Professional Documents
Culture Documents
ابتعاثنا الخارجي وتحديات القرارات الجديدة.. ترقية البعثة
ابتعاثنا الخارجي وتحديات القرارات الجديدة.. ترقية البعثة
2015/4/11
محاولة طلبتنا المبتعثين في بالد الغربة ألن يستكملوا رحلتهم في سبيل هللا لنيل الدرجات العلى وتحقيق
اآلمال والطموحات لبناء وطنهم وخدمته ،تتخللها الكثير من اآلالم والتحديات.
وفي المرحلة الحالية يخوضون تحديات جديدة طرأت مع بداية المرحلة الثالثة لمشروع الملك عبدهللا لالبتعاث
الخارجي والذي وافق تولي معالي الدكتور عزام الدخيل وزارة التعليم (وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي
السابقتين) واتخاذ بعض اإلجراءات اإلدارية التي تسعى إلى تطوير العمل وكما قال في تغريدته في 23مارس
2015أن "االبتعاث مصدر مهم لنقل العلوم والتجارب المتميزة؛ لذا سوف يستمر االبتعاث مع العمل على
تطويره لضمان االستفادة القصوى منه بما ينسجم مع أهدافه".
واألزمة التي تفاقمت بين المبتعثين والوزارة وعبر عنها عدد كبير من المبتعثات والمبتعثين من خالل الوسوم
#إلغاء_ترقية_البعثة # ،إلغاء_ترقية_البعثة_قرار_تعسفي ،و #متضرري_إيقاف_ترقية_البعثة
بدأت بقرار وزارة التعليم نشرته صحيفة مكة في 5مارس ، 2015بنزع ثالث صالحيات من الملحقيات
الثقافية تخص االبتعاث وأخضعتها للموافقة المباشرة من قبل الوزارة قبل السفر إلى بلد الدراسة ،وهي :ترقية
البعثات ،والموافقة على الدراسة على نفقة المبتعث الخاصة ،وضم الدارسين على نفقتهم الخاصة لبرامج
االبتعاث.
وشكلت الصالحية األولى "ترقية البعثات" أكثرها إشكالية بين المبتعثين لما ترتب عليها من تضييق وتعطيل
وخسارة وربما إنهاء أحالم الكثيرين .ففي حين أنها تعني تقدم الطالب/ة بطلب لرفع الدرجة الدراسية لبعثته
إلى درجة أعلى وهو في بلد االبتعاث ،فإن هذا تم إلغاؤه لتنتهي البعثة مجرد االنتهاء من المرحلة الدراسية
األولية ،وترتب عليه ،كما يشرح أحد الطلبة" :المعاناة الكبيرة جهدا وماالً من بيع سياراتهم وإنهاء عقودهم
السكنية والتصرف بأثاث مساكنهم بله عن المعاناة المضاعفة ألصحاب العوائل" وآخر يقول "إن على من
يرغب مواصلة الدراسة أن يعود للمملكة لطلب بعثة جديدة وينتظر الموافقة ،وإذا جلس في السعودية أكثر
من خمسة أشهر فعليه أن يستخرج فيزا دراسة جديدة ،وينقل أبناؤه مرة أخرى لمدارس مختلفة ،ويشتري
سيارة ويستأجر بيت ويؤثث من جديد" ،ويستخرج رقم هاتف ويفتح حساب بنكي وتأمين للسيارة وكل ما
يتصل بذلك ،دع عنكم إن استغرق موضوع الترقية ستة أشهر أو أقل أو أكثر ،ففي هذه الحال تزيد المسألة
تعقيدا ً لعدم وجود دخل شهري لألسرة ،وصعوبة اتخاذ قرارات تتصل باألسرة ،باألطفال ،بالعمل ،بالمدارس.
فهل يحتاج المبتعث المنتظر أن يسجل أبناءه ،أو يبحث عن عمل ،أو " يشحذ من أهله مبالغ للصرف على
عائلته؟" كما يقول أحدهم .هذا ويبلغ عدد الطلبة ممن هم في هذه المرحلة حوالي مائة ألف طالب وطالبة،
وفق أحد الطلبة ،ولست متأكدة من الرقم .أي نصف عدد المبتعثين البالغين حوالي مائتي ألف مبتعث ومبتعثة.
وكما ترون فإن هناك تبعات للعودة بعد انتهاء بعثة وتبعات أخرى إلعادة اإلجراءات مرة أخرى بعد الحصول
على ترقية ببعثة جديدة .وكلها إجراءات منهكة للطالب ،لألسرة ،لألطفال ،هدر للوقت والجهد غير ذي طائل،
فضالً عن الخسائر التي يتكبدها الطلبة بناء على عملية التغيير هذه التي ترافق االستقرار األولي والمغادرة
وإعادة الكرة من جانب وتتحملها الوزارة من جانب آخر ،اللتزامها ب تبعات إنهاء البعثات المالية وتبعات
تأسيس المبتعث واستقراره.
أما الموضوع من وجهة نظر الوزارة وفق معالي الوزير ،فإن شبهة إلغاء االبتعاث غير صحيحة ،ولكن
سوف تكون هناك عملية تطويرية للتجربة .وهذا يعني أن تقييما ً ومراجعة لكثير من تفاصيل تجربة االبتعاث
تخوض فيها اإلدارة الجديدة والتي هي بحاجة ألن تقوم بها لغربلة ما مضى من أعوام لضمان أن االبتعاث
يسير وفق خطة مدروسة وليست عشوائية ،وأن تخصصاته وفرصه ستنعكس إيجابيا ً على نهضتنا التنموية،
وأن هناك مراجعةً حثيثة لضمان عدم تشبع سوق العمل بتخصصات غير مرغوب فيها .وهو أمر مشروع
ومطلوب وماس ولكنه قد يتصف باالرتجالية.
ولعل ما تحتاج إليه الوزارة ونأمل أن تقوم به ،هو أن تتنبه لهذه ا لتفاصيل التي ينوء بها حمل الطالب والطالبة
في بالد الغربة والذين ال ينبغي أن يُحملوا وزر تأخر الوزارة في عملية تقييمها ألدائها ،وأن تعيد النظر في
آلية الترقية لتوجه الطلبة لما يحقق أفضل النتائج دون أن يتحملوا هم الخسائر من حياتهم وطموحاتهم وآمالهم،
مع فتح باب الحوار معهم لالستماع والتفاعل والتغلب على مصاعب الغربة فال محبط أكثر من مسؤول ال
يجيب أو حق يغيب أو قرار يُفرض دون رقيب.