Professional Documents
Culture Documents
الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 3
الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 3
وﻻ ﺳراة إذا ﺟﮭﺎﻟﮭم ﺳﺎدوا ﻻ ﯾﺻﻠﺢ اﻟﻧﺎس ﻓوﺿﻰ ﻻ ﺳراة ﻟﮭم
أي ﻣﺗﺳﺎوﯾﯾن .ﻓﻼ ﺑد ﻣن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺳﺎواة اﺑﺗداء واﻧﺗﮭﺎء وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺎل ،واﻟﻣراد ﺑﮫ ﻣﺎ ﺗﺻﺢ اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﯾﮫ ،وﻻ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻔﺎﺿل ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﯾﮫ ،وﻛذا ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ،ﻷﻧﮫ ﻟو ﻣﻠك أﺣدھﻣﺎ ﺗﺻرﻓﺎ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻵﺧر ﻟﻔﺎت
اﻟﺗﺳﺎوي ،وﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟدﯾن ﻟﻣﺎ ﻧﺑﯾن إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وھذه اﻟﺷرﻛﺔ ﺟﺎﺋزة ﻋﻧدﻧﺎ اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ .وﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس ﻻ
ﺗﺟوز ،وھو ﻗول
اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ .وﻗﺎل ﻣﺎﻟك :ﻻ أﻋرف ﻣﺎ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ .وﺟﮫ اﻟﻘﯾﺎس أﻧﮭﺎ ﺗﺿﻣﻧت اﻟوﻛﺎﻟﺔ ص -6-
ﺑﻣﺟﮭول اﻟﺟﻧس واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻣﺟﮭول ،وﻛل ذﻟك ﺑﺎﻧﻔراده ﻓﺎﺳد .وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن ﻗوﻟﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم "ﻓﺎوﺿوا
ﻓﺈﻧﮫ أﻋظم ﻟﻠﺑرﻛﺔ" وﻛذا اﻟﻧﺎس ﯾﻌﺎﻣﻠوﻧﮭﺎ ﻣن ﻏﯾر ﻧﻛﯾر وﺑﮫ ﯾﺗرك اﻟﻘﯾﺎس واﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻣﺗﺣﻣﻠﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ "وﻻ ﺗﻧﻌﻘد إﻻ ﺑﻠﻔظﺔ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ" ﻟﺑﻌد ﺷراﺋطﮭﺎ ﻋن ﻋﻠم اﻟﻌوام ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺑﯾﻧﺎ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﮫ ﺗﺟوز
ﻷن اﻟﻣﻌﺗﺑر ھو اﻟﻣﻌﻧﻰ.
ﻗﺎل" :ﻓﺗﺟوز ﺑﯾن اﻟﺣرﯾن اﻟﻛﺑﯾرﯾن ﻣﺳﻠﻣﯾن أو ذﻣﯾﯾن ﻟﺗﺣﻘق اﻟﺗﺳﺎوي ،وإن ﻛﺎن أﺣدھﻣﺎ ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ واﻵﺧر
ﻣﺟوﺳﯾﺎ ﺗﺟوز أﯾﺿﺎ" ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ "وﻻ ﺗﺟوز ﺑﯾن اﻟﺣر واﻟﻣﻣﻠوك وﻻ ﺑﯾن اﻟﺻﺑﻲ واﻟﺑﺎﻟﻎ" ﻻﻧﻌدام اﻟﻣﺳﺎواة ،ﻷن
اﻟﺣر اﻟﺑﺎﻟﻎ ﯾﻣﻠك اﻟﺗﺻرف واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،واﻟﻣﻣﻠوك ﻻ ﯾﻣﻠك واﺣدا ﻣﻧﮭﻣﺎ إﻻ ﺑﺈذن اﻟﻣوﻟﻰ ،واﻟﺻﺑﻲ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
وﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﺗﺻرف إﻻ ﺑﺈذن اﻟوﻟﻲ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﻠم واﻟﻛﺎﻓر" وھذا ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﯾﺟوز ﻟﻠﺗﺳﺎوي ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوﻛﺎﻟﺔ
واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻻ ﻣﻌﺗﺑر ﺑزﯾﺎدة ﺗﺻرف ﯾﻣﻠﻛﮫ أﺣدھﻣﺎ ﻛﺎﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﻔﻌوي واﻟﺣﻧﻔﻲ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺟﺎﺋزة .وﯾﺗﻔﺎوﺗﺎن ﻓﻲ
اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﺗروك اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﻛره ﻷن اﻟذﻣﻲ ﻻ ﯾﮭﺗدي إﻟﻰ اﻟﺟﺎﺋز ﻣن اﻟﻌﻘود .وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﺗﺳﺎوي ﻓﻲ
اﻟﺗﺻرف ،ﻓﺈن اﻟذﻣﻲ ﻟو اﺷﺗرى ﺑرأس اﻟﻣﺎل ﺧﻣورا أو ﺧﻧﺎزﯾر ﺻﺢ ،وﻟو اﺷﺗراھﺎ ﻣﺳﻠم ﻻ ﯾﺻﺢ "وﻻ ﯾﺟوز
ﺑﯾن اﻟﻌﺑدﯾن وﻻ ﺑﯾن اﻟﺻﺑﯾﯾن وﻻ ﺑﯾن اﻟﻣﻛﺎﺗﺑﯾن" ﻻﻧﻌدام ﺻﺣﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻓﻲ ﻛل ﻣوﺿﻊ ﻟم ﺗﺻﺢ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ
ﻟﻔﻘد ﺷرطﮭﺎ ،وﻻ ﯾﺷﺗرط ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎن ﻛﺎن ﻋﻧﺎﻧﺎ ﻻﺳﺗﺟﻣﺎع ﺷراﺋط اﻟﻌﻧﺎن ،إذ ھو ﻗد ﯾﻛون ﺧﺎﺻﺎ وﻗد ﯾﻛون
ﻋﺎﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وﺗﻧﻌﻘد ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﺎﻟﺔ واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ" أﻣﺎ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻓﻠﺗﺣﻘق اﻟﻣﻘﺻود وھو اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه ،وأﻣﺎ
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ :ﻓﻠﺗﺣﻘق اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﯾﻣﺎ ھو ﻣن ﻣواﺟب اﻟﺗﺟﺎرات وھو ﺗوﺟﮫ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻧﺣوھﻣﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣﺎ ﯾﺷﺗرﯾﮫ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺔ إﻻ طﻌﺎم أھﻠﮫ وﻛﺳوﺗﮭم" وﻛذا ﻛﺳوﺗﮫ ،وﻛذا اﻹدام ﻷن
ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺳﺎواة ،وﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻗﺎﺋم ﻣﻘﺎم ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ،وﻛﺎن ﺷراء أﺣدھﻣﺎ ﻛﺷراﺋﮭﻣﺎ ،إﻻ ﻣﺎ
اﺳﺗﺛﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ،وھو اﺳﺗﺣﺳﺎن ﻷﻧﮫ ﻣﺳﺗﺛﻧﻰ ﻋن اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ ﻟﻠﺿرورة ،ﻓﺈن اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟراﺗﺑﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ اﻟوﻗوع،
وﻻ ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺑﮫ وﻻ اﻟﺗﺻرف ﻣن ﻣﺎﻟﮫ ،وﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺷراء ﻓﯾﺧﺗص ﺑﮫ ﺿرورة .واﻟﻘﯾﺎس أن ﯾﻛون
ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺔ ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ "وﻟﻠﺑﺎﺋﻊ أن ﯾﺄﺧذ ﺑﺎﻟﺛﻣن أﯾﮭﻣﺎ ﺷﺎء" اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ وﺻﺎﺣﺑﮫ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
وﯾرﺟﻊ اﻟﻛﻔﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺣﺻﺗﮫ ﻣﻣﺎ أدى ﻷﻧﮫ ﻗﺿﻰ دﯾﻧﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻣﺎل ﻣﺷﺗرك ص -7-
ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ.
ﻗﺎل "وﻣﺎ ﯾﻠزم ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣن اﻟدﯾون ﺑدﻻ ﻋﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﻓﯾﮫ اﻻﺷﺗراك ﻓﺎﻵﺧر ﺿﺎﻣن ﻟﮫ" ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺳﺎواة،
ﻓﻣﻣﺎ ﯾﺻﺢ اﻻﺷﺗراك ﻓﯾﮫ اﻟﺷراء واﻟﺑﯾﻊ واﻻﺳﺗﺋﺟﺎر ،وﻣن اﻟﻘﺳم اﻵﺧر اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ واﻟﻧﻛﺎح واﻟﺧﻠﻊ واﻟﺻﻠﺢ ﻋن دم
اﻟﻌﻣد وﻋن اﻟﻧﻔﻘﺔ.
ﻗﺎل "وﻟو ﻛﻔل أﺣدھﻣﺎ ﺑﻣﺎل ﻋن أﺟﻧﺑﻲ ﻟزم ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻗﺎﻻ :ﻻ ﯾﻠزﻣﮫ" ﻷﻧﮫ ﺗﺑرع ،وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺻﺢ
ﻣن اﻟﺻﺑﻲ واﻟﻌﺑد اﻟﻣﺄذون واﻟﻣﻛﺎﺗب ،وﻟو ﺻدر ﻣن اﻟﻣرﯾض ﯾﺻﺢ ﻣن اﻟﺛﻠث وﺻﺎر ﻛﺎﻹﻗراض واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ﺑﺎﻟﻧﻔس .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أﻧﮫ ﺗﺑرع اﺑﺗداء وﻣﻌﺎوﺿﺔ ﺑﻘﺎء ﻷﻧﮫ ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺿﻣﺎن ﺑﻣﺎ ﯾؤدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻧﮫ إذا
ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺄﻣره ،ﻓﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺑﻘﺎء ﺗﺗﺿﻣﻧﮫ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ ،وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻻﺑﺗداء ﻟم ﺗﺻﺢ ﻣﻣن ذﻛره وﺗﺻﺢ ﻣن
اﻟﺛﻠث ﻣن اﻟﻣرﯾض ،ﺑﺧﻼف اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺑرع اﺑﺗداء واﻧﺗﮭﺎء .وأﻣﺎ اﻹﻗراض ﻓﻌن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أﻧﮫ ﯾﻠزم
ﺻﺎﺣﺑﮫ ،وﻟو ﺳﻠم ﻓﮭو إﻋﺎرة ﻓﯾﻛون ﻟﻣﺛﻠﮭﺎ ﺣﻛم ﻋﯾﻧﮭﺎ ﻻ ﺣﻛم اﻟﺑدل ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺻﺢ ﻓﯾﮫ اﻷﺟل ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق
ﻣﻌﺎوﺿﺔ ،وﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻐﯾر أﻣره ﻟم ﺗﻠزم ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻻﻧﻌدام ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ .وﻣطﻠق اﻟﺟواب
ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ﻣﺣﻣول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﯾد ،وﺿﻣﺎن اﻟﻐﺻب واﻻﺳﺗﮭﻼك ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻷﻧﮫ ﻣﻌﺎوﺿﺔ اﻧﺗﮭﺎء.
ﻗﺎل "وإن ورث أﺣدھﻣﺎ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺻﺢ ﻓﯾﮫ اﻟﺷرﻛﺔ أو وھب ﻟﮫ ووﺻل إﻟﻰ ﯾده ﺑطﻠت اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ وﺻﺎرت ﻋﻧﺎﻧﺎ"
ﻟﻔوات اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ رأس اﻟﻣﺎل إذ ھﻲ ﺷرط ﻓﯾﮫ اﺑﺗداء وﺑﻘﺎء ،وھذا ﻷن اﻵﺧر ﻻ ﯾﺷﺎرﻛﮫ ﻓﯾﻣﺎ أﺻﺎﺑﮫ
ﻻﻧﻌدام اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﻧﻘﻠب ﻋﻧﺎﻧﺎ ﻟﻺﻣﻛﺎن ،ﻓﺈن اﻟﻣﺳﺎواة ﻟﯾﺳت ﺑﺷرط ﻓﯾﮫ ،وﻟدواﻣﮫ ﺣﻛم اﻻﺑﺗداء
ﻟﻛوﻧﮫ ﻏﯾر ﻻزم "وإن ورث أﺣدھﻣﺎ ﻋرﺿﺎ ﻓﮭو ﻟﮫ وﻻ ﺗﻔﺳد اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ" وﻛذا اﻟﻌﻘﺎر ﻷﻧﮫ ﻻ ﺗﺻﺢ ﻓﯾﮫ اﻟﺷرﻛﺔ
ﻓﻼ ﺗﺷﺗرط اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﯾﮫ.
ﯾﻣﻠك وﻣﺎ ﻟم ﯾﺿﻣن ،ﺑﺧﻼف اﻟدراھم واﻟدﻧﺎﻧﯾر ﻷن ﺛﻣن ﻣﺎ ﯾﺷﺗرﯾﮫ ﻓﻲ ذﻣﺗﮫ إذ ھﻲ ﻻ ص -8-
ﺗﺗﻌﯾن ﻓﻛﺎن رﺑﺢ ﻣﺎ ﯾﺿﻣن ،وﻷن أول اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻌروض اﻟﺑﯾﻊ وﻓﻲ اﻟﻧﻘود اﻟﺷراء ،وﺑﯾﻊ أﺣدھﻣﺎ ﻣﺎﻟﮫ ﻋﻠﻰ
أن ﯾﻛون اﻵﺧر ﺷرﯾﻛﺎ ﻓﻲ ﺛﻣﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ،وﺷراء أﺣدھﻣﺎ ﺷﯾﺋﺎ ﺑﻣﺎﻟﮫ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﻏﯾره ﺟﺎﺋز.
وأﻣﺎ اﻟﻔﻠوس اﻟﻧﺎﻓﻘﺔ ﻓﻸﻧﮭﺎ ﺗروج رواج اﻷﺛﻣﺎن ﻓﺎﻟﺗﺣﻘت ﺑﮭﺎ .ﻗﺎﻟوا :ھذا ﻗول ﻣﺣﻣد ﻷﻧﮭﺎ ﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘود ﻋﻧده ﺣﺗﻰ
ﻻ ﺗﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ،وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﺛﻧﯾن ﺑواﺣد ﺑﺄﻋﯾﺎﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋرف ،أﻣﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮭﻣﺎ
ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺗﺟوز اﻟﺷرﻛﺔ واﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺑﮭﺎ ﻷن ﺛﻣﻧﯾﺗﮭﺎ ﺗﺗﺑدل ﺳﺎﻋﺔ ﻓﺳﺎﻋﺔ وﺗﺻﯾر ﺳﻠﻌﺔ .وروي ﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف
ﻣﺛل ﻗول ﻣﺣﻣد ،واﻷول أﻗﯾس وأظﮭر ،وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﺻﺣﺔ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺑﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺗﺟوز اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻣﺎ ﺳوى ذﻟك إﻻ أن ﯾﺗﻌﺎﻣل اﻟﻧﺎس ﺑﺎﻟﺗﺑر" واﻟﻧﻘرة ﻓﺗﺻﺢ اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﮭﻣﺎ ،ھﻛذا ذﻛر ﻓﻲ
اﻟﻛﺗﺎب "وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :وﻻ ﺗﻛون اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ ﺑﻣﺛﺎﻗﯾل ذھب أو ﻓﺿﺔ" وﻣراده اﻟﺗﺑر ،ﻓﻌﻠﻰ ھذه اﻟرواﯾﺔ
اﻟﺗﺑر ﺳﻠﻌﺔ ﺗﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ﻓﻼ ﺗﺻﻠﺢ رأس اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺎت واﻟﺷرﻛﺎت .وذﻛر ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﺻرف أن اﻟﻧﻘرة
ﻻ ﺗﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻧﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﮭﺎ ﺑﮭﻼﻛﮫ ﻗﺑل اﻟﺗﺳﻠﯾم ،ﻓﻌﻠﻰ ﺗﻠك اﻟرواﯾﺔ ﺗﺻﻠﺢ رأس اﻟﻣﺎل ﻓﯾﮭﻣﺎ ،وھذا
ﻟﻣﺎ ﻋرف أﻧﮭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺎ ﺛﻣﻧﯾن ﻓﻲ اﻷﺻل ،إﻻ أن اﻷول أﺻﺢ؛ ﻷﻧﮭﺎ وإن ﺧﻠﻘت ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻷﺻل ﻟﻛن اﻟﺛﻣﻧﯾﺔ
ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﺿرب اﻟﻣﺧﺻوص؛ ﻷن ﻋﻧد ذﻟك ﻻ ﺗﺻرف إﻟﻰ ﺷﻲء آﺧر ظﺎھرا إﻻ أن ﯾﺟري اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﻣﺎ
ﺛﻣﻧﺎ ﻓﻧزل اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺿرب ﻓﯾﻛون ﺛﻣﻧﺎ وﯾﺻﻠﺢ رأس اﻟﻣﺎل .ﺛم ﻗوﻟﮫ وﻻ ﺗﺟوز ﺑﻣﺎ ﺳوى ذﻟك ﯾﺗﻧﺎول
اﻟﻣﻛﯾل واﻟﻣوزون واﻟﻌددي اﻟﻣﺗﻘﺎرب ،وﻻ ﺧﻼف ﻓﯾﮫ ﺑﯾﻧﻧﺎ ﻗﺑل اﻟﺧﻠط ،وﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ رﺑﺢ ﻣﺗﺎﻋﮫ وﻋﻠﯾﮫ
وﺿﯾﻌﺗﮫ ،وإن ﺧﻠطﺎ ﺛم اﺷﺗرﻛﺎ ﻓﻛذﻟك ﻓﻲ ﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف ،واﻟﺷرﻛﺔ ﺷرﻛﺔ ﻣﻠك ﻻ ﺷرﻛﺔ ﻋﻘد .وﻋﻧد ﻣﺣﻣد
ﺗﺻﺢ ﺷرﻛﺔ اﻟﻌﻘد .وﺛﻣرة اﻻﺧﺗﻼف ﺗظﮭر ﻋﻧد اﻟﺗﺳﺎوي ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾن واﺷﺗراط اﻟﺗﻔﺎﺿل ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ ،ﻓظﺎھر اﻟرواﯾﺔ
ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﻷﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ﺑﻌد اﻟﺧﻠط ﻛﻣﺎ ﺗﻌﯾن ﻗﺑﻠﮫ .وﻟﻣﺣﻣد أﻧﮭﺎ ﺛﻣن ﻣن وﺟﮫ ﺣﺗﻰ ﺟﺎز
اﻟﺑﯾﻊ ﺑﮭﺎ دﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻟذﻣﺔ .وﻣﺑﯾﻊ ﻣن ﺣﯾث إﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ،ﻓﻌﻣﻠﻧﺎ ﺑﺎﻟﺷﺑﮭﯾن ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻟﯾن ،ﺑﺧﻼف
اﻟﻌروض؛ ﻷﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت ﺛﻣﻧﺎ ﺑﺣﺎل وﻟو اﺧﺗﻠﻔﺎ ﺟﻧﺳﺎ ﻛﺎﻟﺣﻧطﺔ واﻟﺷﻌﯾر واﻟزﯾت واﻟﺳﻣن ﻓﺧﻠطﺎ ﻻ ﺗﻧﻌﻘد اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﮭﺎ
ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق .واﻟﻔرق ﻟﻣﺣﻣد أن اﻟﻣﺧﻠوط ﻣن ﺟﻧس واﺣد ﻣن ذوات اﻷﻣﺛﺎل ،وﻣن ﺟﻧﺳﯾن ﻣن ذوات اﻟﻘﯾم ﻓﺗﺗﻣﻛن
اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌروض ،وإذا ﻟم ﺗﺻﺢ اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﺣﻛم اﻟﺧﻠط ﻗد ﺑﯾﻧﺎه ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻘﺿﺎء.
ﻗﺎل" :وإذا أراد اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺎﻟﻌروض ﺑﺎع ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻧﺻف ﻣﺎﻟﮫ ﺑﻧﺻف ﻣﺎل ص -9-
اﻵﺧر ،ﺛم ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ" ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ" :وھذه اﻟﺷرﻛﺔ ﻣﻠك" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ أن اﻟﻌروض ﻻ ﺗﺻﻠﺢ رأس ﻣﺎل
اﻟﺷرﻛﺔ ،وﺗﺄوﯾﻠﮫ إذا ﻛﺎن ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺗﺎﻋﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء ،وﻟو ﻛﺎن ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺗﻔﺎوت ﯾﺑﯾﻊ ﺻﺎﺣب اﻷﻗل ﺑﻘدر ﻣﺎ ﺗﺛﺑت ﺑﮫ
اﻟﺷرﻛﺔ.
ﻗﺎل" :وأﻣﺎ ﺷرﻛﺔ اﻟﻌﻧﺎن ﻓﺗﻧﻌﻘد ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﺎﻟﺔ دون اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وھﻲ أن ﯾﺷﺗرك اﺛﻧﺎن ﻓﻲ ﻧوع ﺑر أو طﻌﺎم ،أو
ﯾﺷﺗرﻛﺎن ﻓﻲ ﻋﻣوم اﻟﺗﺟﺎرات وﻻ ﯾذﻛران اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ" ،واﻧﻌﻘﺎده ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻟﺗﺣﻘق ﻣﻘﺻوده ﻛﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه ،وﻻ ﺗﻧﻌﻘد
ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ؛ ﻷن اﻟﻠﻔظ ﻣﺷﺗق ﻣن اﻷﻋراض ﯾﻘﺎل ﻋن ﻟﮫ :أي ﻋرض ،وھذا ﻻ ﯾﻧﺑﺊ ﻋن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﺣﻛم اﻟﺗﺻرف
ﻻ ﯾﺛﺑت ﺑﺧﻼف ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻠﻔظ" .وﯾﺻﺢ اﻟﺗﻔﺎﺿل ﻓﻲ اﻟﻣﺎل" ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﮫ وﻟﯾس ﻣن ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻠﻔظ اﻟﻣﺳﺎواة.
"وﯾﺻﺢ أن ﯾﺗﺳﺎوﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎل وﯾﺗﻔﺎﺿﻼ ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ" وﻗﺎل زﻓر واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﻻ ﺗﺟوز ﻷن اﻟﺗﻔﺎﺿل ﻓﯾﮫ ﯾؤدي إﻟﻰ
رﺑﺢ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺿﻣن ،ﻓﺈن اﻟﻣﺎل إذا ﻛﺎن ﻧﺻﻔﯾن واﻟرﺑﺢ أﺛﻼﺛﺎ ﻓﺻﺎﺣب اﻟزﯾﺎدة ﯾﺳﺗﺣﻘﮭﺎ ﺑﻼ ﺿﻣﺎن ،إذ اﻟﺿﻣﺎن
ﺑﻘدر رأس اﻟﻣﺎل ،وﻷن اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻧدھﻣﺎ ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷﺻل ،وﻟﮭذا ﯾﺷﺗرطﺎن اﻟﺧﻠط ،ﻓﺻﺎر رﺑﺢ اﻟﻣﺎل
ﺑﻣﻧزﻟﺔ ﻧﻣﺎء اﻷﻋﯾﺎن ﻓﯾﺳﺗﺣق ﺑﻘدر اﻟﻣﻠك ﻓﻲ اﻷﺻل .وﻟﻧﺎ ﻗوﻟﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وآﻟﮫ وﺳﻠم" :اﻟرﺑﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺷرطﺎ،
واﻟوﺿﯾﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻗدر اﻟﻣﺎﻟﯾن" وﻟم ﯾﻔﺻل ،وﻷن اﻟرﺑﺢ ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟﻣﺎل ﯾﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ؛ وﻗد
ﯾﻛون أﺣدھﻣﺎ أﺣذق وأھدى وأﻛﺛر ﻋﻣﻼ وأﻗوى ﻓﻼ ﯾرﺿﻰ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻣﺳت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺎﺿل ،ﺑﺧﻼف
اﺷﺗراط ﺟﻣﯾﻊ اﻟرﺑﺢ ﻷﺣدھﻣﺎ ﻷﻧﮫ ﯾﺧرج اﻟﻌﻘد ﺑﮫ ﻣن اﻟﺷرﻛﺔ وﻣن اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﻗرض ﺑﺎﺷﺗراطﮫ ﻟﻠﻌﺎﻣل
أو إﻟﻰ ﺑﺿﺎﻋﺔ ﺑﺎﺷﺗراطﮫ ﻟرب اﻟﻣﺎل ،وھذا اﻟﻌﻘد ﯾﺷﺑﮫ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻣن ﺣﯾث إﻧﮫ ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﺷرﯾك ،وﯾﺷﺑﮫ
اﻟﺷرﻛﺔ اﺳﻣﺎ وﻋﻣﻼ ﻓﺈﻧﮭﻣﺎ ﯾﻌﻣﻼن ﻓﻌﻣﻠﻧﺎ ﺑﺷﺑﮫ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ .وﻗﻠﻧﺎ :ﯾﺻﺢ اﺷﺗراط اﻟرﺑﺢ ﻣن ﻏﯾر ﺿﻣﺎن وﯾﺷﺑﮫ
اﻟﺷرﻛﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺑطل ﺑﺎﺷﺗراط اﻟﻌﻣل ﻋﻠﯾﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز أن ﯾﻌﻘدھﺎ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑﺑﻌض ﻣﺎﻟﮫ دون اﻟﺑﻌض" ﻷن اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﻣﺎل ﻟﯾﺳت ﺑﺷرط ﻓﯾﮫ إذ
اﻟﻠﻔظ ﻻ ﯾﻘﺗﺿﯾﮫ "وﻻ ﯾﺻﺢ إﻻ ﺑﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ" أن اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ ﺗﺻﺢ ﺑﮫ ﻟﻠوﺟﮫ اﻟذي ذﻛرﻧﺎه "وﯾﺟوز أن ﯾﺷﺗرﻛﺎ وﻣن
ﺟﮭﺔ أﺣدھﻣﺎ دﻧﺎﻧﯾر وﻣن اﻵﺧر دراھم ،وﻛذا ﻣن أﺣدھﻣﺎ دراھم ﺑﯾض وﻣن اﻵﺧر ﺳود" وﻗﺎل زﻓر واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ:
ﻻ ﯾﺟوز ،وھذا ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﺷﺗراط اﻟﺧﻠط وﻋدﻣﮫ ﻓﺈن ﻋﻧدھﻣﺎ ﺷرط وﻻ ﯾﺗﺣﻘق ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠﻔﻲ اﻟﺟﻧس ،وﺳﻧﺑﯾﻧﮫ
ﻣن ﺑﻌد إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻗﺎل" :وﻣﺎ اﺷﺗراه ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻟﻠﺷرﻛﺔ طوﻟب ﺑﺛﻣﻧﮫ دون اﻵﺧر ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ" أﻧﮫ ص -10-
ﯾﺗﺿﻣن اﻟوﻛﺎﻟﺔ دون اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،واﻟوﻛﯾل ھو اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق.
ﻗﺎل" :ﺛم ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺷرﯾﻛﮫ ﺑﺣﺻﺗﮫ ﻣﻧﮫ" ﻣﻌﻧﺎه إذا أدى ﻣن ﻣﺎل ﻧﻔﺳﮫ؛ ﻷﻧﮫ وﻛﯾل ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ﻓﻲ ﺣﺻﺗﮫ ﻓﺈذا ﻧﻘد
ﻣن ﻣﺎل ﻧﻔﺳﮫ رﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻻ ﯾﻌرف ذﻟك إﻻ ﺑﻘوﻟﮫ ﻓﻌﻠﯾﮫ اﻟﺣﺟﺔ؛ ﻷﻧﮫ ﯾدﻋﻲ وﺟوب اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻵﺧر
وھو ﯾﻧﻛر ،واﻟﻘول ﻟﻠﻣﻧﻛر ﻣﻊ ﯾﻣﯾﻧﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا ھﻠك ﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ أو أﺣد اﻟﻣﺎﻟﯾن ﻗﺑل أن ﯾﺷﺗرﯾﺎ ﺷﯾﺋﺎ ﺑطﻠت اﻟﺷرﻛﺔ" ﻷن اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﻋﻘد
اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺎل ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻓﯾﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﮭﺑﺔ واﻟوﺻﯾﺔ ،وﺑﮭﻼك اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺑطل اﻟﻌﻘد ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ،ﺑﺧﻼف
اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ واﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟﻣﻔردة؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺗﻌﯾن اﻟﺛﻣﻧﺎن ﻓﯾﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾﻧﺎن ﺑﺎﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋرف ،وھذا
ظﺎھر ﻓﯾﻣﺎ إذا ھﻠك اﻟﻣﺎﻻن ،وﻛذا إذا ھﻠك أﺣدھﻣﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﻣﺎ رﺿﻲ ﺑﺷرﻛﺔ ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ إﻻ ﻟﯾﺷرﻛﮫ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ،
ﻓﺈذا ﻓﺎت ذﻟك ﻟم ﯾﻛن راﺿﯾﺎ ﺑﺷرﻛﺗﮫ ﻓﯾﺑطل اﻟﻌﻘد ﻟﻌدم ﻓﺎﺋدﺗﮫ ،وأﯾﮭﻣﺎ ھﻠك ھﻠك ﻣن ﻣﺎل ﺻﺎﺣﺑﮫ؛ إن ھﻠك ﻓﻲ ﯾده
ﻓظﺎھر ،وﻛذا إذا ﻛﺎن ھﻠك ﻓﻲ ﯾد اﻵﺧر ﻷﻧﮫ أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﯾده ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺧﻠط ﺣﯾث ﯾﮭﻠك ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺔ؛ ﻷﻧﮫ
ﻻ ﯾﺗﻣﯾز ﻓﯾﺟﻌل اﻟﮭﺎﻟك ﻣن اﻟﻣﺎﻟﯾن" .وإن اﺷﺗرى أﺣدھﻣﺎ ﺑﻣﺎﻟﮫ وھﻠك ﻣﺎل اﻵﺧر ﻗﺑل اﻟﺷراء ﻓﺎﻟﻣﺷﺗرى ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺷرطﺎ" ﻷن اﻟﻣﻠك ﺣﯾن وﻗﻊ وﻗﻊ ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺷرﻛﺔ وﻗت اﻟﺷراء ﻓﻼ ﯾﺗﻐﯾر اﻟﺣﻛم ﺑﮭﻼك ﻣﺎل
اﻵﺧر ﺑﻌد ذﻟك ،ﺛم اﻟﺷرﻛﺔ ﺷرﻛﺔ ﻋﻘد ﻋﻧد ﻣﺣﻣد ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺣﺳن ﺑن زﯾﺎد ،ﺣﺗﻰ إن أﯾﮭﻣﺎ ﺑﺎع ﺟﺎز ﺑﯾﻌﮫ؛ ﻷن
اﻟﺷرﻛﺔ ﻗد ﺗﻣت ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺗرى ﻓﻼ ﯾﻧﺗﻘض ﺑﮭﻼك اﻟﻣﺎل ﺑﻌد ﺗﻣﺎﻣﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺷرﯾﻛﮫ ﺑﺣﺻﺔ ﻣن ﺛﻣﻧﮫ" ﻷﻧﮫ اﺷﺗرى ﻧﺻﻔﮫ ﺑوﻛﺎﻟﺗﮫ وﻧﻘد اﻟﺛﻣن ﻣن ﻣﺎل ﻧﻔﺳﮫ وﻗد ﺑﯾﻧﺎه ،ھذا
إذا اﺷﺗرى أﺣدھﻣﺎ ﺑﺄﺣد اﻟﻣﺎﻟﯾن أوﻻ ﺛم ھﻠك ﻣﺎل اﻵﺧر .أﻣﺎ إذا ھﻠك ﻣﺎل أﺣدھﻣﺎ ﺛم اﺷﺗرى اﻵﺧر ﺑﻣﺎل اﻵﺧر،
إن ﺻرﺣﺎ ﺑﺎﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﺎﻟﻣﺷﺗرى ﻣﺷﺗرك ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺷرطﺎ؛ ﻷن اﻟﺷرﻛﺔ إن ﺑطﻠت ﻓﺎﻟوﻛﺎﻟﺔ
اﻟﻣﺻرح ﺑﮭﺎ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻛﺎن ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﺑﺣﻛم اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،وﯾﻛون ﺷرﻛﺔ ﻣﻠك وﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺷرﯾﻛﮫ ﺑﺣﺻﺗﮫ ﻣن اﻟﺛﻣن ﻟﻣﺎ
ﺑﯾﻧﺎه ،وإن ذﻛرا ﻣﺟرد اﻟﺷرﻛﺔ وﻟم ﯾﻧﺻﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗرى ﻟﻠذي اﺷﺗراه ﺧﺎﺻﺔ؛ ﻷن اﻟوﻗوع ﻋﻠﻰ
اﻟﺷرﻛﺔ ﺣﻛم اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﮭﺎ اﻟﺷرﻛﺔ ،ﻓﺈذا ﺑطﻠت ﯾﺑطل ﻣﺎ ﻓﻲ ﺿﻣﻧﮭﺎ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺻرح ﺑﺎﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻷﻧﮭﺎ
ﻣﻘﺻودة.
ﻗﺎل" :وﺗﺟوز اﻟﺷرﻛﺔ وإن ﻟم ﯾﺧﻠطﺎ اﻟﻣﺎل" وﻗﺎل زﻓر واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﻻ ﺗﺟوز ﻷن اﻟرﺑﺢ ﻓرع اﻟﻣﺎل ،وﻻ ﯾﻘﻊ اﻟﻔرع
ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺔ إﻻ ﺑﻌد اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷﺻل وأﻧﮫ
ﺑﺎﻟﺧﻠط ،وھذا ﻷن اﻟﻣﺣل ھو اﻟﻣﺎل وﻟﮭذا ﯾﺿﺎف إﻟﯾﮫ ،وﯾﺷﺗرط ﺗﻌﯾﯾن رأس اﻟﻣﺎل، ص -11-
ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ؛ ﻷﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت ﺑﺷرﻛﺔ ،وإﻧﻣﺎ ھو ﯾﻌﻣل ﻟرب اﻟﻣﺎل ﻓﯾﺳﺗﺣق اﻟرﺑﺢ ﻋﻣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﮫ ،أﻣﺎ ھﻧﺎ
ﺑﺧﻼﻓﮫ ،وھذا أﺻل ﻛﺑﯾر ﻟﮭﻣﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻌﺗﺑر اﺗﺣﺎد اﻟﺟﻧس .وﯾﺷﺗرط اﻟﺧﻠط وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﻔﺎﺿل ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ ﻣﻊ
اﻟﺗﺳﺎوي ﻓﻲ اﻟﻣﺎل.
وﻻ ﺗﺟوز ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻘﺑل واﻷﻋﻣﺎل ﻻﻧﻌدام اﻟﻣﺎل .وﻟﻧﺎ أن اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ ﻣﺳﺗﻧدة إﻟﻰ اﻟﻌﻘد دون اﻟﻣﺎل؛ ﻷن
اﻟﻌﻘد ﯾﺳﻣﻰ ﺷرﻛﺔ ﻓﻼ ﺑد ﻣن ﺗﺣﻘق ﻣﻌﻧﻰ ھذا اﻻﺳم ﻓﯾﮫ ﻓﻠم ﯾﻛن اﻟﺧﻠط ﺷرطﺎ ،وﻷن اﻟدراھم واﻟدﻧﺎﻧﯾر ﻻ ﯾﺗﻌﯾﻧﺎن
ﻓﻼ ﯾﺳﺗﻔﺎد اﻟرﺑﺢ ﺑرأس اﻟﻣﺎل ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﺎد ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﻷﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف أﺻﯾل وﻓﻲ اﻟﻧﺻف وﻛﯾل .وإذا ﺗﺣﻘﻘت
اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﺑدون اﻟﺧﻠط ﺗﺣﻘﻘت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻔﺎد ﺑﮫ وھو اﻟرﺑﺢ ﺑدوﻧﮫ ،وﺻﺎر ﻛﺎﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻼ ﯾﺷﺗرط اﺗﺣﺎد
اﻟﺟﻧس واﻟﺗﺳﺎوي ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ ،وﺗﺻﺢ ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻘﺑل.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺗﺟوز اﻟﺷرﻛﺔ إذا ﺷرط ﻷﺣدھﻣﺎ دراھم ﻣﺳﻣﺎة ﻣن اﻟرﺑﺢ" ﻷﻧﮫ ﺷرط ﯾوﺟب اﻧﻘطﺎع اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻌﺳﺎه ﻻ
ﯾﺧرج إﻻ ﻗدر اﻟﻣﺳﻣﻰ ﻷﺣدھﻣﺎ ،وﻧظﯾره ﻓﻲ اﻟﻣزارﻋﺔ.
ﻗﺎل" :وﻟﻛل واﺣد ﻣن اﻟﻣﺗﻔﺎوﺿﯾن وﺷرﯾﻛﻲ اﻟﻌﻧﺎن أن ﯾﺑﺿﻊ اﻟﻣﺎل" ﻷﻧﮫ ﻣﻌﺗﺎد ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ ،وﻷن ﻟﮫ أن
ﯾﺳﺗﺄﺟر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ،واﻟﺗﺣﺻﯾل ﺑﻐﯾر ﻋوض دوﻧﮫ ﻓﯾﻣﻠﻛﮫ ،وﻛذا ﻟﮫ أن ﯾودﻋﮫ ﻷﻧﮫ ﻣﻌﺗﺎد وﻻ ﯾﺟد اﻟﺗﺎﺟر ﻣﻧﮫ ﺑدا.
ﻗﺎل" :وﯾدﻓﻌﮫ ﻣﺿﺎرﺑﺔ"؛ ﻷﻧﮭﺎ دون اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﺗﺗﺿﻣﻧﮭﺎ .وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أﻧﮫ ﻟﯾس ﻟﮫ ذﻟك ﻷﻧﮫ ﻧوع ﺷرﻛﺔ،
واﻷﺻﺢ ھو اﻷول ،وھو رواﯾﺔ اﻷﺻل؛ ﻷن اﻟﺷرﻛﺔ ﻏﯾر ﻣﻘﺻودة ،وإﻧﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺗﺣﺻﯾل اﻟرﺑﺢ ﻛﻣﺎ إذا
اﺳﺗﺄﺟره ﺑﺄﺟر ﺑل أوﻟﻰ؛ ﻷﻧﮫ ﺗﺣﺻﯾل ﺑدون ﺿﻣﺎن ﻓﻲ ذﻣﺗﮫ ،ﺑﺧﻼف اﻟﺷرﻛﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻠﻛﮭﺎ ﻷن اﻟﺷﻲء ﻻ
ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ ﻣﺛﻠﮫ.
ﻗﺎل" :وﯾوﻛل ﻣن ﯾﺗﺻرف ﻓﯾﮫ" ﻷن اﻟﺗوﻛﯾل ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء ﻣن ﺗواﺑﻊ اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺷرﻛﺔ اﻧﻌﻘدت ﻟﻠﺗﺟﺎرة ،ﺑﺧﻼف
اﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﺷراء ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻠك أن ﯾوﻛل ﻏﯾره ﻷﻧﮫ ﻋﻘد ﺧﺎص طﻠب ﻣﻧﮫ ﺗﺣﺻﯾل اﻟﻌﯾن ﻓﻼ ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ ﻣﺛﻠﮫ.
ﻗﺎل" :وﯾده ﻓﻲ اﻟﻣﺎل ﯾد أﻣﺎﻧﺔ" ﻷﻧﮫ ﻗﺑض اﻟﻣﺎل ﺑﺈذن اﻟﻣﺎﻟك ﻻ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺑدل واﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟودﯾﻌﺔ.
ﻗﺎل" :وأﻣﺎ ﺷرﻛﺔ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ" وﺗﺳﻣﻰ ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻘﺑل "ﻛﺎﻟﺧﯾﺎطﯾن واﻟﺻﺑﺎﻏﯾن ﯾﺷﺗرﻛﺎن ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗﻘﺑﻼ اﻷﻋﻣﺎل
وﯾﻛون اﻟﻛﺳب ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﯾﺟوز ذﻟك" وھذا ﻋﻧدﻧﺎ .وﻗﺎل زﻓر واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﻻ ﺗﺟوز ﻷن ھذه ﺷرﻛﺔ ﻻ ﺗﻔﯾد ﻣﻘﺻودھﺎ
وھو اﻟﺗﺛﻣﯾر؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﺑد ﻣن رأس اﻟﻣﺎل ،وھذا ﻷن اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ ﺗﺑﺗﻧﻰ ﻋ ﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎل ﻋﻠﻰ أﺻﻠﮭﻣﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗررﻧﺎه.
وﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﮫ اﻟﺗﺣﺻﯾل وھو ﻣﻣﻛن ﺑﺎﻟﺗوﻛﯾل ،ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن وﻛﯾﻼ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف ص -12-
أﺻﯾﻼ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف ﺗﺣﻘﻘت اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﻔﺎد وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮫ اﺗﺣﺎد اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻛﺎن ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎﻟك وزﻓر
ﻓﯾﮭﻣﺎ؛ ﻷن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺟوز ﻟﻠﺷرﻛﺔ وھو ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه ﻻ ﯾﺗﻔﺎوت.
"وﻟو ﺷرطﺎ اﻟﻌﻣل ﻧﺻﻔﯾن واﻟﻣﺎل أﺛﻼﺛﺎ ﺟﺎز" وﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس :ﻻ ﯾﺟوز؛ ﻷن اﻟﺿﻣﺎن ﺑﻘدر اﻟﻌﻣل ،ﻓﺎﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﯾﮫ
رﺑﺢ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺿﻣن ﻓﻠم ﯾﺟز اﻟﻌﻘد ﻟﺗﺄدﯾﺗﮫ إﻟﯾﮫ ،وﺻﺎر ﻛﺷرﻛﺔ اﻟوﺟوه ،وﻟﻛﻧﺎ ﻧﻘول :ﻣﺎ ﯾﺄﺧذه ﻻ ﯾﺄﺧذه رﺑﺣﺎ ﻷن
اﻟرﺑﺢ ﻋﻧد اﺗﺣﺎد اﻟﺟﻧس ،وﻗد اﺧﺗﻠف ﻷن رأس اﻟﻣﺎل ﻋﻣل واﻟرﺑﺢ ﻣﺎل ﻓﻛﺎن ﺑدل اﻟﻌﻣل واﻟﻌﻣل ﯾﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺗﻘوﯾم
ﻓﯾﺗﻘدر ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻗوم ﺑﮫ ﻓﻼ ﯾﺣرم ،ﺑﺧﻼف ﺷرﻛﺔ اﻟوﺟوه؛ ﻷن ﺟﻧس اﻟﻣﺎل ﻣﺗﻔق واﻟرﺑﺢ ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ اﻟﺟﻧس اﻟﻣﺗﻔق،
ورﺑﺢ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺿﻣن ﻻ ﯾﺟوز إﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ.
ﻗﺎل" :وﻣﺎ ﯾﺗﻘﺑﻠﮫ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﻌﻣل ﯾﻠزﻣﮫ وﯾﻠزم ﺷرﯾﻛﮫ" ﺣﺗﻰ إن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﻌﻣل
وﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻷﺟر "وﯾﺑرأ اﻟداﻓﻊ ﺑﺎﻟدﻓﻊ إﻟﯾﮫ" وھذا ظﺎھر ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ وﻓﻲ ﻏﯾرھﺎ اﺳﺗﺣﺳﺎن .واﻟﻘﯾﺎس ﺧﻼف
ذﻟك ﻷن اﻟﺷرﻛﺔ وﻗﻌت ﻣطﻠﻘﺔ واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ .وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أن ھذه اﻟﺷرﻛﺔ ﻣﻘﺗﺿﯾﺔ ﻟﻠﺿﻣﺎن؛
أﻻ ﺗرى أن ﻣﺎ ﯾﺗﻘﺑﻠﮫ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﻌﻣل ﻣﺿﻣون ﻋﻠﻰ اﻵﺧر ،وﻟﮭذا ﯾﺳﺗﺣق اﻷﺟر ﺑﺳﺑب ﻧﻔﺎذ ﺗﻘﺑﻠﮫ ﻋﻠﯾﮫ
ﻓﺟرى ﻣﺟرى اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ ﻓﻲ ﺿﻣﺎن اﻟﻌﻣل واﻗﺗﺿﺎء اﻟﺑدل.
ﻗﺎل" :وأﻣﺎ ﺷرﻛﺔ اﻟوﺟوه ﻓﺎﻟرﺟﻼن ﯾﺷﺗرﻛﺎن وﻻ ﻣﺎل ﻟﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺷﺗرﯾﺎ ﺑوﺟوھﮭﻣﺎ وﯾﺑﯾﻌﺎ ﻓﺗﺻﺢ اﻟﺷرﻛﺔ
ﻋﻠﻰ ھذا" ﺳﻣﯾت ﺑﮫ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺷﺗري ﺑﺎﻟﻧﺳﯾﺋﺔ إﻻ ﻣن ﻛﺎن ﻟﮫ وﺟﺎھﺔ ﻋﻧد اﻟﻧﺎس ،وإﻧﻣﺎ ﺗﺻﺢ ﻣﻔﺎوﺿﺔ ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻛن
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﺑدال ،وإذا أطﻠﻘت ﺗﻛون ﻋﻧﺎﻧﺎ ﻷن ﻣطﻠﻘﮫ ﯾﻧﺻرف إﻟﯾﮫ وھﻲ ﺟﺎﺋزة ﻋﻧدﻧﺎ ﺧﻼﻓﺎ
ﻟﻠﺷﺎﻓﻌﻲ ،واﻟوﺟﮫ ﻣن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ﻣﺎ ﻗدﻣﻧﺎه ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻘﺑل.
ﻗﺎل" :وﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ وﻛﯾل اﻵﺧر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺷﺗرﯾﮫ" ﻷن اﻟﺗﺻرف ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﻻ ﯾﺟوز إﻻ ﺑوﻛﺎﻟﺔ أو ﺑوﻻﯾﺔ وﻻ
وﻻﯾﺔ ﻓﺗﺗﻌﯾن اﻟوﻛﺎﻟﺔ "ﻓﺈن ﺷرطﺎ أن اﻟﻣﺷﺗرى ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻧﺻﻔﺎن واﻟرﺑﺢ ﻛذﻟك ﯾﺟوز ،وﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﺗﻔﺎﺿﻼ ﻓﯾﮫ،
وإن ﺷرطﺎ أن ﯾﻛون اﻟﻣﺷﺗرى ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ أﺛﻼﺛﺎ ﻓﺎﻟرﺑﺢ ﻛذﻟك" ،وھذا ﻷن اﻟرﺑﺢ ﻻ ﯾﺳﺗﺣق إﻻ ﺑﺎﻟﻣﺎل أو اﻟﻌﻣل أو
ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن ﻓرب اﻟﻣﺎل ﯾﺳﺗﺣﻘﮫ ﺑﺎﻟﻣﺎل ،واﻟﻣﺿﺎرب ﯾﺳﺗﺣﻘﮫ ﺑﺎﻟﻌﻣل ،واﻷﺳﺗﺎذ اﻟذي ﯾﻠﻘﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻠﻣﯾذ
ﺑﺎﻟﻧﺻف ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن ،وﻻ ﯾﺳﺗﺣق ﺑﻣﺎ ﺳواھﺎ؛ أﻻ ﺗرى أن ﻣن ﻗﺎل ﻟﻐﯾره ﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﺎﻟك ﻋﻠﻰ أن ﻟﻲ رﺑﺣﮫ ﻟم
ﯾﺣز
ﻟﻌدم ھذه اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ .واﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟرﺑﺢ ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ اﻟوﺟوه ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ واﻟﺿﻣﺎن ص -13-
ﻋﻠﻰ ﻗدر اﻟﻣﻠك ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺗرى وﻛﺎن اﻟرﺑﺢ اﻟزاﺋد ﻋﻠﯾﮫ رﺑﺢ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺿﻣن ﻓﻼ ﯾﺻﺢ اﺷﺗراطﮫ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ
واﻟوﺟوه ﻟﯾﺳت ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎھﺎ ،ﺑﺧﻼف اﻟﻌﻧﺎن؛ ﻷﻧﮫ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎھﺎ ﻣن ﺣﯾث أن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺎل ﺻﺎﺣﺑﮫ
ﻓﯾﻠﺣق ﺑﮭﺎ ،وﷲ أﻋﻠم.
ﺑﺎﻟﻣوت ﻓﺎﻟﺻﺣﯾﺢ أﻧﮫ ﻻ ﯾزول ﻣﻠﻛﮫ إﻻ أﻧﮫ ﺗﺻدق ﺑﻣﻧﺎﻓﻌﮫ ﻣؤﺑدا ﻓﯾﺻﯾر ﺑﻣﻧزﻟﺔ ص -16-
اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﻣؤﺑدا ﻓﯾﻠزم ،واﻟﻣراد ﺑﺎﻟﺣﺎﻛم اﻟﻣوﻟﻰ ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻣﺣﻛم ﻓﻔﯾﮫ اﺧﺗﻼف اﻟﻣﺷﺎﯾﺦ .وﻟو وﻗف ﻓﻲ ﻣرض
ﻣوﺗﮫ ﻗﺎل اﻟطﺣﺎوي :ھو ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﻌد اﻟﻣوت .واﻟﺻﺣﯾﺢ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻠزﻣﮫ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻋﻧدھﻣﺎ ﯾﻠزﻣﮫ إﻻ
أﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﺛﻠث واﻟوﻗف ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺔ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺎل ،وإذا ﻛﺎن اﻟﻣﻠك ﯾزول ﻋﻧدھﻣﺎ ﯾزول ﺑﺎﻟﻘول ﻋﻧد أﺑﻲ
ﯾوﺳف وھو ﻗول اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻹﻋﺗﺎق ﻷﻧﮫ إﺳﻘﺎط اﻟﻣﻠك .وﻋﻧد ﻣﺣﻣد ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺗﺳﻠﯾم إﻟﻰ اﻟﻣﺗوﻟﻲ ﻷﻧﮫ ﺣق
ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﻓﯾﮫ ﻓﻲ ﺿﻣن اﻟﺗﺳﻠﯾم إﻟﻰ اﻟﻌﺑد ﻷن اﻟﺗﻣﻠﯾك ﻣن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وھو ﻣﺎﻟك اﻷﺷﯾﺎء ﻻ ﯾﺗﺣﻘق
ﻣﻘﺻودا ،وﻗد ﯾﻛون ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻐﯾره ﻓﯾﺄﺧذ ﺣﻛﻣﮫ ﻓﯾﻧزل ﻣﻧزﻟﺔ اﻟزﻛﺎة واﻟﺻدﻗﺔ.
ﻗﺎل" :وإذا ﺻﺢ اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼﻓﮭم" وﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧﺳﺦ :وإذا اﺳﺗﺣق ﻣﻛﺎن ﻗوﻟﮫ إذا ﺻﺢ "ﺧرج ﻣن ﻣﻠك
اﻟواﻗف وﻟم ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻣﻠك اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﮫ" ﻷﻧﮫ ﻟو دﺧل ﻓﻲ ﻣﻠك اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﮫ ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﯾﮫ ﺑل ﯾﻧﻔذ ﺑﯾﻌﮫ
ﻛﺳﺎﺋر أﻣﻼﻛﮫ ،وﻷﻧﮫ ﻟو ﻣﻠﻛﮫ ﻟﻣﺎ اﻧﺗﻘل ﻋﻧﮫ ﺑﺷرط اﻟﻣﺎﻟك اﻷول ﻛﺳﺎﺋر أﻣﻼﻛﮫ .ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :ﻗوﻟﮫ ﺧرج
ﻋن ﻣﻠك اﻟواﻗف ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻗوﻟﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻟذي ﺳﺑق ﺗﻘرﯾره.
ﻗﺎل" :ووﻗف اﻟﻣﺷﺎع ﺟﺎﺋز ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف" ﻷن اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻣن ﺗﻣﺎم اﻟﻘﺑض واﻟﻘﺑض ﻋﻧده ﻟﯾس ﺑﺷرط ﻓﻛذا ﺗﺗﻣﺗﮫ.
"وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :ﻻ ﯾﺟوز" ﻷن أﺻل اﻟﻘﺑض ﻋﻧده ﺷرط ﻓﻛذا ﻣﺎ ﯾﺗم ﺑﮫ ،وھذا ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﻘﺳﻣﺔ ،وأﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﻻ
ﯾﺣﺗﻣل اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻓﯾﺟوز ﻣﻊ اﻟﺷﯾوع ﻋﻧد ﻣﺣﻣد أﯾﺿﺎ ﻷﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎﻟﮭﺑﺔ واﻟﺻدﻗﺔ اﻟﻣﻧﻔذة إﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟد واﻟﻣﻘﺑرة،
ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺗم ﻣﻊ اﻟﺷﯾوع ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﻘﺳﻣﺔ أﯾﺿﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف ،ﻷن ﺑﻘﺎء اﻟﺷرﻛﺔ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺧﻠوص
وﻷن اﻟﻣﮭﺎﯾﺄة ﻓﯾﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻘﺑﺢ ﺑﺄن ﯾﻘﺑر ﻓﯾﮫ اﻟﻣوﺗﻰ ﺳﻧﺔ ،وﯾزرع ﺳﻧﺔ وﯾﺻﻠﻰ ﻓﯾﮫ ﻓﻲ وﻗت وﯾﺗﺧذ إﺻطﺑﻼ
ﻓﻲ وﻗت ،ﺑﺧﻼف اﻟوﻗف ﻹﻣﻛﺎن اﻻﺳﺗﻐﻼل وﻗﺳﻣﺔ اﻟﻐﻠﺔ .وﻟو وﻗﻔﮫ اﻟﻛل ﺛم اﺳﺗﺣق ﺟزء ﻣﻧﮫ ﺑطل ﻓﻲ اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻋﻧد
ﻣﺣﻣد ﻷن اﻟﺷﯾوع ﻣﻘﺎرن ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﮭﺑﺔ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا رﺟﻊ اﻟواھب ﻓﻲ اﻟﺑﻌض أو رﺟﻊ اﻟوارث ﻓﻲ اﻟﺛﻠﺛﯾن ﺑﻌد
ﻣوت اﻟﻣرﯾض وﻗد وھﺑﮫ أو أوﻗﻔﮫ ﻓﻲ ﻣرﺿﮫ وﻓﻲ اﻟﻣﺎل ﺿﯾق ،ﻷن اﻟﺷﯾوع ﻓﻲ ذﻟك طﺎرئ .وﻟو اﺳﺗﺣق ﺟزء
ﻣﻣﯾز ﺑﻌﯾﻧﮫ ﻟم ﯾﺑطل ﻓﻲ اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻟﻌدم اﻟﺷﯾوع وﻟﮭذا ﺟﺎز ﻓﻲ اﻻﺑﺗداء ،وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﮭﺑﺔ واﻟﺻدﻗﺔ اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺗم اﻟوﻗف ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد ﺣﺗﻰ ﯾﺟﻌل آﺧره ﺑﺟﮭﺔ ﻻ ﺗﻧﻘطﻊ أﺑدا .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :إذا ﺳﻣﻰ
ﻓﯾﮫ ﺟﮭﺔ ﺗﻧﻘطﻊ ﺟﺎز وﺻﺎر ﺑﻌدھﺎ ﻟﻠﻔﻘراء
وإن ﻟم ﯾﺳﻣﮭم" .ﻟﮭﻣﺎ أن ﻣوﺟب اﻟوﻗف زوال اﻟﻣﻠك ﺑدون اﻟﺗﻣﻠﯾك وأﻧﮫ ﯾﺗﺄﺑد ﻛﺎﻟﻌﺗق، ص -17-
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﺟﮭﺔ ﯾﺗوھم اﻧﻘطﺎﻋﮭﺎ ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻘﺗﺿﺎه ،ﻓﻠﮭذا ﻛﺎن اﻟﺗوﻗﯾت ﻣﺑطﻼ ﻟﮫ ﻛﺎﻟﺗوﻗﯾت ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ .وﻷﺑﻲ
ﯾوﺳف أن اﻟﻣﻘﺻود ھو اﻟﺗﻘرب إﻟﻰ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وھو ﻣوﻓر ﻋﻠﯾﮫ ،ﻷن اﻟﺗﻘرب ﺗﺎرة ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﺻرف إﻟﻰ ﺟﮭﺔ
ﺗﻧﻘطﻊ وﻣرة ﺑﺎﻟﺻرف إﻟﻰ ﺟﮭﺔ ﺗﺗﺄﺑد ﻓﯾﺻﺢ ﻓﻲ اﻟوﺟﮭﯾن وﻗﯾل إن اﻟﺗﺄﺑﯾد ﺷرط ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ،إﻻ أن ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف
ﻻ ﯾﺷﺗرط ذﻛر اﻟﺗﺄﺑﯾد ﻷن ﻟﻔظﺔ اﻟوﻗف واﻟﺻدﻗﺔ ﻣﻧﺑﺋﺔ ﻋﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ أﻧﮫ إزاﻟﺔ اﻟﻣﻠك ﺑدون اﻟﺗﻣﻠﯾك ﻛﺎﻟﻌﺗق ،وﻟﮭذا
ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ ﺑﯾﺎن ﻗوﻟﮫ وﺻﺎر ﺑﻌدھﺎ ﻟﻠﻔﻘراء وإن ﻟم ﯾﺳﻣﮭم ،وھذا ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ ،وﻋﻧد ﻣﺣﻣد ذﻛر اﻟﺗﺄﺑﯾد
ﺷرط ﻷن ھذا ﺻدﻗﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ أو ﺑﺎﻟﻐﻠﺔ ،وذﻟك ﻗد ﯾﻛون ﻣؤﻗﺗﺎ وﻗد ﯾﻛون ﻣؤﺑدا ﻓﻣطﻠﻘﮫ ﻻ ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺑﯾد ﻓﻼ
ﺑد ﻣن اﻟﺗﻧﺻﯾص.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز وﻗف اﻟﻌﻘﺎر" ﻷن ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ رﺿوان ﷲ ﻋﻠﯾﮭم وﻗﻔوه "وﻻ ﯾﺟوز وﻗف ﻣﺎ ﯾﻧﻘل
وﯾﺣول".
ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :وھذا ﻋﻠﻰ اﻹرﺳﺎل ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ "وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :إذا وﻗف ﺿﯾﻌﺔ ﺑﺑﻘرھﺎ وأﻛرﺗﮭﺎ وھم
ﻋﺑﯾده ﺟﺎز" وﻛذا ﺳﺎﺋر آﻻت اﻟﺣراﺳﺔ ﻷﻧﮫ ﺗﺑﻊ ﻟﻸرض ﻓﻲ ﺗﺣﺻﯾل ﻣﺎ ھو اﻟﻣﻘﺻود ،وﻗد ﯾﺛﺑت ﻣن اﻟﺣﻛم ﺗﺑﻌﺎ
ﻣﺎ ﻻ ﯾﺛﺑت ﻣﻘﺻودا ﻛﺎﻟﺷرب ف اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺑﻧﺎء ﻓﻲ اﻟوﻗف ،وﻣﺣﻣد ﻣﻌﮫ ﻓﯾﮫ ،ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﺟﺎز إﻓراد ﺑﻌض اﻟﻣﻧﻘول
ﺑﺎﻟوﻗف ﻋﻧده ﻓﻸن ﯾﺟوز اﻟوﻗف ﻓﯾﮫ ﺗﺑﻌﺎ أوﻟﻰ" .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :ﯾﺟوز ﺣﺑس اﻟﻛراع واﻟﺳﻼح" وﻣﻌﻧﺎه وﻗﻔﮫ ﻓﻲ
ﺳﺑﯾل ﷲ ،وأﺑو ﯾوﺳف ﻣﻌﮫ ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟوا ،وھو اﺳﺗﺣﺳﺎن .واﻟﻘﯾﺎس أن ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه ﻣن ﻗﺑل .وﺟﮫ
اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺷﮭورة ﻓﯾﮫ :ﻣﻧﮭﺎ ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :وأﻣﺎ ﺧﺎﻟد ﻓﻘد ﺣﺑس أدرﻋﺎ وأﻓراﺳﺎ ﻟﮫ ﻓﻲ
ﺳﺑﯾل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وطﻠﺣﺔ ﺣﺑس دروﻋﮫ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ" وﯾروى أﻛراﻋﮫ .واﻟﻛراع :اﻟﺧﯾل .وﯾدﺧل ﻓﻲ ﺣﻛﻣﮫ
اﻹﺑل؛ ﻷن اﻟﻌرب ﯾﺟﺎھدون ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﻛذا اﻟﺳﻼح ﯾﺣﻣل ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻋن ﻣﺣﻣد أﻧﮫ ﯾﺟوز وﻗف ﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﺗﻌﺎﻣل ﻣن
اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﻛﺎﻟﻔﺄس واﻟﻣر واﻟﻘدوم واﻟﻣﻧﺷﺎر واﻟﺟﻧﺎزة وﺛﯾﺎﺑﮭﺎ واﻟﻘدور واﻟﻣراﺟل واﻟﻣﺻﺎﺣف .وﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف
ﻻ ﯾﺟوز؛ ﻷن اﻟﻘﯾﺎس إﻧﻣﺎ ﯾﺗرك ﺑﺎﻟﻧص ،واﻟﻧص ورد ﻓﻲ اﻟﻛراع واﻟﺳﻼح ﻓﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﯾﮫ .وﻣﺣﻣد ﯾﻘول :اﻟﻘﯾﺎس
ﻗد ﯾﺗرك ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻣل ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺻﻧﺎع ،وﻗد وﺟد اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ھذه اﻷﺷﯾﺎء .وﻋن ﻧﺻﯾر ﺑن ﯾﺣﯾﻰ أﻧﮫ وﻗف ﻛﺗﺑﮫ
إﻟﺣﺎﻗﺎ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﺣف ،وھذا ﺻﺣﯾﺢ ﻷن ﻛل واﺣد ﯾﻣﺳك ﻟﻠدﯾن ﺗﻌﻠﯾﻣﺎ وﺗﻌﻠﻣﺎ وﻗراءة ،وأﻛﺛر ﻓﻘﮭﺎء اﻷﻣﺻﺎر
ﻋﻠﻰ ﻗول ﻣﺣﻣد ،وﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻋﻧدﻧﺎ وﻗﻔﮫ .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮫ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء أﺻﻠﮫ
وﯾﺟوز ﺑﯾﻌﮫ ﯾﺟوز وﻗﻔﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻛن
اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮫ ،ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟﻌﻘﺎر واﻟﻛراع واﻟﺳﻼح .وﻟﻧﺎ أن اﻟوﻗف ﻓﯾﮫ ﻻ ﯾﺗﺄﺑد ،وﻻ ﺑد ﻣﻧﮫ ص -18-
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟدراھم واﻟدﻧﺎﻧﯾر ،ﺑﺧﻼف اﻟﻌﻘﺎر ،وﻻ ﻣﻌﺎرض ﻣن ﺣﯾث اﻟﺳﻣﻊ وﻻ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﺑﻘﻲ
ﻋﻠﻰ أﺻل اﻟﻘﯾﺎس .وھذا ﻷن اﻟﻌﻘﺎر ﯾﺗﺄﺑد ،واﻟﺟﮭﺎد ﺳﻧﺎم اﻟدﯾن ،ﻓﻛﺎن ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻘرﺑﺔ ﻓﯾﮭﻣﺎ أﻗوى ﻓﻼ ﯾﻛون ﻏﯾرھﻣﺎ
ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎھﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وإذا ﺻﺢ اﻟوﻗف ﻟم ﯾﺟز ﺑﯾﻌﮫ وﻻ ﺗﻣﻠﯾﻛﮫ ،إﻻ أن ﯾﻛون ﻣﺷﺎﻋﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف ﻓﯾطﻠب اﻟﺷرﯾك اﻟﻘﺳﻣﺔ
ﻓﯾﺻﺢ ﻣﻘﺎﺳﻣﺗﮫ" أﻣﺎ اﻣﺗﻧﺎع اﻟﺗﻣﻠﯾك ﻓﻠﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ .وأﻣﺎ ﺟواز اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻓﻸﻧﮭﺎ ﺗﻣﯾﯾز وإﻓراز ،ﻏﺎﯾﺔ اﻷﻣر أن اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ
ﻏﯾر اﻟﻣﻛﯾل واﻟﻣوزون ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ،إﻻ أن ﻓﻲ اﻟوﻗف ﺟﻌﻠﻧﺎ اﻟﻐﺎﻟب ﻣﻌﻧﻰ اﻹﻓراز ﻧظرا ﻟﻠوﻗف ﻓﻠم ﺗﻛن ﺑﯾﻌﺎ
وﺗﻣﻠﯾﻛﺎ؛ ﺛم إن وﻗف ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻣن ﻋﻘﺎر ﻣﺷﺗرك ﻓﮭو اﻟذي ﯾﻘﺎﺳم ﺷرﯾﻛﮫ؛ ﻷن اﻟوﻻﯾﺔ ﻟﻠواﻗف وﺑﻌد اﻟﻣوت إﻟﻰ
وﺻﯾﺔ ،وإن وﻗف ﻧﺻف ﻋﻘﺎر ﺧﺎﻟص ﻟﮫ ﻓﺎﻟذي ﯾﻘﺎﺳﻣﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ أو ﯾﺑﯾﻊ ﻧﺻﯾﺑﮫ اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻣن رﺟل ،ﺛم ﯾﻘﺎﺳﻣﮫ
اﻟﻣﺷﺗري ﺛم ﯾﺷﺗري ذﻟك ﻣﻧﮫ ﻷن اﻟواﺣد ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﻛون ﻣﻘﺎﺳﻣﺎ وﻣﻘﺎﺳﻣﺎ ،وﻟو ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻓﺿل دراھم
إن أﻋطﻰ اﻟواﻗف ﻻ ﯾﺟوز ﻻﻣﺗﻧﺎع ﺑﯾﻊ اﻟوﻗف ،وإن أﻋطﻰ اﻟواﻗف ﺟﺎز وﯾﻛون ﺑﻘدر اﻟدراھم ﺷراء.
ﻗﺎل" :واﻟواﺟب أن ﯾﺑﺗدأ ﻣن ارﺗﻔﺎع اﻟوﻗف ﺑﻌﻣﺎرﺗﮫ ﺷرط ذﻟك اﻟواﻗف أو ﻟم ﯾﺷﺗرط" ﻷن ﻗﺻد اﻟواﻗف ﺻرف
اﻟﻐﻠﺔ ﻣؤﺑدا ،وﻻ ﺗﺑﻘﻰ داﺋﻣﺔ إﻻ ﺑﺎﻟﻌﻣﺎرة ﻓﯾﺛﺑت ﺷرط اﻟﻌﻣﺎرة اﻗﺗﺿﺎء وﻷن اﻟﺧراج ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن وﺻﺎر ﻛﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺑد
اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﺧدﻣﺗﮫ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﺻﻰ ﻟﮫ ﺑﮭﺎ .ﺛم إن ﻛﺎن اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘراء ﻻ ﯾظﻔر ﺑﮭم ،وأﻗرب أﻣواﻟﮭم ھذه
اﻟﻐﻠﺔ ﻓﺗﺟب ﻓﯾﮭﺎ .وﻟو ﻛﺎن اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ رﺟل ﺑﻌﯾﻧﮫ وآﺧره ﻟﻠﻔﻘراء ﻓﮭو ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ :أي ﻣﺎل ﺷﺎء ﻓﻲ ﺣﺎل ﺣﯾﺎﺗﮫ .وﻻ
ﯾؤﺧذ ﻣن اﻟﻐﻠﺔ؛ ﻷﻧﮫ ﻣﻌﯾن ﯾﻣﻛن ﻣطﺎﻟﺑﺗﮫ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻌﻣﺎرة ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﻲ
وﻗﻔﮫ ،وإن ﺧرب ﯾﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟوﺻف؛ ﻷﻧﮭﺎ ﺑﺻﻔﺗﮭﺎ ﺻﺎرت ﻏﻠﺗﮭﺎ ﻣﺻروﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﮫ .ﻓﺄﻣﺎ اﻟزﯾﺎدة
ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻠﯾﺳت ﺑﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻋﻠﯾﮫ واﻟﻐﻠﺔ ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺻرﻓﮭﺎ إﻟﻰ ﺷﻲء آﺧر إﻻ ﺑرﺿﺎه ،وﻟو ﻛﺎن اﻟوﻗف
ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘراء ﻓﻛذﻟك ﻋﻧد اﻟﺑﻌض ،وﻋﻧد اﻵﺧرﯾن ﯾﺟوز ذﻟك ،واﻷول أﺻﺢ ﻷن اﻟﺻرف إﻟﻰ اﻟﻌﻣﺎرة ﺿرورة
إﺑﻘﺎء اﻟوﻗف وﻻ ﺿرورة ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدة.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن وﻗف دارا ﻋﻠﻰ ﺳﻛﻧﻰ وﻟده ﻓﺎﻟﻌﻣﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣن ﻟﮫ ﺳﻛﻧﻰ" ﻷن اﻟﺧراج ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ﻓﺻﺎر
ﻛﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌﺑد اﻟﻣوﺻﻰ ﺑﺧدﻣﺗﮫ "ﻓﺈن اﻣﺗﻧﻊ ﻣن ذﻟك ،أو ﻛﺎن ﻓﻘﯾرا آﺟرھﺎ اﻟﺣﺎﻛم وﻋﻣرھﺎ ﺑﺄﺟرﺗﮭﺎ ،وإذا ﻋﻣرھﺎ
ردھﺎ إﻟﻰ ﻣن ﻟﮫ اﻟﺳﻛﻧﻰ" ﻷن ﻓﻲ ذﻟك رﻋﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾن ﺣق اﻟواﻗف وﺣق ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻛﻧﻰ ،ﻷﻧﮫ ﻟو ﻟم ﯾﻌﻣرھﺎ
ﺗﻔوت اﻟﺳﻛﻧﻰ أﺻﻼ
واﻷول أوﻟﻰ ،وﻻ ﯾﺟﺑر اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎرة ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن إﺗﻼف ﻣﺎﻟﮫ ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻣﺗﻧﺎع ص -19-
ﺻﺎﺣب اﻟﺑذر ﻓﻲ اﻟﻣزارﻋﺔ ﻓﻼ ﯾﻛون اﻣﺗﻧﺎﻋﮫ رﺿﺎ ﻣﻧﮫ ﺑﺑطﻼن ﺣﻘﮫ ﻷﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﯾز اﻟﺗردد ،وﻻ ﺗﺻﺢ إﺟﺎرة ﻣن
ﻟﮫ اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻷﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﺎﻟك .اﻣﺗﻧﺎع ﺻﺎﺣب اﻟﺑذر ﻓﻲ اﻟﻣزارﻋﺔ ﻓﻼ ﯾﻛون اﻣﺗﻧﺎﻋﮫ رﺿﺎ ﻣﻧﮫ ﺑﺑطﻼن ﺣﻘﮫ ﻷﻧﮫ ﻓﻲ
ﺣﯾز.
ﻗﺎل" :وﻣﺎ اﻧﮭدم ﻣن ﺑﻧﺎء اﻟوﻗف وآﻟﺗﮫ ﺻرﻓﮫ اﻟﺣﺎﻛم ﻓﻲ ﻋﻣﺎرة اﻟوﻗف إن اﺣﺗﺎج إﻟﯾﮫ ،وإن اﺳﺗﻐﻧﻰ ﻋﻧﮫ
أﻣﺳﻛﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻋﻣﺎرﺗﮫ ﻓﯾﺻرﻓﮫ ﻓﯾﮭﻣﺎ"؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻌﻣﺎرة ﻟﯾﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺑﯾد ﻓﯾﺣﺻل ﻣﻘﺻود
اﻟواﻗف .ﻓﺈن ﻣﺳت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﺻرﻓﮭﺎ ﻓﯾﮭﺎ ،وإﻻ أﻣﺳﻛﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﻌذر ﻋﻠﯾﮫ ذﻟك أوان اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻓﯾﺑطل
اﻟﻣﻘﺻود ،وإن ﺗﻌذر إﻋﺎدة ﻋﯾﻧﮫ إﻟﻰ ﻣوﺿﻌﮫ ﺑﯾﻊ وﺻرف ﺛﻣﻧﮫ إﻟﻰ اﻟﻣرﻣﺔ ﺻرﻓﺎ ﻟﻠﺑدل إﻟﻰ ﻣﺻرف اﻟﻣﺑدل
"وﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﻘﺳﻣﮫ" ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻧﻘض "ﺑﯾن ﻣﺳﺗﺣﻘﻲ اﻟوﻗف" ﻷﻧﮫ ﺟزء ﻣن اﻟﻌﯾن وﻻ ﺣق ﻟﻠﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﮭم ﻓﯾﮫ:
وإﻧﻣﺎ ﺣﻘﮭم ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ،واﻟﻌﯾن ﺣق ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻼ ﯾﺻرف إﻟﯾﮭم ﻏﯾر ﺣﻘﮭم.
ﻗﺎل" :وإذا ﺟﻌل اﻟواﻗف ﻏﻠﺔ اﻟوﻗف ﻟﻧﻔﺳﮫ أو ﺟﻌل اﻟوﻻﯾﺔ إﻟﯾﮫ ﺟﺎز ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف" ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :ذﻛر
ﻓﺻﻠﯾن ﺷرط اﻟﻐﻠﺔ ﻟﻧﻔﺳﮫ وﺟﻌل اﻟوﻻﯾﺔ إﻟﯾﮫ.
أﻣﺎ اﻷول ﻓﮭو ﺟﺎﺋز ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف ،وﻻ ﯾﺟوز ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎس ﻗول ﻣﺣﻣد وھو ﻗول ھﻼل اﻟرازي وﺑﮫ ﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ.
وﻗﯾل إن اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﺷﺗراط اﻟﻘﺑض واﻹﻓراز .وﻗﯾل ھﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﺑﺗدأة ،واﻟﺧﻼف
ﻓﯾﻣﺎ إذا ﺷرط اﻟﺑﻌض ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ وﺑﻌد ﻣوﺗﮫ ﻟﻠﻔﻘراء ،وﻓﯾﻣﺎ إذا ﺷرط اﻟﻛل ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ وﺑﻌد ﻣوﺗﮫ
ﻟﻠﻔﻘراء ﺳواء؛ وﻟو وﻗف وﺷرط اﻟﺑﻌض أو اﻟﻛل ﻷﻣﮭﺎت أوﻻده وﻣدﺑرﯾﮫ ﻣﺎ داﻣوا أﺣﯾﺎء ،ﻓﺈذا ﻣﺎﺗوا ﻓﮭو ﻟﻠﻔﻘراء
واﻟﻣﺳﺎﻛﯾن ،ﻓﻘد ﻗﯾل ﯾﺟوز ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ،وﻗد ﻗﯾل ھو ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻼف أﯾﺿﺎ وھو اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻷن اﺷﺗراطﮫ ﻟﮭم ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ
ﻛﺎﺷﺗراطﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ.
وﺟﮫ ﻗول ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ أن اﻟوﻗف ﺗﺑرع ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺗﻣﻠﯾك ﺑﺎﻟطرﯾق اﻟذي ﻗدﻣﻧﺎه ،ﻓﺎﺷﺗراطﮫ اﻟﺑﻌض أو اﻟﻛل
ﻟﻧﻔﺳﮫ ﯾﺑطﻠﮫ؛ ﻷن اﻟﺗﻣﻠﯾك ﻣن ﻧﻔﺳﮫ ﻻ ﯾﺗﺣﻘق ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﺻدﻗﺔ اﻟﻣﻧﻔذة ،وﺷرط ﺑﻌض ﺑﻘﻌﺔ اﻟﻣﺳﺟد ﻟﻧﻔﺳﮫ .وﻷﺑﻲ
ﯾوﺳف ﻣﺎ روي "أن اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻛﺎن ﯾﺄﻛل ﻣن ﺻدﻗﺗﮫ" واﻟﻣراد ﻣﻧﮭﺎ ﺻدﻗﺗﮫ اﻟﻣوﻗوﻓﺔ ،وﻻ ﯾﺣل
اﻷﻛل ﻣﻧﮭﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﺷرط ،ﻓدل ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺗﮫ ،وﻷن اﻟوﻗف إزاﻟﺔ اﻟﻣﻠك إﻟﻰ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﻘرﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه،
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻻ أﻧﮫ ﯾﺟﻌل ﻣﻠك ﻧﻔﺳﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ ،وھذا ﻓﺈذا ﺷرط اﻟﺑﻌض أو اﻟﻛل ﻟﻧﻔﺳﮫ ،ﻓﻘد ﺟﻌل ﻣﺎ ﺻﺎر ﻣﻣﻠوﻛﺎ
ﺟﺎﺋز ،ﻛﻣﺎ إذا ﺑﻧﻰ ﺧﺎﻧﺎ أو ﺳﻘﺎﯾﺔ أو ﺟﻌل أرﺿﮫ ﻣﻘﺑرة ،وﺷرط أن ﯾﻧزﻟﮫ أو ﯾﺷرب ﻣﻧﮫ أو ﯾدﻓن ﻓﯾﮫ ،وﻷن
ﻣﻘﺻوده اﻟﻘرﺑﺔ وﻓﻲ اﻟﺻرف إﻟﻰ ﻧﻔﺳﮫ ذﻟك ،ﻗﺎل ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻧﻔﻘﺔ اﻟرﺟل ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﺻدﻗﺔ" .وﻟو ﺷرط اﻟواﻗف أن ﯾﺳﺗﺑدل ﺑﮫ ص -20-
أرﺿﺎ أﺧرى إذا ﺷﺎء ذﻟك ﻓﮭو ﺟﺎﺋز ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف ،وﻋﻧد ﻣﺣﻣد اﻟوﻗف ﺟﺎﺋز واﻟﺷرط ﺑﺎطل .وﻟو ﺷرط اﻟﺧﯾﺎر
ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ اﻟوﻗف ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﺟﺎز اﻟوﻗف واﻟﺷرط ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف وﻋﻧد ﻣﺣﻣد اﻟوﻗف ﺑﺎطل ،وھذا ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ذﻛرﻧﺎ.
وأﻣﺎ ﻓﺻل اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻘد ﻧص ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف ،وھو ﻗول ھﻼل أﯾﺿﺎ وھو ظﺎھر اﻟﻣذھب .وذﻛر ھﻼل
ﻓﻲ وﻗﻔﮫ وﻗﺎل أﻗوام :إن ﺷرط اﻟواﻗف اﻟوﻻﯾﺔ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻛﺎﻧت ﻟﮫ وﻻﯾﺔ ،وإن ﻟم ﯾﺷﺗرط ﻟم ﺗﻛن ﻟﮫ وﻻﯾﺔ .ﻗﺎل
ﻣﺷﺎﯾﺧﻧﺎ :اﻷﺷﺑﮫ أن ﯾﻛون ھذا ﻗول ﻣﺣﻣد ،ﻷن ﻣن أﺻﻠﮫ أن اﻟﺗﺳﻠﯾم إﻟﻰ اﻟﻘﯾم ﺷرط ﻟﺻﺣﺔ اﻟوﻗف ،ﻓﺈذا ﺳﻠم ﻟم
ﯾﺑق ﻟﮫ وﻻﯾﺔ ﻓﯾﮫ .وﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﺗوﻟﻲ إﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟوﻻﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ﺑﺷرطﮫ ﻓﯾﺳﺗﺣﯾل أن ﻻ ﯾﻛون ﻟﮫ اﻟوﻻﯾﺔ وﻏﯾره
ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟوﻻﯾﺔ ﻣﻧﮫ ،وﻷﻧﮫ أﻗرب اﻟﻧﺎس إﻟﻰ ھذا اﻟوﻗف ﻓﯾﻛون أوﻟﻰ ﺑوﻻﯾﺗﮫ ،ﻛﻣن اﺗﺧذ ﻣﺳﺟدا ﯾﻛون أوﻟﻰ
ﺑﻌﻣﺎرﺗﮫ وﻧﺻب اﻟﻣؤذن ﻓﯾﮫ ،وﻛﻣن أﻋﺗق ﻋﺑدا ﻛﺎن اﻟوﻻء ﻟﮫ ﻷﻧﮫ أﻗرب اﻟﻧﺎس إﻟﯾﮫ .وﻟو أن اﻟواﻗف ﺷرط وﻻﯾﺗﮫ
ﻟﻧﻔﺳﮫ وﻛﺎن اﻟواﻗف ﻏﯾر ﻣﺄﻣون ﻋﻠﻰ اﻟوﻗف ﻓﻠﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻧزﻋﮭﺎ ﻣن ﯾده ﻧظرا ﻟﻠﻔﻘراء ،ﻛﻣﺎ ﻟﮫ أن ﯾﺧرج اﻟوﺻﻲ
ﻧظرا ﻟﻠﺻﻐﺎر ،وﻛذا إذا ﺷرط أن ﻟﯾس ﻟﻠﺳﻠطﺎن وﻻ ﻟﻘﺎض أن ﯾﺧرﺟﮭﺎ ﻣن ﯾده وﯾوﻟﯾﮭﺎ ﻏﯾره ﻷﻧﮫ ﺷرط ﻣﺧﺎﻟف
ﻟﺣﻛم اﻟﺷرع ﻓﺑطل.
ﻓﺻل" :وإذا ﺑﻧﻰ ﻣﺳﺟدا ﻟم ﯾزل ﻣﻠﻛﮫ ﻋﻧﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﻔرزه ﻋن ﻣﻠﻛﮫ ﺑطرﯾﻘﮫ وﯾﺄذن ﻟﻠﻧﺎس ﺑﺎﻟﺻﻼة ﻓﯾﮫ ،ﻓﺈذا ﺻﻠﻰ
ﺗﻌﺎﻟﻰ إﻻ ﺑﮫ ،وأﻣﺎ اﻟﺻﻼة ﻓﯾﮫ ﻓﻸﻧﮫ ﻻ ﻓﯾﮫ واﺣد زال ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻋن ﻣﻠﻛﮫ" أﻣﺎ اﻹﻓراز ﻓﻸﻧﮫ ﻻ ﯾﺧﻠص
ﺑد ﻣن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد ،وﯾﺷﺗرط ﺗﺳﻠﯾم ﻧوﻋﮫ ،وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟد ﺑﺎﻟﺻﻼة ﻓﯾﮫ ،أو ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﺗﻌذر
اﻟﻘﺑض ﻓﻘﺎم ﺗﺣﻘق اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻘﺎﻣﮫ ﺛم ﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑﺻﻼة اﻟواﺣد ﻓﯾﮫ ﻓﻲ رواﯾﺔ ﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻛذا ﻋن ﻣﺣﻣد؛ ﻷن
ﻓﻌل اﻟﺟﻧس ﻣﺗﻌذر ﻓﯾﺷﺗرط أدﻧﺎه .وﻋن ﻣﺣﻣد أﻧﮫ ﯾﺷﺗرط اﻟﺻﻼة ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺔ؛ ﻷن اﻟﻣﺳﺟد ﺑﻧﻲ ﻟذﻟك ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب
"وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﯾزول ﻣﻠﻛﮫ ﺑﻘوﻟﮫ ﺟﻌﻠﺗﮫ ﻣﺳﺟدا" ﻷن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻋﻧده ﻟﯾس ﺑﺷرط؛ ﻷﻧﮫ إﺳﻘﺎط ﻟﻣﻠك اﻟﻌﺑد
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺳﻘوط ﺣق اﻟﻌﺑد وﺻﺎر ﻛﺎﻹﻋﺗﺎق ،وﻗد ﺑﯾﻧﺎه ﻣن ﻗﺑل. ﻓﯾﺻﯾر ﺧﺎﻟﺻﺎ
ﻗﺎل" :وﻣن ﺟﻌل ﻣﺳﺟدا ﺗﺣﺗﮫ ﺳرداب أو ﻓوﻗﮫ ﺑﯾت وﺟﻌل ﺑﺎب اﻟﻣﺳﺟد إﻟﻰ اﻟطرﯾق ،وﻋزﻟﮫ ﻋن ﻣﻠﻛﮫ ﻓﻠﮫ أن
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﺑﻘﺎء ﺣق اﻟﻌﺑد ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﮫ ،وﻟو ﻛﺎن اﻟﺳرداب ﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﯾﺑﯾﻌﮫ ،وإن ﻣﺎت ﯾورث ﻋﻧﮫ" ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺧﻠص
اﻟﻣﺳﺟد ﺟﺎز ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺟد ﺑﯾت اﻟﻣﻘدس .وروى
اﻟﺣﺳن ﻋﻧﮫ أﻧﮫ ﻗﺎل :إذا ﺟﻌل اﻟﺳﻔل ﻣﺳﺟدا وﻋﻠﻰ ظﮭره ﻣﺳﻛن ﻓﮭو ﻣﺳﺟد؛ ﻷن ص -21-
اﻟﻣﺳﺟد ﻣﻣﺎ ﯾﺗﺄﺑد ،وذﻟك ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ اﻟﺳﻔل دون اﻟﻌﻠو .وﻋن ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ھذا؛ ﻷن اﻟﻣﺳﺟد ﻣﻌظم ،وإذا ﻛﺎن
ﻓوﻗﮫ ﻣﺳﻛن أو ﻣﺳﺗﻐل ﯾﺗﻌذر ﺗﻌظﯾﻣﮫ .وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف أﻧﮫ ﺟوز ﻓﻲ اﻟوﺟﮭﯾن ﺣﯾن ﻗدم ﺑﻐداد ورأى ﺿﯾق
اﻟﻣﻧﺎزل ﻓﻛﺄﻧﮫ اﻋﺗﺑر اﻟﺿرورة .وﻋن ﻣﺣﻣد أﻧﮫ ﺣﯾن دﺧل اﻟري أﺟﺎز ذﻟك ﻛﻠﮫ ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ.
ﻗﺎل" :وﻛذﻟك إن اﺗﺧذ وﺳط داره ﻣﺳﺟدا وأذن ﻟﻠﻧﺎس ﺑﺎﻟدﺧول ﻓﯾﮫ" ﯾﻌﻧﻲ ﻟﮫ أن ﯾﺑﯾﻌﮫ وﯾورث ﻋﻧﮫ؛ ﻷن
اﻟﻣﺳﺟد ﻣﺎ ﻻ ﯾﻛون ﻷﺣد ﻓﯾﮫ ﺣق اﻟﻣﻧﻊ ،وإذا ﻛﺎن ﻣﻠﻛﮫ ﻣﺣﯾطﺎ ﺑﺟواﻧﺑﮫ ﻛﺎن ﻟﮫ ﺣق اﻟﻣﻧﻊ ﻓﻠم ﯾﺻر ﻣﺳﺟدا ،وﻷﻧﮫ
ﺗﻌﺎﻟﻰ "وﻋن ﻣﺣﻣد أﻧﮫ ﻻ ﯾﺑﺎع وﻻ ﯾورث وﻻ ﯾوھب" اﻋﺗﺑره ﻣﺳﺟدا ،وھﻛذا أﺑﻘﻰ اﻟطرﯾق ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻓﻠم ﯾﺧﻠص
ﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف أﻧﮫ ﯾﺻﯾر ﻣﺳﺟدا؛ ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ رﺿﻲ ﺑﻛوﻧﮫ ﻣﺳﺟدا وﻻ ﯾﺻﯾر ﻣﺳﺟدا إﻻ ﺑﺎﻟطرﯾق دﺧل ﻓﯾﮫ اﻟطرﯾق
وﺻﺎر ﻣﺳﺗﺣﻘﺎ ﻛﻣﺎ ﯾدﺧل ﻓﻲ اﻹﺟﺎرة ﻣن ﻏﯾر ذﻛر.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺗﺧذ أرﺿﮫ ﻣﺳﺟدا ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ أن ﯾرﺟﻊ ﻓﯾﮫ وﻻ ﯾﺑﯾﻌﮫ وﻻ ﯾورث ﻋﻧﮫ" ﻷﻧﮫ ﺗﺟرد ﻋن ﺣق اﻟﻌﺑﺎد
ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وإذا أﺳﻘط اﻟﻌﺑد ﻣﺎ ﺛﺑت ﻟﮫ ﻣن اﻟﺣق رﺟﻊ إﻟﻰ أﺻﻠﮫ ﻓﺎﻧﻘطﻊ وﺻﺎر ﺧﺎﻟﺻﺎ ،وھذا ﻷن اﻷﺷﯾﺎء ﻛﻠﮭﺎ
ﺗﺻرﻓﮫ ﻋﻧﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﻋﺗﺎق .وﻟو ﺧرب ﻣﺎ ﺣول اﻟﻣﺳﺟد واﺳﺗﻐﻧﻲ ﻋﻧﮫ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺳﺟدا ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف ﻷﻧﮫ إﺳﻘﺎط
ﻣﻧﮫ ﻓﻼ ﯾﻌود إﻟﻰ ﻣﻠﻛﮫ ،وﻋﻧد ﻣﺣﻣد ﯾﻌود إﻟﻰ ﻣﻠك اﻟﺑﺎﻧﻲ ،أو إﻟﻰ وارﺛﮫ ﺑﻌد ﻣوﺗﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﻋﯾﻧﮫ ﻟﻧوع ﻗرﺑﺔ ،وﻗد
اﻧﻘطﻌت ﻓﺻﺎر ﻛﺣﺻﯾر اﻟﻣﺳﺟد وﺣﺷﯾﺷﮫ إذا اﺳﺗﻐﻧﻲ ﻋﻧﮫ ،إﻻ أن أﺑﺎ ﯾوﺳف ﯾﻘول ﻓﻲ اﻟﺣﺻﯾر واﻟﺣﺷﯾش إﻧﮫ
ﯾﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﺳﺟد آﺧر.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﻧﻰ ﺳﻘﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن أو ﺧﺎﻧﺎ ﯾﺳﻛﻧﮫ ﺑﻧو اﻟﺳﺑﯾل أو رﺑﺎطﺎ أو ﺟﻌل أرﺿﮫ ﻣﻘﺑرة ﻟم ﯾزل ﻣﻠﻛﮫ ﻋن
ذﻟك ﺣﺗﻰ ﯾﺣﻛم ﺑﮫ اﻟﺣﺎﻛم ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ"؛ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﻧﻘطﻊ ﻋن ﺣق اﻟﻌﺑد؛ أﻻ ﺗرى أن ﻟﮫ أن ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ ﻓﯾﺳﻛن ﻓﻲ
اﻟﺧﺎن وﯾﻧزل ﻓﻲ اﻟرﺑﺎط وﯾﺷرب ﻣن اﻟﺳﻘﺎﯾﺔ ،وﯾدﻓن ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺑرة ﻓﯾﺷﺗرط ﺣﻛم اﻟﺣﺎﻛم أو اﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣوت ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘراء ،ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺳﺟد؛ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺑق ﻟﮫ ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮫ ﻓﺧﻠص
ﺣﻛم اﻟﺣﺎﻛم.
"وﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف ﯾزول ﻣﻠﻛﮫ ﺑﺎﻟﻘول" ﻛﻣﺎ ھو أﺻﻠﮫ ،إذ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻋﻧده ﻟﯾس ﺑﺷرط واﻟوﻗف ﻻزم.
"وﻋﻧد ﻣﺣﻣد إذا اﺳﺗﻘﻰ اﻟﻧﺎس ﻣن اﻟﺳﻘﺎﯾﺔ وﺳﻛﻧوا اﻟﺧﺎن واﻟرﺑﺎط ودﻓﻧوا ﻓﻲ
اﻟﻣﻘﺑرة زال اﻟﻣﻠك" ﻷن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻋﻧده ﺷرط واﻟﺷرط ﺗﺳﻠﯾم ﻧوﻋﮫ ،وذﻟك ﺑﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه. ص -22-
وﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻟواﺣد ﻟﺗﻌذر ﻓﻌل اﻟﺟﻧس ﻛﻠﮫ ،وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺑﺋر اﻟﻣوﻗوﻓﺔ واﻟﺣوض ،وﻟو ﺳﻠم إﻟﻰ اﻟﻣﺗوﻟﻲ ﺻﺢ اﻟﺗﺳﻠﯾم
ﻓﻲ ھذه اﻟوﺟوه ﻛﻠﮭﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﻧﺎﺋب ﻋن اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﯾﮫ ،وﻓﻌل اﻟﻧﺎﺋب ﻛﻔﻌل اﻟﻣﻧوب ﻋﻧﮫ ،وأﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟد ﻓﻘد ﻗﯾل ﻻ
ﯾﻛون ﺗﺳﻠﯾﻣﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﺗدﺑﯾر ﻟﻠﻣﺗوﻟﻲ ﻓﯾﮫ ،وﻗﯾل ﯾﻛون ﺗﺳﻠﯾﻣﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣن ﯾﻛﻧﺳﮫ وﯾﻐﻠق ﺑﺎﺑﮫ ،ﻓﺈذا ﺳﻠم إﻟﯾﮫ
ﺻﺢ اﻟﺗﺳﻠﯾم ،واﻟﻣﻘﺑرة ﻓﻲ ھذا ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻣﺳﺟد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﯾل؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﻣﺗوﻟﻲ ﻟﮫ ﻋرﻓﺎ .وﻗﯾل ھﻲ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺳﻘﺎﯾﺔ
واﻟﺧﺎن ﻓﯾﺻﺢ اﻟﺗﺳﻠﯾم إﻟﻰ اﻟﻣﺗوﻟﻲ؛ ﻷﻧﮫ ﻟو ﻧﺻب اﻟﻣﺗوﻟﻲ ﯾﺻﺢ ،وإن ﻛﺎن ﺑﺧﻼف اﻟﻌﺎدة ،وﻟو ﺟﻌل دارا ﻟﮫ
ﺑﻣﻛﺔ ﺳﻛﻧﻰ ﻟﺣﺎج ﺑﯾت ﷲ واﻟﻣﻌﺗﻣرﯾن ،أو ﺟﻌل داره ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﻛﺔ ﺳﻛﻧﻰ ﻟﻠﻣﺳﺎﻛﯾن ،أو ﺟﻌﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺛﻐر ﻣن
اﻟﺛﻐور ﺳﻛﻧﻰ ﻟﻠﻐزاة واﻟﻣراﺑطﯾن .أو ﺟﻌل ﻏﻠﺔ أرﺿﮫ ﻟﻠﻐزاة ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ودﻓﻊ ذﻟك إﻟﻰ وال ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﮫ
ﻓﮭو ﺟﺎﺋز ،وﻻ رﺟوع ﻓﯾﮫ ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ إﻻ أن ﻓﻲ اﻟﻐﻠﺔ ﺗﺣل ﻟﻠﻔﻘراء دون اﻷﻏﻧﯾﺎء ،وﻓﯾﻣﺎ ﺳواه ﻣن ﺳﻛﻧﻰ اﻟﺧﺎن
واﻻﺳﺗﻘﺎء ﻣن اﻟﺑﺋر واﻟﺳﻘﺎﯾﺔ وﻏﯾر ذﻟك ﯾﺳﺗوي ﻓﯾﮫ اﻟﻐﻧﻲ واﻟﻔﻘﯾر ،واﻟﻔﺎرق ھو اﻟﻌرف ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن .ﻓﺈن أھل
اﻟﻌرف ﯾرﯾدون ﺑذﻟك ﻓﻲ اﻟﻐﻠﺔ اﻟﻔﻘراء ،وﻓﻲ ﻏﯾرھﺎ اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﺑﯾﻧﮭم وﺑﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء ،وﻷن اﻟﺣﺎﺟﺔ ﺗﺷﻣل اﻟﻐﻧﻲ
واﻟﻔﻘﯾر ﻓﻲ اﻟﺷرب واﻟﻧزول .واﻟﻐﻧﻲ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺻرف ھذا اﻟﻐﻠﺔ ﻟﻐﻧﺎه ،وﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﻋﺑدا ﻣن ﻋﺑدﯾن ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر .ﺛم إذا ﺟﺎز ﻓﻲ ﻗﻔﯾز واﺣد ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ص -25-
ﻓﻠﻠﻣﺷﺗري اﻟﺧﯾﺎر ﻟﺗﻔرق اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻋﻠﯾﮫ ،وﻛذا إذا ﻛﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس أو ﺳﻣﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻗﻔزاﻧﮭﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﻋﻠم ذﻟك اﻵن ﻓﻠﮫ
اﻟﺧﯾﺎر ،ﻛﻣﺎ إذا رآه وﻟم ﯾﻛن رآه وﻗت اﻟﺑﯾﻊ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﻗطﯾﻊ ﻏﻧم ﻛل ﺷﺎة ﺑدرھم ﻓﺳد اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻛذﻟك ﻣن ﺑﺎع ﺛوﺑﺎ ﻣذارﻋﺔ
ﻛل ذراع ﺑدرھم وﻟم ﯾﺳم ﺟﻣﻠﺔ اﻟذراﻋﺎن ،وﻛﺎن ﻛل ﻣﻌدود ﻣﺗﻔﺎوت ،وﻋﻧدھﻣﺎ ﯾﺟوز ﻓﻲ اﻟﻛل ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ،وﻋﻧده
ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ اﻟواﺣد" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ ﻏﯾر أن ﺑﯾﻊ ﺷﺎة ﻣن ﻗطﯾﻊ ﻏﻧم وذراع ﻣن ﺛوب ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺗﻔﺎوت .وﺑﯾﻊ ﻗﻔﯾز ﻣن
ﺻﺑرة ﯾﺟوز ﻟﻌدم اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻼ ﺗﻔﺿﻲ اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﯾﮫ ،وﺗﻘﺿﻲ إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻷول ﻓوﺿﺢ اﻟﻔرق.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺑﺗﺎع ﺻﺑرة طﻌﺎم ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻗﻔﯾز ﺑﻣﺎﺋﺔ درھم ﻓوﺟدھﺎ أﻗل ﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر إن ﺷﺎء أﺧذ
اﻟﻣوﺟود ﺑﺣﺻﺗﮫ ﻣن اﻟﺛﻣن ،وإن ﺷﺎء ﻓﺳﺦ اﻟﺑﯾﻊ" ﻟﺗﻔرق اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺑل اﻟﺗﻣﺎم ،ﻓﻠم ﯾﺗم رﺿﺎه ﺑﺎﻟﻣوﺟود،
"وإن وﺟدھﺎ أﻛﺛر ﻓﺎﻟزﯾﺎدة ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ"؛ ﻷن اﻟﺑﯾﻊ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻘدار ﻣﻌﯾن واﻟﻘدر ﻟﯾس ﺑوﺻف
"وﻣن اﺷﺗرى ﺛوﺑﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻋﺷرة أذرع ﺑﻌﺷرة دراھم أو أرﺿﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﺎﺋﺔ ذراع ﺑﻣﺎﺋﺔ درھم ﻓوﺟدھﺎ أﻗل
ﻓﺎﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ،إن ﺷﺎء أﺧذھﺎ ﺑﺟﻣﻠﺔ اﻟﺛﻣن ،وإن ﺷﺎء ﺗرك"؛ ﻷن اﻟذراع وﺻف ﻓﻲ اﻟﺛوب؛ أﻻ ﯾرى أﻧﮫ
ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟطول واﻟﻌرض ،واﻟوﺻف ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ ﺷﻲء ﻣن اﻟﺛﻣن ﻛﺄطراف اﻟﺣﯾوان ﻓﻠﮭذا ﯾﺄﺧذه ﺑﻛل اﻟﺛﻣن،
ﺑﺧﻼف اﻟﻔﺻل اﻷول؛ ﻷن اﻟﻣﻘدار ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ اﻟﺛﻣن ﻓﻠﮭذا ﯾﺄﺧذه ﺑﺣﺻﺗﮫ ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﺗﺧﯾر ﻟﻔوات اﻟوﺻف اﻟﻣذﻛور ﻟﺗﻐﯾر
اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﺧﺗل اﻟرﺿﻰ.
ﻗﺎل" :وإن وﺟدھﺎ أﻛﺛر ﻣن اﻟذراع اﻟذي ﺳﻣﺎه ﻓﮭو ﻟﻠﻣﺷﺗري وﻻ ﺧﯾﺎر ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ"؛ ﻷﻧﮫ ﺻﻔﺔ ،ﻓﻛﺎن ﺑﻣﻧزﻟﺔ ﻣﺎ إذا
ﺑﺎﻋﮫ ﻣﻌﯾﺑﺎ ،ﻓﺈذا ھو ﺳﻠﯾم "وﻟو ﻗﺎل ﺑﻌﺗﻛﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﺎﺋﺔ ذراع ﺑﻣﺎﺋﺔ درھم ﻛل ذراع ﺑدرھم ﻓوﺟدھﺎ ﻧﺎﻗﺻﺔ،
ﻓﺎﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر إن ﺷﺎء أﺧذھﺎ ﺑﺣﺻﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﺛﻣن ،وإن ﺷﺎء ﺗرك"؛ ﻷن اﻟوﺻف وإن ﻛﺎن ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻛﻧﮫ ﺻﺎر
أﺻﻼ ﺑﺈﻓراده ﺑذﻛر اﻟﺛﻣن ﻓﯾﻧزل ﻛل ذراع ﻣﻧزﻟﺔ ﺛوب؛ وھذا ﻷﻧﮫ ﻟو أﺧذه ﺑﻛل اﻟﺛﻣن ﻟم ﯾﻛن آﺧذا ﻟﻛل ذراع
ﺑدرھم "وإن وﺟدھﺎ زاﺋدة ﻓﮭو ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر إن ﺷﺎء أﺧذ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻛل ذراع ﺑدرھم ،وإن ﺷﺎء ﻓﺳﺦ اﻟﺑﯾﻊ" ﻷﻧﮫ إن
ﺣﺻل ﻟﮫ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟذرع ﺗﻠزﻣﮫ زﯾﺎدة اﻟﺛﻣن ﻓﻛﺎن ﻧﻔﻌﺎ ﯾﺷوﺑﮫ ﺿرر ﻓﯾﺗﺧﯾر ،وإﻧﻣﺎ ﯾﻠزﻣﮫ اﻟزﯾﺎدة ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ أﻧﮫ
ﺻﺎر أﺻﻼ ،وﻟو أﺧذه ﺑﺎﻷﻗل ﻟم ﯾﻛن آﺧذا ﺑﺎﻟﻣﺷروط.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﻋﺷرة أذرع ﻣن ﻣﺎﺋﺔ ذراع ﻣن دار أو ﺣﻣﺎم ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎﺳد ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻗﺎﻻ :ھو ﺟﺎﺋز،
وإن اﺷﺗرى ﻋﺷرة أﺳﮭم ﻣن ﻣﺎﺋﺔ ﺳﮭم ﺟﺎز ﻓﻲ ﻗوﻟﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎ"
ﻟﮭﻣﺎ أن ﻋﺷرة أذرع ﻣن ﻣﺎﺋﺔ ذراع ﻋﺷر اﻟدار ﻓﺄﺷﺑﮫ ﻋﺷرة أﺳﮭم .وﻟﮫ أن اﻟذراع ص -26-
اﺳم ﻟﻣﺎ ﯾذرع ﺑﮫ ،واﺳﺗﻌﯾر ﻟﻣﺎ ﯾﺣﻠﮫ اﻟذراع وھو اﻟﻣﻌﯾن دون اﻟﻣﺷﺎع ،وذﻟك ﻏﯾر ﻣﻌﻠوم ،ﺑﺧﻼف اﻟﺳﮭم .وﻻ
ﻓرق ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﺑﯾن ﻣﺎ إذا ﻋﻠم ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻟذراﻋﺎن أو ﻟم ﯾﻌﻠم ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻘوﻟﮫ اﻟﺧﺻﺎف ﻟﺑﻘﺎء
اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ.
وﻟو اﺷﺗرى ﻋدﻻ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻋﺷرة أﺛواب ﻓﺈذا ھو ﺗﺳﻌﺔ أو أﺣد ﻋﺷر ﻓﺳد اﻟﺑﯾﻊ ﻟﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ أو اﻟﺛﻣن.
"وﻟو ﺑﯾن ﻟﻛل ﺛوب ﺛﻣﻧﺎ ﺟﺎز ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﻧﻘﺻﺎن ﺑﻘدره وﻟﮫ اﻟﺧﯾﺎر ،وﻟم ﯾﺟز ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدة" ﻟﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﻌﺷرة
اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ .وﻗﯾل ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻻ ﯾﺟوز ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﻧﻘﺻﺎن أﯾﺿﺎ وﻟﯾس ﺑﺻﺣﯾﺢ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا اﺷﺗرى ﺛوﺑﯾن
ﻋﻠﻰ أﻧﮭﻣﺎ ھروﯾﺎن ﻓﺈذا أﺣدھﻣﺎ ﻣروي ﺣﯾث ﻻ ﯾﺟوز ﻓﯾﮭﻣﺎ ،وإن ﺑﯾن ﺛﻣن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﺟﻌل اﻟﻘﺑول ﻓﻲ
اﻟﻣروي ﺷرطﺎ ﻟﺟواز اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﮭروي ،وھو ﺷرط ﻓﺎﺳد وﻻ ﻗﺑول ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣﻌدوم ﻓﺎﻓﺗرﻗﺎ.
"وﻟو اﺷﺗرى ﺛوﺑﺎ واﺣدا ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻋﺷرة أذرع ﻛل ذراع ﺑدرھم ﻓﺈذا ھو ﻋﺷرة وﻧﺻف أو ﺗﺳﻌﺔ وﻧﺻف ،ﻗﺎل
أﺑو ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻓﻲ اﻟوﺟﮫ اﻷول ﯾﺄﺧذه ﺑﻌﺷرة ﻣن ﻏﯾر ﺧﯾﺎر ،وﻓﻲ اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺄﺧذه ﺑﺗﺳﻌﺔ إن ﺷﺎء
وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻓﻲ اﻟوﺟﮫ اﻷول ﯾﺄﺧذه ﺑﺄﺣد ﻋﺷر إن ﺷﺎء ،وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺄﺧذ ﺑﻌﺷرة إن ﺷﺎء .وﻗﺎل
ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﺄﺧذ ﻓﻲ اﻷول ﺑﻌﺷرة وﻧﺻف إن ﺷﺎء ،وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺗﺳﻌﺔ وﻧﺻف وﯾﺧﯾر"؛ ﻷن ﻣن
ﺿرورة ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟذراع ﺑﺎﻟدرھم ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻧﺻﻔﮫ ﺑﻧﺻﻔﮫ ﻓﯾﺟري ﻋﻠﯾﮫ ﺣﻛﻣﮭﺎ .وﻷﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﻟﻣﺎ أﻓرد
ﻛل ذراع ﺑﺑدل ﻧزل ﻛل ذراع ﻣﻧزﻟﺔ ﺛوب ﻋﻠﻰ ﺣدة وﻗد اﻧﺗﻘض .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن اﻟذراع وﺻف ﻓﻲ
اﻷﺻل ،وإﻧﻣﺎ أﺧذ ﺣﻛم اﻟﻣﻘدار ﺑﺎﻟﺷرط وھو ﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟذراع ،ﻓﻌﻧد ﻋدﻣﮫ ﻋﺎد اﻟﺣﻛم إﻟﻰ اﻷﺻل .وﻗﯾل ﻓﻲ
اﻟﻛرﺑﺎس اﻟذي ﻻ ﯾﺗﻔﺎوت ﺟواﻧﺑﮫ ﻻ ﯾطﯾب ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻣﺎ زاد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروط؛ ﻷﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻣوزون ﺣﯾث ﻻ ﯾﺿره
اﻟﻔﺻل ،وﻋﻠﻰ ھذا ﻟو ﻗﺎﻟوا :ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ ذراع ﻣﻧﮫ.
واﻟﺳﻼم" :ﻣن اﺷﺗرى أرﺿﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻧﺧل ﻓﺎﻟﺛﻣرة ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ،إﻻ أن ﯾﺷﺗرط اﻟﻣﺑﺗﺎع" وﻷن ص -27-
اﻻﺗﺻﺎل وإن ﻛﺎن ﺧﻠﻘﺔ ﻓﮭو ﻟﻠﻘطﻊ ﻻ ﻟﻠﺑﻘﺎء ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟزرع" .وﯾﻘﺎل ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ اﻗطﻌﮭﺎ وﺳﻠم اﻟﻣﺑﯾﻊ" وﻛذا إذا ﻛﺎن
ﻓﯾﮭﺎ زرع؛ ﻷن ﻣﻠك اﻟﻣﺷﺗري ﻣﺷﻐول ﺑﻣﻠك اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻔرﯾﻐﮫ وﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ،ﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻓﯾﮫ ﻣﺗﺎع .وﻗﺎل
اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﺗرك ﺣﺗﻰ ﯾظﮭر ﺻﻼح اﻟﺛﻣر وﯾﺳﺗﺣﺻد اﻟزرع؛ ﻷن اﻟواﺟب إﻧﻣﺎ ھو اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﺗﺎد،
واﻟﻣﻌﺗﺎد أن ﻻ ﯾﻘطﻊ ﻛذﻟك وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا اﻧﻘﺿت ﻣدة اﻹﺟﺎرة وﻓﻲ اﻷرض زرع .ﻗﻠﻧﺎ :ھﻧﺎك اﻟﺗﺳﻠﯾم واﺟب
أﯾﺿﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺗرك ﺑﺄﺟر ،وﺗﺳﻠﯾم اﻟﻌوض ﻛﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌوض .،وﻻ ﻓرق ﺑﯾن ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺛﻣر ﺑﺣﺎل ﻟﮫ ﻗﯾﻣﺔ أو ﻟم
ﯾﻛن ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ وﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﯾن ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ؛ ﻷن ﺑﯾﻌﮫ ﯾﺟوز ﻓﻲ أﺻﺢ اﻟرواﯾﺗﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺑﯾن ﻓﻼ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺑﯾﻊ
اﻟﺷﺟر ﻣن ﻏﯾر ذﻛر .وأﻣﺎ إذا ﺑﯾﻌت اﻷرض وﻗد ﺑذر ﻓﯾ ﮭﺎ ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ وﻟم ﯾﻧﺑت ﺑﻌد ﻟم ﯾدﺧل ﻓﯾﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﻣودع ﻓﯾﮭﺎ
ﻛﺎﻟﻣﺗﺎع .،وﻟو ﻧﺑت وﻟم ﺗﺻر ﻟﮫ ﻗﯾﻣﺔ ﻓﻘد ﻗﯾل ﻻ ﯾدﺧل ﻓﯾﮫ ،وﻗد ﻗﯾل ﯾدﺧل ﻓﯾﮫ ،وﻛﺄن ھذا ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ
ﺟواز ﺑﯾﻌﮫ ﻗﺑل أن ﺗﻧﺎﻟﮫ اﻟﻣﺷﺎﻓر واﻟﻣﻧﺎﺟل ،وﻻ ﯾدﺧل اﻟزرع واﻟﺛﻣر ﺑذﻛر اﻟﺣﻘوق واﻟﻣراﻓق؛ ﻷﻧﮭﻣﺎ ﻟﯾﺳﺎ ﻣﻧﮭﻣﺎ.
وﻟو ﻗﺎل ﺑﻛل ﻗﻠﯾل وﻛﺛﯾر ھو ﻟﮫ ﻓﯾﮭﺎ وﻣﻧﮭﺎ ﻣن ﺣﻘوﻗﮭﺎ أو ﻗﺎل ﻣن ﻣراﻓﻘﮭﺎ ﻟم ﯾدﺧﻼ ﻓﯾﮫ ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ،وإن ﻟم ﯾﻘل ﻣن
ﺣﻘوﻗﮭﺎ أو ﻣن ﻣراﻓﻘﮭﺎ دﺧﻼ ﻓﯾﮫ .وأﻣﺎ اﻟﺛﻣر اﻟﻣﺟذوذ واﻟزرع اﻟﻣﺣﺻود ﻓﮭو ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻣﺗﺎع ﻻ ﯾدﺧل إﻻ
ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﺛﻣرة ﻟم ﯾﺑد ﺻﻼﺣﮭﺎ أو ﻗد ﺑدا ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ"؛ ﻷﻧﮫ ﻣﺎل ﻣﺗﻘوم ،إﻣﺎ ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﻧﺗﻔﻌﺎ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل أو
ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ،وﻗد ﻗﯾل ﻻ ﯾﺟوز ﻗﺑل أن ﯾﺑدو ﺻﻼﺣﮭﺎ واﻷول أﺻﺢ "وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻗطﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل" ﺗﻔرﯾﻐﺎ
ﻟﻣﻠك اﻟﺑﺎﺋﻊ ،وھذا .إذا اﺷﺗراھﺎ ﻣطﻠﻘﺎ أو ﺑﺷرط اﻟﻘطﻊ "وإن ﺷرط ﺗرﻛﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺧﯾل ﻓﺳد اﻟﺑﯾﻊ"؛ ﻷﻧﮫ ﺷرط ﻻ
ﯾﻘﺗﺿﯾﮫ اﻟﻌﻘد وھو ﺷﻐل ﻣﻠك اﻟﻐﯾر أو ھو ﺻﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺔ وھو إﻋﺎرة أو إﺟﺎرة ﻓﻲ ﺑﯾﻊ ،وﻛذا ﺑﯾﻊ اﻟزرع ﺑﺷرط
اﻟﺗرك ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ،وﻛذا إذا ﺗﻧﺎھﻰ ﻋظﻣﮭﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ،واﺳﺗﺣﺳﻧﮫ ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ
ﷲ ﻟﻠﻌﺎدة ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﺗﻧﺎه ﻋظﻣﮭﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﺷرط ﻓﯾﮫ اﻟﺟزء اﻟﻣﻌدوم وھو اﻟذي ﯾزﯾد ﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣن اﻷرض أو
اﻟﺷﺟر .وﻟو اﺷﺗراھﺎ ﻣطﻠﻘﺎ وﺗرﻛﮭﺎ ﺑﺈذن اﻟﺑﺎﺋﻊ طﺎب ﻟﮫ اﻟﻔﺿل ،وإن ﺗرﻛﮭﺎ ﺑﻐﯾر إذﻧﮫ ﺗﺻدق ﺑﻣﺎ زاد ﻓﻲ ذاﺗﮫ
ﻟﺣﺻوﻟﮫ ﺑﺟﮭﺔ ﻣﺣظورة ،وإن ﺗرﻛﮭﺎ ﺑﻌدﻣﺎ ﺗﻧﺎھﻰ ﻋظﻣﮭﺎ ﻟم ﯾﺗﺻدق ﺑﺷﻲء .ﻷن ھذا ﺗﻐﯾر ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺣﻘق زﯾﺎدة،
وإن اﺷﺗراھﺎ ﻣطﻠﻘ ﺎ وﺗرﻛﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺧﯾل وﻗد اﺳﺗﺄﺟر اﻟﻧﺧﯾل إﻟﻰ وﻗت اﻹدراك طﺎب ﻟﮫ اﻟﻔﺿل؛ ﻷن اﻹﺟﺎرة
ﺑﺎطﻠﺔ ﻟﻌدم اﻟﺗﻌﺎرف واﻟﺣﺎﺟﺔ ﻓﺑﻘﻲ اﻹذن ﻣﻌﺗﺑرا ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا اﺷﺗرى اﻟزرع واﺳﺗﺄﺟر اﻷرض إﻟﻰ أن ﯾدرك
وﺗرﻛﮫ ﺣﯾث ﻻ ﯾطﯾب ﻟﮫ اﻟﻔﺿل؛ ﻷن اﻹﺟﺎرة ﻓﺎﺳدة ﻟﻠﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﺄورﺛت ﺧﺑﺛﺎ ،وﻟو
اﺷﺗراھﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﻓﺄﺛﻣرت ﺛﻣرا آﺧر ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻓﺳد اﻟﺑﯾﻊ؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺑﯾﻊ ص -28-
ﻟﺗﻌذر اﻟﺗﻣﯾﯾز .وﻟو أﺛﻣرت ﺑﻌد اﻟﻘﺑض ﯾﺷﺗرﻛﺎن ﻓﯾﮫ ﻟﻼﺧﺗﻼط ،واﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﻣﻘداره؛ ﻷﻧﮫ ﻓﻲ ﯾده،
وﻛذا ﻓﻲ اﻟﺑﺎذﻧﺟﺎن واﻟﺑطﯾﺦ ،واﻟﻣﺧﻠص أن ﯾﺷﺗري اﻷﺻول ﻟﺗﺣﺻل اﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﮫ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﺑﯾﻊ ﺛﻣرة وﯾﺳﺗﺛﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ ،أرطﺎﻻ ﻣﻌﻠوﻣﺔ" ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎﻟك رﺣﻣﮫ ﷲ؛ ﻷن اﻟﺑﺎﻗﻲ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء
ﻣﺟﮭول .،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺑﺎع واﺳﺗﺛﻧﻰ ﻧﺧﻼ ﻣﻌﯾﻧﺎ؛ ﻷن اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻣﻌﻠوم ﺑﺎﻟﻣﺷﺎھدة .ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :ﻗﺎﻟوا ھذه
رواﯾﺔ اﻟﺣﺳن وھو ﻗول اﻟطﺣﺎوي؛ أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ظﺎھر اﻟرواﯾﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺟوز؛ ﻷن اﻷﺻل أن ﻣﺎ ﯾﺟوز إﯾراد اﻟﻌﻘد
ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻧﻔراده ﯾﺟوز اﺳﺗﺛﻧﺎؤه ﻣن اﻟﻌﻘد ،وﺑﯾﻊ ﻗﻔﯾز ﻣن ﺻﺑرة ﺟﺎﺋز ﻓﻛذا اﺳﺗﺛﻧﺎؤه ،ﺑﺧﻼف اﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺣﻣل
وأطراف اﻟﺣﯾوان؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻌﮫ ،ﻓﻛذا اﺳﺗﺛﻧﺎؤه.
"وﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﺣﻧطﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺑﻠﮭﺎ واﻟﺑﺎﻗﻼء ﻓﻲ ﻗﺷره" وﻛذا اﻷرز واﻟﺳﻣﺳم .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﯾﺟوز
ﺑﯾﻊ اﻟﺑﺎﻗﻼء اﻷﺧﺿر ،وﻛذا اﻟﺟوز واﻟﻠوز واﻟﻔﺳﺗق ﻓﻲ ﻗﺷره اﻷول ﻋﻧده .وﻟﮫ ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻧﺑﻠﺔ ﻗوﻻن ،وﻋﻧدﻧﺎ
ﯾﺟوز ذﻟك ﻛﻠﮫ .ﻟﮫ أن اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺳﺗور ﺑﻣﺎ ﻻ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻟﮫ ﻓﯾﮫ ﻓﺄﺷﺑﮫ ﺗراب اﻟﺻﺎﻏﺔ إذا ﺑﯾﻊ ﺑﺟﻧﺳﮫ .وﻟﻧﺎ ﻣﺎ روي
ﻋن اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم "أﻧﮫ ﻧﮭﻰ ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﻧﺧل ﺣﺗﻰ ﯾزھو ،وﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻧﺑل ﺣﺗﻰ ﯾﺑﯾض وﯾﺄﻣن
اﻟﻌﺎھﺔ"؛ وﻷﻧﮫ ﺣب ﻣﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ ﻓﯾﺟوز ﺑﯾﻌﮫ ﻓﻲ ﺳﻧﺑﻠﮫ ﻛﺎﻟﺷﻌﯾر واﻟﺟﺎﻣﻊ ﻛوﻧﮫ ﻣﺎﻻ ﻣﺗﻘوﻣﺎ ،ﺑﺧﻼف ﺗراب اﻟﺻﺎﻏﺔ؛
ﻷﻧﮫ إﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻌﮫ ﺑﺟﻧﺳﮫ ﻻﺣﺗﻣﺎل اﻟرﺑﺎ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺑﺎﻋﮫ ﺑﺧﻼف ﺟﻧﺳﮫ ﺟﺎز ،وﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺗﻧﺎ ﻟو ﺑﺎﻋﮫ ﺑﺟﻧﺳﮫ ﻻ
ﯾﺟوز أﯾﺿﺎ ﻟﺷﺑﮭﺔ اﻟرﺑﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾدري ﻗدر ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺎﺑل.
"وﻣن ﺑﺎع دارا دﺧل ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ إﻏﻼﻗﮭﺎ"؛ ﻷﻧﮫ ﯾدﺧل ﻓﯾﮫ اﻹﻏﻼق؛ ﻷﻧﮭﺎ ﻣرﻛﺑﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻠﺑﻘﺎء واﻟﻣﻔﺗﺎح ﯾدﺧل
ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻐﻠق ﻣن ﻏﯾر ﺗﺳﻣﯾﺔ؛ ﻷﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ ﺑﻌض ﻣﻧﮫ إذ ﻻ ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ ﺑدوﻧﮫ.
ﻗﺎل" :وأﺟرة اﻟﻛﯾﺎل وﻧﺎﻗد اﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ" أﻣﺎ اﻟﻛﯾل ﻓﻼ ﺑد ﻣﻧﮫ ﻟﻠﺗﺳﻠﯾم وھو ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ وﻣﻌﻧﻰ ھذا إذا ﺑﯾﻊ
ﻣﻛﺎﯾﻠﺔ ،وﻛذا أﺟرة اﻟوزان واﻟزراع واﻟﻌداد ،وأﻣﺎ اﻟﻧﻘد ﻓﺎﻟﻣذﻛور رواﯾﺔ اﺑن رﺳﺗم ﻋن ﻣﺣﻣد؛ ﻷن اﻟﻧﻘد ﯾﻛون ﺑﻌد
اﻟﺗﺳﻠﯾم؛ أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﯾﻛون ﺑﻌد اﻟوزن واﻟﺑﺎﺋﻊ ھو اﻟﻣﺣﺗﺎج إﻟﯾﮫ ﻟﯾﻣﯾز ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﮫ ﺣﻘﮫ ﻣن ﻏﯾره أو ﻟﯾﻌرف اﻟﻣﻌﯾب
ﻟﯾرده .وﻓﻲ رواﯾﺔ اﺑن ﺳﻣﺎﻋﺔ ﻋﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺟﯾد اﻟﻣﻘدر ،واﻟﺟودة ﺗﻌرف ﺑﺎﻟﻧﻘد ﻛﻣﺎ
ﯾﻌرف اﻟﻘدر ﺑﺎﻟوزن ﻓﯾﻛون ﻋﻠﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وأﺟرة وزان اﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ أﻧﮫ ھو اﻟﻣﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺛﻣن ص -29-
وﺑﺎﻟوزن ﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗﺳﻠﯾم.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﺳﻠﻌﺔ ﺑﺛﻣن ﻗﯾل ﻟﻠﻣﺷﺗري ادﻓﻊ اﻟﺛﻣن أوﻻ"؛ ﻷن ﺣق اﻟﻣﺷﺗري ﺗﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﯾﻘدم دﻓﻊ اﻟﺛﻣن
ﻟﯾﺗﻌﯾن ﺣق اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﻘﺑض ﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺳﺎواة.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﺳﻠﻌﺔ ﺑﺳﻠﻌﺔ أو ﺛﻣﻧﺎ ﺑﺛﻣن ﻗﯾل ﻟﮭﻣﺎ ﺳﻠﻣﺎ ﻣﻌﺎ" ﻻﺳﺗواﺋﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﯾن ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم
أﺣدھﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ.
اﻷﺻل ﺑﺎﻷﺛر .وﻓﻲ ھذا ﺑﺎﻟﻘﯾﺎس ،وﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻗﯾﺎس آﺧر وإﻟﯾﮫ ﻣﺎل زﻓر وھو أﻧﮫ ص -30-
ﺑﯾﻊ ﺷرط ﻓﯾﮫ إﻗﺎﻟﺔ ﻓﺎﺳدة ﻟﺗﻌﻠﻘﮭﺎ ﺑﺎﻟﺷرط ،واﺷﺗراط اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻣﻧﮭﺎ ﻓﯾﮫ ﻣﻔﺳد ﻟﻠﻌﻘد ،ﻓﺎﺷﺗراط اﻟﻔﺎﺳد أوﻟﻰ ووﺟﮫ
اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ.
ﻗﺎل" :وﺧﯾﺎر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﯾﻣﻧﻊ ﺧروج اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋن ﻣﻠﻛﮫ"؛ ﻷن ﺗﻣﺎم ھذا اﻟﺳﺑب ﺑﺎﻟﻣراﺿﺎة وﻻ ﯾﺗم ﻣﻊ اﻟﺧﯾﺎر وﻟﮭذا
ﯾﻧﻔذ ﻋﺗﻘﮫ .وﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮫ وإن ﻗﺑﺿﮫ ﺑﺈذن اﻟﺑﺎﺋﻊ "وﻟو ﻗﺑﺿﮫ اﻟﻣﺷﺗري وھﻠك ﻓﻲ ﯾده ﻓﻲ ﻣدة
اﻟﺧﯾﺎر ﺿﻣﻧﮫ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ"؛ ﻷن اﻟﺑﯾﻊ ﯾﻧﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﮭﻼك؛ ﻷﻧﮫ ﻛﺎن ﻣوﻗوﻓﺎ ،وﻻ ﻧﻔﺎذ ﺑدون اﻟﻣﺣل ﻓﺑﻘﻲ ﻣﻘﺑوﺿﺎ ﻓﻲ ﯾده
ﻋﻠﻰ ﺳوم اﻟﺷراء وﻓﯾﮫ اﻟﻘﯾﻣﺔ ،وﻟو ھﻠك ﻓﻲ ﯾد اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻧﻔﺳﺦ اﻟﺑﯾﻊ وﻻ ﺷﻲء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري اﻋﺗﺑﺎرا ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ اﻟﺻﺣﯾﺢ
اﻟﻣطﻠق.
ﻗﺎل" :وﺧﯾﺎر اﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﺧروج اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋن ﻣﻠك اﻟﺑﺎﺋﻊ"؛ ﻷن اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﻻزم ،وھذا؛ ﻷن
اﻟﺧﯾﺎر إﻧﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﺧروج اﻟﺑدل .ﻋن ﻣﻠك ﻣن ﻟﮫ اﻟﺧﯾﺎر؛ ﻷﻧﮫ ﺷرع ﻧظرا ﻟﮫ دون اﻵﺧر.
ﻗﺎل" :إﻻ أن اﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﯾﻣﻠﻛﮫ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻗﺎﻻ :ﯾﻣﻠﻛﮫ" ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﺧرج ﻋن ﻣﻠك اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻠو ﻟم ﯾدﺧل ﻓﻲ
ﻣﻠك اﻟﻣﺷﺗري ﯾﻛون زاﺋﻼ ﻻ إﻟﻰ ﻣﺎﻟك وﻻ ﻋﮭد ﻟﻧﺎ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺷرع .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﺧرج اﻟﺛﻣن ﻋن ﻣﻠﻛﮫ
ﻓﻠو ﻗﻠﻧﺎ ﺑﺄﻧﮫ ﯾدﺧل اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ ﻻﺟﺗﻣﻊ اﻟﺑدﻻن ﻓﻲ ﻣﻠك رﺟل واﺣد ﺣﻛﻣﺎ ﻟﻠﻣﻌﺎوﺿﺔ ،وﻻ أﺻل ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺷرع؛
ﻷن اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﻣﺳﺎواة؛ وﻷن اﻟﺧﯾﺎر ﺷرع ﻧظرا ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻟﯾﺗروى ﻓﯾﻘف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،وﻟو ﺛﺑت
اﻟﻣﻠك رﺑﻣﺎ ﯾﻌﺗق ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻏﯾر اﺧﺗﯾﺎره ﺑﺄن ﻛﺎن ﻗرﯾﺑﮫ ﻓﯾﻔوت اﻟﻧظر.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ھﻠك ﻓﻲ ﯾده ھﻠك ﺑﺎﻟﺛﻣن ،وﻛذا إذا دﺧﻠﮫ ﻋﯾب" ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ .ووﺟﮫ اﻟﻔرق أﻧﮫ إذا
دﺧﻠﮫ ﻋﯾب ﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟرد ،واﻟﮭﻼك ﻻ ﯾﻌرى ﻋن ﻣﻘدﻣﺔ ﻋﯾب ﻓﯾﮭﻠك ،واﻟﻌﻘد ﻗد اﻧﺑرم ﻓﯾﻠزﻣﮫ اﻟﺛﻣن ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺗﻘدم؛
ﻷن ﺑدﺧول اﻟﻌﯾب ﻻ ﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟرد ﺣﻛﻣﺎ ﺑﺧﯾﺎر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﯾﮭﻠك واﻟﻌﻘد ﻣوﻗوف.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى اﻣرأﺗﮫ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻟم ﯾﻔﺳد اﻟﻧﻛﺎح"؛ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﻣﻠﻛﮭﺎ ﻟﻣﺎ ﻟﮫ ﻣن اﻟﺧﯾﺎر "وإن
وطﺋﮭﺎ ﻟﮫ أن ﯾردھﺎ "؛ ﻷن اﻟوطء ﺑﺣﻛم اﻟﻧﻛﺎح "إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﺑﻛرا"؛ ﻷن اﻟوطء ﯾﻧﻘﺻﮭﺎ ،وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ
"وﻗﺎﻻ :ﯾﻔﺳد اﻟﻧﻛﺎح"؛ ﻷﻧﮫ ﻣﻠﻛﮭﺎ "وإن وطﺋﮭﺎ ﻟم ﯾردھﺎ"؛ ﻷن وطﺄھﺎ ﺑﻣﻠك اﻟﯾﻣﯾن ﻓﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟرد وإن ﻛﺎﻧت ﺛﯾﺑﺎ؛
وﻟﮭذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ أﺧوات ﻛﻠﮭﺎ ﺗﺑﺗﻧﻲ ﻋﻠﻰ وﻗوع اﻟﻣﻠك ﻟﻠﻣﺷﺗري ﺑﺷرط اﻟﺧﯾﺎر وﻋدﻣﮫ :ﻣﻧﮭﺎ ﻋﺗق اﻟﻣﺷﺗرى ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺷﺗري إذا ﻛﺎن ﻗرﯾﺑﺎ ﻟﮫ ﻓﻲ ﻣدة اﻟﺧﯾﺎر ،وﻣﻧﮭﺎ :ﻋﺗﻘﮫ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗري ﺣﻠف إن ﻣﻠﻛت ﻋﺑدا ﻓﮭو ﺣر .ﺑﺧﻼف
ﻣﺎ إذا ﻗﺎل :إن اﺷﺗرﯾت ﻓﮭو ﺣر؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺻﯾر ﻛﺎﻟﻣﻧﺷﺊ ﻟﻠﻌﺗق ﺑﻌد اﻟﺷراء ﻓﯾﺳﻘط ص -31-
اﻟﺧﯾﺎر ،وﻣﻧﮭﺎ أن ﺣﯾض اﻟﻣﺷﺗراة ﻓﻲ اﻟﻣدة ﻻ ﯾﺟﺗزأ ﺑﮫ ﻋن اﻻﺳﺗﺑراء ﻋﻧده ،وﻋﻧدھﻣﺎ ﯾﺟﺗزأ؛ وﻟو ردت ﺑﺣﻛم
اﻟﺧﯾﺎر إﻟﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻻ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ اﻻﺳﺗﺑراء ﻋﻧده ،وﻋﻧدھﻣﺎ ﯾﺟب إذا ردت ﺑﻌد اﻟﻘﺑض .وﻣﻧﮭﺎ إذا وﻟدت اﻟﻣﺷﺗراة
ﻓﻲ اﻟﻣدة ﺑﺎﻟﻧﻛﺎح ﻻ ﺗﺻﯾر أم وﻟد ﻟﮫ ﻋﻧده ﺧﻼﻓﺎ ﻟﮭﻣﺎ .،وﻣﻧﮭﺎ إذا ﻗﺑض اﻟﻣﺷﺗري اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﺈذن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺛم أودﻋﮫ ﻋﻧد
اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﮭﻠك ﻓﻲ ﯾده ﻓﻲ اﻟﻣدة ھﻠك ﻣن ﻣﺎل اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻘﺑض ﺑﺎﻟرد ﻟﻌدم اﻟﻣﻠك ﻋﻧده ،وﻋﻧدھﻣﺎ ﻣن ﻣﺎل
اﻟﻣﺷﺗري ﻟﺻﺣﺔ اﻹﯾداع ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻠك .وﻣﻧﮭﺎ ﻟو ﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗري ﻋﺑدا ﻣﺄذوﻧﺎ ﻟﮫ ﻓﺄﺑرأه اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣن اﻟﺛﻣن ﻓﻲ
اﻟﻣدة ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺎره ﻋﻧده؛ ﻷن اﻟرد اﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻣﻠك واﻟﻣﺄذون ﻟﮫ ﯾﻠﯾﮫ ،وﻋﻧدھﻣﺎ ﺑطل ﺧﯾﺎره؛ ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻣﻠﻛﮫ
ﻛﺎن اﻟرد ﻣﻧﮫ ﺗﻣﻠﯾﻛﺎ ﺑﻐﯾر ﻋوض وھو ﻟﯾس ﻣن أھﻠﮫ .وﻣﻧﮭﺎ إذا اﺷﺗرى ذﻣﻲ ﻣن ذﻣﻲ ﺧﻣرا ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﺛم
أﺳﻠم ﺑطل اﻟﺧﯾﺎر ﻋﻧدھﻣﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﻣﻠﻛﮭﺎ ﻓﻼ ﯾﻣﻠك ردھﺎ وھو ﻣﺳﻠم .وﻋﻧده ﯾﺑطل اﻟﺑﯾﻊ؛ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﻣﻠﻛﮭﺎ ﻓﻼ ﯾﺗﻣﻠﻛﮭﺎ
ﺑﺈﺳﻘﺎط اﻟﺧﯾﺎر ﺑﻌده وھو ﻣﺳﻠم.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺷرط ﻟﮫ اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻠﮫ أن ﯾﻔﺳﺦ ﻓﻲ اﻟﻣدة وﻟﮫ أن ﯾﺟﯾز ،ﻓﺈن أﺟﺎزه ﺑﻐﯾر ﺣﺿرة ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﺟﺎز .وإن
ﻓﺳﺦ ﻟم ﯾﺟز إﻻ أن ﯾﻛون اﻵﺧر ﺣﺎﺿرا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﯾﺟوز" وھو ﻗول اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ
واﻟﺷرط ھو اﻟﻌﻠم ،وإﻧﻣﺎ ﻛﻧﻰ ﺑﺎﻟﺣﺿرة ﻋﻧﮫ .ﻟﮫ أﻧﮫ ﻣﺳﻠط ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺳﺦ ﻣن ﺟﮭﺔ ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻼ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻣﮫ
ﻛﺎﻹﺟﺎزة وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺷﺗرط رﺿﺎه وﺻﺎر ﻛﺎﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ .وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﺗﺻرف ﻓﻲ ﺣق اﻟﻐﯾر وھو اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟرﻓﻊ ،وﻻ
ﯾﻌرى ﻋن اﻟﻣﺿرة؛ ﻷﻧﮫ .ﻋﺳﺎه ﯾﻌﺗﻣد ﺗﻣﺎم اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺳﺎﺑق ﻓﯾﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﻓﺗﻠزﻣﮫ ﻏراﻣﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺑﺎﻟﮭﻼك ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن
اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ،أو ﻻ ﯾطﻠب ﻟﺳﻠﻌﺗﮫ ﻣﺷﺗرﯾﺎ ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻠﻣﺷﺗري ،وھذا ﻧوع ﺿرر ﻓﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻣﮫ
وﺻﺎر ﻛﻌزل اﻟوﻛﯾل ،ﺑﺧﻼف .اﻹﺟﺎزة ﻷﻧﮫ ﻻ إﻟزام ﻓﯾﮫ ،وﻻ ﻧﻘول إﻧﮫ ﻣﺳﻠط ،وﻛﯾف ﯾﻘﺎل ذﻟك وﺻﺎﺣﺑﮫ ﻻ ﯾﻣﻠك
اﻟﻔﺳﺦ وﻻ ﺗﺳﻠﯾط ﻓﻲ ﻏﯾر .ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﮫ اﻟﻣﺳﻠط ،وﻟو ﻛﺎن ﻓﺳﺦ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻏﯾﺑﺔ ﺻﺎﺣﺑﮫ وﺑﻠﻐﮫ ﻓﻲ اﻟﻣدة ﺗم اﻟﻔﺳﺦ
ﻟﺣﺻول اﻟﻌﻠم ﺑﮫ ،وﻟو ﺑﻠﻐﮫ ﺑﻌد ﻣﺿﻲ اﻟﻣدة ﺗم اﻟﻌﻘد ﺑﻣﺿﻲ اﻟﻣدة ﻗﺑل اﻟﻔﺳﺦ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻣﺎت ﻣن ﻟﮫ اﻟﺧﯾﺎر ﺑطل ﺧﯾﺎره وﻟم ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ ورﺛﺗﮫ" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﯾورث ﻋﻧﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﺣق ﻻزم
ﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﺟري ﻓﯾﮫ اﻹرث ﻛﺧﯾﺎر اﻟﻌﯾب واﻟﺗﻌﯾﯾن .وﻟﻧﺎ أن اﻟﺧﯾﺎر ﻟﯾس إﻻ ﻣﺷﯾﺋﺔ وإرادة وﻻ ﯾﺗﺻور
اﻧﺗﻘﺎﻟﮫ ،واﻹرث ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻘﺑل اﻻﻧﺗﻘﺎل .ﺑﺧﻼف ﺧﯾﺎر اﻟﻌﯾب؛ ﻷن اﻟﻣورث اﺳﺗﺣق اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺳﻠﯾﻣﺎ ﻓﻛذا اﻟوارث ،ﻓﺄﻣﺎ
ﻧﻔس اﻟﺧﯾﺎر ﻻ ﯾورث ،وأﻣﺎ ﺧﯾﺎر اﻟﺗﻌﯾﯾن ﯾﺛﺑت ﻟﻠوارث اﺑﺗداء ﻻﺧﺗﻼط ﻣﻠﻛﮫ ﺑﻣﻠك اﻟﻐﯾر ﻻ أن ﯾورث اﻟﺧﯾﺎر.
ﻗﺎل "وﻣن اﺷﺗرى ﺷﯾﺋﺎ وﺷرط اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻐﯾره ﻓﺄﯾﮭﻣﺎ أﺟﺎز اﻟﺧﯾﺎر وأﯾﮭﻣﺎ ﻧﻘض
اﻧﺗﻘض" وأﺻل ھذا أن اﺷﺗراط اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻐﯾره ﺟﺎﺋز اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ،وﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس ﻻ ﯾﺟوز ص -32-
وھو ﻗول زﻓر؛ ﻷن اﻟﺧﯾﺎر ﻣن ﻣواﺟب اﻟﻌﻘد وأﺣﻛﺎﻣﮫ ،ﻓﻼ ﯾﺟوز اﺷﺗراطﮫ ﻟﻐﯾره ﻛﺎﺷﺗراط اﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ ﻏﯾر
اﻟﻣﺷﺗري ..وﻟﻧﺎ أن اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻐﯾر اﻟﻌﺎﻗد ﻻ ﯾﺛﺑت إﻻ ﺑطرﯾق اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﻌﺎﻗد ﻓﯾﻘدر اﻟﺧﯾﺎر ﻟﮫ اﻗﺗﺿﺎء ﺛم ﯾﺟﻌل ھو
ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻋﻧﮫ ﺗﺻﺣﯾﺣﺎ ﻟﺗﺻرﻓﮫ ،وﻋﻧد ذﻟك ﯾﻛون ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ اﻟﺧﯾﺎر ،ﻓﺄﯾﮭﻣﺎ أﺟﺎز ﺟﺎز ،وأﯾﮭﻣﺎ ﻧﻘض اﻧﺗﻘض
"وﻟو أﺟﺎز أﺣدھﻣﺎ وﻓﺳﺦ اﻵﺧر ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺳﺎﺑق" ﻟوﺟوده ﻓﻲ زﻣﺎن ﻻ ﯾزاﺣﻣﮫ ﻓﯾﮫ ﻏﯾره ،وﻟو ﺧرج اﻟﻛﻼﻣﺎن
ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﻌﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺻرف اﻟﻌﺎﻗد ﻓﻲ رواﯾﺔ وﺗﺻرف اﻟﻔﺎﺳﺦ ﻓﻲ أﺧرى .وﺟﮫ اﻷول أن ﺗﺻرف اﻟﻌﺎﻗد أﻗوى؛ ﻷن
اﻟﻧﺎﺋب ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟوﻻﯾﺔ ﻣﻧﮫ .وﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ أن اﻟﻔﺳﺦ أﻗوى؛ ﻷن اﻟﻣﺟﺎز ﯾﻠﺣﻘﮫ اﻟﻔﺳﺦ واﻟﻣﻔﺳوخ ﻻ ﺗﻠﺣﻘﮫ اﻹﺟﺎزة،
وﻟﻣﺎ ﻣﻠك ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ اﻟﺗﺻرف رﺟﺣﻧﺎ ﺑﺣﺎل اﻟﺗﺻرف .وﻗﯾل اﻷول ﻗول ﻣﺣﻣد واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف،
واﺳﺗﺧراج ذﻟك ﻣﻣﺎ إذا ﺑﺎع اﻟوﻛﯾل ﻣن رﺟل واﻟﻣوﻛل ﻣن ﻏﯾره ﻣﻌﺎ؛ ﻓﻣﺣﻣد ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮫ ﺗﺻرف اﻟﻣوﻛل ،وأﺑو
ﯾوﺳف ﯾﻌﺗﺑرھﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﻋﺑدﯾن ﺑﺄﻟف درھم ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﻓﻲ أﺣدھﻣﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎﺳد ،وإن ﺑﺎع ﻛل واﺣد
ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﻓﻲ أﺣدھﻣﺎ ﺑﻌﯾﻧﮫ ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ" واﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ أوﺟﮫ:
أﺣدھﺎ :أن ﻻ ﯾﻔﺻل اﻟﺛﻣن وﻻ ﯾﻌﯾن اﻟذي ﻓﯾﮫ اﻟﺧﯾﺎر وھو اﻟوﺟﮫ اﻷول ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب وﻓﺳﺎده ﻟﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﺛﻣن واﻟﻣﺑﯾﻊ؛
ﻷن اﻟذي ﻓﯾﮫ اﻟﺧﯾﺎر ﻛﺎﻟﺧﺎرج ﻋن اﻟﻌﻘد ،إذ اﻟﻌﻘد ﻣﻊ اﻟﺧﯾﺎر ﻻ ﯾﻧﻌﻘد ﻓﻲ ﺣق اﻟﺣﻛم ﻓﺑﻘﻲ اﻟداﺧل ﻓﯾﮫ أﺣدھﻣﺎ وھو
ﻏﯾر ﻣﻌﻠوم.
واﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ :أن ﯾﻔﺻل اﻟﺛﻣن وﯾﻌﯾن اﻟذي ﻓﯾﮫ اﻟﺧﯾﺎر وھو اﻟﻣذﻛور ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ،وإﻧﻣﺎ ﺟﺎز؛ ﻷن اﻟﻣﺑﯾﻊ
ﻣﻌﻠوم واﻟﺛﻣن ﻣﻌﻠوم ،وﻗﺑول اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟذي ﻓﯾﮫ اﻟﺧﯾﺎر وإن ﻛﺎن ﺷرطﺎ ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻵﺧر وﻟﻛن ھذا ﻏﯾر
ﻣﻛﺳد ﻟﻠﻌﻘد ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻛﻣﺎ إذا ﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻗن وﻣدﺑر.
واﻟﺛﺎﻟث :أن ﯾﻔﺻل وﻻ ﯾﻌﯾن.
واﻟراﺑﻊ :أن ﯾﻌﯾن وﻻ ﯾﻔﺻل ،ﻓﺎﻟﻌﻘد ﻓﺎﺳد ﻓﻲ اﻟوﺟﮭﯾن :إﻣﺎ ﻟﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ أو ﻟﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﺛﻣن.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺛوﺑﯾن ﻋﻠﻰ أن ﯾﺄﺧذ أﯾﮭﻣﺎ ﺷﺎء ﺑﻌﺷرة وھو ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻓﮭو ﺟﺎﺋز ،وﻛذا اﻟﺛﻼﺛﺔ ،ﻓﺈن
ﻛﺎﻧت أرﺑﻌﺔ أﺛواب ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎﺳد" واﻟﻘﯾﺎس أن ﯾﻔﺳد اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻛل ﻟﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ ،وھو ﻗول زﻓر واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ .وﺟﮫ
اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أن ﺷرع اﻟﺧﯾﺎر
ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ دﻓﻊ اﻟﻐﺑن ﻟﯾﺧﺗﺎر ﻣﺎ ھو اﻷرﻓق واﻷوﻓق ،واﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ھذا اﻟﻧوع ﻣن ص -33-
اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺗﺣﻘﻘﺔ؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﺧﺗﯾﺎر ﻣن ﯾﺛق ﺑﮫ أو اﺧﺗﯾﺎر ﻣن ﯾﺷﺗرﯾﮫ ﻷﺟﻠﮫ ،وﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣن اﻟﺣﻣل إﻟﯾﮫ إﻻ
ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ ورد ﺑﮫ اﻟﺷرع ،ﻏﯾر أن ھذه اﻟ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻧدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺛﻼث ﻟوﺟود اﻟﺟﯾد واﻟوﺳط واﻟرديء ﻓﯾﮭﺎ،
واﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻟﺗﻌﯾﯾن ﻣن ﻟﮫ اﻟﺧﯾﺎر ،وﻛذا ﻓﻲ اﻷرﺑﻊ ،إﻻ أن اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﮭﺎ ﻏﯾر
ﻣﺗﺣﻘﻘﺔ واﻟرﺧﺻﺔ ﺛﺑوﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺔ وﻛون اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻏﯾر ﻣﻔﺿﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻼ ﺗﺛﺑت ﺑﺄﺣدھﻣﺎ .ﺛم ﻗﯾل :ﯾﺷﺗرط
أن ﯾﻛون ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﻘد ﺧﯾﺎر اﻟﺷرط ﻣﻊ ﺧﯾﺎر اﻟﺗﻌﯾﯾن ،وھو اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر" .وﻗﯾل ﻻ ﯾﺷﺗرط وھو
اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﻛﺑﯾر" ،ﻓﯾﻛون ذﻛره ﻋﻠﻰ ھذا اﻻﻋﺗﺑﺎر وﻓﺎﻗﺎ ﻻ ﺷرطﺎ؛ وإذا ﻟم ﯾذﻛر ﺧﯾﺎر اﻟﺷرط ﻻ ﺑد ﻣن
ﺗوﻗﯾت ﺧﯾﺎر اﻟﺗﻌﯾﯾن ﺑﺎﻟﺛﻼث ﻋﻧده وﺑﻣدة ﻣﻌﻠوﻣﺔ أﯾﺗﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻧدھﻣﺎ .ﺛم ذﻛر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧﺳﺦ :اﺷﺗرى ﺛوﺑﯾن
وﻓﻲ ﺑﻌﺿﮭﺎ اﺷﺗرى أﺣد اﻟﺛوﺑﯾن وھو اﻟﺻﺣﯾﺢ؛ ﻷن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أﺣدھﻣﺎ واﻵﺧر أﻣﺎﻧﺔ ،واﻷول ﺗﺟوز
واﺳﺗﻌﺎرة .وﻟو ھﻠك أﺣدھﻣﺎ أو ﺗﻌﯾب ﻟزﻣﮫ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﮫ ﺑﺛﻣﻧﮫ وﺗﻌﯾن اﻵﺧر ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ﻻﻣﺗﻧﺎع اﻟرد ﺑﺎﻟﺗﻌﯾب ،وﻟو ھﻠﻛﺎ
ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻣﻌﺎ ﯾﻠزﻣﮫ ﻧﺻف ﺛﻣن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻟﺷﯾوع اﻟﺑﯾﻊ واﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﯾﮭﻣﺎ .وﻟو ﻛﺎن ﻓﯾﮫ ﺧﯾﺎر اﻟﺷرط ﻟﮫ أن
ﯾردھﻣﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ .وﻟو ﻣﺎت ﻣن ﻟﮫ اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻠوارﺛﮫ أن ﯾرد أﺣدھﻣﺎ؛ ﻷن اﻟﺑﺎﻗﻲ ﺧﯾﺎر اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻟﻼﺧﺗﻼط ،وﻟﮭذا ﻻ
ﯾﺗوﻗف ﻓﻲ ﺣق اﻟوارث .وأﻣﺎ ﺧﯾﺎر اﻟﺷرط ﻻ ﯾورث وﻗد ذﻛرﻧﺎه ﻣن ﻗﺑل.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى دارا ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﻓﺑﯾﻌت دار أﺧرى ﺑﺟﻧﺑﮭﺎ ﻓﺄﺧذھﺎ ﺑﺎﻟﺷﻔﻌﺔ ﻓﮭو رﺿﺎ"؛ ﻷن طﻠب
اﻟﺷﻔﻌﺔ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﺧﺗﯾﺎره اﻟﻣﻠك ﻓﯾﮭﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﻣﺎ ﺛﺑت إﻻ ﻟدﻓﻊ ﺿرر اﻟﺟوار وذﻟك ﺑﺎﻻﺳﺗداﻣﺔ ﻓﯾﺗﺿﻣن ذﻟك ﺳﻘوط
اﻟﺧﯾﺎر ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﺛﺑت اﻟﻣﻠك ﻣن وﻗت اﻟﺷراء ﻓﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﺟوار ﻛﺎن ﺛﺎﺑﺗﺎ ،وھذا اﻟﺗﻘرﯾر ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﮫ ﻟﻣذھب أﺑﻲ
ﺣﻧﯾﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
ﻗﺎل" :وإذا اﺷﺗرى اﻟرﺟﻼن ﻋﺑدا ﻋﻠﻰ أﻧﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﻓرﺿﻲ أﺣدھﻣﺎ ﻓﻠﯾس ﻟﻶﺧر أن ﯾرده" ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ،
وﻗﺎﻻ :ﻟﮫ أن ﯾرده ،وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف ﺧﯾﺎر اﻟﻌﯾب وﺧﯾﺎر اﻟرؤﯾﺔ ،ﻟﮭﻣﺎ أن إﺛﺑﺎت اﻟﺧﯾﺎر ﻟﮭﻣﺎ إﺛﺑﺎﺗﮫ ﻟﻛل واﺣد
ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻓﻼ ﯾﺳﻘط ﺑﺈﺳﻘﺎط ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن إﺑطﺎل ﺣﻘﮫ .وﻟﮫ أن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺧرج ﻋن ﻣﻠﻛﮫ ﻏﯾر ﻣﻌﯾب ﺑﻌﯾب اﻟﺷرﻛﺔ،
ﻓﻠو رده أﺣدھﻣﺎ رده ﻣﻌﯾﺑﺎ ﺑﮫ وﻓﯾﮫ إﻟزام ﺿرر زاﺋد ،وﻟﯾس ﻣن ﺿرورة إﺛﺑﺎت اﻟﺧﯾﺎر ﻟﮭﻣﺎ اﻟرﺿﺎ ﺑرد أﺣدھﻣﺎ
ﻟﺗﺻور اﺟﺗﻣﺎﻋﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرد.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﻋﺑدا ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺧﺑﺎز أو ﻛﺎﺗب وﻛﺎن ﺑﺧﻼﻓﮫ ﻓﺎﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر إن ﺷﺎء أﺧذه ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺛﻣن وإن
ﺷﺎء ﺗرك"؛ ﻷن ھذا وﺻف ﻣرﻏوب ﻓﯾﮫ ﻓﯾﺳﺗﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﺷرط ،ﺛم ﻓواﺗﮫ ﯾوﺟب اﻟﺗﺧﯾﯾر؛ ﻷﻧﮫ ﻣﺎ رﺿﻲ ﺑﮫ
دوﻧﮫ ،وھذا ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﺧﺗﻼف اﻟﻧوع ﻟﻘﻠﺔ اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ
اﻷﻏراض ،ﻓﻼ ﯾﻔﺳد اﻟﻌﻘد ﺑﻌدﻣﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ وﺻف اﻟذﻛورة واﻷﻧوﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾواﻧﺎت ص -34-
وﺻﺎر ﻛﻔوات وﺻف اﻟﺳﻼﻣﺔ ،وإذا أﺧذه أﺧذه ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺛﻣن؛ ﻷن اﻷوﺻﺎف ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﺷﻲء ﻣن اﻟﺛﻣن ﻟﻛوﻧﮭﺎ
ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋرف.
آﺣﺎدھﺎ ﻛﺎﻟﻣﻛﯾل واﻟﻣوزون ،وﻋﻼﻣﺗﮫ أن ﯾﻌرض ﺑﺎﻟﻧﻣوذج ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑرؤﯾﺔ واﺣد ﻣﻧﮭﺎ إﻻ ص -35-
إذا ﻛﺎن اﻟﺑﺎﻗﻲ أردأ ﻣﻣﺎ رأى ﻓﺣﯾﻧﺋذ ﯾﻛون ﻟﮫ اﻟﺧﯾﺎر .وإن ﻛﺎن ﺗﺗﻔﺎوت آﺣﺎدھﺎ ﻛﺎﻟﺛﯾﺎب واﻟدواب ﻻ ﺑد ﻣن رؤﯾﺔ
ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﺎ ،واﻟﺟوز واﻟﺑﯾض ﻣن ھذا اﻟﻘﺑﯾل ﻓﯾﻣﺎ ذﻛره اﻟﻛرﺧﻲ ،وﻛﺎن ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﻣﺛل اﻟﺣﻧطﺔ واﻟﺷﻌﯾر
ﻟﻛوﻧﮭﺎ ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ .إذا ﺛﺑت ھذا ﻓﻧﻘول :اﻟﻧظر إﻟﻰ وﺟﮫ اﻟﺻﺑرة ﻛﺎف؛ ﻷﻧﮫ ﯾﻌرف وﺻف اﻟﺑﻘﯾﺔ؛ ﻷﻧﮫ ﻣﻛﯾل ﯾﻌرض
ﺑﺎﻟﻧﻣوذج ،وﻛذا اﻟﻧظر إﻟﻰ ظﺎھر اﻟﺛوب ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻠم ﺑﮫ اﻟﺑﻘﯾﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻓﻲ طﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻘﺻودا ﻛﻣوﺿﻊ اﻟﻌﻠم،
واﻟوﺟﮫ ھو اﻟﻣﻘﺻود ﻓﻲ اﻵدﻣﻲ ،وھو واﻟﻛﻔل ﻓﻲ اﻟدواب ﻓﯾﻌﺗﺑر رؤﯾﺔ اﻟﻣﻘﺻود وﻻ ﯾﻌﺗﺑر رؤﯾﺔ ﻏﯾره .وﺷرط
ﺑﻌﺿﮭم رؤﯾﺔ اﻟﻘواﺋم .واﻷول ھو اﻟﻣروي ﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ .وﻓﻲ ﺷﺎة اﻟﻠﺣم ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺟس ﻷن
اﻟﻣﻘﺻود وھو اﻟﻠﺣم ﯾﻌرف ﺑﮫ .وﻓﻲ ﺷﺎة اﻟﻘﻧﯾﺔ ﻻ ﺑد ﻣن رؤﯾﺔ اﻟﺿرع .وﻓﯾﻣﺎ ﯾطﻌم ﻻ ﺑد ﻣن اﻟذوق ﻷن ذﻟك ھو
اﻟﻣﻌرف ﻟﻠﻣﻘﺻود .ﻗﺎل" :وإن رأى ﺻﺣن اﻟدار ﻓﻼ ﺧﯾﺎر ﻟﮫ وإن ﻟم ﯾﺷﺎھد ﺑﯾوﺗﮭﺎ" وﻛذﻟك إذا رأى ﺧﺎرج اﻟدار
أو رأى أﺷﺟﺎر اﻟﺑﺳﺗﺎن ﻣن ﺧﺎرج .وﻋﻧد زﻓر ﻻ ﺑد ﻣن دﺧول داﺧل اﻟﺑﯾوت ،واﻷﺻﺢ أن ﺟواب اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ
وﻓﺎق ﻋﺎدﺗﮭم ﻓﻲ اﻷﺑﻧﯾﺔ ،ﻓﺈن دورھم ﻟم ﺗﻛن ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﯾوﻣﺋذ ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟﯾوم ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟدﺧول ﻓﻲ داﺧل اﻟدار
ﻟﻠﺗﻔﺎوت ،واﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟظﺎھر ﻻ ﯾوﻗﻊ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟداﺧل.
ﻗﺎل" :وﻧظر اﻟوﻛﯾل ﻛﻧظر اﻟﻣﺷﺗري ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾرده إﻻ ﻣن ﻋﯾب ،وﻻ ﯾﻛون ﻧظر اﻟرﺳول ﻛﻧظر اﻟﻣﺷﺗري ،وھذا
ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وﻗﺎﻻ :ھﻣﺎ ﺳواء ،وﻟﮫ أن ﯾرده" ﻗﺎل ﻣﻌﻧﺎه اﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﻘﺑض ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﺷراء
ﻓرؤﯾﺗﮫ ﺗﺳﻘط اﻟﺧﯾﺎر ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع.
ﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﺗوﻛل ﺑﺎﻟﻘﺑض دون إﺳﻘﺎط اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻼ ﯾﻣﻠك ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗوﻛل ﺑﮫ وﺻﺎر ﻛﺧﯾﺎر اﻟﻌﯾب واﻟﺷرط واﻹﺳﻘﺎط
ﻗﺻدا .وﻟﮫ أن اﻟﻘﺑض ﻧوﻋﺎن :ﺗﺎم وھو أن ﯾﻘﺑﺿﮫ وھو ﯾراه .وﻧﺎﻗص ،وھو أن ﯾﻘﺑﺿﮫ ﻣﺳﺗورا وھذا؛ ﻷن ﺗﻣﺎﻣﮫ
ﺑﺗﻣﺎم اﻟﺻﻔﻘﺔ وﻻ ﺗﺗم ﻣﻊ ﺑﻘﺎء ﺧﯾﺎر اﻟرؤﯾﺔ واﻟﻣوﻛل ﻣﻠﻛﮫ ﺑﻧوﻋﯾﮫ ،ﻓﻛذا اﻟوﻛﯾل .وﻣﺗﻰ ﻗﺑض اﻟﻣوﻛل وھو ﯾراه
ﺳﻘط اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻛذا اﻟوﻛﯾل ﻹطﻼق اﻟﺗوﻛﯾل .وإذا ﻗﺑﺿﮫ ﻣﺳﺗورا اﻧﺗﮭﻰ اﻟﺗوﻛﯾل ﺑﺎﻟﻧﺎﻗص ﻣﻧﮫ ﻓﻼ ﯾﻣﻠك إﺳﻘﺎطﮫ
ﻗﺻدا ﺑﻌد ذﻟك ،ﺑﺧﻼف ﺧﯾﺎر اﻟﻌﯾب؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﺗﻣﺎم اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻓﯾﺗم اﻟﻘﺑض ﻣﻊ ﺑﻘﺎﺋﮫ ،وﺧﯾﺎر اﻟﺷرط ﻋﻠﻰ ھذا
اﻟﺧﻼف .وﻟو ﺳﻠم ﻓﺎﻟﻣوﻛل ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﺗﺎم ﻣﻧﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﻘط ﺑﻘﺑﺿﮫ؛ ﻷن اﻻﺧﺗﯾﺎر وھو اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﯾﻛون
ﺑﻌده ،ﻓﻛذا ﻻ ﯾﻣﻠﻛﮫ وﻛﯾﻠﮫ ،وﺑﺧﻼف اﻟرﺳول؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻠك ﺷﯾﺋﺎ وإﻧﻣﺎ إﻟﯾﮫ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ وﻟﮭذا ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻘﺑض،
واﻟﺗﺳﻠﯾم إذا ﻛﺎن رﺳوﻻ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ.
ﻗﺎل" :وﺑﯾﻊ اﻷﻋﻣﻰ وﺷراؤه ﺟﺎﺋز وﻟﮫ اﻟﺧﯾﺎر إذا اﺷﺗرى" ﻷﻧﮫ اﺷﺗرى ﻣﺎ ﻟم ﯾره وﻗد ﻗررﻧﺎه ﻣن ﻗﺑل "ﺛم ﯾﺳﻘط
ﺧﯾﺎره ﺑﺟﺳﮫ اﻟﻣﺑﯾﻊ إذا ﻛﺎن ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺟس ،وﯾﺷﻣﮫ إذا ﻛﺎن ﯾﻌرف
ﺑﺎﻟﺷم وﯾذوﻗﮫ إذا ﻛﺎن ﯾﻌرف ﺑﺎﻟذوق" ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺻﯾر "وﻻ ﯾﺳﻘط ﺧﯾﺎره ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ص -36-
ﺣﺗﻰ ﯾوﺻف ﻟﮫ" ﻷن اﻟوﺻف ﯾﻘﺎم ﻣﻘﺎم اﻟرؤﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻠم .وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ إذا وﻗف ﻓﻲ ﻣﻛﺎن
ﻟو ﻛﺎن ﺑﺻﯾرا ﻟرآه وﻗﺎل :ﻗد رﺿﯾت ﺳﻘط ﺧﯾﺎره ،ﻷن اﻟﺗﺷﺑﮫ ﯾﻘﺎم ﻣﻘﺎم اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ اﻟﻌﺟز ﻛﺗﺣرﯾك
اﻟﺷﻔﺗﯾن ﯾﻘﺎم ﻣﻘﺎم اﻟﻘراءة ﻓﻲ ﺣق اﻷﺧرس ﻓﻲ اﻟﺻﻼة ،وإﺟراء اﻟﻣوﺳﻰ ﻣﻘﺎم اﻟﺣﻠق ﻓﻲ ﺣق ﻣن ﻻ ﺷﻌر ﻟﮫ ﻓﻲ
اﻟﺣﺞ .وﻗﺎل اﻟﺣﺳن :ﯾوﻛل وﻛﯾﻼ ﺑﻘﺑﺿﮫ وھو ﯾراه وھذا أﺷﺑﮫ ﺑﻘول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻷن رؤﯾﺔ اﻟوﻛﯾل ﻛرؤﯾﺔ اﻟﻣوﻛل
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر آﻧﻔﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن رأى أﺣد اﻟﺛوﺑﯾن ﻓﺎﺷﺗراھﻣﺎ ﺛم رأى اﻵﺧر ﺟﺎز ﻟﮫ أن ﯾردھﻣﺎ" ﻷن رؤﯾﺔ أﺣدھﻣﺎ ﻻ ﺗﻛون رؤﯾﺔ
اﻵﺧر ﻟﻠﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﺛﯾﺎب ﻓﺑﻘﻲ اﻟﺧﯾﺎر ﻓﯾﻣﺎ ﻟم ﯾره ،ﺛم ﻻ ﯾرده وﺣده ﺑل ﯾردھﻣﺎ ﻛﻲ ﻻ ﯾﻛون ﺗﻔرﯾﻘﺎ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ ﻗﺑل
اﻟﺗﻣﺎم ،وھذا؛ ﻷن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻻ ﺗﺗم ﻣﻊ ﺧﯾﺎر اﻟرؤﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض وﺑﻌده ،وﻟﮭذا ﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻟرد ﺑﻐﯾر ﻗﺿﺎء وﻻ رﺿﺎ
وﯾﻛون ﻓﺳﺧﺎ ﻣن اﻷﺻل.
"وﻣن ﻣﺎت وﻟﮫ ﺧﯾﺎر اﻟرؤﯾﺔ ﺑطل ﺧﯾﺎره" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺟري ﻓﯾﮫ اﻹرث ﻋﻧدﻧﺎ ،وﻗد ذﻛرﻧﺎه ﻓﻲ ﺧﯾﺎر اﻟﺷرط.
"وﻣن رأى ﺷﯾﺋﺎ ﺛم اﺷﺗراه ﺑﻌد ﻣدة ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﻲ رآه ﻓﻼ ﺧﯾﺎر ﻟﮫ" ﻷن اﻟﻌﻠم ﺑﺄوﺻﺎﻓﮫ ﺣﺎﺻل ﻟﮫ
ﺑﺎﻟرؤﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﺑﻔواﺗﮫ ﯾﺛﺑت اﻟﺧﯾﺎر إﻻ إذا ﻛﺎن ﻻ ﯾﻌﻠﻣﮫ ﻣرﺋﯾﮫ ﻟﻌدم اﻟرﺿﺎ ﺑﮫ "وإن وﺟده ﻣﺗﻐﯾرا ﻓﻠﮫ اﻟﺧﯾﺎر"
ﻷن ﺗﻠك اﻟرؤﯾﺔ ﻟم ﺗﻘﻊ ﻣﻌﻠﻣﺔ ﺑﺄوﺻﺎﻓﮫ ﻓﻛﺄﻧﮫ ﻟم ﯾره ،وإن اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﺎﻟﻘول ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﻷن اﻟﺗﻐﯾر ﺣﺎدث وﺳﺑب
اﻟﻠزوم ظﺎھر ،إﻻ إذا ﺑﻌدت اﻟﻣدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟوا ﻷن اﻟظﺎھر ﺷﺎھد ﻟﻠﻣﺷﺗري ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ اﻟرؤﯾﺔ ﻷﻧﮭﺎ
أﻣر ﺣﺎدث واﻟﻣﺷﺗري ﯾﻧﻛره ﻓﯾﻛون اﻟﻘول ﻗوﻟﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﻋدل زطﻲ وﻟم ﯾره ﻓﺑﺎع ﻣﻧﮫ ﺛوﺑﺎ أو وھﺑﮫ وﺳﻠﻣﮫ ﻟم ﯾرد ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻧﮭﺎ إﻻ ﻣن ﻋﯾب ،وﻛذﻟك
ﺧﯾﺎر اﻟﺷرط"؛ ﻷﻧﮫ ﺗﻌذر اﻟرد ﻓﯾﻣﺎ ﺧرج ﻋن ﻣﻠﻛﮫ ،وﻓﻲ رد ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺗﻔرﯾق اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻗﺑل اﻟﺗﻣﺎم؛ ﻷن ﺧﯾﺎر اﻟرؤﯾﺔ
واﻟﺷرط ﯾﻣﻧﻌﺎن ﺗﻣﺎﻣﮭﺎ ،ﺑﺧﻼف ﺧﯾﺎر اﻟﻌﯾب ﻷن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺗﺗم ﻣﻊ ﺧﯾﺎر اﻟﻌﯾب ﺑﻌد اﻟﻘﺑض وإن ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗﺗم ﻗﺑﻠﮫ
وﻓﯾﮫ وﺿﻊ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ .ﻓﻠو ﻋﺎد إﻟﯾﮫ ﺑﺳﺑب ھو ﻓﺳﺦ ﻓﮭو ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺎر اﻟرؤﯾﺔ ،ﻛذا ذﻛره ﺷﻣس اﻷﺋﻣﺔ اﻟﺳرﺧﺳﻲ .وﻋن
أﺑﻲ ﯾوﺳف أﻧﮫ ﻻ ﯾﻌود ﺑﻌد ﺳﻘوطﮫ ﻛﺧﯾﺎر اﻟﺷرط ،وﻋﻠﯾﮫ اﻋﺗﻣد اﻟﻘدوري.
ﺷﺎء رده" ﻷن ﻣطﻠق اﻟﻌﻘد ﯾﻘﺗﺿﻲ وﺻف اﻟﺳﻼﻣﺔ ،ﻓﻌﻧد ﻓوﺗﮫ ﯾﺗﺧﯾر ﻛﻲ ﻻ ﯾﺗﺿرر ص -37-
ﺑﻠزوم ﻣﺎ ﻻ ﯾرﺿﻰ ﺑﮫ" ،وﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾﻣﺳﻛﮫ وﯾﺄﺧذ اﻟﻧﻘﺻﺎن" ﻷن اﻷوﺻﺎف ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﺷﻲء ﻣن اﻟﺛﻣن ﻓﻲ
ﻣﺟرد اﻟﻌﻘد؛ وﻷﻧﮫ ﻟم ﯾرض ﺑزواﻟﮫ ﻋن ﻣﻠﻛﮫ ﺑﺄﻗل ﻣن اﻟﻣﺳﻣﻰ ﻓﯾﺗﺿرر ﺑﮫ ،ودﻓﻊ اﻟﺿرر ﻋن اﻟﻣﺷﺗري ﻣﻣﻛن
ﺑﺎﻟرد ﺑدون ﺗﺿرره ،واﻟﻣراد ﻋﯾب ﻛﺎن ﻋﻧد اﻟﺑﺎﺋﻊ وﻟم ﯾره اﻟﻣﺷﺗري ﻋﻧد اﻟﺑﯾﻊ وﻻ ﻋﻧد اﻟﻘﺑض؛ ﻷن ذﻟك رﺿﺎ
ﺑﮫ.
ﻗﺎل" :وﻛل ﻣﺎ أوﺟب ﻧﻘﺻﺎن اﻟﺛﻣن ﻓﻲ ﻋﺎدة اﻟﺗﺟﺎر ﻓﮭو ﻋﯾب"؛ ﻷن اﻟﺗﺿرر ﺑﻧﻘﺻﺎن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺎﻧﺗﻘﺎص
اﻟﻘﯾﻣﺔ واﻟﻣرﺟﻊ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺗﮫ ﻋرف أھﻠﮫ.
"واﻹﺑﺎق واﻟﺑول ﻓﻲ اﻟﻔراش واﻟﺳرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻐﯾر ﻋﯾب ﻣﺎ ﻟم ﯾﺑﻠﻎ ،ﻓﺈذا ﺑﻠﻎ ﻓﻠﯾس ذﻟك ﺑﻌﯾب ﺣﺗﻰ ﯾﻌﺎوده ﺑﻌد
اﻟﺑﻠوغ" وﻣﻌﻧﺎه :إذا ظﮭرت ﻋﻧد اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺻﻐره ﺛم ﺣدﺛت ﻋﻧد اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﺻﻐره ﻓﻠﮫ أن ﯾرده؛ ﻷﻧﮫ ﻋﯾن
ذﻟك ،وإن ﺣدﺛت ﺑﻌد ﺑﻠوﻏﮫ ﻟم ﯾرده؛ ﻷﻧﮫ ﻏﯾره ،وھذا؛ ﻷن ﺳﺑب ھذه اﻷﺷﯾﺎء ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﻟﺻﻐر واﻟﻛﺑر ،ﻓﺎﻟﺑول
ﻓﻲ اﻟﻔراش ﻓﻲ اﻟﺻﻐر ﻟﺿﻌف اﻟﻣﺛﺎﻧﺔ ،وﺑﻌد اﻟﻛﺑر ﻟداء ﻓﻲ ﺑﺎطﻧﮫ ،واﻹﺑﺎق ﻓﻲ اﻟﺻﻐر ﻟﺣب اﻟﻠﻌب واﻟﺳرﻗﺔ ﻟﻘﻠﺔ
اﻟﻣﺑﺎﻻة ،وھﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻛﺑر ﻟﺧﺑث ﻓﻲ اﻟﺑﺎطن ،واﻟﻣراد ﻣن اﻟﺻﻐﯾر ﻣن ﯾﻌﻘل ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟذي ﻻ ﯾﻌﻘل ﻓﮭو ﺿﺎل ﻻ آﺑق
ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق ﻋﯾﺑﺎ.
ﻗﺎل" :واﻟﺟﻧون ﻓﻲ اﻟﺻﻐر ﻋﯾب أﺑدا" وﻣﻌﻧﺎه :إذا ﺟن ﻓﻲ اﻟﺻﻐر ﻓﻲ ﯾد اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺛم ﻋﺎوده ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺷﺗري ﻓﯾﮫ أو
ﻓﻲ اﻟﻛﺑر ﯾرده؛ ﻷﻧﮫ ﻋﯾن اﻷول ،إذ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﯾن ﻣﺗﺣد وھو ﻓﺳﺎد اﻟﺑﺎطن ،وﻟﯾس ﻣﻌﻧﺎه أﻧﮫ ﻻ ﯾﺷﺗرط
اﻟﻣﻌﺎودة ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺷﺗري؛ ﻷن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إزاﻟﺗﮫ وإن ﻛﺎن ﻗﻠﻣﺎ ﯾزول ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﻣﻌﺎودة ﻟﻠرد.
"ﻗﺎل" :واﻟﺑﺧر واﻟدﻓر ﻋﯾب ﻓﻲ اﻟﺟﺎرﯾﺔ"؛ ﻷن اﻟﻣﻘﺻود ﻗد ﯾﻛون اﻻﺳﺗﻔراش وطﻠب اﻟوﻟد وھﻣﺎ ﯾﺧﻼن ﺑﮫ،
وﻟﯾس ﺑﻌﯾب ﻓﻲ اﻟﻐﻼم؛ ﻷن اﻟﻣﻘﺻود اﻻﺳﺗﺧدام وﻻ ﯾﺧﻼن ﺑﮫ ،إﻻ أن ﯾﻛون ﻣن داء؛ ﻷن اﻟداء ﻋﯾب.
"واﻟزﻧﺎ ووﻟد اﻟزﻧﺎ ﻋﯾب ﻓﻲ اﻟﺟﺎرﯾﺔ دون اﻟﻐﻼم"؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺧل ﺑﺎﻟﻣﻘﺻود ﻓﻲ اﻟﺟﺎرﯾﺔ وھو اﻻﺳﺗﻔراش وطﻠب
اﻟوﻟد ،وﻻ ﯾﺧل ﺑﺎﻟﻣﻘﺻود ﻓﻲ اﻟﻐﻼم وھو اﻻﺳﺗﺧدام ،إﻻ أن ﯾﻛون اﻟزﻧﺎ ﻋﺎدة ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟوا؛ ﻷن اﺗﺑﺎﻋﮭن ﯾﺧل
ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ.
ﻗﺎل" :واﻟﻛﻔر ﻋﯾب ﻓﯾﮭﻣﺎ"؛ ﻷن طﺑﻊ اﻟﻣﺳﻠم ﯾﻧﻔر ﻋن ﺻﺣﺑﺗﮫ؛ وﻷﻧﮫ ﯾﻣﺗﻧﻊ ﺻرﻓﮫ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻛﻔﺎرات ﻓﺗﺧﺗل
اﻟرﻏﺑﺔ ،ﻓﻠو اﺷﺗراه ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻛﺎﻓر ﻓوﺟده ﻣﺳﻠﻣﺎ ﻻ ﯾرده؛ ﻷﻧﮫ زوال اﻟﻌﯾب .وﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﯾرده؛ ﻷن اﻟﻛﺎﻓر
ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺳﻠم ،وﻓوات اﻟﺷرط
ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻌﯾب .ﻗﺎل" :ﻓﻠو ﻛﺎﻧت اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻻ ﺗﺣﯾض أو ھﻲ ﻣﺳﺗﺣﺎﺿﺔ ﻓﮭو ص -38-
ﻋﯾب "؛ ﻷن ارﺗﻔﺎع اﻟدم واﺳﺗﻣراره ﻋﻼﻣﺔ اﻟداء ،وﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ اﻻرﺗﻔﺎع أﻗﺻﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺑﻠوغ وھو ﺳﺑﻊ ﻋﺷرة ﺳﻧﺔ
ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وﯾﻌرف ذﻟك ﺑﻘول اﻷﻣﺔ ﻓﺗرد إذا اﻧﺿم إﻟﯾﮫ ﻧﻛول اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض وﺑﻌده وھو
اﻟﺻﺣﯾﺢ.
