Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 30

‫الثـ{ ‪} 3‬ـالث من سلسلةـ حياتك دون عفافك‬

‫بين‬
‫الحــب و اإلعجــاب‬

‫أبو أسامة الحمياني‬


‫هيئة األمر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر‬
‫‪Deoof11@hotmail.com‬‬
‫هذه الكلمات هي ‪..‬‬
‫* إهداء لمن أبت إال الفضيلة ‪..‬‬
‫* إهداء لمن إعتزت بدينها وعفافها وحجابها ‪..‬‬
‫* إهداء لمن خيبتـ آمال المرجفين ‪..‬‬
‫س طمعت في إسقاط‬‫* إهداء لألخت التي وطأت بأقدامها على رؤو ٍ‬
‫عفتها لتقول لهم ديني وعزتي وحجابي ال أرضى لها بديل ‪..‬‬
‫ت لي في هللا قد أعرفها وقد ال أعرفها ‪..‬‬
‫*** إهداء لكل اخ ٍ‬

‫‪2‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫الحمد هلل وح ــده والص ــالة والس ــالمـ على من ال ن ــبي بع ــده س ــيدنا وحبيبنا‬
‫محمد بن عبد اهلل وعلى آله وص ـ ـ ـ ـ ـ ــحبه أجمعين ومن س ـ ـ ـ ـ ـ ــار على نهجه‬
‫وبعد‬ ‫‪..‬‬ ‫واتبع هداه واستنـ بسنته إلى يوم الدينـ‬
‫أش ــعر أن ــني ُدفعت دفع ـاً للكتابة عن ه ــذا الموض ــوع من خالل ما وردني‬
‫من رس ــائل وإ تص ــاالت تطلب الح ــديث عنه وإ لح ــاحـ بعض األخ ــوات لما‬
‫يرينه من منـ ـ ـ ـ ــاظر مخزية بين كثـ ـ ـ ـ ــير من البنـ ـ ـ ـ ــاتـ ‪ ،‬ولما علمته ويعلمه‬
‫ـبينـ الـ ـ ــذي وقعت فيه الكثـ ـ ــيراتـ بين الحب‬
‫الجميع من الخلطـ الواضحـ الـ ـ ـ ّ‬
‫واإلعج ــاب أيقنت عن ــدها أن الحاجة ماسة لط ــرح ه ــذا الموض ــوع ( بين‬
‫الحب واإلعج اب ) لعلّي أن أسـ ــهم في تبـ ــيين بعض الحقـ ــائقـ الـ ــتي ربما‬
‫داخلَها بعض الشـ ــبهات ‪ ،‬وأيض ـ ـاً في‬
‫تكـ ــون غائبة أو حـ ــتى ُمغيبة وربما َ‬
‫وضع بعض الحل ــول العملية والط ــرق العالجية مس ــتعيناً باهلل راجي ـاً منه‬
‫ســبحانه العلي القــدير أن ينشــرح لها قلب األخت الكريمة وتبــدأ منه بــإذن‬
‫ـوف بطاعة اهلل‬ ‫اهلل تعـ ـ ـ ـ ــالى أول خطواتها المباركة نحو مسـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـتقبل محفـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬
‫وليك ـ ـ ـ ــون بداية تغي ـ ـ ـ ــير وبداية طريقها إلى العف ـ ـ ـ ــاف وهو ( الث الث من‬
‫سلسلة حياتك دون عفافك ) وما كــان فيه من صــواب فالفضل هلل وحــده‬
‫دون من ســواه وما كــان فيه من خطأ فمن نفسي والشــيطانـ ولكن حســبي‬
‫فيه قول ربي ( إن أُريد اال اإلصالح ما استطعت وما ت وفيقي إال باهلل )‬
‫‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أخوك راجي عفو ربه‬
‫أبو اسامه الحمياني‬

‫‪4‬‬
‫الحب رؤى وأبعاد ‪.‬‬
‫حــرفين إثــنينـ ال ثــالث لهما إجتمعا لتتكــون كلمة صــغيرة إســمها الحب ‪..‬‬
‫أسرت قلوب الكثيرين فانقــادوا خلفها ‪ ..‬اســتحوذ هــذا الحب على قلــوبهم‬
‫ف ـ ـ ــأعمى أبص ـ ـ ــار الكث ـ ـ ــير منهم ح ـ ـ ــتى أص ـ ـ ــبحوا يس ـ ـ ــيرون في الظالم ال‬
‫يشعرون ‪..‬‬
‫عجيب هذا الحب ‪!!..‬‬
‫ٌ‬
‫تتبعته فرأيته بح ــراً لم أجد له س ــاحال ‪ ..‬ورأيته في ال ــوقت نفسه ب ــئراً لم‬
‫أشـ ــاهد منتهاها أتيت على معـ ــنى الحب في مفهـ ــوم النـ ــاسـ اليـ ــوم فوجدته‬
‫ُركامـ ـ ـاً وأكوامـ ـ ـاً من العواطف بأنواعها ‪ ..‬تج ـ ــولت ب ـ ــالفكر في مظ ـ ــاهر‬
‫الحب اليوم فذهلت‬
‫واحتار فكري مما رأيت وسمعت ؟؟‬
‫عجيب أنت أيها الحب ‪!!..‬‬
‫ٌ‬
‫كيف استطعت أن تملك تلك القلوب ؟؟‬
‫أمن قوة فيك أيها الحب ؟؟‬
‫أم يا ترى هو ضعف من أمامك ؟؟‬
‫تبع الحب أقواما ً فلم ينتهي بهم كما بـ ـ ــدأ بل سـ ـ ــلك بهم مسـ ـ ــالك خطـ ـ ــيرة‬
‫وانتهى بهم إلى نهايـ ــات لم يكونـ ــوا يتوقعونها ‪ ..‬إنتهى الحب بـ ــالكثيرين‬
‫إلى أم ـ ـ ـ ـ ــراض مخيفة وفتاكة ‪ ،‬فتكت بهم وانقلبت س ـ ـ ـ ـ ــعادتهم به ش ـ ـ ـ ـ ــقاء‬
‫وفرحتهم به حزنـاً ‪ ..‬من هـذه األمـراض الــتي هي في األصل من أنــواع‬

‫‪5‬‬
‫الحب ومراحلـ متقدمة منه ( العشقـ واالعج ـ ـ ـ ـ ــاب والهي ـ ـ ـ ـ ــام والص ـ ـ ـ ـ ــبابة‬
‫والتتيم‪..‬وغيرها )‬
‫ّ‬ ‫والوله والوجد والغمرة والشغف‬
‫وكل من وصل أو وصـ ـ ـ ـ ـ ــلت إلى ه ـ ـ ـ ـ ـ ــذه النهايـ ـ ـ ـ ـ ــات يريد الخالص اآلن‬
‫والفكاك ‪..‬‬
‫حسب‬ ‫((‬ ‫ألنهم لم يكون ــوا يتوقع ــوا أن يزيد األمر على كونه حب ب ــريء‬
‫قولهم )) !!!‬
‫كتبت إح ـ ــداهن تق ـ ــول ‪ ( ..‬ب ـ ــدأت معه بالمجاملة كلم ـ ــات معس ـ ــولة لكنها‬
‫مزيفة ‪ ..‬شعور رومانسي لكنه أيضاً مستعار !!‬
‫))‬ ‫قلت يا ليت كل أخواتي يعلمون من البداية عن هذه الحقيقة‬ ‫((‬

‫بــدأت العالقة تزيد أكــثر وأكــثر وكلي إيمانـاً ويقينـاً بــأن الشــيطانـ هو من‬
‫يقودها أحسست بتغ ــيرات في نفسي وفي حي ــاتي ش ــعرت حينها أن ــني قد‬
‫ـعور ال أس ـ ــتطيع أن أص ـ ــفه ولك ـ ــني‬ ‫ٍ‬
‫وص ـ ــلت إلى مرحل ـ ــة خط ـ ــيرة !! ش ـ ـ ٌ‬
‫حاولت مرات ومرات أن أتخلص منه وأنقذ نفسي فما استطعت ‪!!..‬‬
‫فقــدت مع هــذه الحــال خشــوعي في صــالتي ‪ ..‬أصــبحت تنتــابني حــاالت‬
‫سـ ٍ‬
‫ـرحان كث ــيرة س ــاءت أخالقي ح ــتى مع وال ــدتي وبقية ع ــائلتي ‪ ..‬الكل‬
‫ينظر إلي بنظرة اإلستغراب مرة ‪ ..‬ومرة أخرى بنظرة الشفقة ‪ ..‬حــا ٌل‬
‫أعلم أنه ال يرضي اهلل ولكن هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا ما جنته علّي نفسي وأملي في أن‬
‫يخلص ـ ــني اهلل من ه ـ ــذه القي ـ ــود الوهمية ال ـ ــتي فرض ـ ــتها أنا على نفسي ‪..‬‬
‫وإ ن سـ ــألتموني هل كـ ــان هو يبـ ــادلني هـ ــذا الحب وهـ ــذا الشـ ــعور ؟؟ بكل‬
‫وأسف أقول لكم ( ال ) فقد ذهب هو في حال سبيلهـ ليبــني مســتقبله‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حزن‬

