Professional Documents
Culture Documents
Minhaj Ul Bara Vol 03
Minhaj Ul Bara Vol 03
)حبيب ال الخوئي(
ج3
عععع ععع ععععععع عع ععع عععع ععع ععععع ع
ع عععععع
عععع عععععع ععععععع
عععع ع عع عع ععع عععععع عع ععععع عععععع
ل الّرحمن الّرحيم
بسم ا ّ
سلم على البيعة و إنكار من أنكر عليهم ذلك و ما جججرى من إجبار أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل على أهججل البغججي و العججدوان ،و نحججن ذاكججر في تلك الوقايع من الظلم و الطغيان لعنة ا ّ
ل عليهم ،و أّما ما ذكره العامججة فججي هججذا
هنا ما وصل إلينا من طرق أصحابنا رضوان ا ّ
ل فججيصة إنشآء ا ّالباب و رووه في سيرهم و تواريخهم فتصّدى لها كبعض روايات الخا ّ
سلم إلى هذا المرام .شرح الخطب التية مّما أشار فيها المام عليه ال ّ
ي بججن أبججي طججالب الطبرسججي فججي كتججاب شيخ أبججي منصججور أحمججد بججن علج ّفنقول :روى ال ّ
صحيح عن رجججال ثقججة عججن ي الشيباني باسناده ال ّضل محّمد بن عل ّ الحتجاج عن أبي المف ّ
ل عليه و آلججه و سجّلم خجرج فججي مرضجه الججذي تججوّفى فيجه إلججى ل صّلى ا ّن رسول ا ّ ثقة ،أ ّ
صلة متوكئا ال ّ
][3
اجلس على الباب و ل تحجب أحدا من النصار و تجله الغشى فجججاء النصججار فأحججدقوا
ل عليه و آله و سّلم ،فقججال :هججو مغش ج ّ
ي ل صّلى ا ّ
بالباب و قالوا :ائذن لنا على رسول ا ّ
عليه و عنده نساؤه ،
لج و الّنصججر و العافيججة حيججث أمرتججك بمججن ثّم دعا اسامة بن زيد و قال :سر على بركججة ا ّ
ل عليه و آله و سّلم ،قججد أّمججره علججى جماعججة مججن ل صّلى ا ّ
أمّرتك عليه ،و كان رسول ا ّ
المهاجرين و النصار فيهم أبو بكر و عمر و جماعة من المهاجرين الولين ،و أمره أن
يعبروا » يغبروا خ ل « على موتة 3و اد من فلسطين ،فقال اسامة :بأبى أنججت و أّمججى
ل ،فججاّنى مججتى خرجججت و أنججت علججى ل أتأذن لى فى المقام أّياما حّتى يشفيك ا ّيا رسول ا ّ
لج عليججه و آلججه و سجّلم :انفججذياهذه الحالة خرجت و فى قلبى منججك قرحججة ،فقججال صجّلى ا ّ
لجج
ب في حال من الحوال ،فبلغ رسول ا ّ ن القعود عن الجهاد ل نح ّ اسامة لما أمرتك ،فإ ّ
ل عليه و آله : ل صّلى ا ّ ن الّناس طعنوا فى عمله ،فقال رسول ا ّ ل عليه و آله أ ّصّلى ا ّ
-----------
) ( 1قققققق ققق قققققق ق ق .
-----------
) ( 2ققق ققققق ققققق ق قققق قققق ق ققققق ق
قق ققققق قققق ققق ق ققق .
-----------
) ( 3قققق ققق ققق قققق قق ققققققق ق ققق .
][4
ل عليه و آله فجعل الّنججاس مّمججن لججم يكججن فججي بعججث اسججامةل صّلى ا ّ قال :و نقل رسول ا ّ
يدخلون عليه إرسال 2و سعد بن عبادة شاك 3فكان ل يججدخل أحججد مجن النصجار علجى
ل انصرف إلى سعد يعوده . ل عليه و آله و سّلم إ ّ
ي صّلى ا ّ
الّنب ّ
ل رسول قد خلت من قبله الّرسل أفإن مات أو قتل انقلبتججم علججى أعقججابكم و » و ما محّمد إ ّ
ل شيئا « ثجّم اجتمعججت النصججار إلججى سججعد بججن عبججادة و من ينقلب على عقبيه فلن يضّر ا ّ
جاذبه إلى سقيفة بنى ساعدة فلما سمع بذلك عمر أخبر به أبا بكر و مضيا مسججرعين إلججى
سقيفة خلق كججثير مججن النصججار و سججعد بججن سقيفة و معهما أبو عبيدة بن الجّراح و في ال ّال ّ
عبادة بينهم مريض ،فتنازعوا المر بينهم فآل المر إلى أن قال أبو بكر في آخر كلمججه
للنصار :إّنما أدعوكم إلى أبى عبيدة بن الجّراح أو عمرو كلهما قد رضيت لهذا المر
و كلهما أراه له أهل ،فقال أبو عبيدة و عمر :ما ينبغي لنا أن نتقّدمك يججا أبججا بكججر أنججت
ق بهذا المر و أولنا به ،فقالت أقدمنا اسلما و أنت صاحب الغار و ثانى اثنين فأنت أح ّ
النصار
-----------
) ( 1قققق ققق ق قق ققق ق ق قق ق ق قق ق ق قق ق ق
ققق .
-----------
) ( 2قق قققققق قققققققق ق ققق .
-----------
) ( 3ققق ققق ققق قق ققق ق قق قق ققق قق
ققققق ق ق .
][5
نحذر أن يغلب على هذا المر من ليس مّنا و ل منكم فنجعججل مّنججا أميججرا و منكججم أميججرا و
نرضى بججه علججى أّنججه إن هلججك اخترنججا آخججر مججن النصججار ،فقججال أبججو بكججر بعججد أن مججدح
المهاجرين :و أنتم يا معاشجر النصجار مّمجن ل ينكججر فضججلهم و ل نعمتهجم العظيمجة فجي
ل أزواجه ل أنصارا لدينه و لرسوله و جعل اليكم مهاجرته و فيكم مح ّ السلم ،رضيكم ا ّ
،فليس أحد من الّناس بعد المهاجرين الّولين بمنزلتكم فهم المرآء و أنتم الوزرآء .
فقال الحباب بن المنذر النصارى :يا معشر النصار املكوا 1على أيديكم فإّنمجا الّنججاس
ل عن رأيكم ،و في فيئكم و ظللكم و لن يجترى مجتر على خلفكم و لن تصدر الّناس إ ّ
أثنى على النصار ،ثّم قال :فان أبى هؤلء تأميركم عليهم فلسنا نرضى بتأميرهم علينججا
و ل نقنع بدون أن يكون مّنا أميرو منهم أمير .
فقام عمر بن الخطاب فقال :هيهات ل يجتمججع سججيفان فججي غمججد 2واحججد اّنججه ل ترضججى
ن العرب ل تمتنع أن توّلى أمرها من كانت الّنبوة العرب أن تأمركم و نبّيها من غيركم لك ّ
سلطان البّين فما
جة الظاهرة و ال ّ
فيهم و أولوا المر منهم ،و كنا بذلك على من خالفنا الح ّ
ل بباطججل أو متجججانف 3بججاثم أو
ل مججد ّ
ينازعنا سلطان محّمد و نحن أوليججاؤه و عشججيرته إ ّ
ب للفتنة .
متوّرط في الهلكة مح ّ
فقام الحباب بن المنذر ثانية فقال :يا معشر النصار امسكوا على أيديكم ل تسمعوا مقججال
هذا الجاهل و أصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا المر ،و إن أبوا أن يكون أميججر و أميججر
ق بججه منهججم فقججد دان بأسججيافكم
ل أح ّ
فاجلوهم عن بلدكم و تولوا هذا المر عليهم فأنتم و ا ّ
قبل هذا الوقت من لم يكن يدين بغيرها و أنا جذيلها 4
-----------
) ( 1قق قق ققق ق ققق ق قق ققق قق قق قق قق ققق
ققق قققق قق قق قققق ق ققققق .
-----------
) ( 2ققققق ققققق ق قق ق ققق قق ق ق ق قققق ق ق
ققق .
-----------
) ( 3ققققق ققققق ق قققققق قققق ق قققق ق ق ق
قققق ق قققققق قققققق ق ق .
-----------
) ( 4ققققق ققق قق قق ق ققق ق ق ق قق قق قققق ق
قققق قق ق قق ق ق قق قق قق ق ق قققق قق قق ق
قققققق قققققق ق قققق ققق قققققق ق قق ققق
قق قققق ققق قققققق قققق قققق قق قققق ققق
ققققق ق ق قققق ق ققققق ق قققق قق ق قق قققق
ققققق ق قققققق ق قققق .
][6
سيف .
ن أنفه بال ّ
ل لئن رّد أحد قولى لحطم ّ
المحّكك و عذيقها المرجب 1و ا ّ
قال عمر بن الخطاب :فلما كان حباب هو الذي يجيبنججى لججم يكججن لججى معججه جججواب » فججي
ل ج عليججه و آلججه و
ل ص جّلى ا ّ
كلم خ ل « فاّنه جرت بينى و بينه منازعة في حياة رسول ا ّ
ل عليه و آلججه و سجّلم عججن مهججاترته 2فحلفججت أن ل أكّلمججه
ل صّلى ا ّ
سّلم فنهاني رسول ا ّ
أبدا .
ثّم قال عمر لبي عبيدة :تكّلم ،فقام أبو عبيدة بن الجراح و تكّلم بكلم كججثير و ذكججر فيججه
فضايل النصار و كان بشير بن سعد سّيدا من سادات النصار لما رأى اجتماع النصار
على سعد بن عبادة لتأميره حسده و سعى في افساد المر عليه و تكّلم فججي ذلججك و رضججى
بتأمير قريش و حث الّناس كّلهم و ل سّيما النصار على الّرضا بما يفعله المهاجرون .
فقال أبو بكر :هذا عمرو أبو عبيدة شيخا قريش فبايعوا أّيهما شئتم .
فقال عمرو أبو عبيدة :ما نتولى هذا المر امدد يدك نبايعك .
فقال بشير بن سعد :و أنا ثالثكما ،و كان سيد الوس و سعد بن عبادة سيد الخزرج ،
فلما رأت الوس صنيع بشير و ما دعت إليه الخزرج من تججأمير سججعد ،أكّبججوا علججى أبججي
بكر بالبيعة و تكاثروا على ذلك و تزاحموا فجعلوا يطأون سعدا مججن شججدة الّزحمججة و هججو
ل. بينهم على فراشه مريض ،فقال :قتلتموني قال عمر :اقتلوا سعدا قتله ا ّ
-----------
) ( 1قق قققق ققققققق ققق ق ققققق ققققق ق ق
ق ققققق ققققق ق ققققق ق قق ققق ق ققققق ق
قققققق ق ققق ق ق ق ق قق ققق قق قق ق ققق قق ق
قققق ق ققققق ق ق ق ققق قققق ق قق قق ق ق
قققققق قق ق قققق ق ق ققق ققق قق ققق ققق قق
قققققق ق قق قققققق ق قق ققققق قققق ق ق ق ق
قق قق قققققق ق ق قق ققق ق قققق ق ق قق قققق
قققق ق قققق ق » قققققق ق « ق قققققق ق ق ق
ققققققق ققق ققققققق ق ق ققق ق ققققق قققق
قققق قق قققق ق قق قق ق ققق قق قققق ق قققق
ققق ققققق ققق ق ققق قق ق ق ققققق ققققق ق ق
قققققق قققققق ق ق
-----------
) ( 2ققققق ققققققق ققق قققق قق قققق ققققق
ققق ققققق ققققق .
-----------
) ( 3ققققققق ققققققق قققق ققق ق ققق ققققق
قق.
][7
فحملوه فأدخلوه منزله ،فلما كان بعد ذلك بعث إليه أبوبكر أن قد بايع الّناس فبايع فقججال :
ل سهم في كنججانتي 3و اخضججب منكججم سججنان رمحججي و أضججربكم ل حّتى أرميكم لك ّلوا ّ
لج لجو اجتمجع بسيفي ما أقّلت يدي فأقاتلكم بمن تبعني من أهل بيتي و عشيرتي ثجّم و أيجم ا ّ
ى لمججا بايعتكمججا أيهججا الغاصججبان حججتى أعججرض علججى ربججي و أعلججم مججا
ن و النججس علج ّ
الج ّ
حسابي ،فلما جائهم كلمه قال عمر :ل بّد من بيعته ،فقال بشير بن سعد إّنججه قججد أبججى و
ج و ليس بمبايع أو يقتججل و ليججس بمقتججول حّتججى يقتججل معججه الخججزرج و الوس فجاتركوه ، لّ
فليس تركه بضاير فقبلوا قوله و تركوا سعدا .
فكان سعد ل يصّلى بصلتهم و ل يقضى بقضائهم و لو وجد أعوانا لصال بهججم و لقججاتلهم
فلم يزل كذلك مّدة ولية أبي بكر حّتى هلك أبو بكر ،ثّم ولى عمججر و كججان كججذلك فخشججى
شام فمات بحوران 5في ولية عمججرو لججم يبججايع أحججدا و سعد غائلة 4عمر فخرج إلى ال ّ
ن رموه ،ن الج ّ
كان سبب موته أن رمى بسهم في الليل فقتل و زعم أ ّ
ن محّمد بن سلمة النصارى تولى ذلججك بجعجل جعلججت لججه عليجه و روى أّنججه و قيل أيضا إ ّ
تولى ذلك المغيرة بن شعبة و قيل خالد بن الوليد .
ي بججن أبججي طججالب مشججغول قال :و بايع جماعة النصار و من حضججر مججن غيرهججم و علج ّ
ل عليه و آله و سّلم ،فلما فرغ من ذلك و صّلى على رسول ا ّ
ل ل صّلى ا ّبجهاز رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم و الّناس يصّلون عليه من بايع أبي بكر و من لم يبايع و جلس صّلى ا ّ
في المسجد فاجتمع اليه بنوا هاشم و معهم الّزبير بن العججوام ،و اجتمعججت بنججوا امّيججة إلججى
عثمان بن عفان و بنوا
-----------
) ( 1قققق ققق ققققق قق قققق ق
-----------
) ( 2ققققق قققق قققق قق ققققق قققققق ق ق .
-----------
) ( 3قققق ق ققق ققق ققققق ق ققق ق ق ق قق ق قق
ققق قققق قق قققققق ق ق
-----------
) ( 4ققققققق ققق ققققق ققققق ققققق .
-----------
) ( 5قققق ققققق ق .
][8
زهرة إلى عبد الّرحمان بن عوف فكانوا في المسجد مجتمعين إذ أقبل أبو بكججر و عمججر و
أبو عبيدة بن الجّراح ،فقالوا :ما لنا نريكم خلقا شتى ؟ قوموا فبججايعوا أبججابكر فقججد بججايعته
النصار و الّناس ،فقام عثمان و عبد الّرحمان بن عوف و من معهما فبايعوا و انصرف
ي و معهم الّزبير .
سلم و بنو هاشم إلى منزل عل ّ ي عليه ال ّ
عل ّ
قال :فذهب إليهم عمر في جماعة مّمن بجايع فيهجم اسجيد بجن حصجين و سجلمة بجن سجلمة
فألفوهم مجتمعين ،فقالوا لهم بايعوا أبا بكر فقد بايعه الّناس فوثب الّزبير إلجى سجيفه فقجال
سججيف مججن يججديه
عمر عليكم بالكلب العقور فاكفونا شّره فبادر سلمة بججن سججلمة فججانتزع ال ّ
فأخذه عمر فضرب به الرض فكسره و أحدقوا بمن كان هناك مججن بنججي هاشججم و مضججوا
لج
بجماعتهم إلى أبي بكر فلما حضروا ،قالوا :بايعوا أبا بكر و قجد بججايعه الّنجاس و أيججم ا ّ
سيف ،فلما رأى ذلك بنو هاشججم أقبججل رجججل رجججل فجعججل لئن أبيتم من ذلك لنحا كمّنكم بال ّ
سلم .ي بن أبي طالب عليه ال ّ ل عل ّيبايع حّتى لم يبق مّمن حضر إ ّ
ق بهذا المر منه و أنتم أولى بالبيعججة سلم :أنا أح ّي عليه ال ّ
فقالوا له :بايع أبابكر فقال عل ّ
لي أخذتم هذا المر من النصار و احتججتم عليهم بالقرابة مججن الّرسججول و تأخججذونه مّنججا
أهل البيت غصبا ألستم زعمتم للنصار أنكم أولى بهذا المر منهم لمكانكم من رسول ا ّ
ل
ج عليكججم بمثججل ل عليه و آله و سّلم فأعطوكم المقادة و سّلموا لكم المارة و أنا أحت ّ صّلى ا ّ
ل عليججه و آلججه حّيججا و مّيتججا و أنججا
ل صّلى ا ّما احتججتم على النصار ،أنا أولى برسول ا ّ
صديق الكبر أّول من آمن به و صّدقه و وصّيه و وزيره و مستودع سّره و علمه و أنا ال ّ
أحسنكم بلء في جهاد المشركين و أعرفكم بالكتاب و السّنة و أذربكججم 1لسججانا و أثبتكججم
ل مججن أنفسججكم ،و اعرفججوا جنانا ،فعلم تنازعونا هذا المر ،أنصفونا إن كنتم تخافون ا ّ
ل فبوؤا بالظلم و العدوان و أنتم تعلمون . لنا من المر مثل ما عرفته لكم النصار و إ ّ
-----------
) ( 1ققققق قققق قققققق ق ق .
][9
لج
سلم و معاذ ا ّ ي عليه ال ّجة على عل ّ القوم الذين بايعوا من بني هاشم فقالوا :ما بيعتنا بح ّ
ل عليججه و
ل صّلى ا ّ أن نقول :إّنا نوازيه في الهجرة و حسن الجهاد و المحلّ من رسول ا ّ
ي عليججه
آله و سّلم فقال عمر :إنك لست متروكججا حّتججى تبججايع طوعججا أو كرهججا ،فقججال علج ّ
لج ل أقبججل قولججك و ل سلم :احلب حلبا لك شطره اشدد له اليوم ليرّد عليك غججدا إذا و ا ّ ال ّ
أحفل بمقامكم و ل ابايع ،
فقال أبو بكر :مهل يا أبا الحسن ما نشد فيك و ل نكرهك .
سلم فقال :يا بن عّم لسنا نججدفع قرابتججك و ل سججابقتك و ل ي عليه ال ّفقام أبو عبيدة إلى عل ّ
سججلم يججومئذ ثلث و ي عليججه ال ّ
سججن ،و كججان لعلج ّ
علمججك و ل نصججرتك ،و لكّنججك حججدث ال ّ
ثلثون سنة و أبوبكر شيخ من مشايخ قومججك و هججو أحمججل لثقججل هججذا المججر و قججد مضججى
ل يسّلموا هذا المر إليك و ل يختلف فيك إثنججان بعججد المر بما فيه فسّلم له ،فان عّمرك ا ّ
ل و أنت به خليق و له حقيق و ل تبعث الفتنججة فججي أوان الفتنججة فقججد عرفججت بمججا فججي
هذا إ ّ
قلوب العرب و غيرهم عليك .
فقال بشير بن سعد النصاري الذي وطأ المر لبى بكر و قالت جماعة من النصار :
يا أبا الحسن لو كان هذا الكلم سمعته منك النصار قبل بيعتها » النتظام خ « لبى بكر
ما اختلف فيك اثنان .
جىل أواريه
سلم :يا هؤلء كنت أدع الّرسول و هو مس ّ
ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
-----------
) ( 1ق ققققق قق ققق قققق ق .
-----------
) ( 2ق ققق قققق ق قق ققق ققق ق ققق ققق ق
قققق ق ق .
] [ 10
ل ما خفت » خلت ظ « أحدا يسمو 1له و ينازعنا أهججل و أخرج أنازع في سلطانه ،و ا ّ
ل عليه و آله و سّلم
ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ ل ما استحللتموه ،و ل علمت أ ّ البيت فيه و يستح ّ
ل رجل سمع يوم غدير خّم يقججول جة و ل لقائل مقال ،فانشد ا ّترك يوم غدير خّم لحد ح ّ
ي موله الّلهم وال من واله و عاد مججن عججاداه ول عليه و آله :من كنت موله فعل ّصّلى ا ّ
انصر من نصره و اخذل من خذله ،أن يشهد الن بما سمع .
قال زيد بن أرقم :فشهد اثنا عشر رجل بدرّيا بذلك و كنت مّمن سمع القججول مججن رسججول
شهادة فججذهب بصججري ،قججال :و كججثر الكلم فججي
ل عليه و آله و سّلم فكتمت ال ّ
ل صّلى ا ّ
ا ّ
ي عليججه
صوت و خشى عمر أن يصغى » الّناس خ « الى قججول عل ج ّ هذا المعنى و ارتفع ال ّ
ل يقّلججب القلججوب و البصججار و ل تججزال يججا أبججا الحسججن
نا ّ
سلم ففسخ المجلس و قال :إ ّ
ال ّ
ترغب عن قول الجماعة فانصرفوا يومهم ذلك .
صججادقل جعفر بن محّمد ال ّ و في الحتجاج أيضا عن أبان بن تغلب قال :قلت لبي عبد ا ّ
ل عليججه و آلججه و ل صّلى ا ّسلم :جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول ا ّ عليهما ال ّ
ل ج عليججه و آلججه و سجّلم ؟
ل ص جّلى ا ّ
سّلم أنكر على أبي بكر فعله و جلوسه مجلس رسول ا ّ
سلم :نعم كان الذى أنكر على أبي بكر اثنى عشر رجل ،مججن المهججاجرين : فقال عليه ال ّ
خالد بن سعيد بن العاص و كان من بني امية ،و سلمان الفارسي ،و أبوذر الغفاري ،و
المقداد بن السود ،و عّمار بن ياسر ،و بريدة السججلمي و مججن النصججار أبججو الهيثججم بججن
التيهان ،و سهل ،و عثمان ابنا حنيف ،و خزيمة بن ثابت ،
ي بن كعب ،و أبو أيوب النصججارى ،قججال :فلّمججا صججعد أبججو بكججر
شهادتين ،و أب ّ
و ذو ال ّ
لج
ل لنأتيّنه و لننزلنجه عجن منجبر رسجول ا ّ المنبر تشاوروا بينهم فقال بعضهم لبعض :و ا ّ
ل عليه و آله ،
صّلى ا ّ
ل تعالى :
ل لئن فعلتم ذلك إذا لعنتم 2على أنفسكم ،فقد قال ا ّ
و قال آخرون منهم و ا ّ
-----------
) ( 1قققق قققق قققق ققق ققققققق ققق ققققق
ققققق ق ققققق .
-----------
) ( 2ققققق قق قق ق ققق قققق قق ق ق قق قق
قق ققق قق ققق قق ق ق ق ق ق ق ق ققق ق ق قق ق
ققققق ققققق .
] [ 11
سلم لنستشيره و
» َو ل ُتْلُقوا ِبَأْيديُكْم ِإَلى الّتْهُلَكِة « فانطلقوا بنا إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
نستطلعه على المر و نستطلع رأيه ،
سلم بججأجمعهم فقججالوا يججا أميجر المجؤمنين :تركججت فانطلق القوم إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل عليه و آلججه و س جّلم يقججول :
ل صّلى ا ّحّقا أنت أحق به و أولى منه ،لّنا سمعنا رسول ا ّ
ق كيججف مججال ،و لقججد هممنججا أن نصججير اليججه
ي يميل مع الحج ّ ق مع عل ّق و الح ّ
ي مع الح ّ
عل ّ
ل عليه و آله ،و سجّلم ،فجئنججاك لنستشججيرك و نسججتطلع ل صّلى ا ّفنزله عن منبر رسول ا ّ
رأيك فيما تأمرنا .
ل حربججا و لكنكججم ل لو فعلتم ذلك لمججا كنتججم لهججم إ ّ سلم :و أيم ا ّ فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل لو فعلتم ذلك لتيتموني شاهرين أسججيافكم كالملح في الّزاد و كالكحل في العين ،و أيم ا ّ
ل قتلناك ،فل بّد مججن أن أدفججع مستعّدين للحرب و القتال و إذا لتوني فقالوا لى :بايع و إ ّ
ى قبججللج عليججه و آلججه و سجّلم أو عججز 1إلج ّ لج صجّلى ا ّ ن رسجول ا ّ القوم عن نفسى و ذلك إ ّ
ن المة ستغدر بك من بعدي و تنقض فيك عهدى و إّنك وفاته ،و قال لي يا أبا الحسن ،إ ّ
مّني بمنزلة هارون من موسى و إن المة من بعدي بمنزلة هارون » كهرون خ « و من
ى إذا كان كذلك ؟ فقال إن » ل فما تعهد إل ّسامري و من اتبعه ،فقلت يا رسول ا ّ اتبعه و ال ّ
ف يدك و احقن دمجك إذا خ « وجدت أعوانا فبادر إليهم و جاهدهم ،و إن لم تجد أعوانا ك ّ
ل عليه و آله و سّلم اشججتغلت بغسججله ل صّلى ا ّحّتى تلحق بي مظلوما ،فلما توّفى رسول ا ّ
صلة حّتججى أجمججع القججرآن ، ل لل ّ و تكفينه و الفراغ من شأنه ،ثّم آليت يمينا أن ل أرتدي إ ّ
سججابقة
ي الحسن و الحسين فدرت على أهل بججدر و أهججل ال ّ ففعلت ثّم أخذت بيد فاطمة و ابن ّ
ل أربعة رهط :سلمان ل إلى حّقي و دعوتهم إلى نصرتي فما أجابني منهم إ ّ فناشدتهم 2ا ّ
يإ ّ
ل ،و عّمار ،و المقداد ،و أبوذر ،و لقدر اودت في ذلك بقيججة أهججل بيججتى ،فجأبوا علج ّ
لج و لرسججوله و لهججل بيججت السكوت لما علموا من و غججارة 3صججدور القججوم و بغضججهم ّ
نبّيه ،فانطلقوا بأجمعكم إلى هذا الّرجل فعّرفوه
-----------
) ( 1ق قق ققق ق ق ق ق قق قق ققق ق قق ق ققق ق قق
ققق ق قق قققق ق ققق ق .
-----------
) ( 2ققققق ققق ققق ق ققققق ققققق ق .
-----------
) ( 3ققققق ق قققق ققققق ق ققققق ق ققق قققق
ق قققققق قق ققققق ق ق .
] [ 12
جة و أبلغ للعججذر ل عليه و آله و سّلم ليكون ذلك أو كد للح ّ ما سمعتم من قول نبيكم صّلى ا ّ
لج
ل إذا وردوا عليججه ،فسججار القججوم حّتججى أحججدقوا بمنججبر رسججول ا ّ و أبعد لهم من رسول ا ّ
لج عليججه و آلججه و سجّلم ،و كججان يججوم الجمعججة ،فلّمججا صججعد أبججو بكججر المنججبر قججال
صجّلى ا ّ
المهاجرون للنصار :تقّدموا فتكلموا ،
لج
ل عّز و جل أدناكم في الكتاب اذ قججال ا ّ
نا ّ
فقال النصار للمهاجرين :بل تكلموا أنتم فا ّ
ل:
عّز و ج ّ
لإّ
ن لْنصاِر « فقال أبان :فقلت :يابن رسول ا ّن َو ا َْ
جري َ
عَلى اْلُمها ِ
ي َ
ل ِبالّنِب ّ
ب ا ُّ
» َلَقْد تا َ
المة ل تقرء كما عندك ،قال و كيف تقرء يا أبان ؟
-----------
) ( 1ققق قق ققق قق قق ق ق قق ققق قق قق ققق ق
قق قققق ققق ق ق ق ق قق قق قققق ق قق قق
ققققققق ق ققق .
-----------
) ( 2قققققق ققققق ققققق قققققق قق قققققق
قق قققققق ق ق .
-----------
) ( 3قققق قق قققق قق ق ققق قققق ق ققق قق ق
ققققق ق ققققق ق ق .
] [ 13
ب اْلعججاَلمينَ َفكججانَ
لج َر ّ
ف ا َّ
ك ِإّنججي َأخججا ُ
ل ِإّني َبريٌء ِمْنج َ
ن اْكُفْر َفَلّما َكَفَر قا َ
لْنسا ِ
ل ِل ْ
» ِإْذ قا َ
ن « فابلس 1عمرو جلس خالججد ظالمي َ جزآِء ال ّ ك َ
ن فيها َو ذِل َعاِقَبُتُهما َأّنُهما في الّنار خاِلَدي ِ
بن سعيد .
ثّم قام سلمان الفارسي ) رض ( و قال :كرديد و نكرديد 2أ فعلتججم و لججم تفعلججوا و امتنججع
من البيعة قبل ذلك حّتى وجي عنقه فقال يا أبا بكر :إلى من تستند امرك إذا نججزل بججك مججا
ل تعرفه و إلى من تفزع إذا سئلت عّما ل تعلمه فما عذرك في تقدم من هججو أعلججم منججك و
لج عليججه و آلججه و سجّلم ول و سّنة نبّيه صجّلى ا ّ
ل و أعلم بتأويل كتاب ا ّ
أقرب إلى رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم في حياته و أوصاكم به عند وفاته ،فنبذتم قوله ي صّلى ا ّمن قّدمه الّنب ّ
و تناسيتم وصّيته و أخلفتم الوعد و نقضتم العهد و حلتم العقد الذي كان عقججده عليكججم مججن
الّنفوذ تحت راية اسامة بن زيد حذرا من مثل ما اتيتمججوه و تنبيهججا للمججة علججى عظيججم مججا
اجترمتموه » حتموه خ « من مخالفة أمره فعن قليل يصفو لك المر و قد أنقلك الججوزر و
ق من قرب و تلفيت نفسك نقلت إلى قبرك و حملت معك ما كسبت يداك فلو راجعت الح ّ
ل من عظيم ما اجترمت كان ذلك أقرب إلى نجاتك يوم و تبت إلى ا ّ
-----------
) ( 1ق قققق ققق قق قق قققق قققققق ق قققققق
قق ق قققق ق ققققق ق ققق ققق ق ق ققق قق ق
ققققق ق ققققق .
-----------
) ( 2قققق ققققق ققققق ققققق قققق قق ق ق قق
ق ققققق ق قق ققق قق ق قق قق ق قق ق قققق ق ق ق
قق قققققق ققق قق ققق قققق ققققق ق ققق .
] [ 14
تفرد في حفرتك و يسّلمك ذو و نصرتك ،فقد سمعت كما سمعنا و رأيت كما رأينا ،
فلم يردعك 1ذلك عّما أنت متشّبث به من هذا المر الذي ل عذر لك في تقّلده و ل ح ج ّ
ظ
ل في نفسك فقد أعذر من أنذر ،
لا ّ
للدين و ل للمسلمين في قيامك به ،فا ّ
ثّم قام أبوذر الغفاري فقال :يا معشر قريش أصبتم قباحة » قناعة خ « » 2قباعججة خ «
ي هذا الّدين و لو جعلتم هججذا
نف ّ
ل ليرتدن جماعة من العرب و ليشك ّ 3و تركتم قرابة و ا ّ
ل لقد صارت لمن غلب و لتطمح ّ
ن المر في أهل بيت نبّيكم ما اختلف عليكم سيفان ،و ا ّ
إليها عين من ليس من أهلها ،و ليسفكن فيها دماء كثيرة فكان كما قال أبوذر ،ثّم قال :
ل عليه و آله و سّلم قال :المر بعدي لعليّ ل صّلى ا ّن رسول ا ّ لقد علمتم و علم خياركم أ ّ
ي الحسن و الحسين ثّم للطاهرين من ذّريتي ،فأطر حتم قججول نججبّيكم و تناسججيتم مججا ثّم لبن ّ
عهد به إليكم فأطعتم الّدنيا الفانية و نسيتم » بعتم شريتم خ « الخرة الباقية الججتي ل يهججرم
شبابها و ل يزول نعيمها و ل يحزون أهلها و ل يموت سجّكانها بججالحقير الّتافججة 4الفججاني
الزايل و كذلك المم من قبلكم كفرت بعد أنبيائها و نكصت على أعقابها و غّيرت و بدلت
و اختلفت فساويتموهم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة ،و عّما قليل يذوقون و بال أمركججم
لم للعبيد .
ل بظ ّ
و تجزون بما قّدمت أيديكم و ما ا ّ
ثّم قال المقداد بن السود فقال :يا أبا بكر ارجع عن ظلمك و تب إلى رّبك و ألزم بيتك و
ابك على خطيئتك و سّلم المر إلى صاحبه الذي هو أولى به منك ،
-----------
) ( 1قققق ققققق ققق ق ققق قققققق ق ق .
-----------
) ( 2ق قققق قق قققق ق ق ق ق قق قق ق قق قق ق ق ق
ققق .
-----------
) ( 3ققق ققققق ق ققق ق قققق ق ققق ق ققق ق ق ق
قق قق ق قققق ق ق ق قققق ق ق قق ق ق ققق ق ق ق
قققققق ق ققققق
-----------
) ( 4ققق قققق ققق قققق قق قق ق ق ق قق ق ققق ق
قق ققق ققق قققق .
-----------
) ( 5قق قق ققق قق ققق ق ق ققق قق قق ققق ق
قققق ق ق .
] [ 15
لْبَتُر « فل اختلف بين أهل العلم أّنها نزلت في عمرو و هو كان اميرا ك ُهَو ا َْ
ن شاِنَئ َ
» ِإ ّ
ل عليه و آله و سّلم ل صّلى ا ّ
عليكما و على ساير المنافقين في الوقت الذي انفذه رسول ا ّ
ن عمروا قلد كما حرس عسكره فأين الحرس إلى الخلفة اّتق سلسل و أ ّ في غزاة ذات ال ّ
ن ذلك أسلم لك في حياتججك و بعججد وفاتججك و ل تركججن ل و بادر إلى الستقالة قبل فوتها فا ّ ا ّ
ل عنججك دنيججاك ثجّم إلى الّدنيا » دنياك خ « و ل تغّرنك قريش و غيرها فعججن قليججل تضججمح ّ
سججلمي بن أبي طججالب عليججه ال ّ ن عل ّتصير إلى ربك فيجزيك بعملك و قد علمت و تيقنت أ ّ
ل لججه فججاّنه
ل عليه و آله و سّلم فسّلمه إليه بما جعله ا ّ
ل صّلى ا ّ صاحب المر بعد رسول ا ّ
ل ترجع المور ل نصحت لك إن قبلت نصحي و إلى ا ّ ف لوزرك فقد و ا ّ أتّم لسترك و أخ ّ
.
ق من الباطل يا أبا بكر ل و إّنا إليه راجعون ما ذا لقى الح ّ ثّم قام بريدة السلمى فقال :إّنا ّ
أنسيت أم تناسيت و خدعت أم خدعتك نفسك و سّولت تلك الباطيل أو لم تذكر مججا أمرنججا
ي بيججن
ى بامرة 1المؤمنين و الّنججب ّ ل عليه و آله و سّلم من تسمية عل ّ ل صّلى ا ّ
به رسول ا ّ
لج وي أميججر المججؤمنين و قاتججل القاسججطين اّتججق ا ّ
أظهرنا و قوله له في عدة أوقات هذا عل ج ّ
ق به منك تدارك نفسك قبل أن ل تدركها و أنقذها مّما يهلكها و اردد المر إلى من هو أح ّ
و ل تتمارى 2في اغتصابه و راجع و انت تستطيع أن تراجججع فقججد محضججتك الّنصججح و
ن ظهيرا للمجرمين . دللتك على طريق الّنجاة فل تكون ّ
ثّم قام عّمار بن ياسر فقال :يا معاشر قريش و يا معاشر المسججلمين إن كنتججم علمتججم و إلّ
ق بارثه و أقوم بامور الّدين و آمن على المؤمنين ن أهل بيت نبّيكم أولى به و أح ّ
فاعلموا أ ّ
ق إلى
و أحفظ لمّلته و أنصح لمته فمروا صاحبكم فليرّد الح ّ
-----------
) ( 1ق قققق قق قق ق ققق قققق ق قق قق قق ق
قققق ق قققق ق قق ققق ق ق قققق ق قققق ق
قققققق ق ققق ققققققق قققق ق ققق ق .
-----------
) ( 2قق قق ققققق ق ققق .
] [ 16
أهله قبجل أن يضجطرب حبلكجم و يضجعف أمركجم و يظهجر شجنآنكم و تعظجم الفتنجة بكجم و
ن بني هاشم أولى بهذا المر منكججم و تختلفوا فيما بينكم و يطمع فيكم عدّوكم ،فقد علمتم أ ّ
ل و رسوله ،و فرق ظاهر قججد عرفتمججوه فججي حججال بعججد حججال ي من بينهم ولّيكم بعهد ا ّ عل ّ
ل عليه و آله و سّلم أبوابكم اّلتي كانت إلى المسجد كّلها غير بججابه و ي صّلى ا ّ عند سّد الّنب ّ
لج
ايثاره إّياه بكريمته فاطمة الّزهراء دون ساير من خطبهججا إليججه منكججم ،و قججوله صجّلى ا ّ
ي بابها فمجن أراد الحكمجة فليأتهجا مجن بابهجا ،و عليه و آله و سّلم :إنا مدينة الحكمة و عل ّ
ل أحججدإنكم جميعا مضطّرون فيما اشكل عليكم من امور دينكم إليه ،و هو مستغن عن ك ج ّ
سوابق التي لفضلكم عند نفسه فما بالكم تحيدون 1عنه و تبتّزون 2 منكم إلى ما له من ال ّ
علّيا حّقه » و تغيججرون علججى حقججه خ « 3و تججؤثرون الحيججاة الجّدنيا علججى الخججرة ؟ بئس
ل و ل توّلوا مججدبرين و ل ترت جّدوا علججى أدبججاركم فتنقلبججواللظالمين بدل اعطوه ما جعله ا ّ
خاسرين .
لج لغيججرك و ل تكججن أّول مججن ي بن كعب فقال :يا أبا بكججر ل تجحججد حّقججا جعلججه ا ّ ثّم قام اب ّ
ل عليه و آله و سّلم في وص جّية » و صججفيه خ « و صججدف عججن ل صّلى ا ّعصى رسول ا ّ
ق إلى أهلججه تسججلم و ل تتمججاد فجي غّيججك فتنجدم و بجادر إلججى النابججة يخفجف أمره ،اردد الح ّ
ل لجك نفسجك فتلقججى و بججال ن بهذا المر الذي لم يحّله » يجعله خ « ا ّ وزرك و ل تخصص ّ
عملك ،فعن قليل تفارق ما أنت فيه و تصير إلى رّبججك فيسججألك عّمججا جنيججت ،و مججا رّبججك
لم للعبيد .
بظ ّ
لج عليجه و لج صجّلى ا ّن رسجول ا ّ ثّم قام خزيمة بن ثابت فقال :أّيها الّناس أ لستم تعلمون أ ّ
آله و سّلم قبل شهادتي وحدي و لججم يججرد معججي غيججري ؟ قجالوا :بلججى ،قجال :فاشججهد أّنججي
قول عليججه و آلججه و سجّلم يقججول :أهججل بيججتي يفرقججون بيججن الحج ّل صّلى ا ّ
سمعت رسول ا ّ
الباطل ،و هم الئمة الذين يقتدى بهم و قد قلت ما علمججت و مججا علججى الّرسججول إلّ البلغ
المبين .
-----------
) ( 1قق قققققق ق ققق .
-----------
) ( 2ققققق ققققق ققققققق ق ق .
-----------
) ( 3ققق قق قق ق قق ق قق قق ق ق ق قق ققق ق قق ق
ققققق ق ققق ققققق ققق قققق ق ق قق قق ققق ق
ققق ققق ققق قق ققق قققق ق ق قققق ققق ققق ق
ققققق ققق قققق ققق ققق ق ققققق .
] [ 17
لج مججوله ،و كججثر الخججوض فججي ذلججك ل ليعلم الّناس أّنه مولى من كان رسججول ا ّ
ما أقامه إ ّ
ل عليججه و آلججه و سجّلم فسججألوه عججن ذلججك فقججال لهججم
ل صّلى ا ّفبعثنا رجال منا إلى رسول ا ّ
ي المؤمنين بعدي و أنصح الّناس لمتي و قججد شججهدت بمججا حضججرني فمججن قولوا :علي ول ّ
ن يوم الفصل كان ميقاتا . شآء فليؤمن و من شآء فليكفر إ ّ
أهل بيتي نجوم الرض فل تتقّدموهم و قّدموهم ،فهم الولة بعدي .فقام إليه رجل فقال :
ي و الطجاهرين مجن لج عليجه و آلجه و سجّلم علج ّ
ى أهل بيتك ؟ فقال صّلى ا ّلوأ ّ يا رسول ا ّ
لج و الّرسججول و
سلم فل تكن يا أبا بكر أّول كافر به فل تخونججوا ا ّ ولده ،و قد بّين عليه ال ّ
تخونوا أمانتكم و أنتم تعلمون .
لج فجي أهجل بيجت نجبّيكم و ارددوا إليهجم ل عباد ا ّ
ثّم قام أبو أّيوب النصاري فقال :اّتقوا ا ّ
ل لهم ،فقد سمعتم مثل ما سمع إخواننا في مقام بعججد مقججام لنبّينججا صجّلى حقهم الذي جعله ا ّ
ل عليه و آله و سّلم ،و مجلس بعد مجلس يقول :أهل بيتي أئمتكججم بعججدي و يججؤمي إلججى ا ّ
سلم يقول :هذا أمير البررة و قاتل الكفرة ،مخذول من خججذله منصججور مججن ي عليه ال ّ
عل ّ
لج تجواب رحيجم ،و ل تتولجوا عنجه مجدبرين ،و ل نا ّ
ل مجن ظلمكجم إ ّ نصره فتوبوا إلى ا ّ
تتوّلوا عنه معرضين .
-----------
) ( 1قق قققق قققققق ققق .
] [ 18
سلم فافحم 1أبو بكر على المنبر حّتى لم يحر 2جوابا ثّم ،
صادق عليه ال ّ
قال ال ّ
فقال له عمر بن الخطاب :انزل عنها يا لكع 3إذا كنت ل تقوم بحجج قريش لهججم أقمججت
ل لقد هممت أن أخلعك و أجعلها في سالم مججولى أبججي حذيفججة ،قججال
نفسك هذا المقام ؟ و ا ّ
لج صجّلى فنزل ثّم أخذ بيده و انطلق إلى منزله و بقى ثلثة أّيام ل يدخلون مسجد رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم .
ا ّ
فلما كان في اليوم الّرابع جائهم خالد بن الوليد و معه ألف رجل فقال لهم :
ل بنو هاشم ،و جائهم سججالم مججولى أبججي حذيفججة و معججه ألججف
ما جلوسكم فقد طمع فيها و ا ّ
رجل ،و جائهم معاذ بن جبل و معه ألف رجل فما زال يجتمع رجل رجججل حّتججى اجتمججع
أربعة آلف رجل فخرجوا شاهرين أسيافهم يقدمهم عمر بن الخطاب حّتى وقفججوا بمسجججد
ي لئن ذهب الّرجل ل عليه و آله و سّلم ،فقال عمرو ال يا أصحاب عل ّ ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
ن الذي فيه عيناه .
منكم يتكّلم بالذي تكّلم به بالمس لنأخذ ّ
فقام إليه خالد بن سعيد بججن العججاص و قججال يججابن صجّهاك الحبشججية أ فبأسججيافكم تهجّددونا أم
ن أسيافنا أحّد من أسيافكم و إّنا لكثر منكم و إن كنا قليليججن ل ّ
ن بجمعكم تفزعونا ؟ و ال إ ّ
ن طاعة ال و طاعة رسوله و طاعة إمامي أولججى بججي جة ال فينا و ال لو ل أني أعلم أ ّ
حّ
لشهرت سيفي و جاهدتكم في ال إلى أن أبلى 4عذري ،
-----------
) ( 1قققققق قققققق ق ققققق .
-----------
) ( 2قق ققققققق قق قق قق ق ق .
-----------
) ( 3ققققق قققق قققققق ق ققققق ق قققققق ق .
-----------
) ( 4ق قققق قققق قققق قققق قققق ق ق .
-----------
) ( 5قق ققق ققققق قق قققق ق ققق .
] [ 19
أصحابه إذ تكبسه 1جماعة من كلب أهل الّنار يريدون قتله و قتل من معه ،
-----------
) ( 1ققق قققق ققق قققق ق ق
-----------
) ( 2ققق قق قق ققق قق ققققق ق ققققق .
-----------
) ( 3ق قق ق ققق ققق قق ق قق قق قق قققق ق ق قق
ققققق قق ققققق ق ققق قققق ق ققققق
-----------
) ( 4ققق قق ققق ق ققق قق ق ق ق ق قق ق قق
قققققق ق ق
-----------
) ( 5ققققق ق قق قققق قق ق ققققق ق قق قق ققق
قققققق ققققققق ق ققق .
] [ 20
و قد خلفت أن ل أخرج من بيتي و ل ادع ردائي على عاتقى حّتى أجمع القرآن ،
و في غاية المرام من كتاب سليم بن قيس الهللى و هججو كتججاب مشججهور معتمججد نقججل منججه
المصّنفون في كتبهم و هو من الّتابعين رأي علّيا و سلمان و أباذر و في مطلججع كتججابه مججا
هذه صورته :فهذه نسخة كتاب سليم بن قيس الهللي رفعججه إلججى أبججان بججن أبججي عّيججاش و
سجلم فقجال صجدق ي بن الحسين عليه ال ّ سلم و ذكر أبان أّنه قرأ على عل ّ ي عليه ال ّ
قرأه عل ّ
سليم هذا حديثنا نعرفججه ،قججال سججليم :سججمعت سججلمان الفارسججي أّنججه قججال :فلمججا أن قبججض
ل عليه و آله و سّلم و صنع الّناس ما صنعوا جججالهم أبججوبكر و عمججر و ل صّلى ا ّرسول ا ّ
سجلم فخصججموهم فقجالوا يجا ي عليجه ال ّ
جة عل ّأبو عبيدة بن الجّراح و خاصموا النصار بح ّ
ل ج مججن قريججش ،و المهججاجرون ن رسججول ا ّق بالمر منكججم ،ل ّ
معاشر النصار قريش أح ّ
لج
لج صجّلى ا ّ ل سبحانه بدء بهم في كتابه و فضلهم ،و قججد قججال رسججول ا ّ نا ّخير منكم ل ّ
عليه و آله و سّلم :الئمة من قريش .
سله و كّفنجه أدخلنججي و أدخججل ل انقلب له ،فلما غ ّسلم ل يريد عضوا إ ّ ي عليه ال ّ
و كان عل ّ
سججلمأباذر و المقداد و فاطمججة و الحسججن و الحسججين عليهججم السججلم ،فتقجّدم علججي عليججه ال ّ
وصفنا خلفه و صّلى عليه و عايشة في الحجرة ل تعلم ،ثّم ادخل عشرة مججن المهججاجرين
و عشره من النصار يدخلون فيدعون ثّم يخرجون » فيصّلون و يخرجون خ « حّتى لججم
ل صّلى عليه . يبق أحد من المهاجرين و النصار إ ّ
-----------
) ( 1ققققققق قققققق ق ققققق ققققق قققققق
ق قق ق ققققق ق ققق ققق ق ققققق ق قققق ق ق
ققققق .
] [ 21
لج
سلم حين يغسل خ « رسول ا ّ ي عليه ال ّقال سلمان :فأتيت علّيا و هو يغسل » قلت لعل ّ
سججاعة قججد رقججىن أبججا بكججر ال ّ
ل عليه و آله و سّلم فأخبرته بما صنع الّناس فقلت :إ ّ صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سجّلم و لججم يرضججوا أن يبججايعوه بيججد واحججدة و أّنهججمل صّلى ا ّمنبر رسول ا ّ
سلم :يا سلمان و هل تدري أّول مججن ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه و شماله ،فقال عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم ؟ل صّلى ا ّ
بايعه على منبر رسول ا ّ
ل أّنى رأيت » رأيته خ « في ظّلة بني ساعدة حين خصمت النصار فكججان » فقلت :ل إ ّ
و كان خ « أّول من بايعه المغيرة بن شعبة ،ثّم بشير بن سعد ،ثّم أبو عبيدة بججن الججّراح
ثّم عمر بن الخطاب ،ثّم سالم مولى أبي حذيفة ،و معاذ بن جبل ،قال :لست أسألك عن
هؤلء و لكن هل تدرى أّول من بايعه حين صججعد المنججبر ؟ قججال » قلججت خ « :ل و لكججن
جادة شديد التشججمير صججعد المنججبر » أول رأيت شيخا كبيرا متوكّيا على عصابين عينيه س ّ
ل الذي لم يمتنججي حّتججى رأيتججك فججي
من صعد خ « و هو يبكى و » هو خ « يقول :الحمد ّ
هذا المكان ابسط يدك ،فبسط يده فبايعه ،ثّم نزل فخرج من المسجد .
سلم :و هل تدري يا سلمان من هو ؟ قلت :و قججد سججائتني مقججالته كججأّنه ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
ن ذلججك سججلم :فججا ّ
ل عليه و آله و سّلم ،قال علججي عليججه ال ّ ل صّلى ا ّشامت بموت رسول ا ّ
ن إبليجس و لج عليجه و آلجه و سجّلم خ « ا ّ ل صّلى ا ّ إبليس لعنة ال عليه » اخبرنى رسول ا ّ
لججل عليه و آله و سّلم إّياى بغدير خّم لّما أمره ا ّ ل صّلى ا ّأصحابه شهدوا نصب رسول ا ّ
شججاهد الغججائب ،فأقبججل إلججى تعالى و أخبرهم أّني أّولى بهم من أنفسهم و أمرهججم أن يبلججغ ال ّ
إبليس أبا لسته و مردة أصحابه ،فقالوا :هججذه المججة مرحومججة معصججومة ل لججك و ل لنججا
عليهم سبيل قججد اعلمججوا مقّرهججم و إمججامهم » علمججوا امججامهم و مصججرعهم خ « بعججد نججبّيهم
فانطلق ابليس آيسا حزينا .
ل عليه و آله و سّلم بعد ذلك 1و قال تبايع الّناس أبججابكر
ل صّلى ا ّ
قال فأخبرني رسول ا ّ
جتنا ،ثّم يأتون المسجد فيكون
في ظلة بني ساعدة حّتى ما يخاصمهم 2بحّقنا و ح ّ
-----------
) ( 1ققق ققق قق ق قق ق ق قق ق ق ق قق قق
قققققققق ق قق قق قققققق ق ققق .
-----------
) ( 2ققق ققق قق ققق ققق ق ق ق ق قققق ققق قق ق
ققققق ق قق قققققق قققق قق قق ق قق ق ق قققق
ققق ققققققق ققققق ق ققققق ق قق قققققق قق
قق ق قققق ققق ققق ق ق ققق ق ق ق ق قققق ق ق
قققققق ق ققق .
] [ 22
أّول من يبايعه على منبري إبليس في صورة شيخ كبير مستبشر يقول له :كججذا و كججذا ثجمّ
يخرج فيجمع أصحابه و شياطينه و أبا لسته فيخّرون سجدا فينخججر و يكسججع ،ثججم يقججول :
ل زعمتم أن ليس لي عليهم سلطان و ل سبيل فكيف رأيتموني صنعت بهم حّتى تركججوا كّ
ل تعالى :
ل و ذلك قول ا ّ
ل به من طاعته و أمرهم به رسول ا ّ
ما أمرهم ا ّ
فلما جمع كّله و كتبه على تنزيله و الّناسخ و المنسوخ و بعث إليه أبو بكر أن اخرج فبايع
سلم إّني مشغول ،و لقد آليت على نفسي يمينا أن ل ارتدي برداء ي عليه ال ّ
فبعث إليه عل ّ
صلة حّتى اؤلف القرآن و أجمعه ،فجمعججه فججي ثججوب واحججد و ختمججه ثجّم خججرج إلججى ل لل ّ
إّ
لج عليججه و آلججه و سجّلم
لج صجّلى ا ّ
الّناس و هم مجتمعون مع أبي بكر فججي مسجججد رسججول ا ّ
ل عليه و آلججهل صّلى ا ّ فنادى بأعلى صوته :يا أّيها الّناس إّني لم أزل منذ قبض رسول ا ّ
و سّلم مشغول بغسله ،
-----------
) ( 1ق ققق قق ققققق ق قق قق قق ق ق ق قققق ق ق
ققققق قققق ق ققققق .
] [ 23
ي عليججه
سلم لئل تقولوا غدا إنا كنا عن هذا غافلين خ « ثّم قججال عل ج ّ
ي عليه ال ّ
» ثّم قال عل ّ
سلم ل تقولوا يوم القيامة إّني لم أدعكم إلى نصرتي و لم أذكركم حقججي ،فججأدعوكم إلججى ال ّ
ل من فاتحته إلى خاتمته ،فقال عمر :ما أغنانا بما معنا مجن القجرآن عّمجا تجدعونا كتاب ا ّ
إليه ،
ي فلسججنا فججي شججيءسلم بيته ،فقال عمر لبي بكر :أرسججل إلججى عل ج ّ ي عليه ال ّ ثّم دخل عل ّ
لج ،فأتجاه الّرسجولحّتى يبايع و لو قد بايع آمّنا ،فأرسل إليه أبو بكر أجب خليفة رسول ا ّ
لج
لج صجّلى ا ّسلم :ما أسرع ما كججذبتم علججى رسججول ا ّ فقال له ذلك ،فقال له علي عليه ال ّ
ل و رسوله لم يستخلف غيري ،فذهب نا ّ
عليه و آله و سّلم إّنه ليعلم و يعلم الذين حوله أ ّ
الّرسول فأخبره بما قال له ،فقال :اذهجب فقجل لجه أججب أميجر المجؤمنين أبجا بكجر ،فأتجاه
فأخبره بذلك ،
ن هججذال إّنه ليعلم أ ّ
ل ما طال العهد فينسى ،و ا ّ لوا ّسلم :سبحان ا ّ ي عليه ال ّ
فقال له عل ّ
ل عليه و آله و سّلم و هو سجابع سجبعة ل صّلى ا ّل لي و قد أمره رسول ا ّ السم ل يصلح إ ّ
سججبعة ،و فسّلموا عليه » علي خ « بامرة المججؤمنين فاسججتفهمه هججو و صججاحبه مججن بيججن ال ّ
ل و من رسوله إّنه أمير ل :نعم حّقا حّقا من ا ّ
ل و رسوله ؟ قال رسول ا ّ ق من ا ّقال :أح ّ
ل يججومل عّز و ج ّ جلين يقعده ا ّالمؤمنين و سّيد المسلمين و صاحب لواء » الغر خ « المح ّ
صراط فيدخل أوليائه الجّنة و أعدائه الّنججار ،فججانطلق الّرسججول فججأخبره بمججا القيامة على ال ّ
قال فسكتوا عنه يومهم ذلك .
ل و قد بججايع غيججرهو قال عمر لبي بكر :ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع فإّنه لم يبق أحد إ ّ
ق الّرجليججن و أرفقهمججا و أدهاهمججا و أبعججدهما و غير هؤلء الربعة ،و كججان أبججو بكججر أر ّ
ظهما و أجفاهما ،فقال لججه أبججو بكججر :مججن ترسججل إليججه ؟ فقججال عمججر : غورا ،و الخر أف ّ
ظا غليظا جافا من الطلقاء نرسل إليه قنفذا و كان رجل ف ّ
] [ 24
ي بن كعب ،فأرسله إليه و أرسججله معججه أعوانججا فججانطلق فاسججتأذن علججى علجيّ أحد بني عد ّ
سلم ،فأبى أن يأذن لهم فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر و عمروهما في المسجد عليه ال ّ
ل فججادخلواو الّناس حولهما ،فقالوا :لم يؤذن لنا ،فقججال عمججر :اذهبججوا فججان أذن لكججم و إ ّ
سججلم أحجّرج 1عليكججم أن عليه من غير إذن ،فانطلقوا فاسجتاذنوا فقجالت فاطمجة عليهججا ال ّ
ن فاطمججة قججالت لنججا
تدخلوا على بيتي بغير اذني ؟ فرجعوا فثبت القنفذ الملعون ،فقالوا :إ ّ
كذا و كذا فحّرجتنا أن ندخل بيتها من غير اذن ،فغضب عمر فقال :
ثّم أمر أناسا حوله يحملون حطبا فحملوا الحطب و حمار عمر معهججم فجعلججوه حجول بيججت
ل عليهم ،ثّم نججادى عمججر حّتججى
ي و فاطمة و ابناهما صلوات ا ّ سلم و فيه عل ّ
ي عليه ال ّعل ّ
ل عليججه ول صّلى ا ّن خليفة رسول ا ّ ي و لتبايع ّ
ن يا عل ّ
ل لتخرج ّ
أسمع علّيا و فاطمة :و ا ّ
ل أضرمت عليك بيتك ارا ،ثّم رجع قنفذ إلججى أبججي بكججر و هججو متخ جّوف أن آله و سّلم و إ ّ
ي إليه بسيفه لما يعرف من بأسه و شّدته ،فقال أبو بكر لقنفذ :ارجع فان خججرج يخرج عل ّ
ل فاهجم » فاقتحم خ « عليه بيته ،فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم نارا . وإ ّ
سلم ي عليه ال ّ فانطلق القنفذ الملعون فاقتحم هو و أصحابه بغير اذن و سار » ثارخ « عل ّ
إلى سيفه و سبقوه إليه و هم كثيرون فتناول بعضهم سججيفه و كججاثروه 2فججألقوا فججي عنقججه
لج
حبل و حالت بينهم و بينه فاطمة عليهما السلم عنججد بججاب الججبيت فضججربها قنفججذ لعنججه ا ّ
ن في عضدها مثل الدماليج » الدملج خ « 3 ل عليها و أ ّ
بسوط كان معه فماتت صلوات ا ّ
سيف على من ضربته ثّم انطلق به يعتل 4عتل حّتى انتهى إلى أبي بكر ،و عمر قائم بال ّ
رأسه و خالد بن الوليد و أبو عبيدة بن الجّراح و سالم مولى أبى حذيفة و معاذ بن جبل
-----------
) ( 1ققققققق ققققققق ق ق .
-----------
) ( 2ق ققققققق ققققققق ققققققق قق قققققق
ققققققق ق .
-----------
) ( 3قققققق قق قققققق ق ق .
-----------
) ( 4قققق قققق قققققق ققق ققققق ق ق .
] [ 25
و المغيرة بن شعبة و اسيد بن حصجين و بشجير بجن سجعد و سجاير الّنجاس حجول أبجى بكجر
عليهم السلح .
ل ما عليها خمججار فنججادت قال :قلت لسلمان :أدخلوا على فاطمة بغير إذن ؟ قال :اي و ا ّ
ل يا أبتاه لبئس ما خلفك أبو بكر و عمر و عيناك لم تنفقيججا فججي قججبرك وا أبتاه و الرسول ا ّ
ل بججاك
تنادى بأعلى صوتها ،فلقد رأيت أبا بكر و من حوله يبكون و ينتحبون و ما فيهم إ ّ
غير عمر و خالد بن الوليجد و المغيجرة بجن شجعبة و عمجر يقجول :إّنجا لسجنا مجن الّنسجآء و
ن في شيء .رأيه ّ
ل لو وقع سيفي في يججدي لعلمتججم أنكججم لججن قال فانتهوا به إلى أبي بكر و هو يقول :أما و ا ّ
ل لم ألم نفسي في جهادكم لو كنت استمكنت من الربعيججن لفرقججت تصلوا إلى هذا أبدا و ا ّ
لج حيججن ضججرب ل أقواما بايعوني ثّم خذلوني و قد كان قنفججذ لعنججه ا ّ
جماعتكم و لكن لعن ا ّ
سوط حين حالت بينه و بين زوجها أرسل إليه عمر إن حالت بينك و بينه فاطمة فاطمة بال ّ
ل إلى عضادة باب بيتها و دفعها فكسر لها ضلعا من جنبهججا فاضربها ،فأجأها قنفذ لعنه ا ّ
لج عليهججا مججن ذلججك
و ألقت جنينا من بطنها ،فلم تزل صاحبة فراش حّتى ماتت صلوات ا ّ
شهيدة .
ي إلى أبي بكر انتهججره عمججر و قججال لججه :بججايع ،فقججال لججه علجيّ عليججه قال :فلما انتهى بعل ّ
سلم إن أنا لم ابايع فما أنتم صانعون ؟ قالوا نقتلك ذل و صغارا ،فقال :إذا تقتلون عبد ال ّ
ل فمججا نعرفججكل فنعم ،و أّما أخو رسول ا ّ ل ،فقال أبو بكر :أّما عبد ا ّل و أخا رسول ا ّ ا ّ
ل عليه و آلججه و سجّلم ل صّلى ا ّ ن رسول ا ّ سلم :أتجحد أ ّ » نقر لك خ « بهذا ،قال عليه ال ّ
آخا بيني و بينه ؟ قال :
] [ 26
لج تعججالى و ل عليه و آله و سّلم يقول بعد هذا :إّنا اهل بيت اصججطفانا ا ّ ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
ل لم يكن ليجمع لنا أهل الججبيت الّنبججوة و الخلفججة ،فقججال
نا ّ
اختار لنا الخرة على الّدنيا فا ّ
سلم : ي عليه ال ّ
عل ّ
لجج
قال :و قال أبو عبيدة و سالم مولى أبى حذيفة و معاذ بن جبل :قد سمعنا من رسول ا ّ
سججلم لقججد وفيتججم بصججحيفتكم الملعونججة الججتي
ل عليه و آله و سّلم فقال علججي عليججه ال ّ
صّلى ا ّ
لج محّمججدا أو مججات لججتزوون 1هججذا تعاهدتم » قد تعاقدتم خ « عليها في الكعبججة إن قتججل ا ّ
المر عّنا أهل البيت ،
ن اولئك الربعين رجل الذين بايعوني و فوالي لجاهدتكم سلم :أما و ال لو أ ّفقال عليه ال ّ
ل ل ينالها أحد من أعقابكم إلى يوم القيامة ثّم نادى علي عليهفي ال ،فقال عمر :أما و ا ّ
سلم قبل أن يبايع و الحبل في عنقه : ال ّ
ضَعُفوني َو كاُدوا َيْقُتُلوَنني « ثّم تناول يججد أبججي بكججر فبججايع ،و قيججل
سَت ْ
ن اْلَقْوَم ا ْ
ن ُأّم ِإ ّ
» َياْب َ
للّزبير :بايع فأبى فوثب إليه عمر و خالد بن الوليججد و المغيججرة بججن شججعبة و انججاس معهججم
فانتزعوا سيفه فضربوا به الرض حّتى كسججروه ثججم لّببججوه 2فقجال الّزبيججر و عمججر علججى
ن سيفي في يدي لحدت 3 صدره :يابن صّهاك أما و ال لو أ ّ
-----------
) ( 1قققق ققق ق قققق قققق ق ق
-----------
) ( 2ققق ق ققققق ق قق ق قق ققق قق ق قق قق ق ق
ققققققق قق ققق ق ق .
-----------
) ( 3ققق ققق ققق :ق .
] [ 27
سلعة ثّم أخذ و ايدى فبايعت مكرها ، قال سلمان ثّم أخذوني فوجؤوا عنقي حّتى تركوه كال ّ
ي و أربعتنججا و لججم يكججن
ثّم بايع أبوذر و المقداد مكرهين و ما من أحد بايع مكرها غير عل ّ
أحد مّنا أشّد قول من الّزبير ،فاّنه لمججا بججايع قججال :يججابن صجّهاك أمججا و الج لججو ل هججؤلء
ى و معي سيفي لما اعرف من جنبك و لو مججك ،و الطغاة الذين اعانوك لما كانت تقدم عل ّ
لكن وجدت طغاة تقوى بهم و تصول بهم ،فغضب عمر فقال :أتذكر صّهاك ؟ فقججال :و
من صّهاك و من » ما خ « يمنعنى من ذكرها و قد كانت ص جّهاك زانيججة و تنكججر ذلججك أو
ليس كانت أمة لجّدي عبد المطلب فزنى بها جّدك نفيل فولدت أباك الخطاب فوهبهججا عبججد
ف كج ّ
ل المطلب لجّدك بعد ما ولدته و أّنه لعبد جدي ولد زنا ،فأصلح أبججوبكر بينهمججا و ك ج ّ
واحد منهما عن صاحبه .
قال سليم :فقلت لسلمان :فبايعت أبججا بكججر و لججم تقججل شججيئا ؟ قجال :بلججى قججد قلججت بعججد مججا
بايعت :تّبالكم ساير الّدهر لو تدرون مجا صججنعتم بأنفسججكم أصججبتم و أخطججأتم أصجبتم سجّنة
الوليججن » مججن كججان قبلكججم مججن الفرقججة و الختلف خ « و أخطججأتم سججّنة نججبّيكم حيججن
أخرجتموها من معدنها و أهلها فقال عمر :أّما إذا قججد بججايعت يججا سججلمان فقججل مججا شججئت و
لج صجّلى افعل ما بدالك و ليقل صاحبك ما بداله ،قال سلمان :قلت إّني سججمعت رسججول ا ّ
ن عليك و على صاحبك الذي بججايعته مثججل ذنججوب امتججه إلججى ل عليه و آله و سّلم يقول :إ ّ
ا ّ
لج
يوم القيامة و مثل عذابهم جميعا ،فقال عمر قل ما شججئت أليججس قججد بججايعت و لججم يقججر ا ّ
عينك بأن يلبسها صاحبك ،
-----------
) ( 1ققققق ق ققققق ق قق ققق قق ق قق قق ققق ق
ققققق ق قققق ققققق ققققق ققققق ق ق .
] [ 28
سججلم و تعظيمهججم و قججد فعججل مججنب آل محّمججد عليهججم ال ّفقال أبوذر :أفتعّيرنا يا عمججر بحج ّ
أبغضهم و افججترى عليهججم و ظلمهججم حّقهججم و حمججل الّنججاس علججى رقججابهم و رّد هججذه المججة
ل ما لهججم فيهججا
ل من ظلمهم حّقهم ل و ا ّ القهقهرى على أدبارهم ،فقال عمر :آمين لعن ا ّ
ل سججواء ،قجال :لججم خاصجمت النصجار بحّقهجا ؟ ق و ما هم فيها و عرض الّنجاس إ ّ من ح ّ
ق و هي لك و لبن آكلة الّذبان سلم لعمر :يابن صهاك فليس لنا فيها ح ّ ي عليه ال ّفقال عل ّ
ن العامة رضوا بصاحبي و لم يرضوا بججك ف يا أبا الحسن إذ قد بايعت :فا ّ
،فقال عمر ك ّ
فما ذنبي ،
ل بي فابشر أنججت و صججاحبك و مججن ل و رسوله لم يرضيا إ ّ سلم :لكن ا ّ فقال علي عليه ال ّ
ل و عذابه و خزيه و يلك يابن الخطاب لو ترى ما ذا جنيججت اّتبعكما و وازر كما بسخط ا ّ
على نفسك و على صاحبك ؟ فقال أبجو بكجر يجا عمجر أمجا إذا بجايع و امّنجا شجّره و فتكجه و
غائلته فدعه يقول ما شآء .
ل أّيها الربعة قال لسججلمان سلم :لست قائل غير شيء واحد اذكركم با ّ ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
ل عليه و آلججه و س جّلم يقججول :إن ل صّلى ا ّ و الّزبير و أبي ذر و المقداد ،أسمعتم رسول ا ّ
تابوتا من نار فيه اثنى عشر سّتة من الولين و سّتة من الخرين في قعر جهّنججم فججي جج ّ
ب
صججخرة ل أن يسعر جهّنم كشفت تلك ال ّ ب صخرة فاذا أراد ا ّفي تابوت مقّفل على ذلك الج ّ
سججلمي عليججه ال ّ
ب و مججن حجّره ،قججال علج ّ ب فاسعرت جهّنم من وهج ذلك الج ّ عن ذلك الج ّ
ل ج عليججه ول ج ص جّلى ا ّ
ل عليه و آله و أنتم شهود ،فقال رسول ا ّ ل صّلى ا ّ فسألت رسول ا ّ
آله و سّلم :أّما الّولون فابن آدم الذي قتل أخاه ،و فرعججون ذو الفراعنججة ،و الججذي حججا ّ
ج
ابراهيم في رّبه ،و رجلن من بني اسججرائيل بجّدل كتججابهم و غّيججر اسجّنتهم ،أمججا أحججدهما
صرفهّود اليهود و الخر ن ّ
] [ 29
النصارى ،و عاقر الّناقة ،و قاتل يحيى بججن زكّريججا ،و ال جّدجال فججي الخريججن و هججؤلء
الربعة أصججحاب الكتججاب 1و جبتهججم و طججاغوتهم الججذي تعاهججدوا عليججه و تعاقججدوا علججى
عداوتك يا أخى و يتظاهرون عليك هذا و هذا حّتى عّدهم و سّماهم .
ي أيضا في الحتجاج و المحجّدث المجلسججي ) ره ( فججي أقول :هذه الّرواية رواها الطبرس ّ
المجّلد الثامن من بحار النوار بنقصان في الّول و زيادة فججي الّثججاني و تغييججر يسججير فججي
غير الّزايد و الّناقص ،و كانت نسخة غاية المرام التي عندنا غير خالية من الغلط
-----------
) ( 1قق ققققققق قققققققق ققق .
-----------
) ( 2ق قق ققق ققق ق ققق .
] [ 30
و الّتحريف يسيرا في متن الّرواية فاصلحناها من نسختى الحتجاج و البحججار بمججا رأينججاه
أصلح و أنسب ،فلو وجدت فيما رويناه شيئا غيججر مطججابق لمججا فججي الصججل 1فسجّره مججا
ل الهادي .
ضبط و الّنقل و ا ّ
ذكرناه و ل تحملّنه على التقصير في ال ّ
ي بججن الحكججم عججن ابججن عميججرة عججن أبججي بكججر و فججي البحججار مججن رجججال الكشججى عججن علج ّ
ل ثلثة نفججر :سجلمان و أبججوذر سلم :ارتّد الّناس إ ّ الحضرمي قال :قال أبو جعفر عليه ال ّ
و المقداد ،قال :قلت :فعمار ،قال قد كان حاص 2حيصة ثم رجع ،ثم قال :إن أردت
ن عنججدك فالمقداد ،فأّما سلمان فاّنه عرض في قلبججه عججارض إ ّ ك و لم يدخله ش ّ الذي لم يش ّ
ل العظم لو تكّلم به لخذتهم الرض و هجو هكججذا فلّبجب سلم اسم ا ّ أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم فقال له ،يا أبا عبد ا ّ
ل سلعة ،فمّر به أمير المؤمنين عليه ال ّ و وجيت حّتى تركت كال ّ
سلم بالسكوت و لم يكن هذا من ذلك بايع فبايع ،و أّما أبوذر فأمره أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل أن يتكّلم فمّر به عثمان فأمر بججه ،ثججم أنججاب الّنججاس بعججد و ل لومة لئم فأبى إ ّ يأخذه في ا ّ
كان أّول من أناب أبو ساسان النصاري و أبو عمرة و شتيرة و كججان نججواظره سججبعة فلججم
سبعة . ل هؤلء ال ّ سلم إ ّ ق أمير المؤمنين عليه ال ّ يكن يعرف ح ّ
صاد المهملة ،
أقول :أبو ساسان اسمه الحصين بن المنذر بالحاء المهملة المضمومة و ال ّ
و أبو عمرة من النصار أيضا اسمه ثعلبججة بججن عمججرو ،و شججتيرة يقججال لججه سججمير أيضججا
سلم بصفين و قتل هناك مع اخوته قاله في الخلصة . ي عليه ال ّ
صاحب راية عل ّ
ل عليججه
و من كتاب الختصاص للمفيد باسناده عن عمرو بن ثابت قال :سمعت أبا عبد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم لّمججا قبججض ارت جّد الّنججاس علججى أعقججابهم
ن الّنبي صّلى ا ّ
سلم يقول :إ ّال ّ
ل ثلثة :
كّفارا إ ّ
ل فيك يوم غدير ،قال :و تفعلون ؟ قالوا :نعم ،قال فأتوني
قالوا :سمعنا من رسول ا ّ
-----------
) ( 1قق ققق قق قققق قققققق ق ققق .
-----------
) ( 2ق ق قق قق قققق ق ق ققققققققق قق قق ق قق
ققق ق ققق ق قق ق قق ق ق قق ق ق ق قق ق قققق ق
قققققق ق ققققق ققققققق قققق قققققق ق ق ق
ققق قق ق ققققققققق قق قق ققققق ق ققق ق ق
ق قق قققق ققق قق ققق ققق ققق ققققق ق
قققق قق ق ق قققق ق ق ققق ق ق قق قق قققق ق قق
قققق ققققق قق ققق قققق قققق ققق قق ققققق
ق ققق ق ق قق قققق ق قق ق ق قققق ق ق ق ق ققق
ق ققق ق ق ق قققق ق ق قققققق ق ق قق قق
ققققققق .
] [ 31
ل هؤلء الثلثة ،قال :و جائه عّمار بججن ياسججر بعججد الظهججر غدا محّلقين ،قال :فما أتاه إ ّ
فضرب يده على صدره ثم قال :ما آن لك أن تستيقظ من نومة الغفلة ،ارجعوا فل حاجة
لي فيكم أنتم لم تطيعججوني فججي حلججق الجّرؤوس فكيججف تطيعججونى فججي قتججال جبججال الحديججد ،
ارجعوا فل حاجة لي فيكم .
ن عمر بن الخطاب قججال لبججي بكججر :اكتججب الججى سلم ا ّو في الحتجاج عن الباقر عليه ال ّ
شنعة ،فكتب أبو بكر اليه :مججن أبججي بكججر اسامة ابن زيد يقدم عليك فان في قدومه قطع ال ّ
ل عليه و آله و سّلم إلى اسامة بن زيد ،أّما بعد ،فانظر إذا أتاك ل صّلى ا ّ
خليفة رسول ا ّ
ي و ولججوني أمرهججم ،فل ن المسججلمين قججد اجتمعججوا علج ّي أنت و من معك فا ّ كتابي فأقبل إل ّ
سلم .نتخّلفن فتعصني و يأتيك مني ما تكره و ال ّ
ل ج عليججه و
ل صّلى ا ّ قال فكتب إليه اسامة جواب كتابه :من اسامة بن زيد عامل رسول ا ّ
شام الى أبى بكر بن أبجي قحافجة ،أّمجا بعجد فقجد أتجاني منجك كتجاب آله و سّلم على غزوة ال ّ
ل عليه و آلججه و س جّلم ،ول صّلى ا ّينقض أّوله آخره ،ذكرت في أّوله أنك خليفة رسول ا ّ
ن المسلمين قد اجتمعوا عليك فولوك أمرهم و رضوابك ،فججاعلم أّنججي و ذكرت في آخره أ ّ
ل مججا رضججينا بججك و ل ولينججاك أمرنججا ،و انظججر أن من معي من جماعة المسلمين فل و ا ّ
ق به منك فقد علمت ما كان من قججول رسججول ق إلى أهله و تخّليهم و إّياه فاّنهم أح ّ تدفع الح ّ
سلم يوم الغدير ،فمججا طججال العهججد فتنسججى ي عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم في عل ّ ل صّلى ا ّا ّ
ل،فانظر مركزك و ل تخالف فتعصي ا ّ
قال :فأراد » فهّم خ « أبو بكر أن يخلعها من عنقه قال :فقال له عمر :ل تفعججل قميججص
ح عليه بالكتب و مر فلنا و فلنججا يكتبججون الججى اسججامة
ل ل تخلعه فتندم و لكن أل ّ
قّمصك ا ّ
أن ل يفّرق جماعة المسلمين و أن يدخل معهم فيما صنعوا ،قال :فكتب اليجه أبجو بكجر و
كتب إليه ناس من المنافقين :أن ارض بما اجتمعنا عليه و إّياك أن تشمل المسلمين فتنتججه
فاّنهم حديث عهد بالكفر ،قال :فلّما وردت الكتب على اسامة انصرف بمن معه
] [ 32
ي بجن أبيطجالبحّتى دخل المدينة ،فلما رأى اجتماع الخلق على أبي بكر انطلجق إلجى علج ّ
سلم :هذا ما ذا ترى ،قال له اسججامة :
ي عليه ال ّ
سلم فقال له :ما هذا ؟ قال له عل ّعليه ال ّ
فهل بايعته ؟
فقال :نعم يا اسامة ،فقال :أ طائعا أو كارها ؟ قال :ل بل كارها ،قال :فجانطلق اسجامة
سجلم عليجك يجا خليفجة المسجلمين ،قجال :فجرّد عليجه أبجو
فدخل على أبي بكر و قال له :ال ّ
سلم عليك أّيها المير هذا .بكر ،و قال :ال ّ
لج عنججد
صة كسجاير الخبجار العامججة إنشجآء ا ّ
و يأتي بعض أخبار هذا الباب من طرق الخا ّ
ل المستعان و عليه التكلن .
شرح الخطب التية و ا ّ
فأقول :
ن المستفاد من مضمون هذه الخطبة الشريفة كمججا هججو المسججتفاد مججن بعججض طرقهججا اعلم أ ّ
سلم خطب بها في أواخر عمره الشججريف و ذلججك بعججد مججا انقضججى التية أيضا أّنه عليه ال ّ
أّيام خلفة المتخّلفين الثلثة و بعد ما ابتلى به من قتال الّناكثين و القاسطين و المججارقين و
سجلم بهججا فيجه فقججد اختلفجت فيججه
هذا مّما ل خفاء فيججه ،و أّمجا المقججام الججذي خطجب عليجه ال ّ
الّروايات .
منها ما هي ساكتة عن تعيين المكان ،مثل ما رواه العلمة الحّلجي طجاب ثجراه فجي كتجاب
ل بن عبد بن مسعود العسكري مججن أهججل صدق عن الحسن بن عبد ا ّ ق و نهج ال ّ
كشف الح ّ
سنة في كتاب معاني الخبار باسناده إلى ابن عباس قال :ال ّ
و مثلها ما رواه المحّدث المجلسي في المجلد الثامن من البحار من معاني الخبار و علل
صدوق عن ما جيلويه عن عّمه عن البرقي عن أبيججه عججن ابججن أبججي عميججر عججن
شرايع لل ّ
ال ّ
أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عّباس قال :ذكرت الخلفة
] [ 33
ل لقد تقّمصها أخججو تيججم اه ، سلم فقال :و ا ّي بن أبي طالب عليه ال ّعند أمير المؤمنين عل ّ
و من الكتابين أيضا عن الطالقاني عن الجلودي عن أحمد بن عّمار بججن خالججد عججن يحيججى
ي بججن حذيفججة عججن عكرمججة عججن ابججن بن عبد الحميد الحماني عن عيسي بن راشد عن علج ّ
شيخ عن الحّفار عن أبي القاسججم الجّدعبلي عججن أبيججه عججن أخججى عّباس مثله ،و من أمالى ال ّ
شامي عن زرارة عن أبي جعفججر البججاقر عججن أبيججه عججن ججّده دعبل عن محّمد بن سلمة ال ّ
سلم ،و الباقر ،عن ابن عّباس قال :ذكرت الخلفة عنججد أميججر المججؤمنين عليججه عليهم ال ّ
ل لقد تقّمصها ابن أبي قحافة ،و ذكر نحوه بأدنى تغيير . سلم فقال :و ا ّال ّ
سججلم إذ دخججل غلم و جلججس فججي وسججط قال .كنت بين يدي مولى أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم من الحكام نهض إليه الغلم ،و قال يا أبجا تججراب :أنجا المسلمين ،فلما فرغ عليه ال ّ
ل من أوله إلجى آخجره إليك رسول جئتك برسالة تزعزع لها الجبال من رجل حفظ كتاب ا ّ
ق منك بهجذا المقجام ،فاسجتعّد و علم علم القضايا و الحكام و هو أبلغ منك في الكلم و أح ّ
سججلم ،وللجواب و ل تزخرف 1المقال ،فلح الغضب في وجه أمير المؤمنين عليه ال ّ
ق مججنقال لعمار :اركب جملك و طف في قبائل الكوفة و قل لهم أجيبوا علّيا ليعرفوا الح ّ
ل هنيئة حّتى رأيت سقم ،فركب عّمار فما كان إ ّ صحة و ال ّ
الباطل و الحلل و الحرام و ال ّ
ل تعالى :
العرب كما قال ا ّ
-----------
) ( 1قق قق قققق قققققق ق ققق .
-----------
) ( 2قق ققققق ققققق ق ققق .
] [ 34
في أوانه ،فنهض العالم الردع 1و البطل النزع و رقى في المنبر و راقججى ثججم تنحنججح
ل من سججمع فججوعى ،أّيهججا الّنججاس سلم :رحم ا ّفسكت جميع من في الجامع ،فقال عليه ال ّ
لج ل يكججون المججام إمامججا حّتججى يحيججي المججوتى أو ينججزل مججن يزعم أّنه أمير المججؤمنين و ا ّ
سمآء مطرا أو يأتي بما يشاكل ذلك مّمججا يعجججز عنججه غيججره و فيكججم مججن يعلججم أّنججى اليججة ال ّ
ى معاوية جاهل مججن جاهلّيججة العججرب جة البالغة و لقد أرسل إل ّ
الباقية و الكلمة التاّمة و الح ّ
عجرف 2فى مقاله و أنتم تعلمون لو شئت لطحنت عظامه طحنا ،و نسججفت 3الرض
ن احتمال الجاهل صدقة . لأّ من تحته نسفا ،و خسفتها عليه خسفا إ ّ
ل عليه و آله و سجّلم و أشجار بيجده إلجى ل و أثنى عليه و صّلى على الّنبي صّلى ا ّ ثّم حمد ا ّ
سججلم عليججك يججا
الجّو فدمدم ، 4و أقبلت غمامة و علت سحابة و سمعنا منها إذا يقول :ال ّ
أمير المؤمنين و يا سجّيد الوصجّيين و يججا إمججام المّتقيججن و يججا غيججاث المسججتغيثين و يججا كنججز
سحابة فدنت ،قال ميثم :فرأيججت النججاس كّلهججم المساكين و معدن الّراغبين ،و أشار إلى ال ّ
سحابة ،و قال لعّمار :اركب معي و قل ،بسم سكرة ،فرفع رجله و ركب ال ّ قد أخذتهم ال ّ
ل مجريها و مرسيها ،فركجب عّمججار و غابججا عجن أعيننججا ،فلمججا كجان بعججد سجاعة أقبلججت ا ّ
سحابة حّتى أظّلت جامع الكوفة ،فاذا مولى جالس على دكة القضاء و عّمار بين يججديه ال ّ
شقشقية ،فلمججا فججرغو الّناس حاّفون به ،ثّم قام و صعد المنبر و أخذ الخطبة المعروفة بال ّ
ل ايمانججا و يقينججا ،و منهججم
اضطرب الّناس ،و قالوا فيه أقاويل مختلفة ،فمنهم من زاده ا ّ
من زاده كفرا و طغيانا .
سحابة في الجّو فما كانت هنيئة حّتى أشججرفنا إلججى بلججد كججبير قال عمار :و قد طارت بنا ال ّ
سحابة و إذا نحن في مدينة كبيرة و الّنججاس يتكلمججون حواليه أشجار و أنهار ،فنزلت بنا ال ّ
بكلم غير العربّية فاجتمعوا عليه و لذوا به فوعظهم و أنذرهم بمثل كلمهججم ،ثججم قججال :
يا عّمار اركب ففعلت ما امرنى فادركنا جامع الكوفة ،ثّم
-----------
) ( 1قققققق قق قققققق قق ققققق قققق ق ققق .
-----------
) ( 2ققققققق ققققق ق ققق قققققققق ق قققق .
-----------
) ( 3قق قققق ق ق .
-----------
) ( 4قققق قققق قققق قق قققق ققققق ق قققق .
] [ 35
لج اعلجم و رسجوله و سلم لى يا عّمار ،تعرف البلدة التى كنت فيها ؟ قلجت :ا ّ قال عليه ال ّ
لج
نا ّصججين أخطججب كمججا رأيتنججي إ ّ
سججابعة مججن ال ّ
سلم :كّنا في الجزيرة ال ّ
ولّيه قال عليه ال ّ
تبارك و تعالى أرسل رسوله إلى كاّفة الّناس و عليه أن يدعوهم و بهججدي المججؤمنين منهججم
ل تعججالىنا ّصراط المستقيم ،و اشكر ما أوليتك من نعمه ،و اكتم من غير أهله فا ّ إلى ال ّ
ل هو و من ارتضى من رسول . ألطافا خفّية في خلقه ل يعلمها إ ّ
سلم : ل هذه القدرة و أنت تستنهض الناس لقتال معاوية ،فقال عليه ال ّ ثّم قالوا :أعطاك ا ّ
ل ج لججو
ل تعّبدهم بمجاهدة الكفار و المنافقين و الّناكثين و القاسججطين و المججارقين ،و ا ّ
نا ّإّ
شئت لمددت يدى هذه القصيرة فجي أرضجكم هجذه الطويلجة و ضجربت بهجا صجدر معاويجة
شام و أخذت بها من شاربه أو قال من لحيته ،فمّد يده و رّدها و فيها شججعرات كججثيرة ، بال ّ
ن معاوية سقط من سريره في اليوم الذي كان
فتعجبوا من ذلك ،ثّم وصل الخبر بعد مّدة أ ّ
سلم مّديده و غشى عليه ثّم أفاق و افتقد من شاربه و لحيته شعرات .
عليه ال ّ
ل ج بججه
صهم ا ّ
شيعة فهنيئا لهم ثّم هنيئا بما خ ّ
و قد ذكرت الّرواية بتمامها إذ فيها قّرة عين لل ّ
من موالة صاحب المناقب الفاخرة و المعجزات القاهرة .
ي ،و مثله مال لقد تقّمصها و ذكر قريبا مّما رواه الّرض ّ صعدآء ثم قال :أما و ا ّفتنفس ال ّ
ل أنرواه في البحار من إرشاد المفيد قال روى جماعة إلى آخر ما ذكره في الحتجججاج إ ّ
شججيخ قطججب الجّدين
ل بدل أمججا ،و فججي البحججار أيضججا عججن ال ّ
فيه و تقديم من تقّدم ،و أم و ا ّ
سججند ،أخججبرني الشججيخ أبججو نصججر
الّراوندي قّدس سّره في شرحه على نهج البلغة بهذا ال ّ
الحسن بن محّمد بن إبراهيم عن الحاجب أبي الوفاء محّمد بن بديع و الحسججين ابججن أحمججد
بن عبد الّرحمجن عجن الحجافظ أبجي بكجر بجن مردويجه الصجفهاني عجن سجليمان بجن أحمجد
ي البار عن إسحاق بن سعيد أبي سلمة الّدمشقي عن الطبراني عن أحمد بن عل ّ
] [ 36
سججلم
ي عليججه ال ّ
خليد بن دعلج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عبججاس قججال :كنججا مججع علج ّ
ل لقد تقّمصها فلن إلججى بالّرحبة فجرى ذكر الخلفة و من تقّدم عليه فيها ،فقال :أما و ا ّ
آخر الخطبة .
هذه جملة ما عثرت عليها من طرق الخطبة و إسنادها و يمكجن الجمجع بيجن مختلفهجا بجأن
ل ج العججالم .و اذا
سلم قد خطب بها تارة بالّرحبة و اخرى بمنججبر الكوفججة و ا ّ
يكون عليه ال ّ
ل سبحانه فأقول سلم بتوفيق من ا ّ تمّهد لك هذه المقدمات فلنشرع في شرح كلمه عليه ال ّ
:و شرحها في ضمن فصول .
ععععع ععععع
ل القطب مججن الّرحججى ، ن محّلي منها مح ّل لقد تقّمصها ابن أبي قحافة و إّنه ليعلم أ ّ أما و ا ّ
طير ،فسدلت دونها ثوبا ،و طويت عنها كشحا ،و ي ال ّ
سيل ،و ل يرقى إل ّ
ينحدر مّني ال ّ
طفقت أرتاي بين أن أصول بيد جّذآء ،أو أصبر على طخية عميآء ،يهرم فيهججا الكججبير ،
صججبر علججىن ال ّصغير ،و يكدح فيها مؤمن حّتى يلقى فيها رّبه ،فرأيججت أ ّ و يشيب فيها ال ّ
هاتا أحجى ،فصبرت و في العين قذى ،و في الحلق شجى ،
أرى تراثي نهبا .
ععععع
يقال قّمصه قميصا ألبسه فتقّمص هو و ) قحافة ( بضّم القاف و تخفيجف الحجاء و ) قطجب
الّرحى ( مثّلثة و كعنق :الحديدة التي تدور عليها الّرحى و ) سدل الّثوب ( يسد له أرسله
و أرخاه ،و ) الكشح ( ما بين الخاصرة إلى أقصر الضلع ،
يقال فلن طوى كشحه أى أعرض مهاجرا ،و ) طفق ( في كذا أى شرع و أخذ
] [ 37
صولة
و ) ارتأى ( في المر اذا فكر طلبا للّرأى الصلح و افتعل من روية القلب ،و ) ال ّ
( الوثبة و الحملة ،و ) اليد الجّذاء ( بالجيم و الّذال المعجمة المقطوعة المكسورة ،
و وصف الطخية بها إشارة إلى شّدة الظلمة ،و ) هرم ( كفرح أى بلغ أقصى الكبر ،
سعى و كججدح فججي العمججل كمنججع سججعى و عمججل شعر ،و ) الكدح ( ال ّ
و ) الشّيب ( بياض ال ّ
ق من قولهم حجى بالمكان إذا أقججام لنفسه خيرا و شّرا و ) أحجى ( أى أولى و أجدر و أح ّ
و ثبت ذكره في الّنهاية ،و قيل :أى اليق و أقرب بالحجى و هججو العقججل و ) القججذى ( مججا
شراب أيضا من نتن أو تراب أو وسخ و ) الشجى ( ما اعترض في يقع في العين و في ال ّ
الحلق و نشب من عظم و نحوه و ) التراث ( ما يخّلفه الّرجل لورثته و التاء فيه بدل مججن
سلب و الغارة و الغنيمة .الواو و ) النهب ( ال ّ
ععععععع
ل على تحّقق ما بعدها مثججل أل و لكونهججا مفيججدة للتحقيججق ل تقجع الجملجة أما حرف تنبيه تد ّ
شاعر :
ل مصّدرة بالقسم قال ال ّ بعدها ا ّ
شمس او المصّرح بها كما في ساير طرق الخطبجة علجى حجاب « اى ال ّ ت ِباْل ِ
حّتى تواَر ْ
» َ
ضماير الثلثة بعدها ،و جملة و اّنججه ليعلججم اه حالّيججة ،و جملججة ينحججدر آهما تقدم و مثله ال ّ
استينافّية ،و أو ،
] [ 38
بالواو ،و كلمةها في هاتا ،للتّنبيه ،و تججا للشججارة إلججى المججؤّنث اشججير بهججا إلججى الطخيججة
الموصوفة .
عععععع
ل لقد تقّمصها ( أى لبس الخلفة مثل القميص ) ابن أبي قحافججة ( و الشججارة بججه ) أما و ا ّ
ل بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سلم ابن تيجم بجن إلى أبي بكر و اسمه عبد ا ّ
ن اسججمه فججيمّرة ،و اّمه سلمى بنت صخر بججن عججامر بججن كعججب ،و فججي بعججض الكتججب أ ّ
لج ،قججال فججي
لج عليججه و آلججه و سجّلم إلججى عبججد ا ّ
ي صجّلى ا ّ
الجاهلّية عبد العّزى فغيره النججب ّ
القاموس :اسمه عتيق سّمته به اّمه أو لقب له ،و في التعبير عنه بهذا اللفظ دون اللقاب
المادحة دللة على الستخفاف ،كتعبيره عن الثاني فيما سيأتي بابن الخطاب .
و ما تكّلفه قاضي القضاة في دفع دللته عليججه بججأّنه قججد كججانت العججادة فججي ذلججك الّزمججان أن
ل ج ص جّلى
يسّمى أحدهم صاحبه و يكنيه و يضيفه إلى أبيه حّتى كانوا رّبما قالوا لرسججول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم :يا محّمد ،فليس في ذلك دللة على الستخفاف و ل على الوضع . ا ّ
و قال المحّدث المجلسى ) قده ( في ترجمة أبى بكر :اعلم أّنه لم يكن له نسججب شججريف و
صبيان و نعم ما قيل :
ل حسب منيف ،و كان في السلم خّياطا و في الجاهلّية معّلم ال ّ
كفججججججججججججججججججى المججججججججججججججججججرء نقصججججججججججججججججججا أن يقججججججججججججججججججال لججججججججججججججججججه
معّلم صبيان و ان كان فاضل
] [ 39
و كان أبوه سّيئ الحال ضعيفا و كان كسبه أكثر من عمره من صيد القمججاري و الدباسججى
ل بن جججذعان 1ل يقدر على غيره ،فلّما عمى و عجز ابنه عن القيام به التجأ إلى عبد ا ّ
ل يوم لحضار الضياف و جعل 2له علججى من رؤساء مكة فنصبه ينادي على مائدته ك ّ
ذلك ما يعونه من الطعام ،و ذكر ذلك جماعججة منهجم الكلجبي فججي كتجاب المثججالب علججى مججا
سججلم بعججد مججا غضججبي عليججه ال ّصراط المستقيم ،و لججذا قججال أبججو سججفيان لعلج ّ
أورده في ال ّ
ي رذل . الخلفة أرضيتم يا بني عبد مناف أن يلي عليكم تيم ّ
ن أبججا قحافججة
و قال أبو قحافة ما رواه ابن حجر في صواعقه حيث قال :و أخرج الحاكم أ ّ
لما سمع بولية ابنه ،قال :هل رضى بذلك بنو عبد مناف و بنو المغيرة ؟
قالوا :نعم ،قال :اللهّم ل واضع لما رفعت و ل رافع لما وضعت ،و قالت فاطمة عليها
السلم في بعض كلماتها :إّنه من اعجاز قريش و أذنابهججا ،و قججال بعججض الظرفججاء :بججل
ن أبا قحافة كججان ججّرامن ذوي أذنابها ،و قال صاحب إلزام الّنواصب :أجمع الّنسابون أ ّ
ل عليه و آلججه و س جّلم
ل أغنى الّنبي صّلى ا ّنا ّ
3لليهود ،و العجب أّنهم مع ذلك يّدعون أ ّ
بمال أبي بكر انتهى .
ل عليه و آله ل صّلى ا ّو في الحتجاج روى أن أبا قحافة كان بالطايف لما قبض رسول ا ّ
ل عليه ل صّلى ا ّو سّلم و بويع لبي بكر ،فكتب إلى أبيه كتابا عنوانه من خليفة رسول ا ّ
ل فلججو
ن الّناس قد تراضوا بي فاّني اليوم خليفة ا ّ
و آله و سّلم إلى أبيه أبي قحافة أّما بعد فا ّ
قدمت علينا كان أحسن بك ،قال :فلما قرء أبو قحافة الكتاب قال للّرسول :ما منعكم من
سن و قد أكثر القتل فججي قريججش و غيرهججا و سلم ؟ قال الّرسول :هو حدث ال ّ ي عليه ال ّ
عل ّ
ن فأنا أحق من أبججي بكججر ، ن منه ،قال أبو قحافة :إن كان المر في ذلك بالس ّ أبو بكر أس ّ
لقد ظلموا علّيا
-----------
) ( 1ققققق ق قققق ق ق قق ق ق ققق قققق قق ق
قق ققق قق ق قق قق قق ق ق ق ق قق قق ق ققق قق ق
قققققق ق قققققق ق ققققق .
-----------
) ( 2قق قق ق قق ققق قق ق ققق ق ق ق قق ق ققق قق
ققق ققق ققق ق ق ق ق قق قققق ق قققق ق ق ق قق ق
ققق ق ق ق ق قققق قق قق ق قق ققق قق ق قق ققق ق
ققق .
-----------
) ( 3قق ققق ق قق ق قق ق ق قق ق ق ققق قققق
قققققق قققق قققق ق قققققق قققق ق ققق .
] [ 40
ل عليه و آله و سّلم و أمرنا ببيعته ثّم كتب إليججه :مججن ابججي
حّقه و قد بايع له الّنبي صّلى ا ّ
قحافة إلى أبي بكر أّما بعد ،فقد أتاني كتابك فوجدته كتاب أحمق ينقججض بعضججه بعضججا ،
مّرة تقول :
لج ،و مجّرة تقجول : ل عليه و آلجه و سجّلم و مجّرة تقجول :خليفجة ا ّ
ل صّلى ا ّ خليفة رسول ا ّ
ن في أمر يصعب عليك الخروج منججه غججدا تراضى بي الّناس ،و هو امر ملتبس فل تدخل ّ
و يكون عقباك منه إلى الّندامة و ملمة الّنفججس اللوامججة لججدى الحسججاب يججوم القيامججة ،فججا ّ
ن
ل كأّنك تراه و ل للمور مداخل و مخارج و أنت تعرف من هو أولى بها منك ،فراقب ا ّ
ن صاحبها ،
تدع ّ
صجة و ل مجن العاّمجة حسجبما ثّم اعلم أّنه لم يتعّرض عليجه أحجد بسجوء الّنسجب ل مجن الخا ّ
ل س جّره مججا أشججار إليججه المح جّدث الجزايججري فججي أنججوار
طعنججوا فججي أنسججاب أمثججاله ،و لع ج ّ
صججادق
ن أّم فججروة و هججي أّم ال ّ
سلم من نسله و ذلججك ،ل ّ ن الئمة عليهم ال ّ النعمانّية :من أ ّ
سلم بنت القاسم بن محّمد بن أبي بكر . عليه ال ّ
سلم لّما ذكر تلّبسه بالخلفة أراد الّتنبيه على عدم استحقاقه بذلك الّلباس ،و ثّم إّنه عليه ال ّ
نّبه على بطلن خلفة المتقّمص بذكر مراتب كماله الّدالة على أفضلّيته المشيرة إلى قبججح
ن محّلججي منهججا ( أى مججن تفضيل المفضول و العدول عن الفضل ،فقال ) :و إّنه ليعلججم أ ّ
سلم نفسه بججالقطب و الخلفججة بججالّرحى و ل القطب من الّرحى ( شّبه عليه ال ّ الخلفة ) مح ّ
ل القطججب مججن الّرحججى ،و الّول مججن قبيججل تشججبيه المحسججوس محّلججه مججن الخلفججة بمح ج ّ
بالمحسوس ،و الثاني من قبيل تشججبيه المعقججول بالمحسججوس ،و الّثججالث مججن قبيججل تشججبيه
ل بججالقطب ن الثر المطلوب من الّرحى كما ل يحصل إ ّ المعقول بالمعقول ،و المقصود أ ّ
و لوله لم يحصل لها ثمر قط كذلك الثمرة المطلوبة مججن الوليججة و الخلفججة أعنججى هدايججة
النام و تبليغ الحكام و نظام امور المسلمين و انتظام أمر الّدنيا و الّدين ،
ن الّرحى دائرة
سلم فيكون الخلفة دائرة مدار وجوده كما أ ّ ل بوجوده عليه ال ّ
ل تحصل إ ّ
مدار القطب ،ففيه إشارة إلى عدم إمكان قيام غيره مقامه و إغنائه غناه كما ل يقوم غيججر
القطب مقامه و ل يغني عنه .
] [ 41
ى و أنججا بمكججاني فججاذا فججارقته اسججتحارو الثامن عشر :و إّنما أنا قطججب الّرحججى تججدور علج ّ
ن مراده عليه شارح المعتزلي من أ ّ ن ما ذكره ال ّمدارها و اضطرب ثقالها ،و منه يظهر أ ّ
صججميم و فججي وسججطها و بحبوحتهججا كمججا أ ّ
ن سلم بهذا الكلم هو أّنججه مججن الخلفججة فججي ال ّ
ال ّ
القطب وسط دائرة الّرحى مع كونه خلف الظاهر ليس على ما ينبغي هذا .
ن و اللم ،دللة على منتهججى المبالغججة فججي الطعججنو في إتيان قوله :و إّنه ليعلم مؤكدا با ّ
ن تقّمصه بالخلفة لم يكن ناشيا عن الجهالة و الغفلة عن مرتبتججه عليججه عليه لدللته على أ ّ
سلم حتى يكون جاهل قاصرا معذورا فيه و معفوا عنه ،بل قد تقّمججص بهججا مججع علمججه ال ّ
ن مدارها عليه و انتظامها به فيكون تقّمصجه بهجا مجع وججود ذلجك العلجم ظلمجا فاحشجا و بأ ّ
غصبا بّينا .
شعبي عن عروة بن الّزبير عن و يدل على علمه بذلك ما رواه في الحتجاج عن عامر ال ّ
ن أبججا بكجر تقجّدم علّيججا و هججو يقجول أنجا أولججى
الّزبير بن العوام قال :لّما قجال المنجافقون :إ ّ
بالمكان منه ،قام أبو بكر خطيبا فقال :صبرا على من ليس يججؤل إلججى ديججن و ل يحتجججب
سجفاق غّلجة 1هجؤلء عصجبة برعاية و ل يرعوى لولية ،أظهجر اليمجان ذلجة و أسجر ال ّ
ي و كيججف أقججول ذلججك و شيطان و جمع الطغيان ،يزعمون أّني أقول إّني أفضل من علج ّ ال ّ
لج قبججل أنلج و أنججا ملحججده و عبججد ا ّ
حججد ا ّ
مالي سابقته و ل قرابته و ل خصوصججيته ،و و ّ
أعبده ،و والى الّرسول و أنا عدّوه ،و سججابقني بسججاعات لججم الحججق شججأوه 2و لججم أقطججع
ل بمحبة ،و من الّرسول بقربة ،و من اليمان ل من ا ّ ن ابن أبي طالب فاز و ا ّ غباره ،إ ّ
ل الّنبيون لم يبلغوا درجته و لم يسلكوا منهجه . برتبة .لو جهد الّولون و الخرون إ ّ
سججبب
ل مهجته و لبن عّمه موّدته ،كاشف الكرب و دامغ 3الّريججب و قججاطع ال ّ بذل في ا ّ
شرك ،و مطهر ما تحت سويداء حّبة الّنفاق محنة لهذا العججالم ، ل سبب الّرشاد و قامع ال ّإّ
ق قبل أن يلحق و برز قبل أن يسابق ،جمع العلم و الحلم لح ّ
-----------
) ( 1قق قققق ق ققققق ققققق ققققق ققققق ق ق
ق.
-----------
) ( 2ققققق قققققق ق ققققق ق ققق .
-----------
) ( 3ققق ققققق ققق ققققق ق ق .
] [ 42
ل أنفقه في بابه فمججن ذا و الفهم فكان جميع الخيرات لقلبه كنوزا ل يّدخر منها مثقال ذّرة إ ّ
ي وصجّيا و للخلفجة ل و رسوله للمجؤمنين ولّيجا و للّنجب ّيؤّمل أن ينال درجته ،و قد جعله ا ّ
راعيا و بالمامة قائما ،أفيغتّر الجاهل بمقام قمته إذا أقامني و أطعته إذا أمرني ،سمعت
ق ،من أطججاع ي مع الح ّ ي و عل ّ ق مع عل ّ
ل عليه و آله و سّلم يقول :الح ّل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
لج لججو لججم
علّيا رشد و من عصى علّيا فسد ،و من أحّبه سعد ،و مججن أبغضججه شججقى ،و ا ّ
ل محّرما و ل عبد مججن دونججه صججنما و لحاجججة ل لجل أّنه لم يواقع ّب ابن أبي طالب إ ّيح ّ
الّناس إليه بعد نبيهم ،لكان في ذلك ما » مماخ « يجب ،فكيججف لسججباب أقلهججا مججوجب و
أهونهجا مرغجب ،للّرحجم الماسججة بالّرسجول و العلجم بالجدقيق و الجليجل و الّرضجا بالصجبر
الجميل و المواسجاة فجي الكجثير و القليجل و خلل 1ل يبلجغ عجّدها و ل يجدرك مججدها وّد
ساقي المتمّنون أن لو كانوا تراب أقدام ابن أبي طالب ،أليس هو صاحب الواء الحمد و ال ّ
ل و إلى رسوله . ل كريم و عالم كل علم و الوسيلة إلى ا ّ يوم الورود و جامع ك ّ
سلم أشار إلى علّو مقامه و سمّو مكانه بقوله ) ينحدر عّني السججيل ( تشججبيها ثم إّنه عليه ال ّ
لنفسه بذروة الجبل المرتفع فاستعار له ما هو من أوصججاف الجبججل و هججو السججيل المنحججدر
سججلم هججو علججومه و حكمججه سيل المنحدر عنججه عليججه ال ّل المراد بال ّ
عنه إلى الغيظان ،و لع ّ
سجلم علججى المججواّد القابلجة ،و تشجبيه الواصلة إلى العباد و الفيوضات الجارية منه عليه ال ّ
سيل من ألطف التشيهات و وجه الشبه هججو اشججتراكهما فججي كججون أحججدهما العلم بالماء و ال ّ
سبب حياة الجسم و الخر سبب حيججاة الجّروح ،و قججد ورد مثججل ذلججك الّتشججبيه فججي الكتججاب
العزيز قال تعالى :
-----------
) ( 2ققق ق قق ق قق قق قققق قق ق ق ق ق قق
قققققق ق ققق .
] [ 43
ل بينه و بين خلقه ،فمن يأتيكم بماء معين ،يعني يأتيكم بعلم المام ،
و الئمة أبواب ا ّ
ل عليه و آله و
صٍر َمشيٍد « قال 1 :هو مثل جرى لل محّمد صّلى ا ّ
طَلٍة َو َق ْ
» و ِبْئٍر ُمَع ّ
سّلم قوله :بئر معطلة ،هو الذي ل يستقى منها و هو المام الذي قد غاب فل يقتبس منججه
العلم إلى وقت الظهور ،و القصر المشيد هو المرتفع ،
ل عليهم و فضائلهم المنتشججرة فججي العججالمينو هو مثل لمير المؤمنين و الئمة صلوات ا ّ
المشرفة على الّدنيا ثم يشرف على الدنيا ،و هو قوله :
سلم ترقى في الوصف بالعلو و أّكد علّو شأنه و رفعة مقامه بقججوله ) :و ل ثّم إّنه عليه ال ّ
سيل فكيف مججا ل يرقججى إليججه كججأنه
ن مرقى الطير أعلى من منحد رال ّى الطير ( فا ّيرقى إل ّ
سمآء التي يستحيل أن يرقى الطير إليها قال الشاعر : قال :اّني لعلّو منزلتي كمن في ال ّ
-----------
) ( 1ق قق ق ق قق ققق ققققق قق ق ققققق ق ققق ق
ققق قققققق ) ق ( ققق .
-----------
) ( 2قق قققق ق ققققق ق قققققق ققققق ققق .
] [ 44
لج مججا هججي ؟ فقججال :هججي عيججن الكججبريت و عيججن اليميججن و عيججن
أبحر ما نفججدت كلمججات ا ّ
الججبرهوت و عيججن الطبريججة و حّمججة 1ماسججيدان و حمججة افريقيججة 2و عيججن بججاحوران »
بلعوران ،
سلم لما أشار إلى اغتصاب الخلفة نّبه على اعراضه عنها و يأسه منهججا و
ثّم إّنه عليه ال ّ
قال :
) فسدلت ( أى أرخيت و أرسلت ) دونها ثوبا ( و ضربت بيني و بينها حجابا فعل الّزاهد
فيهججا و الراغججب عنهججا ) و طججويت عنهججا كشججحا ( 3و أعرضججت عنهججا و يئسججت منهججا
ن مججن أجججاع نفسججه فقججد ن المراد إّني أجعت نفسي عنها و لججم ألقمهججا ل ّ
مهاجرا ،و قيل :إ ّ
ن من أكل و أشبع فقد ملء كشحه ) و ( لما رأيت الخلفة في يد من لم طوى كشحه كما أ ّ
يكججن أهللهججا ) طفقججت ( أى أخججذت و شججرعت ) أرتججأي ( فججي المججر و أفّكججر فججي طلججب
الصججلح و أجيججل الفكججر فججي تججدبير أمججر الخلفججة و أرّدده ) بيججن ( أمريججن احججدهما ) أن
أصول ( عليهم و أقاتل معهم ) بيد جّذاء ( أى مقطوعة مكسججورة و المججراد حملتججه عليهججم
بل معاون و ل ناصر ،و استعار وصف الجذاء لعدمهما لمشابهة أن قطججع اليججد كمججا أّنججه
صيال ،فكذلك عدم المعين و الناصججر مسججتلزم مستلزم لعدم القدرة على الّتصرف بها و ال ّ
صبر على معاينة الخلججق علججى ش جّدة و جهالججة و لذلك أيضا فحسنت الستعارة و ثانيهما ال ّ
ضللة و هو المراد بقوله ) أو أصبر على طخية عميججاء ( أى علججى ظلمججة و التبججاس مججن
ق بججل يأخججذ
سالك إلى سلوك طريججق الحج ّ المور مّتصف بالعمى بمعنى أّنه ل يهتدى فيه ال ّ
يمينا و شمال ،و إلى هذه الظلمة اشيرت في قوله تعالى :
ضججها
ت َبْع ُ
ظُلمججا ٌ
ب ُ سججحا ٌ ن َفْوِقِه َ
ج ِم ْ ن َفْوِقه َمْو ٌ ج ِم ْ
ى َيْغشيُه َمْو ٌجّ حٍر ُل ّ
ت في َب ْ ظُلما ٍ
» َأْو َك ُ
ن ُنوٍر «ل َلُه ُنورًا َفما َلُه ِم ْ
ل ا ُّ
جَع ِن َلْم َي ْ
ج يَدُه َلْم َيَكْد َيريها َو َم ْ
خَر َض ِإذا َأ ْ
ق َبْع ٍَفْو َ
-----------
) ( 1ققق قققق ققق قق ق قق ققق قققق ق ق ق قق ق
ققق ق ق قق ق قق ققق ق قققق قق قق ق ققققق ق ق
ققق .
-----------
) ( 2ققققق ق ققق قق ق قق ققققق ق ق قققق
قققققق قققق .
-----------
) ( 3ققق قق ق ق ققق ققققق قق قق ق ق ققق ق ققق
قققق ق ققققق ققققق ق ققق .
] [ 45
سججلم إلججى طججول مججدةو قد فسرت الظلمات في الخبار بخلفات الثلثة ،ثم أشار عليه ال ّ
صججغير ( أىهذه الطخية بأّنه ) يهرم فيها الكبير ( أى يبلغ أقصى الكبر ) و يشيب فيهججا ال ّ
ن أيججام اغتصججاب الخلفججة ض رأسه و يحتمل أن يراد بهما المجججاز و التوسججع بمعنججى أ ّ
يبي ّ
صغير قال تعالى : لشّدة صعوبتها و كثرة أهوالها يكاد أن يهرم الكبير فيها و يشيب ال ّ
ن شيبًا « ) و يكدح فيها مؤمن ( أي يسعى المؤمن المجتهد فججي ال جّذبّ ل اْلِوْلدا َ
جَع ُ
» َيْومًا َي ْ
ق و المر بالمعروف و يكّد و يقاسي الحزان و الشدائد ) حّتى ( يموت و ) يلقى عن الح ّ
صججبر و القتججال أشججار إلججى ترجيحججه الّول
سلم لما ذكر تججرّدده بيججن ال ّ
رّبه ( ثّم إّنه عليه ال ّ
على الثاني بقوله :
صبر على هاتججا أحجججى ( أى أليججق و أصججلح و أجججدر ،أو أقججرب بالحجججا و ) فرأيت أن ال ّ
ي و الغفلججة إّنمججا
العقل ،و ذلك لن ترك الخلق على الضللة و الجهالة و إبقائهم على الغ ّ
يقبح مع الستطاعة و القججدرة و يلججزم معهمججا ردعهججم عججن الباطججل و نهيججم عججن المنكججر و
صججيال ،و أّمججا مججع عججدم
صراط المستقيم و الّنهج القويم و لججو بالقتججال و ال ّ
إرجاعهم إلى ال ّ
التمكن و القدرة من حيث عدم المعججاون و الّناصججر فل يلججزم شججيء مججن ذلججك ،بججل يجججب
صججبر حججذرا مججن إلقججاء الّنفججس علججى الهلكججة و تعريضججها علججى العطججب و الّتحمججل و ال ّ
سججلم مججن
ن مقصججوده عليججه ال ّ
لج عليججه و آلججه و سجّلم سجّيما و أ ّ
استيصال آل محّمد صّلى ا ّ
ل هداية النام و إعلء كلمة السلم و إثارة الحرب و الجججدال إذا كججانت الخلفة لم يكن إ ّ
موجبة لضطراب نظام المسلمين ،
بل مؤّدية إلى رجوع الّناس إلى أعقابهم القهقرى و اضمحلل كلمة السلم لغلبة العداء
صججبر علججى البلء و التحمججل علججى الذى ف عن الجهججاد و ال ّ
ل بالك ّ
فل يحكم العقل حينئذ إ ّ
ن ) فججي العيججن قججذى ( كيل يلزم ضّد المقصود و ل نقض الغرض ) فصبرت ( و الحال إ ّ
يوجب أذيتها كما يصبر الّرجل الرمد ) و في الحلججق شجججى ( اعججترض فيججه كمججا بصججبر
المكابد للخنق ،و الجملتان كنايتان عن شّدة تأذيه بسبب اغتصاب مججا يجرى أّنججه أولججى بججه
من غيره ) أرى تراثي ( و في بعججض الّروايجات تججراث محّمجد و آلجه ) نهبجا ( أى سجلبا و
ل ج عليججه و
ل صّلى ا ّ غارة و المراد بتراثه المنهوب المسلوب إّما فدك الذي خّلفه رسول ا ّ
آله و سّلم
] [ 46
ن مال الّزوجة في حكم مال الّزوج ،و إّما الخلفة الموروثججة منججه عليججه
لبنته من حيث إ ّ
سلم لصدق لفظ الرث عليها كصدقه على منصب الّنبججوة فججي قججوله تعججالى حكايججة عججن ال ّ
زكريا :
ل العالم .
ب « و الظهر حمله على العموم و ا ّ
ل َيْعُقو َ
نآِ
ث ِم ْ
» َيِرُثني َو َيِر ُ
ععععععع
آگاه باش بخدا قسم كه پوشيد خلفت را مثل پيراهن پسر أبى قحافه و حال آنكه بدرستى
آن عالم بود باينكه محل مجن از خلفجت مثجل محجل قطجب اسجت از سجنك آسجيا ،منحجدر
مىشود و پائين مىآيد از من سيل علوم و ترقى نمىكند بسوى من پرنده بلند پججرواز از
اوهام و عقول ،پس فرو گذاشتم نزد آن خلفت لباس صبر را ،
و در نور ديدم از آن تهيگاه را ،و شروع كججردم بفكججر كججردن در امججر خججود ميججان آنكججه
حمله كنم بدست بريده و يا اينكه صبر نمايم بر ظلمتى كه متصف اسججت بصججفت كججورى
كه كنايه است از خلفت أهل جلفت ،آنچنان ظلمججتى كججه بنهججايت پيججرى ميرسججد در آن
بزرگسال ،و بحال پيرى ميرسد در آن خجورد سجال ،و سجعى ميكنجد و بمشجقت و رنجج
ميافتد در آن مؤمن تا اينكه ميميرد و ملقات ميكند پروردگار خود را و چججون حججال بججر
اين منوال بود پس ديدم كه صبر كردن بر اين ظلمت و بر خلفت اهججل شججقاوت اليججق و
انسب است ،پس صبر نمودم و ترك قتال و جدال كردم و حال آنكه در چشم مججن غبججار
و خاشاك بود كه از آن اذيت ميكشيدم و در گلوى من استخوان بود كه گلوگير شده بودم
،و سبب اين اذيت و گلوگيرى آن بود كه مىديدم ميراث خود را غارت شده و خلفججت
خود را تاراج گرديده .
] [ 47
ععععع عععععع
سججلم بقججول
طاب بعده ،ثّم تمّثل عليججه ال ّ
حّتى مضى الّول لسبيله ،فأدلى بها إلى ابن الخ ّ
العشى :
ععععع
يقال فلن ) مضى ( لسبيله أي مات و ) أدلى ( بها إلى فلن أى القاها إليججه و دفعهججا قججال
تعالى :
] [ 48
ل اثنين منهما شطر و تشطرا ضرعيها اقتسما فايدتها ،
قادمان 1و خلفان آخر ان و ك ّ
ضمير للخلفة و سّمى القادمين معا ضرعا و سّمى الخرين معا ضججرعا لتجاورهمججا و ال ّ
شيء الواحد انتهى ،و لفظ التشطر على وزن الّتفعل غير
و لكونهما ل يحلبان إل معا كال ّ
موجود في كتب اللغة .
