.‬‬

‫و احصى من قتل بأمره سوى من قتل في حروبه فكانوا مأة ألجف و عشجرين ألفجا و وججد‬
‫في سجنه خمسون ألف رجل و ثلثون ألف امجرئة و لجم يججب علجى أحجد منهجم قتجل و ل‬
‫قطع و كان يحبس الّرجال و الّنساء في موضع واحد ل سقف له ‪ ،‬فججاذا أوى المسجججونون‬
‫شججمس رمتهججم الحجّرس بالحجججارة ‪ ،‬و كججان طعججامهم‬
‫إلى الجدران يستظّلون بها من حّر ال ّ‬
‫شعير مخلوطا بالملح و الّرماد ‪.‬‬
‫خبز ال ّ‬

‫و من أعجججب مججا روى أّنججه وجججد علججى منججبره مكتوبججا » قججل تمّتججع بكفججرك قليل إّنججك مججن‬
‫صججدور « ثجّم قججال‬
‫ل ج عليججم بججذات ال ّ‬
‫نا ّ‬ ‫أصحاب الّنار « فكتب تحته » قل موتوا بغيظكم إ ّ‬
‫ل لوددت أن لى بكم ألف فارس من بني فراس بن غنم ( و هو حجج ّ‬
‫ى‬ ‫سلم ) أما و ا ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫شجاعة حسبما اشير إليه و تمّثل بقول أبي جندب الهذلي ‪.‬‬ ‫معروف بال ّ‬

‫) هنالججججججججججججججججججك لججججججججججججججججججو دعججججججججججججججججججوت أتججججججججججججججججججاك منهججججججججججججججججججم‬


‫فوارس مثل ارمية الحميم (‬
‫و الخطاب لّم زيناغ و ضمير منهم راجع إلى بني تميم بقرينة الذي قبله و هو قوله ‪:‬‬

‫أل يججججججججججججججججججججججججججججججججججا أّم زينججججججججججججججججججججججججججججججججججاغ اقيمججججججججججججججججججججججججججججججججججي‬


‫صدور العيس نحو بني تميم‬

‫سججلم بالّتمثججل تمّنججى كججون القججوم‬


‫سيد و مقصوده عليه ال ّ‬‫و معنى البيت واضح مّما ذكره ال ّ‬
‫شججاعر فججي سججرعة‬ ‫الذين وّد كونهم عوضا عن قومه بصفة الفوارس الججذين اشججار إليهججم ال ّ‬
‫الجابة و المبادرة إلى الغاثة ‪ ،‬و مقصوده في جميع ذلك توبيخ أهل الكوفججة و تحقيرهججم‬
‫بتثاقلهم عن الجهاد ‪.‬‬

‫قال الكلبي و أبو مخنف و لّما تثاقل أصحابه عن الخروج في اثر بسر بججن ارطججاة فأجججابه‬
‫سعدي فبعثه فججي ألفيججن فشججخص إلججى البصججرة ثجّم أخججذ طريججق‬
‫إلى ذلك جارية بن قدامة ال ّ‬
‫الحجاز حّتى قدم اليمن و سأل عن بسر فقيل ‪ :‬اخذ في بلد بني تميم فقال ‪:‬‬

‫] ‪[ 360‬‬

‫أخذ في ديار قوم يمنعون أنفسهم ‪.‬‬

‫و بلغ بسرا مسير جارية فانحدر إلى اليمامة و أخذ جارية بن قدامة السير مججا يلتفججت إلججى‬
‫ل أن يرمل بعض أصحابه من ال جّزاد‬ ‫مدينة مّر بها فل أهل حصن و ل يعرج على شيء ا ّ‬
‫فيأمر أصحابه بمواساته أو يسقط بعير رجل أو تحفججى دابتججه فيججامر أصججحابه بججأن يعّقبججوه‬
‫حّتى انتهوا إلى أرض اليمن فهربت شيعة عثمان حّتى لحقوا بالجبال و اتبعهم شيعة عل ّ‬
‫ي‬
‫ل جانب و أصابوا منهم و صمد نحو بسر و بسر بين يديه يف جّر مججن‬ ‫و تداغت عليهم من ك ّ‬
‫سلم كّلها فلّما فعل به ذلك أقججام‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫جهة إلى جهة اخرى حّتى أخرجه من أعمال عل ّ‬
‫جارية بحرس نحوا مججن شججهر حّتججى اسججتراح و أراح أصججحابه و وثججب الّنججاس ببسججر فججي‬
‫طريقه لّما انصرف مججن بيججن يججدي جاريججة لسججوء سججيرته و فظججاظته و ظلمججه و غشججمه و‬
‫أصاب بنو تميم ثقل من ثقله في بلده ‪.‬‬

‫ل يا أمير المؤمنين إّني سرت فججي هججذا الجيججش أقتججل‬ ‫فلّما وصل بسر معاوية قال ‪ :‬احمد ا ّ‬
‫ل قد فعل ذلججك ل أنججت و كججان‬ ‫عدّوك ذاهبا جائيا لم ينكب رجل منهم نكبة فقال معاوية ‪ :‬ا ّ‬
‫ي عليجه‬‫الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلثين الفججا و حجرق قومججا بالّنجار روى أّنجه دعججا علج ّ‬
‫ن بسرا باع دينه بالّدنيا و انتهججك محارمججك و كججانت طاعججة‬ ‫سلم على بسر فقال ‪ :‬اللهّم إ ّ‬
‫ال ّ‬
‫مخلوق فاجر آثر عنده من عندك اللهّم فل تمته حّتى تسلبه عقله و ل توجب له رحمتك و‬
‫ل عليهججم غضجبك و لتنججزل‬ ‫ل ساعة من نهار ‪ ،‬اللهّم العن بسرا و عمروا و معاوية و ليحج ّ‬
‫بهم نقمتك و ليصبهم بأسك و زجرك ل ترّده عن القوم المجرمين ‪.‬‬
‫سججيف و يقججول ‪:‬‬ ‫ل يسرا حّتى وسوس و ذهب عقله فكان يهذي بال ّ‬ ‫فلم يلبث بسر بعد ذلك إ ّ‬
‫اعطوني سيفا اقتل به ل يزال يرّدد ذلك حّتى اّتخذ له سيف من خشب و كانوا يدنون منججه‬
‫لج و‬‫المرفقة فل يزال يضربها حّتى يغشججى عليججه فلبججث كججذلك إلججى أن مججات عليججه لعنججة ا ّ‬
‫الملئكة و الّناس اجمعين ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب آن حضرت است كه فرمود در حالتي كه بتواتر رسيد خبرها‬

‫] ‪[ 361‬‬

‫بغالب شدن أصحاب معاوية عليه الّلعنة بر شهرها و آمدند بسججوى آن حضججرت عججاملن‬
‫ل بن عّباس و سعيد بن نمران وقتيكه غالب شده بججود بججر‬
‫او كه حاكم بودند بر يمن عبد ا ّ‬
‫ايشان بسر بن أبي أرطاة ولد الّزنا ‪ ،‬پس برخواست آن حضرت بطرف منبر در حججالتي‬
‫كه تنگدل بود بجهة گرانى أصحاب خود از جهاد و بجهة مخالفت كردن ايشان با او در‬
‫رأى پس فرمود ‪:‬‬

‫نيست مملكت من مگر كوفه در حالتى كه قبض ميكنم آن را و بسط ميكنم آن را ‪ :‬يعنججي‬
‫ل تصّرف من است بحل و عقد و أمججر و نهججى و اعتمججاد نمججودن‬‫همين كوفه است كه مح ّ‬
‫بر مردمان آن در حرب و ضرب نه ساير بلد ‪ ،‬اگر نباشي اى كوفه مگر تو كه باشججى‬
‫سپر دشمن و ساز لشگر من در حالتى كه وزد گردبادهاى تو ‪،‬‬

‫پس قبيح گرداند خداى تعالى تو را ‪.‬‬

‫پس آن حضرت بجهة تحقير كوفه متمّثل شد بقول شاعر كه معنيش اينست ‪:‬‬

‫قسم بزندگانى پدر تو كه بهججتر مردمانسججت اى عمججرو بتحقيججق كججه مججن واقججع شججدهام بججر‬
‫چربي اندكي كه باقي مانده است از اين ظرف طعام ‪ ،‬يعنى كوفه در نظر من در غايت‬
‫حقارتست مانند چربى كه مىماند بعد از أكل در ظرف بعد از آن فرمودند كه ‪:‬‬

‫خبر داده شدم كه بسر بن أبي ارطاة رسيده بديار يمن و بدرستى من قسم بخججدا هججر آينججه‬
‫گمان ميكنم آن قوم را كه زود باشد كه دولت و تسلط داده شوند از قبل شما بسبب اّتفججاق‬
‫ق خود ‪ ،‬و بجهججة معصججية شججما امججام خججود را در‬
‫ايشان بر باطل خود و تفرق شما از ح ّ‬
‫امر حق و اطاعت ايشان امام خود را در امر باطل ‪ ،‬و بسبب ادا كردن ايشان امججانت و‬
‫عهد را بصاحب خودشان و خيانت كججردن شججما در امججانت ‪ ،‬و بجهججة صججلح ايشججان در‬
‫شهرهاى خود در جميع امور ملكى و فساد شما در بلد خودتان ‪ ،‬پس اگر امين گردانججم‬
‫يكى از شما را بر قدح چوبين هر آينه ميترسم كه ببرد آن را با دوال و دستهاش ‪.‬‬
‫بار خدايا بدرستيكه من تنگدل شدهام از ايشان و تنگدل شدهاند ايشججان از مججن ‪ ،‬و سججير‬
‫شدهام من از ايشان و سير شدهاند ايشان از من ‪ ،‬پس بدل كن براى من‬

‫] ‪[ 362‬‬

‫ايشان را به بهتر از ايشان ‪ ،‬و عوض كن براى ايشان مججرا بكسججي كججه مّتصججف بصججفت‬
‫شرارت بوده باشد ‪ ،‬خداوندا بگججداز بججترس و عججذاب قلبهججاى ايشججان را چنججانچه گججداخته‬
‫مىشود نمك در آب ‪ ،‬آگاه باشيد بخدا سوگند هججر آينججه دوسججت مىدارم اينكججه باشججد مججرا‬
‫بعوض شما هزار سوار از فرزندان فراس بن غنم آنجا اگججر بخججواني و آواز دهججى آينججد‬
‫بسوى تو از ايشان سواراني مثل ابرهاى تابستان با سرعت و استيل‬

‫ع عع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع عععععع ع ع‬


‫ععععععع عع ععععععع عع ععع ععععع‬

‫و هى ملتقطة من خطبة طويلة خطب بها قبل مسيره إلى الّنهروان حسججبما تطلججع عليججه و‬
‫شرحها في ضمن فصول ثلثة‬

‫ععععع ععععع‬

‫ل عليه و آله و سّلم نذيرا للعالمين ‪ ،‬و أمينا على الّتنزيل ‪،‬‬
‫ل بعث محّمدا صّلى ا ّ‬
‫نا ّ‬
‫إّ‬

‫و أنتم معشر العرب على شّر دين و في شّر دار ‪ ،‬منيخججون بيججن حجججارة خشججن و حّيججات‬
‫صّم ‪ ،‬تشربون الكدر ‪ ،‬و تجأكلون الجشجب ‪ ،‬و تسجفكون دمجآئكم ‪ ،‬و تقطعجون أرحجامكم ‪،‬‬
‫ألصنام فيكم منصوبة ‪ ،‬و الثام بكم معصوبة ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ضم إّما جمع صّماء و هى الرض الغليظجة أو جمجع‬ ‫صم ( بال ّ‬


‫) أناخ ( الّناقة أبركها و ) ال ّ‬
‫أصّم و هى الحّية الجتي ل تقبجل الّرقجى ‪ ،‬و الّرججل الصجم ل يطمجع فيجه ‪ ،‬و ل يجرّد عجن‬
‫سمع و ثقججل الذن و ) كججدر ( كججدرا و تكجّدر‬
‫ل فهو أصّم أى به انسداد ال ّ‬‫هواه ‪ ،‬و أصّمه ا ّ‬
‫نقيض صفا فهو كدر و كدر كفخذ و فخذ بكسر العين و سكونها‬

‫] ‪[ 363‬‬

‫و ) جشب ( الطعام فهو جشب و جشب أى غليظ أو بل ادم و ) المعصوبة ( المشدودة‬


‫ععععععع‬

‫صججم‬
‫و انتم معشر العرب اه جملة حالية ‪ ،‬منيخون خبر بعد خبر ‪ ،‬و حّيات صّم ان كان ال ّ‬
‫جمع صّماه فالحّيات مضافة إليها و إن كان جمع أصّم فهي صفة لها ‪،‬‬

‫و جملة تشربون و تاليها حالية أيضا ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن هذا الفصل من الخطبة وارد في بيان حال العرب فججي أّيججام الجاهلّيججة و مججا كججانوا‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫ضيق ‪ ،‬و من سوء الحال في أمججر المعججاش و المعججاد و تججذكرة‬ ‫ضنك و ال ّ‬‫عليه يومئذ من ال ّ‬
‫شججريف‬ ‫ل سبحانه به عليهم من بعججث الّرسججول فيهججم و تبججديله سججبحانه بوجججوده ال ّ‬ ‫نا ّ‬‫بما م ّ‬
‫سوء حالهم بحسن الحال في الدنيا و الخرة حيججث جعلججوا ذا رفاهّيججة و سججعة و نعمججة ‪ ،‬و‬
‫فتحوا البلد و غنموا الموال و كسروا الجيوش و فاقوا الملوك و كان لهم الذكر الباقي و‬
‫سججعادة‬
‫شرف الّثابت و اهتدوا إلى دين السلم الذي هججو طريججق دار السججلم فاكتسججبوا ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫الباقية و فازوا المقامات العالية ‪.‬‬

‫لج بعججث محّمججدا‬ ‫نا ّ‬‫سلم فججأقول ‪ :‬قججوله ‪ ) :‬ا ّ‬ ‫إذا عرفت ذلك فلنعد إلى شرح كلمه عليه ال ّ‬
‫ص الّنذارة بالّذكر و اختارها على البشججارة‬ ‫ل عليه و آله و سّلم نذيرا للعالمين ( خ ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫إذا لمقصججود فججي هججذا المقججام الّتوبيججخ للعججرب و ترقيججق قلججوبهم المشججتملة علججى الغلظججة و‬
‫ن عاّمججة الخلججق إ ّ‬
‫ل‬ ‫ن النذار أقوى في الّترقيق و الّردع ‪ ،‬و ذلججك ل ّ‬ ‫الفظاظة ‪ ،‬و ل ريب أ ّ‬
‫قليل منهم أنظارهم مقصورة على زخارف الّدنيا و شهواتها غججافلون عججن نعججم الخججرة و‬
‫شرون بها من الّنعججم الغايبججة ‪ ،‬و ل يقججابلون‬ ‫لّذاتها ‪ ،‬فل يرغبون عن الّنعم الحاضرة بما يب ّ‬
‫سججبب‬ ‫الّلذايذ الموجودة بلذايذ الموعججودة ‪ ،‬لكججون هججذه عنججدهم نقججدا و تلججك نسججيئة و كججان ال ّ‬
‫ل إّنما هو النذار و الّتخويف فاختار كونه نججذيرا علججى‬ ‫القوى في الّردع و اللتفاف إلى ا ّ‬
‫صججر فججي تبليججغ‬‫كونه بشيرا ) و ( اردفه بكونه ) أمينا على الّتنزيججل ( غيججر خججائن و ل مق ّ‬
‫آياته و ل مبّدل لكلماته ) و انتم معشر العججرب علججى شجّر ديججن ( حيججث عبججدتم الصججنام و‬
‫الوثان‬

‫] ‪[ 364‬‬

‫شركاء ) و في شّر دار ( أراد بها تهامججة أو نجججد أو البججوادي الججتي‬ ‫ل النداد و ال ّ‬
‫و اّتخذتم ّ‬
‫ل عليهم البلد ‪.‬‬
‫كانوا يسكنونها ‪ ،‬ثّم فتح ا ّ‬

‫سججره بقججوله ‪ ) :‬منيخججون ( أي‬


‫شّر مججن حيججث فسججاد أمججر معاشججهم فيهججا كمججا ف ّ‬
‫و وصفها بال ّ‬
‫ن أرض‬ ‫مقيمون ) بين حجارة خشن ( صلب ل نداوة فيها و ل نبات ) و حّيججات صجّم ( ل ّ‬
‫العرب على غلظتها و خشونتها ذات حّيات كثيرة ‪ ،‬و على الّتركيب الوصفي فالمراد بها‬
‫صوت لشّدة قّوتها ‪.‬‬
‫الحّيات التي ل تقبل العوذة و ل تنزجر بال ّ‬

‫ن حّيججات تلججك الرض علججى غايججة مججن القجّوة و حجّدة‬


‫قال البحراني ‪ :‬و وصججفها بالصجّم ل ّ‬
‫سموم لستيلء الحرارة و اليبس عليها ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫شججارح المعججتزلي ‪ :‬و يجججوز أن يعنججى بججه المجججاز و هججو الحسججن يقججال للعججداء‬‫و قججال ال ّ‬
‫صجوت و يقججال‬ ‫صماء أدهى من التي ليست بصجّماء لّنهجا ل تنزجججر بال ّ‬ ‫حّيات ‪ ،‬و الحّية ال ّ‬
‫ن غججالب ميججاه‬‫س إذا كان ألّد الخصام ) تشربون الكدر ( ل ّ‬ ‫للعدّو أيضا إّنه لحجر خشن الم ّ‬
‫سججبخة و‬ ‫العرب هو الغدران و البار أّما الغدران فأصلها ماء المطر ينزل على الودية ال ّ‬
‫القفار الملحة فيسيل حّتى يقع في تلك الغدران فيكون مّرا ملحا اجاججا ثجّم يتكجّدر و يتعّفجن‬
‫شمس عليها و تأّثره بها و أّما البار فمضججافا إلججى وقججوع مججاء‬ ‫من طول الّزمان و وقوع ال ّ‬
‫المطر الموصوف فيها رّبما تنزل العشاير حولها و ينيخون أباعرهم هنالك فيثور الّريججاح‬
‫البار » أبوال ظ « الباعر و أرواثها و ساير كثافات القوم بعد ارتحالهم من ذلججك المكججان‬
‫حّتى تقع على تلك البار فيكون مياهها كثيفا كدرا ‪.‬‬

‫و ربما امسكنا عن شرب الماء و صبرنا على العطش يوما أو يججومين فججي مسججافرتنا إلججى‬
‫ل شرفا لما شاهدناه من كثافة تلك المياه بما يتنّفر عنه الطبع مع كججون سججفرنا‬ ‫مّكة زادها ا ّ‬
‫سججكنجبين و سججاير الشججربة الججتي كججانت‬ ‫شتاء و رّبما كّنا نشرب عوض المججاء ال ّ‬ ‫في أّيام ال ّ‬
‫ب مججن حيججوان ‪ ،‬و بعضججهم يخلججط‬ ‫معنا ) و تأكلون الجشب ( فاّنك تجد عاّمتهم يأكل مججا ذ ّ‬
‫شعير بنوى الّتمر و يطحنها و يّتخذ منها خبزا‬ ‫ال ّ‬

‫] ‪[ 365‬‬

‫قيل ‪ :‬كانت العرب لم تعرف طّيبات الطعمة إّنما كان طعامهم اللحم يطبخ بالماء و الملح‬
‫حّتى أدرك معاوية فاّتخذ ألوان الطعمة قال أبو بججردة ‪ :‬كججانوا يقولججون ‪ :‬مججن أكججل الخججبز‬
‫سمن ‪ ،‬فلّما فتحنا خيبرا جهضناهم عن خبزهم فقعدت عليه آكل و أنظر في اعطجافي هجل‬
‫سمنت ‪.‬‬

‫و قال خالد بن عمير العددي ‪ :‬شهدت فتح الملة فاصبنا سفينة مملّوة جوزا فقججال رجججل ‪،‬‬
‫ما هذه الحجارة ؟ ثّم كسر واحدة فقال ‪ :‬طعام طّيججب و قججال بعضججهم ‪ :‬أصججابوا جربججا مججن‬
‫الكافور فخالوها الملح فجذاقوه فقجالوا ل ملوحجة لهجذا الملجح ففطجن نجاس مجن أهجل الخجبرة‬
‫ي خبز عليه‬ ‫فجعلوا يعطونهم جرابا من ملح و يأخذون جرابا من الكافور و قدم إلى أعراب ّ‬
‫لحم فأكل اللحم و ترك الخبز و قال ‪ :‬خذ الطبق و كججان بنججو أسججد يججأكلون الكلب و لججذلك‬
‫قال الفرزدق ‪:‬‬
‫ي جججججججججججججججججججججججججاع يومججججججججججججججججججججججججا ببلججججججججججججججججججججججججدة‬
‫إذا اسججججججججججججججججججججججججد ّ‬
‫و كان سمينا كلبه فهو آكله‬

‫و قال بعضهم نزلت برجل فأضافني فأتى بحّيججة مشججوية شجّواها فأطعمنيهججا ثجّم أتججى بمججاء‬
‫منتن فسقانيه فلّما أردت الرتحال قال ‪ :‬أل قمت لطعام طّيب و ماء نمير ؟‬

‫شعر المحلوق فيجعله في جفنة من الّدقيق ثّم يأكله مججع مججا فيججه مججن‬
‫و كان أحدهم يتناول ال ّ‬
‫القمل قال شاعرهم ‪:‬‬