‫‪6‬‬
‫علمت أنه قد تـ ـ ـ ــزوج ونسي أو قد يكـ ـ ـ ــون تناسى كل ما مضى وبقيت أنا‬
‫في حســرتي ولوعــتي وفي حــال ال ت ُسـر وأنا اآلن أُحــذر كل أخــواتي من‬
‫أن يقعن فيما وقعت أنا فيه وأح ـ ـ ــذرهن أك ـ ـ ــثر وأك ـ ـ ــثر من ش ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـيء اس ـ ـ ــمه‬
‫( الحب ) ‪..‬‬
‫فبداياته بيدك ونهاياته ليست بيدك !!‬
‫علي وأن يطهر قلــبي من‬
‫وأطلب من الجميع الــدعاء لي بــأن يتــوب اهلل ّ‬
‫هذا المرض الدنيء الذي أتجرع مرارته وأعيش تبعاته ‪ ..‬انتهى )‬
‫اسـ ــألـ اهلل العلي القـ ــدير أن يتـ ــوب عليها وأن يصـ ــلح شـ ــأنها ويطهر قلبها‬
‫ِ‬
‫أرأيت أختـ ـ ـ ــاه كيف أن هـ ـ ـ ــذه األخت‬ ‫وقلوبنا جميعـ ـ ـ ـ ـاً من كل سـ ـ ـ ــوء ‪..‬‬
‫الكريمة هـ ـ ــداها اهلل انجـ ـ ــرفت دون أن تشـ ـ ــعر مع ما يسـ ـ ــمى بـ ـ ــالحب إلى‬
‫درجة هي ليست راضية عنها ؟؟‬
‫تبعاته وتتـ ـ ـ ـ ـ ــذوق مرارته وأؤكد لك أن غيرها‬ ‫( على حد قولهاـ )‬ ‫بل تعيش‬
‫الكثيرات والكثيرات جدا واهلل المستعان ‪ ..‬بقي أن تعرفي أختاهـ أن هــذه‬
‫الدرجة من الحب تسـ ــمى العشق واإلعجـ ــاب ‪ ..‬العشقـ واإلعجـ ــاب وإ ن‬
‫فرق البعض بينهما لكنهما في حقيقة األمر وبكل مصداقية أنهما وجهان‬
‫لعملة واحـ ـ ــده كما يقـ ـ ــال وهما بوابة في الحب الـ ـ ــدخول معها ليس بـ ـ ـ ٍ‬
‫ـأمر‬
‫إختي ـ ـ ــاري كما حصل مع األخت وذكرته في كالمها ‪ ..‬وما أجمل قولها‬
‫حين قالت ( فبدايته بيدك ونهاياته ليست بيدك ‪) !!..‬‬
‫العشق أختـ ــاهـ هـ ــذا الـ ــداء الخطـ ــير الـ ــذي تـ ــورطت فيه الكثـ ــيراتـ وهن ال‬
‫يشعرن ‪ ..‬استولى على قلوبهن وأعمى بصائرهن ‪..‬‬

‫‪7‬‬
‫هو أيضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً ليس محطة نهاية ينتهي عنـ ـ ـ ـ ـ ــده الحب بل له عـ ـ ـ ـ ـ ــواقب أشد‬
‫خطـ ـ ـ ــورة وأفتك بقلب صـ ـ ـ ــاحبه ‪ ..‬يقـ ـ ـ ــول اإلمـ ـ ـ ــام ابن القيم رحمه اهلل (‬
‫العشق هو اإلف ـ ـ ـ ــراط في المحبة ‪ ،‬بحيث يسـ ـ ـ ــتولي المعشـ ـ ـ ــوق على قلب‬
‫تخيِله ِ‬
‫وذكـ ـ ــره والفكـ ـ ـ ِـر فيه ‪ ،‬بحيث ال يغيب‬ ‫العاشق ‪ ،‬حـ ـ ــتى ال يخلو من ُّ‬
‫عــن خـاطـ ـ ـ ـ ــره وذهنه ‪ ،‬فعند ذلك تش ـ ـ ـ ــتغل النفس ب ـ ـ ـ ــالخواطر النفس ـ ـ ـ ــانيةـ‬
‫فتتعطل تلك القُوى ‪ ،‬فيحدث بتعطيلها من اآلفات على البــدنـ والــروح ما‬
‫فتتغير أفعاله وصـ ــفاته ومقاصـ ــده ‪ ،‬ويختـ ـ ُّـل جميع‬
‫َي ُع ـ ـ ُّـز دواؤه ويتعـ ــذر ‪ّ ،‬‬
‫ذلك فتعجـز البشر عن صالحه )‪.‬‬
‫وقد قيل ‪:‬‬
‫الحـب أو ُل ما يكـون لجاجـ ًة *** تأتي بـه وتسوقــه األقدار‬
‫ُّ‬
‫جج الهوى *** جـاءت أمـور ال تُطاق كبار!!!‬
‫حتى إذا خاض الفتى لُ َ‬

‫‪8‬‬
‫أختاه إنه العشق واإلعجاب ‪..‬‬
‫والـ ــذي قد تفشى وانتشر بين البنـ ــاتـ اليـ ــوم في مجتمع لم يكن يألفه بل لم‬
‫يكن يكاد أن يسمع به ليصبح ظاهرة ال تجلب الخير لمن يقع فيها ‪..‬‬
‫طالبة تعشق معلمتها !! وأخ ــرى معجبة بزميلتها فأص ــبحت ش ــغوفة بها‬
‫ال تسكن نفســها وال يرتــاح بالها وال يهــدأ مزاجها إالّ حين تراها أو حــتى‬
‫تس ــمع ص ــوتها ‪ ..‬الحق عن ــدها ما تقوله عش ــيقتها ‪ ..‬لم تعد تفكر إال بها‬
‫!!‬
‫تقــدم الغــالي والــرخيص لترضــيها ولتحظى منها على نظــرة أو إبتســامه‬
‫!! ‪.‬‬
‫في رسالة بعثت بها إحدى األخوات أذكر ِ‬
‫لك طرفاً منها تقول ( مــررت‬
‫بهـ ــذه التجربة الـ ــتي ال تـ ــزال ذكراها عالقة ببـ ــالي وهي من أبشع وأسـ ــوأ‬
‫ذكريـ ــاتي ‪ ..‬أخجل من نفسي عنـ ــدما أتـ ــذكرها واحتقر نفسي حين تعـ ــود‬
‫بي الـ ـ ــذكريات لها ‪ ..‬ولكـ ـ ــني أحمد اهلل في الـ ـ ــوقت نفسه أن خلصـ ـ ــني ‪..‬‬
‫كـ ــانت مجـ ــرد صـ ــداقة بيـ ــني وبينها نـ ــذهب سـ ــوياً للمدرسة ونرجع سـ ــوياً‬
‫ـرات وم ــرات ح ــتى بين الحصص إلى ج ــانب‬ ‫‪..‬ألتقي بها في المدرسة م ـ ٍ‬
‫الفس ــحة ال ــتي ال نهنأ بها إالّ حين نلتقي ‪ ..‬كنت كث ــيرة التفك ــير بها وهي‬
‫كـذلك ‪ ..‬تـدنى مسـتواي الدراسي وهي أيضـاً كـذلك في يــوم من األيـام ال‬
‫أنسـ ــاه وكـ ــان في وقت إجـ ــازة إتصـ ــلت كعـ ــادتي على منزلها ‪ ..‬ولكن ال‬
‫أحد يـ ــرد ‪ ..‬عـ ــاودت االتصـ ــال أيض ـ ـاً ال أحد يـ ــرد !! تقلبت يـ ــومي ذاك‬