ﻗﺎل" :وإذا ﺣدث ﻋﻧد اﻟﻣﺷﺗري ﻋﯾب ﻓﺎطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﯾب ﻛﺎن ﻋﻧد اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻠﮫ أن ﯾرﺟﻊ ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن وﻻ ﯾرد
اﻟﻣﺑﯾﻊ"؛ ﻷن ﻓﻲ اﻟرد إﺿرارا ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻊ؛ ﻷﻧﮫ ﺧرج ﻋن ﻣﻠﻛﮫ ﺳﺎﻟﻣﺎ ،وﯾﻌود ﻣﻌﯾﺑﺎ ﻓﺎﻣﺗﻧﻊ ،وﻻ ﺑد ﻣن دﻓﻊ اﻟﺿرر
ﻋﻧﮫ ﻓﺗﻌﯾن اﻟرﺟوع ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن إﻻ أن ﯾرﺿﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ أن ﯾﺄﺧذه ﺑﻌﯾﺑﮫ؛ ﻷﻧﮫ رﺿﻲ ﺑﺎﻟﺿرر.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺛوﺑﺎ ﻓﻘطﻌﮫ ﻓوﺟد ﺑﮫ ﻋﯾﺑﺎ رﺟﻊ ﺑﺎﻟﻌﯾب"؛ ﻷﻧﮫ اﻣﺗﻧﻊ اﻟرد ﺑﺎﻟﻘطﻊ ﻓﺈﻧﮫ ﻋﯾب ﺣﺎدث "ﻓﺈن ﻗﺎل
اﻟﺑﺎﺋﻊ :أﻧﺎ أﻗﺑﻠﮫ ﻛذﻟك ﻛﺎن ﻟﮫ ذﻟك"؛ ﻷن اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻟﺣﻘﮫ وﻗد رﺿﻲ ﺑﮫ "ﻓﺈن ﺑﺎﻋﮫ اﻟﻣﺷﺗري ﻟم ﯾرﺟﻊ ﺑﺷﻲء"؛
ﻷن اﻟرد ﻏﯾر ﻣﻣﺗﻧﻊ ﺑرﺿﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﯾﺻﯾر ھو ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﺣﺎﺑﺳﺎ ﻟﻠﻣﺑﯾﻊ ﻓﻼ ﯾرﺟﻊ ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن "ﻓﺈن ﻗطﻊ اﻟﺛوب وﺧﺎطﮫ
أو ﺻﺑﻐﮫ أﺣﻣر ،أو ﻟت اﻟﺳوﯾق ﺑﺳﻣن ﺛم اطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﯾب رﺟﻊ ﺑﻧﻘﺻﺎﻧﮫ" ﻻﻣﺗﻧﺎع اﻟرد ﺑﺳﺑب اﻟزﯾﺎدة؛ ﻷﻧﮫ ﻻ
وﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻲ اﻷﺻل ﺑدوﻧﮭﺎ؛ ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻧﻔك ﻋﻧﮫ ،وﻻ وﺟﮫ إﻟﯾﮫ ﻣﻌﮭﺎ؛ ﻷن اﻟزﯾﺎدة ﻟﯾﺳت ﺑﻣﺑﯾﻌﺔ ﻓﺎﻣﺗﻧﻊ
أﺻﻼ "وﻟﯾس ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ أن ﯾﺄﺧذه"؛ ﻷن اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻟﺣق اﻟﺷرع ﻻ ﻟﺣﻘﮫ "ﻓﺈن ﺑﺎﻋﮫ اﻟﻣﺷﺗري ﺑﻌدﻣﺎ رأى اﻟﻌﯾب رﺟﻊ
ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن" ﻷن اﻟرد ﻣﻣﺗﻧﻊ أﺻﻼ ﻗﺑﻠﮫ ﻓﻼ ﯾﻛون ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﺣﺎﺑﺳﺎ ﻟﻠﻣﺑﯾﻊ .وﻋن ھذا ﻗﻠﻧﺎ :إن ﻣن اﺷﺗرى ﺛوﺑﺎ ﻓﻘطﻌﮫ
ﻟﺑﺎﺳﺎ ﻟوﻟده اﻟﺻﻐﯾر وﺧﺎطﮫ ﺛم اطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﯾب ﻻ ﯾرﺟﻊ ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن ،وﻟو ﻛﺎن اﻟوﻟد ﻛﺑﯾرا ﯾرﺟﻊ؛ ﻷن اﻟﺗﻣﻠﯾك
ﺣﺻل ﻓﻲ اﻷول ﻗﺑل اﻟﺧﯾﺎطﺔ ،وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌدھﺎ ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم إﻟﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﻋﺑدا ﻓﺄﻋﺗﻘﮫ أو ﻣﺎت ﻋﻧده ﺛم اطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﯾب رﺟﻊ ﺑﻧﻘﺻﺎﻧﮫ" أﻣﺎ اﻟﻣوت؛ ﻓﻸن اﻟﻣﻠك ﯾﻧﺗﮭﻲ
ﺑﮫ واﻻﻣﺗﻧﺎع ﺣﻛﻣﻲ ﻻ ﯾﻔﻌﻠﮫ ،وأﻣﺎ اﻹﻋﺗﺎق ﻓﺎﻟﻘﯾﺎس ﻓﯾﮫ أن ﻻ ﯾرﺟﻊ؛ ﻷن اﻻﻣﺗﻧﺎع ﺑﻔﻌﻠﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﻘﺗل ،وﻓﻲ
اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن :ﯾرﺟﻊ؛ ﻷن اﻟﻌﺗق إﻧﮭﺎء اﻟﻣﻠك؛ ﻷن اﻵدﻣﻲ ﻣﺎ ﺧﻠق ﻓﻲ اﻷﺻل ﻣﺣﻼ ﻟﻠﻣﻠك ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺛﺑت اﻟﻣﻠك ﻓﯾﮫ
ﻣوﻗﺗﺎ إﻟﻰ اﻹﻋﺗﺎق ﻓﻛﺎن إﻧﮭﺎء ﻓﺻﺎرت ﻛﺎﻟﻣوت ،وھذا؛ ﻷن اﻟﺷﻲء ﯾﺗﻘرر ﺑﺎﻧﺗﮭﺎﺋﮫ ﻓﯾﺟﻌل ﻛﺄن اﻟﻣﻠك ﺑﺎق واﻟرد
ﻣﺗﻌذر .واﻟﺗدﺑﯾر واﻻﺳﺗﯾﻼد ﺑﻣﻧزﻟﺗﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﺗﻌذر اﻟﻧﻘل ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﻣﺣل ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺣﻛﻣﻲ "وإن أﻋﺗﻘﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﻟم
ﯾرﺟﻊ ﺑﺷﻲء" ﻷﻧﮫ ﺣﺑس ﺑدﻟﮫ وﺣﺑس اﻟﺑدل ﻛﺣﺑس اﻟﻣﺑدل .وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ :أﻧﮫ ﯾرﺟﻊ؛ ﻷﻧﮫ إﻧﮭﺎء
ﻟﻠﻣﻠك وإن ﻛﺎن ﺑﻌوض" .ﻓﺈن ﻗﺗل اﻟﻣﺷﺗري اﻟﻌﺑد أو ﻛﺎن طﻌﺎﻣﺎ ﻓﺄﻛﻠﮫ ﻟم ﯾرﺟﻊ ﺑﺷﻲء ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ
ﷲ أﻣﺎ اﻟﻘﺗل ﻓﺎﻟﻣذﻛور ظﺎھر اﻟرواﯾﺔ وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﯾرﺟﻊ" ﻷن
ﻗﺗل اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﺑده ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﮫ ﺣﻛم دﻧﯾﺎوي ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﻣوت ﺣﺗف أﻧﻔﮫ ﻓﯾﻛون إﻧﮭﺎء. ص -39-
ووﺟﮫ اﻟظﺎھر أن اﻟﻘﺗل ﻻ ﯾوﺟد إﻻ ﻣﺿﻣوﻧﺎ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺳﻘط اﻟﺿﻣﺎن ھﺎھﻧﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻠك ﻓﯾﺻﯾر ﻛﺎﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﺑﮫ
ﻋوﺿﺎ ،ﺑﺧﻼف اﻹﻋﺗﺎق؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾوﺟب اﻟﺿﻣﺎن ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ ﻛﺈﻋﺗﺎق اﻟﻣﻌﺳر ﻋﺑدا ﻣﺷﺗرﻛﺎ ،وأﻣﺎ اﻷﻛل ﻓﻌﻠﻰ
اﻟﺧﻼف ،ﻓﻌﻧدھﻣﺎ ﯾرﺟﻊ وﻋﻧده ﻻ ﯾرﺟﻊ اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ،وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف إذا ﻟﺑس اﻟﺛوب ﺣﺗﻰ ﺗﺧرق ﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﺻﻧﻊ
ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﺷراﺋﮫ وﯾﻌﺗﺎد ﻓﻌﻠﮫ ﻓﯾﮫ ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻹﻋﺗﺎق .وﻟﮫ أﻧﮫ ﺗﻌذر اﻟرد ﺑﻔﻌل ﻣﺿﻣون ﻣﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﺄﺷﺑﮫ
اﻟﺑﯾﻊ واﻟﻘﺗل ،وﻻ ﻣﻌﺗﺑر ﺑﻛوﻧﮫ ﻣﻘﺻودا؛ أﻻ ﯾرى أن اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺷراء ﺛم ھو ﯾﻣﻧﻊ اﻟرﺟوع ،ﻓﺈن أﻛل
ﺑﻌض اﻟطﻌﺎم ﺛم ﻋﻠم ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻓﻛذا اﻟﺟواب ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ؛ ﻷن اﻟطﻌﺎم ﻛﺷﻲء واﺣد ﻓﺻﺎر ﻛﺑﯾﻊ
اﻟﺑﻌض ،وﻋﻧدھﻣﺎ أﻧﮫ ﯾرﺟﻊ ﺑﻧﻘﺻﺎن اﻟﻌﯾب ﻓﻲ اﻟﻛل ،وﻋﻧﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﯾرد ﻣﺎ ﺑﻘﻲ؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺿره اﻟﺗﺑﻌﯾض.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺑﯾﺿﺎ أو ﺑطﯾﺧﺎ أو ﻗﺛﺎء أو ﺧﯾﺎرا أو ﺟوزا ﻓﻛﺳره ﻓوﺟده ﻓﺎﺳدا ﻓﺈن ﻟم ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ رﺟﻊ
ﺑﺎﻟﺛﻣن ﻛﻠﮫ"؛ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﻣﺎل ﻓﻛﺎن اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎطﻼ ،وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ اﻟﺟوز ﺻﻼح ﻗﺷره ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﯾل ﻷن ﻣﺎﻟﯾﺗﮫ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻠب "وإن ﻛﺎن ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ ﻣﻊ ﻓﺳﺎده ﻟم ﯾرده"؛ ﻷن اﻟﻛﺳر ﻋﯾب ﺣﺎدث "و" ﻟﻛﻧﮫ "ﯾرﺟﻊ ﺑﻧﻘﺻﺎن
اﻟﻌﯾب" دﻓﻌﺎ ﻟﻠﺿرر ﺑﻘدر اﻹﻣﻛﺎن .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾرده؛ ﻷن اﻟﻛﺳر ﺑﺗﺳﻠﯾطﮫ .ﻗﻠﻧﺎ :اﻟﺗﺳﻠﯾط ﻋﻠﻰ
اﻟﻛﺳر ﻓﻲ ﻣﻠك اﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺛوﺑﺎ ﻓﻘطﻌﮫ ،وﻟو وﺟد اﻟﺑﻌض ﻓﺎﺳدا وھو ﻗﻠﯾل ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ
اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺧﻠو ﻋن ﻗﻠﯾل ﻓﺎﺳد .واﻟﻘﻠﯾل ﻣﺎ ﻻ ﯾﺧﻠو ﻋﻧﮫ اﻟﺟوز ﻋﺎدة ﻛﺎﻟواﺣد واﻻﺛﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ،وإن ﻛﺎن
اﻟﻔﺎﺳد ﻛﺛﯾرا ﻻ ﯾﺟوز وﯾرﺟﻊ ﺑﻛل اﻟﺛﻣن؛ ﻷﻧﮫ ﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﺎل وﻏﯾره ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﺣر واﻟﻌﺑد.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﻋﺑدا ﻓﺑﺎﻋﮫ اﻟﻣﺷﺗري ﺛم رد ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌﯾب ﻓﺈن ﻗﺑل ﺑﻘﺿﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻗرار أو ﺑﯾﻧﺔ أو ﺑﺈﺑﺎء ﯾﻣﯾن
ﻟﮫ أن ﯾرده ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺋﻌﮫ"؛ ﻷﻧﮫ ﻓﺳﺦ ﻣن اﻷﺻل ﻓﺟﻌل اﻟﺑﯾﻊ ﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن ﻏﺎﯾﺔ اﻷﻣر أﻧﮫ أﻧﻛر ﻗﯾﺎم اﻟﻌﯾب ﻟﻛﻧﮫ
ﺻﺎر ﻣﻛذﺑﺎ ﺷرﻋﺎ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء ،وﻣﻌﻧﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻹﻗرار أﻧﮫ أﻧﻛر اﻹﻗرار ﻓﺄﺛﺑت ﺑﺎﻟﺑﯾﻧﺔ ،وھذا ﺑﺧﻼف اﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ
إذا رد ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌﯾب ﺑﺎﻟﺑﯾﻧﺔ ﺣﯾث ﯾﻛون ردا ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻛل؛ ﻷن اﻟﺑﯾﻊ ھﻧﺎك واﺣد واﻟﻣوﺟود ھﺎھﻧﺎ ﺑﯾﻌﺎن ،ﻓﯾﻔﺳﺦ
اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻷول ﻻ ﯾﻧﻔﺳﺦ "وإن ﻗﺑل ﺑﻐﯾر ﻗﺿﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾرده"؛ ﻷﻧﮫ ﺑﯾﻊ ﺟدﯾد ﻓﻲ ﺣق ﺛﺎﻟث وإن ﻛﺎن
ﻓﺳﺧﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﮭﻣﺎ واﻷول ﺛﺎﻟﺛﮭﻣﺎ.
"وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :وإن رد ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺈﻗراره ﺑﻐﯾر ﻗﺿﺎء ﺑﻌﯾب ﻻ ﯾﺣدث ﻣﺛﻠﮫ ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ أن ﯾﺧﺎﺻم اﻟذي
ﺑﺎﻋﮫ" وﺑﮭذا ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﺟواب ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺣدث ﻣﺛﻠﮫ وﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﺣدث ﺳواء وﻓﻲ ﺑﻌض
رواﯾﺎت اﻟﺑﯾوع :إن ﻛﺎن ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﺣدث ﻣﺛﻠﮫ ﯾرﺟﻊ ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن ﻟﻠﺗﯾﻘن ﺑﻘﯾﺎم اﻟﻌﯾب ﻋﻧد ص -40-
اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻷول.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﻋﺑدا ﻓﻘﺑﺿﮫ ﻓﺎدﻋﻰ ﻋﯾﺑﺎ ﻟم ﯾﺟﺑر ﻋﻠﻰ دﻓﻊ اﻟﺛﻣن ﺣﺗﻰ ﯾﺣﻠف اﻟﺑﺎﺋﻊ أو ﯾﻘﯾم اﻟﻣﺷﺗري
ﺑﯾﻧﺔ" ﻷﻧﮫ أﻧﻛر وﺟوب دﻓﻊ اﻟﺛﻣن ﺣﯾث أﻧﻛر ﺗﻌﯾن ﺣﻘﮫ ﺑدﻋوى اﻟﻌﯾب ،ودﻓﻊ اﻟﺛﻣن أوﻻ ﻟﯾﺗﻌﯾن ﺣﻘﮫ ﺑﺈزاء ﺗﻌﯾن
اﻟﻣﺑﯾﻊ؛ وﻷﻧﮫ ﻟو ﻗﺿﻲ ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﻓﻠﻌﻠﮫ ﯾظﮭر اﻟﻌﯾب ﻓﯾﻧﺗﻘض اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻼ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﺻوﻧﺎ ﻟﻘﺿﺎﺋﮫ "ﻓﺈن ﻗﺎل
اﻟﻣﺷﺗري ﺷﮭودي ﺑﺎﻟﺷﺎم اﺳﺗﺣﻠف اﻟﺑﺎﺋﻊ ودﻓﻊ اﻟﺛﻣن" ﯾﻌﻧﻲ إذا ﺣﻠف وﻻ ﯾﻧﺗظر ﺣﺿور اﻟﺷﮭود؛ ﻷن ﻓﻲ
اﻻﻧﺗظﺎر ﺿررا ﺑﺎﻟﺑﺎﺋﻊ ،وﻟﯾس ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ ﻛﺛﯾر ﺿرر ﺑﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﺟﺗﮫ ،أﻣﺎ إذا ﻧﻛل أﻟزم اﻟﻌﯾب؛ ﻷﻧﮫ ﺣﺟﺔ
ﻓﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﻋﺑدا ﻓﺎدﻋﻰ إﺑﺎﻗﺎ ﻟم ﯾﺣﻠف اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺣﺗﻰ ﯾﻘﯾم اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺑﯾﻧﺔ أﻧﮫ أﺑق ﻋﻧده" واﻟﻣراد
اﻟﺗﺣﻠﯾف ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻟم ﯾﺄﺑق ﻋﻧده؛ ﻷن اﻟﻘول وإن ﻛﺎن ﻗوﻟﮫ وﻟﻛن إﻧﻛﺎره إﻧﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻌد ﻗﯾﺎم اﻟﻌﯾب ﺑﮫ ﻓﻲ ﯾد
اﻟﻣﺷﺗري وﻣﻌرﻓﺗﮫ ﺑﺎﻟﺣﺟﺔ "ﻓﺈذا أﻗﺎﻣﮭﺎ ﺣﻠف ﺑﺎ ﻟﻘد ﺑﺎﻋﮫ وﺳﻠﻣﮫ إﻟﯾﮫ وﻣﺎ أﺑق ﻋﻧده ﻗط" ﻛذا ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب،
وإن ﺷﺎء ﺣﻠﻔﮫ ﺑﺎ ﻣﺎ ﻟﮫ ﺣق اﻟرد ﻋﻠﯾك ﻣن اﻟوﺟﮫ اﻟذي ﯾدﻋﻲ أو ﺑﺎ ﻣﺎ أﺑق ﻋﻧدك ﻗط أﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﻠﻔﮫ ﺑﺎ ﻟﻘد
ﺑﺎﻋﮫ وﻣﺎ ﺑﮫ ھذا اﻟﻌﯾب وﻻ ﺑﺎ ﻟﻘد ﺑﺎﻋﮫ وﺳﻠﻣﮫ وﻣﺎ ﺑﮫ ھذا اﻟﻌﯾب؛ ﻷن ﻓﯾﮫ ﺗرك اﻟﻧظر ﻟﻠﻣﺷﺗري؛ ﻷن اﻟﻌﯾب ﻗد
ﯾﺣدث ﺑﻌد اﻟﺑﯾﻊ ﻗﺑل اﻟﺗﺳﻠﯾم وھو ﻣوﺟب ﻟﻠرد ،واﻷول ذھول ﻋﻧﮫ واﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾوھم ﺗﻌﻠﻘﮫ ﺑﺎﻟﺷرطﯾن ﻓﯾﺗﺄوﻟﮫ ﻓﻲ
اﻟﯾﻣﯾن ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﮫ وﻗت اﻟﺗﺳﻠﯾم دون اﻟﺑﯾﻊ ،وﻟو ﻟم ﯾﺟد اﻟﻣﺷﺗري ﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم اﻟﻌﯾب ﻋﻧده وأراد ﺗﺣﻠﯾف اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﺎ
ﯾﻌﻠم أﻧﮫ أﺑق ﻋﻧده ﯾﺣﻠف ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﮭﻣﺎ.
واﺧﺗﻠف اﻟﻣﺷﺎﯾﺦ ﻋﻠﻰ ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻟﮭﻣﺎ أن اﻟدﻋوى ﻣﻌﺗﺑرة ﺣﺗﻰ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻓﻛذا ﯾﺗرﺗب
اﻟﺗﺣﻠﯾف .وﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺑﻌض أن اﻟﺣﻠف ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ دﻋوى ﺻﺣﯾﺣﺔ ،وﻟﯾﺳت ﺗﺻﺢ إﻻ ﻣن ﺧﺻم وﻻ
ﯾﺻﯾر ﺧﺻﻣﺎ ﻓﯾﮫ إﻻ ﺑﻌد ﻗﯾﺎم اﻟﻌﯾب .وإذا ﻧﻛل ﻋن اﻟﯾﻣﯾن ﻋﻧدھﻣﺎ ﯾﺣﻠف ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻟﻠرد ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻟذي ﻗدﻣﻧﺎه .ﻗﺎل
رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :إذا ﻛﺎﻧت اﻟدﻋوى ﻓﻲ إﺑﺎق اﻟﻛﺑﯾر ﯾﺣﻠف ﻣﺎ أﺑق ﻣﻧذ ﺑﻠﻎ ﻣﺑﻠﻎ اﻟرﺟﺎل؛ ﻷن اﻹﺑﺎق ﻓﻲ اﻟﺻﻐر ﻻ
ﯾوﺟب رده ﺑﻌد اﻟﺑﻠوغ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ وﺗﻘﺎﺑﺿﺎ ﻓوﺟد ﺑﮭﺎ ﻋﯾﺑﺎ ﻓﻘﺎل اﻟﺑﺎﺋﻊ :ﺑﻌﺗك ھذه وأﺧرى ﻣﻌﮭﺎ وﻗﺎل اﻟﻣﺷﺗري:
ﺑﻌﺗﻧﯾﮭﺎ وﺣدھﺎ ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺷﺗري"؛ ﻷن اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻣﻘدار اﻟﻣﻘﺑوض ﻓﯾﻛون اﻟﻘول ﻟﻠﻘﺎﺑض ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﻐﺻب "وﻛذا إذا اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘدار اﻟﻣﺑﯾﻊ واﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺑوض" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﻋﺑدﯾن ﺻﻔﻘﺔ واﺣدة ﻓﻘﺑض أﺣدھﻣﺎ ووﺟد ﺑﺎﻵﺧر ﻋﯾﺑﺎ ﻓﺈﻧﮫ ص -41-
ﯾﺄﺧذھﻣﺎ أو ﯾدﻋﮭﻣﺎ"؛ ﻷن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺗﺗم ﺑﻘﺑﺿﮭﻣﺎ ﻓﯾﻛون ﺗﻔرﯾﻘﮭﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﻣﺎم وﻗد ذﻛرﻧﺎه ،وھذا؛ ﻷن اﻟﻘﺑض ﻟﮫ ﺷﺑﮫ
ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻓﺎﻟﺗﻔرﯾق ﻓﯾﮫ ﻛﺎﻟﺗﻔرﯾق ﻓﻲ اﻟﻌﻘد .وﻟو وﺟد ﺑﺎﻟﻣﻘﺑوض ﻋﯾﺑﺎ اﺧﺗﻠﻔوا ﻓﯾﮫ .وﯾروى ﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ
أﻧﮫ ﯾرده ﺧﺎﺻﺔ ،واﻷﺻﺢ أﻧﮫ ﯾﺄﺧذھﻣﺎ أو ﯾردھﻣﺎ؛ ﻷن ﺗﻣﺎم اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺗﻌﻠق ﺑﻘﺑض اﻟﻣﺑﯾﻊ وھو اﺳم ﻟﻠﻛل ﻓﺻﺎر
ﻛﺣﺑس اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟﻣﺎ ﺗﻌﻠق زواﻟﮫ ﺑﺎﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﺛﻣن ﻻ ﯾزول دون ﻗﺑض ﺟﻣﯾﻌﮫ وﻟو ﻗﺑﺿﮭﻣﺎ ﺛم وﺟد ﺑﺄﺣدھﻣﺎ ﻋﯾﺑﺎ ﯾرده
ﺧﺎﺻﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﻟزﻓر .ھو ﯾﻘول :ﻓﯾﮫ ﺗﻔرﯾق اﻟﺻﻔﻘﺔ وﻻ ﯾﻌرى ﻋن ﺿرر؛ ﻷن اﻟﻌﺎدة ﺟرت ﺑﺿم اﻟﺟﯾد إﻟﻰ
اﻟرديء ﻓﺄﺷﺑﮫ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض وﺧﯾﺎر اﻟرؤﯾﺔ واﻟﺷرط .وﻟﻧﺎ أﻧﮫ ﺗﻔرﯾق اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺑﻌد اﻟﺗﻣﺎم؛ ﻷن ﺑﺎﻟﻘﺑض ﺗﺗم اﻟﺻﻔﻘﺔ
ﻓﻲ ﺧﯾﺎر اﻟﻌﯾب وﻓﻲ ﺧﯾﺎر اﻟرؤﯾﺔ واﻟﺷرط ﻻ ﺗﺗم ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ،وﻟﮭذا ﻟو اﺳﺗﺣق أﺣدھﻣﺎ ﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾرد
اﻵﺧر.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﻛﺎل أو ﯾوزن ﻓوﺟد ﺑﺑﻌﺿﮫ ﻋﯾﺑﺎ رده ﻛﻠﮫ أو أﺧذه ﻛﻠﮫ" وﻣراده ﺑﻌد اﻟﻘﺑض؛ ﻷن
اﻟﻣﻛﯾل إذا ﻛﺎن ﻣن ﺟﻧس واﺣد ﻓﮭو ﻛﺷﻲء واﺣد؛ أﻻ ﯾرى أﻧﮫ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﺳم واﺣد وھو اﻟﻛر وﻧﺣوه .وﻗﯾل ھذا إذا
ﻛﺎن ﻓﻲ وﻋﺎء واﺣد ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻓﻲ وﻋﺎءﯾن ﻓﮭو ﺑﻣﻧزﻟﺔ ﻋﺑدﯾن ﺣﺗﻰ ﯾرد اﻟوﻋﺎء اﻟذي وﺟد ﻓﯾﮫ اﻟﻌﯾب دون اﻵﺧر.
"وﻟو اﺳﺗﺣق ﺑﻌﺿﮫ ﻓﻼ ﺧﯾﺎر ﻟﮫ ﻓﻲ رد ﻣﺎ ﺑﻘﻲ"؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺿره اﻟﺗﺑﻌﯾض ،واﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﺗﻣﺎم اﻟﺻﻔﻘﺔ؛
ﻷن ﺗﻣﺎﻣﮭﺎ ﺑرﺿﺎ اﻟﻌﺎﻗد ﻻ ﺑرﺿﺎ اﻟﻣﺎﻟك ،وھذا إذا ﻛﺎن ﺑﻌد اﻟﻘﺑض ،أﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻓﻠﮫ أن ﯾرد ﻣﺎ ﺑﻘﻲ
ﻟﺗﻔرق اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻗﺑل اﻟﺗﻣﺎم .ﻗﺎل "وإن ﻛﺎن ﺛوﺑﺎ ﻓﻠﮫ اﻟﺧﯾﺎر"؛ ﻷن اﻟﺗﺷﻘﯾص ﻓﯾﮫ ﻋﯾب وﻗد ﻛﺎن وﻗت اﻟﺑﯾﻊ ﺣﯾث
ظﮭر اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ،ﺑﺧﻼف اﻟﻣﻛﯾل واﻟﻣوزون .ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ ﻓوﺟد ﺑﮭﺎ ﻗرﺣﺎ ﻓداواه أو ﻛﺎﻧت داﺑﺔ
ﻓرﻛﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﮭو رﺿﺎ"؛ ﻷن ذﻟك دﻟﯾل ﻗﺻده اﻻﺳﺗﺑﻘﺎء ﺑﺧﻼف ﺧﯾﺎر اﻟﺷرط؛ ﻷن اﻟﺧﯾﺎر ھﻧﺎك ﻟﻼﺧﺗﺑﺎر
وأﻧﮫ ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻓﻼ ﯾﻛون اﻟرﻛوب ﻣﺳﻘطﺎ "وإن رﻛﺑﮭﺎ ﻟﯾردھﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺋﻌﮭﺎ أو ﻟﯾﺳﻘﯾﮭﺎ أو ﻟﯾﺷﺗري ﻟﮭﺎ ﻋﻠﻔﺎ
ﻓﻠﯾس ﺑرﺿﺎ" أﻣﺎ اﻟرﻛوب ﻟﻠرد؛ ﻓﻸﻧﮫ ﺳﺑب اﻟرد واﻟﺟواب ﻓﻲ اﻟﺳﻘﻲ واﺷﺗراء اﻟﻌﻠف ﻣﺣﻣول ﻋﻠﻰ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻻ
ﯾﺟد ﺑدا ﻣﻧﮫ ،إﻣﺎ ﻟﺻﻌوﺑﺗﮭﺎ أو ﻟﻌﺟزه أو ﻟﻛون اﻟﻌﻠف ﻓﻲ ﻋدل واﺣد ،وأﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﺟد ﺑدا ﻣﻧﮫ ﻻﻧﻌدام ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه
ﯾﻛون رﺿﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﻋﺑدا ﻗد ﺳرق وﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﮫ ﻓﻘطﻊ ﻋﻧد اﻟﻣﺷﺗري ﻟﮫ أن ﯾرده وﯾﺄﺧذ اﻟﺛﻣن ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ
رﺣﻣﮫ ﷲ .وﻗﺎﻻ :ﯾرﺟﻊ ﺑﻣﺎ ﺑﯾن ﻗﯾﻣﺗﮫ ﺳﺎرﻗﺎ إﻟﻰ ﻏﯾر ﺳﺎرق" وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف إذا ﻗﺗل ﺑﺳﺑب وﺟد ﻓﻲ ﯾد
اﻟﺑﺎﺋﻊ.
واﻟﺣﺎﺻل أﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻋﻧده وﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻌﯾب ﻋﻧدھﻣﺎ .ﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ ﯾد ص -42-
اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺳﺑب اﻟﻘطﻊ واﻟﻘﺗل وأﻧﮫ ﻻ ﯾﻧﺎﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻧﻔذ اﻟﻌﻘد ﻓﯾﮫ ﻟﻛﻧﮫ ﻣﺗﻌﯾب ﻓﯾرﺟﻊ ﺑﻧﻘﺻﺎﻧﮫ ﻋﻧد ﺗﻌذر رده وﺻﺎر
ﻛﻣﺎ إذا اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ ﺣﺎﻣﻼ ﻓﻣﺎﺗت ﻓﻲ ﯾده ﺑﺎﻟوﻻدة ﻓﺈﻧﮫ ﯾرﺟﻊ ﺑﻔﺿل ﻣﺎ ﺑﯾن ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﺣﺎﻣﻼ إﻟﻰ ﻏﯾر ﺣﺎﻣل .وﻟﮫ
أن ﺳﺑب اﻟوﺟوب ﻓﻲ ﯾد اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟوﺟوب ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟوﺟود ﻓﯾﻛون اﻟوﺟود ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﻰ اﻟﺳﺑب اﻟﺳﺎﺑق ،وﺻﺎر
ﻛﻣﺎ إذا ﻗﺗل اﻟﻣﻐﺻوب أو ﻗطﻊ ﺑﻌد اﻟرد ﺑﺟﻧﺎﯾﺔ وﺟدت ﻓﻲ ﯾد اﻟﻐﺎﺻب ،وﻣﺎ ذﻛر ﻣن اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻣﻧوع.
وﻟو ﺳرق ﻓﻲ ﯾد اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺛم ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻘطﻊ ﺑﮭﻣﺎ ﻋﻧدھﻣﺎ ﯾرﺟﻊ ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ .وﻋﻧده ﻻ ﯾرده ﺑدون
رﺿﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻠﻌﯾب اﻟﺣﺎدث وﯾرﺟﻊ ﺑرﺑﻊ اﻟﺛﻣن ،وإن ﻗﺑﻠﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﺑﺛﻼﺛﺔ اﻷرﺑﺎع؛ ﻷن اﻟﯾد ﻣن اﻵدﻣﻲ ﻧﺻﻔﮫ وﻗد
ﺗﻠﻔت ﺑﺎﻟﺟﻧﺎﯾﺗﯾن وﻓﻲ إﺣداھﻣﺎ رﺟوع ﻓﯾﺗﻧﺻف؛ وﻟو ﺗداوﻟﺗﮫ اﻷﯾدي ﺛم ﻗطﻊ ﻓﻲ ﯾد اﻷﺧﯾر رﺟﻊ اﻟﺑﺎﻋﺔ ﺑﻌﺿﮭم
ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻋﻧده ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ،وﻋﻧدھﻣﺎ ﯾرﺟﻊ اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺋﻌﮫ وﻻ ﯾرﺟﻊ ﺑﺎﺋﻌﮫ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺋﻌﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ
اﻟﻌﯾب .وﻗوﻟﮫ "ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب وﻟم ﯾﻌﻠم اﻟﻣﺷﺗري" ﯾﻔﯾد ﻋﻠﻰ ﻣذھﺑﮭﻣﺎ؛ ﻷن اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﻌﯾب رﺿﺎ ﺑﮫ ،وﻻ ﯾﻔﯾد ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﮫ
ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ؛ ﻷن اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﻟرﺟوع.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﻋﺑدا وﺷرط اﻟﺑراءة ﻣن ﻛل ﻋﯾب ﻓﻠﯾس ﻟﮫ أن ﯾرده ﺑﻌﯾب وإن ﻟم ﯾﺳم اﻟﻌﯾوب ﺑﻌددھﺎ" وﻗﺎل
اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﻻ ﺗﺻﺢ اﻟﺑراءة ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣذھﺑﮫ أن اﻹﺑراء ﻋن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺟﮭوﻟﺔ ﻻ ﯾﺻﺢ .ھو ﯾﻘول :إن ﻓﻲ اﻹﺑراء
ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﻣﻠﯾك ﺣﺗﻰ ﯾرﺗد ﺑﺎﻟرد ،وﺗﻣﻠﯾك اﻟﻣﺟﮭول ﻻ ﯾﺻﺢ .وﻟﻧﺎ أن اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻘﺎط ﻻ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ
وإن ﻛﺎن ﻓﻲ ﺿﻣﻧﮫ اﻟﺗﻣﻠﯾك ﻟﻌدم اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻼ ﺗﻛون ﻣﻔﺳدة ،وﯾدﺧل ﻓﻲ ھذه اﻟﺑراءة اﻟﻌﯾب اﻟﻣوﺟود
واﻟﺣﺎدث ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻓﻲ ﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﯾدﺧل ﻓﯾﮫ اﻟﺣﺎدث وھو ﻗول زﻓر رﺣﻣﮫ ﷲ؛
ﻷن اﻟﺑراءة ﺗﺗﻧﺎول اﻟﺛﺎﺑت .وﻷﺑﻲ ﯾوﺳف أن اﻟﻐرض إﻟزام اﻟﻌﻘد ﺑﺈﺳﻘﺎط ﺣﻘﮫ ﻋن ﺻﻔﺔ اﻟﺳﻼﻣﺔ وذﻟك ﺑﺎﻟﺑراءة
ﻋن اﻟﻣوﺟود واﻟﺣﺎدث.
اﻟﺗﺻرف ،وﻟو ھﻠك اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺷﺗري ﻓﯾﮫ ﯾﻛون أﻣﺎﻧﺔ ﻋﻧد ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﯾﺦ ﻷن ص -43-
اﻟﻌﻘد ﻏﯾر ﻣﻌﺗﺑر ﻓﺑﻘﻲ اﻟﻘﺑض ﺑﺈذن اﻟﻣﺎﻟك وﻋﻧد اﻟﺑﻌض ﯾﻛون ﻣﺿﻣوﻧﺎ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻛون أدﻧﻰ ﺣﺎﻻ ﻣن اﻟﻣﻘﺑوض
ﻋﻠﻰ ﺳوم اﻟﺷراء .وﻗﯾل اﻷول ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻗوﻟﮭﻣﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﯾﻊ أم اﻟوﻟد واﻟﻣدﺑر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﻧﺑﯾﻧﮫ إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،واﻟﻔﺎﺳد ﯾﻔﯾد اﻟﻣﻠك ﻋﻧد اﺗﺻﺎل اﻟﻘﺑض ﺑﮫ وﯾﻛون اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣﺿﻣوﻧﺎ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺷﺗري ﻓﯾﮫ.
وﻓﯾﮫ ﺧﻼف اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ وﺳﻧﺑﯾﻧﮫ ﺑﻌد ھذا .وﻛذا ﺑﯾﻊ اﻟﻣﯾﺗﺔ واﻟدم واﻟﺣر ﺑﺎطل ﻷﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت أﻣواﻻ ﻓﻼ ﺗﻛون
ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺑﯾﻊ .وأﻣﺎ ﺑﯾﻊ اﻟﺧﻣر واﻟﺧﻧزﯾر إن ﻛﺎن ﻗوﺑل ﺑﺎﻟدﯾن ﻛﺎﻟدراھم واﻟدﻧﺎﻧﯾر ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎطل ،وﻏن ﻛﺎن ﻗوﺑل ﺑﻌﯾن
ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎﺳد ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻠك ﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ وإن ﻛﺎن ﻻ ﯾﻣﻠك ﻋﯾن اﻟﺧﻣر واﻟﺧﻧزﯾر .ووﺟﮫ اﻟﻔرق أن اﻟﺧﻣر ﻣﺎل ،وﻛذا
اﻟﺧﻧزﯾر ﻣﺎل ﻋﻧد أھل اﻟذﻣﺔ إﻻ أﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﺗﻘوم ﻟﻣﺎ أن اﻟﺷرع أﻣر ﺑﺈھﺎﻧﺗﮫ وﺗرك إﻋزازه وﻓﻲ ﺗﻣﻠﻛﮫ ﺑﺎﻟﻌﻘد
ﻣﻘﺻودا إﻋزاز ﻟﮫ ،وھذا ﻷﻧﮫ ﻣﺗﻰ اﺷﺗراھﻣﺎ ﺑﺎﻟدراھم ﻓﺎﻟدراھم ﻏﯾر ﻣﻘﺻودة ﻟﻛوﻧﮭﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﺟب ﻓﻲ
اﻟذﻣﺔ ،وإﻧﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود اﻟﺧﻣر ﻓﺳﻘط اﻟﺗﻘوم أﺻﻼ ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا اﺷﺗرى اﻟﺛوب ﺑﺎﻟﺧﻣر ﻷن اﻟﻣﺷﺗري ﻟﻠﺛوب إﻧﻣﺎ
ﯾﻘﺻد ﺗﻣﻠك اﻟﺛوب ﺑﺎﻟﺧﻣر وﻓﯾﮫ إﻋزاز ﻟﻠﺛوب دون اﻟﺧﻣر ﻓﺑﻘﻲ ذﻛر اﻟﺧﻣر ﻣﻌﺗﺑرا ﻓﻲ ﺗﻣﻠك اﻟﺛوب ﻻ ﻓﻲ ﺣق
ﻧﻔس اﻟﺧﻣر ﺣﺗﻰ ﻓﺳدت اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ووﺟﺑت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺛوب دون اﻟﺧﻣر ،وﻛذا إذا ﺑﺎع اﻟﺧﻣر ﺑﺎﻟﺛوب ﻷﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر ﺷراء
اﻟﺛوب ﺑﺎﻟﺧﻣر ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﻘﺎﯾﺿﺔ.
ﻗﺎل" :وﺑﯾﻊ أم اﻟوﻟد واﻟﻣدﺑر واﻟﻣﻛﺎﺗب ﻓﺎﺳد" وﻣﻌﻧﺎه ﺑﺎطل ﻷن اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻌﺗق ﻗد ﺛﺑت ﻷم اﻟوﻟد ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :أﻋﺗﻘﮭﺎ وﻟدھﺎ" وﺳﺑب اﻟﺣرﯾﺔ اﻧﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻣدﺑر ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﻟﺑطﻼن اﻷھﻠﯾﺔ ﺑﻌد اﻟﻣوت ،واﻟﻣﻛﺎﺗب
اﺳﺗﺣق ﯾدا ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﻻزﻣﺔ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣوﻟﻰ ،وﻟو ﺛﺑت اﻟﻣﻠك ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻟﺑطل ذﻟك ﻛﻠﮫ ﻓﻼ ﯾﺟوز ،وﻟو رﺿﻲ
اﻟﻣﻛﺎﺗب ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﻔﯾﮫ رواﯾﺗﺎن ،واﻷظﮭر اﻟﺟواز ،واﻟﻣراد اﻟﻣدﺑر اﻟﻣطﻠق دون اﻟﻣﻘﯾد ،وﻓﻲ اﻟﻣطﻠق ﺧﻼف اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ
رﺣﻣﮫ ﷲ وﻗد ذﻛرﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﻌﺗﺎق.
ﻗﺎل" :وإن ﻣﺎﺗت أم اﻟوﻟد أو اﻟﻣدﺑر ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻗﺎﻻ :ﻋﻠﯾﮫ ﻗﯾﻣﺗﮭﻣﺎ"
وھو رواﯾﺔ ﻋﻧﮫ ﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﻣﻘﺑوض ﺑﺟﮭﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﻛون ﻣﺿﻣوﻧﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﻛﺳﺎﺋر اﻷﻣوال ،وھذا ﻷن اﻟﻣدﺑر وأم اﻟوﻟد
ﯾدﺧﻼن ﺗﺣت اﻟﺑﯾﻊ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻠك ﻣﺎ ﯾﺿم إﻟﯾﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ،ﺑﺧﻼف اﻟﻣﻛﺎﺗب ﻷﻧﮫ ﻓﻲ ﯾد ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﺣﻘﮫ
اﻟﻘﺑض وھذا اﻟﺿﻣﺎن ﺑﮫ وﻟﮫ أن ﺟﮭﺔ اﻟﺑﯾﻊ إﻧﻣﺎ ﺗﻠﺣق ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺣل ﯾﻘﺑل اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وھﻣﺎ ﻻ ﯾﻘﺑﻼن ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺑﯾﻊ
ﻓﺻﺎرا ﻛﺎﻟﻣﻛﺎﺗب ،وﻟﯾس دﺧوﻟﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﺣق أﻧﻔﺳﮭﻣﺎ ،وإﻧﻣﺎ ذﻟك ﻟﯾﺛﺑت
ﺣﻛم اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﻣﺎ ﺿم إﻟﯾﮭﻣﺎ ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎل اﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺣﻛم ﻋﻘده ﺑﺎﻧﻔراده، ص -44-
وإﻧﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺣﻛم اﻟدﺧول ﻓﯾﻣﺎ ﺿﻣﮫ إﻟﯾﮫ ،ﻛذا ھذا.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻣك ﻗﺑل أن ﯾﺻطﺎد" ﻷﻧﮫ ﺑﺎع ﻣﺎﻻ ﯾﻣﻠﻛﮫ "وﻻ ﻓﻲ ﺣظﯾرة إذا ﻛﺎن ﻻ ﯾؤﺧذ إﻻ ﺑﺻﯾد"؛
ﻷﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﻘدور اﻟﺗﺳﻠﯾم ،وﻣﻌﻧﺎه إذا أﺧذه ﺛم أﻟﻘﺎه ﻓﯾﮭﺎ ﻟو ﻛﺎن ﯾؤﺧذ ﻣن ﻏﯾر ﺣﯾﻠﺔ ﺟﺎز ،إﻻ إذا اﺟﺗﻣﻌت ﻓﯾﮭﺎ
ﺑﺄﻧﻔﺳﮭﺎ وﻟم ﯾﺳد ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻣدﺧل ﻟﻌدم اﻟﻣﻠك.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺑﯾﻊ اﻟطﯾر ﻓﻲ اﻟﮭواء" ﻷﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﻣﻠوك ﻗﺑل اﻷﺧذ ،وﻛذا ﻟو أرﺳﻠﮫ ﻣن ﯾده ﻷﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﻘدور
اﻟﺗﺳﻠﯾم "وﻻ ﺑﯾﻊ اﻟﺣﻣل وﻻ اﻟﻧﺗﺎج" ﻟﻧﮭﻲ اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﺣﺑل وﺣﺑل اﻟﺣﺑﻠﺔ وﻷن ﻓﯾﮫ
ﻏررا.
ﻗﺎل" :وﻻ اﻟﻠﺑن ﻓﻲ اﻟﺿرع" ﻟﻠﻐرر ﻓﻌﺳﺎه اﻧﺗﻔﺎخ ،وﻷﻧﮫ ﯾﻧﺎزع ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺣﻠب ،ورﺑﻣﺎ ﯾزداد ﻓﯾﺧﺗﻠط اﻟﻣﺑﯾﻊ
ﺑﻐﯾره.
ﻗﺎل" :وﻻ اﻟﺻوف ﻋﻠﻰ ظﮭر اﻟﻐﻧم" ﻷﻧﮫ ﻣن أوﺻﺎف اﻟﺣﯾوان ،وﻷﻧﮫ ﯾﻧﺑت ﻣن أﺳﻔل ﻓﯾﺧﺗﻠط اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﻐﯾره،
ﺑﺧﻼف اﻟﻘواﺋم؛ ﻷﻧﮭﺎ ﺗزﯾد ﻣن أﻋﻠﻰ ،وﺑﺧﻼف اﻟﻘﺻﯾل ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻗﻠﻌﮫ ،واﻟﻘطﻊ ﻓﻲ اﻟﺻوف ﻣﺗﻌﯾن ﻓﯾﻘﻊ اﻟﺗﻧﺎزع
ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ اﻟﻘطﻊ ،وﻗد ﺻﺢ أﻧﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم "ﻧﮭﻰ ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﺻوف ﻋﻠﻰ ظﮭر اﻟﻐﻧم ،وﻋن ﻟﺑن ﻓﻲ
ﺿرع ،وﻋن ﺳﻣن ﻓﻲ ﻟﺑن" وھو ﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﻲ ھذا اﻟﺻوف ﺣﯾث ﺟوز ﺑﯾﻌﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﯾروى
ﻋﻧﮫ.
ﻗﺎل" :وﺟذع ﻓﻲ ﺳﻘف وذراع ﻣن ﺛوب ذﻛرا اﻟﻘطﻊ أو ﻟم ﯾذﻛراه" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺳﻠﯾم إﻻ ﺑﺿرر ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ
إذا ﺑﺎع ﻋﺷرة دراھم ﻣن ﻧﻘرة ﻓﺿﺔ ﻷﻧﮫ ﻻ ﺿرر ﻓﻲ ﺗﺑﻌﯾﺿﮫ ،وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ وﻟﻠﺟﮭﺎﻟﺔ
أﯾﺿﺎ ،وﻟو ﻗطﻊ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟذراع أو ﻗﻠﻊ اﻟﺟذع ﻗﺑل أن ﯾﻔﺳﺦ اﻟﻣﺷﺗري ﯾﻌود ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻟزوال اﻟﻣﻔﺳد ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا
ﺑﺎع اﻟﻧوى ﻓﻲ اﻟﺗﻣر أو اﻟﺑذر ﻓﻲ اﻟﺑطﯾﺦ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻛون ﺻﺣﯾﺣﺎ .وإن ﺷﻘﮭﻣﺎ وأﺧرج اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻷن ﻓﻲ وﺟودھﻣﺎ
اﺣﺗﻣﺎﻻ ،أﻣﺎ اﻟﺟذع ﻓﻌﯾن ﻣوﺟود .ﻗﺎل" :وﺿرﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧص" وھو ﻣﺎ ﯾﺧرج ﻣن اﻟﺻﯾد ﺑﺿرب اﻟﺷﺑﻛﺔ ﻣرة ﻷﻧﮫ
ﻣﺟﮭول وﻷن ﻓﯾﮫ ﻏررا.
ﻗﺎل" :وﺑﯾﻊ اﻟﻣزاﺑﻧﺔ ،وھو ﺑﯾﻊ اﻟﺛﻣر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺧﯾل ﺑﺗﻣر ﻣﺟذوذ ﻣﺛل ﻛﯾﻠﮫ ﺧرﺻﺎ" ﻷﻧﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم
"ﻧﮭﻰ ﻋن اﻟﻣزاﺑﻧﺔ واﻟﻣﺣﺎﻗﻠﺔ" ﻓﺎﻟﻣزاﺑﻧﺔ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ،واﻟﻣﺣﺎﻗﻠﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﺣﻧطﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺑﻠﮭﺎ ﺑﺣﻧطﺔ ﻣﺛل ﻛﯾﻠﮭﺎ ﺧرﺻﺎ؛
وﻷﻧﮫ ﺑﺎع ﻣﻛﯾﻼ ﺑﻣﻛﯾل ﻣن ﺟﻧﺳﮫ ﻓﻼ ﺗﺟوز ﺑطرﯾق اﻟﺧرص ﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺎ ﻣوﺿوﻋﯾن ﻋﻠﻰ اﻷرض ،وﻛذا اﻟﻌﻧب
ﺑﺎﻟزﺑﯾب ﻋﻠﻰ ھذا.
وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﺟ وز ﻓﯾﻣﺎ دون ﺧﻣﺳﺔ أوﺳق ﻷﻧﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم "ﻧﮭﻰ ﻋن
اﻟﻣزاﺑﻧﺔ ورﺧص ﻓﻲ اﻟﻌراﯾﺎ" ,وھو أن ﯾﺑﺎع ﺑﺧرﺻﮭﺎ ﺗﻣرا ﻓﯾﻣﺎ دون ﺧﻣﺳﺔ أوﺳق". ص -45-
ﻗﻠﻧﺎ :اﻟﻌرﯾﺔ :اﻟﻌطﯾﺔ ﻟﻐﺔ ،وﺗﺄوﯾﻠﮫ أن ﯾﺑﯾﻊ اﻟﻣﻌرى ﻟﮫ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺧﯾل ﻣن اﻟﻣﻌري ﺑﺗﻣر ﻣﺟذوذ ،وھو ﺑﯾﻊ ﻣﺟﺎزا
ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﻣﻠﻛﮫ ﻓﯾﻛون ﺑرا ﻣﺑﺗدأ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟﺣﺟر واﻟﻣﻼﻣﺳﺔ واﻟﻣﻧﺎﺑزة" .وھذه ﺑﯾوع ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ ،وھو أن ﯾﺗراوض
اﻟرﺟﻼن ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ :أي ﯾﺗﺳﺎوﻣﺎن ،ﻓﺈذا ﻟﻣﺳﮭﺎ اﻟﻣﺷﺗري أو ﻧﺑذھﺎ إﻟﯾﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ أو وﺿﻊ اﻟﻣﺷﺗري ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺣﺻﺎة ﻟزم
اﻟﺑﯾﻊ؛ ﻓﺎﻷول ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻼﻣﺳﺔ واﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﻧﺎﺑذة ،واﻟﺛﺎﻟث إﻟﻘﺎء اﻟﺣﺟر ،وﻗد "ﻧﮭﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋن ﺑﯾﻊ
اﻟﻣﻼﻣﺳﺔ واﻟﻣﻧﺎﺑذة" وﻷن ﻓﯾﮫ ﺗﻌﻠﯾﻘﺎ ﺑﺎﻟﺧطر.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ ﺛوب ﻣن ﺛوﺑﯾن" ﻟﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ؛ وﻟو ﻗﺎل :ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﻓﻲ أن ﯾﺄﺧذ أﯾﮭﻣﺎ ﺷﺎء ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ
اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ،وﻗد ذﻛرﻧﺎه ﺑﻔروﻋﮫ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻣراﻋﻲ وﻻ إﺟﺎرﺗﮭﺎ" اﻟﻣراد اﻟﻛﻸ ،أﻣﺎ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻸﻧﮫ ورد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻠﻛﮫ ﻻﺷﺗراك اﻟﻧﺎس
ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﺣدﯾث ،وأﻣﺎ اﻹﺟﺎرة ﻓﻸﻧﮭﺎ ﻋﻘدت ﻋﻠﻰ اﺳﺗﮭﻼك ﻋﯾن ﻣﺑﺎح ،وﻟو ﻋﻘد ﻋﻠﻰ اﺳﺗﮭﻼك ﻋﯾن ﻣﻣﻠوك ﺑﺄن
اﺳﺗﺄﺟر ﺑﻘرة ﻟﯾﺷرب ﻟﺑﻧﮭﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﻓﮭذا أوﻟﻰ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻧﺣل" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وأﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ وﻗﺎل ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﺟوز
إذا ﻛﺎن ﻣﺣرزا ،وھو ﻗول اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻷﻧﮫ ﺣﯾوان ﻣﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ ﺣﻘﯾﻘﺔ وﺷرﻋﺎ ﻓﯾﺟوز ﺑﯾﻌﮫ وإن ﻛﺎن ﻻ ﯾؤﻛل
ﻛﺎﻟﺑﻐل واﻟﺣﻣﺎر .وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﮭوام ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺑﯾﻌﮫ ﻛﺎﻟزﻧﺎﺑﯾر واﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻣﺎ ﯾﺧرج ﻣﻧﮫ ﻻ ﺑﻌﯾﻧﮫ ﻓﻼ ﯾﻛون
ﻣﻧﺗﻔﻌﺎ ﺑﮫ ﻗﺑل اﻟﺧروج ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺑﺎع ﻛوارة ﻓﯾﮭﺎ ﻋﺳل ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﻧﺣل ﯾﺟوز ﺗﺑﻌﺎ ﻟﮫ ،ﻛذا ذﻛره اﻟﻛرﺧﻲ رﺣﻣﮫ
ﷲ" .وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ دود اﻟﻘز ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ" ﻷﻧﮫ ﻣن اﻟﮭوام ،وﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾﺟوز إذا ظﮭر ﻓﯾﮫ
اﻟﻘز ﺗﺑﻌﺎ ﻟﮫ .وﻋﻧد ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾﺟوز ﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﻧﺗﻔﻌﺎ ﺑﮫ "وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ ﺑﯾﺿﺔ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ
رﺣﻣﮫ ﷲ وﻋﻧدھﻣﺎ ﯾﺟوز" ﻟﻣﻛﺎن اﻟﺿرورة .وﻗﯾل أﺑو ﯾوﺳف ﻣﻊ أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ دود اﻟﻘز
واﻟﺣﻣﺎم إذا ﻋﻠم ﻋددھﺎ وأﻣﻛن ﺗﺳﻠﯾﻣﮭﺎ ﺟﺎز ﺑﯾﻌﮭﺎ ﻷﻧﮫ ﻣﺎل ﻣﻘدور اﻟﺗﺳﻠﯾم" .وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻵﺑق" ﻟﻧﮭﻲ اﻟﻧﺑﻲ
ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋﻧﮫ وﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ "إﻻ أن ﯾﺑﯾﻌﮫ ﻣن رﺟل زﻋم أﻧﮫ ﻋﻧده" ﻷن اﻟﻣﻧﮭﻲ ﻋﻧﮫ ﺑﯾﻊ
آﺑق ﻣطﻠق وھو أن ﯾﻛون آﺑﻘﺎ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وھذا ﻏﯾر آﺑق ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺷﺗري؛ وﻷﻧﮫ إذا ﻛﺎن ﻋﻧد اﻟﻣﺷﺗري
اﻧﺗﻔﻰ اﻟﻌﺟز ﻋن اﻟﺗﺳﻠﯾم وھو اﻟﻣﺎﻧﻊ ،ﺛم ﻻ ﯾﺻﯾر ﻗﺎﺑﺿﺎ ﺑﻣﺟرد اﻟﻌﻘد إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﯾده وﻛﺎن أﺷﮭد ﻋﻧده أﺧذه ﻷﻧﮫ
أﻣﺎﻧﺔ ﻋﻧده وﻗﺑض اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻻ ﯾﻧوب ﻋن ﻗﺑض اﻟﺑﯾﻊ ،وﻟو ﻛﺎن ﻟم ﯾﺷﮭد ﯾﺟب أن ﯾﺻﯾر ص -46-
ﻗﺎﺑﺿﺎ ﻷﻧﮫ ﻗﺑض ﻏﺻب ،ﻟو ﻗﺎل ھو ﻋﻧد ﻓﻼن ﻓﺑﻌﮫ ﻣﻧﻲ ﻓﺑﺎﻋﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻷﻧﮫ آﺑق ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﻷﻧﮫ ﻻ
ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ .وﻟو ﺑﺎع اﻵﺑق ﺛم ﻋﺎد ﻣن اﻹﺑﺎق ﻻ ﯾﺗم ذﻟك اﻟﻌﻘد؛ ﻷﻧﮫ وﻗﻊ ﺑﺎطﻼ ﻻﻧﻌدام اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻛﺑﯾﻊ اﻟطﯾر
ﻓﻲ اﻟﮭواء .وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﯾﺗم اﻟﻌﻘد إذا ﻟم ﯾﻔﺳﺦ ﻷن اﻟﻌﻘد اﻧﻌﻘد ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺎﻧﻊ ﻗد ارﺗﻔﻊ وھو
اﻟﻌﺟز ﻋن اﻟﺗﺳﻠﯾم ،ﻛﻣﺎ إذا أﺑق ﺑﻌد اﻟﺑﯾﻊ ،وھﻛذا ﯾروى ﻋن ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺑﯾﻊ ﻟﺑن اﻣرأة ﻓﻲ ﻗدح" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾﺟوز ﺑﯾﻌﮫ ﻷﻧﮫ ﻣﺷروب طﺎھر ،وﻟﻧﺎ أﻧﮫ ﺟزء
اﻵدﻣﻲ وھو ﺑﺟﻣﯾﻊ أﺟزاﺋﮫ ﻣﻛرم ﻣﺻون ﻋن اﻻﺑﺗذال ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ،وﻻ ﻓرق ﻓﻲ ظﺎھر اﻟرواﯾﺔ ﺑﯾن ﻟﺑن اﻟﺣرة واﻷﻣﺔ.
وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ ﻟﺑن اﻷﻣﺔ ﻷﻧﮫ ﯾﺟوز إﯾراد اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻓﻛذا ﻋﻠﻰ ﺟزﺋﮭﺎ .ﻗﻠﻧﺎ:
اﻟرق ﻗد ﺣل ﻧﻔﺳﮭﺎ ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻠﺑن ﻓﻼ رق ﻓﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﯾﺧﺗص ﺑﻣﺣل ﯾﺗﺣﻘق ﻓﯾﮫ اﻟﻘوة اﻟﺗﻲ ھﻲ ﺿده وھو اﻟﺣﻲ وﻻ ﺣﯾﺎة
ﻓﻲ اﻟﻠﺑن.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ ﺷﻌر اﻟﺧﻧزﯾر" ﻷﻧﮫ ﻧﺟس اﻟﻌﯾن ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺑﯾﻌﮫ إھﺎﻧﺔ ﻟﮫ ،وﯾﺟوز اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮫ ﻟﻠﺧرز
ﻟﻠﺿرورة ﻓﺈن ذﻟك اﻟﻌﻣل ﻻ ﯾﺗﺄﺗﻰ ﺑدوﻧﮫ ،وﯾوﺟد ﻣﺑﺎح اﻷﺻل ﻓﻼ ﺿرورة إﻟﻰ اﻟﺑﯾﻊ ،وﻟو وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺎء اﻟﻘﻠﯾل
أﻓﺳده ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف .وﻋﻧد ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ ﻻ ﯾﻔﺳده ﻷن إطﻼق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮫ دﻟﯾل طﮭﺎرﺗﮫ وﻷﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ
ﷲ أن اﻹطﻼق ﻟﻠﺿرورة ﻓﻼ ﯾظﮭر إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻌ ﻣﺎل وﺣﺎﻟﺔ اﻟوﻗوع ﺗﻐﺎﯾرھﺎ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ ﺷﻌور اﻹﻧﺳﺎن وﻻ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮭﺎ" ﻷن اﻵدﻣﻲ ﻣﻛرم ﻻ ﻣﺑﺗذل ﻓﻼ ﯾﺟوز أن ﯾﻛون ﺷﻲء ﻣن
أﺟزاﺋﮫ ﻣﮭﺎﻧﺎ وﻣﺑﺗذﻻ وﻗد ﻗﺎل :ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻟﻌن ﷲ اﻟواﺻﻠﺔ واﻟﻣﺳﺗوﺻﻠﺔ" اﻟﺣدﯾث ،وإﻧﻣﺎ ﯾرﺧص
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﺧذ ﻣن اﻟوﺑر ﻓﯾزﯾد ﻓﻲ ﻗرون اﻟﻧﺳﺎء وذواﺋﺑﮭن.
ﻗﺎل "وﻻ ﺑﯾﻊ ﺟﻠود اﻟﻣﯾﺗﺔ ﻗﺑل أن ﺗدﺑﻎ" ﻷﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ ،ﻗﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻻ ﺗﻧﺗﻔﻌوا ﻣن اﻟﻣﯾﺗﺔ
ﺑﺈھﺎب" وھو اﺳم ﻟﻐﯾر اﻟﻣدﺑوغ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋرف ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻼة "وﻻ ﺑﺄس ﺑﺑﯾﻌﮭﺎ واﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮭﺎ ﺑﻌد اﻟدﺑﺎغ"
ﻷﻧﮭﺎ ﻗد طﮭرت ﺑﺎﻟدﺑﺎغ ،وﻗد ذﻛرﻧﺎه ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻼة "وﻻ ﺑﺄس ﺑﺑﯾﻊ ﻋظﺎم اﻟﻣﯾﺗﺔ وﻋﺻﺑﮭﺎ وﺻوﻓﮭﺎ وﻗرﻧﮭﺎ
وﺷﻌرھﺎ ووﺑرھﺎ واﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑذﻟك ﻛﻠﮫ"؛ ﻷﻧﮭﺎ طﺎھرة ﻻ ﯾﺣﻠﮭﺎ اﻟﻣوت؛ ﻟﻌدم اﻟﺣﯾﺎة وﻗد ﻗررﻧﺎه ﻣن ﻗﺑل .واﻟﻔﯾل
ﻛﺎﻟﺧﻧزﯾر ﻧﺟس اﻟﻌﯾن ﻋﻧد ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ وﻋﻧدھﻣﺎ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺳﺑﺎع ﺣﺗﻰ ﯾﺑﺎع ﻋظﻣﮫ وﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎن اﻟﺳﻔل ﻟرﺟل وﻋﻠوه ﻵﺧر ﻓﺳﻘطﺎ أو ﺳﻘط اﻟﻌﻠو وﺣده ﻓﺑﺎع ﺻﺎﺣب ص -47-
اﻟﻌﻠو ﻋﻠوه ﻟم ﯾﺟز" ﻷن ﺣق اﻟﺗﻌﻠﻲ ﻟﯾس ﺑﻣﺎل ﻷن اﻟﻣﺎل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن إﺣرازه واﻟﻣﺎل ھو اﻟﻣﺣل ﻟﻠﺑﯾﻊ ،ﺑﺧﻼف
اﻟﺷرب ﺣﯾث ﯾﺟوز ﺑﯾﻌﮫ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻸرض ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟرواﯾﺎت وﻣﻔردا ﻓﻲ رواﯾﺔ ،وھو اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺷﺎﯾﺦ ﺑﻠﺧﻲ رﺣﻣﮭم ﷲ
ﻷﻧﮫ ﺣظ ﻣن اﻟﻣﺎء وﻟﮭذا ﯾﺿﻣن ﺑﺎﻹﺗﻼف وﻟﮫ ﻗﺳط ﻣن اﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧذﻛره ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﺷرب.
ﻗﺎل" :وﺑﯾﻊ اﻟطرﯾق وھﺑﺗﮫ ﺟﺎﺋز وﺑﯾﻊ ﻣﺳﯾل اﻟﻣﺎء وھﺑﺗﮫ ﺑﺎطل " واﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣﺗﻣل وﺟﮭﯾن :ﺑﯾﻊ رﻗﺑﺔ اﻟطرﯾق
واﻟﻣﺳﯾل ،وﺑﯾﻊ ﺣق اﻟﻣرور واﻟﺗﺳﯾﯾل .ﻓﺈن ﻛﺎن اﻷول ﻓوﺟﮫ اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺄﻟﺗﯾن أن اﻟطرﯾق ﻣﻌﻠوم ﻷن ﻟﮫ طوﻻ
وﻋرﺿﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎ ،وأﻣﺎ اﻟﻣﺳﯾل ﻓﻣﺟﮭول ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾدرى ﻗدر ﻣﺎ ﯾﺷﻐﻠﮫ ﻣن اﻟﻣﺎء وإن ﻛﺎن اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻔﻲ ﺑﯾﻊ ﺣق
اﻟﻣرور رواﯾﺗﺎن ووﺟﮫ اﻟﻔرق ﻋﻠﻰ إﺣداھﻣﺎ ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﺣق اﻟﺗﺳﯾﯾل أن ﺣق اﻟﻣرور ﻣﻌﻠوم ﻟﺗﻌﻠﻘﮫ ﺑﻣﺣل ﻣﻌﻠوم
وھو اﻟطرﯾق ،أﻣﺎ اﻟﻣﺳﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﺳطﺢ ﻓﮭو ﻧظﯾر ﺣق اﻟﺗﻌﻠﻲ وﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﺟﮭول ﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻣﺣﻠﮫ .ووﺟﮫ اﻟﻔرق
ﺑﯾن ﺣق اﻟﻣرور وﺣق اﻟﺗﻌﻠﻲ ﻋﻠﻰ إﺣدى اﻟرواﯾﺗﯾن أن ﺣق اﻟﺗﻌﻠﻲ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﯾن ﻻ ﺗﺑﻘﻰ وھو اﻟﺑﻧﺎء ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ،
أﻣﺎ ﺣق اﻟﻣرور ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﯾن ﺗﺑﻘﻰ وھو اﻷرض ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻷﻋﯾﺎن.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﺟﺎرﯾﺔ ﻓﺈذا ھو ﻏﻼم" ﻓﻼ ﺑﯾﻊ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺑﺎع ﻛﺑﺷﺎ ﻓﺈذا ھو ﻧﻌﺟﺔ ﺣﯾث ﯾﻧﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ
وﯾﺗﺧﯾر .واﻟﻔرق ﯾﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺻل اﻟذي ذﻛرﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح ﻟﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ وھو أن اﻹﺷﺎرة ﻣﻊ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ إذا
اﺟﺗﻣﻌﺗﺎ ﻓﻔﻲ ﻣﺧﺗﻠﻔﻲ اﻟﺟﻧس ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻣﺳﻣﻰ وﯾﺑطل ﻻﻧﻌداﻣﮫ ،وﻓﻲ ﻣﺗﺣدي اﻟﺟﻧس ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ
وﯾﻧﻌﻘد ﻟوﺟوده وﯾﺗﺧﯾر ﻟﻔوات اﻟوﺻف ﻛﻣن اﺷﺗرى ﻋﺑدا ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﺧﺑﺎز ﻓﺈذا ھو ﻛﺎﺗب ،وﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺗﻧﺎ اﻟذﻛر
واﻷﻧﺛﻰ ﻣن ﺑﻧﻲ آدم ﺟﻧﺳﺎن ﻟﻠﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻷﻏراض ،وﻓﻲ اﻟﺣﯾواﻧﺎت ﺟﻧس واﺣد ﻟﻠﺗﻘﺎرب ﻓﯾﮭﺎ وھو اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻓﻲ
ھذا دون اﻷﺻل ﻛﺎﻟﺧل واﻟدﺑس ﺟﻧﺳﺎن .واﻟوذاري واﻟزﻧدﻧﯾﺟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟوا ﺟﻧﺳﺎن ﻣﻊ اﺗﺣﺎد أﺻﻠﮭﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺄﻟف درھم ﺣﺎﻟﺔ أو ﻧﺳﯾﺋﺔ ﻓﻘﺑﺿﮭﺎ ﺛم ﺑﺎﻋﮭﺎ ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻗﺑل أن ﯾﻧﻘد
اﻟﺛﻣن اﻷول ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺛﺎﻧﻲ" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﺟوز ﻷن اﻟﻣﻠك ﻗد ﺗم ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘﺑض ﻓﺻﺎر اﻟﺑﯾﻊ ﻣن
اﻟﺑﺎﺋﻊ وﻣن ﻏﯾره ﺳواء وﺻﺎر ﻛﻣﺎ ﻟو ﺑﺎع ﺑﻣﺛل اﻟﺛﻣن اﻷول أو ﺑﺎﻟزﯾﺎدة أو ﺑﺎﻟﻌرض .وﻟﻧﺎ ﻗول ﻋﺎﺋﺷﺔ رﺿﻲ ﷲ
ﻋﻧﮭﺎ :ﻟﺗﻠك اﻟﻣرأة وﻗد ﺑﺎﻋت ﺑﺳﺗﻣﺎﺋﺔ ﺑﻌدﻣﺎ اﺷﺗرت ﺑﺛﻣﺎﻧﻣﺎﺋﺔ :ﺑﺋﺳﻣﺎ ﺷرﯾت واﺷﺗرﯾت ،أﺑﻠﻐﻲ زﯾد ﺑن أرﻗم أن ﷲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ أﺑطل ﺣﺟﮫ وﺟﮭﺎده ﻣﻊ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم إن ﻟم ﯾﺗب؛ وﻷن اﻟﺛﻣن ﻟم ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺿﻣﺎﻧﮫ ﻓﺈذا
وﺻل
إﻟﯾﮫ اﻟﻣﺑﯾﻊ ووﻗﻌت اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﻘﻲ ﻟﮫ ﻓﺿل ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ وذﻟك ﺑﻼ ﻋوض ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ص -48-
ﺑﺎع ﺑﺎﻟﻌرض ﻷن اﻟﻔﺿل إﻧﻣﺎ ﯾظﮭر ﻋﻧد اﻟﻣﺟﺎﻧﺳﺔ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﺛم ﺑﺎﻋﮭﺎ وأﺧرى ﻣﻌﮭﺎ ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻗﺑل أن ﯾﻧﻘد اﻟﺛﻣن ﺑﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ
ﺟﺎﺋز ﻓﻲ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺷﺗرھﺎ ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ وﯾﺑطل ﻓﻲ اﻷﺧرى" ﻷﻧﮫ ﻻ ﺑد أن ﯾﺟﻌل ﺑﻌض اﻟﺛﻣن ﺑﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺷﺗرھﺎ
ﻣﻧﮫ ﻓﯾﻛون ﻣﺷﺗرﯾﺎ ﻟﻸﺧرى ﺑﺄﻗل ﻣﻣﺎ ﺑﺎع وھو ﻓﺎﺳد ﻋﻧدﻧﺎ ،وﻟم ﯾوﺟد ھذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ ﺻﺎﺣﺑﺗﮭﺎ وﻻ ﯾﺷﯾﻊ اﻟﻔﺳﺎد
ﻷﻧﮫ ﺿﻌﯾف ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﺟﺗﮭدا ﻓﯾﮫ أو؛ ﻷﻧﮫ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﺷﺑﮭﺔ اﻟرﺑﺎ ،أو؛ ﻷﻧﮫ طﺎرئ؛ ﻷﻧﮫ ﯾظﮭر ﺑﺎﻧﻘﺳﺎم اﻟﺛﻣن أو
اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﻓﻼ ﯾﺳري إﻟﻰ ﻏﯾرھﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى زﯾﺗﺎ ﻋﻠﻰ أن ﯾزﻧﮫ ﺑظرﻓﮫ ﻓﯾطرح ﻋﻧﮫ ﻣﻛﺎن ﻛل ظرف ﺧﻣﺳﯾن رطﻼ ﻓﮭو ﻓﺎﺳد ،وﻟو
اﺷﺗرى ﻋﻠﻰ أن ﯾطرح ﻋﻧﮫ ﺑوزن اﻟظرف ﺟﺎز "؛ ﻷن اﻟﺷرط اﻷول ﻻ ﯾﻘﺗﺿﯾﮫ اﻟﻌﻘد واﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﻘﺗﺿﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺳﻣﻧﺎ ﻓﻲ زق ﻓرد اﻟظرف وھو ﻋﺷرة أرطﺎل ﻓﻘﺎل اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟزق ﻏﯾر ھذا وھو ﺧﻣﺳﺔ أرطﺎل
ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺷﺗري" ،ﻷﻧﮫ إن اﻋﺗﺑر اﺧﺗﻼﻓﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن اﻟزق اﻟﻣﻘﺑوض ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻘﺎﺑض ﺿﻣﯾﻧﺎ ﻛﺎن أو
أﻣﯾﻧﺎ ،وإن اﻋﺗﺑر اﺧﺗﻼﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻣن ﻓﮭو ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺛﻣن ﻓﯾﻛون اﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺷﺗري؛ ﻷﻧﮫ ﯾﻧﻛر
اﻟزﯾﺎدة.
ﻗﺎل" :وإذا أﻣر اﻟﻣﺳﻠم ﻧﺻراﻧﯾﺎ ﺑﺑﯾﻊ ﺧﻣر أو ﺷراﺋﮭﺎ ﻓﻔﻌل ﺟﺎز ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وﻗﺎﻻ ﻻ ﯾﺟوز :ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﻠم" وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف اﻟﺧﻧزﯾر ،وﻋﻠﻰ ھذا ﺗوﻛﯾل اﻟﻣﺣرم ﻏﯾره ﺑﺑﯾﻊ ﺻﯾده .ﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﻣوﻛل ﻻ ﯾﻠﯾﮫ ﻓﻼ
ﯾوﻟﯾﮫ ﻏﯾره؛ وﻷن ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﻟﻠوﻛﯾل ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﻣوﻛل ﻓﺻﺎر ﻛﺄﻧﮫ ﺑﺎﺷره ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻓﻼ ﯾﺟوز .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ
أن اﻟﻌﺎﻗد ھو اﻟوﻛﯾل ﺑﺄھﻠﯾﺗﮫ ووﻻﯾﺗﮫ ،واﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﻠك إﻟﻰ اﻵﻣر أﻣر ﺣﻛﻣﻲ ﻓﻼ ﯾﻣﺗﻧﻊ ﺑﺳﺑب اﻹﺳﻼم ﻛﻣﺎ إذا
ورﺛﮭﻣﺎ ،ﺛم إن ﻛﺎن ﺧﻣرا ﯾﺧﻠﻠﮭﺎ وإن ﻛﺎن ﺧﻧزﯾرا ﯾﺳﯾﺑﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﻋﺑدا ﻋﻠﻰ أن ﯾﻌﺗﻘﮫ اﻟﻣﺷﺗري أو ﯾدﺑره أو ﯾﻛﺎﺗﺑﮫ أو أﻣﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳﺗوﻟدھﺎ ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎﺳد"؛ ﻷن
ھذا ﺑﯾﻊ وﺷرط وﻗد ﻧﮭﻰ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻋن ﺑﯾﻊ وﺷرط .ﺛم ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣذھب ﻓﯾﮫ أن ﯾﻘﺎل :ﻛل ﺷرط
ﯾﻘﺗﺿﯾﮫ اﻟﻌﻘد ﻛﺷرط اﻟﻣﻠك ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻻ ﯾﻔﺳد اﻟﻌﻘد ﻟﺛﺑوﺗﮫ ﺑدون اﻟﺷرط ،وﻛل ﺷرط ﻻ ﯾﻘﺗﺿﯾﮫ اﻟﻌﻘد وﻓﯾﮫ ﻣﻧﻔﻌﺔ
ﻷﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أو ﻟﻠﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ وھو ﻣن أھل اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﯾﻔﺳده ﻛﺷرط أن ﻻ ﯾﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷﺗري اﻟﻌﺑد اﻟﻣﺑﯾﻊ؛ ﻷن
ﻓﯾﮫ زﯾﺎدة ﻋﺎرﯾﺔ ﻋن اﻟﻌوض ﻓﯾؤدي إﻟﻰ اﻟرﺑﺎ ،أو؛ ﻷﻧﮫ ﯾﻘﻊ ﺑﺳﺑﺑﮫ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﯾﻌرى اﻟﻌﻘد ﻋن ﻣﻘﺻوده إﻻ أن
ﯾﻛون
ﻣﺗﻌﺎرﻓﺎ؛ ﻷن اﻟﻌرف ﻗﺎض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎس ،وﻟو ﻛﺎن ﻻ ﯾﻘﺗﺿﯾﮫ اﻟﻌﻘد وﻻ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻓﯾﮫ ﻷﺣد ص -49-
ﻻ ﯾﻔﺳده وھو اﻟظﺎھر ﻣن اﻟﻣذھب ﻛﺷرط أن ﻻ ﯾﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷﺗري اﻟداﺑﺔ اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ ﻷﻧﮫ اﻧﻌدﻣت اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻓﻼ ﯾؤدي إﻟﻰ
اﻟرﺑﺎ ،وﻻ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ .إذا ﺛﺑت ھذا ﻓﻧﻘول :إن ھذه اﻟﺷروط ﻻ ﯾﻘﺗﺿﯾﮭﺎ اﻟﻌﻘد؛ ﻷن ﻗﺿﯾﺗﮫ اﻹطﻼق ﻓﻲ
اﻟﺗﺻرف واﻟﺗﺧﯾﯾر ﻻ اﻹﻟزام ﺣﺗﻣﺎ ،واﻟﺷرط ﯾﻘﺗﺿﻲ ذﻟك وﻓﯾﮫ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻟﻠﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ،واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ وإن
ﻛﺎن ﯾﺧﺎﻟﻔﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺗق وﯾﻘﯾﺳﮫ ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﺑد ﻧﺳﻣﺔ ﻓﺎﻟﺣﺟﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه ،وﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻧﺳﻣﺔ أن ﯾﺑﺎع ﻣﻣن
ﯾﻌﻠم أﻧﮫ ﯾﻌﺗﻘﮫ ﻻ أن ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮫ ،ﻓﻠو أﻋﺗﻘﮫ اﻟﻣﺷﺗري ﺑﻌدﻣﺎ اﺷﺗراه ﺑﺷرط اﻟﻌﺗق ﺻﺢ اﻟﺑﯾﻊ ﺣﺗﻰ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺛﻣن
ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وﻗﺎﻻ :ﯾﺑﻘﻰ ﻓﺎﺳدا ﺣﺗﻰ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﯾﻣﺔ؛ ﻷن اﻟﺑﯾﻊ ﻗد وﻗﻊ ﻓﺎﺳدا ﻓﻼ ﯾﻧﻘﻠب ﺟﺎﺋزا ﻛﻣﺎ
إذا ﺗﻠف ﺑوﺟﮫ آﺧر .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن ﺷرط اﻟﻌﺗق ﻣن ﺣﯾث ذاﺗﮫ ﻻ ﯾﻼﺋم اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه ،وﻟﻛن
ﻣن ﺣﯾث ﺣﻛﻣﮫ ﯾﻼﺋﻣﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﻣﻧﮫ ﻟﻠﻣﻠك واﻟﺷﻲء ﺑﺎﻧﺗﮭﺎﺋﮫ ﯾﺗﻘرر ،وﻟﮭذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻌﺗق اﻟرﺟوع ﺑﻧﻘﺻﺎن اﻟﻌﯾب ،ﻓﺈذا
ﺗﻠف ﻣن وﺟﮫ آﺧر ﻟم ﺗﺗﺣﻘق اﻟﻣﻼءﻣﺔ ﻓﯾﺗﻘرر اﻟﻔﺳﺎد ،وإذا وﺟد اﻟﻌﺗق ﺗﺣﻘﻘت اﻟﻣﻼءﻣﺔ ﻓﯾرﺟﺢ ﺟﺎﻧب اﻟﺟواز
ﻓﻛﺎن اﻟﺣﺎل ﻗﺑل ذﻟك ﻣوﻗوﻓﺎ.
ﻗﺎل" :وﻛذﻟك ﻟو ﺑﺎع ﻋﺑدا ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳﺗﺧدﻣﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺷﮭرا أو دارا ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳﻛﻧﮭﺎ أو ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘرﺿﮫ اﻟﻣﺷﺗري
درھﻣﺎ أو ﻋﻠﻰ أن ﯾﮭدي ﻟﮫ ھدﯾﺔ"؛ ﻷﻧﮫ ﺷرط ﻻ ﯾﻘﺗﺿﯾﮫ اﻟﻌﻘد وﻓﯾﮫ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻷﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن؛ وﻷﻧﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة
واﻟﺳﻼم ﻧﮭﻰ ﻋن ﺑﯾﻊ وﺳﻠف؛ وﻷﻧﮫ ﻟو ﻛﺎن اﻟﺧدﻣﺔ واﻟﺳﻛﻧﻰ ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﻣﺎ ﺷﻲء ﻣن اﻟﺛﻣن ﯾﻛون إﺟﺎرة ﻓﻲ ﺑﯾﻊ ،وﻟو
ﻛﺎن ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﻣﺎ ﯾﻛون إﻋﺎرة ﻓﻲ ﺑﯾﻊ .وﻗد ﻧﮭﻰ اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋن ﺻﻔﻘﺗﯾن ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺔ
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﻋﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﯾﺳﻠﻣﮫ إﻟﻰ رأس اﻟﺷﮭر ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎﺳد"؛ ﻷن اﻷﺟل ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ اﻟﻌﯾن ﺑﺎطل ﻓﯾﻛون
ﺷرطﺎ ﻓﺎﺳدا ،وھذا؛ ﻷن اﻷﺟل ﺷرع ﺗرﻓﯾﮭﺎ ﻓﯾﻠﯾق ﺑﺎﻟدﯾون دون اﻷﻋﯾﺎن.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ إﻻ ﺣﻣﻠﮭﺎ ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎﺳد" واﻷﺻل أن ﻣﺎ ﻻ ﯾﺻﺢ إﻓراده ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﺻﺢ اﺳﺗﺛﻧﺎؤه ﻣن
اﻟﻌﻘد ،واﻟﺣﻣل ﻣن ھذا اﻟﻘﺑﯾل ،وھذا؛ ﻷﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ أطراف اﻟﺣﯾوان ﻻﺗﺻﺎﻟﮫ ﺑﮫ ﺧﻠﻘﺔ وﺑﯾﻊ اﻷﺻل ﯾﺗﻧﺎوﻟﮭﻣﺎ
ﻓﺎﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣوﺟب ﻓﻼ ﯾﺻﺢ ﻓﯾﺻﯾر ﺷرطﺎ ﻓﺎﺳدا ،واﻟﺑﯾﻊ ﯾﺑطل ﺑﮫ واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻹﺟﺎرة واﻟرھن
ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺑﯾﻊ؛ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺑطل اﻟﺷروط اﻟﻔﺎﺳدة ،ﻏﯾر أن اﻟﻣﻔﺳد ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻣﻛن ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﻌﻘد ﻣﻧﮭﺎ ،واﻟﮭﺑﺔ
واﻟﺻدﻗﺔ واﻟﻧﻛﺎح واﻟﺧﻠﻊ واﻟﺻﻠﺢ ﻋن دم اﻟﻌﻣد ﻻ ﺗﺑطل ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺣﻣل ،ﺑل ﯾﺑطل اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء؛ ﻷن ھذه اﻟﻌﻘود ﻻ
ﺗﺑطل اﻟﺷروط اﻟﻔﺎﺳدة ،وﻛذا اﻟوﺻﯾﺔ ﻻ ﺗﺑطل ﺑﮫ ،ﻟﻛن ﯾﺻﺢ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﺣﺗﻰ ﯾﻛون
اﻟﺣﻣل ﻣﯾراﺛﺎ واﻟﺟﺎرﯾﺔ وﺻﯾﺔ؛ ﻷن اﻟوﺻﯾﺔ أﺧت اﻟﻣﯾراث واﻟﻣﯾراث ﯾﺟري ﻓﯾﻣﺎ ﻓﻲ ص -50-
اﻟﺑطن ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا اﺳﺗﺛﻧﻰ ﺧدﻣﺗﮭﺎ؛ ﻷن اﻟﻣﯾراث ﻻ ﯾﺟري ﻓﯾﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺛوﺑﺎ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘطﻌﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ وﯾﺧﯾطﮫ ﻗﻣﯾﺻﺎ أو ﻗﺑﺎء ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎﺳد"؛ ﻷﻧﮫ ﺷرط ﻻ ﯾﻘﺗﺿﯾﮫ
اﻟﻌﻘد وﻓﯾﮫ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻷﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن؛ وﻷﻧﮫ ﯾﺻﯾر ﺻﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﻧﻌﻼ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺣذوھﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻗﺎل أو ﯾﺷرﻛﮭﺎ ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎﺳد" ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :ﻣﺎ ذﻛره
ﺟواب اﻟﻘﯾﺎس ،ووﺟﮭﮫ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ ،وﻓﻲ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن :ﯾﺟوز ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﺻﺑﻎ اﻟﺛوب ،وﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﺟوزﻧﺎ
اﻻﺳﺗﺻﻧﺎع.
ﻗﺎل " :واﻟﺑﯾﻊ إﻟﻰ اﻟﻧﯾروز واﻟﻣﮭرﺟﺎن وﺻوم اﻟﻧﺻﺎرى وﻓطر اﻟﯾﮭود إذا ﻟم ﯾﻌرف اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻌﺎن ذﻟك ﻓﺎﺳد ﻟﺟﮭﺎﻟﺔ
اﻷﺟل" وھﻲ ﻣﻔﺿﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﻻﺑﺗﻧﺎﺋﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎﻛﺳﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺎ ﯾﻌرﻓﺎﻧﮫ ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻋﻧدھﻣﺎ،
أو ﻛﺎن اﻟﺗﺄﺟﯾل إﻟﻰ ﻓطر اﻟﻧﺻﺎرى ﺑﻌدﻣﺎ ﺷرﻋوا ﻓﻲ ﺻوﻣﮭم؛ ﻷن ﻣدة ﺻوﻣﮭم ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﺑﺎﻷﯾﺎم ﻓﻼ ﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺑﯾﻊ إﻟﻰ ﻗدوم اﻟﺣﺎج " ،وﻛذﻟك إﻟﻰ اﻟﺣﺻﺎد واﻟدﯾﺎس واﻟﻘطﺎف واﻟﺟزاز؛ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺗﻘدم وﺗﺗﺄﺧر،
وﻟو ﻛﻔل إﻟﻰ ھذه اﻷوﻗﺎت ﺟﺎز؛ ﻷن اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﯾﺳﯾرة ﻣﺗﺣﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وھذه اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﯾﺳﯾرة ﻣﺳﺗدرﻛﺔ ﻻﺧﺗﻼف
اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ رﺿﻲ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻧﮭم ﻓﯾﮭﺎ وﻷﻧﮫ ﻣﻌﻠوم اﻷﺻل؛ أﻻ ﯾرى أﻧﮭﺎ ﺗﺣﺗﻣل اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﻲ أﺻل اﻟدﯾن ﺑﺄن ﺗﻛﻔل
ﺑﻣﺎ ذاب ﻋﻠﻰ ﻓﻼن ﻓﻔﻲ اﻟوﺻف أوﻟﻰ ،ﺑﺧﻼف اﻟﺑﯾﻊ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺣﺗﻣﻠﮭﺎ ﻓﻲ أﺻل اﻟﺛﻣن ،ﻓﻛذا ﻓﻲ وﺻﻔﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ
إذا ﺑﺎع ﻣطﻠﻘﺎ ﺛم أﺟل اﻟﺛﻣن إﻟﻰ ھذه اﻷوﻗﺎت ﺣﯾث ﺟﺎز؛ ﻷن ھذا ﺗﺄﺟﯾل ﻓﻲ اﻟدﯾن وھذه اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﯾﮫ ﻣﺗﺣﻣﻠﺔ
ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻻ ﻛذﻟك اﺷﺗراطﮫ ﻓﻲ أﺻل اﻟﻌﻘد؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺑطل ﺑﺎﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳد" .وﻟو ﺑﺎع إﻟﻰ ھذه اﻵﺟﺎل ﺛم
ﺗراﺿﯾﺎ ﺑﺈﺳﻘﺎط اﻷﺟل ﻗﺑل أن ﯾﺄﺧذ اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻟﺣﺻﺎد واﻟدﯾﺎس وﻗﺑل ﻗدوم اﻟﺣﺎج ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ أﯾﺿﺎ .وﻗﺎل زﻓر
رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﯾﺟوز؛ ﻷﻧﮫ وﻗﻊ ﻓﺎﺳدا ﻓﻼ ﯾﻧﻘﻠب ﺟﺎﺋزا وﺻﺎر ﻛﺈﺳﻘﺎط اﻷﺟل ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح إﻟﻰ أﺟل" وﻟﻧﺎ أن اﻟﻔﺳﺎد
ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ وﻗد ارﺗﻔﻊ ﻗﺑل ﺗﻘرره وھذه اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺷرط زاﺋد ﻻ ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﻌﻘد ﻓﯾﻣﻛن إﺳﻘﺎطﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺑﺎع
اﻟدرھم ﺑﺎﻟدرھﻣﯾن ﺛم أﺳﻘطﺎ اﻟدرھم اﻟزاﺋد؛ ﻷن اﻟﻔﺳﺎد ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﻌﻘد ،وﺑﺧﻼف اﻟﻧﻛﺎح إﻟﻰ أﺟل؛ ﻷﻧﮫ ﻣﺗﻌﺔ وھو
ﻋﻘد ﻏﯾر ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ،وﻗوﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ﺛم ﺗراﺿﯾﺎ ﺧرج وﻓﺎﻗﺎ؛ ﻷن ﻣن ﻟﮫ اﻷﺟل ﯾﺳﺗﺑد ﺑﺈﺳﻘﺎطﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﺧﺎﻟص
ﺣﻘﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﺣر وﻋﺑد أو ﺷﺎة ذﻛﯾﺔ وﻣﯾﺗﺔ ﺑطل اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﮭﻣﺎ" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وﻗﺎل أﺑو
ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ :إن ﺳﻣﻰ ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺛﻣﻧﺎ ﺟﺎز ﻓﻲ اﻟﻌﺑد
واﻟﺷﺎة اﻟذﻛﯾﺔ "وإن ﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻋﺑد وﻣدﺑر أو ﺑﯾن ﻋﺑده وﻋﺑد ﻏﯾره ﺻﺢ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ص -51-
اﻟﻌﺑد ﺑﺣﺻﺗﮫ ﻣن اﻟﺛﻣن" ﻋﻧد ﻋﻠﻣﺎﺋﻧﺎ اﻟﺛﻼﺛﺔ ،وﻗﺎل زﻓر رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻓﺳد ﻓﯾﮭﻣﺎ ،وﻣﺗروك اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻋﺎﻣدا ﻛﺎﻟﻣﯾﺗﺔ،
واﻟﻣﻛﺎﺗب وأم اﻟوﻟد ﻛﺎﻟﻣدﺑر ﻟﮫ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺑﺎﻟﻔﺻل اﻷول ،إذ ﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﻔﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻛل وﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﻔﺳﺎد
ﺑﻘدر اﻟﻣﻔﺳد ﻓﻼ ﯾﺗﻌدى إﻟﻰ اﻟﻘن ،ﻛﻣن ﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وأﺧﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﺳم ﺛﻣن ﻛل واﺣد
ﻣﻧﮭﻣﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﻣﺟﮭول وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وھو اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻔﺻﻠﯾن أن اﻟﺣر ﻻ ﯾدﺧل ﺗﺣت اﻟﻌﻘد أﺻﻼ؛ ﻷﻧﮫ
ﻟﯾس ﺑﻣﺎل واﻟﺑﯾﻊ ﺻﻔﻘﺔ واﺣدة ﻓﻛﺎن اﻟﻘﺑول ﻓﻲ اﻟﺣر ﺷرطﺎ ﻟﻠﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺑد وھذا ﺷرط ﻓﺎﺳد ،ﺑﺧﻼف اﻟﻧﻛﺎح؛ ﻷﻧﮫ
ﻻ ﯾﺑطل ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﻔﺎﺳدة.
وأﻣﺎ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ھؤﻻء ﻣوﻗوف وﻗد دﺧﻠوا ﺗﺣت اﻟﻌﻘد ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻟﮭذا ﯾﻧﻔذ ﻓﻲ ﻋﺑد اﻟﻐﯾر ﺑﺈﺟﺎزﺗﮫ ،وﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎﺗب
ﺑرﺿﺎه ﻓﻲ اﻷﺻﺢ ،وﻓﻲ اﻟﻣدﺑر ﺑﻘﺿﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ ،وﻛذا ﻓﻲ أم اﻟوﻟد ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ،إﻻ أن
اﻟﻣﺎﻟك ﺑﺎﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮫ اﻟﻣﺑﯾﻊ وھؤﻻء ﺑﺎﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮭم أﻧﻔﺳﮭم ردوا اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻛﺎن ھذا إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺑﻘﺎء ،ﻛﻣﺎ إذا اﺷﺗرى ﻋﺑدﯾن
وھﻠك أﺣدھﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ،وھذا ﻻ ﯾﻛون ﺷرط اﻟﻘﺑول ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﯾﻊ وﻻ ﺑﯾﻌﺎ ﺑﺎﻟﺣﺻﺔ اﺑﺗداء وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺷﺗرط
ﺑﯾﺎن ﺛﻣن ﻛل واﺣد ﻓﯾﮫ.
اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ،وھو اﻟﺻﺣﯾﺢ؛ ﻷن اﻟﺑﯾﻊ ﺗﺳﻠﯾط ﻣﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺑض ،ﻓﺈذا ﻗﺑﺿﮫ ﺑﺣﺿرﺗﮫ ﻗﺑل ص -52-
اﻻﻓﺗراق وﻟم ﯾﻧﮭﮫ ﻛﺎن ﺑﺣﻛم اﻟﺗﺳﻠﯾط اﻟﺳﺎﺑق ،وﻛذا اﻟﻘﺑض ﻓﻲ اﻟﮭﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻌﻘد ﯾﺻﺢ اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ،وﺷرط أن
ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻋوﺿﺎن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﺎل ﻟﯾﺗﺣﻘق رﻛن اﻟﺑﯾﻊ وھو ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﻣﺎل ﻓﯾﺧرج ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﯾﺗﺔ واﻟدم
واﻟﺣر واﻟرﯾﺢ واﻟﺑﯾﻊ ﻣﻊ ﻧﻔﻲ اﻟﺛﻣن ،وﻗوﻟﮫ ﻟزﻣﺗﮫ ﻗﯾﻣﺗﮫ ،ﻓﻲ ذوات اﻟﻘﯾم ،ﻓﺄﻣﺎ ﻓﻲ ذوات اﻷﻣﺛﺎل ﻓﯾﻠزﻣﮫ اﻟﻣﺛل؛
ﻷﻧﮫ ﻣﺿﻣون ﺑﻧﻔﺳﮫ ﺑﺎﻟﻘﺑض ﻓﺷﺎﺑﮫ اﻟﻐﺻب ،وھذا؛ ﻷن اﻟﻣﺛل ﺻورة وﻣﻌﻧﻰ أﻋدل ﻣن اﻟﻣﺛل ﻣﻌﻧﻰ.
ﻗﺎل" :وﻟﻛل واﺣد ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﺳﺧﮫ" رﻓﻌﺎ ﻟﻠﻔﺳﺎد ،وھذا ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ظﺎھر؛ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﻔد ﺣﻛﻣﮫ ﻓﯾﻛون اﻟﻔﺳﺦ
اﻣﺗﻧﺎﻋﺎ ﻣﻧﮫ ،وﻛذا ﺑﻌد اﻟﻘﺑض إذا ﻛﺎن اﻟﻔﺳﺎد ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﻌﻘد ﻟﻘوﺗﮫ ،وإن ﻛﺎن اﻟﻔﺳﺎد ﺑﺷرط زاﺋد ﻓﻠﻣن ﻟﮫ اﻟﺷرط
ذﻟك دون ﻣن ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻘوة اﻟﻌﻘد ،إﻻ أﻧﮫ ﻟم ﺗﺗﺣﻘق اﻟﻣراﺿﺎة ﻓﻲ ﺣق ﻣن ﻟﮫ اﻟﺷرط.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﺑﺎﻋﮫ اﻟﻣﺷﺗري ﻧﻔذ ﺑﯾﻌﮫ"؛ ﻷﻧﮫ ﻣﻠﻛﮫ ﻓﻣﻠك اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮫ وﺳﻘط ﺣق اﻻﺳﺗرداد ﻟﺗﻌﻠق ﺣق اﻟﻌﺑد
ﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ وﻧﻘض اﻷول ﻟﺣق اﻟﺷرع وﺣق اﻟﻌﺑد ﻣﻘدم ﻟﺣﺎﺟﺗﮫ وﻷن اﻷول ﻣﺷروع ﺑﺄﺻﻠﮫ دون وﺻﻔﮫ ،واﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣﺷروع ﺑﺄﺻﻠﮫ ووﺻﻔﮫ ﻓﻼ ﯾﻌﺎرﺿﮫ ﻣﺟرد اﻟوﺻف؛ وﻷﻧﮫ ﺣﺻل ﺑﺗﺳﻠﯾط ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ،ﺑﺧﻼف ﺗﺻرف
اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ اﻟدار اﻟﻣﺷﻔوﻋﺔ؛ ﻷن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺣق اﻟﻌﺑد وﯾﺳﺗوﯾﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﻣﺎ ﺣﺻل ﺑﺗﺳﻠﯾط ﻣن
اﻟﺷﻔﯾﻊ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﻋﺑدا ﺑﺧﻣر أو ﺧﻧزﯾر ﻓﻘﺑﺿﮫ وأﻋﺗﻘﮫ أو ﺑﺎﻋﮫ أو وھﺑﮫ وﺳﻠﻣﮫ ﻓﮭو ﺟﺎﺋز وﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﯾﻣﺔ"
ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ أﻧﮫ ﻣﻠﻛﮫ ﺑﺎﻟﻘﺑض ﻓﺗﻧﻔذ ﺗﺻرﻓﺎﺗﮫ ،وﺑﺎﻹﻋﺗﺎق ﻗد ھﻠك ﻓﺗﻠزﻣﮫ اﻟﻘﯾﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﮭﺑﺔ اﻧﻘطﻊ اﻻﺳﺗرداد
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ،واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟرھن ﻧظﯾر اﻟﺑﯾﻊ؛ ﻷﻧﮭﻣﺎ ﻻزﻣﺎن .إﻻ أﻧﮫ ﯾﻌود ﺣق اﻻﺳﺗرداد ﺑﻌﺟز اﻟﻣﻛﺎﺗب وﻓك اﻟرھن
ﻟزوال اﻟﻣﺎﻧﻊ .وھذا ﺑﺧﻼف اﻹﺟﺎرة؛ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻔﺳﺦ ﺑﺎﻷﻋذار ،ورﻓﻊ اﻟﻔﺳﺎد ﻋذر؛ وﻷﻧﮭﺎ ﺗﻧﻌﻘد ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺷﯾﺋﺎ ﻓﯾﻛون
اﻟرد اﻣﺗﻧﺎﻋﺎ.
ﻗﺎل" :وﻟﯾس ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻔﺎﺳد أن ﯾﺄﺧذ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺣﺗﻰ ﯾرد اﻟﺛﻣن "؛ ﻷن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣﻘﺎﺑل ﺑﮫ ﻓﯾﺻﯾر ﻣﺣﺑوﺳﺎ ﺑﮫ
ﻛﺎﻟرھن "وإن ﻣﺎت اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﺎﻟﻣﺷﺗري أﺣق ﺑﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗوﻓﻲ اﻟﺛﻣن"؛ ﻷﻧﮫ ﯾﻘدم ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ،ﻓﻛذا ﻋﻠﻰ ورﺛﺗﮫ
وﻏرﻣﺎﺋﮫ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﮫ ﻛﺎﻟراھن ﺛم إن ﻛﺎﻧت دراھم اﻟﺛﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ ﯾﺄﺧذھﺎ ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ؛ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺗﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻔﺎﺳد ،وھو
اﻷﺻﺢ؛ ﻷﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻐﺻب ،وإن ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺗﮭﻠﻛﺔ أﺧذ ﻣﺛﻠﮭﺎ ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع دارا ﺑﯾﻌﺎ ﻓﺎﺳدا ﻓﺑﻧﺎھﺎ اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻌﻠﯾﮫ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ" ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ورواه ﯾﻌﻘوب ﻋﻧﮫ ﻓﻲ
اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر ﺛم ﺷك ﺑﻌد ذﻟك ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ" .وﻗﺎﻻ :ﯾﻧﻘض اﻟﺑﻧﺎء وﺗرد
اﻟدار" واﻟﻐرس ﻋﻠﻰ ھذا اﻻﺧﺗﻼف .ﻟﮭﻣﺎ أن ﺣق اﻟﺷﻔﯾﻊ أﺿﻌف ﻣن ﺣق اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺣﺗﻰ ص -53-
ﯾﺣﺗﺎج ﻓﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء وﯾﺑطل ﺑﺎﻟﺗﺄﺧﯾر ،ﺑﺧﻼف ﺣق اﻟﺑﺎﺋﻊ ،ﺛم أﺿﻌف اﻟﺣﻘﯾن ﻻ ﯾﺑطل ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء ﻓﺄﻗواھﻣﺎ أوﻟﻰ،
وﻟﮫ أن اﻟﺑﻧﺎء واﻟﻐرس ﻣﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﮫ اﻟدوام وﻗد ﺣﺻل ﺑﺗﺳﻠﯾط ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﯾﻧﻘطﻊ ﺣق اﻻﺳﺗرداد ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ،
ﺑﺧﻼف ﺣق اﻟﺷﻔﯾﻊ؛ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾوﺟد ﻣﻧﮫ اﻟﺗﺳﻠﯾط وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺑطل ﺑﮭﺑﺔ اﻟﻣﺷﺗري وﺑﯾﻌﮫ ﻓﻛذا ﺑﺑﻧﺎﺋﮫ وﺷك ﯾﻌﻘوب ﻓﻲ
ﺣﻔظ اﻟرواﯾﺔ ﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وﻗد ﻧص ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻓﺈن ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻣﺑﻧﻲ
ﻋﻠﻰ اﻧﻘطﺎع ﺣق اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء وﺛﺑوﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﻼف.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾﻌﺎ ﻓﺎﺳدا وﺗﻘﺎﺑﺿﺎ ﻓﺑﺎﻋﮭﺎ ورﺑﺢ ﻓﯾﮭﺎ ﺗﺻدق ﺑﺎﻟرﺑﺢ وﯾطﯾب ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﻣﺎ رﺑﺢ ﻓﻲ
اﻟﺛﻣن" واﻟﻔرق أن اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻓﯾﺗﻌﻠق اﻟﻌﻘد ﺑﮭﺎ ﻓﯾﺗﻣﻛن اﻟﺧﺑث ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ ،واﻟدراھم واﻟدﻧﺎﻧﯾر ﻻ ﯾﺗﻌﯾﻧﺎن
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود ﻓﻠم ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻌﻘد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ ﻓﻠم ﯾﺗﻣﻛن اﻟﺧﺑث ﻓﻼ ﯾﺟب اﻟﺗﺻدق ،وھذا ﻓﻲ اﻟﺧﺑث اﻟذي ﺳﺑﺑﮫ ﻓﺳﺎد
اﻟﻣﻠك.
أﻣﺎ اﻟﺧﺑث ﻟﻌدم اﻟﻣﻠك ﻓﻌﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد ﯾﺷﻣل اﻟﻧوﻋﯾن ﻟﺗﻌﻠق اﻟﻌﻘد ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻌﯾن ﺷﺑﮭﺔ
ﻣن ﺣﯾث إﻧﮫ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﮫ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﺑﯾﻊ أو ﺗﻘدﯾر اﻟﺛﻣن ،وﻋﻧد ﻓﺳﺎد اﻟﻣﻠك ﺗﻧﻘﻠب اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺷﺑﮭﺔ واﻟﺷﺑﮭﺔ ﺗﻧزل إﻟﻰ
ﺷﺑﮭﺔ اﻟﺷﺑﮭﺔ ،واﻟﺷﺑﮭﺔ ھﻲ اﻟﻣﻌﺗﺑرة دون اﻟﻧﺎزل ﻋﻧﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وﻛذﻟك إذا ادﻋﻰ ﻋﻠﻰ آﺧر ﻣﺎﻻ ﻓﻘﺿﺎه إﯾﺎه ،ﺛم ﺗﺻﺎدﻗﺎ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﻋﻠﯾﮫ ﺷﻲء وﻗد رﺑﺢ اﻟﻣدﻋﻲ ﻓﻲ
اﻟدراھم ﯾطﯾب ﻟﮫ اﻟرﺑﺢ"؛ ﻷن اﻟﺧﺑث ﻟﻔﺳﺎد اﻟﻣﻠك ھﺎھﻧﺎ؛ ﻷن اﻟدﯾن وﺟب ﺑﺎﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﺛم اﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟﺗﺻﺎدق ،وﺑدل
اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻣﻣﻠوك ﻓﻼ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻌﯾن.
وﻛذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻘول ﻟﺗﻌذر اﻟﺑﯾﻊ ،وﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﯾﻛون ﺑﯾﻌﺎ ﻋﻧده ص -56-
ﻹﻣﻛﺎن اﻟﺑﯾﻊ ،ﻓﺈن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﺟﺎﺋز ﻋﻧده.
ﻗﺎل" :وھﻼك اﻟﺛﻣن ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﺻﺣﺔ اﻹﻗﺎﻟﺔ وھﻼك اﻟﻣﺑﯾﻊ ﯾﻣﻧﻊ ﻣﻧﮭﺎ" ﻷن رﻓﻊ اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻗﯾﺎﻣﮫ وھو ﻗﺎﺋم
ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ دون اﻟﺛﻣن "ﻓﺈن ھﻠك ﺑﻌض اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺟﺎزت اﻹﻗﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺎﻗﻲ"؛ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﮫ ،وإن ﺗﻘﺎﯾﺿﺎ ﺗﺟوز اﻹﻗﺎﻟﺔ
ﺑﻌد ھﻼك أﺣدھﻣﺎ وﻻ ﺗﺑطل ﺑﮭﻼك أﺣدھﻣﺎ ﻷن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﺑﯾﻊ ﻓﻛﺎن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﺎﻗﯾﺎ ،وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﺑﺎب اﻟﻣراﺑﺣﺔ واﻟﺗوﻟﯾﺔ
ﻗﺎل" :اﻟﻣراﺑﺣﺔ ﻧﻘل ﻣﺎ ﻣﻠﻛﮫ ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻷول ﺑﺎﻟﺛﻣن اﻷول ﻣﻊ زﯾﺎدة رﺑﺢ ،واﻟﺗوﻟﯾﺔ ﻧﻘل ﻣﺎ ﻣﻠﻛﮫ ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻷول
ﺑﺎﻟﺛﻣن اﻷول ﻣن ﻏﯾر زﯾﺎدة رﺑﺢ" واﻟﺑﯾﻌﺎن ﺟﺎﺋز ان؛ ﻻﺳﺗﺟﻣﺎع ﺷراﺋط اﻟﺟواز ،واﻟﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﻟﻰ ھذا اﻟﻧوع
ﻣن اﻟﺑﯾﻊ؛ ﻷن اﻟﻐﺑﻲ اﻟذي ﻻ ﯾﮭﺗدي ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ أن ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻌل اﻟذﻛﻲ اﻟﻣﮭﺗدي وﺗطﯾب ﻧﻔﺳﮫ ﺑﻣﺛل ﻣﺎ
اﺷﺗرى وﺑزﯾﺎدة رﺑﺢ ﻓوﺟب اﻟﻘول ﺑﺟوازھﻣﺎ ،وﻟﮭذا ﻛﺎن ﻣﺑﻧﺎھﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺎﻧﺔ واﻻﺣﺗراز ﻋن اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ وﻋن
ﺷﺑﮭﺗﮭﺎ ،وﻗد ﺻﺢ أن اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻟﻣﺎ أراد اﻟﮭﺟرة اﺑﺗﺎع أﺑو ﺑﻛر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﺑﻌﯾرﯾن ﻓﻘﺎل ﻟﮫ
اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم" :وﻟﻧﻲ أﺣدھﻣﺎ" ،ﻓﻘﺎل :ھو ﻟك ﺑﻐﯾر ﺷﻲء ،ﻓﻘﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :أﻣﺎ ﺑﻐﯾر ﺛﻣن
ﻓﻼ".
ﻗﺎل" :وﻻ ﺗﺻﺢ اﻟﻣراﺑﺣﺔ واﻟﺗوﻟﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟﻌوض ﻣﻣﺎ ﻟﮫ ﻣﺛل"؛ ﻷﻧﮫ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ ﻣﺛل ﻟو ﻣﻠﻛﮫ ﻣﻠﻛﮫ
ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ وھﻲ ﻣﺟﮭوﻟﺔ "وﻟو ﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎﻋﮫ ﻣراﺑﺣﺔ ﻣﻣن ﯾﻣﻠك ذﻟك اﻟﺑدل وﻗد ﺑﺎﻋﮫ ﺑرﺑﺢ درھم أو ﺑﺷﻲء
ﻣن اﻟﻣﻛﯾل ﻣوﺻوف ﺟﺎز" ﻷﻧﮫ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﻣﺎ اﻟﺗزم "وإن ﺑﺎﻋﮫ ﺑرﺑﺢ اﻹل ﯾﺎزده ﻻ ﯾﺟوز" ﻷﻧﮫ ﺑﺎﻋﮫ
ﺑرأس اﻟﻣﺎل وﺑﺑﻌض ﻗﯾﻣﺗﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻣن ذوات اﻷﻣﺛﺎل.
"وﯾﺟوز أن ﯾﺿﯾف إﻟﻰ رأس اﻟﻣﺎل أﺟرة اﻟﻘﺻﺎر واﻟطراز واﻟﺻﺑﻎ واﻟﻘﺗل وأﺟرة ﺣﻣل اﻟطﻌﺎم" ﻷن اﻟﻌرف
ﺟﺎر ﺑﺈﻟﺣﺎق ھذه اﻷﺷﯾﺎء ﺑرأس اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﻋﺎدة اﻟﺗﺟﺎر؛ وﻷن ﻛل ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ أو ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺗﮫ ﯾﻠﺣق ﺑﮫ ھذا ھو
اﻷﺻل ،وﻣﺎ ﻋددﻧﺎه ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ؛ ﻷن اﻟﺻﺑﻎ وأﺧواﺗﮫ ﯾزﯾد ﻓﻲ اﻟﻌﯾن واﻟﺣﻣل ﯾزﯾد ﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ إذ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺗﺧﺗﻠف
ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﻛﺎن "وﯾﻘول ﻗﺎم ﻋﻠﻲ ﺑﻛذا وﻟم ﯾﻘل اﺷﺗرﯾﺗﮫ ﺑﻛذا" ﻛﻲ ﻻ ﯾﻛون ﻛﺎذﺑﺎ وﺳوق اﻟﻐﻧم ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺣﻣل،
ﺑﺧﻼف أﺟرة اﻟراﻋﻲ وﻛراء ﺑﯾت اﻟﺣﻔظ؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾزﯾد ﻓﻲ اﻟﻌﯾن واﻟﻣﻌﻧﻰ ،وﺑﺧﻼف أﺟرة اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻷن ﺛﺑوت
اﻟزﯾﺎدة ﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﯾﮫ وھو ﺣذاﻗﺗﮫ "ﻓﺈن اطﻠﻊ اﻟﻣﺷﺗري ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣراﺑﺣﺔ ﻓﮭو ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر" ﻋﻧد
أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ إن ﺷﺎء أﺧذه ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺛﻣن وإن ﺷﺎء ﺗرﻛﮫ "وإن اطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺎﻧﺔ ص -57-
ﻓﻲ اﻟﺗوﻟﯾﺔ أﺳﻘطﮭﺎ ﻣن اﻟﺛﻣن ،وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﺣط ﻓﯾﮭﻣﺎ ،وﻗﺎل ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﺧﯾر ﻓﯾﮭﻣﺎ"
ﻟﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ أن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻠﺗﺳﻣﯾﺔ؛ ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﻌﻠوﻣﺎ ،واﻟﺗوﻟﯾﺔ واﻟﻣراﺑﺣﺔ ﺗروﯾﺞ وﺗرﻏﯾب ﻓﯾﻛون وﺻﻔﺎ ﻣرﻏوﺑﺎ
ﻓﯾﮫ ﻛوﺻف اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻓﯾﺗﺧﯾر ﺑﻔواﺗﮫ ،وﻷﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أن اﻷﺻل ﻓﯾﮫ ﻛوﻧﮫ ﺗوﻟﯾﺔ وﻣراﺑﺣﺔ وﻟﮭذا ﯾﻧﻌﻘد
ﺑﻘوﻟﮫ وﻟﯾﺗك ﺑﺎﻟﺛﻣن اﻷول أو ﺑﻌﺗك ﻣراﺑﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻣن اﻷول إذا ﻛﺎن ذﻟك ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻷول
وذﻟك ﺑﺎﻟﺣط ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﯾﺣط ﻓﻲ اﻟﺗوﻟﯾﺔ ﻗدر اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ ﻣن رأس اﻟﻣﺎل وﻓﻲ اﻟﻣراﺑﺣﺔ ﻣﻧﮫ وﻣن اﻟرﺑﺢ ،وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ
رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﻟو ﻟم ﯾﺣط ﻓﻲ اﻟﺗوﻟﯾﺔ ﻻ ﺗﺑﻘﻰ ﺗوﻟﯾﺔ؛ ﻷﻧﮫ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻣن اﻷول ﻓﯾﺗﻐﯾر اﻟﺗﺻرف ﻓﺗﻌﯾن اﻟﺣط وﻓﻲ
اﻟﻣراﺑﺣﺔ ﻟو ﻟم ﯾﺣط ﺗﺑﻘﻰ ﻣراﺑﺣﺔ وإن ﻛﺎن ﯾﺗﻔﺎوت اﻟرﺑﺢ ﻓﻼ ﯾﺗﻐﯾر اﻟﺗﺻرف ﻓﺄﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎﻟﺗﺧﯾﯾر ،ﻓﻠو ھﻠك
ﻗﺑل أن ﯾرده أو ﺣدث ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻔﺳﺦ ﯾﻠزﻣﮫ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺛﻣن ﻓﻲ اﻟرواﯾﺎت اﻟظﺎھرة؛ ﻷﻧﮫ ﻣﺟرد ﺧﯾﺎر ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ
ﺷﻲء ﻣن اﻟﺛﻣن ﻛﺧﯾﺎر اﻟرؤﯾﺔ واﻟﺷرط ،ﺑﺧﻼف ﺧﯾﺎر اﻟﻌﯾب؛ ﻷﻧﮫ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻔﺎﺋت ﻓﯾﺳﻘط ﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ ﻋﻧد
ﻋﺟزه.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺛوﺑﺎ ﻓﺑﺎﻋﮫ ﺑرﺑﺢ ﺛم اﺷﺗراه ،ﻓﺈن ﺑﺎﻋﮫ ﻣراﺑﺣﺔ طرح ﻋﻧﮫ ﻛل رﺑﺢ ﻛﺎن ﻗﺑل ذﻟك ،ﻓﺈن ﻛﺎن
اﺳﺗﻐرق اﻟﺛﻣن ﻟم ﯾﺑﻌﮫ ﻣراﺑﺣﺔ ،وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وﻗﺎﻻ :ﯾﺑﯾﻌﮫ ﻣراﺑﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻣن اﻷﺧﯾر".
ﺻورﺗﮫ :إذا اﺷﺗرى ﺛوﺑﺎ ﺑﻌﺷرة وﺑﺎﻋﮫ ﺑﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﺛم اﺷﺗراه ﺑﻌﺷرة ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺑﯾﻌﮫ ﻣراﺑﺣﺔ ﺑﺧﻣﺳﺔ وﯾﻘول ﻗﺎم ﻋﻠﻲ
ﺑﺧﻣﺳﺔ ،وﻟو اﺷﺗراه ﺑﻌﺷرة وﺑﺎﻋﮫ ﺑﻌﺷرﯾن ﻣراﺑﺣﺔ ﺛم اﺷﺗراه ﺑﻌﺷرة ﻻ ﯾﺑﯾﻌﮫ ﻣراﺑﺣﺔ أﺻﻼ ،وﻋﻧدھﻣﺎ ﯾﺑﯾﻌﮫ
ﻣراﺑﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺷرة ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن ،ﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﻌﻘد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﻘد ﻣﺗﺟدد ﻣﻧﻘطﻊ اﻷﺣﻛﺎم ﻋن اﻷول ﻓﯾﺟوز ﺑﻧﺎء
اﻟﻣراﺑﺣﺔ ﻋﻠﯾﮫ ،ﻛﻣﺎ إذا ﺗﺧﻠل ﺛﺎﻟث ،وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن ﺷﺑﮭﺔ ﺣﺻول اﻟرﺑﺢ ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺛﺎﺑﺗﺔ؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺗﺄﻛد
ﺑﮫ ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺷرف اﻟﺳﻘوط ﺑﺎﻟظﮭور ﻋﻠﻰ ﻋﯾب اﻟﺷﺑﮭﺔ ﻛﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻣراﺑﺣﺔ اﺣﺗﯾﺎطﺎ وﻟﮭذا ﻟم ﺗﺟز
اﻟﻣراﺑﺣﺔ ﻓﯾﻣﺎ أﺧذ ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ ﻟﺷﺑﮭﺔ اﻟﺣطﯾطﺔ ﻓﯾﺻﯾر ﻛﺄﻧﮫ اﺷﺗرى ﺧﻣﺳﺔ وﺛوﺑﺎ ﺑﻌﺷرة ﻓﯾطرح ﻋﻧﮫ ﺧﻣﺳﺔ ،ﺑﺧﻼف
ﻣﺎ إذا ﺗﺧﻠل ﺛﺎﻟث؛ ﻷن اﻟﺗﺄﻛﯾد ﺣﺻل ﺑﻐﯾره.
ﻗﺎل" :وإذا اﺷﺗرى اﻟﻌﺑد اﻟﻣﺄذون ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ﺛوﺑﺎ ﺑﻌﺷرة وﻋﻠﯾﮫ دﯾن ﯾﺣﯾط ﺑرﻗﺑﺗﮫ ﻓﺑﺎﻋﮫ ﻣن اﻟﻣوﻟﻰ
ﺑﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺑﯾﻌﮫ ﻣراﺑﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺷرة ،وﻛذﻟك إن ﻛﺎن اﻟﻣوﻟﻰ اﺷﺗراه ﻓﺑﺎﻋﮫ ﻣن اﻟﻌﺑد" ﻷن ﻓﻲ ھذا
اﻟﻌﻘد ﺷﺑﮭﺔ اﻟﻌدم ﺑﺟوازه ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﻲ ﻓﺎﻋﺗﺑر ﻋدﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻣراﺑﺣﺔ وﺑﻘﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻸول ﻓﯾﺻﯾر ﻛﺄن اﻟﻌﺑد
اﺷﺗراه ﻟﻠﻣوﻟﻰ ﺑﻌﺷرة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ،وﻛﺄﻧﮫ ﯾﺑﯾﻌﮫ ﻟﻠﻣوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﻌﺗﺑر اﻟﺛﻣن اﻷول.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎن ﻣﻊ اﻟﻣﺿﺎرب ﻋﺷرة دراھم ﺑﺎﻟﻧﺻف ﻓﺎﺷﺗرى ﺛوﺑﺎ ﺑﻌﺷرة وﺑﺎﻋﮫ ﻣن ص -58-
رب اﻟﻣﺎل ﺑﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺑﯾﻌﮫ ﻣراﺑﺣﺔ ﺑﺎﺛﻧﻲ ﻋﺷر وﻧﺻف" ﻷن ھذا اﻟﺑﯾﻊ وإن ﻗﺿﻲ ﺑﺟوازه ﻋﻧدﻧﺎ ﻋﻧد
ﻋدم اﻟرﺑﺢ ﺧﻼﻓﺎ ﻟزﻓر رﺣﻣﮫ ﷲ ﻣﻊ أﻧﮫ اﺷﺗرى ﻣﺎﻟﮫ ﺑﻣﺎﻟﮫ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﺳﺗﻔﺎدة وﻻﯾﺔ اﻟﺗﺻرف وھو ﻣﻘﺻود
واﻻﻧﻌﻘﺎد ﯾﺗﺑﻊ اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻔﯾﮫ ﺷﺑﮭﺔ اﻟﻌدم؛ أﻻ ﺗرى أﻧﮫ وﻛﯾل ﻋﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ اﻷول ﻣن وﺟﮫ ﻓﺎﻋﺗﺑر اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋدﻣﺎ
ﻓﻲ ﺣق ﻧﺻف اﻟرﺑﺢ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ ﻓﺎﻋورت أو وطﺋﮭﺎ وھﻲ ﺛﯾب ﯾﺑﯾﻌﮭﺎ ﻣراﺑﺣﺔ وﻻ ﯾﺑﯾن" ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺣﺗﺑس ﻋﻧده ﺷﯾﺋﺎ
ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ اﻟﺛﻣن؛ ﻷن اﻷوﺻﺎف ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﺎ اﻟﺛﻣن ،وﻟﮭذا ﻟو ﻓﺎﺗت ﻗﺑل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻻ ﯾﺳﻘط ﺷﻲء ﻣن اﻟﺛﻣن ،وﻛذا
ﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﺑﺿﻊ ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﺎ اﻟﺛﻣن ،واﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﻧﻘﺻﮭﺎ اﻟوطء ،وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول
أﻧﮫ ﻻ ﯾﺑﯾﻊ ﻣن ﻏﯾر ﺑﯾﺎن ،ﻛﻣﺎ إذا اﺣﺗﺑس ﺑﻔﻌﻠﮫ وھو ﻗول اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ "ﻓﺄﻣﺎ إذا ﻓﻘﺄ ﻋﯾﻧﮭﺎ ﺑﻧﻔﺳﮫ أو ﻓﻘﺄھﺎ
أﺟﻧﺑﻲ ﻓﺄﺧذ أرﺷﮭﺎ ﻟم ﯾﺑﻌﮭﺎ ﻣراﺑﺣﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺑﯾن" ﻷﻧﮫ ﺻﺎر ﻣﻘﺻودا ﺑﺎﻹﺗﻼف ﻓﯾﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﺷﻲء ﻣن اﻟﺛﻣن ،وﻛذا إذا
وطﺋﮭﺎ وھﻲ ﺑﻛر ﻷن اﻟﻌذرة ﺟزء ﻣن اﻟﻌﯾن ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﺎ اﻟﺛﻣن وﻗد ﺣﺑﺳﮭﺎ.
"وﻟو اﺷﺗرى ﺛوﺑﺎ ﻓﺄﺻﺎﺑﮫ ﻗرض ﻓﺄر أو ﺣرق ﻧﺎر ﯾﺑﯾﻌﮫ ﻣراﺑﺣﺔ ﻣن ﻏﯾر ﺑﯾﺎن ،وﻟو ﺗﻛﺳر ﺑﻧﺷره وطﯾﮫ ﻻ
ﯾﺑﯾﻌﮫ ﻣراﺑﺣﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺑﯾن" واﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﻏﻼﻣﺎ ﺑﺄﻟف درھم ﻧﺳﯾﺋﺔ ﻓﺑﺎﻋﮫ ﺑرﺑﺢ ﻣﺎﺋﺔ وﻟم ﯾﺑﯾن ﻓﻌﻠم اﻟﻣﺷﺗري ،ﻓﺈن ﺷﺎء رده ،وإن
ﺷﺎء ﻗﺑل"؛ ﻷن ﻟﻸﺟل ﺷﺑﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻊ؛ أﻻ ﯾرى أﻧﮫ ﯾزاد ﻓﻲ اﻟﺛﻣن ﻷﺟل اﻷﺟل ،واﻟﺷﺑﮭﺔ ﻓﻲ ھذا ﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
ﻓﺻﺎر ﻛﺄﻧﮫ اﺷﺗرى ﺷﯾﺋﯾن وﺑﺎع أﺣدھﻣﺎ ﻣراﺑﺣﺔ ﺑﺛﻣﻧﮭﻣﺎ ،واﻹﻗدام ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﺑﺣﺔ ﯾوﺟب اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻋن ﻣﺛل ھذه
اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ ،ﻓﺈذا ظﮭرت ﯾﺧﯾر ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﯾب "وإن اﺳﺗﮭﻠﻛﮫ ﺛم ﻋﻠم ﻟزﻣﮫ ﺑﺄﻟف وﻣﺎﺋﺔ"؛ ﻷن اﻷﺟل ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ ﺷﻲء
ﻣن اﻟﺛﻣن.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻛﺎن وﻻه إﯾﺎه وﻟم ﯾﺑﯾن رده إنﺷﺎء"؛ ﻷن اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗوﻟﯾﺔ ﻣﺛﻠﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣراﺑﺣﺔ؛ ﻷﻧﮫ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻣن
اﻷول "وإن ﻛﺎن اﺳﺗﮭﻠﻛﮫ ﺛم ﻋﻠم ﻟزﻣﮫ ﺑﺄﻟف ﺣﺎﻟﺔ" ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه ،وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﯾرد اﻟﻘﯾﻣﺔ
وﯾﺳﺗرد ﻛل اﻟﺛﻣن ،وھو ﻧظﯾر ﻣﺎ إذا اﺳﺗوﻓﻰ اﻟزﯾوف ﻣﻛﺎن اﻟﺟﯾﺎد وﻋﻠم ﺑﻌد اﻻﺗﻔﺎق ،وﺳﯾﺄﺗﯾك ﻣن ﺑﻌد إن ﺷﺎء
ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻗﯾل ﯾﻘوم ﺑﺛﻣن ﺣﺎل وﺑﺛﻣن ﻣؤﺟل ﻓﯾرﺟﻊ ﺑﻔﺿل ﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،وﻟو ﻟم ﯾﻛن اﻷﺟل ﻣﺷروطﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد
وﻟﻛﻧﮫ ﻣﻧﺟم ﻣﻌﺗﺎد ﻗﯾل ﻻ ﺑد ﻣن ﺑﯾﺎﻧﮫ؛ ﻷن اﻟﻣﻌروف ﻛﺎﻟﻣﺷروط ،وﻗﯾل ﯾﺑﯾﻌﮫ وﻻ ﯾﺑﯾﻧﮫ؛ ﻷن اﻟﺛﻣن ﺣﺎل.
ﻗﺎل" :وﻣن وﻟﻰ رﺟﻼ ﺷﯾﺋﺎ ﺑﻣﺎ ﻗﺎم ﻋﻠﯾﮫ وﻟم ﯾﻌﻠم اﻟﻣﺷﺗري ﺑﻛم ﻗﺎم ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎﺳد" ﻟﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﺛﻣن "ﻓﺈن
أﻋﻠﻣﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ ،ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس ﻓﮭو ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ،إن ﺷﺎء أﺧذه وإن ﺷﺎء ﺗرﻛﮫ "
ﻷن اﻟﻔﺳﺎد ﻟم ﯾﺗﻘرر ،ﻓﺈذا ﺣﺻل اﻟﻌﻠم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس ﺟﻌل ﻛﺎﺑﺗداء اﻟﻌﻘد وﺻﺎر ﻛﺗﺄﺧﯾر ص -59-
اﻟﻘﺑول إﻟﻰ آﺧر اﻟﻣﺟﻠس وﺑﻌد اﻻﻓﺗراق ﻗد ﺗﻘرر ﻓﻼ ﯾﻘﺑل اﻹﺻﻼح ،وﻧظﯾره ﺑﯾﻊ اﻟﺷﻲء ﺑرﻗﻣﮫ إذا ﻋﻠم ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﻠس ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺗﺧﯾر؛ ﻷن اﻟرﺿﺎ ﻟم ﯾﺗم ﻗﺑﻠﮫ ﻟﻌدم اﻟﻌﻠم ﻓﯾﺗﺧﯾر ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺧﯾﺎر اﻟرؤﯾﺔ.
ﻓﺻل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻘل وﯾﺣول ﻟم ﯾﺟز ﻟﮫ ﺑﯾﻌﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺑﺿﮫ"
ﻷﻧﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻧﮭﻰ ﻋن ﺑﯾﻊ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﺑض وﻷن ﻓﯾﮫ ﻏرر اﻧﻔﺳﺎخ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﮭﻼك" .وﯾﺟوز
ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﯾﺟوز" رﺟوﻋﺎ إﻟﻰ
إطﻼق اﻟﺣدﯾث واﻋﺗﺑﺎرا ﺑﺎﻟﻣﻧﻘول وﺻﺎر ﻛﺎﻹﺟﺎرة ،وﻟﮭﻣﺎ أن رﻛن اﻟﺑﯾﻊ ﺻدر ﻣن أھﻠﮫ ﻓﻲ ﻣﺣﻠﮫ ،وﻻ ﻏرر ﻓﯾﮫ؛
ﻷن اﻟﮭﻼك ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﻧﺎدر ،ﺑﺧﻼف اﻟﻣﻧﻘول ،واﻟﻐرر اﻟﻣﻧﮭﻲ ﻋﻧﮫ ﻏرر اﻧﻔﺳﺎخ اﻟﻌﻘد ،واﻟﺣدﯾث ﻣﻌﻠول ﺑﮫ ﻋﻣﻼ
ﺑدﻻﺋل اﻟﺟواز واﻹﺟﺎرة ،ﻗﯾل ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف؛ وﻟو ﺳﻠم ﻓﺎﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻹﺟﺎرة اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ وھﻼﻛﮭﺎ ﻏﯾر ﻧﺎدر.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﻣﻛﯾﻼ ﻣﻛﺎﯾﻠﺔ أو ﻣوزوﻧﺎ ﻣوازﻧﺔ ﻓﺎﻛﺗﺎﻟﮫ أو اﺗزﻧﮫ ﺛم ﺑﺎﻋﮫ ﻣﻛﺎﯾﻠﺔ أو ﻣوازﻧﺔ ﻟم ﯾﺟز
ﻟﻠﻣﺷﺗرى ﻣﻧﮫ أن ﯾﺑﯾﻌﮫ وﻻ أن ﯾﺄﻛﻠﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﻌﯾد اﻟﻛﯾل واﻟوزن" ﻷن اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻧﮭﻰ ﻋن ﺑﯾﻊ
اﻟطﻌﺎم ﺣﺗﻰ ﯾﺟري ﻓﯾﮫ ﺻﺎﻋﺎن :ﺻﺎع اﻟﺑﺎﺋﻊ ،وﺻﺎع اﻟﻣﺷﺗري؛ وﻷﻧﮫ ﯾﺣﺗﻣل أن ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروط وذﻟك
ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ واﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﻐﯾر ﺣرام ﻓﯾﺟب اﻟﺗﺣرز ﻋﻧﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺑﺎﻋﮫ ﻣﺟﺎزﻓﺔ؛ ﻷن اﻟزﯾﺎدة ﻟﮫ ،وﺑﺧﻼف
ﻣﺎ إذا ﺑﺎع اﻟﺛوب ﻣذارﻋﺔ؛ ﻷن اﻟزﯾﺎدة ﻟﮫ إذ اﻟذرع وﺻف ﻓﻲ اﻟﺛوب ،ﺑﺧﻼف اﻟﻘدر ،وﻻ ﻣﻌﺗﺑر ﺑﻛﯾل اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻗﺑل
اﻟﺑﯾﻊ وإن ﻛﺎن ﺑﺣﺿرة اﻟﻣﺷﺗري؛ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺻﺎع اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري وھو اﻟﺷرط ،وﻻ ﺑﻛﯾﻠﮫ ﺑﻌد اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻐﯾﺑﺔ
اﻟﻣﺷﺗري؛ ﻷن اﻟﻛﯾل ﻣن ﺑﺎب اﻟﺗﺳﻠﯾم؛ ﻷن ﺑﮫ ﯾﺻﯾر اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣﻌﻠوﻣﺎ وﻻ ﺗﺳﻠﯾم إﻻ ﺑﺣﺿرﺗﮫ ،وﻟو ﻛﺎﻟﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﻌد
اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺣﺿرة اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻘد ﻗﯾل ﻻ ﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑﮫ ﻟظﺎھر اﻟﺣدﯾث ،ﻓﺈﻧﮫ اﻋﺗﺑر ﺻﺎﻋﯾن واﻟﺻﺣﯾﺢ أﻧﮫ ﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑﮫ؛ ﻷن
اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺻﺎر ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﺑﻛﯾل واﺣد وﺗﺣﻘق ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم ،وﻣﺣﻣل اﻟﺣدﯾث اﺟﺗﻣﺎع اﻟﺻﻔﻘﺗﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺑﯾن ﻓﻲ ﺑﺎب
اﻟﺳﻠم إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻟو اﺷﺗرى اﻟﻣﻌدود ﻋدا ﻓﮭو ﻛﺎﻟﻣذروع ﻓﯾﻣﺎ ﯾروى ﻋﻧﮭﻣﺎ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﻣﺎل اﻟرﺑﺎ،
وﻛﺎﻟﻣوزون ﻓﯾﻣﺎ ﯾروى ﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻷﻧﮫ ﻻ ﺗﺣل ﻟﮫ اﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروط.
ﻗﺎل" :واﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﺛﻣن ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﺟﺎﺋز" ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣطﻠق وھو اﻟﻣﻠك وﻟﯾس ﻓﯾﮫ ﻏرر اﻻﻧﻔﺳﺎخ ﺑﺎﻟﮭﻼك ﻟﻌدم
ﺗﻌﯾﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ،ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺑﯾﻊ.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺷﺗري أن ﯾزﯾد ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﺛﻣن وﯾﺟوز ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ أن ﯾزﯾد ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻓﻲ
اﻟﻣﺑﯾﻊ ،وﯾﺟوز أن ﯾﺣط ﻣن اﻟﺛﻣن وﯾﺗﻌﻠق اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﺑﺟﻣﯾﻊ ذﻟك" ﻓﺎﻟزﯾﺎدة واﻟﺣط ص -60-
ﯾﻠﺗﺣﻘﺎن ﺑﺄﺻل اﻟﻌﻘد ﻋﻧدﻧﺎ ،وﻋﻧد زﻓر واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻻ ﯾﺻﺣﺎن ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻻﻟﺗﺣﺎق ،ﺑل ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر
اﺑﺗداء اﻟﺻﻠﺔ ،ﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟزﯾﺎدة ﺛﻣﻧﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺻﯾر ﻣﻠﻛﮫ ﻋوض ﻣﻠﻛﮫ ﻓﻼ ﯾﻠﺗﺣق ﺑﺄﺻل اﻟﻌﻘد ،وﻛذا
اﻟﺣط؛ ﻷن ﻛل اﻟﺛﻣن ﺻﺎر ﻣﻘﺎﺑﻼ ﺑﻛل اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن إﺧراﺟﮫ ﻓﺻﺎر ﺑرا ﻣﺑﺗدأ ،وﻟﻧﺎ أﻧﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺣط واﻟزﯾﺎدة
ﯾﻐﯾران اﻟﻌﻘد ﻣن وﺻف ﻣﺷروع إﻟﻰ وﺻف ﻣﺷروع وھو ﻛوﻧﮫ راﺑﺣﺎ أو ﺧﺎﺳرا أو ﻋدﻻ ،وﻟﮭﻣﺎ وﻻﯾﺔ اﻟرﻓﻊ
ﻓﺄوﻟﻰ أن ﯾﻛون ﻟﮭﻣﺎ وﻻﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾر ،وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا أﺳﻘطﺎ اﻟﺧﯾﺎر أو ﺷرطﺎه ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ،ﺛم إذا ﺻﺢ ﯾﻠﺗﺣق ﺑﺄﺻل
اﻟﻌﻘد؛ ﻷن وﺻف اﻟﺷﻲء ﯾﻘوم ﺑﮫ ﻻ ﺑﻧﻔﺳﮫ ،ﺑﺧﻼف ﺣط اﻟﻛل؛ ﻷﻧﮫ ﺗﺑدﯾل ﻷﺻﻠﮫ ﻻ ﺗﻐﯾﯾر ﻟوﺻﻔﮫ ﻓﻼ ﯾﻠﺗﺣق ﺑﮫ،
وﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻻﻟﺗﺣﺎق ﻻ ﺗﻛون اﻟزﯾﺎدة ﻋوﺿﺎ ﻋن ﻣﻠﻛﮫ ،وﯾظﮭر ﺣﻛم اﻻﻟﺗﺣﺎق ﻓﻲ اﻟﺗوﻟﯾﺔ واﻟﻣراﺑﺣﺔ ﺣﺗﻰ
ﯾﺟوز ﻋﻠﻰ اﻟﻛل ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدة وﯾﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﺣط وﻓﻲ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺄﺧذ ﺑﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺣط ،وإﻧﻣﺎ ﻛﺎن
ﻟﻠﺷﻔﯾﻊ أن ﯾﺄﺧذ ﺑدون اﻟزﯾﺎدة ﻟﻣﺎ ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدة ﻣن إﺑطﺎل ﺣﻘﮫ اﻟﺛﺎﺑت ﻓﻼ ﯾﻣﻠﻛﺎﻧﮫ ،ﺛم اﻟزﯾﺎدة ﻻ ﺗﺻﺢ ﺑﻌد ھﻼك
اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ ظﺎھر اﻟرواﯾﺔ؛ ﻷن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟم ﯾﺑق ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﯾﺻﺢ اﻻﻋﺗﯾﺎض ﻋﻧﮫ واﻟﺷﻲء ﯾﺛﺑت ﺛم ﯾﺳﺗﻧد ،ﺑﺧﻼف
اﻟﺣط ﻷﻧﮫ ﺑﺣﺎل ﯾﻣﻛن إﺧراج اﻟﺑدل ﻋﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ ﻓﯾﻠﺗﺣق ﺑﺄﺻل اﻟﻌﻘد اﺳﺗﻧﺎدا.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﺑﺛﻣن ﺣﺎل ﺛم أﺟﻠﮫ أﺟﻼ ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﺻﺎر ﻣؤﺟﻼ"؛ ﻷن اﻟﺛﻣن ﺣﻘﮫ ﻓﻠﮫ أن ﯾؤﺧره ﺗﯾﺳﯾرا ﻋﻠﻰ ﻣن
ﻋﻠﯾﮫ ،أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﯾﻣﻠك إﺑراءه ﻣطﻠﻘﺎ ﻓﻛذا ﻣؤﻗﺗﺎ ،وﻟو أﺟﻠﮫ إﻟﻰ أﺟل ﻣﺟﮭول إن ﻛﺎﻧت اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻣﺗﻔﺎﺣﺷﺔ ﻛﮭﺑوب
اﻟرﯾﺢ ﻻ ﯾﺟوز ،وإن ﻛﺎﻧت ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﻛﺎﻟﺣﺻﺎد واﻟدﯾﺎس ﯾﺟوز؛ ﻷﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﻗد ذﻛرﻧﺎه ﻣن ﻗﺑل.
ﻗﺎل" :وﻛل دﯾن ﺣﺎل إذا أﺟﻠﮫ ﺻﺎﺣﺑﮫ ﺻﺎر ﻣؤﺟﻼ"؛ ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ "إﻻ اﻟﻘرض" ﻓﺈن ﺗﺄﺟﯾﻠﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ؛ ﻷﻧﮫ إﻋﺎرة
وﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﺑﺗداء ﺣﺗﻰ ﯾﺻﺢ ﺑﻠﻔظﺔ اﻹﻋﺎرة ،وﻻ ﯾﻣﻠﻛﮫ ﻣن ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﺗﺑرع ﻛﺎﻟوﺻﻲ واﻟﺻﺑﻲ وﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻓﻲ
اﻻﻧﺗﮭﺎء ،ﻓﻌﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻻﺑﺗداء ﻻ ﯾﻠزم اﻟﺗﺄﺟﯾل ﻓﯾﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﻋﺎرة ،إذ ﻻ ﺟﺑر ﻓﻲ اﻟﺗﺑرع ،وﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻻﻧﺗﮭﺎء
ﻻ ﯾﺻﺢ؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺻﯾر ﺑﯾﻊ اﻟدراھم ﺑﺎﻟدراھم ﻧﺳﯾﺋﺔ وھو رﺑﺎ ،وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا أوﺻﻰ أن ﯾﻘرض ﻣن ﻣﺎﻟﮫ أﻟف
درھم ﻓﻼﻧﺎ إﻟﻰ ﺳﻧﺔ ﺣﯾث ﯾﻠزم اﻟورﺛﺔ ﻣن ﺛﻠﺛﮫ أن ﯾﻘرﺿوه وﻻ ﯾطﺎﻟﺑوه ﻗﺑل اﻟﻣدة؛ ﻷﻧﮫ وﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺑرع ﺑﻣﻧزﻟﺔ
اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟﺧدﻣﺔ واﻟﺳﻛﻧﻰ ﻓﯾﻠزم ﺣﻘﺎ ﻟﻠﻣوﺻﻲ ،وﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم.
ﺑﺎب اﻟرﺑﺎ
ﻗﺎل" :اﻟرﺑﺎ ﻣﺣرم ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﯾل أو ﻣوزون إذا ﺑﯾﻊ ﺑﺟﻧﺳﮫ ﻣﺗﻔﺎﺿﻼ" ﻓﺎﻟﻌﻠﺔ ﻋﻧدﻧﺎ اﻟﻛﯾل
ﻣﻊ اﻟﺟﻧس واﻟوزن ﻣﻊ اﻟﺟﻧس .ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :وﯾﻘﺎل اﻟﻘدر ﻣﻊ اﻟﺟﻧس وھو ص -61-
أﺷﻣل .واﻷﺻل ﻓﯾﮫ اﻟﺣدﯾث اﻟﻣﺷﮭور وھو ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :اﻟﺣﻧطﺔ ﺑﺎﻟﺣﻧطﺔ ﻣﺛﻼ ﺑﻣﺛل ﯾدا ﺑﯾد،
واﻟﻔﺿل رﺑﺎ" وﻋد اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺳﺗﺔ :اﻟﺣﻧطﺔ واﻟﺷﻌﯾر واﻟﺗﻣر واﻟﻣﻠﺢ واﻟذھب واﻟﻔﺿﺔ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻣﺛﺎل .وﯾروى
ﺑرواﯾﺗﯾن ﺑﺎﻟرﻓﻊ ﻣﺛل وﺑﺎﻟﻧﺻب ﻣﺛﻼ .وﻣﻌﻧﻰ اﻷول ﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣر ،وﻣﻌﻧﻰ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﯾﻌوا اﻟﺗﻣر ،واﻟﺣﻛم ﻣﻌﻠوم ﺑﺈﺟﻣﺎع
اﻟﻘﺎﺋﺳﯾن ﻟﻛن اﻟﻌﻠﺔ ﻋﻧدﻧﺎ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه .وﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :اﻟطﻌم ﻓﻲ اﻟﻣطﻌوﻣﺎت واﻟﺛﻣﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺛﻣﺎن،
واﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﺷرط ،واﻟﻣﺳﺎواة ﻣﺧﻠص .واﻷﺻل ھو اﻟﺣرﻣﺔ ﻋﻧده ﻷﻧﮫ ﻧص ﻋﻠﻰ ﺷرطﯾن اﻟﺗﻘﺎﺑض واﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ وﻛل
ذﻟك ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﻌزة واﻟﺧطر ﻛﺎﺷﺗراط اﻟﺷﮭﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح ،ﻓﯾﻌﻠل ﺑﻌﻠﺔ ﺗﻧﺎﺳب إظﮭﺎر اﻟﺧطر واﻟﻌزة وھو اﻟطﻌم
ﻟﺑﻘﺎء اﻹﻧﺳﺎن ﺑﮫ واﻟﺛﻣﻧﯾﺔ ﻟﺑﻘﺎء اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻣﻧﺎط اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﺑﮭﺎ ،وﻻ أﺛر ﻟﻠﺟﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﻓﺟﻌﻠﻧﺎه ﺷرطﺎ
واﻟﺣﻛم ﻗد ﯾدور ﻣﻊ اﻟﺷرط .وﻟﻧﺎ أﻧﮫ أوﺟب اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﺷرطﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ وھو اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺳوﻗﮫ ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺑﯾﻊ ،إذ
ھو ﯾﻧﺑﺊ ﻋن اﻟﺗﻘﺎﺑل وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﻣﺎﺛل ،أو ﺻﯾﺎﻧﺔ ﻷﻣوال اﻟﻧﺎس ﻋن اﻟﺗوى ،أو ﺗﺗﻣﯾﻣﺎ ﻟﻠﻔﺎﺋدة ﺑﺎﺗﺻﺎل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﮫ ،ﺛم
ﯾﻠزم ﻋﻧد ﻓوﺗﮫ ﺣرﻣﺔ اﻟرﺑﺎ واﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﯾﺋﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﺻورة واﻟﻣﻌﻧﻰ ،واﻟﻣﻌﯾﺎر ﯾﺳوى اﻟذات ،واﻟﺟﻧﺳﯾﺔ
ﺗﺳوى اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﯾظﮭر اﻟﻔﺿل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﯾﺗﺣﻘق اﻟرﺑﺎ ،ﻷن اﻟرﺑﺎ ھو اﻟﻔﺿل اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻷﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ اﻟﺧﺎﻟﻲ ﻋن ﻋوض ﺷرط ﻓﯾﮫ ،وﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟوﺻف ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻌد ﺗﻔﺎوﺗﺎ ﻋرﻓﺎ ،أو ﻷن ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎره ﺳد ﺑﺎب
اﻟﺑﯾﺎﻋﺎت ،أو ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﺟﯾدھﺎ وردﯾﺋﮭﺎ ﺳواء" واﻟطﻌم واﻟﺛﻣﻧﯾﺔ ﻣن أﻋظم وﺟوه اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ،
واﻟﺳﺑﯾل ﻓﻲ ﻣﺛﻠﮭﺎ اﻹطﻼق ﺑﺄﺑﻠﻎ اﻟوﺟوه ﻟﺷدة اﻻﺣﺗﯾﺎج إﻟﯾﮭﺎ دون اﻟﺗﺿﯾﯾق ﻓﯾﮫ ﻓﻼ ﻣﻌﺗﺑر ﺑﻣﺎ ذﻛره .إذا ﺛﺑت ھذا
ﻧﻘول إذا :ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻛﯾل أو اﻟﻣوزون ﺑﺟﻧﺳﮫ ﻣﺛﻼ ﺑﻣﺛل ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﮫ ﻟوﺟوب ﺷرط اﻟﺟواز ،وھو اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﯾﺎر؛ أﻻ ﺗرى إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾروى ﻣﻛﺎن ﻗوﻟﮫ ،ﻣﺛﻼ ﺑﻣﺛل ﻛﯾﻼ ﺑﻛﯾل ،وﻓﻲ اﻟذھب ﺑﺎﻟذھب وزﻧﺎ ﺑوزن "وإن ﺗﻔﺎﺿﻼ
ﻟم ﯾﺟز" ﻟﺗﺣﻘق اﻟرﺑﺎ "وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﺟﯾد ﺑﺎﻟرديء ﻣﻣﺎ ﻓﯾﮫ اﻟرﺑﺎ إﻻ ﻣﺛﻼ ﺑﻣﺛل" ﻹھدار اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟوﺻف
"وﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﺣﻔﻧﺔ ﺑﺎﻟﺣﻔﻧﺗﯾن واﻟﺗﻔﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﺣﺗﯾن" ﻷن اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﺎﻟﻣﻌﯾﺎر وﻟم ﯾوﺟد ﻓﻠم ﯾﺗﺣﻘق اﻟﻔﺿل ،وﻟﮭذا
ﻛﺎن ﻣﺿﻣوﻧﺎ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ ﻋﻧد اﻹﺗﻼف .وﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ اﻟﻌﻠﺔ ھﻲ اﻟطﻌم وﻻ ﻣﺧﻠص وھو اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﯾﺣرم،
وﻣﺎ دون ﻧﺻف اﻟﺻﺎع ﻓﮭو ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﺣﻔﻧﺔ ﻷﻧﮫ ﻻ ﺗﻘدﯾر ﻓﻲ اﻟﺷرع ﺑﻣﺎ دوﻧﮫ ،وﻟو ﺗﺑﺎﯾﻌﺎ ﻣﻛﯾﻼ أو ﻣوزوﻧﺎ ﻏﯾر
ﻣطﻌوم ﺑﺟﻧﺳﮫ ﻣﺗﻔﺎﺿﻼ ﻛﺎﻟﺟص واﻟﺣدﯾد ﻻ ﯾﺟوز ﻋﻧدﻧﺎ ﻟوﺟود اﻟﻘدر واﻟﺟﻧس .وﻋﻧده ﯾﺟوز ﻟﻌدم اﻟطﻌم
واﻟﺛﻣﻧﯾﺔ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻋدم اﻟوﺻﻔﺎن اﻟﺟﻧس واﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺿﻣوم إﻟﯾﮫ ﺣل اﻟﺗﻔﺎﺿل واﻟﻧﺳﺎء" ﻟﻌدم اﻟﻌﻠﺔ اﻟﻣﺣرﻣﺔ.
واﻷﺻل ﻓﯾﮫ اﻹﺑﺎﺣﺔ .وإذا وﺟدا .ﺣرم اﻟﺗﻔﺎﺿل واﻟﻧﺳﺎء ﻟوﺟود اﻟﻌﻠﺔ .وإذا وﺟد ص -62-
أﺣدھﻣﺎ وﻋدم اﻵﺧر ﺣل اﻟﺗﻔﺎﺿل وﺣرم اﻟﻧﺳﺎء ﻣﺛل أن ﯾﺳﻠم ھروﯾﺎ ﻓﻲ ھروي أو ﺣﻧطﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﯾر ،ﻓﺣرﻣﺔ رﺑﺎ
اﻟﻔﺿل ﺑﺎﻟوﺻﻔﯾن وﺣرﻣﺔ اﻟﻧﺳﺎء ﺑﺄﺣدھﻣﺎ .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :اﻟﺟﻧس ﺑﺎﻧﻔراده ﻻ ﯾﺣرم اﻟﻧﺳﺎء ﻷن ﺑﺎﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻋدﻣﮭﺎ ﻻ
ﯾﺛﺑت إﻻ ﺷﺑﮭﺔ اﻟﻔﺿل ،وﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻔﺿل ﻏﯾر ﻣﺎﻧﻊ ﻓﯾﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟواﺣد ﺑﺎﻻﺛﻧﯾن ﻓﺎﻟﺷﺑﮭﺔ أوﻟﻰ .وﻟﻧﺎ أﻧﮫ ﻣﺎل
اﻟرﺑﺎ ﻣن وﺟﮫ ﻧظرا إﻟﻰ اﻟﻘدر أو اﻟﺟﻧس واﻟﻧﻘدﯾﺔ أوﺟﺑت ﻓﺿﻼ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺗﺗﺣﻘق ﺷﺑﮭﺔ اﻟرﺑﺎ وھﻲ ﻣﺎﻧﻌﺔ
ﻛﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،إﻻ أﻧﮫ إذا أﺳﻠم اﻟﻧﻘود ﻓﻲ اﻟزﻋﻔران وﻧﺣوه ﯾﺟوز ،وإن ﺟﻣﻌﮭﻣﺎ اﻟوزن ﻷﻧﮭﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻔﻘﺎن ﻓﻲ ﺻﻔﺔ
اﻟوزن ،ﻓﺈن اﻟزﻋﻔران ﯾوزن ﺑﺎﻷﻣﻧﺎء وھو ﻣﺛﻣن ﯾﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ،واﻟﻧﻘود ﺗوزن ﺑﺎﻟﺳﻧﺟﺎت وھو ﺛﻣن ﻻ ﯾﺗﻌﯾن
ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن .وﻟو ﺑﺎع ﺑﺎﻟﻧﻘود ﻣوازﻧﺔ وﻗﺑﺿﮭﺎ ﺻﺢ اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮭﺎ ﻗﺑل اﻟوزن ،وﻓﻲ اﻟزﻋﻔران وأﺷﺑﺎھﮫ ﻻ ﯾﺟوز ،ﻓﺈذا
اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﯾﮫ ﺻورة وﻣﻌﻧﻰ وﺣﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﺟﻣﻌﮭﻣﺎ اﻟﻘدر ﻣن ﻛل وﺟﮫ ﻓﺗﻧزل اﻟﺷﺑﮭﺔ ﻓﯾﮫ إﻟﻰ ﺷﺑﮭﺔ اﻟﺷﺑﮭﺔ وھﻲ ﻏﯾر
ﻣﻌﺗﺑرة.
ﻗﺎل" :وﻛل ﺷﻲء ﻧص رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾم اﻟﺗﻔﺎﺿل ﻓﯾﮫ ﻛﯾﻼ ﻓﮭو ﻣﻛﯾل أﺑدا ،وإن ﺗرك
اﻟﻧﺎس اﻟﻛﯾل ﻓﯾﮫ ﻣﺛل اﻟﺣﻧطﺔ واﻟﺷﻌﯾر واﻟﺗﻣر واﻟﻣﻠﺢ وﻛل ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾم اﻟﺗﻔﺎﺿل ﻓﯾﮫ وزﻧﺎ ﻓﮭو ﻣوزون
أﺑدا ،وإن ﺗرك اﻟﻧﺎس اﻟوزن ﻓﯾﮫ ﻣﺛل اﻟذھب واﻟﻔﺿﺔ" ﻷن اﻟﻧص أﻗوى ﻣن اﻟﻌرف واﻷﻗوى ﻻ ﯾﺗرك ﺑﺎﻷدﻧﻰ
"وﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﮫ ﻓﮭو ﻣﺣﻣول ﻋﻠﻰ ﻋﺎدات اﻟﻧﺎس" ﻷﻧﮭﺎ دﻻﻟﺔ .وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف أﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌرف ﻋﻠﻰ
ﺧﻼف اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ أﯾﺿﺎ ﻷن اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻟﻣﻛﺎن اﻟﻌﺎدة ﻓﻛﺎﻧت ھﻲ اﻟﻣﻧظور إﻟﯾﮭﺎ وﻗد ﺗﺑدﻟت ،ﻓﻌﻠﻰ ھذا
ﻟو ﺑﺎع اﻟﺣﻧطﺔ ﺑﺟﻧﺳﮭﺎ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺎ وزﻧﺎ ،أو اﻟذھب ﺑﺟﻧﺳﮫ ﻣﺗﻣﺎﺛﻼ ﻛﯾﻼ ﻻ ﯾﺟوز ﻋﻧدھﻣﺎ ،وإن ﺗﻌﺎرﻓوا ذﻟك ﻟﺗوھم
اﻟﻔﺿل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھو اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻓﯾﮫ ،ﻛﻣﺎ إذا ﺑﺎع ﻣﺟﺎزﻓﺔ إﻻ أﻧﮫ ﯾﺟوز اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺣﻧطﺔ وﻧﺣوھﺎ وزﻧﺎ ﻟوﺟود
اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﻣﻌﻠوم.
ﻗﺎل" :وﻛل ﻣﺎ ﯾﻧﺳب إﻟﻰ اﻟرطل ﻓﮭو وزﻧﻲ" ﻣﻌﻧﺎه ﻣﺎ ﯾﺑﺎع ﺑﺎﻷواﻗﻲ ﻷﻧﮭﺎ ﻗدرت ﺑطرﯾق اﻟوزن ﺣﺗﻰ ﯾﺣﺗﺳب ﻣﺎ
ﯾﺑﺎع ﺑﮭﺎ وزﻧﺎ ،ﺑﺧﻼف ﺳﺎﺋر اﻟﻣﻛﺎﯾﯾل ،وإذا ﻛﺎن ﻣوزوﻧﺎ ﻓﻠو ﺑﯾﻊ ﺑﻣﻛﯾﺎل ﻻ ﯾﻌرف وزﻧﮫ ﺑﻣﻛﯾﺎل ﻣﺛﻠﮫ ﻻ ﯾﺟوز
ﻟﺗوھم اﻟﻔﺿل ﻓﻲ اﻟوزن ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻣﺟﺎزﻓﺔ.
ﻗﺎل" :وﻋﻘد اﻟﺻرف ﻣﺎ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﻧس اﻷﺛﻣﺎن ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮫ ﻗﺑض ﻋوﺿﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس" ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة
واﻟﺳﻼم" :واﻟﻔﺿﺔ ﺑﺎﻟﻔﺿﺔ ھﺎء وھﺎء" ﻣﻌﻧﺎه ﯾدا ﺑﯾد ،وﺳﻧﺑﯾن اﻟﻔﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺻرف إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻗﺎل" :وﻣﺎ ﺳواه ﻣﻣﺎ ﻓﯾﮫ اﻟرﺑﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮫ اﻟﺗﻌﯾﯾن وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮫ اﻟﺗﻘﺎﺑض ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺷﺎﻓﻌﻲ
ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟطﻌﺎم" .ﻟﮫ ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث اﻟﻣﻌروف "ﯾدا ﺑﯾد" وﻷﻧﮫ ص -63-
إذا ﻟم ﯾﻘﺑض ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس ﻓﯾﺗﻌﺎﻗب اﻟﻘﺑض وﻟﻠﻧﻘد ﻣزﯾﺔ ﻓﺗﺛﺑت ﺷﺑﮭﺔ اﻟرﺑﺎ .وﻟﻧﺎ أﻧﮫ ﻣﺑﯾﻊ ﻣﺗﻌﯾن ﻓﻼ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮫ
اﻟﻘﺑض ﻛﺎﻟﺛوب ،وھذا ﻷن اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣطﻠوﺑﺔ إﻧﻣﺎ ھو اﻟﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺗﺻرف وﯾﺗرﺗب ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﯾﯾن ،ﺑﺧﻼف
اﻟﺻرف ﻷن اﻟﻘﺑض ﻓﯾﮫ ﻟﯾﺗﻌﯾن ﺑﮫ؛ وﻣﻌﻧﻰ ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم "ﯾدا ﺑﯾد" ﻋﯾﻧﺎ ﺑﻌﯾن ،وﻛذا رواه ﻋﺑﺎدة ﺑن
اﻟﺻﺎﻣت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وﺗﻌﺎﻗب اﻟﻘﺑض ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻔﺎوﺗﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎل ﻋرﻓﺎ ،ﺑﺧﻼف اﻟﻧﻘد واﻟﻣؤﺟل.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﺑﯾﺿﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﺿﺗﯾن واﻟﺗﻣرة ﺑﺎﻟﺗﻣرﺗﯾن واﻟﺟوزة ﺑﺎﻟﺟوزﺗﯾن" ﻻﻧﻌدام اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق اﻟرﺑﺎ.
واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﯾﺧﺎﻟﻔﻧﺎ ﻓﯾﮫ ﻟوﺟود اﻟطﻌم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻔﻠس ﺑﺎﻟﻔﻠﺳﯾن ﺑﺄﻋﯾﺎﻧﮭﻣﺎ" ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف ،وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :ﻻ ﯾﺟوز ﻷن اﻟﺛﻣﻧﯾﺔ
ﺗﺛﺑت ﺑﺎﺻطﻼح اﻟﻛل ﻓﻼ ﺗﺑطل ﺑﺎﺻطﻼﺣﮭﻣﺎ ،وإذا ﺑﻘﯾت أﺛﻣﺎﻧﺎ ﻻ ﺗﺗﻌﯾن ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺎ ﺑﻐﯾر أﻋﯾﺎﻧﮭﻣﺎ وﻛﺑﯾﻊ
اﻟدرھم ﺑﺎﻟدرھﻣﯾن .وﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﺛﻣﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﮭﻣﺎ ﺗﺛﺑت ﺑﺎﺻطﻼﺣﮭﻣﺎ إذ ﻻ وﻻﯾﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻓﺗﺑطل ﺑﺎﺻطﻼﺣﮭﻣﺎ
وإذا ﺑطﻠت اﻟﺛﻣﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن وﻻ ﯾﻌود وزﻧﯾﺎ ﻟﺑﻘﺎء اﻻﺻطﻼح ﻋﻠﻰ اﻟﻌد إذ ﻓﻲ ﻧﻘﺿﮫ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻌد ﻓﺳﺎد اﻟﻌﻘد
ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﺟوزة ﺑﺎﻟﺟوزﺗﯾن ﺑﺧﻼف اﻟﻧﻘود ﻷﻧﮭﺎ ﻟﻠﺛﻣﻧﯾﺔ ﺧﻠﻘﺔ ،وﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺎ ﺑﻐﯾر أﻋﯾﺎﻧﮭﻣﺎ ﻷﻧﮫ ﻛﺎﻟﺊ
ﺑﺎﻟﻛﺎﻟﺊ وﻗد ﻧﮭﻲ ﻋﻧﮫ ،وﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن أﺣدھﻣﺎ ﺑﻐﯾر ﻋﯾﻧﮫ ﻷن اﻟﺟﻧس ﺑﺎﻧﻔراده ﯾﺣرم اﻟﻧﺳﺎء.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﺣﻧطﺔ ﺑﺎﻟدﻗﯾق وﻻ ﺑﺎﻟﺳوﯾق" ﻷن اﻟﻣﺟﺎﻧﺳﺔ ﺑﺎﻗﯾﺔ ﻣن وﺟﮫ ﻷﻧﮭﻣﺎ ﻣن أﺟزاء اﻟﺣﻧطﺔ
واﻟﻣﻌﯾﺎر ﻓﯾﮭﻣﺎ اﻟﻛﯾل ،ﻟﻛن اﻟﻛﯾل ﻏﯾر ﻣﺳو ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ وﺑﯾن اﻟﺣﻧطﺔ ﻻﻛﺗﻧﺎزھﻣﺎ ﻓﯾﮫ وﺗﺧﻠﺧل ﺣﺑﺎت اﻟﺣﻧطﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز
وإن ﻛﺎن ﻛﯾﻼ ﺑﻛﯾل "وﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟدﻗﯾق ﺑﺎﻟدﻗﯾق ﻣﺗﺳﺎوﯾﺎ ﻛﯾﻼ" ﻟﺗﺣﻘق اﻟﺷرط "وﺑﯾﻊ اﻟدﻗﯾق ﺑﺎﻟﺳوﯾق ﻻ ﯾﺟوز"
ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻣﺗﻔﺎﺿﻼ ،وﻻ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺎ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟدﻗﯾق ﺑﺎﻟﻣﻘﻠﯾﺔ وﻻ ﺑﯾﻊ اﻟﺳوﯾق ﺑﺎﻟﺣﻧطﺔ ،ﻓﻛذا ﺑﯾﻊ
أﺟزاﺋﮭﻣﺎ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺟﺎﻧﺳﺔ ﻣن وﺟﮫ .وﻋﻧدھﻣﺎ ﯾﺟوز ﻷﻧﮭﻣﺎ ﺟﻧﺳﺎن ﻣﺧﺗﻠﻔﺎن ﻻﺧﺗﻼف اﻟﻣﻘﺻود .ﻗﻠﻧﺎ :ﻣﻌظم
اﻟﻣﻘﺻود وھو اﻟﺗﻐذي ﯾﺷﻣﻠﮭﻣﺎ ﻓﻼ ﯾﺑﺎﻟﻰ ﺑﻔوات اﻟﺑﻌض ﻛﺎﻟﻣﻘﻠﯾﺔ ﻣﻊ ﻏﯾر اﻟﻣﻘﻠﯾﺔ واﻟﻌﻠﻛﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳوﺳﺔ.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻠﺣم ﺑﺎﻟﺣﯾوان" ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :إذا ﺑﺎﻋﮫ ﺑﻠﺣم ﻣن ﺟﻧﺳﮫ ﻻ ﯾﺟوز
إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻠﺣم اﻟﻣﻔرز أﻛﺛر ﻟﯾﻛون اﻟﻠﺣم ﺑﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﻟﻠﺣم واﻟﺑﺎﻗﻲ ﺑﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺳﻘط ،إذ ﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻛذﻟك
ﯾﺗﺣﻘق اﻟرﺑﺎ ﻣن ﺣﯾث زﯾﺎدة
اﻟﺳﻘط أو ﻣن ﺣﯾث زﯾﺎدة اﻟﻠﺣم ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﺧل ﺑﺎﻟﺳﻣﺳم .وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﺑﺎع اﻟﻣوزون ﺑﻣﺎ ص -64-
ﻟﯾس ﺑﻣوزون ،ﻷن اﻟﺣﯾوان ﻻ ﯾوزن ﻋﺎدة وﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻌرﻓﺔ ﺛﻘﻠﮫ ﺑﺎﻟوزن ﻷﻧﮫ ﯾﺧﻔف ﻧﻔﺳﮫ ﻣرة ﺑﺻﻼﺑﺗﮫ وﯾﺛﻘل
أﺧرى ،ﺑﺧﻼف ﺗﻠك اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻷن اﻟوزن ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﯾﻌرف ﻗدر اﻟدھن إذا ﻣﯾز ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻟﺛﺟﯾر ،وﯾوزن اﻟﺛﺟﯾر.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟرطب ﺑﺎﻟﺗﻣر ﻣﺛﻼ ﺑﻣﺛل ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ" وﻗﺎﻻ :ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﺣﯾن
ﺳﺄل ﻋﻧﮫ "أو ﯾﻧﻘص إذا ﺟف؟ ﻓﻘﯾل ﻧﻌم ،ﻓﻘﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻻ إذا" وﻟﮫ أن اﻟرطب ﺗﻣر ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﺣﯾن أھدى إﻟﯾﮫ رطب" :أ و ﻛل ﺗﻣر ﺧﯾﺑر ھﻛذا؟" ﺳﻣﺎه ﺗﻣرا .وﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣر ﺑﻣﺛﻠﮫ ﺟﺎﺋز ﻟﻣﺎ روﯾﻧﺎ،
وﻷﻧﮫ ﻟو ﻛﺎن ﺗﻣرا ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺄول اﻟﺣدﯾث ،وإن ﻛﺎن ﻏﯾر ﺗﻣر ﻓﺑﺂﺧره ،وھو ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :إذا
اﺧﺗﻠف اﻟﻧوﻋﺎن ﻓﺑﯾﻌوا ﻛﯾف ﺷﺋﺗم" وﻣدار ﻣﺎ روﯾﺎه ﻋﻠﻰ زﯾد ﺑن ﻋﯾﺎش وھو ﺿﻌﯾف ﻋﻧد اﻟﻧﻘﻠﺔ.
ﻗﺎل" :وﻛذا اﻟﻌﻧب ﺑﺎﻟزﺑﯾب" ﯾﻌﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻼف واﻟوﺟﮫ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه .وﻗﯾل ﻻ ﯾﺟوز ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق اﻋﺗﺑﺎرا ﺑﺎﻟﺣﻧطﺔ اﻟﻣﻘﻠﯾﺔ
ﺑﻐﯾر اﻟﻣﻘﻠﯾﺔ ،واﻟرطب ﺑﺎﻟرطب ﯾﺟوز ﻣﺗﻣﺎﺛﻼ ﻛﯾﻼ ﻋﻧدﻧﺎ ﻷﻧﮫ ﺑﯾﻊ اﻟﺗﻣر ﺑﺎﻟﺗﻣر ،وﻛذا ﺑﯾﻊ اﻟﺣﻧطﺔ اﻟرطﺑﺔ أو
اﻟﻣﺑﻠوﻟﺔ ﺑﻣﺛﻠﮭﺎ أو ﺑﺎﻟﯾﺎﺑﺳﺔ ،أو اﻟﺗﻣر أو اﻟزﺑﯾب اﻟﻣﻧﻘﻊ ﺑﺎﻟﻣﻧﻘﻊ ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﺗﻣﺎﺛﻼ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮭﻣﺎ
ﷲ .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ ﻻ ﯾﺟوز ﺟﻣﯾﻊ ذﻟك ﻷﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ أﻋدل اﻷﺣوال وھو اﻟﻣﺎل ،وأﺑو ﺣﻧﯾﻔﺔ
رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾﻌﺗﺑره ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ،وﻛذا أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﻋﻣﻼ ﺑﺈطﻼق اﻟﺣدﯾث إﻻ أﻧﮫ ﺗرك ھذا اﻷﺻل ﻓﻲ ﺑﯾﻊ
اﻟرطب ﺑﺎﻟﺗﻣر ﻟﻣﺎ روﯾﻧﺎه ﻟﮭﻣﺎ .ووﺟﮫ اﻟﻔرق ﻟﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ ﺑﯾن ھذه اﻟﻔﺻول وﺑﯾن اﻟرطب ﺑﺎﻟرطب أن
اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﯾﻣﺎ ﯾظﮭر ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﺑدﻟﯾن ﻋﻠﻰ اﻻﺳم اﻟذي ﻋﻘد ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﻘد ،وﻓﻲ اﻟرطب ﺑﺎﻟﺗﻣر ﻣﻊ ﺑﻘﺎء أﺣدھﻣﺎ ﻋﻠﻰ
ذﻟك ﻓﯾﻛون ﺗﻔﺎوﺗﺎ ﻓﻲ ﻋﯾن اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ،وﻓﻲ اﻟرطب ﺑﺎﻟرطب اﻟﺗﻔﺎوت ﺑﻌد زوال ذﻟك اﻻﺳم ﻓﻠم ﯾﻛن ﺗﻔﺎوﺗﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻼ ﯾﻌﺗﺑر .وﻟو ﺑﺎع اﻟﺑﺳر ﺑﺎﻟﺗﻣر ﻣﺗﻔﺎﺿﻼ ﻻ ﯾﺟوز ﻷن اﻟﺑﺳر ﺗﻣر ،ﺑﺧﻼف اﻟﻛﻔرى ﺣﯾث ﯾﺟوز
ﺑﯾﻌﮫ ﺑﻣﺎ ﺷﺎء ﻣن اﻟﺗﻣر اﺛﻧﺎن ﺑواﺣد ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﺗﻣر ،ﻓﺈن ھذا اﻻﺳم ﻟﮫ ﻣن أول ﻣﺎ ﺗﻧﻌﻘد ﺻورﺗﮫ ﻻ ﻗﺑﻠﮫ ،واﻟﻛﻔرى
ﻋددي ﻣﺗﻔﺎوت ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺑﺎع اﻟﺗﻣر ﺑﮫ ﻧﺳﯾﺋﺔ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺟﮭﺎﻟﺔ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟزﯾﺗون ﺑﺎﻟزﯾت واﻟﺳﻣﺳم ﺑﺎﻟﺷﯾرج ﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟزﯾت واﻟﺷﯾرج أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻓﻲ اﻟزﯾﺗون
واﻟﺳﻣﺳم ﻓﯾﻛون اﻟدھن ﺑﻣﺛﻠﮫ واﻟزﯾﺎدة ﺑﺎﻟﺛﺟﯾر" ﻷن ﻋﻧد ذﻟك ﯾﻌرى ﻋن اﻟرﺑﺎ إذ ﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﻟدھن ﻣوزون،
وھذا ﻷن ﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻟو ﻛﺎن أﻛﺛر أو ﻣﺳﺎوﯾﺎ ﻟﮫ ،ﻓﺎﻟﺛﺟﯾر وﺑﻌض اﻟدھن أو اﻟﺛﺟﯾر وﺣده ﻓﺿل ،وﻟو ﻟم ﯾﻌﻠم ﻣﻘدار ﻣﺎ
ﻓﯾﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻻﺣﺗﻣﺎل اﻟرﺑﺎ ،واﻟﺷﺑﮭﺔ ﻓﯾﮫ
ﻛﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،واﻟﺟوز ﺑدھﻧﮫ واﻟﻠﺑن ﺑﺳﻣﻧﮫ واﻟﻌﻧب ﺑﻌﺻﯾره واﻟﺗﻣر ﺑدﺑﺳﮫ ﻋﻠﻰ ھذا ص -65-
اﻻﻋﺗﺑﺎر .واﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ اﻟﻘطن ﺑﻐزﻟﮫ ،واﻟﻛرﺑﺎس ﺑﺎﻟﻘطن ﯾﺟوز ﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻠﺣﻣﺎن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻌﺿﮭﺎ ﺑﺑﻌض ﻣﺗﻔﺎﺿﻼ" وﻣراده ﻟﺣم اﻹﺑل واﻟﺑﻘر واﻟﻐﻧم؛ ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺑﻘر
واﻟﺟواﻣﯾس ﺟﻧس واﺣد ،وﻛذا اﻟﻣﻌز ﻣﻊ اﻟﺿﺄن وﻛذا اﻟﻌراب ﻣﻊ اﻟﺑﺧﺎﺗﻲ.
ﻗﺎل" :وﻛذﻟك أﻟﺑﺎن اﻟﺑﻘر واﻟﻐﻧم" وﻋن اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻻ ﯾﺟوز ﻷﻧﮭﺎ ﺟﻧس واﺣد ﻻﺗﺣﺎد اﻟﻣﻘﺻود .وﻟﻧﺎ أن
اﻷﺻول ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻛﻣل ﻧﺻﺎب أﺣدھﻣﺎ ﺑﺎﻵﺧر ﻓﻲ اﻟزﻛﺎة ،ﻓﻛذا أﺟزاؤھﺎ إذا ﻟم ﺗﺗﺑدل ﺑﺎﻟﺻﻧﻌﺔ.
ﻗﺎل" :وﻛذا ﺧل اﻟدﻗل ﺑﺧل اﻟﻌﻧب" ﻟﻼﺧﺗﻼف ﺑﯾن أﺻﻠﯾﮭﻣﺎ ،ﻓﻛذا ﺑﯾن ﻣﺎءﯾﮭﻣﺎ وﻟﮭذا ﻛﺎن ﻋﺻﯾراھﻣﺎ ﺟﻧﺳﯾن.
وﺷﻌر اﻟﻣﻌز وﺻوف اﻟﻐﻧم ﺟﻧﺳﺎن ﻻﺧﺗﻼف اﻟﻣﻘﺎﺻد.
ﻗﺎل" :وﻛذا ﺷﺣم اﻟﺑطن ﺑﺎﻷﻟﯾﺔ أو ﺑﺎﻟﻠﺣم" ﻷﻧﮭﺎ أﺟﻧﺎس ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻻﺧﺗﻼف اﻟﺻور واﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﺧﺗﻼﻓﺎ
ﻓﺎﺣﺷﺎ.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﺧﺑز ﺑﺎﻟﺣﻧطﺔ واﻟدﻗﯾق ﻣﺗﻔﺎﺿﻼ" ﻷن اﻟﺧﺑز ﺻﺎر ﻋددﯾﺎ أو ﻣوزوﻧﺎ ﻓﺧرج ﻣن أن ﯾﻛون
ﻣﻛﯾﻼ ﻣن ﻛل وﺟﮫ واﻟﺣﻧطﺔ ﻣﻛﯾﻠﺔ .وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﻻ ﺧﯾر ﻓﯾﮫ ،واﻟﻔﺗوى ﻋﻠﻰ اﻷول ،وھذا إذا
ﻛﺎﻧﺎ ﻧﻘدﯾن؛ ﻓﺈن ﻛﺎﻧت اﻟﺣﻧطﺔ ﻧﺳﯾﺋﺔ ﺟﺎز أﯾﺿﺎ ،وإن ﻛﺎن اﻟﺧﺑز ﻧﺳﯾﺋﺔ ﯾﺟوز ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ وﻋﻠﯾﮫ
اﻟﻔﺗوى ،وﻛذا اﻟﺳﻠم ﻓﻲ اﻟﺧﺑز ﺟﺎﺋز ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ ،وﻻ ﺧﯾر ﻓﻲ اﺳﺗﻘراﺿﮫ ﻋددا أو وزﻧﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ
ﻷﻧﮫ ﯾﺗﻔﺎوت ﺑﺎﻟﺧﺑز واﻟﺧﺑﺎز واﻟﺗﻧور واﻟﺗﻘدم واﻟﺗﺄﺧر .وﻋﻧد ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾﺟوز ﺑﮭﻣﺎ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ،وﻋﻧد أﺑﻲ
ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾﺟوز وزﻧﺎ وﻻ ﯾﺟوز ﻋددا ﻟﻠﺗﻔﺎوت ﻓﻲ آﺣﺎده.
ﻗﺎل" :وﻻ رﺑﺎ ﺑﯾن اﻟﻣوﻟﻰ وﻋﺑده" ﻷن اﻟﻌﺑد وﻣﺎ ﻓﻲ ﯾده ﻣﻠك ﻟﻣوﻻه ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق اﻟرﺑﺎ ،وھذا إذا ﻛﺎن ﻣﺄذوﻧﺎ ﻟﮫ
وﻟم ﯾﻛن ﻋﻠﯾﮫ دﯾن ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ دﯾن ﻻ ﯾﺟوز ﻷن ﻣﺎ ﻓﻲ ﯾده ﻟﯾس ﻣﻠك اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ
وﻋﻧدھﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﮫ ﺣق اﻟﻐرﻣﺎء ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﯾﺗﺣﻘق اﻟرﺑﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺣﻘق ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﻣﻛﺎﺗﺑﮫ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﻠم واﻟﺣرﺑﻲ ﻓﻲ دار اﻟﺣرب" ﺧﻼﻓﺎ ﻷﺑﻲ ﯾوﺳف واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ .ﻟﮭﻣﺎ اﻻﻋﺗﺑﺎر
ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺄﻣن ﻣﻧﮭم ﻓﻲ دارﻧﺎ .وﻟﻧﺎ ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻻ رﺑﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﻠم واﻟﺣرﺑﻲ ﻓﻲ دار اﻟﺣرب" وﻷن
ﻣﺎﻟﮭم ﻣﺑﺎح ﻓﻲ دارھم ﻓﺑﺄي طرﯾق أﺧذه
اﻟﻣﺳﻠم أﺧذ ﻣﺎﻻ ﻣﺑﺎﺣﺎ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻓﯾﮫ ﻏدر ،ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺳﺗﺄﻣن ﻣﻧﮭم ﻷن ﻣﺎﻟﮫ ﺻﺎر ص -66-
ﻣﺣظورا ﺑﻌﻘد اﻷﻣﺎن.
ﺑﺎب اﻟﺣﻘوق
"وﻣن اﺷﺗرى ﻣﻧزﻻ ﻓوﻗﮫ ﻣﻧزل ﻓﻠﯾس ﻟﮫ اﻷﻋﻠﻰ إﻻ أن ﯾﺷﺗرﯾﮫ ﺑﻛل ﺣق ھو ﻟﮫ أو ﺑﻣراﻓﻘﮫ أو ﺑﻛل ﻗﻠﯾل وﻛﺛﯾر
ھو ﻓﯾﮫ أو ﻣﻧﮫ .وﻣن اﺷﺗرى ﺑﯾﺗﺎ ﻓوﻗﮫ ﺑﯾت ﺑﻛل ﺣق ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ اﻷﻋﻠﻰ ،وﻣن اﺷﺗرى دارا ﺑﺣدودھﺎ ﻓﻠﮫ اﻟﻌﻠو
واﻟﻛﻧﯾف" ﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﻧزل واﻟﺑﯾت واﻟدار ،ﻓﺎﺳم اﻟدار ﯾﻧﺗظم اﻟﻌﻠو ﻷﻧﮫ اﺳم ﻟﻣﺎ أدﯾر ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺣدود ،واﻟﻌﻠو ﻣن
ﺗواﺑﻊ اﻷﺻل وأﺟزاﺋﮫ ﻓﯾدﺧل ﻓﯾﮫ .واﻟﺑﯾت اﺳم ﻟﻣﺎ ﯾﺑﺎت ﻓﯾﮫ ،واﻟﻌﻠو ﻣﺛﻠﮫ ،واﻟﺷﻲء ﻻ ﯾﻛون ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺛﻠﮫ ﻓﻼ ﯾدﺧل
ﻓﯾﮫ إﻻ ﺑﺎﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﯾﮫ ،واﻟﻣﻧزل ﺑﯾن اﻟدار واﻟﺑﯾت ﻷﻧﮫ ﯾﺗﺄﺗﻰ ﻓﯾﮫ ﻣراﻓق اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻣﻊ ﺿرب ﻗﺻور إذ ﻻ ﯾﻛون
ﻓﯾﮫ ﻣﻧزل اﻟدواب ،ﻓﻠﺷﺑﮭﮫ ﺑﺎﻟدار ﯾدﺧل اﻟﻌﻠو ﻓﯾﮫ ﺗﺑﻌﺎ ﻋﻧد ذﻛر اﻟﺗواﺑﻊ ،وﻟﺷﺑﮭﮫ ﺑﺎﻟﺑﯾت ﻻ ﯾدﺧل ﻓﯾﮫ ﺑدوﻧﮫ .وﻗﯾل
ﻓﻲ ﻋرﻓﻧﺎ ﯾدﺧل اﻟﻌﻠو ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ذﻟك ﻷن ﻛل ﻣﺳﻛن ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻔﺎرﺳﯾﺔ ﺧﺎﻧﮫ وﻻ ﯾﺧﻠو ﻋن ﻋﻠو ،وﻛﻣﺎ ﯾدﺧل اﻟﻌﻠو
ﻓﻲ اﺳم اﻟدار ﯾدﺧل اﻟﻛﻧﯾف ﻷﻧﮫ ﻣن ﺗواﺑﻌﮫ ،وﻻ ﺗدﺧل اﻟظﻠﺔ إﻻ ﺑذﻛر ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻷﻧﮫ
ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ھواء اﻟطرﯾق ﻓﺄﺧذ ﺣﻛﻣﮫ .وﻋﻧدھﻣﺎ إن ﻛﺎن ﻣﻔﺗﺣﮫ ﻓﻲ اﻟدار ﯾدﺧل ﻣن ﻏﯾر ذﻛر ﺷﻲء ﻣﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻷﻧﮫ
ﻣن ﺗواﺑﻌﮫ ﻓﺷﺎﺑﮫ اﻟﻛﻧﯾف.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺑﯾﺗﺎ ﻓﻲ دار أو ﻣﻧزﻻ أو ﻣﺳﻛﻧﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ اﻟطرﯾق إﻻ أن ﯾﺷﺗرﯾﮫ ﺑﻛل ﺣق ھو ﻟﮫ أو
ﺑﻣراﻓﻘﮫ أو ﺑﻛل ﻗﻠﯾل وﻛﺛﯾر ،وﻛذا اﻟﺷرب واﻟﻣﺳﯾل" ﻷﻧﮫ ﺧﺎرج اﻟﺣدود إﻻ أﻧﮫ ﻣن اﻟﺗواﺑﻊ ﻓﯾدﺧل ﺑذﻛر اﻟﺗواﺑﻊ،
ﺑﺧﻼف اﻹﺟﺎرة ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻌﻘد ﻟﻼﻧﺗﻔﺎع ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق إﻻ ﺑﮫ ،إذ اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻻ ﯾﺷﺗري اﻟطرﯾق ﻋﺎدة وﻻ ﯾﺳﺗﺄﺟره ﻓﯾدﺧل
ﺗﺣﺻﯾﻼ ﻟﻠﻔﺎﺋدة اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣﻧﮫ ،أﻣﺎ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣﻣﻛن ﺑدوﻧﮫ ﻷن اﻟﻣﺷﺗري ﻋﺎدة ﯾﺷﺗرﯾﮫ ،وﻗد ﯾﺗﺟر ﻓﯾﮫ ﻓﯾﺑﯾﻌﮫ
ﻣن ﻏﯾره ﻓﺣﺻﻠت اﻟﻔﺎﺋدة ،وﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم.
