Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 56

‫العدد ‪154‬‬

‫ربيع الأول ‪ 1431 -‬هـ‬

‫هالل العدد‬ ‫منرب الداعيات‬


‫املن�شد �أبو راتب‪ ...‬در�س جديد للإ�سالميني‬
‫بقلم‪ :‬الشيخ حسن قاطرجي‬ ‫و�سيلة �إعالم ّية‬
‫فاج�أتنا نش ��رات األخبار قبل أس ��ابيع بخبر اعتقال (رائد األنشودة اإلسالمية)‬ ‫لر�سالة دعو ّية‬
‫ف ��ي العقود الثالثة األخيرة الذي س ��اهم بإنش ��اده في (توظيف الف � ّ�ن) للدعوة إلى‬
‫الله س ��بحانه ولربط عواطف اجلماهير بقضايا املس ��لمني الس ��اخنة‪ ...‬على رأس ��ها‬
‫حب الرس ��ول [ والوف ��اء له وإش ��عال َجذْ وة‬ ‫قضي ��ة فلس ��طني‪ ،‬وأغل ��ى منها قضي ��ة ّ‬
‫متم ّيزة‬
‫عاطفة اإلعجاب ب َع َظمته وفضائله ورحمة رسالته للعاملني خاصة أثناء أزمة إساءة‬

‫منرب الداعيات‬
‫(املنحطني) ثقافي ًا وأخالقي ًا وإنساني ًا له ‪ -‬نفديه آباءنا وأمهاتنا وأرواحنا ودماءنا‬‫ّ‬
‫[ ‪ -‬وال ينسى الناس أنشودته الرائعة (نشيد الهدى) وال أنشودة (حماس)‪.‬‬
‫وفك أس َره هو وسائر أسرانا في سجون‬ ‫ذاك الذي أحتدث عنه ‪ -‬ف ّرج الله ُكربته ّ‬
‫الظاملني ‪ -‬هو املنش ��د محمد أبو راتب الذي اعتُ قل مؤخر ًا وهو في أمريكا على‬
‫خلف ّية َن ْبش أنش ��ودته في مناصرة (حماس) وقيامه ببعض األنش ��طة اإلنسانية‬
‫قبل أكثر من عشر سنوات مع (مؤسسة األرض املقدسة) نُصر ًة لفلسطني!!‬
‫جملّة املر�أة‬
‫والأ�سرة‬
‫كن � ُ�ت ق ��د التقيتُ ��ه في ُج � ّ�دة قبل حوالي ‪ 3‬س ��نوات مع بعض اإلخ ��وة ِ ّ‬
‫احملبني‬
‫جلزْلة‬ ‫له وأَ ِنس ��نا بس ��ماع آخر أنش ��وداته بصوته ال َعذْ ب ورنّته العاطفية وكلماته ا َ‬
‫القوي ��ة‪ ،‬ثم التقيتُ ه م ��رة ثانية من قريب ببيروت‪ .‬ثم جاء خبر اعتقاله فك الله‬
‫أسره‪ ،‬ثم خبر اغتيال املوساد الصهيوني لصاحب موهبة متميزة في ميدان آخر‬
‫ه ��و احمل ّن ��ك املجاه ��د محمد املبحوح رحم ��ه الله و جعل اجلنة مث ��واه‪ ،‬لنطرح‬ ‫يف �إطار‬
‫األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ l‬أال يدعون ��ا ه ��ذا اخلب ��ر املزع ��ج عن أحد أحبتن ��ا في الله للوف ��اء بحق من‬ ‫املنهج الإ�سالمي‬
‫وفن أدائه‪ ،‬إلخوانه املس ��لمني‬‫كده وصبره‪ّ ،‬‬ ‫أعط ��ى م ��ن ُجهده وجمال صوت ��ه‪ ،‬ومن ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ونَصر قضايا الدين‪...‬؟‬
‫‪ l‬أال يدعونا للدعاء له ولسائر أَ ْسرانا واإلحلاح ضارعني إلى الله ليفُ ّك ُكربتهم‬
‫ويف ّرج عنهم‪...‬؟‬ ‫ُ‬
‫‪ l‬وأال يدعونا إلى املشاركة في َح ْملة مساندته واملطالبة باإلفراج عنه وهي حملة‬
‫حبوه في العالم كلّه‪...‬؟‬
‫عاملية يشارك فيها ُم ِ ّ‬
‫‪ l‬وأال يجب أن تستفيد اجلماعات اإلسالمية‪ ،‬بل وأهل العلم وقيادات الدعوة اإلسالمية‬
‫واملتاعب في محاوالت اس ��ترضاء َمن‬‫َ‬ ‫ونوفر األوقات‬‫نوف ��ر جهود التجارب واحمل ��اوالت ّ‬ ‫ف ��ي أن ّ‬
‫ترضى عنك اليهود وال النصارى حتى تتّبع ِملّتهم} وفي املداهنة‬ ‫ق ��ال الل ��ه عز وجلّ فيهم‪{ :‬ولن َ‬
‫يخدمونه ��م في بالدنا ‪-‬‬
‫فيدهن ��ون}‪ ،‬فهؤالء ‪ -‬ومن ُ‬ ‫ومسلس ��ل التن ��ازالت والل ��هُ يق ��ول‪{ :‬و ّدوا لو ُتدهن ُ‬
‫مهما تنازلنا لهم وح ّورنا في ديننا السترضائهم فلن َ‬
‫يرض ْوا عنا‪...‬‬
‫‪ l‬وأل ��م يئ ��ن أوان التفري ��ق بني (أخالقي ��ات الدعوة) ف ��ي محاورة الش ��عوب األوروبية وتعريفها باإلس�ل�ام‬
‫وق َيمه‪ ،‬وبني (اس ��تراتيجية خطط الصراع) مع ُقوى الشر‪ ...‬صراع الكفر واإلسالم واحلق‬ ‫وإظهار س ��م ّو أخالقه ِ‬
‫والس ��نة النبوية‪،‬‬
‫والباطل‪ ...‬االس ��تراجتية املس ��تندة على الثقة بأخبار الوحي وتعاليمه الواردة في القرآن العظيم ُّ‬
‫املتفشية في واقعنا اليوم في منهجية التعاطي مع النصوص وتأويلها‪ ،‬والتعامل مع ضغط‬ ‫ّ‬ ‫وبالتالي تغيير امليوعة‬
‫حل َراك السياس ��ي ووجوب‬ ‫الواقع بتحديد مس ��احات الرخص املس ��موحة ومس ��احات التنازل واملداهنة املمنوعة‪ ،‬وا َ‬
‫التفريق بني املسموح منه واملمنوع‪{ .‬اللهم آتنا من لدنك رحمة وه ِّيىء لنا من أمرنا َرشَ داً} ‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪1‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪4‬‬ ‫االفتتاحية‪ :‬هل املدنية سبيلنا إلى َخالص البشرية؟‬

‫‪6‬‬ ‫واقع املرأة املعاصر‪ :‬األمومة‪ ...‬إشباع و إبداع‬

‫‪8‬‬ ‫الصحابة في لبنان‪ :‬ملاذا الصحابة في دمشق أوالً؟‬

‫‪10‬‬ ‫الدين عند اليهود‪ :‬عقائد اليهود‬

‫‪12‬‬ ‫حوار‪ :‬دِ الالت مولد النبي [ في حوار مع الداعية د‪ .‬منير الغضبان‬

‫‪16‬‬ ‫قصة‪ :‬ملن الهدية؟‬

‫‪19‬‬ ‫مقابلة‪ :‬يوميات قافلة (شريان احلياة) في حوار مع شاهد عيان‬

‫‪22‬‬ ‫مع الشعر‪ :‬من ها هنا يولد الفجر‬

‫العدد ‪-154‬ربيع الأول‪1431/‬هــ ‪�-‬شباط‪2010 /‬م‬


‫لتحويل اال�شرتاكات من خارج لبنان �أو للتربع للمجلة‪:‬‬
‫بيت التمويل العربي‪ -‬لبنان رقم احل�ساب بالدوالر ‪�( 100000001033‬سبعة �أ�صفار)‪SWIFT.AFHOLBBE‬‬
‫ثمن العدد يف لبنان ‪ 2000‬ل‪.‬ل‪.‬‬
‫فاك�س‪+961 /1/652880 :‬‬
‫هاتف‪+961/1/644660 - +961/1/664634 - +961 /1/651990 :‬‬
‫للمرا�سالت‪ :‬لبنان ‪ -‬بريوت ‪� -‬ص‪.‬ب‪11/7947 :‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪2‬‬
‫‪23‬‬ ‫روضة الزهرات‬

‫‪34‬‬ ‫لقاء‪ :‬مع رئيس حترير موقع (األلوكة)‬

‫‪37‬‬ ‫دوحة األسرة‬


‫‪43‬‬ ‫شباب‪ ...‬بنات‬
‫‪46‬‬ ‫نساء عبر التاريخ‪ :‬عائلة احلافظ ابن حجر علمية بامتياز‬

‫‪48‬‬ ‫‪ ...‬و قالت الشريعة‬


‫‪50‬‬ ‫تهانينا‬
‫‪51‬‬ ‫أنشطة‬
‫‪56‬‬ ‫على أمل اللقاء‪ :‬عبادة الرباط‪ ...‬عزة في زمن الهوان‬

‫املدي��ر امل�س���ؤول‪ :‬مـــــــحــــمـــــ��د احللــ��و‬ ‫�صاح��ب االمتي��از‪ :‬جميــــــــ��ل ّ‬


‫نخــــ��ال‬

‫�سكرترية التحريـر‪ :‬منــــال املــــغـــربـــــي‬ ‫مدي��رة التحري��ر‪� :‬س��هـــــــاد ِّ‬


‫عكيلــــ��ة‬

‫الربيد على الإنرتنت‪minbar@itihad.org :‬‬ ‫مـديرة الـعالقات‪ :‬هنادي ال�ش��يخ جنيب‬

‫‪CREATIVE ADVERTISING‬‬ ‫مركز ال�صف والإخراج‪:‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪3‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫االفتتاحية‬

‫هل املَ َدنية �سبيلنا �إىل خال�ص الب�شرية؟‬


‫بقلم‪ :‬سهاد عكّ يلة‬
‫‪suhadakkilah@hotmail.com‬‬
‫بأي اعتبار؟‬
‫سعادة البشرية ِّ‬
‫وق ��د تناس ��ت تل ��ك النخب ��ة أن األمم الس ��ابقة كانت‬ ‫عندما وصلت البش ��رية إل ��ى ذروة ظالمها وطغيان‬
‫وم َدني ��ة ل ��م تك ��ن مقي ��اس التق ��دم‬ ‫تتمت ��ع بحض ��ارة َ‬ ‫جهالته ��ا خ�ل�ال فترة انقط ��اع الوحي‪ ،‬لم ُيه � ِ�د الله لها‬
‫احلقيقي في ميزان الله‪ ،‬وبالتالي لم تحَ ُ ل دون ش ��قائها‬ ‫مزي ��د ًا م ��ن التق ��دم التكنولوج ��ي والتط ��ور احلض ��اري‬
‫رع ��ون‪َ  :‬ك ْم‬‫ووق ��وع الع ��ذاب به ��ا‪ ،‬ق ��ال تعالى عن ق ��وم ِف َ‬ ‫ليبدد تلك الظلمات‪ ،‬بل أهداها محمد ًا‬ ‫والتأل ��ق املدني ِّ‬
‫مة‬ ‫مي ∗ ون َْع ٍ‬‫وع َو َمق ٍَام َك � ِ�ر ٍ‬ ‫َت َر ُك ��وا ِم ��ن َجن ٍ‬ ‫ليخرجه ��ا برس ��الة اإلس�ل�ام إل ��ى الن ��ور‪ ...‬وفي ذلك‬‫ُ‬
‫�ون ∗ َو ُز ُر ٍ‬
‫َّات َو ُع ُي � ٍ‬
‫كان ��وا فيه ��ا فاكه�ي�ن ∗ كذل ��ك وأورثناها قوم� � ًا آخرين‬ ‫حتدي ��د إلهي للس ��بيل الوحي ��د الذي يرف ��ع الظالم عن‬
‫(الدخ ��ان‪ ،)28 – 25 :‬ه ��ذا بع ��د أن خاطبه ��م رس ��ولهم‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬
‫موس ��ى علي ��ه الس�ل�ام بقول ��ه‪ :‬وأن ال َتع ُل ��وا عل ��ى الله‪،‬‬ ‫قدم ��ه القرآن الك ��رمي لبيان غاية‬ ‫فه ��و ه ��دف واضح ّ‬
‫�لطان مبني (الدخ ��ان‪ ،)19 :‬وقال تعالى‬ ‫بس � ٍ‬ ‫إن ��ي آتيكم ُ‬ ‫الوحي الذي ُب ِعث به النبي ‪ ،‬واآليات بهذا الشأن كثيرة‪،‬‬
‫مخاطب� � ًا قوم عاد على لس ��ان نب ّيهم ه ��ود‪ :‬أَ َتبنون ِّ‬
‫بكل‬ ‫�اب أَنز ْلنَا ُه ِإ َل ْي َك ِلتُ ْخ � ِ�ر َج الن َ‬
‫َّاس‬ ‫ك َت � ٌ‬‫منه ��ا قول ��ه تعالى‪ِ :‬‬
‫ِري � ٍ�ع آي � ً�ة تع َبثون ∗ وتتَّخذو َن مصان� � َع لع َّلكم تخ ُلدون ∗‬ ‫�ور ِب � ِ�إذ ِْن َر ِّب ِه � ْ�م‪( ...‬إبراهيم‪،)1:‬‬ ‫الظ ُل َم � ِ‬
‫�ات إل ��ى النُّ � ِ‬ ‫ِم ��نَ ُّ‬
‫وإذا بطش ��تُ م بطش ��تُ م ج ّبارين ∗ فاتقوا الل َه وأَطيعون ∗‬ ‫�ات ِل ُي ْخ ِر َج ُك ْم ِمنَ‬
‫ات َب ِّي َن � ٍ‬ ‫ه� � َو ال َِّذي ُي ُ‬
‫نزل َع َل ��ى َع ْب ِد ِه آ َي ٍ‬ ‫ُ‬
‫بأنعام وبنني‬ ‫ٍ‬ ‫أمدكم‬‫أم َّدكم مبا تعلم ��ون ∗ ّ‬ ‫وا ّتق ��وا ال ��ذي َ‬ ‫الظل َم ِات إلى النُّ ِور (احلديد‪ ...)9:‬إذاً‪ ،‬فالوصف اإللهي‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫يوم عظيم‬ ‫�ذاب ٍ‬ ‫�ات وعي ��ون ∗ إني أخاف عليكم ع � َ‬ ‫وجن � ٍ‬ ‫لتلك الفترة التي سبقت مولد الرسول الكرمي  و َبعثه‬
‫(الشعراء‪...)135 – 128 :‬‬ ‫بأنه ��ا غارقة في الظلمات‪ ،‬يص ��در في الوقت الذي كانت‬
‫مؤامرة (جتديد اخلطاب الديني)!‬ ‫امبراطوريات ضخمة‪ ،‬وحضارات قائمة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫حتكم البش ��ري َة‬
‫ومدني ��ات مت ّي ��زت بالتطور العلمي بحس ��ب ذلك الزمن‪،‬‬
‫ورغ ��م كل الدالئ ��ل العقلي ��ة والفطري ��ة والش ��واهد‬ ‫وه ��ذا ي ��دل عل ��ى أنّ مقياس التق ��دم في مي ��زان الله هو‬
‫يوث ��ق العبد صلته بربه‪ ،‬ومق ��دار ما تنضبط التاريخي ��ة على َك ِذب وبطالن تلك الدعوى‪ ،‬فقد س ��عت‬ ‫مق ��دار ما ِّ‬
‫مدفوعة ‪ -‬م ��ن حيث تدري أو ال‬ ‫ً‬ ‫بع ��ض «النُّ خَ ب» س ��عيها‬ ‫هذه احلضارة أو املدنية بضوابط احلكم اإللهي‪.‬‬
‫تدري ‪ -‬من مؤسس ��ات سياس ��ية وبحثية غربية للترويج‬
‫ملبدأ ذي مدلول سياس ��ي خطير‪« :‬التجديد في اخلطاب‬ ‫بني الغاية والوسيلة‬
‫ورغ ��م اجله ��د ال ��ذي بذل ��ه النب ��ي  لبي ��ان وظيفة الدين ��ي» باعتب ��ار أنّ ه ��ذا اخلط ��اب ير ِّك ��ز عل ��ى العم ��ل‬
‫ويعط ��ي للدني ��ا دور ًا ثانوي ًا قيمت ��ه تنحصر في‬ ‫اإلنسان التي كانت َمدار الرسالة اخلامتة‪ ،‬ال زالت نخبة لآلخ ��رة ُ‬
‫يما آ َت � َ‬
‫�اك ال َّلهُ‬ ‫م ��ن مفكرين ��ا ‪ -‬غربي ��ة اله ��وى ‪ -‬تعي ��ش أزم ��ة حقيقية خدمت ��ه لعمارته ��ا‪ ،‬قال تعال ��ى‪َ  :‬وا ْبت َِغ ِف َ‬
‫الد ْن َيا َوأَ ْح ِس ��ن َك َما‬
‫�س ن َِصي َب َك ِمنَ ُّ‬ ‫اآلخ َر َة َوال َتن � َ‬
‫جله ��ة التميي ��ز بني «مركزي ��ة عبودية اخلال ��ق» و«ثانوية ال � َّ�دا َر ِ‬
‫َس ��ا َد ِفي األ ْر ِض ِإنَّ ال َّل َه ال‬‫األولى هي األصل أَ ْح َس ��نَ ال َّلهُ ِإ َل ْيك َوال َت ْب ِغ ا ْلف َ‬
‫َ‬ ‫عمارة األرض»‪ ،‬وحيث إنها تناس ��ت أنّ ُ‬
‫والغاي ��ة‪ ،‬والثاني ��ة ‪ -‬رغ ��م أهميته ��ا ‪ -‬فرع عنها ووس ��يلة ُي ِح ُّب المْ ُفْ ِس ِدينَ  (القصص‪...)77 :‬‬
‫األخروي ‪ -‬من وجهة نظرهم ‪ -‬أصبح‬ ‫ه ��ذا اخلطاب ُ‬ ‫لتحقيقها‪ ،‬فقد حس ��مت أمرها بجع ��ل املركزية للعمارة‬
‫متره ًال ال يستقيم مع متط َّلبات احلياة وال ينسجم مع‬ ‫ِّ‬ ‫واملدنية واحلضارة املس ��توردة‪ ،‬وبتقدميها على العبودية‪،‬‬
‫توصل إلي ��ه الغرب من تق ��دم تكنولوجي تط � ُّ�ورات هذا العصر! وحقيقة األمر أنه ال ينس ��جم مع‬ ‫معتب ��ر ًة أنّ م ��ا ّ‬
‫أقالم وأَلس � ٌ‬
‫�نة‬ ‫ٌ‬ ‫غير مسبوق هو األساس‪ ،‬وكل ما يخدم هذا الهدف إمنا مصال ��ح الدول الكبرى‪ ،‬وعليه فقد انبرت‬
‫الط ْرف عن فوضى األخالق وأَ ِس� �ن ٌّة حملاكمة الفكر اإلس�ل�امي مبنطلقاته الش ��رعية‪،‬‬ ‫غاضة َّ‬ ‫هو وسيلة لتحقيقه! ّ‬
‫التي تعيش ��ها األمم الغربية بس ��بب مغاالتها في خدمة داعي � ً�ة إل ��ى إع ��ادة ق ��راءة التراث اإلس�ل�امي عل ��ى ضوء‬
‫املدني ��ة احلديثة‪ ،‬محاول � ً�ة َل ِّي أعن ��اق النصوص لتخدم‬ ‫املادة على حساب الروح!‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪4‬‬
‫ه ��ذه الفكرة‪ ،‬رغ ��م معاينة العقالء ملا ج� � ّره هذا التفكير‬
‫اخلطي ��ر من ويالت على اإلنس ��انية‪ ،‬فالذي يجعل غاية‬
‫الوجود وقمة احلضارة والتطور‪ :‬السعي لتحقيق الرفاه‬
‫امل ��ادي لطبق ��ة بعينه ��ا م ��ن البش ��ر وليس للبش ��رية‪ ،‬لن‬
‫يخض ��ع لس ��لطان احلكم اإللهي وضوابط الش ��ريعة في‬
‫مقدرات الش ��عوب‬ ‫رحل ��ة س ��عيه لذل ��ك؛ فتصبح س ��رقة ّ‬
‫واس ��تنزاف خي ��رات الب�ل�اد مصال ��ح متبادل ��ة‪ ،‬ويصي ��ر‬
‫العدوان والقتل باسم القضاء على «اإلرهاب اإلسالمي!»‬
‫الذي َيحول دون حتقيق تلك املصالح مش ��روع ًا‪ ،‬وتصبح‬
‫مع ��اداة الدين خطاب� � ًا عصري ًا متط ��وراً‪ ،‬ويصبح احلكم‬
‫عل ��ى األش ��ياء خاضع� � ًا ملي ��زان املادي ��ة‪ ...‬م ��ع أنّ الله لم‬
‫عط للدنيا مبا فيها من زينة وزُخرف قيمة كبرى‪ ،‬وإمنا‬ ‫ُي ِ‬
‫جعله ��ا موض ��ع فتنة وابت�ل�اء إرادة‪ :‬إ ّن ��ا جعلنا ما على‬
‫مناح ��ي حياتها َس� � َريان ُلع ��اب األفاعي فيس � ِّ�مم دماءها‬ ‫زينة لها ِلنَبل َوهم ُّأيهم أحسن عم ًال‪ ،‬ورسوله ‬ ‫األرض ً‬
‫ِ‬
‫تزج ُر‬
‫ويعك ��ر َصفْ َو هنائها‪ .‬وبالقوانني الوضعية التي ال ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ن ّب ��ه إلى تلك القيمة حني قال‪« :‬الدني ��ا ملعونة‪ ،‬ملعونٌ‬
‫مجرم� � ًا وال ت ��ؤ ِّدب معتدي ًا وال تر ّد ظامل� � ًا‪ ,‬وال ُتغني يوم ًا‬ ‫م ��ا فيه ��ا‪ ،‬إال ِذك َر الله‪ ،‬وم ��ا وااله‪ ،‬وعامل� � ًا أو متع ِّلم ًا»‪ ،‬في‬
‫م ��ن األيام ِغناء القوانني الس ��ماوية الت ��ي وضعها خالق‬ ‫مقاب ��ل تركي ��ز اخلط ��اب القرآني في عموم ��ه على قيمة‬
‫ورب النفوس وبارئها‪ .‬وبفوضى في‬ ‫خلل ��ق ومالك ا ُمللك ّ‬ ‫ا َ‬ ‫من َكا َن ُي ِر ُ‬
‫يد‬ ‫اآلخرة وبأنّ الف ��وز بها مرهون بعمارتها‪َ :‬‬
‫سياس ��ة التعليم والتربية تحَ ��ول دون التوجيه الصحيح‬ ‫الد ْن َيا‬ ‫اآلخ َر ِة ن َِز ْد َلهُ ِفي َح ْر ِث ِه َو َمن َكانَ ُي ِر ُ‬
‫يد َح ْرثَ ُّ‬ ‫َح ْرثَ ِ‬
‫وحملة أمان ��ة النهوض بها‪.‬‬ ‫يب (الشورى‪.)20:‬‬ ‫اآلخ َر ِة ِمن ن َِّص ٍ‬ ‫َ‬
‫ُؤت ِه ِم ْن َها َو َما لهُ ِفي ِ‬ ‫ن ِ‬
‫لنش ��ئها ورجال مس ��تقبلها َ‬
‫وجنب‬ ‫ُ‬ ‫مميت‬ ‫وخمول‬
‫ٍ‬ ‫قاتل‬ ‫بيأس‬
‫وفي ناحيتها النفس ��ية ٍ‬ ‫الدور التجديدي لإلمام حسن البنا‬
‫تكف‬ ‫فاش� � َية ُ‬
‫وش � ٍّ�ح وأنانية ّ‬ ‫وخنوثة ِ‬ ‫فاض ��ح ِوذ ّل ��ة حقيرة ُ‬
‫شاب هذه احلقيقة لدى قطاع‬ ‫وعليه‪ ،‬فالغ َبش الذي َ‬
‫األي ��دي عن ال َبذل وتقف حجاب� � ًا دون التضحية و ُتخرج‬ ‫واس ��ع م ��ن أبناء األمة كان ��ت نتيجته ذل ��ك النخر الذي‬
‫األمة من صفوف املجاهدين إلى الالهني الالعبني‪!»...‬‬ ‫وعط ��ل طاقات أبنائها‪ ،‬فطال الفس ��اد‬ ‫تفش ��ى ف ��ي األمة ّ‬ ‫َّ‬
‫تفضلوا و َأنقذوا البشرية!‬ ‫مختلف مناحيها‪ ،‬وقد أحس ��ن اإلمام الش ��هيد حسن‬
‫في ��ا َم ��ن جعلتم م ��ن حتقي ��ق امل َدنية هدف� � ًا للحياة‪،‬‬ ‫املجدد احلقيقي الذي أعطى ملصطلح التجديد‬ ‫ّ‬ ‫البنا ‪-‬‬
‫�تقدم ه ��ذه امل َدنية‬
‫ال وس ��يلة‪ ،‬تفضل ��وا وأخبرونا كيف س � ِّ‬ ‫ُبع ��ده الش ��رعي مبعن ��ى إع ��ادة الدي ��ن في نف ��وس أبنائه‬
‫حل ��و ًال تس ��تنقذ األم ��ة ِ‬
‫وم ��ن ورائه ��ا البش ��رية مم ��ا هي‬ ‫غض ًا كما نزل على رسولنا الكرمي ‪ ،‬فدفع حياته (في‬ ‫ّ‬
‫في ��ه م ��ن تخ ُّلف إنس ��اني مغرق ف ��ي العبثي ��ة والهمجية‬ ‫‪ 12‬ش ��باط ‪ )1949‬ثمن� � ًا لنش ��ر الفكرة اإلس�ل�امية عاملي ًا‬
‫والظ�ل�ام؟ ونح ��ن بدورن ��ا نذ ِّكركم بأنّ العص ��ور الذهبية‬ ‫والدف ��اع عنها ‪ -‬أحس ��ن حينم ��ا أعطى ذل ��ك التوصيف‬
‫للعل ��م والعم ��ل وللتألق احلض ��اري الذي يخ ��دم جميع‬ ‫الدقي ��ق لواق ��ع األم ��ة فق ��ال‪« :‬وق ��د علّمتن ��ا التج � ِ�ارب‬
‫أبع ��اد اإلنس ��ان الروحي ��ة واملادي ��ة م ��ا كان ��ت إال في ظل‬ ‫وع ّرفتن ��ا احل ��وادث أنّ داء هذه األمم الش ��رقية متش � ِّ�عب‬
‫العبودي ��ة اخلالصة لله الت ��ي يترجمها اخلطاب الديني‬ ‫كل مظاهر حياتها‪.‬‬ ‫املَناحي كثي ��ر األعراض‪ ،‬قد نال من ِّ‬
‫ال ��ذي ُت ِبغضون‪ ...‬ذلك اخلط ��اب الرباني األصيل الذي‬ ‫فه ��ي مصابة ف ��ي ناحيتها السياس ��ية‪ :‬باالس ��تعمار من‬
‫تعهدته وصانته اخلالفة اإلسالمية في قرون اخلير‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫جانب أعدائها‪ ،‬واحلزبية واخلصومة والفُ رقة والش ��تات‬
‫وبعد‪ ،‬فإننا نس ��أل األمة التي تعيش اليوم احتفالية‬ ‫م ��ن جانب أبنائها‪ .‬وف ��ي ناحيتها االقتصادية‪ :‬بانتش ��ار‬
‫ذك ��رى املولد املبارك‪ :‬أليس م ��ن الوفاء لصاحب الذكرى‬ ‫الرب ��ا ب�ي�ن كل طبقاته ��ا واس ��تيالء الش ��ركات األجنبي ��ة‬
‫أن نكون ُأمناء على الرس ��الة التي بذل حياته الش ��ريفة‬ ‫عل ��ى موارده ��ا وخيراته ��ا‪ .‬وه ��ي مصاب ��ة م ��ن الناحي ��ة‬
‫ حتقيق� � ًا لها على أرض الواقع كما أنزلها الله ال كما‬ ‫الفكري ��ة‪ :‬بالفوض ��ى وا ُمل ��روق واإلحل ��اد يه ��دم عقائدها‬
‫ُيراد لها‪ ،‬وحم ًال ألمته على أخذها بقوة لقيادة البشرية‬ ‫املث ��ل العليا في نف ��وس أبنائها‪ .‬وف ��ي ناحيتها‬ ‫ِّ‬
‫ويحط ��م ُ‬
‫بها‪ ،‬ب ��دل تلك املظاهر اجلوفاء التي تف ِّرغ املناس ��بة من‬ ‫االجتماعي ��ة‪ :‬باإلباحية في عاداته ��ا وأخالقها والتح ُّلل‬
‫محتواها؟ ‪l‬‬ ‫م ��ن ُعق ��دة الفضائ ��ل اإلنس ��انية الت ��ي ورثتها ع ��ن الغُ ّر‬
‫امليام�ي�ن م ��ن أس�ل�افها‪ ،‬وبالتقلي ��د الغرب ��ي يس ��ري في‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪5‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫واقع املر�أة املعا�صر‬