‫‪9‬‬
‫وك ــأني على جمر ملتهب ‪ ،‬وفي الي ــوم الث ــاني اتصــلت ولكن ‪ ..‬أيض ـاً ال‬
‫أحد يرد !!‬
‫وال تســأل عن حــالي ‪ ..‬اليــوم الثــالثـ كــدت أن افقد عقلي ‪ ..‬تعللت أمــام‬
‫أهلي برغبـ ـ ــتي في أن يوصـ ـ ــلني أخي إلى المستوصف أريد فقط أن أمر‬
‫من أم ـ ـ ــام منزلها ولك ـ ـ ــني لم أرى أحد !! ُجن جن ـ ـ ــوني ‪ ..‬ك ـ ـ ــدت أن افقد‬
‫عقلي ص ـ ــالتي أص ـ ــبحت ص ـ ــالةً ش ـ ــكلية فقط ال أعلم ما أق ـ ــول فيها ك ـ ــان‬
‫سجود السهو يالزمني في كل صــالة من كــثرة التفكــير ‪ ..‬كل من رآني‬
‫يسألني عن حالتي الصــحية وما الــذي أشــعر به !! فعالً كــدت أن أُجن ‪..‬‬
‫قتلني التفكير ‪ ..‬أدخل مع نفسي في غيبوبة فكرية ‪..‬‬
‫أتسائل ماذا بها هل تركتني ؟؟ هل هي فعالً ال تريدني ؟؟‬
‫أم أنها ماتت وكيف ستكون حياتي بعدها ؟؟‬
‫آآه ما أحقرني ‪!!!..‬‬
‫وفي الي ــوم الخ ــامسـ بعد ص ــالة الظهر ن ــادتني وال ــدتي وق ــالت ( فالنه )‬
‫تريدك على الهاتف صدقت وكذبت !! ضحكت وبكيت !!‬
‫ت ــوجهت مس ــرعة وحين س ــمعت ص ــوتها عج ــزت عن الكالم من ش ــدة‬
‫البكــاء ‪ ..‬مــرت أمي بجــانبي فُجعت مــني ال تعلم مــابي وما الــذي جــرى‬
‫علي ‪..‬‬
‫أخبرتني صديقتي أن جدتها لوالدها توفيت فاضطروا للسفر المفاجئ‬
‫ولم يكن هناك فرصةً لتخبرني ‪ ..‬أو تتصل بي ‪..‬‬

‫‪10‬‬
‫عــادت بعــدها األيــام بنا كما كــانت ‪ ..‬من ٍ‬
‫حين آلخر كــان ينتــابني شــعور‬
‫داخلي وكأن شيئاً يؤنبني أُحس حينها بأنني مذنبة فأشعر بالندم ‪..‬‬
‫حاولت مراراً أن أتخلص من ما أنا فيه بمفردي فما استطعت ‪..‬‬
‫قررت يوماً من األيام قراراً جريئاً بالنسبة لي !!‬
‫وهو أن أسـ ـ ــتعينـ بعد اهلل بإحـ ـ ــدى المعلمـ ـ ــات وهي مسـ ـ ــؤولة المصـ ـ ــلى‬
‫بالكلية‬
‫( االستاذةـ ‪..‬؟؟) والتي كانت محبوبة عند أكــثر الطالبــاتـ إن لم يكونــوا‬
‫كلهن ‪ ..‬يعجز لسـ ــاني عن شـ ــكرها وتقف كلمـ ــاتي حـ ــيرى في أن أوفيها‬
‫مما ك ـ ـ ــان‬
‫جزاءها ‪ ..‬فقد ك ـ ـ ــان لها الفضل األك ـ ـ ــبر بعد اهلل في تخليصي ّ‬
‫سيهلكني ‪..‬‬
‫واآلن صـ ــلح حـ ــالي والحمد هلل وعـ ــدت إلى رشـ ــدي ألحتقر نفسي كل ما‬
‫تذكرت تلك األيام ‪ ..‬إلى أن قالت وفقها اهلل ‪..‬‬
‫واسأل اهلل أن يتقبلها وأن يثبتها على الحقـ والهدى وينير بصيرتها‬
‫بحرقة‬
‫وإ ني اآلن وأحلف لك باهلل أني كلّما تذكرت تلك الذكريات أبكي ُ‬
‫ويزداد بكائي لسؤال واحد فقط ‪..‬‬
‫كيف لو أني مت على تلك الحالـ كيف سأقابلـ ربي ؟؟‬
‫وها أنا اليوم أقولها من كل قلبي مآ أرحم اهلل بنا ‪..‬‬
‫وأنت أختاه يا من وقعت في شيء من ما وقعت فيه ‪..‬‬ ‫ِ‬
‫ماذا لو ُمتي على تلك الحالـ ؟؟ كيف ستقابلينـ ربك ؟؟‬

‫‪11‬‬
‫أيس ـ ــرك أن تُبع ـ ــثي على ما ُمـ ــتي عليه بين ي ـ ــدي اهلل والن ـ ــاس كل الن ـ ــاس‬
‫ينظرون ؟؟‬
‫أتعلمين أختي الغالية من سيشهد عليك في ذلك الموقف الرهيب ؟؟‬
‫إنها يا أختاه األرض ‪..‬‬
‫األرض ال ــتي مش ــيتي عليها وجلس ــتي فوقها واق ــرئي ق ــول ربك { َي ْو َم ِئ ٍذ‬
‫َخبار َها } ستش ــهد عليك يا رع ــاك اهلل ي ــداك ورجالك في مش ـ ٍ‬
‫ـهد‬ ‫ِّث أ ْ َ َ‬ ‫تُ َح د ُ‬
‫ش َه ُد‬‫اه ِه ْم َوتُ َكلِّ ُم َنا أ َْي ِدي ِه ْم َوتَ ْ‬
‫عظيم يصفه لنا ربنا { ا ْليوم َن ْخ ِتم علَى أَفْو ِ‬
‫َ‬ ‫َْ َ ُ َ‬
‫وها‬
‫اؤ َ‬ ‫ون }يس‪ 65‬ويقول سبحانه { َحتَّى إِ َذا َما َج ُ‬ ‫أ َْر ُجلُ ُه ْم ِب َما َكا ُنوا َي ْك ِس ُب َ‬
‫ون } فصلت‪20‬‬ ‫ود ُه ْم ِب َما َكا ُنوا َي ْع َملُ َ‬ ‫ص ُار ُه ْم َو ُجلُ ُ‬ ‫ش ِه َد َعلَ ْي ِه ْم َ‬
‫س ْم ُع ُه ْم َوأ َْب َ‬ ‫َ‬
‫وفقك اهلل ‪ ..‬من اآلن توقفي وأقلعي ‪ ..‬وعودي وانتبهي‬ ‫أختاهـ من اآلن ِ‬
‫فس ـ ــاعة الم ـ ــوت مفاجئة ‪ ..‬ال يعلم بوقتها إالّ اهلل ‪ ..‬حتمـ ـ ـاً س ـ ــتأتيك على‬
‫غفلة‬
‫من اآلن قفي مع نفسك وقفة صادقة ‪..‬‬
‫أســدلي الســتار على حيــاة ماضــية لتســتقبلي حيــاة الطهر والنقــاء والعفــاف‬
‫‪..‬‬
‫ٍ‬
‫صعب ‪..‬‬ ‫ال أطلب منك يا أختاهـ المستحيلـ وليس ذلك ٍ‬
‫بأمر‬
‫بل هي أس ــئلة أربع فقط أريد منك أس ــعدك اهلل أن تس ــأليهاـ نفسك وتجي ــبي‬
‫عليها بصدق بينك وبين ربك الذي يق ــول عن نفسه { َي ْعلَ ُم َخ ِائ َن َة اأْل ْ‬
‫َع ُي ِن‬
‫ور } غافر‪. 19‬‬ ‫َو َما تُ ْخ ِفي ُّ‬
‫الص ُد ُ‬
‫السؤال األول ‪_:‬‬