ﺑﺎب اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق
"وﻣن اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ ﻓوﻟدت ﻋﻧده ﻓﺎﺳﺗﺣﻘﮭﺎ رﺟل ﺑﺑﯾﻧﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺄﺧذھﺎ ووﻟدھﺎ ،وإن أﻗر ﺑﮭﺎ ﻟرﺟل ﻟم ﯾﺗﺑﻌﮭﺎ
وﻟدھﺎ" ووﺟﮫ اﻟﻔرق أن اﻟﺑﯾﻧﺔ ﺣﺟﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻛﺎﺳﻣﮭﺎ ﻣﺑﯾﻧﺔ ﻓﯾظﮭر ﺑﮭﺎ ﻣﻠﻛﮫ ﻣن اﻷﺻل واﻟوﻟد ﻛﺎن ﻣﺗﺻﻼ
ﺑﮭﺎ ﻓﯾﻛون ﻟﮫ.
أﻣﺎ اﻹﻗرار ﺣﺟﺔ ﻗﺎﺻرة ﯾﺛﺑت اﻟﻣﻠك ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺑر ﺑﮫ ﺿرورة ﺻﺣﺔ اﻹﺧﺑﺎر ،وﻗد اﻧدﻓﻌت ﺑﺈﺛﺑﺎﺗﮫ ﺑﻌد اﻻﻧﻔﺻﺎل
ﻓﻼ ﯾﻛون اﻟوﻟد ﻟﮫ .ﺛم ﻗﯾل :ﯾدﺧل اﻟوﻟد ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻷم ﺗﺑﻌﺎ ،وﻗﯾل
ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟوﻟد وإﻟﯾﮫ ﺗﺷﯾر اﻟﻣﺳﺎﺋل ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ إذا ﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟزواﺋد .ﻗﺎل ص -67-
ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﺗدﺧل اﻟزواﺋد ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ،ﻓﻛذا اﻟوﻟد إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﯾد ﻏﯾره ﻻ ﯾدﺧل ﺗﺣت اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻷم ﺗﺑﻌﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﻋﺑدا ﻓﺈذا ھو ﺣر وﻗد ﻗﺎل اﻟﻌﺑد ﻟﻠﻣﺷﺗري اﺷﺗرﻧﻲ ﻓﺈﻧﻲ ﻋﺑد ﻟﮫ ،ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺣﺎﺿرا أو
ﻏﺎﺋﺑﺎ ﻏﯾﺑﺔ ﻣﻌروﻓﺔ ﻟم ﯾﻛن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑد ﺷﻲء ،وإن ﻛﺎن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻻ ﯾدرى أﯾن ھو رﺟﻊ اﻟﻣﺷﺗري ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑد ورﺟﻊ
ھو ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ وإن ارﺗﮭن ﻋﺑدا ﻣﻘرا ﺑﺎﻟﻌﺑودﯾﺔ ﻓوﺟده ﺣرا ﻟم ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺣﺎل" .وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف
رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﻻ ﯾرﺟﻊ ﻓﯾﮭﻣﺎ ﻷن اﻟرﺟوع ﺑﺎﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ أو ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟﻣوﺟود ﻟﯾس إﻻ اﻹﺧﺑﺎر ﻛﺎذﺑﺎ ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا
ﻗﺎل اﻷﺟﻧﺑﻲ ذﻟك أو ﻗﺎل اﻟﻌﺑد ارﺗﮭﻧﻲ ﻓﺈﻧﻲ ﻋﺑد وھﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .وﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﻣﺷﺗري ﺷرع ﻓﻲ اﻟﺷراء ﻣﻌﺗﻣدا
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻣره وإﻗراره أﻧﻲ ﻋﺑد ،إذ اﻟﻘول ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﯾﺟﻌل اﻟﻌﺑد ﺑﺎﻷﻣر ﺑﺎﻟﺷراء ﺿﺎﻣﻧﺎ ﻟﻠﺛﻣن ﻟﮫ ﻋﻧد ﺗﻌذر
رﺟوﻋﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ دﻓﻌﺎ ﻟﻠﻐرور واﻟﺿرر ،وﻻ ﺗﻌذر إﻻ ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﻌرف ﻣﻛﺎﻧﮫ ،واﻟﺑﯾﻊ ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻓﺄﻣﻛن أن
ﯾﺟﻌل اﻵﻣر ﺑﮫ ﺿﺎﻣﻧﺎ ﻟﻠﺳﻼﻣﺔ ﻛﻣﺎ ھو ﻣوﺟﺑﮫ ،ﺑﺧﻼف اﻟرھن ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﻣﻌﺎوﺿﺔ ﺑل ھو وﺛﯾﻘﺔ ﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﻋﯾن
ﺣﻘﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﺟوز اﻟرھن ﺑﺑدل اﻟﺻرف واﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ ﻣﻊ ﺣرﻣﺔ اﻻﺳﺗﺑدال ﻓﻼ ﯾﺟﻌل اﻷﻣر ﺑﮫ ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﺳﻼﻣﺔ،
وﺑﺧﻼف اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺑﺄ ﺑﻘوﻟﮫ ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق اﻟﻐرور .وﻧظﯾر ﻣﺳﺄﻟﺗﻧﺎ ﻗول اﻟﻣوﻟﻰ ﺑﺎﯾﻌوا ﻋﺑدي ھذا ﻓﺈﻧﻲ ﻗد
أذﻧت ﻟﮫ ﺛم ظﮭر اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻓﺈﻧﮭم ﯾرﺟﻌون ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻘﯾﻣﺗﮫ ،ﺛم ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺿرب إﺷﻛﺎل ﻋﻠﻰ ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ
رﺣﻣﮫ ﷲ ﻷن اﻟدﻋوى ﺷرط ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﻟﻌﺑد ﻋﻧده ،واﻟﺗﻧﺎﻗض ﯾﻔﺳد اﻟدﻋوى .وﻗﯾل إذا ﻛﺎن اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ
اﻷﺻل ﻓﺎﻟدﻋوى ﻓﯾﮭﺎ ﻟﯾس ﺑﺷرط ﻋﻧده ﻟﺗﺿﻣﻧﮫ ﺗﺣرﯾم ﻓرج اﻷم .وﻗﯾل ھو ﺷرط ﻟﻛن اﻟﺗﻧﺎﻗض ﻏﯾر ﻣﺎﻧﻊ ﻟﺧﻔﺎء
اﻟﻌﻠوق وإن ﻛﺎن اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ اﻹﻋﺗﺎق ﻓﺎﻟﺗﻧﺎﻗض ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻻﺳﺗﺑداد اﻟﻣوﻟﻰ ﺑﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﻣﺧﺗﻠﻌﺔ ﺗﻘﯾم اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟطﻠﻘﺎت اﻟﺛﻼث ﻗﺑل اﻟﺧﻠﻊ واﻟﻣﻛﺎﺗب ﯾﻘﯾﻣﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺗﺎق ﻗﺑل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ.
ﻗﺎل" :وﻣن ادﻋﻰ ﺣﻘﺎ ﻓﻲ دار" ﻣﻌﻧﺎه ﺣﻘﺎ ﻣﺟﮭوﻻ "ﻓﺻﺎﻟﺣﮫ اﻟذي ﻓﻲ ﯾده ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺔ درھم ﻓﺎﺳﺗﺣﻘت اﻟدار إﻻ
ذراﻋﺎ ﻣﻧﮭﺎ ﻟم ﯾرﺟﻊ ﺑﺷﻲء" ﻷن ﻟﻠﻣدﻋﻲ أن ﯾﻘول دﻋواي ﻓﻲ ھذا اﻟﺑﺎﻗﻲ.
ﻗﺎل" :وإن ادﻋﺎھﺎ ﻛﻠﮭﺎ ﻓﺻﺎﻟﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺔ درھم ﻓﺎﺳﺗﺣق ﻣﻧﮭﺎ ﺷﻲء رﺟﻊ ﺑﺣﺳﺎﺑﮫ" ﻷن اﻟﺗوﻓﯾق ﻏﯾر ﻣﻣﻛن
ﻓوﺟب اﻟرﺟوع ﺑﺑدﻟﮫ ﻋﻧد ﻓوات ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﺑدل ،ودﻟت اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺻﻠﺢ ﻋن اﻟﻣﺟﮭول ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠوم ﺟﺎﺋز
ﻷن اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻘط ﻻ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ .وﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
وﻛذا ﻻ ﯾﺻﺢ إﻋﺗﺎق اﻟﻣﺷﺗري ﻣن اﻟﻐﺎﺻب إذا أدى اﻟﻐﺎﺻب اﻟﺿﻣﺎن .وﻟﮭﻣﺎ أن ص -69-
اﻟﻣﻠك ﺛﺑت ﻣوﻗوﻓﺎ ﺑﺗﺻرف ﻣطﻠق ﻣوﺿوع ﻹﻓﺎدة اﻟﻣﻠك ،وﻻ ﺿرر ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ﻓﺗوﻗف اﻹﻋﺗﺎق ﻣرﺗﺑﺎ ﻋﻠﯾﮫ
وﯾﻧﻔذ ﺑﻧﻔﺎذه ﻓﺻﺎر ﻛﺈﻋﺗﺎق اﻟﻣﺷﺗري ﻣن اﻟراھن وﻛﺈﻋﺗﺎق اﻟوارث ﻋﺑدا ﻣن اﻟﺗرﻛﺔ وھﻲ ﻣﺳﺗﻐرﻗﺔ ﺑﺎﻟدﯾون ﯾﺻﺢ،
وﯾﻧﻔذ إذا ﻗﺿﻰ اﻟدﯾون ﺑﻌد ذﻟك ،ﺑﺧﻼف إﻋﺗﺎق اﻟﻐﺎﺻب ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻷن اﻟﻐﺻب ﻏﯾر ﻣوﺿوع ﻹﻓﺎدة اﻟﻣﻠك،
وﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﺧﯾﺎر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﻣطﻠق ،وﻗران اﻟﺷرط ﺑﮫ ﯾﻣﻧﻊ اﻧﻌﻘﺎده ﻓﻲ ﺣق اﻟﺣﻛم أﺻﻼ،
وﺑﺧﻼف ﺑﯾﻊ اﻟﻣﺷﺗري ﻣن اﻟﻐﺎﺻب إذا ﺑﺎع ﻷن ﺑﺎﻹﺟﺎزة ﯾﺛﺑت ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﻣﻠك ﺑﺎت ،ﻓﺈذا طرأ ﻋﻠﻰ ﻣﻠك ﻣوﻗوف
ﻟﻐﯾره أﺑطﻠﮫ ،وأﻣﺎ إذا أدى اﻟﻐﺎﺻب اﻟﺿﻣﺎن ﯾﻧﻔذ إﻋﺗﺎق اﻟﻣﺷﺗري ﻣﻧﮫ ﻛذا ذﻛره ھﻼل رﺣﻣﮫ ﷲ وھو اﻷﺻﺢ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻗطﻌت ﯾد اﻟﻌﺑد ﻓﺄﺧذ أرﺷﮭﺎ ﺛم أﺟﺎز اﻟﻣوﻟﻰ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎﻷرش ﻟﻠﻣﺷﺗري" ﻷن اﻟﻣﻠك ﻗد ﺗم ﻟﮫ ﻣن وﻗت
اﻟﺷراء ،ﻓﺗﺑﯾن أن اﻟﻘطﻊ ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﮫ وھذه ﺣﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻣد ،واﻟﻌذر ﻟﮫ أن اﻟﻣﻠك ﻣن وﺟﮫ ﯾﻛﻔﻲ ﻻﺳﺗﺣﻘﺎق
اﻷرش ﻛﺎﻟﻣﻛﺎﺗب إذا ﻗطﻌت ﯾده وأﺧذ اﻷرش ﺛم رد ﻓﻲ اﻟرق ﯾﻛون اﻷرش ﻟﻠﻣوﻟﻰ ،ﻓﻛذا إذا ﻗطﻌت ﯾد اﻟﻣﺷﺗرى
ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺷﺗري واﻟﺧﯾﺎر ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﺛم أﺟﯾز اﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎﻷرش ﻟﻠﻣﺷﺗري ،ﺑﺧﻼف اﻹﻋﺗﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر" .وﯾﺗﺻدق ﺑﻣﺎ زاد
ﻋﻠﻰ ﻧﺻف اﻟﺛﻣن" ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺿﻣﺎﻧﮫ أو ﻓﯾﮫ ﺷﺑﮭﺔ ﻋدم اﻟﻣﻠك.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﺑﺎﻋﮫ اﻟﻣﺷﺗري ﻣن آﺧر ﺛم أﺟﺎز اﻟﻣوﻟﻰ اﻟﺑﯾﻊ اﻷول ﻟم ﯾﺟز اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺛﺎﻧﻲ" ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ،وﻷن ﻓﯾﮫ ﻏرر
اﻻﻧﻔﺳﺎخ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﻋدم اﻹﺟﺎزة ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ اﻷول واﻟﺑﯾﻊ ﯾﻔﺳد ﺑﮫ ،ﺑﺧﻼف اﻹﻋﺗﺎق ﻋﻧدھﻣﺎ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﯾﮫ
اﻟﻐرر.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻟم ﯾﺑﻌﮫ اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻣﺎت ﻓﻲ ﯾده أو ﻗﺗل ﺛم أﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ ﻟم ﯾﺟز" ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ أن اﻹﺟﺎزة ﻣن ﺷروطﮭﺎ
ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ وﻗد ﻓﺎت ﺑﺎﻟﻣوت وﻛذا ﺑﺎﻟﻘﺗل ،إذ ﻻ ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎب اﻟﺑدل ﻟﻠﻣﺷﺗري ﺑﺎﻟﻘﺗل ﺣﺗﻰ ﯾﻌد ﺑﺎﻗﯾﺎ ﺑﺑﻘﺎء
اﻟﺑدل ﻷﻧﮫ ﻻ ﻣﻠك ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻋﻧد اﻟﻘﺗل ﻣﻠﻛﺎ ﯾﻘﺎﺑل ﺑﺎﻟﺑدل ﻓﺗﺣﻘق اﻟﻔوات ،ﺑﺧﻼف اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻷن ﻣﻠك اﻟﻣﺷﺗري
ﺛﺎﺑت ﻓﺄﻣﻛن إﯾﺟﺎب اﻟﺑدل ﻟﮫ ﻓﯾﻛون اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑﻘﯾﺎم ﺧﻠﻔﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﻋﺑد ﻏﯾره ﺑﻐﯾر أﻣره وأﻗﺎم اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ إﻗرار اﻟﺑﺎﺋﻊ أو رب اﻟﻌﺑد أﻧﮫ ﻟم ﯾﺄﻣره ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ
وأراد رد اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟم ﺗﻘﺑل ﺑﯾﻧﺗﮫ" ﻟﻠﺗﻧﺎﻗض ﻓﻲ اﻟدﻋوى ،إذ اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء إﻗرار ﻣﻧﮫ ﺑﺻﺣﺗﮫ ،واﻟﺑﯾﻧﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻟدﻋوى "وإن أﻗر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑذﻟك ﻋﻧد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑطل اﻟﺑﯾﻊ" إن طﻠب اﻟﻣﺷﺗري ذﻟك ،ﻷن اﻟﺗﻧﺎﻗض ﻻ
ﯾﻣﻧﻊ ﺻﺣﺔ اﻹﻗرار ،وﻟﻠﻣﺷﺗري أن ﯾﺳﺎﻋده
ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﯾﺗﺣﻘق اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،ﻓﻠﮭذا ﺷرط طﻠب اﻟﻣﺷﺗري. ص -70-
ﻗﺎل رﺣﻣﮫ ﷲ :وذﻛر ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدات أن اﻟﻣﺷﺗري إذا ﺻدق ﻣدﻋﯾﮫ ﺛم أﻗﺎم اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ إﻗرار اﻟﺑﺎﺋ ﻊ أﻧﮫ ﻟﻠﻣﺳﺗﺣق
ﺗﻘﺑل .وﻓرﻗوا أن اﻟﻌﺑد ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺷﺗري .وﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﯾد ﻏﯾره وھو اﻟﻣﺳﺗﺣق ،وﺷرط
اﻟرﺟوع ﺑﺎﻟﺛﻣن أن ﻻ ﯾﻛون اﻟﻌﯾن ﺳﺎﻟﻣﺎ ﻟﻠﻣﺷﺗري.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع دارا ﻟرﺟل وأدﺧﻠﮭﺎ اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﮫ ﻟم ﯾﺿﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ" ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وھو ﻗول
أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ آﺧرا ،وﻛﺎن ﯾﻘول أوﻻ :ﯾﺿﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ ،وھو ﻗول ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ وھﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻏﺻب
اﻟﻌﻘﺎر وﺳﻧﺑﯾﻧﮫ إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﺑﺎب اﻟﺳﻠم
اﻟﺳﻠم :ﻋﻘد ﻣﺷروع ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب وھو آﯾﺔ اﻟﻣداﯾﻧﺔ ،ﻓﻘد ﻗﺎل اﺑن ﻋﺑﺎس رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ :أﺷﮭد أن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﺣل
ﯾن َ آﻣ َ ﻧ ُوا إ ِذ َ ا ﺗ َد َ اﯾ َﻧﺗ ُم ْ ﺑ ِ د َ ﯾ ْن ٍ إ ِﻟ َﻰ
ﺗﻌﺎﻟﻰذ ِ} :
ﻗوﻟﮫ ﮭ َﺎ اﻟ ﱠ
وﺗﻼ َﺎ أ َ ﯾ ﱡ
اﻟﺳﻠف اﻟﻣﺿﻣون وأﻧزل ﻓﯾﮭﺎ أطول آﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ،ﯾ
أ َﺟ َ ل ٍ ﻣ ُﺳ َ ﻣ ّ ًﻰ ﻓ َﺎﻛ ْ ﺗ ُ ﺑ ُوه ُ { ]اﻟﺑﻘرة .[282:وﺑﺎﻟﺳﻧﺔ وھو ﻣﺎ روي "أﻧﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻧﮭﻰ ﻋن ﺑﯾﻊ ﻣﺎ ﻟﯾس ﻋﻧد
اﻹﻧﺳﺎن ورﺧص ﻓﻲ اﻟﺳﻠم" ,واﻟﻘﯾﺎس وإن ﻛﺎن ﯾﺄﺑﺎه وﻟﻛﻧﺎ ﺗرﻛﻧﺎه ﺑﻣﺎ روﯾﻧﺎه .ووﺟﮫ اﻟﻘﯾﺎس أﻧﮫ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻌدوم إذ
اﻟﻣﺑﯾﻊ ھو اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وھو ﺟﺎﺋز ﻓﻲ اﻟﻣﻛﯾﻼت واﻟﻣوزوﻧﺎت" ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻣن أﺳﻠم ﻣﻧﻛم ﻓﻠﯾﺳﻠم ﻓﻲ ﻛﯾل ﻣﻌﻠوم
ووزن ﻣﻌﻠوم إﻟﻰ أﺟل ﻣﻌﻠوم" واﻟﻣراد ﺑﺎﻟﻣوزوﻧﺎت ﻏﯾر اﻟدراھم واﻟدﻧﺎﻧﯾر ﻷﻧﮭﻣﺎ أﺛﻣﺎن ،واﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ ﻻ ﺑد أن
ﯾﻛون ﻣﺛﻣﻧﺎ ﻓﻼ ﯾﺻﺢ اﻟﺳﻠم ﻓﯾﮭﻣﺎ ﺛم ﻗﯾل ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ ،وﻗﯾل ﯾﻧﻌﻘد ﺑﯾﻌﺎ ﺑﺛﻣن ﻣؤﺟل ﺗﺣﺻﯾﻼ ﻟﻣﻘﺻود اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن
ﺑﺣﺳب اﻹﻣﻛﺎن ،واﻟﻌﺑرة ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ﻟﻠﻣﻌﺎﻧﻲ واﻷول أﺻﺢ ﻷن اﻟﺗﺻﺣﯾﺢ إﻧﻣﺎ ﯾﺟب ﻓﻲ ﻣﺣل أوﺟﺑﺎ اﻟﻌﻘد ﻓﯾﮫ وﻻ
ﯾﻣﻛن ذﻟك.
ﻗﺎل" :وﻛذا ﻓﻲ اﻟﻣذروﻋﺎت" ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﺿﺑطﮭﺎ ﺑذﻛر اﻟذرع واﻟﺻﻔﺔ واﻟﺻﻧﻌﺔ ،وﻻ ﺑد ﻣﻧﮭﺎ ﻟﺗرﺗﻔﻊ اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ
ﻓﯾﺗﺣﻘق ﺷرط ﺻﺣﺔ اﻟﺳﻠم ،وﻛذا ﻓﻲ اﻟﻣﻌدودات اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻔﺎوت ﻛﺎﻟﺟوز واﻟﺑﯾض ،ﻷن اﻟﻌددي اﻟﻣﺗﻘﺎرب ﻣﻌﻠوم
اﻟﻘدر ﻣﺿﺑوط اﻟوﺻف ﻣﻘدور اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﯾﺟوز اﻟﺳﻠم ﻓﯾﮫ ،واﻟﺻﻐﯾر واﻟﻛﺑﯾر ﻓﯾﮫ ﺳواء ﻻﺻطﻼح اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ
إھدار اﻟﺗﻔﺎوت ،ﺑﺧﻼف اﻟﺑطﯾﺦ واﻟرﻣﺎن ﻷﻧﮫ ﯾﺗﻔﺎوت آﺣﺎده ﺗﻔﺎوﺗﺎ ﻓﺎﺣﺷﺎ ،وﺑﺗﻔﺎوت اﻵﺣﺎد ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻌرف
اﻟﻌددي
اﻟﻣﺗﻘﺎرب .وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻓﻲ ﺑﯾض اﻟﻧﻌﺎﻣﺔ ﻷﻧﮫ ﯾﺗﻔﺎوت آﺣﺎده ص -71-
ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺛم ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز اﻟﺳﻠم ﻓﯾﮭﺎ ﻋددا ﯾﺟوز ﻛﯾﻼ .وﻗﺎل زﻓر رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﯾﺟوز ﻛﯾﻼ ﻷﻧﮫ ﻋددي وﻟﯾس
ﺑﻣﻛﯾل .وﻋﻧﮫ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻋددا أﯾﺿﺎ ﻟﻠﺗﻔﺎوت .وﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﻘدار ﻣرة ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻌدد وﺗﺎرة ﺑﺎﻟﻛﯾل ،وإﻧﻣﺎ ﺻﺎر
ﻣﻌدودا ﺑﺎﻻﺻطﻼح ﻓﯾﺻﯾر ﻣﻛﯾﻼ ﺑﺎﺻطﻼﺣﮭﻣﺎ وﻛذا ﻓﻲ اﻟﻔﻠوس ﻋددا .وﻗﯾل ھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف
رﺣﻣﮫ ﷲ .وﻋﻧد ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ ﻻ ﯾﺟوز ﻷﻧﮭﺎ أﺛﻣﺎن .وﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﺛﻣﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﮭﻣﺎ ﺑﺎﺻطﻼﺣﮭﻣﺎ ﻓﺗﺑطل
ﺑﺎﺻطﻼﺣﮭﻣﺎ وﻻ ﺗﻌود وزﻧﯾﺎ وﻗد ذﻛرﻧﺎه ﻣن ﻗﺑل.
"وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺳﻠم ﻓﻲ اﻟﺣﯾوان" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﺟوز ﻷﻧﮫ ﯾﺻﯾر ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﺑﺑﯾﺎن اﻟﺟﻧس واﻟﺳن واﻟﻧوع
واﻟﺻﻔﺔ ،واﻟﺗﻔﺎوت ﺑﻌد ذﻟك ﯾﺳﯾر ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟﺛﯾﺎب .وﻟﻧﺎ أﻧﮫ ﺑﻌد ذﻛر ﻣﺎ ذﻛر ﯾﺑﻘﻰ ﻓﯾﮫ ﺗﻔﺎوت ﻓﺎﺣش ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺑﺎطﻧﺔ ﻓﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ،ﺑﺧﻼف اﻟﺛﯾﺎب ﻷﻧﮫ ﻣﺻﻧوع اﻟﻌﺑﺎد ﻓﻘﻠﻣﺎ ﯾﺗﻔﺎوت اﻟﺛوﺑﺎن إذا ﻧﺳﺟﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﻧوال واﺣد .وﻗد ﺻﺢ "أن اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻧﮭﻰ ﻋن اﻟﺳﻠم ﻓﻲ اﻟﺣﯾوان" وﯾدﺧل ﻓﯾﮫ ﺟﻣﯾﻊ
أﺟﻧﺎﺳﮫ ﺣﺗﻰ اﻟﻌﺻﺎﻓﯾر.
ﻗﺎل" :وﻻ ﻓﻲ أطراﻓﮫ ﻛﺎﻟرءوس واﻷﻛﺎرع" ﻟﻠﺗﻔﺎوت ﻓﯾﮭﺎ إذ ھو ﻋددي ﻣﺗﻔﺎوت ﻻ ﻣﻘدر ﻟﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﻓﻲ اﻟﺟﻠود ﻋددا وﻻ ﻓﻲ اﻟﺣطب ﺣزﻣﺎ وﻻ ﻓﻲ اﻟرطﺑﺔ ﺟرزا" ﻟﻠﺗﻔﺎوت ﻓﯾﮭﺎ ،إﻻ إذا ﻋرف ذﻟك ﺑﺄن ﺑﯾن
ﻟﮫ طول ﻣﺎ ﯾﺷد ﺑﮫ اﻟﺣزﻣﺔ أﻧﮫ ﺷﺑر أو ذراع ﻓﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺟوز إذا ﻛﺎن ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﻻ ﯾﺗﻔﺎوت.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺳﻠم ﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ ﻣوﺟودا ﻣن ﺣﯾن اﻟﻌﻘد إﻟﻰ ﺣﯾن اﻟﻣﺣل ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن ﻣﻧﻘطﻌﺎ
ﻋﻧد اﻟﻌﻘد ﻣوﺟودا ﻋﻧد اﻟﻣﺣل أو ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس أو ﻣﻧﻘطﻌﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن ذﻟك ﻻ ﯾﺟوز" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ:
ﯾﺟوز إذا ﻛﺎن ﻣوﺟودا وﻗت اﻟﻣﺣل ﻟوﺟود اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺣﺎل وﺟوﺑﮫ .وﻟﻧﺎ ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻻ
ﺗﺳﻠﻔوا ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎر ﺣﺗﻰ ﯾﺑدو ﺻﻼﺣﮭﺎ" وﻷن اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﺳﺗﻣرار اﻟوﺟود ﻓﻲ ﻣدة
اﻷﺟل ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺗﺣﺻﯾل" .وﻟو اﻧﻘطﻊ ﺑﻌد اﻟﻣﺣل ﻓرب اﻟﺳﻠم ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ،إن ﺷﺎء ﻓﺳﺦ اﻟﺳﻠم ،وإن ﺷﺎء اﻧﺗظر
وﺟوده" ﻷن اﻟﺳﻠم ﻗد ﺻﺢ واﻟﻌﺟز اﻟطﺎرئ ﻋﻠﻰ ﺷرف اﻟزوال ﻓﺻﺎر ﻛﺈﺑﺎق اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز اﻟﺳﻠم ﻓﻲ اﻟﺳﻣك اﻟﻣﺎﻟﺢ وزﻧﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎ وﺿرﺑﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎ" ﻷﻧﮫ ﻣﻌﻠوم اﻟﻘدر
ﻣﺿﺑوط اﻟوﺻف ﻣﻘدور اﻟﺗﺳﻠﯾم إذ ھو ﻏﯾر ﻣﻧﻘطﻊ "وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺳﻠم ﻓﯾﮫ ﻋددا" ص -72-
ﻟﻠﺗﻔﺎوت.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺧﯾر ﻓﻲ اﻟﺳﻠم ﻓﻲ اﻟﺳﻣك اﻟطري إﻻ ﻓﻲ ﺣﯾﻧﮫ وزﻧﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎ وﺿرﺑﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎ" ﻷﻧﮫ ﯾﻧﻘطﻊ ﻓﻲ زﻣﺎن
اﻟﺷﺗﺎء ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﻠد ﻻ ﯾﻧﻘطﻊ ﯾﺟوز ﻣطﻠﻘﺎ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺟوز وزﻧﺎ ﻻ ﻋددا ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ .وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ
ﷲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻓﻲ ﻟﺣم اﻟﻛﺑﺎر ﻣﻧﮭﺎ وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘطﻊ اﻋﺗﺑﺎرا ﺑﺎﻟﺳﻠم ﻓﻲ اﻟﻠﺣم ﻋﻧده.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺧﯾر ﻓﻲ اﻟﺳﻠم ﻓﻲ اﻟﻠﺣم ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ .وﻗﺎﻻ :إذا وﺻف ﻣن اﻟﻠﺣم ﻣوﺿﻌﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﺑﺻﻔﺔ
ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﺟﺎز" ﻷﻧﮫ ﻣوزون ﻣﺿﺑوط اﻟوﺻف وﻟﮭذا ﯾﺿﻣن ﺑﺎﻟﻣﺛل .وﯾﺟوز اﺳﺗﻘراﺿﮫ وزﻧﺎ وﯾﺟري ﻓﯾﮫ رﺑﺎ
اﻟﻔﺿل ،ﺑﺧﻼف ﻟﺣم اﻟطﯾور ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن وﺻف ﻣوﺿﻊ ﻣﻧﮫ .وﻟﮫ أﻧﮫ ﻣﺟﮭول ﻟﻠﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ﻗﻠﺔ اﻟﻌظم وﻛﺛرﺗﮫ أو
ﻓﻲ ﺳﻣﻧﮫ وھزاﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف ﻓﺻول اﻟﺳﻧﺔ ،وھذه اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻣﻔﺿﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ .وﻓﻲ ﻣﺧﻠوع اﻟﻌظم ﻻ ﯾﺟوز
ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ وھو اﻷﺻﺢ ،واﻟﺗﺿﻣﯾن ﺑﺎﻟﻣﺛل ﻣﻣﻧوع .وﻛذا اﻻﺳﺗﻘراض ،وﺑﻌد اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﺎﻟﻣﺛل أﻋدل ﻣن
اﻟﻘﯾﻣﺔ ،وﻷن اﻟﻘﺑض ﯾﻌﺎﯾن ﻓﯾﻌرف ﻣﺛل اﻟﻣﻘﺑوض ﺑﮫ ﻓﻲ وﻗﺗﮫ ،أﻣﺎ اﻟوﺻف ﻓﻼ ﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑﮫ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺳﻠم إﻻ ﻣؤﺟﻼ" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﺟوز ﺣﺎﻻ ﻹطﻼق اﻟﺣدﯾث ورﺧص ﻓﻲ اﻟﺳﻠم .وﻟﻧﺎ
ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :إﻟﻰ أﺟل ﻣﻌﻠوم" ﻓﯾﻣﺎ روﯾﻧﺎ ،وﻷﻧﮫ ﺷرع رﺧﺻﺔ دﻓﻌﺎ ﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﻔﺎﻟﯾس ﻓﻼ ﺑد ﻣن
اﻷﺟل ﻟﯾﻘدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﺻﯾل ﻓﯾﮫ ﻓﯾﺳﻠم ،وﻟو ﻛﺎن ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻟم ﯾوﺟد اﻟﻣرﺧص ﻓﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﻓﻲ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز إﻻ ﺑﺄﺟل ﻣﻌﻠوم" ﻟﻣﺎ روﯾﻧﺎ ،وﻷن اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﯾﮫ ﻣﻔﺿﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ،واﻷﺟل أدﻧﺎه
ﺷﮭر وﻗﯾل ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ،وﻗﯾل أﻛﺛر ﻣن ﻧﺻف ﯾوم .واﻷول أﺻﺢ "وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺳﻠم ﺑﻣﻛﯾﺎل رﺟل ﺑﻌﯾﻧﮫ وﻻ ﺑذراع
رﺟل ﺑﻌﯾﻧﮫ" ﻣﻌﻧﺎه إذا ﻟم ﯾﻌرف ﻣﻘداره ﻷﻧﮫ ﺗﺄﺧر ﻓﯾﮫ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓرﺑﻣﺎ ﯾﺿﯾﻊ ﻓﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ وﻗد ﻣر ﻣن ﻗﺑل،
وﻻ ﺑد أن ﯾﻛون اﻟﻣﻛﯾﺎل ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﻧﻘﺑض وﻻ ﯾﻧﺑﺳط ﻛﺎﻟﻘﺻﺎع ﻣﺛﻼ ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻛﺑس ﺑﺎﻟﻛﺑس ﻛﺎﻟزﻧﺑﯾل
واﻟﺟراب ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ إﻻ ﻓﻲ ﻗرب اﻟﻣﺎء ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮫ ،ﻛذا روي ﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﻓﻲ طﻌﺎم ﻗرﯾﺔ ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ" أو ﺛﻣرة ﻧﺧﻠﺔ ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ ﻷﻧﮫ ﻗد ﯾﻌﺗرﯾﮫ آﻓﺔ ﻓﻼ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم وإﻟﯾﮫ أﺷﺎر ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﺣﯾث ﻗﺎل "أرأﯾت ﻟو أذھب ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺛﻣر ﺑم ﯾﺳﺗﺣل أﺣدﻛم ﻣﺎل أﺧﯾﮫ؟" وﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ
ﻗرﯾﺔ ﻟﺑﯾﺎن اﻟﺻﻔﺔ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟوا ﻛﺎﻟﺧﺷﻣراﻧﻲ ﺑﺑﺧﺎرى واﻟﺑﺳﺎﺧﻲ ﺑﻔرﻏﺎﻧﺔ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺳﻠم ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ إﻻ ﺑﺳﺑﻊ ﺷراﺋط :ﺟﻧس ﻣﻌﻠوم" ص -73-
ﻛﻘوﻟﻧﺎ ﺣﻧطﺔ أو ﺷﻌﯾر "وﻧوع ﻣﻌﻠوم" ﻛﻘوﻟﻧﺎ ﺳﻘﯾﺔ أو ﺑﺧﺳﯾﺔ "وﺻﻔﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ" ﻛﻘوﻟﻧﺎ ﺟﯾد أو رديء "وﻣﻘدار
ﻣﻌﻠوم" ﻛﻘوﻟﻧﺎ ﻛذا ﻛﯾﻼ ﺑﻣﻛﯾﺎل ﻣﻌروف وﻛذا وزﻧﺎ "وأﺟل ﻣﻌﻠوم" واﻷﺻل ﻓﯾﮫ ﻣﺎ روﯾﻧﺎ واﻟﻔﻘﮫ ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ
"وﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻘدار رأس اﻟﻣﺎل إذا ﻛﺎن ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻣﻘداره" ﻛﺎﻟﻣﻛﯾل واﻟﻣوزون واﻟﻣﻌدود "وﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣﻛﺎن
اﻟذي ﯾوﻓﯾﮫ ﻓﯾﮫ إذا ﻛﺎن ﻟﮫ ﺣﻣل وﻣؤﻧﺔ" وﻗﺎﻻ :ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺳﻣﯾﺔ رأس اﻟﻣﺎل إذا ﻛﺎن ﻣﻌﯾﻧﺎ وﻻ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن
اﻟﺗﺳﻠﯾم وﯾﺳﻠﻣﮫ ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ اﻟﻌﻘد ،ﻓﮭﺎﺗﺎن ﻣﺳﺄﻟﺗﺎن .وﻟﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ أن اﻟﻣﻘﺻود ﯾﺣﺻل ﺑﺎﻹﺷﺎرة ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟﺛﻣن
واﻷﺟرة وﺻﺎر ﻛﺎﻟﺛوب .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أﻧﮫ رﺑﻣﺎ ﯾوﺟد ﺑﻌﺿﮭﺎ زﯾوﻓﺎ وﻻ ﯾﺳﺗﺑدل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس ،ﻓﻠو ﻟم ﯾﻌﻠم ﻗدره ﻻ
ﯾدري ﻓﻲ ﻛم ﺑﻘﻲ أو رﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾل اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ ﻓﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ رد رأس اﻟﻣﺎل ،واﻟﻣوھوم ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﻘد
ﻛﺎﻟﻣﺗﺣﻘق ﻟﺷرﻋﮫ ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﻲ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن رأس اﻟﻣﺎل ﺛوﺑﺎ ﻷن اﻟذرع وﺻف ﻓﯾﮫ ﻻ ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ
ﻣﻘداره .وﻣن ﻓروﻋﮫ إذا أﺳﻠم ﻓﻲ ﺟﻧﺳﯾن وﻟم ﯾﺑﯾن رأس ﻣﺎل ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ،أو أﺳﻠم ﺟﻧﺳﯾن وﻟم ﯾﺑﯾن ﻣﻘدار
أﺣدھﻣﺎ .وﻟﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ أن ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﯾﺗﻌﯾن ﻟوﺟود اﻟﻌﻘد اﻟﻣوﺟب ﻟﻠﺗﺳﻠﯾم ،وﻷﻧﮫ ﻻ ﯾزاﺣﻣﮫ ﻣﻛﺎن آﺧر ﻓﯾﮫ
ﻓﯾﺻﯾر ﻧظﯾر أول أوﻗﺎت اﻹﻣﻛﺎن ﻓﻲ اﻷواﻣر ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﻘرض واﻟﻐﺻب .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻏﯾر
واﺟب ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﻓﻼ ﯾﺗﻌﯾن ،ﺑﺧﻼف اﻟﻘرض واﻟﻐﺻب ،وإذا ﻟم ﯾﺗﻌﯾن ﻓﺎﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﯾﮫ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ،ﻷن ﻗﯾم
اﻷﺷﯾﺎء ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﻛﺎن ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﺑﯾﺎن ،وﺻﺎر ﻛﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﺻﻔﺔ ،وﻋن ھذا ﻗﺎل ﻣن ﻗﺎل ﻣن اﻟﻣﺷﺎﯾﺦ
رﺣﻣﮭم ﷲ إن اﻻﺧﺗﻼف ﻓﯾﮫ ﻋﻧده ﯾوﺟب اﻟﺗﺧﺎﻟف ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺔ .وﻗﯾل ﻋﻠﻰ ﻋﻛﺳﮫ ﻷن ﺗﻌﯾن اﻟﻣﻛﺎن ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻌﻘد
ﻋﻧدھﻣﺎ ،وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف اﻟﺛﻣن واﻷﺟرة واﻟﻘﺳﻣﺔ.
وﺻورﺗﮭﺎ :إذا اﻗﺗﺳﻣﺎ دارا وﺟﻌﻼ ﻣﻊ ﻧﺻﯾب أﺣدھﻣﺎ ﺷﯾﺋﺎ ﻟﮫ ﺣﻣل وﻣؤﻧﺔ .وﻗﯾل ﻻ ﯾﺷﺗرط ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺛﻣن.
واﻟﺻﺣﯾﺢ أﻧﮫ ﯾﺷﺗرط إذا ﻛﺎن ﻣؤﺟﻼ ،وھو اﺧﺗﯾﺎر ﺷﻣس اﻷﺋﻣﺔ اﻟﺳرﺧﺳﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ .وﻋﻧدھﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻣﻛﺎن
اﻟدار وﻣﻛﺎن ﺗﺳﻠﯾم اﻟداﺑﺔ ﻟﻺﯾﻔﺎء.
ﻗﺎل" :وﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ ﺣﻣل وﻣؤﻧﺔ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج ﻓﯾﮫ إﻟﻰ ﺑﯾﺎن ﻣﻛﺎن اﻹﯾﻔﺎء ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع" ﻷﻧﮫ ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﻗﯾﻣﺗﮫ "وﯾوﻓﯾﮫ
ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي أﺳﻠم ﻓﯾﮫ" ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :وھذه رواﯾﺔ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر واﻟﺑﯾوع .وذﻛر ﻓﻲ اﻹﺟﺎرات أﻧﮫ
ﯾوﻓﯾﮫ ﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن ﺷﺎء ،وھو اﻷﺻﺢ ﻷن اﻷﻣﺎﻛن ﻛﻠﮭﺎ ﺳواء ،وﻻ وﺟوب ﻓﻲ اﻟﺣﺎل .وﻟو ﻋﯾﻧﺎ ﻣﻛﺎﻧﺎ ،ﻗﯾل ﻻ
ﯾﺗﻌﯾن ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻔﯾد ،وﻗﯾل ﯾﺗﻌﯾن ﻷﻧﮫ ﯾﻔﯾد ﺳﻘوط ﺧطر اﻟطرﯾق ،وﻟو ﻋﯾن اﻟﻣﺻر ﻓﯾﻣﺎ ﻟﮫ ﺣﻣل وﻣؤﻧﺔ ﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑﮫ
ﻷﻧﮫ ﻣﻊ ﺗﺑﺎﯾن أطراﻓﮫ ﻛﺑﻘﻌﺔ واﺣدة ﻓﯾﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺳﻠم ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺑض رأس اﻟﻣﺎل ﻗﺑل أن ﯾﻔﺎرﻗﮫ ﻓﯾﮫ" أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣن ص -74-
اﻟﻧﻘود ﻓﻸﻧﮫ اﻓﺗراق ﻋن دﯾن ﺑدﯾن ،وﻗد "ﻧﮭﻰ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻋن اﻟﻛﺎﻟﺊ ﺑﺎﻟﻛﺎﻟﺊ وإن ﻛﺎن ﻋﯾﻧﺎ" ،ﻓﻸن
اﻟﺳﻠم أﺧذ ﻋﺎﺟل ﺑﺂﺟل ،إذ اﻹﺳﻼم واﻹﺳﻼف ﯾﻧﺑﺋﺎن ﻋن اﻟﺗﻌﺟﯾل ﻓﻼ ﺑد ﻣن ﻗﺑض أﺣد اﻟﻌوﺿﯾن ﻟﯾﺗﺣﻘق ﻣﻌﻧﻰ
اﻻﺳم ،وﻷﻧﮫ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗﺳﻠﯾم رأس اﻟﻣﺎل ﻟﯾﺗﻘﻠب اﻟﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ ﻓﯾﮫ ﻓﯾﻘدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم ،وﻟﮭذا ﻗﻠﻧﺎ :ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺳﻠم إذا
ﻛﺎن ﻓﯾﮫ ﺧﯾﺎر اﻟﺷرط ﻟﮭﻣﺎ أو ﻷﺣدھﻣﺎ ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻧﻊ ﺗﻣﺎم اﻟﻘﺑض ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﺎﻧﻌﺎ ﻣن اﻻﻧﻌﻘﺎد ﻓﻲ ﺣق اﻟﺣﻛم ،وﻛذا ﻻ
ﯾﺛﺑت ﻓﯾﮫ ﺧﯾﺎر اﻟرؤﯾﺔ ﻷﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﻔﯾد ،ﺑﺧﻼف ﺧﯾﺎر اﻟﻌﯾب ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﺗﻣﺎم اﻟﻘﺑض
وﻟو أﺳﻘط ﺧﯾﺎر اﻟﺷرط ﻗﺑل اﻻﻓﺗراق ورأس اﻟﻣﺎل ﻗﺎﺋم ﺟﺎز ﺧﻼﻓﺎ ﻟزﻓر ،وﻗد ﻣر ﻧظﯾره "وﺟﻣﻠﺔ اﻟﺷروط
ﺟﻣﻌوھﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﮭم إﻋﻼم رأس اﻟﻣﺎل وﺗﻌﺟﯾﻠﮫ وإﻋﻼم اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ وﺗﺄﺟﯾﻠﮫ وﺑﯾﺎن ﻣﻛﺎن اﻹﯾﻔﺎء واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ
ﺗﺣﺻﯾﻠﮫ ،ﻓﺈن أﺳﻠم ﻣﺎﺋﺗﻲ درھم ﻓﻲ ﻛر ﺣﻧطﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻧﮭﺎ دﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ وﻣﺎﺋﺔ ﻧﻘد ﻓﺎﻟﺳﻠم ﻓﻲ ﺣﺻﺔ
اﻟدﯾن ﺑﺎطل" ﻟﻔوات اﻟﻘﺑض "وﯾﺟوز ﻓﻲ ﺣﺻﺔ اﻟﻧﻘد" ﻻﺳﺗﺟﻣﺎع ﺷراﺋطﮫ وﻻ ﯾﺷﯾﻊ اﻟﻔﺳﺎد ﻷن اﻟﻔﺳﺎد طﺎرئ ،إذ
اﻟﺳﻠم وﻗﻊ ﺻﺣﯾﺣﺎ ،وﻟﮭذا ﻟو ﻧﻘد رأس اﻟﻣﺎل ﻗﺑل اﻻﻓﺗراق ﺻﺢ إﻻ أﻧﮫ ﯾﺑطل ﺑﺎﻻﻓﺗراق ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ ،وھذا ﻷن اﻟدﯾن
ﻻ ﯾﺗﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ،أﻻ ﺗرى أﻧﮭﻣﺎ ﻟو ﺗﺑﺎﯾﻌﺎ ﻋﯾﻧﺎ ﺑدﯾن ﺛم ﺗﺻﺎدﻗﺎ أن ﻻ دﯾن ﻻ ﯾﺑطل اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﻧﻌﻘد ﺻﺣﯾﺣﺎ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ رأس ﻣﺎل اﻟﺳﻠم واﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض" أﻣﺎ اﻷول ﻓﻠﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن ﺗﻔوﯾت اﻟﻘﺑض
اﻟﻣﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟﻌﻘد .وأﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻸن اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ ﻣﺑﯾﻊ واﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻻ ﯾﺟوز.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺗﺟوز اﻟﺷرﻛﺔ واﻟﺗوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ" ﻷﻧﮫ ﺗﺻرف ﻓﯾﮫ "ﻓﺈن ﺗﻘﺎﯾﻼ اﻟﺳﻠم ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ أن ﯾﺷﺗري
ﻣن اﻟﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ ﺑرأس اﻟﻣﺎل ﺷﯾﺋﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺑﺿﮫ ﻛﻠﮫ" ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻻ ﺗﺄﺧذ إﻻ ﺳﻠﻣك أو رأس
ﻣﺎﻟك" أي ﻋﻧد اﻟﻔﺳﺦ ،وﻷﻧﮫ أﺧذ ﺷﺑﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﻼ ﯾﺣل اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﻗﺑل ﻗﺑﺿﮫ ،وھذا ﻷن اﻹﻗﺎﻟﺔ ﺑﯾﻊ ﺟدﯾد ﻓﻲ
ﺣق ﺛﺎﻟث ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﺟﻌل اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ ﻣﺑﯾﻌﺎ ﻟﺳﻘوطﮫ ﻓﺟﻌل رأس اﻟﻣﺎل ﻣﺑﯾﻌﺎ ﻷﻧﮫ دﯾن ﻣﺛﻠﮫ ،إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟب
ﻗﺑﺿﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻓﻲ ﺣﻛم اﻻﺑﺗداء ﻣن ﻛل وﺟﮫ ،وﻓﯾﮫ ﺧﻼف زﻓر رﺣﻣﮫ ﷲ ،واﻟﺣﺟﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه.
ﻗﺎل" :وﻣن أﺳﻠم ﻓﻲ ﻛر ﺣﻧطﺔ ﻓﻠﻣﺎ ﺣل اﻷﺟل اﺷﺗرى اﻟﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ ﻣن رﺟل ﻛرا وأﻣر رب اﻟﺳﻠم ﺑﻘﺑﺿﮫ ﻗﺿﺎء
ﻟم ﯾﻛن ﻗﺿﺎء ،وإن أﻣره أن ﯾﻘﺑﺿﮫ ﻟﮫ ﺛم ﯾﻘﺑﺿﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻓﺎﻛﺗﺎﻟﮫ ﻟﮫ ﺛم اﻛﺗﺎﻟﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﺟﺎز" ﻷﻧﮫ اﺟﺗﻣﻌت
اﻟﺻﻔﻘﺗﺎن ﺑﺷرط اﻟﻛﯾل ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﻛﯾل ﻣرﺗﯾن ﻟﻧﮭﻲ اﻟﻧﺑﻲ
ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟطﻌﺎم ﺣﺗﻰ ﯾﺟري ﻓﯾﮫ ﺻﺎﻋﺎن ،وھذا ھو ﻣﺣﻣل ص -75-
اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر واﻟﺳﻠم وإن ﻛﺎن ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﻛن ﻗﺑض اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ ﻻﺣق وأﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﺑﺗداء اﻟﺑﯾﻊ ﻷن اﻟﻌﯾن ﻏﯾر
اﻟدﯾن ﺣﻘﯾﻘﺔ .وإن ﺟﻌل ﻋﯾﻧﮫ ﻓﻲ ﺣق ﺣﻛم ﺧﺎص وھو ﺣرﻣﺔ اﻻﺳﺗﺑدال ﻓﯾﺗﺣﻘق اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻌد اﻟﺷراء ،وإن ﻟم ﯾﻛن
ﺳﻠﻣﺎ وﻛﺎن ﻗرﺿﺎ ﻓﺄﻣره ﺑﻘﺑض اﻟﻛر ﺟﺎز ﻷن اﻟﻘرض إﻋﺎرة وﻟﮭذا ﯾﻧﻌﻘد ﺑﻠﻔظ اﻹﻋﺎرة ﻓﻛﺎن اﻟﻣردود ﻋﯾن
اﻟﻣﺄﺧوذ ﻣطﻠﻘﺎ ﺣﻛﻣﺎ ﻓﻼ ﺗﺟﺗﻣﻊ اﻟﺻﻔﻘﺗﺎن.
ﻗﺎل" :وﻣن أﺳﻠم ﻓﻲ ﻛر ﻓﺄﻣر رب اﻟﺳﻠم أن ﯾﻛﯾﻠﮫ اﻟﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ ﻓﻲ ﻏراﺋر رب اﻟﺳﻠم ﻓﻔﻌل وھو ﻏﺎﺋب ﻟم ﯾﻛن
ﻗﺿﺎء" ﻷن اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻛﯾل ﻟم ﯾﺻﺢ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺻﺎدف ﻣﻠك اﻵﻣر] ،ﻷن[ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟدﯾن دون اﻟﻌﯾن ﻓﺻﺎر اﻟﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ
ﻣﺳﺗﻌﯾرا ﻟﻠﻐراﺋر ﻣﻧﮫ وﻗد ﺟﻌل ﻣﻠك ﻧﻔﺳﮫ ﻓﯾﮭﺎ ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ دراھم دﯾن ﻓدﻓﻊ إﻟﯾﮫ ﻛﯾﺳﺎ ﻟﯾزﻧﮭﺎ اﻟﻣدﯾون
ﻓﯾﮫ ﻟم ﯾﺻر ﻗﺎﺑﺿﺎ .وﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﺣﻧطﺔ ﻣﺷﺗراة واﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﺣﺎﻟﮭﺎ ﺻﺎر ﻗﺎﺑﺿﺎ ﻷن اﻷﻣر ﻗد ﺻﺢ ﺣﯾث ﺻﺎدف
ﻣﻠﻛﮫ ﻷﻧﮫ ﻣﻠك اﻟﻌﯾن ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ،أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﻟو أﻣره ﺑﺎﻟطﺣن ﻛﺎن اﻟطﺣﯾن ﻓﻲ اﻟﺳﻠم ﻟﻠﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ وﻓﻲ اﻟﺷراء
ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻟﺻﺣﺔ اﻷﻣر ،وﻛذا إذا أﻣره أن ﯾﺻﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺑﺣر ﻓﻲ اﻟﺳﻠم ﯾﮭﻠك ﻣن ﻣﺎل اﻟﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ وﻓﻲ اﻟﺷراء ﻣن
ﻣﺎل اﻟﻣﺷﺗري ،وﯾﺗﻘرر اﻟﺛﻣن ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ،وﻟﮭذا ﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑذﻟك اﻟﻛﯾل ﻓﻲ اﻟﺷراء ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻷﻧﮫ ﻧﺎﺋب ﻋﻧﮫ ﻓﻲ
اﻟﻛﯾل واﻟﻘﺑض ﺑﺎﻟوﻗوع ﻓﻲ ﻏراﺋر اﻟﻣﺷﺗري ،وﻟو أﻣره ﻓﻲ اﻟﺷراء أن ﯾﻛﯾﻠﮫ ﻓﻲ ﻏراﺋر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻔﻌل ﻟم ﯾﺻر
ﻗﺎﺑﺿﺎ ﻷﻧﮫ اﺳﺗﻌﺎر ﻏراﺋره وﻟم ﯾﻘﺑﺿﮭﺎ ﻓﻼ ﺗﺻﯾر اﻟﻐراﺋر ﻓﻲ ﯾده ،ﻓﻛذا ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻓﯾﮭﺎ ،وﺻﺎر ﻛﻣﺎ ﻟو أﻣره أن
ﯾﻛﯾﻠﮫ وﯾﻌزﻟﮫ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻣن ﺑﯾت اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻷن اﻟﺑﯾت ﺑﻧواﺣﯾﮫ ﻓﻲ ﯾده ﻓﻠم ﯾﺻر اﻟﻣﺷﺗري ﻗﺎﺑﺿﺎ .وﻟو اﺟﺗﻣﻊ اﻟدﯾن
واﻟﻌﯾن واﻟﻐراﺋر ﻟﻠﻣﺷﺗري ،إن ﺑدأ ﺑﺎﻟﻌﯾن ﺻﺎر ﻗﺎﺑﺿﺎ ،أﻣﺎ اﻟﻌﯾن ﻓﻠﺻﺣﺔ اﻷﻣر ﻓﯾﮫ ،وأﻣﺎ اﻟدﯾن ﻓﻼﺗﺻﺎﻟﮫ ﺑﻣﻠﻛﮫ
وﺑﻣﺛﻠﮫ ﯾﺻﯾر ﻗﺎﺑﺿﺎ ،ﻛﻣن اﺳﺗﻘرض ﺣﻧطﺔ وأﻣره أن ﯾزرﻋﮭﺎ ﻓﻲ أرﺿﮫ ،وﻛﻣن دﻓﻊ إﻟﻰ ﺻﺎﺋﻎ ﺧﺎﺗﻣﺎ وأﻣره أن
ﯾزﯾده ﻣن ﻋﻧده ﻧﺻف دﯾﻧﺎر ،وإن ﺑدأ ﺑﺎﻟدﯾن ﻟم ﯾﺻر ﻗﺎﺑﺿﺎ ،أﻣﺎ اﻟدﯾن ﻓﻠﻌدم ﺻﺣﺔ اﻷﻣر ،وأﻣﺎ اﻟﻌﯾن ﻓﻸﻧﮫ
ﺧﻠطﮫ ﺑﻣﻠﻛﮫ ﻗﺑل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﺻﺎر ﻣﺳﺗﮭﻠﻛﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﯾﻧﺗﻘض اﻟﺑﯾﻊ ،وھذا اﻟﺧﻠط ﻏﯾر ﻣرﺿﻲ ﺑﮫ ﻣن
ﺟﮭﺗﮫ ﻟﺟواز أن ﯾﻛون ﻣراده اﻟﺑداءة ﺑﺎﻟﻌﯾن وﻋﻧدھﻣﺎ ھو ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر إن ﺷﺎء ﻧﻘض اﻟﺑﯾﻊ وإن ﺷﺎء ﺷﺎرﻛﮫ ﻓﻲ
اﻟﻣﺧﻠوط ﻷن اﻟﺧﻠط ﻟﯾس ﺑﺎﺳﺗﮭﻼك ﻋﻧدھﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن أﺳﻠم ﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻛر ﺣﻧطﺔ وﻗﺑﺿﮭﺎ اﻟﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ ﺛم ﺗﻘﺎﯾﻼ ﻓﻣﺎﺗت ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻌﻠﯾﮫ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﯾوم
ﻗﺑﺿﮭﺎ ،وﻟو ﺗﻘﺎﯾﻼ ﺑﻌد ھﻼك اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺟﺎز" ﻷن ﺻﺣﺔ اﻹﻗﺎﻟﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﺑﻘﺎء اﻟﻌﻘد وذﻟك ﺑﻘﯾﺎم اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ،وﻓﻲ
اﻟﺳﻠم اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ إﻧﻣﺎ ھو اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ ﻓﺻﺣت اﻹﻗﺎﻟﺔ ﺣﺎل ﺑﻘﺎﺋﮫ ،وإذا ﺟﺎز اﺑﺗداء ﻓﺄوﻟﻰ أن ﯾﺑﻘﻰ اﻧﺗﮭﺎء ،ﻷن
اﻟﺑﻘﺎء أﺳﮭل ،وإذا اﻧﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد
ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ اﻧﻔﺳﺦ ﻓﻲ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻓﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ ردھﺎ وﻗد ﻋﺟز ﻓﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ رد ص -76-
ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ "وﻟو اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺄﻟف درھم ﺛم ﺗﻘﺎﯾﻼ ﻓﻣﺎﺗت ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺷﺗري ﺑطﻠت اﻹﻗﺎﻟﺔ ،وﻟو ﺗﻘﺎﯾﻼ ﺑﻌد ﻣوﺗﮭﺎ
ﻓﺎﻹﻗﺎﻟﺔ ﺑﺎطﻠﺔ" ﻷن اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ إﻧﻣﺎ ھو اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻌﻘد ﺑﻌد ھﻼﻛﮭﺎ ﻓﻼ ﺗﺻﺢ اﻹﻗﺎﻟﺔ اﺑﺗداء وﻻ
ﺗﺑﻘﻰ اﻧﺗﮭﺎء ﻻﻧﻌدام ﻣﺣﻠﮫ ،وھذا ﺑﺧﻼف ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﺣﯾث ﺗﺻﺢ اﻹﻗﺎﻟﺔ وﺗﺑﻘﻰ ﺑﻌد ھﻼك أﺣد اﻟﻌوﺿﯾن ﻷن ﻛل
واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﺑﯾﻊ ﻓﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن أﺳﻠم إﻟﻰ رﺟل دراھم ﻓﻲ ﻛر ﺣﻧطﺔ ﻓﻘﺎل اﻟﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ ﺷرطت ردﯾﺋﺎ وﻗﺎل رب اﻟﺳﻠم ﻟم ﺗﺷﺗرط ﺷﯾﺋﺎ
ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ" ﻷن رب اﻟﺳﻠم ﻣﺗﻌﻧت ﻓﻲ إﻧﻛﺎره اﻟﺻﺣﺔ ﻷن اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ ﯾرﺑو ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل ﻓﻲ
اﻟﻌﺎدة ،وﻓﻲ ﻋﻛﺳﮫ ﻗﺎﻟوا :ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﻘول ﻟرب اﻟﺳﻠم ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻷﻧﮫ ﯾدﻋﻲ اﻟﺻﺣﺔ وإن ﻛﺎن
ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻣﻧﻛرا .وﻋﻧدھﻣﺎ اﻟﻘول ﻟﻠﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﻣﻧﻛر وإن أﻧﻛر اﻟﺻﺣﺔ ،وﺳﻧﻘرره ﻣن ﺑﻌد إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ
"وﻟو ﻗﺎل اﻟﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ أﺟل وﻗﺎل رب اﻟﺳﻠم ﺑل ﻛﺎن ﻟﮫ أﺟل ﻓﺎﻟﻘول ﻗول رب اﻟﺳﻠم" ﻷن اﻟﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ
ﻣﺗﻌﻧت ﻓﻲ إﻧﻛﺎره ﺣﻘﺎ ﻟﮫ وھو اﻷﺟل ،واﻟﻔﺳﺎد ﻟﻌدم اﻷﺟل ﻏﯾر ﻣﺗﯾﻘن ﻟﻣﻛﺎن اﻻﺟﺗﮭﺎد ﻓﻼ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻧﻔﻊ ﻓﻲ رد
رأس اﻟﻣﺎل ،ﺑﺧﻼف ﻋدم اﻟوﺻف ،وﻓﻲ ﻋﻛﺳﮫ اﻟﻘول ﻟرب اﻟﺳﻠم ﻋﻧدھﻣﺎ ﻷﻧﮫ ﯾﻧﻛر ﺣﻘﺎ ﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﻛون اﻟﻘول
ﻗوﻟﮫ وإن أﻧﻛر اﻟﺻﺣﺔ ﻛرب اﻟﻣﺎل إذا ﻗﺎل ﻟﻠﻣﺿﺎرب ﺷرطت ﻟك ﻧﺻف اﻟرﺑﺢ إﻻ ﻋﺷرة وﻗﺎل اﻟﻣﺿﺎرب ﻻ ﺑل
ﺷرطت ﻟﻲ ﻧﺻف اﻟرﺑﺢ ﻓﺎﻟﻘول ﻟرب اﻟﻣﺎل ﻷﻧﮫ ﯾﻧﻛر اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟرﺑﺢ وإن أﻧﻛر اﻟﺻﺣﺔ .وﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ
ﷲ اﻟﻘول ﻟﻠﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﯾدﻋﻲ اﻟﺻﺣﺔ وﻗد اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد واﺣد ﻓﻛﺎﻧﺎ ﻣﺗﻔﻘﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺔ ظﺎھرا ،ﺑﺧﻼف
ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﻼزم ﻓﻼ ﯾﻌﺗﺑر اﻻﺧﺗﻼف ﻓﯾﮫ ﻓﯾﺑﻘﻰ ﻣﺟرد دﻋوى اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟرﺑﺢ ،أﻣﺎ اﻟﺳﻠم ﻓﻼزم
ﻓﺻﺎر اﻷﺻل أن ﻣن ﺧرج ﻛﻼﻣﮫ ﺗﻌﻧﺗﺎ ﻓﺎﻟﻘول ﻟﺻﺎﺣﺑﮫ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ،وإن ﺧرج ﺧﺻوﻣﺔ ووﻗﻊ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻋﻘد
واﺣد ﻓﺎﻟﻘول ﻟﻣدﻋﻲ اﻟﺻﺣﺔ ﻋﻧده ،وﻋﻧدھﻣﺎ ﻟﻠﻣﻧﻛر وإن أﻧﻛر اﻟﺻﺣﺔ.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز اﻟﺳﻠم ﻓﻲ اﻟﺛﯾﺎب إذا ﺑﯾن طوﻻ وﻋرﺿﺎ ورﻗﻌﺔ" ﻷﻧﮫ أﺳﻠم ﻓﻲ ﻣﻌﻠوم ﻣﻘدور اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ،
وإن ﻛﺎن ﺛوب ﺣرﯾر ﻻ ﺑد ﻣن ﺑﯾﺎن وزﻧﮫ أﯾﺿﺎ ﻷﻧﮫ ﻣﻘﺻود ﻓﯾﮫ" .وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺳﻠم ﻓﻲ اﻟﺟواھر وﻻ ﻓﻲ اﻟﺧرز"
ﻷن آﺣﺎدھﺎ ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﺗﻔﺎوﺗﺎ ﻓﺎﺣﺷﺎ وﻓﻲ ﺻﻐﺎر اﻟﻠؤﻟؤ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎع وزﻧﺎ ﯾﺟوز اﻟﺳﻠم ﻷﻧﮫ ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟوزن "وﻻ ﺑﺄس
ﺑﺎﻟﺳﻠم ﻓﻲ اﻟﻠﺑن واﻵﺟر إذا ﺳﻣﻰ ﻣﻠﺑﻧﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎ" ﻷﻧﮫ ﻋددي ﻣﺗﻘﺎرب ﻻ ﺳﯾﻣﺎ إذا ﺳﻣﻲ اﻟﻣﻠﺑن.
ﻗﺎل" :وﻛل ﻣﺎ أﻣﻛن ﺿﺑط ﺻﻔﺗﮫ وﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻘداره ﺟﺎز اﻟﺳﻠم ﻓﯾﮫ" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ "وﻣﺎ ﻻ ﯾﺿﺑط
ﺻﻔﺗﮫ وﻻ ﯾﻌرف ﻣﻘداره ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺳﻠم ﻓﯾﮫ" ﻷﻧﮫ دﯾن ،وﺑدون اﻟوﺻف
ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺟﮭوﻻ ﺟﮭﺎﻟﺔ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ "وﻻ ﺑﺄس ﺑﺎﻟﺳﻠم ﻓﻲ طﺳت أو ﻗﻣﻘﻣﺔ أو ص -77-
ﺧﻔﯾن أو ﻧﺣو ذﻟك إذا ﻛﺎن ﯾﻌرف" ﻻﺳﺗﺟﻣﺎع ﺷراﺋط اﻟﺳﻠم "وإن ﻛﺎن ﻻ ﯾﻌرف ﻓﻼ ﺧﯾر ﻓﯾﮫ" ﻷﻧﮫ دﯾن ﻣﺟﮭول.
ﻗﺎل" :وإن اﺳﺗﺻﻧﻊ ﺷﯾﺋﺎ ﻣن ذﻟك ﺑﻐﯾر أﺟل ﺟﺎز اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ" ﻟﻺﺟﻣﺎع اﻟﺛﺎﺑت ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻣل .وﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس ﻻ ﯾﺟوز
ﻷﻧﮫ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻌدوم ،واﻟﺻﺣﯾﺢ أﻧﮫ ﯾﺟوز ﺑﯾﻌﺎ ﻻ ﻋدة ،واﻟﻣﻌدوم ﻗد ﯾﻌﺗﺑر ﻣوﺟودا ﺣﻛﻣﺎ ،واﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﯾن دون
اﻟﻌﻣل ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺟﺎء ﺑﮫ ﻣﻔروﻏﺎ ﻻ ﻣن ﺻﻧﻌﺗﮫ أو ﻣن ﺻﻧﻌﺗﮫ ﻗﺑل اﻟﻌﻘد ﻓﺄﺧذه ﺟﺎز ،وﻻ ﯾﺗﻌﯾن إﻻ ﺑﺎﻻﺧﺗﯾﺎر ،ﺣﺗﻰ
ﻟو ﺑﺎﻋﮫ اﻟﺻﺎﻧﻊ ﻗﺑل أن ﯾراه اﻟﻣﺳﺗﺻﻧﻊ ﺟﺎز ،وھذا ﻛﻠﮫ ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ.
ﻗﺎل" :وھو ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر إذا رآه ،إن ﺷﺎء أﺧذه ،وإن ﺷﺎء ﺗرﻛﮫ" ﻷﻧﮫ اﺷﺗرى ﺷﯾﺋﺎ ﻟم ﯾره وﻻ ﺧﯾﺎر ﻟﻠﺻﺎﻧﻊ ،ﻛذا
ذﻛره ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺳوط وھو اﻷﺻﺢ ،ﻷﻧﮫ ﺑﺎع ﻣﺎ ﻟم ﯾره .وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن ﻟﮫ اﻟﺧﯾﺎر أﯾﺿﺎ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ
ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ إﻻ ﺑﺿرر وھو ﻗطﻊ اﻟﺻرم وﻏﯾره .وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف أﻧﮫ ﻻ ﺧﯾﺎر ﻟﮭﻣﺎ .أﻣﺎ اﻟﺻﺎﻧﻊ ﻓﻠﻣﺎ
ذﻛرﻧﺎ .وأﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﺻﻧﻊ ﻓﻸن ﻓﻲ إﺛﺑﺎت اﻟﺧﯾﺎر ﻟﮫ إﺿرارا ﺑﺎﻟﺻﺎﻧﻊ ﻷﻧﮫ رﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﺷﺗرﯾﮫ ﻏﯾره ﺑﻣﺛﻠﮫ وﻻ ﯾﺟوز
ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮫ ﻟﻠﻧﺎس ﻛﺎﻟﺛﯾﺎب ﻟﻌدم اﻟﻣﺟوز وﻓﯾﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﺗﻌﺎﻣل إﻧﻣﺎ ﯾﺟوز إذا أﻣﻛن إﻋﻼﻣﮫ ﺑﺎﻟوﺻف ﻟﯾﻣﻛن
اﻟﺗﺳﻠﯾم ،وإﻧﻣﺎ ﻗﺎل ﺑﻐﯾر أﺟل ﻷﻧﮫ ﻟو ﺿرب اﻷﺟل ﻓﯾﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﺗﻌﺎﻣل ﯾﺻﯾر ﺳﻠﻣﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﮭﻣﺎ ،وﻟو
ﺿرﺑﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮫ ﯾﺻﯾر ﺳﻠﻣﺎ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق .ﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﻠﻔظ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻼﺳﺗﺻﻧﺎع ﻓﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﻗﺿﯾﺗﮫ وﯾﺣﻣل
اﻷﺟل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺟﯾل ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮫ ﻷﻧﮫ اﺳﺗﺻﻧﺎع ﻓﺎﺳد ﻓﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠم اﻟﺻﺣﯾﺢ .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أﻧﮫ
دﯾن ﯾﺣﺗﻣل اﻟﺳﻠم ،وﺟواز اﻟﺳﻠم ﺑﺈﺟﻣﺎع ﻻ ﺷﺑﮭﺔ ﻓﯾﮫ وﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﮭم اﻻﺳﺗﺻﻧﺎع ﻧوع ﺷﺑﮭﺔ ﻓﻛﺎن اﻟﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠم
أوﻟﻰ ،وﷲ أﻋﻠم.
ﻣﺳﺎﺋل ﻣﻧﺛورة
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻛﻠب واﻟﻔﮭد واﻟﺳﺑﺎع ،اﻟﻣﻌﻠم وﻏﯾر اﻟﻣﻌﻠم ﻓﻲ ذﻟك ﺳواء" وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز
ﺑﯾﻊ اﻟﻛﻠب اﻟﻌﻘور ﻷﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻛﻠب ،ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :إن ﻣن
اﻟﺳﺣت ﻣﮭر اﻟﺑﻐﻲ وﺛﻣن اﻟﻛﻠب" وﻷﻧﮫ ﻧﺟس اﻟﻌﯾن واﻟﻧﺟﺎﺳﺔ ﺗﺷﻌر ﺑﮭوان اﻟﻣﺣل وﺟواز اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺷﻌر ﺑﺈﻋزازه
ﻓﻛﺎن ﻣﻧﺗﻔﯾﺎ .وﻟﻧﺎ "أﻧﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻧﮭﻰ ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﻛﻠب إﻻ ﻛﻠب ﺻﯾد أو ﻣﺎﺷﯾﺔ" وﻷﻧﮫ ﻣﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ ﺣراﺳﺔ
واﺻطﯾﺎدا ﻓﻛﺎن ﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻌﮫ ،ﺑﺧﻼف اﻟﮭوام اﻟﻣؤذﯾﺔ؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﮭﺎ ،واﻟﺣدﯾث ﻣﺣﻣول
ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺗداء ﻗﻠﻌﺎ ﻟﮭم ﻋن اﻻﻗﺗﻧﺎء وﻻ ﻧﺳﻠم ﻧﺟﺎﺳﺔ اﻟﻌﯾن ،وﻟو ﺳﻠم ﻓﯾﺣرم اﻟﺗﻧﺎول دون ص -78-
اﻟﺑﯾﻊ.
وﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﺧﻣر واﻟﺧﻧزﯾر" ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :إن اﻟذي ﺣرم ﺷرﺑﮭﺎ ﺣرم ﺑﯾﻌﮭﺎ وأﻛل
ﺛﻣﻧﮭﺎ" وﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﻣﺎل ﻓﻲ ﺣﻘﻧﺎ ،وﻗد ذﻛرﻧﺎه.
ﻗﺎل" :وأھل اﻟذﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺎﻋﺎت ﻛﺎﻟﻣﺳﻠﻣﯾن" ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺣدﯾث" :ﻓﺄﻋﻠﻣﮭم أن ﻟﮭم ﻣﺎ
ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن وﻋﻠﯾﮭم ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن" وﻷﻧﮭم ﻣﻛﻠﻔون ﻣﺣﺗﺎﺟون ﻛﺎﻟﻣﺳﻠﻣﯾن.
ﻗﺎل" :إﻻ ﻓﻲ اﻟﺧﻣر واﻟﺧﻧزﯾر ﺧﺎﺻﺔ" ﻓﺈن ﻋﻘدھم ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻣر ﻛﻌﻘد اﻟﻣﺳﻠم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺻﯾر ،وﻋﻘدھم ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻧزﯾر
ﻛﻌﻘد اﻟﻣﺳﻠم ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎة؛ ﻷﻧﮭﺎ أﻣوال ﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎدھم ،وﻧﺣن أﻣرﻧﺎ ﺑﺄن ﻧﺗرﻛﮭم وﻣﺎ ﯾﻌﺗﻘدون .دل ﻋﻠﯾﮫ ﻗول ﻋﻣر:
وﻟوھم ﺑﯾﻌﮭﺎ وﺧذوا اﻟﻌﺷر ﻣن أﺛﻣﺎﻧﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻗﺎل ﻟﻐﯾره ﺑﻊ ﻋﺑدك ﻣن ﻓﻼن ﺑﺄﻟف درھم ﻋﻠﻰ أﻧﻲ ﺿﺎﻣن ﻟك ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﺛﻣن ﺳوى اﻷﻟف
ﻓﻔﻌل ﻓﮭو ﺟﺎﺋز وﯾﺄﺧذ اﻷﻟف ﻣن اﻟﻣﺷﺗري واﻟﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﺿﺎﻣن ،وإن ﻛﺎن ﻟم ﯾﻘل ﻣن اﻟﺛﻣن ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ
ﺑﺄﻟف وﻻ ﺷﻲء ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻣﯾن" وأﺻﻠﮫ أن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺛﻣن واﻟﻣﺛﻣن ﺟﺎﺋز ﻋﻧدﻧﺎ ،وﺗﻠﺗﺣق ﺑﺄﺻل اﻟﻌﻘد ﺧﻼﻓﺎ
ﻟزﻓر واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻷﻧﮫ ﺗﻐﯾﯾر ﻟﻠﻌﻘد ﻣن وﺻف ﻣﺷروع إﻟﻰ وﺻف ﻣﺷروع وھو ﻛوﻧﮫ ﻋدﻻ أو ﺧﺎﺳرا أو راﺑﺣﺎ ،ﺛم
ﻗد ﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣﺷﺗري ﺑﮭﺎ ﺷﯾﺋﺎ ﺑﺄن زاد ﻓﻲ اﻟﺛﻣن وھو ﯾﺳﺎوي اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑدوﻧﮭﺎ ﻓﯾﺻﺢ اﺷﺗراطﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻛﺑدل
اﻟﺧﻠﻊ ﻟﻛن ﻣن ﺷرطﮭﺎ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﺳﻣﯾﺔ وﺻورة ،ﻓﺈذا ﻗﺎل ﻣن اﻟﺛﻣن وﺟد ﺷرطﮭﺎ ﻓﯾﺻﺢ ،وإذا ﻟم ﯾﻘل ﻟم ﯾوﺟد ﻓﻠم
ﯾﺻﺢ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ وﻟم ﯾﻘﺑﺿﮭﺎ ﺣﺗﻰ زوﺟﮭﺎ ﻓوطﺋﮭﺎ اﻟزوج ﻓﺎﻟﻧﻛﺎح ﺟﺎﺋز" ﻟوﺟود ﺳﺑب اﻟوﻻﯾﺔ ،وھو
اﻟﻣﻠك ﻓﻲ اﻟرﻗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﺎل وﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﮭر" .وھذا ﻗﺑض" ﻷن وطء اﻟزوج ﺣﺻل ﺑﺗﺳﻠﯾط ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ﻓﺻﺎر ﻓﻌﻠﮫ
ﻛﻔﻌﻠﮫ "إن ﻟم ﯾطﺄھﺎ ﻓﻠﯾس ﺑﻘﺑض" واﻟﻘﯾﺎس أن ﯾﺻﯾر ﻗﺎﺑﺿﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﺗﻌﯾﯾب ﺣﻛﻣﻲ ﻓﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ .وﺟﮫ
اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أن ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣل وﺑﮫ ﯾﺻﯾر ﻗﺎﺑﺿﺎ وﻻ ﻛذﻟك اﻟﺣﻛﻣﻲ ﻓﺎﻓﺗرﻗﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﻋﺑدا ﻓﻐﺎب ﻓﺄﻗﺎم اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﺑﯾﻧﺔ أﻧﮫ ﺑﺎﻋﮭﺎ إﯾﺎه ،ﻓﺈن ﻛﺎﻧت ﻏﯾﺑﺗﮫ ﻣﻌروﻓﺔ ﻟم ﯾﺑﻊ ﻓﻲ دﯾن
اﻟﺑﺎﺋﻊ" ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻛن إﯾﺻﺎل اﻟﺑﺎﺋﻊ إﻟﻰ ﺣﻘﮫ ﺑدون اﻟﺑﯾﻊ ،وﻓﯾﮫ إﺑطﺎل ﺣق اﻟﻣﺷﺗري "وإن ﻟم ﯾدر أﯾن ھو ﺑﯾﻊ اﻟﻌﺑد
وأوﻓﻰ اﻟﺛﻣن" ﻷن ﻣﻠك اﻟﻣﺷﺗري ظﮭر ﺑﺈﻗراره
ﻓﯾظﮭر ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻟذي أﻗر ﺑﮫ ﻣﺷﻐوﻻ ﺑﺣﻘﮫ ،وإذا ﺗﻌذر اﺳﺗﯾﻔﺎؤه ﻣن اﻟﻣﺷﺗري ﯾﺑﯾﻌﮫ ص -79-
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﯾﮫ ﻛﺎﻟراھن إذا ﻣﺎت واﻟﻣﺷﺗري إذا ﻣﺎت ﻣﻔﻠﺳﺎ واﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟم ﯾﻘﺑض ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻘﺑض؛ ﻷن ﺣﻘﮫ ﻟم
ﯾﺑق ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﮫ ،ﺛم إن ﻓﺿل ﺷﻲء ﯾﻣﺳك ﻟﻠﻣﺷﺗري؛ ﻷﻧﮫ ﺑدل ﺣﻘﮫ وإن ﻧﻘص ﯾﺗﺑﻊ ھو أﯾﺿﺎ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗري اﺛﻧﯾن ﻓﻐﺎب أﺣدھﻣﺎ ﻓﻠﻠﺣﺎﺿر أن ﯾدﻓﻊ اﻟﺛﻣن ﻛﻠﮫ وﯾﻘﺑﺿﮫ ،وإذا ﺣﺿر اﻵﺧر ﻟم ﯾﺄﺧذ
ﻧﺻﯾﺑﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﻧﻘد ﺷرﯾﻛﮫ اﻟﺛﻣن ﻛﻠﮫ وھو ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :إذا دﻓﻊ اﻟﺣﺎﺿر اﻟﺛﻣن ﻛﻠﮫ
ﻟم ﯾﻘﺑض إﻻ ﻧﺻﯾﺑﮫ وﻛﺎن ﻣﺗطوﻋﺎ ﺑﻣﺎ أدى ﻋن ﺻﺎﺣﺑﮫ" ﻷﻧﮫ ﻗﺿﻰ دﯾن ﻏﯾره ﺑﻐﯾر أﻣره ﻓﻼ ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ وھو
أﺟﻧﺑﻲ ﻋن ﻧﺻﯾب ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻼ ﯾﻘﺑﺿﮫ .وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﻣﺿطر ﻓﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻧﺻﯾﺑﮫ إﻻ ﺑﺄداء ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺛﻣن؛ ﻷن اﻟﺑﯾﻊ ﺻﻔﻘﺔ واﺣدة ،وﻟﮫ ﺣق اﻟﺣﺑس ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺷﻲء ﻣﻧﮫ ،واﻟﻣﺿطر ﯾرﺟﻊ ﻛﻣﻌﯾر اﻟرھن ،وإذا ﻛﺎن ﻟﮫ
أن ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﻛﺎن ﻟﮫ ﺣق اﻟﺣﺑس ﻋﻧﮫ إﻟﻰ أن ﯾﺳﺗوﻓﻲ ﺣﻘﮫ ﻛﺎﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﺷراء إذا ﻗﺿﻰ اﻟﺛﻣن ﻣن ﻣﺎل ﻧﻔﺳﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺄﻟف ﻣﺛﻘﺎل ذھب وﻓﺿﺔ ﻓﮭﻣﺎ ﻧﺻﻔﺎن" ﻷﻧﮫ أﺿﺎف اﻟﻣﺛﻘﺎل إﻟﯾﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء ﻓﯾﺟب
ﻣن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻣﺛﻘﺎل ﻟﻌدم اﻷوﻟوﯾﺔ ،وﺑﻣﺛﻠﮫ ﻟو اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺄﻟف ﻣن اﻟذھب واﻟﻔﺿﺔ ﯾﺟب ﻣن
اﻟذھب ﻣﺛﺎﻗﯾل وﻣن اﻟﻔﺿﺔ دراھم وزن ﺳﺑﻌﺔ ﻷﻧﮫ أﺿﺎف اﻷﻟف إﻟﯾﮭﻣﺎ ﻓﯾﻧﺻرف إﻟﻰ اﻟوزن اﻟﻣﻌﮭود ﻓﻲ ﻛل
واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻟﮫ ﻋﻠﻰ آﺧر ﻋﺷرة دراھم ﺟﯾﺎد ﻓﻘﺿﺎه زﯾوﻓﺎ وھو ﻻ ﯾﻌﻠم ﻓﺄﻧﻔﻘﮭﺎ أو ھﻠﻛت ﻓﮭو ﻗﺿﺎء ﻋﻧد أﺑﻲ
ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﯾرد ﻣﺛل زﯾوﻓﮫ وﯾرﺟﻊ ﺑدراھﻣﮫ" ﻷن ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟوﺻف ﻣرﻋﻲ
ﻛﮭو ﻓﻲ اﻷﺻل ،وﻻ ﯾﻣﻛن رﻋﺎﯾﺗﮫ ﺑﺈﯾﺟﺎب ﺿﻣﺎن اﻟوﺻف ﻷﻧﮫ ﻻ ﻗﯾﻣﺔ ﻟﮫ ﻋﻧد اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﺟﻧﺳﮫ ﻓوﺟب اﻟﻣﺻﯾر
إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ .وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﻣن ﺟﻧس ﺣﻘﮫ .ﺣﺗﻰ ﻟو ﺗﺟوز ﺑﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز اﻻﺳﺗﺑدال ﺟﺎز ﻓﯾﻘﻊ ﺑﮫ اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء وﻻ ﯾﺑﻘﻰ
ﺣﻘﮫ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺟودة ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗدارﻛﮭﺎ ﺑﺈﯾﺟﺎب ﺿﻣﺎﻧﮭﺎ ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ،وﻛذا ﺑﺈﯾﺟﺎب ﺿﻣﺎن اﻷﺻل ﻷﻧﮫ إﯾﺟﺎب ﻟﮫ
ﻋﻠﯾﮫ وﻻ ﻧظﯾر ﻟﮫ.
ﻗﺎل " :وإذا أﻓرخ طﯾر ﻓﻲ أرض رﺟل ﻓﮭو ﻟﻣن أﺧذه" وﻛذا إذا ﺑﺎض ﻓﯾﮭﺎ "وﻛذا إذا ﺗﻛﻧس ﻓﯾﮭﺎ ظﺑﻲ" ﻷﻧﮫ
ﻣﺑﺎح ﺳﺑﻘت ﯾده إﻟﯾﮫ وﻷﻧﮫ ﺻﯾد وإن ﻛﺎن ﯾؤﺧذ ﺑﻐﯾر ﺣﯾﻠﺔ واﻟﺻﯾد ﻟﻣن أﺧذه ،وﻛذا اﻟﺑﯾض؛ ﻷﻧﮫ أﺻل اﻟﺻﯾد
وﻟﮭذا ﯾﺟب اﻟﺟزاء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣرم ﺑﻛﺳره أو ﺷﯾﮫ ،وﺻﺎﺣب اﻷرض ﻟم ﯾﻌد أرﺿﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﻧﺻب ﺷﺑﻛﺔ ﻟﻠﺟﻔﺎف
وﻛذا إذا دﺧل اﻟﺻﯾد داره
أو وﻗﻊ ﻣﺎ ﻧﺛر ﻣن اﻟﺳﻛر واﻟدراھم ﻓﻲ ﺛﯾﺎﺑﮫ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛﻔﮫ أو ﻛﺎن ﻣﺳﺗﻌدا ﻟﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ص -80-
إذا ﻋﺳل اﻟﻧﺣل ﻓﻲ أرﺿﮫ ﻷﻧﮫ ﻋد ﻣن أﻧزاﻟﮫ ﻓﯾﻣﻠﻛﮫ ﺗﺑﻌﺎ ﻷرﺿﮫ ﻛﺎﻟﺷﺟر اﻟﻧﺎﺑت ﻓﯾﮭﺎ واﻟﺗراب اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ
أرﺿﮫ ﺑﺟرﯾﺎن اﻟﻣﺎء ،وﷲ أﻋﻠم.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﺛﻣن اﻟﺻرف ﻗﺑل ﻗﺑﺿﮫ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺑﺎع دﯾﻧﺎرا ﺑﻌﺷرة ص -82-
دراھم وﻟم ﯾﻘﺑض اﻟﻌﺷرة ﺣﺗﻰ اﺷﺗرى ﺑﮭﺎ ﺛوﺑﺎ ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺛوب ﻓﺎﺳد" ﻷن اﻟﻘﺑض ﻣﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟﻌﻘد ﺣﻘﺎ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻓﻲ ﺗﺟوﯾزه ﻓواﺗﮫ ،وﻛﺎن ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺟوز اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﺛوب ﻛﻣﺎ ﻧﻘل ﻋن زﻓر ،ﻷن اﻟدراھم ﻻ ﺗﺗﻌﯾن
ﻓﯾﻧﺻرف اﻟﻌﻘد إﻟﻰ ﻣطﻠﻘﮭﺎ ،وﻟﻛﻧﺎ ﻧﻘول :اﻟﺛﻣن ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﺻرف ﻣﺑﯾﻊ ﻷن اﻟﺑﯾﻊ ﻻ ﺑد ﻟﮫ ﻣﻧﮫ وﻻ ﺷﻲء ﺳوى
اﻟﺛﻣﻧﯾن ﻓﯾﺟﻌل ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﺑﯾﻌﺎ ﻟﻌدم اﻷوﻟوﯾﺔ وﺑﯾﻊ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻻ ﯾﺟوز ،وﻟﯾس ﻣن ﺿرورة ﻛوﻧﮫ
ﻣﺑﯾﻌﺎ أن ﯾﻛون ﻣﺗﻌﯾﻧﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟذھب ﺑﺎﻟﻔﺿﺔ ﻣﺟﺎزﻓﺔ" ﻷن اﻟﻣﺳﺎواة ﻏﯾر ﻣﺷروطﺔ ﻓﯾﮫ وﻟﻛن ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺑض ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس
ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ،ﺑﺧﻼف ﺑﯾﻌﮫ ﺑﺟﻧﺳﮫ ﻣﺟﺎزﻓﺔ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﺣﺗﻣﺎل اﻟرﺑﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﺟﺎرﯾﺔ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ أﻟف ﻣﺛﻘﺎل ﻓﺿﺔ وﻓﻲ ﻋﻧﻘﮭﺎ طوق ﻓﺿﺔ ﻗﯾﻣﺗﮫ أﻟف ﻣﺛﻘﺎل ﺑﺄﻟﻔﻲ ﻣﺛﻘﺎل ﻓﺿﺔ
وﻧﻘد ﻣن اﻟﺛﻣن أﻟف ﻣﺛﻘﺎل ﺛم اﻓﺗرﻗﺎ ﻓﺎﻟذي ﻧﻘد ﺛﻣن اﻟﻔﺿﺔ" ﻷن ﻗﺑض ﺣﺻﺔ اﻟطوق واﺟب ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس ﻟﻛوﻧﮫ
ﺑدل اﻟﺻرف ،واﻟظﺎھر ﻣﻧﮫ اﻹﺗﯾﺎن ﺑﺎﻟواﺟب "وﻛذا ﻟو اﺷﺗراھﺎ ﺑﺄﻟﻔﻲ ﻣﺛﻘﺎل أﻟف ﻧﺳﯾﺋﺔ وأﻟف ﻧﻘدا ﻓﺎﻟﻧﻘد ﺛﻣن
اﻟطوق" ﻷن اﻷﺟل ﺑﺎطل ﻓﻲ اﻟﺻرف ﺟﺎﺋز ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ،واﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺟواز وھو اﻟظﺎھر ﻣﻧﮭﻣﺎ
"وﻛذﻟك إن ﺑﺎع ﺳﯾﻔﺎ ﻣﺣﻠﻰ ﺑﻣﺎﺋﺔ درھم وﺣﻠﯾﺗﮫ ﺧﻣﺳون ﻓدﻓﻊ ﻣن اﻟﺛﻣن ﺧﻣﺳﯾن ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ وﻛﺎن اﻟﻣﻘﺑوض
ﺣﺻﺔ اﻟﻔﺿﺔ وإن ﻟم ﯾﺑﯾن ذﻟك ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ ،وﻛذﻟك إن ﻗﺎل :ﺧذ ھذه اﻟﺧﻣﺳﯾن ﻣن ﺛﻣﻧﮭﻣﺎ" ﻷن اﻻﺛﻧﯾن ﻗد ﯾراد
ﺗﻌﺎﻟﻰﻣِ:ﻧ ْ}ﮭ ُﻣ َﺎ اﻟﻠ ﱡؤ ْ ﻟ ُؤ ُ و َ اﻟ ْ ﻣ َر ْ ﺟ َ ﺎن ُ { ]اﻟرﺣﻣن [22:واﻟﻣراد أﺣدھﻣﺎ ﻓﯾﺣﻣل ﻋﻠﯾﮫ
ﷲر ُ ج ُ
ﺑذﻛرھﻣﺎ اﻟواﺣد ،ﻗﺎلﯾ َﺧ ْ
ﻟظﺎھر ﺣﺎﻟﮫ "ﻓﺈن ﻟم ﯾﺗﻘﺎﺑﺿﺎ ﺣﺗﻰ اﻓﺗرﻗﺎ ﺑطل اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﺣﻠﯾﺔ" ﻷﻧﮫ ﺻرف ﻓﯾﮭﺎ "وﻛذا ﻓﻲ اﻟﺳﯾف إن ﻛﺎن ﻻ
ﯾﺗﺧﻠص إﻻ ﺑﺿرر" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﺑدون اﻟﺿرر وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺟوز إﻓراده ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻛﺎﻟﺟذع ﻓﻲ اﻟﺳﻘف "وإن
ﻛﺎن ﯾﺗﺧﻠص ﺑﻐﯾر ﺿرر ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺳﯾف وﺑطل ﻓﻲ اﻟﺣﻠﯾﺔ" ﻷﻧﮫ أﻣﻛن إﻓراده ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟطوق
واﻟﺟﺎرﯾﺔ ،وھذا إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻔﺿﺔ اﻟﻣﻔردة أزﯾد ﻣﻣﺎ ﻓﯾﮫ ،ﻓﺈن ﻛﺎﻧت ﻣﺛﻠﮫ أو أﻗل ﻣﻧﮫ أو ﻻ ﯾدري ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺑﯾﻊ
ﻟﻠرﺑﺎ أو ﻻﺣﺗﻣﺎﻟﮫ ،وﺟﮭﺔ اﻟﺻﺣﺔ ﻣن وﺟﮫ وﺟﮭﺔ اﻟﻔﺳﺎد ﻣن وﺟﮭﯾن ﻓﺗرﺟﺣت.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع إﻧﺎء ﻓﺿﺔ ﺛم اﻓﺗرﻗﺎ وﻗد ﻗﺑض ﺑﻌض ﺛﻣﻧﮫ ﺑطل اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﺑض وﺻﺢ ﻓﯾﻣﺎ ﻗﺑض وﻛﺎن
اﻹﻧﺎء ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ" ﻷﻧﮫ ﺻرف ﻛﻠﮫ ﻓﺻﺢ ﻓﯾﻣﺎ وﺟد ﺷرطﮫ وﺑطل ﻓﯾﻣﺎ ﻟم ﯾوﺟد واﻟﻔﺳﺎد طﺎرئ ﻷﻧﮫ ﯾﺻﺢ ﺛم
ﯾﺑطل ﺑﺎﻻﻓﺗراق ﻓﻼ ﯾﺷﯾﻊ.
ﻗﺎل" :وﻟو اﺳﺗﺣق ﺑﻌض اﻹﻧﺎء ﻓﺎﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر إن ﺷﺎء أﺧذ اﻟﺑﺎﻗﻲ ﺑﺣﺻﺗﮫ وإن ﺷﺎء
رده" ﻷن اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﯾب ﻓﻲ اﻹﻧﺎء" .وﻣن ﺑﺎع ﻗطﻌﺔ ﻧﻘرة ﺛم اﺳﺗﺣق ﺑﻌﺿﮭﺎ أﺧذ ﻣﺎ ص -83-
ﺑﻘﻲ ﺑﺣﺻﺗﮭﺎ وﻻ ﺧﯾﺎر ﻟﮫ" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺿره اﻟﺗﺑﻌﯾض.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع درھﻣﯾن ودﯾﻧﺎرا ﺑدرھم ودﯾﻧﺎرﯾن ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ وﺟﻌل ﻛل ﺟﻧس ﺑﺧﻼﻓﮫ" وﻗﺎل زﻓر واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ
رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ :ﻻ ﯾﺟوز وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف إذا ﺑﺎع ﻛر ﺷﻌﯾر وﻛر ﺣﻧطﺔ ﺑﻛري ﺷﻌﯾر وﻛري ﺣﻧطﺔ :وﻟﮭﻣﺎ أن ﻓﻲ
اﻟﺻرف إﻟﻰ ﺧﻼف اﻟﺟﻧس ﺗﻐﯾﯾر ﺗﺻرﻓﮫ ﻷﻧﮫ ﻗﺎﺑل اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ ،وﻣن ﻗﺿﯾﺗﮫ اﻻﻧﻘﺳﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺷﯾوع ﻻ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻌﯾﯾن ،واﻟﺗﻐﯾﯾر ﻻ ﯾﺟوز وإن ﻛﺎن ﻓﯾﮫ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺗﺻرف ،ﻛﻣﺎ إذا اﺷﺗرى ﻗﻠﺑﺎ ﺑﻌﺷرة وﺛوﺑﺎ ﺑﻌﺷرة ﺛم ﺑﺎﻋﮭﻣﺎ
ﻣراﺑﺣﺔ ﻻ ﯾﺟوز وإن أﻣﻛن ﺻرف اﻟرﺑﺢ إﻟﻰ اﻟﺛوب ،وﻛذا إذا اﺷﺗرى ﻋﺑدا ﺑﺄﻟف درھم ﺛم ﺑﺎﻋﮫ ﻗﺑل ﻧﻘد اﻟﺛﻣن
ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻊ ﻋﺑد آﺧر ﺑﺄﻟف وﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻻ ﯾﺟوز ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺗرى ﺑﺄﻟف وإن أﻣﻛن ﺗﺻﺣﯾﺣﮫ ﺑﺻرف اﻷﻟف إﻟﯾﮫ.
وﻛذا إذا ﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻋﺑده وﻋﺑد ﻏﯾره وﻗﺎل ﺑﻌﺗك أﺣدھﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز وإن أﻣﻛن ﺗﺻﺣﯾﺣﮫ ﺑﺻرﻓﮫ إﻟﻰ ﻋﺑده .وﻛذا إذا
ﺑﺎع درھﻣﺎ وﺛوﺑﺎ ﺑدرھم وﺛوب واﻓﺗرﻗﺎ ﻣن ﻏﯾر ﻗﺑض ﻓﺳد اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟدرھﻣﯾن وﻻ ﯾﺻرف اﻟدرھم إﻟﻰ اﻟﺛوب ﻟﻣﺎ
ذﻛرﻧﺎ .وﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺗﺣﺗﻣل ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻔرد ﺑﺎﻟﻔرد ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺟﻧس ﺑﺎﻟﺟﻧس ،وأﻧﮫ طرﯾق ﻣﺗﻌﯾن
ﻟﺗﺻﺣﯾﺣﮫ ﻓﯾﺣﻣل ﻋﻠﯾﮫ ﺗﺻﺣﯾﺣﺎ ﻟﺗﺻرﻓﮫ ،وﻓﯾﮫ ﺗﻐﯾﯾر وﺻﻔﮫ ﻻ أﺻﻠﮫ ﻷﻧﮫ ﯾﺑﻘﻰ ﻣوﺟﺑﮫ اﻷﺻﻠﻲ وھو ﺛﺑوت
اﻟﻣﻠك ﻓﻲ اﻟﻛل ﺑﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻛل ،وﺻﺎر ھذا ﻛﻣﺎ إذا ﺑﺎع ﻧﺻف ﻋﺑد ﻣﺷﺗرك ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﻏﯾره ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ ﻧﺻﯾﺑﮫ
ﺗﺻﺣﯾﺣﺎ ﻟﺗﺻرﻓﮫ ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﻋد ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل.
أﻣﺎ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣراﺑﺣﺔ ﻓﻸﻧﮫ ﯾﺻﯾر ﺗوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻠب ﺑﺻرف اﻟرﺑﺢ ﻛﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﺛوب .واﻟطرﯾق ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻏﯾر
ﻣﺗﻌﯾن ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﺻرف اﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻷﻟف إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗري .وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ أﺿﯾف اﻟﺑﯾﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﻛر وھو ﻟﯾس ﺑﻣﺣل
ﻟﻠﺑﯾﻊ واﻟﻣﻌﯾن ﺿده .وﻓﻲ اﻷﺧﯾرة اﻟﻌﻘد اﻧﻌﻘد ﺻﺣﯾﺣﺎ واﻟﻔﺳﺎد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻘﺎء وﻛﻼﻣﻧﺎ ﻓﻲ اﻻﺑﺗداء.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع أﺣد ﻋﺷر درھﻣﺎ ﺑﻌﺷرة دراھم ودﯾﻧﺎر ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ وﺗﻛون اﻟﻌﺷرة ﺑﻣﺛﻠﮭﺎ واﻟدﯾﻧﺎر ﺑدرھم" ﻷن
ﺷرط اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟدراھم اﻟﺗﻣﺎﺛل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ روﯾﻧﺎ ،ﻓﺎﻟظﺎھر أﻧﮫ أراد ﺑﮫ ذﻟك ﻓﺑﻘﻲ اﻟدرھم ﺑﺎﻟدﯾﻧﺎر وھﻣﺎ ﺟﻧﺳﺎن وﻻ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺳﺎوي ﻓﯾﮭﻣﺎ" .وﻟو ﺗﺑﺎﯾﻌﺎ ﻓﺿﺔ ﺑﻔﺿﺔ أو ذھﺑﺎ ﺑذھب وأﺣدھﻣﺎ أﻗل وﻣﻊ أﻗﻠﮭﻣﺎ ﺷﻲء آﺧر ﺗﺑﻠﻎ ﻗﯾﻣﺗﮫ
ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻔﺿﺔ ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ ﻣن ﻏﯾر ﻛراھﯾﺔ ،وإن ﻟم ﺗﺑﻠﻎ ﻓﻣﻊ اﻟﻛراھﺔ ،وإن ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ ﻗﯾﻣﺔ ﻛﺎﻟﺗراب ﻻ ﯾﺟوز
اﻟﺑﯾﻊ" ﻟﺗﺣﻘق اﻟرﺑﺎ إذ اﻟزﯾﺎدة ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﻋوض ﻓﯾﻛون رﺑﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻛﺎن ﻟﮫ ﻋﻠﻰ آﺧر ﻋﺷرة دراھم ﻓﺑﺎﻋﮫ اﻟذي ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﺷرة دﯾﻧﺎرا ﺑﻌﺷرة دراھم
ودﻓﻊ اﻟدﯾﻧﺎر وﺗﻘﺎﺻﺎ اﻟﻌﺷرة ﺑﺎﻟﻌﺷرة ﻓﮭو ﺟﺎﺋز" وﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ إذا ﺑﺎع ﺑﻌﺷرة ص -84-
ﻣطﻠﻘﺔ .ووﺟﮭﮫ أﻧﮫ ﯾﺟب ﺑﮭذا اﻟﻌﻘد ﺛﻣن ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻌﯾﯾﻧﮫ ﺑﺎﻟﻘﺑض ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ،واﻟدﯾن ﻟﯾس ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻼ ﺗﻘﻊ
اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﻧﻔس اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟﻌدم اﻟﻣﺟﺎﻧﺳﺔ ،ﻓﺈذا ﺗﻘﺎﺻﺎ ﯾﺗﺿﻣن ذﻟك ﻓﺳﺦ اﻷول واﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟدﯾن ،إذ ﻟوﻻ ذﻟك ﯾﻛون
اﺳﺗﺑداﻻ ﺑﺑدل اﻟﺻرف ،وﻓﻲ اﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟدﯾن ﺗﻘﻊ اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﻧﻔس اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺑﯾﻧﮫ ،واﻟﻔﺳﺦ ﻗد ﯾﺛﺑت ﺑطرﯾق
اﻻﻗﺗﺿﺎء ﻛﻣﺎ إذا ﺗﺑﺎﯾﻌﺎ ﺑﺄﻟف ﺛم ﺑﺄﻟف وﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ،وزﻓر ﯾﺧﺎﻟﻔﻧﺎ ﻓﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻘول ﺑﺎﻻﻗﺗﺿﺎء ،وھذا إذا ﻛﺎن اﻟدﯾن
ﺳﺎﺑﻘﺎ .ﻓﺈن ﻛﺎن ﻻﺣﻘﺎ ﻓﻛذﻟك ﻓﻲ أﺻﺢ اﻟرواﯾﺗﯾن ﻟﺗﺿﻣﻧﮫ اﻧﻔﺳﺎخ اﻷول واﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دﯾن ﻗﺎﺋم وﻗت ﺗﺣوﯾل اﻟﻌﻘد
ﻓﻛﻔﻰ ذﻟك ﻟﻠﺟواز.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز ﺑﯾﻊ درھم ﺻﺣﯾﺢ ودرھﻣﻲ ﻏﻠﺔ ﺑدرھﻣﯾن ﺻﺣﯾﺣﯾن ودرھم ﻏﻠﺔ" واﻟﻐﻠﺔ ﻣﺎ ﯾرده ﺑﯾت اﻟﻣﺎل
وﯾﺄﺧذه اﻟﺗﺟﺎر .ووﺟﮭﮫ ﺗﺣﻘق اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟوزن وﻣﺎ ﻋرف ﻣن ﺳﻘوط اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺟودة.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎن اﻟﻐﺎﻟب ﻋﻠﻰ اﻟدراھم اﻟﻔﺿﺔ ﻓﮭﻲ ﻓﺿﺔ ،وإذا ﻛﺎن اﻟﻐﺎﻟب ﻋﻠﻰ اﻟدﻧﺎﻧﯾر اﻟذھب ﻓﮭﻲ ذھب،
وﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮭﻣﺎ ﻣن ﺗﺣرﯾم اﻟﺗﻔﺎﺿل ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ اﻟﺟﯾﺎد ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﺧﺎﻟﺻﺔ ﺑﮭﺎ وﻻ ﺑﯾﻊ ﺑﻌﺿﮭﺎ ﺑﺑﻌض إﻻ
ﻣﺗﺳﺎوﯾﺎ ﻓﻲ اﻟوزن .وﻛذا ﻻ ﯾﺟوز اﻻﺳﺗﻘراض ﺑﮭﺎ إﻻ وزﻧﺎ" ﻷن اﻟﻧﻘود ﻻ ﺗﺧﻠو ﻋن ﻗﻠﯾل ﻏش ﻋﺎدة ﻷﻧﮭﺎ ﻻ
ﺗﻧطﺑﻊ إﻻ ﻣﻊ اﻟﻐش ،وﻗد ﯾﻛون اﻟﻐش ﺧﻠﻘﯾﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟرديء ﻣﻧﮫ ﻓﯾﻠﺣق اﻟﻘﻠﯾل ﺑﺎﻟرداءة ،واﻟﺟﯾد واﻟرديء ﺳواء
"وإن ﻛﺎن اﻟﻐﺎﻟب ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ اﻟﻐش ﻓﻠﯾﺳﺎ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟدراھم واﻟدﻧﺎﻧﯾر" اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻠﻐﺎﻟب ،ﻓﺈن اﺷﺗرى ﺑﮭﺎ ﻓﺿﺔ ﺧﺎﻟﺻﺔ
ﻓﮭو ﻋﻠﻰ اﻟوﺟوه اﻟﺗﻲ ذﻛرﻧﺎھﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﯾﺔ اﻟﺳﯾف" .وإن ﺑﯾﻌت ﺑﺟﻧﺳﮭﺎ ﻣﺗﻔﺎﺿﻼ ﺟﺎز ﺻرﻓﺎ ﻟﻠﺟﻧس إﻟﻰ ﺧﻼف
اﻟﺟﻧس" ﻓﮭﻲ ﻓﻲ ﺣﻛم ﺷﯾﺋﯾن ﻓﺿﺔ وﺻﻔر وﻟﻛﻧﮫ ﺻرف ﺣﺗﻰ ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺑض ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس ﻟوﺟود اﻟﻔﺿﺔ ﻣن
اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ،ﻓﺈذا ﺷرط اﻟﻘﺑض ﻓﻲ اﻟﻔﺿﺔ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺻﻔر ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺗﻣﯾز ﻋﻧﮫ إﻻ ﺑﺿرر.
ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :وﻣﺷﺎﯾﺧﻧﺎ رﺣﻣﮭم ﷲ ﻟم ﯾﻔﺗوا ﺑﺟواز ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌداﻟﻰ واﻟﻐطﺎرﻓﺔ ﻷﻧﮭﺎ أﻋز اﻷﻣوال ﻓﻲ
دﯾﺎرﻧﺎ ،ﻓﻠو أﺑﯾﺢ اﻟﺗﻔﺎﺿل ﻓﯾﮫ ﯾﻧﻔﺗﺢ ﺑﺎب اﻟرﺑﺎ ،ﺛم إن ﻛﺎﻧت ﺗروج ﺑﺎﻟوزن ﻓﺎﻟﺗﺑﺎﯾﻊ واﻻﺳﺗﻘراض ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟوزن ،وإن
ﻛﺎﻧت ﺗروج ﺑﺎﻟﻌد ﻓﺑﺎﻟﻌد ،وإن ﻛﺎﻧت ﺗروج ﺑﮭﻣﺎ ﻓﺑﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻷن اﻟﻣﻌﺗﺑر ھو اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻓﯾﮭﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻓﯾﮭﻣﺎ
ﻧص ،ﺛم ھﻲ ﻣﺎ داﻣت ﺗروج ﺗﻛون أﺛﻣﺎﻧﺎ ﻻ ﺗﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ،وإذا ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗروج ﻓﮭﻲ ﺳﻠﻌﺔ ﺗﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ،وإذا
ﻛﺎﻧت ﯾﺗﻘﺑﻠﮭﺎ اﻟﺑﻌض دون اﻟﺑﻌض ﻓﮭﻲ ﻛﺎﻟزﯾوف ﻻ ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻌﻘد ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ ﺑل ﺑﺟﻧﺳﮭﺎ زﯾوﻓﺎ إن ﻛﺎن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﯾﻌﻠم
ﺑﺣﺎﻟﮭﺎ ﻟﺗﺣﻘق اﻟرﺿﺎ ﻣﻧﮫ ،وﺑﺟﻧﺳﮭﺎ ﻣن اﻟﺟﯾﺎد إن ﻛﺎن ﻻ ﯾﻌﻠم ﻟﻌدم اﻟرﺿﺎ ﻣﻧﮫ.
"وإذا اﺷﺗرى ﺑﮭﺎ ﺳﻠﻌﺔ ﻓﻛﺳدت وﺗرك اﻟﻧﺎس اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﮭﺎ ﺑطل اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻧد أﺑﻲ ص -85-
ﺣﻧﯾﻔﺔ .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ :ﻋﻠﯾﮫ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﯾوم اﻟﺑﯾﻊ .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ آﺧر ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻣل
اﻟﻧﺎس ﺑﮭﺎ" ﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﻌﻘد ﻗد ﺻﺢ إﻻ أﻧﮫ ﺗﻌذر اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺎﻟﻛﺳﺎد وأﻧﮫ ﻻ ﯾوﺟب اﻟﻔﺳﺎد ،ﻛﻣﺎ إذا اﺷﺗرى ﺑﺎﻟرطب
ﻓﺎﻧﻘطﻊ أواﻧﮫ .وإذا ﺑﻘﻲ اﻟﻌﻘد وﺟﺑت اﻟﻘﯾﻣﺔ ،ﻟﻛن ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ وﻗت اﻟﺑﯾﻊ ﻷﻧﮫ ﻣﺿﻣون ﺑﮫ ،وﻋﻧد
ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾوم اﻻﻧﻘطﺎع ﻷﻧﮫ أوان اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن اﻟﺛﻣن ﯾﮭﻠك ﺑﺎﻟﻛﺳﺎد؛ ﻷن
اﻟﺛﻣﻧﯾﺔ ﺑﺎﻻﺻطﻼح وﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻓﯾﺑﻘﻰ ﺑﯾﻌﺎ ﺑﻼ ﺛﻣن ﻓﯾﺑطل ،وإذا ﺑطل اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺟب رد اﻟﻣﺑﯾﻊ إن ﻛﺎن ﻗﺎﺋﻣﺎ وﻗﯾﻣﺗﮫ إن
ﻛﺎن ھﺎﻟﻛﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻔﺎﺳد.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻔﻠوس" ﻷﻧﮭﺎ ﻣﺎل ﻣﻌﻠوم ،ﻓﺈن ﻛﺎﻧت ﻧﺎﻓﻘﺔ ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ ﺑﮭﺎ وإن ﻟم ﺗﺗﻌﯾن ﻷﻧﮭﺎ أﺛﻣﺎن
ﺑﺎﻻﺻطﻼح ،وإن ﻛﺎﻧت ﻛﺎﺳدة ﻟم ﯾﺟز اﻟﺑﯾﻊ ﺑﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻌﯾﻧﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﺳﻠﻊ ﻓﻼ ﺑد ﻣن ﺗﻌﯾﯾﻧﮭﺎ "وإذا ﺑﺎع ﺑﺎﻟﻔﻠوس
اﻟﻧﺎﻓﻘﺔ ﺛم ﻛﺳدت ﺑطل اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﮭﻣﺎ" وھو ﻧظﯾر اﻻﺧﺗﻼف اﻟذي ﺑﯾﻧﺎه" .وﻟو
اﺳﺗﻘرض ﻓﻠوﺳﺎ ﻧﺎﻓﻘﺔ ﻓﻛﺳدت ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺛﻠﮭﺎ" ﻷﻧﮫ إﻋﺎرة ،وﻣوﺟﺑﮫ رد اﻟﻌﯾن
ﻣﻌﻧﻰ واﻟﺛﻣﻧﯾﺔ ﻓﺿل ﻓﯾﮫ إذ اﻟﻘرض ﻻ ﯾﺧﺗص ﺑﮫ .وﻋﻧدھﻣﺎ ﺗﺟب ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﺑطل وﺻف اﻟﺛﻣﻧﯾﺔ ﺗﻌذر ردھﺎ
ﻛﻣﺎ ﻗﺑض ﻓﯾﺟب رد ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ إذا اﺳﺗﻘرض ﻣﺛﻠﯾﺎ ﻓﺎﻧﻘطﻊ ،ﻟﻛن ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾوم اﻟﻘﺑض ،وﻋﻧد
ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾوم اﻟﻛﺳﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ﻣن ﻗﺑل ،وأﺻل اﻻﺧﺗﻼف ﻓﯾﻣن ﻏﺻب ﻣﺛﻠﯾﺎ ﻓﺎﻧﻘطﻊ ،وﻗول ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ
ﷲ أﻧظر ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن ،وﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف أﯾﺳر.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺷﯾﺋﺎ ﺑﻧﺻف درھم ﻓﻠوس ﺟﺎز وﻋﻠﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﺑﺎع ﺑﻧﺻف درھم ﻣن اﻟﻔﻠوس وﻛذا إذا ﻗﺎل ﺑداﻧق
ﻓﻠوس أو ﺑﻘﯾراط ﻓﻠوس ﺟﺎز" .وﻗﺎل زﻓر :ﻻ ﯾﺟوز ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ذﻟك ﻷﻧﮫ اﺷﺗرى ﺑﺎﻟﻔﻠوس وأﻧﮭﺎ ﺗﻘدر ﺑﺎﻟﻌدد ﻻ
ﺑﺎﻟداﻧق واﻟدرھم ﻓﻼ ﺑد ﻣن ﺑﯾﺎن ﻋددھﺎ ،وﻧﺣن ﻧﻘول :ﻣﺎ ﯾﺑﺎع ﺑﺎﻟداﻧق وﻧﺻف اﻟدرھم ﻣن اﻟﻔﻠوس ﻣﻌﻠوم ﻋﻧد
اﻟﻧﺎس واﻟﻛﻼم ﻓﯾﮫ ﻓﺄﻏﻧﻰ ﻋن ﺑﯾﺎن اﻟﻌدد .وﻟو ﻗﺎل ﺑدرھم ﻓﻠوس أو ﺑدرھﻣﻲ ﻓﻠوس ﻓﻛذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ
ﷲ ﻷن ﻣﺎ ﯾﺑﺎع ﺑﺎﻟدرھم ﻣن اﻟﻔﻠوس ﻣﻌﻠوم وھو اﻟﻣراد ﻻ وزن اﻟدرھم ﻣن اﻟﻔﻠوس .وﻋن ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﻻ
ﯾﺟوز ﺑﺎﻟدرھم وﯾﺟوز ﻓﯾﻣﺎ دون اﻟدرھم ،ﻷن ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة اﻟﻣﺑﺎﯾﻌﺔ ﺑﺎﻟﻔﻠوس ﻓﯾﻣﺎ دون اﻟدرھم ﻓﺻﺎر ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﺑﺣﻛم
اﻟﻌﺎدة ،وﻻ ﻛذﻟك اﻟدرھم ﻗﺎﻟوا :وﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﺻﺢ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ دﯾﺎرﻧﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻋطﻰ ﺻﯾرﻓﯾﺎ درھﻣﺎ وﻗﺎل أﻋطﻧﻲ ﺑﻧﺻﻔﮫ ﻓﻠوﺳﺎ وﺑﻧﺻﻔﮫ ﻧﺻﻔﺎ إﻻ ﺣﺑﺔ ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻔﻠوس
وﺑطل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻋﻧدھﻣﺎ" ﻷن ﺑﯾﻊ ﻧﺻف درھم ﺑﺎﻟﻔﻠوس ﺟﺎﺋز وﺑﯾﻊ اﻟﻧﺻف
ﺑﻧﺻف إﻻ ﺣﺑﺔ رﺑﺎ ﻓﻼ ﯾﺟوز "وﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎس ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﺑطل ﻓﻲ ص -86-
اﻟﻛل" ﻷن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻣﺗﺣدة واﻟﻔﺳﺎد ﻗوي ﻓﯾﺷﯾﻊ وﻗد ﻣر ﻧظﯾره ،وﻟو ﻛرر ﻟﻔظ اﻹﻋطﺎء ﻛﺎن ﺟواﺑﮫ ﻛﺟواﺑﮭﻣﺎ ھو
اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻷﻧﮭﻣﺎ ﺑﯾﻌﺎن "وﻟو ﻗﺎل أﻋطﻧﻲ ﻧﺻف درھم ﻓﻠوﺳﺎ وﻧﺻﻔﺎ إﻻ ﺣﺑﺔ ﺟﺎز" ﻷﻧﮫ ﻗﺎﺑل اﻟدرھم ﺑﻣﺎ ﯾﺑﺎع ﻣن
اﻟﻔﻠوس ﺑﻧﺻف درھم وﺑﻧﺻف درھم إﻻ ﺣﺑﺔ ﻓﯾﻛون ﻧﺻف درھم إﻻ ﺣﺑﺔ ﺑﻣﺛﻠﮫ وﻣﺎ وراءه ﺑﺈزاء اﻟﻔﻠوس .ﻗﺎل
رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :وﻓﻲ أﻛﺛر ﻧﺳﺦ اﻟﻣﺧﺗﺻر ذﻛر اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،وﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﺑﻧﻔﺳﮫ أﻣﮭﻠﮫ اﻟﺣﺎﻛم ﻣدة ذھﺎﺑﮫ وﻣﺟﯾﺋﮫ ،ﻓﺈن ﻣﺿت وﻟم ﯾﺣﺿره ﯾﺣﺑﺳﮫ ﻟﺗﺣﻘق اﻣﺗﻧﺎﻋﮫ ص -88-
ﻋن إﯾﻔﺎء اﻟﺣق.
ﻗﺎل" :وﻛذا إذا ارﺗد واﻟﻌﯾﺎذ ﺑﺎ وﻟﺣق ﺑدار اﻟﺣرب" وھذا ﻷﻧﮫ ﻋﺎﺟز ﻓﻲ اﻟﻣدة ﻓﯾﻧظر ﻛﺎﻟذي أﻋﺳر ،وﻟو ﺳﻠﻣﮫ
ﻗﺑل ذﻟك ﺑرئ ﻷن اﻷﺟل ﺣﻘﮫ ﻓﯾﻣﻠك إﺳﻘﺎطﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدﯾن اﻟﻣؤﺟل.
ﻗﺎل" :وإذا أﺣﺿره وﺳﻠﻣﮫ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﯾﻘدر اﻟﻣﻛﻔول ﻟﮫ أن ﯾﺧﺎﺻﻣﮫ ﻓﯾﮫ ﻣﺛل أن ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣﺻر ﺑرئ اﻟﻛﻔﯾل ﻣن
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ" ﻷﻧﮫ أﺗﻰ ﺑﻣﺎ اﻟﺗزﻣﮫ وﺣﺻل اﻟﻣﻘﺻود ﺑﮫ ،وھذا ﻷﻧﮫ ﻣﺎ اﻟﺗزم اﻟﺗﺳﻠﯾم إﻻ ﻣرة.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﻔل ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳﻠﻣﮫ ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﺳﻠﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺑرئ" ﻟﺣﺻول اﻟﻣﻘﺻود ،وﻗﯾل ﻓﻲ
زﻣﺎﻧﻧﺎ :ﻻ ﯾﺑرأ ﻷن اﻟظﺎھر اﻟﻣﻌﺎوﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻻ ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺿﺎر ﻓﻛﺎن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻣﻔﯾدا "وإن ﺳﻠﻣﮫ ﻓﻲ ﺑرﯾﺔ ﻟم
ﯾﺑرأ" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﺻﻣﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻓﻠم ﯾﺣﺻل اﻟﻣﻘﺻود ،وﻛذا إذا ﺳﻠﻣﮫ ﻓﻲ ﺳواد ﻟﻌدم ﻗﺎض ﯾﻔﺻل اﻟﺣﻛم
ﻓﯾﮫ ،وﻟو ﺳﻠم ﻓﻲ ﻣﺻر آﺧر ﻏﯾر اﻟﻣﺻر اﻟذي ﻛﻔل ﻓﯾﮫ ﺑرئ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻟﻠﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﺻﻣﺔ ﻓﯾﮫ.
وﻋﻧدھﻣﺎ ﻻ ﯾﺑرأ ﻷﻧﮫ ﻗد ﺗﻛون ﺷﮭوده ﻓﯾﻣﺎ ﻋﯾﻧﮫ .وﻟو ﺳﻠﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﺟن وﻗد ﺣﺑﺳﮫ ﻏﯾر اﻟطﺎﻟب ﻻ ﯾﺑرأ ﻷﻧﮫ ﻻ
ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﺻﻣﺔ ﻓﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻣﺎت اﻟﻣﻛﻔول ﺑﮫ ﺑرئ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﻟﻧﻔس ﻣن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ" ﻷﻧﮫ ﻋﺟز ﻋن إﺣﺿﺎره ،وﻷﻧﮫ ﺳﻘط اﻟﺣﺿور
ﻋن اﻷﺻﯾل ﻓﯾﺳﻘط اﻹﺣﺿﺎر ﻋن اﻟﻛﻔﯾل ،وﻛذا إذا ﻣﺎت اﻟﻛﻔﯾل ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺑق ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻛﻔول ﺑﻧﻔﺳﮫ
وﻣﺎﻟﮫ ﻻ ﯾﺻﻠﺢ ﻹﯾﻔﺎء ھذا اﻟواﺟب ﺑﺧﻼف اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺎﻟﻣﺎل .وﻟو ﻣﺎت اﻟﻣﻛﻔول ﻟﮫ ﻓﻠﻠوﺻﻲ أن ﯾطﺎﻟب اﻟﻛﻔﯾل ،ﻓﺈن ﻟم
ﯾﻛن ﻓﻠوارﺛﮫ ﻟﻘﯾﺎﻣﮫ ﻣﻘﺎم اﻟﻣﯾت.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻛﻔل ﺑﻧﻔس آﺧر وﻟم ﯾﻘل إذا دﻓﻌت إﻟﯾك ﻓﺄﻧﺎ ﺑريء ﻓدﻓﻌﮫ إﻟﯾﮫ ﻓﮭو ﺑريء" ﻷﻧﮫ ﻣوﺟب اﻟﺗﺻرف
ﻓﯾﺛﺑت ﺑدون اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﯾﮫ ،وﻻ ﯾﺷﺗرط ﻗﺑول اﻟطﺎﻟب اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﺿﺎء اﻟدﯾن ،وﻟو ﺳﻠم اﻟﻣﻛﻔول ﺑﮫ ﻧﻔﺳﮫ
ﻣن ﻛﻔﺎﻟﺗﮫ ﺻﺢ ﻷﻧﮫ ﻣطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻓﻛﺎن ﻟﮫ وﻻﯾﺔ اﻟدﻓﻊ ،وﻛذا إذا ﺳﻠﻣﮫ إﻟﯾﮫ وﻛﯾل اﻟﻛﻔﯾل أو رﺳوﻟﮫ ﻟﻘﯾﺎﻣﮭﻣﺎ
ﻣﻘﺎﻣﮫ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﺗﻛﻔل ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ إن ﻟم ﯾواف ﺑﮫ إﻟﻰ وﻗت ﻛذا ﻓﮭو ﺿﺎﻣن ﻟﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ وھو أﻟف ﻓﻠم ﯾﺣﺿره إﻟﻰ
ذﻟك اﻟوﻗت ﻟزﻣﮫ ﺿﻣﺎن اﻟﻣﺎل" ﻷن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎل ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷرط ﻋدم اﻟﻣواﻓﺎة ،وھذا اﻟﺗﻌﻠﯾق ﺻﺣﯾﺢ ،ﻓﺈذا وﺟد
اﻟﺷرط ﻟزﻣﮫ اﻟﻣﺎل "وﻻ ﯾﺑرأ ﻋن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس" ﻷن
وﺟوب اﻟﻣﺎل ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﻧﺎﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻧﻔﺳﮫ إذ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻟﻠﺗوﺛق .وﻗﺎل ص -89-
اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﻻ ﺗﺻﺢ ھذه اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻷﻧﮫ ﺗﻌﻠﯾق ﺳﺑب وﺟوب اﻟﻣﺎل ﺑﺎﻟﺧطر ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟﺑﯾﻊ .وﻟﻧﺎ أﻧﮫ ﯾﺷﺑﮫ اﻟﺑﯾﻊ وﯾﺷﺑﮫ اﻟﻧذر
ﻣن ﺣﯾث إﻧﮫ اﻟﺗزام .ﻓﻘﻠﻧﺎ :ﻻ ﯾﺻﺢ ﺗﻌﻠﯾﻘﮫ ﺑﻣطﻠق اﻟﺷرط ﻛﮭﺑوب اﻟرﯾﺢ وﻧﺣوه .وﯾﺻﺢ ﺑﺷرط ﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻣﻼ
ﺑﺎﻟﺷﺑﮭﯾن واﻟﺗﻌﻠﯾق ﺑﻌدم اﻟﻣواﻓﺎة ﻣﺗﻌﺎرف.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻛﻔل ﺑﻧﻔس رﺟل وﻗﺎل إن ﻟم ﯾواف ﺑﮫ ﻏدا ﻓﻌﻠﯾﮫ اﻟﻣﺎل ،ﻓﺈن ﻣﺎت اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻧﮫ ﺿﻣن اﻟﻣﺎل" ﻟﺗﺣﻘق
اﻟﺷرط وھو ﻋدم اﻟﻣواﻓﺎة.
ﻗﺎل" :وﻣن ادﻋﻰ ﻋﻠﻰ آﺧر ﻣﺎﺋﺔ دﯾﻧﺎر ﺑﯾﻧﮭﺎ أو ﻟم ﯾﺑﯾﻧﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﻛﻔل ﺑﻧﻔﺳﮫ رﺟل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ إن ﻟم ﯾواف ﺑﮫ ﻏدا
ﻓﻌﻠﯾﮫ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻠم ﯾواف ﺑﮫ ﻏدا ﻓﻌﻠﯾﮫ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ ،وﻗﺎل ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ:
إن ﻟم ﯾﺑﯾﻧﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﻛﻔل ﺑﮫ رﺟل ﺛم ادﻋﻰ ﺑﻌد ذﻟك ﻟم ﯾﻠﺗﻔت إﻟﻰ دﻋواه" ﻷﻧﮫ ﻋﻠق ﻣﺎﻻ ﻣطﻠﻘﺎ ﺑﺧطر؛ أﻻ ﯾرى
أﻧﮫ ﻟم ﯾﻧﺳﺑﮫ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ،وﻻ ﺗﺻﺢ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟوﺟﮫ وإن ﺑﯾﻧﮭﺎ وﻷﻧﮫ ﻟم ﺗﺻﺢ اﻟدﻋوى ﻣن ﻏﯾر ﺑﯾﺎن ﻓﻼ
ﯾﺟب إﺣﺿﺎر اﻟﻧﻔس ،وإذا ﻟم ﯾﺟب ﻻ ﺗﺻﺢ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس ﻓﻼ ﺗﺻﺢ ﺑﺎﻟﻣﺎل ﻷﻧﮫ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺑﯾن.
وﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﻣﺎل ذﻛر ﻣﻌرﻓﺎ ﻓﯾﻧﺻرف إﻟﻰ ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ،واﻟﻌﺎدة ﺟرت ﺑﺎﻹﺟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى ﻓﺗﺻﺢ اﻟدﻋوى ﻋﻠﻰ
اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺑﯾﺎن ،ﻓﺈذا ﺑﯾن اﻟﺗﺣق اﻟﺑﯾﺎن ﺑﺄﺻل اﻟدﻋوى ﻓﺗﺑﯾن ﺻﺣﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺗﺟوز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس ﻓﻲ اﻟﺣدود واﻟﻘﺻﺎص ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ" ﻣﻌﻧﺎه :ﻻ ﯾﺟﺑر ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﻧده،
وﻗﺎﻻ :ﯾﺟﺑر ﻓﻲ ﺣد اﻟﻘذف ﻷن ﻓﯾﮫ ﺣق اﻟﻌﺑد وﻓﻲ اﻟﻘﺻﺎص ﻷﻧﮫ ﺧﺎﻟص ﺣق اﻟﻌﺑد ﻓﯾﻠﯾق ﺑﮭﻣﺎ اﻻﺳﺗﯾﺛﺎق ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻻ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺣد اﻟﺗﻌزﯾر ،ﺑﺧﻼف اﻟﺣدود اﻟﺧﺎﻟﺻﺔ
ﻣن ﻏﯾر ﻓﺻل" وﻷن ﻣﺑﻧﻰ اﻟﻛل ﻋﻠﻰ اﻟدرء ﻓﻼ ﯾﺟب ﻓﯾﮭﺎ اﻻﺳﺗﯾﺛﺎق ،ﺑﺧﻼف ﺳﺎﺋر اﻟﺣﻘوق ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻧدرئ
ﺑﺎﻟﺷﺑﮭﺎت ﻓﯾﻠﯾق ﺑﮭﺎ اﻻﺳﺗﯾﺛﺎق ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌزﯾر "وﻟو ﺳﻣﺣت ﻧﻔﺳﮫ ﺑﮫ ﯾﺻﺢ ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع" ﻷﻧﮫ أﻣﻛن ﺗرﺗﯾب ﻣوﺟﺑﮫ
ﻋﻠﯾﮫ ﻷن ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻧﻔس ﻓﯾﮭﺎ واﺟب ﻓﯾطﺎﻟب ﺑﮫ اﻟﻛﻔﯾل ﻓﯾﺗﺣﻘق اﻟﺿم.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺣﺑس ﻓﯾﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺷﮭد ﺷﺎھدان ﻣﺳﺗوران أو ﺷﺎھد ﻋدل ﯾﻌرﻓﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ" ﻷن اﻟﺣﺑس ﻟﻠﺗﮭﻣﺔ ھﺎھﻧﺎ،
واﻟﺗﮭﻣﺔ ﺗﺛﺑت ﺑﺄﺣد ﺷطري اﻟﺷﮭﺎدة :إﻣﺎ اﻟﻌدد أو اﻟﻌداﻟﺔ ،ﺑﺧﻼف اﻟﺣﺑس ﻓﻲ ﺑﺎب اﻷﻣوال ﻷﻧﮫ أﻗﺻﻰ ﻋﻘوﺑﺔ ﻓﯾﮫ
ﻓﻼ ﯾﺛﺑت إﻻ ﺑﺣﺟﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ .وذﻛر ﻓﻲ ﻛﺗﺎب
أدب اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﮭﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﺑس ﻓﻲ اﻟﺣدود واﻟﻘﺻﺎص ﺑﺷﮭﺎدة اﻟواﺣد ﻟﺣﺻول ص -90-
اﻻﺳﺗﯾﺛﺎق ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ.
ﻗﺎل" :واﻟرھن واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺟﺎﺋزان ﻓﻲ اﻟﺧراج" ﻷﻧﮫ دﯾن ﻣطﺎﻟب ﺑﮫ ﻣﻣﻛن اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﻓﯾﻣﻛن ﺗرﺗﯾب ﻣوﺟب اﻟﻌﻘد
ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﮭﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن أﺧذ ﻣن رﺟل ﻛﻔﯾﻼ ﺑﻧﻔﺳﮫ ﺛم ذھب ﻓﺄﺧذ ﻣﻧﮫ ﻛﻔﯾﻼ آﺧر ﻓﮭﻣﺎ ﻛﻔﯾﻼن" ﻷن ﻣوﺟﺑﮫ اﻟﺗزام اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
وھﻲ ﻣﺗﻌددة واﻟﻣﻘﺻود اﻟﺗوﺛق ،وﺑﺎﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﯾزداد اﻟﺗوﺛق ﻓﻼ ﯾﺗﻧﺎﻓﯾﺎن "وأﻣﺎ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎل ﻓﺟﺎﺋزة ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻛﺎن
اﻟﻣﻛﻔول ﺑﮫ أو ﻣﺟﮭوﻻ إذا ﻛﺎن دﯾﻧﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻣﺛل أن ﯾﻘول ﺗﻛﻔﻠت ﻋﻧﮫ ﺑﺄﻟف أو ﺑﻣﺎ ﻟك ﻋﻠﯾﮫ أو ﺑﻣﺎ ﯾدرﻛك ﻓﻲ
ھذا اﻟﺑﯾﻊ" ﻷن ﻣﺑﻧﻰ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﯾﺗﺣﻣل ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟدرك إﺟﻣﺎع وﻛﻔﻰ ﺑﮫ ﺣﺟﺔ،
وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﻛﻔل ﻟﺷﺟﺔ ﺻﺣت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وإن اﺣﺗﻣﻠت اﻟﺳراﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎر ،وﺷرط أن ﯾﻛون دﯾﻧﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ وﻣراده
أن ﻻ ﯾﻛون ﺑدل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،وﺳﯾﺄﺗﯾك ﻓﻲ ﻣوﺿﻌﮫ إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻗﺎل" :واﻟﻣﻛﻔول ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر إن ﺷﺎء طﺎﻟب اﻟذي ﻋﻠﯾﮫ اﻷﺻل وإن ﺷﺎء طﺎﻟب ﻛﻔﯾﻠﮫ" ﻷن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺿم اﻟذﻣﺔ إﻟﻰ
اﻟذﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ وذﻟك ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻗﯾﺎم اﻷول ﻻ اﻟﺑراءة ﻋﻧﮫ ،إﻻ إذا ﺷرط ﻓﯾﮫ اﻟﺑراءة ﻓﺣﯾﻧﺋذ ﺗﻧﻌﻘد ﺣواﻟﺔ اﻋﺗﺑﺎرا
ﻟﻠﻣﻌﻧﻰ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺣواﻟﺔ ﺑﺷرط أن ﻻ ﯾﺑرأ ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺣﯾل ﺗﻛون ﻛﻔﺎﻟﺔ "وﻟو طﺎﻟب أﺣدھﻣﺎ ﻟﮫ أن ﯾطﺎﻟب اﻵﺧر وﻟﮫ
أن ﯾطﺎﻟﺑﮭﻣﺎ" ﻷن ﻣﻘﺗﺿﺎه اﻟﺿم ،ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺎﻟك إذا اﺧﺗﺎر ﺗﺿﻣﯾن أﺣد اﻟﻐﺎﺻﺑﯾن ﻷن اﺧﺗﯾﺎره أﺣدھﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣن
اﻟﺗﻣﻠﯾك ﻣﻧﮫ ﻓﻼ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻟﺗﻣﻠﯾك ﻣن اﻟﺛﺎﻧﻲ ،أﻣﺎ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺗﻣﻠﯾك ﻓوﺿﺢ اﻟﻔرق.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز ﺗﻌﻠﯾق اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺷروط" ﻣﺛل أن ﯾﻘول ﻣﺎ ﺑﺎﯾﻌت ﻓﻼﻧﺎ ﻓﻌﻠﻲ أو ﻣﺎ ذاب ﻟك ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻌﻠﻲ أو ﻣﺎ
ﺎء َ}ﺑ ِ ﮫِ ﺣِﻣ ْل ُ ﺑ َ ﻌ ِﯾر ٍ و َ أ َ ﻧ َﺎ ﺑ ِ ﮫِ ز َ ﻋ ِﯾم ٌ { ]ﯾوﺳف [72:واﻹﺟﻣﺎع ﻣﻧﻌﻘد
ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻗوﻟﮫَن ْ ﺟ َ
ﻏﺻﺑك ﻓﻌﻠﻲ .واﻷﺻل ﻓﯾﮫو َ ﻟِﻣ
ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ ﺿﻣﺎن اﻟدرك ،ﺛم اﻷﺻل أﻧﮫ ﯾﺻﺢ ﺗﻌﻠﯾﻘﮭﺎ ﺑﺷرط ﻣﻼﺋم ﻟﮭﺎ ﻣﺛل أن ﯾﻛون ﺷرطﺎ ﻟوﺟوب اﻟﺣق ﻛﻘوﻟﮫ
إذا اﺳﺗﺣق اﻟﻣﺑﯾﻊ ،أو ﻹﻣﻛﺎن اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﻣﺛل ﻗوﻟﮫ إذا ﻗدم زﯾد وھو ﻣﻛﻔول ﻋﻧﮫ ،أو ﻟﺗﻌذر اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﻣﺛل ﻗوﻟﮫ إذا
ﻏﺎب ﻋن اﻟﺑﻠدة ،وﻣﺎ ذﻛر ﻣن اﻟﺷروط ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه ،ﻓﺄﻣﺎ ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺗﻌﻠﯾق ﺑﻣﺟرد اﻟﺷرط ﻛﻘوﻟﮫ إن ھﺑت
اﻟرﯾﺢ أو ﺟﺎء اﻟﻣطر وﻛذا إذا ﺟﻌل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ أﺟﻼ ،إﻻ أﻧﮫ ﺗﺻﺢ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﯾﺟب اﻟﻣﺎل ﺣﺎﻻ ﻷن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟﻣﺎ ﺻﺢ
ﺗﻌﻠﯾﻘﮭﺎ ﺑﺎﻟﺷرط ﻻ ﺗﺑطل ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﻔﺎﺳدة ﻛﺎﻟطﻼق واﻟﻌﺗﺎق" .ﻓﺈن ﻗﺎل ﺗﻛﻔﻠت ﺑﻣﺎ ﻟك ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻘﺎﻣت اﻟﺑﯾﻧﺔ ﺑﺄﻟف
ﻋﻠﯾﮫ ﺿﻣﻧﮫ اﻟﻛﻔﯾل" ﻷن اﻟﺛﺎﺑت ﺑﺎﻟﺑﯾﻧﺔ ﻛﺎﻟﺛﺎﺑت ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻓﯾﺗﺣﻘق ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﺻﺢ اﻟﺿﻣﺎن ﺑﮫ "وإن ﻟم ﺗﻘم اﻟﺑﯾﻧﺔ
ﻓﺎﻟﻘول ﻗول
اﻟﻛﻔﯾل ﻣﻊ ﯾﻣﯾﻧﮫ ﻓﻲ ﻣﻘدار ﻣﺎ ﯾﻌﺗرف ﺑﮫ" ﻷﻧﮫ ﻣﻧﻛر ﻟﻠزﯾﺎدة "ﻓﺈن اﻋﺗرف اﻟﻣﻛﻔول ص -91-
ﻋﻧﮫ ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻟم ﯾﺻدق ﻋﻠﻰ ﻛﻔﯾﻠﮫ" ﻷﻧﮫ إﻗرار ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر وﻻ وﻻﯾﺔ ﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ "وﯾﺻدق ﻓﻲ ﺣق ﻧﻔﺳﮫ"
ﻟوﻻﯾﺗﮫ ﻋﻠﯾﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وﺗﺟوز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺄﻣر اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻧﮫ وﺑﻐﯾر أﻣره" ﻹطﻼق ﻣﺎ روﯾﻧﺎ وﻷﻧﮫ اﻟﺗزام اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ وھو ﺗﺻرف ﻓﻲ
ﺣق ﻧﻔﺳﮫ وﻓﯾﮫ ﻧﻔﻊ ﻟﻠطﺎﻟب وﻻ ﺿرر ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﻠوب ﺑﺛﺑوت اﻟرﺟوع إذ ھو ﻋﻧد أﻣره وﻗد رﺿﻲ ﺑﮫ "ﻓﺈن
ﻛﻔل ﺑﺄﻣره رﺟﻊ ﺑﻣﺎ أدى ﻋﻠﯾﮫ" ﻷﻧﮫ ﻗﺿﻰ دﯾﻧﮫ ﺑﺄﻣره "وإن ﻛﻔل ﺑﻐﯾر أﻣره ﻟم ﯾرﺟﻊ ﺑﻣﺎ ﯾؤدﯾﮫ" ﻷﻧﮫ ﻣﺗﺑرع
ﺑﺄداﺋﮫ ،وﻗوﻟﮫ رﺟﻊ ﺑﻣﺎ أدى ﻣﻌﻧﺎه إذا أدى ﻣﺎ ﺿﻣﻧﮫ ،أﻣﺎ إذا أدى ﺧﻼﻓﮫ رﺟﻊ ﺑﻣﺎ ﺿﻣن ﻷﻧﮫ ﻣﻠك اﻟدﯾن ﺑﺎﻷداء
ﻓﻧزل ﻣﻧزﻟﺔ اﻟطﺎﻟب ،ﻛﻣﺎ إذا ﻣﻠﻛﮫ ﺑﺎﻟﮭﺑﺔ أو ﺑﺎﻹرث ،وﻛﻣﺎ إذا ﻣﻠﻛﮫ اﻟﻣﺣﺗﺎل ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺣواﻟﺔ ،ﺑﺧﻼف
اﻟﻣﺄﻣور ﺑﻘﺿﺎء اﻟدﯾن ﺣﯾث ﯾرﺟﻊ ﺑﻣﺎ أدى؛ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﺷﻲء ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻠك اﻟدﯾن ﺑﺎﻷداء ،وﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا
ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻛﻔﯾل اﻟطﺎﻟب ﻋن اﻷﻟف ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻷﻧﮫ إﺳﻘﺎط ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا أﺑرأ اﻟﻛﻔﯾل.
ﻗﺎل" :وﻟﯾس ﻟﻠﻛﻔﯾل أن ﯾطﺎﻟب اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻧﮫ ﺑﺎﻟﻣﺎل ﻗﺑل أن ﯾؤدي ﻋﻧﮫ" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻠﻛﮫ ﻗﺑل اﻷداء ،ﺑﺧﻼف اﻟوﻛﯾل
ﺑﺎﻟﺷراء ﺣﯾث ﯾرﺟﻊ ﻗﺑل اﻷداء ﻷﻧﮫ اﻧﻌﻘد ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ﺣﻛﻣﯾﺔ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻟوزم ﺑﺎﻟﻣﺎل ﻛﺎن ﻟﮫ أن ﯾﻼزم اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻧﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﺧﻠﺻﮫ" وﻛذا إذا ﺣﺑس ﻛﺎن ﻟﮫ أن ﯾﺣﺑﺳﮫ ﻷﻧﮫ ﻟﺣﻘﮫ
ﻣﺎ ﻟﺣﻘﮫ ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ﻓﯾﻌﺎﻣﻠﮫ ﺑﻣﺛﻠﮫ "وإذا أﺑرأ اﻟطﺎﻟب اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻧﮫ أو اﺳﺗوﻓﻰ ﻣﻧﮫ ﺑرئ اﻟﻛﻔﯾل" ﻷن ﺑراءة
اﻷﺻﯾل ﺗوﺟب ﺑراءة اﻟﻛﻔﯾل ﻷن اﻟدﯾن ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ "وإن أﺑرأ اﻟﻛﻔﯾل ﻟم ﯾﺑرأ اﻷﺻﯾل ﻋﻧﮫ" ﻷﻧﮫ ﺗﺑﻊ ،وﻷن
ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ وﺑﻘﺎء اﻟدﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﺻﯾل ﺑدوﻧﮫ ﺟﺎﺋز "وﻛذا إذا أﺧر اﻟطﺎﻟب ﻋن اﻷﺻﯾل ﻓﮭو ﺗﺄﺧﯾر ﻋن اﻟﻛﻔﯾل،
وﻟو أﺧر ﻋن اﻟﻛﻔﯾل ﻟم ﯾﻛن ﺗﺄﺧﯾرا ﻋن اﻟذي ﻋﻠﯾﮫ اﻷﺻل" ﻷن اﻟﺗﺄﺧﯾر إﺑراء ﻣوﻗت ﻓﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎﻹﺑراء اﻟﻣؤﺑد،
ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﻔل ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﺣﺎل ﻣؤﺟﻼ إﻟﻰ ﺷﮭر ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗﺄﺟل ﻋن اﻷﺻﯾل ﻷﻧﮫ ﻻ ﺣق ﻟﮫ إﻻ اﻟدﯾن ﺣﺎل وﺟود
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﺻﺎر اﻷﺟل داﺧﻼ ﻓﯾﮫ ،أﻣﺎ ھﺎھﻧﺎ ﻓﺑﺧﻼﻓﮫ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻛﻔﯾل رب اﻟﻣﺎل ﻋن اﻷﻟف ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻓﻘد ﺑرئ اﻟﻛﻔﯾل واﻟذي ﻋﻠﯾﮫ اﻷﺻل" ﻷﻧﮫ أﺿﺎف
اﻟﺻﻠﺢ إﻟﻰ اﻷﻟف اﻟدﯾن وھﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﯾل ﻓﺑرئ ﻋن ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻷﻧﮫ إﺳﻘﺎط وﺑراءﺗﮫ ﺗوﺟب ﺑراءة اﻟﻛﻔﯾل ،ﺛم ﺑرﺋﺎ
ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻋن ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﺑﺄداء اﻟﻛﻔﯾل ،وﯾرﺟﻊ اﻟﻛﻔﯾل ﻋﻠﻰ اﻷﺻﯾل ﺑﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ إن ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺄﻣره ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا
ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﺟﻧس آﺧر ﻷﻧﮫ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ﺣﻛﻣﯾﺔ ﻓﻣﻠﻛﮫ ﻓﯾرﺟﻊ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻷﻟف ،وﻟو ﻛﺎن ﺻﺎﻟﺣﮫ ﻋﻣﺎ اﺳﺗوﺟب ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ آﺧرا :ﯾﺟوز إذا ﺑﻠﻐﮫ أﺟﺎز ،وﻟم ص -93-
ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧﺳﺦ اﻹﺟﺎزة ،واﻟﺧﻼف ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس واﻟﻣﺎل ﺟﻣﯾﻌﺎ .ﻟﮫ أﻧﮫ ﺗﺻرف اﻟﺗزام ﻓﯾﺳﺗﺑد ﺑﮫ
اﻟﻣﻠﺗزم ،وھذا وﺟﮫ ھذه اﻟرواﯾﺔ ﻋﻧﮫ .ووﺟﮫ اﻟﺗوﻗف ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﻔﺿوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح .وﻟﮭﻣﺎ أن ﻓﯾﮫ ﻣﻌﻧﻰ
اﻟﺗﻣﻠﯾك وھو ﺗﻣﻠﯾك اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻣﻧﮫ ﻓﯾﻘوم ﺑﮭﻣﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ واﻟﻣوﺟود ﺷطره ﻓﻼ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﺎ وراء اﻟﻣﺟﻠس "إﻻ ﻓﻲ
ﻣﺳﺄﻟﺔ واﺣدة وھﻲ أن ﯾﻘول اﻟﻣرﯾض ﻟوارﺛﮫ ﺗﻛﻔل ﻋﻧﻲ ﺑﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻣن اﻟدﯾن ﻓﻛﻔل ﺑﮫ ﻣﻊ ﻏﯾﺑﺔ اﻟﻐرﻣﺎء ﺟﺎز"
ﻷن ذﻟك وﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﻟﮭذا ﺗﺻﺢ وإن ﻟم ﯾﺳم اﻟﻣﻛﻔول ﻟﮭم ،وﻟﮭذا ﻗﺎﻟوا :إﻧﻣﺎ ﺗﺻﺢ إذا ﻛﺎن ﻟﮫ ﻣﺎل أو ﯾﻘﺎل
إﻧﮫ ﻗﺎﺋم ﻣﻘﺎم اﻟطﺎﻟب ﻟﺣﺎﺟﺗﮫ إﻟﯾﮫ ﺗﻔرﯾﻐﺎ ﻟذﻣﺗﮫ وﻓﯾﮫ ﻧﻔﻊ اﻟطﺎﻟب ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﺣﺿر ﺑﻧﻔﺳﮫ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﺑﮭذا
اﻟﻠﻔظ ،وﻻ ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺑول ﻷﻧﮫ ﯾراد ﺑﮫ اﻟﺗﺣﻘﯾق دون اﻟﻣﺳﺎوﻣﺔ ظﺎھرا ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﻛﺎح ،وﻟو
ﻗﺎل اﻟﻣرﯾض ذﻟك ﻷﺟﻧﺑﻲ اﺧﺗﻠف اﻟﻣﺷﺎﯾﺦ ﻓﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻣﺎت اﻟرﺟل وﻋﻠﯾﮫ دﯾون وﻟم ﯾﺗرك ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺗﻛﻔل ﻋﻧﮫ رﺟل ﻟﻠﻐرﻣﺎء ﻟم ﺗﺻﺢ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ
ﷲ ،وﻗﺎﻻ :ﺗﺻﺢ" ﻷﻧﮫ ﻛﻔل ﺑدﯾن ﺛﺎﺑت ﻷﻧﮫ وﺟب ﻟﺣق اﻟطﺎﻟب ،وﻟم ﯾوﺟد اﻟﻣﺳﻘط وﻟﮭذا ﯾﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﺣق أﺣﻛﺎم
اﻵﺧرة ،وﻟو ﺗﺑرع ﺑﮫ إﻧﺳﺎن ﯾﺻﺢ ،وﻛذا ﯾﺑﻘﻰ إذا ﻛﺎن ﺑﮫ ﻛﻔﯾل أو ﻣﺎل .وﻟﮫ أﻧﮫ ﻛﻔل ﺑدﯾن ﺳﺎﻗط ﻷن اﻟدﯾن ھو
اﻟﻔﻌل ﺣﻘﯾﻘﺔ وﻟﮭذا ﯾوﺻف ﺑﺎﻟوﺟوب .ﻟﻛﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻣﺎل ﻷﻧﮫ ﯾﺋول إﻟﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺂل وﻗد ﻋﺟز ﺑﻧﻔﺳﮫ وﺑﺧﻠﻔﮫ ﻓﻔﺎت
ﻋﺎﻗﺑﺔ اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﻓﯾﺳﻘط ﺿرورة ،واﻟﺗﺑرع ﻻ ﯾﻌﺗﻣد ﻗﯾﺎم اﻟدﯾن ،وإذا ﻛﺎن ﺑﮫ ﻛﻔﯾل أو ﻟﮫ ﻣﺎل ﻓﺧﻠﻔﮫ أو اﻹﻓﺿﺎء إﻟﻰ
اﻷداء ﺑﺎق.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻛﻔل ﻋن رﺟل ﺑﺄﻟف ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺄﻣره ﻓﻘﺿﺎه اﻷﻟف ﻗﺑل أن ﯾﻌطﯾﮫ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل ﻓﻠﯾس ﻟﮫ أن ﯾرﺟﻊ ﻓﯾﮭﺎ"
ﻷﻧﮫ ﺗﻌﻠق ﺑﮫ ﺣق اﻟﻘﺎﺑض ﻋﻠﻰ اﺣﺗﻣﺎل ﻗﺿﺎﺋﮫ اﻟدﯾن ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ھذا اﻻﺣﺗﻣﺎل ،ﻛﻣن ﻋﺟل زﻛﺎﺗﮫ
ودﻓﻌﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺳﺎﻋﻲ ،وﻷﻧﮫ ﻣﻠﻛﮫ ﺑﺎﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧذﻛر ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟدﻓﻊ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻷﻧﮫ ﺗﻣﺣض
أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﯾده "وإن رﺑﺢ اﻟﻛﻔﯾل ﻓﯾﮫ ﻓﮭو ﻻ ﯾﺗﺻدق ﺑﮫ" ﻷﻧﮫ ﻣﻠﻛﮫ ﺣﯾن ﻗﺑﺿﮫ ،أﻣﺎ إذا ﻗﺿﻰ اﻟدﯾن ﻓظﺎھر ،وﻛذا
إذا ﻗﺿﻰ اﻟﻣطﻠوب ﺑﻧﻔﺳﮫ وﺛﺑت ﻟﮫ ﺣق اﻻﺳﺗرداد ﻷﻧﮫ وﺟب ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻧﮫ ﻣﺛل ﻣﺎ وﺟب ﻟﻠطﺎﻟب ﻋﻠﯾﮫ،
إﻻ أﻧﮫ أﺧرت اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ إﻟﻰ وﻗت اﻷداء ﻓﻧزل ﻣﻧزﻟﺔ اﻟدﯾن اﻟﻣؤﺟل ،وﻟﮭذا ﻟو أﺑرأ اﻟﻛﻔﯾل اﻟﻣطﻠوب ﻗﺑل أداﺋﮫ
ﯾﺻﺢ ،ﻓﻛذا إذا ﻗﺑﺿﮫ ﯾﻣﻠﻛﮫ إﻻ أن ﻓﯾﮫ ﻧوع ﺧﺑث ﻧﺑﯾﻧﮫ ﻓﻼ ﯾﻌﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﻠك ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻌﯾن وﻗد ﻗررﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﺑﯾوع
"وﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻛر ﺣﻧطﺔ ﻓﻘﺑﺿﮭﺎ اﻟﻛﻔﯾل ﻓﺑﺎﻋﮭﺎ ورﺑﺢ ﻓﯾﮭﺎ ﻓﺎﻟرﺑﺢ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ أﻧﮫ ﻣﻠﻛﮫ.
"وأﺣب إﻟﻲ أن ﯾرده ﻋﻠﻰ اﻟذي ﻗﺿﺎه اﻟﻛر وﻻ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم" وھذا ﻋﻧد
أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﻲ رواﯾﺔ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر ،وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ: ص -94-
ھو ﻟﮫ وﻻ ﯾرده ﻋﻠﻰ اﻟذي ﻗﺿﺎه وھو رواﯾﺔ ﻋﻧﮫ ،وﻋﻧﮫ أﻧﮫ ﯾﺗﺻدق ﺑﮫ .ﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ رﺑﺢ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻟذي
ﺑﯾﻧﺎه ﻓﯾﺳﻠم ﻟﮫ .وﻟﮫ أﻧﮫ ﺗﻣﻛن اﻟﺧﺑث ﻣﻊ اﻟﻣﻠك ،إﻣﺎ ﻷﻧﮫ ﺑﺳﺑﯾل ﻣن اﻻﺳﺗرداد ﺑﺄن ﯾﻘﺿﯾﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ ،أو ﻷﻧﮫ رﺿﻲ ﺑﮫ
ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﻗﺿﺎء اﻟﻛﻔﯾل ،ﻓﺈذا ﻗﺿﺎه ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻟم ﯾﻛن راﺿﯾﺎ ﺑﮫ وھذا اﻟﺧﺑث ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻓﯾﻛون ﺳﺑﯾﻠﮫ اﻟﺗﺻدق
ﻓﻲ رواﯾﺔ ،وﯾرده ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ رواﯾﺔ ﻷن اﻟﺧﺑث ﻟﺣﻘﮫ ،وھذا أﺻﺢ ﻟﻛﻧﮫ اﺳﺗﺣﺑﺎب ﻻ ﺟﺑر ﻷن اﻟﺣق ﻟﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻛﻔل ﻋن رﺟل ﺑﺄﻟف ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺄﻣره ﻓﺄﻣره اﻷﺻﯾل أن ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ ﺣرﯾرا ﻓﻔﻌل ﻓﺎﻟﺷراء ﻟﻠﻛﻔﯾل واﻟرﺑﺢ
اﻟذي رﺑﺣﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﮭو ﻋﻠﯾﮫ" وﻣﻌﻧﺎه اﻷﻣر ﺑﺑﯾﻊ اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻣﺛل أن ﯾﺳﺗﻘرض ﻣن ﺗﺎﺟر ﻋﺷرة ﻓﯾﺗﺄﺑﻰ ﻋﻠﯾﮫ وﯾﺑﯾﻊ ﻣﻧﮫ
ﺛوﺑﺎ ﯾﺳﺎوي ﻋﺷرة ﺑﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻣﺛﻼ رﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻧﯾل اﻟزﯾﺎدة ﻟﯾﺑﯾﻌﮫ اﻟﻣﺳﺗﻘرض ﺑﻌﺷرة وﯾﺗﺣﻣل ﻋﻠﯾﮫ ﺧﻣﺳﺔ؛ ﺳﻣﻲ
ﺑﮫ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﻹﻋراض ﻋن اﻟدﯾن إﻟﻰ اﻟﻌﯾن ،وھو ﻣﻛروه ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﻹﻋراض ﻋن ﻣﺑرة اﻹﻗراض ﻣطﺎوﻋﺔ
ﻟﻣذﻣوم اﻟﺑﺧل .ﺛم ﻗﯾل :ھذا ﺿﻣﺎن ﻟﻣﺎ ﯾﺧﺳر اﻟﻣﺷﺗري ﻧظرا إﻟﻰ ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﻲ وھو ﻓﺎﺳد وﻟﯾس ﺑﺗوﻛﯾل وﻗﯾل ھو
ﺗوﻛﯾل ﻓﺎﺳد؛ ﻷن اﻟﺣرﯾر ﻏﯾر ﻣﺗﻌﯾن ،وﻛذا اﻟﺛﻣن ﻏﯾر ﻣﺗﻌﯾن ﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻣﺎ زاد ﻋﻠﻰ اﻟدﯾن ،وﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﺎﻟﺷراء
ﻟﻠﻣﺷﺗري وھو اﻟﻛﻔﯾل واﻟرﺑﺢ :أي اﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﯾﮫ ﻷﻧﮫ اﻟﻌﺎﻗد.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻛﻔل ﻋن رﺟل ﺑﻣﺎ ذاب ﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ أو ﺑﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻐﺎب اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻧﮫ ﻓﺄﻗﺎم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺄن ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻧﮫ أﻟف درھم ﻟم ﺗﻘﺑل ﺑﯾﻧﺗﮫ" ﻷن اﻟﻣﻛﻔول ﺑﮫ ﻣﺎل ﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ وھذا ﻓﻲ ﻟﻔظﺔ
اﻟﻘﺿﺎء ظﺎھر ،وﻛذا ﻓﻲ اﻷﺧرى ﻷن ﻣﻌﻧﻰ ذاب ﺗﻘرر وھو ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء أو ﻣﺎل ﯾﻘﺿﻰ ﺑﮫ وھذا ﻣﺎض أرﯾد ﺑﮫ
اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻛﻘوﻟﮫ :أطﺎل ﷲ ﺑﻘﺎءك ﻓﺎﻟدﻋوى ﻣطﻠق ﻋن ذﻟك ﻓﻼ ﺗﺻﺢ" .وﻣن أﻗﺎم اﻟﺑﯾﻧﺔ أن ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻓﻼن ﻛذا
وأن ھذا ﻛﻔﯾل ﻋﻧﮫ ﺑﺄﻣره ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻘﺿﻰ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل وﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻧﮫ ،وإن ﻛﺎﻧت اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻐﯾر أﻣره ﯾﻘﺿﻰ
ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل ﺧﺎﺻﺔ" وإﻧﻣﺎ ﺗﻘﺑل ﻷن اﻟﻣﻛﻔول ﺑﮫ ﻣﺎل ﻣطﻠق ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺗﻘدم ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﻷﻣر وﻋدﻣﮫ ﻷﻧﮭﻣﺎ
ﯾﺗﻐﺎﯾران ،ﻷن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺄﻣر ﺗﺑرع اﺑﺗداء وﻣﻌﺎوﺿﺔ اﻧﺗﮭﺎء ،وﺑﻐﯾر أﻣر ﺗﺑرع اﺑﺗداء واﻧﺗﮭﺎء ،ﻓﺑدﻋواه أﺣدھﻣﺎ ﻻ
ﯾﻘﺿﻰ ﻟﮫ ﺑﺎﻵﺧر ،وإذا ﻗﺿﻲ ﺑﮭﺎ ﺑﺎﻷﻣر ﺛﺑت أﻣره ،وھو ﯾﺗﺿﻣن اﻹﻗرار ﺑﺎﻟﻣﺎل ﻓﯾﺻﯾر ﻣﻘﺿﯾﺎ ﻋﻠﯾﮫ ،واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ﺑﻐﯾر أﻣره ﻻ ﺗﻣس ﺟﺎﻧﺑﮫ ﻷﻧﮫ ﺗﻌﺗﻣد ﺻﺣﺗﮭﺎ ﻗﯾﺎم اﻟدﯾن ﻓﻲ زﻋم اﻟﻛﻔﯾل ﻓﻼ ﯾﺗﻌدى إﻟﯾﮫ ،وﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺄﻣره ﯾرﺟﻊ
اﻟﻛﻔﯾل ﺑﻣﺎ أدى ﻋﻠﻰ اﻵﻣر .وﻗﺎل زﻓر رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﯾرﺟﻊ؛ ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ أﻧﻛر ﻓﻘد ظﻠم ﻓﻲ زﻋﻣﮫ ﻓﻼ ﯾظﻠم ﻏﯾره
وﻧﺣن ﻧﻘول ﺻﺎر ﻣﻛذﺑﺎ ﺷرﻋﺎ ﻓﺑطل ﻣﺎ زﻋﻣﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع دارا وﻛﻔل رﺟل ﻋﻧﮫ ﺑﺎﻟدرك ﻓﮭو ﺗﺳﻠﯾم" ﻷن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻟو ﻛﺎﻧت ﻣﺷروطﺔ
ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﺗﻣﺎﻣﮫ ﺑﻘﺑوﻟﮫ ،ﺛم ﺑﺎﻟدﻋوى ﯾﺳﻌﻰ ﻓﻲ ﻧﻘض ﻣﺎ ﺗم ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ،وإن ﻟم ﺗﻛن ص -95-
ﻣﺷروطﺔ ﻓﯾﮫ ﻓﺎﻟﻣراد ﺑﮭﺎ أﺣﻛﺎم اﻟﺑﯾﻊ وﺗرﻏﯾب اﻟﻣﺷﺗري ﻓﯾﮫ إذ ﻻ ﯾرﻏب ﻓﯾﮫ دون اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻧزل ﻣﻧزﻟﺔ اﻹﻗرار
ﺑﻣﻠك اﻟﺑﺎﺋﻊ.
ﻗﺎل" :وﻟو ﺷﮭد وﺧﺗم وﻟم ﯾﻛﻔل ﻟم ﯾﻛن ﺗﺳﻠﯾﻣﺎ وھو ﻋﻠﻰ دﻋواه" ﻷن اﻟﺷﮭﺎدة ﻻ ﺗﻛون ﻣﺷروطﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ وﻻ
ھﻲ ﺑﺈﻗرار ﺑﺎﻟﻣﻠك ﻷن اﻟﺑﯾﻊ ﻣرة ﯾوﺟد ﻣن اﻟﻣﺎﻟك وﺗﺎرة ﻣن ﻏﯾره ،وﻟﻌﻠﮫ ﻛﺗب اﻟﺷﮭﺎدة ﻟﯾﺣﻔظ اﻟﺣﺎدﺛﺔ ﺑﺧﻼف ﻣﺎ
ﺗﻘدم ،ﻗﺎﻟوا :إذا ﻛﺗب ﻓﻲ اﻟﺻك ﺑﺎع وھو ﯾﻣﻠﻛﮫ أو ﺑﯾﻌﺎ ﺑﺎﺗﺎ ﻧﺎﻓذا وھو ﻛﺗب ﺷﮭد ﺑذﻟك ﻓﮭو ﺗﺳﻠﯾم ،إﻻ إذا ﻛﺗب
اﻟﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ إﻗرار اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن.
ﺑﺎﻟدﯾن ﻷﻧﮫ ﻻ دﯾن ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ ،وإﻧﻣﺎ أﻗر ﺑﻣﺟرد اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻌد اﻟﺷﮭر ،وﻷن ص -96-
اﻷﺟل ﻓﻲ اﻟدﯾون ﻋﺎرض ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺛﺑت إﻻ ﺑﺷرط ﻓﻛﺎن اﻟﻘول ﻗول ﻣن أﻧﻛر اﻟﺷرط ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﯾﺎر ،أﻣﺎ اﻷﺟل
ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻧوع ﻣﻧﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺛﺑت ﻣن ﻏﯾر ﺷرط ﺑﺄن ﻛﺎن ﻣؤﺟﻼ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﯾل ،واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ أﻟﺣق اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻷول ،وأﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾروى ﻋﻧﮫ أﻟﺣق اﻷول ﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﻔرق ﻗد أوﺿﺣﻧﺎه.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻛﻔل ﻟﮫ رﺟل ﺑﺎﻟدرك ﻓﺎﺳﺗﺣﻘت ﻟم ﯾﺄﺧذ اﻟﻛﻔﯾل ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺿﻰ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ"
ﻷن ﺑﻣﺟرد اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻻ ﯾﻧﺗﻘض اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ ظﺎھر اﻟرواﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘض ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻠم ﯾﺟب ﻟﮫ ﻋﻠﻰ
اﻷﺻﯾل رد اﻟﺛﻣن ﻓﻼ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل ،ﺑﺧﻼف اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ ﻷن اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺑطل ﺑﮭﺎ ﻟﻌدم اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻛﻔﯾل .وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف أﻧﮫ ﯾﺑطل اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ،ﻓﻌﻠﻰ ﻗﯾﺎس ﻗوﻟﮫ ﯾرﺟﻊ ﺑﻣﺟرد اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق وﻣوﺿﻌﮫ
أواﺋل اﻟزﯾﺎدات ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻷﺻل" .وﻣن اﺷﺗرى ﻋﺑدا ﻓﺿﻣن ﻟﮫ رﺟل ﺑﺎﻟﻌﮭدة ﻓﺎﻟﺿﻣﺎن ﺑﺎطل" ﻷن ھذه اﻟﻠﻔظﺔ
ﻣﺷﺗﺑﮭﺔ ﻗد ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺻك اﻟﻘدﯾم وھو ﻣﻠك اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻼ ﯾﺻﺢ ﺿﻣﺎﻧﮫ ،وﻗد ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد وﻋﻠﻰ ﺣﻘوﻗﮫ وﻋﻠﻰ
اﻟدرك وﻋﻠﻰ اﻟﺧﯾﺎر ،وﻟﻛل ذﻟك وﺟﮫ ﻓﺗﻌذر اﻟﻌﻣل ﺑﮭﺎ ،ﺑﺧﻼف اﻟدرك ﻷﻧﮫ اﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻋرﻓﺎ،
وﻟو ﺿﻣن اﻟﺧﻼص ﻻ ﯾﺻﺢ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻷﻧﮫ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﺧﻠﯾص اﻟﻣﺑﯾﻊ وﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ وھو
ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﯾﮫ ،وﻋﻧدھﻣﺎ ھو ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟدرك وھو ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺑﯾﻊ أو ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻓﺻﺢ.
ﺑﺎب ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟرﺟﻠﯾن
"وإذا ﻛﺎن اﻟدﯾن ﻋﻠﻰ اﺛﻧﯾن وﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻛﻔﯾل ﻋن ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻛﻣﺎ إذا اﺷﺗرﯾﺎ ﻋﺑدا ﺑﺄﻟف درھم وﻛﻔل ﻛل واﺣد
ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻋن ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻣﺎ أدى أﺣدھﻣﺎ ﻟم ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺷرﯾﻛﮫ ﺣﺗﻰ ﯾزﯾد ﻣﺎ ﯾؤدﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻف ﻓﯾرﺟﻊ ﺑﺎﻟزﯾﺎدة"
ﻷن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف أﺻﯾل وﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻵﺧر ﻛﻔﯾل ،وﻻ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺑﯾن ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺣق اﻷﺻﺎﻟﺔ وﺑﺣق
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،ﻷن اﻷول دﯾن واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ،ﺛم ھو ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻸول ﻓﯾﻘﻊ ﻋن اﻷول ،وﻓﻲ اﻟزﯾﺎدة ﻻ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﯾﻘﻊ ﻋن
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻷﻧﮫ ﻟو وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف ﻋن ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻠﺻﺎﺣﺑﮫ أن ﯾرﺟﻊ ﻷن أداء ﻧﺎﺋﺑﮫ ﻛﺄداﺋﮫ ﻓﯾؤدي إﻟﻰ
اﻟدور "وإذا ﻛﻔل رﺟﻼن ﻋن رﺟل ﺑﻣﺎل ﻋﻠﻰ أن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻛﻔﯾل ﻋن ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻛل ﺷﻲء أداه أﺣدھﻣﺎ رﺟﻊ
ﻋﻠﻰ ﺷرﯾﻛﮫ ﺑﻧﺻﻔﮫ ﻗﻠﯾﻼ ﻛﺎن أو ﻛﺛﯾرا" وﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ أن ﺗﻛون اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻛل ﻋن اﻷﺻﯾل وﺑﺎﻟﻛل
ﻋن اﻟﺷرﯾك واﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻣﺗﻌددة ﻓﺗﺟﺗﻣﻊ اﻟﻛﻔﺎﻟﺗﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر وﻣوﺟﺑﮭﺎ اﻟﺗزام اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻓﺗﺻﺢ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋن اﻟﻛﻔﯾل
ﻛﻣﺎ ﺗﺻﺢ
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﻋن اﻷﺻﯾل وﻛﻣﺎ ﺗﺻﺢ اﻟﺣواﻟﺔ ﻣن اﻟﻣﺣﺗﺎل ﻋﻠﯾﮫ .وإذا ﻋرف ھذا ﻓﻣﺎ أداه ص -97-
أﺣدھﻣﺎ وﻗﻊ ﺷﺎﺋﻌﺎ ﻋﻧﮭﻣﺎ إذ اﻟﻛل ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻓﻼ ﺗرﺟﯾﺢ ﻟﻠﺑﻌض ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻌض ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺷرﯾﻛﮫ
ﺑﻧﺻﻔﮫ وﻻ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟدور ﻷن ﻗﺿﯾﺗﮫ اﻻﺳﺗواء ،وﻗد ﺣﺻل ﺑرﺟوع أﺣدھﻣﺎ ﺑﻧﺻف ﻣﺎ أدى ﻓﻼ ﯾﻧﺗﻘض ﺑرﺟوع
اﻵﺧر ﻋﻠﯾﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺗﻘدم ،ﺛم ﯾرﺟﻌﺎن ﻋﻠﻰ اﻷﺻﯾل ﻷﻧﮭﻣﺎ أدﯾﺎ ﻋﻧﮫ أﺣدھﻣﺎ ﺑﻧﻔﺳﮫ واﻵﺧر ﺑﻧﺎﺋﺑﮫ "وإن ﺷﺎء
رﺟﻊ ﺑﺎﻟﺟﻣﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻧﮫ" ﻷﻧﮫ ﻛﻔل ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺎل ﻋﻧﮫ ﺑﺄﻣره.
ﻗﺎل" :وإذا أﺑرأ رب اﻟﻣﺎل أﺣدھﻣﺎ أﺧذ اﻵﺧر ﺑﺎﻟﺟﻣﯾﻊ ﻷن إﺑراء اﻟﻛﻔﯾل ﻻ ﯾوﺟب" ﺑراءة اﻷﺻﯾل ﻓﺑﻘﻲ اﻟﻣﺎل ﻛﻠﮫ
ﻋﻠﻰ اﻷﺻﯾل واﻵﺧر ﻛﻔﯾل ﻋﻧﮫ ﺑﻛﻠﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه وﻟﮭذا ﯾﺄﺧذه ﺑﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا اﻓﺗرق اﻟﻣﺗﻔﺎوﺿﺎن ﻓﻸﺻﺣﺎب اﻟدﯾون أن ﯾﺄﺧذوا أﯾﮭﻣﺎ ﺷﺎءوا ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟدﯾن" ﻷن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ
ﻛﻔﯾل ﻋن ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋرف ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺔ "وﻻ ﯾرﺟﻊ أﺣدھﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺑﮫ ﺣﺗﻰ ﯾؤدي أﻛﺛر ﻣن اﻟﻧﺻف" ﻟﻣﺎ
ﻣر ﻣن اﻟوﺟﮭﯾن ﻓﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟرﺟﻠﯾن.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛوﺗب اﻟﻌﺑدان ﻛﺗﺎﺑﺔ واﺣدة وﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻛﻔﯾل ﻋن ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻛل ﺷﻲء أداه أﺣدھﻣﺎ رﺟﻊ ﻋﻠﻰ
ﺻﺎﺣﺑﮫ ﺑﻧﺻﻔﮫ" ووﺟﮭﮫ أن ھذا اﻟﻌﻘد ﺟﺎﺋز اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ،وطرﯾﻘﮫ أن ﯾﺟﻌل ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ أﺻﯾﻼ ﻓﻲ ﺣق وﺟوب
اﻷﻟف ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﻛون ﻋﺗﻘﮭﻣﺎ ﻣﻌﻠﻘﺎ ﺑﺄداﺋﮫ وﯾﺟﻌل ﻛﻔﯾﻼ ﺑﺎﻷﻟف ﻓﻲ ﺣق ﺻﺎﺣﺑﮫ ،وﺳﻧذﻛره ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎﺗب إن ﺷﺎء ﷲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وإذا ﻋرف ذﻟك ﻓﻣﺎ أداه أﺣدھﻣﺎ رﺟﻊ ﺑﻧﺻﻔﮫ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻻﺳﺗواﺋﮭﻣﺎ ،وﻟو رﺟﻊ ﺑﺎﻟﻛل ﻻ ﺗﺗﺣﻘق
اﻟﻣﺳﺎواة.
ﻗﺎل" :وﻟو ﻟم ﯾؤدﯾﺎ ﺷﯾﺋﺎ ﺣﺗﻰ أﻋﺗق اﻟﻣوﻟﻰ أﺣدھﻣﺎ ﺟﺎز اﻟﻌﺗق" ﻟﻣﺻﺎدﻓﺗﮫ ﻣﻠﻛﮫ وﺑرئ ﻋن اﻟﻧﺻف ﻷﻧﮫ ﻣﺎ
رﺿﻲ ﺑﺎﻟﺗزام اﻟﻣﺎل إﻻ ﻟﯾﻛون اﻟﻣﺎل وﺳﯾﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺗق وﻣﺎ ﺑﻘﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻓﯾﺳﻘط وﯾﺑﻘﻰ اﻟﻧﺻف ﻋﻠﻰ اﻵﺧر؛ ﻷن
اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﺑرﻗﺑﺗﮭﻣﺎ .وإﻧﻣﺎ ﺟﻌل ﻋﻠﻰ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ اﺣﺗﯾﺎﻻ ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺿﻣﺎن ،وإذا ﺟﺎء اﻟﻌﺗق
اﺳﺗﻐﻧﻰ ﻋﻧﮫ ﻓﺎﻋﺗﺑر ﻣﻘﺎﺑﻼ ﺑرﻗﺑﺗﮭﻣﺎ ﻓﻠﮭذا ﯾﺗﻧﺻف ،وﻟﻠﻣوﻟﻰ أن ﯾﺄﺧذ ﺑﺣﺻﺔ اﻟذي ﻟم ﯾﻌﺗق أﯾﮭﻣﺎ ﺷﺎء اﻟﻣﻌﺗق
ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وﺻﺎﺣﺑﮫ ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ ،وإن أﺧذ اﻟذي أﻋﺗق رﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺑﮫ ﺑﻣﺎ ﯾؤدي ﻷﻧﮫ ﻣؤد ﻋﻧﮫ ﺑﺄﻣره ،وإن أﺧذ
اﻵﺧر ﻟم ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺗق ﺑﺷﻲء ﻷﻧﮫ أدى ﻋن ﻧﻔﺳﮫ وﷲ أﻋﻠم.
ﻷن اﻟﻣﺎل ﺣﺎل ﻋﻠﯾﮫ ﻟوﺟود اﻟﺳﺑب وﻗﺑول اﻟذﻣﺔ ،إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﯾطﺎﻟب ﻟﻌﺳرﺗﮫ ،إذ ﺟﻣﯾﻊ ص -98-
ﻣﺎ ﻓﻲ ﯾده ﻣﻠك اﻟﻣوﻟﻰ وﻟم ﯾرض ﺑﺗﻌﻠﻘﮫ ﺑﮫ واﻟﻛﻔﯾل ﻏﯾر ﻣﻌﺳر ،ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﻛﻔل ﻋن ﻏﺎﺋب أو ﻣﻔﻠس ،ﺑﺧﻼف
اﻟدﯾن اﻟﻣؤﺟل ﻷﻧﮫ ﻣﺗﺄﺧر ﺑﻣؤﺧر ،ﺛم إذا أدى رﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑد ﺑﻌد اﻟﻌﺗق ﻷن اﻟطﺎﻟب ﻻ ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ إﻻ ﺑﻌد
اﻟﻌﺗق ،ﻓﻛذا اﻟﻛﻔﯾل ﻟﻘﯾﺎﻣﮫ ﻣﻘﺎﻣﮫ" .وﻣن ادﻋﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺑد ﻣﺎﻻ وﻛﻔل ﻟﮫ رﺟل ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻓﻣﺎت اﻟﻌﺑد ﺑرئ اﻟﻛﻔﯾل"
ﻟﺑراءة اﻷﺻﯾل ﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﻛﻔول ﻋﻧﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ ﺣرا.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ادﻋﻰ رﻗﺑﺔ اﻟﻌﺑد ﻓﻛﻔل ﺑﮫ رﺟل ﻓﻣﺎت اﻟﻌﺑد ﻓﺄﻗﺎم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﺑﯾﻧﺔ أﻧﮫ ﻛﺎن ﻟﮫ ﺿﻣن اﻟﻛﻔﯾل ﻗﯾﻣﺗﮫ" ﻷن
ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻟﻰ ردھﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﯾﺧﻠﻔﮭﺎ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ،وﻗد اﻟﺗزم اﻟﻛﻔﯾل ذﻟك وﺑﻌد اﻟﻣوت ﺗﺑﻘﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ واﺟﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﯾل
ﻓﻛذا ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﯾل ،ﺑﺧﻼف اﻷول.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﻔل اﻟﻌﺑد ﻋن ﻣوﻻه ﺑﺄﻣره ﻓﻌﺗق ﻓﺄداه أو ﻛﺎن اﻟﻣوﻟﻰ ﻛﻔل ﻋﻧﮫ ﻓﺄداه ﺑﻌد اﻟﻌﺗق ﻟم ﯾرﺟﻊ واﺣد
ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺑﮫ" وﻗﺎل زﻓر :ﯾرﺟﻊ ،وﻣﻌﻧﻰ اﻟوﺟﮫ اﻷول أن ﻻ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑد دﯾن ﺣﺗﻰ ﺗﺻﺢ ﻛﻔﺎﻟﺗﮫ
ﺑﺎﻟﻣﺎل ﻋن اﻟﻣوﻟﻰ إذا ﻛﺎن ﺑﺄﻣره ،أﻣﺎ ﻛﻔﺎﻟﺗﮫ ﻋن اﻟﻌﺑد ﻓﺗﺻﺢ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺣﺎل .ﻟﮫ أﻧﮫ ﺗﺣﻘق اﻟﻣوﺟب ﻟﻠرﺟوع وھو
اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺄﻣره واﻟﻣﺎﻧﻊ وھو اﻟرق ﻗد زال .وﻟﻧﺎ أﻧﮭﺎ وﻗﻌت ﻏﯾر ﻣوﺟﺑﺔ ﻟﻠرﺟوع ﻷن اﻟﻣوﻟﻰ ﻻ ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ ﻋﺑده
دﯾﻧﺎ وﻛذا اﻟﻌﺑد ﻋﻠﻰ ﻣوﻻه ،ﻓﻼ ﺗﻧﻘﻠب ﻣوﺟﺑﺔ أﺑدا ﻛﻣن ﻛﻔل ﻋن ﻏﯾره ﺑﻐﯾر أﻣره ﻓﺄﺟﺎزه" .وﻻ ﺗﺟوز اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ﺑﻣﺎل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺣر ﺗﻛﻔل ﺑﮫ أو ﻋﺑد" ﻷﻧﮫ دﯾن ﺛﺑت ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎﻓﻲ ﻓﻼ ﯾظﮭر ﻓﻲ ﺣق ﺻﺣﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ،وﻷﻧﮫ ﻟو ﻋﺟز
ﻧﻔﺳﮫ ﺳﻘط ،وﻻ ﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟوﺟﮫ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻛﻔﯾل ،وإﺛﺑﺎﺗﮫ ﻣطﻠﻘﺎ ﯾﻧﺎﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺿم ﻷن ﻣن ﺷرطﮫ
اﻻﺗﺣﺎد ،وﺑدل اﻟﺳﻌﺎﯾﺔ ﻛﻣﺎل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻷﻧﮫ ﻛﺎﻟﻣﻛﺎﺗب ﻋﻧده.