‫إشباع وإبداع‬
‫ٌ‬ ‫األمومة‪...‬‬
‫بقلم‪ :‬األستاذة إباء محمد الدريعي‬

‫جديد‪.‬‬ ‫أم ًا‪.‬‬


‫أردت أن تكوني مبدعة‪ ...‬كوني ّ‬ ‫�إذا ِ‬
‫فكي ��ف ميك ��ن أن جنع ��ل م ��ن األموم ��ة متع ��ة؟ وهل‬ ‫ً‬
‫أردت أن تكوني أما‪ ..‬كوني مبدعة‪.‬‬ ‫وإذا ِ‬
‫أمه ��ات م ��ن الع ��ادات‬ ‫باإلم ��كان أن نتخل ��ص باعتبارن ��ا ّ‬ ‫مقولة ألح ��د الفالس ��فة أو أحد علماء‬ ‫ً‬ ‫إنه ��ا ليس ��ت‬
‫الس ��يئة واملفاهيم املغلوطة التي س ��يطرت على التربية‬ ‫التربية النفس ��ية؛ بل مقولة أ ٍّم عاش ��ت جتربة رائدة مع‬
‫داخل البيوت فتر ًة كبيرة من الزمن؟‬ ‫أبنائه ��ا‪ ،‬اس ��تمتعت به ��ا ف ��ي كل املراح ��ل‪ ،‬وجاهدت في‬
‫�ك أن ه ��ذه التس ��اؤالت حتت ��اج إل ��ى كثي ��ر من‬ ‫ال ش � َّ‬
‫جميع امليادين‪ ،‬وأبدعت في إنش ��اء أس ��رة متماس ��كة في‬
‫اجلهود على املس ��توى االجتماع ��ي والثقافي والتربوي‬
‫هذا الزمن‪ ،‬وأش ��بعت حاجاتها العاطفية في تقدمي كل‬
‫في املجتمع‪.‬‬
‫ولكن‪ ،‬حيث إنّ األسرة ُتعتبر احمل ِّرك األول التجِّ‬ ‫احلنان واألمومة لعائلتها‪.‬‬
‫اهات‬
‫ِ‬
‫لنصح ��ح‬ ‫ش ��خصية الف ��رد‪ ،‬ال ب � ّ�د م ��ن وقف ��ة عنده ��ا‪،‬‬ ‫لع ��لّ ه ��ذه التجرب ��ة ال تع ّب ��ر كثي ��ر ًا عن واق ��ع املرأة‬
‫ّ‬
‫املفاهيم‪.‬‬ ‫جتربة تس ��تحق أن ُت � ْ�درس وتتع ّل ��م منها‬ ‫ٌ‬ ‫الي ��وم‪ ،‬لكنه ��ا‬
‫بد من‬ ‫ُ‬
‫بد من تنش ��ئة أ ْس ��رية متوازن ��ة‪ ،‬وال ّ‬ ‫ل ��ذا ف�ل�ا َّ‬ ‫النساء بش ��كل عام واألمهات بشكل خاص لكي يتمتّعن‬
‫الدفة دوم ًا نحو اإليج ��اب‪ ،‬وتتعامل مع‬ ‫وج ��ود أ ٍّم تدي � ّ‬
‫�ر‬ ‫جيل‬
‫والدة ٍ‬
‫ِ‬ ‫ألجلهن بل ألج ��ل‬
‫ّ‬ ‫بأمومته ��ن‪ ..‬لي ��س فقط‬
‫أمناط كثي ��رة للتربية‬ ‫ٌ‬ ‫أبنائه ��ا بتوازن‪ .‬وهناك بال ش ��ك‬
‫يتّبعها اآلباء واألمهات‪ ،‬وسنقف عند بعضها‪:‬‬
‫‪ .1‬التس ��لط والقم ��ع‪ :‬حي ��ث نرى أمه ��ات يفرضن‬
‫القواع ��د والقوان�ي�ن بطريقة االس ��تبداد دون تش ��اور أو‬
‫ح ��وار أو نقاش‪ُ ،‬يلزمن أطفالهن بتنفيذ القرارات بإرادة‬
‫صارمة وال ُي ِعرن ألقوالهم وآرائهم أهمية‪ ،‬ورمبا يستهزئن‬
‫مبادرة شخصية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ميل أو‬
‫كل خطوة أو ٍ‬ ‫ويحقّ رن َّ‬
‫وال ب � ّ�د من معرفة الفارق بني الس ��لطة واالتس ��لط‪،‬‬
‫فالس ��لطة ه ��ي ِص َم ��ام األم ��ان للموازن ��ة ب�ي�ن الصواب‬
‫خل ِفية التي تع ِّل ��م األبناء ُّ‬
‫حتمل‬ ‫واخلط ��أ‪ ،‬وهي الق ��وة ا َ‬
‫املس ��ؤولية والقي ��ام بامله ��ام بأس ��اليب تتراوح ب�ي�ن اللّني‬
‫والشدة حسب ما يقتضي احلال‪.‬‬
‫وح � ِ�ر ٌّي أن تعل ��م األم أن أس ��لوب القم ��ع والتس� � ُّلط‬ ‫َ‬
‫مينحه ��ا عل ��ى املدى القصير الش ��عور بالق ��وة والضبط‬
‫ولكن ��ه يؤدي على امل ��دى البعيد إلى ع ��دم نضج الطفل‬
‫وضعف ش ��خصيته وع ��دم قدرت ��ه على اتخ ��اذ القرارات‬ ‫َ‬
‫بش ��كل إف ��رادي حتى بع ��د أن يصبح الولد أب� � ًا أو تصبح‬
‫أم ًا‪.‬‬
‫البنت ّ‬
‫‪ .2‬القس ��وة‪ :‬يؤك ��د بعض علماء التربي ��ة أنّ اإلكراه‬
‫ف ��ي التربية والقس ��وة واس ��تخدام العنف يك ��ون نتيجة‬
‫التس � ُّ�رع وع ��دم االحت ��رام الكاف ��ي للطبيعة اإلنس ��انية‪،‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪6‬‬
‫قدم‬‫ويترت ��ب على ذلك طف � ٌ�ل متم ِّرد مس ��لوب اإلرادة‪ُ ،‬ي ِ‬
‫ترصد اآلخرين له حيث إنه‬ ‫عل ��ى عمله متر ِّدداً‪ ،‬يتوق ��ع ّ‬
‫عن طريق ت�أمني الأمن النف�سي وتوفري‬ ‫اعتاد الشك واالنتقاد للوسط احمليط به‪.‬‬
‫ج ّو ي�سوده املرح والبهجة �ستتف ّتح طاقات‬ ‫وطبيع ��ي ف ��ي مث ��ل ه ��ذه البيئ ��ة أ ّال تفك ��ر األم ف ��ي‬
‫التواص ��ل م ��ع أبنائه ��ا أو اإلجاب ��ة مبوضوعي ��ة ع ��ن‬
‫الأبناء الفكرية وتتح َّول بعد ذلك �إىل‬ ‫تس ��اؤالتهم‪ ،‬ول ��ن يك ��ون ل ��دى األبن ��اء تفكير س ��وي؛ إذ‬
‫وق ُدرات تنقل لهم اخلربات‬‫مهارات ُ‬ ‫أن تأثي ��ر القس ��وة يص ��ل إل ��ى عمق الش ��خصية ويصبح‬
‫التفكير مرتبط ًا بهاجس واحد هو وجود خطر دائم من‬
‫واحدة‪ ،‬مما يو ِّلد الش ��عور بعدم األهمية وفقدان األمان‬ ‫اآلخرين عليهم مواجهته والدفاع عن أنفسهم‪.‬‬
‫ويدفعهم االضطراب إلى التالعب واستغالل‬ ‫ُ‬ ‫والتش ��تتَ‬ ‫لعل فطرة األم وخوفها على‬ ‫‪ .3‬احلماي ��ة الزائدة‪َّ :‬‬
‫املواق ��ف لصاحلهم وحماية أنفس ��هم‪ .‬فيصب ��ح الواحد‬ ‫أبنائه ��ا يؤديان إل ��ى التصرف بطريق ��ة خاطئة وهي ال‬
‫منهم عدواني ًا َق ِلق ًا ُيترجم ذلك في مدرسته على شكل‬ ‫تدري‪.‬‬
‫استخفاف وإهمال وعنف طوال الوقت‪.‬‬ ‫طرق سلبية‬ ‫فكما أن التس ��لط والقمع والقسوة هي ٌ‬
‫‪ .5‬احل ��زم واالتزان في التربي ��ة‪ :‬ال أحد ينكر أنّ‬ ‫ف ��ي التربي ��ة يج ��ب ع ��دم ممارس ��تها‪ ،‬كذل ��ك األمر في‬
‫عملية التربية مس ��ؤولية مش ��تركة ب�ي�ن األب واألم‪ ،‬وال‬ ‫احلماي ��ة الزائ ��دة والرعاية التفصيلي ��ة بحيث حترص‬
‫أح ��د ينكر أيض� � ًا أنّ األم هي التي تقض ��ي معظم وقتها‬ ‫مفرطة على حماي ��ة ولدها وهي ال تدري‬ ‫األم بطريق ��ة ِ‬
‫م ��ع أبنائه ��ا‪ ،‬بينم ��ا يقتص ��ر جل ��وس األب عل ��ى فترات‬ ‫أنه ��ا حترمه م ��ن التد ُّرب عل ��ى حمل األعب ��اء الصغيرة‬
‫قصيرة محدودة وبأوقات متباعدة‪.‬‬ ‫حيث يترس ��خ في ذهن الطفل أن هن ��اك َمن يقوم ِّ‬
‫بحل‬
‫والدراية‬‫ِّ‬ ‫بالتعلم‬ ‫األم‬ ‫ل ��ذا فإن ��ه من املهم أن حتظ ��ى‬ ‫مش ��اكله‪ .‬فينش ��أ اتكالي� � ًا ال ُيعتم ��د علي ��ه ف ��ي املواقف‬
‫الالزم�ْي�نْ لتربي ��ة أبنائه ��ا بحي ��ث ميكنه ��ا أن تصل إلى‬‫َ‬ ‫االجتماعي ��ة‪ ،‬وال ميكن ��ه االنخ ��راط في جماع ��ة أو مع‬
‫إيجاد توازن وترسم حدود ًا واضحة دون ضغط أو حتكُّ م؛‬ ‫فريق عمل‪.‬‬
‫وهذا هو التوازن في التربية الصحيحة‪.‬‬ ‫إن حماي ��ة األم الزائ ��دة لطفلها ُتضع ��ف لديه م َلكة‬
‫إنَّ األم املتوازن ��ة ف ��ي رعاية أبنائه ��ا تع ّبر عن عظيم‬ ‫التفكي ��ر‪ ،‬ف�ل�ا يع ��ود ق ��ادر ًا عل ��ى َح ِّل مش ��اكله‪ ،‬وت ّتس ��م‬
‫حبه ��ا له ��م وتق � ِّ�در آراءه ��م وتتق ��رب منه ��م وتفخ ��ر‬ ‫ش ��خصيته فيم ��ا بع ��د باخل ��وف‪ ،‬فض�ل ً�ا عن اس ��تعداده‬
‫بتصرفاته ��م ومتنحه ��م مس ��احة م ��ن احلري ��ة لتنظيم‬ ‫لالس ��تجابة للفس ��اد ورف ��اق الس ��وء‪ ،‬كما يفق ��د القدرة‬
‫س ��لوكهم‪ ،‬وال ش ��ك أنها س ��تُ ذكي روح التنافس واإلبداع‬ ‫عل ��ى التحكم ف ��ي انفعاالته‪ ،‬ويصب ��ح ُعرضة لألمراض‬
‫عنده ��م‪ .‬ذل ��ك أن الس ��لوك اإلبداع ��ي يتأث ��ر باحلال ��ة‬ ‫النفسية واجلسدية‪.‬‬
‫النفس ��ية والوجدانية‪ ،‬فعن طريق تأمني األمن النفسي‬ ‫‪ .4‬اإلهمال والالمب ��االة‪ :‬ويبرز هذا النمط داخل‬
‫وتوفي ��ر ج� � ّو يس ��وده امل ��رح والبهج ��ة س ��تتفتّح طاق ��ات‬ ‫األ ْس ��ري الناجت عن العالقات‬ ‫األس ��رة عند عدم التوافق ُ‬
‫وق ُدرات‬ ‫وتتحول بع ��د ذلك إلى مهارات ُ‬
‫َّ‬ ‫األبن ��اء الفكرية‬
‫الزوجي ��ة احملطم ��ة أو عن ��د انش ��غال كل م ��ن األب واألم‬
‫العظة‬ ‫ِ‬ ‫إلى‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫األم‬ ‫حتتاج‬ ‫فال‬ ‫اخلبرات‪،‬‬ ‫تنقل لهم‬
‫بعمله اخلاص لتأمني متطلبات احلياة‪ .‬وأخطر ما في‬
‫واإلرشاد املباشر إال عند الضرورة‪.‬‬
‫األم ��ر هو االعتماد في ه ��ذه احلالة على خادمة لرعاية‬
‫وعلى العموم كلما مالت األم في تعاملها مع أبنائها‬
‫حاجات األبناء‪ ،‬وهذا خط ٌأ فادح تقع فيه األم‪ .‬فالرعاية‬
‫إل ��ى الصداق ��ة والتفاهم والسالس ��ة املمزوج ��ة باحملبة‬
‫وتق ��دمي العط ��ف واحلن ��ان وإش ��باع حاج ��ات األبن ��اء‬
‫والعط ��ف أثم ��ر ذل ��ك ا ِّتزان� � ًا ف ��ي الس ��لوك االجتماعي‬
‫حق واج � ٌ�ب على األم ال ينبغ ��ي التفريط‬ ‫النفس ��ية ه ��ي ٌّ‬
‫وتفجر بعد ذلك إبداع ًا تتمتع به األم وتهدي للمجتمع‬ ‫َّ‬ ‫ألي كان‪.‬‬ ‫فيه أو تضييعه أو تسليمه ٍّ‬
‫أيض ًا طاقة بشرية متوازنة ينعم بها اجلميع على املدى‬
‫الطويل ‪l‬‬
‫وم ْث � ُ�ل ه ��ذا اإلهم ��ال ي ��ؤدي إل ��ى فق ��دان األبن ��اء‬ ‫ِ‬
‫مكانته ��م داخل األس ��رة كم ��ا يحرمهم من نش ��وة الفوز‬
‫والنج ��اح‪ .‬فالفش ��ل والنجاح في ه ��ذه البيئة نتيجتهما‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪7‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫الصحابة في لبنان‬
‫املدهشة‬
‫عت جزئياته املمتعة ْ‬ ‫املهمش‪ُ ،‬ج ِم ْ‬
‫ستكون سلسلتنا هذه «الصحابة في لبنان» نافذة إلى التاريخ املجهول َّ‬
‫الت ��ي تجُ ي ��ب على أس ��ئلة كثي ��رة؛ منها‪ :‬كيف وصل اإلس�ل�ام إلى لبنان؟ ه ��ل دخل الصحاب ��ة والصحابيات إلى هذه‬
‫األرض؟ وما أسماؤهم؟ أين نامت التفاصيل الرائعة لتلك احلقبة املضيئة؟‬