‫بنجججججججججججججججججججي أسجججججججججججججججججججد ججججججججججججججججججججائت بكجججججججججججججججججججم قمليجججججججججججججججججججة‬


‫بها باطن من داء سوء و ظاهره‬

‫بو‬
‫و من طعامهم الفظ و هو ماء الكرش و قيل لعرابي ‪ :‬ما تأكلون ؟ فقال ‪ :‬نأكل مججا د ّ‬
‫درج إل أّم جبين فقال ‪:‬‬

‫ن ام جبين العافية و قال أبو نواس ‪:‬‬


‫لته ّ‬

‫و ل تأخججججججججججججججججججججججذ عججججججججججججججججججججججن العججججججججججججججججججججججراب طعمججججججججججججججججججججججا‬


‫و ل عيشا فعيشهم جديب‬

‫ل فاخرات متاعنا‬
‫ل ل يأكل إ ّ‬
‫و كان روبة يأكل الفار فقيل ‪ :‬لم ل تستقذره ؟ فقال ‪ :‬هو و ا ّ‬
‫‪.‬‬

‫و بنو تميم يعّيرون بأكل الضب قال أبو نواس في هجوهم ‪.‬‬

‫إذا مججججججججججججججججججججججججا تميمججججججججججججججججججججججججي أتججججججججججججججججججججججججاك مفججججججججججججججججججججججججاخرا‬


‫فقل عّد عن ذا كيف أكلك للض ّ‬
‫ب‬

‫] ‪[ 366‬‬

‫قال الصمعي دنوت من بعض الخبية في البادية فسقيت لبنا في إناء فلّما شربته قلت هل‬
‫ل إناء » الناء « نظيفا ؟ فقيل ‪ :‬نعم نأكل منجه فجي الّنهجار و نبجول فيجه بالّليجالي‬ ‫كان هذا إ ّ‬
‫لج و لعججن هججذه النظافججة ) و‬ ‫فاذا أصبحنا سقينا فيه الكلب فلحسججه و نقججاه ‪ ،‬فقلججت ‪ :‬لعنججك ا ّ‬
‫ن القتججل و الغججارة كججان شججعار العججرب فججي أّيججام‬
‫تسفكون دمائكم و تقطعون أرحججامكم ( فججا ّ‬
‫ن الوالد رّبما كان يقتل ولده و بالعكس قال سبحانه ‪:‬‬ ‫الجاهلّية حّتى أ ّ‬

‫ي ذنب قتلججت « قججال ابججن عّبججاس المججرأة إذا حججان وقججت ولدتهججا‬
‫» و إذا الموؤدة سئلت بأ ّ‬
‫حفرت حفرة و قعدت على رأسها فان ولدت بنتا رمت بها في الحفرة و إن ولججدت غلمججا‬
‫حبسته ) الصنام فيكم منصوبة و الثام بكم معصوبة ( استعار لفظ العصب للزوم الثججام‬
‫لهم في تلك الحال‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب آن حضرت است در بيان حال عرب در أّيام جاهليت ميفرمايد بدرسججتى‬
‫ل ج را در حججالتى كججه ترسججاننده‬
‫كه خداوند سبحانه و تعالى مبعوث فرمود محّمد بن عبد ا ّ‬
‫بود عالميان را از بدى افعال ايشان ‪ ،‬و امين بود بر آنچه نازل ميشد بر او ميرسانيد آن‬
‫را بدون زياده و نقصان و حال آنكجه شجما جمجاعت عجرب بجر بجدترين ديجن بوديجد و در‬
‫بدترين خانها مقيم بوديد ‪ ،‬در ميان سنگهاى درشت و مارهججاى بججا شججدت و صججلبت در‬
‫حججالتى كججه مىآشججاميديد آبهججاى ناصججاف را و مىخورديججد طعججام غليججظ و بججي ادام را و‬
‫مىريختيد خونهاى يكديگر را و قطججع مىكرديججد خويشججان خودتججان را ‪ ،‬بتججان در ميججان‬
‫شما نصب كرده شده بودند و گناهان بر شما بسته گرديده ‪.‬‬

‫ععععع عععععع عععع‬

‫ل أهل بيتي ‪ ،‬فضننت بهم عن الموت ‪،‬‬


‫فنظرت فإذا ليس لي معين إ ّ‬

‫شجى ‪ ،‬و صبرت على أخذ الكظم ‪ ،‬و على أّمر‬


‫و أغضيت على القذى ‪ ،‬و شربت على ال ّ‬
‫من طعم العلقم ‪.‬‬

‫] ‪[ 367‬‬

‫ععععع‬

‫ضنة و هو البخل و ) اغضيت ( علججى‬ ‫) ضننت ( بكسر الّنون و يروى بالفتح أيضا من ال ّ‬
‫كذا اطبقت عليه جفنى و ) القذى ( مججا يقججع فججي العيججن مججن تبججن و نحججوه يججوجب اذيتهججا و‬
‫شجى ( ما اعترض في الحلق من نشب و عظم و قججد مجّر هججذان اللفظججان فججي الخطبججة‬ ‫) ال ّ‬
‫شقشقّية و ) أخذ بكظمه ( محّركة و هو مجرى نفسه و ) العلقم ( شجججر بججالغ المججرارة و‬ ‫ال ّ‬
‫ل مّر ‪.‬‬
‫يقال في العرب على ك ّ‬

‫ععععععع‬

‫كلمة إذا في قوله ‪ :‬فاذا ليس لي معين ‪ ،‬للظرف ‪ ،‬و الّتنوين عوض عن الجملة المضججاف‬
‫إليها اى فنظرت فاذ غصبوني حّقى ليس لي معين ‪ ،‬و كلمة على في الموارد الربعة إّما‬
‫ن رّبججك لججذو مغفججرة للّنججاس علججى‬
‫للستعلء المجازي أو بمعنى مع على حّد قججوله ‪ » :‬و إ ّ‬
‫ظلمهم « و أمّر صفة لموصوف محذوف ‪.‬‬
‫عععععع‬

‫ن هذا الفصل من كلمه حكاية لحاله الذي كان هو عليه بعد ارتحال الّرسول صجّلى‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫ق الذي كان لججه‬ ‫ل عليه و آله و سّلم و ما جرى عليه من الظلم و الجور في اغتصاب الح ّ‬ ‫ا ّ‬
‫سلم فكأّنه يقول ‪ :‬إّنهم بعد غصبهم للخلفة تفّكرت في أمر المقاومة و الّدفاع عججن‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ل أهججل بيججتي ( و‬ ‫هذا المر الذي كنت أولى به ) فنظرت فاذا ليس لي معيججن ( يعيننججي ) إ ّ‬
‫هم كانوا قليلين غير مقاومين للمخالفين ) فضننت بهم عن الموت ( لعلمي بأّنهم لو قججاتلوا‬
‫لقتلوا ) و ( لّما علمت عدم حصول المقصود بهؤلء الّنفر ) أغضيت ( و أطبقت جفججوني‬
‫شجججى‬ ‫شججرب علججى القججذى و ال ّ‬ ‫) على القذى و شربت على الشجى ( و كّنى الغضججاء و ال ّ‬
‫عن تحمله على المور التى يصعب الّتحمل عليهجا لصجعوبتها و شجّدتها و ألمهجا و أذّيتهجا‬
‫كما يشهد به قوله ‪ ) :‬و صبرت على أخذ الكظم و على ( امور ) امجّر مججن طعججم العلقججم (‬
‫ن فيها اللم الّنفساني و في العلقم اللم البدني‬
‫لشّدة مرارتها من حيث إ ّ‬

‫] ‪[ 368‬‬

‫ن تركه مطالبتهججا لججم‬ ‫ص على أ ّ‬‫ن هذا الكلم منه صريح في اغتصاب الخلفة و ن ّ‬ ‫و اعلم أ ّ‬
‫يكن من رغبججة و اختيججار ‪ ،‬و إّنمججا كججان جججبرا و اضججطرارا ‪ ،‬و قججد اشججرنا إلججى ذلججك فججي‬
‫سقيفة الّدالة على انتحال الخلفة من طرق‬ ‫شقشقّية و ذكر ناثّمة أخبار ال ّ‬
‫مقّدمات الخطبة ال ّ‬
‫صجريحة فجي ذلجك مّمجا رواهجا‬ ‫صة ‪ ،‬و المقصود الن ذكر بعجض الخبجار العامّيجة ال ّ‬ ‫الخا ّ‬
‫جة و أقوى استنادا فأقول ‪:‬‬ ‫شارح المعتزلي عن رواتهم ‪ ،‬لّنه أثبت ح ّ‬ ‫ال ّ‬

‫شججيعة و قججد قججال قججوم مججن‬


‫سقيفة فالذي تقججول ال ّ‬ ‫صة ال ّ‬
‫شارح ‪ :‬اختلفت الّروايات في ق ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫سلم امتنع من البيعة حّتى اخرج كرهججا ‪،‬‬ ‫ن علّيا عليه ال ّ‬
‫المحّدثين بعضه ورود كثير منه أ ّ‬
‫ل علّيا ‪ ،‬و كججذلك أبججو سججفيان بججن‬ ‫ن الّزبير بن العوام امتنع من البيعة و قال ‪ :‬ل ابايع إ ّ‬ ‫وأّ‬
‫حرب و خالد بن سعيد بن العاص بن امّية بن عبد شمس و عباس بن عبد المطلب و بنوه‬
‫ن الّزبير شهر سيفه‬ ‫و أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب و جميع بني هاشم و قالوا ‪ :‬إ ّ‬
‫فلّما جاء عمر و معه جماعة من النصار و غيرهم قال فى جملججة مججا قججال ‪ :‬خججذوا سججيف‬
‫سيف من يد الّزبير فضرب به حجرا فكسره و‬ ‫هذا فاضربوا به الحجر و يقال ‪ :‬إّنه اخذ ال ّ‬
‫ي وحججده فججإّنه‬
‫ل علج ّ‬‫ساقهم كّلهم بين يديه إلى أبي بكر فحملهججم علججى بيعتججه و لججم يتخلججف إ ّ‬
‫اعتصم ببيت فاطمة فتحاموا إخراجه منه قسججرا و قججامت فاطمججة عليهججا السججلم إلججى بججاب‬
‫البيت فاسمعت من جاء يطلبه فتفّرقوا و علموا أّنه بمفرده ل يضّر شججيئا فججتركوه و قيججل ‪:‬‬
‫إّنهم أخرجوه فيمن اخرج و حمل إلى أبي بكر فبايعه ‪ ،‬و قججد روى أبججو جعفججر محّمججد بججن‬
‫جرير الطبري كثيرا من هذا فأّما حديث الّتحريق و ما جرى مجراه من المججور الفظيعججة‬
‫و قول من قال ‪:‬‬
‫شججيعة منفججرد بججه علججى أ ّ‬
‫ن‬ ‫إّنهم اخذوا علّيا يقجاد بعمججامته و الّنججاس حججوله فججأمر بعيججد ‪ ،‬و ال ّ‬
‫جماعة من أهل الحديث قد رووا نحوه و سنذكر ذلك ‪.‬‬

‫ن النصار لّما فاتها ما فاتها ما طلبت من الخلفة قالت أو قال بعضها‬


‫و قال أبو جعفر إ ّ‬

‫] ‪[ 369‬‬

‫ي بن عبد الكريججم المعججروف بججابن الثيججر الموصججلي‬


‫ل علّيا ‪ ،‬و ذكر نحو هذا عل ّ‬
‫ل نبايع إ ّ‬
‫في تاريخه ‪.‬‬

‫ل أهل بيتي فضننت بهججم عججن المججوت ‪ ،‬فقججول مجا زال عليججه‬ ‫فاّما قوله ‪ :‬لم يكن لي معين إ ّ‬
‫لج عليججه و آلججه و سجّلم قججال ‪ :‬لججو‬
‫ل صجّلى ا ّ‬
‫سلم يقوله ‪ :‬و لقد قاله عقيب وفات رسول ا ّ‬‫ال ّ‬
‫وجدت أربعين ذوي عزم ذكر ذلك نصر بن مزاحم في كتججاب صجّفين و ذكججره كججثير مججن‬
‫سيرة ‪.‬‬
‫أرباب ال ّ‬

‫و أّما الذي يقوله جمهور المحّدثين و أعيانهم فاّنه امتنع من البيعة سّتة اشججهر و لججزم بيتججه‬
‫فلم يبايع حّتى ماتت فاطمة فلّما ماتت بايع طوعا و في صججحيحي مسججلم و بخججاري كججانت‬
‫وجوه الّناس إليه و فاطمة عليها السلم لما تمت » ماتت ظ « بعد فلّما ماتت فاطمة عليها‬
‫السلم انصرفت وجوه الناس عنه و خرج من بيته فبايع أبا بكر و كججانت مجّدة بقائهججا بعججد‬
‫سلم سّتة أشهر قال ‪ :‬و روى أحمد بن عبد العزيز قال ‪ :‬لمّججا بويججع‬ ‫صلة و ال ّ‬‫أبيها عليه ال ّ‬
‫سجلم و هججو‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫لبي بكر كان الّزبير و المقداد يختلفان في جماعة من الّناس إلى عل ّ‬
‫في بيت فاطمة فيتشاورون و يججتراجعون امججورهم فخججرج عمججر حّتججى دخججل علججى فاطمججة‬
‫ب إلينججا مججن أبيججك ‪ ،‬و مججا‬
‫ل ما من أحد من الخلق أح ّ‬ ‫سلم و قال ‪ :‬يا بنت رسول ا ّ‬ ‫عليها ال ّ‬
‫ب إلينا منك بعد أبيك ‪،‬‬
‫من أحد أح ّ‬

‫ل ما ذاك بما نعي ان اجتمع هؤلء الّنفر عندك ان امر بتحريق الججبيت عليهججم فلّمججا‬ ‫و أيم ا ّ‬
‫ل إن عدتم ليحرقججن عليكججم‬ ‫ن عمر جائني و حلف لي با ّ‬ ‫خرج عمر جاؤها فقالت تعلمون أ ّ‬
‫ل ليمضين لما حلف له فانصرفوا عّنا راشدين فلم يرجعوا إلى بيتها و ذهبوا‬ ‫البيت و أيم ا ّ‬
‫سججلم ‪ :‬و عهججدك‬ ‫ي عليججه ال ّ‬‫و بايعوا لبي بكر قال ‪ :‬و من كتاب معاوية المشهور إلى عل ج ّ‬
‫أمس تحمل قعيدة بيتك ليل على حمار و يداك في يدي ابنيك الحسن و الحسين يججوم بويججع‬
‫ل دعججوتهم إلججى نفسججك و مشججيت إليهججم‬ ‫سججوابق إ ّ‬
‫أبو بكر فلم تججدع أحججدا مججن أهججل بججدر و ال ّ‬
‫ل فلججم يجبججك منهججم إ ّ‬
‫ل‬ ‫بامرئتك و أوليت إليهم بابنيك و استنصرتهم على صاحب رسول ا ّ‬
‫أربعة أو خمسة ‪ ،‬و لعمري لو كنت محّقا لجابوك ‪ ،‬و لكّنك اّدعيت بججاطل و قلججت مججا ل‬
‫يعرف و رمت ما ل يدرك ‪ ،‬و مهما نسيت فل أنسى قولك لبي سفيان لّما حّر كك‬

‫] ‪[ 370‬‬
‫و هّيجك ‪ :‬لو وجدت أربعين ذوي عزم لنا هضت القوم فما يوم المسججلمين منججك بواحججد و‬
‫روى أيضا من كتاب أحمد بن عبد العزيز الجوهري عن حباب بن يزيججد عججن جريججر بججن‬
‫ي فلّما بويع أبو‬
‫المغيرة أن سلمان و الّزبير و النصار كان هواهم أن يبايعوا علّيا بعد الّنب ّ‬
‫بكر قال سلمان ‪ :‬أصبتم الحيرة و أخطأتم المعدن ‪.‬‬

‫و عن حبيب بن أبي ثابت قال ‪ :‬قال سلمان يجومئذ ‪ :‬أصججبتم ذا ألسجن منكجم و خجالفتم أهجل‬
‫بيت نبّيكم لو جعلوها فيهم ما اختلف عليكجم اثنجان و لكلتموهجا رغجدا و روى أيضجا عجن‬
‫سلم عن بيعة أبي بكر و اشتّد‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫غسان بن عبد الحميد قال ‪ :‬لّما اكثر في تخّلف عل ّ‬
‫عمر و أبو بكر عليه في ذلك خرجت أّم مسطح بن اثاثة فوقفت عند القبر و قالت ‪:‬‬

‫كججججججججججججججججانت امججججججججججججججججور و انبججججججججججججججججاء و انبثججججججججججججججججة » هنبثججججججججججججججججة «‬


‫لججججججججججججججو كنججججججججججججججت شججججججججججججججاهدها لججججججججججججججم تكججججججججججججججثر الخطججججججججججججججب‬

‫إّنججججججججججججججججججججججا فقججججججججججججججججججججججدناك فقججججججججججججججججججججججد الرض و ابلهججججججججججججججججججججججا‬


‫ل قومك فاشهدهم و ل تغب‬ ‫و اخت ّ‬

‫و من كتاب الجوهري أيضا عن أبي السود قال ‪ :‬غضب رجال من المهاجرين في بيعججة‬
‫سججلح فجججاء‬ ‫ي و الّزبيججر فججدخل بيججت فاطمججة معهمججا ال ّ‬
‫أبي بكر بغير مشورة و غضب عل ّ‬
‫عمر في عصابة منهم اسيد بن حصين و سلمة بن سلمة بن وقججش و همججا مججن بنججي عبججد‬
‫ي و الّزبير فضربوا بهما الجدار حّتى‬ ‫الشهل فصاحت فاطمة و ناشدتهم فأخذوا سيفي عل ّ‬
‫كسروهما ثّم أخرجهما عمر يسوقهما حّتى بايعا ثّم قام أبججو بكججر فخطججب الّنججاس و اعتججذر‬
‫ل ج مججا حرصججت‬ ‫ل شّرها و خشيت الفتنججة و أيججم ا ّ‬ ‫ن بيعتى كانت فلتة وقى ا ّ‬
‫إليهم و قال ‪ :‬إ ّ‬
‫ن اقوى الّنججاس عليججه‬ ‫يوما قط و لقد قلدت أمرا عظيما ما لى به طاقة و ل يدان و لوددت ا ّ‬
‫مكاني ‪ ،‬و جعل يعتذر إليهم فقبل المهاجرون عذره ‪ ،‬إلى آخر ما رواه ‪.‬‬

‫ن ثابت بن قيس بن شماس كان مع الجماعة الذين حضججروا‬ ‫و قد روى باسناد آخر ذكره أ ّ‬
‫سلم ‪ ،‬و ثابت هذا أخو بني الحرث ابن الخزرج ‪.‬‬
‫مع عمر في بيت فاطمة عليها ال ّ‬

‫ن محّمدا هو الججذي كسججر سججيف الّزبيججر و‬


‫ن محّمد بن مسلمة كان معهم و أ ّ‬‫و روى أيضا أ ّ‬
‫ي و الّزبير‬
‫عن سلمة بن عبد الّرحمن قال ‪ :‬لّما جلس أبو بكر على المنبر كان عل ّ‬

‫] ‪[ 371‬‬

‫و ناس من بني هاشم في بيت فاطمة ‪ ،‬فجاء عمر إليهم فقال ‪ :‬و الذي نفسي بيده لتخرجنّ‬
‫ن البيت عليكم ‪ ،‬فخرج الّزبير مصلتا سيفه فاعتنقه رجل من النصار‬ ‫إلى البيت أو لتحرق ّ‬
‫سججيف فصججاح بججه أبججو بكججر و هججو علججى المنججبر ‪:‬‬
‫ق بججه فبججدو ) فبججدر ( ال ّ‬
‫و زياد بن لبيد فد ّ‬
‫ضربة و يقال هججذه ضججربة‬ ‫اضرب به الحجر قال أبو عمرو ‪ :‬فلقد رأيت الحجر فيه تلك ال ّ‬
‫لج بهججم قججال ‪ :‬فخرجججوا إليججه بعججد ذلججك‬
‫سيف الّزبير ثجّم قججال أبججو بكججر ‪ :‬دعججوهم فسججيأتي ا ّ‬
‫فبايعوه ‪.‬‬

‫ن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيججت فاطمججة‬ ‫و قد روى الجوهرى في رواية اخرى أ ّ‬
‫سلم و المقداد بن السود أيضا و أّنهم اجتمعوا إلى أن يبججايعوا علّيججا فأتججاهم عمججر‬ ‫عليها ال ّ‬
‫سيف و خرجت فاطمة تبكججى و تصججيح فنهنهججت‬ ‫ليحرق عليهم البيت فخرج إليه الّزبير بال ّ‬
‫من الناس و قالوا ليس عندنا معصججية و ل خلف فججي خيججر اجتمججع عليججه الّنججاس ‪ ،‬و إّنمججا‬
‫ن الّناس ‪.‬‬‫اجتمعنا لنؤّلف القرآن في مصحف واحد ثّم بايعوا أبابكر فاستمّر المر و اطمئ ّ‬