قال العلمة المجلسي :و في رواية المفيد و غيججره شججاطرا علججى صججيغة المفاعلججة يقججال :
شاطرت ناقتي إذا احتلبت شطرا و تركت الخر ،و شججاطرت فلنججا مججالى إذا ناصججفته و
) الحوزة ( الطبيعة و الّناحية و ) الغلظ ( ض جّد الّرقججة و ) الكلججم ( بفتججح الكججاف و سججكون
لم يقال :كلمته كلما من باب قتل جرحته و من باب ضججرب لغججة ،ث جّم اطلججق المصججدر ال ّ
على الجرح و يجمع على كلوم و كلم مثجل بحجر و بحجور و بحجار و ) العثجار ( بالكسجر
مصججدر مججن عججثر الّرجججل و الفججرس أيضججا يعججثر مججن بججاب قتججل و ضججرب و علججم كبججا و
صعبة ( من الّنوق غير المنقادة لم تذلل بالمحمل و ل بالّركوب و ) أشنق ( بعيججره أى ) ال ّ
جذب رأسه بالّزمام ليمسكه عن الحركة العنيفة كما يفعل الفارس بفرسه و هو راكب ،
و أشنق هو باللف أيضا كشنق رفع رأسه فيستعمل الّرباعي لزما و متعديا كالثلثي .
يريد أّنه إذا شّدد عليها في جذب الّزمام و هي تنازعه رأسها خرم أنفهججا و إن أرخججى لهججا
شيئا مع صعوبتها تقحمت به فلجم يملكهججا ،يقجال :أشجنق الّناقججة إذا ججذب رأسجها بالّزمججام
سكيت في اصلح المنطق و إّنما قال : فرفعه و شنقها أيضا ذكر ذلك ابن ال ّ
شق يقال خرم فلنا كضرب أى شق و ترة أنفه 2و هججي مججا بيججن منخريججه
و ) الخرم ( ال ّ
فخرم هو كفرح و ) أسلس لها ( أرخى زمامها و ) تقحم ( فلن رمى نفسه في
-----------
) ( 1ق ققق قققققق ققققق ققققق ققق .
-----------
) ( 2ق ققق ققققق قققققق ق ق .
] [ 49
المهلكة و تقحم النسان في المر ألقى نفسه فيه من غير روية و تقحم الفرس راكبه رماه
سير على غير معرفة على وجهه و ) مني ( على المجهول اى ابتلى و ) الخبط ( بالفتح ال ّ
شين الّنفار يقال :شمس الفرس شموسججا و شماسججا شماس ( بكسر ال ّ و في غير جادة و ) ال ّ
أى منع ظهره فهو فرس شموس بالفتججح و ) الّتلجّون ( فججي النسججان أن ل يثبججت فججي خلججق
سير على غير استقامة كججأّنه يسججير عرضججا و ) المحنججة ( البلّيججة واحد و ) العتراض ( ال ّ
التي يمتحن بها النسان .
ععععععع
و شّتان مبني على الفتح لتضّمنه معنى افترق مع تعجججب ،أى مججا أش جّد الفججتراق فيطلججب
فاعلين كافترق نحو شّتان زيد و عمرو ،و قد يزاد بعده ما كما في البيت ،
و يومي و يوم حّيان مرفوعان علججى الفاعلّيججة ،و يججا عجبججا منصجوب بالنججدآء و أصججله يججا
عجبي ثم قلبججت اليججاء ألفججا ،كججأن المتكّلججم ينججادي عجبججه و يقججول لججه :احضججر فهججذا أو ان
حضورك ،و بينا هي بين الظرفّية اشبعت فتحها فصارت ألفججا و تقججع بعججدها إذا الفجائيججة
سلم :لشّد جواب للقسم المقدر ،و شّد أى صار شديدا ، غالبا ،و اللم في قوله عليه ال ّ
ل فججي الّتعجججب ،و الضججمير و ما مصدرّية و المصدر فاعل شّد و ل يستعمل هذا الفعل إ ّ
فججي قججوله :فيهججا و منهججا ،راجججع إلججى الحججوزة ،و يحتمججل رجججوع الّثججاني إلججى العججثرات
صفة المقججدرة صججفةالمستفادة من كثرة العثار ،و من في قوله :منها صلة للعتذار أو لل ّ
للعتذار أو حال عن يكثر أى الّناشي أو ناشيا منها .
سججببية أى و يكججثر اعتججذار شارح المعتزلي :و يمكن أن يكون من هنا للتعليل و ال ّ و قال ال ّ
الّناس عججن أفعججالهم و حركججاتهم لجلهججا ،و العمججر بالضجّم و الفتججح مصججدر عمججر الّرجججل
ل العمججر بالفتججح فججاذا أدخلججت عليججه
بالكسر إذا عاش زمانا طويل و ل يستعمل في القسم إ ّ
لج
لم لتوكيججد البتججداء و الخججبر محججذوف و التقججدير لعمججر ا ّ
اللم رفعتججه بالبتججداء ،و ال ّ
لم نصبت نصب المصادر . قسمي ،و إن لم تأت بال ّ
] [ 50
عععععع
ل انسان و ) حتى اذا مضى الّول ( و هو أبوبكر ) لسبيله ( أى على سبيله الذي يسلكه ك ّ
ل خمججس ليججال ،هو سبيل الخرة ،و ذلك بعد ما مضى من خلفته سنتان و ثلثة أشهر إ ّ
و قيل :سنتان و ثلثة أشهر و سبع ليال ،و قال ابن اسحاق :توفى علججى رأس اثنججتين و
ل عليه و آله و سّلم ،و قيل :ل صّلى ا ّ
ثلثة أشهر و اثنى عشر يوما من متوفى رسول ا ّ
و عشرة أيام ،و قيل :و عشرين يوما ،ذكر ذلك كّله .في البحار من كتاب الستيعاب .
و كيف كان فاّنه لّما ظهر له علئم الموت ) أدلى بها ( أى بالخلفة أى دفعهجا ) إلججى ابججن
الخطاب بعده ( بطريق الّنص و الوصّية من دون أن يكون له استحقاق لها كما يشير إليه
سججر الدلء بالجّدفع علججىشارح المعتزلي حيث قججال بعججد مججا ف ّ
لفظ الدلء على ما نّبه به ال ّ
وجه الّرشوة :
فان قلت :فان أبا بكر إّنما دفعهجا إلجى عمجر حيجن مجات و ل معنجى للّرشجوة عنجد المجوت
ن العدول بها عنه إلى غيره إخراج لهججا إلججى غيججر جهججة سلم يرى أ ّ قلت :لما كان عليه ال ّ
الستحقاق شّبه ذلك بادلء النسان بماله إلى الحاكم ،فاّنه إخراج للمال إلججى غيججر وجهججه
فكان ذلك من باب الستعارة هذا .
و المراد بابن الخطاب هو عمر و هو ابن الخطججاب بججن نفيججل بججن عبججد العجّزى بججن ريججاح
ل بن عمر ابن مخزوم . بالمثّناة الّتحتانية و اّمه حنتمة 1بنت هاشم بن المغيرة بن عبد ا ّ
-----------
) ( 1قق قققق ققق ققق قققققق قققق ق قققق قق
ق ققق قق ق ققق قق ق ق ق قق قق قققق قق قققق ق
قققق قق ققققققق ق ق ق ققق ق ق ققق قققق
قققققق ققق قق قققققق ققق .
] [ 51
حة الّنقل :إن انكحججة الجاهلّيججة علججى مججا ذكججره
شرح بعد القدح في ص ّ ابن روز بهان في ال ّ
أرباب التواريخ على أربعة أوجه ،منها أن يقع جماعة على امرأة ثّم ولد منها يحكججم فيججه
شرح القايف أو تصّدق المرأة و رّبما كان هذا من أنكحة الجاهلية ،و أورد عليه شارح ال ّ
ح ما ذكره لما تحقق زنا في الجاهلية و لما سّمي مثل ذلك فجي المثججالب و لكججان بأّنه لو ص ّ
ن مجن نكججاحكلّ من وقع على امجرأة كجان ذلججك نكاحجا منججه عليهجا و لجم يسججمع عججن أحجد أ ّ
الجاهلية كون امرأة واحدة في يوم واحد أو شهر واحد في نكاح جماعة من الّناس .
و قال المحّدث المجلسي في البحار :و حكى بعض أصحابنا عن محّمد بن شهرآشججوب و
غيره أن صّهاك كانت امة حبشية لعبد المطلب و كانت ترعى له البل ،
ن الخطاب لما بلغ الحلم رغججب فججي صجّهاك فوقججع فوقع عليها نفيل فجائت بالخطاب ،ثّم إ ّ
عليها فجائت بابنة فلّفتها في خرقة مججن صججوف و رمتهججا خوفجا مججن مولهجا فججي الطريجق
فرآها هاشم بن المغيرة مرمّية في الطريق فأخججذها و رّباهججا و س جّماها حنتمججة فلمججا بلغججت
رآها خطاب يوما فرغب فيها و خطبها من هاشم فأنكحها إياه فجائت بعمججر بججن الخطججاب
فكان الخطاب أبا و جدا و خال لعمر ،و كانت حنتمة اّما و اختا و عّمة له فتأمل .
ثّم قال المجلسي ) ره ( فجأقول :وجججدت فججي كتججاب عقججد الجّدرر لبعججض الصججحاب روى
ي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الحسن بججن محبججوب عججن ابججن الّزيججات باسناده عن عل ّ
سلم أّنه قال :كانت صّهاك جارية لعبد المطلب و كججانت ذات عجججز صادق عليه ال ّ
عن ال ّ
و كانت ترعى البل و كانت من الحبشة و كانت تميل إلى الّنكاح ،فنظر إليهججا نفيججل ج جّد
عمر فهواها و عشقها من مرعى البل ،فوقع عليها فحملت منه بالخطاب ،
فلما أدرك البلوغ نظر إلى اّمه صّهاك فأعجبه عجيزها فوثب عليها فحملججت منججه بحنتمججة
فلما ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف و ألقتها بين أحشججام مّكججة ،فوجججدها هشججام
بن المغيرة بن الوليجد ،فحملهجا إلجى منزلجه و رباهجا و سجّماها بالحنتمجة ،و كجانت شجيمة
العرب من ربى يتيما يّتخذه ولدا ،فلّما بلغت حنتمة نظر إليها الخطاب فمال إليها
] [ 52
و خطبها من هشام فتزّوجها فأولد منها عمر ،فكان الخطاب أباه و جده و خاله ،
ل إّني لعرف الخطاب على رأسه حزمة من حطب و على ابنه مثلها و مججا ثمنهججا إلّ وا ّ
شارح المعتزلي عن زبير بن بكججار فججي حججديث تمرة ل تبلغ مضغته ،و روى نحو ذلك ال ّ
لج زمانججا صججرت فيججه عججامل طويل و فيه فلما رأى عمرو كثرة ما أخذ منججه قججال :لعججن ا ّ
ل واحججد منهمججا عبججائة قطوانيججة ل يجججاوز مججأبض ل لقد رأيت عمرو أباه علججى كج ّ
لعمرو ا ّ
ركبتيه و على عنقه حزمة حطب و العاص بن وائل في مزررات الّديباج انتهى .
و في البحار عن النهايججة فججي تفسججير المججبرطش كججان عمججر فججي الجاهلّيججة مبرطشججا و هججو
سججين المهملججة بمعنججاه و فججي
السّججاعي بيججن البججايع و المشججتري شججبه ال جّدلل ،و يججروى بال ّ
القاموس المبرطس الذي يكتري للّناس البل و الحمير و يأخذ عليه جعل .
و قال المحدث الجزائري :و من عجيب ما رووه عن الخطاب والد عمر بن الخطاب أّنه
شججهاب فججي
سرقة ما ذكره ابو عبيدة القاسم بن سججلم فججي كتججاب ال ّ
كان سّراقا و قطع في ال ّ
تسمية من قطع من قريش في الجاهلية في السرقة ما هذا لفظه :قال :
و الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن ريجاح بججن عججدي بجن كعجب أبجو عمججر بججن الخطججاب
قطعت يده في سرقة قدر و محاه ولية عمر و رضي الناس عنه ،قال بعض المسلمين :
أل تعجب من قوم رووا أن عمر كان ولد زنا و أنه كان في الجاهلّية نخاس 1الحميججر و
ل بعمير لرذالته ثّم مع هذا جعلوه خليفة قائما
أّنه كان أبوه سراقا و أنه ما كان يعرف إ ّ
-----------
) ( 1قققق قققققق ققققق ققق .
] [ 53
و بقي الكلم في كيفّية عقد أبي بكر الخلفة لعمر و إدلئه بها إليه فأقول :
ن أبا بكر لما نجزل بجه دعجا عبجد الرحمجان شارح المعتزلي و روى كثير من الّناس أ ّ
قال ال ّ
ل أن فيجه غلظججة ،فقجال ابن عوف فقال :أخبرني عن عمر فقال :إّنه أفضل مجن رأيججت إ ّ
أبو بكر ذاك لّنه يراني رقيقا و لو قد افضى المر إليه لجترك كجثيرا مّمجا هجو عليجه و قجد
رمقته إذا أنا غضبت على رجل أرانى الّرضى عنه و إذا لنت له أراني الشجّدة عليججه ،ثججم
دعا عثمان بن عّفان فقال :أخبرني عن عمر ،فقال :سريرته خير مججن علنيتججه و ليججس
فينا مثله ،فقال لهما ل تذكرا مّما قلت لكما شيئا و لو تركت عمر لما عدوتك يا عثمججان و
الخيرة لك أن ل تلي من امورهم شيئا و لوددت أني كنت من اموركم خلوا و كنججت فيمججن
مضى من سلفكم .
ل ج صجّلىل على أبي بكر فقال :إّنه بلغني أّنك يا خليفججة رسججول ا ّ و دخل طلحة بن عبيد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم استخلفت على الّناس عمر و قد رأيت ما يلقى الناس منه و أنت معه ا ّ
فكيف به إذا خلبهم و أنت غدا لق رّبك فسألك عن رعيتك ،فقال أبو بكر اجلسججوني ثججم
لج تخجّوفني إذا لقيججت رّبججي فسججألني قلججت :اسججتخلفت عليهججم خيججر أهلججك ،فقججالقال :أبا ّ
ل عليه و آله و سّلم ؟ فاشججتد غضججبه ل صّلى ا ّ طلحة :أعمر خير الّناس يا خليفة رسول ا ّ
لج لجو وليتجك لجعلجت أنفجك فجي قفجاك و ل هو خيرهجم و أنجت شجّرهم أم و ا ّ فقال :اي و ا ّ
ل هو الذي يضعها ،أتيتني و قد دلكت عينيك تريد لرفعت نفسك فوق قدرها حتى يكون ا ّ
لج لئن عشججت لج رجليججك ،أمججا و ا ّ
أن تفتنني عن ديني و تزيلني عن رأيي ،قججم ل أقججام ا ّ
فواق ناقة و بلغني أّنك غمضته فيها أو ذكرته بسوء ل لحقّنك بخمصات 1قنججة 2حيججث
كنتم تسقون
-----------
) ( 1قققققق قققققق ق ق .
-----------
) ( 2ققق قققق ق ق .
] [ 54
شارح :أحضر أبو بكر عثمان و هو يجود بنفسه فأمره أن يكتججب عهججده و قججال : ثّم قال ال ّ
ل بن عثمان إلى المسججلمين أّمججا بعججد ،ثججم
ل الّرحمن الّرحيم هذا ما عهد عبد ا ّ
اكتب بسم ا ّ
اغمي عليه و كتب عثمان قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ،و أفاق أبججو بكججر فقججال :
ت فجي اقرء ،فقرئه فكبر أبجو بكجر و سجّر ،و قجال :أراك خفجت أن تختلجف الّنجاس ان مج ّ
ل خيرا عن السلم و أهله ،ثجّم أتجّم العهججد و أمججر أن غشيتي ؟ قال :نعم ،قال :جزاك ا ّ
يقرء على الّناس فقرء عليهم ،ثّم أوصى عمر بوصايا و توفى ليلة الّثلثا لثمججان بقيججن مججن
جمادي الخرة من سنة ثلث عشر .
أقول :انظروا يا أهل البصيرة و النصاف و الّدقججة و العتبججار إلججى الخلفججة العظمججى و
ضججلل و انظججروا ي و ال ّ
الّرياسة الكبرى كيف صارت لعبة للجهال و دولججة بيججن أهججل الغج ّ
ب العجالمين فجي تلججك الحالججة الجتي كجان ضالين و المضّلين كيجف اججترى علججى ر ّ رئيس ال ّ
صحابة مع كون أميججر شوى ،فحكم بكون عمر أفضل ال ّ يفارق الّدنيا و ينتقل إلى نزاعة لل ّ
ل عليه و آله و سّلم :الله جّم ائتنججي سلم بينهم ،و قد قال فيه نبّيهم صّلى ا ّالمؤمنين عليه ال ّ
ب الخلق إليك ،و ساير أحاديث الفضل الججتي ل تحصججى حسججبما عرفججت بعضججها فججي بأح ّ
مقّدمات هذه الخطبة و غيرها ،ثّم انظر إلى ابن الخطاب عليه الّنكال و العذاب كيججف لججم
يقل لبي بكر في هذه الحالة التي يغمى عليه فيها مّرة و يفيق اخججرى إّنججه ليهجججر 2كمججا
ل عليه و آله و سّلم حيججن أراد أن يكتججب كتابججا أن ل يضجّلوا بعججده :اّنججه ي صّلى ا ّ قال للّنب ّ
ليهجر و لنعم ما قيل :
ي فقججججججججججججججججججججججججال قججججججججججججججججججججججججائلهم
اوصججججججججججججججججججججججججى الّنججججججججججججججججججججججججب ّ
ل يهجججججججججججججججججججججر سججججججججججججججججججججيد البشججججججججججججججججججججر قججججججججججججججججججججد خجججججججججججججججججججج ّ
ثّم العجب من النعثل الفاجر عثمان بن عفان عليه سخط الّرحمن حيث كتبها برأيه
-----------
) ( 1ققققق قققققق ققققق ققق ققققق ققققق ق
ق.
-----------
) ( 2ققققق ققققققق ققق .
] [ 55
شقي كيف مججدحه و شججكره بدون مصلحة الخليفة الخّوان ،و العجب كل العجب من هذا ال ّ
و جزاه خيرا عن السلم و أهله و لججم يقججل لججه :لججم اجججترئت علججى هججذا المججر العظيججم و
الخطب الجسيم الذي هو مقام النبياء و ميراث الوصيآء يترتب عليه أمر الّدين و الججّدنيا
لج عليجه و آلجه و بمحض رأيك و رضاك و طبعك و هواك ،مع أن سججيد الجورى صجّلى ا ّ
ل بوحي يوحى و يلزم على زعمهججم الفاسججد و رأيهججم سّلم ل يجترى أن يخبر بأدنى حكم إ ّ
الكاسد أن يكون أبوبكر و عثمان أشفق علججى أهججل السججلم و اليمججان مججن سججيد النججس و
الجان لنه بزعمهم أهمل أمر المة و لم يوص لهم بشيء ،و هما أشفقا على المة حذرا
من ضللتهم فنصبا لهم جاهل شقيا و فظا غليظا .
ي علججى العاقججل اللججبيب و الكامججل الريججب أنّ تلججك المججور الفاضججحة و الحيججل
و غير خفج ّ
ل لتأسيس أساس الكفججر و النفججاق و هججدم بنيججان السججلم و التفججاق ،و الواضحة لم تكن إ ّ
ل ج عججن
لت و العججزى ،فجزاهججم ا ّ إرجاع الناس إلى أعقابهم القهقرى و ترويج عبودية ال ّ
السلم و أهله شر الجزاء ،و غضب عليهم ملؤ الرض و السمآء .
سلم بقول العشى ( أعشى قيس و هو أبو بصير ميمججون بججن قيججس بججن
) ثّم تمثل عليه ال ّ
جندل :
-----------
) ( 1ق ققق قق قق ق ق قققق ققق ق ق ققق ق ققق
ققق قق ق قق ققق قق ق ققق قق ق ق ققققق ق
قققق قق قق قق ققققق ق ققق قق ق ق ققققق قق
ق ققق ققققق ق ق ق ق قققق ق ققق قق ققققق ق
قققققق ق ق قققق ققققق ق قققق ق قققق ق قق ق
قققق ق ق ققق ققققق ق ق قق ققق ق ق ققق قق ق ق
ققق ق قققق ققق قق قق ق ققق قق قق ق ق ققق
ق ققققق قققق ق ق ق قققق ق ق ق ققق قققق ق
قق ققق ق ق قققق ق ق قققق ق ق قق ققق ق قق ق
قققق قق ق ق قق ق ق ققق قق ق قققق قق قق ق قق ق
قققققق ق ق ققققققق ققق قققققق ق ققق قققق
ققق قق ق ق قققق ق ق قق قق قققق قق ق ققق ق ق
قققققققق ق ق ققق قق قققققق ق ققق قق ق ق قق
قق قق قق ق ققق ق ق ققققق ق قق قق ققق ق
قققق ق ق ق قققق قق ققق قق قققق ق ق قققق ق
ققققق ق قققق ققققق ققق قق ق قق قق ققق قق ق
ققققققق ق ققق .
] [ 56
و معنى البيت بعد ما بين يومي على رحل هذه الّناقة الموصوفة ،و بين يوم حّيان و هججو
سججمين
شراب ناعم البال مرفه من الكدار و المشاق ،و حيججان و جججابر ابنججا ال ّ
في سكرة ال ّ
الحنفيان و كان حيان صاحب حصن باليمامة و كان مججن سججادات بنججي حنيفججة مطاعججا فججي
ل سنة و كان فى رفاهّية و نعمة مصونا من و عثآء السفر ، قوله يصله كسرى في ك ّ
لم يكن يسافر أبدا ،و كان العشى ينادمه و كان أخوه جابر أصغر سنامنه ،
ن الجّروى
حكي ان حيان قال للعشى نسبتنى إلى أخججي و هججو أصججغر سجّنا منججي فقججال :إ ّ
ل ل نازعتك كاسا أبدا ما عشت هذا . اضطرني إلى ذلك ،فقال :و ا ّ
و معنى البيت على ما ذكرناه هو الذي أفججاده المرتضججى ) قججده ( و هججو الظججاهر المطججابق
سلم به على للبيت الذي بعده أعني قوله :أرمى بها البيداء .و هو أيضا مما تمثل عليه ال ّ
سلم من التمثججل علججى ذلججك بيججان البعججد
ما حكي عن بعض النسخ ،فيكون غرضه عليه ال ّ
شجى و بين يومهم فايزين بما طلبوا من الّدنيا ، بين يومه صابرا على القذى و ال ّ
سلم :شّتانشارح المعتزلي حيث قال :يقول أمير المؤمنين عليه ال ّ و قريب منه ما قال ال ّ
ى مججن المججر و منيججت بججه مججن انتشججار الحبججل و
بين يومي في الخلفة مع مججا انتقججض علج ّ
اضطراب أركان الخلفة ،و بين يوم عمر حيث وليها على قاعدة ممّهدة و أركججان ثججابته
و سكون شامل ،فانتظم أمره و اطرد حاله .
شارحين :المعنى ما أبعد ما بين يومي على كججور الّناقججة اداب و انصججب و و قال بعض ال ّ
بين يومي منادما حّيان أخي جابر في خفض و دعة ،فالغرض مججن الّتمثججل إظهججار البعججد
ل عليه و آله و سّلم مقهورا ممنوعا عججن سلم بعد وفات الّرسول صّلى ا ّ بين يومه عليه ال ّ
ل عليه و آله و سجّلم فججارغ البججال مرّفججه الحججالي صّلى ا ّ
حّقه ،و بين يومه في صحبة الّنب ّ
كاسبا للفيوضات الظاهرّية و الباطنية ،و هذا المعنى هو القججرب إلججى الّنظججر و النسججب
سره
سياق ،و به ف ّ
إلى ال ّ
] [ 57
ي يوم سروري و هججو منججادمتي لخججي حّيججان ،و يججوم شجّدتي و ركججوبي تفرق ما بين يوم ّ
سلم قد استعار هذا ليوميه يوم فرحه على متن ناقتي في البراري و القفار ،و هو عليه ال ّ
ل عليه و آلججه و سجّلم ،و يججوم تعبججه و يججوم ركججوبه المشججاق و
ي صّلى ا ّ
لما كان نديمه الّنب ّ
الحروب وحده بل معاون و ل نصير .
سلم أظهر التعجب من إدلئه بالخلفة إليه مع استقالته منها بقوله :
ثّم إّنه عليه ال ّ
) فيا عجبا بينا هو ( يعني أبجا بكجر ) يسجتقيلها ( أي يطلجب القالجة منهجا ) فجي حيجاته ( و
يقول :
أقيلوني أقيلوني ) إذ عقدها لخر ( أراد به عمججر أى جعلهججا معقججودة لججه لتكججون لججه ) بعججد
ن استقالته منها في حياته دليل على رغبته عنها و زهججده فيهججا و وفاته ( و وجه الّتعجب أ ّ
عقدها لغيره دليل على رغبته فيها و ميله اليها ،و هججو يضججاّد السججتقالة الحقيقيججة فيكججون
دليل على كون الستقالة منه صورّية ناشئة عن وجه الخدعة ،و التدليس ،
و قال بعض المحّققين من أصحابنا :معنى استقالته المر بقتل علي بن أبججي طججالب عليججه
ي فيكم موجججودا فأنججا لسججت بخيركججم فججاقتلوه حّتججى أكججون خليفججة بل
سلم يعني ما دام عل ّال ّ
سلم ) :لشّد ما تشطر اضرعيها ( شبه الخلفة بناقة لها ضرعان منازع ،و قوله عليه ال ّ
ل لصار شديدا ل واحد منهما أخذ منها ضرعا يحلبه لنفسه ،فالمعنى و ا ّ و كان ك ّ
] [ 58
ل واحججد منهمججا شججطرا أى نصججفا أو شججطرا بالكسججر أى خلفججا مججن ضججرعيها ،و أخججذ ك ج ّ
سجلم قجال سجقيفة أّنجه عليجه ال ّ
المقصود اقتسامهما فايدتها بينهما ،و فجي بعجض روايجات ال ّ
سقيفة :احلب حلبا لك شطره ،اشدد له اليوم يرّده عليك غججدا لعمر بن الخطاب بعد يوم ال ّ
) فصيرها في حوزة ( أي في طبيعة أو ناحيججة ) خشججناء ( متصججفا بالخشججونة ل ينججال مججا
عندها ،و ل يرام و ل يفوز بالّنجاح من قصدها .
سع ،سلم الحوزة ثانيا بأّنها ) يغلظ كلمها ( أى جرحها و في السناد تو ّ ثّم وصف عليه ال ّ
ي غلظ الكلجم كنايجة عجن غلجظ المواجهجة بجالكلم و الججرح بجه ،فجا ّ
ن شارح البحران ّقال ال ّ
سنان ، 1أقول :و من هنا قيل :
ضرب بالّلسان أعظم من وخز ال ّ ال ّ
أقول :و المقصود من هذه الوصاف الشارة إلى فظاظة عمر و غلظته و جفاوته و قبح
ل علججى ذلججك مججا
لقائه و كراهة منظره ،و رغبة النججاس عججن مججواجهته و مكججالمته ،و يججد ّ
ن ابن عباس لّما أظهر بطلن مسألة العول بعد موت عمر قيججل لججه :مججن أول مججن
روي أ ّ
ل أشرت عليه ؟ قال هيبتججه ،و مججا
أعال الفرايض ؟ فقال :عمر بن الخطاب ،قيل له :ه ّ
ن عمر هو الذي غّلظ 2على جبلة بن شارح المعتزلي في شرح هذا الفصل أ ّ
رواه ال ّ
-----------
) ( 1قق ققق قققققق ققق .
-----------
) ( 2قق ق ققق ق ق ق ققققق ق قققق ققق قق ق ق ق
قق قق قق ق ققق قق قققق ققققق ق ق قق قق
ققققققق قق ققق ققق قققق قققق قق قققققق ق
ققق قق قققق قق قققق ققق قق ق قق ق قق ققققق
قق قققققق قققق قققق قق ققق قق قق ققق ق ق ق
قققققق قق قق ق ققق ق ق ق ق ق ق قق قق ق قق ققق
ققق ققق ققققققق ققق ققق
] [ 59
اليهم حّتى اضطّره إلى مفارقة دار الهجرة بل مفارقة بلد السلم كّلها حّتى عاد مرتججدا
داخل في دين الّنصرانّية لجل لطمة لطمها ،و قال جبلة بعججد ارتججداده متنجّد مججا علججى مججا
فعل :
عمر ليعلمه بقدومه فسر عمر و امر الناس باستقباله و بعث اليه بانزال و امر جبلة مأتى
رجل من اصحابه فلبسجوا السجلح و الحريجر و ركبجوا الخيجل معقجودة اذنابهجا و البسجوها
قلئد الذهب و الفضة و لبس جبلة تاجه و فيه قرطا مارية و هى جدته و دخل المدينة فلم
يبق بها بكر و ل عانس ال تبرجت و خرجت تنظر اليه و الى زيه فلما انتهججى الججى عمججر
رحب به و الطفه و ادنى مجلسه ثم اراد عمر الحججج فخججرج معججه جبلججة فبينججا هججو يطججوف
بالبيت و كان مشهورا بالموسم اذ وطى ازاره رجل من بنى فزارة فانحل فرفع جبلجة يجده
فهشم انف الفزارى فاستعدى عليه عمر فبعث الى جبلة فاتاه فقججال مججا هججذا ؟ قججال نعججم يججا
أمير المؤمنين انه تعمد حل ازارى و لو ل حرمة الكعبة لضربت بين عينيه بالسيف فقال
له عمر قد اقررت فاما ان رضى الرجل و اما ان اقيده منك قال جبلة ما ذا تصنع بى قال
آمر بهشم انفك كما فعلت قال و كيف ذاك يا أمير المؤمنين و هو سوقة و انا ملك قججال ان
السلم جمعك و إياه و ليس تفضل بشيء ال بجالتقى و العافيجة قجال جبلجة قجد ظننجت انجى
اكون في السلم اعز منى في الجاهلية قال عمر دع عنك هذا فانك ان لم تججرض الرجججل
اقدته منك قال اذا اتنصر قال ان تنصرت ضجربت عنقجك لنجك قجد اسجلمت فجان ارتجددت
قتلتك فلما راى جبلة الصدق من عمر قال انا ناظر في هذا ليلججى هججذه و قججد اجتمججع ببججاب
عمر من حى هذا و حى هذا خلق كثير حتى كادت تكون بينهم فتنججة فلمججا امسججوا اذن لهججم
عمر في النصراف حتى اذا نام الناس و هدوا فحمججل جبلججة بخيلججه و رواحلججه الججى الشججام
فاصبحت مكة و هى منهم بلقع فلما انتهى الى الشام تجمل في خمسججمأة مججن قججومه حججتى
اتى الى القسطنطنية فدخل الى هر قل فتنصر هو و اصحابه فسر هر قل بذلك جدا و ظن
انه فتح من الفتوح عظيم و اقطعه حيث شاء و اجرى عليه من المنججزل مججا شججاؤا و جعلججه
من محدثيه هكذا ذكر ابو عمرو ذكر ابن الكلججبى ان الفججزارى لمججا وطججى ازار جبلججة لطججم
جبلة كما لطمه فوثب غسان و هشموا انفه و اتوابه عمر ثججم ذكجر مجا فججي الخجبر نحججو مجا
ذكرناه و شعر جبلة على ما رواه ابو الفرج هكذا
منه
] [ 60
ل عليججه و آلججه و سجّلم كججثيرا مججا يتحمججل الذى و عظيٍم « و كان صّلى ا ّ ق َخُل ٍ
ك َلَعلى ُ
» ِإّن َ
ضججللة ،و هججذا الّرجججل
يصبر على شدائد البلوى ،لهدايججة نفججس واحججدة و إنجائهججا مججن ال ّ
ل عليه و آله و سّلم كيججف يصججرف الّنججاس ل صّلى ا ّ الجلف الذي يزعم أّنه خليفة رسول ا ّ
عن السلم إلى الّنصرانية بمقتضى خبث طينته و سوء سريرته و غلظ كلمتججه ؟ و فججوق
ل عليه و آله و سّلم بكلمات يكره الّلسان بيانها ي صّلى ا ّ كلّ ذلك فظاظة جسارته على الّنب ّ
ل ج عليججه و آلججه و سجّلم فججي صججلح
و يأبى القلم عن كتبها و إظهارها ،مثل قوله له صّلى ا ّ
الحديبّية لم تقل لنا ستدخلونها في ألفاظ نكره حكايتها ،و مثل الكلمة التي قالها في مرض
ل أن يقصججد بهججاشارح المعتزلي :و معاذ ا ّ ل عليه و آله و سّلم ،قال ال ّ ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
ظاهرها و لكّنه أرسلها على مقتضى خشونة غريزّية و لم يتحّفظ منهجا ،و كججان الحسجن
أن يقول :مغمور أو مغلوب بالمرض و حاشاه أن يعني بها غير ذلك .
ل ذلك .
ل ظاهرها و حاشاه أن يقصد بها إ ّ
ن قصده ما كان إ ّ
لأّ
أقول :و شهد ا ّ
شارح أيضا في شرح الخطبة الخامسة و العشرين عند الكلم على حديث الفلتة : و قال ال ّ
لج
ن هذه الّلفظة من عمر مناسبة للفظات كثيرة كججان يقولهججا بمقتضججى مججا جبلججه ا ّ
و اعلم أ ّ
تعالى من غلظ الطينة و جفاء الطبيعة و ل حيلة له فيها ،لّنه مجبججول عليهججا ل يسججتطيع
تغييرها ،و ل ريب عندنا أّنه كججان يريججد أن يتلطججف و أن يخججرج ألفججاظه مخججارج حسججنة
لطيفة ،فينزع به الطبع الجاسي و الغريزة الغليظة إلى أمثال هذه اللفظات ،
و ل يقصد بها سوء و ل يريد بها ذّما و ل تخطئة كما قّدمنا قبل ذلك في الّلفظة التي قالها
ل عليه و آله و سّلم ،و كاللفظات التي قالها عام الحديبيججة و
ل صّلى ا ّ
في مرض رسول ا ّ
غير ذلك ،و ا ّ
ل
] [ 61
ل ج سججبحانه
ل بما نواه ،و لقد كانت نّيته من أطهر الّنيات و أخلصججها ّ
ل يجازي المكلف إ ّ
انتهى .
ن اقتضاء الطبيعة و استدعاء الغريزة التي جعله معذرة له إن أراد به انه بلججغ إلججى و فيه أ ّ
حيث لم يبق لعمر معه قدرة على إمساك لسانه عججن التكّلججم بخلف مججا فججي ضججميره ،بججل
شتم في موضع يريججد الكججرام و يخججرج كان يصدر عنه الّذم في مقام يريد به المدح ،و ال ّ
بذلك عن حّد التكليف فل مناقشة في ذلك ،لكن مثل هججذا الّرجججل يعججده العقلء فججي زمججرة
ن العقل من شروط المامة ،و إن أراد أّنه يبقى مججع ذلججك مججا
المجانين ،و ل خلف في أ ّ
هو مناط الّتكليف فذلك مّما ل يسمن و ل يغني من جوع ،
سلم الحجوزة رابعجا بأّنهجا ) يكجثر العثجار فيهجا و العتجذار منهجا ( و ) و ( وصف عليه ال ّ
معنججاه علججى جعججل الحججوزة بمعنججى الطبيعججة واضججح أى يكججثر العثججار فججي تلججك الطبيعججة و
العتذار من هذه الطبيعة أو اعتذار صاحبها منها أو العتذار مججن عثراتهججا و قججد مضججى
في بيان العراب احتمال كون مججن نشججوّية و تعليلّيججة ،و أّمججا علججى تقججدير جعلهججا بمعنججى
الّناحية فالمعنى ما ذكره بعض الفاضل عقيب كلمه الذي حكيناه فججي شججرح قججوله عليججه
سلم :فصيرها في حوزة خشناء ،بما لفظه :فيكثر عثارها أو عثار مطيتها فاحتججاجت ال ّ
إلى العتججذار مججن عثراتهججا الّناشججئة مججن خشججونة الّناحيججة و هججو فججي الحقيقججة اعتججذار مججن
الّناحية ،فالعاثر و المعتذر حينئذ هي الخلفة توسعا .
و كيف كان فالغرض من هذه الجملة الشارة إلى كثرة خطاء عمر في القضايا و الحكام
،و جهالته بالفتاوى و شرايع السلم ،و ل باس بالشارة إلى بعض عججثراته و نبججذ مججن
لته .
جهالته و يسير من هفواته و ز ّ
شارح المعتزلي حيث قال :و كان عمر يفتي كثيرا بججالحكم ث جّم ينقضججه و
فمنها ما ذكره ال ّ
يفتي بضّده و خلفه ،قضى في الجّد مع الخوة قضايا كثيرة مختلفة ثّم
] [ 62
خاف من الحكم في هذه المسألة فقال :مججن أراد أن يتقحججم جراثيججم جهنججم فليقججل فججي الججّد
برأيه .
ن امججرأة تججاوز صججداقها صججداق و منها ما رواه أيضا كغيره من أّنه قال مّرة ل يبلغنججي أ ّ
لج
ل ارتجعت ذلك منها ،فقالت امججرأة مجا جعججل ا ّ ل عليه و آله و سّلم إ ّي صّلى ا ّ
نساء الّنب ّ
لك ذلك إّنه قال تعالى :
-----------
) ( 1قق ققققق قققققق قق قققق قققق ققققق ) ق
( ققق .
] [ 63
ب ،و أّمجا التواضجعل يجوز ارتكاب المحرم و هو ارتجاع المهجر ،لججل فعجل المسجتح ّ
فاّنه لو كان المر كما قال عمر لقتضى إظهججار القبيججح و تصججويب الخطججاء ،و لججو كججان
العذر صحيحا لكان هججو المصججيب و المججرأة مخطئة مججع أّنججه مخججالف لصججريح قججوله :أل
تعجبون من إمام أخطأ اه .
س بالليل فسمع صوت رجل و امججرأة فججي بيججت و منها ما رواه هو و غيره من أّنه كان يع ّ
ل ج كنججت
ق خمر ،فقال :يا عدّو ا ّفارتاب فتسّور الحائط فوجد امرأة و رجل و عندهما ز ّ
ل يسترك و أنت على معصيته ؟ قال :إن كنت أخطأت في واحدة فقججد أخطججأت نا ّ
ترى أ ّ
سست ،و قال :سسوا ،و قد تج ّ
ل تعالى :و ل تج ّ
في ثلث ،قال ا ّ
و أتوا البيوت من أبوابها ،و قد تسّورت ،و قال :إذا دخلتم بيوتا فسّلموا ،
و ما سّلمت .
صة و العامة من أّنه قال :متعتان كانتا على عهججد و منها ما رواه أيضا و جماعة من الخا ّ
شججارح ج ،قجال ال ّ
ل و أنا محّرمهما و معاقب عليهمججا :متعججة الّنسججاء و متعجة الحج ّ
رسول ا ّ
المعتزلي و هذا الكلم و إن كان ظاهره منكرا فله عندنا مخرج و تأويججل أقججول :بججل هججو
باق على منكرّيته و الّتأويل الذي ارتكبججوه مّمججا ل يسججمن و ل يغنججي مججن جججوع ،و لعّلنججا
ل.صل في مقام أليق إنشآء ا ّ
نسوق الكلم فيه مف ّ
حيوِتُكُم الّدْنيا « فقال له الفتى :إّنها ليسججت لججك و ل لحججد مججن أهججل
طّيباِتُكْم في َ
» َأْذَهْبُتْم َ
هذه القبلة ،اقرء ما قبلها :
] [ 64
و منها ما رواه في الفقيه عن إبراهيم بن محّمد الثقفي قال :استودع رجلن امرأة وديعججة
و قال لها ل تدفعي إلى واحد مّنا حتى نجتمع عندك ثم انطلقا فغابا ،فجاء أحدهما إليهجا و
ن صاحبي قد مات فأبت حتى كثر اختلفه إليها ث جّم أعطتججه ،ث جّم قال :اعطيني وديعتي فإ ّ
جاء الخر فقال هاتي وديعتي ،فقال » فقالت ظ « :أخجذها صجاحبك و ذكجر أّنجك قجدّمت
ل و قد ضمنت ،فقالت المججرأة اجعججل عليهججا فارتفعا إلى عمر ،فقال لها عمر :ما أراك إ ّ
سججلم :هججذه الوديعججةي عليججه ال ّ
سلم بينى و بينه ،فقال له :اقض بينهما ،فقال عل ّ عليه ال ّ
عندها و قد أمرتماها أن ل تدفعها إلى واحد منكما حتى تجتمعا عندها فأتني بصاحبك ،و
سلم إّنما أرادا أن يذهبا بمال المرأة .
ي عليه ال ّلم يضمنها ،و قال عل ّ
و منها ما في الفقيه أيضا عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعد بن طريججف عججن الصججبغ
ابن نباتة ،قال :اتي عمر بامرأة زوجها شيخ ،فلما أن واقعها مات على بطنها ،فججاّدعى
بنوه أنها فجرت و شاهدوا » تشاهدوا خ « عليها فجأمر بهججا عمججر أن ترجججم ،فمججروا بهججا
لج إنججي مظلومججة و هججذه
سلم ،فقججالت :يججابن عجّم رسججول ا ّ
ي بن أبيطالب عليه ال ّ
على عل ّ
سلم :هاتني حجتك ،فدفعت إليه كتابا فقرأه فقال :هذه المرأة تعلمكم حجتى فقال عليه ال ّ
بيوم تزّوجها و يوم واقعها و كيف كان جماعه لها رّدوا المرأة ،فلما كججان مججن الغججد دعججا
سلم بصبيان يلعبون أتراب 1و فيهم ابنها فقال لهم :العبوا ،فلعبوا حّتى إذا ي عليه ال ّ
عل ّ
سلم بهم فقاموا و قام الغلم الذي هو ابن المرأة متكيا على لها هم اللعب ثم فصاح عليه ال ّ
سلم فوّرثه من أبيه و جلد اخوته المفترين حّدا ،فقال عمر ي عليه ال ّ
راحتيه ،فدعا به عل ّ
كيف صنعت ؟ قال :قد عرفت ضعف الشيخ في تكائة الغلم على راحتيه .
-----------
) ( 1ققققق قققققق قققق ق قق ققق ققق ق .
] [ 65
فشّبت اليتيمة و كانت جميلة فتخّوفت المرأة أن يتزّوجهججا زوجهججا إذا رجججع إلججى منزلججه ،
ضتها باصبعها ،فلما قدم زوجها سججأل امرأتججه فدعت بنسوة من جيرانها فأمسكتها ،ثّم افت ّ
عن اليتيمة فرمتها بالفاحشة و أقامت البّينة من جيرانها على ذلك ،
قال :فرفع ذلك إلى عمر فلم يدر كيف يقضي فججي ذلججك ،فقججال :للّرجججل اذهججب بهججا إلججى
صججتها » القصججة خ « فقججال صججوا عليججه ق ّسلم ،فججأتوا علّيججا و ق ّ
ي بن أبي طالب عليه ال ّ
عل ّ
لمرأة الّرجل ألك بّينة ؟ قالت :نعم ،هؤلء جيراني يشهدون عليها بما أقول ،
سججلم بكجلّ
سيف من غمده و طرحه بين يديه ،ثّم أمججر عليججه ال ّ سلم ال ّ
ي عليه ال ّفأخرج عل ّ
ل وجججه فججأبت أن تججزول شهود فأدخلت بيتا ،ثّم دعا بامرأة الّرجل فأدارها لكج ّ واحدة من ال ّ
عن قولها ،فرّدها إلى البيت الذي كانت فيه .
ي ابن أبي طالب و شهود و جثا على ركبتيه ،فقال لها :أ تعرفيني أنا عل ّ ثّم دعا باحدى ال ّ
ق و أعطيتهجا المجان هذا سيفي و قد قالت امرأة الّرجل ما قجالت ،و رجعجت 1إلجى الحج ّ
ي فقجالت :يجا أميجر المجؤمنين
ل ملت سيفي منك ،فالتفتت المجرأة إلجى علج ّ فاصدقيني و ا ّ
ل ما زنت اليتيمة و لكن امرأة ي فاصدقي فقالت :ل و ا ّ صدق ،قال لها عل ّالمان على ال ّ
الّرجل لما رأت حسنها و جمالها و هيئتها خافت فساد زوجها بها فسقتها المسججكرود عتنججا
سلم :ي عليه ال ّ
ضتها باصبعها ،فقال عل ّفأمسكناها فافت ّ
ل دانيججال ثجّم حجّد المججرأة حجّد القججاذف و
شججهود إ ّ
ل اكبر أنا أّول مججن فجّرق بيججن ال ّ
ل اكبر ا ّ
ا ّ
ألزمها و من ساعدها على افتضاض اليتيمة المهر لها أربعمأة درهم ،و فّرق بين المججرأة
و زوجها و زّوجته اليتيمة ،و ساق عنه المهر إليها من ماله .
-----------
) ( 1قققق ق قققق ققق قققق قق ق ق قق قق ق قق ق
قق قق ققق قق قق قق قققق ققق ق قق ق قققق
ق قققق قق ققق قق قق قق ققققق ققق ققق قق
قققققق ق قق ققققققق قققققق قق قق قق قققق
ققق ققققق قققققق ق ققق .
] [ 66
ن امججرأة مججن بنججي إسججرائيل عجججوزا ضجّمته دانيال كان غلما يتيما ل أب له و ل أّم ،و إ ّ
إليها و رّبته و إن ملكا من ملوك من بني إسرائيل كججان لججه قاضججيان و كججان لججه صججديق و
كان رجل صالحا و كان له امرأة جميلججة و كججان يججأتي الملججك فيحجّدثه فاحتججاج الملججك إلججى
رجل يبعثه في بعض اموره ،فقال للقاضيين :اختارا لى رجل ابعثه في بعض اموري ،
صججديق فعشججقا امرأتججه فراوداهججا جهه ملك و كان القاضيان يأتيان بججاب ال ّ فقال :فلن ،فو ّ
عن نفسها ،فأبت عليهما فقال لها ،إن لم تفعلي شهدنا عليك عند الملك بالّزنا ليرجمججك ،
فقالت :افعل ما شئتما ،فأتيا الملك فشهدا عليها أّنها بغجت و كجان لهجا ذكجر حسجن جميجل
ن قولكمججافدخل الملك من ذلك أمر عظيم و اشتّد غّمه و كججان بهججا معجبججا ،فقججال لهمججا :إ ّ
مقبول فاجلدوها ثلثة أّيام ثّم ارجموها و نادى في مججدينته :احضججروا قتججل فلنججة العابججدة
فاّنها قد بغت ،و قد شهد عليها القاضيان بذلك ،
فأكثر الّناس القول في ذلك فقال الملك لوزيره :ما عندك في هذا حيلة ؟ فقال :
فلما كان اليوم الثالث ركب الوزير و هو آخر أّيامها و إذا هو بغلمان عراة يلعبون و فيهم
صبيان تعالوا حتى أكون أنا الملك و تكون أنججت يججا فلن دانيال ،فقال دانيال :يا معشر ال ّ
شاهدين عليها ،ثم جمع ترابا 1و جعل سيفا من العابدة و يكون فلن و فلن القاضيين ال ّ
حوه إلى موضع كذا و الوزير واقف و خججذوا هججذا قصب ثّم قال :للغلمان خذوا بيد هذا فن ّ
حوه إلى كذا ثّم دعا بأحدهما فقال :قل حّقا فانججك إن لججم تقججل حّقججا قتلتججك ،قججال :نعججم وفن ّ
ي يوم قجال :فججيالوزير يسمع فقال بم تشهد على هذه المرأة قال اشهد أّنها زنت قال في أ ّ
ي موضع ؟ قججال ي وقت ؟ قال :في وقت كذا و كذا ،قال :في أ ّ يوم كذا و كذا ،قال في أ ّ
:في موضع كذا و كذا قال :مع من ؟ قال :مع فلن بن فلن ،قال :فرّدوه إلى مكانه و
هاتوا الخر ،فرّدوه و جاؤا بالخر فسججأله عججن ذلججك فخججالف صججاحبه فججي القججول ،فقججال
ن القاضيين شججهدا علججى ل اكبر شهدا عليها بزور ثّم نادى في الغلمان إ ّل اكبر ا ّ
دانيال :ا ّ
فلنة العابدة بزور
-----------
) ( 1ققققق ققققق ققق ق .
] [ 67
فاحضروا قتلها ،فذهب الوزير إلى الملك مبادرا فأخبره الخبر فبعث الملك إلى القاضيين
فأحضرهما ثم فّرق بينهما و فعل كما فعل دانيال بالغلمين ،فاختلفا كما اختلفا فنادى في
الّناس و أمر بقتلهما .
ن عمر أمر أن يؤتى بامرأة لحال اقتضت ذلك و شارح البحراني و هو أ ّ و منها ما رواه ال ّ
كانت حامل فانزعجت من هيبته فاجهزت » فاجهضججت بججه خ « جنينججا فجمججع جمعججا مججن
صحابة و سألهم ما ذا يجب عليججه ،فقججالوا :أنججت مجتهججد » مججؤدب خ « و ل نججرى أّنججه ال ّ
سلم في ذلك و أعلمه بمججا قججال بعججض الصّججحابة ، يجب عليك شيء ،فراجع عليا عليه ال ّ
فأنكر ذلك و قال :إن كان ذلك عن اجتهاد منهم فقد أخطاوا ،و إن لم يكن عن اجتهاد فقد
شوك ،أرى عليك الغّرة ، 1فعندها قال :ل عشت لمعضلة ل تكون لها يا أبا الحسن . غّ
شارح المعتزلي بتغيير في متنه ،إلى غير ذلججك مججن مججوارد خطججائه و خبطججه و و رواه ال ّ
سلم ينّبججه جهالته التي لو أردنا استقصائها لطالت ،و كثيرا ما كان أمير المؤمنين عليه ال ّ
على خطائه فيها و يبين له معضلت المسائل التي كان يعجز عنها ،و قد روي أّنججه قججال
ي لهلك عمر ،و العجب أّنه مع اعترافه بذلك ي جّدعي الّتق جّدم في سبعين موضعا :لو ل عل ّ
ن قابليججة الخلفججة و عليه و مع جهله بكل ذلك يرى نفسه قابلة للخلفة و مستحّقة لها مججع أ ّ
ل بججالعلم بجميججع الحكججام و الحاطججة بشججرايع السججلم ،و ل استحقاق الوليججة ل يكججون إ ّ
ص بالئمججة و ي ،و ذلججك مختج ّ يكججون ذلججك إل بالهججام إلهججي و تعليججم رّبججاني و إرشججاد نبججو ّ
مخصوص بسراج المة ،إذ هم الذين اّتبعوا آثار الّنبججوة ،و اقتبسججوا أنججوار الّرسججالة ،و
عنججدهم معاقججل العلججم و أبججواب الحكمججة و ضججياء المججر و فصججل مججا بيججن الّنججاس ،و هججم
المحدثون المفهمون المسّددون المؤّيدون بروح القدس .
ل عليه ما رواه في البحار من كتاب بصائر الّدرجات باسناده عججن جعيججد الهمججداني كما يد ّ
ي حكججم تحكمججون ؟ قججال :نحكججم بحكججم آل
سججلم بججأ ّ
ي بن الحسين عليهما ال ّقال :سألت عل ّ
داود 2فان عيينا شيئا تلّقانا به روح القدس .
سلم :بما تحكمون إذا حكمتم ؟ فقال :
ل عليه ال ّ
ساباطي قال :قلت لبي عبد ا ّ
و عن ال ّ
-----------
) ( 1قققق ققق قققق
-----------
) ( 2قق قققق قققققق ق قق قققق قققق ققق ققق
قققق قققققق ققققق ق قققق .
] [ 68
ل و حكم داود ،فإذا ورد علينا شيء ليس عندنا تلّقانا به روح القدس .و عن عبججد بحكم ا ّ
ن الّنججاس يزعمججون أ ّ
ن سلم جعلت فججداك إ ّ ل عليه ال ّ العزيز عن أبيه قال :قلت لبي عبد ا ّ
سججلم إلججى اليمججن ليقضججى بينهججم ،
جه علّيا عليه ال ّل عليه و آله و سّلم و ّ
ل صّلى ا ّرسول ا ّ
ل و حكم رسوله ،فقججال ل حكمت بحكم ا ّ ى قضية إ ّ ل عل ّسلم فما اورد ا ّ
ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
سلم :صدقوا ،قلت :و كيف ذلك و لم يكن انزل القرآن كّله و قد كان رسول ا ّ
ل عليه ال ّ
غايبا عنه ؟ فقال :تلّقاه به روح القدس هذا .
ضمير فى صاحبها يعود إلججى الحججوزة المكّنججى بهججا عججن الخليفججة أو اخلقججه ،و
ن ال ّ
منها أ ّ
ن المصججاحب للّرجججل المججراد بصججاحبها مججن يصججاحبها كالمستشججار و غيججره ،و المعنججى أ ّ
صعبة فلو تسرع إلججى إنكججار القبايججح مججن
المنعوت حاله في صعوبة الحال كراكب الّناقة ال ّ
أعماله أّدى إلى الشقاق بينهما و فساد الحال ،و لو سكت و خله و ما يصنع
] [ 69
ضمير راجع إلججى الخلفججة أو إلججى الحججوزة ،و المججراد بصججاحبها نفسججه عليججهن ال ّ
و منها أ ّ
ن قيامي في طلب المر يوجب مقاتلة ذلك الّرجل و فساد أمر الخلفة سلم ،و المعنى أ ّال ّ
صغار .ل و ال ّرأسا و تفرق نظام المسلمين ،و سكوتي عنه يورث الّتقحم في موارد الّذ ّ
ق و ما يجب ضمير راجع إلى الخلفة و صاحبها من تولى أمرها مراعيا للح ّ و منها أن ال ّ
ق و زجججر الّنججاس عّمججا
عليه ،و المعنى أن المتولي لمر الخلفة إن أفرط في إحقاق الح ج ّ
يريدونه بأهوائهم أوجب ذلك نفار طباعهم و تفّرقهم عنه ،لشدة الميل إلى الباطججل ،و إن
فّرط في المحافظة على شرايطها ألقاه الّتفريط في موارد الهلكججة و ضججعف هججذا الججوجه و
بعده واضح هذا .
سلم أوصاف الّرجل الذميمة و أخلقه الخبيثة الخسيسة أشار إلججى شجّدة و لما ذكر عليه ال ّ
لج بخبججط ( أىابتلء الّناس في أّيام خلفتججه بقججوله ) :فمنججي الّنججاس ( أي ابتلججوا ) لعمججر ا ّ
بالسير على غيججر معرفججة و فججي غيججر جججاّدة ) و شججماس ( و نفججار ) و تلجّون ( مججزاج ) و
شارح المعتزلي : سير على غير خط مستقيم كأّنه يسير عرضا ،قال ال ّ اعتراض ( أى بال ّ
و إّنما يفعل ذلك البعير الجامح الخابط و بعيجر عرضجي يعجترض فجي سجيره لّنجه لجم يتجمّ
رياضته و في فلن عرضية أى عجز فيجه و صجعوبة ،و قجال البحرانجي فجي شجرح تلجك
الجملة :إّنها إشارة إلى ما ابتلوا به من اضطراب الّرجل و حركاته التي كان ينقمها عليه
شماس عن جفاوة طباعه و خشونتها ،و بججالّتلّون و العججتراض
،فكّنى بالخبط عنها و بال ّ
ن خبججطعن انتقاله من حالة إلى اخرى في أخلقه ،و هي استعارات وجه المشابهة فيها أ ّ
البعير ،و شماس الفرس و اعتراضها في الطريق حركات غير منظومة ،
فأشبهها ما لم يكن منظوما من حركات الّرجل التى ابتلي الّناس بها .
أقول :و على ذلك فالربعة أوصاف للّرجججل و المقصججود كمججا ذكججره الشججارة إلججى ابتلء
الّناس في خلفته بالقضايا الباطلججة لجهلججه و اسججتبداده برأيججه مججع تسججرعه إلججى الحكججم مججع
ايذائهم بحدته و بالخشونة في القوال و الفعال الموجبة لنفارهم عنه ،
] [ 70
شموس و التلّون فججي الراء و الحكججام لعججدم ابتنائهججا علججى و بالّنفار عن الّناس كالفرس ال ّ
سواء و الجادة المستقيمة أو بالحمججل علججى المججور ي ،و بالخروج عن الشرع ال ّ أساس قو ّ
الصعبة و التكاليف الشاّقة هذا .
سلم أردف ذلك كّله بتكرير ذكر صبره على ما صبر عليه مججع الثججاني كمججا ثم إّنه عليه ال ّ
صبر مع الّول و قال ) :فصبرت على طججول المجّدة ( أى طججول مجّدة تخّلججف المججر عنججه
سلم ) و شّدة المحنة ( أى شّدة البتلء بسجبب فجوات حّقجه و مجا يسجتتبع ذلجك مجن عليه ال ّ
اختلل قواعد الّدين و انهدام أركان اليقين .
ععععععع
تا آنكه گذشت اّول يعنى ابو بكججر بججراه خججود كججه طريججق جهنججم اسججت ،پججس دفججع كججرد و
واگذاشت خلفت را بسوى پسر خطاب بعد از خود ،بعد از آن مثل زد أميججر المججؤمنين
سلم بقول أعشى كه در مفاخره علقمه و عامر گفته و عامر را مدح و علقمججه را عليه ال ّ
هجو نموده .و معنى بيت اين است كه چقدر دور است ميججان دو روز مججن روزيكججه بججر
كوهان و پالن شتر سوار و برنج و تعب سفر گرفتار ،و روز حيججان بججرادر جججابر كججه
نديم وى بودم و بناز و نعمت مىگذرانيدم ،و يا اينكه بعيد است ميان روز مججن كججه بججر
پشت ناقه سوار و روز حيان كه راحت از مشقت سفر و فارغ از ملل و كدورات .
سلم از تمثيل باين بيت بنا بر ايججن معنججى اظهججار بعججد اسججت ميججان
و مقصود امام عليه ال ّ
حال خود كه گرفتار محنت بوده و قرين مشقت و ميان حال قومى كه بمقاصد خودشججان
واصل و در سعة و رفاهيت محفججوظ و بنججا بججر معنججى اّول اظهججار مباعججدت و دوريسججت
ل عليججه و آلججه و سجّلم
ميان دو روز خود يكى بعد از وفات حضرت رسالت مآب صّلى ا ّ
كه از حق خود مغصوب و در خانه خود معججتزل و بصججحبت اشججرار گرفتججار و بفتججن و
محن مبتل ،
] [ 71
سلم بعد از مثل زدن فرمود ،پس بسا تعجججب وقججتيكه أبججو بكججر
و بهر تقدير امام عليه ال ّ
طلب اقاله و فسخ نمود خلفت را در حال حيات خود هنگججاميكه عقججد كججرد آن را بجهججة
ديگرى كه آن عمر است تا آنكه بوده باشد او را بعد از مردن او بخداوند قسججم هججر آينججه
سخت شد گرفتن أبو بكر و عمر هر يكى يك نصججف خلفججت را يججا اينكججه گرفتججن ايشججان
جانب هر دو پستان آن را ،و ايججن كنججايه اسججت از اشججتراك ايشججان در قسججمت منفعججت و
فوايد خلفت همچنانكه دو نفر دوشنده دو پسججتان شججتر بعججد از دوشججيدن نفججع آنججرا تقسججيم
مىنمايند .
پس گردانيد ابو بكر خلفججت را در طبيعججتى زبججر و خشججن كججه غليججظ بججود جراحججتى كججه
س آن و بسيار بود بسر در آمدن او در احكججام حاصل بود از آن طبيعت و درشت بود م ّ
شرعيه و مسائل دينيه و عذرخواهى او از عججثرات خججود ،پججس صججاحب آن طججبيعت بججا
خشونت مثل سوار ناقه سركش است اگر سر آن نججاقه را بججا افسججار و خججرام نگججه بججدارد
بينى خود را پاره مىنمايد ،و اگر رها كنججد و بحجال خججود فروگجذارد واقجع مىشججود در
مهالك و معاطب ،پس مبتل شدند مردم قسم ببقاى خججدا بانججداختن خججود در غيججر طريججق
قويم و برميدن از صراط مستقيم و بتلّون مزاج و بسير نمودن در عرض طريق ،پججس
صبر نمودم مرتبه دويم بر درازى روزگار اعتزال ،و سختى اندوه و ملل .
] [ 72
ععععع عععععع
ععععع
) الّزعم ( مثلثة الفاء الفتح للحجاز و الضّم للسد و الكسر لبعض قيس و هججو قريججب مججن
ن ،و قال المرزوقي :اكثره يستعمل فيما كان باطل أو فيه ارتياب ،
الظ ّ
و قججال ابججن الثيججر :إّنمججا يقججال :زعمججوا فججي حججديث ل سججند لججه و ل ثبججت فيججه ،و قججال
شججورى ( اسججم مججن تشججاور القججوم و الّزمخشري :هي ما ل يوثق به مججن الحججاديث و ) ال ّ
اشتوروا ،و قيل :إنه مصججدر كبشججرى بمعنججى المشججورة و الّول اظهججر و ) اعججترض (
شيء إذا صار عارضا كالخشبة المعترضة في النهر و ) اقرن ( على لفظ المجهول أى ال ّ
ف ( الطاير إذا دنا من الرض في طيرانه و أجعل قرينا لهم و يجمع بينى و بينهم و ) أس ّ
ف الّرجل للمر اذا قاربه و ) طرت ( أى ارتفعت استعمال للكّلي في أكمججل الفججراد و أس ّ
ضججغن ( الحقججد و
) صغى ( إلى كذا مال إليججه و صججغت النجججوم مججال إلججى الغججروب و ) ال ّ
البغض .
صهر ( قال الخليل :هو أهل بيت المرأة ،قال :و من العرب من يجعل الحمججاء و و ) ال ّ
صججهر يشجتمل علجى قرابجات الّنسججاء ذوي الختان جميعا أصججهارا ،و قجال الزهجري :ال ّ
المحجججارم و ذوات المحجججارم كجججالبوين و الخجججوة و أولدهجججم و العمجججام و الخجججوال و
الخالت ،فهججؤلء أصججهار زوج المججرأة ،و مججن كججان مججن قبججل الجّزوج مججن ذوي قرابتججه
ل من كان من قبل الّزوج من أبيه سكيت ك ّ المحارم فهم أصهار المرأة أيضا ،و قال ابن ال ّ
أو أخته أو عّمه فهم الحمآء ،و من كان من قبل المرأة فهم الختان و يجمع
] [ 73
صنفين الصهار و ) هن ( خفيف النون كناية عن كلّ اسم جنس و معناه شيء و لمهججا ال ّ
محذوفة فالمعروف أّنها واو بدليل جمعها على هنوات ،و قيل :هي هاء لتصججغيره علججى
هنيهة ،
ي :الهججن
و قيل :نون و الصل هن بالّتثقيل و الّتصغير هنين ،و قال نجم الئمججة الّرض ج ّ
الشيء المنكر الذي يستهجن ذكره من العورة و الفعل القبيح و غير ذلك .
ععععععع
بفتح لم الكهول و كسر لم العجب و كسرها في للشبان لكججونه معطوفججا علججى المسججتغاث
شاعر : من غير اعادة حرف الندآء و لو اعيدت فتحت قال ال ّ
شورى إّما زايدة أو عاطفة علججى محججذوف مسججتغاث لججه أيضججا كمججاو الواو في قوله :و لل ّ
ستعرفه في بيان المعنى .
عععععع
) حّتى إذا مضى ( الّثاني ) لسبيله ( و مات و ذلك بعد ما غصب الخلفججة عشججر سججنين و
ستة أشهر على ما حكاه في البحار مججن كتججاب السججتيعاب و سججتعرف تفصججيل الكلم فججي
لج أن
كيفّية موته و تعيين يوم مججوته فججي الّتججذنيبات التيججة ،و كيججف كججان فججاّنه لمججا أراد ا ّ
يقبضه إلى ما هّيأ له من أليم العذاب ) جعلها في ستة ( نفر و في بعض الّنسخ في جماعة
شافي زعم أّني سادسهم و هؤلء الجماعة هم :أميججر ) زعم أّني أحدهم ( و في تلخيص ال ّ
سلم و عثمان و طلحة و الّزبير و سعد بن أبججي وقججاص و عبججد الّرحمججن المؤمنين عليه ال ّ
ابن عوف ،هذا هو المعروف و قيل :إّنهم خمسة ،قجال الطجبري :لجم يكجن طلحجة مّمجن
شورى و ل كان يومئذ بالمدينة ،و عن أحمد بن أعثم لم يكن بالمدينة ، ذكر في ال ّ
] [ 74
ل ( أنت الّناصر و المعين و المغيث أستغيث بك لما أصابني عنججه أو لنججوائب الجّدهر ) فيا ّ
صة و الستغاثة للّتألم من القتران بمن ل يججدانيه فججي الفضججائل و
شورى ( خا ّ
عامة ) و لل ّ
سلمل يقارنه في الفواضل و ل يستأهل للخلفة و ل يليق بالولية ،و لذلك أتبعه عليه ال ّ
بالستفهام على سبيل النكار و التعجب بقوله :
شك عارضججا لذهججانهم فجيّ ي مع الّول منهم ( يعنى متى صار ال ّ ) متى اعترض الّريب ف ّ
بمساوات أبي بكر ) حّتى صرت اقرن ( أى اجعل قرينا ) إلى هذه النظججائر ( الخمسججة أو
الربعة و يجمع عمر بيني و بينهم و يجعلهم نظائر لي مع كونهم أدنى من الّول رتبججة و
ي و تناظرهم 1بي ) و لكني أسففت ( مع القججوم ) إذ أسجّفوا س منزلة فكيف بقياسهم إل ّأخ ّ
و طرت ( معهم ) إذ طاروا ( يعني أّني تججابعتهم تقّيججة و جريججت معهججم علججى مججا جججروا و
شورى مججع أّنهججم لججم يكونججوا نظججرآء لججي و تركججت المنازعججة مججن حيججث دخلت معهم في ال ّ
ق إلجى الباطجل ) لضجغنه ( و اقتضآء المصلحة ) فصغى ( و مال ) رجل منهم ( مجن الحج ّ
حقده الذي كان في صدره .
شججارح البحرانججي و المحججدث و المراد بذلك الّرجل علججى مججا ذكججره القطججب الّراونججدي و ال ّ
الجزايري و غيرهم هججو سججعد بججن أبججي وقججاص الّلعيججن ،و سججبب ضججغنه علججى مججا ذكججره
سلم قتل أباه يوم بدر ،و قال سعد أحد من تخلف عن بيعة أميججر الّراوندي هو أّنه عليه ال ّ
ن أبججا
شارح المعتزلي أورد عليه بأ ّ ن ال ّ
لأّسلم عند رجوع المر إليه ،إ ّ المؤمنين عليه ال ّ
ن المراد بججه طلحججةوقاص و اسمه مالك بن اهيب مات في الجاهلية حتف أنفه ،و قال :إ ّ
سلم بقوله :و إّنما مال طلحة إلى عثمان لنحرافه عن علي عليه و عّلل ميله عنه عليه ال ّ
ي و ابن عّم أبي بكر ،و قد كان حصل فججي نفججوس بنججي هاشججم مججن سلم باعتبار انه تيم ّال ّ
بني تيم حنق شديد لجل الخلفة و كذلك صار في صجدور تيججم علجى بنجي هاشججم ،و هججذا
أمر مركوز في طبجاع البشجر و خصوصجا طينجة العجرب و طباعهجا و الّتجربجة إلجى الن
تحقق ذلك .
شججورى فججان صججحت فججذو
ن طلحة لم يكن حاضرا يوم ال ّ قال :و أّما الّرواية التي جائت بأ ّ
ن أّمه حمنة بنت سفيان بن أمّية بن
ضغن هو سعد بن أبي وّقاص ل ّ ال ّ
-----------
) ( 1قق ققققق ققققق ق ق .
] [ 75
سلم من قبل أخواله الججذين قتججل عبد شمس ،و الضغنة التي كانت عنده على علي عليه ال ّ
سلم قتل أحدا من بني زهججرة لينسججب ن علّيا عليه ال ّ
صناديدهم و تقلد دمائهم و لم يعرف أ ّ
ضغن إليه ) و مال الخر ( و هو عبد الّرحمن بججن عججوف ) لصججهره ( و هججو عثمججان و ال ّ
ن اّم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيججط كججانت تحتججه و هججي اخججت المصاهرة بينهما من جهة أ ّ
عثمان من اّمه و روى بنت كريز و هذا الميل أيضا لم يكن لمججّرد المصججاهرة و محجض
القرابة بل ) مع هن و هن ( أى مع شيء و شيء قبيح يستهجن ذكججره ،و هججو البغججض و
سلم أو نفاسته عليه أو رجاؤه وصججول الخلفججة بعججد عثمججان إليججه أو الحسد منه له عليه ال ّ
انتفاعه بخلفته بالنتساب و اكتساب الموال و الّترفع على الّنججاس و السججتطالة أو غيججر
سلم أعلم به و كّنى عنه .ذلك مّما هو عليه ال ّ
روى المحّدث المجلسي ) ره ( في البحار من مؤلف العداد القوية نقل من كتب المخالفين
و الجزائري في النوار من كتاب الستيعاب لبن عبد البّر من رجال العامججة قججال :ذكججر
ل بن الّزبير عججن أبيججه قججال :
الواقدى قال :أخبرني نافع عن أبي نعيم عن عامر بن عبد ا ّ
سججوق و هججو مّتكججى علججى يججدي فلقجاه أبججو لؤلججؤة غلم
غدوت مع عمر بن الخطججاب الججى ال ّ
المغيرة بن شعبة فقال له :أل تكّلم مولى يضع عّني من خراجي ؟ قججال :كججم خراجججك ؟
قال :دينار فقال عمر :ما أرى أن أفعل اّنك لعامل محسن و مجا هجذا بكجثير ،ثجّم قجال لجه
عمر :
أل تعمل لي رحى ؟ قال :أبو لؤلؤة :لعملن لك رحججى يتحجّدث بهججا مججا بيججن المشججرق و
صبحالمغرب ،قال ابن الّزبير :فوقع في نفسي قوله ،قال :فلما كان في الّنداء لصلة ال ّ
و خرج عمر إلى الّناس قال ابن الّزبير :و أنا في مصلى و قججد اضججطجع لججه أبججو لؤلججؤة
ن تحت سّرته و هي قتلته ،قال في البحار :
سكين ست طعنات إحديه ّ فضربه بال ّ
و جاء بسكين له طرفان فلما خرج عمر خرج معه ثلثة عشر رجل فى المسجد ،ثّم اخذ
،فلما اخذ قتل نفسه .
] [ 76
سكين في بطنه قججال :ادعججو ن عمر لما ضربه أبو لؤلؤة بال ّ و من كتاب الستيعاب أيضا أ ّ
ب اليججك ؟ فقججال :النبيججذ فسججقى نبيججذا
شراب أح ّ الى الطبيب ،فدعى الطبيب ،فقال :أي ال ّ
فخرج من بعض طعناته فقال الّناس :هذا دم هذا صديد ،فقال :اسقونى لبنا ،فسقوه لبنا
فخرج من الطعنة ،فقال له الطبيب :ل أرى أن تمسى فمججا كنججت فججاعل فافعججل ،و تمججام
ل سبحانه و ب أن يلقى ا ّ شورى ،قال بعض أصحابنا :و لقد كان يح ّ الخبر مذكور في ال ّ
شراب فانظروا يا اولى اللباب . بطنه الممزوق ممتلى من ال ّ
ن المشهور بين العوام في القطار و المصار هو أّنه و هو المتفق عليه بين العامة ،و لك ّ
في شهر ربيع الول قال الكفعمى في المصباح في سياق أعمججال شججهر ربيججع الول :إّنججه
شيعة أنه من أنفق في اليوم الّتاسع منه شيئا غفر لجه و يسجتحب فيجه روى صاحب مسار ال ّ
إطعام الخوان ،و تطييبهم و الّتوسعة و الّنفقة و لبججس الجديججد و الشججكر و العبججادة و هججو
ن فيه قتل عمر بن يوم نفى الغموم و روي أّنه ليس فيه صوم و جمهور الشيعة يزعمون أ ّ
الخطاب و ليس بصحيح .
ن عمججر قتججل فيججه فقججد أخطججأ باجمججاع أهججلقال محّمد بن ادريججس فججي سججرائره مججن زعججم أ ّ
سير ،و كذلك قال المفيد ) ره ( في كتاب الّتواريخ و إّنمججا قتججل يججوم الثنيججن الّتواريخ و ال ّ
ص على ذلك صاحب الغججرة لربع بقين من ذي الحجة سنة ثلث و عشرين من الهجرة ن ّ
شججيعة و ابججن طججاوس بججل و صاحب المعجم و صاحب الطبقات و صاحب كتججاب مسججار ال ّ
سنة على ذلك انتهى . شيعة و أهل ال ّالجماع حاصل من ال ّ
شججيعة هججو أّنججه فججي شججهر الّربيججع فججدعوىن المشهور بيججن جمهججورى ال ّ
أقول :قد عرفت أ ّ
جة ممنوعة و يدل على ذلك ما رواه في النوار من كتججاب الجماع على كونه في ذي الح ّ
محّمد بن جرير الطبري قجال :المقتجل الّثجاني يجوم التاسجع مجن شجهر ربيجع الّول أخبرنجا
سيد أبو المبارك أحمد بن محّمد بججن أردشججير الّدسججتاني قججال :أخبرنججا السججيد أبججو
المين ال ّ
ل القميالبركات محّمد الجرجاني ،قال :أخبرنا هبة ا ّ
] [ 77
و اسمه يحيى ،قال :حّدثنا أحمد بن إسحاق البغججدادي ،قججال :حجّدثنا الفقيججه الحسججن ابججن
سامري أّنه قال :كنت أنا و يحيى بن أحمد بن جريح ،فقصدنا أحمد ابن إسحاق الحسن ال ّ
سلم بمدينة قم ،فقرعنا عليججه البججاب فخرجججت القمي و هو صاحب المام العسكر عليه ال ّ
علينا من داره صبّية عراقّية فسألناها عنه ،فقالت :هو مشغول و عياله فججانه يججوم عيججد ،
ضججحى الّنحججر و الغججدير و ل العيججاد عنججدنا أربعججة :عيججد الفطججر و عيججد ال ّ
قلنا :سبحان ا ّ
الجمعة ،قالت :روي سّيدي أحمد بن إسحاق عن سّيده العسكرى عن أبيه علي بن محمد
ن هذا يوم عيد و هو خيار العيججاد عنججد أهججل الججبيت عليهججم السججلم و عنججد عليهم السلم أ ّ
مواليهم ،قلنا :فاستأذني بالّدخول عليه و عّرفيه بمكاننا ،قال :فخرج علينا و هو مججتزر
بمئزر له و محتبي بكسائه يمسح وجهه ،فأنكرنا عليه ذلك ،فقال :ل عليكما إّننججى كنججت
ن هذا اليوم » عيد ظ « و هو اليوم التاسججع مججن شججهر ربيججع الّول فادخلنججا أغتسل للعيد فا ّ
داره و أجلسنا على سرير له .
سلم مع جماعة من إخججواني فججي ثّم قال :إني قصدت مولى أبا الحسن العسكري عليه ال ّ
مثل هذا اليوم و هو اليوم الّتاسع من ربيع الّول فرأينا سّيدنا قد أمر جميع خدمه أن يلبس
لجج
ما يمكنه من الثياب الجدد و كان بين يديه مجمرة يحرق فيها العود ،قلنا يابن رسول ا ّ
سلم فرحا ؟
ل عليه و آله و سّلم :هل تجد في هذا اليوم لهل البيت عليهم ال ّ
صّلى ا ّ
] [ 78
ل عليه و آله و سّلم :جبت من المنافقين يظلم أهل بيتي و يسججتعملل صّلى ا ّ قال رسول ا ّ
لج
في امتي الّريا و يدعوهم إلى نفسه و يتطاول على الّمة من بعدي و يسججتجلب أمججوال ا ّ
ل الّنججاس عججن
من غير حّله و ينفقها في غير طاعته و يحمل على كتفه دّرة الخزى و يضج ّ
ل و يحجّرف كتججابه و يغّيججر سججنتى و يغصججب ارث ولججدي و ينصججب نفسججه علمججا و
سبيل ا ّ
يكّذبني و يكّذب أخي و وزيري و وصججيي و زوج ابنججتي و يتغّلججب علججى ابنججتي و يمنعهججا
ل لها الّدعاء في مثل هذا اليوم .
حّقها و تدعو فيستجاب ا ّ
-----------
) ( 1قق قق ق ق قققق قق ق ققق ققق ق ققق قق ق »
قققققق « ققق قققق :ققق قققققق ق قق قق ق قق
قققق ققققققق ق ققق قق ققق قققققق قق قققق
ق قققققق ق ققق ققق :قق ق قق قق ققققق ق ق قق
ق ققققق قق قققق قق ق قق ققق قق قق قق
ققققققق ق قققققق » .قققققق « .
] [ 79
يا محّمد و أمرت الكرام الكاتبين ان يرفعوا القلم عن الخلججق » كلهججم خ « ثلثججة أيججام مججن
أجل ذلك اليوم و ل أكتب عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لك و لوصّيك .
يا محّمد إني قد جعلت ذلك عيدا لك و لهجل بيتجك و للمجؤمنين مجن شجيعتك و آليجت علجي
سع في ذلك اليوم علججى عيججاله و ن من و ّنفسي بعّزتي و جللي و علّوي في رفيع مكاني إ ّ
ن سججعيه مشججكورا و ذنبججهأقاربه لزيدن في مججاله و عمججره و لعتقّنججه مججن الّنججار و لجعلج ّ
ل عليه و آلججه و س جّلم فججدخل بيججت اّمل صّلى ا ّمغفورا ،و أعماله مقبولة ،ثّم قام رسول ا ّ
ك في أمر الشيخ الثججاني حّتججى ل عليه و آله و سّلم و أنا غير شا ّ سلمة فرجعت عنه صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم قد فتح الشّر و أعاد الكفر و الرتداد عن ل صّلى ا ّ رأيته بعد رسول ا ّ
الّدين و حّرف القرآن .
و في البحار من كتاب القبال لبن طاوس بعد ذكر اليوم التاسجع مجن ربيججع الول :اعلجم
ن هججذا اليججوم وجججدنا فيججه روايججة عظيججم الشججأن و وجججدنا جماعججة مججن العجججم و الخججوان أّ
ل جللججه و رسججوله و لجّ سرور فيه و يذكرون أّنه يوم هلك من كان يهون با ّ يعظمون ال ّ
يعاديه ،و لم أجد فيما تصفحت مججن الكتججب إلججى الن موافقجة اعتمججد عليهججا للّروايججة الججتي
ل رضوانه ،فان أراد أحد تعظيمه مطلقا لس جّر يكججون فججي رويناها عن ابن بابويه تغّمده ا ّ
مطاويه غير الوجه الذي يظهر فيه احتياطا للّرواية فهكذا عادة ذوي الّدرايججة ،و إن كججان
ن قتل من ذكججر كججان فججي تاسججع ربيججع الّول يمكن تأويل ما رواه أبو جعفر بن بابويه في أ ّ
سبب الذي اقتضى قتل المقاتل على قتله كان في ذلججك اليججوم ،و يمكججن أن لعلّ معناه أن ال ّ
يسّمى مجازا سبب القتل بالقتل ،أو يكون توجه القاتل من بلده في ذلك اليوم ،أو وصول
ن الخبر وصل إلى بلد ابججن بججابويه فيججه القاتل إلى مدينة القتل فيه ،و أّما تأويل من تأّول أ ّ
سججلم تضججمن أنّ القتججل صادق عليه ال ّح ،لن الحديث الذى رواه ابن بابويه عن ال ّ فل يص ّ
في
] [ 80
قال :في البحار بعد حكايته ذلك :و يظهر منججه ورود روايججة اخججرى عججن الصجادق عليجه
السلم بهذا المضمون رواهجا الصجدوق ،و يظهججر مججن كلم خلفججه 1الجليجل ورود عججدة
ل عليهم ليججس
روايات دالة على كون قتله في ذلك ،فاستبعاد ابن إدريس و غيره رحمة ا ّ
في محّله ،إذ اعتبار تلك الّروايات مع الشهرة بين أكثر الشيعة سلفا و خلفا ل يقصر عّما
ذكره المورخون من المخالفين ،و يحتمل أن يكونوا غّيروا هذا اليوم ليشتبه المججر علججى
الشيعة فل يتخذوه يوم عيد و سرور .
فان قيل :كيف اشتبه هذا المر العظيم بين الفريقيججن مججع كججثرة الججدواعي علججى ضججبطه و
نقله .
ل عليه ل صّلى ا ّ ن هذا المر ليس بأعظم من وفات رسول ا ّ قلنا :نقلب الكلم عليكم مع أ ّ
ل منهما مع شّدة تلك المصججيبة و آله و سّلم مع أنه وقع الخلف فيه بين الفريقين بل بين ك ّ
العظمى و ما استتبعه من الّدواهي الخرى مع أّنهم اختلفوا في يوم القتل و إن اّتفقججوا فججي
شيعة و أهججل الخلف فججي أكججثر المججور الججتي جة ،و من نظر في اختلف ال ّ كونه ذي الح ّ
صججلة و توفرت الّدواعي على نقلها مع كثرة حاجة الّنججاس إليهججا كججالذان و الوضججوء و ال ّ
ل أعلم بحقايق المور . ج و تأمل فيها ل يستبعد أمثال ذلك ،و ا ّ
الح ّ
فأقول :روى في البحار عن ابن الثير في الكامل و الطبري عن شيوخه بطججرق متع جّددة
أّنه لما طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب و علم أّنه قد انقضت أّيامه و اقترب أجلججه ،قججال
لججه بعججض أصججحابه :لججو اسججتخلفت يججا أميججر المججؤمنين ،فقججال :لججو كجان أبججو عبيججدة حّيججا
لستخلفته و قلت لرّبي إن سألني :سمعت نبّيك يقول :أبو عبيدة امين هججذه المججة ،و لججو
كان سالم مولى أبي حذيفة حيا استخلفته
-----------
) ( 1ققق ققق قققق .
] [ 81
ن عمر لما طعنه أبو لؤلججؤة و علججم أّنججه مّيججت استشججار فيمججن يججوليهو في شرح المعتزلي أ ّ
ل ل يليهججا رجلن مججن ولججد الخطججاب ل فقال ل هاء 1ا ّ المر بعده فأشير إليه بابنه عبد ا ّ
ل ،ل أتحملها حّيا و مّيتا ،ثجّم قججال : حسب عمر ما حمل حسب عمر ما احتقب 2لها ا ّ
ل عليه و آله و سّلم مات و هو راض عجن هجذه السجّتة مجن قريجش : ل صّلى ا ّن رسول ا ّ إّ
ي و عثمان و طلحة و الّزبير و سعد و عبد الّرحمن بن عوف ،و قد رأيت أن أجعلهججا عل ّ
شورى بينهم ليختار و النفسهم ،ثّم قال :إن أسجتخلف فقجد اسجتخلف مجن هجو خيجر مّنجي
ل ،ثم قال :ادعوهم لججي يعني أبابكر و إن أترك فقد ترك من هو خير مّني يعني رسول ا ّ
،فدعوهم فدخلوا عليه و هو ملقى على فراشه و هججو يجججود بنفسججه ،فنظججر إليهججم فقججال :
أكّلكم يطمع في الخلفة بعدي ؟ فوجموا 3فقال لهم :ثانية فأجججابه الّزبيججر و قججال :و مججا
سابقة و القرابة . الذي يبعدنا منها وليتها أنت فقمت بها و لسنا دونك في قريش و ل في ال ّ
ن عمر يمججوت فججي مجلسججهل لو ل علمه أ ّ شارح قال الشيخ أبو عثمان الجاحظ :و ا ّ قال ال ّ
ذلك لم يقدم على أن يفّوه من هذا الكل بكلمة و ل أن ينبس 4منه لفظ ،فقال عمججر :أفل
اخبركم عن أنفسكم :قالوا :قل فاّنا لو استعفيناك لم تعفنا ،فقال :أّما أنت يا زبير فوعقة
5لقس 6مؤمن الّرضى كافر الغضب ،يوما إنسان و يوما شيطان ،و لعّلها لو أفضت
إليك ظّلت قومك تلطم بالبطحآء على مّد من شعير ،
-----------
) ( 1ققق قق ققققققققق قققق ققققققق ق قققق
ققق ققققق ققق قق ققق قققققق قق ق ققق ق ق ق
قققق ق قق ق ق قق ققق قق ققققق ق ققق ق ققق ق
قققققق ق ققققق ق قققققق قق ققققق ققققق ق
ققققق ققققق
-----------
) ( 2ق قققققق ق ققققققق ققققق ق .
-----------
) ( 3ق قق ق ققق ق ققق قق ققق ققق ققق ق ققققق
قققق .
-----------
) ( 4ققق قققق قققق قققق ققققق ق .
-----------
) ( 5قق ق ق ق ق قق قق ق ققق ق قق ققق ق قق ق قق
قققق ق ق قق قق ققق ق ق ق ققق ق قققق ق ق ققق ق
ققق ققققق قققق قق ققققق ققققق ق ققققق .
-----------
) ( 6قققق قققق ققق ققققق .قققق قققق ق قققق
قققق ق ققققق ققق ق ققق قققق قققق ق قق قق ق
ققق ققققق قق قققق قققق ققققق ق قققق قققق
قققق ققققق .
] [ 82
أفرأيت إن أفضت إليك فليت شعرى من يكون للّناس يوم تكون شيطانا و مججن يكججون يججوم
صفة .
ل ليجمع لك أمر هذه المة و أنت على هذه ال ّ
تغضب إماما ،و ما كان ا ّ
ثّم أقبل على طلحة و كان له مبغضا مند قال لبي بكر يوم وفاته ما قال فججي عمجر ،فقججال
له :أقول أم أسكت ؟ قال :قل فاّنك ل تقول من الخير شيئا ،قال :أمججا أنججي أعرفججك منججذ
لج عليججه و
ل صّلى ا ّ اصيبت إصبعك يوم احد و الباد 1الذي حدث لك ،لقدمات رسول ا ّ
آله و سّلم ساخطا عليكم للكمة 2التي قلتها يوم انزلت آية الحجاب .
ثّم أقبل على سعد بن أبي وقاص فقال :أّما أنت صاحب مقنب 4من هذه المقججانب تقاتججل
به و صاحب قنص 5و قوس و أسهم و ما زهرة و الخلفة و امور الناس ثّم أقبججل علججى
عبد الّرحمن بن عوف فقال :و أما أنت يا عبد الّرحمن فلو وزن نصف ايمججان المسججلمين
بايمانك لرجح ايمانك به و لكن ليججس يصججلح هجذا المججر لمججن فيجه ضججعف كضجعفك و مجا
زهرة و هذا المر .
-----------
) ( 1ققققق قققق ق ق ققق قق ق ق ق ق ققق قق ققق
ق قق ق ق قق قق ققق ق ) ق ( قق قق قق ق ق قق قق ق
قققق ققققق .
-----------
) ( 2ققق ققققق ققق ق ق قققق ق ق قق ق قق ققق ق
قق ) ق ( ققققق ق
قق ققق ققق قققق ققق قق ققق ققق
ققققق ققق قق ق قق ق قققق ق ق ق ق ق قق قق ق قق
قق ق قق قق قققققق قققققق قق ققققق قققق ققق
قق قق قق قق ق ق ق قققق ق قق ق ق ق قققققق ق قق
قققق ققق ققق قققق ققق ق ققق ق ققققق ق قق ق
قققققق ققققق ققق ققق ققق ققققق ق قق قققق
ققق .
-----------
) ( 3قققققق ققققق ققق قققق قق ققق ققق قق ق
قق ققق قققق قق ققق ققق ققق ق .
-----------
) ( 4قققققق قق ققققق قققققققق ق ققققققق ق
قق قققق ققققق ققق ققققققق قققق ققق ق ققق
قققق ق ققق قققق قققق ققققق قققق .
-----------
) ( 5قققق ققققق ققققق ق ق .
] [ 83
ثّم أقبل على عثمان فقال هيها 2إليك كأني بك قججد قّلججدتك قريججش هججذا المججر لحّبهججا إّيججاك
فحملت بنى امّية و بني أبي معيط على رقاب الّناس و آثرتهم بالفيء فسارت » فثارت ظ
لج لئن « إليك عصابة من رابان » 3ذوبان خ « العرف فذبحوك على فراشجك ذبحجا و ا ّ
ن ،ثّم أخذ بناصيته فقال :فاذا كان ذلججك فججاذكر قججولي فججانه ن و لئن فعلت ليفعل ّ
فعلوا لتفعل ّ
كاين .
ثّم قال :ادعوا لي أبا طلحة النصاري فدعوه له فقال :انظر يججا أبججا طلحججة إذا عججدتم مججن
حفرتي فكن في خمسين رجل من النصججار حججاملي سججيوفكم فخججذ هججؤلء الّنفججر بامضججاء
المر و تعجيله و اجمعهم في بيت وقف بأصحابك على باب البيت ليتشاوروا و يختججاروا
واحدا منهم ،فان اتفق خمسة و أبى واحد فاضرب عنقه ،و إن اتفق أربعة و أبججى اثنججان
فاضرب أعناقهما ،و إن اّتفق ثلثة و خالف ثلثة فانظر الثلثة التي فيهججا عبججد الّرحمججن
فارجع الى ما قد اتفقت عليه فان اصّرت الثلثة الخرى على خلفها فاضرب أعناقهججا ،
و ان مضت ثلثة أّيام و لم يتفقوا على أمر فاضرب أعناق السّتة و دع المسلمين يختاروا
لنفسهم .
سيف في خمسين من النصار فلما دفن عمر جمعهم أبو طلحة و وقف على باب البيت بال ّ
حاملي سيوفهم ثم تكلم القوم و تنازعوا ،فأّول ما عمل طلحة أّنه أشهدهم علججى نفسججه أّنججه
ن الّناس ل يعدلون به علّيججا و عثمججان و شورى لعثمان ،و ذلك لعلمه أ ّ
قد وهب حّقه من ال ّ
ن الخلفة ل تخلص له و هذان موجودان ،فججأراد تقويججة أمججر عثمججان و إضججعاف ججانب أّ
سلم بهبة أمر ل انتفاع و ل تمكن له منه ،فقال الّزبير فججي معارضججته و أنججاي عليه ال ّ
عل ّ
سلم ،و إّنما فعل
ي عليه ال ّ
شورى لعل ّاشهدكم على نفسي أّني قد وهبت حّقي من ال ّ
-----------
) ( 1ققققققق قققققق ققق قققق قق قق قق قق ق
ققق ققق ق قققق ققققق
-----------
) ( 2ققققق قق قققق قققق ققققق ق قققق قق قق
قققق ققق ققق قققققق ققققق .
-----------
) ( 3قق ققق ق قققق ق ق قققق ق ق ققق قق ققق قق
ققققق .
] [ 84
سلم قد ضججعف و انخججذل بهبججة طلحججة حّقججه لعثمججان دخلتججه ذلك لّنه لما رأى علّيا عليه ال ّ
سلم و هي صفية بنت عبد المطلججب و حمّية الّنسب ،لّنه ابن عمة أمير المؤمنين عليه ال ّ
أبو طالب خاله ،فبقى من السّتة أربعة ،فقال سعد بن أبي وقاص :و أنا قد وهبججت حقّججى
ن المججرشورى لبن عّمي عبد الّرحمن ،و ذلك لّنهما من بني زهرة و لعلم سججعد أ ّ من ال ّ
ل يتّم له .
ل الّثلثة قال عبد الّرحمن لعلي و عثمان :أّيكما يخرج نفسججه مججن الخلفججة و فلما لم يبق إ ّ
يكون إليه الختيار في الثنين الباقيين ؟ فلم يتكّلم منهما أحججد ،فقججال عبججد الّرحمججن :إّنججى
اشهدكم قد أخرجت نفسي من الخلفة على أن اختار أحدهما ،
لج و
لج و سجّنة رسججول ا ّ
سلم و قال له :ابايعجك علجى كتجاب ا ّ
ي عليه ال ّ
فأمسكا ،فبدء بعل ّ
ل و سّنة رسوله و اجتهاد رأيي ، سيرة الشيخين أبي بكر و عمر ،فقال :بل على كتاب ا ّ
سججلم فأعججاد
ي عليججه ال ّ
فعدل عنه إلى عثمان فعرض ذلك عليه ،فقال :نعم ،فعاد إلى علج ّ
قوله ،
و قال الشارح أيضا :لما بنى عثمان قصره طمارد الزوراء و صنع طعاما كججثيرا و دعججا
الناس إليه كان فيهم عبد الّرحمن ،فلما نظر إلى البناء و الطعججام قججال :يججا بججن عفججان لقججد
ل مججن بيعتججك ،فغضججب عثمججان و قججال : صدقنا عليك ما كتا نكذب فيك و إني اسججتعيذ بججا ّ
أخرجه عني يا غلم ،فأخرجوه و أمر الناس أن ل يجالسوه فلججم يكججن يججأتيه أحججد إل ابججن
عباس كان يأتيه فيتعّلم منه القرآن و الفرايض ،و مرض عبد الّرحمان فعاده عثمان ،
-----------
) ( 1ققق ق قققق ق قق ق ق قق قق قق قق ق ققق
ققق ققق ق ق ق ققق ق قق ق قق قققق قققق ققق
قققق ق ققققق ققق قققققق قققققق ق قققق قق
قققققق قققق ققققق ق قق قققق قق قق ق ق قق ق
قققق ققققق .
] [ 85
شورى و أتبعه بروايججات اخججرى لمه جمّ شارح المعتزلي في قضّية ال ّأقول :هذا ما رواه ال ّ
في إطالة الكلم بذكرها ،و إّنما المهّم الشارة إلى بعض ما يطعن به على عمر في هججذه
ق المججبين و غيججر ذلججك مّمجا ل يخفججى
القضّية من ابداعه في الّدين و خروجه عن نهج الحج ّ
على أهل البصيرة و اليقين .
منها مخاطبته القوم و مواجهتهم بمثل تلك الكلمات الكاشججفة عججن غلججظ طججبيعته و خشججونة
سلم سابقا بقوله :فصججيرها فججيمسه و جفوته ،و ذلك شاهد صدق على ما ذكره عليه ال ّ
حوزة خشناء يغلظ كلمها و يخشن مسها اه .
و منها ترجيح قول الذين فيهم عبد الّرحمن لعلمه بأّنه ل يكججاد يعججدل بججالمر عججن ختنججة و
ابن عّمه .
شورى مع دعواه العلججم بظهجور الفسجاد و القتججل مججن خلفتجه و و منها إدخاله عثمان في ال ّ
ل لئن فعلوا لتفعلن .ل عليه قوله :و ا ّل في غير أهله كما يد ّصرف مال ا ّ
و منها أمره بقتل الّثلثة الذين ليس فيهم عبججد الّرحمججن لججو أص جّروا علججى المخالفججة و مججن
ن مخالفته ل يوجب استحقاق القتل و منها أمره بقتل الستة و ضرب أعنججاقهم إن المعلوم أ ّ
مضت ثلثة أّيام و لم يّتفقوا ،و من
] [ 86
ن تكليفهم إذا كان الجتهاد في اختيار المام فرّبما طال زمان الجتهججاد و رّبمججا
الواضح أ ّ
قصر بحسب ما يعرض فيه مججن العججوارض ،و كيججف يسججوغ المججر بالقتججل إذا تجججاوزت
الثلثة إلى غير هذه مّما هي غير خفّية على أهل البصيرة و المعرفة .
صججة و
و مناشداته معهم و تعديججد فضججائله و ذكججر خصائصججه ،و هججي كججثيرة روتهججا الخا ّ
العامة في كتبهم و نحن نقتصر على رواية واحدة .
ل هل فيكم أحد أخوه المزّين بالجناحين » يطير بهما فججي الجنججة قالوا :ل ،قال نشدتكم با ّ
شهداء غيري ؟ ل هل فيكم أحد عّمة سّيد ال ّ
خ « غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشدتكم با ّ
ل هل فيكم أحد زوجته سّيدة نسججآء أهججل الجنججة غيججري ؟ قججالوا :
قالوا ل ،قال :نشدتكم با ّ
ل.
] [ 87
ل عنه الّرجس و طّهره تطهيرا غيري ؟ قججالوا : ل هل فيكم أحد أذهب ا ّ قال :فانشدتكم با ّ
ل هل فيكم أحد عاين جبرئيل في مثال دحية الكلبي غيري ؟ قالوا : ل ،قال :فانشدتكم با ّ
ل هل فيكم أحد أّدى الّزكججاة و هججو راكججع غيججري ؟ قججالوا :ل ،قججال
ل ،قال :فانشدتكم با ّ
ل عليججه و آلججه و سجّلم عينيججه و أعطججاه
ل صّلى ا ّل هل فيكم أحد مسح رسول ا ّ فانشدتكم با ّ
الّراية يوم خيبر فلم يجد حرا و ل بردا غيري ؟ قالوا ل ،
ل عليه و آله و سجّلم يجوم غجديرل صّلى ا ّ ل هل فيكم أحد نصبه رسول ا ّ قال :فانشدتكم با ّ
ي مججوله ،الّلهججم و ال مججن واله و عججاد مججن عججاداه
ل فقال :من كنت موله فعل ّ
خم بأمر ا ّ
غيري ؟
ل هل فيكم أحججد بججارز عمججرو بججن عبججدود يججوم الخنججدق و قتلججه غيججري ؟
قال :فانشدتكم با ّ
لج عليججه و آلججه :
لج صججلوات ا ّ
قالوا :ل ،قال فانشدتكم بال هل فيكم أحد قال له رسججول ا ّ
ي بعدي غيري ؟ قالوا :ل . ل أنه ل نب ّ
أنت مّني بمنزلة هارون من موسى إ ّ
ل تعالى في عشر آيات من القرآن مؤمنا غيري ؟ ل هل فيكم أحد سّماه ا ّ قال :فانشدتكم با ّ
ل عليه و آلججه و س جّلم
ل صّلى ا ّل هل فيكم أحد ناول رسول ا ّ قالوا :ل ،قال :فانشدتكم با ّ
قبضججة مججن الججتراب فرمججى بهججا فججي وجججوه الكفججار فججانهزموا غيججري ؟ قججالوا :ل ،قججال :
ل هل فيكم أحد وقفت الملئكة يوم احد حتى ذهب الّناس عنه غيري ؟ قالوا : فانشدتكم با ّ
ل هل فيكم أحد اشتاقت الجّنة إلى رؤيته غيري ؟ قالوا :ل .
قال :فانشدتكم با ّ
] [ 88
ل عليه و آلجه و سجّلم طلق نسجائه ل صّلى ا ّل هل فيكم أحد جعل رسول ا ّ قال :نشدتكم با ّ
ل ج عليججه
ل صّلى ا ّ ل هل فيكم أحد حمله رسول ا ّ بيده غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشدتكم با ّ
و آله و سّلم على ظهره حّتى كسر الصنام على باب الكعبججة غيججري ؟ قججالوا :ل ،قججال :
ل ذو الفقار و ل فججتى سمآء ل سيف إ ّ ل هل فيكم أحد نودي باسمه يوم بدر من ال ّ نشدتكم با ّ
ي غيري ؟ قالوا :ل . ل عل ّ
إّ
ل عليه و آله و سّلم من الطججاير ل صّلى ا ّل هل فيكم أحد أكل مع رسول ا ّ قال :نشدتكم با ّ
ل هججل فيكججم أحججد قججال لججه
ي الذي اهدي إليه غيري ؟ قججالوا :ل ،قججال :نشججدتكم بججا ّ المشو ّ
ل عليه و آله و سّلم :أنت صاحب رايتي في الّدنيا و صاحب لوائي في ل صّلى ا ّرسول ا ّ
الخرة غيري ؟ قالوا :ل ،
ل هل فيكم أحد قجّدم بيججن يججدي نجججويه صججدقة غيججري ؟ قججالوا :ل ،قجال
قال :فانشدتكم با ّ
ل عليه و آله و سّلم غيري ؟ ل صّلى ا ّ
ل هل فيكم أحد خصف 1نعل رسول ا ّ فانشدتكم با ّ
قالوا :ل .
ل عليه و آله و سّلم ،أنججا أخججوك
ل صّلى ا ّ ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ قال :نشدتكم با ّ
ل صّلى
ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ و أنت أخي غيري ؟ قالوا :ل ،قال :فانشدتكم با ّ
ل عليه و آله و سّلم ،
ا ّ
ل هل فيكم أحد سّلم عليه جبرئيججل و ميكائيججل و إسججرافيل فججي ثلثججة آلف قال :نشدتكم با ّ
ل واحد منهم في ألف من الملئكة خ « يوم بدر غيري ؟ قالوا » :الّلهججم من الملئكة » ك ّ
ل ج عليججه و آلججه و
ل صّلى ا ّ ل هل فيكم أحد غمض عين رسول ا ّ خ « ل ،قال :نشدتكم با ّ
ل قبلي غيري ؟ 2قالوا : ل هل فيكم أحد وحد ا ّ سّلم غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشدتكم با ّ
لج عليججه و آلججه
ل صّلى ا ّل هل فيكم أحد كان أّول داخل على رسول ا ّ ل ،قال :نشدتكم با ّ
ل هل فيكم أحد مشى و سّلم و آخر خارج من عنده غيري ؟ قالوا :ل ،قال :فانشدتكم با ّ
-----------
) ( 1ققق ققققق قققققق ققققق ق .
-----------
) ( 2قققق قق قققققق ق قققققق قققققق ققق .
] [ 89
لجج
ل فمّر على حديقة فقال » فقلت خ « ما أحسن هذه الحديقة ،فقال رسول ا ّ مع رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم و حديقتك في الجّنة أحسججن مججن هججذه الحديقججة حّتججى إذا مجّر »صّلى ا ّ
لج عليجه و آلججه و سجّلم
لج صجّلى ا ّمررت خ « على ثلثة حدائق كججل ذلجك يقجول رسججول ا ّ
حديقتك في الجّنة أحسن من هذه غيري ؟ قالوا :ل .
ن الّزكججاَة َو ُهجْم
صججلوَة َو ُيؤُتججو َ
ن ُيقيُمججونَ ال ّ
ن آَمُنججوا اّلججذي َ
سججوُلُه َو اّلججذي َ
ل َو َر ُ
» ِإّنما َوِلّيُكُم ا ُّ
ن«. راِكُعو َ
غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشدتكم بال هل فيكم أحد أنزل ال فيه و في ولده :
سورة غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشدتكم بال هل فيكم أحد أنزل ال فيه :
إلى آخر ال ّ
] [ 90
قال :نشدتكم بال هل فيكم أحدنا جججاه رسججول الج يججوم الطججايف فقججال أبججو بكججر و عمججر :
ل عليه و آله و سّلم :ما انا ناجيته بججل الج ناجيت عليا دوننا ،فقال لهم رسول ال صّلى ا ّ
أمرني بذلك غيري ؟ قالوا :ل .
ل عليه و آله و سجّلم :مججن أحجبّ ل صّلى ا ّل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ قال :نشدتكم با ّ
لج ،فقيجل لججه :و مجا شججعراتك يجا
شعراتي » هذه خ « فقد أحّبني و من أحّبني فقد أحججب ا ّ
ل ؟ قال :
رسول ا ّ
-----------
) ( 1قققق ققق قق ق ققق قق ق قق قق ق ق قققق ق
ققق ق ق ) 1قققق ( ققققققق قققق ققق ققق قق ق
ق قققق ق ق ققق قق ق ق ق ققق ق قق ق قق قق
ققققق ق ققققق .
] [ 91
أنت أقدمهم سلما 1و أفضلهم علما و أكثرهم حلما غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشدتكم بالّ
هل فيكم أحد قتل مرحبا اليهودي مبارزة فارس اليهود غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشججدتكم
ل عليه و آله السلم فقال له :أنظرنججي ل صّلى ا ّ ل هل فيكم أحد عرض عليه رسول ا ّ با ّ
ي فاّنها أمانة عندك ،فاّنهججا عنججدك ،فقلججت :
ل :يا عل ّ
حّتى ألقى والدي ،فقال له رسول ا ّ
فان كانت أمانة عندي فقد أسلمت غيري ؟ قالوا :ل .
ل هل فيكم أحد احتمل باب خيبر حين فتحها فمشى به مأة ذراع ثم عالجه قال :نشدتكم با ّ
ل هججل فيكججم أحججد 2
بعده أربعون رجل فلم يطيقونه غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشججدتكم بججا ّ
نزلت فيه هذه الية :
صَدَقًة « .
جويُكْم َ
ن َيَدى َن ْ
ل َفَقّدُموا َبي َ
سو َ
جْيُتْم الّر ُ
ن آَمُنوا إذا نا َ
» يا َأّيَها اّلذي َ
لج
ل عليه و آلججه و س جّلم :قاتججل ا ّ
ل صّلى ا ّ
ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ
قال :نشدتكم با ّ
من قاتلك
-----------
) ( 1ققق قق ققق ق ققق قق ق قق ققق ق قق ق قق ق
ققق قق ق ققق قق ققق ق ققق قق ق ققققق
قققققق ققق ق قققققق قق قق ققق قق ققق
ققققق ققققق ققققق ق ققققق .
-----------
) ( 2قق قق ق ق قققق قق ق ققق ققق قق ق قق ق ق
ققق .
قق قق ققق ققق قق قق ق ققق ق قق ق ق قققق ق ق
قققققق ق ققق .
] [ 92
ل هل فيكم أحد اضطجع على ل من عاداك غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشدتكم با ّ و عادى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم حين أراد أن يسير إلى المدينة و وقاه بنفسججه ل صّلى ا ّ
فراش رسول ا ّ
ل هل فيكم أحججد قججال
من المشركين حين أراد و اقتله غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشدتكم با ّ
ل هل ل أنت أولى الّناس باّمتي من بعدي غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشدتكم با ّ له رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم :أنت يوم القيامة عن يمين العرش ل صّلى ا ّ
فيكم احد قال له رسول ا ّ
ي غيري ؟ قالوا :ل . ل يكسوك ثوبين أحدهما أخضروا الخر و رد ّ وا ّ
لج خ « بسججبع سججنين ول هل فيكم أحد صجّلى قبججل الّنججاس » مججع رسججول ا ّقال :نشدتكم با ّ
لج
لج صجّلى ا ّل هل فيكم أحد قججال لججه رسججول ا ّ
أشهر غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشدتكم با ّ
عليه و آله و سّلم :
أنا يوم القيامة آخذ بحجزة ربججي و الحجججزة الّنججور و أنججت آخججذ بحجزتججي 1و أهججل بيججتى
آخذون بحجزتك غيري ؟ قالوا :ل .
-----------
) ( 2ققق قق ققق ق قققق ق ق قق ق قق ق ققق قق
ققققق قققق ق ق .
] [ 93
ل سالت لك مثله غيججري ؟ قججالوا :ل ،قججال :نشججدتكم بججالّ أعطانيه و لم أسأل رّبى شيئا إ ّ
لج و
لج عليججه و آلججه و سجّلم :أنججت أقججومهم بججأمر ا ّ
ل صجّلى ا ّهل فيكم أحد قال له رسول ا ّ
لج مزّيجة غيججرى ؟ سوية و أعظمهم عنجد ا ّ ل و اعلمهم بالقضّية و أقسمهم بال ّأوفاهم بعهد ا ّ
قالوا :ل .
لج ولّيججك
ل عليه و آله و سّلم :يججدخل ا ّل صّلى ا ّ
ل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ نشدتكم با ّ
ل هل فيكم أحججد قججال لججه رسججول الجّنة و عدّوك الّنار غيري ؟ قالوا :ل ،قال :نشدتكم با ّ
ل عليه و آله و سّلم :
ل صّلى ا ّا ّ
الّناس من أشجار شّتى و أنا و أنت من شجرة واحدة غيري ؟ قالوا :ل .
ل عليه و آله و سجّلم :اللهججم إنججي ل صّلى ا ّل هل فيكم أحد قال له رسول ا ّ
قال :نشدتكم با ّ
ل هل فيكم أحججد قججال احّبه فأحّبه اللهّم إّني أستودعكه غيرى ؟ قالوا :ل ،قال :نشدتكم با ّ
صلة و ايتججآء ل عليه و آله و سّلم :أنت تحاج الّناس فتحجهم باقام ال ّل صّلى ا ّله رسول ا ّ
سججوية غيججري ؟ الّزكاة و المر بالمعروف و الّنهي عن المنكر و إقامة الحدود و القسججم بال ّ
قالوا :ل .
ل عليه و آله و سّلم بيده يوم بدر 1ل صّلى ا ّ
ل هل فيكم أحد أخذ رسول ا ّقال :نشدتكم با ّ
ي بججن
ن هذا عل ج ّ
» غدير خ « فرفعها حّتى نظر الّناس إلى بياض ابطيه و هو يقول :أل إ ّ
أبي طالب أخي و ابن عّمي و وزيري فوازروه و ناصحوه و صّدقوه فهو ولّيكم غيري ؟
شّ
ح صٌة َو َمنْ ُيَوق ُ
خصا َ
ن ِبِهْم َ
سِهْم َو َلْو كا َ
على َأْنُف ِ
ن َ
» َو ُيْؤِثُرو َ
-----------
) ( 1قققققق ققق قققق ق ققققق قققق ققق ق قق
ققق قققق ققق .
] [ 94
ن«.
حو َ
ك ُهُم اْلُمْفِل ُ
سه َفُأْولِئ َ
َنْف ِ
غيري ؟ قالوا :ل ،قال :فهل فيكم أحد كان جبرئيججل أحججد ضججيفانه غيججري ؟ قجالوا :ل ،
ل عليه و آله حنوطا من حنوط الجّنة ثم قجال ل صّلى ا ّ
قال :فهل فيكم أحد أعطاه رسول ا ّ
:اقسمه أثلثا ثلثا لي تحّنطني به و ثلثا لبنتي و ثلثا لك غيري ؟ قالوا :ل .
إني لرحمك من ضغاين في صدور أقوام عليك ل يظهرونها حّتى يفقدونني فاذا فقججدوني
خالفوا فيها غيرى ؟ قالوا :ل .
ل عليه و آله و سّلم :اّدى ال 2عن أمانتك ل صّلى ا ّقال :فهل فيكم أحد قال له رسول ا ّ
لج
أّدى ال عن ذمتك غيرى ؟ قالوا :ل قال :نشدتكم بال هل فيكم أحججد قججال لججه رسججول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم أنت قسيم الّنار تخرج منهججا مججن زكججى و تججذر فيهججا كججل كججافر
صّلى ا ّ
غيرى ؟ قالوا :ل .
قال :فهل فيكم أحد فتح حصن خيبر و شبى بنت مرحب فأّداها إلى رسججول الج غيججرى ؟
ل عليه و آله و سجّلم :تججرد علج ّ
ى ل صّلى ا ّ
قالوا :ل ،قال :فهل فيكم أحد قال له رسول ا ّ
ى عججدّوك ظمججأ مظمئيججن الحوض أنت و شيعتك رّواء مرّويين مبيضة وجوههم و يرد عل ّ
مقمحين 3مسوّدة وجوههم غيرى ؟ قالوا :ل .
-----------
) ( 1قققق ققققق ققق قققق ققق قققققق ق ق .
-----------
) ( 2ق قق قق ققق قق ققق ق ق ققققق قق ق قققق
قققققققق ققق ققققق ق ققق .
-----------
) ( 3ق ق ق ققق قق ق » ق « ق قق ق ق ققق قق » ق «
ق قققق قق ق ققق ق قق ق ق ق قققق ققق قق ق
قققققق ق قققق قققق قققق ققققق قققققق ق ق
قق ق ق قق قق ق ققق ق قققق ق قق ق ققققق قق
ققققققق ققق ققققق ق قق ققققق قققق قققق ق
ققق ق ققق ق قق ققق ق ققققق ق ق ق ق ققق ق قق ق
قققق ققققق ققق ققققق ق ق ققق قققق قققققق
ققق ققق ققققققق ققق قققققق ققققق .
] [ 95
من قول نبّيكم فعليكم بتقوى ال وحده ل شريك له ،و أنهججاكم مججن سججخطه و غضججبه و ل
ق إلى أهله و اّتبعججوا سجّنة نججبّيكم فججانكم إن خججالفتم خججالفتم الج ،
تعصوا أمره ،و رّدوا الح ّ
فادفعوها إلى من هو أهله و هي له ،قال :فتغامزوا فيما بينهججم و تشججاوروا و قججالوا :قججد
ق الّناس بها ،و لكّنه رجججل ل يفضججل أحججدا علججى أحججد ،فججان عرفنا فضله و علمنا أّنه أح ّ
وليتموها إّياه جعلكم و جميع الّناس فيها شرعا سواء ،و لكججن ولوهججا عثمججان فججاّنه يهججوى
الذي تهوون فدفعوها إليه .
ععععععع
تا هنگامى كه درگذشت عمر براه خود و جان بمالكان دوزخ سججپرد گردانيججد خلفججت را
در شش نفر گمان نمود كه من يكى از ايشانم ،پس خداونججد بفريججاد مججن بججرس از بججراى
شورى ،چگونه شك عارض شد بمردم در شأن من با اول ايشان كه ابو بكر بود تا ايججن
كه گشتم مقرون به امثال اين اشخاص ،و لكن بجهة اقتضآء مصلحت مججدارا كججردم مججن
با ايشان و نزديك شدم بزمين در طيججران هنگججامى كججه ايشججان نزديججك شججدند ،و طيججران
كردم وقتى كه ايشان طيران كردند ،پس ميل كرد يكججى از ايشججان از مججن بجهججة حقججد و
حسد كه آن سعد وقاص بود يا طلحججه ،و ميججل كججرد ديگججرى از آنهججا بسججوى قرابججت زن
خود و آن عبدالرحمن بن عوف بود كه ميل نمود بعثمان بجهت آنكه برادر زن او بود ،
و تنها ميل آن بسوى او بجهت مصاهرت و قرابت نبود بلكه با شيء قبيح و شججيء قبيججح
سلم بود ،يا طمع در وصول خلفججت بججاو كه آن بغض و عداوت أمير المؤمنين عليه ال ّ
بعججد از انقضججاء ايججام عثمججان يججا سججاير اغججراض نفسججانيه كججه اظهججار آن قبيججح و ذكججر آن
مستهجن است .
ععععع عععععع
إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله و معتلفجه ،و قجام معجه بنجو أبيجه يخضجمون
ل تعالى خضم البل نبتة الّربيع ،إلى أن انتكث مال ا ّ
] [ 96
عليه فتله ،و أجهز عليه عمله ،و كبت به بطنته .
ععععع
) الّنفج ( بالجيم الّرفع يقال نفج الثججدى الثججوب أى رفعججه و ) الحضججن ( الجنججب و مجا بيججن
البط و الكشح يقال للمتكّبر جاء نافجا حضنيه و لمن امتلء بطنه مججن الكججل جججاء نافجججا
حضنيه ،و النسب في المقام الّثاني تشبيها بججالبعير المنتفججج الجنججبين مججن كججثرة الكججل و
صدوق بين ئيله » كذا « و هو بالكسر وعاء القضججيب أو ) النثيل ( الروث و فى رواية ال ّ
نفسه و ) المعتلف ( موضع العتلف و هو أكل الّدابة العلف و ) الخضم ( الكل بجميججع
شيء كعلم و ضرب أكله الفم و يقابله القضم و هو الكل باطراف السنان ،يقال خضم ال ّ
يجميع فمه ،و عن الّنهاية الخضم الكل بأقصى الضراس ،و القضم بأدناها .
و منه حديث أبي ذر ) ره ( و تججأكلون خضججما و نأكججل قضججما ،و قيججل :الخضججم خججاص
شيء الّرطب ،و القضم باليابس و ) الّنبتة ( بكسر الّنون الّنبات يقال :
بال ّ
نبت الّرطب نباتا و أنبته و ) النكججث ( الّنقججض يقجال :نكججث فلن العهججد و الحبججل فججانتكث
نفضه فانتقض و ) فتل ( الحبل لواه و برمه و ) الجهاز ( إتمام قتججل الجريججح و إسججراعه
و ) كبا ( الفرس يكبو سقط على وجهه و كبابه أسقطه و ) البطنة ( بالكسر الكظججة و هججو
المتلء من الطعام و السراف في الكل .