‫دمشق ً‬
‫أوال؟‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الصحابة في‬ ‫ملاذا‬
‫(‪)2‬‬
‫بقلم‪ :‬الشيخ يوسف القادري‬
‫اج َلتْهُ المْ َ ِن َّية‬
‫لغزو الشام عام ‪9‬هـ التزام ًا بهذه اآلية ُث َّم َع َ‬ ‫تعرفنا ف ��ي احللقة الس ��ابقة إلى «اس ��تراتيجية‬
‫[‪َ .‬و َق ��ا َم ِب َ‬
‫األ ْم ِر َب ْعده َو ِزي ��ره َو َص ِديقه َوخَ ِليفَته أَ ُبو َبكْ ر‬ ‫فتوح ��ات الصحابة» عموم ًا رضي الل ��ه عنهم‪ .‬وحلقتنا‬
‫الص ِّديق‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ومح ِّبيها‪،‬‬
‫هذه حتمل ِبشارات ومفاجآت ألهل بالد الشام ُ‬
‫وك َما َأ ْخ َب َر َر ُسول ال َّله [‪ :‬أرغم أبو بكر رضي‬ ‫‪َ .4‬‬ ‫الختيار الصحابة رضي الله‬ ‫ِ‬ ‫الدافع‬ ‫و ُتلقي الضوء على ّ‬
‫الله عنه أنف ِكس ��رى وقيصر وم ��ن أطاعهما ِم ْن العباد‪،‬‬ ‫عنهم الشام خاصة‪ ،‬بدل إكمال فتوحات العراق والتوغل‬
‫َهما ِفي َس � ِ�بيل ال َّله (تفس ��ير ابن كثير)‏‪.‬‏ ثم‬ ‫َوأَ ْن َف ��قَ كنوز َ‬ ‫إلى ما وراءها شرق ًا‪ .‬وملاذا دمشق بالذات؟ تساؤل يتبادر‬
‫َب َعث [ قبل موته أس ��امة ب ��ن زيد رضي الله عنه ليغزو‬ ‫إلى الذهن!‬
‫ُتخوم الشام‏ ‏» (البداية والنهاية‪.)2:7 :‬‬ ‫ُ‬
‫احلافظ ابنُ كثير الدمشقي‬ ‫املفس ُ��ر املؤ ِّرخُ‬
‫ولقد َن َّبه ِّ‬
‫وهذا الس ��بب الذي لمَ َّ ��ح إليه «إخبار‬ ‫�ص عل ��ى ثالثة أس ��باب‬ ‫إل ��ى ذل ��ك‪ ،‬فن � ّ‬
‫الرسول[» هو الذي سنر ِّكز عليه‪ ،‬فقد‬ ‫صراح � ً�ة ف ��ي بداي ��ة أحداث س ��نة ‪13‬هـ‬
‫كان ل ��ه دور كبي ��ر في اختي ��ار الصحابة‬ ‫مبوس ��وعــــــته التـــــاريخــــــي ��ة «البداي ��ة‬
‫الكرام للشام‪.‬‬ ‫والنهاي ��ة»‪ ،‬وأش ��ار إل ��ى س ��بب راب ��ع في‬
‫‪ l‬التوجيه القرآني‪ :‬لقد َر َّبى رسول‬ ‫كتابه «التفسير» قائ ًال‪:‬‬
‫الل ��ه [ املؤمن�ي�ن عل ��ى تعالي ��م القرآن‬ ‫عازم‬
‫ٌ‬ ‫والص ِّديقُ‬
‫السنة ِّ‬ ‫ُ‬ ‫«استه َّل ْت هذه‬
‫الدور األساس في تعبئتهم‬ ‫الذي كان له َّ‬ ‫جمع اجلنود ليبعثهم إلى الش ��ام‪،‬‬ ‫على ْ‬
‫التربوي ��ة واجلهادي ��ة‪ ،‬فوج ��دوا آيات ��ه‬ ‫وذلك بعد َم ْر ِج ِعه من احلج‪:‬‬
‫�ص عليهم ما ج ��رى لألنبياء عليهم‬ ‫تق � ّ‬
‫الس�ل�ام في «األرض املباركة» بالد الشام‬ ‫‪َ .1‬عم�ل ً�ا بقول ��ه تعال� �ى‏‪:‬‏ ‏ َي ��ا‬
‫الت ��ي تتك ��رر في آيات كثي ��رة؛ نحو قوله‬ ‫آم ُن ��وا َق ِات ُلوا ال َِّذينَ َي ُلون َُك ْم‬ ‫أَ ُّي َها ال َِّذينَ َ‬
‫تعالى‪:‬‬ ‫ني‬‫ِم ��نَ ال ُْكفَّ ِار‏ أم� � َر ال َّله ت َعال ��ى المْ ُؤ ِْم ِن َ‬
‫أَ ْن ُيق َِات ُل ��وا ال ُْكفَّ ��ار أَ َّو ًال َف� �أَ َّو ًال‪َ ،‬‬
‫األقْ � � َرب‬
‫‪َ  -‬وأَ ْو َرثْ َن ��ا ا ْل َق� � ْو َم ال َِّذي ��نَ َكا ُن ��و ْا‬ ‫َف َ‬
‫األ ْر ِض َو َمغ َِار َب َها‬‫ُي ْس� �ت َْض َعفُ ونَ َم َش � ِ�ارقَ َ‬ ‫فتجه َز‬
‫َّ‬ ‫اإل ْس�ل�ام‪...‬‬ ‫األقْ ��رب ِإ َلى ح ْوزَة ِ‬
‫ال َِّتي َبا َر ْكنَا ِفي َها (األعراف‪.)137:‬‬ ‫جزيرة‬‫�اس ِإل ��ى ِ‬ ‫رس ��ول ال َّل ��ه [ ِل َغ� �ز ِْو ال � ُّ�ر ِوم أقْ � ِ‬
‫�رب ال َّن � ِ‬
‫األ ْر ِض ال َِّت ��ي َبا َركْ َن ��ا ِفي َها‬ ‫وط ��ا ِإ َل ��ى َ‬ ‫‪َ  -‬ونجَ َّ ْي َن ��ا ُه َو ُل ً‬ ‫الد ْع َو ِة ِإ َلى اإلس�ل�ام‪( :‬تفس ��ير‬ ‫ال َع� � َرب‪َ ،‬وأَ ْو َل ��ى النَّاس ِب َّ‬
‫ِل ْل َعالمَ ِ نيَ (األنبياء‪.)71 :‬‬ ‫ابن كثير)‪.‬‏ ‬
‫ان ا َّل � ِ�ذي أَ ْس� � َرى ِب َع ْب � ِ�د ِه َل ْي�ل ً�ا ِّمنَ امل َ ْس � ِ�ج ِد‬
‫س� � ْب َح َ‬ ‫‪ُ -‬‬ ‫مال بقوله تعالى‏ ‏‪:‬‏ َق ِات ُلوا ال َِّذينَ ال ُيؤ ِْمنُو َن‬ ‫وع ً‬ ‫‪َ .2‬‬
‫َ‬
‫حل� � َر ِام ِإ َل ��ى امل َ ْس � ِ�ج ِد األقْ َص ��ى ا َّل � ِ�ذي َبا َركْ َن ��ا َح ْو َل ��هُ ‬ ‫ا َ‬ ‫اآلخ ِر َوال ُي َح ِّر ُمونَ َما َح َّر َم ال َّلهُ َو َر ُسو ُلهُ‬‫ِبال َّل ِه َوال ِبا ْل َي ْو ِم ِ‬
‫(اإلسراء‪.)1 :‬‬ ‫�اب َحتَّ ى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َوال َي ِدي ُن ��ونَ ِدي ��نَ الحْ ��قِّ ِمنَ ال َِّذي ��نَ أو ُتوا ال ِْك َت � َ‬
‫فالقدس من أهم مدن الش ��ام‪ ،‬بل عاصمتها الدينية‬ ‫ُي ْع ُطوا الجْ ِ ْز َي َة َع ْن َي ٍد َو ُه ْم َص ِاغ ُرونَ ‏‏‪.‬‬
‫وم ْس� � َرى الرسول‬ ‫األولى َ‬ ‫القبلة ُ‬ ‫وفيها املس ��جد األقصى ِ‬
‫[‪.‬‬ ‫واقتداء برس ��ول الله‪ :‬فإنه [ جمع املسلمني‬
‫ً‬ ‫‪.3‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪8‬‬
‫معاوي ��ة ْبن ُق � َّ�ر َة َع ْن ِأبي � ِ�ه رضي الله عن ��ه قال‪ :‬قال‬ ‫واملب ��ارك حول األقص ��ى كل بالد «الش ��ام» التي كانت َع � ْ�ن ِ‬
‫ال خَ ْي َر ِفيكم‪ .‬ال‬ ‫الش � ِ�ام َف َ‬‫‏«إ َذا َف َس� � َد أَ ْه ُل َّ‬ ‫�ول ال َّل ِه [‪ِ :‬‬ ‫والية من دولة اإلسالم‪ ،‬ثم جزَّ أها األعداء بعد (سايكس– َر ُس � ُ‬
‫ال َي ُض ُّر ُه ْم َم ْن خَ َذ َل ُه ْم‬ ‫ْص ِورينَ َ‬ ‫�زال َط ِائف ٌَة ِم ْن ُأ َّم ِتي َمن ُ‬ ‫(ينظر ت � ُ‬ ‫بيكو) دويالت‪ :‬فلس ��طني وس ��وريا ولبنان واألردنّ ُ‬
‫يح‏‪.‬‬
‫ال‪َ :‬ح َس ٌن َص ِح ٌ‬ ‫اع ُة‏»‏رواه الترمذي و َق َ‬ ‫الس َ‬ ‫َحتَّ ى تَقُ و َم َّ‬ ‫لش ّراب)‪.‬‏‬ ‫والسيرة» ُ‬ ‫السنة ِّ‬ ‫عالم األثيرة في ُّ‬ ‫«ا َمل ِ‬
‫النبي [ أكثر من‬ ‫ِّ‬ ‫‪ l‬التوجي ��ه النب ��وي‪ :‬لقد َص َّح عن‬
‫الرباط ُأ ِجر‪ :‬عن َس ��لمة ْبن‬ ‫نية ِ‬ ‫‪َ .5‬‏من أقام بها ِب ّ‬
‫ْقيت‬ ‫َال‪ِ :‬إنِّي َس َّمن ُْت الخْ َ ْي َل وأل ُ‬ ‫توصل د‪ .‬بديع الس ��يد ُن َف ْي ٍل أنه أَ َتى الن َِّب َّي [ َفق َ‬ ‫‪ 20‬حديث� � ًا في فضل الش ��ام‪ .‬وقد َّ‬
‫اللحام في بحثه النافع‪« :‬مكانة الش ��ام ودمش ��ق ‪ -‬قراءةٌ‬ ‫ّ‬
‫َال! َفق َ‬
‫َال َلهُ‬ ‫قلت‪ :‬ال قت َ‬ ‫الس�ل�ا َح ووض َع ْت الحْ َ ْر ُب أَ ْوزَا َر َها؛ ُ‬ ‫ِّ‬
‫َال طائف � ٌ�ة ِم ْن ُأ َّمتي‬ ‫َال! ال َتز ُ‬ ‫ّ ال َّنب � ُّ�ي [‪« :‬اآل َن َج ��ا َء ال ِْقت ُ‬ ‫ة‬ ‫عام‬ ‫�ام‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫فضل‬ ‫في‬ ‫«ورد‬ ‫أنه‪:‬‬ ‫إلى‬ ‫النبوي»‬ ‫احلديث‬ ‫في‬
‫لوب أَقْ َوام ُ‬ ‫ودمشق خاصة من األحاديث واآلثار ما لم َي ِرد في فضل‬
‫َهم‬‫فيقاتلون ْ‬ ‫زيغ ال َّله ُق َ‬ ‫َّاس‪ُ ،‬ي ُ‬ ‫ظاهري ��نَ َع َلى الن ِ‬
‫وجل َو ُهم‬ ‫َّ‬ ‫رزقه � ْ�م ال َّل ��ه منهم حتى ي ْأت ��ي أَ ْم ُر ال َّل ِه ع ��زَّ‬ ‫مدينة أخرى من مدن اإلسالم إذا استثنينا مكة املكرمة‪َ ،‬و َي ُ‬
‫�ام‏» رواه أحمد‬ ‫�ن َّ‬
‫الش � ُ‬ ‫املؤمن�ي َ‬‫�ك‪ .‬أَال ِإنَّ ُع ْق� � َر َد ِار ِ‬ ‫َع َل ��ى ذل � َ‬ ‫واملدينة املنورة» ‏‪ .‬وهذه جملة ِمن األحاديث‪:‬‬
‫والنسائي بنحوه‪.‬‬ ‫‪َ .1‬تكفَّ ��ل الل ��ه‬
‫هذه بعض األحاديث‬ ‫بالش ��ام وأهل ��ه‪َ :‬ع ��ن‬
‫النبوية املرفوعة‪ ،‬وهناك‬ ‫املبارك حول الأق�صى‪ :‬كل بالد «ال�شام» التي كانت والية‬ ‫عب � ِ�د الل � ِ�ه ب � ِ�ن َح َوا َل� � َة‬
‫آثار كثيرة موقوفة على‬ ‫من دولة الإ�سالم‪ ،‬ثم ج َّز�أها الأعداء بعد (�سايك�س–‬ ‫�ال‪:‬‬ ‫رض ��ي الل ��ه عن ��ه َق � َ‬
‫الصحابة‪ ،‬حتى اعتبره‬ ‫بيكو) دويالت‪ :‬فل�سطني و�سوريا ولبنان وال ّ‬
‫أردن‬ ‫�ول الل � ِ�ه [‪:‬‬ ‫�ال َر ُس � ُ‬ ‫َق � َ‬
‫راني عهد ًا‬ ‫الش � ْ�ع ُّ‬‫اإلمام َّ‬ ‫األ ْم � ُ�ر إ َلى أ ْنَ‬‫�يصير َ‬ ‫«س �‬
‫ُ‬
‫نبو ّي ًا فقال‪ُ ( :‬أ ِخ َذ علينا‬ ‫�ودا مج َّن َدةً‪،‬‬ ‫تكون ��وا جن � ً‬
‫التجار‬ ‫�ول الله [ أَ ْن ُن َر ِّغب إخواننا ّ‬ ‫العام من رس � ِ‬ ‫ُّ‬ ‫العهد‬‫ُ‬ ‫ابنُ‬ ‫َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫»‬ ‫�راق‬ ‫�‬
‫ِ َُ ٌ ِ ِ ِ‬ ‫الع‬ ‫ب‬ ‫ْد‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫ْي‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫الش � ِ�ام َ ُ ْ ٌ ِ‬
‫�د‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ج ْن � ٌ�د ِب َّ‬
‫أن يجعلوا ُمعظ ��م ن َّيتهم‬ ‫َال‪ :‬الذي ��ن ُيس ��افرون إل ��ى الش � ِ�ام ْ‬ ‫�ك!! َفق َ‬ ‫إن أدرك ُْت َذ ِل � َ‬ ‫�ول الل � ِ�ه ْ‬ ‫َحوا َل� � َة‪ِ :‬خ � ْ�ر ِل ��ي َيا رس � َ‬
‫فيثابوا على ذلك‬ ‫الش ِام ‪ُ -‬‬ ‫�ارع في ُسكنى َّ‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ال‬ ‫أمر‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫امثتال‬ ‫الله ِم ْن أَ ْر ِض ِه‪َ ،‬ي ْجت َِبي ِإل ْيها‬ ‫الش � ِ�ام‪َ ،‬ف ِإ َّن َها ِخي َر ُة ِ‬ ‫«عليك ِب َّ‬
‫التجارة)‪ .‬فكيف بنا نحن املقيمني بالش ��ام؟! وقد‬ ‫ِ‬ ‫يمن ُكم َواس ��قُ وا ‪ -‬دون‬ ‫َ‬
‫تم فعل ْيكم ِب ِ ْ ْ‬ ‫باد ِه‪َ ،‬فأ َّما ِإ ْن أَ َب ْي ْ‬ ‫ِخي َر َتهُ ِم ْن ِع ِ‬
‫الش ��ام َوأَ ْه ِل ِه» رواه أحمد جمع ه ��ذه األحاديث عش ��رات العلماء كابن عس ��اكر في‬
‫ِم � ْ�ن ُغ ُد ِر ُك ْم‪َ ،‬ف ِإن الل َه ت َوكَّ ل ِلي ِب َّ ِ‬
‫«تاري ��خ دمش ��ق»‪ ،‬وأفردوه ��ا بالتأليف؛ وه ��ذه مناذج مما‬ ‫وأبو داود وغيرهما‪ .‬والغُ ُدر‪ :‬أحواض املاء‪.‬‬
‫ُط ِبع منها‪« :‬ترغيب أهل اإلس�ل�ام في ُسكنى الشام» للعز‬
‫‪ .2‬وه ��ي ِح ْصن املس ��لمني‪ :‬عن أبي ال ��درداء رضي ابن عبدالس�ل�ام‪ ،‬و«فضائل الش ��ام» الب ��ن َر َجب احلنبلي‪،‬‬
‫بس ��نِّ الهج ��رة إل ��ى الش ��ام» لبره ��ان الدي ��ن‬ ‫ني و«اإلع�ل�ام َ‬ ‫اط المْ ُ ْس ِل ِم َ‬ ‫الله [‪«ِ :‬إنَّ ُف ْس َط َ‬ ‫ول ِ‬ ‫الله عنه قال‪ :‬قال َر ُس ُ‬
‫�ال َل َها‪ :‬البقاعي‪.‬‬ ‫وط � ِ�ة ِإ َل ��ى َج ِان � ِ�ب َم ِدي َن � ٍ�ة ُي َق � ُ‬ ‫ْح َم � ِ�ة ِبالْغُ َ‬ ‫َي� � ْو َم المْ َل َ‬
‫الش ِام» رواه أحمد وأبو داود‪ .‬وفي‬ ‫ِد َم ْشقُ ‪ِ .‬م ْن خَ ْي ِر َم َد ِائ ِن َّ‬
‫يفس ��ر كثافة مش ��اركة الصحاب ��ة في معركة‬ ‫كل ه ��ذا ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫وصححه‪ ،‬ووافقه‬ ‫مناز ِل ا ُمل ْس ��لمني»‬
‫َّ‬ ‫رواي ��ة احلاكم‪« :‬خير ِ‬
‫اليرموك (‪13‬هـ) التي اعتَرضت طريقهم إلى فتح الشام‬ ‫احل ْصن‪.‬‬ ‫الذهبي‪ .‬والفُ سطاط هنا‪ِ :‬‬
‫حيث‏ «كان في ذلك اجلمع ألف رجل من الصحابة منهم‬
‫‪ .3‬املالئك ��ة حتميه ��ا‪َ :‬ع ْن َز ْي ِد ْب � ِ�ن َث ِاب ٍت رضي الله مائة من أهل بدر‏» (البداية والنهاية‪9:7 :‬‏)‪.‬‬
‫‪َ l‬ت ِنبي ��ه‪ :‬تجَ ��در اإلش ��ارة إل ��ى أنّ فضائ ��ل الش ��ام ال‬ ‫‏«طو َبى‬ ‫�ال [‪ُ :‬‬ ‫�ول ال َّل ��ه [ َف َق � َ‬ ‫�ال‪ُ :‬ك َّن ��ا عن� � َد َر ُس � ِ‬ ‫عن ��ه َق � َ‬
‫ال‪:‬‏«ألنَّ َمالئك َة تعن ��ي أنّ اإلقامة بها ُتغني ع ��ن أداء الواجبات واألعمال‬ ‫لك َيا َر ُسول ال َّل ِه؟ َق َ‬ ‫لشاْم»‏ ‏‪َ .‬فقُ ْلنَا ألي َذ َ‬ ‫ِل َّ‬
‫أجنحتها عل ْيها» رواه أحمد والتِّرمذي الصاحل ��ات‪ ،‬ب ��ل هي بيئ ��ة صاحل ��ة ُم ِعينة عل ��ى اخلير‪،‬‬ ‫�ط ٌة ْ‬‫اس � َ‬ ‫الر ْحمن َب ِ‬ ‫َّ‬
‫غري � ٌ�ب‪ .‬وصححه ابن ِحبان‪ .‬وكلمة بعيدة عن الفنت وعذاب الله‪ ،‬لذا قال س ��لمان الفارس ��ي‬ ‫يث حس ��ن ِ‬ ‫وقال‪َ :‬ح ِد ٌ‬
‫رض ��ي الل ��ه عنه حني ُأ ِل � َّ�ح عليه بالقدوم إلى الش ��ام‪« :‬إنّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫أي حالة ط ِّيبة‪.‬‬ ‫«طوبى» ِبو ْزن ُب ْش َرى‪ْ :‬‬ ‫ُ‬
‫يقدس اإلنسا َن َع َم ُله»‪l‬‬ ‫تقدس أحد ًا وإمنا ِّ‬ ‫األرض ال ِّ‬ ‫َ‬ ‫األقل فس ��اد ًا وبها الطائف ��ة املنصورة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .4‬ه ��ي‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪9‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫الدين عند اليهود‬
‫عقائد الدين عند اليهود‬
‫بقلم‪ :‬محمد علي دولة‬
‫دمشق‬
‫ش ��وائب ال ت ��زال عالق ��ة بها حتى اليوم‪ ،‬فهي مس � َّ�جلة في‬ ‫العقائــــد‬
‫كتبهم‪ ،‬تشهد على قبيح ُصنْع أحبارهم في هذا املجال!!‬ ‫هــــ ��ي أس� �ـــــــاس‬
‫❋❋❋‬ ‫ا لــــــــد ين ‪ ،‬و عنا و ين ��ه‬
‫الكب ��رى‪ ،‬وعليها تس ��تند‬
‫لقد تفاوت عدد العقائد عن اليهود من فرقة إلى‬ ‫تعالي ��م الدين ك ّله ��ا‪ .‬ودينُ‬
‫«س ْعديا‬‫أخرى‪ ،‬ومن َح ْبر إلى آخر‪ .‬فاحلبر اليهودي َ‬ ‫الل ��ه الواح ��د ال ��ذي َبع ��ث ب ��ه‬
‫حدد في كتابه «األمانات‬‫املتوفى سنة ‪944‬م ّ‬ ‫َّ‬ ‫الفَ ُّيومي»‬ ‫س ��ائ َر أنبيائه الكرام ‪ -‬الذين ال يعلم‬
‫واالعتقادات» عدد هذه العقائد بعشر ال غير‪ ،‬وا َ‬
‫حل ْبر‬ ‫َع َد َده ��م إال الله ‪ُ -‬بني عل ��ى عقائد خمس متطابقة‪ ،‬لكن‬
‫َّ‬
‫املتوفى سنة ‪1205‬م‬ ‫اليهودي اآلخر «موسى بن ميمون»‬ ‫التش ��ريعات واألحكام اختلفت باختالف مصالح الشعوب‬
‫أوصلها في كتابه «داللة احلائرين» إلى ثالث عشرة‪ ،‬في‬ ‫واألقوام‪ ،‬الذين ُبعث فيهم أنبياء الله‪.‬‬
‫حني أنّ مؤسس احلركة «اإلصالحية» اليهودية‪« :‬موسى‬ ‫إنَّ جميع األنبياء كانت عقائد دينهم (أو أركان اإلميان‬
‫مندلسون» ذكر أنَّ جوهر اليهودية ينحصر في االعتقاد‬ ‫عنده ��م) ه ��ي‪ :‬اإلميان بالل ��ه‪ ،‬ومالئكت ��ه‪ ،‬وكتبه‪ ،‬ورس ��له‪،‬‬
‫وخلود النفس‬ ‫بوجود الله‪ ،‬وعنايته ورعايته َ‬
‫خللْقه‪ُ ،‬‬ ‫واليوم اآلخر‪ .‬لكن اليهود ذكروا هذه األمور اخلمسة‪ ،‬ولم‬
‫البشرية‪ .‬وطائفة اليهود األرثوذوكس املعاصرة‪ ،‬التي‬ ‫يهتم ��وا باألمور األربعة األخيرة اهتمام ًا يليق بكونها من‬
‫لفرقة «الف ِّريس ِّيني» القدمية‪ ،‬تذكر أنَّ عدد‬ ‫ُتعتبر امتداد ًا ِ‬ ‫عقائ ��د الدين وأس ��س اإلميان‪ ،‬بل إن األم ��ر األخير ‪ -‬وهو‬
‫هذه العقائد هو سبع‪.‬‬ ‫اإلمي ��ان بالي ��وم اآلخر ‪ -‬ل ��م ُيذكر أبد ًا في أس ��فار اليهود‪،‬‬
‫حتى كأنَّهم ال يؤمنون به وال يتوقعون حصوله!!‬
‫وأن ��ا هنا س ��وف أكتف ��ي بتع ��داد العقائد عن ��د طائفة‬ ‫وق ��د أض ��اف أحبار اليه ��ود إلى ه ��ذه العقائد اخلمس‬
‫حلب ��ر اليه ��ودي‬ ‫اليه ��ود املعاص ��رة‪ :‬األرثوذوك ��س‪ ،‬وعن ��د ا َ‬
‫التي ج ��اء بها جميع النبيني عقائد أخرى اس ��تحدثوها‪،‬‬
‫«موس ��ى بن ميمون»‪ .‬فاليه ��ود األرثوذوكس املعاصرون هم‬ ‫وال صلة له ��ا بالعقائد الدينية الغيب َّية أبداً‪ ،‬لذا اختلفت‬
‫أه ��م ِف� � َرق اليهود حالي� � ًا‪ ،‬وه ��م الوريث التقلي ��دي لفرقة‬ ‫أس ��ماء هذه العقائد وأعدادها عند هؤالء من ِف ْرقة دينية‬
‫اليه ��ود الف ِّريس� � ِّيني‪ ،‬الت ��ي هي أه ��م فرق اليه ��ود وأكثرها‬ ‫إلى أخرى‪ ،‬ومن َح ْبر كبير إلى آخر‪.‬‬
‫عدد ًا في تاريخهم القدمي‪.‬‬ ‫مقدمتها األس ��فار اخلمس ��ة‬ ‫إنَّ أس ��فار اليه ��ود‪ ،‬وف ��ي ِّ‬
‫إنَّ اليه ��ود األرثوذوك ��س لهم ِثقَلهم الع� � َددي والديني‬ ‫ً‬
‫املنس ��وبة إلى موس ��ى عليه الس�ل�ام‪ ،‬ل ��م تذكر أمرا اس ��مه‬
‫في دولة اليهود املعاصرة‪ :‬إسرائيل‪ ،‬وهذه الدولة ال تعترف‬ ‫تعدد هذه األركان‬ ‫(عقائ ��د الدين) أو (أركان اإلميان)‪ ،‬ولم ِّ‬
‫بأي ِم َّلة يهودية س ��وى ا ِمل َّلة األرثوذوكس ��ية‪ ،‬التي تكتس ��ب‬ ‫ِّ‬ ‫واحد‪ ،‬ولم تذكر أنَّ َم ْن‬ ‫ٍ‬ ‫أو مف ��ردات هذه العقائد في ن ََس � ٍ�ق‬
‫أهمي ��ة أخ ��رى باإلضاف ��ة إلى َك ْونه ��ا امتداد ًا للف ِّريس� � ِ ِّيني‬ ‫آم ��ن بها فق ��د اس ��تكمل اإلميان وه ��و من الفائزي ��ن‪ ،‬ولم‬
‫متس ��كها الش ��ديد‬ ‫القدم ��اء؛ وه ��ذه األهم ّي ��ة راجع � ٌ�ة إلى ُّ‬ ‫حت ��ذِّ ر الذين لم يؤمنوا بها جميع ًا بأنَّهم من اخلاس ��رين‪،‬‬
‫بالتوراة والتلمود‪.‬‬ ‫نحو ما جاء في القرآن الكرمي في قوله تعالى‪:‬‬ ‫وذلك على ِ‬
‫وموس ��ى بن ميمون من كبار أحبار اليهود‪ ،‬وقد عاش‬ ‫وكتُ ِبه و ُر ُس ��له واليوم اآلخر‬ ‫ومالئكت ��ه ُ‬
‫ِ‬ ‫وم ��ن يكفر بالل ��ه‬
‫َ‬
‫في العالم اإلسالمي‪ ،‬وتأثر كثير ًا بعلوم املسلمني وفكرهم‪،‬‬ ‫ضل َضال ًال بعيداً (النساء‪.)137 :‬‬ ‫فقد َّ‬
‫وق ��د ظهر ه ��ذا جلي ًا في صياغته للعقائد الثالث عش ��رة‪،‬‬ ‫املقدس ��ة عندهم إلى اإلميان‬ ‫لقد َد َعت أس ��فار اليهود ّ‬
‫التي اعتبرها خالصة للعقيدة اليهودية‪.‬‬ ‫بالل ��ه وإل ��ى توحي ��ده‪ ،‬وذك ��رت أس ��ماء العقائ ��د األخ ��رى‪،‬‬
‫تعداد لعقائد الطائفة األرثوذوكسية‪ ،‬وهــــــــي‬ ‫ٌ‬ ‫وهذا‬ ‫لكنّها لم تذكرها حتت اس ��م عقائد الدين‪ ،‬ولم تؤكد على‬
‫فـــــي حقيقتها عقائد معظم اليهود‪:‬‬ ‫وج ��وب تصديقها واإلمي ��ان بها‪ ،‬بل إنَّ بع ��ض ِف َرق اليهود‬
‫‪ -1‬اإلميان بوجود الله ووحدان ّيته‪.‬‬ ‫اليهود بعقائدهم‬ ‫ُ‬ ‫أنك ��ر بعضها ولم يؤمن بها‪ ،‬وقد أحل ��ق‬
‫‪ -2‬اإلميان باملالئكة واجلن والشياطني‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪10‬‬
‫تام� � ًا‪ :‬بأ َّن ��ه س ��تكون قيام ��ة‬
‫‪ -13‬أن ��ا أؤم ��ن إميان� � ًا ّ‬
‫لألموات‪.‬‬
‫ويالح ��ظ أن موس ��ى بن ميم ��ون قد تأثر كثي ��ر ًا بعلوم‬
‫املس ��لمني‪ ،‬ال س ��يما ف ��ي ذك ��ره الصف ��ات ُ‬
‫احل ْس ��نى لله عز‬
‫وجل‪ ،‬كما يالحظ بأنَّ كثير ًا من نصوص األسفار َّ‬
‫املقدسة‬
‫ضاد ما ذكره ابن ميمون!!‬ ‫عند اليهود ُت ُّ‬
‫وقد أضاف أحبار اليهود على هذه العقائد العشرين‬
‫خمس عقائد أخرى هي‪ -1 :‬اإلميان بأنَّ الله قد أورث‬
‫بني إسرائيل األرض املقدسة (فلسطني) إلى األبد‪،‬‬
‫‪ -2‬اإلميان بالكهنة والهيكل والقرابني‪ -3 ،‬اإلميان‬
‫بوجوب االختتان‪ -4 ،‬اإلميان بالسحر كما عند اليهود‪،‬‬
‫‪ -5‬اإلميان بقداسة جبل جرزمي كما عند اليهود‬ ‫‪ -3‬اإلمي ��ان بالكت ��اب املن ��زَّ ل م ��ن الل ��ه تعال ��ى‪ ،‬وه ��و‬
‫السامر ِّيني‪.‬‬ ‫(الت ��وراة)‪ ،‬الذي يقول ��ون بأن الله قد كتب ��ه حرف ًا بحرف‪،‬‬
‫فه ��ذه مجموع ��ة عقائ ��د تعداده ��ا خم ��س وعش ��رون‪،‬‬ ‫وس� � َّلمه إل ��ى موس ��ى ي ��د ًا بيد‪ ،‬في أس ��فل جب ��ل الطور في‬
‫وق ��د ُذك ��ر بعضها مرتني‪ ،‬واخلمس األول ��ى من عقائد ابن‬ ‫سيناء!!!‬
‫ميم ��ون ميك ��ن اختصاره ��ا وتس ��ميتها‪ :‬العقيدة ف ��ي الله‬ ‫‪ -4‬اإلميان باألنبياء؛ وهم فقط املذكورة أسماؤهم في‬
‫ووحدانيت ��ه وكمال ��ه‪ .‬وباإلمكان صياغة ه ��ذه العقائد في‬ ‫أسفار اليهود‪.‬‬
‫مجموع ��ة تعدادها خمس عش ��رة عقيدة‪ ،‬آم ��ن بها جميع‬ ‫‪ -5‬اإلميان باليوم اآلخر‪.‬‬
‫اليهود‪ ،‬قدمي ًا وحديث ًا‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -6‬اإلمي ��ان بالش ��عب املخت ��ار والش ��عب املق � َّ�دس‪ ،‬وهم‬
‫‪ -1‬اإلمي ��ان بوج ��ود الل ��ه س ��بحانه‪ ،‬وبوحدانيته‪ ،‬ومبا‬ ‫اليهود ماضي ًا وحاضر ًا ومستقب ًال‪.‬‬
‫يليق بجالله من الصفات‪.‬‬ ‫َ‬
‫املنتظر‪.‬‬ ‫‪ -7‬اإلميان باملسيح‬
‫‪ -2‬اإلميان باملالئكة واجلن والشياطني‪.‬‬ ‫أما العقائد عند موسى بن ميمون‪ ،‬فقد جاءت كما‬
‫‪ -3‬اإلمي ��ان بالت ��وارة الت ��ي أنزل ��ت عل ��ى موس ��ى‪ ،‬وأن‬ ‫يأتي‪:‬‬
‫شريعة التوارة خالدة ال تتغير‪ ،‬وال تنسخ‪.‬‬ ‫تام� � ًا‪ :‬أنَّ اخلال ��ق تب ��ارك اس ��مه‬ ‫‪ -1‬أن ��ا أؤم ��ن إميان� � ًا ّ‬
‫‪ -4‬اإلميان باألنبياء‪.‬‬ ‫وخالق‪ ،‬ومد ِّبر املخلوق ��ات كافة‪ ،‬وهو وحده صنع‬ ‫ٌ‬ ‫�ود‪،‬‬
‫موج � ٌ‬
‫‪ -5‬اإلميان باليوم اآلخر‪ ،‬واجلزاء األخروي‪.‬‬ ‫ويصنع كل األعمال‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلميان بالشعب املختار والشعب املقدس‪.‬‬ ‫واحد لي ��س لواحدن ّيته‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -2‬وأنَّ اخلال ��ق تب ��ارك اس ��مه‬
‫‪ -7‬اإلميان مبجيء املسيح املنتظر‪.‬‬ ‫وجه كان‪.‬‬ ‫أي ٍ‬ ‫مثيل‪ ،‬على ِّ‬
‫‪ -8‬اإلميان بأنّ موس ��ى عليه الس�ل�ام هو سيد األنبياء‬ ‫‪ -3‬وأنَّ اخلالق تبارك اسمه ليس جسداً‪ ،‬وهو منَزَّ ه عن‬
‫الذين سبقوه والذين حلقوه‪.‬‬ ‫شكل مط َلق ًا‪.‬‬ ‫أعراض اجلسد‪ ،‬وليس له ٌ‬
‫‪ -9‬اإلمي ��ان ب ��أن الل ��ه علي ��م بجمي ��ع أعم ��ال العب ��اد‬ ‫‪ -4‬وأنَّ له وحده دون غيره تليق الصالة والعبادة‪.‬‬
‫وأقوالهم وأفكارهم‪ ،‬وسوف يحاسبهم عليها‪.‬‬ ‫‪ -5‬وأنَّ اخلالق تبارك اسمه هو األول‪ ،‬وهو اآلخر‪.‬‬
‫‪ -10‬اإلمي ��ان بأنّ الله قد أورث اليهو َد األرض املقدس ��ة‬ ‫‪ -6‬وأنَّ كالم األنبياء حق‪.‬‬
‫إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫‪ -7‬وأنَّ نب � َّ�وة موس ��ى حقيقي ��ة‪ ،‬وأ َّن ��ه كان أب� � ًا لألنبياء‬
‫‪ -11‬اإلمي ��ان بقيامة املوتى من قبورهم‪ ،‬وبخلود الروح‬ ‫الذين كانوا قبله‪ ،‬والذين بعده‪.‬‬
‫إلى أبد اآلبدين‪.‬‬ ‫‪ -8‬وأنَّ الشريعة املوجودة بأيدينا‪ ،‬هي املعطاة ملوسى‪.‬‬
‫‪ -12‬اإلميان بالكهنة والهيكل والقرابني‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫شريعة إال من‬ ‫‪ -9‬وأنَّ هذه الشريعة ال تتغ َّير‪ .‬وال تكون‬
‫‪ -13‬اإلميان بوجوب االختتان‪.‬‬ ‫لدن اخلالق‪.‬‬
‫‪ -14‬اإلميان بالسحر وفق معتقد اليهود فيه‪.‬‬ ‫‪ -10‬وأنَّه عالم بكل أعمال بني البشر وأفكارهم‪.‬‬
‫‪ -15‬اإلمي ��ان بقداس ��ة جب ��ل جرزمي ف ��ي نابلس‪ ،‬وهذه‬ ‫‪ -11‬وأ َّن ��ه يكاف ��ئ الذي ��ن يحفظ ��ون وصاي ��اه‪ ،‬ويعاقب‬
‫عقيدة تخص اليهود السامريني وحدهم‪.‬‬ ‫الذين يخالفونها‪.‬‬
‫هذا وس ��وف أتناول هذه العقائد بش ��يء من التوضيح‬ ‫تام ًا‪ :‬بمِ جيء املس ��يح املنتظر ولو‬ ‫‪ -12‬أن ��ا أؤمن إميان ًا ّ‬
‫فيما يأتي من مقاالت إن شاء الله‪l‬‬ ‫تأخر مجيئه‪ ،‬فأنا أنتظر مجيئه‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪11‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫ِدالالت مولد النبي [‬
‫في حوار مع الداعية د‪ .‬منير الغضبان‬
‫حاورته‪ :‬سهاد ِّ‬
‫عكيلة‬
‫والثانوية بدمشق‪1972-1962 ،‬م ‪ ،‬وفي التوجيه التربوي‬ ‫زاهر‬
‫ْ‬ ‫مع َّط َر اجلنَ ِ‬
‫بات‬ ‫الوجود َ‬
‫ِ‬ ‫يوم َّ‬
‫أطل على‬ ‫ٌ‬
‫بإدارة تعليم البنات بالطائف ‪1395 ،1393‬هـ‪.‬‬ ‫زاخ ْر‬
‫بالبركات ِ‬
‫ِ‬ ‫الوض ِاء‬
‫ّ‬ ‫فوق جبينه‬‫النور َ‬‫ُ‬
‫‪ l‬ل ��ه العدي ��د م ��ن املؤلف ��ات‪ ،‬منه ��ا‪ :‬موس ��وعته ف ��ي‬ ‫بشائر‬
‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫وع‬ ‫ٌ‬
‫فرحة‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫مكّ‬ ‫وجه‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫وتألأل‬
‫الس ��يرة النبوي ��ة الت ��ي م ��ن عناوينه ��ا‪ :‬املنه ��ج احلرك ��ي‬ ‫]‬
‫واحلواض ْر؟‬
‫ِ‬ ‫ميالد َمن هذا الذي هزَّ البوادي‬ ‫ُ‬
‫و املنه ��ج الترب ��وي و املنه ��ج اجلهادي للس ��يرة النبوية ‪-‬‬ ‫وتدفق اخلير‬ ‫ّ‬ ‫ولد رس ��ولنا احلبيب [ فانتشر النور‪,‬‬
‫امل ��رأة ‪ -‬الفكر السياس ��ي اإلس�ل�امي ‪ -‬التراجم والتاريخ‬ ‫وح ��رم آخرون –‬ ‫فس � ِ�عدوا ُ‬‫َمعين� � ًا صافي� � ًا‪ ،‬نهل منه أقوام ُ‬
‫اإلس�ل�امي‪ .‬كم ��ا ش ��ارك في تألي ��ف الكتب املدرس ��ية في‬ ‫باس ��تكبارهم – فذ ّل ��وا و َت ِعس ��وا‪ ...‬أحي ��ا الله ب ��ه الكون‪،‬‬
‫رئاس ��ة تعلي ��م البنات ف ��ي الرياض (أص ��ول التدريس –‬ ‫مس ��ك فيها‬ ‫قرون ُأ ِ‬ ‫وانبعثت أمة التوحيد من جديد بعد ٍ‬
‫محو األمية – كتب الفقه واحلديث)‪.‬‬ ‫وحي الس ��ماء فتس ��ربلت األرض بظلم س ��كانها‪ ...‬ملولده‬
‫أما اآلن‪ ،‬فإلى احلوار‪...‬‬ ‫[ دالالت‪ ،‬وللظ ��روف الت ��ي أحاط ��ت بنش ��أته فصاغ ��ت‬
‫صاحبت والدة النبي [ خوارقُ‬ ‫ْ‬ ‫‪« .1‬منب ��ر الداعيات»‪:‬‬ ‫وأهلته للرسالة أبعاد‪ ،‬ومن النِّتاج الذي خرج‬ ‫شخصيته ّ‬
‫كثيرة‪ ،‬فما دالئل مولده [؟‬ ‫م ��ن ب�ي�ن يديه من ��ارات تهدي الس ��الكني ف ��ي دروب النور‬
‫‪ l‬نأخ ��ذ داللة املولد من الكليات الكونية والبش ��رية‬ ‫�يحدثنا‬ ‫خطها ه ��ذا النب ��ي العظيم‪ ...‬كل ذلك س � ِّ‬ ‫الت ��ي ّ‬
‫الكب ��رى ال ��واردة ف ��ي احلدي ��ث ع ��ن والدته صل ��وات الله‬ ‫عن ��ه املتخص ��ص ف ��ي الس ��يرة النبوي ��ة الدكت ��ور مني ��ر‬
‫علي ��ه؛ إذ اعتب ��ر املول ��د أح ��د أركان ثالث ��ة تق ��وم عليه ��ا‬ ‫الغضب ��ان ال ��ذي تش ��رفنا باس ��تضافته عل ��ى صفح ��ات‬
‫سلس ��لة النبوة للعاملني‪ ،‬فمن حديث العرباض بن سارية‬ ‫املجلة‪ ،‬ويس ��عدنا أن نعرفكم به ‪ -‬قراءنا وقارئاتنا الكرام‬
‫�معت رس ��ول الل ��ه [ يقول‪« :‬إني‬ ‫رضي الله عنه قال‪ :‬س � ُ‬ ‫‪ -‬قبل بدء احلوار‪:‬‬
‫عن ��د الله في أ ِّم الكتاب لخَ َ امت النبيني‪ ،‬وآدم ُمنْجدل في‬ ‫الداعية الدكتور منير الغضبان‬
‫طينته‪ .‬وسأنبئكم بتأويل ذلك‪ :‬دعو ُة أبي إبراهيم‪ ،‬بشار ُة‬ ‫‪ l‬من مواليد دمشق ‪ -‬سوريا ‪1942‬م‪.‬‬
‫قوم ��ه‪ ،‬ورؤيا أمي الت ��ي رأت أنها خرج منها‬ ‫أخي عيس ��ى َ‬ ‫‪ l‬إج ��ازة ف ��ي الش ��ريعة ‪ /‬جامعة‬
‫نور أضاءت له قصو ُر الش ��ام‪ ،‬وكذلك ترى أمهات النبيني‬ ‫أجلّ ش ��يوخه‪:‬‬ ‫دمش ��ق‪1967 ،‬م‪ .‬ومن َ‬
‫صلوات الله عليهم» أخرجه أحمد وغيره‪.‬‬ ‫الدكت ��ور مصــــــــــطــــــف ��ى الس ��باعي‪،‬‬
‫فه ��و نب ��ي األنبي ��اء ورس ��ول الرس ��ل‪{ :‬وإذ أخ ��ذ الله‬ ‫والعلاّ م ��ة الكيميائي امل ��ؤ ّرخ اللغوي‬
‫وحكمة ثم جاءكم‬ ‫ٍ‬ ‫ميث ��اق النبيني َل َـمـ ��ا آتيتُ كم من ٍ‬
‫كتاب‬ ‫الشيخ سعيد الطنطاوي‪.‬‬
‫ولتنص ُرنّهُ قال أَأَقررمت‬‫ُ‬ ‫نُ ّ‬
‫لتؤمن به‬ ‫مصدق ملا معكم‬‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫رسول‬ ‫‪ l‬دبلوم عام في التربية ‪ /‬جامعة‬
‫وأخ ��ذمت على ذلك ��م إصري؟ قالوا أق َر ْرنا قال فاش ��هدوا‬ ‫دمشق‪ ،‬عام ‪1968‬م‪.‬‬
‫وأنا معكم من الشاهدين} (آل عمران‪.)60:‬‬ ‫‪ l‬ماجس ��تير ف ��ي اللغ ��ة العربية‬
‫إذاً‪ ،‬فدالئل والدته [ ثالثة‪:‬‬ ‫م ��ن معه ��د البح ��وث والدراس ��ات‬
‫‪ n‬دع ��وة إبراهي ��م أب ��ي األنبي ��اء‪{ :‬ربن ��ا وابع ��ث فيهم‬ ‫العربية بالقاهرة‪1972 ،‬م‪.‬‬
‫رسو ًال منهم ‪.}...‬‬ ‫‪ l‬دكت ��وراه ف ��ي اللغ ��ة العربي ��ة م ��ن جامع ��ة الق ��رآن‬
‫برسول‬
‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫ومبشر ًا‬ ‫‪ِ n‬بش ��ارة عيسى روح الله وكلمته {‪...‬‬ ‫الكرمي بالسودان‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫يأتي من بعدي اسمه أحمد}‪.‬‬ ‫‪ l‬حائز على جائزة س ��لطان بروناي للسيرة النبوية‪،‬‬
‫‪ n‬رؤي ��ا أم ��ه النور الذي أضاءت له قصور الش ��ام عند‬ ‫عام ‪2000‬م ‪.‬‬
‫والدت ��ه‪ ،‬وكم ��ا اختُ ص ��رت األرض بالش ��ام‪ ،‬أرض املحَ ش ��ر‬ ‫‪ l‬عمل في التدريس في املراحل االبتدائية واملتوسطة‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪12‬‬
‫عندما يتحول مولد الهادي يف قلوبنا وعقولنا‬
‫�إىل مولد جديد يف حياتنا نهدم به البنيان‬
‫املتداعي الذي نحياه‪ ،‬و ُن�صيغ مولود ًا جديد ًا‬
‫الل ��ه عن ��ه قال‪ :‬يا رس ��ول الل ��ه ما رأي � ُ�ت أفصح منك‪.‬‬ ‫يعزم العزمة اجلبارة للتغيري ال�شامل‬
‫رضعت‬
‫ُ‬ ‫فقال له [‪« :‬ما مينعني وأنا من قريش واس ��تُ‬
‫في سعد بن بكر»! (السيرة احللبية ‪.)146 :1‬‬
‫ولي ��س بني أيدينا خ�ل�ال هذه الفترة إال الصياغة‬ ‫واملنش ��ر‪ ،‬وكان ��ت رم ��ز الوج ��ود والتاري ��خ‪ ،‬فق ��د لخُ ِّ ص ��ت‬
‫املرو ّية في‬‫الرباني ��ة ل ��ه م ��ن خالل حادث ��ة شَ ��ق الص ��در ْ‬ ‫وم ِّحض ��ت برس ��ول الل ��ه [؛ حي ��ث األنبي ��اء‬ ‫البش ��رية ُ‬
‫الصح ��اح‪( :‬إن رس ��ول الل ��ه [ أت ��اه جبري ��ل وه ��و يلعب‬ ‫ِّ‬ ‫مكلّفون باإلميان به‪.‬‬
‫الغلمان فأخذه فصرعه فش ��قّ عن قلبه‪ ،‬فاس ��تخرج‬ ‫م ��ع ِ‬ ‫‪« .2‬منبر الداعيات»‪ :‬من مولده [ إلى بعثته‪ :‬ما هي‬
‫القلب‪ ،‬فاس ��تخرج منه َع َلقة‪ ،‬فقال‪ :‬هذا حظ الشيطان‬ ‫مالمح احلياة في جزيرة العرب؟‬
‫منك‪ .‬ثم غسله في ِطست من ذهب مباء زمزم‪ ،‬ثم لأَ َ َمه‪،‬‬ ‫‪ l‬ل ��ن نضيف جديد ًا على ما قال ��ه جعفر رضي الله‬
‫الغلمان يس ��عون إلى أمه –‬ ‫ث ��م أع ��اده إلى مكانه‪ ،‬وج ��اء ِ‬ ‫عن ��ه ال ��ذي كان يتكل ��م بني يدي النجاش ��ي من مش ��كاة‬
‫رضعته – فقال ��وا‪ :‬إنّ محمد ًا قد ُقتل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يعن ��ي ظئره أي ُم‬ ‫النبوة‪( :‬أيها امللك‪ ،‬كنا قوم ًا أهل جاهلية‪ ،‬نعبد األصنام‪،‬‬
‫وكنت أرى ذلك‬ ‫ُ‬ ‫فاستقبلوه وهو ممتقع اللون‪ .‬قال أنس‪:‬‬ ‫ون ��أكل امليتة‪ ،‬ونأتي الفواحش‪ ،‬ونقطع األرحام‪ ،‬و ُنس ��يء‬
‫املخيط في صدره) رواه مسلم‪.‬‬ ‫اجل ��وار‪ ،‬وي ��أكل الق ��وي من ��ا الضعيف) صحيح الس ��يرة‬
‫فهذه الظروف أ ّدت إلى فصاحة لسانه‪ ،‬و َت َك ُّو ِن مشاعر‬ ‫النَبوية‪.75-74 :‬‬
‫الوفاء ألهله‪ ،‬أما صياغة قلبه وعقله وفكره فهي صياغة‬ ‫وإن كان ه ��ذا ال ينف ��ي مخزن األخ�ل�اق الكامن حتت‬
‫ربانية خالصة‪.‬‬ ‫ه ��ذا ال ��ركام‪ .‬وهو ما حدثنا عنه رس ��ول الل ��ه [ بقوله‪:‬‬
‫‪« .4‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬أحي ��ا الل ��ه مبول ��د الهادي [‬ ‫«الن ��اس مع ��ادن كمع ��ادن الذه ��ب‪ ،‬والفض ��ة خيارهم في‬
‫َم َوات البش ��رية وغ ّير بذلك مجرى التاريخ‪ :‬كيف ُيحيي‬ ‫اجلاهلية خيا ُرهم في اإلسالم إذا َفقُ هوا» رواه مسلم‪.‬‬
‫مو ُل ��ده الي ��وم َمواتَ القل ��وب والعقول ليغ ِّي ��ر واقع األمة‬ ‫‪« .3‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬الظروف الت ��ي أحاطت بالنبي‬
‫ومعه وجه تاريخنا احلديث؟‬ ‫[ من ��ذ والدته‪ُ :‬يتمه م ��ن األب ثم األم ثم اجلد‪ ،‬إرضاع‬
‫‪ l‬عندم ��ا يتح ��ول مولد الهادي ف ��ي قلوبنا وعقولنا‬ ‫السيدة حليمة له‪ ،‬نشأته في الصحراء‪ ...‬كيف أثّرت في‬
‫إل ��ى مول ��د جديد ف ��ي حياتنا نهدم به البني ��ان املتداعي‬ ‫صياغة شخصية النبي [؟‬
‫الذي نحياه‪ ،‬ونُصيغ مولود ًا جديد ًا يعزم العزمة اجلبارة‬ ‫اليتم‬‫‪ l‬ق ��ال تعالى‪{ :‬ألم يجدك يتيم ًا فآوى} فهذا ُ‬
‫للتغيير الشامل‪.‬‬ ‫خللْق‬ ‫ه ��و ضم ��ن منظوم ��ة الصياغ ��ة الرباني ��ة لس ��يد ا َ‬
‫قوم‬
‫ف َد ْعني والفَخار مبجد ٍ‬ ‫بحي ��ث ال يكون لبش ��ر أث ��ر في تربيته يتلق ��ى منه العلم‬
‫مضى الزمن القدمي بهم حميدا‬ ‫والقي ��م؛ إمن ��ا الله تعال ��ى هو الذي آواه ورب ��اه جل وعال‪،‬‬
‫قدمي‬
‫ٍ‬ ‫حسب‬ ‫الناس ذو َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫فش ُّر‬ ‫قال [‪« :‬أ ّدبني ربي فأحسن تأديبي» ‪ -‬وفيه َضعف سند ًا‬
‫اجلدودا‬ ‫إذا فاخر َته ذكر ُ‬ ‫لكنه صحيح املعنى ‪.-‬‬
‫حسب قدمي‬ ‫وخير الناس ذو َ‬ ‫ُ‬ ‫لكن هذا ال ينفي صياغة املشاعر البشرية في فقدان‬
‫حسب ًا جديدا‬ ‫أضاف ملجده َ‬ ‫أقرب وأحب الناس إليه‪ ،‬حتى ال يبقى محروم أو يتيم في‬
‫ف ��والدة تاري ��خ العرب ارتبطت برس ��ول الل ��ه [‪« :‬بي‬ ‫األرض‪ ،‬إال ويرى له في رسول الله [ األسوة احلسنة‪.‬‬
‫نُصروا»‪ ،‬والق ��رآن الكرمي يطلق على العملية (اإلخراج)‬ ‫األث ��ر األكب ��ر الذي ُنق� � ّره لتأثي ��ر هذه الظ ��روف في‬
‫ويس ��ميه املفك ��ر اإلس�ل�امي س ��يد قط ��ب (االنبث ��اق من‬ ‫صياغ ��ة ش ��خص رس ��ول الل ��ه [ ه ��و األث ��ر اإلعج ��ازي‬
‫�اس‬‫�ك لتُ خ ��رج الن � َ‬‫�اب أنزلن ��ا ُه إلي � َ‬‫الق ��رآن)‪{ :‬ال ��ر] كت � ٌ‬ ‫البالغ ��ي؛ كم ��ا في احلديث‪ ،‬فق ��د جاء أن أب ��ا بكر رضي‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪13‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫العزيز‬
‫ِ‬ ‫�راط‬
‫�إذن ر ِّبهم إلى ص � ِ‬ ‫النور ب � ِ‬
‫�ات إلى ِ‬ ‫م ��ن ُّ‬
‫الظلم � ِ‬
‫احلميد} (إبراهيم‪.)2 – 1 :‬‬
‫فالذك ��رى واس ��تيعاب املاضي املجيد (أي ��ام الله) هي‬
‫احلاف ��ز األكب ��ر إلع ��ادة البن ��اء اجلدي ��د‪{ :‬ولقد أرس ��لنا‬
‫قومك من الظلم ��ات إلى النور‬ ‫أن أَخرج َ‬ ‫موس ��ى بآياتن ��ا ْ‬
‫وذ ِّكرهم بأيام الله إنّ في ذلك آليات لكل َص ّبار شَ كور}‪.‬‬
‫‪« .5‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬النخب ��ة الت ��ي س � ّ�خرها الل ��ه‬
‫لرس ��وله [ في بدايات الدعوة أس ��همت بش ��كل كبير في‬
‫التمكني لدولة اإلس�ل�ام في حيات ��ه وبعد مماته [‪ :‬فما‬
‫مكتبة مكة املكرمة‪ :‬املكان الذي ُولد فيه رسول اهلل [‬ ‫سبيل الدعوات اليوم إلى نُخب مشابهة؟‬
‫‪ l‬ه ��ذه النخب ��ة مواصفاته ��ا كم ��ا ذكره ��ا الله عز‬
‫‪ l‬اجله ��د األول‪ :‬فق ��ه الواق ��ع بعي ��د ًا ع ��ن التش ��نج‬ ‫وج ��ل‪{ :‬محم ��د رس ��ول الل ��ه والذي ��ن مع ��ه‪ -1 :‬أش ��داء‬
‫والعاطف ��ة؛ بحي ��ث ال تغي ��ب جزئي ��ة منه ع ��ن القيادات‬ ‫عل ��ى الكف ��ار‪ -2 ،‬رحماء بينه ��م‪ -3 ،‬تراهم ُركَّ ع ًا ُس � َّ�جداً‪،‬‬
‫والرعي ��ل األول م ��ن الدع ��اة ( أع ��داء – أصدق ��اء –‬ ‫‪ -4‬يبتغ ��ون فض�ل ً�ا م ��ن الل ��ه ورضوان� � ًا‪ -5 ،‬س ��يماهم في‬
‫تكنولوجيا معاصرة‪.)...‬‬ ‫وجوههم من أثر السجود}‪.‬‬
‫ابتداء على‬
‫ً‬ ‫‪ l‬اجلهد الثاني‪ :‬فقه اإلسالم الذي يقوم‬ ‫كزرع‬ ‫أم ��ا كيفية بنائها فنجده في تتمة اآلية‪ٍ ...{ :‬‬
‫مصال ��ح العباد‪ ،‬ضمن اخلط ��وط الكبرى والثوابت التي‬ ‫أخرج شَ ْطئَه فآزره فاس َتغْ َلظ فاستوى على ُسوقه ُيعجب‬
‫وس ��نة رس ��وله [‪ .‬والس ��احة‬ ‫أق ّرها الله تعالى في كتابه ُ‬ ‫الزُّ ّرا َع ل َيغيظ بهم الكفار}‪.‬‬
‫من االتساع بحيث ال تحُ ّد إال بهذه الثوابت‪ ،‬فال نخالف‬ ‫أو ًال‪ :‬زرع جدي ��د نب ��ذره‪ ،‬و ثاني ًا‪ :‬ثم نتعهده ونر ّبيه أو‬
‫نص ًا قطعي ًا ثبوت ًا ودلاِ لة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نع�ي�ن على تربيت ��ه‪ ،‬فالله هو املربي وهو ال ��زارع‪ ،‬وأخيراً‪:‬‬
‫َ‬
‫‪ l‬اجله ��د الثال ��ث‪ :‬عظمة املبدعني م ��ن الفقهاء في‬ ‫الدؤوبة بعيد ًا عن أخالط األفكار واملبادئ‬ ‫متابعة التربية َّ‬
‫تنزيل هذا الدين على هذا الواقع‪ ،‬واالستفادة من كل ما‬ ‫والع ��ادات اآلس ��نة في املجتم ��ع حتى يصبح مس ��تعصياً‬
‫قدمته البشرية من حضارة مادية وتقنية معاصرة ‪.‬‬ ‫وقه}‪.‬‬ ‫على اإلبادة {فاس َتغْ َل َظ فاستَوى على ُس ِ‬
‫‪ l‬اجله ��د الرابع‪ :‬تربي ��ة جيل القي ��ادات الذي ذكرنا‬ ‫وللتأك ��د م ��ن س�ل�امة املنب ��ت وصح ��ة الطري ��ق‪،‬‬
‫مواصفاته آنف ًا ليكون قمين ًا بتحقيق هذه اجلهود‪.‬‬ ‫ال ب ��د أن يك ��ون ثم ��ره‪ُ :‬يعجب ال ��زُّ ّراع ويحقِّ ق مواصفات‬
‫]]]‬ ‫املر ّب�ي�ن‪ ،‬ل َيغيظ بهم الكفار‪ ،‬فتصبح القوة الرادعة علم ًا‬
‫ف ��ي اخلت ��ام‪ ،‬نس ��أل الل ��ه تعال ��ى أن يج ��زي ضيفن ��ا‬ ‫وثقاف � ً�ة وجيش� � ًا تحَ ِم ُل ع ��بء تغيير العال ��م كله لصالح‬
‫الكرمي د‪ .‬منير الغضبان خير اجلزاء على هذا احلوار‪،‬‬ ‫هذا الدين‪.‬‬
‫راج�ي�ن من ��ه تعالى أن يجعل إحياء ذك ��رى مولده [ في‬ ‫إنّ وع� � َد الل ��ه قائ ��م إذا أحس� �نّا الزراع ��ة والتربي ��ة‪:‬‬
‫كل ع ��ام مناس ��بة لتجديد الع ��زم على ُلزوم َغ � ْ�ر ِزه وا ِّتباع‬ ‫بالنص ��ر باحلياة الطيبة في الدنيا‪ ،‬واألجر العظيم إلى‬
‫ُس� �نّته واإلفادة من هذا التراث العظيم الذي أورثنا إياه‪،‬‬ ‫{وع َد الله الذين آمنوا وعملوا‬ ‫قيام الس ��اعة في اآلخرة‪َ :‬‬
‫عسى أن ُتكتب احلياة لهذه األمة من جديد‪.‬‬ ‫الصاحلات منهم مغفر ًة وأجر ًا عظيم ًا}‪.‬‬
‫‪« .6‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬حياة النبي [ بكل تفصيالتها‬
‫كان ��ت منه ��ج حي � ٍ�اة لألم ��ة؛ من خ�ل�ال عناوين أساس ��ية‬
‫الصدي ��ق‪،‬‬
‫ّ‬ ‫محم ��د‬
‫ّ‬ ‫] م ��ن قصي ��دة للش ��اعر أحم ��د‬ ‫عريض ��ة‪ :‬م ��اذا عل ��ى احل ��ركات اإلس�ل�امية م ��ن جه ��د‬
‫بعنوان‪« :‬مولد النور»‪l‬‬ ‫إلسقاط هذا املنهج على سياساتها‪ ،‬وترجمته عملي ًا في‬
‫مؤسس ��اتها‪ ،‬واتخاذه منط حي ��اة في مختلف تعامالتها‪،‬‬ ‫ّ‬
‫م ��ع مراعاة اخت�ل�اف الزمان واملكان بالنس ��بة للوس ��ائل‬
‫واألساليب؟‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪14‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪15‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫قصة‬
‫ملن الهدية؟‬
‫بقلم‪ :‬منال املغربي‬