‫ل بن موسى بن عبد الّ‬ ‫و قد روى الجوهري أيضا عن داود بن المبارك قال ‪ :‬أتانا عبد ا ّ‬
‫ج في جماعة فسألناه عن مسائل‬ ‫ي بن أبي طالب و نحن راجعون من الح ّ‬ ‫بن الحسن بن عل ّ‬
‫لج بجن‬
‫و كنت احد من سأل فسألته عن أبي بكر و عمر فقال ‪ :‬اجيبك بما أججاب بججه عبجد ا ّ‬
‫ي مرسل فماتت و هي غضججباء‬ ‫الحسن فإّنه سئل عنهما فقال ‪ :‬كانت فاطمة صّديقة ابنة نب ّ‬
‫على قوم فنحن غضاب لغضبها ‪.‬‬

‫سججلم عججن ابججن عّبججاس قججال ‪:‬‬


‫و روى أيضا بإسناده عن جعفر بن محّمد عن أبيه عليهما ال ّ‬
‫ل ج إل أّنججا‬
‫ل أن كان صاحبك أولى الّناس بالمر بعد وفات رسججول ا ّ‬ ‫قال لي عمر ‪ :‬أّما و ا ّ‬
‫طلججب‬ ‫خفناه على اثنتين ‪ ،‬قلت ‪ :‬ما هما ؟ قال ‪ :‬خشيناه على حداثة سّنه و حّبه بني عبد الم ّ‬
‫‪.‬‬

‫سججلم و قججد‬
‫ي عليججه ال ّ‬
‫شعبي قال ‪ :‬سأل أبو بكر و قال اين الّزبير ؟ فقيل ‪ :‬عند علج ّ‬
‫و عن ال ّ‬
‫تقّلد سيفه فقال ‪ :‬قم يا عمر يا خالد بن الوليد انطلقا حّتى تأتياني بهما فانطلقا فججدخل عمججر‬
‫سيف ؟‬ ‫و قام خالد على باب البيت من خارج فقال عمر للّزبير ‪ :‬ما هذا ال ّ‬

‫] ‪[ 372‬‬

‫فقال ‪ :‬نبايع علّيا ‪ ،‬فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره ثّم أخجذ بيجد الّزبيجر فأقجامه ثجمّ‬
‫ي ‪ :‬قم فبايع لبي بكر فتلكاء و احتبس فأخذ‬ ‫دفعه و قال ‪ :‬يا خالد دونكه فامسكه ثّم قال لعل ّ‬
‫بيده و قال ‪ :‬قم فأبى أن يقوم فحمله و دفعجه كمججا دفججع الّزبيجر فجاخرجه و رأت فاطمججة مجا‬
‫صنع بهما فقامت على باب الحجرة و قالت ‪ :‬يا ابا بكر ما أسرع ما اغرتم على أهل بيت‬
‫ل ‪ ،‬إلى آخر ما رواه ثم قججال الشججارح و اعلججم‬ ‫ل ل أتكّلم عمر حّتى ألقى ا ّ‬‫ل‪،‬وا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ن الثار و الخبار في هذا الباب كثيرة و من تأّملها و أنصف علم أّنه لم يكن هناك نج ّ‬
‫ص‬ ‫أّ‬
‫شكوك و ل يتطّرق إليه الحتمالت كمججا تزعججم المامّيججة ‪،‬‬ ‫صريح مقطوع به ل تختلجه ال ّ‬
‫ص الغدير و ل خبر المنزلججة و‬ ‫ص نصا صريحا جلّيا ليس بن ّ‬ ‫ن الّرسول ن ّ‬‫فاّنهم يقولون ‪ :‬إ ّ‬
‫ص عليججه بالخلفججة و‬‫ل ما شابههما من الخبار الواردة من طرق العاّمة و غيرها ‪ ،‬بل نج ّ‬
‫بامرة المؤمنين و أمر المسلمين أن يسّلموا عليه بذلك فسلموا عليه بها ‪ ،‬و صّرح لهم فججي‬
‫سمع و الطاعة له ‪.‬‬
‫كثير من المقامات بأّنه خليفة عليهم من بعده و أمرهم بال ّ‬

‫ل يعلم قطعا أّنججه لججم يكججن‬


‫ن المنصف إذا سمع ما جرى لهم بعد وفات رسول ا ّ‬ ‫و ل ريب أ ّ‬
‫ص ‪ ،‬و لكن قد يسبق إلى الّنفوس و العقول أّنه قد كججان هنججاك تعريججض و تلويججح و‬‫هذا الن ّ‬
‫كناية و قول غير صريح و حكم غير مثبوت ‪ ،‬و لعّله كان يصّده عن الّتصريح بذلك أمر‬
‫ل تعالى في ذلك ‪.‬‬
‫يعلمه و مصلحة يراعيها و وقوف مع إذن ا ّ‬

‫ى من البيعة حّتى اخرج على الوجه الذي اخرج عليه فقد ذكججره المح جّدثون‬ ‫فاّما امتناع عل ّ‬
‫سير و قد ذكرنا ما قاله الجوهري في هذا الباب و هو من رجال الحججديث و مججن‬ ‫و رواه ال ّ‬
‫الثقات المأمونين ‪ ،‬و قد ذكر غيره من هذا الّنحو ما ل يحصى كثرة فأّما المججور الشججنيعة‬
‫سججوط‬
‫شيعة من إرسال قنفججذ إلججى بيججت فاطمججة و اّنججه ضججربها بال ّ‬
‫المستهجنة التي يذكرها ال ّ‬
‫فصار في عضدها كالدملج و بقى اثره إلى ان ماتت ‪ ،‬و ان عمججر ضججغطها بيججن البججاب و‬
‫ل و القت جنينا ميتا ‪،‬‬ ‫الجدار فصاحت يا ابتاه يا رسول ا ّ‬

‫ل و فاطمة خلفه تصرخ بالويل و الّثبور ‪،‬‬


‫ي حبل يقاد به و هو يعت ّ‬
‫و جعل في عنق عل ّ‬

‫] ‪[ 373‬‬

‫ن علّيا لّما احضر سألوه البيعة فامتنع فهّدد بالقتججل‬ ‫و ابناه حسن و حسين معهما يبكيان و أ ّ‬
‫لج‬
‫ل فنعم و أّما أخججو رسججول ا ّ‬ ‫ل فقالوا أّما عبد ا ّ‬
‫ل و أخا رسول ا ّ‬ ‫فقال ‪ :‬إذن تقتلون عبدا ّ‬
‫فل ‪ ،‬و أّنه طعن في أوجههم بالّنفاق و سطر صحيفة الغدر التي اجتمعوا عليها ‪ ،‬و بججأّنهم‬
‫ل ليلة العقبة ‪ ،‬فكّله ل أصل له عند أصحابنا و ل يثبته أحد‬ ‫أرادوا أن ينفروا ناقة رسول ا ّ‬
‫شيعة بنقله انتهى ‪.‬‬
‫منهم و ل رواه أهل الحديث و ل يعرفونه و إّنما هو شيء تنفرد ال ّ‬

‫صجريح الججذي ل يحتمججل‬ ‫شارح كيف ينكر وجود الّنججص ال ّ‬ ‫ل العجب من ال ّ‬


‫أقول و العجب ك ّ‬
‫ق أمير المؤمنين‬ ‫ل في ح ّ‬ ‫الّتأويل مع وجود الّنصوص التي رواها هو و غيره من رسول ا ّ‬
‫صججريحة فججي الخلفججة ‪،‬‬ ‫ي و ما شابهها من اللفاظ ال ّ‬‫ي و الول ّ‬‫بأّنه المام و الخليفة و الوص ّ‬
‫و قد مضت شطر منها في مقّدمات الخطبة الشقشقّية و يأتي كثير منهججا فججي مواقعهججا بعججد‬
‫ل‪.‬‬
‫ذلك انشاء ا ّ‬

‫شيطان و أنساه ذكر رّبه ‪،‬‬


‫و أّما عدم إفادتها للقطع عند من استحوذ عليه ال ّ‬

‫شكوك فل غرو فيه‬


‫شبهات و ال ّ‬
‫و كان قلبه مشوبا بال ّ‬

‫إذا لجججججججججججججججججم يكجججججججججججججججججن للمجججججججججججججججججرء عيجججججججججججججججججن صجججججججججججججججججحيحة‬


‫صبح مسفر‬ ‫فل غرو أن يرتاب و ال ّ‬
‫و أعجب من ذلك أّنه مع روايتجه لتلجك الخبجار و تصجحيحه لهجا و حكمجه بوثاقجة روانهجا‬
‫ن هججذه الخبججار كمججا‬
‫ن أمير المؤمنين ترك المر إليهججم اختيججارا و طوعججا ‪ ،‬مججع أ ّ‬‫يقول ‪ :‬إ ّ‬
‫ل كرهججا و إجبججارا و‬‫ن خروجه من بيته و بيعته لبي الفصيل لم يكن إ ّ‬ ‫ترى صريحة في أ ّ‬
‫ل عجزا ل اختيارا ‪.‬‬ ‫ترك المقاومة لهم لم يكن إ ّ‬

‫شججيعة مججع روايججة‬


‫ثّم ل أدرى أّنه كيف ينكر حديث الّتحريق و يزعم أّنه مّما انفردت بججه ال ّ‬
‫الجوهري له و كونه من الّثقات المأمونين عنده ‪.‬‬

‫شججيعة منهججم إبراهيججم ابججن سججعيد‬


‫و قد رواه غير واحد من رواتهم أيضا مطابقا لما روته ال ّ‬
‫الثقفي قال ‪ :‬حّدثنا أحمد بن عمرو البجلي قال ‪ :‬حّدثنا أحمد بن حبيب العاملي عججن أبيعبججد‬
‫سججلم حّتججى راى‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ل ما بايع عل ّ‬ ‫سلم قال ‪ :‬و ا ّ‬
‫صادق عليه ال ّ‬
‫ل جعفر بن محّمد ال ّ‬
‫ا ّ‬
‫شافي ‪.‬‬
‫الّدخان قد دخل عليه بيته ‪ ،‬رواه المرتضى في ال ّ‬

‫] ‪[ 374‬‬

‫و فيه أيضا عن البلدري عن مسلمة بن محارب عن سليمان الّتميمي عججن أبججي عججون أن‬
‫ي فلم يبايع فجاء عمر و معه قبس فتلقججاه فاطمججة علججى البججاب فقججال ‪:‬‬
‫أبا بكر ارسل إلى عل ّ‬
‫ي عليججه‬
‫يابن الخطاب أتراك محرقا ؟ قال ‪ :‬نعم و ذلك أقوى فيما جاء به أبوك و جججاء عل ج ّ‬
‫سلم فبايع ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫شيعة من طرق كثيرة و إّنما‬ ‫سيد ) ره ( عقيب هذا الحديث ‪ :‬و هذا الخبر قد روته ال ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫سججلمة و رّبمججا‬
‫الطريق أن يرويه شيوخ محّدثي العاّمة لكّنهم كانوا يججروون مججا سججمعوا بال ّ‬
‫ى اختيار لمن يحرق عليه بابه حتى يبايع ‪.‬‬ ‫تنبهوا على ما يروونه عليهم فكّفوا عنه ‪ ،‬و أ ّ‬

‫ععععععع‬

‫بعض ديگر از فقرات ايجن خطبجه اسجت كجه بيجان ميفرمايجد در او حجال خجود را بعجد از‬
‫ل عليه و آله و سّلم و شكاية مىنمايد از أهجل جلفجة كجه‬ ‫ارتحال حضرت رسول صّلى ا ّ‬
‫ق مرا غصججب نمودنججد پججس نظججر‬ ‫غصب خلفة كردند ‪ ،‬و مىگويد كه چون أهل عناد ح ّ‬
‫كردم من در تدبير امور خود پس آن زمان كه غصججب خلفججت كردنججد نبججود مججرا يججارى‬
‫دهنده مگر أهل بيت خججود كججه معججدود قليلججى بججود نسججبت بمخججالفين ‪ ،‬پججس بخججل ورزيججدم‬
‫بايشان از مرك يعني ايشان را از معارك مهالك نگاهداشتم و بپوشانيدم چشم خود را بر‬
‫چيزى كه اذّيت ميكشيد از او ديده من ‪ ،‬و آشاميدم زهججر آب سججتم مخالفججان را در حينججى‬
‫صه و غم ‪ ،‬و صبر كججردم بججر خشججم فججرو خججوردن بججر چيججزى كججه‬ ‫كه بودم گلوگير از غ ّ‬
‫تلختر بود از چشيدن درخت علقم با وجود آنكه درختى است در غايت تلخي و مرارة ‪.‬‬
‫ععععع عععععع عععع‬

‫و لم يبايع حّتى شرط أن يؤتيه على البيعة ثمنا ‪ ،‬فل ظفرت يد البايع » المبججايع خ ل « و‬
‫خزيت أمانة المبتاع ‪ ،‬فخذوا للحرب أهبتها ‪،‬‬

‫] ‪[ 375‬‬

‫صبر ‪،‬‬
‫ب لظاها ‪ ،‬و عل سناها ‪ ،‬و استشعروا ال ّ‬
‫و أعّدوا لها عّدتها ‪ ،‬فقد ش ّ‬

‫فإّنه أدعى للّنصر ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ل و الهانة و ) الهبة ( كالمعدة بضّم الفاء فيهما مججا يع جدّ‬ ‫) خزيت ( من الخزى و هو الّذ ّ‬
‫ب لظاها ( بالبنججاء علججى الفاعججل اى ارتفججع لهبهججا ‪ ،‬أو‬‫سلح و اللت و ) ش ّ‬ ‫للحرب من ال ّ‬
‫ضوء ) أدعى للّنصر ( و في بعججض‬ ‫سناء ( ال ّ‬ ‫بالبناء على المفعول اى اوقدت نارها و ) ال ّ‬
‫شيء إذا شددته كاّنه يشد الّنصر‬ ‫الّنسخ أحزم للنصر من حزمت ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫ل لهججا مجن‬
‫فاعل يبايع عايد إلجى عمجرو بجن العججاص ‪ ،‬و جملجة فل ظفججرت دعائيججة ل محج ّ‬
‫ي و لججذلك اعيججد‬
‫العراب ‪ ،‬و اسناده إلى المانة من باب الّتوسع ‪ ،‬و الحرب مؤّنث سماع ّ‬
‫ضماير الخمسة بعدها إليها مؤّنثة ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫عععععع‬

‫ن هذا الفصل من كلمه بيان لحال عمججرو بججن العججاص مججع معاويججة ) و ( يقججول إنّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫عمروا ) لم يبايع ( لمعاوية ) حّتى شرط أن يؤتيه ( معاوية ) على البيعة ( مصججر طعمججة‬
‫و ) ثمنا فل ظفرت ( و ل فازت ) يد البايع ( و هو عمرو في بيعته بالّثمن او بما يججأمله )‬
‫شارح المعتزلي ‪ :‬البايع معاويججة و المبتججاع‬‫و خزيت امانة المبتاع ( و هو معاوية و قال ال ّ‬
‫ن معاوية باع مصر لجه بجبيعته و لكّنجه خلف ظجاهر الكلم‬ ‫هو عمرو ‪ ،‬و لعّله نظر إلى أ ّ‬
‫سلم جعل البيعة مثمنا فيكون مصر ثمنا فالظهر ما ذكرناه ‪.‬‬ ‫حيث إّنه عليه ال ّ‬

‫سلم بتهّية أسباب الجهاد مع القاسطين بقوله ‪ ) :‬فخذوا للحرب اهبتها ( اى‬‫ثّم أمر عليه ال ّ‬
‫ب لظاها ( و لهبها ) و عل سناها ( و ضوؤها ‪،‬‬ ‫سلحها ) و أعدوا لها عّدتها فقد ش ّ‬

‫ل منهما علمة لما فيه مظّنة‬


‫سنا عن أمارات الحرب لكون ك ّ‬
‫استعار لفظ اللظا و ال ّ‬
‫] ‪[ 376‬‬

‫صججبر ( اى اجعلججوه شججعارا‬ ‫صبر في الحرب بقججوله ‪ ) :‬و استشججعروا ال ّ‬ ‫الهلك ‪ ،‬ثّم أمر بال ّ‬
‫صججبر ) ادعججى للّنصججر ( و مججن أقججوى أسججبابه و‬ ‫لكم كالّثوب الملزم للجسد ) فاّنه ( أى ال ّ‬
‫شججارح المعججتزلي‬ ‫لمججة المجلسججي و ال ّ‬‫ن كيفّية تلك المبايعة على ما رواه المحّدث الع ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫سلم حيججن‬ ‫صّفين لنصر بن مزاحم مع إسقاط الّزوايد مّنا هو أّنه عليه ال ّ‬ ‫جميعا من كتاب ال ّ‬
‫قدم الكوفة بعد فراغه من قتال الّناكثين كتب إلججى معاويججة كتابججا علججى مججا يججأتي ذكججره فججي‬
‫ل يدعوه فيه إلى البيعة و أرسججل جريججر بججن عبججد‬ ‫الكتاب في باب المختار من كتبه إنشاء ا ّ‬
‫شججام فقججرئه و اغتججم بمججا فيججه و ذهبججت بججه‬
‫ل البجلي رسول إليه مع كتابه فقدم عليججه بججه ال ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل مذهب و طاول جريرا بالجواب عججن الكتججاب حسججبما تطلججع علججى تفصججيله فججي‬ ‫أفكاره ك ّ‬
‫شججام‬
‫شرح كلمه الّثالث و الربعين في باب المختار من الكتب حّتى كّلم قوما مججن أهججل ال ّ‬
‫طلب بدم عثمان فأجابوه و بايعوه علججى ذلججك و أوثقججوا لججه علججى أن يبججذلوا انفسججهم و‬ ‫في ال ّ‬
‫ل أرواحهم فلّما أمسى معاوية اغتّم بما هو فيه و استحّثه‬ ‫أموالهم أو يدركوا ثاره أو يفنى ا ّ‬
‫جرير بالبيعة فقال ‪ :‬يا جرير إّنها ليست بخلسة و إّنه أمر له ما بعده فججابلغني ريقججي حّتججى‬
‫أنظر ‪ ،‬و دعا ثقاته فقال له أخوه عتبة بن أبي سفيان ‪ :‬استغن بعمرو بن العاص فاّنه مججن‬
‫قد علمت في دهائه و رأيه و قد اعتزل أمر عثمان في حياته و هججو لمججرك أشجّد اعججتزال‬
‫ل أن يثمن له دينه فسيبيعك فاّنه صاحب دنيا ‪.‬‬ ‫إّ‬

‫ي و طلحة و الّزبير ما قد بلغججك‬ ‫فكتب معاوية إلى عمرو ‪ :‬أّما بعد فاّنه قد كان من أمر عل ّ‬
‫لج‬‫و قد سقط إلينا مروان بن الحكم في نفر من أهل البصرة و قدم علينا جريججر بججن عبججد ا ّ‬
‫ي و قد حبست نفسى عليك حّتى تأتيني فاقبل اذا كججرك امججورا ل تعججدم مغتبهججا‬ ‫في بيعة عل ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫إنشاء ا ّ‬

‫ل و محّمدا فقال ‪ :‬مججا تريججان ؟ فقججال عبججد‬


‫فلّما قدم الكتاب على عمر و استشار ابنيه عبد ا ّ‬
‫ل قبض و هو عنك راض و الخليفتان من بعده ‪ ،‬و قتل عثمان و أنججت‬ ‫يا ّ‬
‫ن نب ّ‬
‫ل ‪ :‬أرى أ ّ‬
‫ا ّ‬
‫عنه غايب فقّر في منزلك فلست مجعول خليفة و ل تريد على أن تكون حاشية لمعاوية‬

‫] ‪[ 377‬‬

‫على دنيا قليلة أو شكتما أن تهلكا فتستويا ) فتسويا خ ل ( في عقابها و قججال محّمججد ‪ :‬أرى‬
‫أّنك شيخ قريش و صاحب أمرها و أن تصرم هذا المر و أنت فيه غافل تصججاغر أمججرك‬
‫شام و كن يدا من أيديها و اطلب بججدم عثمججان فجاّنه سججيقوم بججذلك بنججو‬
‫فالحق بجماعة أهل ال ّ‬
‫امّية ‪.‬‬
‫ل فأمرتني بما هو خير لي في دينججي ‪ ،‬و أّمججا أنججت يججا محّمججد‬
‫فقال عمر و أّما أنت يا عبد ا ّ‬
‫فأمرتني بما هو خير لي في دنياي و أنا ناظر فيه فلّما جّنه الّليل رفع صوته ينشد أبياتا ‪1‬‬
‫شيخ ‪.‬‬‫ل ‪ :‬ترحل ال ّ‬
‫في ذلك رّددها فقال عبد ا ّ‬

‫و دعى غلما له يقال له وردان ‪ :‬و كان داهيججا مججاردا فقججال ‪ :‬ارحججل يججا وردان ثجّم قججال ‪:‬‬
‫احطط يا وردان ثّم قال ‪ :‬ارحل يا وردان احطط يججا وردان فقججال لججه ‪ :‬وردان خلطججت أبججا‬
‫ل أّما اّنك إن شئت أنبأتك بما في نفسك قال ‪ :‬هات و يحك قال ‪:‬‬ ‫عبد ا ّ‬