ععععععع
بين نثيله و معتلفه متعّلق بقام أى قام بين روثه و معتلججف ،و جملججة يخضججمون منصججوب
ل على الحالية .المح ّ
عععععع
سته و أشار الججى سلم خلفة الّثاني و نّبه على جعله الخلفة شورى بين ال ّ لما ذكر عليه ال ّ
صواب ،أنبعه بما ترّتب على ذلججك و هججو خلفججة الّثججالث
عدول بعض هؤلء عن منهج ال ّ
بقوله ) :إلى أن قام ثالث القوم ( و المراد بالقيام الحركة في تولي أمر الخلفة ،
] [ 97
و ثالث القوم هو عثمان بن عّفان بن أبى العاص بن امّية بن عبد شمس بن عبد مناف ،و
قوكان أبوه عّفان مّمن يضرب بالّدف و يتخّنث به و يلعب ،رواه العلمة في كشف الح ّ
سائب الكلبي هذا .
مؤلف كتاب إلزام الّنواصب عن هشام بن محّمد بن ال ّ
سلم له حال يستلزم تشبيهه بججالبعير و اسججتعار لججه صججفته بقججوله ) :نافجججا و أثبت عليه ال ّ
شرب كالبعير حضنيه ( أى نافجا جنبيه و رافعا ما بين إبطه و كشحه من كثرة الكل و ال ّ
المنتفج الجنبين ) بين نثيله و معتلفه ( أى قام بالمر و كججان حركتججه بيججن روثججه و معتلفججه
ل بالكل و الجّروث قججال ل الكل و الّرجيع كالبهائم التي ل اهتمام لها إ ّيعنى لم يكن هّمه إ ّ
ض الّذم و أشّد من قول الحطية الذى قيل إّنه أهجى بيججت شارح المعتزلي :و هذا من أم ّ ال ّ
للعرب :
سعهم بمال المسلمين و شّدة أكلهم من بيت المال مججن غيججر مبججالة و هو كناية عن كثرة تو ّ
لهم فيه ) كخضم البل ( و أكلها بجميع فمها ) نبتة الّربيع ( و نباته ،
ن البل لّما كانت تستلّذ نبت الّربيع بشهوة صججادقة و تملء منججه أحناكهججا و
شبه أ ّ
و وجه ال ّ
شتآء ،كان ما أكله أقارب عثمان مججن بيججت
ذلك لمجيئه عقيب يبس الرض و طول مّدة ال ّ
المال مشبها بذلك ،لستلذاذهم به و انتفاعهم منه بعد طول فقرهم ،
سلم خارج معرض الّتوبيخ و الّذم إشارة إلججى و امتداد ضّرهم ،و ذلك الكلم منه عليه ال ّ
ل المستلزم لعدم قابلّيته للخلفة و استعداده للمامة .
ارتكابه معهم مناهي ا ّ
] [ 98
حت فيه فراسة عمججر فججاّنه أوطججأ بنججي امّيججة رقججاب الّنججاس وشارح المعتزلي :و ص ّ قال ال ّ
ولهم الوليات و أقطعهم القطايع و افتتحت ارمينّية في أيججامه فأخججذ الخمججس كّلججه فججوهبه
ل بن خلد بن اسيد صلة فأعطاه أربعمأة ألف درهججم ،و أعججاد لمروان ،و طلب إليه عبد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم قد س جّيره ث جّم لججم يججرده ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ
الحكم بن أبي العاص بعد ا ّ
ل عليججه و آلججه و ل صّلى ا ّ أبو بكر و ل عمر و أعطاه مأة ألف درهم ،و تصدق رسول ا ّ
سّلم بموضع سوق بالمدينة يعرف بمهروز علججى المسججلمين فأقطعهججا عثمججان الحججرث بججن
الحكم أخا مروان ابن حكم ،و أقطع مروان فدك و قد كانت فاطمة عليهججا السججلم طلبتهججا
ل عليه تارة بججالميراث و تججارة بالّنحلججة فججدفعت عنهججا ،و حمججى بعد وفات أبيها صلوات ا ّ
ل عن بني امّية .المراعي حول المدينة كلها عن مواشي المسلمين كّلهم إ ّ
و أعطى أبا سفيان بن حرب مأتي ألف من بيت المال في اليوم الذي أمر فيه لمججروان بججن
الحكم بمأة ألف من بيت المال ،و قد كان زّوجه ابنته اّم أبان فجاء زيد بن أرقججم صججاحب
بيت المال بالمفاتيح فوضعها بين يدي عثمان و بكى ،فقال عثمان :
أ تبكى ان وصلت رحمي ؟ قال :ل ،و لكن أبكي لني أظنك أخججذت هججذا المججال عوضججا
لج لججو
لج عليججه و آلججه و سجّلم و ا ّ
ل صجّلى ا ّ ل في حياة رسول ا ّ عّما كنت أنفقته في سبيل ا ّ
اعطيت مروان مأة درهم لكان كثيرا فقال :ألق المفاتيججح فانججا سججنجد غيججرك ،و أتججاه أبججو
سمها كّلها فججي بنججي امّيججة ،و أنكججح الحججرث بججن الحكججمموسى بأموال من العراق جليلة فق ّ
ابنته عايشة فأعطاه مأة ألف من بيت المال أيضججا بعججد صججرفه زيججد بججن أرقججم عججن خزنججة
انتهى .
] [ 99
و قد روى هذا المعنى عنه من عجّدة طججرق بألفججاظ مختلفججة ،و روى الواقججدي أيضججا قججال
صدقة على عثمان فوهبها للحرف بن الحكم بن أبي العاص ،و روى قدمت إبل من إبل ال ّ
أيضا أّنه ولى الحكم بن ابي العاص صدقات قضاعة فبلغت ثلثماة ألف فوهبهججا لججه حيججن
أتاه بها .
ن الّناس أنكروا على عثمان اعطججاه سججعد بججن العججاص مججأة و روى أبو مخنف و الواقدي ا ّ
سلم و الّزبير و طلحة و سعد و عبد الّرحمن في ذلك فقججال :إ ّ
ن ي عليه ال ّ
ألف و كّلمه عل ّ
ن أبججا
له قرابة و رحما ،قالوا :و ما كان لبي بكججر و عمججر قرابججة و ذو رحججم ؟ فقججال :إ ّ
بكر و عمر كانجا يحتسججبان فججي منججع قرابتهمججا و أنججا احتسججب فججي اعطججاء قرابججتي ،قجالوا
ب الينا من هديك . فهديهما و ال اح ّ
ن عثمان ،أمر زيد بن ثابت أن يحمل من بيت مال المسججلمين إلججى عبججد و روى الواقدي ا ّ
ل بن الرقم في عقيب هذا الفعل ثلثمأة ألف درهم ،فلما دخل بها عليه قال لججه :يججا أبججا ا ّ
ن أمير المؤمنين أرسل إليك يقول قد شغلناك عن الّتجارة و لججك رحججم أهججل حاجججة محّمد إ ّ
ل بن الرقم مالي إليه حاجججة و ففّرق هذا المال فيهم و استعن به على عيالك ،فقال عبد ا ّ
ل إن كان هذا من بيت مال المسلمين ما بلغ قدر عملي أن ما عملت لن يثيبني عثمان و ا ّ
اعطي ثلثمأة ألف ،و لئن كان مال عثمان فما لي إليه حاجة .
] [ 100
لج علججى نفسججه و علججى أقججاربه و أصججهاره ،و كججان
و الحاصل أّنه قد كان يصرف مججال ا ّ
مستمّرا في إتلف بيت المال المسلمين مستبدا برأيه في ذلك .
ل بن مسعود حّتى و انضم إليه امور اخرى من تسيير أبي ذر إلى ربذة ،و ضرب عبد ا ّ
شريعة في إقامججة الحججدودكسر أضلعه ،و ما أظهر من الحجاب ،و العدول عن جاّدة ال ّ
ف اليدي العادية و النتصاب لسياسة الّرعّية .
و رّد المظالم و ك ّ
) إلى أن ( ضاق له المخرج و عمى المصدر و انجّر المر إلى اجتماع أهل المدينة عليه
مع جماعة من أهل مصر ) فانتكث ( أي انتقض ) عليه فتله ( أى برم حبلججه و هججو كنايججة
عن انتقججاض تججدابيره المبرمججة و رجوعهججا إليججه بالفسججاد و تأديتهججا إلججى الهلك ) و اجهججز
شججنيعة و أفعججاله
عليه ( أى أسرع إليه بالقتججل بعجد كجونه مجروحججا ) عملجه ( أى أعمججاله ال ّ
سع ) و كبت به ( أى أسقطته على وجهججه ) القبيحة التي صارت سببا لقتله ففي السناد تو ّ
شبع كالجواد الذي يكبو من كثرة الكل و المتلء . بطنته ( و إسرافه في ال ّ
و قد قتل و انتقل إلى الحامية فججي اليججوم الّثججامن عشججر مججن ذي الحجججة مججن سججنة خمججس و
ل إثنى عشر يومججا ، ثلثين من الهجرة ،و ذلك بعد ما غصب الخلفة اثنتى عشرة سنة إ ّ
و قيل إحدى عشرة سنة و أحججد عشجر شجهرا و أربعجة عشجر يومججا ،و قيججل ثمانيججة عشججر
ل أحججد دفنججه و
يوما ،و قد كان بعد قتله مطروحا في خندق اليهود إلى ثلثة أّيام ل يسججتح ّ
ل يقدم أحد على ذلك خوفا من المهاجرين و النصار حّتى نهبه بنو امّية و دفنوه ،و قيل
:
كان مطروحا في مزبلة اليهود ثلثة أّيام حّتى أكلت الكلب ،إحدى رجليه فاستأذنوا علّيا
سلم فأذن في دفنه و دفن في حش كوكب و هي مقبرة كانت لليهود بالمدينة ، عليه ال ّ
فلّما ولى معاوية وصلها بمقابر أهججل السججلم و يججأتي تفصججيل الكلم فججي كيفيججة قتلججه فججي
ل هذا .شرح الكلم الثلثين إنشآء ا ّ
سجلم :
شارح المعتزلي بعد ذكره ما حكيناه عنه سابقا في ذيل قوله عليجه ال ّ
ن ال ّ
و العجب أ ّ
ل اه ،قال :و قد أجاب أصحابنا عن المطاعن في عثمان بأجوبة يخضمونه مال ا ّ
] [ 101
ععععععع
تا آنكه ايستاد و متولى خلفت گرديد سوم قوم كه عثمان بن عفان عليججه النيججران بججود در
حالتى كه باد كننده بود هر دو جانب خود را از كثرت كبر و غرور يا از زيادتى اكل و
شرب ،ايستاد او در ميان سركين يا در ميان ذكر خود و موضع علف آن ،يعني همججت
او مصروف بخوردن و آشاميدن و سركين انججداختن بججود مثججل بهججائم ،و ايسججتادند بججا او
فرزندان پدر او يعنى بني اميه در حالتيكه ميخوردند با جميع دهان خودشان مال خدا را
با لذت و رفاهيت مثل خوردن شتر بهمه دهان خود علف بهار را ،و مستمّر بودنججد بججر
اين حالت تا اينكه باز شد تاب ريسمان تابيده او و بكشججتن شججتاب نمججود بعججد از جراحججت
بسيار كردار ناپسنديده او و برويش افكند كثرت اكل و شّدت امتلء او .
ععععع عععععع
ق
ى حّتى لقد وطىء الحسنان ،و ش ّ ضبع ينثالون عل ّ ى كعرف ال ّ ل و الّناس إل ّفما راعني إ ّ
عطفاى مجتمعين حولي كربيضة الغنججم ،فلّمججا نهضججت بججالمر نكثججت طآئفججة ،و مرقججت
جَعُلهججا
خجَرُة َن ْ
لِك الجّدار ا ْ
ل تعالى يقول ِ » :تْل َ أخرى ،و فسق آخرون ،كأّنهم لم يسمعوا ا ّ
ل لقد سمعوها ن « بلى و ا ّ لْرض َو ل َفساًدا َو اْلعاِقَبُة لِْلُمّتقي َعُلّوا ِفي ا َْ
ن ُ
ن ل ُيريُدو َ
ِلّلذي َ
] [ 102
و وعوها ،و لكّنه » لكّنهم خ « حليت الّدنيا في أعينهم و راقهم زبرجها .
ععععع
شيء روعا من باب قال أفزعني و رّوعني مثله و راعني جماله أعجبني ،
) راعني ( ال ّ
ق عطججا فججي و هججو بالكسججر الجّرداء و هججو أنسججب و ) الّربيججض و و في بعض الّنسخ و شج ّ
الّربيضة ( الغنم برعاتها المجتمعة في مرابضججها 1و ) الّنكججث ( الّنقججض و ) المججروق (
سهم من الرمية مروقا من باب قعد خرج منه من غير مدخله و منججه الخروج يقال مرق ال ّ
قيل :مرق من الّدين أيضا إذا خرج منه و ) فسق ( الّرجل فجر و في بعض الّنسخ قسججط
و هو مججن بججاب ضججرب جججار و عججدل مججن الضججداد و المججراد بججه هنججا الّول و ) وعججى (
شججيء بعينججي و بصججدرى يحلججى مججن بججاب الحديث وعيا من باب وعد حفظه و ) حلى ( ال ّ
شيء أعجبني و ) الّزبرج ( الّزينة و الّذهب . تعب حسن عندى و أعجبنى و ) راقني ( ال ّ
-----------
) ( 1ققققق ق قققق ققق ق قققق ق ققققق ق قققق
ققققق .
] [ 103
ععععععع
ن«.
جُنّنُه حّتى حي ٍ
سُت َلَي ْ
ليا ِ
ن َبْعِد ما َرَأُو ا ْ
» ُثّم َبدا َلُهْم ِم ْ
سجره عليجه و هجو ليسججنّنه و شاف :فاعل بدا مضمر لدللجة مجا يف ّ قال الّزمخشري في الك ّ
سججلم علججى
المعنى بدالهم بداء أى ظهر لهم رأى ليسجنّنه اه ،و تقدير كلم المام عليججه ال ّ
ي و الّرسل بفتحتين القطيججع ل حالة أعني كون الّناس رسل إل ّ ما ذكرنا :ما راعني رايع إ ّ
من البل و الجمع أرسال مثل سبب و أسبابا و يشبه به الّناس فيقججال :جججاءوا أرسججال أى
جماعججات متتجابعين ،و جملجة ينثجالون إّمجا خجبر بعجد خججبر للّنجاس ،أو حجال بعججد حجال و
مجتمعين حال من فاعل ينثالون .
عععععع
سلم لما ذكر خلفة المتخّلفين الّثلثة و بّين حال أّيام خلفتهم و أشار إلى اعلم اّنه عليه ال ّ
سججلم
ما ابتلى به الّناس في تلك اليام ،شججرع فججي بيججان كيفّيججة انتقججال المججر إليججه عليججه ال ّ
جة يوم الجمعججة بعججد مججا مضججى مججن ظاهرا كما كان له باطنا و كان ذلك في شهر ذى الح ّ
ل ( حالة ) و ( هججو سلم ) فما راعني ( رايع ) إ ّ الهجرة خمس و ثلثون سنة فقال عليه ال ّ
ى ( يتتججابعون وضججبع ينثججالون علج ّ ى ( متزاحمين ) كعرف ال ّ كون ) الّناس ( متتابعين ) إل ّ
لج
ل جانب حتى لقد وطيء الحسنان ( الحسن و الحسين صججلوات ا ّ يكثرون القول ) من ك ّ
عليهما من شّدة الزدحام .
ن أبا عمر محّمد بن عبد الواحد غلم ثعلب روى في قوله عليه
و عن المرتضى ) قده ( ا ّ
شنفر مهضومة 1الكشحين خرماء
سلم وطيء الحسنان أّنهما البهامان » و انشد لل ّال ّ
-----------
) ( 1ققققق قققق ق قق ق قققق ق ق قق ق قققق ق ق
ققق قققققق ققققققق ق ق .
] [ 104
سلم و قد أكججده و كيف كان فالمقصود بهذه الجملة الشارة إلى كثرة تزاحم الّناس عليه ال ّ
ق عطفيه خدش جججانبيه لشجّدة الصججطكاك منهججم و ق عطفاى ( أراد بش ّثانيا بقوله ) :و ش ّ
ق ججانبي قميصجه بعلقجة المججاورة ،أو ججانبي ردائه ،و يؤّيجده الّروايجة الّزحام ،أو شج ّ
ق عطا في كما في بعض النسخ هذا . الخرى أعني ش ّ
سه « .
على َنْف ِ
ث َ
ث َفِإّنما َيْنُك ُ
ن َنَك َ
» َو َم ْ
سهم من الّرمية ،و المججراد ) و مرقت ( طايفة ) اخرى ( أى خرجت من الّدين كمروق ال ّ
بها أصحاب النهروان ) و فسق آخرون ( بخروجهججم علججى المججام العججادل و تع جّديهم عججن
ق ،و هم معاوية و أتباعهم ،و في بعض الّنسخ و قسط آخججرون أى جججاروا فججي سنن الح ّ
ق أمير المؤمنين و ظلموا آل محّمد عليهم السلم حّقهم ،و تسميتهم بالقاسطين كتسججمية حّ
ل عليه و آله و سّلم عند إخبججاره ي صّلى ا ّ
الوليين بالّناكثين و المارقين مّما سبقت من الّنب ّ
ل عليه . سلم بالملحم و الوقايع التي تكون بعده صلوات ا ّ عليه ال ّ
لج
شيخ باسجناده عجن المفضجل بجن عمجر بجن أبجي عبجد ا ّ روى في غاية المرام من أمالى ال ّ
ل ج عليججه وي ص جّلى ا ّ
سلم قال :بلغ اّم سلمة زوج الّنججب ّ صادق عن أبيه عن جّده عليهم ال ّ ال ّ
سلم و يتناوله ،فأرسلت إليه فلّما صججار إليهججا ن مولى لها ينتقض علّيا عليه ال ّ آله و سّلم أ ّ
قالت له :
] [ 105
ى بلغني أّنك تنقص علّيا و تتناوله ؟ قال :نعم يا أّمججاه ،قججالت لججه :اقعججد ثكلتججك اّمججك
يا بن ّ
ل عليه و آله و سّلم ،ثّم اختر لنفسك . ل صّلى ا ّ
حّتى أحّدثك بحديث سمعته من رسول ا ّ
لج ؟ فقجال :ل ،فكبججوتثم البث » كذا « حّتى أتيت الباب الّثاني فقلت :أدخل يا رسول ا ّ
كبوة أشّد من الولى ثم البث » كذا « حّتى أتيججت البججاب الثججالث فقلججت :أدخججل يججا رسججول
ل؟ا ّ
] [ 106
المتقين و قائد العّز المحجلين و قاتل الّناكثين و القاسطين و المارقين ،قلت :
سججلم شجّدد
لج ،ثجم اّنججه عليججه ال ّ
و الخبار في هذا المعنى كثيرة يأتي في مواقعهججا إنشججآء ا ّ
لج
النكير على الجماعة في مخالفتهم لججه و إعراضججهم عنججه بقججوله ) :كججاّنهم لججم يسججمعوا ا ّ
تعالى يقول :تلك الّدار الخرة نجعلها لّلججذين ل يريججدون عل جّوا فججي الرض و ل فسججادا و
العاقبة للمتقين ( لما كانت الية دالة على كججون اسججتحقاق الخججرة معلقججا علججى عججدم إرادة
لزم على من سمعها و تدبر فيها إن كان ذا عقل أن ل يريججدهما ،و العلّو و الفساد كان ال ّ
هؤلء الجماعججة لمججا علججوا فججي الرض و أفسججدوا فيهججا و خججالفوا المججام العججادل و تركججوا
سماع ترك إرادتهما . متابعته ل جرم شّبههم بمن لم يسمعها لما ذكرنا من أن لزمة ال ّ
ل ج لقججد سججمعوها و
سماع لو اعتذر به بقوله ) :بلى و ا ّ ثّم دفع توهم العتذار عنهم بعدم ال ّ
لم و كلمة الّتحقيق ،ثّم استدرك ذلك بالشججارة إلججى سجّر عججدم وعوها ( مؤكدا بالقسم و ال ّ
سماع بعد حصول نفسه بقوله ) :و لكّنهم حليت الّدنيا في أعينهججم وراقهججم حصول ثمرة ال ّ
سججماع عليججه و البججاعث علججى إعراضججهم زبرجها ( فكان ذلك هو المانع عن ترّتب ثمرة ال ّ
ضججللة بالهججدى و لسججعيهم فججي الرض بججالعلّو و سججبب لشججترائهم ال ّعن الّدار الخرة و ال ّ
الفساد .
ن سماع الية مقتض لعدم إرادة العلّو و الفساد و يججترّتب عليججه مقتضججاه و حاصل الكلم أ ّ
ق هجؤلء الجماعجة حيجث لو لم يصادف وجود المانع ،و أّما مع المصادفة له كمجا فجى حج ّ
افتتنوا بالدّنيا و أعجبهم ذهبا و زينتها فيبقججى المقتضججي علججى اقتضججائه و ل يججترّتب عليججه
آثاره هذا .
ضماير الربعة في قوله :و لكّنهم ،و لم يسمعوا ،و سمعوا ،و وعوا ،إّما
و ال ّ
] [ 107
راجعة إلججى الطوايججف الثلث :الّنججاكثين و المججارقين و القاسججطين و هججو القججرب لفظججا و
النسب معنى و الظهر لمن تدّبر ،أو إلججى الخلفججآء الثلثججة علججى مججا اسججتظهره المحجّدث
ن الغرض من الخطبة ذكرهم ل الطوايف ،و بأّنه المناسججب لمججا المجلس ) قده ( معّلل بأ ّ
بعد الية ل سّيما في سمعوها ،و وعوها ،ضمير الجمع .
شريفة و بعض مججا تضجّمنها مججن النكججات و اللطججايف فججأقول : بقى الكلم في معني الية ال ّ
المشار إليها في الية هججي الجّنججة ،و الشججارة إلججى التعظيججم و التفخيججم ،يعنججي تلججك الججتي
سمعت بذكرها و بلغك وصفها ،و المراد بالعلّو فججي الرض هججو الّتجججبر و التكّبججر علججى
ل أو أخججذ المجال و ل ،و بالفساد الّدعاء إلى عبادة غير ا ّ ل و الستكبار عن عبادة ا ّ عباد ا ّ
ق أو العمل بالمعاصي . قتل الّنفس بغير ح ّ
سلم أّنه كان يمشي فججي و روى في مجمع البيان عن راوان 1عن أمير المؤمنين عليه ال ّ
ضججعيف و يمجّر بالبّيججاع و البقججال فيفتججح
ضججال و يعيججن ال ّ
ل يرشد ال ّ
السواق وحده و هو دا ّ
عليه القرآن و يقرء :تلك الّدار الخرة نجعلهججا لّلججذين ل يريججدون عل جّوا فججي الرض و ل
فسادا ،و يقول :نزلت هذه الية في أهل العدل و الّتواضع من الولة و أهججل القججدرة مججن
ساير الّناس .
تلك الّدار الخرة الية ،ثّم يقول :هذه الية نزلت في الولة و ذوي القدرة من الّناس .
سلم قال :إنّ الّرجلو في مجمع البيان عن أبي سلم العرج عن أمير المؤمنين عليه ال ّ
شججاف ،قججال الطبرسججي :ليعجبه شراك نعله فيدخل في هذه الية ،و قريب منه ما في الك ّ
ن من تكّبر على غيره بلباس يعجبه فهو مّمججن يريججد علجّوا فججي الرض و قيججل :إ ّ
ن يعني ا ّ
صة فرعون ،كان العلّو إشارة صة قارون و قبل ق ّ
الية لما كانت بعد ق ّ
-----------
) ( 1ققق قق قققققق ق ق قققق قققق ق ققق ققق »
ققققق « قققققق ق ققققق ققققققققق ق قق ق ق
ق ققق ققق ق ققق ققققق » ق « ق ق قق قققق ق
قققققق ققققققق ق قققق ققق قق قققق ققق » ق
« ققققق قق قققق ق ق ققق قق ققق » .قققققق « .
] [ 108
ض«.
لْر ِ
ض « و الفساد إلى بغى قارون لقوله َ » :و ل َتْبِغ اْلَفساَد ِفي ا َْ
لْر ِ
عل في ا َْ
» َ
سلم يحتمل كون الّول إشارة إلى الّولين و الّثاني إلى الّثججالث أو
ففي كلم المام عليه ال ّ
الجميع اليهم جميعا ،و على ما استظهرناه فالظهر كون الّول إشارة إلى طلحة و زبيججر
و أتباعهما و معاوية و أصحابه و الّثاني إلى أصحاب الّنهروان ،و يحتمل الشارة فيهما
إلى جميعهم هذا .
و بقي هنا شيء و هو أّنه سبحانه لم يعلق الموعد في الية الشريفة بجترك العلجّو و الفسجاد
لكن بترك إرادتهما و ميل القلوب إليهما كما علق الوعيد بالّركون في قوله :
ن ُتْب جُدوا
ب أليٌم « و قججوله ِ » :إ ْ
عذا ٌ
ن آُمُنوا َلُهْم َ
شُة ِفي اّلذي َ حَ ن َتشيَع اْلفا ِ
ن َأ ْحّبو َن ُي ِ
» َو اّلِذي َ
ل«. سُبُكْم ِبِه ا ُّ
خُفوُه ُيحا ِ
سُكْم َأْو ُت ْ
ما في َأْنُف ِ
ل عليه و آله و سّلم :إّنمججا يحشججر و هو المستفاد من الخبار المستفيضة مثل قوله صّلى ا ّ
ل عليه و آله :و سّلم :نية الكافر شّر من عمله ،و ما الّناس على نّياتهم ،و قوله صّلى ا ّ
ل منهمججا علججى الّثبججاتورد من تعليل خلود أهل الّنار فيها و أهل الجّنة في الجّنججة بعججزم كج ّ
على ما كانوا عليه من المعصية و الطاعة لو كانوا مخلدين في الّدنيا إلججى غيججر هججذه مّمججا
رواها المحّدث الشيخ الحّر في أوائل الوسججائل ،و إلججى ذلججك ذهججب جمججع مججن الصججحاب
منهم العلمة و ابن إدريس و صاحب المدارك و شيخنا البهججائي و المحّقججق الطوسججي فججي
سججوء و أّنهججا ل تكتججب و ن المستفاد من الخبار الخر هو العفو عججن نّيججة ال ّ لأّالّتجريد ،إ ّ
شججهيد فججي القواعججد ،قججال فججي هي كثيرة أيضا رواها في الوسائل ،و هو مذهب شججيخنا ال ّ
محكي كلمه :
] [ 109
ل يؤثر نّية المعصية عقابا و ل ذماما لم يتلبس بها و هو مّما ثبت في الخبار العفججو عنججه
انتهى .
و قد جمع شيخنا العلمة النصاري طاب رمسججه بينهمججا ،بحمججل الدلججة الول علججى مججن
اشتغل بعد القصد ببعض المقجدمات ،و الّثانيجة علجى مجن اكتفجى بمججّرد القصججد أو حمجل
الّول على من بقي على قصده حّتى عجز عن الفعججل ل باختيججاره ،و حمججل الخججر علججى
من ارتدع عن قصده بنفسه .
و رّبما يجمع بينها بحمل أخبار العفو على نّية المسلم و أخبار العقوبة علججى نّيججة الكججافر ،
أو حمل الّنفى على عقوبة الخرة و الثبات على عقوبة الّدنيا ،أو حمل الّنفى على فعلّيججة
سججيئة الججتي هجّم بهججا فل
العقاب و الثبات على الستحقاق ،أو حمل الّنفججى علججى عقوبججة ال ّ
يكون عقوبة القصد كعقوبة العمل و حمل أخبار العقوبة على ثبوتها في الجملة ،
ععععععع
پس تعجب نياورد مرا تعجب آورنده مگر حالت پياپى آمدن مردم بسوى من بجهت عقد
بيعت مثل يال كفتججار در حججالتيكه تزاحججم ميكردنججد بججر مججن از هججر طججرف حجتى ايججن كججه
سجلم و شجكافته شجد دو طججرف بتحقيق پايمجال گردانيججده شججدند حسجن و حسججين عليهمجا ال ّ
پيراهن من يا عباى من از كثرت ازدحام در حالتيكه مجتمع بودنججد گججردا گججرد مججن مثججل
گله گوسفند ،پس زمانيكه برخاسججتم بججامر خلفججت شكسججتند طججايفه عهججد بيعججت مججرا ،و
خارج شدند طايفه ديگر از جاده شريعت مثل خروج تير از كمان ،
و فاسق شدند طايفه سيم گويا نشنيدهاند آنها خداوند تعالى را كه ميفرمايد در قرآن مجيد
خود ،كه اين دار آخرت است ميگردانيم آن را بجهت كسججانيكه اراده نميكننججد بلنججدى را
در زمين و نه فساد و فتنه را و عاقبت بخير متقيججن و پرهيزكججاران راسججت ،بلججى بخججدا
قسم كه بيقين شنيدهايد اين آيه را و حفظ كردهاند آنرا و لكن زينت داده شججده اسججت دنيججا
در نظر آنها و تعجب آورده است زينت و زر دنياى فانى ايشان را .
] [ 110
ععععع عععععع
أمججا و اّلججذي فلججق الحّبججة و بججرأ الّنسججمة لججو ل حضججور الحاضججر ،و قيججام الحجججة بوجججود
ظة ظالم ،و ل سغب مظلججوم ،و ل على العلمآء أن ل يقاّروا على ك ّ الّناصر ،و ما أخذ ا ّ
للقيت حبلها على غاربها ،و لسقيت آخرها بكججأس أّوليهججا ،و للفيتججم دنيججاكم هججذه أزهججد
عندي من عطفة عنز .
ععععع
ب و الّنوى ) و برء ( أى خلق قيل :و قّلمججا يسججتعمل ) الفلق ( الشق قال تعالى :فالق الح ّ
في غير النسان و ) النسمة ( محّركة النسججان أو النفججس و الجّروح ،و قججد يسججتعمل فيمججا
ل واحججد صجاحبه علججى المججر و عدا النسان و ) قجاّره ( مقججاّرة قجّر معججه و قيججل إقجرار كج ّ
تراضججيهما بججه و ) الكظججة ( مججا يعججتري النسججان مججن المتلء مججن الطعججام و ) السججغب (
بالّتحريك الجوع و ) الغارب ( أعلججى كتججف الّناقججة و ) الّزهججد ( خلف الّرغبججة و الّزهيججد
شارح المعتزلي :عفطة عنججز مججا ضرطة ،و قال ال ّ القليل و ) العفطة ( قال ابن الثير :ال ّ
تنثره من أنفها و أكثر ما يستعمل ذلك في النعجججة ،فأمججا العنججز فالمسججتعمل الشججهر فيهججا
النفطة بالنون و يقولون :ما له عافط و ل نافط أى نعجة و ل عنز ،ثم قال :
-----------
) ( 1قققققق قققققق ق .
-----------
) ( 2قق قققق ق .
] [ 111
ععععععع
لج مصججدرّية و الجملججة فججي تأويججل المصججدر معطوفججة علججى كلمة ما في قوله :و ما أخذ ا ّ
الحضججور أو موصججولة و العججائد محججذوف و علججى الّول فجملججة أن ل يقججاّروا فججي محججل
لج بتقججدير حججرف ججّر أو نفججس أنالّنصب مفعول لخذ ،و على الّثججاني بيججان لمججا أخججذه ا ّ
تفسيرّية على حّد قوله تعالى :
شججوا « علججى مججا ذهججب اليججه
ن اْم ُ
لَء َأ ِ
ق اْلَم َ
طَل َ
جّنجُة « و قججوله َ » :فججاْن َ
ن ِتْلُكُم اْل َ
» َو ُنوُدوا َأ ْ
بعضهم ،و يحتمل أن يكون بدل أو عطف بيان .
عععععع
سلم حاله مع القوم و حالهم معه مججن غصججب الّول للخلفججة و إدلئه بهججا لما ذكر عليه ال ّ
سلم إلججى الّنظججاير المججذكورين
بعده إلى الثاني و جعله لها بعده شورى و إقرانه له عليه ال ّ
و إنتهائها إلى ثالث القججوم و نّبججه علججى خلف الّنججاكثين و القاسججطين و المججارقين لججه عليججه
سلم بعد قبوله الخلفة و نهوضها ،أردف ذلك كله ببيان العذر الحامججل لججه علججى قبججول ال ّ
هذا المر بعد عججدوله عنججه إلججى هججذه الغايججة و قججدم علججى ذلججك شججاهد صججدق علججى دعججواه
بتصدير كلمه بالقسم العظيم فقال :
) أّما و الذي فلق الحّبة ( أى شّقها و أخرج الّنبات منها بقدرته الكاملة ) و بججرء الّنسججمة (
أى خلق النسان و أنشأه بحكمته الّتامجة الجامعجة ) لجو ل حضجور الحاضجر ( للبيعجة مجن
ل عليججه و آلججه و س جّلم ل صّلى ا ّ النصار و المهاجر أو حضور الوقت الذي وّقته رسول ا ّ
سجلم ) بوججود الّناصجر ( و ججة ( عليجه عليجه ال ّ
لقيجامه بجالّنواهي و الوامجر ) و قيجام الح ّ
سلم أو العم مججن ل على العلماء ( أى الئمة عليهم ال ّ المعين ) و ( لو ل ) ما أخذ ( ه ) ا ّ
) أن ل يقاّروا ( و ل يتراضججوا و ل يسججكنوا ) علججى كظججة ظججالم ( و بطنتججه ) و ل سججغب
مظلوم ( وجوعه و تعبه ،و الكظة كناية عن قّوة ظلججم الظججالم و السججغب كنايججة عججن شجّدة
ل على أئمة العدل و عهده عليهم عدم جججواز مظلومّية المظلوم و المقصود أّنه لو ل أخذ ا ّ
سكوتهم على المنكرات عند التمكن و القدرة ) للقيججت حبلهججا ( أى زمججام الخلفججة ) علججى
غاربها ( شّبه الخلفججة بالّناقججة الججتي يتركهججا راعيهججا لججترعى حيججث تشججاء و ل يبججالي مججن
يأخذها
] [ 112
سنام و العنق تخييل و القاء الحبل ترشيح ) و ما يصيبها ،و ذكر المغارب و هو ما بين ال ّ
و لسقيت آخرها بكاس أولها ( أى تركتها آخرا كما تركتها أّول و خليججت الّنججاس يشججربون
من كأس الحيرة و الجهالة بعد عثمان و يعمهون في سكرتهم كما شربوا في زمن الثلثججة
) و للفيتم دنياكم هذه ( التي رغبتم فيها و تمكن حبها في قلوبكم ) أزهد عندي ( و أهون
) من عفطة عنز ( أى ضرطتها أو عطستها .
ععععععع
آگاه باش اى طالب منهج قويم و سالك صراط مستقيم ،قسججم بججآن خداونججدى كججه دانججه را
شكافت بقدرت كامله و انسججان را خلججق فرمججود بحكمججت بججالغه ،اگججر نمججى بججود حضججور
حاضرين از براى بيعت و قائم شدن حجت بججر مججن بجهججت وجججود يججارى كننججدگان و آن
چيزى كه اخذ فرمود آن را خداوند بر علماء كه قرار ندهند با يكديگر و راضججى نشججوند
بر امتلء ستمكار و نه بر گرسنگى ستم رسيده ،هر آينه ميانداختم افسار خلفت را بججر
كوهججان آن و هججر آينججه سججيراب مىكججردم آخججر خلفججت را بججا جججام اول آن ،و هججر آينججه
مىيافتيد دنياى خودتان را كه بآن مينازيد و دين خود را كه در طلججب آن ميبازيججد ،بججى
مقدارتر در نزد من از جيفه بز يا از عطسه آن
ععععع عععععع
سواد عند بلجوغه إلجي هجذا الموضججع مجن خطبتجه فنجاوله قالوا :و قام إليه رجل من أهل ال ّ
لج :يجا أميجر
كتابا فأقبل ينظجر فيجه ،فلّمجا فجرغ مجن قرائتجه قجال لجه ابجن عّبجاس رحمجه ا ّ
طردت مقالتك من حيث أفضيت ،فقجال :هيهججات يججابن عّبججاس تلججك شقشججقة المؤمنين لو ا ّ
هدرت ثّم قّرت ،
ل يكججون أميججر
ط كأسججفي علججى هججذا الكلم أ ّ
ل ما أسفت علججى كلم قج ّ
قال ابن عّباس :فو ا ّ
سلم بلغ منه حيث أراد .المؤمنين عليه ال ّ
] [ 113
ععععع
ععععععع
كلمة لو ل إما للتمّني أو الجواب محذوف أى لكججان حسججنا ،و المقالججة إمججا مرفوعججة علججى
الفاعلّية لو كان اطردت بصججيغة المججؤنث الغججايب مججن بججاب الفتعججال ،أو منصججوبة علججى
المفعولية لو كان بصيغة الخطاب من باب الفعال أو الفتعال أيضا .
عععععع
) قالوا و قام إليه رجل من أهل السججواد ( قيججل :إنججه كججان مججن أهججل سججواد العججراق ) عنججد
سلم إلى هذا الموضع من خطبته فناوله كتابججا ( و أعطججاه ) فأقبججل ( إليججه و بلوغه عليه ال ّ
سلم ) من قرائتججه ( و أجججاب الّرجججل بمججا أراد حسججبما كان ) ينظر فيه فلما فرغ ( عليه ال ّ
طجردت ( أي ججرت لج :يجا أميجر المجؤمنين لجو ا ّ نشير إليه ) قال لجه ابجن عبجاس رحمجه ا ّ
سججلم :هيهججات يججابن ) مقالتك من حيث أفضججيت ( و انتهيججت لكججان حسججنا ) فقججال عليججه ال ّ
عّباس تلك شقشقة هدرت ثّم قّرت ( و سكنت .
شقشججقة الججتي مججن خججواص سلم نفسه بالفحججل الهججادر فاسججتعار لخطبتججه لفججظ ال ّ
شّبه عليه ال ّ
الفحل قيل :في الكلم إشعار بقّلة العتناء بمثل هذا الكلم إّما لعدم التأثير فججي السّججامعين
كما ينبغي ،أو لقّلة الهتمام بأمر الخلفة من حيث إّنها سلطنة ،أو للشعار
] [ 114
بانقضاء مّدته ،فاّنها كانت في قرب شهادته ،أو لنججوع مججن الّتقيججة أو لغيرهججا ) قججال ابججن
ل يكون أمير ل ما أسفت على كلم قط كاسفي ( و حزني ) على هذا الكلم أ ّ عّباس :فو ا ّ
شجارح المعجتزلي :حجّدثني شججيخي أبجو سلم بلغ منجه حيججث أراد ( قجال ال ّ
المؤمنين عليه ال ّ
الخير مصّدق بن شبيب الواسطي ،
فلّما انتهيت إلى هذا الموضع قال لي :لو سمعت ابن عّباس يقول هذا لقلت له :
سف أن ل يكون بلغ من كلمه و هل بقي في نفس ابن عّمك أمر لم يبلغه فهذه الخطبة لتتأ ّ
ل ما رجع عن الّولين و ل عن الخرين و ل بقي في نفسججه أحججد لججم يججذكره ما أراد ؟ و ا ّ
ل عليه و آله و سّلم .
ل صّلى ا ّل رسول ا ّإّ
شججارح البحرانججي و المحجّدث و بقى الكلم في الكتججاب الججذي نججاوله الّرجججل فججأقول روى ال ّ
الجزايرى و غيره عن أبي الحسن الكندري ) ره ( أّنه قال :وجدت في الكتب القديمججة أ ّ
ن
سلم كان فيه عجّدة مسججائل إحججداها مججا
الكتاب الذي دفعه الّرجل إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
الحيوان الذي خرج من بطن حيوان آخر و ليس بينهما نسب ؟
الخامسة رجل عليه من الّدين ألف درهم و له في كيسه ألف درهم فضمنه ضامن
] [ 115
ج جماعة و نزلوا في دار من دور مّكة و تركوا فيها ثيابهم و اغلق واحد منهم سادسة ح ّ ال ّ
ب؟ باب الّدار و فيها حمام فمتن من العطش قبل عودهم إلى الّدار فالجزاء على أّيهججم يج ج ّ
سابعة شججهد ن ماء ال ّ
سلم :على الذي أغلق الباب و لم يخرجهنّ و لم يضع له ّ فقال عليه ال ّ
شهداء أربعة على محصن بالّزنا فأمرهم المام برجمججه فرجمججه واحججد منهججم دون الثلثججة
الباقين و وافقهم قوم أجانب في الّرجم فرجع من رجمه عن شهادته و المرجوم لم يمت ثّم
سججلممات فرجع الخرون عن شهادتهم عليه بعد موته فعلى من يجب ديته ؟ فقال عليه ال ّ
شهود و من وافقه .
:يجب على من رجمه من ال ّ
الّثامنة شهد شاهدان من اليهود على يهودي أّنه أسلم فهل يقبل شهادتهما ؟
الّتاسعة شهد شاهدان من الّنصارى على نصارى أو مجوسي أو يهودي أّنه أسلم ؟
ل سبحانه :
سلم :تقبل شهادتهما لقول ا ّ
فقال عليه ال ّ
العاشرة قطع إنسان يد آخر فحضر أربعة شهود عند المام و شهدوا على من قطع يججده و
أّنه زنى و أّنه محصن فأراد المام أن يرجمه فمات قبل الّرجم بقطع يده على القاطع ديججة
سلم :على من قطع يده دية القطع حسب و لججو شججهدوا القطع أو دية الّنفس ؟ فقال عليه ال ّ
لج أعلججم بالصججواب و إليججه المرجججع و
أّنه سرق نصابا لم يجب دية يده على قاطعهججا ،و ا ّ
المآب .
ععععععع
راويان گويند برخاست بسوى آن حضرت مردي از اهل سواد كوفه نزد
] [ 116
رسججيدن او بججاين موضججع از خطبججه خججود پججس داد او را نوشججته پججس روى آورد و نظججر
ميفرمود بسوى آن ،پس چون فججارغ شججد از خوانججدن آن كتججاب عججرض كججرد خججدمت آن
لج اى اميججر مؤمنججان و مقتججداى عالميججان اگججر جججارى
ل بن عّباس رحمه ا ّ حضرت عبد ا ّ
ميفرمودي كلم بلغت نظام خود را از آنجا كه باقى مانده بود هر آينه خوب بود ،پس
آن حضرت فرمود چه دور است آنحالت نسبت باينحالت اى ابن عباس اين مانند شقشقه
شتر بود كه نزد هيجان نفس و اشتغال آن با صورت و غّريدن از دهن بيججرون آمججد بعججد
ل بن عباس بخدا قسم كه تأسف نخججوردم بججر از آن قرار گرفت و ساكن شد ،گفت عبد ا ّ
هيچ كلمى هرگز در مدت عمر خود چون تأسف خججوردن خججود بججر ايججن كلم كججه نشججد
سلم برسد از آن كلم بجائيكه اراده كرده بود . أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم بعد قتل طلحة و الّزبير كما فججي شججرح البحرانججي و خطب بها أمير المؤمنين عليه ال ّ
المعتزلي و زاد في الخير مخاطبججا بهجا لهمجا و لغيرهمجا مجن أمثالهمججا و فيججه أيضجا هججذه
الكلمات و المثال ملتقطة من خطبة طويلة منسوبة إليه قججد زاد فيهججا قججوم أشججياء حملتهججم
سججلم فججي الخطججب و ل تناسججب فصججاحتها عليها أهوائهم ل يوافق ألفاظها طريقته عليججه ال ّ
فصاحته و ل حاجة إلى ذكرها فهى شهيرة ،و في البحار قال القطب الّراوندي :أخبرنججا
ي بججن
بهذه جماعة عن جعفر الّدوريستي عن أبيججه محّمججد بججن العبججاس عججن محّمججد بججن علج ّ
ي بن محّمد بن سيار عن أبيه عججن الحسججن ي السترابادي عن عل ّ موسى عن محّمد بن عل ّ
سلم و هذا ما ظفرت بعد إلى تلك الخطبة العسكري عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم ال ّ
شارح المعتزلي ،نعم رواها فججي كتججاب الرشججاد للمفيججد التقطت هذه منها على ما ذكره ال ّ
سججلم حيججن قتججل طلحججة و انقججض ) ره ( بادنى تغيير و اختلف ،قال :من كلمه عليه ال ّ
أهل البصرة :
سرار ،و بنا اهتديتم في الظلماء ،و قر سمع لججمشرف ،و بنا انفجرتم عن ال ّ
بنا تسّنمتم ال ّ
صيحة ،ربط جنان لم يفارقه يفقه الواعية ،كيف يراعي الّنبأة من أصّمته ال ّ
] [ 117
سمكم بحلية المغجترين ،سججترني عنكججم الخفقان ،ما زلت أنتظر بكم عواقب الغدر ،و أتو ّ
ق حيث تعرفون و ل دليل و تحتقججرون جلباب الّدين و بصرنيكم صدق النية أقمت لكم الح ّ
و ل تميهون ،اليوم أنطق لكم العجماء ذات البيان ،عججزب فهججم امججرء تخّلججف عّنججي ،مججا
جججة العظمجى حجتى عّقججوا آبججائهم وق منذ رأيته ،كان بنو يعقوب على المح ّشككت في الح ّ
باعوا أخاهم ،و بعد القرار كانت توبتهم ،و باستغفار أبيهم و أخيهم غفججر لهججم هججذا ،و
شرح ما ذكره الرضي قّدس سّره في ضمن فصلين .
ععععع ععععع
سرار ،
ظلمآء ،و تسّنمتم العليآء ،و بنا انفجرتم عن ال ّ
بنا اهتديتم في ال ّ
ععععع
) الظلماء ( كصحراء الظلمة و قد تستعمل و صفا يقجال ليلجة ظلمجاء أي شجديدة الظلمجة و
سججماء و رأس سنام و ) العلياء ( كصججحراء أيضججا ال ّ ) الّتسّنم ( هو العلّو و أصله ركوب ال ّ
شرف ل ما عل من شيء و الفعلة العالية المتضمنة للرفعة و ال ّ الجبل و المكان العالي و ك ّ
سرار ( الّليلة و الّليلتججان يسججتتر فيهمججا القمججر فججي
و ) انفجرتم ( أي دخلتم في الفجر و ) ال ّ
ح لن انفعجل ل شجارح المعجتزلي :و هجو أفصجح و أصج ّ آخر الشهر و روى أفجرتم قال ال ّ
ل ما شّذ من قولهم :غلقججت ل لتطاوع فعل نحو كسرته فانكسر و حطمته فانحطم إ ّ يكون إ ّ
ل حيججث يكججون علج و تججأثير الباب فانغلق ،و أزعجته فانزعج ،و أيضا فاّنه ل يكججون إ ّ
ن قولهم :انعدم خطاء ،و أّما افعل فيجيء لصججيرورة نحو انكسروا نحطم و لهذا قالوا :إ ّ
الشيء على حال و أمر نحو أغّد البعير أى صار ذاغّدة و أجرب
] [ 118
الّرجل إذا صار ذا إبل جربي و غير ذلك و أفجرتم أى صرتم ذوي فجر و ) الوقر ( ثقل
سججمع كلججه ،و قججد وقججر كوعججد و وجججل و مصججدره وقججر بالسججكون و
في الذن أو ذهاب ال ّ
ل يقرها .
القياس بالّتحريك و وقر كعنى أيضا و وقرها ا ّ
شججارح
صججارفة كمججا ذكججره ال ّ
صججوت كمججا فججي القججاموس ل ال ّ
صججراخ و ال ّ
و ) الواعيججة ( ال ّ
البحراني و المعتزلي تبعا للجوهري ،و في القاموس أّنه و هم ،و عن الساس ارتفعججت
صوت ،و فججي القيجانوس سججمعت واعيججة القججوم أى أصججواتهم و صراخ و ال ّ
الواعية أى ال ّ
صوت الخفي و ) خفقت ( الّراية كحسب خفقا و خفقانججا محّركججة اضججطربت و ) النبأة ( ال ّ
سججمة الّدالججة و هججي
سججم الّنججاظر فججي ال ّ
سم ( الشيء تفرسججه و تخّيلججه و المتو ّ
تحركت و ) تو ّ
العلمة و توسججم فيججه الخيججر أو الشجّر أى عججرف سججمة ذلججك و ) الجلبججاب ( بفتججح الجيججم و
كسرها القميص و في المصباح ثوب أوسع من الخمار و دون الّرداء و قال ابججن فججارس :
الجلباب ما يغطى به من ثوب و غيره و الجمع الجلبيب .
ععععععع
سببية ،و كلمة عججن فججي قججوله عججن السججرار علججى حقيقتهججا
سلم بنا لل ّ
الباء في قوله عليه ال ّ
سرار و متجاوزين لججه ،و وقججر بفتججح الججواو و الصلّية و هي المجاوزة أى منتقلين عن ال ّ
ضّمها على صيغة المعلوم أو المجهول و سمع فججاعله علججى الّول و علججى الّثججاني الفاعججل
ل.
هو ا ّ
عععععع
سلم و هي على و جازتها متضّمنة لمطالب ن هذه الخطبة من أفصح كلمه عليه ال ّ اعلم أ ّ
شريفة و نكات لطيفججة ،و مشججتملة علججى مقاصججد عاليججة و إن لحظتهججا بعيججن البصججيرة و
ل فقججرة منهججا مفيججدة بالسججتقلل مطابقججة لمججا اقتضججاه المقججام و الحجال و
العتبار وجدت ك ّ
ل.سيجيء الشارة إلى بعض ذلك حسب ما ساعدته الوقت و المجال إنشاء ا ّ
فاقول قوله ) :بنا اهتديتم في الظلماء ( أى بآل محّمد عليهججم السججلم اهتججديتم فججي ظلمججات
الجهل ،و الخطاب لهل البصرة و غيرهم من طلحة و زبير و ساير حاضري الججوقت و
سججلم سججبب هدايججة النججام فججي
ق الجميع و فيججه إشججارة إلججى كججونهم عليهججم ال ّ
هو جار في ح ّ
ضوء عّما من شأنه أن يكون الغياهب و الظلم ،و لّما كان الظلمة عبارة عن عدم ال ّ
] [ 119
مضيئا فتقابل الّنور تقابل العدم للملكة على ما ذهب إليه محّققو المتكّلمين و الفلسفة ،أو
عبارة عن كيفّية وجودّية تقابل الّتضاد كما ذهب إليه آخرون و هو الظهر نظرا إلى أّنها
ي تقججدير
ل سبحانه خالقهججا ،و علججى أ ّ
على الّول ل تكون شيئا لّنها عدم و كيف ذلك و ا ّ
ل بالمطابقة على كونهم الهداة إلى سبيل النجاة في المدلهمات و الظلمججات ،و كان قوله دا ّ
ل بججالّنور
باللتزام على كونهم نورا مضيئا و قمرا منيرا إذ الهتداء في الظلمة ل يكون إ ّ
الظاهر في ذاته المظهر لغيره .
أّما المدلول المطابقي فقد اشير إليه في غير واحدة من اليججات الكريمججة و صجّرح بججه فججي
الخبار البالغة حّد الّتظافر بل الّتواتر .
سججلم
ل ج عليججه ال ّ
ل بن سنان قال سألت أبا عبد ا ّ
منها ما رواه في الكافي باسناده عن عبد ا ّ
ل:
ل عّز و ج ّعن قول ا ّ
ل عليهم .
ن « قال :هم الئمة صلوات ا ّ
ق و ِبه َيْعِدُلو َ
حّن ِباْل َ
خَلْقنا ُأّمٌة َيْهُدو َ
ن َ
» َو ِمّم ْ
سججلم
ي بن إبراهيم في رواية أبي الجارود عن أبي جعفججر عليججه ال ّ
و منها ما في تفسير عل ّ
في قوله تعالى :
ن« حُكُمججو َ
ف َت ْ
ن ُيْهدى َفما َلُكْم َكْي َ
ل أَ ْ
ن ل َيِهّدي ِإ ّن ُيّتَبَع َأّم ْ
ق َأ ْ
حّق َأ َ
حّي ِإَلى اْل َ
ن َيْهد ِ
» َأ َفَم ْ
ل عليه و آله و سّلم ل عليه و آل محّمد صّلى ا ّ ق فهو محّمد صّلى ا ّ فأّما من يهدي إلى الح ّ
من بعده ،و أما من ل يهدي إل أن يهدى فهو من خالف مجن قريجش و غيرهجم أهجل بيتجه
من بعده .
لج
ي بإسناده عن المعّلى بن خنيجس عجن أبجي عبججد ا ّ
و منها ما في البحار من تفسير العّياش ّ
سلم في قوله تعالى :
عليه ال ّ
] [ 120
و منها ما في البحار أيضا من كنز جامع الفوائد و تأويل اليات بالسناد عججن عيسججى بججن
ل ع جّز
سلم أّنه سأل أباه عن قول ا ّ
داود الّنجار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما ال ّ
ل:وجّ
ن َكَفجُروا َأْوِليججآُؤُهمُ
ت ِإَلججى الّنججوِر َ ،و اّلجِذي َ
ظُلمججا ِ
ن ال ّ
جُهجْم ِمج َخِر ُ ن آَمُنججوا ُي ْ
ي اّلججذي َلج َوِلج ّ
» ا ُّ
ت « فججالّنورهم آل محّمججد عليهججم السّججلم و ظُلمججا ِ
ن الّنججوِر ِإَلججى ال ّ
جججوَنُهْم ِمج َخِر ُت ُي ْ
طججاغو ُ ال ّ
الظلمات عدّوهم .
] [ 121
و في البحار من تفسير فرات بن إبراهيم عن جعفر بن محّمججد الفججزاري معنعنججا عججن ابججن
ل تعالى :
عّباس في قول ا ّ
لج
و فيه أيضا عن عبد الّرحمان بن محّمد العلوي بإسناده عن عكرمة ،و سئل عن قول ا ّ
تعالى :
سججلم فججي
لج عليججه ال ّ
ي عن معّلى بن خنيس عن أبججي عبججد ا ّ
و في البحار من تفسير العّياش ّ
قوله تعالى :
ن«
جِم ُهْم َيْهَتُدو َ
ت و ِبالّن ْ
علما ٍ
» َو َ
] [ 122
سلم ،و فيه من المناقب لبن شهر آشوب عن أبي الوردقال :هو أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم في قوله : عن أبي جعفر عليه ال ّ
ن « قجال :نحجن الّنجججم إلججى غيججر هجذه مّمجا يطلججع عليهجاجِم ُهْم َيْهَتجُدو َ
ت و ِبالّن ْ
علما ٍ» َو َ
العارف الخبير و المتتبع المجّد و بالجملة فقد ظهر و تحقججق مّمججا ذكرنججا كلججه أّنهججم عليهججم
سجماوات و الرض و الّنجججوم الججتي يهتججدى بهججا فجي ظلمججات الجبّر و ل فججي ال ّ سلم نور ا ّ ال ّ
البحر و القمر الهادي في أجواز البلدان و القفار و غياهب الليالي و لجج البحار .
ن الخطاب في قوله :بنا اهتديتم في الظلمججاء فإن قلت :سلمنا ذلك كله و لكّنك قد ذكرت أ ّ
لطلحة و الزبير و نظرائهما من أهججل الجمججل ،و مججن المعلججوم أّنهججم كججانوا مججن المنججافقين
ن اعتقادنا أّنهم مخلججدون فججي الّنججار بخروجهججم الناكثين فكيف يكونون من المهتدين ؟ مع أ ّ
على المام العادل و نقضهم بيعته ،و المهتدون يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمججانهم يججوم
القيامة و ل خوف عليهم و ل هم يحزنون كما قال تعالى :
ما رواه في البحار من كتاب غيبة الّنعماني عن الكليني بإسناده عن ابن أبي يعفور ،
] [ 123
و يتوالون فلنا و فلنا لهم أمانة و صدق و وفاء ،و أقوام يتوالونكم ليس لهم تلك المانة
سجلم جالسجا و أقبجل علج ّ
ى لج عليجه ال ّ
صجدق قجال :فاسجتوى أبجو عبجد ا ّ
و ل الوفجاء و ل ال ّ
ل ،و ل عتب 1على من كالمغضب ثّم قال :ل دين لمن دان بولية إمام جائر ليس من ا ّ
ل ،قلت :ل دين لولئك و ل عتب على هؤلء ،ثّم قال عليججه دان بولية إمام عادل من ا ّ
سلم :ال ّ
ل:
ل عّز و ج ّ
أل تسمع قول ا ّ
ن « و أوضح من هذه الّرواية دللة مججا فججي البحججار ب الّنار ُهْم فيها خاِلُدو َ
صحا ُ
ك َأ ْ
» ُأولِئ َ
سججلم و هججو ل عليه ال ّمن تفسير العياشي عن سعيد بن أبي الصبغ قال :سمعت أبا عبد ا ّ
صلب ،و قد يكون يسأل عن مستقّر و مستودع ،قال :مستقّر في الّرحم و مستودع في ال ّ
مستودع اليمان ثّم ينزع منه و لقد مشى الّزبير فججي ضججوء اليمججان و نججوره حّتججى قبججض
ل علّيججا
سججيف و هججو يقججول ل نبججايع إ ّ ل عليه و آله و سّلم حّتى مشججى بال ّ ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
ن الّزبير اخترط سججيفه يججوم سلم و عن العّياشي أيضا عن جعفر بن مروان قال :إ ّ عليه ال ّ
ي عليججه السّججلم ثجّم ل عليه و آله و سّلم و قال ل أغمده حّتى ابججايع لعلج ّ ي صّلى ا ّ قبض النب ّ
لج
اخترط سيفه فضارب علّيا و كان ممن اعير اليمان فمشى في ضوء نججوره ث جّم سججلبه ا ّ
إّياه .
-----------
) ( 1قققققق ققققق ققق .
] [ 124
سلم العلياء بالّناقججة و أثبججت لهججا سججنامها و الرفعة عل ذكركم و رفع قدركم ،شّبه عليه ال ّ
سجنام ) و بنجا انفجرتجم ( أو أفجرتجم شح ذلك بجذكر الّتسجّنم الجذي هجو ركجوب ال ّتخييل و ر ّ
سرار ( أى انفجرتم انفجار العين من الرض ،أو دخلتججم فججي الفجججر ،أو صججرتم ) عن ال ّ
سرار لما كانوا فيججه مججن ليججل سلم لفظ ال ّ سرار ،و استعار عليه ال ّذوى فجر منتقلين عن ال ّ
الجهل و خمول الّذكر في الجاهلية و غيرها ،و لفظ النفجار عنه لخروجهم من ذلك إلى
سلم كما قال عّز من قائل : نور السلم و استضائتهم بضياء صباح وجودهم عليهم ال ّ
أردف ذلك بالّدعاء عليهم بقوله ) و قر سمع لم يفقه الواعيججة ( إشججارة إلججى أّنهججم كيججف لججم
يفقهوا بيانه بعد ما بّينه و لم يقبلوه بعد ما سمعوه و لم يطيعوه بعد ما فهموه و جهلوا قدره
بعد ما عرفوه .
قال البحراني :و هذا كمججا يقججول أحججد العلمججاء لبعججض تلميججذه المعانججد لججه المجّدعي لمثججل
فضيلته :إّنك بي اهتديت من الجهل و عل قدرك في الّنججاس و أنججا سججبب لشججرفك أ فتكّبججر
ي وقر سمعك لم ل تفقه قولي و تقبله هذا ،و على ما ذكرناه من كون الواعيججة بمعنججى عل ّ
صوت بعد ما سججمعه ،و علججى سلم ثقل سمع لم يفقه ال ّ صوت يكون معنى كلمه عليه ال ّ ال ّ
صججراخ ،و علججى ذلججك ل سمعا لم يفقه ال ّ قرائة و قر بصيغة المجهول يكون المعنى أثقل ا ّ
سججلم تججارة بجعججل الواعيججة صججفة فل حاجة إلى مججا تكلفججه بعججض شججارحي كلمججه عليججه ال ّ
لمحذوف مع حججذف مفعججول لججم يفقججه أى وقججر سججمع لججم يفقججه صججاحبه بججإذنه الواعيججة علججم
شريعة ،
ال ّ
] [ 125
و اخرى بجعل الفاعل بمعنى المفعول مججع حججذف الموصججوف أيضججا أى لججم يفقججه الشججياء
صارفة .الموعية ،و ثالثة بجعلها بمعنى ال ّ
ض عن عججدم مليمججة الوصججف بالّثججاني للجّدعاء بججالوقر لسججتلزامه تحصججيل قلت :بعد الغ ّ
سججماع و السججتماع بججل سججمع ليججس مج جّرد ال ّن المقصود بال ّسر في ذلك هو أ ّ
ن ال ّ
الحاصل أ ّ
سججمع لهججا ،فججإذا أدركهججا و لججم
الفقه و الفهم و التعاظ بالمواعظ و الّنصججايح بعججد إدراك ال ّ
ن في التعججبيري بالّدعاء عليه بكونه موقورا ثقيل مع أ ّ يفقهها و لم يقم بمقتضياتها فهو حر ّ
بهججذه اللفظججة إشججارة إلججى غايججة نفججارهم و اسججتكبارهم و شجّدة لجججاجهم و عنججادهم و نهايججة
ق كما قال عّز من قائل : بغضهم و عداوتهم و منتهى نفرتهم عن قبول الح ّ
صججمم
ن « وصفهم بال ّ
صّم َو َلْو كاُنوا ل َيْعِقُلو َ
سِمُع ال ّ
ت ُت ْ
ك َأ َفَأْن َ
ن ِإَلْي َ
سَتِمُعو َ
ن َي ْ
» و ِمْنُهْم َم ْ
مع إثبات الستماع أّول من حيث عدم انتفاعهم بما يستمعون ،
ثّم كما أّنه ل يمكن جعل الصّم سميعا فكذلك ل يمكججن جعججل العججدّو البججالغ إلججى هججذا الحجدّ
سلم من عججدم تججأثير كلمجه فيهجم بقججوله ) :و كيجف صديقا مطيعا ،و لذلك اعتذر عليه ال ّ
ن من لم يججؤّثر فيججهصوت الخفي ) من أصّمته الصيحة ( إشارة إلى أ ّ يراعي الّنبأة ( أى ال ّ
صيحة المكّررة عليهججم حّتججى جعلهججم أصجّم مججن كججثرة ل و كلم رسوله الذي هو كال ّ كلم ا ّ
سلم الذي التكرار و شّدة الصرار ،كيف يؤّثر فيهم كلمه عليه ال ّ
] [ 126
ضعيف ل يدرك صيحة ،و من المعلوم أن الصوت ال ّنسبته إلى كلمهما نسبة الّنبأة إلى ال ّ
صوت القوي أو الحواس ل تدرك الضعف مع وجود القوى المماثل فجي كيفّيتجه ، عند ال ّ
سلم فقط ،ففي هذه الفقرة من كلمه دللة على عدم اختصاص تمّردهم به عليه ال ّ
ل و طاعة رسوله أيضججا كمججا أنّ بل كانوا متمّردين من أّول المر مستكبرين عن طاعة ا ّ
فيها و في سابقتها إشارة إلى تماديهم في الغفلججة بمججا غشججت قلججوبهم مججن الظلمججة و القسججوة
ل و لم يتدّبروا في القرآن و نكثوا بيعججة ولججي ل و لم يفقهوا كلم ا ّحيث لم يسمعوا داعي ا ّ
الّرحمان ،قال سبحانه في الحديث القدسي :يا ابن آدم اسججتقامة سججماواتي فججي الهججواء بل
عمد باسم من أسمائي و ل يستقيم قلوبكم بألف موعظة من كتابي ،يا أّيهججا الّنججاس كمججا ل
يلين الحجر في الماء كذلك ل يغني الموعظة للقلوب القاسية .
سلم لّما دعى بالوقر على الذن الغير الواعية للواعية و أتبعه بالشارة إلى ثّم إّنه عليه ال ّ
صيحة لستحالة تججأثر القلججوب القاسججية بالموعظججة و عدم إمكان تأثير نبأته فيمن أصّمته ال ّ
الّنصيحة ،أردف ذلك بالّدعاء للقلوب الوجلة الخائفة بقوله ) :ربججط جنججان ( أى سججكن و
لج و الشججفاق مججن عججذابه ثجّم ثبت ) لم يفججارقه ( الضججطراب ) و الخفقججان ( مججن خشججية ا ّ
سلم بقّية أصحاب الجمل أو المقتولين أو هما معا و قال ) :ما زلت أنتظر خاطب عليه ال ّ
بكم عواقب الغدر ( و الحيلة و أترّقب منكم المكججر و الخديعججة ،و ذلججك إّمججا مججن أجججل أ ّ
ن
ل عليه و آله و سّلم أخبره بذلك و بأّنهم ينقضون بيعته بعد توكيججدها ،و إّمججا ي صّلى ا ّالنب ّ
سلم ذلك من حركاتهم و وجنات أحوالهم كما يشعر به قوله : من أجل استنباطه عليه ال ّ
سلم فهم أّنهججم مججن أهججل الغجّرة و قبججول
سمكم بحلية المغترين ( و ذلك لّنه عليه ال ّ
) و أتو ّ
الباطل عن أدنى شبهة بما لح له من صفاتهم و سماتهم الّدالجة علجى ذلجك ،و كجان علمجه
سلم بذلك مستلزما لعلمه بغدرهم بعهده و نقضهم لبيعته فكان ينتظر ذلك منهم . عليه ال ّ
] [ 127
ما يكون من اليمان و المواثيق ،فاذن لهما فلّما خرجا من عنده قال لمن كججان حاضججرا :
ل في فتنة يقتتلن فيها ،قالوا :يا أمير المججؤمنين فلججم يرّدهمججا عليججك ،
ل ل ترونهما إ ّ
وا ّ
ل أمرا كان مفعول . قال :ليقضي ا ّ
و قوله ) :سترني عنكججم جلبجاب الججدين ( قججال البحرانججي :وارد مججورد الوعيججد للقججوم فججي
ن الّدين حال بينى و بينكم و سترنى ؟ ؟ ؟ قتالهم له و مخالفتهم لمره ،و المعنى ا ّ
عن أعين بصائركم أن تعرفوني بما أقوى عليكم من العنف بكم و الغلظة عليكم و ساير ؟
؟؟
شفقة و شهب وجوه تقويكم و ردعكم عن الباطل وراء ما وقفني عليه الّدين من الّرفق و ال ّ
ذيل العفو عن الجرائم ،فكان الجّدين غطججاء حججال بينهججم و بيججن معرفتججه فاسججتعار لججه لفججظ
الجلباب قال :و روي ستركم عّني أي عصم السلم مّنجي دمجائكم و اتبجاع مجدبركم و أن
ق الكّفار هذا .
اجهز على جريحكم و غير ذلك مّما يفعل من الحكام في ح ّ
ق معرفتجه و غفلتهجم عجن مراتجب شجأنه و سلم إلى عد معرفتهم لجه حج ّ و لما أشار عليه ال ّ
صر نيكجم صججدق النّيججة ( و أشجار بججذلك إلججى معرفتججه لهجم حج ّ
ق وظيفته أتبعه بقوله ) :و ب ّ
المعرفة بعين اليقين و البصيرة من حيث صفاء نفسه و خلججوص نّيتججه و نججور بججاطنه كمججا
سلم :قال عليه ال ّ
سججلم فججي روايججة بصججائر ل ،و قال الّرضججا عليججه ال ّ اّتقوا فراسة المؤمن فاّنه ينظر بنور ا ّ
شججيطان فيججه شججرك ،و بججذلك الّدرجات لنا أعين ل تشبه أعين الّنججاس و فيهججا نججور ليججس لل ّ
ل عليججه أخبججار
ل مؤمن و منافق و يعرفون صديقهم مججن عججدّوهم كمججا يججد ّ الّنور يعرفون ك ّ
كثيرة .
مثل مجا رواه فجي البحججار عججن العيجون عججن تميججم القرشجي عجن أبيجه عجن أحمججد بجن علجيّ
سلم ما وجه إخبججاركم بمججا النصاري عن الحسن بن الجهم قال :سئل عن الّرضا عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم :اّتقججوا فراسججة في قلوب الّناس ؟ قال :أما بلغك قول الّرسول صّلى ا ّ
ل و له فراسة ينظججر بنججور ل ؟ قال :بلى ،قال :فما من مؤمن إ ّ المؤمن فإّنه ينظر بنور ا ّ
لج للئّمججة مّنججا مججا فّرقججه فججي
ل على قدر إيمانه و مبلغ استبصاره و علمه ،و قججد جمججع ا ّ ا ّ
ل في كتابه :
جميع المؤمنين و قال عّز و ج ّ
ن«
سمي َ
ت ِللُمَتَو ّ
ليا ٍ
ك َ
ن في ذِل َ
» ِإ ّ
] [ 128
سججلم
ل عليه و آله و سّلم ،ثّم أميججر المججؤمنين عليججه ال ّ
ل صّلى ا ّ
سمين رسول ا ّ
فأّول المتو ّ
ل عليهم إلى يوم القيامة . من بعده ،ثّم الحسن و الحسين و الئّمة من ولد الحسين سلم ا ّ
ل لقد استقبلت علّيا بكلم سررتني به ثّم إّنججه قال :فلحقها عمرو بن حريث فقال :يا أمة ا ّ
ل ج أخججبرني سججلم و ا ّ
ن علّيا عليه ال ّ
نزع 3لك بكلم فوليت عنه هاربة تولولين ،فقالت إ ّ
ي ،فعججاد عمججرو إلججى أميججر ق و بما أكتمه من زوجي منججذ ولججي عصججمتي و مججن أبججو ّ بالح ّ
سجلم فجأخبره بمجا قجالت لجه المجرأة ،و قجال لجه فيمجا يقجول :مجا أعرفجك المؤمنين عليه ال ّ
ل خلق الرواح نا ّ
سلم :ويلك إّنها ليست بالكهانة مّني و لك ّ ي عليه ال ّ
بالكهانة فقال له عل ّ
قبل
-----------
) ( 1قققققق ققققق ق ققق .
-----------
) ( 2قققق قق قققققق قققق ق ققققق قققق ق ق
-----------
) ( 3قققق ققق قققق ققققققققق قق ققققق ققق
قق ققققق ققق قققق ق قققق .
] [ 129
البدان بألفي عام ،فلما رّكب الرواح في أبدانها كتب بين أعينهم كافر و مؤمن و ما هم
به مبتلون و ما هم عليه من سيئ عملهم و حسنه في قدر اذن الفارة ،ثّم أنزل بذلك قرانججا
ل عليه و آله و سّلم فقال :
على نبّيه صّلى ا ّ
سججم ،
ل عليه و آله و سجّلم المتو ّ
ل صّلى ا ّ ن « فكان رسول ا ّ سمي َ
ت ِللُمَتَو ّ
ليا ٍ
ك َ ن في ذِل َ
» ِإ ّ
سمون فلّما تأّملتها عرفت ما فيهججا و مججا هججي ثم أنا من بعده ،و الئمة من ذّريتي هم المتو ّ
عليه بسيمائها .
لج
و من البصائر بإسناده عن عبد الّرحمان يعني ابن كثير قال :حججججت مججع أبججي عبججد ا ّ
سلم فلّما صرنا في بعججض الطريججق صججعد علججى جبججل فأشججرف فنظججر إلججى الّنججاس عليه ال ّ
لج
ل ج ص جّلى ا ّفقال :ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج ،فقال له داود الّرقي :يابن رسول ا ّ
ل دعاء هذا الجمع الذي أرى ؟ قال :ويحك يججا باسججليمان عليه و آله و سّلم هل يستجيب ا ّ
سلم كعابججد وثججن ،قججال :قلججت :ي عليه ال ّل ل يغفر أن يشرك به ،الجاحد لولية عل ّ نا ّإّ
جعلت فداك هل تعرفون محبكم و مبغضكم ؟ قال :ويحك يا با سليمان إّنه ليس مججن عبججد
ن الّرجل ليدخل إلينا بوليتنججا و بججالبراءة مججن ل كتب بين عينيه مؤمن أو كافر ،و إ ّ يولد إ ّ
ن في ذلك ليججات ل»:إّ ل عّز و ج ّ اعدائنا فنرى مكتوبا بين عينيه مؤمن أو كافر ،قال ا ّ
سمين « نعرف عدّونا من ولّينا . للمتو ّ
ععععععع
بسبب نور وجود ما هدايت يافتيد در ظلمت شب جهالت ،و بواسطه ما سوار شججديد بججر
كوهان بلند يقين ،و بجهة ما منتقل گشتيد از شب ضللت ،و بصججباح اسججلم رسججيديد ،
گرباد يا سنگين باد گوشي كه نفهميد صداى داعي حججق را ،و چگججونه مراعججات بنمايججد
آواز ضعيف را آنكسى كه كر ساخته است او را آواز قوى ،ثابت
] [ 130
باد قلبى كه جدا نشد از آن طپيدن از ترس خججدا ،هميشججه بججودم كججه انتظججار ميكشججيدم از
شما عاقبتهاى خيانت را و بفراست مييافتم شما را كه مّتصفيد بزينت فريفتگان از قبججول
باطل و ناروا ،پوشانيد مرا از ديده شما پرده دين من ،و بينا گردانيد مرا بر حال شججما
خلوص نيت و صفاى باطن من .
ععععع عععععع
ععععع
سججنة
) أقججام ( بالمكججان اقامججة دام ) سججنن ( الطريججق مثّلثججة و بضجّمتين نهجججه و جهتججه و ال ّ
ضاد يفتح ل حكمه و أمره و نهيه و أرض ) مضلة ( بفتح الميم و ال ّ سنة من ا ّ الطريقة و ال ّ
ل فيهججا الطريججق و ) أمججاه ( الحججافر و أمججوه بلججغ المججاء ،و البهيمججة
و يكسججر أي يضجج ّ
) العجماء ( لّنها ل تفصح و استعجم الكلم علينا مثل اسججتبهم و كلمججة عجمججاء مبهمججة و
) عزب ( الشيء عزوبا من باب قعد بعد ،و غرب من بابي قتل و ضرب خفججي و غججاب
س و أضمر و ) و ) الوجس ( كالوعد الفزع يقع في القلب و أوجس في نفسه خيفة أى أح ّ
الشفاق ( الخوف و ) دول ( مثّلثة جمع دولة .
و قال الفيومي تداول القوم الشيء تداول و هو حصججوله فججي يججد هججذا تججارة و فججي يججد هججذا
اخرى ،و السم الّدولة بفتح الّدال و ضّمها و جمع المفتججوح دول بالكسججر مثججل قصججعة و
قصع و جمع المضموم دول بالضم مثل غرفة و غرف ،و منهم من يقول الّدولة
] [ 131
بالضّم في المال و بالفتح في الحرب و على هذا فالنسب أن يكون دول فججي كلمججه عليججه
سلم بالكسر ليكون جمع دولة بالفتججح و ) الّتواقججف ( بالقججاف قبججل الفججاء هججو الوقججوف وال ّ
) الظماء ( شّدة العطش .
ععععععع
العجماء بالفتح مفعول انطق أو صفة لمحذوف أى الكلمججات و خيفججة بالّنصججب مفعججول لججم
يوجس ،و أشججفق بصججيغة الّتفضججيل صججفة خيفججة و يحتمججل أن يكججون بصججيغة الماضججي و
استدراكا عن سابقه أي لم يوجس موسى خيفة على نفسه و لكّنه أشفق من غلبة الجهال .
عععععع
سلم حال المنافقين معه من غدرهم و اغترارهم و نفارهم و استكبارهم و لّما ذكر عليه ال ّ
سلم و رتبتججه مججع كججونه سججبب هججدايتهم فججي ما هم عليه من الغفلة و الجهالة بشأنه عليه ال ّ
ل علججى وجججوب اقتفجاء آثججاره ،و الظلماء و تسّنمهم على سنام العليججاء أردف ذلججك بمججا يجد ّ
ل المسججتقيم فقججال ) أقمججتق القويم و سير سبيل ا ّ اقتباس أشّعة أنواره في سلوك منهج الح ّ
ق ( و جهته ) في جواد المضججلة ( أى الجججواد الججتي لكم ( أى دمت و ثبت ) على سنن الح ّ
ل الججذي ل يقبججل مججن العبججاد
ق هو دين ا ّ ل فيها القدام ،و المراد بسنن الح ّل فيها و يز ّ
يض ّ
صججراط المسججتقيم الموصججل إلججى الّرضججوان و مججن جججواد المضجّلة هججو شججبل غيره و هو ال ّ
شيطان المؤّدية إلى النيران .
ال ّ
ل عليه و آله و سّلم خطا و قججال :هججذا ل صّلى ا ّط لنا رسول ا ّل بن مسعود :خ ّ قال عبد ا ّ
ل سججبيل منهججا
ل ثّم خط خطوطا عن يمينه و شماله و قال :هججذه سججبل و علججى كج ّ صراط ا ّ
شيطان يدعون الّناس إليها ثّم تل قوله تعالى :
سبيِله « و المججراد
ن َ
عْق ِبُكْم َ
سُبلَ َفَتَفّر َ
سَتقيمًا َفاّتِبُعوُه َو ل َتّتِبُعوا ال ّ
صراطي ُم ْ
ن هذا ِ » و َأ ّ
ق لدعوة الّناس إليه كما قججال سلم أقمت لكم الشارة إلى إقامته على نهج الح ّ بقوله عليه ال ّ
تعالى :
] [ 132
سجنَحُن وَ َ
صججاِلحي َ
شجَهداِء َو ال ّ
صجّديقين َو ال ّ
ن َو ال ّ
ن الّنِبّيي َ
عَلْيِهْم ِم َ
ل َ
ن َأْنَعَم ا ُّ
ك َمَع اّلذي َ
َفُاولِئ َ
ك َرفيًقا « و من تخلف عنهم و لم يجبهججم دعججوتهم و سججلك سججبيل غيرهججم يكججون ذلججك ُأولِئ َ
حسرة عليه و يقول :
ل ،يا َوْيَلتى َلْيَتني َل جمْسبي ً
ل َسو ِت َمَع الّر ُ
خْذ ُ
ل يا َلْيَتني اّت َ
على َيَدْيِه َيُقو ُ
ظالُم َ
ض ال ّ
» َيْوَم َيَع ّ
سلم من كلمه إّنججي فعلججت مججن هججدايتكم و ل « و بالجملة فمقصوده عليه ال ّ خلي ً
خْذ ُفلنًا ََأّت ِ
إرشادكم و أمركم بالمعروف و نهيكم عن المنكر ما يجججب علججى مثلججي فججوقفت لكججم جججاّدة
ضججلل كججثيرة مختلفججة و أنتججم فيهججا تججائهون حججائرون ن طججرق ال ّ الطريق و منهجه حيججث ا ّ
) حيث تلتقون ( و تجتمعون ) و ل دليل ( لكم ) و تحتفرون ( البار لتجدوا مججاء تججروون
به غّلتكم ) فل تميهون ( و ل تجدون الماء ) اليوم انطق لكم العجماء ذات البيان ( لتشججهد
سجلم بالعجمجاء ذات ل بجاب و كّنجى عليجه ال ّ ل على ما ينبغي فعله فيك ّ بوجوب اّتباعي و تد ّ
ل بقوم فسقوا عن أمر رّبهم و عّما هو واضح من كمال البيان عن العبر الواضحة و ما ح ّ
ن هججذه المججور ل ،فإ ّ
سلم بالّنسبة إليهم و عن حال الّدين و مقتضى أوامر ا ّ فضله عليه ال ّ
سلم لهم و عّرفهم ما يقججوله عجماء ل نطق لها مقال ذات البيان حال ،و لّما بينها عليه ال ّ
لسان حالها فكأّنه أنطقها لهم ،و قيل :العجماء صفة لمحججذوف أى الكلمجات العجمجاء ،و
المراد بها ما في هذه الخطبة من الّرموز التي ل نطق لها مججع أّنهججا ذات بيججان عنججد اولججى
اللباب .
شارح المعتزلي :و هذه إشارة إلى الّرموز التي تتضمنها هذه الخطبججة يقججول :هججي
قال ال ّ
خفّية غامضة و هي مع غموضها جلّية لولى اللباب فكأّنها تنطق كما ينطق
] [ 133
ن التخلف عنه دليججل علججى ) عزب ( اى بعد أو غاب و خفى ) رأى امرء تخلف عّني ( ل ّ
ي المور أنفع له ن المتخلف لّما فكر في أن أ ّصائب عن المختلف ،و ذلك ل ّ بعد الّرأى ال ّ
أن يكون من متابعيه أو المتخلفيججن عنججه ثجّم رأى أن التخلججف عنججه أوفججق كججان ذلججك أسججوء
الراء و أقبحها فهو في الحقيقة كمججن أقججدم علججى ذلججك بغيججر رأى يحضججره أو لنّ الجّرأى
ق كان غاربا عنه . الح ّ
ق 1مججذسلم إلى بعض علل وجوب اّتباعه بقوله ) :ما شججككت فججي الحج ّ ثّم اشار عليه ال ّ
ك من دينججه لحتيججاجه إلججى
ق بالّتباع مّمن كان في ش ّ
ق أح ّ
ك في الح ّ
ن من لم يش ّرأيته ( ل ّ
من يهديه قال سبحانه :
ن« حُكُمججو َ
ف َت ْ
ن ُيهدى َفما َلُكْم َكْي َ
ل أَ ْ
ن ل َيِهّدي ِإ ّن ُيّتَبَع َأّم ْ
ق َأ ْ
حّق َأ َ
حّن َيْهدي ِإَلى اْل َ
» َأ َفَم ْ
ق ) و دول الضججلل ) لم يوجس موسى خيفة على نفسه أشفق من غلبة الجّهال ( على الح ّ
سلم منهم لججم يكججن علججى نفسججه بججل كججان شججدة ن خوفه عليه ال ّ ( و هذا تمثيل و إشارة إلى أ ّ
ضلل كما أن خوف خوفه من غلبة أهل الجهل على الّدين و فتنة الخلق بهم و قيام دول ال ّ
موسى من جهلة السحرة على ما أخبر به سبحانه في كتابه الكريم كان من هذه الجهة قال
في سورة طه :
حبججاُلُهْم َو
ل َأْلُقججوا َفججإذا ِ
ل َبج ْ
ن َأْلقى ،قججا َ
ل َم ْن َأّو َن َنُكو َي و ِإما َأ ْ ن ُتْلِق َ
» قاُلوا يا ُموسى ِإّما َأ ْ
ج َ
س سعى َ ،فَأْو َ حِرِهْم َأّنها َت ْسْ ن ِل ِإَلْيِه ِم ْ
خّي ُ
صّيُهْم ُي َ
ع ِ
ِ
-----------
) ( 1قق قققققق قق قققق ققققققق قق قققق قق )
ق ( ق ق ق ق ققق ق ق ققق ق قق ق قققق ق قق ق ق قق
قققققق ققق ققق قق قققق قققق قق قققق قققق
ققققققق ق قق ققق قققق قققق قق قق ق ققق ق ق
قق قققق قققق ققققق قق قق ققق ق ق قق قققق ق
قق قققققق ق ققققق ققق قق ق ق قق قق قققق قق
ق قققق قققق ققق قققق ق ق ققق ق قققق قق ققق
ققق ققق ق ققق ق ققققق ق قق ق ققق ق قققق ق ق
ققق .
] [ 134
] [ 135
سلم خججوفى را بججر زمانى كه عالم بحق شدهام ،احساس نكرد موسى بن عمران عليه ال ّ
نفس خود كه سختتر بوده باشججد از خججوفى كججه داشججت از غلبججه جلهججان و قيججام دولتهججاى
ق و باطل يعنى من ايستادهام بر طريق گمراهان ،امروز ايستادهايم ما و شما بر راه ح ّ
هدايت و شما ايستادهايد در راه ضللت ،هر كسيكه وثوق و اطمينان داشته باشججد بججآب
صواب .ل أعلم بال ّ
تشنه نماند ،و ا ّ
أّيها الّناس شّقوا أمججواج الفتججن بسججفن الّنجججاة ،و عّرجججوا عججن طريججق المنججافرة ،وضججعوا
ص بهججا
تيجان المفاخرة ،أفلح من نهض بجناح ،أو استسلم فأراح ،ماء آجن و لقمججة يغ ج ّ
آكلها ،و مجتني الّثمرة لغير وقت إيناعها كالّزارع بغير أرضه ،فإن أقل يقولوا حججرص
ل ج لبججن
على الملك ،و إن أسكت يقولوا جزع من الموت ،هيهات بعد الّلتّيا و اّلتي ،و ا ّ
طفل بثدي أّمه ،بل اندمجت على مكنون علججم لججو بحججت بججه أبي طالب آنس بالموت من ال ّ
طوي البعيدة .
لضطربتم إضطراب الرشية في ال ّ
ععععع
) عّرجوا ( أى انحرفوا و اعدلوا يقال :عرجت عنججه عججدلت عنججه و تركتججه و ) تيجججان (
شارحجمع تاج و هو الكليل و ) فاخره ( مفاخرة و فخارا عارضه بالفخر ،قال ال ّ
] [ 136
اللتّيا الّداهية التي بلغت الغاية و الّتصغير للّتعظيم أو بالعكس و الّتصغير للّتحقير .
و في بعض كتب الدبّية على ما ببالي أّنه تزّوج رجل امرأة قصيرة سجّيئة الخلججق فقاسججى
منها شدائد فطلّقها ،و تزّوج طويلة فقاسى منها أضعاف القصيرة فطلقها و قال بعد الّلتيججا
شارح البحراني ،
و التي ل أتزّوج فصار مثل ،و مثل ذلك ذكر ال ّ
ي في المقامات :الّلتيا تصغير التي و هو على غير قياس الّتصغير المطرد و قال الحرير ّ
ن القياس أن يضّم أّول السم إذا صّغر و قجد أقجّر هجذا السجم علجى فتحجه الصجلّية عنجد لّ
ن العرب عّوضته من ضّم أّوله بججأن زادت فججي آخججره الفججا و أجججرت أسججماء لأّ
تصغيره إ ّ
الشارة عند تصغيرها على حكمه فقال فججي تصججغير الججذي و الججتي :الّلججذيا و اللتيججا و فججي
تصغير ذا و ذاك :ذّيا و ذّياك ،و قد اختلف في معنججى قججولهم بعججد اللتّيججا و الججتى و قيججل :
هما من أسماء الّداهية ،و قيل :المراد بهما صغير المكروه و كبيره انتهى .
و ) اندمج ( في الشيء دخل فيه و تستر به و ) باح ( بسّره أظهره كأباحه و ) الرشية (
جمع رشا ككساء و هو الحبججل و ) الطججوى ( كغنججى اسججم بئر بججذي طججوى علججى مججا ذكججره
الفيروزآبادي ،و لعل المراد هنا مطلق البئر كطوية .
ععععععع
ماء آجن مرفججوع علججى البتججداء و الخججبر محججذوف و هججو مججا صجّرح بججه فججي روايججة ابججن
الجوزي أي أجدر بالعاقل اه ،أو خبر محذوف المبتداء أى ما تججدعوني إليججه مججاء آجججن و
سلم على مكنون علم بمعنى مجتنى الّثمر مبتدء و كالّزارع خبره و على في قوله عليه ال ّ
في
] [ 137
على حّد قوله :و دخل المدينججة علججى حيججن غفلججة ،و البعيججدة صججفة و تأنيثهججا باعتبججار أن
الطوى اسم للبئر و هى انثى .
عععععع
ل عليه و آله و سّلم و اشتغل ل صّلى ا ّشارح المعتزلى :لّما قبض رسول ا ّ اعلم أّنه قال ال ّ
سلم بغسله و دفنه و بويع أبو بكر خل 1الّزبير و أبو سفيان و جماعججة مججن ي عليه ال ّعل ّ
سلم لجالة الرأى و تكلمججوا بكلم يقتضججي السججتنهاض ي عليه ال ّ
المهاجرين بعّباس و عل ّ
ل عنه ،قد سمعنا قولكم فل لقلة نستعين بكججم و ل لظّنججة و الّتهييج ،فقال العّباس رضي ا ّ
ق
نترك آرائكم فامهلونا نراجع الفكر فان لم يكن لنا من الثم مخرج يصّر 2بنا و بهم الح ّ
صرير الجدجد و نبسط إلى المجد أكّفا ل نقبضها أو يبلغ بالمدى ،و إن تكن الخرى فل
ل لو ل أن السلم قّيد الفتك لتدكدكت جنادل صججخر لقلة في العدد و ل لوهن في اليد و ا ّ
صججبر حلججم و سججلم حبججوته 3و قججال :ال ّ
ل عليه ال ّ
ل العلى ،فح ّيسمع اصطكاكها من المح ّ
صججراط ،أّيهججا الّنججاس
ل عليه و آله و سّلم و الطريق ال ّجة محّمد صّلى ا ّ الّتقوى دين و الح ّ
شّقوا أمواج الفتن الخطبة ،ثّم نهض إلى منزله و افترق القوم .
و قال البحراني روى أّنه لّما تّم في سقيفة بني ساعدة لبي بكر أمر البيعة أراد أبو سفيان
بن حرب أن يوقع الحرب بين المسجلمين ليقتجل بعضجهم بعضجا فيكجون ذلجك دمجارا للجّدين
ن هؤلء القوم قد ذهبججوا بهججذا المججر مججن بنججي فمضى إلى العّباس فقال له :يا أبا الفضل إ ّ
ظ الغليظ مججن بنججي عججدي فقججم بنججا
هاشم و جعلوه في بني تيم ،و إّنه ليحكم فينا غدا هذا الف ّ
لج عليججه ل صّلى ا ّ
سلم و نبايعه بالخلفة و أنت عّم رسول ا ّ ي عليه ال ّحّتى ندخل على عل ّ
و آله و سّلم و أنا رجل مقبول القول في قريش ،فإن دافعونا عن ذلك قاتلناهم و قتلناهم ،
سلم فقال له أبو سفيان :يا أبا الحسن ل تغافل عن هججذا المججر فأتيا أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم يعلم من حاله أّنه ل يقول ذلجك عصجبة للجّدين بجل متى كّنا لتيم الرذال و كان عليه ال ّ
للفساد الذي
-----------
) ( 1قق قققققق .
-----------
) ( 2قق ققققق ققق ق ققق ق .
-----------
) ( 3ق ققققق قققققق ققققق قق ققق ققق قق قق
ق ققققق قققققق ق قققق ق ق قققق ق قققق قق ق
ققق ق ق .
] [ 138
سلم بقوله :
زواه في نفسه فأجابه عليه ال ّ
) أّيها الّناس شّقوا أمواج الفتن بسفن الّنجاة ( شجّبه الفتججن بججالبحر المتلطججم فججي كججون كجلّ
منهما سبب هلك الخائضين فيها ،و قرن ذلك بالمواج التي هي من لوازم البحر و كّنى
بها عن هيجان الفتنة و ثورانها ،و أتبعها بذكر سفينة الّنجاة التي هى من مليمات البحر
سفن الحقيقة تنجي من أمواج البحر استعارها لكل ما يحصل بججه الخلص ،و لّما كانت ال ّ
سلمة ) و عّرجوا ( أى انحرفوا و من الفتن و وجه المشابهة كون كل منهما وسيلة إلى ال ّ
اعدلوا ) عن طريق المنافرة ( إلى المتاركة و المسالمة ) وضعوا تيجججان المفججاخرة ( لمججا
كان الّتاج مّما يعظم به قدر النسان و هو أعظم ما يفتخر به استعاره لما كانوا يتعظمججون
به و يفتخرون و أمرهججم بوضججعه مريججدا بججذلك تججرك الّتفججاخر المججوجب لنبعججاث الفتنججة و
سججلم بالعججدول عججن الّنفججار و الفتخججار أشججار إلججى مججا
هيجان العصبّية ،و لّما أمر عليه ال ّ
ينبغي أن يكون النسان عليه في تلك الحالة التي هاجت فيها الفتن و عظمت فيهججا المحججن
بقوله ) :أفلح من نهض بجناح أو استسلم فاراح ( يعنججي أن الفلح فججي تلججك الحججال بأحججد
المرين .
] [ 139
ن الّتحمججل
لما صّرح به في رواية ابن الجوزي التي تأتي في الّتكملججة التيججة ،فججالغرض أ ّ
صبر على الشّدة أولى مع حسن العاقبة و أحسن من ارتكججاب أمججر يججوجب على المذلة و ال ّ
اشتداد البلّية و سوء العاقبة .
سلم ) :و مجتني الثمججرة ثّم أخذ في العتذار عن المساك و ترك المنازعة بقوله عليه ال ّ
لغير وقت إيناعها كالّزارع بغير أرضه ( يعني من احتنى الثمرة قبججل أن تججدرك ل ينتفججع
ل زراعته بها كما ل ينتفع الّزارع بغير أرضه من زرعه لعدم قدرته على القامة في مح ّ
و عدم امكان سعيه في إصلحها بسقيها و حراستها و جبايتها و نحوها ،و المقصججود أ ّ
ن
هذا الوقت ليس وقت طلب هذا المر و ل يسوغ لي المطالبججة إّمججا لعججدم الّناصججر أو لغيججر
ذلك .
سلم طلبه في هججذا الججوقت بمججن و قال المحّدث المجلسي طاب رمسه :و لعّله شّبه عليه ال ّ
يجتنى ثمرته مع عدم ايناعها ،و شّبه اختيار الملعون الخلفة بمن زرع في غيجر أرضجه
فيفيد ما تقّدم أي عدم النتفاع مع كمال الّتشبيه في الفقرتين ) فإن أقل ( فججي بججاب الخلفججة
شيئا ) يقولوا :حرص على الملك ( كما قاله عمر في غير موضع واحد ) و إن أسججكت (
من حيث اقتضاء المصلحة ) يقولوا :جزع من الموت ( و هذا كّله إشارة إلججى عججدم أمنججه
سلم من حصائد اللسنة و غوائل الّزخرفة ،حيث إّنهم مججع الّتكلججم كججانوا ينسججبونه عليه ال ّ
سكوت كانوا ينسبونه إلى الجزع و العجججز و إلى الحرص و الهتمام بأمر الّدنيا ،و مع ال ّ
ل عصججر و زمججان الخوف من الموت كما هود أب المنافق الحاسد و الكافر الجاحد فججي كج ّ
سلم .ق مثله عليه ال ّ
خصوصا في ح ّ
ن رضا الّنججاس ل يملججك و ألسججنتهم ل سلم في رواية المجالس :إ ّ صادق عليه ال ّكما قال ال ّ
ل عليه و آله و سّلم يوم بججدر إلججى أّنججه أخججذ مججن المغنججم قطيفججة
تضبط ،ألم ينسبوه صّلى ا ّ
ل على القطيفة ،و برء نبّيه من الخيانة ،و أنزل فججي كتججابه :و مججا حمراء حّتى أظهره ا ّ
ل الية .
ي أن يغ ّ
كان لنب ّ
] [ 140
ل عليه و آله و سّلم إلججى أّنججه ينطججق عججن الهججوى فججي ابججن عّمججه علجيّ عليججهمحّمدا صّلى ا ّ
ل فقال :
سلم حّتى كّذبهم ا ّال ّ
سلم أشار إلى بطلن ما زعموا في حّقه و تكذيب ما قججالوا فيججه مججن جزعججه ثّم إّنه عليه ال ّ
سكوت بقوله ) :هيهات ( أي بعد ما يقولون ) بعد الّلتّيا و الججتي ( من الموت على تقدير ال ّ
لج لبججن أبججي طججالب شدائد و صججغارها ) و ا ّ أى بعد هذه الّداهية الكبرى و ملقات كبار ال ّ
آنس بالموت ( و أرغب فيه و أميل إليه ) من ( ميل ) الطفل ( و رغبته ) بثججدى اّمججه ( و
سلم انسه بالموت على انس الطفل بالّثدى بملحظة أن انس الطفججل جبّلججي تفضيله عليه ال ّ
سججلم بججالموت و لقججاء رّبججه عقلج ّ
ي و طبيعي في معرض الفنججآء و الجّزوال و انسججه عليججه ال ّ
روحاني مّتصف بالبقآء و الثبات فاين أحدهما من الخر .
سلم إلى سّر سكوته عن طلب حّقه بقججوله ) :بجل انججدمجت ( أى انطجويت ثّم أشار عليه ال ّ
) على مكنون علم لو بحت به ( و أظهرته ) لضطربتم اضطراب الرشية ( و الحبال )
ن المراد بالعلم المكنون ما ذا ؟
في الطوى البعيدة ( و البئر العميقة ،و اختلفوا في أ ّ
ن المراد به علمه بعواقب المور المانع من سرعته إلى ما فيه المفسدة و الموجب
و قيل إ ّ
لتوقفه على ما اقتضته المصلحة .
] [ 141
ن القضآء الزلججى و القججدر الحتمججي قججد جججرى علججىصله أ ّل هذا الوجه أقرب ،و مح ّ و لع ّ
وقوع هذه المور و استيلء الدولججة الباطلججة ل محالججة ،فل يثمججر الّنهججوض و ل ينفججع إ ّ
ل
ل عليه و آله .ل العالم بحقايق كلم ولّيه صلوات ا ّ سكوت ،و ا ّال ّ
ععععع
هججذا الكلم رواه المجلسججي فججي البحججار بججأدنى اختلف ،قججال :مججأخوذ مججن منججاقب ابججن
ل عليه ل صّلى ا ّ سلم بعد وفات رسول ا ّ الجوزي خطبة خطب بها أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل عليججه و آلججه
ل صّلى ا ّو آله و سّلم ،روى مجاهد عن ابن عّباس قال :لّما دفن رسول ا ّ
و سّلم جاء العّباس و أبوسفيان بن حرب و نفر من بنججي هاشججم إلججى أميججر المججؤمنين عليججه
سلم ،فقالوا :مّد يدك نبايعك و هذا اليوم الذي قال فيه أبججو سججفيان :إن شججئت ملءتهججا
ال ّ
سلم و قال :
خيل و رجل ،فخطب عليه ال ّ
أّيها الّناس شّقوا أمواج الفتن بسفن الّنجاة ،و عّرجوا عن طريق المنافرة وضججعوا تيجججان
ص بهججا
المفاخرة ،فقد فاز من نهض بجناح ،أو استسججلم فارتججاح ،مججآء آجججن و لقمججة يغج ّ
آكلها أجدر بالعاقل من لقمة تحشى بزنبور ،و من شربة تلّذبها شججاربها مججع تججرك الّنظججر
في عواقب المور ،فان أقل يقولوا :حرص على الملك و إن أسكت يقولججوا :جججزع مججن
ل لبن أبي طججالب آنججس بججالموت مججن الطفججل الموت ،هيهات هيهات بعد الّلتّيا و اّلتي و ا ّ
بثدى اّمه ،و من الّرجل بأخيه و عّمججه ،و لقججد انججدمجت علججى مكنججون علججم لججو بحججت بججه
لضطربتم اضطراب الرشية في الطوى البعيدة .
ععععععع
] [ 142
دنيا احتجاب فرمود و خطاب نمودند بآنحضرت عباس بن عبد المطلب و أبو سفيان بججن
حرب در آنكه بيعت نمايند باو بخلفت ،پس فرمود در جواب ايشان :
راستكار كرديد كسى كه برخاست بجناح اعوان و انصار يا اطاعت نمججود و نفججس خججود
را راحت كرد ،چيزى كه مرا بسوى آن دعوت ميكنيد از عقد بيعججت همچججو آبججى اسججت
گنديده ،و مانند لقمهايست كه بسبب خوردن آن گلو گير ميشود خوردنده آن ،و چيننججده
ميوه در غير وقت رسيدن آن بمنزله كسى است كه زراعت كننده اسججت در غيججر زميججن
خود ،پس اگر بگويم كججه ميججل دارم در خلفججت ميگوينججد كججه حريججص اسججت در ملججك و
أمارت ،و اگر ساكت شوم ميگويند كه ترسيد از مقاتله و شهادت ،چه دور است آنچججه
ميگويند بعد از اين داهيججه عظمججى و مصججيبت كججبرى و تعججاقب شججدائد بسججيار و ملقججات
سختيهاى بيشمار ،بخدا قسم هر آينه پسر أبو طالب انس گيرندهتر است بمرك از انججس
گرفتن طفل شيرخواره بپستان مادر خود ،بلكججه سججبب سججكوت و توقججف مججن در اينبججاب
آنست كه پيچيده شدهام بعلم مخزون و سر مكنونى كه پنهان است كه اگر اظهججار بججدارم
آن را بشما هر آينه مضطرب ميشويد ،و بلرزه ميافتيد مانند لرزيججدن ريسججمان در چججاه
دور و دراز ،و ايججن اشججاره اسججت بقيججام دولججت أهججل ضججللت و طغيججان و امتججداد زمججان
غصب خلفت ايشان .
] [ 143
و رواه في البحار من المالي بسند يأتي ،في شججرح البحرانججي عججن أبججي عبيججد قججال أقبججل
سلم الطواف و قد عزم على اتباع طلحة و الّزبير و قتالهما فأشججار أمير المؤمنين عليه ال ّ
سججلم فججيسلم أن ل يتبعهما و ل يرصد لهما القتججال فقججال عليججه ال ّ
إليه ابنه الحسن عليه ال ّ
جوابه :
ضبع تنام على طول الّلدم حّتى يصل إليها طالبها و يختلها راصدها ،و ل ل أكون كال ّ وا ّ
سامع المطيع العاصى المريب أبججدا حّتججى ق المدبر عنه و بال ّلكّني أضرب بالمقبل إلى الح ّ
ل نبّيه صّلى ي منذ قبض ا ّ
ل ما زلت مدفوعا عن حّقي مستأثرا عل ّ ي يومي ،فو ا ّ يأتي عل ّ
ل عليه و آله و سّلم حّتى يوم الّناس هذا .
ا ّ
ععععع
ضبع ( بضّم الباء حيوان معروف مؤّنثة ،قال الفيروزآبججادي و هججي سججبع كالجّذئب إلّ ) ال ّ
ضججرب بشججيء سبع العرجاء و ) الّلدم ( الّلطم و ال ّ
أّنه إذا جرى كأّنه أعرج و لذلك سّمى ال ّ
ثقيل يسمع وقعه و ) ختله ( يختله من باب نصر و ضججرب خججدعه و ) اسججتأثر ( بالشججيء
استبّد به .
ععععععع
على في قوله :على طول اللدم ،للستعلء المجازي على حّد قوله تعالى :
عععععع
ضججبع ،و
ضبع حيوان معروف بالحمق و العرب تقول في أمثالها أحمججق مججن ال ّ ن ال ّ
اعلم أ ّ
صائد يأتي إلى بججاب مغارهججا فيضججرب بعقبججه الرض عنججد البججاب ضججربا
ن ال ّ
من حمقها أ ّ
خفيفا ،و ذلك هو اللدم و يقول خامرى ام عامر مرارا بصوت ليس بشديد فتنام على ذلك
فيدخل إليها و يجعل الحبل في عرقوبها و يجّرها فيخرجها .
اطرقى اّم طريق خجامري أّم عججامر ،و يكجّرر ذلججك مججرارا فتلججأ إلججى أقصججى مغارهججا و
تنقبض فيقججول :اّم عججامر ليسججت فججي وجارهججا أّم عججامر نائمججة ،فتمجّد يججديها و رجليهججا و
تستلقي فيدخل عليها و يوثقها .
ضبع و اّم عامر كنية لها و معنججى خججامري اّم عججامر اسججتتري و
أقول :عامر هو جر و ال ّ
الزمي مكانك من المخامرة و هو الستتار و لزوم المكان ،و اّم طريق كقبيط 1كنية لها
أيضا و هو كثير الطراق .
و في القاموس يقججال :خجامري حضججاجر أتججاك مججا تجججاوز هكججذا وجججدناه و الججوجه خججامر
ضججبع غيججر منصججرف لّنججه بحذف الياء أو تجججاوزين باثباتهججا ،و حضججاجر علججم جنججس لل ّ
ضجبع مبالغججة
منقول عن الجمع و كان في الصل حضجر بمعنى عظيم البطن سّمى بججه ال ّ
ل فرد منها جماعة من هذا الجنجس ،فهجو علجم للمفجرد المجؤنث و في عظم بطنها ،كأن ك ّ
لذلك قال الفيروزآبادي :و الوجه أن يقال :تجاوزين ،و أما الوجه الخر الججذي ذكججره و
ضبع العّم الشامل ي على كونه علما لجنس ال ّ هو حذف الياء في خامر فهو مبن ّ
-----------
) ( 1قققققق قققققق ق .
] [ 145
للذكر و النثى على ما ذهب إليه البعض على ما حكاه الفيومي في المصباح .
ل ج ل أكججون سججلم ) :و ا ّ
و كيف كان فاذا عرفت ما مّهدناه و ضح لك معنى قوله عليججه ال ّ
ضبع تنام على طول اللدم حّتى يصل إليها طالبها و يختلها ( أى يخدعها ) راصججدها ( كال ّ
خر القتججال فيكججون حججالي مججع القججومو مترّقبها و المقصود إنى ل أقعد عن الحرب و ل اؤ ّ
ضبع تنام على حيلة صائدها ،فأكون قد أسلمت نفسي لهجم و يكونجون المشار إليهم حال ال ّ
متمّكنين مّنججي تمّكججن صججائد الّنمبججع منهججا بختلججه و خججديعته ) و لكّنججى أضججرب ( مصججاحبا
سججامع المطيججع ( لججداعيق ( وجه ) المدبر عنه و ( احارب مستعينا ) بال ّ ) بالمقبل إلى الح ّ
شاك فيه ) ابدا ( أى ما دام العمر ) حّتى يأتي عل ج ّ
ى ق ال ّق ) العاصي المريب ( في الح ّ الح ّ
ل ما زلت مدفوعا عن حّقي ( الذي كنت أستحّقه بن ّ
ص يومي ( الذي قّدر فيه موتي ) فو ا ّ
ى ( و مستبدا برأيي غير محتاج إلى مشجاورة الغيجر ) منجذ ل و رسوله ) مستأثرا عل ّ من ا ّ
ن التغلجب ل عليه و آله و سّلم ( إليه ) حّتى يوم الّناس هجذا ( يعنجي أ ّ ل نبّيه صّلى ا ّ
قبض ا ّ
لج
لج صجّلى ا ّ ي و اندفاعي عن الخلفة شيء لم يتجدد الن بل كان منذ قبض رسجول ا ّ عل ّ
عليه و آله و سّلم إلى ذلك اليوم الذي خالفوني و نكثوا بيعتي .
سلم في أثناء كلم له :و هذا طلحججة و الّزبيججر و في الحتجاج قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل قد رّد علينا حّقنا بعججد أعصججر ليسا من أهل الّنبوة و ل من ذرّية الّرسول حّتى رأيا أنّ ا ّ
ى دأب الماضججين قبلهمججا ليججذهبا بحّقججي و فلم يصبرا حول كامل و ل شهرا حّتى و ثبا عل ج ّ
يفّرقا جماعة المسلمين عّني ثّم دعا عليهما .
] [ 146
ل طلقة و يد أبججي سججفيان بكججرة ،و قججال أيضججا :و مّمججن كججان
أبا سفيان ؟ فقالت يد عبيد ا ّ
ل أبو طلحة .يلعب به و يتخّنث عبيد ا ّ
و أّما الّزبير فقجد قجال فججي البحجار :قجال مؤلجف كتجاب إلججزام الّنواصجب و صجاحب تحفججة
ن العوام كان عبدا لخويلد ثّم اعتقه و تبّنججأه 1و لججم يكججن مججن قريججش و
الطالب :قد ورد أ ّ
ن العرب في الجاهلّية كان إذا كان لحدهم عبد و أراد أن ينسبه إلججى نفسججه و يلحججق ذلك ا ّ
به نسبه أعتقه و زّوجه كريمة من العرب فيلحقججه بنسججبه و كججان هججذا مججن سججنن العججرب و
ل بن الّزبير بحضرة معاوية و عنده جماعة من يصّدق ذلك شعر عدي بن حاتم في عبد ا ّ
ل لمعاوية يا أمير المؤمنين ذرنا نتكلم عججدّيا ل بن الّزبير ،فقال عبد ا ّ
قريش و فيهم عبد ا ّ
ن عنده جوابا ،فقال :إّني أحّذركموه ،فقال :ل عليك دعنا و إّياه فقال يا أبججا فقد زعموا أ ّ
طريف متى فقئت عينك ؟ فقال :يوم فجّر أبجوك و قتجل شجّر قتلجة و ضجربك الشجتر علجى
استك فوقعت هاربا من الّزحف و أنشد يقول شعرا .
ي و أبججججججججججججججججججوابي
و كججججججججججججججججججان أبججججججججججججججججججي فججججججججججججججججججي طجججججججججججججججججج ّ
صحيحين لم ينزع عروقهما القبطا
ن أبجاه و
قال معاوية :قد حّذرتكموه فأبيتم ،و قوله :صحيحين اه تعريض بابن الّزبير بجأ ّ
أبا أبيه ليسا بصحيحي الّنسب و أّنهما من القبط و لم يسججتطع ابججن الّزبيججر انكججار ذلججك فججي
مجلس معاوية .
ععع ع عععع ع
ععع ععع ع ع ع عع عع ع ععع ع ع ععع
عععععععع ععع
سلم كتب إلى معاوية :أّما بعججد فججانّ الّنججاس ي عليه ال ّشارح المعتزلي :لّما بويع عل ّ
قال ال ّ
قتلوا عثمان من غير مشورة مّني و بايعوني عن مشورة منهم و اجتماع فإذا أتججاك كتججابي
شام قبلك ،فلّما قدم رسوله على معاوية و قرء كتابه بعث فبايع و أوفد إلى أشراف أهل ال ّ
رجل من بني عيس و كتب معه كتابا إلى الّزبير بن العوام و فيه :
-----------
) ( 1قق قققق قققق قق ققق .
] [ 147
شام فأجججابوا و استوسججقوا 1كمججا يستوسججق سلم عليك ،أّما بعد فاّني قد بايعت لك أهل ال ّ
الحلب فدونك الكوفة و البصرة ل يسبقّنك إليهما ابن أبي طججالب فججاّنه ل شججيء بعججد هججذين
ل بن بعدك فأظهرا الطلب بججدم عثمججان و ادعججوا المصرين ،و قد بايعت لطلحة بن عبيد ا ّ
ل و خذل مناديكما . الّناس إلى ذلك و ليكن منكما الجّد و التشمير أظفر كما ا ّ
فلّما وصل هذا الكتاب إلى الّزبير سججتر بججه و أعلججم بججه طلحججة و أقججرأه إّيججاه فلججم يشججكا فججي
سلم . ي عليه ال ّ الّنصح لهما من قبل معاوية و أجمعا عند ذلك على خلف عل ّ
ل منهما يرى
ن عايشة سارت إلى البصرة و معها طلحة و الّزبير و ك ّ
أّيها الّناس إ ّ
-----------
) ( 1ققققق ققق ققققق قق ق ق ق قق ق قققق ق
قققققققق ققق ققق .
] [ 148
و رواه في البحار من كتاب الكافية لبطال توبة الخاطئة قريبا منه ،و فيه بججدل قججوله :و
ن ثلثهم و ليرجع ثلثهم و بدل قوله :و ما لنا إلى عايشة من ذنب و مججا لنججا اليهججا مججن
ليتوب ّ
ذنب غير أّنا خيرنا عليها فأدخلناها في حيزنا .
عععععع
روى المحّدث المجلسي ) قده ( في البحار من أمالي المفيججد عججن الكجاتب عجن الّزعفرانجي
عن الثقفي عن الفضل بن دكين عن قيس بن مسلم عن طارق بن شججهاب قججال :لّمججا نججزل
سلم بالّربذة سألت عججن قججدومه إليهججا فقيججل :خججالف عليججه طلحججة و الّزبيججر و ي عليه ال ّ
عل ّ
عايشة و صاروا إلى البصرة فخرج يريدهم فصرت إليه فجلست إليه حّتى صجّلى الظهججر
سلم فجلس بين يديه ثّم بكججى و العصر فلّما فرغ من صلته قام إليه ابنه الحسن عليهما ال ّ
سججلم ،فقججال لججه أميججر
و قال :يا أمير المؤمنين إّني ل أستطيع أن اكّلمججك و بكججى عليججه ال ّ
ن حنين الجارية . ي و تكّلم و ل تح ّ
سلم :لتبك يا بن ّ
المؤمنين عليه ال ّ
] [ 149
ى منجه و قجد سلم أّما قولك :إن عثمان حصر فما ذاك و ما عل ّ فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل ما كنت لكون الّرجل يستحل بججه كنت بمعزل عن حصره ،و أّما قولك :ائت مكة فو ا ّ
ضجبع ل مجا كنجت لكجون كال ّ مكة ،و أّما قولك :اعتزل العراق و دع طلحة و الّزبير فو ا ّ
ينتظر حّتى يدخل عليها طالبها فيضع الحبل في رجلها حّتى يقطع عرقوبهججا ث جّم يخرجهججا
سججامعق المججدبر عنججه و بال ّ
ي يضججرب المقبججل إلججى الحج ّ فيمزقها اربا اربا و لكن أباك يا بنج ّ
ل ما زال أبوك مدفوعا عن حّقججه ي يومي فو ا ّ المطيع العاصي المخالف أبدا حّتى يأتي عل ّ
ل عليه و آله و سّلم حّتججى يججوم الّنججاس هججذا و كججانل نبّيه صّلى ا ّمستأثرا عليه منذ قبض ا ّ
ي وقت حدث بهذا الحديث بكى هذا . طارق بن شهاب أ ّ
سلم خطب بهذه الخطبجة بالّربججذة ،و المسجتفاد مججن و المستفاد من هذه الّرواية أّنه عليه ال ّ
ل العالم بحقايق الوقايع . سالفة أّنه خطب بها بمكة ،و ا ّشارح البحراني ال ّرواية ال ّ
ععععععع
از جمله كلم بلغت نظام آن حضرتست كه فرمود در حينى كه اشاره كرده شد بسججوى
او كه نرود پى طلحه و زبير و مهّيا نسججازد بجهججة ايشججان مقججاتله و محججاربه را و اشججاره
سلم بود كه بحضور پدر بزرگوار اين عرض را نمود كننده حضرت امام حسن عليه ال ّ
پس آن امام عاليمقام جوابداد :
بخدا سوگند كه من نميتوانم مثل كفتار بشوم كججه بخوابججد بججر درازى زدن صججيد كننججده او
پاشنه خود را بسنك كه اين از جمله اسباب صيد اوست تا اينكه برسد باو طلججب كننججده و
فريب دهد او را انتظار كشنده او ،و لكن من ميزنم باستعانت و مصاحبت كسيكه اقبججال
ق است ادبار كننده از حق را و بيارى شنونده فرمان بردار گنه كار شك آورنده كننده ح ّ
را در جميع حالت و در همه اوقات تا اينكه بيايد بسوى من روز موعود من .
ق خود ممنوع
پس بخداوند سوگند هميشه بودهام دفع كرده شده از ح ّ
] [ 150
گرديده از خلفت مستبّد در امر و تنها ايستادهام بر كار خود و هيچ ناصر و معين مججن
ق سبحانه و تعالى روح پر فتوح پيغمبر خود را تججا نبوده از آن زمان كه قبض فرمود ح ّ
ق خجود روز مردمان اين روزگار ،يعنججى اغتصججاب خلفججت و ممنججوع شجدن مجن از حج ّ
چيزى نيست كه تازگى داشته باشد و از آن اسججتيحاش بكنججم ،بلكججه امريسججت مسججتمّر از
ل عليه تا امروز كه ايججن منججافقين بججا مججن بمقججام
روز وفات حضرت رسالت مآب سلم ا ّ
صواب .ل أعلم بال ّ ق خود ،و ا ّ
نقض عهد آمده و بنايشان دفع نمودن من است از ح ّ
شيطان لمرهم ملكا ،و اّتخذهم له أشراكا ،فباض و ف جّرخ فججي صججدورهم ،و إّتخذوا ال ّ
ب و درج في حجورهم ،فنظر في أعينهم ،و نطججق بألسججنتهم ،فركججب بهججم الّزلججل ،و د ّ
شيطان في سلطانه ،و نطق بالباطل على لسانه . زّين لهم الخطل ،فعل من قد شّركه ال ّ
ععععع
ل تعالى ،
شيطان ( فيعال من شطن إذا تباعد فكأّنه يتباعد عند ذكر ا ّ
) ال ّ
و قيل إّنه فعلن من شاط يشيط إذا احترق غضبا لّنه يحججترق و يغضججب إذا أطجاع العبججد
ل سبحانه و ) ملك ( المجر مجا بجه قجوامه و ) الشجراك ( إّمجا جمجع شجريك كشجريف و ّ
صججيد و الغججالب فججي جمعججه شججرك
أشراف و هو الظهر ،أو جمع شججرك و هججو حبججائل ال ّ
بضّمتين و قد يجمع على أشراك كجبل و أجبال و ) باض ( الطائر و نحوه يججبيض بيضججا
صغير دبيبججا مججن بججاب ضججرب سججار وب ( ال ّفهو بائض و ) فّرخ ( من باب الّتفعيل و ) د ّ
ص الّدبيب بالحركججة الخفّيججة و
صبي دروجا من باب قعد مشى قليل ،و قد يخت ّ ) درج ( ال ّ
) الخطل ( الكلم الفاسد يقال :أخطل في كلمه أى أخطأ .