وھذا ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻹﻓﻼس ﻻ ﯾﺗﺣﻘق ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧده ﺧﻼﻓﺎ ﻟﮭﻣﺎ ،ﻷن ﻣﺎل ﷲ ﻏﺎد ص -100-
وراﺋﺢ.
ﻗﺎل" :وإذا طﺎﻟب اﻟﻣﺣﺗﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺣﯾل ﺑﻣﺛل ﻣﺎل اﻟﺣواﻟﺔ ﻓﻘﺎل اﻟﻣﺣﯾل أﺣﻠت ﺑدﯾن ﻟﻲ ﻋﻠﯾك ﻟك ﯾﻘﺑل ﻗوﻟﮫ وﻛﺎن
ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺛل اﻟدﯾن" ﻷن ﺳﺑب اﻟرﺟوع ﻗد ﺗﺣﻘق وھو ﻗﺿﺎء دﯾﻧﮫ ﺑﺄﻣره إﻻ أن اﻟﻣﺣﯾل ﯾدﻋﻲ ﻋﻠﯾﮫ دﯾﻧﺎ وھو ﯾﻧﻛر
واﻟﻘول ﻟﻠﻣﻧﻛر ،وﻻ ﺗﻛون اﻟﺣواﻟﺔ إﻗرارا ﻣﻧﮫ ﺑﺎﻟدﯾن ﻋﻠﯾﮫ ﻷﻧﮭﺎ ﻗد ﺗﻛون ﺑدوﻧﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا طﺎﻟب اﻟﻣﺣﯾل اﻟﻣﺣﺗﺎل ﺑﻣﺎ أﺣﺎﻟﮫ ﺑﮫ ﻓﻘﺎل إﻧﻣﺎ أﺣﻠﺗك ﻟﺗﻘﺑﺿﮫ ﻟﻲ وﻗﺎل اﻟﻣﺣﺗﺎل ﻻ ﺑل أﺣﻠﺗﻧﻲ ﺑدﯾن
ﻛﺎن ﻟﻲ ﻋﻠﯾك ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺣﯾل" ﻷن اﻟﻣﺣﺗﺎل ﯾدﻋﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟدﯾن وھو ﯾﻧﻛر وﻟﻔظﺔ اﻟﺣواﻟﺔ ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟوﻛﺎﻟﺔ
ﻓﯾﻛون اﻟﻘول ﻗوﻟﮫ ﻣﻊ ﯾﻣﯾﻧﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن أودع رﺟﻼ أﻟف درھم وأﺣﺎل ﺑﮭﺎ ﻋﻠﯾﮫ آﺧر ﻓﮭو ﺟﺎﺋز ﻷﻧﮫ أﻗدر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،ﻓﺈن ھﻠﻛت ﺑرئ"
ﻟﺗﻘﯾدھﺎ ﺑﮭﺎ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻣﺎ اﻟﺗزم اﻷداء إﻻ ﻣﻧﮭﺎ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟﻣﻐﺻوب ﻷن اﻟﻔوات إﻟﻰ ﺧﻠف ﻛﻼ ﻓوات،
وﻗد ﺗﻛون اﻟﺣواﻟﺔ ﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟدﯾن أﯾﺿﺎ ،وﺣﻛم اﻟﻣﻘﯾدة ﻓﻲ ھذه اﻟﺟﻣﻠﺔ أن ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻣﺣﯾل ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎل ﻋﻠﯾﮫ ﻷﻧﮫ
ﺗﻌﻠق ﺑﮫ ﺣق اﻟﻣﺣﺗﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺛﺎل اﻟرھن وإن ﻛﺎن أﺳوة ﻟﻠﻐرﻣﺎء ﺑﻌد ﻣوت اﻟﻣﺣﯾل ،وھذا ﻷﻧﮫ ﻟو ﺑﻘﻲ ﻟﮫ ﻣطﺎﻟﺑﺗﮫ
ﻓﯾﺄﺧذه ﻣﻧﮫ ﻟﺑطﻠت اﻟﺣواﻟﺔ وھﻲ ﺣق اﻟﻣﺣﺗﺎل .ﺑﺧﻼف اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻷﻧﮫ ﻻ ﺗﻌﻠق ﻟﺣﻘﮫ ﺑﮫ ﺑل ﺑذﻣﺗﮫ ﻓﻼ ﺗﺑطل اﻟﺣواﻟﺔ
ﺑﺄﺧذ ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ أو ﻋﻧده.
ﻗﺎل" :وﯾﻛره اﻟﺳﻔﺎﺗﺞ وھﻲ ﻗرض اﺳﺗﻔﺎد ﺑﮫ اﻟﻣﻘرض ﺳﻘوط ﺧطر اﻟطرﯾق" وھذا ﻧوع ﻧﻔﻊ اﺳﺗﻔﯾد ﺑﮫ وﻗد ﻧﮭﻰ
رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻋن ﻗرض ﺟر ﻧﻔﻌﺎ.
أﻗر ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﯾﺳﻠم ﻣﺎ ﻓﻲ ﯾده إﻟﻰ اﻟﻣﻘر ﻟﮫ اﻷول ﻟﺳﺑق ﺣﻘﮫ وﯾﺿﻣن ﻗﯾﻣﺗﮫ ص -103-
ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻗراره اﻟﺛﺎﻧﻲ وﯾﺳﻠم إﻟﻰ اﻟﻣﻘر ﻟﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ.
ﻗﺎل" :وﯾﺟﻠس ﻟﻠﺣﻛم ﺟﻠوﺳﺎ ظﺎھرا ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟد" ﻛﻲ ﻻ ﯾﺷﺗﺑﮫ ﻣﻛﺎﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻐرﺑﺎء وﺑﻌض اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ،واﻟﻣﺳﺟد
اﻟﺟﺎﻣﻊ أوﻟﻰ ﻷﻧﮫ أﺷﮭر .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﻛره اﻟﺟﻠوس ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟد ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻷﻧﮫ ﯾﺣﺿره اﻟﻣﺷرك وھو
ﻧﺟس ﺑﺎﻟﻧص واﻟﺣﺎﺋض وھﻲ ﻣﻣﻧوﻋﺔ ﻋن دﺧوﻟﮫ .وﻟﻧﺎ ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :إﻧﻣﺎ ﺑﻧﯾت اﻟﻣﺳﺎﺟد ﻟذﻛر ﷲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ واﻟﺣﻛم" .وﻛﺎن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﻔﺻل اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺗﻛﻔﮫ وﻛذا اﻟﺧﻠﻔﺎء اﻟراﺷدون ﻛﺎﻧوا
ﯾﺟﻠﺳون ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺟد ﻟﻔﺻل اﻟﺧﺻوﻣﺎت ،وﻷن اﻟﻘﺿﺎء ﻋﺑﺎدة ﻓﯾﺟوز إﻗﺎﻣﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟد ﻛﺎﻟﺻﻼة .وﻧﺟﺎﺳﺔ
اﻟﻣﺷرك ﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎده ﻻ ﻓﻲ ظﺎھره ﻓﻼ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن دﺧوﻟﮫ ،واﻟﺣﺎﺋض ﺗﺧﺑر ﺑﺣﺎﻟﮭﺎ ﻓﯾﺧرج اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﯾﮭﺎ أو إﻟﻰ ﺑﺎب
اﻟﻣﺳﺟد أو ﯾﺑﻌث ﻣن ﯾﻔﺻل ﺑﯾﻧﮭﺎ وﺑﯾن ﺧﺻﻣﮭﺎ ﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟداﺑﺔ .وﻟو ﺟﻠس ﻓﻲ داره ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ
وﯾﺄذن ﻟﻠﻧﺎس ﺑﺎﻟدﺧول ﻓﯾﮭﺎ ،وﯾﺟﻠس ﻣﻌﮫ ﻣن ﻛﺎن ﯾﺟﻠس ﻗﺑل ذﻟك ﻷن ﻓﻲ ﺟﻠوﺳﮫ وﺣده ﺗﮭﻣﺔ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﻘﺑل ھدﯾﺔ إﻻ ﻣن ذي رﺣم ﻣﺣرم أو ﻣﻣن ﺟرت ﻋﺎدﺗﮫ ﻗﺑل اﻟﻘﺿﺎء ﺑﻣﮭﺎداﺗﮫ" ﻷن اﻷول ﺻﻠﺔ اﻟرﺣم
واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﯾس ﻟﻠﻘﺿﺎء ﺑل ﺟرى ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎدة ،وﻓﯾﻣﺎ وراء ذﻟك ﯾﺻﯾر آﻛﻼ ﺑﻘﺿﺎﺋﮫ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎﻧت ﻟﻠﻘرﯾب ﺧﺻوﻣﺔ
ﻻ ﯾﻘﺑل ھدﯾﺗﮫ ،وﻛذا إذا زاد اﻟﻣﮭدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺗﺎد أو ﻛﺎﻧت ﻟﮫ ﺧﺻوﻣﺔ ﻷﻧﮫ ﻷﺟل اﻟﻘﺿﺎء ﻓﯾﺗﺣﺎﻣﺎه .وﻻ ﯾﺣﺿر
دﻋوة إﻻ أن ﺗﻛون ﻋﺎﻣﺔ ﻷن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻷﺟل اﻟﻘﺿﺎء ﻓﯾﺗﮭم ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ،ﺑﺧﻼف اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﯾدﺧل ﻓﻲ ھذا اﻟﺟواب ﻗرﯾﺑﮫ
وھو ﻗوﻟﮭﻣﺎ .وﻋن ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﯾﺟﯾﺑﮫ وإن ﻛﺎﻧت ﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﻟﮭدﯾﺔ ،واﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻟو ﻋﻠم اﻟﻣﺿﯾف أن
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﺣﺿرھﺎ ﻻ ﯾﺗﺧذھﺎ.
ﻗﺎل" :وﯾﺷﮭد اﻟﺟﻧﺎزة وﯾﻌود اﻟﻣرﯾض" ﻷن ذﻟك ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﻗﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻟﻠﻣﺳﻠم ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﻠم ﺳﺗﺔ ﺣﻘوق" وﻋد ﻣﻧﮭﺎ ھذﯾن" .وﻻ ﯾﺿﯾف أﺣد اﻟﺧﺻﻣﯾن دون ﺧﺻﻣﮫ" ﻷن اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم
ﻧﮭﻰ ﻋن ذﻟك ،وﻷن ﻓﯾﮫ ﺗﮭﻣﺔ.
ﻗﺎل " :وإذا ﺣﺿرا ﺳوى ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻠوس واﻹﻗﺑﺎل" ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :إذا اﺑﺗﻠﻲ أﺣدﻛم ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء
ﻓﻠﯾﺳو ﺑﯾﻧﮭم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس واﻹﺷﺎرة واﻟﻧظر" "وﻻ ﯾﺳﺎر أﺣدھﻣﺎ وﻻ ﯾﺷﯾر إﻟﯾﮫ وﻻ ﯾﻠﻘﻧﮫ ﺣﺟﺔ" ﻟﻠﺗﮭﻣﺔ وﻷن ﻓﯾﮫ
ﻣﻛﺳرة ﻟﻘﻠب اﻵﺧر ﻓﯾﺗرك ﺣﻘﮫ "وﻻ ﯾﺿﺣك ﻓﻲ وﺟﮫ أﺣدھﻣﺎ" ﻷﻧﮫ ﯾﺟﺗرئ ﻋﻠﻰ ﺧﺻﻣﮫ "وﻻ ﯾﻣﺎزﺣﮭم وﻻ
واﺣدا ﻣﻧﮭم" ﻷﻧﮫ ﯾذھب ﺑﻣﮭﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء.
ﻗﺎل" :وﯾﻛره ﺗﻠﻘﯾن اﻟﺷﺎھد" وﻣﻌﻧﺎه أن ﯾﻘول ﻟﮫ أﺗﺷﮭد ﺑﻛذا وﻛذا ،وھذا ﻷﻧﮫ إﻋﺎﻧﺔ ص -104-
ﻷﺣد اﻟﺧﺻﻣﯾن ﻓﯾﻛره ﻛﺗﻠﻘﯾن اﻟﺧﺻم .واﺳﺗﺣﺳﻧﮫ أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﮭﻣﺔ ﻷن اﻟﺷﺎھد ﻗد
ﯾﺣﺻر ﻟﻣﮭﺎﺑﺔ اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻛﺎن ﺗﻠﻘﯾﻧﮫ إﺣﯾﺎء ﻟﻠﺣق ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻹﺷﺧﺎص واﻟﺗﻛﻔﯾل.
ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﻏرﻣﺎﺋﮫ ،وھذا ﻛﻼم ﻓﻲ اﻟﻣﻼزﻣﺔ وﺳﻧذﻛره ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﺣﺟر إن ﺷﺎء ﷲ ص -105-
ﺗﻌﺎﻟﻰ.
وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :رﺟل أﻗر ﻋﻧد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑدﯾن ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺣﺑﺳﮫ ﺛم ﯾﺳﺄل ﻋﻧﮫ ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣوﺳرا أﺑد ﺣﺑﺳﮫ ،وإن
ﻛﺎن ﻣﻌﺳرا ﺧﻠﻰ ﺳﺑﯾﻠﮫ ،وﻣراده إذا أﻗر ﻋﻧد ﻏﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ أو ﻋﻧده ﻣرة وظﮭرت ﻣﻣﺎطﻠﺗﮫ واﻟﺣﺑس أوﻻ وﻣدﺗﮫ ﻗد
ﺑﯾﻧﺎه ﻓﻼ ﻧﻌﯾده.
ﻗﺎل" :وﯾﺣﺑس اﻟرﺟل ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺔ زوﺟﺗﮫ" ﻷﻧﮫ ظﺎﻟم ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع "وﻻ ﯾﺣﺑس واﻟد ﻓﻲ دﯾن وﻟده" ﻷﻧﮫ ﻧوع ﻋﻘوﺑﺔ
ﻓﻼ ﯾﺳﺗﺣﻘﮫ اﻟوﻟد ﻋﻠﻰ اﻟواﻟد ﻛﺎﻟﺣدود واﻟﻘﺻﺎص "إﻻ إذا اﻣﺗﻧﻊ ﻣن اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﯾﮫ" ﻷن ﻓﯾﮫ إﺣﯾﺎء ﻟوﻟده ،وﻷﻧﮫ ﻻ
ﯾﺗدارك ﻟﺳﻘوطﮭﺎ ﺑﻣﺿﻲ اﻟزﻣﺎن ،وﷲ أﻋﻠم اﻟﺻواب.
ﺑﺎب ﻛﺗﺎب اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻗﺎل" :وﯾﻘﺑل ﻛﺗﺎب اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق إذا ﺷﮭد ﺑﮫ ﻋﻧده" ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺑﯾن "ﻓﺈن ﺷﮭدوا ﻋﻠﻰ
ﺧﺻم ﺣﺎﺿر ﺣﻛم ﺑﺎﻟﺷﮭﺎدة" ﻟوﺟود اﻟﺣﺟﺔ "وﻛﺗب ﺑﺣﻛﻣﮫ" وھو اﻟﻣدﻋو ﺳﺟﻼ "وإن ﺷﮭدوا ﺑﮫ ﺑﻐﯾر ﺣﺿرة
اﻟﺧﺻم ﻟم ﯾﺣﻛم" ﻷن اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﺋب ﻻ ﯾﺟوز "وﻛﺗب ﺑﺎﻟﺷﮭﺎدة" ﻟﯾﺣﻛم اﻟﻣﻛﺗوب إﻟﯾﮫ ﺑﮭﺎ وھذا ھو اﻟﻛﺗﺎب
اﻟﺣﻛﻣﻲ ،وھو ﻧﻘل اﻟﺷﮭﺎدة ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﯾﺧﺗص ﺑﺷراﺋط ﻧذﻛرھﺎ إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﺟوازه ﻟﻣﺳﺎس اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻷن
اﻟﻣدﻋﻲ ﻗد ﯾﺗﻌذر ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﺷﮭوده وﺧﺻﻣﮫ ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺷﮭﺎدة .وﻗوﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ﯾﻧدرج ﺗﺣﺗﮫ
اﻟدﯾن واﻟﻧﻛﺎح واﻟﻧﺳب واﻟﻣﻐﺻوب واﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣﺟﺣودة واﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ اﻟﻣﺟﺣودة ﻷن ﻛل ذﻟك ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟدﯾن ،وھو
ﯾﻌرف ﺑﺎﻟوﺻف ﻻ ﯾﺣﺗﺎج ﻓﯾﮫ إﻟﻰ اﻹﺷﺎرة ،وﯾﻘﺑل ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر أﯾﺿﺎ ﻷن اﻟﺗﻌرﯾف ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد .وﻻ ﯾﻘﺑل ﻓﻲ
اﻷﻋﯾﺎن اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹﺷﺎرة .وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﯾﻘﺑل ﻓﻲ اﻟﻌﺑد دون اﻷﻣﺔ ﻟﻐﻠﺑﺔ اﻹﺑﺎق ﻓﯾﮫ
دوﻧﮭﺎ .وﻋﻧﮫ أﻧﮫ ﯾﻘﺑل ﻓﯾﮭﻣﺎ ﺑﺷراﺋط ﺗﻌرف ﻓﻲ ﻣوﺿﻌﮭﺎ .وﻋن ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﯾﻘﺑل ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ﯾﻧﻘل
وﯾﺣول وﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺗﺄﺧرون رﺣﻣﮭم ﷲ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﻛﺗﺎب إﻻ ﺑﺷﮭﺎدة رﺟﻠﯾن أو رﺟل واﻣرأﺗﯾن" ﻷن اﻟﻛﺗﺎب ﯾﺷﺑﮫ اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻼ ﯾﺛﺑت إﻻ ﺑﺣﺟﺔ ﺗﺎﻣﺔ
وھذا ﻷﻧﮫ ﻣﻠزم ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﺣﺟﺔ ،ﺑﺧﻼف ﻛﺗﺎب اﻻﺳﺗﺋﻣﺎن ﻣن أھل اﻟﺣرب ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﻣﻠزم ،وﺑﺧﻼف رﺳول
اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣزﻛﻰ ورﺳوﻟﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻷن اﻹﻟزام ﺑﺎﻟﺷﮭﺎدة ﻻ ﺑﺎﻟﺗزﻛﯾﺔ.
ﻗﺎل" :وﯾﺟب أن ﯾﻘرأ اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﯾﮭم ﻟﯾﻌرﻓوا ﻣﺎ ﻓﯾﮫ أو ﯾﻌﻠﻣﮭم ﺑﮫ" ﻷﻧﮫ ﻻ ﺷﮭﺎدة ﺑدون اﻟﻌﻠم "ﺛم ﯾﺧﺗﻣﮫ
ﺑﺣﺿرﺗﮭم وﯾﺳﻠﻣﮫ إﻟﯾﮭم" ﻛﻲ ﻻ ﯾﺗوھم اﻟﺗﻐﯾﯾر ،وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد
رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ ،ﻷن ﻋﻠم ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺧﺗم ﺑﺣﺿرﺗﮭم ﺷرط ،وﻛذا ﺣﻔظ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ص -106-
ﻋﻧدھﻣﺎ وﻟﮭذا ﯾدﻓﻊ إﻟﯾﮭم ﻛﺗﺎب آﺧر ﻏﯾر ﻣﺧﺗوم ﻟﯾﻛون ﻣﻌﮭم ﻣﻌﺎوﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻔظﮭم .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ
آﺧرا :ﺷﻲء ﻣن ذﻟك ﻟﯾس ﺑﺷرط ،واﻟﺷرط أن ﯾﺷﮭدھم أن ھذا ﻛﺗﺎﺑﮫ وﺧﺗﻣﮫ وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف أن اﻟﺧﺗم ﻟﯾس
ﺑﺷرط أﯾﺿﺎ ﻓﺳﮭل ﻓﻲ ذﻟك ﻟﻣﺎ اﺑﺗﻠﻲ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء وﻟﯾس اﻟﺧﺑر ﻛﺎﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ .واﺧﺗﺎر ﺷﻣس اﻷﺋﻣﺔ اﻟﺳرﺧﺳﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ
ﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ.
ﻗﺎل" :وإذا وﺻل إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟم ﯾﻘﺑﻠﮫ إﻻ ﺑﺣﺿرة اﻟﺧﺻم" ﻷﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ أداء اﻟﺷﮭﺎدة ﻓﻼ ﺑد ﻣن ﺣﺿوره،
ﺑﺧﻼف ﺳﻣﺎع اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻛﺎﺗب ﻷﻧﮫ ﻟﻠﻧﻘل ﻻ ﻟﻠﺣﻛم.
ﻗﺎل" :ﻓﺈذا ﺳﻠﻣﮫ اﻟﺷﮭود إﻟﯾﮫ ﻧظر إﻟﻰ ﺧﺗﻣﮫ ،ﻓﺈذا ﺷﮭدوا أﻧﮫ ﻛﺗﺎب ﻓﻼن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﻠﻣﮫ إﻟﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻠس ﺣﻛﻣﮫ
وﻗرأه ﻋﻠﯾﻧﺎ وﺧﺗﻣﮫ ﻓﺗﺣﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻗرأه ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻم وأﻟزﻣﮫ ﻣﺎ ﻓﯾﮫ" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ.
وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ :إذا ﺷﮭدوا أﻧﮫ ﻛﺗﺎﺑﮫ وﺧﺎﺗﻣﮫ ﻗﺑﻠﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ،وﻟم ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ظﮭور اﻟﻌداﻟﺔ
ﻟﻠﻔﺗﺢ ،واﻟﺻﺣﯾﺢ أﻧﮫ ﯾﻔض اﻟﻛﺗﺎب ﺑﻌد ﺛﺑوت اﻟﻌداﻟﺔ ،ﻛذا ذﻛره اﻟﺧﺻﺎف رﺣﻣﮫ ﷲ ﻷﻧﮫ رﺑﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ زﯾﺎدة
اﻟﺷﮭود وإﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﮭم أداء اﻟﺷﮭﺎدة ﺑﻌد ﻗﯾﺎم اﻟﺧﺗم ،وإﻧﻣﺎ ﯾﻘﺑﻠﮫ اﻟﻣﻛﺗوب إﻟﯾﮫ إذا ﻛﺎن اﻟﻛﺎﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،ﺣﺗﻰ ﻟو
ﻣﺎت أو ﻋزل أو ﻟم ﯾﺑق أھﻼ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻗﺑل وﺻول اﻟﻛﺗﺎب ﻻ ﯾﻘﺑﻠﮫ ﻷﻧﮫ اﻟﺗﺣق ﺑواﺣد ﻣن اﻟرﻋﺎﯾﺎ ،وﻟﮭذا ﻻ ﯾﻘﺑل
إﺧﺑﺎره ﻗﺎﺿﯾﺎ آﺧر ﻓﻲ ﻏﯾر ﻋﻣﻠﮫ أو ﻓﻲ ﻏﯾر ﻋﻣﻠﮭﻣﺎ ،وﻛذا ﻟو ﻣﺎت اﻟﻣﻛﺗوب إﻟﯾﮫ إﻻ إذا ﻛﺗب إﻟﻰ ﻓﻼن ﺑن ﻓﻼن
ﻗﺎﺿﻲ ﺑﻠدة ﻛذا وإﻟﻰ ﻛل ﻣن ﯾﺻل إﻟﯾﮫ ﻣن ﻗﺿﺎة اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻷن ﻏﯾره ﺻﺎر ﺗﺑﻌﺎ ﻟﮫ وھو ﻣﻌرف ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا
ﻛﺗب اﺑﺗداء إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﯾﺻل إﻟﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺷﺎﯾﺧﻧﺎ رﺣﻣﮭم ﷲ ﻷﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﻌرف ،وﻟو ﻛﺎن ﻣﺎت اﻟﺧﺻم ﯾﻧﻔذ
اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ وارﺛﮫ ﻟﻘﯾﺎﻣﮫ ﻣﻘﺎﻣﮫ" .وﻻ ﯾﻘﺑل ﻛﺗﺎب اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺣدود واﻟﻘﺻﺎص" ﻷن ﻓﯾﮫ ﺷﺑﮭﺔ
اﻟﺑدﻟﯾﺔ ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺷﮭﺎدة ،وﻷن ﻣﺑﻧﺎھﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻘﺎط وﻓﻲ ﻗﺑوﻟﮫ ﺳﻌﻲ ﻓﻲ إﺛﺑﺎﺗﮭﻣﺎ.
ﻷﻧﮫ ﺣﺿره رأي اﻷول وھو اﻟﺷرط ،وإذا ﻓوض إﻟﯾﮫ ﯾﻣﻠﻛﮫ ﻓﯾﺻﯾر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻋن ص -107-
اﻷﺻﯾل ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻷول ﻋزﻟﮫ إﻻ إذا ﻓوض إﻟﯾﮫ اﻟﻌزل ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ.
ﻗﺎل" :وإذا رﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﻛم ﺣﺎﻛم أﻣﺿﺎه إﻻ أن ﯾﺧﺎﻟف اﻟﻛﺗﺎب أو اﻟﺳﻧﺔ أو اﻹﺟﻣﺎع ﺑﺄن ﯾﻛون ﻗوﻻ ﻻ
دﻟﯾل ﻋﻠﯾﮫ .وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :وﻣﺎ اﺧﺗﻠف ﻓﯾﮫ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻓﻘﺿﻰ ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺛم ﺟﺎء ﻗﺎض آﺧر ﯾرى ﻏﯾر ذﻟك
أﻣﺿﺎه" واﻷﺻل أن اﻟﻘﺿﺎء ﻣﺗﻰ ﻻﻗﻰ ﻓﺻﻼ ﻣﺟﺗﮭدا ﻓﯾﮫ ﯾﻧﻔذه وﻻ ﯾرده ﻏﯾره ،ﻷن اﺟﺗﮭﺎد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻛﺎﺟﺗﮭﺎد
اﻷول ،وﻗد ﯾرﺟﺢ اﻷول ﺑﺎﺗﺻﺎل اﻟﻘﺿﺎء ﺑﮫ ﻓﻼ ﯾﻧﻘض ﺑﻣﺎ ھو دوﻧﮫ" .وﻟو ﻗﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﮭد ﻓﯾﮫ ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟرأﯾﮫ
ﻧﺎﺳﯾﺎ ﻟﻣذھﺑﮫ ﻧﻔذ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ،وإن ﻛﺎن ﻋﺎﻣدا ﻓﻔﯾﮫ رواﯾﺗﺎن" ووﺟﮫ اﻟﻧﻔﺎذ أﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﺧطﺄ ﺑﯾﻘﯾن،
وﻋﻧدھﻣﺎ ﻻ ﯾﻧﻔذ ﻓﻲ اﻟوﺟﮭﯾن ﻷﻧﮫ ﻗﺿﻰ ﺑﻣﺎ ھو ﺧطﺄ ﻋﻧده وﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺗوى ،ﺛم اﻟﻣﺟﺗﮭد ﻓﯾﮫ أن ﻻ ﯾﻛون ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻣﺎ
ذﻛرﻧﺎ .واﻟﻣراد ﺑﺎﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺷﮭورة ﻣﻧﮭﺎ وﻓﯾﻣﺎ اﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺟﻣﮭور ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺑﻌض وذﻟك ﺧﻼف وﻟﯾس
ﺑﺎﺧﺗﻼف واﻟﻣﻌﺗﺑر اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺻدر اﻷول.
ﻗﺎل" :وﻛل ﺷﻲء ﻗﺿﻰ ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟظﺎھر ﺑﺗﺣرﯾم ﻓﮭو ﻓﻲ اﻟﺑﺎطن ﻛذﻟك ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ" وﻛذا
إذا ﻗﺿﻰ ﺑﺈﺣﻼل ،وھذا إذا ﻛﺎﻧت اﻟدﻋوى ﺑﺳﺑب ﻣﻌﯾن وھﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود واﻟﻔﺳوخ ﺑﺷﮭﺎدة
اﻟزور وﻗد ﻣرت ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﻘﺿﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﺋب إﻻ أن ﯾﺣﺿر ﻣن ﯾﻘوم ﻣﻘﺎﻣﮫ" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﺟوز ﻟوﺟود
اﻟﺣﺟﺔ وھﻲ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻓظﮭر اﻟﺣق .وﻟﻧﺎ أن اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺷﮭﺎدة ﻟﻘطﻊ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ،وﻻ ﻣﻧﺎزﻋﺔ دون اﻹﻧﻛﺎر وﻟم ﯾوﺟد،
وﻷﻧﮫ ﯾﺣﺗﻣل اﻹﻗرار واﻹﻧﻛﺎر ﻣن اﻟﺧﺻم ﻓﯾﺷﺗﺑﮫ وﺟﮫ اﻟﻘﺿﺎء ﻷن أﺣﻛﺎﻣﮭﻣﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻟو أﻧﻛر ﺛم ﻏﺎب ﻓﻛذﻟك
ﻷن اﻟﺷرط ﻗﯾﺎم اﻹﻧﻛﺎر وﻗت اﻟﻘﺿﺎء ،وﻓﯾﮫ ﺧﻼف أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ،وﻣن ﯾﻘوم ﻣﻘﺎﻣﮫ ﻗد ﯾﻛون ﻧﺎﺋﺑﺎ ﺑﺈﻧﺎﺑﺗﮫ
ﻛﺎﻟوﻛﯾل أو ﺑﺈﻧﺎﺑﺔ اﻟﺷرع ﻛﺎﻟوﺻﻲ ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ،وﻗد ﯾﻛون ﺣﻛﻣﺎ ﺑﺄن ﻛﺎن ﻣﺎ ﯾدﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﺋب ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻣﺎ
ﯾدﻋﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺿر وھذا ﻓﻲ ﻏﯾر ﺻورة ﻓﻲ اﻟﻛﺗب ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺷرطﺎ ﻟﺣﻘﮫ ﻓﻼ ﻣﻌﺗﺑر ﺑﮫ ﻓﻲ ﺟﻌﻠﮫ ﺧﺻﻣﺎ ﻋن
اﻟﻐﺎﺋب وﻗد ﻋرف ﺗﻣﺎﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ .ﻗﺎل" :وﯾﻘرض اﻟﻘﺎﺿﻲ أﻣوال اﻟﯾﺗﺎﻣﻰ وﯾﻛﺗب ذﻛر اﻟﺣق" ﻷن ﻓﻲ
اﻹﻗراض ﻣﺻﻠﺣﺗﮭم ﻟﺑﻘﺎء اﻷﻣوال ﻣﺣﻔوظﺔ ﻣﺿﻣوﻧﺔ ،واﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺧراج واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻟﯾﺣﻔظﮫ
"وإن أﻗرض اﻟوﺻﻲ ﺿﻣن" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺧراج ،واﻷب ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟوﺻﻲ ﻓﻲ أﺻﺢ اﻟرواﯾﺗﯾن ﻟﻌﺟزه
ﻋن اﻻﺳﺗﺧراج.
وﻻ ﯾﻧﻘب ﻓﯾﮫ ﻛوة ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ" ﻣﻌﻧﺎه ﺑﻐﯾر رﺿﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻠو "وﻗﺎﻻ: ص -109-
ﯾﺻﻧﻊ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺿر ﺑﺎﻟﻌﻠو" وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف إذا أراد ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻠو أن ﯾﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻠوه .ﻗﯾل ﻣﺎ ﺣﻛﻲ ﻋﻧﮭﻣﺎ
ﺗﻔﺳﯾر ﻟﻘول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﻼ ﺧﻼف .وﻗﯾل اﻷﺻل ﻋﻧدھﻣﺎ اﻹﺑﺎﺣﺔ ﻷﻧﮫ ﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ واﻟﻣﻠك ﯾﻘﺗﺿﻲ
اﻹطﻼق واﻟﺣرﻣﺔ ﺑﻌﺎرض اﻟﺿرر ﻓﺈذا أﺷﻛل ﻟم ﯾﺟز اﻟﻣﻧﻊ واﻷﺻل ﻋﻧده اﻟﺣظر ﻷﻧﮫ ﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﺣل ﺗﻌﻠق ﺑﮫ
ﺣق ﻣﺣﺗرم ﻟﻠﻐﯾر ﻛﺣق اﻟﻣرﺗﮭن واﻟﻣﺳﺗﺄﺟر واﻹطﻼق ﺑﻌﺎرض ﻓﺈذا أﺷﻛل ﻻ ﯾزول اﻟﻣﻧﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻌرى ﻋن
ﻧوع ﺿرر ﺑﺎﻟﻌﻠو ﻣن ﺗوھﯾن ﺑﻧﺎء أو ﻧﻘﺿﮫ ﻓﯾﻣﻧﻊ ﻋﻧﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎﻧت زاﺋﻐﺔ ﻣﺳﺗطﯾﻠﺔ ﺗﻧﺷﻌب ﻣﻧﮭﺎ زاﺋﻌﺔ ﻣﺳﺗطﯾﻠﺔ وھﻲ ﻏﯾر ﻧﺎﻓذة ﻓﻠﯾس ﻷھل اﻟزاﺋﻐﺔ اﻷوﻟﻰ أن
ﯾﻔﺗﺣوا ﺑﺎﺑﺎ ﻓﻲ اﻟزاﺋﻐﺔ اﻟﻘﺻوى" ﻷن ﻓﺗﺣﮫ ﻟﻠﻣرور وﻻ ﺣق ﻟﮭم ﻓﻲ اﻟﻣرور إذ ھو ﻷھﻠﮭﺎ ﺧﺻوﺻﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ
ﯾﻛون ﻷھل اﻷوﻟﻰ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻊ ﻓﯾﮭﺎ ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ ،ﺑﺧﻼف اﻟﻧﺎﻓذة ﻷن اﻟﻣرور ﻓﯾﮭﺎ ﺣق اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻗﯾل اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﻣرور
ﻻ ﻣن ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب ﻷﻧﮫ رﻓﻊ ﺑﻌض ﺟداره .واﻷﺻﺢ أن اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﻔﺗﺢ ﻷن ﺑﻌد اﻟﻔﺗﺢ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﻣرور
ﻓﻲ ﻛل ﺳﺎﻋﺔ .وﻷﻧﮫ ﻋﺳﺎه ﯾدﻋﻲ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻘﺻوى ﺑﺗرﻛﯾب اﻟﺑﺎب "وإن ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺗدﯾرة ﻗد ﻟزق طرﻓﺎھﺎ ﻓﻠﮭم
أن ﯾﻔﺗﺣوا" ﺑﺎﺑﺎ ﻷن ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭم ﺣق اﻟﻣرور ﻓﻲ ﻛﻠﮭﺎ إذ ھﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ وﻟﮭذا ﯾﺷﺗرﻛون ﻓﻲ اﻟﺷﻔﻌﺔ إذا
ﺑﯾﻌت دار ﻣﻧﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن ادﻋﻰ ﻓﻲ دار دﻋوى وأﻧﻛرھﺎ اﻟذي ھﻲ ﻓﻲ ﯾده ﺛم ﺻﺎﻟﺣﮫ ﻣﻧﮭﺎ ﻓﮭو ﺟﺎﺋز وھﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺻﻠﺢ ﻋﻠﻰ
اﻹﻧﻛﺎر" وﺳﻧذﻛرھﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻠﺢ إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،واﻟﻣدﻋﻲ وإن ﻛﺎن ﻣﺟﮭوﻻ ﻓﺎﻟﺻﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠوم ﻋن ﻣﺟﮭول
ﺟﺎﺋز ﻋﻧدﻧﺎ ﻷﻧﮫ ﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻗط ﻓﻼ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋرف.
ﻗﺎل" :وﻣن ادﻋﻰ دارا ﻓﻲ ﯾد رﺟل أﻧﮫ وھﺑﮭﺎ ﻟﮫ ﻓﻲ وﻗت ﻛذا ﻓﺳﺋل اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻓﻘﺎل ﺟﺣدﻧﻲ اﻟﮭﺑﺔ ﻓﺎﺷﺗرﯾﺗﮭﺎ ﻣﻧﮫ
وأﻗﺎم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء ﻗﺑل اﻟوﻗت اﻟذي ﯾدﻋﻲ ﻓﯾﮫ اﻟﮭﺑﺔ ﻻ ﺗﻘﺑل ﺑﯾﻧﺗﮫ" ﻟظﮭور اﻟﺗﻧﺎﻗض إذ ھو ﯾدﻋﻲ
اﻟﺷراء ﺑﻌد اﻟﮭﺑﺔ وھم ﯾﺷﮭدون ﺑﮫ ﻗﺑﻠﮭﺎ ،وﻟو ﺷﮭدوا ﺑﮫ ﺑﻌدھﺎ ﺗﻘﺑل ﻟوﺿوح اﻟﺗوﻓﯾق ،وﻟو ﻛﺎن ادﻋﻰ اﻟﮭﺑﺔ ﺛم أﻗﺎم
اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء ﻗﺑﻠﮭﺎ وﻟم ﯾﻘل ﺟﺣدﻧﻲ اﻟﮭﺑﺔ ﻓﺎﺷﺗرﯾﺗﮭﺎ ﻟم ﺗﻘﺑل أﯾﺿﺎ ذﻛره ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧﺳﺦ ﻷن دﻋوى اﻟﮭﺑﺔ
إﻗرار ﻣﻧﮫ ﺑﺎﻟﻣﻠك ﻟﻠواھب ﻋﻧدھﺎ ،ودﻋوى اﻟﺷراء رﺟوع ﻋﻧﮫ ﻓﻌد ﻣﻧﺎﻗﺿﺎ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ادﻋﻰ اﻟﺷراء ﺑﻌد اﻟﮭﺑﺔ
ﻷﻧﮫ ﺗﻘرر ﻣﻠﻛﮫ ﻋﻧدھﺎ.
"وﻣن ﻗﺎل ﻵﺧر :اﺷﺗرﯾت ﻣﻧﻲ ھذه اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻓﺄﻧﻛر اﻵﺧر إن أﺟﻣﻊ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﺗرك
اﻟﺧﺻوﻣﺔ وﺳﻌﮫ أن ﯾطﺄھﺎ" ﻷن اﻟﻣﺷﺗري ﻟﻣﺎ ﺟﺣده ﻛﺎن ﻓﺳﺧﺎ ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ،إذ اﻟﻔﺳﺦ ص -110-
ﯾﺛﺑت ﺑﮫ ﻛﻣﺎ إذا ﺗﺟﺎﺣدا ﻓﺈذا ﻋزم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﺗرك اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺛم اﻟﻔﺳﺦ ،وﺑﻣﺟرد اﻟﻌزم إن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺛﺑت اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻘد
اﻗﺗرن ﺑﺎﻟﻔﻌل وھو إﻣﺳﺎك اﻟﺟﺎرﯾﺔ وﻧﻘﻠﮭﺎ وﻣﺎ ﯾﺿﺎھﯾﮫ ،وﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﺗﻌذر اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﺛﻣن ﻣن اﻟﻣﺷﺗري ﻓﺎت رﺿﺎ
اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﯾﺳﺗﺑد ﺑﻔﺳﺧﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻗر أﻧﮫ ﻗﺑض ﻣن ﻓﻼن ﻋﺷرة دراھم ﺛم ادﻋﻰ أﻧﮭﺎ زﯾوف ﺻدق" وﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧﺳﺦ اﻗﺗﺿﻰ ،وھو
ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟﻘﺑض أﯾﺿﺎ .ووﺟﮭﮫ أن اﻟزﯾوف ﻣن ﺟﻧس اﻟدراھم إﻻ أﻧﮭﺎ ﻣﻌﯾﺑﺔ ،وﻟﮭذا ﻟو ﺗﺟوز ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺻرف
واﻟﺳﻠم ﺟﺎز ،واﻟﻘﺑض ﻻ ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﺟﯾﺎد ﻓﯾﺻدق ﻷﻧﮫ أﻧﻛر ﻗﺑض ﺣﻘﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا أﻗر أﻧﮫ ﻗﺑض اﻟﺟﯾﺎد أو ﺣﻘﮫ
أو اﻟﺛﻣن أو اﺳﺗوﻓﻰ ﻹﻗراره ﺑﻘﺑض اﻟﺟﯾﺎد ﺻرﯾﺣﺎ أو دﻻﻟﺔ ﻓﻼ ﯾﺻدق واﻟﻧﺑﮭرﺟﺔ ﻛﺎﻟزﯾوف وﻓﻲ اﻟﺳﺗوﻗﺔ ﻻ
ﯾﺻدق ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻣن ﺟﻧس اﻟدراھم ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺗﺟوز ﺑﮫ ﻓﯾﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻻ ﯾﺟوز .واﻟزﯾف ﻣﺎ زﯾﻔﮫ ﺑﯾت اﻟﻣﺎل،
واﻟﻧﺑﮭرﺟﺔ ﻣﺎ ﯾرده اﻟﺗﺟﺎر ،واﻟﺳﺗوﻗﺔ ﻣﺎ ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻐش.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻗﺎل ﻵﺧر ﻟك ﻋﻠﻲ أﻟف درھم ﻓﻘﺎل ﻟﯾس ﻟﻲ ﻋﻠﯾك ﺷﻲء ﺛم ﻗﺎل ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮫ ﺑل ﻟﻲ ﻋﻠﯾك أﻟف درھم
ﻓﻠﯾس ﻋﻠﯾﮫ ﺷﻲء" ﻷن إﻗراره ھو اﻷول وﻗد ارﺗد ﺑرد اﻟﻣﻘر ﻟﮫ ،واﻟﺛﺎﻧﻲ دﻋوى ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﺣﺟﺔ أو ﺗﺻدﯾق
ﺧﺻﻣﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻗﺎل ﻟﻐﯾره اﺷﺗرﯾت وأﻧﻛر اﻵﺧر ﻟﮫ أن ﯾﺻدﻗﮫ ،ﻷن أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻻ ﯾﺗﻔرد ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ ﻛﻣﺎ
ﻻ ﯾﺗﻔرد ﺑﺎﻟﻌﻘد ،واﻟﻣﻌﻧﻰ أﻧﮫ ﺣﻘﮭﻣﺎ ﻓﺑﻘﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﻌﻣل اﻟﺗﺻدﯾق ،أﻣﺎ اﻟﻣﻘر ﻟﮫ ﯾﺗﻔرد ﺑرد اﻹﻗرار ﻓﺎﻓﺗرﻗﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن ادﻋﻰ ﻋﻠﻰ آﺧر ﻣﺎﻻ ﻓﻘﺎل ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟك ﻋﻠﻲ ﺷﻲء ﻗط ﻓﺄﻗﺎم اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﻟف وأﻗﺎم ھو اﻟﺑﯾﻧﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻗﺑﻠت ﺑﯾﻧﺗﮫ" وﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻹﺑراء .وﻗﺎل زﻓر رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﺗﻘﺑل ﻷن اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺗﻠو اﻟوﺟوب وﻗد
أﻧﻛره ﻓﯾﻛون ﻣﻧﺎﻗﺿﺎ .وﻟﻧﺎ أن اﻟﺗوﻓﯾق ﻣﻣﻛن ﻷن ﻏﯾر اﻟﺣق ﻗد ﯾﻘﺿﻰ وﯾﺑرأ ﻣﻧﮫ دﻓﻌﺎ ﻟﻠﺧﺻوﻣﺔ واﻟﺷﻐب؛ أﻻ
ﺗرى أﻧﮫ ﯾﻘﺎل ﻗﺿﻰ ﺑﺑﺎطل وﻗد ﯾﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻓﯾﺛﺑت ﺛم ﯾﻘﺿﻰ ،وﻛذا إذا ﻗﺎل ﻟﯾس ﻟك ﻋﻠﻲ ﺷﻲء ﻗط ﻷن
اﻟﺗوﻓﯾق أظﮭر "وﻟو ﻗﺎل ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟك ﻋﻠﻲ ﺷﻲء ﻗط وﻻ أﻋرﻓك ﻟم ﺗﻘﺑل ﺑﯾﻧﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء" وﻛذا ﻋﻠﻰ اﻹﺑراء
ﻟﺗﻌذر اﻟﺗوﻓﯾق ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻛون ﺑﯾن اﺛﻧﯾن ،أﺧذ وإﻋطﺎء وﻗﺿﺎء واﻗﺗﺿﺎء وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑدون اﻟﻣﻌرﻓﺔ .وذﻛر اﻟﻘدوري
رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﺗﻘﺑل أﯾﺿﺎ ﻷن اﻟﻣﺣﺗﺟب أو اﻟﻣﺧدرة ﻗد ﯾؤذى ﺑﺎﻟﺷﻐب ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﮫ ﻓﯾﺄﻣر ﺑﻌض وﻛﻼﺋﮫ ﺑﺈرﺿﺎﺋﮫ وﻻ
ﯾﻌرﻓﮫ ﺛم ﯾﻌرﻓﮫ ﺑﻌد ذﻟك ﻓﺄﻣﻛن اﻟﺗوﻓﯾق.
ﻗﺎل" :وﻣن ادﻋﻰ ﻋﻠﻰ آﺧر أﻧﮫ ﺑﺎﻋﮫ ﺟﺎرﯾﺗﮫ ﻓﻘﺎل ﻟم أﺑﻌﮭﺎ ﻣﻧك ﻗط ﻓﺄﻗﺎم اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء ﻓوﺟد
ﺑﮭﺎ أﺻﺑﻌﺎ زاﺋدة ﻓﺄﻗﺎم اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﺑﯾﻧﺔ أﻧﮫ ﺑرئ إﻟﯾﮫ ﻣن ﻛل ﻋﯾب ﻟم ﺗﻘﺑل
ﺑﯾﻧﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ" وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮭﺎ ﺗﻘﺑل اﻋﺗﺑﺎرا ﺑﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ .ووﺟﮫ اﻟظﺎھر أن ص -111-
ﺷرط اﻟﺑراءة ﺗﻐﯾﯾر ﻟﻠﻌﻘد ﻣن اﻗﺗﺿﺎء وﺻف اﻟﺳﻼﻣﺔ إﻟﻰ ﻏﯾره ﻓﯾﺳﺗ دﻋﻲ وﺟود اﻟﺑﯾﻊ وﻗد أﻧﻛره ﻓﻛﺎن ﻣﻧﺎﻗﺿﺎ،
ﺑﺧﻼف اﻟدﯾن ﻷﻧﮫ ﻗد ﯾﻘﺿﻰ وإن ﻛﺎن ﺑﺎطﻼ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر.
ﻗﺎل" :ذﻛر ﺣق ﻛﺗب ﻓﻲ أﺳﻔﻠﮫ وﻣن ﻗﺎم ﺑﮭذا اﻟذﻛر اﻟﺣق ﻓﮭو وﻟﻲ ﻣﺎ ﻓﯾﮫ إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،أو ﻛﺗب ﻓﻲ
ﺷراء ﻓﻌﻠﻰ ﻓﻼن ﺧﻼص ذﻟك وﺗﺳﻠﯾﻣﮫ إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑطل اﻟذﻛر ﻛﻠﮫ ،وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ.
وﻗﺎﻻ :إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ھو ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻼص وﻋﻠﻰ ﻣن ﻗﺎم ﺑذﻛر اﻟﺣق ،وﻗوﻟﮭﻣﺎ اﺳﺗﺣﺳﺎن ذﻛره ﻓﻲ اﻹﻗرار"
ﻷن اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﯾﮫ ﻷن اﻟذﻛر ﻟﻼﺳﺗﯾﺛﺎق ،وﻛذا اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻛﻼم اﻻﺳﺗﺑداد وﻟﮫ أن اﻟﻛل ﻛﺷﻲء
واﺣد ﺑﺣﻛم اﻟﻌطف ﻓﯾﺻرف إﻟﻰ اﻟﻛل ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻌطوﻓﺔ ﻣﺛل ﻗوﻟﮫ ﻋﺑده ﺣر واﻣرأﺗﮫ طﺎﻟق وﻋﻠﯾﮫ
اﻟﻣﺷﻲ إﻟﻰ ﺑﯾت ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ وﻟو ﺗرك ﻓرﺟﺔ ﻗﺎﻟوا :ﻻ ﯾﻠﺗﺣق ﺑﮫ وﯾﺻﯾر ﻛﻔﺎﺻل اﻟﺳﻛوت ،وﷲ
أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﯾﺳﺗﺣق ﻟﮫ وﻋﻠﯾﮫ دﯾﻧﺎ ﻛﺎن أو ﻋﯾﻧﺎ ﻷن اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻟﮫ وﻋﻠﯾﮫ إﻧﻣﺎ ھو اﻟﻣﯾت ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ص -113-
وواﺣد ﻣن اﻟورﺛﺔ ﯾﺻﻠﺢ ﺧﻠﯾﻔﺔ ﻋﻧﮫ ﻓﻲ ذﻟك ،ﺑﺧﻼف اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻷﻧﮫ ﻋﺎﻣل ﻓﯾﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻓﻼ ﯾﺻﻠﺢ ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻋن
ﻏﯾره ،وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺳﺗوﻓﻲ إﻻ ﻧﺻﯾﺑﮫ وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﻗﺎﻣت اﻟﺑﯾﻧﺔ ﺑدﯾن اﻟﻣﯾت ،إﻻ أﻧﮫ إﻧﻣﺎ ﯾﺛﺑت اﺳﺗﺣﻘﺎق ،اﻟﻛل ﻋﻠﻰ
أﺣد اﻟورﺛﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﻛل ﻓﻲ ﯾده .ذﻛره ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻛون ﺧﺻﻣﺎ ﺑدون اﻟﯾد ﻓﯾﻘﺗﺻر اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ
ﯾده.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻗﺎل ﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻛﯾن ﺻدﻗﺔ ﻓﮭو ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﯾﮫ اﻟزﻛﺎة ،وإن أوﺻﻰ ﺑﺛﻠث ﻣﺎﻟﮫ ﻓﮭو ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﻲء"
واﻟﻘﯾﺎس أن ﯾﻠزﻣﮫ اﻟﺗﺻدق ﺑﺎﻟﻛل ،وﺑﮫ ﻗﺎل زﻓر رﺣﻣﮫ ﷲ ﻟﻌﻣوم اﺳم اﻟﻣﺎل ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوﺻﯾﺔ.
وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أن إﯾﺟﺎب اﻟﻌﺑد ﻣﻌﺗﺑر ﺑﺈﯾﺟﺎب ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﯾﻧﺻرف إﯾﺟﺎﺑﮫ إﻟﻰ ﻣﺎ أوﺟب اﻟﺷﺎرع ﻓﯾﮫ اﻟﺻدﻗﺔ ﻣن
اﻟﻣﺎل .أﻣﺎ اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﺄﺧت اﻟﻣﯾراث ﻷﻧﮭﺎ ﺧﻼﻓﺔ ﻛﮭﻲ ﻓﻼ ﯾﺧﺗص ﺑﻣﺎل دون ﻣﺎل ،وﻷن اﻟظﺎھر اﻟﺗزام اﻟﺻدﻗﺔ ﻣن
ﻓﺎﺿل ﻣﺎﻟﮫ وھو ﻣﺎل اﻟزﻛﺎة ،أﻣﺎ اﻟوﺻﯾﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻓﯾﻧﺻرف إﻟﻰ اﻟﻛل وﺗدﺧل ﻓﯾﮫ اﻷرض اﻟﻌﺷرﯾﺔ
ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﻷﻧﮭﺎ ﺳﺑب اﻟﺻدﻗﺔ ،إذ ﺟﮭﺔ اﻟﺻدﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺷرﯾﺔ راﺟﺣﺔ ﻋﻧده ،وﻋﻧد ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ
ﻻ ﺗدﺧل ﻷﻧﮭﺎ ﺳﺑب اﻟﻣؤﻧﺔ ،إذ ﺟﮭﺔ اﻟﻣؤﻧﺔ راﺟﺣﺔ ﻋﻧده ،وﻻ ﺗدﺧل أرض اﻟﺧراج ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ﻷﻧﮫ ﯾﺗﻣﺣض ﻣؤﻧﺔ.
وﻟو ﻗﺎل ﻣﺎ أﻣﻠﻛﮫ ﺻدﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻛﯾن ﻓﻘد ﻗﯾل ﯾﺗﻧﺎول ﻛل ﻣﺎل ﻷﻧﮫ أﻋم ﻣن ﻟﻔظ اﻟﻣﺎل .واﻟﻣﻘﯾد إﯾﺟﺎب اﻟﺷرع وھو
ﻣﺧﺗص ﺑﻠﻔظ اﻟﻣﺎل ﻓﻼ ﻣﺧﺻص ﻓﻲ ﻟﻔظ اﻟﻣﻠك ﻓﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ،واﻟﺻﺣﯾﺢ أﻧﮭﻣﺎ ﺳواء ﻷن اﻟﻣﻠﺗزم ﺑﺎﻟﻠﻔظﯾن
اﻟﻔﺎﺿل ﻋن اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر" ،ﺛم إذا ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ ﻣﺎل ﺳوى ﻣﺎ دﺧل ﺗﺣت اﻹﯾﺟﺎب ﯾﻣﺳك ﻣن ذﻟك ﻗوﺗﮫ ،ﺛم إذا
أﺻﺎب ﺷﯾﺋﺎ ﺗﺻدق ﺑﻣﺛل ﻣﺎ أﻣﺳك" ﻷن ﺣﺎﺟﺗﮫ ھذه ﻣﻘدﻣﺔ وﻟم ﯾﻘدر ﻣﺣﻣد ﺑﺷﻲء ﻻﺧﺗﻼف أﺣوال اﻟﻧﺎس ﻓﯾﮫ.
وﻗﯾل اﻟﻣﺣﺗرف ﯾﻣﺳك ﻗوﺗﮫ ﻟﯾوم وﺻﺎﺣب اﻟﻐﻠﺔ ﻟﺷﮭر وﺻﺎﺣب اﻟﺿﯾﺎع ﻟﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳب اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ﻣدة
وﺻوﻟﮭم إﻟﻰ اﻟﻣﺎل ،وﻋﻠﻰ ھذا ﺻﺎﺣب اﻟﺗﺟﺎرة ﯾﻣﺳك ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾرﺟﻊ إﻟﯾﮫ ﻣﺎﻟﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن أوﺻﻰ إﻟﯾﮫ وﻟم ﯾﻌﻠم اﻟوﺻﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺑﺎع ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟﺗرﻛﺔ ﻓﮭو وﺻﻲ واﻟﺑﯾﻊ ﺟﺎﺋز ،وﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ
اﻟوﻛﯾل ﺣﺗﻰ ﯾﻌﻠم" .وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول أﯾﺿﺎ ﻷن اﻟوﺻﺎﯾﺔ إﻧﺎﺑﺔ ﺑﻌد
اﻟﻣوت ﻓﺗﻌﺗﺑر ﺑﺎﻹﻧﺎﺑﺔ ﻗﺑﻠﮫ وھﻲ اﻟوﻛﺎﻟﺔ .ووﺟﮫ اﻟﻔرق ﻋﻠﻰ اﻟظﺎھر أن اﻟوﺻﺎﯾﺔ ﺧﻼﻓﺔ ﻹﺿﺎﻓﺗﮭﺎ إﻟﻰ زﻣﺎن
ﺑطﻼن اﻹﻧﺎﺑﺔ ﻓﻼ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠم ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺻرف اﻟوارث .أﻣﺎ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻓﺈﻧﺎﺑﺔ ﻟﻘﯾﺎم وﻻﯾﺔ اﻟﻣﻧوب ﻋﻧﮫ ﻓﯾﺗوﻗف
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠم ،وھذا ﻷﻧﮫ ﻟو ﺗوﻗف ﻻ ﯾﻔوت اﻟﻧظر ﻟﻘدرة اﻟﻣوﻛل ،وﻓﻲ اﻷول ﯾﻔوت ﻟﻌﺟز اﻟﻣوﺻﻲ "وﻣن
أﻋﻠﻣﮫ ﻣن اﻟﻧﺎس ﺑﺎﻟوﻛﺎﻟﺔ ﯾﺟوز ﺗﺻرﻓﮫ" ﻷﻧﮫ إﺛﺑﺎت ﺣق ﻻ إﻟزام أﻣر. ص -114-
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﻛون اﻟﻧﮭﻲ ﻋن اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺷﮭد ﻋﻧده ﺷﺎھدان أو رﺟل ﻋدل" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ،
وﻗﺎﻻ :ھو واﻷول ﺳواء ﻷﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت وﺑﺎﻟواﺣد ﻓﯾﮭﺎ ﻛﻔﺎﯾﺔ .وﻟﮫ أﻧﮫ ﺧﺑر ﻣﻠزم ﻓﯾﻛون ﺷﮭﺎدة ﻣن وﺟﮫ
ﻓﯾﺷﺗرط أﺣد ﺷطرﯾﮭﺎ وھو اﻟﻌدد أو اﻟﻌداﻟﺔ ،ﺑﺧﻼف اﻷول ،وﺑﺧﻼف رﺳول اﻟﻣوﻛل ﻷن ﻋﺑﺎرﺗﮫ ﻛﻌﺑﺎرة اﻟﻣرﺳل
ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹرﺳﺎل ،وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف إذا أﺧﺑر اﻟﻣوﻟﻰ ﺑﺟﻧﺎﯾﺔ ﻋﺑده واﻟﺷﻔﯾﻊ واﻟﺑﻛر واﻟﻣﺳﻠم اﻟذي ﻟم ﯾﮭﺎﺟر
إﻟﯾﻧﺎ.
ﻗﺎل" :وإذا ﺑﺎع اﻟﻘﺎﺿﻲ أو أﻣﯾﻧﮫ ﻋﺑدا ﻟﻠﻐرﻣﺎء وأﺧذ اﻟﻣﺎل ﻓﺿﺎع واﺳﺗﺣق اﻟﻌﺑد ﻟم ﯾﺿﻣن" ﻷن أﻣﯾن اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻗﺎﺋم ﻣﻘﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ واﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻘﺎم اﻹﻣﺎم وﻛل واﺣد ﻣﻧﮭم ﻻ ﯾﻠﺣﻘﮫ ﺿﻣﺎن ﻛﻲ ﻻ ﯾﺗﻘﺎﻋد ﻋن ﻗﺑول ھذه اﻷﻣﺎﻧﺔ
ﻓﯾﺿﯾﻊ اﻟﺣﻘوق وﯾرﺟﻊ اﻟﻣﺷﺗري ﻋﻠﻰ اﻟﻐرﻣﺎء ،ﻷن اﻟﺑﯾﻊ واﻗﻊ ﻟﮭم ﻓﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮭم ﻋﻧد ﺗﻌذر اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻗد،
ﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻗد ﻣﺣﺟورا ﻋﻠﯾﮫ وﻟﮭذا ﯾﺑﺎع ﺑطﻠﺑﮭم "وإن أﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟوﺻﻲ ﺑﺑﯾﻌﮫ ﻟﻠﻐرﻣﺎء ﺛم اﺳﺗﺣق أو
ﻣﺎت ﻗﺑل اﻟﻘﺑض وﺿﺎع اﻟﻣﺎل رﺟﻊ اﻟﻣﺷﺗري ﻋﻠﻰ اﻟوﺻﻲ" ﻷﻧﮫ ﻋﺎﻗد ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﻣﯾت وإن ﻛﺎن ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻋﻧﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﺑﺎﻋﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ.
ﻗﺎل" :ورﺟﻊ اﻟوﺻﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻐرﻣﺎء" ﻷﻧﮫ ﻋﺎﻣل ﻟﮭم ،وإن ظﮭر ﻟﻠﻣﯾت ﻣﺎل ﯾرﺟﻊ اﻟﻐرﯾم ﻓﯾﮫ ﺑدﯾﻧﮫ .ﻗﺎﻟوا :وﯾﺟوز
أن ﯾﻘﺎل ﯾرﺟﻊ ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﻏرﻣﮭﺎ أﯾﺿﺎ ﻷﻧﮫ ﻟﺣﻘﮫ ﻓﻲ أﻣر اﻟﻣﯾت ،واﻟوارث إذا ﺑﯾﻊ ﻟﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻐرﯾم ﻷﻧﮫ إذا ﻟم
ﯾﻛن ﻓﻲ اﻟﺗرﻛﺔ دﯾن ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻗد ﻋﺎﻣﻼ ﻟﮫ.
ﻓﺻل آﺧر" :وإذا ﻗﺎل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻗد ﻗﺿﯾت ﻋﻠﻰ ھذا ﺑﺎﻟرﺟم ﻓﺎرﺟﻣﮫ أو ﺑﺎﻟﻘطﻊ ﻓﺎﻗطﻌﮫ أو ﺑﺎﻟﺿرب ﻓﺎﺿرﺑﮫ
وﺳﻌك أن ﺗﻔﻌل"
وﻋن ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ رﺟﻊ ﻋن ھذا وﻗﺎل :ﻻ ﺗﺄﺧذ ﺑﻘوﻟﮫ ﺣﺗﻰ ﺗﻌﺎﯾن اﻟﺣﺟﺔ ،ﻷن ﻗوﻟﮫ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﻐﻠط واﻟﺧطﺄ
واﻟﺗدارك ﻏﯾر ﻣﻣﻛن ،وﻋﻠﻰ ھذه اﻟرواﯾﺔ ﻻ ﯾﻘﺑل ﻛﺗﺎﺑﮫ .واﺳﺗﺣﺳن اﻟﻣﺷﺎﯾﺦ ھذه اﻟرواﯾﺔ ﻟﻔﺳﺎد ﺣﺎل أﻛﺛر اﻟﻘﺿﺎة
ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻧﺎ إﻻ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﮫ .وﺟﮫ ظﺎھر اﻟرواﯾﺔ أﻧﮫ أﺧﺑر ﻋن أﻣر ﯾﻣﻠك إﻧﺷﺎءه ﻓﯾﻘﺑل ﻟﺧﻠوه ﻋن
اﻟﺗﮭﻣﺔ ،وﻷن طﺎﻋﺔ أوﻟﻲ اﻷﻣر واﺟﺑﺔ ،وﻓﻲ ﺗﺻدﯾﻘﮫ طﺎﻋﺔ .وﻗﺎل اﻹﻣﺎم أﺑو ﻣﻧﺻور رﺣﻣﮫ ﷲ :إن ﻛﺎن ﻋدﻻ
ﻋﺎﻟﻣﺎ ﯾﻘﺑل ﻗوﻟﮫ ﻻﻧﻌدام ﺗﮭﻣﺔ اﻟﺧطﺈ واﻟﺧﯾﺎﻧﺔ ،وإن ﻛﺎن ﻋدﻻ ﺟﺎھﻼ ﯾﺳﺗﻔﺳر ،ﻓﺈن أﺣﺳن اﻟﺗﻔﺳﯾر وﺟب ﺗﺻدﯾﻘﮫ
وإﻻ ﻓﻼ ،وإن ﻛﺎن ﺟﺎھﻼ ﻓﺎﺳﻘﺎ أو ﻋﺎﻟﻣﺎ ﻓﺎﺳﻘﺎ ﻻ ﯾﻘﺑل إﻻ أن ﯾﻌﺎﯾن ﺳﺑب اﻟﺣﻛم ﻟﺗﮭﻣﺔ اﻟﺧطﺈ واﻟﺧﯾﺎﻧﺔ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻋزل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻘﺎل ﻟرﺟل أﺧذت ﻣﻧك أﻟﻔﺎ ودﻓﻌﺗﮭﺎ إﻟﻰ ﻓﻼن ﻗﺿﯾت ﺑﮭﺎ
ﻋﻠﯾك ﻓﻘﺎل اﻟرﺟل أﺧذﺗﮭﺎ ظﻠﻣﺎ ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻘﺎﺿﻲ ،وﻛذا ﻟو ﻗﺎل ﻗﺿﯾت ﺑﻘطﻊ ﯾدك ص -115-
ﻓﻲ ﺣق ،ھذا إذا ﻛﺎن اﻟذي ﻗطﻌت ﯾده واﻟذي أﺧذ ﻣﻧﮫ اﻟﻣﺎل ﻣﻘرﯾن أﻧﮫ ﻓﻌل ذﻟك وھو ﻗﺎض" ووﺟﮭﮫ أﻧﮭﻣﺎ ﻟﻣﺎ
ﺗواﻓﻘﺎ أﻧﮫ ﻓﻌل ذﻟك ﻓﻲ ﻗﺿﺎﺋﮫ ﻛﺎن اﻟظﺎھر ﺷﺎھدا ﻟﮫ .إذ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻟﺟور ظﺎھرا "وﻻ ﯾﻣﯾن ﻋﻠﯾﮫ" ﻷﻧﮫ
ﺛﺑت ﻓﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﻗﺿﺎﺋﮫ ﺑﺎﻟﺗﺻﺎدق وﻻ ﯾﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ.
"وﻟو أﻗر اﻟﻘﺎطﻊ واﻵﺧذ ﺑﻣﺎ أﻗر ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﺿﻣن أﯾﺿﺎ" ﻷﻧﮫ ﻓﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﻘﺿﺎء ودﻓﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺻﺣﯾﺢ
ﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﻌﺎﯾﻧﺎ.
"وﻟو زﻋم اﻟﻣﻘطوع ﯾده أو اﻟﻣﺄﺧوذ ﻣﺎﻟﮫ أﻧﮫ ﻓﻌل ﻗﺑل اﻟﺗﻘﻠﯾد أو ﺑﻌد اﻟﻌزل ﻓﺎﻟﻘول ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أﯾﺿﺎ" ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ
ﻷﻧﮫ أﺳﻧد ﻓﻌﻠﮫ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﮭودة ﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺿﻣﺎن ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﻗﺎل طﻠﻘت أو أﻋﺗﻘت وأﻧﺎ ﻣﺟﻧون واﻟﺟﻧون ﻣﻧﮫ
ﻛﺎن ﻣﻌﮭودا.
"وﻟو أﻗر اﻟﻘﺎطﻊ أو اﻵﺧذ ﻓﻲ ھذا اﻟﻔﺻل ﺑﻣﺎ أﻗر ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺿﻣﺎن" ﻷﻧﮭﻣﺎ أﻗرا ﺑﺳﺑب اﻟﺿﻣﺎن ،وﻗول
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻘﺑول ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺿﻣﺎن ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ﻻ ﻓﻲ إﺑطﺎل ﺳﺑب اﻟﺿﻣﺎن ﻋﻠﻰ ﻏﯾره ،ﺑﺧﻼف اﻷول ﻷﻧﮫ ﺛﺑت ﻓﻌﻠﮫ
ﻓﻲ ﻗﺿﺎﺋﮫ ﺑﺎﻟﺗﺻﺎدق "وﻟو ﻛﺎن اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﯾد اﻵﺧذ ﻗﺎﺋﻣﺎ وﻗد أﻗر ﺑﻣﺎ أﻗر ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ واﻟﻣﺄﺧوذ ﻣﻧﮫ اﻟﻣﺎل ﺻدق
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ أﻧﮫ ﻓﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﻗﺿﺎﺋﮫ أو ادﻋﻰ أﻧﮫ ﻓﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﻏﯾر ﻗﺿﺎﺋﮫ ﯾؤﺧذ ﻣﻧﮫ" ﻷﻧﮫ أﻗر أن اﻟﯾد ﻛﺎﻧت ﻟﮫ ﻓﻼ
ﯾﺻدق ﻓﻲ دﻋوى ﺗﻣﻠﻛﮫ إﻻ ﺑﺣﺟﺔ ،وﻗول اﻟﻣﻌزول ﻓﯾﮫ ﻟﯾس ﺑﺣﺟﺔ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎن رﺳول اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﯾﺳﺄل ﻋن اﻟﺷﮭود واﺣدا ﺟﺎز واﻻﺛﻧﺎن أﻓﺿل" ص -119-
وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﯾﺟوز إﻻ اﺛﻧﺎن ،واﻟﻣراد ﻣﻧﮫ اﻟﻣزﻛﻲ ،وﻋﻠﻰ ھذا
اﻟﺧﻼف رﺳول اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣزﻛﻲ واﻟﻣﺗرﺟم ﻋن اﻟﺷﺎھد ﻟﮫ أن اﻟﺗزﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺷﮭﺎدة ﻷن وﻻﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء
ﺗﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ظﮭور اﻟﻌداﻟﺔ وھو ﺑﺎﻟﺗزﻛﯾﺔ ﻓﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮫ اﻟﻌدد ﻛﻣﺎ ﺗﺷﺗرط اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﯾﮫ ،وﺗﺷﺗرط اﻟذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣزﻛﻲ
واﻟﺣدود واﻟﻘﺻﺎص .وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﻟﯾس ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺷﮭﺎدة وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮫ ﻟﻔظﺔ اﻟﺷﮭﺎدة وﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء،
واﺷﺗراط اﻟﻌدد أﻣر ﺣﻛﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺷﮭﺎدة ﻓﻼ ﯾﺗﻌداھﺎ "وﻻ ﯾﺷﺗرط أھﻠﯾﺔ اﻟﺷﮭﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣزﻛﻲ ﻓﻲ ﺗزﻛﯾﺔ اﻟﺳر"
ﺣﺗﻰ ﺻﻠﺢ اﻟﻌﺑد ﻣزﻛﯾﺎ ،ﻓﺄﻣﺎ ﻓﻲ ﺗزﻛﯾﺔ اﻟﻌﻼﻧﯾﺔ ﻓﮭو ﺷرط ،وﻛذا اﻟﻌدد ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺧﺻﺎف رﺣﻣﮫ ﷲ
ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﮭﺎ ﺑﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء .ﻗﺎﻟوا :ﯾﺷﺗرط اﻷرﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺗزﻛﯾﺔ ﺷﮭود اﻟزﻧﺎ ﻋﻧد ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ.
ﻓﻲ ﻗﻣطره ﻓﮭو ﺗﺣت ﺧﺗﻣﮫ ﯾؤﻣن ﻋﻠﯾﮫ ﻣن اﻟزﯾﺎدة واﻟﻧﻘﺻﺎن ﻓﺣﺻل ﻟﮫ اﻟﻌﻠم ﺑذﻟك وﻻ ص -120-
ﻛذﻟك اﻟﺷﮭﺎدة ﻓﻲ اﻟﺻك ﻷﻧﮫ ﻓﻲ ﯾد ﻏﯾره ،وﻋﻠﻰ ھذا إذا ﺗذﻛر اﻟﻣﺟﻠس اﻟذي ﻛﺎن ﻓﯾﮫ اﻟﺷﮭﺎدة أو أﺧﺑره ﻗوم ﻣﻣن
ﯾﺛق ﺑﮫ أﻧﺎ ﺷﮭدﻧﺎ ﻧﺣن وأﻧت.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺷﺎھد أن ﯾﺷﮭد ﺑﺷﻲء ﻟم ﯾﻌﺎﯾﻧﮫ إﻻ اﻟﻧﺳب واﻟﻣوت واﻟﻧﻛﺎح واﻟدﺧول ووﻻﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﺈﻧﮫ
ﯾﺳﻌﮫ أن ﯾﺷﮭد ﺑﮭذه اﻷﺷﯾﺎء إذا أﺧﺑره ﺑﮭﺎ ﻣن ﯾﺛق ﺑﮫ " وھذا اﺳﺗﺣﺳﺎن .واﻟﻘﯾﺎس أن ﻻ ﺗﺟوز ﻷن اﻟﺷﮭﺎدة
ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن اﻟﻣﺷﺎھدة وذﻟك ﺑﺎﻟﻌﻠم وﻟم ﯾﺣﺻل ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ .وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أن ھذه أﻣور ﺗﺧﺗص ﺑﻣﻌﺎﯾﻧﺔ أﺳﺑﺎﺑﮭﺎ
ﺧواص ﻣن اﻟﻧﺎس ،وﯾﺗﻌﻠق ﺑﮭﺎ أﺣﻛﺎم ﺗﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻘرون ،ﻓﻠو ﻟم ﺗﻘﺑل ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺷﮭﺎدة ﺑﺎﻟﺗﺳﺎﻣﻊ أدى إﻟﻰ
اﻟﺣرج وﺗﻌطﯾل اﻷﺣﻛﺎم ،ﺑﺧﻼف اﻟﺑﯾﻊ ﻷﻧﮫ ﯾﺳﻣﻌﮫ ﻛل أﺣد ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟﻠﺷﺎھد أن ﯾﺷﮭد ﺑﺎﻻﺷﺗﮭﺎر وذﻟك
ﺑﺎﻟﺗواﺗر أو ﺑﺈﺧﺑﺎر ﻣن ﯾﺛق ﺑﮫ ﻛﻣﺎ ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب .وﯾﺷﺗرط أن ﯾﺧﺑره رﺟﻼن ﻋدﻻن أو رﺟل واﻣرأﺗﺎن ﻟﯾﺣﺻل
ﻟﮫ ﻧوع ﻋﻠم .وﻗﯾل ﻓﻲ اﻟﻣوت ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺈﺧﺑﺎر واﺣد أو واﺣدة ﻷﻧﮫ ﻗﻠﻣﺎ ﯾﺷﺎھد ﻏﯾر اﻟواﺣد إذ اﻹﻧﺳﺎن ﯾﮭﺎﺑﮫ وﯾﻛرھﮫ
ﻓﯾﻛون ﻓﻲ اﺷﺗراط اﻟﻌدد ﺑﻌض اﻟﺣرج ،وﻻ ﻛذﻟك اﻟﻧﺳب واﻟﻧﻛﺎح ،وﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾطﻠق أداء اﻟﺷﮭﺎدة .أﻣﺎ إذا ﻓﺳر
ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أﻧﮫ ﯾﺷﮭد ﺑﺎﻟﺗﺳﺎﻣﻊ ﻟم ﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدﺗﮫ ﻛﻣﺎ أن ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﯾد ﻓﻲ اﻷﻣﻼك ﺗطﻠق اﻟﺷﮭﺎدة ،ﺛم إذا ﻓﺳر ﻻ ﺗﻘﺑل ﻛذا
ھذا .وﻟو رأى إﻧﺳﺎﻧﺎ ﺟﻠس ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء ﯾدﺧل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺧﺻوم ﺣل ﻟﮫ أن ﯾﺷﮭد ﻋﻠﻰ ﻛوﻧﮫ ﻗﺎﺿﯾﺎ وﻛذا إذا رأى
رﺟﻼ واﻣرأة ﯾﺳﻛﻧﺎن ﺑﯾﺗﺎ وﯾﻧﺑﺳط ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ إﻟﻰ اﻵﺧر اﻧﺑﺳﺎط اﻷزواج ﻛﻣﺎ إذا رأى ﻋﯾﻧﺎ ﻓﻲ ﯾد ﻏﯾره.
وﻣن ﺷﮭد أﻧﮫ ﺷﮭد دﻓن ﻓﻼن أو ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺟﻧﺎزﺗﮫ ﻓﮭو ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﻓﺳر ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻗﺑﻠﮫ ﺛم ﻗﺻر اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﻓﻲ
اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ ھذه اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺧﻣﺳﺔ ﯾﻧﻔﻲ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗﺳﺎﻣﻊ ﻓﻲ اﻟوﻻء واﻟوﻗف .وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ آﺧرا أﻧﮫ
ﯾﺟوز ﻓﻲ اﻟوﻻء ﻷﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻧﺳب ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :اﻟوﻻء ﻟﺣﻣﺔ ﻛﻠﺣﻣﺔ اﻟﻧﺳب" .وﻋن ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ
ﷲ أﻧﮫ ﯾﺟوز ﻓﻲ اﻟوﻗف ﻷﻧﮫ ﯾﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣر اﻷﻋﺻﺎر ،إﻻ أﻧﺎ ﻧﻘول اﻟوﻻء ﯾﺑﺗﻧﻰ ﻋﻠﻰ زوال اﻟﻣﻠك وﻻ ﺑد ﻓﯾﮫ ﻣن
اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻓﻛذا ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺑﺗﻧﻰ ﻋﻠﯾﮫ .وأﻣﺎ اﻟوﻗف ﻓﺎﻟﺻﺣﯾﺢ أﻧﮫ ﺗﻘﺑل اﻟﺷﮭﺎدة ﺑﺎﻟﺗﺳﺎﻣﻊ ﻓﻲ أﺻﻠﮫ دون ﺷراﺋطﮫ ،ﻷن
أﺻﻠﮫ ھو اﻟذي ﯾﺷﺗﮭر.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻛﺎن ﻓﻲ ﯾده ﺷﻲء ﺳوى اﻟﻌﺑد واﻷﻣﺔ وﺳﻌك أن ﺗﺷﮭد أﻧﮫ ﻟﮫ" ﻷن اﻟﯾد أﻗﺻﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﺗدل ﺑﮫ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻠك إذ ھﻲ ﻣرﺟﻊ اﻟدﻻﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺑﺎب ﻛﻠﮭﺎ ﻓﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﮭﺎ .وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﯾﺷﺗرط ﻣﻊ ذﻟك أن ﯾﻘﻊ
ﻓﻲ ﻗﻠﺑﮫ أﻧﮫ ﻟﮫ .ﻗﺎﻟوا :وﯾﺣﺗﻣل أن ﯾﻛون ھذا ﺗﻔﺳﯾرا ﻹطﻼق ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ ﻓﯾﻛون ﺷرطﺎ ﻋﻠﻰ
اﻻﺗﻔﺎق.
وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :دﻟﯾل اﻟﻣﻠك اﻟﯾد ﻣﻊ اﻟﺗﺻرف ،وﺑﮫ ﻗﺎل ﺑﻌض ﻣﺷﺎﯾﺧﻧﺎ ص -121-
رﺣﻣﮭم ﷲ ﻷن اﻟﯾد ﻣﺗﻧوﻋﺔ إﻟﻰ إﻧﺎﺑﺔ وﻣﻠك .ﻗﻠﻧﺎ :واﻟﺗﺻرف ﯾﺗﻧوع أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﻧﯾﺎﺑﺔ وأﺻﺎﻟﺔ .ﺛم اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ
وﺟوه :إن ﻋﺎﯾن اﻟﻣﺎﻟك اﻟﻣﻠك ﺣل ﻟﮫ أن ﯾﺷﮭد ،وﻛذا إذا ﻋﺎﯾن اﻟﻣﻠك ﺑﺣدوده دون اﻟﻣﺎﻟك اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ﻷن اﻟﻧﺳب
ﯾﺛﺑت ﺑﺎﻟﺗﺳﺎﻣﻊ ﻓﯾﺣﺻل ﻣﻌرﻓﺗﮫ ،وإن ﻟم ﯾﻌﺎﯾﻧﮭﺎ أو ﻋﺎﯾن اﻟﻣﺎﻟك دون اﻟﻣﻠك ﻻ ﯾﺣل ﻟﮫ.
وأﻣﺎ اﻟﻌﺑد واﻷﻣﺔ ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﯾﻌرف أﻧﮭﻣﺎ رﻗﯾﻘﺎن ﻓﻛذﻟك ﻷن اﻟرﻗﯾق ﻻ ﯾﻛون ﻓﻲ ﯾد ﻧﻔﺳﮫ ،وإن ﻛﺎن ﻻ ﯾﻌرف
أﻧﮭﻣﺎ رﻗﯾﻘﺎن إﻻ أﻧﮭﻣﺎ ﺻﻐﯾران ﻻ ﯾﻌﺑران ﻋن أﻧﻔﺳﮭﻣﺎ ﻓﻛذﻟك ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾد ﻟﮭﻣﺎ ،وإن ﻛﺎﻧﺎ ﻛﺑﯾرﯾن ﻓذﻟك ﻣﺻرف
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﻷن ﻟﮭﻣﺎ ﯾدا ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﮭﻣﺎ ﻓﯾدﻓﻊ ﯾد اﻟﻐﯾر ﻋﻧﮭﻣﺎ ﻓﺎﻧﻌدم دﻟﯾل اﻟﻣﻠك .وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﯾﺣل
ﻟﮫ أن ﯾﺷﮭد ﻓﯾﮭﻣﺎ أﯾﺿﺎ اﻋﺗﺑﺎرا ﺑﺎﻟﺛﯾﺎب ،واﻟﻔرق ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه ،وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﺑﺎب ﻣن ﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدﺗﮫ وﻣن ﻻ ﺗﻘﺑل
ﻗﺎل" :وﻻ ﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدة اﻷﻋﻣﻰ" .وﻗﺎل زﻓر رﺣﻣﮫ ﷲ وھو رواﯾﺔ ﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﺗﻘﺑل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺟري ﻓﯾﮫ
اﻟﺗﺳﺎﻣﻊ ﻷن اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻓﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎع وﻻ ﺧﻠل ﻓﯾﮫ .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ :ﯾﺟوز إذا ﻛﺎن ﺑﺻﯾرا
وﻗت اﻟﺗﺣﻣل ﻟﺣﺻول اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ،واﻷداء ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﻘول وﻟﺳﺎﻧﮫ ﻏﯾر ﻣوف واﻟﺗﻌرﯾف ﯾﺣﺻل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻛﻣﺎ
ﻓﻲ اﻟﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾت .وﻟﻧﺎ أن اﻷداء ﯾﻔﺗﻘر إﻟﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﺎﻹﺷﺎرة ﺑﯾن اﻟﻣﺷﮭود ﻟﮫ واﻟﻣﺷﮭود ﻋﻠﯾﮫ ،وﻻ ﯾﻣﯾز
اﻷﻋﻣﻰ إﻻ ﺑﺎﻟﻧﻐﻣﺔ ،وﻓﯾﮫ ﺷﺑﮭﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣرز ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺟﻧس اﻟﺷﮭود واﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻐﺎﺋب دون اﻟﺣﺎﺿر ﻓﺻﺎر
ﻛﺎﻟﺣدود واﻟﻘﺻﺎص .وﻟو ﻋﻣﻲ ﺑﻌد اﻷداء ﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ ،ﻷن ﻗﯾﺎم أھﻠﯾﺔ
اﻟﺷﮭﺎدة ﺷرط وﻗت اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺻﯾرورﺗﮭﺎ ﺣﺟﺔ ﻋﻧده وﻗد ﺑطﻠت وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﺧرس أو ﺟن أو ﻓﺳق ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ
إذا ﻣﺎﺗوا أو ﻏﺎﺑوا ،ﻷن اﻷھﻠﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣوت ﻗد اﻧﺗﮭت وﺑﺎﻟﻐﯾﺑﺔ ﻣﺎ ﺑطﻠت.
ﻗﺎل" :وﻻ اﻟﻣﻣﻠوك" ﻷن اﻟﺷﮭﺎدة ﻣن ﺑﺎب اﻟوﻻﯾﺔ وھو ﻻ ﯾﻠﻲ ﻧﻔﺳﮫ ﻓﺄوﻟﻰ أن ﻻ ﺗﺛﺑت ﻟﮫ اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﯾره "وﻻ
ﺗﻌﺎﻟﻰَ:ﻘ ْ ﺑ}َﻠ ُوا ﻟ َ ﮭ ُم ْ ﺷ َ ﮭ َﺎد َة ً أ َ ﺑ َد ً ا{ ]اﻟﻧور [4:وﻷﻧﮫ ﻣن ﺗﻣﺎم اﻟﺣد ﻟﻛوﻧﮫ
اﻟﻣﺣدود ﻓﻲ ﻗذف وإن ﺗﺎب" ﻟﻘوﻟﮫو َ ﻻ َ ﺗ
ﻣﺎﻧﻌﺎ ﻓﯾﺑﻘﻰ ﺑﻌد اﻟﺗوﺑﺔ ﻛﺄﺻﻠﮫ ،ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺣدود ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻘذف ﻷن اﻟرد ﻟﻠﻔﺳق وﻗد ارﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﺗوﺑﺔ .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ
رﺣﻣﮫ ﷲ ﺗﻘﺑل إذا ﺗﺎب ﻟﻘوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰإ ِ :ﻻ} ﱠ اﻟ ﱠ ذ ِ ﯾن َ ﺗ َﺎﺑ ُوا{ ]اﻟﻧور [5:اﺳﺗﺛﻧﻰ اﻟﺗﺎﺋب.
ﺗﻌﺎﻟﻰﻟَ :ﺋِ}ك َ ھ ُم ْ اﻟ ْﻔ َ ﺎﺳ ِ ﻘ ُون َ {
ﻗﻠﻧﺎ :اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﯾﮫ وھو ﻗوﻟﮫو َ أ ُو ْ
]اﻟﻧور [4:أو ھو اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﻧﻘطﻊ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻟﻛن" .وﻟو ﺣد اﻟﻛﺎﻓر ﻓﻲ ﻗذف ﺛم أﺳﻠم ﺗﻘﺑل ص -122-
ﺷﮭﺎدﺗﮫ" ﻷن ﻟﻠﻛﺎﻓر ﺷﮭﺎدة ﻓﻛﺎن ردھﺎ ﻣن ﺗﻣﺎم اﻟﺣد ،وﺑﺎﻹﺳﻼم ﺣدﺛت ﻟﮫ ﺷﮭﺎدة أﺧرى ،ﺑﺧﻼف اﻟﻌﺑد إذا ﺣد ﺛم
أﻋﺗق ﻷﻧﮫ ﻻ ﺷﮭﺎدة ﻟﻠﻌﺑد أﺻﻼ ﻓﺗﻣﺎم ﺣده ﯾرد ﺷﮭﺎدﺗﮫ ﺑﻌد اﻟﻌﺗق.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺷﮭﺎدة اﻟواﻟد ﻟوﻟده ووﻟد وﻟده ،وﻻ ﺷﮭﺎدة اﻟوﻟد ﻷﺑوﯾﮫ وأﺟداده" واﻷﺻل ﻓﯾﮫ ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة
واﻟﺳﻼم" :ﻻ ﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدة اﻟوﻟد ﻟواﻟده و ﻻ اﻟواﻟد ﻟوﻟده وﻻ اﻟﻣرأة ﻟزوﺟﮭﺎ وﻻ اﻟزوج ﻻﻣرأﺗﮫ وﻻ اﻟﻌﺑد ﻟﺳﯾده وﻻ
اﻟﻣوﻟﻰ ﻟﻌﺑده وﻻ اﻷﺟﯾر ﻟﻣن اﺳﺗﺄﺟره" وﻷن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﺑﯾن اﻷوﻻد واﻵﺑﺎء ﻣﺗﺻﻠﺔ وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺟوز أداء اﻟزﻛﺎة إﻟﯾﮭم
ﻓﺗﻛون ﺷﮭﺎدة ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻣن وﺟﮫ أو ﺗﺗﻣﻛن ﻓﯾﮫ اﻟﺗﮭﻣﺔ.
ﻗﺎل اﻟﻌﺑد اﻟﺿﻌﯾف :واﻟﻣراد ﺑﺎﻷﺟﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟوا اﻟﺗﻠﻣﯾذ اﻟﺧﺎص اﻟذي ﯾﻌد ﺿرر أﺳﺗﺎذه ﺿرر ﻧﻔﺳﮫ وﻧﻔﻌﮫ ﻧﻔﻊ
ﻧﻔﺳﮫ ،وھو ﻣﻌﻧﻰ ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻻ ﺷﮭﺎدة ﻟﻠﻘﺎﻧﻊ ﺑﺄھل اﻟﺑﯾت" وﻗﯾل اﻟﻣراد اﻷﺟﯾر ﻣﺳﺎﻧﮭﺔ أو
ﻣﺷﺎھرة أو ﻣﯾﺎوﻣﺔ ﻓﯾﺳﺗوﺟب اﻷﺟر ﺑﻣﻧﺎﻓﻌﮫ ﻋﻧد أداء اﻟﺷﮭﺎدة ﻓﯾﺻﯾر ﻛﺎﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻋﻠﯾﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدة أﺣد اﻟزوﺟﯾن ﻟﻶﺧر" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﺗﻘﺑل ﻷن اﻷﻣﻼك ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻣﺗﻣﯾزة واﻷﯾدي
ﻣﺗﺣﯾزة وﻟﮭذا ﯾﺟري اﻟﻘﺻﺎص واﻟﺣﺑس ﺑﺎﻟدﯾن ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،وﻻ ﻣﻌﺗﺑر ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﻟﻧﻔﻊ ﻟﺛﺑوﺗﮫ ﺿﻣﻧﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻐرﯾم
إذا ﺷﮭد ﻟﻣدﯾوﻧﮫ اﻟﻣﻔﻠس .وﻟﻧﺎ ﻣﺎ روﯾﻧﺎ ،وﻷن اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻣﺗﺻل ﻋﺎدة وھو اﻟﻣﻘﺻود ﻓﯾﺻﯾر ﺷﺎھدا ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻣن وﺟﮫ
أو ﯾﺻﯾر ﻣﺗﮭﻣﺎ ،ﺑﺧﻼف ﺷﮭﺎدة اﻟﻐرﯾم ﻷﻧﮫ ﻻ وﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﮭود ﺑﮫ" .وﻻ ﺷﮭﺎدة اﻟﻣوﻟﻰ ﻟﻌﺑده" ﻷﻧﮫ ﺷﮭﺎدة
ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻣن ﻛل ﺟﮭﺔ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑد دﯾن أو ﻣن وﺟﮫ إن ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ دﯾن ﻷن اﻟﺣﺎل ﻣوﻗوف ﻣراﻋﻰ "وﻻ
ﻟﻣﻛﺎﺗﺑﮫ" ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ" .وﻻ ﺷﮭﺎدة اﻟﺷرﯾك ﻟﺷرﯾﻛﮫ ﻓﯾﻣﺎ ھو ﻣن ﺷرﻛﺗﮭﻣﺎ" ﻷﻧﮫ ﺷﮭﺎدة ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻣن وﺟﮫ ﻻﺷﺗراﻛﮭﻣﺎ،
وﻟو ﺷﮭد ﺑﻣﺎ ﻟﯾس ﻣن ﺷرﻛﺗﮭﻣﺎ ﺗﻘﺑل ﻻﻧﺗﻔﺎء اﻟﺗﮭﻣﺔ" .وﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدة اﻷخ ﻷﺧﯾﮫ وﻋﻣﮫ" ﻻﻧﻌدام اﻟﺗﮭﻣﺔ ﻷن
اﻷﻣﻼك وﻣﻧﺎﻓﻌﮭﺎ ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ وﻻ ﺑﺳوطﺔ ﻟﺑﻌﺿﮭم ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﺑﻌض.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺧﻧث" وﻣراده اﻟﻣﺧﻧث ﻓﻲ اﻟرديء ﻣن اﻷﻓﻌﺎل ﻷﻧﮫ ﻓﺎﺳق ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟذي ﻓﻲ ﻛﻼﻣﮫ ﻟﯾن
وﻓﻲ أﻋﺿﺎﺋﮫ ﺗﻛﺳر ﻓﮭو ﻣﻘﺑول اﻟﺷﮭﺎدة" .وﻻ ﻧﺎﺋﺣﺔ وﻻ ﻣﻐﻧﯾﺔ" ﻷﻧﮭﻣﺎ ﯾرﺗﻛﺑﺎن ﻣﺣرﻣﺎ ﻓﺈﻧﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة
واﻟﺳﻼم "ﻧﮭﻰ ﻋن اﻟﺻوﺗﯾن اﻷﺣﻣﻘﯾن اﻟﻧﺎﺋﺣﺔ واﻟﻣﻐﻧﯾﺔ".
ﻗﺎل" :وﻻ ﻣدﻣن اﻟﺷرب ﻋﻠﻰ اﻟﻠﮭو" ﻷﻧﮫ ارﺗﻛب ﻣﺣرم دﯾﻧﮫ" .وﻻ ﻣن ﯾﻠﻌب ﺑﺎﻟطﯾور" ﻷﻧﮫ ﯾورث ﻏﻔﻠﺔ وﻷﻧﮫ
ﻗد ﯾﻘف ﻋﻠﻰ ﻋورات اﻟﻧﺳﺎء ﺑﺻﻌوده ﻋﻠﻰ ﺳطﺣﮫ ﻟﯾطﯾر طﯾره وﻓﻲ
ﻛﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺳﻠم ﻋﻠﯾﮫ وﻋﻠﻰ اﻟذﻣﻲ "وﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺳﺗﺄﻣﻧﯾن ﺑﻌﺿﮭم ﻋﻠﻰ ﺑﻌض إذا ص -124-
ﻛﺎﻧوا ﻣن أھل دار واﺣدة ،ﻓﺈن ﻛﺎﻧوا ﻣن دارﯾن ﻛﺎﻟروم واﻟﺗرك ﻻ ﺗﻘﺑل" ﻷن اﺧﺗﻼف اﻟدارﯾن ﯾﻘطﻊ اﻟوﻻﯾﺔ
وﻟﮭذا ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺗوارث ،ﺑﺧﻼف اﻟذﻣﻲ ﻷﻧﮫ ﻣن أھل دارﻧﺎ ،وﻻ ﻛذﻟك اﻟﻣﺳﺗﺄﻣن" .وإن ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺳﻧﺎت أﻏﻠب ﻣن
اﻟﺳﯾﺋﺎت واﻟرﺟل ﻣﻣن ﯾﺟﺗﻧب اﻟﻛﺑﺎﺋر ﻗﺑﻠت ﺷﮭﺎدﺗﮫ وإن أﻟم ﺑﻣﻌﺻﯾﺔ" ھذا ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻓﻲ ﺣد اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻣﻌﺗﺑرة،
إذ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗوﻗﻲ اﻟﻛﺑﺎﺋر ﻛﻠﮭﺎ وﺑﻌد ذﻟك ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻐﺎﻟب ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ،ﻓﺄﻣﺎ اﻹﻟﻣﺎم ﺑﻣﻌﺻﯾﺔ ﻻ ﺗﻧﻘدح ﺑﮫ اﻟﻌداﻟﺔ
اﻟﻣﺷروطﺔ ﻓﻼ ﺗرد ﺑﮫ اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻷن ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎر اﺟﺗﻧﺎﺑﮫ اﻟﻛل ﺳد ﺑﺎﺑﮫ وھو ﻣﻔﺗوح إﺣﯾﺎء ﻟﻠﺣﻘوق.
ﻗﺎل" :وﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدة اﻷﻗﻠف" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺧل ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ إﻻ إذا ﺗرﻛﮫ اﺳﺗﺧﻔﺎﻓﺎ ﺑﺎﻟدﯾن ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺑق ﺑﮭذا اﻟﺻﻧﯾﻊ ﻋدﻻ
"واﻟﺧﺻﻲ" ﻷن ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻗﺑل ﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻘﻣﺔ اﻟﺧﺻﻲ ،وﻷﻧﮫ ﻗطﻊ ﻋﺿو ﻣﻧﮫ ظﻠﻣﺎ ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا
ﻗطﻌت ﯾده" .ووﻟد اﻟزﻧﺎ" ﻷن ﻓﺳق اﻷﺑوﯾن ﻻ ﯾوﺟب ﻓﺳق اﻟوﻟد ﻛﻛﻔرھﻣﺎ وھو ﻣﺳﻠم.
وﻗﺎل ﻣﺎﻟك رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﺗﻘﺑل ﻓﻲ اﻟزﻧﺎ ﻷﻧﮫ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻏﯾره ﻛﻣﺛﻠﮫ ﻓﯾﺗﮭم .ﻗﻠﻧﺎ :اﻟﻌدل ﻻ ﯾﺧﺗﺎر ذﻟك وﻻ
ﯾﺳﺗﺣﺑﮫ ،واﻟﻛﻼم ﻓﻲ اﻟﻌدل.
ﻗﺎل" :وﺷﮭﺎدة اﻟﺧﻧﺛﻰ ﺟﺎﺋزة" ﻷﻧﮫ رﺟل أو اﻣرأة وﺷﮭﺎدة اﻟﺟﻧﺳﯾن ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧص" .وﺷﮭﺎدة اﻟﻌﻣﺎل ﺟﺎﺋزة"
واﻟﻣراد ﻋﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﻧد ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﯾﺦ ،ﻷن ﻧﻔس اﻟﻌﻣل ﻟﯾس ﺑﻔﺳق إﻻ إذا ﻛﺎﻧوا أﻋواﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟظﻠم .وﻗﯾل
اﻟﻌﺎﻣل إذا ﻛﺎن وﺟﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺎس ذا ﻣروءة ﻻ ﯾﺟﺎزف ﻓﻲ ﻛﻼﻣﮫ ﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدﺗﮫ ﻛﻣﺎ ﻣر ﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ
ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺳق ،ﻷﻧﮫ ﻟوﺟﺎھﺗﮫ ﻻ ﯾﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟﻛذب ﺣﻔظﺎ ﻟﻠﻣروءة وﻟﻣﮭﺎﺑﺗﮫ ﻻ ﯾﺳﺗﺄﺟر ﻋﻠﻰ اﻟﺷﮭﺎدة اﻟﻛﺎذﺑﺔ.
ﻗﺎل" :وإذا ﺷﮭد اﻟرﺟﻼن أن أﺑﺎھﻣﺎ أوﺻﻰ إﻟﻰ ﻓﻼن واﻟوﺻﻲ ﯾدﻋﻲ ذﻟك ﻓﮭو ﺟﺎﺋز اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ،وإن أﻧﻛر
اﻟوﺻﻲ ﻟم ﯾﺟز" وﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس :ﻻ ﯾﺟوز إن ادﻋﻰ ،وﻋﻠﻰ ھذا إذا ﺷﮭد اﻟﻣوﺻﻲ ﻟﮭﻣﺎ ﺑذﻟك أو ﻏرﯾﻣﺎن ﻟﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﯾت دﯾن أو ﻟﻠﻣﯾت ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ دﯾن أو ﺷﮭد اﻟوﺻﯾﺎن أﻧﮫ أوﺻﻰ إﻟﻰ ھذا اﻟرﺟل ﻣﻌﮭﻣﺎ .وﺟﮫ اﻟﻘﯾﺎس أﻧﮭﺎ ﺷﮭﺎدة
ﻟﻠﺷﺎھد ﻟﻌود اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ إﻟﯾﮫ .وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ وﻻﯾﺔ ﻧﺻب اﻟوﺻﻲ إذا ﻛﺎن طﺎﻟﺑﺎ واﻟﻣوت ﻣﻌروف،
ﻓﯾﻛﻔﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﮭذه اﻟﺷﮭﺎدة ﻣؤﻧﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻻ أن ﯾﺛﺑت ﺑﮭﺎ ﺷﻲء ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﻘرﻋﺔ واﻟوﺻﯾﺎن إذا أﻗرا أن ﻣﻌﮭﻣﺎ ﺛﺎﻟﺛﺎ
ﯾﻣﻠك اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻧﺻب ﺛﺎﻟث ﻣﻌﮭﻣﺎ ﻟﻌﺟزھﻣﺎ ﻋن اﻟﺗﺻرف ﺑﺎﻋﺗراﻓﮭﻣﺎ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا أﻧﻛرا وﻟم ﯾﻌرف اﻟﻣوت ﻷﻧﮫ
ﻟﯾس ﻟﮫ وﻻﯾﺔ ﻧﺻب اﻟوﺻﻲ ﻓﺗﻛون اﻟﺷﮭﺎدة ھﻲ اﻟﻣوﺟﺑﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻐرﯾﻣﯾن ﻟﻠﻣﯾت ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ دﯾن ﺗﻘﺑل اﻟﺷﮭﺎدة وإن ﻟم
ﯾﻛن اﻟﻣوت ﻣﻌروﻓﺎ ﻷﻧﮭﻣﺎ ﯾﻘران ﻋﻠﻰ
أﻧﻔﺳﮭﻣﺎ ﻓﯾﺛﺑت اﻟﻣوت ﺑﺎﻋﺗراﻓﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﮭﻣﺎ "وإن ﺷﮭدا أن أﺑﺎھﻣﺎ اﻟﻐﺎﺋب وﻛﻠﮫ ﺑﻘﺑض ص -125-
دﯾوﻧﮫ ﺑﺎﻟﻛوﻓﺔ ﻓﺎدﻋﻰ اﻟوﻛﯾل أو أﻧﻛره ﻻ ﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدﺗﮭﻣﺎ" ﻷن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﻣﻠك ﻧﺻب اﻟوﻛﯾل ﻋن اﻟﻐﺎﺋب ،ﻓﻠو
ﺛﺑت إﻧﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺑﺷﮭﺎدﺗﮭﻣﺎ وھﻲ ﻏﯾر ﻣوﺟﺑﺔ ﻟﻣﻛﺎن اﻟﺗﮭﻣﺔ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺳﻣﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ ﺟرح وﻻ ﯾﺣﻛم ﺑذﻟك" ﻷن اﻟﻔﺳق ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾدﺧل ﺗﺣت اﻟﺣﻛم ﻷن ﻟﮫ اﻟدﻓﻊ
ﺑﺎﻟﺗوﺑﺔ ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق اﻹﻟزام ،وﻷﻧﮫ ھﺗك اﻟﺳر واﻟﺳﺗر واﺟب واﻹﺷﺎﻋﺔ ﺣرام ،وإﻧﻣﺎ ﯾرﺧص ﺿرورة إﺣﯾﺎء
اﻟﺣﻘوق وذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾدﺧل ﺗﺣت اﻟﺣﻛم "إﻻ إذا ﺷﮭدوا ﻋﻠﻰ إﻗرار اﻟﻣدﻋﻲ ﺑذﻟك ﺗﻘﺑل" ﻷن اﻹﻗرار ﻣﻣﺎ ﯾدﺧل
ﺗﺣت اﻟﺣﻛم.
ﻗﺎل" :وﻟو أﻗﺎم اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺑﯾﻧﺔ أن اﻟﻣدﻋﻲ اﺳﺗﺄﺟر اﻟﺷﮭود ﻟم ﺗﻘﺑل" ﻷﻧﮫ ﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ ﺟرح ﻣﺟرد،
واﻻﺳﺗﺋﺟﺎر وإن ﻛﺎن أﻣرا زاﺋدا ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻼ ﺧﺻم ﻓﻲ إﺛﺑﺎﺗﮫ ﻷن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ذﻟك أﺟﻧﺑﻲ ﻋﻧﮫ ،ﺣﺗﻰ ﻟو أﻗﺎم
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺑﯾﻧﺔ أن اﻟﻣدﻋﻲ اﺳﺗﺄﺟر اﻟﺷﮭود ﺑﻌﺷرة دراھم ﻟﯾؤدوا اﻟﺷﮭﺎدة وأﻋطﺎھم اﻟﻌﺷرة ﻣن ﻣﺎﻟﻲ اﻟذي
ﻛﺎن ﻓﻲ ﯾده ﺗﻘﺑل ﻷﻧﮫ ﺧﺻم ﻓﻲ ذﻟك ﺛم ﯾﺛﺑت اﻟﺟرح ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ،وﻛذا إذا أﻗﺎﻣﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻲ ﺻﺎﻟﺣت اﻟﺷﮭود ﻋﻠﻰ
ﻛذا ﻣن اﻟﻣﺎل .ودﻓﻌﺗﮫ إﻟﯾﮭم ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﯾﺷﮭدوا ﻋﻠﻲ ﺑﮭذا اﻟﺑﺎطل وﻗد ﺷﮭدوا وطﺎﻟﺑﮭم ﺑرد ذﻟك اﻟﻣﺎل ،وﻟﮭذا ﻗﻠﻧﺎ
إﻧﮫ ﻟو أﻗﺎم اﻟﺑﯾﻧﺔ أن اﻟﺷﺎھد ﻋﺑد أو ﻣﺣدود ﻓﻲ ﻗذف أو ﺷﺎرب ﺧﻣر أو ﻗﺎذف أو ﺷرﯾك اﻟﻣدﻋﻲ ﺗﻘﺑل.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺷﮭد وﻟم ﯾﺑرح ﺣﺗﻰ ﻗﺎل أوھﻣت ﺑﻌض ﺷﮭﺎدﺗﻲ ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻋدﻻ ﺟﺎزت ﺷﮭﺎدﺗﮫ" وﻣﻌﻧﻰ ﻗوﻟﮫ
أوھﻣت أي أﺧطﺄت ﺑﻧﺳﯾﺎن ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺣق ﻋﻠﻲ ذﻛره أو ﺑزﯾﺎدة ﻛﺎﻧت ﺑﺎطﻠﺔ .ووﺟﮭﮫ أن اﻟﺷﺎھد ﻗد ﯾﺑﺗﻠﻰ ﺑﻣﺛﻠﮫ
ﻟﻣﮭﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻛﺎن اﻟﻌذر واﺿﺣﺎ ﻓﺗﻘﺑل إذا ﺗدارﻛﮫ ﻓﻲ أواﻧﮫ وھو ﻋدل ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻗﺎم ﻋن اﻟﻣﺟﻠس
ﺛم ﻋﺎد وﻗﺎل أوھﻣت ،ﻷﻧﮫ ﯾوھم اﻟزﯾﺎدة ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﺗﻠﺑﯾس وﺧﯾﺎﻧﺔ ﻓوﺟب اﻻﺣﺗﯾﺎط ،وﻷن اﻟﻣﺟﻠس إذا اﺗﺣد ﻟﺣق
اﻟﻣﻠﺣق ﺑﺄﺻل اﻟﺷﮭﺎدة ﻓﺻﺎر ﻛﻛﻼم واﺣد ،وﻻ ﻛذﻟك إذا اﺧﺗﻠف .وﻋﻠﻰ ھذا إذا وﻗﻊ اﻟﻐﻠط ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣدود أو
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧﺳب وھذا إذا ﻛﺎن ﻣوﺿﻊ ﺷﺑﮭﺔ ،ﻓﺄﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻓﻼ ﺑﺄس ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻛﻼم أﺻﻼ ﻣﺛل أن ﯾدع ﻟﻔظﺔ
اﻟﺷﮭﺎدة وﻣﺎ ﯾﺟري ﻣﺟرى ذﻟك وإن ﻗﺎم ﻋن اﻟﻣﺟﻠس ﺑﻌد أن ﯾﻛون ﻋدﻻ .وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮭﻣﺎ
ﷲ أﻧﮫ ﯾﻘﺑل ﻗوﻟﮫ ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺟﻠس إذا ﻛﺎن ﻋدﻻ ،واﻟظﺎھر ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه وﷲ أﻋﻠم.
ﻗﺎل" :وإذا ﺷﮭد ﺷﺎھدان أﻧﮫ ﻗﺗل زﯾدا ﯾوم اﻟﻧﺣر ﺑﻣﻛﺔ وﺷﮭد آﺧران أﻧﮫ ﻗﺗﻠﮫ ﯾوم ص -127-
اﻟﻧﺣر ﺑﺎﻟﻛوﻓﺔ واﺟﺗﻣﻌوا ﻋﻧد اﻟﺣﺎﻛم ﻟم ﯾﻘﺑل اﻟﺷﮭﺎدﺗﯾن" ﻷن إﺣداھﻣﺎ ﻛﺎذﺑﺔ ﺑﯾﻘﯾن وﻟﯾﺳت إﺣداھﻣﺎ ﺑﺄوﻟﻰ ﻣن
اﻷﺧرى "ﻓﺈن ﺳﺑﻘت إﺣداھﻣﺎ وﻗﺿﻰ ﺑﮭﺎ ﺛم ﺣﺿرت اﻷﺧرى ﻟم ﺗﻘﺑل" ﻷن اﻷوﻟﻰ ﺗرﺟﺣت ﺑﺎﺗﺻﺎل اﻟﻘﺿﺎء ﺑﮭﺎ
ﻓﻼ ﺗﻧﺗﻘض ﺑﺎﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.
"وإذا ﺷﮭدا ﻋﻠﻰ رﺟل أﻧﮫ ﺳرق ﺑﻘرة واﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﻟوﻧﮭﺎ ﻗطﻊ ،وإن ﻗﺎل أﺣدھﻣﺎ ﺑﻘرة وﻗﺎل اﻵﺧر ﺛورا ﻟم
ﯾﻘطﻊ" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ "وﻗﺎﻻ :ﻻ ﯾﻘطﻊ ﻓﻲ اﻟوﺟﮭﯾن" ﺟﻣﯾﻌﺎ ،وﻗﯾل اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻟوﻧﯾن
ﯾﺗﺷﺎﺑﮭﺎن ﻛﺎﻟﺳواد واﻟﺣﻣرة ﻻ ﻓﻲ اﻟﺳواد واﻟﺑﯾﺎض ،وﻗﯾل ھو ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻟوان .ﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﺳرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوداء
ﻏﯾرھﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻓﻠم ﯾﺗم ﻋﻠﻰ ﻛل ﻓﻌل ﻧﺻﺎب اﻟﺷﮭﺎدة وﺻﺎر ﻛﺎﻟﻐﺻب ﺑل أوﻟﻰ ،ﻷن أﻣر اﻟﺣد أھم وﺻﺎر
ﻛﺎﻟذﻛورة واﻷﻧوﺛﺔ .وﻟﮫ أن اﻟﺗوﻓﯾق ﻣﻣﻛن ﻷن اﻟﺗﺣﻣل ﻓﻲ اﻟﻠﯾﺎﻟﻲ ﻣن ﺑﻌﯾد واﻟﻠوﻧﺎن ﯾﺗﺷﺎﺑﮭﺎن أو ﯾﺟﺗﻣﻌﺎن ﻓﻲ
واﺣد ﻓﯾﻛون اﻟﺳواد ﻣن ﺟﺎﻧب وھذا ﯾﺑﺻره واﻟﺑﯾﺎض ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر وھذا اﻵﺧر ﯾﺷﺎھده ،ﺑﺧﻼف اﻟﻐﺻب ﻷن
اﻟﺗﺣﻣل ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﻧﮭﺎر ﻋﻠﻰ ﻗرب ﻣﻧﮫ ،واﻟذﻛورة واﻷﻧوﺛﺔ ﻻ ﯾﺟﺗﻣﻌﺎن ﻓﻲ واﺣدة ،وﻛذا اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﺎﻟﻘرب
ﻣﻧﮫ ﻓﻼ ﯾﺷﺗﺑﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺷﮭد ﻟرﺟل أﻧﮫ اﺷﺗرى ﻋﺑدا ﻣن ﻓﻼن ﺑﺄﻟف وﺷﮭد آﺧر أﻧﮫ اﺷﺗراه ﺑﺄﻟف وﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻓﺎﻟﺷﮭﺎدة
ﺑﺎطﻠﺔ" ﻷن اﻟﻣﻘﺻود إﺛﺑﺎت اﻟﺳﺑب وھو اﻟﻌﻘد وﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺛﻣن ﻓﺎﺧﺗﻠف اﻟﻣﺷﮭود ﺑﮫ وﻟم ﯾﺗم اﻟﻌدد ﻋﻠﻰ
ﻛل واﺣد ،وﻷن اﻟﻣدﻋﻲ ﯾﻛذب أﺣد ﺷﺎھدﯾﮫ وﻛذﻟك إذا ﻛﺎن اﻟﻣدﻋﻲ ھو اﻟﺑﺎﺋﻊ وﻻ ﻓرق ﺑﯾن أن ﯾدﻋﻲ اﻟﻣدﻋﻲ أﻗل
اﻟﻣﺎﻟﯾن أو أﻛﺛرھﻣﺎ ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ "وﻛذﻟك اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ" ﻷن اﻟﻣﻘﺻود ھو اﻟﻌﻘد إن ﻛﺎن اﻟﻣدﻋﻲ ھو اﻟﻌﺑد ﻓظﺎھر ،وﻛذا إذا
ﻛﺎن ھو اﻟﻣوﻟﻰ ﻷن اﻟﻌﺗق ﻻ ﯾﺛﺑت ﻗﺑل اﻷداء ﻓﻛﺎن اﻟﻣﻘﺻود إﺛﺑﺎت اﻟﺳﺑب "وﻛذا اﻟﺧﻠﻊ واﻹﻋﺗﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺎل
واﻟﺻﻠﺢ ﻋن دم اﻟﻌﻣد إذا ﻛﺎن اﻟﻣدﻋﻲ ھو اﻟﻣرأة أو اﻟﻌﺑد أو اﻟﻘﺎﺗل" ﻷن اﻟﻣﻘﺻود إﺛﺑﺎت اﻟﻌﻘد واﻟﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ
إﻟﯾﮫ ،وإن ﻛﺎﻧت اﻟدﻋوى ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر ﻓﮭو ﺑﻣﻧزﻟﺔ دﻋوى اﻟدﯾن ﻓﯾﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻣن اﻟوﺟوه ﻷﻧﮫ ﺛﺑت اﻟﻌﻔو واﻟﻌﺗق
واﻟطﻼق ﺑﺎﻋﺗراف ﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﻓﺑﻘﻲ اﻟدﻋوى ﻓﻲ اﻟدﯾن وﻓﻲ اﻟرھن ،إن ﻛﺎن اﻟﻣدﻋﻰ ھو اﻟرھن ﻻ ﯾﻘﺑل ﻷﻧﮫ ﻻ
ﺣظ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟرھن ﻓﻌرﯾت اﻟﺷﮭﺎدة ﻋن اﻟدﻋوى ،وإن ﻛﺎن اﻟﻣرﺗﮭن ﻓﮭو ﺑﻣﻧزﻟﺔ دﻋوى اﻟدﯾن .وﻓﻲ اﻹﺟﺎرة إن
ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ أول اﻟﻣدة ﻓﮭو ﻧظﯾر اﻟﺑﯾﻊ ،وإن ﻛﺎن ﺑﻌد ﻣﺿﻲ اﻟﻣدة واﻟﻣدﻋﻲ ھو اﻵﺟر ﻓﮭو دﻋوى اﻟدﯾن.
ﻗﺎل" :ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻧﻛﺎح ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟوز ﺑﺄﻟف اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ،وﻗﺎﻻ :ھذا ﺑﺎطل ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح أﯾﺿﺎ" وذﻛر
ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻟﻲ ﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف ﻣﻊ ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ .ﻟﮭﻣﺎ أن ھذا اﺧﺗﻼف ﻓﻲ ص -128-
اﻟﻌﻘد ،ﻷن اﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن اﻟﺳﺑب ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟﺑﯾﻊ .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح ﺗﺎﺑﻊ ،واﻷﺻل
ﻓﯾﮫ اﻟﺣل واﻻزدواج واﻟﻣﻠك وﻻ اﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻣﺎ ھو اﻷﺻل ﻓﯾﺛﺑت ،ﺛم إذا وﻗﻊ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻊ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻷﻗل
ﻻﺗﻔﺎﻗﮭﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ،وﯾﺳﺗوي دﻋوى أﻗل اﻟﻣﺎﻟﯾن أو أﻛﺛرھﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ .ﺛم ﻗﯾل :ﻻﺧﺗﻼف ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣرأة ھﻲ
اﻟﻣدﻋﯾﺔ وﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣدﻋﻲ ھو اﻟزوج إﺟﻣﺎع ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﺗﻘﺑل ،ﻷن ﻣﻘﺻودھﺎ ﻗد ﯾﻛون اﻟﻣﺎل وﻣﻘﺻوده ﻟﯾس
إﻻ اﻟﻌﻘد .وﻗﯾل اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن وھذا أﺻﺢ واﻟوﺟﮫ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ،وﷲ أﻋﻠم.
ﻓﺻل :ﻓﻲ اﻟﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ اﻹرث
ﻗﺎل" :وﻣن أﻗﺎم ﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ دار أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻷﺑﯾﮫ أﻋﺎرھﺎ أو أودﻋﮭﺎ اﻟذي ھﻲ ﻓﻲ ﯾده ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺄﺧذھﺎ وﻻ ﯾﻛﻠف اﻟﺑﯾﻧﺔ
أﻧﮫ ﻣﺎت وﺗرﻛﮭﺎ ﻣﯾراﺛﺎ ﻟﮫ" وأﺻﻠﮫ أﻧﮫ ﻣﺗﻰ ﺛﺑت ﻣﻠك اﻟﻣورث ﻻ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﻟﻠوارث ﺣﺗﻰ ﯾﺷﮭد اﻟﺷﮭود أﻧﮫ ﻣﺎت
وﺗرﻛﮭﺎ ﻣﯾراﺛﺎ ﻟﮫ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ ،ﺧﻼﻓﺎ ﻷﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ .ھو ﯾﻘول :إن ﻣﻠك اﻟوارث
ﻣﻠك اﻟﻣورث ﻓﺻﺎرت اﻟﺷﮭﺎدة ﺑﺎﻟﻣﻠك ﻟﻠﻣورث ﺷﮭﺎدة ﺑﮫ ﻟﻠوارث ،وھﻣﺎ ﯾﻘوﻻن :إن ﻣﻠك اﻟوارث ﻣﺗﺟدد ﻓﻲ ﺣق
اﻟﻌﯾن ﺣﺗﻰ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ اﻻﺳﺗﺑراء ﻓﻲ اﻟﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣوروﺛﺔ ،وﯾﺣل ﻟﻠوارث اﻟﻐﻧﻲ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺻدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣورث اﻟﻔﻘﯾر
ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﻧﻘل ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم ﻣﻠك اﻟﻣورث وﻗت اﻟﻣوت ﻟﺛﺑوت اﻻﻧﺗﻘﺎل ﺿرورة ،وﻛذا ﻋﻠﻰ
ﻗﯾﺎم ﯾده ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧذﻛره ،وﻗد وﺟدت اﻟﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﯾد ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻛﺗﺎب ﻷن ﯾد اﻟﻣﺳﺗﻌﯾر واﻟﻣودع واﻟﻣﺳﺗﺄﺟر
ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣﻘﺎم ﯾده ﻓﺄﻏﻧﻰ ذﻟك ﻋن اﻟﺟر واﻟﻧﻘل "وإن ﺷﮭدوا أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﯾد ﻓﻼن ﻣﺎت وھﻲ ﻓﻲ ﯾده ﺟﺎزت
اﻟﺷﮭﺎدة" ﻷن اﻷﯾدي ﻋﻧد اﻟﻣوت ﺗﻧﻘﻠب ﯾد ﻣﻠك ﺑواﺳطﺔ اﻟﺿﻣﺎن واﻷﻣﺎﻧﺔ ﺗﺻﯾر ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﮭﯾل ﻓﺻﺎر
ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم ﻣﻠﻛﮫ وﻗت اﻟﻣوت" .وإن ﻗﺎﻟوا ﻟرﺟل ﺣﻲ ﻧﺷﮭد أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣدﻋﻲ ﻣﻧذ ﺷﮭر ﻟم
ﺗﻘﺑل" وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮭﺎ ﺗﻘﺑل ﻷن اﻟﯾد ﻣﻘﺻودة ﻛﺎﻟﻣﻠك؛ وﻟو ﺷﮭدوا أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻠﻛﮫ ﺗﻘﺑل ﻓﻛذا ھذا
ﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﺷﮭدوا ﺑﺎﻷﺧذ ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ .وﺟﮫ اﻟظﺎھر وھو ﻗوﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﺷﮭﺎدة ﻗﺎﻣت ﺑﻣﺟﮭول ﻷن اﻟﯾد ﻣﻧﻘﺿﯾﺔ
وھﻲ ﻣﺗﻧوﻋﺔ إﻟﻰ ﻣﻠك وأﻣﺎﻧﺔ وﺿﻣﺎن ﻓﺗﻌذر اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻣﺟﮭول ،ﺑﺧﻼف اﻟﻣﻠك ﻷﻧﮫ ﻣﻌﻠوم ﻏﯾر ﻣﺧﺗﻠف،
وﺑﺧﻼف اﻵﺧذ ﻷﻧﮫ ﻣﻌﻠوم وﺣﻛﻣﮫ ﻣﻌﻠوم وھو وﺟوب اﻟرد ،وﻷن ﯾد ذي اﻟﯾد ﻣﻌﺎﯾن وﯾد اﻟﻣدﻋﻲ ﻣﺷﮭود ﺑﮫ،
وﻟﯾس اﻟﺧﺑر ﻛﺎﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ" .وإن أﻗر ﺑذﻟك اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ دﻓﻌت إﻟﻰ اﻟﻣدﻋﻲ" ﻷن اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻘر ﺑﮫ ﻻ ﺗﻣﻧﻊ
ﺻﺣﺔ اﻹﻗرار "وإن ﺷﮭد ﺷﺎھدان أﻧﮫ أﻗر أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣدﻋﻲ دﻓﻌت إﻟﯾﮫ" ﻷن اﻟﻣﺷﮭود ﺑﮫ ھﺎھﻧﺎ اﻹﻗرار
وھو ﻣﻌﻠوم.
ھذا اﻟﺣﻛم .وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ إن ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻟو ﻏدا ﻷداء اﻟﺷﮭﺎدة ﻻ ص -130-
ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺑﯾت ﻓﻲ أھﻠﮫ ﺻﺢ اﻹﺷﮭﺎد إﺣﯾﺎء ﻟﺣﻘوق اﻟﻧﺎس ،ﻗﺎﻟوا :اﻷول أﺣﺳن واﻟﺛﺎﻧﻲ أرﻓق وﺑﮫ أﺧذ اﻟﻔﻘﯾﮫ أﺑو
اﻟﻠﯾث.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻋدل ﺷﮭود اﻷﺻل ﺷﮭود اﻟﻔرع ﺟﺎز" ﻷﻧﮭم ﻣن أھل اﻟﺗزﻛﯾﺔ "وﻛذا إذا ﺷﮭد ﺷﺎھدان ﻓﻌدل أﺣدھﻣﺎ
اﻵﺧر ﺻﺢ" ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ،ﻏﺎﯾﺔ اﻷﻣر أن ﻓﯾﮫ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺷﮭﺎدﺗﮫ ﻟﻛن اﻟﻌدل ﻻ ﯾﺗﮭم ﺑﻣﺛﻠﮫ ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﮭم ﻓﻲ
ﺷﮭﺎدة ﻧﻔﺳﮫ ،ﻛﯾف وأن ﻗوﻟﮫ ﻓﻲ ﺣق ﻧﻔﺳﮫ وإن ردت ﺷﮭﺎدة ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻼ ﺗﮭﻣﺔ.
ﻗﺎل" :وإن ﺳﻛﺗوا ﻋن ﺗﻌدﯾﻠﮭم ﺟﺎز وﻧظر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﮭم" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد
رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﺗﻘﺑل ﻷﻧﮫ ﻻ ﺷﮭﺎدة إﻻ ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻌرﻓوھﺎ ﻟم ﯾﻧﻘﻠوا اﻟﺷﮭﺎدة ﻓﻼ ﯾﻘﺑل .وﻷﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ
أن اﻟﻣﺄﺧوذ ﻋﻠﯾﮭم اﻟﻧﻘل دون اﻟﺗﻌدﯾل ،ﻷﻧﮫ ﻗد ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻠﯾﮭم ،وإذا ﻧﻘﻠوا ﯾﺗﻌرف اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌداﻟﺔ ﻛﻣﺎ إذا ﺣﺿروا
ﺑﺄﻧﻔﺳﮭم وﺷﮭدوا.
ﻗﺎل" :وإن أﻧﻛر ﺷﮭود اﻷﺻل اﻟﺷﮭﺎدة ﻟم ﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدة اﻟﺷﮭود اﻟﻔرع" ﻷن اﻟﺗﺣﻣﯾل ﻟم ﯾﺛﺑت ﻟﻠﺗﻌﺎرض ﺑﯾن
اﻟﺧﺑرﯾن وھو ﺷرط" .وإذا ﺷﮭد رﺟﻼن ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة رﺟﻠﯾن ﻋﻠﻰ ﻓﻼﻧﺔ ﺑﻧت ﻓﻼن اﻟﻔﻼﻧﯾﺔ ﺑﺄﻟف درھم ،وﻗﺎﻻ
أﺧﺑراﻧﺎ أﻧﮭﻣﺎ ﯾﻌرﻓﺎﻧﮭﺎ ﻓﺟﺎء ﺑﺎﻣرأة وﻗﺎﻻ :ﻻ ﻧدري أھﻲ ھذه أم ﻻ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻘﺎل ﻟﻠﻣدﻋﻲ ھﺎت ﺷﺎھدﯾن ﯾﺷﮭدان
أﻧﮭﺎ ﻓﻼﻧﺔ" ﻷن اﻟﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻗد ﺗﺣﻘﻘت واﻟﻣدﻋﻲ ﯾدﻋﻲ اﻟﺣق ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺿرة وﻟﻌﻠﮭﺎ ﻏﯾرھﺎ ﻓﻼ
ﺑد ﻣن ﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ ﺑﺗﻠك اﻟﻧﺳﺑﺔ ،وﻧظﯾر ھذا إذا ﺗﺣﻣﻠوا اﻟﺷﮭﺎدة ﺑﺑﯾﻊ ﻣﺣدودة ﺑذﻛر ﺣدودھﺎ وﺷﮭدوا ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻻ
ﺑد ﻣن آﺧرﯾن ﯾﺷﮭدان ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺣدود ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ،وﻛذا إذا أﻧﻛر اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ أن اﻟﺣدود اﻟﻣذﻛورة
ﻓﻲ اﻟﺷﮭﺎدة ﺣدود ﻣﺎ ﻓﻲ ﯾده.
ﻗﺎل" :وﻛذا ﻛﺗﺎب اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ" ﻷﻧﮫ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺷﮭﺎدة إﻻ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻛﻣﺎل دﯾﺎﻧﺗﮫ ووﻓور
وﻻﯾﺗﮫ ﯾﻧﻔرد ﺑﺎﻟﻧﻘل "وﻟو ﻗﺎﻟوا ﻓﻲ ھذﯾن اﻟﺑﺎﺑﯾن اﻟﺗﻣﯾﻣﯾﺔ ﻟم ﯾﺟز ﺣﺗﻰ ﯾﻧﺳﺑوھﺎ إﻟﻰ ﻓﺧذھﺎ" وھﻲ اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وھذا ﻷن اﻟﺗﻌرﯾف ﻻ ﺑد ﻣﻧﮫ ﻓﻲ ھذا ،وﻻ ﯾﺣﺻل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣﺔ وھﻲ ﻋﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﺑﻧﻲ ﺗﻣﯾم ﻷﻧﮭم
ﻗوم ﻻ ﯾﺣﺻون ،وﯾﺣﺻل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺧذ ﻷﻧﮭﺎ ﺧﺎﺻﺔ .وﻗﯾل اﻟﻔرﻏﺎﻧﯾﺔ ﻧﺳﺑﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻷوزﺟﻧدﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ،
"وﻗﯾل اﻟﺳﻣرﻗﻧدﯾﺔ واﻟﺑﺧﺎرﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ" وﻗﯾل إﻟﻰ اﻟﺳﻛﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ﺧﺎﺻﺔ ،وإﻟﻰ اﻟﻣﺣﻠﺔ اﻟﻛﺑﯾرة واﻟﻣﺻر ﻋﺎﻣﺔ .ﺛم
اﻟﺗﻌرﯾف وإن ﻛﺎن ﯾﺗم ﺑذﻛر اﻟﺟد ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ
ﺧﻼﻓﺎ ﻷﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﻋﻠﻰ ظﺎھر اﻟرواﯾﺎت ،ﻓذﻛر اﻟﻔﺧذ ﯾﻘوم ﻣﻘﺎم اﻟﺟد ﻷﻧﮫ ص -131-
اﺳم اﻟﺟد اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻧزل ﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺟد اﻷدﻧﻰ ،وﷲ أﻋﻠم.
ﻓﺻل" :ﻗﺎل أﺑو ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﺷﺎھد اﻟزور أﺷﮭره ﻓﻲ اﻟﺳوق وﻻ أﻋزره.
وﻗﺎﻻ :ﻧوﺟﻌﮫ ﺿرﺑﺎ وﻧﺣﺑﺳﮫ" وھو ﻗول اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ .ﻟﮭﻣﺎ ﻣﺎ روي ﻋن ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ أﻧﮫ ﺿرب
ﺷﺎھد اﻟزور أرﺑﻌﯾن ﺳوطﺎ وﺳﺧم وﺟﮭﮫ ،وﻷن ھذه ﻛﺑﯾرة ﯾﺗﻌدى ﺿررھﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺑﺎد وﻟﯾس ﻓﯾﮭﺎ ﺣد ﻣﻘدر ﻓﯾﻌزر.
وﻟﮫ أن ﺷرﯾﺣﺎ ﻛﺎن ﯾﺷﮭر وﻻ ﯾﺿرب ،وﻷن اﻻﻧزﺟﺎر ﯾﺣﺻل ﺑﺎﻟﺗﺷﮭﯾر ﻓﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﮫ ،واﻟﺿرب وإن ﻛﺎن ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ
ﻓﻲ اﻟزﺟر وﻟﻛﻧﮫ ﯾﻘﻊ ﻣﺎﻧﻌﺎ ﻋن اﻟرﺟوع ﻓوﺟب اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻧظرا إﻟﻰ ھذا اﻟوﺟﮫ .وﺣدﯾث ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ
ﻣﺣﻣول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑدﻻﻟﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ إﻟﻰ اﻷرﺑﻌﯾن واﻟﺗﺳﺧﯾم ﺛم ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗﺷﮭﯾر ﻣﻧﻘول ﻋن ﺷرﯾﺢ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﺈﻧﮫ
ﻛﺎن ﯾﺑﻌﺛﮫ إﻟﻰ ﺳوﻗﮫ إن ﻛﺎن ﺳوﻗﯾﺎ ،وإﻟﻰ ﻗوﻣﮫ إن ﻛﺎن ﻏﯾر ﺳوﻗﻲ ﺑﻌد اﻟﻌﺻر أﺟﻣﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ،وﯾﻘول :إن
ﺷرﯾﺣﺎ ﯾﻘرﺋﻛم اﻟﺳﻼم وﯾﻘول :إﻧﺎ وﺟدﻧﺎ ھذا ﺷﺎھد زور ﻓﺎﺣذروه وﺣذروا اﻟﻧﺎس ﻣﻧﮫ .وذﻛر ﺷﻣس اﻷﺋﻣﺔ
اﻟﺳرﺧﺳﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﯾﺷﮭر ﻋﻧدھﻣﺎ أﯾﺿﺎ .واﻟﺗﻌزﯾر واﻟﺣﺑس ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣﺎ ﯾراه اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧدھﻣﺎ ،وﻛﯾﻔﯾﺔ
اﻟﺗﻌزﯾر ذﻛرﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﺣدود.
"وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :ﺷﺎھدان أﻗرا أﻧﮭﻣﺎ ﺷﮭدا ﺑزور ﻟم ﯾﺿرﺑﺎ وﻗﺎﻻ ﯾﻌزران" وﻓﺎﺋدﺗﮫ أن ﺷﺎھد اﻟزور ﻓﻲ
ﺣق ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻣن اﻟﺣﻛم ھو اﻟﻣﻘر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﺑذﻟك ،ﻓﺄﻣﺎ ﻻ طرﯾق إﻟﻰ إﺛﺑﺎت ذﻟك ﺑﺎﻟﺑﯾﻧﺔ ﻷﻧﮫ ﻧﻔﻲ ﻟﻠﺷﮭﺎدة
واﻟﺑﯾﻧﺎت ﻟﻺﺛﺑﺎت ،وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب وإﻟﯾﮫ اﻟﻣرﺟﻊ واﻟﻣﺂب.
ﻛﺗﺎب اﻟرﺟوع ﻋن اﻟﺷﮭﺎدة ص -132-
ﻗﺎل" :إذا رﺟﻊ اﻟﺷﮭود ﻋن ﺷﮭﺎدﺗﮭم ﻗﺑل اﻟﺣﻛم ﺑﮭﺎ ﺳﻘطت" ﻷن اﻟﺣق إﻧﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء واﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﻘﺿﻲ
ﺑﻛﻼم ﻣﺗﻧﺎﻗض وﻻ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻷﻧﮭﻣﺎ ﻣﺎ أﺗﻠﻔﺎ ﺷﯾﺋﺎ ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ وﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﮭود ﻋﻠﯾﮫ "ﻓﺈن ﺣﻛم
ﺑﺷﮭﺎدﺗﮭم ﺛم رﺟﻌوا ﻟم ﯾﻔﺳﺦ اﻟﺣﻛم" ﻷن آﺧر ﻛﻼﻣﮭم ﯾﻧﺎﻗض أوﻟﮫ ﻓﻼ ﯾﻧﻘض اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻧﺎﻗض وﻷﻧﮫ ﻓﻲ اﻟدﻻﻟﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺻدق ﻣﺛل اﻷول ،وﻗد ﺗرﺟﺢ اﻷول ﺑﺎﺗﺻﺎل اﻟﻘﺿﺎء ﺑﮫ "وﻋﻠﯾﮭم ﺿﻣﺎن ﻣﺎ أﺗﻠﻔوه ﺑﺷﮭﺎدﺗﮭم" ﻹﻗرارھم
ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﮭم ﺑﺳﺑب اﻟﺿﻣﺎن ،واﻟﺗﻧﺎﻗض ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﺻﺣﺔ اﻹﻗرار ،وﺳﻧﻘرره ﻣن ﺑﻌد إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
"وﻻ ﯾﺻﺢ اﻟرﺟوع إﻻ ﺑﺣﺿرة اﻟﺣﺎﻛم" ﻷﻧﮫ ﻓﺳﺦ ﻟﻠﺷﮭﺎدة ﻓﯾﺧﺗص ﺑﻣﺎ ﺗﺧﺗص ﺑﮫ اﻟﺷﮭﺎدة ﻣن اﻟﻣﺟﻠس وھو
ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺎﺿﻲ أي ﻗﺎض ﻛﺎن ،وﻷن اﻟرﺟوع ﺗوﺑﺔ واﻟﺗوﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳب اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺳر ﺑﺎﻟﺳر واﻹﻋﻼن ﺑﺎﻹﻋﻼن.
وإذا ﻟم ﯾﺻﺢ اﻟرﺟوع ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﻓﻠو ادﻋﻰ اﻟﻣﺷﮭود ﻋﻠﯾﮫ رﺟوﻋﮭﻣﺎ وأراد ﯾﻣﯾﻧﮭﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﻠﻔﺎن،
وﻛذا ﻻ ﺗﻘﺑل ﺑﯾﻧﺗﮫ ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻷﻧﮫ ادﻋﻰ رﺟوﻋﺎ ﺑﺎطﻼ ،ﺣﺗﻰ ﻟو أﻗﺎم اﻟﺑﯾﻧﺔ أﻧﮫ رﺟﻊ ﻋﻧد ﻗﺎﺿﻲ ﻛذا وﺿﻣﻧﮫ اﻟﻣﺎل
ﺗﻘﺑل ﻷن اﻟﺳﺑب ﺻﺣﯾﺢ" .وإذا ﺷﮭد ﺷﺎھدان ﺑﻣﺎل ﻓﺣﻛم اﻟﺣﺎﻛم ﺑﮫ ﺛم رﺟﻌﺎ ﺿﻣﻧﺎ اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺷﮭود ﻋﻠﯾﮫ" ﻷن
اﻟﺗﺳﺑﯾب ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺗﻌدي ﺳﺑب اﻟﺿﻣﺎن ﻛﺣﺎﻓر اﻟﺑﺋر وﻗد ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻺﺗﻼف ﺗﻌدﯾﺎ .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ
ﯾﺿﻣﻧﺎن ﻷﻧﮫ ﻻ ﻋﺑرة ﻟﻠﺗﺳﺑﯾب ﻋﻧد وﺟود اﻟﻣﺑﺎﺷرة .ﻗﻠﻧﺎ :ﺗﻌذر إﯾﺟﺎب اﻟﺿﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﺷر وھو اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻷﻧﮫ
ﻛﺎﻟﻣﻠﺟﺈ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،وﻓﻲ إﯾﺟﺎﺑﮫ ﺻرف اﻟﻧﺎس ﻋن ﺗﻘﻠده وﺗﻌذر اﺳﺗﯾﻔﺎﺋﮫ ﻣن اﻟﻣدﻋﻲ ﻷن اﻟﺣﻛم ﻣﺎض ﻓﺎﻋﺗﺑر
اﻟﺗﺳﺑﯾب ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺿﻣﻧﺎن إذا ﻗﺑض اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻣﺎل دﯾﻧﺎ ﻛﺎن أو ﻋﯾﻧﺎ ،ﻷن اﻹﺗﻼف ﺑﮫ ﯾﺗﺣﻘق ،وﻷﻧﮫ ﻻ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﺑﯾن
أﺧذ اﻟﻌﯾن وإﻟزام اﻟدﯾن.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن رﺟﻊ أﺣدھﻣﺎ ﺿﻣن اﻟﻧﺻف" واﻷﺻل أن اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻓﻲ ھذا ﺑﻘﺎء ﻣن ﺑﻘﻲ ﻻ رﺟوع ﻣن رﺟﻊ وﻗد ﺑﻘﻲ
ﻣن ﯾﺑﻘﻰ ﺑﺷﮭﺎدﺗﮫ ﻧﺻف اﻟﺣق "وإن ﺷﮭدا ﺑﺎﻟﻣﺎل ﺛﻼﺛﺔ ﻓرﺟﻊ أﺣدھم ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮫ" ﻷﻧﮫ ﺑﻘﻲ ﻣن ﺑﻘﻲ
ﺑﺷﮭﺎدﺗﮫ ﻛل اﻟﺣق ،وھذا ﻷن اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﺑﺎق
ﺑﺎﻟﺣﺟﺔ ،واﻟﻣﺗﻠف ﻣﺗﻰ اﺳﺗﺣق ﺳﻘط اﻟﺿﻣﺎن ﻓﺄوﻟﻰ أن ﯾﻣﺗﻧﻊ "ﻓﺈن رﺟﻊ اﻵﺧر ﺿﻣن ص -133-
اﻟراﺟﻌﺎن ﻧﺻف اﻟﺣق" ﻷن ﺑﺑﻘﺎء أﺣدھم ﯾﺑﻘﻰ ﻧﺻف اﻟﺣق "وإن ﺷﮭد رﺟل واﻣرأﺗﺎن ﻓرﺟﻌت اﻣرأة ﺿﻣﻧت
رﺑﻊ اﻟﺣق" ﻟﺑﻘﺎء ﺛﻼﺛﺔ اﻷرﺑﺎع ﺑﺑﻘﺎء ﻣن ﺑﻘﻲ "وإن رﺟﻌﺗﺎ ﺿﻣﻧﺗﺎ ﻧﺻف اﻟﺣق" ﻷن ﺑﺷﮭﺎدة اﻟرﺟل ﺑﻘﻲ ﻧﺻف
اﻟﺣق "وإن ﺷﮭد رﺟل وﻋﺷرة ﻧﺳوة ﺛم رﺟﻊ ﺛﻣﺎن ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮭن" ﻷﻧﮫ ﺑﻘﻲ ﻣن ﯾﺑﻘﻰ ﺑﺷﮭﺎدﺗﮫ ﻛل اﻟﺣق
"ﻓﺈن رﺟﻌت أﺧرى ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭن رﺑﻊ اﻟﺣق" ﻷﻧﮫ ﺑﻘﻲ اﻟﻧﺻف ﺑﺷﮭﺎدة اﻟرﺟل واﻟرﺑﻊ ﺑﺷﮭﺎدة اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ ﻓﺑﻘﻲ ﺛﻼﺛﺔ
اﻷرﺑﺎع "وإن رﺟﻊ اﻟرﺟل واﻟﻧﺳﺎء ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﺟل ﺳدس اﻟﺣق وﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳوة ﺧﻣﺳﺔ أﺳداﺳﮫ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ
رﺣﻣﮫ ﷲ وﻋﻧدھﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرﺟل اﻟﻧﺻف وﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳوة اﻟﻧﺻف" ﻷﻧﮭن وإن ﻛﺛرن ﯾﻘﻣن ﻣﻘﺎم رﺟل واﺣد وﻟﮭذا
ﻻ ﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدﺗﮭن إﻻ ﺑﺎﻧﺿﻣﺎم رﺟل واﺣد.
وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن ﻛل اﻣرأﺗﯾن ﻗﺎﻣﺗﺎ ﻣﻘﺎم رﺟل واﺣد ،ﻗﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻓﻲ ﻧﻘﺻﺎن ﻋﻘﻠﮭن:
"ﻋدﻟت ﺷﮭﺎدة اﺛﻧﺗﯾن ﻣﻧﮭن ﺑﺷﮭﺎدة رﺟل واﺣد" ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﺷﮭد ﺑذﻟك ﺳﺗﺔ رﺟﺎل ﺛم رﺟﻌوا "وإن رﺟﻊ
اﻟﻧﺳوة اﻟﻌﺷرة دون اﻟرﺟل ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭن ﻧﺻف اﻟﺣق ﻋﻠﻰ اﻟﻘوﻟﯾن" ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ.
"وﻟو ﺷﮭد رﺟﻼن واﻣرأة ﺑﻣﺎل ﺛم رﺟﻌوا ﻓﺎﻟﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ دون اﻟﻣرأة" ﻷن اﻟواﺣدة ﻟﯾﺳت ﺑﺷﺎھدة ﺑل ھﻲ
ﺑﻌض اﻟﺷﺎھد ﻓﻼ ﯾﺿﺎف إﻟﯾﮫ اﻟﺣﻛم.
ﻗﺎل" :وإن ﺷﮭد ﺷﺎھدان ﻋﻠﻰ اﻣرأة ﺑﺎﻟﻧﻛﺎح ﺑﻣﻘدار ﻣﮭر ﻣﺛﻠﮭﺎ ﺛم رﺟﻌﺎ ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ،وﻛذﻟك إذا ﺷﮭدا
ﺑﺄﻗل ﻣن ﻣﮭر ﻣﺛﻠﮭﺎ" ﻷن ﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﺑﺿﻊ ﻏﯾر ﻣﺗﻘوﻣﺔ ﻋﻧد اﻹﺗﻼف ﻷن اﻟﺗﺿﻣﯾن ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋرف،
وإﻧﻣﺎ ﺗﺿﻣن وﺗﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺗﻣﻠك ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺻﯾر ﻣﺗﻘوﻣﺔ ﺿرورة اﻟﻣﻠك إﺑﺎﻧﺔ ﻟﺧطر اﻟﻣﺣل "وﻛذا إذا ﺷﮭدا ﻋﻠﻰ رﺟل
ﯾﺗزوج اﻣرأة ﺑﻣﻘدار ﻣﮭر ﻣﺛﻠﮭﺎ" ﻷﻧﮫ إﺗﻼف ﺑﻌوض ﻟﻣﺎ أن اﻟﺑﺿﻊ ﻣﺗﻘوم ﺣﺎل اﻟدﺧول ﻓﻲ اﻟﻣﻠك واﻹﺗﻼف
ﺑﻌوض ﻛﻼ إﺗﻼف ،وھذا ﻷن ﻣﺑﻧﻰ اﻟﺿﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ وﻻ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﺑﯾن اﻹﺗﻼف ﺑﻌوض وﺑﯾﻧﮫ ﺑﻐﯾر ﻋوض
"وإن ﺷﮭدا ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻣﮭر اﻟﻣﺛل ﺛم رﺟﻌﺎ ﺿﻣﻧﺎ اﻟزﯾﺎدة" ﻷﻧﮭﻣﺎ أﺗﻠﻔﺎھﺎ ﻣن ﻏﯾر ﻋوض.
ﻗﺎل" :وإن ﺷﮭدا ﺑﺑﯾﻊ ﺷﻲء ﺑﻣﺛل اﻟﻘﯾﻣﺔ أو أﻛﺛر ﺛم رﺟﻌﺎ ﻟم ﯾﺿﻣﻧﺎ" ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﺈﺗﻼف ﻣﻌﻧﻰ .ﻧظرا إﻟﻰ
اﻟﻌوض "وإن ﻛﺎن ﺑﺄﻗل ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺿﻣﻧﺎ اﻟﻧﻘﺻﺎن" ﻷﻧﮭﻣﺎ أﺗﻠﻔﺎ ھذا اﻟﺟزء ﺑﻼ ﻋوض .وﻻ ﻓرق ﺑﯾن أن ﯾﻛون
اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﺗﺎ أو ﻓﯾﮫ ﺧﯾﺎر اﻟﺑﺎﺋﻊ ،ﻷن اﻟﺳﺑب ھو اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺳﺎﺑق ﻓﯾﺿﺎف اﻟﺣﻛم ﻋﻧد ﺳﻘوط اﻟﺧﯾﺎر إﻟﯾﮫ ﻓﯾﺿﺎف اﻟﺗﻠف
إﻟﯾﮭم "وإن ﺷﮭدا ﻋﻠﻰ رﺟل أﻧﮫ طﻠق اﻣرأﺗﮫ ﻗﺑل اﻟدﺧول ﺑﮭﺎ ﺛم رﺟﻌﺎ ﺿﻣﻧﺎ ﻧﺻف اﻟﻣﮭر" ﻷﻧﮭﻣﺎ أﻛدا ﺿﻣﺎﻧﺎ
ﻋﻠﻰ ﺷرف اﻟﺳﻘوط،
أﻻ ﺗرى أﻧﮭﺎ ﻟو طﺎوﻋت اﺑن اﻟزوج أو ارﺗدت ﺳﻘط اﻟﻣﮭر أﺻﻼ وﻷن اﻟﻔرﻗﺔ ﻗﺑل ص -134-
اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻔﺳﺦ ﻓﯾوﺟب ﺳﻘوط ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﮭر ﻛﻣﺎ ﻣر ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح ،ﺛم ﯾﺟب ﻧﺻف اﻟﻣﮭر اﺑﺗداء ﺑطرﯾق
اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻓﻛﺎن واﺟﺑﺎ ﺑﺷﮭﺎدﺗﮭﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وإن ﺷﮭدا أﻧﮫ أﻋﺗق ﻋﺑده ﺛم رﺟﻌﺎ ﺿﻣﻧﺎ ﻗﯾﻣﺗﮫ" ﻷﻧﮭﻣﺎ أﺗﻠﻔﺎ ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺑد ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻏﯾر ﻋوض واﻟوﻻء
ﻟﻠﻣﻌﺗق ﻷن اﻟﻌﺗق ﻻ ﯾﺗﺣول إﻟﯾﮭﻣﺎ ﺑﮭذا اﻟﺿﻣﺎن ﻓﻼ ﯾﺗﺣول اﻟوﻻء "وإن ﺷﮭدوا ﺑﻘﺻﺎص ﺛم رﺟﻌوا ﺑﻌد اﻟﻘﺗل
ﺿﻣﻧوا اﻟدﯾﺔ وﻻ ﯾﻘﺗص ﻣﻧﮭم" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﻘﺗص ﻣﻧﮭم ﻟوﺟود اﻟﻘﺗل ﻣﻧﮭم ﺗﺳﺑﯾﺑﺎ ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟﻣﻛره ﺑل
أوﻟﻰ ،ﻷن اﻟوﻟﻲ ﯾﻌﺎن واﻟﻣﻛره ﯾﻣﻧﻊ .وﻟﻧﺎ أن اﻟﻘﺗل ﻣﺑﺎﺷرة ﻟم ﯾوﺟد ،وﻛذا ﺗﺳﺑﯾﺑﺎ ﻷن اﻟﺗﺳﺑﯾب ﻣﺎ ﯾﻔﺿﻲ إﻟﯾﮫ
ﻏﺎﻟﺑﺎ ،وھﺎھﻧﺎ ﻻ ﯾﻔﺿﻲ ﻷن اﻟﻌﻔو ﻣﻧدوب ،ﺑﺧﻼف اﻟﻣﻛره ﻷﻧﮫ ﯾؤﺛر ﺣﯾﺎﺗﮫ ظﺎھرا ،وﻷن اﻟﻔﻌل اﻻﺧﺗﯾﺎري ﻣﻣﺎ
ﯾﻘطﻊ اﻟﻧﺳﺑﺔ ،ﺛم ﻻ أﻗل ﻣن اﻟﺷﺑﮭﺔ وھﻲ دارﺋﺔ ﻟﻠﻘﺻﺎص ،ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺎل ﻷﻧﮫ ﯾﺛﺑت ﻣﻊ اﻟﺷﺑﮭﺎت واﻟﺑﺎﻗﻲ ﯾﻌرف
ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺗﻠف.
ﻗﺎل" :وإذا رﺟﻊ ﺷﮭود اﻟﻔرع ﺿﻣﻧوا" ﻷن اﻟﺷﮭﺎدة ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء ﺻدرت ﻣﻧﮭم ﻓﻛﺎن اﻟﺗﻠف ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﮭم
"وﻟو رﺟﻊ ﺷﮭود اﻷﺻل وﻗﺎﻟوا ﻟم ﻧﺷﮭد ﺷﮭود اﻟﻔرع ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدﺗﻧﺎ ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮭم" ﻷﻧﮭم أﻧﻛروا اﻟﺳﺑب
وھو اﻹﺷﮭﺎد ﻓﻼ ﯾﺑطل اﻟﻘﺿﺎء ﻷﻧﮫ ﺧﺑر ﻣﺣﺗﻣل ﻓﺻﺎر ﻛرﺟوع اﻟﺷﺎھد ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻘﺿﺎء "وإن ﻗﺎﻟوا
أﺷﮭدﻧﺎھم وﻏﻠطﻧﺎ ﺿﻣﻧوا وھذا ﻋﻧد ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ .وﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ ﻻ ﺿﻣﺎن
ﻋﻠﯾﮭم" ﻷن اﻟﻘﺿﺎء وﻗﻊ ﺑﺷﮭﺎدة اﻟﻔروع ﻷن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﻌﺎﯾن ﻣن اﻟﺣﺟﺔ وھﻲ ﺷﮭﺎدﺗﮭم .وﻟﮫ أن اﻟﻔروع
ﻧﻘﻠوا ﺷﮭﺎدة اﻷﺻول ﻓﺻﺎر ﻛﺄﻧﮭم ﺣﺿروا "وﻟو رﺟﻊ اﻷﺻول واﻟﻔروع ﺟﻣﯾﻌﺎ ﯾﺟب اﻟﺿﻣﺎن ﻋﻧدھﻣﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻔروع ﻻ ﻏﯾر" ﻷن اﻟﻘﺿﺎء وﻗﻊ ﺑﺷﮭﺎدﺗﮭم :وﻋﻧد ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ اﻟﻣﺷﮭود ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ،إن ﺷﺎء ﺿﻣن
اﻷﺻول وإن ﺷﺎء ﺿﻣن اﻟﻔروع ،ﻷن اﻟﻘﺿﺎء وﻗﻊ ﺑﺷﮭﺎدة اﻟﻔروع ﻣن اﻟوﺟﮫ اﻟذي ذﻛرا وﺑﺷﮭﺎدة اﻷﺻول ﻣن
اﻟوﺟﮫ اﻟذي ذﻛر ﻓﯾﺗﺧﯾر ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،واﻟﺟﮭﺗﺎن ﻣﺗﻐﺎﯾرﺗﺎن ﻓﻼ ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺿﻣﯾن "وإن ﻗﺎل ﺷﮭود اﻟﻔرع ﻛذب
ﺷﮭود اﻷﺻل أو ﻏﻠطوا ﻓﻲ ﺷﮭﺎدﺗﮭم ﻟم ﯾﻠﺗﻔت إﻟﻰ ذﻟك" ﻷن ﻣﺎ أﻣﺿﻲ ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻻ ﯾﻧﺗﻘض ﺑﻘوﻟﮭم ،وﻻ ﯾﺟب
اﻟﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮭم ﻷﻧﮭم ﻣﺎ رﺟﻌوا ﻋن ﺷﮭﺎدﺗﮭم إﻧﻣﺎ ﺷﮭدوا ﻋﻠﻰ ﻏﯾرھم ﺑﺎﻟرﺟوع.
ﻗﺎل" :وإن رﺟﻊ اﻟﻣزﻛون ﻋن اﻟﺗزﻛﯾﺔ ﺿﻣﻧوا وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ .وﻗﺎﻻ :ﻻ ﯾﺿﻣﻧون" ﻷﻧﮭم أﺛﻧوا
ﻋﻠﻰ اﻟﺷﮭود ﺧﯾرا ﻓﺻﺎروا ﻛﺷﮭود اﻹﺣﺻﺎن .وﻟﮫ أن اﻟﺗزﻛﯾﺔ إﻋﻣﺎل ﻟﻠﺷﮭﺎدة ،إذ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﻌﻣل ﺑﮭﺎ إﻻ
ﺑﺎﻟﺗزﻛﯾﺔ ﻓﺻﺎرت ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻋﻠﺔ اﻟﻌﻠﺔ ،ﺑﺧﻼف ﺷﮭود اﻹﺣﺻﺎن ﻷﻧﮫ ﺷرط ﻣﺣض "وإذا ﺷﮭد ﺷﺎھدان ﺑﺎﻟﯾﻣﯾن
وﺷﺎھدان ﺑوﺟود اﻟﺷرط ﺛم رﺟﻌوا
ﻓﺎﻟﺿﻣﺎن ﻋﻠﻰ ﺷﮭود اﻟﯾﻣﯾن ﺧﺎﺻﺔ" ﻷﻧﮫ ھو اﻟﺳﺑب ،واﻟﺗﻠف ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ﻣﺛﺑﺗﻲ ص -135-
اﻟﺳﺑب دون اﻟﺷرط اﻟﻣﺣض :أﻻ ﺗرى أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺷﮭﺎدة اﻟﯾﻣﯾن دون ﺷﮭود اﻟﺷرط ،وﻟو رﺟﻊ ﺷﮭود
اﻟﺷرط وﺣدھم اﺧﺗﻠف اﻟﻣﺷﺎﯾﺦ ﻓﯾﮫ .وﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﯾﻣﯾن اﻟﻌﺗﺎق واﻟطﻼق ﻗﺑل اﻟدﺧول.
ﯾﻛون اﻟﻣوﻛل ﻣرﯾﺿﺎ أو ﻏﺎﺋﺑﺎ ﻣﺳﯾرة ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻓﺻﺎﻋدا .وﻗﺎﻻ :ﯾﺟوز اﻟﺗوﻛﯾل ﺑﻐﯾر ص -137-
رﺿﺎ اﻟﺧﺻم" وھو ﻗول اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ .وﻻ ﺧﻼف ﻓﻲ اﻟﺟواز إﻧﻣﺎ اﻟﺧﻼف ﻓﻲ اﻟﻠزوم .ﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﺗوﻛﯾل
ﺗﺻرف ﻓﻲ ﺧﺎﻟص ﺣﻘﮫ ﻓﻼ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ رﺿﺎ ﻏﯾره ﻛﺎﻟﺗوﻛﯾل ﺑﺗﻘﺎﺿﻲ اﻟدﯾون .وﻟﮫ أن اﻟﺟواب ﻣﺳﺗﺣق ﻋﻠﻰ
اﻟﺧﺻم وﻟﮭذا ﯾﺳﺗﺣﺿره ،واﻟﻧﺎس ﻣﺗﻔﺎوﺗون ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ،ﻓﻠو ﻗﻠﻧﺎ ﺑﻠزوﻣﮫ ﯾﺗﺿرر ﺑﮫ ﻓﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ رﺿﺎه
ﻛﺎﻟﻌﺑد اﻟﻣﺷﺗرك إذا ﻛﺎﺗﺑﮫ أﺣدھﻣﺎ ﯾﺗﺧﯾر اﻵﺧر ،ﺑﺧﻼف اﻟﻣرﯾض واﻟﻣﺳﺎﻓر ﻷن اﻟﺟواب ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣق ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ
ھﻧﺎﻟك ،ﺛم ﻛﻣﺎ ﯾﻠزم اﻟﺗوﻛﯾل ﻋﻧده ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻓر ﯾﻠزم إذا أراد اﻟﺳﻔر ﻟﺗﺣﻘق اﻟﺿرورة ،وﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﻣرأة ﻣﺧدرة ﻟم
ﺗﺟر ﻋﺎدﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﺑروز وﺣﺿور ﻣﺟﻠس اﻟﺣﻛم ﻗﺎل اﻟرازي رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﻠزم اﻟﺗوﻛﯾل ﻷﻧﮭﺎ ﻟو ﺣﺿرت ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ أن
ﺗﻧطق ﺑﺣﻘﮭﺎ ﻟﺣﯾﺎﺋﮭﺎ ﻓﯾﻠزم ﺗوﻛﯾﻠﮭﺎ .ﻗﺎل :وھذا ﺷﻲء اﺳﺗﺣﺳﻧﮫ اﻟﻣﺗﺄﺧرون.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺷرط اﻟوﻛﺎﻟﺔ أن ﯾﻛون اﻟﻣوﻛل ﻣﻣن ﯾﻣﻠك اﻟﺗﺻرف وﺗﻠزﻣﮫ اﻷﺣﻛﺎم" ﻷن اﻟوﻛﯾل ﯾﻣﻠك اﻟﺗﺻرف
ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟﻣوﻛل ﻓﻼ ﺑد أن ﯾﻛون اﻟﻣوﻛل ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﯾﻣﻠﻛﮫ ﻣن ﻏﯾره" .و" ﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون "اﻟوﻛﯾل ﻣﻣن ﯾﻌﻘل اﻟﻌﻘد
وﯾﻘﺻده" ﻷﻧﮫ ﯾﻘوم ﻣﻘﺎم اﻟﻣوﻛل ﻓﻲ اﻟﻌﺑﺎرة ﻓﯾﺷﺗرط أن ﯾﻛون ﻣن أھل اﻟﻌﺑﺎرة ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن ﺻﺑﯾﺎ ﻻ ﯾﻌﻘل أو
ﻣﺟﻧوﻧﺎ ﻛﺎن اﻟﺗوﻛﯾل ﺑﺎطﻼ" .وإذا وﻛل اﻟﺣر اﻟﻌﺎﻗل اﻟﺑﺎﻟﻎ أو اﻟﻣﺄذون ﻣﺛﻠﮭﻣﺎ ﺟﺎز" ﻷن اﻟﻣوﻛل ﻣﺎﻟك ﻟﻠﺗﺻرف
واﻟوﻛﯾل ﻣن أھل اﻟﻌﺑﺎرة "وإن وﻛﻼ ﺻﺑﯾﺎ ﻣﺣﺟورا ﯾﻌﻘل اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء أو ﻋﺑدا ﻣﺣﺟورا ﺟﺎز ،وﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﮭﻣﺎ
اﻟﺣﻘوق وﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣوﻛﻠﮭﻣﺎ" ﻷن اﻟﺻﺑﻲ ﻣن أھل اﻟﻌﺑﺎرة؛ أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﯾﻧﻔذ ﺗﺻرﻓﮫ ﺑﺈذن وﻟﯾﮫ ،واﻟﻌﺑد ﻣن أھل
اﻟﺗﺻرف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﻣﺎﻟك ﻟﮫ وإﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻠﻛﮫ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣوﻟﻰ ،واﻟﺗوﻛﯾل ﻟﯾس ﺗﺻرﻓﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ
ﻣﻧﮭﻣﺎ اﻟﺗزام اﻟﻌﮭدة .أﻣﺎ اﻟﺻﺑﻲ ﻟﻘﺻور أھﻠﯾﺗﮫ واﻟﻌﺑد ﻟﺣق ﺳﯾده ﻓﺗﻠزم اﻟﻣوﻛل .وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أن
اﻟﻣﺷﺗري إذا ﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﺣﺎل اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺛم ﻋﻠم أﻧﮫ ﺻﺑﻲ أو ﻣﺟﻧون ﻟﮫ ﺧﯾﺎر اﻟﻔﺳﺦ ﻷﻧﮫ دﺧل ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ أن ﺣﻘوﻗﮫ
ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﺎﻗد ،ﻓﺈذا ظﮭر ﺧﻼﻓﮫ ﯾﺗﺧﯾر ﻛﻣﺎ إذا ﻋﺛر ﻋﻠﻰ ﻋﯾب.
ﻗﺎل" :واﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﻌﻘده اﻟوﻛﻼء ﻋﻠﻰ ﺿرﺑﯾن :ﻛل ﻋﻘد ﯾﺿﯾﻔﮫ اﻟوﻛﯾل إﻟﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ واﻹﺟﺎرة ﻓﺣﻘوﻗﮫ
ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻛﯾل دون اﻟﻣوﻛل" .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣوﻛل؛ ﻷن اﻟﺣﻘوق ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺣﻛم اﻟﺗﺻرف،
واﻟﺣﻛم وھو اﻟﻣﻠك ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣوﻛل ،ﻓﻛذا ﺗواﺑﻌﮫ وﺻﺎر ﻛﺎﻟرﺳول واﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﻧﻛﺎح .وﻟﻧﺎ أن اﻟوﻛﯾل ھو اﻟﻌﺎﻗد
ﺣﻘﯾﻘﺔ؛ ﻷن اﻟﻌﻘد ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻛﻼم ،وﺻﺣﺔ ﻋﺑﺎرﺗﮫ ﻟﻛوﻧﮫ آدﻣﯾﺎ وﻛذا ﺣﻛﻣﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺳﺗﻐﻧﻲ ﻋن إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻌﻘد إﻟﻰ
اﻟﻣوﻛل ،وﻟو ﻛﺎن ﺳﻔﯾرا ﻋﻧﮫ ﻟﻣﺎ اﺳﺗﻐﻧﻰ ﻋن ذﻟك ﻛﺎﻟرﺳول ،وإذا ﻛﺎن ﻛذﻟك ﻛﺎن أﺻﯾﻼ ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ﻓﺗﺗﻌﻠق ﺑﮫ
وﻟﮭذا ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب "ﯾﺳﻠم اﻟﻣﺑﯾﻊ وﯾﻘﺑض اﻟﺛﻣن وﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺛﻣن إذا اﺷﺗرى، ص -138-
وﯾﻘﺑض اﻟﻣﺑﯾﻊ وﯾﺧﺎﺻم ﻓﻲ اﻟﻌﯾب وﯾﺧﺎﺻم ﻓﯾﮫ"؛ ﻷن ﻛل ذﻟك ﻣن اﻟﺣﻘوق واﻟﻣﻠك ﯾﺛﺑت ﻟﻠﻣوﻛل ﺧﻼﻓﺔ ﻋﻧﮫ،
اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻠﺗوﻛﯾل اﻟﺳﺎﺑق ﻛﺎﻟﻌﺑد ﯾﺗﮭب وﯾﺻطﺎد ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ .ﻗﺎل اﻟﻌﺑد اﻟﺿﻌﯾف :وﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻌﯾب ﺗﻔﺻﯾل ﻧذﻛره
إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻗﺎل" :وﻛل ﻋﻘد ﯾﺿﯾﻔﮫ إﻟﻰ ﻣوﻛﻠﮫ ﻛﺎﻟﻧﻛﺎح واﻟﺧﻠﻊ واﻟﺻﻠﺢ ﻋن دم اﻟﻌﻣد ﻓﺈن ﺣﻘوﻗﮫ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣوﻛل دون
اﻟوﻛﯾل ﻓﻼ ﯾطﺎﻟب وﻛﯾل اﻟزوج ﺑﺎﻟﻣﮭر وﻻ ﯾﻠزم وﻛﯾل اﻟﻣرأة ﺗﺳﻠﯾﻣﮭﺎ"؛ ﻷن اﻟوﻛﯾل ﻓﯾﮭﺎ ﺳﻔﯾر ﻣﺣض؛ أﻻ ﯾرى
أﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﺗﻐﻧﻰ ﻋن إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﻣوﻛل ،وﻟو أﺿﺎﻓﮫ إﻟﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﻛﺎن اﻟﻧﻛﺎح ﻟﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟرﺳول ،وھذا؛ ﻷن
اﻟﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﻔﺻل ﻋن اﻟﺳﺑب؛ ﻷﻧﮫ إﺳﻘﺎط ﻓﯾﺗﻼﺷﻰ ﻓﻼ ﯾﺗﺻور ﺻدوره ﻣن ﺷﺧص وﺛﺑوت ﺣﻛﻣﮫ ﻟﻐﯾره
ﻓﻛﺎن ﺳﻔﯾرا .واﻟﺿرب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن أﺧواﺗﮫ اﻟﻌﺗق ﻋﻠﻰ ﻣﺎل واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﺻﻠﺢ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻛﺎر .ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺻﻠﺢ اﻟذي ھو
ﺟﺎر ﻣﺟرى اﻟﺑﯾﻊ ﻓﮭو ﻣن اﻟﺿرب اﻷول ،واﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﮭﺑﺔ واﻟﺗﺻدق واﻹﻋﺎرة واﻹﯾداع واﻟرھن واﻹﻗراض ﺳﻔﯾر
أﯾﺿﺎ؛ ﻷن اﻟﺣﻛم ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺑﺎﻟﻘﺑض ،وأﻧﮫ ﯾﻼﻗﻲ ﻣﺣﻼ ﻣﻣﻠوﻛﺎ ﻟﻠﻐﯾر ﻓﻼ ﯾﺟﻌل أﺻﯾﻼ ،وﻛذا إذا ﻛﺎن اﻟوﻛﯾل ﻣن
ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻠﺗﻣس ،وﻛذا اﻟﺷرﻛﺔ واﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،إﻻ أن اﻟﺗوﻛﯾل ﺑﺎﻻﺳﺗﻘراض ﺑﺎطل ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺛﺑت اﻟﻣﻠك ﻟﻠﻣوﻛل ﺑﺧﻼف
اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻓﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا طﺎﻟب اﻟﻣوﻛل اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎﻟﺛﻣن" "ﻓﻠﮫ أن ﯾﻣﻧﻌﮫ إﯾﺎه"؛ ﻷﻧﮫ أﺟﻧﺑﻲ ﻋن اﻟﻌﻘد وﺣﻘوﻗﮫ ﻟﻣﺎ أن اﻟﺣﻘوق
إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻗد "ﻓﺈن دﻓﻌﮫ إﻟﯾﮫ ﺟﺎز وﻟم ﯾﻛن ﻟﻠوﻛﯾل أن ﯾطﺎﻟﺑﮫ ﺑﮫ ﺛﺎﻧﯾﺎ "؛ ﻷن ﻧﻔس اﻟﺛﻣن اﻟﻣﻘﺑوض ﺣﻘﮫ وﻗد وﺻل
إﻟﯾﮫ ،وﻻ ﻓﺎﺋدة ﻓﻲ اﻷﺧذ ﻣﻧﮫ ﺛم اﻟدﻓﻊ إﻟﯾﮫ ،وﻟﮭذا ﻟو ﻛﺎن ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻛل دﯾن ﯾﻘﻊ اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ،وﻟو ﻛﺎن ﻟﮫ
ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ دﯾن ﯾﻘﻊ اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑدﯾن اﻟﻣوﻛل أﯾﺿﺎ دون دﯾن اﻟوﻛﯾل وﺑدﯾن اﻟوﻛﯾل إذا ﻛﺎن وﺣده إن ﻛﺎن ﯾﻘﻊ اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ
ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ ﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﻣﻠك اﻹﺑراء ﻋﻧﮫ ﻋﻧدھﻣﺎ وﻟﻛﻧﮫ ﯾﺿﻣﻧﮫ ﻟﻠﻣوﻛل ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن.
ﺑﺎب اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء
ﻓﺻل :ﻓﻲ اﻟﺷراء
ﻗﺎل" :وﻣن وﻛل رﺟﻼ ﺑﺷراء ﺷﻲء ﻓﻼ ﺑد ﻣن ﺗﺳﻣﯾﺔ ﺟﻧﺳﮫ وﺻﻔﺗﮫ أو ﺟﻧﺳﮫ وﻣﺑﻠﻎ ﺛﻣﻧﮫ" ﻟﯾﺻﯾر اﻟﻔﻌل
اﻟﻣوﻛل ﺑﮫ ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻓﯾﻣﻛﻧﮫ اﻻﺋﺗﻣﺎر" ،إﻻ أن ﯾوﻛﻠﮫ وﻛﺎﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﯾﻘول :اﺑﺗﻊ ﻟﻲ ﻣﺎ رأﯾت"؛ ﻷﻧﮫ ﻓوض اﻷﻣر إﻟﻰ
رأﯾﮫ ،ﻓﺄي ﺷﻲء ﯾﺷﺗرﯾﮫ ﯾﻛون ﻣﻣﺗﺛﻼ .واﻷﺻل ﻓﯾﮫ أن اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ
اﻟﯾﺳﯾرة ﺗﺗﺣﻣل ﻓﻲ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻛﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟوﺻف اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ،ﻷن ﻣﺑﻧﻰ اﻟﺗوﻛﯾل ﻋﻠﻰ ص -139-
اﻟﺗوﺳﻌﺔ؛ ﻷﻧﮫ اﺳﺗﻌﺎﻧﺔ .وﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎر ھذا اﻟﺷرط ﺑﻌض اﻟﺣرج وھو ﻣدﻓوع "ﺛم إن ﻛﺎن اﻟﻠﻔظ ﯾﺟﻣﻊ أﺟﻧﺎﺳﺎ أو ﻣﺎ
ھو ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻷﺟﻧﺎس ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺗوﻛﯾل وإن ﺑﯾن اﻟﺛﻣن "؛ ﻷن ﺑذﻟك اﻟﺛﻣن ﯾوﺟد ﻣن ﻛل ﺟﻧس ﻓﻼ ﯾدرى ﻣراد
اﻵﻣر ﻟﺗﻔﺎﺣش اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ "وإن ﻛﺎن ﺟﻧﺳﺎ ﯾﺟﻣﻊ أﻧواﻋﺎ ﻻ ﯾﺻﺢ إﻻ ﺑﺑﯾﺎن اﻟﺛﻣن أو اﻟﻧوع"؛ ﻷﻧﮫ ﺑﺗﻘدﯾر اﻟﺛﻣن
ﯾﺻﯾر اﻟﻧوع ﻣﻌﻠوﻣﺎ ،وﺑذﻛر اﻟﻧوع ﺗﻘل اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﻼ ﺗﻣﻧﻊ اﻻﻣﺗﺛﺎل.
ﻣﺛﺎﻟﮫ :إذا وﻛﻠﮫ ﺑﺷراء ﻋﺑد أو ﺟﺎرﯾﺔ ﻻ ﯾﺻﺢ؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺷﻣل أﻧواﻋﺎ ﻓﺈن ﺑﯾن اﻟﻧوع ﻛﺎﻟﺗرﻛﻲ واﻟﺣﺑﺷﻲ أو اﻟﮭﻧدي أو
اﻟﺳﻧدي أو اﻟﻣوﻟد ﺟﺎز ،وﻛذا إذا ﺑﯾن اﻟﺛﻣن ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه ،وﻟو ﺑﯾن اﻟﻧوع أو اﻟﺛﻣن وﻟم ﯾﺑﯾن اﻟﺻﻔﺔ واﻟﺟودة واﻟرداءة
واﻟﺳطﺔ ﺟﺎز؛ ﻷﻧﮫ ﺟﮭﺎﻟﺔ ﻣﺳﺗدرﻛﺔ ،وﻣراده ﻣن اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻧوع.
"وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :وﻣن ﻗﺎل ﻵﺧر اﺷﺗر ﻟﻲ ﺛوﺑﺎ أو داﺑﺔ أو دارا ﻓﺎﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺑﺎطﻠﺔ" ﻟﻠﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﻔﺎﺣﺷﺔ ،ﻓﺈن
اﻟداﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﺳم ﻟﻣﺎ ﯾدب ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻷرض .وﻓﻲ اﻟﻌرف ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﺧﯾل واﻟﺣﻣﺎر واﻟﺑﻐل ﻓﻘد ﺟﻣﻊ
أﺟﻧﺎﺳﺎ ،وﻛذا اﻟﺛوب؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣﻠﺑوس ﻣن اﻷطﻠس إﻟﻰ اﻟﻛﺳﺎء وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺻﺢ ﺗﺳﻣﯾﺗﮫ ﻣﮭرا وﻛذا اﻟدار ﺗﺷﻣل
ﻣﺎ ھو ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻷﺟﻧﺎس؛ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺧﺗﻠف اﺧﺗﻼﻓﺎ ﻓﺎﺣﺷﺎ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻷﻏراض واﻟﺟﯾران واﻟﻣراﻓق واﻟﻣﺣﺎل واﻟﺑﻠدان
ﻓﯾﺗﻌذر اﻻﻣﺗﺛﺎل.
ﻗﺎل " :وإن ﺳﻣﻰ ﺛﻣن اﻟدار ووﺻف ﺟﻧس اﻟدار واﻟﺛوب ﺟﺎز" ﻣﻌﻧﺎه ﻧوﻋﮫ ،وﻛذا إذا ﺳﻣﻰ ﻧوع اﻟداﺑﺔ ﺑﺄن ﻗﺎل
ﺣﻣﺎرا أو ﻧﺣوه.
ﻗﺎل" :وﻣن دﻓﻊ إﻟﻰ آﺧر دراھم وﻗﺎل اﺷﺗر ﻟﻲ ﺑﮭﺎ طﻌﺎﻣﺎ ﻓﮭو ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻧطﺔ ودﻗﯾﻘﮭﺎ" اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ .واﻟﻘﯾﺎس أن
ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣطﻌوم اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﯾﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻛل إذ اﻟطﻌﺎم اﺳم ﻟﻣﺎ ﯾطﻌم .وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أن
اﻟﻌرف أﻣﻠك وھو ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه إذا ذﻛر ﻣﻘروﻧﺎ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء وﻻ ﻋرف ﻓﻲ اﻷﻛل ﻓﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ ،وﻗﯾل
إن ﻛﺛرت اﻟدراھم ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺣﻧطﺔ ،وإن ﻗﻠت ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺧﺑز ،وإن ﻛﺎن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن ذﻟك ﻓﻌﻠﻰ اﻟدﻗﯾق .ﻗﺎل" :وإذا اﺷﺗرى
اﻟوﻛﯾل وﻗﺑض ﺛم اطﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﯾب ﻓﻠﮫ أن ﯾرده ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻣﺎ دام اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﯾده"؛ ﻷﻧﮫ ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻌﻘد وھﻲ ﻛﻠﮭﺎ
إﻟﯾﮫ "ﻓﺈن ﺳﻠﻣﮫ إﻟﻰ اﻟﻣوﻛل ﻟم ﯾرده إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ"؛ ﻷﻧﮫ اﻧﺗﮭﻰ ﺣﻛم اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،وﻷن ﻓﯾﮫ إﺑطﺎل ﯾده اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﺗﻣﻛن
ﻣﻧﮫ إﻻ ﺑﺈذﻧﮫ ،وﻟﮭذا ﻛﺎن ﺧﺻﻣﺎ ﻟﻣن ﯾدﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺗري دﻋوى ﻛﺎﻟﺷﻔﯾﻊ وﻏﯾره ﻗﺑل اﻟﺗﺳﻠﯾم إﻟﻰ اﻟﻣوﻛل ﻻ ﺑﻌده.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز اﻟﺗوﻛﯾل ﺑﻌﻘد اﻟﺻرف واﻟﺳﻠم"؛ ﻷﻧﮫ ﻋﻘد ﯾﻣﻠﻛﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻓﯾﻣﻠك اﻟﺗوﻛﯾل ﺑﮫ ص -140-
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ،وﻣراده اﻟﺗوﻛﯾل ﺑﺎﻹﺳﻼم دون ﻗﺑول اﻟﺳﻠم؛ ﻷن ذﻟك ﻻ ﯾﺟوز ،ﻓﺈن اﻟوﻛﯾل ﯾﺑﯾﻊ طﻌﺎﻣﺎ ﻓﻲ ذﻣﺗﮫ ﻋﻠﻰ
أن ﯾﻛون اﻟﺛﻣن ﻟﻐﯾره ،وھذا ﻻ ﯾﺟوز" .ﻓﺈن ﻓﺎرق اﻟوﻛﯾل ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﺑطل اﻟﻌﻘد" ﻟوﺟود اﻻﻓﺗراق ﻣن
ﻏﯾر ﻗﺑض "وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﻣوﻛل"؛ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﻌﺎﻗد واﻟﻣﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻗﺑض اﻟﻌﺎﻗد وھو اﻟوﻛﯾل ﻓﯾﺻﺢ ﻗﺑﺿﮫ
وإن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﮫ اﻟﺣﻘوق ﻛﺎﻟﺻﺑﻲ واﻟﻌﺑد اﻟﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﮫ ،ﺑﺧﻼف اﻟرﺳول؛ ﻷن اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻻ ﻓﻲ
اﻟﻘﺑض ،وﯾﻧﺗﻘل ﻛﻼﻣﮫ إﻟﻰ اﻟﻣرﺳل ﻓﺻﺎر ﻗﺑض اﻟرﺳول ﻗﺑض ﻏﯾر اﻟﻌﺎﻗد ﻓﻠم ﯾﺻﺢ.
ﻗﺎل" :وإذا دﻓﻊ اﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﺷراء اﻟﺛﻣن ﻣن ﻣﺎﻟﮫ وﻗﺑض اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﻠﮫ أن ﯾرﺟﻊ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻛل"؛ ﻷﻧﮫ اﻧﻌﻘدت
ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ﺣﻛﻣﯾﺔ وﻟﮭذا إذا اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ اﻟﺛﻣن ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن وﯾرد اﻟﻣوﻛل ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﯾل وﻗد ﺳﻠم اﻟﻣﺷﺗري
ﻟﻠﻣوﻛل ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟوﻛﯾل ﻓﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ وﻷن اﻟﺣﻘوق ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت راﺟﻌﺔ إﻟﯾﮫ وﻗد ﻋﻠﻣﮫ اﻟﻣوﻛل ﯾﻛون راﺿﯾﺎ ﺑدﻓﻌﮫ
ﻣن ﻣﺎﻟﮫ "ﻓﺈن ھﻠك اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﯾده ﻗﺑل ﺣﺑﺳﮫ ھﻠك ﻣن ﻣﺎل اﻟﻣوﻛل وﻟم ﯾﺳﻘط اﻟﺛﻣن"؛ ﻷن ﯾده ﻛﯾد اﻟﻣوﻛل ،ﻓﺈذا
ﻟم ﯾﺣﺑﺳﮫ ﯾﺻﯾر اﻟﻣوﻛل ﻗﺎﺑﺿﺎ ﺑﯾده.