‫ي معه الخرة في غير الجّدنيا و فججي الخججرة‬ ‫اعتركت الّدنيا و الخرة على قلبك فقلت ‪ :‬عل ّ‬
‫عوض من الّدنيا ‪ ،‬و معاوية معه الّدنيا بغير آخرة و ليس فججي الجّدنيا عججوض مججن الخججرة‬
‫ل ما أخطات فمجا تججرى يجا وردان ؟ قججال ‪ :‬أرى أن تقيججم‬ ‫فانت واقف بينهما قال ‪ :‬فاّنك و ا ّ‬
‫في بيتك فان ظهر أهل الّدين عشت في عفججو دينهججم ‪ ،‬و إن ظهججر أهججل الجّدنيا لججم يسججتغنوا‬
‫عنك قال الن لما شهدت ) شهرت خ ل ( العرب مسيرى إلى معاوية ‪.‬‬

‫فارتحل و صار حّتى قدم على معاوية و عرف حاجة معاوية إليه فباعده من نفسه و كايد‬
‫ل طرقتنا فجي ليلتنججا هججذا‬ ‫ل واحد منهما صاحبه فقال له معاوية يوم دخل عليه ‪ :‬أبا عبد ا ّ‬ ‫كّ‬
‫ن محّمججد بججن أبججي‬‫ثلثة أخبار ليس فيهججا ورد و ل صججدر قججال ‪ :‬و مججا ذاك ؟ قججال ‪ :‬منهججا أ ّ‬
‫حذيفة كسر سجن مصر فخرج هو و أصحابه و هو من آفات هذا الّدين ‪،‬‬

‫ن علّيجا نججزل الكوفججة‬


‫شججام ‪ ،‬و منهجا أ ّ‬
‫ن قيصر زحف بجماعة الّروم ليغلب علججى ال ّ‬ ‫و منها أ ّ‬
‫متهّيئا للمسير إلينا ‪.‬‬

‫ل ما ذكرت عظيما أّما امر ابن أبي حذيفة فما يعظمك من‬
‫فقال عمرو ‪ :‬ك ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققققق قققققق قق ققق قققققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 378‬‬

‫رجل خرج في اشباهه ان تبعث إليه رجل يقتله أو ياتيك به و إن قاتججل لججم يض جّرك و أّمججا‬
‫ضة و سله الموادعة فاّنه اليها سريع ‪،‬‬ ‫قيصر فاهد له الوصايف و آنية الّذهب و الف ّ‬

‫ن له‬
‫ل يا معاوية ما يسوى العرب بينك و بينه في شيء من الشياء و ا ّ‬ ‫ي فل و ا ّ‬
‫و أّما عل ّ‬
‫ل أن تظلمه قال نصججر‬ ‫في الحرب لحظا ما هو لحد من قريش و اّنه لصاحب ما هو فيه إ ّ‬
‫ل ج إّنججى أدعججوك إلججى‬
‫و روى عمر بن سعد بإسناده قال ‪ :‬قال معاوية لعمرو ‪ :‬يا أبا عبججد ا ّ‬
‫ق عصا المسلمين و قتل الخليفججة و أظهججر الفتنججة و‬ ‫جهاد هذا الّرجل الذى عصى رّبه و ش ّ‬
‫ي قال عمرو ‪:‬‬ ‫فّرق الجماعة و قطع الّرحم ‪ ،‬قال عمرو ‪ :‬من هو ؟ قال ‪ :‬عل ّ‬
‫ي حملجى بعيجر مالجك هجرتجه و ل سجابقته و ل صجحبته و ل‬ ‫ل يا معاوية ما أنت و عل ّ‬
‫وا ّ‬
‫لج‬
‫ن له مع ذلججك ججّدا و جججدودا و خطئا و خطججوة و بلء مججن ا ّ‬ ‫لإّ‬‫فقهه و ل علمه ‪ ،‬و و ا ّ‬
‫حسنا فما تجعل لي على أن شايعتك على ما تريد قال ‪ :‬حكمك قال ‪ :‬مصججر طعمججة قججال ‪:‬‬
‫ن مصججر مثججل العججراق قججال ‪ :‬بلججى و‬
‫ل أما تعلججم أ ّ‬
‫فتلكاء ‪ 1‬عليه معاوية قال له ‪ :‬أبا عبد ا ّ‬
‫لكّنها إّنما تكون لي إذا كانت لك و إّنما تكون لك إذا غلبت علّيا على العراق ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فدخل عليه عتبة بن أبي سفيان فقال ‪ :‬أ ما ترضى أن تشتري عمروا بمصر إن هى‬
‫شام فقال معاوية ‪ :‬يا عتبة بجت عنججدنا الّليلجة قجال فلّمججا جج ّ‬
‫ن‬ ‫صفت لك ليتك ل تغلب على ال ّ‬
‫الليل على عتبة رفع صوته يسمع معاوية بأبيات ‪ 2‬يحّثه فيهجا علجى ارضجاء عمجرو فلّمجا‬
‫لج عليججك بججذلك‬‫سمع معاوية ذلك أرسل إلى عمرو و أعطاها إّيججاه ‪ ،‬فقجال عمججرو ‪ :‬ولججى ا ّ‬
‫لج‬
‫ل علينا الكوفججة فقججال عمججرو ‪ :‬و ا ّ‬ ‫ي بذلك إن فتح ا ّ‬
‫ل عل ّ‬‫شاهد قال له معاوية ‪ :‬نعم لك ا ّ‬
‫على ما نقول و كيل فخرج عمرو من عنده فقال له ابناه ‪ :‬ما صنعت ؟‬

‫ل ج بطونكمججا إن لججم‬
‫قال ‪ :‬أعطانا مصر طعمة قال ‪ :‬و ما مصر في ملججك قججال ‪ :‬ل أشججبع ا ّ‬
‫يشبعكما مصر ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قققق قق قققققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققققق قققققق قق ققق قققققققق ق ققق‬
‫‪.‬‬

‫] ‪[ 379‬‬

‫قال ‪ :‬و كتب له معاوية بمصر كتابا و كتب على أن ل ينقض شرط طاعته فكتججب عمججرو‬
‫ل منهما صاحبه ‪.‬‬
‫أن ل ينقض طاعته شرطا و كايد ك ّ‬

‫ب و كان داهيا فلّما جاء عمرو بالكتججاب مسججرورا‬‫قال و كان مع عمرو ابن عّم له فتى شا ّ‬
‫ي رأى تعيش في قريش أعطيت دينك و منيت‬ ‫عجب الفتى و قال ‪ :‬ل تخبرني يا عمرو بأ ّ‬
‫ي؟‬
‫يح ّ‬ ‫دنيا غيرك ‪ ،‬أترى أهل مصر و هم قتلة عثمان يدفعونها إلى معاوية و عل ّ‬

‫و أتراها إن صارت لمعاوية ل يأخذها بالحرف الذي قّدمه في الكتاب ؟‬

‫ي و معاوية و أنشججد الفجتى فجي ذلججك شججعرا ‪1‬‬


‫ل دون عل ّ‬‫ن المر ّ‬
‫فقال عمرو ‪ :‬يابن أخى إ ّ‬
‫ي وسعني بيتي و لكّني مع معاوية فقال له الفتى ‪:‬‬ ‫فقال له عمرو ‪ :‬يابن عّم لو كنت مع عل ّ‬
‫إّنك إن لم ترد معاوية لم تردك و لكنك تريد دنياه و يريد دينك ‪.‬‬
‫ي فحّدثه بأمر عمرو و معاوية ‪،‬‬
‫و بلغ معاوية قول الفتى فطلبه فهرب و لحق بعل ّ‬

‫قال ‪ :‬فسّر ذلك علّيا و قّربه قال ‪ :‬و غضب مروان و قال ‪ :‬ما بالي ل اشتري كما اشترى‬
‫عمر و فقال له معاوية ‪ :‬انما نبتاع لك قال نصر فلّما كتب الكتاب قال معاويججة لعمججرو مججا‬
‫ترى ؟ قال ‪ :‬امض الّراى الّول فبعث مالك بن هجبيرة الكنجدى فجي طلججب محّمججد بجن أبججي‬
‫ي؟‬ ‫حذيفة فأدركه و قتله ‪ ،‬و بعث إلى قيصر بالهدايا فوادعه ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬مججا تججرى فججي عل ج ّ‬
‫قال ‪ :‬إّنه قد أتاك في طلب البيعة خير أهل العراق و مججن عنجد الّنجاس فجي أنفججس الّنججاس و‬
‫سججمط‬‫شام شججرجيل بججن ال ّ‬ ‫شام إلى رّد هذا البيعة خطر شديد ‪ ،‬و رأس أهل ال ّ‬ ‫دعواك أهل ال ّ‬
‫الكندي و هو عدّو لجرير المرسل إليك فابعث إليه و وطئ له ثقاتك فليفشوا في الّنججاس أ ّ‬
‫ن‬
‫شججام علججى‬
‫علّيا قتل عثمان و ليكونوا أهل الّرضا عند شرجيل فإّنها كلمة جامعة لك أهل ال ّ‬
‫ب و إن تعلقت بقلب شرجيل لن تخرج منه بشيء أبدا ‪.‬‬ ‫ما تح ّ‬

‫ي بججن أبيطججالب بججأمر مفظججع‬


‫ل قدم علينا من عند عل ّ‬
‫فكتب إلى شرجيل أن جرير بن عبد ا ّ‬
‫فاقدم ‪ ،‬فدعى معاوية بريد بن لبيد و بسر بن أرطججاة و عمججرو بججن سججفيان و مخججارق ابججن‬
‫الحرث الّزبيدي و حمزة بن مالك و عابس بن سعيد الطججائي و هججؤلء رؤسججاء قحطججان و‬
‫سمط فأمرهم أن يلقوه‬ ‫صته و بني عّم شرجيل بن ال ّ‬ ‫اليمن و كانوا ثقات معاوية و خا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ق قق ققققق قق ققق قققققققق ق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 380‬‬

‫ن علّيا قتل عثمان ‪.‬‬


‫و يخبروه أ ّ‬

‫فلّما قدم كتاب معاوية على شرجيل و هو بحّمججص استشججار بأهججل اليمججن فججاختلفوا عليججه ‪،‬‬
‫شججام ‪،‬‬
‫فقام إليه عبد الّرحمن بن غنم و هو صاحب معاذ بن جبل و ختنه و كان أفقه أهل ال ّ‬
‫فنهاه عن المسير إلى معاوية و وعظه و نهاه أيضججا عيججاض اليمججاني و كججان ناسججكا فججأبى‬
‫ل أن يسير إلى معاوية فلّما قدم تلقاه الّناس فاعظموه و دخل على معاوية ‪.‬‬
‫شرجيل إ ّ‬

‫ي خير الّناس‬‫ي و عل ّ‬ ‫ل يدعونا إلى بيعة عل ّ‬‫ن جرير بن عبد ا ّ‬


‫فقال له معاوية ‪ :‬يا شرجيل إ ّ‬
‫شجام أرضجى مجا‬ ‫لو ل أّنه قتل عثمان و حبست نفسجي عليجك و إّنمجا أنجا رججل مجن أهجل ال ّ‬
‫رضوا و أكره ما كرهوا فقال شرجيل ‪ :‬أخرج و أنظر ‪ ،‬فلقاه هججؤلء الّنفججر الموطججؤن لججه‬
‫ن علّيا قتل عثمان ‪ ،‬فرجع مغضبا إلى معاوية فقال ‪:‬‬‫فكّلهم أخبره أ ّ‬

‫ل إن بججايعت لججه لنخرجججك مججن شجامنا أو‬


‫ن علّيا قتل عثمان ‪ ،‬و ا ّ‬
‫لأّ‬
‫يا معاوية أبى الّناس إ ّ‬
‫لنقتلّنك ‪.‬‬
‫شام قال ‪:‬‬
‫ل رجل من أهل ال ّ‬
‫فقال معاوية ‪ :‬ما كنت ل خالف عليكم ما أنا إ ّ‬

‫ن شرجيل قد نفذت بصججيرته فجى حججرب أهجل‬ ‫فرّد هذا الّرجل إلى صاحبه فعرف معاوية أ ّ‬
‫سججلم‬
‫ي عليججه ال ّ‬
‫شام كّله مع شرجيل و عند ذلك استعّد للقتال و كتب إلى عل ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫العراق و أ ّ‬
‫ل‪.‬‬‫ما ستعرفه في شرح الكلم الّثالث و الربعين إنشاء ا ّ‬

‫ععععع‬

‫سجلم كالفصجلين السجابقين ملتقجط مجن‬ ‫ن هذا الفصل من كلمه عليه ال ّ‬ ‫قد اشرنا سابقا إلى أ ّ‬
‫سجلم و لكجونه مشجتمل علجى مطجالب نفيسجة أحببنجا أن نجورده هنجا‬ ‫كلم طويل له عليجه ال ّ‬
‫شججارح المعججتزلي فججي شججرح الكلم‬‫بتمامه فأقول ‪ :‬روى العلمة المجلسي في البحججار و ال ّ‬
‫ستين جميعا من كتاب الغارات لبراهيم بن مسعود الثقفي عن رجاله عن عبججد‬ ‫سابع و ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫ي و حّبة العرني و‬ ‫الّرحمان بن جندب عن أبيه قال دخل عمرو بن الحمق و حجر بن عد ّ‬
‫ل بن سبا على أمير المؤمنين بعد ما افتتحت مصر و هو مغموم‬ ‫الحارث العور و عبد ا ّ‬
‫سلم ‪:‬‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫حزين فقالوا له ‪ :‬بين لنا ما قولك في أبى بكر و عمر ؟ فقال لهم عل ّ‬

‫] ‪[ 381‬‬

‫هل فرغتم لهذا و هذه مصر قد افتتحت و شيعتي قد قلت أنا مخرج إليكم كتابا اخبركم فيه‬
‫عّما سألتم و أسألكم أن تحفظوا من حّقي ما ضّيعتم فجاقرؤوه علجى شجيعتي و كونجوا علجى‬
‫ق و هذه نسخة الكتاب ‪:‬‬
‫الح ّ‬

‫سجلم‬‫ي أمير المؤمنين إلجى قجّراء كتجابي هجذا مجن المجؤمنين و المسجلمين ال ّ‬ ‫ل عل ّ‬‫من عبد ا ّ‬
‫ل بعججث محّمججدا نججذيرا للعججالمين‬
‫نا ّ‬
‫ل هو أّما بعد فا ّ‬
‫ل الذى ل إله إ ّ‬
‫عليكم فاّني أحمد إليكم ا ّ‬
‫أمينا على الّتنزيل و شهيدا على هذه الّمة و أنتم معاشر العرب يومئذ على شّر دين و في‬
‫شّر دار منيخون على حجارة خشن و جنادل صجّم و شججوك مبثججوث فججي البلد ‪ ،‬تشججربون‬
‫الماء الخبيث و تأكلون الطعام الجشججب و تسججفكون دمججائكم و تقتلججون أولدكججم و تقطعججون‬
‫أرحامكم و تأكلون أموالكم بينكم بالباطل ‪ ،‬سبلكم خائفة و الصججنام فيكججم منصججوبة ‪ ،‬و ل‬
‫ل و هم مشركون ‪.‬‬ ‫لإ ّ‬‫يؤمن أكثركم با ّ‬

‫ل عليكم بمحّمججد فبعثججه إليكججم رسججول مججن أنفسججكم و قججال فيمجا انججزل مججن‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫نا ّ‬
‫فم ّ‬
‫لّمييجن رسجول منهجم يتلجو عليهجم آيجاته و يزّكيهجم و يعّلمهجم‬ ‫كتابه ‪ » :‬هو الذي بعث في ا ُ‬
‫الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلل مبين « و قال ‪ » :‬لقد جائكم رسججول مججن‬
‫أنفسكم عزيز عليه ما عنّتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم « و قال ‪:‬‬
‫لج‬
‫ل على المؤمنين إذ بعث فيهم رسول من أنفسهم « و قججال ‪ » :‬ذلججك فضججل ا ّ‬ ‫نا ّ‬
‫» لقد م ّ‬
‫ل ذو الفضل العظيم « فكان الّرسول إليكم من أنفسكم بلسانكم ‪ ،‬فعّلمكم‬‫يؤتيه من يشاء و ا ّ‬
‫سنة ‪،‬‬
‫الكتاب و الحكمة و الفرايض و ال ّ‬

‫و أمركم بصلة أرحامكم و حقن دمائكم و صلح ذات الججبين ‪ ،‬و أن تججؤّدوا المانججات إلججى‬
‫أهلها ‪ ،‬و أن توفوا بالعهد و ل تنقضوا اليمان بعد توكيدها ‪.‬‬

‫و أمركم أن تعاطفوا و تباّروا و تباشروا و تباذلوا و تراحموا ‪،‬‬

‫و نهاكم عن الّتناهب و الّتظالم و الّتحاسد و التباغي و التقاذف و عن شرب‬

‫] ‪[ 382‬‬

‫الحرام و بخس المكيال و نقص الميزان ‪ ،‬و تقّدم اليكم فيمججا تلججى عليكججم أن ل تزنججوا و ل‬
‫تربججوا و ل تججأكلوا أمججوال اليتججامى ‪ ،‬و أن تججؤّدوا المانججات إلججى أهلهججا و أن ل تعثججوا فججي‬
‫ب المعتدين ‪.‬‬‫ل ل يح ّ‬ ‫نا ّ‬‫الرض مفسدين ‪ ،‬و ل تعتدوا إ ّ‬

‫ل شّر يدني إلى الّنججار و يباعججد‬


‫ل خير يدنى إلى الجّنة و يباعد من الّنار أمركم به ‪ ،‬و ك ّ‬ ‫فك ّ‬
‫من الجّنة نهاكم عنه ‪.‬‬

‫صججت القربيججن و‬ ‫ل إليه سعيدا حميدا فيالهججا مصججيبة خ ّ‬ ‫فلّما استكمل مّدته من الّدنيا توّفاه ا ّ‬
‫عّمت جميع المسلمين ‪ ،‬ما اصججيبوا قبلهججا بمثلهججا و لججن يعججاينوا بعججدها اختهججا فلّمججا مضججى‬
‫ل مججا كججان يلقججى‬
‫ل عليه و آله و سّلم تنازع المسلمون المر من بعده ‪ ،‬فو ا ّ‬ ‫لسبيله صّلى ا ّ‬
‫ل ج عليججه و‬
‫ن العرب تعدل هذا المر بعد محّمد ص جّلى ا ّ‬ ‫في روعى و ل يخطر على بالى أ ّ‬
‫حوه عّني من بعده ‪.‬‬ ‫آله و سّلم عن أهل بيته و ل أّنهم تن ّ‬

‫فما راعني إل انثيال الّناس على أبي بكججر و اجفججالهم ‪ 1‬إليججه ليبججايعوه ‪ ،‬فأمسججكت يججدي و‬
‫ل عليه و آله و سّلم و مّلة محّمد في الّناس مّمن تججولى‬ ‫ق بمقام محّمد صّلى ا ّ‬‫رأيت أّني أح ّ‬
‫المر بعده ‪.‬‬

‫ل حّتى رأيت راجعة من الّناس رجعت عن السلم تدعو إلججى محججق‬ ‫فلبثت بذلك ما شاء ا ّ‬
‫ل و مّلة محّمد ‪ ،‬فخشيت إن لم أنصر السلم و أهله أن أرى فيه ثلما و هدما تكججون‬ ‫دين ا ّ‬
‫المصيبة ) المصاب خ ل ( بهما أعظم من فوات ولية اموركم الججتي إّنمججا هجي متجاع أّيجام‬
‫سراب و كما يتقشع السحاب فمشيت عند ذلك إلى‬ ‫قلئل ثّم يزول ما كان منها كما يزول ال ّ‬
‫لج‬
‫أبي بكر فبايعته و نهضت في تلك الحداث حّتى زاغ الباطل و زهججق و كججانت كلمججة ا ّ‬
‫هى العليا و لو كره الكججافرون ‪ ،‬فتججولى أبججو بكججر تلجك المجور و سجّدد و ليجس و قجارب و‬
‫ل فيه جاهدا ‪.‬‬
‫اقتصد ‪ ،‬فصحبته مناصحا ‪ ،‬و أطعته فيما أطاع ا ّ‬
‫ى المججر الججذي بججايعته فيجه طمججع‬
‫ي أن يجرّد إلج ّ‬
‫و ما طمعت أن لو حدث به حجدث و أنججا حج ّ‬
‫مستيقن و ل يئست منه يائس من ل يرجججوه ‪ ،‬و لججو ل خاصجة مجا كجان بينججه و بيججن عمججر‬
‫لظننت أّنه ل يدفعها عّني‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققققق ققققققق ققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 383‬‬

‫ى عمر فوله فسمعنا و أطعنججا و ناصججحنا و تججولى عمججر المججر فكججان‬ ‫فلّما احتضر بعث إل ّ‬
‫سيرة ميمون النقيبة حّتى إذا احتضر قلت في نفسججي لججن يعتججدلها عّنججي ليججس‬‫ى ‪ 1‬ال ّ‬
‫مرض ّ‬
‫يدافعها عّني فجعلني سادس سّتة فما كانوا لولية أحد أشّد كراهّية منهم لوليججتي عليهججم ‪،‬‬
‫ج أبا بكر و أقول يا معشر قريش إنججا أهججل الججبيت‬‫فكانوا يسمعوني عند وفات الّرسول احا ّ‬
‫ق؟‬ ‫سنة و يدين بدين الح ّ‬ ‫ق بهذا المر منكم ‪ ،‬أما كان فينا من يقرء القرآن و يعرف ال ّ‬
‫أح ّ‬