ععععععع
فعل من قد شركه مفعول مطلق مجازى لقوله :اّتخذوا إذ العامل محذوف و التقدير
] [ 151
عععععع
سلم أشار في هذه الخطبة إلى ذّم المنابذين و المخججالفين لججه و المتمّرديججن اعلم أّنه عليه ال ّ
شيطان لمرهم ملكا ( أى به قججوام امججورهم و نظججام حججالهم عن طاعته فقال ) :اّتخذوا ال ّ
فجعلوه وليا لهم سلطانا عليهم متصّرفا فيهم بالمر و الّنهي كما قال سبحانه :
ن َأْوِلياَء ِلّلججذينَ
شياطي َ
جَعْلَنا ال ّ
ل « و قال تعالى ِ » :إّنا َ
ن ا ِّ
ن ُدو ِ
ن َأْوِليآَء ِم ْ
شْيطا َ
خُذوا ال ّ
» ِإّت َ
شيطان ن « أي حكمنا بذلك لّنهم يتناصرون على الباطل يؤمنون به و يتوّلون ال ّ ل ُيْؤِمُنو َ
و يشركون بالّرحمن كما قال تعالى :
ش جْيطانِ
ب ال ّ
ح جْز َ
ن ِ
ن َأل ِإ ّ
ش جْيطا ِ
ب ال ّ
حْز ُ
ك ِل ُأولِئ َ
ن َفَأْنسيُهْم ِذْكَر ا ِّ
شْيطا ُ
عَلْيِهُم ال ّ
حَوَذ َ
سَت ْ
» ِإ ْ
شجارح البحرانجي أّنجه ن « و أّما على جعل الشراك جمعجا لشجرك فقجد قجال ال ّ سُرو َ ُهُم اْلخا ِ
شرك اصجطياد مجا يجراد صجيده و كجان هجؤلء القجوم استعارة حسنة ،فإّنه لّما كان فايدة ال ّ
شيطان لرائهم و تصّرفه فيهم على حسب حكمه أسججبابا لججدعوة الخلججق إلججى بحسب ملك ال ّ
لج فجي أرضجه اشجبهوا الشجراك لصجطيادهم ق و منابذة إمام الوقت و خليفة ا ّ مخالفة الح ّ
شيطان الخلق بألسنتهم و أموالهم و جذبهم إلى الباطل بالسباب الباطلة التي ألقاها إليهم ال ّ
و نطق بها على ألسنتهم فاستعار لهم لفظ الشراك .
شججيطان لهججم بقججوله ) فبججاض و فججرخ فججي صججدورهم (
سلم إلى ملزمججة ال ّ
ثّم أشار عليه ال ّ
ل بعد طول الملزمة و القامة ،فشّبه كالطاير الذي يبيض و يفرخ و ذلك ل يكون إ ّ
] [ 152
ل في مسكنه ،و كّنىش الطاير و موطنه إذا البائض ل يبيض إ ّ سلم صدورهم بع ّ عليه ال ّ
بالبيض و الفرخ عن إقامته عليهم و مكثه في قلوبهم لغوائهم ،و يمكن أن يكون المججراد
بهما معناهما الصلي لّنه ل نتاج له و إّنما يبيض و يفرخ بنفسه .
ل عليه ما رواه في البحار من الخصال بإسناده عن أبي عبد الّرحمججن عججن معاويججة كما يد ّ
ن ولد كججافرا
سلم قال :الباء ثلثة آدم ولد مؤمنا ،و الجا ّ
ل عليه ال ّ
بن عّمار عن أبيعبد ا ّ
و إبليس ولد كافرا و ليس فيهم نتاج إّنما يبيض و يفرخ و ولده ذكور ليس فيهم اناث .
ي عليهججم
ي عججن آبججائه عججن علج ّ
و فيه من العلل بإسناده عن عمرو بن خالد عن زيد بن علج ّ
ل حيججن أمججر آدم
ل عّز و جج ّ نا ّ
ل عليه و آله و سّلم :إ ّ
ل صّلى ا ّ
سلم قال :قال رسول ا ّ
ال ّ
أن يهبط ،
هبط آدم و زوجته و هبط إبليس و ل زوجة له و هبطججت الحّيججة و ل زوج لهججا فكججان أّول
من يلوط بنفسه إبليججس فكججانت ذّريتججه مججن نفسججه ،و كججذلك الحّيججة و كججانت ذّريججة آدم مججن
زوجته فأخبرهما أّنهما عدّو ان لهما هذا .
ن الكنايججة أبلججغ مججن الفصججاح و أسجّد مججن الّتصججريح ، ن الظهر هو المعنججى الّول ل ّ و لك ّ
شججيطان يجججرى مججن ابججن آدم
ن ال ّ
لج عليججه و آلججه و سجّلم :إ ّ
فيكون ذلك نظير قججوله صجّلى ا ّ
ن المقصود به ليس أّنه يججدخل عروقججه و أوراده و تجججاويف أعضججائه بججل مجرى الّدم ،فإ ّ
شيطان ل يزال يراقب العبد و يوسوس إليه في نومه و يقظتججه ،إذ هججو جسججم المعنى أن ال ّ
ي يمكنه أن يصل إلى ذلك النسان فيوصل كلمه و وسواسه إلى بججاطن اذنججه لطيف هوائ ّ
ل العالم بكيفّية ذلك .
فيصير إلى قلبه ،و ا ّ
و بالجملة كلم العرب إشارات و تلويحات و الكلم إذا ذهب عنه المجججاز و السججتعارة و
الكناية زالت براعته و فارقه رونقه و بقى مغسول و صار عامّيا مرذول و كججان رسججول
سججلم أفصججح الفصججحاء ول عليه و آله و سّلم و كذلك سجّيد الوصججياء عليججه ال ّ
ل صّلى ا ّا ّ
أكمل البلغاء ،
] [ 153
الذي ذكرناه من احتمال اسججتعمال بججاض و فجّرخ فججي معناهمججا الحقيقججي فججالظهر رجججوع
ب و درج إلى الفرخ المستفاد من فرخ . ضميرين في د ّال ّ
سلم إلى شّدة اّتحاده معهم بقوله ) فنظر بأعينهم و نطق بألسنتهم ( و ذلك ثّم أشار عليه ال ّ
ن الّنظر و الّنطق و ساير أفعال العضاء و الجججوارح بأسججرها تابعججة لرادة القلججب ،إذ لّ
القلب هو الحاكم عليها بججالمر و النهججى و المتصجّرف فججي مملكججة البججدن و الّرئيججس علججى
الجوارح و المشاعر الباطنة و الظاهرة .
ضللة ) و زّين لهم الخطل ( و الفكاهججة و فعلججوا ) ف ( عند ذلك ) ركب بهم الّزلل ( و ال ّ
شيطان في سلطانه و نطق بالباطل على لسانه ( يعني كمججا ذلك مثل ) فعل من قد شركه ال ّ
شيطان شريكا له في تسلطه و أمره و نهيه و كان ناطقا بالباطل على لسانه ن من جعله ال ّأّ
،يكون جميع أفعاله و أقواله في جميع أحواله تبعا لذلك اللعين ،فكججذلك هججؤلء المنججافقين
ل عليهم أجمعين .
و المنابذين لعنة ا ّ
ععععععع
] [ 154
كردن كسيكه گويا باشد بامر باطل بر زبان او ،يعني افعججال و أقججوال اينهججا مثججل فعججل و
قول كسى است كه مججن جميججع الوجججوه مطيججع شججيطان بججوده باشججد و از غججايت اختلط و
امتزاج با شيطان اثنينيت از ميانه برداشته شود .
يزعم أّنه قد بايع بيده و لم يبايع بقلبه ،فقد أقّر بالبيعة ،و اّدعججى الوليجججة ،فليججأت عليهججا
ل فليدخل فيما خرج منه . بأمر يعرف ،و إ ّ
ععععع
ععععععع
سججلم :فقججد أقجّر ،و قججوله :فليججأت ،فصججيحة و فججي قججوله :فليججدخل
الفاء في قوله عليه ال ّ
شرط جواب لل ّ
عععععع
سلم كان يعتذر عججن ذلججك ،فيجّدعي تججارة أّنججه اكججره ن الّزبير بعد نكثه بيعته عليه ال ّاعلم أ ّ
على البيعة و ) يزعم ( اخرى أّنه وّرى في ذلك تورية و نوى دخيلة و ) أّنه قد بايع بيججده
سلم عنه و رّد اّدعججائه بججأّنه ) قججد أق جّر بالبيعججة ( بتسججليمه و لم يبايع بقلبه ( فأجاب عليه ال ّ
البيعة بيده ظاهرا و ) اّدعى ( أّنججه أضججمر فججي بججاطنه مججا يفسججد بيعتججه مججن ) الوليجججة ( و
البطانة و هذه دعوى ل تسمع منه و ل تقبججل شججرعا مججا لججم ينصججب عليهججا دليل و لججم يقججم
ل( حته و دليل يّتضح دللتججه ) و إ ّ عليها برهانا ) فليأت ( على اثباتها ) بأمر يعرف ( ص ّ
شأن ذلك ) فليدخل فيما خرج منه ( مججن طججاعته عليججه ن ال ّأى إن لم يقم عليها برهانا كما أ ّ
سلم و انقياد حكمه و ليمض على بيعته . ال ّ
] [ 155
لوشارح المعتزلي :لّما خرج طلحة و الّزبير من المدينة إلى مكة لججم يلقيججا أحججدا إ ّ قال ال ّ
سلم قولهما فقججال ي في أعناقنا بيعة و إّنما بايعناه مكرهين فبلغ علّيا عليه ال ّ
قال :ليس لعل ّ
ل لقد علمت أّنهمججا سججيقتلن أنفسججهما
ل و أعزب دارهما و أنا و ا ّ سلم :أبعدهما ا ّعليه ال ّ
أخبث مقتل و يأتيان من وردا بأشام يوم و لقججد أتيججاني بججوجهي فجاجرين و رجعجا بججوجهي
ل في كتيبة خشنآء يقتتلن فيها أنفسججهما ل ل يلقيانني بعد هذا اليوم إ ّغادرين ناكثين ،و ا ّ
فبعدا لهما و سحقا .
سججلم حيججن وقجع القتججال و ن أمير المجؤمنين عليججه ال ّ و في الحتجاج عن نصر بن مزاحم أ ّ
شججهباء بيججن الصّججفين ،ل عليه و آلججه و سجّلم ال ّ ل صّلى ا ّ قتل طلحة تقدم على بلغة رسول ا ّ
فدعا الّزبير ،فدنا إليه حّتى إذا اختلفت أعناق دابتيهما ،فقال :يججا زبيججر انشججدك أسججمعت
ل عليه و آله و سّلم يقول :إّنججك سججتقاتل علّيججا و أنججت لججه ظججالم ،قججال ،
ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
الّلهم نعم ،قال :فلم جئت ؟ قال :جئت ل صلح بين الّناس فأدبر الّزبير و هو يقول :
جججججججججججججججججججة
فجججججججججججججججججاخترت عجججججججججججججججججارا علجججججججججججججججججى نجججججججججججججججججار مؤ ّ
أّنجججججججججججججججى يقجججججججججججججججوم لهجججججججججججججججا خلجججججججججججججججق مجججججججججججججججن الطيجججججججججججججججن
ل ما لي في هذا بصيرة و أنا منصرف ، قال :و أقبل الّزبير إلى عايشة فقال :يا أّمه و ا ّ
ل ج طججوال
ل أفررت من سيوف ابن أبي طالب ؟ فقال :اّنها و ا ّ فقالت عايشة :يا أبا عبد ا ّ
سججباع و فيججه الحنججف ابججن قيججس قججد
حداد تحملها فتية أنجاد ثّم خرج راجعا فمّر بججوادي ال ّ
اعتزل في بني تميم فأخبر الحنف بانصرافه فقال :ما أصنع به إن كان
-----------
) ( 1قققق ققق قققق ققق ققققق ق ق ق .
] [ 156
الّزبير قد القي ) الف خ ( بين غارين 1من المسلمين و قتل أحدهما بالخر ثّم هججو يريججد
اللحاق بأهله فسمعه ابن جرموز فخرج هو و رجلن معه و قد كججان لحججق بججالزبير رجججل
من كلب و معه غلمه .
فلّما أشرف ابن جرموز و صاحباه على الّزبير فحّرك الّرجلن رواحلهما و خّلفججا الّزبيججر
وحده ،فقال الّزبير :ما لكما هم ثلثة و نحن ثلثة فلّما أقبل ابن جرموز قال له الّزبيججر :
لج إّننججي جئتججك لسججألك عججن امججور الّنججاس
مالك إليك عّني فقال ابن جرموز :يا أبا عبججد ا ّ
سيف .
قال :تركت الّناس على الّركب يضرب بعضهم وجوه بعض بال ّ
ل أخبرني عن أشياء أسألك عنها قال :هات ،فقال أخبرني قال ابن جرموز :يا أبا عبد ا ّ
عججن خججذلك عثمججان و عججن بيعتججك علّيججا و عججن نقضججك بيعتججه و عججن إخراجججك عايشججة أّم
المؤمنين و عن صلتك خلف ابنك و عن هذه الحرب الججتي جئتهججا و عججن لحوقججك بأهلججك
خر فيه الّتوبة ،و أّما بيعتي علّيا فلججم
ل فيه الخطيئة و أ ّ
فقال :أّما خذلي عثمان فأمر قّدم ا ّ
أجد منها بّدا إذ بايعه المهاجرون و النصار ،و أّما نقضي بيعته فاّنما بججايعته بيججدي دون
ل غيره ،و أّما صلتي خلف ابني قلبي ،و أّما إخراجي أّم المؤمنين فأردنا أمرا و أراد ا ّ
ل إن لم أقتلك .حى ابن جرموز عنه ،و قال قتلني ا ّ فاّنما خالته قد متني ،فتن ّ
و في شرح المعتزلي بعد ما ذكر سؤال ابججن جرمججوز و جججواب الّزبيججر قججال :فسججار ابججن
صلة فقجال الّزبيجر يجا هجذا إّنجا
ل واحد منهما يتقي الخر فلّما حضرت ال ّ جرموز معه و ك ّ
نريد أن نصّلي ،فقال ابن جرموز :أنا اريد ذلك فقال الّزبير :فتججؤمّني و اؤّمججك ،قججال :
صلة شّد ابن جرموز عليه فقتلججه و نعم فثنى الّزبير رجل و أخذ وضوئه ،فلّما قام إلى ال ّ
أخذ رأسه و خاتمه و سيفه و حثا عليه ترابا يسيرا و رجع إلى
-----------
) ( 1ق ق ق ق ققق قق ق ققق ق ققق ققق ق قق ق قق
ققققق قق ققق ققققق ققق ققق قققق ققق قققق
قق ققققق قق ق ققق قق قققققق ق قق قق قققق ق
ققق قققق قق ققققق ق قق ققق ق قق قق ققق ققق
ق ق قققق ق ق ققق قق ق قق ق قق ق ق ققق ققققق ق
ق قق ق ق ققققق ق قق ق ققق ققق ق ق قققق ق ق ق
قققق قق ققق ققق ققق ققققق ق ققققق
] [ 157
سججلمي عليججه ال ّ
ل ما أدري أسأت أم أحسنت ،اذهب إلججى علج ّ
الحنف فأخبره ،فقال :و ا ّ
ي فقال للذن :قل له :عمرو بن جرموز بالباب و معه رأس الّزبيججر فاخبره فجاء إلى عل ّ
و سيفه فادخله .
سلم :أما اّني سججمعت رسججول فقال ابن جرموز :الجايزة يا أمير المؤمنين ،فقال عليه ال ّ
شر قاتججل ابججن صججفّية بالّنججار ،فخججرج ابججن جرمججوز
ل عليه و آله و سّلم يقول ب ّ
ل صّلى ا ّا ّ
خائبا و قال :
ن قتجججججججججججججججججججججججججل الّزبيجججججججججججججججججججججججججر
فقلجججججججججججججججججججججججججت لجججججججججججججججججججججججججه إ ّ
لجججججججججججججججججججججججججو ل رضجججججججججججججججججججججججججاك مجججججججججججججججججججججججججن الكلفجججججججججججججججججججججججججة
فان قيل :أليس ما رواه ذلك صريحا في توبة الّزبير حيث إّنه لو لم يكن تائبا لما اسججتحقّ
شججارح المعجتزلي وفاقجا لسججاير
قاتله الّنار بقتله ،فيججدل ذلجك علجى صجحة مججا ذهجب إليججه ال ّ
حة توبة الزبير .
المعترلة من ص ّ
ن بشارة القاتل بالّنار ل ينافي كون المقتول فيهججا أيضججا ،و ل قلت :قد اجيب عنه تارة بأ ّ
ن ابن جرموز قتل الّزبير علججى وجججه الغيلججة و المكججر و هججذه منججهيلزم توبته ،و ذلك ل ّ
ق ابن جرموز الّنار بقتله اّياه غدرا ل ل ّ
ن معصية ل شبهة فيها فإّنما استح ّ
-----------
) ( 1ققققق قققققق .
] [ 158
شارح فججي آخججر كلمججه و ن جرموز كان من جملة الخوارج كما ذكره ال ّ و اجيب اخرى بأ ّ
ل عليه و آله و سّلم قد كان خّبره بحالهم و دّله على جماعة منهم بأعيججانهم و ي صّلى ا ّ
الّنب ّ
سججلم مججن أن أوصافهم ،فلّما جائه ابن جرموز برأس الّزبير أشفق أمير المؤمنين عليه ال ّ
ن به لعظيم ما فعله الخير و يقطع له على سلمة العاقبة و يكون قتله الّزبير شبهة فيما يظ ّ
ن هججذا الفعججل
شبهة فججي أمججره و ليعلججم أ ّ
يصير إليه من الخارجّية قطع عليه بالّنار لتزول ال ّ
الذي فعله ل يساوى شيئا مع ما يرتكبه في المستقبل .
ن بشارته بالّنار لم تكن لكون الّزبير تائبا بل لبعض ما ذكرنججاه هججو أّنججه ل على أ ّ و الذي يد ّ
سلم مججن سلم به ففى عدوله عليه ال ّ لو كان المر كما اّدعوه لقاده أمير المؤمنين عليه ال ّ
ذلك دللة على ما ذكرنا كما هو واضح ل يخفى ،مضافا إلى أّنججه لججو كججان تائبججا لججم يكججن
ل تحقيق هذا المعنى فججي مصرعه مصرع سوء ل سّيما و قد قتله غادرا ،و يأتي إنشاء ا ّ
سابعة و الثلثين بما ل مزيد عليه فانتظر . شرح الكلم المأة و ال ّ
ععععععع
از جمله كلم بلغجت نظجام آن حضرتسجت كجه اراده نمجوده بجآن زبيجر را در حجالى كجه
اقتضا ميكرد آن را اّدعا ميكند زبير كه بيعت كججرده بدسججت خججود و بيعججت ننمججوده بقلججب
خود ،پس بتحقيق اقرار نمود ببيعت خود شرعا و اّدعا كججرد پنهججان داشججتن خلف آنججرا
حت در باطن ،پس بايد كه بياورد بر آن دعوى يا دليلى كه شناخته ميشود بآن دليججل صج ّ
آن دعوى ،و اگر اقامه دليل نتواند بكنجد بايججد داخجل شججود بجآن چيججزى كججه از آن خجارج
شده .
و قد أرعدوا و أبرقوا ،و مع هذين المرين الفشل ،و لسنا نرعد حّتى نوقع ،و ل نسيل
حّتى نمطر .
ععععع
] [ 159
ععععععع
ل ج ل أفعججل قال ابن هشام :و هذا المعنى 1ظاهر من قول سيبويه في تفسير قولهم :و ا ّ
سلم إرادة المعنججى الّثججانيل أن تفعل ،المعنى حّتى أن تفعل و الظهر في كلمه عليه ال ّ
إّ
فافهم .
عععععع
سججلم فججي هججذا المقججام نججاظر إلججى طلحججة و الّزبيججر و أتباعهمججا مججن
ن كلمه عليججه ال ّاعلم أ ّ
أصحاب الجمل و وارد في توبيخهم و ذّمهم ) و ( ذلك لّنهم ) قد أرعججدوا و أبرقججوا ( أى
أوعدوا و تهّددوا قبل ايقاع الحرب ) و مع هذين المرين الفشجل ( إذ الوعيجد و الّتهديجد و
ضججعف و الجبججن و علمججة ظفججر علججى الخصججم أمججارة ال ّضوضاء قبل ايقاع الحججرب و ال ّ ال ّ
سججلم قجالشجججاعة و لجذلك أّنجه عليججه ال ّ سكوت أمججارة ال ّ
صمت و ال ّ ن ال ّ رذالة الّنفس ،كما أ ّ
لصحابه في تعليم آداب الحرب في ضمن كلمججه المججأة و الّرابججع و العشججرين :و أميتججوا
أصواتكم فاّنه أطرد للفشل ،و قال لصحابه في غزوة الجمل :إّياكم و كججثرة الكلم فججاّنه
سلم إلى علجّو هّمتججه و فضججيلة فشل ثّم بعد الشارة إلى ذّمهم و رذالة أنفسهم أشار عليه ال ّ
نفسه و أصحابه بقوله ) :و لسنا نرعد حّتى نوقع و ل نسيل حّتى نمطر ( يعني كما أ ّ
ن
-----------
) ( 1قق ققق ققق ققققق ققق ققق .
] [ 160
سحاب اقتران وقوع المطر منه برعده و برقه و إسججالته بامطججاره فكججذلك أقوالنججافضيلة ال ّ
مقرونة بأفعالنا و إسالة عذابنا مقارنة بامطاره ،و يحتمل أن يكون المعنى إّنا ل نهجّدد إ ّ
ل
ل إذا أوقعنا بخصمنا ،يعنجي إذا أوقعنججا بخصجمنا أوعججدناأن نعلم أّنا سنوقع ،و ل نوعد إ ّ
حينئذ باليقاع به غيره مججن خصجومنا و هكجذا كجان حجال الشجججعان فجي سجالف الّزمجان و
غابره .
ن أبجا قيججس الّرومججي حجاكم قلعجةن كجاتب حجدود الجّروم كتججب إلججى المعتصججم أ ّ كمجا روي أ ّ
عمورية أمسك امرأة من المسلمين يعجّذبها و هججي تصججيح وا محّمججداه وا معتصججماه و أبججو
ن المعتصجم يركجب مجع جنجوده علجى خيجل بلجق يجأتي إلجي و قيس يستهزء بها و يقجول :إ ّ
سكر يشججربه يستخرجك من عذابي ،فلّما ورد عليه الكتاب كان خادمه معه قدح من ماء ال ّ
ل في بيت المرأة المسلمة ،فخرج من س جّر مججن المعتصم فقال له احفظ هذا و ل تناولنيه إ ّ
ل مججن عنججده فججرس أبلججق فجاجتمع عنججده ثمجانون ألفججا
رأى و أمججر بعسججاكره أن ل يركججب إ ّ
جمون أشججاروا عليججه بججأن ل يسججافر و أن قلعججة عموريججة ل يركبون خيل بلقا ،و كان المن ّ
تفتح على يديه .
سلم و ل نسيل حّتى نمطر تعريض على أصججحاب الجمججل و أّنهججم فججي و في قوله عليه ال ّ
سيل قبل إحداث المطر و هذا محجال ل ّ
ن وعيدهم و اجلبهم بمنزلة من يّدعى أّنه يحدث ال ّ
ل العالم بحقائق
سيل إّنما يكون من المطر فكيف يسبق المطر ،و ا ّ ال ّ
] [ 161
ععععععع
يعني مانند رعد در تهديد مىغّرند و مانند برق در توعيد ميجهند و با اين دو امر تججرس
و جبن است ،و نيستيم ما كه بترسانيم تا اينكه واقع گردانيم ،و نه سيل روان نمججائيم تججا
ل اعلم .
اينكه ببارانيم ،و ا ّ
ععععع
لج () الخيل ( الفرسان و ) الّرجل ( بالفتح جمججع راجججل كججالّركب جمججع راكججب و ) أيججم ا ّ
مخّفف أيمن قال الفيومي أيمن اسم استعمل في القسم و التزم رفعه كما التزم رفع لعمججرو
ل ،و همزته عند البصرّيين وصل و اشتقاقه عنججدهم مججن اليمججن و هججو البركججة ،و عنججد ا ّ
لج بحججذف الهمججزة و الكوفّيين قطع لّنه جمع يمين عندهم و قد يختصر منه و يقال و أيم ا ّ
ل بضم الميم و كسججرها و ) افرطججن ( إّمججا بفتججح الهمججزة و الّنون ثم اختصر ثانيا فيقال م ا ّ
ضم الراء مضارع فرط زيد القوم كقعد أى سبقهم و تقدم عليهم ،و فرط بفتحتين المتقججدم
في طلب الماء يهيئ الدلء و الرشاء ،و إّما بضم الهمزة و كسر الراء من باب الفعججال
مأخوذ من أفرط المزادة أى ملها و ) الماتح ( كالمايجح و هجو المسجتقى مجن الجبئر إل أن
ن التججاء بنقطججتين مججن فججوق و كججذلكالفرق بينهما كاعجامهما كما قاله أبججو علججي ،يعنججي أ ّ
الماتح لّنه المستقى فوق البئر و الياء بنقطتين من تحت و كذلك المايججح لّنججه الججذي ينججزل
إلى البئر فيملء الدلو .
] [ 162
ععععععع
و همزة الستفهام إذا دخلت على الّنفى أفادت التحقيق نحو :
عععععع
] [ 163
ك َو شججاِركُْهْم فججيجِل ج َ
ك َو َر ِ
خْيِل ج َ
عَلْيِه جْم ِب َ
ب َ جِل ْ
ك َو َأ ْت ِمْنُهْم ِبصْوِت َطْع َ سَت َ
نا ْ
سَتْفِزْز َم ِ
» َو ا ْ
غجُرورًا « أي اسججتخف مججن اسججتطعت ل ُ ن ِإ ّ
شْيطا ُ عْدُهْم َو ما َيِعُدُهُم ال ّ
لْولِد و ِ ل َو ا َْ
لْموا ِا َْ
لج
منهم أن تستفزه بدعائك إلى الفساد قال ابن عّباس :كل راكب أو راجل فججي معصججية ا ّ
ل فخيله و رجله ل راكب و ماش في معصية ا ّ فهو من خيل إبليس و جنوده و يدخل فيه ك ّ
كلّ من شاركه في الّدعاء إلى المعصية .
ن معي لبصججيرتي ( يريججد أنّ سلم إلى كمال عقله و استعداده بقوله ) :و ا ّثّم أشار عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم لم تتغير ،و إلىل صّلى ا ّالبصيرة التي كانت معي في زمن رسول ا ّ
هذه اشيرت في قوله تعالى :
سججلم
ن اّتَبَعني « قال أبو جعفر عليه ال ّ
صيَرٍة َأَنا َو َم ِ
على َب ِ
ل َ
عو ِإَلى ا ِّ
سبيلي َأْد ُ
ل هِذه َ
» ُق ْ
لج و أميججر المججؤمنين و الوصججياء مججن بعججدهما ،يعنججي أ ّ
ن في رواية الكافي ذاك رسول ا ّ
ل و أمير المؤمنين و الوصياء الّتجابعون لجه فجي ل مع البصيرة هو رسول ا ّ الّداعي إلى ا ّ
القوال و الفعال .
شججيطان و بتلبيسججه الباطججل بصججورة ثّم أكد كمال عقله بالشارة إلى عدم انخداعه بخججدع ال ّ
ضعيفة و اولى العقول السخيفة سواء كان مخججادعته ق كما يلبس على ذوى البصائر ال ّ الح ّ
بغير واسطة و هو المشار إليه بقوله ) :ما لّبست على نفسي ( أى ل يتلبججس علججى نفسججى
المطمئنة ما تلقيه إليها نفسي الّمارة ،أو بواسطة غيره و هو المشار إليججه بقججوله ) :و ل
ى من الخارج من جنود إبليس و أتباعه الذين تلقفججوا ى ( أى لم يحصل الّتلبيس عل ّ لّبس عل ّ
ن لهججم
لج لفرطج ّق صجورة الباطججل ) و أيججم ا ّ شبه و صار في قجوتهم أن يلبسجوا الحج ّ عنه ال ّ
سججلم وارد مججورد الّتهديججد و جججار علججى سججبيل حوضا أنا ماتحه ( هذا الكلم منججه عليججه ال ّ
ن لجلهم حياض الحرب التي أنا متججدّرب بهججا ،أو الستعارة ،و معناه لسبقنهم أو لسبق ّ
ن لهم حياض الحرب التي هي عادتي و أنا خبير بها لملئ ّ
] [ 164
شارح البحراني :استعار إفججراط الحججوض لجمعججه الجنججد و تهيئة أسججباب الحججرب و قال ال ّ
كّنى بقوله :أنا ماتحه ،أّنه هو المتولي لذلك و فججي تخصججيص نفسججه بالمتججح تأكيججد تهديججد
لعلمهم بشجاعته و قد حذف المضاف إليه أى أنا ماتح مائه إذ الحوض ل يوصف بالمتججح
ن الوارد منهم إليه ل يصججدر عنججه و قوله ) :ل يصدرون عنه و ل يعودون إليه ( يعني أ ّ
ن مجن نججا منهجم ل يطمجع فجي الحجرب مجّرة و ل ينجو منه فهو بمنزلة من يغرق فيجه و أ ّ
اخرى و ل يعود إليها ابدا .
ععععععع
آگاه باش قسم بخدا كه بتحقيق شيطان ملعون جمع كججرده اسججت حججزب خججود را از بججراى
اغواء و اضلل و جمع نموده است سواران و پيادگان يعني أعوان و انصججار خججود را ،
ل عليه و آلججه بججا
و بدرستى بصيرتي كه داشتم در زمان حضرت رسالت مآب صلوات ا ّ
من است ،نپوشانيدهام بر نفس خود باطل را بصورت حق ،و پوشانيده نشده اسججت بججر
من يعني بر ضللت نيفتادهام نه از قبل نفس خججود و نججه بواسججطه اضججلل ديگججرى قسججم
بخداوند هر آينه سبقت ميكنم ايشان را بسوى حوضهاى حرب يا پر ميكنم بجهججة ايشججان
حوضهاى محاربه و مقاتله را كه من آب كشنده آن حوضها ميباشم ،
يعنى خبير و بصير باشم بآنها چنان حوضهائيكه باز نگردد از آنها آنهائيكه آمججده باشججند
و باز نيايند بسوى آنها آنهائيكه رهيده باشججند ،يعنججى هججر كججه بسججوى بحججر حججرب شججتابد
غرق شود و جان بمالك دوزخ بسپارد ،و هججر كججه از آن دريججاى خونخججوار نجججات يابججد
صواب و إليه المرجع و المآب ل أعلم بال ّديگر باره طمع در جنگ نمينمايد ،و ا ّ
ل جمجمتك ،
ض على ناجذك ،أعر ا ّ
تزول الجبال و ل تزل ،ع ّ
] [ 165
تد في الرض قدمك ،إرم ببصرك أقصى القوم ،و غضّ بصرك ،
ل سبحانه .
ن الّنصر من عند ا ّ
و اعلم أ ّ
ععععع
ض ( أمر من عضضت الّلقمة و بها و عليها من باب تعججب لكججن بسججكون المصججدر و )ع ّ
ضرس و الّناب و ضحك حّتى بدت نواجججذه ، ن بين ال ّمن باب منع أمسكتها ) الناجذ ( الس ّ
قال تغلب :المراد النياب ،و قيل الّناجذ آخر الضراس و هو ضرس الحلججم لّنججه ينبججت
بعد البلوغ و كمال العقججل و قيججل :الضججراس كّلهججا نواجججذ ) و الجمجمججة ( عظججم الجّرأس
المشتمل على الّدماغ و رّبما يعّبر بها عن النسان كما يعّبججر عنججه بججالّرأس و ) تججد ( أمججر
من و تد قدمه في الرض اى أثبتها فيها كالوتد .
ععععععع
متعّلق تزول و تزل محذوف أى تزل الجبال عن مكانها و ل تزل عن مقامك و موضعك
،و الباء في قوله :ارم ببصججرك زايججدة ،يقججال :رميتججه و رميججت بججه ألقيتججه ،و سججبحانه
منصوب على المصدر بمحذوف من جنسججه أى سجّبحته سججبحانا ،و نقججل عججن سججيبويه أ ّ
ن
سبحان ليس بمصدر بججل هججو واقججع موقججع المصججدر الججذي هججو الّتسججبيح ،و الضججافة إلججى
المفعول لّنه هو المسّبح بالفتح ،و نقل عن أبي البقاء أّنججه ج جّوز أن يكججون الضججافة إلججى
ل به نفسه
الفاعل و قال :المعروف هو الّول و المعنى على ذلك اسّبح مثل ما سّبح ا ّ
عععععع
سلم أشار في كلمه هذا إلى أنججواع آداب الحججرب و كيفّيججة القتججال و عّلججم اعلم أّنه عليه ال ّ
محّمدا سّتة امور منها .
الّول ما عليه مدار الظفر و الغلبة و هو الّثبات و الملزمة و إليه أشار بقوله :
) تزول الجبال و ل تزل ( و هو خبر فججي معنجى الشجرط اريجد بجه المبالغججة أى لجو زالججت
ن الّنهججى عنججه علججى تقججدير
الجبال عن مواضعها ل تزل و هو نهى عججن الجّزوال مطلقججا ل ّ
زوال الجبال الذي هو محال عادة مستلزم للّنهي عنه على تقدير العدم بالطريق الولى .
] [ 166
ل ج لينتفججع
ل جمجمتك ( و المراد به بذلها فججي طاعججة ا ّ الثالث ما أشار إليه بقوله ) :أعر ا ّ
شارح المعتزلي :و يمكن أن يقججال إ ّ
ن ل كما ينتفع المستعير بالعارية ،قال ال ّ بها في دين ا ّ
لج
ن العاريججة مججردودة و لججو قججال لججه :بججع ا ّ
ذلك إشججعار بججاّنه ل يقتججل فججي تلججك الحججرب ل ّ
شهادة فيها .
جمجمتك لكان ذلك إشعارا له بال ّ
ن « الية .
ن َو ُيْقَتُلو َ
جّنَة َفَيْقُتُلو َ
ن َلُهم اْل َ
سُهْم بَأ ّ
ن َأْمواَلُهْم َو َأْنُف َ
ن اْلُمْؤِمني َ
شَترى ِم َ
لا ْ
ن ا َّ
» ِإ ّ
الّرابع ما أشار إليه بقوله ) :تد في الرض قدمك ( و هججو أمججر بجالزام قجدمه فججي الرض
شجاعة . كالوتد لستلزامه ربط الجاش و استصحاب العزم و كونه مظّنة ال ّ
الخامس ما أشار إليه بقوله ) :ارم ببصرك أقصى القوم ( و هو المر بفتح عينيه و رفججع
شجاع المقدام غير المبالي
طرفه و مّد نظره إلى أقاصي القوم ليعلم على ما ذا يقدم فعل ال ّ
ن الجبان تضججعف نفسججه و يضجطرب قلبججه فيكجون غضجيض الطجرف نجاكس الجرأس ل لّ
يرتفع طرفه و ل يمتّد عنقه .
-----------
) ( 1ققققق قققق ققققق ققق ققققق ققق ققققق
ق ققق ققققققق ق .
] [ 167
و ينبغي لنا أن نذكر هنا طرفا من وقايع الجمل مّما يناسب المقام بما فيه من الشارة إلججى
سلم .
مورد ذلك الكلم منه عليه ال ّ
فاقول :في البحار من كتاب المناقب من كتاب جمججل انسججاب الشججراف أّنججه زحججف علجيّ
تو سلم بالّناس غداة يوم الجمعة لعشر ليال خلججون مججن جمججادى الخججرة سججنة سج ّ عليه ال ّ
ثلثين و على ميمنته الشتر و سعيد بن قيس و على ميسرته عّمار و شريح بججن هججاني و
ي بن حاتم و على الجناح زياد بن كعججب و حجججر ابججن على القلب محّمد بن أبي بكر و عد ّ
ي و علججى الكميججن عمججرو بججن الحمججق و جنججدب بججن زهيججر و علججى الّرجالججة أبججو قتجادةعد ّ
النصاري و أعطى رايته محّمد بن الحنفّية ثّم أوقفهم من صلة الغداة إلى صججلة الظهججر
ل و ارجعي ، ل أمرك أن تقرى في بيتك اتقي ا ّ نا ّيدعوهم و يناشدهم و يقول لعايشة إ ّ
] [ 168
ي شججيئا سججمعته مججن رسججولي :قد علم الّناس أّني لست بجبان و لكن ذكرني عل ّ فقال يا بن ّ
ل عليه و آلججه و سجّلم فحلفججت أن ل اقاتججل ،فقججال :دونججك غلمججك فلن اعتقججه
ل صّلى ا ّ ا ّ
كفارة يمينك نزهة البصار عن ابن مهدي أّنه قال همام الثقفي :
ضجججججججججججججججججللة و الهجججججججججججججججججدى
لشجججججججججججججججججّتان مجججججججججججججججججا بيجججججججججججججججججن ال ّ
و شّتان من يعصي الله و يعتق
ل بل خفت سيوف ابججن أبججي طججالب أمججا أّنهججا طججوال حججداد و في رواية قالت عايشة ل و ا ّ
تحملها سواعد أنجاد و لئن خفتها فلقد خافها الّرجال من قبلك ،فرجججع إلججى القتججال فقيججل :
شججيخ محمججول عليججه ،ثجّم قججال ن ال ّ
سلم إّنه قد رجع ،فقال دعججوه إ ّ
لمير المؤمنين عليه ال ّ
ضججوا علججى نواجججذكم و أكججثروا مججن ذكججر ضوا أبصججارهم و ع ّسلم :أّيها الّناس غ ّ
عليه ال ّ
صججفين
رّبكم و إّياكم و كثرة الكلم فاّنه فشل ،و نظرت عايشججة إليججه و هججو يجججول بيججن ال ّ
فقالت :
ل ج مججا
ل عليه و آله و سّلم يوم بدر ،أمججا و ا ّ
ل صّلى ا ّ انظروا إليه كان فعله فعل رسول ا ّ
سلم يا عايشة :ي عليه ال ّ
شمس فقال عل ّ
ل زوال ال ّ
ينتظر بك إ ّ
ن « فجّد الّناس في القتال فنهاهم أمير المؤمنين ،و قال :الّلهم
ن ناِدمي َ
حّصِب ُ
ل َلُت ْ
عّما َقلي ٍ
» َ
شاهدين ،ثّم أخذ المصحف و طلب مججن يقججرء إّني أعذرت و أنظرت فكن لي عليهم من ال ّ
عليهم :
ن مسجججججججججججججججججججججججججججججججججلما أتجججججججججججججججججججججججججججججججججاهم
بإّ
يجججججججججججججججججججججججججججججججججا ر ّ
بمحكم الّتنزيل إذ دعاهم
-----------
) ( 1ققق قققق قققققق .
] [ 169
لجججججججججججججججججججججججج ل يخشججججججججججججججججججججججججاهم
يتلججججججججججججججججججججججججو كتججججججججججججججججججججججججاب ا ّ
فرّملوه 1رّملت لحاهم
ضراب ،و قال لمحّمد بن الحنفّية و الّراية في يده سلم :الن طاب ال ّ ي عليه ال ّ 2فقال عل ّ
ي تزول الجبال و ل تزل إلى آخر ما مّر ثّم صججبر سججويعة فصججاح الّنججاس عججن كج ّ
ل :يا بن ّ
ي فنقجّدم و طعجن طعنجا منكجرا و قجال سلم :تقّدم يا بنج ّ
جانب من وقع الّنبال ،فقال عليه ال ّ
سلم :عليه ال ّ
فأمر الشتر أن يحمل فحمججل و قتججل هلل بججن وكيججع صججاحب ميمنججة الجمججل و كججان زيججد
يرتجز و يقول :دينى دينى و بيعي بيعي و جعل مخنف بن مسلم يقول :
-----------
) ( 1قق ققققق ققققق ققق .
-----------
) ( 2ققق قققق ققق .
-----------
) ( 3قققق قققق ق ققق قق قق قق ق قق ققق ق ق ق
ق قق ق ق ققق ققق قق ق ققق ق ق قققق ق قق قق
ققققققق ق ق قق ققققق ق ققق قق ققققق قق ق ق
قققق ققققق قققق .
-----------
) ( 4ق ققق ق ققق ق ققققققق ق ققق ق ققق ق
قققققق قققققق ققققق قققق ق ق قققق قققق ق
ققققق قق قققق
-----------
) ( 5قققق قققق ق قققق ققق قق ققق ق .
] [ 170
سلم :ما أكره ذلك و لكن ويحججك يججا ابججن خلججف مججا راحتججك فججي
أ تبارزني ؟ فقال عليه ال ّ
القتل و قد علمت من أنا ،فقال :ذرني من بذخك 3يابن أبي طالب ثم قال :
-----------
) ( 1قققققق ققققق ق ققققققق قققققق ق .
-----------
) ( 2ققق قققق ققق قق ققققق قق ققققق قق ق
ققققق قققققق ققققققق قق ققققق ققق ق قق ق
قققق قق ققققق قققققق ق قققققق قققق .
-----------
) ( 3ققققق ققققق ققق .
-----------
) ( 4ققق قق ق ق قق ق ق قق ققق قققق ق ققققق قق
ققق قققققق ققق .
-----------
) ( 5قق ققق ققققق ق ق قققق ق قققق ق ق قق ق
قققق ققق .
] [ 171
ضججبي
سلم فطّير جمجمتججه فخججرج مججاذن ال ّ
اصعطك 1اليوم ذعاقا صبرا فضربه عليه ال ّ
قائل :
ل تطمعجججججججججججججججججججججججوا فجججججججججججججججججججججججي جمعنجججججججججججججججججججججججا المكلجججججججججججججججججججججججل
الموت دون الجمل المجّلل
و له :
ل كرماد اشتّدت بججه الّريججحسلم على بني ضّبة فما رأيتهم إ ّ و حمل أمير المؤمنين عليه ال ّ
في يوم عاصف فانصرف الزبير فتبعه عمرو بن جرموز و جّز رأسه و أنى به إلى أمير
ل ج بججن
صة فقالوا :يا عايشة قتل طلحة و الّزبيججر و جججرح عبججد ا ّسلم الق ّ
المؤمنين عليه ال ّ
عامر
-----------
) ( 1ققققق ققققق قققق ق ق ق ق ققق ق ق ق ققق ق
ققققق قققق ق ققق .
-----------
) ( 2قققق قققق قق ققققق ق ققققق قق ققققق ق
قق ق ققق
-----------
) ( 3ققق ققق قققققققق قققققق قققق
-----------
) ( 4ققق ققققق قق قققق ققققق قققق
-----------
) ( 5ققققق قققققق ققققق ق ققققق قققق .
] [ 172
ل جانب فخله و ركب ل اقتلوني و مالكا و اقتلوا مالكا معي فقصد إليه من ك ّ
فصاح عبد ا ّ
فرسه فلّما رأوه راكبا تفّرقوا عنه و شّد رجل من الزد على محّمد بن الحنفية و هو يقول
:يا معشر الزد كّروا فضربه ابن الحنفّية فقطع يده و قال :يا معشر الزد ف جّروا فخججرج
سلمي قائل :
السود بن البختري ال ّ
-----------
) ( 1ق قق قق قق ق ق ققق قق قق ق ق قق ق ققق قق
قققق ققق قققققق قق ق ق ققققققق ق ق ق قق قق
ق ق ق قق قق ق قق ق قققق ق ق ق ق قق ق قققق ق ق
قق ققققق ققق ق ق قق ققق ق ق قق قق ق قق ق
قققققق ققققق قققق قققق ققققق ققق قققق .
] [ 173
ل مجججججججججججججججججججن سجججججججججججججججججججليم
ارحجججججججججججججججججججم إلهجججججججججججججججججججى الكججججججججججججججججججج ّ
و انظر إليه نظرة الّرحيم
فقتله محّمد بن أبي بكر ،و خرج عوف القيني قائل :
يجججججججججججججججججججججججا أّم يجججججججججججججججججججججججا أّم خل مّنجججججججججججججججججججججججي الجججججججججججججججججججججججوطن
ل ابتغي القبر و ل أبغي الكفن
ل الجلل
ل شيء ما خل ا ّ
فك ّ
-----------
) ( 1ققققققق قققققققق قققققققق ق قققق .
-----------
) ( 2قققققق قق ققققق قققق قققق قققق ق قق ق
قققق .
-----------
) ( 3ققق قققق قق قققق قققق ق ق ق .
-----------
) ( 4ققققق قققققققق قققققق ققققق .
] [ 174
ل للجمججججججججججججججججججججججججل
لجججججججججججججججججججججججج إ ّ
لججججججججججججججججججججججججم يغضججججججججججججججججججججججججبوا ّ
و المججججججججججججججوت خيججججججججججججججر مججججججججججججججن مقججججججججججججججام فججججججججججججججي خمججججججججججججججل
ي من بدل
ما إن لنا بعد عل ّ
ي حوله أقيالها
هذا عل ّ
ي اجتمعججججججججججججججججججججججت قحطانهججججججججججججججججججججججا
قججججججججججججججججججججججل للوصجججججججججججججججججججججج ّ
إن يك حرب اضرمت نيرانها
ي بن حاتم :
و قال عد ّ
ل ظالم
لم يعصه في الّناس إ ّ
] [ 175
سهام الهودج حّتى كأّنه جناح نسر أو درع قنفذ ،فقججال أميججر المججؤمنين :مججا
و شكت 1ال ّ
أرى يقاتلكم غير هذا الهودج اعقروا الجمل .و في رواية عرقبوه ،
فاّنه شيطان و قال لمحّمد بن أبي بكر :انظر انظر إذا عرقب الجمل فأدرك اختك فوارها
فعرقب رجل منه فدخل تحته رجل ضّبي ثّم عرقب اخرى عبد الّرحمن فوقع علججى جنبججه
ق رمحججه علججى الهججودج و قججال :يججا عايشججة أ سلم و د ّ ي عليه ال ّ
فقطع عّمار نسعه فأتاه عل ّ
لج عليججه و آلججه و سجّلم أن تفعلججي ؟ فقججالت :يججا أبججا الحسججنل صجّلى ا ّ
هكذا أمرك رسول ا ّ
ظفرت فأحسن و ملكت فأسجح فقال لمحّمد بن أبي بكر :شأنك بأختك فل يدنو أحد منهججا
سواك ،فقال :فقلت لها :ما فعلت بنفسك عصيت رّبك و هتكت سترك ثّم أبحت حرمتك
و تعّرضت للقتل ،
ل بججن
ل بن خلف الخزاعي فقالت :أقسمت عليك ان تطلب عبد ا ّ فذهب بها إلى دار عبد ا ّ
الّزبير جريحا كان أو قتيل ،فقال :إّنه كان هجدفا للشجتر فانصججرف محّمجد إلججى العسججكر
فوجده ،فقال :اجلس يا ميشوم أهل بيته ،فأتاها به فصاحت و بكججت ثجّم قجالت :يججا أخجي
سلم فاسججتأمن لججه منججه فقججال
سلم ،فأتى أمير المؤمنين عليه ال ّ
ي عليه ال ّ
استأمن له من عل ّ
سلم :عليه ال ّ
و كانت وقعة الجمل بالخريبة و وقع القتال بعد الظهججر و انقضججى عنججد المسججاء فكججان مججع
شجرة أمير المؤمنين عشرون ألف رجل منهم البدرّيون ثمانون رجل و مّمن بايع تحت ال ّ
صحابة ألف و خمسمأة رجل ،و كانت عايشججة فججي ثلثيججن ألججف مأتان و خمسون و من ال ّ
أو يزيدون منها المّكيون سّتمائة رجل ،قال قتادة :قتل يوم الجمل عشجرون ألفجا ،و قجال
سججلم ألججف رجججل و سججبعون فارسججا ،منهججم زيججد بججن
ي عليه ال ّ
الكلبي قتل من أصحاب عل ّ
ل بن رقية .
ل العبدي و عبد ا ّصوحان و هند الجملي و أبو عبد ا ّ
صة أربعة
و قال أبو مخنف و الكلبي :قتل من أصحاب الجمل من الزد خا ّ
-----------
) ( 1ققق قققققق قققققق قققق .
] [ 176
ي و مواليهم تسعون رجل ،و من بني بكججر بججن وائل ثمانمججأة آلف رجل ،و من بني عد ّ
رجل ،و من بني حنظلة تسعمأة رجل ،و من ناجية أربعمججأة رجججل و البججاقي مججن أخلط
ل ابنل تسعين رجل القرشّيون منهم طلحة و الّزبير و عبد ا ّ الّناس إلى تمام تسعة آلف إ ّ
لج بججن شججافع بججن طلحججة و محّمججد بججن
ل بن حكيم بن خرام و عبد ا ّ
عتاب بن اسيد و عبد ا ّ
ل بن معد .
ي بن خلف الجمحي و عبد الّرحمن بن معد و عبد ا ّ ل بن اب ّ
طلحة و عبد ا ّ
سلم و يقال المسلم بن عدنان و يقال رجل من و عرقب الجمل أّول أمير المؤمنين عليه ال ّ
شججوخى لججم عرقبججت الجمججل ؟
النصار و يقال رجل ذهلي و قيل لعبد الّرحمن بن صرد ال ّ
فقال :
ععععع
في ترجمة محّمد بن الحنفّية و الشارة إلى بعض أحواله و مناقبه .
ن اّمها خولة بنت جعفر بججن قيججس مججن قبيلججة بنججي حنيفججة و
أقول :اشتهاره بابن الحنفّية ل ّ
خججص ل عليه و آله و سّلم في ذلك و لم ير ّ ل صّلى ا ّ
كنيته أبو القاسم برخصة من رسول ا ّ
ق غيره أن يكّنى بأبي القاسم و السم محّمد ذكره ابن خّلكان في تاريخه . في ح ّ
ل عنه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسججلمة ابججن شارح المعتزلي :اّم محّمد رضي ا ّ قال ال ّ
ي بن بكججر عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الّدؤل بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن عل ّ
بن وائل ،و اختلف في أمرها فقال قوم :إّنها سبية من سبايا ال جّردة قوتججل أهلهججا علججى يججد
خالد بن الوليد في أّيام أبي بكر لّما منع كججثير مججن العججرب الّزكججاة و ارتجّدت بنججو حنيفججة و
سلم من سهمه فججي المغنججم و قججال ي عليه ال ّن أبا بكر دفعها إلى عل ّ
اّدعت نبّوة مسيلمة و أ ّ
لج
ي بن محّمد بن سججيف المججدايني :هججي سججبية فججي أّيججام رسججول ا ّ قوم منهم أبو الحسن عل ّ
ل عليه و آله و سّلم علّيججا عليججه ل صّلى ا ّ ل عليه و آله و سّلم قالوا :بعث رسول ا ّ صّلى ا ّ
سلم إلى اليمن فأصاب خولة لبني زبيججد و قججد ارتجّدوا مججع عمججرو بججن معججدي كججرب و ال ّ
كانت زبيد سبتها من بني حنيفة في غارة
] [ 177
فقال :إّنهما عيناه و أنا يمينه فهو يدفع عن عينيه بيمينه .
ي بالّرايججة فضعضججع أركججان و قال :لّما تقاعس محّمد يوم الجمل عن الحملججة و حمججل علج ّ
عسكر الجمل ،دفع إليه الّراية و قال :امح الولى بالخرى و هذه النصار معك و ض جّم
شهادتين في جمع النصار كثير منهم من أهل بدر حمل حملت إليه خزيمة بن ثابت ذا ال ّ
كثيرة أزال بها القوم عن مواقفهم و أبلججى بلء حسججنا فقججال خزيمججة بججن ثججابت لعلججي عليججه
سلم :أما أّنه لو كان غير محّمد اليوم لفتضح 1و لئن كنت خفت عليججه الجبججن و هججو ال ّ
بينك و بين حمزة و جعفر لما خفنجاه عليججه و ان كنجت أردت أن تعلمججه الطعججان فطجال مججا
لج تعججالى لحسججن و عّلمته الّرجال ،و قالت النصار :يا أمير المؤمنين لججو ل مججا جعججل ا ّ
سججلم :أيججن
ي عليججه ال ّسلم لما قدمنا على محّمد أحدا من العرب فقال عل ج ّ حسين عليهما ال ّ
شمس و القمر أّما اّنه قد اغني و أبلى و له فضله و ل ينقججص فضججل صججاحبيه الّنجم من ال ّ
لج مججا
ل إليه فقالوا يا أميججر المججؤمنين :إّنججا و ا ّ
عليه و حسب صاحبكم ما انتهت به نعمة ا ّ
ي عليججهنجعله كالحسن و الحسين و ل نظلمهما له و ل نظلمه لفضلهما عليه حّقه فقال عل ّ
سلم أين يقع ابني من ابني رسول ا ّ
ل ال ّ
-----------
) ( 1قق ققققق ققققق ق ققق .
] [ 178
سججججججججججججججججججججججيدين كلهمججججججججججججججججججججججا
سججججججججججججججججججججججوى أخويججججججججججججججججججججججك ال ّ
إمجججججججججججججججججام الجججججججججججججججججورى و الجججججججججججججججججّداعيان إلجججججججججججججججججى الهجججججججججججججججججدى
لج مضجججعه فججي الكججافي بإسججناده عججن كما يوضحه ما رواه ثقججة السججلم الكلينججي عطججر ا ّ
ي عليهمججا سلم قال :لّما حضرت الحسن بن عل ّ ل عليه ال ّضل بن عمر عن أبي عبد ا ّ المف ّ
سلم الوفاة قال :يا قنبر انظر هل ترى من وراء بابك مؤمنا من غيججر آل محّمججد ص جّلى ال ّ
ل و رسوله و ابن رسوله أعلم مّني قال :ادع لي محّمججد بججن ل عليه و آله و سّلم فقال :ا ّا ّ
ي فأتيته فلّما دخلت عليه قال :هل حدث الخير قلت أجب أبا محّمد فعجل علججى شسججع عل ّ
ي عليهمجا نعله فلم يسّوه و خرج معي يعدو فلّما قام بين يديه سلم فقججال لجه الحسججن بجن علج ّ
سلم :اجلس فاّنه ليججس مثلججك يغيججب عججن سججماع كلم يحيججى بججه المججوات و يمججوت بججه ال ّ
الحياء كونوا وعية العلم و مصابيح
] [ 179
ل تبارك و تعججالى جعججل نا ّن ضوء الّنهار بعضه أضوء من بعض ،أما علمت أ ّ الهدى فإ ّ
سججلم زبججورا
سلم أئّمة و فضل بعضهم على بعض و أتى داود عليه ال ّ ولد ابراهيم عليه ال ّ
ي إّنجي
ل عليه و آلجه و سجّلم يجا محّمجد بجن علج ّ
ل به محّمدا صّلى ا ّ
و قد علمت بما استاثر ا ّ
ل عّز و جل : ل به الكافرين فقال ا ّ
أخاف عليك الحسد و إّنما وصف ا ّ
شججيطان عليججك ل لل ّ
ق « و لم يجعل ا ّ حّن َلُهُم اْل َ
ن َبْعِد ما َتَبّي َ
سِهْم ِم ْ
عْنِد َأْنُف ِ
ن ِسًدا ِم ْ
حَ» كّفارا َ
ي أل اخبرك بما سمعت من أبيك فيك ؟ قال :بلججى ،قججال :سججمعت سلطانا يا محّمد بن عل ّ
ب أن يججبّرني فججي الجّدنيا و الخججرة سلم يقوم يوم الظلة ) البصرة خ ( من أحج ّ أباك عليه ال ّ
ي لو شئت أن اخبرك و أنت نطفججة فججي ظهججر أبيججك ل فليبّر محّمدا ولدي ،يا محّمد بن عل ّ
سلم بعد وفاة نفسججي و ي عليهما ال ّن الحسين بن عل ّ ي أما علمت أ ّ خبرتك ،يا محّمد بن عل ّ
ل اسججمه فججي الكتججاب وراثججة مججن النججب ّ
ي ل جج ّ مفارقة روحي جسمى امام من بعدي و عند ا ّ
ل عليهم ل عّز و جل له في وراثة أبيه و أّمه صلى ا ّ ل عليه و آله و سّلم أضافها ا ّ صّلى ا ّ
لج عليججه و آلججه و سجّلم و اختججار ل أنكم خيرة خلقه فاصطفى منكم محّمججدا صجّلى ا ّ ،فعلم ا ّ
سلم .ي بالمامة و اخترت أنا الحسين عليه ال ّ سلم و اختارني عل ّ محّمد علّيا عليه ال ّ
] [ 180
سججلمسلم يذكر فيه كيفّية دفججن الحسججن عليججه ال ّو عن محّمد بن مسلم عن أبيجعفر عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم و احتججاج الحسجين ي صّلى ا ّبعد ما ذكر منع عايشة من دفنه عند الّنب ّ
سلم عليها قال :ثّم تكّلم محّمد بن الحنفّيجة و قجال لعايشجة يومجا علجى بغجل و يومجا عليه ال ّ
على جمل فما تملكين نفسك و ل تملكين الرض عداوة لبني هاشججم ،قججال :فججأقبلت عليججه
سججلم : فقالت :يابن الحنفية هؤلء الفواطم يتكّلمون فما كلمك ؟ فقال لها الحسين عليه ال ّ
لج لقججد ولججدته ثلث فججواطم فاطمججة بنججت
و اّني ) أنت خ ( تبعدين محّمدا من الفواطم فججو ا ّ
عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم و فاطمة بنت أسد بن هاشججم ،و فاطمججة بنججت زائدة
بن الصم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص ) مقص خ ( بن عامر الحديث .
سلم و كان الكلم بينهما بمكة فانطلقا حتى أتيا الحجر السود ،
قال أبو جعفر عليه ال ّ
ل ج ع جّز و
سلم لمحّمد بن الحنفّية :ابدء أنت فابتهججل إلججى ا ّ
ي بن الحسين عليهما ال ّفقال عل ّ
ل ثججم
ل عّز و ج ّ جلّ و اسأله أن ينطق لك الحجر ثّم سأل فابتهل محّمد في الّدعاء و سال ا ّ
سلم يججا عجّم لججو كنججت وصجّيا و إمامججا
ي بن الحسين عليهما ال ّ دعا الحجر فلم يجبه فقال عل ّ
لجابك
] [ 181
سلم بما
ي بن الحسين عليهما ال ّ
ل عل ّ
ل أنت يا بن أخي و اسأله فدعا ا ّ
قال له محّمد فادع ا ّ
أراد ثّم قال :
أسألك بالذي جعل فيججك ميثججاق النبيججاء و ميثججاق الوصججياء و ميثججاق الّنججاس أجمعيججن لمججا
سججلم ؟ قججال :فتح جّرك الحجججر ي عليهما ال ّي و المام بعد الحسين بن عل ّ خبرتنا من الوص ّ
ل بلسان عربي مبين فقال :الّلهّم إ ّ
ن ل عّز و ج ّحّتى كاد أن يزول عن موضعه ثّم أنطقه ا ّ
ل عليججه و آلججه و ل صّلى ا ّ
ي بن فاطمة بنت رسول ا ّ الوصّية و المامة بعد الحسين بن عل ّ
سلم . ي بن الحسين عليهما ال ّ ي و هو يتوّلى عل ّ سّلم لك ،قال فانصرف محّمد بن عل ّ
ععععععع
از جملججه كلم بلغججت نظججام آن حضرتسججت كججه فرمججود پسججر خججود محّمججد بججن حنفّيججه را
هنگامى كه داد او را علم در روز حرب جمل :زايل مىشججوند كوههججا از ججاى خججود و
تو زايل مشو از جاى خودت ،دندان بالى دندان خود بگذار عاريه بده بخداونججد تعججالى
كاسه سر خودت را ،ميخ ساز بر زمين قدم خجود را يعنجى ثجابت قجدم بجاش و در مكجان
خود محكم بايست ،بينداز چشم خود را بر نهايت قوم تا در كار قتال خججود بججا بصججيرت
بوده باشى ،و فرو خوابان چشم خججود را از لمعججان سججيوف كججه مظّنججه خججوف و خشججيت
ق سبحانه و تعالى است . است و بدان بدرستيكه نصرت از ح ّ
ل بججه علججى
ن أخي فلنا كان شاهدنا ليرى ما نصرك ا ّو قد قال له بعض أصحابه وددت أ ّ
سلم :أهوى أخيك معنا ؟ فقال :
أعدآئك فقال عليه ال ّ
] [ 182
الّرجال و أرحام الّنساء سيرعف بهم الّزمان ،و يقوى بهم اليمان .
ععععع
) يرعف ( بهم الّزمان يوجدهم و يخرجهم كما يرعججف النسججان بالجّدم الججذي يخرجججه مججن
شاعر :انفه قال ال ّ
ععععععع
ل على البتجداء و معنججا خجبره و فاعججل شجهد الّول ضجمير راججع إلججى هوى مرفوع المح ّ
ي إذ الفاعل الحقيقيأخيك ،و فاعل شهد الّثاني قوم و اسناد يرعف الى الّزمان مجاز عقل ّ
ن الّزمججان مججن السججباب
شججرط و المعجّد ل ّ
ل و هو من قبيل السناد إلى الظججرف أو ال ّ
هو ا ّ
المعّدة لقوابل وجودهم .
عععععع
ب حضور أخيه معهم في تلك الحججرب حّتججى يججرى سلم يح ّ لما كان بعض أصحابه عليه ال ّ
سلم لججه ) :أهججوى أخيججك معنججا ( ل لوليائه على أعدائه و يفرح بذلك قال عليه ال ّ نصرة ا ّ
ن أخيك كان هواه معنا و كان إرادته و ميله أن يكون في حزبنا ) فقال :نعم ( هججو يعني أ ّ
سلم :فقد شهدنا ( أخوك بججالقّوة و إن لججم يكججن من مواليك و كان هواه معك ) قال عليه ال ّ
حاضرا بالفعل و حصل له من الجر مثل ما حصل للحاضرين بمقتضججى هججواه و محّبتججه
سلم ) :و لقد شهدنا فججي عسججكرنا هججذا قججوم التي كانت له ،ثّم أّكد حضوره بقوله عليه ال ّ
لج الصججالحين في أصلب الّرجججال و أرحججام الّنسججاء ( مججن المحججبين و المججوالين و عبججاد ا ّ
) سيرعف بهم الّزمان ( و يخرجهم من العدم إلى الوجود ) و يقوى بهم اليمان ( .
شارح المعتزلي ذكر في شرح هذا الفصل نبذا مججن الوقججايع الججتي صججدرت منججه ن ال ّ
اعلم أ ّ
سلم بعد ظفره على أصحاب الجمل و لمهم لنا في الطالة بالشارة إلى جميع ما عليه ال ّ
ذكره هنا مع خلو أكثرها عن المناسبة للمقام ،و إّنما ينبغي الشارة إلى طوافه
] [ 183
سججلم لطلحججة
سلم على القتلى بعد ما وضعت الحرب أوزارها ،و ما قاله عليججه ال ّ عليه ال ّ
شارح تبعا لصحابه ،و لنججذكر أول مججا رواه حين وقوفه عليه قصدا للتنبيه على خطاء ال ّ
شارح . ل عنهم في هذا الباب ،ثّم نتبعها بما رواه ال ّ
أصحابنا رضى ا ّ
سلم لما مّر على طلحة بيججن القتلججى قججال فاقول :روى الطبرسي في الحتجاج أّنه عليه ال ّ
شيطان دخل منخريك فأوردك النار و فيججه اقعدوه ،فاقعد فقال :إّنه كانت لك سابقة لكن ال ّ
سلم مّر عليه فقال :هذا الّناكث بيعتي و المنشىء للفتنة فججي المججة أيضا روى أّنه عليه ال ّ
ى و الججداعي إلججى قتلججي و قتججل عجترتي اجلسجوا طلحجة ،فجأجلس فقجال أميجر و المجلب عل ّ
ل لقد وجدت ما وعدني رّبي حّقجا فهججل وججدت سلم :يا طلحة بن عبيد ا ّ المؤمنين عليه ال ّ
ما وعدك رّبك حّقا ؟ ثّم قال :اضجعوا طلحة ،و سار فقال بعض من كان معه :يا أميججر
ل لقد سمع كلمججي كمججا سججمع أهججل القليججب كلم المؤمنين تكلم طلحة بعد قتله ؟ فقال :و ا ّ
سلم بكعب بن سججور ل عليه و آله و سّلم يوم بدر ،و هكذا فعل عليه ال ّ ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
لّما مّر به قتيل ،
و قال :هذا الذي خرج علينا في عنقه المصحف يزعم أّنه ناصر أّمه 1يدعو الّناس إلجى
لج أن يقتلنججي
ل جّبار عنيد ،أّما اّنه دعا ا ّما فيه و هو ل يعلم ما فيه ،ثم استفتح و خاب ك ّ
ل و في البحار من كتاب الكافية لبطججال توبججة الخججاطئة روى خالججد بججن مخلججد عججن فقتله ا ّ
سجلم قجال :مجّر أميجر المجؤمنين عليجه زياد بن المنذر عن أبي جعفجر عجن آبجائه عليهجم ال ّ
لج لقجد كجانت لجك
سلم على طلحة و هو صريع فقال :اجلسوه ،فاجلس ،فقجال :ام و ا ّال ّ
شيطان أزاغك و أمالك فأوردك جهّنم . صحبة و لقد شهدت و سمعت و رأيت و لكن ال ّ
ي عليججه
شارح المعتزلي عن اصبغ بن نباتة أنه لّما انهزم أهل البصرة ركب عل ّ و روى ال ّ
شهباء و كانت باقية عنده و سججار فججي
ل عليه و آله و سّلم ال ّ
ل صّلى ا ّ
سلم بغلة رسول ا ّ ال ّ
القتلى ليستعرضهم فمّر بكعب بن سور القاضي قاضي البصرة و هو قتيل فقال :اجلسوه
،فاجلس ،فقال :
جلججك
شججيطان أضججلك فأزلججك فع ّ
ويل اّمك كعب بن سور لقد كان لك علم لو نفعك و لكججن ال ّ
ل قتيل فقال :اجلسوه فاجلس ، إلى الّنار أرسلوه ،ثّم مّر بطلحة بن عبيد ا ّ
ثّم قال :قال أبو مخنف في كتابه :فقال له :ويل اّمك طلحة لقد كان لك قدم لو نفعك
-----------
) ( 1قققق ققققق ق ققق .
] [ 184
شارح بعد ذكر ذلك و أّمججا اصججحابنا فيججروون غيججر ذلججك ،يججروون أّنججه قجال لججه لّمججاقال ال ّ
سماء و في بطن هججذا الججوادي ى أبا محّمد أن أراك معّفرا تحت نجوم ال ّ اجلسوه :اعزز عل ّ
ل ،فجاء إليه انسان فقال :اشهد يا أمير المؤمنين ل و ذّبك عن رسول ا ّ ابعد جهادك في ا ّ
سهم و هو صريع فصاح بي فقال :من أصحاب من أنت لقد مررت عليه بعد أن أصابه ال ّ
؟ فقلت :من أصحاب أمير المؤمنين ،فقال امدد يدك لبايع لمير المؤمنين فمججددت إليججه
ل أن يججدخل طلحججة الجّنججة ال و بيعججتي فججي سلم :أبى ا ّ ي عليه ال ّيدي فبايعني لك فقال عل ّ
عنقه ،إنتهى كلمه .
] [ 185
ن توبته في تلك الحال على تسليم كون تلك المبايعججة منججه توبججة إّنمججا هججي مثججل
بل أقول :إ ّ
توبة فرعون التي لم تنجه من عذاب رّبه كما قال تعالى :
ت َأّنجُه ل ِإلجَه ِإ ّ
ل ل آَمْنج ُ
ق قججا َ
حّتى ِإذا َأْدَرَكجُه اْلَغجَر ُعْدوًا َ جُنوُدُه َبْغًيا َو َ
ن َو ُعْو ُ » َفَأْتَبَعُهْم ِفْر َ
ن، سِلمي َ
ن اْلُم ْ
ل و َأَنا ِم َ
سرائي َ ت ِبه َبُنوا ِإ ْاّلذي آَمَن ْ
ع ععععع ععععع
و لما كان أبو ياسر المذكور بما عجز عن البحث معه و الخروج عن عهجدته أشجار عليجه
شججيخ :
ي بن عيسى الّرماني الذي هو مججن أعججاظم علمججاء الكلم ،فقججال ال ّ
ي إلى عل ّبالمض ّ
إّني ل أعرفه و ل أجد أحدا يدّلني عليه ،فأرسل أبو ياسر معه بعض تلمذته و أصججحابه
شججيخ فججي صججف الّنعججال و فلّما مضى و كان مجلس الّرماني مشحونا من الفضلء جلس ال ّ
بقي يتدّرج في القرب كلما خل المجلس شيئا فشيئا لستفادة بعجض المسجائل مجن صجاحب
ن رجل من أهل البصرة دخل و سأل الّرماني فقال له : المجلس ،فاّتفق أ ّ
] [ 186
روايججة و ل تعججارض الّروايججة الّدرايججة و لمججا كججان ذلججك الّرجججل البصججري ليججس لججه ق جّوة
المعارضة سكت و خرج .
ي بججن
فقال :كافر ،ثجّم اسججتدرك فقججال :فاسججق ،فقلججت مججا تقججول فججي أميججر المججؤمنين علج ّ
سلم ؟ فقال :إمام عادل ،فقلت :ما تقول في حججرب طلحججة و الّزبيججر لججه أبيطالب عليه ال ّ
في حرب الجمل ؟
فقال :انهم تابوا ،فقلت له :خبر الحججرب درايججة و الّتوبججة روايججة ،فقججال :أو كنججت عنججد
سؤال الّرجل البصري ؟ فقلت :نعم ،فقال :رواية برواية و سؤالك مّتجه وارد .
لج
شيخ أبي عبججد ا ّ ثّم إّنه سأله من أنت و عند من تقرء من علماء هذا البلد ؟ فقلت :عند ال ّ
جعل ،ثّم قال لي :مكانك و دخل منزله و بعد لحظة خرج و بيده رقعججه ممهججورة فججدفعها
ل ،فأخذت الّرقعة من يده و مضججيت إلججى مجلججس إلىّ فقال :ادفعها إلى شيخك أبي عبد ا ّ
شيخ المذكور و دفعت له الّرقعة ففتحها و بقي مشغول بقرائتها و هو يضحك فلّما فججرغ ال ّ
ى و أوصججاني بججك و لّقبججك ن جميع مججا جججرى بينججك و بينججه قججد كتججب إلج ّ
من قرائتها قال :إ ّ
ل الهادي .
المفيد ،و ا ّ
ععععععع
از جمله كلم آن جناب وليتمآب است هنگججامى كججه مظّفججر و منصججور گردانيججد خداونججد
سبحانه و تعالى او را باصحاب جمل و گفت او را بعض أصحاب او دوسججت داشججتم كججه
برادر من فلن حاضر بود در اين حرب تا اينكه ميديد آن چيزى را كه نصرت داده تججو
را خداى تعالى بآن بر دشمنان تو ،پس فرمود آن حضرت آيا ميل و محّبت برادر تو با
ماست ؟ گفت بلي يا أميججر المججؤمنين ،فرمجود پججس بتحقيججق حاضجر اسجت بججا مجا و بخججدا
سوگند البته حاضرند با ما در اين لشگرگاه ما جماعت محبان ما كه در پشتهاى پدراننججد
و در رحمهاى مادران ،زود باشد كه بيرون آورد ايشججان را زمججان ماننججد بيججرون آمججدن
خون از دماغ ،و قّوت گيرد بسبب وجود ايشان ايمان و اهل طغيان مقهور شوند
] [ 187
ي ابججن
تكّلم بذلك بعججد الفججراغ مججن قتججال أهلهججا و قججد رواه الطبرسججي فججي الحتجججاج و علج ّ
إبراهيم القمي و المحّدث البحراني بزيادة و نقصان يعرف تفصيل ذلك في أّول التنبيهات
ل.
إنشاء ا ّ
كنتم جند المرأة و أتباع البهيمة ،رغا فأجبتم ،و عقر فهربتم ،
أخلقكم دقاق ،و عهدكم شقاق ،و دينكم نفاق ،و مآؤكم زعاق ،
ععععع
) الّرغججاء ( وزان غججراب صججوت البعيججر و رغججت الّناقججة ترغججو صججوتت فهججي راغيججة و
ل منهمججا مججا) الّدقيق ( خلف الجليل و ) شاّقه ( مشاقة و شقاقا خالفه و حقيقته ان يأتي ك ّ
ق صاحبه و ) نافق ( الّرجججل نفاقججا إذا ق غير ش ّ ل منهما في ش ّ
ق على صاحبه فيكون ك ّيش ّ
أظهر السلم لهله و أضمر غير السلم و ) الّزعاق ( بضجّم الجّزاء المعجمججة المالججح و
) بين أظهر ( الّناس و بين ظهريهم و بين ظهرانيهججم بفتجح الّنججون كلهجا بمعنججى بينهججم ،و
فائدة
] [ 188
إدخاله في الكلم أن إقامته بينهم على سبيل الستظهار بهم و الستناد إليهم و كان المعنى
ن ظهرا منه قدامه و ظهرا ورائه فكاّنه مكنوف مججن جججانبيه هججذا أصججله ،ثجّم كججثر حّتججىأّ
استعمل في القامة بين القججوم و إن كججان غيججر مكنججوف بينهججم و ) الجؤجججؤ ( كهدهججد مججن
صدر و ) جثم ( الطائر و الرنب يجثم من بججاب سفينة صدرهما و قيل عظام ال ّ الطير و ال ّ
ضرب جثوما و هو كالبروك من البعير .
ععععععع
الفاء فججي قججوله :فججاجبتم ،و قججوله :فهربتججم ،فصججيحة ،و قججوله كجأّني بمسججدكم اه كججان
للّتقريب و الباء زائدة و الصل كأّني أبصر مسجدكم ثّم حذف الفعججل و زيججدت البججاء كمججا
ن الصل كأّنى ابصرك ذكره المطرزى في شرح قول الحريري :كأّني بك تنحط ،من أ ّ
تنحط حذف الفعل و زيدت الباء و قال ابن عصفور :الباء و الكاف في كأّني بك تنحججط ،
ن عن العمل ،و البججاء زائدة فججي المبتججداء و علججى ذلججكو كاّنك بالّدنيا لم تكن ،كافتان لكأ ّ
سلم بمسجدكم مبتداء و كجؤجؤ سججفينة خججبره و جملججة قججد بعججث حججال فيكون قوله عليه ال ّ
متّممة لمعنى الكلم كالحال في قوله تعالى :
عععععع
سلم ذكر فى كلمه ذلك امورا سبعة نّبه فيها على ذّمهم و توبيخهم
اعلم أّنه عليه ال ّ
و أراد بها عايشة حيث جعلوها عقد نظامهم و مججدار قججوامهم ،و مججن المعلججوم أنّ الّنسججاء
على نقصان عقوله ّ
ن
] [ 189
ن على ما ستعرفها تفصيل في محّلها مذمومة عنججد العججرب و سججايرن و ايمانه ّ و حظوظه ّ
ن و ح جّر
العقلء ،فالّتابع لها و الجاعل زمام أمره إليها ل بّد و أن يكون أنقص عقل منه ج ّ
يا بالّذم و الّتوبيخ .
روى في البحار من كنز جامع الفوائد و تأويل اليات عن محّمد البرقي عن الحسين ابججن
سججلم
سيف عن أخيه عن أبيه عن سالم بن مكرم عن أبيه قال :سمعت أبججا جعفججر عليججه ال ّ
يقول في قوله تعالى :
ت « قال :هي الحميراء قال مؤّلججف ل َأْوِلياَء َكَمَثل اْلَعْنَكُبو ِ
ن ا ِّ
ن ُدو ِ
خُذوا ِم ْ
ن اّت َ
ل اّلذي َ
» َمَث ُ
الكتججاب :إّنمججا كّنججى عنهججا بججالعنكبوت لّنججه حيججوان ضججعيف اّتخججذت بيتججا ضججعيفا أو هججن
البيوت ،و كذلك الحميراء حيوان ضعيف لقلة عقلها و حظها و دينها اّتخججذت مججن رأيهججا
سخيف في مخالفتها و عداوتها لمولها بيتججا مثججل بيججت العنكبججوت فججي ضعيف و عقلها ال ّ ال ّ
ل.الوهن و الضعف و سيأتي بعض الخبار فيها في الّتنبيه الّثاني إنشاء ا ّ
قال في البحار :و أعطى يعلى بن منبه عايشة جمل اسمه عسكر اشججتراه بمججأتي دينججار و
قيل بثمانين دينارا فركبته و قيل :كان جملها لرجل من عرنية قال العرني بينما أنا أسججير
على جمل إذ عرض لي راكب قال اتبيع جملك ؟ قلت :نعم ،قال :بكم ؟
ل أدركته ول ما طلبت عليه أحدا إ ّ قلت :بألف درهم قال :أمجنون أنت ؟ قلت :و لم و ا ّ
ل فّتججه ،قججال :لججو تعلججم لمججن نريججده إّنمججا نريججده لّم المججؤمنين
ل طلبني و أنججا عليججه أحججد إ ّ
عايشة ،فقلت :خذه بغير ثمن قال :بل ارجع معنا إلى الّرحل فنعطيك ناقة و دراهم قججال
:فرجعت فأعطوني ناقة مهرّية و أربعمائة درهم أو ستمأة .
و في شرح المعتزلي لّما عزمت عايشة على الخروج إلى البصرة طلبججوا لهججا بعيججرا اّيججدا
يحمل هودجها فجائهم يعلى بن امّية ببعير المسّمى عسكرا و كان عظم الخلق
] [ 190
شديدا ،فلّما رأته أعجبها و أنشأ الجمال يحججدثها بقجّوته و شجّدته و يقججول فجي أثنججاء كلمجه
عسكر ،فلّما سمعت هذه اللفظة استرجعت و قالت رّدوه ل حاجة لي فيه و ذكججرت حيججث
ل عليه و آله و سّلم ذكر لهججا هججذا السججم و نهاهججا عججن ركججوبه و
ل صّلى ا ّ
سألت رسول ا ّ
أمرت أن يطلب لها غيره فلم يوجد لها ما يشبهه فغير لها بجلل غير جلله ،و قيججل لهججا
قد أصبنا لك أعظم منه خلقا و أشّد قّوة و اتيت به فرضيت .
ن كججونهم مجيججبينسلم أوضح متابعتهم للبهيمججة بقججوله ) :رغججا فجأجبتم ( فجا ّ ثّم إّنه عليه ال ّ
لرغائه شاهد صدق على المتابعة و قد كان الجمل راية أهل البصرة قتلوا دونه كمججا يقتججل
ل من أراد الجد في الحرب و قاتججل قتججال مسججتميت يتقجّدم الّرجال تحت الّرايات ،و كان ك ّ
الجمل و يأخذ بخطامه و روى أّنه اخذ الخطام سبعون رجل من قريش قتلوا كلهم و كججان
أكثر الّناس حماية له و ذّبا عنه بنى ضّبة و الزد .
و في شرح المعتزلي عن المدايني و الواقدي أّنه ما حفظ رجز قججط أكججثر مججن رجججز قيججل
يوم الجمل ،و أكثره لبني ضّبة و الزد الذين كانوا حول الجمل يحامون عنه و لقد كانت
الرؤوس تندر عن الكواهل ،و اليدى تطيح مججن المعاصججم ،و أقتججاب البطججن تنججدلق مججن
الجواف ،و هم حول الجمل كالجراد الثابتة ل تزلزل و ل تتحلحل 1حّتججى لقججد صججرخ
ل فنيججتسلم اعقروه و إ ّ بأعلى صوته ويلكم :اعقروا الجمل فاّنه شيطان ،ثّم قال عليه ال ّ
سيف قائما و راكعججا حّتججى يهججوى البعيججر إلججى الرض فعمججدوا لججه حّتججىالعرب ل يزال ال ّ
سلم بقوله : عقروه فسقط و له رغاء شديد فلّما برك كانت الهزيمة و إليه أشار عليه ال ّ
سججلم أنّي عليججه ال ّي قال :فلّما رأى عل ّ قال أبو مخنف حّدثنا مسلم العور عن حّبة العرن ّ
الموت عند الجمل و أّنه ما دام قائما فالحرب ل يطفجأ وضجع سجيفه علجى عجاتقه و عطجف
نحوه و أمر أصحابه بذلك و مشى نحوه و الخطام مججع بنججي ضجّبة فججاقتتلوا قتججال شججديدا و
سلم فججي جماعججة ي عليه ال ّاستحّر القتل في بني ضّبة فقتل منهم مقتلة عظيمة و خلص عل ّ
من النخع و همدان إلى الجمل .
-----------
) ( 1قققققق قققققق قق ققققققق ق .
] [ 191
فقال لرجل من النخع اسمه بحير :دونك الجمل يا بحير فضرب عجز الجمل بسيفه فوقع
ل أن صرع لجنبه و ضرب بجرانه الرض و عج عجا شديدا لم يسمع بأشّد منه فما هو إ ّ
شجديدة الهبجوب و احتملججت عايشجة الجمل حّتى فّرت الّرجال كما يطير الجراد في الّريح ال ّ
سلم بالجمججل أن يحججرق ثجّم ي عليه ال ّ ل بن خلف و أمر عل ّ بهودجها فحملت إلى دار عبد ا ّ
ل من داّبة فما أشبهه بعجل بني إسرائيل ثّم قرء : يذرى بالّريح ،و قال :لعنة ا ّ
سججفًا « و فججي
سجَفّنُه فججي اْلَيجّم َن ْ
حِرَقّنجُه ُثجّم َلَنْن ِ
عَلْيجِه عاِكفجًا َلُن ْ
ت َ
ظْل َ
ك اّلذي َ
ظْر ِإَلى ِإلِه َ
» َو اْن ُ
ن محّمد بن أبي بكر و عّمار بن ياسر توليا عقججره بعججد طججول دمججائه ،و روي الحتجاج أ ّ
أّنه كلما قطعت قائمة من قوائمه ثبت على اخرى حّتى قتل .
لج
ن رجل قجال لجه :يجا رسججول ا ّ شججارح المعجتزلي :فجي الحججديث ا ّ أى رذيلة حقيرة قال ال ّ
ن في أخلق أهلها دقة فقججال لججه : لأّ ب أن انكح فلنة إ ّ ل عليه و آله و سّلم إّني أح ّ صّلى ا ّ
سججوء و عّلججل البحرانججي دّقججة
إّياك و خضراء الجّدمن إّيججاك و المججرأة الحسججناء فججي منبججت ال ّ
شجاعة و كججانوا ن أصول الفضائل الخلقّية لما كانت ثلثة :الحكمة و العّفة و ال ّأخلقهم بأ ّ
على طرف الجهل لوجوه الراء المصلحّية و هو طججرف الّتفريججط مججن الحكمججة العلمّيججة و
شجاعة و على طرف الفجور و هو طرف الفراط على طرف الجبن و هو الّتفريط من ال ّ
من ملكة العّفة و العدالة ل جرم صدق أّنهم على رذايل الخلق و دقاقها .
أقول :و يشهد على جهلهم اتباعهم للمرأة و متابعتهم للبهيمة ،و على جبنهم مججا مججر فججي
سجلم :و قجد أرعجدوا و أبرقجوا و مجع هجذين المريجن سجابقة مجن قجوله عليجه ال ّ
الخطجب ال ّ
الفشل ،و على فجورهم خروجهم على المام العادل و محاربتهم معه .
] [ 192
يعني معاهدتكم ل يمكن العتماد عليها و الوثوق بهججا ،لّنهججا صججورّية و ظاهرّيججة و فججي
المعنى و الحقيقة مخالفة و عداوة يشهد بذلك نكثهم لبيعته بعد عقدهم إّياه .
سججلم
و ذلك أّنهم أظهروا السلم أى اليمان بألسنتهم و خالفوا بقلوبهم كما حكى عليججه ال ّ
فيما سبق عن الّزبير أّنه :يزعم أّنه بايع بيججده و لججم يبجايع بقلبججه فقججد أقجّر بالبيعججة و اّدعججى
الوليجة .
أى مالح بسبب قربه مججن البحججر يججوجب أمراضججا كججثيرة كسججوء المججزاج و البلدة و فسججاد
ل أّنججه مّمججا يجّذم بججه البلججد
الطحال و نحوها و هججذا و إن لججم يكججن مججن افعججالهم الختياريججة إ ّ
شاعر : فيستحّقون بذلك المذمة لسوء اختيارهم ذلك المكان قال ال ّ
ل فيهجججججججججججججججا لراحجججججججججججججججم
فجججججججججججججججاّنى لمجججججججججججججججن قجججججججججججججججد حججججججججججججججج ّ
و إّني لمن لم يأتها لنذير
) ع ( ععع ععع عع ) ععععع ع عع ع ععععع ع عععع ع
ععععع (
لّنه إّما أن يشججاركهم فججي الجّذنوب أو يراهججا فل ينكرهججا ،و قججد ورد الخبججار عججن أئمتنججا
لج عليهجم علجى تحريجم مججاورة أهجل المعاصجي و مخجالطتهم اختيجارا و الطهار سجلم ا ّ
المجالسة معهم و كون المجاور و المجالس مستحقا بذلك للعقوبة .
] [ 193
ب الّدنيا مع خوف قليل و أمل بعيد و غفلة في لهو و لعب إلى أن قال :
الطاغوت و ح ّ
و كيف عبادتكم للطاغوت ؟ قال :الطاعة لهل المعاصي قال :كيف كان عاقبة أمركم ؟
جين ؟ قال :جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة إلى أن قال ،قال :
و ما س ّ
سلم و أنا جالس عند قاض و في الفقيه عن محّمد بن مسلم قال :مّر بي أبو جعفر عليه ال ّ
سلم :ما مجلججس رأيتججك فيججه أمججس قججال :قلججت
بالمدينة فدخلت عليه من الغد فقال عليه ال ّ
له :
ن هذا القاضي لي مكرم فرّبما جلست إليه فقال :و ما يؤمنك أن تنزل اللعنة
جعلت فداك إ ّ
فتعّمك معه ،و روي في خبر آخر فتعّم من في المجلس .
] [ 194
سجلم :ي منه إذا لم أقل ما يقول ؟ فقجال أبججو الحسججن عليججه ال ّ
ى شيء عل ّ
هو يقول ما شاء أ ّ
أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا ،أما علمت بالذي كججان مججن أصججحاب موسججى
سلم و كان أبوه من أصحاب فرعون فلّما لحقت خيل فرعون موسججى تخّلججف عنججه عليه ال ّ
ليعظ أباه فيلحقه بموسى فمضى أبوه و هو يراغمه حتى بلغ طرفا من البحر فغرقا جميعا
ل و لكن الّنقمة إذا نزلت ليججس لهججا عّمججن قججاربفأتى موسى الخبر فقال :هو في رحمة ا ّ
المذنب دفاع .
شاخص عنكججم متججدارك برحمججة مججن رّبججه ( و ذلججك لنّ المقيججم سلم ) :و ال ّ
و قوله عليه ال ّ
شججاخص عنهججم و المتباعججد مججن بينهم و المخالط معهم إذا كان رهينا بججذنبه يلزمججه كججون ال ّ
ل لسلمته من عقوبة المجاورة و المجالسة . ساحتهم متداركا برحمة ا ّ
سلم إلى ابتلئهم بالعقوبة الّدنيوية قبل عذاب الخرة و قال :
ثّم أشار عليه ال ّ
ن البصرة تغرق عدا المسجد الجامع فقججد سلم أ ّ شارح المعتزلي :أّما إخباره عليه ال ّ قال ال ّ
ن البصججرة يهلججك بالمججاء السججود ينفجججر مججن ل علججى أ ّن كتب الملحم تججد ّ رأيت من يذكر أ ّ
ن البصججرة غرقججت ن المخبر به قججد وقججع فججا ّ صحيح أ ّ أرضها فتغرق و يبقى مسجدها ،و ال ّ
لج غرقججت بأجمعهججا و لججم يبججق ل و مّرة في أّيام القائم بججأمر ا ّ مّرتين مّرة في أّيام القادر با ّ
ل مسجدها الجامع مبارزا بعضه كجؤجؤ الطاير حسب ما أخبر به أميججر المججؤمنين منها إ ّ
سلم :جائها الماء من بحججر الفججارس مججن جهججة الموضججع المعججروف الن بجزيججرة عليه ال ّ
ل مججا
الفرس و من جهة الجبل المعروف الن بجزيرة السّنام ،و خربت دورها و غرق ك ّ
في ضمنها و هلك كثير من أهلها ،و أخبار هذين الغرقين عند أهل البصرة يتناقله خلفهم
عن سلفهم .
] [ 195
ن الماء الذي يغرق به البصججرة ينفجججرشارح البحراني حسبما تعرفه في أّول التنبيهات أ ّ ال ّ
سججلم :و إّنججي لعججرف موضججع منفجججره مججن قريتكججم هججذه و
من الرض كما قال عليججه ال ّ
ل العالم بحقايق المور
ظاهر ذلك أّنه ل يكون من ناحية اخرى ،و ا ّ
قد رواها جماعة من الصحاب بزيادة و نقصان و ل بأس بالشارة إليها تكثيرا للفائدة .
سلم فمنها ما في الحتجاج عن ابن عباس ) رض ( قال :لّما فرغ أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل و أثنى عليه فقال :يا أهل البصرة يججا من قتال أهل البصرة وضع قتبا على قتب فحمد ا ّ
أهل المؤتفكة يا أهل الّداء 1العضال يا أتباع البهيمة يا جند المججرأة رغججا فججأجبتم و عقججر
سلم يمشي بعججد فهربتم ،ماؤكم زعاق ،و دينكم نفاق ،و أحلمكم دقاق ،ثّم نزل عليه ال ّ
ضأ فقججال :يججا حسججن أسججبغفراغه من خطبته فمشينا معه فمّر بالحسن البصري و هو يتو ّ
ل وحده ل لا ّ
الوضوء فقال :يا أمير المؤمنين لقد قتلت بالمس أناسا يشهدون أن ل إله إ ّ
ن محّمدا عبده و رسوله و يصجّلون الخمججس و يسججبغون الوضججوء ،فقججال لججه شريك له و أ ّ
سلم :قد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينججا عججدّونا ؟ فقججال :و أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل لصدقنك يا أمير المؤمنين لقد خرجججت فججي أّول يججوم فاغتسججلت و تحّنطججت و صججببت ا ّ
ن الّتخّلف عن أّم المؤمنين عايشة كفر ،فلّمججا انتهيججت إلججى
ك في أ ّ
ى سلحي و أنا ل أش ّ
عل ّ
ن القاتل و المقتول فجي الّنجار ، موضع من الخريبة 2نادى مناد يا حسن إلى أين ارجع فا ّ
فرجعت ذاعرا و جلست في بيتي .
-----------
) ( 1قق ققق قققق قق قق ققق قق قق قق قققق ق ق
قققق .
-----------
) ( 2ق ق قق ق ققق قق ققق ق ق ق قق قق قققق قق
قققق ققققق ققق قققق ققققق .
] [ 196
سججلم :
سلم :صدقت أفتدرى من ذلك المنادي ؟ قججال :ل ،قججال عليججه ال ّ ي عليه ال ّ
قال عل ّ
ن القاتل و المقتول منهم في الّنار ،فقال الحسججن البصججري :الن أخوك إبليس و صدقك أ ّ
ن القوم هلكى .
عرفت يا أمير المؤمنين أ ّ
» َو اْلُمْؤَتِفَكُة َأْهوى « قال :المؤتفكة 1البصرة ،و الّدليل على ذلك قول أمير المؤمنين
سلم :يا أهل البصرة و يا أهل المؤتفكة يا جند المرأة و أتباع البهيمة رغا فججأجبتم عليه ال ّ
و عقر فهربتججم مججاؤكم زعججاق و اخلقكججم دقججاق » و أحلمكججم رقججاق خ ل « و فيكججم ختججم
ل عليه و آله و سّلم أخبرني أ ّ
ن ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ الّنفاق و لعنتم على لسان سبعين نبّيا إ ّ
سلم أخبره أّنه طوى له الرض فرأى البصرة أقرب الرضين من المججاء جبرئيل عليه ال ّ
سماء ،و فيها تسعة أعشار الشجّر و الجّداء العضججال ،المقيججم فيهججا مججذنب و و أبعدها من ال ّ
ل تمام الّثالثة ،و تمام الّثالثة فججي
الخارج عنها برحمة و قد ائتفكت بأهلها مّرتين و على ا ّ
الّرجعة .
أقول :قال في مجمع البيان :المؤتفكة المنقلبة و هي التي صار أعلهججا أسججفلها و أسججفلها
أعلها ،و أهوى أى انزل بها فججي الهججواء قججال :و المؤتفكججة قججرى قججوم لججوط المخسججوفة
لج
أهوى أى اسقط أهواها جبرئيل بعد أن رفعها و هذا تنزيلها و مججا رواه القّمججي رحمججه ا ّ
ي في تفسير قوله سبحانه : تأويلها ،و قال القم ّ
طَئِة « المؤتفكججات البصججرة ،و الخججاطئة
ت ِباْلخججا ِ
ن َقْبَلجُه َو اْلُمْؤَتِفكججا ُ
ن َو َم ْ
عْو ٌ
» َو جاَء ِفْر َ
ي بن إبراهيم فقدفلنة و في نسخة حميراء ،و في البحار و أّما التأويل الذي 2ذكره عل ّ
رواه مؤلف تأويل اليات الباهرة عن محّمد البرقي عن سيف بججن عميججرة عججن أخيججه عججن
سلم يقول :و جججاء فرعججون منصور بن حازم عن حمران قال :سمعت أبا جعفر عليه ال ّ
يعني الّثالث ،و من قبله يعني الّولين ،و المؤتفكات أهل
-----------
) ( 1ق قق ق ق ققق قق ققققق ققق ققققققق ق
ققققق قققق قققققق قققققق قق قققققق ق ق ق
قققققق ق ق ق ق ققق قق ق قققق قق قق قق
ققققققق قق ققق ق ققق ق ققق ق قق قق قققق ق
ققققققققق ققق .
-----------
) ( 2قققق قق ققققق ققققققق ق ققق .
] [ 197
سسججوا لهججا
البصرة ،بالخاطئة الحميراء ،فالمراد بمجيء الّولين و الّثالث بعايشججة أّنهججم أ ّ
سر لها الخروج و لججو ل مججا سلم أساسا به تي ّ بما فعلوا من الجور على أهل البيت عليهم ال ّ
فعلوا لم تكججن تجججتري علججى مججا فعلججت ،و المججراد بالمؤتفكججات أهججل المؤتفكججات و الجمججع
باعتبار البقاع و القرى و المحلت .
شججيخ كمججال الجّدين بججن ميثججم البحرانججي مرسججل أّنججه لّمججا فججرغ أميججر
قججال ) قجّده ( :روى ال ّ
سلم من أمر الحرب لهل الجمل أمر مناديا ينادي فجي أهجل البصجرة أن المؤمنين عليه ال ّ
جة أو علججةل من ح ّ ل و ل عذر لمن تخّلف إ ّ صلة الجامعة لثلثة 1أّيام من غد إنشاء ا ّ ال ّ
سججلم فصججلى فل تجعلوا على أنفسكم سبيل فلّما كان اليوم الذي اجتمعوا فيه خرج عليه ال ّ
بالّناس الغداة في المسجد الجامع فلّما قضى صلته قام فأسند ظهره إلى حائط القبلججة عججن
يمين المصّلى فخطب الّناس و أثنى عليه بما هو أهله و صّلى على الّنبي و آله و اسججتغفر
للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات ثّم قال :
-----------
) ( 1قق قق ق قققق ق قق قق ق ققققق قققققق قق
ققق ق
-----------
) ( 2قق ققققق ق قق ق قققق ق قق قققق ق ق ق
ققققق ققق .
-----------
) ( 3ققققق ق ق ق قق قق ق قق قق قققق ق ق
ققققققق ق ق قق قققق ق ق ققق ق قق ق قق ق
قققققق ققققققق ق قققق ققق ققق ق ق قق ق ق ق
ققق قققق ق قققق ققققققق .
] [ 198
شججاهد
ن بينك و بينججه لقرونججا و لكججن ليبلججغ ال ّ
قال :يا أبا بحر إنك لن تدرك ذلك الّزمان و ا ّ
منكم الغائب عنكم لكي يبلغوا إخوانهم إذا هم رأوا البصرة قد تحّولت أخصاصها 1دورا
و آجامها قصورا فالهرب الهرب فاّنه ل بصرة لكم يومئذ .
ثّم التفت عن يمينه فقال :كم بينكم و بين البّلة ؟ 2فقال له المنذر بن الجارود فداك أبججي
صججه
و اّمي أربعة فراسخ قال له :صدقت فو الذي بعث محّمدا و آله و أكرمه بالّنبّوة و خ ّ
جل بروحه إلى الجّنة لقد سمعت منه كما تسمعون منى أن قال لي :يا علجج ّ
ي بالّرسالة و ع ّ
ن بين التي تسمى البصرة و تسمى البّلججة أربعججة فراسججخ و سججيكون فججي الجتيهل علمت أ ّ
تسّمى البلة موضع أصحاب العشور يقتل في ذلك الموضع من اّمتي سبعون ألفا شهيدهم
يومئذ بمنزلة شهداء بدر .
فقال له المنذر :يا أمير المؤمنين و مججن يقتلهجم فجداك أبجي و أّمجي ؟ قجال :يقتلهججم اخجوان
شياطين سود ألججوانهم منتنجة أريجاحهم 4شجديد كلبهججم 5قليجل ن و هم جيل 3كأّنهم ال ّالج ّ
سلبهم طوبى لمن قتلهم و طوبى لمن قتلوه ،ينفر لجهادهم في ذلك الّزمان 6قوم هم أذلة
سججماء تبكججى
عند المتكبرين من أهل ذلك الّزمان ،مجهولون في الرض معروفون فججي ال ّ
سماء عليهم و سكانها و الرض و سكانها . ال ّ
-----------
) ( 1ققق قق ققق قققق قق ققققق ققققق قققق .
-----------
) ( 2قق ق قققق قق ق ققق قق ق قق ققق ققققق
قققققق قققق قق ققققق قققققق ق قق ققققق ق
ققق قق ققق ق قققق قققق قق ققق قق قق ) ق ( ق ق
قققق .
-----------
) ( 3ققققق ق ق ققق ق ق ق ققق قق ق قق ق ق ق ق قق
ققققققق قققق ققق ققق قققق .
-----------
) ( 4ققق ققق ق قق ققققققق قققق .
-----------
) ( 5قققق ق ققققققق ق ققق ق ق ققققق ق ق قق
قق قق قق قق ققققق قق ق ق ق ق قققق ق قققق ق ق
ققق قق ققققققق ق ق ق ققق قق قق ق ققققققق ق
قق ققققق قق ققققق ققق قققق قققق قققق .
-----------
) ( 6ق قققق قققق ققق قققق قققق ققققق ق ققق
قققق ققققق ققققق قق ققق قق ق قققق ق قق ق ق
قق ققققق ققق قققق ققققققق .
] [ 199
ثّم هملت 1عيناه بالبكاء ثّم قال :ويحك يا بصرة ويلك يا بصرة ل رهج 2له و ل حس
3فقال له المنذر :يا أمير المؤمنين و ما الذي يصيبهم من قبل الغرق مّمججا ذكججرت و مججا
الويح و ما الويل ؟ فقال :هما بابان فالويح باب رحمة و الويل باب عذاب يججابن الجججارود
نعم تارات 4عظيمة .
منها عصبة يقتل بعضها بعضا ،و منها فتنة يكون بهججا خججراب منججازل و خججراب ديججار و
انتهاك أموال 5و قتل رجال و سباء نساء يذبحن و نجايا ويل امرهن حديث عجيب منها
أن يسجتحل 6بهجا الجّدجال الكجبر العجور 7الممسجوح العيجن اليمنجى و الخجرى كأّنهجا
ممزوجة بالّدم لكأّنها في الحمرة علقة ناتى 8الحدقة كهيئة حّبججة العنجب الطافيججة 9علججى
الماء فيتبعه من أهلها عّدة من قتل بالبلة من الشججهداء انججاجيلهم فججي صججدورهم يقتججل مججن
يقتل و يهرب من يهرب ثّم رجف 10ثّم قججذف 11ثجّم خسججف 12ثجّم مسججخ ثجّم الجججوع
الغبر ثّم الموت الحمر و هو الغرق .
-----------
) ( 1قق قققق قققققق قققق .
-----------
) ( 2قققققققق قققققق قققق .
-----------
) ( 3ققققق ققققق قققق .
-----------
) ( 4ققق ق ققق قق ق ققق ق ققققق ق ق قق قققق ق
قققق ققققق ققق ققق قققق قققق .
-----------
) ( 5ققق ققققققق ققق قق ققق قققق .
-----------
) ( 6قق ققق ققق قق ققق ق ققققق ق ق ق ق ق
ققققق قق ققق ق قق قق ق قق قققق ق قققققق
ققققق قققق قققققققق ققق قق قق ق ققققق قق
قققق .
-----------
) ( 7قققق ققق قققق ققققق قققق .
-----------
) ( 8قققققق ققققققق قققق .
-----------
) ( 9ققق ققق ققققق ققققق ققق ققق ق قق قققق
قققق .
-----------
) ( 10ققققق ققققققق ق قققققققق قققق .
-----------
) ( 11ققققق ققققق قققققققق ق ققققق ق .
-----------
) ( 12ققققق قق قققق ق ق ققققق ق قق ق قققق قق
قق قققق قق ققققق ق ققق ققققق ققققق .
] [ 200
العلماء منها الخريبة و منها تدمر 1و منها المؤتفكة ،يا منذر و الذي فلق الحّبججة و بججرء
النسمة لو أشاء لخبرتكم بخراب العرصات عرصة عرصججة مججتى تخججرب و مججتى تعمججر
ن عندي من ذلك علما جمّججا 2و ان تسججألوني تجججدوني بججه بعد خرابها إلى يوم القيامة و ا ّ
عالما ل اخطى منه علما 3و ل دافناء و لقد استودعت علم القرون الولى و ما هو كائن
إلى يوم القيامة .
و زاهدكم أزهد الّناس ،و عابدكم أعبجد الّنجاس ،و تجاجركم أنجججر الّنجاس و أصججدقهم فججي
تجارته ،و متصّدقكم أكرم الّناس صدقة ،و غنّيكم أشّد الّناس بذل و تواضعا ،
و شريفكم أحسن الّناس خلقججا ،و أنتججم أكججرم الّنججاس جججوارا و أقّلهججم تكلفججا لمججا ل يعنيججه و
أحرصهم على الصلة فججي جماعججة ،ثمرتكججم أكججثر الّثمججار ،و أمججوالكم أكججثر المججوال و
صغاركم أكيس 4الولد ،نساؤكم أقنع النساء و أحسنهن تبعل 5سخر لكم الماء يغججدو
6عليكم و يروح ،صلحا لمعاشكم و البحر سببا لكججثرة أمججوالكم فلججو صججبرتم ان يكججون
خسف جيش او طائفة بالبصججرة أو خسججف مججدينتهم و بعججض مسججاكنهم و وصججف الجججوع
بالغبر لن الجوع غالبا يكون في السنين المجدبة و سنو الجججدب تسججمى غججبر الغججبرار
اطالها من قلة المطار و ارضيها لعدم النبات و اما لن وجه الجائع يشبه الججوجه المغججبر
و المراد بالجوغ الغبر الجوع الكامل الذى يظهر لكل أحد بحار .
-----------
) ( 1قق قققققق ققققق قققققق قققق .
-----------
) ( 2قققق قققققق قققق .
-----------
) ( 3قققق ق ققققققق ق قققق ق ق ققققق ق ق
قققققق قققق ق قققق ق قق قق ق ق ققق قققق قق
قق قققق .
قق قققق ققق ققققق ق قق ققق
-----------
) ( 4ققققق قققققق قققق ققققق قققق .
-----------
) ( 5قققققق ققققققق قققق .
-----------
) ( 6ق قق ققق قق ق قققق ق ققق ق قققق ق ق ق
ققققق ق قققق قق ققققققق ققق ققق قققققق ق
ققققققق قققققققق قق
] [ 201
ك فجين ذِلج َ
شجديدًا كجا َ
عجذابًا َ
ل َيْوِم اْلِقيَمة َأْو ُمعَّذُبوها َ
ن ُمْهِلُكوها َقْب َ حُل َن ْ
ن َقْرَيٍة ِإ ّ
ن ِم ْ» و ِإ ْ
ل تذكيرا و طورًا « و اقسم لكم يا أهل البصرة ما الذي ابتداتكم به من الّتوبيخ إ ّ سُب َم ْاْلِكتا ِ
ل ج لنججبّيه ص جّلى
موعظة لما بعد لكيل تسرعوا إلى الوثوب في مثل الذي و ثبتم و قد قال ا ّ
ن « و ل الججذي ذكججرت فيكججم مججن ن الّذْكرى َتْنَفُع اْلُمجْؤِمني َ ل عليه و آله و سّلم » َو َذّكْر َفِإ ّ ا ّ
المدح و التطرية 2بعد الّتذكير و الموعظة رهبة مّني لكم و ل رغبة في شيء مّما قبلكم
ل لمور تحضرني قد يلزمني المقام بها فيما بيني فاّني ل اريد المقام بين أظهركم إنشاء ا ّ
ل ل عذر لي في تركها و ل علم لكم بشيء منها حّتى يقع مّمججا اريججد أن أخوضججها و بين ا ّ
3مقبل و مدبرا .
صافي صفاه 4لنا كتاب الّ فمن أراد أن يأخذ بنصيبه منها فليفعل ،فلعمري إّنه للجهاد ال ّ
و ل الذي أردت به من ذكر بلدكم موجدة 5مّنى عليكم لما شاققتموني يمد في كل يوم و
ليلججة مرتيججن و يججدور فججى اليججوم و الليلججة و ل يخججص وقتججا كطلججوع الشججمس و غروبهججا و
ارتفاعها و انخفاضها و يكون ذلك بالمد اليومى و يكون المد عند زيادة نور القمر اسججد و
يسمى ذلك بالمد الشهرى و اشار عليه السلم بهذه الفقرة الى فايدة المد و الجزر بحار .
-----------
) ( 1ققق ق ققققق ق ققق قق ققققق ق ق ق ق ق ققق
ققق قق قق ق ققق قق ققق ق ققق ق ققققققق ق ق
ققق قق قققق قق قققق قق قق قق ققق قق ققق قق
ققق قق قققققق قققق .
-----------
) ( 2ققققققق ققققققق ق ق ق ققق قق ق ققق ققق
ققق ققققققق قققق .
-----------
) ( 3ققق قق ق ق قق ق قققق قق ققققق ق ق قققق
ققققق ق ق ق قق ق قققق ققققق ققق ق ق ق قققق
ققققق قق قققققق ققق قققق .
-----------
) ( 4قق قققق ققققق قق ققققققق ققق .
-----------
ققق ق ( 5ققق ق قققق ق قققق ق ق قققق )
قققققققق قققققق ق ققققققق قققق .
] [ 202
ل عليججه و آلججه و سجّلم قججال لججي يومججا و ليججس معججه غيججري :إنّ
ل صّلى ا ّن رسول ا ّغير أ ّ
جبرئيل الّروح الميججن حملنججي علججى منكبججه اليمججن حججتى أرانججي الرض و مججن عليهججا و
ى كما لم يكبر على أبى آدم علمه السماء و لم يعلمه أعطاني أقاليدها 1و لم يكبر ذلك عل ّ
الملئكة المقّربون .
سججماء و
و إّني رأيت بقعة على شاطي البحر تسّمى البصرة ،فاذا هى أبعد الرض من ال ّ
أقربها من الماء و أّنهججا لسججرع الرض خرابججا و أخشججنها ) اخشججبها خ ( ترابججا و أشجّدها
ن لكم يا أهل
عذابا ،و لقد خسف بها في القرون الخالية مرارا و ليأتين 2عليها زمان و إ ّ
البصرة و ما حججولكم مججن القججرى مججن المججاء ليومججا عظيمججا بلؤه و إنججي لعججرف موضججع
منفجره من قريتكم هذه ،ثّم امور قبل ذلك تدهمكم 3اخفيت عليكم و علمنجاه فمجن خجرج
لج
ل سبقت له ،و من بقي فيها غير مرابط بها فبذنبه و ما ا ّ عند دنّو غرقها فبرحمة من ا ّ
لم للعبيد .
بظ ّ
فقام إليه رجل فقال :يا أمير المؤمنين أخبرني من أهل الجماعة و من أهل الفرقججة و مججن
أهل البدعة و من أهل السّنة ؟
سلم :إذا سألتني فافهم عّنججي و ل عليججك أن ل تسججأل أحججدا بعججدي ،أّمججا أهججل فقال عليه ال ّ
ل و أمر رسوله ،و أّمججا أهججل ق عن أمر ا ّ الجماعة فأنا و من اّتبعني و إن قّلوا ،فذلك الح ّ
سنة فالمستمسكون بما سجّنه الفرقة فالمخالفون لي و لمن اّتبعني و إن كثروا ،و أّما أهل ال ّ
ل ج و لكتججابه و لرسججوله ل ج و رسججوله و إن قّلججوا و أّمججا أهججل البدعججة فالمخججالفون لمججر ا ّ
ا ّ
العالمون » العاملون ظ « برأيهم و هوائهم و إن كثروا قد مضى منهم الفججوج 4الّول و
ل الّتوفيق
ل قصمها 5و استيصالها عن جدد الرض 6و با ّ بقيت أفواج و على ا ّ
-----------
) ( 1ققق ققققق ق قق ققققققق قققق .
-----------
) ( 2ققق قق قققققق ق قق ق ققق قققق ق قق قق
قققق قققق .
-----------
) ( 3قق قققققق ق قققققق قققق .
-----------
) ( 4ققق ققق ق ق قق ق قق ققق قققق ق قق قققق ق
قققق ق قق ققققققق ق ققققققق قققق .
-----------
) ( 5ققققق ققق ققققق قق ققققققق قققق .
-----------
) ( 6قققق ققققق قققققق قققققققق قققق .
] [ 203
لج بجن الحسجن عجن ل تمام الخطبة ما رواه في الحتجاج عن يحيى بجن عبجد ا ّ أقول :و لع ّ
سججلم يخطججب بالبصججرة بعججد ل بن الحسن ،قجال :كجان أميججر المججؤمنين عليججه ال ّ أبيه عبد ا ّ
دخولها بأّيام ،فقام إليه رجل فقال :يا أمير المججؤمنين أخججبرني مججن أهججل الجماعججة و مججن
أهل الفرقة ؟ و ساق إلى قوله و استيصالها عن جدد الرض و بعده فقام إليه عّمار و قال
ن من قاتلنججا فهججو و مججاله و ولججدهن الّناس يذكرون الفيء و يزعمون أ ّ :يا أمير المؤمنين إ ّ
فيء لنا .
فقام إليه رجل من بكر بن وائل يدعى عباد بن قيس و كان ذا عارضة و لسان شديد فقججال
سججلم و لججم سوية و ل عدلت في الّرعية فقال :عليه ال ّ ل ما قسمت بال ّ يا أمير المؤمنين و ا ّ
ويحك ؟ قال :لّنك قسمت ما في العسكر و تركت الموال و الّنساء و الّذرية فقال :أّيهججا
سججمن ،فقججال عبججاد :جئنججا نطلججب غنائمنججا فجائنججا
الّناس من كججان لججه جراحججة فليججداوها بال ّ
بالّتّرهات .
صغير بذنب الكججبير ،و أنّيا أخا بكر انت امرء ضعيف الرأى أو ما علمت أّنا ل نأخذ ال ّ
الموال كانت لهم قبل الفرقة ؟ ؟ و تزّوجوا على رشدة و ولد و اعلى فطرة و إّنما لكم ما
حوى عسكرهم و ما كان في دورهم فهو ميراث فان عدا أحد منهم أخذنا بذنبه و إن ك ج ّ
ف
عّنا لم نحمل عليه ذنب غيره .
ل مججا فيهججا إ ّ
ل ل مججا فيهججا و أنّ دار الهجججرة ل يح ج ّ
ن دار الحرب يح ّ
يا أخا بكر أما علمت أ ّ
ي و ذلك 1 ل فان لم تصّدقوني و أكثرتم عل ّ ق فمهل مهل رحمكم ا ّ بح ّ
-----------
) ( 1قققق قققققق قق قققق قققققق ققق .
] [ 204
أّنه تكلم في هذا غير واحد فأّيكم يأخذ عايشة بسهمه ؟ فقالوا :يا أمير المؤمنين أصججبت و
ل و نادى الّناس من كججل جججانب أصججبت يججا أميججر
أخطأنا و علمت و جهلنا فنحن نستغفر ا ّ
سداد .
ل بك الّرشاد و ال ّ
المؤمنين أصاب ا ّ
ل بكججم
ل ان اّتبعتموه و أطعتموه لججن يض ج ّ فقام عباد ) عمار خ ( فقال :أّيها الّناس إّنكم و ا ّ
ل عليه و آله و سّلم حّتى قيس 1شعرة كيف ؟ و ل يكون ذلججك و عن منهل نبّيكم صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم علم المنايججا و القضججايا ) و الوصججايا خ ل صّلى ا ّ قد استودعه رسول ا ّ
سلم و قال له أنت مّنججي بمنزلججة هججارون ل ( و فصل الخطاب على منهاج هارون عليه ال ّ
ل به و إكراما منه لنبّيه حيث أعطاه ما لم صه ا ّ
ل أّنه ل نبي بعدي ،فضل خ ّ من موسى إ ّ
يعط أحدا من خلقه .
ن جيل من بني إسرائيل أمرهم نبّيهم أن ل يشربوا مججن الّنهججر فلجججوا فججي ثّم إّني اخبركم أ ّ
ل من أولئك الذين أطاعوا نبّيهم و ل قليل منهم ،فكونوا رحمكم ا ّ ترك أمره فشربوا منه إ ّ
لم يعصججوا رّبهججم و أّمججا عايشججة فأدركهججا رأى الّنسججاء و لهججا بعججد ذلججك حرمتهججا الولججى و
ل ،يعفو عّمن يشاء و يعّذب من يشاء . الحساب على ا ّ
ف َلَها اْلَعذا ُ
ب ع ْ
شٍة ُمَبّيَنٍة ُيضا َ
حَن ِبفا ِ
ت ِمْنُك ّ
ن َيْأ ِ
ي َم ْ
» يا ِنسآَء الّنب ّ
-----------
) ( 1قق قق قققق ق قق ق قق ق ق ق قق قق ق قق ق قق
ققق قققق .
-----------
) ( 2قققققق قققققق قققققق ققق .