"وﻟﮫ أن ﯾﺣﺑﺳﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗوﻓﻲ اﻟﺛﻣن" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ أﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣن اﻟﻣوﻛل .وﻗﺎل زﻓر :ﻟﯾس ﻟﮫ ذﻟك؛ ﻷن
اﻟﻣوﻛل ﺻﺎر ﻗﺎﺑﺿﺎ ﺑﯾده ﻓﻛﺄﻧﮫ ﺳﻠﻣﮫ إﻟﯾﮫ ﻓﯾﺳﻘط ﺣق اﻟﺣﺑس .ﻗﻠﻧﺎ :ھذا ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣرز ﻋﻧﮫ ﻓﻼ ﯾﻛون راﺿﯾﺎ
ﺑﺳﻘوط ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺑس ،ﻋﻠﻰ أن ﻗﺑﺿﮫ ﻣوﻗوف ﻓﯾﻘﻊ ﻟﻠﻣوﻛل إن ﻟم ﯾﺣﺑﺳﮫ وﻟﻧﻔﺳﮫ ﻋﻧد ﺣﺑﺳﮫ "ﻓﺈن ﺣﺑﺳﮫ ﻓﮭﻠك
ﻛﺎن ﻣﺿﻣوﻧﺎ ﺿﻣﺎن اﻟرھن ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف وﺿﻣﺎن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻧد ﻣﺣﻣد" وھو ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وﺿﻣﺎن
اﻟﻐﺻب ﻋﻧد زﻓر رﺣﻣﮫ ﷲ؛ ﻷﻧﮫ ﻣﻧﻊ ﺑﻐﯾر ﺣق ،ﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻧﮫ ﻓﻛﺎن ﺣﺑﺳﮫ ﻻﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﺛﻣن ﻓﯾﺳﻘط
ﺑﮭﻼﻛﮫ وﻷﺑﻲ ﯾوﺳف أﻧﮫ ﻣﺿﻣون ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻟﻼﺳﺗﯾﻔﺎء ﺑﻌد أن ﻟم ﯾﻛن وھو اﻟرھن ﺑﻌﯾﻧﮫ ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺑﯾﻊ؛ ﻷن اﻟﺑﯾﻊ
ﯾﻧﻔﺳﺦ ﺑﮭﻼﻛﮫ وھﺎ ھﻧﺎ ﻻ ﯾﻧﻔﺳﺦ أﺻل اﻟﻌﻘد .ﻗﻠﻧﺎ :ﯾﻧﻔﺳﺦ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣوﻛل واﻟوﻛﯾل ،ﻛﻣﺎ إذا رده اﻟﻣوﻛل ﺑﻌﯾب
ورﺿﻲ اﻟوﻛﯾل ﺑﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا وﻛﻠﮫ ﺑﺷراء ﻋﺷرة أرطﺎل ﻟﺣم ﺑدرھم ﻓﺎﺷﺗرى ﻋﺷرﯾن رطﻼ ﺑدرھم ﻣن ﻟﺣم ﯾﺑﺎع ﻣﻧﮫ ﻋﺷرة
أرطﺎل ﺑدرھم ﻟزم اﻟﻣوﻛل ﻣﻧﮫ ﻋﺷرة ﺑﻧﺻف درھم ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻗﺎﻻ :ﯾﻠزﻣﮫ اﻟﻌﺷرون ﺑدرھم" وذﻛر ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻟﻧﺳﺦ ﻗول ﻣﺣﻣد ﻣﻊ ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد ﻟم ﯾذﻛر اﻟﺧﻼف ﻓﻲ اﻷﺻل .ﻷﺑﻲ ﯾوﺳف أﻧﮫ أﻣره ﺑﺻرف
اﻟدرھم ﻓﻲ
اﻟﻠﺣم وظن أن ﺳﻌره ﻋﺷرة أرطﺎل ،ﻓﺈذا اﺷﺗرى ﺑﮫ ﻋﺷرﯾن ﻓﻘد زاده ﺧﯾرا وﺻﺎر ﻛﻣﺎ ص -141-
إذا وﻛﻠﮫ ﺑﺑﯾﻊ ﻋﺑده ﺑﺄﻟف ﻓﺑﺎﻋﮫ ﺑﺄﻟﻔﯾن .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أﻧﮫ أﻣره ﺑﺷراء ﻋﺷرة أرطﺎل وﻟم ﯾﺄﻣره ﺑﺷراء اﻟزﯾﺎدة ﻓﯾﻧﻔذ
ﺷراؤھﺎ ﻋﻠﯾﮫ وﺷراء اﻟﻌﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻛل ﺑﺧﻼف ﻣﺎ اﺳﺗﺷﮭد ﺑﮫ؛ ﻷن اﻟزﯾﺎدة ھﻧﺎك ﺑدل ﻣﻠك اﻟﻣوﻛل ﻓﯾﻛون ﻟﮫ،
ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا اﺷﺗرى ﻣﺎ ﯾﺳﺎوي ﻋﺷرﯾن رطﻼ ﺑدرھم ﺣﯾث ﯾﺻﯾر ﻣﺷﺗرﯾﺎ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع؛ ﻷن اﻵﻣر ﯾﺗﻧﺎول
اﻟﺳﻣﯾن وھذا ﻣﮭزول ﻓﻠم ﯾﺣﺻل ﻣﻘﺻود اﻵﻣر.
ﻗﺎل" :وﻟو وﻛﻠﮫ ﺑﺷراء ﺷﻲء ﺑﻌﯾﻧﮫ ﻓﻠﯾس ﻟﮫ أن ﯾﺷﺗرﯾﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ" ﻷﻧﮫ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻐرﯾر اﻵﻣر ﺣﯾث اﻋﺗﻣد ﻋﻠﯾﮫ
وﻷن ﻓﯾﮫ ﻋزل ﻧﻔﺳﮫ وﻻ ﯾﻣﻠﻛﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﯾل إﻻ ﺑﻣﺣﺿر ﻣن اﻟﻣوﻛل ،ﻓﻠو ﻛﺎن اﻟﺛﻣن ﻣﺳﻣﻰ ﻓﺎﺷﺗرى ﺑﺧﻼف
ﺟﻧﺳﮫ أو ﻟم ﯾﻛن ﻣﺳﻣﻰ ﻓﺎﺷﺗرى ﺑﻐﯾر اﻟﻧﻘود أو وﻛل وﻛﯾﻼ ﺑﺷراﺋﮫ ﻓﺎﺷﺗرى اﻟﺛﺎﻧﻲ وھو ﻏﺎﺋب ﯾﺛﺑت اﻟﻣﻠك ﻟﻠوﻛﯾل
اﻷول ﻓﻲ ھذه اﻟوﺟوه؛ ﻷﻧﮫ ﺧﺎﻟف أﻣر اﻵﻣر ﻓﯾﻧﻔذ ﻋﻠﯾﮫ .وﻟو اﺷﺗرى اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺣﺿرة اﻟوﻛﯾل اﻷول ﻧﻔذ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣوﻛل اﻷول؛ ﻷﻧﮫ ﺣﺿره رأﯾﮫ ﻓﻠم ﯾﻛن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ.
ﻗﺎل" :وإن وﻛﻠﮫ ﺑﺷراء ﻋﺑد ﺑﻐﯾر ﻋﯾﻧﮫ :ﻓﺎﺷﺗرى ﻋﺑدا ﻓﮭو ﻟﻠوﻛﯾل إﻻ أن ﯾﻘول ﻧوﯾت اﻟﺷراء ﻟﻠﻣوﻛل أو
ﯾﺷﺗرﯾﮫ ﺑﻣﺎل اﻟﻣوﻛل".
ﻗﺎل :ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺟوه :إن أﺿﺎف اﻟﻌﻘد إﻟﻰ دراھم اﻵﻣر ﻛﺎن ﻟﻶﻣر وھو اﻟﻣراد ﻋﻧدي ﺑﻘوﻟﮫ أو ﯾﺷﺗرﯾﮫ
ﺑﻣﺎل اﻟﻣوﻛل دون اﻟﻧﻘد ﻣن ﻣﺎﻟﮫ؛ ﻷن ﻓﯾﮫ ﺗﻔﺻﯾﻼ وﺧﻼﻓﺎ ،وھذا ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع وھو ﻣطﻠق .وإن أﺿﺎﻓﮫ إﻟﻰ دراھم
ﻧﻔﺳﮫ ﻛﺎن ﻟﻧﻔﺳﮫ ﺣﻣﻼ ﻟﺣﺎﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺣل ﻟﮫ ﺷرﻋﺎ أو ﯾﻔﻌﻠﮫ ﻋﺎدة إذ اﻟﺷراء ﻟﻧﻔﺳﮫ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ اﻟﻌﻘد إﻟﻰ دراھم ﻏﯾره
ﻣﺳﺗﻧﻛر ﺷرﻋﺎ وﻋرﻓﺎ .وإن أﺿﺎﻓﮫ إﻟﻰ دراھم ﻣطﻠﻘﺔ ،ﻓﺈن ﻧواھﺎ ﻟﻶﻣر ﻓﮭو ﻟﻶﻣر ،وإن ﻧواھﺎ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻓﻠﻧﻔﺳﮫ؛ ﻷن
ﻟﮫ أن ﯾﻌﻣل ﻟﻧﻔﺳﮫ وﯾﻌﻣل ﻟﻶﻣر ﻓﻲ ھذا اﻟﺗوﻛﯾل ،وإن ﺗﻛﺎذﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﯾﺔ ﯾﺣﻛم اﻟﻧﻘد ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع؛ ﻷﻧﮫ دﻻﻟﺔ ظﺎھرة
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ،وإن ﺗواﻓﻘﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻟم ﺗﺣﺿره اﻟﻧﯾﺔ ﻗﺎل ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ :ھو ﻟﻠﻌﺎﻗد؛ ﻷن اﻷﺻل أن ﻛل أﺣد
ﯾﻌﻣل ﻟﻧﻔﺳﮫ إﻻ إذا ﺛﺑت ﺟﻌﻠﮫ ﻟﻐﯾره وﻟم ﯾﺛﺑت .وﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﺣﻛم اﻟﻧﻘد؛ ﻷن ﻣﺎ أوﻗﻌﮫ ﻣطﻠﻘﺎ
ﯾﺣﺗﻣل اﻟوﺟﮭﯾن ﻓﯾﺑﻘﻰ ﻣوﻗوﻓﺎ ،ﻓﻣن أي اﻟﻣﺎﻟﯾن ﻧﻘد ﻓﻘد ﻓﻌل ذﻟك اﻟﻣﺣﺗﻣل ﻟﺻﺎﺣﺑﮫ وﻷن ﻣﻊ ﺗﺻﺎدﻗﮭﻣﺎ ﯾﺣﺗﻣل
اﻟﻧﯾﺔ ﻟﻶﻣر ،وﻓﯾﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﺣﻣل ﺣﺎﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻼح ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻛﺎذب .واﻟﺗوﻛﯾل ﺑﺎﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟطﻌﺎم ﻋﻠﻰ ھذه
اﻟوﺟوه.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻣر رﺟﻼ ﺑﺷراء ﻋﺑد ﺑﺄﻟف ﻓﻘﺎل ﻗد ﻓﻌﻠت وﻣﺎت ﻋﻧدي وﻗﺎل اﻵﻣر
اﺷﺗرﯾﺗﮫ ﻟﻧﻔﺳك ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻵﻣر ،ﻓﺈن ﻛﺎن دﻓﻊ إﻟﯾﮫ اﻷﻟف ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺄﻣور"؛ ص -142-
ﻷن ﻓﻲ اﻟوﺟﮫ اﻷول أﺧﺑر ﻋﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻠك اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﮫ وھو اﻟرﺟوع ﺑﺎﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ اﻵﻣر وھو ﯾﻧﻛر واﻟﻘول ﻟﻠﻣﻧﻛر .وﻓﻲ
اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ ھو أﻣﯾن ﯾرﯾد اﻟﺧروج ﻋن ﻋﮭدة اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﯾﻘﺑل ﻗوﻟﮫ .وﻟو ﻛﺎن اﻟﻌﺑد ﺣﯾﺎ ﺣﯾن اﺧﺗﻠﻔﺎ ،إن ﻛﺎن اﻟﺛﻣن
ﻣﻧﻘودا ﻓﺎﻟﻘول ﻟﻠﻣﺄﻣور؛ ﻷﻧﮫ أﻣﯾن ،وإن ﻟم ﯾﻛن ﻣﻧﻘودا ﻓﻛذﻟك ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ؛ ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻠك
اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺷراء ﻓﻼ ﯾﺗﮭم ﻓﻲ اﻹﺧﺑﺎر ﻋﻧﮫ .وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ :اﻟﻘول ﻟﻸﻣر؛ ﻷﻧﮫ ﻣوﺿﻊ ﺗﮭﻣﺔ ﺑﺄن
اﺷﺗراه ﻟﻧﻔﺳﮫ ،ﻓﺈذا رأى اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺧﺎﺳرة أﻟزﻣﮭﺎ اﻵﻣر ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺛﻣن ﻣﻧﻘودا؛ ﻷﻧﮫ أﻣﯾن ﻓﯾﮫ ﻓﯾﻘﺑل ﻗوﻟﮫ
ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك وﻻ ﺛﻣن ﻓﻲ ﯾده ھﺎھﻧﺎ ،وإن ﻛﺎن أﻣره ﺑﺷراء ﻋﺑد ﺑﻌﯾﻧﮫ ﺛم اﺧﺗﻠﻔﺎ واﻟﻌﺑد ﺣﻲ ﻓﺎﻟﻘول ﻟﻠﻣﺄﻣور ﺳواء ﻛﺎن
اﻟﺛﻣن ﻣﻧﻘودا أو ﻏﯾر ﻣﻧﻘود ،وھذا ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع؛ ﻷﻧﮫ أﺧﺑر ﻋﻣﺎ ﯾﻣﻠك اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﮫ ،وﻻ ﺗﮭﻣﺔ ﻓﯾﮫ؛ ﻷن اﻟوﻛﯾل ﺑﺷراء
ﺷﻲء ﺑﻌﯾﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻠك ﺷراءه ﻟﻧﻔﺳﮫ ﺑﻣﺛل ذﻟك اﻟﺛﻣن ﻓﻲ ﺣﺎل ﻏﯾﺑﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ،ﺑﺧﻼف ﻏﯾر اﻟﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ذﻛرﻧﺎه ﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ.
"وﻣن ﻗﺎل ﻵﺧر ﺑﻌﻧﻲ ھذا اﻟﻌﺑد ﻟﻔﻼن ﻓﺑﺎﻋﮫ ﺛم أﻧﻛر أن ﯾﻛون ﻓﻼن أﻣره ﺛم ﺟﺎء ﻓﻼن وﻗﺎل أﻧﺎ أﻣرﺗﮫ ﺑذﻟك ﻓﺈن
ﻓﻼﻧﺎ ﯾﺄﺧذه"؛ ﻷن ﻗوﻟﮫ اﻟﺳﺎﺑق إﻗرار ﻣﻧﮫ ﺑﺎﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻋﻧﮫ ﻓﻼ ﯾﻧﻔﻌﮫ اﻹﻧﻛﺎر اﻟﻼﺣق" .ﻓﺈن ﻗﺎل ﻓﻼن ﻟم آﻣره ﻟم ﯾﻛن
ﻟﮫ"؛ ﻷن اﻹﻗرار ﯾرﺗد ﺑرده "إﻻ أن ﯾﺳﻠﻣﮫ اﻟﻣﺷﺗرى ﻟﮫ ﻓﯾﻛون ﺑﯾﻌﺎ ﻋﻧﮫ وﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﮭدة"؛ ﻷﻧﮫ ﺻﺎر ﻣﺷﺗرﯾﺎ
ﺑﺎﻟﺗﻌﺎطﻲ ،ﻛﻣن اﺷﺗرى ﻟﻐﯾره ﺑﻐﯾر أﻣره ﺣﺗﻰ ﻟزﻣﮫ ﺛم ﺳﻠﻣﮫ اﻟﻣﺷﺗرى ﻟﮫ ،ودﻟت اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻋﻠﻰ
وﺟﮫ اﻟﺑﯾﻊ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻠﺗﻌﺎطﻲ وإن ﻟم ﯾوﺟد ﻧﻘد اﻟﺛﻣن ،وھو ﯾﺗﺣﻘق ﻓﻲ اﻟﻧﻔﯾس واﻟﺧﺳﯾس ﻻﺳﺗﺗﻣﺎم اﻟﺗراﺿﻲ وھو
اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻓﻲ اﻟﺑﺎب.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻣر رﺟﻼ أن ﯾﺷﺗري ﻟﮫ ﻋﺑدﯾن ﺑﺄﻋﯾﺎﻧﮭﻣﺎ وﻟم ﯾﺳم ﻟﮫ ﺛﻣﻧﺎ ﻓﺎﺷﺗرى ﻟﮫ أﺣدھﻣﺎ ﺟﺎز"؛ ﻷن اﻟﺗوﻛﯾل
ﻣطﻠق ،وﻗد ﻻ ﯾﺗﻔق اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ "إﻻ ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻐﺎﺑن اﻟﻧﺎس ﻓﯾﮫ"؛ ﻷﻧﮫ ﺗوﻛﯾل ﺑﺎﻟﺷراء ،وھذا ﻛﻠﮫ
ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع "وﻟو أﻣره ﺑﺄن ﯾﺷﺗرﯾﮭﻣﺎ ﺑﺄﻟف وﻗﯾﻣﺗﮭﻣﺎ ﺳواء ،ﻓﻌﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ إن اﺷﺗرى أﺣدھﻣﺎ
ﺑﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ أو أﻗل ﺟﺎز ،وإن اﺷﺗرى ﺑﺄﻛﺛر ﻟم ﯾﻠزم اﻵﻣر"؛ ﻷﻧﮫ ﻗﺎﺑل اﻷﻟف ﺑﮭﻣﺎ وﻗﯾﻣﺗﮭﻣﺎ ﺳواء ﻓﯾﻘﺳم ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ
ﻧﺻﻔﯾن دﻻﻟﺔ ،ﻓﻛﺎن آﻣرا ﺑﺷراء ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﺛم اﻟﺷراء ﺑﮭﺎ ﻣواﻓﻘﺔ وﺑﺄﻗل ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إﻟﻰ ﺧﯾر
واﻟزﯾﺎدة إﻟﻰ ﺷر ﻗﻠت اﻟزﯾﺎدة أو ﻛﺛرت ﻓﻼ ﯾﺟوز "إﻻ أن ﯾﺷﺗري اﻟﺑﺎﻗﻲ ﺑﺑﻘﯾﺔ اﻷﻟف ﻗﺑل أن ﯾﺧﺗﺻﻣﺎ
اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ"؛ ﻷن ﺷراء اﻷول ﻗﺎﺋم وﻗد ﺣﺻل ﻏرﺿﮫ اﻟﻣﺻرح ﺑﮫ وھو ﺗﺣﺻﯾل اﻟﻌﺑدﯾن ﺑﺎﻷﻟف وﻣﺎ ﺛﺑت
اﻻﻧﻘﺳﺎم إﻻ دﻻﻟﺔ واﻟﺻرﯾﺢ ﯾﻔوﻗﮭﺎ "وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ :إن اﺷﺗرى أﺣدھﻣﺎ ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻧﺻف
اﻷﻟف ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻐﺎﺑن اﻟﻧﺎس ﻓﯾﮫ وﻗد ﺑﻘﻲ ﻣن
اﻷﻟف ﻣﺎ ﯾﺷﺗرى ﺑﻣﺛﻠﮫ اﻟﺑﺎﻗﻲ ﺟﺎز"؛ ﻷن اﻟﺗوﻛﯾل ﻣطﻠق ﻟﻛﻧﮫ ﯾﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺎرف وھو ص -143-
ﻓﯾﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ،وﻟﻛن ﻻ ﺑد أن ﯾﺑﻘﻰ ﻣن اﻷﻟف ﺑﺎﻗﯾﺔ ﯾﺷﺗرى ﺑﻣﺛﻠﮭﺎ اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻟﯾﻣﻛﻧﮫ ﺗﺣﺻﯾل ﻏرض اﻵﻣر.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻟﮫ ﻋﻠﻰ آﺧر أﻟف درھم ﻓﺄﻣره أن ﯾﺷﺗري ﺑﮭﺎ ھذا اﻟﻌﺑد ﻓﺎﺷﺗراه ﺟﺎز"؛ ﻷن ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺗﻌﯾﯾن
اﻟﺑﺎﺋﻊ؛ وﻟو ﻋﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﯾﺟوز ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧذﻛره إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻗﺎل" :وإن أﻣره أن ﯾﺷﺗري ﺑﮭﺎ ﻋﺑدا ﺑﻐﯾر ﻋﯾﻧﮫ ﻓﺎﺷﺗراه ﻓﻣﺎت ﻓﻲ ﯾده ﻗﺑل أن ﯾﻘﺑﺿﮫ اﻵﻣر ﻣﺎت ﻣن ﻣﺎل
اﻟﻣﺷﺗري ،وإن ﻗﺑﺿﮫ اﻵﻣر ﻓﮭو ﻟﮫ" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ "وﻗﺎﻻ :ھو ﻻزم ﻟﻶﻣر إذا ﻗﺑﺿﮫ
اﻟﻣﺄﻣور" وﻋﻠﻰ ھذا إذا أﻣره أن ﯾﺳﻠم ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ أو ﯾﺻرف ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ .ﻟﮭﻣﺎ أن اﻟدراھم واﻟدﻧﺎﻧﯾر ﻻ ﯾﺗﻌﯾﻧﺎن ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﺎوﺿﺎت دﯾﻧﺎ ﻛﺎﻧت أو ﻋﯾﻧﺎ ،أﻻ ﯾرى أﻧﮫ ﻟو ﺗﺑﺎﯾﻌﺎ ﻋﯾﻧﺎ ﺑدﯾن ﺛم ﺗﺻﺎدﻗﺎ أن ﻻ دﯾن ﻻ ﯾﺑطل اﻟﻌﻘد ﻓﺻﺎر
اﻹطﻼق واﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﯾﮫ ﺳواء ﻓﯾﺻﺢ اﻟﺗوﻛﯾل وﯾﻠزم اﻵﻣر؛ ﻷن ﯾد اﻟوﻛﯾل ﻛﯾده .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮭﺎ ﺗﺗﻌﯾن
ﻓﻲ اﻟوﻛﺎﻻت؛ أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﻟو ﻗﯾد اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﯾن ﻣﻧﮭﺎ أو ﺑﺎﻟدﯾن ﻣﻧﮭﺎ ﺛم اﺳﺗﮭﻠك اﻟﻌﯾن أو أﺳﻘط اﻟدﯾن ﺑطﻠت
اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،وإذا ﺗﻌﯾﻧت ﻛﺎن ھذا ﺗﻣﻠﯾك اﻟدﯾن ﻣن ﻏﯾر ﻣن ﻋﻠﯾﮫ اﻟدﯾن ﻣن دون أن ﯾوﻛﻠﮫ ﺑﻘﺑﺿﮫ وذﻟك ﻻ ﯾﺟوز ،ﻛﻣﺎ
إذا اﺷﺗرى ﺑدﯾن ﻋﻠﻰ ﻏﯾر اﻟﻣﺷﺗري أو ﯾﻛون أﻣرا ﺑﺻرف ﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻠﻛﮫ إﻻ ﺑﺎﻟﻘﺑض ﻗﺑﻠﮫ وذﻟك ﺑﺎطل ﻛﻣﺎ إذا ﻗﺎل
أﻋط ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﯾك ﻣن ﺷﺋت ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻋﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺻﯾر وﻛﯾﻼ ﻋﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﺑض ﺛم ﯾﺗﻣﻠﻛﮫ ،وﺑﺧﻼف ﻣﺎ
وھو ﻣﻌﻠوم .وإذا ﻟم ﯾﺻﺢ اﻟﺗوﻛﯾل ﻧﻔذ اﻟﺷراء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺄﻣور ﻓﯾﮭﻠك ﻣن إذا أﻣره ﺑﺎﻟﺗﺻدق؛ ﻷﻧﮫ ﺟﻌل اﻟﻣﺎل
ﻣﺎﻟﮫ إﻻ إذا ﻗﺑﺿﮫ اﻵﻣر ﻣﻧﮫ ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﺑﯾﻊ ﺗﻌﺎطﯾﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن دﻓﻊ إﻟﻰ آﺧر أﻟﻔﺎ وأﻣره أن ﯾﺷﺗري ﺑﮭﺎ ﺟﺎرﯾﺔ ﻓﺎﺷﺗراھﺎ ﻓﻘﺎل اﻵﻣر اﺷﺗرﯾﺗﮭﺎ ﺑﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ .وﻗﺎل
اﻟﻣﺄﻣور اﺷﺗرﯾﺗﮭﺎ ﺑﺄﻟف ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺄﻣور" وﻣراده إذا ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺎوي أﻟﻔﺎ؛ ﻷﻧﮫ أﻣﯾن ﻓﯾﮫ وﻗد ادﻋﻰ اﻟﺧروج
ﻋن ﻋﮭدة اﻷﻣﺎﻧﺔ واﻵﻣر ﯾدﻋﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﺿﻣﺎن ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ وھو ﯾﻧﻛر ،ﻓﺈن ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺎوي ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻵﻣر؛
ﻷﻧﮫ ﺧﺎﻟف ﺣﯾث اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺳﺎوي ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ واﻷﻣر ﺗﻧﺎول ﻣﺎ ﯾﺳﺎوي أﻟﻔﺎ ﻓﯾﺿﻣن.
ﻗﺎل" :وإن ﻟم ﯾﻛن دﻓﻊ إﻟﯾﮫ اﻷﻟف ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻵﻣر" أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻓﻠﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وإن ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ
أﻟﻔﺎ ﻓﻣﻌﻧﺎه أﻧﮭﻣﺎ ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن؛ ﻷن اﻟﻣوﻛل واﻟوﻛﯾل ﻓﻲ ھذا ﯾﻧزﻻن ﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري وﻗد وﻗﻊ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ
اﻟﺛﻣن وﻣوﺟﺑﮫ اﻟﺗﺣﺎﻟف .ﺛم ﯾﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد اﻟذي ﺟرى ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﺗﻠزم اﻟﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺄﻣور.
ﻗﺎل" :وﻟو أﻣره أن ﯾﺷﺗري ﻟﮫ ھذا اﻟﻌﺑد وﻟم ﯾﺳم ﻟﮫ ﺛﻣﻧﺎ ﻓﺎﺷﺗراه ﻓﻘﺎل اﻵﻣر اﺷﺗرﯾﺗﮫ
ﺑﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ وﻗﺎل اﻟﻣﺄﻣور ﺑﺄﻟف وﺻدق اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣﺄﻣور ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺄﻣور ﻣﻊ ﯾﻣﯾﻧﮫ" ص -144-
ﻗﯾل ﻻ ﺗﺣﺎﻟف ھﺎھﻧﺎ؛ ﻷﻧﮫ ارﺗﻔﻊ اﻟﺧﻼف ﺑﺗﺻدﯾق اﻟﺑﺎﺋﻊ ،إذ ھو ﺣﺎﺿر وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ھو ﻏﺎﺋب ،ﻓﺎﻋﺗﺑر
اﻻﺧﺗﻼف ،وﻗﯾل ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ،وﻗد ذﻛر ﻣﻌظم ﯾﻣﯾن اﻟﺗﺣﺎﻟف وھو ﯾﻣﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﻌد اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﺛﻣن
أﺟﻧﺑﻲ ﻋﻧﮭﻣﺎ وﻗﺑﻠﮫ أﺟﻧﺑﻲ ﻋن اﻟﻣوﻛل إذ ﻟم ﯾﺟر ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺑﯾﻊ ﻓﻼ ﯾﺻدق ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﺑﻘﻰ اﻟﺧﻼف ،وھذا ﻗول اﻹﻣﺎم أﺑﻲ
ﻣﻧﺻور رﺣﻣﮫ ﷲ وھو أظﮭر .وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﻓﻲ اﻷول وﯾﻘل ﻓﻲ اﻷﺧﯾر وﯾﺗوﺳط ﻓﻲ اﻷوﺳط وﻛﺛرة اﻟﻐﺑن ﻟﻘﻠﺔ اﻟﺗﺻرف. ص -146-
ﻗﺎل" :وإذا وﻛﻠﮫ ﺑﺑﯾﻊ ﻋﺑد ﻓﺑﺎع ﻧﺻﻔﮫ ﺟﺎز ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ"؛ ﻷن اﻟﻠﻔظ ﻣطﻠق ﻋن ﻗﯾد اﻻﻓﺗراق
واﻻﺟﺗﻣﺎع؛ أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﻟو ﺑﺎع اﻟﻛل ﺑﺛﻣن اﻟﻧﺻف ﯾﺟوز ﻋﻧده ﻓﺈذا ﺑﺎع اﻟﻧﺻف ﺑﮫ أوﻟﻰ "وﻗﺎﻻ :ﻻ ﯾﺟوز"؛ ﻷﻧﮫ
ﻏﯾر ﻣﺗﻌﺎرف ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن ﺿرر اﻟﺷرﻛﺔ "إﻻ أن ﯾﺑﯾﻊ اﻟﻧﺻف اﻵﺧر ﻗﺑل أن ﯾﺧﺗﺻﻣﺎ"؛ ﻷن ﺑﯾﻊ اﻟﻧﺻف ﻗد ﯾﻘﻊ
وﺳﯾﻠﺔ إﻟﻰ اﻻﻣﺗﺛﺎل ﺑﺄن ﻻ ﯾﺟد ﻣن ﯾﺷﺗرﯾﮫ ﺟﻣﻠﺔ ﻓﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ أن ﯾﻔرق ،ﻓﺈذا ﺑﺎع اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻗﺑل ﻧﻘض اﻟﺑﯾﻊ اﻷول ﺗﺑﯾن
أﻧﮫ وﻗﻊ وﺳﯾﻠﺔ ،وإذا ﻟم ﯾﺑﻊ ظﮭر أﻧﮫ ﻟم ﯾﻘﻊ وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز ،وھذا اﺳﺗﺣﺳﺎن ﻋﻧدھﻣﺎ" .وإن وﻛﻠﮫ ﺑﺷراء ﻋﺑد
ﻓﺎﺷﺗرى ﻧﺻﻔﮫ ﻓﺎﻟﺷراء ﻣوﻗوف ،ﻓﺈن اﺷﺗرى ﺑﺎﻗﯾﮫ ﻟزم اﻟﻣوﻛل"؛ ﻷن ﺷراء اﻟﺑﻌض ﻗد ﯾﻘﻊ وﺳﯾﻠﺔ إﻟﻰ اﻻﻣﺗﺛﺎل
ﺑﺄن ﻛﺎن ﻣوروﺛﺎ ﺑﯾن ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺷراﺋﮫ ﺷﻘﺻﺎ ﺷﻘﺻﺎ ،ﻓﺈذا اﺷﺗرى اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻗﺑل رد اﻵﻣر اﻟﺑﯾﻊ ﺗﺑﯾن أﻧﮫ
وﻗﻊ وﺳﯾﻠﺔ ﻓﯾﻧﻔذ ﻋﻠﻰ اﻵﻣر ،وھذا ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق .واﻟﻔرق ﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أن ﻓﻲ اﻟﺷراء ﺗﺗﺣﻘق اﻟﺗﮭﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر .وآﺧر
أن اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﯾﺻﺎدف ﻣﻠﻛﮫ ﻓﯾﺻﺢ ﻓﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮫ إطﻼﻗﮫ واﻷﻣر ﺑﺎﻟﺷراء ﺻﺎدف ﻣﻠك اﻟﻐﯾر ﻓﻠم ﯾﺻﺢ ﻓﻼ ﯾﻌﺗﺑر
ﻓﯾﮫ اﻟﺗﻘﯾﯾد واﻹطﻼق.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻣر رﺟﻼ ﺑﺑﯾﻊ ﻋﺑده ﻓﺑﺎﻋﮫ وﻗﺑض اﻟﺛﻣن أو ﻟم ﯾﻘﺑض ﻓرده اﻟﻣﺷﺗري ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌﯾب ﻻ ﯾﺣدث ﻣﺛﻠﮫ
ﺑﻘﺿﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺑﯾﻧﺔ أو ﺑﺈﺑﺎء ﯾﻣﯾن أو ﺑﺈﻗرار ﻓﺈﻧﮫ ﯾرده ﻋﻠﻰ اﻵﻣر" ﻷن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﯾﻘن ﺑﺣدوث اﻟﻌﯾب ﻓﻲ ﯾد
اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻠم ﯾﻛن ﻗﺿﺎؤه ﻣﺳﺗﻧدا إﻟﻰ ھذه اﻟﺣﺟﺞ .وﺗﺄوﯾل اﺷﺗراطﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻌﻠم أﻧﮫ ﻻ ﯾﺣدث ﻣﺛﻠﮫ
ﻓﻲ ﻣدة ﺷﮭر ﻣﺛﻼ ﻟﻛﻧﮫ اﺷﺗﺑﮫ ﻋﻠﯾﮫ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ھذه اﻟﺣﺟﺞ ﻟظﮭور اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،أو ﻛﺎن ﻋﯾﺑﺎ ﻻ ﯾﻌرﻓﮫ إﻻ
اﻟﻧﺳﺎء أو اﻷطﺑﺎء ،وﻗوﻟﮭن وﻗول اﻟطﺑﯾب ﺣﺟﺔ ﻓﻲ ﺗوﺟﮫ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻻ ﻓﻲ اﻟرد ﻓﯾﻔﺗﻘر إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟرد ،ﺣﺗﻰ ﻟو
ﻛﺎن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺎﯾن اﻟﺑﯾﻊ واﻟﻌﯾب ظﺎھر ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺷﻲء ﻣﻧﮭﺎ وھو رد ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻛل ﻓﻼ ﯾﺣﺗﺎج اﻟوﻛﯾل إﻟﻰ رد
وﺧﺻوﻣﺔ.
ﻗﺎل" :وﻛذﻟك إن رده ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌﯾب ﯾﺣدث ﻣﺛﻠﮫ ﺑﺑﯾﻧﺔ أو ﺑﺈﺑﺎء ﯾﻣﯾن"؛ ﻷن اﻟﺑﯾﻧﺔ ﺣﺟﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ،واﻟوﻛﯾل ﻣﺿطر ﻓﻲ
اﻟﻧﻛول ﻟﺑﻌد اﻟﻌﯾب ﻋن ﻋﻠﻣﮫ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻋدم ﻣﻣﺎرﺳﺗﮫ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﻠزم اﻵﻣر.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺈﻗراره ﻟزم اﻟﻣﺄﻣور "؛ ﻷن اﻹﻗرار ﺣﺟﺔ ﻗﺎﺻرة وھو ﻏﯾر ﻣﺿطر إﻟﯾﮫ ﻹﻣﻛﺎﻧﮫ اﻟﺳﻛوت
واﻟﻧﻛول ،إﻻ أن ﻟﮫ أن ﯾﺧﺎﺻم اﻟﻣوﻛل ﻓﯾﻠزﻣﮫ ﺑﺑﯾﻧﺔ أو ﺑﻧﻛوﻟﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟرد ﺑﻐﯾر ﻗﺿﺎء واﻟﻌﯾب ﯾﺣدث
ﻣﺛﻠﮫ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻛون ﻟﮫ أن ﯾﺧﺎﺻم ﺑﺎﺋﻌﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﺑﯾﻊ
ﺟدﯾد ﻓﻲ ﺣق ﺛﺎﻟث واﻟﺑﺎﺋﻊ ﺛﺎﻟﺛﮭﻣﺎ ،واﻟرد ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء ﻓﺳﺦ ﻟﻌﻣوم وﻻﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﻏﯾر أن ص -147-
اﻟﺣﺟﺔ ﻗﺎﺻرة وھﻲ اﻹﻗرار ،ﻓﻣن ﺣﯾث اﻟﻔﺳﺦ ﻛﺎن ﻟﮫ أن ﯾﺧﺎﺻﻣﮫ ،وﻣن ﺣﯾث اﻟﻘﺻور ﻻ ﯾﻠزم اﻟﻣوﻛل إﻻ
ﺑﺣﺟﺔ ،وﻟو ﻛﺎن اﻟﻌﯾب ﻻ ﯾﺣدث ﻣﺛﻠﮫ واﻟرد ﺑﻐﯾر ﻗﺿﺎء ﺑﺈﻗراره ﯾﻠزم اﻟﻣوﻛل ﻣن ﻏﯾر ﺧﺻوﻣﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ؛ ﻷن
اﻟرد ﻣﺗﻌﯾن وﻓﻲ ﻋﺎﻣﺔ اﻟرواﯾﺎت ﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾﺧﺎﺻﻣﮫ ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ واﻟﺣق ﻓﻲ وﺻف اﻟﺳﻼﻣﺔ ﺛم ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟرد ﺛم
إﻟﻰ اﻟرﺟوع ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن ﻓﻠم ﯾﺗﻌﯾن اﻟرد ،وﻗد ﺑﯾﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ ﺑﺄطول ﻣن ھذا.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻗﺎل ﻵﺧر أﻣرﺗك ﺑﺑﯾﻊ ﻋﺑدي ﺑﻧﻘد ﻓﺑﻌﺗﮫ ﺑﻧﺳﯾﺋﺔ وﻗﺎل اﻟﻣﺄﻣور أﻣرﺗﻧﻲ ﺑﺑﯾﻌﮫ وﻟم ﺗﻘل ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺎﻟﻘول
ﻗول اﻵﻣر"؛ ﻷن اﻵﻣر ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﺟﮭﺗﮫ وﻻ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق.
ﻗﺎل" :وإن اﺧﺗﻠف ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﺿﺎرب ورب اﻟﻣﺎل ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺿﺎرب" ﻷن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ اﻟﻌﻣوم ،أﻻ
ﺗرى أﻧﮫ ﯾﻣﻠك اﻟﺗﺻرف ﺑذﻛر ﻟﻔظ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻘﺎﻣت دﻻﻟﺔ اﻹطﻼق ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ادﻋﻰ رب اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ
ﻓﻲ ﻧوع واﻟﻣﺿﺎرب ﻓﻲ ﻧوع آﺧر ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﻘول ﻟرب اﻟﻣﺎل؛ ﻷﻧﮫ ﺳﻘط اﻹطﻼق ﺑﺗﺻﺎدﻗﮭﻣﺎ ﻓﻧزل إﻟﻰ اﻟوﻛﺎﻟﺔ
اﻟﻣﺣﺿﺔ ﺛم ﻣطﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﯾﻧﺗظﻣﮫ ﻧﻘدا وﻧﺳﯾﺋﺔ إﻟﻰ أي أﺟل ﻛﺎن ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻋﻧدھﻣﺎ ﯾﺗﻘﯾد ﺑﺄﺟل
ﻣﺗﻌﺎرف واﻟوﺟﮫ ﻗد ﺗﻘدم.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻣر رﺟﻼ ﺑﺑﯾﻊ ﻋﺑده ﻓﺑﺎﻋﮫ وأﺧذ ﺑﺎﻟﺛﻣن رھﻧﺎ ﻓﺿﺎع ﻓﻲ ﯾده أو أﺧذ ﺑﮫ ﻛﻔﯾﻼ ﻓﺗوي اﻟﻣﺎل ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻼ
ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮫ" ﻷن اﻟوﻛﯾل أﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق وﻗﺑض اﻟﺛﻣن ﻣﻧﮭﺎ واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺗوﺛق ﺑﮫ ،واﻻرﺗﮭﺎن وﺛﯾﻘﺔ ﻟﺟﺎﻧب
اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﻓﯾﻣﻠﻛﮭﻣﺎ ﺑﺧﻼف اﻟوﻛﯾل ﺑﻘﺑض اﻟدﯾن؛ ﻷﻧﮫ ﯾﻔﻌل ﻧﯾﺎﺑﺔ وﻗد أﻧﺎﺑﮫ ﻓﻲ ﻗﺑض اﻟدﯾن دون اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ وأﺧذ
اﻟرھن واﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ ﯾﻘﺑض أﺻﺎﻟﺔ وﻟﮭذا ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻣوﻛل ﺣﺟره ﻋﻧﮫ.
ﻓﺻل" :وإذا وﻛل وﻛﯾﻠﯾن ﻓﻠﯾس ﻷﺣدھﻣﺎ أن ﯾﺗﺻرف ﻓﯾﻣﺎ وﻛﻼ ﺑﮫ دون اﻵﺧر"
وھذا ﻓﻲ ﺗﺻرف ﯾﺣﺗﺎج ﻓﯾﮫ إﻟﻰ اﻟرأي ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﺧﻠﻊ وﻏﯾر ذﻟك ،ﻷن اﻟﻣوﻛل رﺿﻲ ﺑرأﯾﮭﻣﺎ ﻻ ﺑرأي أﺣدھﻣﺎ،
واﻟﺑدل وإن ﻛﺎن ﻣﻘدرا وﻟﻛن اﻟﺗﻘدﯾر ﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟرأي ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدة واﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺷﺗري.
ﻗﺎل" :إﻻ أن ﯾوﻛﻠﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺧﺻوﻣﺔ" ﻷن اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺗﻌذر ﻟﻺﻓﺿﺎء إﻟﻰ اﻟﺷﻐب ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء واﻟرأي
ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻟﺗﻘوﯾم اﻟﺧﺻوﻣﺔ.
ﻗﺎل" :أو ﺑطﻼق زوﺟﺗﮫ ﺑﻐﯾر ﻋوض أو ﺑﻌﺗق ﻋﺑده ﺑﻐﯾر ﻋوض أو ﺑرد ودﯾﻌﺔ ﻋﻧده أو
ﻗﺿﺎء دﯾن ﻋﻠﯾﮫ" ﻷن ھذه اﻷﺷﯾﺎء ﻻ ﯾﺣﺗﺎج ﻓﯾﮭﺎ إﻟﻰ اﻟرأي ﺑل ھو ﺗﻌﺑﯾر ﻣﺣض، ص -148-
وﻋﺑﺎرة اﻟﻣﺛﻧﻰ واﻟواﺣد ﺳواء .وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻗﺎل ﻟﮭﻣﺎ طﻠﻘﺎھﺎ إن ﺷﺋﺗﻣﺎ أو ﻗﺎل أﻣرھﺎ ﺑﺄﯾدﯾﻛﻣﺎ ﻷﻧﮫ ﺗﻔوﯾض
إﻟﻰ رأﯾﮭﻣﺎ؛ أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﺗﻣﻠﯾك ﻣﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠس ،وﻷﻧﮫ ﻋﻠق اﻟطﻼق ﺑﻔﻌﻠﮭﻣﺎ ﻓﺎﻋﺗﺑره ﺑدﺧوﻟﮭﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وﻟﯾس ﻟﻠوﻛﯾل أن ﯾوﻛل ﻓﯾﻣﺎ وﻛل ﺑﮫ" ﻷﻧﮫ ﻓوض إﻟﯾﮫ اﻟﺗﺻرف دون اﻟﺗوﻛﯾل ﺑﮫ ،وھذا ﻷﻧﮫ رﺿﻲ ﺑرأﯾﮫ
واﻟﻧﺎس ﻣﺗﻔﺎوﺗون ﻓﻲ اﻵراء.
ﻗﺎل" :إﻻ أن ﯾﺄذن ﻟﮫ اﻟﻣوﻛل" ﻟوﺟود اﻟرﺿﺎ "أو ﯾﻘول ﻟﮫ اﻋﻣل ﺑرأﯾك" ﻹطﻼق اﻟﺗﻔوﯾض إﻟﻰ رأﯾﮫ ،وإذا ﺟﺎز
ﻓﻲ ھذا اﻟوﺟﮫ ﯾﻛون اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻛﯾﻼ ﻋن اﻟﻣوﻛل ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻷول ﻋزﻟﮫ وﻻ ﯾﻧﻌزل ﺑﻣوﺗﮫ وﯾﻧﻌزﻻن ﺑﻣوت
اﻷول ،وﻗد ﻣر ﻧظﯾره ﻓﻲ أدب اﻟﻘﺎﺿﻲ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن وﻛل ﺑﻐﯾر إذن ﻣوﻛﻠﮫ ﻓﻌﻘد وﻛﯾﻠﮫ ﺑﺣﺿرﺗﮫ ﺟﺎز" ﻷن اﻟﻣﻘﺻود ﺣﺿور رأي اﻷول وﻗد ﺣﺿر،
وﺗﻛﻠﻣوا ﻓﻲ ﺣﻘوﻗﮫ" .وإن ﻋﻘد ﻓﻲ ﺣﺎل ﻏﯾﺑﺗﮫ ﻟم ﯾﺟز" ﻷﻧﮫ ﻓﺎت رأﯾﮫ إﻻ أن ﯾﺑﻠﻐﮫ ﻓﯾﺟﯾزه "وﻛذا ﻟو ﺑﺎع ﻏﯾر
اﻟوﻛﯾل ﻓﺑﻠﻐﮫ ﻓﺄﺟﺎزه" ﻷﻧﮫ ﺣﺿر رأﯾﮫ "وﻟو ﻗدر اﻷول اﻟﺛﻣن ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ ﻓﻌﻘد ﺑﻐﯾﺑﺗﮫ ﯾﺟوز" ﻷن اﻟرأي ﻓﯾﮫ ﯾﺣﺗﺎج
إﻟﯾﮫ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺛﻣن ظﺎھرا وﻗد ﺣﺻل ،وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا وﻛل وﻛﯾﻠﯾن وﻗدر اﻟﺛﻣن ،ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻓوض إﻟﯾﮭﻣﺎ ﻣﻊ
ﺗﻘدﯾر اﻟﺛﻣن ظﮭر أن ﻏرﺿﮫ اﺟﺗﻣﺎع رأﯾﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدة واﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺷﺗري ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه ،أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﻘدر اﻟﺛﻣن
وﻓوض إﻟﻰ اﻷول ﻛﺎن ﻏرﺿﮫ رأﯾﮫ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﻣر وھو اﻟﺗﻘدﯾر ﻓﻲ اﻟﺛﻣن.
ﻗﺎل" :وإذا زوج اﻟﻣﻛﺎﺗب أو اﻟﻌﺑد أو اﻟذﻣﻲ اﺑﻧﺗﮫ وھﻲ ﺻﻐﯾرة ﺣرة ﻣﺳﻠﻣﺔ أو ﺑﺎع أو اﺷﺗرى ﻟﮭﺎ ﻟم ﯾﺟز"
ﻣﻌﻧﺎه اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮭﺎ ﻷن اﻟرق واﻟﻛﻔر ﯾﻘطﻌﺎن اﻟوﻻﯾﺔ؛ أﻻ ﯾرى أن اﻟﻣرﻗوق ﻻ ﯾﻣﻠك إﻧﻛﺎح ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻛﯾف ﯾﻣﻠك
إﻧﻛﺎح ﻏﯾره ،وﻛذا اﻟﻛﺎﻓر ﻻ وﻻﯾﺔ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠم ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدﺗﮫ ﻋﻠﯾﮫ ،وﻷن ھذه وﻻﯾﺔ ﻧظرﯾﺔ ﻓﻼ ﺑد ﻣن
اﻟﺗﻔوﯾض إﻟﻰ اﻟﻘﺎدر اﻟﻣﺷﻔق ﻟﯾﺗﺣﻘق ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻧظر ،واﻟرق ﯾزﯾل اﻟﻘدرة واﻟﻛﻔر ﯾﻘطﻊ اﻟﺷﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠم ﻓﻼ
ﺗﻔوض إﻟﯾﮭﻣﺎ.
"ﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد :واﻟﻣرﺗد إذا ﻗﺗل ﻋﻠﻰ ردﺗﮫ واﻟﺣرﺑﻲ ﻛذﻟك" ﻷن اﻟﺣرﺑﻲ أﺑﻌد ﻣن اﻟذﻣﻲ ﻓﺄوﻟﻰ ﺑﺳﻠب
اﻟوﻻﯾﺔ ،وأﻣﺎ اﻟﻣرﺗد ﻓﺗﺻرﻓﮫ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ وإن ﻛﺎن ﻧﺎﻓذا ﻋﻧدھﻣﺎ ﻟﻛﻧﮫ ﻣوﻗوف ﻋﻠﻰ وﻟده وﻣﺎل وﻟده ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ﻷﻧﮭﺎ
وﻻﯾﺔ ﻧظرﯾﺔ وذﻟك ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻣﻠﺔ وھﻲ ﻣﺗرددة ،ﺛم ﺗﺳﺗﻘر ﺟﮭﺔ اﻻﻧﻘطﺎع إذا ﻗﺗل ﻋﻠﻰ اﻟردة ﻓﯾﺑطل وﺑﺎﻹﺳﻼم ﯾﺟﻌل
ﻛﺄﻧﮫ ﻟم ﯾزل ﻣﺳﻠﻣﺎ ﻓﯾﺻﺢ.
واﻟﻌﺑد واﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺗﺎق ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﯾل ﺑﻧﻘﻠﮭم ﺗﻘﺑل ﻓﻲ ﻗﺻر ﯾده ﺣﺗﻰ ﯾﺣﺿر اﻟﻐﺎﺋب ص -150-
اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ دون اﻟﻌﺗق واﻟطﻼق.
ﻗﺎل" :وإذا أﻗر اﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﻛﻠﮫ ﻋﻧد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺟﺎز إﻗراره ﻋﻠﯾﮫ ،وﻻ ﯾﺟوز ﻋﻧد ﻏﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ"
ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ إﻻ أﻧﮫ ﯾﺧرج ﻋن اﻟوﻛﺎﻟﺔ.
وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﯾﺟوز إﻗراره ﻋﻠﯾﮫ وإن أﻗر ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء .وﻗﺎل زﻓر واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ :ﻻ
ﯾﺟوز ﻓﻲ اﻟوﺟﮭﯾن وھو ﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أوﻻ ،وھو اﻟﻘﯾﺎس ﻷﻧﮫ ﻣﺄﻣور ﺑﺎﻟﺧﺻوﻣﺔ وھﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺔ
واﻹﻗرار ﯾﺿﺎده ﻷﻧﮫ ﻣﺳﺎﻟﻣﺔ ،واﻷﻣر ﺑﺎﻟﺷﻲء ﻻ ﯾﺗﻧﺎول ﺿده وﻟﮭذا ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﺻﻠﺢ واﻹﺑراء وﯾﺻﺢ إذا اﺳﺗﺛﻧﻰ
اﻹﻗرار ،وﻛذا ﻟو وﻛﻠﮫ ﺑﺎﻟﺟواب ﻣطﻠﻘﺎ ﯾﺗﻘﯾد ﺑﺟواب ھو ﺧﺻوﻣﺔ ﻟﺟرﯾﺎن اﻟﻌﺎدة ﺑذﻟك وﻟﮭذا ﯾﺧﺗﺎر ﻓﯾﮭﺎ اﻷھدى
ﻓﺎﻷھدى .وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أن اﻟﺗوﻛﯾل ﺻﺣﯾﺢ ﻗطﻌﺎ وﺻﺣﺗﮫ ﺑﺗﻧﺎوﻟﮫ ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﮫ ﻗطﻌﺎ وذﻟك ﻣطﻠق اﻟﺟواب دون
أﺣدھﻣﺎ ﻋﯾﻧﺎ .وطرﯾق اﻟﻣﺟﺎز ﻣوﺟود ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺑﯾﻧﮫ إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﯾﺻرف إﻟﯾﮫ ﺗﺣرﯾﺎ ﻟﻠﺻﺣﺔ ﻗطﻌﺎ؛ وﻟو
اﺳﺗﺛﻧﻰ اﻹﻗرار ،ﻓﻌن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻠﻛﮫ .وﻋن ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﯾﺻﺢ ﻷن
ﻟﻠﺗﻧﺻﯾص زﯾﺎدة دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﮫ إﯾﺎه؛ وﻋﻧد اﻹطﻼق ﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻷوﻟﻰ .وﻋﻧﮫ أﻧﮫ ﻓﺻل ﺑﯾن اﻟطﺎﻟب واﻟﻣطﻠوب
وﻟم ﯾﺻﺣﺣﮫ ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﺟﺑورا ﻋﻠﯾﮫ وﯾﺧﯾر اﻟطﺎﻟب ﻓﯾﮫ؛ ﻓﺑﻌد ذﻟك ﯾﻘول أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ :إن اﻟوﻛﯾل
ﻗﺎﺋم ﻣﻘﺎم اﻟﻣوﻛل ،وإﻗراره ﻻ ﯾﺧﺗص ﺑﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻛذا إﻗرار ﻧﺎﺋﺑﮫ .وھﻣﺎ ﯾﻘوﻻن :إن اﻟﺗوﻛﯾل ﯾﺗﻧﺎول ﺟواب
ﯾﺳﻣﻰ ﺧﺻوﻣﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ أو ﻣﺟﺎزا ،واﻹﻗرار ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء ﺧﺻوﻣﺔ ﻣﺟﺎزا ،إﻣﺎ ﻷﻧﮫ ﺧرج ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ
اﻟﺧﺻوﻣﺔ ،أو ﻷﻧﮫ ﺳﺑب ﻟﮫ ﻷن اﻟظﺎھر إﺗﯾﺎﻧﮫ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺣق وھو اﻟﺟواب ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء ﻓﯾﺧﺗص ﺑﮫ ،ﻟﻛن إذا
أﻗﯾﻣت اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ إﻗراره ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺧرج ﻣن اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾؤﻣر ﺑدﻓﻊ اﻟﻣﺎل إﻟﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﺻﺎر
ﻣﻧﺎﻗﺿﺎ وﺻﺎر ﻛﺎﻷب أو اﻟوﺻﻲ إذا أﻗر ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء ﻻ ﯾﺻﺢ وﻻ ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺎل إﻟﯾﮭﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻛﻔل ﺑﻣﺎل ﻋن رﺟل ﻓوﻛﻠﮫ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل ﺑﻘﺑﺿﮫ ﻋن اﻟﻐرﯾم ﻟم ﯾﻛن وﻛﯾﻼ ﻓﻲ ذﻟك أﺑدا" ﻷن اﻟوﻛﯾل
ﻣن ﯾﻌﻣل ﻟﻐﯾره ،وﻟو ﺻﺣﺣﻧﺎھﺎ ﺻﺎر ﻋﺎﻣﻼ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ إﺑراء ذﻣﺗﮫ ﻓﺎﻧﻌدم اﻟرﻛن ،وﻷن ﻗﺑول ﻗوﻟﮫ ﻣﻼزم ﻟﻠوﻛﺎﻟﺔ
ﻟﻛوﻧﮫ أﻣﯾﻧﺎ ،وﻟو ﺻﺣﺣﻧﺎھﺎ ﻻ ﯾﻘﺑل ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﺑرﺋﺎ ﻧﻔﺳﮫ ﻓﯾﻧﻌدم ﺑﺎﻧﻌدام ﻻزﻣﮫ ،وھو ﻧظﯾر ﻋﺑد ﻣدﯾون أﻋﺗﻘﮫ ﻣوﻻه
ﺣﺗﻰ ﺿﻣن ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻟﻠﻐرﻣﺎء وﯾطﺎﻟب اﻟﻌﺑد ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟدﯾن ،ﻓﻠو وﻛﻠﮫ اﻟطﺎﻟب ﺑﻘﺑض اﻟﻣﺎل ﻋن اﻟﻌﺑد ﻛﺎن ﺑﺎطﻼ ﻟﻣﺎ
ﺑﯾﻧﺎه.
ﻗﺎل" :وﻣن ادﻋﻰ أﻧﮫ وﻛﯾل اﻟﻐﺎﺋب ﻓﻲ ﻗﺑض دﯾﻧﮫ ﻓﺻدﻗﮫ اﻟﻐرﯾم أﻣر ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟدﯾن إﻟﯾﮫ"
ﻷﻧﮫ إﻗرار ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﻷن ﻣﺎ ﯾﻘﺿﯾﮫ ﺧﺎﻟص ﻣﺎﻟﮫ "ﻓﺈن ﺣﺿر اﻟﻐﺎﺋب ﻓﺻدﻗﮫ وإﻻ دﻓﻊ ص -151-
إﻟﯾﮫ اﻟﻐرﯾم اﻟدﯾن ﺛﺎﻧﯾﺎ" ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺛﺑت اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﺣﯾث أﻧﻛر اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،واﻟﻘول ﻓﻲ ذﻟك ﻗوﻟﮫ ﻣﻊ ﯾﻣﯾﻧﮫ ﻓﯾﻔﺳد اﻷداء
"وﯾرﺟﻊ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﯾل إن ﻛﺎن ﺑﺎﻗﯾﺎ ﻓﻲ ﯾده" ﻷن ﻏرﺿﮫ ﻣن اﻟدﻓﻊ ﺑراءة ذﻣﺗﮫ وﻟم ﺗﺣﺻل ﻓﻠﮫ أن ﯾﻧﻘض
ﻗﺑﺿﮫ "وإن ﻛﺎن" ﺿﺎع "ﻓﻲ ﯾده ﻟم ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ" ﻷﻧﮫ ﺑﺗﺻدﯾﻘﮫ اﻋﺗرف أﻧﮫ ﻣﺣق ﻓﻲ اﻟﻘﺑض وھو ﻣظﻠوم ﻓﻲ
ھذا اﻷﺧذ ،واﻟﻣظﻠوم ﻻ ﯾظﻠم ﻏﯾره.
ﻗﺎل" :إﻻ أن ﯾﻛون ﺿﻣﻧﮫ ﻋﻧد اﻟدﻓﻊ" ﻷن اﻟﻣﺄﺧوذ ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻣﺿﻣون ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ زﻋﻣﮭﻣﺎ ،وھذه ﻛﻔﺎﻟﺔ أﺿﯾﻔت إﻟﻰ
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺑض ﻓﺗﺻﺢ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﻣﺎ ذاب ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻓﻼن ،وﻟو ﻛﺎن اﻟﻐرﯾم ﻟم ﯾﺻدﻗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ودﻓﻌﮫ إﻟﯾﮫ ﻋﻠﻰ
ادﻋﺎﺋﮫ ،ﻓﺈن رﺟﻊ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻐرﯾم رﺟﻊ اﻟﻐرﯾم ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﯾل ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺻدﻗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،وإﻧﻣﺎ دﻓﻌﮫ
إﻟﯾﮫ ﻋﻠﻰ رﺟﺎء اﻹﺟﺎزة ،ﻓﺈذا اﻧﻘطﻊ رﺟﺎؤه رﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ ،وﻛذا إذا دﻓﻌﮫ إﻟﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻛذﯾﺑﮫ إﯾﺎه ﻓﻲ اﻟوﻛﺎﻟﺔ .وھذا
أظﮭر ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ،وﻓﻲ اﻟوﺟوه ﻛﻠﮭﺎ ﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾﺳﺗرد اﻟﻣدﻓوع ﺣﺗﻰ ﯾﺣﺿر اﻟﻐﺎﺋب ﻷن اﻟﻣؤدى ﺻﺎر ﺣﻘﺎ ﻟﻠﻐﺎﺋب،
إﻣﺎ ظﺎھرا أو ﻣﺣﺗﻣﻼ ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا دﻓﻌﮫ إﻟﻰ ﻓﺿوﻟﻲ ﻋﻠﻰ رﺟﺎء اﻹﺟﺎزة ﻟم ﯾﻣﻠك اﻻﺳﺗرداد ﻻﺣﺗﻣﺎل اﻹﺟﺎزة،
وﻷن ﻣن ﺑﺎﺷر اﻟﺗﺻرف ﻟﻐرض ﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾﻧﻘﺿﮫ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﻊ اﻟﯾﺄس ﻋن ﻏرﺿﮫ" .وﻣن ﻗﺎل إﻧﻲ وﻛﯾل ﺑﻘﺑض
اﻟودﯾﻌﺔ ﻓﺻدﻗﮫ اﻟﻣودع" ﻟم ﯾؤﻣر ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم إﻟﯾﮫ ﻷﻧﮫ أﻗر ﻟﮫ ﺑﻣﺎل اﻟﻐﯾر ،ﺑﺧﻼف اﻟدﯾن .وﻟو ادﻋﻰ أﻧﮫ ﻣﺎت أﺑوه
وﺗرك اﻟودﯾﻌﺔ ﻣﯾراﺛﺎ ﻟﮫ وﻻ وارث ﻟﮫ ﻏﯾره ،وﺻدﻗﮫ اﻟﻣودع أﻣر ﺑﺎﻟدﻓﻊ إﻟﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺎﻟﮫ ﺑﻌد ﻣوﺗﮫ ،ﻓﻘد
اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﺎل اﻟوارث .وﻟو ادﻋﻰ أﻧﮫ اﺷﺗرى اﻟودﯾﻌﺔ ﻣن ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﻓﺻدﻗﮫ اﻟﻣودع ﻟم ﯾؤﻣر ﺑﺎﻟدﻓﻊ إﻟﯾﮫ ﻷﻧﮫ
ﻣﺎ دام ﺣﯾﺎ ﻛﺎن إﻗرارا ﺑﻣﻠك اﻟﻐﯾر ﻷﻧﮫ ﻣن أھﻠﮫ ﻓﻼ ﯾﺻدﻗﺎن ﻓﻲ دﻋوى اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﯾﮫ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن وﻛل وﻛﯾﻼ ﯾﻘﺑض ﻣﺎﻟﮫ ﻓﺎدﻋﻰ اﻟﻐرﯾم أن ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل ﻗد اﺳﺗوﻓﺎه ﻓﺈﻧﮫ ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺎل إﻟﯾﮫ" ﻷن اﻟوﻛﺎﻟﺔ
ﻗد ﺛﺑﺗت واﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﻟم ﯾﺛﺑت ﺑﻣﺟرد دﻋواه ﻓﻼ ﯾؤﺧر اﻟﺣق.
ﻗﺎل" :وﯾﺗﺑﻊ رب اﻟﻣﺎل ﻓﯾﺳﺗﺣﻠﻔﮫ" رﻋﺎﯾﺔ ﻟﺟﺎﻧﺑﮫ ،وﻻ ﯾﺳﺗﺣﻠف اﻟوﻛﯾل ﻷﻧﮫ ﻧﺎﺋب.
ﻗﺎل" :وإن وﻛﻠﮫ ﺑﻌﯾب ﻓﻲ ﺟﺎرﯾﺔ ﻓﺎدﻋﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ رﺿﺎ اﻟﻣﺷﺗري ﻟم ﯾرد ﻋﻠﯾﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﺣﻠف اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺧﻼف
ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟدﯾن" ﻷن اﻟﺗدارك ﻣﻣﻛن ھﻧﺎﻟك ﺑﺎﺳﺗرداد ﻣﺎ ﻗﺑﺿﮫ اﻟوﻛﯾل إذا ظﮭر اﻟﺧطﺄ ﻋﻧد ﻧﻛوﻟﮫ ،وھﺎھﻧﺎ ﻏﯾر
ﻣﻣﻛن ﻷن اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ ﻣﺎض ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺔ وإن ظﮭر اﻟﺧطﺄ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻛﻣﺎ ھو ﻣذھﺑﮫ ،وﻻ
ﯾﺳﺗﺣﻠف اﻟﻣﺷﺗري ﻋﻧده ﺑﻌد ذﻟك ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻔﯾد ،وأﻣﺎ ﻋﻧدھﻣﺎ ﻗﺎﻟوا :ﯾﺟب أن ﯾﺗﺣد اﻟﺟواب ﻋﻠﻰ ھذا ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن
وﻻ ﯾؤﺧر ،ﻷن اﻟﺗدارك ﻣﻣﻛن ﻋﻧدھﻣﺎ ﻟﺑطﻼن اﻟﻘﺿﺎء .وﻗﯾل اﻷﺻﺢ ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أن ﯾؤﺧر ﻓﻲ
اﻟﻔﺻﻠﯾن
ﻷﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻧظر ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﺣﻠف اﻟﻣﺷﺗري ﻟو ﻛﺎن ﺣﺎﺿرا ﻣن ﻏﯾر دﻋوى اﻟﺑﺎﺋﻊ ص -152-
ﻓﯾﻧﺗظر ﻟﻠﻧظر.
ﻗﺎل" :وﻣن دﻓﻊ إﻟﻰ رﺟل ﻋﺷرة دراھم ﯾﻧﻔﻘﮭﺎ ﻋﻠﻰ أھﻠﮫ ﻓﺄﻧﻔق ﻋﻠﯾﮭم ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻧده ﻓﺎﻟﻌﺷرة ﺑﺎﻟﻌﺷرة" ﻷن
اﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق وﻛﯾل ﺑﺎﻟﺷراء واﻟﺣﻛم ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه وﻗد ﻗررﻧﺎه ﻓﮭذا ﻛذﻟك .وﻗﯾل ھذا اﺳﺗﺣﺳﺎن وﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس ﻟﯾس
ﻟﮫ ذﻟك وﯾﺻﯾر ﻣﺗﺑرﻋﺎ .وﻗﯾل اﻟﻘﯾﺎس واﻻﺳﺗﺣﺳﺎن ﻓﻲ ﻗﺿﺎء اﻟدﯾن ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﺷراء ،ﻓﺄﻣﺎ اﻹﻧﻔﺎق ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺷراء
ﻓﻼ ﯾدﺧﻼﻧﮫ ،وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
وﻗد ﺑطل ﺑﺎﻟﺣﺟر واﻟﻌﺟز واﻻﻓﺗراق ،وﻻ ﻓرق ﺑﯾن اﻟﻌﻠم وﻋدﻣﮫ ﻷن ھذا ﻋزل ﺣﻛﻣﻲ ص -153-
ﻓﻼ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠم ﻛﺎﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ إذا ﺑﺎﻋﮫ اﻟﻣوﻛل.
ﻗﺎل" :وإذا ﻣﺎت اﻟوﻛﯾل أو ﺟن ﺟﻧوﻧﺎ ﻣطﺑﻘﺎ ﺑطﻠت اﻟوﻛﺎﻟﺔ" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ أﻣره ﺑﻌد ﺟﻧوﻧﮫ وﻣوﺗﮫ "وإن ﻟﺣق
ﺑدار اﻟﺣرب ﻣرﺗدا ﻟم ﯾﺟز ﻟﮫ اﻟﺗﺻرف إﻻ أن ﯾﻌود ﻣﺳﻠﻣﺎ".
ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :وھذا ﻋﻧد ﻣﺣﻣد ،ﻓﺄﻣﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف ﻻ ﺗﻌود اﻟوﻛﺎﻟﺔ .ﻟﻣﺣﻣد أن اﻟوﻛﺎﻟﺔ إطﻼق ﻷﻧﮫ رﻓﻊ
اﻟﻣﺎﻧﻊ .أﻣﺎ اﻟوﻛﯾل ﯾﺗﺻرف ﺑﻣﻌﺎن ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﮫ وإﻧﻣﺎ ﻋﺟز ﺑﻌﺎرض اﻟﻠﺣﺎق ﻟﺗﺑﺎﯾن اﻟدارﯾن ،ﻓﺈذا زال اﻟﻌﺟز
واﻹطﻼق ﺑﺎق ﻋﺎد وﻛﯾﻼ .وﻷﺑﻲ ﯾوﺳف أﻧﮫ إﺛﺑﺎت وﻻﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻷن وﻻﯾﺔ أﺻل اﻟﺗﺻرف ﺑﺄھﻠﯾﺗﮫ ووﻻﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﺑﺎﻟﻣﻠك وﺑﺎﻟﻠﺣﺎق ﻟﺣق ﺑﺎﻷﻣوات وﺑطﻠت اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻼ ﺗﻌود ﻛﻣﻠﻛﮫ ﻓﻲ أم اﻟوﻟد واﻟﻣدﺑر .وﻟو ﻋﺎد اﻟﻣوﻛل ﻣﺳﻠﻣﺎ وﻗد
ﻟﺣق ﺑدار اﻟﺣرب ﻣرﺗدا ﻻ ﺗﻌود اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟظﺎھر .وﻋن ﻣﺣﻣد أﻧﮭﺎ ﺗﻌود ﻛﻣﺎ ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟوﻛﯾل .واﻟﻔرق ﻟﮫ ﻋﻠﻰ
اﻟظﺎھر أن ﻣﺑﻧﻰ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣوﻛل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠك وﻗد زال وﻓﻲ ﺣق اﻟوﻛﯾل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﻗﺎﺋم ﺑﮫ وﻟم ﯾزل
ﺑﺎﻟﻠﺣﺎق.
ﻗﺎل" :وﻣن وﻛل آﺧر ﺑﺷﻲء ﺛم ﺗﺻرف ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻓﯾﻣﺎ وﻛل ﺑﮫ ﺑطﻠت اﻟوﻛﺎﻟﺔ" وھذا اﻟﻠﻔظ ﯾﻧﺗظم وﺟوھﺎ :ﻣﺛل أن
ﯾوﻛﻠﮫ ﺑﺈﻋﺗﺎق ﻋﺑده أو ﺑﻛﺗﺎﺑﺗﮫ ﻓﺄﻋﺗﻘﮫ أو ﻛﺎﺗﺑﮫ اﻟﻣوﻛل ﺑﻧﻔﺳﮫ أو ﯾوﻛﻠﮫ ﺑﺗزوﯾﺞ اﻣرأة أو ﺑﺷراء ﺷﻲء ﻓﻔﻌﻠﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ
أو ﯾوﻛﻠﮫ ﺑطﻼق اﻣرأﺗﮫ ﻓطﻠﻘﮭﺎ اﻟزوج ﺛﻼﺛﺎ أو واﺣدة واﻧﻘﺿت ﻋدﺗﮭﺎ أو ﺑﺎﻟﺧﻠﻊ ﻓﺧﺎﻟﻌﮭﺎ ،ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﺗﺻرف
ﺑﻧﻔﺳﮫ ﺗﻌذر ﻋﻠﻰ اﻟوﻛﯾل اﻟﺗﺻرف ﻓﺑطﻠت اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺗزوﺟﮭﺎ ﺑﻧﻔﺳﮫ وأﺑﺎﻧﮭﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻟﻠوﻛﯾل أن ﯾزوﺟﮭﺎ ﻣﻧﮫ
ﻷن اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻗد اﻧﻘﺿت ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺗزوﺟﮭﺎ اﻟوﻛﯾل وأﺑﺎﻧﮭﺎ ﻟﮫ أن ﯾزوج اﻟﻣوﻛل ﻟﺑﻘﺎء اﻟﺣﺎﺟﺔ ،وﻛذا ﻟو وﻛﻠﮫ
ﺑﺑﯾﻊ ﻋﺑده ﻓﺑﺎﻋﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ ،ﻓﻠو رد ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌﯾب ﺑﻘﺿﺎء ﻗﺎض؛ ﻓﻌن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﻟﯾس ﻟﻠوﻛﯾل أن ﯾﺑﯾﻌﮫ
ﻣرة أﺧرى ﻷن ﺑﯾﻌﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻣﻧﻊ ﻟﮫ ﻣن اﻟﺗﺻرف ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﻌزل .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻟﮫ أن ﯾﺑﯾﻌﮫ ﻣرة أﺧرى
ﻷن اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺑﺎﻗﯾﺔ ﻷﻧﮫ إطﻼق واﻟﻌﺟز ﻗد زال ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا وﻛﻠﮫ ﺑﺎﻟﮭﺑﺔ ﻓوھب ﺑﻧﻔﺳﮫ ﺛم رﺟﻊ ﻟم ﯾﻛن ﻟﻠوﻛﯾل أن
ﯾﮭب ﻷﻧﮫ ﻣﺧﺗﺎر ﻓﻲ اﻟرﺟوع ﻓﻛﺎن ذﻟك دﻟﯾل ﻋدم اﻟﺣﺎﺟﺔ .أﻣﺎ اﻟرد ﺑﻘﺿﺎء ﺑﻐﯾر اﺧﺗﯾﺎره ﻓﻠم ﯾﻛن دﻟﯾل زوال
اﻟﺣﺎﺟﺔ ،ﻓﺈذا ﻋﺎد إﻟﯾﮫ ﻗدﯾم ﻣﻠﻛﮫ ﻛﺎن ﻟﮫ أن ﯾﺑﯾﻌﮫ ،وﷲ أﻋﻠم.
ﺑﺎب اﻟﯾﻣﯾن
"وإذا ﻗﺎل اﻟﻣدﻋﻲ ﻟﻲ ﺑﯾﻧﺔ ﺣﺎﺿرة وطﻠب اﻟﯾﻣﯾن ﻟم ﯾﺳﺗﺣﻠف" ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ،ﻣﻌﻧﺎه ﺣﺎﺿرة ﻓﻲ
اﻟﻣﺻر وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﯾﺳﺗﺣﻠف ﻷن اﻟﯾﻣﯾن ﺣﻘﮫ ﺑﺎﻟﺣدﯾث اﻟﻣﻌروف ،ﻓﺈذا طﺎﻟﺑﮫ ﺑﮫ ﯾﺟﯾﺑﮫ .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ
ﷲ أن ﺛﺑوت اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﯾن ﻣرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺟز ﻋن إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻟﻣﺎ روﯾﻧﺎ ﻓﻼ ﯾﻛون ﺣﻘﮫ دوﻧﮫ ،ﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت
اﻟﺑﯾﻧﺔ ﺣﺎﺿرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس .وﻣﺣﻣد ﻣﻊ أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ ﻓﯾﻣﺎ ذﻛره اﻟﺧﺻﺎف ،وﻣﻊ أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻓﯾﻣﺎ ذﻛره
اﻟطﺣﺎوي رﺣﻣﮫ ﷲ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺗرد اﻟﯾﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ" ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ
واﻟﯾﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﻣن أﻧﻛر" ﻗﺳم واﻟﻘﺳﻣﺔ ﺗﻧﺎﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺔ ،وﺟﻌل ﺟﻧس اﻷﯾﻣﺎن ﻋﻠﻰ ص -156-
اﻟﻣﻧﻛرﯾن وﻟﯾس وراء اﻟﺟﻧس ﺷﻲء ،وﻓﯾﮫ ﺧﻼف اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺗﻘﺑل ﺑﯾﻧﺔ ﺻﺎﺣب اﻟﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﻠك اﻟﻣطﻠق ،وﺑﯾﻧﺔ اﻟﺧﺎرج أوﻟﻰ" .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﯾﻘﺿﻰ ﺑﺑﯾﻧﺔ ذي اﻟﯾد
ﻻﻋﺗﺿﺎدھﺎ ﺑﺎﻟﯾد ﻓﯾﺗﻘوى اﻟظﮭور وﺻﺎر ﻛﺎﻟﻧﺗﺎج واﻟﻧﻛﺎح ودﻋوى اﻟﻣﻠك ﻣﻊ اﻹﻋﺗﺎق واﻻﺳﺗﯾﻼد واﻟﺗدﺑﯾر .وﻟﻧﺎ أن
ﺑﯾﻧﺔ اﻟﺧﺎرج أﻛﺛر إﺛﺑﺎﺗﺎ أو إظﮭﺎرا ﻷن ﻗدر ﻣﺎ أﺛﺑﺗﮫ اﻟﯾد ﻻ ﯾﺛﺑﺗﮫ ﺑﯾﻧﺔ ذي اﻟﯾد ،إذ اﻟﯾد دﻟﯾل ﻣطﻠق اﻟﻣﻠك ،ﺑﺧﻼف
اﻟﻧﺗﺎج ﻷن اﻟﯾد ﻻ ﺗدل ﻋﻠﯾﮫ ،وﻛذا ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺗﺎق وأﺧﺗﯾﮫ وﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺛﺎﺑت ﺑﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻧﻛل اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻋن اﻟﯾﻣﯾن ﻗﺿﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻧﻛول وأﻟزﻣﮫ ﻣﺎ ادﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﻻ ﯾﻘﺿﻰ
ﺑﮫ ﺑل ﯾرد اﻟﯾﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ ،ﻓﺈذا ﺣﻠف ﯾﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﻷن اﻟﻧﻛول ﯾﺣﺗﻣل اﻟﺗورع ﻋن اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻛﺎذﺑﺔ واﻟﺗرﻓﻊ ﻋن
اﻟﺻﺎدﻗﺔ واﺷﺗﺑﺎه اﻟﺣﺎل ﻓﻼ ﯾﻧﺗﺻب ﺣﺟﺔ ﻣﻊ اﻻﺣﺗﻣﺎل ،وﯾﻣﯾن اﻟﻣدﻋﻲ دﻟﯾل اﻟظﮭور ﻓﯾﺻﺎر إﻟﯾﮫ .وﻟﻧﺎ أن اﻟﻧﻛول
دل ﻋﻠﻰ ﻛوﻧﮫ ﺑﺎذﻻ أو ﻣﻘرا ،إذ ﻟوﻻ ذﻟك ﻷﻗدم ﻋﻠﻰ اﻟﯾﻣﯾن إﻗﺎﻣﺔ ﻟﻠواﺟب ودﻓﻌﺎ ﻟﻠﺿرر ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ﻓﺗرﺟﺢ ھذا
اﻟﺟﺎﻧب ،وﻻ وﺟﮫ ﻟرد اﻟﯾﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ ﻟﻣﺎ ﻗدﻣﻧﺎه.
ﻗﺎل" :وﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻘول ﻟﮫ إﻧﻲ أﻋرض ﻋﻠﯾك اﻟﯾﻣﯾن ﺛﻼﺛﺎ ،ﻓﺈن ﺣﻠﻔت وإﻻ ﻗﺿﯾت ﻋﻠﯾك ﺑﻣﺎ ادﻋﺎه"
وھذا اﻹﻧذار ﻹﻋﻼﻣﮫ ﺑﺎﻟﺣﻛم إذ ھو ﻣوﺿﻊ اﻟﺧﻔﺎء.
ﻗﺎل" :ﻓﺈذا ﻛرر اﻟﻌرض ﻋﻠﯾﮫ ﺛﻼث ﻣرات ﻗﺿﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻧﻛول" وھذا اﻟﺗﻛرار ذﻛره اﻟﺧﺻﺎف رﺣﻣﮫ ﷲ ﻟزﯾﺎدة
اﻻﺣﺗﯾﺎط واﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ إﺑﻼء اﻟﻌذر ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻣذھب أﻧﮫ ﻟو ﻗﺿﻲ ﺑﺎﻟﻧﻛول ﺑﻌد اﻟﻌرض ﻣرة ﺟﺎز ﻟﻣﺎ ﻗدﻣﻧﺎه ھو
اﻟﺻﺣﯾﺢ واﻷول أوﻟﻰ ،ﺛم اﻟﻧﻛول ﻗد ﯾﻛون ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﻛﻘوﻟﮫ ﻻ أﺣﻠف ،وﻗد ﯾﻛون ﺣﻛﻣﯾﺎ ﺑﺄن ﯾﺳﻛت ،وﺣﻛﻣﮫ ﺣﻛم
اﻷول إذا ﻋﻠم أﻧﮫ ﻻ آﻓﺔ ﺑﮫ ﻣن طرش أو ﺧرس ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ.
ﻗﺎل" :وإن ﻛﺎﻧت اﻟدﻋوى ﻧﻛﺎﺣﺎ ﻟم ﯾﺳﺗﺣﻠف اﻟﻣﻧﻛر" ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ،وﻻ ﯾﺳﺗﺣﻠف ﻋﻧده ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح
واﻟرﺟﻌﺔ واﻟﻔﻲء ﻓﻲ اﻹﯾﻼء واﻟرق واﻻﺳﺗﯾﻼد واﻟﻧﺳب واﻟوﻻء واﻟﺣدود واﻟﻠﻌﺎن .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد
رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ :ﯾﺳﺗﺣﻠف ﻓﻲ ذﻟك ﻛﻠﮫ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣدود واﻟﻠﻌﺎن.
وﺻورة اﻻﺳﺗﯾﻼد :أن ﺗﻘول اﻟﺟﺎرﯾﺔ أﻧﺎ أم وﻟد ﻟﻣوﻻي وھذا اﺑﻧﻲ ﻣﻧﮫ وأﻧﻛر اﻟﻣوﻟﻰ ،ﻷﻧﮫ ﻟو ادﻋﻰ اﻟﻣوﻟﻰ ﺛﺑت
اﻻﺳﺗﯾﻼد ﺑﺈﻗراره وﻻ ﯾﻠﺗﻔت إﻟﻰ إﻧﻛﺎرھﺎ .ﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﻧﻛول إﻗرار ﻷﻧﮫ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻛوﻧﮫ ﻛﺎذﺑﺎ ﻓﻲ اﻹﻧﻛﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﻗدﻣﻧﺎه ،إذ ﻟوﻻ ذﻟك ﻷﻗدم ﻋﻠﻰ اﻟﯾﻣﯾن اﻟﺻﺎدﻗﺔ
إﻗﺎﻣﺔ ﻟﻠواﺟب ﻓﻛﺎن إﻗرارا أو ﺑدﻻ ﻋﻧﮫ ،واﻹﻗرار ﯾﺟري ﻓﻲ ھذه اﻷﺷﯾﺎء ﻟﻛﻧﮫ إﻗرار ص -157-
ﻓﯾﮫ ﺷﺑﮭﺔ ،واﻟﺣدود ﺗﻧدرئ ﺑﺎﻟﺷﺑﮭﺎت ،واﻟﻠﻌﺎن ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣد .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻧﮫ ﺑذل ﻷن ﻣﻌﮫ ﻻ
ﺗﺑﻘﻰ اﻟﯾﻣﯾن واﺟﺑﺔ ﻟﺣﺻول اﻟﻣﻘﺻود وإﻧزاﻟﮫ ﺑﺎذﻻ أوﻟﻰ ﻛﻲ ﻻ ﯾﺻﯾر ﻛﺎذﺑﺎ ﻓﻲ اﻹﻧﻛﺎر ،واﻟﺑذل ﻻ ﯾﺟري ﻓﻲ
ھذه اﻷﺷﯾﺎء .وﻓﺎﺋدة اﻻﺳﺗﺣﻼف اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟﻧﻛول ﻓﻼ ﯾﺳﺗﺣﻠف ،إﻻ أن ھذا ﺑذل ﻟدﻓﻊ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻓﯾﻣﻠﻛﮫ اﻟﻣﻛﺎﺗب
واﻟﻌﺑد اﻟﻣﺄذون ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺿﯾﺎﻓﺔ اﻟﯾﺳﯾرة ،وﺻﺣﺗﮫ ﻓﻲ اﻟدﯾن ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ زﻋم اﻟﻣدﻋﻲ وھو ﻣﺎ ﯾﻘﺑﺿﮫ ﺣﻘﺎ ﻟﻧﻔﺳﮫ،
واﻟﺑذل ﻣﻌﻧﺎه ھﺎھﻧﺎ ﺗرك اﻟﻣﻧﻊ وأﻣر اﻟﻣﺎل ھﯾن.
ﻗﺎل" :وﯾﺳﺗﺣﻠف اﻟﺳﺎرق ،ﻓﺈن ﻧﻛل ﺿﻣن وﻟم ﯾﻘطﻊ" ﻷن اﻟﻣﻧوط ﺑﻔﻌﻠﮫ ﺷﯾﺋﺎن :اﻟﺿﻣﺎن وﯾﻌﻣل ﻓﯾﮫ اﻟﻧﻛول.
واﻟﻘطﻊ وﻻ ﯾﺛﺑت ﺑﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﺷﮭد ﻋﻠﯾﮭﺎ رﺟل واﻣرأﺗﺎن.
ﻗﺎل" :وإذا ادﻋت اﻟﻣرأة طﻼﻗﺎ ﻗﺑل اﻟدﺧول اﺳﺗﺣﻠف اﻟزوج ،ﻓﺈن ﻧﻛل ﺿﻣن ﻧﺻف اﻟﻣﮭر ﻓﻲ ﻗوﻟﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎ"
ﻷن اﻻﺳﺗﺣﻼف ﯾﺟري ﻓﻲ اﻟطﻼق ﻋﻧدھم ﻻ ﺳﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﻘﺻود ھو اﻟﻣﺎل ،وﻛذا ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح إذا ادﻋت ھﻲ
اﻟﺻداق ﻷن ذﻟك دﻋوى اﻟﻣﺎل ،ﺛم ﯾﺛﺑت اﻟﻣﺎل ﺑﻧﻛوﻟﮫ وﻻ ﯾﺛﺑت اﻟﻧﻛﺎح ،وﻛذا ﻓﻲ اﻟﻧﺳب إذا ادﻋﻰ ﺣﻘﺎ ﻛﺎﻹرث
واﻟﺣﺟر ﻓﻲ اﻟﻠﻘﯾط ،واﻟﻧﻔﻘﺔ واﻣﺗﻧﺎع اﻟرﺟوع ﻓﻲ اﻟﮭﺑﺔ ،ﻷن اﻟﻣﻘﺻود ھذه اﻟﺣﻘوق ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣﻠف ﻓﻲ اﻟﻧﺳب
اﻟﻣﺟرد ﻋﻧدھﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﺛﺑت ﺑﺈﻗراره ﻛﺎﻷب واﻻﺑن ﻓﻲ ﺣق اﻟرﺟل واﻷب ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣرأة ،ﻷن ﻓﻲ دﻋواھﺎ اﻻﺑن
ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻧﺳب ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر واﻟﻣوﻟﻰ واﻟزوج ﻓﻲ ﺣﻘﮭﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن ادﻋﻰ ﻗﺻﺎﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﯾره ﻓﺟﺣده اﺳﺗﺣﻠف" ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع "ﺛم إن ﻧﻛل ﻋن اﻟﯾﻣﯾن ﻓﯾﻣﺎ دون اﻟﻧﻔس
ﯾﻠزﻣﮫ اﻟﻘﺻﺎص ،وإن ﻧﻛل ﻓﻲ اﻟﻧﻔس ﺣﺑس ﺣﺗﻰ ﯾﺣﻠف أو ﯾﻘر" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ،وﻗﺎﻻ :ﻟزﻣﮫ
اﻷرش ﻓﯾﮭﻣﺎ ﻷن اﻟﻧﻛول إﻗرار ﻓﯾﮫ ﺷﺑﮭﺔ ﻋﻧدھﻣﺎ ﻓﻼ ﯾﺛﺑت ﺑﮫ اﻟﻘﺻﺎص وﯾﺟب ﺑﮫ اﻟﻣﺎل ،ﺧﺻوﺻﺎ إذا ﻛﺎن
اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻘﺻﺎص ﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣن ﺟﮭﺔ ﻣن ﻋﻠﯾﮫ ،ﻛﻣﺎ إذا أﻗر ﺑﺎﻟﺧطﺄ واﻟوﻟﻲ ﯾدﻋﻲ اﻟﻌﻣد .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن
اﻷطراف ﯾﺳﻠك ﺑﮭﺎ ﻣﺳﻠك اﻷﻣوال ﻓﯾﺟري ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺑذل ،ﺑﺧﻼف اﻷﻧﻔس ﻓﺈﻧﮫ ﻟو ﻗﺎل اﻗطﻊ ﯾدي ﻓﻘطﻌﮭﺎ ﻻ ﯾﺟب
اﻟﺿﻣﺎن ،وھذا إﻋﻣﺎل ﻟﻠﺑذل إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺑﺎح ﻟﻌدم اﻟﻔﺎﺋدة ،وھذا اﻟﺑذل ﻣﻔﯾد ﻻﻧدﻓﺎع اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺑﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﻘطﻊ اﻟﯾد
ﻟﻶﻛﻠﺔ وﻗﻠﻊ اﻟﺳن ﻟﻠوﺟﻊ ،وإذا اﻣﺗﻧﻊ اﻟﻘﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﻧﻔس واﻟﯾﻣﯾن ﺣق ﻣﺳﺗﺣق ﯾﺣﺑس ﺑﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺳﺎﻣﺔ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻗﺎل اﻟﻣدﻋﻲ ﻟﻲ ﺑﯾﻧﺔ ﺣﺎﺿرة ﻗﯾل ،ﻟﺧﺻﻣﮫ أﻋطﮫ ﻛﻔﯾﻼ ﺑﻧﻔﺳك ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم" ﻛﻲ ﻻ ﯾﻐﯾب ﻧﻔﺳﮫ ﻓﯾﺿﯾﻊ
ﺣﻘﮫ واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس ﺟﺎﺋزة ﻋﻧدﻧﺎ وﻗد ﻣر ﻣن ﻗﺑل ،وأﺧذ اﻟﻛﻔﯾل
ﺑﻣﺟرد اﻟدﻋوى اﺳﺗﺣﺳﺎن ﻋﻧدﻧﺎ ﻷن ﻓﯾﮫ ﻧظرا ﻟﻠﻣدﻋﻲ وﻟﯾس ﻓﯾﮫ ﻛﺛﯾر ﺿرر ﺑﺎﻟﻣدﻋﻰ ص -158-
ﻋﻠﯾﮫ وھذا ﻷن اﻟﺣﺿور ﻣﺳﺗﺣق ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻣﺟرد اﻟدﻋوى ﺣﺗﻰ ﯾﻌدى ﻋﻠﯾﮫ وﯾﺣﺎل ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن أﺷﻐﺎﻟﮫ ﻓﺻﺢ اﻟﺗﻛﻔﯾل
ﺑﺈﺣﺿﺎره واﻟﺗﻘدﯾر ﺑﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻣروي ﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ،وھو اﻟﺻﺣﯾﺢ ،وﻻ ﻓرق ﻓﻲ اﻟظﺎھر ﺑﯾن اﻟﺧﺎﻣل
واﻟوﺟﯾﮫ واﻟﺣﻘﯾر ﻣن اﻟﻣﺎل واﻟﺧطﯾر ،ﺛم ﻻ ﺑد ﻣن ﻗوﻟﮫ ﻟﻲ ﺑﯾﻧﺔ ﺣﺎﺿرة ﻟﻠﺗﻛﻔﯾل وﻣﻌﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﻣﺻر ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﻗﺎل
اﻟﻣدﻋﻲ ﻻ ﺑﯾﻧﺔ ﻟﻲ أو ﺷﮭودي ﻏﯾب ﻻ ﯾﻛﻔل ﻟﻌدم اﻟﻔﺎﺋدة.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻓﻌل وإﻻ أﻣر ﺑﻣﻼزﻣﺗﮫ" ﻛﻲ ﻻ ﯾذھب ﺣﻘﮫ "إﻻ أن ﯾﻛون ﻏرﯾﺑﺎ ﻓﯾﻼزم ﻣﻘدار ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺎﺿﻲ" وﻛذا
ﻻ ﯾﻛﻔل إﻻ إﻟﻰ آﺧر اﻟﻣﺟﻠس ،ﻓﺎﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﻧﺻرف إﻟﯾﮭﻣﺎ ﻷن ﻓﻲ أﺧذ اﻟﻛﻔﯾل واﻟﻣﻼزﻣﺔ زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك إﺿرارا
ﺑﮫ ﺑﻣﻧﻌﮫ ﻋن اﻟﺳﻔر وﻻ ﺿرر ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘدار ظﺎھرا ،وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﻣﻼزﻣﺔ ﻧذﻛرھﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﺣﺟر إن ﺷﺎء ﷲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻓﺻل :ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﯾﻣﯾن واﻻﺳﺗﺣﻼف
ﻗﺎل" :واﻟﯾﻣﯾن ﺑﺎ ﻋز وﺟل دون ﻏﯾره" ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻣن ﻛﺎن ﻣﻧﻛم ﺣﺎﻟﻔﺎ ﻓﻠﯾﺣﻠف ﺑﺎ أو
ﻟﯾذر" وﻗﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻣن ﺣﻠف ﺑﻐﯾر ﷲ ﻓﻘد أﺷرك" "وﻗد ﺗؤﻛد ﺑذﻛر أوﺻﺎﻓﮫ" وھو اﻟﺗﻐﻠﯾظ،
وذﻟك ﻣﺛل ﻗوﻟﮫ :ﻗل وﷲ اﻟذي ﻻ إﻟﮫ إﻻ ھو ﻋﺎﻟم اﻟﻐﯾب واﻟﺷﮭﺎدة اﻟرﺣﻣن اﻟرﺣﯾم ،اﻟذي ﯾﻌﻠم ﻣن اﻟﺳر ﻣﺎ ﯾﻌﻠم
ﻣن اﻟﻌﻼﻧﯾﺔ ،ﻣﺎ ﻟﻔﻼن ھذا ﻋﻠﯾك وﻻ ﻗﺑﻠك ھذا اﻟﻣﺎل اﻟذي ادﻋﺎه وھو ﻛذا وﻛذا وﻻ ﺷﻲء ﻣﻧﮫ .وﻟﮫ أن ﯾزﯾد ﻓﻲ
اﻟﺗﻐﻠﯾظ ﻋﻠﻰ ھذا وﻟﮫ أن ﯾﻧﻘص ﻣﻧﮫ ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﺣﺗﺎط ﻓﯾﮫ ﻛﻲ ﻻ ﯾﺗﻛرر ﻋﻠﯾﮫ اﻟﯾﻣﯾن ،ﻷن اﻟﻣﺳﺗﺣق ﯾﻣﯾن واﺣدة،
واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر إن ﺷﺎء ﻏﻠظ وإن ﺷﺎء ﻟم ﯾﻐﻠظ ﻓﯾﻘول :ﻗل ﺑﺎ أو وﷲ ،وﻗﯾل :ﻻ ﯾﻐﻠظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌروف ﺑﺎﻟﺻﻼح
وﯾﻐﻠظ ﻋﻠﻰ ﻏﯾره ،وﻗﯾل :ﯾﻐﻠظ ﻓﻲ اﻟﺧطﯾر ﻣن اﻟﻣﺎل دون اﻟﺣﻘﯾر.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺳﺗﺣﻠف ﺑﺎﻟطﻼق وﻻ ﺑﺎﻟﻌﺗﺎق" ﻟﻣﺎ روﯾﻧﺎ ،وﻗﯾل ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻧﺎ إذا أﻟﺢ اﻟﺧﺻم ﺳﺎغ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻠف
ﺑذﻟك ﻟﻘﻠﺔ اﻟﻣﺑﺎﻻة ﺑﺎﻟﯾﻣﯾن ﺑﺎ وﻛﺛرة اﻻﻣﺗﻧﺎع ﺑﺳﺑب اﻟﺣﻠف ﺑﺎﻟطﻼق.
ﻗﺎل" :وﯾﺳﺗﺣﻠف اﻟﯾﮭودي ﺑﺎ اﻟذي أﻧزل اﻟﺗوراة ﻋﻠﻰ ﻣوﺳﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﻼم ،واﻟﻧﺻراﻧﻲ ﺑﺎ اﻟذي أﻧزل
اﻹﻧﺟﯾل ﻋﻠﻰ ﻋﯾﺳﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﻼم" ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻻﺑن ﺻورﯾﺎ اﻷﻋور" :أﻧﺷدك ﺑﺎ اﻟذي أﻧزل
اﻟﺗوراة ﻋﻠﻰ ﻣوﺳﻰ أن ﺣﻛم اﻟزﻧﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻛم ھذا" وﻷن اﻟﯾﮭودي ﯾﻌﺗﻘد ﻧﺑوة ﻣوﺳﻰ واﻟﻧﺻراﻧﻲ ﻧﺑوة ﻋﯾﺳﻰ
ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ اﻟﺳﻼم ﻓﯾﻐﻠظ ﻋﻠﻰ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑذﻛر اﻟﻣﻧزل ﻋﻠﻰ ﻧﺑﯾﮫ
ﯾﺳﺗﺣﻠف "اﻟﻣﺟوﺳﻲ ﺑﺎ اﻟذي ﺧﻠق اﻟﻧﺎر" وھﻛذا ذﻛر ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﻲ اﻷﺻل. ص -159-
ﯾروى ﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﻲ اﻟﻧوادر أﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﺗﺣﻠف أﺣدا إﻻ ﺑﺎ ﺧﺎﻟﺻﺎ .وذﻛر اﻟﺧﺻﺎف رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ
ﻻ ﯾﺳﺗﺣﻠف ﻏﯾر اﻟﯾﮭودي واﻟﻧﺻراﻧﻲ إﻻ ﺑﺎ ،وھو اﺧﺗﯾﺎر ﺑﻌض ﻣﺷﺎﯾﺧﻧﺎ ﻷن ﻓﻲ ذﻛر اﻟﻧﺎر ﻣﻊ اﺳم ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺗﻌظﯾﻣﺎ وﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻌظم ،ﺑﺧﻼف اﻟﻛﺗﺎﺑﯾن ﻷن ﻛﺗب ﷲ ﻣﻌظﻣﺔ "واﻟوﺛﻧﻲ ﻻ ﯾﺣﻠف إﻻ ﺑﺎ " ﻷن اﻟﻛﻔرة
َق ِ َ و َاﻟ اﻷ َر ْ ض َ ﻟ َ ﯾ َﻘ ُوﻟ ُن ﱠ ﷲ ﱠ ُ {
َﺎو َ ﻠات
ﺗﻌﺎﻟﻰ:ﺳ َ}ﺄ َﻟ ْﺗ َ ﮭ ُم ْ ﻣﺳ ﱠَن ْﻣ ﺧ
ﷲ ﻟ َ ﺋِن ْ
ﺑﺄﺳرھم ﯾﻌﺗﻘدون ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻗﺎل و َ
]ﻟﻘﻣﺎن.[25:
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺣﻠﻔون ﻓﻲ ﺑﯾوت ﻋﺑﺎدﺗﮭم" ﻷن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﺣﺿرھﺎ ﺑل ھو ﻣﻣﻧوع ﻋن ذﻟك.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟب ﺗﻐﻠﯾظ اﻟﯾﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠم ﺑزﻣﺎن وﻻ ﻣﻛﺎن" ﻷن اﻟﻣﻘﺻود ﺗﻌظﯾم اﻟﻣﻘﺳم ﺑﮫ وھو ﺣﺎﺻل ﺑدون
ذﻟك ،وﻓﻲ إﯾﺟﺎب ذﻟك ﺣرج ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﯾث ﯾﻛﻠف ﺣﺿورھﺎ وھو ﻣدﻓوع.
ﻗﺎل" :وﻣن ادﻋﻰ أﻧﮫ اﺑﺗﺎع ﻣن ھذا ﻋﺑده ﺑﺄﻟف ﻓﺟﺣد اﺳﺗﺣﻠف ﺑﺎ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻛﻣﺎ ﺑﯾﻊ ﻗﺎﺋم ﻓﯾﮫ وﻻ ﯾﺳﺗﺣﻠف ﺑﺎ ﻣﺎ
ﺑﻌت" ﻷﻧﮫ ﻗد ﯾﺑﺎع اﻟﻌﯾن ﺛم ﯾﻘﺎل ﻓﯾﮫ "وﯾﺳﺗﺣﻠف ﻓﻲ اﻟﻐﺻب ﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق ﻋﻠﯾك رده وﻻ ﯾﺣﻠف ﺑﺎ ﻣﺎ
ﻏﺻﺑت" ﻷﻧﮫ ﻗد ﯾﻐﺻب ﺛم ﯾﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﮭﺑﺔ واﻟﺑﯾﻊ "وﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻛﻣﺎ ﻧﻛﺎح ﻗﺎﺋم ﻓﻲ اﻟﺣﺎل" ﻷﻧﮫ ﻗد ﯾطرأ
ﻣﺎ طﻠﻘﮭﺎ" ﻷن ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺧﻠﻊ "وﻓﻲ دﻋوى اﻟطﻼق ﺑﺎ ﻣﺎ ھﻲ ﺑﺎﺋن ﻣﻧك اﻟﺳﺎﻋﺔ ﺑﻣﺎ ذﻛرت وﻻ ﯾﺳﺗﺣﻠف ﺑﺎ
اﻟﻧﻛﺎح ﻗد ﯾﺟدد ﺑﻌد اﻹﺑﺎﻧﺔ ﻓﯾﺣﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ ھذه اﻟوﺟوه ،ﻷﻧﮫ ﻟو ﺣﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺑب ﯾﺗﺿرر اﻟﻣدﻋﻰ
ﻋﻠﯾﮫ ،وھذا ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ.
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾﺣﻠف ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺑب إﻻ إذا ﻋرض ﺑﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻓﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺣﻠف ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﺎﺻل .وﻗﯾل :ﯾﻧظر إﻟﻰ إﻧﻛﺎر اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ إن أﻧﻛر اﻟﺳﺑب ﯾﺣﻠف ﻋﻠﯾﮫ ،وإن أﻧﻛر اﻟﺣﻛم ﯾﺣﻠف ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﺎﺻل .ﻓﺎﻟﺣﺎﺻل ھو اﻷﺻل ﻋﻧدھﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺳﺑﺑﺎ ﯾرﺗﻔﻊ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻓﯾﮫ ﺗرك اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻣدﻋﻲ ﻓﺣﯾﻧﺋذ
ﯾﺣﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺑب ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ،وذﻟك أن ﺗدﻋﻲ ﻣﺑﺗوﺗﺔ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة واﻟزوج ﻣﻣن ﻻ ﯾراھﺎ ،أو ادﻋﻰ ﺷﻔﻌﺔ ﺑﺎﻟﺟوار
واﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﯾراھﺎ ،ﻷﻧﮫ ﻟو ﺣﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺻل ﯾﺻدق ﻓﻲ ﯾﻣﯾﻧﮫ ﻓﻲ ﻣﻌﺗﻘده ﻓﯾﻔوت اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣدﻋﻲ ،وإن
ﻛﺎن ﺳﺑﺑﺎ ﻻ ﯾرﺗﻔﻊ ﺑراﻓﻊ ﻓﺎﻟﺗﺣﻠﯾف ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺑب ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع "ﻛﺎﻟﻌﺑد اﻟﻣﺳﻠم إذا ادﻋﻰ اﻟﻌﺗق ﻋﻠﻰ ﻣوﻻه ،ﺑﺧﻼف
اﻷﻣﺔ واﻟﻌﺑد اﻟﻛﺎﻓر" ﻷﻧﮫ ﯾﻛرر اﻟرق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟردة واﻟﻠﺣﺎق وﻋﻠﯾﮫ ﺑﻧﻘض اﻟﻌﮭد واﻟﻠﺣﺎق ،وﻻ ﯾﻛرر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑد
اﻟﻣﺳﻠم.
ﻗﺎل" :وﻣن ورث ﻋﺑدا وادﻋﺎه آﺧر ﯾﺳﺗﺣﻠف ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻣﮫ" ﻷﻧﮫ ﻻ ﻋﻠم ﻟﮫ ﺑﻣﺎ ﺻﻧﻊ ص -160-
اﻟﻣورث ﻓﻼ ﯾﺣﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺗﺎت "وإن وھب ﻟﮫ أو اﺷﺗراه ﯾﺣﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺗﺎت" ﻟوﺟود اﻟﻣطﻠق ﻟﻠﯾﻣﯾن إذ اﻟﺷراء
ﺳﺑب ﻟﺛﺑوت اﻟﻣﻠك وﺿﻌﺎ وﻛذا اﻟﮭﺑﺔ.
ﻗﺎل" :وﻣن ادﻋﻰ ﻋﻠﻰ آﺧر ﻣﺎﻻ ﻓﺎﻓﺗدى ﯾﻣﯾﻧﮫ أو ﺻﺎﻟﺣﮫ ﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺷرة ﻓﮭو ﺟﺎﺋز" وھو ﻣﺄﺛور ﻋن ﻋﺛﻣﺎن
رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ" .وﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾﺳﺗﺣﻠﻔﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﯾﻣﯾن أﺑدا" ﻷﻧﮫ أﺳﻘط ﺣﻘﮫ ،وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﺑﺎب اﻟﺗﺣﺎﻟف
ﻗﺎل" :وإذا اﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻌﺎن ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﺎدﻋﻰ أﺣدھﻣﺎ ﺛﻣﻧﺎ وادﻋﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ أﻛﺛر ﻣﻧﮫ أو اﻋﺗرف اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﻘدر ﻣن
اﻟﻣﺑﯾﻊ وادﻋﻰ اﻟﻣﺷﺗري أﻛﺛر ﻣﻧﮫ ﻓﺄﻗﺎم أﺣدھﻣﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻗﺿﻰ ﻟﮫ ﺑﮭﺎ" ﻷن ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﻣﺟرد اﻟدﻋوى
واﻟﺑﯾﻧﺔ أﻗوى ﻣﻧﮭﺎ "وإن أﻗﺎم ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑﯾﻧﺔ ﻛﺎﻧت اﻟﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻟﻠزﯾﺎدة أوﻟﻰ" ﻷن اﻟﺑﯾﻧﺎت ﻟﻺﺛﺑﺎت وﻻ
ﺗﻌﺎرض ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدة "وﻟو ﻛﺎن اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺛﻣن واﻟﻣﺑﯾﻊ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻓﺑﯾﻧﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ أوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺛﻣن وﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣﺷﺗري
أوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ" ﻧظرا إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻹﺛﺑﺎت" .وإن ﻟم ﯾﻛن ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑﯾﻧﺔ ﻗﯾل ﻟﻠﻣﺷﺗري إﻣﺎ أن ﺗرﺿﻰ
ﺑﺎﻟﺛﻣن اﻟذي ادﻋﺎه اﻟﺑﺎﺋﻊ وإﻻ ﻓﺳﺧﻧﺎ اﻟﺑﯾﻊ ،وﻗﯾل ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ إﻣﺎ أن ﺗﺳﻠم ﻣﺎ ادﻋﺎه اﻟﻣﺷﺗري ﻣن اﻟﻣﺑﯾﻊ وإﻻ ﻓﺳﺧﻧﺎ
اﻟﺑﯾﻊ" ﻷن اﻟﻣﻘﺻود ﻗطﻊ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ،وھذه ﺟﮭﺔ ﻓﯾﮫ ﻷﻧﮫ رﺑﻣﺎ ﻻ ﯾرﺿﯾﺎن ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ ﻓﺈذا ﻋﻠﻣﺎ ﺑﮫ ﯾﺗراﺿﯾﺎن ﺑﮫ
"ﻓﺈن ﻟم ﯾﺗراﺿﯾﺎ اﺳﺗﺣﻠف اﻟﺣﺎﻛم ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ دﻋوى اﻵﺧر" وھذا اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ وﻓﺎق
اﻟﻘﯾﺎس ،ﻷن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﯾدﻋﻲ زﯾﺎدة اﻟﺛﻣن واﻟﻣﺷﺗري ﯾﻧﻛره ،واﻟﻣﺷﺗري ﯾدﻋﻲ وﺟوب ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﻣﺎ ﻧﻘد واﻟﺑﺎﺋﻊ
ﯾﻧﻛره ،ﻓﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﻧﻛر ﻓﯾﺣﻠف؛ ﻓﺄﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻘﺑض ﻓﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘﯾﺎس ﻷن اﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﯾدﻋﻲ ﺷﯾﺋﺎ ﻷن اﻟﻣﺑﯾﻊ
ﺳﺎﻟم ﻟﮫ ﻓﺑﻘﻲ دﻋوى اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﺛﻣن واﻟﻣﺷﺗري ﯾﻧﻛرھﺎ ﻓﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑﺣﻠﻔﮫ ،ﻟﻛﻧﺎ ﻋرﻓﻧﺎه ﺑﺎﻟﻧص وھو ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :إذا اﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻌﺎن واﻟﺳﻠﻌﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ ﺗﺣﺎﻟﻔﺎ وﺗرادا".
ﻗﺎل" :وﯾﺑﺗدئ ﺑﯾﻣﯾن اﻟﻣﺷﺗري" وھذا ﻗول ﻣﺣﻣد وأﺑﻲ ﯾوﺳف آﺧرا ،وھو رواﯾﺔ ﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وھو
اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻷن اﻟﻣﺷﺗري أﺷدھﻣﺎ إﻧﻛﺎرا ﻷﻧﮫ ﯾطﺎﻟب أوﻻ ﺑﺎﻟﺛﻣن وﻷﻧﮫ ﯾﺗﻌﺟل ﻓﺎﺋدة اﻟﻧﻛول وھو إﻟزام اﻟﺛﻣن ،وﻟو
ﺑدئ ﺑﯾﻣﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺗﺗﺄﺧر اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺑﯾﻊ إﻟﻰ زﻣﺎن اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﺛﻣن .وﻛﺎن أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾﻘول أوﻻ:
ﯾﺑدأ ﺑﯾﻣﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :إذا اﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻌﺎن ﻓﺎﻟﻘول ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ" ﺧﺻﮫ
ﺑﺎﻟذﻛر ،وأﻗل ﻓﺎﺋدﺗﮫ اﻟﺗﻘدﯾم" .وإن ﻛﺎن ﺑﯾﻊ ﻋﯾن ﺑﻌﯾن أو ﺛﻣن ﺑﺛﻣن ﺑدأ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﯾﻣﯾن ص -161-
أﯾﮭﻣﺎ ﺷﺎء" ﻻﺳﺗواﺋﮭﻣﺎ "وﺻﻔﺔ اﻟﯾﻣﯾن أن ﯾﺣﻠف اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎ ﻣﺎ ﺑﺎﻋﮫ ﺑﺄﻟف وﯾﺣﻠف اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎ ﻣﺎ اﺷﺗراه
ﺑﺄﻟﻔﯾن" وﻗﺎل ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدات :ﯾﺣﻠف ﺑﺎ ﻣﺎ ﺑﺎﻋﮫ ﺑﺄﻟف وﻟﻘد ﺑﺎﻋﮫ ﺑﺄﻟﻔﯾن ،ﯾﺣﻠف اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎ ﻣﺎ اﺷﺗراه ﺑﺄﻟﻔﯾن
وﻟﻘد اﺷﺗراه ﺑﺄﻟف ﯾﺿﻣن اﻹﺛﺑﺎت إﻟﻰ اﻟﻧﻔﻲ ﺗﺄﻛﯾدا ،واﻷﺻﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔﻲ ﻷن اﻷﯾﻣﺎن ﻋﻠﻰ ذﻟك وﺿﻌت،
دل ﻋﻠﯾﮫ ﺣدﯾث اﻟﻘﺳﺎﻣﺔ "ﺑﺎ ﻣﺎ ﻗﺗﻠﺗم وﻻ ﻋﻠﻣﺗم ﻟﮫ ﻗﺎﺗﻼ".
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﺣﻠﻔﺎ ﻓﺳﺦ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ" وھذا ﯾدل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻧﻔﺳﺦ ﺑﻧﻔس اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺛﺑت ﻣﺎ ادﻋﺎه
ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻓﯾﺑﻘﻰ ﺑﯾﻊ ﻣﺟﮭول ﻓﯾﻔﺳﺧﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻗطﻌﺎ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ .أو ﯾﻘﺎل إذا ﻟم ﯾﺛﺑت اﻟﺑدل ﯾﺑﻘﻰ ﺑﯾﻌﺎ ﺑﻼ ﺑدل
وھو ﻓﺎﺳد وﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻔﺎﺳد.
ﻗﺎل" :وإن ﻧﻛل أﺣدھﻣﺎ ﻋن اﻟﯾﻣﯾن ﻟزﻣﮫ دﻋوى اﻵﺧر" ﻷﻧﮫ ﺟﻌل ﺑﺎذﻻ ﻓﻠم ﯾﺑق دﻋواه ﻣﻌﺎرﺿﺎ ﻟدﻋوى اﻵﺧر
ﻓﻠزم اﻟﻘول ﺑﺛﺑوﺗﮫ.
ﻗﺎل" :وإن اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ اﻷﺟل أو ﻓﻲ ﺷرط اﻟﺧﯾﺎر أو ﻓﻲ اﺳﺗﯾﻔﺎء ﺑﻌض اﻟﺛﻣن ﻓﻼ ﺗﺣﺎﻟف ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ" ﻷن ھذا
اﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ واﻟﻣﻌﻘود ﺑﮫ ،ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺣط واﻹﺑراء ،وھذا ﻷن ﺑﺎﻧﻌداﻣﮫ ﻻ ﯾﺧﺗل ﻣﺎ
ﺑﮫ ﻗوام اﻟﻌﻘد ،ﺑﺧﻼف اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ وﺻف اﻟﺛﻣن وﺟﻧﺳﮫ ﺣﯾث ﯾﻛون ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﻘدر ﻓﻲ ﺟرﯾﺎن
اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻷن ذﻟك ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﺛﻣن ﻓﺈن اﻟﺛﻣن دﯾن وھو ﯾﻌرف ﺑﺎﻟوﺻف ،وﻻ ﻛذﻟك اﻷﺟل ﻷﻧﮫ ﻟﯾس
ﺑوﺻف؛ أﻻ ﺗرى أن اﻟﺛﻣن ﻣوﺟود ﺑﻌد ﻣﺿﯾﮫ.
ﻗﺎل" :واﻟﻘول ﻗول ﻣن ﯾﻧﻛر اﻟﺧﯾﺎر واﻷﺟل ﻣﻊ ﯾﻣﯾﻧﮫ" ﻷﻧﮭﻣﺎ ﯾﺛﺑﺗﺎن ﺑﻌﺎرض اﻟﺷرط واﻟﻘول ﻟﻣﻧﻛر اﻟﻌوارض.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ھﻠك اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺛم اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻟم ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ واﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺷﺗري.
وﻗﺎل ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن وﯾﻔﺳﺦ اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﮭﺎﻟك" وھو ﻗول اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ ،وﻋﻠﻰ ھذا إذا
ﺧرج اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋن ﻣﻠﻛﮫ أو ﺻﺎر ﺑﺣﺎل ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ رده ﺑﺎﻟﻌﯾب .ﻟﮭﻣﺎ أن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﯾدﻋﻲ ﻏﯾر اﻟﻌﻘد اﻟذي
ﯾدﻋﯾﮫ ﺻﺎﺣﺑﮫ واﻵﺧر ﯾﻧﻛره وأﻧﮫ ﯾﻔﯾد دﻓﻊ زﯾﺎدة اﻟﺛﻣن ﻓﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن؛ ﻛﻣﺎ إذا اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﺟﻧس اﻟﺛﻣن ﺑﻌد ھﻼك
اﻟﺳﻠﻌﺔ ،وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ أن اﻟﺗﺣﺎﻟف ﺑﻌد اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻘﯾﺎس ﻷﻧﮫ ﺳﻠم ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻣﺎ
ﯾدﻋﯾﮫ وﻗد ورد اﻟﺷرع ﺑﮫ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻗﯾﺎم اﻟﺳﻠﻌﺔ ،واﻟﺗﺣﺎﻟف ﻓﯾﮫ ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ
اﻟﻔﺳﺦ ،وﻻ ﻛذﻟك ﺑﻌد ھﻼﻛﮭﺎ ﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻌﻘد ﻓﻠم ﯾﻛن ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎه وﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺑﺎﻟﻲ ﺑﺎﻻﺧﺗﻼف ص -162-
ﻓﻲ اﻟﺳﺑب ﺑﻌد ﺣﺻول اﻟﻣﻘﺻود ،وإﻧﻣﺎ ﯾراﻋﻰ ﻣن اﻟﻔﺎﺋدة ﻣﺎ ﯾوﺟﺑﮫ اﻟﻌﻘد ،وﻓﺎﺋدة دﻓﻊ زﯾﺎدة اﻟﺛﻣن ﻟﯾﺳت ﻣن
ﻣوﺟﺑﺎﺗﮫ وھذا إذا ﻛﺎن اﻟﺛﻣن دﯾﻧﺎ ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻋﯾﻧﺎ ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن ﻷن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﻲ أﺣد اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ﻗﺎﺋم ﻓﺗوﻓر ﻓﺎﺋدة اﻟﻔﺳﺦ ﺛم
ﯾرد ﻣﺛل اﻟﮭﺎﻟك إن ﻛﺎن ﻟﮫ ﻣﺛل أو ﻗﯾﻣﺗﮫ إن ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ ﻣﺛل.
ﻗﺎل" :وإن ھﻠك أﺣد اﻟﻌﺑدﯾن ﺛم اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ اﻟﺛﻣن ﻟم ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ إﻻ أن ﯾرﺿﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ أن ﯾﺗرك ﺣﺻﺔ
اﻟﮭﺎﻟك ﻣن اﻟﺛﻣن .وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :اﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺷﺗري ﻣﻊ ﯾﻣﯾﻧﮫ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ إﻻ أن ﯾﺷﺎء اﻟﺑﺎﺋﻊ أن
ﯾﺄﺧذ اﻟﻌﺑد اﻟﺣﻲ وﻻ ﺷﻲء ﻟﮫ .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن ﻓﻲ اﻟﺣﻲ وﯾﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﺣﻲ ،واﻟﻘول ﻗول
اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﮭﺎﻟك .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ وﯾرد اﻟﺣﻲ وﻗﯾﻣﺔ اﻟﮭﺎﻟك" ﻷن ھﻼك ﻛل اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻻ
ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻋﻧده ﻓﮭﻼك اﻟﺑﻌض أوﻟﻰ .وﻷﺑﻲ ﯾوﺳف أن اﻣﺗﻧﺎع اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻟﻠﮭﻼك ﻓﯾﺗﻘدر ﺑﻘدره .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أن
اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻘﯾﺎس ﻓﻲ ﺣﺎل ﻗﯾﺎم اﻟﺳﻠﻌﺔ وھﻲ اﺳم ﻟﺟﻣﯾﻊ أﺟزاﺋﮭﺎ ﻓﻼ ﺗﺑﻘﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﺑﻔوات ﺑﻌﺿﮭﺎ ،وﻷﻧﮫ
ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋم إﻻ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﺣﺻﺗﮫ ﻣن اﻟﺛﻣن ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﻘﺳﻣﺔ وھﻲ ﺗ ﻌرف ﺑﺎﻟﺣذر واﻟظن ﻓﯾؤدي
إﻟﻰ اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ اﻟﺟﮭل وذﻟك ﻻ ﯾﺟوز إﻻ أن ﯾرﺿﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ أن ﯾﺗرك ﺣﺻﺔ اﻟﮭﺎﻟك أﺻﻼ ﻷﻧﮫ ﺣﯾﻧﺋذ ﯾﻛون اﻟﺛﻣن
ﻛﻠﮫ ﺑﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻘﺎﺋم وﯾﺧرج اﻟﮭﺎﻟك ﻋن اﻟﻌﻘد ﻓﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن .ھذا ﺗﺧرﯾﺞ ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﯾﺦ وﯾﺻرف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋﻧدھم إﻟﻰ
اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ وﻗﺎﻟوا :إن اﻟﻣراد ﻣن ﻗوﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر ﯾﺄﺧذ اﻟﺣﻲ وﻻ ﺷﻲء ﻟﮫ ،ﻣﻌﻧﺎه :ﻻ ﯾﺄﺧذ ﻣن
ﺛﻣن اﻟﮭﺎﻟك ﺷﯾﺋﺎ أﺻﻼ .وﻗﺎل ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﯾﺦ :ﯾﺄﺧذ ﻣن ﺛﻣن اﻟﮭﺎﻟك ﺑﻘدر ﻣﺎ أﻗر ﺑﮫ اﻟﻣﺷﺗري ،وإﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﺄﺧذ
اﻟزﯾﺎدة .وﻋﻠﻰ ﻗول ھؤﻻء ﯾﻧﺻرف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء إﻟﻰ ﯾﻣﯾن اﻟﻣﺷﺗري ﻻ إﻟﻰ اﻟﺗﺣﺎﻟف ،ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ أﺧذ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﻘول
اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻘد ﺻدﻗﮫ ﻓﻼ ﯾﺣﻠف اﻟﻣﺷﺗري ،ﺛم ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻋﻠﻰ ﻗول ﻣﺣﻣد ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋم .وإذا ﺣﻠﻔﺎ وﻟم ﯾﺗﻔﻘﺎ
ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻓﺎدﻋﻰ أﺣدھﻣﺎ اﻟﻔﺳﺦ أو ﻛﻼھﻣﺎ ﯾﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ وﯾﺄﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺷﺗري ﺑرد اﻟﺑﺎﻗﻲ وﻗﯾﻣﺔ اﻟﮭﺎﻟك.
واﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾره ﻋﻠﻰ ﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،واﻟﺻﺣﯾﺢ أﻧﮫ ﯾﺣﻠف اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺎ ﻣﺎ اﺷﺗرﯾﺗﮭﻣﺎ ﺑﻣﺎ
ﯾدﻋﯾﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ ،ﻓﺈن ﻧﻛل ﻟزﻣﮫ دﻋوى اﻟﺑﺎﺋﻊ ،وإن ﺣﻠف ﯾﺣﻠف اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎ ﻣﺎ ﺑﻌﺗﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺛﻣن اﻟذي ﯾدﻋﯾﮫ اﻟﻣﺷﺗري،
ﻓﺈن ﻧﻛل ﻟزﻣﮫ دﻋوى اﻟﻣﺷﺗري ،وإن ﺣﻠف ﯾﻔﺳﺧﺎن
اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋم وﺗﺳﻘط ﺣﺻﺗﮫ ﻣن اﻟﺛﻣن وﯾﻠزم اﻟﻣﺷﺗري ﺣﺻﺔ اﻟﮭﺎﻟك وﯾﻌﺗﺑر ﻗﯾﻣﺗﮭﻣﺎ ص -163-
ﻓﻲ اﻻﻧﻘﺳﺎم ﯾوم اﻟﻘﺑض.
"وإن اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﮭﺎﻟك ﯾوم اﻟﻘﺑض ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﺑﺎﺋﻊ ،وأﯾﮭﻣﺎ أﻗﺎم اﻟﺑﯾﻧﺔ ﺗﻘﺑل ﺑﯾﻧﺗﮫ .وإن أﻗﺎﻣﺎھﺎ ﻓﺑﯾﻧﺔ
اﻟﺑﺎﺋﻊ أوﻟﻰ" وھو ﻗﯾﺎس ﻣﺎ ذﻛر ﻓﻲ ﺑﯾوع اﻷﺻل "اﺷﺗرى ﻋﺑدﯾن وﻗﺑﺿﮭﻣﺎ ﺛم رد أﺣدھﻣﺎ ﺑﺎﻟﻌﯾب وھﻠك اﻵﺧر
ﻋﻧده ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﺛﻣن ﻣﺎ ھﻠك ﻋﻧده وﯾﺳﻘط ﻋﻧﮫ ﺛﻣن ﻣﺎ رده وﯾﻧﻘﺳم اﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺗﮭﻣﺎ .ﻓﺈن اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ
اﻟﮭﺎﻟك ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﺑﺎﺋﻊ" ﻷن اﻟﺛﻣن ﻗد وﺟب ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﮭﻣﺎ ﺛم اﻟﻣﺷﺗري ﯾدﻋﻲ زﯾﺎدة اﻟﺳﻘوط ﺑﻧﻘﺻﺎن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﮭﺎﻟك
واﻟﺑﺎﺋﻊ ﯾﻧﻛره واﻟﻘول ﻟﻠﻣﻧﻛر "وإن أﻗﺎﻣﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻓﺑﯾﻧﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ أوﻟﻰ" ﻷﻧﮭﺎ أﻛﺛر إﺛﺑﺎﺗﺎ ظﺎھرا ﻹﺛﺑﺎﺗﮭﺎ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ
ﻗﯾﻣﺔ اﻟﮭﺎﻟك وھذا ﻟﻔﻘﮫ .وھو أن ﻓﻲ اﻷﯾﻣﺎن ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺗوﺟﮫ ﻋﻠﻰ أﺣد اﻟﻌﺎﻗدﯾن وھﻣﺎ ﯾﻌرﻓﺎن ﺣﻘﯾﻘﺔ
اﻟﺣﺎل ﻓﺑﻧﻲ اﻷﻣر ﻋﻠﯾﮭﺎ واﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻧﻛر ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻠذا ﻛﺎن اﻟﻘول ﻗوﻟﮫ ،وﻓﻲ اﻟﺑﯾﻧﺎت ﯾﻌﺗﺑر اﻟظﺎھر ﻷن اﻟﺷﺎھدﯾن ﻻ
ﯾﻌﻠﻣﺎن ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺣﺎل ﻓﺎﻋﺗﺑر اﻟظﺎھر ﻓﻲ ﺣﻘﮭﻣﺎ واﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣدع ظﺎھرا ﻓﻠﮭذا ﺗﻘﺑل ﺑﯾﻧﺗﮫ أﯾﺿﺎ وﺗﺗرﺟﺢ ﺑﺎﻟزﯾﺎدة
اﻟظﺎھرة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ،وھذا ﯾﺑﯾن ﻟك ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه ﻣن ﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ وﻗﺑﺿﮭﺎ ﺛم ﺗﻘﺎﯾﻼ ﺛم اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ اﻟﺛﻣن ﻓﺈﻧﮭﻣﺎ ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن وﯾﻌود اﻟﺑﯾﻊ اﻷول" وﻧﺣن ﻣﺎ
أﺛﺑﺗﻧﺎ اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﻧص ﻷﻧﮫ ورد ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣطﻠق واﻹﻗﺎﻟﺔ ﻓﺳﺦ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،وإﻧﻣﺎ أﺛﺑﺗﻧﺎه ﺑﺎﻟﻘﯾﺎس ﻷن
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻔروﺿﺔ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض واﻟﻘﯾﺎس ﯾواﻓﻘﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر وﻟﮭذا ﻧﻘﯾس اﻹﺟﺎرة ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض واﻟوارث
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻗد واﻟﻘﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯾن ﻓﯾﻣﺎ إذا اﺳﺗﮭﻠﻛﮫ ﻓﻲ ﯾد اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻏﯾر اﻟﻣﺷﺗري.
ﻗﺎل" :وﻟو ﻗﺑض اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﻌد اﻹﻗﺎﻟﺔ ﻓﻼ ﺗﺣﺎﻟف ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺣﻣد" ﻷﻧﮫ ﯾرى
اﻟﻧص ﻣﻌﻠوﻻ ﺑﻌد اﻟﻘﺑض أﯾﺿﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن أﺳﻠم ﻋﺷرة دراھم ﻓﻲ ﻛر ﺣﻧطﺔ ﺛم ﺗﻘﺎﯾﻼ ﺛم اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ اﻟﺛﻣن ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺳﻠم إﻟﯾﮫ وﻻ ﯾﻌود
اﻟﺳﻠم" ﻷن اﻹﻗﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﺳﻠم ﻻ ﺗﺣﺗﻣل اﻟﻧﻘض ﻷﻧﮫ إﺳﻘﺎط ﻓﻼ ﯾﻌود اﻟﺳﻠم ،ﺑﺧﻼف اﻹﻗﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ؛ أﻻ ﺗرى
أن رأس ﻣﺎل اﻟﺳﻠم ﻟو ﻛﺎن ﻋرﺿﺎ ﻓرده ﺑﺎﻟﻌﯾب وھﻠك ﻗﺑل اﻟﺗﺳﻠﯾم إﻟﻰ رب اﻟﺳﻠم ﻻ ﯾﻌود اﻟﺳﻠم وﻟو ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ
ﺑﯾﻊ اﻟﻌﯾن ﯾﻌود اﻟﺑﯾﻊ دل ﻋﻠﻰ اﻟﻔرق ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وإذا اﺧﺗﻠف اﻟزوﺟﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﮭر ﻓﺎدﻋﻰ اﻟزوج أﻧﮫ ﺗزوﺟﮭﺎ ﺑﺄﻟف وﻗﺎﻟت ﺗزوﺟﻧﻲ ﺑﺄﻟﻔﯾن ﻓﺄﯾﮭﻣﺎ أﻗﺎم اﻟﺑﯾﻧﺔ
ﺗﻘﺑل ﺑﯾﻧﺗﮫ" ﻷﻧﮫ ﻧور دﻋواه ﺑﺎﻟﺣﺟﺔ" .وإن أﻗﺎﻣﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻓﺎﻟﺑﯾﻧﺔ ﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣرأة"
ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺛﺑت اﻟزﯾﺎدة ،ﻣﻌﻧﺎه إذا ﻛﺎن ﻣﮭر ﻣﺛﻠﮭﺎ أﻗل ﻣﻣﺎ ادﻋﺗﮫ "وإن ﻟم ﯾﻛن ﻟﮭﻣﺎ ﺑﯾﻧﺔ ص -164-
ﺗﺣﺎﻟﻔﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻻ ﯾﻔﺳﺦ اﻟﻧﻛﺎح" ﻷن أﺛر اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻓﻲ اﻧﻌدام اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ،وأﻧﮫ ﻻ ﯾﺧل ﺑﺻﺣﺔ اﻟﻧﻛﺎح ﻷن
اﻟﻣﮭر ﺗﺎﺑﻊ ﻓﯾﮫ ،ﺑﺧﻼف اﻟﺑﯾﻊ ﻷن ﻋدم اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﯾﻔﺳده ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ﻓﯾﻔﺳﺦ" ،وﻟﻛن ﯾﺣﻛم ﻣﮭر اﻟﻣﺛل ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﺛل
ﻣﺎ اﻋﺗرف ﺑﮫ اﻟزوج أو أﻗل ﻗﺿﻰ ﺑﻣﺎ ﻗﺎل اﻟزوج" ﻷن اﻟظﺎھر ﺷﺎھد ﻟﮫ "وإن ﻛﺎن ﻣﺛل ﻣﺎ ادﻋﺗﮫ اﻟﻣرأة أو
أﻛﺛر ﻗﺿﻰ ﺑﻣﺎ ادﻋﺗﮫ اﻟﻣرأة ،وإن ﻛﺎن ﻣﮭر اﻟﻣﺛل أﻛﺛر ﻣﻣﺎ اﻋﺗرف ﺑﮫ اﻟزوج وأﻗل ﻣﻣﺎ ادﻋﺗﮫ اﻟﻣرأة ﻗﺿﻰ ﻟﮭﺎ
ﺑﻣﮭر اﻟﻣﺛل" ﻷﻧﮭﻣﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﺣﺎﻟﻔﺎ ﻟم ﺗﺛﺑت اﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﮭر اﻟﻣﺛل وﻻ اﻟﺣط ﻋﻧﮫ.
ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :ذﻛر اﻟﺗﺣﺎﻟف أوﻻ ﺛم اﻟﺗﺣﻛﯾم ،وھذا ﻗول اﻟﻛرﺧﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻷن ﻣﮭر اﻟﻣﺛل ﻻ اﻋﺗﺑﺎر ﻟﮫ ﻣﻊ
وﺟود اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ وﺳﻘوط اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف وﻟﮭذا ﯾﻘدم ﻓﻲ اﻟوﺟوه ﻛﻠﮭﺎ ،وﯾﺑدأ ﺑﯾﻣﯾن اﻟزوج ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد
ﺗﻌﺟﯾﻼ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻧﻛول ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺗري ،وﺗﺧرﯾﺞ اﻟرازي ﺑﺧﻼﻓﮫ وﻗد اﺳﺗﻘﺻﯾﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح وذﻛرﻧﺎ ﺧﻼف أﺑﻲ
ﯾوﺳف ﻓﻼ ﻧﻌﯾده.
"وﻟو ادﻋﻰ اﻟزوج اﻟﻧﻛﺎح ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻌﺑد واﻟﻣرأة ﺗدﻋﯾﮫ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻓﮭو ﻛﺎﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،إﻻ أن ﻗﯾﻣﺔ
اﻟﺟﺎرﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺛل ﻣﮭر اﻟﻣﺛل ﯾﻛون ﻟﮭﺎ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ دون ﻋﯾﻧﮭﺎ" ﻷن ﺗﻣﻠﻛﮭﺎ ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺑﺎﻟﺗراﺿﻲ وﻟم ﯾوﺟد
ﻓوﺟﺑت اﻟﻘﯾﻣﺔ "وإن اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ اﻹﺟﺎرة ﻗﺑل اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﺗﺣﺎﻟﻔﺎ وﺗرادا" ﻣﻌﻧﺎه اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ اﻟﺑدل أو ﻓﻲ
اﻟﻣﺑدل ﻷن اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ وﻓﺎق اﻟﻘﯾﺎس ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ،واﻹﺟﺎرة ﻗﺑل اﻟﻘﺑض اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻧظﯾر اﻟﺑﯾﻊ
ﻗﺑل ﻗﺑض اﻟﻣﺑﯾﻊ وﻛﻼﻣﻧﺎ ﻗﺑل اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ "ﻓﺈن وﻗﻊ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻷﺟرة ﯾﺑدأ ﺑﯾﻣﯾن اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر" ﻷﻧﮫ ﻣﻧﻛر
ﻟوﺟوب اﻷﺟرة "وإن وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﯾﺑدأ ﺑﯾﻣﯾن اﻟﻣؤﺟر ،وأﯾﮭﻣﺎ ﻧﻛل ﻟزﻣﮫ دﻋوى ﺻﺎﺣﺑﮫ ،وأﯾﮭﻣﺎ أﻗﺎم اﻟﺑﯾﻧﺔ
ﻗﺑﻠت ،وﻟو أﻗﺎﻣﺎھﺎ ﻓﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣؤﺟر أوﻟﻰ إن ﻛﺎن اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻷﺟرة ،وإن ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﻓﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر
أوﻟﻰ ،وإن ﻛﺎن ﻓﯾﮭﻣﺎ ﻗﺑﻠت ﺑﯾﻧﺔ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾدﻋﯾﮫ ﻣن اﻟﻔﺿل" ﻧﺣو أن ﯾدﻋﻲ ھذا ﺷﮭرا ﺑﻌﺷرة
واﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﺷﮭرﯾن ﺑﺧﻣﺳﺔ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺷﮭرﯾن ﺑﻌﺷرة.
ﻗﺎل" :وإن اﺧﺗﻠﻔﺎ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﻟم ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎ وﻛﺎن اﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف
ظﺎھر ،ﻷن ھﻼك اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺗﺣﺎﻟف ﻋﻧدھﻣﺎ ،وﻛذا ﻋﻠﻰ أﺻل ﻣﺣﻣد ﻷن اﻟﮭﻼك إﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻋﻧده ﻓﻲ
اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻟﻣﺎ أن ﻟﮫ ﻗﯾﻣﺔ ﺗﻘوم ﻣﻘﺎﻣﮫ ﻓﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﻟو ﺟرى اﻟﺗﺣﺎﻟف ھﺎھﻧﺎ وﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻓﻼ ﻗﯾﻣﺔ ﻷن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﻻ
ﺗﺗﻘوم ﺑﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑل ﺑﺎﻟﻌﻘد وﺗﺑﯾن أﻧﮫ ﻻ ﻋﻘد .وإذا اﻣﺗﻧﻊ ﻓﺎﻟﻘول ﻟﻠﻣﺳﺗﺄﺟر ﻣﻊ ﯾﻣﯾﻧﮫ ﻷﻧﮫ ھو
اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻋﻠﯾﮫ "وإن اﺧﺗﻠﻔﺎ ﺑﻌد اﺳﺗﯾﻔﺎء ﺑﻌض اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﺗﺣﺎﻟﻔﺎ وﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻓﯾﻣﺎ ص -165-
ﺑﻘﻲ وﻛﺎن اﻟﻘول ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻗول اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر" ﻷن اﻟﻌﻘد ﯾﻧﻌﻘد ﺳﺎﻋﺔ ﻓﺳﺎﻋﺔ ﻓﯾﺻﯾر ﻓﻲ ﻛل ﺟزء ﻣن اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻛﺄن
اﺑﺗداء اﻟﻌﻘد ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﺑﺧﻼف اﻟﺑﯾﻊ ﻷن اﻟﻌﻘد ﻓﯾﮫ دﻓﻌﺔ واﺣدة ،ﻓﺈذا ﺗﻌذر ﻓﻲ اﻟﺑﻌض ﺗﻌذر ﻓﻲ اﻟﻛل.
ﻗﺎل" :وإذا اﺧﺗﻠف اﻟﻣوﻟﻰ واﻟﻣﻛﺎﺗب ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻟم ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ .وﻗﺎﻻ :ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن وﺗﻔﺳﺦ
اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ" وھو ﻗول اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻷﻧﮫ ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﯾﻘﺑل اﻟﻔﺳﺦ ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟﺑﯾﻊ ،واﻟﺟﺎﻣﻊ أن اﻟﻣوﻟﻰ ﯾدﻋﻲ ﺑدﻻ زاﺋدا
ﯾﻧﻛره اﻟﻌﺑد واﻟﻌﺑد ﯾدﻋﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻌﺗق ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻧد أداء اﻟﻘدر اﻟذي ﯾدﻋﯾﮫ واﻟﻣوﻟﻰ ﯾﻧﻛره ﻓﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن ﻛﻣﺎ إذا اﺧﺗﻠﻔﺎ
ﻓﻲ اﻟﺛﻣن .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أن اﻟﺑدل ﻣﻘﺎﺑل ﺑﻔك اﻟﺣﺟر ﻓﻲ ﺣق اﻟﯾد واﻟﺗﺻرف ﻟﻠﺣﺎل وھو ﺳﺎﻟم ﻟﻠﻌﺑد وإﻧﻣﺎ ﯾﻧﻘﻠب
ﻣﻘﺎﺑﻼ ﺑﺎﻟﻌﺗق ﻋﻧد اﻷداء ﻓﻘﺑﻠﮫ ﻻ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﺑﻘﻲ اﺧﺗﻼﻓﺎ ﻓﻲ ﻗدر اﻟﺑدل ﻻ ﻏﯾر ﻓﻼ ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن.
ﻗﺎل" :وإذا اﺧﺗﻠف اﻟزوﺟﺎن ﻓﻲ ﻣﺗﺎع اﻟﺑﯾت ﻓﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻠرﺟﺎل ﻓﮭو ﻟﻠرﺟل ﻛﺎﻟﻌﻣﺎﻣﺔ" ﻷن اﻟظﺎھر ﺷﺎھد ﻟﮫ "وﻣﺎ
ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻠﻧﺳﺎء ﻓﮭو ﻟﻠﻣرأة ﻛﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ" ﻟﺷﮭﺎدة اﻟظﺎھر ﻟﮭﺎ "وﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ ﻟﮭﻣﺎ ﻛﺎﻵﻧﯾﺔ ﻓﮭو ﻟﻠرﺟل" ﻷن اﻟﻣرأة وﻣﺎ
ﻓﻲ ﯾدھﺎ ﻓﻲ ﯾد اﻟزوج واﻟﻘول ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى ﻟﺻﺎﺣب اﻟﯾد ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﯾﺧﺗص ﺑﮭﺎ ﻷﻧﮫ ﯾﻌﺎرﺿﮫ ظﺎھر أﻗوى ﻣﻧﮫ،
وﻻ ﻓرق ﺑﯾن ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﺣﺎل ﻗﯾﺎم اﻟﻧﻛﺎح أو ﺑﻌدﻣﺎ وﻗﻌت اﻟﻔرﻗﺔ" .ﻓﺈن ﻣﺎت أﺣدھﻣﺎ واﺧﺗﻠﻔت
ورﺛﺗﮫ ﻣﻊ اﻵﺧر ﻓﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻠرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء ﻓﮭو ﻟﻠﺑﺎﻗﻲ ﻣﻧﮭﻣﺎ" ﻷن اﻟﯾد ﻟﻠﺣﻲ دون اﻟﻣﯾت ،وھذا اﻟذي ذﻛرﻧﺎه
ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ.
وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾدﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﻣرأة ﻣﺎ ﯾﺟﮭز ﺑﮫ ﻣﺛﻠﮭﺎ ،واﻟﺑﺎﻗﻲ ﻟﻠزوج ﻣﻊ ﯾﻣﯾﻧﮫ ﻷن اﻟظﺎھر أن اﻟﻣرأة
ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺟﮭﺎز وھذا أﻗوى ﻓﯾﺑطل ﺑﮫ ظﺎھر ﯾد اﻟزوج ،ﺛم ﻓﻲ اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻻ ﻣﻌﺎرض ﻟظﺎھر ﻓﯾﻌﺗﺑر "واﻟطﻼق واﻟﻣوت
ﺳواء" ﻟﻘﯾﺎم اﻟورﺛﺔ ﻣﻘﺎم ﻣورﺛﮭم "وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :وﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠرﺟﺎل ﻓﮭو ﻟﻠرﺟل ،وﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﻧﺳﺎء ﻓﮭو ﻟﻠﻣرأة ،وﻣﺎ
ﯾﻛون ﻟﮭﻣﺎ ﻓﮭو ﻟﻠرﺟل أو ﻟورﺛﺗﮫ" ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ "واﻟطﻼق واﻟﻣوت ﺳواء" ﻟﻘﯾﺎم اﻟوارث ﻣﻘﺎم اﻟﻣورث
"وإن ﻛﺎن أﺣدھﻣﺎ ﻣﻣﻠوﻛﺎ ﻓﺎﻟﻣﺗﺎع ﻟﻠﺣر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﯾﺎة" ﻷن ﯾد اﻟﺣر أﻗوى "وﻟﻠﺣﻲ ﺑﻌد اﻟﻣﻣﺎت" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾد
ﻟﻠﻣﯾت ﻓﺧﻠت ﯾد اﻟﺣﻲ ﻋن اﻟﻣﻌﺎرض "وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وﻗﺎﻻ :اﻟﻌﺑد اﻟﻣﺄذون ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة
واﻟﻣﻛﺎﺗب ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺣر" ﻷن ﻟﮭﻣﺎ ﯾدا ﻣﻌﺗﺑرة ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺎت.
ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ ،واﻟظﺎھر أﻧﮫ ھو اﻟذي ﻓﻲ ﯾده إﻻ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻌﯾﻧﮫ درءا ﻟﻠﺣد ﺷﻔﻘﺔ ﻋﻠﯾﮫ وإﻗﺎﻣﺔ ص -167-
ﻟﺣﺳﺑﺔ اﻟﺳر ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﻗﺎل :ﺳرﻗت ،ﺑﺧﻼف اﻟﻐﺻب ﻷﻧﮫ ﻻ ﺣد ﻓﯾﮫ ﻓﻼ ﯾﺣﺗرز ﻋن ﻛﺷﻔﮫ "وإن ﻗﺎل
اﻟﻣدﻋﻲ :اﺑﺗﻌﺗﮫ ﻣن ﻓﻼن وﻗﺎل ﺻﺎﺣب اﻟﯾد :أودﻋﻧﯾﮫ ﻓﻼن ذﻟك أﺳﻘطت اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺑﻐﯾر ﺑﯾﻧﺔ" ﻷﻧﮭﻣﺎ ﺗواﻓﻘﺎ
ﻋﻠﻰ أن أﺻل اﻟﻣﻠك ﻓﯾﮫ ﻟﻐﯾره ﻓﯾﻛون وﺻوﻟﮭﺎ إﻟﻰ ﯾد ذي اﻟﯾد ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ﻓﻠم ﺗﻛن ﯾده ﯾد ﺧﺻوﻣﺔ إﻻ أن ﯾﻘﯾم اﻟﺑﯾﻧﺔ
أن ﻓﻼﻧﺎ وﻛﻠﮫ ﺑﻘﺑﺿﮫ ﻷﻧﮫ أﺛﺑت ﺑﺑﯾﻧﺗﮫ ﻛوﻧﮫ أﺣق ﺑﺈﻣﺳﺎﻛ ﮭﺎ ،وﷲ أﻋﻠم.
ﻷن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻧﺻﻔﯾن ﻻﺳﺗواﺋﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺑب ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﻔﺿوﻟﯾﯾن إذا ﺑﺎع ص -168-
ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣن رﺟل وأﺟﺎز اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺑﯾﻌﯾن ﯾﺧﯾر ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻷﻧﮫ ﺗﻐﯾر ﻋﻠﯾﮫ ﺷرط ﻋﻘده ،ﻓﻠﻌل رﻏﺑﺗﮫ
ﻓﻲ ﺗﻣﻠك اﻟﻛل ﻓﯾرده وﯾﺄﺧذ ﻛل اﻟﺛﻣن" .ﻓﺈن ﻗﺿﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﮫ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﻘﺎل أﺣدھﻣﺎ :ﻻ أﺧﺗﺎر ﻟم ﯾﻛن ﻟﻶﺧر أن
ﯾﺄﺧذ ﺟﻣﯾﻌﮫ" ﻷﻧﮫ ﺻﺎر ﻣﻘﺿﯾﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف ﻓﺎﻧﻔﺳﺦ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﮫ ،وھذا ﻷﻧﮫ ﺧﺻم ﻓﯾﮫ ﻟظﮭور اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮫ ﺑﺎﻟﺑﯾﻧﺔ
ﻟوﻻ ﺑﯾﻧﺔ ﺻﺎﺣﺑﮫ ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﻟو ﻗﺎل ذﻟك ﻗﺑل ﺗﺧﯾﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﯾث ﯾﻛون ﻟﮫ أن ﯾﺄﺧذ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻷﻧﮫ ﯾدﻋﻲ اﻟﻛل وﻟم
ﯾﻔﺳﺦ ﺳﺑﺑﮫ ،واﻟﻌود إﻟﻰ اﻟﻧﺻف ﻟﻠﻣزاﺣﻣﺔ وﻟم ﺗوﺟد ،وﻧظﯾره ﺗﺳﻠﯾم أﺣد اﻟﺷﻔﯾﻌﯾن ﻗﺑل اﻟﻘﺿﺎء ،وﻧظﯾر اﻷول
ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﺑﻌد اﻟﻘﺿﺎء وﻟو ذﻛر ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺗﺎرﯾﺧﺎ ﻓﮭو ﻟﻸول ﻣﻧﮭﻣﺎ" ﻷﻧﮫ أﺛﺑت اﻟﺷراء ﻓﻲ زﻣﺎن ﻻ ﯾﻧﺎزﻋﮫ ﻓﯾﮫ
أﺣد ﻓﺎﻧدﻓﻊ اﻵﺧر ﺑﮫ "وﻟو وﻗﺗت إﺣداھﻣﺎ وﻟم ﺗؤﻗت اﻷﺧرى ﻓﮭو ﻟﺻﺎﺣب اﻟوﻗت" ﻟﺛﺑوت ﻣﻠﻛﮫ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت
واﺣﺗﻣل اﻵﺧر أن ﯾﻛون ﻗﺑﻠﮫ أو ﺑﻌده ﻓﻼ ﯾﻘﺿﻲ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺷك "وإن ﻟم ﯾذﻛرا ﺗﺎرﯾﺧﺎ وﻣﻊ أﺣدھﻣﺎ ﻗﺑض ﻓﮭو أوﻟﻰ"
وﻣﻌﻧﺎه أﻧﮫ ﻓﻲ ﯾده ﻷن ﺗﻣﻛﻧﮫ ﻣن ﻗﺑﺿﮫ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺳﺑق ﺷراﺋﮫ ،وﻷﻧﮭﻣﺎ اﺳﺗوﯾﺎ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻼ ﺗﻧﻘض اﻟﯾد اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ
ﺑﺎﻟﺷك ،وﻛذا ﻟو ذﻛر اﻵﺧر وﻗﺗﺎ ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ .إﻻ أن ﯾﺷﮭدوا أن ﺷراءه ﻛﺎن ﻗﺑل ﺷراء ﺻﺎﺣب اﻟﯾد ﻷن اﻟﺻرﯾﺢ
ﯾﻔوق اﻟدﻻﻟﺔ.
ﻗﺎل" :وإن ادﻋﻰ أﺣدھﻣﺎ ﺷراء واﻵﺧر ھﺑﺔ وﻗﺑﺿﺎ" ﻣﻌﻧﺎه ﻣن واﺣد "وأﻗﺎﻣﺎ ﺑﯾﻧﺔ وﻻ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻌﮭﻣﺎ ﻓﺎﻟﺷراء
أوﻟﻰ" ﻷن اﻟﺷراء أﻗوى ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻣن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ،وﻷﻧﮫ ﯾﺛﺑت اﻟﻣﻠك ﺑﻧﻔﺳﮫ واﻟﻣﻠك ﻓﻲ اﻟﮭﺑﺔ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺑض ،وﻛذا اﻟﺷراء واﻟﺻدﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﺑض ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ
"واﻟﮭﺑﺔ واﻟﻘﺑض واﻟﺻدﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﺑض ﺳواء ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ" ﻻﺳﺗواﺋﮭﻣﺎ ﻓﻲ وﺟﮫ اﻟﺗﺑرع ،وﻻ ﺗرﺟﯾﺢ
ﺑﺎﻟﻠزوم ﻷﻧﮫ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﺂل واﻟﺗرﺟﯾﺢ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻗﺎﺋم ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ،وھذا ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﻘﺳﻣﺔ ﺻﺣﯾﺢ ،وﻛذا ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺣﺗﻣﻠﮭﺎ ﻋﻧد اﻟﺑﻌض ﻷن اﻟﺷﯾوع طﺎرئ .وﻋﻧد اﻟﺑﻌض ﻻ ﯾﺻﺢ ﻷﻧﮫ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﮭﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﺎﺋﻊ وﺻﺎر ﻛﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﺑﯾﻧﺗﯾن
ﻋﻠﻰ اﻻرﺗﮭﺎن وھذا أﺻﺢ.
ﻗﺎل" :وإذا ادﻋﻰ أﺣدھﻣﺎ اﻟﺷراء وادﻋت اﻣرأﺗﮫ أﻧﮫ ﺗزوﺟﮭﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﮭﻣﺎ ﺳواء" ﻻﺳﺗواﺋﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘوة ﻓﺈن ﻛل
واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﯾﺛﺑت اﻟﻣﻠك ﺑﻧﻔﺳﮫ وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :اﻟﺷراء أوﻟﻰ وﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟزوج
اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻷﻧﮫ أﻣﻛن اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺑﯾﻧﺗﯾن ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺷراء ،إذ اﻟﺗزوج ﻋﻠﻰ ﻋﯾن ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﺻﺣﯾﺢ وﺗﺟب ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻋﻧد
ﺗﻌذر ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ "وإن ادﻋﻰ أﺣدھﻣﺎ رھﻧﺎ وﻗﺑﺿﺎ واﻵﺧر ھﺑﺔ وﻗﺑﺿﺎ وأﻗﺎﻣﺎ ﺑﯾﻧﺔ ﻓﺎﻟرھن أوﻟﻰ" وھذا اﺳﺗﺣﺳﺎن،
وﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس اﻟﮭﺑﺔ أوﻟﻰ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺛﺑت اﻟﻣﻠك واﻟرھن ﻻ ﯾﺛﺑﺗﮫ .وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أن
اﻟﻣﻘﺑوض ﺑﺣﻛم اﻟرھن ﻣﺿﻣون وﺑﺣﻛم اﻟﮭﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﺿﻣون وﻋﻘد اﻟﺿﻣﺎن أﻗوى. ص -169-
ﺑﺧﻼف اﻟﮭﺑﺔ ﺑﺷرط اﻟﻌوض ﻷﻧﮫ ﺑﯾﻊ اﻧﺗﮭﺎء واﻟﺑﯾﻊ أوﻟﻰ ﻣن اﻟرھن ﻷﻧﮫ ﻋﻘد ﺿﻣﺎن ﯾﺛﺑت اﻟﻣﻠك ﺻورة وﻣﻌﻧﻰ،
واﻟرھن ﻻ ﯾﺛﺑﺗﮫ إﻻ ﻋﻧد اﻟﮭﻼك ﻣﻌﻧﻰ ﻻ ﺻورة ﻓﻛذا اﻟﮭﺑﺔ ﺑﺷرط اﻟﻌوض "وإن أﻗﺎم اﻟﺧﺎرﺟﺎن اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻠك واﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﺻﺎﺣب اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻷﻗدم أوﻟﻰ" ﻷﻧﮫ أﺛﺑت أﻧﮫ أول اﻟﻣﺎﻟﻛﯾن ﻓﻼ ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻣﻠك إﻻ ﻣن ﺟﮭﺗﮫ وﻟم ﯾﺗﻠق
اﻵﺧر ﻣﻧﮫ.
ﻗﺎل" :وﻟو ادﻋﯾﺎ اﻟﺷراء ﻣن واﺣد" ﻣﻌﻧﺎه ﻣن ﻏﯾر ﺻﺎﺣب اﻟﯾد "وأﻗﺎﻣﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺧﯾن ﻓﺎﻷول أوﻟﻰ" ﻟﻣﺎ
ﺑﯾﻧﺎ أﻧﮫ أﺛﺑﺗﮫ ﻓﻲ وﻗت ﻻ ﻣﻧﺎزع ﻟﮫ ﻓﯾﮫ "وإن أﻗﺎم ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء ﻣن آﺧر وذﻛرا ﺗﺎرﯾﺧﺎ
ﻓﮭﻣﺎ ﺳواء" ﻷﻧﮭﻣﺎ ﯾﺛﺑﺗﺎن اﻟﻣﻠك ﻟﺑﺎﺋﻌﯾﮭﻣﺎ ﻓﯾﺻﯾر ﻛﺄﻧﮭﻣﺎ ﺣﺿرا ﺛم ﯾﺧﯾر ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻣن ﻗﺑل
"وﻟو وﻗﺗت إﺣدى اﻟﺑﯾﻧﺗﯾن وﻗﺗﺎ وﻟم ﺗؤﻗت اﻷﺧرى ﻗﺿﻰ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻧﺻﻔﯾن" ﻷن ﺗوﻗﯾت إﺣداھﻣﺎ ﻻ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺗﻘدم
اﻟﻣﻠك ﻟﺟواز أن ﯾﻛون اﻵﺧر أﻗدم ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﺣدا ﻷﻧﮭﻣﺎ اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﻠك ﻻ ﯾﺗﻠﻘﻰ إﻻ ﻣن
ﺟﮭﺗﮫ ،ﻓﺈذا أﺛﺑت أﺣدھﻣﺎ ﺗﺎرﯾﺧﺎ ﯾﺣﻛم ﺑﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺑﯾن أﻧﮫ ﺗﻘدم ﺷراء ﻏﯾره" .وﻟو ادﻋﻰ أﺣدھﻣﺎ اﻟﺷراء ﻣن رﺟل
واﻵﺧر اﻟﮭﺑﺔ واﻟﻘﺑض ﻣن ﻏﯾره واﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣﯾراث ﻣن أﺑﯾﮫ واﻟراﺑﻊ اﻟﺻدﻗﺔ واﻟﻘﺑض ﻣن آﺧر ﻗﺿﻰ ﺑﯾﻧﮭم
أرﺑﺎﻋﺎ" ﻷﻧﮭم ﯾﺗﻠﻘون اﻟﻣﻠك ﻣن ﺑﺎﻋﺗﮭم ﻓﯾﺟﻌل ﻛﺄﻧﮭم ﺣﺿروا وأﻗﺎﻣوا اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠك اﻟﻣطﻠق.
ﻗﺎل" :وإن أﻗﺎم اﻟﺧﺎرج اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠك ﻣؤرخ وﺻﺎﺣب اﻟﯾد ﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠك أﻗدم ﺗﺎرﯾﺧﺎ ﻛﺎن أوﻟﻰ" وھذا ﻋﻧد
أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف وھو رواﯾﺔ ﻋن ﻣﺣﻣد .وﻋﻧﮫ أﻧﮫ ﻻ ﺗﻘﺑل ﺑﯾﻧﺔ ذي اﻟﯾد رﺟﻊ إﻟﯾﮫ ﻷن اﻟﺑﯾﻧﺗﯾن ﻗﺎﻣﺗﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣطﻠق اﻟﻣﻠك وﻟم ﯾﺗﻌرﺿﺎ ﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﻠك ﻓﻛﺎن اﻟﺗﻘدم واﻟﺗﺄﺧر ﺳواء.
وﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻣﻌﻧﻰ اﻟدﻓﻊ ،ﻓﺈن اﻟﻣﻠك إذا ﺛﺑت ﻟﺷﺧص ﻓﻲ وﻗت ﻓﺛﺑوﺗﮫ ﻟﻐﯾره ﺑﻌده ﻻ ﯾﻛون
إﻻ ﺑﺎﻟﺗﻠﻘﻲ ﻣن ﺟﮭﺗﮫ وﺑﯾﻧﺔ ذي اﻟﯾد ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻊ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ،وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف ﻟو ﻛﺎﻧت اﻟدار ﻓﻲ أﯾدﯾﮭﻣﺎ واﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ
ﺑﯾﻧﺎ ،وﻟو أﻗﺎم اﻟﺧﺎرج وذو اﻟﯾد اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠك ﻣطﻠق ووﻗﺗت إﺣداھﻣﺎ دون اﻷﺧرى ﻓﻌﻠﻰ ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد
اﻟﺧﺎرج أوﻟﻰ.
وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف وھو رواﯾﺔ ﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ :ﺻﺎﺣب اﻟوﻗت أوﻟﻰ ﻷﻧﮫ أﻗدم وﺻﺎر ﻛﻣﺎ ﻓﻲ دﻋوى اﻟﺷراء إذا
أرﺧت إﺣداھﻣﺎ ﻛﺎن ﺻﺎﺣب اﻟﺗﺎرﯾﺦ أوﻟﻰ .وﻟﮭﻣﺎ أن ﺑﯾﻧﺔ ذي اﻟﯾد إﻧﻣﺎ ﺗﻘﺑل ﻟﺗﺿﻣﻧﮭﺎ ﻣﻌﻧﻰ اﻟدﻓﻊ ،وﻻ دﻓﻊ ھﺎھﻧﺎ
ﺣﯾث وﻗﻊ اﻟﺷك ﻓﻲ اﻟﺗﻠﻘﻲ ﻣن ﺟﮭﺗﮫ،
وﻋﻠﻰ ھذا إذا ﻛﺎﻧت اﻟدار ﻓﻲ أﯾدﯾﮭﻣﺎ وﻟو ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﯾد ﺛﺎﻟث ،اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﺣﺎﻟﮭﺎ ﻓﮭﻣﺎ ﺳواء ص -170-
ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :اﻟذي وﻗت أوﻟﻰ .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :اﻟذي أطﻠق أوﻟﻰ ﻷﻧﮫ ادﻋﻰ أوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻠك ﺑدﻟﯾل
اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟزواﺋد ورﺟوع اﻟﺑﺎﻋﺔ ﺑﻌﺿﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻌض .وﻷﺑﻲ ﯾوﺳف أن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾوﺟب اﻟﻣﻠك ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت
ﺑﯾﻘﯾن .واﻹطﻼق ﯾﺣﺗﻣل ﻏﯾر اﻷوﻟﯾﺔ ،واﻟﺗرﺟﯾﺢ ﺑﺎﻟﺗﯾﻘن؛ ﻛﻣﺎ ﻟو ادﻋﯾﺎ اﻟﺷراء .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺿﺎﻣﮫ
اﺣﺗﻣﺎل ﻋدم اﻟﺗﻘدم ﻓﺳﻘط اﻋﺗﺑﺎره ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ ﻟو أﻗﺎﻣﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠك ﻣطﻠق ،ﺑﺧﻼف اﻟﺷراء ﻷﻧﮫ أﻣر ﺣﺎدث
ﻓﯾﺿﺎف إﻟﻰ أﻗرب اﻷوﻗﺎت ﻓﯾﺗرﺟﺢ ﺟﺎﻧب ﺻﺎﺣب اﻟﺗﺎرﯾﺦ.
ﻗﺎل" :وإن أﻗﺎم اﻟﺧﺎرج وﺻﺎﺣب اﻟﯾد ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎج ﻓﺻﺎﺣب اﻟﯾد أوﻟﻰ" ﻷن اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻗﺎﻣت
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﺗدل ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﺳﺗوﯾﺎ ،وﺗرﺟﺣت ﺑﯾﻧﺔ ذي اﻟﯾد ﺑﺎﻟﯾد ﻓﯾﻘﺿﻲ ﻟﮫ وھذا ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻘوﻟﮫ ﻋﯾﺳﻰ
ﺑن أﺑﺎن إﻧﮫ ﺗﺗﮭﺎﺗر اﻟﺑﯾﻧﺗﺎن وﯾﺗرك ﻓﻲ ﯾده ﻻ ﻋﻠﻰ طرﯾق اﻟﻘﺿﺎء ,وﻟو ﺗﻠﻘﻰ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ اﻟﻣﻠك ﻣن رﺟل أﻗﺎم
اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎج ﻋﻧده ﻓﮭو ﺑﻣﻧزﻟﺔ إﻗﺎﻣﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﯾد ﻧﻔﺳﮫ "وﻟو أﻗﺎم أﺣدھﻣﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠك واﻵﺧر
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎج ﻓﺻﺎﺣب اﻟﻧﺗﺎج أوﻟﻰ أﯾﮭﻣﺎ ﻛﺎن" ﻷن ﺑﯾﻧﺗﮫ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﻰ أوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻠك ﻓﻼ ﯾﺛﺑت ﻟﻶﺧر إﻻ ﺑﺎﻟﺗﻠﻘﻲ ﻣن
ﺟﮭﺗﮫ ،وﻛذﻟك إذا ﻛﺎﻧت اﻟدﻋوى ﺑﯾن ﺧﺎرﺟﯾن ﻓﺑﯾﻧﺔ اﻟﻧﺗﺎج أوﻟﻰ ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ "وﻟو ﻗﺿﻰ ﺑﺎﻟﻧﺗﺎج ﻟﺻﺎﺣب اﻟﯾد ﺛم
أﻗﺎم ﺛﺎﻟث اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎج ﯾﻘﺿﻲ ﻟﮫ إﻻ أن ﯾﻌﯾدھﺎ ذو اﻟﯾد" ﻷن اﻟﺛﺎﻟث ﻟم ﯾﺻر ﻣﻘﺿﯾﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺗﻠك اﻟﻘﺿﯾﺔ،
وﻛذا اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻣﻠك اﻟﻣطﻠق إذا أﻗﺎم اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎج ﺗﻘﺑل وﯾﻧﻘض اﻟﻘﺿﺎء ﻷﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻧص واﻷول
ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻻﺟﺗﮭﺎد.
ﻗﺎل" :وﻛذﻟك اﻟﻧﺳﺞ ﻓﻲ اﻟﺛﯾﺎب اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻧﺳﺞ إﻻ ﻣرة" ﻛﻐزل اﻟﻘطن "وﻛذﻟك ﻛل ﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﻣﻠك ﻻ ﯾﺗﻛرر" ﻷﻧﮫ
ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻧﺗﺎج ﻛﺣﻠب اﻟﻠﺑن واﺗﺧﺎذ اﻟﺟﺑن واﻟﻠﺑد واﻟﻣرﻋزى وﺟز اﻟﺻوف ،وإن ﻛﺎن ﯾﺗﻛرر ﻗﺿﻲ ﺑﮫ ﻟﻠﺧﺎرج
ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻣﻠك اﻟﻣطﻠق وھو ﻣﺛل اﻟﺧز واﻟﺑﻧﺎء واﻟﻐرس وزراﻋﺔ اﻟﺣﻧطﺔ واﻟﺣﺑوب ،ﻓﺈن أﺷﻛل ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ أھل
اﻟﺧﺑرة ﻷﻧﮭم أﻋرف ﺑﮫ ،ﻓﺈن أﺷﻛل ﻋﻠﯾﮭم ﻗﺿﻲ ﺑﮫ ﻟﻠﺧﺎرج ﻷن اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺑﯾﻧﺗﮫ ھو اﻷﺻل واﻟﻌدول ﻋﻧﮫ ﺑﺧﺑر
اﻟﻧﺗﺎج ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻌﻠم ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻷﺻل.
ﻗﺎل" :وإن أﻗﺎم اﻟﺧﺎرج اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠك اﻟﻣطﻠق وﺻﺎﺣب اﻟﯾد اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء ﻣﻧﮫ ﻛﺎن ﺻﺎﺣب اﻟﯾد أوﻟﻰ"
ﻷن اﻷول إن ﻛﺎن ﯾدﻋﻲ أوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻠك ﻓﮭذا ﺗﻠﻘﻰ ﻣﻧﮫ ،وﻓﻲ ھذا ﻻ ﺗﻧﺎﻓﻲ ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا أﻗر ﺑﺎﻟﻣﻠك ﻟﮫ ﺛم ادﻋﻰ
اﻟﺷراء ﻣﻧﮫ.
ﻗﺎل" :وإن أﻗﺎم ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء ﻣن اﻵﺧر وﻻ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻌﮭﻣﺎ ص -171-
ﺗﮭﺎﺗرت اﻟﺑﯾﻧﺗﺎن وﺗﺗرك اﻟدار ﻓﻲ ﯾد ذي اﻟﯾد" ﻗﺎل :وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف .وﻋﻠﻰ ﻗول ﻣﺣﻣد ﯾﻘﺿﻲ
ﺑﺎﻟﺑﯾﻧﺗﯾن وﯾﻛون ﻟﻠﺧﺎرج ﻷن اﻟﻌﻣل ﺑﮭﻣﺎ ﻣﻣﻛن ﻓﯾﺟﻌل ﻛﺄﻧﮫ اﺷﺗرى ذو اﻟﯾد ﻣن اﻵﺧر وﻗﺑض ﺛم ﺑﺎع اﻟدار ﻷن
اﻟﻘﺑض دﻻﻟﺔ اﻟﺳﺑق ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ،وﻻ ﯾﻌﻛس اﻷﻣر ﻷن اﻟﺑﯾﻊ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻻ ﯾﺟوز وإن ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﻋﻧده .وﻟﮭﻣﺎ
أن اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ اﻟﺷراء إﻗرار ﻣﻧﮫ ﺑﺎﻟﻣﻠك ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﻓﺻﺎر ﻛﺄﻧﮭﻣﺎ ﻗﺎﻣﺗﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻗرارﯾن وﻓﯾﮫ اﻟﺗﮭﺎﺗر ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ،ﻛذا
ھﺎھﻧﺎ ،وﻷن اﻟﺳﺑب ﯾراد ﻟﺣﻛﻣﮫ وھو اﻟﻣﻠك وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﺿﺎء ﻟذي اﻟﯾد إﻻ ﺑﻣﻠك ﻣﺳﺗﺣق ﻓﺑﻘﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﮫ ﺑﻣﺟرد
اﻟﺳﺑب وأﻧﮫ ﻻ ﯾﻔﯾده .ﺛم ﻟو ﺷﮭدت اﻟﺑﯾﻧﺗﺎن ﻋﻠﻰ ﻧﻘد اﻟﺛﻣن ﻓﺎﻷﻟف ﺑﺎﻷﻟف ﻗﺻﺎص ﻋﻧدھﻣﺎ إذا اﺳﺗوﯾﺎ ﻟوﺟود ﻗﺑض
ﻣﺿﻣون ﻣن ﻛل ﺟﺎﻧب ،وإن ﻟم ﯾﺷﮭدوا ﻋﻠﻰ ﻧﻘد اﻟﺛﻣن ﻓﺎﻟﻘﺻﺎص ﻣذھب ﻣﺣﻣد ﻟﻠوﺟوب ﻋﻧده .وﻟو ﺷﮭد اﻟﻔرﯾﻘﺎن
ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﻘﺑض ﺗﮭﺎﺗرﺗﺎ ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ،ﻷن اﻟﺟﻣﻊ ﻏﯾر ﻣﻣﻛن ﻋﻧد ﻣﺣﻣد ﻟﺟواز ﻛل واﺣد ﻣن اﻟﺑﯾﻌﯾن ﺑﺧﻼف اﻷول.
وإن وﻗﺗت اﻟﺑﯾﻧﺗﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر وﻟم ﺗﺛﺑﺗﺎ ﻗﺑﺿﺎ ووﻗت اﻟﺧﺎرج أﺳﺑق ﯾﻘﺿﻰ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﯾد ﻋﻧدھﻣﺎ ﻓﯾﺟﻌل ﻛﺄن
اﻟﺧﺎرج اﺷﺗرى أوﻻ ﺛم ﺑﺎع ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻣن ﺻﺎﺣب اﻟﯾد ،وھو ﺟﺎﺋز ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر ﻋﻧدھﻣﺎ .وﻋﻧد ﻣﺣﻣد ﯾﻘﺿﻲ
ﻟﻠﺧﺎرج ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ ﻟﮫ ﺑﯾﻌﮫ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻓﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﮫ ،وإن أﺛﺑﺗﺎ ﻗﺑﺿﺎ ﯾﻘﺿﻲ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﯾد ﻷن اﻟﺑﯾﻌﯾن
ﺟﺎﺋزان ﻋﻠﻰ اﻟﻘوﻟﯾن ،وإن ﻛﺎن وﻗت ﺻﺎﺣب اﻟﯾد أﺳﺑق ﯾﻘﺿﻰ ﻟﻠﺧﺎرج ﻓﻲ اﻟوﺟﮭﯾن ﻓﯾﺟﻌل ﻛﺄﻧﮫ اﺷﺗراھﺎ ذو اﻟﯾد
وﻗﺑض ﺛم ﺑﺎع وﻟم ﯾﺳﻠم أو ﺳﻠم ﺛم وﺻل إﻟﯾﮫ ﺑﺳﺑب آﺧر.
ﻗﺎل" :وإن أﻗﺎم أﺣد اﻟﻣدﻋﯾﯾن ﺷﺎھدﯾن واﻵﺧر أرﺑﻌﺔ ﻓﮭﻣﺎ ﺳواء" ﻷن ﺷﮭﺎدة ﻛل اﻟﺷﺎھدﯾن ﻋﻠﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻔراد ،واﻟﺗرﺟﯾﺢ ﻻ ﯾﻘﻊ ﺑﻛﺛرة اﻟﻌﻠل ﺑل ﺑﻘوة ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋرف.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎﻧت دار ﻓﻲ ﯾد رﺟل ادﻋﺎھﺎ اﺛﻧﺎن أﺣدھﻣﺎ ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ واﻵﺧر ﻧﺻﻔﮭﺎ وأﻗﺎﻣﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻓﻠﺻﺎﺣب اﻟﺟﻣﯾﻊ
ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎﻋﮭﺎ وﻟﺻﺎﺣب اﻟﻧﺻف رﺑﻌﮭﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ" اﻋﺗﺑﺎرا ﺑطرﯾق اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ،ﻓﺈن ﺻﺎﺣب اﻟﻧﺻف ﻻ
ﯾﻧﺎزع اﻵﺧر ﻓﻲ اﻟﻧﺻف ﻓﺳﻠم ﻟﮫ ﺑﻼ ﻣﻧﺎزع واﺳﺗوت ﻣﻧﺎزﻋﺗﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻵﺧر ﻓﯾﻧﺻف ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ "وﻗﺎﻻ :ھﻲ
ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ أﺛﻼﺛﺎ" ﻓﺎﻋﺗﺑرا طرﯾق اﻟﻌول واﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،ﻓﺻﺎﺣب اﻟﺟﻣﯾﻊ ﯾﺿرب ﺑﻛل ﺣﻘﮫ ﺳﮭﻣﯾن وﺻﺎﺣب اﻟﻧﺻف
ﺑﺳﮭم واﺣد ﻓﺗﻘﺳم أﺛﻼﺛﺎ ،وﻟﮭذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧظﺎﺋر وأﺿداد ﻻ ﯾﺣﺗﻣﻠﮭﺎ ھذا اﻟﻣﺧﺗﺻر وﻗد ذﻛرﻧﺎ ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدات.
ﻗﺎل" :وﻟو ﻛﺎﻧت ﻓﻲ أﯾدﯾﮭﻣﺎ ﺳﻠم ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻧﺻﻔﮭﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﻘﺿﺎء وﻧﺻﻔﮭﺎ ص -172-
ﻻ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﻘﺿﺎء" ﻷﻧﮫ ﺧﺎرج ﻓﻲ اﻟﻧﺻف ﻓﯾﻘﺿﻲ ﺑﺑﯾﻧﺗﮫ ،واﻟﻧﺻف اﻟذي ﻓﻲ ﯾدﯾﮫ ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻻ ﯾدﻋﯾﮫ ﻷن
ﻣدﻋﺎه اﻟﻧﺻف وھو ﻓﻲ ﯾده ﺳﺎﻟم ﻟﮫ ،وﻟو ﻟم ﯾﻧﺻرف إﻟﯾﮫ دﻋواه ﻛﺎن ظﺎﻟﻣﺎ ﺑﺈﻣﺳﺎﻛﮫ وﻻ ﻗﺿﺎء ﺑدون اﻟدﻋوى
ﻓﯾﺗرك ﻓﻲ ﯾده.
ﻗﺎل" :وإذا ﺗﻧﺎزﻋﺎ ﻓﻲ داﺑﺔ وأﻗﺎم ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑﯾﻧﺔ أﻧﮭﺎ ﻧﺗﺟت ﻋﻧده ،وذﻛرا ﺗﺎرﯾﺧﺎ وﺳن اﻟداﺑﺔ ﯾواﻓق أﺣد
اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾن ﻓﮭو أوﻟﻰ" ﻷن اﻟﺣﺎل ﯾﺷﮭد ﻟﮫ ﻓﯾﺗرﺟﺢ "وإن أﺷﻛل ذﻟك ﻛﺎﻧت ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ" ﻷﻧﮫ ﺳﻘط اﻟﺗوﻗﯾت ﻓﺻﺎر
ﻛﺄﻧﮭﻣﺎ ﻟم ﯾذﻛرا ﺗﺎرﯾﺧﺎ .وإن ﺧﺎﻟف ﺳن اﻟداﺑﺔ اﻟوﻗﺗﯾن ﺑطﻠت اﻟﺑﯾﻧﺗﺎن ،ﻛذا ذﻛره اﻟﺣﺎﻛم رﺣﻣﮫ ﷲ ﻷﻧﮫ ظﮭر ﻛذب
اﻟﻔرﯾﻘﯾن ﻓﯾﺗرك ﻓﻲ ﯾد ﻣن ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﯾده.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎن ﻋﺑد ﻓﻲ ﯾد رﺟل أﻗﺎم رﺟﻼن ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺑﯾﻧﺔ أﺣدھﻣﺎ ﺑﻐﺻب واﻵﺧر ﺑودﯾﻌﺔ ﻓﮭو ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ"
ﻻﺳﺗواﺋﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق.
ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺟذوع واﻻﺗﺻﺎل ،واﻟﮭرادي ﻟﯾﺳت ﺑﺷﻲء" ﻷن ﺻﺎﺣب اﻟﺟذوع ﺻﺎﺣب ص -173-
اﺳﺗﻌﻣﺎل واﻵﺧر ﺻﺎﺣب ﺗﻌﻠق ﻓﺻﺎر ﻛداﺑﺔ ﺗﻧﺎزﻋﺎ ﻓﯾﮭﺎ وﻷﺣدھﻣﺎ ﺣﻣل ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻟﻶﺧر ﻛوز ﻣﻌﻠق ﺑﮭﺎ ،واﻟﻣراد
ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل ﻣداﺧﻠﺔ ﻟﺑن ﺟداره ﻓﯾﮫ وﻟﺑن ھذا ﻓﻲ ﺟداره وﻗد ﯾﺳﻣﻰ اﺗﺻﺎل ﺗرﺑﯾﻊ ،وھذا ﺷﺎھد ظﺎھر ﻟﺻﺎﺣﺑﮫ ﻷن
ﺑﻌض ﺑﻧﺎﺋﮫ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﺑﻧﺎء ھذا اﻟﺣﺎﺋط .وﻗوﻟﮫ اﻟﮭرادي ﻟﯾﺳت ﺑﺷﻲء ﯾدل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ اﻋﺗﺑﺎر ﻟﻠﮭرادي أﺻﻼ،
وﻛذا اﻟﺑواري ﻷن اﻟﺣﺎﺋط ﻻ ﺗﺑﻧﻰ ﻟﮭﺎ أﺻﻼ ﺣﺗﻰ ﻟو ﺗﻧﺎزﻋﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺋط وﻷﺣدھﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ھرادي وﻟﯾس ﻟﻶﺧر ﻋﻠﯾﮫ
ﺷﻲء ﻓﮭو ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ "وﻟو ﻛﺎن ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﺟذوع ﺛﻼﺛﺔ ﻓﮭو ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ" ﻻﺳﺗواﺋﮭﻣﺎ وﻻ ﻣﻌﺗﺑر ﺑﺎﻷﻛﺛر ﻣﻧﮭﺎ
ﺑﻌد اﻟﺛﻼﺛﺔ "وإن ﻛﺎن ﺟذوع أﺣدھﻣﺎ أﻗل ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻓﮭو ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺛﻼﺛﺔ وﻟﻶﺧر ﻣوﺿﻊ ﺟذﻋﮫ" ﻓﻲ رواﯾﺔ ،وﻓﻲ
رواﯾﺔ ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﺣت ﺧﺷﺑﺗﮫ ،ﺛم ﻗﯾل ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺧﺷب ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،وﻗﯾل ﻋﻠﻰ ﻗدر ﺧﺷﺑﮭﻣﺎ ،واﻟﻘﯾﺎس أن ﯾﻛون
ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻧﺻﻔﯾن ﻷﻧﮫ ﻻ ﻣﻌﺗﺑر ﺑﺎﻟﻛﺛرة ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺣﺟﺔ .وﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ أن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣن ﻛل واﺣد ﺑﻘدر ﺧﺷﺑﺗﮫ .ووﺟﮫ
اﻷول أن اﻟﺣﺎﺋط ﯾﺑﻧﻰ ﻟوﺿﻊ ﻛﺛﯾر اﻟﺟذوع دون اﻟواﺣد واﻟﻣﺛﻧﻰ ﻓﻛﺎن اﻟظﺎھر ﺷﺎھدا ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻛﺛﯾر ،إﻻ أﻧﮫ
ﯾﺑﻘﻰ ﻟﮫ ﺣق اﻟوﺿﻊ ﻷن اﻟظﺎھر ﻟﯾس ﺑﺣﺟﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﯾده "وﻟو ﻛﺎن ﻷﺣدھﻣﺎ ﺟذوع وﻟﻶﺧر اﺗﺻﺎل ﻓﺎﻷول
أوﻟﻰ" وﯾروى اﻟﺛﺎﻧﻲ أوﻟﻰ .وﺟﮫ اﻷول أن ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺟذوع اﻟﺗﺻرف وﻟﺻﺎﺣب اﻻﺗﺻﺎل اﻟﯾد واﻟﺗﺻرف أﻗوى.
وﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ أن اﻟﺣﺎﺋطﯾن ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل ﯾﺻﯾران ﻛﺑﻧﺎء واﺣد ﻣن ﺿرورة اﻟﻘﺿﺎء ﻟﮫ ﺑﺑﻌﺿﮫ اﻟﻘﺿﺎء ﺑﻛﻠﮫ ﺛم ﯾﺑﻘﻰ
ﻟﻶﺧر ﺣق وﺿﻊ ﺟذوﻋﮫ ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ،وھذه رواﯾﺔ اﻟطﺣﺎوي وﺻﺣﺣﮭﺎ اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎﻧت دار ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﯾد رﺟل ﻋﺷرة أﺑﯾﺎت وﻓﻲ ﯾد آﺧر ﺑﯾت ﻓﺎﻟﺳﺎﺣﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻧﺻﻔﺎن" ﻻﺳﺗواﺋﮭﻣﺎ ﻓﻲ
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ وھو اﻟﻣرور ﻓﯾﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وإذا ادﻋﻰ رﺟﻼن أرﺿﺎ" ﯾﻌﻧﻲ ﯾدﻋﻲ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ "أﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﯾده ﻟم ﯾﻘض أﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﯾد واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ
ﺣﺗﻰ ﯾﻘﯾﻣﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ أﻧﮭﺎ ﻓﻲ أﯾدﯾﮭﻣﺎ" ﻷن اﻟﯾد ﻓﯾﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﺷﺎھدة ﻟﺗﻌذر إﺣﺿﺎرھﺎ وﻣﺎ ﻏﺎب ﻋن ﻋﻠم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﺎﻟﺑﯾﻧﺔ
ﺗﺛﺑﺗﮫ "وإن أﻗﺎم أﺣدھﻣﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﺟﻌﻠت ﻓﻲ ﯾده" ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺣﺟﺔ ﻷن اﻟﯾد ﺣق ﻣﻘﺻود "وإن أﻗﺎﻣﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ ﺟﻌﻠت ﻓﻲ
أﯾدﯾﮭﻣﺎ" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ ﻓﻼ ﯾﺳﺗﺣق ﻷﺣدھﻣﺎ ﻣن ﻏﯾر ﺣﺟﺔ "وإن ﻛﺎن أﺣدھﻣﺎ ﻗد ﻟﺑن ﻓﻲ اﻷرض أو ﺑﻧﻲ أو ﺣﻔر ﻓﮭﻲ
ﻓﻲ ﯾده" ﻟوﺟود اﻟﺗﺻرف واﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻓﯾﮭﺎ.
ﯾوم ﺑﺎع ﻓﮭو اﺑن اﻟﺑﺎﺋﻊ وأﻣﮫ أم وﻟد ﻟﮫ" وﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس ھو ﻗول زﻓر واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮭﻣﺎ ص -174-
ﷲ دﻋوﺗﮫ ﺑﺎطﻠﺔ" ﻷن اﻟﺑﯾﻊ اﻋﺗراف ﻣﻧﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﻋﺑد ﻓﻛﺎن ﻓﻲ دﻋواه ﻣﻧﺎﻗﺿﺎ وﻻ ﻧﺳب ﺑدون اﻟدﻋوى .وﺟﮫ
اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أن اﺗﺻﺎل اﻟﻌﻠوق ﺑﻣﻠﻛﮫ ﺷﮭﺎدة ظﺎھرة ﻋﻠﻰ ﻛوﻧﮫ ﻣﻧﮫ ﻷن اﻟظﺎھر ﻋدم اﻟزﻧﺎ .وﻣﺑﻧﻰ اﻟﻧﺳب ﻋﻠﻰ
اﻟﺧﻔﺎء ﻓﯾﻌﻔﻰ ﻓﯾﮫ اﻟﺗﻧﺎﻗض ،وإذا ﺻﺣت اﻟدﻋوى اﺳﺗﻧدت إﻟﻰ وﻗت اﻟﻌﻠوق ﻓﺗﺑﯾن أﻧﮫ ﺑﺎع أم وﻟده ﻓﯾﻔﺳﺦ اﻟﺑﯾﻊ ﻷن
ﺑﯾﻊ أم اﻟوﻟد ﻻ ﯾﺟوز "وﯾرد اﻟﺛﻣن" ﻷﻧﮫ ﻗﺑﺿﮫ ﺑﻐﯾر ﺣق "وإن ادﻋﺎه اﻟﻣﺷﺗري ﻣﻊ دﻋوة اﻟﺑﺎﺋﻊ أو ﺑﻌده ﻓدﻋوة
اﻟﺑﺎﺋﻊ أوﻟﻰ" ﻷﻧﮭﺎ أﺳﺑق ﻻﺳﺗﻧﺎدھﺎ إﻟﻰ وﻗت اﻟﻌﻠوق وھذه دﻋوة اﺳﺗﯾﻼد "وإن ﺟﺎءت ﺑﮫ ﻷﻛﺛر ﻣن ﺳﻧﺗﯾن ﻣن
وﻗت اﻟﺑﯾﻊ ﻟم ﺗﺻﺢ دﻋوة اﻟﺑﺎﺋﻊ" ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾوﺟد اﺗﺻﺎل اﻟﻌﻠوق ﺑﻣﻠﻛﮫ ﺗﯾﻘﻧﺎ وھو اﻟﺷﺎھد واﻟﺣﺟﺔ "إﻻ إذا ﺻدﻗﮫ
اﻟﻣﺷﺗري" ﻓﯾﺛﺑت اﻟﻧﺳب وﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﯾﻼد ﺑﺎﻟﻧﻛﺎح ،وﻻ ﯾﺑطل اﻟﺑﯾﻊ ﻷﻧﺎ ﺗﯾﻘﻧﺎ أن اﻟﻌﻠوق ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ ﻓﻼ
ﯾﺛﺑت ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻌﺗق وﻻ ﺣﻘﮫ ،وھذه دﻋوة ﺗﺣرﯾر وﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟك ﻟﯾس ﻣن أھﻠﮫ" .وإن ﺟﺎءت ﺑﮫ ﻷﻛﺛر ﻣن ﺳﺗﺔ
أﺷﮭر ﻣن وﻗت اﻟﺑﯾﻊ وﻷﻗل ﻣن ﺳﻧﺗﯾن ﻟم ﺗﻘﺑل دﻋوة اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﯾﮫ إﻻ أن ﯾﺻدﻗﮫ اﻟﻣﺷﺗري" ﻷﻧﮫ اﺣﺗﻣل أن ﻻ
ﯾﻛون اﻟﻌﻠوق ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ ﻓﻠم ﺗوﺟد اﻟﺣﺟﺔ ﻓﻼ ﺑد ﻣن ﺗﺻدﯾﻘﮫ ،وإذا ﺻدﻗﮫ ﯾﺛﺑت اﻟﻧﺳب وﯾﺑطل اﻟﺑﯾﻊ واﻟوﻟد ﺣر واﻷم
أم وﻟد ﻟﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﺗﺻﺎدﻗﮭﻣﺎ واﺣﺗﻣﺎل اﻟﻌﻠوق ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻣﺎت اﻟوﻟد ﻓﺎدﻋﺎه اﻟﺑﺎﺋﻊ وﻗد ﺟﺎءت ﺑﮫ ﻷﻗل ﻣن ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ﻟم ﯾﺛﺑت اﻻﺳﺗﯾﻼد ﻓﻲ اﻷم" ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻠوﻟد وﻟم ﯾﺛﺑت ﻧﺳﺑﮫ ﺑﻌد اﻟﻣوت ﻟﻌدم ﺣﺎﺟﺗﮫ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻼ ﯾﺗﺑﻌﮫ اﺳﺗﯾﻼد اﻷم "وإن ﻣﺎﺗت اﻷم ﻓﺎدﻋﺎه اﻟﺑﺎﺋﻊ وﻗد
ﺟﺎءت ﺑﮫ ﻷﻗل ﻣن ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ﯾﺛﺑت اﻟﻧﺳب ﻓﻲ اﻟوﻟد وأﺧذه اﻟﺑﺎﺋﻊ"؛ ﻷن اﻟوﻟد ھو اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻧﺳب ﻓﻼ ﯾﺿره
ﻓوات اﻟﺗﺑﻊ ،وإﻧﻣﺎ ﻛﺎن اﻟوﻟد أﺻﻼ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺿﺎف إﻟﯾﮫ ﯾﻘﺎل أم اﻟوﻟد ،وﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﺣرﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة
واﻟﺳﻼم" :أﻋﺗﻘﮭﺎ وﻟدھﺎ" واﻟﺛﺎﺑت ﻟﮭﺎ ﺣق اﻟﺣرﯾﺔ وﻟﮫ ﺣﻘﯾﻘﺗﮭﺎ ،واﻷدﻧﻰ ﯾﺗﺑﻊ اﻷﻋﻠﻰ "وﯾرد اﻟﺛﻣن ﻛﻠﮫ ﻓﻲ ﻗول
أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ .وﻗﺎﻻ :ﯾرد ﺣﺻﺔ اﻟوﻟد وﻻ ﯾرد ﺣﺻﺔ اﻷم" ﻷﻧﮫ ﺗﺑﯾن أﻧﮫ ﺑﺎع أم وﻟده ،وﻣﺎﻟﯾﺗﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﺗﻘوﻣﺔ ﻋﻧده ﻓﻲ
اﻟﻌﻘد واﻟﻐﺻب ﻓﻼ ﯾﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣﺷﺗري ،وﻋﻧدھﻣﺎ ﻣﺗﻘوﻣﺔ ﻓﯾﺿﻣﻧﮭﺎ.
وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :وإذا ﺣﻣﻠت اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻠك رﺟل ﻓﺑﺎﻋﮭﺎ ﻓوﻟدت ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺷﺗري ﻓﺎدﻋﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟوﻟد وﻗد
أﻋﺗق اﻟﻣﺷﺗري اﻷم ﻓﮭو اﺑﻧﮫ ﯾرد ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺣﺻﺗﮫ ﻣن اﻟﺛﻣن .وﻟو ﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗري إﻧﻣﺎ أﻋﺗق اﻟوﻟد ﻓدﻋواه ﺑﺎطﻠﺔ.
ووﺟﮫ اﻟﻔرق أن اﻷﺻل ﻓﻲ ھذا اﻟﺑﺎب اﻟوﻟد ،واﻷم ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر .وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻗﺎم اﻟﻣﺎﻧﻊ ﻣن اﻟدﻋوة
واﻻﺳﺗﯾﻼد وھو اﻟﻌﺗق ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻊ وھو اﻷم ﻓﻼ ﯾﻣﺗﻧﻊ ﺛﺑوﺗﮫ ﻓﻲ اﻷﺻل وھو اﻟوﻟد ،وﻟﯾس ﻣن ﺿروراﺗﮫ .ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
وﻟد
اﻟﻣﻐرور ﻓﺈﻧﮫ ﺣر وأﻣﮫ أﻣﺔ ﻟﻣوﻻھﺎ ،وﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوﻟدة ﺑﺎﻟﻧﻛﺎح .وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ص -175-
ﻗﺎم اﻟﻣﺎﻧﻊ ﺑﺎﻷﺻل وھو اﻟوﻟد ﻓﯾﻣﺗﻧﻊ ﺛﺑوﺗﮫ ﻓﯾﮫ وﻓﻲ اﻟﺗﺑﻊ ،وإﻧﻣﺎ ﻛﺎن اﻹﻋﺗﺎق ﻣﺎﻧﻌﺎ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﻧﻘض ﻛﺣق
اﺳﺗﻠﺣﺎق اﻟﻧﺳب وﺣق اﻻﺳﺗﯾﻼد ﻓﺎﺳﺗوﯾﺎ ﻣن ھذا اﻟوﺟﮫ ،ﺛم اﻟﺛﺎﺑت ﻣن اﻟﻣﺷﺗري ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻹﻋﺗﺎق واﻟﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻷم
ﺣق اﻟﺣرﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟوﻟد ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﺣق اﻟدﻋوة واﻟﺣق ﻻ ﯾﻌﺎرض اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،واﻟﺗدﺑﯾر ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻹﻋﺗﺎق ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺣﺗﻣل
اﻟﻧﻘض وﻗد ﺛﺑت ﺑﮫ ﺑﻌض آﺛﺎر اﻟﺣرﯾﺔ .وﻗوﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﯾرد ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺣﺻﺗﮫ ﻣن اﻟﺛﻣن ﻗوﻟﮭﻣﺎ وﻋﻧده ﯾرد
ﺑﻛل اﻟﺛﻣن ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﻣوت.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺑﺎع ﻋﺑدا وﻟد ﻋﻧده وﺑﺎﻋﮫ اﻟﻣﺷﺗري ﻣن آﺧر ﺛم ادﻋﺎه اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻷول ﻓﮭو اﺑﻧﮫ وﯾﺑطل اﻟﺑﯾﻊ" ﻷن
اﻟﺑﯾﻊ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﻧﻘض ،وﻣﺎ ﻟﮫ ﻣن ﺣق اﻟدﻋوة ﻻ ﯾﺣﺗﻣﻠﮫ ﻓﯾﻧﻘض اﻟﺑﯾﻊ ﻷﺟﻠﮫ ،وﻛذا إذا ﻛﺎﺗب اﻟوﻟد أو رھﻧﮫ أو أﺟره
أو ﻛﺎﺗب اﻷم أو رھﻧﮭﺎ أو زوﺟﮭﺎ ﺛم ﻛﺎﻧت اﻟدﻋوة ﻷن ھذه اﻟﻌوارض ﺗﺣﺗﻣل اﻟﻧﻘض ﻓﯾﻧﻘض ذﻟك ﻛﻠﮫ وﺗﺻﺢ
اﻟدﻋوة ،ﺑﺧﻼف اﻹﻋﺗﺎق واﻟﺗدﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ،وﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ادﻋﺎه اﻟﻣﺷﺗري أوﻻ ﺛم ادﻋﺎه اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺣﯾث ﻻ ﯾﺛﺑت
اﻟﻧﺳب ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻷن اﻟﻧﺳب اﻟﺛﺎﺑت ﻣن اﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﻧﻘض ﻓﺻﺎر ﻛﺈﻋﺗﺎﻗﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن ادﻋﻰ ﻧﺳب أﺣد اﻟﺗوأﻣﯾن ﺛﺑت ﻧﺳﺑﮭﻣﺎ ﻣﻧﮫ" ﻷﻧﮭﻣﺎ ﻣن ﻣﺎء واﺣد ،ﻓﻣن ﺿرورة ﺛﺑوت ﻧﺳب أﺣدھﻣﺎ
ﺛﺑوت ﻧﺳب اﻵﺧر ،وھذا ﻷن اﻟﺗوأﻣﯾن وﻟدان ﺑﯾن وﻻدﺗﮭﻣﺎ أﻗل ﻣن ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ﻓﻼ ﯾﺗﺻور ﻋﻠوق اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺣﺎدﺛﺎ
ﻷﻧﮫ ﻻ ﺣﺑل ﻷﻗل ﻣن ﺳﺗﺔ أﺷﮭر.
وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﯾده ﻏﻼﻣﺎن ﺗوأﻣﺎن وﻟدا ﻋﻧده ﻓﺑﺎع أﺣدھﻣﺎ وأﻋﺗﻘﮫ اﻟﻣﺷﺗري ﺛم ادﻋﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ
اﻟذي ﻓﻲ ﯾده ﻓﮭﻣﺎ اﺑﻧﺎه وﺑطل ﻋﺗق اﻟﻣﺷﺗري؛ ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﺛﺑت ﻧﺳب اﻟوﻟد اﻟذي ﻋﻧده ﻟﻣﺻﺎدﻓﺔ اﻟﻌﻠوق واﻟدﻋوة ﻣﻠﻛﮫ
إذ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻔروﺿﺔ ﻓﯾﮫ ﺛﺑت ﺑﮫ ﺣرﯾﺔ اﻷﺻل ﻓﯾﮫ ﻓﯾﺛﺑت ﻧﺳب اﻵﺧر ،وﺣرﯾﺔ اﻷﺻل ﻓﯾﮫ ﺿرورة ﻷﻧﮭﻣﺎ
ﺗوأﻣﺎن ،ﻓﺗﺑﯾن أن ﻋﺗق اﻟﻣﺷﺗري وﺷراءه ﻻﻗﻰ ﺣرﯾﺔ اﻷﺻل ﻓﺑطل ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟوﻟد واﺣدا ﻷن ھﻧﺎك
ﯾﺑطل اﻟﻌﺗق ﻓﯾﮫ ﻣﻘﺻودا ﻟﺣق دﻋوة اﻟﺑﺎﺋﻊ وھﻧﺎ ﺛﺑت ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺣرﯾﺗﮫ ﻓﯾﮫ ﺣرﯾﺔ اﻷﺻل ﻓﺎﻓﺗرﻗﺎ "وﻟو ﻟم ﯾﻛن أﺻل
اﻟﻌﻠوق ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ ﺛﺑت ﻧﺳب اﻟوﻟد اﻟذي ﻋﻧده ،وﻻ ﯾﻧﻘض اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﺎع" ﻷن ھذه دﻋوة ﺗﺣرﯾر ﻻﻧﻌدام ﺷﺎھد
اﻻﺗﺻﺎل ﻓﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﺣل وﻻﯾﺗﮫ.
ﻗﺎل" :وإن ﻛﺎن اﻟﺻﺑﻲ ﻓﻲ ﯾد رﺟل ﻓﻘﺎل :ھو اﺑن ﻋﺑدي ﻓﻼن اﻟﻐﺎﺋب ﺛم ﻗﺎل :ھو اﺑﻧﻲ ﻟم ﯾﻛن اﺑﻧﮫ أﺑدا وإن
ﺟﺣد اﻟﻌﺑد أن ﯾﻛون اﺑﻧﮫ" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ "وﻗﺎﻻ :إذا ﺟﺣد اﻟﻌﺑد ﻓﮭو اﺑن اﻟﻣوﻟﻰ" وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف إذا
ﻗﺎل :ھو اﺑن ﻓﻼن وﻟد ﻋﻠﻰ ﻓراﺷﮫ ﺛم ادﻋﺎه ﻟﻧﻔﺳﮫ.
ﻟﮭﻣﺎ أن اﻹﻗرار ارﺗد ﺑرد اﻟﻌﺑد ﻓﺻﺎر ﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن اﻹﻗرار ،واﻹﻗرار ﺑﺎﻟﻧﺳب ﯾرﺗد ص -176-
ﺑﺎﻟرد وإن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﻧﻘض؛ أﻻ ﯾرى أﻧﮫ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﮫ اﻹﻛراه واﻟﮭزل ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا أﻗر اﻟﻣﺷﺗري ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ
ﺑﺈﻋﺗﺎق اﻟﻣﺷﺗرى ﻓﻛذﺑﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺛم ﻗﺎل أﻧﺎ أﻋﺗﻘﺗﮫ ﯾﺗﺣول اﻟوﻻء إﻟﯾﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺻدﻗﮫ ﻷﻧﮫ ﯾدﻋﻲ ﺑﻌد ذﻟك ﻧﺳﺑﺎ
ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻣن اﻟﻐﯾر ،وﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﺻدﻗﮫ وﻟم ﯾﻛذﺑﮫ ﻷﻧﮫ ﺗﻌﻠق ﺑﮫ ﺣق اﻟﻣﻘر ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﺗﺻدﯾﻘﮫ ﻓﯾﺻﯾر ﻛوﻟد
اﻟﻣﻼﻋﻧﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺛﺑت ﻧﺳﺑﮫ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻼﻋن؛ ﻷن ﻟﮫ أن ﯾﻛذب ﻧﻔﺳﮫ .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أن اﻟﻧﺳب ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﺗﻣل
اﻟﻧﻘض ﺑﻌد ﺛﺑوﺗﮫ واﻹﻗرار ﺑﻣﺛﻠﮫ ﻻ ﯾرﺗد ﺑﺎﻟرد ﻓﺑﻘﻲ ﻓﺗﻣﺗﻧﻊ دﻋوﺗﮫ ،ﻛﻣن ﺷﮭد ﻋﻠﻰ رﺟل ﺑﻧﺳب ﺻﻐﯾر ﻓردت
ﺷﮭﺎدﺗﮫ ﻟﺗﮭﻣﺔ ﺛم ادﻋﺎه ﻟﻧﻔﺳﮫ ،وھذا ﻷﻧﮫ ﺗﻌﻠق ﺑﮫ ﺣق اﻟﻣﻘر ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﺗﺻدﯾﻘﮫ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺻدﻗﮫ ﺑﻌد اﻟﺗﻛذﯾب
ﯾﺛﺑت اﻟﻧﺳب ﻣﻧﮫ ،وﻛذا ﺗﻌﻠق ﺑﮫ ﺣق اﻟوﻟد ﻓﻼ ﯾرﺗد ﺑرد اﻟﻣﻘر ﻟﮫ .وﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟوﻻء ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف ،وﻟو ﺳﻠم
ﻓﺎﻟوﻻء ﻗد ﯾﺑطل ﺑﺎﻋﺗراض اﻷﻗوى ﻛﺟر اﻟوﻻء ﻣن ﺟﺎﻧب اﻷم إﻟﻰ ﻗوم اﻷب .وﻗد اﻋﺗرض ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﻣوﻗوف
ﻣﺎ ھو أﻗوى وھو دﻋوى اﻟﻣﺷﺗري ﻓﯾﺑطل ﺑﮫ ،ﺑﺧﻼف اﻟﻧﺳب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر .وھذا ﯾﺻﻠﺢ ﻣﺧرﺟﺎ ﻋﻠﻰ أﺻﻠﮫ ﻓﯾﻣن
ﯾﺑﯾﻊ اﻟوﻟد وﯾﺧﺎف ﻋﻠﯾﮫ اﻟدﻋوة ﺑﻌد ذﻟك ﻓﯾﻘطﻊ دﻋواه إﻗراره ﺑﺎﻟﻧﺳب ﻟﻐﯾره.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎن اﻟﺻﺑﻲ ﻓﻲ ﯾد ﻣﺳﻠم وﻧﺻراﻧﻲ ﻓﻘﺎل اﻟﻧﺻراﻧﻲ :ھو اﺑﻧﻲ وﻗﺎل اﻟﻣﺳﻠم ھو ﻋﺑدي ﻓﮭو اﺑن
اﻟﻧﺻراﻧﻲ وھو ﺣر" ﻷن اﻹﺳﻼم ﻣرﺟﺢ ﻓﯾﺳﺗدﻋﻲ ﺗﻌﺎرﺿﺎ ،وﻻ ﺗﻌﺎرض ﻷن ﻧظر اﻟﺻﺑﻲ ﻓﻲ ھذا أوﻓر ﻷﻧﮫ
ﯾﻧﺎل ﺷرف اﻟﺣرﯾﺔ ﺣﺎﻻ وﺷرف اﻹﺳﻼم ﻣﺂﻻ ،إذ دﻻﺋل اﻟوﺣداﻧﯾﺔ ظﺎھرة ،وﻓﻲ ﻋﻛﺳﮫ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻹﺳﻼم ﺗﺑﻌﺎ
وﺣرﻣﺎﻧﮫ ﻋن اﻟﺣرﯾﺔ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻓﻲ وﺳﻌﮫ اﻛﺗﺳﺎﺑﮭﺎ "وﻟو ﻛﺎﻧت دﻋوﺗﮭﻣﺎ دﻋوة اﻟﺑﻧوة ﻓﺎﻟﻣﺳﻠم أوﻟﻰ" ﺗرﺟﯾﺣﺎ
ﻟﻺﺳﻼم وھو أوﻓر اﻟﻧظرﯾن.
ﻗﺎل" :وإذا ادﻋت اﻣرأة ﺻﺑﯾﺎ أﻧﮫ اﺑﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺟز دﻋواھﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﺷﮭد اﻣرأة ﻋﻠﻰ اﻟوﻻدة" وﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ أن ﺗﻛون
اﻟﻣرأة ذات زوج ﻷﻧﮭﺎ ﺗدﻋﻲ ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻧﺳب ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﻓﻼ ﺗﺻدق إﻻ ﺑﺣﺟﺔ ،ﺑﺧﻼف اﻟرﺟل ﻷﻧﮫ ﯾﺣﻣل ﻧﻔﺳﮫ
اﻟﻧﺳب ،ﺛم ﺷﮭﺎدة اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻷن اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﯾﯾن اﻟوﻟد.
أﻣﺎ اﻟﻧﺳب ﻓﯾﺛﺑت ﺑﺎﻟﻔراش اﻟﻘﺎﺋم ،وﻗد ﺻﺢ أن اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻗﺑل ﺷﮭﺎدة اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻدة "وﻟو
ﻛﺎﻧت ﻣﻌﺗدة ﻓﻼ ﺑد ﻣن ﺣﺟﺔ ﺗﺎﻣﺔ" ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻗد ﻣر ﻓﻲ اﻟطﻼق ،وإن ﻟم ﺗﻛن ﻣﻧﻛوﺣﺔ وﻻ ﻣﻌﺗدة ﻗﺎﻟوا:
ﯾﺛﺑت اﻟﻧﺳب ﻣﻧﮭﺎ ﺑﻘوﻟﮭﺎ ﻷن ﻓﯾﮫ إﻟزاﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮭﺎ دون ﻏﯾرھﺎ" .وإن ﻛﺎن ﻟﮭﺎ زوج وزﻋﻣت أﻧﮫ اﺑﻧﮭﻣﺎ ﻣﻧﮫ
وﺻدﻗﮭﺎ ﻓﮭو اﺑﻧﮭﻣﺎ وإن ﻟم ﺗﺷﮭد اﻣرأة" ﻷﻧﮫ اﻟﺗزم ﻧﺳﺑﮫ ﻓﺄﻏﻧﻰ ذﻟك ﻋن اﻟﺣﺟﺔ" .وإن ﻛﺎن اﻟﺻﺑﻲ ﻓﻲ أﯾدﯾﮭﻣﺎ
وزﻋم
اﻟزوج أﻧﮫ اﺑﻧﮫ ﻣن ﻏﯾرھﺎ وزﻋﻣت أﻧﮫ اﺑﻧﮭﺎ ﻣن ﻏﯾره ﻓﮭو اﺑﻧﮭﻣﺎ" ﻷن اﻟظﺎھر أن ص -177-
اﻟوﻟد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻟﻘﯾﺎم أﯾدﯾﮭﻣﺎ أو ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻔراش ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،ﺛم ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﯾرﯾد إﺑطﺎل ﺣق ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻼ ﯾﺻدق ﻋﻠﯾﮫ،
وھو ﻧظﯾر ﺛوب ﻓﻲ ﯾد رﺟﻠﯾن ﯾﻘول ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ھو ﺑﯾﻧﻲ وﺑﯾن رﺟل آﺧر ﻏﯾر ﺻﺎﺣﺑﮫ ﯾﻛون اﻟﺛوب ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ
إﻻ أن ھﻧﺎك ﯾدﺧل اﻟﻣﻘر ﻟﮫ ﻓﻲ ﻧﺻﯾب اﻟﻣﻘر ﻷن اﻟﻣﺣل ﯾﺣﺗﻣل اﻟﺷرﻛﺔ ،وھﺎھﻧﺎ ﻻ ﯾدﺧل ﻷن اﻟﻧﺳب ﻻ ﯾﺣﺗﻣﻠﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺷﺗرى ﺟﺎرﯾﺔ ﻓوﻟدت وﻟدا ﻋﻧده ﻓﺎﺳﺗﺣﻘﮭﺎ رﺟل ﻏرم اﻷب ﻗﯾﻣﺔ اﻟوﻟد ﯾوم ﯾﺧﺎﺻم" ﻷﻧﮫ وﻟد
اﻟﻣﻐرور ﻓﺈن اﻟﻣﻐرور ﻣن ﯾطﺄ اﻣرأة ﻣﻌﺗﻣدا ﻋﻠﻰ ﻣﻠك ﯾﻣﯾن أو ﻧﻛﺎح ﻓﺗﻠد ﻣﻧﮫ ﺛم ﺗﺳﺗﺣق ،ووﻟد اﻟﻣﻐرور ﺣر
ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ ﺑﺈﺟﻣﺎع اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم ،وﻷن اﻟﻧظر ﻣن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن واﺟب ﻓﯾﺟﻌل اﻟوﻟد ﺣر اﻷﺻل ﻓﻲ ﺣق أﺑﯾﮫ
رﻗﯾﻘﺎ ﻓﻲ ﺣق ﻣدﻋﯾﮫ ﻧظرا ﻟﮭﻣﺎ ،ﺛم اﻟوﻟد ﺣﺎﺻل ﻓﻲ ﯾده ﻣن ﻏﯾر ﺻﻧﻌﮫ ﻓﻼ ﯾﺿﻣﻧﮫ إﻻ ﺑﺎﻟﻣﻧﻊ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ وﻟد
اﻟﻣﻐﺻوﺑﺔ ،ﻓﻠﮭذا ﺗﻌﺗﺑر ﻗﯾﻣﺔ اﻟوﻟد ﯾوم اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻷﻧﮫ ﯾوم اﻟﻣﻧﻊ.
"وﻟو ﻣﺎت اﻟوﻟد ﻻ ﺷﻲء ﻋﻠﻰ اﻷب" ﻻﻧﻌدام اﻟﻣﻧﻊ ،وﻛذا ﻟو ﺗرك ﻣﺎﻻ ﻷن اﻹرث ﻟﯾس ﺑﺑدل ﻋﻧﮫ ،واﻟﻣﺎل ﻷﺑﯾﮫ
ﻷﻧﮫ ﺣر اﻷﺻل ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ﻓﯾرﺛﮫ "وﻟو ﻗﺗﻠﮫ اﻷب ﯾﻐرم ﻗﯾﻣﺗﮫ" ﻟوﺟود اﻟﻣﻧﻊ وﻛذا ﻟو ﻗﺗﻠﮫ ﻏﯾره ﻓﺄﺧذ دﯾﺗﮫ ،ﻷن
ﺳﻼﻣﺔ ﺑدﻟﮫ ﻟﮫ ﻛﺳﻼﻣﺗﮫ ،وﻣﻧﻊ ﺑدﻟﮫ ﻛﻣﻧﻌﮫ ﻓﯾﻐرم ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺣﯾﺎ "وﯾرﺟﻊ ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻟوﻟد ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺋﻌﮫ" ﻷﻧﮫ
ﺿﻣن ﻟﮫ ﺳﻼﻣﺗﮫ ﻛﻣﺎ ﯾرﺟﻊ ﺑﺛﻣﻧﮫ ،ﺑﺧﻼف اﻟﻌﻘر ﻷﻧﮫ ﻟزﻣﮫ ﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﻣﻧﺎﻓﻌﮭﺎ ﻓﻼ ﯾرﺟﻊ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ،وﷲ أﻋﻠم
ﺑﺎﻟﺻواب.
ﻣﺎﺋﺗﻲ درھم" ﻷﻧﮫ أﻗر ﺑﻣﺎل ﻣوﺻوف ﻓﻼ ﯾﺟوز إﻟﻐﺎء اﻟوﺻف واﻟﻧﺻﺎب ﻋظﯾم ﺣﺗﻰ ص -179-
اﻋﺗﺑر ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻏﻧﯾﺎ ﺑﮫ ،واﻟﻐﻧﻲ ﻋظﯾم ﻋﻧد اﻟﻧﺎس .وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺻدق ﻓﻲ أﻗل ﻣن ﻋﺷرة دراھم وھﻲ
ﻧﺻﺎب اﻟﺳرﻗﺔ ﻷﻧﮫ ﻋظﯾم ﺣﯾث ﺗﻘطﻊ ﺑﮫ اﻟﯾد اﻟﻣﺣﺗرﻣﺔ ،وﻋﻧﮫ ﻣﺛل ﺟواب اﻟﻛﺗﺎب ،وھذا إذا ﻗﺎل ﻣن اﻟدراھم.
أﻣﺎ إذا ﻗﺎل ﻣن اﻟدﻧﺎﻧﯾر ﻓﺎﻟﺗﻘدﯾر ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻌﺷرﯾن ،وﻓﻲ اﻹﺑل ﺑﺧﻣس وﻋﺷرﯾن ﻷﻧﮫ أدﻧﻰ ﻧﺻﺎب ﯾﺟب ﻓﯾﮫ ﻣن ﺟﻧﺳﮫ
وﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺎل اﻟزﻛﺎة ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧﺻﺎب "وﻟو ﻗﺎل :أﻣوال ﻋظﺎم ﻓﺎﻟﺗﻘدﯾر ﺑﺛﻼﺛﺔ ﻧﺻب ﻣن أي ﻓن ﺳﻣﺎه" اﻋﺗﺑﺎرا
ﻷدﻧﻰ اﻟﺟﻣﻊ "وﻟو ﻗﺎل :دراھم ﻛﺛﯾرة ﻟم ﯾﺻدق ﻓﻲ أﻗل ﻣن ﻋﺷرة" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ "وﻋﻧدھﻣﺎ ﻟم ﯾﺻدق
ﻓﻲ أﻗل ﻣن ﻣﺎﺋﺗﯾن" ﻷن ﺻﺎﺣب اﻟﻧﺻﺎب ﻣﻛﺛر ﺣﺗﻰ وﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﻣواﺳﺎة ﻏﯾره ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ دوﻧﮫ .وﻟﮫ أن اﻟﻌﺷرة
أﻗﺻﻰ ﻣﺎ ﯾﻧﺗﮭﻲ إﻟﯾﮫ اﺳم اﻟﺟﻣﻊ ،ﯾﻘﺎل ﻋﺷرة دراھم ﺛم ﯾﻘﺎل أﺣد ﻋﺷر درھﻣﺎ ﻓﯾﻛون ھو اﻷﻛﺛر ﻣن ﺣﯾث اﻟﻠﻔظ
ﻓﯾﻧﺻرف إﻟﯾﮫ "وﻟو ﻗﺎل دراھم ﻓﮭﻲ ﺛﻼﺛﺔ" ﻷﻧﮭﺎ أﻗل اﻟﺟﻣﻊ اﻟﺻﺣﯾﺢ "إﻻ أن ﯾﺑﯾن أﻛﺛر ﻣﻧﮭﺎ" ﻷن اﻟﻠﻔظ ﯾﺣﺗﻣﻠﮫ
وﯾﻧﺻرف إﻟﻰ اﻟوزن اﻟﻣﻌﺗﺎد "وﻟو ﻗﺎل :ﻛذا ﻛذا درھﻣﺎ ﻟم ﯾﺻدق ﻓﻲ أﻗل ﻣن أﺣد ﻋﺷر درھﻣﺎ" ﻷﻧﮫ ذﻛر
ﻋددﯾن ﻣﺑﮭﻣﯾن ﻟﯾس ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺣرف اﻟﻌطف وأﻗل ذﻟك ﻣن اﻟﻣﻔﺳر أﺣد ﻋﺷر "وﻟو ﻗﺎل :ﻛذا وﻛذا درھﻣﺎ ﻟم ﯾﺻدق
ﻓﻲ أﻗل ﻣن أﺣد وﻋﺷرﯾن" ﻷﻧﮫ ذﻛر ﻋددﯾن ﻣﺑﮭﻣﯾن ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺣرف اﻟﻌطف ،وأﻗل ذﻟك ﻣن اﻟﻣﻔﺳر أﺣد وﻋﺷرون
ﻓﯾﺣﻣل ﻛل وﺟﮫ ﻋﻠﻰ ﻧظﯾره " وﻟو ﻗﺎل ﻛذا درھﻣﺎ ﻓﮭو درھم" ﻷﻧﮫ ﺗﻔﺳﯾر ﻟﻠﻣﺑﮭم "وﻟو ﺛﻠث ﻛذا ﺑﻐﯾر واو ﻓﺄﺣد
ﻋﺷر" ﻷﻧﮫ ﻻ ﻧظﯾر ﻟﮫ ﺳواه "وإن ﺛﻠث ﺑﺎﻟواو ﻓﻣﺎﺋﺔ وأﺣد وﻋﺷرون ،وإن رﺑﻊ ﯾزاد ﻋﻠﯾﮭﺎ أﻟف" ﻷن ذﻟك
ﻧظﯾره.
ﻗﺎل" :وإن ﻗﺎل :ﻟﮫ ﻋﻠﻲ أو ﻗﺑﻠﻲ ﻓﻘد أﻗر ﺑﺎﻟدﯾن" ﻷن " ﻋﻠﻲ " ﺻﯾﻐﺔ إﯾﺟﺎب ،وﻗﺑﻠﻲ ﯾﻧﺑﺊ ﻋن اﻟﺿﻣﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﻣر ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ" .وﻟو ﻗﺎل اﻟﻣﻘر ھو ودﯾﻌﺔ ووﺻل ﺻدق" ﻷن اﻟﻠﻔظ ﯾﺣﺗﻣﻠﮫ ﻣﺟﺎزا ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﻣﺿﻣون ﻋﻠﯾﮫ
ﺣﻔظﮫ واﻟﻣﺎل ﻣﺣﻠﮫ ﻓﯾﺻدق ﻣوﺻوﻻ ﻻ ﻣﻔﺻوﻻ.
ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻧﮫ :وﻓﻲ ﻧﺳﺦ اﻟﻣﺧﺗﺻر ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ ﻗﺑﻠﻲ إﻧﮫ إﻗرار ﺑﺎﻷﻣﺎﻧﺔ ﻷن اﻟﻠﻔظ ﯾﻧﺗظﻣﮭﻣﺎ ﺣﺗﻰ ﺻﺎر
ﻗوﻟﮫ :ﻻ ﺣق ﻟﻲ ﻗﺑل ﻓﻼن إﺑراء ﻋن اﻟدﯾن واﻷﻣﺎﻧﺔ ﺟﻣﯾﻌﺎ ،واﻷﻣﺎﻧﺔ أﻗﻠﮭﻣﺎ واﻷول أﺻﺢ" .وﻟو ﻗﺎل ﻋﻧدي أو
ﻣﻌﻲ أو ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻲ أو ﻓﻲ ﻛﯾﺳﻲ أو ﻓﻲ ﺻﻧدوﻗﻲ ﻓﮭو إﻗرار ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﯾده" ﻷن ﻛل ذﻟك إﻗرار ﺑﻛون اﻟﺷﻲء ﻓﻲ
ﯾده وذﻟك ﯾﺗﻧوع إﻟﻰ ﻣﺿﻣون وأﻣﺎﻧﺔ ﻓﯾﺛﺑت وأﻗﻠﮭﺎ وھو اﻷﻣﺎﻧﺔ" .وﻟو ﻗﺎل ﻟﮫ رﺟل :ﻟﻲ ﻋﻠﯾك أﻟف ﻓﻘﺎل اﺗزﻧﮭﺎ أو
اﻧﺗﻘدھﺎ أو أﺟﻠﻧﻲ ﺑﮭﺎ أو ﻗد ﻗﺿﯾﺗﻛﮭﺎ ﻓﮭو إﻗرار" ﻷن اﻟﮭﺎء ﻓﻲ اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻛﻧﺎﯾﺔ ﻋن اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟدﻋوى،
ﻓﻛﺄﻧﮫ ﻗﺎل :اﺗزن اﻷﻟف اﻟﺗﻲ ﻟك ﻋﻠﻲ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﻟم ﯾذﻛر ﺣرف اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ ﻻ ﯾﻛون
إﻗرارا ﻟﻌدم اﻧﺻراﻓﮫ إﻟﻰ اﻟﻣذﻛور ،واﻟﺗﺄﺟﯾل إﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣق واﺟب ،واﻟﻘﺿﺎء ﯾﺗﻠو ص -180-
اﻟوﺟوب ودﻋوى اﻹﺑراء ﻛﺎﻟﻘﺿﺎء ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ ،وﻛذا دﻋوى اﻟﺻدﻗﺔ واﻟﮭﺑﺔ ﻷن اﻟﺗﻣﻠﯾك ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟوﺟوب،
وﻛذا ﻟو ﻗﺎل أﺣﻠﺗك ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻼن ﻷﻧﮫ ﺗﺣوﯾل اﻟدﯾن.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻗر ﺑدﯾن ﻣؤﺟل ﻓﺻدﻗﮫ اﻟﻣﻘر ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟدﯾن وﻛذﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺟﯾل ﻟزﻣﮫ اﻟدﯾن ﺣﺎﻻ" ﻷﻧﮫ أﻗر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ
ﺑﻣﺎل وادﻋﻰ ﺣﻘﺎ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻓﯾﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا أﻗر ﺑﻌﺑد ﻓﻲ ﯾده وادﻋﻰ اﻹﺟﺎرة ،ﺑﺧﻼف اﻹﻗرار ﺑﺎﻟدراھم اﻟﺳود ﻷﻧﮫ
ﺻﻔﺔ ﻓﯾﮫ وﻗد ﻣرت اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ.
ﻗﺎل" :وﯾﺳﺗﺣﻠف اﻟﻣﻘر ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻷﺟل" ﻷﻧﮫ ﻣﻧﻛر ﺣﻘﺎ ﻋﻠﯾﮫ واﻟﯾﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻛر" .وإن ﻗﺎل :ﻟﮫ ﻋﻠﻲ ﻣﺎﺋﺔ
ودرھم ﻟزﻣﮫ ﻛﻠﮭﺎ دراھم .وﻟو ﻗﺎل :ﻣﺎﺋﺔ وﺛوب ﻟزﻣﮫ ﺛوب واﺣد ،واﻟﻣرﺟﻊ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﺎﺋﺔ إﻟﯾﮫ" وھو اﻟﻘﯾﺎس
ﻓﻲ اﻷول ،وﺑﮫ ﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻷن اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣﺑﮭﻣﺔ واﻟدرھم ﻣﻌطوف ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟواو اﻟﻌﺎطﻔﺔ ﻻ ﺗﻔﺳﯾرا ﻟﮭﺎ ﻓﺑﻘﯾت اﻟﻣﺎﺋﺔ
ﻋﻠﻰ إﺑﮭﺎﻣﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ.
وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن وھو اﻟﻔرق أﻧﮭم اﺳﺗﺛﻘﻠوا ﺗﻛرار اﻟدرھم ﻓﻲ ﻛل ﻋدد واﻛﺗﻔوا ﺑذﻛره ﻋﻘﯾب اﻟﻌددﯾن .وھذا ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﻛﺛر اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ وذﻟك ﻋﻧد ﻛﺛرة اﻟوﺟوب ﺑﻛﺛرة أﺳﺑﺎﺑﮫ وذﻟك ﻓﻲ اﻟدراھم واﻟدﻧﺎﻧﯾر واﻟﻣﻛﯾل واﻟﻣوزون ،أﻣﺎ اﻟﺛﯾﺎب
وﻣﺎ ﻻ ﯾﻛﺎل وﻻ ﯾوزن ﻓﻼ ﯾﻛﺛر وﺟوﺑﮭﺎ ﻓﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ" .وﻛذا إذا ﻗﺎل :ﻣﺎﺋﺔ وﺛوﺑﺎن" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ "ﺑﺧﻼف ﻣﺎ
إذا ﻗﺎل :ﻣﺎﺋﺔ وﺛﻼﺛﺔ أﺛواب" ﻷﻧﮫ ذﻛر ﻋددﯾن ﻣﺑﮭﻣﯾن وأﻋﻘﺑﮭﺎ ﺗﻔﺳﯾرا إذ اﻷﺛواب ﻟم ﺗذﻛر ﺑﺣرف اﻟﻌطف
ﻓﺎﻧﺻرف إﻟﯾﮭﻣﺎ ﻻﺳﺗواﺋﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺳﯾر ﻓﻛﺎﻧت ﻛﻠﮭﺎ ﺛﯾﺎﺑﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻗر ﺑﺗﻣر ﻓﻲ ﻗوﺻرة ﻟزﻣﮫ اﻟﺗﻣر واﻟﻘوﺻرة" وﻓﺳره ﻓﻲ اﻷﺻل ﺑﻘوﻟﮫ :ﻏﺻﺑت ﺗﻣرا ﻓﻲ ﻗوﺻرة.
ووﺟﮭﮫ أن اﻟﻘوﺻرة وﻋﺎء ﻟﮫ وظرف ﻟﮫ ،وﻏﺻب اﻟﺷﻲء وھو ﻣظروف ﻻ ﯾﺗﺣﻘق ﺑدون اﻟظرف ﻓﯾﻠزﻣﺎﻧﮫ وﻛذا
اﻟطﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ واﻟﺣﻧطﺔ ﻓﻲ اﻟﺟواﻟق ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻗﺎل :ﻏﺻﺑت ﺗﻣرا ﻣن ﻗوﺻرة ﻷن ﻛﻠﻣﺔ ﻣن ﻟﻼﻧﺗزاع
ﻓﯾﻛون اﻹﻗرار ﺑﻐﺻب اﻟﻣﻧزوع.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻗر ﺑداﺑﺔ ﻓﻲ إﺻطﺑل ﻟزﻣﮫ اﻟداﺑﺔ ﺧﺎﺻﺔ" ﻷن اﻹﺻطﺑل ﻏﯾر ﻣﺿﻣون ﺑﺎﻟﻐﺻب ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ
وأﺑﻲ ﯾوﺳف وﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎس ﻗول ﻣﺣﻣد ﯾﺿﻣﻧﮭﻣﺎ وﻣﺛﻠﮫ اﻟطﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺑﯾت.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻗر ﻟﻐﯾره ﺑﺧﺎﺗم ﻟزﻣﮫ اﻟﺣﻠﻘﺔ واﻟﻔص" ﻷن اﺳم اﻟﺧﺎﺗم ﯾﺷﻣل اﻟﻛل" .وﻣن أﻗر ﻟﮫ ﺑﺳﯾف ﻓﻠﮫ اﻟﻧﺻل
واﻟﺟﻔن واﻟﺣﻣﺎﺋل" ﻷن اﻻﺳم ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻟﻛل" .وﻣن أﻗر ﺑﺣﺟﻠﺔ ﻓﻠﮫ اﻟﻌﯾدان واﻟﻛﺳوة" ﻻﻧطﻼق اﻻﺳم ﻋﻠﻰ
اﻟﻛل ﻋرﻓﺎ" .وإن ﻗﺎل ﻏﺻﺑت ﺛوﺑﺎ ﻓﻲ ﻣﻧدﯾل ﻟزﻣﺎه
ﺟﻣﯾﻌﺎ" ﻷﻧﮫ ظرف ﻷن اﻟﺛوب ﯾﻠف ﻓﯾﮫ" .وﻛذا ﻟو ﻗﺎل ﻋﻠﻲ ﺛوب ﻓﻲ ﺛوب" ﻷﻧﮫ ص -181-
ظرف .ﺑﺧﻼف ﻗوﻟﮫ :درھم ﻓﻲ درھم ﺣﯾث ﯾﻠزﻣﮫ واﺣد ﻷﻧﮫ ﺿرب ﻻ ظرف "وإن ﻗﺎل :ﺛوب ﻓﻲ ﻋﺷرة أﺛواب
ﻟم ﯾﻠزﻣﮫ إﻻ ﺛوب واﺣد ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :ﻟزﻣﮫ أﺣد ﻋﺷر ﺛوﺑﺎ" ﻷن اﻟﻧﻔﯾس ﻣن اﻟﺛﯾﺎب ﻗد ﯾﻠف ﻓﻲ
ﻋﺷرة أﺛواب ﻓﺄﻣﻛن ﺣﻣﻠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟظرف .وﻷﺑﻲ ﯾوﺳف أن ﺣرف " ﻓﻲ " ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺑﯾن واﻟوﺳط أﯾﺿﺎ ،ﻗﺎل
ﺗﻌﺎﻟﻰَ:ﺎد}ْ ﺧ ُ ﻠِﻲ ﻓِﻲ ﻋ ِ ﺑ َﺎد ِي{ ]اﻟﻔﺟر [29:أي ﺑﯾن ﻋﺑﺎدي ،ﻓوﻗﻊ اﻟﺷك واﻷﺻل ﺑراءة اﻟذﻣم ،ﻋﻠﻰ أن ﻛل
ﻓ ﷲ
ﺛوب ﻣوﻋﻰ وﻟﯾس ﺑوﻋﺎء ﻓﺗﻌذر ﺣﻣﻠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟظرف ﻓﺗﻌﯾن اﻷول ﻣﺣﻣﻼ.
"وﻟو ﻗﺎل :ﻟﻔﻼن ﻋﻠﻲ ﺧﻣﺳﺔ ﻓﻲ ﺧﻣﺳﺔ ﯾرﯾد اﻟﺿرب واﻟﺣﺳﺎب ﻟزﻣﮫ ﺧﻣﺳﺔ" ﻷن اﻟﺿرب ﻻ ﯾﻛﺛر اﻟﻣﺎل.
وﻗﺎل اﻟﺣﺳن :ﯾﻠزﻣﮫ ﺧﻣﺳﺔ وﻋﺷرون وﻗد ذﻛرﻧﺎه ﻓﻲ اﻟطﻼق "وﻟو ﻗﺎل أردت ﺧﻣﺳﺔ ﻣﻊ ﺧﻣﺳﺔ ﻟزﻣﮫ ﻋﺷرة"
ﻷن اﻟﻠﻔظ ﯾﺣﺗﻣﻠﮫ" .وﻟو ﻗﺎل ﻟﮫ ﻋﻠﻲ ﻣن درھم إﻟﻰ ﻋﺷرة أو ﻗﺎل ﻣﺎ ﺑﯾن درھم إﻟﻰ ﻋﺷرة ﻟزﻣﮫ ﺗﺳﻌﺔ ﻋﻧد أﺑﻲ
ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻓﯾﻠزﻣﮫ اﻻﺑﺗداء وﻣﺎ ﺑﻌده وﺗﺳﻘط اﻟﻐﺎﯾﺔ ،وﻗﺎﻻ :ﯾﻠزﻣﮫ اﻟﻌﺷرة ﻛﻠﮭﺎ" ﻓﺗدﺧل اﻟﻐﺎﯾﺗﺎن .وﻗﺎل زﻓر :ﯾﻠزﻣﮫ
ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ وﻻ ﺗدﺧل اﻟﻐﺎﯾﺗﺎن" .وﻟو ﻗﺎل ﻟﮫ ﻣن داري ﻣﺎ ﺑﯾن ھذا اﻟﺣﺎﺋط إﻟﻰ ھذا اﻟﺣﺎﺋط ﻓﻠﮫ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ وﻟﯾس ﻟﮫ ﻣن
اﻟﺣﺎﺋطﯾن ﺷﻲء" وﻗد ﻣرت اﻟدﻻﺋل ﻓﻲ اﻟطﻼق.
ﻓﺻل" :وﻣن ﻗﺎل :ﻟﺣﻣل ﻓﻼﻧﺔ ﻋﻠﻲ أﻟف درھم ،ﻓﺈن ﻗﺎل أوﺻﻰ ﻟﮫ ﻓﻼن أو ﻣﺎت أﺑوه
ﻓورﺛﮫ ﻓﺎﻹﻗرار ﺻﺣﯾﺢ"
ﻷﻧﮫ أﻗر ﺑﺳﺑب ﺻﺎﻟﺢ ﻟﺛﺑوت اﻟﻣﻠك ﻟﮫ "ﺛم إذا ﺟﺎءت ﺑﮫ ﻓﻲ ﻣدة ﯾﻌﻠم أﻧﮫ ﻛﺎن ﻗﺎﺋﻣﺎ وﻗت اﻹﻗرار ﻟزﻣﮫ ،ﻓﺈن
ﺟﺎءت ﺑﮫ ﻣﯾﺗﺎ ﻓﺎﻟﻣﺎل ﻟﻠﻣوﺻﻲ واﻟﻣورث ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺳم ﺑﯾن ورﺛﺗﮫ" ﻷﻧﮫ إﻗرار ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﮭﻣﺎ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ
اﻟﺟﻧﯾن ﺑﻌد اﻟوﻻدة وﻟم ﯾﻧﺗﻘل "وﻟو ﺟﺎءت ﺑوﻟدﯾن ﺣﯾﯾن ﻓﺎﻟﻣﺎل ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،وﻟو ﻗﺎل اﻟﻣﻘر ﺑﺎﻋﻧﻲ أو أﻗرﺿﻧﻲ ﻟم
ﯾﻠزﻣﮫ ﺷﻲء" ﻷﻧﮫ ﺑﯾن ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ.
ﻗﺎل" :وإن أﺑﮭم اﻹﻗرار ﻟم ﯾﺻﺢ ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف ،وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :ﯾﺻﺢ" ﻷن اﻹﻗرار ﻣن اﻟﺣﺟﺞ ﻓﯾﺟب إﻋﻣﺎﻟﮫ
وﻗد أﻣﻛن ﺑﺎﻟﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺑب اﻟﺻﺎﻟﺢ .وﻷﺑﻲ ﯾوﺳف أن اﻹﻗرار ﻣطﻠﻘﮫ ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ اﻹﻗرار ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺟﺎرة،
وﻟﮭذا ﺣﻣل إﻗرار اﻟﻌﺑد اﻟﻣﺄذون ﻟﮫ وأﺣد اﻟﻣﺗﻔﺎوﺿﯾن ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﺻﯾر ﻛﻣﺎ إذا ﺻرح ﺑﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻗر ﺑﺣﻣل ﺟﺎرﯾﺔ أو ﺣﻣل ﺷﺎة ﻟرﺟل ﺻﺢ إﻗراره وﻟزﻣﮫ" ﻷن ﻟﮫ وﺟﮭﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ وھو اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﮫ ﻣن
ﺟﮭﺔ ﻏﯾره ﻓﺣﻣل ﻋﻠﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻗر ﺑﺷرط اﻟﺧﯾﺎر ﺑطل اﻟﺷرط" ﻷن اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻠﻔﺳﺦ واﻹﺧﺑﺎر ﻻ ﯾﺣﺗﻣﻠﮫ ص -182-
"وﻟزﻣﮫ اﻟﻣﺎل" ﻟوﺟود اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﻠزﻣﺔ وﻟم ﺗﻧﻌدم ﺑﮭذا اﻟﺷرط اﻟﺑﺎطل ،وﷲ أﻋﻠم.
ﺑﺎﻟدار" .وﻟو ﻗﺎل ﻟﮫ ﻋﻠﻲ أﻟف درھم ﻣن ﺛﻣن ﻋﺑد اﺷﺗرﯾﺗﮫ ﻣﻧﮫ وﻟم أﻗﺑﺿﮫ ،ﻓﺈن ذﻛر ص -183-
ﻋﺑدا ﺑﻌﯾﻧﮫ ﻗﯾل ﻟﻠﻣﻘر ﻟﮫ إن ﺷﺋت ﻓﺳﻠم اﻟﻌﺑد وﺧذ اﻷﻟف وإﻻ ﻓﻼ ﺷﻲء ﻟك" ﻗﺎل :وھذا ﻋﻠﻰ وﺟوه:
أﺣدھﺎ :ھذا وھو أن ﯾﺻدﻗﮫ وﯾﺳﻠم اﻟﻌﺑد ،وﺟواﺑﮫ ﻣﺎ ذﻛر ،ﻷن اﻟﺛﺎﺑت ﺑﺗﺻﺎدﻗﮭﻣﺎ ﻛﺎﻟﺛﺎﺑت ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ .واﻟﺛﺎﻧﻲ :أن
ﯾﻘول اﻟﻣﻘر ﻟﮫ :اﻟﻌﺑد ﻋﺑدك ﻣﺎ ﺑﻌﺗﻛﮫ وإﻧﻣﺎ ﺑﻌﺗك ﻋﺑدا ﻏﯾر ھذا وﻓﯾﮫ اﻟﻣﺎل ﻻزم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘر ﻹﻗراره ﺑﮫ ﻋﻧد ﺳﻼﻣﺔ
اﻟﻌﺑد ﻟﮫ وﻗد ﺳﻠم ﻓﻼ ﯾﺑﺎﻟﻰ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺳﺑب ﺑﻌد ﺣﺻول اﻟﻣﻘﺻود.
واﻟﺛﺎﻟث :أن ﯾﻘول اﻟﻌﺑد ﻋﺑدي ﻣﺎ ﺑﻌﺗك .وﺣﻛﻣﮫ أن ﻻ ﯾﻠزم اﻟﻣﻘر ﺷﻲء ﻷﻧﮫ ﻣﺎ أﻗر ﺑﺎﻟﻣﺎل إﻻ ﻋوﺿﺎ ﻋن اﻟﻌﺑد
ﻓﻼ ﯾﻠزﻣﮫ دوﻧﮫ ،وﻟو ﻗﺎل ﻣﻊ ذﻟك إﻧﻣﺎ ﺑﻌﺗك ﻏﯾره ﯾﺗﺣﺎﻟﻔﺎن ﻷن اﻟﻣﻘر ﯾدﻋﻲ ﺗﺳﻠﯾم ﻣن ﻋﯾﻧﮫ واﻵﺧر ﯾﻧﻛر واﻟﻣﻘر
ﻟﮫ ﯾدﻋﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻷﻟف ﺑﺑﯾﻊ ﻏﯾره واﻵﺧر ﯾﻧﻛره ،وإذا ﺗﺣﺎﻟﻔﺎ ﺑطل اﻟﻣﺎل ،ھذا إذا ذﻛر ﻋﺑدا ﺑﻌﯾﻧﮫ "وإن ﻗﺎل ﻣن
ﺛﻣن ﻋﺑد اﺷﺗرﯾﺗﮫ وﻟم ﯾﻌﯾﻧﮫ ﻟزﻣﮫ اﻷﻟف وﻻ ﯾﺻدق ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ ﻣﺎ ﻗﺑﺿت ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﺻل أم ﻓﺻل" ﻷﻧﮫ
رﺟوع ﻓﺈﻧﮫ أﻗر ﺑوﺟوب اﻟﻣﺎل رﺟوﻋﺎ إﻟﻰ ﻛﻠﻣﺔ ﻋﻠﻲ ،وإﻧﻛﺎره اﻟﻘﺑض ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﻌﯾن ﯾﻧﺎﻓﻲ اﻟوﺟوب أﺻﻼ ﻷن
اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻛﺎﻧت أو طﺎرﺋﺔ ﺑﺄن اﺷﺗرى ﻋﺑدا ﺛم ﻧﺳﯾﺎه ﻋﻧد اﻻﺧﺗﻼط ﺑﺄﻣﺛﺎﻟﮫ ﺗوﺟب ھﻼك اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﯾﻣﺗﻧﻊ
وﺟوب ﻧﻘد اﻟﺛﻣن ،وإذا ﻛﺎن ﻛذﻟك ﻛﺎن رﺟوﻋﺎ ﻓﻼ ﯾﺻﺢ وإن ﻛﺎن ﻣوﺻوﻻ .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد :إن وﺻل
ﺻدق وﻟم ﯾﻠزﻣﮫ ﺷﻲء ،وإن ﻓﺻل ﻟم ﯾﺻدق إذا أﻧﻛر اﻟﻣﻘر ﻟﮫ أن ﯾﻛون ذﻟك ﻣن ﺛﻣن ﻋﺑد ،وإن أﻗر أﻧﮫ ﺑﺎﻋﮫ
ﻣﺗﺎﻋﺎ ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﻘر .ووﺟﮫ ذﻟك أﻧﮫ أﻗر ﺑوﺟوب اﻟﻣﺎل ﻋﻠﯾﮫ وﺑﯾن ﺳﺑﺑﺎ وھو اﻟﺑﯾﻊ ،ﻓﺈن واﻓﻘﮫ اﻟطﺎﻟب ﻓﻲ
اﻟﺳﺑب وﺑﮫ ﻻ ﯾﺗﺄﻛد اﻟوﺟوب إﻻ ﺑﺎﻟﻘﺑض ،واﻟﻣﻘر ﯾﻧﻛره ﻓﯾﻛون اﻟﻘول ﻟﮫ ،وإن ﻛذﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﺑب ﻛﺎن ھذا ﻣن اﻟﻣﻘر
ﺑﯾﺎﻧﺎ ﻣﻐﯾرا ﻷن ﺻدر ﻛﻼﻣﮫ ﻟﻠوﺟوب ﻣطﻠﻘﺎ وآﺧره ﯾﺣﺗﻣل اﻧﺗﻔﺎءه ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﻋدم اﻟﻘﺑض واﻟﻣﻐﯾر ﯾﺻﺢ
ﻣوﺻوﻻ ﻻ ﻣﻔﺻوﻻ" .وﻟو ﻗﺎل اﺑﺗﻌت ﻣﻧﮫ ﺑﯾﻌﺎ إﻻ أﻧﻲ ﻟم أﻗﺑﺿﮫ ﻓﺎﻟﻘول ﻗوﻟﮫ" ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻣن ﺿرورة
اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻘﺑض ،ﺑﺧﻼف اﻹﻗرار ﺑوﺟوب اﻟﺛﻣن.
ﻗﺎل" :وﻛذا ﻟو ﻗﺎل ﻣن ﺛﻣن ﺧﻣر أو ﺧﻧزﯾر" وﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ إذا ﻗﺎل ﻟﻔﻼن ﻋﻠﻲ أﻟف ﻣن ﺛﻣن ﺧﻣر أو ﺧﻧزﯾر
"ﻟزﻣﮫ اﻷﻟف وﻟم ﯾﻘﺑل ﺗﻔﺳﯾره ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﺻل أم ﻓﺻل" ﻷﻧﮫ رﺟوع ﻷن ﺛﻣن اﻟﺧﻣر واﻟﺧﻧزﯾر ﻻ ﯾﻛون
واﺟﺑﺎ وأول ﻛﻼﻣﮫ ﻟﻠوﺟوب "وﻗﺎﻻ :إذا وﺻل ﻻ ﯾﻠزﻣﮫ ﺷﻲء" ﻷﻧﮫ ﺑﯾن ﺑﺂﺧر ﻛﻼﻣﮫ أﻧﮫ ﻣﺎ أراد ﺑﮫ اﻹﯾﺟﺎب
وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﻗﺎل ﻓﻲ آﺧره إن ﺷﺎء ﷲ .ﻗﻠﻧﺎ :ذاك ﺗﻌﻠﯾق وھذا إﺑطﺎل.
"وﻟو ﻗﺎل ﻟﮫ ﻋﻠﻲ أﻟف ﻣن ﺛﻣن ﻣﺗﺎع أو أﻗرﺿﻧﻲ أﻟﻔﺎ وﺑﯾن أﻧﮭﺎ زﯾوف أو ﻧﺑﮭرﺟﺔ ص -184-
وﻗﺎل اﻟﻣﻘر ﻟﮫ ھﻲ ﺟﯾﺎد ﻟزﻣﮫ اﻟﺟﯾﺎد ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ،وﻗﺎﻻ :إن ﻗﺎل ذﻟك ﻣوﺻوﻻ ﯾﺻدق وإن ﻗﺎل
ﻣﻔﺻوﻻ ﻻ ﯾﺻدق" وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف إذا ﻗﺎل ھﻲ ﺳﺗوﻗﺔ أو رﺻﺎص وﻋﻠﻰ ھذا إذا ﻗﺎل ،إﻻ أﻧﮭﺎ زﯾوف ،وﻋﻠﻰ
ھذا إذا ﻗﺎل ﻟﻔﻼن ﻋﻠﻲ أﻟف درھم زﯾوف ﻣن ﺛﻣن ﻣﺗﺎع .ﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﺑﯾﺎن ﻣﻐﯾر ﻓﯾﺻﺢ ﺑﺷرط اﻟوﺻل ﻛﺎﻟﺷرط
واﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ،وھذا ﻷن اﺳم اﻟدراھم ﯾﺣﺗﻣل اﻟزﯾوف ﺑﺣﻘﯾﻘﺗﮫ ،واﻟﺳﺗوﻗﺔ ﺑﻣﺟﺎزه إﻻ أن ﻣطﻠﻘﮫ ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ اﻟﺟﯾﺎد
ﻓﻛﺎن ﺑﯾﺎن ﻣﻐﯾرا ﻣن ھذااﻟوﺟﮫ وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﻗﺎل إﻻ أﻧﮭﺎ وزن ﺧﻣﺳﺔ وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن ھذا رﺟوع ﻷن
ﻣطﻠق اﻟﻌﻘد ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻋن اﻟﻌﯾب واﻟزﯾﺎﻓﺔ ﻋﯾب ،ودﻋوى اﻟﻌﯾب رﺟوع ﻋن ﺑﻌض ﻣوﺟﺑﮫ ،وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا
ﻗﺎل ﺑﻌﺗك ﻣﻌﯾﺑﺎ وﻗﺎل اﻟﻣﺷﺗري ﺑﻌﺗﻧﯾﮫ ﺳﻠﯾﻣﺎ ﻓﺎﻟﻘول ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ واﻟﺳﺗوﻗﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن ﺟﻧس اﻷﺛﻣﺎن واﻟﺑﯾﻊ
ﯾرد ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻣن ﻓﻛﺎن رﺟوﻋﺎ وﻗوﻟﮫ إﻻ أﻧﮭﺎ وزن ﺧﻣﺳﺔ ﯾﺻﺢ اﺳﺗﺛﻧﺎء ،ﻷﻧﮫ ﻣﻘدار ﺑﺧﻼف اﻟﺟودة ﻷن اﺳﺗﺛﻧﺎء
اﻟوﺻف ﻻ ﯾﺟوز ﻛﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺑﻧﺎء ﻓﻲ اﻟدار ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻗﺎل ﻟﮫ ﻋﻠﻲ ﻛر ﺣﻧطﺔ ﻣن ﺛﻣن ﻋﺑد إﻻ أﻧﮭﺎ ردﯾﺋﺔ ﻷن
اﻟرداءة ﻧوع ﻻ ﻋﯾب .ﻓﻣطﻠق اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻋﻧﮭﺎ ،وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻓﻲ ﻏﯾر رواﯾﺔ اﻷﺻول ﻓﻲ
اﻟﻘرض أﻧﮫ ﯾﺻدق ﻓﻲ اﻟزﯾوف إذا وﺻل ،ﻷن اﻟﻘرض ﯾوﺟب رد ﻣﺛل اﻟﻣﻘﺑوض ،وﻗد ﯾﻛون زﯾﻔﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﻐﺻب .وﺟﮫ اﻟظﺎھر أن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﺟﯾﺎد
ﻓﺎﻧﺻرف ﻣطﻠﻘﮫ إﻟﮭﺎ "وﻟو ﻗﺎل ﻟﻔﻼن ﻋﻠﻲ أﻟف درھم زﯾوف وﻟم ﯾذﻛر اﻟﺑﯾﻊ واﻟﻘرض ﻗﯾل ﯾﺻدق" ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع
ﻷن اﺳم اﻟدراھم ﯾﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ "وﻗﯾل ﻻ ﯾﺻدق" ﻷن ﻣطﻠق اﻹﻗرار ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ اﻟﻌﻘود ﻟﺗﻌﯾﻧﮭﺎ ﻣﺷروﻋﺔ ،ﻻ إﻟﻰ
اﻻﺳﺗﮭﻼك اﻟﻣﺣرم "وﻟو ﻗﺎل اﻏﺗﺻﺑت ﻣﻧﮫ أﻟﻔﺎ أو ﻗﺎل أودﻋﻧﻲ ﺛم ﻗﺎل ھﻲ زﯾوف أو ﻧﺑﮭرﺟﺔ ﺻدق وﺻل أم
ﻓﺻل " ﻷن اﻹﻧﺳﺎن ﯾﻐﺻب ﻣﺎ ﯾﺟد وﯾودع ﻣﺎ ﯾﻣﻠك ﻓﻼ ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺟﯾﺎد وﻻ ﺗﻌﺎﻣل ،ﻓﯾﻛون ﺑﯾﺎن اﻟﻧوع
ﻓﯾﺻﺢ وإن ﻓﺻل وﻟﮭذا ﻟو ﺟﺎء زاد اﻟﻣﻐﺻوب ،واﻟودﯾﻌﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﯾب ﻛﺎن اﻟﻘول ﻟﮫ ،وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ:
أﻧﮫ ﻻ ﯾﺻدق ﻓﯾﮫ ﻣﻔﺻوﻻ اﻋﺗﺑﺎرا ﺑﺎﻟﻘرض إذ اﻟﻘﺑض ﻓﮭﯾﻣﺎ ھو اﻟﻣوﺟب ﻟﻠﺿﻣﺎن وﻟو ﻗﺎل :ھﻲ ﺳﺗوﻗﺔ أو
رﺻﺎص ﺑﻌد ﻣﺎ أﻗر ﺑﺎﻟﻐﺻب واﻟودﯾﻌﺔ ووﺻل ﺻدق وإن ﻓﺻل ﻟم ﯾﺻدق ﻷن ﺳﺗوﻗﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن ﺟﻧس اﻟدراھم
ﻟﻛن اﻻﺳم ﯾﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻣﺟﺎزا ﻓﻛﺎن ﺑﯾﺎﻧﺎ ﻣﻐﯾرا ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟوﺻل.
"وﻟو ﻗﺎل ﻓﻲ ھذا ﻛﻠﮫ أﻟﻔﺎ إﻻ أﻧﮫ ﯾﻧﻘص ﻛذا ﻟم ﯾﺻدق وإن وﺻل ﺻدق" ﻷن ھذا اﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻣﻘدار واﻻﺳﺗﺛﻧﺎء
ﯾﺻﺢ ﻣوﺻوﻻ ﺑﺧﻼف اﻟزﯾﺎﻓﺔ ﻷﻧﮭﺎ وﺻف واﺳﺗﺛﻧﺎء اﻷوﺻﺎف ﻻ ﯾﺻﺢ واﻟﻠﻔظ ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣﻘدار دون اﻟوﺻف،
وھو ﺗﺻرف ﻟﻔظﻲ ﻛﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ وﻟو ﻛﺎن اﻟﻔﺻل ﺿرورة اﻧﻘطﺎع اﻟﻛﻼم ﺑﺎﻧﻘطﺎع ﻧﻔﺳﮫ ﻓﮭو واﺻل ﻟﻌدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
اﻻﺣﺗراز ﻋﻧﮫ "وﻣن أﻗر ﺑﻐﺻب
ﺛوب ﺛم ﺟﺎء ﺑﺛوب ﻣﻌﯾب ﻓﺎﻟﻘول ﻟﮫ" ﻷن اﻟﻐﺻب ﻻ ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﺳﻠﯾم" .وﻣن ﻗﺎل ص -185-
ﻵﺧر :أﺧذت ﻣﻧك أﻟف درھم ودﯾﻌﺔ ﻓﮭﻠﻛت ﻓﻘﺎل ﻻ ﺑل أﺧذﺗﮭﺎ ﻏﺻﺑﺎ ﻓﮭو ﺿﺎﻣن ،وإن ﻗﺎل أﻋطﯾﺗﻧﯾﮭﺎ ودﯾﻌﺔ
ﻓﻘﺎل ﻻ ﺑل ﻏﺻﺑﺗﻧﯾﮭﺎ ﻟم ﯾﺿﻣن" واﻟﻔرق أن ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول أﻗر ﺑﺳﺑب اﻟﺿﻣﺎن وھو اﻷﺧذ ﺛم ادﻋﻰ ﻣﺎ ﯾﺑرﺋﮫ
وھو اﻹذن واﻵﺧر ﯾﻧﻛره ﻓﯾﻛون اﻟﻘول ﻟﮫ ﻣﻊ اﻟﯾﻣﯾن .وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ أﺿﺎف اﻟﻔﻌل إﻟﻰ ﻏﯾره وذاك ﯾدﻋﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﺳﺑب
اﻟﺿﻣﺎن وھو اﻟﻐﺻب ﻓﻛﺎن اﻟﻘول ﻟﻣﻧﻛره ﻣﻊ اﻟﯾﻣﯾن واﻟﻘﺑض ﻓﻲ ھذا ﻛﺎﻷﺧذ واﻟدﻓﻊ ﻛﺎﻹﻋطﺎء.
ﻓﺈن ﻗﺎل ﻗﺎﺋل :إﻋطﺎؤه واﻟدﻓﻊ إﻟﯾﮫ ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺑﻘﺑﺿﮫ.
ﻓﻧﻘول :ﻗد ﯾﻛون ﺑﺎﻟﺗﺧﻠﯾﺔ واﻟوﺿﻊ ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ ،وﻟو اﻗﺗﺿﻰ ذﻟك ﻓﺎﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ﺛﺎﺑت ﺿرورة ﻓﻼ ﯾظﮭر ﻓﻲ اﻧﻌﻘﺎده
ﺳﺑب اﻟﺿﻣﺎن ،وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻗﺎل :أﺧذﺗﮭﺎ ﻣﻧك ودﯾﻌﺔ وﻗﺎل اﻵﺧر ﻻ ﺑل ﻗرﺿﺎ ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﻘول ﻟﻠﻣﻘر
وإن أﻗر ﺑﺎﻷﺧذ ﻷﻧﮭﻣﺎ ﺗواﻓﻘﺎ ھﻧﺎﻟك ﻋﻠﻰ أن اﻷﺧذ ﻛﺎن ﺑﺎﻹذن إﻻ أن اﻟﻣﻘر ﻟﮫ ﯾدﻋﻲ ﺳﺑب اﻟﺿﻣﺎن وھو اﻟﻘرض
واﻵﺧر ﯾﻧﻛر ﻓﺎﻓﺗرﻗﺎ" .وإن ﻗﺎل ھذه اﻷﻟف ﻛﺎﻧت ودﯾﻌﺔ ﻟﻲ ﻋﻧد ﻓﻼن ﻓﺄﺧذﺗﮭﺎ ﻓﻘﺎل ﻓﻼن ھﻲ ﻟﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺄﺧذھﺎ"
ﻷﻧﮫ أﻗر ﺑﺎﻟﯾد ﻟﮫ وادﻋﻰ اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮭﺎ ﻋﻠﯾﮫ وھو ﯾﻧﻛر واﻟﻘول ﻟﻠﻣﻧﻛر" .وﻟو ﻗﺎل :آﺟرت داﺑﺗﻲ ھذه ﻓﻼﻧﺎ ﻓرﻛﺑﮭﺎ
وردھﺎ ،أو ﻗﺎل :آﺟرت ﺛوﺑﻲ ھذا ﻓﻼﻧﺎ ﻓﻠﺑﺳﮫ ورده وﻗﺎل ﻓﻼن ﻛذﺑت وھﻣﺎ ﻟﻲ ﻓﺎﻟﻘول ﻗوﻟﮫ" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ
ﺣﻧﯾﻔﺔ "وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد :اﻟﻘول ﻗول اﻟذي أﺧذ ﻣﻧﮫ اﻟداﺑﺔ واﻟﺛوب" وھو اﻟﻘﯾﺎس وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف
اﻹﻋﺎرة واﻹﺳﻛﺎن" .وﻟو ﻗﺎل ﺧﺎط ﻓﻼن ﺛوﺑﻲ ھذا ﺑﻧﺻف درھم ﺛم ﻗﺑﺿﺗﮫ وﻗﺎل ﻓﻼن اﻟﺛوب ﺛوﺑﻲ ﻓﮭو ﻋﻠﻰ ھذا
اﻟﺧﻼف ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ" وﺟﮫ اﻟﻘﯾﺎس ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه ﻓﻲ اﻟودﯾﻌﺔ.
وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن وھو اﻟﻔرق أن اﻟﯾد ﻓﻲ اﻹﺟﺎرة واﻹﻋﺎرة ﺿرورﯾﺔ ﺗﺛﺑت ﺿرورة اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ وھو
اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﻓﯾﻛون ﻋدﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ وراء اﻟﺿرورة ﻓﻼ ﯾﻛون إﻗرارا ﻟﮫ ﺑﺎﻟﯾد ﻣطﻠﻘﺎ ،ﺑﺧﻼف اﻟودﯾﻌﺔ ﻷن اﻟﯾد ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻘﺻودة
واﻹﯾداع إﺛﺑﺎت اﻟﯾد ﻗﺻدا ﻓﯾﻛون اﻹﻗرار ﺑﮫ اﻋﺗراﻓﺎ ﺑﺎﻟﯾد ﻟﻠﻣودع.
ووﺟﮫ آﺧر :أن ﻓﻲ اﻹﺟﺎرة واﻹﻋﺎرة واﻹﺳﻛﺎن أﻗر ﺑﯾد ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ﻓﯾﻛون اﻟﻘول ﻗوﻟﮫ ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺗﮫ .وﻻ ﻛذﻟك
ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟودﯾﻌﺔ ﻷﻧﮫ ﻗﺎل ﻓﯾﮭﺎ ﻛﺎﻧت ودﯾﻌﺔ ،وﻗد ﺗﻛون ﻣن ﻏﯾر ﺻﻧﻌﮫ ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﻗﺎل أودﻋﺗﮭﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ھذا
اﻟﺧﻼف ،وﻟﯾس ﻣدار اﻟﻔرق ﻋﻠﻰ ذﻛر اﻷﺧذ ﻓﻲ طرف اﻟودﯾﻌﺔ وﻋدﻣﮫ ﻓﻲ اﻟطرف اﻵﺧر وھو اﻹﺟﺎرة وأﺧﺗﺎه؛
ﻷﻧﮫ ذﻛر اﻷﺧذ ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟطرف اﻵﺧر ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻹﻗرار أﯾﺿﺎ ،وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻗﺎل اﻗﺗﺿﯾت ﻣن
ﻓﻼن أﻟف درھم ﻛﺎﻧت ﻟﻲ ﻋﻠﯾﮫ أو أﻗرﺿﺗﮫ أﻟﻔﺎ ﺛم أﺧذﺗﮭﺎ ﻣﻧﮫ وأﻧﻛر اﻟﻣﻘر ﻟﮫ ﺣﯾث ص -186-
ﯾﻛون اﻟﻘول ﻗوﻟﮫ ﻷن اﻟدﯾون ﺗﻘﺿﻰ ﺑﺄﻣﺛﺎﻟﮭﺎ ،وذﻟك إﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﻘﺑض ﻣﺿﻣون ،ﻓﺈذا أﻗر ﺑﺎﻻﻗﺗﺿﺎء ﻓﻘد أﻗر ﺑﺳﺑب
اﻟﺿﻣﺎن ﺛم ادﻋﻰ ﺗﻣﻠﻛﮫ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻣﺎ ﯾدﻋﯾﮫ ﻣن اﻟدﯾن ﻣﻘﺎﺻﺔ واﻵﺧر ﯾﻧﻛره.
أﻣﺎ ھﺎھﻧﺎ اﻟﻣﻘﺑوض ﻋﯾن ﻣﺎ ادﻋﻰ ﻓﯾﮫ اﻹﺟﺎرة وﻣﺎ أﺷﺑﮭﮭﺎ ﻓﺎﻓﺗرﻗﺎ ،ﻟو أﻗر أن ﻓﻼﻧﺎ زرع ھذه اﻷرض أو ﺑﻧﻰ ھذه
اﻟدار أو ﻏرس ھذا اﻟﻛرم وذﻟك ﻛﻠﮫ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﻘر ﻓﺎدﻋﺎھﺎ ﻓﻼن وﻗﺎل اﻟﻣﻘر ﻻ ﺑل ذﻟك ﻛﻠﮫ ﻟﻲ اﺳﺗﻌﻧت ﺑك ﻓﻔﻌﻠت
أو ﻓﻌﻠﺗﮫ ﺑﺄﺟر ﻓﺎﻟﻘول ﻟﻠﻣﻘر ﻷﻧﮫ ﻣﺎ أﻗر ﻟﮫ ﺑﺎﻟﯾد وإﻧﻣﺎ أﻗر ﺑﻣﺟرد ﻓﻌل ﻣﻧﮫ ،وﻗد ﯾﻛون ذﻟك ﻓﻲ ﻣﻠك ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﻘر
وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﻗﺎل ﺧﺎط ﻟﻲ اﻟﺧﯾﺎط ﻗﻣﯾﺻﻲ ھذا ﺑﻧﺻف درھم وﻟم ﯾﻘل ﻗﺑﺿﺗﮫ ﻣﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن إﻗرارا ﺑﺎﻟﯾد وﯾﻛون
اﻟﻘول ﻟﻠﻣﻘر ﻟﻣﺎ أﻧﮫ أﻗر ﺑﻔﻌل ﻣﻧﮫ وﻗد ﯾﺧﯾط ﺛوﺑﺎ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﻘر ﻛذا ھذا.
ﻗﺎل" :ﻓﺈذا ﻗﺿﯾت" ﯾﻌﻧﻲ اﻟدﯾون اﻟﻣﻘدﻣﺔ "وﻓﺿل ﺷﻲء ﯾﺻرف إﻟﻰ ﻣﺎ أﻗر ﺑﮫ ﻓﻲ ص -187-
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣرض" ﻷن اﻹﻗرار ﻓﻲ ذاﺗﮫ ﺻﺣﯾﺢ ،وإﻧﻣﺎ رد ﻓﻲ ﺣق ﻏرﻣﺎء اﻟﺻﺣﺔ ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺑق ﺣﻘﮭم ظﮭرت ﺻﺣﺗﮫ.
ﻗﺎل" :وإن ﻟم ﯾﻛن ﻋﻠﯾﮫ دﯾون ﻓﻲ ﺻﺣﺗﮫ ﺟﺎز إﻗراره" ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺗﺿﻣن إﺑطﺎل ﺣق اﻟﻐﯾر وﻛﺎن اﻟﻣﻘر ﻟﮫ أوﻟﻰ ﻣن
اﻟورﺛﺔ ﻟﻘول ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :إذا أﻗر اﻟﻣرﯾض ﺑدﯾن ﺟﺎز ذﻟك ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﺗرﻛﺗﮫ وﻷن ﻗﺿﺎء اﻟدﯾن ﻣن
اﻟﺣواﺋﺞ اﻷﺻﻠﯾﺔ وﺣق اﻟورﺛﺔ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗرﻛﺔ ﺑﺷرط اﻟﻔراغ وﻟﮭذا ﺗﻘدم ﺣﺎﺟﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻔﯾن.
ﻗﺎل " :وﻟو أﻗر اﻟﻣرﯾض ﻟوارﺛﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ إﻻ أن ﯾﺻدﻗﮫ ﻓﯾﮫ ﺑﻘﯾﺔ اﻟورﺛﺔ" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ أﺣد ﻗوﻟﯾﮫ :ﯾﺻﺢ
ﻷﻧﮫ إظﮭﺎر ﺣق ﺛﺎﺑت ﻟﺗرﺟﺢ ﺟﺎﻧب اﻟﺻدق ﻓﯾﮫ ،وﺻﺎر ﻛﺎﻹﻗرار ﻷﺟﻧﺑﻲ وﺑوارث آﺧر وﺑودﯾﻌﺔ ﻣﺳﺗﮭﻠﻛﺔ
ﻟﻠوارث .وﻟﻧﺎ ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻻ وﺻﯾﺔ ﻟوارث وﻻ إﻗرار ﻟﮫ ﺑﺎﻟدﯾن" وﻷﻧﮫ ﺗﻌﻠق ﺣق اﻟورﺛﺔ ﺑﻣﺎﻟﮫ
ﻓﻲ ﻣرﺿﮫ وﻟﮭذا ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﺑرع ﻋﻠﻰ اﻟوارث أﺻﻼ ،ﻓﻔﻲ ﺗﺧﺻﯾص اﻟﺑﻌض ﺑﮫ إﺑطﺎل ﺣق اﻟﺑﺎﻗﯾن ،وﻷن ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻣرض ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء واﻟﻘراﺑﺔ ﺳﺑب اﻟﺗﻌﻠق ،إﻻ أن ھذا اﻟﺗﻌﻠق ﻟم ﯾظﮭر ﻓﻲ ﺣق اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻟﺣﺎﺟﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺔ؛ ﻷﻧﮫ ﻟو اﻧﺣﺟر ﻋن اﻹﻗرار ﺑﺎﻟﻣرض ﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟﻧﺎس ﻋن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﮫ ،وﻗﻠﻣﺎ ﺗﻘﻊ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ اﻟوارث
وﻟم ﯾظﮭر ﻓﻲ ﺣق اﻹﻗرار ﺑوارث آﺧر ﻟﺣﺎﺟﺗﮫ أﯾﺿﺎ ،ﺛم ھذا اﻟﺗﻌﻠق ﺣق ﺑﻘﯾﺔ اﻟورﺛﺔ ،ﻓﺈذا ﺻدﻗوه ﻓﻘ د أﺑطﻠوه
ﻓﯾﺻﺢ إﻗراره.
ﻗﺎل" :وإذا أﻗر ﻷﺟﻧﺑﻲ ﺟﺎز وإن أﺣﺎط ﺑﻣﺎﻟﮫ" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ ،واﻟﻘﯾﺎس أن ﻻ ﯾﺟوز إﻻ ﻓﻲ اﻟﺛﻠث ﻷن اﻟﺷرع ﻗﺻر
ﺗﺻرﻓﮫ ﻋﻠﯾﮫ .إﻻ أﻧﺎ ﻧﻘول :ﻟﻣﺎ ﺻﺢ إﻗراره ﻓﻲ اﻟﺛﻠث ﻛﺎن ﻟﮫ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﺛﻠث اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻷﻧﮫ اﻟﺛﻠث ﺑﻌد اﻟدﯾن ﺛم
وﺛم ﺣﺗﻰ ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛل.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻗر ﻷﺟﻧﺑﻲ ﺛم ﻗﺎل :ھو اﺑﻧﻲ ﺛﺑت ﻧﺳﺑﮫ ﻣﻧﮫ وﺑطل إﻗراره ،ﻓﺈن أﻗر ﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺛم ﺗزوﺟﮭﺎ ﻟم ﯾﺑطل
إﻗراره ﻟﮭﺎ" ووﺟﮫ اﻟﻔرق أن دﻋوة اﻟﻧﺳب ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ وﻗت اﻟﻌﻠوق ﻓﺗﺑﯾن أﻧﮫ أﻗر ﻻﺑﻧﮫ ﻓﻼ ﯾﺻﺢ وﻻ ﻛذﻟك
اﻟزوﺟﯾﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ زﻣﺎن اﻟﺗزوج ﻓﺑﻘﻲ إﻗراره ﻷﺟﻧﺑﯾﺔ.
ﻗﺎل" :وﻣن طﻠق زوﺟﺗﮫ ﻓﻲ ﻣرﺿﮫ ﺛﻼﺛﺎ ﺛم أﻗر ﻟﮭﺎ ﺑدﯾن ﻓﻠﮭﺎ اﻷﻗل ﻣن اﻟدﯾن وﻣن ﻣﯾراﺛﮭﺎ ﻣﻧﮫ" ﻷﻧﮭﻣﺎ
ﻣﺗﮭﻣﺎن ﻓﯾﮫ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻌدة ،وﺑﺎب اﻹﻗرار ﻣﺳدود ﻟﻠوارث ﻓﻠﻌﻠﮫ أﻗدم ﻋﻠﻰ ھذا اﻟطﻼق ﻟﯾﺻﺢ إﻗراره ﻟﮭﺎ زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ
ﻣﯾراﺛﮭﺎ وﻻ ﺗﮭﻣﺔ ﻓﻲ أﻗل اﻷﻣرﯾن ﻓﯾﺛﺑت وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﻓﺻل" :وﻣن أﻗر ﺑﻐﻼم ﯾوﻟد ﻣﺛﻠﮫ ﻟﻣﺛﻠﮫ وﻟﯾس ﻟﮫ ﻧﺳب ﻣﻌروف أﻧﮫ اﺑﻧﮫ وﺻدﻗﮫ ص -188-
اﻟﻐﻼم ﺛﺑت ﻧﺳﺑﮫ ﻣﻧﮫ وإن ﻛﺎن ﻣرﯾﺿﺎ"
ﻷن اﻟﻧﺳب ﻣﻣﺎ ﯾﻠزﻣﮫ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﺻﺢ إﻗراره ﺑﮫ وﺷرط أن ﯾوﻟد ﻣﺛﻠﮫ ﻟﻣﺛﻠﮫ ﻛﻲ ﻻ ﯾﻛون ﻣﻛذﺑﺎ ﻓﻲ اﻟظﺎھر ،وﺷرط
أن ﻻ ﯾﻛون ﻟﮫ ﻧﺳب ﻣﻌروف ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻧﻊ ﺛﺑوﺗﮫ ﻣن ﻏﯾره ،وإﻧﻣﺎ ﺷرط ﺗﺻدﯾﻘﮫ ﻷﻧﮫ ﻓﻲ ﯾد ﻧﻔﺳﮫ إذ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻓﻲ
ﻏﻼم ﯾﻌﺑر ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ،ﺑﺧﻼف اﻟﺻﻐﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ﻣن ﻗﺑل ،وﻻ ﯾﻣﺗﻧﻊ ﺑﺎﻟﻣرض ﻷن اﻟﻧﺳب ﻣن اﻟﺣواﺋﺞ اﻷﺻﻠﯾﺔ
"وﯾﺷﺎرك اﻟورﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾراث" ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﺛﺑت ﻧﺳﺑﮫ ﻣﻧﮫ ﺻﺎر ﻛﺎﻟوارث اﻟﻣﻌروف ﻓﯾﺷﺎرك ورﺛﺗﮫ.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز إﻗرار اﻟرﺟل ﺑﺎﻟواﻟدﯾن واﻟوﻟد واﻟزوﺟﺔ واﻟﻣوﻟﻰ" ﻷﻧﮫ أﻗر ﺑﻣﺎ ﯾﻠزﻣﮫ وﻟﯾس ﻓﯾﮫ ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻧﺳب
ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر" .وﯾﻘﺑل إﻗرار اﻟﻣرأة ﺑﺎﻟواﻟدﯾن واﻟزوج واﻟﻣوﻟﻰ" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ "وﻻ ﯾﻘﺑل ﺑﺎﻟوﻟد" ﻷن ﻓﯾﮫ ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻧﺳب
ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر وھو اﻟزوج ﻷن اﻟﻧﺳب ﻣﻧﮫ "إﻻ أن ﯾﺻدﻗﮭﺎ اﻟزوج" ﻷن اﻟﺣق ﻟﮫ "أو ﺗﺷﮭد ﺑوﻻدﺗﮫ ﻗﺎﺑﻠﺔ" ﻷن
ﻗول اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﻲ ھذا ﻣﻘﺑول وﻗد ﻣر ﻓﻲ اﻟطﻼق ،وﻗد ذﻛرﻧﺎ ﻓﻲ إﻗرار اﻟﻣرأة ﺗﻔﺻﯾﻼ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟدﻋوى ،وﻻ ﺑد ﻣن
ﺗﺻدﯾق ھؤﻻء ،وﯾﺻﺢ اﻟﺗﺻدﯾق ﻓﻲ اﻟﻧﺳب ﺑﻌد ﻣوت اﻟﻣﻘر ﻷن اﻟﻧﺳب ﯾﺑﻘﻰ ﺑﻌد اﻟﻣوت ،وﻛذا ﺗﺻدﯾق اﻟزوﺟﺔ
ﻷن ﺣﻛم اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎق ،وﻛذا ﺗﺻدﯾق اﻟزوج ﺑﻌد ﻣوﺗﮭﺎ ﻷن اﻹرث ﻣن أﺣﻛﺎﻣﮫ .وﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻻ ﯾﺻﺢ ﻷن
اﻟﻧﻛﺎح اﻧﻘطﻊ ﺑﺎﻟﻣوت وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺣل ﻟﮫ ﻏﺳﻠﮭﺎ ﻋﻧدﻧﺎ ،وﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻹرث ﻷﻧﮫ ﻣﻌدوم ﺣﺎﻟﺔ
اﻹﻗرار ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺑﻌد اﻟﻣوت واﻟﺗﺻدﯾق ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ أول اﻹﻗرار.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻗر ﺑﻧﺳب ﻣن ﻏﯾر اﻟواﻟدﯾن واﻟوﻟد ﻧﺣو اﻷخ واﻟﻌم ﻻ ﯾﻘﺑل إﻗراره ﻓﻲ اﻟﻧﺳب" ﻷن ﻓﯾﮫ ﺣﻣل اﻟﻧﺳب
ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر "ﻓﺈن ﻛﺎن ﻟﮫ وارث ﻣﻌروف ﻗرﯾب أو ﺑﻌﯾد ﻓﮭو أوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻣﯾراث ﻣن اﻟﻣﻘر ﻟﮫ" ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﺛﺑت ﻧﺳﺑﮫ
ﻣﻧﮫ ﻻ ﯾزاﺣم اﻟوارث اﻟﻣﻌروف "وإن ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ وارث اﺳﺗﺣق اﻟﻣﻘر ﻟﮫ ﻣﯾراﺛﮫ" ﻷن ﻟﮫ وﻻﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ
ﻣﺎل ﻧﻔﺳﮫ ﻋﻧد ﻋدم اﻟوارث؛ أﻻ ﯾرى أن ﻟﮫ أن ﯾوﺻﻲ ﺑﺟﻣﯾﻌﮫ ﻓﯾﺳﺗﺣق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺎل وإن ﻟم ﯾﺛﺑت ﻧﺳﺑﮫ ﻣﻧﮫ ﻟﻣﺎ
ﻓﯾﮫ ﻣن ﺣﻣل اﻟﻧﺳب ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ،وﻟﯾﺳت ھذه وﺻﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺣﺗﻰ أن ﻣن أﻗر ﺑﺄخ ﺛم أوﺻﻰ ﻵﺧر ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎﻟﮫ ﻛﺎن
ﻟﻠﻣوﺻﻰ ﻟﮫ ﺛﻠث ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺎل ﺧﺎﺻﺔ وﻟو ﻛﺎن اﻷول وﺻﯾﺔ ﻻﺷﺗرﻛﺎ ﻧﺻﻔﯾن ﻟﻛﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺗﮫ ،ﺣﺗﻰ ﻟو أﻗر ﻓﻲ
ﻣرﺿﮫ ﺑﺄخ وﺻدﻗﮫ اﻟﻣﻘر ﻟﮫ ﺛم أﻧﻛر اﻟﻣﻘر وراﺛﺗﮫ ﺛم أوﺻﻰ ﺑﻣﺎﻟﮫ ﻛﻠﮫ ﻹﻧﺳﺎن ﻛﺎن ﻣﺎﻟﮫ ﻟﻠﻣوﺻﻰ ﻟﮫ؛ وﻟو ﻟم
ﯾوص ﻷﺣد ﻛﺎن ﻟﺑﯾت اﻟﻣﺎل ،ﻷن رﺟوﻋﮫ ﺻﺣﯾﺢ ﻷن اﻟﻧﺳب ﻟم ﯾﺛﺑت ﻓﺑطل إﻗراره.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻣﺎت أﺑوه ﻓﺄﻗر ﺑﺄخ ﻟم ﯾﺛﺑت ﻧﺳب أﺧﯾﮫ" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ "وﯾﺷﺎرﻛﮫ ﻓﻲ اﻹرث" ص -189-
ﻷن إﻗراره ﺗﺿﻣن ﺷﯾﺋﯾن :ﺣﻣل اﻟﻧﺳب ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر وﻻ وﻻﯾﺔ ﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ ،واﻻﺷﺗراك ﻓﻲ اﻟﻣﺎل وﻟﮫ ﻓﯾﮫ وﻻﯾﺔ ﻓﯾﺛﺑت
ﻛﺎﻟﻣﺷﺗري وإذا أﻗر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﻌﺗق ﻟم ﯾﻘﺑل إﻗراره ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﺛﻣن وﻟﻛﻧﮫ ﯾﻘﺑل ﻓﻲ ﺣق اﻟﻌﺗق.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻣﺎت وﺗرك اﺑﻧﯾن وﻟﮫ ﻋﻠﻰ آﺧر ﻣﺎﺋﺔ درھم ﻓﺄﻗر أﺣدھﻣﺎ أن أﺑوه ﻗﺑض ﻣﻧﮭﺎ ﺧﻣﺳﯾن ﻻ ﺷﻲء ﻟﻠﻣﻘر
وﻟﻶﺧر ﺧﻣﺳون" ﻷن ھذا إﻗرار ﺑﺎﻟدﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾت ﻷن اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء إﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﻘﺑض ﻣﺿﻣون ،ﻓﺈذا ﻛذﺑﮫ أﺧوه
اﺳﺗﻐرق اﻟدﯾن ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻛﻣﺎ ھو اﻟﻣذھب ﻋﻧدﻧﺎ ،ﻏﺎﯾﺔ اﻷﻣر أﻧﮭﻣﺎ ﺗﺻﺎدﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﻛون اﻟﻣﻘﺑوض ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،ﻟﻛن
اﻟﻣﻘر ﻟو رﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺑض ﺑﺷﻲء ﻟرﺟﻊ اﻟﻘﺎﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻐرﯾم ورﺟﻊ اﻟﻐرﯾم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘر ﻓﯾؤدي إﻟﻰ اﻟدور ،وﷲ
ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻠﺢ ص -190-
ﻗﺎل" :اﻟﺻﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺿرب :ﺻﻠﺢ ﻣﻊ إﻗرار ،وﺻﻠﺢ ﻣﻊ ﺳﻛوت ،وھو أن ﻻ ﯾﻘر اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ وﻻ ﯾﻧﻛر
اﻟﺻ ﱡ ﻠ ْ ﺢ ُ ﺧ َ ﯾ ْ ر ٌ { ]اﻟﻧﺳﺎء [128:وﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة
ﺗﻌﺎﻟﻰ} :
وﺻﻠﺢ ﻣﻊ إﻧﻛﺎر وﻛل ذﻟك ﺟﺎﺋز" ﻹطﻼق ﻗوﻟﮫ و َ
واﻟﺳﻼم" :ﻛل ﺻﻠﺢ ﺟﺎﺋز ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن إﻻ ﺻﻠﺣﺎ أﺣل ﺣراﻣﺎ أو ﺣرم ﺣﻼﻻ" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﻻ ﯾﺟوز ﻣﻊ
إﻧﻛﺎر أو ﺳﻛوت ﻟﻣﺎ روﯾﻧﺎ ،وھذا ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ ﻷن اﻟﺑدل ﻛﺎن ﺣﻼﻻ ﻋﻠﻰ اﻟداﻓﻊ ﺣراﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧذ ﻓﯾﻧﻘﻠب اﻷﻣر،
وﻷن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺎل ﻟﻘطﻊ اﻟﺧﺻوﻣﺔ وھذا رﺷوة .وﻟﻧﺎ ﻣﺎ ﺗﻠوﻧﺎ وأول ﻣﺎ روﯾﻧﺎ وﺗﺄوﯾل آﺧره أﺣل
ﺣراﻣﺎ ﻟﻌﯾﻧﮫ ﻛﺎﻟﺧﻣر أو ﺣرم ﺣﻼﻻ ﻟﻌﯾﻧﮫ ﻛﺎﻟﺻﻠﺢ ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﯾطﺄ اﻟﺿرة وﻷن ھذا ﺻﻠﺢ ﺑﻌد دﻋوى ﺻﺣﯾﺣﺔ
ﻓﯾﻘﺿﻰ ﺑﺟوازه ﻷن اﻟﻣدﻋﻲ ﯾﺄﺧذه ﻋوﺿﺎ ﻋن ﺣﻘﮫ ﻓﻲ زﻋﻣﮫ وھذا ﻣﺷروع ،واﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﯾدﻓﻌﮫ ﻟدﻓﻊ
اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻋن ﻧﻔﺳﮫ وھذا ﻣﺷروع أﯾﺿﺎ إذ اﻟﻣﺎل وﻗﺎﯾﺔ اﻷﻧﻔس ودﻓﻊ اﻟرﺷوة ﻟدﻓﻊ اﻟظﻠم أﻣر ﺟﺎﺋز.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن وﻗﻊ اﻟﺻﻠﺢ ﻋن إﻗرار اﻋﺗﺑر ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺎﻋﺎت إن وﻗﻊ ﻋن ﻣﺎل ﺑﻣﺎل" ﻟوﺟود ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺑﯾﻊ
وھو ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﻣﺎل ﺑﺎﻟﻣﺎل ﺑﺗراﺿﯾﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺑﺗراﺿﮭﻣﺎ "ﻓﺗﺟري ﻓﯾﮫ اﻟﺷﻔﻌﺔ إذا ﻛﺎن ﻋﻘﺎرا وﯾرد
ﺑﺎﻟﻌﯾب وﯾﺛﺑت ﻓﯾﮫ ﺧﯾﺎر اﻟﺷرط واﻟرؤﯾﺔ ،وﯾﻔﺳده ﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﺑدل" ﻷﻧﮭﺎ اﻟﻣﻔﺿﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ دون ﺟﮭﺎﻟﺔ
اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻋﻧﮫ ﻷﻧﮫ ﯾﺳﻘط ،وﯾﺷﺗرط اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺑدل "وإن ﻛﺎن ﻋن ﻣﺎل ﺑﻣﻧﺎﻓﻊ ﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎﻹﺟﺎرات" ﻟوﺟود
ﻣﻌﻧﻰ اﻹﺟﺎرة وھو ﺗﻣﻠﯾك اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﺑﻣﺎل واﻻﻋﺗﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ﻟﻣﻌﺎﻧﯾﮭﺎ ﻓﯾﺷﺗرط اﻟﺗوﻗﯾت ﻓﯾﮭﺎ وﯾﺑطل اﻟﺻﻠﺢ ﺑﻣوت
أﺣدھﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدة ﻷﻧﮫ إﺟﺎرة.
ﻗﺎل" :اﻟﺻﻠﺢ ﻋن اﻟﺳﻛوت واﻹﻧﻛﺎر ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻻﻓﺗداء اﻟﯾﻣﯾن وﻗطﻊ اﻟﺧﺻوﻣﺔ وﻓﻲ ﺣق اﻟﻣدﻋﻲ
ﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ.
"وﯾﺟوز أن ﯾﺧﺗﻠف ﺣﻛم اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺣﻘﮭﻣﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﺣﻛم اﻹﻗﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﻏﯾرھﻣﺎ" وھذا ﻓﻲ
اﻹﻧﻛﺎر ظﺎھر ،وﻛذا ﻓﻲ اﻟﺳﻛوت ﻓﻸﻧﮫ ﯾﺣﺗﻣل اﻹﻗرار واﻟﺟﺣود ﻓﻼ ﯾﺛﺑت ﻛوﻧﮫ ﻋرﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ﺑﺎﻟﺷك.
ﻗﺎل" :وإذا ﺻﺎﻟﺢ ﻋن دار ﻟم ﯾﺟب ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺷﻔﻌﺔ" ﻣﻌﻧﺎه إذا ﻛﺎن ﻋن إﻧﻛﺎر أو ﺳﻛوت ص -191-
ﻷﻧﮫ ﯾﺄﺧذھﺎ ﻋﻠﻰ أﺻل ﺣﻘﮫ وﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺎل دﻓﻌﺎ ﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﻣدﻋﻲ وزﻋم اﻟﻣدﻋﻲ ﻻ ﯾﻠزﻣﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺻﺎﻟﺢ
ﻋﻠﻰ دار ﺣﯾث ﯾﺟب ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻷن اﻟﻣدﻋﻲ ﯾﺄﺧذھﺎ ﻋوﺿﺎ ﻋن اﻟﻣﺎل ﻓﻛﺎن ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ﻓﺗﻠزﻣﮫ اﻟﺷﻔﻌﺔ
ﺑﺈﻗراره وإن ﻛﺎن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛذﺑﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎن اﻟﺻﻠﺢ ﻋن إﻗرار واﺳﺗﺣق ﺑﻌض اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻋﻧﮫ رﺟﻊ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺣﺻﺔ ذﻟك ﻣن اﻟﻌوض"
ﻷﻧﮫ ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ وﺣﻛم اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ھذا "وإن وﻗﻊ اﻟﺻﻠﺢ ﻋن ﺳﻛوت أو إﻧﻛﺎر ﻓﺎﺳﺗﺣق
اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﻓﯾﮫ رﺟﻊ اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﺎﻟﺧﺻوﻣﺔ ورد اﻟﻌوض" ﻷن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺎ ﺑذل اﻟﻌوض إﻻ ﻟﯾدﻓﻊ ﺧﺻوﻣﺗﮫ ﻋن
ﻧﻔﺳﮫ ،ﻓﺈذا ظﮭر اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﺗﺑﯾن أن ﻻ ﺧﺻوﻣﺔ ﻟﮫ ﻓﯾﺑﻘﻰ اﻟﻌوض ﻓﻲ ﯾده ﻏﯾر ﻣﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻏرﺿﮫ ﻓﯾﺳﺗرده،
وإن اﺳﺗﺣق ﺑﻌض ذﻟك رد ﺣﺻﺗﮫ ورﺟﻊ ﺑﺎﻟﺧﺻوﻣﺔ ﻓﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﺧﻼ اﻟﻌوض ﻓﻲ ھذا اﻟﻘدر ﻋن اﻟﻐرض .وﻟو
اﺳﺗﺣق اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﯾﮫ ﻋن إﻗرار رﺟﻊ ﺑﻛل اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻋﻧﮫ ﻷﻧﮫ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ،وإن اﺳﺗﺣق ﺑﻌﺿﮫ رﺟﻊ ﺑﺣﺻﺗﮫ .وإن
ﻛﺎن ا ﻟﺻﻠﺢ ﻋن إﻧﻛﺎر أو ﺳﻛوت رﺟﻊ إﻟﻰ اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﻛﻠﮫ أو ﺑﻘدر اﻟﻣﺳﺗﺣق إذا اﺳﺗﺣق ﺑﻌﺿﮫ ﻷن اﻟﻣﺑدل ﻓﯾﮫ
ھو اﻟدﻋوى ،وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺑﺎع ﻣﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻛﺎر ﺷﯾﺋﺎ ﺣﯾث ﯾرﺟﻊ ﺑﺎﻟﻣدﻋﻰ ﻷن اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ إﻗرار
ﻣﻧﮫ ﺑﺎﻟﺣق ﻟﮫ ،وﻻ ﻛذﻟك اﻟﺻﻠﺢ ﻷﻧﮫ ﻗد ﯾﻘﻊ ﻟدﻓﻊ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ،وﻟو ھﻠك ﺑدل اﻟﺻﻠﺢ ﻗﺑل اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﺎﻟﺟواب ﻓﯾﮫ
ﻛﺎﻟﺟواب ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن.
ﻗﺎل" :وإن ادﻋﻰ ﺣﻘﺎ ﻓﻲ دار وﻟم ﯾﺑﯾﻧﮫ ﻓﺻوﻟﺢ ﻣن ذﻟك ﺛم اﺳﺗﺣق ﺑﻌض اﻟدار ﻟم ﯾرد ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟﻌوض ﻷن
دﻋواه ﯾﺟوز أن ﯾﻛون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻘﻲ" ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا اﺳﺗﺣق ﻛﻠﮫ ﻷﻧﮫ ﯾﻌرى اﻟﻌوض ﻋﻧد ذﻟك ﻋن ﺷﻲء ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ ﻓﯾرﺟﻊ
ﺑﻛﻠﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗدﻣﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﺑﯾوع .وﻟو ادﻋﻰ دارا ﻓﺻﺎﻟﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﻗطﻌﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻟم ﯾﺻﺢ اﻟﺻﻠﺢ ﻷن ﻣﺎ ﻗﺑﺿﮫ ﻣن ﻋﯾن
ﺣﻘﮫ وھو ﻋﻠﻰ دﻋواه ﻓﻲ اﻟﺑﺎﻗﻲ .واﻟوﺟﮫ ﻓﯾﮫ أﺣد أﻣرﯾن :إﻣﺎ أن ﯾزﯾد درھﻣﺎ ﻓﻲ ﺑدل اﻟﺻﻠﺢ ﻓﯾﺻﯾر ذﻟك ﻋوﺿﺎ
ﻋن ﺣﻘﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻘﻲ ،أو ﯾﻠﺣق ﺑﮫ ذﻛر اﻟﺑراءة ﻋن دﻋوى اﻟﺑﺎﻗﻲ.
-192-أ َ ﺧ ِﯾﮫِ ﺷ َﻲ ْ ء ٌ ﻓ َﺎﺗ ﱢ ﺑ َﺎع ٌ { ]اﻟﺑﻘرة [178:اﻵﯾﺔ ﻗﺎل اﺑن ﻋﺑﺎس رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ :إﻧﮭﺎ ﻧزﻟت ص
ﻓﻲ اﻟﺻﻠﺢ ﻋن دم اﻟﻌﻣد وھو ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻧﻛﺎح ،ﺣﺗﻰ أن ﻣﺎ ﺻﻠﺢ ﻣﺳﻣﻰ ﻓﯾﮫ ﺻﻠﺢ ھﺎھﻧﺎ إذ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﺑﺎدﻟﺔ
اﻟﻣﺎل ﺑﻐﯾر اﻟﻣﺎل إﻻ أن ﻋﻧد ﻓﺳﺎد اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ھﻧﺎ ﯾﺻﺎر إﻟﻰ اﻟدﯾﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﻣوﺟب اﻟدم .وﻟو ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﻣر ﻻ ﯾﺟب
ﺷﻲء ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺟب ﺑﻣطﻠق اﻟﻌﻔو .وﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح ﯾﺟب ﻣﮭر اﻟﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن ﻷﻧﮫ اﻟﻣوﺟب اﻷﺻﻠﻲ ،وﯾﺟب ﻣﻊ
اﻟﺳﻛوت ﻋﻧﮫ ﺣﻛﻣﺎ ،وﯾدﺧل ﻓﻲ إطﻼق ﺟواب اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻔس وﻣﺎ دوﻧﮭﺎ ،وھذا ﺑﺧﻼف اﻟﺻﻠﺢ ﻋن ﺣق
اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﺣﯾث ﻻ ﯾﺻﺢ ﻷﻧﮫ ﺣق اﻟﺗﻣﻠك ،وﻻ ﺣق ﻓﻲ اﻟﻣﺣل ﻗﺑل اﻟﺗﻣﻠك .وأﻣﺎ اﻟﻘﺻﺎص ﻓﻣﻠك اﻟﻣﺣل ﻓﻲ
ﺣق اﻟﻔﻌل ﻓﯾﺻﺢ اﻻﻋﺗﯾﺎض ﻋﻧﮫ وإذا ﻟم ﯾﺻﺢ اﻟﺻﻠﺢ ﺗﺑطل اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺑطل ﺑﺎﻹﻋراض واﻟﺳﻛوت ،واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ
ﺑﺎﻟﻧﻔس ﺑﻣﻧزﻟﺔ ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺟب اﻟﻣﺎل ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ ﻋﻧﮫ ،ﻏﯾر أن ﻓﻲ ﺑطﻼن اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ رواﯾﺗﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋرف
ﻓﻲ ﻣوﺿﻌﮫ .وأﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ وھو ﺟﻧﺎﯾﺔ اﻟﺧطﺄ ﻓﻸن ﻣوﺟﺑﮭﺎ اﻟﻣﺎل ﻓﯾﺻﯾر ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺑﯾﻊ ،إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﺗﺻﺢ اﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ
ﻗدر اﻟدﯾﺔ ﻷﻧﮫ ﻣﻘدر ﺷرﻋﺎ ﻓﻼ ﯾﺟوز إﺑطﺎﻟﮫ ﻓﺗرد اﻟزﯾﺎدة ،ﺑﺧﻼف اﻟﺻﻠﺢ ﻋن اﻟﻘﺻﺎص ﺣﯾث ﺗﺟوز اﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ
ﻗدر اﻟدﯾﺔ ﻷن اﻟﻘﺻﺎص ﻟﯾس ﺑﻣﺎل وإﻧﻣﺎ ﯾﺗﻘوم ﺑﺎﻟﻌﻘد ،وھذا إذا ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ أﺣد ﻣﻘﺎدﯾر اﻟدﯾﺔ ،أﻣﺎ إذا ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ
ﻏﯾر ذﻟك ﺟﺎز ﻷﻧﮫ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ﺑﮭﺎ ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺑض ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس ﻛﻲ ﻻ ﯾﻛون اﻓﺗراﻗﺎ ﻋن دﯾن ﺑدﯾن .وﻟو ﻗﺿﻰ
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺄﺣد ﻣﻘﺎدﯾرھﺎ ﻓﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﺟﻧس آﺧر ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟزﯾﺎدة ﺟﺎز ﻷﻧﮫ ﺗﻌﯾن اﻟﺣق ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء ﻓﻛﺎن ﻣﺑﺎدﻟﺔ ﺑﺧﻼف
اﻟﺻﻠﺢ اﺑﺗداء ﻷن ﺗراﺿﯾﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎدﯾر ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺣق اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻓﻼ ﺗﺟوز اﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﯾن.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز ﻋن دﻋوى ﺣد" ﻷﻧﮫ ﺣق ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺣﻘﮫ ،وﻻ ﯾﺟوز اﻻﻋﺗﯾﺎض ﻋن ﺣق ﻏﯾره ،وﻟﮭذا ﻻ
ﯾﺟوز اﻻﻋﺗﯾﺎض إذا ادﻋت اﻟﻣرأة ﻧﺳب وﻟدھﺎ ﻷﻧﮫ ﺣق اﻟوﻟد ﻻ ﺣﻘﮭﺎ ،وﻛذا ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺻﻠﺢ ﻋﻣﺎ أﺷرﻋﮫ إﻟﻰ
طرﯾق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷﻧﮫ ﺣق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز أن ﯾﺻﺎﻟﺢ واﺣد ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔراد ﻋﻧﮫ؛ وﯾدﺧل ﻓﻲ إطﻼق اﻟﺟواب ﺣد
اﻟﻘذف ﻷن اﻟﻣﻐﻠب ﻓﯾﮫ ﺣق اﻟﺷرع.
ﻗﺎل" :وإذا ادﻋﻰ رﺟل ﻋﻠﻰ اﻣرأة ﻧﻛﺎﺣﺎ وھﻲ ﺗﺟﺣد ﻓﺻﺎﻟﺣﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﺑذﻟﺗﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﺗرك اﻟدﻋوى ﺟﺎز وﻛﺎن
ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺧﻠﻊ" ﻷﻧﮫ أﻣﻛن ﺗﺻﺣﯾﺣﮫ ﺧﻠﻌﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﮫ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ زﻋﻣﮫ وﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﮭﺎ ﺑدﻻ ﻟﻠﻣﺎل ﻟدﻓﻊ اﻟﺧﺻوﻣﺔ.
ﻗﺎﻟوا :وﻻ ﯾﺣل ﻟﮫ أن ﯾﺄﺧذ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ إذا ﻛﺎن ﻣﺑطﻼ ﻓﻲ دﻋواه.
ﻗﺎل" :وإذا ادﻋت اﻣرأة ﻋﻠﻰ رﺟل ﻧﻛﺎﺣﺎ ﻓﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﺑذﻟﮫ ﻟﮭﺎ ﺟﺎز" ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :ھﻛذا ذﻛر ﻓﻲ
ﺑﻌض ﻧﺳﺦ اﻟﻣﺧﺗﺻر ،وﻓﻲ ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻗﺎل :ﻟم ﯾﺟز .وﺟﮫ اﻷول أن
ﯾﺟﻌل زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﮭرھﺎ .وﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ أﻧﮫ ﺑذل ﻟﮭﺎ اﻟﻣﺎل ﻟﺗﺗرك اﻟدﻋوى ﻓﺈن ﺟﻌل ﺗرك ص -193-
اﻟدﻋوى ﻣﻧﮭﺎ ﻓرﻗﺔ ﻓﺎﻟزوج ﻻ ﯾﻌطﻲ اﻟﻌوض ﻓﻲ اﻟﻔرﻗﺔ ،وإن ﻟم ﯾﺟﻌل ﻓﺎﻟﺣﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺑل اﻟدﻋوى ﻓﻼ
ﺷﻲء ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ اﻟﻌوض ﻓﻠم ﯾﺻﺢ .ﻗﺎل" :وإن ادﻋﻰ ﻋﻠﻰ رﺟل أﻧﮫ ﻋﺑده ﻓﺻﺎﻟﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎل أﻋطﺎه ﺟﺎز وﻛﺎن ﻓﻲ
ﺣق اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻹﻋﺗﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺎل" ﻷﻧﮫ أﻣﻛن ﺗﺻﺣﯾﺣﮫ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟوﺟﮫ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ﻟزﻋﻣﮫ وﻟﮭذا ﯾﺻﺢ ﻋﻠﻰ
ﺣﯾوان ﻓﻲ اﻟذﻣﺔ إﻟﻰ أﺟل وﻓﻲ ﺣق اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﯾﻛون ﻟدﻓﻊ اﻟﺧﺻوﻣﺔ؛ ﻷﻧﮫ ﯾزﻋم أﻧﮫ ﺣر ﻓﺟﺎز إﻻ أﻧﮫ ﻻ وﻻء
ﻟﮫ ﻹﻧﻛﺎر اﻟﻌﺑد إﻻ أن ﯾﻘﯾم اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻓﺗﻘﺑل وﯾﺛﺑت اﻟوﻻء.
ﻗﺎل" :وإذا ﻗﺗل اﻟﻌﺑد اﻟﻣﺄذون ﻟﮫ رﺟﻼ ﻋﻣدا ﻟم ﯾﺟز ﻟﮫ أن ﯾﺻﺎﻟﺢ ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ،وإن ﻗﺗل ﻋﺑد ﻟﮫ رﺟﻼ ﻋﻣدا
ﻓﺻﺎﻟﺣﮫ ﺟﺎز" ووﺟﮫ اﻟﻔرق أن رﻗﺑﺗﮫ ﻟﯾﺳت ﻣن ﺗﺟﺎرﺗﮫ وﻟﮭذا ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﺑﯾﻌﺎ ﻓﻛذا اﺳﺗﺧﻼﺻﺎ ﺑﻣﺎل
اﻟﻣوﻟﻰ وﺻﺎر ﻛﺎﻷﺟﻧﺑﻲ ،أﻣﺎ ﻋﺑده ﻓﻣن ﺗﺟﺎرﺗﮫ وﺗﺻرﻓﮫ ﻓﯾﮫ ﻧﺎﻓذ ﺑﯾﻌﺎ ﻓﻛذا اﺳﺗﺧﻼﺻﺎ ،وھذا ﻷن اﻟﻣﺳﺗﺣق
ﻛﺎﻟزاﺋل ﻋن ﻣﻠﻛﮫ وھذا ﺷراؤه ﻓﯾﻣﻠﻛﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻏﺻب ﺛوﺑﺎ ﯾﮭودﯾﺎ ﻗﯾﻣﺗﮫ دون اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﺎﺳﺗﮭﻠﻛﮫ ﻓﺻﺎﻟﺣﮫ ﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺔ درھم ﺟﺎز ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ.
وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد :ﯾﺑطل اﻟﻔﺿل ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺗﮫ ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻐﺎﺑن اﻟﻧﺎس ﻓﯾﮫ" ﻷن اﻟواﺟب ھﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ وھﻲ
ﻣﻘدرة ﻓﺎﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗﻛون رﺑﺎ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﻋرض ﻷن اﻟزﯾﺎدة ﻻ ﺗظﮭر ﻋﻧد اﺧﺗﻼف اﻟﺟﻧس،
وﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﯾﺗﻐﺎﺑن اﻟﻧﺎس ﻓﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﯾدﺧل ﺗﺣت ﺗﻘوﯾم اﻟﻣﻘوﻣﯾن ﻓﻼ ﺗظﮭر اﻟزﯾﺎدة .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أن ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﮭﺎﻟك
ﺑﺎق ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن ﻋﺑدا وﺗرك أﺧذ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﯾﻛون اﻟﻛﻔن ﻋﻠﯾﮫ أو ﺣﻘﮫ ﻓﻲ ﻣﺛﻠﮫ ﺻورة وﻣﻌﻧﻰ ،ﻷن ﺿﻣﺎن اﻟﻌدوان
ﺑﺎﻟﻣﺛل ،وإﻧﻣﺎ ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء ﻓﻘﺑﻠﮫ إذا ﺗراﺿﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر ﻛﺎن اﻋﺗﯾﺎﺿﺎ ﻓﻼ ﯾﻛون رﺑﺎ ،ﺑﺧﻼف اﻟﺻﻠﺢ
ﺑﻌد اﻟﻘﺿﺎء ﻷن اﻟﺣق ﻗد اﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎن اﻟﻌﺑد ﺑﯾن رﺟﻠﯾن أﻋﺗﻘﮫ أﺣدھﻣﺎ وھو ﻣوﺳر ﻓﺻﺎﻟﺣﮫ اﻵﺧر ﻋﻠﻰ أﻛﺛر ﻣن ﻧﺻف ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻓﺎﻟﻔﺿل
ﺑﺎطل" وھذا ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ،وأﻣﺎ ﻋﻧدھﻣﺎ ﻓﻠﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ .واﻟﻔرق ﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺗق ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ
وﺗﻘدﯾر اﻟﺷرع ﻻ ﯾﻛون دون ﺗﻘدﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﯾﮫ ،وﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻷﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ
"وإن ﺻﺎﻟﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﻋروض ﺟﺎز" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾظﮭر اﻟﻔﺿل ،وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
واﻟﻣﺎل ﻻزم ﻟﻠﻣوﻛل" وﺗﺄوﯾل ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﺻﻠﺢ ﻋن دم اﻟﻌﻣد أو ﻛﺎن اﻟﺻﻠﺢ ص -194-
ﻋن ﺑﻌض ﻣﺎ ﯾدﻋﯾﮫ ﻣن اﻟدﯾن ﻷﻧﮫ إﺳﻘﺎط ﻣﺣض ﻓﻛﺎن اﻟوﻛﯾل ﻓﯾﮫ ﺳﻔﯾرا وﻣﻌﺑرا ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮫ ﻛﺎﻟوﻛﯾل
ﺑﺎﻟﻧﻛﺎح إﻻ أن ﯾﺿﻣﻧﮫ ﻷﻧﮫ ﺣﯾﻧﺋذ ھو ﻣؤاﺧذ ﺑﻌﻘد اﻟﺿﻣﺎن ﻻ ﺑﻌﻘد اﻟﺻﻠﺢ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺻﻠﺢ ﻋن ﻣﺎل ﺑﻣﺎل ﻓﮭو
ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﺗرﺟﻊ اﻟﺣﻘوق إﻟﻰ اﻟوﻛﯾل ﻓﯾﻛون اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﺎﻟﻣﺎل ھو اﻟوﻛﯾل دون اﻟﻣوﻛل.
ﻗﺎل" :وإن ﺻﺎﻟﺢ رﺟل ﻋﻧﮫ ﺑﻐﯾر أﻣره ﻓﮭو ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ أوﺟﮫ :إن ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻣﺎل وﺿﻣﻧﮫ ﺗم اﻟﺻﻠﺢ" ﻷن اﻟﺣﺎﺻل
ﻟﻠﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻟﯾس إﻻ اﻟﺑراءة وﻓﻲ ﺣﻘﮭﺎ ھو واﻷﺟﻧﺑﻲ ﺳواء ﻓﺻﻠﺢ أﺻﯾﻼ ﻓﯾﮫ إذا ﺿﻣﻧﮫ ،ﻛﺎﻟﻔﺿوﻟﻲ ﺑﺎﻟﺧﻠﻊ إذا
ﺿﻣن اﻟﺑدل وﯾﻛون ﻣﺗﺑرﻋﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻛﻣﺎ ﻟو ﺗﺑرع ﺑﻘﺿﺎء اﻟدﯾن ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺑﺄﻣره وﻻ ﯾﻛون ﻟﮭذا
اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﺷﻲء ﻣن اﻟﻣدﻋﻰ ،وإﻧﻣﺎ ذﻟك ﻟﻠذي ﻓﻲ ﯾده ﻷن ﺗﺻﺣﯾﺣﮫ ﺑطرﯾق اﻹﺳﻘﺎط ،وﻻ ﻓرق ﻓﻲ ھذا ﺑﯾن ﻣﺎ إذا
ﻛﺎن ﻣﻘرا أو ﻣﻧﻛرا "وﻛذﻟك إن ﻗﺎل ﺻﺎﻟﺣﺗك ﻋﻠﻰ أﻟﻔﻲ ھذه أو ﻋﻠﻰ ﻋﺑدي ھذا ﺻﺢ اﻟﺻﻠﺢ وﻟزﻣﮫ ﺗﺳﻠﯾﻣﮭﺎ"
ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ أﺿﺎﻓﮫ إﻟﻰ ﻣﺎل ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻘد اﻟﺗزم ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﻓﺻﺢ اﻟﺻﻠﺢ "وﻛذﻟك ﻟو ﻗﺎل ﻋﻠﻲ أﻟف وﺳﻠﻣﮭﺎ" ﻷن اﻟﺗﺳﻠﯾم إﻟﯾﮫ
ﯾوﺟب ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻌوض ﻟﮫ ﻓﯾﺗم اﻟﻌﻘد ﻟﺣﺻول ﻣﻘﺻوده "وﻟو ﻗﺎل ﺻﺎﻟﺣﺗك ﻋﻠﻰ أﻟف ﻓﺎﻟﻌﻘد ﻣوﻗوف ،ﻓﺈن أﺟﺎزه
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﺟﺎز وﻟزﻣﮫ اﻷﻟف ،وإن ﻟم ﯾﺟزه ﺑطل" ﻷن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻌﻘد إﻧﻣﺎ ھو اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻷن دﻓﻊ
اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺣﺎﺻل ﻟﮫ ،إﻻ أن اﻟﻔﺿوﻟﻲ ﯾﺻﯾر أﺻﯾﻼ ﺑواﺳطﺔ إﺿﺎﻓﺔ اﻟﺿﻣﺎن إﻟﻰ ﻧﻔﺳﮫ ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺿﻔﮫ ﺑﻘﻲ ﻋﺎﻗدا
ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟﻣطﻠوب ﻓﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ إﺟﺎزﺗﮫ.
ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :ووﺟﮫ آﺧر وھو أن ﯾﻘول ﺻﺎﻟﺣﺗك ﻋﻠﻰ ھذه اﻷﻟف أو ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻌﺑد وﻟم ﯾﻧﺳﺑﮫ إﻟﻰ ﻧﻔﺳﮫ
ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻋﯾﻧﮫ ﻟﻠﺗﺳﻠﯾم ﺻﺎر ﺷﺎرطﺎ ﺳﻼﻣﺗﮫ ﻟﮫ ﻓﯾﺗم ﺑﻘوﻟﮫ .وﻟو اﺳﺗﺣق اﻟﻌﺑد أو وﺟد ﺑﮫ ﻋﯾﺑﺎ ﻓرده ﻓﻼ ﺳﺑﯾل ﻟﮫ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻷﻧﮫ اﻟﺗزم اﻹﯾﻔﺎء ﻣن ﻣﺣل ﺑﻌﯾﻧﮫ وﻟم ﯾﻠﺗزم ﺷﯾﺋﺎ ﺳواه ،ﻓﺈن ﺳﻠم اﻟﻣﺣل ﻟﮫ ﺗم اﻟﺻﻠﺢ ،وإن ﻟم ﯾﺳﻠم
ﻟﮫ ﻟم ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺷﻲء .ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ دراھم ﻣﺳﻣﺎة وﺿﻣﻧﮭﺎ ودﻓﻌﮭﺎ ﺛم اﺳﺗﺣﻘت أو وﺟدھﺎ زﯾوﻓﺎ
ﺣﯾث ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﻷﻧﮫ ﺟﻌل ﻧﻔﺳﮫ أﺻﯾﻼ ﻓﻲ ﺣق اﻟﺿﻣﺎن وﻟﮭذا ﯾﺟﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺳﻠم ﻟﮫ ﻣﺎ ﺳﻠﻣﮫ ﯾرﺟﻊ
ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺑدﻟﮫ ،وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
درھم ﻓﺻﺎﻟﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ،وﻛﻣن ﻟﮫ ﻋﻠﻰ آﺧر أﻟف ﺟﯾﺎد ﻓﺻﺎﻟﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ص -195-
زﯾوف ﺟﺎز وﻛﺄﻧﮫ أﺑرأه ﻋن ﺑﻌض ﺣﻘﮫ" وھذا ﻷن ﺗﺻرف اﻟﻌﺎﻗل ﯾﺗﺣرى ﺗﺻﺣﯾﺣﮫ ﻣﺎ أﻣﻛن ،وﻻ وﺟﮫ
ﻟﺗﺻﺣﯾﺣﮫ ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻹﻓﺿﺎﺋﮫ إﻟﻰ اﻟرﺑﺎ ﻓﺟﻌل إﺳﻘﺎطﺎ ﻟﻠﺑﻌض ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ وﻟﻠﺑﻌض واﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
"وﻟو ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ أﻟف ﻣؤﺟﻠﺔ ﺟﺎز وﻛﺄﻧﮫ أﺟل ﻧﻔس اﻟﺣق" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺟﻌﻠﮫ ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻷن ﺑﯾﻊ اﻟدراھم ﺑﻣﺛﻠﮭﺎ
ﻧﺳﯾﺋﺔ ﻻ ﯾﺟوز ﻓﺣﻣﻠﻧﺎه ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺧﯾر "وﻟو ﺻﺎﻟﺣﮫ ﻋﻠﻰ دﻧﺎﻧﯾر إﻟﻰ ﺷﮭر ﻟم ﯾﺟز" ﻷن اﻟدﻧﺎﻧﯾر ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﺑﻌﻘد
اﻟﻣداﯾﻧﺔ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﺣﻣﻠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺧﯾر ،وﻻ وﺟﮫ ﻟﮫ ﺳوى اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ ،وﺑﯾﻊ اﻟدراھم ﺑﺎﻟدﻧﺎﻧﯾر ﻧﺳﯾﺋﺔ ﻻ ﯾﺟوز ﻓﻠم
ﯾﺻﺢ اﻟﺻﻠﺢ.
ﻗﺎل" :وﻟو ﻛﺎﻧت ﻟﮫ أﻟف ﻣؤﺟﻠﺔ ﻓﺻﺎﻟﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻟم ﯾﺟز" ﻷن اﻟﻣﻌﺟل ﺧﯾر ﻣن اﻟﻣؤﺟل وھو ﻏﯾر
ﻣﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻓﯾﻛون ﺑﺈزاء ﻣﺎ ﺣطﮫ ﻋﻧﮫ ،وذﻟك اﻋﺗﯾﺎض ﻋن اﻷﺟل وھو ﺣرام "وإن ﻛﺎن ﻟﮫ أﻟف ﺳود ﻓﺻﺎﻟﺣﮫ
ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﺑﯾض ﻟم ﯾﺟز" ﻷن اﻟﺑﯾض ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﺑﻌﻘد اﻟﻣداﯾﻧﺔ وھﻲ زاﺋدة وﺻﻔﺎ ﻓﯾﻛون ﻣﻌﺎوﺿﺔ اﻷﻟف
ﺑﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ وزﯾﺎدة وﺻف وھو رﺑﺎ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺻﺎﻟﺢ ﻋن اﻷﻟف اﻟﺑﯾض ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﺳود ﺣﯾث ﯾﺟوز ﻷﻧﮫ
إﺳﻘﺎط ﻛﻠﮫ ﻗدرا ووﺻﻔﺎ ،وﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﻗدر اﻟدﯾن وھو أﺟود ﻷﻧﮫ ﻣﻌﺎوﺿﺔ اﻟﻣﺛل ﺑﺎﻟﻣﺛل ،وﻻ ﻣﻌﺗﺑر
ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ إﻻ أﻧﮫ ﯾﺷﺗرط اﻟﻘﺑض ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس ،وﻟو ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ أﻟف درھم وﻣﺎﺋﺔ دﯾﻧﺎر ﻓﺻﺎﻟﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺔ درھم ﺣﺎﻟﺔ
أو إﻟﻰ ﺷﮭر ﺻﺢ اﻟﺻﻠﺢ ﻷﻧﮫ أﻣﻛن أن ﯾﺟﻌل إﺳﻘﺎطﺎ ﻟﻠدﻧﺎﻧﯾر ﻛﻠﮭﺎ واﻟدراھم إﻻ ﻣﺎﺋﺔ وﺗﺄﺟﯾﻼ ﻟﻠﺑﺎﻗﻲ ﻓﻼ ﯾﺟﻌل
ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﺗﺻﺣﯾﺣﺎ ﻟﻠﻌﻘد أو ﻷن ﻣﻌﻧﻰ اﻹﺳﻘﺎط ﻓﯾﮫ أﻟزم.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻟﮫ ﻋﻠﻰ آﺧر أﻟف درھم ﻓﻘﺎل أد إﻟﻲ ﻏدا ﻣﻧﮭﺎ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻋﻠﻰ أﻧك ﺑريء ﻣن اﻟﻔﺿل ﻓﻔﻌل ﻓﮭو
ﺑريء ،ﻓﺈن ﻟم ﯾدﻓﻊ إﻟﯾﮫ اﻟﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻏدا ﻋﺎد ﻋﻠﯾﮫ اﻷﻟف وھو ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﻻ
ﯾﻌود ﻋﻠﯾﮫ" ﻷﻧﮫ إﺑراء ﻣطﻠق؛ أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﺟﻌل أداء اﻟﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻋوﺿﺎ ﺣﯾث ذﻛره ﺑﻛﻠﻣﺔ ﻋﻠﻰ وھﻲ ﻟﻠﻣﻌﺎوﺿﺔ،
واﻷداء ﻻ ﯾﺻﺢ ﻋوﺿﺎ ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺟرى وﺟوده ﻣﺟرى ﻋدﻣﮫ ﻓﺑﻘﻲ اﻹﺑراء ﻣطﻠﻘﺎ ﻓﻼ ﯾﻌود ﻛﻣﺎ إذا ﺑدأ
ﺑﺎﻹﺑراء .وﻟﮭﻣﺎ أن ھذا إﺑراء ﻣﻘﯾد ﺑﺎﻟﺷرط ﻓﯾﻔوت ﺑﻔواﺗﮫ ﻷﻧﮫ ﺑدأ ﺑﺄداء اﻟﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﻐد وأﻧﮫ ﯾﺻﻠﺢ ﻏرﺿﺎ
ﺣذار إﻓﻼﺳﮫ وﺗوﺳﻼ إﻟﻰ ﺗﺟﺎرة أرﺑﺢ ﻣﻧﮫ ،وﻛﻠﻣﺔ ﻋﻠﻰ إن ﻛﺎﻧت ﻟﻠﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻓﮭﻲ ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟﻠﺷرط ﻟوﺟود ﻣﻌﻧﻰ
اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﯾﮫ ﻓﯾﺣﻣل ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻧد ﺗﻌذر اﻟﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ ﺗﺻﺣﯾﺣﺎ ﻟﺗﺻرﻓﮫ أو ﻷﻧﮫ ﻣﺗﻌﺎرف ،واﻹﺑراء ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻘﯾد
ﺑﺎﻟﺷرط وإن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣواﻟﺔ ،وﺳﺗﺧرج اﻟﺑداءة ﺑﺎﻹﺑراء إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :وھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺟوه :أﺣدھﺎ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه.
واﻟﺛﺎﻧﻲ :إذا ﻗﺎل ﺻﺎﻟﺣﺗك ﻣن اﻷﻟف ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﺗدﻓﻌﮭﺎ إﻟﻲ ﻏدا وأﻧت ﺑريء ﻣن ص -196-
اﻟﻔﺿل ﻋﻠﻰ أﻧك إن ﻟم ﺗدﻓﻌﮭﺎ إﻟﻲ ﻏدا ﻓﺎﻷﻟف ﻋﻠﯾك ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﮫ .وﺟواﺑﮫ أن اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎل ﻷﻧﮫ أﺗﻰ ﺑﺻرﯾﺢ
اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﯾﻌﻣل ﺑﮫ.
واﻟﺛﺎﻟث :إذا ﻗﺎل أﺑرأﺗك ﻣن ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻷﻟف ﻋﻠﻰ أن ﺗﻌطﯾﻧﻲ اﻟﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻏدا واﻹﺑراء ﻓﯾﮫ واﻗﻊ أﻋطﻰ
اﻟﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ أو ﻟم ﯾﻌط ﻷﻧﮫ أطﻠق اﻹﺑراء أوﻻ ،وأداء اﻟﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻻ ﯾﺻﻠﺢ ﻋوﺿﺎ ﻣطﻠﻘﺎ وﻟﻛﻧﮫ ﯾﺻﻠﺢ ﺷرطﺎ ﻓوﻗﻊ
اﻟﺷك ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾده ﺑﺎﻟﺷرط ﻓﻼ ﯾﺗﻘﯾد ﺑﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺑدأ ﺑﺄداء ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻷن اﻹﺑراء ﺣﺻل ﻣﻘروﻧﺎ ﺑﮫ ،ﻓﻣن ﺣﯾث
إﻧﮫ ﻻ ﯾﺻﻠﺢ ﻋوﺿﺎ ﯾﻘﻊ ﻣطﻠﻘﺎ ،وﻣن ﺣﯾث إﻧﮫ ﯾﺻﻠﺢ ﺷرطﺎ ﻻ ﯾﻘﻊ ﻣطﻠﻘﺎ ﻓﻼ ﯾﺛﺑت اﻹطﻼق ﺑﺎﻟﺷك ﻓﺎﻓﺗرﻗﺎ.
واﻟراﺑﻊ :إذا ﻗﺎل أد إﻟﻲ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻋﻠﻰ أﻧك ﺑريء ﻣن اﻟﻔﺿل وﻟم ﯾؤﻗت ﻟﻸداء وﻗﺗﺎ .وﺟواﺑﮫ أﻧﮫ ﯾﺻﺢ اﻹﺑراء
وﻻ ﯾﻌود اﻟدﯾن ﻷن ھذا إﺑراء ﻣطﻠق ،ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻟم ﯾؤﻗت ﻟﻸداء وﻗﺗﺎ ﻻ ﯾﻛون اﻷداء ﻏرﺿﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻷﻧﮫ واﺟب
ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﻣطﻠق اﻷزﻣﺎن ﻓﻠم ﯾﺗﻘﯾد ﺑل ﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ وﻻ ﯾﺻﻠﺢ ﻋوﺿﺎ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻷن اﻷداء ﻓﻲ
اﻟﻐد ﻏرض ﺻﺣﯾﺢ.
واﻟﺧﺎﻣس :إذا ﻗﺎل إن أدﯾت إﻟﻲ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ أو ﻗﺎل إذا أدﯾت أو ﻣﺗﻰ أدﯾت .ﻓﺎﻟﺟواب ﻓﯾﮫ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ اﻹﺑراء ﻷﻧﮫ
ﻋﻠﻘﮫ ﺑﺎﻟﺷرط ﺻرﯾﺣﺎ ،وﺗﻌﻠﯾق اﻟﺑراءات ﺑﺎﻟﺷروط ﺑﺎطل ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﻣﻠﯾك ﺣﺗﻰ ﯾرﺗد ﺑﺎﻟرد ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ
ﺗﻘدم ﻷﻧﮫ ﻣﺎ أﺗﻰ ﺑﺻرﯾﺢ اﻟﺷرط ﻓﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻗﺎل ﻵﺧر ﻻ أﻗر ﻟك ﺑﻣﺎﻟك ﺣﺗﻰ ﺗؤﺧره ﻋﻧﻲ أو ﺗﺣط ﻋﻧﻲ ﻓﻔﻌل ﺟﺎز ﻋﻠﯾﮫ" ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﻣﻛره،
وﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ إذا ﻗﺎل ذﻟك ﺳرا ،أﻣﺎ إذا ﻗﺎل ﻋﻼﻧﯾﺔ ﯾؤﺧذ ﺑﮫ.
ﻓﯾﻣﻠﻛﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﻧﻔذ ﺗﺻرﻓﮫ ﻓﯾﮫ وﯾﺿﻣن ﻟﺷرﯾﻛﮫ ﺣﺻﺗﮫ ،واﻟدﯾن اﻟﻣﺷﺗرك ﯾﻛون واﺟﺑﺎ ص -197-
ﺑﺳﺑب ﻣﺗﺣد ﻛﺛﻣن اﻟﻣﺑﯾﻊ إذا ﻛﺎن ﺻﻔﻘﺔ واﺣدة وﺛﻣن اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺷﺗرك واﻟﻣوروث ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ وﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﮭﻠك
اﻟﻣﺷﺗرك .إذا ﻋرﻓﻧﺎ ھذا ﻓﻧﻘول ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻛﺗﺎب :ﻟﮫ أن ﯾﺗﺑﻊ اﻟذي ﻋﻠﯾﮫ اﻷﺻل ﻷن ﻧﺻﯾﺑﮫ ﺑﺎق ﻓﻲ ذﻣﺗﮫ ﻷن
اﻟﻘﺎﺑض ﻗﺑض ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻟﻛن ﻟﮫ ﺣق اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ،وإن ﺷﺎء أﺧذ ﻧﺻف اﻟﺛوب ﻷن ﻟﮫ ﺣق اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ إﻻ أن ﯾﺿﻣن ﻟﮫ
ﺷرﯾﻛﮫ رﺑﻊ اﻟدﯾن ﻷن ﺣﻘﮫ ﻓﻲ ذﻟك.
ﻗﺎل" :وﻟو اﺳﺗوﻓﻰ ﻧﺻف ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻣن اﻟدﯾن ﻛﺎن ﻟﺷرﯾﻛﮫ أن ﯾﺷﺎرﻛﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﻗﺑض" ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ "ﺛم ﯾرﺟﻌﺎن ﻋﻠﻰ
اﻟﻐرﯾم ﺑﺎﻟﺑﺎﻗﻲ" ﻷﻧﮭﻣﺎ ﻟﻣﺎ اﺷﺗرﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺑوض ﻻ ﺑد أن ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرﻛﺔ.
ﻗﺎل" :وﻟو اﺷﺗرى أﺣدھﻣﺎ ﺑﻧﺻﯾﺑﮫ ﻣن اﻟدﯾن ﺳﻠﻌﺔ ﻛﺎن ﻟﺷرﯾﻛﮫ أن ﯾﺿﻣﻧﮫ رﺑﻊ اﻟدﯾن" ﻷﻧﮫ ﺻﺎر ﻗﺎﺑﺿﺎ ﺣﻘﮫ
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﻛﺎﻣﻼ ،ﻷن ﻣﺑﻧﻰ اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎﻛﺳﺔ ﺑﺧﻼف اﻟﺻﻠﺢ ﻷن ﻣﺑﻧﺎه ﻋﻠﻰ اﻹﻏﻣﺎض واﻟﺣطﯾطﺔ ،ﻓﻠو أﻟزﻣﻧﺎه
دﻓﻊ رﺑﻊ اﻟدﯾن ﯾﺗﺿرر ﺑﮫ ﻓﯾﺗﺧﯾر اﻟﻘﺎﺑض ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ،وﻻ ﺳﺑﯾل ﻟﻠﺷرﯾك ﻋﻠﻰ اﻟﺛوب ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﻷﻧﮫ ﻣﻠﻛﮫ ﺑﻌﻘده
واﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﯾن ﺛﻣﻧﮫ وﺑﯾن اﻟدﯾن .وﻟﻠﺷرﯾك أن ﯾﺗﺑﻊ اﻟﻐرﯾم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻷن ﺣﻘﮫ ﻓﻲ ذﻣﺗﮫ ﺑﺎق
ﻷن اﻟﻘﺎﺑض اﺳﺗوﻓﻰ ﻧﺻﯾﺑﮫ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻛن ﻟﮫ ﺣق اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻠﮫ أن ﻻ ﯾﺷﺎرﻛﮫ ،ﻓﻠو ﺳﻠم ﻟﮫ ﻣﺎ ﻗﺑض ﺛم ﺗوى ﻣﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻐرﯾم ﻟﮫ أن ﯾﺷﺎرك اﻟﻘﺎﺑض ﻷﻧﮫ رﺿﻲ ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم ﻟﯾﺳﻠم ﻟﮫ ﻣﺎ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻐرﯾم وﻟم ﯾﺳﻠم ،وﻟو وﻗﻌت اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑدﯾن
ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻗﺑل ﻟم ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺷرﯾك ﻷﻧﮫ ﻗﺎض ﺑﻧﺻﯾﺑﮫ ﻻ ﻣﻘﺗض ،وﻟو أﺑرأه ﻋن ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻓﻛذﻟك ﻷﻧﮫ إﺗﻼف
وﻟﯾس ﺑﻘﺑض ،وﻟو أﺑرأه ﻋن اﻟﺑﻌض ﻛﺎﻧت ﻗﺳﻣﺔ اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣن اﻟﺳﮭﺎم ،وﻟو أﺧر أﺣدھﻣﺎ ﻋن ﻧﺻﯾﺑﮫ
ﺻﺢ ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف اﻋﺗﺑﺎرا ﺑﺎﻹﺑراء اﻟﻣطﻠق ،وﻻ ﯾﺻﺢ ﻋﻧدھﻣﺎ ﻷﻧﮫ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻗﺳﻣﺔ اﻟدﯾن ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ،وﻟو
ﻏﺻب أﺣدھﻣﺎ ﻋﯾﻧﺎ ﻣﻧﮫ أو اﺷﺗراھﺎ ﺷراء ﻓﺎﺳدا وھﻠك ﻓﻲ ﯾده ﻓﮭو ﻗﺑض واﻻﺳﺗﺋﺟﺎر ﺑﻧﺻﯾﺑﮫ ﻗﺑض ،وﻛذا
اﻹﺣراق ﻋﻧد ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ ﺧﻼﻓﺎ ﻷﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ واﻟﺗزوج ﺑﮫ إﺗﻼف ﻓﻲ ظﺎھر اﻟرواﯾﺔ ،وﻛذا اﻟﺻﻠﺢ
ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﺟﻧﺎﯾﺔ اﻟﻌﻣد.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎن اﻟﺳﻠم ﺑﯾن ﺷرﯾﻛﯾن ﻓﺻﺎﻟﺢ أﺣدھﻣﺎ ﻣن ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل ﻟم ﯾﺟز ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد
رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾﺟوز اﻟﺻﻠﺢ" اﻋﺗﺑﺎرا ﺑ ﺳﺎﺋر اﻟدﯾون ،وﺑﻣﺎ إذا اﺷﺗرﯾﺎ ﻋﺑدا ﻓﺄﻗﺎل
أﺣدھﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﺻﯾﺑﮫ .وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﻟو ﺟﺎز ﻓﻲ ﻧﺻﯾﺑﮫ ﺧﺎﺻﺔ ﯾﻛون ﻗﺳﻣﺔ اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟذﻣﺔ ،وﻟو ﺟﺎز ﻓﻲ ﻧﺻﯾﺑﮭﻣﺎ ﻻ ﺑد
ﻣن إﺟﺎزة اﻵﺧر ﺑﺧﻼف ﺷراء اﻟﻌﯾن ،وھذا ﻷن اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾﮫ ﺻﺎر واﺟﺑﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘد واﻟﻌﻘد ﻗﺎم ﺑﮭﻣﺎ ﻓﻼ ﯾﻧﻔرد أﺣدھﻣﺎ
ﺑرﻓﻌﮫ ،وﻷﻧﮫ ﻟو ﺟﺎز ﻟﺷﺎرﻛﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺑوض ،ﻓﺈذا ﺷﺎرﻛﮫ ﻓﯾﮫ رﺟﻊ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﻣن ﻋﻠﯾﮫ ﺑذﻟك ﻓﯾؤدي
إﻟﻰ ﻋود اﻟﺳﻠم ﺑﻌد ﺳﻘوطﮫ .ﻗﺎﻟوا :ھذا إذا ﺧﻠطﺎ رأس اﻟﻣﺎل ،ﻓﺈن ﻟم ﯾﻛوﻧﺎ ﻗد ﺧﻠطﺎه ص -198-
ﻓﻌﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻷول ھو ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻼف ،وﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ ھو ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺿﺎرب إﻻ أن ﯾﺄذن ﻟﮫ رب اﻟﻣﺎل أو ﯾﻘول ﻟﮫ اﻋﻣل ﺑرأﯾك" ﻷن اﻟﺷﻲء ﻻ ص -202-
ﯾﺗﺿﻣن ﻣﺛﻠﮫ ﻟﺗﺳﺎوﯾﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘوة ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﯾﮫ أو اﻟﺗﻔوﯾض اﻟﻣطﻠق إﻟﯾﮫ وﻛﺎن ﻛﺎﻟﺗوﻛﯾل ،ﻓﺈن اﻟوﻛﯾل
ﻻ ﯾﻣﻠك أن ﯾوﻛل ﻏﯾره إﻻ إذا ﻗﯾل ﻟﮫ اﻋﻣل ﺑرأﯾك ،ﺑﺧﻼف اﻹﯾداع واﻹﺑﺿﺎع ﻷﻧﮫ دوﻧﮫ ﻓﯾﺗﺿﻣﻧﮫ ،وﺑﺧﻼف
اﻹﻗراض ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻠﻛﮫ .وإن ﻗﯾل ﻟﮫ اﻋﻣل ﺑرأﯾك ﻷن اﻟﻣراد ﻣﻧﮫ اﻟﺗﻌﻣﯾم ﻓﯾﻣﺎ ھو ﻣن ﺻﻧﯾﻊ اﻟﺗﺟﺎر وﻟﯾس
اﻹﻗرار ﻣﻧﮫ وھو ﺗﺑرع ﻛﺎﻟﮭﺑﺔ واﻟﺻدﻗﺔ ﻓﻼ ﯾﺣﺻل ﺑﮫ اﻟﻐرض وھو اﻟرﺑﺢ ﻷﻧﮫ ﻻ ﺗﺟوز اﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﯾﮫ ،أﻣﺎ اﻟدﻓﻊ
ﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻣن ﺻﻧﯾﻌﮭم ،وﻛذا اﻟﺷرﻛﺔ واﻟﺧﻠط ﺑﻣﺎل ﻧﻔﺳﮫ ﻓﯾدﺧل ﺗﺣت ھذا اﻟﻘول.
ﻗﺎل" :وإن ﺧص ﻟﮫ رب اﻟﻣﺎل اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﺑﻠد ﺑﻌﯾﻧﮫ أو ﻓﻲ ﺳﻠﻌﺔ ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ ﻟم ﯾﺟز ﻟﮫ أن ﯾﺗﺟﺎوزھﺎ" ﻷﻧﮫ ﺗوﻛﯾل.
وﻓﻲ اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻓﺎﺋدة ﻓﯾﺗﺧﺻص ،وﻛذا ﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾدﻓﻌﮫ ﺑﺿﺎﻋﺔ إﻟﻰ ﻣن ﯾﺧرﺟﮭﺎ ﻣن ﺗﻠك اﻟﺑﻠدة ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻠك
اﻹﺧراج ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻓﻼ ﯾﻣﻠك ﺗﻔوﯾﺿﮫ إﻟﻰ ﻏﯾره.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﺧرج إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك اﻟﺑﻠد ﻓﺎﺷﺗرى ﺿﻣن" وﻛﺎن ذﻟك ﻟﮫ ،وﻟﮫ رﺑﺣﮫ ﻷﻧﮫ ﺗﺻرف ﺑﻐﯾر أﻣره وإن ﻟم
ﯾﺷﺗر ﺣﺗﻰ رده إﻟﻰ اﻟﻛوﻓﺔ وھﻲ اﻟﺗﻲ ﻋﯾﻧﮭﺎ ﺑرئ ﻣن اﻟﺿﻣﺎن ﻛﺎﻟﻣودع إذا ﺧﺎﻟف ﻓﻲ اﻟودﯾﻌﺔ ﺛم ﺗرك ورﺟﻊ
اﻟﻣﺎل ﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﮫ ﻟﺑﻘﺎﺋﮫ ﻓﻲ ﯾده ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﺳﺎﺑق ،وﻛذا إذا رد ﺑﻌﺿﮫ واﺷﺗرى ﺑﺑﻌﺿﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺻر ﻛﺎن
اﻟﻣردود واﻟﻣﺷﺗرى ﻓﻲ اﻟﻣﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ،ﺛم ﺷرط اﻟﺷراء ﺑﮭﺎ ھﺎھﻧﺎ وھو رواﯾﺔ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر،
وﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺿﻣﻧﮫ ﺑﻧﻔس اﻹﺧراج .واﻟﺻﺣﯾﺢ أن ﺑﺎﻟﺷراء ﯾﺗﻘرر اﻟﺿﻣﺎن ﻟزوال اﺣﺗﻣﺎل اﻟرد إﻟﻰ
اﻟﻣﺻر اﻟذي ﻋﯾﻧﮫ.
أﻣﺎ اﻟﺿﻣﺎن ﻓوﺟوﺑﮫ ﺑﻧﻔس اﻹﺧراج ،وإﻧﻣﺎ ﺷرط اﻟﺷراء ﻟﻠﺗﻘرر ﻻ ﻷﺻل اﻟوﺟوب ،وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻗﺎل ﻋﻠﻰ
أن ﯾﺷﺗري ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻛوﻓﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻷن اﻟﻣﺻر ﻣﻊ ﺗﺑﺎﯾن أطراﻓﮫ ﻛﺑﻘﻌﺔ واﺣدة ﻓﻼ ﯾﻔﯾد اﻟﺗﻘﯾﯾد ،إﻻ
إذا ﺻرح ﺑﺎﻟﻧﮭﻲ ﺑﺄن ﻗﺎل اﻋﻣل ﻓﻲ اﻟﺳوق وﻻ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﺳوق ﻷﻧﮫ ﺻرح ﺑﺎﻟﺣﺟر واﻟوﻻﯾﺔ إﻟﯾﮫ وﻣﻌﻧﻰ
اﻟﺗﺧﺻﯾص أن ﯾﻘول ﻟﮫ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻌﻣل ﻛذا أو ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻛذا ،وﻛذا إذا ﻗﺎل ﺧذ ھذا اﻟﻣﺎل ﺗﻌﻣل ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻛوﻓﺔ ﻷﻧﮫ
ﺗﻔﺳﯾر ﻟﮫ ،أو ﻗﺎل ﻓﺎﻋﻣل ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻛوﻓﺔ ﻷن اﻟﻔﺎء ﻟﻠوﺻل أو ﻗﺎل ﺧذه ﺑﺎﻟﻧﺻف ﺑﺎﻟﻛوﻓﺔ ﻷن اﻟﺑﺎء ﻟﻺﻟﺻﺎق.
أﻣﺎ إذا ﻗﺎل ﺧذ ھذا اﻟﻣﺎل واﻋﻣل ﺑﮫ ﺑﺎﻟﻛوﻓﺔ ﻓﻠﮫ أن ﯾﻌﻣل ﻓﯾﮭﺎ وﻓﻲ ﻏﯾرھﺎ ﻷن اﻟواو ﻟﻠﻌطف ﻓﯾﺻﯾر ﺑﻣﻧزﻟﺔ
اﻟﻣﺷورة ،وﻟو ﻗﺎل ﻋﻠﻰ أن ﺗﺷﺗري ﻣن ﻓﻼن وﺗﺑﯾﻊ ﻣﻧﮫ ﺻﺢ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻷﻧﮫ ﻣﻔﯾد ﻟزﯾﺎدة اﻟﺛﻘﺔ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﺑﺧﻼف
ﻣﺎ إذا ﻗﺎل ﻋﻠﻰ أن ﺗﺷﺗري ﺑﮭﺎ ﻣن أھل اﻟﻛوﻓﺔ
أو دﻓﻊ ﻓﻲ اﻟﺻرف ﻋﻠﻰ أن ﯾﺷﺗري ﺑﮫ ﻣن اﻟﺻﯾﺎرﻓﺔ وﯾﺑﯾﻊ ﻣﻧﮭم ﻓﺑﺎع ﺑﺎﻟﻛوﻓﺔ ﻣن ص -203-
ﻏﯾر أھﻠﮭﺎ أو ﻣن ﻏﯾر اﻟﺻﯾﺎرﻓﺔ ﺟﺎز؛ ﻷن ﻓﺎﺋدة اﻷول اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟﻣﻛﺎن ،وﻓﺎﺋدة اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟﻧوع ،وھذا ھو
اﻟﻣراد ﻋرﻓﺎ ﻻ ﻓﯾﻣﺎ وراء ذﻟك.
ﻗﺎل" :وﻛذﻟك إن وﻗت ﻟﻠﻣﺿﺎرﺑﺔ وﻗﺗﺎ ﺑﻌﯾﻧﮫ ﯾﺑطل اﻟﻌﻘد ﺑﻣﺿﯾﮫ" ﻷﻧﮫ ﺗوﻛﯾل ﻓﯾﺗوﻗت ﺑﻣﺎ وﻗﺗﮫ واﻟﺗوﻗﯾت ﻣﻔﯾد
وأﻧﮫ ﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟزﻣﺎن ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟﻧوع واﻟﻣﻛﺎن.
ﻗﺎل" :وﻟﯾس ﻟﻠﻣﺿﺎرب أن ﯾﺷﺗري ﻣن ﯾﻌﺗق ﻋﻠﻰ رب اﻟﻣﺎل ﻟﻘراﺑﺔ أو ﻏﯾرھﺎ" ﻷن اﻟﻌﻘد وﺿﻊ ﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟرﺑﺢ
وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﻣرة ﺑﻌد أﺧرى ،وﻻ ﯾﺗﺣﻘق ﻓﯾﮫ ﻟﻌﺗﻘﮫ وﻟﮭذا ﻻ ﯾدﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺷراء ﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻠك ﺑﺎﻟﻘﺑض
ﻛﺷراء اﻟﺧﻣر واﻟﺷراء ﺑﺎﻟﻣﯾﺗﺔ .ﺑﺧﻼف اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻔﺎﺳد ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻛﻧﮫ ﺑﯾﻌﮫ ﺑﻌد ﻗﺑﺿﮫ ﻓﯾﺗﺣﻘق اﻟﻣﻘﺻود.
ﻗﺎل" :وﻟو ﻓﻌل ﺻﺎر ﻣﺷﺗرﯾﺎ ﻟﻧﻔﺳﮫ دون اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ" ﻷن اﻟﺷراء ﻣﺗﻰ وﺟد ﻧﻔﺎذا ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻧﻔذ ﻋﻠﯾﮫ
ﻛﺎﻟوﻛﯾل ﺑﺎﻟﺷراء إذا ﺧﺎﻟف.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺎل رﺑﺢ ﻟم ﯾﺟز ﻟﮫ أن ﯾﺷﺗري ﻣن ﯾﻌﺗق ﻋﻠﯾﮫ" ﻷﻧﮫ ﯾﻌﺗق ﻋﻠﯾﮫ ﻧﺻﯾﺑﮫ وﯾﻔﺳد ﻧﺻﯾب رب
اﻟﻣﺎل أو ﯾﻌﺗق ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﻼف اﻟﻣﻌروف ﻓﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟﺗﺻرف ﻓﻼ ﯾﺣﺻل اﻟﻣﻘﺻود "وإن اﺷﺗراھم ﺿﻣن ﻣﺎل
اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ" ﻷﻧﮫ ﯾﺻﯾر ﻣﺷﺗرﯾﺎ اﻟﻌﺑد ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻓﯾﺿﻣن ﺑﺎﻟﻧﻘد ﻣن ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ وإن ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ اﻟﻣﺎل رﺑﺢ ﺟﺎز أن
ﯾﺷﺗرﯾﮭم ﻷﻧﮫ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﺻرف ،إذ ﻻ ﺷرﻛﺔ ﻟﮫ ﻓﯾﮫ ﻟﯾﻌﺗق ﻋﻠﯾﮫ "ﻓﺈن زادت ﻗﯾﻣﺗﮭم ﺑﻌد اﻟﺷراء ﻋﺗق ﻧﺻﯾﺑﮫ
ﻣﻧﮭم" ﻟﻣﻠﻛﮫ ﺑﻌض ﻗرﯾﺑﮫ "وﻟم ﯾﺿﻣن ﻟرب اﻟﻣﺎل ﺷﯾﺋﺎ" ﻷﻧﮫ ﻻ ﺻﻧﻊ ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻘﯾﻣﺔ وﻻ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ
اﻟزﯾﺎدة ،ﻷن ھذا ﺷﻲء ﯾﺛﺑت ﻣن طرﯾق اﻟﺣﻛم ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ورﺛﮫ ﻣﻊ ﻏﯾره "وﯾﺳﻌﻰ اﻟﻌﺑد ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ ﻧﺻﯾﺑﮫ
ﻣﻧﮫ" ﻷﻧﮫ اﺣﺗﺳﺑت ﻣﺎﻟﯾﺗﮫ ﻋﻧده ﻓﯾﺳﻌﻰ ﻓﯾﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟورﺛﺔ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﻊ اﻟﻣﺿﺎرب أﻟف ﺑﺎﻟﻧﺻف ﻓﺎﺷﺗرى ﺑﮭﺎ ﺟﺎرﯾﺔ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ أﻟف ﻓوطﺋﮭﺎ ﻓﺟﺎءت ﺑوﻟد ﯾﺳﺎوي أﻟﻔﺎ
ﻓﺎدﻋﺎه ﺛم ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐﻼم أﻟﻔﺎ وﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ واﻟﻣدﻋﻲ ﻣوﺳر ،ﻓﺈن ﺷﺎء رب اﻟﻣﺎل اﺳﺗﺳﻌﻰ اﻟﻐﻼم ﻓﻲ أﻟف
وﻣﺎﺋﺗﯾن وﺧﻣﺳﯾن ،وإن ﺷﺎء أﻋﺗق" ووﺟﮫ ذﻟك أن اﻟدﻋوة ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻓﻲ اﻟظﺎھر ﺣﻣﻼ ﻋﻠﻰ ﻓراش اﻟﻧﻛﺎح ،ﻟﻛﻧﮫ
ﻟم ﯾﻧﻔذ ﻟﻔﻘد ﺷرطﮫ وھو اﻟﻣﻠك ﻟﻌدم ظﮭور اﻟرﺑﺢ ﻷن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ :أﻋﻧﻲ اﻷم واﻟوﻟد ﻣﺳﺗﺣق ﺑرأس اﻟﻣﺎل،
ﻛﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ إذا ﺻﺎر أﻋﯾﺎﻧﺎ ﻛل ﻋﯾن ﻣﻧﮭﺎ ﯾﺳﺎوي رأس اﻟﻣﺎل ﻻ ﯾظﮭر اﻟرﺑﺢ ﻛذا ھذا ،ﻓﺈذا زادت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻐﻼم
اﻵن ظﮭر اﻟرﺑﺢ ﻓﻧﻔذت اﻟدﻋوة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا أﻋﺗق اﻟوﻟد ﺛم ازدادت اﻟﻘﯾﻣﺔ .ﻷن ذﻟك إﻧﺷﺎء اﻟﻌﺗق ،ﻓﺈذا
ﺑطل ﻟﻌدم اﻟﻣﻠك ﻻ ﯾﻧﻔذ ﺑﻌد ذﻟك ﺑﺣدوث اﻟﻣﻠك ،أﻣﺎ ھذا
ﻓﺈﺧﺑﺎر ﻓﺟﺎز أن ﯾﻧﻔذ ﻋﻧد ﺣدوث اﻟﻣﻠك ﻛﻣﺎ إذا أﻗر ﺑﺣرﯾﺔ ﻋﺑد ﻏﯾره ﺛم اﺷﺗراه ،وإذا ص -204-
ﺻﺣت اﻟدﻋوة وﺛﺑت اﻟﻧﺳب ﻋﺗق اﻟوﻟد ﻟﻘﯾﺎم ﻣﻠﻛﮫ ﻓﻲ ﺑﻌﺿﮫ ،وﻻ ﯾﺿﻣن ﻟرب اﻟﻣﺎل ﺷﯾﺋﺎ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟوﻟد ﻷن
ﻋﺗﻘﮫ ﺛﺑت ﺑﺎﻟﻧﺳب واﻟﻣﻠك واﻟﻣﻠك آﺧرھﻣﺎ ﻓﯾﺿﺎف إﻟﯾﮫ وﻻ ﺻﻧﻊ ﻟﮫ ﻓﯾﮫ ،وھذا ﺿﻣﺎن إﻋﺗﺎق ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﺗﻌدي
وﻟم ﯾوﺟد "وﻟﮫ أن ﯾﺳﺗﺳﻌﻲ اﻟﻐﻼم" ﻷﻧﮫ اﺣﺗﺑﺳت ﻣﺎﻟﯾﺗﮫ ﻋﻧده ،وﻟﮫ أن ﯾﻌﺗق ﻷن اﻟﻣﺳﺗﺳﻌﻰ ﻛﺎﻟﻣﻛﺎﺗب ﻋﻧد أﺑﻲ
ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﯾﺳﺗﺳﻌﯾﮫ ﻓﻲ أﻟف وﻣﺎﺋﺗﯾن وﺧﻣﺳﯾن ،ﻷن اﻷﻟف ﻣﺳﺗﺣق ﺑرأس اﻟﻣﺎل واﻟﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ رﺑﺢ واﻟرﺑﺢ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ
ﻓﻠﮭذا ﯾﺳﻌﻰ ﻟﮫ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘدار .ﺛم إذا ﻗﺑض رب اﻟﻣﺎل اﻷﻟف ﻟﮫ أن ﯾﺿﻣن اﻟﻣدﻋﻲ ﻧﺻف ﻗﯾﻣﺔ اﻷم ﻷن اﻷﻟف
اﻟﻣﺄﺧوذ ﻟﻣﺎ اﺳﺗﺣق ﺑرأس اﻟﻣﺎل ﻟﻛوﻧﮫ ﻣﻘدﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ظﮭر أن اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻛﻠﮭﺎ رﺑﺢ ﻓﯾﻛون ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،وﻗد ﺗﻘدﻣت
دﻋوة ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻻﺣﺗﻣﺎل اﻟﻔراش اﻟﺛﺎﺑت ﺑﺎﻟﻧﻛﺎح وﺗوﻗف ﻧﻔﺎذھﺎ ﻟﻔﻘد اﻟﻣﻠك ،ﻓﺈذا ظﮭر اﻟﻣﻠك ﻧﻔذت ﺗﻠك اﻟدﻋوة
وﺻﺎرت اﻟﺟﺎرﯾﺔ أم وﻟد ﻟﮫ وﯾﺿﻣن ﻧﺻﯾب رب اﻟﻣﺎل ﻷن ھذا ﺿﻣﺎن ﺗﻣﻠك وﺿﻣﺎن اﻟﺗﻣﻠك ﻻ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﺻﻧﻌﺎ
ﻛﻣﺎ إذا اﺳﺗوﻟد ﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﻛﺎح ﺛم ﻣﻠﻛﮭﺎ ھو وﻏﯾره وراﺛﺔ ﯾﺿﻣن ﻧﺻﯾب ﺷرﯾﻛﮫ ﻛذا ھذا؛ ﺑﺧﻼف ﺿﻣﺎن اﻟوﻟد
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر.
أﻣﺎ اﻟﻣﺿﺎرب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﮫ ﻟﻧﻔﻊ ﻧﻔﺳﮫ ﻓﺟﺎز أن ﯾﻛون ﺿﺎﻣﻧﺎ .ﺛم إن ﺿﻣن اﻷول ص -205-
ﺻﺣت اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺑﯾن اﻷول وﺑﯾن اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻛﺎن اﻟرﺑﺢ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺷرطﺎ ﻷﻧﮫ ظﮭر أﻧﮫ ﻣﻠﻛﮫ ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن ﻣن
ﺣﯾن ﺧﺎﻟف ﺑﺎﻟدﻓﻊ إﻟﻰ ﻏﯾره ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻟذي رﺿﻲ ﺑﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا دﻓﻊ ﻣﺎل ﻧﻔﺳﮫ ،وإن ﺿﻣن اﻟﺛﺎﻧﻲ رﺟﻊ
ﻋﻠﻰ اﻷول ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻷﻧﮫ ﻋﺎﻣل ﻟﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣودع وﻷﻧﮫ ﻣﻐرور ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ﻓﻲ ﺿﻣن اﻟﻌﻘد .وﺗﺻﺢ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ
واﻟرﺑﺢ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺷرطﺎ ﻷن ﻗرار اﻟﺿﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻷول ﻓﻛﺄﻧﮫ ﺿﻣﻧﮫ اﺑﺗداء ،وﯾطﯾب اﻟرﺑﺢ ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ وﻻ ﯾطﯾب
ﻟﻸﻋﻠﻰ ﻷن اﻷﺳﻔل ﯾﺳﺗﺣﻘﮫ ﺑﻌﻣﻠﮫ وﻻ ﺧﺑث ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،واﻷﻋﻠﻰ ﯾﺳﺗﺣﻘﮫ ﺑﻣﻠﻛﮫ اﻟﻣﺳﺗﻧد ﺑﺄداء اﻟﺿﻣﺎن وﻻ ﯾﻌرى
ﻋن ﻧوع ﺧﺑث.
ﻗﺎل" :ﻓﺈذا دﻓﻊ رب اﻟﻣﺎل ﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧﺻف وأذن ﻟﮫ ﺑﺄن ﯾدﻓﻌﮫ إﻟﻰ ﻏﯾره ﻓدﻓﻌﮫ ﺑﺎﻟﺛﻠث وﻗد ﺗﺻرف اﻟﺛﺎﻧﻲ
ورﺑﺢ ،ﻓﺈن ﻛﺎن رب اﻟﻣﺎل ﻗﺎل ﻟﮫ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ رزق ﷲ ﻓﮭو ﺑﯾﻧﻧﺎ ﻧﺻﻔﺎن ﻓﻠرب اﻟﻣﺎل اﻟﻧﺻف وﻟﻠﻣﺿﺎرب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺛﻠث وﻟﻠﻣﺿﺎرب اﻷول اﻟﺳدس " ﻷن اﻟدﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻗد ﺻﺢ ﻟوﺟود اﻷﻣر ﺑﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟﻣﺎﻟك ورب
اﻟﻣﺎل ﺷرط ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻧﺻف ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ رزق ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻠم ﯾﺑق ﻟﻸول إﻻ اﻟﻧﺻف ﻓﯾﺗﺻرف ﺗﺻرﻓﮫ إﻟﻰ ﻧﺻﯾﺑﮫ وﻗد
ﺟﻌل ﻣن ذﻟك ﺑﻘدر ﺛﻠث اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﻛون ﻟﮫ ﻓﻠم ﯾﺑق إﻻ اﻟﺳدس ،وﯾطﯾب ﻟﮭﻣﺎ ذﻟك ﻷن ﻓﻌل اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻗﻊ
ﻟﻸول ﻛﻣن اﺳﺗؤﺟر ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺎطﺔ ﺛوب ﺑدرھم واﺳﺗﺄﺟر ﻏﯾره ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻧﺻف درھم "وإن ﻛﺎن ﻗﺎل ﻟﮫ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ
رزﻗك ﷲ ﻓﮭو ﺑﯾﻧﻧﺎ ﻧﺻﻔﺎن ﻓﻠﻠﻣﺿﺎرب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺛﻠث واﻟﺑﺎﻗﻲ ﺑﯾن اﻟﻣﺿﺎرب اﻷول ورب اﻟﻣﺎل ﻧﺻﻔﺎن" ﻷﻧﮫ
ﻓوض إﻟﯾﮫ اﻟﺗﺻرف وﺟﻌل ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻧﺻف ﻣﺎ رزق اﻷول وﻗد رزق اﻟﺛﻠﺛﯾن ﻓﯾﻛون ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،ﺑﺧﻼف اﻷول ﻷﻧﮫ ﺟﻌل
ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻧﺻف ﺟﻣﯾﻊ اﻟرﺑﺢ ﻓﺎﻓﺗرﻗﺎ "وﻟو ﻛﺎن ﻗﺎل ﻟﮫ ﻓﻣﺎ رﺑﺣت ﻣن ﺷﻲء ﻓﺑﯾﻧﻲ وﺑﯾﻧك ﻧﺻﻔﺎن وﻗد دﻓﻊ إﻟﻰ ﻏﯾره
ﺑﺎﻟﻧﺻف ﻓﻠﻠﺛﺎﻧﻲ اﻟﻧﺻف واﻟﺑﺎﻗﻲ ﺑﯾن اﻷول ورب اﻟﻣﺎل " ﻷن اﻷول ﺷرط ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ ﻧﺻف اﻟرﺑﺢ وذﻟك ﻣﻔوض إﻟﯾﮫ
ﻣن ﺟﮭﺔ رب اﻟﻣﺎل ﻓﯾﺳﺗﺣﻘﮫ .وﻗد ﺟﻌل رب اﻟﻣﺎل ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻧﺻف ﻣﺎ رﺑﺢ اﻷول وﻟم ﯾرﺑﺢ إﻻ اﻟﻧﺻف ﻓﯾﻛون ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ
"وﻟو ﻛﺎن ﻗﺎل ﻟﮫ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ رزق ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻠﻲ ﻧﺻﻔﮫ أو ﻗﺎل ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن ﻓﺿل ﻓﺑﯾﻧﻲ وﺑﯾﻧك ﻧﺻﻔﺎن وﻗد دﻓﻊ
إﻟﻰ آﺧر ﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧﺻف ﻓﻠرب اﻟﻣﺎل اﻟﻧﺻف وﻟﻠﻣﺿﺎرب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻧﺻف وﻻ ﺷﻲء ﻟﻠﻣﺿﺎرب اﻷول" ﻷﻧﮫ
ﺟﻌل ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻧﺻف ﻣطﻠق اﻟﻔﺿل ﻓﯾﻧﺻرف ﺷرط اﻷول اﻟﻧﺻف ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻓﯾﻛون ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺷرط
وﯾﺧرج اﻷول ﺑﻐﯾر ﺷﻲء ،ﻛﻣن اﺳﺗؤﺟر ﻟﯾﺧﯾط ﺛوﺑﺎ ﺑدرھم ﻓﺎﺳﺗﺄﺟر ﻏﯾره ﻟﯾﺧﯾطﮫ ﺑﻣﺛﻠﮫ "وإن ﺷرط ﻟﻠﻣﺿﺎرب
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺛﻠﺛﻲ اﻟرﺑﺢ ﻓﻠرب اﻟﻣﺎل اﻟﻧﺻف وﻟﻠﻣﺿﺎرب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻧﺻف وﯾﺿﻣن اﻟﻣﺿﺎرب اﻷول ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ ﺳدس اﻟرﺑﺢ
ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ" ﻷﻧﮫ ﺷرط ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ ﺷﯾﺋﺎ ھو ﻣﺳﺗﺣق ﻟرب اﻟﻣﺎل
ﻓﻠم ﯾﻧﻔذ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﻹﺑطﺎل ،ﻟﻛن اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻟﻛون اﻟﻣﺳﻣﻰ ص -206-
ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد ﯾﻣﻠﻛﮫ وﻗد ﺿﻣن ﻟﮫ اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻓﯾﻠزﻣﮫ اﻟوﻓﺎء ﺑﮫ ،وﻷﻧﮫ ﻏره ﻓﻲ ﺿﻣن اﻟﻌﻘد وھو ﺳﺑب اﻟرﺟوع
ﻓﻠﮭذا ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ ،وھو ﻧظﯾر ﻣن اﺳﺗؤﺟر ﻟﺧﯾﺎطﺔ ﺛوب ﺑدرھم ﻓدﻓﻌﮫ إﻟﻰ ﻣن ﯾﺧﯾطﮫ ﺑدرھم وﻧﺻف.
ﻓﺻل :ﻗﺎل" :وإذا ﺷرط اﻟﻣﺿﺎرب ﻟرب اﻟﻣﺎل ﺛﻠث اﻟرﺑﺢ وﻟﻌﺑد رب اﻟﻣﺎل ﺛﻠث اﻟرﺑﺢ
ﻋﻠﻰ أن ﯾﻌﻣل ﻣﻌﮫ وﻟﻧﻔﺳﮫ ﺛﻠث اﻟرﺑﺢ ﻓﮭو ﺟﺎﺋز"
ﻷن ﻟﻠﻌﺑد ﯾدا ﻣﻌﺗﺑرة ﺧﺻوﺻﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺄذوﻧﺎ ﻟﮫ واﺷﺗراط اﻟﻌﻣل إذن ﻟﮫ ،وﻟﮭذا ﻻ ﯾﻛون ﻟﻠﻣوﻟﻰ وﻻﯾﺔ أﺧذ ﻣﺎ
أودﻋﮫ اﻟﻌﺑد وإن ﻛﺎن ﻣﺣﺟورا ﻋﻠﯾﮫ ،وﻟﮭذا ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻣوﻟﻰ ﻣن ﻋﺑده اﻟﻣﺄذون ﻟﮫ ،وإذا ﻛﺎن ﻛذﻟك ﻟم ﯾﻛن ﻣﺎﻧﻌﺎ
ﻣن اﻟﺗﺳﻠﯾم واﻟﺗﺧﻠﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺎل واﻟﻣﺿﺎرب ،ﺑﺧﻼف اﺷﺗراط اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ رب اﻟﻣﺎل ﻷﻧﮫ ﻣﺎﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﻣر ،وإذا ﺻﺣت اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﯾﻛون اﻟﺛﻠث ﻟﻠﻣﺿﺎرب ﺑﺎﻟﺷرط واﻟﺛﻠﺛﺎن ﻟﻠﻣوﻟﻰ ،ﻷن ﻛﺳب اﻟﻌﺑد ﻟﻠﻣوﻟﻰ إذا ﻟم ﯾﻛن
ﻋﻠﯾﮫ دﯾن ،وإن ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ دﯾن ﻓﮭو ﻟﻠﻐرﻣﺎء .ھذا إذا ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻗد ھو اﻟﻣوﻟﻰ" ،وﻟو ﻋﻘد اﻟﻌﺑد اﻟﻣﺄذون ﻋﻘد
اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻣﻊ أﺟﻧﺑﻲ وﺷرط اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻟﻰ ﻻ ﯾﺻﺢ إن ﻟم ﯾﻛن ﻋﻠﯾﮫ دﯾن" ﻷن ھذا اﺷﺗراط اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺎﻟك" ،وإن ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑد دﯾن ﺻﺢ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ" ﻷن اﻟﻣوﻟﻰ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻧده ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋرف ،وﷲ
أﻋﻠم.
ﻓﺻل :ﻓﻲ اﻟﻌزل واﻟﻘﺳﻣﺔ
ﻗﺎل" :وإذا ﻣﺎت رب اﻟﻣﺎل أو اﻟﻣﺿﺎرب ﺑطﻠت اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ" ﻷﻧﮫ ﺗوﻛﯾل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ،وﻣوت اﻟﻣوﻛل ﯾﺑطل
اﻟوﻛﺎﻟﺔ ،وﻛذا ﻣوت اﻟوﻛﯾل وﻻ ﺗورث اﻟوﻛﺎﻟﺔ وﻗد ﻣر ﻣن ﻗﺑل" .وإن ارﺗد رب اﻟﻣﺎل ﻋن اﻹﺳﻼم" واﻟﻌﯾﺎذ ﺑﺎ
"وﻟﺣق ﺑدار اﻟﺣرب ﺑطﻠت اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ" ﻷن اﻟﻠﺣوق ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻣوت؛ أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﯾﻘﺳم ﻣﺎﻟﮫ ﺑﯾن ورﺛﺗﮫ وﻗﺑل
ﻟﺣوﻗﮫ ﯾﺗوﻗف ﺗﺻرف ﻣﺿﺎرﺑﮫ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻷﻧﮫ ﯾﺗﺻرف ﻟﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﺗﺻرﻓﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ "وﻟو ﻛﺎن
اﻟﻣﺿﺎرب ھو اﻟﻣرﺗد ﻓﺎﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﮭﺎ" ﻷن ﻟﮫ ﻋﺑﺎرة ﺻﺣﯾﺣﺔ ،وﻻ ﺗوﻗف ﻓﻲ ﻣﻠك رب اﻟﻣﺎل ﻓﺑﻘﯾت
اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻋزل رب اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرب وﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﻌزﻟﮫ ﺣﺗﻰ اﺷﺗرى وﺑﺎع ﻓﺗﺻرﻓﮫ ﺟﺎﺋز" ﻷﻧﮫ وﻛﯾل ﻣن ﺟﮭﺗﮫ
وﻋزل اﻟوﻛﯾل ﻗﺻدا ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻣﮫ "وإن ﻋﻠم ﺑﻌزﻟﮫ واﻟﻣﺎل ﻋروض ﻓﻠﮫ أن ﯾﺑﯾﻌﮭﺎ وﻻ ﯾﻣﻧﻌﮫ اﻟﻌزل ﻣن
ذﻟك" ﻷن ﺣﻘﮫ ﻗد ﺛﺑت ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ ،وإﻧﻣﺎ ﯾظﮭر ﺑﺎﻟﻘﺳﻣﺔ وھﻲ ﺗﺑﺗﻧﻰ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل ،وإﻧﻣﺎ ﯾﻧﻘض ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ.