‫فخشى القوم إن أنا وليت عليهم أن ل يكون لهم من المر نصيب ما بقوا فأجمعوا إجماعا‬
‫واحدا فصرفوا الوليجة إلجى عثمجان و أخرجججوني منهججا رججاء أن ينالوهججا و يتججداولوها إذ‬
‫ل جاهججدناك فبججايعت مسججتكرها و صججبرت‬ ‫يئسوا أن ينالوها من قبلي ثّم قالوا هلّم فبايع و إ ّ‬
‫محتسبا فقال قائلهم ‪ :‬يابن ابيطالب إّنك على هذا المر لحريص فقلت ‪ :‬إّنهم أحرص مّنى‬
‫ل و رسججوله أولججى بججه أم‬‫و أبعد ‪ ،‬أّينا أحرص أنا الذي طلبت تراثي و حّقي الذي جعلنى ا ّ‬
‫ل ج ل يهججدي القججوم‬‫أنتججم إذ تضججربون وجهججي دونججه و تحولججون بينججي و بينججه فبهتججوا و ا ّ‬
‫ظالمين ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫اللهّم إّني استعديك على قريش فاّنهم قطعججوا رحمججي و أضججاعوا انججاتي و صججغروا عظيججم‬
‫منزلتي و أجمعوا على منازعتى حّقا كنت أولى به منهم فسلبونيه ثّم قالوا ‪:‬‬

‫ق أن تمنعجه فاصجبر كمجدا ‪ 2‬أو مجت أسجفا و حنقجا‬ ‫ق أن تأخجذه و فجي الحج ّ‬
‫ن فجي الحج ّ‬
‫أل إ ّ‬
‫ل أهل بيججتي فضججننت بهججم‬
‫ب و ل ناصر و ل مساعد إ ّ‬ ‫فنظرت فاذا ليس معى رافد و ل ذا ّ‬
‫شجى و صبرت من كظججم الغيججظ‬ ‫عن المنية فاغضيت على القذى و تجّرعت ريقي على ال ّ‬
‫شفار ‪.‬‬
‫على أمّر من العلقم و آلم للقلب من خرال ّ‬

‫حّتى إذا نقمتم على عثمان أتيتموه فقتلتموه ثّم جئتموني لتبايعوني فأبيت‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ققققق ققق ققققق ق ققق قق ق ق ق ق قق ق‬
‫قق ق قق ق ق قق قق ققققق ق ق قققق ققق ق ق‬
‫قققققق ققققق قق قققققق قققق ق ق ققققق قق‬
‫ققققققققق ق قققق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققققق ققققق ققققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 384‬‬

‫عليكم و امسججكت يججدي فنججازعتموني و دافعتمججوني و بسججطتم يججدي فكففتهججا ‪ ،‬و مججددتموها‬
‫ن بعضكم قاتل بعضكم و أّنكم قاتلي فقلتججم بايعنججا‬ ‫ى حّتى ظننت أ ّ‬‫فقبضتها ‪ ،‬و ازدحمتم عل ّ‬
‫ل بك بايعنا ل نفجترق و ل تختلجف كلمتنجا فبجايعتكم و دعجوت‬ ‫ل نجد غيرك و ل نرضي إ ّ‬
‫الناس إلى بيعتي ‪ ،‬فمن بايع طوعا قبلته منه و من أبى لم اكرهججه و تركتججه فبججايعني فيمججن‬
‫بايعني طلحة و الزبير و لو أبيا ما أكرهتهما كما لم أكره غيرهما ‪.‬‬

‫جهين إلى البصرة في جيش مججا‬ ‫ل يسيرا حّتى بلغني أّنهما قد خرجا من مّكة متو ّ‬
‫فما لبثنا إ ّ‬
‫ل قد أعطاني الطاعة و سمح لى بالبيعة ‪ ،‬فقد ما علججى عججاملي و خجّزان بيججت‬‫منهم رجل إ ّ‬
‫مالى و على أهل مصر في الذين كّلهم على بيعتي و في طاعتي ‪،‬‬

‫فشّتتوا كلمتهم و أفسد و اجماعتهم ‪ ،‬ثّم دئبوا على شيعتى من المسلمين فقتلوا طائفة منهججم‬
‫ل فشججهروا سججيوفهم و ضججربوا بهججا حّتججى‬
‫غدرا ‪ ،‬و طائفة صبرا ‪ ،‬و طائفة منهم غضبوا ّ‬
‫ل صادقين ‪.‬‬‫لقوا ا ّ‬

‫ل لججى بججه قتججل ذلججك الجيججش‬


‫ل رجل واحججدا متعّمججدين لقتلججه لحج ّ‬
‫ل لو لم يصيبوا منهم إ ّ‬
‫فو ا ّ‬
‫بأسره فدع ما أّنهم قد قتلوا من المسلمين أكثر من العدة اّلتي دخلوا بها عليهم ‪،‬‬

‫ل منهم فبعدا للقوم الظالمين ‪.‬‬


‫و قد أدال ا ّ‬

‫شام فاذا أعراب أحزاب و أهججل طمججع جفججاة طغججاة يجتمعججون‬ ‫ثّم إّنى نظرت في أمر أهل ال ّ‬
‫ل أوب مججن كججان ينبغججي أن يججؤّدب أو يججولى عليججه و يؤخججذ علججى يججديه ليسججوا مججن‬ ‫مججن كج ّ‬
‫المهاجرين و ل النصار و ل الّتابعين باحسججان ‪ ،‬فسججرت إليهججم فججدعوتهم إلججى الطاعججة و‬
‫ل شججقاقا و فراقججا و نهضججوا فججي وجججوه المسججلمين ينظمججونهم بالّنبججل و‬ ‫الجماعججة فججأبوا إ ّ‬
‫يشجرونهم بالّرماح فهناك نهدت إليهم بالمسلمين فقاتلتهم ‪.‬‬

‫سلح و وجدوا ألم الجراح رفعوا المصاحف يدعونكم إلى مججا فيهججا فأنبججاتكم‬ ‫ضهم ال ّ‬
‫فلّما ع ّ‬
‫أّنهم ليسوا بأهل دين و ل قرآن و أّنهم رفعوها غدرا و مكيججدة و خديعججة و وهنججا و ضججعفا‬
‫ى و قلتم اقبل منهم فان أصابوا إلى ما فججي الكتججاب‬ ‫فامضوا على حّقكم و قتالكم ‪ ،‬فأبيتم عل ّ‬
‫جتنا‬
‫ق ‪ ،‬و إن أبوا كان أعظم لح ّ‬
‫جامعونا على ما نحن عليه من الح ّ‬
‫] ‪[ 385‬‬

‫صلح بينكم و بينهم علججى رجليججن‬ ‫عليهم فقبلت منهم و كففت عنهم إذ دنيتم و أبيتم و كان ال ّ‬
‫يحييان ما أحيى القرآن و يميتان ما أمات القرآن ‪ ،‬فاختلف رأيهما و تفّرق حكمهما و نبذا‬
‫ضججللة ‪ ،‬فنبججذا‬
‫لهمججا فججي ال ّ‬‫سججداد و و ّ‬
‫لج ال ّ‬
‫حكم القرآن و خالفججا مججا فججي الكتججاب فجّنبهمججا ا ّ‬
‫حكمهما و كانا أهله فانخزلت فرقة مّنا فتركنججاهم مججا تركونججا حّتججى إذا عثججوا فججي الرض‬
‫ل بيننا و بينكم قالوا ‪:‬‬‫يقتلون و يفسدون أتيناهم فقلنا ادفعوا إلينا قتلة إخواننا ثّم كتاب ا ّ‬

‫لج‬
‫ل دمائهم و دمائكم و شجّدت علينججا خيلهججم و رجججالهم فصججرعهم ا ّ‬
‫كّلنا قتلهم و كّلنا استح ّ‬
‫مصارع الظالمين ‪.‬‬

‫فلّما كان ذلك من شأنهم أمرتكم أن تمضوا من فوركم ذلك إلى عدّوكم فقلتم ‪ :‬كّلت سيوفنا‬
‫و نفدت نبالنا و نصلت ‪ 1‬سنة رماحنججا ‪ ،‬و عججاد اكثرهججا قصججدا فججارجع بنججا إلججى مصججرنا‬
‫ن ذلججك‬
‫لنستعّد بأحسن عّدتنا فاذا رجعت زدت في مقاتلتنا عجّدة مججن هلججك مّنججا و فارقنججا فججا ّ‬
‫أقوى لنا على عدّونا ‪.‬‬

‫فججأقبلت بكججم حّتججى إذا ظللتججم ‪ 2‬علججى الكوفججة أمرتكججم أن تنزلججوا بالنخيلججة و أن تلزمججوا‬
‫معسكركم و أن تضّموا قواضيكم و أن توطنججوا علججى الجهججاد أنفسججكم و ل تكججثروا زيججارة‬
‫ن أهل الحرب لمصابروها ‪ ،‬و أهل القشججيم فيهججا غاصججية فل مججن بقججى‬ ‫أبنائكم و نسائكم فا ّ‬
‫ى و رجججع ‪ ،‬فنظججرت إلججى معسججكري و‬ ‫منكم صبر و ثبت ‪ ،‬و ل من دخل المصر عججاد إلج ّ‬
‫ليس فيه خمسون رجل ‪:‬‬

‫فلّما رأيت ما أتيتم دخلت إليكم فلم أقدر إلى أن تخرجوا إلى يومنا هذا فما تنتظججرون أ مججا‬
‫ترون أطرافكم قد انتقصت ‪ ،‬و إلى مصركم قد فتحت ‪ ،‬و إلججى شججيعتي بهججا قججد قتلججت ‪ ،‬و‬
‫إلى مسالحكم ‪ 3‬تغرى ‪ ، 4‬و إلى بلدكم ‪ ،‬تغزى ‪ ،‬و انتم ذوو عدد‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق ق ققق قق ققق ق قق قق ق قققق ق ق قق ق‬
‫ققققق ققق ققق قققق ق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق ققق ققققق قققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ققققققق قققققق ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬قق ققققق قق قققققق ق قققققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 386‬‬

‫كثير ‪ ،‬و شوكة و بأس شديد ‪.‬‬

‫ل انتم من أين تؤتججون ‪ ،‬و مججالكم تسججحرون ‪ ،‬و أّنججى تؤفكججون ‪ ،‬و لججو عزمتججم و‬
‫فما بالكم ّ‬
‫ن القوم قد اجتمعوا و تناشبوا و تناصحوا و أنتم قد دنيتم و تغاششتم‬ ‫لأّ‬‫أجمعتم لم تراموا إ ّ‬
‫و افترقتم ما أنتم إن اتممتم عندى علجى هجذا بمنقججذين فجانتهوا عّمججا نهيتجم و اجمعجوا علجى‬
‫صبح لذي عينين‬ ‫حّقكم و تجّردوا لحرب عدّوكم قد أبدت الّرغوة من الّتصريخ ‪ 1‬و بين ال ّ‬
‫‪.‬‬

‫ل انججف‬
‫طلقاء و اولى الجفاء و من أسلم كرها فكان لرسول ا ّ‬ ‫اّنما تقاتلون الطلقاء و أبناء ال ّ‬
‫سجنة و القجرآن و أهججل البججدع و الحججداث و مججن كجانت‬
‫ل و ال ّ‬
‫‪ 2‬السلم كّله حربا أعداء ا ّ‬
‫بوايقه تتقى و كان على السلم و أهله مخوفا آكلة الّرشا و عبدة الّدنيا ‪.‬‬

‫ن ابن الّنابغة لم يبايع معاويججة حّتجى اعطججاه و شججرط لججه أن يججؤتيه اتيججة هجى‬‫ىأّ‬‫لقد انهى إل ّ‬
‫أعظم مّما في يده من سلطانه ال صفرت يد هذا البايع دينه بال جّدنيا ‪ ،‬و خزيججت أمانججة هججذا‬
‫ن فيهم من قد شرب فيكم الخمر و جلججد‬ ‫المشتري بنصرة فاسق غادر بأموال المسلمين و أ ّ‬
‫ن فيهم من لججم يسججلم حّتججى‬‫سيئ و أ ّ‬ ‫الجلد ) الحد خ ( يعرف بالفساد في الّدين و في الفعل ال ّ‬
‫رضخ له رضيخة ) رضخة خ ( فهؤلء قادة القوم و من تركت ذكر مسجاويه مججن قجادتهم‬
‫مثل من ذكرت منهم بل هو شّر و يوّد هؤلء الذين ذكرت لو ولوا عليكججم فججأظهروا فيكججم‬
‫ق‪،‬و‬ ‫الكفر و الفساد و الفجور و الّتسجّلط بالجبرّيججة و اّتبعججوا الهججوى و حكمججوا بغيججر الحج ّ‬
‫لنتم على ما كان فيكم من تواكل و تخاذل خير منهم و أهدى سبيل فيكم العلماء و الفقهاء‬
‫ججدون بالسجحار و عّمججار المسجاجد بتلوة‬ ‫و الّنجبجاء و الحكمجاء و حملججة الكتجاب و المته ّ‬
‫القرآن ‪.‬‬

‫أفل تسخطون و تهتمون أن ينازعكم الوليججة عليكججم سججفهاؤكم و الشججرار الرازل منكججم‬
‫لجج لئن أطعتمججوه ل تغججورون ‪ ،‬و إن‬
‫فاسججمعوا قججولي و أطيعججوا أمججري إذا أمججرت فججو ا ّ‬
‫عصيتموه ل ترشدون ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ققق قققق ق ققق ققق ققق ققق ق‬
‫ققققق ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ققق قق ققق قققق ق ققق ققققق قققق ‪.‬‬

‫] ‪[ 387‬‬

‫خذوا للحرب اهبتهججا و أعجّدوا عجّدتها فقججد شججبت نارهججا و عل سججناؤها و تججّرد لكججم فيهججا‬
‫شججيطان مججن أهججل‬ ‫لج أل إّنججه ليججس أوليججاء ال ّ‬
‫ل و يطفؤوا نججور ا ّ‬
‫الفاسقون كى يعّذبوا عباد ا ّ‬
‫لج أهججل الجبّر و‬‫طمع و المكر و الجفاء بأولى في الجّد في غّيهم و ضججللهم مججن أوليججاء ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫الّزهادة و الخبات بالجّد في حقهم و طاعة رّبهم و مناصحة إمامهم ‪.‬‬

‫ل لو لقيتهم فردا و هم ملء الرض ما باليت و ل استوحشت و اّنى من ضججللتهم‬ ‫اي و ا ّ‬


‫التي هم فيها و الهدى الذي نحن عليه لعلى ثقة و بّينة و يقين و بصيرة ‪ ،‬و إّني إلججى لقججاء‬
‫رّبي لمشتاق و لحسن ثوابي لمنتظر و لكن أسفا يعتريني و حزنججا يخججامرني أن يلججى أمججر‬
‫ل خول و الفاسقين حزبا ‪.‬‬ ‫ل دول و عباد ا ّ‬‫جارها ‪ ،‬فيّتخذوا مال ا ّ‬
‫هذه المة سفهاؤها و ف ّ‬

‫ل لو ل ذلك لما أكججثرت تججأنيبكم و تحريضججكم ‪ ،‬و لججتركتكم إذا دنيتججم و أبيتججم حّتججى‬
‫و أيم ا ّ‬
‫ب‪.‬‬ ‫شهادة لمح ّ‬ ‫ق ‪ ،‬و إّني لل ّ‬
‫ل إّني لعلى الح ّ‬
‫ألقاهم بنفسى متى حّم ‪ 1‬لى لقائهم ‪ ،‬فو ا ّ‬

‫لج ذلكججم خيججر لكججم إن كنتججم‬‫فانفروا خفافا و ثقال و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم فججي سججبيل ا ّ‬
‫ل و يكن نصججيبكم الخججر‬ ‫تعلمون ‪ ،‬و ل تثاقلوا إلى الرض فتقّروا بالخسف و تبوءوا بالّذ ّ‬
‫ن أخا الحرب ليقظان و من ضعف أودى ‪ 2‬و من ترك الجهاد كان كالمغبون المهين ‪.‬‬ ‫إّ‬

‫اللهّم اجمعنا و إّياهم على الهدى ‪ ،‬و زّهدنا و إّياهم في الّدنيا ‪ ،‬و اجعل الخرة خيرا لنا و‬
‫سلم ‪.‬‬‫لهم من الولى ‪ ،‬و ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫صه بيعججت عمججرو عججاص بججر معججاويه ملعججون‬‫بعض ديگر از اين خطبه اشاره است بر ق ّ‬
‫مىفرمايد كه بيعت نكرد عمرو عاص حّتى اينكه شرط نمود آنكه بدهججد معججاويه بجاو بججر‬
‫بيعت او ثمن و بهائي كه عبارت بود از حكومت مصر ‪ ،‬پججس مظّفججر مبججاد دسججت بيعججت‬
‫كننده‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قق قق ققق ق ققق قق ققق قققق ق ققق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قققق قققق ققق ‪.‬‬
‫] ‪[ 388‬‬

‫و خوار و ذليل باد عهد و پيمان بيعت نموده شده ‪ ،‬پس اخذ نمائيد از براى جنججك اسججلحه‬
‫جنك را و مهّيا سازيد از براى او ساز و يراق آن را ‪ ،‬و بتحقيق كه افروختججه شججد آتججش‬
‫حرب و بلند شد شعله او و شعار خود نمائيد صججبر و شججكيبائى را در معركججه قتججال پججس‬
‫ل اعلم ‪.‬‬ ‫بدرستى كه استشعار صبر اقوى داعى است از براى انتصار و ظفر و ا ّ‬

‫ع عع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع ععع عععع ع‬


‫ععععععع عع ععععععع عع ععع ععععع‬

‫و هذه من مشاهير خطبه و صدرها مروية في الوسائل من الكافي عن أحمد بن محّمد بن‬
‫ي بججن العّبججاس‬
‫ل العلوي و عن أحمد بن محّمجد الكججوفي عجن علج ّ‬ ‫سعيد عن جعفر بن عبد ا ّ‬
‫عن إسماعيل بن إسحاق جميعا عن أبي روح فرخ بن فروة عججن مسججعدة بججن صججدقة عججن‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫سلمي عنه عليه ال ّ‬
‫ابن أبي ليلى عن أبي عبد الّرحمان ال ّ‬

‫لمججة المجلسججي فججي البحججار مججن معججاني الخبججار‬


‫و رواها المبّرد فججي أوايججل الكامججل و الع ّ‬
‫سيد في الكتججاب و‬‫صدوق بزيادة و نقصان ليطلع عليها بعد الفراغ من شرح ما أورده ال ّ‬ ‫لل ّ‬
‫هو قوله ‪:‬‬

‫صة أوليائه و هو لباس الّتقوى و‬ ‫ل لخا ّ‬ ‫ن الجهاد باب من أبواب الجّنة ‪ ،‬فتحه ا ّ‬‫أّما بعد ‪ ،‬فإ ّ‬
‫ل و شججمله‬
‫لج ثججوب الجّذ ّ‬
‫ل الحصينة و جّنته الوثيقة ‪ ،‬فمن تركه رغبججة عنججه ألبسججه ا ّ‬ ‫درع ا ّ‬
‫صغار و القمآء ‪،‬‬
‫البلء ‪ ،‬و دّيث بال ّ‬

‫ق منه بتضييع الجهججاد ‪ ،‬و سججيم الخسججف و منججع‬


‫و ضرب على قلبه بالسداد ‪ ،‬و أديل الح ّ‬
‫الّنصف ‪.‬‬

‫أل و إّني قد دعوتكم إلى قتال هؤلء القوم ليل و نهارا و سّرا‬

‫] ‪[ 389‬‬

‫ط فججي عقججر دارهججم‬


‫ل ما غزي قوم ق ّ‬ ‫و إعلنا ‪ ،‬و قلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم ‪ ،‬فو ا ّ‬
‫ل ذّلوا ‪ ،‬فتواكلتم و تخاذلتم حّتى شّنت عليكم ألغارات ‪ ،‬و ملكت عليكم الوطان ‪ ،‬و هذا‬ ‫إّ‬
‫سجان البكججري و أزال خيلكجم عجن‬ ‫سان بن ح ّ‬ ‫أخو غامد قد وردت خيه النبار ‪ ،‬و قد قتل ح ّ‬
‫ن الّرجل منهم كان يدخل على المرئة المسلمة ‪،‬‬ ‫مسالحها ‪ ،‬و لقد بلغني أ ّ‬
‫و الخججرى المعاهججدة فينججتزع حجلهججا و قلبهججا و قلئدهججا و رعاثهججا ‪ ،‬مججا تمتنججع منججه إلّ‬
‫بالسترجاع و السترحام ‪ ،‬ثّم انصرفوا وافرين ما نججال رجل منهججم كلججم ‪ ،‬و ل أريججق لججه‬
‫دم ‪.‬‬

‫ن امرء مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما ‪ ،‬بل كان به عندي جديرا ‪ ،‬فيا‬ ‫فلو أ ّ‬
‫ل يميت القلب و يجلب الهّم مجن اجتمجاع هجؤلء علجى بجاطلهم ‪ ،‬و تفّرقكجم‬ ‫عجبا عجبا و ا ّ‬
‫عن حّقكم ‪ ،‬فقبحا لكم و ترحا ‪ ،‬حين صرتم غرضا يرمى ‪ ،‬يغار عليكم و ل تغيرون ‪ ،‬و‬
‫سجير فجي أّيجام الحجّر قلتجم‬ ‫ل و ترضون ‪ ،‬فإذا أمرتكجم بال ّ‬ ‫تغزون و ل تغزون ‪ ،‬و يعصى ا ّ‬
‫شججتاء قلتججم هججذه‬
‫سير إليهججم فججي ال ّ‬
‫هذه حماّرة القيظ أمهلنا يسبخ عّنا الحّر ‪ ،‬و إذا أمرتكم بال ّ‬
‫ل هذا فرارا من الحّر و القّر ‪ ،‬فإذا كنتم مججن الح جّر‬ ‫صّبارة القّر أمهلنا ينسلخ عّنا البرد ‪ ،‬ك ّ‬
‫سيف أفّر ‪.‬‬‫ل من ال ّ‬
‫و القّر تفّرون فأنتم و ا ّ‬