‫ستواجه بها صديقتها‪.‬‬


‫‪ l‬اس ��تغلت ن ��دى فرص ��ة خ ��روج املعلمة م ��ن الصف‬
‫يسمى بعيد‬ ‫وثرثرة بعض الطالبات وهمساتهن حول ما ّ‬
‫«أنت تعرفني‬ ‫احلب لتضع س ��هير ًا أم ��ام مرآة احلقيق ��ة‪ِ :‬‬
‫أصل هذه املناس ��بات وفصله ��ا‪ ،‬ال حاجة لتذكيرك أليس‬
‫كذلك؟»‪.‬‬
‫إن تلفظت ندى به ��ذه العبارة حتى أصبح وجه‬ ‫‪ -‬م ��ا ْ‬
‫س ��هير بل ��ون القل ��ب األحم ��ر الكبي ��ر ال ��ذي كان يتر ّب ��ع‬
‫ً‬
‫قائلة‪...« :‬‬ ‫البارح ��ة ف ��ي واجهة إح ��دى احملالت‪ ،‬فع ّلق ��ت‬
‫احلب ش ��عور س � ٍ�ام‪ ،‬ومنه ما جعله الله س ��بحانه وتعالى‬
‫للمتحا ّب�ي�ن ف ��ي جالل ��ه حت ��ت ِظ ��لّ حت ��ت عرش ��ه ي ��وم‬ ‫مل تصارح ندى صديقتها مبا كان َي ُجول في خاطرها‬
‫القيامة؛ فلماذا عندما تطلق هذه العبارة ال ُيفهم منها‬ ‫األيام املاضية؛ فإنّ بعض الظن إثم‪ .‬ولكن ما كان ُيح ِّيرها‬
‫اجلنسني في اإلطار غير املشروع؟»‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫إال ما يكون بني‬ ‫هي نظرات صديقتها الساهمة في واجهات احملالّت التي‬
‫‪ l‬جمي ��ل جداً‪ ،‬مبا أنّ لدي � ِ�ك هذا الفَهم العميق عن‬ ‫تصطبغ معظم معروضاتها باللون األحمر‪.‬‬
‫احلب في إطاره الصحيح‪ ،‬فال يليق بنا ونحن مس ��لمات‬ ‫حتابوا»‪ :‬جميل هذا احلديث أليس كذلك؟‪،‬‬ ‫‪َ « -‬تها َدوا ُّ‬
‫االنس ��ياق وراء تلك الش ��عارات والدعاوى التي ليس لها‬ ‫تعلي ��ق س ��هير جع ��ل الش ��كوك تقف ��ز إل ��ى رأس ندى من‬
‫دخيلة عليها‪»...‬‬‫ٌ‬ ‫أي ارتب ��اط بعقيدتنا وثقافتن ��ا‪ ،‬بل هي‬ ‫جديد‪.‬‬
‫وأشارت بيدها إلى الهدية‪.‬‬ ‫‪« l‬احلم ��د لله الذي عافان ��ا‪ ...‬اللهم غ ّير حال بنات‬
‫‪ -‬تفاج ��أت س ��هير‪ ،‬ولكن ر ّدة فعله ��ا كانت هادئة وهي‬ ‫املس ��لمني إل ��ى حال ترضى عنه ي ��ا رب»‪ ،‬دعاء ك ّررته ندى‬
‫ُتخ ��رج الهدية من مخبئها‪« :‬صراحة ال أس ��تطيع إخفاء‬ ‫وعينه ��ا تراق ��ب ف ��ي صبيح ��ة الي ��وم التالي ح ��ال بعض‬
‫مش ��اعري أكث ��ر م ��ن ذلك؛ فيوم� � ًا بعد يوم تكبر مش ��اعر‬ ‫زميالته ��ا ف ��ي الصف مع ما يس ��مى بعيد احل ��ب‪ ...‬هذه‬
‫ازدادت بش ��كل‬
‫ْ‬ ‫احلب في داخلي‪ ،‬وهذ ْين اليومني بالذات‬ ‫بشريط أحمر!! وتلك تل َبس حذاء وحتمل‬ ‫ٍ‬ ‫تربط شعرها‬
‫كبير‪ ،‬أتعرفني ملاذا؟»‪.‬‬ ‫حقيبة بهذا اللون!!‪ ...‬وأخريات يستعرضن الهدايا التي‬
‫‪ l‬ر ّدت ندى وقلبها يكتوي كمداً‪« :‬ال أعرف يا سهير‪...‬‬ ‫اشترينها ألحبائهن!!‬
‫ملاذا؟ أخبريني‪.»...‬‬ ‫صرخات ألم صامتة انبعثت من داخلها وهي تشاهد‬
‫معاني كثيرة أهدتها س ��هير إلى ندى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬نظ ��رة َح� � َو ْت‬ ‫س ��هير ًا في حصة الرياضيات تختل ��س النظر إلى هدية‬
‫حب في الله‪.»...‬‬ ‫«ألنّي أدركت أنّ ما يجمعنا هو ٌّ‬ ‫أنيقة حتتفظ بها في حقيبتها‪ ...‬همس ��ت ندى لنفسها‬
‫‪ l‬زادت عصبي ��ة ندى وانطلق الكالم من فمها كاملدفع‬ ‫واأللم يعتصر جنباتها‪« :‬شكوكي كانت في محلها»!‬
‫الرش ��اش‪« :‬ح ��ب ف ��ي الل ��ه؟!! عزيزت ��ي م ��ا يحص ��ل بني‬ ‫تعم ��دت ن ��دى جتنّب احلدي ��ث مع صديقته ��ا‪ ،‬حتى‬
‫الش� � ّبان والبن ��ات ف ��ي ه ��ذا الي ��وم وغي ��ره ليس حب� � ًا في‬ ‫أثن ��اء الفرصة‪ ،‬حيث تعلّلت بأنه ��ا تريد مراجعة إحدى‬
‫الل ��ه بل هو دليل على ضعف االنتماء لإلس�ل�ام؛ فحدود‬ ‫امل ��واد؛ فلق ��د كان ��ت تفكّ ��ر طوال الوق ��ت بالكيفي ��ة التي‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪16‬‬
‫معاص ُترتكب باس ��م احلب‪ ،‬مع أنه‬‫ٍ‬ ‫هذا الش ��عار من‬
‫نوجه هذه املش ��اعر ملا فيه نفعنا ونفع‬‫األجدر بنا أن ّ‬ ‫�س��ام‪،‬ومنه ما جعل اهلل �سبحانه‬
‫«‪ ...‬احلب �شعور ٍ‬
‫ديننا ومجتمعنا‪.»...‬‬ ‫وتعاىل للمتحابّني يف جالله حتت ِظ ّل حتت عر�شه يوم‬
‫‪ l‬أمسكت ندى بكتفي سهير تهزانهما وأضافت‪:‬‬
‫القيامة؛ فلماذا عندما تطلق هذه العبارة ال يُفهم‬
‫عليك بكالمه املعسول»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫«ال جتعليه يضحك‬
‫‪ -‬علّقت س ��هير باس ��تنكار وابتسامة خفيفة تعلو‬ ‫اجلن�سني يف الإطار غري امل�شروع؟‬
‫ْ‬ ‫منها �إال ما يكون بني‬
‫شفتيها‪« :‬ومن هو الذي يجرؤ على فعل ذلك؟»‬
‫‪ l‬أجاب ��ت ندى باس ��تغراب‪« :‬من نتح ��دث عنه‪...‬‬ ‫العالقة بني الش ��اب والفتاة حددها اإلسالم ضمن إطارها‬
‫صاحب الهدية!»‬ ‫الش ��رعي‪« :‬الزواج» وال َتعاط ��ي خاص بينهما إال في حدود‬
‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫طويلة صدرت من س ��هير‪ ،‬ثم قالت‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ضحكة‬ ‫‪-‬‬ ‫م ��ا تقتضي ��ه الض ��رورة م ��ن مصال ��ح عملي ��ة مش ��تركة ال‬
‫أنت‪...‬‬
‫لك ِ‬‫عال اس ��ترعى انتباه الطالبات‪« :‬ه ��ذه الهدية ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تتحقق إال بتواصلهما املنضبط بضوابط الشرع املعروفة‪،‬‬
‫إهداءك إياها في هذا اليوم بالذات ألوصل‬ ‫ِ‬ ‫تعمدت‬
‫وق ��د ّ‬ ‫كم ��ا أنن ��ا نحن املس ��لمني ال أعياد لنا س ��وى عيد الفطر‬
‫رس ��الة إل ��ى كل زميالتن ��ا في الص ��ف مفاده ��ا أنّ األخوة‬ ‫علمنا الرس ��ول احلبيب [‪ ،‬كما أنّ‬ ‫وعي ��د األضحى كما َ‬
‫في الله ش ��كل من أش ��كال احلب‪ ،‬وهي أعظم وأسمى من‬ ‫االحتف ��ال به ��ذه املناس ��بة ِدالل ��ة على االنهزام النفس ��ي‬
‫أية مش ��اعر أخ ��رى ألنها قائمة عل ��ى الطاعة والتناصح‬ ‫الذي أصيب به كثير من شباب املسلمني‪ ،‬والذي يتجلى‬
‫حب الله ع ��ز وجل؛ ألم يقل‬‫والتواص ��ي‪ ،‬وبه ��ا نصل إلى ّ‬ ‫باالنس ��ياق وراء كل ما ُير ِّو ُجه اآلخرون لنا‪ ،‬ولقد حذّ رنا‬
‫الرسول [‪ :‬قال الله تعالى‪« :‬وجبت محبتي للمتحابني‬ ‫إمع ��ة‪ .‬أضيف ��ي إل ��ى ذلك أن‬
‫الرس ��ول [ م ��ن أن نك ��ون ّ‬
‫في؟» بلعت سهير ريقها‬ ‫في واملتباذلني ّ‬ ‫في واملتجالس�ي�ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫االحتف ��ال بهذا اليوم دلي ��ل على ضحالة ثقافتنا ونحن‬
‫وتابعت‪« :‬وانطالق ًا من حديث الرسول [ حني قال‪« :‬إذا‬ ‫أم ��ة اقرأ‪ ،‬فلو رجعنا إل ��ى الكتب واملراجع لعلمنا أنّ هذا‬
‫أحبك‬
‫ِ‬ ‫أح ��ب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه»‪ ،‬أقول‪ :‬إنّي‬ ‫اليوم تكمن خلفه أس ��اطير مس ��تقاة م ��ن أعياد الرومان‬
‫في الله ‪l‬‬ ‫الوثنيني والنصارى‪ ،‬ثم إن ِّك تعرفني ماذا ُيس ��تباح حتت‬

‫قارئاتنا‬
‫وقراءنا األكارم‬
‫ترقبوا ق‬
‫ريب ًا استضافة‬

‫لل‬
‫متخصص في ال‬
‫شؤون التربوية‬
‫ومهارات حل امل‬
‫شاكل الزوجية‬
‫األستاذ محم‬
‫د رشيد العويد‬
‫ليجيب شهري ًا‬
‫عن تساؤالتكم‪،‬‬ ‫و‬
‫ليق ِ ّدم احللول ال‬
‫نافعة بإذن الله‬
‫ملشك‬
‫التكم الزوجية‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪17‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫يوميات قافلة (شريان احلياة)‬
‫في حوار مع شاهد عيان‬
‫خاص‪ :‬منبر الداعيات‬
‫ترجمة‪ :‬جمال فاعور‬

‫قمت بكل ما‬ ‫م ��ن «أنكونا» في إيطاليا إل ��ى اليونان‪ .‬لقد ُ‬


‫بوس ��عي لألم ��ر باملع ��روف والنه ��ي عن املنك ��ر خالل هذه‬
‫الرحلة‪.‬‬
‫‪« .2‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬كيف تق � ِّ�وم إدارة القافلة‪،‬‬
‫وأداء رئيس ��ها (غالوي)؟ وهل حدثت أي احتكاكات‬
‫بني أفراد القافلة نظر ًا الختالف العقائد والتوجهات‬
‫واألجناس‪...‬؟‬
‫‪ l‬بالنس ��بة ألداء قي ��ادة قافل ��ة «فلتحي ��ا فلس ��طني»‬
‫البريطاني ��ة‪ ،‬فلق ��د وجد ُته ��ا ضعيف ��ة ج ��د ًا ف ��ي بع ��ض‬
‫األحيان‪ ،‬والس ��يد غالوي لم يرافقن ��ا في معظم مراحل‬
‫الرحل ��ة‪ ،‬إ ّال أن ��ه كان يظه ��ر ف ��ي املؤمت ��رات الصحفي ��ة‬ ‫الأ�س���تاذ عدنان رش ��يد‪ :‬باكس ��تاني مقيم في‬
‫ووس ��ائل اإلعالم‪ .‬أما بالنس ��بة للقيادة التركية ‪ -‬ممثّلة‬ ‫حطني‪ -‬لندن‪،‬‬ ‫بريطاني ��ا‪ ،‬من كب ��ار الباحثني في معه ��د ّ‬
‫مبنظمة تس ��مى «املساعدة الدولية» (‪ – )I.H.H‬فكانت‬ ‫متخص ��ص ف ��ي التاري ��خ اإلس�ل�امي ومقارن ��ة األدي ��ان‬
‫وقدمت املس ��اعدة بشكل ملموس‪ .‬كان قائد الفريق‬ ‫قوية ّ‬ ‫حضر لرس ��الة املاجس ��تير في‬ ‫وي ِّ‬
‫والفلس ��فة اإلس�ل�امية‪ُ ،‬‬
‫التركي الس ��يد «بيوالن ��د» رج ًال محترم ًا ج ��د ًا ومحبوباً‬
‫التاريخ في جامعة لندن في موضوع احلروب الصليبية‪،‬‬
‫م ��ن مجموعت ��ه؛ وق ��د اكتس ��ب ه ��ذا االحت ��رام بإصراره‬ ‫وهو أحد املش ��اركني في قافلة ش ��ريان احلي ��اة التي زارت‬
‫عل ��ى الس ��فر م ��ع القافل ��ة والن ��وم باخلي ��م م ��ع أتباعه‪.‬‬ ‫غزة مؤخراً‪.‬‬
‫الصدام ��ات الت ��ي حصل ��ت بالعري ��ش‪ ،‬كان األخ‬ ‫وخ�ل�ال ِّ‬ ‫التق ��ت ب ��ه مجل ��ة منب ��ر الداعي ��ات عل ��ى هام ��ش‬
‫بيوالن ��د يواس ��ي املصاب�ي�ن‪ ،‬و كان األت ��راك (بدع � ٍ�م م ��ن‬ ‫اس ��تضافة املنت ��دى للتعريف باإلس�ل�ام ف ��ي بيروت له‬
‫رئي ��س وزرائه ��م) يش ��ك ِّلون كلّ ال ��وزن السياس ��ي‪ ،‬بينم ��ا‬ ‫قافلة «ش ��ريان احلياة»‪ ،‬مدير ًا‬ ‫متحدث� � ًا ع ��ن جتربته في ِ‬
‫أظه ��رت القيادة البريطانية عدم كفاية وقدرة في املجال‬ ‫احل ّجة‬‫لورش ��ة عمل ألساليب التعريف باإلسالم وإقامة ُ‬
‫السياسي‪.‬‬ ‫على امللحدين واملشركني بالله‪ .‬فكان معه هذا احلوار‪:‬‬
‫وبالنس ��بة الختالف األجناس والعقائد والتوجهات؛‬ ‫حدثنا عن مش ��اركتك في‬ ‫‪« .1‬منب ��ر الداعيات»‪ِّ :‬‬
‫فاحلم ��د لله لم يحصل أي خصام أو جدل‪ .‬كانت هناك‬ ‫قافلة «شريان احلياة»‪.‬‬
‫ح ��وادث وصدام ��ات فردي ��ة هن ��ا وهن ��اك‪ ،‬إ ّال أنّ معظ ��م‬ ‫‪ l‬بس ��م الله واحلم ��د لله‪ .‬بدأنا رحلتن ��ا في ‪ 6‬كانون‬
‫لهدف واحد‪ ،‬ولم‬ ‫ٍ‬ ‫املش ��اركني في القافلة كانوا متّحدي ��ن‬ ‫األول ‪2009‬؛ حي ��ث كانت ‪ -‬خالل مرورنا بأوروبا ‪ -‬س ��هلة‬
‫يسمحوا الختالفاتهم أن تكون عائق ًا‪.‬‬ ‫وميس ��رة‪ ،‬وكنا غالب ًا ما ننام لي ًال في «كيس النوم»‪ ،‬بينما‬ ‫ّ‬
‫‪« .3‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬ص ��ف لن ��ا م ��دى جت ��اوب‬ ‫منضي معظم النهار في السير في احلافالت‪ .‬كنت كثيراً‬
‫الشعوب التي مررمت بها مع قافلتكم‪.‬‬ ‫ما ألقي األحاديث وأعرض مواضيع إس�ل�امية‪ ،‬كالسيرة‬
‫‪ l‬لق ��د كان جتاوب الناس في البلدان التي مررنا بها‬ ‫بتحمل النبي [ للمصاعب‬ ‫النبوية‪ ،‬لكي أذكّر ّ‬
‫الش ��باب‬
‫ّ‬
‫توجه ��ت اجلالية‬ ‫مدهش� � ًا للغاي ��ة‪ .‬فف ��ي النمس ��ا مث ًال‪ّ ،‬‬ ‫�ررت مبنحي ش ��رف إلقاء أول خطبة‬ ‫في حياته‪ .‬ولقد ُس � ُ‬
‫املس ��لمة نحونا وطلبت منا النزول في مس ��جدهم‪ ،‬وهذا‬ ‫جمع ��ة في هذه الرحلة على ظهر الس ��فينة الت ��ي َت ِقلّنا‬
‫وقبي ��ل ارحتالنا كان ��ت دموع اإلخ ��وة تذرف‬ ‫م ��ا فعلن ��اه‪ُ .‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪19‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫وأخذوا يدعون لنا‪ .‬وفي تركيا امتألت الطرقات‬
‫بالناس‪ ،‬وكنا نسمع منهم صيحات «الله أكبر» خالل‬
‫مسيرتنا في الطرقات‪ ،‬وقد استقبلنا العديد من األتراك‬
‫بالعناق والزهور وكأننا عائدون من حترير غزة‪.‬‬
‫ُ‬
‫وجبات‬ ‫أم ��ا ف ��ي س ��وريا واألردن‪ ،‬فق ��د ُق ِّد َم ��ت لن ��ا‬
‫باملج ��ان ف ��ي أغلب املطاع ��م‪ ،‬وك ��ذا بعض غرف‬ ‫الطع ��ام ّ‬
‫قدم لنا‬‫الفن ��ادق‪ .‬التقين ��ا برج � ٍ�ل فقير جد ًا في س ��وريا‪ّ ،‬‬
‫مجوه ��رات زوجته وابنته وبعض امل ��ال لنوصله إلى أهل‬
‫غزة؛ فأذرفت هذه احلادثة دموع اجلميع‪ ...‬حيثما ذهبنا‪،‬‬
‫حدث ًا مأساوي ًا محزن ًا‪.‬‬ ‫كنا نُستقبل بأح ّر االس ��تقبال وأحسن الضيافة‪ .‬وخالل‬
‫في الس ��ابق كن � ُ�ت دائم ًا أتس ��اءل متعجب� � ًا‪ :‬كيف كان‬ ‫فترة ُمكثي في الالذقية‪ ،‬قامت ثالث عائالت فلسطينية‬
‫واحل َسينْ رضي الله عنهما عندما‬ ‫شعور عثمان بن عفّ ان ُ‬ ‫بتق ��دمي الطعام لي في األيام الثالث ��ة‪ .‬وخالل الليلتني‬
‫ُق ِتال بأيدي أبناء ش ��عبهما!! ولك ��ن هذه التجربة جعلت‬ ‫التقيت أيض ًا بأناس من أكثر‬ ‫ُ‬ ‫اللت�ي�ن قضيتُ هما في غزة‪،‬‬
‫كل تساؤالتي احمل ّيرة تزول!‬ ‫ما يكون ترحاب ًا وتواضع ًا‪.‬‬
‫‪« .5‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬حدثنا عن ش ��عورك عند‬ ‫‪« .4‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬م ��ا حقيق ��ة ما ح ��دث في‬
‫حراسها وأهلها؟‬ ‫العريش؟‬
‫دخولك غزة‪ .‬وكيف استقبلكم ّ‬
‫‪ l‬اس ��تقبلنا الناس هناك بأذرع منبس ��طة وبأحس ��ن‬ ‫‪ l‬كان ��ت أس ��وأ جترب ��ة حصل ��ت معن ��ا ف ��ي العري ��ش‬
‫الترحاب‪ .‬امتألت الشوارع بالناس وهم يطلقون صيحات‬ ‫(مصر)‪ ،‬حيث هاجمتنا فرق الشرطة اخلاصة مبكافحة‬
‫«الله أكبر» على امتداد طريقنا؛ األوالد والرجال والنساء‬ ‫الشغب مع بعض العناصر الذين يرتدون اللباس املدني؛‬
‫والش ��يوخ الكب ��ار في الس ��ن كلهم ف ��ي الش ��وارع يح ّيوننا‬ ‫استخدمت الش ��رطة املصرية الغاز والهراوات واحلجارة‬
‫بأجم ��ل حت ّية‪ .‬لقد أدخلوا الس ��رور والف ��رح إلى قلوبنا‪،‬‬ ‫ضدن ��ا لس ��بب بس ��يط‪ ،‬وه ��و أنن ��ا كن ��ا نح ��اول معاون ��ة‬
‫والْتأم � ْ�ت جراحاتنا ونس ��ينا آالمنا م ��ن حادثة العريش‪.‬‬ ‫أن ��اس لي ��س لديهم أي وس ��يلة أخرى للحص ��ول على ما‬
‫وتبدل‬ ‫يحتاجونه‪.‬‬
‫فق ��د زال تعبن ��ا من الرحل ��ة‪ ،‬واختفت األم ��راض ّ‬
‫األس ��ى فرح ًا وسعادة‪ .‬وحتى الش ��رطة هناك استقبلونا‬ ‫حاولت الس ��لطات املصري ��ة حجز بعض‬ ‫ْ‬ ‫ف ��ي البداية‬
‫بالتّرحاب وأب َد ْوا االحتراف في التعامل‪.‬‬ ‫فاحتج األعضاء‬ ‫ّ‬ ‫األفراد في املطار ومنعهم من الدخول‪،‬‬
‫‪« .6‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬كيف وجدمت االس ��تقبال‬ ‫املش ��اركون في القافلة لساعات‪ ،‬مما جعل جهاز الشرطة‬
‫عل ��ى املس ��توى الرس ��مي؟ وكي ��ف كان البرنامج الذي‬ ‫وي ْخل ��ي س ��بيلهم‪ ،‬واحلم ��د لل ��ه‪ .‬وبعدها‬ ‫ُيذع ��ن لألم ��ر ُ‬
‫أعدته احلكومة لهذه الزيارة؟‬ ‫مجمع على الساحل (ميناء العريش)‬ ‫ّ‬ ‫قاموا بجلبنا إلى‬
‫ّ‬
‫‪ l‬كان اس ��تقبالهم لن ��ا حا ّراً‪ ،‬والترتيب ��ات التي قاموا‬ ‫حيث أغلقت السلطات جميع البوابات علينا‪ .‬وبعد ذلك‬
‫به ��ا إلقامتن ��ا ف ��ي غزة كان ��ت جي ��دة‪ .‬لق ��د متّ نقلنا من‬ ‫عرفن ��ا أن مص ��ر لن تس ��مح حلوال ��ي ‪ 50‬أو‪ 60‬عربة نقل‬
‫احلدود مباشرة إلى فندق جميل جداً‪ ،‬فأقمنا فيه بدون‬ ‫بالعبور إلى غزة‪ .‬وبينما كانت املفاوضات تدور بني قيادة‬
‫القافل ��ة والس ��لطات امل َ ْعنية‪ ،‬كنا نتظاهر بش ��كل ِس ��لمي‬
‫يقدم لنا مجان ًا‪ ،‬وقد عوملنا بأحس ��ن‬ ‫ُأجرة‪ .‬كان الطعام َّ‬
‫معامل ��ة من ِقب ��ل الرس ��ميني‪ .‬كما جهزت لن ��ا احلكومة‬ ‫احملطمة‪ .‬وخالل هذه التظاهرة الس ��لمية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أم ��ام البوابة‬
‫حافالت س ��ياحية للقيام بجولة في املدينة لنرى الدمار‬ ‫رأينا بعض الش ��احنات التي كانت حتمل عناصر يرتدون‬
‫ال ��ذي خلّفته آلة احل ��رب الصهونية‪ ،‬لم يك ��ن هناك أية‬ ‫اللب ��اس املدني تتقدم نحونا‪ .‬كان ��ت معهم أكياس مليئة‬
‫مشاكل واحلمد لله‪.‬‬ ‫باحلجارة‪ ،‬وحينما رأينا هذا تأكدنا أننا سوف نُهاجم من‬
‫وجدت معنويات أهل‬ ‫َ‬ ‫‪« .7‬منبر الداعيات»‪ :‬كيف‬ ‫ِق َبل الشرطة املصرية‪ .‬حاول بعضنا االقتراب من اجلنود‬
‫غزة؟‬ ‫والتحدث‬
‫ّ‬ ‫املصريني (الذين يرتدون اللباس املدني أيض ًا)‬
‫‪ l‬ل ��م ألتق ف ��ي حياتي بأن ��اس أقوى من ش ��عب غزة‪،‬‬ ‫معه ��م باملنط ��ق لك ��ي ال يهجم ��وا علينا‪ .‬ولكن لألس ��ف‬
‫فهؤالء الناس يعيشون حتت احلصار منذ سنوات‪ ،‬وفوق‬ ‫الش ��ديد ق ��ام «إخوتنا» في الش ��رطة املصرية مبهاجمتنا‬
‫ذل ��ك كله تق ��وم الطائرات احلربي ��ة الصهونية بقصفهم‬ ‫السالح‪ ...‬لقد كان‬ ‫وأصيب العديد من الناس العزّل من ّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪20‬‬
‫يومي� � ًا‪ ،‬وال ُيظهرون ‪ -‬بفضل الل ��ه ‪ -‬أي عالمات َضعف‪،‬‬
‫�أعتق��د �أن �إخوانن��ا مي�� ّرون بتل��ك املعان��اة ب�س��بب‬ ‫ب ��ل على العكس؛ تراهم يقاومون بش ��تى الوس ��ائل‪ .‬لقد‬
‫�إهمالنا لواجبنا جتاههم‪ ،‬والله ي�س���ألنا يوم القيامة‬ ‫أفش ��لوا احلص ��ار عملي� � ًا بحفره ��م ملئ ��ات األنف ��اق التي‬
‫عن �أهل غزة‪ ،‬فكيف �سن�ب ّرر مت ّل�صنا من م�س�ؤول ّيتنا؟‬ ‫ُتس ��تخدم لنقل البضائع يومي ًا؛ املدين ��ة بكاملها تعيش‬
‫عل ��ى ه ��ذه األنفاق‪ ،‬رغم أنّ الطائ ��رات احلربية تقصفها‬
‫وغالب� � ًا ما تقتل العاملني فيها‪ .‬احلياة في غزة طبيعية‪:‬‬
‫بيت مفتت يوش ��ك عل ��ى االنهيار‪ ...‬والكثي ��ر من الناس‬ ‫شهدت التجار يبيعون‬ ‫ُ‬ ‫رأيت األوالد يلعبون في الش ��وارع‪،‬‬‫ُ‬
‫ميرون‬ ‫يعيش ��ون ظروف� � ًا مماثلة‪ .‬أعتق ��د أن إخوانن ��ا ّ‬ ‫بضائعه ��م على امل�ل�أ‪ ،‬ومررت مبح � ٍّ�ل لبي ��ع الفالفل كان‬
‫بتل ��ك املعان ��اة بس ��بب إهمالن ��ا لواجبن ��ا جتاههم‪،‬‬ ‫مزدحم� � ًا أكثر م ��ن محل املاكدونالد ف ��ي أوروبا الغربية؛‬
‫والل ��ه يس ��ألنا ي ��وم القيامة ع ��ن أهل غ ��زة‪ ،‬فكيف‬ ‫رأيت مح ًال لبيع العصير والش ��راب‪ ...‬وكلّ املطاعم‬ ‫كم ��ا ُ‬
‫�ؤوليتنا؟ أس ��أل الله أن يعني‬ ‫�نبرر متلّصنا من مس � ّ‬ ‫س� ّ‬ ‫كانت تعمل بش ��كل عادي جداً‪ .‬الش ��عب ف ��ي غزة ميتلك‬
‫إخواننا في غزة‪ ،‬آمني‪.‬‬ ‫وصلبة يصعب كسرها‪.‬‬ ‫معنويات عالية ُ‬
‫‪« .9‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬م ��ا أكثر ما أثّ ر بك في هذه‬ ‫‪« .8‬منبر الداعيات»‪ :‬حبذا لو نس ِّلط الضوء على‬
‫الرحلة؟ وما الذي استفدته من هذه التجربة؟ وهل‬ ‫صور من املجتمع َ‬
‫الغزّ ي‪.‬‬
‫خرجت بها؟‬‫َ‬ ‫تكررها؟ وما االنطباعات التي‬ ‫‪ l‬هن ��اك حقيق ��ة واحدة لم أذكرها بع ��د‪ ،‬وهي الفَقر‬
‫‪ l‬ال َفق ��ر الذي يعاني منه املس ��لمون ف ��ي غزة كان له‬ ‫ا ُمل ْد ِق ��ع ف ��ي غزة‪ .‬فمع أن احلياة تس ��ير بش ��كل عادي في‬
‫أكبر تأثير في نفسي; فنحن ال نرضى بأن يعيش أوالدنا‬ ‫التقيت بالعديد‬
‫ُ‬ ‫املدينة‪ ،‬إال أن هناك فقَر ًا واضح ًا وبكثرة‪.‬‬
‫هكذا‪ ،‬فلماذا إذن نسمح بأن يعيش شعب غزة مبثل تلك‬ ‫اطلعت‬
‫ُ‬ ‫م ��ن العائ�ل�ات الفقيرة وكن � ُ�ت حزين ًا جد ًا ح�ي�ن‬
‫احل ��ال؟ إنها قائمة طويلة من ال ��دروس والتجارب التي‬ ‫ّيت لو أني أملك كلّ‬ ‫على حالتهم الصعبة والس ��يئة‪ .‬متن ُ‬
‫اكتس ��بتها‪ ،‬غي ��ر أن ه ��ذه الرحل ��ة كانت س ��بب ًا في عزمي‬ ‫املال الذي بحوزة شيوخ بالد واخلليج لكي أساعد أهالي‬
‫على تكريس بقية عمري في سبيل اإلسالم ونُصرته إلى‬ ‫غ ��زة‪ .‬وكان بع ��ض الناس في بريطانيا ق ��د تبرعوا باملال‬
‫ّمت أنه ينبغي علين ��ا أ ّال نض ِّيع دقيقة واحدة‬ ‫األب ��د‪ .‬تعل ُ‬ ‫فقمت بتوزيعه على تلك العائالت ش ��خصي ًا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أله ��ل غزة‬
‫م ��ن حياتنا ألنّ الل ��ه جعلنا أحرار ًا لكي نس ��اعد من هم‬ ‫�اهدت ح ��االت واقعية س ��يئة للغاية حرك � ْ�ت بداخلي‬ ‫ُ‬ ‫وش �‬
‫ليسوا كذلك‪ .‬وهذه الرحلة قد زادت من قوة عزميتي‪...‬‬ ‫مش ��اعر القلق واالنزعاج‪ .‬التقي � ُ�ت بعائلة تتألّف من ‪24‬‬
‫‪« .10‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬كلمة أله ��ل غزة‪ ،‬وأخرى‬ ‫فرد ًا يعيشون في بيت واحد بدون أي مصدر دخل! وعائلة‬
‫للحكومة املصرية‪.‬‬ ‫أخرى تتألف من أم منفردة مع بناتها العش ��ر تعيش في‬
‫‪ l‬رسالتي إلى أهل غزة‪:‬‬
‫أق ��ول إلخوان ��ي وأخوات ��ي ف ��ي غ ��زة‪ :‬إنّ م ��ا مت� � ّرون‬
‫ب ��ه ه ��و امتح ��ان‪ ،‬وله ��ذا عليك ��م أن تكونوا صابري ��ن‪ .‬إنّ‬
‫الل ��ه اختارك ��م لهذا االمتح ��ان‪ ،‬ويقول لكم ف ��ي القرآن‬
‫الك ��رمي‪{ :‬وال َت ِهن ��وا وال تحَ زنوا وأنتم األع َل� � ْون إن كنتم‬
‫مؤمنني}‪.‬‬
‫‪ l‬ورسالتي للحكومة املصرية‪:‬‬
‫ثم ل ��م يتوبوا‬ ‫واملؤمنات ّ‬
‫ِ‬ ‫{إنّ الذي ��ن فت َن ��وا املؤمن�ي�ن‬
‫عذاب احلريق}‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عذاب جه ّن َم ولهم‬ ‫ُ‬ ‫فلهم‬
‫‪ l‬وأما الش ��رطة املصرية‪ ،‬فأقول لهم هذه اآلية من‬
‫القرآن الكرمي‪:‬‬
‫فرع ْون وهاما َن وجنودهما كانوا خاسرين}‪.‬‬ ‫{إنّ َ‬
‫]]]‬
‫ف ��ي اخلت ��ام‪ ،‬ج ��زى الل ��هُ األخ عدنان رش ��يد خير ًا‬
‫عل ��ى ه ��ذا اللقاء الط ِّيب‪ ،‬س ��ائلني الله تعال ��ى له األجر‬
‫والقَبول‪ ،‬وألهل غزة الفر َج القريب ‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪21‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫مع ال�شعر‬
‫في ذكرى مولد الرسول ‬