‫‪12‬‬
‫هل يا أختاهـ ِ‬
‫أنت في قرارة نفسك وخلجات فكرك وفي خلوتك مع نفسك‬
‫عما تقومين به ويسرك أن تلقي به ربك ؟؟‬
‫راضية ّ‬
‫كوني صريحةً ال تجاملي نفسك وال تكابري فربك سبحانه ال يخفى‬
‫َن اللّ َه َي ْعلَ ُم َما ِفي‬
‫اعلَ ُمواْ أ َّ‬
‫عليه شيئاٌ من أمرك يقول سبحانه {‪َ ..‬و ْ‬
‫اح َذروهُ ‪} ..‬البقرة‪235‬‬ ‫ِ‬
‫أَنفُس ُك ْم فَ ْ ُ‬
‫السؤال الثاني ‪-:‬‬
‫ق وصــراحة هل ذكــرك وحبك لعشــيقتك أو من تســمينها صــديقتك‬ ‫بصــد ٍ‬
‫اس َمن‬ ‫الن ِ‬ ‫أكثر أم ذكـرك وحبك لربك ؟؟ وتــأملي في قـول ربك { َو ِم َن َّ‬
‫ش ُّد ُح ّباً لِّلّ ِه‬
‫آم ُنواْ أَ َ‬
‫َ‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ب اللّ ِه والَِّ‬
‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ب‬
‫ُّ‬ ‫َنداداً ي ِ‬
‫ح‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ون اللّ ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫يتَّ ِخ ُذ ِ‬
‫َ‬
‫َن اللّ َه‬ ‫َن ا ْلقُ َّوةَ ِللّ ِه َج ِميع اً َوأ َّ‬ ‫ظلَ ُم واْ إِ ْذ َي َر ْو َن ا ْل َع َذ َ‬
‫اب أ َّ‬ ‫ين َ‬ ‫َولَ ْو َي َرى الَِّذ َ‬
‫اب }البقرة‪.165‬‬ ‫ش ِد ُ‬
‫يد ا ْل َع َذ ِ‬ ‫َ‬
‫السؤال الثالث ‪-:‬‬
‫أنت‬‫هل ترضين أن يطلع والديك وأقاربك أو حتى من يعرفك على ما ِ‬
‫عليه ؟؟ واستشعري قول الحبيب صلى اهلل عليه وسلم ( ‪ ...‬واإلثم ما‬
‫حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه أحد )‬
‫مسندي اإلمام أحمد بن حنبل‬
‫‪.‬‬ ‫والدارمي بإسناد حسن‬
‫السؤال الرابع ‪-:‬‬
‫صالتك أختاه أريد أن تسألي نفسك كيف ِ‬
‫أنت مع صالتك ؟؟‬
‫التي هي نجاتك وبها فالحك ‪ ..‬لن يكون سؤالي هل تصلين أم ال ‪..‬‬
‫فحتماً بإذن اهلل ِ‬
‫أنك من أهل الصالة ألن تارك الصالة كافر وليس بعد‬
‫الكفر ذنب حاشاكـ ذلك وأجلكـ اهلل عن هذه المنزلة ‪..‬‬

‫‪13‬‬
‫ولكن الذي أريد أن تسألي نفسك عنه خشوعك في صالتك واهتمامك‬
‫بماهيتها وعن مدى حرصك وإ قبالك بقلبك عليها ‪..‬‬
‫ّ‬
‫أجيبي بصد ٍ‬
‫ق أختاهـ إذا دخلتي في صالتك من تجعلين أمام ناظريك ؟؟‬
‫هل تستشعرين ِ‬
‫أنك بين يدي اهلل ‪..‬‬
‫أم بغير ٍ‬
‫قصد منك يشرد فكرك إليها ( أعني العشيقةـ ) ؟؟‬
‫فتتذكري ضحكاتها وكلماتها تارة ‪..‬‬
‫وتتساءلي تارة عن تلك النظرة التي نظرتها إليك صباح هذا اليوم ‪..‬‬
‫لماذا عبست بوجهها حين ناديتيها ؟؟‬
‫هل كانت تقصدك بها ؟؟ هل ( فالنه) أصبحت أقرب إلى قلبها منك‬
‫؟؟!!‬
‫شاء َوا ْل ُمن َك ِر }‬ ‫وتذكري قول ربك { ‪ ...‬إِ َّن َّ‬
‫الصاَل ةَ تَ ْن َهى َع ِن ا ْلفَ ْح َ‬
‫فحشاء وال منكر هل‬ ‫ٍ‬ ‫العنكبوت‪ 45‬وصالةً اختي المباركة ال تنهى عن‬
‫نسميها صالة ؟؟‬
‫أختاه ِ‬
‫أنت ابنة اإلسالمـ ‪ ..‬عزيزة بدينك ‪ ..‬قوية بربك ‪ ..‬شريفة‬
‫بعفافك ‪ ..‬فارفعي رأسك شامخاً وال تنجرفي خلف هذه الترهات التي‬
‫هي أقل وأحقر وأصغر من أن تستولي على ِ‬
‫قلبك الطاهر إن شاء اهلل‬
‫‪..‬‬
‫واربأي بنفسك أختاه أن تنزلي إلى هذا المستوى والمكانة التي شرفك‬
‫رب العزة والجالل عنها ولم يرتضيها لك ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫من مظاهر اإلعجاب !!!‬
‫ولقد بلغني من مظاهر اإلعجاب عند البنات اليوم ما أذهلني ‪ ..‬وأدهش‬
‫لست وحدي بل كل غيور‬
‫عقلي وأنكره قلمي !!! وقفت أمامها حائراً ُ‬
‫‪!!..‬‬
‫أحرف من اسم عشيقتها !!‬
‫ٌ‬ ‫فتاة نقشت على يدها بآلة حادة أو بالكوي‬
‫وأخرى تبذل الكثير لتغير في مالمح وجهها أو جسمها لتصبح أشبه‬
‫إلى ٍ‬
‫حد ما بمعشوقتها !! وثالثة همها األكبر أن ال تختلف مع صديقتها‬
‫في أي شئ ‪ ..‬تلبسـ ما تلبس وتأكل ما تأكل وتشتري ما تشتري !!‬
‫تقلدها في مشيتها وفي طريقة الكالم وحتى في تسريحة شعرها !!‬
‫بل أعجب من ذلك من تصطنع تقليد صوت عشيقتها‬
‫كما ذكرته إحدى األخوات‪.‬ـ‬ ‫حتى في ( ال ُكحة أو العطاس ) !!‬
‫وأخرى تقسم باهلل أنها اذا وضعت يدها بيد صديقتها ( المعشوقة )‬
‫بدفء وسكون وهمي !! وتعجبت واهلل حين أخبرتني إحدى‬ ‫ٍ‬ ‫تشعر‬
‫األخوات عن من تقول ‪..‬‬
‫ال يهدأ بالي وال أرتاح إال حين أمر من أمام منزل صديقتي وأنظر إليه‬
‫_ طبعاً هذا في أيام اإلجازة _ وإ ني إن لم أفعل ذلك فإني ال أستطيع‬
‫النوم تلك الليلة ‪ ..‬وازددت عجباً حين علمت عن تلك التي تقول أريدها‬
‫فقط لي ال أسمح أن أراها تمشي مع غيري ويزيد غضبي حين‬
‫أشاهدها تبتسم لغيري ‪.‬‬
‫أريد أن أسمعها تتكلم وأنا أمأل عيني منها !!‬

‫‪15‬‬
‫بل إنه أثناء كتابتي لهذه الكلمات جائتني رسالة من إحدى األخوات‬
‫علمت أنها من الفاضالت الغيورات على دينهن وأخواتهن المحبات‬
‫ُ‬
‫ٍـ‬
‫لطالبة من طالبات الكليةـ في إحدى المناطق ‪..‬‬ ‫للخير تذكر قصة‬
‫أنها في لحظة من لحظات َسكرة العشق لقيت فيها عشيقتهاـ في ساحة‬
‫الكلية فسجدت لها دون أن تشعر أمام الطالبات وال حول وال قوة إال‬
‫باهلل !!!‬
‫وعن تلك المشاجرةـ التي وصلت إلى إسالةـ الدماء بين بعض الطالباتـ‬
‫من أجل التنافس الغير شريف على حب طالبة !!!‬
‫تجاوب‬
‫ٌ‬ ‫وعن تلك الطالبةـ التي وقعت في حب أخرى وحين أنها لم تجد‬
‫منها وإ قباالً كادت لها حتى تمكنت منها وقامت بتشويه وجهها إنتقاماً‬
‫!!‬
‫اهلل المستعان ‪!!!..‬‬
‫قلوب ال أزيد على أن أقول أنها خاوية مجوفة ولو أن هذا المرض‬
‫ٌ‬
‫الخبيث وجدها قلوباً ممتلئ ًة يقيناً باهلل وتعظيماً وإ جالالً له جل في‬
‫عاله لما تجرأ على أن يقترب منها فضالً على أن يستحوذ عليها ‪!!.‬‬
‫تذكرت حينها قول اإلمام ابن القيمـ رحمه اهلل حين قال ( القلب إذا‬
‫أخلص هلل لم يتمكن منه العشق فإنه يتمكن من القلبـ الفارغـ ) ‪.‬‬
‫وقفة ‪..‬‬
‫ِ‬
‫أحسست أنه بدأ يتسلل إلى قلبك أسأل اهلل‬ ‫أختاه يا من ابتليت بهذا الداء أو‬
‫العلي القدير أن يطهر قلبك ويشرح صدرك ‪..‬‬