ﻗﺎل" :ﺛم ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﺷﺗري ﺑﺛﻣﻧﮭﺎ ﺷﯾﺋﺎ آﺧر" ﻷن اﻟﻌزل إﻧﻣﺎ ﻟم ﯾﻌﻣل ﺿرورة ص -207-
ﻣﻌرﻓﺔ رأس اﻟﻣﺎل وﻗد اﻧدﻓﻌت ﺣﯾث ﺻﺎر ﻧﻘدا ﻓﯾﻌﻣل اﻟﻌزل "ﻓﺈن ﻋزﻟﮫ ورأس اﻟﻣﺎل دراھم أو دﻧﺎﻧﯾر وﻗد
ﻧﺿت ﻟم ﯾﺟز ﻟﮫ أن ﯾﺗﺻرف ﻓﯾﮭﺎ" ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻓﻲ إﻋﻣﺎل ﻋزﻟﮫ إﺑطﺎل ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ ﻓﻼ ﺿرورة.
ﻗﺎل :وھذا اﻟذي ذﻛره إذا ﻛﺎن ﻣن ﺟﻧس رأس اﻟﻣﺎل ،ﻓﺈن ﻟم ﯾﻛن ﺑﺄن ﻛﺎن دراھم ورأس اﻟﻣﺎل دﻧﺎﻧﯾر أو ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﻠب ﻟﮫ أن ﯾﺑﯾﻌﮭﺎ ﺑﺟﻧس رأس اﻟﻣﺎل اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ﻷن اﻟرﺑﺢ ﻻ ﯾظﮭر إﻻ ﺑﮫ وﺻﺎر ﻛﺎﻟﻌروض ،وﻋﻠﻰ ھذا ﻣوت
رب اﻟﻣﺎل وﻟﺣوﻗﮫ ﺑﻌد اﻟردة ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌروض وﻧﺣوھﺎ.
ﻗﺎل" :وإذا اﻓﺗرﻗﺎ وﻓﻲ اﻟﻣﺎل دﯾون وﻗد رﺑﺢ اﻟﻣﺿﺎرب ﻓﯾﮫ أﺟﺑره اﻟﺣﺎﻛم ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺿﺎء اﻟدﯾون" ﻷﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ
اﻷﺟﯾر واﻟرﺑﺢ ﻛﺎﻷﺟر ﻟﮫ "وإن ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ رﺑﺢ ﻟم ﯾﻠزﻣﮫ اﻻﻗﺗﺿﺎء" ﻷﻧﮫ وﻛﯾل ﻣﺣض واﻟﻣﺗﺑرع ﻻ ﯾﺟﺑر ﻋﻠﻰ
إﯾﻔﺎء ﻣﺎ ﺗﺑرع ﺑﮫ" ،وﯾﻘﺎل ﻟﮫ وﻛل رب اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺿﺎء" ﻷن ﺣﻘوق اﻟﻌﻘد ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻗد ،ﻓﻼ ﺑد ﻣن ﺗوﻛﯾﻠﮫ
وﺗوﻛﻠﮫ ﻛﻲ ﻻ ﯾﺿﯾﻊ ﺣﻘﮫ .وﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :ﯾﻘﺎل ﻟﮫ أﺟل ﻣﻛﺎن ﻗوﻟﮫ وﻛل ،واﻟﻣراد ﻣﻧﮫ اﻟوﻛﺎﻟﺔ وﻋﻠﻰ
ھذا ﺳﺎﺋر اﻟوﻛﺎﻻت واﻟﺑﯾﺎع واﻟﺳﻣﺳﺎر ﯾﺟﺑران ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻷﻧﮭﻣﺎ ﯾﻌﻣﻼن ﺑﺄﺟر ﻋﺎدة.
ﻗﺎل" :وﻣﺎ ھﻠك ﻣن ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﮭو ﻣن اﻟرﺑﺢ دون رأس اﻟﻣﺎل" ﻷن اﻟرﺑﺢ ﺗﺎﺑﻊ وﺻرف اﻟﮭﻼك إﻟﻰ ﻣﺎ ھو
اﻟﺗﺑﻊ أوﻟﻰ ﻛﻣﺎ ﯾﺻرف اﻟﮭﻼك إﻟﻰ اﻟﻌﻔو ﻓﻲ اﻟزﻛﺎة "ﻓﺈن زاد اﻟﮭﺎﻟك ﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺢ ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرب"
ﻷﻧﮫ أﻣﯾن "وإن ﻛﺎﻧﺎ ﯾﻘﺗﺳﻣﺎن اﻟرﺑﺢ واﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺑﺣﺎﻟﮭﺎ ﺛم ھﻠك اﻟﻣﺎل ﺑﻌﺿﮫ أو ﻛﻠﮫ ﺗرادا اﻟرﺑﺢ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗوﻓﻲ
رب اﻟﻣﺎل رأس اﻟﻣﺎل" ﻷن ﻗﺳﻣﺔ اﻟرﺑﺢ ﻻ ﺗﺻﺢ ﻗﺑل اﺳﺗﯾﻔﺎء رأس اﻟﻣﺎل ﻷﻧﮫ ھو اﻷﺻل وھذا ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ وﺗﺑﻊ
ﻟﮫ ،ﻓﺈذا ھﻠك ﻣﺎ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺿﺎرب أﻣﺎﻧﺔ ﺗﺑﯾن أن ﻣﺎ اﺳﺗوﻓﯾﺎه ﻣن رأس اﻟﻣﺎل ،ﻓﯾﺿﻣن اﻟﻣﺿﺎرب ﻣﺎ اﺳﺗوﻓﺎه ﻷﻧﮫ
أﺧذه ﻟﻧﻔﺳﮫ وﻣﺎ أﺧذه رب اﻟﻣﺎل ﻣﺣﺳوب ﻣن رأس ﻣﺎﻟﮫ "وإذا اﺳﺗوﻓﻰ رأس اﻟﻣﺎل ،ﻓﺈن ﻓﺿل ﺷﻲء ﻛﺎن ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ
ﻷﻧﮫ رﺑﺢ وإن ﻧﻘص ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرب" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ "وﻟو اﻗﺗﺳﻣﺎ اﻟرﺑﺢ وﻓﺳﺧﺎ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺛم ﻋﻘداھﺎ ﻓﮭﻠك
اﻟﻣﺎل ﻟم ﯾﺗرادا اﻟرﺑﺢ اﻷول" ﻷن اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻗد اﻧﺗﮭت واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻘد ﺟدﯾد ،وھﻼك اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻻ
ﯾوﺟب اﻧﺗﻘﺎض اﻷول ﻛﻣﺎ إذا دﻓﻊ إﻟﯾﮫ ﻣﺎﻻ آﺧر.
اﻟﺗﺟﺎر ﻓﯾﻧﺗظﻣﮫ إطﻼق اﻟﻌﻘد إﻻ إذا ﺑﺎع إﻟﻰ أﺟل ﻻ ﯾﺑﯾﻊ اﻟﺗﺟﺎر إﻟﯾﮫ ﻷن ﻟﮫ اﻷﻣر اﻟﻌﺎم ص -208-
اﻟﻣﻌروف ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ،وﻟﮭذا ﻛﺎن ﻟﮫ أن ﯾﺷﺗري داﺑﺔ ﻟﻠرﻛوب ،وﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾﺷﺗري ﺳﻔﯾﻧﺔ ﻟﻠرﻛوب ،وﻟﮫ أن
ﯾﺳﺗﻛرﯾﮭﺎ اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻌﺎدة اﻟﺗﺟﺎر ،وﻟﮫ أن ﯾﺄذن ﻟﻌﺑد اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﻣﺷﮭورة ﻷﻧﮫ ﻣن ﺻﻧﯾﻊ
اﻟﺗﺟﺎر .وﻟو ﺑﺎع ﺑﺎﻟﻧﻘد ﺛم أﺧر اﻟﺛﻣن ﺟﺎز ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ،أﻣﺎ ﻋﻧدھﻣﺎ ﻓﻸن اﻟوﻛﯾل ﯾﻣﻠك ذﻟك ﻓﺎﻟﻣﺿﺎرب أوﻟﻰ ،إﻻ أن
اﻟﻣﺿﺎرب ﻻ ﯾﺿﻣن ﻷن ﻟﮫ أن ﯾﻘﺎﯾل ﺛم ﯾﺑﯾﻊ ﻧﺳﯾﺋﺔ ،وﻻ ﻛذﻟك اﻟوﻛﯾل ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻠك ذﻟك .وأﻣﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف
ﻓﻸﻧﮫ ﯾﻣﻠك اﻹﻗﺎﻟﺔ ﺛم اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺎء .ﺑﺧﻼف اﻟوﻛﯾل ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻹﻗﺎﻟﺔ.
"وﻟو اﺣﺗﺎل ﺑﺎﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ اﻷﯾﺳر أو اﻷﻋﺳر ﺟﺎز" ﻷن اﻟﺣواﻟﺔ ﻣن ﻋﺎدة اﻟﺗﺟﺎر ،ﺑﺧﻼف اﻟوﺻﻲ ﯾﺣﺗﺎل ﺑﻣﺎل
اﻟﯾﺗﯾم ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﮫ اﻷﻧظر ،ﻷن ﺗﺻرﻓﮫ ﻣﻘﯾد ﺑﺷرط اﻟﻧظر ،واﻷﺻل أن ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ اﻟﻣﺿﺎرب ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع:
ﻧوع ﯾﻣﻠﻛﮫ ﺑﻣطﻠق اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ وھو ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن ﺑﺎب اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ وﺗواﺑﻌﮭﺎ وھو ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ،وﻣن ﺟﻣﻠﺗﮫ اﻟﺗوﻛﯾل
ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﮫ واﻟرھن واﻻرﺗﮭﺎن ﻷﻧﮫ إﯾﻔﺎء واﺳﺗﯾﻔﺎء واﻹﺟﺎرة واﻻﺳﺗﺋﺟﺎر واﻹﯾداع واﻹﺑﺿﺎع
واﻟﻣﺳﺎﻓرة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه ﻣن ﻗﺑل.
وﻧوع ﻻ ﯾﻣﻠﻛﮫ ﺑﻣطﻠق اﻟﻌﻘد وﯾﻣﻠﻛﮫ إذا ﻗﯾل ﻟﮫ اﻋﻣل ﺑرأﯾك ،وھو ﻣﺎ ﯾﺣﺗﻣل أن ﯾﻠﺣق ﺑﮫ ﻓﯾﻠﺣق ﻋﻧد وﺟود
اﻟدﻻﻟﺔ ،وذﻟك ﻣﺛل دﻓﻊ اﻟﻣﺎل ﻣﺿﺎرﺑﺔ أو ﺷرﻛﺔ إﻟﻰ ﻏﯾره وﺧﻠط ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺑﻣﺎﻟﮫ أو ﺑﻣﺎل ﻏﯾره ﻷن رب
اﻟﻣﺎل رﺿﻲ ﺑﺷرﻛﺗﮫ ﻻ ﺑﺷرﻛﺔ ﻏﯾره ،وھو أﻣر ﻋﺎرض ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻼ ﯾدﺧل ﺗﺣت ﻣطﻠق اﻟﻌﻘد
وﻟﻛﻧﮫ ﺟﮭﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺛﻣﯾر ،ﻓﻣن ھذا اﻟوﺟﮫ ﯾواﻓﻘﮫ ﻓﯾدﺧل ﻓﯾﮫ ﻋﻧد وﺟود اﻟدﻻﻟﺔ وﻗوﻟﮫ اﻋﻣل ﺑرأﯾك دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك.
وﻧوع ﻻ ﯾﻣﻠﻛﮫ ﺑﻣطﻠق اﻟﻌﻘد وﻻ ﺑﻘوﻟﮫ اﻋﻣل ﺑرأﯾك إﻻ أن ﯾﻧص ﻋﻠﯾﮫ رب اﻟﻣﺎل وھو اﻻﺳﺗداﻧﺔ ،وھو أن ﯾﺷﺗري
ﺑﺎﻟدراھم واﻟدﻧﺎﻧﯾر ﺑﻌدﻣﺎ اﺷﺗرى ﺑرأس اﻟﻣﺎل اﻟﺳﻠﻌﺔ وﻣﺎ أﺷﺑﮫ ذﻟك ﻷﻧﮫ ﯾﺻﯾر اﻟﻣﺎل زاﺋدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﻧﻌﻘد ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ وﻻ ﯾرﺿﻰ ﺑﮫ وﻻ ﯾﺷﻐل ذﻣﺗﮫ ﺑﺎﻟدﯾن ،وﻟو أذن ﻟﮫ رب اﻟﻣﺎل ﺑﺎﻻﺳﺗداﻧﺔ ﺻﺎر اﻟﻣﺷﺗرى ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻧﺻﻔﯾن
ﺑﻣﻧزﻟﺔ ﺷرﻛﺔ اﻟوﺟوه وأﺧذ اﻟﺳﻔﺎﺗﺞ ﻷﻧﮫ ﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗداﻧﺔ ،وﻛذا إﻋطﺎؤھﺎ ﻷﻧﮫ إﻗراض واﻟﻌﺗق ﺑﻣﺎل وﺑﻐﯾر ﻣﺎل
واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﺗﺟﺎرة واﻹﻗراض واﻟﮭﺑﺔ واﻟﺻدﻗﺔ ﻷﻧﮫ ﺗﺑرع ﻣﺣض.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾزوج ﻋﺑدا وﻻ أﻣﺔ ﻣن ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ" وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف أﻧﮫ ﯾزوج اﻷﻣﺔ ﻷﻧﮫ ﻣن ﺑﺎب اﻻﻛﺗﺳﺎب؛ أﻻ
ﺗرى أﻧﮫ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﺑﮫ اﻟﻣﮭر وﺳﻘوط اﻟﻧﻔﻘﺔ .وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﺗﺟﺎرة واﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﺗﺿﻣن إﻻ اﻟﺗوﻛﯾل ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة وﺻﺎر
ﻛﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻹﻋﺗﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﻷﻧﮫ
اﻛﺗﺳﺎب ،وﻟﻛن ﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﺗﺟﺎرة ﻻ ﯾدﺧل ﺗﺣت اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻛذا ھذا. ص -209-
ﻗﺎل" :ﻓﺈن دﻓﻊ ﺷﯾﺋﺎ ﻣن ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ إﻟﻰ رب اﻟﻣﺎل ﺑﺿﺎﻋﺔ ﻓﺎﺷﺗرى رب اﻟﻣﺎل وﺑﺎع ﻓﮭو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ"
وﻗﺎل زﻓر :ﺗﻔﺳد اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻷن رب اﻟﻣﺎل ﻣﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﺎل ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻼ ﯾﺻﻠﺢ وﻛﯾﻼ ﻓﯾﮫ ﻓﯾﺻﯾر ﻣﺳﺗردا وﻟﮭذا ﻻ
ﺗﺻﺢ إذا ﺷرط اﻟﻌﻣل ﻋﻠﯾﮫ اﺑﺗداء .وﻟﻧﺎ أن اﻟﺗﺧﻠﯾﺔ ﻓﯾﮫ ﻗد ﺗﻣت وﺻﺎر اﻟﺗﺻرف ﺣﻘﺎ ﻟﻠﻣﺿﺎرب ﻓﯾﺻﻠﺢ رب اﻟﻣﺎل
وﻛﯾﻼ ﻋﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف واﻹﺑﺿﺎع ﺗوﻛﯾل ﻣﻧﮫ ﻓﻼ ﯾﻛون اﺳﺗردادا ،ﺑﺧﻼف ﺷرط اﻟﻌﻣل ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻻﺑﺗداء ﻷﻧﮫ
ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺗﺧﻠﯾﺔ ،وﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا دﻓﻊ اﻟﻣﺎل إﻟﻰ رب اﻟﻣﺎل ﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﺻﺢ ﻷن اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺗﻧﻌﻘد ﺷرﻛﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎل رب اﻟﻣﺎل وﻋﻣل اﻟﻣﺿﺎرب وﻻ ﻣﺎل ھﺎھﻧﺎ ،ﻓﻠو ﺟوزﻧﺎه ﯾؤدي إﻟﻰ ﻗﻠب اﻟﻣوﺿوع ،وإذا ﻟم ﺗﺻﺢ ﺑﻘﻲ ﻋﻣل
رب اﻟﻣﺎل ﺑﺄﻣر اﻟﻣﺿﺎرب ﻓﻼ ﺗﺑطل ﺑﮫ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ اﻷوﻟﻰ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻋﻣل اﻟﻣﺿﺎرب ﻓﻲ اﻟﻣﺻر ﻓﻠﯾﺳت ﻧﻔﻘﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎل ،وإن ﺳﺎﻓر ﻓطﻌﺎﻣﮫ وﺷراﺑﮫ وﻛﺳوﺗﮫ ورﻛوﺑﮫ"
وﻣﻌﻧﺎه ﺷراء وﻛراء ﻓﻲ اﻟﻣﺎل .ووﺟﮫ اﻟﻔرق أن اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺗﺟب ﺑﺈزاء اﻻﺣﺗﺑﺎس ﻛﻧﻔﻘﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣرأة،
واﻟﻣﺿﺎرب ﻓﻲ اﻟﻣﺻر ﺳﺎﻛن ﺑﺎﻟﺳﻛﻧﻰ اﻷﺻﻠﻲ ،وإذا ﺳﺎﻓر ﺻﺎر ﻣﺣﺑوﺳﺎ ﺑﺎﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﯾﺳﺗﺣق اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﯾﮫ ،وھذا
ﺑﺧﻼف اﻷﺟﯾر ﻷﻧﮫ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﺑدل ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ ﻓﻼ ﯾﺗﺿرر ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ﻣن ﻣﺎﻟﮫ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺿﺎرب ﻓﻠﯾس ﻟﮫ إﻻ اﻟرﺑﺢ وھو
ﻓﻲ ﺣﯾز اﻟﺗردد ،ﻓﻠو أﻧﻔق ﻣن ﻣﺎﻟﮫ ﯾﺗﺿرر ﺑﮫ ،وﺑﺧﻼف اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺎﺳدة ﻷﻧﮫ أﺟﯾر ،وﺑﺧﻼف اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ ﻷﻧﮫ
ﻣﺗﺑرع.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﺑﻘﻲ ﺷﻲء ﻓﻲ ﯾده ﺑﻌدﻣﺎ ﻗدم ﻣﺻره رده ﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ" ﻻﻧﺗﮭﺎء اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ،وﻟو ﻛﺎن ﺧروﺟﮫ دون
اﻟﺳﻔر ﻓﺈن ﻛﺎن ﺑﺣﯾث ﯾﻐدو ﺛم ﯾروح ﻓﯾﺑﯾت ﺑﺄھﻠﮫ ﻓﮭو ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺳوﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺻر ،وإن ﻛﺎن ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺑﯾت ﺑﺄھﻠﮫ
ﻓﻧﻔﻘﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻷن ﺧروﺟﮫ ﻟﻠﻣﺿﺎرﺑﺔ ،واﻟﻧﻔﻘﺔ ھﻲ ﻣﺎ ﯾﺻرف إﻟﻰ اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟراﺗﺑﺔ وھو ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ،
وﻣن ذﻟك ﻏﺳل ﺛﯾﺎﺑﮫ وأﺟرة أﺟﯾر ﯾﺧدﻣﮫ وﻋﻠف داﺑﺔ ﯾرﻛﺑﮭﺎ واﻟدھن ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﮫ ﻋﺎدة ﻛﺎﻟﺣﺟﺎز ،وإﻧﻣﺎ
ﯾطﻠق ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ذﻟك ﺑﺎﻟﻣﻌروف ﺣﺗﻰ ﯾﺿﻣن اﻟﻔﺿل إن ﺟﺎوزه اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻠﻣﺗﻌﺎرف ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎر.
ﻗﺎل" :وأﻣﺎ اﻟدواء ﻓﻔﻲ ﻣﺎﻟﮫ" ﻓﻲ ظﺎھر اﻟرواﯾﺔ .وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﯾدﺧل ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻷﻧﮫ ﻹﺻﻼح
ﺑدﻧﮫ وﻻ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة إﻻ ﺑﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ،وﺟﮫ اﻟظﺎھر أن اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ اﻟوﻗوع وإﻟﻰ اﻟدواء
ﺑﻌﺎرض اﻟﻣرض ،وﻟﮭذا ﻛﺎﻧت ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ اﻟزوج ودواؤھﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وإذا رﺑﺢ أﺧذ رب اﻟﻣﺎل ﻣﺎ أﻧﻔق ﻣن رأس اﻟﻣﺎل ،ﻓﺈن ﺑﺎع اﻟﻣﺗﺎع ﻣراﺑﺣﺔ ص -210-
ﺣﺳب ﻣﺎ أﻧﻔق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﺎع ﻣن اﻟﺣﻣﻼن وﻧﺣوه ،وﻻ ﯾﺣﺗﺳب ﻣﺎ أﻧﻔق ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ" ﻷن اﻟﻌرف ﺟﺎر ﺑﺈﻟﺣﺎق
اﻷول دون اﻟﺛﺎﻧﻲ ،وﻷن اﻷول ﯾوﺟب زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑزﯾﺎدة اﻟﻘﯾﻣﺔ واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻻ ﯾوﺟﺑﮭﺎ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﻌﮫ أﻟف ﻓﺎﺷﺗرى ﺑﮭﺎ ﺛﯾﺎﺑﺎ ﻓﻘﺻرھﺎ أو ﺣﻣﻠﮭﺎ ﺑﻣﺎﺋﺔ ﻣن ﻋﻧده وﻗد ﻗﯾل ﻟﮫ اﻋﻣل ﺑرأﯾك ﻓﮭو
ﻣﺗطوع" ﻷﻧﮫ اﺳﺗداﻧﺔ ﻋﻠﻰ رب اﻟﻣﺎل ﻓﻼ ﯾﻧﺗظﻣﮫ ھذا اﻟﻣﻘﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر "وإن ﺻﺑﻐﮭﺎ أﺣﻣر ﻓﮭو ﺷرﯾك ﺑﻣﺎ زاد
اﻟﺻﺑﻎ ﻓﯾﮫ وﻻ ﯾﺿﻣن" ﻷﻧﮫ ﻋﯾن ﻣﺎل ﻗﺎﺋم ﺑﮫ ﺣﺗﻰ إذا ﺑﯾﻊ ﻛﺎن ﻟﮫ ﺣﺻﺔ اﻟﺻﺑﻎ وﺣﺻﺔ اﻟﺛوب اﻷﺑﯾض ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺑﺧﻼف اﻟﻘﺻﺎرة واﻟﺣﻣل ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﻌﯾن ﻣﺎل ﻗﺎﺋم ﺑﮫ ،وﻟﮭذا إذا ﻓﻌﻠﮫ اﻟﻐﺎﺻب ﺿﺎع وﻻ ﯾﺿﯾﻊ إذا
ﺻﺑﻎ اﻟﻣﻐﺻوب ،وإذا ﺻﺎر ﺷرﯾﻛﺎ ﺑﺎﻟﺻﺑﻎ اﻧﺗظﻣﮫ ﻗوﻟﮫ اﻋﻣل ﺑرأﯾك اﻧﺗظﺎﻣﮫ اﻟﺧﻠطﺔ ﻓﻼ ﯾﺿﻣﻧﮫ.
ﻓﺻل آﺧر :ﻗﺎل "ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﻌﮫ أﻟف ﺑﺎﻟﻧﺻف ﻓﺎﺷﺗرى ﺑﮭﺎ ﺑزا ﻓﺑﺎﻋﮫ ﺑﺄﻟﻔﯾن ﺛم اﺷﺗرى
ﺑﺎﻷﻟﻔﯾن ﻋﺑدا ﻓﻠم ﯾﻧﻘدھﻣﺎ ﺣﺗﻰ ﺿﺎﻋﺎ ﯾﻐرم رب اﻟﻣﺎل أﻟﻔﺎ وﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ واﻟﻣﺿﺎرب
ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ وﯾﻛون رﺑﻊ اﻟﻌﺑد ﻟﻠﻣﺿﺎرب وﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎﻋﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ".
ﻗﺎل رﺣﻣﮫ ﷲ :ھذا اﻟذي ذﻛره ﺣﺎﺻل اﻟﺟواب ،ﻷن اﻟﺛﻣن ﻛﻠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرب إذ ھو اﻟﻌﺎﻗد ،إﻻ أن ﻟﮫ ﺣق
اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ رب اﻟﻣﺎل ﺑﺄﻟف وﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺑﯾن ﻓﯾﻛون ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻷﺟرة .ووﺟﮭﮫ أﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻧض اﻟﻣﺎل ظﮭر
اﻟرﺑﺢ وﻟﮫ ﻣﻧﮫ وھو ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ،ﻓﺈذا اﺷﺗرى ﺑﺎﻷﻟﻔﯾن ﻋﺑدا ﺻﺎر ﻣﺷﺗرﯾﺎ رﺑﻌﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ وﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎﻋﮫ ﻟﻠﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ
ﺣﺳب اﻧﻘﺳﺎم اﻷﻟﻔﯾن ،وإذا ﺿﺎﻋت اﻷﻟﻔﺎن وﺟب ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺛﻣن ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه ،وﻟﮫ اﻟرﺟوع ﺑﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع اﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ رب
اﻟﻣﺎل ﻷﻧﮫ وﻛﯾل ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ﻓﯾﮫ وﯾﺧرج ﻧﺻﯾب اﻟﻣﺿﺎرب وھو اﻟرﺑﻊ ﻣن اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻷﻧﮫ ﻣﺿﻣون ﻋﻠﯾﮫ وﻣﺎل
اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ أﻣﺎﻧﺔ وﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻣﻧﺎﻓﺎة وﯾﺑﻘﻰ ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع اﻟﻌﺑد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻓﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﻧﺎﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ
"وﯾﻛون رأس اﻟﻣﺎل أﻟﻔﯾن وﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ" ﻷﻧﮫ دﻓﻊ ﻣرة أﻟﻔﺎ وﻣرة أﻟﻔﺎ وﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ "وﻻ ﯾﺑﯾﻌﮫ ﻣراﺑﺣﺔ إﻻ ﻋﻠﻰ
أﻟﻔﯾن" ﻷﻧﮫ اﺷﺗراه ﺑﺄﻟﻔﯾن ،وﯾظﮭر ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ إذا ﺑﯾﻊ اﻟﻌﺑد ﺑﺄرﺑﻌﺔ آﻻف ﻓﺣﺻﺔ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺛﻼﺛﺔ آﻻف ﯾرﻓﻊ رأس
اﻟﻣﺎل وﯾﺑﻘﻰ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ رﺑﺢ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وإن ﻛﺎن ﻣﻌﮫ أﻟف ﻓﺎﺷﺗرى رب اﻟﻣﺎل ﻋﺑدا ﺑﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ وﺑﺎﻋﮫ إﯾﺎه ﺑﺄﻟف ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺑﯾﻌﮫ ﻣراﺑﺣﺔ ﻋﻠﻰ
ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ" ﻷن ھذا اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻘﺿﻲ ﺑﺟوازه ﻟﺗﻐﺎﯾر اﻟﻣﻘﺎﺻد دﻓﻌﺎ ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ وإن ﻛﺎن ﺑﯾﻊ ﻣﻠﻛﮫ ﺑﻣﻠﻛﮫ إﻻ أن ﻓﯾﮫ ﺷﺑﮭﺔ
اﻟﻌدم ،وﻣﺑﻧﻰ اﻟﻣراﺑﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺎﻧﺔ واﻻﺣﺗراز ﻋن ﺷﺑﮭﺔ
اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ ﻓﺎﻋﺗﺑر أﻗل اﻟﺛﻣﻧﯾن ،وﻟو اﺷﺗرى اﻟﻣﺿﺎرب ﻋﺑدا ﺑﺄﻟف وﺑﺎﻋﮫ ﻣن رب اﻟﻣﺎل ص -211-
ﺑﺄﻟف وﻣﺎﺋﺗﯾن ﺑﺎﻋﮫ ﻣراﺑﺣﺔ ﺑﺄﻟف وﻣﺎﺋﺔ ﻷﻧﮫ اﻋﺗﺑر ﻋدﻣﺎ ﻓﻲ ﺣق ﻧﺻف اﻟرﺑﺢ وھو ﻧﺻﯾب رب اﻟﻣﺎل وﻗد ﻣر
ﻓﻲ اﻟﺑﯾوع.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﻌﮫ أﻟف ﺑﺎﻟﻧﺻف ﻓﺎﺷﺗرى ﺑﮭﺎ ﻋﺑدا ﻗﯾﻣﺗﮫ أﻟﻔﺎن ﻓﻘﺗل اﻟﻌﺑد رﺟﻼ ﺧطﺄ ﻓﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع اﻟﻔداء ﻋﻠﻰ
رب اﻟﻣﺎل ورﺑﻌﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرب" ﻷن اﻟﻔداء ﻣؤﻧﺔ اﻟﻣﻠك ﻓﯾﺗﻘدر ﺑﻘدر اﻟﻣﻠك وﻗد ﻛﺎن اﻟﻣﻠك ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ أرﺑﺎﻋﺎ ،ﻷﻧﮫ
ﻟﻣﺎ ﺻﺎر اﻟﻣﺎل ﻋﯾﻧﺎ واﺣدا ظﮭر اﻟرﺑﺢ وھو أﻟف ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ وأﻟف ﻟرب اﻟﻣﺎل ﺑرأس ﻣﺎﻟﮫ ﻷن ﻗﯾﻣﺗﮫ أﻟﻔﺎن ،وإذا ﻓدﯾﺎ
ﺧرج اﻟﻌﺑد ﻋن اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ،أﻣﺎ ﻧﺻﯾب اﻟﻣﺿﺎرب ﻓﻠﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه ،وأﻣﺎ ﻧﺻﯾب رب اﻟﻣﺎل ﻓﻠﻘﺿﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻧﻘﺳﺎم
اﻟﻔداء ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺳﻣﺔ اﻟﻌﺑد ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ واﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﺗﻧﺗﮭﻲ ﺑﺎﻟﻘﺳﻣﺔ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻷن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺛﻣن ﻓﯾﮫ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرب وإن ﻛﺎن ﻟﮫ ﺣق اﻟرﺟوع ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺳﻣﺔ ،وﻷن اﻟﻌﺑد ﻛﺎﻟزاﺋل ﻋن ﻣﻠﻛﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ،ودﻓﻊ
اﻟﻔداء ﻛﺎﺑﺗداء اﻟﺷراء ﻓﯾﻛون اﻟﻌﺑد ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ أرﺑﺎﻋﺎ ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﯾﺧدم اﻟﻣﺿﺎرب ﯾوﻣﺎ ورب اﻟﻣﺎل ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم،
ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺗﻘدم.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﻌﮫ أﻟف ﻓﺎﺷﺗرى ﺑﮭﺎ ﻋﺑدا ﻓﻠم ﯾﻧﻘدھﺎ ﺣﺗﻰ ھﻠﻛت ﯾدﻓﻊ رب اﻟﻣﺎل ذﻟك اﻟﺛﻣن ورأس اﻟﻣﺎل ﺟﻣﯾﻊ
ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ إﻟﯾﮫ رب اﻟﻣﺎل" ﻷن اﻟﻣﺎل أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﯾده وﻻ ﯾﺻﯾر ﻣﺳﺗوﻓﯾﺎ ،واﻻﺳﺗﯾﻔﺎء إﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﻘﺑض ﻣﺿﻣون
وﺣﻛم اﻷﻣﺎﻧﺔ ﯾﻧﺎﻓﯾﮫ ﻓﯾرﺟﻊ ﻣرة ﺑﻌد أﺧرى ،ﺑﺧﻼف اﻟوﻛﯾل إذا ﻛﺎن اﻟﺛﻣن ﻣدﻓوﻋﺎ إﻟﯾﮫ ﻗﺑل اﻟﺷراء وھﻠك ﺑﻌد
اﻟﺷراء ﺣﯾث ﻻ ﯾرﺟﻊ إﻻ ﻣرة ﻷﻧﮫ أﻣﻛن ﺟﻌﻠﮫ ﻣﺳﺗوﻓﯾﺎ ،ﻷن اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺗﺟﺎﻣﻊ اﻟﺿﻣﺎن ﻛﺎﻟﻐﺎﺻب إذا ﺗوﻛل ﺑﺑﯾﻊ
اﻟﻣﻐﺻوب ،ﺛم ﻓﻲ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﺻورة ﯾرﺟﻊ ﻣرة ،وﻓﯾﻣﺎ إذا اﺷﺗرى ﺛم دﻓﻊ اﻟﻣوﻛل إﻟﯾﮫ اﻟﻣﺎل ﻓﮭﻠك ﻻ ﯾرﺟﻊ
ﻷﻧﮫ ﺛﺑت ﻟﮫ ﺣق اﻟرﺟوع ﺑﻧﻔس اﻟﺷراء ﻓﺟﻌل ﻣﺳﺗوﻓﯾﺎ ﺑﺎﻟﻘﺑض ﺑﻌده ،أﻣﺎ اﻟﻣدﻓوع إﻟﯾﮫ ﻗﺑل اﻟﺷراء أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﯾده
وھو ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑﻌده ﻓﻠم ﯾﺻر ﻣﺳﺗوﻓﯾﺎ ،ﻓﺈذا ھﻠك رﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﻣرة ﺛم ﻻ ﯾرﺟﻊ ﻟوﻗوع اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر.
وﻟو اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻣﻊ ذﻟك ﻓﻲ ﻣﻘدار اﻟرﺑﺢ ﻓﺎﻟﻘول ﻓﯾﮫ ﻟرب اﻟﻣﺎل ﻷن اﻟرﺑﺢ ﯾﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟﺷرط ص -212-
وھو ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ،وأﯾﮭﻣﺎ أﻗﺎم اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ادﻋﻰ ﻣن ﻓﺿل ﻗﺑﻠت ﻷن اﻟﺑﯾﻧﺎت ﻟﻺﺛﺑﺎت.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻛﺎن ﻣﻌﮫ أﻟف درھم ﻓﻘﺎل ھﻲ ﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻟﻔﻼن ﺑﺎﻟﻧﺻف وﻗد رﺑﺢ أﻟﻔﺎ وﻗﺎل ﻓﻼن ھﻲ ﺑﺿﺎﻋﺔ ﻓﺎﻟﻘول
ﻗول رب اﻟﻣﺎل" ﻷن اﻟﻣﺿﺎرب ﯾدﻋﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﺗﻘوﯾم ﻋﻣﻠﮫ أو ﺷرطﺎ ﻣن ﺟﮭﺗﮫ أو ﯾدﻋﻲ اﻟﺷرﻛﺔ وھو ﯾﻧﻛر" ،وﻟو
ﻗﺎل اﻟﻣﺿﺎرب أﻗرﺿﺗﻧﻲ وﻗﺎل رب اﻟﻣﺎل ھو ﺑﺿﺎﻋﺔ أو ودﯾﻌﺔ ﻓﺎﻟﻘول ﻟرب اﻟﻣﺎل واﻟﺑﯾﻧﺔ ﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣﺿﺎرب" ،ﻷن
اﻟﻣﺿﺎرب ﯾدﻋﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗﻣﻠك وھو ﯾﻧﻛر " .وﻟو ادﻋﻰ رب اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ﻧوع وﻗﺎل اﻵﺧر ﻣﺎ ﺳﻣﯾت ﻟﻲ
ﺗﺟﺎرة ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ ﻓﺎﻟﻘول ﻟﻠﻣﺿﺎرب" ﻷن اﻷﺻل ﻓﯾﮫ اﻟﻌﻣوم واﻹطﻼق ،واﻟﺗﺧﺻﯾص ﯾﻌﺎرض اﻟﺷرط ،ﺑﺧﻼف
اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻷن اﻷﺻل ﻓﯾﮫ اﻟﺧﺻوص" .وﻟو ادﻋﻰ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻧوﻋﺎ ﻓﺎﻟﻘول ﻟرب اﻟﻣﺎل" ﻷﻧﮭﻣﺎ اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺧﺻﯾص ،واﻹذن ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ،واﻟﺑﯾﻧﺔ ﺑﯾﻧﺔ اﻟﻣﺿﺎرب ﻟﺣﺎﺟﺗﮫ إﻟﻰ ﻧﻔﻲ اﻟﺿﻣﺎن وﻋدم ﺣﺎﺟﺔ اﻵﺧر إﻟﻰ
اﻟﺑﯾﻧﺔ ،وﻟو وﻗﺗت اﻟﺑﯾﻧﺗﺎن وﻗﺗﺎ ﻓﺻﺎﺣب اﻟوﻗت اﻷﺧﯾر أوﻟﻰ ﻷن آﺧر اﻟﺷرطﯾن ﯾﻧﻘض اﻷول.
اﻟوﺟﮭﯾن ،ﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ إطﻼق اﻷﻣر ،واﻟﻣﻔﺎزة ﻣﺣل ﻟﻠﺣﻔظ إذا ﻛﺎن اﻟطرﯾق ص -215-
آﻣﻧﺎ وﻟﮭذا ﯾﻣﻠك اﻷب واﻟوﺻﻲ ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﺻﺑﻲ .وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﺗﻠزﻣﮫ ﻣؤﻧﺔ اﻟرد ﻓﯾﻣﺎ ﻟﮫ ﺣﻣل وﻣؤﻧﺔ ،واﻟظﺎھر أﻧﮫ ﻻ
ﯾرﺿﻰ ﺑﮫ ﻓﯾﺗﻘﯾد ،واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﯾﻘﯾده ﺑﺎﻟﺣﻔظ اﻟﻣﺗﻌﺎرف وھو اﻟﺣﻔظ ﻓﻲ اﻷﻣﺻﺎر وﺻﺎر ﻛﺎﻻﺳﺗﺣﻔﺎظ ﺑﺄﺟر.
ﻗﻠﻧﺎ :ﻣؤﻧﺔ اﻟرد ﺗﻠزﻣﮫ ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ ﺿرورة اﻣﺗﺛﺎل أﻣره ﻓﻼ ﯾﺑﺎﻟﻲ ﺑﮫ واﻟﻣﻌﺗﺎد ﻛوﻧﮭم ﻓﻲ اﻟﻣﺻر ﻻ ﺣﻔظﮭم ،وﻣن
ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎزة ﯾﺣﻔظ ﻣﺎﻟﮫ ﻓﯾﮭﺎ ،ﺑﺧﻼف اﻻﺳﺗﺣﻔﺎظ ﺑﺄﺟر ﻷﻧﮫ ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻓﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻘد
"وإذا ﻧﮭﺎه اﻟﻣودع أن ﯾﺧرج اﻟودﯾﻌﺔ ﻓﺧرج ﺑﮭﺎ ﺿﻣن" ﻷن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻣﻔﯾد إذ اﻟﺣﻔظ ﻓﻲ اﻟﻣﺻر أﺑﻠﻎ ﻓﻛﺎن
ﺻﺣﯾﺣﺎ.
ﻗﺎل" :وإذا أودع رﺟﻼن ﻋﻧد رﺟل ودﯾﻌﺔ ﻓﺣﺿر أﺣدھﻣﺎ وطﻠب ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻣﻧﮭﺎ ﻟم ﯾدﻓﻊ إﻟﯾﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﺣﺿر اﻵﺧر
ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻗﺎﻻ :ﯾدﻓﻊ إﻟﯾﮫ ﻧﺻﯾﺑﮫ" وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :ﺛﻼﺛﺔ اﺳﺗودﻋوا رﺟﻼ أﻟﻔﺎ ﻓﻐﺎب اﺛﻧﺎن ﻓﻠﯾس
ﻟﻠﺣﺎﺿر أن ﯾﺄﺧذ ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻋﻧده ،وﻗﺎﻻ :ﻟﮫ ذﻟك ،واﻟﺧﻼف ﻓﻲ اﻟﻣﻛﯾل واﻟﻣوزون ،وھو اﻟﻣراد ﺑﺎﻟﻣذﻛور ﻓﻲ
اﻟﻣﺧﺗﺻر .ﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ طﺎﻟﺑﮫ ﺑدﻓﻊ ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻓﯾؤﻣر ﺑﺎﻟدﻓﻊ إﻟﯾﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدﯾن اﻟﻣﺷﺗرك ،وھذا ﻷﻧﮫ ﯾطﺎﻟﺑﮫ ﺑﺗﺳﻠﯾم ﻣﺎ ﺳﻠم
إﻟﯾﮫ وھو اﻟﻧﺻف ،وھذا ﻛﺎن ﻟﮫ أن ﯾﺄﺧذه ﻓﻛذا ﯾؤﻣر ھو ﺑﺎﻟدﻓﻊ إﻟﯾﮫ .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أﻧﮫ طﺎﻟﺑﮫ ﺑدﻓﻊ ﻧﺻﯾب اﻟﻐﺎﺋب
ﻷﻧﮫ ﯾطﺎﻟﺑﮫ ﺑﺎﻟﻣﻔرز وﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎع ،واﻟﻣﻔرز اﻟﻣﻌﯾن ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﯾن ،وﻻ ﯾﺗﻣﯾز ﺣﻘﮫ إﻻ ﺑﺎﻟﻘﺳﻣﺔ ،وﻟﯾس
ﻟﻠﻣودع وﻻﯾﺔ اﻟﻘﺳﻣﺔ وﻟﮭذا ﻻ ﯾﻘﻊ دﻓﻌﮫ ﻗﺳﻣﺔ ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ،ﺑﺧﻼف اﻟدﯾن اﻟﻣﺷﺗرك ﻷﻧﮫ ﯾطﺎﻟﺑﮫ ﺑﺗﺳﻠﯾم ﺣﻘﮫ ﻷن
اﻟدﯾون ﺗﻘﺿﻰ ﺑﺄﻣﺛﺎﻟﮭﺎ .ﻗوﻟﮫ ﻟﮫ أن ﯾﺄﺧذه.
ﻗﻠﻧﺎ :ﻟﯾس ﻣن ﺿرورﺗﮫ أن ﯾﺟﺑر اﻟﻣودع ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻊ ﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻟﮫ أﻟف درھم ودﯾﻌﺔ ﻋﻧد إﻧﺳﺎن وﻋﻠﯾﮫ أﻟف
ﻟﻐﯾره ﻓﻠﻐرﯾﻣﮫ أن ﯾﺄﺧذه إذا ظﻔر ﺑﮫ ،وﻟﯾس ﻟﻠﻣودع أن ﯾدﻓﻌﮫ إﻟﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وإن أودع رﺟل ﻋﻧد رﺟﻠﯾن ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﻘﺳم ﻟم ﯾﺟز أن ﯾدﻓﻌﮫ أﺣدھﻣﺎ إﻟﻰ اﻵﺧر وﻟﻛﻧﮭﻣﺎ ﯾﻘﺗﺳﻣﺎﻧﮫ
ﻓﯾﺣﻔظ ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻧﺻﻔﮫ ،وإن ﻛﺎن ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﻘﺳم ﺟﺎز أن ﯾﺣﻔظ أﺣدھﻣﺎ ﺑﺈذن اﻵﺧر" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ،
وﻛذﻟك اﻟﺟواب ﻋﻧده ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﮭﻧﯾن واﻟوﻛﯾﻠﯾن ﺑﺎﻟﺷراء إذا ﺳﻠم أﺣدھﻣﺎ إﻟﻰ اﻵﺧر .وﻗﺎﻻ :ﻷﺣدھﻣﺎ أن ﯾﺣﻔظ ﺑﺈذن
اﻵﺧر ﻓﻲ اﻟوﺟﮭﯾن .ﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ رﺿﻲ ﺑﺄﻣﺎﻧﺗﮭﻣﺎ ﻓﻛﺎن ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ أن ﯾﺳﻠم إﻟﻰ اﻵﺧر وﻻ ﯾﺿﻣﻧﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﻻ
ﯾﻘﺳم .وﻟﮫ أﻧﮫ رﺿﻲ ﺑﺣﻔظﮭﻣﺎ وﻟم ﯾرض ﺑﺣﻔظ أﺣدھﻣﺎ ﻛﻠﮫ ﻷن اﻟﻔﻌل ﻣﺗﻰ أﺿﯾف إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺑل اﻟوﺻف
ﺑﺎﻟﺗﺟزي ﺗﻧﺎول اﻟﺑﻌض دون اﻟﻛل ﻓوﻗﻊ اﻟﺗﺳﻠﯾم إﻟﻰ اﻵﺧر ﻣن ﻏﯾر رﺿﺎ
اﻟﻣﺎﻟك ﻓﯾﺿﻣن اﻟداﻓﻊ وﻻ ﯾﺿﻣن اﻟﻘﺎﺑض ﻷن ﻣودع اﻟﻣودع ﻋﻧده ﻻ ﯾﺿﻣن ،وھذا ص -216-
ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘﺳم ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ أودﻋﮭﻣﺎ وﻻ ﯾﻣﻛﻧﮭﻣﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻋﻠﯾﮫ آﻧﺎء اﻟﻠﯾل واﻟﻧﮭﺎر وأﻣﻛﻧﮭﻣﺎ اﻟﻣﮭﺎﯾﺄة ﻛﺎن اﻟﻣﺎﻟك
راﺿﯾﺎ ﺑدﻓﻊ اﻟﻛل إﻟﻰ أﺣدھﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣوال.
ﻗﺎل" :وإذا ﻗﺎل ﺻﺎﺣب اﻟودﯾﻌﺔ ﻟﻠﻣودع ﻻ ﺗﺳﻠﻣﮫ إﻟﻰ زوﺟﺗك ﻓﺳﻠﻣﮭﺎ إﻟﯾﮭﺎ ﻻ ﯾﺿﻣن .وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :إذا
ﻧﮭﺎه أن ﯾدﻓﻌﮭﺎ إﻟﻰ أﺣد ﻣن ﻋﯾﺎﻟﮫ ﻓدﻓﻌﮭﺎ إﻟﻰ ﻣن ﻻ ﺑد ﻟﮫ ﻣﻧﮫ ﻻ ﯾﺿﻣن" ﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟودﯾﻌﺔ داﺑﺔ ﻓﻧﮭﺎه ﻋن
اﻟدﻓﻊ إﻟﻰ ﻏﻼﻣﮫ ،وﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺷﯾﺋﺎ ﯾﺣﻔظ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻧﮭﺎه ﻋن اﻟدﻓﻊ إﻟﻰ اﻣرأﺗﮫ وھو ﻣﺣﻣل اﻷول ﻷﻧﮫ ﻻ
ﯾﻣﻛن إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻣل ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ھذا اﻟﺷرط ،وإن ﻛﺎن ﻣﻔﯾدا ﻓﯾﻠﻐو "وإن ﻛﺎن ﻟﮫ ﻣﻧﮫ ﺑد ﺿﻣن" ﻷن اﻟﺷرط ﻣﻔﯾد
ﻷن ﻣن اﻟﻌﯾﺎل ﻣن ﻻ ﯾؤﺗﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل وﻗد أﻣﻛن اﻟﻌﻣل ﺑﮫ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ھذا اﻟﺷرط ﻓﺎﻋﺗﺑر "وإن ﻗﺎل اﺣﻔظﮭﺎ ﻓﻲ
ھذا اﻟﺑﯾت ﻓﺣﻔظﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﯾت آﺧر ﻣن اﻟدار ﻟم ﯾﺿﻣن" ﻷن اﻟﺷرط ﻏﯾر ﻣﻔﯾد ،ﻓﺈن اﻟﺑﯾﺗﯾن ﻓﻲ دار واﺣدة ﻻ
ﯾﺗﻔﺎوﺗﺎن ﻓﻲ اﻟﺣرز "وإن ﺣﻔظﮭﺎ ﻓﻲ دار أﺧرى ﺿﻣن" ﻷن اﻟدارﯾن ﯾﺗﻔﺎوﺗﺎن ﻓﻲ اﻟﺣرز ﻓﻛﺎن ﻣﻔﯾدا ﻓﯾﺻﺢ
اﻟﺗﻘﯾﯾد ،وﻟو ﻛﺎن اﻟﺗﻔﺎوت ﺑﯾن اﻟﺑﯾﺗﯾن ظﺎھرا ﺑﺄن ﻛﺎﻧت اﻟدار اﻟﺗﻲ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺑﯾﺗﺎن ﻋظﯾﻣﺔ واﻟﺑﯾت اﻟذي ﻧﮭﺎه ﻋن اﻟﺣﻔظ
ﻓﯾﮫ ﻋورة ظﺎھرة ﺻﺢ اﻟﺷرط.
ﻗﺎل" :وﻣن أودع رﺟﻼ ودﯾﻌﺔ ﻓﺄودﻋﮭﺎ آﺧر ﻓﮭﻠﻛت ﻓﻠﮫ أن ﯾﺿﻣن اﻷول وﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾﺿﻣن اﻟﺛﺎﻧﻲ ،وھذا ﻋﻧد
أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻗﺎﻻ :ﻟﮫ أن ﯾﺿﻣن أﯾﮭﻣﺎ ﺷﺎء ،ﻓﺈن ﺿﻣن اﻵﺧر رﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻷول" ﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﻗﺑض اﻟﻣﺎل ﻣن ﯾد
ﺿﻣﯾن ﻓﯾﺿﻣﻧﮫ ﻛﻣودع اﻟﻐﺎﺻب ،وھذا ﻷن اﻟﻣﺎﻟك ﻟم ﯾرض ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﻏﯾره ،ﻓﯾﻛون اﻷول ﻣﺗﻌدﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم واﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑﺎﻟﻘﺑض ﻓﯾﺧﯾر ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،ﻏﯾر أﻧﮫ إن ﺿﻣن اﻷول ﻟم ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻷﻧﮫ ﻣﻠﻛﮫ ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن ﻓظﮭر أﻧﮫ أودع ﻣﻠك
ﻧﻔﺳﮫ ،وإن ﺿﻣن اﻟﺛﺎﻧﻲ رﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻷول ﻷﻧﮫ ﻋﺎﻣل ﻟﮫ ﻓﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻣﺎ ﻟﺣﻘﮫ ﻣن اﻟﻌﮭدة ،وﻟﮫ أﻧﮫ ﻗﺑض اﻟﻣﺎل ﻣن
ﯾد أﻣﯾن ﻷﻧﮫ ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﻻ ﯾﺿﻣن ﻣﺎ ﻟم ﯾﻔﺎرﻗﮫ ﻟﺣﺿور رأﯾﮫ ﻓﻼ ﺗﻌدي ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻓﺈذا ﻓﺎرﻗﮫ ﻓﻘد ﺗرك اﻟﺣﻔظ اﻟﻣﻠﺗزم
ﻓﯾﺿﻣﻧﮫ ﺑذﻟك ،وأﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻣﺳﺗﻣر ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ وﻟم ﯾوﺟد ﻣﻧﮫ ﺻﻧﻊ ﻓﻼ ﯾﺿﻣﻧﮫ ﻛﺎﻟرﯾﺢ إذا أﻟﻘت ﻓﻲ ﺣﺟره
ﺛوب ﻏﯾره.
ﻗﺎل" :وﻣن ﻛﺎن ﻓﻲ ﯾده أﻟف ﻓﺎدﻋﺎه رﺟﻼن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻟﮫ أودﻋﮭﺎ إﯾﺎه وأﺑﻰ أن ﯾﺣﻠف ﻟﮭﻣﺎ ﻓﺎﻷﻟف
ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ وﻋﻠﯾﮫ أﻟف أﺧرى ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ" وﺷرح ذﻟك أن دﻋوى ﻛل واﺣد ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻻﺣﺗﻣﺎﻟﮭﺎ اﻟﺻدق ﻓﯾﺳﺗﺣق اﻟﺣﻠف
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻛر ﺑﺎﻟﺣدﯾث وﯾﺣﻠف ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔراد ﻟﺗﻐﺎﯾر اﻟﺣﻘﯾن ،وﺑﺄﯾﮭﻣﺎ ﺑدأ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺟﺎز ﻟﺗﻌذر اﻟﺟﻣﻊ
ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ وﻋدم اﻷوﻟوﯾﺔ .وﻟو ﺗﺷﺎﺣﺎ أﻗرع ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﺗطﯾﯾﺑﺎ ﻟﻘﻠﺑﮭﻣﺎ وﻧﻔﯾﺎ ﻟﺗﮭﻣﺔ اﻟﻣﯾل ،ﺛم إن ﺣﻠف ﻷﺣدھﻣﺎ ﯾﺣﻠف
ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ ،ﻓﺈن ﺣﻠف ﻓﻼ ﺷﻲء ﻟﮭﻣﺎ ﻟﻌدم اﻟﺣﺟﺔ ،وإن ﻧﻛل أﻋﻧﻲ ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﻟﮫ ﻟوﺟود ص -217-
اﻟﺣﺟﺔ ،وإن ﻧﻛل ﻟﻸول ﯾﺣﻠف ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ وﻻ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺎﻟﻧﻛول ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا أﻗر ﻷﺣدھﻣﺎ ﻷن اﻹﻗرار ﺣﺟﺔ ﻣوﺟﺑﺔ
ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻓﯾﻘﺿﻲ ﺑﮫ.
أﻣﺎ اﻟﻧﻛول إﻧﻣﺎ ﯾﺻﯾر ﺣﺟﺔ ﻋﻧد اﻟﻘﺿﺎء ﻓﺟﺎز أن ﯾؤﺧره ﻟﯾﺣﻠف ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﻧﻛﺷف وﺟﮫ اﻟﻘﺿﺎء ،وﻟو ﻧﻛل ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ
أﯾﺿﺎ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﮭﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻧﺻﻔﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ﻻﺳﺗواﺋﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺟﺔ ﻛﻣﺎ إذا أﻗﺎﻣﺎ اﻟﺑﯾﻧﺔ وﯾﻐرم أﻟﻔﺎ
أﺧرى ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻷﻧﮫ أوﺟب اﻟﺣق ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑﺑذﻟﮫ أو ﺑﺈﻗراره وذﻟك ﺣﺟﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ،وﺑﺎﻟﺻرف إﻟﯾﮭﻣﺎ ﺻﺎر
ﻗﺎﺿﯾﺎ ﻧﺻف ﺣق ﻛل واﺣد ﺑﻧﺻف ﺣق اﻵﺧر ﻓﯾﻐرﻣﮫ ،ﻓﻠو ﻗﺿﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻸول ﺣﯾن ﻧﻛل ذﻛر اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻲ
اﻟﺑزدوي ﻓﻲ ﺷرح اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر أﻧﮫ ﯾﺣﻠف ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ وإذا ﻧﻛل ﯾﻘﺿﻲ ﺑﮭﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻷن اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻸول ﻻ ﯾﺑطل ﺣق
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻷﻧﮫ ﯾﻘدﻣﮫ إﻣﺎ ﺑﻧﻔﺳﮫ أو ﺑﺎﻟﻘرﻋﺔ وﻛل ذﻟك ﻻ ﯾﺑطل ﺣق اﻟﺛﺎﻧﻲ .وذﻛر اﻟﺧﺻﺎف أﻧﮫ ﯾﻧﻔذ ﻗﺿﺎؤه ﻟﻸول،
ووﺿﻊ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺑد وإﻧﻣﺎ ﻧﻔذ ﻟﻣﺻﺎدﻓﺗﮫ ﻣﺣل اﻻﺟﺗﮭﺎد ﻷن ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻣن ﻗﺎل ﯾﻘﺿﻲ ﻟﻸول وﻻ ﯾﻧﺗظر
ﻟﻛوﻧﮫ إﻗرار دﻻﻟﺔ ﺛم ﻻ ﯾﺣﻠف ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ ﻣﺎ ھذا اﻟﻌﺑد ﻟﻲ ﻷن ﻧﻛوﻟﮫ ﻻ ﯾﻔﯾد ﺑﻌدﻣﺎ ﺻﺎر ﻟﻸول ،وھل ﯾﺣﻠﻔﮫ ﺑﺎ ﻣﺎ
ﻟﮭذا ﻋﻠﯾك ھذا اﻟﻌﺑد وﻻ ﻗﯾﻣﺗﮫ وھو ﻛذا وﻛذا وﻻ أﻗل ﻣﻧﮫ .ﻗﺎل :ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺣﻠﻔﮫ ﻋﻧد ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ ﺧﻼﻓﺎ ﻷﺑﻲ
ﯾوﺳف ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣودع إذا أﻗر اﻟودﯾﻌﺔ ودﻓﻊ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء إﻟﻰ ﻏﯾره ﯾﺿﻣﻧﮫ ﻋﻧد ﻣﺣﻣد ﺧﻼﻓﺎ ﻟﮫ وھذه ﻓرﯾﻌﺔ ﺗﻠك
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ وﻗد وﻗﻊ ﻓﯾﮫ ﺑﻌض اﻹطﻧﺎب وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﻛﺎن ﺧﻼﻓﺎ إﻟﻰ ﻣﺛل ذﻟك أو إﻟﻰ ﺧﯾر ﻣﻧﮫ واﻟﺣﻧطﺔ ﻣﺛل اﻟﺣﻧطﺔ ،واﻟﺷﻌﯾر ﺧﯾر ﻣن ص -220-
اﻟﺣﻧطﺔ إذا ﻛﺎن ﻛﯾﻼ .واﻟﺛﺎﻟث :أن ﺗﻛون ﻣﻘﯾدة ﻓﻲ ﺣق اﻟوﻗت ﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع.
واﻟراﺑﻊ :ﻋﻛﺳﮫ وﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾﺗﻌدى ﻣﺎ ﺳﻣﺎه ،ﻓﻠو اﺳﺗﻌﺎر داﺑﺔ وﻟم ﯾﺳم ﺷﯾﺋﺎ ﻟﮫ أن ﯾﺣﻣل وﯾﻌﯾر ﻏﯾره ﻟﻠﺣﻣل؛ ﻷن
اﻟﺣﻣل ﻻ ﯾﺗﻔﺎوت .وﻟﮫ أن ﯾرﻛب وﯾرﻛب ﻏﯾره وإن ﻛﺎن اﻟرﻛوب ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ أطﻠق ﻓﯾﮫ ﻓﻠﮫ أن ﯾﻌﯾن ،ﺣﺗﻰ
ﻟو رﻛب ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾرﻛب ﻏﯾره؛ ﻷﻧﮫ ﺗﻌﯾن رﻛوﺑﮫ ،وﻟو أرﻛب ﻏﯾره ﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾرﻛﺑﮫ ﺣﺗﻰ ﻟو ﻓﻌﻠﮫ
ﺿﻣﻧﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﺗﻌﯾن اﻹرﻛﺎب.
ﻗﺎل" :وﻋﺎرﯾﺔ اﻟدراھم واﻟدﻧﺎﻧﯾر واﻟﻣﻛﯾل واﻟﻣوزون واﻟﻣﻌدود ﻗرض"؛ ﻷن اﻹﻋﺎرة ﺗﻣﻠﯾك اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ،وﻻ ﯾﻣﻛن
اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮭﺎ إﻻ ﺑﺎﺳﺗﮭﻼك ﻋﯾﻧﮭﺎ ﻓﺎﻗﺗﺿﻰ ﺗﻣﻠﯾك اﻟﻌﯾن ﺿرورة وذﻟك ﺑﺎﻟﮭﺑﺔ أو ﺑﺎﻟﻘرض واﻟﻘرض أدﻧﺎھﻣﺎ ﻓﯾﺛﺑت.
أو؛ ﻷن ﻣن ﻗﺿﯾﺔ اﻹﻋﺎرة اﻻﻧﺗﻔﺎع ورد اﻟﻌﯾن ﻓﺄﻗﯾم رد اﻟﻣﺛل ﻣﻘﺎﻣﮫ .ﻗﺎﻟوا :ھذا إذا أطﻠق اﻹﻋﺎرة.
وأﻣﺎ إذا ﻋﯾن اﻟﺟﮭﺔ ﺑﺄن اﺳﺗﻌﺎر دراھم ﻟﯾﻌﺎﯾر ﺑﮭﺎ ﻣﯾزاﻧﺎ أو ﯾزﯾن ﺑﮭﺎ دﻛﺎﻧﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻗرﺿﺎ وﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ إﻻ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ
اﻟﻣﺳﻣﺎة ،وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا اﺳﺗﻌﺎر آﻧﯾﺔ ﯾﺗﺟﻣل ﺑﮭﺎ أو ﺳﯾﻔﺎ ﻣﺣﻠﻰ ﯾﺗﻘﻠده.
ﻗﺎل" :وإذا اﺳﺗﻌﺎر أرﺿﺎ ﻟﯾﺑﻧﻲ ﻓﯾﮭﺎ أو ﻟﯾﻐرس ﻓﯾﮭﺎ ﺟﺎز وﻟﻠﻣﻌﯾر أن ﯾرﺟﻊ ﻓﯾﮭﺎ وﯾﻛﻠﻔﮫ ﻗﻠﻊ اﻟﺑﻧﺎء واﻟﻐرس"
أﻣﺎ اﻟرﺟوع ﻓﻠﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ ،وأﻣﺎ اﻟﺟواز ﻓﻸﻧﮭﺎ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﺗﻣﻠك ﺑﺎﻹﺟﺎرة ﻓﻛذا ﺑﺎﻹﻋﺎرة .وإذا ﺻﺢ اﻟرﺟوع ﺑﻘﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻌﯾر ﺷﺎﻏﻼ أرض اﻟﻣﻌﯾر ﻓﯾﻛﻠف ﺗﻔرﯾﻐﮭﺎ ،ﺛم إن ﻟم ﯾﻛن وﻗت اﻟﻌﺎرﯾﺔ ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮫ؛ ﻷن اﻟﻣﺳﺗﻌﯾر ﻣﻐﺗر
ﻏﯾر ﻣﻐرور ﺣﯾث اﻋﺗﻣد إطﻼق اﻟﻌﻘد ﻣن ﻏﯾر أن ﯾﺳﺑق ﻣﻧﮫ اﻟوﻋد وإن ﻛﺎن وﻗت اﻟﻌﺎرﯾﺔ ورﺟﻊ ﻗﺑل اﻟوﻗت
ﺻﺢ رﺟوﻋﮫ ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه وﻟﻛﻧﮫ ﯾﻛره ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن ﺧﻠف اﻟوﻋد "وﺿﻣن اﻟﻣﻌﯾر ﻣﺎ ﻧﻘص اﻟﺑﻧﺎء واﻟﻐرس ﺑﺎﻟﻘﻠﻊ"؛
ﻷﻧﮫ ﻣﻐرور ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ﺣﯾث وﻗت ﻟﮫ ،واﻟظﺎھر ھو اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻌﮭد وﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮫ دﻓﻌﺎ ﻟﻠﺿرر ﻋن ﻧﻔﺳﮫ .ﻛذا ذﻛره
اﻟﻘدوري ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺗﺻر .وذﻛر اﻟﺣﺎﻛم اﻟﺷﮭﯾد أﻧﮫ ﯾﺿﻣن رب اﻷرض ﻟﻠﻣﺳﺗﻌﯾر ﻗﯾﻣﺔ ﻏرﺳﮫ وﺑﻧﺎﺋﮫ وﯾﻛوﻧﺎن ﻟﮫ،
إﻻ أن ﯾﺷﺎء اﻟﻣﺳﺗﻌﯾر أن ﯾرﻓﻌﮭﻣﺎ وﻻ ﯾﺿﻣﻧﮫ ﻗﯾﻣﺗﮭﻣﺎ ﻓﯾﻛون ﻟﮫ ذﻟك؛ ﻷﻧﮫ ﻣﻠﻛﮫ .ﻗﺎﻟوا :إذا ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻊ ﺿرر
ﺑﺎﻷرض ﻓﺎﻟﺧﯾﺎر إﻟﻰ رب اﻷرض؛ ﻷﻧﮫ ﺻﺎﺣب أﺻل واﻟﻣﺳﺗﻌﯾر ﺻﺎﺣب ﺗﺑﻊ واﻟﺗرﺟﯾﺢ ﺑﺎﻷﺻل" ،وﻟو
اﺳﺗﻌﺎرھﺎ ﻟﯾزرﻋﮭﺎ ﻟم ﺗؤﺧذ ﻣﻧﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﺣﺻد اﻟزرع وﻗت أو ﻟم ﯾوﻗت"؛ ﻷن ﻟﮫ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ،وﻓﻲ اﻟﺗرك
ﻣراﻋﺎة اﻟﺣﻘﯾن ،ﺑﺧﻼف اﻟﻐرس؛ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻟﮫ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻓﯾﻘﻠﻊ دﻓﻌﺎ ﻟﻠﺿرر ﻋن اﻟﻣﺎﻟك.
ﻗﺎل" :وأﺟرة رد اﻟﻌﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻌﯾر"؛ ﻷن اﻟرد واﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﻗﺑﺿﮫ ﻟﻣﻧﻔﻌﺔ
ﻧﻔﺳﮫ واﻷﺟرة ﻣؤﻧﺔ اﻟرد ﻓﺗﻛون ﻋﻠﯾﮫ "وأﺟرة رد اﻟﻌﯾن اﻟﻣﺳﺗﺄﺟرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺟر" ﻷن ص -221-
اﻟواﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر اﻟﺗﻣﻛﯾن واﻟﺗﺧﻠﯾﺔ دون اﻟرد ،ﻓﺈن ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻗﺑﺿﮫ ﺳﺎﻟﻣﺔ ﻟﻠﻣؤﺟر ﻣﻌﻧﻰ ﻓﻼ ﯾﻛون ﻋﻠﯾﮫ ﻣؤﻧﺔ
رده "وأﺟرة رد اﻟﻌﯾن اﻟﻣﻐﺻوﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﺻب"؛ ﻷن اﻟواﺟب ﻋﻠﯾﮫ اﻟرد واﻹﻋﺎدة إﻟﻰ ﯾد اﻟﻣﺎﻟك دﻓﻌﺎ ﻟﻠﺿرر
ﻋﻧﮫ ﻓﺗﻛون ﻣؤﻧﺗﮫ ﻋﻠﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا اﺳﺗﻌﺎر داﺑﺔ ﻓردھﺎ إﻟﻰ إﺻطﺑل ﻣﺎﻟﻛﮭﺎ ﻓﮭﻠﻛت ﻟم ﯾﺿﻣن" وھذا اﺳﺗﺣﺳﺎن ،وﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس ﯾﺿﻣن؛ ﻷﻧﮫ
ﻣﺎ ردھﺎ إﻟﻰ ﻣﺎﻟﻛﮭﺎ ﺑل ﺿﯾﻌﮭﺎ .وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أﻧﮫ أﺗﻲ ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺗﻌﺎرف؛ ﻷن رد اﻟﻌواري إﻟﻰ دار اﻟﻣﻼك
ﻣﻌﺗﺎد ﻛﺂﻟﺔ اﻟﺑﯾت ،وﻟو ردھﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺎﻟك ﻓﺎﻟﻣﺎﻟك ﯾردھﺎ إﻟﻰ اﻟﻣرﺑط .ﻓﺻﺢ رده "وإن اﺳﺗﻌﺎر ﻋﺑدا ﻓرده إﻟﻰ دار
اﻟﻣﺎﻟك وﻟم ﯾﺳﻠﻣﮫ إﻟﯾﮫ ﻟم ﯾﺿﻣن" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ "وﻟو رد اﻟﻣﻐﺻوب أو اﻟودﯾﻌﺔ إﻟﻰ دار اﻟﻣﺎﻟك وﻟم ﯾﺳﻠﻣﮫ إﻟﯾﮫ
ﺿﻣن"؛ ﻷن اﻟواﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎﺻب ﻓﺳﺦ ﻓﻌﻠﮫ ،وذﻟك ﺑﺎﻟرد إﻟﻰ اﻟﻣﺎﻟك دون ﻏﯾره ،اﻟودﯾﻌﺔ ﻻ ﯾرﺿﻰ اﻟﻣﺎﻟك
ﺑردھﺎ إﻟﻰ اﻟدار وﻻ إﻟﻰ ﯾد ﻣن ﻓﻲ اﻟﻌﯾﺎل؛ ﻷﻧﮫ ﻟو ارﺗﺿﺎه ﻟﻣﺎ أودﻋﮭﺎ إﯾﺎه ،ﺑﺧﻼف اﻟﻌواري؛ ﻷن ﻓﯾﮭﺎ ﻋرﻓﺎ،
ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﻌﺎرﯾﺔ ﻋﻘد ﺟوھر ﻟم ﯾردھﺎ إﻻ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﯾر؛ ﻟﻌدم ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه ﻣن اﻟﻌرف ﻓﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺳﺗﻌﺎر داﺑﺔ ﻓردھﺎ ﻣﻊ ﻋﺑده أو أﺟﯾره ﻟم ﯾﺿﻣن" واﻟﻣراد ﺑﺎﻷﺟﯾر أن ﯾﻛون ﻣﺳﺎﻧﮭﺔ أو ﻣﺷﺎھرة؛
ﻷﻧﮭﺎ أﻣﺎﻧﺔ ،وﻟﮫ أن ﯾﺣﻔظﮭﺎ ﺑﯾد ﻣن ﻓﻲ ﻋﯾﺎﻟﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟودﯾﻌﺔ ،ﺑﺧﻼف اﻷﺟﯾر ﻣﯾﺎوﻣﺔ؛ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﻓﻲ ﻋﯾﺎﻟﮫ.
"وﻛذا إذا ردھﺎ ﻣﻊ ﻋﺑد رب اﻟداﺑﺔ أو أﺟﯾره"؛ ﻷن اﻟﻣﺎﻟك ﯾرﺿﻰ ﺑﮫ؛ أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﻟو رده إﻟﯾﮫ ﻓﮭو ﯾرده إﻟﻰ
ﻋﺑده ،وﻗﯾل ھذا ﻓﻲ اﻟﻌﺑد اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟدواب ،وﻗﯾل ﻓﯾﮫ وﻓﻲ ﻏﯾره وھو اﻷﺻﺢ؛ ﻷﻧﮫ إن ﻛﺎن ﻻ ﯾدﻓﻊ إﻟﯾﮫ
داﺋﻣﺎ ﯾدﻓﻊ إﻟﯾﮫ أﺣﯾﺎﻧﺎ "وإن ردھﺎ ﻣﻊ أﺟﻧﺑﻲ ﺿﻣن" ودﻟت اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺳﺗﻌﯾر ﻻ ﯾﻣﻠك اﻹﯾداع ﻗﺻدا ﻛﻣﺎ
ﻗﺎﻟﮫ ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﯾﺦ ،وﻗﺎل ﺑﻌﺿﮭم :ﯾﻣﻠﻛﮫ ﻷﻧﮫ دون اﻹﻋﺎرة ،وأوﻟوا ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﺈﻧﮭﺎء اﻹﻋﺎرة ﻻﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣدة.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻋﺎر أرﺿﺎ ﺑﯾﺿﺎء ﻟﻠزراﻋﺔ ﯾﻛﺗب إﻧك أطﻌﻣﺗﻧﻲ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وﻗﺎﻻ :ﯾﻛﺗب إﻧك
أﻋرﺗﻧﻲ"؛ ﻷن ﻟﻔظﺔ اﻹﻋﺎرة ﻣوﺿوﻋﺔ ﻟﮫ واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع ﻟﮫ أوﻟﻰ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ إﻋﺎرة اﻟدار .وﻟﮫ أن ﻟﻔظﺔ
اﻹطﻌﺎم أدل ﻋﻠﻰ اﻟﻣراد؛ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺧص اﻟزراﻋﺔ واﻹﻋﺎرة ﺗﻧﺗظﻣﮭﺎ وﻏﯾرھﺎ ﻛﺎﻟﺑﻧﺎء وﻧﺣوه ﻓﻛﺎﻧت اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﮭﺎ
أوﻟﻰ ،ﺑﺧﻼف اﻟدار؛ ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻌﺎر إﻻ ﻟﻠﺳﻛﻧﻰ ،وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻸن ﺣرف اﻟﻼم ﻟﻠﺗﻣﻠﯾك .وأﻣﺎ اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻠﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم "ﻓﻣن أﻋﻣر ص -223-
ﻋﻣرى ﻓﮭﻲ ﻟﻠﻣﻌﻣر ﻟﮫ وﻟورﺛﺗﮫ ﻣن ﺑﻌده" وﻛذا إذا ﻗﺎل ﺟﻌﻠت ھذه اﻟدار ﻟك ﻋﻣرى ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ .وأﻣﺎ اﻟراﺑﻊ ﻓﻸن
اﻟﺣﻣل ھو اﻹرﻛﺎب ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﯾﻛون ﻋﺎرﯾﺔ ﻟﻛﻧﮫ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﮭﺑﺔ ،ﯾﻘﺎل ﺣﻣل اﻷﻣﯾر ﻓﻼﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻓرس وﯾراد ﺑﮫ اﻟﺗﻣﻠﯾك
ﻓﯾﺣﻣل ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻧد ﻧﯾﺗﮫ.
ﺗﻌﺎﻟﻰ ْ :ﻛ}ِﺳ ْ و َ ﺗ ُ ﮭ ُم ْ { ]اﻟﻣﺎﺋدة[89:
"وﻟو ﻗﺎل ﻛﺳوﺗك ھذا اﻟﺛوب ﯾﻛون ھﺑﺔ"؛ ﻷﻧﮫ ﯾراد ﺑﮫ اﻟﺗﻣﻠﯾك ،ﻗﺎل ﷲ أ َو
وﯾﻘﺎل ﻛﺳﺎ اﻷﻣﯾر ﻓﻼﻧﺎ ﺛوﺑﺎ :أي ﻣﻠﻛﮫ ﻣﻧﮫ "وﻟو ﻗﺎل ﻣﻧﺣﺗك ھذه اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻋﺎرﯾﺔ" ﻟﻣﺎ روﯾﻧﺎ ﻣن ﻗﺑل".وﻟو
ﻗﺎل داري ﻟك ھﺑﺔ ﺳﻛﻧﻰ أو ﺳﻛﻧﻰ ھﺑﺔ ﻓﮭﻲ ﻋﺎرﯾﺔ"؛ ﻷن اﻟﻌﺎرﯾﺔ ﻣﺣﻛم ﻓﻲ ﺗﻣﻠﯾك اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ واﻟﮭﺑﺔ ﺗﺣﺗﻣﻠﮭﺎ
وﺗﺣﺗﻣل ﺗﻣﻠﯾك اﻟﻌﯾن ﻓﯾﺣﻣل اﻟﻣﺣﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛم ،وﻛذا إذا ﻗﺎل ﻋﻣرى ﺳﻛﻧﻰ أو ﻧﺣﻠﻲ ﺳﻛﻧﻰ أو ﺳﻛﻧﻰ ﺻدﻗﺔ
أو ﺻدﻗﺔ ﻋﺎرﯾﺔ أو ﻋﺎرﯾﺔ ھﺑﺔ ﻟﻣﺎ ﻗدﻣﻧﺎه" .وﻟو ﻗﺎل ھﺑﺔ ﺗﺳﻛﻧﮭﺎ ﻓﮭﻲ ھﺑﺔ"؛ ﻷن ﻗوﻟﮫ ﺗﺳﻛﻧﮭﺎ ﻣﺷورة وﻟﯾس
ﺑﺗﻔﺳﯾر ﻟﮫ وھو ﺗﻧﺑﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺻود ،ﺑﺧﻼف ﻗوﻟﮫ ھﺑﺔ ﺳﻛﻧﻰ؛ ﻷﻧﮫ ﺗﻔﺳﯾر ﻟﮫ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺗﺟوز اﻟﮭﺑﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻘﺳم إﻻ ﻣﺣوزة ﻣﻘﺳوﻣﺔ ،وھﺑﺔ اﻟﻣﺷﺎع ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﻘﺳم ﺟﺎﺋزة" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ:
ﺗﺟوز ﻓﻲ اﻟوﺟﮭﯾن؛ ﻷﻧﮫ ﻋﻘد ﺗﻣﻠﯾك ﻓﯾﺻﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎع وﻏﯾره ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ ﺑﺄﻧواﻋﮫ ،وھذا؛ ﻷن اﻟﻣﺷﺎع ﻗﺎﺑل ﻟﺣﻛﻣﮫ،
وھو اﻟﻣﻠك ﻓﯾﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﮫ ،وﻛوﻧﮫ ﺗﺑرﻋﺎ ﻻ ﯾﺑطﻠﮫ اﻟﺷﯾوع ﻛﺎﻟﻘرض واﻟوﺻﯾﺔ .وﻟﻧﺎ أن اﻟﻘﺑض ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ
ﻓﻲ اﻟﮭﺑﺔ ﻓﯾﺷﺗرط ﻛﻣﺎﻟﮫ واﻟﻣﺷﺎع ﻻ ﯾﻘﺑﻠﮫ إﻻ ﺑﺿم ﻏﯾره إﻟﯾﮫ ،وذﻟك ﻏﯾر ﻣوھوب ،وﻷن ﻓﻲ ﺗﺟوﯾزه إﻟزاﻣﮫ ﺷﯾﺋﺎ
ﻟم ﯾﻠﺗزﻣﮫ وھو ﻣؤﻧﺔ اﻟﻘﺳﻣﺔ ،وﻟﮭذا اﻣﺗﻧﻊ ﺟوازه ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻟﺋﻼ ﯾﻠزﻣﮫ اﻟﺗﺳﻠﯾم ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘﺳم؛ ﻷن اﻟﻘﺑض
اﻟﻘﺎﺻر ھو اﻟﻣﻣﻛن ﻓﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑﮫ؛ وﻷﻧﮫ ﻻ ﺗﻠزﻣﮫ ﻣؤﻧﺔ اﻟﻘﺳﻣﺔ .واﻟﻣﮭﺎﯾﺄة ﺗﻠزﻣﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﺑرع ﺑﮫ وھو اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ،
واﻟﮭﺑﺔ ﻻﻗت اﻟﻌﯾن ،واﻟوﺻﯾﺔ ﻟﯾس ﻣن ﺷرطﮭﺎ اﻟﻘﺑض ،وﻛذا اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺻﺣﯾﺢ ،وأﻣﺎ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻔﺎﺳد واﻟﺻرف واﻟﺳﻠم
ﻓﺎﻟﻘﺑض ﻓﯾﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮫ ،وﻷﻧﮭﺎ ﻋﻘود ﺿﻣﺎن ﻓﺗﻧﺎﺳب ﻟزوم ﻣؤﻧﺔ اﻟﻘﺳﻣﺔ ،واﻟﻘرض ﺗﺑرع ﻣن وﺟﮫ
وﻋﻘد ﺿﻣﺎن ﻣن وﺟﮫ ،ﻓﺷرطﻧﺎ اﻟﻘﺑض اﻟﻘﺎﺻر ﻓﯾﮫ دون اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﺷﺑﮭﯾن ،ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘﺑض ﻏﯾر ﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﮫ" .وﻟو وھب ﻣن ﺷرﯾﻛﮫ ﻻ ﯾﺟوز"؛ ﻷن اﻟﺣﻛم ﯾدار ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﺷﯾوع.
ﻗﺎل" :وﻣن وھب ﺷﻘﺻﺎ ﻣﺷﺎﻋﺎ ﻓﺎﻟﮭﺑﺔ ﻓﺎﺳدة" ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ "ﻓﺈن ﻗﺳﻣﮫ وﺳﻠﻣﮫ ﺟﺎز"؛ ﻷن ﺗﻣﺎﻣﮫ ﺑﺎﻟﻘﺑض وﻋﻧده
ﻻ ﺷﯾوع.
ﻗﺎل" :وﻟو وھب دﻗﯾﻘﺎ ﻓﻲ ﺣﻧطﺔ أو دھﻧﺎ ﻓﻲ ﺳﻣﺳم ﻓﺎﻟﮭﺑﺔ ﻓﺎﺳدة ،ﻓﺈن طﺣن وﺳﻠم ﻟم ﯾﺟز" وﻛذا اﻟﺳﻣن ﻓﻲ
اﻟﻠﺑن؛ ﻷن اﻟﻣوھوب ﻣﻌدوم ،وﻟﮭذا ﻟو اﺳﺗﺧرﺟﮫ اﻟﻐﺎﺻب ﯾﻣﻠﻛﮫ
واﻟﻣﻌدوم ﻟﯾس ﺑﻣﺣل ﻟﻠﻣﻠك ﻓوﻗﻊ اﻟﻌﻘد ﺑﺎطﻼ ،ﻓﻼ ﯾﻧﻌﻘد إﻻ ﺑﺎﻟﺗﺟدﯾد ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺗﻘدم؛ ص -224-
ﻷن اﻟﻣﺷﺎع ﻣﺣل ﻟﻠﺗﻣﻠﯾك ،وھﺑﺔ اﻟﻠﺑن ﻓﻲ اﻟﺿرع واﻟﺻوف ﻋﻠﻰ ظﮭر اﻟﻐﻧم واﻟزرع واﻟﻧﺧل ﻓﻲ اﻷرض واﻟﺗﻣر
ﻓﻲ اﻟﻧﺧﯾل ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻣﺷﺎع؛ ﻷن اﻣﺗﻧﺎع اﻟﺟواز ﻟﻼﺗﺻﺎل وذﻟك ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻘﺑض ﻛﺎﻟﺷﺎﺋﻊ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﯾن ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣوھوب ﻟﮫ ﻣﻠﻛﮭﺎ ﺑﺎﻟﮭﺑﺔ وإن ﻟم ﯾﺟدد ﻓﯾﮭﺎ ﻗﺑﺿﺎ"؛ ﻷن اﻟﻌﯾن ﻓﻲ ﻗﺑﺿﮫ
واﻟﻘﺑض ھو اﻟﺷرط ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺑﺎﻋﮫ ﻣﻧﮫ؛ ﻷن اﻟﻘﺑض ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺿﻣون ﻓﻼ ﯾﻧوب ﻋﻧﮫ ﻗﺑض اﻷﻣﺎﻧﺔ ،أﻣﺎ
ﻗﺑض اﻟﮭﺑﺔ ﻓﻐﯾر ﻣﺿﻣون ﻓﯾﻧوب ﻋﻧﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا وھب اﻷب ﻻﺑﻧﮫ اﻟﺻﻐﯾر ھﺑﺔ ﻣﻠﻛﮭﺎ اﻻﺑن ﺑﺎﻟﻌﻘد"؛ ﻷﻧﮫ ﻓﻲ ﻗﺑض اﻷب ﻓﯾﻧوب ﻋن ﻗﺑض اﻟﮭﺑﺔ ،وﻻ
ﻓرق ﺑﯾن ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﯾده أو ﻓﻲ ﯾد ﻣودﻋﮫ؛ ﻷن ﯾده ﻛﯾده ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣرھوﻧﺎ أو ﻣﻐﺻوﺑﺎ أو ﻣﺑﯾﻌﺎ ﺑﯾﻌﺎ
ﻓﺎﺳدا؛ ﻷﻧﮫ ﻓﻲ ﯾد ﻏﯾره أو ﻓﻲ ﻣﻠك ﻏﯾره ،واﻟﺻدﻗﺔ ﻓﻲ ھذا ﻣﺛل اﻟﮭﺑﺔ ،وﻛذا إذا وھﺑت ﻟﮫ أﻣﮫ وھو ﻓﻲ ﻋﯾﺎﻟﮭﺎ
واﻷب ﻣﯾت وﻻ وﺻﻲ ﻟﮫ ،وﻛذﻟك ﻛل ﻣن ﯾﻌوﻟﮫ" .وإن وھب ﻟﮫ أﺟﻧﺑﻲ ھﺑﺔ ﺗﻣت ﺑﻘﺑض اﻷب"؛ ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻠك ﻋﻠﯾﮫ
اﻟداﺋر ﺑﯾن اﻟﻧﺎﻓﻊ واﻟﺿﺎﺋر ﻓﺄوﻟﻰ أن ﯾﻣﻠك اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ" .وإن وھب ﻟﻠﯾﺗﯾم ھﺑﺔ ﻓﻘﺑﺿﮭﺎ ﻟﮫ وﻟﯾﮫ وھو وﺻﻲ اﻷب أو
ﺟد اﻟﯾﺗﯾم أو وﺻﯾﮫ ﺟﺎز"؛ ﻷن ﻟﮭؤﻻء وﻻﯾﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻘﯾﺎﻣﮭم ﻣﻘﺎم اﻷب "وإن ﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﺟر أﻣﮫ ﻓﻘﺑﺿﮭﺎ ﻟﮫ
ﺟﺎﺋز "؛ ﻷن ﻟﮭﺎ اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﺣﻔظﮫ وﺣﻔظ ﻣﺎﻟﮫ .وھذا ﻣن ﺑﺎﺑﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺑﻘﻰ إﻻ ﺑﺎﻟﻣﺎل ﻓﻼ ﺑد ﻣن وﻻﯾﺔ
اﻟﺗﺣﺻﯾل "وﻛذا إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﺟر أﺟﻧﺑﻲ ﯾرﺑﯾﮫ"؛ ﻷن ﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ ﯾدا ﻣﻌﺗﺑرة .أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﻻ ﯾﺗﻣﻛن أﺟﻧﺑﻲ آﺧر أن
ﯾﻧزﻋﮫ ﻣن ﯾده ﻓﯾﻣﻠك ﻣﺎ ﯾﺗﻣﺣض ﻧﻔﻌﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ "وإن ﻗﺑض اﻟﺻﺑﻲ اﻟﮭﺑﺔ ﺑﻧﻔﺳﮫ ﺟﺎز" ﻣﻌﻧﺎه إذا ﻛﺎن ﻋﺎﻗﻼ؛ ﻷﻧﮫ
ﻧﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ وھو ﻣن أھﻠﮫ .وﻓﯾﻣﺎ وھب ﻟﻠﺻﻐﯾرة ﯾﺟوز ﻗﺑض زوﺟﮭﺎ ﻟﮭﺎ ﺑﻌد اﻟزﻓﺎف ﻟﺗﻔوﯾض اﻷب أﻣورھﺎ إﻟﯾﮫ
دﻻﻟﺔ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟزﻓﺎف وﯾﻣﻠﻛﮫ ﻣﻊ ﺣﺿرة اﻷب ،ﺑﺧﻼف اﻷم وﻛل ﻣن ﯾﻌوﻟﮭﺎ ﻏﯾرھﺎ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻠﻛوﻧﮫ إﻻ
ﺑﻌد ﻣوت اﻷب أو ﻏﯾﺑﺗﮫ ﻏﯾﺑﺔ ﻣﻧﻘطﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ؛ ﻷن ﺗﺻرف ھؤﻻء ﻟﻠﺿرورة ﻻ ﺑﺗﻔوﯾض اﻷب ،وﻣﻊ
ﺣﺿوره ﻻ ﺿرورة.
ﻗﺎل " :وإذا وھب اﺛﻧﺎن ﻣن واﺣد دارا ﺟﺎز"؛ ﻷﻧﮭﻣﺎ ﺳﻠﻣﺎھﺎ ﺟﻣﻠﺔ وھو ﻗد ﻗﺑﺿﮭﺎ ﺟﻣﻠﺔ ﻓﻼ ﺷﯾوع "وإن وھﺑﮭﺎ
واﺣد ﻣن اﺛﻧﯾن ﻻ ﯾﺟوز ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻗﺎﻻ ﯾﺻﺢ"؛ ﻷن ھذه ھﺑﺔ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻣﻧﮭﻣﺎ ،إذ اﻟﺗﻣﻠﯾك واﺣد ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق
اﻟﺷﯾوع ﻛﻣﺎ إذا رھن ﻣن رﺟﻠﯾن .وﻟﮫ أن ھذه ھﺑﺔ اﻟﻧﺻف ﻣن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ،وﻟﮭذا ﻟو ﻛﺎﻧت ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﻘﺳم ﻓﻘﺑل
أﺣدھﻣﺎ ﺻﺢ ،وﻷن اﻟﻣﻠك ﯾﺛﺑت ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف ﻓﯾﻛون اﻟﺗﻣﻠﯾك ﻛذﻟك؛ ﻷﻧﮫ ﺣﻛﻣﮫ ،وﻋﻠﻰ ھذا
اﻻﻋﺗﺑﺎر ﯾﺗﺣﻘق اﻟﺷﯾوع ،ﺑﺧﻼف اﻟرھن؛ ﻷن ﺣﻛﻣﮫ اﻟﺣﺑس ،وﯾﺛﺑت ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻛﺎﻣﻼ
إذ ﻻ ﺗﺿﺎﯾف ﻓﯾﮫ ﻓﻼ ﺷﯾوع وﻟﮭذا ﻟو ﻗﺿﻰ دﯾن أﺣدھﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗرد ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟرھن. ص -225-
"وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :إذا ﺗﺻدق ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺗﺎﺟﯾن ﺑﻌﺷرة دراھم أو وھﺑﮭﺎ ﻟﮭﻣﺎ ﺟﺎز ،وﻟو ﺗﺻدق ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ
ﻏﻧﯾﯾن أو وھﺑﮭﺎ ﻟﮭﻣﺎ ﻟم ﯾﺟز ،وﻗﺎﻻ :ﯾﺟوز ﻟﻠﻐﻧﯾﯾن أﯾﺿﺎ" ﺟﻌل ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﺟﺎزا ﻋن اﻵﺧر ،واﻟﺻﻼﺣﯾﺔ
ﺛﺎﺑﺗﺔ؛ ﻷن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺗﻣﻠﯾك ﺑﻐﯾر ﺑدل ،وﻓرق ﺑﯾن اﻟﺻدﻗﺔ واﻟﮭﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم .وﻓﻲ اﻷﺻل ﺳوى ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﻘﺎل:
وﻛذﻟك اﻟﺻدﻗﺔ؛ ﻷن اﻟﺷﯾوع ﻣﺎﻧﻊ ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن ﻟﺗوﻗﻔﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺑض .ووﺟﮫ اﻟﻔرق ﻋﻠﻰ ھذه اﻟرواﯾﺔ أن اﻟﺻدﻗﺔ
ﯾراد ﺑﮭﺎ وﺟﮫ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وھو واﺣد ،واﻟﮭﺑﺔ ﯾراد ﺑﮭﺎ وﺟﮫ اﻟﻐﻧﻲ وھﻣﺎ اﺛﻧﺎن .وﻗﯾل ھذا ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ ،واﻟﻣراد
ﺑﺎﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻷﺻل اﻟﺻدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻧﯾﯾن .وﻟو وھب ﻟرﺟﻠﯾن دارا ﻷﺣدھﻣﺎ ﺛﻠﺛﺎھﺎ وﻟﻶﺧر ﺛﻠﺛﮭﺎ ﻟم ﯾﺟز ﻋﻧد أﺑﻲ
ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :ﯾﺟوز .وﻟو ﻗﺎل ﻷﺣدھﻣﺎ ﻧﺻﻔﮭﺎ وﻟﻶﺧر ﻧﺻﻔﮭﺎ ﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف ﻓﯾﮫ رواﯾﺗﺎن،
ﻓﺄﺑو ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻣر ﻋﻠﻰ أﺻﻠﮫ ،وﻛذا ﻣﺣﻣد .واﻟﻔرق ﻷﺑﻲ ﯾوﺳف أن ﺑﺎﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻌﺎض ﯾظﮭر أن ﻗﺻده
ﺛﺑوت اﻟﻣﻠك ﻓﻲ اﻟﺑﻌض ﻓﯾﺗﺣﻘق اﻟﺷﯾوع ،وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺟوز إذا رھن ﻣن رﺟﻠﯾن وﻧص ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻌﺎض.
ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا اﻧﺗﻘل ﻓﻲ ﺣﺎل ﺣﯾﺎﺗﮫ ،وإذا ﻣﺎت اﻟواھب ﻓوارﺛﮫ أﺟﻧﺑﻲ ﻋن اﻟﻌﻘد إذ ھو ص -226-
ﻣﺎ أوﺟﺑﮫ.
ﻗﺎل" :أو ﺗﺧرج اﻟﮭﺑﺔ ﻋن ﻣﻠك اﻟﻣوھوب ﻟﮫ"؛ ﻷﻧﮫ ﺣﺻل ﺑﺗﺳﻠﯾطﮫ ﻓﻼ ﯾﻧﻘﺿﮫ ،وﻷﻧﮫ ﺗﺟدد اﻟﻣﻠك ﺑﺗﺟدد ﺳﺑﺑﮫ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن وھب ﻵﺧر أرﺿﺎ ﺑﯾﺿﺎء ﻓﺄﻧﺑت ﻓﻲ ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻧﺧﻼ أو ﺑﻧﻰ ﺑﯾﺗﺎ أو دﻛﺎﻧﺎ أو آرﯾﺎ وﻛﺎن ذﻟك زﯾﺎدة
ﻓﯾﮭﺎ ﻓﻠﯾس ﻟﮫ أن ﯾرﺟﻊ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻧﮭﺎ"؛ ﻷن ھذه زﯾﺎدة ﻣﺗﺻﻠﺔ .وﻗوﻟﮫ وﻛﺎن ذﻟك زﯾﺎدة ﻓﯾﮭﺎ؛ ﻷن اﻟدﻛﺎن ﻗد
ﯾﻛون ﺻﻐﯾرا ﺣﻘﯾرا ﻻ ﯾﻌد زﯾﺎدة أﺻﻼ ،وﻗد ﺗﻛون اﻷرض ﻋظﯾﻣﺔ ﯾﻌد ذﻟك زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻗطﻌﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻼ ﯾﻣﺗﻧﻊ
اﻟرﺟوع ﻓﻲ ﻏﯾرھﺎ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﺑﺎع ﻧﺻﻔﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﻘﺳوم رﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﺑﺎﻗﻲ"؛ ﻷن اﻻﻣﺗﻧﺎع ﺑﻘدر اﻟﻣﺎﻧﻊ "وإن ﻟم ﯾﺑﻊ ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻧﮭﺎ ﻟﮫ أن
ﯾرﺟﻊ ﻓﻲ ﻧﺻﻔﮭﺎ"؛ ﻷن ﻟﮫ أن ﯾرﺟﻊ ﻓﻲ ﻛﻠﮭﺎ ﻓﻛذا ﻓﻲ ﻧﺻﻔﮭﺎ ﺑﺎﻟطرﯾق اﻷوﻟﻰ.
ﻗﺎل" :وإن وھب ھﺑﺔ ﻟذي رﺣم ﻣﺣرم ﻣﻧﮫ ﻓﻼ رﺟوع ﻓﯾﮭﺎ" ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :إذا ﻛﺎﻧت اﻟﮭﺑﺔ ﻟذي
رﺣم ﻣﺣرم ﻣﻧﮫ ﻟم ﯾرﺟﻊ ﻓﯾﮭﺎ"؛ وﻷن اﻟﻣﻘﺻود ﻓﯾﮭﺎ ﺻﻠﺔ اﻟرﺣم وﻗد ﺣﺻل "وﻛذﻟك ﻣﺎ وھب أﺣد اﻟزوﺟﯾن
ﻟﻶﺧر"؛ ﻷن اﻟﻣﻘﺻود ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺻﻠﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘراﺑﺔ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﻧظر إﻟﻰ ھذا اﻟﻣﻘﺻود وﻗت اﻟﻌﻘد ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺗزوﺟﮭﺎ
ﺑﻌدﻣﺎ وھب ﻟﮭﺎ ﻓﻠﮫ اﻟرﺟوع ،وﻟو أﺑﺎﻧﮭﺎ ﺑﻌدﻣﺎ وھب ﻓﻼ رﺟوع.
ﻗﺎل " :وإذا ﻗﺎل اﻟﻣوھوب ﻟﮫ ﻟﻠواھب ﺧذ ھذا ﻋوﺿﺎ ﻋن ھﺑﺗك أو ﺑدﻻ ﻋﻧﮭﺎ أو ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺗﮭﺎ ﻓﻘﺑﺿﮫ اﻟواھب
ﺳﻘط اﻟرﺟوع" ﻟﺣﺻول اﻟﻣﻘﺻود ،وھذه اﻟﻌﺑﺎرات ﺗؤدي ﻣﻌﻧﻰ واﺣدا "وإن ﻋوﺿﮫ أﺟﻧﺑﻲ ﻋن اﻟﻣوھوب ﻟﮫ
ﻣﺗﺑرﻋﺎ ﻓﻘﺑض اﻟواھب اﻟﻌوض ﺑطل اﻟرﺟوع"؛ ﻷن اﻟﻌوض ﻹﺳﻘﺎط اﻟﺣق ﻓﯾﺻﺢ ﻣن اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻛﺑدل اﻟﺧﻠﻊ
واﻟﺻﻠﺢ.
ﻗﺎل" :وإذا اﺳﺗﺣق ﻧﺻف اﻟﮭﺑﺔ رﺟﻊ ﺑﻧﺻف اﻟﻌوض"؛ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺳﻠم ﻟﮫ ﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑل ﻧﺻﻔﮫ "وإن اﺳﺗﺣق ﻧﺻف
اﻟﻌوض ﻟم ﯾرﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﮭﺑﺔ إﻻ أن ﯾرد ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﺛم ﯾرﺟﻊ" وﻗﺎل زﻓر :ﯾرﺟﻊ ﺑﺎﻟﻧﺻف اﻋﺗﺑﺎرا ﺑﺎﻟﻌوض اﻵﺧر.
وﻟﻧﺎ أﻧﮫ ﯾﺻﻠﺢ ﻋوﺿﺎ ﻟﻠﻛل ﻣن اﻻﺑﺗداء ،وﺑﺎﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ظﮭر أﻧﮫ ﻻ ﻋوض إﻻ ھو ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﺗﺧﯾر؛ ﻷﻧﮫ ﻣﺎ أﺳﻘط
ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟرﺟوع إﻻ ﻟﯾﺳﻠم ﻟﮫ ﻛل اﻟﻌوض وﻟم ﯾﺳﻠم ﻓﻠﮫ أن ﯾرده.
ﻗﺎل" :وإن وھب دارا ﻓﻌوﺿﮫ ﻣن ﻧﺻﻔﮭﺎ رﺟﻊ اﻟواھب ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟذي ﻟم ﯾﻌوض"؛ ﻷن اﻟﻣﺎﻧﻊ ﺧص
اﻟﻧﺻف.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺻﺢ اﻟرﺟوع إﻻ ﺑﺗراﺿﯾﮭﻣﺎ أو ﺑﺣﻛم اﻟﺣﺎﻛم"؛ ﻷﻧﮫ ﻣﺧﺗﻠف ﺑﯾن اﻟﻌﻠﻣﺎء، ص -227-
وﻓﻲ أﺻﻠﮫ وھﺎء وﻓﻲ ﺣﺻول اﻟﻣﻘﺻود وﻋدﻣﮫ ﺧﻔﺎء ،ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﻔﺻل ﺑﺎﻟرﺿﺎ أو ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎﻧت
اﻟﮭﺑﺔ ﻋﺑدا ﻓﺄﻋﺗﻘﮫ ﻗﺑل اﻟﻘﺿﺎء ﻧﻔذ ،وﻟو ﻣﻧﻌﮫ ﻓﮭﻠك ﻟم ﯾﺿﻣن؛ ﻟﻘﯾﺎم ﻣﻠﻛﮫ ﻓﯾﮫ ،وﻛذا إذا ھﻠك ﻓﻲ ﯾده ﺑﻌد اﻟﻘﺿﺎء؛
ﻷن أول اﻟﻘﺑض ﻏﯾر ﻣﺿﻣون ،وھذا دوام ﻋﻠﯾﮫ إﻻ أن ﯾﻣﻧﻌﮫ ﺑﻌد طﻠﺑﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﺗﻌدى ،وإذا رﺟﻊ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء أو
ﺑﺎﻟﺗراﺿﻲ ﯾﻛون ﻓﺳﺧﺎ ﻣن اﻷﺻل ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺷﺗرط ﻗﺑض اﻟواھب وﯾﺻﺢ ﻓﻲ اﻟﺷﺎﺋﻊ؛ ﻷن اﻟﻌﻘد وﻗﻊ ﺟﺎﺋزا ﻣوﺟﺑﺎ
ﺣق اﻟﻔﺳﺦ ،ﻓﻛﺎن ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ ﻣﺳﺗوﻓﯾﺎ ﺣﻘﺎ ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻟﮫ ﻓﯾظﮭر ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ،ﺑﺧﻼف اﻟرد ﺑﺎﻟﻌﯾب ﺑﻌد اﻟﻘﺑض؛ ﻷن اﻟﺣق
ھﻧﺎك ﻓﻲ وﺻف اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻻ ﻓﻲ اﻟﻔﺳﺦ ﻓﺎﻓﺗرﻗﺎ.
ﻗﺎل" :وإذا ﺗﻠﻔت اﻟﻌﯾن اﻟﻣوھوﺑﺔ واﺳﺗﺣﻘﮭﺎ ﻣﺳﺗﺣق وﺿﻣن اﻟﻣوھوب ﻟﮫ ﻟم ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟواھب ﺑﺷﻲء"؛ ﻷﻧﮫ
ﻋﻘد ﺗﺑرع ﻓﻼ ﯾﺳﺗﺣق ﻓﯾﮫ اﻟﺳﻼﻣﺔ ،وھو ﻏﯾر ﻋﺎﻣل ﻟﮫ ،واﻟﻐرور ﻓﻲ ﺿﻣن ﻋﻘد اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ ﺳﺑب اﻟرﺟوع ﻻ ﻓﻲ
ﻏﯾره.
ﻗﺎل" :وإذا وھب ﺑﺷرط اﻟﻌوض اﻋﺗﺑر اﻟﺗﻘﺎﺑض ﻓﻲ اﻟﻌوﺿﯾن ،وﺗﺑطل ﺑﺎﻟﺷﯾوع"؛ ﻷﻧﮫ ھﺑﺔ اﺑﺗداء "ﻓﺈن ﺗﻘﺎﺑﺿﺎ
ﺻﺢ اﻟﻌﻘد وﺻﺎر ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﺑﯾﻊ ﯾرد ﺑﺎﻟﻌﯾب وﺧﯾﺎر اﻟرؤﯾﺔ وﺗﺳﺗﺣق ﻓﯾﮫ اﻟﺷﻔﻌﺔ"؛ ﻷﻧﮫ ﺑﯾﻊ اﻧﺗﮭﺎء .وﻗﺎل زﻓر
واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ :ھو ﺑﯾﻊ اﺑﺗداء واﻧﺗﮭﺎء؛ ﻷن ﻓﯾﮫ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺑﯾﻊ وھو اﻟﺗﻣﻠﯾك ﺑﻌوض ،واﻟﻌﺑرة ﻓﻲ اﻟﻌﻘود
ﻟﻠﻣﻌﺎﻧﻲ ،وﻟﮭذا ﻛﺎن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﺑد ﻣن ﻧﻔﺳﮫ إﻋﺗﺎﻗﺎ .وﻟﻧﺎ أﻧﮫ اﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﺟﮭﺗﯾن ﻓﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻣﺎ أﻣﻛن ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﺷﺑﮭﯾن،
وﻗد أﻣﻛن؛ ﻷن اﻟﮭﺑﺔ ﻣن ﺣﻛﻣﮭﺎ ﺗﺄﺧر اﻟﻣﻠك إﻟﻰ اﻟﻘﺑض ،وﻗد ﯾﺗراﺧﻰ ﻋن اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻔﺎﺳد واﻟﺑﯾﻊ ﻣن ﺣﻛﻣﮫ اﻟﻠزوم،
وﻗد ﺗﻧﻘﻠب اﻟﮭﺑﺔ ﻻزﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻓﺟﻣﻌﻧﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،ﺑﺧﻼف ﺑﯾﻊ ﻧﻔس اﻟﻌﺑد ﻣن ﻧﻔﺳﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺑﯾﻊ ﻓﯾﮫ،
إذ ھو ﻻ ﯾﺻﻠﺢ ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻧﻔﺳﮫ.
ﻓﺻل :ﻗﺎل" :وﻣن وھب ﺟﺎرﯾﺔ إﻻ ﺣﻣﻠﮭﺎ ﺻﺣت اﻟﮭﺑﺔ وﺑطل اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء"؛
ﻷن اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﻻ ﯾﻌﻣل إﻻ ﻓﻲ ﻣﺣل ﯾﻌﻣل ﻓﯾﮫ اﻟﻌﻘد ،واﻟﮭﺑﺔ ﻻ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺣﻣل ﻟﻛوﻧﮫ وﺻﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه ﻓﻲ
اﻟﺑﯾوع ﻓﺎﻧﻘﻠب ﺷرطﺎ ﻓﺎﺳدا ،واﻟﮭﺑﺔ ﻻ ﺗﺑطل ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﻔﺎﺳدة ،وھذا ھو اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح واﻟﺧﻠﻊ واﻟﺻﻠﺢ ﻋن دم
اﻟﻌﻣد؛ ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺑطل ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﻔﺎﺳدة ،ﺑﺧﻼف اﻟﺑﯾﻊ واﻹﺟﺎرة واﻟرھن؛ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺑطل ﺑﮭﺎ" .وﻟو أﻋﺗق ﻣﺎ ﻓﻲ
ﺑطﻧﮭﺎ ﺛم وھﺑﮭﺎ ﺟﺎز"؛ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺑق اﻟﺟﻧﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﮫ ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء" ،وﻟو دﺑر ﻣﺎ ﻓﻲ ﺑطﻧﮭﺎ ﺛم وھﺑﮭﺎ ﻟم
ﯾﺟز"؛ ﻷن اﻟﺣﻣل ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﮫ ﻓﻠم ﯾﻛن
ﺷﺑﯾﮫ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﮭﺑﺔ ﻓﯾﮫ ﻟﻣﻛﺎن اﻟﺗدﺑﯾر ﻓﺑﻘﻲ ھﺑﺔ اﻟﻣﺷﺎع أو ھﺑﺔ ﺷﻲء ص -228-
ھو ﻣﺷﻐول ﺑﻣﻠك اﻟﻣﺎﻟك.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن وھﺑﮭﺎ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ أن ﯾردھﺎ ﻋﻠﯾﮫ أو ﻋﻠﻰ أن ﯾﻌﺗﻘﮭﺎ أو أن ﯾﺗﺧذھﺎ أم وﻟد أو وھب دارا أو ﺗﺻدق ﻋﻠﯾﮫ
ﺑدار ﻋﻠﻰ أن ﯾرد ﻋﻠﯾﮫ ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻧﮭﺎ أو ﯾﻌوﺿﮫ ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻧﮭﺎ ﻓﺎﻟﮭﺑﺔ ﺟﺎﺋزة واﻟﺷرط ﺑﺎطل" .ﻷن ھذه اﻟﺷروط ﺗﺧﺎﻟف
ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻌﻘد ﻓﻛﺎﻧت ﻓﺎﺳدة ،واﻟﮭﺑﺔ ﻻ ﺗﺑطل ﺑﮭﺎ ،أﻻ ﺗرى أن اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم أﺟﺎز اﻟﻌﻣرى وأﺑطل
ﺷرط اﻟﻣﻌﻣر ﺑﺧﻼف اﻟﺑﯾﻊ؛ ﻷﻧﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻧﮭﻰ ﻋن ﺑﯾﻊ وﺷرط وﻷن اﻟﺷرط اﻟﻔﺎﺳد ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟرﺑﺎ،
وھو ﯾﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎوﺿﺎت دون اﻟﺗﺑرﻋﺎت .ﻗﺎل" :وﻣن ﻟﮫ ﻋﻠﻰ آﺧر أﻟف درھم ﻓﻘﺎل إذا ﺟﺎء اﻟﻐد ﻓﮭﻲ ﻟك أو
أﻧت ﻣﻧﮭﺎ ﺑريء .أو ﻗﺎل :إذا أدﯾت إﻟﻲ اﻟﻧﺻف ﻓﻠك ﻧﺻﻔﮫ أو أﻧت ﺑريء ﻣن اﻟﻧﺻف اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻓﮭو ﺑﺎطل"؛ ﻷن
اﻹﺑراء ﺗﻣﻠﯾك ﻣن وﺟﮫ إﺳﻘﺎط ﻣن وﺟﮫ ،وھﺑﺔ اﻟدﯾن ﻣﻣن ﻋﻠﯾﮫ إﺑراء ،وھذا؛ ﻷن اﻟدﯾن ﻣﺎل ﻣن وﺟﮫ وﻣن ھذا
اﻟوﺟﮫ ﻛﺎن ﺗﻣﻠﯾﻛﺎ ،ووﺻف ﻣن وﺟﮫ وﻣن ھذا اﻟوﺟﮫ ﻛﺎن إﺳﻘﺎطﺎ ،وﻟﮭذا ﻗﻠﻧﺎ :إﻧﮫ ﯾرﺗد ﺑﺎﻟرد ،وﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺑول .واﻟﺗﻌﻠﯾق ﺑﺎﻟﺷروط ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻹﺳﻘﺎطﺎت اﻟﻣﺣﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻠف ﺑﮭﺎ ﻛﺎﻟطﻼق واﻟﻌﺗﺎق ﻓﻼ ﯾﺗﻌداھﺎ.
ﻗﺎل" :واﻟﻌﻣرى ﺟﺎﺋزة ﻟﻠﻣﻌﻣر ﻟﮫ ﺣﺎل ﺣﯾﺎﺗﮫ وﻟورﺛﺗﮫ ﻣن ﺑﻌده" ﻟﻣﺎ روﯾﻧﺎ .وﻣﻌﻧﺎه أن ﯾﺟﻌل داره ﻟﮫ ﻋﻣره.
وإذا ﻣﺎت ﺗرد ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﺻﺢ اﻟﺗﻣﻠﯾك ،وﯾﺑطل اﻟﺷرط ﻟﻣﺎ روﯾﻧﺎ وﻗد ﺑﯾﻧﺎ أن اﻟﮭﺑﺔ ﻻ ﺗﺑطل ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﻔﺎﺳدة
"واﻟرﻗﺑﻰ ﺑﺎطﻠﺔ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﺟﺎﺋزة"؛ ﻷن ﻗوﻟﮫ داري ﻟك ﺗﻣﻠﯾك.
وﻗوﻟﮫ رﻗﺑﻰ ﺷرط ﻓﺎﺳد ﻛﺎﻟﻌﻣرى .وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم أﺟﺎز اﻟﻌﻣرى ورد اﻟرﻗﺑﻰ وﻷن ﻣﻌﻧﻰ اﻟرﻗﺑﻰ
ﻋﻧدھﻣﺎ إن ﻣت ﻗﺑﻠك ﻓﮭو ﻟك ،واﻟﻠﻔظ ﻣن اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻛﺄﻧﮫ ﯾراﻗب ﻣوﺗﮫ ،وھذا ﺗﻌﻠﯾق اﻟﺗﻣﻠﯾك ﺑﺎﻟﺧطر ﻓﺑطل .وإذا ﻟم
ﺗﺻﺢ ﺗﻛون ﻋﺎرﯾﺔ ﻋﻧدھﻣﺎ؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺗﺿﻣن إطﻼق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﮫ.
ﯾﺗﺻدق ﺑﻣﻠﻛﮫ ﻟزﻣﮫ أن ﯾﺗﺻدق ﺑﺎﻟﺟﻣﯾﻊ" وﯾروى أﻧﮫ واﻷول ﺳواء ،وﻗد ذﻛرﻧﺎ ص -229-
اﻟﻔرق .ووﺟﮫ اﻟرواﯾﺗﯾن ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺿﺎء "وﯾﻘﺎل ﻟﮫ أﻣﺳك ﻣﺎ ﺗﻧﻔﻘﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳك وﻋﯾﺎﻟك إﻟﻰ أن ﺗﻛﺗﺳب ،ﻓﺈذا
اﻛﺗﺳب ﻣﺎﻻ ﯾﺗﺻدق ﺑﻣﺛل ﻣﺎ أﻧﻔق" وﻗد ذﻛرﻧﺎه ﻣن ﻗﺑل.
اﻟطﻌﺎم إﻟﻰ ﻣوﺿﻊ ﻣﻌﻠوم"؛ ﻷﻧﮫ إذا آراه ﻣﺎ ﯾﻧﻘﻠﮫ واﻟﻣوﺿﻊ اﻟذي ﯾﺣﻣل إﻟﯾﮫ ﻛﺎﻧت ص -231-
اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻓﯾﺻﺢ اﻟﻌﻘد.
ﺣﺗﻰ ﯾﺧرج اﻟﺧﺑز ﻣن اﻟﺗﻧور"؛ ﻷن ﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻹﺧراج .ﻓﻠو اﺣﺗرق أو ﺳﻘط ﻣن ﯾده ص -232-
ﻗﺑل اﻹﺧراج ﻓﻼ أﺟر ﻟﮫ ﻟﻠﮭﻼك ﻗﺑل اﻟﺗﺳﻠﯾم" ،ﻓﺈن أﺧرﺟﮫ ﺛم اﺣﺗرق ﻣن ﻏﯾر ﻓﻌﻠﮫ ﻓﻠﮫ اﻷﺟر"؛ ﻷﻧﮫ ﺻﺎر
ﻣﺳﻠﻣﺎ إﻟﯾﮫ ﺑﺎﻟوﺿﻊ ﻓﻲ ﺑﯾﺗﮫ ،وﻻ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﻟم ﺗوﺟد ﻣﻧﮫ اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ .ﻗﺎل :وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ؛ ﻷﻧﮫ أﻣﺎﻧﺔ
ﻓﻲ ﯾده ،وﻋﻧدھﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﻣﺛل دﻗﯾﻘﮫ وﻻ أﺟر ﻟﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﻣﺿﻣون ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻼ ﯾﺑرأ إﻻ ﺑﻌد ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﺳﻠﯾم ،وإن ﺷﺎء
ﺿﻣﻧﮫ اﻟﺧﺑز ،وأﻋطﺎه اﻷﺟر.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺳﺗﺄﺟر طﺑﺎﺧﺎ ﻟﯾطﺑﺦ ﻟﮫ طﻌﺎﻣﺎ ﻟﻠوﻟﯾﻣﺔ ﻓﺎﻟﻌرف ﻋﻠﯾﮫ" اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻠﻌرف.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺳﺗﺄﺟر إﻧﺳﺎﻧﺎ ﻟﯾﺿرب ﻟﮫ ﻟﺑﻧﺎ اﺳﺗﺣق اﻷﺟر إذا أﻗﺎﻣﮭﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻗﺎﻻ :ﻻ ﯾﺳﺗﺣﻘﮭﺎ ﺣﺗﻰ
ﯾﺷرﺟﮭﺎ"؛ ﻷن اﻟﺗﺷرﯾﺞ ﻣن ﺗﻣﺎم ﻋﻣﻠﮫ ،إذ ﻻ ﯾؤﻣن ﻣن اﻟﻔﺳﺎد ﻗﺑﻠﮫ ﻓﺻﺎر ﻛﺈﺧراج اﻟﺧﺑز ﻣن اﻟﺗﻧور؛ وﻷن
اﻷﺟﯾر ھو اﻟذي ﯾﺗوﻻه ﻋرﻓﺎ وھو اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻓﯾﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﮫ .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أن اﻟﻌﻣل ﻗد ﺗم ﺑﺎﻹﻗﺎﻣﺔ ،واﻟﺗﺷرﯾﺞ
ﻋﻣل زاﺋد ﻛﺎﻟﻧﻘل ،أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ ﻗﺑل اﻟﺗﺷرﯾﺞ ﺑﺎﻟﻧﻘل إﻟﻰ ﻣوﺿﻊ اﻟﻌﻣل ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﻗﺑل اﻹﻗﺎﻣﺔ؛ ﻷﻧﮫ طﯾن
ﻣﻧﺗﺷر ،وﺑﺧﻼف اﻟﺧﺑز؛ ﻷﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ ﻗﺑل اﻹﺧراج.
ﻗﺎل" :وﻛل ﺻﺎﻧﻊ ﻟﻌﻣﻠﮫ أﺛر ﻓﻲ اﻟﻌﯾن ﻛﺎﻟﻘﺻﺎر واﻟﺻﺑﺎغ ﻓﻠﮫ أن ﯾﺣﺑس اﻟﻌﯾن ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗوﻓﻲ اﻷﺟر"؛ ﻷن
اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ وﺻف ﻗﺎﺋم ﻓﻲ اﻟﺛوب ﻓﻠﮫ ﺣق اﻟﺣﺑس؛ ﻻﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﺑدل ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ ،وﻟو ﺣﺑﺳﮫ ﻓﺿﺎع ﻻ ﺿﻣﺎن
ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ؛ ﻷﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﺗﻌد ﻓﻲ اﻟﺣﺑس ﻓﺑﻘﻲ أﻣﺎﻧﺔ ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻧده ،وﻻ أﺟر ﻟﮫ ﻟﮭﻼك اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺑل
اﻟﺗﺳﻠﯾم .وﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ :اﻟﻌﯾن ﻛﺎﻧت ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻗﺑل اﻟﺣﺑس ﻓﻛذا ﺑﻌده ،ﻟﻛﻧﮫ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر إن ﺷﺎء
ﺿﻣﻧﮫ ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻏﯾر ﻣﻌﻣول وﻻ أﺟر ﻟﮫ ،وإن ﺷﺎء ﺿﻣﻧﮫ ﻣﻌﻣوﻻ وﻟﮫ اﻷﺟر ،وﺳﯾﺑﯾن ﻣن ﺑﻌد إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻗﺎل" :وﻛل ﺻﺎﻧﻊ ﻟﯾس ﻟﻌﻣﻠﮫ أﺛر ﻓﻲ اﻟﻌﯾن ﻓﻠﯾس ﻟﮫ أن ﯾﺣﺑس اﻟﻌﯾن ﻟﻸﺟر ﻛﺎﻟﺣﻣﺎل واﻟﻣﻼح"؛ ﻷن اﻟﻣﻌﻘود
ﻋﻠﯾﮫ ﻧﻔس اﻟﻌﻣل وھو ﻏﯾر ﻗﺎﺋم ﻓﻲ اﻟﻌﯾن ﻓﻼ ﯾﺗﺻور ﺣﺑﺳﮫ ﻓﻠﯾس ﻟﮫ وﻻﯾﺔ اﻟﺣﺑس وﻏﺳل اﻟﺛوب ﻧظﯾر اﻟﺣﻣل،
وھذا ﺑﺧﻼف اﻵﺑق ﺣﯾث ﯾﻛون ﻟﻠراد ﺣق ﺣﺑﺳﮫ ﻻﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﺟﻌل ،وﻻ أﺛر ﻟﻌﻣﻠﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺷرف اﻟﮭﻼك وﻗد
أﺣﯾﺎه ﻓﻛﺄﻧﮫ ﺑﺎﻋﮫ ﻣﻧﮫ ﻓﻠﮫ ﺣق اﻟﺣﺑس ،وھذا اﻟذي ذﻛرﻧﺎ ﻣذھب ﻋﻠﻣﺎﺋﻧﺎ اﻟﺛﻼﺛﺔ .وﻗﺎل زﻓر :ﻟﯾس ﻟﮫ ﺣق اﻟﺣﺑس ﻓﻲ
اﻟوﺟﮭﯾن؛ ﻷﻧﮫ وﻗﻊ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺎﺗﺻﺎل اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﻣﻠﻛﮫ ﻓﯾﺳﻘط ﺣق اﻟﺣﺑس .وﻟﻧﺎ أن اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﻣﺣل ﺿرورة إﻗﺎﻣﺔ
ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻌﻣل ﻓﻠم ﯾﻛن ھو راﺿﯾﺎ ﺑﮫ ﻣن ﺣﯾث أﻧﮫ ﺗﺳﻠﯾم ﻓﻼ ﯾﺳﻘط ﺣق اﻟﺣﺑس ﻛﻣﺎ إذا ﻗﺑض اﻟﻣﺷﺗري ﺑﻐﯾر رﺿﺎ
اﻟﺑﺎﺋﻊ.
ﻗﺎل" :وإذا ﺷرط ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎﻧﻊ أن ﯾﻌﻣل ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻏﯾره"؛ ﻷن ص -233-
اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺣل ﺑﻌﯾﻧﮫ ﻓﯾﺳﺗﺣق ﻋﯾﻧﮫ ﻛﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺣل ﺑﻌﯾﻧﮫ "وإن أطﻠق ﻟﮫ اﻟﻌﻣل ﻓﻠﮫ أن ﯾﺳﺗﺄﺟر
ﻣن ﯾﻌﻣﻠﮫ"؛ ﻷن اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻋﻣل ﻓﻲ ذﻣﺗﮫ ،وﯾﻣﻛن إﯾﻔﺎؤه ﺑﻧﻔﺳﮫ وﺑﺎﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻐﯾره ﺑﻣﻧزﻟﺔ إﯾﻔﺎء اﻟدﯾن.
ﻓﺻل" :وﻣن اﺳﺗﺄﺟر رﺟﻼ ﻟﯾذھب إﻟﻰ اﻟﺑﺻرة ﻓﯾﺟﻲء ﺑﻌﯾﺎﻟﮫ ﻓذھب ﻓوﺟد ﺑﻌﺿﮭم ﻗد
ﻣﺎت ﻓﺟﺎء ﺑﻣن ﺑﻘﻲ ﻓﻠﮫ اﻷﺟر ﺑﺣﺳﺎﺑﮫ"؛
ﻷﻧﮫ أوﻓﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﺳﺗﺣق اﻟﻌوض ﺑﻘدره ،وﻣراده إذا ﻛﺎﻧوا ﻣﻌﻠوﻣﯾن "وإن اﺳﺗﺄﺟره ﻟﯾذھب ﺑﻛﺗﺎﺑﮫ
إﻟﻰ ﻓﻼن ﺑﺎﻟﺑﺻرة وﯾﺟﻲء ﺑﺟواﺑﮫ ﻓذھب ﻓوﺟد ﻓﻼﻧﺎ ﻣﯾﺗﺎ ﻓرده ﻓﻼ أﺟر ﻟﮫ" ھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف.
وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :ﻟﮫ اﻷﺟر ﻓﻲ اﻟذھﺎب؛ ﻷﻧﮫ أوﻓﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ،وھو ﻗطﻊ اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ،وھذا ﻷن اﻷﺟر ﻣﻘﺎﺑل ﺑﮫ
ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﻟﻣﺷﻘﺔ دون ﺣﻣل اﻟﻛﺗﺎب ﻟﺧﻔﺔ ﻣؤﻧﺗﮫ .وﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻧﻘل اﻟﻛﺗﺎب؛ ﻷﻧﮫ ھو اﻟﻣﻘﺻود أو وﺳﯾﻠﺔ
إﻟﯾﮫ وھو اﻟﻌﻠم ﺑﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب وﻟﻛن اﻟﺣﻛم ﻣﻌﻠق ﺑﮫ وﻗد ﻧﻘﺿﮫ ﻓﯾﺳﻘط اﻷﺟر ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟطﻌﺎم وھﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻠﻲ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ "وإن ﺗرك اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﻛﺎن وﻋﺎد ﯾﺳﺗﺣق اﻷﺟر ﺑﺎﻟذھﺎب ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع"؛ ﻷن اﻟﺣﻣل ﻟم
ﯾﻧﺗﻘض" .وإن اﺳﺗﺄﺟره ﻟﯾذھب ﺑطﻌﺎم إﻟﻰ ﻓﻼن ﺑﺎﻟﺑﺻرة ﻓذھب ﻓوﺟد ﻓﻼﻧﺎ ﻣﯾﺗﺎ ﻓرده ﻓﻼ أﺟر ﻟﮫ ﻓﻲ ﻗوﻟﮭم
ﺟﻣﯾﻌﺎ"؛ ﻷﻧﮫ ﻧﻘض ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ،وھو ﺣﻣل اﻟطﻌﺎم ،ﺑﺧﻼف ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ ﻗول ﻣﺣﻣد؛ ﻷن اﻟﻣﻌﻘود
ﻋﻠﯾﮫ ھﻧﺎك ﻗطﻊ اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر .وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﻣن ﻏﯾر ذﻛر اﻟﺣﻘوق وﻗد ﻣر ﻓﻲ اﻟﺑﯾوع "وﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﻌﻘد ﺣﺗﻰ ﯾﺳﻣﻲ ﻣﺎ ﯾزرع ص -234-
ﻓﯾﮭﺎ"؛ ﻷﻧﮭﺎ ﻗد ﺗﺳﺗﺄﺟر ﻟﻠزراﻋﺔ وﻟﻐﯾرھﺎ وﻣﺎ ﯾزرع ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺗﻔﺎوت ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻛﻲ ﻻ ﺗﻘﻊ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ "أو
ﯾﻘول ﻋﻠﻰ أن ﯾزرع ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺎ ﺷﺎء"؛ ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻓوض اﻟﺧﯾرة إﻟﯾﮫ ارﺗﻔﻌت اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﻣﻔﺿﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ .ﻗﺎل:
"وﯾﺟوز أن ﯾﺳﺗﺄﺟر اﻟﺳﺎﺣﺔ؛ ﻟﯾﺑﻧﻲ ﻓﯾﮭﺎ أو؛ ﻟﯾﻐرس ﻓﯾﮭﺎ ﻧﺧﻼ أو ﺷﺟرا"؛ ﻷﻧﮭﺎ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﺗﻘﺻد ﺑﺎﻷراﺿﻲ "ﺛم
إذا اﻧﻘﺿت ﻣدة اﻹﺟﺎرة ﻟزﻣﮫ أن ﯾﻘﻠﻊ اﻟﺑﻧﺎء واﻟﻐرس وﯾﺳﻠﻣﮭﺎ إﻟﯾﮫ ﻓﺎرﻏﺔ"؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻟﮭﻣﺎ وﻓﻲ إﺑﻘﺎﺋﮭﻣﺎ
إﺿرارا ﺑﺻﺎﺣب اﻷرض ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا اﻧﻘﺿت اﻟﻣدة واﻟزرع ﺑﻘل ﺣﯾث ﯾﺗرك ﺑﺄﺟر اﻟﻣﺛل إﻟﻰ زﻣﺎن اﻹدراك؛
ﻷن ﻟﮫ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻓﺄﻣﻛن رﻋﺎﯾﺔ اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن.
ﻗﺎل" :إﻻ أن ﯾﺧﺗﺎر ﺻﺎﺣب اﻷرض أن ﯾﻐرم ﻟﮫ ﻗﯾﻣﺔ ذﻟك ﻣﻘﻠوﻋﺎ وﯾﺗﻣﻠﻛﮫ ﻓﻠﮫ ذﻟك" وھذا ﺑرﺿﺎ ﺻﺎﺣب
اﻟﻐرس واﻟﺷﺟر ،إﻻ أن ﺗﻧﻘص اﻷرض ﺑﻘﻠﻌﮭﻣﺎ ﻓﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺗﻣﻠﻛﮭﻣﺎ ﺑﻐﯾر رﺿﺎه.
ﻗﺎل" :أو ﯾرﺿﻰ ﺑﺗرﻛﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﮫ ﻓﯾﻛون اﻟﺑﻧﺎء ﻟﮭذا واﻷرض ﻟﮭذا"؛ ﻷن اﻟﺣق ﻟﮫ ﻓﻠﮫ أن ﻻ ﯾﺳﺗوﻓﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :إذا اﻧﻘﺿت ﻣدة اﻹﺟﺎرة ،وﻓﻲ اﻷرض رطﺑﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻘﻠﻊ"؛ ﻷن اﻟرطﺎب ﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻟﮭﺎ
ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟﺷﺟر.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز اﺳﺗﺋﺟﺎر اﻟدواب ﻟﻠرﻛوب واﻟﺣﻣل"؛ ﻷﻧﮫ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻣﻌﮭودة "ﻓﺈن أطﻠق اﻟرﻛوب ﺟﺎز ﻟﮫ أن
ﯾرﻛب ﻣن ﺷﺎء" ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻹطﻼق .وﻟﻛن إذا رﻛب ﺑﻧﻔﺳﮫ أو أرﻛب واﺣدا ﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾرﻛب ﻏﯾره؛ ﻷﻧﮫ ﺗﻌﯾن
ﻣرادا ﻣن اﻷﺻل ،واﻟﻧﺎس ﯾﺗﻔﺎوﺗون ﻓﻲ اﻟرﻛوب ﻓﺻﺎر ﻛﺄﻧﮫ ﻧص ﻋﻠﻰ رﻛوﺑﮫ "وﻛذﻟك إذا اﺳﺗﺄﺟر ﺛوﺑﺎ ﻟﻠﺑس
وأطﻠق ﺟﺎز ﻓﯾﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ" ﻹطﻼق اﻟﻠﻔظ وﺗﻔﺎوت اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻟﻠﺑس "وإن ﻗﺎل :ﻋﻠﻰ أن ﯾرﻛﺑﮭﺎ ﻓﻼن أو ﯾﻠﺑس
اﻟﺛوب ﻓﻼن ﻓﺄرﻛﺑﮭﺎ ﻏﯾره أو أﻟﺑﺳﮫ ﻏﯾره ﻓﻌطب ﻛﺎن ﺿﺎﻣﻧﺎ"؛ ﻷن اﻟﻧﺎس ﯾﺗﻔﺎوﺗون ﻓﻲ اﻟرﻛوب واﻟﻠﺑس ﻓﺻﺢ
اﻟﺗﻌﯾﯾن ،وﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾﺗﻌداه ،وﻛذﻟك ﻛل ﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ .ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻌﻘﺎر وﻣﺎ ﻻ ﯾﺧﺗﻠف
ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل إذا ﺷرط ﺳﻛﻧﻰ واﺣد ﻓﻠﮫ أن ﯾﺳﻛن ﻏﯾره؛ ﻷن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻏﯾر ﻣﻔﯾد ﻟﻌدم اﻟﺗﻔﺎوت اﻟذي ﯾﺿر
ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء ،واﻟذي ﯾﺿر ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء ﺧﺎرج ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه.
ﻗﺎل" :وإن ﺳﻣﻰ ﻧوﻋﺎ وﻗدرا ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﮫ ﻋﻠﻰ اﻟداﺑﺔ ﻣﺛل أن ﯾﻘول ﺧﻣﺳﺔ أﻗﻔزة ﺣﻧطﺔ ﻓﻠﮫ أن ﯾﺣﻣل ﻣﺎ ھو
ﻣﺛل اﻟﺣﻧطﺔ ﻓﻲ اﻟﺿرر أو أﻗل ﻛﺎﻟﺷﻌﯾر واﻟﺳﻣﺳم"؛ ﻷﻧﮫ دﺧل ﺗﺣت اﻹذن ﻟﻌدم اﻟﺗﻔﺎوت ،أو ﻟﻛوﻧﮫ ﺧﯾرا ﻣن
اﻷول "وﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾﺣﻣل ﻣﺎ ھو أﺿر ﻣن اﻟﺣﻧطﺔ ﻛﺎﻟﻣﻠﺢ واﻟﺣدﯾد" ﻻﻧﻌدام اﻟرﺿﺎ ﻓﯾﮫ "وإن اﺳﺗﺄﺟرھﺎ ﻟﯾﺣﻣل
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗطﻧﺎ ﺳﻣﺎه ﻓﻠﯾس ﻟﮫ أن ﯾﺣﻣل ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻣﺛل وزﻧﮫ ﺣدﯾدا"؛ ﻷﻧﮫ رﺑﻣﺎ ﯾﻛون أﺿر ﺑﺎﻟداﺑﺔ ﻓﺈن اﻟﺣدﯾد ﯾﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ ﻣن ص -235-
ظﮭرھﺎ واﻟﻘطن ﯾﻧﺑﺳط ﻋﻠﻰ ظﮭرھﺎ.
ﻗﺎل" :وإن اﺳﺗﺄﺟرھﺎ ﻟﯾرﻛﺑﮭﺎ ﻓﺄردف ﻣﻌﮫ رﺟﻼ ﻓﻌطﺑت ﺿﻣن ﻧﺻف ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ وﻻ ﻣﻌﺗﺑر ﺑﺎﻟﺛﻘل"؛ ﻷن اﻟداﺑﺔ ﻗد
ﯾﻌﻘرھﺎ ﺟﮭل اﻟراﻛب اﻟﺧﻔﯾف وﯾﺧف ﻋﻠﯾﮭﺎ رﻛوب اﻟﺛﻘﯾل ﻟﻌﻠﻣﮫ ﺑﺎﻟﻔروﺳﯾﺔ ،وﻷن اﻵدﻣﻲ ﻏﯾر ﻣوزون ﻓﻼ ﯾﻣﻛن
ﻣﻌرﻓﺔ اﻟوزن ﻓﺎﻋﺗﺑر ﻋدد اﻟراﻛب ﻛﻌدد اﻟﺟﻧﺎة ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت.
ﻗﺎل" :وإن اﺳﺗﺄﺟرھﺎ ﻟﯾﺣﻣل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﻘدارا ﻣن اﻟﺣﻧطﺔ ﻓﺣﻣل ﻋﻠﯾﮭﺎ أﻛﺛر ﻣﻧﮫ ﻓﻌطﺑت ﺿﻣن ﻣﺎ زاد اﻟﺛﻘل"؛ ﻷﻧﮭﺎ
ﻋطﺑت ﺑﻣﺎ ھو ﻣﺄذون ﻓﯾﮫ وﻣﺎ ھو ﻏﯾر ﻣﺄذون ﻓﯾﮫ واﻟﺳﺑب اﻟﺛﻘل ﻓﺎﻧﻘﺳم ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ "إﻻ إذا ﻛﺎن ﺣﻣﻼ ﻻ ﯾطﯾﻘﮫ ﻣﺛل
ﺗﻠك اﻟداﺑﺔ ﻓﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺿﻣن ﻛل ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ" ﻟﻌدم اﻹذن ﻓﯾﮭﺎ أﺻﻼ ﻟﺧروﺟﮫ ﻋن اﻟﻌﺎدة.
ﻗﺎل" :وإن ﻛﺑﺢ اﻟداﺑﺔ ﺑﻠﺟﺎﻣﮭﺎ أو ﺿرﺑﮭﺎ ﻓﻌطﺑت ﺿﻣن ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ .وﻗﺎﻻ :ﻻ ﯾﺿﻣن إذا ﻓﻌل ﻓﻌﻼ
ﻣﺗﻌﺎرﻓﺎ"؛ ﻷن اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻣﻣﺎ ﯾدﺧل ﺗﺣت ﻣطﻠق اﻟﻌﻘد ﻓﻛﺎن ﺣﺎﺻﻼ ﺑﺈذﻧﮫ ﻓﻼ ﯾﺿﻣﻧﮫ .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن
اﻹذن ﻣﻘﯾد ﺑﺷرط اﻟﺳﻼﻣﺔ إذ ﯾﺗﺣﻘق اﻟﺳوق ﺑدوﻧﮫ ،وإﻧﻣﺎ ھﻣﺎ ﻟﻠﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﯾﺗﻘﯾد ﺑوﺻف اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻛﺎﻟﻣرور ﻓﻲ
اﻟطرﯾق.
ﻗﺎل" :وإن اﺳﺗﺄﺟرھﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﯾرة ﻓﺟﺎوز ﺑﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺎدﺳﯾﺔ ﺛم ردھﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﯾرة ﺛم ﻧﻔﻘت ﻓﮭو ﺿﺎﻣن ،وﻛذﻟك
اﻟﻌﺎرﯾﺔ" وﻗﯾل ﺗﺄوﯾل ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ إذا اﺳﺗﺄﺟرھﺎ ذاھﺑﺎ ﻻ ﺟﺎﺋﯾﺎ؛ ﻟﯾﻧﺗﮭﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﯾرة ﻓﻼ ﯾﺻﯾر
ﺑﺎﻟﻌود ﻣردودا إﻟﻰ ﯾد اﻟﻣﺎﻟك ﻣﻌﻧﻰ .وأﻣﺎ إذا اﺳﺗﺄﺟرھﺎ ذاھﺑﺎ وﺟﺎﺋﯾﺎ ﻓﯾﻛون ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻣودع إذا ﺧﺎﻟف ﺛم ﻋﺎد إﻟﻰ
اﻟوﻓﺎق .وﻗﯾل ﻻ ،ﺑل اﻟﺟواب ﻣﺟرى ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق .واﻟﻔرق أن اﻟﻣودع ﺑﺄﻣور ﺑﺎﻟﺣﻔظ ﻣﻘﺻودا ﻓﺑﻘﻲ اﻷﻣر
ﺑﺎﻟﺣﻔظ ﺑﻌد اﻟﻌود إﻟﻰ اﻟوﻓﺎق ﻓﺣﺻل اﻟرد إﻟﻰ ﯾد ﻧﺎﺋب اﻟﻣﺎﻟك ،وﻓﻲ اﻹﺟﺎرة واﻟﻌﺎرﯾﺔ ﯾﺻﯾر اﻟﺣﻔظ ﻣﺄﻣورا ﺑﮫ
ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل ﻻ ﻣﻘﺻودا ،ﻓﺈذا اﻧﻘطﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟم ﯾﺑق ھو ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻓﻼ ﯾﺑرأ ﺑﺎﻟﻌود وھذا أﺻﺢ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﻛﺗرى ﺣﻣﺎرا ﺑﺳرج ﻓﻧزع اﻟﺳرج وأﺳرﺟﮫ ﺑﺳرج ﯾﺳرج ﺑﻣﺛﻠﮫ اﻟﺣﻣر ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮫ"؛ ﻷﻧﮫ إذا
ﻛﺎن ﯾﻣﺎﺛل اﻷول ﺗﻧﺎوﻟﮫ إذن اﻟﻣﺎﻟك ،إذ ﻻ ﻓﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﻐﯾره إﻻ إذا ﻛﺎن زاﺋدا ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟوزن ﻓﺣﯾﻧﺋذ ﯾﺿﻣن
اﻟزﯾﺎدة "وإن ﻛﺎن ﻻ ﯾﺳرج ﺑﻣﺛﻠﮫ اﻟﺣﻣر ﺿﻣن"؛ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺗﻧﺎوﻟﮫ اﻹذن ﻣن ﺟﮭﺗﮫ ﻓﺻﺎر ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ "وإن أوﻛﻔﮫ
ﺑﺈﻛﺎف ﻻ ﯾوﻛف ﺑﻣﺛﻠﮫ اﻟﺣﻣر ﯾﺿﻣن" ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺳرج ،وھذا أوﻟﻰ "وإن أوﻛﻔﮫ ﺑﺈﻛﺎف ﯾوﻛف ﺑﻣﺛﻠﮫ اﻟﺣﻣر
ﯾﺿﻣن ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻗﺎﻻ :ﯾﺿﻣن ﺑﺣﺳﺎﺑﮫ"؛ ﻷﻧﮫ إذا ﻛﺎن ﯾوﻛف ﺑﻣﺛﻠﮫ اﻟﺣﻣر ﻛﺎن ھو واﻟﺳرج
ﺳواء ﻓﯾﻛون اﻟﻣﺎﻟك راﺿﯾﺎ ﺑﮫ ،إﻻ إذا ﻛﺎن زاﺋدا ﻋﻠﻰ اﻟﺳرج ﻓﻲ اﻟوزن ﻓﯾﺿﻣن ص -236-
اﻟزﯾﺎدة؛ ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾرض ﺑﺎﻟزﯾﺎدة ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺣﻣل اﻟﻣﺳﻣﻰ إذا ﻛﺎن ﻣن ﺟﻧﺳﮫ .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن
اﻹﻛﺎف ﻟﯾس ﻣن ﺟﻧس اﻟﺳرج؛ ﻷﻧﮫ ﻟﻠﺣﻣل ،واﻟﺳرج ﻟﻠرﻛوب ،وﻛذا ﯾﻧﺑﺳط أﺣدھﻣﺎ ﻋﻠﻰ ظﮭر اﻟداﺑﺔ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻧﺑﺳط
ﻋﻠﯾﮫ اﻵﺧر ﻓﻛﺎن ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻛﻣﺎ إذا ﺣﻣل اﻟﺣدﯾد وﻗد ﺷرط ﻟﮫ اﻟﺣﻧطﺔ.
ﻗﺎل" :وإن اﺳﺗﺄﺟر ﺣﻣﺎﻻ ﻟﯾﺣﻣل ﻟﮫ طﻌﺎﻣﺎ ﻓﻲ طرﯾق ﻛذا ﻓﺄﺧذ ﻓﻲ طرﯾق ﻏﯾره ﯾﺳﻠﻛﮫ اﻟﻧﺎس ﻓﮭﻠك اﻟﻣﺗﺎع ﻓﻼ
ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮫ ،وإن ﺑﻠﻎ ﻓﻠﮫ اﻷﺟر" وھذا إذا ﻟم ﯾﻛن ﺑﯾن اﻟطرﯾﻘﯾن ﺗﻔﺎوت؛ ﻷن ﻋﻧد ذﻟك اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻏﯾر ﻣﻔﯾد ،أﻣﺎ إذا
ﻛﺎن ﺗﻔﺎوت ﯾﺿﻣن ﻟﺻﺣﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﺈن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻣﻔﯾد إﻻ أن اﻟظﺎھر ﻋدم اﻟﺗﻔﺎوت إذا ﻛﺎن طرﯾﻘﺎ ﯾﺳﻠﻛﮫ اﻟﻧﺎس ﻓﻠم
ﯾﻔﺻل "وإن ﻛﺎن طرﯾﻘﺎ ﻻ ﯾﺳﻠﻛﮫ اﻟﻧﺎس ﻓﮭﻠك ﺿﻣن"؛ ﻷﻧﮫ ﺻﺢ اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻓﺻﺎر ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ "وإن ﺑﻠﻎ ﻓﻠﮫ اﻷﺟر"؛
ﻷﻧﮫ ارﺗﻔﻊ اﻟﺧﻼف ﻣﻌﻧﻰ ،وإن ﺑﻘﻲ ﺻورة.
ﻗﺎل" :وإن ﺣﻣﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺑﺣر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﮫ اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻟﺑر ﺿﻣن" ﻟﻔﺣش اﻟﺗﻔﺎوت ﺑﯾن اﻟﺑر واﻟﺑﺣر "وإن ﺑﻠﻎ ﻓﻠﮫ
اﻷﺟر" ﻟﺣﺻول اﻟﻣﻘﺻود وارﺗﻔﺎع اﻟﺧﻼف ﻣﻌﻧﻰ.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺳﺗﺄﺟر أرﺿﺎ؛ ﻟﯾزرﻋﮭﺎ ﺣﻧطﺔ ﻓزرﻋﮭﺎ رطﺑﺔ ﺿﻣن ﻣﺎ ﻧﻘﺻﮭﺎ" ﻷن اﻟرطﺎب أﺿر ﺑﺎﻷرض ﻣن
اﻟﺣﻧطﺔ ﻻﻧﺗﺷﺎر ﻋروﻗﮭﺎ ﻓﯾﮭﺎ وﻛﺛرة اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺳﻘﯾﮭﺎ ﻓﻛﺎن ﺧﻼﻓﺎ إﻟﻰ ﺷر ﻓﯾﺿﻣن ﻣﺎ ﻧﻘﺻﮭﺎ "وﻻ أﺟر ﻟﮫ"؛
ﻷﻧﮫ ﻏﺎﺻب ﻟﻸرض ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗررﻧﺎه .ﻗﺎل" :وﻣن دﻓﻊ إﻟﻰ ﺧﯾﺎط ﺛوﺑﺎ ﻟﯾﺧﯾطﮫ ﻗﻣﯾﺻﺎ ﺑدرھم ﻓﺧﺎطﮫ ﻗﺑﺎء ،ﻓﺈن
ﺷﺎء ﺿﻣﻧﮫ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺛوب ،وإن ﺷﺎء أﺧذ اﻟﻘﺑﺎء وأﻋطﺎه أﺟر ﻣﺛﻠﮫ ﻻ ﯾﺟﺎوز ﺑﮫ درھﻣﺎ" ﻗﯾل :ﻣﻌﻧﺎه اﻟﻘرطف اﻟذي
ھو ذو طﺎق واﺣد؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺳﺗﻌﻣل اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘﻣﯾص ،وﻗﯾل ھو ﻣﺟرى ﻋﻠﻰ إطﻼﻗﮫ؛ ﻷﻧﮭﻣﺎ ﯾﺗﻘﺎرﺑﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ.
وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أﻧﮫ ﯾﺿﻣﻧﮫ ﻣن ﻏﯾر ﺧﯾﺎر؛ ﻷن اﻟﻘﺑﺎء ﺧﻼف ﺟﻧس اﻟﻘﻣﯾص .ووﺟﮫ اﻟظﺎھر أﻧﮫ ﻗﻣﯾص ﻣن وﺟﮫ؛
ﻷﻧﮫ ﯾﺷد وﺳطﮫ ،ﻓﻣن ھذا اﻟوﺟﮫ ﯾﻛون ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ؛ ﻷن اﻟﻘﻣﯾص ﻻ ﯾﺷد وﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ اﻧﺗﻔﺎع اﻟﻘﻣﯾص ﻓﺟﺎءت اﻟﻣواﻓﻘﺔ
واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻓﯾﻣﯾل إﻟﻰ أي اﻟﺟﮭﺗﯾن ﺷﺎء ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﺟب أﺟر اﻟﻣﺛل ﻟﻘﺻور ﺟﮭﺔ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ،وﻻ ﯾﺟﺎوز ﺑﮫ اﻟدرھم
اﻟﻣﺳﻣﻰ ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺳﺎﺋر اﻹﺟﺎرات اﻟﻔﺎﺳدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺑﯾﻧﮫ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﮫ إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ .وﻟو ﺧﺎطﮫ ﺳراوﯾل
وﻗد أﻣر ﺑﺎﻟﻘﺑﺎء ﻗﯾل ﯾﺿﻣن ﻣن ﻏﯾر ﺧﯾﺎر ﻟﻠﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ،واﻷﺻﺢ أﻧﮫ ﯾﺧﯾر ﻟﻼﺗﺣﺎد ﻓﻲ أﺻل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ،
وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا أﻣر ﺑﺿرب طﺳت ﻣن ﺷﺑﺔ ﻓﺿرب ﻣﻧﮫ ﻛوزا ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺧﯾر ﻛذا ھذا ،وﷲ أﻋﻠم.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز أﺧذ أﺟرة اﻟﺣﻣﺎم واﻟﺣﺟﺎم" أﻣﺎ اﻟﺣﻣﺎم ﻓﻠﺗﻌﺎرف اﻟﻧﺎس وﻟم ﺗﻌﺗﺑر ص -238-
اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻹﺟﻣﺎع اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن .ﻗﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻣﺎ رآه اﻟﻣﺳﻠﻣون ﺣﺳﻧﺎ ﻓﮭو ﻋﻧد ﷲ ﺣﺳن" وأﻣﺎ اﻟﺣﺟﺎم
ﻓﻠﻣﺎ روي "أﻧﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم اﺣﺗﺟم وأﻋطﻰ اﻟﺣﺟﺎم اﻷﺟرة" وﻷﻧﮫ اﺳﺗﺋﺟﺎر ﻋﻠﻰ ﻋﻣل ﻣﻌﻠوم ﺑﺄﺟر ﻣﻌﻠوم
ﻓﯾﻘﻊ ﺟﺎﺋزا.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز أﺧذ أﺟرة ﻋﺳب اﻟﺗﯾس" وھو أن ﯾؤﺟر ﻓﺣﻼ ﻟﯾﻧزو ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺎث ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم:
"إن ﻣن اﻟﺳﺣت ﻋﺳب اﻟﺗﯾس" واﻟﻣراد أﺧذ اﻷﺟرة ﻋﻠﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وﻻ اﻻﺳﺗﺋﺟﺎر ﻋﻠﻰ اﻷذان واﻟﺣﺞ ،وﻛذا اﻹﻣﺎﻣﺔ وﺗﻌﻠﯾم اﻟﻘرآن واﻟﻔﻘﮫ" واﻷﺻل أن ﻛل طﺎﻋﺔ ﯾﺧﺗص ﺑﮭﺎ
اﻟﻣﺳﻠم ﻻ ﯾﺟوز اﻻﺳﺗﺋﺟﺎر ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻧدﻧﺎ .وﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ ﯾﺻﺢ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﺟﯾر؛ ﻷﻧﮫ
اﺳﺗﺋﺟﺎر ﻋﻠﻰ ﻋﻣل ﻣﻌﻠوم ﻏﯾر ﻣﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﺟوز .وﻟﻧﺎ ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :اﻗرءوا اﻟﻘرآن وﻻ ﺗﺄﻛﻠوا
ﺑﮫ" وﻓﻲ آﺧر ﻣﺎ ﻋﮭد رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم إﻟﻰ ﻋﺛﻣﺎن ﺑن أﺑﻲ اﻟﻌﺎص" :وإن اﺗﺧذت ﻣؤذﻧﺎ ﻓﻼ ﺗﺄﺧذ
ﻋﻠﻰ اﻷذان أﺟرا" وﻷن اﻟﻘرﺑﺔ ﻣﺗﻰ ﺣﺻﻠت وﻗﻌت ﻋن اﻟﻌﺎﻣل وﻟﮭذا ﺗﻌﺗﺑر أھﻠﯾﺗﮫ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﮫ أﺧذ اﻷﺟر ﻣن
ﻏﯾره ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺻوم واﻟﺻﻼة ،وﻷن اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﻘدر اﻟﻣﻌﻠم ﻋﻠﯾﮫ إﻻ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻌﻠم ﻓﯾﻛون ﻣﻠﺗزﻣﺎ ﻣﺎ
ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﻓﻼ ﯾﺻﺢ .وﺑﻌض ﻣﺷﺎﯾﺧﻧﺎ اﺳﺗﺣﺳﻧوا اﻻﺳﺗﺋﺟﺎر ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻘرآن اﻟﯾوم؛ ﻷﻧﮫ ظﮭر اﻟﺗواﻧﻲ
ﻓﻲ اﻷﻣور اﻟدﯾﻧﯾﺔ .ﻓﻔﻲ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﺗﺿﯾﯾﻊ ﺣﻔظ اﻟﻘرآن وﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺗوى.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز اﻻﺳﺗﺋﺟﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻧﺎء واﻟﻧوح ،وﻛذا ﺳﺎﺋر اﻟﻣﻼھﻲ"؛ ﻷﻧﮫ اﺳﺗﺋﺟﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺻﯾﺔ واﻟﻣﻌﺻﯾﺔ
ﻻ ﺗﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟﻌﻘد.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟوز إﺟﺎرة اﻟﻣﺷﺎع ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ إﻻ ﻣن اﻟﺷرﯾك ،وﻗﺎﻻ :إﺟﺎرة اﻟﻣﺷﺎع ﺟﺎﺋزة" وﺻورﺗﮫ أن
ﯾؤاﺟر ﻧﺻﯾﺑﺎ ﻣن داره أو ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻣن دار ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻣن ﻏﯾر اﻟﺷرﯾك .ﻟﮭﻣﺎ أن ﻟﻠﻣﺷﺎع ﻣﻧﻔﻌﺔ وﻟﮭذا ﯾﺟب أﺟر
اﻟﻣﺛل ،واﻟﺗﺳﻠﯾم ﻣﻣﻛن ﺑﺎﻟﺗﺧﻠﯾﺔ أو ﺑﺎﻟﺗﮭﺎﯾؤ ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا آﺟر ﻣن ﺷرﯾﻛﮫ أو ﻣن رﺟﻠﯾن وﺻﺎر ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ .وﻷﺑﻲ
ﺣﻧﯾﻔﺔ أﻧﮫ آﺟر ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾﻣﮫ ﻓﻼ ﯾﺟوز ،وھذا؛ ﻷن ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺷﺎع وﺣده ﻻ ﯾﺗﺻور ،واﻟﺗﺧﻠﯾﺔ اﻋﺗﺑرت
ﺗﺳﻠﯾﻣﺎ ﻟوﻗوﻋﮫ ﺗﻣﻛﯾﻧﺎ وھو اﻟﻔﻌل اﻟذي ﯾﺣﺻل ﺑﮫ اﻟﺗﻣﻛن وﻻ ﺗﻣﻛن ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎع ،ﺑﺧﻼف اﻟﺑﯾﻊ ﻟﺣﺻول اﻟﺗﻣﻛن
ﻓﯾﮫ ،وأﻣﺎ اﻟﺗﮭﺎﯾؤ ﻓﺈﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق ﺣﻛﻣﺎ ﻟﻠﻌﻘد ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﻠك ،وﺣﻛم اﻟﻌﻘد ﯾﻌﻘﺑﮫ واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺷرط اﻟﻌﻘد
وﺷرط اﻟﺷﻲء ﯾﺳﺑﻘﮫ ،وﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺗراﺧﻲ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،وﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا آﺟر ﻣن ﺷرﯾﻛﮫ ﻓﺎﻟﻛل ﯾﺣدث ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﮫ ﻓﻼ
ﺷﯾوع ،واﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ
اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻ ﯾﺿره ،ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺻﺢ ﻓﻲ رواﯾﺔ اﻟﺣﺳن ﻋﻧﮫ ،وﺑﺧﻼف اﻟﺷﯾوع اﻟطﺎرئ؛ ص -239-
ﻷن اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻟﯾﺳت ﺑﺷرط ﻟﻠﺑﻘﺎء ،وﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا آﺟر ﻣن رﺟﻠﯾن؛ ﻷن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﯾﻘﻊ ﺟﻣﻠﺔ ﺛم اﻟﺷﯾوع
ﺑﺗﻔرق اﻟﻣﻠك ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ طﺎرئ.
ﺿ َ ﻌ} ْ ن َ ﻟ َﻛ ُم ْ ﻓ َﺂﺗ ُوھ ُن ﱠ أ ُﺟ ُ ور َ ھ ُن ﱠ { ]اﻟطﻼق[6:
ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ﻟﻘوﻟﮫ أ َر ْ
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز اﺳﺗﺋﺟﺎر اﻟظﺋر ﺑﺄﺟرة ﻣﻌﻠوﻣﺔ"ﻓ َﺈ ِن ْ
وﻷن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﮫ ﻛﺎن ﺟﺎرﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﮭد رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﻗﺑﻠﮫ وأﻗرھم ﻋﻠﯾﮫ .ﺛم ﻗﯾل :إن اﻟﻌﻘد ﯾﻘﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ وھﻲ ﺧدﻣﺗﮭﺎ ﻟﻠﺻﺑﻲ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ واﻟﻠﺑن ﯾﺳﺗﺣق ﻋﻠﻰ طرﯾق اﻟﺗﺑﻊ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺻﺑﻎ ﻓﻲ اﻟﺛوب .وﻗﯾل إن
اﻟﻌﻘد ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺑن ،واﻟﺧدﻣﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ،وﻟﮭذا ﻟو أرﺿﻌﺗﮫ ﺑﻠﺑن ﺷﺎة ﻻ ﺗﺳﺗﺣق اﻷﺟر .واﻷول أﻗرب إﻟﻰ اﻟﻔﻘﮫ؛ ﻷن
ﻋﻘد اﻹﺟﺎرة ﻻ ﯾﻧﻌﻘد ﻋﻠﻰ إﺗﻼف اﻷﻋﯾﺎن ﻣﻘﺻودا ،ﻛﻣﺎ إذا اﺳﺗﺄﺟر ﺑﻘرة؛ ﻟﯾﺷرب ﻟﺑﻧﮭﺎ .وﺳﻧﺑﯾن اﻟﻌذر ﻋن
اﻹرﺿﺎع ﺑﻠﺑن اﻟﺷﺎة إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ .وإذا ﺛﺑت ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﯾﺻﺢ إذا ﻛﺎﻧت اﻷﺟرة ﻣﻌﻠوﻣﺔ اﻋﺗﺑﺎرا ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﺟﺎر
ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺔ.
ﻗﺎل" :وﯾﺟوز ﺑطﻌﺎﻣﮭﺎ وﻛﺳوﺗﮭﺎ اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وﻗﺎﻻ :ﻻ ﯾﺟوز"؛ ﻷن اﻷﺟرة ﻣﺟﮭوﻟﺔ
ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا اﺳﺗﺄﺟرھﺎ ﻟﻠﺧﺑز واﻟطﺑﺦ .وﻟﮫ أن اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ؛ ﻷن ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة اﻟﺗوﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ
اﻷظﺂر ﺷﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻷوﻻد ﻓﺻﺎر ﻛﺑﯾﻊ ﻗﻔﯾز ﻣن ﺻﺑرة ،ﺑﺧﻼف اﻟﺧﺑز واﻟطﺑﺦ؛ ﻷن اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﯾﮫ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ "وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :ﻓﺈن ﺳﻣﻰ اﻟطﻌﺎم دراھم ووﺻف ﺟﻧس اﻟﻛﺳوة وأﺟﻠﮭﺎ وذرﻋﮭﺎ ﻓﮭو ﺟﺎﺋز"
ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع .وﻣﻌﻧﻰ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟطﻌﺎم دراھم أن ﯾﺟﻌل اﻷﺟرة دراھم ﺛم ﯾدﻓﻊ اﻟطﻌﺎم ﻣﻛﺎﻧﮫ ،وھذا ﻻ ﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﯾﮫ
"وﻟو ﺳﻣﻰ اﻟطﻌﺎم وﺑﯾن ﻗدره ﺟﺎز أﯾﺿﺎ" ﻟﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ،وﻻ ﯾﺷﺗرط ﺗﺄﺟﯾﻠﮫ؛ ﻷن أوﺻﺎﻓﮭﺎ أﺛﻣﺎن" .وﯾﺷﺗرط ﺑﯾﺎن
ﻣﻛﺎن اﻹﯾﻔﺎء" ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﮭﻣﺎ ،وﻗد ذﻛرﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﺑﯾوع "وﻓﻲ اﻟﻛﺳوة ﯾﺷﺗرط ﺑﯾﺎن اﻷﺟل أﯾﺿﺎ ﻣﻊ
ﺑﯾﺎن اﻟﻘدر واﻟﺟﻧس"؛ ﻷﻧﮫ إﻧﻣﺎ ﯾﺻﯾر دﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻟذﻣﺔ إذا ﺻﺎر ﻣﺑﯾﻌﺎ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺻﯾر ﻣﺑﯾﻌﺎ ﻋﻧد اﻷﺟل ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺳﻠم.
ﻗﺎل" :وﻟﯾس ﻟﻠﻣﺳﺗﺄﺟر أن ﯾﻣﻧﻊ زوﺟﮭﺎ ﻣن وطﺋﮭﺎ "؛ ﻷن اﻟوطء ﺣق اﻟزوج ﻓﻼ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن إﺑطﺎل ﺣﻘﮫ؛ أﻻ ﺗرى
أن ﻟﮫ أن ﯾﻔﺳﺦ اﻹﺟﺎرة إذا ﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﮫ ﺻﯾﺎﻧﺔ ﻟﺣﻘﮫ ،إﻻ أن اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﯾﻣﻧﻌﮫ ﻋن ﻏﺷﯾﺎﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﮫ؛ ﻷن اﻟﻣﻧزل
ﺣﻘﮫ "ﻓﺈن ﺣﺑﻠت ﻛﺎن ﻟﮭم أن ﯾﻔﺳﺧوا اﻹﺟﺎرة إذا ﺧﺎﻓوا ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺑﻲ ﻣن ﻟﺑﻧﮭﺎ"؛ ﻷن ﻟﺑن اﻟﺣﺎﻣل ﯾﻔﺳد اﻟﺻﺑﻲ
وﻟﮭذا ﻛﺎن ﻟﮭم اﻟﻔﺳﺦ إذا ﻣرﺿت أﯾﺿﺎ "وﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﺻﻠﺢ طﻌﺎم اﻟﺻﺑﻲ"؛ ﻷن اﻟﻌﻣل ﻋﻠﯾﮭﺎ .واﻟﺣﺎﺻل أﻧﮫ
ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌرف ﻓﻲ ﻣﺛل ھذا اﻟﺑﺎب ،ﻓﻣﺎ ﺟرى ﺑﮫ اﻟﻌرف ﻣن ﻏﺳل ﺛﯾﺎب اﻟﺻﺑﻲ وإﺻﻼح اﻟطﻌﺎم
وﻏﯾر ذﻟك ﻓﮭو ﻋﻠﻰ اﻟظﺋر أﻣﺎ اﻟطﻌﺎم ﻓﻌﻠﻰ واﻟد اﻟوﻟد ،وﻣﺎ ذﻛر ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ أن اﻟدھن
واﻟرﯾﺣﺎن ﻋﻠﻰ اﻟظﺋر ﻓذﻟك ﻣن ﻋﺎدة أھل اﻟﻛوﻓﺔ" .وإن أرﺿﻌﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻣدة ﺑﻠﺑن ﺷﺎة ص -240-
ﻓﻼ أﺟر ﻟﮭﺎ"؛ ﻷﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺄت ﺑﻌﻣل ﻣﺳﺗﺣق ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وھو اﻹرﺿﺎع ،ﻓﺈن ھذا إﯾﺟﺎر وﻟﯾس ﺑﺈرﺿﺎع ،وإﻧﻣﺎ ﻟم ﯾﺟب
اﻷﺟر ﻟﮭذا اﻟﻣﻌﻧﻰ أﻧﮫ اﺧﺗﻠف اﻟﻌﻣل.
ﻗﺎل" :وﻣن دﻓﻊ إﻟﻰ ﺣﺎﺋك ﻏزﻻ ﻟﯾﻧﺳﺟﮫ ﺑﺎﻟﻧﺻف ﻓﻠﮫ أﺟر ﻣﺛﻠﮫ .وﻛذا إذا اﺳﺗﺄﺟر ﺣﻣﺎرا ﯾﺣﻣل طﻌﺎﻣﺎ ﺑﻘﻔﯾز ﻣﻧﮫ
ﻓﺎﻹﺟﺎرة ﻓﺎﺳدة "؛ ﻷﻧﮫ ﺟﻌل اﻷﺟر ﺑﻌض ﻣﺎ ﯾﺧرج ﻣن ﻋﻣﻠﮫ ﻓﯾﺻﯾر ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ ﻗﻔﯾز اﻟطﺣﺎن ،وﻗد ﻧﮭﻰ اﻟﻧﺑﻲ
ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻋﻧﮫ ،وھو أن ﯾﺳﺗﺄﺟر ﺛورا ﻟﯾطﺣن ﻟﮫ ﺣﻧطﺔ ﺑﻘﻔﯾز ﻣن دﻗﯾﻘﮫ .وھذا أﺻل ﻛﺑﯾر ﯾﻌرف ﺑﮫ
ﻓﺳﺎد ﻛﺛﯾر ﻣن اﻹﺟﺎرات ،ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ دﯾﺎرﻧﺎ ،واﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﯾﮫ أن اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻋﺎﺟز ﻋن ﺗﺳﻠﯾم اﻷﺟر وھو ﺑﻌض
اﻟﻣﻧﺳوج أو اﻟﻣﺣﻣول .إذ ﺣﺻوﻟﮫ ﺑﻔﻌل اﻷﺟﯾر ﻓﻼ ﯾﻌد ھو ﻗﺎدرا ﺑﻘدرة ﻏﯾره ،وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا اﺳﺗﺄﺟره
ﻟﯾﺣﻣل ﻧﺻف طﻌﺎﻣﮫ ﺑﺎﻟﻧﺻف اﻵﺧر ﺣﯾث ﻻ ﯾﺟب ﻟﮫ اﻷﺟر؛ ﻷن اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻣﻠك اﻷﺟﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﺗﻌﺟﯾل
ﻓﺻﺎر ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ .وﻣن اﺳﺗﺄﺟر رﺟﻼ ﻟﺣﻣل طﻌﺎم ﻣﺷﺗرك ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻻ ﯾﺟب اﻷﺟر ﻷن ﻣﺎ ﻣن ﺟزء ﯾﺣﻣﻠﮫ إﻻ
وھو ﻋﺎﻣل ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻓﯾﮫ ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ .ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺟﺎوز ﺑﺎﻷﺟر ﻗﻔﯾزا"؛ ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﻓﺳدت اﻹﺟﺎرة
ﻓﺎﻟواﺟب اﻷﻗل ﻣﺎ ﺳﻣﻰ وﻣن أﺟر اﻟﻣﺛل؛ ﻷﻧﮫ رﺿﻲ ﺑﺣط اﻟزﯾﺎدة ،وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا اﺷﺗرﻛﺎ ﻓﻲ اﻻﺣﺗطﺎب
ﺣﯾث ﯾﺟب اﻷﺟر ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻋﻧد ﻣﺣﻣد؛ ﻷن اﻟﻣﺳﻣﻰ ھﻧﺎك ﻏﯾر ﻣﻌﻠوم ﻓﻠم ﯾﺻﺢ اﻟﺣط.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺳﺗﺄﺟر رﺟﻼ ﻟﯾﺧﺑز ﻟﮫ ھذه اﻟﻌﺷرة اﻟﻣﺧﺎﺗﯾم ﻣن اﻟدﻗﯾق اﻟﯾوم ﺑدرھم ﻓﮭو ﻓﺎﺳد ،وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ
ﺣﻧﯾﻔﺔ .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد ﻓﻲ اﻹﺟﺎرات :ھو ﺟﺎﺋز"؛ ﻷﻧﮫ ﯾﺟﻌل اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻣﻼ وﯾﺟﻌل ذﻛر اﻟوﻗت
ﻟﻼﺳﺗﻌﺟﺎل ﺗﺻﺣﯾﺣﺎ ﻟﻠﻌﻘد ﻓﺗرﺗﻔﻊ اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ .وﻟﮫ أن اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺟﮭول ﻷن ذﻛر اﻟوﻗت ﯾوﺟب ﻛون اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ
ﻣﻌﻘودا ﻋﻠﯾﮭﺎ وذﻛر اﻟﻌﻣل ﯾوﺟب ﻛوﻧﮫ ﻣﻌﻘودا ﻋﻠﯾﮫ وﻻ ﺗرﺟﯾﺢ ،وﻧﻔﻊ اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻧﻔﻊ اﻷﺟﯾر ﻓﻲ
اﻷول ﻓﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ .وﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أﻧﮫ ﯾﺻﺢ اﻹﺟﺎرة إذا ﻗﺎل :ﻓﻲ اﻟﯾوم ،وﻗد ﺳﻣﻰ ﻋﻣﻼ؛ ﻷﻧﮫ ﻟﻠظرف
ﻓﻛﺎن اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﻣل ،ﺑﺧﻼف ﻗوﻟﮫ اﻟﯾوم وﻗد ﻣر ﻣﺛﻠﮫ ﻓﻲ اﻟطﻼق.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺳﺗﺄﺟر أرﺿﺎ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛرﺑﮭﺎ وﯾزرﻋﮭﺎ أو ﯾﺳﻘﯾﮭﺎ وﯾزرﻋﮭﺎ ﻓﮭو ﺟﺎﺋز"؛ ﻷن اﻟزراﻋﺔ ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻌﻘد ،وﻻ ﺗﺗﺄﺗﻰ اﻟزراﻋﺔ إﻻ ﺑﺎﻟﺳﻘﻲ واﻟﻛراب .ﻓﻛﺎن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎ .وﻛل ﺷرط ھذه ﺻﻔﺗﮫ ﯾﻛون ﻣن
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻌﻘد ﻓذﻛره ﻻ ﯾوﺟب اﻟﻔﺳﺎد "ﻓﺈن اﺷﺗرط أن ﯾﺛﻧﯾﮭﺎ أو ﯾﻛري أﻧﮭﺎرھﺎ أو ﯾﺳرﻗﻧﮭﺎ ﻓﮭو ﻓﺎﺳد"؛ ﻷﻧﮫ
ﯾﺑﻘﻰ أﺛره ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻣدة ،وأﻧﮫ ﻟﯾس ﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻌﻘد ،وﻓﯾﮫ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻷﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن .وﻣﺎ ھذا ﺣﺎﻟﮫ ﯾوﺟب
اﻟﻔﺳﺎد؛ ﻷن ﻣؤﺟر
اﻷرض ﯾﺻﯾر ﻣﺳﺗﺄﺟرا ﻣﻧﺎﻓﻊ اﻷﺟﯾر ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﯾﺑﻘﻰ ﺑﻌد اﻟﻣدة ﻓﯾﺻﯾر ﺻﻔﻘﺗﺎن ﻓﻲ ص -241-
ﺻﻔﻘﺔ واﺣدة وھﻲ ﻣﻧﮭﻲ ﻋﻧﮫ .ﺛم ﻗﯾل :اﻟﻣراد ﺑﺎﻟﺗﺛﻧﯾﺔ أن ﯾردھﺎ ﻣﻛروﺑﺔ وﻻ ﺷﺑﮭﺔ ﻓﻲ ﻓﺳﺎده .وﻗﯾل أن ﯾﻛرﯾﮭﺎ
ﻣرﺗﯾن ،وھذا ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ ﺗﺧرج اﻷرض اﻟرﯾﻊ ﺑﺎﻟﻛراب ﻣرة واﺣدة واﻟﻣدة ﺳﻧﺔ واﺣدة ،وإن ﻛﺎﻧت ﺛﻼث ﺳﻧﯾن ﻻ
ﺗﺑﻘﻰ ﻣﻧﻔﻌﺗﮫ ،وﻟﯾس اﻟﻣراد ﺑﻛري اﻷﻧﮭﺎر اﻟﺟداول ﺑل اﻟﻣراد ﻣﻧﮭﺎ اﻷﻧﮭﺎر اﻟﻌظﺎم ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ؛ ﻷﻧﮫ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﻧﻔﻌﺗﮫ
ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎﺑل.
ﻗﺎل " :وإن اﺳﺗﺄﺟرھﺎ ﻟﯾزرﻋﮭﺎ ﺑزراﻋﺔ أرض أﺧرى ﻓﻼ ﺧﯾر ﻓﯾﮫ" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ھو ﺟﺎﺋز ،وﻋﻠﻰ ھذا إﺟﺎرة
اﻟﺳﻛﻧﻰ ﺑﺎﻟﺳﻛﻧﻰ واﻟﻠﺑس ﺑﺎﻟﻠﺑس واﻟرﻛوب ﺑﺎﻟرﻛوب .أن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻷﻋﯾﺎن ﺣﺗﻰ ﺟﺎزت اﻹﺟﺎرة ﺑﺄﺟرة دﯾن
وﻻ ﯾﺻﯾر دﯾﻧﺎ ﺑدﯾن ،وﻟﻧﺎ أن اﻟﺟﻧس ﺑﺎﻧﻔراده ﯾﺣرم اﻟﻧﺳﺎء ﻋﻧدﻧﺎ ﻓﺻﺎر ﻛﺑﯾﻊ اﻟﻘوھﻲ ﺑﺎﻟﻘوھﻲ ﻧﺳﯾﺋﺔ وإﻟﻰ ھذا
أﺷﺎر ﻣﺣﻣد ،وﻷن اﻹﺟﺎرة ﺟوزت ﺑﺧﻼف اﻟﻘﯾﺎس ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ وﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﻧد اﺗﺣﺎد اﻟﺟﻧس ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا اﺧﺗﻠف
ﺟﻧس اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎن اﻟطﻌﺎم ﺑﯾن رﺟﻠﯾن ﻓﺎﺳﺗﺄﺟر أﺣدھﻣﺎ ﺻﺎﺣﺑﮫ أو ﺣﻣﺎر ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺣﻣل ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻓﺣﻣل
اﻟطﻌﺎم ﻛﻠﮫ ﻓﻼ أﺟر ﻟﮫ" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﻟﮫ اﻟﻣﺳﻣﻰ؛ ﻷن اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﯾن ﻋﻧده وﺑﯾﻊ اﻟﻌﯾن ﺷﺎﺋﻌﺎ ﺟﺎﺋز ،وﺻﺎر ﻛﻣﺎ
إذا اﺳﺗﺄﺟر دارا ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﻏﯾره ﻟﯾﺿﻊ ﻓﯾﮭﺎ اﻟطﻌﺎم أو ﻋﺑدا ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﻟﯾﺧﯾط ﻟﮫ اﻟﺛﯾﺎب وﻟﻧﺎ أﻧﮫ اﺳﺗﺄﺟره
ﻟﻌﻣل ﻻ وﺟود ﻟﮫ؛ ﻷن اﻟﺣﻣل ﻓﻌل ﺣﺳﻲ ﻻ ﯾﺗﺻور ﻓﻲ اﻟﺷﺎﺋﻊ ،ﺑﺧﻼف اﻟﺑﯾﻊ؛ ﻷﻧﮫ ﺗﺻرف ﺣﻛﻣﻲ ،وإذا ﻟم
ﯾﺗﺻور ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻻ ﯾﺟب اﻷﺟر ،وﻷن ﻣﺎ ﻣن ﺟزء ﯾﺣﻣﻠﮫ إﻻ وھو ﺷرﯾك ﻓﯾﮫ ﻓﯾﻛون ﻋﺎﻣﻼ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻓﻼ
ﯾﺗﺣﻘق اﻟﺗﺳﻠﯾم ،ﺑﺧﻼف اﻟدار اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ؛ ﻷن اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ھﻧﺎﻟك اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ وﯾﺗﺣﻘق ﺗﺳﻠﯾﻣﮭﺎ ﺑدون وﺿﻊ اﻟطﻌﺎم،
وﺑﺧﻼف اﻟﻌﺑد؛ ﻷن اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ إﻧﻣﺎ ھو ﻣﻠك ﻧﺻﯾب ﺻﺎﺣﺑﮫ وأﻧﮫ أﻣر ﺣﻛﻣﻲ ﯾﻣﻛن إﯾﻘﺎﻋﮫ ﻓﻲ اﻟﺷﺎﺋﻊ.
"وﻣن اﺳﺗﺄﺟر أرﺿﺎ وﻟم ﯾذﻛر أﻧﮫ ﯾزرﻋﮭﺎ أو أي ﺷﻲء ﯾزرﻋﮭﺎ ﻓﺎﻹﺟﺎرة ﻓﺎﺳدة"؛ ﻷن اﻷرض ﺗﺳﺗﺄﺟر
ﻟﻠزراﻋﺔ وﻟﻐﯾرھﺎ ،وﻛذا ﻣﺎ ﯾزرع ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺧﺗﻠف ،ﻓﻣﻧﮫ ﻣﺎ ﯾﺿر ﺑﺎﻷرض ﻣﺎ ﻻ ﯾﺿر ﺑﮭﺎ ﻏﯾره ،ﻓﻠم ﯾﻛن اﻟﻣﻌﻘود
ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻌﻠوﻣﺎ.
"ﻓﺈن زرﻋﮭﺎ وﻣﺿﻰ اﻷﺟل ﻓﻠﮫ اﻟﻣﺳﻣﻰ" وھذا اﺳﺗﺣﺳﺎن .وﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس :ﻻ ﯾﺟوز وھو ﻗول زﻓر؛ ﻷﻧﮫ وﻗﻊ ﻓﺎﺳدا
ﻓﻼ ﯾﻧﻘﻠب ﺟﺎﺋزا .وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أن اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ارﺗﻔﻌت ﻗﺑل ﺗﻣﺎم اﻟﻌﻘد ﻓﯾﻧﻘﻠب ﺟﺎﺋزا ،ﻛﻣﺎ إذا ارﺗﻔﻌت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻌﻘد ،وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا أﺳﻘط اﻷﺟل اﻟﻣﺟﮭول ﻗﺑل ﻣﺿﯾﮫ واﻟﺧﯾﺎر اﻟزاﺋد ﻓﻲ اﻟﻣدة.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺳﺗﺄﺟر ﺣﻣﺎرا إﻟﻰ ﺑﻐداد ﺑدرھم وﻟم ﯾﺳم ﻣﺎ ﯾﺣﻣل ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺣﻣل ﻣﺎ ﯾﺣﻣل ص -242-
اﻟﻧﺎس ﻓﻧﻔق ﻓﻲ ﻧﺻف اﻟطرﯾق ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮫ"؛ ﻷن اﻟﻌﯾن اﻟﻣﺳﺗﺄﺟرة أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ،وإن ﻛﺎﻧت
اﻷﺟرة ﻓﺎﺳدة.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﺑﻠﻎ ﺑﻐداد ﻓﻠﮫ اﻷﺟر اﻟﻣﺳﻣﻰ اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ" ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ.
ﻗﺎل" :وإن اﺧﺗﺻﻣﺎ ﻗﺑل أن ﯾﺣﻣل ﻋﻠﯾﮫ" وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻗﺑل أن ﯾزرع "ﻧﻘﺿت اﻹﺟﺎرة" دﻓﻌﺎ ﻟﻠﻔﺳﺎد إذ
اﻟﻔﺳﺎد ﻗﺎﺋم ﺑﻌد.
إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ واﻧﻘطﺎع اﻟﺣﺑل ﻣن ﻗﻠﺔ اھﺗﻣﺎﻣﮫ ﻓﻛﺎن ﻣن ﺻﻧﯾﻌﮫ. ص -243-
ﻗﺎل" :إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺿﻣن ﺑﮫ ﺑﻧﻲ آدم ﻣﻣن ﻏرق ﻓﻲ اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ أو ﺳﻘط ﻣن اﻟداﺑﺔ وإن ﻛﺎن ﺑﺳوﻗﮫ وﻗوده"؛ ﻷن
اﻟواﺟب ﺿﻣﺎن اﻵدﻣﻲ .وأﻧﮫ ﻻ ﯾﺟب ﺑﺎﻟﻌﻘد .وإﻧﻣﺎ ﯾﺟب ﺑﺎﻟﺟﻧﺎﯾﺔ وﻟﮭذا ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ،وﺿﻣﺎن اﻟﻌﻘود ﻻ
ﺗﺗﺣﻣﻠﮫ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ.