‫من ها هنا يولد الفجر‬


‫الصديق‬
‫ِّ‬ ‫نظم‪ :‬أحمد محمد‬
‫الدوحة‬
‫األ ْر ِض أَ ْش� �ــــــبــــاحا‬ ‫�ات َ‬ ‫و َبـــــ � َّ�ث فــــ ��ي َجــــــــ َنب � ِ‬ ‫واجتاحا‬ ‫الكفْ � ُ�ر ْ‬ ‫الج ْه ِل‪ ..‬ه ��ا َج ُ‬ ‫ف ��ي ُظل َْم � ِ�ة َ‬
‫ـــــحــــــــراً‪ ..‬وأَ ْزالم� � ًا‪ ..‬وأقْ داح ��ا‬ ‫ـــرونَ ِس� � ْ‬ ‫َي ْش� � ُ‬ ‫ــــــعــــــــ َو َذ ٍة‬
‫�ان وشَ � � ْ‬ ‫َ‬
‫�اس أَ ْس� �ـــــ َرى ألوثـــــــ � ٍ‬ ‫والنــــــ � ُ‬
‫أحالم� � ًا وأَفْ راح ��ا‬ ‫�اس ْ‬ ‫َم � ْ�ن يمَ ْ َنــــــ � ُ�ح النـــــ � َ‬ ‫�ب‪ ..‬وال‬ ‫ِويس� �تَغيثـــــونَ‪ ..‬لــــــكــــ � ْ�ن ال ُمـــــجيـــ � َ‬
‫ُتــــــحــــ� � ِّر ُر النـــــ ��اس أَ ْبـــــــــدانــــــــ� � ًا وأَ ْرواحــــ ��ا‬ ‫ــــه َم ْر َح َم ًة‬ ‫ـــــول الــــل ِ‬ ‫َو ِجـــئــــتَـــــنـــــ ��ا يـــــا رس� � َ‬
‫�رات ِمفْ تاح ��ا‬ ‫حلــــــ � ُّ�ق للـــــــخَ ـــــ ْي � ِ‬ ‫�ك ا َ‬ ‫وديـــــــ ُن � َ‬ ‫ــــــمــــ ْبـــــ ��رو ُر َمــــ ْو ِل َدن ��ا‬ ‫وكــــ ��ا َن َمــــــ ْو ِلـــــ � ُ�د َك ال َ‬
‫ـــــــصــــــباحا‬
‫�ان ِم ْ‬ ‫ـــــهـــــــدا َيـــــ � ِ�ة واإليــــــــمــــ � ِ‬
‫ولل ِ‬ ‫�اق ُمن َ‬
‫ْـــــطــــــ َلـــق� � ًا‬ ‫ْـــحــــــضـــــ ��ا َر ِة َ‬
‫واأل ْخــــــــ�ل ِ‬ ‫ولل َ‬
‫وإصالح ��ا‬ ‫�ك َت ْقومي� � ًا ْ‬ ‫ــــم ْت مـــــــــن � َ‬
‫واس� � َت ْل َه َ‬ ‫ْ‬ ‫ــــــحـ ��قِّ ُد ْنيــــــان ��ا بمـ ��ا َرشَ � � َد ْت‬ ‫َز َّيــــــ ْنــــ ��تَ بـــال َ‬
‫َ‬
‫َّص � ِ�ر والتَّمك�ي ِ�ن ق � ْ�د الح ��ا‬ ‫وب � ِ�ارقُ الن ْ‬ ‫�رآن َتــــ ْب ِ‬
‫ـــــصــــ� � َر ًة‬ ‫ـــصـــــ� � َد ُع بالـــــقُ � ِ‬ ‫وقـــــم ��تَ َت ْ‬ ‫ُ‬
‫لله� � َدى س ��احا‬ ‫ُد ْني ��ا ال� � َورى َت ْبتَغيه ��ا ُ‬ ‫المني � ِ�ف إل ��ى‬ ‫َيـــ� � ْو َم ا ْن َبــــ َعـــ ْث ��تَ ِمــ ��نَ الغ � ِ�ار ُ‬
‫حاطــــــــ ْت ��ك عيــــــــــــــــن ��ا ُه‪َ ..‬غ � َّ�د ًاء َو َر َّواح ��ا‬ ‫َ‬ ‫ف ��ي ِع ْصم � ِ�ة الل � ِ�ه ال َت ْخ َش ��ى ِس ��وا ُه‪ ..‬و َق � ْ�د‬
‫وضاح ��ا‬ ‫�ام ّ‬ ‫�ك‪ ..‬إ ْذ أش� �ـــــــرقَ اإلس�ل ُ‬ ‫إليـــــــــــ � َ‬ ‫ـــعه ��ا‬ ‫�كارم واألمـــــجــــ � ِ�اد‪َ ...‬م ْر ِج ُ‬ ‫ُكـــــــ � ُّ�ل المــــ � ِ‬
‫األرض َس � ّ�حاحا‬ ‫ِ‬ ‫كالغي � ِ�ث ف ��وقَ رب � ِ‬
‫�وع‬ ‫العـــ ْل � ُ�م ُمن َب ِثق� � ًا‬ ‫أض َح ��ى ِ‬ ‫ــــــين ��ك ْ‬‫وم ��ن َمع ِ‬
‫الدا َر ْي � ِ�ن ِإنجْ اح ��ا‬ ‫لـــــــــــــــــــ ��ه‪ ...‬ت َّب ��وأ ف ��ي ّ‬ ‫ــــــدي � ِ�ن َم � ْ�ن ُيــــ ْؤ َت ��اه ُمن َْش � ِ�رح ًا‬ ‫ومنْـــــ َهـــ � ُ�ج ال ّ‬ ‫َ‬
‫وإن عا َقـــــ� � َر اآلث ��ا َم وال ّراح ��ا‬ ‫ُدنيـــــــــــــ ��ا‪ْ ..‬‬ ‫ــــــدي � ِ�ن فــــــه� � َو ب�ل�ا‬ ‫ومـــ � ْ�ن أضــــ ��ا َع زمــــ ��ا َم ال ّ‬ ‫َ‬
‫�اس َم � ْ�ن َطاحا‬ ‫�اك‪ ..‬وك � ْ�م في ال ّن � ِ‬ ‫إل ��ى اله�ل ِ‬ ‫بصاحب � ِ�ه‬
‫ِ‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ض‬ ‫ُ فْ‬‫ي‬ ‫�ذي‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�راب‬
‫َّ ُ‬ ‫�‬ ‫الس‬ ‫ُ‬
‫�ث‬ ‫�‬ ‫ــــ‬ ‫ي‬ ‫ــــ‬ ‫ح‬
‫ُصاح ��ا‬ ‫واص َح � ْ�ب عل ��ى اخلي � ِ�ر أب ��رار ًا ون ّ‬ ‫ْ‬ ‫�راك‪ ...‬واعم ��لْ دونم ��ا َك َل ٍل‬ ‫�ض ُأل ْخ � َ‬ ‫فانْـــــــه � ْ‬
‫�ردوس َط ّماح ��ا‬ ‫بــــــــــــطاعـــــــ � ِ�ة الل � ِ�ه‪ ..‬للفــــــ � ِ‬ ‫ـــدي � ِ�ن ُم ْلتَزم ًا‬ ‫ُــــــصـــ� � َر ِة هـــ ��ذا ال ّ‬
‫واجــــــ َه � ْ�د لن ْ‬ ‫ْ‬
‫***‬ ‫ ‬
‫َــــــه ��لْ كــــــــــ ُّل ُك � ْ�م لـــــل � ِ�ه ِملْحاح ��ا‬
‫و ْل َيــــــ ْبـــــــت ِ‬ ‫إخوت ُك � ْ�م‬‫ِ‬ ‫الح ��قِّ ُش � ّ�دوا أَ ْز َر‬ ‫ي ��ا ُع ْص َب� � َة َ‬
‫كس � ُ�ر احلــــــــــص � ِ�ار‪ ..‬كف � َ�ى ُظلم� � ًا وأَتْراح ��ا‬ ‫�دار‪ ..‬وال‬ ‫عج ��زُ ُه قهـــــــــ � ُ�ر الج � ِ‬ ‫�س ُي ِ‬ ‫فليـــــــــ � َ‬
‫وقـــــــــــ َّب � َ�ح الـــــــلــــــ ��هُ خَ ــــــــ ّوان� � ًا َ‬
‫وس� �ــــــــــفّ احا‬ ‫�ان» أَ ْي ِد َي ُه � ْ�م‬ ‫ه� � َو ال ��ذي ك � َّ�ف ف ��ي «الفُ ْرق � ِ‬
‫�س‪ ..‬وال ذاقَ َط ْ‬
‫ـــــــعـــــ� � َم ال َع ْي � ِ�ش ُم ْرتاح ��ا‬ ‫َنفْ � ٌ‬ ‫َو َل � ْ�ن َت َق � َّ�ر َلــــــــــــــ ��هُ عي � ٌ�ن‪ ..‬وال َس� � َكن َْت‬
‫وال َيــــــــعيــــــهــــ ��ا س� �ـــــــــــوى َم � ْ�ن كانَ لمَ ّاح ��ا‬ ‫�دروس لن ��ا‬ ‫َ‬ ‫ول � ْ�م َي� �زَلْ ُّربن ��ا ُيعطـــــــــــــ ��ي ال �‬
‫***‬ ‫ ‬
‫ـــــائر ط ْي� � َر ال َّنص � ِ�ر َص ّداح ��ا‬
‫بــــــــ � ِ�ه ال َبش� � ُ‬ ‫ِم � ْ�ن ه ��ا ُهن ��ا يو َل � ُ�د الفَ ج � ُ�ر ال ��ذي َب َع َث ْت‬
‫بالع ْط � ِ�ر َف ّواح ��ا‬
‫ف ��ي َم ْو ِل � ِ�د ا ُمل ْص َطفَ ��ى ِ‬ ‫ـــــــمام � ِ�ه َف ِرح� � ًا‬
‫ِ‬ ‫ويو َلـــــــ � ُ�د الـــــــــزَّ ْه � ُ�ر م � ْ�ن أك‬ ‫ُ‬
‫ ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪22‬‬
‫رو�ضة الزهرات‬
‫مكاف�أة للفتيات امل�ؤمنات‬
‫�صالون جتميل راما‬
‫ر�سولنا يحبنا‬
‫�إخوة متحابّني‬
‫�صحابيان غيوران‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪23‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫من طلب العلى‬

‫مكافأة للفتيات املؤمنات‬


‫عزيزتي‪...‬‬
‫قال الله تعالى‪{ :‬إنهم فتية آمنوا بر ِّبهم وزدناهم هدى}‪ ،‬وقال رس ��وله [ عن الس ��بعة الذين ُيظلّهم‬
‫آية وحديث‪ ،‬يد ّالن على أهمية مرحلة الشباب‪ ،‬وعناية‬ ‫وشاب نشــأ في طاعة الله»‪ٌ ،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫ظل عرشه‪...« :‬‬ ‫الله في ِّ‬
‫اإلس�ل�ام به ��ا‪ ،‬فالفتي ��ة الذين آمنوا بر ِّبهم ح ��ق اإلميان‪ ،‬وجاهدوا في س ��بيل الله‪ ،‬وف� � ّروا بدينهم إلى الله‪،‬‬
‫ليرتدوا عن‬
‫ّ‬ ‫�أن زادهم ه � ً�دى وألهمهم كيفية تدبي ��ر أمورهم عندما فتنه ��م احلاكم الظال ��م‬ ‫كافأه ��م الل ��ه ب � ْ‬
‫ِّ‬
‫سيظ َّله في ظل عرشه يوم‬ ‫بشره الله على لسان رسوله [ بأنه ُ‬ ‫دينهم‪ .‬والشاب الذي نشأ في طاعته تعالى ّ‬
‫ظل إال ظلّه‪.‬‬ ‫ال َّ‬
‫إذاً‪ ،‬هي املكافأة تأتي في الدنيا وفي اآلخرة‪ ،‬ولكن لهذه املكافأة ضريبة يدفعها املسلم تتطلّب منه أن‪:‬‬
‫رب العاملني}‪.‬‬
‫وم ْحياي ومماتي لله ِّ‬‫‪ l‬يجعل حياته كلها لله تعالى‪{ :‬قل إنّ صالتي ون ُُسكي َ‬
‫تبدلت حياتك‬ ‫اقتربت منه ّ‬
‫ِ‬ ‫الصلة بالله تعالى حتى ينال الكرامة منه سبحانه وتعالى؛ فإن‬ ‫حسن ِّ‬ ‫‪ُ l‬ي ِ‬
‫وعال شأنك‪.‬‬ ‫وس َمت مكانتك َ‬ ‫َ‬
‫فالفتية أصحاب الكهف‬ ‫‪ l‬يعي ��ش قضاي ��ا أمت ��ه ويتفاعل معها‪ ،‬وال تلهيه ت ِ‬
‫وافهُ األمور عن املعال ��ي‪ِ :‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫كان ��وا ف ��ي احلقيق ��ة أصحاب قضية كب ��رى‪ :‬هي قضية اإلمي ��ان في مقاب ��ل الكفر؛ فهم ل ��م يتخذوا موقف‬
‫الشرك وعبادة األوثان بني بني قومهم‪ ،‬بل أنكروا عليهم كفرهم‪ ،‬وحذّ روا الناس منهم‪.‬‬ ‫املتف ِّرج من شيوع ِّ‬
‫وع ُظمت‬ ‫�تد الب�ل�اء َ‬ ‫إميان ��ه وس�ل�امة عقيدته وفكره مهم ��ا َك ُثرت ِ‬
‫املغريات واش � ّ‬ ‫ِ‬ ‫ثب � َ�ت عل ��ى‬
‫‪َ l‬ي ُ‬
‫يؤثر في إميانهم‪ ...‬بل ازدادوا يقين ًا‪ ،‬فكافأهم الله ْ‬
‫بأن‬ ‫التضحيات؛ فالفتية لم يجرفهم التيار الكافر‪ ،‬ولم ِّ‬
‫ربط على قلوبهم‪ :‬أي ث ّبتها وبعث فيها الطمأنينة وزاد اإلميان فيها قوة ورسوخ ًا‪{ :‬وربطنا على قلوبهم إذ‬
‫رب السموات واألرض لن ندعو من دونه إله ًا‪.}...‬‬ ‫قاموا فقالوا‪ُّ :‬ربنا ُّ‬
‫�جع على‬ ‫كل صحبة تش � ِّ‬ ‫غضب الله‪ ،‬وكذلك عن ِّ‬ ‫فعل وكل م ��كان ُي ِ‬‫�ول وكل ٍ‬ ‫‪ l‬يبتع � َ�د ع ��ن ِّ‬
‫كل ق � ٍ‬
‫اشتد اخلناق عليهم‪ ،‬لم تفتنهم ق ّوة الكفر وكثرته‪ ،‬ولم تخدعهم‬ ‫ّ‬ ‫معصيته تعالى‪ ...‬فأصحاب الكهف ملا‬
‫األباطي ��ل‪ ،‬وبالتال ��ي لم يتخ َّل ْوا عن مبادئه ��م‪ ،‬بل تركوا قريتهم‪ ،‬تركوا ُمتَع احلياة وأس ��باب العيش الرغيد‬
‫بارد مظلم‪ ...‬ليقينهم بأنّ ق ّوة اإلميان ستُ حيله واحة خضراء‬ ‫كهف ض ِّي ٍق ٍ‬‫واملكانة االجتماعية املرموقة‪ ،‬إلى ٍ‬
‫وحديقة غنّاء وجنة ن َِضرة‪.‬‬
‫إذاً‪ ،‬فحت ��ى يتمكّ ن جيل الش ��باب من القدرة عل ��ى مواجهة الكفر والظلم‪ ،‬عليهم‪ :‬واجب تنمية ُق ُدراتهم‬
‫وإمكاناته ��م املادية واملعنوية وتس ��خيرها خدم � ً�ة لدين الله‪ .‬وعليهم أن يدركوا قيم� � َة ذواتهم وكرامتها عند‬
‫الل ��ه تعال ��ى ما داموا مس ��لمني صادقني‪ ،‬فال يرتضوا ألنفس ��هم توافه األمور ورذائله ��ا‪ ،‬وال يهدروا طاقاتهم‬
‫فيم ��ا يض ّره ��م ويض ّر أمتهم‪ ،‬بل يحرصوا على التم ّيز في مختل ��ف امليادين العلمية واالجتماعية وغيرها‪،‬‬
‫حت ��ى يكون ��وا كأولئ ��ك الفتية الذين آمنوا بر ِّبهم فزادهم هدى‪ ،‬وكمثل ذلك الش ��اب الذي س � ُ�يظلّه الله في‬
‫ظل عرشه ‪l‬‬
‫سهاد‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪24‬‬
‫مغامرات راما‬
‫صالون جتميل راما‬
‫بقلم‪ :‬عبير النحاس‬
‫سوريا‬

‫املاهرة‪ ،‬التي كانت ُتل ِّون شَ عر السيدات بخفَّ ة في‬


‫صففة الشعر ِ‬ ‫باهتمام نحو ُم ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫نظر‬‫ه�شت راما كثير ًا وهي َت ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُد‬
‫َصالون التجميل‪.‬‬
‫بالغ‪ ،‬وكانت النتائج تبدو رائعة ِجداً‪ ،‬فأح َّبت‬ ‫بسرور ِ‬ ‫صففة ُ‬ ‫راقب تلك ا ُمل ِّ‬ ‫وجلست ُت ِ‬ ‫َ‬ ‫والدتها‬
‫ِ‬ ‫وصلت ِبرفقة‬ ‫كانت قد َ‬ ‫ْ‬
‫صففة‪.‬‬‫يدفعن املال بسخاء لتلك ا ُمل ِّ‬
‫ْ‬ ‫رأت النساء‬ ‫خاصة عندما ِ‬ ‫ومربح ًا‪َّ ،‬‬ ‫راما هذا العمل ووجدته لطيف ًا ممُ تع ًا ُ‬
‫فقالت لنفسها‪:‬‬
‫صففة للشعر‪ ،‬وستكونُ غرفتي هي مكانُ عملي في البداية‪.‬‬ ‫وأنا أيض ًا أريد أن أكون ُم ِّ‬
‫منزلها‪ ،‬وأخبرتها أنَّها قد افتتحت َصالون ًا للتجميل في غرفتها‪ ،‬وأنَّها ستل ِّون لها‬ ‫دعت راما صديقتَها لونا إلى ِ‬ ‫ْ‬
‫مجان ًا‪.‬‬ ‫بعض خصالت شَ عرها َّ‬
‫فرحت لونا كثيراً‪ ،‬ارتدت مالبسها‪ ،‬واستأ َذنت والدتها قائلة‪:‬‬ ‫َ‬
‫بزيارة ملنزل صديقتي راما؟‬ ‫ٍ‬ ‫تس َمحني لي يا أمي أن أقوم‬ ‫هل ْ‬
‫وافقت والدتها بعد أن طلبت منها أن تكون فتاة عاقلة هادئة‪ ،‬وأن ال تتأخر في العودة إلى املنزل‪ ،‬فأس َرعت نحو‬
‫شعرها ا ُمللون اجلميل‪.‬‬ ‫بيت راما وهي تتخ َّيل بسرور خصالت ِ‬
‫أعدت لها‬‫رحبت به ��ا كثيراً‪ ،‬ثم أدخلتها إلى غرفته ��ا‪ ،‬وقد ّ‬ ‫طرق ��ت الب ��اب ب ��كل هدوء‪ ،‬فتحت لها راما مبتس ��مة‪ّ ،‬‬
‫الصغير اجلميل‪.‬‬ ‫الكثير من أنابيب األلوان املائية‪ ،‬وبعض الفُ رش‪ ،‬ومشطها َ‬
‫األحمر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫اللون‬
‫ِ‬ ‫وطلبت من لونا أن تختار أنبوب ًا منها فاختارت األنبوب ذا‬ ‫ْ‬ ‫جلس ��ت راما على َس ��جادتها الصغيرة‬ ‫َ‬
‫حدثته ��ا عنها‬ ‫ُ‬
‫ثم جلس ��ت مبتس ��مة تنتظ ��ر النتيج ��ة املبه ��رة التي َّ‬
‫صففة العظيمة راما‪.‬‬ ‫صديقتها ا ُمل ِّ‬
‫بدعكه‬‫ِ‬ ‫كام�ل ً�ا عل ��ى رأس لون ��ا‪ ،‬ثم قام ��ت‬ ‫أفرغ ��ت رام ��ا األنب ��وب ِ‬ ‫َ‬
‫بتمشيطه‪ ،‬فامتأل‬ ‫ِ‬ ‫الصالون‪ ،‬وقامت أيض ًا‬ ‫بالفرشاة كما رأَت في ذلك َّ‬
‫وشعرها باللون األحمر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫رأس لونا‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ففوجئَت لونا مبا رأت‪ ،‬وخافت‬ ‫ِ‬ ‫وجه صديقتها‪،‬‬ ‫قربت راما املرآة من ِ‬ ‫َّ‬
‫ترجت ��ف َغضب ًا‪ ،‬فخاف ��ت راما وهر َبت‬ ‫والدته ��ا‪ ،‬ثم بدأت ِ‬ ‫ِ‬ ‫م ��ن غضب‬
‫األم‬
‫برأس لونا‪ ،‬فأقبلت ُّ‬ ‫وحدثتها عما َفعلته ِ‬ ‫والدتها‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُمس ��رعة نحو‬
‫وض ِحكت كثير ًا من شكلها‪ ،‬ثم غسلت لها شعرها‬ ‫نحو لونا ُمسرعة‪َ ،‬‬
‫بخجل ُقربها لتناولها ا ِملنْشفة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫باملاء و(الشامبو)‪ ،‬بينما و َقفت راما‬
‫وقدم ��ت للفتا َتينْ‬ ‫انته ��ت األم من َغس ��ل ش ��عر لونا وتس ��ريحه‪َّ ،‬‬
‫كرت والد َة راما‪،‬‬ ‫حللوى‪ ،‬فأكلتْها لونا وهي َص ِامتة‪ ،‬وشَ ْ‬ ‫ِقطعتينْ من ا َ‬
‫واحدة مع راما‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بكلمة‬
‫بيتها دونَ أن تتكلم ِ‬ ‫ثم غاد َرت نحو ِ‬
‫�ررت أن تغلق صالونها مؤقت� � ًا‪ ،‬وأن َتذهب‬ ‫حزن ��ت رام ��ا كثيراً‪ ،‬وق � ْ‬ ‫ِ‬
‫تعتذر ِمنْها‪l‬‬ ‫ألوانها هدية للونا بعد أن ِ‬ ‫لتقدم ُعلبة ِ‬ ‫ِّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪25‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫حبني‬
‫رسولي ُي ّ‬
‫صفحة جديدة مزهرة عابقة من شذا روضتنا‪ ،‬متأللئة‬
‫بأنوار من أخالق نبينا الكرمي [ وشخصيته الفريدة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫نتعلّم فيها ُخلقا إسالميا يح ّبه رسولنا احلبيب [‪،‬‬
‫نثبت هذا اخللق من خالل التدرب على مهارة من مهارات‬
‫التفكير‪.‬‬

‫حبنا‬ ‫ُ‬
‫رسولنا ُي ّ‬
‫متحابني‬
‫ّ‬ ‫إخوة‬

‫�سارة وسندس أختان مجتهدتان‪ ،‬ونظيفتان‪ ،‬ولكنهما تتشاجران كثير ًا ألتفه األسباب‪:‬‬
‫املفضلة‪ ،‬أو من أجل َد ْور في‬
‫ّ‬ ‫الس ّيارة‪ ،‬وم ّرة من أجل قناة (التلفاز)‬ ‫مرة على مكان اجللوس في ّ‬
‫لعبة‪ :‬أ ّيتهما األولى وأ ّيتهما الثانية‪ ،‬ومن أجل أشياء كثيرة‪.‬‬
‫حتدث معهما أبواهما عن أهمية األخ ّو ِة‪ ،‬وأن األخ ّو َة نعمة عظيمة من الله‪ ،‬وأنّ عدم‬ ‫وكم ّ‬
‫شجارهما سبب في رضا الله‪ ..‬ورضا الوالدين‪...‬‬
‫خ ��رج والداهم ��ا يوم ًا من البيت‪ ،‬وتركا س ��ارة وسندس� � ًا وحدهما في املن ��زل نائمتني‪ .‬أثناء‬
‫ذل ��ك ُرنّ جرس الهاتف كثيراً‪ ،‬فاس ��تيقظت س ��ارة م ��ن نومها‪ ،‬وأخذت س � ّ�ماعة الهاتف‪ ،‬فكانت‬
‫صديقة لوالدتها سألت عنها‪ ..‬ذهبت سارة وأخذت تبحث عن والدتها في جميع أنحاء البيت‬ ‫ً‬
‫أمها أن تتركها وأختها وحدهما في البيت! ولكنها‬ ‫فلم جتدها! اس ��تغربت‪ ،‬فلم يكن من عادة ِّ‬
‫وجدت ورقة ألصقتها والد ُتها إلى جوار الهاتف‪ ،‬كتبت فيها‪:‬‬
‫خرجت مع‬
‫ُ‬ ‫«حبيبتي سارة‪ ،‬وحبيبتي سندس‪ ..‬إذا استيقظتما‪ ،‬ال تخافا‪ ،‬أنتما شجاعتان‪،‬‬
‫أبيكما ألمر ضروري‪ ،‬ولن نتأخر»‪.‬‬
‫بعد قليل بدأت سارة تشعر باخلوف‪ ،‬ماذا تفعل؟! حاولت النّوم ثانية‪ ،‬فلم تتمكن‪.‬‬
‫أيقظ ��ت أخته ��ا‪ ،‬وأخبرته ��ا ع ��ن خ ��روج والد ْيه ��ا مع� � ًا‪ ،‬وطلبت منه ��ا أن تظلّ مس ��تيقظة‬
‫معها‪ .‬عطش ��ت س ��ارة فذهبتا مع ًا إلى املطبخ لش ��رب املاء‪ ،‬ثم أرادت س ��ندس دخول دورة املياه‪،‬‬
‫فاصطحبت معها أختها سارة التي انتظرتها خارج ًا قرب الباب‪.‬‬
‫جلس ��تا متجاورت�ي�ن ف ��ي الغرف ��ة ملش ��اهدة التلف ��از‪ ،‬وبقيت ��ا هك ��ذا حت ��ى ع ��اد األب ��وان‬
‫وكل منهما متسك يد األخرى‪.‬‬ ‫فوجداهما على الصورة نفسها ٌّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪26‬‬
‫قام األبوان باحتضان سارة وسندس‪ ..‬وروت األختان ما فعلتا في غياب والديهما‪.‬‬
‫�أوجه إليكما السؤال نفسه‪ٌّ ،‬‬
‫وكل منكما تكتب‬ ‫قال األب‪ :‬اس ��معي يا س ��ارة واسمعي يا سندس‪ ،‬س � ّ‬
‫أي منكما إجابة األخرى حتى صباح الغد! والس ��ؤال يقول‪َ :‬من هو‬ ‫اإلجاب ��ة عل ��ى ورق ��ة دون أن ترى ٌّ‬
‫احلب واألمانَ واملساعدة إذا غاب والداي؟‬
‫ّ‬ ‫الشخص الذي يعطي‬
‫كتبت سارة‪ :‬أختي سندس! وكتبت سندس‪ :‬أختي سارة!‬
‫قدمت سارة وسندس ورقتني مغلقتني لوالديهما‪ .‬قرأت األم‬ ‫في الصباح التالي ‪ -‬وكان يوم عطلة ‪ّ -‬‬
‫م ��ا فيهم ��ا‪ ،‬ففرحت األخت ��ان وتعانقتا‪ ،‬ثم فاجأهم ��ا والداهما بكعكة من الش ��وكوالتة ُكتب عليها‪:‬‬
‫األخوة نعمة ‪l‬‬ ‫ّ‬

‫تدريب‬
‫الغرض منه التد ُّرب على مهارة الطالقة اللغوية‪ ،‬وهي إحدى مهارات التفكير‪ ،‬واخليال‪.‬‬
‫‪ l‬أو ًال‪ :‬اكتب أكبر عدد ممكن من الصفات اجلميلة التي يتحلّى بها كل أخ وأخت من إخوتك (خالل خمس‬
‫دقائق فقط)‪.‬‬
‫برسم من خيالك املبدع؟‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫شعار(األخ ّوة نعمة)‬ ‫الذكي أن تع ّبر عن‬
‫ّ‬ ‫‪ l‬ما رأيك اآلن أيها الطفل‬
‫خاص بك َس � ِّ�مه إن ش ��ئت‪« :‬روضة الزهرات»‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫دفتر‬
‫(األخ ّوة نعمة) وألصقه في ٍ‬ ‫‪ l‬ثاني� � ًا‪ :‬ق ��م ب َق ��ص الش ��عار ُ‬
‫وسنقوم بذلك في كل عدد لتجتمع لديك شعارات متثّلها ومتثّلك‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪27‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫ال�صحابة �صغار ًا‬
‫صحابيان غيوران‬

‫بقلم‪ :‬األستاذ محمود القلعاوي‬


‫مصر‬

‫ليلقيها في‬ ‫دخ���ل األب على ولده هش ��ام وهو ُي ِع ّد الكلم ��ة التي طلبها منه مد ِّرس ��ه ُ‬
‫الغيو َر ْين‬
‫اإلذاعة املدرس ��ية ع ��ن احلبيب [‪ ..‬فاقترح األب أن تكون الكلمة ع ��ن الصغير ْين ُ‬
‫على رسول الله [‪.‬‬
‫‪ -‬فظهرت عالمات االستفهام على وجه هشام‪ :‬ومن هما يا أبي؟‬
‫س ��ب رس ��ول الله [‪ ..‬وس ��أحكي‬ ‫ومعوذ يا ولدي‪ ..‬صغيران قاتال َمن َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ j‬األب‪ :‬هما معاذ‬
‫لك حكايتهما‪ ،‬وأنت تكتبها بأسلوبك‪ ،‬ما رأيك؟‪ ..‬فوافق هشام على ذلك‪..‬‬
‫‪ j‬فقال األب‪ :‬يحكي لنا الصحابي اجلليل عبد الرحمن بن َع ْوف القصة قائال‪ً:‬‬
‫غالمينْ من‬‫َ‬ ‫وش ��مالي‪ ..‬فإذا أنا بني‬ ‫ُ‬
‫فنظرت عن مييني ِ‬ ‫واقف يوم بدر في الصف‬ ‫‪« l‬إني َل ٌ‬
‫األنصار حديثة سنّهما‪ ..‬فغمزني أحدهما فقال‪ :‬يا َع ّماه أتعرف أبا جهل؟‬
‫فقلت‪ :‬نعم‪ ..‬وما حاجتُ ك إليه؟‬ ‫ُ‬ ‫‪l‬‬

‫خبرت أنه يس � ّ�ب رس ��ول الله [‪ ..‬والذي نفس ��ي بيده لئن رأيتُ ه ال يفارق َس َوادي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬قال‪ :‬أ‬
‫فتعجبت لذلك‪ ،‬فغمزني اآلخر‬ ‫ُ‬ ‫�خصه) حتى ميوت األعجل منا‪..‬‬ ‫َ‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫�خصي‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫(أي‬ ‫س ��وا َده‬
‫نظرت إلى أبي جهل وهو َيجول في الناس‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫فقال لي أيض ًا مثلها‪ ..‬فلم أل َبث أن‬
‫فقلت‪ :‬أال تريان؟‪ ..‬هذا صاحبكما الذي تس ��أالني عنه‪ ..‬فابتدراه بس ��ي َف ْيهما فضرباه‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫فقتاله‪ ..‬ثم انصرفا إلى النبي [ فأخبراه‪..‬‬
‫‪ l‬فقال [‪ :‬أَ ُّيكما قتله؟‬
‫‪ -‬قال كل واحد منهما‪ :‬أنا قتلته‪..‬‬
‫‪ l‬قال‪ :‬هل مسحتما َس ْيفيكما؟‬
‫‪ -‬قاال‪ :‬ال‪..‬‬
‫‪ l‬قال‪ :‬فنظر النبي [ في السي َفينْ ؛ فقال‪ :‬كالكما قتله‪.‬‬
‫]]]‬
‫‪ -‬فقال هش ��ام‪ :‬ما أَجم َلها من قصة‪ ..‬وس ��أقوم بكتابتها اآلن أل ُلق َيها في اإلذاعة غد ًا إن‬
‫شاء الله‪ ..‬ليتعلّم اجلميع أننا ال بد أن ندافع عن رسول الله [ ‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪28‬‬
‫آسيا‬
‫خسوك‬
‫جودي فؤاد‬
‫املصري‬

‫عمرها‪ 4 :‬سنوات‬ ‫عمرها‪ 10 :‬سنوات‬ ‫عمر‬


‫في مدرسة‪ :‬اإلصالح ‪ -‬طرابلس‪.‬‬ ‫في مدرسة‪ :‬دوحة السالم اخلاصة ‪ -‬دمشق‪.‬‬ ‫محمد القال‬
‫في صف الروضة األولى‪.‬‬ ‫في الصف اخلامس األساسي‪.‬‬
‫هواياتها‪ :‬الرسم‪.‬‬ ‫هواياتها‪ :‬املطالعة‪ ،‬األنشاد‪ ،‬الرسم‬
‫والتلوين‪.‬‬

‫عبادة فؤاد‬
‫املصري‬

‫عمره‪ 5 :‬سنوات‪.‬‬
‫في مدرسة روضة احلنان اخلاصة – دمشق‪.‬‬
‫في الصف التمهيدي‪.‬‬
‫عمره‪ 8 :‬سنوات‪.‬‬ ‫هوايته‪ :‬األلعاب التركيبية‬
‫في مدرسة‪ :‬دوحة السالم اخلاصة ‪ -‬دمشق‪.‬‬ ‫و سماع القصص‪.‬‬
‫في صف الثاني األساسي‪.‬‬
‫هوايته‪ :‬كرة القدم و املطالعة‪.‬‬

‫احملبة‬ ‫بستان‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪29‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫ت�سايل‬
‫إعداد‪ :‬نازك فرشوخ‬

‫هاتف املعلومات العامة‬


‫‪ l‬حاول اكتشاف الكلمات املشفّ رة باالستعانة بأرقام الهاتف املب ّينة في‬
‫الشكل على الصورة‪.‬‬
‫أي شهر ولد الرسول [؟ (‪.) 87383-925‬‬
‫‪-1‬في ِّ‬
‫‪َ -2‬من هي أ ّم الرسول [؟ (‪.)277-272-2783‬‬
‫‪ -3‬أَخٌ لرسول الله [ بالرضاعة‪َ :‬من هو؟ (‪.)25683-72-7883-529‬‬
‫‪ -4‬أين كان يتعبد الرسول [ قبل البعثة؟ (‪.)3356-539‬‬
‫واري الرسول [؟ (‪.)83783-72-572583‬‬
‫‪َ -5‬من هو َح ّ‬

‫فوارق‬
‫يوجد بني الصورتني ‪ 7‬فوارق‪ ،‬حاولوا إيجادها‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪30‬‬
‫ت�سايل‬
‫‪ l‬قال ��ت فأرة ألخته ��ا‪ :‬ماذا تريدين أن تصبحي عندما‬
‫تكبرين؟‬
‫‪ -‬األخ ��ت‪ :‬أري ��د أن أنتق ��ي بيت� � ًا يكون فيه طع ��ام كثير‬
‫وأنت؟‬
‫فأعيش فيه‪ِ ..‬‬
‫‪ l‬الف ��أرة‪ :‬أنا طموحاتي أكب ��ر من هذه بكثير‪ ..‬أريد أن‬
‫أصبح في املستقبل ماوس كمبيوتر!!‬

‫متاهة‬
‫ساعدوا الس َل ْحفاة كي تصل ألختها‪.‬‬

‫عباقرة صغار‬

‫عالم الرياضي ��ات الهولندي وليم‬ ‫ِ‬


‫كالي ��ن كان يس ��تطيع (وه ��و ف ��ي‬
‫س ��ن العاش ��رة) اس ��تخراج اجلذور‬
‫التربيعي ��ة الثالث ��ة ألرق ��ام مؤلفة‬
‫من مائة خانة بسرعة تسبق «اآللة‬
‫احلاسبة»‪.‬‬

‫احللول‪:‬‬
‫بن احلارث‪ .4 .‬غار ِحراء‪ .5 .‬الزُّ َب ْير بن العوام رضي الله عنه‪.‬‬
‫‪ l‬ح ��ل الكلمات املش ��فرة‪ .1 :‬ربي ��ع األول‪ .2 .‬آمنة بنت َو ْهب‪ .3 .‬عبد الله‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪31‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪32‬‬
‫«النور» و «م�ؤمنة»‬
‫جملتان يف واحدة‬
‫من أبواب النور‪:‬‬
‫‪ l‬قبس من التنزيل‪:‬‬
‫د‪ .‬يوسف القرضاوي‪.‬‬
‫‪ l‬مع املصطفى [‪:‬‬
‫من أبواب «مؤمنة»‬ ‫د‪ .‬نور الدين عتر‪.‬‬
‫‪ l‬الفتوى‪.‬‬
‫‪ l‬أحاديث املرأة في الصحيحني‪.‬‬ ‫‪ l‬مهارات‪.‬‬
‫‪ l‬الزوجة املطيعة (لورا دويل)‪.‬‬ ‫‪ l‬لغتنا اجلميلة‪.‬‬
‫‪ l‬األسرة املسلمة‪.‬‬ ‫‪ l‬منا اخلبر ومنكم التعليق‪.‬‬
‫‪ l‬قضايا حواء في الصحافة‪.‬‬ ‫‪ l‬داء ودواء‬
‫‪ l‬العافية‪.‬‬ ‫‪ l‬من ثمرات املطابع‪.‬‬
‫‪ l‬للرجال والنساء (عشر صفحات‬ ‫‪ l‬استراحة القارىء‪.‬‬
‫يحررها محمد رشيد العويد)‪.‬‬ ‫‪ ....‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ l‬االختالفات السبعة‪.‬‬

‫لالشتراك في «النور» و«مؤمنة»‪:‬‬


‫يرجى إرسال شيك أو حوالة مببلغ ‪ 12‬دينار ًا كويتي ًا باسم «مجلة النور»‬
‫أو حتويل املبلغ إلى حساب املجلة في بيت التمويل الكويتي (‪)0110174520‬‬
‫(يحصل املشترك على هدايا ثمينة)‪.‬‬
‫ص‪.‬ب‪ – 4228:‬الساملية ‪ -‬دولة الكويت‪.‬‬
‫العنوان اإللكتروني‪alnoor_mag@hotmail.com :‬‬
‫أو ‪alnoormag@kfh.com‬‬
‫الفاكس‪00965 -4729016:‬‬
‫الهاتف‪00965 -4749052 :‬‬
‫رئيس التحرير‪ :‬د‪.‬عبد الله املال‪.‬‬
‫مدير التحرير‪ :‬محمد رشيد العو ّيد‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪33‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫لقاء مع رئي�س حترير‬
‫موقع (الألوكة)‬
‫خاص‪ :‬منبر الداعيات‬