‫] ‪[ 390‬‬

‫يا أشباه الّرجال و ل رجال ‪ ،‬حلوم الطفال ‪ ،‬و عقول رّبات الحجال ‪،‬‬

‫ل جّرت ندما و أعقبت سدما ‪،‬‬


‫لوددت أّني لم أركم و لم أعرفكم ‪ ،‬معرفة و ا ّ‬

‫ل لقد ملئتم قلججبي قيحججا ‪ ،‬و شججحنتم صججدري غيظججا ‪ ،‬و جّرعتمججوني نغججب الّتهمججام‬
‫قاتلكم ا ّ‬
‫ن ابن أبي طالب‬ ‫ى رأيي بالعصيان و الخذلن ‪ ،‬حّتى قالت قريش ‪ :‬إ ّ‬ ‫أنفاسا ‪ ،‬و أفسدتم عل ّ‬
‫ل أبوهم ‪ ،‬و هل أحججد منهججم أش جّد لهججا مراسججا ‪ ،‬و‬
‫رجل شجاع ‪ ،‬و لكن ل علم له بالحرب ّ‬
‫أقدم فيها مقاما مّني ‪،‬‬

‫سججتين و لكججن ل رأي‬


‫لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين ‪ ،‬و ها أنا ذا قججد ذّرفججت علججى ال ّ‬
‫لمن ل يطاع ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ل مججا وقججى و ) شججمله (‬ ‫) درع ( الحديد مؤنث سماعي و قد يججذّكر و ) الجّنججة ( بالضجّم كج ّ‬
‫رّبما يفرء بالّتاء و هي كساء تغطى به و الفعل أظهر كما هو المضبوط و ) ديثه ( ذل ج و‬
‫ضججيم و ) القمججاء ( بالمججد الصّججغار و‬‫صغار ( الّذل و ال ّ‬ ‫منه الّديوث الذي ل غيرة له و ) ال ّ‬
‫عن الّراوندي القما بالقصر و هو غيججر معججروف ‪ ،‬و فججي روايججة الكججافي القمججائة قججال فججي‬
‫ل و صججغر و‬ ‫القججاموس ‪ :‬قمججأ كجمججع و كججرم قمججائة و قمججائة و قمججاء بالض جّم و الكسججر ذ ّ‬
‫) السداد ( بفتح الهمزة جمع السّد و هو الحججاجز يقججال ‪ :‬ضججربت عليججه الرض بالسججداد‬
‫سدت عليه الطرق و عميت عليه مذاهبه و في بعض الّنسخ بالسهاب يقال اسهب الّرجل‬
‫ق عليججه‬
‫ق منججه ( أى يغلججب الح ج ّ‬ ‫بالبناء للمفعول إذا ذهب عقله من اذى يلحقه و ) اديل الح ّ‬
‫صحيفة ادل لنججا و ل تججدل مّنججا ‪ ،‬و ال‬
‫سلم في ال ّ‬
‫فيصيبه الوبال كقول سّيد العابدين عليه ال ّ‬
‫دالة الغلبة و ) سيم ( بالبناء للمفعول من سامه خسفا أى كلفه ذل و ) النصف (‬

‫] ‪[ 391‬‬

‫ضججم أصججله و وسجطه و ) الّتواكجل ( أن يكجل‬ ‫بكسر الّنون النصاف و ) عقر ( الشججيء بال ّ‬
‫ل واحد منهم إلى صاحبه يقال تواكل القوم اتكل بعضهم على بعججض و تخججاذلوا و‬ ‫المر ك ّ‬
‫شججارح‬‫منججه رجججل و كججل اى عججاجز يكججل أمججره إلججى غيججره و ) شجّنت ( أى مزقججت قججال ال ّ‬
‫المعتزلي ‪ :‬و ما كان من ذلك متفّرقا نحو إرسال الماء علججى الججوجه دفعججة بعججد دفعججة فهججو‬
‫سين المهملة و ) اخو غامد ( هو سفيان بججن‬ ‫بالشين ‪ ،‬و ما كان ارسال غير متفّرق فهو بال ّ‬
‫عوف الغامدى منسوب إلى الغامد قبيلة من اليمن و ) النبار ( بلد قججديم مججن بلد العججراق‬
‫شرقى و ) المسالح ( جمع مسلحة و هى الحدود التي رتب فيها‬ ‫على الفرات من الجانب ال ّ‬
‫ذو السلحة لدفع العدو كالثغر و ) المعاهدة ( بصيغة اسم الفاعل ذات العهد و هى الذميججة‬
‫و ) الحجججل ( بفتججح الحججاء و كسججرها الخلخججال و ) القلججب ( بالضججّم سججوار المججرئة و‬
‫) الّرعاث ( جمع رعثة بفتح الجّراء و سججكون العيججن و فتحهججا و هججي القججرط ‪ ،‬و الّرعججاث‬
‫ى‪.‬‬
‫أيضا ضرب من الحل ّ‬

‫صججوت بالبكججاء و‬
‫ل ج و إّنججا إليججه راجعججون ‪ ،‬و قيججل ترديججد ال ّ‬
‫و ) السججترجاع ( قججول إّنججا ّ‬
‫ل و الّرحم ‪ ،‬و قيل طلب الّرحم و هو بعيججد‬ ‫) السترحام ( مناشدة الّرحم أى قول انشدك ا ّ‬
‫و ) انصرفوا وافرين ( اى تامين يقال و فر الشيء أى تّم و وفرت الشيء أى أتممته ‪.‬‬

‫صدوق موفورين ‪ ،‬و هو بمعنجاه و ) الكلجم ( الججرح و ) الّتجرح (‬ ‫و في رواية المبرد و ال ّ‬


‫محركة ضّد الفرح و ) الغرض ( الهدف و ) خمججارة القيججظ ( بتشججديد الجّراء شجّدة حجّره و‬
‫سين و الباء و الخاء المعجمة سكن و فجتر كسجبخ تسجبيخا و ) صجّبارة (‬ ‫) تسبخ الحّر ( بال ّ‬
‫شججتاء و ) رّبججات‬
‫ص بال ّ‬
‫الشّججتاء بالّتشججديد شجّدة بججرده و ) القجّر ( بضجّم القججاف الججبرد أو يخج ّ‬
‫لتي رّبين فيها ‪ ،‬و هي جمع حجلة و هي بيججت يزّيججن‬ ‫الحجال ( الّنساء أى صواجبها أو ال ّ‬
‫فيها ‪.‬‬

‫صججديد بلدم و‬
‫ل ( كناية عن الّلعن و البعاد و ) القيح ( ال ّ‬
‫سدم ( الحزن و ) قاتلكم ا ّ‬
‫و ) ال ّ‬
‫) الّنغب ( جمع نغبة كالجرعة لفظا و معنى و ) الّتهمام ( بفتح التاء‬

‫] ‪[ 392‬‬

‫ل أبوهم ( كلمججة مججدح و لعّلهججا اسججتعملت هنججا‬


‫الهّم و ) انفاسا ( أى جرعة بعد جرعة و ) ّ‬
‫للّتعجججب و ) المججراس ( مصججدر مارسججه أى زاولججه و عججالجه و ) ذّرفججت علججى السججتين (‬
‫بتشديد الّراء أى زدت ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫لباس الّتقوى بحذف المضاف أى لباس أهل الّتقوى ‪ ،‬و يمكن عدم الحذف بالتأويججل التججي‬
‫سججببّية و سججيم الخسججف‬
‫ل بيانّية ‪ ،‬و الباء في قوله بتضييع الجهاد لل ّ‬
‫و إضافة الّثوب إلى الّذ ّ‬
‫الّنائب عن الفاعل ضمير من ‪ ،‬و الخسف بالّنصب مفعول اى كّلف بالخسججف و الججزم اه ‪،‬‬
‫و كلمة على في قوله و ملكت عليكم تفيد الستعلء بالقهر و الغلبة و الضمير في قوله ما‬
‫كان به راجع إلى الموت المستفاد من مات ‪.‬‬

‫و قوله ‪ :‬فيا عجبا منصوب على الّنداء اصله يا عججبي اى احضجر هجذا أوانجك ‪ ،‬و عجبجا‬
‫الّثاني إّما توكيد له أو منصوب بالمصدرية أى أّيها الّناس تعجبججوا منهججم عجبججا ‪ ،‬و القسججم‬
‫معترض بين الصفة و الموصوف ‪.‬‬

‫و قبحا و ترحا منصوبان على المصدرّية ‪ ،‬و ل رجال خبره محذوف ‪ ،‬و حلوم الطفججال‬
‫و عقول رّبات الحجال إّما بالّنصب على حذف حرف الّنداء أى يا ذوى حلججوم الطفججال و‬
‫ذوى عقول الّنساء ‪ ،‬و في بعض الّنسخ بالّرفع أى حلومكم حلوم الطفال و عقولكم عقول‬
‫الّنساء ‪ ،‬و معرفة يمكن أن يكون فعله محذوفا أى عرفتكم معرفة جججرت نججدما ‪ ،‬و أنفاسججا‬
‫ضماير الّثلثة للحرب و هى مؤّنثة و قججد‬‫مفعول مطلق لجرعتموني على غير لفظه ‪ ،‬و ال ّ‬
‫يذّكر ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫شججريف ‪ ،‬و ذلججك بعججد مججا‬


‫شريفة مّما خطب بها في أواخججر عمججره ال ّ‬
‫ن هذه الخطبة ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫انقضى وقعة صّفين و استولى معاوية على البلد و أكثر القتل و الغارة فججي الطججراف و‬
‫أمر سفيان بن عوف الغامدى بالمسير إلى النبار و قتل أهلها ‪.‬‬

‫شارح المعتزلي من كتاب الغارات لبراهيم بن محّمد الّثقفي عججن‬


‫و تفصيله هو ما رواه ال ّ‬
‫ابن الكنود ‪.‬‬

‫] ‪[ 393‬‬

‫قال ‪ :‬حّدثني سفيان بن عوف الغامدى ‪ ،‬قال دعانى معاوية فقال ‪ :‬إّنججي باعثججك فججي جيججش‬
‫كثيف ذى اداة و جلدة فالزم لى جانب الفرات حّتى تمّر بهيت فتقطعهججا فججان وجججدت بهججا‬
‫ل فامض حّتى تغير على النبار فان لم تججد بهججا جنجدا فجامض حّتججى‬ ‫جندا فاغر عليهم و إ ّ‬
‫توغل المداين ‪ ،‬ثّم اقبل إلى و اّتق أن تقرب الكوفة و اعلم أّنك إن أغرت علججى النبججار و‬
‫ن هججذه الغججارات يججا سججفيان علججى أهججل العججراق‬
‫أهل المداين فكأّنك أغرت علججى الكوفججة ‪ ،‬إ ّ‬
‫ل من له فينا هوى منهم ‪ ،‬و تدعو الينا كل من خججاف ال جّدوائر ‪،‬‬ ‫ترعب قلوبهم ‪ ،‬و تفرح ك ّ‬
‫ل ما مررت به مججن القججرى ‪ ،‬و‬
‫فاقتل من لقيت مّمن ليس هو على مثل رأيك ‪ ،‬و اخرب ك ّ‬
‫ن حرب الموال شبيه بالقتل ‪،‬‬
‫احرب الموال فا ّ‬

‫و هو أوجع للقلب ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فخرجت من عنده فعسججكرت و قججام معاويججة فججي الّنججاس خطبهججم فقججال ‪ :‬أّيهججا الّنججاس‬
‫ل ثّم نزل‬ ‫انتدبوا مع سفيان بن عوف فاّنه وجه عظيم فيه اجر سريعة فيه ادبتكم إن شاء ا ّ‬
‫‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فو اّلذي ل إله غيره ما مّرت ثالثة حّتى خرجت في ستة آلف ‪ ،‬ثّم لزمججت شججاطيء‬
‫سير حّتى أمّر بهيت فبلغهم أّنى قد غشيتهم فقطعوا الفرات فمررت بهججا‬ ‫الفرات فاغذذت ال ّ‬
‫و ما بها غريب كأّنها لم تحّلل قط ‪ ،‬فوطيتها حّتى أمّر بصدوراء ففّروا فلم ألججق بهججا أحججدا‬
‫فامضى حّتى افتتح النبار و قد انزر و ابي فخرج صاحب المسلحة فوقجف الجى فلجم اقجدم‬
‫عليه حتى أخذت غلمانا من أهل القرية فقلججت لهججم ‪ :‬أخججبروني كججم بالنبججار مججن أصججحاب‬
‫ي ؟ قالوا ‪ :‬عدة رجال المسلحة خمسمأة و لكّنهم قد تب جّددوا و رجعججوا إلججى الكوفججة و ل‬‫عل ّ‬
‫ندرى بالذي يكون فيها قد يكون مأتى رجل ‪.‬‬

‫ل و يصير‬ ‫فنزلت فكتبت أصحابي كتائب ثّم أخذت أبعثهم إليه كتيبة بعد كتيبة فيقاتلهم و ا ّ‬
‫لهم و يطاردهم و يطاردون في الزقة فلما رأيججت ذلججك انزلججت إليهججم نحججوا مججن مججأتين و‬
‫أتبعتهم الخيل ‪ ،‬فلّما حملت عليهم الخيل و أمامها الّرجال تمشي لم يكن شيء حّتى تفّرقوا‬
‫‪ ،‬و قتل صاحبهم في نحو من ثلثين رجل ‪ ،‬و حملنا ما كان في النبججار مججن المججوال ثجّم‬
‫انصرفت ‪.‬‬

‫ل ما غزوت غزاة كانت أسلم و ل أقّر للعيون و ل أسّر للّنفوس منها و بلغني‬
‫فو ا ّ‬

‫] ‪[ 394‬‬

‫أّنها رعبت الّناس فلّما عدت إلى معاوية حّدثته الحديث على وجهه فقال ‪ :‬كنت عند ظنججي‬
‫ل قضيت فيه مثل ما يقضى فيه أميره و إن أحببججت تججوليته‬ ‫بك ل تنزل في بلد من بلداني إ ّ‬
‫ل يسججيرا حّتججى‬
‫لج مججا لبثنججا إ ّ‬
‫ل عليك أمر دوني قال ‪ :‬فججو ا ّ‬
‫وليتك ‪ ،‬و ليس لحد من خلق ا ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫ي عليه ال ّ‬ ‫رأيت رجال أهل العراق يأتوننا على البل هّرابا من عسكر عل ّ‬

‫ي فججأخبره الخججبر قصججعد المنججبر فخطججب‬


‫قال إبراهيم و قدم علج من أهل النبار علججى علج ّ‬
‫ن أخاكم البكرى قد أصيب بالنبار و هو معتزل ل يخاف ما كان و اختار‬ ‫الّناس و قال ‪ :‬إ ّ‬
‫ل على الّدنيا ‪ ،‬فانتدبوا إليهم حّتى تلقوهم فان أصبتم منهم طرفا انكلتمججوهم عججن‬‫ما عند ا ّ‬
‫العراق ابدا ما بقوا ‪.‬‬
‫ثّم سكت عنهم رجاء أن يجيبوه أو يتكّلم متكّلم منهم بكلمة ‪ ،‬فلم ينفس أحد منهم بكلمة فلما‬
‫رأى صمتهم نزل و خرج يمشججي راجل حّتججى اتجى الّنخيلجة و الّنجاس يمشجون خلفجه حّتججى‬
‫أحاط به قوم من أشرافهم فقالوا ‪ :‬ارجع يا أمير المؤمنين نحن نكفيك ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما تكفججونني‬
‫و ل تكفون أنفسكم ‪ ،‬فلم يزالوا به حّتى صرفوه إلى منزله ‪ ،‬و هو واجم كئيب ‪.‬‬

‫و دعى سعيد بن قيس الهمداني فبعثه من الّنخيلة فججي ثمانيججة آلف ‪ ،‬و ذلججك إّنججه اخججبر أنّ‬
‫القوم جاؤوا في جمع كثيف ‪ ،‬فخرج سعيد بن قيس على شاطيء الفرات في طلب سججفيان‬
‫بن عوف حّتى إذا بلغ عامات ‪ ،‬سرح أمامه هانى بن الخطاب الهمداني فاتبع آثارهم حّتى‬
‫دخل أدنى أرض قنسرين ‪ ،‬و قد فاتوه فانصرف ‪.‬‬

‫سلم حّتى ترى فيه الكأبة و الحزن حّتى قدم عليه سعيد بن قيس‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬و لبث عل ّ‬
‫و كان تلك اليام عليل فلم يقو على القيام في الّناس بما يريده من القول ‪،‬‬

‫سلم و عبد‬
‫سدة التي تصل إلى المسجد و معه ابناه حسن و حسين عليهما ال ّ‬
‫فجلس بباب ال ّ‬
‫ل بن جعفر ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫و دعا سعدا موله ‪ ،‬فدفع إليه الكتاب و أمره أن يقرأه على الّناس ‪ ،‬فقام سعد بحيث يسمع‬
‫سلم صوته و يسمع ما يرد الّناس عليه ثّم قججرء الخطبججة هججذه ) أّمججا يعججد فججا ّ‬
‫ن‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫صة أوليائه ( كما رواه فى الكافى‬ ‫ل لخا ّ‬ ‫الجهاد باب من أبواب الجّنة فتحه ا ّ‬

‫] ‪[ 395‬‬

‫سجلم قجال ‪:‬‬ ‫ل عليججه ال ّ‬


‫سكونى عن أبيعبد ا ّ‬
‫ي بن إبراهيم عن أبيه عن الّنوفلى عن ال ّ‬
‫عن عل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬للجّنة باب يقال باب المجاهدين يمضون إليججه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال رسول ا ّ‬
‫حب بهم ‪.‬‬ ‫فاذا هو مفتوح و هم متقّلدون بسيوفهم و الجمع في الموقف و الملئكة تر ّ‬

‫ن الجهججاد‬
‫و المراد بخواص الولياء المخلصون له في المحّبة و العبادة ‪ ،‬و من المعلججوم أ ّ‬
‫ص الكججاملين فججي العبججادة و الخالصججين فججي‬
‫ل ل لغرض آخر من خوا ّ‬ ‫ل لوجه ا ّ‬
‫في سبيل ا ّ‬
‫المحّبة ‪.‬‬

‫ن العدّو لججو‬
‫ن المرء المسلم إذا فارق أهله و أولده و سلك إلى الجهاد مع علمه بأ ّ‬ ‫و ذلك ل ّ‬
‫صجبر و‬ ‫قهره قتله و يتمّلك أمواله و يسجتبيح ذّريتجه و مجع هجذه كّلهجا يجوطن نفسجه علجى ال ّ‬
‫ي الكامججل و المججؤمن الخججالص‬‫ل و طلبا لمرضاته سبحانه فججذلك الججول ّ‬
‫الّثبات امتثال لمر ا ّ‬
‫في مقام اليمان و العبودّية ‪ ،‬و حقيق بأن يدخل في زمرة ‪:‬‬

‫لج‬‫ن ا َّ‬
‫ن « و أن يستبشججر بشججارة ‪ِ » :‬إ ّ‬ ‫حَزُنججو َ‬ ‫عَلْيِهْم َو ل ُهجْم َي ْ‬ ‫ف َ‬‫خْو ٌ‬ ‫لل َ‬ ‫ن َأْوِليآَء ا ِّ‬
‫» َأل ِإ ّ‬
‫ن َو‬ ‫لج َفَيْقُتُلججو َ‬
‫ل ا ِّ‬
‫سججبي ِ‬
‫ن فججي َ‬
‫جّنجَة ُيقججاِتُلو َ‬
‫ن َلُهجُم اْل َ‬
‫سُهْم ِبجَأ ّ‬
‫ن َأْمواَلُهْم َو َأْنُف َ‬
‫ن اْلُمْؤِمني َ‬
‫شَترى ِم َ‬ ‫اْ‬
‫لج‬
‫ن ا ِّ‬
‫ن َأْوفججى ِبَعْه جِده مِج َ‬
‫ن َو َم ج ْ‬
‫ل َو اْلُقجْرآ ِ‬
‫لْنجي ج ِ‬
‫حّقججا فججي الّتْوري جِة َو ا ِْ‬
‫عَلْي جِه َ‬
‫عججدًا َ‬‫ن َو ْ‬
‫ُيْقَتُلججو َ‬
‫ك ُهَو اْلَفْوُز اْلَعظيُم « ) و هو لباس الّتقوى ( أى بججه‬ ‫شُروا ِبَبْيِعُكُم اّلذي باَيْعُتْم ِبه َو ذِل َ‬‫سَتْب ِ‬
‫َفا ْ‬
‫يّتقى في الّدنيا من غلبة العادى ‪ ،‬و في الخرة من حّر الّنار كما يّتقى بالّثوب مججن الح جّر‬
‫و الججبرد ‪ ،‬أو هججو يججدفع المضججاّر عججن الّتقججوى و يحرسججها ‪ ،‬أو عججن أهججل الّتقججوى بحججذف‬
‫ل الحصينة ( الواقية ) و جّنته الوثيقة ( المحكمة بها يحفظ الّنفس من‬ ‫المضاف ) و درع ا ّ‬
‫لج‬
‫المضاّر و يحترز من ذوى الشرار ) فمن تركه ( كراهججة لججه و ) رغبججة عنججه ألبسججه ا ّ‬
‫ثوب الّذل ( في الخرة و الولى ) و شمله البلء ( و فتنة العججداء ) و ديججث بالصججغار و‬
‫القماء ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 396‬‬