] [ 205
ي بججن إبراهيججم فججي تفسججيره باسججناده عججن
لج َيسججيرًا « روى علج ّ
عَلى ا ِّ
ك َ
ن ذِل َ
ن َو كا َ
ضْعَفْي ِ
ِ
سيف ،و قال تعالى : سلم قال :الفاحشة الخروج بال ّ ل عليه ال ّحريز عن أبيعبد ا ّ
] [ 206
فرجع إليها فبّلغهما ذلك فقال ارجع فلتأتها فهي أثقل عليها مّنا فرجع إليهججا فبلغهججا فججأقبلت
لج مجا كنجت لجي بجزّوارة فمجا حّتى دخلت على اّم سلمة فقالت أّم سلمة :مرحبا بعايشة و ا ّ
ن أمير المؤمنين عثمان قتل مظلوما ، بدالك ؟ قال :قدم طلحة و الّزبير فخّبرا أ ّ
فصرخت أّم سلمة صرخة أسمعت من في الّدار ،فقالت :يا عايشة أنت بالمس تشججهدين
عليه بالكفر و هو اليوم أمير المؤمنين قتل مظلوما .فما تريدين ؟ قججالت :تخرجيججن معنججا
ل عليه و آله و سّلم ،قالت :يا عايشة
ل أن يصلح بخروجنا أمر اّمة محّمد صّلى ا ّ
لا ّ
فلع ّ
ل عليه و آله و سّلم ما سمعنا .ل صّلى ا ّ
اخرجي و قد سمعت من رسول ا ّ
ل يا عايشة الذي يعلم صدقك إن صدقت أتذكرين يوما كججان نوبتججك مججن رسججول نشدتك با ّ
لج ل
ل عليه و آله و سّلم فصنعت حريرة في بيتي فأتيت بها و هو يقججول :و ا ّ ل صّلى ا ّا ّ
تذهب الليالي و اليام حّتى تتنابح كلب ماء بالعراق يقال له :الحوأب امججرأة مججن نسججائي
ى و قال :ما لك يا أّم سلمة ؟ فقلت :
في فئة باغية فسقط الناء من يدي فرفع رأسه إل ّ
ل أل يسقط الناء من يدي و أنت تقول ما تقول ؟ ما يؤمنني أن أكون أنججاهي ؟ يا رسول ا ّ
ساقين إّني أحسبك هيه .
فضحكت أنت فالتفت إليك فقال :مّم تضحكين يا حميراء ال ّ
ل عليه و آله و سججّلم ل صّلى ا ّ ل يا عايشة أتذكرين ليلة أسرى بنا مع رسول ا ّ و نشدتك با ّ
سلم يحّدثنا فادخلت جملججك ي بن أبيطالب عليه ال ّ من مكان كذا و كذا و هو بيني و بين عل ّ
لج
ي فرفع مقرعة كانت معه فضرب بها وجه جملك و قججال :أمججا و ا ّ فحال بينه و بين عل ّ
ل منافق كّذاب . ما يومه منك بواحد و ل بليته منك بواحدة إّنه ل يبغضه إ ّ
-----------
) ( 1ققق قققق ق قق ق ققق قق ق ققق ق ق قق قققق
قققققق ق .
] [ 207
ل خاصف الّنعل فمّرا على عليّ ل فهل استخلفت أحدا ؟ قال :ما خليفتي فيكم إ ّ
يا رسول ا ّ
ل ذلك تعرفيججه يججا ل عليه و آله و سّلم ك ّل صّلى ا ّ
سلم و هو يخصف نعل رسول ا ّ عليه ال ّ
سججلم بعججدي عليججه ال ّعايشة و تشهدين عليه ثّم قالت اّم سلمة :يا عايشة أنا أخرج على عل ّ
ل عليه و آله و سّلم فرجعت إلى منزلها و قالت :يابن ل صّلى ا ّالذي سمعته من رسول ا ّ
الّزبير ابلغهما إّني لست بخارجة من بعد الذي سمعته مججن أّم سججلمة فرجججع فبلغهمججا قجال :
فما انتصف الليل حّتى سمعنا رغاء إبلها ترتحل فارتحلت معهما .
سلم قال :
ي عليهم ال ّ
صادق عن أبيه عن آبائه عن عل ّ
و فيه عن جعفر بن محّمد ال ّ
ل عليه و آله و سّلم في المسجد بعد أن صّلى الفجر ثّم نهض ل صّلى ا ّ
كنت أنا و رسول ا ّ
ي أعلمنججيل عليه و آله و سّلم إذا أراد أن يتجه إل ّل صّلى ا ّ و نهضت معه و كان رسول ا ّ
بذلك و كان إذا أبطأ في ذلك الموضع صرت إليججه لعججرف خججبره لّنججه ل يتصججابر قلججبي
ل صّلى ا ّ
ل على فراقه ساعة واحدة ،فقال لي :أنا مّتجه إلى بيت عايشة فمضى رسول ا ّ
سلم فلججم أزل مججع الحسججن و عليه و آله و سّلم و مضيت إلى بيت فاطمة الّزهراء عليها ال ّ
الحسين فأنا و هي مسروران بهما .
ثّم إّني نهضت و صرت إلى باب عايشة فطرقت الباب فقالت لي عايشة :من هذا ؟ فقلت
لج عليجه و آلجه و سجّلم راقجد فانصجرفت ،ثجّم
لج صجّلى ا ّ
ن رسول ا ّ
ي فقالت :إ ّ
لها :أنا عل ّ
قلت :
ل راقد و عايشة في الّدار فرجعت و طرقت الباب فقالت لي عايشة :من هذا ؟
رسول ا ّ
فقال :يا أبا الحسن كنت في أمر كتمته من ألم الجججوع فلّمججا دخلججت بيججت عايشججة و أطلججت
لج القريججب المجيججب فهبججط علج ّ
ي القعود ليس عندها شيء تأتي به فمججددت يججدي و سجألت ا ّ
ل تعججالى
نا ّ
حبيبي جبرئيل و معه هذا الطير و وضع اصبعه على طاير بين يديه فقال :إ ّ
ي أن آخذ هذا الطير و هو أطيب طعام في الجّنة فأتيتك به يا محّمد ، أوحى إل ّ
] [ 208
سججر
سججماء فقلججت :اللهجّم ي ّل كثيرا و عرج جبرئيل فرفعت يدي إلى ال ّ ل عّز و ج ّ
فحمدت ا ّ
عبدا يحّبك و يحّبني يأكل معي هذا الطير ،فمكثت ملّيا فلم أر أحدا يطرق البججاب فرفعججت
سر عبدا يحّبك و يحّبني أن يأكل معججي هججذا الطيججر فمكثججت سماء فقلت :الّلهم ي ّ
يدي إلى ال ّ
سججر عبججدا يحّبججك وملّيا فلم أر أحدا يطرق الباب فرفعت يدي إلججى السججماء فقلججت :الّلهجّم ي ّ
يحّبني و تحّبه و أحّبه يأكل معي هججذا الطيججر ،فسججمعت طرقججك البججاب و ارتفججاع صججوتك
فقلت لعايشة :ادخلي علّيا ،فدخلت .
ل و احّبك ،فكل يججا ل و تحّبني و يحّبك ا ّ با ّي إذ كنت تح ّ ل حّتى بلغت إل ّ فلم أزل حامدا ّ
لج عليججه و آلججه و سجّلم الطججاير قججال لججي :يججا علج ّ
ي ل صّلى ا ّي فلما أكلت أنا و رسول ا ّ عل ّ
ل ج لججم أزل منججذ فارقتججك أنججا و فاطمججة و الحسججن و الحسججين ح جّدثني فقلججت :يججا رسججول ا ّ
مسرورين جميعا ثّم نهضت اريدك فجئت فطرقت البججاب فقججالت لججي عايشججة :مججن هججذا ؟
فقلت :
ل راقججد ،فانصججرفت فلّمججا أن صججرت إلججى بعججض الطريججق ن رسول ا ّ ي ،فقالت :إ ّ
أنا عل ّ
ل راقد و عايشججة فججي الججدار ل يكججون هججذا ،فجئت ن رسول ا ّ الذي سلكته رجعت فقلت :إ ّ
لج علججى حاجججة ن رسججول ا ّي فقججالت إ ّ
فطرقت الباب فقالت لي :من هذا ؟ فقلت لها أنا علج ّ
فانصرفت مستحييا ،فلّما انتهيت إلى الموضع الذي رجعت منه أّول مرة وجدت في قلبي
سججلم علججى حاجججة و عايشججة فججي الججدار ، ي عليججه ال ّما لم أستطع عليه صبرا ،فقلت :الّنججب ّ
ل ج و أنججت تقججولل فسمعتك يا رسول ا ّ ق الذي سمعته يا رسول ا ّ فرجعت فدققت الباب الد ّ
ل أن يكون المر ل عليه و آله و سّلم :أبيت 1إ ّ ل صّلى ا ّ لها :ادخلى عليا فقال رسول ا ّ
ل اشتهيت أن يكون أبججي يأكججل مججن هكذا يا حميرا ما حملك على هذا ؟ قالت :يا رسول ا ّ
سلم و قد وقفت على ما فججي ي عليه ال ّالطير ،فقال لها :ما هو أّول ضغن بينك و بين عل ّ
ل و تكون الّنساء يقاتلن الّرجال ؟ فقال لها :يججا ل لتقاتلينه فقالت :يا رسول ا ّ قلبك إنشاء ا ّ
عايشة إّنك لتقاتلين علّيا و يصججحبك و يججدعوك إلججى هججذا نفججر مججن أهججل بيججتي و أصججحابي
فيحملونك عليه
-----------
قق قق ققق قق قققق ققققق ققققق .
) ( 1ققق ققق
] [ 209
و ليكججونن فججي قتالججك أمججر يتحجّدث بججه الّولججون و الخججرون و علمججة ذلججك أّنججك تركججبين
شيطان ثّم تبتلين قبل أن تبلغججي إلججى الموضججع الججذي يقصججد بججك إليججه فتنبججح عليججك كلبال ّ
الحججوأب فتسججئلين الّرجججوع فتشججهد عنججدك قسججامة أربعيججن رجل مججا هججي كلب الحججوأب
سججماء و أقربهججا إلججى
فتصيرين إلى بلد أهله أنصارك ،و هو أبعد بلد على الرض من ال ّ
الماء ،
و لترجعن و أنت صاغرة غير بالغة ما تريدين ،و يكون هذا الذي يرّدك مع من يثججق بججه
من أصحابه و أّنه لك خير منك له و لينذرنك ما يكون الفراق بيني و بينك فججي الخججرة و
ي بيني و بينه بعد وفاتي ففراقه جايز .
كلّ من فرق عل ّ
سلم أّنه قال :لّما كان يججوم الجمججل و قجد رشججق 1هججودج عايشجة و فيه عن الباقر عليه ال ّ
ل ج رجل سججمع ل مطّلقهججا فانشججد ا ّ
ل ما أراني إ ّ
سلم :و ا ّبالّنبل قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
ي أمر نسائي بيدك مججن بعججدي لمججا ل عليه و آله و سّلم يقول :يا عل ّل صّلى ا ّ
من رسول ا ّ
ل يقول يججاقام فشهد قال :فقام ثلثة عشر رجل فيهم بدرّيان فشهدوا أّنهم سمعوا رسول ا ّ
ي أمر نسائي بيدك من بعدي ،قال :فبكت عايشة عند ذلك حّتى سمعوا بكائها . عل ّ
و في البحار من كتاب الكافية لبطال توبة الخاطئة عن الحسججن بججن حمججاد عججن زيججاد بججن
سججلم علججى عايشججة ي عليججه ال ّ
المنذر عن الصبغ بن نباتة قال :لّما عقر الجمل وقججف علج ّ
فقال و ما حملك على ما صنعت ؟ قالت ذيت 2و ذيت ،فقال :أما و الذي فلججق الحّبججة و
لج عليججه و آلججه و سجّلم و هججو يلعججن
لج صجّلى ا ّ
برء الّنسمة لقججد ملت اذنيججك مججن رسججول ا ّ
أصحاب الجمل و أصحاب الّنهروان أّما أحياؤهم فيقتلجون فجي الفتنججة و أّمججا أمجواتهم ففججي
الّنار على مّلة اليهود ،
-----------
) ( 1ققققق قققققققق قققق .
-----------
) ( 2ققق ق ققق قق ققق ق ققق .
] [ 210
إلى غير ذلك مّما رواها الصحاب و تركنا روايتها مخافة الطناب .
عععععع
لج
ل قد نهاها عن الخروج و أمرها بالستقرار في منزلها فهتكت حجاب ا ّ
نا ّأّما أّول فل ّ
و رسوله و تبّرجت و سافرت في محفل عظيم و جّم غفير يزيد على سّتة عشر ألفا .
ي وجه خرجججت
ي الّدم حّتى تطالب به و ل لها حكم الخلفة فبأ ّ
و أّما ثانيا فلّنها ليست ول ّ
للطلب ؟ .
سلم لم يحضججر
ن أمير المؤمنين عليه ال ّ
قلّ و أّما ثالثا فلّنها طلبته من غير من عليه الح ّ
قتله و ل أمر به و ل واطأ عليه و قد ذكر ذلك كثيرا .
ل نعثل فلّمججاو أّما رابعا فلّنها كانت تحّرض على قتل عثمان و تقول :اقتلوا نعثل قتل ا ّ
سلم بالخلفة اسندت القتججل إليججه و بلغها قتله فرحت بذلك ،فلّما قام أمير المؤمنين عليه ال ّ
طالبته بدمه لبغضها له و عداوتها معه ،ثّم مع ذلججك تبعهججا خلججق عظيججم و سججاعدها عليججه
ق ارثها الججذي ل عليها لّما جائت تطالب بح ّ جماعة كثيرة الوفا مضاعفة ،و فاطمة سلم ا ّ
ل لها في كتابه العزيز و هي محّقة فيه لم يتبعها مخلوق و لم يساعدها بشر انتهججى جعله ا ّ
كلمه .
ععععععع
از جملججه كلم فصججاحت نظججام آن امججام عاليمقججام اسججت كججه در مججذمت بصججره و أهججل آن
فرموده :بوديد شما لشگر زن كه عايشه است و تابعان بهيمة كه جمل او بود آواز كججرد
آن جمل ،پس جواب داديد آن را و پى كرده شجد پجس گريختيجد ،خلقهجاى شجما رذيجل و
حقير است و عهد شما مخالفت است و شقاق ،و دين شما دوروئى است و نفاق ،و آب
شما بى مزه است و شور ،اقججامت كننججده در ميججان شججما رهيججن اسججت بگنججاه خججويش ،و
رحلت نماينده از شما دريافته شده است برحمة پروردگار خود ،گويا من
] [ 211
نظر ميكنم بمسججد شجما كجه فجرا گرفتجه اسجت آن را آب بمرتبجه كجه ديجده نميشجود مگجر
كنكرههاى آن مسجد مانند سينه كشتى در دريا ،بتحقيق كه فرو فرستاده خداوند سبحانه
بر بصره كه شهر شما است عذابرا از بالى آن ،و غرق كرده شده كسيكه در ميان آن
شهر بوده ،و در روايت ديگر وارد شده كه فرمود قسججم بججذات خداونججد هججر آينججه غججرق
كرده شود اين شهر شما تا اينكه گويا من نظر ميكنم بسوى مسجد آن شهر همچججو سججينه
كشتى بر روى دريا يا شتر مرغ سينه خوابيده در دريا ،
عععع ع ع عع ع عع ع ع ع ع
ع عع عععع عع عععع ععع
ععععع ع عع ع ع ع ععععع عع ع ع ع عع عععع ع
عععععع عععععع
ععععععع
سججفه
سلم :و سفهت حلومكم للّتفسير و التوكيد إن كان المججراد بال ّ
العطف في قوله عليه ال ّ
ل فللتأسيس و الفاء في قوله :فأنتم ،فصيحة و هو ظاهر . المعنى الّول ،و إ ّ
] [ 212
عععععع
سلم ) أرضكم قريبة مججن المججاء بعيججدة ن قوله عليه ال ّ سابقة أ ّقد عرفت في شرح الخطبة ال ّ
ي و المراد بقرب أرضهم من المججاء إّمججا كججون سلم عن الّنب ّ سماء ( مّما حكاه عليه ال ّ
من ال ّ
موضع البصرة منخفضا قريبا من البحر كما يشاهد من دخول الماء حدايقهم و مزارعهجم
سججلم :مججن ل يوم مّرة أو مّرتين ،أو كونها قريبة من الغرق بالماء فيكون قوله عليججه ال ّ كّ
الماء من قبيل الحذف و اليصال ،و أّما بعد أرضهم من السماء فاّما من حيث انخفاضها
عن غيرها من الرض ،أو من حيث بعدها عن دائرة المعّدل .
ن أبعججد
ن أربججاب علججم الهيئة و أهججل صججناعة التنجيججم يججذكرون إ ّ
شارح المعججتزلي :إ ّ
قال ال ّ
سلم و معنى البعد عججن سماء البلة ،و ذلك موافق لقوله عليه ال ّ موضع في الرض من ال ّ
سماء هيهنا هو بعد تلك الرض المخصوصة عن دائرة معّدل الّنهار ،و البقاع و البلد ال ّ
ن أبعججد موضججع فججي تختلججف فججي ذلججك ،و قججد دّلججت الرصججاد و اللت الّنجومّيججة علججى أ ّ
المعمورة عن دائرة معّدل الّنهار هو البلة ،و البلة هي قصبة البصرة انتهى .
ن كونها أبعججد بلد العججرب مجن المعجّدل مسجّلم و أمججا كونهجا أبعججد موضججع منججه فججي
و فيه أ ّ
ل أن يكون مراده به ما ذكرناه و يكون الّتسامح فججي سا إ ّ
المعمورة ممنوع قطعا و فاسد ح ّ
العبارة هذا .
سماء البعد من سججماء الّرحمججة و السججتعداد لنججزول و يحتمل أن يكون المراد ببعدها من ال ّ
سججفاهةالعذاب و قوله ) :خّفت عقولكم و سججفهت حلججومكم ( وصججف لهججم بقّلججة العقججل و ال ّ
الموجبة لنحطاط الّرتبة و الّدرجة في العقايد الّدينّية و العبادات البدنّية و إشارة إلججى قّلججة
استعدادهم لدرك وجوه المصالح الواقعّية كما يشهد به متابعتهم للمرأة و إجابتهم للبهيمة ،
و تنبيه على جهالتهم و عدم تفّكرهم في عواقب المور و غفلتهم عن اصججلح أحججوالهم و
على تسّرعهم إلى ما ل ينبغي و لجل ذلك حسن الّتفريع بقوله ) :فأنتم غرض لنججا بججل (
أى هدف لمن يريد أذاكم ) واكلة لكل ( أى عرضة لن يطمع في أمججوالكم و يأكلهججا مججن
يريد أكلها و ) فريسة لصائل ( أى في
] [ 213
سفاهة
معرض أن يفترسكم من يريد قتلكم و هلككم ،و هذا كّله من لوازم خّفة العقل و ال ّ
و قّلة الفهم و الغباوة .
ععععععع
از جمله كلم آن امام انام است در مثل همين مقام :زمين شما نزديك اسججت بججآب و دور
است از آسمان خفيف است عقلهاى شما و سفيه است حلمهاى شما ،پججس شججما بواسججطه
نقصان عقل و قلة تدبير نشانهايد از براى هر تيججر اندازنججده ،و طعمهايججد از بججراى هججر
صواب .ل اعلم بال ّ خورنده ،و شكاريد از براى هر حمله كننده ،و هجوم آورنده ،و ا ّ
ععععع
اسناد تزّوج و ملك إلى الّنساء و الماء مججع خلوهمججا مججن علمججة التججأنيث علججى حجّد قججوله
سَوٌة .
ل ِن ْ
تعالى َ :و قا َ
عععععع
] [ 214
قتل عثمان ،و قد رويت بزيادة و نقصان و نحن نوردها بتمامها في شرح الخطبة التيججة
شارح المعتزلي عججن الكلججبي مرفوعججا إلججى و نقول هنا مضافا إلى ما سيأتي أّنه قد رواه ال ّ
سلم خطب في اليوم الثاني مججن ن علّيا عليه ال ّأبي صالح عن ابن عباس ) رض ( قال :إ ّ
لج فهججول مال أعطاه مججن مججال ا ّ ل قطيعة أقطعها عثمان و ك ّ نكّ بيعته بالمدينة فقال :أل إ ّ
سجاءق القديم ل يبطله شيء ،و لو وجدته قد تجزّوج بجه الن ّ ن الح ّ
مردود في بيت المال ،فإ ّ
ن في العدل سججعة و مججن ضججاق عنججه العججدل فججالجور و فرق في البلدان لرددته إلى حاله فإ ّ
سجلم علجى مجا أورده عنه أضيق إذا أحطت خججبرا بجذلك فلنعجد إلجى شجرح كلمججه عليجه ال ّ
ي ره .
الّرض ّ
ن عثمان كان أقطع كثيرا من بني امّية و غيرهجم مجن أصجحابه و أتبجاعه قطجايع فنقول :إ ّ
من أرض الخراج كما عرفته في شرح الفصل الّرابع من فصول الخطبة الشقشججقية و قججد
ل أّنه أقطعها لرباب الجهججد و العنججاء و ذوى الوقججايع المشججهورة
كان عمر أقطعها أيضا إ ّ
في الحروب ،ترغيبا في الجهاد ،و لّما كان قطايعه لغججرض صججحيح لججم يتع جّرض عليججه
سلم له بعد نهوضه بالخلفة ،و إّنما تعرض لقطايع عثمان التي أقطعها لمج جّرد هججوى ال ّ
ل لو وجججدته (سلم ) و ا ّ نفسه و ميل إلى أصحابه من غير عناء في الحرب فقال عليه ال ّ
أى ما بذله عثمان من تلك القطايع ) قد تزّوج به الّنساء و ملك به الماء ( أى صار مهرا
للحرائر و ثمنا للماء ) لرددته ( إلى حاله و إلى بيت مال المسلمين .
ثّم أّكد ذلك بقوله ) :و من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق ( يعني من ضججاق عليججه
القيام بالحكم الذي اقتضاه العدل فالجور الذي أقدم عليه بمقتضى هوى نفسه و ميل طبعججه
ن رّد القطججايع الججتي
أضيق عليه في الجّدنيا و الخججرة ،و ذلججك توعيججد لهججم و إشججارة إلججى أ ّ
أقطعها عثمان لهم و إن كان ضيقا عليهم و شاقا في أنفسهم ،لكّنه عدل و القيام بججه سججهل
بالّنسبة إلى عدم الّرّد و المتناع منه ،لّنججه جججور و هججو أضججيق عليهججم منججه فججي الجّدنيا و
الخرة ،أّما في الّدنيا فلّنها رّبما انتزعت منهم قهرا و يكون
] [ 215
سججليم
سلم ذلك وجوها يأبى عنها الّذوق ال ّ و ذكر شارحوا الكتاب في تفسير كلمه عليه ال ّ
و الطبع المستقيم من أراد الطلع عليها فليرجع إليها .
-----------
) ( 2قق ققققق ققق .
-----------
) ( 3قق ققققق
-----------
) ( 4قق قققق ق
-----------
) ( 5قققق قق ققققق ققق .
] [ 216
ن سججججججججججججججججججججججججججججججيفكم
فل تسججججججججججججججججججججججججججججججألونا سججججججججججججججججججججججججججججججيفكم إ ّ
اضجججججججججججججججججيع و القجججججججججججججججججاه لجججججججججججججججججدى الجججججججججججججججججّروع صجججججججججججججججججاحبه
لججججججججججججججججججج دينجججججججججججججججججججه
ي إلجججججججججججججججججججى أن أظهجججججججججججججججججججر ا ّ
علججججججججججججججججججج ّ
و أنجججججججججججججججججت مجججججججججججججججججع الشجججججججججججججججججقين فيمجججججججججججججججججن يحجججججججججججججججججاربه
شارح :و كان المنصججور إذا أنشججد هججذا الججبيتأى كان كافرا كما كان كسرى كافرا قال ال ّ
شعر .
ل الوليد هو الذي فّرق بين بني عبد مناف بهذا ال ّ
يقول لعن ا ّ
ععععععع
از جملججه كلم آن حضججرت اسججت در خصججوص چيججزى كججه رّد فرمججوده بججود آن را بججر
مسلمانان از قطيعههاى عثمان كه بر بني امّيه و ساير اعوان خود بخشججش كججرده بججود و
آن كلم عدل نظام اينست كه فرمود :بخداوند سججوگند اگججر بيججابم آن مججال را كججه تزويججج
شده باشند بآن زنان و ملك شده باشند بآن كنيزان هر آينه بر ميگردانججم آن را ،از جهججة
اينكه در عدل وسعت است و هر كه تنك آيد بر او عجدل پججس جججور و سججتم بجر او تنكتجر
است .
ن هججذه مججن جلئلسججلم كمججا فججي بعججض الّنسججخ ل ّو الولى العنوان بمن خطبة له عليه ال ّ
خطبها و من مشهوراتها و هو أّول خطبة خطبها بالمدينججة بعججد مججا نهججض بالخلفججة و قججد
رواها جمع مّنا و من العامة كالكليني في روضة الكافي و المفيد في الرشاد و المحّدث
] [ 217
المجلسي و الشارح البحراني و الشارح المعتزلي من كتاب البيان و التبيين للجججاحظ عججن
ن فيها على اختلف طرقها زيادة و نقصانا لأّأبي عبيدة معّمر بن المثنى و غير هؤلء إ ّ
ي ق جّدس س جّره
و تغييرا كثيرا و نحن نوردها بتمامها بعد الفراغ من شرح ما أورده الّرض ّ
بطريق الكليني توضيحا لما أورده و تثبيتا لما ذكره مع الشارة إلى تفسير بعض ما رواه
ي ره في ضمن فصلين . الكليني أيضا و شرح ما أورده الّرض ّ
ععععع ععععع
ن من صّرحت له العبر عّما بين يديه من المثلت ذّمتي بما أقول رهينة و أنا به زعيم ،إ ّ
لج
ن بلّيتكم قد عادت كهيئتها يججوم بعججث ا ّ
شبهات ،أل و إ ّ حم في ال ّ
،حجزه الّتقوى عن الّتق ّ
ق، ل عليه و آله و سّلم ،و اّلذي بعثه بالح ّنبّيه صّلى ا ّ
ن سوط القدر ،حّتى يعججود أسججفلكم أعلكججم ،ون غربلة ،و لتساط ّ
ن بلبلة ،و لتغربل ّ
لتبلبل ّ
صروا ،
ن سابقون كانوا ق ّ
أعلكم أسفلكم ،و ليسبق ّ
ل ما كتمت وسمة ،و ل كججذبت كذبججة ،و لقججد نّبئت ن سّباقون كانوا سبقوا ،و ا ّ صر ّ و ليق ّ
ن الخطايججا خيججل شججمس حمججل عليهججا أهلهججا ،و خلعججت بهججذا المقججام ،و هججذا اليججوم أل و إ ّ
ن الّتقوى مطايا ذلل حمل عليهجا أهلهجا ،و أعطجوا حمت بهم في الّنار ،أل و إ ّ لجمها ،فتق ّ
ل أهل فلئن أمججر الباطججل لقججديما فعججل ،و لئن
ق و باطل ،و لك ّ إزّمتها ،فأوردتهم الجّنة ح ّ
ل ،و لقّلما أدبر شيء فأقبل . ق فلرّبما و لع ّ قلّ الح ّ
] [ 218
ن في هذا الكلم أدنى من مواقججع الحسججان 1مججا تبلغججه مواضججعي ره أقول :إ ّقال الّرض ّ
ظ العجب به ،و فيه مع الحال اّلتي وصفنا ظ العجب منه أكثر من ح ّ نح ّالستحسان ،و إ ّ
جها إنسجان ،و ل يعجرف مجا أقججول إ ّ
ل زوائد من الفصاحة ل يقوم بها لسان ،و ل يطلع ف ّ
ل العالمونق ،و جرى فيها على عرق ،و ما يعقلها إ ّصناعة بح ّ من ضرب في هذه ال ّ
ععععع
نو
ن ،و تبلبلجج ّ
من المثلت بيان لما ،و جملة حجزه اه مرفوعة المحلّ على كونها خبر ا ّ
ن كّلها بالبناء على المفعول ،و كتمت بالبناء على المفعول أو على
ن و تساط ّ
تعزبل ّ
-----------
) ( 1ققققق قق ق ق قققق ققق قق قق قق قق ققق ق
ققق قق ق قق قق ق قققق ق ققققق قق ققققق قق
قققق قق ق قققق ق ققققققق قق قققق ق
ققققققققق قققق ق قق قق ققق ق ققق ق ق قق قق
ققق ق قققق ققق ق ق قق قق قق قق ق ق قققق ق
ققققققق قققققققق قققق قق ققق قق ق قققق ق
قق قققققق ققققققق قققق ق قق قققققق ققق ق
قق ققققق ققق ققققققق .
] [ 219
المعلوم و كلهما صحيحان محتملن ،و فاعل خلعت ضمير مستتر راجع إلججى الخيججل و
لجمها منصوب على المفعولّية ،أو خلعت بصيغة المجهول ،و لجمها نايب عججن الفاعججل
ق أو باطججل أوق و باطل خبران لمبتدء محذوف بقرينة المقام أى المور كلها إّمججا ح ج ّ
وح ّ
ق و الخطاء باطل على ما سبق الّتصريح اليهما .
ن الّتقوى ح ّ
أّ
و قوله لقديما فعل فاعل الفعل عايد إلى الباطل و المفعول محذوف أى قديما فعججل الباطججل
ن فعل بمعنججى افعججل كمجا فججي قجوله قجد ججبر ذلك و إسناده إليه مجاز و المراد به أهله أو أ ّ
ل كلمجة مجا كاّفجة مهيئة لجدخول ر ّ
ب الّدين ال له فجبر أى فانجبر ،و قجوله :فلرّبمجا و لعج ّ
جي و المعمججول محججذوف و تقججدير ل للججتر ّ
على الفعل المحذوف بعدها بقرينة المقام ،و لع ّ
ق فلرّبما يكون غالبا و لعّله ينتصر أهله . ل الح ّ
الكلم و لئن ق ّ
عععععع
) ذّمتي بما أقججول ( ه ) رهينججة ( أى وثيقججة ) و أنججا بججه ( أى بكججونه صججدقا مطابقججا للواقججع
سلم إلى وجوب العتبار بالعبر الّنافعة من حيث كونها ) زعيم ( و كفيل ثّم أشار عليه ال ّ
ن من صّرحت له العججبر ( أى شبهة و قال ) إ ّ وسيلة إلى التقوى الحاجز عن القتحام في ال ّ
سابقة و الجارية في كشفت ) عّما بين يديه من المثلت ( و العقوبات الواقعة على المم ال ّ
لج سججبحانهالقرون الخالية يكون انكشاف تلك العبر و اعتباره بها مؤّديا إلى الخشية مججن ا ّ
شبهات ( و القتحام في الهلكات من غير روّية . حم في ال ّ
و ) حجزه الّتقوى عن التق ّ
حم فيها مظّنة الوقوع في الحرام من حيث ل يعلم و قججد وقججع الشججارة
ن الخذ بها و الّتق ّ
فا ّ
إلى ذلك في عّدة روايات
] [ 220
سججلم
لج عليججه ال ّ
مثل ما رواه في الوسائل بإسناده عن فضيل بججن عّيججاض عججن أبججي عبججد ا ّ
ل و يجتنججب هججؤلء قال :قلت له :من الورع من الّناس ؟ قال :الذي يتوّرع من محارم ا ّ
شبهات وقع في الحرام و هو ل يعرفه . فاذا لم يّتق ال ّ
سلم أيضا في حديث قال :و إّنما المجور ثلثجة :أمجر و عن عمر بن حنظلة عنه عليه ال ّ
لج سججبحانه ،قججال
بّين رشده فيّتبع ،و أمر بّين فيجتنب ،و أمججر مشججكل يججرّد علمججه إلججى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم حلل بّين و حرام بّين و شبهات بين ذلك فمن ترك ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
شبهات ارتكب المحّرمات و هلججك مججن حيججث ل شبهات نجا من المحّرمات و من أخذ بال ّ ال ّ
شبهات خير من القتحام في الهلكات . ن الوقوف عند ال ّ يعلم ،ثّم قال في آخر الحديث :فإ ّ
حججم
سلم لّما نّبههم على لججزوم الّتقججوى و أّنججه مججانع مججن تق ّ إذا عرفت ذلك فاعلم أّنه عليه ال ّ
ن بلّيتكججم هججذه قجد
شجبهات مغمجورون بقججوله ) :أل و إ ّ شبهات نّبههم بعده على أّنهم في ال ّ ال ّ
سلم ببلّيتهججمل عليه و آله و سّلم ( و أشار عليه ال ّ ل نبّيه صّلى ا ّ عادت كهيئتها يوم بعث ا ّ
هذه إلى ما هم عليه من تشّتت الراء و تفّرق الهواء و عدم اللفة و الجتماع في نصرة
شيطان على الذهان القابلة لوسوسته المقهججورة فججي يججده ،و ذلججك ل عن شبهات يلقيها ال ّا ّ
ل عباده كما قال : من أعظم الفتن التي بها يبتلي ا ّ
ن « و هي امور تشبه مججا كججان عليججه الّنججاس جُعو َخيِر ِفْتَنًة َو ِإَلْينا ُتْر َ
شّر َو اْل َ
» َو َنْبُلوُكْم ِبال ّ
ل عليججه و آلججه و سجّلم ،لّنهججم كججانوا يججومئذ ملل متفّرقججة و أهججواء ي صّلى ا ّ حال بعثة الّنب ّ
ل فججي شججيء ،و ل منتشرة و طرائق متشّتتة ،و فيه تنبيه لهم على أّنهم ليسوا من تقوى ا ّ
ق أّيام خلفة الثلثة كما أّنهم لم يكونوا من أهل الّديانة في أّيام الفججترة و يججومعلى دين الح ّ
ل عليه و آلجه و سجّلم ،و إشجارة إلججى أّنهججم كمججا كجانوا يججومئذ مججأمورين
ي صّلى ا ّبعثة الّنب ّ
ضللة فكذلك هؤلء سك بأذيال الّنبّوة كي يخلصوا من الكفر و ال ّ بالتم ّ
] [ 221
ي في الوسائل مججن تفسججير ل بن جندب المرو ّ سلم في حديث عبد ا ّ كما قال الّرضا عليه ال ّ
شبهة و لّبس عليهججم أمججر دينهججم و شيطان اغتّرهم بال ّ ن هؤلء القوم سنح لهم ال ّ العّياشي :إ ّ
أرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم فقالوا لم و متى و كيف فأتاهم الهلك من مأمن احتيججاطهم و
لم للعبيججد ،و لججم يكججن ذلججك لهججم و عليهججم بججل كججان
ذلك بما كسبت أيججديهم و مججا رّبججك بظ ّ
الفرض عليهم و الواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحير و رّد مججا جهلججوه مججن ذلججك إلججى
ل يقول في كتابه : نا ّعامله » عالمه ظ « و مستنبطه ل ّ
طوَنُه ِمْنُهجْم «
سجَتْنِب ُ
ن َي ْ
لْمجِر َلَعِلَمجُه اّلججذي َ
ي ا َْ
ل َو ِإلى ُأولج ِ
سو ِ
ل َو ِإَلى الّر ُ
» َو َلْو ُرّدوُه ِإَلى ا ِّ
سججلم و هججم الججذين يسججتنبطون مججن القججرآن و يعرفججون الحلل و يعنججي آل محّمججد عليهججم ال ّ
ل على خلقه و قد مضى في شرح الفصل الّرابع من فصول الخطبججة جة ّ الحرام و هم الح ّ
الثانية .
سلم لّما ذكر وقوعهم في البلّية و قابل يوم بيعته بيوم البعثة أشار إلججى مججآل ثّم إّنه عليه ال ّ
ذلك البتداء و ما يؤل إليه آخر أمر المبايعين من خلوص بعضهم و ارتداد الخرين فقال
ن فججي الهمججوم ون بعضججكم ببعججض و تقعج ّ ن بلبلة ( أى لتخلطج ّ
ق لتبلبل ّ
) :و الذي بعثه بالح ّ
ن جّيججدكم مججن ردّيكججم تميججز
ن غربلة ( أى ليتميججز ّ
صدور ) و لتغربل ّ الحزان و وساوس ال ّ
نخالة الّدقيق من خالصه بالغربال .
سلم فججي روايججة ابججن أبججي يعفججور المرويججة فججي الكججافي فججي بججاب
صادق عليه ال ّ
كما قال ال ّ
حصوا و يمّيزوا و يغربلوا و يسججتخرج فججي التمحيص و المتحان :ل بّد للّناس من أن يم ّ
ن سوط القدر حتى يعود أسفلكم أعلكم و أعلكججم أسججفلكم ( الغربال خلق كثير ) و لتساط ّ
لتصريف أئمة الجور إّياكم و تقليبكم من حال إلى حججال و إهججانتكم و تغييركججم مججن وضججع
إلى وضع و من دين إلى دين ،و يحتمل أن يكون المراد به أّنججه يصججير عزيزكججم ذليل و
صروا ( و هم ن سابقون كانوا ق ّ ط أكابركم ) و ليسبق ّ ذليلكم عزيزا و يرفع أراذلكم و يح ّ
] [ 222
لج عليجه و آلجه و سجّلم صرون عن نصرته في مبدء المر بعجد وفجاة الّرسجول صجّلى ا ّ المق ّ
صججرن سجّباقون كجانوا ل في وليتججه المقججاتلون معجه فججي سجاير حروبججه ) و ليق ّ الّناصرون ّ
سبقوا ( و هججم الججذين كججانت لهججم سججابقة فججي السججلم ثجّم خججذلوه و انحرفججوا عنججه و قججاتلوه
شارح البحراني :و يشبه أن يكون مراده كأصحاب الجمل و الشام و أهل الّنهروان قال ال ّ
ل من أخذت العناية اللهّية بيده و صرون الذين يسبقون ك ّ سلم أعّم من ذلك ،فالمق ّ عليه ال ّ
ل و اّتباع ساير أوامججره و الوقججوف عنججد نججواهيه و قاده زمام الّتوفيق إلى الجّد في طاعة ا ّ
زواجره بعد تقصير في ذلك ،
سلم لّما أخبرهم بعواقب امورهم و مآل حالهم أّكد ذلك بالقسججم البججاّر تحقيقججا ثّم إّنه عليه ال ّ
سلم علججى أّنججه مججا ينطججق عججن الهججوى فججي هججذه لوقوع المخبر به ل محالة ،و نّبه عليه ال ّ
ل ما كتمججت الخبار و أمثالها و إّنما تلّقاها من مصدر الّنبّوة و دوحة الّرسالة فقال ) :و ا ّ
ل عليه و آله و سّلم كلمججة ل صّلى ا ّ و شمة ( على البناء للمفعول أى لم يكتم مّني رسول ا ّ
أو علمة مّما يجب عليه إظهاره ،أو بالبناء على المعلوم أى لم أكتم شيئا مّما يتعّين عل ّ
ى
الباحة 1به من كلمة أو أثر و علمة ) و ل كذبت كذبة ( في شيء مّما اخججبرت بججه ) و
ل عليه و آلججه و س جّلم ) بهججذا المقججام ( و هججو مقججام
ل صّلى ا ّ لقد نّبئت ( أى أنبئني رسول ا ّ
اجتماع الخلق عليه ) و هذا اليوم ( أى يوم بيعتهم له .
سلم أردف كلمه بججالّترهيب عججن الخطججاء و الّترغيججب فججي الّتقججوى بججالتنبيه ثّم إّنه عليه ال ّ
ن الخطايجا خيججل شجمس حمججل عليهجا أهلهجا و ل منهما و قال ) :أل و إ ّ على ما يقود إليه ك ّ
حمت بهم في الّنار ( و هو من لطيف الّتشبيه و من قبيججل تشججبيه المعقججول خلعت لجمها فتق ّ
شموس التي خلعت لجامها كما أّنهججا تجججري علججى ن الفرس ال ّ شبه أ ّ
بالمحسوس ،و وجه ال ّ
حججم بصجاحبها فججي المعجاطب و المهالجك ،فكجذلك الخطيئة يججري راكبهجا غير نظام و تتق ّ
شريعة فتورده أعظم موارد الهلكة ،و هي نار بركوبه عليها على غير نظام ال ّ
-----------
) ( 1قققق قق ققققق ققق ق ق ق .
] [ 223
ن هيهنججا طريقيججن مسججلوكين أحججدهما طريججق الخطججاء و سلم لّما أشار إلججى أ ّثّم إّنه عليه ال ّ
ق و الخطججاء ن الّتقججوى حج ّ
ق و باطل ( يعنججي أ ّ الخر طريق الّتقوى ذكر بعدهما أّنهما ) ح ّ
ل ( منهمججا ) أهججل ( أى سججالك يسججلكه و ق أو باطججل ) و لكج ّ ن المور كّلها إّما ح ّ باطل أو أ ّ
طالب يطلبه بمقتضى طيب الطينة و خبثهججا ) فلئن امججر الباطجل ( و كججثر ) لقججديما فعجل (
ل الحق فلرّبما ( يكون غالبا مع قّلته على الباطل ) و لعّله ( الباطل أى أهله ذلك ) و لئن ق ّ
شججارح البحرانججي :اسججتبعاد لرجججوع الحج ّ
ق ينتصر أهله ) و لقّلما أدبر شيء فأقبل ( قال ال ّ
ن زوال السججتعداد للمججر مسججتلزم الى الكثرة و القّوة بعد قّلته و ضعفه على وجه كّلي فججإ ّ
ق إّنما افيضت على قلوب صفت و استعدت لقبوله فججإذا اخججذ لزوال صورته و صورة الح ّ
ذلك الستعداد في النقصان بموت أهله أو بمججوت قلججوبهم ،و تسجّود ألججواح نفوسججهم بشججبه
ق و تكثر ظلمة بسبب قّوة الستعداد لهججا ،و ظججاهر أ ّ
ن الباطل ،فل بّد أن ينقص نور الح ّ
ق و إضائة نوره بعد ادباره و إقبال ظلمة الباطل أمر بعيد و قّلما يعود مثجل ذلججك عود الح ّ
ق و لعّله يعود بقّوة فيصبح ألواح الّنفوس و أرضها صورة للح ّ الستعداد لقبول مثل تلك ال ّ
ل بعزيز ، ق و يكّر على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق و ما ذلك على ا ّ مشرقة بأنوار الح ّ
-----------
) ( 1ققق قق ققق .
] [ 224
ق و باطججل إلجى آخجر ل الظاهر المناسب في شرح الفقرات الخيجرة أعنجي قجوله :حج ّ و لع ّ
ق و باطججل خججبران لمبتججدء
سلم ما ذكره بعض الخبار بين 1حيث قال ح ج ّ كلمه عليه ال ّ
قوق و باطل و هو تقسيم للمام على قسمين ،أحدهما المججام بججالح ّمحذوف أى المام ح ّ
إليه اشير في قوله تعالى :
ن ِبَأْمِرنججا « و الّثججاني
جَعْلنججاُهْم َأِئّمجًة َيْهجُدو َ
ك ِللّناس ِإمامًا « و في قججوله َ » :و َ
عُل َ
» ِإّني جا ِ
المام بالباطل و إليه الشارة في قوله :
ن ِإَلى الّنار « و أمر الباطججل مججن بججاب نصججر و علججم و حسججن مججن جَعْلناُهْم َأِئّمًة َيْهُدو َ
» َو َ
المارة بمعنى الولية ،و لقديما منصوب على الظرفّية ،و عامله فعل بعججده علججى البنججاء
للمجهول و ضميره عايد إلى المصدر المفهججوم مججن أمججر و حججذف فججاء الجججزاء مججع كججون
شرط و الجزاء ماضيين لفظا و معنى اكتفاء بذكرها في الجملة الّتالية ،و لئن قلّ الح ج ّ
ق ال ّ
ل و هججو الّرفججع ،قججال فججي القججاموس
بضّم القاف على البناء للمفعول من باب نصر من الق ّ
ل للتقليل و ندرة الوقوع و الّتقدير رّبما كان استقّله حمله و رفعه كقّله و اقّله ،فلرّبما و لع ّ
كذلك و لعله كان كذلك .
-----------
) ( 1ققق قققق قققققققق قق ققق قققق قققققق
ققق .
] [ 225
ل العالم .
ق فأقبل إليه انتهى كلمه و ا ّ
أدبر شيء من الح ّ
ععععع
سلم كالفصل التي من كلمججه ن هذا الفصل من كلمه عليه ال ّ قد أشرنا في صدر الكلم أ ّ
سر بعججض فقراتهججا
صة و وعدناك هناك أن نذكر تمام الخطبة و نف ّ مّما رواه العاّمة و الخا ّ
ل التكلن :
المحتاجة إلى الّتفسير و البيان فأقول و با ّ
ي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبججوب ي عن عل ّروى ثقة السلم محّمد بن يعقوب الكلين ّ
ن أمير المؤمنين عليه
سلم أ ّ
ل عليه ال ّ
سراج عن أبي عبد ا ّ ي بن رئاب و يعقوب ال ّ
عن عل ّ
سلم لّما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر فقال :
ال ّ
ل منظر ،
ل اّلذي عل فاستعلى ،و دنا فتعالى و ارتفع فوق ك ّ
ألحمد ّ
ل وحده ل شريك له ،و أشججهد أنّ محّمججدا ) عبججده و رسججوله خ ل ( لا ّو أشهد أن ل إله إ ّ
ل على العالمين ،
جة ا ّ
ل خاتم الّنبّيين ،و ح ّ
رسول ا ّ
ل ج و ملئكتججه عليججه و
مصّدقا للّرسل الّولين ،و كان بالمؤمنين رؤفا رحيما ،و ص جّلى ا ّ
ن أّول من بغججى علججىن البغي يقود أصحابه إلى الّنار ،و إ ّ على آله .أّما بعد أّيها الّناس فإ ّ
لج عنججاق ،و كججان مجلسججها جريبججا مججنل ذكره عناق بنججت آدم ،و أّول قتيججل قتلججه ا ّ لجّ ا ّ
ل إصبع ظفججران مثججل المنجليججن ، الرض في جريب ،و كان لها عشرون إصبعا ،في ك ّ
لجج
ل عليها أسدا كالفيل ،و ذئبا كالبعير ،و نسرا مثل البغل ،فقتلوها ،و قد قتل ا ّ فسّلط ا ّ
الجبابرة على أفضل أحوالهم ،و آمن ما كانوا عليه ،و أمات هامان و أهلك فرعججون ،و
ن بلّيتكم قد عادت لوإّ قد قتل عثمان ،أ ّ
] [ 226
ل نبّيه .
كهيئتها يوم بعث ا ّ
ن سوط القدر ،حّتججى يعججود ن غربلة ،و لتساط ّ ن بلبلة ،و لتغربل ّ
ق لتبلبل ّ
و اّلذي بعثه بالح ّ
ن سّباقونصر ّ صروا ،و ليق ّ ن سابقون كانوا ق ّ أسفلكم أعلكم ،و أعلكم أسفلكم ،و ليسبق ّ
ل ما كتمت وسمة ،و ل كذبت كذبة ،و لقججد نّبئت بهججذا المقججام ،و هججذا كانوا سبقوا ،و ا ّ
اليوم .
ن الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها ،و خلعت لجمها ،
أل و إ ّ
ن الّتقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها ،و أعطوا أزّمتها ،
أل و إ ّ
فأوردتهم الجّنة ،و فتحت لهم أبوابها ،و وججدوا ريحهجا و طيبهجا ،و قيجل لهجم أدخلوهجا
بسلم آمنين .
أل و قد سبقني إلى هذا المر من لم أشركه فيه ،و من لم أهبه له ،و من ليست لججه توبججة
ي يبعث .
ل بنب ّ
إّ
ل عليه و آله و سجّلم ،أشججرف منججه علججى شججفا جججرف هججار ي بعد محّمد صّلى ا ّ أل و ل نب ّ
ل أهل ،فلئن أمججر الباطججل لقججديما فعججل ،و لئن
ق و باطل و لك ّ
فانهار به في نار جهّنم ،ح ّ
ل ،و لقّلما أدبر شيء فأقبل ،
ق لرّبما و لع ّل الح ّ
قّ
ل الجهد ،و إّني لخشى أن تكونوا علججى
يإ ّ
و لئن رّد عليكم أمركم إّنكم سعدآء ،و ما عل ّ
فترة ملتم عّني ميلة كنتم فيها عندي غير
] [ 227
ص جناحاه و قطع رأسه سبق فيه الّرجلن و قام الّثالث كالغراب ،هّمته بطنه ،ويله لو ق ّ
لكان خيرا له ،شغل عن الجّنة و الّنار أمامه ثلثة و إثنان ،خمسة ليججس لهججم سججادس ملججك
يطير بجناحيه ،
طريججق الوسججطى هججي الجججاّدة ،عليهججا بججاقي الكتججاب و آثججارشمال مضّلة ،و ال ّ
أليمين و ال ّ
سوط ،و سيف و ال ّل أّدب هذه الّمة بال ّ نا ّالّنبّوة ،هلك من اّدعى ،و خاب من افترى ،إ ّ
ليس لحد عند المام فيهما هوادة ،
فاستتروا في بيوتكم ،و أصلحوا ذات بينكم ،و الّتوبة من ورآئكم من أبدى صفحته للح ّ
ق
هلك .
ن ك جلّ
ق هلك :أل و إ ّ سلم :من أبدى صفحته للح ّ ي البحراني بعد قوله عليه ال ّ
و في مرو ّ
قطيعة أقطعها عثمان و ما أخذه من بيت » مال ظ « المسلمين فهو مردود عليهم في بيت
ق فالباطججل
مالهم و لو وجدته قد تزّوج به الّنساء و فّرق في البلججد ،فجإّنه إن لججم يسججعه الحج ّ
أضيق عنه .
] [ 228
عععع
) الجريب ( الوادي استعير للقطعججة المتمّيججزة مججن الرض و فججي المصججباح للفيججومي مججن
صله
صله أّنه عشرة آلف ذراع و عن قدامة الكاتب ما مح ّ سمؤال ما مح ّ كتاب المساحة لل ّ
أّنه ثلثة آلف ذراع و سّتمأة ذراع ،و ) المنجججل ( كمنججبر حديججدة يقضججب بهججا الجّزرع و
الواسع الجرح من السنة ) و أمات هامان و أهلججك فرعججون ( كنايججة عججن الّول و الّثججاني
كما في قوله تعالى :
ن،
جَعَلُه جُم اْلججواِرثي َ
جَعَلُهْم َأِئّمًة َو َن ْ
ض َو َن ْ
لْر ِ ضِعُفوا في ا َْ
سُت ْنا ْعَلى اّلذي َ
ن َ ن َنُم ّ
» َو ُنريُد َأ ْ
ن«ح جَذُرو َ
جُنوَدُهما ِمْنُه جْم مججا كججاُنوا َي ْ ن َو ُ
ن َو هاما َعْو َ
ي ِفْر َ
ض و ُنِر َلْر ِ ن َلُهْم في ا َْ َو ُنَمّك َ
) من لم اشرك فيه ( كما أشرك موسى هارون على ما اشير إليه في قوله سبحانه :
س َ
س ن َأ ّ
خْيٌر َأّم ْ
ن َ
ضوا ٌ
ل َو ِر ْ
ن ا ِّ
ى ِم َ
على َتْقو ً
س ُبْنياَنُه َ
س َ
ن َأ ّ
» َأ َفَم ْ
] [ 229
ن« ظججالمي َ
لج ل َيْهجِدي اْلَقجْوَم ال ّ
جَهّنجَم َو ا ُّ
ف هاٍر َفاْنهاِر ِبه في نججاِر َ
جُر ٍ
شفا ُ 1
على َ
ُبْنياَنُه َ
) لئن رّد عليكم أمركم ( الذي يلزمكم القيام به و هو امتثججالهم لمججره و تصججديقهم بامججامته
ل الجهد ( بفتح الجيججم اى الج جّد و يإ ّ سلم ) اّنكم ( تكونون حينئذ ) سعداء و ما عل ّ عليه ال ّ
سججوءي القيام به من أمر الشريعة و عزل ولة ال ّ الجتهاد يعني أنا أعمل على ما يجب عل ّ
ل كنججت قججد أعججذرت نظيججر قججوله و امراء الفساد عن المسلمين فان تّم ما اريده فججذاك ،و إ ّ
سبحانه :
ن المكلفيججن علججى
شجَرٌة كاِمَلجٌة « و المقصججود أ ّ
عَك َ
جْعُتجْم ِتْلج َ
سجْبَعٌة ِإذا َر َ
ج َو َ
حّ» َثلَثٌة في اْل َ
خمسة أقسام منشعبة من قسمين لّنه إّما معصوم أو غير معصوم ،
ي أخججذو المعصوم على ثلثة أقسام ) ملك يطير بجناحيه ( حامل للججوحى و نحججوه ) و نججب ّ
شججرع أى متحّمججل ي ) سججاع ( فججي الجّدين ) مجتهججد ( فججي ال ّ
ل بضبعيه ( و عضده و وص ّ ا ّ
للجهد و المشّقة ) و ( غيججر المعصججوم علججى قسججمين أحججدهما ) طججالب ( للجّنججة ) يرجججو (
ل أّدب ( اه نا ّ
صر ( في الّدين هالك ) في الّنار ( قوله ) :إ ّ رحمة رّبه ) و ( الّثاني ) مق ّ
-----------
) ( 1ققققق قققققق ق ققق قققققق ققققق قققق
قققق ق قق قق قققق قق ق قققق ق ققق ققق ق
ققق قق ققق ققق قق قق قق قق قق ق ققق ققق ق
ققققق ققققق قققق .
] [ 230
لج سججبحانه لملحظججة القرابججة او إشارة إلى بعججض مطججاعن الّثلثججة مججن تعطيلهججم حججدود ا ّ
شججفاعة لججتركلغراض أخر و ) الهججوادة ( الّليججن و مججا يرجججى بججه الصّججلح و قيججل هججو ال ّ
النتقام من مرتكب العصيان هذا .
ععععععع
و از جمله كلم بلغت نظام آن حضرت است :عهد و پيمان من بصحت آنچه ميگججويم
در گرو است و من بصدق و صواب بودن آن كفيل و ضامنم ،بدرستيكه كشف نمود از
براى او عبرتها از آنچه در پيش او گذشته از عقوبجات مجانع ميشجود او را پرهيزكجارى
از انججداختن نفججس خجود در شجبههها ،آگججاه باشجيد بتحقيججق كجه بلّيججه كججه عبجارت اسجت از
اختلف آراء و تفّرق اهواء رجوع نمججوده بججر مثججال و هيئت آن در آن روز كججه خداونججد
سبحانه پيغمبر خود را مبعوث فرمود .
و مراد از طايفه دوم اشخاصى هسججتند كججه ايشججان را در اسججلم سججابقه بججود و در زمججان
امامت آن امام عاليمقام انحراف ورزيده و با او بمقججام مقججاتله و محججاربه بججر آمدنججد مثججل
طلحه و زبير و ساير اصحاب جمل و نهروان .
] [ 231
بعد از آن اشاره ميفرمايد باينكه اين اخبار غيبيه از منبع نبّوت و مهبط وحى و رسججالت
مأخوذ گرديده و احتمال خلف در آن بوجه نميباشد ،و فرمود بخدا سوگند پنهان داشته
ل عليه و آله و سّلم جميع مطالب را نشدهام از هيچ كلمه ،يعنى حضرت رسول صّلى ا ّ
بمن اطلع داد ،يا اينكجه پنهجان نداشجتم هيجچ كلمجه را كجه لزم بجود اظهجار آن و دروغ
نگفتهام هيچ دروغى ،و بتحقيق كه خججبر داده شججدهام باينمقججام كججه مقججام اجتمججاعى خلججق
است بر من و بر اين روز كه روز بيعت مردمان است با من .
آگاه باشيد كه بتحقيق خطاها اسبانى هستند سركش كه سوار شده باشند بججر آن صججاحبان
آن و بر كنده باشند لجامهاى خود را ،پس انداخته باشججند در مهالججك آتججش راكبججان خججود
را ،آگاه باشيد بدرستيكه تقوى و پرهيزكارى شترانى هستند رام كججه سججوار شججده باشججند
بر آن صججاحبان آن ،و داده شججده باشججند بدسججتهاى ايشججان افسججارهاى ايشججان ،پججس وارد
سازند در بهشت عنبر سرشججت سججواران خججود را ،پرهيزكججارى راهججى اسججت راسججت و
خطاها راهى است باطل و هر يكى را از اين دو راه اهلى است ،
پس اگر بسيار شود باطل هر آينججه در قججديم الّزمججان كججرده اسججت آن را اهججل آن و در آن
ق در آن زمان پس بسججا كججه غججالب شججود آن و زمان بهمان قرار ،و اگر كم شده است ح ّ
اميد هست كه منصور باشد اهل آن و هر آينه كم است كه پشت كرده باشججد چيججزى پججس
روى آورد .
ل عنه بعد از اداء خطبجه فرمجوده كجه ميگجويم مجن بدرسجتى در ايجنسّيد رضى رضى ا ّ
سلم كه كوتاهترين لفظ است از موارد حسن چيزى هست كججه نميرسججد كلم امام عليه ال ّ
بآن مواضع وقوع تحسين ،يعنى فكرها كه ادراك حسن كلم را ميكنند و تعداد محاسججن
آن را مينمايند و بدرستيكه بهره تعجب از اين كلم بيشتر است از بهججره خججود پسججندى ،
يعنى تعجب فصحا از بدايع حسن او بيشتر است از بهره عجب بسججبب اسججتخراج نكججات
رائقه و لطجائف فجايقه آن ،بجهجة اينكجه بسجا بجدايعى در آن هسجت كجه عقجل آن را بنجور
بصيرت ادراك مينمايد ،ولى زبان بيان از تعبير و تقريرش عاجز و قاصر است .
] [ 232
و در اين كلم بلغت نظام با وجود حججالتى كججه وصججف كججردم زيادتهاسججت از صججناعت
فصاحت كه قايم نميشود بأداى آن هيچ زبان ،و اطلع نمييابد بعمق آن هيچ انسججان ،و
نميشناسد آن چيزيرا كه من گفتم از اين اوصاف مگر كسججيكه عمججر خججود را مصججروف
بدارد در اين صججناعت فصججاحت براسججتى ،و جججارى شججود ايججن صججناعت بججر عججروق و
اعصاب آن ،و آن را كما هججو حّقججه دانسججته باشججد ،و تعقججل نميكنججد آن را مگججر عالمججان
كاملن .
ععععع عععععع
صر في الّنار
شغل من الجّنة و الّنار أمامه ،ساع سريع نجا ،و طالب بطيء رجا ،و مق ّ
طريق الوسطى هي الجججاّدة ،عليهججا بججاقي الكتججاب وشمال مضّلة ،و ال ّ هوى ،اليمين و ال ّ
سّنة ،و إليها مصير العاقبججة ،هلججك مججن اّدعججى ،و خججاب مججن
آثار الّنبّوة ،و منها منفذ ال ّ
ق هلك عند جهلة الّناس ،و كفى بالمرء جهل أن ل يعرف افترى ،من أبدى صفحته للح ّ
قدره ،
ل يهلك علججى الّتقججوى سججنخ أصججل ،و ل يظمججاء عليجه زرع قججوم ،فاسججتتروا بيججوتكم ،و
ل رّبجه ،و ل يلجم لئم إ ّ
ل أصلحوا ذات بينكم ،و الّتوبة مجن ورآئكجم ،و ل يحمجد حامجد إ ّ
نفسه .
ععععع
] [ 233
شغل على البناء للمفعول ،و من الموصولة نائب عن الفاعل و الجّنججة و الّنججار مرفوعججان
ضججمير
ن شججغل مسججند إلججى ال ّ على البتداء ،و أمامه خبر و الجملة صلة لمججن ،و قيججل :إ ّ
سلم حسبما حكيناه من الكافي ،و مججن سابق في كلمه عليه ال ّالمستتر العايد إلى الّثالث ال ّ
الجّنة بكسر الميم جار و مجرور ،و الّنار أمامه مبتدء و خبر .
و يؤيد ذلك ما في رواية الكافي من تبديل كلمجة مجن بكلمججة عججن ،و عليججه فجالمعنى شجغل
صججرن النججار أمججامه ،و سججاع و طججالب و مق ّ الثججالث يعنججي عثمججان عججن الجّنججة و الحججال أ ّ
مرفوعات على الخبرية من محذوف بقرينة المقام ،و إضافة الباقي إلى الكتججاب إّمججا مججن
قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف أى الكتاب البججاقي بيجن الّمجة ،أو بمعنجى مجن ،ففيهججا
إشارة إلى وقوع التحريف فججي القججرآن و النقصججان فيججه ،و كفججى بججالمرء البججاء زائدة فججي
سجنخ إلجى أصجل مجن قبيجل سجعيد كجرز و كجرى القجوم ،و اسجتتروا المفعول ،و إضافة ال ّ
بيوتكم أى في بيوتكم منصوب بنزع الخافض ،و الّتوبة من ورائكم كلمة من بمعنججى فججي
و هو واضح .
عععععع
ن هذا الفصل من الخطبة التي ذكرناها هنججاك و قججوله قد عرفت في شرح الفصل السابق أ ّ
سلم ) شغل من الجّنة و الّنار امامه ( جملة خبرية في معنى النشججاء ،يعنججي مججن عليه ال ّ
كان الجّنة و الّنار أمامه يجب أن يكون مشغول بهما عن جميع ما يشغل عنهما من زبرج
الّدنيا و زخارفها و لّذاتها و شهواتها ،و المراد بالشتغال بهما الشججتغال بمججا يججؤّديه إلججى
الجّنة و ينجيه من الّنار ،و من كونهما أمامه كونهما نصب قلبه و خياله بمرئى و مسججمع
منه غير غافل عنها متذّكرا لهما مّدة عمره ،فيشغل بهما عن غيرهما .
] [ 234
و التبّدل من طور الى طور من أطوار العالم الجسماني و أطوار نشججأة الخججرة مججن حيججن
الموت إلى حين البعث من حيث إن الموت ليس عبارة عن عدم النسان ،بل مججن بطلن
قالبه لخروج روح منه قائما بذاتها دون افتقارهججا بهججذا البججدن فلججه بعججد هججذه النشججأة نشججآت
كثيرة في القبر و البرزخ و عند العججرض و الحسججاب و الميججزان إلججى أن يججدخل الجّنججة أو
الّنار ،ل جرم 1كان المنزل لذلك المسافر إحداهما فكأّنما أمامه في ذلك السفر و غايتين
سججفر إلججى
يؤّمهما النسان من مبدء خلقته إلى أن ينزل إلى إحداهما و من كجان أبججدا فججي ال ّ
غاية معّينة فيجب أن يكون مشغول بمهمات تلك الغاية .
سم الّناس باعتبججار ذلججك الشججتغال إلججىسلم على وجوب الشتغال بهما ق ّ و لّما نّبه عليه ال ّ
لج ) سججريع ( فججي عججدوه ) نجججا ( برحمججة رّبججهأقسام ثلثة أحدها ) ساع ( إلى رضججوان ا ّ
) و ( الّثججاني ) طججالب ( للّرضججوان ) بطيء ( فججي سججيره ) رجججا ( للغفججران ) و ( الّثججالث
شيطان مخّلد ) في الّنار هوى ( إلى الجحيم و صر ( في طاعة الّرحمن سالك سبيل ال ّ ) مق ّ
ق العذاب الليم و قد أشير إلى القسام الثلثة في قوله سبحانه : استح ّ
ب اْلَمْيَمَنِة ،
صحا ُ
ب اْلَمْيَمَنِة ما َأ ْ
صحا ُ
» و ُكْنُتْم َأْزواجًا َثلَثًة َ ،فَأ ْ
ن« ك اْلُمَقّرُبججو َ
ن ُأولِئ َ
سججابُقو َ
ن ال ّ
سججابُقو َ
ش جَئَمِة َ ،و ال ّ
ب اْلَم ْ
صججحا ُ
ش جَئَمِة مججا َأ ْ
ب اْلَم ْ
صججحا ُ
و َأ ْ
فأصحاب الميمنة هم المؤمنون من أهل الّتبعات يوقفججون للحسججاب ،و أصججحاب المشججئمة
شيطان سبله فأوردهم الّنار و هم مهانون و أّمججا صرون الظالمون الذين سلك بهم ال ّ هم المق ّ
سججبق يسججبقون الخلججق إلججى الجّنججة مججن غيججر سججابقون فهججم الفججائزون الحججائزون لقصججب ال ّ ال ّ
سلم :ساع حساب ،و يشمل هذا القسم النبياء و الولياء كشمول قوله عليه ال ّ
-----------
) ( 1قققق ققق ققق .
] [ 235
و يشهد به ما في غاية المرام من تفسير الّثعلبي باسناده عن ابن عباس قال :قججال رسججول
ل الخلق قسمين ،فجعلني فججي خيرهججا قسججما فججذلك
ل عليه و آله و سّلم :قسم ا ّ
ل صّلى ا ّ
ا ّ
قوله تعالى :
سججابقون فججي
سججر ال ّ
صر الجاحد لججوليته ،و قججد ف ّ
شيعة ،و بالمق ّ
و بالطالب البطيء سائر ال ّ
الية بذلك أيضا .
لج
شيخ باسناده عن ابن عّباس قال :سألت رسججول ا ّ
كما رواه في غاية المرام من أمالي ال ّ
ل:
ل عّز و ج ّ
ل عليه و آله و سّلم عن قول ا ّصّلى ا ّ
-----------
) ( 1ق قق قققق ق قققق قق ققققق قق ق ق
قققققققق ق ققق .
] [ 236
ل منهما محتو برذيلتين هما طرفا الّتفريط و الفراط ،و الوسججط منهمججا هججو العججدل و
وكّ
الطريق الوسطى هي الجاّدة الواضحة لمن اهتدى .
شججمال عججن طريججق الجبججت و الطججاغوت ،و بججالطريقأقججول :و لعّلججه كّنججى بججاليمين و ال ّ
سلم ،و أشار بقوله مضّلة إلى كونهما في ضججللة الوسطى عن طريق الولية له عليه ال ّ
لن سالكي طريقهما البّتة ،و بقوله هي الجاّدة إلى وجوب سلوك الطريق الوسطى ، فيض ّ
و هي وليته لكونها سالمة و محفوظججة مججن الضججللة منصججوبة عليهججا أعلم الهدايججة فهججو
صججراط القججوم و وليتججه الطريججق الوسججطى و الجججاّدة سججبيل العظججم و ال ّ سججلم ال ّ
عليججه ال ّ
ل تعالى إلجى محّبتجه و جّنتجه و قربجه و الفجوز ن جميع العباد إّنما يصلون إلى ا ّ العظمى ل ّ
لج
لديه بما أعّده لمن أطاعه بوليته و محّبته و طاعته ،و إّنما تصعد أعمال الخلق إلججى ا ّ
إذا كانت جارية علججى سجّنته و طريقتججه و كججانت مججأخوذة عنججه بالتسججليم لججه و الججرّد إليججه و
ل عّز و جلّ :
بالولية له و البرائة من أعدائه و هو قول ا ّ
] [ 237
ل و وليته أيضا طريق صعود العمال سلم هو الطريق إلى ا ّفهو المّتقي ،فكان عليه ال ّ
شججمال و الوسججطى ،و إلججى
إليه تعالى و قد اشير إلى هذه الطرق الّثلث أعني اليمين و ال ّ
الّتحذير من الّولين و وجوب سلوك الخيرة في غير واحد من اليات و الخبار مثل مججا
سلم رواه في غاية المرام من الكافي باسناده عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر عليه ال ّ
ل:عن قول ا ّ
ن ِلّلججذينَت َو َيُقوُلججو َ
طججاغو ِ ت َوال ّ
جْب ِ
ن ِباْل ِ
ب ُيْؤِمُنو َ
ن اْلِكتا ِ
ن ُأوتوا َنصيبًا ِم َ » َأ َلْم َتَر ِإَلى اّلذي َ
ضججلل و الجّدعاة إلججى الّنججار ل « يقججول الئّمججة ال ّ سججبي ً
ن آَمُنججوا َ
ن اّلججذي َ
َكفَُروا هُؤلِء َأْهدى ِم َ
ججَد َلجُه
ن َت ِ
لج َفَلج ْ
ن ا ُّ
ن َيْلَعج ِ
لج َو َمج ْ
ن َلَعَنُهجُم ا ّ
هؤلء أهدى من آل محّمد سبيل » ُأولِئك اّلججذي َ
سلم ل عليه ال ّ َنصيرًا « و فيه من تفسير العياشي باسناده عن بريد العجلي عن أبي عبد ا ّ
قال :
ل عليه ،
ي بن أبي طالب صلوات ا ّ
و تدري ما يعني فاّتبعوه ؟ قلت :ل ،قال :يعني عل ّ
سبل ؟ قلت :ل ،قال :وليججة فلن و فلن وقال :و تدرى ما يعني بقوله :و ل تّتبعوا ال ّ
ل ،قال :و تدري ما يعني فتفّرق بكم عن سبيله ؟ قال :قلت :ل ، ا ّ
سلم .
ي بن أبي طالب عليه ال ّ
قال :يعني سبيل عل ّ
سلم قال
ي باسناده عن محّمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه ال ّ
و فيه عن الكلين ّ
:قلت :
] [ 238
ي بن إبراهيم في تفسيره قال :حّدثني أبي عن الحسن بن محبوب عججن علجيّ و فيه عن عل ّ
ل باّتباعه
ل الذي أمركم ا ّ
ل سبيل ا ّ سلم :نحن و ا ّل عليه ال ّ
بن رئاب قال :قال أبو عبد ا ّ
ل بطاعتهم ،فمن شاء فليأخذ ل الذين أمر ا ّ صراط المستقيم ،و نحن و ا ّ ل ال ّ ،و نحن و ا ّ
لج محيصججا خ ل « عنهججا من هنا ،و مججن شججاء فليأخججذ مججن هنججاك ،ل تجججدون » عّنججا و ا ّ
محيصا .
ل في كتاب بصائر الّدرجات بإسناده عن زّر بن حبيش عن أمير و فيه عن سعد بن عبد ا ّ
سلم قال :سمعته يقول :إذا دخل الّرجل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر المؤمنين عليه ال ّ
و نكير فأّول ما يسألنه عن رّبه ثّم عن نبّيه ثّم عن ولّيه فان أجاب نجا ،
و إن تحّير عّذباه ،فقال رجل :فما حال من عرف رّبه و لم يعرف ولّيه ؟ قال :
ل ؟ فقججال :
يا ّ
ل عليه و آله و سّلم من ولّينا يا نب ّي صّلى ا ّفذلك ل سبيل له ،و قد قيل للنب ّ
ل بججه لئن يكججون كمججا
جا ّ ل زمان عالم يحت ّي و من بعده وصّيه لك ّ ولّيكم في هذا الّزمان عل ّ
ضلل قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم قال ال ّ
] [ 239
ن َكَفجُروا وَ
شجهيًدا َيجَوّد اّلجذي َ
علجى هجؤلِء َ ك َ جْئنجا ِبج َ
شجهيٍد َو ِل ُأّمٍة ِب َ
ن ُك ّجْئنا ِم ْف ِإذا ِ
» َفَكْي َ
حجديثًا « و فيججه عجن محّمجد بججن لج َ
ن ا َّ
ض َو ل َيْكُتُمججو َلْر ُ سجّوى ِبِهجُم ا َْ ل َلْو ُت َ
سو َصُوا الّر ُ
ع َ َ
سلم في قوله تعالى : العّباس معنعنا عن الحضرمي عن أبي جعفر عليه ال ّ
ي صججاحب الصّججراط
ن اْهَتدى « قال :عل ج ّ
ي َو َم ِسِو ّ
ط ال ّ
صرا ِ
ب ال ّ
صحا ُ
ن َأ ْ
ن َم ْ
سَتْعَلُمو َ
» َف َ
سوى و من اهتدى إلى وليتنا أهل البيت . ال ّ
ن المججراد بججالطريق الوسججطى هججي وليتججه عليججه و إذا أحطت خبرا بما ذكرنا و ظهر لك أ ّ
ى ،و اخججرى بالصججراط المسججتقيم ،و ثالثججة سججو ّ
السّججلم المعّبججر عنججه تججارة بالصججراط ال ّ
لج باّتبججاعه ،ظهججر لججك معنججى قججوله :
لج الججذي أمججر ا ّ
ى ،و رابعة بسججبيل ا ّسو ّبالطريق ال ّ
) عليها باقي الكتاب ( أى على الطريق الوسطى الباقي من الكتججاب بعججد وقججوع الّتحريججف
ل ج عليججه
ل صّلى ا ّفيه أو عليها الكتاب الباقي بين الّمة و الثقل الكبر الذي خّلفه رسول ا ّ
و آله و سّلم فيهم .
] [ 240
سججر
ن من سلك طريق الولية يحصل له العلججم بالكتججاب و يتي ّ ى تقدير فالمراد به أ ّ
و على أ ّ
له أخذه من قّيمه و العالم به و هو صاحب الولية المطلقة ،لما قد عرفت التلزم و عججدم
سابع عشر من فصول الخطبة الولى الفتراق بين الثقلين الكبر و الصغر في الفصل ال ّ
ن أمير المؤمنين و الطّيججبين و عرفت تفصيل في الّتذييل الّثالث من تذييلت ذلك الفصل أ ّ
صججه و مرسججله و سلم هم العالمون بتنزيل الكتاب و تججأويله و عججاّمه و خا ّ من آله عليهم ال ّ
محدوده و مجمله و مبّينه و ناسخه و منسوخه و محكمه و متشججابهه و ظججاهره و بججاطنه ،
ن مججن اّدعججى حملججه و حفظججه علججى مججا انججزل و
ن علمه منحصر فيهم عليهم السلم و أ ّ وأّ
العلم بما فيه غير العترة الطاهرة فهو كّذاب ،و فجي بعججض الّنسجخ عليهجا مججا فجي الكتججاب
يعني مدار ما في الكتاب و قوامه على تلك الطريقة هذا .
و يحتمل أن يكون المراد من كون باقي الكتججاب أو مججا فججي الكتججاب عليهججا كججونه منصججوبا
ن في البججاقي منججه علججى
عليها و علما يهتدى به اليها ،إذ فيه دللة على هذه الطريقة كما أ ّ
سججالفة و غيرهججا
تقدير النقصان ما فيه كفاية لوجوب سلوكها و لججزوم متابعتهججا كاليججات ال ّ
سلم و المشيرة إلى وليته . من اليات الّنازلة في شأنه عليه ال ّ
سلم ) :و آثار الّنبوة ( أى على هذه الطريقة و هذان الحتمالن جاريان في قوله عليه ال ّ
أعلم الّنبّوة و أماراتها ،من سلكها يظهر له تلك العلم لكون الولية مظهججر الّنبججوة ،و
ن آثار النبّوة منصوبة على تلك الطريق بتلك الثار يهتدى على الحتمال الّثاني فالمعنى أ ّ
ل عليها ،و ل يبعد أن يكون المراد بالثار علججى هججذا الحتمجال هججو الخبجار إليها و يستد ّ
سنة ( النبوّيججة
ل عليه و آله و سّلم ) و منها منفذ ال ّالنبّوية و الّروايات المنقولة عنه صّلى ا ّ
و مخرج الشريعة المحّمدية عليه و آله آلف الّثناء و الّتحية ،إذ به و بالطّيبين من اولده
شريعة شرايع و الحكام و عرف الحلل و الحرام ،و استقامت ال ّ ل عليهم انتشر ال ّ
سلم ا ّ
الطاهرة و استحكمت السنة الباهرة .
] [ 241
شرعّية المأخوذة من هذه ي على القوانين ال ّ ن نظام امورهم في حركاتهم و سكناتهم مبن ّ فل ّ
الطريقة ،و إلى تلك القوانين ترد عواقب امورهم ،و عليها يحملون ،و أّما فججي الخججرة
ل عليججه و آلججه و س جّلم ،و إلججى أولده الطججاهرين ،و
ن إياب الخلق إليه صّلى ا ّ
فواضح ل ّ
حسابهم عليهم و إليه الشارة في قوله سبحانه :
ي في شججرح هججذه الفقججرة :أى رجججوعهم فججي الجّدنيا لجججل المسججائل و قال المحّدث المجلس ّ
سلم أّنهججم الميججزان أى
الّزيارات ،و في الخرة لجل الحساب ،كما روى عنهم عليهم ال ّ
ن إلينججا أى
الحقيقي و الواقعي ،أو في الخرة بقرينة و حسابهم عليكم كما قال تعالى أى إ ّ
ن علينا حسابهم . إلى أوليائنا بقرينة إيابهم ثّم إ ّ
ن حساب الخليق يوم القيامة إليهم و ل استبعاد في ذلك كمججا و روى في الخبار الكثيرة أ ّ
ل تعالى قّرر الشهود عليهم من الملئكة و النبياء و الوصججياء و الجججوارح مججع أّنججهنا ّأّ
تعالى قال :
شهيدًا « و هو القادر الّديان يوم القيامججة و يمكججن أن يكججون مجججازا باعتبججار
ل َ
» َو َكفى ِبا ِّ
ل إّياهم انتهى .
حضورهم مع النبياء عند محاسبة ا ّ
أقول :و ما ذكره أول هو الظهر إذ المصير إلى المجاز إّنما هو مع تعّذر إرادة المعنججى
الحقيقي ،و أّما مع المكان فل ،و قد دّلت الخبار الكثيرة كما اعترف ) ره ( بججه أيضججا
سلم فيتعّين إرادة الحقيقة .
ن المحاسب هم عليهم ال ّ
على أ ّ
] [ 242
سلم و إلينا إياب هذا الخلق و علينا حسابهم ،فما كان لهم مججن ذنججبو عن الكاظم عليه ال ّ
ل في تركه لنا فأجابنا إلى ذلك ،و ما كان بينهم و
ل حتمنا على ا ّ ل عّز و ج ّبينهم و بين ا ّ
ل هذا .
ل عّز و ج ّ
بين الّناس استوهبناه منهم و أجابوا إلى ذلك و عّوضهم ا ّ
سلم :و إليها مصير العاقبة ،كون مدار عاقبة و يحتمل أن يكون المراد من قوله عليه ال ّ
الخلق و خاتمتهم خيرا و شّرا على الولية ،فان كججان العبججد مججذعنا بالوليججة كججان عججاقبته
عاقبة خير ،و إن كان منكرا لها كان عاقبته عاقبة شّر ،كما دّلت عليه الخبار المتواترة
و المستفيضة الواردة في تفسير قوله سبحانه :
ن « و الخبججار فججي
س جِلُمو َ
سَت ْ
ل ُهُم اْلَي جْوَم ُم ْ
ن َب ْ
صُرو َ
ن ما َلُكْم ل َتنا َ
سُئوُلو َ
» َو ِقُفوُهْم ِإّنُهْم َم ْ
هذا المعنى كثيرة ل حاجة إلى الطالة ) هلك من اّدعى ( المامة من غير استحقاق لها )
ل و على رسوله في دعواه لها ، و خاب من افترى ( على ا ّ
و الجملتان تحتملن الجّدعاء و الخبججار ،و المججراد بججالهلك الهلك الخججروى و بالخيبججة
الحرمان و الخسران كما أشير إليه في قوله تعالى :
] [ 243
سلم :
و في البحار أيضا من تفسير العّياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه ال ّ
ن قججا َ
ل يٌء َو َم ج ْ
شج ْ
ح ِإَلْيِه َ
ي َو َلْم ُيو َ
ي ِإَل ّ
حَل ُأو ِ
ل َكِذبًا َأْو قا َ
عَلى ا ِّ
ن اْفَترى َ
ظَلُم ِمّم ِ
ن َأ ْ» َو َم ْ
ل « قال :من اّدعى المامة دون المام . ل ا ُّ
ل ما َأْنَز َل ِمْث َسُاْنِز ُ
َ
سججلم
لج عليججه ال ّ
صايغ عن ابن أبي يعفور قال :سمعت أبا عبججد ا ّ ي بن ميمون ال ّ
و عن عل ّ
ل إليهم يوم القيامة و ل يزّكيهم و لهم عذاب أليم :من اّدعى امامة يقول :ثلثة ل ينظر ا ّ
ن لفلن و لفلن نصججيبا فججي لج ،و مججن قججال :إ ّ
ل ليست له ،و من جحد إمامججا مججن ا ّ من ا ّ
السلم .
ك ُهجوَ
سجُبوا ذِلج َ
يٍء ِمّمججا َك َ
شج ْ
علججى َ
ن َ
ف ل َيْقجِدُرو َصج ٍ
ت ِبِه الّريح في َيْوٍم عا ِ
شَتّد ْ
» َكَرماٍد ا ْ
ق هلك عند جهلة الّناس ( أراد بجه نفسجه و نبجه ل اْلَبعيُد « ) و من أبدى صفحته للح ّ ضل ُال ّ
ل باطججل و رّد الجّهججال مججن جهججالتهم و ق فججي مقابلججة كج ّ
ن المتجّرد لظهججار الحج ّ به على أ ّ
ل وقت يكون في معرض الهلك بأيديهم و ألسنتهم ، ق و صعبه في ك ّ حملهم على مّر الح ّ
إذ ل يعدم منهم من يوليه المكروه و يسعى في دمه .
] [ 244
لج
ل ج ص جّلى ا ّ
سلم سئل عن الخلفاء الربعة بعد رسول ا ّ صادق عليه ال ّ ن ال ّبزهر الّربيع أ ّ
شيخين قجد انتظمجت لهمجا أمجور الخلفجة و ججرت علجى أيجديهم عليه و آله و سّلم ما بال ال ّ
فتوح البلد من غير معارضة أحد من المسلمين ؟ و ما بال عثمان و أمير المؤمنين عليه
سلم لم تنتظم لهما امور الخلفة بل قامت المسلمون على عثمان و حصروه في داره و ال ّ
سلم فثارت الفتن في زمن خلفته حّتى قتل قتلوه وسط بيته ،و أّما أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم أنّ أمور تلك الجّدنيا و الخلفججة فيهججا الّناكثين و القاسطين و المارقين ؟ فأجاب عليه ال ّ
ق و بباطجل ممزوجيجن ،فأّمجا ق خجالص ،بجل تججري بحج ّ ل يجرى بباطل بحجت و ل بحج ّ
عثمان فأراد أن يجججري امججور الخلفججة بمحججض الباطججل فلججم يتجّم لججه المججر ،و أّمججا أميججر
سججنن الّنبوّيججة
سلم فأراد أن يجري أحكامها على الطريقججة المسججتقيمة و ال ّ المؤمنين عليه ال ّ
ق و قبضة من الباطججل فجججرت شيخان فأخذا قبضة من الح ّ فلم يحصل له ما أراد ،و أّما ال ّ
لهما المور كما أرادا .
ق و أهله أشججار إلججى مججا يّترتججب علججى صججفةسلم على معاندة الجهال للح ّ و لّما نّبه عليه ال ّ
الجهالة و ما هي ثمرة لها بقجوله ) :و كفججى بجالمرء جهل ان ل يعججرف قجدره ( و يتعججدي
طوره و يجهل رتبته و ل يتصّور نفسه كآحاد الّناس ،و هذا من أعظججم المهلكججات لكججونه
منشأ العجب و الكبر و الغرور و الّنية و اّدعاء ما ليس لججه بأهججل كمججا فججي معاويججة عليججه
الهاوية حيث لم يعرف رتبته و قدره و اّدعى الخلفة و سعى في إهلكججه عليججه السّججلم و
جججة
ق ،و حمله الّناس على الطريقة المستقيمة و المح ّ إفساد المر عليه لبداء صفحته للح ّ
البيضاء التي كانت مكروهة لذلك الّلعين بمقتضى طينته الخبيثة .
سلم على لزوم الّتقوى بقوله ) :و ل يهلك على الّتقجوى سجنخ أصجل ( كجان ثّم نّبه عليه ال ّ
بناؤه عليه إذ الصل الذي كان بنيانه على الّتقوى محال أن يهلججك و يلحججق بججانيه خسججران
كما قال سبحانه :
ججُر ٍ
ف شججفا ُ
على َ
س ُبْنياَنُه َ
س َ
ن َأ ّ
خْيٌر َأّم ْ
ن َ
ضوا ٍ
ل َو ِر ْ
ن ا ِّ
على َتْقوى ِم َ
س ُبْنياَنُه َ
س َ
ن َأ ّ
» َأ َفَم ْ
هاٍر «
] [ 245
ن مججن زرع فججي أرض قلبججه زرعججا أخروّيججا كالمعججارف ) و ل يظمأ عليججه زرع قججوم ( ل ّ
اللهّية و العقايد الحّقة و سقاها ماء التقوى و جعله ماّدتها فل يلحق ذلججك ال جّزرع ظمججاء ،
بل عليه ينشأ بأقوى ساق و أزكى ثمرة و قوله ) :فاستتروا بيوتكم ( قد عرفت في شججرح
سيف و ل أّدب هذه الّمة بال ّ نا ّ
سلم :إ ّن هذا الكلم مسبوق بقوله عليه ال ّ سابق أ ّ
الفصل ال ّ
سوط و ليس لحد عند المام فيهما هوادة ،أى شفاعة في تأخير التعزير أو تركه و هجو ال ّ
ل لومججة لئم و سلم ل يأخذه في ا ّ وارد في مقام الّتهديد و الّتوعيد و إشارة إلى أّنه عليه ال ّ
شججفاعة كمججا عطلهججاسياسات و ل يعطل الحكام بال ّ أّنه ل يشفع عنده في إقامة الحدود و ال ّ
سلم . من تقّدم عليه عليه ال ّ
و لّمججا نّبههججم علججى ذلججك أمرهججم بالسججتتار فججي بيججوتهم كيل يجتمعججوا علججى المنججافرات و
المفاخرات و المشاجرات فيحصل من اجتماعهم ما يوجب الحّد و التعزير و ل يمكججن لججه
شفاعة و الهوادة ،فالستتار في البيوت كناية عن العتزال حسما لمججادة الفتججن إسقاطه بال ّ
و لّما كجان قطجع مجاّدة الفتنجة سجببا لصجلح ذات الجبين أردفجه بقجوله ) :و أصجلحوا ذات
بينكم ( ثّم نّبه العصاة على استدراك عصيانهم بالّرجوع إلى الّتوبة بقوله :
صججلة
ل و ال ّ
ك « و الحمد ّ
سَ
ن َنْف ِ
سّيَئٍة َفِم ْ
ن َ
ك ِم ْ
ل و ما َأصاَب َ
ن ا ِّ
سَنٍة َفِم َ
حَن َ
ك ِم ْ
» ما َأصاَب َ
على نبّيه و ولّيه و آله .
] [ 246
ععععععع
مشغول گرديد آنكسى كه بهشت و دوزخ در پيش اوست باينهججا از غيججر اينهججا و مكلفيججن
باعتبار اشتغال باينها سه فرقهاند يكى سجعى نماينججده برضججاى خداونجد شجتابنده در سجعى
خود و نجات يافت برحمت پروردگار ،دومي طلب كننده خيرات كه كامل اسججت در آن
طلب اميدوار است بمغفرت كردگار ،سّومى تقصير كننججده در طاعججات كججه فججرود آمججده
ل ضللت و گمراهججي اسججت و راه ميججانه است در جهّنم ،جانب راست و جانب چپ مح ّ
آن جاّده است درست ،و بر اوست بججاقي كتججاب واجججب الّتكريججم و علمججت نبجّوة واجججب
التعظيم ،و از اوست مخرج سجّنة مطّهججرة و باوسججت بازگشججت عججاقبت خلججق در دنيججا و
آخرت ،هلك شد كسيكه دعوى امامت نمود بباطل ،و فضول و نوميججد گرديججد كسججيكه
ق در افترابست بخداونججد و رسججول ،كسججيكه ظججاهر گردانيججد روى خججود را از بججراى حج ّ
مقابل باطل هلك شد نزد مردمان نججادان و جاهججل ،و كفججايت ميكنججد مججر او را از حيججث
جهالت اينكه قدر خود را نشناسد و رتبه و شان خود را ندانججد ،و هلك نميشججود أصججلي
كه بناء آن پرهيزكاري بوده باشد ،و تشنه نميباشد زراعت هيچ گروهى كه آبيججارى آن
از پرهيزكارى گردد ،پس پنهان شويد در خانههججاى خودتججان و اصججلح كنيججد در ميججان
مردمان و توبه و پشيماني در پيش شما است ،و بايد كجه حمججد و ثنجا نكنججد هيجچ سجتايش
كننده در روزگججار مگججر بپروردگججار خججود ،بجهججة اينكججه اوسججت منعججم علججى الطلق و
سزاوار تعظيم و اجلل ،و بايد كه ملمت نكند هيچ ملمت كننده مگر نفس خود را كه
منشأ شّر است و فساد .
عععع عع ععع ع ع ععع عع ع عع عععع عع عععع ععع
ععععع عع ع عععع ع ع عع ع ع ععع ععع ع ع ع ع
ععع ععع عع ع ع ع ععععع عع ع ع ع عع عععع ع
عععععع عععععع
صة
شريف رواه المفيد في الرشاد من ثقات أهل النقل عند الخا ّ
هذا الكلم ال ّ
] [ 247
سججلم كالكتججاب ،و ثقججة ي أيضا فججي الحتجججاج مرسججل عنججه عليججه ال ّ
و العاّمة ،و الطبرس ّ
ل روحه في بججاب البججدع و الجّرأى و المقججاييس مججن اصججول الكججافي السلم الكليني قّدس ا ّ
ي ق جّدس س جّره فهججو أّنججه
مسندا تارة و مرفوعا اخرى حسبما تعرفه ،و أّما ما ذكره الّرض ّ
قال :
سجبيللج إلجى نفسجه ،ججائر عجن قصجد ال ّ ل رجلن :رجل و كلجه ا ّن أبغض الخلق الى ا ّإّ
ل عججن هججدى مججن كججان مشغوف بكلم بدعة ،و دعاء ضللة فهو فتنة لمن افتتن به ،ضا ّ
ل لمن اقتدى به في حيوته و بعد وفاته ،حّمال خطايا غيره ،رهن بخطيئتججه ، قبله ،مض ّ
و رجل قمش جهل موضع في جّهال المة ،غاّر فججي أغبججاش الفتنججة ،عججم بمججا فججي عقججد
الهدنة ،
فإن نزلت به إحدى المبهمات هّيألها حشوا رّثجا مجن رأيجه ،ثجّم قطجع بجه ،فهجو مجن لبجس
شبهات مثل نسج العنكبوت ،ل يدري أصاب أم أخطأ ،فإن أصاب خججاف أن يكججون قججد ال ّ
أخطججأ ،و إن أخطججأ رجججا أن يكججون قججد أصججاب ،جاهججل خّبججاط جهججالت ،عججاش رّكججاب
ض على العلم بضرس قاطع ،يذري الّروايات إذ راء الّريح الهشيم ، عشوات ،لم يع ّ
] [ 248
ععععع
) وكله ( إلججى نفسججه بججالتخفيف يكلججه و كل و وكججول تركججه و نفسججه و ) الجججائر ( باعججام
الّول أو باعجامهما و في بعض نسخ الكافي بالمهملتين و المعججاني متقاربججة أى عججادل أو
متجاوز أو حيران ) عن قصججد السججبيل مشججغوف ( بججالغين المعجمججة و فججي بعججض الّنسججخ
بالمهملة و بهما قرء قوله تعالى :قججد شججغفها حّبججا و علججى الّول فهججو مججأخوذ مججن شججغاف
ب و إحراقججه القلججبشعف و هو شّدة الحج ّ القلب أى حجابه أو سويداه ،و على الّثاني من ال ّ
و ) البدعة ( اسم من ابتدع المر إذا أحدثه كالّرفعة من الرتفاع و الخلفججة مججن الختلف
سججيرة أو بالضجّم و القصججر و هججوو ) الهدى ( بفتججح الّول و سججكون الّثججاني الطريقججة و ال ّ
الّرشاد و ) رهن ( و في بعض الّنسججخ رهيججن أى مججأخوذ و ) القمججش ( جمججع الشججيء مججن
ههنا و ههنا و ) موضع ( بضّم الميم و كسر الضججاد مسججرع مججن وضججع البعيججر أسججرع و
أوضعه راكبه فهو موضع به أى أسرع به و ) غججار ( بججالغين المعجمججة و الجّراء المهملججة
المشّددة أى غافل و فجي بعجض الّنسجخ عجاد بجالعين و الجّدال المهملجتين مجن العجدو بمعنجى
سعى أو من العدوان ،و في أكثر نسخ الكافي عان بالعين و الّنون من ال ّ
] [ 249
قولهم عنى فيهم اسيرا أى أقام فيهم على اسارة و احتبس و عناه غيره حبسججه ،و العججاني
السير او من عنى بالكسر بمعنى تعب أو من عني بججه فهججو عججان اشججتغل و اهتجّم بججه ،و
) الغباش ( جمع غبش كسبب و أسججباب و هججو ظلمججة آخججر الّليججل ،و فججي بعججض الّنسججخ
أغطاش الفتنة ،
و عمى عما كرضى ذهب بصره كّله فهو أعمى و ) عم ( و هي عمياء و عمية و العمججى
صجباح و ) بّكجر ( و بكجر بالّتشجديد و أيضا ذهاب بصجر القلجب و البكجرة و البكجور هجو ال ّ
ى وقتالّتخفيف إذا دخل فيه و كثيرا ما يستعملن في المبادرة و السراع إلى شيء في أ ّ
كان ،و منه الحديث بّكروا بصلة المغرب أى صّلوها عنججد سججقوط القججرص و روى مججن
الماء بالكسر و ) ارتوى ( امتل من شربه و المججاء ) الجججن ( المتغّيججر الطعججم و الّلججون و
) اكتنز ( من الكتناز و هو الجتماع و في بعض الّنسخ و أكثر و هو الظاهر .
و ) التخليص ( الّتبيين و هو قريب من الّتلخيص أو هما واحد و ) الحشججو ( فضججل الكلم
و ) ال جّرث ( بفتججح ال جّراء و الّتشججديد الخلججق ض جّد الجديججد و ) عججاش ( خججابط فججي ظلم و
) العشوة ( بتثليث الّول المر الملتبس الذي ل يعرف وجهه مأخوذة من عشوة الليججل أى
ظلمته ) و ذرت ( الريح الشيء ذروا و أذرته إذ راء أطارته و قلبته و ) الهشججيم ( الّنبججت
اليابس المنكسر و في بعض الّروايات يذر و الّروايججات ذرو الريججح و فججي بعضجها يجذري
الّروايات ذرو الّريججح الهشججيم ،و تججوجيهه مججع كججون الجّذرو مصججدر يججذر و ل يججذري هججو
ح إقامة مصججدر المججّرد مقججام مصججدر المزيججد ) و كونهما بمعنى واحد حسبما عرفت فص ّ
المليء ( بالهمزة الثقة الغني قال الجزري :قد أولع الّناس بحذف الهمزة و تشديد اليججاء و
سين مججن الحسججبان ،و إّمججا بالضجّم مججن الحسججاب و ) العججّ ( رفججع
) يحسب ( إّما بكسر ال ّ
شيء سلعة ( بالكسر المتاع و ) أبور ( أفعل من البور و هو الفاسد و بار ال ّ صوت و ) ال ّ ال ّ
سلعة كسدت و لم ينفق ،و هو المراد ههنا و أصله الفساد أيضا و ) نفق ( فسد و بارت ال ّ
البيع إذا راج .
] [ 250
ععععععع
ل منه خير مّما كثر روى من جمججع منّونججا و بغيججر تنججوين قوله بّكر فاستكثر من جمع ما ق ّ
أّما بالّتنوين فيحتمل كونه بمعنى المفعججول أى مججن مجمججوع و كججونه علججى معنججاه الحقيقججي
ل صججلتها و فاعججل قج ّ
ل ل تقدير فما موصولة مبتداء و خير خججبره و قج ّ المصدرى و على ك ّ
ضمير مستكن عايد إلى الستكثار المفهوم من استكثر و ضمير منه عايد إلجى الموصجول
ل لكونها بدل للجمع ،و أّما بدون الّتنوين فالموصوف محذوف و و الجملة مجرورة المح ّ
ل منه خير ،فما على ذلك موصولة و يحتمججل هو المضاف إليه أى من جمع شيء الذي ق ّ
كونها مصدرية أى من جمع شيء قّلته خير من كثرته .
ن جمججع مضججاف إلججى مججا و المحججذوف هججو ان المصججدرّية بعججدها ،و قجلّ مبتججداءو قيججل إ ّ
ل منججه أىبتقديرها على حّد و تسمع بالمعيدى خير من أن تججراه ،أى مججن جمججع مججا أن أقج ّ
ل منه خير ،و قوله :و اكتنججز مججن غيججر قّلته خير ،و في رواية الكافي بّكر فاستكثر ما ق ّ
طائل اسناد اكتنز إلى فاعله و هو الّرجل الموصوف إّما على سبيل المججاز أو فجي الكلم
تقدير أى اكتنز له العلوم الباطلة ،و على ما في بعض الّنسخ من قوله :
فاكثر من غير طائل ل يحتاج إلى تكّلف ،و ضامنا إّما صفة لقاضيا أو حال بعد حال .
عععععع
ب الذي هو ضّده لّما كان من صفات الّنفس أعنججي نفججار الّنفججس عججن ن البغض كالح ّ
اعلم أ ّ
الشيء و كان إسناده إليه سبحانه محال ل جرم ينبغي أن يراد به حيثمججا اسججند إليججه معنججاه
سججلم :المجازي أعني سلب الفيض و الحسان و هججذا المعنججى هججو المججراد بقججوله عليججه ال ّ
ق و الباطجل متشجّبثان بجذيل لج رجلن ( ممجا زججان بيجن الحج ّ ن أبغجض الخلئق إلجى ا ّ)اّ
شبهات و الجهالت يحسبان أّنها من علوم الّدين و مراتب اليقين . ال ّ
ن ضررهما الّناشي من جهالتهما بأمر الّدين لججم يكججن و إّنما كانا أبغض الخليق باعتبار أ ّ
راجعا إلى أنفسهما فقط ،بل متعّديا إلى الغير و ساريا إلججى التبججاع و باقيججا فججي العقججاب
إلى يوم القيامة فكانا مع ضللتهما في نفسهما مضّلين لغيرهما عن
] [ 251
سلوك جاّدة اليقين و تحصيل معارف الّدين ،فلذلك كانا أبغض الخلئق .
ل إلى نفسججه ( أى فجّوض إليججه أمججره و خله و و كيف كان فأحمد الّرجلين ) رجل و كله ا ّ
نفسه و جعل و كوله و اعتماده عليها لظّنه السجتقلل فجي نفسجه علجى القيجام بمصجالحه و
زعمه القججدرة علججى تحصججيل المججراد و الوصججول إليججه بججالرأى و القيججاس و الستحسججانات
ل عليججهالفاسدة التي ل أصل لها ،و الّروايات التي لم تؤخذ من مأخذها فل جرم أفاض ا ّ
شرع المبين فلم يججدر أّنجه
صورة العتماد على نفسه فيما يريده من امور الّدين و قوانين ال ّ
ى واد :
هلك في أ ّ
ن هاٍد « و حيث إّنه كان اعتماده عليه ) فهو جججائر عججن قصججد ل َفما َلُه ِم ْ
ل ا ُّ
ضِل ِ
ن ُي ْ
» َو َم ْ
صججراط المسججتقيم و واقججع فججي طججرف
ل عججن ال ّ
ق و ضججا ّ سبيل ( و مائل عججن طريججق الحج ّ ال ّ
شر بعيد عن الخير كما ورد في بعض الدعيججة :و الفراط من فضيلة العدل قريب من ال ّ
ل تكلني إلى نفسي طرفة عين ،
ن الّنفس بالّذات مايلة إلججى الشجّر فجاذا سججلبت عنهججا أسججباب التوفيججق و الهدايججة
و سّر ذلك أ ّ
تاهت في طريق الضججللة و الغوايجة ) مشججغوف بكلم بدعجة و دعجاء ضججللة ( أى دخججل
ب كلم البدعة و دعوته الّناس إلى الضللة شججغاف قلبجه أى حججابه أو سجويداه و علجى ح ّ
شعفة من القلب رأسججه عنججد كونه بالعين المهملة فالمعنى أّنه غشى حّبها قلبه من فوقه إذ ال ّ
ى تقججدير
معّلق الّنياط ،و هججو عججرق علججق بججه القلججب إذا انقطججع مججات صججاحبه ،و علججى أ ّ
فالمقصود به كونه أشّد حّبا و أفرط ميل إلى كلمه الذي ل أصل لجه فججي الجّدين و دعججوته
ل سججعيهم فججي الحيجوة الجّدنيا
المضّلة عن نهج اليقين ،فهو من الخسرين أعمال الذين ضج ّ
فهم يحسبون أّنهم بحسنون صنعا .
] [ 252
و ل بأس بتحقيق الكلم في معنى البدعة و قد عرفت معناها اللغوي و غلبت في العججرف
ي ص جّلى
على ما هو زيادة في الّدين أو نقصان منه ،و قيل :كلّ ما لم يكن في زمججن الّنججب ّ
ل عليه و آله و سّلم فهو بدعة .
ا ّ
ل عبادة لم تكن مشروعة ثّم أحججدثت شرطّية و قال :البدعة هي ك ّو رّده الردبيلي بمنع ال ّ
ي على نفيها فلو صّلى أو دعى أو فعل غير ذلججك مججن ل دليل شرع ّبغير دليل شرعي أو د ّ
لج عليججه و آلججه و سجّلم فججاّنه ليججس بحججرام ل ّ
ن العبادات مع عدم وجودها في زمانه صّلى ا ّ
صججلة خيججر موضججوع و الجّدعاء حسججن انتهججى ،و الصل كونها عبادة و لغير ذلك مثل ال ّ
أنت خبير بما في تخصيصها بالعبادات لظهور عمومها لها و لغيرها .
شهيد قده في القواعد قال في محكي كلمه :و محججدثات المججور و الّتحقيق فيها ما ذكره ال ّ
ل مججا
ل عليه و آله و سّلم تنقسم أقساما ل يطلق اسم البدعججة عنججدنا إ ّ ي صّلى ا ّبعد عهد النب ّ
صججدور هو محّرم عندنا أّولها الواجب كتدوين القرآن و السّنة إذا خيف عليها التفّلت من ال ّ
ل بالحفظ ،و هذا في زمن الغيبة واجب ن الّتبليغ للقرون التية واجب إجماعا و ل يتّم إ ّ فا ّ
سلم لّنه الحافظ لها حفظا ل يتط جّرق إليججه خلججل و ،و أّما في زمان ظهور المام عليه ال ّ
ل بدعة تناولهججا قواعججد الّتحريججم و أدّلتججه مججن الشججريعة كتقججديم غيججر ثانيها المحّرم و هو ك ّ
المعصومين عليهم و أخذهم مناصبهم و استيثار ولة الجور بججالموال و منعهججا مسججتحّقها
سججاق و ق و تشججريدهم و إبعججادهم و القتججل علججى الظّنججة و اللججزام ببيعججة الف ّو قتال أهل الح ّ
المقام عليها و تحريم مخالفتها و الغسل في المسح و المسح على غير القدم ،
و شرب كثير من الشربة ،و الجماعة في الّنوافل و الذان الّثاني يوم الجمعة ،و تحريم
المتعتين ،و البغى على المام و توريث الباعد و منع القارب ،و منع الخمججس أهلججه و
الفطار في غير وقته إلى غير ذلك من المحدثات المشهورات ،و منهجا توليجة المناصجب
صالح لها ببذل أو إرث أو غير ذلك .
غير ال ّ
ب و هو ما تناولته أدّلة الّندب كبناء المدارس و الّربط ،و ليس منه اتخججاذ
و ثالثها المستح ّ
ل أن يكون مرهبا للعدّو .
الملوك الهبة ليعظموا في الّنفوس الّلهّم إ ّ
و رابعها المكروه ،و هو ما شملته أدّلة الكراهة كالّزيادة في تسبيح الّزهراء
] [ 253
ظفات أو النقيصة منهججا و التنّعججم فججي الملبجس و المآكججل بحيجث سلم و ساير المو ّ عليها ال ّ
يبلغ السراف بالّنسبة إلى الفاعل و رّبما أّدى إلججى الّتحريججم إذا استضجّربه هججو و عيججاله و
خامسها المباح ،و هو الّداخل تحت الدّلة المباحة كنخل الّدقيق فقد ورد أّول شيء أحدثه
ن لين العيش و الّرفاهيةل عليه و آله و سّلم اّتخاذ المناخل ل ّ ل صّلى ا ّ الّناس بعد رسول ا ّ
من المباحات فوسيلته مباحة انتهى كلمه رفع مقامه .
ن الّرجججلن البدعججة عبججارة عججن محججدثات المججور المحّرمججة و أ ّصججل مججن ذلججك أ ّ
و قججد تح ّ
سبيل قد شججغف بهججا و بججدعوته إلججى الضججللة و مججن الموكول إلى نفسه الجائر عن قصد ال ّ
أجل ذلك كان سببا لضللة من أجاب دعوته ) فهو فتنة لمن افتتن به ( و بلء لمن اتبع له
ل عن هدى من كان قبله ( أى عن سججيرة أئمججة الجّدين و طريقججة أعلم اليقيججن الججذين ) ضا ّ
ي ،و ذلججك مججن حيججث ي و إرشججاد نبججو ّ
أخذوا العلوم الحقيقية و المعارف اليقينية بالهام اله ّ
اغتراره بنفسه و اعجابه بكلمججه و اسججتقلله برأيججه و اسججتغنائه بمججا اخججترعه فهمججه و مججا
ابتدعه و همه عن الّرجوع إليهم و العكوف عليهم .
كما حكاه الّزمخشري في ربيع البرار قال :قال يوسف بن أسباط :رّد أبججو حنيفججة علججى
ل عليه و آله و سجّلم أربعمججأة حجديث أو أكججثر قيججل :مثججل مججاذا ؟ قججال :قججال
ي صّلى ا ّالنب ّ
ل عليه و آله و سّلم :للفرس سهمان ،و قال أبو حنيفة :ل أجعل سججهم ل صّلى ا ّرسول ا ّ
لج عليججه و آلججه و س جّلم و أصججحابه ل صّلى ا ّبهيمة أكثر من سهم المؤمن و أشعر رسول ا ّ
البدن ،و قال أبو حنيفة :الشعار مثلة ،و قال
-----------
) ( 1قققق قق قققققق قق ققق ققققق ق ققققق ق
ققق .
] [ 254
ل عليه و آله و سّلم :البّيعان بالخيار ما لم يفترقا ،و قال أبو حنيفججة اذا
ل صّلى ا ّرسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم يقرع بيججن نسججائه إذا أراد سججفرا ،وجب البيع فقد لزم ،و كان صّلى ا ّ
ل لمن اقتجدى بجه فجي حيجاته و بعجد مجوته ( و و قال أبو حنيفة :القرعة قمار انتهى ) مض ّ
ضاّلة ل بّد أن يكججون
ل في نفسه و مشعوفا بكلمه البدعة و دعاته ال ّ ن من كان ضا ّ ذلك ل ّ
ل و سببا ل ضلل غيره في حال حياته و هو ظاهر ،و بعد ممجاته أيضجا مجن حيجث مض ّ
بقاء العقايد الباطلة و المذاهب الفاسدة المكتسبة عنه بعده ،أل ترى كيف بقي مذهب أبججي
شججافعي و أحمججد بججن حنبججل و مالججك و غيرهججا مججن المججذاهب المبتدعججة و الراء حنيفة و ال ّ
المخترعة المضّلة إلى الن ؟ و تبقجى إلجى ظهجور صجاحب الّزمجان فتبعهجا جمجع كجثير و
ل ) حّمال خطايا غيره ( كحمله خطايججا ل بها جّم غفير و لذلك صار هذا الّرجل المض ّ تض ّ
نفسه حيث كان سببا لضللته فهو ) رهن بخطيئته ( كما أّنه رهين بخطيئة غيججره مججأخوذ
بها و معاقب عليها كما قال سبحانه :
و اعلم أّنه ليس المراد أّنه تعالى يوصل العقاب الذي يستحّقه التباع إلججى الّرؤسججاء ،ل ّ
ن
ل و الّدليل عليه قوله تعالى :
هذا ل يليق بعدل ا ّ
خججرى « بججل
سججعى « و قججوله َ » :و ل َت جِزُر واِزَرٌة ِوْزَر ُأ ْ
ل مججا َ
ن ِإ ّ
لْنسججا ِ
س ِل ِْ
ن َلْي ج َ
» َو َأ ْ
ن ذلك العقاب ن الّرئيس إذا وضع سّنة قبيحة عظم عقابه حّتى أ ّ المعنى أ ّ
] [ 255
قال الواحدى :لفظة من في قوله :و من أوزار الذين يضّلونهم ،ليست للّتبعيض لّنها لو
سلم من كانت للّتبعيض لخفف عن التباع بعض أوزارهم و ذلك غير جايز لقوله عليه ال ّ
غير أن ينقص من أوزارهم شيء ،و لكّنها للجنس أى ليحملوا مججن جنججس أوزار التبججاع
هذا .
و لّما فرغ من أوصاف أّول الّرجلين أشار إلى ثانيهما و ذكر له أحدا و عشرين وصفا .
الّول ما أشار إليه بقججوله ) :و رجججل قمججش جهل ( أى جمعجه مججن أفجواه الّرججال أو مجن
جة أو مّما اخترعه و همه بالقياس و الستحسان و اسججتعار الّروايات الغير الّثابتة عن الح ّ
لفظ الجمع المحسوس للمعقول بقصد اليضاح .
الّثاني أّنه ) موضع في جّهال الّمة ( يعنى أّنججه مسججرع بيججن الجّهججال أو أّنججه مطججرح فيهججم
ضججاد ،و
وضيع ليس من أشراف الّناس على ما ذكره البحراني مججن كججون وضججع بفتججح ال ّ
ق شخص معّين و إن عّمه و غيره . قال إّنه يفهم منه أّنه خرج في ح ّ
الّثالث أّنه ) غار فججي أغبججاش الفتنججة ( أى غافججل فججي ظلمججات الخصججومات ل يهتججدي إلججى
قطعها سبيل ،و قد مّر فيه وجوه أخر في بيان الّلغة .
الّرابجع أّنججه ) عججم بمجا فججي عقجد الهدنججة ( يعنجي أّنجه عميججت بصججيرته عجن ادراك مصججالح
المصالحة بين الّناس فهو جاهل بالمصالح مثير للفتن .
الخامس أّنه ) قد سّماه أشباه الّنججاس عالمججا و ليججس بججه ( و المججراد بأسججباه الّنججاس العججوام و
صججورة الظججاهرة الجّهال لخلّوهم عن معنى النسانية و حقيقتها و هم يشبهون الّناس في ال ّ
صجور صججور البهيميجة ،و ل يشججبهون فججي ال ّ الحسية الجتي بهجا يقججع التمجايز علجى سجاير ال ّ
الباطنية العقلية التي هي معيار المعارف اليقينية و العلوم الحقيقّية ،فهججؤلء الشججباه لفقججد
بصائرهم و نقصان كمالتهم ينخدعون بتمويه ذلججك الّرجججل و يزعمججون مججن تلّبسججه بججز ّ
ي
العلماء أّنه عالم مع أّنه ليس بعالم
] [ 256
ل منه خير مّما كثر ( يعني أّنه أسرع و بادر في سادس أّنه ) بّكر فاستكثر من جمع ما ق ّال ّ
ل يوم أو في أّول العمججر إلججى جمججع ل صباح ،و هو كناية من شدة اهتمامه و طلبه في ك ّ كّ
شيء فاستكثر منه ما قليلجه خيجر مجن كجثيره ،أو قّلتجه خيجر مجن كجثرته ،و المجراد بجذلك
الشيء إّما زهرات 1الّدنيا و أسبابها ،و يؤّيده مناسبته لما قبله يعني أّنه لم يطلب العلم و
لكن طلب أسباب الّدنيا التي قليلها خير من كثيرها ،هذا إن كان جمعها على وجه الحلل
ل فل خير فيه أصل ،و إّمججا الشججبهات المضجّلة و الراء الفاسججدة و العقايججد الباطلججة و
وإ ّ
قو يؤّيده زيادة ارتباط ذلك بما بعده ،و على الّتقديرين فيه تنبيه على غاية بعده عن الحجج ّ
العلم لرسوخ الباطل في طبعه و ثبوته في ذهنه .
شبهات ،و هو ما أشار إليه بقوله ) : سابع ما يترّتب على بكوره و استكثاره من جمع ال ّ
ال ّ
حّتى إذا ارتوى من آجن ( يعني حصل له المتلء مججن شججرب المججاء الجججن المتعّفججن ) و
اكتنز ( أى اجتمع له العلوم الباطلة ) من غير طائل ( و ل فائدة يتصّور فيها ) جلس بيجن
شبهات الفاسدة و الفكار الباطلة و العلوم الحاصلة له مججن الّناس قاضيا ( استعار الجن لل ّ
الستحسانات و القيسجة ،كمجا يسجتعار عجن العلجوم الحقيقيجة و المعجارف اليقينيجة بالمجاء
صافي الّزلل ،ثّم و شح تلك الستعارة بذكر الرتواء و جعل غجايته المشجار إليهججا مججن ال ّ
ذلك الستكثار جلوسه بين الّناس قاضيا .
الّثامن كونه ) ضامنا لتخليص ما التبجس علجى غيجره ( لوثجوقه مجن نفسجه بفصجل مجا بيجن
الّناس من الخصومات و المرافعات و ظّنه القابلّية لقطع المنازعات ،و منشأ ذلك الوثوق
و الطمينان هو زعمه أن العلوم الحاصلة لججه مججن آرائه الفاسججدة و أقيسججته الباطلججة علججوم
كاملة كافية في تخليص الملتبسات و تخليص المشكلت مع أّنها ليست بذلك .
الّتاسع ما أشار إليه بقوله ) :فان نزلت به إحدى المبهمات هّيألها حشوا
-----------
) ( 1قققق قققققق قققققق ق ققققققق ق ققققق
ق.
] [ 257
رّثا من رأيه ثّم جزم به ( يعني أّنه إذا نزلت به إحدى المسائل المبهمججة المشججكلة الملتبججس
عليه وجه فصلها و طريق حّلها هّيأ لها كلما ل طائل تحته و ل غنججاء فيججه و أع جّد لحّلهججا
وجها ضعيفا من رأيه ثّم قطع به كما هو شأن أصحاب الجهل المركب .
ي بعد نقله كلم البحراني هججذا :أقججول :و يحتمججل أيضججا أن يكججون
و قال المحّدث المجلس ّ
شبهات بنسج العنكبوت لضعفها و ظهور بطلنهججا المراد تشبيه ما يلّبس على الّناس من ال ّ
لكن تقع فيها ضعفاء العقول فل يقدرون على الّتخّلص منها لجهلهم و ضعف يقينهم ،
الّثانيعشر أّنه ) جاهل خّباط جهالت ( أراد به أّنه جاهل بالحكام كثيرا لخبط في جهلتجه
،كّنى به عن كثرة أغلطه التي يقع فيها في القضجايا و الحكجام فيمشجي فيهجا علجى غيجر
ق من القوانين ،و ذلك معنى خبطه مأخوذ من خبط العشوآء و هي الّناقة الججتي
طريق الح ّ
ل شيء إذا مشت .في بصرها ضعف تخبط بيدها ك ّ
] [ 258
ي ره و شارح البحرانجج ّو الّنهار و أّنه كثير الّركوب على المور الملتبسة المظلمة ،قال ال ّ
ل على ضعف و نقصان في شبهات ا ّ ق في ظلمات ال ّ هي إشارة إلى أّنه ل يستنتج نور الح ّ
صججفة هججذه ،أى ونور بصيرته ،فهو يمشي فيها علججى مججا يتخّيلججه دون مججا يتحّققججه مججن ال ّ
ضججوء فججي الطججرق المظلمججة كثيرا ما يكون حاله كذلك و لّما كان من شأن العاشججي إلججى ال ّ
ل عججن القصججد و يمشججي علججى الججوهم و تارة يلوح له فيمشي عليه و تارة يخفى عنججه فيضج ّ
سالك في طرق الّدين من غير أن يستكمل نور بصيرته بقواعد الججّدين الخيال كذلك حال ال ّ
ق في المسألة ظججاهرا فيججدركه و تججارة و يعلم كيفّية سلوك طرقه ،فاّنه تارة يكون نور الح ّ
شبهات فتعمى عليه الموارد و المصادر فيبقجى فججي الظلمجة خابطجا و يغلب عليه ظلمات ال ّ
عن القصد جائرا .
ض على العلم بضرس قاطع ( و هو كناية عن عدم نفججاذ بصججيرته الّرابع عشر أّنه ) لم يع ّ
ض على شرعية لينتفع بها انتفاعا تاّما ،يقال فلن لم يع ّ في العلوم و عدم اتقانه للقوانين ال ّ
العلم بضرس قاطع إذا لم يحكمها و لم يتقنها ،و أصله أن النسججان يمضججغ الطعججام الججذي
هو غذاؤه ثّم ل يجّيد مضغه لينتفع به البدن انتفاعا تاّما فمثل به من لم يحكم و لم يتقن مججا
يدخل فيه من المعقولت التي هو غذاء الّروح لينتفع به الّروح انتفاعا كامل .