‫أ‪ -‬نش ��ر امل ��واد العلمي ��ة املنوع ��ة التي تخ ��دم الثقافة‬ ‫ك�ث�رت املواق ��ع‬
‫ميس ��ر‪ ،‬في ش ��بكة اإلنترنت العاملية‪،‬‬ ‫اإلس�ل�امية‪ ،‬بش ��كل َّ‬ ‫اإلس�ل�امية عل ��ى ش ��بكة‬
‫والس ��عي لتغطية جميع املجاالت املتاحة لذلك؛ كنش ��ر‬ ‫اإلنترن ��ت التي تهدف أن‬
‫املفصلة وخطب‬ ‫ّ‬ ‫الكتب اإللكترونية واملقاالت والدراسات‬ ‫تك ��ون بديلة ع ��ن املواقع‬
‫اجلمعة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫املنحرف ��ة البعي ��دة ع ��ن‬
‫ب ‪ -‬اس ��تخدام أوعي ��ة املعلوم ��ات املتنوع ��ة‪ :‬املرئي ��ة‬ ‫اله ��دى‪ ،‬ومنه ��ا‪ :‬موق ��ع‬
‫القيم‪.‬‬ ‫واملسموعة واملقروءة‪ ،‬لنشر ِ‬ ‫األلوك ��ة ال ��ذي اس ��تطاع‬
‫ج ‪ -‬مس ��اعدة الباحث�ي�ن ع ��ن احلقيقة واملتعطش�ي�ن‬ ‫أن يكس ��ر قوالب التكرار‬
‫لله ��دى‪ ،‬وتزويدهم مب ��ا يع ّرفهم باحل ��ق ويوصلهم إليه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫واجلم ��ود؛ فه ��و موق ��ع‬
‫مبختلف الطرق املشروعة‪.‬‬ ‫وعلمي‬ ‫وثقافي‬ ‫إعالم � ٌّ�ي‬
‫ٌّ‬ ‫ٌّ‬
‫د ‪ -‬القيام بجزء من حق الفكر اإلس�ل�امي الصحيح‬ ‫وأدب � ّ�ي‪ ...‬يش ��ارك في ��ه‬
‫الواجب علينا نشره‪.‬‬ ‫نخب � ٌ�ة م ��ن أه ��ل العل ��م‬
‫هـ ‪ -‬التعريف باملفكرين واملصلحني واألدباء وأصحاب‬ ‫والفكر؛ ولقد قامت مجلة منبر الداعيات باس ��تضافة‬
‫اخلبرة‪ ،‬ونشر نتاجهم إلكترون ّي ًا‪.‬‬ ‫رئيس حترير موقع األلوكة األس ��تاذ محمد س ��الم بن‬
‫و ‪ -‬االهتم ��ام بالك َّت ��اب واألدباء الش ��باب‪ ،‬واكتش ��اف‬ ‫عل ��ي جاب ��ر عل ��ى صفحات مجلته ��ا حيث أج ��رت معه‬
‫مواهبهم الفكرية واألدبية‪.‬‬ ‫ح ��وار ًا تناول التعريف باملوقع وأهدافه ورس ��الته وغيرها‬
‫ز ‪ -‬االهتم ��ام بالتراث اإلس�ل�امي والعربي والتعريف‬ ‫من األسئلة‪ ...‬فإلى احلوار‪:‬‬
‫به لدى ر َّواد املجتمع الرقمي‪.‬‬ ‫‪« .1‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬ما مناس ��بة تس ��مية املوقع‬
‫ح ‪ -‬معايش ��ة القضاي ��ا واألح ��داث املعاص ��رة وتبي ��ان‬ ‫بـ«األلوك ��ة»؟ ومت ��ى ُأنش ��ئ؟ وم ��ا رس ��الته‪ ،‬وأب ��رز‬
‫النظرة الصحيحة لإلسالم عنها‪.‬‬ ‫أهدافه؟‬
‫ط ‪ -‬فتح النواف ��ذ احلوارية للجميع‪ ،‬بغرض تفعيل‬ ‫رشد للحائرين‬ ‫‪ n‬نرجو أن يكون موقع األلوكة منارة ٍ‬
‫احلوار العلمي الهادف‪ ،‬والتثقيف التفاعلي البنَّاء‪.‬‬ ‫الباحث�ي�ن ع ��ن طري ��ق احل ��ق والهداي ��ة‪ ،‬وس ��راج ًا منير ًا‬
‫ي ‪ -‬الس ��عي للتكامل مع اجله ��ود املبذولة في مجال‬ ‫للسائرين في دروب الدعوة والعمل اإلسالمي‪ ..‬ومن هنا‬
‫الوعي الثقافي اإلعالمي محل ّي ًا ودول ّي ًا‪.‬‬ ‫املسمى‪.‬‬
‫َّ‬ ‫اخترنا له اسم (األلوكة) عسى أن يوافق‬
‫واأللوك ��ة ف ��ي اللغ ��ة العربية‪ :‬الرس ��الة‪ .‬يق ��ال‪ :‬أَ َل َك‬
‫يأل � ُ�ك‪ :‬إذا كان رس ��و ًال بينه ��م‪ .‬ومن ��ه ُس � ِّ�مي‬‫ب�ي�ن ال َق ��وم ِ‬
‫(مأ َلك)‪،‬‬ ‫رس ��ل‪ ..‬واألصل فيه َ‬ ‫واحد املالئكة َم َل ًكا‪ :‬ألنه ُم َ‬‫ُ‬
‫ولالس ��تزادة ميك ��ن الرج ��وع إل ��ى م ��ادة (أ ل ك) ف ��ي‬
‫املعجمات‪.‬‬
‫َ‬
‫وقد بدأ موقع األ ُلو َكة اإللكتروني َسيره احلثيث منذ‬
‫وسد ًا لثغر‬ ‫عام ‪1427‬هـ‪ ،‬س ��عي ًا لنشر الثقافة اإلسالمية‪ّ ،‬‬
‫من ثغور الدعوة إلى الله‪ .‬أما أهداف املوقع فهي‪:‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪34‬‬
‫‪« .2‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ِ :‬م ��ن الالف ��ت للنظ ��ر النمو‬
‫الهائل واملتس ��ارع لعدد املواقع اإلسالمية على شبكة‬
‫اإلنترنت منذ عشر سنوات‪ :‬إالم تعزو هذه الظاهرة‪،‬‬
‫وما مدى االستفادة منها؟‬
‫‪ n‬في ظل التطور التكنولوجي املتسارع الذي تعيشه‬
‫مجتمعاتنا الي ��وم‪ ،‬أصبحت املواقع اإللكترونية من أهم‬
‫الوس ��ائل التي ُيعتمد عليها لنش ��ر املعرف ��ة في املجتمع‬
‫الرقمي؛ حيث أصبحت لغة احلاسوب مفهومة لدى فئات‬
‫املجتم ��ع املختلف ��ة‪ .‬وقد رأى املهتم ��ون بالعمل والثقافة‬
‫اإلس�ل�امية أنّ نش ��ر الثقاف ��ة الهادف ��ة عن طريق ش ��بكة‬
‫اإلنترن ��ت العاملية أم ��ر ال بد منه‪ ،‬وذل ��ك بعرض املعرفة‬
‫النقية والكلمة الطيبة مبختلف الوس ��ائل اإللكترونية‪،‬‬
‫واحملررين املتميزين‪.‬‬ ‫صح ّي ��ة‪ ،‬ولكنه ��ا بحاجة إلى‬ ‫وال ش ��ك ف ��ي أنها ظاه ��رة ّ‬
‫ي‪ -‬إخ ��راج املوق ��ع اجلمي ��ل‪ ،‬وتنظيم ��ه االحتراف ��ي‪،‬‬ ‫مزيد من االحترافية‪.‬‬
‫وس ��رعة تصفح ��ه عل ��ى الرغ ��م م ��ن الك � ِّ�م الهائ ��ل م ��ن‬ ‫‪« .3‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬أي ��ن موق ��ع األلوك ��ة على‬
‫املعلومات املعروضة فيه‪.‬‬ ‫خارطة املواقع اإلس�ل�امية؟ وما س � ّ�ر انتشاره السريع‬
‫إن أكثر املواقع اإلس�ل�امية‬ ‫‪« .4‬منب ��ر الداعيات»‪ّ :‬‬ ‫القراء‪ ،‬وس � ّ�ر‬
‫– رغ ��م حداثة نش ��أته – بني أوس ��اط ّ‬
‫تنش ��أ بجهود فردية أو جماعية بس ��يطة‪ ،‬وال متلك‬ ‫استمالته ألقالم الكتّ اب على اختالف مشاربهم؟‬
‫مص ��ادر التموي ��ل الالزمة‪ ،‬وهذا قد ي ��ؤدي إلى تعثّ ر‬ ‫‪ n‬اكتسب موقع األلوكة ‪ -‬بفضل الله ‪ -‬شهرة واسعة‬
‫بعضه ��ا‪ ،‬فكيف لهؤالء أن ميضوا في مش ��اريعهم ال‬ ‫ب�ي�ن ط�ل�اب املعرف ��ة والنخبوي�ي�ن واملهتم�ي�ن بالثقاف ��ة‬
‫سيما الدعوية منها التي ال تهدف إلى الربح؟‬ ‫املؤصلة‪ ،‬وذلك في مدة نعتبرها قصيرة‪ ،‬ونعتقد أن س ��ر‬
‫‪ n‬نقترح على من ال يتوافر لديهم الدعم الكافي أن‬ ‫هذا االنتش ��ار والقب ��ول يعود إلى إخ�ل�اص العاملني في‬
‫يس ��عوا إل ��ى دمج أكثر من موقع ف ��ي موقع واحد‪ ،‬فذلك‬ ‫املوق ��ع ‪ -‬نحس ��بهم كذل ��ك ‪ -‬فف ��ي اإلخالص يكمن س ��ر‬
‫سيكس ��بها القوة والبقاء واالنطالق من قاعدة راس ��خة‪،‬‬ ‫التأثي ��ر‪ .‬ه ��ذا‪ ،‬باإلضافة إلى مواطن كثي ��رة من التميز‪،‬‬
‫وه ��و خي � ٌ�ر م ��ن أن تظه ��ر املجموعة ضعيف ��ة‪ .‬كما ميكن‬ ‫نذكر من أهمها‪:‬‬
‫أن تعم ��ل ه ��ذه املواقع على خطط إلش ��هارها عن طريق‬ ‫أ‪ -‬املبدأ الثابت والرسالة السامية‪.‬‬
‫املجموع ��ات البريدي ��ة والتب ��ادل اإلعالن ��ي واحلم�ل�ات‬ ‫العليا‪.‬‬‫ب‪ -‬التأصيل وربط ما ننشره بالقيم وا ُملثل ُ‬
‫وغي ��ر ذل ��ك؛ ل ��ذا َع َم ُلن ��ا ف ��ي األلوك ��ة عمل مؤسس ��اتي‪،‬‬ ‫ج‪ -‬املضمون النَّوعي واملتنوع‪ ،‬الذي يلبي رغبات عموم‬
‫ولدينا الكادر البش ��ري املتكامل من اإلداريني واملوظفني‬ ‫املتصفحني‪.‬‬
‫والفنيني واملتعاونني‪ ،‬فموقع كهذا سيحتاج بالتأكيد إلى‬ ‫د‪ -‬ال ��ذكاء التقن ��ي‪ ،‬واملتابع ��ة اجل ��ا َّدة‪ ،‬والتواصل مع‬
‫توافر الدعم املادي بش ��كل مستمر وذلك مالزم للتطوير‬ ‫الز َّوار واملهتمني‪.‬‬
‫الدائ ��م وتوفير املواد‪ ،‬واملتابع ��ات التقنية‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫هـ‪ -‬املنهجية العلمية الرصينة املتَّ زنة‪.‬‬
‫املصروفات التشغيلية‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫واملدقق ��ون‬ ‫و‪ -‬اللغ ��ة العربي ��ة الس ��ليمة واملراجع ��ون‬
‫‪« .5‬منبر الداعي ��ات‪ :‬برأيكم‪ ،‬هل أضعفت املواقع‬ ‫العلميون‪.‬‬
‫�ادة املق ��روءة إلكتروني� � ًا‪،‬‬ ‫اإلس�ل�امية بتوفيره ��ا للم � ّ‬ ‫ز‪ -‬كتَّاب ومستشارو الشبكة‪.‬‬
‫م ��ن كت ��ب وبح ��وث ومق ��االت وغيره ��ا‪ ،‬دور املكتب ��ة‬ ‫ح‪ -‬رعاية املواهب الناش ��ئة وحتفيزها‪ ،‬وحتويلها من‬
‫اإلسالمية؟‬ ‫الفردية إلى املجتمعية‪.‬‬
‫‪ n‬عل ��ى العكس من ذلك‪ ،‬جند أن املواقع اإلس�ل�امية‬ ‫ط‪-‬ط ُرق اإلدارة الناجحة‪ ،‬وطاقم املشرفني واإلداريني‬ ‫ُ‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪35‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪ n‬ال شك في أن للمنتديات أهمية كبيرة في التواصل‬ ‫ق ��د خدم ��ت املكتب ��ة وطورتها كثي ��ر ًا ول ��م ُتضعفها‪ .‬وقد‬
‫التفاعلي الفكري اليومي‪ ،‬وهي من أهم وس ��ائل الدعوة‬ ‫ج ��اءت املكتب ��ات اإللكترونية لتس ��هيل البح ��ث وتقريبه‬
‫والتثقي ��ف‪ .‬واملنتدي ��ات ‪ -‬كاملواقع ‪ -‬بحاج ��ة إلى تكاتف‬ ‫وحتبيبه إلى النفوس‪ .‬وكما هو معلوم فإنّ س ��وق النش ��ر‬
‫اجله ��ود والرقابة الدائمة‪ ،‬ونحن مع تخصص املنتديات‬ ‫الورقي يعاني من انحس ��ار وكس ��اد عا ّم في جميع أنحاء‬
‫واحترافيتها وعدم اإلكثار من األقسام داخلها‪ ،‬ألن ذلك‬ ‫العالم‪ ،‬وليس في العالم اإلس�ل�امي فحسب؛ وذلك يعود‬
‫يش ��تت اجله ��ود ويجع ��ل املنت ��دى عاد ّي� � ًا‪ ،‬وق ��د كانت لنا‬ ‫إل ��ى أس ��باب كثي ��رة منها م ��ا ه ��و اقتص ��ادي واجتماعي‬
‫جتربة نعتبرها متميزة في «املجلس العلمي» الذي أثبت‬ ‫وثقافي‪.‬‬
‫حضوره بني رواد املعرفة والباحثني‪ ،‬وال يزال كذلك‪ .‬أما‬ ‫تس � ْ�عون مع غيركم من‬ ‫‪« .6‬منب ��ر الداعيات»‪ :‬هل َ‬
‫دور هذه املنتديات‪ ،‬فنذكر منه‪ :‬الس ��عي إلى نبذ التفرقة‬ ‫املواقع اإلس�ل�امية البارزة على الش ��بكة‪ ،‬إلى توحيد‬
‫بني املس ��لمني‪ ،‬ونش ��ر الدعوة الوس ��طية‪ ،‬وبيان س ��ماحة‬ ‫اجله ��ود لتحقي ��ق أس ��س هامة ِم ��ن تب ��ادل اخلبرات‪،‬‬
‫وحس ��ن انتقاء‬‫اإلس�ل�ام‪ ،‬وتبي�ي�ن األخط ��اء واملخالفات‪ُ ،‬‬ ‫والوق ��وف عن ��د إمكاني ��ة س � ّ�د الثغ ��رات وتخط ��ي‬
‫امل ��واد‪ ،‬وط ��رح املفي ��د النافع‪ ،‬وتوخ ��ي األمان ��ة العلمية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫املتوقع ��ة‪ ،‬والعثرات‬ ‫التحديات‬‫ّ‬ ‫املعوق ��ات‪ ،‬ومواجه ��ة‬
‫ّ‬
‫والسعي لتطوير املعرفة ومتابعة املستجدات‪.‬‬ ‫التقنية وغيرها؟ كيف؟‬
‫‪« .8‬منب ��ر الداعي ��ات»‪ :‬م ��ا املش ��اريع واخلط ��ط‬ ‫�واح‪ .‬ونتمن ��ى أن‬‫الضع ��ف والفت ��ور م ��ن ع ��دة ن � ٍ‬ ‫‪َّ n‬‬
‫عم ��ل عليها ف ��ي موق ��ع األلوكة؟‬ ‫املس ��تقبلية الت ��ي ُي َ‬ ‫يك ��ون هن ��اك احتاد للمواق ��ع اإلس�ل�امية والعلمية على‬
‫نصيب منها ِمن حيث الظهور‬ ‫ٌ‬ ‫وهل للساحة اللبنانية‬ ‫ش ��بكة اإلنترن ��ت‪ ،‬وهذا أم ��ر ال بد منه خلدمة الرس ��الة‪،‬‬
‫واالنتشار؟‬ ‫منطلقة لتحقي ��ق األهداف بطرق‬ ‫ً‬ ‫حي ��ث تتوحد ال ��رؤى‬
‫‪ n‬لعل املش ��روع األب ��رز الذي نعمل علي ��ه هو حتويل‬ ‫مختلف ��ة‪ .‬ونحن نرحب باملواقع الصديقة‪ ،‬ونس ��عى إلى‬
‫املوقع إلى شبكة حتوي أحد عشر موقع ًا‪.‬‬ ‫توحي ��د اجلهود‪ ،‬وذلك واضح في الهدف املذكور س ��ابق ًا‪:‬‬
‫وبالتأكيد فنحن نرحب باإلخوة اللبنانيني املشاركني‬ ‫«الس ��عي للتكامل مع اجلهود املبذول ��ة في مجال الوعي‬
‫ف ��ي هذه املواق ��ع‪ ،‬ويس ��رنا أن يتصفحوها ويج ��دوا فيها‬ ‫الثقافي اإلعالمي محل ًّيا ودول ّي ًا»‪.‬‬
‫املفيد‪.‬‬ ‫‪« .7‬منبر الداعيات»‪ :‬ما َد ْور املنتديات الش ��بابية‬
‫‪i i i‬‬ ‫املنضبط ��ة بضواب ��ط اإلس�ل�ام برأيك ��م ف ��ي صناعة‬
‫ختام ًا نشكر األستاذ محمد سالم بن علي جابر‬ ‫جاد ف ��ي تطلعاته وأهدافه‪،‬‬ ‫عارف بدينه‪ّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫واع‬
‫جي � ٍ�ل ٍ‬
‫عل ��ى ه ��ذا اللق ��اء الطي ��ب متمنّني ملوق ��ع األلوك ��ة دوام‬ ‫يس ��عى للنص ��ر ويأخذ بأس ��بابه؟ وما رس ��التكم ملثل‬
‫التميز واالزدهار ‬ ‫تلك املواقع واملنتديات؟‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪36‬‬
‫زهور وأشواك‪:‬‬
‫انعكاس الصورة‬
‫زينة احلياة‪:‬‬

‫ود‬
‫أفعالنا مرآة حياتنا‬

‫ح‬
‫وقفات تربوية‪:‬‬

‫ة‬
‫كيف أراعي مشاعر ابنتي?‬

‫ا‬
‫املطبخ الصحي‪:‬‬

‫�‬ ‫أل‬
‫طبق الكفتة‬

‫رسة‬
‫احلار‬
‫ّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪37‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫زهور و�أ�شواك‬

‫انعكا�س ال�صورة‬
‫بقلم‪ :‬أسماء عبد الرحمن الباني‬
‫أبــــــهــــــــا‬

‫زوجها من زي ��ارة أهله‪..‬‬‫عادت س ��ميرة وصف ��وان ُ‬


‫� ّإن �أم الزوج بَ َ�ش��ر ولي�ست مالكاً‪ ..‬ولكونها �أكرب �س ّناً‪..‬‬ ‫وحامل ��ا اس ��تق ّرا في الس ��يارة عائ َد ْي ��ن إل ��ى بيتهما بدأت‬
‫فه��ي تتوقع االح�ترام من زوج��ة ابنه��ا‪ ..‬وحني جتد‬ ‫تص ��رخ‪ :‬ملاذا تكلمني ُّأم َك هكذا وكأنني خادمة عندها؟!‬
‫وملاذا قابلتْنا ببرود وهي تنظر إلينا شرر ًا وكأننا متطفلون‬
‫العك�س‪ ،‬ي�ؤثر ذلك فيها كثرياً‪..‬‬ ‫عليه ��ا؟! ُأقس ��م أنني لن أذهب إليها م ��رة أخرى‪ ..‬أعرف‬
‫أنه ��ا تتعم ��د إهانت ��ي‪ ،‬حت ��ى أوالدي ال تتحم ��ل منه ��م‬
‫عاملته ��ا بفظاظ ��ة وع ��دم احترام‪ ..‬فكي ��ف تنتظرين‬ ‫ِ‬ ‫أن‬ ‫حركة‪ ،‬أما أوالد أختك فقد قلبوا بيتها رأس ًا على عقب‪،‬‬
‫�تقبلك بكل‬‫ِ‬ ‫أو تتوقع�ي�ن أن تنظ ��ر إلي � ِ�ك بش ��غف؟! وتس �‬ ‫وم ��ع ذلك لم ت ��زد على قولها يا حبيب ��ي‪ ...‬يا حبيبتي!!‬
‫لهفة؟!‬ ‫وانخرط ��ت ف ��ي نحي � ٍ�ب عني ��ف‪ ...‬اندف ��ع الدم ف ��ي رأس‬
‫‪ l‬إنّ أع�ُي�نُ أطفال � ِ�ك ونظراته ��م تعكس ف ��ي براءة ما‬ ‫صفوان وبدأ يتهور في قيادته حتى كادت السيارة تنقلب‬
‫جدتهم‬ ‫يعتم ��ل ف ��ي قلوبهم جتاهه ��ا‪ ..‬وهذا ما تلمس ��ه ّ‬ ‫بهما‪ ..‬ودخل البيت والدم يفور في رأس ��ه وقال‪« :‬في املرة‬
‫منه ��م‪ ..‬ف ��إذا كنت قد غرس � ِ�ت ف ��ي قلوبهم ص ��ورة قامتة‬ ‫القادمة س ��أعلن منذ الصب ��اح موعد زيارتن ��ا لوالدتي‪..‬‬
‫له ��ا س ��واء مباش ��رة أو أثن ��اء مش ��اجراتك م ��ع زوجك‪..‬‬ ‫فأنت‪ ...‬أن � ِ�ت‪ ...‬أنت‬
‫وم ��ا لم تكون ��ي جاهزة في املوع ��د‪ِ ..‬‬
‫فسوف تقرأ الكراهية في أعينهم‪ ،‬وعلى أساسها ستكون‬ ‫طالق!! لقد س ��ئمت هذه األس ��طوانة‪ ..‬أم ��ك‪ ..‬أختك‪..‬‬
‫تصرفاتها وردود فعلها معهم‪...‬‬ ‫�ك قالت ك ��ذا‪ ..‬لم أع ��د أحتمل‬ ‫�ك فعل ��ت ك ��ذا‪ ..‬أخت � َ‬ ‫أم � َ‬
‫‪ l‬إنّ أم ال ��زوج َب َش ��ر وليس ��ت م�ل�اك ًا‪ ..‬ولكونه ��ا أكب ��ر‬ ‫ه ��ذه احلال‪ ..‬قبل أن نذهب مش ��كلة‪ ..‬وبعد أن نعود مئة‬
‫س� � ّن ًا‪ ..‬فهي تتوقع االحترام من زوجة ابنها‪ ..‬وحني جتد‬ ‫مش ��كلة‪ ..‬ست س ��نوات وأنا على هذه احلال وبد ًال من أن‬
‫العكس‪ ،‬يؤثر ذلك فيها كثيراً‪..‬‬ ‫كلمك أمي به ��ذه الطريقة‪َ ،‬ت َذكّري ما ِ‬
‫قلت‬ ‫تس ��ألي ملاذا ُت ِ‬
‫تطاولك‬
‫ِ‬ ‫لك‬
‫ِ‬ ‫تغفر‬ ‫أن‬ ‫زوجك‬
‫ِ‬ ‫‪ l‬ال تنتظري من والدة‬ ‫قابلتها عندما‬‫ِ‬ ‫لها في آخر مكاملة هاتفية! وتذكّري كيف‬
‫كم ��ا تغف ��ر ُأ ُّم ِك‪ ..‬ف ُأ ُّم ِك بحكم الوش ��يجة املغروس ��ة في‬ ‫�اءت لزيارتنا آخر م ��رة! تذكري كي ��ف يعاملها أبناؤنا‬ ‫ج� ْ‬
‫لك أو تتغاضى أو تنس ��ى‪ ..‬وإذا كانت‬ ‫أعماقه ��ا قد تغف ��ر ِ‬ ‫لتعرفي ملاذا تعاملهم هكذا‪ ،‬ثم قال بصوت متهدج‪:‬‬
‫أكث ��ر األمه ��ات حنان ًا ق ��د ال تتحمل اإلس ��اءة أحيان ًا من‬ ‫«إنها أمي‪ ...‬أتعرفني ما معنى أمي؟»‪.‬‬
‫بنته ��ا‪ ..‬فكي ��ف تتوقع�ي�ن م ��ن وال ��دة زوج � ِ�ك ‪ -‬الت ��ي ال‬ ‫ودخل إلى الغرفة وصفق الباب خلفه‪.‬‬
‫بوالدتك – أن‬‫ِ‬ ‫تربط � ِ�ك به ��ا أي لحُ مة بعمق ما يربط � ِ�ك‬ ‫جلس ��ت س ��ميرة على األريكة جامدة النظرات فاغرة‬
‫إساءتك وتغفرها؟!‬
‫ِ‬ ‫تتحمل‬ ‫الفم‪ ..‬وأوالدها الثالثة من حولها يبكون في صمت‪..‬‬
‫ُ‬
‫‪ l‬إنّ أول خاط � ٍ�ر تفك ��ر ب ��ه والدة زوج � ِ�ك حني تفاجأ‬ ‫]]]‬
‫زوجة لفلذة‬ ‫ً‬ ‫�اءتك هو‪« :‬أهذا جزائي حني اختر ُت � ِ�ك‬ ‫بإس � ِ‬ ‫حبيبت ��ي س ��ميرة‪ ..‬أعلم أن ��ك في حال ال تحُ س ��دين‬
‫زوجك هو من‬ ‫ِ‬ ‫كب ��دي م ��ن ب�ي�ن كل الفتي ��ات؟!»‪ ،‬وإذا كان‬ ‫ُصغي إلى خبراء السعادة الزوجية‬ ‫عليها ولكن‪ ...‬تعا َل ْي ن ْ‬
‫اختارك بنفس ��ه فإنّ من أول ما يتبادر إلى ذهنها هو أنه‬ ‫ِ‬ ‫ماذا يقولون‪:‬‬
‫أس ��اء االختيار‪ ،‬وعندئذ تكون هذه هي ال َّل ِبن َُة التي تبني‬ ‫‪ l‬اعلم ��ي أن تصرف ��ات وال ��دة زوج ��ك م ��رآة تعك ��س‬
‫معك‪.‬‬
‫زوجك جدار من تصرفاتها ِ‬ ‫ِ‬ ‫فوقها والدة‬ ‫تصرفات ��ك أن ��ت وأخطاءك في حقها‪ .‬فإذا كان قد س ��بق‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ l‬في مرحلة الشيخوخة‪ ،‬واعتبار ًا من سن اخلمسني‪،‬‬
‫تذ ّك��ري � ِ‬
‫أن��ك �ست�ص��بحني حم��اة ذات ي��وم‪ ،‬وعنده��ا‬ ‫يصبح اإلنس ��ان عموم ًا واملرأة خصوص ًا أكثر حساسية‪..‬‬
‫�س��تفكرين مبنطقها و�س��تنظرين مبنظارها و�ستكت�شفني‬ ‫تلم ��س مش ��اعر احل ��ب مم ��ن حولها‪..‬‬ ‫وأش ��د رغب ��ة ف ��ي ُّ‬
‫وتصبح أحوج ما تكون إلى مش ��اعر االمتنان من أبنائها‬
‫كم كنت خمطئة‬ ‫الذين أفنت زه ��رة عمرها في تربيتهم وتعليمهم‪ ،‬وحني‬
‫وعندئذ تتصرف‬‫ٍ‬ ‫جتد عكس ذلك تكون صدمتها عنيفة‪،‬‬
‫والهدية‪ .‬وش ��يئ ًا فشيئ ًا ستنتزعني من صدرها الكراهية‬ ‫بعنف‪.‬‬
‫وألوالدك‪ ..‬إنّ‬
‫ِ‬ ‫لك‬‫وتغرس�ي�ن مكانها التقدير واالحت ��رام ِ‬ ‫‪ l‬أمراض العصر التي أصبحت بديهية في كل حماة‪:‬‬
‫يدك كلما‬ ‫طبق ًا ش ��ه ّي ًا من احللوى أو الطبخ اللذيذ في ِ‬ ‫الضغط والسكر والقلب‪ :‬ثالثية تعني أن الشخص الذي‬
‫َّ‬
‫ويستل منه‬ ‫دخلت عليها جدير بأن يفعل ِفعله في قلبها‬ ‫ِ‬ ‫أمام ��ك غي ��ر مس ��تعد للضغوط النفس ��ية وغي ��ر مؤهل‬
‫جتاهك‪ ..‬ج ِّربي ولن تندمي ‪l‬‬
‫ِ‬ ‫املشاعر السلب ّية‬ ‫للصب ��ر والتحمل‪ ،‬وبالتالي مش ��اعر الغضب واالس ��تياء‬
‫ستظهر بوضوح حال الشعور بها‪ .‬أما أنت فما زلت شابة‬
‫أعصابك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ميكنك التحكم مبشاعرك وضبط‬
‫أنك س ��تصبحني حماة ذات ي ��وم‪ ،‬وعندها‬ ‫‪ l‬تذ ّك ��ري ِ‬
‫ستفكرين مبنطقها وستنظرين مبنظارها وستكتشفني‬
‫ك ��م كنت مخطئة‪ ،‬ولكن بعد فوات األوان؛ فقد جاء وقت‬
‫الد ْي ��ن‪ ..‬وس ��تذيقك زوج ��ة ابن � ِ�ك م ��ا كن ��ت تفعلينه‬ ‫ر ّد َّ‬
‫ابنك مع زوجته‪..‬‬ ‫بحماتك عندما كنت شا ّبة‪ .‬وقد مييل ِ‬ ‫ِ‬
‫عنده ��ا تذوق�ي�ن م ��رارة َف ْق ��د االب ��ن وم ��رارة اإلس ��اءات‬
‫ولدك‬
‫ِ‬ ‫تعاملك بها زوجة‬
‫ِ‬ ‫واإلهانات وحتى الشكوك التي‬
‫كما كنت تفعلني (فالذنب ال ُينسى والد َّيان ال ميوت)‪.‬‬
‫‪ l‬ال يخل ��و األمر من أن تكون بعض احلموات صعبة‬
‫عينيك أنّ‬
‫ِ‬ ‫ُص ��ب‬
‫ا ِمل ��رأس‪ ،‬وفي مث ��ل هذه احلال ��ة ضعي ن ْ‬
‫أفضل طريقة ال ِّتقاء شرها هي الكلمة الطيبة واملجاملة‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪39‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫زينة احلياة‬
‫�أفعالنا مر�آة حياتنا‬
‫بقلم‪ :‬خلود معطي*‬
‫دمشق‬