‫لج ذل و فقججرا فججي‬


‫ل و سلمه عليه و آله ‪ 1 :‬فمن ترك الجهاد ألبسججه ا ّ‬ ‫كما قال صلوات ا ّ‬
‫ل أغنى أّمتي بسنابك خيلها و مراكز رماحهججا ) و ضججرب‬ ‫نا ّ‬‫معيشته ‪ ،‬و محقا في دينه إ ّ‬
‫على قلبه بالسداد ( فعجز عن تدبير مصالحه و عميت عليه مذاهبه و ضاقت له مسججالكه‬
‫ضلل و لحقه الوبال ) و سيم الخسف (‬ ‫ق منه بتضييع الجهاد ( فتوّرط في ال ّ‬ ‫) و اديل الح ّ‬
‫و الّذلة ) و منع الّنصف ( و العدالة ‪.‬‬

‫سلم منافع الجهاد و مصالحه و مفاسد تركه و معايبه ‪،‬‬


‫صل مّما ذكره عليه ال ّ‬
‫و قد تح ّ‬

‫و فيه تحضيض على القيام به ‪ ،‬و ترهيب عججن القعججود عنججه ‪ ،‬فججانه و إن كججان شججاّقا علججى‬
‫الّنفس في بادى المر من حيث كون أعظم ما يميل إليه الطبع الحياة و كججون بقججاء النفججس‬
‫ل أّنه بعد ملحظة ما يترّتب على القيام به من المنافع و الّثمججرات و علججى‬ ‫للّنفس مطلوبا إ ّ‬
‫القعود عنه من المضاّر و العيوبات يسهل عليه القيام به ‪ ،‬و يشرى نفسه ابتغاء مرضججات‬
‫ل كما قال تعالى ‪:‬‬
‫ا ّ‬

‫عسججى َأنْ‬‫خْي جٌر َلُك جْم َو َ‬


‫شْيئًا َو ُه جَو َ‬
‫ن َتْكَرُهوا َ‬
‫عسى َأ ْ‬ ‫ل َو ُهَو ُكْرٌه َلُكْم َو َ‬ ‫عَلْيُكُم اْلِقتا ُ‬
‫ب َ‬
‫» ُكِت َ‬
‫شججيء ربمججا كججان شججاّقا‬ ‫ن ال ّ‬‫ن « يعنى أ ّ‬ ‫ل َيْعَلُم َو َأْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬
‫شّر َلُكْم َو ا ُّ‬‫شْيًئا َو ُهَو َ‬ ‫حّبوا َ‬‫ُت ِ‬
‫عليكم في الحال و هو سبب للمنافع الجليلة في المستقبل و بالعكس ‪ ،‬و لجله حسن شرب‬
‫صحة في المستقبل ‪ ،‬و حسججن تحّمججل الخطججار فججي‬ ‫الّدواء المّر في الحال لتوّقع حصول ال ّ‬
‫ن تركه و إن كججان يفيججد فججي الحججال صججون‬ ‫السفار بتوّقع حصول الّربح و الجهاد كذلك ل ّ‬
‫الّنفس عن خطر القتل و صون المال عن النفاق ‪ ،‬و لكن فيه أنواع من المضاّر الّدنيويججة‬
‫و الخروية ‪،‬‬

‫ن العججدّو إذا علججم‬


‫ل و الفقر و حرمان بالغنيمة و محق الّدين و طمع العداء ‪ ،‬حيججث إ ّ‬ ‫كالّذ ّ‬
‫سكون قصد بلدهم و حاول قتلهم فاّما أن يأخذهم‬ ‫ميل نظرائه إلى الّدعة و ال ّ‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق ق ق ققق ققق ق ق ققققق ق ققق ق ق ق‬
‫قق ‪.‬‬
‫قق قققق ق ققق ق قق‬
‫قق ققق ققق‬
‫قققق ققق‬

‫] ‪[ 397‬‬

‫و يستبيح دمائهم و أموالهم و يسبى ذراريهم ‪ ،‬و إّما أن يحتاجوا إلى قتاله من غير اعججداد‬
‫آلة و سلح ‪.‬‬

‫و هذا يكون كترك مداواة المريض مرضه في أّول ظهوره بسبب مرارة الّدواء ‪،‬‬

‫ثّم يصير في آخر المر مضطّرا إلى تحّمل أضعاف تلك الّنفرة و المشّقة ‪ ،‬مضافا إلى ما‬
‫يفوته من الّثمرات الجليلة في الّدنيا و الخرة من المن و سلمة الوقت و الفوز بالغنيمججة‬
‫ل بقوله ‪:‬‬
‫و حلوة الستيلء على العداء ‪ ،‬و الّدرجات التي وعدها ا ّ‬

‫ل ج الحسججنى ‪،‬‬‫ل وعد ا ّ‬ ‫ل المجاهدين باموالهم و أنفسهم على القاعدين درجة و ك ّ‬ ‫ضل ا ّ‬‫»ف ّ‬
‫ل المجاهدين على القاعدين أجرًا عظيما ‪ ،‬درجات منه و مغفرة و رحمة و كان‬ ‫ضل ا ّ‬‫وف ّ‬
‫لج عليجه و آلجه و سجّلم‬‫لج صجّلى ا ّ‬
‫شر بهجا رسجول ا ّ‬ ‫ل غفورًا رحيما ‪ « .‬و البشرى التي ب ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل ذنب ‪ ،‬و‬ ‫ل أول قطرة منه مغفور له ك ّ‬ ‫شهيد سبع خصال ‪ 1‬من ا ّ‬ ‫شهداء منهم بقوله ‪ :‬لل ّ‬ ‫لل ّ‬
‫الثانية يقع رأسه فججي حجججر زوجججتيه مججن الحججور العيججن و تمسججحان الغبججار عججن وجهججه و‬
‫تقولن مرحبا بك و يقول هو مثل ذلك لهما ‪ ،‬و الّثالثة يكسى من كسوة الجّنة ‪ ،‬و الّرابعججة‬
‫ل ريججح طّيبججة أّيهججم يأخججذه معججه ‪ ،‬و الخامسججة أن يججرى منزلججه ‪ ،‬و‬
‫تبتدره خزنججة الجّنججة بكج ّ‬
‫ل و أّنها‬
‫سابعة أن ينظر في وجه ا ّ‬ ‫سادسة يقال لروحه اسرح في الجّنة حيث شئت ‪ ،‬و ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ي و شهيد ‪.‬‬ ‫ل نب ّ‬‫لراحة لك ّ‬

‫سلم لّما صّدر خطبته بذكر منافع الجهاد و مضججاّره فعل و تركججا‬ ‫و كيف كان فاّنه عليه ال ّ‬
‫أشار إلى مقصوده الذى مّهد له تلك المقّدمة و هججو حّثهججم علججى جهججاد معاويججة و أصججحابه‬
‫فقال ‪ ) :‬الواني قد دعوتكم إلى قتال هؤلء القجوم ( القاسجطين الفاسجقين ) ليل و نهجارا و‬
‫لج مججا غجزى قجوم قججط فجي عقججر‬
‫سّرا و إعلنا و قلت لكم ‪ :‬اغزوهم قبل أن يغزوكجم فجو ا ّ‬
‫ل ذّلوا ( ‪.‬‬
‫دارهم ا ّ‬

‫ن للوهام أفعال عجيبة‬


‫شارح البحراني ‪ ،‬و هو أ ّ‬
‫و سّر ذلك ما أشار اليه ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬قققق قق ققققققق قق ققق قق ققق قق قققق‬
‫ق ق قق ققق ق قق ق قق قق قق ققق ق ) ق ( ققق ققق‬
‫ققق ‪.‬‬
‫] ‪[ 398‬‬

‫ن الجوهم رّبمجا كجان سجببا لمجرض‬


‫في البدان تارة بزيجادة القجّوة و تجارة بنقصجانها حّتجى أ ّ‬
‫ل من غججزى فججي عقججر داره و إن‬
‫سبب في ذ ّ‬ ‫صحيح لتوّهمه المرض و بالعكس ‪ ،‬فكان ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫شجاعة هو الوهام ‪.‬‬ ‫كان معروفا بال ّ‬

‫ل لقجّوة غججازيهم و اعتقججادهم فيهججم‬


‫أّما أوهامهم فلّنها تحكم بأّنهججا لججم تقججدم علججى غزوهججم إ ّ‬
‫ضعف بالّنسبة إليه ‪ ،‬فينفعل إذن نفوسهم عن ذلك الوهام ‪،‬‬ ‫ال ّ‬

‫و تنقهر عن المقاومة و تضعف عن النبعاث و تججزول غيرتهججا و حمّيتهججا فتحصججل علججى‬


‫ل‪.‬‬
‫طرف رذيلة الّذ ّ‬

‫ن الغججزو الججذي يلحقهججم يكججون باعثججا لكججثير الوهججام علججى الحكججم‬


‫و أّما أوهججام غيرهججم فل ّ‬
‫ل طامع فيهم ‪ ،‬فيججثير ذلججك لهججم أحكامججا و حمّيججة يعجزهججم عججن‬ ‫بضعفهم و محّركا لطمع ك ّ‬
‫المقاومة ‪.‬‬

‫ل واحججد منكججم أمججره إلججى‬‫ثّم إّنه أشار إلى ما قابلوا به نصحه بقوله ) فتواكلتم ( أى وكل ك ّ‬
‫غيره ) و تخاذلتم ( أى خذل بعضكم بعضا ) حّتى شّنت عليكججم الغججارات ( و ص جّبت مججن‬
‫كلّ جانب دفعة بعد دفعة ) و ملكت عليكم الوطان ( بالقهر و الغلبججة و العججدوان ) و هججذا‬
‫أخو غامد ( سفيان بن عججوف الغامججدى ) قججد وردت خيلججه النبججار ( بججأمر معاويججة الّلعيججن‬
‫سان البكرى ( و كان من اصحابه واليا على النبار ‪.‬‬ ‫سان بن ح ّ‬‫الجّبار ) و قد قتل ح ّ‬

‫لج بججن قيججس عججن حججبيب ابججن‬


‫روى إبراهيم بن محّمد الّثقفي في كتاب الغارات عن عبججد ا ّ‬
‫سان بالنبار على مسلحها إذ صبحنا سفيان بن عججوف فججي كتججائب‬ ‫عفيف قال ‪ :‬كنت مع ح ّ‬
‫ل و علمنا إذ رأيناهم أّنه ليس لنا طاقة بهم و ل يد ‪،‬‬
‫تلمع البصار منها فها لونا و ا ّ‬

‫سجنا قتجالهم‬
‫لج لقجد قاتلنجاهم فأح ّ‬
‫فخرج إليهم صاحبنا و قد تفّرقنا فلم يلقهم نصججفنا ‪ ،‬و أيججم ا ّ‬
‫حّتى كرهونا ‪ ،‬ثّم نزل صاحبنا و هو يتلو قوله تعالى ‪:‬‬

‫ل « ثجّم قججال لنججا ‪ :‬مججن كججان ل‬


‫ظُر و ما َبجّدُلوا َتْبججدي ً‬
‫ن َيْنَت ِ‬
‫حَبُه َو ِمْنُهْم َم ْ‬
‫ن َقضى َن ْ‬
‫» َفِمْنُهْم َم ْ‬
‫ل و ل يطيب نفسا بالموت فليخرج عن القرية‬ ‫يريد لقاء ا ّ‬

‫] ‪[ 399‬‬

‫لج فمججا‬
‫ن قتالنا إّياهم شاغل لهم عن طلب هججارب ‪ ،‬و مججن أراد مججا عنججد ا ّ‬
‫ما دمنا نقاتلهم فا ّ‬
‫ل خير للبرار ‪ ،‬ثّم نزل في ثلثين رجل ‪ ،‬فهممت بالنزول معه ثّم أبت نفسى فتقّدم‬ ‫عند ا ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫هو و أصحابه فقاتلوا حّتى قتلوا رحمهم ا ّ‬
‫ن الّرجججل منهججم كججان‬
‫) و أزال خيلكم عن مسالحها ( و حدودها المعّدة لها ) و لقد بلغنججى أ ّ‬
‫يدخل علججى المججرئة المسججلمة و ( المججرئة ) الخججرى المعاهججدة ف ( كججان ) ينججتزع ( منهججا‬
‫) حجلها ( و خلخالها ) و قلبها ( و سوارها ) و قلئدها ( مججن نحرهججا ) و رعاثهججا ( مججن‬
‫ل ( بالّتججذلل و ) بالسججترجاع ( و الخضججوع ) و‬ ‫آذانهججا ) مججا ( يمكججن ان ) تمتنججع منججه إ ّ‬
‫السترحام ثّم انصرفوا ( بعد القتل و الغارة ) وافرين ( تججامين غيججر مرزوئيججن ) مججا نججال‬
‫ن امرء مسلما ( ذا غيرة و حمّية ) مات من بعد هججذا‬ ‫رجل منهم كلم و ل اريق له دم فلو أ ّ‬
‫أسفا ما كان به ملوما بل كان به عندي جديرا ( و حقيقا ‪.‬‬

‫لج يميجت ( ذلججك العججب ) القلججب و يجلججب الهجّم مججن‬ ‫ى عججب ) و ا ّ‬ ‫) فيا عجبجا عجبجا ( أ ّ‬
‫اجتماع هؤلء القوم على باطلهم ( مع علمهم بأّنهم على الباطل ) و تفّرقكججم عججن حّقكججم (‬
‫ق ) فقبحا لكججم و ترحججا ( و هّمججا ) حيججن ( تثججاقلتم عججن الجهججاد‬ ‫مع معرفتكم بأّنكم على الح ّ‬
‫حّتى ) صرتم غرضا يرمى ( بالّنبال أل تستحيون من سوء عملكم و ل تخجلون من قبججح‬
‫ل ج ( بقتججل النفججس و‬ ‫فعلكم ) يغار عليكم و ل تغيرون و تغزون و ل تغججزون و يعصججى ا ّ‬
‫نهججب المججوال و هتججك العججرض و تخريججب البلد ) و ( أنتججم ) ترضججون ( بججذلك إذ لججو ل‬
‫سير إليهم في أّيام الحججّر (‬ ‫رضاكم لما تمّكن العدّو منكم و لما هجم عليكم ) فاذا أمرتكم بال ّ‬
‫تخّلفتم عن أمري و اعتذرتم و ) قلتم هذه حمارة القيظ ( و هجمجة الصجيف ) أمهلنجا حّتجى‬
‫شججتاء (‬‫سججير إليهججم فججي ( أّيججام ) ال ّ‬
‫يسبخ عّنا الحّر ( و يفتر عّنججا الهجججر ) و إذا أمرتكججم بال ّ‬
‫عصيتم أمري و ) قلتم هذه صبارة القّر أمهلنا ينسلخ عّنا البرد ( و ينقضججى الق جّر و ) ك ج ّ‬
‫ل‬
‫هذا ( الستمهال و إلعتذار ) فرارا من الحّر و القّر فاذا كنتم من الحجّر و القجّر تفجّرون (‬
‫سيف أفّر ( على شّدته إذ ل مناسبة بين شّدة الحّر و القّر و‬ ‫ل من ال ّ‬ ‫مع هوانهما ) فأنتم و ا ّ‬
‫سيف و المجاهدة مع البطال ‪.‬‬ ‫بين القتل بال ّ‬

‫] ‪[ 400‬‬

‫) يا أشباه الّرجال ( خلقة و صورة ) و ل رجال ( غيرة و حمّية حلومكم ) حلوم الطفججال‬
‫و ( عقولكم ) عقول رّبات الحجال ( ‪.‬‬

‫ن ملكة الحلجم ليجس بحاصجل للطفجل و إن كجانت قجّوة الحلجم‬ ‫أّما وصفهم بحلوم الطفال فل ّ‬
‫حاصلة له لكن قد يحصل له ما يتصّور بصججورة الحلججم كعججدم الّتسجّرع إلججى الغضججب عججن‬
‫خيال يرضيه و أغلب أحواله أن يكون ذلك في غير موضعه و ليس له ملكة تكسب نفسججه‬
‫سججلم قججد‬‫ق الكاملين فهو إذن نقصان ‪ ،‬و لّما كان تججاركوا أمججره عليججه ال ّ‬
‫طمأنينة كما في ح ّ‬
‫شججام لهججم‬
‫تركوا المقاولة حلما عن أدنى خيال كتركهم الحرب بص جّفين عججن خدعججة أهججل ال ّ‬
‫بالمسالمة و طلب المحاكمجة و رفجع المصجاحف ‪ ،‬فقجالوا إخواننجا فجي الجّدين ل يججوز لنجا‬
‫قتالهم ‪ ،‬كان ذلك حلما فججي غيججر موضججعه حّتججى كججان مججن أمرهججم مججا كججان بأشججبه رضججى‬
‫صبيان ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫و أّما إلحاق عقجولهم بعقجول الّنسجاء فللشجتراك فجي القصجور و الّنقصجان و قّلجة المعرفجة‬
‫بوجوه المصالح المخصوصة بتدبير الحرب و المدن ثّم إّنه عرفهم محّبته لعدم رؤيتهججم و‬
‫لج‬
‫معرفتهم بقوله ) لوددت أّني لم أركم ( رؤية أبدا ) و لم أعرفكججم معرفججة ( أصججل ) و ا ّ‬
‫ى ) ندما ( و سئما ) و أعقبت ( حزنا و ) سدما ( ث جّم دعججا عليهججم‬
‫لقد جّرت ( معرفتكم عل ّ‬
‫ل ( أي لعنكم ‪.‬‬
‫بقوله ) قاتلكم ا ّ‬

‫ن مججن‬‫ل بها كججان معناهججا اللعنججة منججه ‪ ،‬ل ّ‬


‫قال ابن النباري ‪ :‬المقاتلة من القتل فاذا أخبر ا ّ‬
‫ن المقاتلة لّما كان غير ممكن بحسب الحقيقججة‬ ‫ل فهو بمنزلة المقتول الهالك ‪ ،‬يعني أ ّ‬‫لعنه ا ّ‬
‫ل سبحانه ل بّد و أن يراد بها لوازمها ‪ ،‬كاللعن و الطججرد و‬ ‫ل سبحانه فاذا اسند ا ّ‬
‫قا ّ‬
‫في ح ّ‬
‫البعد و منع اللطف و نحوها ‪.‬‬

‫) لقد ملتم قلبي ( لسوء أعمالكم سديدا و ) قيحا و شحنتم صدري ( بقبح فعالكم غضججبا و‬
‫) غيظا و جرعتموني نغب الّتهمام ( و جرع الهموم ) أنفاسا ( أي جرعة بعد جرعججة ) و‬
‫ى رأيي بالعصيان و الخذلن ( و معنى إفسادهم له خروجه بسبب عدم التفججاتهم‬ ‫أفسدتم عل ّ‬
‫إليه عن أن يكون منتفعا به لغيرهم ) حّتى لقد قالت‬

‫] ‪[ 401‬‬

‫ن ابن أبيطالب رجل شجاع و لكن ل علم له بالحرب ( ‪.‬‬


‫قريش ‪ :‬إ ّ‬

‫ن الّناس إذا رؤا من قوم سوء تدبير أو مقتضى رأي فاسد كان الغالب أن ينسبوه‬
‫و ذلك ل ّ‬
‫إلى رئيسهم و مقّدمهم ‪ ،‬و ل يعلمون أّنه من تقصير القوم ل من قصور الّرئيس ‪،‬‬

‫لج أبجوهم و هجل أحجد أشجّد لهجا ( للحجراب‬ ‫ججب منهجم و رّد تجوّهمهم بقجوله ‪ّ ) :‬‬
‫و لجذلك تع ّ‬
‫) مراسا ( و معالجة ) و أقدم فيها مقاما ( و ممارسججة ) مّنججي و لقججد ( صججرفت فيهججا تمججام‬
‫ستين ( ‪.‬‬
‫عمري و ) نهضت فيها و ما بلغت العشرين و ها أنا قد ذّرفت على ال ّ‬

‫سبب في فساد حال أصحابه ليس ما تخّيله قريش فيججه مججن ضججعف الجّرأي فججي‬ ‫ن ال ّ‬
‫ثّم بّين أ ّ‬
‫الحرب و قلة الّتدبير ‪ ،‬بل عدم طاعتهم له فيما يراه و يشير إليه و ذلججك قججوله ) و لكججن ل‬
‫ن الّرأى الذي ل يقبججل بمنزلججة الفاسججد و إن كججان صججوابا ‪ ،‬و المثججل‬
‫رأى لمن ل يطاع ( فا ّ‬
‫له ‪.‬‬