‫‪16‬‬
‫إنني على يقين بل على يقين أجزم عليه بأن في قلبك من هذا األمر شيئاً‬
‫وأنك مستنكرةً فعله في داخل سويداء قلبك ‪ ..‬وهذاـ دلي ٌل على ٍ‬
‫بقية باقية من‬ ‫ِ‬
‫اإليمان في قلبك ‪ ..‬ودليل على فطرة سليمة بإذن اهلل تحتاج منك إلى‬
‫عزيمة قوية وهمة جادة ووقفة صادقة مستعينة قبلها برب العزة والجاللـ‬
‫الذي أُقسم ِ‬
‫لك به أنه لن يتخلى عنك ‪..‬‬
‫إحدى األخوات أرسلت لي تحكي عن تجربتها مع العشقـ واإلعجاب‬
‫حين تعلق قلبها بإحدى زميالتها في الجامعة بدأت بصداقة ليست أكثر‬
‫من عادية حتى وصلت إلى اإلعجابـ تقول ‪..‬‬
‫( حين كنت أدرس في أول مرحلة بالجامعة تقربت إلي فتاة في عمري‬
‫وطلبت مصادقتي وبدأت تعرفني على أروقة الجامعة ‪..‬وكنت أظن‬
‫األمر عادي جدا ومع الوقت كانت تظهر االهتمام بي بشكل كبير ثم‬
‫قلت وهذه من طرقهن‬
‫بدأت تحدثني عن الصداقة والحب والعاطفة (( ُ‬
‫ال كثرهن اهلل)) تقول حتى إنها بدأت في وصف شخصيتي وأنها‬
‫وجدت ضالتها ‪..‬‬
‫طلبت يوماً مقابلتي في مكان منزوي في الجامعة ‪..‬‬
‫بدأت أرتاب ودخلني الخوف والشك ‪!!..‬‬
‫ولكن لضعفي قابلتها مجاملةً وليتني لم أفعل رأيت تصرفات لم‬
‫أستسيغها‬
‫ولم تقبلها فطرتي ولم أتربى عليها استمر بنا األمر أياماً وأيام !!‬
‫وفي قلبي وجل أشعر بضي ٍ‬
‫ق في نفسي ‪ ..‬ولكن ‪..‬‬

‫‪17‬‬
‫ضعف إيماني جعل مني اضحوكة للشيطانـ !!‬
‫تحول بنا األمر إلى نظرات إعجاب وإ تصاالت كانت واهلل تأخذ من‬
‫وقتي أكثر من وقتي مع أهلي !!‬
‫ورسائل جوال وربي مخزيه !!‬
‫كنا حينها نرى أن هذه هي الصداقة الحقيقيةـ كانت تصل إتصاالتنا مع‬
‫بعضنا في اليوم الواحدـ أكثر من خمس مرات وكل أحاديثناـ فيها تافهةٌ‬
‫تافهة !!‬
‫ٍ‬
‫وكلمات متكسرة ومرة‬ ‫مرةً عتاب ومرةً مدح وثناء بعبارات غزلية‬
‫سكوت ‪..‬‬
‫ال يعلم حقيقة ما أعنيه إال من ابتليت بما‬ ‫الكل منا تنتظر األخرى تتكلم ‪(..‬‬
‫علي من كل صديقاتي بل‬
‫ابتليت به ) ‪ ..‬أخبرتني صديقتي هذه أنها تغار ّ‬
‫ُ‬
‫من كل البنات !!‬
‫وأنا كنت في ٍ‬
‫حال من القلق والشعور بالندم ال يعلمه إال اهلل ‪..‬‬
‫كنت أشعر بضي ٍ‬
‫ق شديد لدرجة أني أبكي بحرقة على وضعي وعلى‬
‫جرأتي على معصية ربي وطاعتي للشيطانـ حاولت التخلص من هذه‬
‫الحالـ فكرت واهلل بالخروج من الجامعة ‪ ،‬إحترمت نفسي األكل‬
‫والشرب ‪.‬‬
‫(( بصراحة كنت أرى في نفسي أني حقيرة !! )) ‪..‬‬
‫قلت من هنا تعلقت بطوق النجاة‬
‫وأخيراً تعرفت على فتاة صالحة (( ُ‬
‫))‬

‫‪18‬‬
‫تقول بعد مدة أخبرتها بحالتي وما وصلت إليه ‪..‬‬
‫أخبرتني مباشرة أنه مرض اإلعجاب ونصحتني بسماع شريط للشيخـ‬
‫محمد العريفي بعنوان ( إعترافات عاشق ) سمعت الشريطـ ‪..‬‬
‫ورأيت أن كل ما ذكر الشيخـ من حال هؤالء ينطبق علي تماماً !!‬
‫بكيت كثيراً وبكيت رفعت السماعة على تلك الصديقة وأخبرتها بما‬
‫سمعت من كالم الشيخ وبضرورة اإلنفصالـ وترك هذا الذنب العظيم‬
‫‪..‬فهداها اهلل وعادت هي أيضا إلى ربها وأحست بالندم وتخلصت أنا‬
‫من معاناتي واطمأنت نفسي ولكني كنت أخاف أن ال يقبل ربي مني‬
‫ي‬ ‫ِ ِ‬
‫التوبة حتى سمعت قول ربي الكريم الرحيم سبحانه { ُق ْل َيا عَباد َ‬
‫َّ ِ ُّ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫َس َرفُوا َعلَى أَنفُس ِه ْم اَل تَ ْقَنطُوا من َّر ْح َمة الله ِإ َّن اللهَـ َي ْغف ُر الذُن َ‬
‫وب‬ ‫ين أ ْ‬ ‫الذ َ‬
‫يم } الزمر‪53‬‬ ‫الر ِ‬
‫ح‬ ‫َّ‬ ‫ور‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫َج ِميعاً ِ‬
‫إ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أيقنت حينها سعة رحمة ربي الكريم سبحانه وعظيم حلمه وفضله بنا‬
‫إنقطعت العالقة بيننا واإلتصاالت إال في المناسباتـ واألعياد ‪.‬‬
‫ِ‬
‫أرأيت أختاهـ أن ترك هذا الذنب والترفع واإلقالع عنه ال يكلفك‬
‫الصعاب وليس ٍ‬
‫بأمر شاق ‪ ..‬إذاً ال تترددي وعجلي قبل الندم وقبل‬
‫فوات األوآن ‪..‬‬