الخامس عشر أّنه ) يذرى الّروايات إذ راء الّريح الهشيم ( اليابس من الّنبججات المنكسججر و
شبه صدور فعل بل روّية من غير أن يعود إلججى الفاعججل نفججع و فيه تشبيه تمثيلي و وجه ال ّ
ن هذا الّرجل المتصّفح للّروايات ليس لججه بصججيرة بهججا و ل شججعور بجوجه العمججل فائدة ،فا ّ
عليها بل هو يمّر على رواية بعد اخرى و يمشى عليهججا مججن غيججر فججائدة ،كمججا أنّ الّريججح
التي تذري الهشيم ل شعور لها بفعلها و ل يعود إليها من ذلك نفع .
ل باصدار ما ورد عليه ( أى ليس له من العلم و الّثقة قدر سادس عشر أّنه ) لمليء و ا ّ
ال ّ
شبهات و الشكالت . ما يمكنه أن يصدر عنه انحلل ما ورد عليه من ال ّ
سابع عشر ما في بعض نسخ الكتاب من قوله ) :و ل هو أهل لما فّوض إليه ( أى ليس ال ّ
هو بأهل لما فّوضه إليه الّناس من امور دينهم ،و أكثر النسخ خال من
] [ 259
ذكر هذا الوصف و في رواية الكافي التية و ل هو أهل لما منججه فججرط بججالتخفيف بمعنججى
ق الذي مججن أجلججه سججبق الّنججاس و تقجّدم
سبق و تقّدم أى ليس هو أهل لما اّدعاه من علم الح ّ
عليهم بالّرياسة و الحكومة ،و رّبما يقرء بالتشديد أى ليس هو من أهل العلججم كمججا يجّدعيه
شججارحصر عنه ،و عن الرشاد و ل يندم على مججا منججه فججرط ،و قججال ال ّ لما فّرط فيه و ق ّ
ق للمدح الذي المعتزلي :و في كتاب ابن قتيبة و ل أهل لما فّرط به قال :أى ليس بمستح ّ
مدح به .
ن ذلججك الّرجججل الّثامن عشر أّنه ) ل يحسب العلم في شيء مّما أنكره ( و لم يعرفه يعنججي أ ّ
شبهات الذي يكون الجهل خيرا منججه بمراتججب ن ماله من العلم المغشوش المدلس بال ّيعتقد أ ّ
ن لغاية جهله وجود العلم لحد فججي شججيء مّمججا جهلججه لعتقججاده أّنججه أعلججمهو العلم و ل يظ ّ
ل ما هو مجهول له مجهول لغيره بالطريق الولى ، نكّ العلماء و أ ّ
و على احتمال كون يحسب من الحساب على ما مّرت إليه الشارة فالمعنى أّنه ل يعّد مججا
ينكره علما و ل يدخله تحت الحساب و العتبار بل ينكره كساير ما أنكره .
ن من وراء ما بلغ منه مذهبا لغيره ( يعني الّتاسع عشر ما أشار إليه بقوله ) :و ل يرى أ ّ
ن أّنه بلغ غاية العلم فليس بعد ما بلغ إليه فكججره لحججد موضججع تفكججر و
أّنه لوفور جهله يظ ّ
مذهب صحيح .
العشرون ما نّبه عليه بقوله ) :و إن أظلم عليه أمرا كتتم به ( أى إن صار عليه أمجر مجن
شبهة أيضا اكتتم به و ستره ق فيه و ل وجه ال ّامور الّدين مظلما مشتبها ل يدري وجه الح ّ
من غيره من أهل العلم و غيرهم و ذلك ) لما يعلم من جهججل نفسججه ( بججذلك المججر و عججدم
شجبهة و الجّرأى فيسجتره و يخفيجه و ل يسجأله مجن غيجره و ل معرفته به حّتجى مجن وججه ال ّ
ل يقال :إّنه ل يعلمه فيحفظ بججذلك عل جّو منزلتججه
يصغى إلى غيره حّتى يستفيده ،و ذلك لئ ّ
سجوء ،فجاّنهم كجثيرا مجا يشجكل عليهجم المجر فجي بين الّناس كما هو المشاهد مجن قضجاة ال ّ
القضايا و الحكام فيكتتمون ما أشكل عليهم و ل يسألون أهل العلم عنه لئل يظهر جهلهم
بين أهل الفضل مراعاة لحفظ المنزلة و المناصب .
ج منه المواريث (
الحادي و العشرون أّنه ) تصرخ من جور قضائه الّدماء و تع ّ
] [ 260
ل بقضائه الفرج الحرام و يحرم بقضججائه الفججرج الحلل ،كمجا فجي روايججة الكجافي و يستح ّ
صججراخ إلججى الجّدماء و العجيججج إلججى المججواريث إّمججا مججن قبيججل الحججذف و التيججة و نسججبة ال ّ
ج مستحّقوا المواريث ،أو من قبيججل المجججاز فججي اليصال ،أى تصرخ أولياء الّدماء و تع ّ
السججناد علججى نحججو صججام نهججاره مبالغججة علججى سججبيل الّتمثيججل و الّتخييججل بتشججبيه الجّدماء و
صراخ و العجيج لهما ، المواريث بالنسان الباكي من جهة الظلم و الجور و إثبات ال ّ
أو من قبيل الستعارة التحقيقّية التبعّية باستعارة لفظ الصّججراخ و العجيججج لنطججق الجّدماء و
ج لما كانا
صراخ و الع ّ ن ال ّ
المواريث بلسان حالها المفصح عن مقالها ،و وجه المشابهة أ ّ
يصججدران مججن ظلججم و جججور و كججانت الجّدماء المهراقججة و المججواريث المسججتباحة بالحكججام
شججكاية ،ل جججرم حسججن تشججبيه نطقهججا
الباطلججة ناطقججة بلسججان حالهججا مفصججحة بججالتظلم و ال ّ
شجكاية وج و استعارتهما لجه ،فجالمعنى أّنجه تنطجق الجّدماء و المجواريث بال ّصراخ و الع ّ بال ّ
التظّلم من جور قضاياه و أحكامه .
و أّما استحلل الفرج الحرام بقضائه و تحريم الفرج الحلل فاّما من أجل جهله بالحكم أو
لخطائه و سهوه في موضع الحكم لعدم مراعاة الحتياط أو لوقوع ذلك منه عمدا لغججرض
دنيوي كالتقّرب بالجاير أو أخذ الّرشوة أو نحو ذلك .
ص الرجلين المذكورين بما ذكر فيهما من الوصاف المنفجرة سلم بعد أن خ ّ ثّم اّنه عليه ال ّ
على سبيل التفصيل ،أردف ذلك بالتنفير عنهما على الجمال بما يعّمهما و غيرهمججا مججن
لج أشججكو مجن معشجر يعيشججون جّهججال و يموتجون ساير الجهال و الضجلل فقجال ) :إلجى ا ّ
لل ( و الّثججاني مس جّبب عججن الّول إذ العيججش علججى الجهالججة يججؤّدي إلججى المججوت علججى
ضج ّ
سر ق تلوته ( يعني إذا ف ّ
ضللة ) ليس فيهم سلعة ( و متاع ) أبور من الكتاب إذا تلى ح ّ ال ّ
الكتاب و حمل على الوجه الذي انزل عليه و على المعنى الذي اريد منه اعتقدوه فاسدا و
طرحوه لمنافاة ذلك الوجه و المعنى لغراضهم ) و ل سلعة أنفق بيعا ( اى أكججثر رواجججا
) و ل أغلججى ثمنججا إذا ح جّرف عججن مواضججعه ( و مقاصججده الصججلّية و نججزل علججى حسججب
ل ذلججك و أصججله هججو الجهججل ) و ل عنججدهم أنكججر مججن أغراضججهم و مقاصججدهم و منشججأ كج ّ
ن المعججروف لمججا خججالف أغراضججهم و المعججروف و ل أعججرف مججن المنكججر ( و ذلججك ل ّ
مقاصدهم طرحوه
] [ 261
حّتى صار منكرا بينهم يستقبحون فعله و المنكر لما وافق دواعيهم و لئم طباعهم لزمججوه
حّتى صار معروفا بينهم يستحسنون إتيانه هذا .
و ينبغي الشارة إلى الفرق بين الّرجلين الموصوفين فأقول :
لج إلجى شارح المعتزلي :فان قيل :بّينوا الفرق بين الّرجلين الّلجذين أحجدهما وكلجه ا ّ قال ال ّ
ضججال فججي اصججول العقايججد نفسه و الخر رجل قمش جهل ؟ قيل :أّما الّرجل الّول فهو ال ّ
كالمشّبه و المجّبر و نحوهما ،أل تراه كيف قال :مشغوف بكلم بدعة و دعاء ضججللة ،
ق،و ل عججن الح ج ّ ن مراده به المتكّلم في أصول الّدين و هو ضا ّ و هذا يشعر بما قلناه من أ ّ
ل لمججن يجيء بعججده ،و أّمججا ل عن هدى من قبلججه مضج ّ لهذا قال :إّنه فتنة لمن افتتن به ضا ّ
سججوء أل تججراه شرعّيات و ليس بأهل لججذلك كفقهججآء ال ّ الّرجل الّثاني فهو المتفّقه في فروع ال ّ
كيف يقول :جالس بين الّناس قاضيا ،و قال أيضا :
و يحتمل أيضا أن يكون المراد بالّول العّباد المبتدعين في العمل و العبادة كالمتصجّوفة و
المرتاضين بالّرياضات الغير المشروعة ،و بالّثاني علماء المخالفين و من يحذو حذوهم
ن أبغججض الخلججق
حيث يفتون الّناس بالقياسات الفاسدة و الراء الواهية و في الرشججاد و أ ّ
ل إلى نفسه إلى قوله :رهن بخطيئته و قججد قمججش جهل ، ل رجل و كله ا ّل عّز و ج ّ
عند ا ّ
ل صفة لصنف واحد . فالك ّ
ععععع ععععععععع
] [ 262
ل تعالى إلى نفسه فهججو جججائر عججن ل تعالى لرجلين :رجل و كله ا ّ
من أبغض الخلق إلى ا ّ
صلة فهو فتنججة لمججن افتتججن بججه ،
صوم و ال ّ
سبيل مشعوف بكلم بدعة قد لهج 1بال ّ قصد ال ّ
ل لمن اقتدى به في حيججاته و بعججد مججوته حّمججال خطايججا
ل عن هدى من كان قبله ،مض ّ ضا ّ
غيره رهن بخطيئته .
و رجل قمش جهل في جّهال الّناس عان بأغباش الفتنة قد سّماه أشججباه النججاس عالمججا و لججم
يغن 2فيه يوما سالما ،بّكر فاستكثر ما قّلمنه خير مّما كثر حّتى إذا ارتججوى مججن آجججن و
اكتنز من غير طائل جلس بين الّناس قاضجيا ضجامنا لتلخيجص ) لتخليجص خ ( مجا التبجس
على غيره ،و إن خالف قاضيا سبقه لم يأمن أن ينقض حكمه من يججأتي بعججده كفعلججه بمججن
كان قبله ،و إن نزلت به احدى المبهمات المعضلت هّيألها حشوا من رأيه ث جّم قطججع 3 .
فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت ل يدري أصاب أم أخطججأ ل يحسججب العلججم
ن وراء ما بلغ فيه مذهبا ،إن قججاس شججيئا بشججيء لججم يكججذب في شيء مّما أنكر و ل يرى أ ّ
نظره ،و إن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكيل يقال له :
ل يعلم ،ثّم جسر فقضى فهججو مفاتيججح ) 4مفتججاح خ ل ( عشججوات رّكججاب شججبهات خّبججاط
ض في العلم بضرس قاطع فيغنم يذري جهالت ل يعتذر مّما ل يعلم فيسلم ،و ل يع ّ
-----------
) ( 1قققق ق قققق قق قققق ق قققق قق قق ق ق
ققققق قققق قق قق قققق ققق ققققق ق قققققق
ق قققق ققققق قق ققققق ق قققق قققققق .
-----------
) ( 2قق قققق قققق ققققققق قققق ققق ققق ق ق
ققققق .
-----------
) ( 3قق ققق ق قق قققق ق ق ق ق ق ق قق قق ققق ق ق
قققق قققققق .
-----------
) ( 4قق ققق ق قق ق ققق قق ققق قق ققق قققق ق
قققققققق قق قققققق ق قققق قققققق .
] [ 263
ل بقضججائه
الّروايات ذرو الّريح الهشيم تبكى منه المواريث و تصرخ منه ال جّدماء و يسججتح ّ
الفرج الحرام ،و يحرم بقضائه الفرج الحلل ل مليء باصدار مججا عليججه ورد ،و ل هججو
ق.أهل لما منه فرط ،من ادعائه علم الح ّ
لج رجلن :رجججل ن أبغض الخلئق إلى ا ّ سلم قال :إ ّو في الحتجاج و روى أّنه عليه ال ّ
سبيل ساير بغير علم و ل دليججل ،مشججعوف بكلم ل إلى نفسه فهو جاير عن قصد ال ّ وكله ا ّ
ل لمججن
ل عن هدى من كجان قبلججه ،مضج ّ بدعة و دعاء ضللة ،فهو فتنة لمن افتتن به ضا ّ
اقتدى به في حياته و بعد وفاته ،حّمال خطايا غيره ،رهن بخطيئته .
صجوم و و رجل قمش جهل فوضع في جهلة المة ،عان باغباش فتنة ،قجد لهججج منهججا بال ّ
لج عاريججا منسججلخا و قججد سجّماه أشججباه النججاس
صلة ،عم بما فججي عقججد الهدنججة قججد سجّماه ا ّ
ال ّ
) الرجال خ ل ( عالما ،و لما يغن في العلم يوما سالما ،بّكر فاسججتكثر مججن جمججع مججا قج ّ
ل
منه خير مّما كثر حّتى إذا ارتوى من آجن ،و أكثر من غير طائل جلس بين الّناس مفتيججا
قاضيا ضامنا لتخليص ) تلخيص خ ل ( ما التبس على غيره .
إن خالف من سبقه لم يأمن من نقض حكمه من يأتي من بعده كفعله بمن كججان قبلججه ،فججان
نزلت به إحدى المبهمات ) المعضلت خ ل ( هيألها حشوا من رأيه ثّم قطع به ،فهو من
شججبهات فججي مثججل نسججج العنكبججوت خّبججاط جهجالت ،و رّكججاب عشججوات ،و مفتججاح
لبس ال ّ
ق أم أخطججأ ،إن أصججاب خججاف أن شبهات ،فهو و إن أصاب أخطاء ل يدري أصاب الحج ّ
يكون قد أخطأ ،و إن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب .
فهو من رأيه مثل نسج ) غزل خ ل ( العنكبوت الذي إذا مّرت به الّنار لججم يعلججم بهججا ،لججم
يعض على العلم بضرس قاطع فيغنم ،يجذري الّروايجات إذ راء الّريججح الهشجيم ل مليء و
ل باصدار ما ورد عليه ،ل يحسب العلم في شيء مّما أنكججره ،و ل يججرى أن مججن وراء ا ّ
ما ذهب فيه مذهب ناطق ،و إن قاس شيئا بشيء لم يكّذب رأيه كيل يقال له ل يعلم شججيئا
حته حين خالفه و إن أظلم عليه أمجر اكتتجم بجه لمجا و إن خالف قاضيا سبقه لم يأمن في ص ّ
يعلم .
] [ 264
تصرخ منه الّدماء ،و تولول منه الفتياء و تبكي منه المواريث ،و يحّلججل بقضججائه الفججرج
الحرام ،و يحّرم بقضائه الفرج الحلل و يأخذ المال من أهله فيدفعه إلى غير أهله .
ي و المفيد في الرشجاد بعجد روايجة هجذا الكلم نحجوا مّمجا تقجّدم أّنجه عليجه
و روى الطبرس ّ
سلم قال بعد ذلك :
ال ّ
هذه مثلها فيكم فاركبوها ،فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو في هذه من دخلهججا أنججا
رهين بذلك قسما حقا و ما أنا من المتكّلفين ،و الويل لمن تخّلف ثّم الويل لمن تخّلف .
ععععععع
از جمله كلم آن عالى مقام است در صفت كسيكه متصّدى شود بحكم كججردن ميججان اّمججة
محّمديه و حال اينكه اهلّيت نداشته باشد ،
بتحقيق كه دشمنترين خلق بسوى خدا دو مردند يكى از اين دو نفر مردى است كججه بججاز
گذاشته باشد حقتعالى او را بنفس خججودش ،و الطججاف خفّيججه خججود را از او سججلب نمججوده
باشد پس آن بد روزگار تبه كار ميل كننده است از ميانه راه راست
-----------
) ( 1قق قق ق ق قق قق قققققق قق ق ققق ققق قق
قق قق قققق ق قق ق ققق ق ق ق ققق ق ق قق ق ق قق
قققققق قققققق قق قققق ق ققق ق ق ققق ق ق قق
ققققق ققققق قق قق قق قققق ققق .
] [ 265
بميان دل او رسانيده شده است سخنان بدعة و جهالت بججا اينكججه دلسججوخته شججده اسججت از
فرط محبت باينكلم بدعة ،و بخواندن مردم بگمراهي و ضللت ،پس آن مججرد فتنججه و
بل اسجت مجر آنكسججى را كجه در فتنججه و بل افتججاده باشجد بواسججطه او گمججراه اسججت از راه
راست و طريقه مستقيم آنكسيكه بوده است پيش او گمجراه كننجده اسجت مجر كسجى را كجه
اقتدا نمايد او را در حال حيات او و بعد از وفات او ،بردارنده اسججت بججار گناهججان غيججر
خود را ،در گرو است بگناه خود و گرفتار است بكار تباه خود .
و دومي از ايندو نفر مججردى اسججت كججه جمعكججرده جهججالت را سججرعة كننجده اسجت بجاينكه
وضيع و پست گردانيده شده در ميان جاهلن امة ،غافججل اسججت در ظلمججات خصججومات
بى بصيرت است بآنچه در عقد صلحست از مصالح مصالحه ،بتحقيق كه نام نهادهانججد
او را جّهججال مردمججان كججه در صججورت انسججان و در معنججى حيججوان ميباشججند عججالم بعلججوم
شريعت و حال آنكه عالم نيست ،بامداد كرد پس بسيار نمود از جمع آوردن چيججزى كججه
اندكى آن از او بهتر است از آنچه بسيار است ،يا آنكه از جمع آوردن چيزى كججه كمججى
او بهتر است از زياده آن ،مراد فكرهاى فاسججده و رأيهججاى بججاطله اسججت تججا اينكججه چججون
سيراب شد از آب متعفن گنديده ،و پر شد از مسايل بى فايده ناپسنديده نشست در ميججان
مردم در حالتى كه حكم كننده است ميان ايشان ،ضامن است از براى خالص كردن آن
چيزى كه مشتبه است حل آن بر غير او ،پس اگر نازل بشججود بججر او يكججى از قضججاياى
مشكله مهّيا ميكند از براى آن سخنان بى فايججده ضججعيف و سسججت از رأى بججاطله خججود ،
پس از آن جزم و قطع كند بآن كلم ،پس او از پوشيدگى و التبججاس شججبهها افتججاده اسججت
در امور واهيه كه مثل تار عنكبوت است ،نميداند بجه صجواب حكجم ميكنجد يجا بخطجاء ،
پس اگر بصواب حكم ميكند ميترسد از آنكه خطا كرده باشد و اگر بخطا حكم نمايد اميد
ميدارد كه صواب گفته باشد .
نادانست بسيار خبجط كننججده در نادانيهججا ضجعيف البصججر اسجت در ظلمجات جهججل سجواره
شبهات ،نگزيده علم و دانش بدندان برنده و ايججن كنجايه اسججت از عجدم ايقججان بجر قجوانين
شرعيه و عدم اتقان مسائل دينّيه ،منتشر مىسازد و مىپراند روايات را مثل
] [ 266
پراندن و منتشر كردن بججاد گيججاه خشججك را ،بخججدا سججوگند كججه نيسججت قججادر و توانججا ببججاز
گردانيدن و جواب دادن آنچه وارد شده است بر او از مسائل ،گمان نمىبرد كه علمججى
كه و راى اعتقاد اوسججت فضججيلتي داشججته باشججد ،و گمججان نمىكنججد اينكججه از وراى آنچججه
رسيده است باو مذهبى بوده باشد مر غير او را .
و اگر پوشيده و پنهان باشد بر او كارى پنهان مىكند آن را بجهة آنكه مىدانججد از جهججل
نفس خود به مسائل و مىخواهد كه آشكار نشود حال او بارباب فضائل فرياد مىكند از
جور حكم او خونهاى ناحق ريخته ،و مىنالد از ستم او ميراثهاى مأخوذه بججا حكمهججاى
باطله .
بسوى خداوند شكايت مىكنم از جماعتى كه زندگانى مىكنند در حالتى كججه جاهلننججد ،
و ميميرند در حالتيكه گمراهانند ،نيست در ميان ايشان هيچ متاعى كه كاسدتر باشد از
ل وقتى كه خوانده شود حق خواندن بدون تحريف و تغيير ،
كتاب ا ّ
و نيست هيچ متاعى كه رواجتر باشد از روى فروختن و نه پر بها باشججد از كتججاب خججدا
وقتى كه تحريف و تغيير داده شججود از مواضججع خججود ،و نيسججت نججزد ايشججان زشججتتر از
ل العالم .
معروف و نه نيكوتر از منكر ،و ا ّ
ي في الحتجاج مرسل عنه كالكتاب ترد على أحدهم القضّية فجي حكجم و قد رواه الطبرس ّ
من الحكام فيحكم فيها برأيه ،
ثّم ترد تلك القضّية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلف غيره » قوله خ «
] [ 267
ثّم يجتمع القضجاة بججذلك عنججد المجام اّلججذي استقضججاهم فيصجّوب آرائهججم جميعججا ،و إلههججم
ل بالختلف فأطاعوه ؟ أم نهيهججم عنججه واحد ،و نبّيهم واحد ،و كتابهم واحد ،أفأمرهم ا ّ
ل دينا ناقصا فاسججتعان بهججم علججى إتمججامه ؟ أم كججانوا شججركائه فلهججم أن
فعصوه ؟ أم أنزل ا ّ
ل ج عليججه و آلججه و
صر الّرسول ص جّلى ا ّ ل دينا تآّما فق ّ
يقولوا و عليه أن يرضى ؟ أم أنزل ا ّ
سّلم عن تبليغه و أدائه ؟
ىٍء «شجج ْ
ل َ نكّىٍء « و قال » :فيِه ِتْبيا ُ
ش ْ
ن َ ب ِم ْ
طنا في اْلِكتا ِ
ل سبحانه يقول » :ما َفّر ْ وا ّ
ن الكتاب يصّدق بعضه بعضا ،و أّنه ل اختلف فيه فقال سبحانه » :و َل جْو كججا َ
ن و ذكر أ ّ
ن القرآن ظاهره أنيق ،و باطنه عميججق ، خِتلفًا َكثيرًا « و إ ّجُدوا فيِه ا ْ
ل َلَو َ
غْيِر ا ِّ
عْنَد َ
ن ِِم ْ
ل به . ظلمات إ ّ
ل تفنى عجائبه » و ل تنقضي عجائبه خ « و ل تكشف ال ّ
ععععع
ععععععع
ضمير في غيره الثاني راجع إلى غيره الّول ،و في بعججض الّنسججخ كالحتجججاج فيحكججم ال ّ
ضمير فيه و في غيره الّول واحججدا و هججو أحججدهم ،و فيها بخلف قوله ،فيكون مرجع ال ّ
الواو في قوله و الههم واحد حالّية كالّلتين بعدها ،و الهمزة في قوله
] [ 268
أفأمرهم للستفهام على سبيل النكار البطالي على حّد قوله » :أفأصفيكم رّبكججم بججالبنين
ن القجرآن اه جملججة « و كلمة من في قجوله :مجن شججيء ،زائدة فجي المفعججول ،و قججوله و ا ّ
استينافية
عععععع
ععع ع عع ع عع ع ع عع ع ععع عع ع ع ع عع عععع ع
ععععععع عع ععععع ععع عععع ععع
صججة فججي التخطئة و الّتصججويب ،و قججد عنججونه و هي أّنه وقججع الخلف بيججن العاّمججة و الخا ّ
ل عنهم في كتبهم الصولّية و حّققججوا الكلم فيججه بمججا ل مزيججد عليججه ،و أصحابنا رضى ا ّ
ن الكلم يقع فيه في مقامات أربعة . صل ما ذكروه أ ّ مح ّ
ن المصججيب فيهججا واحججد و علججى أنّ ل علججى أ ّ و قد نقل غير واحد من الصحاب إجماع الك ّ
لج الحسججين
ل أبججو عبججد ا ّ
المخطي فيها آثم كافر إن كان نافيا للسلم ،و لججم يخججالف فيججه إ ّ
ن الكل مصيب ،قال العلمة ليججس مرادهمججا الصججابة مججن العنبري و الجاحظ فذهبا إلى أ ّ
حيث المطابقة في نفس المججر ،بججل المججراد زوال الحججرج و الثججم عججن المخطججي باعتقججاد
خلف الواقع و خروجه عن عهدة الّتكليف باجتهججاده ،و رّبمججا عججزى الخلف إلججى الّول
لمة .في أصل الصابة و إلى الّثاني في تحّقق الثم على ما ذكره الع ّ
ى تقدير فهو شاّذ ضعيف ل يلتفت إليججه ،ضججرورة بطلن الصججابة و اسججتحالتها
و على ا ّ
ل لزم اجتماع الّنقيضين في مثل قدم العالم و حدوثه ،و عصمة المججام
ببديهة العقل ،و إ ّ
و عدمها ،و وجود المعاد الجسماني و عدمه .
ق فيها أيضا مججن حيججث الصججابة هججو العججدم كمججا عليججه الجمهججور حججذرا مججن اجتمججاع
فالح ّ
الّنقيضين في مثل قبح الظلم
] [ 269
و العدوان ،و من حيث الثم و عدم الّتفصيل بين التقصير و القصور علججى مججا سججبق ،و
ل خفاء في امكان القصور هنا بل تحّققه غالبا في مطلق الّناس ،و أّمجا المجتهجد فل يبعجد
في حّقهم دعوى امكان الوصول إلى الواقع دائما .
ن المصيب واحد و أّما من حيث الثم ففيه ما م جّر مججن الّتفصججيل ،قججال ق فيها أيضا أ ّ
فالح ّ
بعض الصحاب :أّما إمكان الخفاء و العدم ففيججه فججي هججذا المقججام خفججاء لكججن بعججد التأمججل
حصججون ففججي إمكججان يظهر المكان نججادرا فججي غيججر المجتهججدين ،و أّمججا المجتهججدون المتف ّ
شبهات إشكال لكن لو رأينججا أحججدا أنكججر و احتمججل فججي حقّججه الخفاء عليهم لجل عروض ال ّ
صر لغلبة الّتقصير في المنكرين ، شبهة أجرينا عليه أحكام المق ّ ال ّ
ل سججبحانه فججي كج ّ
ل ن ّ
و هذه هي التي صارت معركة للراء بينهم ،فذهب أصحابنا إلى أ ّ
واقعة حكما واحدا معّينا ،و المصيب واحد و من أخطأ فهو معذور فل اثم عليه .
ن الحكم تابع للحسن و القبح و أّنهما يختلفان بالوجوه و العتبارات فحدوث العلججم أحدها أ ّ
صججفة يتبعهججا الحكجم فجرأى المجتهججد محججدث للحكجم ،و يكجون
صفة و ال ّ
و الجهل محدث لل ّ
الحكام متعّلقة على آرائهم .
الّثاني أّنه تعالى أوجد أحكاما مقصودة بالصالة و يطابقها آراء المجتهدين قهرا عليهم .
الّثجالث أّنجه تعجالى أوججد أحكامجا واقعّيجة و يطابقهجا آراء المجتهجدين مجن بجاب التفجاق ل
محالة .
] [ 270
ن الراء يتعّلق بالحكام المخصوصة فجعل لجججل علمججه بججذلك الّرابع أّنه تعالى لّما علم أ ّ
أحكاما فيطابقها ،و بعبججارة اخججرى أّنججه تعججالى جعججل أحكامججا مختلفججة فججي الواقججع بحسججب
ل واحد منهم لدى الّتشبث بالمارة يججؤّدي اختلف آراء المجتهدين على ما يعلمه من أن ك ّ
شججخص الواحججد أحكامججا مختلفججة بحسججب الواقججع ق ال ّ
ظّنه إليه حّتى أّنه رّبمججا يكججون فججي حج ّ
باختلف المارات المتعّددة في الزمنة المتدّرجة فضل عن اختلف الواقعّيات فججي ح ج ّ
ق
ل و إن كان في الججوجه الشخاص و يجمعه و سابقه انتفاء الحكم الواقعي المشترك فيه الك ّ
الّول بانتفاء المقّيد و في الثلثة الخيججرة بانتفججاء القيججد و كيججف كججان و الّتصججويب بجميججع
ل مضاجعهم و قد أقاموا على بطلنه الدّلة القاطعججة تصويراته باطل عند أصحابنا نّور ا ّ
لج
ساطعة في كتبهم الصولّية و دّلت نصوصهم المتواترة عن أئّمتهم سلم ا ّ و البراهين ال ّ
لج تعججالى فججي كج ّ
ل ن ّل سبحانه في الوقايع واحججد بحسججب الواقججع و أ ّ ن حكم ا ّ عليهم على أ ّ
واقعة حكما مخزونا عند أهله أصابه من أصابه ،و أخطأه من أخطاه ،و من جملججة تلججك
ل.
سلم الذي نحن بصدد شرحه حسبما تعرفه إن شاء ا ّ الّنصوص كلمه عليه ال ّ
و هو ينافي بنآء الصحاب على آرائهم و عملهم بما أّدى إليججه ظنججونهم و تعّبججدهم بالعمججل
ن الراء مختلفجة ق مقّلجده ،ضجرورة أ ّ ق المجتهججد و حج ّ
ل فجي حج ّبذلك بناء على أّنه حكم ا ّ
فيختلف باختلفها الحكام جّدا .
سلم ناظر إلى العاملين بالقيججاس و ال جّرأى ل بالكتججاب و ن كلمه عليه ال ّلّنا نقول :أّول إ ّ
السّنة كما صّرح به الفاضل القّمي في القوانين .
شارح المعتزلي حيث قال :و المراد الرّد على أهججل الجتهججاد فججي الحكججام و أشار إليه ال ّ
ل مجتهججد مصججيب ،و تلخيججص الحتجججاج مججن وجججوه شرعية و إفساد قول من قججال :كج ّ ال ّ
ن هذه الوجوه هي التي يتعّلق بها المامّية خمسة ثّم ذكر الوجوه الخمسة ثّم قال :و اعلم أ ّ
شرعّيات . و نفاة القياس و الجتهاد في ال ّ
] [ 271
ل أّنججه ل بجّد أن يججراد بججه اّتحججاد الحكججام
سججلم و إن كججان مطلقججا إ ّ
ن كلمه عليه ال ّ
و ثانيا أ ّ
ن المجتهججد متعّبججد بظّنججه و
الواقعية لقيام الجماع علججى تعجّدد الحكججام الظاهرّيججة و علججى أ ّ
شرعّية كظججواهر الكتججاب و السجّنة تكليفه العمل بما أّدى إليه ظّنه الحاصل من المارات ال ّ
و أخبار الحاد و غيرها .
فإن قلت :إذا كان تكليف المجتهججد التعّبججد بظنججه و العمججل بموّديججات الظنونججات و اختلفججت
الحكام باختلفها فل فرق حينئذ بين المصوبة و المخطئة إذ مآل القولين كليهما إلى تعّدد
ن قلججت :الفججرق بينهمججا واضججح ، ي تبعا للظج ّ
شرع ّالحكام بتعّدد الظنونات فيكون الحكم ال ّ
ن القائلين بالّتصويب يقولون بتبعّية الحكام الواقعّية لعلم المجتهد أو ظّنججه و أ ّ
ن ضرورة أ ّ
ن يوجب جعل الحكم في حّقه في الواقججع ،فمججا لجم يحصججل لججه علجم أو ظجن ل العلم أو الظ ّ
ل سبحانه حكميججن واقعج ّ
ي ن ّ يكون في حّقه حكم واقعا و أّما القائلون بالتخطئة فيقولون :إ ّ
و هو الذي كّلفنا به أّول لو ل جهل المكّلف المانع من تعّلق التكليف به ،و حكججم ظججاهر ّ
ى
شججرع بمقتضججى المجارات و هو الذي يجججب علينججا البنجاء عليجه و التعبجد بجه فججي ظجاهر ال ّ
شرعّية ،سججواء علمنججا مطججابقته للّول ،أو ظّننججاه ،أو شججككناه ،أو ظّننججا مخججالفته ،أوال ّ
علمنا بالمخالفة كما هو في بعض الفروض .
و بعبارة اخرى مقتضى القول بالّتصويب هو كون الحكم من أصله تابعججا للمججارة بحيججث
ق الجاهل مع قطع الّنظر عن وجود المارة و عدمها حكم ،ل يكون في ح ّ
صة في الواقع بالعالمين بها ،و الجاهل مع قطع الّنظر عن قيام أمارة
فيكون الحكام مخت ّ
ن المارة تؤّدى إليه .
لأّ
عنده على حكم العالمين ل حكم له أو محكوم بما يعلم ا ّ
ل ،و عليه فججإن حصججل ن في الواقع حكما مشتركا بين الك ّ و مقتضى القول بالتخطئة هو أ ّ
ل فتكليفه العمل بمججا أّدى إليجه ظّنجه فججي ظجاهر
ن مطابق له فهو ،و إ ّ للمكّلف علم به أو ظ ّ
شرع و يكون ذلك واقعّيا ثانوّيا في حّقه . ال ّ
ن فل
فان قلت :إذا كان تكليفه عند عدم حصول العلم بالواقع هو العمل بالظ ّ
] [ 272
ن بأن حصل لججه العلججم بججالواقعقلنا :الّثمرة إّنما تظهر إذا انكشف له الحال بعد العمل بالظ ّ
و كان ظّنه الذي عمل به مخالفا للواقع فيلزمه التيان به ثانيججا علججى القججول بججالتخطئة ل ّ
ن
شارع في المقام حقيقة هو الواقع و إّنما تعلق الّتكليف بالظاهر نظرا إلى اشججتباه
مطلوب ال ّ
المكلف و عجزه عن الوصول إلى الواقع .
و مع قصور المكّلف عن الوصول إلى الواقع و أّما بعد انكشاف الخلف و حصول علمه
بالواقع فيكون مكّلفا به و يرجع المر إلى التكليجف الّول ،فجإن كجان الججوقت باقيجا وججب
العادة بمقتضى الصل لبقاء التكليف و وجوب المتثال ،و إن كان فايتا وجججب القضججاء
ل دليل على وجوب القضاء لصدق الفوات . لو د ّ
خرى أصحابنا من جعلهججم مسججألة ى على ما ذهب إليه غير واحد من متأ ّ ن هذا كله مبن ّثّم إ ّ
الجزاء مججن متفّرعججات مسججألة التخطئة و التصججويب و بنججوا الجججزاء علججى الّتصججويب و
ن الشأن عجدم تمامّيججة التفريجع فججي الطرفيجن لعجدم الملزمجة بيجن عدمه على التخطئة إل أ ّ
التخطئة و عدم الجزاء بل مع القول بها مجال للجججزاء و عججدمه ،و تفصججيل الكلم فججي
ذلك موكول إلى الصول فليرجع إليه .و إذا تمّهججد لججك هججذه المقّدمججة فلنرجججع إلججى شججرح
سججوء العججاملين بججالراء
سلم فنقول :إّنه صدر كلمججه بيججان حججال العلمججاء ال ّ كلمه عليه ال ّ
تعريضا عليهم ببطلن عملهم بالّرأى و توبيخا لهججم علججى ذلججك ثجّم أردفججه بالشججارة علججى
بنائهم عليه من القول بالّتصويب في
] [ 273
الحكام المختلفة المنشعبة عن الراء المتشّتتة ،و نّبه على بطلن ذلك البناء و فساد هججذا
القول بالوجوه التية فقال :
شجرعّية ) فيحكجم فيهجا برأيجه ( أى ) ترد على أحجدهم القضجّية فجي حكجم مجن الحكججام ( ال ّ
شججارع بججل مججن شججرعّية و المآخججذ المنتهيججة إلججى ال ّ
بظنججونه المججأخوذة ل مججن الدلججة ال ّ
الستحسانات العقلّية و القياسات الفقهّية ) ثّم ترد تلك القضّية بعينها على غيره ( اى على
غير القاضي الّول ) فيحكم فيها بخلف قوله ( أى قول الّول استنادا إلى رأيججه الفاسججد و
نظره الكاسد أيضا ،كما كان استناد الّول في حكمه إليه .
ن اختلفهججم ليججس
ل الكلم علججى ذلججك ،علججى أ ّ
ن « فيد ّ
ل َتْفَتُرو َ
عَلى ا ِّ
ن َلُكْم َأْم َ
ل َأِذ َ
ل آ ُّ
» ُق ْ
ي عنه فيكونون عاصين فيه ،أّما أّنه ليس مأمورا به فلعججدم ورود أمججر مأمورا به بل منه ّ
سنة ،
بذلك في الكتاب و ال ّ
ي عنه فلدللة العقل و الّنقل على ذلك ،أّما العقل فلتقبيح العقلء
و أّما أّنه منه ّ
-----------
) ( 1قق ققق قق ققق ققققق ققققق ققق
] [ 274
من يتكّلف من قبل موله بما ل يعلم بوروده عن المجولى فضججل عّمجا علججم بعججدم وروده و
ل فهو افججتراء لججه
ن ما ليس باذن من ا ّ
سابقة حيث دّلت على أ ّأّما الّنقل فمن الكتاب الية ال ّ
ي عنه و قوله :
ن الفتراء حرام و منه ّ و من المعلوم أ ّ
ن « و قوله :
ك ُهُم اْلكاِفُرو َ
ل َفُاولِئ َ
ل ا ُّ
حُكْم ِبما َأْنَز َ
ن َلْم َي ْ
» َو َم ْ
سلم على بطلن كون الختلف بأمر منه سبحانه أردفه بسججاير الوجججوه و لّما نّبه عليه ال ّ
التي يحتمل كونه بسببها مّما هو ضروري البطلن ،و هى بحسب السججتقراء منحصججرة
في ثلثة اذ اختلفهم في دينه و شرعه و حاجتهم إلى ذلك إّما أن يكون مع نقصانه أو مع
تمامه و تقصير الّرسول في أدائه ،و على الوجه الّول فذلك الختلف إّنما يكون
] [ 275
على أحد وجهين ،أحدهما أن يكون اتماما لذلك الّنقصان أو على وجه أعّم من ذلك و هو
لج
سلم إلججى الججوجه الّول بقججوله ) :أم أنججزل ا ّ كونهم شركاءه في الّدين و قد أشار عليه ال ّ
دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه ( و إلى الّثاني بقوله ) :أم كانوا شججركاء لججه فلهججم أن
صججر الّرسججوللج دينججا تاّمججا فق ّ
يقولوا و عليه أن يرضى ( و إلى الّثالث بقوله ) :أم أنزل ا ّ
لج سججبحانه يقججول (عن تبليغه و أدائه ( ثّم استدل على بطلن الوجوه الثلثة بقوله ) :و ا ّ
ل شججيء ( و في سورة النعام ) ما فّرطنا في الكتاب من شيء ( ) و قال ( ) فيه تبيججان ك ج ّ
هذا مضمون آية في سورة الّنحل و هو قوله تعالى :
ل ما
ن َأّتِبُع ِإ ّ
ك ِإ ْ
ل َلُكْم ِإّني َمَل ٌ
ب َو ل َأُقو ُ
عَلُم اْلَغْي َ
ل َو ل َأ ْ
ن ا ِّ
خزاِئ ُ
عْندي َ
ل َلُكْم ِ
ل ل َأقو ُ » ُق ْ
ي«ى ِإَل ّ
ُيوح ِ
] [ 276
سلم أّنه سئل يوما و قد اجتمع عنده قوم من صدوق في العيون عن الرضا عليه ال ّ روى ال ّ
ل عليه و آلججهل صّلى ا ّ أصحابه و قد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول ا ّ
ل حلل و ل حّرم حراما و أحج ّ ل عّز و ج ّنا ّسلم :إ ّو سّلم في الشيء الواحد فقال عليه ال ّ
لج أو رفجع فريضجة فجي لا ّل أو تحريم ما أحج ّ فرض فرايض فما جاء في تحليل ما حّرم ا ّ
لج
ن رسججول ا ّ ل رسمها قائم بل نسخ نسججخ ذلججك فججذلك شججيء ل يسججع الخججذبه ،ل ّ كتاب ا ّ
ل ج و ل ليغّيججر
ل و ل ليحّلل مججا ح جّرم ا ّ لا ّ
ل عليه و آله و سّلم لم يكن ليحّرم ما أح ّ صّلى ا ّ
ل و ذلججكل ج ع جّز و ج ج ّ
ل و أحكامه و كان في ذلك كّله مّتبعا مسّلما مؤيججدا عججن ا ّ فرائض ا ّ
لج مجا امججر بججه مجنى فكان مّتبعا مؤّديججا عججن ا ّل ما يوحى إل ّ ل :إن أّتبع إ ّ
ل عّز و ج ّقول ا ّ
تبليغ الّرسالة .
لج
صل من كلمه بطلن كون الختلف جائزا و مأذونا فيه و بأمر من ا ّ ثّم إّنه بعد ما تح ّ
ن الكتججاب يصجّدق بعضججه سبحانه ،أّكد ذلك بالّتصريح على دليل ذلجك بقججوله ) :و ذكججر أ ّ
بعضا و أّنه ل اختلف فيه فقال سبحانه ( في سورة الّنسججاء أفل يتججدّبرون القججرآن ) و لججو
ل ( اى من كلم غيره سبحانه ) لوجدوا فيه اختلفا كثيرا ( و تقريججب كان من عند غير ا ّ
لج
شججرعية و قججد أخججبر ا ّ
ن القرآن مدرك الجّدين و مشججتمل علججى الحكججام ال ّ الستدلل بها أ ّ
سبحانه بأّنه ل يوجد فيه اختلف ،لكونه من عنده فل يوجد فيه أحكام مختلفججة مججن حيججث
ص فاذن ل يكون الختلف في الحكام من عنججده سججبحانه ن نفى العاّم مستلزم لنفى الخا ّ
إّ
و مأذونا فيه و هو واضح .
ن الّتناقض من الكلم ل ي في مجمع البيان و هذه الية تضّمنت الّدللة على أ ّ قال الطبرس ّ
ل ،لّنه لو كان من فعله لكان من عنده ل من عند غيره و الختلف فججي يكون من فعل ا ّ
الكلم يكون على ثلثة أضرب :اختلف تنججاقض ،و اختلف تفججاوت و اختلف تلوة ،
صواب مّما تدعو إليججه الحكمججة و اختلف التفاوت يكون في الحسن و القبح و الخطاء و ال ّ
و تصرف عنه ،و هذا الجنس من الختلف ل يوجججد فججي القججرآن كمججا ل يوجججد اختلف
التناقض ،و أّما اختلف التلوة فهو كاختلف وجوه القرآن و اختلف مقججادير اليججات و
قو سور و اختلف الحكام في الّناسخ و المنسوخ فججذلك موجججود فججي القججرآن و كّلججه حج ّ ال ّ
صواب .
] [ 277
ن الكتاب العزيز واف بجميججع المطججالب إذا سلم أردف كلمه بالتنبيه على أ ّ ثّم إّنه عليه ال ّ
ن القججرآن ظججاهره أنيججق ( أى حسججن معجججب تدّبروا معناه و ل حظوا أسراره فقجال ) :و إ ّ
بانواع البيان و أصنافه و غرابة السلوب و حسججنه و ايتلف الّنظججم و انسججاقه ) و بججاطنه
عميق ( لشتماله على أنواع الحكم من أمر بحسججن و نهججي عججن قبيججح و خججبر عججن مخججبر
ث على الخير و الّزهد و اشججتماله علججى تبيججان كج ّ
ل صدق و دعاء إلى مكارم الخلق و ح ّ
شيء و على ما كان و ما يكون و ما هو كائن .
سججماوات و مججا
ل نعلم ما في ال ّ
سلم في رواية العّياشي :نحن و ا ّ صادق عليه ال ّ
كما قال ال ّ
ل ثّم
ن ذلك في كتاب ا ّفي الرض و ما في الجّنة و ما في الّنار و ما بين ذلك ،ثّم قال :إ ّ
تل قوله تعالى :
ععععع
سلم بهذا الكلم من أّوله إلى آخره هو ن مقصود المام عليه ال ّ
صل مّما ذكرنا كّله أ ّ
قد تح ّ
المنع عن العمل بالّرأى و إبطال الختلف في الحكام المنشججعب عججن الراء المختلفججة و
ل ج عليهججم و
إفساد القول بالّتصويب فيها ،و هذا كّله موافق لصججول المامّيججة رضججوان ا ّ
مطابق لخبارهم المتواترة المأثورة عن العترة الطاهرة ،و ل بأس بالشارة الججى بعججض
سلم .
تلك الخبار تثبيتا للمرام و توضيحا لكلم المام عليه ال ّ
] [ 278
ل رفعه عن يونس بججن عبججد الّرحمججن قججال :قلججت لبججي الحسججن الّول محّمد بن أبي عبد ا ّ
ن مبتدعا من نظر برأيججه هلججك ،و مججن تججرك أهججل سلم 1فقال :يا يونس ل تكون ّ عليه ال ّ
ي بججن إبراهيججم عججن ل و قول نبّيه كفجر 2 .و عججن علج ّ ل ،و من ترك كتاب ا ّ بيت نبّيه ض ّ
ن علّيججا
سججلم عججن أبيجه أ ّ
هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال :حّدثني جعفر عليه ال ّ
لج بججالّرأىسلم قال :من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس و مججن دان ا ّ عليه ال ّ
سلم :من أفتى الّناس برأيه فقد لم يزل دهره في ارتماس ،قال :و قال أبو جعفر عليه ال ّ
ل و حّرم فيما ل يعلججم ل ،حيث أح ّ ل بما ل يعلم فقد ضاّد ا ّل بما ل يعلم و من دان ا ّ دان ا ّ
ق و الباطججل ،و بالرتمججاس النغمججاس ن المراد باللتباس هو التخليط بين الح ّ و الظاهر أ ّ
ضللة ،فاللتباس باعتبار اسججتخراج الحكججام بججالّرأى و القيججاس ، شبهة و ال ّفي ظلمات ال ّ
ق و الباطل ،و الرتماس باعتبججار العمججل بتلججك لّنه يلتبس عليه المور و يشتبه عليه الح ّ
ل.ل :أى جعل نفسه شريكا ّ ي ) قده ( في قوله فقد ضاّد ا ّ
الحكام ،قال المجلس ّ
لج عليجه
ي بن محّمد بن عيسى عن يونس عجن قتيبجة قجال سجأل رججل أبجا عبجد ا ّ و عن عل ّ
سلم عن مسألة فأجابه فيها فقال الّرجل أرأيت إن كان كذا و كذا ما يكون القول فيها ؟ ال ّ
ل عليه و آلجه و سجّلم لسجنا ل صّلى ا ّ فقال له :مه ما أجبتك فيه من شيء فهو عن رسول ا ّ
ي :لّما كان مراده أخبرني عن رأيك الذي تختججاره بججالظ ّ
ن من رأيت في شيء قال المجلس ّ
سلم عججن هججذا الشججيء مججن الظجنّ و بّيججن اّنهججم ل يقولججون شججيئا إ ّ
ل و الجتهاد نهاه عليه ال ّ
ل عليه و عليهم أجمعين . بالجزم و اليقين و بما وصل إليهم من سيد المرسلين صلوات ا ّ
و منها ما في الوسائل عن أحمد بن محّمد بن خالد الججبرقي فججي المحاسججن عججن أبيججه عّمججن
سلم في رسالته إلى أصحاب الّرأى و القياس :أّما بعد فإ ّ
ن ل عليه ال ّ
ذكره عن أبي عبد ا ّ
-----------
) ( 1قق قق ق ق قققق قق ق ققق ققق قق ق ق ق
قققققق ق ققق :ققق قققق قققق ق ققققق ققق ق
ققق ققق :قق ق ققق ق ققق ق ق قق قق قق ق »
قققققق « .
-----------
) ( 2قق ققق ق قق قق قق ققق قق قققق قق ققق ق
قققققق قققق قققققق قققق قق ققققق ق ق ققق
ققق ق قققق ق قق قق ققققق قق ق ق قق قق قق ق
قق ققق قق ققققق ققققق ق ق قققققق ق
ققققققق قققق قققق ق ققق ققق قق ق ق ق ق ققق
قققققق ققققققق ققق ق ققق ق ق قق ق قق ققق ق
ققققققق ققققق ق ققق قققق قققققق قققق ق ق
قق قق قق ق قققق قق ققققق ق ققققق قق
ققققققق قق ققق ققققق ق ققق قق .
] [ 279
ن المججدعوّ ظججه ،ل ّمن دعا غيره إلى دينه بالرتيآء و المقائيس لم ينصججف و لججم يصججب ح ّ
إلى ذلك أيضا ل يخلو من الرتياء و المقائيس ،و متى لم يكججن بال جّداعي ق جّوة فججي دعججائه
على المدعّو لم يؤمن على الّداعي أن يحتاج إلى المدعوّ بعد قليل ،لّنجا قجد رأينججا المتعّلججم
الطالب رّبما كان فائقا لمعّلمه و لو بعد حين ،و رأينا المعّلم الّداعي رّبما احتاج في رأيججه
ن الظججانون و لججو ك المرتججابون و ظج ّ إلى رأى من يدعو ،و في ذلك تحير الجججاهلون و شج ّ
ل الّرسل بما فيه الفصل و لم ينه عن الهزل و لججم يعججب ل جايزا لم يبعث ا ّ
كان ذلك عند ا ّ
ق و غمطوا الّنعمة و استغنوا بجهلهججم و تججدابيرهم عججن الجهل و لكن الّناس لّما سفهوا الح ّ
ل مججا أدركتجه عقولنجا و ل و اكتفوا بذلك عن رسله و القّوام بأمره و قجالوا ل شجيء إ ّ علم ا ّ
ل ما توّلوا و أهملهم و خذلهم حّتى صاروا عبدة أنفسججهم مججن حيججث لهم ا ّعرفته ألبابنا فو ّ
ل رضي منهم اجتهادهم و ارتيائهم فيمججا اّدعججوا مججن ذلججك لججم يبعججث ل يعلمون و لو كان ا ّ
إليهم فاصل لما بينهم و ل زاجرا عن وصفهم .
و الخبار في هذا المعنى فوق حجّد الحصجاء و قجد عقجد فجي الوسجائل كالكجافي بابجا لعجدم
جواز القضاء و الحكم بالرأى و الجتهاد و المقائيس و نحوهججا مججن السججتنباطات الظّنّيججة
ل الهاديشرعّية من أراد الطلع فليراجع إلى الكتابين ،و ا ّفي الحكام ال ّ
ععععععع
از جمله كلم بلغت نظام آن امام عالميان است در مّذمت اختلف علماء در فتواها كججه
ل عليهم :وارد ميشود
استغنا ورزيدهاند بجهة عمل بآراء از أئمه هدى سلم ا ّ
] [ 280
بر يكى از آنها قضّيه در حكمى از حكمها پس حكم مىكنججد در آن قضجّيه بججرأى فاسججد و
نظر كاسد خودش كه مستند است باستحسانات عقلّيه و قياسججات ظّنيججه ،بعججد از آن وارد
ميشود همين قضّيه شخصّيه بر غير آن حاكم پس حكم مىكنججد آن حججاكم ثججاني در همججان
قضّيه بخلف قول حاكم أّول ،بعد از آن جمع مىشوند قاضيان بآن أحكام نججزد پيشججواى
خودشان كه آنها را قاضى نموده است ،پس حكم مىكند بصجواب بججودن رأىهججاى همجه
ايشان و حال آنكه اين تصويب فاسد است ،بجهة اينكه خداى ايشان يكى است و پيغمبر
ايشان يكى است و كتاب ايشان يكى است .
پس آيا امر نموده است خداوند ايشانرا باختلف ؟ پس اطججاعت كردهانججد او را يججا اينكججه
نهى فرموده است ايشججانرا از آن اختلف ؟ پججس معصججيت كردهانججد ايشججان بججاو يججا آنكججه
خداوند فرو فرستاده دين ناقصى پس يارى خواسته بايشان در اتمام آن يا اينكه بودهانججد
ايشان شريكان خداونججد رحمججن ،پججس ايشانراسججت اينكججه بگوينججد و مججر او راسججت اينكججه
راضى بشود بگفتار ايشان چنججانكه شججأن شججريكان بججا همججديگر ايججن اسججت يججا اينكججه فججرو
ل عليه و آله از فرستاده خداوند دين تمامى پس تقصير كرده حضرت رسالتمآب صّلى ا ّ
رسانيدن و ادا نمودن آن بر انام .
و حال آنكه حق تعالى فرموده در كتاب مجيد خود :كه مججا تقصججير نكردهايججم در كتججاب
خود از هيچ چيز در هيچ باب و در آن كتججاب اسججت بيججان هججر چيججزى ،و ذكججر فرمججوده
اينكه بدرستى كه قرآن تصديق كننده است بعضى از آن مر بعض ديگر را ،
و بدرستى كه بوجه من الوجوه در آن اختلف نيست ،پس فرموده است :كه اگر بودى
اين كتاب عزيز از نزد غير پروردگار هر آينه يافتندى در آن اختلف بسيار و بدرستى
كه ظاهر قرآن حسن است و معجب و باطن آن عميق است و بى پايان ،
فاني نمىشود سخنان عجيبه آن و بنهايت نميرسد نكتههاى غريبججه آن و زايججل نمىشججود
ظلمات شبهات مگر بانوار آيات باهرات آن
] [ 281
عععع ع عع ععععع ع عع ع
ع عع عععع عع عععع ععع
ع ع ععععع عع ع ع ع عع عععع ع ععع ععع
عععععع
قاله للشعث بن قيس و هجو علججى منججبر الكوفججة يخطججب فمضجى فجي بعججض كلمجه عليججه
سلم شيء اعترضه الشعث فقال يا أمير المؤمنين :هذه عليججك ل لججك ،فخفججض عليججه ال ّ
سلم له :سلم إليه بصره ثّم قال عليه ال ّ
ال ّ
و ل يأمنه البعد .أقول :يريد أّنه اسر في الكفر مّرة و في السلم مّرة و أّما قججوله :دلّ
سيف فأراد به حديثا كان للشعث مع خالد بن الوليد باليمامة غّر فيه قججومه و على قومه ال ّ
مكر بهم حّتى أوقع بهم خالد ،و كان قومه بعد ذلك يسّمونه عرف الّنار ،
) خفض إليه بصره ( طأطأه و ) الحائك ( بالهمزة الّناسج و ) الفججداء ( مججا يفججديه السججير
شججارحك رقبته و ) الحتججف ( المججوت و ) العججرف ( الرمججل و المكججان المرتفعججان قججال ال ّ
لف ّ
ل عججال مرتفججع ،و ن العججرف عبججارة عججن كج ّالبحراني و أّما استعارتهم له عرف الّنار فل ّ
ل عججال مرتفججع العراف في القرآن الكريم سور بين الجّنة و الّنار ،و لّما كان من شأن ك ّ
أن يستر ما ورائه و كان الغادر يستر بمكره و حيلته امورا
] [ 282
كثيرة و كان هو قد غّر قومه بالباطججل و غججدر بهججم ،صججدق عليججه بججوجه السججتعارة لفججظ
عرف النار لستره عليهم لما ورائه من نار الحرب أو نار الخرة إذ حملهم على الباطل .
أقول :روى فججي المجّلججد الّتاسججع مججن البحججار فججي البججاب المججأة و الثلثججة عشججر المتضجّمن
سجلم فجي خجبر ي عليهمجا ال ّسلم عن الحسن بن عل ّ للخبار الغيبّية لمير المؤمنين عليه ال ّ
ن الشعث ابن قيس الكندي بنى في داره ميذنججة و كججان يرقججى إليهججا إذا سججمع الذان فججي أّ
صلة في مسجد جامع الكوفة فيصججيح مججن أعلججى ميججذنته :يججا رجججل إّنججك لكجّذاب أوقات ال ّ
ساحر ،و كان أبي يسمّيه عنق الّنار و في رواية عرف الّنار ،فسججئل عججن ذلججك فقججال إ ّ
ن
سماء فتحرقه فل يججدفن الشعث إذا حضرته الوفاة دخل عليه عنق من الّنار ممدودة من ال ّ
ل و هو فحمة سوداء ،فلّما تججوّفى نظجر سجاير مججن حضجر إلجى الّنجار و قجد دخلجت عليجه إّ
كالعنق الممدود حّتى أحرقته و هو يصيح و يدعو بالويل و الثبور .
و الميذنة بالكسر موضع الذان و المنججارة ،و قججد ظهججر مججن هججذه الّروايججة سججبب تسججميته
بعرف الّنار ،و أّنه ليس سببها ما توّهمه البحراني ره
ععععععع
ل على البتداء ،و يدريك خبره ،و ماء الّثانية في موضع رفع على كلمة ما مرفوع المح ّ
البتداء ،و يدريك معّلق لتضّمنه معنى الستفهام و على خبره و الجملججة متعّلقججة بيججدريك
في موضع المفعول الّثاني على حّد قوله سبحانه :و ما أدريججك مججا الحاّقججة قججال الّثججوري :
يقال :للمعلوم ما أدريك و لما ليس بمعلوم ما يدريك فججي جميججع القججرآن و حججائك مرفججوع
على أّنه خبر لمبتداء محذوف ،أى أنت حائك ،أو على الّنداء بحججذف حججرف الّنججداء ،أو
منصوب بتقدير الفعل المحذوف أى أذّم حائك بن حائك على حّد قوله :
ج فجي بعججض
ج لّنجه شج ّسججلم للشججعث بججن قيجس ( الشج ّ
ن هذا الكلم ) قاله عليججه ال ّ
اعلم أ ّ
حروبه و هو من بني كندة و اسمه معدي كرب و كان أشعث الرأس أبججدا فغلججب الشججعث
عليه حّتى
] [ 283
نسي اسمه و كيف كان فقد قاله ) و هو على منبر الكوفة يخطب ( خطبة يججذكر فيهجا أمججر
الحكمين و ذلك بعد ما انقضى أمر الخوارج ) فمضى في بعض كلمه شيء ( و هو أّنججه
قام إليه رجل من أصحابه و قال له :نهيتنججا عججن الحكومججة ثجّم أمرتنججا بهججا فمججا نججدري أ ّ
ى
سلم باحدى يججديه علججى الخججرى و قججال :هججذا جججزاء مججن المرين أرشد ؟ فصفق عليه ال ّ
ترك العقدة أى جزاى حيث وافقتكم على ما الزمتموني به من أمر التحكيم و ترك الحججزم
سججلم وجججه فلّما قال ذلك ) اعترضه الشعث ( لشبهة وجدها في نفسججه مجن تركجه عليججه ال ّ
المصلحة و اتباع الراء الباطلة و أراد إفحامه ) فقال يا أمير المؤمنين هذه عليك ل لك (
ن وجه المصلحة قد يترك محافظة على أمر أعظم منه و مصلحته أهّم و جهل أو تجاهل أ ّ
ل خوفجا مجن أصجحابه أن يقتلجوه كمجا سجتطلع عليجه فجي سلم لم يترك العقجدة إ ّفاّنه عليه ال ّ
ن الشيء الذي اعترضه الشعث في كلمه هو أّنه شارح المعتزلي :إ ّ صتهم هذا و قال ال ّق ّ
كان مقصوده بقوله :هذا جزاء من ترك العقدة هذا جزاؤكججم إذ تركتججم الجّرأى و الحججزم و
ن الشعث أّنه أراد هججذا جججزاى حيججث تركججت أصررتم على إجابة القوم إلى التحكيم ،فظ ّ
ن الّرئيس إذا شغب عليه جنججده ن هذه اللفظة محتملة أل ترى أ ّ الّرأى و الحزم و حكمت ل ّ
و طلبوا منه اعتماد أمر ليس بصججواب فججوافقهم تسججكينا لشججغبهم ل استصججلحا لرأيهججم ثجّم
ندموا بعد ذلك ،قد يقول هذا 1جزاء من ترك الرأى و خالف وجه الحزم ،و يعني بذلك
سججلم إّنمججا عنججى مججا
أصحابه و قد يقوله يعني به نفسه حيث وافقهم أمير المؤمنين عليججه ال ّ
ذكرناه دون ما خطر للشعث .
ى مّما لي ( إشارة إلى جهله و عججدم جججواز العججتراض مججن مثلججه عليججه و ما يدريك ما عل ّ
لو ل سبحانه و قال ) عليك لعنة ا ّ ل عليه ،ثّم اتبعه بالطرد و البعاد عن رحمة ا ّ سلم ا ّ
لعنين ( و استحقاقه بذلك من حيث كونه من المنافقين في خلفتججه عليججه السّججلم و لعنة ال ّ
لج عليجه و آلجه و لج صجّلى ا ّ
ل بن أبي سلول في أصحاب رسججول ا ّ هو في أصحابه كعبد ا ّ
ل عليه اعتراضججه عليججه عليججه السّججلم و
ل واحد منهما رأس الّنفاق في زمانه كما يد ّ سّلم ك ّ
سلم بأّنه منافق
يشهد به شهادته عليه ال ّ
-----------
) ( 1قق ققققققق ققق .
] [ 284
سججلم أخبججار
قال أبو الفرج :و للشعث بن قيس في انحرافه عن أميججر المججؤمنين عليججه ال ّ
يطول شرحها .
سججلم
ي عليه ال ّ
سلم فكّلمه فأغلظ عل ّ ي عليه ال ّ
ن الشعث دخل على عل ّ و قال أبو الفرج :إ ّ
سجلم :أ بجالموت تخجّوفني أوي عليجه ال ّله فعرض له الشعث ان سجبقتك بججه فقجال لجه علج ّ
تهّددني ؟
] [ 285
لج عليجه
سجلم ،و فججي الكجافي عججن أبججي عبجد ا ّ ل على قتله عليه ال ّ
لمعونة ابن ملجم لعنه ا ّ
ن الشججعث بججن قيججس شججرك فججي دم أميججر المججؤمنين ،و ابنتججه جعججدة سجّمت سلم قال :إ ّ
ال ّ
سلم . الحسن ،و ابنه محّمد شرك في دم الحسين عليهم ال ّ
سلم بأّنه ) حائك بن حائك ( و المراد بهما إّما معناهما الحقيقي لمججا روى
ثّم عّيره عليه ال ّ
ص بالشججعث بججل أهججل اليمججن
أّنه كان هو و أبوه ينسجان برود اليمن و ليس هذا مّمججا يخج ّ
ل حججائك بججرد ،كلهم يعّيرون بذلك كما قال خالد بن صفوان :ما أقول في قوم ليس فيهم إ ّ
أو دابغ جلد ،أو سايس قرد ،ملكتهم امرأة ،و أغرقتهم فارة ،
ل و رسوله و ولّيججه
ل عليهم هدهد و إّما معناهما المجازي ،و هو حائك الكذب على ا ّ
ودّ
كما هو شأن المنافق و الكافر .
و الظهر أّنه وارد على سبيل الستعارة إشارة إلى نقصان عقله و قّلة تدبيره و اسججتعداده
ن الحائك ناقص العقل ،إّما من حيث كون معاملته و معاشرته غالبا مججع الّنسججاء و ،كما أ ّ
سجلم ل صجادق عليجه ال ّن المخالطة مؤّثرة و لجذلك قجال ال ّ
كأّصبيان كالمعّلمين ،و ل ش ّال ّ
ل قد سلبهم عقولهم مبالغة في قصور عقلهم . نا ّ
تستشيروا المعّلمين و ل الحوكة فإ ّ
سججلم أّنججه قججال :عقججل أربعيججن معّلمججا عقججل حججائك ،و عقججل
و في حديث آخر عنه عليه ال ّ
أربعين حائكا عقل امرأة ،و المرأة ل عقل لها .
ن ذهنجه عاّمجة وقتجه مصجروف إلجى جهجة صجنعته مصجبوب الفكجر إلجى و إّما من حيجث إ ّ
أوضاع الخيوط المتفّرقة و ترتيبها و نظامها محتاجججا إلججى حركججة يججديه و رجليججه كمججا أ ّ
ن
شاهد له يعلم من حاله أّنه مشغول الفكر عّما وراء ما هو فيه غافل عّما عداه . ال ّ
و يمكن أن يكون المقصود بالستعارة الشارة إلى دنائة الّنفس و رذالة الطبع
] [ 286
و روى المحّدث الجزايري ره في كتاب زهر الّربيع عن شججيخنا بهججاء المّلججة و الجّدين أّنججه
سجلم يتجذاكران دخل رجل إلى مسجد الكوفة و كان ابن عّباس مع أمير المجؤمنين عليجه ال ّ
لج تعجالى و العلم ،فدخل الّرجل و لم يسّلم و كان أصلع 1الّرأس مجن أوحجش مجا خلجق ا ّ
خرج أيضا و لم يسّلم .
سلم :يا بن عّباس اّتبع هذا الّرجل و اسججأله مججا حججاجته و مججن فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ
أين و إلى أين فأتى و سأله فقال :أنا من خراسان و أبي من القيروان و اّمي من اصفهان
قال :و إلى أين تطلب ؟ قال :البصرة في طلب العلم ،قججال ابججن عبججاس :فضججحكت مججن
كلمه فقلت له :يا هذا تترك علّيا جالسا في المجسد و تذهب إلى البصرة في طلججب العلججم
ي بابها فمن أراد العلم فليأت ل عليه و آله و سّلم قال :أنا مدينة العلم و عل ّ ي صّلى ا ّو النب ّ
سلم و أنا أقججول لججه ذلججك ،فقججال :يججا ابججن عّبججاس
ي عليه ال ّالمدينة من بابها ،فسمعني عل ّ
لج
سجلم :صجدق و ا ّ اسأله ما تكون صنعته ،فسألته فقال :إّني رجل حائك ،فقال عليه ال ّ
لجج
نا ّي إّياك و الحائك ،فا ّ ل عليه و آله و سّلم حيث قال :يا عل ّ ل صّلى ا ّ
حبيبي رسول ا ّ
نزع البركة من أرزاقهم في الّدنيا
-----------
) ( 1ققق قق قققق قق ق قق قق قق قق ققق ققق ق
قققق ققققق قق ققق قققققق ق .
] [ 287
و هم الرذلون .
سلم :يا ابن عّباس أتدري ما فعل الحّياك في النبياء و الوصياء من عهد ثّم قال عليه ال ّ
سلم معاشججر ل و رسوله و ابن عّم رسوله أعلم ،فقال عليه ال ّ
آدم إلى يومنا هذا ،فقال :ا ّ
الّناس من أراد أن يسمع حديث الحائك فعليه بمعاشرة الديلم ،أل و من مشى مججع الحججائك
قتر عليه رزقه ،و من أصبح به جفى ،فقلت :يا أمير المؤمنين و لم ذلك ؟
سلم :لّنهم سرقوا ذخيرة نوح ،و قدر شعيب ،و نعلي شجيث ،و جّبجة آدم ،
قال عليه ال ّ
و قميص حّواء ،و درع داود ،و قميص هود ،و رداء صالح ،و شملة إبراهيم ،
و نخوت اسحاق ،و قدر يعقوب ،و منطقة يوشع ،و سروال زليخا ،و ازار أيوب ،
و حديد داود ،و خاتم سليمان ،و عّمامة إسماعيل ،و غزل سارة ،و مغججزل هججاجر ،و
فصيل ناقة صالح ،و اطفاء سججراج لججوط ،و القججوا الّرمججل فججي دقيججق شججعيب ،و سججرقوا
سججماء ،و سججرقوا
حمار العزير و عّلقوه في السقف و حلفوا أّنه ل في الرض و ل فججي ال ّ
مردد » مرود ظ « الخضر ،
و مصّلى زكرّيا ،و قلنسوة يحيى ،و فوطة يونس ،و شاة إسماعيل و سيف ذي القرنين
و منطقة أحمد ،و عصا موسى ،و برد هارون ،و قصعة لقمان ،و دلو المسيح ،
و مصحف ذي الّنون ،و مقراض إدريس ،و بصقوا في الكعبة ،و بالوا فججي زمججزم ،و
شوك و العثار في طريق المسلمين .
طرحوا ال ّ
ل ج تعججالى
ساج الغيبججة ،و أنصججار الخججوارج ،و ا ّ و هم شعبة البلء ،و سلح الفتنة ،و ن ّ
نزع البركة من بين أيديهم بسوء أعمالهم ،و هم الججذين ذكرهججم فججي محكججم كتججابه العزيججز
ن « و هم الحاكججة حو َ
صِل ُ
لْرضِ َو ل ُي ْن في ا َْ
سُدو َ
ط ُيْف ِ
سَعُة َرْه ٍ
ن في اْلَمديَنِة ِت ْ
بقوله » و كا َ
ل عنهم .جام فل تخالطوهم و ل تشاركوهم ،فقد نهى ا ّ و الح ّ
] [ 288
شارح المعتزلي عن ابن الكلبي أّنه لّما قتلت أّما اسره الواقع في الكفر فهو على ما رواه ال ّ
ج خرج الشججعث طالبجا بثججاره ،فخرججت كنججدة متسجاندين علجى ثلثجة مراد أباه قيسا الش ّ
ألوية ،على أحد اللوية كبججش بججن هجاني بجن شججرجيل ،و علججى أحجدها القشججعم ،و علججى
أحدها الشعث فأخطأوا مرادا و لم يقعوا عليهم و وقعوا علججى بنججي الحججارث بججن كعججب ،
ي قبلججه و لفقتل كبش و القشعم و اسر الشعث ففدى بثلثة آلف بعيججر لججم يفججد بهججا عربج ّ
بعده ،فقال في ذلجك عمجرو بجن معججديكرب الّزبيجدي فكجان فجداؤه ألفجي بعيجر و ألججف مججن
ل ج عليججه و آلججه و
ل ص جّلى ا ّن رسول ا ّ طريفات و تله و أّما اسره الواقع في السلم فهو أ ّ
سّلم لما قدمت كندة حجاجا عرض نفسه عليهم كما كان يعرض نفسه على احياء العرب ،
لج عليججه و آلججه و
فدفعه بنو وليعة من بني عمرو بن معاوية و لم يقبلوه فلّما هاجر صّلى ا ّ
سّلم و تمّهدت دعوته و جائته و فود العرب جائه و تد كندة و فيهم الشعث و بنو وليعة ،
لجج عليججه و آلججه و سججّلم بنججي وليعججة مججن صججدقات لجج صججّلى ا ّ
فأسججلموا فججأطعم رسججول ا ّ
حضرموت ،و كان قد استعمل على حضرموت زياد بن لبيد البياضي النصاري فدفعها
زياد إليهم فأبوا أخذها و قالوا :ل ظهر لنا فابعث بها إلى بلدنا على ظهر
] [ 289
من عندك ،فأبي زياد و حدث بينهم و بين زياد شّر كاد يكججون حربججا ،فرجججع منهججم قججوم
ل ج عليججه و آلججه و س جّلم
ل عليه و آله و سّلم و كتب زياد إليه صّلى ا ّ ل صّلى ا ّإلى رسول ا ّ
لج
شارح المعتزلي و في هذه الواقعججة كججان الخججبر المشججهور عججن رسججول ا ّ يشكوهم قال ال ّ
ن إليكججم رجل ن يججا بنججي وليعججة أو لبعثج ّ
ل عليه و آله و سّلم قال لبني وليعة :لتنته ّصّلى ا ّ
عديل نفسي يقتل مقاتليكم و يسبي ذراريكم ،قال عمر بن الخطاب :فمججا تمّنيججت المججارة
ي و قججال :ل يومئذ و جعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول :هو هججذا ،فأخججذ بيججد علج ّ إّ
هو هذا .
ل عليه و آله و سجّلم إلججى زيججاد فوصججلوا إليججه الكتججاب و قججدل صّلى ا ّ ثّم كتب لهم رسول ا ّ
ل عليججه و آلججه و سجّلم ،و طججار الخججبر بمججوته إلججى قبججائل العججربل صّلى ا ّتوّفى رسول ا ّ
ن ،فجأّمر أبجو بكجر زيجادا علجى فارتجّدت بنجو وليعجة و غّنجت بغايجاهم و خضجبن لجه أيجديه ّ
ل بني وليعججة فلّمججا
حضرموت و أمره بأخذ البيعة على أهلها و استيفاء صدقاتهم فبايعوه إ ّ
صدقات من بني عمرو بن معاوية أخذ ناقة لغلم منهم يعرف بشيطان بججن خرج ليقبض ال ّ
حجر و كانت صفّية نفيسة اسمها شذرة ،فمنعه الغلم عنها ،و قال خذ غيرها فأبى زياد
شيطان بأخيه الغداء بن حجر ،فقال لزياد دعها و خذ غيرها ،فأبي ج فاستغاث ال ّ ذلك و ل ّ
ج زياد فهتف الغلمان مسروق بجن معجدي كجرب ، ج الغلمان في أخذها و ل ّ زياد ذلك و ل ّ
فقال مسروق لزياد :أطلقها ،فأبي ثّم قام فأطلقها فججاجتمع إلججى زيججاد بججن لبيججد أصججحابه و
اجتمع بنو وليعة و أظهروا أمرهم فتبينهم زيادوهم غارون فقتل منهم جمعا كثيرا و نهججب
و سبى و لحججق فلهججم وّد بالشججعث بججن قيججس الّلعيججن فاستنصججروه فقججال ل أنصججركم حّتججى
تملكوني عليكم ،فملكوه و تّوجوه كما يتّوج الملك من قحطان فخرج إلجى زيجاد فجي جمجع
كثيف .
و كتب أبو بكر إلى مهاجر بن أبي أمّية و هو على صنعاء أن يسير بمن معه إلججى زيججاد ،
فاستخلف على صنعاء و سار إلى زياد ،فلقججوا الشججعث فهزمججوه و قتججل مسججروق و لجججأ
الشعث و الباقون إلى الحصن المعروف بالبخير ،فحاصرهم المسلمون حصججارا شججديدا
حّتى ضعفوا ،و نزل الشعث ليل إلى مهاجر و زيججاد فسججألهما المججان علججى نفسججه حّتججى
يقدما به على أبي بكر فيرى فيه رأيه على أن يفتح لهم الحصن و يسلم إليهم من فيه
] [ 290
و قيل بل كان في المان عشرة من أهل الشعث فآمناه و أمضيا شرطه ،
ففتح لهم الحصن فدخلوه و استنزلوا كل من فيه و أخذوا أسلحتهم و قالوا للشعث :
اعزل العشرة ،فعزلهم فتركوهم و قتلوا الباقين و كانوا ثمانمائة ،و قطعوا أيججدي الّنسججاء
ل عليه و آله و سّلم فاسروا الشججعث و حملججوه إلججى أبججي ل صّلى ا ّ
اللواتي شمتن رسول ا ّ
بكر موثقا في الحديد هو و العشرة .
و قيل :إّنه لّما حاصججره المسججلمون و قجومه بعججث إلججى زيججاد يطلجب منجه المججان لهلججه و
لبعض قومه ،و كان من غفلته أّنه لم يطلب لنفسه بالتعيين فلّما نزل أسره زياد و بعث به
إلى أبي بكر فسأل أبا بكر أن يستبقيه لحربه فعفا عنججه و زّوجججه اختججه أّم فججروة بنججت أبججي
قحافة .
و كان من جهالته أّنه بعد خروجه من مجلس عقد اّم فروة أصلت سيفه في أزّقة المدينة و
ل شججاة اسججتقبلها للّنججاس و التجججأ إلججى دار مججن دور النصججار ،ل بعير رآه و ذبح كج ّعقر ك ّ
ل جانب و قالوا :قد ارتجّد الشججعث مجّرة ثانيجة فأشجرف عليهجم مجن فصاح به الّناس من ك ّ
سطح و قال يا أهل المدينة إّني غريب ببلدكم قد أولمت بما نحرت و ذبحججت فليأكججل كج ّ
ل ال ّ
ق حّتى ارضيه فدفع أثمانها إلى أربابها ى من كان له على ح ّ إنسان منكم ما وجد و ليغد إل ّ
شاعر :فضرب أهل المدينة به المثل و قالوا أو لم من الشعث و فيه قال ال ّ
ي يجججججججججججججججججججوم ملكجججججججججججججججججججه
لقجججججججججججججججججججد أولجججججججججججججججججججم الكنجججججججججججججججججججد ّ
وليمة حّمال لثقل العظايم
فإن قلت :المستفاد مّما ذكرته أخيرا مضافا إلى ما ذكرته سابقا من أّنججه فججدى عنججد اسججره
سلم في الكفر بثلثة آلف بعير أّنه كان ذا مال و ثروة فكيف يجتمع ذلك مع قوله عليه ال ّ
) :فما فداك من واحدة منهما مالك و ل حسبك ( ؟
سلم ذلك كّله بالشارة إلى صفة رذيلة أخرى له أعنى صفة الغدر الججذي ثّم أردف عليه ال ّ
سيف و قاد إليهم الحتف
ل على قومه ال ّ
ن امرء د ّ
هو مقابل فضيلة الوفاء و قال ) :و ا ّ
] [ 291
ي بأن يمقته القرب و ( حقيق بأن ) ل يأمنه البعججد ( و المججراد بججه الشججارة إلججى مججالحر ّ
سبق ذكره مّنا أّنه طلب المان لنفسه أو له مع عشرة من قومه ففتح لزياد و مهججاجر بججاب
ن مججن كججان كججذلككأّ الحصن و عزل العشرة و أسلم الباقين للقتل فقتلوا صججبرا ،و ل شج ّ
لجدير أن يمقته قومه و ل يأمنه غيرهم ،
ل عنه من أّنه أراد به حديثا كان للشعث مع خالججد بججن الوليججد سيد رضي ا ّو أّما ما قاله ال ّ
ن البحرانجي قجال :و حسجن الظج ّ
ن لأّ شجارحان ا ّ
باليمامة إلى آخر ما مّر ذكره ،فجأنكره ال ّ
سيد ره .
سيد يقتضي تصحيح نقل ال ّ بال ّ
ععععععع
از جمله كلم آن عالى مقام است كه گفته اسجت آن را بجا شجعث بجن قيجس عليجه اللعنجة و
العذاب در حالتى كه بر بالى منبر كوفه خطبه مىفرمود پس گذشت در اثنججاى كلم آن
حضرت چيزى كه اشعث بآن اعتراض نمود پس گفججت اى أميججر مؤمنججان ايججن كلمججه كججه
فرمودى بر ضرر تو است نه بر نفع تو پس فرود آورد بسوى اشعث چشم خود را بعججد
از آن فرمود :
و چه دانا گردانيد تو را بر آنچه بر من مضّر است از آنچه بر من نفججع دارد بججر تججو بجاد
لعنت خدا و لعنت جميع لعن كنندگان اى جوله پسر جوله و منافق پسر كافر ،
قسم بخدا كه اسير نمودند تو را أهل كفر يكبار و اهل اسججلم يكبججار ديگججر ،پججس نجججات
نداد از افتادن تو در دست هر يك از أهل كفر و اسلم مال تو و نه حسب تو ،
و بدرستى مردى را كه راهنمججائى كنججد بجر قجوم خججود شمشججير برنججده را و بكشجد بسججوى
ايشان مرك و هلك را هجر آينجه سجزاوار اسجت بجاينكه دشجمن دارد او را نزديكجتر او و
خاطر جمع نباشد باو دورتر او ،يعني كسى كه مّتصف باشد بصججفت غججدر ليججق اسججت
باينكه قوم و بيگانه از او ايمن نشود و باينكه او را دشمن بدارند
] [ 292
فإّنكم لو عاينتم ما قد عاين من مات منكججم لجزعتججم و وهلتججم و سججمعتم و أطعتججم ،و لكججن
صرتم إن أبصججرتم ،و محجوب عنكم ما قد عاينوا ،و قريب ما يطرح الحجاب ،و لقد ب ّ
اسمعتم إن سمعتم ،
ق أقول لقد جاهرتكم العججبر ،و زجرتججم بمججا فيججه مزدجججر ،و مججا و هديتم إن اهتديتم ،بح ّ
ل البشر .
سماء إ ّ
ل بعد رسل ال ّيبّلغ عن ا ّ
ععععع
) جزع ( الّرجل جزعا من باب تعب ضعف عن حمل ما نزل به فلم يجد به صبرا و ) و
هل ( كتعب أيضا فزع و ) زجرته ( زجرا من باب قتل منعته و ازدجر يستعمل لزما و
متعّديا و ) المزدجر ( المّتعظ مفتعل من الّزجر ،ابدلت الّتاء دال ليوافججق ال جّزاى بججالجهر
جُر ،أى مّتعظ و هو بمعنى المصججدر اى لْنباِء ما فيِه ُمْزَد َ
نا ْ
قال سبحانه َ :و َلَقْد جاَئُهْم ِم َ
ازدجار عن الكفر و تكذيب الّرسل .
ععععععع
عععععع
شججدايد الواقعججة
ن هذه الخطبة له واردة في إنذار الجاهلين و الغافلين بالهاويججل و ال ّ اعلم أ ّ
سلم يقججول يججا أهججل الجهالججة و العصججيان المتمّرديججن عججن
بعد الموت و حينه فكأّنه عليه ال ّ
طاعة الّرحمن ،حّتام على الّدنيا إقبالكم ،و بشهوتها اشتغالكم ،
] [ 293
و قد وخطكم القتير ، 1و وافاكم الّنذير ،و أنتجم عّمجا يجراد بكجم لهجون ،و بلجّذة يجومكم
ساهون .
شوائب العاريججة عججن الغطججاء و الحججواجب) فاّنكم لو عاينتم ( بعين التعين الخالصة عن ال ّ
) ما قد عاينه مججن مججات منكججم ( قبلكججم مججن غمججرات المججوت و سججكراته و أهججوال القججبر و
ظلماته ،و عقوبات البرزخ و نقماته ،و عذاب الخرة و شدايدها ) لجزعتم و وهلتم ( و
فزعتم لشّدة تلك الهوال و هول هذه الحوال ) و ( ل ) سمعتم ( الواعية ) 2و أطعتم (
الّداعية للملزمة البّينجة بيجن معاينجة هجذه المجور بعيجن اليقيجن و بيجن الججزع و الفجزع و
ب العالمين .
سماع و الطاعة لر ّ ال ّ
كما شهد به الكتاب المكنون :إذ المجرمججون ناكسججوا رؤسججهم عنججد رّبهججم رّبنججا أبصججرنا و
سمعنا فارجعنا نعمل صالحا إّنا موقنججون ) و لكججن ( نججى اعتججذر منكججم بلسججان حججالكم بججأّنه
) محجوب عنكم ما قد عاينو ( ه مستور عنكم مججا قججد شججهدوه ،و لججذلك ذهلتججم و غفلتججم و
ن هذا العذر غير مقبول ،و ذلك رغبتم في الّدنيا و ألهتكم لّذاتها ،و شغلتكم شهواتها أل إ ّ
ل بك المججوت و العتذار غير نافع ) و ( ذلك لّنه ) قريب ما يطرح الحجاب ( حين ما ح ّ
واراك الّتراب و شهد عليك الّرقيب و العتيد ،فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد .
-----------
) ( 2قققققق ق قققق قققق ق ققق ققق ق ققق ققق
قق قق ق قق ق ق ققق قققققق ق ق ققق قق ققق ق
قق قققق ققققق قققق ققق قققق ق ققق . ققق
] [ 294
ن في هججذه المججور كلهججا عججبرة لمججن اعتججبر ،و تججذكرة لمججن اّدكججر ) و ( مججع هججذه كّلهججافإ ّ
شديد الوارد في الكتب اللهّيججة و ) زجرتم بما فيه مزدجر ( من الّنهي الكيد ،و الوعيد ال ّ
لج بعججد رسججل سنن النبوّية ) و ( بعد ذلك كله لم يبق عذر لمن اعتججذرو ) مججا يبلججغ عججن ا ّ ال ّ
شر و أنذر حكمة بالغة فمججا صر ،بل بّلغ و ذكر ،و ب ّ ل البشر ( و ما فّرط و ل ق ّ سماء إ ّ
ال ّ
تغني الّنذر .
و لنتبع هذه الخطبة الشريفة لمير المؤمنين و سّيد الوصجّيين بندبججة جليلججة لسججبطه الجججل
ب العجالمين ،لكجون تلجك الّندبجة مجع ل عليهما من ر ّساجدين سلم ا ّ زين العابدين و سّيد ال ّ
هذه الخطبة مطابقة المضامين ،مضافا إلى ما فيها من الفوائد الجمة و المججواعظ الحسججنة
ضللة .
ل عن طريق ال ّ ضا ّ
التي يتنّبه بها الجاهل عن نوم الغفلة ،و يهتدى بها ال ّ
و هي ما رواها شاكر بن غنيمة بن أبي الفضل عن عبد الجّبار الهاشمي قال :
شججيخ أبججي بشججر بججن أبجي طجالب الكنججدي يرويهججا عججن أبججي عيينججة
سمعت هذه الّندبة مجن ال ّ
سلم يناجي و يقول : ي بن الحسين عليه ال ّ الّزهري قال :كان عل ّ
ل عزاؤه ،و طال بكاؤه ،و دام عناؤه ،و بان صبره ،و تقسم فكره ،
قل لمن ق ّ
و التبس عليه أمره ،من فقد الولد ،و مفارقة الباء و الجججداد ،و المتعججاض بشججماتة
ساد :أ لم تر كيف فعل رّبك بعاد إرم ذات العماد شعر :
الح ّ
ل للمنّيججججججججججججججججججججججججججججججججججة ذائق
تعججججججججججججججججججججججججججججججججججّز فكجججججججججججججججججججججججججججججججججج ّ
ل ابججججججججججججججججججن انججججججججججججججججججثى للحيججججججججججججججججججاة مفججججججججججججججججججارق و كجججججججججججججججججج ّ
فعمججججججججججججججججججججججججججججججر الفججججججججججججججججججججججججججججججتى للحادثججججججججججججججججججججججججججججججات ذريئة
تنججججججججججججججججججججججججججججججججاهبه سججججججججججججججججججججججججججججججججاعاتها و الججججججججججججججججججججججججججججججججّدقايق
صر المال الطوال ،فما عن سبيل المنية مذهب ، سن العمال ،و جّمل الفعال ،و ق ّ
فح ّ
خطو ل عن سيف الحمام مهرب ،و ل إلى قصد الّنجاة مطلب ،فيا أّيهججا النسججان المتس ج ّ
على الّزمان ،و الّدهر الخّوان ،مالك و الخلود إلى دار الحزان ،و السكون
] [ 295
ل من عليها فان
إلى دار الهوان ،و قد نطق القرآن بالبيان الواضح في سورة الّرحمن :ك ّ
،و يبقى وجه رّبك ذو الجلل و الكرام شعر :
شجججججججججججججججججججججكاية و الجججججججججججججججججججججّردى
و فيجججججججججججججججججججججم و حّتجججججججججججججججججججججى م ال ّ
جمجججججججججججججججججججججججوح لججججججججججججججججججججججججال البرّيجججججججججججججججججججججججة لحجججججججججججججججججججججججق
ط علججى غيججر
و فراسها غائرة ،و سطواتها قاهرة ،فقرب الّزاد ،ليوم المعججاد ،و ل تتججو ّ
ل ما يشججاء و يثبججت و
ل أجل كتاب ،يمحو ا ّ صواب ،و حّقق الجواب ،فلك ّمهاد و تعّمد ال ّ
عنده أّم الكتاب شعر :
سلف الماضججون ،و الهلججون و القربججون ،و الّولججون و الخججرون ،و النبيججاء و أين ال ّ
سججنون ،و فقججدتهم العيججون ،و إّنججا
ل المنون ،و تججوالت عليهججم ال ّ
المرسلون ،طحنتهم و ا ّ
ل و إّنا إليه راجعون شعر :إليهم صائرون ،فإّنا ّ
] [ 296
ق النهار ،و غرس الشجار ،و عمر الّديار ،ألم تمح منهججم الثججار ،و تح جلّ أين من ش ّ
بهم دار البوار ،فاخش الجوار ،فلك اليوم بالقوم اعتبار ،فاّنما الّدنيا متاع و الخرة هي
دار القرار شعر :
أين من بنى القصور و الّدساكر ،و هزم الجيجوش و العسججاكر ،و جمجع المججوال و حجاز
سياسنة ،أين العّمال و الّدهاقنججة
الثام و الجرائر ،أين الملوك و الفراعنة و الكاسرة و ال ّ
أين ذووا النواحي و الّرساتيق ،و العلم و المناجيق ،و العهود و المواثيق شعر :
سبيل واضح و المشير ناصح ،و الصواب لئح ،عقلت فاغفلت ،
ما هذه الحيرة و ال ّ
و عرفت فانكرت ،و علمت فاهملت ،هذا هو الّداء الذي عّز دواؤه ،و المرض الذي ل
يرجى شفاؤه ،و المل الذي ل يدرك انتهاؤه ،أ فأمنت الّيام و طول السقام ،
ي و تنثنجججججججججججججججججي
و تصجججججججججججججججججغى إلجججججججججججججججججى قجججججججججججججججججول الغجججججججججججججججججو ّ
و تعرض عن تصديق من هو صادق
فيا عاقل راحل ،و لبيبا جاهل ،و متيّقظا غافل ،أتفرح بنعيم زائل ،و سرور حائل ،
و رفيق خاذل ،فيا أيها المفتون بعمله ،الغافل عججن حلججول أجلججه ،و الخججائض فججي بحججار
ل المصير شعر : زل ،ما هذا التقصير و قد و خطك القتير ،و وافاك النذير ،و إلى ا ّ
] [ 297
ليست الطريقة لمن ليس لجه الحقيقجة ،و ل يرججع إلجى خليقجة إلجى كجم تكجدح و ل تقنجع و
تجمع و ل تشبع و توفر لما تجمع ،و هو لغيرك مودع ،ما ذا الّرأى العازب ،و الرشججد
سججرورالغايب ،و المل الكاذب ،ستنقل عن القصور ،و رّباب الخججدور ،و الجججذل و ال ّ
ل نفس ذائقة الموت ،و ما الحيججاة إلى ضيق القبور ،و من دار الفناء إلى دار الحبور ،ك ّ
ل متاع الغرور شعر :الّدنيا ا ّ
ل دللججججججججججججججججججججججججة
توخّيججججججججججججججججججججججججك مججججججججججججججججججججججججن هججججججججججججججججججججججججذا أد ّ
و أوضح برهانا بأّنك مائق
عجبا لغافل عن صلحه ،مبادر إلى لذاته و أفراحه ،و الموت طريده » في خ « مسججائه
و صباحه فيا قليل التحصيل ،و يا كثير التعطيل ،و يا ذا المل الطويل ،أ لججم تججر كيججف
فعل رّبك بأصحاب الفيل ،بناؤك للخراب ،و مالك للّذهاب ،و أجلك إلى اقتراب شعر :
ك أسيره ،أتفججرح بمالججك و نفسججك هذه حالة من ل يدوم سروره ،و ل تتّم اموره ،و ل يف ّ
ي و نشر ، و ولدك و غرسك » عرسك « ،و عن قليل تصير إلى رمسك ،و أنت بين ط ّ
و غنى و فقر ،و وفاء و غدر ،فيا من القليل ل يرضيه ،و الكججثير ل يغنيججه ،اعمججل مججا
ل امججرءشئت اّنك ملقيه ،يوم يفّر المرء من أخيه و أّمه و أبيججه و صججاحبته و بنيججه ،لك ج ّ
منهم يومئذ شأن يغنيه شعر :
] [ 298
و سهامها غير صائبة ،و آمالهجا خائبجة ،ل تقيجم علجى حجال ،و ل تمّتجع بوصجال ،و ل
تسّر بنوال شعر :
سطوة و القدرة ،و المعجب بالكثرة ،ما هذه الحيرة و الفججترة ،لججك فيمججن مضججى فيا ذا ال ّ
سر المكنون
عبرة ،و ليؤذن الغافلون عما إليه يصيرون ،إذا تحّققت الظنون ،و ظهر ال ّ
و تندمون حين ل تقالون ،ثّم إّنكم بعد ذلك لمّيتون شعر :
ل نفجججججججججججججججججججس كتابهجججججججججججججججججججا
هنالجججججججججججججججججججك تتلجججججججججججججججججججو كججججججججججججججججججج ّ
فيطفو ذو عدل و يرسب فاسق
سلمة في مراكب الّنياح ،من ذا الذي سججالمه ال جّدهر فسججالم ،و مججن ذا و حّتام التغرير بال ّ
صجحة و الذي تاجره الّزمان فغنم ،و من ذا الذي استرحم الّيام فرحم ،اعتمجادك علجى ال ّ
سلمة خرق ،و سكونك إلى المال و الولد حمق ،و الغججترار بعجواقب المجور خلجق ، ال ّ
فدونك و حزم المور ،و الّتيقظ ليوم الّنشور ،و طول اللبججث فججي صججفحات القبججور ،فل
ل الغرور شعر : تغرّنكم الحياة الّدنيا و ل يغرّنكم با ّ
ججججججججججججججججججة
فمجججججججججججججججججن صجججججججججججججججججاحب اليجججججججججججججججججام سجججججججججججججججججبعين ح ّ
ك منججججججججججججججججججججججججه طوالججججججججججججججججججججججججق
فلججججججججججججججججججججججججّذاتها ل شجججججججججججججججججججججججج ّ
فما هذه الطمأنينة و أنت مزعج ،و ما هذه الولوج و أنت مخرج ،جمعججك إلججى تفريججق و
رفوك ) و فرك خ ( إلى تمزيق ،و سعتك إلى ضيق ،فيا أيها المفتون ،و الطامع بما ل
يكون ،
أ فحسبتم أّنما خلقناكم عبثًا و أّنكم إلينا ل ترجعون شعر :
] [ 299
فيا من عدم رشده ،و جار قصده ،و نسي ورده ،إلى مججتى تواصججل بال جّذنوب و أوقاتججك
محدودة ،و أفعالك مشهودة ،أفتعول على العتذار ،و تهمل العذار و النذار ،و أنت
خرهم ليجوملج غجافل عّمجا يعمجل الظجالمون إّنمجا يجؤ ّ
نا ّ
مقيم على الصجرار ،و ل تحسجب ّ
تشخص فيه البصار شعر :
ل ظجججججججججججججججججالم
طعجججججججججججججججججت السجججججججججججججججججباب مجججججججججججججججججن كججججججججججججججججج ّ
وق ّ
يقيم على اسراره و ينافق
فقدم الّتوبة ،و اغسل الحوبة ،فل بجّد أن تبلججغ إليججك النوبججة ،و حسججن العمججل قبججل حلججول
ل عريب عازم ) و كل غريب غارم خ ( ، ل غائب قادم ،و ك ّ الجل و انقطاع المل ،فك ّ
ل مفرط نادم ،فاعمل للخلص قبل القصاص ،و الخذ بالّنواص شعر : وكّ
ععععع
شجوا هجداتكم ،و ل تجهلجوا سجلم :ل تختجانوا ولتكجم ،و ل تغ ّ قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
أئمتكم و ل تصّدعوا عججن حبلكججم فتفشججلوا و تججذهب ريحكججم ،و علججى هججذا فليكججن تأسججيس
اموركم
] [ 300
و ألزموا هذه الطريقة فاّنكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم مّمن خالف ما قد تججدعون
إليه لبدرتم و خرجتم و لسمعتم و لكن محجوب عنكم مجا قجد عجاينوا ،و قريبجا مجا يطجرح
الحجاب .
ععععععع
اى غافلن و تمّرد كنندگان از طاعت پروردگار عالميان پججس بدرسججتيكه اگججر ببينيججد آن
چيزى را كه بمعاينه ديدند كسانى كه مردند از شما هر آينججه بجججزع و فججزع در آئيججد ،و
ميشججنويد و اطججاعت مينمائيججد و لكججن مسججتور اسججت از شججما آنچججه معججاينه ديدهانججد آن را
گذشتگان و نزديكست برداشته شدن حجاب ،و بتحقيق كه نمجوده مىشجويد اگجر بهبينيجد
بنظر بصيرت ،و شنوانيده ميشويد اگر بشنويد بگوش حقيقت ،و هدايت يججافته ميشججويد
اگر طلب هدايت نمائيد بعقل كامل و قلب صافي ،براستى مىگويم شجما را كجه بتحقيجق
جهارا و آشكار صدا نمود شما را عبرتها ،و زجر و منع كرده شديد بچيزى كججه در آن
ازدجار و ممانعت هست از مناهى اكيده و وعيدهاى شديده ،و تبليغ نمىنمايد از جانب
خداوند تبارك و تعالى بعد از ملئكه آسمان مگر جنججس آدميججان از پيغمججبران پججس جججاى
عذر نمانده شما را در تخّلف كردن از دعوت ايشان .
ع عع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع عععععع ع ع
ععععععع عع ععععععع عع ععع ععععع
لج
ن هججذا الكلم لججو وزن بعججد كلم ا ّ فإّنمججا ينتظججر بججأّولكم آخركججم .قججال السججيد ) ره ( :إ ّ
ل كلم لمججال بججه راجحججا و بججرز عليججه سججابقا ،فأّمججا قججوله عليججه سبحانه و كلم رسوله بك ّ
ل منججه مسججموعا و ل أكججثر محصججول ،و مججا أبعججد سلم تخّففوا تلحقوا فل سمع كلم أقج ّ ال ّ
غورها من كلمة ،و أنقع نطفتها
] [ 301
من حكمة ،و قد نّبهنا في كتاب الخصايص على عظم قدرها و شرف جوهرها
ععععع
ععععععع
عععععع
ن المستفاد من كتاب مطالب السؤول لمحّمد بن طلحة على ما رواه في البحججار منجه اعلم أ ّ
سجابقة حيجث قجال :و مجن كلم أميجر سلم من تمجام الخطبجة ال ّ ن هذا الكلم له عليه ال ّهو أ ّ
سججماء
ل بعد رسل ال ّالمؤمنين لقد جاهرتكم العبر و زجرتم بما فيه مزدجر و ما يبلغ عن ا ّ
ن الغاية أمامكم اه .
ل البشر ،أل و إ ّإّ
شراح في تفسير هججذا الكلم لججه و بيججان المججراد منججه علججى و كيف كان فقد اختلف أنظار ال ّ
ن الغاية أمامكم ( أراد بالغاية المججوت كمججا ص جّرح بججه ن قوله ) فا ّ
أقوال و الظهر عندى أ ّ
في الحديث الخر :الموت غايججة المخلججوقين ،أى نهججايتهم الججتي ينتهججون إليهججا ،و لجججل
جه
ح جعله أمامهم ،لّنهم يسيرون إليه بحركة جبّلية و تو ّ كونه منتهى سير المخلوقين ص ّ
غريزي فيكون أمامهم ل محالة .
ساعة ساعات الّليججل و الّنهججار سجّميت بهججا ساعة ( فالمراد بال ّ
ن ورائكم ال ّ
و أّما قوله ) :و إ ّ
لّنها تسعى الّناس بها كما سّميت القيامة ساعة لّنها تسجعى الّنجاس اليهجا بحركجة جبلّيجة و
جه غريزي أيضا ،كما يسعى إلى الموت و إّنما جعلها و رائنا مع كونها منبسطة على تو ّ
ث النسججان تحثيثججا و مدى العمر و انقسامها إلى الماضي و السججتقبال ،باعتبججار أّنهججا تحج ّ
ل عليه قوله ) :تحدوكم ( أّما تسوقه سوقا حثيثا إلى الغاية التي أمامه أعني الموت كما يد ّ
أّنها تسوقنا إليها فلّنه بانقضائها شيئا فشيئا يكون النسان بعيدا من
] [ 302
سججايقن الحججادي و ال ّ
سايق إليه و من الواضح أ ّ المبدء قريبا إلى المنتهى ،فتكون بمنزلة ال ّ
ح جعلها ورائنا ،و يمكن من شأنه أن يكون وراء ما يحديه و يسوقه ،فبذلك العتبار ص ّ
ن كون الموت أمام النسان لمججا استنباط ما ذكرته من تقديم الخبر على السم ،بيان ذلك أ ّ
ل أجرى الكلم فيه على الحقيقة بتقديم ما حّقه الّتقديم و تأخير ما حّقه كان واضحا عند الك ّ
ن الغاية أمامكم .
الّتاخير حيث قال :فا ّ
ساعة في الججوراء لّمججا كججان خفّيججا بالعتبججار الججذي ذكرنججاه مججن انقسججامها إلججى
و أّما كون ال ّ
الماضي و الستقبال ،و كان نظر الجاهل دائما إلى ما بقي من عمره و إلى ما هي أمامه
ن مججا تحسججبونه أمججامكم ساعات الباقية غير ملتفت إلى ما مضى ،ل جرم نّبه على أ ّ من ال ّ
فهي في الحقيقة ورائكم باعتبار أّنها تحدوكم ،فلذلك ق جّدم الخججبر علججى السججم و قججال :إ ّ
ن
ساعة لمزيد الهتمججام بججه و زيججادة إشججعاره بهججذا المعنججى فججافهم و إذا عرفججت مججا ورائكم ال ّ
شراح في المقام فأقول : ذكرناه فلنذكر ما ذكره ال ّ
صججغرى و هججي
سججاعة القيامججة ال ّ
ن المراد بال ّ
ساعة تحدوكم :إ ّ
ن ورائكم ال ّ
و في شرح :و إ ّ
ضرورة الموت .
ن النسان لما كان بطبعه ينفر من الموت و يفّر منه و كانت العججادة فأّما كونها ورائهم فل ّ
خرا عجن وججود في الهارب من الشيء أن يكون ورائه مهروب منه ،و كجان المجوت متجأ ّ
لحق خر ال ّ
النسان و ل حقا تأخرا و لحوقا عقلّيا ،أشبه المهروب منه المتأ ّ
] [ 303
خرا و لحوقا حسّيا ،فل جرم استعير لفظ الجهة المحسوسة و هي الوراء .
هربا و تأ ّ
و كان تذّكر الموت و سماع نوادبه مقلقا مزعجا للّنفوس إلى السججتعداد لمججور الخججرة و
ل سبحانه ،فهو يحملها على قطع عقبات طريق الخرة كما يحمججل الحججادي الهبة للقاء ا ّ
البل على قطع الطريق البعيدة الوحرة ،ل جرم أشبه الحادي فأسند الحداء إليه انتهججى و
ن الظججاهر مججن صججدر كلمججه حسججبما أقول :أّما ما ذكره في شرح الفقرة الولججى ،ففيججه أ ّ
سجلم بمعنجى العّلجة يستفاد من الّتمسك بالية أيضا هو أّنه جعل الغايججة فجي كلمججه عليججه ال ّ
الغائية ،و عليه فل يستقيم جعل الجحيم غاية للنسان ،بل و ل الجّنججة أيضججا إذا لغججرض
شريفة ،و أّما المثوبججة و العقوبججة فهمججاص الية ال ّ من خلقة النسان هو العبودّية كما هو ن ّ
ن جعججل الغايججة بمعنججىح جعلهمججا غايججة ،و أ ّ متفّرعان عليها امتثال و عصججيانا ،فل يصج ّ
ل أّنه ل حاجة معه إلى الستدلل بالية و إلججى الّنهاية فكونهما غاية بهذا المعنى صحيح إ ّ
ص قجوله :و كججان ذلجك هجو غايججة النسجان ما مهجّده مججن المقّدمججة مضججافا إلجى منافججاته بنج ّ
المطلوبة منه .
ساعة بمعنى الموت إّما باعتبار أّنهججا ن جعل ال ّ و أّما ما ذكره في شرح الفقرة الّثانية ففيه أ ّ
جهحقيقة فيه عرفا أو شرعا من دون ملحظة المناسبة بينه و بين معناهججا اللغججوي ،فيتججو ّ
عليه أّول منع الحقيقة العرفّية أو الشرعية ،و ثانيا منع عدم ملحظة المناسبة على تقدير
ن الّنججاس يسججعىن إطلقها عليه بملحظججة أ ّ تسليم الحقيقّية بأحد الوجهين ،و إّما باعتبار أ ّ
ن الّنججاس يسججعى إليججه مججعن إطلقها عليه باعتبار أ ّ جه عليه أ ّ إليه حسبما ذكرناه سابقا فيتو ّ
ن الّناس يهرب منه حسبما قّرره ،ل يخفى مججا فيججه مججن وصفه بكونه في الوراء باعتبار أ ّ
سماجة فافهم جّيدا .
ال ّ
شارح المعججتزلي :غايججة المكلفيججن هججي الّثججواب و العقججاب فيحتمججل أن يكججون أراد و قال ال ّ
ن النسججان
ذلججك ،و يحتمججل أن يكججون أراد بالغايججة المججوت ،و إّنمججا جعججل ذلججك أمامنججا ل ّ
كالسائر إلى الموت أو كالسائر إلى الجزاء ،فهما أمامه أى بين يديه ،
] [ 304
ن ورائكم الساعة تحدوكم أى تسوقكم ،و إّنما جعلها ورائنا لّنهججا إذا وجججدت ثّم قال :و إ ّ
ساقت الّناس إلى موقف الجزاء كما يسججوق الّراعجي البججل ،فلّمجا كججانت سجائقة لنججا كجانت
كالشيء يخفر النسان من خلفه و يحّركه من ورائه إلى جهة ما بين يديه انتهى و فيججه أ ّ
ن
الجملة الخبرّية على ما حّققها الصولّيون حقيقة فيما تلّبس المبتداء بالخبر في الحججال ،و
ل بقرينة ،و علججى ذلججك فجعججل استعمالها فيما لم يتلّبس به بعد مجازا إّتفاقا ل يصار إليه إ ّ
ل بقرينججةساعة ورائنا بمعنى أّنها تكون ورائنا إذا وجدت مجاز ل ينبغججي ارادتججه إ ّ كون ال ّ
ظاهرة ،و هي في المقام مفقودة .
سججاعة أى
ن الجّنة و الّنججار خلفكججم ،و معنججى قججوله :و رائكججم ال ّ
ن الغاية أمامكم ،يعني أ ّ
فا ّ
قدامكم انتهى .
و ثالثا أّنه إذا جعل المراد بالغاية الجّنة و الّنار فل داعي إلى حمل المججام بمعنججى الخلججف
كما هو ظاهر ،بل إرادة المعنى الظاهر الذي هو نقيض الخلف أولججى حسججبما ذهججب إليججه
شارح المعتزلي و البحراني على ما قّدمنا ذكره هذا . ال ّ
ن الّرجل يسعى و هو غير مثقل بما يحمله فيكججون و أّما قوله ) :تخّففوا تلحقوا ( فأصله أ ّ
سبق و الفوز ن الّتخفيف و قطع العليق في السفار سبب ال ّ أجدر أن يلحق الذين سبقوه ل ّ
سجالفين
سابقين و كذلك الزهد فى الدنيا و تخفيف المؤنجة فيهجا تججوجب الّلحججوق بال ّ بلحوق ال ّ
ل الذين ل خوف عليهم و ل هم يحزنون و ما المقّربين ،و الوصول إلى درجات أولياء ا ّ
أنسب بالمقام ما رواه المحّدث الجزائري عن سلمان الفارسي ،و هو أّنه
] [ 305
لّما بعث إلى المداين ركب حماره وحده ،فاّتصل بالمداين خبر قدومه ،فاستقبله أصججناف
شيخ أين خّلفت أميرنا ؟ قال :
الّناس على طبقاتهم ،فلّما رأوه قالوا :أّيها ال ّ
ل ،فقال ل أعرف الميجر و من أميركم ؟ قالوا :المير سلمان الفارسي صاحب رسول ا ّ
و أنا سلمان و لست بججأمير ،فججترجلوا لججه و قججادوا إليججه المراكججب و الجنججائب ،فقججال :إ ّ
ن
حماري هذا خير لي و أوفق ،فلّما دخل البلد أرادوا أن ينزلوه دار المارة قال :و لسججت
ي صاحب الحانوت ،فاستأجر منه سوق ،و قال ادعوا إل ّ بأمير ،فنزل على حانوت في ال ّ
و جلس هناك يقضي بين الّناس و كان معججه وطججاء يجلججس عليججه ،و مطهججرة يتطّهججر بهججا
ن سيل وقججع فججي البلججد فججارتفع صججياحصلة ،و عكازة يعتمد عليها في المشى ،فاّتفق أ ّ
لل ّ
الّناس بالويجل و العويجل يقولجون :وا أهله و وا ولجداه و وامجاله ،فقجام سجلمان و وضجع
وطائه في عاتقه و أخذ مطهرته و عكازته بيده ،و ارتفع على صعيد ،و قال :
شيخ و رام طاب ثراه أّنه لّما مرض سلمان مرضه الججذي مجات فيججه أتججاه و روى 1عن ال ّ
ل ؟ فبكى فقال :ما يبكيك ؟ فقال :
سعد يعوده ،فقال :كيف أنت يا عبد ا ّ
ليكججن بلغ أحججدكم مججن الجّدنيا كججزاد راكججب ،فأخشججى أن نكججون قججد جاوزنججا أمججره و هججذه
ل مطهرة فيها ماء ،و إجانة و جفنة . الساور 2حولي ،و ليس حوله إ ّ
ل مججا
ل سيفا و مصحفا ،فقال له :ما في بيتك إ ّ قال :و دخل رجل عليه فلم يجد في بيته إ ّ
ن أمامنا عقبة كئودا ،و إّنا قّدمنا متاعنججا إلججى المنججزل أّول فجأّول ،و قججال :
أرى ؟ قال :إ ّ
وقع الحريق فأخذ سلمان سيفه و مصحفه ،و قال :هكذا ينجو المخّففون .
سلم لّما أمرهم بالتخفيف و حّثهم علججى قطججع العليججق عّللججه بقججوله ) :فاّنمججا
ثّم إّنه عليه ال ّ
ينتظر بأّولكم آخركم ( يعني إّنما ينتظر بالبعث الكبر و القيامة الكبرى للذين
-----------
) ( 1قق قققققققق .
-----------
) ( 2قق ققق قق ق قق ققق ق ققق ق قق ق قق ق ق ق
قققق ققققق .
] [ 306
ععععععع
پس بدرستى كه غايججة يعنججي مججرك در پيججش شماسججت و بدرسججتى كججه در عقججب شماسججت
ساعتهاى روز و شب در حالتى كه ميراند شما را بسوى مججرگ ،سججبك شجويد تججا لحجق
شويد ،پس بتحقيق كه انتظار كشيده شده بلحق شدن پيشينيان پسينيان شججما گفتججه اسججت
ل عنه بدرستي كه اين كلم امام اگر موازنه بشود بعججد از كلم خججدا سّيد رضى رضي ا ّ
ل عليه و آله و سّلم بهر كلمى هججر آينججه ميججل مىكنججد ايججن كلم بجميججع
و رسول صّلى ا ّ
كلمها در حالتى كه راجح است ،و غالب ميشود بآنها در حالتى كه سابق است ،
أّما فرمايش آن حضرت تخّففوا تلحقوا پس شنيده نشججده كلمججى كججه كمججتر باشججد از او از
حيثّيت لفظ و نه بيشتر باشد از حيثّيت معنى و چه قدر بعيد است عمق اين كلمه طّيبجه و
چه قدر رافع عطش است آب صافى اين حكمة لطيفه ،بتحقيق كه تنبيه كردهايججم مججا در
لج
كتاب خصايص خود بر عظمت قدر و شرافت جوهر آن كلمه عججالى مرتبججه ،وّفقنججا ا ّ
لفهم نكات تلك الكلمات بجاه محّمد و آله
] [ 307
ن طلحججة و الّزبيججر خلعججا بيعتججه ،و هججي ملتقطججة مججن خطبججة طويلججة
خطب بها حين بلججغ أ ّ
مروية فى شرح البحراني و قد وردت فصول منها فججي طججرق عليحججدة مختلفججة بزيججادة و
ل:
سيد رحمه ا ّ نقصان يأتي إلى بعضها الشارة ،و ما رواه ال ّ
شيطان قد ذّمر حزبه ،و استجلب جلبه ،ليعود الجور إلججى أوطججانه ،و يرجججع ن ال ّ
أل و إ ّ
ي منكرا ،
ل ما أنكروا عل ّ
الباطل إلى نصابه ،و ا ّ
و ل جعلوا بيني و بينهم نصفا ،و إّنهم ليطلبون حّقا هم تركوه ،و دما هججم سججفكوه ،فلئن
ل عندهم ،و إ ّ
ن ن لهم لنصيبهم منه ،و لئن كانوا و لوه دوني فما الّتبعة إ ّ
كنت شريكهم فإ ّ
جتهم لعلى أنفسهم ،يرتضعون أّما قججد فطمججت ،و يحيججون بدعججة قججد أميتججت ،يججا أعظم ح ّ
خيبة الّداعي من دعا ،
لج عليهججم ،و علمججه فيهججم ،فججإن أبججوا أعطيتهججم حجدّ
جة ا ّ
و إلى ما أجيب و إّني لراض بح ّ
ق ،و من العجججب بعثتهججم » بعثهججم خ سيف ،و كفى به شافيا من الباطل ،و ناصرا للح ّ ال ّ
طعججان ،و أن اصججبر للجلد ،هبلتهججم الهبججول لقججد كنججت و مججا أه جّدد
ي أن ابججرز لل ّ
« إل ج ّ
ضرب ،و إّني لعلى يقين من رّبي ،و غير شبهة من دينى . بالحرب ،و ل أرّهب بال ّ
] [ 308
ععععع
ض ،و الّتشججديد دليججل الّتكججثير وث و الحج ّ) ذمر ( يروى بججالّتخفيف و الّتشججديد و هججو الحج ّ
شججاف و ممّججا ط ج ّ
ن ن الّزيادة في البناء لزيادة المعنى ،قال في الك ّ المبالغة لّنهم يقولون :إ ّ
شقدق ،و هو مركب خفيجف على اذنى من ملح العرب أّنهم يسّمون مركبا من مراكبهم بال ّ
ليس في ثقل حمال العراق ،فقلت في طريق الطايف لرجل منهم :ما اسم هجذا المحمجل ؟
أردت محمل العراقي فقال :أليس ذلك اسمه الشقدق ؟
و ) جلبت ( الشيء جلبا من باب ضرب و قتل ،و الجلب بفتحتين فعل بمعنججى مفعججول و
شارح المعتزلي و يروى جلبه و جلبه و هما بمعنججى ، هو ما تجلبه من بلد إلى بلد ،قال ال ّ
سحاب الرقيق الججذي ل مججاء فيججه أى جمججع قومججا كالجهججام الججذي ل نفججع فيججه و فججي و هو ال ّ
ل شيء أصله و الجمع نصب و أنصبة المصباح عن الزهري و ابن فارس ) نصاب ( ك ّ
صججاد اسججم بمعنججىمثل حمار و حمججر و أحمججرة و ) الّنصججف ( بتثليججث النججون و سججكون ال ّ
النصاف .
و ل جعلوا بيني و بينهم إنصافا ،بل الّنصف بمعنى الذى ينصف ،و المعنججى لججم يجعلججوا
بيني و بينهم ذا إنصاف ،مّما ل يكاد يظهر وجهه و ) ولججي ( الشججيء و عليججه وليججة مججن
باب حسب إذا ملك أمره و ) الّتبعة ( كفرحة تقول :لي قبل فلن تبعة و هي الشيء الذي
ي مججن بججاب ضججرب إذا فصججله عججن صججب ّ
لك فيه بغيججة شججبه ظلمججة و نحوهجا و ) فطججم ( ال ّ
سججيف ( الموضججع القججاطع منججه و ) الجلد ( المجادلججة بآلججة الحججرب والرضججاع و ) حجّد ال ّ
) هبلته ( اّمه بكسر الباء ثكلته و ) الهبول ( الثكول التي لم يبق لها ولد
ععععععع
يا خيبة الّداعي نداء على سبيل الّتعجب من عظججم خيبججة الجّدعاء إلججى قتججاله ،و هججو نظيججر
النداء في قوله تعالى :يا حسرة على العباد ،أى يا خيبة احضري فهذا أوانك و كلمة من
إّما مرفوع المحل على البتداء و الفعل بعده خبر أو منصوب المح ّ
ل
] [ 309
ل لهججا
سججرة ل محج ّ
ل لمججا بعججده ،إذ الجملججة المف ّ
اضمر عامله على شريطة التفسير فل محج ّ
على الصح .