ﻗﺎل" :وإذا اﺳﺗﺄﺟر ﻣن ﯾﺣﻣل ﻟﮫ دﻧﺎ ﻣن اﻟﻔرات ﻓوﻗﻊ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟطرﯾق ﻓﺎﻧﻛﺳر ،ﻓﺈن ﺷﺎء ﺿﻣﻧﮫ ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻓﻲ
اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺣﻣﻠﮫ وﻻ أﺟر ﻟﮫ ،وإن ﺷﺎء ﺿﻣﻧﮫ ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿﻊ اﻟذي اﻧﻛﺳر وأﻋطﺎه اﻷﺟر ﺑﺣﺳﺎﺑﮫ" أﻣﺎ
اﻟﺿﻣﺎن ﻓﻠﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ،واﻟﺳﻘوط ﺑﺎﻟﻌﺛﺎر أو ﺑﺎﻧﻘطﺎع اﻟﺣﺑل وﻛل ذﻟك ﻣن ﺻﻧﯾﻌﮫ ،وأﻣﺎ اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻸﻧﮫ إذا اﻧﻛﺳر ﻓﻲ
اﻟطرﯾق ،واﻟﺣﻣل ﺷﻲء واﺣد ﺗﺑﯾن أﻧﮫ وﻗﻊ ﺗﻌدﯾﺎ ﻣن اﻻﺑﺗداء ﻣن ھذا اﻟوﺟﮫ .وﻟﮫ وﺟﮫ آﺧر وھو أن اﺑﺗداء اﻟﺣﻣل
ﺣﺻل ﺑﺈذﻧﮫ ﻓﻠم ﯾﻛن ﺗﻌدﯾﺎ ،وإﻧﻣﺎ ﺻﺎر ﺗﻌدﯾﺎ ﻋﻧد اﻟﻛﺳر ﻓﯾﻣﯾل إﻟﻰ أي اﻟوﺟﮭﯾن ﺷﺎء ،وﻓﻲ اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﮫ
اﻷﺟر ﺑﻘدر ﻣﺎ اﺳﺗوﻓﻰ ،وﻓﻲ اﻟوﺟﮫ اﻷول ﻻ أﺟر ﻟﮫ؛ ﻷﻧﮫ ﻣﺎ اﺳﺗوﻓﻰ أﺻﻼ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻓﺻد اﻟﻔﺻﺎد أو ﺑزغ اﻟﺑزاغ وﻟم ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﻣوﺿﻊ اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﻋطب ﻣن ذﻟك .وﻓﻲ
اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :ﺑﯾطﺎر ﺑزغ داﺑﺔ ﺑداﻧق ﻓﻧﻔﻘت أو ﺣﺟﺎم ﺣﺟم ﻋﺑدا ﺑﺄﻣر ﻣوﻻه ﻓﻣﺎت ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮫ" وﻓﻲ ﻛل
واﺣد ﻣن اﻟﻌﺑﺎرﺗﯾن ﻧوع ﺑﯾﺎن .ووﺟﮭﮫ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻟﺗﺣرز ﻋن اﻟﺳراﯾﺔ ﻷﻧﮫ ﯾﺑﺗﻧﻰ ﻋﻠﻰ ﻗوة اﻟطﺑﺎع وﺿﻌﻔﮭﺎ ﻓﻲ
ﺗﺣﻣل اﻷﻟم ﻓﻼ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻘﯾﯾد ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺢ ﻣن اﻟﻌﻣل ،وﻻ ﻛذﻟك دق اﻟﺛوب وﻧﺣوه ﻣﻣﺎ ﻗدﻣﻧﺎه؛ ﻷن ﻗوة اﻟﺛوب ورﻗﺗﮫ
ﺗﻌرف ﺑﺎﻻﺟﺗﮭﺎد ﻓﺄﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺎﻟﺗﻘﯾﯾد.
ﻗﺎل" :واﻷﺟﯾر اﻟﺧﺎص اﻟذي ﯾﺳﺗﺣق اﻷﺟرة ﺑﺗﺳﻠﯾم ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ اﻟﻣدة وإن ﻟم ﯾﻌﻣل ﻛﻣن اﺳﺗؤﺟر ﺷﮭرا ﻟﻠﺧدﻣﺔ
أو ﻟرﻋﻲ اﻟﻐﻧم" وإﻧﻣﺎ ﺳﻣﻲ أﺟﯾر وﺣد؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾﻌﻣل ﻟﻐﯾره؛ ﻷن ﻣﻧﺎﻓﻌﮫ ﻓﻲ اﻟﻣدة ﺻﺎرت ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﮫ
واﻷﺟر ﻣﻘﺎﺑل ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ،وﻟﮭذا ﯾﺑﻘﻰ اﻷﺟر ﻣﺳﺗﺣﻘﺎ ،وإن ﻧﻘض اﻟﻌﻣل.
ﻗﺎل" :وﻻ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻷﺟﯾر اﻟﺧﺎص ﻓﯾﻣﺎ ﺗﻠف ﻓﻲ ﯾده وﻻ ﻣﺎ ﺗﻠف ﻣن ﻋﻣﻠﮫ" أﻣﺎ اﻷول ﻓﻸن اﻟﻌﯾن أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ
ﯾده؛ ﻷﻧﮫ ﻗﺑض ﺑﺈذﻧﮫ ،وھذا ظﺎھر ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻛذا ﻋﻧدھﻣﺎ؛ ﻷن ﺗﺿﻣﯾن اﻷﺟﯾر اﻟﻣﺷﺗرك ﻧوع اﺳﺗﺣﺳﺎن
ﻋﻧدھﻣﺎ ﻟﺻﯾﺎﻧﺔ أﻣوال اﻟﻧﺎس ،واﻷﺟﯾر اﻟوﺣد ﻻ ﯾﺗﻘﺑل اﻷﻋﻣﺎل ﻓﺗﻛون اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻏﺎﻟﺑﺔ ﻓﯾؤﺧذ ﻓﯾﮫ اﻟﻘﯾﺎس ،وأﻣﺎ
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻸن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﻣﺗﻰ ﺻﺎرت ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺄﺟر ﻓﺈذا أﻣره ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﻠﻛﮫ ﺻﺢ وﯾﺻﯾر ﻧﺎﺋﺑﺎ ﻣﻧﺎﺑﮫ ﻓﯾﺻﯾر
ﻓﻌﻠﮫ ﻣﻧﻘوﻻ إﻟﯾﮫ ﻛﺄﻧﮫ ﻓﻌل ﺑﻧﻔﺳﮫ ﻓﻠﮭذا ﻻ ﯾﺿﻣﻧﮫ ،وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﺑﺄرﺑﻌﺔ وﺷﮭرا ﺑﺧﻣﺳﺔ ﻓﮭو ﺟﺎﺋز ،واﻷول ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺑﺄرﺑﻌﺔ"؛ ﻷن اﻟﺷﮭر اﻟﻣذﻛور أوﻻ ص -246-
ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ اﻟﻌﻘد ﺗﺣرﯾﺎ ﻟﻠﺟواز أو ﻧظرا إﻟﻰ ﺗﻧﺟز اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻓﯾﻧﺻرف اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ اﻷول ﺿرورة.
"وﻣن اﺳﺗﺄﺟر ﻋﺑدا ﺷﮭرا ﺑدرھم ﻓﻘﺑﺿﮫ ﻓﻲ أول اﻟﺷﮭر ﺛم ﺟﺎء آﺧر اﻟﺷﮭر ،وھو آﺑق أو ﻣرﯾض ﻓﻘﺎل
اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر أﺑق أو ﻣرض ﺣﯾن أﺧذﺗﮫ وﻗﺎل اﻟﻣوﻟﻰ ﻟم ﯾﻛن ذﻟك إﻻ ﻗﺑل أن ﺗﺄﺗﯾﻧﻲ ﺑﺳﺎﻋﺔ ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر،
وإن ﺟﺎء ﺑﮫ ،وھو ﺻﺣﯾﺢ ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟﻣؤﺟر"؛ ﻷﻧﮭﻣﺎ اﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ أﻣر ﻣﺣﺗﻣل ﻓﯾﺗرﺟﺢ ﺑﺣﻛم اﻟﺣﺎل ،إذ ھو دﻟﯾل
ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎﻣﮫ ﻣن ﻗﺑل وھو ﯾﺻﻠﺢ ﻣرﺟﺣﺎ إن ﻟم ﯾﺻﻠﺢ ﺣﺟﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ .أﺻﻠﮫ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﺟرﯾﺎن ﻣﺎء اﻟطﺎﺣوﻧﺔ
واﻧﻘطﺎﻋﮫ وﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠم.
اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ،وأﻧﮭﺎ ﺗوﺟد ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺷﯾﺋﺎ ﻓﻛﺎن ھذا ﻋﯾﺑﺎ ﺣﺎدﺛﺎ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻓﯾوﺟب اﻟﺧﯾﺎر ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ص -247-
اﻟﺑﯾﻊ ،ﺛم اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر إذا اﺳﺗوﻓﻰ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻓﻘد رﺿﻲ ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻓﯾﻠزﻣﮫ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑدل ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ،وإن ﻓﻌل اﻟﻣؤﺟر ﻣﺎ
أزال ﺑﮫ اﻟﻌﯾب ﻓﻼ ﺧﯾﺎر ﻟﻠﻣﺳﺗﺄﺟر ﻟزوال ﺳﺑﺑﮫ.
ﻗﺎل " :وإذا ﺧرﺑت اﻟدار أو اﻧﻘطﻊ ﺷرب اﻟﺿﯾﻌﺔ أو اﻧﻘطﻊ اﻟﻣﺎء ﻋن اﻟرﺣﻰ اﻧﻔﺳﺧت اﻹﺟﺎرة"؛ ﻷن اﻟﻣﻌﻘود
ﻋﻠﯾﮫ ﻗد ﻓﺎت ،وھﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻣﺧﺻوﺻﺔ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻓﺷﺎﺑﮫ ﻓوت اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض وﻣوت اﻟﻌﺑد اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر .وﻣن
أﺻﺣﺎﺑﻧﺎ ﻣن ﻗﺎل :إن اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻧﻔﺳﺦ؛ ﻷن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﻗد ﻓﺎﺗت ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﯾﺗﺻور ﻋودھﺎ ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻹﺑﺎق ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﻗﺑل
اﻟﻘﺑض .وﻋن ﻣﺣﻣد أن اﻵﺟر ﻟو ﺑﻧﺎھﺎ ﻟﯾس ﻟﻠﻣﺳﺗﺄﺟر أن ﯾﻣﺗﻧﻊ وﻻ ﻟﻶﺟر ،وھذا ﺗﻧﺻﯾص ﻣﻧﮫ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻧﻔﺳﺦ
ﻟﻛﻧﮫ ﯾﻔﺳﺦ" .وﻟو اﻧﻘطﻊ ﻣﺎء اﻟرﺣﻰ ،واﻟﺑﯾت ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺑﮫ ﻟﻐﯾر اﻟطﺣن ﻓﻌﻠﯾﮫ ﻋن اﻷﺟر ﺑﺣﺻﺗﮫ"؛ ﻷﻧﮫ ﺟزء
ﻣن اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻣﺎت أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﻗد ﻋﻘد اﻹﺟﺎرة ﻟﻧﻔﺳﮫ اﻧﻔﺳﺧت "؛ ﻷﻧﮫ ﻟو ﺑﻘﻲ اﻟﻌﻘد ﺗﺻﯾر اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ
ﺑﮫ أو اﻷﺟرة اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻐﯾر اﻟﻌﺎﻗد ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘد؛ ﻷﻧﮫ ﯾﻧﺗﻘل ﺑﺎﻟﻣوت إﻟﻰ اﻟوارث وذﻟك ﻻ ﯾﺟوز "وإن ﻋﻘدھﺎ
ﻟﻐﯾره ﻟم ﺗﻧﻔﺳﺦ" ﻣﺛل اﻟوﻛﯾل واﻟوﺻﻲ واﻟﻣﺗوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟوﻗف ﻻﻧﻌدام ﻣﺎ أﺷرﻧﺎ إﻟﯾﮫ ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ.
ﻗﺎل" :وﯾﺻﺢ ﺷرط اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻲ اﻹﺟﺎرة" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﯾﺻﺢ؛ ﻷن اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ رد اﻟﻣﻌﻘود
ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻛﻣﺎﻟﮫ ﻟو ﻛﺎن اﻟﺧﯾﺎر ﻟﮫ ﻟﻔوات ﺑﻌﺿﮫ ،وﻟو ﻛﺎن ﻟﻠﻣؤﺟر ﻓﻼ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻟﺗﺳﻠﯾم أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﺎل ،وﻛل ذﻟك
ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺧﯾﺎر .وﻟﻧﺎ أﻧﮫ ﻋﻘد ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻘﺑض ﻓﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس ﻓﺟﺎز اﺷﺗراط اﻟﺧﯾﺎر ﻓﯾﮫ ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ واﻟﺟﺎﻣﻊ
ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﺣﺎﺟﺔ ،وﻓوات ﺑﻌض اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻹﺟﺎرة ﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﻟرد ﺑﺧﯾﺎر اﻟﻌﯾب ،ﻓﻛذا ﺑﺧﯾﺎر اﻟﺷرط،
ﺑﺧﻼف اﻟﺑﯾﻊ ،وھذا؛ ﻷن رد اﻟﻛل ﻣﻣﻛن ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ دون اﻹﺟﺎرة ﻓﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮫ دوﻧﮭﺎ وﻟﮭذا ﯾﺟﺑر اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺑض إذا ﺳﻠم اﻟﻣؤﺟر ﺑﻌد ﻣﺿﻲ ﺑﻌض اﻟﻣدة.
ﻗﺎل" :وﺗﻔﺳﺦ اﻹﺟﺎرة ﺑﺎﻷﻋذار" ﻋﻧدﻧﺎ .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﺗﻔﺳﺦ إﻻ ﺑﺎﻟﻌﯾب؛ ﻷن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﻋﻧده ﺑﻣﻧزﻟﺔ
اﻷﻋﯾﺎن ﺣﺗﻰ ﯾﺟوز اﻟﻌﻘد ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟﺑﯾﻊ .وﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ ﻏﯾر ﻣﻘﺑوﺿﺔ وھﻲ اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﺻﺎر اﻟﻌذر ﻓﻲ
اﻹﺟﺎرة ﻛﺎﻟﻌﯾب ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﺗﻧﻔﺳﺦ ﺑﮫ ،إذ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﺟﻣﻌﮭﻣﺎ وھو ﻋﺟز اﻟﻌﺎﻗد ﻋن اﻟﻣﺿﻲ ﻓﻲ ﻣوﺟﺑﮫ إﻻ
ﺑﺗﺣﻣل ﺿرر زاﺋد ﻟم ﯾﺳﺗﺣق ﺑﮫ ،وھذا ھو ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌذر ﻋﻧدﻧﺎ "وھو ﻛﻣن اﺳﺗﺄﺟر ﺣدادا ﻟﯾﻘﻠﻊ ﺿرﺳﮫ ﻟوﺟﻊ ﺑﮫ
ﻓﺳﻛن اﻟوﺟﻊ أو اﺳﺗﺄﺟر طﺑﺎﺧﺎ ﻟﯾطﺑﺦ ﻟﮫ طﻌﺎم اﻟوﻟﯾﻣﺔ ﻓﺎﺧﺗﻠﻌت ﻣﻧﮫ ﺗﻔﺳﺦ اﻹﺟﺎرة"؛ ﻷن ﻓﻲ اﻟﻣﺿﻲ ﻋﻠﯾﮫ
إﻟزام ﺿرر زاﺋد ﻟم ﯾﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟﻌﻘد "وﻛذا ﻣن اﺳﺗﺄﺟر دﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻟﯾﺗﺟر ﻓﯾﮫ ص -248-
ﻓذھب ﻣﺎﻟﮫ ،وﻛذا ﻣن أﺟر دﻛﺎﻧﺎ أو دارا ﺛم أﻓﻠس ،وﻟزﻣﺗﮫ دﯾون ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ ﻗﺿﺎﺋﮭﺎ إﻻ ﺑﺛﻣن ﻣﺎ أﺟر ﻓﺳﺦ
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﻘد وﺑﺎﻋﮭﺎ ﻓﻲ اﻟدﯾون"؛ ﻷن ﻓﻲ اﻟﺟري ﻋﻠﻰ ﻣوﺟب اﻟﻌﻘد إﻟزام ﺿرر زاﺋد ﻟم ﯾﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟﻌﻘد وھو
اﻟﺣﺑس؛ ﻷﻧﮫ ﻗد ﻻ ﯾﺻدق ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻣﺎل آﺧر .ﺛم ﻗوﻟﮫ ﻓﺳﺦ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﻘد إﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾﻔﺗﻘر إﻟﻰ ﻗﺿﺎء
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻘض ،وھﻛذا ذﻛر ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدات ﻓﻲ ﻋذر اﻟدﯾن ،وﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :وﻛل ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ أﻧﮫ ﻋذر
ﻓﺈن اﻹﺟﺎرة ﻓﯾﮫ ﺗﻧﺗﻘض ،وھذا ﯾدل ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج ﻓﯾﮫ إﻟﻰ ﻗﺿﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ .ووﺟﮭﮫ أن ھذا ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻌﯾب ﻗﺑل
اﻟﻘﺑض ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر ﻓﯾﻧﻔرد اﻟﻌﺎﻗد ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ .ووﺟﮫ اﻷول أﻧﮫ ﻓﺻل ﻣﺟﺗﮭد ﻓﯾﮫ ﻓﻼ ﺑد ﻣن إﻟزام اﻟﻘﺎﺿﻲ،
وﻣﻧﮭم ﻣن وﻓق ﻓﻘﺎل :إذا ﻛﺎن اﻟﻌذر ظﺎھرا ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟظﮭور اﻟﻌذر ،وإن ﻛﺎن ﻏﯾر ظﺎھر ﻛﺎﻟدﯾن
ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟظﮭور اﻟﻌذر.
"وﻣن اﺳﺗﺄﺟر داﺑﺔ ﻟﯾﺳﺎﻓر ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺛم ﺑدا ﻟﮫ ﻣن اﻟﺳﻔر ﻓﮭو ﻋذر"؛ ﻷﻧﮫ ﻟو ﻣﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﻣوﺟب اﻟﻌﻘد ﯾﻠزﻣﮫ
ﺿرر زاﺋد؛ ﻷﻧﮫ رﺑﻣﺎ ﯾذھب ﻟﻠﺣﺞ ﻓذھب وﻗﺗﮫ أو ﻟطﻠب ﻏرﯾﻣﮫ ﻓﺣﺿر أو ﻟﻠﺗﺟﺎرة ﻓﺎﻓﺗﻘر "وإن ﺑدا ﻟﻠﻣﻛﺎري
ﻓﻠﯾس ذﻟك ﺑﻌذر"؛ ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾﻘﻌد وﯾﺑﻌث اﻟدواب ﻋﻠﻰ ﯾد ﺗﻠﻣﯾذه أو أﺟﯾره "وﻟو ﻣرض اﻟﻣؤاﺟر ﻓﻘﻌد ﻓﻛذا
اﻟﺟواب" ﻋﻠﻰ رواﯾﺔ اﻷﺻل .وروى اﻟﻛرﺧﻲ ﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ أﻧﮫ ﻋذر؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻌرى ﻋن ﺿرر ﻓﯾدﻓﻊ ﻋﻧﮫ ﻋﻧد
اﻟﺿرورة دون اﻻﺧﺗﯾﺎر "وﻣن آﺟر ﻋﺑده ﺛم ﺑﺎﻋﮫ ﻓﻠﯾس ﺑﻌذر"؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻠزﻣﮫ اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣوﺟب
ﻋﻘد ،وإﻧﻣﺎ ﯾﻔوﺗﮫ اﻻﺳﺗرﺑﺎح وأﻧﮫ أﻣر زاﺋد.
ﻗﺎل" :وإذا اﺳﺗﺄﺟر اﻟﺧﯾﺎط ﻏﻼﻣﺎ ﻓﺄﻓﻠس وﺗرك اﻟﻌﻣل ﻓﮭو اﻟﻌذر"؛ ﻷﻧﮫ ﯾﻠزﻣﮫ اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣوﺟب
اﻟﻌﻘد ﻟﻔوات ﻣﻘﺻوده وھو رأس ﻣﺎﻟﮫ ،وﺗﺄوﯾل اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺧﯾﺎط ﯾﻌﻣل ﻟﻧﻔﺳﮫ ،أﻣﺎ اﻟذي ﯾﺧﯾط ﺑﺄﺟر ﻓرأس ﻣﺎﻟﮫ اﻟﺧﯾط
واﻟﻣﺧﯾط واﻟﻣﻘراض ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق اﻹﻓﻼس ﻓﯾﮫ" .وإن أراد ﺗرك اﻟﺧﯾﺎطﺔ ،وأن ﯾﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺻرف ﻓﻠﯾس ﺑﻌذر"؛
ﻷﻧﮫ ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾﻘﻌد اﻟﻐﻼم ﻟﻠﺧﯾﺎطﺔ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﯾﺔ ،وھو ﯾﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺻرف ﻓﻲ ﻧﺎﺣﯾﺔ ،وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا اﺳﺗﺄﺟر
دﻛﺎﻧﺎ ﻟﻠﺧﯾﺎطﺔ ﻓﺄراد أن ﯾﺗرﻛﮭﺎ وﯾﺷﺗﻐل ﺑﻌﻣل آﺧر ﺣﯾث ﺟﻌﻠﮫ ﻋذرا ذﻛره ﻓﻲ اﻷﺻل؛ ﻷن اﻟواﺣد ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ
اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻌﻣﻠﯾن ،أﻣﺎ ھﺎھﻧﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﺷﺧﺻﺎن ﻓﺄﻣﻛﻧﮭﻣﺎ.
"وﻣن اﺳﺗﺄﺟر ﻏﻼﻣﺎ ﯾﺧدﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺻر ﺛم ﺳﺎﻓر ﻓﮭو ﻋذر"؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻌرى ﻋن إﻟزام ﺿرر زاﺋد؛ ﻷن ﺧدﻣﺔ
اﻟﺳﻔر أﺷق ،وﻓﻲ اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺳﻔر ﺿرر ،وﻛل ذﻟك ﻟم ﯾﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻓﯾﻛون ﻋذرا "وﻛذا إذا أطﻠق" ﻟﻣﺎ ﻣر أﻧﮫ
ﯾﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﺣﺿر ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا آﺟر ﻋﻘﺎرا ﺛم ﺳﺎﻓر؛ ﻷﻧﮫ ﻻ ﺿرر إذ اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﯾﻣﻛﻧﮫ اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﻘود
ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌد ﻏﯾﺑﺗﮫ ،ﺣﺗﻰ ﻟو أراد
اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر اﻟﺳﻔر ﻓﮭو ﻋذر ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺳﻔر أو إﻟزام اﻷﺟر ﺑدون اﻟﺳﻛﻧﻰ ص -249-
وذﻟك ﺿرر.
ﻣﺳﺎﺋل ﻣﻧﺛورة
ﻗﺎل" :وﻣن اﺳﺗﺄﺟر أرﺿﺎ أو اﺳﺗﻌﺎرھﺎ ﻓﺄﺣرق اﻟﺣﺻﺎﺋد ﻓﺎﺣﺗرق ﺷﻲء ﻣن أرض أﺧرى ﻓﻼ ﺿﻣﺎن ﻋﻠﯾﮫ"؛
ﻷﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﺗﻌد ﻓﻲ ھذا اﻟﺗﺳﺑﯾب ﻓﺄﺷﺑﮫ ﺣﺎﻓر اﻟﺑﺋر ﻓﻲ دار ﻧﻔﺳﮫ .وﻗﯾل ھذا إذا ﻛﺎﻧت اﻟرﯾﺎح ھﺎدﺋﺔ ﺛم ﺗﻐﯾرت ،أﻣﺎ
إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺿطرﺑﺔ ﯾﺿﻣن؛ ﻷن ﻣوﻗد اﻟﻧﺎر ﯾﻌﻠم أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺳﺗﻘر ﻓﻲ أرﺿﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا أﻗﻌد اﻟﺧﯾﺎط أو اﻟﺻﺑﺎغ ﻓﻲ ﺣﺎﻧوﺗﮫ ﻣن ﯾطرح ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻧﺻف ﻓﮭو ﺟﺎﺋز" ﻷن ھذه ﺷرﻛﺔ
اﻟوﺟوه ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﻓﮭذا ﺑوﺟﺎھﺗﮫ ﯾﻘﺑل وھذا ﺑﺣذاﻗﺗﮫ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻧﺗظم ﺑذﻟك اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻼ ﺗﺿره اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺣﺻل.
ﻗﺎل" :وﻣن اﺳﺗﺄﺟر ﺟﻣﻼ ﻟﯾﺣﻣل ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺣﻣﻼ وراﻛﺑﯾن إﻟﻰ ﻣﻛﺔ ﺟﺎز وﻟﮫ اﻟﻣﺣﻣل اﻟﻣﻌﺗﺎد" وﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس ﻻ
ﯾﺟوز؛ وھو ﻗول اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻟﻠﺟﮭﺎﻟﺔ وﻗد ﯾﻔﺿﻲ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ .وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أن اﻟﻣﻘﺻود ھو اﻟراﻛب وھو
ﻣﻌﻠوم واﻟﻣﺣﻣل ﺗﺎﺑﻊ ،وﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﯾرﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﺻرف إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻓﻼ ﯾﻔﺿﻲ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ وﻛذا إذا
ﻟم ﯾر اﻟوطﺎء واﻟدﺛر.
ﻗﺎل" :وإن ﺷﺎھد اﻟﺟﻣﺎل اﻟﺣﻣل ﻓﮭو أﺟود"؛ ﻷﻧﮫ أﻧﻔﻰ ﻟﻠﺟﮭﺎﻟﺔ وأﻗرب إﻟﻰ ﺗﺣﻘق اﻟرﺿﺎ.
ﻗﺎل" :وإن اﺳﺗﺄﺟر ﺑﻌﯾرا ﻟﯾﺣﻣل ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻘدارا ﻣن اﻟزاد ﻓﺄﻛل ﻣﻧﮫ ﻓﻲ اﻟطرﯾق ﺟﺎز ﻟﮫ أن ﯾرد ﻋوض ﻣﺎ أﻛل"؛
ﻷﻧﮫ اﺳﺗﺣق ﻋﻠﯾﮫ ﺣﻣﻼ ﻣﺳﻣﻰ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟطرﯾق ﻓﻠﮫ أن ﯾﺳﺗوﻓﯾﮫ "وﻛذا ﻏﯾر اﻟزاد ﻣن اﻟﻣﻛﯾل واﻟﻣوزون" ورد
اﻟزاد ﻣﻌﺗﺎد ﻋﻧد اﻟﺑﻌض ﻛرد اﻟﻣﺎء ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻣن اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻹطﻼق وﷲ أﻋﻠم.
اﻟﻌﻘد إﻻ إذا ﻗﺎل ﻟﮫ إذا أدﯾت إﻟﻲ ﻓﺄﻧت ﺣر ﻓﺣﯾﻧﺋذ ﯾﻌﺗق ﺑﺣﻛم اﻟﺷرط ،وھﻛذا ﻋن أﺑﻲ ص -253-
ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ .وﻋﻧﮫ أﻧﮫ ﯾﻌﺗق ﻗﺎل ذﻟك أو ﻟم ﯾﻘل ،ﻷن اﻟﻌﻘد ﯾﻧﻌﻘد ﻣﻊ اﻟﻔﺳﺎد ﻟﻛون اﻟﻣﺳﻣﻰ ﻣﺎﻻ ﻓﯾﻌﺗق ﺑﺄداء
اﻟﻣﺷروط .وﻟو ﻛﺎﺗﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﻋﯾن ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﻛﺎﺗب ﻓﻔﯾﮫ رواﯾﺗﺎن ،وھﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﯾﺎن ،وﻗد ﻋرف ذﻟك
ﻓﻲ اﻷﺻل ،وﻗد ذﻛرﻧﺎ وﺟﮫ اﻟرواﯾﺗﯾن ﻓﻲ ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﮭﻰ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎﺗﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺔ دﯾﻧﺎر ﻋﻠﻰ أن ﯾرد اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻋﺑدا ﺑﻐﯾر ﻋﯾﻧﮫ ﻓﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﺎﺳدة ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ
وﻣﺣﻣد .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ھﻲ ﺟﺎﺋزة ،وﯾﻘﺳم اﻟﻣﺎﺋﺔ اﻟدﯾﻧﺎر ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﻛﺎﺗب وﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ ﻋﺑد وﺳط ﻓﯾﺑطل
ﻣﻧﮭﺎ ﺣﺻﺔ اﻟﻌﺑد ﻓﯾﻛون ﻣﻛﺎﺗﺑﺎ ﺑﻣﺎ ﺑﻘﻲ" ﻷن اﻟﻌﺑد اﻟﻣطﻠق ﯾﺻﻠﺢ ﺑدل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﯾﻧﺻرف إﻟﻰ اﻟوﺳط ،ﻓﻛذا ﯾﺻﻠﺢ
ﻣﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣﻧﮫ وھو اﻷﺻل ﻓﻲ أﺑدال اﻟﻌﻘود .وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﺗﺛﻧﻰ اﻟﻌﺑد ﻣن اﻟدﻧﺎﻧﯾر ،وإﻧﻣﺎ ﺗﺳﺗﺛﻧﻰ ﻗﯾﻣﺗﮫ واﻟﻘﯾﻣﺔ ﻻ
ﺗﺻﻠﺢ ﺑدﻻ ﻓﻛذﻟك ﻣﺳﺗﺛﻧﻰ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎﺗﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﯾوان ﻏﯾر ﻣوﺻوف ﻓﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺟﺎﺋزة" ﻣﻌﻧﺎه أن ﯾﺑﯾن اﻟﺟﻧس وﻻ ﯾﺑﯾن اﻟﻧوع واﻟﺻﻔﺔ
"وﯾﻧﺻرف إﻟﻰ اﻟوﺳط وﯾﺟﺑر ﻋﻠﻰ ﻗﺑول اﻟﻘﯾﻣﺔ" وﻗد ﻣر ﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح.
أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﺑﯾن اﻟﺟﻧس ﻣﺛل أن ﯾﻘول داﺑﺔ ﻻ ﯾﺟوز ﻷﻧﮫ ﯾﺷﻣل أﺟﻧﺎﺳﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﺗﺗﻔﺎﺣش اﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ،وإذا ﺑﯾن اﻟﺟﻧس
ﻛﺎﻟﻌﺑد واﻟوﺻﯾف ﻓﺎﻟﺟﮭﺎﻟﺔ ﯾﺳﯾرة وﻣﺛﻠﮭﺎ ﯾﺗﺣﻣل ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﺗﻌﺗﺑر ﺟﮭﺎﻟﺔ اﻟﺑدل ﺑﺟﮭﺎﻟﺔ اﻷﺟل ﻓﯾﮫ .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ
رﺣﻣﮫ ﷲ :ﻻ ﯾﺟوز ،وھو اﻟﻘﯾﺎس ﻷﻧﮫ ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟﺑﯾﻊ .وﻟﻧﺎ أﻧﮫ ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻣﺎل ﺑﻐﯾر ﻣﺎل أو ﺑﻣﺎل ﻟﻛن ﻋﻠﻰ
وﺟﮫ ﯾﺳﻘط اﻟﻣﻠك ﻓﯾﮫ ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟﻧﻛﺎح ،واﻟﺟﺎﻣﻊ أﻧﮫ ﯾﺑﺗﻧﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻣﺣﺔ ،ﺑﺧﻼف اﻟﺑﯾﻊ ﻷﻧﮫ ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎﻛﺳﺔ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎﺗب اﻟﻧﺻراﻧﻲ ﻋﺑده ﻋﻠﻰ ﺧﻣر ﻓﮭو ﺟﺎﺋز" ﻣﻌﻧﺎه إذا ﻛﺎن ﻣﻘدارا ﻣﻌﻠوﻣﺎ واﻟﻌﺑد ﻛﺎﻓرا ﻷﻧﮭﺎ ﻣﺎل ﻓﻲ
ﺣﻘﮭم ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺧل ﻓﻲ ﺣﻘﻧﺎ "وأﯾﮭﻣﺎ أﺳﻠم ﻓﻠﻠﻣوﻟﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺧﻣر" ﻷن اﻟﻣﺳﻠم ﻣﻣﻧوع ﻋن ﺗﻣﻠﯾك اﻟﺧﻣر وﺗﻣﻠﻛﮭﺎ،
وﻓﻲ اﻟﺗﺳﻠﯾم ذﻟك إذ اﻟﺧﻣر ﻏﯾر ﻣﻌﯾن ﻓﯾﻌﺟز ﻋن ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺑدل ﻓﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ،وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺗﺑﺎﯾﻊ
اﻟذﻣﯾﺎن ﺧﻣرا ﺛم أﺳﻠم أﺣدھﻣﺎ ﺣﯾث ﯾﻔﺳد اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺑﻌض ،ﻷن اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺗﺻﻠﺢ ﺑدﻻ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻠﺔ،
ﻓﺈﻧﮫ ﻟو ﻛﺎﺗب ﻋﻠﻰ وﺻﯾف وأﺗﻰ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ ﯾﺟﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺑول ﻓﺟﺎز أن ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻼ ﯾﻧﻌﻘد
ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻓﺎﻓﺗرﻗﺎ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻗﺑﺿﮭﺎ ﻋﺗق" ﻷن ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ .ﻓﺈذا وﺻل أﺣد اﻟﻌوﺿﯾن
إﻟﻰ اﻟﻣوﻟﻰ ﺳﻠم اﻟﻌوض اﻵﺧر ﻟﻠﻌﺑد وذﻟك ﺑﺎﻟﻌﺗق ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﺑد ﻣﺳﻠﻣﺎ ص -254-
ﺣﯾث ﻟم ﺗﺟز اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻷن اﻟﻣﺳﻠم ﻟﯾس ﻣن أھل اﻟﺗزام اﻟﺧﻣر ،وﻟو أداھﺎ ﻋﺗق وﻗد ﺑﯾﻧﺎه ﻣن ﻗﺑل .وﷲ أﻋﻠم
ﺑﺎﻟﺻواب.
ﻣن اﻟﺑﯾﻊ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾزﯾل اﻟﻣﻠك إﻻ ﺑﻌد وﺻول اﻟﺑدل إﻟﯾﮫ واﻟﺑﯾﻊ ﯾزﯾﻠﮫ ﻗﺑﻠﮫ وﻟﮭذا ﯾﻣﻠﻛﮫ ص -255-
اﻷب واﻟوﺻﻲ ﺛم ھو ﯾوﺟب ﻟﻠﻣﻣﻠوك ﻣﺛل ﻣﺎ ھو ﺛﺎﺑت ﻟﮫ .ﺑﺧﻼف اﻹﻋﺗﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﻷﻧﮫ ﯾوﺟب ﻓوق ﻣﺎ ھو
ﺛﺎﺑت ﻟﮫ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن أدى اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻗﺑل أن ﯾﻌﺗق اﻷول ﻓوﻻؤه ﻟﻠﻣوﻟﻰ" ﻷن ﻟﮫ ﻓﯾﮫ ﻧوع ﻣﻠك .وﺗﺻﺢ إﺿﺎﻓﺔ اﻹﻋﺗﺎق إﻟﯾﮫ ﻓﻲ
اﻟﺟﻣﻠﺔ ،ﻓﺈذا ﺗﻌذر إﺿﺎﻓﺗﮫ إﻟﻰ ﻣﺑﺎﺷر اﻟﻌﻘد ﻟﻌدم اﻷھﻠﯾﺔ أﺿﯾف إﻟﯾﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺑد إذا اﺷﺗرى ﺷﯾﺋﺎ ﯾﺛﺑت اﻟﻣﻠك
ﻟﻠﻣوﻟﻰ.
ﻗﺎل" :ﻓﻠو أدى اﻷول ﺑﻌد ذﻟك وﻋﺗق ﻻ ﯾﻧﺗﻘل اﻟوﻻء إﻟﯾﮫ" ﻷن اﻟﻣوﻟﻰ ﺟﻌل ﻣﻌﺗﻘﺎ واﻟوﻻء ﻻ ﯾﻧﺗﻘل ﻋن اﻟﻣﻌﺗق
"وإن أدى اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻌد ﻋﺗق اﻷول ﻓوﻻؤه ﻟﮫ" ﻷن اﻟﻌﺎﻗد ﻣن أھل ﺛﺑوت اﻟوﻻء وھو اﻷﺻل ﻓﯾﺛﺑت ﻟﮫ.
ﻗﺎل" :وإن أﻋﺗق ﻋﺑده ﻋﻠﻰ ﻣﺎل أو ﺑﺎﻋﮫ ﻣن ﻧﻔﺳﮫ أو زوج ﻋﺑده ﻟم ﯾﺟز" ﻷن ھذه اﻷﺷﯾﺎء ﻟﯾﺳت ﻣن اﻟﻛﺳب
وﻻ ﻣن ﺗواﺑﻌﮫ .أﻣﺎ اﻷول ﻓﻸﻧﮫ إﺳﻘﺎط اﻟﻣﻠك ﻋن رﻗﺑﺗﮫ وإﺛﺑﺎت اﻟدﯾن ﻓﻲ ذﻣﮫ اﻟﻣﻔﻠس ﻓﺄﺷﺑﮫ اﻟزوال ﺑﻐﯾر ﻋوض،
وﻛذا اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻷﻧﮫ إﻋﺗﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ .وأﻣﺎ اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻸﻧﮫ ﺗﻧﻘﯾص ﻟﻠﻌﺑد وﺗﻌﯾﯾب ﻟﮫ وﺷﻐل رﻗﺑﺗﮫ ﺑﺎﻟﻣﮭر
واﻟﻧﻔﻘﺔ ،ﺑﺧﻼف ﺗزوﯾﺞ اﻷﻣﺔ ﻷﻧﮫ اﻛﺗﺳﺎب ﻻﺳﺗﻔﺎدﺗﮫ اﻟﻣﮭر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر.
ﻗﺎل" :وﻛذﻟك اﻷب واﻟوﺻﻲ ﻓﻲ رﻗﯾق اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻣﻛﺎﺗب" ﻷﻧﮭﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﺎن اﻻﻛﺗﺳﺎب ﻛﺎﻟﻣﻛﺎﺗب ،وﻷن ﻓﻲ
ﺗزوﯾﺞ اﻷﻣﺔ واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻧظرا ﻟﮫ ،وﻻ ﻧظر ﻓﯾﻣﺎ ﺳواھﻣﺎ واﻟوﻻﯾﺔ ﻧظرﯾﺔ.
ﻗﺎل" :ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻣﺄذون ﻟﮫ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﮫ ﺷﻲء ﻣن ذﻟك ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد ،وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﻟﮫ أن ﯾزوج
أﻣﺗﮫ" وﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺧﻼف اﻟﻣﺿﺎرب واﻟﻣﻔﺎوض واﻟﺷرﯾك ﺷرﻛﺔ ﻋﻧﺎن ھو ﻗﺎﺳﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎﺗب واﻋﺗﺑره ﺑﺎﻹﺟﺎرة.
وﻟﮭﻣﺎ أن اﻟﻣﺄذون ﻟﮫ ﯾﻣﻠك اﻟﺗﺟﺎرة وھذا ﻟﯾس ﺑﺗﺟﺎرة ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻣﻛﺎﺗب ﯾﺗﻣﻠك اﻻﻛﺗﺳﺎب وھذا اﻛﺗﺳﺎب ،وﻷﻧﮫ ﻣﺑﺎدﻟﺔ
اﻟﻣﺎل ﺑﻐﯾر اﻟﻣﺎل ﻓﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ دون اﻹﺟﺎرة ،إذ ھﻲ ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﻣﺎل ﺑﺎﻟﻣﺎل وﻟﮭذا ﻻ ﯾﻣﻠك ھؤﻻء ﻛﻠﮭم ﺗزوﯾﺞ
اﻟﻌﺑد ،وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ .وﻗﺎﻻ :ﯾدﺧل" اﻋﺗﺑﺎرا ﺑﻘراﺑﺔ اﻟوﻻد إذ وﺟوب اﻟﺻﻠﺔ ﯾﻧﺗظﻣﮭﻣﺎ وﻟﮭذا ﻻ ص -256-
ﯾﻔﺗرﻗﺎن ﻓﻲ اﻟﺣر ﻓﻲ ﺣق اﻟﺣرﯾﺔ .وﻟﮫ أن ﻟﻠﻣﻛﺎﺗب ﻛﺳﺑﺎ ﻻ ﻣﻠﻛﺎ ،ﻏﯾر أن اﻟﻛﺳب ﯾﻛﻔﻲ اﻟﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻد ﺣﺗﻰ أن
اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺳب ﯾﺧﺎطب ﺑﻧﻔﻘﺔ اﻟواﻟد واﻟوﻟد وﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻓﻲ ﻏﯾرھﻣﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺟب ﻧﻔﻘﺔ اﻷخ إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﺳر،
وﻷن ھذه ﻗراﺑﺔ ﺗوﺳطت ﺑﯾن ﺑﻧﻲ اﻷﻋﻣﺎم وﻗراﺑﺔ اﻟوﻻد ﻓﺄﻟﺣﻘﻧﺎھﺎ ﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺗق ،وﺑﺎﻷول ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وھذا
أوﻟﻰ ﻷن اﻟﻌﺗق أﺳرع ﻧﻔوذا ﻣن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﺣﺗﻰ أن أﺣد اﻟﺷرﯾﻛﯾن إذا ﻛﺎﺗب ﻛﺎن ﻟﻶﺧر ﻓﺳﺧﮫ ،وإذا أﻋﺗق ﻻ ﯾﻛون
ﻟﮫ ﻓﺳﺧﮫ.
ﻗﺎل" :وإذا اﺷﺗرى أم وﻟده دﺧل وﻟدھﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﻟم ﯾﺟز ﺑﯾﻌﮭﺎ" وﻣﻌﻧﺎه إذا ﻛﺎن ﻣﻌﮭﺎ وﻟدھﺎ ،أﻣﺎ دﺧول اﻟوﻟد
ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻠﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه .وأﻣﺎ اﻣﺗﻧﺎع ﺑﯾﻌﮭﺎ ﻓﻸﻧﮭﺎ ﺗﺑﻊ ﻟﻠوﻟد ﻓﻲ ھذا اﻟﺣﻛم ،ﻗﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :أﻋﺗﻘﮭﺎ
وﻟدھﺎ" وإن ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌﮭﺎ وﻟدھﺎ ﻓﻛذﻟك اﻟﺟواب ﻓﻲ ﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد ﻷﻧﮭﺎ أم وﻟد ﺧﻼﻓﺎ ﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ .وﻟﮫ أن
اﻟﻘﯾﺎس أن ﯾﺟوز ﺑﯾﻌﮭﺎ وإن ﻛﺎن ﻣﻌﮭﺎ وﻟد ﻷن ﻛﺳب اﻟﻣﻛﺎﺗب ﻣوﻗوف ﻓﻼ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﮫ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﻔﺳﺦ ،إﻻ أﻧﮫ
ﯾﺛﺑت ﺑﮫ ھذا اﻟﺣق ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﻌﮭﺎ وﻟد ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺛﺑوﺗﮫ ﻓﻲ اﻟوﻟد ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ،وﺑدون اﻟوﻟد ﻟو ﺛﺑت ﺛﺑت اﺑﺗداء واﻟﻘﯾﺎس
ﯾﻧﻔﯾﮫ "وإن وﻟد ﻟﮫ وﻟد ﻣن أﻣﺔ ﻟﮫ دﺧل ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺗﮫ" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺗرى "ﻓﻛﺎن ﺣﻛﻣﮫ ﻛﺣﻛﻣﮫ وﻛﺳﺑﮫ ﻟﮫ" ﻷن
ﻛﺳب اﻟوﻟد ﻛﺳب ﻛﺳﺑﮫ وﯾﻛون ﻛذﻟك ﻗﺑل اﻟدﻋوة ﻓﻼ ﯾﻧﻘطﻊ ﺑﺎﻟدﻋوة اﺧﺗﺻﺎﺻﮫ" ،وﻛذﻟك إن وﻟدت اﻟﻣﻛﺎﺗﺑﺔ
وﻟدا" ﻷن ﺣق اﻣﺗﻧﺎع اﻟﺑﯾﻊ ﺛﺎﺑت ﻓﯾﮭﺎ ﻣؤﻛدا ﻓﯾﺳري إﻟﻰ اﻟوﻟد ﻛﺎﻟﺗدﺑﯾر واﻻﺳﺗﯾﻼد.
ﻗﺎل" :وﻣن زوج أﻣﺗﮫ ﻣن ﻋﺑده ﺛم ﻛﺎﺗﺑﮭﻣﺎ ﻓوﻟدت ﻣﻧﮫ وﻟدا دﺧل ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺗﮭﺎ وﻛﺎن ﻛﺳﺑﮫ ﻟﮭﺎ" ﻷن ﺗﺑﻌﯾﺔ اﻷم
أرﺟﺢ وﻟﮭذا ﯾﺗﺑﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟرق واﻟﺣرﯾﺔ.
ﻗﺎل" :وإن ﺗزوج اﻟﻣﻛﺎﺗب ﺑﺈذن ﻣوﻻه اﻣرأة زﻋﻣت أﻧﮭﺎ ﺣرة ﻓوﻟدت ﻣﻧﮫ ﺛم اﺳﺗﺣﻘت ﻓﺄوﻻدھﺎ ﻋﺑﯾد وﻻ ﯾﺄﺧذھم
ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ ،وﻛذﻟك اﻟﻌﺑد ﯾﺄذن ﻟﮫ اﻟﻣوﻟﻰ ﺑﺎﻟﺗزوﯾﺞ ،وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :أوﻻدھﺎ أﺣرار
ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ" ﻷﻧﮫ ﺷﺎرك اﻟﺣر ﻓﻲ ﺳﺑب ﺛﺑوت ھذا اﻟﺣق وھو اﻟﻐرور ،وھذا ﻷﻧﮫ ﻣﺎ رﻏب ﻓﻲ ﻧﻛﺎﺣﮭﺎ إﻻ ﻟﯾﻧﺎل ﺣرﯾﺔ
اﻷوﻻد ،وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﻣوﻟود ﺑﯾن رﻗﯾﻘﯾن ﻓﯾﻛون رﻗﯾﻘﺎ ،وھذا ﻷن اﻷﺻل أن اﻟوﻟد ﯾﺗﺑﻊ اﻷم ﻓﻲ اﻟرق واﻟﺣرﯾﺔ،
وﺧﺎﻟﻔﻧﺎ ھذا اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﺣر ﺑﺈﺟﻣﺎع اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم ،وھذا ﻟﯾس ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎه ﻷن ﺣق اﻟﻣوﻟﻰ ھﻧﺎك
ﻣﺟﺑور ﺑﻘﯾﻣﺔ ﻧﺎﺟزة وھﺎھﻧﺎ ﺑﻘﯾﻣﺔ ﻣﺗﺄﺧرة إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻌﺗق ﻓﯾﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﺻل وﻻ ﯾﻠﺣق ﺑﮫ.
ﻗﺎل" :وإن وطﺊ اﻟﻣﻛﺎﺗب أﻣﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﻣﻠك ﺑﻐﯾر إذن اﻟﻣوﻟﻰ ﺛم اﺳﺗﺣﻘﮭﺎ رﺟل ص -257-
ﻓﻌﻠﯾﮫ اﻟﻌﻘر ﯾؤﺧذ ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،وإن وطﺋﮭﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﻧﻛﺎح ﻟم ﯾؤﺧذ ﺑﮫ ﺣﺗﻰ ﯾﻌﺗق وﻛذﻟك اﻟﻣﺄذون ﻟﮫ"
ووﺟﮫ اﻟﻔرق أن ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ظﮭر اﻟدﯾن ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣوﻟﻰ ﻷن اﻟﺗﺟﺎرة وﺗواﺑﻌﮭﺎ داﺧﻠﺔ ﺗﺣت اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،وھذا
اﻟﻌﻘر ﻣن ﺗواﺑﻌﮭﺎ ،ﻷﻧﮫ ﻟوﻻ اﻟﺷراء ﻟﻣﺎ ﺳﻘط اﻟﺣد وﻣﺎ ﻟم ﯾﺳﻘط اﻟﺣد ﻻ ﯾﺟب اﻟﻌﻘر .أﻣﺎ ﻟم ﯾظﮭر ﻓﻲ اﻟﻔﺻل
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻷن اﻟﻧﻛﺎح ﻟﯾس ﻣن اﻻﻛﺗﺳﺎب ﻓﻲ ﺷﻲء ﻓﻼ ﺗﻧﺗظﻣﮫ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻛﺎﻟﻛﻔﺎﻟﺔ.
ﻗﺎل" :وإذا اﺷﺗرى اﻟﻣﻛﺎﺗب ﺟﺎرﯾﺔ ﺷراء ﻓﺎﺳدا ﺛم وطﺋﮭﺎ ﻓردھﺎ أﺧذ ﺑﺎﻟﻌﻘر ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎﺗﺑﺔ ،وﻛذﻟك اﻟﻌﺑد اﻟﻣﺄذون
ﻟﮫ" ﻷﻧﮫ ﻣن ﺑﺎب اﻟﺗﺟﺎرة ،ﻓﺈن اﻟﺗﺻرف ﺗﺎرة ﯾﻘﻊ ﺻﺣﯾﺣﺎ وﻣرة ﯾﻘﻊ ﻓﺎﺳدا ،واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻹذن ﯾﻧﺗظﻣﺎﻧﮫ ﺑﻧوﻋﯾﮫ
ﻛﺎﻟﺗوﻛﯾل ﻓﻛﺎن ظﺎھرا ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣوﻟﻰ.
ﻓﺻل :ﻗﺎل" :وإذا وﻟدت اﻟﻣﻛﺎﺗﺑﺔ ﻣن اﻟﻣوﻟﻰ ﻓﮭﻲ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر إن ﺷﺎءت ﻣﺿت ﻋﻠﻰ
اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،وإن ﺷﺎءت ﻋﺟزت ﻧﻔﺳﮭﺎ ،وﺻﺎرت أم وﻟد ﻟﮫ"
ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻠﻘﺗﮭﺎ ﺟﮭﺗﺎ ﺣرﯾﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﺑﺑدل وآﺟﻠﺔ ﺑﻐﯾر ﺑدل ﻓﺗﺧﯾر ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ" ،وﻧﺳب وﻟدھﺎ ﺛﺎﺑت ﻣن اﻟﻣوﻟﻰ وھو ﺣر",
ﻷن اﻟﻣوﻟﻰ ﯾﻣﻠك اﻹﻋﺗﺎق ﻓﻲ وﻟدھﺎ وﻣﺎ ﻟﮫ ﻣن اﻟﻣﻠك ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺻﺣﺔ اﻻﺳﺗﯾﻼد ﺑﺎﻟدﻋوة .وإذا ﻣﺿت ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
أﺧذت اﻟﻌﻘر ﻣن ﻣوﻻھﺎ ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﮭﺎ ﺑﻧﻔﺳﮭﺎ وﺑﻣﻧﺎﻓﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗدﻣﻧﺎ .ﺛم إن ﻣﺎت اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﺗﻘت ﺑﺎﻻﺳﺗﯾﻼد وﺳﻘط
ﻋﻧﮭﺎ ﺑدل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،وإن ﻣﺎﺗت ھﻲ وﺗرﻛت ﻣﺎﻻ ﺗؤدى ﻣﻧﮫ ﻣﻛﺎﺗﺑﺗﮭﺎ وﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﯾراث ﻻﺑﻧﮭﺎ ﺟرﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣوﺟب
اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،وإن ﻟم ﺗﺗرك ﻣﺎﻻ ﻓﻼ ﺳﻌﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻟد ﻷﻧﮫ ﺣر ،وﻟو وﻟدت وﻟدا آﺧر ﻟم ﯾﻠزم اﻟﻣوﻟﻰ إﻻ أن ﯾدﻋﻲ
ﻟﺣرﻣﺔ وطﺋﮭﺎ ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﻠو ﻟم ﯾدع وﻣﺎﺗت ﻣن ﻏﯾر وﻓﺎء ﺳﻌﻰ ھذا اﻟوﻟد ﻷﻧﮫ ﻣﻛﺎﺗب ﺗﺑﻌﺎ ﻟﮭﺎ ،ﻓﻠو ﻣﺎت اﻟﻣوﻟﻰ ﺑﻌد
ذﻟك ﻋﺗق وﺑطل ﻋﻧﮫ اﻟﺳﻌﺎﯾﺔ ﻷﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ أم اﻟوﻟد إذ ھو وﻟدھﺎ ﻓﯾﺗﺑﻌﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎﺗب اﻟﻣوﻟﻰ أم وﻟده ﺟﺎز" ﻟﺣﺎﺟﺗﮭﺎ إﻟﻰ اﺳﺗﻔﺎدة اﻟﺣرﯾﺔ ﻗﺑل ﻣوت اﻟﻣوﻟﻰ وذﻟك ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،وﻻ ﺗﻧﺎﻓﻲ
ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻷﻧﮫ ﺗﻠﻘﺗﮭﺎ ﺟﮭﺗﺎ ﺣرﯾﺔ "ﻓﺈن ﻣﺎت اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﺗﻘت ﺑﺎﻻﺳﺗﯾﻼد" ﻟﺗﻌﻠق ﻋﺗﻘﮭﺎ ﺑﻣوت اﻟﺳﯾد "وﺳﻘط ﻋﻧﮭﺎ ﺑدل
اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ" ﻷن اﻟﻐرض ﻣن إﯾﺟﺎب اﻟﺑدل اﻟﻌﺗق ﻋﻧد اﻷداء ،ﻓﺈذا ﻋﺗﻘت ﻗﺑﻠﮫ ﻟم ﯾﻣﻛن ﺗوﻓﯾر اﻟﻐرض ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺳﻘط
وﺑطﻠت اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻻﻣﺗﻧﺎع إﺑﻘﺎﺋﮭﺎ ﺑﻐﯾر ﻓﺎﺋدة ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﺗﺳﻠم ﻟﮭﺎ اﻷﻛﺳﺎب واﻷوﻻد ﻷن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻧﻔﺳﺧت ﻓﻲ ﺣق اﻟﺑدل
وﺑﻘﯾت ﻓﻲ ﺣق اﻷﻛﺳﺎب واﻷوﻻد ،ﻷن اﻟﻔﺳﺦ ﻟﻧظرھﺎ واﻟﻧظر ﻓﯾﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه .وﻟو أدت اﻟﻣﻛﺎﺗﺑﺔ ﻗﺑل ﻣوت اﻟﻣوﻟﻰ
ﻋﺗﻘت ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﺑﺎﻗﯾﺔ.
ﻗﺎل" :وإن ﻛﺎﺗب ﻣدﺑرﺗﮫ ﺟﺎز " ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺔ وﻻ ﺗﻧﺎﻓﻲ ،إذ اﻟﺣرﯾﺔ ﻏﯾر ﺛﺎﺑﺗﺔ، ص -258-
وإﻧﻣﺎ اﻟﺛﺎﺑت ﻣﺟرد اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق "وإن ﻣﺎت اﻟﻣوﻟﻰ وﻻ ﻣﺎل ﻟﮫ ﻏﯾرھﺎ ﻓﮭﻲ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﺑﯾن أن ﺗﺳﻌﻰ ﻓﻲ ﺛﻠﺛﻲ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ
أو ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﺗﺳﻌﻰ ﻓﻲ أﻗل ﻣﻧﮭﻣﺎ .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد :ﺗﺳﻌﻰ ﻓﻲ اﻷﻗل
ﻣن ﺛﻠﺛﻲ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ وﺛﻠﺛﻲ ﺑدل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﻓﺎﻟﺧﻼف ﻓﻲ اﻟﺧﯾﺎر واﻟﻣﻘدار ،ﻓﺄﺑو ﯾوﺳف ﻣﻊ أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻘدار ،وﻣﻊ
ﻣﺣﻣد ﻓﻲ ﻧﻔﻲ اﻟﺧﯾﺎر .أﻣﺎ اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻔرع ﺗﺟزؤ اﻹﻋﺗﺎق ﻋﻧده ﻟﻣﺎ ﺗﺟزأ ﺑﻘﻲ اﻟﺛﻠﺛﺎن رﻗﯾﻘﺎ وﻗد ﺗﻠﻘﺎھﺎ ﺟﮭﺗﺎ ﺣرﯾﺔ
ﺑﺑدﻟﯾن ﻣﻌﺟل ﺑﺎﻟﺗدﺑﯾر وﻣؤﺟل ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﺗﺧﯾر .وﻋﻧدھﻣﺎ ﻟﻣﺎ ﻋﺗق ﻛﻠﮭﺎ ﺑﻌﺗق ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻓﮭﻲ ﺣرة وﺟب ﻋﻠﯾﮭﺎ أﺣد
اﻟﻣﺎﻟﯾن ﻓﺗﺧﺗﺎر اﻷﻗل ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ ﻓﻼ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻠﺗﺧﯾﯾر .وأﻣﺎ اﻟﻣﻘدار ﻓﻠﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ أﻧﮫ ﻗﺎﺑل اﻟﺑدل ﺑﺎﻟﻛل وﻗد ﺳﻠم ﻟﮭﺎ
اﻟﺛﻠث ﺑﺎﻟﺗدﺑﯾر ﻓﻣن اﻟﻣﺣﺎل أن ﯾﺟب اﻟﺑدل ﺑﻣﻘﺎﺑﻠﺗﮫ ،أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﻟو ﺳﻠم ﻟﮭﺎ اﻟﻛل ﺑﺄن ﺧرﺟت ﻣن اﻟﺛﻠث ﯾﺳﻘط ﻛل
ﺑدل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﮭﻧﺎ ﯾﺳﻘط اﻟﺛﻠث وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﺗﺄﺧر اﻟﺗدﺑﯾر ﻋن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ .وﻟﮭﻣﺎ أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺑدل ﻣﻘﺎﺑل ﺑﺛﻠﺛﻲ رﻗﺑﺗﮭﺎ
ﻓﻼ ﯾﺳﻘط ﻣﻧﮫ ﺷﻲء ،وھذا ﻷن اﻟﺑدل وإن ﻗوﺑل ﺑﺎﻟﻛل ﺻورة وﺻﯾﻐﺔ ﻟﻛﻧﮫ ﻣﻘﯾد ﺑﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻣﻌﻧﻰ وإرادة ﻷﻧﮭﺎ
اﺳﺗﺣﻘت ﺣرﯾﺔ اﻟﺛﻠث ظﺎھرا ،واﻟظﺎھر أن اﻹﻧﺳﺎن ﻻ ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﺎل ﺑﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق ﺣرﯾﺗﮫ وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا طﻠق
اﻣرأﺗﮫ ﺛﻧﺗﯾن ﺛم طﻠﻘﮭﺎ ﺛﻼﺛﺎ ﻋﻠﻰ أﻟف ﻛﺎن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻟف ﺑﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟواﺣدة اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ ﻟدﻻﻟﺔ اﻹرادة ،ﻛذا ھﺎھﻧﺎ ،ﺑﺧﻼف
ﻣﺎ إذا ﺗﻘدﻣت اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وھﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﯾﮫ ﻷن اﻟﺑدل ﻣﻘﺎﺑل ﺑﺎﻟﻛل إذ ﻻ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻋﻧده ﻓﻲ ﺷﻲء ﻓﺎﻓﺗرﻗﺎ.
ﻗﺎل" :وإن دﺑر ﻣﻛﺎﺗﺑﺗﮫ ﺻﺢ اﻟﺗدﺑﯾر" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ" .وﻟﮭﺎ اﻟﺧﯾﺎر ،إن ﺷﺎءت ﻣﺿت ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،وإن ﺷﺎءت
ﻋﺟزت ﻧﻔﺳﮭﺎ وﺻﺎرت ﻣدﺑرة" ﻷن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﻼزﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻣﻠوك ،ﻓﺈن ﻣﺿت ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎﺑﺗﮭﺎ ﻓﻣﺎت
اﻟﻣوﻟﻰ وﻻ ﻣﺎل ﻟﮫ ﻏﯾرھﺎ ﻓﮭﻲ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر إن ﺷﺎءت ﺳﻌت ﻓﻲ ﺛﻠﺛﻲ ﻣﺎل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو ﺛﻠﺛﻲ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ.
وﻗﺎﻻ :ﺗﺳﻌﻰ ﻓﻲ اﻷﻗل ﻣﻧﮭﻣﺎ ،ﻓﺎﻟﺧﻼف ﻓﻲ ھذا اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺧﯾﺎر ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ .أﻣﺎ اﻟﻣﻘدار ﻓﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ،
ووﺟﮭﮫ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ.
ﻗﺎل" :وإذا أﻋﺗق اﻟﻣوﻟﻰ ﻣﻛﺎﺗﺑﮫ ﻋﺗق ﺑﺈﻋﺗﺎﻗﮫ" ﻟﻘﯾﺎم ﻣﻠﻛﮫ ﻓﯾﮫ "وﺳﻘط ﺑدل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ" ﻷﻧﮫ ﻣﺎ اﻟﺗزﻣﮫ إﻻ ﻣﻘﺎﺑﻼ
ﺑﺎﻟﻌﺗق وﻗد ﺣﺻل ﻟﮫ دوﻧﮫ ﻓﻼ ﯾﻠزﻣﮫ ،واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وإن ﻛﺎﻧت ﻻزﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻣوﻟﻰ وﻟﻛﻧﮫ ﯾﻔﺳﺦ ﺑرﺿﺎ اﻟﻌﺑد
واﻟظﺎھر رﺿﺎه ﺗوﺳﻼ إﻟﻰ ﻋﺗﻘﮫ ﺑﻐﯾر ﺑدل ﻣﻊ ﺳﻼﻣﺔ اﻷﻛﺳﺎب ﻟﮫ ﻷﻧﺎ ﻧﺑﻘﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ.
ﻗﺎل" :وإن ﻛﺎﺗﺑﮫ ﻋﻠﻰ أﻟف درھم إﻟﻰ ﺳﻧﺔ ﻓﺻﺎﻟﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻣﻌﺟﻠﺔ ﻓﮭو ﺟﺎﺋز "
اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ .وﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس ﻻ ﯾﺟوز ﻷﻧﮫ اﻋﺗﯾﺎض ﻋن اﻷﺟل وھو ﻟﯾس ﺑﻣﺎل واﻟدﯾن ﻣﺎل ص -259-
ﻓﻛﺎن رﺑﺎ ،وﻟﮭذا ﻻ ﯾﺟوز ﻣﺛﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺣر وﻣﻛﺎﺗب اﻟﻐﯾر .وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺣﺳﺎن أن اﻷﺟل ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﻛﺎﺗب ﻣﺎل ﻣن
وﺟﮫ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ اﻷداء إﻻ ﺑﮫ ﻓﺄﻋطﻲ ﻟﮫ ﺣﻛم اﻟﻣﺎل ،وﺑدل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﺎل ﻣن وﺟﮫ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺻﺢ اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ ﺑﮫ
ﻓﺎﻋﺗدﻻ ﻓﻼ ﯾﻛون رﺑﺎ ،وﻷن ﻋﻘد اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﻘد ﻣن وﺟﮫ دون وﺟﮫ واﻷﺟل رﺑﺎ ﻣن وﺟﮫ ﻓﯾﻛون ﺷﺑﮭﺔ اﻟﺷﺑﮭﺔ،
ﺑﺧﻼف اﻟﻌﻘد ﺑﯾن اﻟﺣرﯾن ﻷﻧﮫ ﻋﻘد ﻣن ﻛل وﺟﮫ ﻓﻛﺎن رﺑﺎ واﻷﺟل ﻓﯾﮫ ﺷﺑﮭﺔ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎﺗب اﻟﻣرﯾض ﻋﺑده ﻋﻠﻰ أﻟﻔﻲ درھم إﻟﻰ ﺳﻧﺔ وﻗﯾﻣﺗﮫ أﻟف ﺛم ﻣﺎت وﻻ ﻣﺎل ﻟﮫ ﻏﯾره وﻟم ﺗﺟز
اﻟورﺛﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾؤدي ﺛﻠﺛﻲ اﻷﻟﻔﯾن ﺣﺎﻻ واﻟﺑﺎﻗﻲ إﻟﻰ أﺟﻠﮫ أو ﯾرد رﻗﯾﻘﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وأﺑﻲ ﯾوﺳف .وﻗﺎل ﻣﺣﻣد:
ﯾؤدي ﺛﻠﺛﻲ اﻷﻟف ﺣﺎﻻ واﻟﺑﺎﻗﻲ إﻟﻰ أﺟﻠﮫ" ﻷن ﻟﮫ أن ﯾﺗرك اﻟزﯾﺎدة ﺑﺄن ﯾﻛﺎﺗﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻓﻠﮫ أن ﯾؤﺧرھﺎ وﺻﺎر
ﻛﻣﺎ إذا ﺧﺎﻟﻊ اﻟﻣرﯾض اﻣرأﺗﮫ ﻋﻠﻰ أﻟف إﻟﻰ ﺳﻧﺔ ﺟﺎز ،ﻷن ﻟﮫ أن ﯾطﻠﻘﮭﺎ ﺑﻐﯾر ﺑدل ،وﻟﮭﻣﺎ أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﻣﻰ ﺑدل
اﻟرﻗﺑﺔ ﺣﺗﻰ أﺟري ﻋﻠﯾﮭﺎ أﺣﻛﺎم اﻷﺑدال وﺣق اﻟورﺛﺔ ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺑدل ﻓﻛذا ﺑﺎﻟﺑدل ،واﻟﺗﺄﺟﯾل إﺳﻘﺎط ﻣﻌﻧﻰ ﻓﯾﻌﺗﺑر ﻣن
ﺛﻠث اﻟﺟﻣﯾﻊ ،ﺑﺧﻼف اﻟﺧﻠﻊ ﻷن اﻟﺑدل ﻓﯾﮫ ﻻ ﯾﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎل ﻓﻠم ﯾﺗﻌﻠق ﺣق اﻟورﺛﺔ ﺑﺎﻟﻣﺑدل ﻓﻼ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑدل ،وﻧظﯾر
ھذا إذا ﺑﺎع اﻟﻣرﯾض داره ﺑﺛﻼﺛﺔ آﻻف إﻟﻰ ﺳﻧﺔ وﻗﯾﻣﺗﮭﺎ أﻟف ﺛم ﻣﺎت وﻟم ﺗﺟز اﻟورﺛﺔ ﻓﻌﻧدھﻣﺎ ﯾﻘﺎل ﻟﻠﻣﺷﺗري أد
ﺛﻠﺛﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺛﻣن ﺣﺎﻻ واﻟﺛﻠث إﻟﻰ أﺟﻠﮫ وإﻻ ﻓﺎﻧﻘض اﻟﺑﯾﻊ ،وﻋﻧده ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺛﻠث ﺑﻘدر اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻻ ﻓﯾﻣﺎ زاد ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻣﺎ
ﺑﯾﻧﺎ ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ.
ﻗﺎل" :وإن ﻛﺎﺗﺑﮫ ﻋﻠﻰ أﻟف إﻟﻰ ﺳﻧﺔ وﻗﯾﻣﺗﮫ أﻟﻔﺎن وﻟم ﺗﺟز اﻟورﺛﺔ ﯾﻘﺎل ﻟﮫ أد ﺛﻠﺛﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺣﺎﻻ أو ﺗرد رﻗﯾﻘﺎ ﻓﻲ
ﻗوﻟﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎ" ﻷن اﻟﻣﺣﺎﺑﺎة ھﺎھﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻘدر واﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﺎﻋﺗﺑر اﻟﺛﻠث ﻓﯾﮭﻣﺎ.
ﻋﻧده ﺧﻼﻓﺎ ﻟﮭﻣﺎ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻹﻋﺗﺎق ،ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻔﯾد اﻟﺣرﯾﺔ ﻣن وﺟﮫ ﻓﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻋﻧده ص -261-
ﻟﻠﺗﺟزؤ ،وﻓﺎﺋدة اﻹذن أن ﻻ ﯾﻛون ﻟﮫ ﺣق اﻟﻔﺳﺦ ﻛﻣﺎ ﯾﻛون ﻟﮫ إذا ﻟم ﯾﺄذن ،وإذﻧﮫ ﻟﮫ ﺑﻘﺑض اﻟﺑدل إذن ﻟﻠﻌﺑد ﺑﺎﻷداء
ﻓﯾﻛون ﻣﺗﺑرﻋﺎ ﺑﻧﺻﯾﺑﮫ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻠﮭذا ﻛﺎن ﻛل اﻟﻣﻘﺑوض ﻟﮫ .وﻋﻧدھﻣﺎ اﻹذن ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ ﻧﺻﯾﺑﮫ إذن ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻛل ﻟﻌدم
اﻟﺗﺟزؤ ،ﻓﮭو أﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﻧﺻف وﻛﯾل ﻓﻲ اﻟﻧﺻف ﻓﮭو ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ واﻟﻣﻘﺑوض ﻣﺷﺗرك ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓﯾﺑﻘﻰ ﻛذﻟك ﺑﻌد اﻟﻌﺟز.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎﻧت ﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن رﺟﻠﯾن ﻛﺎﺗﺑﺎھﺎ ﻓوطﺋﮭﺎ أﺣدھﻣﺎ ﻓﺟﺎءت ﺑوﻟد ﻓﺎدﻋﺎه ﺛم وطﺋﮭﺎ اﻵﺧر ﻓﺟﺎءت ﺑوﻟد
ﻓﺎدﻋﺎه ﺛم ﻋﺟزت ﻓﮭﻲ أم وﻟد ﻟﻸول" ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ادﻋﻰ أﺣدھﻣﺎ اﻟوﻟد ﺻﺣت دﻋوﺗﮫ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﻠك ﻟﮫ ﻓﯾﮭﺎ وﺻﺎر
ﻧﺻﯾﺑﮫ أم وﻟد ﻟﮫ ،ﻷن اﻟﻣﻛﺎﺗﺑﺔ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟﻧﻘل ﻣن ﻣﻠك إﻟﻰ ﻣﻠك ﻓﺗﻘﺗﺻر أﻣوﻣﯾﺔ اﻟوﻟد ﻋﻠﻰ ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدﺑرة
اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ،وإذا ادﻋﻰ اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻟدھﺎ اﻷﺧﯾر ﺻﺣت دﻋوﺗﮫ ﻟﻘﯾﺎم ﻣﻠﻛﮫ ظﺎھرا ،ﺛم إذا ﻋﺟزت ﺑﻌد ذﻟك ﺟﻌﻠت
اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻛﺄن ﻟم ﺗﻛن وﺗﺑﯾن أن اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻛﻠﮭﺎ أم وﻟد ﻟﻸول ﻷﻧﮫ زال اﻟﻣﺎﻧﻊ ﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎل ووطؤه ﺳﺎﺑق.
ﻗﺎل" :وﯾﺿﻣن ﻧﺻف ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ" ﻷﻧﮫ ﺗﻣﻠك ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻟﻣﺎ اﺳﺗﻛﻣل اﻻﺳﺗﯾﻼد.
ﻗﺎل" :وﻧﺻف ﻋﻘرھﺎ" ﻟوطﺋﮫ ﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ.
ﻗﺎل" :وﯾﺿﻣن ﺷرﯾﻛﮫ ﻛﻣﺎل ﻋﻘرھﺎ وﻗﯾﻣﺔ اﻟوﻟد وﯾﻛون اﺑﻧﮫ" ﻷﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻣﻐرور ،ﻷﻧﮫ ﺣﯾن وطﺋﮭﺎ ﻛﺎن ﻣﻠﻛﮫ
ﻗﺎﺋﻣﺎ ظﺎھرا .ووﻟد اﻟﻣﻐرور ﺛﺎﺑت اﻟﻧﺳب ﻣﻧﮫ ﺣر ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋرف ﻟﻛﻧﮫ وطﺊ أم وﻟد اﻟﻐﯾر ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﯾﻠزﻣﮫ
ﻛﻣﺎل اﻟﻌﻘر.
ﻗﺎل" :وأﯾﮭﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﻌﻘر إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎﺗﺑﺔ ﺟﺎز" ﻷن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﺎ داﻣت ﺑﺎﻗﯾﺔ ﻓﺣق اﻟﻘﺑض ﻟﮭﺎ ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﮭﺎ ﺑﻣﻧﺎﻓﻌﮭﺎ
وأﺑداﻟﮭﺎ ،وإذا ﻋﺟزت ﺗرد اﻟﻌﻘر إﻟﻰ اﻟﻣوﻟﻰ ﻟظﮭور اﺧﺗﺻﺎﺻﮫ "وھذا" اﻟذي ذﻛرﻧﺎ "ﻛﻠﮫ ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ .وﻗﺎل
أﺑو ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد :ھﻲ أم وﻟد ﻟﻸول وﻻ ﯾﺟوز وطء اﻵﺧر" ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ادﻋﻰ اﻷول اﻟوﻟد ﺻﺎرت ﻛﻠﮭﺎ أم وﻟد ﻟﮫ
ﻷن أﻣوﻣﯾﺔ اﻟوﻟد ﯾﺟب ﺗﻛﻣﯾﻠﮭﺎ ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع ﻣﺎ أﻣﻛن ،وﻗد أﻣﻛن ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻔﺳﺦ ﻓﺗﻔﺳﺦ ﻓﯾﻣﺎ ﻻ
ﺗﺗﺿرر ﺑﮫ اﻟﻣﻛﺎﺗﺑﺔ وﺗﺑﻘﻰ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﯾﻣﺎ وراءه ،ﺑﺧﻼف اﻟﺗدﺑﯾر ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﻔﺳﺦ ،وﺑﺧﻼف ﺑﯾﻊ اﻟﻣﻛﺎﺗب ﻷن ﻓﻲ
ﺗﺟوﯾزه إﺑطﺎل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ إذ اﻟﻣﺷﺗري ﻻ ﯾرﺿﻰ ﺑﺑﻘﺎﺋﮫ ﻣﻛﺎﺗﺑﺎ .وإذا ﺻﺎرت ﻛﻠﮭﺎ أم وﻟد ﻟﮫ ﻓﺎﻟﺛﺎﻧﻲ وطﺊ أم وﻟد
اﻟﻐﯾر.
ﻗﺎل":ﻓﻼ ﯾﺛﺑت ﻧﺳب اﻟوﻟد ﻣﻧﮫ وﻻ ﯾﻛون ﺣرا ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ" ﻏﯾر أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟب اﻟﺣد ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻠﺷﺑﮭﺔ.
ﻗﺎل" :وﯾﻠزﻣﮫ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘر" ﻷن اﻟوطء ﻻ ﯾﻌرى ﻋن إﺣدى اﻟﻐراﻣﺗﯾن ،وإذا ﺑﻘﯾت
اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﺻﺎرت ﻛﻠﮭﺎ ﻣﻛﺎﺗﺑﺔ ﻟﮫ ،ﻗﯾل ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻧﺻف ﺑدل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻷن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ص -262-
اﻧﻔﺳﺧت ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﺗﺗﺿرر ﺑﮫ اﻟﻣﻛﺎﺗﺑﺔ وﻻ ﺗﺗﺿرر ﺑﺳﻘوط ﻧﺻف اﻟﺑدل .وﻗﯾل ﯾﺟب ﻛل اﻟﺑدل ﻷن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻟم ﺗﻧﻔﺳﺦ
إﻻ ﻓﻲ ﺣق اﻟﺗﻣﻠك ﺿرورة ﻓﻼ ﯾظﮭر ﻓﻲ ﺣق ﺳﻘوط ﻧﺻف اﻟﺑدل وﻓﻲ إﺑﻘﺎﺋﮫ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ﻧظر ﻟﻠﻣوﻟﻰ وإن ﻛﺎن ﻻ
ﺗﺗﺿرر اﻟﻣﻛﺎﺗﺑﺔ ﺑﺳﻘوطﮫ ،واﻟﻣﻛﺎﺗﺑﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ اﻟﻌﻘر ﻻﺧﺗﺻﺎﺻﮭﺎ ﺑﺄﺑدال ﻣﻧﺎﻓﻌﮭﺎ .وﻟو ﻋﺟزت وردت ﻓﻲ
اﻟرق ﺗرد إﻟﻰ اﻟﻣوﻟﻰ ﻟظﮭور اﺧﺗﺻﺎﺻﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ.
ﻗﺎل " :وﯾﺿﻣن اﻷول ﻟﺷرﯾﻛﮫ ﻓﻲ ﻗﯾﺎس ﻗول أﺑﻲ ﯾوﺳف رﺣﻣﮫ ﷲ ﻧﺻف ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﻣﻛﺎﺗﺑﺔ" ﻷﻧﮫ ﺗﻣﻠك ﻧﺻﯾب
ﺷرﯾﻛﮫ وھﻲ ﻣﻛﺎﺗﺑﺔ ﻓﯾﺿﻣﻧﮫ ﻣوﺳرا ﻛﺎن أو ﻣﻌﺳرا ﻷﻧﮫ ﺿﻣﺎن اﻟﺗﻣﻠك.
ﻗﺎل" :وﻓﻲ ﻗول ﻣﺣﻣد :ﯾﺿﻣن اﻷﻗل ﻣن ﻧﺻف ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ وﻣن ﻧﺻف ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣن ﺑدل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ" ﻷن ﺣق ﺷرﯾﻛﮫ ﻓﻲ
ﻧﺻف اﻟرﻗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﺟز ،وﻓﻲ ﻧﺻف اﻟﺑدل ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻷداء ﻓﻠﺗردد ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﯾﺟب أﻗﻠﮭﻣﺎ.
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎن اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟم ﯾطﺄھﺎ وﻟﻛن دﺑرھﺎ ﺛم ﻋﺟزت ﺑطل اﻟﺗدﺑﯾر" ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺻﺎدف اﻟﻣﻠك .أﻣﺎ ﻋﻧدھﻣﺎ ﻓظﺎھر
ﻷن اﻟﻣﺳﺗوﻟد ﺗﻣﻠﻛﮭﺎ ﻗﺑل اﻟﻌﺟز .وأﻣﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﻸﻧﮫ ﺑﺎﻟﻌﺟز ﺗﺑﯾن أﻧﮫ ﺗﻣﻠك ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻣن وﻗت
اﻟوطء ﻓﺗﺑﯾن أﻧﮫ ﻣﺻﺎدف ﻣﻠك ﻏﯾره واﻟﺗدﺑﯾر ﯾﻌﺗﻣد اﻟﻣﻠك ،ﺑﺧﻼف اﻟﻧﺳب ﻷﻧﮫ ﯾﻌﺗﻣد اﻟﻐرور ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر.
ﻗﺎل" :وھﻲ أم وﻟد ﻟﻸول" ﻷﻧﮫ ﺗﻣﻠك ﻧﺻﯾب ﺷرﯾﻛﮫ وﻛﻣل اﻻﺳﺗﯾﻼد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ.
ﻗﺎل" :وﯾﺿﻣن ﻟﺷرﯾﻛﮫ ﻧﺻف ﻋﻘرھﺎ" ﻟوطﺋﮫ ﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ.
ﻗﺎل" :وﻧﺻف ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ" ﻷﻧﮫ ﺗﻣﻠك ﻧﺻﻔﮭﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﯾﻼد وھو ﺗﻣﻠك ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ.
ﻗﺎل" :واﻟوﻟد وﻟد اﻷول" ﻷﻧﮫ ﺻﺣت دﻋوﺗﮫ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺻﺣﺢ ،وھذا ﻗوﻟﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎ .ووﺟﮭﮫ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ.
ﻗﺎل" :وإن ﻛﺎﻧﺎ ﻛﺎﺗﺑﺎھﺎ ﺛم أﻋﺗﻘﮭﺎ أﺣدھﻣﺎ وھو ﻣوﺳر ﺛم ﻋﺟزت ﯾﺿﻣن اﻟﻣﻌﺗق ﻟﺷرﯾﻛﮫ ﻧﺻف ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ وﯾرﺟﻊ
ﺑذﻟك ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،وﻗﺎﻻ :ﻻ ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﮭﺎ" ﻷﻧﮭﺎ ﻟﻣﺎ ﻋﺟزت وردت ﻓﻲ اﻟرق ﺗﺻﯾر ﻛﺄﻧﮭﺎ ﻟم ﺗزل ﻗﻧﺔ،
واﻟﺟواب ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻼف ﻓﻲ اﻟرﺟوع وﻓﻲ اﻟﺧﯾﺎرات وﻏﯾرھﺎ ﻛﻣﺎ ھو ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺟزؤ اﻹﻋﺗﺎق وﻗد ﻗررﻧﺎه ﻓﻲ
اﻹﻋﺗﺎق ،ﻓﺄﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻌﺟز ﻟﯾس ﻟﮫ أن ﯾﺿﻣن اﻟﻣﻌﺗق ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻷن اﻹﻋﺗﺎق ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺗﺟزأ ﻋﻧده ﻛﺎن أﺛره أن
ﯾﺟﻌل ﻧﺻﯾب ﻏﯾر اﻟﻣﻌﺗق ﻛﺎﻟﻣﻛﺎﺗب ﻓﻼ ﯾﺗﻐﯾر ﺑﮫ ﻧﺻﯾب ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻷﻧﮭﺎ ﻣﻛﺎﺗﺑﺔ ﻗﺑل ذﻟك وﻋﻧدھﻣﺎ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻻ
ﯾﺗﺟزأ ﺑﻌﺗق اﻟﻛل ﻓﻠﮫ أن ﯾﺿﻣﻧﮫ ﻗﯾﻣﺔ ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻣﻛﺎﺗﺑﺎ إن ﻛﺎن
ﻣوﺳرا ،وﯾﺳﺗﺳﻌﻰ اﻟﻌﺑد إن ﻛﺎن ﻣﻌﺳرا ﻷﻧﮫ ﺿﻣﺎن إﻋﺗﺎق ﻓﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﻟﯾﺳﺎر واﻹﻋﺳﺎر. ص -263-
ﻗﺎل" :وإذا ﻛﺎن اﻟﻌﺑد ﺑﯾن رﺟﻠﯾن دﺑره أﺣدھﻣﺎ ﺛم أﻋﺗﻘﮫ اﻵﺧر وھو ﻣوﺳر ،ﻓﺈن ﺷﺎء اﻟذي دﺑره ﺿﻣن اﻟﻣﻌﺗق
ﻧﺻف ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻣدﺑرا ،وإن ﺷﺎء اﺳﺗﺳﻌﻰ اﻟﻌﺑد ،وإن ﺷﺎء أﻋﺗق ،وإن أﻋﺗﻘﮫ أﺣدھﻣﺎ ﺛم دﺑره اﻵﺧر ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ أن
ﯾﺿﻣن اﻟﻣﻌﺗق وﯾﺳﺗﺳﻌﻰ أو ﯾﻌﺗق ،وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ" ووﺟﮭﮫ أن اﻟﺗدﺑﯾر ﯾﺗﺟزأ ﻋﻧده ﻓﺗدﺑﯾر
أﺣدھﻣﺎ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻟﻛن ﯾﻔﺳد ﺑﮫ ﻧﺻﯾب اﻵﺧر ﻓﯾﺛﺑت ﻟﮫ ﺧﯾرة اﻹﻋﺗﺎق واﻟﺗﺿﻣﯾن واﻻﺳﺗﺳﻌﺎء ﻛﻣﺎ ھو
ﻣذھﺑﮫ ،ﻓﺈذا أﻋﺗق ﻟم ﯾﺑق ﻟﮫ ﺧﯾﺎر اﻟﺗﺿﻣﯾن واﻻﺳﺗﺳﻌﺎء ،وإﻋﺗﺎﻗﮫ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻷﻧﮫ ﯾﺗﺟزأ ﻋﻧده ،وﻟﻛن
ﯾﻔﺳد ﺑﮫ ﻧﺻﯾب ﺷرﯾﻛﮫ ﻓﻠﮫ أن ﯾﺿﻣﻧﮫ ﻗﯾﻣﺔ ﻧﺻﯾﺑﮫ ،وﻟﮫ ﺧﯾﺎر اﻟﻌﺗق واﻻﺳﺗﺳﻌﺎء أﯾﺿﺎ ﻛﻣﺎ ھو ﻣذھﺑﮫ وﯾﺿﻣﻧﮫ
ﻗﯾﻣﺔ ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻣدﺑرا ﻷن اﻹﻋﺗﺎق ﺻﺎدف اﻟﻣدﺑر .ﺛم ﻗﯾل :ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣدﺑر ﺗﻌرف ﺑﺗﻘوﯾم اﻟﻣﻘوﻣﯾن ،وﻗﯾل ﯾﺟب ﺛﻠﺛﺎ
ﻗﯾﻣﺗﮫ زھو ﻗن ﻷن اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ أﻧواع ﺛﻼﺛﺔ :اﻟﺑﯾﻊ وأﺷﺑﺎھﮫ ،واﻻﺳﺗﺧدام وأﻣﺛﺎﻟﮫ ،واﻹﻋﺗﺎق وﺗواﺑﻌﮫ ،واﻟﻔﺎﺋت اﻟﺑﯾﻊ
ﻓﯾﺳﻘط اﻟﺛﻠث .وإذا ﺿﻣﻧﮫ ﻻ ﯾﺗﻣﻠﻛﮫ ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﻣﻠك إﻟﻰ ﻣﻠك ،ﻛﻣﺎ إذا ﻏﺻب ﻣدﺑرا ﻓﺄﺑق.
وإن أﻋﺗﻘﮫ أﺣدھﻣﺎ أوﻻ ﻛﺎن ﻟﻶﺧر اﻟﺧﯾﺎرات اﻟﺛﻼث ﻋﻧده ،ﻓﺈذا دﺑره ﻟم ﯾﺑق ﻟﮫ ﺧﯾﺎر اﻟﺗﺿﻣﯾن وﺑﻘﻲ ﺧﯾﺎر
اﻹﻋﺗﺎق واﻻﺳﺗﺳﻌﺎء ﻷن اﻟﻣدﺑر ﯾﻌﺗق وﯾﺳﺗﺳﻌﻰ "وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد :إذا دﺑره أﺣدھﻣﺎ ﻓﻌﺗق اﻵﺧر ﺑﺎطل"
ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻋﻧدھﻣﺎ ﻓﯾﺗﻣﻠك ﻧﺻﯾب ﺻﺎﺣﺑﮫ ﺑﺎﻟﺗدﺑﯾر
ﻗﺎل" :وﯾﺿﻣن ﻧﺻف ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻣوﺳرا ﻛﺎن أو ﻣﻌﺳرا" ﻷﻧﮫ ﺿﻣﺎن ﺗﻣﻠك ﻓﻼ ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﻟﯾﺳﺎر واﻹﻋﺳﺎر ،وﯾﺿﻣن
ﻧﺻف ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻗﻧﺎ ﻷﻧﮫ ﺻﺎدﻓﮫ اﻟﺗدﺑﯾر وھو ﻗن.
ﻗﺎل" :وإن أﻋﺗﻘﮫ أﺣدھﻣﺎ ﻓﺗدﺑﯾر اﻵﺧر ﺑﺎطل" ﻷن اﻹﻋﺗﺎق ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻓﻌﺗق ﻛﻠﮫ ﻓﻠم ﯾﺻﺎدف اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﻣﻠك وھو
ﯾﻌﺗﻣده.
ﻗﺎل" :وﯾﺿﻣن ﻧﺻف ﻗﯾﻣﺗﮫ إن ﻛﺎن ﻣوﺳرا" وﯾﺳﻌﻰ اﻟﻌﺑد ﻓﻲ ذﻟك إن ﻛﺎن ﻣﻌﺳرا ﻷن ھذا ﺿﻣﺎن اﻹﻋﺗﺎق
ﻓﯾﺧﺗﻠف ذﻟك ﺑﺎﻟﯾﺳﺎر واﻹﻋﺳﺎر ﻋﻧدھﻣﺎ ،وﷲ أﻋﻠم.
أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﻻ ﯾﻌﺟزه ﺣﺗﻰ ﯾﺗواﻟﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﻧﺟﻣﺎن" ﻟﻘول ﻋﻠﻲ ص -264-
رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :إذا ﺗواﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎﺗب ﻧﺟﻣﺎن رد ﻓﻲ اﻟرق ﻋﻠﻘﮫ ﺑﮭذا اﻟﺷرط ،وﻷﻧﮫ ﻋﻘد إرﻓﺎق ﺣﺗﻰ ﻛﺎن
أﺣﺳﻧﮫ ﻣؤﺟﻠﮫ وﺣﺎﻟﺔ اﻟوﺟوب ﺑﻌد ﺣﻠول ﻧﺟم ﻓﻼ ﺑد ﻣن إﻣﮭﺎل ﻣدة اﺳﺗﯾﺳﺎرا ،وأوﻟﻰ اﻟﻣدد ﻣﺎ ﺗواﻓق ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﻌﺎﻗدان .وﻟﮭﻣﺎ أن ﺳﺑب اﻟﻔﺳﺦ ﻗد ﺗﺣﻘق وھو اﻟﻌﺟز ،ﻷن ﻣن ﻋﺟز ﻋن أداء ﻧﺟم واﺣد ﯾﻛون أﻋﺟز ﻋن أداء
ﻧﺟﻣﯾن ،وھذا ﻷن ﻣﻘﺻود اﻟﻣوﻟﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﺎل ﻋﻧد ﺣﻠول ﻧﺟم وﻗد ﻓﺎت ﻓﯾﻔﺳﺦ إذا ﻟم ﯾﻛن راﺿﯾﺎ ﺑدوﻧﮫ،
ﺑﺧﻼف اﻟﯾوﻣﯾن واﻟﺛﻼﺛﺔ ﻷﻧﮫ ﻻ ﺑد ﻣﻧﮭﺎ ﻹﻣﻛﺎن اﻷداء ﻓﻠم ﯾﻛن ﺗﺄﺧﯾرا ،واﻵﺛﺎر ﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣروي ﻋن اﺑن
ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ أن ﻣﻛﺎﺗﺑﺔ ﻟﮫ ﻋﺟزت ﻋن أداء ﻧﺟم واﺣد ﻓردھﺎ ﻓﺳﻘط اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﮭﺎ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن أﺧل ﺑﻧﺟم ﻋﻧد ﻏﯾر اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﻌﺟز ﻓرده ﻣوﻻه ﺑرﺿﺎه ﻓﮭو ﺟﺎﺋز" ﻷن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﺗراﺿﻲ ﻣن
ﻏﯾر ﻋذر ﻓﺑﺎﻟﻌذر أوﻟﻰ.
ﻗﺎل" :وﻟو ﻟم ﯾرض ﺑﮫ اﻟﻌﺑد ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ" ﻷﻧﮫ ﻋﻘد ﻻزم ﺗﺎم ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟﻘﺿﺎء أو اﻟرﺿﺎ ﻛﺎﻟرد
ﺑﺎﻟﻌﯾب ﺑﻌد اﻟﻘﺑض.
ﻗﺎل" :وإذا ﻋﺟز اﻟﻣﻛﺎﺗب ﻋﺎد إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟرق" ﻻﻧﻔﺳﺎخ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ "وﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﯾده ﻣن اﻷﻛﺳﺎب ﻓﮭو ﻟﻣوﻻه"
ﻷﻧﮫ ظﮭر أﻧﮫ ﻛﺳب ﻋﺑده ،وھذا ﻷﻧﮫ ﻛﺎن ﻣوﻗوﻓﺎ ﻋﻠﯾﮫ أو ﻋﻠﻰ ﻣوﻻه وﻗد زال اﻟﺗوﻗف.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻣﺎت اﻟﻣﻛﺎﺗب وﻟﮫ ﻣﺎل ﻟم ﺗﻧﻔﺳﺦ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﻗﺿﻰ ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﻣﺎﻟﮫ وﺣﻛم ﺑﻌﺗﻘﮫ ﻓﻲ آﺧر ﺟزء ﻣن
أﺟزاء ﺣﯾﺎﺗﮫ وﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻓﮭو ﻣﯾراث ﻟورﺛﺗﮫ وﯾﻌﺗق أوﻻده" وھذا ﻗول ﻋﻠﻲ واﺑن ﻣﺳﻌود رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ،وﺑﮫ
أﺧذ ﻋﻠﻣﺎؤﻧﺎ رﺣﻣﮭم ﷲ .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ :ﺗﺑطل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﯾﻣوت ﻋﺑدا وﻣﺎ ﺗرﻛﮫ ﻟﻣوﻻه ،وإﻣﺎﻣﮫ ﻓﻲ ذﻟك
زﯾد ﺑن ﺛﺎﺑت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وﻷن اﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﺗﻘﮫ وﻗد ﺗﻌذر إﺛﺑﺎﺗﮫ ﻓﺗﺑطل ،وھذا ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺧﻠو إﻣﺎ أن
ﯾﺛﺑت ﺑﻌد اﻟﻣﻣﺎت ﻣﻘﺻودا أو ﯾﺛﺑت ﻗﺑﻠﮫ أو ﺑﻌده ﻣﺳﺗﻧدا ،ﻻ وﺟﮫ إﻟﻰ اﻷول ﻟﻌدم اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻻ إﻟﻰ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻔﻘد
اﻟﺷرط وھو اﻷداء ،وﻻ إﻟﻰ اﻟﺛﺎﻟث ﻟﺗﻌذر اﻟﺛﺑوت ﻓﻲ اﻟﺣﺎل واﻟﺷﻲء ﯾﺛﺑت ﺛم ﯾﺳﺗﻧد .وﻟﻧﺎ أﻧﮫ ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﺔ ،وﻻ
ﯾﺑطل ﺑﻣوت أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وھو اﻟﻣوﻟﻰ ﻓﻛذا ﺑﻣوت اﻵﺧر ،واﻟﺟﺎﻣﻊ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﺑﻘﺎء اﻟﻌﻘد ﻹﺣﯾﺎء اﻟﺣق،
ﺑل أوﻟﻰ ﻷن ﺣﻘﮫ آﻛد ﻣن ﺣق اﻟﻣوﻟﻰ ﺣﺗﻰ ﻟزم اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﮫ ،واﻟﻣوت أﻧﻔﻰ ﻟﻠﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﻣﻧﮫ ﻟﻠﻣﻣﻠوﻛﯾﺔ ﻓﯾﻧزل ﺣﯾﺎ
ﺗﻘدﯾرا ،أو
ﺗﺳﺗﻧد اﻟﺣرﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﻧﺎد ﺳﺑب اﻷداء إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣوت وﯾﻛون أداء ﺧﻠﻔﮫ ﻛﺄداﺋﮫ ،وﻛل ص -265-
ذﻟك ﻣﻣﻛن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋرف ﺗﻣﺎﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﺧﻼﻓﯾﺎت.
ﻗﺎل" :وإن ﻟم ﯾﺗرك وﻓﺎء وﺗرك وﻟدا ﻣوﻟودا ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺳﻌﻰ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ أﺑﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﺟوﻣﮫ ﻓﺈذا أدى ﺣﻛﻣﻧﺎ ﺑﻌﺗق
أﺑﯾﮫ ﻗﺑل ﻣوﺗﮫ وﻋﺗق اﻟوﻟد" ﻷن اﻟوﻟد داﺧل ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺗﮫ وﻛﺳﺑﮫ ﻛﻛﺳﺑﮫ ﻓﯾﺧﻠﻔﮫ ﻓﻲ اﻷداء وﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا ﺗرك وﻓﺎء
"وإن ﺗرك وﻟدا ﻣﺷﺗرى ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻗﯾل ﻟﮫ إﻣﺎ أن ﺗؤدي اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺣﺎﻟﺔ أو ﺗرد رﻗﯾﻘﺎ" وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ .وأﻣﺎ
ﻋﻧدھﻣﺎ ﯾؤدﯾﮫ إﻟﻰ أﺟﻠﮫ اﻋﺗﺑﺎرا ﺑﺎﻟوﻟد اﻟﻣوﻟود ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،واﻟﺟﺎﻣﻊ أﻧﮫ ﯾﻛﺎﺗب ﻋﻠﯾﮫ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﮫ وﻟﮭذا ﯾﻣﻠك اﻟﻣوﻟﻰ
إﻋﺗﺎﻗﮫ ﺑﺧﻼف ﺳﺎﺋر أﻛﺳﺎﺑﮫ .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وھو اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻔﺻﻠﯾن أن اﻷﺟل ﯾﺛﺑت ﺷرطﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﯾﺛﺑت ﻓﻲ
ﺣق ﻣن دﺧل ﺗﺣت اﻟﻌﻘد واﻟﻣﺷﺗرى ﻟم ﯾدﺧل ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﺿف إﻟﯾﮫ اﻟﻌﻘد وﻻ ﯾﺳري ﺣﻛﻣﮫ إﻟﯾﮫ ﻻﻧﻔﺻﺎﻟﮫ ،ﺑﺧﻼف
اﻟﻣوﻟود ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻷﻧﮫ ﻣﺗﺻل وﻗت اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﯾﺳري اﻟﺣﻛم إﻟﯾﮫ وﺣﯾث دﺧل ﻓﻲ ﺣﻛﻣﮫ ﺳﻌﻰ ﻓﻲ ﻧﺟوﻣﮫ "ﻓﺈن
اﺷﺗرى اﺑﻧﮫ ﺛم ﻣﺎت وﺗرك وﻓﺎء ورﺛﮫ اﺑﻧﮫ" ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﺣﻛم ﺑﺣرﯾﺗﮫ ﻓﻲ آﺧر ﺟزء ﻣن أﺟزاء ﺣﯾﺎﺗﮫ ﯾﺣﻛم ﺑﺣرﯾﺔ
اﺑﻧﮫ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ،ﻷﻧﮫ ﺗﺑﻊ ﻷﺑﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﯾﻛون ھذا ﺣرا ﯾرث ﻋن ﺣر "وﻛذﻟﻛم إن ﻛﺎن ھو واﺑﻧﮫ ﻣﻛﺎﺗﺑﯾن
ﻛﺗﺎﺑﺔ واﺣدة" ﻷن اﻟوﻟد إن ﻛﺎن ﺻﻐﯾرا ﻓﮭو ﺗﺑﻊ ﻷﺑﯾﮫ وإن ﻛﺎن ﻛﺑﯾرا ﺟﻌﻼ ﻛﺷﺧص واﺣد ،ﻓﺈذا ﺣﻛم ﺑﺣرﯾﺔ
اﻷب ﯾﺣﻛم ﺑﺣرﯾﺗﮫ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻣر.
ﻗﺎل" :وإن ﻣﺎت اﻟﻣﻛﺎﺗب وﻟﮫ وﻟد ﻣن ﺣرة وﺗرك دﯾﻧﺎ وﻓﺎء ﺑﻣﻛﺎﺗﺑﺗﮫ ﻓﺟﻧﻰ اﻟوﻟد ﻓﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻠﺔ اﻷم ﻟم
ﯾﻛن ذﻟك ﻗﺿﺎء ﺑﻌﺟز اﻟﻣﻛﺎﺗب" ﻷن ھذا اﻟﻘﺿﺎء ﯾﻘرر ﺣﻛم اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﻷن ﻣن ﻗﺿﯾﺗﮭﺎ إﻟﺣﺎق اﻟوﻟد ﺑﻣواﻟﻲ اﻷم
وإﯾﺟﺎب اﻟﻌﻘل ﻋﻠﯾﮭم ،ﻟﻛن ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﯾﺣﺗﻣل أن ﯾﻌﺗق ﻓﯾﻧﺟر اﻟوﻻء إﻟﻰ ﻣواﻟﻲ اﻷب ،واﻟﻘﺿﺎء ﺑﻣﺎ ﯾﻘرر ﺣﻛﻣﮫ ﻻ
ﯾﻛون ﺗﻌﺟﯾزا "وإن اﺧﺗﺻم ﻣواﻟﻲ اﻷم وﻣواﻟﻲ اﻷب ﻓﻲ وﻻﺋﮫ ﻓﻘﺿﻰ ﺑﮫ ﻟﻣواﻟﻲ اﻷم ﻓﮭو ﻗﺿﺎء ﺑﺎﻟﻌﺟز" ﻷن
ھذا اﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟوﻻء ﻣﻘﺻودا ،وذﻟك ﯾﺑﺗﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻧﺗﻘﺎﺿﮭﺎ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ إذا ﻓﺳﺧت ﻣﺎت ﻋﺑدا واﺳﺗﻘر
اﻟوﻻء ﻋﻠﻰ ﻣواﻟﻲ اﻷم ،وإذا ﺑﻘﯾت واﺗﺻل ﺑﮭﺎ اﻷداء ﻣﺎت ﺣرا واﻧﺗﻘل اﻟوﻻء إﻟﻰ ﻣواﻟﻲ اﻷب ،وھذا ﻓﺻل
ﻣﺟﺗﮭد ﻓﯾﮫ ﻓﯾﻧﻔذ ﻣﺎ ﯾﻼﻗﯾﮫ ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻠﮭذا ﻛﺎن ﺗﻌﺟﯾزا.
ﻗﺎل" :وﻣﺎ أدى اﻟﻣﻛﺎﺗب ﻣن اﻟﺻدﻗﺎت إﻟﻰ ﻣوﻻه ﺛم ﻋﺟز ﻓﮭو طﯾب ﻟﻠﻣوﻟﻰ ﻟﺗﺑدل اﻟﻣﻠك" ﻓﺈن اﻟﻌﺑد ﯾﺗﻣﻠﻛﮫ
ﺻدﻗﺔ واﻟﻣوﻟﻰ ﻋوﺿﺎ ﻋن اﻟﻌﺗق ،وإﻟﯾﮫ وﻗﻌت اﻹﺷﺎرة اﻟﻧﺑوﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدﯾث ﺑرﯾرة رﺿﻲ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻧﮭﺎ "ھﻲ ﻟﮭﺎ
ﺻدﻗﺔ وﻟﻧﺎ ھدﯾﺔ" وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا أﺑﺎح ﻟﻠﻐﻧﻲ واﻟﮭﺎﺷﻣﻲ ،ﻷن اﻟﻣﺑﺎح ﻟﮫ ﯾﺗﻧﺎوﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﻠك اﻟﻣﺑﯾﺢ ،وﻧظﯾره
اﻟﻣﺷﺗري ﺷراء ﻓﺎﺳدا إذا أﺑﺎح ﻟﻐﯾره ﻻ ﯾطﯾب ﻟﮫ وﻟو ﻣﻠﻛﮫ ﯾطﯾب ،وﻟو ﻋﺟز ﻗﺑل اﻷداء
إﻟﻰ اﻟﻣوﻟﻰ ﻓﻛذﻟك اﻟﺟواب ،وھذا ﻋﻧد ﻣﺣﻣد ظﺎھر ﻷن ﺑﺎﻟﻌﺟز ﯾﺗﺑدل اﻟﻣﻠك ﻋﻧده ،وﻛذا ص -266-
ﻋﻧد أﺑﻲ ﯾوﺳف ،وإن ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻌﺟز ﯾﺗﻘرر ﻣﻠك اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻧده ﻷﻧﮫ ﻻ ﺧﺑث ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺻدﻗﺔ ،وإﻧﻣﺎ اﻟﺧﺑث ﻓﻲ ﻓﻌل
اﻵﺧذ ﻟﻛوﻧﮫ إذﻻﻻ ﺑﮫ .وﻻ ﯾﺟوز ذﻟك ﻟﻠﻐﻧﻲ ﻣن ﻏﯾر ﺣﺎﺟﺔ وﻟﻠﮭﺎﺷﻣﻲ ﻟزﯾﺎدة ﺣرﻣﺗﮫ واﻷﺧذ ﻟم ﯾوﺟد ﻣن اﻟﻣوﻟﻰ
ﻓﺻﺎر ﻛﺎﺑن اﻟﺳﺑﯾل إذا وﺻل إﻟﻰ وطﻧﮫ واﻟﻔﻘﯾر إذا اﺳﺗﻐﻧﻰ وﻗد ﺑﻘﻲ ﻓﻲ أﯾدﯾﮭﻣﺎ ﻣﺎ أﺧذا ﻣن اﻟﺻدﻗﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾطﯾب
ﻟﮭﻣﺎ ،وﻋﻠﻰ ھذا إذا أﻋﺗق اﻟﻣﻛﺎﺗب واﺳﺗﻐﻧﻰ ﯾطﯾب ﻟﮫ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣن اﻟﺻدﻗﺔ ﻓﻲ ﯾده.
ﻗﺎل" :وإذا ﺟﻧﻰ اﻟﻌﺑد ﻓﻛﺎﺗﺑﮫ ﻣوﻻه وﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ﺛم ﻋﺟز ﻓﺈﻧﮫ ﯾدﻓﻊ أو ﯾﻔدي" ﻷن ھذا ﻣوﺟب ﺟﻧﺎﯾﺔ اﻟﻌﺑد
ﻓﻲ اﻷﺻل وﻟم ﯾﻛن ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﺎﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺻﯾر ﻣﺧﺗﺎرا ﻟﻠﻔداء إﻻ أن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣﺎﻧﻌﺔ ﻣن اﻟدﻓﻊ ،ﻓﺈذا زال
ﻋﺎد اﻟﺣﻛم اﻷﺻﻠﻲ "وﻛذﻟك إذا ﺟﻧﻰ اﻟﻣﻛﺎﺗب وﻟم ﯾﻘض ﺑﮫ ﺣﺗﻰ ﻋﺟز" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ ﻣن زوال اﻟﻣﺎﻧﻊ "وإن ﻗﺿﻰ ﺑﮫ
ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺗﮫ ﺛم ﻋﺟز ﻓﮭو دﯾن ﯾﺑﺎع ﻓﯾﮫ" ﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣق ﻣن اﻟرﻗﺑﺔ إﻟﻰ ﻗﯾﻣﺗﮫ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء ،وھذا ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ
وﻣﺣﻣد ،وﻗد رﺟﻊ أﺑو ﯾوﺳف إﻟﯾﮫ ،وﻛﺎن ﯾﻘول أوﻻ ﯾﺑﺎع ﻓﯾﮫ وإن ﻋﺟز ﻗﺑل اﻟﻘﺿﺎء ،وھو ﻗول زﻓر ﻷن اﻟﻣﺎﻧﻊ
ﻣن اﻟدﻓﻊ وھو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻗﺎﺋم وﻗت اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ،ﻓﻛﻣﺎ وﻗﻌت اﻧﻌﻘدت ﻣوﺟﺑﺔ ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻧﺎﯾﺔ اﻟﻣدﺑر وأم اﻟوﻟد .وﻟﻧﺎ
أن اﻟﻣﺎﻧﻊ ﻗﺎﺑل ﻟﻠزوال ﻟﻠﺗردد وﻟم ﯾﺛﺑت اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﻓﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء أو اﻟرﺿﺎ وﺻﺎر ﻛﺎﻟﻌﺑد اﻟﻣﺑﯾﻊ
إذا أﺑق ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ﯾﺗوﻗف اﻟﻔﺳﺦ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺗردده واﺣﺗﻣﺎل ﻋوده ،ﻛذا ھذا ،ﺑﺧﻼف اﻟﺗدﺑﯾر واﻻﺳﺗﯾﻼد ﻷﻧﮭﻣﺎ
ﻻ ﯾﻘﺑﻼن اﻟزوال ﺑﺣﺎل.
ﻗﺎل" :وإذا ﻣﺎت اﻟﻣوﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎﺗب ﻟم ﺗﻧﻔﺳﺦ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ" ﻛﻲ ﻻ ﯾؤدي إﻟﻰ إﺑطﺎل ﺣق اﻟﻣﻛﺎﺗب ،إذ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺳﺑب
اﻟﺣرﯾﺔ وﺳﺑب ﺣق اﻟﻣرء ﺣﻘﮫ "وﻗﯾل ﻟﮫ أد اﻟﻣﺎل إﻟﻰ ورﺛﺔ اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﺟوﻣﮫ" ﻷﻧﮫ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺣرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ھذا
اﻟوﺟﮫ واﻟﺳﺑب اﻧﻌﻘد ﻛذﻟك ﻓﯾﺑﻘﻰ ﺑﮭذه اﻟﺻﻔﺔ وﻻ ﯾﺗﻐﯾر ،إﻻ أن اﻟورﺛﺔ ﯾﺧﻠﻔوﻧﮫ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء.
"ﻓﺈن أﻋﺗﻘﮫ أﺣد اﻟورﺛﺔ ﻟم ﯾﻧﻔذ ﻋﺗﻘﮫ" ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾﻣﻠﻛﮫ ،وھذا ﻷن اﻟﻣﻛﺎﺗب ﻻ ﯾﻣﻠك ﺑﺳﺎﺋر أﺳﺑﺎب اﻟﻣﻠك ﻓﻛذا ﺑﺳﺑب
اﻟوراﺛﺔ .وإن أﻋﺗﻘوه ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻋﺗق وﺳﻘط ﻋﻧﮫ ﺑدل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻷﻧﮫ ﯾﺻﯾر إﺑراء ﻋن ﺑدل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﺣﻘﮭم وﻗد ﺟرى
ﻓﯾﮫ اﻹرث ،وإذا ﺑرئ اﻟﻣﻛﺎﺗب ﻋن ﺑدل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﯾﻌﺗق ﻛﻣﺎ إذا أﺑرأه اﻟﻣوﻟﻰ ،إﻻ أﻧﮫ إذا أﻋﺗﻘﮫ أﺣد اﻟورﺛﺔ ﻻ ﯾﺻﯾر
إﺑراء ﻋن ﻧﺻﯾﺑﮫ ،ﻷﻧﺎ ﻧﺟﻌﻠﮫ إﺑراء اﻗﺗﺿﺎء ﺗﺻﺣﯾﺣﺎ ﻟﻌﺗﻘﮫ .واﻟﻌﺗق ﻻ ﯾﺛﺑت ﺑﺈﺑراء اﻟﺑﻌض أو أداﺋﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎﺗب
ﻻ ﻓﻲ ﺑﻌﺿﮫ وﻻ ﻓﻲ ﻛﻠﮫ ،وﻻ وﺟﮫ إﻟﻰ إﺑراء اﻟﻛل ﻟﺣق ﺑﻘﯾﺔ اﻟورﺛﺔ ،وﷲ أﻋﻠم.
ﻣﻘﺻودا إذ ھو ﺟزء ﻣﻧﮭﺎ ﯾﻘﺑل اﻹﻋﺗﺎق ﻣﻘﺻودا ﻓﻼ ﯾﻧﺗﻘل وﻻؤه ﻋﻧﮫ ﻋﻣﻼ ﺑﻣﺎ روﯾﻧﺎ ص -268-
"وﻛذﻟك إذا وﻟدت وﻟدا ﻷﻗل ﻣن ﺳﺗﺔ أﺷﮭر" ﻟﻠﺗﯾﻘن ﺑﻘﯾﺎم اﻟﺣﻣل وﻗت اﻹﻋﺗﺎق "أو وﻟدت وﻟدﯾن أﺣدھﻣﺎ ﻷﻗل
ﻣن ﺳﺗﺔ أﺷﮭر" ﻷﻧﮭﻣﺎ ﺗوأﻣﺎن ﯾﺗﻌﻠﻘﺎن ﻣﻌﺎ .وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا واﻟت رﺟﻼ وھﻲ ﺣﺑﻠﻰ واﻟزوج واﻟﻰ ﻏﯾره
ﺣﯾث ﯾﻛون وﻻء اﻟوﻟد ﻟﻣوﻟﻰ اﻷب ﻷن اﻟﺟﻧﯾن ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﮭذا اﻟوﻻء ﻣﻘﺻودا ،ﻷن ﺗﻣﺎﻣﮫ ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول وھو
ﻟﯾس ﺑﻣﺣل ﻟﮫ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن وﻟدت ﺑﻌد ﻋﺗﻘﮭﺎ ﻷﻛﺛر ﻣن ﺳﺗﺔ أﺷﮭر وﻟدا ﻓوﻻؤه ﻟﻣواﻟﻲ اﻷم" ﻷﻧﮫ ﻋﺗق ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻸم ﻻﺗﺻﺎﻟﮫ ﺑﮭﺎ ﺑﻌد
ﻋﺗﻘﮭﺎ ﻓﯾﺗﺑﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟوﻻء وﻟم ﯾﺗﯾﻘن ﺑﻘﯾﺎﻣﮫ وﻗت اﻹﻋﺗﺎق ﺣﺗﻰ ﯾﻌﺗق ﻣﻘﺻودا "ﻓﺈن أﻋﺗق اﻷب ﺟر وﻻء اﺑﻧﮫ
واﻧﺗﻘل ﻋن ﻣواﻟﻲ اﻷم إﻟﻰ ﻣواﻟﻲ اﻷب" ﻷن اﻟﻌﺗق ھﺎھﻧﺎ ﻓﻲ اﻟوﻟد ﯾﺛﺑت ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻸم ،ﺑﺧﻼف اﻷول ،وھذا ﻷن
اﻟوﻻء ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻧﺳب ﻗﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :اﻟوﻻء ﻟﺣﻣﺔ ﻛﻠﺣﻣﺔ اﻟﻧﺳب ﻻ ﯾﺑﺎع وﻻ ﯾوھب وﻻ ﯾورث" ﺛم
اﻟﻧﺳب إﻟﻰ اﻵﺑﺎء ﻓﻛذﻟك اﻟوﻻء واﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻣواﻟﻲ اﻷم ﻛﺎﻧت ﻟﻌدم أھﻠﯾﺔ اﻷب ﺿرورة ،ﻓﺈذا ﺻﺎر أھﻼ ﻋﺎد
اﻟوﻻء إﻟﯾﮫ؛ ﻛوﻟد اﻟﻣﻼﻋﻧﺔ ﯾﻧﺳب إﻟﻰ ﻗوم اﻷم ﺿرورة ،ﻓﺈذا أﻛذب اﻟﻣﻼﻋن ﻧﻔﺳﮫ ﯾﻧﺳب إﻟﯾﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا
أﻋﺗﻘت اﻟﻣﻌﺗدة ﻋن ﻣوت أو طﻼق ﻓﺟﺎءت ﺑوﻟد ﻷﻗل ﻣن ﺳﻧﺗﯾن ﻣن وﻗت اﻟﻣوت أو اﻟطﻼق ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟوﻟد
ﻣوﻟﻰ ﻟﻣواﻟﻲ اﻷم وإن أﻋﺗق اﻷب ﻟﺗﻌذر إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻌﻠوق إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻣوت واﻟطﻼق اﻟﺑﺎﺋن ﻟﺣرﻣﺔ اﻟوطء وﺑﻌد
اﻟطﻼق اﻟرﺟﻌﻲ ﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﺻﯾر ﻣراﺟﻌﺎ ﺑﺎﻟﺷك ﻓﺄﺳﻧد إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻛﺎح ﻓﻛﺎن اﻟوﻟد ﻣوﺟودا ﻋﻧد اﻹﻋﺗﺎق ﻓﻌﺗق
ﻣﻘﺻودا.
"وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر وإذا ﺗزوﺟت ﻣﻌﺗﻘﺔ ﺑﻌﺑد ﻓوﻟدت أوﻻدا ﻓﺟﻧﻰ اﻷوﻻد ﻓﻌﻘﻠﮭم ﻋﻠﻰ ﻣواﻟﻲ اﻷم" ﻷﻧﮭم
ﻋﺗﻘوا ﺗﺑﻌﺎ ﻷﻣﮭم وﻻ ﻋﺎﻗﻠﺔ ﻷﺑﯾﮭم وﻻ ﻣوﻟﻰ ،ﻓﺄﻟﺣﻘوا ﺑﻣواﻟﻲ اﻷم ﺿرورة ﻛﻣﺎ ﻓﻲ وﻟد اﻟﻣﻼﻋﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ
"ﻓﺈن أﻋﺗق اﻷب ﺟر وﻻء اﻷوﻻد إﻟﻰ ﻧﻔﺳﮫ" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ "وﻻ ﯾرﺟﻌون ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻗﻠﺔ اﻷب ﺑﻣﺎ ﻋﻘﻠوا" ﻷﻧﮭم ﺣﯾن
ﻋﻘﻠوه ﻛﺎن اﻟوﻻء ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻟﮭم ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﻟﻸب ﻣﻘﺻودا ﻷن ﺳﺑﺑﮫ ﻣﻘﺻود وھو اﻟﻌﺗق ،ﺑﺧﻼف وﻟد اﻟﻣﻼﻋﻧﺔ إذا
ﻋﻘل ﻋﻧﮫ ﻗوم اﻷم ﺛم أﻛذب اﻟﻣﻼﻋن ﻧﻔﺳﮫ ﺣﯾث ﯾرﺟﻌون ﻋﻠﯾﮫ ،ﻷن اﻟﻧﺳب ھﻧﺎﻟك ﯾﺛﺑت ﻣﺳﺗﻧدا إﻟﻰ وﻗت اﻟﻌﻠوق
وﻛﺎﻧوا ﻣﺟﺑورﯾن ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﯾرﺟﻌون.
ﻗﺎل" :وﻣن ﺗزوج ﻣن اﻟﻌﺟم ﺑﻣﻌﺗﻘﺔ ﻣن اﻟﻌرب ﻓوﻟدت ﻟﮫ أوﻻدا ﻓوﻻء أوﻻدھﺎ ﻟﻣواﻟﯾﮭﺎ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ
ﷲ وھو ﻗول ﻣﺣﻣد رﺣﻣﮫ ﷲ" .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﺣﻛﻣﮫ ﺣﻛم أﺑﯾﮫ ،ﻷن اﻟﻧﺳب إﻟﻰ اﻷب ﻛﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻷب
ﻋرﺑﯾﺎ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻷب ﻋﺑدا ﻷﻧﮫ ھﺎﻟك ﻣﻌﻧﻰ .وﻟﮭﻣﺎ أن وﻻء اﻟﻌﺗﺎﻗﺔ ﻗوي ﻣﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﺣق اﻷﺣﻛﺎم ﺣﺗﻰ
اﻋﺗﺑرت اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﯾﮫ ،واﻟﻧﺳب ﻓﻲ ﺣق اﻟﻌﺟم ﺿﻌﯾف ﻓﺈﻧﮭم ﺿﯾﻌوا أﻧﺳﺎﺑﮭم وﻟﮭذا ﻟم ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم
ﺑﺎﻟﻧﺳب ،واﻟﻘوي ﻻ ﯾﻌﺎرﺿﮫ اﻟﺿﻌﯾف ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻷب ﻋرﯾﺑﺎ ﻷن أﻧﺳﺎب ص -269-
اﻟﻌرب ﻗوﯾﺔ ﻣﻌﺗﺑرة ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻌﻘل ،ﻛﻣﺎ أن ﺗﻧﺎﺻرھم ﺑﮭﺎ ﻓﺄﻏﻧت ﻋن اﻟوﻻء .ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ:
اﻟﺧﻼف ﻓﻲ ﻣطﻠق اﻟﻣﻌﺗﻘﺔ واﻟوﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﻌﺗﻘﺔ اﻟﻌرب وﻗﻊ اﺗﻔﺎﻗﺎ.
"وﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر :ﻧﺑطﻲ ﻛﺎﻓر ﺗزوج ﺑﻣﻌﺗﻘﺔ ﻛﺎﻓرة ﺛم أﺳﻠم اﻟﻧﺑطﻲ وواﻟﻰ رﺟﻼ ﺛم وﻟدت أوﻻدا .ﻗﺎل أﺑو
ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد :ﻣواﻟﯾﮭم ﻣواﻟﻲ أﻣﮭم .وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف :ﻣواﻟﯾﮭم ﻣواﻟﻲ أﺑﯾﮭم" ﻷن اﻟوﻻء وإن ﻛﺎن أﺿﻌف ﻓﮭو
ﻣن ﺟﺎﻧب اﻷب ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﻣوﻟود ﺑﯾن واﺣد ﻣن اﻟﻣواﻟﻲ وﺑﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ .وﻟﮭﻣﺎ أن وﻻء اﻟﻣواﻻة أﺿﻌف ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺑل
اﻟﻔﺳﺦ ،ووﻻء اﻟﻌﺗﺎﻗﺔ ﻻ ﯾﻘﺑﻠﮫ ،واﻟﺿﻌﯾف ﻻ ﯾظﮭر ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻘوي ،وإن ﻛﺎن اﻷﺑوان ﻣﻌﺗﻘﯾن ﻓﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻗوم
اﻷب ﻷﻧﮭﻣﺎ اﺳﺗوﯾﺎ ،واﻟﺗرﺟﯾﺢ ﻟﺟﺎﻧﺑﮫ ﻟﺷﺑﮭﮫ ﺑﺎﻟﻧﺳب أو ﻷن اﻟﻧﺻرة ﺑﮫ أﻛﺛر.
ﻗﺎل" :ووﻻء اﻟﻌﺗﺎﻗﺔ ﺗﻌﺻﯾب وھو أﺣق ﺑﺎﻟﻣﯾراث ﻣن اﻟﻌﻣﺔ واﻟﺧﺎﻟﺔ" ﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻟﻠذي اﺷﺗرى
ﻋﺑدا ﻓﺄﻋﺗﻘﮫ" :ھو أﺧوك وﻣوﻻك ،إن ﺷﻛرك ﻓﮭو ﺧﯾر ﻟﮫ وﺷر ﻟك ،وإن ﻛﻔرك ﻓﮭو ﺧﯾر ﻟك وﺷر ﻟﮫ ،وﻟو ﻣﺎت
وﻟم ﯾﺗرك وارﺛﺎ ﻛﻧت أﻧت ﻋﺻﺑﺗﮫ" وورث اﺑﻧﺔ ﺣﻣزة رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻌﺻوﺑﺔ ﻣﻊ ﻗﯾﺎم وارث وإذ
ﻛﺎن ﻋﺻﺑﺔ ﺗﻘدم ﻋﻠﻰ ذوي اﻷرﺣﺎم وھو اﻟﻣروي ﻋن ﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ" :ﻓﺈن ﻛﺎن ﻟﻠﻣﻌﺗق ﻋﺻﺑﺔ ﻣن اﻟﻧﺳب
ﻓﮭو أوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﻌﺗق" ،ﻷن اﻟﻣﻌﺗق آﺧر اﻟﻌﺻﺑﺎت ،وھذا ﻷن ﻗوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :وﻟم ﯾﺗرك وارﺛﺎ"
ﻗﺎﻟوا :اﻟﻣراد ﻣﻧﮫ وارث ھو ﻋﺻﺑﺔ ﺑدﻟﯾل اﻟﺣدﯾث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺗﺄﺧر ﻋن اﻟﻌﺻﺑﺔ دون ذوي اﻷرﺣﺎم.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻛﺎن ﻟﻠﻣﻌﺗق ﻋﺻﺑﺔ ﻣن اﻟﻧﺳب ﻓﮭو أوﻟﻰ" ﻟﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ "وإن ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ ﻋﺻﺑﺔ ﻣن اﻟﻧﺳب ﻓﻣﯾراﺛﮫ
ﻟﻠﻣﻌﺗق".
ﺗﺄوﯾﻠﮫ إذا ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك ﺻﺎﺣب ﻓرض ذو ﺣﺎل ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻓﻠﮫ اﻟﺑﺎﻗﻲ ﺑﻌد ﻓرض ﻷﻧﮫ ﻋﺻﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ روﯾﻧﺎ،
وھذا ﻷن اﻟﻌﺻﺑﺔ ﻣن ﯾﻛون اﻟﺗﻧﺎﺻر ﺑﮫ ﻟﺑﯾت اﻟﻧﺳﺑﺔ وﺑﺎﻟﻣواﻟﻲ اﻻﻧﺗﺻﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣر واﻟﻌﺻﺑﺔ ﺗﺄﺧذ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ
"ﻓﺈن ﻣﺎت اﻟﻣوﻟﻰ ﺛم ﻣﺎت اﻟﻣﻌﺗق ﻓﻣﯾراﺛﮫ ﻟﺑﻧﻲ اﻟﻣوﻟﻰ دون ﺑﻧﺎﺗﮫ ،وﻟﯾس ﻟﻠﻧﺳﺎء ﻣن اﻟوﻻء إﻻ ﻣﺎ أﻋﺗﻘن أو
أﻋﺗق ﻣن أﻋﺗﻘن أو ﻛﺎﺗﺑن" أو ﻛﺎﺗب ﻣن ﻛﺎﺗﺑن ﺑﮭذا اﻟﻠﻔظ ورد اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﻓﻲ
آﺧره "أو ﺟر وﻻء ﻣﻌﺗﻘﮭن" وﺻورة اﻟﺟر ﻗدﻣﻧﺎھﺎ ،وﻷن ﺛﺑوت اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﻘوة ﻓﻲ اﻟﻌﺗق ﻣن ﺟﮭﺗﮭﺎ ﻓﯾﻧﺳب
ﺑﺎﻟوﻻء إﻟﯾﮭﺎ وﯾﻧﺳب إﻟﯾﮭﺎ ﻣن ﯾﻧﺳب إﻟﻰ ﻣوﻻھﺎ ،ﺑﺧﻼف اﻟﻧﺳب ﻷن ﺳﺑب اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻓﯾﮫ اﻟﻔراش ،وﺻﺎﺣب اﻟﻔراش
إﻧﻣﺎ ھو اﻟزوج ،واﻟﻣرأة ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻻ ﻣﺎﻟﻛﺔ ،وﻟﯾس ﺣﻛم ﻣﯾراث اﻟﻣﻌﺗق ﻣﻘﺻورا ﻋﻠﻰ ﺑﻧﻲ اﻟﻣوﻟﻰ ﺑل
ھو ﻟﻌﺻﺑﺗﮫ اﻷﻗرب ﻓﺎﻷﻗرب ،ﻷن اﻟوﻻء ﻻ ﯾورث وﯾﺧﻠﻔﮫ ﻓﯾﮫ ﻣن ﺗﻛون اﻟﻧﺻرة ﺑﮫ، ص -270-
ﺣﺗﻰ ﻟو ﺗرك اﻟﻣوﻟﻰ أﺑﺎ واﺑﻧﺎ ﻓﺎﻟوﻻء ﻟﻼﺑن ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد ﻷﻧﮫ أﻗرﺑﮭﻣﺎ ﻋﺻوﺑﺔ ،وﻛذﻟك اﻟوﻻء ﻟﻠﺟد
دون اﻷخ ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻷﻧﮫ أﻗرب ﻓﻲ اﻟﻌﺻوﺑﺔ ﻋﻧده .وﻛذا اﻟوﻻء ﻻﺑن اﻟﻣﻌﺗﻘﺔ ﺣﺗﻰ ﯾرﺛﮫ دون أﺧﯾﮭﺎ ﻟﻣﺎ
ذﻛرﻧﺎ ،إﻻ أن ﻋﻘل ﺟﻧﺎﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗق ﻋﻠﻰ أﺧﯾﮭﺎ ﻷﻧﮫ ﻣن ﻗوم أﺑﯾﮭﺎ وﺟﻧﺎﯾﺗﮫ ﻛﺟﻧﺎﯾﺗﮭﺎ "وﻟو ﺗرك اﻟﻣوﻟﻰ اﺑﻧﺎ وأوﻻد
اﺑن آﺧر" ﻣﻌﻧﺎه ﺑﻧﻲ اﺑن آﺧر "ﻓﻣﯾراث اﻟﻣﻌﺗق ﻟﻼﺑن دون ﺑﻧﻲ اﻻﺑن ﻷن اﻟوﻻء ﻟﻠﻛﺑر" ھو اﻟﻣروي ﻋن ﻋدة
ﻣن اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم ﻣﻧﮭم ﻋﻣر وﻋﻠﻲ واﺑن ﻣﺳﻌود وﻏﯾرھم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم أﺟﻣﻌﯾن ،وﻣﻌﻧﺎه اﻟﻘرب
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟوا ،واﻟﺻﻠﺑﻲ أﻗرب.
ﻗﺎل" :وإذا ﻋﻘل ﻋﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ أن ﯾﺗﺣول ﺑوﻻﺋﮫ إﻟﻰ ﻏﯾره" ﻷﻧﮫ ﺗﻌﻠق ﺑﮫ ﺣق اﻟﻐﯾر، ص -271-
وﻷﻧﮫ ﻗﺿﻰ ﺑﮫ اﻟﻘﺎﺿﻲ ،وﻷﻧﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ ﻋوض ﻧﺎﻟﮫ ﻛﺎﻟﻌوض ﻓﻲ اﻟﮭﺑﺔ ،وﻛذا ﻻ ﯾﺗﺣول وﻟده ،وﻛذا إذا ﻋﻘل ﻋن
وﻟده ﻟم ﯾﻛن ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ أن ﯾﺗﺣول ﻷﻧﮭم ﻓﻲ ﺣق اﻟوﻻء ﻛﺷﺧص واﺣد.
ﻗﺎل" :وﻟﯾس ﻟﻣوﻟﻰ اﻟﻌﺗﺎﻗﺔ أن ﯾواﻟﻲ أﺣدا" ﻷﻧﮫ ﻻزم ،وﻣﻊ ﺑﻘﺎﺋﮫ ﻻ ﯾظﮭر اﻷدﻧﻰ.
اﻟﻌﺑد وﺣﻘﮫ ﻣﻘدم ﻟﺣﺎﺟﺗﮫ ،أﻣﺎ ھﺎھﻧﺎ اﻟرد ﻟﺣق اﻟﻌﺑد وھﻣﺎ ﺳواء ﻓﻼ ﯾﺑطل ﺣق اﻷول ص -273-
ﻟﺣق اﻟﺛﺎﻧﻲ.
ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻧﮫ :وﻣن ﺟﻌل اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺟﺎﺋز اﻟﻣﻌﺗﺎد ﺑﯾﻌﺎ ﻓﺎﺳدا ﯾﺟﻌﻠﮫ ﻛﺑﯾﻊ اﻟﻣﻛره ﺣﺗﻰ ﯾﻧﻘض ﺑﯾﻊ
اﻟﻣﺷﺗري ﻣن ﻏﯾره ،ﻷن اﻟﻔﺳﺎد ﻟﻔوات اﻟرﺿﺎ ،وﻣﻧﮭم ﻣن ﺟﻌﻠﮫ رھﻧﺎ ﻟﻘﺻد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،وﻣﻧﮭم ﻣن ﺟﻌﻠﮫ ﺑﺎطﻼ
اﻋﺗﺑﺎرا ﺑﺎﻟﮭﺎزل وﻣﺷﺎﯾﺦ ﺳﻣرﻗﻧد رﺣﻣﮭم ﷲ ﺟﻌﻠوه ﺑﯾﻌﺎ ﺟﺎﺋزا ﻣﻔﯾدا ﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھو اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ
إﻟﯾﮫ
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻛﺎن ﻗﺑض اﻟﺛﻣن طوﻋﺎ ﻓﻘد أﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ" ﻷﻧﮫ دﻟﯾل اﻹﺟﺎزة ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻣوﻗوف وﻛذا إذا ﺳﻠم
طﺎﺋﻌﺎ ،ﺑﺄن ﻛﺎن اﻹﻛراه ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻊ ﻷﻧﮫ دﻟﯾل اﻹﺟﺎزة ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا أﻛرھﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺑﺔ وﻟم ﯾذﻛر
اﻟدﻓﻊ ﻓوھب ودﻓﻊ ﺣﯾث ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ ،ﻷن ﻣﻘﺻود اﻟﻣﻛره اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻻ ﻣﺟرد اﻟﻠﻔظ ،وذﻟك ﻓﻲ اﻟﮭﺑﺔ ﺑﺎﻟدﻓﻊ وﻓﻲ
اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھو اﻷﺻل ،ﻓدﺧل اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ اﻹﻛراه ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺑﺔ دون اﻟﺑﯾﻊ.
ﻗﺎل" :وإن ﻗﺑﺿﮫ ﻣﻛرھﺎ ﻓﻠﯾس ذﻟك ﺑﺈﺟﺎزة وﻋﻠﯾﮫ رده إن ﻛﺎن ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﯾده" ﻟﻔﺳﺎد اﻟﻌﻘد.
ﻗﺎل" :وإن ھﻠك اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﺷﺗري وھو ﻏﯾر ﻣﻛره ﺿﻣن ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ" ﻣﻌﻧﺎه واﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻛره ﻷﻧﮫ ﻣﺿﻣون
ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺣﻛم ﻋﻘد ﻓﺎﺳد "وﻟﻠﻣﻛره أن ﯾﺿﻣن اﻟﻣﻛره إن ﺷﺎء" ﻷﻧﮫ آﻟﺔ ﻟﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻹﺗﻼف ،ﻓﻛﺄﻧﮫ دﻓﻊ ﻣﺎل
اﻟﺑﺎﺋﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻓﯾﺿﻣن أﯾﮭﻣﺎ ﺷﺎء ﻛﺎﻟﻐﺎﺻب وﻏﺎﺻب اﻟﻐﺎﺻب ،ﻓﻠو ﺿﻣن اﻟﻣﻛره رﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري
ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ ﻟﻘﯾﺎﻣﮫ ﻣﻘﺎم اﻟﺑﺎﺋﻊ ،وإن ﺿﻣن اﻟﻣﺷﺗري ﻧﻔذ ﻛل ﺷراء ﻛﺎن ﺑﻌد ﺷراﺋﮫ ﻟو ﺗﻧﺎﺳﺧﺗﮫ اﻟﻌﻘود ﻷﻧﮫ ﻣﻠﻛﮫ
ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن ﻓظﮭر أﻧﮫ ﺑﺎع ﻣﻠﻛﮫ ،وﻻ ﯾﻧﻔذ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﮫ ﻗﺑﻠﮫ ﻷن اﻻﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ وﻗت ﻗﺑﺿﮫ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا أﺟﺎز اﻟﻣﺎﻟك
اﻟﻣﻛره ﻋﻘدا ﻣﻧﮭﺎ ﺣﯾث ﯾﺟوز ﻣﺎ ﻗﺑﻠﮫ وﻣﺎ ﺑﻌده ﻷﻧﮫ أﺳﻘط ﺣﻘﮫ وھو اﻟﻣﺎﻧﻊ ﻓﻌﺎد اﻟﻛل إﻟﻰ اﻟﺟواز ،وﷲ أﻋﻠم.
ﻓﺻل" :وإن أﻛره ﻋﻠﻰ أن ﯾﺄﻛل اﻟﻣﯾﺗﺔ أو ﯾﺷرب اﻟﺧﻣر ،إن أﻛره ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﺣﺑس أو
ﺿرب أو ﻗﯾد ﻟم ﯾﺣل ﻟﮫ إﻻ أن ﯾﻛره ﺑﻣﺎ ﯾﺧﺎف ﻣﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ أو ﻋﻠﻰ ﻋﺿو ﻣن
أﻋﺿﺎﺋﮫ ،ﻓﺈذا ﺧﺎف ﻋﻠﻰ ذﻟك وﺳﻌﮫ أن ﯾﻘدم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻛره ﻋﻠﯾﮫ"
وﻛذا ﻋﻠﻰ ھذا اﻟدم وﻟﺣم اﻟﺧﻧزﯾر ،ﻷن ﺗﻧﺎول ھذه اﻟﻣﺣرﻣﺎت إﻧﻣﺎ ﯾﺑﺎح ﻋﻧد اﻟﺿرورة ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﻣﺻﺔ ﻟﻘﯾﺎم
اﻟﻣﺣرم ﻓﯾﻣﺎ وراءھﺎ ،وﻻ ﺿرورة إﻻ إذا ﺧﺎف ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس أو ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺿو ،ﺣﺗﻰ ﻟو ﺧﯾف ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﺎﻟﺿرب
اﻟﺷدﯾد ،وﻏﻠب ﻋﻠﻰ ظﻧﮫ ﯾﺑﺎح ﻟﮫ ذﻟك "وﻻ ﯾﺳﻌﮫ أن ﯾﺻﺑر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗوﻋد ﺑﮫ ،ﻓﺈن ص -274-
ﺻﺑر ﺣﺗﻰ أوﻗﻌوا ﺑﮫ وﻟم ﯾﺄﻛل ﻓﮭو آﺛم" ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ أﺑﯾﺢ ﻛﺎن ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋﻧﮫ ﻣﻌﺎوﻧﺎ ﻟﻐﯾره ﻋﻠﻰ ھﻼك ﻧﻔﺳﮫ ﻓﯾﺄﺛم
ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺧﻣﺻﺔ .وﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف أﻧﮫ ﻻ ﯾﺄﺛم ﻷﻧﮫ رﺧﺻﺔ إذ اﻟﺣرﻣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻛﺎن آﺧذا ﺑﺎﻟﻌزﯾﻣﺔ.
ﻗﻠﻧﺎ :ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺿطرار ﻣﺳﺗﺛﻧﺎة ﺑﺎﻟﻧص وھو ﺗﻛﻠم ﺑﺎﻟﺣﺎﺻل ﺑﻌد اﻟﺛﻧﯾﺎ ﻓﻼ ﻣﺣرم ﻓﻛﺎن إﺑﺎﺣﺔ ﻻ رﺧﺻﺔ إﻻ أﻧﮫ إﻧﻣﺎ
ﯾﺄﺛم إذا ﻋﻠم ﺑﺎﻹﺑﺎﺣﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﻷن ﻓﻲ اﻧﻛﺷﺎف اﻟﺣرﻣﺔ ﺧﻔﺎء ﻓﯾﻌذر ﺑﺎﻟﺟﮭل ﻓﯾﮫ ﻛﺎﻟﺟﮭل ﺑﺎﻟﺧطﺎب ﻓﻲ أول
اﻹﺳﻼم أو ﻓﻲ دار اﻟﺣرب.
ﻗﺎل " :وإن أﻛره ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔر ﺑﺎ ﺗﻌﺎﻟﻰ واﻟﻌﯾﺎذ ﺑﺎ أو ﺳب رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺑﻘﯾد أو ﺣﺑس أو
ﺿرب ﻟم ﯾﻛن ذﻟك إﻛراھﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻛره ﺑﺄﻣر ﯾﺧﺎف ﻣﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ أو ﻋﻠﻰ ﻋﺿو ﻣن أﻋﺿﺎﺋﮫ" ﻷن اﻹﻛراه ﺑﮭذه
اﻷﺷﯾﺎء ﻟﯾس ﺑﺈﻛراه ﻓﻲ ﺷرب اﻟﺧﻣر ﻟﻣﺎ ﻣر ،ﻓﻔﻲ اﻟﻛﻔر وﺣرﻣﺗﮫ أﺷد أوﻟﻰ وأﺣرى.
ﻗﺎل" :وإذا ﺧﺎف ﻋﻠﻰ ذﻟك وﺳﻌﮫ أن ﯾظﮭر ﻣﺎ أﻣروه ﺑﮫ وﯾوري ،ﻓﺈن أظﮭر ذﻟك وﻗﻠﺑﮫ ﻣطﻣﺋن ﺑﺎﻹﯾﻣﺎن ﻓﻼ إﺛم
ﻋﻠﯾﮫ" ﻟﺣدﯾث ﻋﻣﺎر ﺑن ﯾﺎﺳر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﺣﯾث اﺑﺗﻠﻲ ﺑﮫ ،وﻗد ﻗﺎل ﻟﮫ اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻛﯾف
وﺟدت ﻗﻠﺑك؟" ﻗﺎل :ﻣطﻣﺋﻧﺎ ﺑﺎﻹﯾﻣﺎن ،ﻓﻘﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻓﺈن ﻋﺎدوا ﻓﻌد" ،وﻓﯾﮫ ﻧزل ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ:إ }ِﻻ ﱠ
ن ْ أ ُﻛ ْ ر ِ ه َ و َ ﻗ َ ﻠ ْ ﺑ ُ ﮫ ُ ﻣ ُط ْ ﻣ َ ﺋِن ﱞ ﺑ ِﺎﻷ ْ ِﯾﻣ َﺎن ِ { ]اﻟﻧﺣل .[106:وﻷن ﺑﮭذا اﻹظﮭﺎر ﻻ ﯾﻔوت اﻹﯾﻣﺎن ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺗﺻدﯾق ،وﻓﻲ
اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻓوت اﻟﻧﻔس ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﯾﺳﻌﮫ اﻟﻣﯾل إﻟﯾﮫ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﺻﺑر ﺣﺗﻰ ﻗﺗل وﻟم ﯾظﮭر اﻟﻛﻔر ﻛﺎن ﻣﺄﺟورا " ﻷن ﺧﺑﯾﺑﺎ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﺻﺑر ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺣﺗﻰ ﺻﻠب
وﺳﻣﺎه رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺳﯾد اﻟﺷﮭداء ،وﻗﺎل ﻓﻲ ﻣﺛﻠﮫ "ھو رﻓﯾﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺔ" وﻷن اﻟﺣرﻣﺔ ﺑﺎﻗﯾﺔ،
واﻻﻣﺗﻧﺎع ﻹﻋزاز اﻟدﯾن ﻋزﯾﻣﺔ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻟﻼﺳﺗﺛﻧﺎء.
ﻗﺎل" :وإن أﻛره ﻋﻠﻰ إﺗﻼف ﻣﺎل ﻣﺳﻠم ﺑﺄﻣر ﯾﺧﺎف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ أو ﻋﻠﻰ ﻋﺿو ﻣن أﻋﺿﺎﺋﮫ وﺳﻌﮫ أن ﯾﻔﻌل ذﻟك"
ﻷن ﻣﺎل اﻟﻐﯾر ﯾﺳﺗﺑﺎح ﻟﻠﺿرورة ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺧﻣﺻﺔ وﻗد ﺗﺣﻘﻘت "وﻟﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل أن ﯾﺿﻣن اﻟﻣﻛره" ﻷن
اﻟﻣﻛره آﻟﺔ ﻟﻠﻣﻛره ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ آﻟﺔ ﻟﮫ واﻹﺗﻼف ﻣن ھذا اﻟﻘﺑﯾل "وإن أﻛرھﮫ ﺑﻘﺗﻠﮫ ﻋﻠﻰ ﻗﺗل ﻏﯾره ﻟم ﯾﺳﻌﮫ أن ﯾﻘدم
ﻋﻠﯾﮫ وﯾﺻﺑر ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺗل ،ﻓﺈن ﻗﺗﻠﮫ ﻛﺎن آﺛﻣﺎ" ﻷن ﻗﺗل اﻟﻣﺳﻠم ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗﺑﺎح ﻟﺿرورة ﻣﺎ ﻓﻛذا ﺑﮭذه اﻟﺿرورة.
ﻗﺎل" :واﻟﻘﺻﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛره إن ﻛﺎن اﻟﻘﺗل ﻋﻣدا" ﻗﺎل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :وھذا ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻣﺣﻣد ،وﻗﺎل
زﻓر :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛره .وﻗﺎل
أﺑو ﯾوﺳف :ﻻ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ .وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ .ﻟزﻓر أن اﻟﻔﻌل ﻣن اﻟﻣﻛره ص -275-
ﺣﻘﯾﻘﺔ وﺣﺳﺎ ،وﻗرر اﻟﺷرع ﺣﻛﻣﮫ ﻋﻠﯾﮫ وھو اﻹﺛم ،ﺑﺧﻼف اﻹﻛراه ﻋﻠﻰ إﺗﻼف ﻣﺎل اﻟﻐﯾر ﻷﻧﮫ ﺳﻘط ﺣﻛﻣﮫ وھو
اﻹﺛم ﻓﺄﺿﯾف إﻟﻰ ﻏﯾره ،وﺑﮭذا ﯾﺗﻣﺳك اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻛره ،وﯾوﺟﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛره أﯾﺿﺎ ﻟوﺟود اﻟﺗﺳﺑﯾب إﻟﻰ
اﻟﻘﺗل ﻣﻧﮫ ،وﻟﻠﺗﺳﺑﯾب ﻓﻲ ھذا ﺣﻛم اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻧده ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﮭود اﻟﻘﺻﺎص ،وﻷﺑﻲ ﯾوﺳف أن اﻟﻘﺗل ﺑﻘﻲ ﻣﻘﺻورا
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛره ﻣن وﺟﮫ ﻧظرا إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾم ،وأﺿﯾف إﻟﻰ اﻟﻣﻛره ﻣن وﺟﮫ ﻧظرا إﻟﻰ اﻟﺣﻣل ﻓدﺧﻠت اﻟﺷﺑﮭﺔ ﻓﻲ ﻛل
ﺟﺎﻧب .وﻟﮭﻣﺎ أﻧﮫ ﻣﺣﻣول ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺗل ﺑطﺑﻌﮫ إﯾﺛﺎرا ﻟﺣﯾﺎﺗﮫ ﻓﯾﺻﯾر آﻟﺔ ﻟﻠﻣﻛره ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ آﻟﺔ ﻟﮫ وھو اﻟﻘﺗل ﺑﺄن ﯾﻠﻘﯾﮫ
ﻋﻠﯾﮫ وﻻ ﯾﺻﻠﺢ آﻟﺔ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ دﯾﻧﮫ ﻓﯾﺑﻘﻰ اﻟﻔﻌل ﻣﻘﺻورا ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﺣق اﻹﺛم ﻛﻣﺎ ﻧﻘول ﻓﻲ اﻹﻛراه ﻋﻠﻰ
اﻹﻋﺗﺎق ،وﻓﻲ إﻛراه اﻟﻣﺟوﺳﻲ ﻋﻠﻰ ذﺑﺢ ﺷﺎة اﻟﻐﯾر ﯾﻧﺗﻘل اﻟﻔﻌل إﻟﻰ اﻟﻣﻛره ﻓﻲ اﻹﺗﻼف دون اﻟذﻛﺎة ﺣﺗﻰ ﯾﺣرم
ﻛذا ھذا.
ﻗﺎل" :وإن أﻛرھﮫ ﻋﻠﻰ طﻼق اﻣرأﺗﮫ أو ﻋﺗق ﻋﺑده ﻓﻔﻌل وﻗﻊ ﻣﺎ أﻛره ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻧدﻧﺎ" ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺷﺎﻓﻌﻲ وﻗد ﻣر ﻓﻲ
اﻟطﻼق.
ﻗﺎل" :وﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟذي أﻛرھﮫ ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻟﻌﺑد" ﻷﻧﮫ ﺻﻠﺢ آﻟﺔ ﻟﮫ ﻓﯾﮫ ﻣن ﺣﯾث اﻹﺗﻼف ﻓﯾﺿﺎف إﻟﯾﮫ ،ﻓﻠﮫ أن
ﯾﺿﻣﻧﮫ ﻣوﺳرا ﻛﺎن أو ﻣﻌﺳرا ،وﻻ ﺳﻌﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑد ﻷن اﻟﺳﻌﺎﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﺗﺟب ﻟﻠﺗﺧرﯾﺞ إﻟﻰ اﻟﺣرﯾﺔ أو ﻟﺗﻌﻠق ﺣق
اﻟﻐﯾر وﻟم ﯾوﺟد واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ،وﻻ ﯾرﺟﻊ اﻟﻣﻛره ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑد ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن ﻷﻧﮫ ﻣؤاﺧذ ﺑﺈﺗﻼﻓﮫ.
ﻗﺎل" :وﯾرﺟﻊ ﺑﻧﺻف ﻣﮭر اﻟﻣرأة إن ﻛﺎن ﻗﺑل اﻟدﺧول ،وإن ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻣﺳﻣﻰ ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛره ﺑﻣﺎ
ﻟزﻣﮫ ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺔ" ﻷن ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺷرف اﻟﺳﻘوط ﺑﺄن ﺟﺎءت اﻟﻔرﻗﺔ ﻣن ﻗﺑﻠﮭﺎ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺗﺄﻛد ﺑﺎﻟطﻼق ﻓﻛﺎن
إﺗﻼﻓﺎ ﻟﻠﻣﺎل ﻣن ھذا اﻟوﺟﮫ ﻓﯾﺿﺎف إﻟﻰ اﻟﻣﻛره ﻣن ﺣﯾث إﻧﮫ إﺗﻼف .ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا دﺧل ﺑﮭﺎ ﻷن اﻟﻣﮭر ﻗد ﺗﻘرر
ﺑﺎﻟدﺧول ﻻ ﺑﺎﻟطﻼق" .وﻟو أﻛره ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻛﯾل ﺑﺎﻟطﻼق واﻟﻌﺗﺎق ﻓﻔﻌل اﻟوﻛﯾل ﺟﺎز اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ" ﻷن اﻹﻛراه ﻣؤﺛر
ﻓﻲ ﻓﺳﺎد اﻟﻌﻘد ،واﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺑطل ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﻔﺎﺳدة ،وﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛره اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ﻷن ﻣﻘﺻود اﻟﻣﻛره زوال
ﻣﻠﻛﮫ إذا ﺑﺎﺷر اﻟوﻛﯾل ،واﻟﻧذر ﻻ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﮫ اﻹﻛراه ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﻔﺳﺦ ،وﻻ رﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛره ﺑﻣﺎ ﻟزﻣﮫ ﻷﻧﮫ
ﻻ ﻣطﺎﻟب ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ ﻓﻼ ﯾطﺎﻟب ﺑﮫ ﻓﯾﮭﺎ ،وﻛذا اﻟﯾﻣﯾن ،واﻟظﮭﺎر ﻻ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﮭﻣﺎ اﻹﻛراه ﻟﻌدم اﺣﺗﻣﺎﻟﮭﻣﺎ اﻟﻔﺳﺦ،
وﻛذا اﻟرﺟﻌﺔ واﻹﯾﻼء واﻟﻔﻲء ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻟﻠﺳﺎن ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺻﺢ ﻣﻊ اﻟﮭزل ،واﻟﺧﻠﻊ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﮫ طﻼق أو ﯾﻣﯾن ﻻ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﮫ
اﻹﻛراه ،ﻓﻠو ﻛﺎن ھو ﻣﻛرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻠﻊ دوﻧﮭﺎ ﻟزﻣﮭﺎ اﻟﺑدل ﻟرﺿﺎھﺎ ﺑﺎﻻﻟﺗزام.
ﻗﺎل" :وإن أﻛرھﮫ ﻋﻠﻰ اﻟزﻧﺎ وﺟب ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺣد ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ،إﻻ أن ﯾﻛرھﮫ ص -276-
اﻟﺳﻠطﺎن ،وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد ﻻ ﯾﻠزﻣﮫ اﻟﺣد" وﻗد ذﻛرﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﺣدود.
ﻗﺎل" :وإذا أﻛرھﮫ ﻋﻠﻰ اﻟردة ﻟم ﺗﺑن اﻣرأﺗﮫ ﻣﻧﮫ" ﻷن اﻟردة ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻋﺗﻘﺎد ،أﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﻟو ﻛﺎن ﻗﻠﺑﮫ ﻣطﻣﺋﻧﺎ
ﺑﺎﻹﯾﻣﺎن ﻻ ﯾﻛﻔر وﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎده اﻟﻛﻔر ﺷك ﻓﻼ ﺗﺛﺑت اﻟﺑﯾﻧوﻧﺔ ﺑﺎﻟﺷك ،ﻓﺈن ﻗﺎﻟت اﻟﻣرأة ﻗد ﺑﻧت ﻣﻧك وﻗﺎل ھو ﻗد
أظﮭرت ذﻟك وﻗﻠﺑﻲ ﻣطﻣﺋن ﺑﺎﻹﯾﻣﺎن ﻓﺎﻟﻘول ﻗوﻟﮫ اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ،ﻷن اﻟﻠﻔظ ﻏﯾر ﻣوﺿوع ﻟﻠﻔرﻗﺔ وھﻲ ﺑﺗﺑدل اﻻﻋﺗﻘﺎد
وﻣﻊ اﻹﻛراه ﻻ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑدل ﻓﻛﺎن اﻟﻘول ﻗوﻟﮫ ،ﺑﺧﻼف اﻹﻛراه ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم ﺣﯾث ﯾﺻﯾر ﺑﮫ ﻣﺳﻠﻣﺎ ،ﻷﻧﮫ ﻟﻣﺎ
اﺣﺗﻣل واﺣﺗﻣل رﺟﺣﻧﺎ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﯾن ﻷﻧﮫ ﯾﻌﻠو وﻻ ﯾﻌﻠﻰ ،وھذا ﺑﯾﺎن اﻟﺣﻛم ،أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ إذا
ﻟم ﯾﻌﺗﻘده ﻓﻠﯾس ﺑﻣﺳﻠم ،وﻟو أﻛره ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم ﺣﺗﻰ ﺣﻛم ﺑﺈﺳﻼﻣﮫ ﺛم رﺟﻊ ﻟم ﯾﻘﺗل ﻟﺗﻣﻛن اﻟﺷﺑﮭﺔ وھﻲ دارﺋﺔ
ﻟﻠﻘﺗل .وﻟو ﻗﺎل اﻟذي أﻛره ﻋﻠﻰ إﺟراء ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻛﻔر أﺧﺑرت ﻋن أﻣر ﻣﺎض وﻟم أﻛن ﻓﻌﻠت ﺑﺎﻧت ﻣﻧﮫ ﺣﻛﻣﺎ ﻻ دﯾﺎﻧﺔ.
ﻷﻧﮫ أﻗر أﻧﮫ طﺎﺋﻊ ﺑﺈﺗﯾﺎن ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛره ﻋﻠﯾﮫ ،وﺣﻛم ھذا اﻟطﺎﺋﻊ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه .وﻟو ﻗﺎل أردت ﻣﺎ طﻠب ﻣﻧﻲ وﻗد ﺧطر
ﺑﺑﺎﻟﻲ اﻟﺧﺑر ﻋﻣﺎ ﻣﺿﻰ ﺑﺎﻧت دﯾﺎﻧﺔ وﻗﺿﺎء ،ﻷﻧﮫ أﻗر أﻧﮫ ﻣﺑﺗدئ ﺑﺎﻟﻛﻔر ھﺎزل ﺑﮫ ﺣﯾث ﻋﻠم ﻟﻧﻔﺳﮫ ﻣﺧﻠﺻﺎ ﻏﯾره.
وﻋﻠﻰ ھذا إذا أﻛره ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻼة ﻟﻠﺻﻠﯾب وﺳب ﻣﺣﻣد اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻓﻔﻌل وﻗﺎل ﻧوﯾت ﺑﮫ اﻟﺻﻼة
ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻣﺣﻣدا آﺧر ﻏﯾر اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﺑﺎﻧت ﻣﻧﮫ ﻗﺿﺎء ﻻ دﯾﺎﻧﺔ ،وﻟو ﺻﻠﻰ ﻟﻠﺻﻠﯾب وﺳب ﻣﺣﻣدا
ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺳب ﻏﯾر اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﺑﺎﻧت ﻣﻧﮫ اﻟﻧﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم وﻗد ﺧطر ﺑﺑﺎﻟﮫ اﻟﺻﻼة
دﯾﺎﻧﺔ وﻗﺿﺎء ﻟﻣﺎ ﻣر ،وﻗد ﻗررﻧﺎه زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ھذا ﻓﻲ ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﮭﻰ ،وﷲ أﻋﻠم.
ﻣوﺟﺑﺎ ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺻد ﻛﺎﻟذي ﯾﺗﻠف ﺑﺎﻧﻘﻼب اﻟﻧﺎﺋم ﻋﻠﯾﮫ واﻟﺣﺎﺋط اﻟﻣﺎﺋل ﺑﻌد ص -278-
اﻹﺷﮭﺎد ،ﺑﺧﻼف اﻟﻘول ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎه.
ﻗﺎل" :ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻌﺑد ﻓﺈﻗراره ﻧﺎﻓذ ﻓﻲ ﺣق ﻧﻔﺳﮫ" ﻟﻘﯾﺎم أھﻠﯾﺗﮫ "ﻏﯾر ﻧﺎﻓذ ﻓﻲ ﺣق ﻣوﻻه" رﻋﺎﯾﺔ ﻟﺟﺎﻧﺑﮫ ،ﻷن ﻧﻔﺎذه ﻻ
ﯾﻌرى ﻋن ﺗﻌﻠق اﻟدﯾن ﺑرﻗﺑﺗﮫ أو ﻛﺳﺑﮫ ،وﻛل ذﻟك إﺗﻼف ﻣﺎﻟﮫ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن أﻗر ﺑﻣﺎل ﻟزﻣﮫ ﺑﻌد اﻟﺣرﯾﺔ" ﻟوﺟود اﻷھﻠﯾﺔ وزوال اﻟﻣﺎﻧﻊ وﻟم ﯾﻠزﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺎﻧﻊ "وإن أﻗر
ﺑﺣد أو ﻗﺻﺎص ﻟزﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل" ﻷﻧﮫ ﻣﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ أﺻل اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣق اﻟدم ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺻﺢ إﻗرار اﻟﻣوﻟﻰ ﻋﻠﯾﮫ
ﺑذﻟك "وﯾﻧﻔذ طﻼﻗﮫ" ﻟﻣﺎ روﯾﻧﺎ ،وﻟﻘوﻟﮫ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم" :ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻌﺑد واﻟﻣﻛﺎﺗب ﺷﯾﺋﺎ إﻻ اﻟطﻼق" وﻷﻧﮫ
ﻋﺎرف ﺑوﺟﮫ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﯾﮫ ﻓﻛﺎن أھﻼ ،وﻟﯾس ﻓﯾﮫ إﺑطﺎل ﻣﻠك اﻟﻣوﻟﻰ وﻻ ﺗﻔوﯾت ﻣﻧﺎﻓﻌﮫ ﻓﯾﻧﻔذ ،وﷲ أﻋﻠم
ﺑﺎﻟﺻواب.
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺣﺎﺟر أو إﻟﻰ ﻏﯾره ﻓﻘﺿﻰ ﺑﺑطﻼن ﺗﺻرﻓﮫ ﺛم رﻓﻊ إﻟﻰ ﻗﺎض آﺧر ﻧﻔذ إﺑطﺎﻟﮫ ص -279-
ﻻﺗﺻﺎل اﻹﻣﺿﺎء ﺑﮫ ﻓﻼ ﯾﻘﺑل اﻟﻧﻘض ﺑﻌد ذﻟك "ﺛم ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ إذا ﺑﻠﻎ اﻟﻐﻼم ﻏﯾر رﺷﯾد ﻟم ﯾﺳﻠم إﻟﯾﮫ ﻣﺎﻟﮫ
ﺣﺗﻰ ﯾﺑﻠﻎ ﺧﻣﺳﺎ وﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ،ﻓﺈن ﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﻗﺑل ذﻟك ﻧﻔذ ﺗﺻرﻓﮫ ،ﻓﺈذا ﺑﻠﻎ ﺧﻣﺳﺎ وﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ﯾﺳﻠم إﻟﯾﮫ
ﻣﺎﻟﮫ وإن ﻟم ﯾؤﻧس ﻣﻧﮫ اﻟرﺷد .وﻗﺎﻻ :ﻻ ﯾدﻓﻊ إﻟﯾﮫ ﻣﺎﻟﮫ أﺑدا ﺣﺗﻰ ﯾؤﻧس ﻣﻧﮫ رﺷده ،وﻻ ﯾﺟوز ﺗﺻرﻓﮫ ﻓﯾﮫ"
ﻷن ﻋﻠﺔ اﻟﻣﻧﻊ اﻟﺳﻔﮫ ﻓﯾﺑﻘﻰ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ اﻟﻌﻠﺔ وﺻﺎر ﻛﺎﻟﺻﺑﺎ .وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ أن ﻣﻧﻊ اﻟﻣﺎل ﻋﻧﮫ ﺑطرﯾق
اﻟﺗﺄدﯾب ،وﻻ ﯾﺗﺄدب ﺑﻌد ھذا ظﺎھرا وﻏﺎﻟﺑﺎ؛ أﻻ ﯾرى أﻧﮫ ﻗد ﯾﺻﯾر ﺟدا ﻓﻲ ھذا اﻟﺳن ﻓﻼ ﻓﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻊ ﻓﻠزم
اﻟدﻓﻊ ،وﻷن اﻟﻣﻧﻊ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﺛر اﻟﺻﺑﺎ وھو ﻓﻲ أواﺋل اﻟﺑﻠوغ وﯾﺗﻘطﻊ ﺑﺗطﺎول اﻟزﻣﺎن ﻓﻼ ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻣﻧﻊ ،وﻟﮭذا ﻗﺎل أﺑو
ﺣﻧﯾﻔﺔ :ﻟو ﺑﻠﻎ رﺷﯾدا ﺛم ﺻﺎر ﺳﻔﯾﮭﺎ ﻻ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﺎل ﻋﻧﮫ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﺄﺛر اﻟﺻﺑﺎ ،ﺛم ﻻ ﯾﺗﺄﺗﻰ اﻟﺗﻔرﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﮫ وإﻧﻣﺎ
اﻟﺗﻔرﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻗول ﻣن ﯾرى اﻟﺣﺟر .ﻓﻌﻧدھﻣﺎ ﻟﻣﺎ ﺻﺢ اﻟﺣﺟر ﻻ ﯾﻧﻔذ ﺑﯾﻌﮫ إذا ﺑﺎع ﺗوﻓﯾرا ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﺟر ﻋﻠﯾﮫ ،وإن
ﻛﺎن ﻓﯾﮫ ﻣﺻﻠﺣﺔ أﺟﺎزه اﻟﺣﺎﻛم ﻷن رﻛن اﻟﺗﺻرف ﻗد وﺟد واﻟﺗوﻗف ﻟﻠﻧظر ﻟﮫ وﻗد ﻧﺻب اﻟﺣﺎﻛم ﻧﺎظرا ﻟﮫ
ﻓﯾﺗﺣرى اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﯾﮫ ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﺑﻲ اﻟذي ﯾﻌﻘل اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء وﯾﻘﺻده .وﻟو ﺑﺎع ﻗﺑل ﺣﺟر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺟﺎز ﻋﻧد
أﺑﻲ ﯾوﺳف ﻷﻧﮫ ﻻ ﺑد ﻣن ﺣﺟر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧده ،ﻷن اﻟﺣﺟر داﺋر ﺑﯾن اﻟﺿرر واﻟﻧظر واﻟﺣﺟر ﻟﻧظره ﻓﻼ ﺑد ﻣن
ﻓﻌل اﻟﻘﺎﺿﻲ .وﻋﻧد ﻣﺣﻣد ﻻ ﯾﺟوز ﻷﻧﮫ ﯾﺑﻠﻎ ﻣﺣﺟورا ﻋﻧده ،إذ اﻟﻌﻠﺔ ھﻲ اﻟﺳﻔﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺻﺑﺎ ،وﻋﻠﻰ ھذا
اﻟﺧﻼف إذا ﺑﻠﻎ رﺷﯾدا ﺛم ﺻﺎر ﺳﻔﯾﮭﺎ "وإن أﻋﺗق ﻋﺑدا ﻧﻔذ ﻋﺗﻘﮫ ﻋﻧدھﻣﺎ" .وﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻻ ﯾﻧﻔذ .واﻷﺻل
ﻋﻧدھﻣﺎ أن ﻛل ﺗﺻرف ﯾؤﺛر ﻓﯾﮫ اﻟﮭزل ﯾؤﺛر ﻓﯾﮫ إﻟﺦ وﻣﺎ ﻻ ﻓﻼ ،ﻷن اﻟﺳﻔﯾﮫ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﮭﺎزل ﻣن ﺣﯾث إن
اﻟﮭﺎزل ﯾﺧرج ﻛﻼﻣﮫ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﮭﺞ ﻛﻼم اﻟﻌﻘﻼء ﻻﺗﺑﺎع اﻟﮭوى وﻣﻛﺎﺑرة اﻟﻌﻘل ﻻ ﻟﻧﻘﺻﺎن ﻓﻲ ﻋﻘﻠﮫ ،ﻓﻛذﻟك اﻟﺳﻔﯾﮫ
واﻟﻌﺗق ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﯾﮫ اﻟﮭزل ﻓﯾﺻﺢ ﻣﻧﮫ.
واﻷﺻل ﻋﻧده :أن اﻟﺣﺟر ﺑﺳﺑب اﻟﺳﻔﮫ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺣﺟر ﺑﺳﺑب اﻟرق ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻧﻔذ ﺑﻌده ﺷﻲء ﻣن ﺗﺻرﻓﺎﺗﮫ إﻻ
اﻟطﻼق ﻛﺎﻟﻣرﻗوق ،واﻹﻋﺗﺎق ﻻ ﯾﺻﺢ ﻣن اﻟرﻗﯾق ﻓﻛذا ﻣن اﻟﺳﻔﯾﮫ "و" إذا ﺻﺢ ﻋﻧدھﻣﺎ "ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑد أن
ﯾﺳﻌﻰ ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺗﮫ" ﻷن اﻟﺣﺟر ﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻧظر وذﻟك ﻓﻲ رد اﻟﻌﺗق إﻻ أﻧﮫ ﻣﺗﻌذر ﻓﯾﺟب رده ﺑرد اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺣﺟر ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﯾض .وﻋن ﻣﺣﻣد أﻧﮫ ﻻ ﺗﺟب اﻟﺳﻌﺎﯾﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﻟو وﺟﺑت إﻧﻣﺎ ﺗﺟب ﺣﻘﺎ ﻟﻣﻌﺗﻘﮫ واﻟﺳﻌﺎﯾﺔ ﻣﺎ ﻋﮭد
وﺟوﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺷرع إﻻ ﻟﺣق ﻏﯾر اﻟﻣﻌﺗق "وﻟو دﺑر ﻋﺑده ﺟﺎز" ﻷﻧﮫ ﯾوﺟب ﺣق اﻟﻌﺗق ﻓﯾﻌﺗﺑر ﺑﺣﻘﯾﻘﺗﮫ إﻻ أﻧﮫ ﻻ
ﺗﺟب اﻟﺳﻌﺎﯾﺔ ﻣﺎ دام اﻟﻣوﻟﻰ ﺣﯾﺎ ﻷﻧﮫ ﺑﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﮫ وإذا ﻣﺎت وﻟم ﯾؤﻧس ﻣﻧﮫ اﻟرﺷد ﺳﻌﻰ ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻣدﺑرا ﻷﻧﮫ
ﻋﺗق ﺑﻣوﺗﮫ وھو ﻣدﺑر ،ﻓﺻﺎر ﻛﻣﺎ إذا أﻋﺗﻘﮫ ﺑﻌد اﻟﺗدﺑﯾر
"وﻟو ﺟﺎءت ﺟﺎرﯾﺗﮫ ﺑوﻟد ﻓﺎدﻋﺎه ﯾﺛﺑت ﻧﺳﺑﮫ ﻣﻧﮫ وﻛﺎن اﻟوﻟد ﺣرا واﻟﺟﺎرﯾﺔ أم وﻟد ص -280-
ﻟﮫ" ﻷﻧﮫ ﻣﺣﺗﺎج إﻟﻰ ذﻟك ﻹﺑﻘﺎء ﻧﺳﻠﮫ ﻓﺄﻟﺣق ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺢ ﻓﻲ ﺣﻘﮫ "وإن ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌﮭﺎ وﻟد وﻗﺎل ھذه أم وﻟدي ﻛﺎﻧت
ﺑﻣﻧزﻟﺔ أم اﻟوﻟد ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻌﮭﺎ ،وإن ﻣﺎت ﺳﻌت ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ" ﻷﻧﮫ ﻛﺎﻹﻗرار ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ إذ ﻟﯾس ﻟﮫ ﺷﮭﺎدة
اﻟوﻟد ،ﺑﺧﻼف اﻟﻔﺻل اﻷول ﻷن اﻟوﻟد ﺷﺎھد ﻟﮭﺎ .وﻧظﯾره اﻟﻣرﯾض إذا ادﻋﻰ وﻟد ﺟﺎرﯾﺗﮫ ﻓﮭو ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺗﻔﺻﯾل.
ﻗﺎل" :وإن ﺗزوج اﻣرأة ﺟﺎز ﻧﻛﺎﺣﮭﺎ" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﯾﮫ اﻟﮭزل ،وﻷﻧﮫ ﻣن ﺣواﺋﺟﮫ اﻷﺻﻠﯾﺔ "وإن ﺳﻣﻰ ﻟﮭﺎ ﻣﮭرا
ﺟﺎز ﻣﻧﮫ ﻣﻘدار ﻣﮭر ﻣﺛﻠﮭﺎ" ﻷﻧﮫ ﻣن ﺿرورات اﻟﻧﻛﺎح "وﺑطل اﻟﻔﺿل" ﻷﻧﮫ ﻻ ﺿرورة ﻓﯾﮫ ،وھذا اﻟﺗزام
ﺑﺎﻟﺗﺳﻣﯾﺔ وﻻ ﻧظر ﻟﮫ ﻓﯾﮫ ﻓﻠم ﺗﺻﺢ اﻟزﯾﺎدة وﺻﺎر ﻛﺎﻟﻣرﯾض ﻣرض اﻟﻣوت "وﻟو طﻠﻘﮭﺎ ﻗﺑل اﻟدﺧول ﺑﮭﺎ وﺟب
ﻟﮭﺎ اﻟﻧﺻف ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ" ﻷن اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ إﻟﻰ ﻣﻘدار ﻣﮭر اﻟﻣﺛل "وﻛذا إذا ﺗزوج ﺑﺄرﺑﻊ ﻧﺳوة أو ﻛل ﯾوم
واﺣدة" ﻟﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ.
ﻗﺎل" :وﺗﺧرج اﻟزﻛﺎة ﻣن ﻣﺎل اﻟﺳﻔﯾﮫ" ﻷﻧﮭﺎ واﺟﺑﺔ ﻋﻠﯾﮫ "وﯾﻧﻔق ﻋﻠﻰ أوﻻده وزوﺟﺗﮫ وﻣن ﺗﺟب ﻧﻔﻘﺗﮫ ﻣن
ذوي أرﺣﺎﻣﮫ" ﻷن إﺣﯾﺎء وﻟده وزوﺟﺗﮫ ﻣن ﺣواﺋﺟﮫ ،واﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ ذي اﻟرﺣم واﺟب ﻋﻠﯾﮫ ﻟﻘراﺑﺗﮫ ،واﻟﺳﻔﮫ ﻻ
ﯾﺑطل ﺣﻘوق اﻟﻧﺎس ،إﻻ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾدﻓﻊ اﻟزﻛﺎة إﻟﯾﮫ ﻟﯾﺻرﻓﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺻرﻓﮭﺎ ،ﻷﻧﮫ ﻻ ﺑد ﻣن ﻧﯾﺗﮫ ﻟﻛوﻧﮭﺎ ﻋﺑﺎدة،
ﻟﻛن ﯾﺑﻌث أﻣﯾﻧﺎ ﻣﻌﮫ ﻛﻲ ﻻ ﯾﺻرﻓﮫ ﻓﻲ ﻏﯾر وﺟﮭﮫ .وﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﯾدﻓﻊ إﻟﻰ أﻣﯾﻧﮫ ﻟﯾﺻرﻓﮫ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﻌﺑﺎدة ﻓﻼ
ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻧﯾﺗﮫ ،وھذا ﺑﺧﻼف ﻣﺎ إذا ﺣﻠف أو ﻧذر أو ظﺎھر ﺣﯾث ﻻ ﯾﻠزﻣﮫ اﻟﻣﺎل ﺑل ﯾﻛﻔر ﯾﻣﯾﻧﮫ وظﮭﺎره ﺑﺎﻟﺻوم
ﻷﻧﮫ ﻣﻣﺎ ﯾﺟب ﺑﻔﻌﻠﮫ ،ﻓﻠو ﻓﺗﺣﻧﺎ ھذا اﻟﺑﺎب ﯾﺑذر أﻣواﻟﮫ ﺑﮭذا اﻟطرﯾق ،وﻻ ﻛذﻟك ﻣﺎ ﯾﺟب اﺑﺗداء ﺑﻐﯾر ﻓﻌﻠﮫ.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن أراد ﺣﺟﺔ اﻹﺳﻼم ﻟم ﯾﻣﻧﻊ ﻣﻧﮭﺎ" ﻷﻧﮭﺎ واﺟﺑﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺈﯾﺟﺎب ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣن ﻏﯾر ﺻﻧﻌﺔ "وﻻ ﯾﺳﻠم
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ إﻟﯾﮫ وﯾﺳﻠﻣﮭﺎ إﻟﻰ ﺛﻘﺔ ﻣن اﻟﺣﺎج ﯾﻧﻔﻘﮭﺎ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ طرﯾق اﻟﺣﺞ" ﻛﻲ ﻻ ﯾﺗﻠﻔﮭﺎ ﻓﻲ ﻏﯾر ھذا اﻟوﺟﮫ
"وﻟو أراد ﻋﻣرة واﺣدة ﻟم ﯾﻣﻧﻊ ﻣﻧﮭﺎ" اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎ ﻻﺧﺗﻼف اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ وﺟوﺑﮭﺎ ،ﺑﺧﻼف ﻣﺎ زاد ﻋﻠﻰ ﻣرة واﺣدة
ﻣن اﻟﺣﺞ "وﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﻘران" ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن إﻓراد اﻟﺳﻔر ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻓﻼ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ "وﻻ
ﯾﻣﻧﻊ ﻣن أن ﯾﺳوق ﺑدﻧﺔ" ﺗﺣرزا ﻋن ﻣوﺿﻊ اﻟﺧﻼف ،إذ ﻋﻧد ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻻ ﯾﺟزﺋﮫ ﻏﯾرھﺎ
وھﻲ ﺟزور أو ﺑﻘرة.
ﻗﺎل" :ﻓﺈن ﻣرض وأوﺻﻰ ﺑوﺻﺎﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرب وأﺑواب اﻟﺧﯾر ﺟﺎز ذﻟك ﻓﻲ ﺛﻠﺛﮫ" ﻷن
ﻧظره ﻓﯾﮫ إذ ھﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻘطﺎﻋﮫ ﻋن أﻣواﻟﮫ واﻟوﺻﯾﺔ ﺗﺧﻠف ﺛﻧﺎء أو ﺛواﺑﺎ ،وﻗد ذﻛرﻧﺎ ص -281-
ﻣن اﻟﺗﻔرﯾﻌﺎت أﻛﺛر ﻣن ھذا ﻓﻲ ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﮭﻰ.
ﻗﺎل" :وﻻ ﯾﺣﺟر ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﺳق إذا ﻛﺎن ﻣﺻﻠﺣﺎ ﻟﻣﺎﻟﮫ ﻋﻧدﻧﺎ واﻟﻔﺳق اﻷﺻﻠﻲ واﻟطﺎرئ ﺳواء" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ:
ﯾﺣﺟر ﻋﻠﯾﮫ زﺟرا ﻟﮫ وﻋﻘوﺑﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻔﯾﮫ وﻟﮭذا ﻟم ﯾﺟﻌل أھﻼ ﻟﻠوﻻﯾﺔ واﻟﺷﮭﺎدة ﻋﻧده .وﻟﻧﺎ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ْ آﻧ َﺳ ْ ﺗ ُم ْ ﻣ ِ ﻧ ْ ﮭ} ُم ْ ر ُ ﺷ ْ د ًا ﻓ َﺎد ْ ﻓ َ ﻌ ُوا إ ِﻟ َﯾ ْﮭ ِم ْ أ َﻣ ْ و َ اﻟ َﮭ ُم ْ { ]اﻟﻧﺳﺎء .[6:وﻗد أوﻧس ﻣﻧﮫ ﻧوع رﺷد ﻓﺗﺗﻧﺎوﻟﮫ اﻟﻧﻛرة اﻟﻣطﻠﻘﺔ،
وﻷن اﻟﻔﺎﺳق ﻣن أھل اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻧدﻧﺎ ﻹﺳﻼﻣﮫ ﻓﯾﻛون واﻟﯾﺎ ﻟﻠﺗﺻرف ،وﻗد ﻗررﻧﺎه ﻓﯾﻣﺎ ﺗﻘدم ،وﯾﺣﺟر اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻋﻧدھﻣﺎ أﯾﺿﺎ وھو ﻗول اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﺑﺳﺑب اﻟﻐﻔﻠﺔ وھو أن ﯾﻐﺑن ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرات وﻻ ﯾﺻﺑر ﻋﻧﮭﺎ ﻟﺳﻼﻣﺔ ﻗﻠﺑﮫ ﻟﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺣﺟر ﻣن اﻟﻧظر ﻟﮫ.
ﻋﻠم اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾدﺧل ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻣﻼزﻣﺔ ﺿرر ﺑﯾن ﺑﺄن ﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣن دﺧوﻟﮫ داره ﻓﺣﯾﻧﺋذ ص -284-
ﯾﺣﺑﺳﮫ دﻓﻌﺎ ﻟﻠﺿرر ﻋﻧﮫ "وﻟو ﻛﺎن اﻟدﯾن ﻟﻠرﺟل ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﻻ ﯾﻼزﻣﮭﺎ" ﻟﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﺧﻠوة ﺑﺎﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﻟﻛن
ﯾﺑﻌث اﻣرأة أﻣﯾﻧﺔ ﺗﻼزﻣﮭﺎ.
ﻗﺎل" :وﻣن أﻓﻠس وﻋﻧده ﻣﺗﺎع ﻟرﺟل ﺑﻌﯾﻧﮫ اﺑﺗﺎﻋﮫ ﻣﻧﮫ ﻓﺻﺎﺣب اﻟﻣﺗﺎع أﺳوة ﻟﻠﻐرﻣﺎء ﻓﯾﮫ" وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ
رﺣﻣﮫ ﷲ :ﯾﺣﺟر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﺑطﻠﺑﮫ .ﺛم ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﺧﯾﺎر اﻟﻔﺳﺦ ﻷﻧﮫ ﻋﺟز اﻟﻣﺷﺗري ﻋن إﯾﻔﺎء اﻟﺛﻣن
ﻓﯾوﺟب ذﻟك ﺣق اﻟﻔﺳﺦ ﻛﻌﺟز اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋن ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺑﯾﻊ وھذا ﻷﻧﮫ ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﺔ ،وﻣن ﻗﺿﯾﺗﮫ اﻟﻣﺳﺎواة وﺻﺎر
ﻛﺎﻟﺳﻠم .وﻟﻧﺎ أن اﻹﻓﻼس ﯾوﺟب اﻟﻌﺟز ﻋن ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻌﯾن وھو ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻓﻼ ﯾﺛﺑت ﺣق اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره
وإﻧﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﺣق وﺻف ﻓﻲ اﻟذﻣﺔ :أﻋﻧﻲ اﻟدﯾن ،وﺑﻘﺑض اﻟﻌﯾن ﺗﺗﺣﻘق ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ،ھذا ھو اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﯾﺟب
اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ،إﻻ ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ اﻟﺗﻌذر ﻛﺎﻟﺳﻠم ﻷن اﻻﺳﺗﺑدال ﻣﻣﺗﻧﻊ ﻓﺄﻋطﻰ ﻟﻠﻌﯾن ﺣﻛم اﻟدﯾن ،وﷲ أﻋﻠم ﺑﺎﻟﺻواب.
ﺗم اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ،وﯾﻠﯾﮫ اﻟﺟزء اﻟراﺑﻊ
وأوﻟﮫ
ﻛﺗﺎب اﻟﻣﺄذون