‫طريقك للخالص ‪::‬‬

‫‪19‬‬
‫أختاه أضع بين يديك خطوات البد لك من السير عليها والعمل بها لكي‬
‫تنقذي نفسك من هذا الداء الذي أخشى واهلل عليك منه ولكي ترتفعي‬
‫بنفسك إلى تلك المكانة التي يريدها اهلل لك ‪..‬‬
‫أوالً ‪ -:‬التعلق التام باهلل ‪ ..‬أن تمألي قلبك حباً وتعظيماً وإ جالالً له‬
‫سبحانه ‪ ..‬واهلل واهلل يا أختاه لو امتأل قلبك بهذا لما رأيتِه في مثل هذه‬
‫المواضع ولقادك إلى كل خير ‪ ..‬ولو تطلعت نفسك واشتاقت للقياه حباً‬
‫وشوقاً وتعظيما لما إلتفتيـ إلى غير ذلك ‪ ..‬ولكن ألن القلب به ما به‬
‫كان لزاماً عليك وفقك اهلل أن تعيدي حساباتك وتنظري إلى عالقتك‬
‫بربك وتقفي وتتحسسي كل األسبابـ التي أبعدتك هذا البعد وتستعيني‬
‫باهلل عليها ‪ ..‬أختاهـ ربك الكريم سبحانه خلقك فسواك وأطعمك وسقاك‬
‫‪ ..‬سبحانه مطلع على سرك وعالنيتكـ ولكنه جل جالله أرحم بك من‬
‫نفسك‪ ..‬يعلم دون شك ما كان من أمرك وما لم يكن وما سيكون‬
‫قادر على أن ينتقم سبحانه وهو المنتقم ولكن سبقت‬
‫ال يعجزه شيء ‪ٌ ..‬‬
‫ُنس وراحةٌ‬ ‫رحمته غضبه ‪ ..‬في حبه والقرب منه وطاعته يا أختاه أ ٌ‬
‫ص ِالحاً ِّمن َذ َك ٍر أ َْو أُنثَى َو ُه َو ُم ْؤ ِم ٌن‬ ‫ِ‬
‫وسكون يقول سبحانه { َم ْن َعم َل َ‬
‫ون }النحل‬ ‫س ِن َما َكا ُنواْ َي ْع َملُ َ‬ ‫َح َ‬ ‫ط ِّي َب ًة َولَ َن ْج ِز َي َّن ُه ْم أ ْ‬
‫َج َر ُهم ِبأ ْ‬ ‫َفلَ ُن ْح ِي َي َّن ُه َح َياةً َ‬
‫‪..‬‬ ‫‪97‬‬

‫وعد منه سبحانه وهو الغني عنا جميعاً ‪..‬‬


‫هذا ٌ‬

‫‪20‬‬
‫بؤس وهموم وحرمان وبذلك‬ ‫وفي معصيته والبعد عنه ومخالفة طريقه ٌ‬
‫ضنكاً‬ ‫ض َعن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَ ُه َم ِعي َ‬
‫ش ًة َ‬ ‫َع َر َ‬
‫يقول جل شأنه { َو َم ْن أ ْ‬
‫َعمى }طه‪.. 124‬‬ ‫شره يوم ا ْل ِقي ِ‬
‫امة أ ْ َ‬ ‫َو َن ْح ُ ُ ُ َ ْ َ َ َ‬
‫قلب لم يمتلئ بحب اهلل يقيناً سيمتلئ بما سواه ‪..‬‬ ‫أختاه ٌ‬
‫ُحب اهلل أختي إذا وقر واستقر في القلبـ فثقي تماماً أنه لن يقبل أن‬
‫يشاركه في ذلك أي ٍ‬
‫حب آخر‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ -:‬البعد والحذر من كل األسبابـ التي تقودك إلى العشق‬
‫وأنت أعرف الناسـ بها وأذكر ِ‬
‫لك منها سبباً واحداً فقط هو‬ ‫واإلعجاب ِ‬
‫من أهمها ‪..‬‬
‫( إطالة النظر والتفكير في الصديقة التي أصبحت عشيقة !! ) ‪..‬‬
‫سهم مسموم من سهام إبليس وهو رسول الفتنةـ‬
‫النظر يا أختاهـ ٌ‬
‫وقد قيل (العين مفتاح القلب )‬
‫قال أحد الحكماء ( الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما‬
‫بعده )‬
‫كل الحوادث مبدؤها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر‬
‫كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ** فتك السهام بال قوس وال وتر‬
‫إطالق النظر أُختاه ال يجلب لك الخير بل تبعاته على القلبـ فيها من‬
‫أنت في غنى عنه ‪ ..‬وهذا‬ ‫الهم والحزن والكرب ما اهلل به عليم وما ِ‬
‫ين َي ُغضُّوا ِم ْن‬
‫خير لنا بقوله { ُقل لِّ ْل ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫ربنا الكريم يوصي بما هو ٌ‬

‫‪21‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ون‬
‫ص َن ُع َ‬ ‫وج ُه ْم َذل َك أ َْز َكى لَ ُه ْم إِ َّن الل َه َخ ِب ٌ‬
‫ير ِب َما َي ْ‬ ‫ار ِه ْم َو َي ْحفَظُوا فُُر َ‬
‫صِ‬ ‫أ َْب َ‬
‫} النور‪. 30‬‬
‫وقت‬
‫ثالثا ً ‪ -:‬أن تشغلي وقتك وفكرك بما هو مفيد فال تجعلي في وقتك ُ‬
‫فراغ وأؤكد لك أُختاهـ بأن هذا الفراغـ إن لم تشغليه فإنه سيشغلك !!‬
‫قال أحد السلف ( العشق حركة قلبٍ فارغ )‬
‫فالبد لك أختي من االنشغال باألمور النافعة التي تعود عليكـ بالخير في‬
‫دينك ودنياك ‪ ،‬فإن النفسـ إن لم تشغليها بالحق اشتغلت بالباطل‪ ،‬فينبغي‬
‫لكِ أن تحرصي على األعمال النافعة المتنوعة في دينك كسماع‬
‫المحاضرات واألشرطة الدينيةـ وتفريغها على مذكرات لنشرها ونفع‬
‫الغير بها ‪ ،‬والقيام ببعض األنشطةـ الدعوية بالتعاون مع الصالحات في‬
‫ذلك وهن كثيرات ثبتهن اهلل ‪ ،‬ونحو ذلك من األعمالـ النافعة التي‬
‫تشغلك عن التفكير في ذاك أو في تلك وتعود عليكـ بالخير والبركات‬
‫في دنياك وأخراك‪ ..‬وقد ثبت في الصحيحـ عن النبي صلى اهلل عليه‬
‫( احرص على ما ينفعك ) وبهذا تقطعي على نفسك‬ ‫وسلم أنه قال‬
‫طريق الباطل الذي يزينه الشيطان ‪ ،‬وتسدي ِ‬
‫عنك بابه وكيده {‪ ...‬إِ َّن‬
‫}النساء‪76‬‬ ‫ض ِعيفاً‬
‫ان َ‬ ‫طِ‬
‫ان َك َ‬ ‫َك ْي َد َّ‬
‫الش ْي َ‬
‫وال تنسي قول الحبيب صلى اهلل عليه وسلم ( اتق اهلل حيثما كنت وأتبع‬
‫السيئة الحسنة تمحها ) ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ -:‬أن تُخلصي هلل أسعدك اهلل في مقاومة هذه النفسـ الضعيفة‬
‫واألمارة بالسوء من الوقوع فى هذا المرض مرض اإلعجابـ ‪..‬‬

‫‪22‬‬
‫وذلك أختاه ألن اإلخالص هلل سبب فى التخلص من الفواحشـ عآمة ‪..‬‬
‫وء‬ ‫ص ِر َ‬ ‫ِ ِ‬
‫الس َ‬
‫ف َع ْن ُه ُّ‬ ‫يقول ربك الحقـ تبارك وتعالى { ‪َ ..‬ك َذل َك ل َن ْ‬
‫ين }يوسف‪24‬‬ ‫شاء إِ َّن ُه ِم ْن ِعب ِاد َنا ا ْلم ْخلَ ِ‬
‫ص َ‬ ‫َوا ْلفَ ْح َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫خامسا ً وهو من أهم الخطوات ‪ -:‬الإبتعاد عن هذه الفتاة التي أصبح‬
‫وفكرك مشغو ٌل وخيالك هائماً بها ‪ ،‬وكذلك كل شخص‬ ‫ِ‬ ‫متعلقا بها‬‫ً‬ ‫قلبك‬
‫تخشي أن يتسلل إلى قلبك منه هذا الميلـ المحرم أعني اإلعجاب ‪..‬‬
‫بل إن غض البصر عن مثلها ومثل الذينـ تخشي أن تميلي إليهم هو‬
‫من الواجبات المتحتمات ِ‬
‫عليك شرعاً وقد نص العلماء عليهم رحمة اهلل‬
‫على وجوب غض البصر عن كل ما يؤدي إلى إثارة الشهوة كما‬
‫ذكرت لك سابقاً ‪..‬‬
‫كذلك قطع التفكير في المعشوق فتاة كانت أو غير ذلك ممن يقع في‬
‫قلبكِ الميلـ إليهم واالنشغال بالتفكير عنه في ما يعود عليكـ بالنفع‬
‫كالتفكر في ملكوت اهلل وعظمته وقدرته وقوة بطشه وبديع صنعه‬
‫سبحانه والتفكر في نِعم اهلل عليك التي ال تعد وال تحصى ‪ ،‬فإن أول‬
‫بداية الميل المحرم أنه يبدأ بالنظر ثم بدوام التفكير والتخيلـ ‪ ،‬بحيث‬
‫يصير ذلك خاطراً مالزماً لك يعيش معك صباحاً ومساء ‪ ،‬فالواجب‬
‫سدد اهلل خطاك هو قطع هذه األفكار وهذا التخيلـ لتتخلصي بعون اهلل‬
‫من هذا المرض وتسلمي بإذن اهلل وحفظه من تبعاته ‪..‬‬
‫ٍ‬
‫ووقفة مع نفسك ‪..‬‬ ‫وال ريب وال شك أن هذا يحتاج منك لعزيمةٍ جادة‬