ن جملة الشتغال ليست من الجمل التي تسجّمى فججي الصججطلح جملججة و قال ابن هشام :إ ّ
تفسيرية و إن حصل بها تفسير ،و كيف كان فجملة من دعا على الّول جملة اسججمّية ،و
على التقدير الّثاني جملة فعلّية ،و شجافيا و ناصججرا منصججوبان علججى الحالّيججة و الججواو فججي
قوله و ما اهّدد زايدة ،و كنت بمعنى ما زلت اى ما زلت ل أهّدد بالحرب .
شارح المعتزلي :و هذه كلمة فصيحة كججثيرا مججا يسججتعملها العججرب ،و قججد ورد فججي قال ال ّ
لج عليمججا حكيمججا ،و نحججو ذلججك مججن
القرآن العزيز كان بمعنى ما زال في قوله :و كججان ا ّ
ل عليما حكيما .
الى و المعنى :لم يزل ا ّ
عععععع
ن هذه الخطبة من خطب الجمل واردة في معرض الّتعرض على الّناكثين و قد قد أشرنا أ ّ
وقع الّتصريح بذلك في بعض طرقها حسبما تأتي إليها الشارة ،و قد كّنى عنهججم بحججزب
شيطان قججد ذمججر حزبججه ( و حشججا قججبيله ) و ن ال ّ
شيطان و جنود إبليس كما قال ) :أل و إ ّ ال ّ
استجلب جلبه ( و جمع جمعه ) ليعود الجور إلى أوطانه ( كما كان عليها أول ) و يرجججع
ي منكججرا ( و هججو ل ما أنكروا علج ّ الباطل إلى نصابه ( و أصله الذي كان عليه سابقا ) و ا ّ
سلم و زعموا أّنه منكر فجأنكروه عليجه فرّدهجم بانكججار قتل عثمان حيث نسبوه إليه عليه ال ّ
ل تقججدير فانكججارهم حته لنسججبته إليججه و علججى كج ّكونه منكرا ،و على تقدير تسليمه بعدم ص ّ
عليه يكون منكرا ) و ل جعلوا بيني و بينهم نصفا ( و عدل إذ لو جعلوا ميزان العدل في
ق قصججاص ) هججم البين يظهر بطلن دعواهم ) و ( ذلججك ل ) أّنهججم ليطلبججون حّقججا ( أى حج ّ
تركوه ( حيث أمسكوا الّنكير على قاتليه ) و دمججاهم سججفكوه ( لّنهججم أّول مججن ألججب الّنججاس
ل نعثل . على عثمان و أغرى بدمه ،كما يشهد به قوله عايشة :اقتلوا نعثل قتل ا ّ
ن علّيا كان في ماله بخيبر لما أراد الّناس حصر عثمججان فقججدم و عن الطبري في تاريخه ا ّ
سلم يشكو أمر المدينة و الّناس مجتمعون على طلحة في داره ،فبعث عثمان إليه عليه ال ّ
سلم :أما أكفيكه ؟ فانطلق إلى دار طلحة و هي مملّوة بالّناس فقال لججه طلحة فقال عليه ال ّ
يا طلحة :ما هذا المر الذي صنعت بعثمان ؟ فقججال طلحججة :يججا أبججا الحسججن بعججد أن مج ّ
س
سلم إلجى بيجت المججال فجأمر بفتحججه فلجم يجججدوا ي عليه ال ّ
الحزام الطبيين ، 1فانصرف عل ّ
المفتاح ،فكسر الباب و فّرق ما فيه على الّناس فانصرفوا من عند طلحة حّتى بقي وحججده
،فسّر عثمان بذلك ،و جاء طلحة إلى عثمان فقال له :يا أمير المؤمنين إّني أردت أمججرا
ل مججا جئت تائبججا و لكججن جئت مغلوبججا ، ل بيني و بينه و قد جئتك تائبا ،فقال :و ا ّ
فحال ا ّ
ل حسبك يا طلحة . ا ّ
و بالجملة فقد ظهر مّما ذكرناه أّنه ل ريب في دخولهم في قتججل عثمججان و مججع مكججان ذلججك
الّدخول ل يجوز لهم المطالبة بدمه .
ن دخولهم فيه إّما أن يكون بالشركة ،و إّما أن يكون بالستقلل و على أيّ توضيح ذلك أ ّ
تقدير فليس لهم أن يطلبوا بدمه و قد أشار إلى الشق الّول بقججوله ) :فلن كنججت شججريكهم
ن لهم لنصيبهم منه ( و اللزم عليهم حينئذ أن يبدؤوا بأنفسهم و يسّلموها إلى أولياء فيه فا ّ
ق الثججاني بقججوله ) :و ان كججان ولججوه ( و باشججروه المقتول ثّم يطالبوا بالشريك ،و إلى الش ّ
صججوا أنفسججهم بالمطالبججة ) و ا ّ
ن ل قبلهم ( و اللزم عليهججم حينئذ أن يخ ّ) دوني فما التبعة إ ّ
جججة فيهججا
جتهم لعلى أنفسهم ( حيث يدعون دعوى ضججررها عايججد إليهججم لقيججام الح ّ اعظم ح ّ
ن الّم إذا فطمجت عليهم ) يرتضجعون اّمججا قجد فطمججت ( أى يطلبججون الشجيء بعججد فججواته ل ّ
ولدها فقد انقضى إرضاعها .
-----------
) ( 1ققق قق ققق ق ققق قق ق ق ققق ققق ققق
ققققققق ققق قققق ققققق ق .
] [ 311
المراد بالّم التي قد فطمت ما كان عججادتهم فججي الجاهلّيججة مججن الحمّيججة و الغضججب و إثججارة
الفتن ،و بفطامها اندراسها بالسلم فيكون قوله ) :و يحيون بدعة قد اميتت ( كالّتفسججير
له .
شارح البحراني :استعار لفظ الّم للخلفة فبيت المال لبنها و المسججلمون أولدهججا
و قال ال ّ
صلت و الّتفضيلت ، المرتضعون ،و كّنى بارتضاعهم لها عن طلبهم منه من ال ّ
مثل ما كان عثمان يصلهم به و يفضل بعضهم على بعض و كونها قد فطمججت عججن منعججه
سلم و قوله :و يحيون بدعة إشججارة إلججى ذلججك الّتفضججيل ،فججاّنه كججان بخلف سجّنة عليه ال ّ
سلم في وليتججه ذلججك ) يججا خيبججةل و البدعة مقابلة السّنة ،و إماتتها تركه عليه ال ّ
رسول ا ّ
الجّداعي ( احضججري فهججذا أوان حضججورك و الجّداعي هججو أحججد الثلثججة طلحججة و الّزبيججر و
شارح المعتزلي أيضا . عايشة ،كما صّرح به ال ّ
ثّم قال على سبيل الستصغار لهم و الستحقار ) مججن دعججا ( أى أحقججر القججوم دعججاهم هججذا
الّداعي ) و إلى ما اجيب ( أى أقبح بالمر الذي أجابوه إليه فما أفحشججه و أرذلججه ) و إّنججي
ل عليهم ( و هو أمره سبحانه بقتال الفئة الباغية كما قججال :فججان جة ا ّ
لراض ب ( قيام ) ح ّ
لج ) و ( ب ) علمججه بغت إحديهما على الخرى فقاتلوا التي تبغججي حّتججى تفيء إلججى أمججر ا ّ
فيهم ( بما يصنعون ) فان أبوا ( عن طاعتي و امتنعوا مججن الملزمججة علججى مبججايعتي مججع
لج
سججيف ( القججاطع امتثججال لمججر ا ّ ل سبحانه عليهم ) أعطيتهججم حجّد ال ّ جة من ا ّقيام هذه الح ّ
سيف حالكونه ) شافيا مجن الباطجل ل ) و كفى به ( أى بذلك ال ّ سبحانه و ابتغاء لمرضات ا ّ
ق ( هذا .
و ناصرا للح ّ
شجججاعة و الحججرب و ي ( مع علمهم بحججالي فججي ال ّل العجب ) بعثتهم إل ّ) و من العجب ( ك ّ
ى ب ) أن اصبر للجلد ( ثكلتهججم صبر على المكاره ) بأن ابرز لّلطعان و ( تهديدهم عل ّ
ال ّ
الّثواكل و ) هبلتهم الهبول ( كيف يهّددوني و يرّهبوني ) لقد كنت و ما اهّدد بالحرب و (
ضرب ( و ذلك ) لّنى على يقين مججن رّبججي ( و علججى بصججيرة مججن ما زلت ) ل ارهب بال ّ
ن المججوقن بججأّنه علججى
أمرى ) و غير شبهة من ديني ( فليس لمثلي أن يهجّدد و يرّهججب ،ل ّ
ل أشّد صبرا و أقوى جلدا و أثبت قدما في ب عن دين ا ّل ذا ّ
ق ناصر ّ
الح ّ
] [ 312
ل حال
ل سبحانه على ك ّ
ن ثقته با ّ
مقام الجدال و معركة الجهاد و القتال ،ل ّ
ععععع
ن هذه الخطبة ملتقطة من خطبة طويلة مروية في شججرح البحرانججي ، قد أشرنا سابقا إلى أ ّ
ن هججذا الكلم أيضججا مججن فصججول هججذه الخطبججة
و قّدمنا لك أيضا في شرح كلمه العاشججر أ ّ
فينبغي أن نورد الخطبة بتمامها حّتى يّتضح لك الحججال ،ثجّم نشججير إلججى بعججض مججا وردت
ل المتعال .
فيها فقرات من هذه الخطبة على غير انساق و انتظام بتوفيق ا ّ
ن طلحججة
سلم حين بلغه أ ّ
شارح البحراني أّنه عليه ال ّ فأقول :تمام الخطبة على ما رواها ال ّ
صلة على رسوله : ل و الّثناء عليه و ال ّو الّزبير خلعا بيعته قال بعد حمد ا ّ
لج مججا صججلحت ظمه و جعلججه نصججرته و ناصججره ،و ا ّ ل افترض الجهاد فع ّ نا ّ أّيها الّناس إ ّ
شيطان حزبه ،و استجلب خيله ،و من أطاعه ليعود له ل به ،و قد جمع ال ّ دنيا و ل دين إ ّ
ى منكرا و ل ل ما أنكروا عل ّ ضت 1و ا ّ دينه و سّنته و خدعه ،و قد رأيت امورا قد تمخ ّ
جعلججوا بينججي و بينهججم نصججفا ،و أّنهججم ليطلبججون حّقججا تركججوه ،و دمججا سججفكوه ،فججان كنججت
ن أّول
ل قتلهججم و إ ّ
ن لهم لنصيبهم منه ،و إن كانوا ولوه دوني فما الطلبججة إ ّ شريكهم فيه فا ّ
ن معججى لبصججيرتي مججا عدلهم لعلى أنفسهم و ل اعتذر مّما فعلته و ل تبّرء مما صنعت و إ ّ
ى ،و إّنها للفئة الباغيه فيها الحّم 2و الحّمة طالت جلبتها و انكفججت 3 لبست و ل لبس عل ّ
ن الباطل في نصابه . جونتها ، 4ليعود ّ
لج إذا
يا خيبة الّداعي من دعى لو قيل 5ما انكر في ذلججك و مججا امججامه و فيمججن سجّنته و ا ّ
ن الطريق له فيه واضح حيث لزاح الباطل من نصابه و انقطع لسانه ،و ما أظ ّ
-----------
) ( 1ققققق ق .
-----------
) ( 2ققق ق ققق ققق قققق ق ق قق ق ققق قق ققق ق
ققققق ق قق قق قققق ق ق قق ق قققق ق ق قققق ق
ققق ققق ق قق ق قق ققققققق قققققق ققق قق ق
ق ققققق ققق قققققق ق ق ققققق ق ق ق ق قق قق
قققق قق ققق ققققققق ق ققققق ق ققق قققق
-----------
) ( 3ققققققق .
-----------
) ( 4ق قققققق ققققق ققققق
-----------
) ( 5قققق قق ققق قققق قققققق ققققق قققققق
قق ق ققققق ق قق ق ققق ققق ق ق قق قق ق ق ق
قققققق
] [ 313
صجل 2مجن خطيئة و مجا اعتجذر إليهجم ل ما تاب 1من قتلوه قبل مجوته ،و ل تن ّ نهج و ا ّ
ن لهججم حوضججا أنججا مججا نحتججه « 3ل لج » ل قرطج ّ فعججذروه ،و ل دعججى فنصججروه و أيججم ا ّ
لج عليهججم وجججة ا ّ
ى و ل يعّبون 4حسوة 5ابدا و أنها لطيبة نفسججي بح ّ يصدرون عنه بر ّ
علمه فيهم و اّني راعيهم فمعذر إليهم فان تابوا و أقبلوا و أجابوا و أنابوا فالّتوبة مبذولة ،
سججيف و كفججى بججه شججافيا مججنق مقبول و ليس على كفيل ،و إن أبوا أعطيتهججم حجّد ال ّ و الح ّ
ن الّزبير و طلحججة و لإّل صحيفة شاهدها و كاتبها ،و ا ّ باطل و ناصرا لمؤمن ،و مع ك ّ
ق و هم مبطلون هذا . عايشة ليعلمون أّني على الح ّ
و في شرح المعتزلي عن أبي مخنف قال :حّدثنا مسافر بن عفيف بن أبي الخنس قججال :
لج و
ي من عند طلحة و الّزبير و عايشة يؤذنونه بالحرب قام فحمججد ا ّ لّما رجعت رسل عل ّ
أثنى عليه و صّلى على رسوله ثّم قال :
أّيها الّناس إّني قد راقبت هؤلء القوم كى يرعوا و يرجعوا ،و وّبختهم بنكثهم و عّرفتهججم
ى أن ابرز للطعان فاصبر للجلد ،بغّيهم فلم يستحيوا ،و قد بعثوا إل ّ
و إّنما تمنيك نفسك أماني الباطل و تعدك الغرور أل هبلتهم الهبججول لقججد كنججت و مججا أهجّدد
ضرب و لقد أنصف القادة من راماها ،فليرعدوا و ليبرقوا ، بالحرب ،و ل ارّهب بال ّ
فقد رأونى قديما و عرفوا نكايتي فكيف رأوني أنا أبو الحسن الذي فللت حّد المشججركين و
فرقت جماعتهم ،و بذلك القلب ألقججى عججدّوي اليججوم ،و إّنججي لعلججى مججا وعججدني رّبججي مججن
الّنصر و الّتأييد ،و على يقين من أمرى و في غير شبهة من ديني .
ن الموت ل يفوته المقيم و ل يعجزه الهارب ليس عن الموت محيججد الججذى بججه أّيها الّناس إ ّ
يقتدون و فيمن سنتهم التى اليها يرجعون يشهد لسان حالهم بأنى انا امججامهم و فججى سججنتهم
فانزاح باطلهم الذى اتوا به و انقطع لسانه ،ابن ميثم .
-----------
) ( 1قق ققققق .
-----------
) ( 2قق قققق
-----------
) ( 3قق قق ققق ق قق ق ق قق ق ق ق ققققق قق
ققققق ق :قق ققق ق قق ق ققق ق قق ق ق قققق ق ق
قققق قققققق ق » قققققق «
-----------
) ( 4قققق ققققق قق ققق قق .
-----------
) ( 5قققققق قققق ق ق قق ق ق ققق ق ق قق ققق قق
ققق .
] [ 314
ى بيججده للججف
ن أفضل الموت القتل ،و الذي نفس عل ج ّ و ل محيص من لم يقتل مات ،و إ ّ
ن طلحججة نكثججت بيعججتي و ألججب سيف أهون من موتة واحدة على الفججراش الّلهجّم إ ّ ضربة بال ّ
ن الزبيججر قطججع
ى عثمان حتى قتله ثّم عضججهني بججه و رمججاني الّلهجّم فل تمهلججه ،الّلهجّم إ ّ عل ّ
رحمى و نكث بيعتي و ظاهر على عدّوى فاكفنيه الموت بما شئت .
ل بن جنادة قال :قدمت مججن الحجججازي بن محّمد المدايني عن عبد ا ّو عن أبي الحسن عل ّ
ي ،فمررت بمّكة فاعتمرت ثّم قدمت المدينة فدخلت مسجد اريد العراق في أّول أمارة عل ّ
ي متقلججدا سججيفه فشخصججت
صلة جامعة فاجتمع الّنججاس و خججرج علج ّل إذا نودي ال ّ
رسول ا ّ
ل و صلى على رسوله ثم قال : البصار نحوه فحمد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم قلنا نحن أهله و ورثته و عترته ل نبّيه صّلى ا ّ
أّما بعد فاّنه لّما قبض ا ّ
و أولياؤه دون الّناس ،ل ينازعنا سلطانه أحججد و ل يطمججع فججي حّقنججا طجامع إذ انججتزى لنججا
ضججعيف ،و يتعجّزز علينججا الججذليل قومنا فغصبونا سلطان نبّينا و سرنا سوقة يطمججع فينججا ال ّ
ل لو ل مخافة الفرقججة صدور و جزعت الّنفوس و أيم ا ّ فبكت العين مّنا لذلك ،و خشنت ال ّ
بين المسلمين ،و أن يعود الكفر و يبور الّدين ،
لكّنا على ما غير » غير ما ظ « كّنا لهم عليه فولى المججر ولة لججم يججألوا الّنججاس خيججرا ثجمّ
استخرجتموني أّيها الّناس من بيتي فبايعتموني على شأن مّني لمركم و فراسججة تصججدقني
ما في قلوب كثير منكم و بايعني هذان الّرجلن في أّول من بايع يعلمون ذلك ،و قد نكثججا
و غدرا و نهضا إلى البصرة بعايشة ليفّرقا جماعتكم ،و يلقيا بأسكم بينكم .
الّلهّم فخذهما بما عمل أخذة واحدة رابية ،و ل تنعش لهما صرعة و ل تقلهما عججثرة ،و
ل تمهلهما فواقا ،فاّنهما يطلبان حّقا تركاه و دما سفكاه اللهجّم إّنججي أقتضججيك وعججدك فإّنججك
لج الّلهجّم فججأنجزلي موعججدي و ل تكلنججي إلججى
ق لمن بغي عليه لينصججرّنه ا ّقلت و قولك الح ّ
ل شيء قدير أقول :و هججذه الّروايججة كمججا تججرى صججريحة فججي اغتصججاب نفسي اّنك على ك ّ
سججلمسلم ظلما و جورا من دون أن يكون لججه عليججه ال ّ الخلفة و أنها انتزعت منه عليه ال ّ
سوء لها لم يكن قصججدا للخيججر منهججم ،و
ن تولي ولة ال ّ رضا فيه كما أّنها صريحة 1في أ ّ
إّنما كان حّبا للّرياسة و اّتباعا للهوى
-----------
) ( 1ققق ققق ققق قققق :قققق قققق ق قققق ق ق
ققققق ققققق قققق ق ققق .
] [ 315
سلم إّنما تججرك المججر شارح المعتزلي مع روايته هذه يزعم أّنه عليه ال ّ ن ال ّ
و من العجب أ ّ
شججريعة و مراعججاةإليهججم برضججى منججه و ميججل ،و أّنهججم تولججوا المججر ملحظججة لصججلح ال ّ
ل عن السججلم لمصلحة السلم ،كما مّر تفصيل في شرح الخطبة الشقشقّية ،فجزاهم ا ّ
و أهله شّر الجزاء .
ق بججه مججن
ق نحججن أحج ّ ل لّما قبض نبّيه استأثرت علينا قريش بالمر و دفعتنججا عججن حج ّ نا ّإّ
صججبر علججى ذلججك أفضججل مججن تفريججق كلمججة المسججلمين و سججفك ن ال ّالّنججاس كافججة ،فرأيججت أ ّ
دمائهم ،و الّناس حديثو عهد بالسلم ،و الدين يمخض مخض الوطب ،يفسججده أدنججى و
ل خلف ) خلق خ ل ( فولى المججر قججوم لججم يججألو فججي أمرهججم اجتهججادا ،ثجّم هن و يعكسه أق ّ
ي تمحيص سيئآتهم ،و العفو عن هفواتهم فما بال طلحة و ل ول ّانتقلوا إلى دار الجزاء و ا ّ
ي حول و ل أشهرا حّتى و ثبججا و مرقججا الّزبير و ليسا من هذا المر بسبيل ،لم يصبرا عل ّ
ل لهما إليه سبيل بعد أن بايعا طايعين غير مكرهين يرتضعان و نازعاني أمرا لم يجعل ا ّ
ل عنججدهم و لج مججا الّتبعججة إ ّ
اّما قد فطمت ،و يحييان بدعة قد اميتت ادم عثمججان زعمججا و ا ّ
ل عليهم و علمه فيهم فان فججاءآ جة ا ّجتهم لعلى أنفسهم ،و أنا راض بح ّ ن أعظم ح ّ فيهم و إ ّ
ظهمججا احججرز او أنفسججهما غنمججا و اعظججم بهمججا غنيمججة و إن أبيججا اعطيتهمججا حجّد أو أنا بافح ّ
ق و شافيا لباطل ،ثّم نزل .سيف و كفى به ناصرا لح ّ ال ّ
و عن أبي مخنف عن زيد بن صوحان قال :شهدت علّيججا بججذي قججار و هججو معتججم بعمامججة
ف بساج يخطب ،فقال في خطبته :
سوداء و ملت ّ
ن محّمججدا لوأّ لا ّل أمر و حال في الغدّو و الصال ،و أشهد أن ل إله إ ّ ل على ك ّالحمد ّ
عبججده و رسججوله ،انبعثججه رحمججة للعبججاد ،و حيججاة للبلد ،حيججن امتلت الرض فتنججة و
لج إبليججس علججى عقايججد أهلهججا
شيطان في أكنافها و اشججتمل عججدّو ا ّ
اضطرب حبلها و عبد ال ّ
ل به نيرانها ،و أخمد به شرارها ، ل بن عبد المطلب الذي أطفأ ا ّ فكان محّمد بن عبد ا ّ
] [ 316
ل إليه حميدا ثّم استخلف الّناس أبا بكر فلججم يججأل جهججده ،ثجّم اسججتخلف أبججو بكججر
ثّم قبضه ا ّ
عمر فلم يأل جهده ،ثّم استخلف الّناس عثمان فنال منكم و نلتم منه حّتى إذا كان من أمره
ما كان ،أتيتموني لتبايعوني فقلت ل حاجة لي في ذلك و دخلججت منزلججي فاسججتخرجتموني
ن بعضكم قاتججل بعججض ي حّتى ظننت أّنكم قاتلي و أ ّ فقبضت يدي فبسطتموها و تداككتم عل ّ
ل ج سججبحانه أّنججي كنججت كارهججا
فبايعتموني و أنا غير مسرور بذلك ،و ل جذل و قد علججم ا ّ
ل عليه و آله و سّلم .للحكومة بين اّمة محّمد صّلى ا ّ
ل اتى به يوم القيامة مغلولججة يججداهو لقد سمعته يقول :ما من وال يلي شيئا من أمر اّمتي إ ّ
إلى عنقه على رؤوس الخليق ،ثّم ينشر كتابه فججان كججان عججادل نجججا ،و إن كججان جججايرا
ى ملءكججم و بججايعني طلحججة و الّزبيججر و أنججا أعججرف الغججدر فججي
هججوى حّتججى اجتمججع عل ج ّ
أوجههما ،و الّنكث في أعينهما ثّم استاذناني في العمرة فأعلمتهما أن ليس العمرة يريدان
،فسارا إلى مّكة و استخّفا عايشة و خدعاها و شخصامعها أبناء الطلقاء ،
ى و هما يعلمان أّنججي لسججت دون و يا عجبا لستقامتهما على أبي بكر و عمر و بغيهما عل ّ
شججام كتابججا
أحدهما ،و لججو شججئت أن أقججول لقلججت :و لقججد كججان معاويججة كتججب إليهمججا مججن ال ّ
يخدعهما فيه فكتماه عّني و خرجا يوهمان الظعام أّنهما يطلبان بدم عثمان ،
ن دم عثمججان لمعصججوب
ى منكرا ،و ل جعل بينججي و بينهججم نصججفا ،و إ ّ
ل ما أنكرا عل ّ
وا ّ
بهما و مطلوب منهما .
] [ 317
عقدا ،و انكث ما ابرما ،و ل تغفر لهما أبدا و أرهما المسائة فيما عمل و أّمل
ععععععع
از جمله خطبه شريفه آن حضرت است در مذمت طلحه و زبير و اتباع ايشان كه نسبت
دادند خون عثمان عليه اللعنة و الّنيججران را بججان امججام عالميججان :آگججاه بججاش بدرسججتى كججه
شيطان لعيجن برانگيخجت گجروه خجود را و بكشجيد سجپاه خجود را تجا بجاز گردانجد سجتم را
بجايهاى خود و راجع گرداند باطل را بأصل خود ،بخداوند سوگند انكار نكردهانججد بججر
من فعل منكر را كه عبارت است از نسبت قتل عثمان بمن ،
] [ 318
پس تهديد و تخويف بى ثمر خواهد شد .
ععععع ععععع
ى في الكافي باختلف تطلع عليه بعد الفراغ من شرح ما أورده السيد هنججا أّمججا
و هو مرو ّ
سماء إلى الرض كقطر المطر ، ن المر ينزل من ال ّ
بعد ،فإ ّ
سم لها من زيادة و نقصان ،فإذا راى أحدكم لخيه غفيججرة فججي أهججل أو ل نفس بما ق ّ
إلى ك ّ
ن المرء المسلم ما لم يغش دنائة تظهر ،فيخشججع لهججا
ن له فتنة ،فإ ّ
مال أو نفس ،فل تكون ّ
إذا ذكرت ،و يغرى بها لئام الّناس ،
كالفالج الياسر اّلذي ينتظر أّول فوزة من قداحه ،توجب له المغنم ،
و يرفع بها عنه المغرم ،و كذلك المسلم البريء من الخيانججة ،ينتظججر إحججدى الحسججنيين :
ل فإذا هو ذو أهججل و مججال و معججه دلنججه و
ل خير له ،و إّما رزق ا ّل فما عند ا ّ
إّما داعي ا ّ
لج
صالح حرث الخرة ،و قد يجمعهما ا ّ ن المال و البنين حرث الّدنيا و العمل ال ّحسبه ،إ ّ
ل ما حّذركم من نفسه ،و اخشوه خشية ليست بتعججذير ،و اعملججوا لقوام ،فاحذروا من ا ّ
ل إلى من عمل له ، ل يكله ا ّ
في غير رياء و سمعة ،فإّنه من يعمل لغير ا ّ
] [ 319
ععععع
شحم و ) غشى ( فلنا كرضى أتاه و ) غرى ( به كرضى أيضججا ولججع بججه و اى زايدات ال ّ
سهام من الفلج و هو الظفججر و الفججوز و ) الياسججر (
أغراه به ولعه و ) الفالج ( الفايز من ال ّ
القامر و اللعب بالمسير قال سبحانه :يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهمججا إثججم كججبير
سهولة لّنه أخجذ لمججال الّرججل و منافع للّناس ،و هو كمنزل اشتقاقه إّما من اليسر و هو ال ّ
بيسر و سهولة من غير كّد و ل تعب ،أو من اليسار لنه سبب يساره ،و قيل من اليسججر
ل شيء جزئته فقد يسرته يقال :يسروا الشيء أى اقسموه فججالجزور نكّ بمعنى التجزئة ل ّ
نفسه يسّمى ميسرا لّنه يجزء أجزاء ،و الياسر الجازر لّنه يجزء لحم الجججزور ثجّم يقججال
ضاربين بالقداح و المتقامرين على الجزور :إّنهم يا سرون ، لل ّ
قال الفيروز آبادى :الميسر كمنزل الّلعب بالقداح أو هججو الجججزور الججتي كججانوا يتقججامرون
عليهججا ،كججانوا إذا ارادوا أن ييسججروا اشججتروا جججزورا نسججئة و نحججروه قبججل أن ييسججروا و
قسموه ثمانية و عشرين قسما أو عشرة أقسام ،فاذا خرج واحجد واحججد باسججم رججل رجججل
ظهر فوز من خرج لهم ذوات النصباء و غرم من خرج له الغفل و قال الّزمخشري فججي
شججاف :كججانت لهججم عشججرة قججداح و هججي :الزلم و القلم الفججذ و الّتججوام و الّرقيججب والك ّ
الحلس بفتح الحاء و كسر اللم و قيل بكسر الحججاء و سججكون اللم و المسججبل و المعلججى و
ل واحد منها نصيب معلوم من جزور ينحرونها و الّنافس و المنيح و السفيح و الوغد ،لك ّ
ل لثلثة
يجزؤونها عشرة أجزاء و قيل ثمانية و عشرين جزء إ ّ
] [ 320
ن ربيججججججججججججح
لججججججججججججي فججججججججججججي الججججججججججججّدنيا سججججججججججججهام ليججججججججججججس فيهجججججججججججج ّ
ن و غد و سفيح و منيح و أساميه ّ
فللفّذ سهم و للّتوأم سهمان و للرقيب ثلثة و للحلس أربعة و للّنافس خمسة و للمسبل س جّتة
و للمعلى سبعة يجعلونها في الّربابة و هي الخريطة و يضعونها على يد عدل ثّم يجلجلهججا
يدخل يده فيخرج باسم رجل رجل قد حامنها ،فمن خرج له قدح من ذوات النصباء أخذ
النصيب الموسوم به ذلك القدح ،و من خرج له قدح ل نصيب لجه لججم يأخجذ شججيئا و غجرم
ثمججن الجججزور كّلججه ،و كججانوا يججدفعون تلججك النصججباء إلججى الفقججراء و ل يججأكلون منهججا و
يفتخرون بذلك و يذّمون من لم يججدخل فيججه و يسججمونه الججبرم انتهججى و ) التعججذير ( إظهججار
العذر مّمن ل عذر له في الحقيقة ،قال الفيروز آبادي قججوله تعججالى :و جججاء المعجّذرون ،
ق
بتشديد الّذال المكسورة أى المعتذرون الذين لهججم عججذر ،و قججد يكججون المعججذر غيججر محج ّ
صرون بغير عذر قال :و قرء ابن عّباس بالتخفيف من أعذر و كان يقججول : فالمعنى المق ّ
ل المعّذرين و كجان المعجّذر عنجده إّنمجا هجو غيجر ل لهكذا انزلت ،و كان يقول :لعن ا ّوا ّ
ق و بالّتخفيف من له عذر .
المح ّ
ععععععع
الباء في قوله بما قسم لها بمعنى على ،و ما في قوله ما لم يغش دنائة ظرفّية مصججدرية ،
ل على أّنها صججفة لججدنائة ،و جملججة فيخشججع أيضججا منصججوب و جملة تظهر منصوب المح ّ
ن،و ل لكونها عطفا على تظهر ،و مثلها جملة يغرى بهججا ،و قججوله كالفالججج خججبر ا ّ المح ّ
الياسججر صججفة و أصججل الكلم كالياسججر الفالججج أى كالقججامر الفججايز و قججدم الوصججف علججى
الموصوف على حّد قوله سبحانه :و غرابيب سود .
ن الّلفظتين صفتان و ان كانت إحداهما مرّتبججة شارح المعتزلى :و حسن ذلك ههنا إ ّ
قال ال ّ
على الخرى ،و جملة توجب له المغنم صفة للفوزة ،و يرفع إّما بالبناء علججى الفاعججل و
فيه ضمير مستتر راجع إلى الفالج ،و المغرم منصججوب علججى المفعوليججة أو بالبنججاء علججى
المفعول ،و المغرم مرفوع على النيابة عن الفاعل ،و قوله :فاذا هو ذو أهل
] [ 321
أى ذي النار ،و من في قوله :من يعمل شرطّية و يعمل و يكله مجزومان على حّد قوله
:من يعمل سوء يجز به .
عععععع
شريفة على تأديب الفقراء بعدم الوقوع في الفتنة من الحسد و ن مدار هذه الخطبة ال ّ
اعلم أ ّ
نحوه بما يشاهدونه في الغنياء و علججى تججأديب الغنيججاء بالّتزهيججد عججن المججال و جمعججه و
سمعة و الّرياء و على الّترغيب في صججلة الرحججام على العمل بالخلص و إخلئه من ال ّ
و الّترهيب عن القطيعة بذكر منافع الصلة و مفاسد القطيعججة ،و مججدار هججذا الفصججل علججى
ن مدار الفصل التي على الّرابع . الّثلثة الول ،كما أ ّ
ن المجر ( أى المججورات صجلة علججى رسججوله و آلججه ) فججا ّل سبحانه و ال ّ ) أما بعد ( حمد ا ّ
سماء إلى الرض ( و يخرج من القّوة إلججى سفلى ) ينزل من ال ّالمقّدرة الحادثة في العالم ال ّ
صججحايف العلويججة ) ك ( سفلية الخارجّية بعد أن كان ثابتا فججي ال ّ الفعل و يوجد في المواد ال ّ
نزول ) قطر المطر ( إلى الرض بأيدى المدّبرات كمججا قجال سججبحانه :تنجّزل الملئكججة و
سمه ) إلى ك ّ
ل ق العباد و ق ّ
ل في ح ّ ل أمر قّدره ا ّل أمر ،أى ك ّ
الّروح فيها باذن رّبهم من ك ّ
سم لها ( و قّدر في حّقها ) من زيادة أو نقصان ( أو قّلة أو كثرة كمججا نفس ( بمقدار ) ما ق ّ
ل بقدر معلوم ل عندنا خزائنه و ما ننّزله إ ّقال تعالى :و إن من شيء إ ّ
] [ 322
ل سبحانه و تفريقهججا بتقسججيم الملججك العججادل علججى وفججق ) فاذا ( كان نزول المور بتقدير ا ّ
الحكمة و اقتضاء المصلحة و ) رأى أحدكم لخيه ( المؤمن ) غفيرة ( و زيادة ) في أهل
أو مال أو نفس ( أو رفعة أو مكانججة ) ف ( لبجّد لججه أن يرضججى بقسججمة الجّبججار و أن ) ل
ن ( رؤية هذه الغفيرة ) له فتنة ( و ل توجب له ضلل و ل توقع له فججي الحسججد و ل تكون ّ
سعى لهم و لخدمتهم للطمع بما في أيديهم ) ثبعث له إلى الّرغبة إلى الغنياء و اخلص ال ّ
لج ،جه إلججى ا ّ
ق ،حاجبججة عججن الّتججو ّ
ن ( هذه كّلها تكون شاغلة له عن سججلوك سججبيل الحج ّ فا ّ
ل و فيها دنائة الّنفس و رذالة الطبع و ) المججرء المسججلم مانعة عن الوصول إلى رضوان ا ّ
ما لم يغش دنائة تظهر ( و لم يأت على رذالة تشهر بين الّناس ) فيخشع لهججا إذا ذكججرت (
و يستحيى من ذكرها و يلزمه بارتكابها الخجل ) و تغرى بها لئام الّناس ( و عوامهم فججي
فعل مثلها أو هتك سّره بها كان ) كالفالج الياسججر ( و القججامر الفججايز ) الججذي ينتظججر ( فججي
قماره و لعبه بالقداح ) أّول فوزة من قداحه توجب له ( هذه الفوزة ) المغنم ( و يأخذ بها
نصيبه الموسوم به ) و ترفع بها عنه المغرم ( و يدفع ضرر الغرامة عنه .
صائن لنفسه الحافظ لدينه العججاري مجن الجّدنائة و ) الجبرئ مججن و ) كذلك المرء المسلم ( ال ّ
الخيانة ينتظر ( في حياته مع صبره عن المعصية فوز ) إحدى الحسنيين إّما ( أن يججدعوه
ل ( بقبضججه إليججه فيسججتجيب لججه و يفججوز إذن بجالّنعيم المقيججم و يججدخل الجّنججة الججتي
) داعى ا ّ
ل خير له ( و أبقى و هي فججوزة ل تفنججى ) و إّمججا ( سماء ) فما عند ا ّ عرضها الرض و ال ّ
ل ) فاذا هو ذو أهل و مال و معه دينه و ل ( و يدركه كرامة ا ّ أن يفتح له أبواب ) رزق ا ّ
حسبه ( فيفوز الفوز العظيم مع المن من العذاب الليم و هو أفضل عند العاقل من الفتنة
ل و تدليس لوح الّنفس برذايل الخلق من الحسد و نحوه . بالغير و اللتفات عن ا ّ
ن المال و البنين حرث الّدنيا و العمل الصالح حججرث الخججرة ( و مججن
و ذلك من حيث ) إ ّ
كان يريد 1حرث الخرة نزد له في حرثه و من كان يريد حرث الّدنيا نؤته
-----------
) ( 1ققققق قق قققق قققققق ققق .
] [ 323
منها و ما له في الخرة من نصيب ،فحرث الّدنيا حقير و حرث الخرة جليل خطير ،
ل أن قالوا رّبنا اغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا ل لقوام ( و ما كان قولهم 1إ ّ
) و قد يجمعهما ا ّ
لج ثججواب الجّدنيا و حسججن
في أمرنا و ثّبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين ،فججأتيهم ا ّ
ل ( و اّتقوه ) بما حذركم مججن نفسججه ( ب المحسنين ) فاحذروا من ا ّ ل يح ّ
ثواب الخرة و ا ّ
بقوله :فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) و اخشوه
خشية ( صادقة ) ليست ب ( ذات ) تعججذير ( إذ العتججذار إّنمججا ينفججع عنججد مججن هججو جاهججل
ضماير .
سراير و محجوب عّما في ال ّ بال ّ
خر ،بل النسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره و ينّبؤ النسان 2يومئذ بما قّدم و أ ّ
،فيجزى المعتذرون جزاء ما كانوا يعملون ،فيومئذ 3ل ينفع الذين ظلمججوا معججذرتهم و
ل هم يستعتبون .
) و اعملججوا فججي غيججر ريججاء و ل سججمعة ( أى عمل خالصججا مخلصججا عنهمججا و فججي حججذف
ل على وجججوب الخلص فججي الكج ّ
ل المتعّلق دللة على العموم فيشمل جميع العمال و يد ّ
ل حركججة و سججكون لّنججه سلم :ل بّد للعبد من خالص الّنية في ك ج ّ صادق عليه ال ّ
كما قال ال ّ
لج تعججالى فقججال :إن هججم ا ّ
ل إذا لم يكن بهذا المعنى يكون غججافل و الغججافلون قججد وصججفهم ا ّ
ل سبيل ،و قال :اولئك هم الغافلون . كالنعام بل هم أض ّ
ل شيء يفعله و عمججل يعمججل قال بعض العلماء في تفسير ذلك :يجب أن يكون للعبد في ك ّ
ن ذلججك كلججه مججن
من نّية اخلص حّتى في مطعمه و مشربه و ملبسه و نومه و نكاحه ،فا ّ
ل كانت في ل و في ا ّ
أعماله التي يسأل عنها و يجازى عليها فان كانت ّ
-----------
) ( 1قققق قق ق ق قققق ق ققق قققق ق ق ق ققق قق
ققققق .ققق .
-----------
) ( 2قققق قق ق ق قققق ق ق ق ق ققق قققققق ق ق
ققق .
-----------
) ( 3ققققق قق قققق ققققق .
] [ 324
ل كانت في ميزان س جّيئاته ،و كججان ميزان حسنانه ،و إن كانت في سبيل الهوى و لغير ا ّ
سجارقة و ل يكجون علجى صاحبها في الّدنيا على مثال البهايم الّراتعجة و النعجام المهملجة ال ّ
ل بقججوله :أغفلنججا قلبججه عججن ذكرنججا أي
الحقيقة إنسانا مكّلفا موّفقا و كان من الذين ذكرهم ا ّ
وجدناه غافل كقولك :دخلت بلدة فاعمرتهججا أى وجججدتها عججامرة فهججو غافججل عّمججا يججأتيه و
يذره متبعا لهواه فيما يورده و يصدره .
ل ج إلججى مججن
ل يكله ا ّ
سلم وجوب ترك الّريا بقوله ) :فاّنه من يعمل لغير ا ّ
ثّم عّلل عليه ال ّ
عمل له ( و يقطع عنه ميامن لطفه و ألطاف نظره .
سججعادة الخروّيججة أردف كلمججه بقججوله سلم مقصورة على طلب ال ّ و لّما كان هّمته عليه ال ّ
شارح البحرانججي و سعداء و مرافقة النبياء ( قال ال ّ
شهداء و معايشة ال ّل منازل ال ّ ) نسأل ا ّ
سججلم بطلججب سامعين إلى القتداء به في طلبها و العمل بها و بججدء عليججه ال ّ في ذلك جذب لل ّ
شججهادة غجايته أن يكجون ن من حكم لجه بال ّأسهل المراتب الثلثة للنسان و ختم بأعظمها فا ّ
ليججق
سعيد غايته أن يكون في زمرة النبياء رفيقا لهم ،و هذا هو الّترتيججب ال ّ سعيدا ،و ال ّ
ن المرتبة العالية ل تنال دفعة دون نيل ما هو أدون منها . من المؤّدب الحاذق ،فا ّ
عععع
ععععع عععععععع عع عععع عععع ععع
و ذكر بعض ما وردت فيه من اليججات و الخبججار و الشججارة إلججى أقسججامه و إلججى الجّدواء
الّنافع له فالكلم في مقامات أربعة .
عع عع ع
عععع عع ععععع ع ع عععع ع ععع ع ععع
عععع
ععع
] [ 325
سججمعة
ل إذا رأى الّنججاس و رأوه ،و ال ّ
لج فيججه و أصججله مججن الّرؤيججة كججأنه ل يعمججل إ ّ
غير ا ّ
سة البصر . سمع و الّرياء بحا ّسة ال ّ
ل أّنها تتعّلق بحا ّبالضّم كالّرياء إ ّ
و عن الفارابي في ديوان الدب يقال :فعل ذلك رياء و سمعة إذا فعل ذلك ليراه الّناس و
يسمعوا به .
سججماعسمعة مشتّقة مججن ال ّق من الّرؤية ،و ال ّ و قال الغزالي في إحياء العلوم :الّرياء مشت ّ
ن الجججاه وو إّنما الّرياء أصله طلب المنزلة في قلوب الّناس بججايرائهم خصججال الخيججر ال أ ّ
ل ،و اسم الّرياء مخصوص بحكججم العججادة بطلججب المنزلة تطلب في القلب بأعمال سوى ا ّ
لج ،
المنزلجة فججي القلجوب بالعبجادات و إظهارهجا ،فحجّد الّريججاء هججو إرادة العبجاد بطاعججة ا ّ
فالمرائي هو العابد ،و المرائى هو الّناس المطلوب رؤيتهم بطلب المنزلة في قلوبهم ،و
المرائى به هو الخصال التي قصد المرائي إظهارها ،و الّرياء قصد إظهار ذلك .
أقول :و الولى ما ذكرناه ،لكونه شامل للعبادات و غيرهججا فعل و تركججا حسججبما تعرفججه
ص بفعل العبادات فقط فل يعّم .
في القسام التية ،و ما ذكره مخت ّ
ل سبحانه :فويل للمصّلين الذينهم عن صججلتهم سججاهون ،و الججذينهم يججراؤن و قججال قال ا ّ
جججون مججن أهججل الّريججاء ،فقيججل :يججا
ن الّنار و أهلها يع ّ
ل عليه و آله و سّلم :إ ّ
ي صّلى ا ّ النب ّ
ج الّنار ؟ قال :من حّر الّنار التي يعّذبون بها . ل كيف تع ّرسول ا ّ
و قال أيضا :ينادى المرائي يوم القيامة بأربعة أسماء :يا كافر ،يا فججاجر ،يججا غججادر يججا
ل « سعيك ،و بطل عملك ،و ل خلق لك ،التمس الجر مّمججن كنججت ل»ضّ خاسر ،ظ ّ
ن أّول ما يدعى يوم القيامة رجل جمع القرآن ،و رجل تعمل له يا مخادع و قال أيضا :إ ّ
ل للقاري ألم اعلمجك مجا انزلججت ل عّز و ج ّ ل ،و رجل كثير المال فيقول ا ّ قاتل في سبيل ا ّ
ب فيقول :مججا عملججت بججه فيمججا علمججت ؟ فيقججول :يججا ر ّ
ب على رسولي ؟ فيقول :بلى يا ر ّ
قمت به في
] [ 326
سع عليك حّتى لم أدعك تحتاج إلججى أحججد ؟ ل تعالى :ألم أو ّو يؤتى بصاحب المال فيقول ا ّ
ب ،فيقول :فما عملت فيما آتيتك ؟ قال :كنت أصل الّرحم و أتص جّدق ، فيقول :بلى يا ر ّ
لج تعججالى :بججل أردت أن
ل تعالى :كذبت ،و تقول الملئكججة :كججذبت ،و يقججول ا ّ فيقول ا ّ
يقال فلن جواد و قد قيل ذلك .
سلم قال
ل عليه ال ّ
ي بإسناده عن فضل أبي العّباس عن أبي عبد ا ّ
و في الوسائل عن الكلين ّ
:
ن ذلججك ليججس
ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا و يسّر سّيئا أ ليس يرجججع إلججى نفسججه فيعلججم أ ّ
حت
سججريرة إذا صج ّ ن ال ّ
ل يقول :بججل النسججان علججى نفسججه بصججيرة ،إ ّ
ل عّز و ج ّ
كذلك و ا ّ
قويت العلنية .
ل عليه و آله و سججّلم :ل صّلى ا ّسلم أيضا قال :قال رسول ا ّسكوني عنه عليه ال ّو عن ال ّ
سيأتي على الّناس زمان تخبث فيه سرايرهم و تحسن فيه علنيتهجم طمعجا فججي الجّدنيا ،ل
ل ج بعقججاب فيججدعونهيريدون به ما عند رّبهم يكون دينهم رياء ل يخالطهم خججوف يعمهججم ا ّ
دعاء الغريق فل يستجيب لهم .
لج
ي في كتاب المحاسن عن يحيى بن بشير النّبال عّمن ذكره عججن أبججي عبججد ا ّ و عن البرق ّ
ل أكثر مّما أراده بججه ، ل بالقليل من عمله أظهره ا ّ
ل عّز و ج ّ
سلم قال :من أراد ا ّ
عليه ال ّ
ل أن يقّللججه
لج إ ّ
و من أراد الّناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه و سهر من ليله أبججى ا ّ
ي بن جعفججر
صدوق في كتاب عقاب العمال بإسناده عن عل ّ
في عين من سمعه و روى ال ّ
عن أخيه
] [ 327
ل عليهل صّلى ا ّ
ل عليهم قال :قال رسول ا ّ موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه صلوات ا ّ
ل للّنار :ل تحرق لهمل لمالك :ق ّ
ل عّز و ج ّو آله و سّلم :يؤمر برجال إلى الّنار فيقول ا ّ
أقداما فقد كانوا يمشون بها إلجى المسجاجد ،و ل تحجرق لهجم وججوه » هجا ظ « فقجد كجانوا
يسبغون الوضوء ،
و ل تحجرق لهجم أيججدي فقججد كجانوا يرفعونهججا بالجّدعاء ،و ل تحججرق لهججم ألسججنة فقجد كججانوا
يكثرون تلوة القرآن ،قال :فيقول لهم خازن الّنار :يا أشقيا ما كان حالكم ؟
سججماءثّم قال :بأبي و أّمي حّدثني و أنا رديفه فقال :بينا نحن نسير إذ رفع بصججره إلججى ال ّ
ب ،ثجّم قججال :يججا
ل الذي يقضي في خلقه مججا أحج ّ
ل عليه و آله و سّلم :الحمد ّ
فقال صّلى ا ّ
معاذ
] [ 328
لج امججام
ل و سّيد المؤمنين ،قال :يا معاذ قلت :لبّيججك يججا رسججول ا ّ
قلت :لبيك يا رسول ا ّ
ي امتججه إنل عليه و آله و سّلم احّدثك شججيئا مججا حجّدث نججب ّ
ي الّرحمة قال صّلى ا ّ
الخير و نب ّ
ل.جتك عند ا ّ حفظته نفعك عيشك و إن سمعته و لم تحفظه انقطعت ح ّ
ل عليه و آله و سّلم ثّم يجيء الحفظة عن الغد و معهم عمل صالح فتم جّر بججه قال :صّلى ا ّ
سججماء الّثانيججة :قفججوا و
سماء الّثانية فيقججول الملججك الججذي فججي ال ّ
و تزّكيه و تكّثر حّتى تبلغ ال ّ
اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه إّنما أراد بهذا العمل عرض الّدنيا أنججا صججاحب ال جّدنيا ل
ب الّدنيا .
أدع عمله يتجاوزني إلى غيري و هو يح ّ
جب بججه الحفظجة و تججاوزه قال :ثّم تصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا بصدقة و صلة فتع ّ
سماء الّثالثة فيقول الملك قفوا و اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنججا ملججك صججاحب إلى ال ّ
الكبر فيقول :إّنه عمل و تكّبججر علججى الّنججاس فججي مجالسججهم أمرنججي رّبججي أن ل أدع عملججه
يتجاوزني إلى غيري .
ي بالّتسججبيح و
سماء لججه دو ّي في ال ّ
قال :و تصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كالكوكب الّدر ّ
سماء الّرابعة فيقول لهم الملك :قفوا و اضربوا بهججذا العمججل ج فتمر به إلى ال ّ
صوم و الح ّ
ال ّ
وجه صاحبه و بطنه أنا ملك العجججب إّنججه كججان يعجججب بنفسججه و إّنججه عمججل و أدخججل نفسججه
العجب أمرني رّبي أن ل أدع عمله يتجاوزني إلى غيري .
سججماء
قال :و تصعد الحفظة بعمل العبد كالعروس المزفوفة إلى أهلها فتمّر به إلى ملك ال ّ
صلتين و كذلك العمل له رنين كرنين صدقة ما بين ال ّ
الخامسة بالجهاد و ال ّ
] [ 329
شمس فيقول الملك :قفوا أنا ملك الحسد و اضربوا بهذا العمججل البل عليه ضوء كضوء ال ّ
لج بطججاعته و إذا
وجه صاحبه و احملوه على عاتقه ،إّنه كان يحسججد مججن يتعّلججم أو يعمججل ّ
رأى لحد فضل في العمل و العبادة حسده و وقع فيه فيحملوه على عاتقه و يلعنه عمله .
ج و عمججرة فيتجججاوز بججه إلججى قال :و تصعد الحفظة بعمل العبججد مججن صججلة و زكججاة و حج ّ
سادسة فيقججول الملئكججة :قفججوا أنججا صججاحب الّرحمججة اضججربوا بهججذا العمججل وجججه
سماء ال ّ
ال ّ
لج ذنبججا
ن صاحبه لم يرحم شيئا إذا أصججاب عبججدا مججن عبججاد ا ّ صاحبه واطمسوا عينيه ،ل ّ
للخرة أو ضّراء في الّدنيا شمت به أمرني رّبي أن ل أدع عمله يجاوزني إلى غيري .
قال :و تصعد الحفظة بعمل العبد بفقججه و اجتهججاد و ورع و لججه صججوت كالرعججد و ضججوء
سججابعة فيقججول الملججك :
سججماء ال ّ
كضوء البرق و معه ثلثة آلف ملك فتمّر بهم إلججى ملججك ال ّ
لج إّنجه
ل عمجل ليجس ّ قفوا و اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك الحججاب أحججب كج ّ
أراد رفعة عند القّواد و ذكرا في المجالس وصيتا في المداين أمرني رّبي أن ل أدع عمله
ل خالصا . يتجاوزني إلى غيري ما لم يكن ّ
ج و عمججرة و قال :و تصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا به من صلة و زكاة و صيام و ح ّ
سماوات و الملئكة السججبعة بجمججاعتهم خلق الحسن و صمت و ذكر كثير تشّيعه ملئكة ال ّ
فيطئون الحجب كّلها حّتججى يقومججوا بيججن يججديه سججبحانه فيشججهدوا لججه بعمججل و دعججاء فيقججول
سبحانه :أنتم حفظة عمل عبدي و أنا رقيب على ما في نفسه إّنججه لججم يردنججي بهججذا العمججل
عليه لعنتي فيقول الملئكة :عليه لعنتك و لعنتنا .
] [ 330
إخوانك ،و ل تراء بعملك ،و ل تداخل من الّدنيا في الخججرة ،و ل تفحججش فججي مجلسججك
لكي يحذروك لسوء خلقك ،و ل تناج مع رجل و أنت مع آخر ،و ل تعظججم علججى الّنججاس
ل تعججالى :فتنقطع عنك خيرات الّدنيا ،و ل تمزق الّناس فتمزقك كلب أهل الّنار ،قال ا ّ
» و الناشطات نشطا « أفتدري ما الناشطات ؟ إّنه كلب أهل الّنار تنشط الّلحججم و العظججم
لج تعججالى
سججر ا ّ
قلت :و من يطيق هذه الخصال ؟ قال :يا معاذ أما أّنججه يسججير علججى مججن ي ّ
عليه قال :و ما رأيت معاذا يكثر تلوة القرآن كما يكثر تلوة هذا الحديث
ل أّنها منشعبة عن قسمين أحدهما الّرياء المحض و الثاني الّرياء المشوب .
و هي كثيرة إ ّ
ل الّدنيا و رؤية الّنججاس كالججذي يص جّلىأّما الّرياء المحض فهو أن ل يكون مراده بالعبادة إ ّ
بين أظهر الّناس ،و لو كان منفردا لكان ل يصّلي بل رّبما يصجّلي مججن غيججر طهججارة مججع
الّناس ،فهذا يجب أن يترك لّنه معصية ل طاعة فيه أصججل و أّمججا الّريججاء المشججوب فهججو
يتصّور على وجوه .
صججلةأحدها أن يعقججد علججى الخلص قلبججه ثجّم يطججرء الّريججاء و دواعيججه مثججل أن يفتتججح ال ّ
شيطان :رد صلتك حسنا حّتججى بالقبال فيدخل عليه داخل أو ينظر إليه ناظر فيقول له ال ّ
ينظر إليك هذا الناظر بعين الوقار فتخشع جوارحه و يحسن صلته .
ل فيه ،فمضججى ن في ناحية البلد مسجدا مهجورا ل يدخله أحد فأمضي إليه ليل و أعبد ا ّ إّ
إليه في ليلة ظلماء و كججان ذات رعججد و بججرق و مطججر فشججرع فججي العبججادة فبينمججا هججو فججي
سرور برؤية ذلك الجّداخل لجه و هجو مشجتغل س به فدخله ال ّ
الصلة إذ دخل عليه داخل فأح ّ
بالعبادة في الليلة المظلمة ،فأخذ في الجّد و الجتهاد في عبادته إلى أن جاء الّنهار فنظججر
إلى ذلك الّداخل فاذا هو كلب أسود قد دخل المسجد مّمججا أصججابه مججن المطججر فنججدم الّرجججل
على ما فعجل و قجال :يجا نفجس إّنجي فجررت مجن أن اشجرك بعبجادة ربجي أحجدا فجوقعت أن
أشركت في عبادته كلبا وا أسفا وا ويل على هذا
] [ 331
شيطان من معرض الخير و يقول له :اعمل هذا العمل ليقتدي بك الّناس الّثاني أن يأتيه ال ّ
فيحصل لك أجر من عمل به ،و هذه المكيدة أعظم من الولى و ينخدع بها من ل ينخدع
بتلك و هو عين الّريا لّنه اذا رأى هذه الحالة خيرا ل يرتضي بغيره تركهججا فلججم تركججه و
هو في الخلوة و ليس أحد أغّر على النسان من نفسه .
الّثالث أن يتنّبه العاقجل لهجاتين و يسجتحيي مجن المخالفجة بيجن صجلته فجي الخلء و الملء
فيحسن صلته في الخلوة ليطابق الجلوة ،و هذا أيضا من الّريججا لّنججه حسججن صججلته فججي
الخلوة ليحسن في الملء فكان نظره في عمله إلى الّناس .
شيطان عججن ايقججاعه فججي الّريججاء بججأن الّرابع أن ينظر إليه الّناس و هو في صلته فيعجز ال ّ
ل و جبروته و من أنججت واقججف يقول له :اخشع لجلهم و لكن يقول له :تفّكر في عظمة ا ّ
لج إلجى قلبجك و أنجت غافجل عنجه فيحضجر بجذلك و تجتمجع بين يجديه و اسجتحي أن ينظجر ا ّ
ن خشوعه لو كان لنظججره إلججى ن ذلك عين الخلص و هو عين الّريا فا ّ نأّجوارحه و يظ ّ
ل لم لم يكن حالته في الخلوة هكذا ؟
عظمة ا ّ
ب اظهارهججاالخججامس أن يكمججل العبججادة علججى الخلص لكججن عججرض لججه بعججد الفججراغ ح ج ّ
شجيطان و يقجول لجه :إّنجك قجد أكملججتلتحصيل بعض الغججراض ،و ذلججك بجأن يخججدعه ال ّ
العبادة الخالصة و قد كنت في ديوان المخلصين و ل يقدح فيها ما يتجّدد و إّنما ينضّم إلى
صله بها من الخير الجل خير عاجل فيحدث به و يظهره ،و هو أيضا مبطل للعمل ما ح ّ
و مفسد له و إن سبق .
سلم من عمل حسنة سّرا كتبت له سّرا فإذا أقجّر بهججا محيججت و كتبججت صادق عليه ال ّ قال ال ّ
سججر علججى عمججل الجهججر
جهرا ،فاذا أقّر بها ثانيججا محيججت و كتبججت ريججاء و فضججل عمججل ال ّ
سبعون ضعفا ،نعم لو تعّلق باذا عته غرض صحيح كما لو أراد ترغيب الغير فيه إذا لججم
يمكن الترغيب بدونه لم يكن به بأس .
ن غرضه
سادس أن يترك العمل خوفا من الّريا ،و هذا أيضا من خدايع إبليس الّلعين ل ّ
ال ّ
القصى ترك العمل فاذا لم تجب إليه و اشتغلت به فيدعوك إلى
] [ 332
قال ابن فهد في عّدة الّداعي و مثال ذلك من سلم إليه موله حنطة فيهججا قليججل مججن المبججاين
إّما شعير أو مدر ،و قال :خّلصها من الّتراب مثل و نّقها منه تنقية جّيدة بالغججة ،فيججترك
ل يخلص خلصا صافيا و يججترك العمججل مججن أصل العمل و يقول :أخاف إن اشتغلت به أ ّ
أصله .
لج
سابع أن يترك العمل ل لذلك بل خوفا على الّنججاس أن يقولججوا إّنججه مججرائي فيعصججون ا ّ ال ّ
ن تججرك العمججل خوفججا مججن أن يقججال لججه :إنججه
يلّ تعالى به ،و هذا أيضا كسابقه ريججاء خفج ّ
مرائي عين الّرياء ،و لو ل حّبه لمحمدتهم و خوفه من مذّمتهم فما له و لقولهم إّنججه مججراء
ى فرق بيججن تججرك العمججل خوفججا مججن قججولهم :إّنججه مججراء و بيججن أن أو قالوا إّنه مخلص و أ ّ
صججر غافججل مججع مججا فججي ذلججك مججن سججوء الظ ج ّ
ن يحسججن العمججل خوفججا مججن قججولهم :إّنججه مق ّ
شيطان في ترك العمل . بالمسلمين ،و من إطاعة ال ّ
الّثامن أن يكون ترك العمل إشفاقا على المسلمين بأن يقول له إبليس اللعين :اترك العمججل
سوء و تركك العمل إشفاقا عليهججم يقججوم ن ال ّ
إشفاقا على المؤمنين من وقوعهم في الثم بظ ّ
ن نظر المصلحة للمسلمين حسنة فيعججادل الّثججواب مقام العمل و يحصل لك بذلك الّثواب ل ّ
الحاصل من العمل بل هو أفضل لّنه متعّد إلججى الغيججر و هججذا الخيججال مججن غوايججل الّنفججس
شيطان الخبيث لما لم يجد إليك المارة المايلة إلى الكسالة و البطالة و مكيدة عظيمة من ال ّ
مسلكا فصّدك من هذا الطريق و زّين لك هذا الّتنميق .
قال ابن فهد و وجه فساده يظهر من وجوه :
جل لك الوقوع في الثم المتيّقن فاّنك ظننت أن يظّنوا بك اّنججك مججراء ،و هججذا
الّول أّنه ع ّ
ن سججوء يلحقججكن سوء و على تقدير وقوعه منهم يلحقهم به إثم و ظّنك هذا بهم أيضا ظ ّ ظّ
ن موهججومبه الثم إذا لم يكن مطابقا لما ظننت بهم و تركت العمل من أجله فعدلت من ظ ج ّ
إلى إثم معلوم ،و حذرا من لزوم اثم لغيرك فأوقيت فيه نفسك .
] [ 333
شججيطان بججترك العمججل الججذي هججو مججراده ،و تججرك العمججل والّثاني أّنك إذن وافقججت إرادة ال ّ
ن ذكججره تعججالى و التججولى فججي
شججيطان عليججك و تمّكنججه منججك ،ل ّالبطالة موجب لجتراء ال ّ
ن فيه موافقة للّنفججس المججارةشيطان و ا ّخدمته يقربك منه و بقدر ما تقرب منه تبعد من ال ّ
بميلها إلى الكسالة و البطالة و هما ينبوع آفات كثيرة إن كان لك بصيرة .
ن هذا من غوائل الّنفس و ميلها إلى البطالة أّنك لّمججا نظججرت إلججى فججواتالّثالث مما يدلك أ ّ
الّثواب الحاصل لك من البطالة و إلى فوات وقوعهم في الثم آثرتهم على نفسك بتخفيججف
ن و حرمت نفسك الّثواب ،و تفّكججر فججي نفسججك و تمثججل فججي ما يلزمهم من الثم بسوء الظ ّ
قلبك بعين النصاف لو حصل بينك و بينهم في شيء من حظوظ العاجلة منازعة إّما فججي
ن فيها فايدة و حصول أكنت تؤثرهم على نفسك و دار أو مال أو ظهر لك نوع معيشة تظ ّ
ل بل كنت تناقشهم مناقشة المشاقق و تسججتأثر عليهججم فيمججا يظهججر لججك لوا ّ تتركه لهم ؟ ك ّ
من أنواع المعيشة إن أمكنك فرصة الستيثار و تقلى الحبيب و تقضي القريب .
ل ج سججيظهره نا ّالّتاسع أن يقول لك اللعين إذا كنت ل تترك العمل لججذلك فججاخف العمججل فججا ّ
ن إخفججاك لججهعليك فاما إذا أظهرته فيمكن أن تقع في الّريا ،و هذا الّتلججبيس عيججن الّريججا ل ّ
لج
كي يظهر بين الّناس هو بعينه العمل لجل الّناس ،و ما عليك إذا كججان مرض جّيا عنججد ا ّ
تعالى أن يظهر للّناس أو يخفى .
ععع
عععععع عع عععع ععع
ن النسان يقصد الشيء و يرغب فيه لظّنججه و هو على ما ذكره الغزالي في إحياء العلوم أ ّ
أّنه خير له و نافع و لذيذ إّما في الحال و إّما في المآل فان علم أّنه لذيذ فججي الحجال و لكّنججه
ضاّر في المآل سهل عليه قطع الّرغبة عنه كمن يعلم أنّ العسل لذيذ و لكن إذا بججان لججه أ ّ
ن
فيه سّما أعرض عنه ،فكذلك طريق قطع هذه الّرغبة أن يعلم ما فيه من المضّرة
] [ 334
و مهما عرف العبد مضّرة الّريا و ما يفوته من صلح قلبه و ما يحرم عنه في الحال من
ل و ما يتعجّرض لججه مججن العقجاب العظيجم و المقججت الّتوفيق و في الخرة من المنزلة عند ا ّ
شديد و الخزي الظاهر حيث ينادى على رؤوس الخليق يا فاجر يا غادر يا مرائي أمججا ال ّ
لج عججرض الجّدنيا ،و راقبججت قلججوب العبججاد و اسججتهزءت استحييت ؟ إذ اشتريت بطاعججة ا ّ
لج ،وشججين عنججد ا ّ
لج ،و تزّينججت لهججم بال ّ
ل و تحّببت إلججى العبججاد بججالتبغض إلججى ا ّ
بطاعة ا ّ
ل ،و طلبت رضاهم بججالّتعرض ل ،و تحمدت إليهم بالّتذّمم عند ا ّ تقّربت إليهم بالبعد من ا ّ
ل؟ل أما كان أحد أهون عليك من ا ّ لسخط ا ّ
فمهما تفّكر العبد في هذا الخزي و قابل ما يحصل له من العباد و الّتزّين لهم في الّدنيا بما
ن العمل الواحججد بججه رّبمججا كججانيفوته في الخرة و بما يحبط عليه من ثواب العمال مع أ ّ
جح به و يهججوى سيئات فتر ّ جح ميزان حسناته لو خلص فاذا فسد بالّريا خّول إلى كّفة ال ّ يتر ّ
ل إحباط عبادة واحدة لكان ذلك كافيا فججي معرفججة ضججرره إلى الّنار فلو لم يكن في الّرياء إ ّ
و إن كان مع ذلك ساير حسناته راجحة ،
ط
صججديقين ،و قججد حج ّ
ل في زمججرة الّنججبيين و ال ّ
فقد كان ينال بهذه الحسنة علّو الّرتبة عند ا ّ
ف الّنعال من مراتب الولياء هذا . عنهم بسبب الّريا و رّد إلى ص ّ
مع ما يتعّرض له في الّدنيا من تشّتت الهّم بسبب ملحظة قلوب الخلق ،
ل ما يرضى به فريق يسخط به فريق ،و رضا بعضهم ن رضا الّناس غاية ل تدرك فك ّ فا ّ
ل عليهججم و أسججخطهم أيضججا
ل سخط ا ّ في سخط بعضهم ،و من طلب رضاهم في سخط ا ّ
ل لجل حمدهم ،و ل يزيدهم حمدهم رزقججا ى غرض له في مدحهم و ايثار ذّم ا ّ عليه ثّم أ ّ
و ل أجل ،و ل ينفعه يوم فقره و فاقته و هو يوم القيامة .
] [ 335
و أّما ذّمهم فلم يحذر منه و ل يزيده ذّمهججم شججيئا فججإذا قججرر فججي قلبججه آفججة هججذه السججباب و
ن العاقل ل يرغب فيما يكثر ضرره و يق ّ
ل ل قلبه ،فا ّ ضررها فترت رغبته و أقبل على ا ّ
ن الّناس لو علموا ما في بطنه من قصد الّرياء و إظهار الخلص لمقتوه نفعه ،و يكفيه أ ّ
لو ل عن سّره حّتى يبغضه إلى الّناس و يعّرفهم أّنه مراء و ممقوت عند ا ّ ،و سيكشف ا ّ
خرهم له و اطلق ألسنتهم بالمدح و
ل لهم إخلصه و حّببه إليهم و س ّ
ل لكشف ا ّ
لو اخلص ّ
الّثناء عليه .
ل تعالى عبججادة اذكججر بهججان رجل من بني إسرائيل قال :لعبدن ا ّأقول و هو كما روي ا ّ
ل قجالوا متصجّنع مجراء ، فمكث مّدة مبالغا في الطاعات و جعل ل يمّر بملء مجن الّنجاس إ ّ
فأقبل على نفسه و قد قال :اتعبت نفسك و ضّيعت عمرك في ل شيء فينبغي أن تعمل ّ
ل
ل قججالوا ورع ل تعالى ،فجعل ل يمّر بملء من الّناس إ ّ سبحانه فغير نّيته و أخلص عمله ّ
تقيّ هذا .
ل مذموم و من أهل الّنار ،و ذّم الّناس ل يضّره و ن مدح الّناس ل ينفعه و هو عند ا ّ مع أ ّ
ل محمود و مججن أهججل الجّنججة فمججن أحضججر فججي قلبججه الخججرة و نعيمهججا المؤّبججد و هو عند ا ّ
ل استحقر ما يتعّلق بالخلق أّيام الحياة مع مججا فيججه مججن الكججدورات و المنازل الّرفيعة عند ا ّ
المنقصات و كيف يرضى العاقل أن يجعل ثمن عمله مدح الّناس له و ما فججي أيججديهم مججن
لج سججبحانه هججو حطام الّدنيا و زخارفها مع أّنها على تقدير الّنيل إليها ثمن بخس و رضا ا ّ
الجزاء الوفى .
ن ههنا رجل معه جوهر نفيس يساوي مججأة ألججف دينججار و هججو محتججاج إلججى فلو قيل لك :إ ّ
ثمنه بل إلى بيعه عاجل و إلى أضعافه ثمنا فحضر من يشتري منه متاعه بأضعاف ثمنججه
مع حاجته إلى الضعاف فأبى بيعه بذلك و بججاعه بفلججس واحججد ألسججت تحكججم بسججفاهة ذلججك
البايع و نقصان عقله ؟
ن ما يناله العبد بعمله من حطام الّدنيا و مججدح فحال المرائي بعينه مثل حال هذا البايع ،فإ ّ
ل من فلس فججي جنججب ألججف ل سبحانه اق ّالّناس له بالضافة إلى ثواب الخرة و مرضات ا ّ
ل من نسبته إلى الّدنيا و ما فيها هذا كّله هو الّدواء العلمي
ألف دينار بل أق ّ
] [ 336
و أما الدواء العملى فهو أن يعّود نفسه إخفاء العبادات و إغلق البواب دونها كمججا يغلججق
ل و اطلعه على عبادته و ل تنججازعه الّنفججس
البواب دون الفواحش حّتى يقنع قلبه بعلم ا ّ
إلى طلب علم غيره سبحانه .
و لذلك كان عيسى يقول للحوارّيين إذا صام أحدكم فليدهن رأسه و لحيته و يمسججح شججفتيه
بالّزيت لئل يرى الّناس أّنه صجائم ،و إذا أعطجى بيمينجه فليخجف عجن شجماله و إذا صجّلى
ل يقسم الّثناء كما يقسم الّرزق .
نا ّ
فليرخ ستر بابه فا ّ
ل بظّله يججوم
ل العرش ثلثة يظّلهم ا ّ ن في ظ ّ
ل عليه و آله و سّلم إ ّ ل صّلى ا ّ
و قال رسول ا ّ
لج و افترقجا عليجه ،و رججل تصجدق بيمينجه صجدقة ل ظّلجه :رجلن تحاّبجا فجي ا ّلإ ّ
ل ظج ّ
ب العالمين . لر ّ فأخفاها عن شماله ،و رجل دعته امرأة ذات جمال فقال :إّني اخاف ا ّ
ق في بداية المجاهدة و إذا صبر عليه مّدة بججالتكّلف فل دواء للّرياء مثل الخفاء و ذلك يش ّ
ل و ما يمّد به عباده من حسن الّتوفيق و سقط عنه ثقله و هان عليه ذلك بتواصل ألطاف ا ّ
ل ج ل يغيججر مججا بقججوم حّتججى يغّيججروا مججا بأنفسججهم فمججن العبججد
الّتأييججد و الّتسججديد ،و لكججن ا ّ
ل فتح الباب ، ل الهداية و من العبد قرع الباب و من ا ّ المجاهدة ،و من ا ّ
ل ل يضيع أجر المحسنين ،و إن تك حسنة يضاعفها و يؤت من لدنه أجرا عظيما .
وا ّ
ععععع
هذا الفصل من الخطبة الشريفة رواه ثقة السلم الكلينى في الكافي عن عّدة من أصحابنا
عن سهل بن زياد عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن عاصم بن حميججد عجن أبججي حمججزة
ل ج عليججه
سلم قال :خطب أمير المؤمنين صججلوات ا ّ
عن يحيى بن عقيل عن حسن عليه ال ّ
ل و أثنى عليه و قال :
فحمد ا ّ
أّما بعد فاّنه إّنما هلك من كان قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي و لم ينههججم الّربججانّيون و
الحبار عن ذلك ،و إّنهم لما تمادوا في المعاصي و لم ينّبههججم الّرّبججانّيون و الحبجار عججن
ذلك نزلت لهم العقوبات ،فأمروا بالمعروف ،و انهوا عن المنكر ،
] [ 337
ل من زيججادة ل نفس بما قّدر ا ّ سماء إلى الرض كقطر المطر ،إلى ك ّ ن المر ينزل من ال ّ إّ
أو نقصان ،فان أصاب أحدكم مصيبة في أهل أو مال أو نفججس و رأى عنججد أخيججه غفيججرة
ن المرء المسلم لبريء مججن الخيانججة مججا لججم ن لهم فتنة ،فا ّ
في أهل او مال أو نفس فل يكون ّ
يغش دنائة تظهر فيخشع لها إذا ذكرت و يغرى بها لئام الّناس كان كالفالججج الياسججر الججذى
ينتظر أّول فوزة من قداحه ،توجب له المغنم و يرفع عنججه بهججا المغججرم ،و كججذلك المججرء
ل ج خيججر ل فما عنججد ا ّل إحدى الحسنيين إّما داعي ا ّ المسلم البريء من الخيانة ينتظر من ا ّ
ن المججال و البنيججن حججرث ل فاذا هو ذو أهل و مال و معه دينه و حسبه إ ّ له ،و إّما رزق ا ّ
لج مجا لج لقجوام فاحجذروا مجن ا ّ صالح حرث الخرة ،و قجد يجمعهمجا ا ّ الّدنيا ،و العمل ال ّ
حّذركم من نفسه ،فاخشوه خشية ليست بتعذير ،
ل إلى من عمججل لججه ،نسججأل
ل يكله ا ّو اعملوا في غير رياء و سمعة فاّنه من يعمل لغير ا ّ
سعداء ،و مرافقة النبياء .شهداء ،و معايشة ال ّ
ل منازل ال ّ
ا ّ
ععععععع
از جمله خطب آن امام عالميانست در تأديب فقراء با عدم حسد باغنياء و تججأديب أغنيججاء
با تزهيد از جمع مال دنيا و در اخلص اعمال و افعال از سمعه و ريا ميفرمايد اّما بعججد
از حمد الهى و درود حضرت رسالت پناهى پس بدرستى كه امر الهى نججازل ميشججود از
آسمان بر زمين ،و خارج مىشود از قّوه بعمل ،و موجود ميشود در مججواد سججفلّيه بعججد
از وجود در صحايف علويه مانند قطرهاى باران بسوى هر نفسى بمقججدار آنچججه قسججمت
شده بر او از زياده و نقصان ،پس هر گاه ببيند يكى از شما مر برادر خججود را زيججادتى
در اهل يا مال يا نفس يا ساير آنها پس بايد كه نباشد مر او را فتنه و فسججاد چججون وقججوع
در حسد و عناد پس بدرستى مرد مسلمان مججادام كججه نيايججد بججر سججر دنجائت و ناكسججى كججه
ظاهر شود آن دنائة از او در ميان مردمان پس چشم بر هم نهد از خجالت براى ظهججور
آن دنائة در وقت مذاكره مردم آن دنائترا ،و حريص كرده شوند مردمان دنججى در فعججل
مثل آن ميشود آن مرد مسلم مثل فيروزى يا بنده قمار بازنده كه انتظار كشججد أّول بججردن
را از تيرهججا و چوبهججاى آن كججه آن بججردن واجججب ميگردانججد از بججراى آن غنيمججت را و
برداشته ميشود از او بجهة آن بردن غرامت و مثل همين قمارباز است مرد مسلمان كه
بريست از خيانت انتظار مىكشد
] [ 338
از جانب خداوند يكى از اين دو حالت را يا خواننججده خججدا بسججوى او پججس آنچججه كججه نججزد
خداوند از اصناف كرامت و انواع رحمت است بهتر است مر او را ،و يججا روزى خججدا
پس ناگاه مىشود او صاحب اهل و مال در حالتى كه بجا اوسجت ديجن و حسجب و علجم و
ادب او بدرستى مال و اولد كشت ايججن سججراى فانينججد ،و عمججل صججالح كشججت دار بججاقى
است .
و گاهى جمع ميفرمايد خداوند هر دو اين كشت را از براى گروهى كجه مّتصجف بشجوند
بصفت توكل ،پس بترسيد از خداونججد بججآنچه كججه ترسججانده شججما را بججا او از خججودش ،و
بترسججيد از او ترسججيدني كججه نباشججد در او عججذرخواهى و دروغ ،و عمججل نمائيججد عمججل
خالصى كه خاليست از ريا و سمعه ،پس بدرستى هر كه عمل نمايد از براى غير خججدا
واگذار ميكند خداوند تعالى او را بر آنكججس كججه عمججل كججرده از بججراى او ،ميخججواهيم از
خداى تعالى منزلهاى شججهيدان ،و زنججدگانى سججعيدان ،و رفججاقتى پيغمججبران و همراهججى
ايشان را .
ععععع عععععع
و دفاعهم عنه بأيديهم و ألسنتهم ،و هم أعظم الّناس حيطة من ورائه ،
ل ج للمججرء
صدق يجعله ا ّ
و الّمهم لشعثه و أعطفهم عليه عندنا زلة إذا نزلت به ،و لسان ال ّ
في الّناس خير له من المال يوّرثه غيره .
] [ 339
ععععع
) الحيطة ( بكسر الحاء و سكون الياء الحفظ يقال حاطه حوطا و حيطة و حياطججة حفظججه
ل شعثه قارب بين شتيت اموره و جمعها و ) الخصاصججة ( الفقججر قججالو صانه و ) لّم ( ا ّ
سبحانه » :يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة « و ) حاشية ( الّرجججل نفسججه و
جانبه ،و حاشيته أيضا أتباعه و خواصه و أهله .
ععععععع
ل الّنصججب علججى الحاليججة ،و أن يسجّدها فججي موضججع الججّر بججدل مججن جملججة يججرى فججي محج ّ
القرابة ،و حاشيته بالّرفع فاعججل تلججن ،و فججي روايججة الكججافي التيججة يلججن باليججاء الّتحتانيججة
فحاشيته بالّرفع أو بالّنصب مفعول له بواسطة الحرف أى يلن لحاشيته .
عععععع
سججابق
اعلم أّنه لّما أدب الفقراء بترك الحسد على الغنياء بمججا مجّر تفصججيل فججي الفصججل ال ّ
أردف ذلك بتأديب الغنياء بعدم الّزهد عن الرحام الفقراء و البعد عنهم و عن سّد خلتهم
و جبر فاقتهم فقال ) :أّيها الّنججاس إّنججه ل يسججتغنى الّرجججل و إن كججان ذا مججال ( و صججاحب
ثروة ) عن عشيرته ( و قبيلته ) و ( عن ) دفاعهم عنه بأيديهم ( صولة قبايل ) و ( ذّبهججم
عنه ) بألسنتهم ( مسّبة قائل .
ن المال و الّثروة ل يغنججي عججن الخججوان و العشججيرة بججل أشجّد الّنججاس حاجججة إلججى
و ذلك ل ّ
العوان و التباع هم أكثر الّناس ثروة و غفيرة ،أل ترى الملوك و المتش جّبهين بهججم مججن
ق الّناس أرباب الموال كم حاجتهم إلى الصحاب و العوان في العمال و الفعال و أح ّ
بعدم الستغناء عنه هم عشيرة الّرجل و أقرباءه ) و هم أعظم الّناس حيطة من ورائه ( و
حفظا لجانبه ) و ألّمهم لشعثه ( و أجمعهم لمتفّرق اموره ) و أعطفهجم عليجه عنجد نازلججة (
شججفقة عليججه ) و لسججانأو مصيبة ) إذا نزلت به ( و ذلك لجهججة القججرب الباعثججة لججدواعي ال ّ
ل للمرء في الّنججاس ( و صدق ( و الذكر الجميل المترّتب على البذل و النفاق ) يجعله ا ّ ال ّ
بينهم ) خير له من ( جمع ) المال ( و امساكه حّتى ) يوّرثه غيره ( و لنعم مججا قججال حججاتم
في هذا المعنى مخاطبا لمراته مارية :
] [ 340
ن حاتمججججججججججججججججججا
و قججججججججججججججججججد علججججججججججججججججججم القججججججججججججججججججوام لججججججججججججججججججو أ ّ
أراد ثراء المال كان له وفر
ن ليججن
) و من تلن حاشيته ( و يحسن خلقه و يتواضع للّناس ) يستدم من قومه الموّدة ( ل ّ
ن الّتكبر و الجفاوة والجانب و حسن الخلق و التواضع جالب لللفة و كاسب للموّدة كما أ ّ
خشونة الطبيعة باعثة على النقطاع و العداوة قال سبحانه :
ن التباع هم الذين عليهم يججدور تججدبير صججلح حججال الّرجججل فبحسججب شجّدتهم و
بيان ذلك أ ّ
غلظتهم و لينهم و تواضعهم يكون الّناس أقرب إليه و أبعد منه و بذلك يتفاوت
-----------
) ( 1ققققققق ققققققق ق ققق .
] [ 341
بغضهم و محّبتهم له و انسهم و نفارهم عنه ،فيلزم على الّرجل إصلحهم كما يلزم عليه
إصلح نفسه و يلحقه الّلوم و الّذّم بترك الّول كما يلحقانه بترك الّثاني ،إذ بتواضججعهم و
ن تواضعه بنفسه يستديمها و يسججتجلبها لينّية جانبهم يستدام المحّبة و يستجلب الموّدة كما أ ّ
و لنعم ما قيل :
ععععع
لن يرغب المججرء عججن عشججيرته و إن كججان ذا مججال و ولججد ،و عججن مججوّدتهم و كرامتهججم و
دفاعهم بأيديهم و ألسنتهم ،هم أشّد الّناس حيطة من ورائه و أعطفهم عليه و ألّمهم لشعثه
،إن أصابته مصيبة و أنزل به بعض مكاره المور ،و من يقبض يده عن عشيرته فاّنما
يقبض عنهم يدا واحدة و يقبض عنه منهم أيدي كثيرة ،و من يلن حاشيته يعجرف صجديقه
ل له ما أنفق في دنيججاه و يضججاعف منه الموّدة و من بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف ا ّ
ل في الّناس خير من المججال بجأكله و يججورثه ، صدق للمر يجعله ا ّ له في آخرته ،و لسان ال ّ
ن أحدكم كبرا و عظما في نفسه و نايا عن عشيرته إن كان موثرا فججي المججال ،و ل يزداد ّ
ن أحدكم في أخيه زهججدا و ل منججه بعججدا اذا لججم يججر منججه مججرّوة و كججان معججوزا فججيل يزداد ّ
المال ،ل يغفل أحدكم عن القرابة بها الخصاصة أن يسّدها بما ل ينفعه إن أمسججكه ،و ل
يضّره إن استهلكه .
ععععع
قد عرفت جملة من ثمرات صلة الرحام و مفاسد قطيعتها فججي هججذه الخطبججة مثججل كججونهم
معاونين للّرجل و حامين له و الّذاّبين عنه و كون البّر عليهم موجبا للّذكر الخير و الّثنججاء
الجميل و كون الممسك عنهم بمنزلة الطالب لمنفعة يد واحججدة المفججوت علججى نفسججه منججافع
أيدى كثيرة ،و قد اشير إلى طايفة مّما يترّتب عليهما من الثار
] [ 342
و الّثمرات وراء ما مّر في ساير الّروايات ،و ل بأس بالشارة إلججى بعضججها مّمججا رواهججا
ثقة السلم الكليني في الكافي .
لج عليهجم
و تعطي من حرمك ،و تعفو عّمن ظلمك ،فاّنك إذا فعلجت ذلجك كجان لجك مجن ا ّ
ظهير .
ل عنه
سلم قال :قال أبوذر رضي ا ّ
و عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه ال ّ
:
صراط يوم القيامججة الّرحججم ول عليه و آله و سّلم يقول :حاّفتا ال ّ
ل صّلى ا ّ
سمعت رسول ا ّ
المانة ،فاذا مّر الوصول للّرحم المؤدي للمانة نفذ إلى الجّنة ،و إذا مّر الخائن للمانججة
صراط في الّنار .القطوع للّرحم لم ينفعه معهما عمل ،و تكفأ به ال ّ
ن صججلة الّرحججم و
سججلم يقججول :إ ّ
لج عليججه ال ّ
و عن إسحاق بن عّمار قال :سمعت أبا عبد ا ّ
البّر ليهّونان الحساب ،و يعصمان من الّذنوب فصلوا أرحامكم ،و بّروا بججاخوانكم و لججو
سلم و رّد الجواب .
بحسن ال ّ
-----------
) ( 1قق قققققق قق قققققق قققققق قققق :ققق
قق قققق قق ق قق قققققق ق ق ق ق ققققق ق قق ق
ققققق قق ققققق ق ق ققق قق ققق ققق قق قق ق »
قققققق « .
] [ 343
ل في عمره ثلثين سنة فيجعلها ثلثا و ثلثين سنة ،و يكججون أجلججه ثلث » ثلثججا فيزيد ا ّ
ل ثلثين سنة و يجعل أجلججه ظ « و ثلثين سنة فيكون قاطعا للّرحم فيقصه » فينقصه « ا ّ
ل.إلى ثلث سنين ،و الّروايات في هذا الباب كثيرة ،و فيما رويناه كفاية إنشاء ا ّ
ععععععع
اى گروه مردمان بدرستى كه مستغنى نمىشود مرد و اگر چه بوده باشد صاحب جاه و
مال از قبيله خود و از رفع كردن ايشان مكروه را از او بدستهاى خود و زبانهاى خججود
و ايشان بزرگترين مردمانند از حيثيت حفظ و حمججايت از پججس او ،و جمججع كننججدهترين
مردمانند مر كارهاى پريشان او را ،و مهربانترين خلقند بججر او هنگججام فججرود آمججدن بل
اگر فرود آيد باو ،و زبان صدق و ذكر خير كه ميگرداند خداى تعالى از براى مرد در
ميان مردمان بهتر است از براى او از مالى كه ارث بگذارد آن را بغير خود آگاه باشيد
بايد ميل نكند و عدول ننمايد يكى از شما از خويش و قوم در حالتى كججه بينججد در او فقججر
و پريشانى از آنكه سد كند فقر آن را بمال زايد خججود كججه افججزون نمىگردانججد او را اگججر
امساك كند و نگه دارد آن را ،و كم نمىسازد اگر بذل نمايد و انفاق كنجد آن را ،و هججر
كه قبض و نگه دارد دست خود را از قبيله خود پس بدرستى كه نگه داشته مىشججود از
جانب او از خويشان يكدسججت و فراهججم گرفتججه مىشججود از جججانب ايشججان از او دسججتهاى
بسيار ،و هر كه نرم باشد جانب او و خوش نفس باشد طلب دوام مىكنججد از قججوم خججود
محّبت را .
ي من إدهان
ق و خابط الغ ّ
ي من قتال من خالف الح ّ
و لعمري ما عل ّ
] [ 344
ععععع
ضججللة و ى ال ّ
ل منهمججا فججي الخججر ،و الغجج ّ
ى ( بصججيغة المفاعلججة خبججط كجج ّ
) خججابط الغجج ّ
) الدهان ( و المداهنة المصانعة و المنافقة قال سبحانه » :وّدوا لو تججدهن فيججدهنون « و
) اليهان ( مصدر أوهنه أى أضعفه و ) نهج ( المر أوضججحه و جعلججه نهجججا اى طريقججا
ضججّمبّينا و ) عصبه بكم ( أى ربطه و ناطه كالعصابة التي يشّد بها الّرأس و ) الفلج ( بال ّ
الفوز و منه الفالج الذي قد مّر في الخطبة السابقة و ) منحه ( كضججربه و منعججه أعطججاه و
السم المنحة و هي العطية .
ععععععع
لّنا نقول :ليس المراد به القسم الحقيقي بجعل غيره تعالى مثلججه فججي الّتعظيججم بججل المججراد
صورته لترويج المقصود أو الكلم على حذف المضاف أى فبواهب عمري و عمرك .
عععععع
ن متججابعته لمحججاربيه و
سلم بهذا الكلم الّرد على قول من قججال إ ّ
ن مقصوده عليه ال ّاعلم أ ّ
مصانعتهم كان اولى من محاربتهم ،فنّبه على فساد ذلك القول و بطلن هذا الّزعم و قال
ق و ( جهاد من ) خابط ى من قتال من خالف الح ّ ) :لعمرى ما عل ّ
] [ 345
ضججللة
ى من ( مساهلة و ) ادهان و ل ( ضعف و ) ايهان ( إذ مقاتله أهل الّتمجّرد و ال ّالغ ّ
واجبة و المداهنة فيها معصية .
ي إّني معّذب من قومك مأة ألججف أربعيججن ألفججا ل سبحانه أوحى إلى شعيب الّنب ّ نا ّو لذلك إ ّ
ب هؤلء الشججرار فمججا بججال الخيججار ؟ من شرارهم و سّتين ألفا من خيارهم ،فقال :يا ر ّ
ل ( بالحذر ل عباد ا ّ ل إليه داهنوا أهل المعاصي و لم يغضبوا بغضبي ) فاتقوا ا ّ فأوحى ا ّ
ل و امضوا في ( الطريق ) ل إلى ( رحمة ) ا ّ ل ) و فّروا من ( غضب ) ا ّ عن معاصى ا ّ
ل أحججد ) و شريعة التي يجب سلوكها لك ج ّ الذي نهجه لكم ( و شرعه في حّقكم و هو جادة ال ّ
شججرعية و الّتكججاليف اللهّيججة و إذا قوموا بما عصبه بكم ( و ربطه عليكم و هو الوامججر ال ّ
ي ( بن أبيطالب ) ضججامن لفلجكججم آجل ( فججي قمتم بواجب ما امرتم من هذه الوامر ) فعل ّ
دار القرار بجّنات تجرى من تحتها النهار ) إن لم تمنحوه عججاجل ( فججي دار ال جّدنيا لعججدم
سعادتين العاجلّية و الجلّيججة لمججن وفججت قججوته بالقيججام تمام استعدادكم له ،و قديتّم الفوز بال ّ
سججعادة و الفججوز لج سججبحانه و لّمججا كججان حصججول ال ّ بهما و كمل اسججتحقاقه لججذلك فججي علججم ا ّ
سلم ل جرم كان ضامنا للّدرجات العالية من لوازم الّتقوى ظاهر الّلزوم في علمه عليه ال ّ
له و زعيما به .
عع عع عع ع ع ع ععع ع
عع ععع ع ع عع عع ععع ع ععع
ععععع ع ععع ععع ععععع ععع ع ع ع ععععع عععع
عع .
ععععععع
فنقول :الّتقوى في الّلغة التقاء و هو اّتخاذ الوقاية ،و في العرف هججى الحججتراز بطاعججة
ل عن عقوبته . ا ّ
سلم فججي تفسججيرها :أن ل يفقججدك حيججث أمججرك ،و ل يججراك حيججث
صادق عليه ال ّ
و قال ال ّ
نهاك .
] [ 346
و في عّدة الّداعي هي العّدة الكافية في قطع الطريق إلى الجّنة بل هججي الجّنججة الواقيججة مججن
ل إنسججان ،و قججد شججحن ل لسان و المشرفة لك ج ّ
متالف الّدنيا و الخرة ،و هى الممدوحة بك ّ
صينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكججم و بمدحها القرآن و كفاها شرفا قوله تعالى » :و لقد و ّ
ل « و لو كان في العالم خصلة هى أصججلح للعبججد و أجمججع للخيججر و أعظججم إّياكم أن اّتقوا ا ّ
ل أوصججى بالقدر و أولى باليجال و انجح للمال من هذه الخصلة التي هي الّتقوى لكان ا ّ
بها عباده لمكان حكمته و رحمته ،فلّما أوصى بهججذه الخصججلة الواحججدة .جمججع الّوليججن و
الخرين و اقتصر عليها علم أّنها الغاية التي ل يتجاوز عنها و ل مقتصر دونها و القرآن
مشحون بمدحها و عّدد في مدحها خصال :
الّثاني الحفظ و الّتحصين من العداء » و إن تصبروا و تّتقوا ل يضّركم كيدهم شيئا « .
ل مع المّتقين « الّرابع إصلح العمل » يا أّيها الججذين آمنججوا نا ّالّثالث الّتاييد و الّنصر » إ ّ
ل و قولوا قول سديدًا يصلح لكم أعمالكم « الخامس غفران الّذنوب » و يغفججر لكججم اّتقوا ا ّ
سابع قبججول العمججال » إّنمججا يتقّبججلب المّتقين « ال ّ
ل يح ّنا ّ
ل»إّ سادس محبة ا ّ ذنوبكم « ال ّ
لج أتقيكججم « الّتاسججع البشججارة عنججد
ن أكرمكججم عنججد ا ّ
ل من المّتقيججن « الّثججامن الكججرام » إ ّا ّ
الموت » اّلذين آمنوا و كانوا يّتقون لهم البشرى في الحياة الّدنيا و في الخرة «
] [ 347
الثاني عشر تيسير الحساب » و ما على اّلذين يّتقون من حسابهم من شيء « .
از جمله خطب شريفه آن حضرت است در اظهار ثبات قججدم خججود در محججاربه جمججاعت
طاغيه و رّد قول كسى كه قايل بمداهنه اوست در محاربه و ترهيب مردمان از تم جّرد و
عصيان و ترغيب ايشان بطاعت خداوند عالميجان مىفرمايججد :قسججم بزنجدگانى خجود كججه
نيست بر من از مقاتله مخججالفين حججق و شججريعت و سجالكين طريججق ضججللت هيججچ مججدارا
كردن و سستى نمودن ،پس بترسيد از خدا اى بنججدگان خججدا و بگريزيججد بسججوى رحمججت
خدا از غضب خدا و برويد در آن راهى كه روشن ساخته است آن را از براى شما ،و
قيام نمائيد بآنچه باز بسته است آن را بشما ،و هر گاه اينطور حركت نمائيججد پججس علج ّ
ي
بن أبيطالب ضامن است بر رستگارى شما در آخرت اگر داده نشويد فيروزى و بمججراد
خود نرسيد در دنيا
و هي من أواخجر خطبجة خطجب بهجا بعجد فراغجه مجن صجّفين و انقضجاء أمجر الحكميجن و
الخوارج ،و قد تواترت عليه الخبار باستيلء أصحاب معاويجة علجى البلد و قجدم عليجه
ل بن العّباس و سعيد بن نمران لما غلب عليهما بسر بججنعامله على اليمن و هما عبيد ا ّ
أرطاة
] [ 348
سلم إلى المنبر ضجرا بتثاقل أصحابه عن الجهاد و مخججالفتهم لججه فججي ال جّرأىفقام عليه ال ّ
سلم :فقال عليه ال ّ
ل ج ث جّم
ب أعاصججيرك فقّبحججك ا ّ
ل أنت ته ّ
ل الكوفة أقبضها و أبسطها إن لم تكوني إ ّ
ما هي إ ّ
شاعر :تّمّثل بقول ال ّ
و فسادكم ،فلو ائتمنت أحدكم على قعب لخشيت أن يذهب بعلقته ،
ألّلهّم إّني قد مللتهم و مّلوني ،و سئمتهم و سئموني فأبدلني بهم خيرا منهم ،و أبدلهم بججي
ن لججي بكججم ألججف
لج لججوددت أ ّ
شّرا مّني ،ألّلهّم مث قلوبهم كما يماث الملح في المآء أما و ا ّ
فارس من بني فراس بن غنم :
سلم من المنبر
ثّم نزل عليه ال ّ
] [ 349
صججيفسحاب ،و الحميم في هذا الموضع وقججت ال ّ سيد :الرمية جمع رمى و هو ال ّ قال ال ّ
صيف بالّذكر لّنه أشّد جفول و أسرع خفوقا ،لّنججه ل مججاء شاعر سحاب ال ّ ص ال ّ
و إّنما خ ّ
سججرعة إذا دعججواشتاء و أراد الشاعر وصججفهم بال ّ
ل في ال ّ
فيه ،و ذلك ل يكون في الكثر إ ّ
و الغاثة إذا استغيثوا .
ععععع
) قبض ( من باب ضرب و ) بسط ( من بججاب نصججر و ) هّبججت ( الّريججح مججن بججاب نصججر
هاجت و ) العاصير ( جمع إعصار و هي الّريجح المسجتديرة علجى نفسجها قجال تعجالى »
فأصابها إعصار فيه نار « و ) الوضر ( بقّية السججم » الدسججم ظ « فججي النججاء و يسججتعار
لج مججن
ل النتفاع بها و ) اطلججع ( فلن علينججا إذا ظهججر و ) أدالنججا ( ا ّل بقّية من شيء يق ّ
لك ّ
عدّونا اى جعل الّدولة و الغلبة لنا عليهم و ) القعب ( قدح من خشب مقّعججر و ) علقتججه (
ما يتعّلق به عليه و ) ماث ( زيد الملح في المججاء إذا أذابججه ،و بنججو فججراس بججن غنججم بفتججح
شجاعة من بني كنانة و هم بنو فججراس بججن غنججم بججن ى معروف بال ّالغين و سكون الّنون ح ّ
ي السراع و ) الخفوق ( الطيران ثعلبة ابن مالك بن كنانة و ) الجفول ( في كلم الّرض ّ
ععععععع
ل الكوفة خبر ،و أقبضها خبر ثان أو خبر لمبتدء محججذوف كلمة ما نافية و هى مبتدء و إ ّ
سججلم
أى أنا أقبضها ،و المرجع لكلمة هي هو المملكة نزل حضججورها فججي ذهنججه عليججه ال ّ
ل الكوفججة ،و يحتمججل أن يكججون هججي ضججمير شججأن و
سابق أى ما مملكججتى إ ّ
منزلة الّذكر ال ّ
ل إّنها
ضمير للمرين قوله » :ك ّ
الكوفة مبتدء و أقبضها خبرا عنه و نظيره في احتمال ال ّ
لظى « .
ل أنت كلمة أنت تأكيد للضمير المستتر و هو اسجم تكجون و الخجبر و قوله :إن لم تكوني إ ّ
ب أعاصيرك في موضججع الحججال ،و تقججدير الكلم إن لججم تكججوني إ ّ
ل محذوف ،و جملة ته ّ
ظا مججن الملججك و الخلفججة مججع مججا عليججه حالججك مججن
أنت عّدة لي و جّنة اّتقى بها العدّو و ح ّ
المذام فقبحا لك ،و يمكن أن يقّدم المستثنى منه حال أى إن لم
] [ 350
ب فيك العاصير دون أن يكون فيك من يستعان به على العدوّ ل أن ته ّتكوني على حال إ ّ
ل ،و الخير بالجّر صفة لبيك ،و قليل صجفة لوضجر ،و الضجمير المسجتتر فجي فقّبحك ا ّ
قوله :أن يذهب بعلقته ،راجع إلى الحد ،و الباء للّتعدية أو إلى القعججب و البجاء بمعنججى
ن لي بكم للعوض .
مع و الباء في قوله إ ّ
عععععع
اعلم أّنه ينبغي لنا أن نذكر نسب معاوية عليه اللعنججة و الهاويججة فججي هججذا المقججام أّول ،ثجمّ
نشير إلى اطلع بسر على اليمن اجمال و ما جرى من جوره و ظلمججه علججى شججيعة أميججر
المؤمنين في اليمن و غيرها ،ثّم نرجع إلى شرح الخطبة فأقول :
سججائب
ق روى أبججو المنججذر هشججام بججن محّمججد ال ّ
قال العلمة الحّلي قّدس سّره في كشف الح ّ
الكلبي في كتاب المثالب كان معاوية لعمارة بجن الوليجد المخزومجي ،و لمسججافر ابجن أبجي
عمرو ،و لبي سفيان ،و لرجل آخر سّماه ،و كانت هند اّمه من المعلمات و كان أح ج ّ
ب
سودان ،و كججانت إذا ولججدت اسججود دفنتججه ،و كججانت حمامججة إحججدى ججّدات
الّرجال إليها ال ّ
معاوية لها راية في ذي المجاز .
سججلم عليججك يججا أميججر سلم و هججو جججالس فججي صججحن مسجججد الكوفججة فقججال :ال ّ ي عليه ال ّ
عل ّ
سلم يا أبا يزيد ثّم التفت إلججى الحسججن بججن ل و بركاته قال :و عليك ال ّالمؤمنين و رحمة ا ّ
سلم له :اشتر لججه ي فقال :قم و انزل عّمك ،فذهب به و أنزله و عاد إليه فقال عليه ال ّ عل ّ
سججلم فججي ي عليججه ال ّقميصا جديدا و رداء جديدا و ازارا جديدا و نعل جديدا فغدا على علج ّ
سلم يا أبا يزيد قال :يا أميجر سلم عليك يا أمير المؤمنين قال :و عليك ال ّ الّثياب فقال :ال ّ
ل هذه و إّني ل ترضى نفسججى مججن خلفتججك بمججا المؤمنين ما أراك أصبت من الّدنيا شيئا إ ّ
رضيت به لنفسك فقال :يا أبا يزيد يخرج عطائي فادفعه إليك .
ي إلى معاوية فلّما سمع به معاوية نصب كراسّيه و أجلججس جلسججائه فججورد فارتحل عن عل ّ
عليه فأمر له بمأة ألف درهم فقبضها فقججال لججه معاويججة :أخججبرني عججن العسججكرين فقججال :
ن رسول ا ّ
ل لأّيإّ ي و نهار كنهار الّنب ّ
ي بن أبيطالب فاذا ليل كليل الّنب ّمررت بعسكر عل ّ
لج عليججه و آلججه و سجّلم ليججس فججي القججوم ،و مججررت بعسججكرك فاسججتقبلني قججوم مججن
صّلى ا ّ
ل ليلة العقبة .
المنافقين مّمن نفر برسول ا ّ
فقال :من هذا الذي عن يمينك يا معاوية ؟ قال :هذا عمرو بن العاص قال :
سراقة .
فمن هذا الخر ؟ قال :أبو موسى الشعري قال :هذا ابن المراقة ال ّ
ي ؟ قال :دع عنك قال فلّما رأى معاوية أّنه قد أغضب جلسائه قال :يا أبا يزيد ما تقول ف ّ
ن قال :أتعرف حمامججة ؟ قججال :و مججن حمامججة ؟ قججال :أخبرتججك ،و مضججى عقيججل :لتقول ّ
فأرسل معاوية إلى الّنسابة فقال :أخبرني من حمامة ؟ قال :أعطنمي المان على نفسججي
شججيخ :
و أهلي فأعطاه قال :حمامة جّدتك و كانت بغّية في الجاهلية لها راية تؤتى قججال ال ّ
قال أبو بكر بن رنين هي أّم اّم أبججي سججفيان و فججي شججرح المعججتزلي معاويججة هججو أبججو عبججد
الّرحمان معاوية بن أبي سفيان صخر بن
-----------
) ( 1قققق ق ق ققق قققق ق قق ق ققق قق قق قق ق
ققققق ق .
] [ 352
حرب بن امّية بن عبد شمس بن عبد منجاف ،و اّمجه هنجد بنجت عتبجة بجن ربيعجة بجن عبجد
ي و كانت هند تججذكر فججي شمس بن عبد مناف ،و هو الذي قاد قريشا في حروبها إلى الّنب ّ
مّكة بفجور و عهر و قال الّزمخشري في كتاب ربيع البججرار :كجان معاويججة يغججرى إلججى
أربعة :إلى مسافر بن أبي عمرو ،و إلى عمارة بن الوليد بججن المغيججرة ،و إلججى العّبججاس
عبد المطلب ،
شارح :ولى معاوية اثنتى و أربعين سنة منها اثنتا و عشرون سنة ولى فيهججا امججارة قال ال ّ
شام منذ مات أخوه يزيد بن أبي سفيان بعد خمس سنين من خلفة عمر إلى أن قتل أمير ال ّ
سلم في سنة أربعين ،و منها عشرون سنة خليفة إلى أن مججات فججي ي عليه ال ّ
المؤمنين عل ّ
سنة سّتين .
-----------
) ( 1ققق ققققق ققققققق ق .
] [ 353
سلم فتأكدت البغضة و ثارت الحقاد و تذكرتعنه و انضواء كثير من قتلته إليه عليه ال ّ
تلك التراث الولى حّتى أفضى المر إلى ما افضى إليه .
سججلم فججي الّنفججوس و اعججتراف العججرب ي عليججه ال ّقال :و قد كان معاوية مع عظم قدر علج ّ
ي بججالحرب و المنابججذة و بشجاعته و أّنه البطل الججذي ل يقججام لججه يتهجّدده و عثمججان بعججد حج ّ
يراسله من الشام رسائل خشنة ثّم قال :و معاوية مطعججون فججي دينججه عنججد شججيوخنا يرمججى
سفيانية على شيخنا أبي عثمان الجاحظ مججا رواه أصججحابنا بالزندقة و قد ذكرنا في نقض ال ّ
ل و مججا تظججاهر بججه مججن الجججبر وفي كتبهم الكلمّية عنه من اللحاد و الّتعّرض لرسول ا ّ
سججلم مججا يكفججي فججي
الرجاء ،و لو لم يكن شيء من ذلك لكان في محاربته المام عليه ال ّ
فساد حاله ل سّيما على قواعد أصحابنا و كونهم بالكبيرة الواحدة يقطعون علججى المصججير
إلى الّنار و الخلود فيها إن لم يكّفرها الّتوبة .
و أما بسر بن ارطاة و قيل ابن أبي ارطاة و كيفّية خروجه و ظهوره علججى البلد فهججو أنّ
قوما بصنعاء كانوا من شيعة عثمان يغطمون قتلججه لججم يكججن لهججم نظججام و ل رأس فبججايعوا
ل بن العّباس
ي على صنعاء يومئذ عبيد ا ّ سلم على ما في أنفسهم و عامل عل ّ ي عليه ال ّ
لعل ّ
ابن عبد المطلب و عامله على الجند سعيد بن نمران .
ي بالعراق و قتل محّمد بن أبي بكججر بمصججر و كججثرت غججارات فلّما اختلف الّناس على عل ّ
ل بن عّبججاس فأرسججل إلججى شام تكّلموا و دعوا إلى الطلب بدم عثمان فبلغ ذلك عبيد ا ّ أهل ال ّ
اناس من وجوههم فقال ما هذا الذي بلغني عنكم ؟ قالوا :اّنا لم نججزل ننكججر قتججل عثمججان و
نرى مجاهدة من سعى عليه فحبسهم فكتبوا إلى من في الجند من أصحابهم فثاروا بسججعيد
بن نمران فأخرجوه من الجند و أظهروا أمرهم و خرج إليهم مججن كججان بصججنعاء و انضجّم
ل من كان علججى رايهججم و لحججق بهججم قججوم لججم يكونججوا علججى رأيهججم إرادة أن يمنعججوا
إليهم ك ّ
صدقة . ال ّ
] [ 354
سججلم يخججبر انججهمن تكون الّدبرة فهلّم لنكتب إلى أمير المؤمنين نخبرهم فكتبا إليه عليججه ال ّ
سججلم و أغضججبه فكتججب إليهمججا كتابججا يوّبخهمججا
الخبر ،فلّما دخل كتابهما ساء عليا عليججه ال ّ
على سوء تدبيرهما في ترك قتال أهججل اليمججن ،و كتججب إلججى اهججل الجنججد و صججنعاء كتابججا
ل سبحانه فأجججابوه بأّنججا سججامعون مطيعججون إن عزلججت عّنججا هججذين يهّددهم فيه و يذكرهم ا ّ
ي عليججهل و سعيدا ،قالوا :و كتبت تلججك العصججابة حيججن جائهججا كتججاب علج ّ الّرجلين عبيد ا ّ
سلم إلى معاوية يخبرونه و كتبوا في كتابهم : ال ّ
ل تشججججججججججججججججججججججرع السججججججججججججججججججججججير نحونججججججججججججججججججججججا
معججججججججججججججججججججججاوي ا ّ
نبايع علّيا أو يزيد اليمانيا
فلّما قدم كتابهم إلى معاويججة دعججى بسججر بججن أبججي أرطججاة و كججان قاسججي القلججب فظججا سجّفاكا
للّدماء ،ل رأفة عنده و ل رحمة فأمره أن يأخججذ طريججق الحجججاز و المدينججة و مّكججة حّتججى
ل بسجطت عليهجم يإ ّ
ينتهى إلى اليمن و قال له :ل تنجزل علجى بلجد أهلججه علججى طاعججة علج ّ
لسانك حّتى يروا اّنهم ل نجاة لهم و انك محيط بهم ثّم اكفف عنهم و ادعهم إلى البيعة لججي
ي حيث كانوا . فمن أبى فاقتله و اقتل شيعة عل ّ
ى عليهجا أبجو أيجوب النصجاري جه بسر نحو اليمن و لّما قرب المدينة كجان عامجل علج ّ فتو ّ
فخرج عنها هاربا فدخل بسر المدينة فخطب الّناس و شتمهم و تهّددهم ثّم شتم النصار و
تهددهم حّتى خاف الّناس أن يوقع بهججم و دعججى الّنججاس إلججى بيعججة معاويججة فبججايعوه و نججزل
فأحرق دورا كثيرة و أقام بالمدينة أّياما ثّم قال لهم إّني قججد عفججوت عنكججم و إن لججم تكونججوا
لذلك بأهل و قد استخلفت عليكم أبا هريرة فاّياكم و خلفه .
حى عنهججا
ثّم خرج إلى مّكة و قتل في طريقه رجال و أخذ أموال و بلغ أهل مّكة خبره فتن ّ
لج بججن العّبججاس و همججا سججليمان و داود و
عامة أهلها و خافوا و هربوا فخججرج ابنججا عبيججد ا ّ
اّمهما حورية و تكّنى اّم حكيم مع أهل مكة فاضلوهما عند بئر ميمججون ابججن الحضججرمي و
هجم عليهما بسر فأخذهما و ذبحهما فقالت اّمهما :
ي اللجججججججججججججججذين همجججججججججججججججا
س بجججججججججججججججابن ّ
هجججججججججججججججا مجججججججججججججججن احججججججججججججججج ّ
صجججججججججججججججججججججدف
ظى عنهمجججججججججججججججججججججا ال ّ كالجججججججججججججججججججججّدّرتين تشججججججججججججججججججججج ّ
ي اللجججججججججججججذين همجججججججججججججا
س بجججججججججججججا بنججججججججججججج ّ
هجججججججججججججا مجججججججججججججن احججججججججججججج ّ
سججججججججججججججججمعى و قلججججججججججججججججبي فقلججججججججججججججججبي اليججججججججججججججججوم مختطججججججججججججججججف
ي اللجججججججججججججذين همجججججججججججججا
س بجججججججججججججا بنججججججججججججج ّ
هجججججججججججججا مجججججججججججججن احججججججججججججج ّ
خي اليوم مزدهف خ العظام فم ّ مّ
] [ 355
ي و دخلهججا بسججر
البيات و لّما قرب بسر من مكة هرب قثم بن العّباس و كججان عامججل علج ّ
فشتم أهل مكة و أّنبهم ثّم خرج و استعمل عليها شيبة بن عثمججان و دخججل الطججايف و بججات
ل هججذا
ل بن عبد المدان و ابنه مالكا و كان عبد ا ّ بها و خرج منها فأتى نجران فقتل عبد ا ّ
ل بن العّبججاس ،ثجّم جمعهججم و قججام فيهججم و قججال :يججا أهججل نجججران يججا معشججر
صهرا لعبيد ا ّ
ن عليكججم بججالتي تقطججع
ل إن بلغنى عنكم ما أكره لعججود ّ الّنصارى و إخوان القرود أما و ا ّ
الّنسل و تهلك الحرث و تخرب الّديار ،و تهّددهم طويل .
ثّم سار حّتى أتى ارحب فقتل أبا كرب و كان يتشّيع و يقال :إّنه سّيد من كان بالبادية مججن
ل بن العّباس و سعيد بن نمران همدان فقّدمه فقتله ،و أتى صنعاء و قد خرج عنها عبيد ا ّ
ل عليها عمر بن اراكة الّثقفي فمنع بسججرا مججن دخولهججا و قجاتله فقتلججه و قد استخلف عبيد ا ّ
بسر و دخل صنعاء فقتل منها قوما ،و أتاه وفججد مججارب فقتلهججم و لججم ينججج منهججم إلّ رجججل
واحد .
سلم أصحابه لبعث سرية في أثر بسر فتثاقلوا فقام عليه ي عليه ال ّ
قال أبو مخنف فندب عل ّ
سلم إلى المنبر ضجرا بتثاقل أصحابه عن الجهاد و مخالفتهم له في ال جّرأى فقججال عليججهال ّ
سلم :ال ّ
] [ 356
) ما هي إل الكوفة أقبضها و أبسطها ( أى أتصّرف فيها كما يتصّرف النسان فججي ثججوبه
بقبضه و بسطه .
و الكلم في معرض التحقير أي ما أصنع بتصّرفي فيها مع حقارتها ،و يحتمل أن يكون
المراد عدم الّتمكن الّتاّم من الّتصّرف فيها لنفاق أهلها كمن ل يقججدر علججى لبججس ثججوب بججل
ث أهلها للقتال عند طاعتهم و بالقبض القتصار على قبضه و بسطه ،أو المراد بالبسط ب ّ
على ضبطهم عند المخالفة .
شارح البحراني :أقبضها و أبسطها كنايتان عن وجوه الّتصّرف فيها ،
قال ال ّ
ن الكوفة و الّتصّرف فيها بوجوه الّتصّرف حقير بالّنسبة إلى ساير البلد الججتي عليهججاأى إ ّ
الخصم فما عسى أصنع بتصّرفي فيها و ما الذي أبلغ به من دفع الخصم و مقاومته و هذا
كما يقول الّرجل في تحقير ما في يده من المال القليل إذا رام به أمرا كثيرا :إّنما هو هججذا
الّدنيا فما عسى أبلغ به من الغرض .
ل أنججت ( عججد و ل مججنسلم على طريق صرف الخطاب ) فان لججم تكجوني إ ّ ثّم قال عليه ال ّ
الغيبة إلى الخطاب على حّد قوله :إّياك نعبد و إّياك نستعين ،يعنججي إن لججم تكججن مملكججتى
ب أعاصجيرك ( و تنبعججث منججك الراء المختلفجة و الفتجن ل أنت حالكونججك ) تهج ّ من الّدنيا إ ّ
ل ثّم تمّثل ( لجججل استصججغاره أمرهججا ) بقججولالمضّله و يثور الشقاق و الّنفاق ) فقّبحك ا ّ
شاعر : ال ّ
تشبيها للكوفة بالوضر الباقي في الناء في حقارتها بالنسبة إلى ما استولى عليها خصججمه
من الّدنيا كحقارة الوضر بالّنسبة إلى ما يشججتمل عليججه النججاء مججن الطعججام ،فاسججتعار لفججظ
الناء للّدنيا و لفظ الوضر القليل للكوفة يعني إّني على بقّية من هذا المر كالوضر القليججل
في الناء .
) ثّم ( شرع في استنفارهم إلى الجهاد ف ) قال :أنبئت بسرا قد اطلع على اليمن و ظهججر
ن هججؤلء القججوم ( المنججافقين القاسججطين ) سججيد الججون منكججم ( و
ل لظ ّ
على أهلها و إّني و ا ّ
يغلبون عليكم ) ب ( السباب التي توجب دولتهم و غلبتهم عليكم و هو ) اجتماعهم على
] [ 357
ق في البلد ) و تفّرقكجم عجن حّقكجم ( و هجو الّتصجّرف باطلهم ( و هو الّتصّرف الغير الح ّ
ق و طاعتهم امامهم في الباطججل ( ي المر ) و بمعصيتكم امامكم في الح ّ المستحق باذن ول ّ
ضالة ) و بأدائهم المانة إلى صاحبهم ( حيث لزموا بعهده في أوامره الباطلة و أحكامه ال ّ
و وفوا ببيعته ) و خيانتكم صاحبكم ( حيث تركتم لموارزته في القتججال و نقضججتم عهججده و
س جّر
غدرتم له ) و بصلحهم في بلدهم ( حيث راقبوا انتظام امججورهم ) و فسججادكم ( و ال ّ
ن أهججل العججراق أهججل نظججر و ذوو فطججن ثاقبجة و مججع
في جميع ذلك ما قجاله الججاحظ مججن أ ّ
طعججنالفطنة و الّنظر يكون التنقيب 1و البحث ،و مع التنقيب و البحث يكون القدح و ال ّ
شججام ذوو و الّترجيح بين الّرجال و الّتمييز بين الّرؤساء و اظهار عيوب المراء و أهل ال ّ
بلدة و تقليد و جمود على رأى واحد ل يرون الّنظر و ل يسألون عن مغيججب الحججوال و
شام لهججم ثجّم بججالغ عليججه
هذا هو العّلة في عصيان أهل العراق على المراء و طاعة أهل ال ّ
سلم في ذّمهم بالخيانة على سبيل الكناية و قال ) :فلو ائتمنت أحدكم على قعججب خشججب ال ّ
لج سججبحانه منهججم بقججوله ) :اللهجّم لخشب أن يذهب ( ذلك القعب ) بعلقته ( ثّم شكى إلى ا ّ
لج المنججافي
ب عججن ديججن ا ّ إّني قد مللتهم ( لكثرة مججا تكجّرر مّنججي المججر لهججم بالجهججاد و الجّذ ّ
لطبايعهم و المنافر عنه قلجوبهم المشجغولة بالجّدنيا و زخارفهججا و البقجاء فيهججا ) و مّلججوني (
ل سبحانه و إلى تحصيل مرضاته ليل و نهارا فلججم يزدهججم دعججوتي إ ّ
ل لّني دعوتهم إلى ا ّ
فرارا ) و سئمتهم و سئموني ( .