‫الطفول���ة‪ ،‬حل ��م جمي ��ل من� � ّر ب ��ه ونح ��اول أن‬
‫نتخط ��اه متأملني في عالم الكبار س ��عادة ال متناهية‪...‬‬
‫ق ��د تك ��ون لغز ًا مهم ��ا حاولنا الغوص في فك َط ِ‬
‫الس ��مه‬
‫فاجئنا أسرار جديدة لم نكن نُلقي لها با ًال‪..‬‬ ‫ُت ِ‬
‫وحت ��ى نتفهم الطفولة بش ��كل أفضل ونؤدي األمانة‬
‫التي نحملها في أعناقنا‪ ،‬حرصنا في هذه الصفحة على‬
‫أن نق ��دم ومض ��ة مفيدة لكل أس ��رة‪ ،‬هي عب ��رة مختصرة‬
‫تس ��اعد األه ��ل واملرب�ي�ن عل ��ى تفه ��م فل ��ذات أكباده ��م‬
‫جبان‪ ،‬فكانت اإلجابة من جنس العمل‪ ،‬وبالقوة نفسها‪:‬‬ ‫وتوجيهه ��م‪ ،‬أو قصة مؤثرة تنطوي ب�ي�ن حروفها جتربة‬
‫أنت جبان! نظر األب نظرة َودودة في عيني ابنه‪ ،‬الذي علم‬ ‫تربوي ��ة تنبض باحلياة‪ .‬وال يخف ��ى على أحد أنّ الطفل‬
‫أنه أمام خالصة جتربة جديدة من جتارب أبيه احلكيم‪،‬‬ ‫وليد مجموعة من عوامل فطرية وهبها الله تعالى لكل‬
‫قائ�ل ً�ا له‪ :‬جرب أن تقول هذه املرة‪ :‬أنا أحترمك‪ ...‬فجاء‬ ‫إنسان تتمثل في ميول نفسية وقدرات وطاقات ومواهب‬
‫الرد باألس ��لوب نفس ��ه‪ :‬أنا أحترم ��ك‪ ...‬وتوالت العبارات‬ ‫متممة من‬‫تختل ��ف ما بني فرد وآخر‪ ،‬إضافة إل ��ى أركان ِّ‬
‫اإليجابي ��ة تنهمر من ِق َب ��ل األب على ولده‪ ..‬قل‪ :‬كم أنت‬ ‫بيئ ��ة اجتماعي ��ة وثقاف ��ة متفاوتة يكتس ��بها م ��ن األهل‬
‫رائع!‪ ...‬عاد الصدى مؤثر ًا ومالئ ًا أعماق االبن بقوة‪ :‬كم‬ ‫واملدرس ��ة واألتراب والعادات والتقاليد ووس ��ائل اإلعالم‬
‫أنت رائع‪...‬‬ ‫واالتصال بكل أنواعها‪.‬‬
‫بع ��د ه ��ذه احلادثة ُذه ��ل االبن ووق ��ف صامت ًا صمت‬
‫ه ��م هك ��ذا ُيز ّينون بضحكاته ��م وحواراته ��م منازلنا‪،‬‬
‫املكتش ��ف الس ��عيد بتجربت ��ه الت ��ي ترف ��ع الس ��تار ع ��ن‬
‫فط َرقَ مس ��امعه صوت أبيه ِّ‬ ‫مكنوناتها‪َ ..‬‬ ‫فوجوده ��م معن ��ا يف ��رض علينا عامل� � ًا مختلف� � ًا متجدد ًا‬
‫يؤثر في س ��معه‬
‫باألم ��ل والصب ��ر على تربيتهم‪ ،‬ألنهم بال ش ��ك يبحثون‬
‫وينعش ضلوعه ويزيده علم ًا‪ :‬أَ ْي بني‪ ،‬في عالم الفيزياء‬ ‫ُ‬
‫ع ��ن مأوى في صدورن ��ا‪ ،‬نعم إنهم يعلن ��ون أنهم يريدون‬
‫تدع ��ى هذه الظاه ��رة بـ(الص ��دى)‪ ،‬وفي مدرس ��ة احلياة‬
‫مكان� � ًا مريح� � ًا‪ ،‬وكلمات م ��ن نوع مختل ��ف جتعل احلوار‬
‫ندعوه ��ا «م ��رآة األعم ��ال»‪ ..‬ما تفعله حتص ��ل عليه‪ ،‬وما‬
‫بينن ��ا لغ ��ة تفاهم وانس ��جام‪ ...‬وم ��ا أكثر احل ��االت التي‬
‫تقول ��ه جت ��ده ف ��ي الط ��رف اآلخ ��ر م ��ن العال ��م‪ ،‬فاألكثر‬
‫تتطلب منا أن نستوعبهم ونكون أكثر مرونة معهم‪..‬‬
‫مرون ��ة ف ��ي التصرف ��ات واألف ��كار ه ��و األكث ��ر حتكم ًا في‬
‫ردود األفع ��ال‪ ،‬إن ق � ّ�درت اآلخري ��ن ح ّل ��ق التقدي ��ر عالي ًا‬ ‫املرون ��ة جتعل ��ك تتكيف مع كل األوض ��اع والظروف‬
‫في كل دروب حياتك‪ ،‬وإن زرعت وردة السعادة في حدائق‬ ‫واألش ��خاص م ��ن حول ��ك‪ ..‬فتتواص ��ل م ��ع أفكاره ��م‬
‫القلوب نمَ َت السعادة في أعماق قلبك أنت‪ ..‬وإن أشبعتَ‬ ‫وأحالمهم ورؤاهم‪...‬‬
‫قدمت لك احلياة سر ًا عظيم ًا‬ ‫أفعالك باملرونة واحلكمة ّ‬ ‫ذاك م ��ا اكتش ��فه أحد األبن ��اء حينما خ ��رج مع أبيه‬
‫وأعط فرصة جديدة ال‬ ‫ِ‬ ‫من أس ��رارها؛ فتذكّر ذلك املب ��دأ‬ ‫واد عميق؛ فأثناء املسير تعثر ذلك‬ ‫احلكيم في رحلة إلى ٍ‬
‫تعوض‪...‬‬
‫َّ‬ ‫االبن فصرخ من األلم بصوت مرتفع‪ :‬آآآه‪ ،‬فإذا به يسمع‬
‫فم ��ا كان م ��ن ذل ��ك االب ��ن إال أن َع ِش ��ق حكم ��ة أبيه‪،‬‬ ‫صوت ًا من أقصى الوادي يشاطره األلم بالطريقة نفسها‬
‫وعمل بها بعد أن اكتش ��ف فيها س ��ر ًا دفين� � ًا ال يعلمه إال‬ ‫الت ��ي قاله ��ا‪ ،‬فانتف ��ض ثائ ��ر ًا وس ��ائ ًال‪ :‬م ��ن أن ��ت؟ فكان‬
‫علم وبصيرة‪l‬‬ ‫كل ذي ٍ‬ ‫اجلواب مشابه ًا لعبارته متام ًا‪ :‬من أنت؟‬
‫وارتفع ��ت وتيرة الغض ��ب أكثر عند االب ��ن فقال‪ :‬أنت‬
‫*كاتبة و مديرة مجلة تواصل‪.‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪40‬‬
‫وقفات‬
‫تربوية‬
‫امل�شكلة واحلل‬
‫كيف �أراعي م�شاعر ابنتي؟‬
‫‪ l‬املش ��كلة‪ :‬ل ��ي ابنت ��ان‪ :‬إحداهم ��ا ش ��ديدة الذكاء‪،‬‬
‫متم ِّي ��زة في دراس ��تها‪ ،‬ومتف ِّوقة عل ��ى زميالتها؛ واألكبر‬
‫منها بس ��نة متواضعة القُ � ُ�درات الذهني ��ة‪ ،‬جتتهد كثير ًا‬
‫حتص ��ل درجة‬
‫ِّ‬ ‫بش ��ق األنفس‬
‫ف ��ي التحصي ��ل غي ��ر أنه ��ا ِ‬
‫ويش ��عرها‬‫(جي ��د) وأحيان ًا (وس ��ط)‪ ،‬ما ُيرهقها نفس ��ي ًا ُ‬
‫باإلحباط‪ .‬وهي ترى شقيقتها ُتنهي دراستها على أكمل‬
‫وجه بزمن قياسي وتستمتع في ممارسة هواياتها‪ ،‬بينما‬
‫ه ��ي محبوس ��ة حتى ُتنه ��ي واجباتها املدرس ��ية‪ ،‬وهذا ما‬
‫يجعله ��ا فاق ��دة الثق ��ة بنفس ��ها‪ ،‬متحاملة عل ��ى أختها‪،‬‬
‫ناظ ��ر ًة إليه ��ا بع�ي�ن احلس ��د‪ .‬فكي ��ف أتعامل م ��ع ابنتي‬
‫أن��ت َم ْعن ّي��ة باالرتق��اء ب�إمكاناته��ا تدريجيا ً مبختلف الو�س��ائل‬
‫� ِ‬ ‫ألحفظ لها نفس ��ية َس � ِ�و ّية وش ��خصية متوازن ��ة وعالقة‬
‫املمكنة‪ ،‬ودون �إ�شعارها بهذا النق�ص الذي حتاولني تكميله لديها‬ ‫متميزة مع شقيقتها؟‬
‫‪ l‬احلل‪ :‬تقترح املربية الداعية أم حس ��ان احللو‬
‫وق ��د كان له ��ا ما خطط ��ت ل ��ه؛ فحصل ��ت ُك ْبراهما على‬ ‫عليك ح ًّ‬
‫ال لهذه املشكلة قائلة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫بكالوري ��وس ف ��ي الدراس ��ات اإلنس ��انية‪ ،‬بينم ��ا أصبحت‬
‫الصغ ��رى طبيب ��ة‪ .‬أضيف ��ي إل ��ى أن الكب ��رى كانت حتب‬ ‫من الطبيعي أن يتفاوت األبناء في الذكاء والقُ ُدرات‪،‬‬
‫أم ًا رائعة‬ ‫لك ��ن ف ��ي احلاالت النادرة ي ��درك الوالدان ذل ��ك‪ ...‬ولعل‬
‫عمل املأكوالت اللذي ��ذة ورعاية الصغار‪ ،‬فغدت ّ‬
‫وامرأة ناجح ��ة تفتخر بأختها الطبيبة وتعت ّز بها‪ ،‬وهذا‬ ‫ابنت ْي ��ك محظوظت ��ان ج ��د ًا ألنّ أمهم ��ا واعي ��ة ومدرك ��ة‬
‫أحببت أن تعلّميه ِ(لب ْن َت ْي ِك)؛ فذكاء الصغرى‬ ‫ُ‬ ‫بالضبط ما‬ ‫للف ��وراق الفردي ��ة ب�ي�ن صغاره ��ا‪ ...‬ومثل ��ك ي ��ا عزيزتي‬
‫وتفوقها منحة من الله لها وألسرتها وللمسلمني‪.‬‬ ‫َم ��ن تراعي ع ��دم املقارنة بني األبناء‪ ،‬لئ�ل�ا تخرج بنتائج‬
‫ُّ‬
‫وعل ��ى جميع َمن يقوم على ش ��ؤون ابنتك الكبرى أن‬ ‫ِج ��د مؤس ��فة‪ ...‬في ��زداد الغ ��رور ل ��دى املتفوق‪ ،‬والش ��عور‬
‫ويوجهها نحو اخلير‪ ،‬وكذلك‬ ‫ِّ‬ ‫يس ��عى ليس ��تثمر طاقتها‬ ‫باإلحباط والهزمية واحلزن ورمبا احلس ��د لدى صاحب‬
‫أن � ِ�ت َم ْعن ّي ��ة باالرتق ��اء بإمكاناته ��ا تدريجي� � ًا مبختل ��ف‬ ‫القُ ُدرات املتواضعة‪.‬‬
‫الوس ��ائل املمكن ��ة‪ ،‬ودون إش ��عارها به ��ذا النق ��ص ال ��ذي‬ ‫أنك مدركة لذلك‪ ،‬فإني أنصحك مبا يأتي‪:‬‬ ‫ومبا ِ‬
‫حتاولني تكميله لديها‪ .‬واألم احلصيفة هي التي تساند‬ ‫دراس ��ة نقاط القوة لدى ابنتك الكبرى‪ ،‬حتى لو لم‬
‫وستتفهم‬
‫َّ‬ ‫صاحب القدرات املتواضعة من أبنائها وبناتها؛‬ ‫تك ��ن ق ��درات علمي ��ة دراس ��ية‪ ،‬إذ ال بد م ��ن أن تكون ذات‬
‫الصغرى بعد سن معينة هذه الفوارق‪ ،‬فعلّميها أن تساند‬ ‫طاق ��ات ومواهب خاصة به ��ا ال متتلكها أختها‪ ،‬وميكنك‬
‫أخته ��ا وتس ��أل عنه ��ا ول ��و ب َلفَتات بس ��يطة دومن ��ا َت َع ٍال‬ ‫إدراك مث ��ل هاتي ��ك اجلوان ��ب إذا راقب ��ت ابنت ��ك (مث ًال‪:‬‬
‫عليها؛ كأن تحُ ضر لها كأس ًا دافئ ًا من الشاي وهي تذاكر‪،‬‬ ‫أه ��ي ُتتق ��ن ف ��ن اخل ��ط أو الرس ��م أو األش ��غال اليدوية‪،‬‬
‫أو تقدم لها هدية رمزية (قد تكون وردة أو قلم ًا‪ )...‬بغير‬ ‫أم حت � ّ�ب األعم ��ال املطبخي ��ة‪ ،‬أم تكون س ��عيدة في رعاية‬
‫مناسبة‪...‬‬ ‫األطف ��ال‪...‬؟)‪ .‬وق ��د رأي � ُ�ت جترب ��ة أم ناجح ��ة ج ��د ًا مع‬
‫ق ��د تتصورين األث ��ر الكبير لهذه اللفتات البس ��يطة‬ ‫فكنت‬
‫ُ‬ ‫ابنتيه ��ا اللتني كانت ��ا في حالة ابنتيك نفس ��ها‪...‬‬
‫عل ��ى نفس ��ية كلتيهم ��ا‪ ،‬ف�ل�ا الذكي ��ة ت ��زداد غ ��رور ًا وال‬ ‫أراها تس ��اند الكبي ��رة دوم ًا‪ ،‬و ُتثني كثي ��ر ًا على إجنازاتها‬
‫املتواضعة تزداد َضعف ًا وانسحاب ًا‪...‬‬ ‫طلبت من معلم ��ات ابن َت ْيها عدم املقارنة‬ ‫ْ‬ ‫البس ��يطة‪ ،‬كما‬
‫إذن حاول ��ي دوم ًا ردم الهوة بينهما‪ ،‬مع احلرص على‬ ‫ولكل ش ��خص طريق ًا‬ ‫بينهم ��ا؛ ألن لكل إنس ��ان معادلته‪ِّ ،‬‬
‫رعرعة إمكاناتهما‪..‬‬ ‫موص ًال إلى اجلنة بإذن الله‪.‬‬
‫حتيت ��ي ل ��ك أخت ��ي الكرمي ��ة‪ ،‬حتي ��ة للوع ��ي ال ��ذي‬ ‫كان ��ت تس ��عى جاهدة كي تنج ��ح ابنتها في الدراس ��ة‬
‫تتمتعني به‪ ،‬ثم تهنئة ألمتي مبثيالتك ‪l‬‬
‫بأي ش ��كل‪ ،‬مبا يوصلها إلى الدراسة اجلامعية‪،‬‬ ‫الثانوية ِّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪41‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫❋‬
‫طبق الكفتة احلار‬
‫إعداد‪ :‬أمل حلواني‬

‫مكونات الكفتة‪:‬‬
‫ ِّ‬
‫‪ -‬نصف كيلو من اللحم املفروم‬
‫(نصفه من الغنم ونصفه من العجل)‪.‬‬
‫‪ -‬بصلة كبيرة مفرومة فرم ًا ناعم ًا‪.‬‬
‫‪ -‬ملعقة كبيرة من اخلردل‪.‬‬
‫‪ -‬ملح (حسب الرغبة)‪.‬‬
‫‪ -‬نصف ملعقة صغيرة من البهار العادي‬
‫والبهار األسود‪.‬‬
‫‪ -‬ملح‪.‬‬ ‫مكونات اخللطة‪:‬‬ ‫ ِّ‬
‫مقطع ��ة إل ��ى ‪ -‬به ��ار ع ��ادي‪ ،‬س ��بع بهارت‪ ،‬بهار أس ��ود‪ ،‬زجنبي ��ل ناعم‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ 4 -‬حب ��ات م ��ن البن ��دورة (الطماط ��م)‬
‫رب ��ع ملعقة صغيرة من كل نوع (وميكن تعديل الكميات‬ ‫شرائح‪.‬‬
‫حسب الرغبة)‪.‬‬ ‫‪ -‬بصلتان كبيرتان مقطعتان إلى شرائح‪.‬‬
‫‪ -‬ملعقتان من الزيت النباتي‪.‬‬ ‫مقطعة إلى شرائح رفيعة‪.‬‬ ‫‪ -‬حبة فليفلة كبيرة ّ‬
‫ّ‬
‫ومقطعة إلى ش ��رائح‬ ‫حلر‪ ،‬أو أكثر (حس ��ب الرغبة) مفروم ‪ 3 -‬حب ��ات م ��ن البطاطا ّ‬
‫مقش ��رة‬ ‫‪ -‬نص ��ف قرن من ا َ‬
‫ومقلية‪.‬‬ ‫فرم ًا ناعم ًا‪.‬‬
‫‪ -‬نصف علبة ذرة‪..‬‬ ‫‪ -‬ملعقة كبيرة من صلصة البندورة‪.‬‬
‫ طريقة التحضير‪:‬‬
‫‪ .1‬اعجن ��ي كل مك ِّون ��ات الكفت ��ة جي ��داً‪ ،‬واجعليه ��ا ُك ��رات صغي ��رة‪ ،‬واقليه ��ا بقلي � ٍ�ل من الزي ��ت النبات ��ي على نار‬
‫خفيفة‪.‬‬
‫حل ��ر والبندورة في املقالة نفس ��ها‬ ‫‪ .2‬ارفع ��ي ال َكفت ��ة ع ��ن املقالة وضعيه ��ا جانب ًا‪ ،‬ثم ضع ��ي البصل والفليفلة وا َ‬
‫وأضيفي البهارات وامللح والصلصة‪ ،‬وضعيها على نار خفيفة مع تغطيتها‪.‬‬
‫‪ .3‬عندما تنضج‪ ،‬ضعي ال َكفتة املقلية فوقها واتركيها تغلي قلي ًال‪.‬‬
‫‪ .4‬وأخيراً‪ ،‬أضيفي البطاطا املقلية والذرة وقدميها ساخنة‪.‬‬
‫‪ .5‬ميكن تقدميها مع األرز األبيض أو مع اخلبز العربي‪.‬‬

‫ اإلشراف الصحي‪:‬‬
‫ هذه الكمية تكفي ألربعة أشخاص‪.‬‬
‫ إن احلصة الواحدة للفرد من هذا الطبق حتتوي على حوالي ‪ 460‬وحدة حرارية‪ ،‬وما يقارب ‪30‬غ من الدهون‪ ،‬هذا‬
‫وينصح‬ ‫ف ��ي حال اس ��تغنينا عن قلي ش ��رائح البطاطا وقمنا بوضعها فوق الكفتة وتركناه ��ا لتنضج على نار هادئة‪ُ .‬‬
‫ملرض ��ى القرح ��ة ع ��دم تناول ه ��ذا الطبق ملا قد يس� � ِّببه من انزعاج بس ��بب احتوائه عل ��ى البهار وا َ‬
‫حل� � ّر‪ .‬ومن املفيد‬
‫استخدام الزجنبيل في هذا الطبق نظر ًا لفوائده العديدة‪ ،‬منها‪ :‬طرده للغازات‪ ،‬تقوية مناعة اجلسم‪ ،‬تخفيف آالم‬
‫احليض وطرد البلغم‪ .‬باإلضافة إلى العديد من الفوائد األخرى‪l‬‬

‫] اإلشراف الصحي للمتخصصة في التغذية عزيزة ياسني‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪42‬‬
‫حتدِّيات احللقة الأخرية‬
‫ا�س�ألوا عنّا‪ ...‬التاريخ‬
‫بقلم‪ :‬هنادي الشيخ جنيب‬
‫الدين وبأنه منصو ٌر ولو كره املشركون‪...‬‬ ‫ادر�سوا التاري ��خ‪ ...‬ال كما تدرسونه في املدارس‬
‫زحف جراثيم التيئيس في نفوسكم‪،‬‬ ‫فأوقفوا شبا َبنا َ‬ ‫واجلامع ��ات الي ��وم؛ ف َت ْتل ��ون أخب ��ار الغابري ��ن‪ ،‬وتقرأون‬
‫اعتقادات فاس ��دة ومش ��اعر‬‫ٍ‬ ‫عما ح ّرم الله من‬ ‫باالنتهاء ّ‬ ‫متأفف�ي�ن‪ ،‬معترض�ي�ن‪ ،‬فقد تكون‬ ‫قص ��ص امل ِّيتني رمب ��ا ِّ‬
‫س ��لبية‪ ،‬كانت وال زال ��ت الثغر املهجور ال ��ذي نؤتى منه‪،‬‬ ‫برأيكم قصص ًا س ��بق بها الق ��در و َف ِن َي ْت منها العبرة كما‬
‫والذي لم يج ّر علينا إ ّال التقهقر واالستسالم‪...‬‬ ‫فنيت أشخاصها‪...‬‬
‫وتع� � ّوذوا ش ��با َبنا بالل ��ه‪ ،‬وأنتم ف ��ي مواجهة حمالت‬ ‫ب ��ل ادرس ��وه ألنه الش ��اهد عل ��ى طبيعة ه ��ذا الدين‬
‫املبددات‬
‫التيئيس من العمل اإلسالمي‪ ،‬من اجتياح تلك ّ‬ ‫العظي ��م‪ ،‬ف ّتش ��وا ب�ي�ن صفحاته ع ��ن حكاي ��ات الضعف‬
‫اخلفية وميكروبات احلرب النفس ��ية‪ ،‬فهي أش � ّ�د خطر ًا‬ ‫والتر ّن ��ح والس ��قوط‪ ،‬طالعوا الروايات الت ��ي ن ُِع َي ْت فيها‬
‫وأعظم فتك ًا من ألف ِمدفع ُمسلّط على رقاب العارفني‬ ‫املرتدين والصليبيني والتتار واملغول‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫األمة على أيدي‬
‫الواثقني الذين ال تزيدهم الفنت إال يقين ًا‪...‬‬ ‫انظ ��روا ب�ي�ن الس ��طور ك ��م ُع ِق َد لألم ��ة مجال ��س عزاء‪،‬‬
‫حارب ��وا الي ��أس باألم ��ل‪ ،‬واط ��ردوا نفث ��ات التش ��اؤم‬ ‫وكي ��ف كانت ‪ -‬وفي كل م ّرة ‪ -‬تخ ّيب آمال احلاقدين في‬
‫بالتفاؤل‪ ،‬واعتبروا من حركة التاريخ ومن ُسنَنه التي ال‬ ‫اللحظ ��ة الت ��ي يظنون فيه ��ا أنها قض ��ت ن َْحبها وذهبت‬
‫تتخلّف‪ ،‬واستصحبوا مناذجه الفريدة‪ ،‬وأعيدوا للزمان‬ ‫ً‬
‫معلنة‬ ‫إلى غير رجعة!! كيف كانت تولد من رحم األزمة‬
‫أبطال ��ه‪ ،‬وأحي ��وا بعلمكم وعملك ��م قادت ��ه ور ّواده‪ِ ،‬وثقوا‬ ‫افتتاح صفحة جديدة من تاريخ الع ّز والتمكني‪...‬‬
‫ب ��أنّ الله تعالى س ��ينصر َمن ينص ��ره‪ ،‬ويث ّبت َمن يوكّله‪،‬‬ ‫الزمان‬
‫ِ‬ ‫ذلك ��م التاري ��خ الذي نريدكم أن تق ��رأوه؛ روح‬
‫تم نوره على أيديكم‪...‬‬ ‫وسي ّ‬
‫ُ‬ ‫�اء الله تعالى‬ ‫ولس ��انه الذي ال ينطق بالهوى‪ ،‬ألنه قض � ُ‬
‫فأقبل ��وا ش ��با َبنا وافتح ��وا للعم ��ل اجل ��ا ّد أذرعك ��م‪،‬‬ ‫ف ��ي األمم‪ِ ،‬ل ُيبينّ لهم ُس ��ننه‪ ،‬ويعلّمهم من خالله ما لم‬
‫ونظم ��وا جهودك ��م والتحق ��وا ب َر ْك ��ب املخلص�ي�ن ودع ��وا‬ ‫ّ‬ ‫يكونوا يعلمون‪...‬‬
‫ُ‬
‫عنك ��م هم ��زات امل َي ِّئس�ي�ن اخلانع�ي�ن‪ ...‬وأروا الل ��ه م ��ن‬ ‫أج ��ل ش ��بابنا‪ ...‬ادرس ��وا التاري ��خ‪ ،‬واعلم ��وا أنّ زوال‬
‫همة وعزمية وجهاداً‪ ...‬لعلّ النصر تبرق راياته‬ ‫أنفسكم ً‬ ‫خلف وع ��وده مع عباده؛‬ ‫أه� � َون على الله من أن ُي َ‬ ‫الدني ��ا ْ‬
‫بكم‪ ،‬وتهلّ ُبشرياته معكم‪...‬‬ ‫باألمن بعد‬
‫ِ‬ ‫ووعدهم‬ ‫الهزمية‪،‬‬ ‫بعد‬ ‫بالنصر‬ ‫وعدهم‬ ‫فقد‬
‫ش ��بابنا األع ��زاء‪ ،‬أنت ��م الي ��وم ف ��ي مواجه � ٍ�ة عنيف ��ة‬ ‫اخلوف‪ ،‬ووعدهم باالستخالف بعد االستضعاف‪ ...‬فكان‬
‫خطيرة على املس ��تويات كافة‪ :‬الش ��خصية‬ ‫ٍ‬ ‫م ��ع حتديات‬ ‫نصر املؤمنني‪ ...‬لكن‪ ،‬أين املؤمنون؟!‬ ‫الله ُ‬ ‫حقّ ًا على ِ‬
‫والفكري ��ة واألخالقي ��ة والعملي ��ة‪ ،‬فكون ��وا عل ��ى ق ��در‬ ‫أي ��ن وارثو القضية احل ّية‪ ،‬الذين يس ��معون كلماتها‬
‫التحدي ��ات‪ ،‬وأَخلص ��وا لل ��ه ن َّياتك ��م وابذل ��وا في س ��بيل‬ ‫الصديق‪ ،‬وهو‬ ‫ِّ‬ ‫ب ��آذان قلوبهم وهي تخرج من ف ��م الواثق‬
‫الل ��ه طاقاتكم‪ ،‬واس� � َع ْوا فيما ُترضون ب ��ه ر ّبكم و ُتعيدون‬ ‫حي؟!)‪،‬‬ ‫�ص الدينُ وأنا ّ‬ ‫في محن � ِ�ة الر ّدة املخيفة‪( :‬أَ َي ْنق � ُ‬
‫أمتك ��م‪ ،‬واطمئنوا وال تخاف ��وا‪ ...‬فالله معكم‪،‬‬ ‫ب ��ه مجد ّ‬ ‫ُم ْردي ًا اليأس بسيف العزمية والتفاؤل‪...‬‬
‫وه ��و مؤيدك ��م وناصرك ��م‪ ،‬وكلنا ف ��ي انتظارك ��م‪ ...‬والله‬ ‫منتدب‬‫ٍ‬ ‫أين أتباع يوسف بن تاشفني القائل‪( :‬أنا أ ّول‬
‫ويسدد على طريق احلق خطاكم‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫يحفظكم ويرعاكم‬ ‫يزف بشرى العودة واالنبعاث‪ ،‬معلناً‬ ‫ُصرة هذا الدين) ُّ‬ ‫لن ِ‬
‫وإلى اللقاء في ساحات العمل لإلسالم‪ ...‬بإذن الله‪l‬‬ ‫انتهاء زمن القنوط واالرتكاس‪...‬‬
‫أ ّيها الشباب املخلص‪ ...‬لقد ح ّرم الله تعالى اليأس‬
‫وجعل ��ه صف ��ة املكذب�ي�ن بقضائ ��ه‪ ،‬الفا ّري ��ن م ��ن ق ��دره‪،‬‬
‫متت هذه السلسلة‬ ‫املنهزمني أمام امتحاناته‪ ...‬وذلك ليقطع الطريق على‬
‫بفضل الله وتوفيقه‬ ‫املشككون بأنّ املستقبل لهذا‬ ‫ِّ‬ ‫املخذِّ لني واملع ِّوقني‪ ،‬وليعلم‬
‫منرب الداعيات‬
‫‪43‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫قوة التفا�ؤل‬
‫بقلم‪ :‬وفاء محمد مصطفى‬
‫دب ّي‬
‫َ‬
‫ك���م طال � ٍ�ب للعل ��م رس ��ب فتش ��اءم واهت ��زت ثقته‬
‫تس َّرب‬
‫مريض َ‬‫ٍ‬ ‫بنفس ��ه وفقد األمل في جناحه؟ وكم من‬
‫التفا�ؤل َل ِ�صيق الإبداع واالبتكار والإنتاجية العالية‬
‫اليأس إلى قلبه وال أمل في ش ��فائه بعد إصابته مبرض‬
‫والتغل��ب على ال�ص��عوبات ومواجه��ة التحديات‪...‬‬ ‫�اب يئس من إمتام زواجه لضيق ذات‬ ‫عضال؟ وكم من ش � ٍّ‬
‫�إن��ه فيتامــ� ُ‬
‫ين الإقبــــ��ال الف َّعــــال عل��ى احلياة‪.‬‬ ‫اليد؟ وكم من حديث التخرج َك َّ َل من البحث عن وظيفة‬
‫محترمة وقد رفضه كثير من أرباب العمل ِلق َّلة اخلبرة؟‬
‫التفاؤل عالج فعال لألمراض‬ ‫ووال � ٍ�د َف َق َد األمل في احتواء وتقومي ابنه املراهق فنبذه‬
‫يعتب ��ر األطباء أن التفاؤل ض ��روري لعالج كثير من‬ ‫إلى الش ��ارع ليلقى مصيره مع أصحاب الس ��وء؟ انظروا‬
‫فعال لإلحباط والي ��أس والكآبة‪،‬‬ ‫األم ��راض‪ ،‬فهو ع�ل�اج ّ‬ ‫إل ��ى كل هذه النماذج الس ��ابقة وق ��د عانت من داءٍ واحد‬
‫يس ��اعد على ش ��فاء األمراض العضوية ويع� �زِّز الصحة‬ ‫هو‪ :‬التش ��اؤم‪ ،‬فأصابها الس ��أم والضجر‪ ،‬وفقدان األمل‪،‬‬
‫ويؤج ��ج الدافعي ��ة‬ ‫ِّ‬ ‫النفس ��ية‪ ،‬يرف ��ع درج ��ة احلم ��اس‬ ‫واستسلمت سريع ًا لصوت الفشل!!‬
‫املش ��تعلة للنج ��اح‪ ،‬ويرتق ��ي مبعنوي ��ات املرض ��ى إل ��ى‬ ‫َغ ِّير أسلوب تفكيرك‬
‫أعل ��ى مس ��توياتها فتقه ��ر املخ ��اوف‪ ،‬وتكاف ��ح األمراض‬ ‫إنه ��ا نوعي ��ة التفكي ��ر وأس ��لوبه ال ��ذي ننتهج ��ه‬
‫املس ��تعصية‪ ،‬فيستعيدون ثقتهم بأنفس ��هم‪ ،‬وتقديرهم‬ ‫والقناع ��ات الت ��ي نؤمن بها؛ ه ��ذا ما يؤثّ ��ر علينا وعلى‬
‫لذواتهم‪.‬‬ ‫صحتنا النفس ��ية وعلى اجتاهاتنا س ��لب ًا أو إيجاب ًا‪ ،‬كما‬
‫وحتمل املسؤولية‬‫ُّ‬ ‫التفاؤل‬ ‫حت ��دد م ��دى جناحنا في احلي ��اة؛ فاالختي ��ار اختيارنا‪،‬‬
‫اعت ��اد بع ��ض الش ��باب أن يس ��تبق النتيج ��ة فيقول‪:‬‬ ‫والرغب ��ة رغبتنا‪ ،‬وقد وهبنا الل ��ه إرادة حرة‪ ،‬ولنا مطلق‬
‫أعرف أنني سأرس ��ب‪ .‬وبالفعل يرس ��ب ف ��ي نهاية العام!‬ ‫احلري ��ة ف ��ي اتخ ��اذ األس ��لوب املالئ ��م حلياتن ��ا‪ ،‬ونح ��ن‬
‫ذل ��ك ألن ��ه برم ��ج عقله على الرس ��وب وتعام ��ل مع هذه‬ ‫املس ��ؤولون عم ��ا إذا كن ��ا نعي ��ش متش ��ائمني وتعس ��اء أو‬
‫النتيجة الظامل ��ة لقدراته ومواهبه وإمكاناته‪ ،‬ولم يفكر‬ ‫متفائلني وس ��عداء!! إنّ احلياة كالنافذة‪ ،‬تعتمد تشكيل‬
‫ف ��ي النج ��اح!! قد نُخف ��ق في امتحان م ��ا‪ ،‬رمبا ألننا لم‬ ‫رؤيتك لها على نظرتك إليها‪.‬‬
‫نذاكر جيد ًا بالش ��كل املطلوب الذي يؤهلنا للنجاح‪ ،‬وال‬ ‫ملاذا التفاؤل؟‬
‫يعن ��ي ذلك أننا فش ��لنا إل ��ى األبد‪ ،‬ولك ��ن مهمتنا تكمن‬ ‫أثبتت الدراس ��ات النفسية أنّ املتفائلني هم األطول‬
‫وحتمل املسؤولية‬ ‫ُّ‬ ‫في التفكير بإيجابية في هذا املوقف‪،‬‬ ‫عم ��راً‪ ،‬وهم يتمتعون بصحة جيدة ويحتفظون بش ��باب‬
‫كاملة‪ ،‬ومن الشجاعة أن نعترف بتقصيرنا‪ ،‬وأن جنتهد‬ ‫دائم وجسد مفعم بالنشاط واحليوية والطاقة العالية‪،‬‬
‫ونب ��ذل أقص ��ى م ��ا ف ��ي وس ��عنا حت ��ى نحقق م ��ا نصبو‬ ‫وينجزون‬ ‫�ب أداءٍ ُعليا في العمل‪ُ ،‬‬ ‫كما أنهم يحقِّ قون ِن َس � َ‬
‫إليه؛ فالفش ��ل أول خطوة من خطوات النجاح؛ ال َت ِ ُقل‪:‬‬ ‫إجن ��ازات فوق الع ��ادة‪ ،‬ومبعدالت ممتازة عل ��ى الصعيد‬
‫�تفدت منها دروس� � ًا‬
‫ُ‬ ‫ضت جتربة واس �‬‫ِفش ��لت‪ ،‬ولكن ُقل ُخ ُ‬ ‫الش ��خصي والعملي؛ فالتفاؤل َل ِصيق اإلبداع واالبتكار‬
‫نافعة للخطوة القادمة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واإلنتاجي ��ة العالي ��ة والتغل ��ب على الصعوب ��ات وجتاوز‬
‫ال يأس مع التفاؤل‬ ‫األزم ��ات واملحِ َ ن ومواجهة التحدي ��ات‪ ...‬والتفاؤل ينبع‬
‫هن ��اك كثيرون فقدوا وظائفهم لس ��بب أو آلخر فلم‬ ‫الفع ��ال على‬‫�ن اإلقب ��ال َّ‬ ‫م ��ن ق ��وة اإلمي ��ان‪ ،‬إن ��ه فيتام�ي ُ‬
‫َي ْيأسوا‪ ،‬ووجدوا فرص عمل في أماكن أخرى بعد فترة‬ ‫احلياة‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪44‬‬
‫وجي ��زة‪ ،‬وآخ ��رون َف َق ��دوا أموالهم وأعلنوا إفالس ��هم‪ ،‬العشرين!‬
‫التفاؤل أساس احلياة‬ ‫ث ��م ب ��دأوا من الصفر ف ��ي جتارتهم من جدي ��د‪ .‬كل ذلك‬
‫أي منهم ملا بحث املؤمن متفائل ومتف ِّوق في عمله وفي دراسته وفي مهنته‬ ‫م ��ا كان ليتم لوال التفاؤل‪ ،‬ولو تش ��اءم ٌّ‬
‫وفي وظيفته وفي جتارته‪ .‬ففي احلياة تفاؤل‪ ،‬وفي املوت‬
‫تف ��اؤل‪ ...‬وق ��د تتس ��اءلون‪ :‬حت ��ى في املوت؟ أق ��ول‪ :‬نعم‪،‬‬
‫ألن ��ه يح ��دث فيه ش ��يئان عظيمان‪ ،‬هما‪ :‬رؤي ��ة وجه الله‬
‫اجلنان الت ��ي وعدنا بها‬ ‫تب ��ارك وتعالى‪ ،‬ودخ ��ول درجات ِ‬
‫ربنا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫فالتف ��اؤل أس ��اس احلي ��اة‪ ،‬وال أبال ��غ حني أق ��ول‪ :‬إن‬
‫التف ��اؤل أص ��ل كل جن ��اح‪ ،‬ول ��واله ما ب ��ادر املب ��ادرون في‬
‫مبادراتهم اإليجابية‪ ،‬وال اخترع املخترعون اختراعاتهم‪،‬‬
‫وال شرع املبدعون في إبداعاتهم‪ ،‬وال عكف املؤلفون على‬
‫تأليف كتبهم‪ ،‬وال رجال األعمال على تنفيذ مشاريعهم‪.‬‬
‫توقع اخلير‪ ،‬واالستبش ��ار باملستقبل الزاهر‬ ‫والتفاؤل هو ُّ‬

‫؟‬
‫وتوقع النجاح والفوز‪.‬‬
‫كيف تكتسب قوة التفاؤل‬
‫‪ .1‬كن من حزب البس ��مة والس ��عادة‪ ،‬وتوقَّ ��ع قدوم اخلير‬
‫ول ��و في قلب املحِ َ ��ن‪ ،‬وقل‪ :‬لن يصيبن ��ا إال ما كتب الله‬ ‫هنا وهناك عن وظيفة تناسب مؤهالته العلمية وقدراته‬
‫لنا‪.‬‬ ‫ومواهبه‪.‬‬
‫‪ .2‬انظ ��ر إلى اجلانب املش ��رق في جمي ��ع ما يصيبك من‬ ‫يعج ��ل بش ��فاء املري ��ض ب ��إذن الل ��ه إال التف ��اؤل‬
‫وال ِّ‬
‫ش ��دائد وك ��روب ومش ��كالت‪ ،‬وتأك ��د أنه ��ا ش ��دة مؤقتة ال‬ ‫واملواظبة على تناول الدواء في موعده‪.‬‬
‫َيعق ُبها إال ال َف َرج‪.‬‬ ‫ول ��و علم الذين يئس ��وا م ��ن حتقيق إجنازاته ��م كم كانوا‬
‫وقدر نفسك‪ ،‬وابتعد عن األفكار واأللفاظ‬ ‫‪ .3‬احترم ذاتك ِّ‬ ‫قريبني من النجاح ملا يئسوا‪ .‬انظروا إلى عظماء التاريخ‪:‬‬
‫السلبية واختر لغة إيجابية تتحدث بها مع نفسك ومع‬ ‫غبي‪ ،‬وعندما‬‫(توماس أديس ��ون) قال عنه مد ِّرسوه إنه ّ‬
‫اآلخرين‪.‬‬ ‫أراد أن يخت ��رع املصب ��اح الكهربائ ��ي ح ��اول ‪ 999‬محاولة‬
‫‪ .4‬اصنع لنفسك بيئة إيجابية؛ اتخذ أصدقاء إيجابيني‬ ‫فاش ��لة حت ��ى جن ��ح أخي ��راً‪ ،‬فق ��ال‪ :‬تعلم � ُ�ت ‪ 999‬طريقة‬
‫حتى ُيعينوك على استنش ��اق الهواء الصحي لإليجابية‬ ‫�اح كهربائي! (ووال ��ت ديزني)‬ ‫ال ت ��ؤدي الخت ��راع مصب � ٍ‬
‫والتفاؤل واإلقبال على احلياة‪.‬‬ ‫ُط � ِ�ر َد م ��ن عمله عندم ��ا كان مح ِّرراً‪ ،‬وأعلن إفالس ��ه عدة‬
‫‪ .5‬برم ��ج عقلك كل صباح على التف ��اؤل مهما واجهتك‬ ‫تقدر‬
‫م ��رات‪ ،‬ثم اس ��تطاع أن ينش ��ئ «ديزن ��ي الند» الت ��ي َّ‬
‫الصع ��اب‪ ،‬واجع ��ل عملك كله خالص ًا لوج ��ه الله تعالى‪،‬‬ ‫أرباحه ��ا الس ��نوية بثالث�ي�ن ملي ��ون دوالر! كما اس ��تطاع‬
‫وع ��ش باالمتن ��ان والعرف ��ان ألصح ��اب الفضل والش ��كر‬ ‫(بيل جيتس) أن ينشئ «مايكروسوفت» وعمره عشرون‬
‫ألنعم الله صاحب الفضل العظيم‪.‬‬ ‫َ‬
‫عام� � ًا‪ ...‬واآلن أصب ��ح أغن ��ى رجل في العال ��م! و(هنري‬
‫‪ .6‬توق ��ع حدوث األفض ��ل‪ ،‬ففي األث ��ر‪« :‬تفاءلوا باخلير‬ ‫مؤس ��س ش ��ركة «فورد» للس ��يارات أعلن إفالسه ‪5‬‬ ‫فورد) ِّ‬
‫جتدوه»‪.‬‬ ‫مرات قبل أن ُينشئ شركته التي تعتبر من أشهر شركات‬
‫عبادي الذين أس ��رفوا‬ ‫َ‬ ‫‪ .7‬ال تي ��أس؛ ق ��ال تعال ��ى‪ُ :‬‬
‫قل يا‬ ‫الس ��يارات في العالم‪ ،‬و(أينش ��تاين) صاحب «النظرية‬
‫أنفس ��هم ال تق َنط ��وا من رحم � ِ�ة الله إنَّ الل� � َه َي ِ‬
‫غفر‬ ‫عل ��ى ِ‬ ‫النسبية» كان يقول عنه مد ِّرسوه‪ :‬إنه بطيء الفَهم وغير‬
‫الذنوب جميع ًا إنه هو الغفور الرحيم (الزمر‪l)53 :‬‬ ‫َ‬ ‫اجتماعي‪ ...‬فأصبح واحد ًا من أعظم العقول في القرن‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪45‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫نساء عبر التاريخ‬
‫أصبح للمرأة حضور ومكانة واحترام وتقدير في املجتمع منذ اللحظة األولى التي ظهر فيها اإلسالم للوجود؛ فأول َمن‬
‫السبْق إلى هذا الدين العظيم كان امرأة‪ :‬السيدة خديجة بنت خويلد زوج النبي [‪ ،‬وأول من استُشهد في سبيل‬ ‫نال شرف َّ‬
‫الله كان امرأة أيضاً‪ :‬سمية بنت اخلياط‪ ...‬ولم يقتصر عطاء املرأة املسلمة على هذه امليادين بل امت ّد ليشمل املجاالت كافة‬
‫العلمية واألدبية والتربوية غيرها‪ ...‬والتاريخ اإلسالمي يزخر بأخبار كثير من النساء املسلمات الالتي كانت لهن بصمات‬
‫واضحة في مجتمعاتهن‪...‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫مُ‬
‫وفي هذه السلسلة «نساء عبر التاريخ» نيط اللثام عن نساءٍ أنصفهن التاريخ وأخريات أغفل ذكرهن‪ ،‬لنسلط الضوء على‬
‫ال يضيء لنا طريق احلاضر واملستقبل‪.‬‬ ‫ليكن نبراساً ومشع ً‬
‫ّ‬ ‫أخبارهن وإجنازاتهن‬