‫‪23‬‬
‫المحمود‬
‫ٌ‬ ‫بل إن هذه المراقبة وهذه المحاسبة هي من جهاد النفسـ‬
‫عواقبه‬
‫سُبلَ َنا َوإِ َّن اللَّ َه َل َم َع ا ْل ُم ْح ِس ِن َ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫ين ج َ ِ‬
‫اه ُدوا في َنا لَ َن ْهد َي َّن ُه ْم ُ‬
‫ِ‬
‫واهلل تعالى يقول { َوالَّذ َ َ‬
‫} العنكبوت‪69‬‬

‫سادسا ً ‪ -:‬وأريدك أختي الغاليةـ أن تتأملي هذه الخطوة جيدا فهي ذات‬
‫أهمية كبيرة وعليها المعول األكبر وهي أن تحرصي على إنتقاء‬
‫الجليسات الصالحات‬
‫ألآلتي يدللنك على الخير ويعيننك على فعله ويحذرنك من الشر‬
‫ويأخذن بيدك للبعد عنه والسالمة منه وتأملي في هذا األمر من ربك‬
‫ون‬‫يد َ‬ ‫اة َوا ْل َع ِش ِّي ُي ِر ُ‬ ‫ون ر َّبهم ِبا ْل َغ َد ِ‬
‫ين َي ْد ُع َ َ ُ‬ ‫س َك َم َع الَّ ِذ َ‬ ‫سبحانه { َو ْ‬
‫اص ِب ْر َن ْف َ‬
‫الد ْن َيا َواَل تُ ِط ْع َم ْن أَ ْغ َف ْل َنا َق ْل َب ُه‬
‫اة ُّ‬‫يد ِزي َن َة ا ْلحي ِ‬
‫ََ‬ ‫َو ْج َه ُه َواَل تَ ْع ُد َع ْي َنا َك َع ْن ُه ْم تُ ِر ُ‬
‫ِ‬
‫َعن ذ ْك ِر َنا َواتََّب َع َه َواهُ َو َك َ ْ ُ ُ‬
‫ان أَمرهُ فُرطاً }الكهف‪28‬‬

‫الصالحات أختاه هن الآلتي يردن لك من الخير ما يردنه ألنفسهن ‪..‬‬


‫ويخفن عليك بقدر ما يخفن على أنفسهنـ ‪..‬‬
‫في صحبتهن يا أختاه النقاء والصفاء وتتحقق معاني األخوة والصداقة‬
‫والوفاء ‪..‬‬
‫في قلوبهن لك من الخير أكثر مما ُيظهرن ‪..‬‬
‫مشاعرهن نحوك صادقة ‪ ..‬وابتساماتهن ِ‬
‫لك ليست كاذبة ‪..‬‬
‫إن التقيتي بهن سمعتي ما يسرك من أجمل الكلمات ‪..‬‬

‫‪24‬‬
‫و أصدق اإلبتسامات ‪ ..‬وإ ن ذهبتي عنهن أمنتي أن ال يتحدثنـ فيك‬
‫بسو ٍء كغيرهن ‪ ..‬وقتك معهن مليئٌ بما يرضي اهلل ‪..‬‬
‫إن غبتي فبأصدق إحساسـ قلقوا عليك ‪..‬‬
‫وإ ن فرحتي فرحوا فرحاً طاهراً لفرحك ‪..‬‬
‫وحزن لحزنك ‪..‬‬
‫ّ‬ ‫وإ ن حزنتي تكدرت خواطرهن‬
‫ترضين لهن بديالً ‪..‬‬
‫َ‬ ‫فيا أختاه من هذه صفاتهن ال‬
‫وأضواء منيرة ‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫وبدور ساطعة‬
‫ٌ‬ ‫نجوم زاهرة‬
‫ٌ‬
‫حقاً هن منارات في زمن عج بالفتن بأنواعها ‪..‬‬
‫فاحرصي أختاه على صحبتهن واألنس الصادق بهن فال فالح إال في‬
‫طريق اهلل الذي سلكنه وال نجاة اال في القرب من اهلل الذي عرفنه ‪..‬‬
‫وقد أوصى الحبيب صلى اهلل عليه وسلم على هذا يا اختاهـ بقوله ( ال‬
‫تصاحب إال مؤمنا وال يأكل طعامك إال تقي ) ‪.‬‬
‫ِ‬
‫صحبة من سواهن ؟؟ ‪..‬‬ ‫ٍ‬
‫مرات ومرات ليست مرةً واحدةً من‬ ‫واحذري‬
‫من تدلك على الشر وال تعينك على الخير ‪..‬‬
‫ِ‬
‫أعزك اهلل عنهن ‪..‬‬ ‫هن جليساتـ السوء‬
‫صحبتهن أودت بالكثير من العفيفاتـ إلى أوضاع محزنة وسلوكيات‬
‫منحرفه ‪ ..‬فتجرعن غصص الويالت ‪ ..‬وعضضن أصابع الندم‬
‫ٍ‬
‫مخالفات أخالقية‬ ‫والحسرات ‪ ..‬سألت الكثير منهن الآلتي وقعن في‬
‫عن األسبابـ ؟؟‬
‫فكانت وأُقسم برب العزة والجاللـ أكثر اإلجابات بدون مبالغة ‪..‬‬

‫‪25‬‬
‫أنهن الجليسات ورفيقات السوء ‪ِ ..‬‬
‫وأنت تعلمين حقيقة ما أعنيه !!‬
‫ولقد مثل لنا ربنا سبحانه موقفاً رهيباً من أخبار النهايات المؤلمة {‬
‫س ِبيالً‬ ‫س ِ‬
‫ول َ‬ ‫الر ُ‬
‫ت َم َع َّ‬ ‫ض الظَّ ِال ُم َعلَى َي َد ْي ِه َيقُو ُل َيا لَ ْيتَِني اتَّ َخ ْذ ُ‬‫َو َي ْو َم َي َع ُّ‬
‫َضلَِّني َع ِن ِّ‬
‫الذ ْك ِر‬ ‫{‪َ }27‬يا َو ْيلَتَى لَ ْيتَِني لَ ْم أَتَّ ِخ ْذ فُاَل ناً َخِليالً {‪ }28‬لَقَ ْد أ َ‬
‫ط ُ ِ‬ ‫بع َد إِ ْذ ج ِ‬
‫خ ُذوالً }‪29‬الفرقان‬ ‫ان َ‬ ‫نس ِ‬‫ان لإْل ِ َ‬ ‫ان َّ‬
‫الش ْي َ‬ ‫اءني َو َك َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫وقد ذكرت في الكتيب الثاني من هذه السلسلة ( حياتكـ دون عفافك )‬
‫والذي كان بعنوان ( إذن !!! ) قصة تلك األخت التي تحكي تجربتها‬
‫وال أرى بأساً من إعادة ذكرها ‪ ( ..‬إحداهن بعد أن كانت في وضع مخل مع‬
‫ِ‬
‫رضيت لنفسك أن‬ ‫أحد الذئاب المخادعين سألتها ‪ ..‬ثم ما هذا الحجاب ؟؟ وكيف‬
‫تمشين به دون الخوف من غضب اهلل ؟؟‬
‫سكتت قليال ‪ ..‬أعدت عليها السؤال فانفجرتـ بالبكاء ‪ ..‬وبكت وربي بكاء يمزق‬
‫القلب رفعت رأسها وقالت بنبرة حزينة ‪ ..‬كنت واهلل مستقيمة وال تتعجبوا !! نعم‬
‫مستقيمة وإ لتحقت بحلقات التحفيظ حفظت أجزاء من القرآن ‪ ..‬نعم لي صديقات‬
‫صالحاتـ ‪ ..‬ولكن !! أيضا كانت لي صديقات غير ذلك ؟؟‬
‫وانفجرت بالبكاء تأثرنا واهلل نحن الحاضرين من بكاءها قبل كلماتها‪..‬ـ تقول كنت‬
‫أجاملهن أكثر من أن تكون لي رغبة في مصاحبتهن ‪ ..‬ثم ؟؟؟ علمنا جميعنا من‬
‫ورد ذكرها في كتيب ( إذن‬ ‫بكاءها أنها ضحية من ضحايا رفقة السوء أجارك اهلل )‬
‫!!! ) ص‪6‬‬