لج فجي الخلص منهجم ثجّم بالجّدعاء عليهجم بقجوله : شجكاية بالّتضجّرع إلجى ا ّ
ثّم أردف تلك ال ّ
) فأبدلني بهم خيرا منهم ( كلمة الخير هنا بمنزلتهججا فججي قججوله سججبحانه » :اولئك خيججر أم
جّنة الخلد « على سبيل الّتنّزل أو التحّكم أو اريد بها المعنى الوصفى بدون تفضيل و لع ّ
ل
المراد بذلك قوم صالحون ينصرونه و يوفقون لطججاعته ،أو مججا بعججد المججوت مججن مرافقججة
صالحين و حسن اولئك رفيقا ، شهداء و ال ّي و آله و غيره من النبياء و الصّديقين و ال ّالّنب ّ
و تمّنيه لفوارس فراس بن غنم ربما يؤّيد الّول .
-----------
) ( 1قققققق ق قققق ق ق قققق ق ق قققق ققق ق
قققق ققققق ق ق .
] [ 358
و أّما قوله ) :و أبدلهم بي شّرا مّني ( فرّبما استشكل صدور مثل هججذا الجّدعاء عنججه عليججه
سلم من وجهين : ال ّ
و على ذلك يحمل أيضا دعاؤه بقوله ) :الّلهّم مث قلوبهم ( بتوارد الهّم و الغ جّم و الخججوف
سجابقين مججنسججلم بال ّ
س منججه عليججه ال ّعليهم ) كما يماث الملح في الماء ( و ذلك الجّدعاء تجأ ّ
ب إّنججي
سلم إذ قججال ر ّ ل و الّدعاء عليهم كنوح عليه ال ّ شكاية من قومهم إلى ا ّ
النبياء في ال ّ
ل فرارا ،ثّم ختم بالّدعاء على مججن لججم يججرج دعوت قومي ليل و نهارا فلم يزدهم دعائي إ ّ
ب ل تذر على الرض من الكافرين دّيارا . صلحهم بقوله :ر ّ
جاج بججن يوسججف ،و روى أّنججه ن اليوم الذي دعا عليهم فيه بهذا الدعاء ولد فيه الح ّ
روى إ ّ
ل اّمججة
ولد بعد ذلك اليوم بأوقات يسيرة و فعله بأهل الكوفة مشهور حّتى قيل لو جججائت كج ّ
جاج وحده لزدنا عليهم . بخبيثها و فاسقها و فاجرها و جئنا بالح ّ
] [ 359
شدى .
أن يقبل ال ّ
و في الحديث أن ابليس تصّور لهججم بصججورة الحجارث بججن كلججدة فقجال :اذبحجوا لججه تيسجاو
العقوه من دمه و اطلوا به وجهه و بدنه ففعلججوا بججه ذلجك فقبججل الثجدى فلججل ذلججك كجان ل
ن أكبر ل جّذاته فججي سججفك ال جّدماء و ارتكججاب
يصبر عن سفك الّدماء و كان يخبر عن نفسه أ ّ
امور ل يقدر عليها غيره .
و احصى من قتل بأمره سوى من قتل في حروبه فكانوا مأة ألجف و عشجرين ألفجا و وججد
في سجنه خمسون ألف رجل و ثلثون ألف امجرئة و لجم يججب علجى أحجد منهجم قتجل و ل
قطع و كان يحبس الّرجال و الّنساء في موضع واحد ل سقف له ،فججاذا أوى المسجججونون
شججمس رمتهججم الحجّرس بالحجججارة ،و كججان طعججامهم
إلى الجدران يستظّلون بها من حّر ال ّ
شعير مخلوطا بالملح و الّرماد .
خبز ال ّ
و من أعجججب مججا روى أّنججه وجججد علججى منججبره مكتوبججا » قججل تمّتججع بكفججرك قليل إّنججك مججن
صججدور « ثجّم قججال
ل ج عليججم بججذات ال ّ
نا ّ أصحاب الّنار « فكتب تحته » قل موتوا بغيظكم إ ّ
ل لوددت أن لى بكم ألف فارس من بني فراس بن غنم ( و هو حجج ّ
ى سلم ) أما و ا ّ عليه ال ّ
شجاعة حسبما اشير إليه و تمّثل بقول أبي جندب الهذلي . معروف بال ّ
قال الكلبي و أبو مخنف و لّما تثاقل أصحابه عن الخروج في اثر بسر بججن ارطججاة فأجججابه
سعدي فبعثه فججي ألفيججن فشججخص إلججى البصججرة ثجّم أخججذ طريججق
إلى ذلك جارية بن قدامة ال ّ
الحجاز حّتى قدم اليمن و سأل عن بسر فقيل :اخذ في بلد بني تميم فقال :
] [ 360
و بلغ بسرا مسير جارية فانحدر إلى اليمامة و أخذ جارية بن قدامة السير مججا يلتفججت إلججى
ل أن يرمل بعض أصحابه من ال جّزاد مدينة مّر بها فل أهل حصن و ل يعرج على شيء ا ّ
فيأمر أصحابه بمواساته أو يسقط بعير رجل أو تحفججى دابتججه فيججامر أصججحابه بججأن يعّقبججوه
حّتى انتهوا إلى أرض اليمن فهربت شيعة عثمان حّتى لحقوا بالجبال و اتبعهم شيعة عل ّ
ي
ل جانب و أصابوا منهم و صمد نحو بسر و بسر بين يديه يف جّر مججن و تداغت عليهم من ك ّ
سلم كّلها فلّما فعل به ذلك أقججام ي عليه ال ّ جهة إلى جهة اخرى حّتى أخرجه من أعمال عل ّ
جارية بحرس نحوا مججن شججهر حّتججى اسججتراح و أراح أصججحابه و وثججب الّنججاس ببسججر فججي
طريقه لّما انصرف مججن بيججن يججدي جاريججة لسججوء سججيرته و فظججاظته و ظلمججه و غشججمه و
أصاب بنو تميم ثقل من ثقله في بلده .
ل يا أمير المؤمنين إّني سرت فججي هججذا الجيججش أقتججل فلّما وصل بسر معاوية قال :احمد ا ّ
ل قد فعل ذلججك ل أنججت و كججان عدّوك ذاهبا جائيا لم ينكب رجل منهم نكبة فقال معاوية :ا ّ
ي عليجهالذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلثين الفججا و حجرق قومججا بالّنجار روى أّنجه دعججا علج ّ
ن بسرا باع دينه بالّدنيا و انتهججك محارمججك و كججانت طاعججة سلم على بسر فقال :اللهّم إ ّ
ال ّ
مخلوق فاجر آثر عنده من عندك اللهّم فل تمته حّتى تسلبه عقله و ل توجب له رحمتك و
ل عليهججم غضجبك و لتنججزل ل ساعة من نهار ،اللهّم العن بسرا و عمروا و معاوية و ليحج ّ
بهم نقمتك و ليصبهم بأسك و زجرك ل ترّده عن القوم المجرمين .
سججيف و يقججول : ل يسرا حّتى وسوس و ذهب عقله فكان يهذي بال ّ فلم يلبث بسر بعد ذلك إ ّ
اعطوني سيفا اقتل به ل يزال يرّدد ذلك حّتى اّتخذ له سيف من خشب و كانوا يدنون منججه
لج والمرفقة فل يزال يضربها حّتى يغشججى عليججه فلبججث كججذلك إلججى أن مججات عليججه لعنججة ا ّ
الملئكة و الّناس اجمعين .
ععععععع
از جمله خطب آن حضرت است كه فرمود در حالتي كه بتواتر رسيد خبرها
] [ 361
بغالب شدن أصحاب معاوية عليه الّلعنة بر شهرها و آمدند بسججوى آن حضججرت عججاملن
ل بن عّباس و سعيد بن نمران وقتيكه غالب شده بججود بججر
او كه حاكم بودند بر يمن عبد ا ّ
ايشان بسر بن أبي أرطاة ولد الّزنا ،پس برخواست آن حضرت بطرف منبر در حججالتي
كه تنگدل بود بجهة گرانى أصحاب خود از جهاد و بجهة مخالفت كردن ايشان با او در
رأى پس فرمود :
نيست مملكت من مگر كوفه در حالتى كه قبض ميكنم آن را و بسط ميكنم آن را :يعنججي
ل تصّرف من است بحل و عقد و أمججر و نهججى و اعتمججاد نمججودنهمين كوفه است كه مح ّ
بر مردمان آن در حرب و ضرب نه ساير بلد ،اگر نباشي اى كوفه مگر تو كه باشججى
سپر دشمن و ساز لشگر من در حالتى كه وزد گردبادهاى تو ،
پس آن حضرت بجهة تحقير كوفه متمّثل شد بقول شاعر كه معنيش اينست :
قسم بزندگانى پدر تو كه بهججتر مردمانسججت اى عمججرو بتحقيججق كججه مججن واقججع شججدهام بججر
چربي اندكي كه باقي مانده است از اين ظرف طعام ،يعنى كوفه در نظر من در غايت
حقارتست مانند چربى كه مىماند بعد از أكل در ظرف بعد از آن فرمودند كه :
خبر داده شدم كه بسر بن أبي ارطاة رسيده بديار يمن و بدرستى من قسم بخججدا هججر آينججه
گمان ميكنم آن قوم را كه زود باشد كه دولت و تسلط داده شوند از قبل شما بسبب اّتفججاق
ق خود ،و بجهججة معصججية شججما امججام خججود را در
ايشان بر باطل خود و تفرق شما از ح ّ
امر حق و اطاعت ايشان امام خود را در امر باطل ،و بسبب ادا كردن ايشان امججانت و
عهد را بصاحب خودشان و خيانت كججردن شججما در امججانت ،و بجهججة صججلح ايشججان در
شهرهاى خود در جميع امور ملكى و فساد شما در بلد خودتان ،پس اگر امين گردانججم
يكى از شما را بر قدح چوبين هر آينه ميترسم كه ببرد آن را با دوال و دستهاش .
بار خدايا بدرستيكه من تنگدل شدهام از ايشان و تنگدل شدهاند ايشججان از مججن ،و سججير
شدهام من از ايشان و سير شدهاند ايشان از من ،پس بدل كن براى من
] [ 362
ايشان را به بهتر از ايشان ،و عوض كن براى ايشان مججرا بكسججي كججه مّتصججف بصججفت
شرارت بوده باشد ،خداوندا بگججداز بججترس و عججذاب قلبهججاى ايشججان را چنججانچه گججداخته
مىشود نمك در آب ،آگاه باشيد بخدا سوگند هججر آينججه دوسججت مىدارم اينكججه باشججد مججرا
بعوض شما هزار سوار از فرزندان فراس بن غنم آنجا اگججر بخججواني و آواز دهججى آينججد
بسوى تو از ايشان سواراني مثل ابرهاى تابستان با سرعت و استيل
و هى ملتقطة من خطبة طويلة خطب بها قبل مسيره إلى الّنهروان حسججبما تطلججع عليججه و
شرحها في ضمن فصول ثلثة
ععععع ععععع
ل عليه و آله و سّلم نذيرا للعالمين ،و أمينا على الّتنزيل ،
ل بعث محّمدا صّلى ا ّ
نا ّ
إّ
و أنتم معشر العرب على شّر دين و في شّر دار ،منيخججون بيججن حجججارة خشججن و حّيججات
صّم ،تشربون الكدر ،و تجأكلون الجشجب ،و تسجفكون دمجآئكم ،و تقطعجون أرحجامكم ،
ألصنام فيكم منصوبة ،و الثام بكم معصوبة .
ععععع
] [ 363
صججم
و انتم معشر العرب اه جملة حالية ،منيخون خبر بعد خبر ،و حّيات صّم ان كان ال ّ
جمع صّماه فالحّيات مضافة إليها و إن كان جمع أصّم فهي صفة لها ،
عععععع
ن هذا الفصل من الخطبة وارد في بيان حال العرب فججي أّيججام الجاهلّيججة و مججا كججانوا اعلم أ ّ
ضيق ،و من سوء الحال في أمججر المعججاش و المعججاد و تججذكرة ضنك و ال ّعليه يومئذ من ال ّ
شججريف ل سبحانه به عليهم من بعججث الّرسججول فيهججم و تبججديله سججبحانه بوجججوده ال ّ نا ّبما م ّ
سوء حالهم بحسن الحال في الدنيا و الخرة حيججث جعلججوا ذا رفاهّيججة و سججعة و نعمججة ،و
فتحوا البلد و غنموا الموال و كسروا الجيوش و فاقوا الملوك و كان لهم الذكر الباقي و
سججعادة
شرف الّثابت و اهتدوا إلى دين السلم الذي هججو طريججق دار السججلم فاكتسججبوا ال ّ ال ّ
الباقية و فازوا المقامات العالية .
لج بعججث محّمججدا نا ّسلم فججأقول :قججوله ) :ا ّ إذا عرفت ذلك فلنعد إلى شرح كلمه عليه ال ّ
ص الّنذارة بالّذكر و اختارها على البشججارة ل عليه و آله و سّلم نذيرا للعالمين ( خ ّ صّلى ا ّ
إذا لمقصججود فججي هججذا المقججام الّتوبيججخ للعججرب و ترقيججق قلججوبهم المشججتملة علججى الغلظججة و
ن عاّمججة الخلججق إ ّ
ل ن النذار أقوى في الّترقيق و الّردع ،و ذلججك ل ّ الفظاظة ،و ل ريب أ ّ
قليل منهم أنظارهم مقصورة على زخارف الّدنيا و شهواتها غججافلون عججن نعججم الخججرة و
شرون بها من الّنعججم الغايبججة ،و ل يقججابلون لّذاتها ،فل يرغبون عن الّنعم الحاضرة بما يب ّ
سججبب الّلذايذ الموجودة بلذايذ الموعججودة ،لكججون هججذه عنججدهم نقججدا و تلججك نسججيئة و كججان ال ّ
ل إّنما هو النذار و الّتخويف فاختار كونه نججذيرا علججى القوى في الّردع و اللتفاف إلى ا ّ
صججر فججي تبليججغكونه بشيرا ) و ( اردفه بكونه ) أمينا على الّتنزيججل ( غيججر خججائن و ل مق ّ
آياته و ل مبّدل لكلماته ) و انتم معشر العججرب علججى شجّر ديججن ( حيججث عبججدتم الصججنام و
الوثان
] [ 364
شركاء ) و في شّر دار ( أراد بها تهامججة أو نجججد أو البججوادي الججتي ل النداد و ال ّ
و اّتخذتم ّ
ل عليهم البلد .
كانوا يسكنونها ،ثّم فتح ا ّ
شججارح المعججتزلي :و يجججوز أن يعنججى بججه المجججاز و هججو الحسججن يقججال للعججداءو قججال ال ّ
صجوت و يقججال صماء أدهى من التي ليست بصجّماء لّنهجا ل تنزجججر بال ّ حّيات ،و الحّية ال ّ
ن غججالب ميججاهس إذا كان ألّد الخصام ) تشربون الكدر ( ل ّ للعدّو أيضا إّنه لحجر خشن الم ّ
سججبخة و العرب هو الغدران و البار أّما الغدران فأصلها ماء المطر ينزل على الودية ال ّ
القفار الملحة فيسيل حّتى يقع في تلك الغدران فيكون مّرا ملحا اجاججا ثجّم يتكجّدر و يتعّفجن
شمس عليها و تأّثره بها و أّما البار فمضججافا إلججى وقججوع مججاء من طول الّزمان و وقوع ال ّ
المطر الموصوف فيها رّبما تنزل العشاير حولها و ينيخون أباعرهم هنالك فيثور الّريججاح
البار » أبوال ظ « الباعر و أرواثها و ساير كثافات القوم بعد ارتحالهم من ذلججك المكججان
حّتى تقع على تلك البار فيكون مياهها كثيفا كدرا .
و ربما امسكنا عن شرب الماء و صبرنا على العطش يوما أو يججومين فججي مسججافرتنا إلججى
ل شرفا لما شاهدناه من كثافة تلك المياه بما يتنّفر عنه الطبع مع كججون سججفرنا مّكة زادها ا ّ
سججكنجبين و سججاير الشججربة الججتي كججانت شتاء و رّبما كّنا نشرب عوض المججاء ال ّ في أّيام ال ّ
ب مججن حيججوان ،و بعضججهم يخلججط معنا ) و تأكلون الجشب ( فاّنك تجد عاّمتهم يأكل مججا ذ ّ
شعير بنوى الّتمر و يطحنها و يّتخذ منها خبزا ال ّ
] [ 365
قيل :كانت العرب لم تعرف طّيبات الطعمة إّنما كان طعامهم اللحم يطبخ بالماء و الملح
حّتى أدرك معاوية فاّتخذ ألوان الطعمة قال أبو بججردة :كججانوا يقولججون :مججن أكججل الخججبز
سمن ،فلّما فتحنا خيبرا جهضناهم عن خبزهم فقعدت عليه آكل و أنظر في اعطجافي هجل
سمنت .
و قال خالد بن عمير العددي :شهدت فتح الملة فاصبنا سفينة مملّوة جوزا فقججال رجججل ،
ما هذه الحجارة ؟ ثّم كسر واحدة فقال :طعام طّيججب و قججال بعضججهم :أصججابوا جربججا مججن
الكافور فخالوها الملح فجذاقوه فقجالوا ل ملوحجة لهجذا الملجح ففطجن نجاس مجن أهجل الخجبرة
ي خبز عليه فجعلوا يعطونهم جرابا من ملح و يأخذون جرابا من الكافور و قدم إلى أعراب ّ
لحم فأكل اللحم و ترك الخبز و قال :خذ الطبق و كججان بنججو أسججد يججأكلون الكلب و لججذلك
قال الفرزدق :
ي جججججججججججججججججججججججججاع يومججججججججججججججججججججججججا ببلججججججججججججججججججججججججدة
إذا اسججججججججججججججججججججججججد ّ
و كان سمينا كلبه فهو آكله
و قال بعضهم نزلت برجل فأضافني فأتى بحّيججة مشججوية شجّواها فأطعمنيهججا ثجّم أتججى بمججاء
منتن فسقانيه فلّما أردت الرتحال قال :أل قمت لطعام طّيب و ماء نمير ؟
شعر المحلوق فيجعله في جفنة من الّدقيق ثّم يأكله مججع مججا فيججه مججن
و كان أحدهم يتناول ال ّ
القمل قال شاعرهم :
بو
و من طعامهم الفظ و هو ماء الكرش و قيل لعرابي :ما تأكلون ؟ فقال :نأكل مججا د ّ
درج إل أّم جبين فقال :
ل فاخرات متاعنا
ل ل يأكل إ ّ
و كان روبة يأكل الفار فقيل :لم ل تستقذره ؟ فقال :هو و ا ّ
.
و بنو تميم يعّيرون بأكل الضب قال أبو نواس في هجوهم .
] [ 366
قال الصمعي دنوت من بعض الخبية في البادية فسقيت لبنا في إناء فلّما شربته قلت هل
ل إناء » الناء « نظيفا ؟ فقيل :نعم نأكل منجه فجي الّنهجار و نبجول فيجه بالّليجالي كان هذا إ ّ
لج و لعججن هججذه النظافججة ) و فاذا أصبحنا سقينا فيه الكلب فلحسججه و نقججاه ،فقلججت :لعنججك ا ّ
ن القتججل و الغججارة كججان شججعار العججرب فججي أّيججام
تسفكون دمائكم و تقطعون أرحججامكم ( فججا ّ
ن الوالد رّبما كان يقتل ولده و بالعكس قال سبحانه : الجاهلّية حّتى أ ّ
ي ذنب قتلججت « قججال ابججن عّبججاس المججرأة إذا حججان وقججت ولدتهججا
» و إذا الموؤدة سئلت بأ ّ
حفرت حفرة و قعدت على رأسها فان ولدت بنتا رمت بها في الحفرة و إن ولججدت غلمججا
حبسته ) الصنام فيكم منصوبة و الثام بكم معصوبة ( استعار لفظ العصب للزوم الثججام
لهم في تلك الحال
ععععععع
از جمله خطب آن حضرت است در بيان حال عرب در أّيام جاهليت ميفرمايد بدرسججتى
ل ج را در حججالتى كججه ترسججاننده
كه خداوند سبحانه و تعالى مبعوث فرمود محّمد بن عبد ا ّ
بود عالميان را از بدى افعال ايشان ،و امين بود بر آنچه نازل ميشد بر او ميرسانيد آن
را بدون زياده و نقصان و حال آنكجه شجما جمجاعت عجرب بجر بجدترين ديجن بوديجد و در
بدترين خانها مقيم بوديد ،در ميان سنگهاى درشت و مارهججاى بججا شججدت و صججلبت در
حججالتى كججه مىآشججاميديد آبهججاى ناصججاف را و مىخورديججد طعججام غليججظ و بججي ادام را و
مىريختيد خونهاى يكديگر را و قطججع مىكرديججد خويشججان خودتججان را ،بتججان در ميججان
شما نصب كرده شده بودند و گناهان بر شما بسته گرديده .
] [ 367
ععععع
ضنة و هو البخل و ) اغضيت ( علججى ) ضننت ( بكسر الّنون و يروى بالفتح أيضا من ال ّ
كذا اطبقت عليه جفنى و ) القذى ( مججا يقججع فججي العيججن مججن تبججن و نحججوه يججوجب اذيتهججا و
شجى ( ما اعترض في الحلق من نشب و عظم و قججد مجّر هججذان اللفظججان فججي الخطبججة ) ال ّ
شقشقّية و ) أخذ بكظمه ( محّركة و هو مجرى نفسه و ) العلقم ( شجججر بججالغ المججرارة و ال ّ
ل مّر .
يقال في العرب على ك ّ
ععععععع
كلمة إذا في قوله :فاذا ليس لي معين ،للظرف ،و الّتنوين عوض عن الجملة المضججاف
إليها اى فنظرت فاذ غصبوني حّقى ليس لي معين ،و كلمة على في الموارد الربعة إّما
ن رّبججك لججذو مغفججرة للّنججاس علججى
للستعلء المجازي أو بمعنى مع على حّد قججوله » :و إ ّ
ظلمهم « و أمّر صفة لموصوف محذوف .
عععععع
ن هذا الفصل من كلمه حكاية لحاله الذي كان هو عليه بعد ارتحال الّرسول صجّلى اعلم أ ّ
ق الذي كان لججه ل عليه و آله و سّلم و ما جرى عليه من الظلم و الجور في اغتصاب الح ّ ا ّ
سلم فكأّنه يقول :إّنهم بعد غصبهم للخلفة تفّكرت في أمر المقاومة و الّدفاع عججن عليه ال ّ
ل أهججل بيججتي ( و هذا المر الذي كنت أولى به ) فنظرت فاذا ليس لي معيججن ( يعيننججي ) إ ّ
هم كانوا قليلين غير مقاومين للمخالفين ) فضننت بهم عن الموت ( لعلمي بأّنهم لو قججاتلوا
لقتلوا ) و ( لّما علمت عدم حصول المقصود بهؤلء الّنفر ) أغضيت ( و أطبقت جفججوني
شجججى شججرب علججى القججذى و ال ّ ) على القذى و شربت على الشجى ( و كّنى الغضججاء و ال ّ
عن تحمله على المور التى يصعب الّتحمل عليهجا لصجعوبتها و شجّدتها و ألمهجا و أذّيتهجا
كما يشهد به قوله ) :و صبرت على أخذ الكظم و على ( امور ) امجّر مججن طعججم العلقججم (
ن فيها اللم الّنفساني و في العلقم اللم البدني
لشّدة مرارتها من حيث إ ّ
] [ 368
ن تركه مطالبتهججا لججم ص على أ ّن هذا الكلم منه صريح في اغتصاب الخلفة و ن ّ و اعلم أ ّ
يكن من رغبججة و اختيججار ،و إّنمججا كججان جججبرا و اضججطرارا ،و قججد اشججرنا إلججى ذلججك فججي
سقيفة الّدالة على انتحال الخلفة من طرق شقشقّية و ذكر ناثّمة أخبار ال ّ
مقّدمات الخطبة ال ّ
صجريحة فجي ذلجك مّمجا رواهجا صة ،و المقصود الن ذكر بعجض الخبجار العامّيجة ال ّ الخا ّ
جة و أقوى استنادا فأقول : شارح المعتزلي عن رواتهم ،لّنه أثبت ح ّ ال ّ
] [ 369
ل أهل بيتي فضننت بهججم عججن المججوت ،فقججول مجا زال عليججه فاّما قوله :لم يكن لي معين إ ّ
لج عليججه و آلججه و سجّلم قججال :لججو
ل صجّلى ا ّ
سلم يقوله :و لقد قاله عقيب وفات رسول ا ّال ّ
وجدت أربعين ذوي عزم ذكر ذلك نصر بن مزاحم في كتججاب صجّفين و ذكججره كججثير مججن
سيرة .
أرباب ال ّ
و أّما الذي يقوله جمهور المحّدثين و أعيانهم فاّنه امتنع من البيعة سّتة اشججهر و لججزم بيتججه
فلم يبايع حّتى ماتت فاطمة فلّما ماتت بايع طوعا و في صججحيحي مسججلم و بخججاري كججانت
وجوه الّناس إليه و فاطمة عليها السلم لما تمت » ماتت ظ « بعد فلّما ماتت فاطمة عليها
السلم انصرفت وجوه الناس عنه و خرج من بيته فبايع أبا بكر و كججانت مجّدة بقائهججا بعججد
سلم سّتة أشهر قال :و روى أحمد بن عبد العزيز قال :لمّججا بويججع صلة و ال ّأبيها عليه ال ّ
سجلم و هججو ي عليه ال ّ
لبي بكر كان الّزبير و المقداد يختلفان في جماعة من الّناس إلى عل ّ
في بيت فاطمة فيتشاورون و يججتراجعون امججورهم فخججرج عمججر حّتججى دخججل علججى فاطمججة
ب إلينججا مججن أبيججك ،و مججا
ل ما من أحد من الخلق أح ّ سلم و قال :يا بنت رسول ا ّ عليها ال ّ
ب إلينا منك بعد أبيك ،
من أحد أح ّ
ل ما ذاك بما نعي ان اجتمع هؤلء الّنفر عندك ان امر بتحريق الججبيت عليهججم فلّمججا و أيم ا ّ
ل إن عدتم ليحرقججن عليكججم ن عمر جائني و حلف لي با ّ خرج عمر جاؤها فقالت تعلمون أ ّ
ل ليمضين لما حلف له فانصرفوا عّنا راشدين فلم يرجعوا إلى بيتها و ذهبوا البيت و أيم ا ّ
سججلم :و عهججدك ي عليججه ال ّو بايعوا لبي بكر قال :و من كتاب معاوية المشهور إلى عل ج ّ
أمس تحمل قعيدة بيتك ليل على حمار و يداك في يدي ابنيك الحسن و الحسين يججوم بويججع
ل دعججوتهم إلججى نفسججك و مشججيت إليهججم سججوابق إ ّ
أبو بكر فلم تججدع أحججدا مججن أهججل بججدر و ال ّ
ل فلججم يجبججك منهججم إ ّ
ل بامرئتك و أوليت إليهم بابنيك و استنصرتهم على صاحب رسول ا ّ
أربعة أو خمسة ،و لعمري لو كنت محّقا لجابوك ،و لكّنك اّدعيت بججاطل و قلججت مججا ل
يعرف و رمت ما ل يدرك ،و مهما نسيت فل أنسى قولك لبي سفيان لّما حّر كك
] [ 370
و هّيجك :لو وجدت أربعين ذوي عزم لنا هضت القوم فما يوم المسججلمين منججك بواحججد و
روى أيضا من كتاب أحمد بن عبد العزيز الجوهري عن حباب بن يزيججد عججن جريججر بججن
ي فلّما بويع أبو
المغيرة أن سلمان و الّزبير و النصار كان هواهم أن يبايعوا علّيا بعد الّنب ّ
بكر قال سلمان :أصبتم الحيرة و أخطأتم المعدن .
و عن حبيب بن أبي ثابت قال :قال سلمان يجومئذ :أصججبتم ذا ألسجن منكجم و خجالفتم أهجل
بيت نبّيكم لو جعلوها فيهم ما اختلف عليكجم اثنجان و لكلتموهجا رغجدا و روى أيضجا عجن
سلم عن بيعة أبي بكر و اشتّد ي عليه ال ّ
غسان بن عبد الحميد قال :لّما اكثر في تخّلف عل ّ
عمر و أبو بكر عليه في ذلك خرجت أّم مسطح بن اثاثة فوقفت عند القبر و قالت :
و من كتاب الجوهري أيضا عن أبي السود قال :غضب رجال من المهاجرين في بيعججة
سججلح فجججاء ي و الّزبيججر فججدخل بيججت فاطمججة معهمججا ال ّ
أبي بكر بغير مشورة و غضب عل ّ
عمر في عصابة منهم اسيد بن حصين و سلمة بن سلمة بن وقججش و همججا مججن بنججي عبججد
ي و الّزبير فضربوا بهما الجدار حّتى الشهل فصاحت فاطمة و ناشدتهم فأخذوا سيفي عل ّ
كسروهما ثّم أخرجهما عمر يسوقهما حّتى بايعا ثّم قام أبججو بكججر فخطججب الّنججاس و اعتججذر
ل ج مججا حرصججت ل شّرها و خشيت الفتنججة و أيججم ا ّ ن بيعتى كانت فلتة وقى ا ّ
إليهم و قال :إ ّ
ن اقوى الّنججاس عليججه يوما قط و لقد قلدت أمرا عظيما ما لى به طاقة و ل يدان و لوددت ا ّ
مكاني ،و جعل يعتذر إليهم فقبل المهاجرون عذره ،إلى آخر ما رواه .
ن ثابت بن قيس بن شماس كان مع الجماعة الذين حضججروا و قد روى باسناد آخر ذكره أ ّ
سلم ،و ثابت هذا أخو بني الحرث ابن الخزرج .
مع عمر في بيت فاطمة عليها ال ّ
] [ 371
و ناس من بني هاشم في بيت فاطمة ،فجاء عمر إليهم فقال :و الذي نفسي بيده لتخرجنّ
ن البيت عليكم ،فخرج الّزبير مصلتا سيفه فاعتنقه رجل من النصار إلى البيت أو لتحرق ّ
سججيف فصججاح بججه أبججو بكججر و هججو علججى المنججبر :
ق بججه فبججدو ) فبججدر ( ال ّ
و زياد بن لبيد فد ّ
ضربة و يقال هججذه ضججربة اضرب به الحجر قال أبو عمرو :فلقد رأيت الحجر فيه تلك ال ّ
لج بهججم قججال :فخرجججوا إليججه بعججد ذلججك
سيف الّزبير ثجّم قججال أبججو بكججر :دعججوهم فسججيأتي ا ّ
فبايعوه .
ن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيججت فاطمججة و قد روى الجوهرى في رواية اخرى أ ّ
سلم و المقداد بن السود أيضا و أّنهم اجتمعوا إلى أن يبججايعوا علّيججا فأتججاهم عمججر عليها ال ّ
سيف و خرجت فاطمة تبكججى و تصججيح فنهنهججت ليحرق عليهم البيت فخرج إليه الّزبير بال ّ
من الناس و قالوا ليس عندنا معصججية و ل خلف فججي خيججر اجتمججع عليججه الّنججاس ،و إّنمججا
ن الّناس .اجتمعنا لنؤّلف القرآن في مصحف واحد ثّم بايعوا أبابكر فاستمّر المر و اطمئ ّ
ل بن موسى بن عبد الّ و قد روى الجوهري أيضا عن داود بن المبارك قال :أتانا عبد ا ّ
ج في جماعة فسألناه عن مسائل ي بن أبي طالب و نحن راجعون من الح ّ بن الحسن بن عل ّ
لج بجن
و كنت احد من سأل فسألته عن أبي بكر و عمر فقال :اجيبك بما أججاب بججه عبجد ا ّ
ي مرسل فماتت و هي غضججباء الحسن فإّنه سئل عنهما فقال :كانت فاطمة صّديقة ابنة نب ّ
على قوم فنحن غضاب لغضبها .
سججلم و قججد
ي عليججه ال ّ
شعبي قال :سأل أبو بكر و قال اين الّزبير ؟ فقيل :عند علج ّ
و عن ال ّ
تقّلد سيفه فقال :قم يا عمر يا خالد بن الوليد انطلقا حّتى تأتياني بهما فانطلقا فججدخل عمججر
سيف ؟ و قام خالد على باب البيت من خارج فقال عمر للّزبير :ما هذا ال ّ
] [ 372
فقال :نبايع علّيا ،فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره ثّم أخجذ بيجد الّزبيجر فأقجامه ثجمّ
ي :قم فبايع لبي بكر فتلكاء و احتبس فأخذ دفعه و قال :يا خالد دونكه فامسكه ثّم قال لعل ّ
بيده و قال :قم فأبى أن يقوم فحمله و دفعجه كمججا دفججع الّزبيجر فجاخرجه و رأت فاطمججة مجا
صنع بهما فقامت على باب الحجرة و قالت :يا ابا بكر ما أسرع ما اغرتم على أهل بيت
ل ،إلى آخر ما رواه ثم قججال الشججارح و اعلججم ل ل أتكّلم عمر حّتى ألقى ا ّل،وا ّ رسول ا ّ
ن الثار و الخبار في هذا الباب كثيرة و من تأّملها و أنصف علم أّنه لم يكن هناك نج ّ
ص أّ
شكوك و ل يتطّرق إليه الحتمالت كمججا تزعججم المامّيججة ، صريح مقطوع به ل تختلجه ال ّ
ص الغدير و ل خبر المنزلججة و ص نصا صريحا جلّيا ليس بن ّ ن الّرسول ن ّفاّنهم يقولون :إ ّ
ص عليججه بالخلفججة ول ما شابههما من الخبار الواردة من طرق العاّمة و غيرها ،بل نج ّ
بامرة المؤمنين و أمر المسلمين أن يسّلموا عليه بذلك فسلموا عليه بها ،و صّرح لهم فججي
سمع و الطاعة له .
كثير من المقامات بأّنه خليفة عليهم من بعده و أمرهم بال ّ
ى من البيعة حّتى اخرج على الوجه الذي اخرج عليه فقد ذكججره المح جّدثون فاّما امتناع عل ّ
سير و قد ذكرنا ما قاله الجوهري في هذا الباب و هو من رجال الحججديث و مججن و رواه ال ّ
الثقات المأمونين ،و قد ذكر غيره من هذا الّنحو ما ل يحصى كثرة فأّما المججور الشججنيعة
سججوط
شيعة من إرسال قنفججذ إلججى بيججت فاطمججة و اّنججه ضججربها بال ّ
المستهجنة التي يذكرها ال ّ
فصار في عضدها كالدملج و بقى اثره إلى ان ماتت ،و ان عمججر ضججغطها بيججن البججاب و
ل و القت جنينا ميتا ، الجدار فصاحت يا ابتاه يا رسول ا ّ
] [ 373
ن علّيا لّما احضر سألوه البيعة فامتنع فهّدد بالقتججل و ابناه حسن و حسين معهما يبكيان و أ ّ
لج
ل فنعم و أّما أخججو رسججول ا ّ ل فقالوا أّما عبد ا ّ
ل و أخا رسول ا ّ فقال :إذن تقتلون عبدا ّ
فل ،و أّنه طعن في أوجههم بالّنفاق و سطر صحيفة الغدر التي اجتمعوا عليها ،و بججأّنهم
ل ليلة العقبة ،فكّله ل أصل له عند أصحابنا و ل يثبته أحد أرادوا أن ينفروا ناقة رسول ا ّ
شيعة بنقله انتهى .
منهم و ل رواه أهل الحديث و ل يعرفونه و إّنما هو شيء تنفرد ال ّ
] [ 374
و فيه أيضا عن البلدري عن مسلمة بن محارب عن سليمان الّتميمي عججن أبججي عججون أن
ي فلم يبايع فجاء عمر و معه قبس فتلقججاه فاطمججة علججى البججاب فقججال :
أبا بكر ارسل إلى عل ّ
ي عليججه
يابن الخطاب أتراك محرقا ؟ قال :نعم و ذلك أقوى فيما جاء به أبوك و جججاء عل ج ّ
سلم فبايع .
ال ّ
شيعة من طرق كثيرة و إّنما سيد ) ره ( عقيب هذا الحديث :و هذا الخبر قد روته ال ّ قال ال ّ
سججلمة و رّبمججا
الطريق أن يرويه شيوخ محّدثي العاّمة لكّنهم كانوا يججروون مججا سججمعوا بال ّ
ى اختيار لمن يحرق عليه بابه حتى يبايع . تنبهوا على ما يروونه عليهم فكّفوا عنه ،و أ ّ
ععععععع
بعض ديگر از فقرات ايجن خطبجه اسجت كجه بيجان ميفرمايجد در او حجال خجود را بعجد از
ل عليه و آله و سّلم و شكاية مىنمايد از أهجل جلفجة كجه ارتحال حضرت رسول صّلى ا ّ
ق مرا غصججب نمودنججد پججس نظججر غصب خلفة كردند ،و مىگويد كه چون أهل عناد ح ّ
كردم من در تدبير امور خود پس آن زمان كه غصججب خلفججت كردنججد نبججود مججرا يججارى
دهنده مگر أهل بيت خججود كججه معججدود قليلججى بججود نسججبت بمخججالفين ،پججس بخججل ورزيججدم
بايشان از مرك يعني ايشان را از معارك مهالك نگاهداشتم و بپوشانيدم چشم خود را بر
چيزى كه اذّيت ميكشيد از او ديده من ،و آشاميدم زهججر آب سججتم مخالفججان را در حينججى
صه و غم ،و صبر كججردم بججر خشججم فججرو خججوردن بججر چيججزى كججه كه بودم گلوگير از غ ّ
تلختر بود از چشيدن درخت علقم با وجود آنكه درختى است در غايت تلخي و مرارة .
ععععع عععععع عععع
و لم يبايع حّتى شرط أن يؤتيه على البيعة ثمنا ،فل ظفرت يد البايع » المبججايع خ ل « و
خزيت أمانة المبتاع ،فخذوا للحرب أهبتها ،
] [ 375
صبر ،
ب لظاها ،و عل سناها ،و استشعروا ال ّ
و أعّدوا لها عّدتها ،فقد ش ّ
ععععع
ل و الهانة و ) الهبة ( كالمعدة بضّم الفاء فيهما مججا يع جدّ ) خزيت ( من الخزى و هو الّذ ّ
ب لظاها ( بالبنججاء علججى الفاعججل اى ارتفججع لهبهججا ،أوسلح و اللت و ) ش ّ للحرب من ال ّ
ضوء ) أدعى للّنصر ( و في بعججض سناء ( ال ّ بالبناء على المفعول اى اوقدت نارها و ) ال ّ
شيء إذا شددته كاّنه يشد الّنصر الّنسخ أحزم للنصر من حزمت ال ّ
ععععععع
ل لهججا مجن
فاعل يبايع عايد إلجى عمجرو بجن العججاص ،و جملجة فل ظفججرت دعائيججة ل محج ّ
ي و لججذلك اعيججد
العراب ،و اسناده إلى المانة من باب الّتوسع ،و الحرب مؤّنث سماع ّ
ضماير الخمسة بعدها إليها مؤّنثة .
ال ّ
عععععع
ن هذا الفصل من كلمه بيان لحال عمججرو بججن العججاص مججع معاويججة ) و ( يقججول إنّ اعلم أ ّ
عمروا ) لم يبايع ( لمعاوية ) حّتى شرط أن يؤتيه ( معاوية ) على البيعة ( مصججر طعمججة
و ) ثمنا فل ظفرت ( و ل فازت ) يد البايع ( و هو عمرو في بيعته بالّثمن او بما يججأمله )
شارح المعتزلي :البايع معاويججة و المبتججاعو خزيت امانة المبتاع ( و هو معاوية و قال ال ّ
ن معاوية باع مصر لجه بجبيعته و لكّنجه خلف ظجاهر الكلم هو عمرو ،و لعّله نظر إلى أ ّ
سلم جعل البيعة مثمنا فيكون مصر ثمنا فالظهر ما ذكرناه . حيث إّنه عليه ال ّ
سلم بتهّية أسباب الجهاد مع القاسطين بقوله ) :فخذوا للحرب اهبتها ( اىثّم أمر عليه ال ّ
ب لظاها ( و لهبها ) و عل سناها ( و ضوؤها ، سلحها ) و أعدوا لها عّدتها فقد ش ّ
صججبر ( اى اجعلججوه شججعارا صبر في الحرب بقججوله ) :و استشججعروا ال ّ الهلك ،ثّم أمر بال ّ
صججبر ) ادعججى للّنصججر ( و مججن أقججوى أسججبابه و لكم كالّثوب الملزم للجسد ) فاّنه ( أى ال ّ
شججارح المعججتزلي لمججة المجلسججي و ال ّن كيفّية تلك المبايعة على ما رواه المحّدث الع ّ اعلم أ ّ
سلم حيججن صّفين لنصر بن مزاحم مع إسقاط الّزوايد مّنا هو أّنه عليه ال ّ جميعا من كتاب ال ّ
قدم الكوفة بعد فراغه من قتال الّناكثين كتب إلججى معاويججة كتابججا علججى مججا يججأتي ذكججره فججي
ل يدعوه فيه إلى البيعة و أرسججل جريججر بججن عبججد الكتاب في باب المختار من كتبه إنشاء ا ّ
شججام فقججرئه و اغتججم بمججا فيججه و ذهبججت بججه
ل البجلي رسول إليه مع كتابه فقدم عليججه بججه ال ّ ا ّ
ل مذهب و طاول جريرا بالجواب عججن الكتججاب حسججبما تطلججع علججى تفصججيله فججي أفكاره ك ّ
شججام
شرح كلمه الّثالث و الربعين في باب المختار من الكتب حّتى كّلم قوما مججن أهججل ال ّ
طلب بدم عثمان فأجابوه و بايعوه علججى ذلججك و أوثقججوا لججه علججى أن يبججذلوا انفسججهم و في ال ّ
ل أرواحهم فلّما أمسى معاوية اغتّم بما هو فيه و استحّثه أموالهم أو يدركوا ثاره أو يفنى ا ّ
جرير بالبيعة فقال :يا جرير إّنها ليست بخلسة و إّنه أمر له ما بعده فججابلغني ريقججي حّتججى
أنظر ،و دعا ثقاته فقال له أخوه عتبة بن أبي سفيان :استغن بعمرو بن العاص فاّنه مججن
قد علمت في دهائه و رأيه و قد اعتزل أمر عثمان في حياته و هججو لمججرك أشجّد اعججتزال
ل أن يثمن له دينه فسيبيعك فاّنه صاحب دنيا . إّ
ي و طلحة و الّزبير ما قد بلغججك فكتب معاوية إلى عمرو :أّما بعد فاّنه قد كان من أمر عل ّ
لجو قد سقط إلينا مروان بن الحكم في نفر من أهل البصرة و قدم علينا جريججر بججن عبججد ا ّ
ي و قد حبست نفسى عليك حّتى تأتيني فاقبل اذا كججرك امججورا ل تعججدم مغتبهججا في بيعة عل ّ
ل.
إنشاء ا ّ
] [ 377
على دنيا قليلة أو شكتما أن تهلكا فتستويا ) فتسويا خ ل ( في عقابها و قججال محّمججد :أرى
أّنك شيخ قريش و صاحب أمرها و أن تصرم هذا المر و أنت فيه غافل تصججاغر أمججرك
شام و كن يدا من أيديها و اطلب بججدم عثمججان فجاّنه سججيقوم بججذلك بنججو
فالحق بجماعة أهل ال ّ
امّية .
ل فأمرتني بما هو خير لي في دينججي ،و أّمججا أنججت يججا محّمججد
فقال عمر و أّما أنت يا عبد ا ّ
فأمرتني بما هو خير لي في دنياي و أنا ناظر فيه فلّما جّنه الّليل رفع صوته ينشد أبياتا 1
شيخ .ل :ترحل ال ّ
في ذلك رّددها فقال عبد ا ّ
و دعى غلما له يقال له وردان :و كان داهيججا مججاردا فقججال :ارحججل يججا وردان ثجّم قججال :
احطط يا وردان ثّم قال :ارحل يا وردان احطط يججا وردان فقججال لججه :وردان خلطججت أبججا
ل أّما اّنك إن شئت أنبأتك بما في نفسك قال :هات و يحك قال : عبد ا ّ
ي معه الخرة في غير الجّدنيا و فججي الخججرة اعتركت الّدنيا و الخرة على قلبك فقلت :عل ّ
عوض من الّدنيا ،و معاوية معه الّدنيا بغير آخرة و ليس فججي الجّدنيا عججوض مججن الخججرة
ل ما أخطات فمجا تججرى يجا وردان ؟ قججال :أرى أن تقيججم فانت واقف بينهما قال :فاّنك و ا ّ
في بيتك فان ظهر أهل الّدين عشت في عفججو دينهججم ،و إن ظهججر أهججل الجّدنيا لججم يسججتغنوا
عنك قال الن لما شهدت ) شهرت خ ل ( العرب مسيرى إلى معاوية .
فارتحل و صار حّتى قدم على معاوية و عرف حاجة معاوية إليه فباعده من نفسه و كايد
ل طرقتنا فجي ليلتنججا هججذا ل واحد منهما صاحبه فقال له معاوية يوم دخل عليه :أبا عبد ا ّ كّ
ن محّمججد بججن أبججيثلثة أخبار ليس فيهججا ورد و ل صججدر قججال :و مججا ذاك ؟ قججال :منهججا أ ّ
حذيفة كسر سجن مصر فخرج هو و أصحابه و هو من آفات هذا الّدين ،
ل ما ذكرت عظيما أّما امر ابن أبي حذيفة فما يعظمك من
فقال عمرو :ك ّ
-----------
) ( 1ققققققق قققققق قق ققق قققققققق ققق .
] [ 378
رجل خرج في اشباهه ان تبعث إليه رجل يقتله أو ياتيك به و إن قاتججل لججم يض جّرك و أّمججا
ضة و سله الموادعة فاّنه اليها سريع ، قيصر فاهد له الوصايف و آنية الّذهب و الف ّ
ن له
ل يا معاوية ما يسوى العرب بينك و بينه في شيء من الشياء و ا ّ ي فل و ا ّ
و أّما عل ّ
ل أن تظلمه قال نصججر في الحرب لحظا ما هو لحد من قريش و اّنه لصاحب ما هو فيه إ ّ
ل ج إّنججى أدعججوك إلججى
و روى عمر بن سعد بإسناده قال :قال معاوية لعمرو :يا أبا عبججد ا ّ
ق عصا المسلمين و قتل الخليفججة و أظهججر الفتنججة و جهاد هذا الّرجل الذى عصى رّبه و ش ّ
ي قال عمرو : فّرق الجماعة و قطع الّرحم ،قال عمرو :من هو ؟ قال :عل ّ
ي حملجى بعيجر مالجك هجرتجه و ل سجابقته و ل صجحبته و ل ل يا معاوية ما أنت و عل ّ
وا ّ
لج
ن له مع ذلججك ججّدا و جججدودا و خطئا و خطججوة و بلء مججن ا ّ لإّفقهه و ل علمه ،و و ا ّ
حسنا فما تجعل لي على أن شايعتك على ما تريد قال :حكمك قال :مصججر طعمججة قججال :
ن مصججر مثججل العججراق قججال :بلججى و
ل أما تعلججم أ ّ
فتلكاء 1عليه معاوية قال له :أبا عبد ا ّ
لكّنها إّنما تكون لي إذا كانت لك و إّنما تكون لك إذا غلبت علّيا على العراق .
قال :فدخل عليه عتبة بن أبي سفيان فقال :أ ما ترضى أن تشتري عمروا بمصر إن هى
شام فقال معاوية :يا عتبة بجت عنججدنا الّليلجة قجال فلّمججا جج ّ
ن صفت لك ليتك ل تغلب على ال ّ
الليل على عتبة رفع صوته يسمع معاوية بأبيات 2يحّثه فيهجا علجى ارضجاء عمجرو فلّمجا
لج عليججك بججذلكسمع معاوية ذلك أرسل إلى عمرو و أعطاها إّيججاه ،فقجال عمججرو :ولججى ا ّ
لج
ل علينا الكوفججة فقججال عمججرو :و ا ّ ي بذلك إن فتح ا ّ
ل عل ّشاهد قال له معاوية :نعم لك ا ّ
على ما نقول و كيل فخرج عمرو من عنده فقال له ابناه :ما صنعت ؟
ل ج بطونكمججا إن لججم
قال :أعطانا مصر طعمة قال :و ما مصر في ملججك قججال :ل أشججبع ا ّ
يشبعكما مصر .
-----------
) ( 1قق قققق قق قققققق .
-----------
) ( 2ققققققق قققققق قق ققق قققققققق ق ققق
.
] [ 379
قال :و كتب له معاوية بمصر كتابا و كتب على أن ل ينقض شرط طاعته فكتججب عمججرو
ل منهما صاحبه .
أن ل ينقض طاعته شرطا و كايد ك ّ
ب و كان داهيا فلّما جاء عمرو بالكتججاب مسججروراقال و كان مع عمرو ابن عّم له فتى شا ّ
ي رأى تعيش في قريش أعطيت دينك و منيت عجب الفتى و قال :ل تخبرني يا عمرو بأ ّ
ي؟
يح ّ دنيا غيرك ،أترى أهل مصر و هم قتلة عثمان يدفعونها إلى معاوية و عل ّ
قال :فسّر ذلك علّيا و قّربه قال :و غضب مروان و قال :ما بالي ل اشتري كما اشترى
عمر و فقال له معاوية :انما نبتاع لك قال نصر فلّما كتب الكتاب قال معاويججة لعمججرو مججا
ترى ؟ قال :امض الّراى الّول فبعث مالك بن هجبيرة الكنجدى فجي طلججب محّمججد بجن أبججي
ي؟ حذيفة فأدركه و قتله ،و بعث إلى قيصر بالهدايا فوادعه ،ثّم قال :مججا تججرى فججي عل ج ّ
قال :إّنه قد أتاك في طلب البيعة خير أهل العراق و مججن عنجد الّنجاس فجي أنفججس الّنججاس و
سججمطشام شججرجيل بججن ال ّ شام إلى رّد هذا البيعة خطر شديد ،و رأس أهل ال ّ دعواك أهل ال ّ
الكندي و هو عدّو لجرير المرسل إليك فابعث إليه و وطئ له ثقاتك فليفشوا في الّنججاس أ ّ
ن
شججام علججى
علّيا قتل عثمان و ليكونوا أهل الّرضا عند شرجيل فإّنها كلمة جامعة لك أهل ال ّ
ب و إن تعلقت بقلب شرجيل لن تخرج منه بشيء أبدا . ما تح ّ
-----------
) ( 1ق قق ققققق قق ققق قققققققق ق ققق .
] [ 380
فلّما قدم كتاب معاوية على شرجيل و هو بحّمججص استشججار بأهججل اليمججن فججاختلفوا عليججه ،
شججام ،
فقام إليه عبد الّرحمن بن غنم و هو صاحب معاذ بن جبل و ختنه و كان أفقه أهل ال ّ
فنهاه عن المسير إلى معاوية و وعظه و نهاه أيضججا عيججاض اليمججاني و كججان ناسججكا فججأبى
ل أن يسير إلى معاوية فلّما قدم تلقاه الّناس فاعظموه و دخل على معاوية .
شرجيل إ ّ
ن شرجيل قد نفذت بصججيرته فجى حججرب أهجل فرّد هذا الّرجل إلى صاحبه فعرف معاوية أ ّ
سججلم
ي عليججه ال ّ
شام كّله مع شرجيل و عند ذلك استعّد للقتال و كتب إلى عل ّ
ن ال ّ
العراق و أ ّ
ل.ما ستعرفه في شرح الكلم الّثالث و الربعين إنشاء ا ّ
ععععع
سجلم كالفصجلين السجابقين ملتقجط مجن ن هذا الفصل من كلمه عليه ال ّ قد اشرنا سابقا إلى أ ّ
سجلم و لكجونه مشجتمل علجى مطجالب نفيسجة أحببنجا أن نجورده هنجا كلم طويل له عليجه ال ّ
شججارح المعججتزلي فججي شججرح الكلمبتمامه فأقول :روى العلمة المجلسي في البحججار و ال ّ
ستين جميعا من كتاب الغارات لبراهيم بن مسعود الثقفي عن رجاله عن عبججد سابع و ال ّ
ال ّ
ي و حّبة العرني و الّرحمان بن جندب عن أبيه قال دخل عمرو بن الحمق و حجر بن عد ّ
ل بن سبا على أمير المؤمنين بعد ما افتتحت مصر و هو مغموم الحارث العور و عبد ا ّ
سلم :
ي عليه ال ّ
حزين فقالوا له :بين لنا ما قولك في أبى بكر و عمر ؟ فقال لهم عل ّ
] [ 381
هل فرغتم لهذا و هذه مصر قد افتتحت و شيعتي قد قلت أنا مخرج إليكم كتابا اخبركم فيه
عّما سألتم و أسألكم أن تحفظوا من حّقي ما ضّيعتم فجاقرؤوه علجى شجيعتي و كونجوا علجى
ق و هذه نسخة الكتاب :
الح ّ
سجلمي أمير المؤمنين إلجى قجّراء كتجابي هجذا مجن المجؤمنين و المسجلمين ال ّ ل عل ّمن عبد ا ّ
ل بعججث محّمججدا نججذيرا للعججالمين
نا ّ
ل هو أّما بعد فا ّ
ل الذى ل إله إ ّ
عليكم فاّني أحمد إليكم ا ّ
أمينا على الّتنزيل و شهيدا على هذه الّمة و أنتم معاشر العرب يومئذ على شّر دين و في
شّر دار منيخون على حجارة خشن و جنادل صجّم و شججوك مبثججوث فججي البلد ،تشججربون
الماء الخبيث و تأكلون الطعام الجشججب و تسججفكون دمججائكم و تقتلججون أولدكججم و تقطعججون
أرحامكم و تأكلون أموالكم بينكم بالباطل ،سبلكم خائفة و الصججنام فيكججم منصججوبة ،و ل
ل و هم مشركون . لإ ّيؤمن أكثركم با ّ
ل عليكم بمحّمججد فبعثججه إليكججم رسججول مججن أنفسججكم و قججال فيمجا انججزل مججن
ل عّز و ج ّ
نا ّ
فم ّ
لّمييجن رسجول منهجم يتلجو عليهجم آيجاته و يزّكيهجم و يعّلمهجم كتابه » :هو الذي بعث في ا ُ
الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلل مبين « و قال » :لقد جائكم رسججول مججن
أنفسكم عزيز عليه ما عنّتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم « و قال :
لج
ل على المؤمنين إذ بعث فيهم رسول من أنفسهم « و قججال » :ذلججك فضججل ا ّ نا ّ
» لقد م ّ
ل ذو الفضل العظيم « فكان الّرسول إليكم من أنفسكم بلسانكم ،فعّلمكميؤتيه من يشاء و ا ّ
سنة ،
الكتاب و الحكمة و الفرايض و ال ّ
و أمركم بصلة أرحامكم و حقن دمائكم و صلح ذات الججبين ،و أن تججؤّدوا المانججات إلججى
أهلها ،و أن توفوا بالعهد و ل تنقضوا اليمان بعد توكيدها .
] [ 382
الحرام و بخس المكيال و نقص الميزان ،و تقّدم اليكم فيمججا تلججى عليكججم أن ل تزنججوا و ل
تربججوا و ل تججأكلوا أمججوال اليتججامى ،و أن تججؤّدوا المانججات إلججى أهلهججا و أن ل تعثججوا فججي
ب المعتدين .ل ل يح ّ نا ّالرض مفسدين ،و ل تعتدوا إ ّ
صججت القربيججن و ل إليه سعيدا حميدا فيالهججا مصججيبة خ ّ فلّما استكمل مّدته من الّدنيا توّفاه ا ّ
عّمت جميع المسلمين ،ما اصججيبوا قبلهججا بمثلهججا و لججن يعججاينوا بعججدها اختهججا فلّمججا مضججى
ل مججا كججان يلقججى
ل عليه و آله و سّلم تنازع المسلمون المر من بعده ،فو ا ّ لسبيله صّلى ا ّ
ل ج عليججه و
ن العرب تعدل هذا المر بعد محّمد ص جّلى ا ّ في روعى و ل يخطر على بالى أ ّ
حوه عّني من بعده . آله و سّلم عن أهل بيته و ل أّنهم تن ّ
فما راعني إل انثيال الّناس على أبي بكججر و اجفججالهم 1إليججه ليبججايعوه ،فأمسججكت يججدي و
ل عليه و آله و سّلم و مّلة محّمد في الّناس مّمن تججولى ق بمقام محّمد صّلى ا ّرأيت أّني أح ّ
المر بعده .
ل حّتى رأيت راجعة من الّناس رجعت عن السلم تدعو إلججى محججق فلبثت بذلك ما شاء ا ّ
ل و مّلة محّمد ،فخشيت إن لم أنصر السلم و أهله أن أرى فيه ثلما و هدما تكججون دين ا ّ
المصيبة ) المصاب خ ل ( بهما أعظم من فوات ولية اموركم الججتي إّنمججا هجي متجاع أّيجام
سراب و كما يتقشع السحاب فمشيت عند ذلك إلى قلئل ثّم يزول ما كان منها كما يزول ال ّ
لج
أبي بكر فبايعته و نهضت في تلك الحداث حّتى زاغ الباطل و زهججق و كججانت كلمججة ا ّ
هى العليا و لو كره الكججافرون ،فتججولى أبججو بكججر تلجك المجور و سجّدد و ليجس و قجارب و
ل فيه جاهدا .
اقتصد ،فصحبته مناصحا ،و أطعته فيما أطاع ا ّ
ى المججر الججذي بججايعته فيجه طمججع
ي أن يجرّد إلج ّ
و ما طمعت أن لو حدث به حجدث و أنججا حج ّ
مستيقن و ل يئست منه يائس من ل يرجججوه ،و لججو ل خاصجة مجا كجان بينججه و بيججن عمججر
لظننت أّنه ل يدفعها عّني
-----------
) ( 1ققققققق ققققققق ققق .
] [ 383
ى عمر فوله فسمعنا و أطعنججا و ناصججحنا و تججولى عمججر المججر فكججان فلّما احتضر بعث إل ّ
سيرة ميمون النقيبة حّتى إذا احتضر قلت في نفسججي لججن يعتججدلها عّنججي ليججسى 1ال ّ
مرض ّ
يدافعها عّني فجعلني سادس سّتة فما كانوا لولية أحد أشّد كراهّية منهم لوليججتي عليهججم ،
ج أبا بكر و أقول يا معشر قريش إنججا أهججل الججبيتفكانوا يسمعوني عند وفات الّرسول احا ّ
ق؟ سنة و يدين بدين الح ّ ق بهذا المر منكم ،أما كان فينا من يقرء القرآن و يعرف ال ّ
أح ّ
فخشى القوم إن أنا وليت عليهم أن ل يكون لهم من المر نصيب ما بقوا فأجمعوا إجماعا
واحدا فصرفوا الوليجة إلجى عثمجان و أخرجججوني منهججا رججاء أن ينالوهججا و يتججداولوها إذ
ل جاهججدناك فبججايعت مسججتكرها و صججبرت يئسوا أن ينالوها من قبلي ثّم قالوا هلّم فبايع و إ ّ
محتسبا فقال قائلهم :يابن ابيطالب إّنك على هذا المر لحريص فقلت :إّنهم أحرص مّنى
ل و رسججوله أولججى بججه أمو أبعد ،أّينا أحرص أنا الذي طلبت تراثي و حّقي الذي جعلنى ا ّ
ل ج ل يهججدي القججومأنتججم إذ تضججربون وجهججي دونججه و تحولججون بينججي و بينججه فبهتججوا و ا ّ
ظالمين .
ال ّ
اللهّم إّني استعديك على قريش فاّنهم قطعججوا رحمججي و أضججاعوا انججاتي و صججغروا عظيججم
منزلتي و أجمعوا على منازعتى حّقا كنت أولى به منهم فسلبونيه ثّم قالوا :
ق أن تمنعجه فاصجبر كمجدا 2أو مجت أسجفا و حنقجا ق أن تأخجذه و فجي الحج ّ
ن فجي الحج ّ
أل إ ّ
ل أهل بيججتي فضججننت بهججم
ب و ل ناصر و ل مساعد إ ّ فنظرت فاذا ليس معى رافد و ل ذا ّ
شجى و صبرت من كظججم الغيججظ عن المنية فاغضيت على القذى و تجّرعت ريقي على ال ّ
شفار .
على أمّر من العلقم و آلم للقلب من خرال ّ
حّتى إذا نقمتم على عثمان أتيتموه فقتلتموه ثّم جئتموني لتبايعوني فأبيت
-----------
) ( 1قق ققققق ققق ققققق ق ققق قق ق ق ق ق قق ق
قق ق قق ق ق قق قق ققققق ق ق قققق ققق ق ق
قققققق ققققق قق قققققق قققق ق ق ققققق قق
ققققققققق ق قققق
-----------
) ( 2ققققق ققققق ققققققق .
] [ 384
عليكم و امسججكت يججدي فنججازعتموني و دافعتمججوني و بسججطتم يججدي فكففتهججا ،و مججددتموها
ن بعضكم قاتل بعضكم و أّنكم قاتلي فقلتججم بايعنججا ى حّتى ظننت أ ّفقبضتها ،و ازدحمتم عل ّ
ل بك بايعنا ل نفجترق و ل تختلجف كلمتنجا فبجايعتكم و دعجوت ل نجد غيرك و ل نرضي إ ّ
الناس إلى بيعتي ،فمن بايع طوعا قبلته منه و من أبى لم اكرهججه و تركتججه فبججايعني فيمججن
بايعني طلحة و الزبير و لو أبيا ما أكرهتهما كما لم أكره غيرهما .
جهين إلى البصرة في جيش مججا ل يسيرا حّتى بلغني أّنهما قد خرجا من مّكة متو ّ
فما لبثنا إ ّ
ل قد أعطاني الطاعة و سمح لى بالبيعة ،فقد ما علججى عججاملي و خجّزان بيججتمنهم رجل إ ّ
مالى و على أهل مصر في الذين كّلهم على بيعتي و في طاعتي ،
فشّتتوا كلمتهم و أفسد و اجماعتهم ،ثّم دئبوا على شيعتى من المسلمين فقتلوا طائفة منهججم
ل فشججهروا سججيوفهم و ضججربوا بهججا حّتججى
غدرا ،و طائفة صبرا ،و طائفة منهم غضبوا ّ
ل صادقين .لقوا ا ّ
شام فاذا أعراب أحزاب و أهججل طمججع جفججاة طغججاة يجتمعججون ثّم إّنى نظرت في أمر أهل ال ّ
ل أوب مججن كججان ينبغججي أن يججؤّدب أو يججولى عليججه و يؤخججذ علججى يججديه ليسججوا مججن مججن كج ّ
المهاجرين و ل النصار و ل الّتابعين باحسججان ،فسججرت إليهججم فججدعوتهم إلججى الطاعججة و
ل شججقاقا و فراقججا و نهضججوا فججي وجججوه المسججلمين ينظمججونهم بالّنبججل و الجماعججة فججأبوا إ ّ
يشجرونهم بالّرماح فهناك نهدت إليهم بالمسلمين فقاتلتهم .
سلح و وجدوا ألم الجراح رفعوا المصاحف يدعونكم إلى مججا فيهججا فأنبججاتكم ضهم ال ّ
فلّما ع ّ
أّنهم ليسوا بأهل دين و ل قرآن و أّنهم رفعوها غدرا و مكيججدة و خديعججة و وهنججا و ضججعفا
ى و قلتم اقبل منهم فان أصابوا إلى ما فججي الكتججاب فامضوا على حّقكم و قتالكم ،فأبيتم عل ّ
جتنا
ق ،و إن أبوا كان أعظم لح ّ
جامعونا على ما نحن عليه من الح ّ
] [ 385
صلح بينكم و بينهم علججى رجليججن عليهم فقبلت منهم و كففت عنهم إذ دنيتم و أبيتم و كان ال ّ
يحييان ما أحيى القرآن و يميتان ما أمات القرآن ،فاختلف رأيهما و تفّرق حكمهما و نبذا
ضججللة ،فنبججذا
لهمججا فججي ال ّسججداد و و ّ
لج ال ّ
حكم القرآن و خالفججا مججا فججي الكتججاب فجّنبهمججا ا ّ
حكمهما و كانا أهله فانخزلت فرقة مّنا فتركنججاهم مججا تركونججا حّتججى إذا عثججوا فججي الرض
ل بيننا و بينكم قالوا :يقتلون و يفسدون أتيناهم فقلنا ادفعوا إلينا قتلة إخواننا ثّم كتاب ا ّ
لج
ل دمائهم و دمائكم و شجّدت علينججا خيلهججم و رجججالهم فصججرعهم ا ّ
كّلنا قتلهم و كّلنا استح ّ
مصارع الظالمين .
فلّما كان ذلك من شأنهم أمرتكم أن تمضوا من فوركم ذلك إلى عدّوكم فقلتم :كّلت سيوفنا
و نفدت نبالنا و نصلت 1سنة رماحنججا ،و عججاد اكثرهججا قصججدا فججارجع بنججا إلججى مصججرنا
ن ذلججك
لنستعّد بأحسن عّدتنا فاذا رجعت زدت في مقاتلتنا عجّدة مججن هلججك مّنججا و فارقنججا فججا ّ
أقوى لنا على عدّونا .
فججأقبلت بكججم حّتججى إذا ظللتججم 2علججى الكوفججة أمرتكججم أن تنزلججوا بالنخيلججة و أن تلزمججوا
معسكركم و أن تضّموا قواضيكم و أن توطنججوا علججى الجهججاد أنفسججكم و ل تكججثروا زيججارة
ن أهل الحرب لمصابروها ،و أهل القشججيم فيهججا غاصججية فل مججن بقججى أبنائكم و نسائكم فا ّ
ى و رجججع ،فنظججرت إلججى معسججكري و منكم صبر و ثبت ،و ل من دخل المصر عججاد إلج ّ
ليس فيه خمسون رجل :
فلّما رأيت ما أتيتم دخلت إليكم فلم أقدر إلى أن تخرجوا إلى يومنا هذا فما تنتظججرون أ مججا
ترون أطرافكم قد انتقصت ،و إلى مصركم قد فتحت ،و إلججى شججيعتي بهججا قججد قتلججت ،و
إلى مسالحكم 3تغرى ، 4و إلى بلدكم ،تغزى ،و انتم ذوو عدد
-----------
) ( 1قق ق ققق قق ققق ق قق قق ق قققق ق ق قق ق
ققققق ققق ققق قققق ق .
-----------
) ( 2ققق ققق ققققق قققق .
-----------
) ( 3ققققققق قققققق .
-----------
) ( 4قق ققققق قق قققققق ق قققققق .
] [ 386
ل انتم من أين تؤتججون ،و مججالكم تسججحرون ،و أّنججى تؤفكججون ،و لججو عزمتججم و
فما بالكم ّ
ن القوم قد اجتمعوا و تناشبوا و تناصحوا و أنتم قد دنيتم و تغاششتم لأّأجمعتم لم تراموا إ ّ
و افترقتم ما أنتم إن اتممتم عندى علجى هجذا بمنقججذين فجانتهوا عّمججا نهيتجم و اجمعجوا علجى
صبح لذي عينين حّقكم و تجّردوا لحرب عدّوكم قد أبدت الّرغوة من الّتصريخ 1و بين ال ّ
.
ل انججف
طلقاء و اولى الجفاء و من أسلم كرها فكان لرسول ا ّ اّنما تقاتلون الطلقاء و أبناء ال ّ
سجنة و القجرآن و أهججل البججدع و الحججداث و مججن كجانت
ل و ال ّ
2السلم كّله حربا أعداء ا ّ
بوايقه تتقى و كان على السلم و أهله مخوفا آكلة الّرشا و عبدة الّدنيا .
ن ابن الّنابغة لم يبايع معاويججة حّتجى اعطججاه و شججرط لججه أن يججؤتيه اتيججة هجىىأّلقد انهى إل ّ
أعظم مّما في يده من سلطانه ال صفرت يد هذا البايع دينه بال جّدنيا ،و خزيججت أمانججة هججذا
ن فيهم من قد شرب فيكم الخمر و جلججد المشتري بنصرة فاسق غادر بأموال المسلمين و أ ّ
ن فيهم من لججم يسججلم حّتججىسيئ و أ ّ الجلد ) الحد خ ( يعرف بالفساد في الّدين و في الفعل ال ّ
رضخ له رضيخة ) رضخة خ ( فهؤلء قادة القوم و من تركت ذكر مسجاويه مججن قجادتهم
مثل من ذكرت منهم بل هو شّر و يوّد هؤلء الذين ذكرت لو ولوا عليكججم فججأظهروا فيكججم
ق،و الكفر و الفساد و الفجور و الّتسجّلط بالجبرّيججة و اّتبعججوا الهججوى و حكمججوا بغيججر الحج ّ
لنتم على ما كان فيكم من تواكل و تخاذل خير منهم و أهدى سبيل فيكم العلماء و الفقهاء
ججدون بالسجحار و عّمججار المسجاجد بتلوة و الّنجبجاء و الحكمجاء و حملججة الكتجاب و المته ّ
القرآن .
أفل تسخطون و تهتمون أن ينازعكم الوليججة عليكججم سججفهاؤكم و الشججرار الرازل منكججم
لجج لئن أطعتمججوه ل تغججورون ،و إن
فاسججمعوا قججولي و أطيعججوا أمججري إذا أمججرت فججو ا ّ
عصيتموه ل ترشدون .
-----------
) ( 1قققق ققق قققق ق ققق ققق ققق ققق ق
ققققق .
-----------
) ( 2ققق قق ققق قققق ق ققق ققققق قققق .
] [ 387
خذوا للحرب اهبتهججا و أعجّدوا عجّدتها فقججد شججبت نارهججا و عل سججناؤها و تججّرد لكججم فيهججا
شججيطان مججن أهججل لج أل إّنججه ليججس أوليججاء ال ّ
ل و يطفؤوا نججور ا ّ
الفاسقون كى يعّذبوا عباد ا ّ
لج أهججل الجبّر وطمع و المكر و الجفاء بأولى في الجّد في غّيهم و ضججللهم مججن أوليججاء ا ّ ال ّ
الّزهادة و الخبات بالجّد في حقهم و طاعة رّبهم و مناصحة إمامهم .
ل لو ل ذلك لما أكججثرت تججأنيبكم و تحريضججكم ،و لججتركتكم إذا دنيتججم و أبيتججم حّتججى
و أيم ا ّ
ب. شهادة لمح ّ ق ،و إّني لل ّ
ل إّني لعلى الح ّ
ألقاهم بنفسى متى حّم 1لى لقائهم ،فو ا ّ
لج ذلكججم خيججر لكججم إن كنتججمفانفروا خفافا و ثقال و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم فججي سججبيل ا ّ
ل و يكن نصججيبكم الخججر تعلمون ،و ل تثاقلوا إلى الرض فتقّروا بالخسف و تبوءوا بالّذ ّ
ن أخا الحرب ليقظان و من ضعف أودى 2و من ترك الجهاد كان كالمغبون المهين . إّ
اللهّم اجمعنا و إّياهم على الهدى ،و زّهدنا و إّياهم في الّدنيا ،و اجعل الخرة خيرا لنا و
سلم .لهم من الولى ،و ال ّ
ععععععع
صه بيعججت عمججرو عججاص بججر معججاويه ملعججونبعض ديگر از اين خطبه اشاره است بر ق ّ
مىفرمايد كه بيعت نكرد عمرو عاص حّتى اينكه شرط نمود آنكه بدهججد معججاويه بجاو بججر
بيعت او ثمن و بهائي كه عبارت بود از حكومت مصر ،پججس مظّفججر مبججاد دسججت بيعججت
كننده
-----------
) ( 1قق قق ققق ق ققق قق ققق قققق ق ققق .
-----------
) ( 2قققق قققق ققق .
] [ 388
و خوار و ذليل باد عهد و پيمان بيعت نموده شده ،پس اخذ نمائيد از براى جنججك اسججلحه
جنك را و مهّيا سازيد از براى او ساز و يراق آن را ،و بتحقيق كه افروختججه شججد آتججش
حرب و بلند شد شعله او و شعار خود نمائيد صججبر و شججكيبائى را در معركججه قتججال پججس
ل اعلم . بدرستى كه استشعار صبر اقوى داعى است از براى انتصار و ظفر و ا ّ
و هذه من مشاهير خطبه و صدرها مروية في الوسائل من الكافي عن أحمد بن محّمد بن
ي بججن العّبججاس
ل العلوي و عن أحمد بن محّمجد الكججوفي عجن علج ّ سعيد عن جعفر بن عبد ا ّ
عن إسماعيل بن إسحاق جميعا عن أبي روح فرخ بن فروة عججن مسججعدة بججن صججدقة عججن
سلم . سلمي عنه عليه ال ّ
ابن أبي ليلى عن أبي عبد الّرحمان ال ّ
صة أوليائه و هو لباس الّتقوى و ل لخا ّ ن الجهاد باب من أبواب الجّنة ،فتحه ا ّأّما بعد ،فإ ّ
ل و شججمله
لج ثججوب الجّذ ّ
ل الحصينة و جّنته الوثيقة ،فمن تركه رغبججة عنججه ألبسججه ا ّ درع ا ّ
صغار و القمآء ،
البلء ،و دّيث بال ّ
أل و إّني قد دعوتكم إلى قتال هؤلء القوم ليل و نهارا و سّرا
] [ 389
ن امرء مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما ،بل كان به عندي جديرا ،فيا فلو أ ّ
ل يميت القلب و يجلب الهّم مجن اجتمجاع هجؤلء علجى بجاطلهم ،و تفّرقكجم عجبا عجبا و ا ّ
عن حّقكم ،فقبحا لكم و ترحا ،حين صرتم غرضا يرمى ،يغار عليكم و ل تغيرون ،و
سجير فجي أّيجام الحجّر قلتجم ل و ترضون ،فإذا أمرتكجم بال ّ تغزون و ل تغزون ،و يعصى ا ّ
شججتاء قلتججم هججذه
سير إليهججم فججي ال ّ
هذه حماّرة القيظ أمهلنا يسبخ عّنا الحّر ،و إذا أمرتكم بال ّ
ل هذا فرارا من الحّر و القّر ،فإذا كنتم مججن الح جّر صّبارة القّر أمهلنا ينسلخ عّنا البرد ،ك ّ
سيف أفّر .ل من ال ّ
و القّر تفّرون فأنتم و ا ّ
] [ 390
يا أشباه الّرجال و ل رجال ،حلوم الطفال ،و عقول رّبات الحجال ،
ل لقد ملئتم قلججبي قيحججا ،و شججحنتم صججدري غيظججا ،و جّرعتمججوني نغججب الّتهمججام
قاتلكم ا ّ
ن ابن أبي طالب ى رأيي بالعصيان و الخذلن ،حّتى قالت قريش :إ ّ أنفاسا ،و أفسدتم عل ّ
ل أبوهم ،و هل أحججد منهججم أش جّد لهججا مراسججا ،و
رجل شجاع ،و لكن ل علم له بالحرب ّ
أقدم فيها مقاما مّني ،
ععععع
ل مججا وقججى و ) شججمله ( ) درع ( الحديد مؤنث سماعي و قد يججذّكر و ) الجّنججة ( بالضجّم كج ّ
رّبما يفرء بالّتاء و هي كساء تغطى به و الفعل أظهر كما هو المضبوط و ) ديثه ( ذل ج و
ضججيم و ) القمججاء ( بالمججد الصّججغار وصغار ( الّذل و ال ّ منه الّديوث الذي ل غيرة له و ) ال ّ
عن الّراوندي القما بالقصر و هو غيججر معججروف ،و فججي روايججة الكججافي القمججائة قججال فججي
ل و صججغر و القججاموس :قمججأ كجمججع و كججرم قمججائة و قمججائة و قمججاء بالض جّم و الكسججر ذ ّ
) السداد ( بفتح الهمزة جمع السّد و هو الحججاجز يقججال :ضججربت عليججه الرض بالسججداد
سدت عليه الطرق و عميت عليه مذاهبه و في بعض الّنسخ بالسهاب يقال اسهب الّرجل
ق عليججه
ق منججه ( أى يغلججب الح ج ّ بالبناء للمفعول إذا ذهب عقله من اذى يلحقه و ) اديل الح ّ
صحيفة ادل لنججا و ل تججدل مّنججا ،و ال
سلم في ال ّ
فيصيبه الوبال كقول سّيد العابدين عليه ال ّ
دالة الغلبة و ) سيم ( بالبناء للمفعول من سامه خسفا أى كلفه ذل و ) النصف (
] [ 391
ضججم أصججله و وسجطه و ) الّتواكجل ( أن يكجل بكسر الّنون النصاف و ) عقر ( الشججيء بال ّ
ل واحد منهم إلى صاحبه يقال تواكل القوم اتكل بعضهم على بعججض و تخججاذلوا و المر ك ّ
شججارحمنججه رجججل و كججل اى عججاجز يكججل أمججره إلججى غيججره و ) شجّنت ( أى مزقججت قججال ال ّ
المعتزلي :و ما كان من ذلك متفّرقا نحو إرسال الماء علججى الججوجه دفعججة بعججد دفعججة فهججو
سين المهملة و ) اخو غامد ( هو سفيان بججن بالشين ،و ما كان ارسال غير متفّرق فهو بال ّ
عوف الغامدى منسوب إلى الغامد قبيلة من اليمن و ) النبار ( بلد قججديم مججن بلد العججراق
شرقى و ) المسالح ( جمع مسلحة و هى الحدود التي رتب فيها على الفرات من الجانب ال ّ
ذو السلحة لدفع العدو كالثغر و ) المعاهدة ( بصيغة اسم الفاعل ذات العهد و هى الذميججة
و ) الحجججل ( بفتججح الحججاء و كسججرها الخلخججال و ) القلججب ( بالضججّم سججوار المججرئة و
) الّرعاث ( جمع رعثة بفتح الجّراء و سججكون العيججن و فتحهججا و هججي القججرط ،و الّرعججاث
ى.
أيضا ضرب من الحل ّ
صججوت بالبكججاء و
ل ج و إّنججا إليججه راجعججون ،و قيججل ترديججد ال ّ
و ) السججترجاع ( قججول إّنججا ّ
ل و الّرحم ،و قيل طلب الّرحم و هو بعيججد ) السترحام ( مناشدة الّرحم أى قول انشدك ا ّ
و ) انصرفوا وافرين ( اى تامين يقال و فر الشيء أى تّم و وفرت الشيء أى أتممته .
صججديد بلدم و
ل ( كناية عن الّلعن و البعاد و ) القيح ( ال ّ
سدم ( الحزن و ) قاتلكم ا ّ
و ) ال ّ
) الّنغب ( جمع نغبة كالجرعة لفظا و معنى و ) الّتهمام ( بفتح التاء
] [ 392
لباس الّتقوى بحذف المضاف أى لباس أهل الّتقوى ،و يمكن عدم الحذف بالتأويججل التججي
سججببّية و سججيم الخسججف
ل بيانّية ،و الباء في قوله بتضييع الجهاد لل ّ
و إضافة الّثوب إلى الّذ ّ
الّنائب عن الفاعل ضمير من ،و الخسف بالّنصب مفعول اى كّلف بالخسججف و الججزم اه ،
و كلمة على في قوله و ملكت عليكم تفيد الستعلء بالقهر و الغلبة و الضمير في قوله ما
كان به راجع إلى الموت المستفاد من مات .
و قوله :فيا عجبا منصوب على الّنداء اصله يا عججبي اى احضجر هجذا أوانجك ،و عجبجا
الّثاني إّما توكيد له أو منصوب بالمصدرية أى أّيها الّناس تعجبججوا منهججم عجبججا ،و القسججم
معترض بين الصفة و الموصوف .
و قبحا و ترحا منصوبان على المصدرّية ،و ل رجال خبره محذوف ،و حلوم الطفججال
و عقول رّبات الحجال إّما بالّنصب على حذف حرف الّنداء أى يا ذوى حلججوم الطفججال و
ذوى عقول الّنساء ،و في بعض الّنسخ بالّرفع أى حلومكم حلوم الطفال و عقولكم عقول
الّنساء ،و معرفة يمكن أن يكون فعله محذوفا أى عرفتكم معرفة جججرت نججدما ،و أنفاسججا
ضماير الّثلثة للحرب و هى مؤّنثة و قججدمفعول مطلق لجرعتموني على غير لفظه ،و ال ّ
يذّكر .
عععععع
] [ 393
قال :حّدثني سفيان بن عوف الغامدى ،قال دعانى معاوية فقال :إّنججي باعثججك فججي جيججش
كثيف ذى اداة و جلدة فالزم لى جانب الفرات حّتى تمّر بهيت فتقطعهججا فججان وجججدت بهججا
ل فامض حّتى تغير على النبار فان لم تججد بهججا جنجدا فجامض حّتججى جندا فاغر عليهم و إ ّ
توغل المداين ،ثّم اقبل إلى و اّتق أن تقرب الكوفة و اعلم أّنك إن أغرت علججى النبججار و
ن هججذه الغججارات يججا سججفيان علججى أهججل العججراق
أهل المداين فكأّنك أغرت علججى الكوفججة ،إ ّ
ل من له فينا هوى منهم ،و تدعو الينا كل من خججاف ال جّدوائر ، ترعب قلوبهم ،و تفرح ك ّ
ل ما مررت به مججن القججرى ،و
فاقتل من لقيت مّمن ليس هو على مثل رأيك ،و اخرب ك ّ
ن حرب الموال شبيه بالقتل ،
احرب الموال فا ّ
قال :فخرجت من عنده فعسججكرت و قججام معاويججة فججي الّنججاس خطبهججم فقججال :أّيهججا الّنججاس
ل ثّم نزل انتدبوا مع سفيان بن عوف فاّنه وجه عظيم فيه اجر سريعة فيه ادبتكم إن شاء ا ّ
.
قال :فو اّلذي ل إله غيره ما مّرت ثالثة حّتى خرجت في ستة آلف ،ثّم لزمججت شججاطيء
سير حّتى أمّر بهيت فبلغهم أّنى قد غشيتهم فقطعوا الفرات فمررت بهججا الفرات فاغذذت ال ّ
و ما بها غريب كأّنها لم تحّلل قط ،فوطيتها حّتى أمّر بصدوراء ففّروا فلم ألججق بهججا أحججدا
فامضى حّتى افتتح النبار و قد انزر و ابي فخرج صاحب المسلحة فوقجف الجى فلجم اقجدم
عليه حتى أخذت غلمانا من أهل القرية فقلججت لهججم :أخججبروني كججم بالنبججار مججن أصججحاب
ي ؟ قالوا :عدة رجال المسلحة خمسمأة و لكّنهم قد تب جّددوا و رجعججوا إلججى الكوفججة و لعل ّ
ندرى بالذي يكون فيها قد يكون مأتى رجل .
ل و يصير فنزلت فكتبت أصحابي كتائب ثّم أخذت أبعثهم إليه كتيبة بعد كتيبة فيقاتلهم و ا ّ
لهم و يطاردهم و يطاردون في الزقة فلما رأيججت ذلججك انزلججت إليهججم نحججوا مججن مججأتين و
أتبعتهم الخيل ،فلّما حملت عليهم الخيل و أمامها الّرجال تمشي لم يكن شيء حّتى تفّرقوا
،و قتل صاحبهم في نحو من ثلثين رجل ،و حملنا ما كان في النبججار مججن المججوال ثجّم
انصرفت .
ل ما غزوت غزاة كانت أسلم و ل أقّر للعيون و ل أسّر للّنفوس منها و بلغني
فو ا ّ
] [ 394
أّنها رعبت الّناس فلّما عدت إلى معاوية حّدثته الحديث على وجهه فقال :كنت عند ظنججي
ل قضيت فيه مثل ما يقضى فيه أميره و إن أحببججت تججوليته بك ل تنزل في بلد من بلداني إ ّ
ل يسججيرا حّتججى
لج مججا لبثنججا إ ّ
ل عليك أمر دوني قال :فججو ا ّ
وليتك ،و ليس لحد من خلق ا ّ
سلم .ي عليه ال ّ رأيت رجال أهل العراق يأتوننا على البل هّرابا من عسكر عل ّ
و دعى سعيد بن قيس الهمداني فبعثه من الّنخيلة فججي ثمانيججة آلف ،و ذلججك إّنججه اخججبر أنّ
القوم جاؤوا في جمع كثيف ،فخرج سعيد بن قيس على شاطيء الفرات في طلب سججفيان
بن عوف حّتى إذا بلغ عامات ،سرح أمامه هانى بن الخطاب الهمداني فاتبع آثارهم حّتى
دخل أدنى أرض قنسرين ،و قد فاتوه فانصرف .
سلم حّتى ترى فيه الكأبة و الحزن حّتى قدم عليه سعيد بن قيس ي عليه ال ّ
قال :و لبث عل ّ
و كان تلك اليام عليل فلم يقو على القيام في الّناس بما يريده من القول ،
سلم و عبد
سدة التي تصل إلى المسجد و معه ابناه حسن و حسين عليهما ال ّ
فجلس بباب ال ّ
ل بن جعفر .
ا ّ
و دعا سعدا موله ،فدفع إليه الكتاب و أمره أن يقرأه على الّناس ،فقام سعد بحيث يسمع
سلم صوته و يسمع ما يرد الّناس عليه ثّم قججرء الخطبججة هججذه ) أّمججا يعججد فججا ّ
ن ي عليه ال ّ
عل ّ
صة أوليائه ( كما رواه فى الكافى ل لخا ّ الجهاد باب من أبواب الجّنة فتحه ا ّ
] [ 395
ن الجهججاد
و المراد بخواص الولياء المخلصون له في المحّبة و العبادة ،و من المعلججوم أ ّ
ص الكججاملين فججي العبججادة و الخالصججين فججي
ل ل لغرض آخر من خوا ّ ل لوجه ا ّ
في سبيل ا ّ
المحّبة .
ن العدّو لججو
ن المرء المسلم إذا فارق أهله و أولده و سلك إلى الجهاد مع علمه بأ ّ و ذلك ل ّ
صجبر و قهره قتله و يتمّلك أمواله و يسجتبيح ذّريتجه و مجع هجذه كّلهجا يجوطن نفسجه علجى ال ّ
ي الكامججل و المججؤمن الخججالصل و طلبا لمرضاته سبحانه فججذلك الججول ّ
الّثبات امتثال لمر ا ّ
في مقام اليمان و العبودّية ،و حقيق بأن يدخل في زمرة :
لجن ا َّ
ن « و أن يستبشججر بشججارة ِ » :إ ّ حَزُنججو َ عَلْيِهْم َو ل ُهجْم َي ْ ف َخْو ٌ لل َ ن َأْوِليآَء ا ِّ
» َأل ِإ ّ
ن َو لج َفَيْقُتُلججو َ
ل ا ِّ
سججبي ِ
ن فججي َ
جّنجَة ُيقججاِتُلو َ
ن َلُهجُم اْل َ
سُهْم ِبجَأ ّ
ن َأْمواَلُهْم َو َأْنُف َ
ن اْلُمْؤِمني َ
شَترى ِم َ اْ
لج
ن ا ِّ
ن َأْوفججى ِبَعْه جِده مِج َ
ن َو َم ج ْ
ل َو اْلُقجْرآ ِ
لْنجي ج ِ
حّقججا فججي الّتْوري جِة َو ا ِْ
عَلْي جِه َ
عججدًا َن َو ْ
ُيْقَتُلججو َ
ك ُهَو اْلَفْوُز اْلَعظيُم « ) و هو لباس الّتقوى ( أى بججه شُروا ِبَبْيِعُكُم اّلذي باَيْعُتْم ِبه َو ذِل َسَتْب ِ
َفا ْ
يّتقى في الّدنيا من غلبة العادى ،و في الخرة من حّر الّنار كما يّتقى بالّثوب مججن الح جّر
و الججبرد ،أو هججو يججدفع المضججاّر عججن الّتقججوى و يحرسججها ،أو عججن أهججل الّتقججوى بحججذف
ل الحصينة ( الواقية ) و جّنته الوثيقة ( المحكمة بها يحفظ الّنفس من المضاف ) و درع ا ّ
لج
المضاّر و يحترز من ذوى الشرار ) فمن تركه ( كراهججة لججه و ) رغبججة عنججه ألبسججه ا ّ
ثوب الّذل ( في الخرة و الولى ) و شمله البلء ( و فتنة العججداء ) و ديججث بالصججغار و
القماء ( .
] [ 396
و فيه تحضيض على القيام به ،و ترهيب عججن القعججود عنججه ،فججانه و إن كججان شججاّقا علججى
الّنفس في بادى المر من حيث كون أعظم ما يميل إليه الطبع الحياة و كججون بقججاء النفججس
ل أّنه بعد ملحظة ما يترّتب على القيام به من المنافع و الّثمججرات و علججى للّنفس مطلوبا إ ّ
القعود عنه من المضاّر و العيوبات يسهل عليه القيام به ،و يشرى نفسه ابتغاء مرضججات
ل كما قال تعالى :
ا ّ
] [ 397
و يستبيح دمائهم و أموالهم و يسبى ذراريهم ،و إّما أن يحتاجوا إلى قتاله من غير اعججداد
آلة و سلح .
و هذا يكون كترك مداواة المريض مرضه في أّول ظهوره بسبب مرارة الّدواء ،
ثّم يصير في آخر المر مضطّرا إلى تحّمل أضعاف تلك الّنفرة و المشّقة ،مضافا إلى ما
يفوته من الّثمرات الجليلة في الّدنيا و الخرة من المن و سلمة الوقت و الفوز بالغنيمججة
ل بقوله :
و حلوة الستيلء على العداء ،و الّدرجات التي وعدها ا ّ
ل ج الحسججنى ،ل وعد ا ّ ل المجاهدين باموالهم و أنفسهم على القاعدين درجة و ك ّ ضل ا ّ»ف ّ
ل المجاهدين على القاعدين أجرًا عظيما ،درجات منه و مغفرة و رحمة و كان ضل ا ّوف ّ
لج عليجه و آلجه و سجّلملج صجّلى ا ّ
شر بهجا رسجول ا ّ ل غفورًا رحيما « .و البشرى التي ب ّ ا ّ
ل ذنب ،و ل أول قطرة منه مغفور له ك ّ شهيد سبع خصال 1من ا ّ شهداء منهم بقوله :لل ّ لل ّ
الثانية يقع رأسه فججي حجججر زوجججتيه مججن الحججور العيججن و تمسججحان الغبججار عججن وجهججه و
تقولن مرحبا بك و يقول هو مثل ذلك لهما ،و الّثالثة يكسى من كسوة الجّنة ،و الّرابعججة
ل ريججح طّيبججة أّيهججم يأخججذه معججه ،و الخامسججة أن يججرى منزلججه ،و
تبتدره خزنججة الجّنججة بكج ّ
ل و أّنها
سابعة أن ينظر في وجه ا ّ سادسة يقال لروحه اسرح في الجّنة حيث شئت ،و ال ّ ال ّ
ي و شهيد . ل نب ّلراحة لك ّ
سلم لّما صّدر خطبته بذكر منافع الجهاد و مضججاّره فعل و تركججا و كيف كان فاّنه عليه ال ّ
أشار إلى مقصوده الذى مّهد له تلك المقّدمة و هججو حّثهججم علججى جهججاد معاويججة و أصججحابه
فقال ) :الواني قد دعوتكم إلى قتال هؤلء القجوم ( القاسجطين الفاسجقين ) ليل و نهجارا و
لج مججا غجزى قجوم قججط فجي عقججر
سّرا و إعلنا و قلت لكم :اغزوهم قبل أن يغزوكجم فجو ا ّ
ل ذّلوا ( .
دارهم ا ّ
-----------
) ( 1قققق قق ققققققق قق ققق قق ققق قق قققق
ق ق قق ققق ق قق ق قق قق قق ققق ق ) ق ( ققق ققق
ققق .
] [ 398
ل واحججد منكججم أمججره إلججىثّم إّنه أشار إلى ما قابلوا به نصحه بقوله ) فتواكلتم ( أى وكل ك ّ
غيره ) و تخاذلتم ( أى خذل بعضكم بعضا ) حّتى شّنت عليكججم الغججارات ( و ص جّبت مججن
كلّ جانب دفعة بعد دفعة ) و ملكت عليكم الوطان ( بالقهر و الغلبججة و العججدوان ) و هججذا
أخو غامد ( سفيان بن عججوف الغامججدى ) قججد وردت خيلججه النبججار ( بججأمر معاويججة الّلعيججن
سان البكرى ( و كان من اصحابه واليا على النبار . سان بن ح ّالجّبار ) و قد قتل ح ّ
سجنا قتجالهم
لج لقجد قاتلنجاهم فأح ّ
فخرج إليهم صاحبنا و قد تفّرقنا فلم يلقهم نصججفنا ،و أيججم ا ّ
حّتى كرهونا ،ثّم نزل صاحبنا و هو يتلو قوله تعالى :
] [ 399
لج فمججا
ن قتالنا إّياهم شاغل لهم عن طلب هججارب ،و مججن أراد مججا عنججد ا ّ
ما دمنا نقاتلهم فا ّ
ل خير للبرار ،ثّم نزل في ثلثين رجل ،فهممت بالنزول معه ثّم أبت نفسى فتقّدم عند ا ّ
ل.
هو و أصحابه فقاتلوا حّتى قتلوا رحمهم ا ّ
ن الّرجججل منهججم كججان
) و أزال خيلكم عن مسالحها ( و حدودها المعّدة لها ) و لقد بلغنججى أ ّ
يدخل علججى المججرئة المسججلمة و ( المججرئة ) الخججرى المعاهججدة ف ( كججان ) ينججتزع ( منهججا
) حجلها ( و خلخالها ) و قلبها ( و سوارها ) و قلئدها ( مججن نحرهججا ) و رعاثهججا ( مججن
ل ( بالّتججذلل و ) بالسججترجاع ( و الخضججوع ) و آذانهججا ) مججا ( يمكججن ان ) تمتنججع منججه إ ّ
السترحام ثّم انصرفوا ( بعد القتل و الغارة ) وافرين ( تججامين غيججر مرزوئيججن ) مججا نججال
ن امرء مسلما ( ذا غيرة و حمّية ) مات من بعد هججذا رجل منهم كلم و ل اريق له دم فلو أ ّ
أسفا ما كان به ملوما بل كان به عندي جديرا ( و حقيقا .
لج يميجت ( ذلججك العججب ) القلججب و يجلججب الهجّم مججن ى عججب ) و ا ّ ) فيا عجبجا عجبجا ( أ ّ
اجتماع هؤلء القوم على باطلهم ( مع علمهم بأّنهم على الباطل ) و تفّرقكججم عججن حّقكججم (
ق ) فقبحا لكججم و ترحججا ( و هّمججا ) حيججن ( تثججاقلتم عججن الجهججاد مع معرفتكم بأّنكم على الح ّ
حّتى ) صرتم غرضا يرمى ( بالّنبال أل تستحيون من سوء عملكم و ل تخجلون من قبججح
ل ج ( بقتججل النفججس و فعلكم ) يغار عليكم و ل تغيرون و تغزون و ل تغججزون و يعصججى ا ّ
نهججب المججوال و هتججك العججرض و تخريججب البلد ) و ( أنتججم ) ترضججون ( بججذلك إذ لججو ل
سير إليهم في أّيام الحججّر ( رضاكم لما تمّكن العدّو منكم و لما هجم عليكم ) فاذا أمرتكم بال ّ
تخّلفتم عن أمري و اعتذرتم و ) قلتم هذه حمارة القيظ ( و هجمجة الصجيف ) أمهلنجا حّتجى
شججتاء (سججير إليهججم فججي ( أّيججام ) ال ّ
يسبخ عّنا الحّر ( و يفتر عّنججا الهجججر ) و إذا أمرتكججم بال ّ
عصيتم أمري و ) قلتم هذه صبارة القّر أمهلنا ينسلخ عّنا البرد ( و ينقضججى الق جّر و ) ك ج ّ
ل
هذا ( الستمهال و إلعتذار ) فرارا من الحّر و القّر فاذا كنتم من الحجّر و القجّر تفجّرون (
سيف أفّر ( على شّدته إذ ل مناسبة بين شّدة الحّر و القّر و ل من ال ّ مع هوانهما ) فأنتم و ا ّ
سيف و المجاهدة مع البطال . بين القتل بال ّ
] [ 400
) يا أشباه الّرجال ( خلقة و صورة ) و ل رجال ( غيرة و حمّية حلومكم ) حلوم الطفججال
و ( عقولكم ) عقول رّبات الحجال ( .
ن ملكة الحلجم ليجس بحاصجل للطفجل و إن كجانت قجّوة الحلجم أّما وصفهم بحلوم الطفال فل ّ
حاصلة له لكن قد يحصل له ما يتصّور بصججورة الحلججم كعججدم الّتسجّرع إلججى الغضججب عججن
خيال يرضيه و أغلب أحواله أن يكون ذلك في غير موضعه و ليس له ملكة تكسب نفسججه
سججلم قججدق الكاملين فهو إذن نقصان ،و لّما كان تججاركوا أمججره عليججه ال ّ
طمأنينة كما في ح ّ
شججام لهججم
تركوا المقاولة حلما عن أدنى خيال كتركهم الحرب بص جّفين عججن خدعججة أهججل ال ّ
بالمسالمة و طلب المحاكمجة و رفجع المصجاحف ،فقجالوا إخواننجا فجي الجّدين ل يججوز لنجا
قتالهم ،كان ذلك حلما فججي غيججر موضججعه حّتججى كججان مججن أمرهججم مججا كججان بأشججبه رضججى
صبيان .
ال ّ
و أّما إلحاق عقجولهم بعقجول الّنسجاء فللشجتراك فجي القصجور و الّنقصجان و قّلجة المعرفجة
بوجوه المصالح المخصوصة بتدبير الحرب و المدن ثّم إّنه عرفهم محّبته لعدم رؤيتهججم و
لج
معرفتهم بقوله ) لوددت أّني لم أركم ( رؤية أبدا ) و لم أعرفكججم معرفججة ( أصججل ) و ا ّ
ى ) ندما ( و سئما ) و أعقبت ( حزنا و ) سدما ( ث جّم دعججا عليهججم
لقد جّرت ( معرفتكم عل ّ
ل ( أي لعنكم .
بقوله ) قاتلكم ا ّ
) لقد ملتم قلبي ( لسوء أعمالكم سديدا و ) قيحا و شحنتم صدري ( بقبح فعالكم غضججبا و
) غيظا و جرعتموني نغب الّتهمام ( و جرع الهموم ) أنفاسا ( أي جرعة بعد جرعججة ) و
ى رأيي بالعصيان و الخذلن ( و معنى إفسادهم له خروجه بسبب عدم التفججاتهم أفسدتم عل ّ
إليه عن أن يكون منتفعا به لغيرهم ) حّتى لقد قالت
] [ 401
ن الّناس إذا رؤا من قوم سوء تدبير أو مقتضى رأي فاسد كان الغالب أن ينسبوه
و ذلك ل ّ
إلى رئيسهم و مقّدمهم ،و ل يعلمون أّنه من تقصير القوم ل من قصور الّرئيس ،
لج أبجوهم و هجل أحجد أشجّد لهجا ( للحجراب ججب منهجم و رّد تجوّهمهم بقجوله ّ ) :
و لجذلك تع ّ
) مراسا ( و معالجة ) و أقدم فيها مقاما ( و ممارسججة ) مّنججي و لقججد ( صججرفت فيهججا تمججام
ستين ( .
عمري و ) نهضت فيها و ما بلغت العشرين و ها أنا قد ذّرفت على ال ّ
سبب في فساد حال أصحابه ليس ما تخّيله قريش فيججه مججن ضججعف الجّرأي فججي ن ال ّ
ثّم بّين أ ّ
الحرب و قلة الّتدبير ،بل عدم طاعتهم له فيما يراه و يشير إليه و ذلججك قججوله ) و لكججن ل
ن الّرأى الذي ل يقبججل بمنزلججة الفاسججد و إن كججان صججوابا ،و المثججل
رأى لمن ل يطاع ( فا ّ
له .
شريعة ل يرى خلفهججا و ل يعمججل قيل :و إّنما قال أعداؤه ل رأى له ،لّنه كان متقّيدا بال ّ
سلم :لججو ل الجّدين و التقججى لكنججت أدهججى بما يقتضى الّدين تحريمه ،و قد قال هو عليه ال ّ
العرب ،و غيره من الخلفا كان يعمل بمقتضى ما يستصلحه و يستوقفه سواء كان مطابقا
شرع أو لم يكن هذا .لل ّ
سججلمروى في البحار من كتاب إرشاد القلججوب باسججناده إلججى أبججي جعفججر البججاقر عليهمججا ال ّ
قال :بينما أمير المؤمنين يتجّهز إلى معاوية و يحّرض الّناس على قتاله إذا اختصججم إليججه
رجلن في فعل فعجل أحجدهما فجي الكلم و زاد فيجه ،فجالتفت إليجه أميجر المجؤمنين عليجه
سلم و قال له :اخسأ ،فاذا رأسه رأس الكلب ،فبهت من حوله و أقبل الّرجل بأصججبعه ال ّ
سلم و يسأله القالة فنظر إليه و حّرك شججفتيه المسبحة يتضّرع إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
فعاد كما كان خلقا سوّيا .
فوثب إليه بعض أصحابه فقال له :يجا أميجر المجؤمنين هجذه القجدرة لجك كمجا رأينجا و أنجت
ل من هذه القدرة ؟تجهز إلى معاوية فما لك ل تكفيناه ببعض ما أعطاك ا ّ
و الذي فلق الحّبة و برئ الّنسمة لو شئت أن أضرب برجلي هذه القصيرة في
] [ 402
طول هذه الفيافي و الفلوات و الجبججال و الوديججة حّتججى أضججرب بهججا صججدر معاويججة علججى
ل أن اوتججى بججه قبججل أن
ل عّز و ج ّ
سريره فاقلبه على أّم رأسه لفعلت ،و لو أقسمت على ا ّ
لج
ي أحد منكم طرفه لفعلت ،و لكّنججا كمججا وصججف ا ّأقوم من مجلسي هذا و قبل أن يرتّد إل ّ
في كتابه :عباد مكرمون ل يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون .
ثّم روى في البحار من الرشاد باسناده إلى ميثم التّمار قججال :خطججب بنججا أميججر المججؤمنين
سلم في جامع الكوفة فأطال في خطبته و أعجب الّناس تطويلهججا و حسججن وعظهججا عليه ال ّ
لج يججا أميججر
لج ا ّ
و ترغيبها و ترهيبها ،إذ دخل نذير من ناحيججة النبججار مسججتغيثا يقججول :ا ّ
المؤمنين في رعّيتك و شيعتك ،هذه خيل معاوية قد شّنت علينا الغارة فججي سججواد الفججرات
ما بين هميت و النبار .
فقام إبراهيم بن الحسن الزدي بين يدي المنبر فقال يججا أميججر المججؤمنين هججذه القججدرة الججتي
ن في دارك خيل معاوية ابن آكلة الكباد و ما فعل بشيعتك رأيت بها و أنت على منبرك إ ّ
و لم يعلم بها هذا فلم تغضى عن معاوية .
ي عجن بّينجة ،فصجاح
فقال له :ويحك يا إبراهيم ليهلك من هلك عن بّينجة و يحيجى مجن حج ّ
الّناس من جوانب المسجد يا أمير المؤمنين فالى متى يهلك من هلك عن بّينة و يحيى مججن
ل أمرا كان مفعول .
ى عن بّينة ؟ و شيعتك تهلك ،فقال لهم :ليقضى ا ّ
حّ
فصاح زيد بن كثير المرادي و قال :يا أمير المججؤمنين تقججول بججالمس و أنججت تجهججز إلججى
معاوية و تحّرضنا على قتججاله و يحتكججم إليججك الجّرجلن فججي الفعججل فتعمججل » فيعجججل ظ «
عليك أحدهما في الكلم فتجعل رأسه رأس الكلب فتستجير بك فترّده بشرا سوّيا .
و نقول لك ما بال هذه القدرة ل تبلغ معاوية فتكفينا شّره فتقول لنا :
] [ 403
و فالق الحّبة و بارئ الّنسمة لججو شججئت أن أضججرب برجلججي هججذه القصججيرة صججدر معاويججة
ك فيك فندخل الّنار .
ل أن تضعف نفوسنا فنش ّ
لفعلت ،فما بالك ل تفعل ما تريد إ ّ
ن ذلك و لعجلّنه على ابن هند ،فم جّد رجلججه علججى سلم :لفعل ّ
فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ
منبره فخرجت عن أبواب المسجد و رّدها إلى فخذه و قال :معاشر الّنججاس أقيمججوا تاريججخ
ساعة صدر معاوية فقلبته عن سججريره علججى أّم الوقت و أعلموه فقد ضربت برجلى هذه ال ّ
ن أّنه قد احيط به ،فصاح يا أمير المؤمنين فأين الّنظرة ؟
رأسه فظ ّ
ععععع
ن هذه الخطبة من خطبه المشهورة ،و أّنهجا مّمجا رواهجا جماعجة مجن قد أشرنا سابقا إلى أ ّ
س جّيد فججي بعججض فقراتهججا
صدوق مخالفة لروايججة ال ّ
صة ،و لّما كانت رواية ال ّ
العاّمة و الخا ّ
صدوق أيضا ازديادا للبصيرة فأقول :أحببنا ايرادها بسند ال ّ
صدوق عن محّمد بججن إبراهيججم بججن روى في البحار و الوسايل من كتاب معاني الخبار لل ّ
ي و محّمججد بججن
إسحاق الطالقاني عن عبد العزيز بججن يحيججى الجلججودي عججن هشججام بججن علج ّ
ن خيل لمعاويججة ورد ن علّيا انتهى إليججه أ ّ
زكرّيا الجوهري ،عن ابن عايشة باسناد ذكره أ ّ
سان ،فخججرج مغضججبا يججّر ثججوبه حّتججى أتججى
سان بن ح ّ
النبار فقتلوا عامل له يقال له :ح ّ
ل و أثنى عليه و صّلى على نبّيه ثّم الّنخيلة و اتبعه الّناس فرقى رباوة من الرض فحمد ا ّ
قال :
] [ 404
لج ثججوب ل الحصينة و جّنته الوثيقة ،فمن تركه رغبة عنججه ألبسججه ا ّ لباس الّتقوى و درع ا ّ
ل و سيماء الخسف 1و ديث بالصغار ،و قد دعوتكم إلى حججرب هججؤلء القججوم ليل و الّذ ّ
نهارا و سّرا و إعلنا و قلت لكم :اغزوهم من قبل أن يغزوكججم فججو الججذي نفسججي بيججده مججا
ل ذّلوا .
غزى قوم قط في عقر ديارهم إ ّ
فتواكلتم و تخاذلتم و ثقل عليكم قججولي و اّتخججذتموه ورائكججم ظهرّيججا 2حّتججى شجّنت عليكججم
سججان و رجججال منهججم
سان بججن ح ّ
الغارات ،هذا أخو غامد قد وردت خيله النبار و قتلوا ح ّ
كثيرا و نساء .
و الذي نفسي بيججده لقججد بلغنججي اّنججه كججان يججدخل علججى المججرئة المسججلمة و المعاهججدة فينججتزع
ن امججرء مسججلماأحجالهما و رعثهما 3ثّم انصرفوا موفورين لم يكلم أحد منهم كلما فلججو أ ّ
مات من دون هذا أسفا ما كان عندي فيه ملوما بل كان عندي به جديرا .
ل العجب من تظافر هؤلء القوم على باطلهم ،و فشلكم عن حّقكم إذا قلججت لكججم يا عجبا ك ّ
صيف قلتم هذا شتاء قلتم هذا أوان قّر و صّر ،و إن قلت لكم اغزوهم في ال ّ اغزوهم في ال ّ
لج مججن
حمارة القيظ انظرنا ينصرم الحّر عّنا ،فاذا كنتم من الحّر و البرد تفّرون فأنتم و ا ّ
سيف أفّر .
ال ّ
لج لقججد
يا أشباه الّرجال و ل رجال ،و يا ظعجام الحلم ،و يججا عقججول رّبججات الحجججال و ا ّ
ن ابججن أبيطججالب ي رأيي بالعصيان و لقد ملئتم جوفى غيظا حّتى قججالت قريججش إ ّ أفسدتم عل ّ
ل دّرهم و من ذا يكون أعلم بها و أش جّد لهججا مراسججا شجاع و لكن ل رأى له في الحرب ّ ،
سجّتين ،و ل لقد نهضت فيها و ما بلغت العشججرين ،و لقججد نيفججت اليججوم علججى ال ّمّني ،فو ا ّ
لكن ل رأى لمن ل يطاع يقولها ثلثا .
فقام إليه رجل و معه أخوه فقال :يا أمير المؤمنين أنا و أخي هذا كما قال
-----------
) ( 1ققققق ققققق ققققق ققققق .
-----------
) ( 2قق قق قققق ق ققق ق قق قق قق ققق ق ق قققق
قق ق ققق قق قق قق ققققق ق قق ق ق ققق قققق ق
قققق
-----------
) ( 3قق قققققق قققققق قققق ق ققققق قق قق ق
ققق ققققق ققق ق ق .
] [ 405
ن القائم إليه العارض عليه جندب بن عفيف الزدي هو قال إبراهيم في كتاب الغارات ،إ ّ
لج أعلججم بحقججايق
لج بججن عفيججف ،و ا ّ
،و ابن أخ له يقال له عبد الّرحمان » بن ظ « عبد ا ّ
الوقايع .
ععععععع
از جمله خطب شريفه آن حضرتست در توبيخ أصحاب خود بجهة تثاقل ايشججان از قتججال
و جدال و تحضيض ايشان بجهاد معاويه رئيس بدعت و ضججلل ميفرمايججد بعججد از حمججد
إلهى و درود نامتناهى بر حضرت رسالت پناهى :
پس بدرستى كه جهاد درى است از درهاى بهشججت عنججبر سرشججت ،گشججاده اسججت آن را
صجه خجود ،و اوسجت لبجاس پرهيزكجارى و تقجوى و زره خداوند ودود بجهة دوستان خا ّ
استوار خدا و سپر محكم حق سبحانه و تعالى ،پججس هججر كججه تججرك نمايججد آن را بپوشججاند
خدا او را جامه خوارى ،و شججامل شججود او را بل و گرفتججارى ،و خججار گردانيججده شججود
بمذلت و بىاعتبارى ،و زده شود بر دل او بذهاب عقل و بيخردى ،
و گردانيده شود حق از او ،و مغلجوب ميشجود بجهجة تضجييع كجارزار ،و الجزام ميشجود
بذلت و خوارى ،و ممنوع ميشود از انصاف و دادگرى .
آگاه باشيد كه بتحقيق خواندم شما را به محاربه اين فرقه طاغيه شب و روز و در نهججان
و آشكار ،و گفتم بشما كه جنگ كنيد با ايشان پيش از آنكه ايشان بججا شججما جنججگ نماينججد
پس بخدا قسم كه هيچ غزا كرده نشد قومى هرگز در اصججل خججانه خودشججان مگججر اينكججه
خوار و ذليل شدند پس موكول كرديد شما كار خود را بيكججديگر ،و خججوار نموديججد شججما
يكديگر را ،تا اينكه ريخته شد غارتها پياپى بر شججما ،و گرفتججه شججد از شججما وطنهججا بججا
غلبه و استيل .
و اين مرد كه برادر غامد و سفيان بن عوف غامدى است بتحقيق كه وارد
] [ 406
سان بكججرى را و زايججل سان بن ح ّ شده لشكريان او بشهر انبار ،و بيقين كه كشته است ح ّ
نموده سواران شما را از سرحدهاى آنها ،و بتحقيق كججه رسججيد بمججن آنكججه مججردان قججبيله
داخل شده بر زن مسلمه و بر كافر ذمّيه پس بججر مىكنججده خلخججال و دسججت برنجهججاى او
را ،و گردن بنججدها و گوشججوارههاى آن را ،امتنججاع نتوانسججته اسججت آن زن از آن مججرد
مگر با گريه و زارى و با قسم دادن بقرابت و خويشى .
پس آن قوم بد نهاد بعد از غارت كردن مراجعت نمودهاند در حججالتى كججه تمججام بودهانججد
در حين مراجعت با غنيمت ،نرسيده بمردى از ايشان هيچ زخمى و ريخته نشججده او را
خونى ،پس اگر بميرد مرد مسلمان پس از اين ظلم دلسوز از روى غججم و انججدوه نباشججد
بمردن ملمت كرده شده ،بلكه هست نزد من بآن ليق گرديده .
اى بسا تعجب اى قوم تعجب كنيد چه تعجججبى بخججداى ل يججزال كججه مىميرانججد دل را ،و
ميكشد اندوه را از انفاق آن گروه بر باطل خججود ،و از تفرقججه شججما از حججق خججود ،پججس
زشت باد روى شما و حججزن بججاد بججر شججما هنگججامى كججه گشججتيد هججدف تيرانججداخته شججده ،
غارت ميكنند بر شما و غارت نميكنيد و جنججگ ميكننججد بججا شججما و جنججگ نمىنمائيججد ،و
نافرمانى كرده ميشود خدا و شما خوشنود ميباشيد .
پس هرگاه امر ميكنم شما را برفتن سوى دشمنان در ايام تابستان ميگوئيد كه اين شججدت
گرماست مهلت ده ما را تا سبك شود از ما گرما ،و هججر وقججتى كججه امججر ميكنججم شججما را
بسير نمودن بطرف خصمان در وقت زمستان ميگوئيد كججه ايججن شججدت سرماسججت مججا را
بگذار تا برطرف شود از ما سرما .
اين همه عذرها از براى گريختن اسججت از گرمججا و سججرما پججس چججون بوديججد از گرمججا و
سرما ميگريزيد پس شما بخدا سوگند از شمشير گريزانتر هستيد .
اى جماعت شججبيه بمججردان بحسججب شججكل و صججورت و نيسججتيد مججردان از روى معنججى و
حقيقت ،حلمهاى شما مانند حلمهاى بچگانست ،و عقلهججاى شججما ماننججد عقلهججاى زنججان ،
هر آينه دوست ميداشتم آنكه نمىديدم شما را و نمىشججناختم شججما را شججناختنى كججه بخججدا
سوگند كه كشيده است ندامت و پشيمانى را و متعّقب شده است
] [ 407
لعنت كند خدا شما را هر آينه پر كرديد دل مرا از ريججم و زرداب ،و پججر سججاختيد سججينه
مرا از خشم و التهاب ،و نوشانيديد مرا جرعههاى غم و اندوه را نفس نفس ،
و فاسد ساختيد رأى مرا بر من با معصيت و خذلن تججا آنكججه گفتنججد قريججش بدرسججتى كججه
پسر أبيطالب مردى است شجاع و لكن مهارت در حرب ندارد .
خدا نگهدار باد پدران ايشان را آيا هيچيك از ايشان سختتر است مججر حججرب را از روى
علج و مقّدمتر است در حرب از روى ايستادن از من ،هر آينه قيام نمودم در معججارك
قتال با شجاعان و أبطال در حالتيكه نرسيده بودم بيستسالگى ،
و اكنون كه سن من افزون گشجته بجر شصجت سجال ،يعنجى در عجرض ايجن مجدت غالبجا
مشغول بودهام بر جنگ و جدال ،و لكن هيچ رأى نيست كسى را كه فرمانبردار نشود
و اطاعت او را نكنند .الى هنا انتهى الجزء الثالث من هذه الطبعة النفيسة و قججد تصججدى
لتصحيحه و تهذيبه العبد » :السيد ابراهيم الميانجى « و وقع الفراغ فى شهر ذى القعججدة
ل و أوله أول المختار الثججامن و العشججرين
الحرام سنة 1378و يليه الجزء الرابع انشاء ا ّ
و الحمد ل كما هو أهله .