‫شريعة ل يرى خلفهججا و ل يعمججل‬ ‫قيل ‪ :‬و إّنما قال أعداؤه ل رأى له ‪ ،‬لّنه كان متقّيدا بال ّ‬
‫سلم ‪ :‬لججو ل الجّدين و التقججى لكنججت أدهججى‬ ‫بما يقتضى الّدين تحريمه ‪ ،‬و قد قال هو عليه ال ّ‬
‫العرب ‪ ،‬و غيره من الخلفا كان يعمل بمقتضى ما يستصلحه و يستوقفه سواء كان مطابقا‬
‫شرع أو لم يكن هذا ‪.‬‬‫لل ّ‬
‫سججلم‬‫روى في البحار من كتاب إرشاد القلججوب باسججناده إلججى أبججي جعفججر البججاقر عليهمججا ال ّ‬
‫قال ‪ :‬بينما أمير المؤمنين يتجّهز إلى معاوية و يحّرض الّناس على قتاله إذا اختصججم إليججه‬
‫رجلن في فعل فعجل أحجدهما فجي الكلم و زاد فيجه ‪ ،‬فجالتفت إليجه أميجر المجؤمنين عليجه‬
‫سلم و قال له ‪ :‬اخسأ ‪ ،‬فاذا رأسه رأس الكلب ‪ ،‬فبهت من حوله و أقبل الّرجل بأصججبعه‬ ‫ال ّ‬
‫سلم و يسأله القالة فنظر إليه و حّرك شججفتيه‬ ‫المسبحة يتضّرع إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫فعاد كما كان خلقا سوّيا ‪.‬‬

‫فوثب إليه بعض أصحابه فقال له ‪ :‬يجا أميجر المجؤمنين هجذه القجدرة لجك كمجا رأينجا و أنجت‬
‫ل من هذه القدرة ؟‬‫تجهز إلى معاوية فما لك ل تكفيناه ببعض ما أعطاك ا ّ‬

‫فأطرق قليل و رفع رأسه إليهم و قال ‪:‬‬

‫و الذي فلق الحّبة و برئ الّنسمة لو شئت أن أضرب برجلي هذه القصيرة في‬

‫] ‪[ 402‬‬

‫طول هذه الفيافي و الفلوات و الجبججال و الوديججة حّتججى أضججرب بهججا صججدر معاويججة علججى‬
‫ل أن اوتججى بججه قبججل أن‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫سريره فاقلبه على أّم رأسه لفعلت ‪ ،‬و لو أقسمت على ا ّ‬
‫لج‬
‫ي أحد منكم طرفه لفعلت ‪ ،‬و لكّنججا كمججا وصججف ا ّ‬‫أقوم من مجلسي هذا و قبل أن يرتّد إل ّ‬
‫في كتابه ‪ :‬عباد مكرمون ل يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون ‪.‬‬

‫ثّم روى في البحار من الرشاد باسناده إلى ميثم التّمار قججال ‪ :‬خطججب بنججا أميججر المججؤمنين‬
‫سلم في جامع الكوفة فأطال في خطبته و أعجب الّناس تطويلهججا و حسججن وعظهججا‬ ‫عليه ال ّ‬
‫لج يججا أميججر‬
‫لج ا ّ‬
‫و ترغيبها و ترهيبها ‪ ،‬إذ دخل نذير من ناحيججة النبججار مسججتغيثا يقججول ‪ :‬ا ّ‬
‫المؤمنين في رعّيتك و شيعتك ‪ ،‬هذه خيل معاوية قد شّنت علينا الغارة فججي سججواد الفججرات‬
‫ما بين هميت و النبار ‪.‬‬

‫سججلم الخطبججة و قججال ‪ :‬ويحججك بعججض خيججل معاويججة قججد دخججل‬


‫فقطع أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫الّدسكرة التي تلى جدران النبار فقتلجوا فيهجا سججبع نسجوة و سجبعة مججن الطفجال ذكرانججا و‬
‫سبعة اناثا و شهروا بهم و وطؤوهم بحوافر الخيل و قالوا هذه مراغمة لبي تراب ‪.‬‬

‫فقام إبراهيم بن الحسن الزدي بين يدي المنبر فقال يججا أميججر المججؤمنين هججذه القججدرة الججتي‬
‫ن في دارك خيل معاوية ابن آكلة الكباد و ما فعل بشيعتك‬ ‫رأيت بها و أنت على منبرك إ ّ‬
‫و لم يعلم بها هذا فلم تغضى عن معاوية ‪.‬‬
‫ي عجن بّينجة ‪ ،‬فصجاح‬
‫فقال له ‪ :‬ويحك يا إبراهيم ليهلك من هلك عن بّينجة و يحيجى مجن حج ّ‬
‫الّناس من جوانب المسجد يا أمير المؤمنين فالى متى يهلك من هلك عن بّينة و يحيى مججن‬
‫ل أمرا كان مفعول ‪.‬‬
‫ى عن بّينة ؟ و شيعتك تهلك ‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬ليقضى ا ّ‬
‫حّ‬

‫فصاح زيد بن كثير المرادي و قال ‪ :‬يا أمير المججؤمنين تقججول بججالمس و أنججت تجهججز إلججى‬
‫معاوية و تحّرضنا على قتججاله و يحتكججم إليججك الجّرجلن فججي الفعججل فتعمججل » فيعجججل ظ «‬
‫عليك أحدهما في الكلم فتجعل رأسه رأس الكلب فتستجير بك فترّده بشرا سوّيا ‪.‬‬

‫و نقول لك ما بال هذه القدرة ل تبلغ معاوية فتكفينا شّره فتقول لنا ‪:‬‬

‫] ‪[ 403‬‬

‫و فالق الحّبة و بارئ الّنسمة لججو شججئت أن أضججرب برجلججي هججذه القصججيرة صججدر معاويججة‬
‫ك فيك فندخل الّنار ‪.‬‬
‫ل أن تضعف نفوسنا فنش ّ‬
‫لفعلت ‪ ،‬فما بالك ل تفعل ما تريد إ ّ‬

‫ن ذلك و لعجلّنه على ابن هند ‪ ،‬فم جّد رجلججه علججى‬ ‫سلم ‪ :‬لفعل ّ‬
‫فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫منبره فخرجت عن أبواب المسجد و رّدها إلى فخذه و قال ‪ :‬معاشر الّنججاس أقيمججوا تاريججخ‬
‫ساعة صدر معاوية فقلبته عن سججريره علججى أّم‬ ‫الوقت و أعلموه فقد ضربت برجلى هذه ال ّ‬
‫ن أّنه قد احيط به ‪ ،‬فصاح يا أمير المؤمنين فأين الّنظرة ؟‬
‫رأسه فظ ّ‬

‫فرددت رجلي عنه ‪.‬‬

‫سججلم ل يقججول إلّ‬ ‫ن أمير المؤمنين عليججه ال ّ‬‫شام و علموا أ ّ‬


‫و توّقع الّناس ورود الخبر من ال ّ‬
‫ن رجل‬ ‫ساعة بعينها مججن ذلججك اليججوم بعينججه أ ّ‬
‫حّقا ‪ ،‬فوردت الخبار و الكتب بتاريخ تلك ال ّ‬
‫جائت من ناحية الكوفة ممدودة مّتصلة فدخلت من أيوان معاوية و الّنججاس ينظججرون حّتججى‬
‫ضربت صدره ‪ ،‬فقلبته عن سريره على أّم رأسه فصاح يا أمير المؤمنين و أين الّنظرة ؟‬
‫ل حّقا ‪.‬‬
‫و رّدت تلك الّرجل عنه ‪ ،‬و علم الّناس ما قال أمير المؤمنين إ ّ‬

‫ععععع‬

‫ن هذه الخطبة من خطبه المشهورة ‪ ،‬و أّنهجا مّمجا رواهجا جماعجة مجن‬ ‫قد أشرنا سابقا إلى أ ّ‬
‫س جّيد فججي بعججض فقراتهججا‬
‫صدوق مخالفة لروايججة ال ّ‬
‫صة ‪ ،‬و لّما كانت رواية ال ّ‬
‫العاّمة و الخا ّ‬
‫صدوق أيضا ازديادا للبصيرة فأقول ‪:‬‬‫أحببنا ايرادها بسند ال ّ‬

‫صدوق عن محّمد بججن إبراهيججم بججن‬ ‫روى في البحار و الوسايل من كتاب معاني الخبار لل ّ‬
‫ي و محّمججد بججن‬
‫إسحاق الطالقاني عن عبد العزيز بججن يحيججى الجلججودي عججن هشججام بججن علج ّ‬
‫ن خيل لمعاويججة ورد‬ ‫ن علّيا انتهى إليججه أ ّ‬
‫زكرّيا الجوهري ‪ ،‬عن ابن عايشة باسناد ذكره أ ّ‬
‫سان ‪ ،‬فخججرج مغضججبا يججّر ثججوبه حّتججى أتججى‬
‫سان بن ح ّ‬
‫النبار فقتلوا عامل له يقال له ‪ :‬ح ّ‬
‫ل و أثنى عليه و صّلى على نبّيه ثّم‬ ‫الّنخيلة و اتبعه الّناس فرقى رباوة من الرض فحمد ا ّ‬
‫قال ‪:‬‬

‫صة أوليائه و هو‬


‫ل لخا ّ‬
‫ن الجهاد باب من أبواب الجّنة فتحه ا ّ‬
‫أّما بعد فا ّ‬

‫] ‪[ 404‬‬

‫لج ثججوب‬ ‫ل الحصينة و جّنته الوثيقة ‪ ،‬فمن تركه رغبة عنججه ألبسججه ا ّ‬ ‫لباس الّتقوى و درع ا ّ‬
‫ل و سيماء الخسف ‪ 1‬و ديث بالصغار ‪ ،‬و قد دعوتكم إلى حججرب هججؤلء القججوم ليل و‬ ‫الّذ ّ‬
‫نهارا و سّرا و إعلنا و قلت لكم ‪ :‬اغزوهم من قبل أن يغزوكججم فججو الججذي نفسججي بيججده مججا‬
‫ل ذّلوا ‪.‬‬
‫غزى قوم قط في عقر ديارهم إ ّ‬

‫فتواكلتم و تخاذلتم و ثقل عليكم قججولي و اّتخججذتموه ورائكججم ظهرّيججا ‪ 2‬حّتججى شجّنت عليكججم‬
‫سججان و رجججال منهججم‬
‫سان بججن ح ّ‬
‫الغارات ‪ ،‬هذا أخو غامد قد وردت خيله النبار و قتلوا ح ّ‬
‫كثيرا و نساء ‪.‬‬

‫و الذي نفسي بيججده لقججد بلغنججي اّنججه كججان يججدخل علججى المججرئة المسججلمة و المعاهججدة فينججتزع‬
‫ن امججرء مسججلما‬‫أحجالهما و رعثهما ‪ 3‬ثّم انصرفوا موفورين لم يكلم أحد منهم كلما فلججو أ ّ‬
‫مات من دون هذا أسفا ما كان عندي فيه ملوما بل كان عندي به جديرا ‪.‬‬

‫ل العجب من تظافر هؤلء القوم على باطلهم ‪ ،‬و فشلكم عن حّقكم إذا قلججت لكججم‬ ‫يا عجبا ك ّ‬
‫صيف قلتم هذا‬ ‫شتاء قلتم هذا أوان قّر و صّر ‪ ،‬و إن قلت لكم اغزوهم في ال ّ‬ ‫اغزوهم في ال ّ‬
‫لج مججن‬
‫حمارة القيظ انظرنا ينصرم الحّر عّنا ‪ ،‬فاذا كنتم من الحّر و البرد تفّرون فأنتم و ا ّ‬
‫سيف أفّر ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫لج لقججد‬
‫يا أشباه الّرجال و ل رجال ‪ ،‬و يا ظعجام الحلم ‪ ،‬و يججا عقججول رّبججات الحجججال و ا ّ‬
‫ن ابججن أبيطججالب‬ ‫ي رأيي بالعصيان و لقد ملئتم جوفى غيظا حّتى قججالت قريججش إ ّ‬ ‫أفسدتم عل ّ‬
‫ل دّرهم و من ذا يكون أعلم بها و أش جّد لهججا مراسججا‬ ‫شجاع و لكن ل رأى له في الحرب ‪ّ ،‬‬
‫سجّتين ‪ ،‬و‬ ‫ل لقد نهضت فيها و ما بلغت العشججرين ‪ ،‬و لقججد نيفججت اليججوم علججى ال ّ‬‫مّني ‪ ،‬فو ا ّ‬
‫لكن ل رأى لمن ل يطاع يقولها ثلثا ‪.‬‬

‫فقام إليه رجل و معه أخوه فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين أنا و أخي هذا كما قال‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ققققق ققققق ققققق ققققق ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬قق قق قققق ق ققق ق قق قق قق ققق ق ق قققق‬
‫قق ق ققق قق قق قق ققققق ق قق ق ق ققق قققق ق‬
‫قققق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬قق قققققق قققققق قققق ق ققققق قق قق ق‬
‫ققق ققققق ققق ق ق ‪.‬‬

‫] ‪[ 405‬‬

‫ل نفسي و أخججي ‪ ،‬فمرنججا بججأمرك فججو‬


‫ب إّني ل أملك إ ّ‬‫ل حكاية عن موسى ‪ :‬ر ّ‬ ‫ل عز و ج ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ن » كذا « إليه و لو حال بيننا و بينه جمر الغضا و شوك القتاد ‪ ،‬فججدعا لججه بخيججر‬ ‫ل لننهت ّ‬
‫ا ّ‬
‫سلم و أين تقعان مّما أريد ‪ ،‬ثّم نزل ‪.‬‬
‫ثّم قال عليه ال ّ‬

‫ن القائم إليه العارض عليه جندب بن عفيف الزدي هو‬ ‫قال إبراهيم في كتاب الغارات ‪ ،‬إ ّ‬
‫لج أعلججم بحقججايق‬
‫لج بججن عفيججف ‪ ،‬و ا ّ‬
‫‪ ،‬و ابن أخ له يقال له عبد الّرحمان » بن ظ « عبد ا ّ‬
‫الوقايع ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب شريفه آن حضرتست در توبيخ أصحاب خود بجهة تثاقل ايشججان از قتججال‬
‫و جدال و تحضيض ايشان بجهاد معاويه رئيس بدعت و ضججلل ميفرمايججد بعججد از حمججد‬
‫إلهى و درود نامتناهى بر حضرت رسالت پناهى ‪:‬‬

‫پس بدرستى كه جهاد درى است از درهاى بهشججت عنججبر سرشججت ‪ ،‬گشججاده اسججت آن را‬
‫صجه خجود ‪ ،‬و اوسجت لبجاس پرهيزكجارى و تقجوى و زره‬ ‫خداوند ودود بجهة دوستان خا ّ‬
‫استوار خدا و سپر محكم حق سبحانه و تعالى ‪ ،‬پججس هججر كججه تججرك نمايججد آن را بپوشججاند‬
‫خدا او را جامه خوارى ‪ ،‬و شججامل شججود او را بل و گرفتججارى ‪ ،‬و خججار گردانيججده شججود‬
‫بمذلت و بىاعتبارى ‪ ،‬و زده شود بر دل او بذهاب عقل و بيخردى ‪،‬‬

‫و گردانيده شود حق از او ‪ ،‬و مغلجوب ميشجود بجهجة تضجييع كجارزار ‪ ،‬و الجزام ميشجود‬
‫بذلت و خوارى ‪ ،‬و ممنوع ميشود از انصاف و دادگرى ‪.‬‬

‫آگاه باشيد كه بتحقيق خواندم شما را به محاربه اين فرقه طاغيه شب و روز و در نهججان‬
‫و آشكار ‪ ،‬و گفتم بشما كه جنگ كنيد با ايشان پيش از آنكه ايشان بججا شججما جنججگ نماينججد‬
‫پس بخدا قسم كه هيچ غزا كرده نشد قومى هرگز در اصججل خججانه خودشججان مگججر اينكججه‬
‫خوار و ذليل شدند پس موكول كرديد شما كار خود را بيكججديگر ‪ ،‬و خججوار نموديججد شججما‬
‫يكديگر را ‪ ،‬تا اينكه ريخته شد غارتها پياپى بر شججما ‪ ،‬و گرفتججه شججد از شججما وطنهججا بججا‬
‫غلبه و استيل ‪.‬‬

‫و اين مرد كه برادر غامد و سفيان بن عوف غامدى است بتحقيق كه وارد‬

‫] ‪[ 406‬‬

‫سان بكججرى را و زايججل‬ ‫سان بن ح ّ‬ ‫شده لشكريان او بشهر انبار ‪ ،‬و بيقين كه كشته است ح ّ‬
‫نموده سواران شما را از سرحدهاى آنها ‪ ،‬و بتحقيق كججه رسججيد بمججن آنكججه مججردان قججبيله‬
‫داخل شده بر زن مسلمه و بر كافر ذمّيه پس بججر مىكنججده خلخججال و دسججت برنجهججاى او‬
‫را ‪ ،‬و گردن بنججدها و گوشججوارههاى آن را ‪ ،‬امتنججاع نتوانسججته اسججت آن زن از آن مججرد‬
‫مگر با گريه و زارى و با قسم دادن بقرابت و خويشى ‪.‬‬

‫پس آن قوم بد نهاد بعد از غارت كردن مراجعت نمودهاند در حججالتى كججه تمججام بودهانججد‬
‫در حين مراجعت با غنيمت ‪ ،‬نرسيده بمردى از ايشان هيچ زخمى و ريخته نشججده او را‬
‫خونى ‪ ،‬پس اگر بميرد مرد مسلمان پس از اين ظلم دلسوز از روى غججم و انججدوه نباشججد‬
‫بمردن ملمت كرده شده ‪ ،‬بلكه هست نزد من بآن ليق گرديده ‪.‬‬

‫اى بسا تعجب اى قوم تعجب كنيد چه تعجججبى بخججداى ل يججزال كججه مىميرانججد دل را ‪ ،‬و‬
‫ميكشد اندوه را از انفاق آن گروه بر باطل خججود ‪ ،‬و از تفرقججه شججما از حججق خججود ‪ ،‬پججس‬
‫زشت باد روى شما و حججزن بججاد بججر شججما هنگججامى كججه گشججتيد هججدف تيرانججداخته شججده ‪،‬‬
‫غارت ميكنند بر شما و غارت نميكنيد و جنججگ ميكننججد بججا شججما و جنججگ نمىنمائيججد ‪ ،‬و‬
‫نافرمانى كرده ميشود خدا و شما خوشنود ميباشيد ‪.‬‬

‫پس هرگاه امر ميكنم شما را برفتن سوى دشمنان در ايام تابستان ميگوئيد كه اين شججدت‬
‫گرماست مهلت ده ما را تا سبك شود از ما گرما ‪ ،‬و هججر وقججتى كججه امججر ميكنججم شججما را‬
‫بسير نمودن بطرف خصمان در وقت زمستان ميگوئيد كججه ايججن شججدت سرماسججت مججا را‬
‫بگذار تا برطرف شود از ما سرما ‪.‬‬

‫اين همه عذرها از براى گريختن اسججت از گرمججا و سججرما پججس چججون بوديججد از گرمججا و‬
‫سرما ميگريزيد پس شما بخدا سوگند از شمشير گريزانتر هستيد ‪.‬‬

‫اى جماعت شججبيه بمججردان بحسججب شججكل و صججورت و نيسججتيد مججردان از روى معنججى و‬
‫حقيقت ‪ ،‬حلمهاى شما مانند حلمهاى بچگانست ‪ ،‬و عقلهججاى شججما ماننججد عقلهججاى زنججان ‪،‬‬
‫هر آينه دوست ميداشتم آنكه نمىديدم شما را و نمىشججناختم شججما را شججناختنى كججه بخججدا‬
‫سوگند كه كشيده است ندامت و پشيمانى را و متعّقب شده است‬
‫] ‪[ 407‬‬

‫اندوه و پريشانى را ‪.‬‬

‫لعنت كند خدا شما را هر آينه پر كرديد دل مرا از ريججم و زرداب ‪ ،‬و پججر سججاختيد سججينه‬
‫مرا از خشم و التهاب ‪ ،‬و نوشانيديد مرا جرعههاى غم و اندوه را نفس نفس ‪،‬‬

‫و فاسد ساختيد رأى مرا بر من با معصيت و خذلن تججا آنكججه گفتنججد قريججش بدرسججتى كججه‬
‫پسر أبيطالب مردى است شجاع و لكن مهارت در حرب ندارد ‪.‬‬

‫خدا نگهدار باد پدران ايشان را آيا هيچيك از ايشان سختتر است مججر حججرب را از روى‬
‫علج و مقّدمتر است در حرب از روى ايستادن از من ‪ ،‬هر آينه قيام نمودم در معججارك‬
‫قتال با شجاعان و أبطال در حالتيكه نرسيده بودم بيستسالگى ‪،‬‬

‫و اكنون كه سن من افزون گشجته بجر شصجت سجال ‪ ،‬يعنجى در عجرض ايجن مجدت غالبجا‬
‫مشغول بودهام بر جنگ و جدال ‪ ،‬و لكن هيچ رأى نيست كسى را كه فرمانبردار نشود‬
‫و اطاعت او را نكنند ‪ .‬الى هنا انتهى الجزء الثالث من هذه الطبعة النفيسة و قججد تصججدى‬
‫لتصحيحه و تهذيبه العبد ‪ » :‬السيد ابراهيم الميانجى « و وقع الفراغ فى شهر ذى القعججدة‬
‫ل و أوله أول المختار الثججامن و العشججرين‬
‫الحرام سنة ‪ 1378‬و يليه الجزء الرابع انشاء ا ّ‬
‫و الحمد ل كما هو أهله ‪.‬‬

You might also like