‫أختاه حتى تنقذي نفسك وتحميها بإذن اهلل أعيدي النظر بحزم وجدية‬
‫فيمن تجالسين وانتقي منهن دون تردد الصالحات الطاهرات العفيفاتـ‬
‫ِ‬
‫حماك اهلل من كل سوء ‪..‬‬ ‫ذوات العقول الراجحة واآلراء السديدة ‪..‬‬

‫‪26‬‬
‫إنه الحب في هللا ‪:‬‬
‫وأفضع وأطم وأكبر من هذا أولئكـ الالتي نكسن فطرهن فجعلن الحب‬
‫في اهلل شعاراً لشهواتهن كما احتجت الكثيراتـ بقولها ( أنا أحبها في‬
‫اهلل ) !!!‬
‫تجرأن على هذا !!!؟؟‬
‫ّ‬ ‫عجباً وربي كيف‬
‫ألم يكفهم ماهم فيه من الخزي والمهانة حتى يتذرعن بأوثق ُعرى‬
‫االيمان‬
‫الحب في اهلل ؟؟‬
‫وما أطهر هذه الكلمة بمعانيها وحروفها وما أكبرها وما أكرمها عن‬
‫نواياهم الفاسدةـ ‪ ..‬صحابة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم رضوان اهلل‬
‫عليهم والسلف الصالح على مر السنين من بعدهم حققوا معاني هذه‬
‫الكلمة ( الحب في اهلل )‬
‫فسادوا األرض وطابت نفوسهم وصلحت أحوالهم لم يكن بينهم من هذه‬
‫المظاهر التي يغمرني الخجلـ ويأبى قلمي أن أقارنها بأفعالهم ‪..‬‬
‫ال تعرضن بذكرنا مع ذكرهم ** ليسـ الصحيحـ إذا مشى كالم ِ‬
‫قعد‬ ‫ُ‬
‫ولكن الذي لن يخجلني قوله أن أقول ليس حباً في اهلل من تضع يدها بيد‬
‫صديقتها وتغارعليها حتى من نسمات الهواء ‪!!..‬‬
‫وليس حباً في اهلل التكسر والتمايل المقيت بينهن ‪!!..‬‬
‫وليس حباً في اهلل تلك النظراتـ الغرامية والعبارات الغزلية التي‬
‫تجري ُخفيةً خلف الستار أو حتى ما يكون منها أمام األنظار ‪!!..‬‬

‫‪27‬‬
‫فرق واهلل بين الحب في اهلل وبين الحب في الشيطان فاألول منتهاه‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫راض غير غضبان ‪..‬‬ ‫روح وريحان ورب كريم‬
‫بإذن اهلل إلى ٌ‬
‫جحيم وأهوال عظام ‪..‬‬ ‫ٍ‬
‫غضب من الرحمن وإ لى‬ ‫والثاني منتهاه إلى‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫وباختصار يا أختاهـ إلى مصائب في الدنيا ومصائب في اآلخرة أجارنا‬
‫اهلل جميعاً منها ووالدينا وكل من له حقٌعلينا ‪.‬‬
‫ختاما ً ‪-:‬‬
‫ذاك هو الحب الذي عرفه الناس اليوم وهذا هو العشقـ واالعجاب‬
‫وأقول ِ‬
‫لك يا أختاهـ بكل حرقة وألم ‪..‬‬
‫وضعف‬
‫ُ‬ ‫بين الحب واإلعجاب اليوم ُنحرت الفضيلةـ وانتصرت الرذيلة‬
‫اإليمان‬
‫بين الحب واإلعجاب ُغيبت رقابة الرحمن واستعظم واستولى الشيطان‬
‫‪..‬‬
‫بين الحب واإلعجاب أختاهـ ‪ ..‬ضاعت القيمـ ووئد العفاف واغتيلتـ‬
‫الكرامة‬
‫بين الحب واإلعجاب آهآت ٍ‬
‫ندم وزفرات ‪ ..‬ويالت وحسرات ‪ ..‬دموعٌ‬
‫وعبرات‬
‫فليت شعري متى تصحو من غفلتهاـ من ضيعت كرامتها بيدها‬
‫واستهانت بربها وليت شعري من يخبرني عن تلك التي جعلت ربها‬
‫القوي العظيم سبحانه المطلع على حالها والعالم بسرها وعالنيتها أهون‬
‫الناظرينـ إليها ؟؟‬

‫‪28‬‬
‫ليت شعري من يخبرني عنها متى سترجع وتستيقظ لتعيش حياة‬
‫الكرماء األعزاء الشرفاء ؟؟ ‪ ..‬وتذكري دوماً أختاه أن السعيدةـ من‬
‫اعتبرت بغيرها ‪ ..‬واستطاعت أن تشق حياتها وتمضي شامخة دون‬
‫أن تُهين نفسها وتصبح عبرةً لغيرها !!‬
‫وخطوات للخالص والنجاة‬
‫ٌ‬ ‫أختاه هذه حقائق عن الحب واإلعجاب‬
‫جعلتها بين يديك لتعينكـ بإذن اهلل وتستعيني بها بعد اهلل على تطهير‬
‫نفسك والحفاظـ على عفافك وكرامتك ومكانتك الرفيعة العالية ألتي‬
‫ارتضاها اهلل لك وليطمئن بها قلبك ويهدأ بها مزاجك وترتاح بها نفسك‬
‫‪..‬‬
‫فألزميها وأعيدي قراءتها واعلمي أنها حجة عليكـ أمام ربك ‪..‬‬
‫وفقك اهلل وبارك فيك وجعل الفالحـ والسعادةـ والنجاةـ طريقك ‪..‬‬
‫أسأل اهلل العلي القدير رب العزة والجالل مالك الملك عظيم الشأن من بيده‬
‫مفاتيح الخير والقلوب بين أُصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء أن يطهر‬
‫قلبك ويشرح صدرك وييسر أمرك يا من ال يعجزه شيء في األرض وال في‬
‫السماء من كانت من أخواتي وقعت في هذا البالءـ فخلصها منه وحبب إليها‬
‫طريق الطهر والعفاف وجنبها طرق الغواية والفساد اللهم انك تعلم من حال‬
‫فتياتنا ما ال نعلمه وأنت سبحانك أرحم بهن حتى من أنفسهن ومن والديهن‬
‫اللهم حبب إليهن اإليمان والحجاب والطهر والعفاف وزينه في قلوبهن وكره‬
‫إليهن التبرجـ والسفور والفسوق والعصيان اللهم واحمهن ممن أراد بهن سوء‬
‫يا رب العالمينـ واجعلهن عزاً وفخراً لإلسالم والمسلمين ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وأذكرك أختاه بما تحملينه من أمانة ( دينك وكرامتك وحجابك ) واهلل سبحانه‬
‫سائلك عنها فأعدي للسؤال جوابا وللجواب صوابا ‪..‬‬
‫استودعك اهلل الذي ال تضيع ودائعه ‪..‬‬
‫استودع اهلل دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ‪..‬‬
‫استودع اهلل كرامتك وعفتك وحياءك ‪..‬‬
‫أستودع اهلل طهرك وحجابك وعفافك ‪..‬‬
‫والسالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته ‪،،،‬‬
‫محب الخير لك راجي عفو ربه‬
‫أبو أسامه الحمياني‬

‫رابط تحميل الكتاب بعد التصميم وهو على ملف ‪pdf‬‬


‫‪http://saaid.net/book/11/3634.rar‬‬

‫‪30‬‬

You might also like