‫عائلة احلافظ ابن َح َجر‬


‫علمية بامتياز‬
‫إعداد‪ :‬منال املغربي‬

‫وقد خ ّرج لها السخاوي أربعني حديث ًا عن أربعني شيخ ًا‬ ‫إن مكان ��ة اإلم ��ام احلافظ ابن َح َجر ال َع ْس ��قالني‬
‫� ّ‬
‫وقرأه ��ا عليه ��ا بحض ��ور زوجه ��ا‪ ،‬ومل ��ا م ��ات احلافظ ابن‬ ‫حد إطالق العلماء عليه لقب‬ ‫العلمي ��ة التي وصلت إلى ِّ‬
‫يوسف بن شاهني‪.‬‬ ‫حجر‪ ،‬قرأ لها ِس ْبطها ُ‬ ‫(خامتة أمراء املؤمنني في احلديث) باإلضافة إلى سم ِّو‬
‫زوجه ��ا كثي ��ر التبجيل له ��ا والتعظيم‪ ،‬كما كانت‬ ‫كان ُ‬ ‫جل ّم‪ ،‬مما جعل أقالم العلماء من ش ��يوخه‬ ‫ُخ ُلق ��ه وأدبه ا َ‬
‫ه ��ي عظيمة الرعاية له‪ ،‬ولقد س ��أله أح ��د تالميذه مرة‪:‬‬
‫ثناء عليه‪.‬‬‫ومن بعدهم تفيض ً‬ ‫وأقرانه وتالميذه َ‬
‫«كي ��ف ه ��ي ل ��ك؟ وكي ��ف ألوالده ��ا؟ وكي ��ف ه ��ي بالعلم‬
‫فه ��ذا اإلم ��ام احلافظ بالرغ ��م من كثرة انش ��غاالته‪،‬‬
‫والتحدي ��ث واحلفظ؟» فأجاب احلافظ ابن حجر رحمه‬
‫ل ��م ُيهم ��ل أه ��ل بيت ��ه‪ ،‬فلق ��د كان حريص ًا أش ��د احلرص‬
‫الل ��ه‪« :‬هي ِن ْع� � َم الزوجة لي ِون ْع� � َم األم لبناتها‪ ،‬وما أراها‬
‫على نش ��ر العلم بينهم‪ ،‬وكانت ل ��ه عناية فائقة بتدريس‬
‫إال ِن ْع َم الش ��يخة لتالميذها»‪ ،‬وس ��أله تلمي ��ذه‪«ِ :‬من أين‬
‫زوجاته وبناته احلديث النبوي‪ ،‬وبرزت غير واحدة بإتقان‬
‫هذا العلم واشتُ هرت بالرواية; منهن‪:‬‬
‫مل��ع جَن��م �أُنْ���س يف عل��م الرواي��ة حت��ى ُيق��ال‬
‫�إنه��ا امل��ر�أة الوحي��دة الت��ي كان له��ا جمل���س‬ ‫زوجته ُأنْس ابنة القاضي‬
‫حتدي��ث يف م�س��جد َع ْم��رو ب��ن العا���ص يف م�ص��ر‬ ‫كرمي الدين ناظر اجليش‬
‫تز ّوجها اإلمام ابن حجر بإش ��ارة م ��ن وص ِّيه العالّمة‬
‫لها هذا الفضل؟» قال احلافظ‪ « :‬منذ أن تزوجتُ ها وبعد‬ ‫خير كثير‪.‬‬ ‫ّ‬
‫فحصل لها بواسطة ذلك ٌ‬ ‫َ‬ ‫القطان‪،‬‬ ‫ابن‬
‫تركت ليلة ِب�ل�ا قيام إال من‬
‫ْ‬ ‫�ال ما‬
‫زواج ��ي منها بس ��بع لي � ٍ‬
‫ُع ��ذر‪ ،‬وما أرى من بركة في بيتن ��ا وبناتنا إال بفضل هذه‬ ‫أَس � َ�م َعها زوجه ��ا م ��ن ش ��يخه حاف ��ظ العص ��ر عب ��د‬
‫الركعات»‪.‬‬ ‫الرحي ��م العراق ��ي «احلدي ��ث املسلس ��ل باألولي ��ة»‪ ،‬وك ��ذا‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫أجنب ��ت أ ْن ��س ‪ 5‬بن ��ات ولم تنج ��ب ذكرا ق ��ط‪ ،‬وماتت‬ ‫أس ��معها إياه من لف ��ظ العالّمة ابن الكوي ��ك‪ ،‬وأجاز لها‬
‫جميع بناتها بني يديها فصبرت واحتسبت‪ .‬ولم ُتض َبط‬ ‫احلفّ اظ‪ .‬وقد ملع نجَ م ُأنْس هذه في‬ ‫باس ��تدعاء عدد من ُ‬
‫له ��ا هف ��وة وال زل ��ة‪ ،‬وكان ��ت َد ِّينة كرمية راغب ��ة في اخلير‬ ‫عل ��م الرواية حتى ُيقال إنها املرأة الوحيدة التي كان لها‬
‫ويقال إنها رأت ليلة القدر‪.‬‬ ‫ُمجابة الدعاء‪ُ ،‬‬ ‫مجلس حتديث في مس ��جد َع ْمرو بن العاص في مصر‪،‬‬
‫توفي ��ت ُأ ْن ��س ف ��ي ربي ��ع األول س ��نة ‪867‬ه� �ـ‪ُ ،‬‬
‫وصل ��ي‬ ‫وكان زوجه ��ا ف ��ي بع ��ض األحي ��ان يداعبه ��ا بقول ��ه‪« :‬قد‬
‫ودفنت بالقُ رب من اجلامع عند‬ ‫عليها بجام ��ع املارداني‪ُ ،‬‬ ‫حدثت بحضور زوجه ��ا‪ ،‬وقرأ عليها‬ ‫�رت ش ��يخة»‪ .‬وقد ّ‬ ‫ص� ِ‬
‫بناتها‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ويق ��ال إنه أحصي في مجلس ��ها ألف محبرة‪،‬‬ ‫الفُ ض�ل�اء‪ُ ،‬‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪46‬‬
‫مترة واحدة فأعطيتها فقس � َ�متْها ب�ي�ن ابن َت ْيها ثم قامت‬ ‫من بناته‬
‫«م ��ن ابتُ َ‬
‫لي‬ ‫فخرج ��ت‪ ،‬فدخ ��ل النب ��ي [ فحدثتُ ه فقال‪َ :‬‬ ‫ابنت ��ه زي ��ن خات ��ون‪ :‬اعتن ��ى به ��ا أبوه ��ا واس ��تجاز‬
‫إليهن ُك ّن له ِس� �تْر ًا من‬
‫ّ‬ ‫من هذه البنات بش ��يء فأحس ��ن‬ ‫له ��ا(أي طل ��ب اإلج ��ازة العلمي ��ة)؛ فلق ��د أحضره ��ا عند‬
‫النار» متفق عليه‪.‬‬ ‫الزي ��ن العراق ��ي والهيثم ��ي واجل�ل�ال ابن خطي ��ب داريا‪،‬‬
‫‪ -3‬اختي ��ار الزوج ��ة الصاحل ��ة‪ :‬هن ��اك نص ��وص‬ ‫وأس ��معها من الش ��رف ب ��ن الكويك واس ��تجاز له ��ا خَ لْق ًا؛‬
‫ش ��رعية ال حص ��ر لها تنص على ض ��رورة اختيار الزوجة‬ ‫وولدت يوس ��ف بن ش ��اهني املعروف بـ (س ��بط ابن حجر)‬
‫واخل ُل ��ق‬
‫الصاحل ��ة ال� � َودود ال َول ��ود ذات الدي ��ن ال َق � ِ�ومي ُ‬ ‫ال ��ذي كان ��ت له عناية بكتب َج ِّده تصنيف ًا ونس ��خ ًا‪ ،‬وكتب‬
‫الكرمي واملَنْشأ الطيب‪.‬‬ ‫م ��ن أماليه(أي م ��ا كان يمُ ْ ليه على تالمي ��ذه)‪ .‬ولم تظهر‬
‫‪ -4‬عناي ��ة النس ��اء بطل ��ب العل ��م‪ :‬إنّ عناي ��ة املرأة‬ ‫البنته زين خاتون رواية‪ ،‬ولم تش ��تهر بذلك لوفاتها شا ّبة‬
‫بعلمها ضرورة الزمة‪ ،‬يقول [‪« :‬طلب العلم فريضة على‬ ‫وهي حامل س ��نة (ت ‪ 833‬ه� �ـ) بالطاعون عن نحو ثالثني‬
‫وصححه العراقي‬ ‫ّ‬ ‫كل مسلم» أخرجه ابن عدي والبيهقي‬ ‫سنة رحمها الله تعالى‪.‬‬
‫والس ��يوطي‪ ،‬وامل ��رأة داخل ��ة ف ��ي ذل ��ك‪ ،‬وأم ��ا «ومس ��لمة»‬ ‫أما ابنته فرحة (ت ‪ 828‬هـ) فلقد اس ��تجاز لها أبوها‬
‫فمعناه ��ا صحيح‪ ،‬وهي من إحلاق بعض املصنِّفني‪ ،‬قاله‬ ‫أمها واعتنى بها‪ ،‬وأسمعها من مشايخه‪.‬‬ ‫مع ِّ‬
‫الس ��خاوي‪ .‬وعصرنا احلالي يفرض مزيد ًا من مش ��اركة‬ ‫وأم ��ا ابنت ��اه فاطمة وعالي ��ة ِ(كلْتاهم ��ا توفيتا ‪819‬‬
‫امل ��رأة في النش ��اط العلم ��ي والدعوي وغيره‪ ،‬م ��ع التزام‬ ‫هـ بالطاعون) فلقد اس ��تجاز لهم ��ا أبوهما ابن حجر من‬
‫احلدود والضوابط التي ق ّررتها الشريعة‪.‬‬ ‫جماعة‪.‬‬
‫ويخططون‬ ‫ِّ‬ ‫ختام ًا نقول‪ :‬إنّ أعداء اإلس�ل�ام يس� � َع ْون‬ ‫وابنت ��ه رابعة (ت ‪832‬هـ) ولدت في رجب س ��نة إحدى‬
‫إلفس ��اد نس ��اء املس ��لمني ب ��كل وس ��يلة وطريق ��ة ممكن ��ة‬ ‫عش ��رة وثمامنائة‪ ،‬وأحضرها أبوها في سنة خمس عشرة‬
‫حت ��ت ش ��عارات‪ :‬احلض ��ارة والتق ��دم واملس ��اواة واحلري ��ة‬ ‫مبك ��ة مجل ��س علي الزي ��ن املراغي‪ ،‬وأس ��معها على غيره‪،‬‬
‫وحقوق املرأة‪ ،‬ألنهم يدركون متام اإلدراك أن فس ��اد املرأة‬ ‫وأجاز لها َج ْمع كثير من املصريني والش ��اميني‪ ،‬وتزوجها‬
‫وتحَ َ ُّللها من ربقة الش ��رع إفس ��اد للمجتم ��ع كله‪َ .‬‬
‫ولص ّد‬ ‫الشهاب بن مكنون ثم املحُ ب بن األشقر‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫هذه الهجمات عن مجتمعنا ودرئها عن نس ��ائنا خاصة‪،‬‬ ‫�تمدها من‬ ‫أم ��ا أهم اإلضاءات التي نس ��تطيع أن نس � َّ‬
‫وه ْدي نبين ��ا محمد [‪ ،‬وإدراك‬ ‫علين ��ا التمس ��ك بديننا َ‬ ‫هذه الس ��يرة ال َع ِطرة التي ال يعرفها كثير من الناس عن‬
‫خط ��ر هذه الهجمة وحقيقته ��ا ومغزاها‪ ،‬واحلرص على‬ ‫اإلمام ابن حجر العسقالني وعائلته فهي‪:‬‬
‫تربية نس ��اء وبنات املسلمني وأبنائهم التربية اإلسالمية‬ ‫‪ -1‬دور العال ��م أو الداعي ��ة في بيت ��ه وبني أهله؛‬
‫الصحيحة‪l‬‬ ‫انطالق� � ًا م ��ن ق ��ول الله عز وج ��ل‪ :‬يا أيه ��ا الذين آمنوا‬
‫أنفس ��كم وأهليك ��م ن ��اراً وحديث الرس ��ول [‪« :‬إنّ‬
‫َ‬ ‫ُق� � ْوا‬
‫راع عما اس ��ترعاه‪َ ،‬ح ِف ��ظ أم َض َّيع‪ ،‬حتى‬ ‫كل ٍ‬ ‫الل ��ه َس � ٌ‬
‫�ائل َ‬
‫سجل لنا‬ ‫ُيسأل الرجل عن أهل بيته» متفق عليه؛ فلقد ّ‬
‫التاري ��خ تراجم العديد من النس ��اء الالت ��ي طلنب العلم‬
‫وقرأن على آبائهن أو إخوانهن أو أزواجهن فأعطى هؤالء‬
‫العلماء صورة تربوية مشرقة عن العناية بأوالدهم ذكور ًا‬
‫وإناث ًا؛ فلم تش ��غلهم ظ ��روف احلياة العلمي ��ة والدعوية‬
‫عن واجبهم نحو أس ��رهم حتى تحَ َقَّ ق ألوالدهم وبناتهم‬
‫النبوغ‪.‬‬
‫حث الرس ��ول‬ ‫‪ -2‬معرفة فضل تربية البنات‪ :‬لقد ّ‬
‫[ على اإلحسان إلى البنات والترغيب بالصبر عليهن‪،‬‬
‫وبينَّ فضل َمن ُرزق ببنات وأحسن تربيتهن‪ ،‬ومن ذلك ما‬
‫روته السيدة عائشة رضي الله عنها زوج النبي [ قائلة‪:‬‬
‫جاءتني امرأة معها ابنتان تس ��ألني فلم أجد عندي غير‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪47‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫وقالت ال�شريعة‬

‫ماذا يقول الشيخ علي الطنطاوي‬


‫عن االحتفال بعيد األم؟‬
‫للعالّمة الشيخ علي الطنطاوي‬
‫باألرق ��ام‪ ،‬فإنه يك ��ون له عليها خمس ��مائة مث ًال‪ ،‬ولكنها‬ ‫�س���ئل الفقي ��ه و العلاّ م ��ة األدي ��ب الدمش ��قي‬ ‫ُ‬
‫مب ��ا قدمت إلي ��ه من قب ��ل‪ ،‬بثقل احلم ��ل‪ ،‬وآالم الوالدة‪،‬‬ ‫الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله عن حكم االحتفال‬
‫فمن‬ ‫ومش ��قّ ة التربية‪ ،‬يكون هي لها عليه عش ��رون ألف ًا‪َ ،‬‬ ‫بعيد األم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ومن املدين؟‬ ‫منهما الدائن َ‬ ‫اجلواب يتضمن مس ��ائل ثالث ًا‪ :‬حق األم‪ ،‬وتكرميها‪،‬‬
‫‪ .6‬وح ��ق الوالدي ��ن على الولد ال يس ��قط في الدنيا‬ ‫ثم تخصيص يوم في السنة لهذا التكرمي وهو جعل يوم‬
‫أب ��داً‪ ،‬مهم ��ا صنع ��ا معه‪ ،‬ومهم ��ا آذياه‪ ،‬ومهما س ��اءا في‬ ‫‪ 21‬آذار عيد األم‪:‬‬
‫نفس� � ْيهما وانحرف ��ا‪ .‬ه ��ل ف ��ي الس ��وء م ��ا هو أس� � َوأ من‬‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫‪ .1‬أما حق األم فقد أوجب لها اإلسالم حقّ ا لم ُيوجب‬
‫والشرك أكبر من القتل ومن السرقة ومن الزنى‬ ‫الشرك؟ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫مثله دين سماوي‪ ،‬وال قانون وضعي‪ ،‬وال ُعرف اجتماعي‪،‬‬
‫وم ��ن الرب ��ا‪ ،‬ومن الذنوب كلها‪ ،‬ألنه رأس ��ها وأساس ��ها‪...‬‬ ‫حني َقرن اإلحس ��ان بالوالدين بالركن الركني‪ ،‬واألساس‬
‫فإن كان األبوان مش ��ركينْ ‪ ،‬ول ��م يكتفيا بذلك‪ ،‬بل حمال‬ ‫ْ‬ ‫الشرك فقال‪:‬‬ ‫الراس ��خ للدين‪ ،‬وهو التوحيد وال ُبعد عن ِّ‬
‫ليش ��رك‪ ،‬فليس له‬ ‫ولدهم ��ا على الش ��رك وضغطا عليه ُ‬ ‫{وقضى ُّربك أ ّال تعبدوا إال إياه وبالوالدين إحسانا}‪.‬‬
‫ً‬
‫أن ُيطي َعهما ألنه «ال طاعة ملخلوق في معصية اخلالق»‬ ‫فص ��ل بعدم ��ا أجم ��ل‪ ،‬وأف ��رد بعدم ��ا أجم ��ع‪،‬‬ ‫‪ .2‬ث ��م ّ‬
‫بالشرك به؟ ولكن هل يقاطعهما؟ هل يؤذيهما؟‬ ‫فكيف ِّ‬ ‫{ووصينا اإلنس ��ان بوالديه}‬ ‫ّ‬ ‫�ص األم بالذِّ كر فقال‪:‬‬‫فخ � ّ‬
‫�رك بي ما‬ ‫�داك على أن تش � َ‬‫ال‪ .‬فالل ��ه يق ��ول‪{ :‬وإن جاه � َ‬ ‫فل ��م يص� � ِّرح ربنا في اآلية مب ��ا َبذَل األب‪ ،‬ب ��ل ص ّرح مبا‬
‫علم فال ُتطعهم ��ا وصاحبهما ف ��ي الدنيا‬ ‫لي ��س لك ب ��ه ٌ‬ ‫قاست األم فقال‪{ :‬حملته ُّأمه َو ْهن ًا على وهن}‪.‬‬ ‫ْ‬
‫�اب‬‫معروفا}؛ في الدنيا فقط‪ ،‬أما في اآلخرة‪{ :‬فال أنس � َ‬ ‫‪ .3‬ثم جاء الرسول [ الذي ُأنزل عليه القرآن ليب ِّينه‬
‫بينهم يومئذ وال يتساءلون}‪ ،‬هناك ُيضرب بني املؤمنني‬ ‫للن ��اس‪ ،‬فكان بيانه ش ��رع ًا‪ ،‬وحديثه وحي� � ًا‪ ،‬ولكنه ٌ‬
‫وحي‬
‫�ور له باب‪،‬‬ ‫م ��ن أه ��ل اجلنة‪ ،‬والكفّ ار م ��ن أهل النار {بس � ٍ‬ ‫اللف ��ظ به لفظ رس ��ول الله [‪ ،‬والق ��رآن وحي من الله‬
‫باطنه فيه الرحمة وظاهره من ِق َبله العذاب}‪.‬‬ ‫بلفظ ��ه ومعن ��اه‪ ،‬فذكر أن الدرجة األولى في اس ��تحقاق‬
‫‪ .7‬فنحن املسلمني نُكرم األم كل يوم‪ ،‬وال يوم ًا واحد ًا‬ ‫الب ��ر هي ل�ل�أم‪ ،‬والدرجة الثانية ُتركت ش ��اغرة لتحتلّها‬ ‫ِ‬
‫في السنة‪ ،‬ونعرف لها حقها‪ ،‬ونعمل على ما يس ّرها وال‬ ‫األم‪ ،‬والثالث ��ة مثلها‪ ،‬والرابعة لألب‪« :‬أمك‪ ،‬أمك‪ ،‬أمك‪،‬‬
‫يضرها‪.‬‬ ‫ثم أبوك»‪.‬‬
‫‪ .8‬أم ��ا اتخ ��اذ عي � ٍ�د ل�ل�أم‪ ،‬ف�ل�ا أظ ��ن أن اإلس�ل�ام‬ ‫فم ��ن رأيتم ��وه ينس ��ى فضل أمه‪ ،‬أو يس ��يء إليها‪،‬‬ ‫‪َ .4‬‬
‫ُيبيح ��ه‪ ،‬ألن لألعي ��اد عندن ��ا صف ��ة ديني ��ة‪ ،‬وألنهم ��ا‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ولو بكلمة «أف» أو ما يعادلها‪ ،‬فال تثقوا به وال تعتمدوا‬
‫عيدان ال ثالث لهما‪ ،‬عيد الفطر‪ :‬وهو في حقيقته عيد‬ ‫علي ��ه‪ ،‬ألنكم مهما أحس ��نتم إلي ��ه‪ ،‬وأَفْ َضلْتم عليه‪ ،‬فلن‬
‫قرآن ��ي ألنه احتف ��ال ب َب ْدءِ نزول القرآن‪{ :‬ش ��هر رمضان‬ ‫ُتو ُلوه ُم َع ْيش ��ير ما أَ ْو َلتْه أمه (أي واحد ًا في األلف منه)‬
‫ال ��ذي ُأن ��زل في ��ه القرآن}‪ ،‬وعي ��د األضحى‪ :‬وه ��و أيض ًا‬ ‫ف ��إذا نس ��ي فض ��ل أم ��ه وجح ��ده فه ��ل تأمل ��ون أن يذكر‬
‫عيد قرآن ��ي‪ ،‬ألنه احتفال باختتام نزول القرآن‪{ :‬اليوم‬ ‫فضلكم‪ ،‬ويحف ��ظ معروفكم؟ إنه ليس في الدنيا أخَ س‬
‫ورضيت لكم‬
‫ُ‬ ‫أكمل ��ت لكم دينكم وأمت َْم ُت عليك ��م نعمتي‬ ‫أحط وال أدنأ من ولد يسيء إلى أمه‪ ،‬أو يعقّ أباه‪ ،‬أو‬ ‫وال َ‬
‫اإلسالم دين ًا}‪.‬‬ ‫يقصر معهما‪ ،‬أو ُينقص من ِب ّرهما‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫‪ .9‬وكث ��رة األعي ��اد ُتذه ��ب بهجته ��ا‪ ،‬وته ��در قيمتها‪،‬‬ ‫وإن ظلمت ��ه أمه‪ ،‬أو أس ��اءت إليه‪ ،‬ف�ل�ا نق ّرها على‬ ‫‪ْ .5‬‬
‫غال ألنه قليل‪ ،‬ول ��و صار كل حجر في األرض‬ ‫�اس ٍ‬ ‫فاأللمْ � ُ‬ ‫الظل ��م‪ ،‬وال نرتضي هذه اإلس ��اءة‪ ،‬ولكن ل ��و قدرنا ذلك‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪48‬‬
‫يحررها‬
‫زاوية حديثية ِّ‬
‫هل تعرفني؟‬
‫أملاس� � ًا (ال ماس� � ًا) لصار األملاس حجراً‪ ،‬ولو صارت األيام‬
‫الشيخ حسن قاطرجي‬
‫كلها أعياداً‪ ،‬لرجع العيد يوم ًا عادي ًا كسائر األيام‪.‬‬
‫حدي ��ث ‪َ « :150‬أ ْول ��ى الن ��اس بي يوم القيام ��ة أكثرهم‬ ‫حدده الناس من عهد قريب لعيد‬ ‫‪ .10‬والتاريخ الذي ّ‬
‫علي صالة»‪.‬‬
‫األم‪ ،‬لي ��س ل ��ه ارتباط بنا‪ ،‬وال بذكرياتن ��ا وال بأمجادنا‪،‬‬
‫هذا حديث حس ��ن‪ :‬أخرجه اإلمام الترمذي في «جامعه» –‬
‫ح ‪ -490‬ف ��ي الص�ل�اة‪ ،‬باب ما جاء في فض ��ل الصالة على النبي‬ ‫بس� � َير الفاض�ل�ات م ��ن نس ��ائنا؛ وقد فهم � ُ�ت أنه يوم‬
‫وال ِ‬
‫[‪ ،‬بسنده عن الصحابي اجلليل عبد الله بن مسعود مرفوع ًا‪،‬‬ ‫فإن َص َّح فما لنا‬
‫موت أم املرأة التي اقترحت هذا العيد‪ْ ،‬‬
‫صححه ابن ِح ّبان‬ ‫ثم قال َع ِقبه‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ .‬وقد ّ‬ ‫نخصه وحده بتكرمي األم دون‬ ‫ّ‬ ‫وله؟ وما شأننا به؟ وملاذا‬
‫وعنْون له (ذكر البيان‬ ‫إذ رواه في صحيحه (ح ‪ – 911‬اإلحسان) َ‬ ‫سائر األيام؟‬
‫�رب الناس في القيامة يكون من النب ��ي [ َم ْن كان أكث َر‬ ‫ب ��أن أق � َ‬
‫صال ًة عليه في الدنيا)‪.‬‬ ‫يعم ��د األوالد ب�ي�ن وق � ٍ�ت وآخ ��ر‪ ،‬من غير‬
‫‪ .11‬أم ��ا أن َ‬
‫واقتص ��ر اإلم ��ام احلاف ��ظ ابن حج ��ر في «فتح الب ��اري» ‪:11‬‬ ‫أن نلت ��زم بهذا اليوم الذي جعلوه عيد ًا لألم‪ ،‬أن َ‬
‫يعمدوا‬
‫‪ 167‬عن ��د ش ��رحه ألحادي ��ث باب فض ��ل الصالة عل ��ى النبي [‬ ‫إل ��ى إراح ��ة األم التي تتع ��ب كل يوم‪ ،‬وأن يع � ّ�دوا هم لها‬
‫حس ��نه الترمذي‬ ‫ف ��ي صحي ��ح البخاري على قول ��ه رحمه الله‪ّ :‬‬ ‫ولألس ��رة الطع ��ام في ه ��ذا اليوم‪ ،‬كما تع � ّ�ده لهم هي كل‬
‫وصححه ابن حبان‪.‬‬
‫وورد حدي � ٌ�ث قري � ٌ�ب من ��ه رواه اإلم ��ام ال َب ْيهق ��ي في «الس�ن�ن‬ ‫ويقدموا لها الهدايا‪ ،‬ويفرشوا‬ ‫ِّ‬ ‫يوم‪ ،‬وأن ُيشعروها احلب‪،‬‬
‫الكب ��رى» ‪ 249 :3‬وفي جزئه «حي ��اة األنبياء» ح‪ 11‬عن الصحابي‬ ‫خدودها وأيديها بالقُ بل‪ ،‬وي َدعوها تنام وهي مستريحة‬
‫علي في كل يوم ُج ُمعة‪:‬‬ ‫أبي أمامة مرفوع ًا‪« :‬صال ُة أمتي ُتعرض ّ‬ ‫وهم يش ��تغلون‪ ،‬كما تش ��تغل ه ��ي كل يوم وه ��م ينامون‪،‬‬
‫علي صالة كان أقر َبهم مني منزلة»‪.‬‬ ‫أكثرهم ّ‬ ‫فمن كان ُ‬ ‫فهذا في ذاته أمر مستحس ��ن‪ ،‬يوافق مقاصد الش ��ريعة‪،‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر في املوضع الس ��ابق ِذكْره‪ :‬وال بأس‬
‫بسنده‪.‬‬ ‫وفي ��ه زيادة ِبر األم‪ ،‬وفيه إراح ��ة لضمير األوالد‪ ،‬وتوثيق‬
‫الضع ��ف في س ��ند حديث‬ ‫وبه ��ذا احلدي ��ث الثان ��ي َينْجب ��ر َّ‬ ‫للرابط ��ة بني أعضاء األس ��رة‪ .‬واملدار ف ��ي ذلك كله على‬
‫ابن مس ��عود الذي تكلم عنه بعض أه ��ل العلم‪ ،‬فيكون احلديث‬ ‫الني ��ة‪« :‬إمن ��ا األعم ��ال بالني ��ات»‪ ،‬فم ��ن ن ��وى بعمل من‬
‫مبجموع طري َق ْيه حسن ًا‪.‬‬ ‫األعمال املباحة نية فيها رضاء الله‪ ،‬ولم يكن هذا العمل‬
‫فوائد جليلة‬ ‫مخالف ًا ملا شرع الله‪ ،‬كان عمله عبادة ُيثاب عليها‪l‬‬
‫األول ��ى‪ :‬يفتح هذا احلديث باب الس ��باق بني املس ��لمني ُك ٌّل‬ ‫ُ‬
‫وه ّمته‪ :‬لالستكثار من‬ ‫بحس ��ب قوة ح ِّبه للرس ��ول [ وتذ ّكره له ِ‬
‫الصالة والسالم عليه ألن ذلك من أعظم أسباب القرب منه يوم‬
‫القيامة والسعادة بشفاعته‪.‬‬
‫ثاني� � ًا‪ :‬قال اب ��ن ِح ّبان بعد روايته للحدي ��ث‪ :‬في هذا اخلبر‬
‫دلي ��ل عل ��ى أن أَ ْول ��ى الناس برس ��ول الله [ ف ��ي القيامة يكون‬
‫�اب احلديث‪ ،‬إذ ليس من ه ��ذه األمة قوم أكثر صالة عليه‬ ‫أصح � َ‬
‫[ منهم‪.‬‬
‫ونق ��ل اإلمام احلافظ اخلطيب البغدادي وقد أورد احلديث‬
‫في كتابه القيم «شرف أصحاب احلديث» – ح ‪ ،63‬ص ‪َ - 35‬‬
‫قول‬
‫بعضه ��م‪ :‬وهذه منقبة ش ��ريفة يختص به ��ا روا ُة اآلثار و َنقَلتها‪،‬‬
‫ألنه ال ُيعرف لعصابة من العلماء من الصالة على رس ��ول الله‬
‫[ أكثر مما ُيعرف لهذه العصابة نسخ ًا – أي كتابة – ِوذكراً‪.‬‬
‫ثالث� � ًا‪ُ :‬يرج ��ع ملعرف ��ة أفضل كيفي ��ات الصالة علي ��ه [ إلى‬
‫الكتاب العظيم «فتح الباري» لإلمام ابن حجر‪.166:11 :‬‬
‫رابع� � ًا‪ :‬أف ��اد حدي ��ث أب ��ي أمام ��ة رضي الل ��ه عنه فض ��ل يوم‬
‫اجلمع ��ة وأن الص�ل�اة عل ��ى الرس ��ول [ من أف ��راد أمته ُتعرض‬
‫حي في قبره حيا ًة‬ ‫علي ��ه ي ��وم اجلمعة‪ ،‬وهذا ُيفيد أيض� � ًا أنه [ ّ‬
‫ال‪l‬‬ ‫خاصة غيبية تشريف ًا له وتفضي ً‬‫شريفة ّ‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪49‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫تهانينا‬
‫مبارك حجابك‬
‫تبارك ماجدة تذكرجي لرندة الطويل مبناسبة ارتدائها احلجاب‪ ،‬كما تبارك ناهد إبراهيم ونازك‬
‫فرشوخ آلية غزاوي ارتداءها احلجاب‪ ،‬نسأل الله تعالى أن يزيدها من فضله‪.‬‬

‫مبارك جلبابك‬
‫يهنىء القسم النسائي لدميا منصور ومنال قمرية ارتداءهما اجللباب الشرعي‪ ،‬ويبارك املنتدى‬
‫الطالبي‪ -‬قسم الطالبات لريان أبو صالح ومروة حنبلي التزامهما باجللباب أيض ًا‪ ،‬وتهنىء إميان‬
‫وفاطمة عباس نظيرة حمزة ورضا طالب وسوزان طالب مبناسبة ارتدائهن اجللباب‪ .‬نسأل الله تعالى‬
‫أن يزيدهن من فضله‪.‬‬

‫زفوا العرو�س‬
‫يبارك القسم النسائي في جمعية االحتاد اإلسالمي لسلوى‬
‫احلمصي ومحمد العشي مبناسبة زفافهما‪ ،‬وتبارك مينى‬
‫ميوت لنسرين طقوش وأمين املصري زفافهما‪ ،‬نسأل الله‬
‫تعالى أن يرزق اجلميع حياة زوجية هانئة‪.‬‬

‫بورك لكم يف املوهوب‬


‫يبارك القسم النسائي في جمعية‬
‫االحتاد اإلسالمي إلميان أمني وغسان‬
‫طبيعات مولودتها سيرين; ولرميا احملمد‬
‫و زوجها الشيخ محمود سعد علي مولودهما‬
‫نور الدين‪ ،‬ولرميا السنجي و زوجها هالل الشيخ‬
‫مولودهما علي‪ ،‬بارك الله لكم في املوهوبني و ُرزقتم ِب ّرهم‬
‫وبلغوا ُ‬
‫أش ّدهم ‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪50‬‬
‫أنشطة‬
‫وال�سنة يف لبنان‬
‫ندوة الإعجاز العلمي يف القر�آن ُّ‬
‫ُح ّج ��ة وبره ��ان»‪ .‬كم ��ا نظمت جلن ��ة اإلعج ��از العلمي في‬ ‫نظ ��م منت ��دى اإلعج ��از‬
‫لبن ��ان سلس ��لة محاض ��رات ف ��ي العديد من مس ��اجد‬ ‫والس ��نة في‬
‫العلم ��ي في القرآن ُّ‬
‫لبنان كان من أهمها‪:‬‬ ‫الهيئة العاملية لإلعجاز العلمي‬
‫والس ��نة»‬
‫‪« l‬بني املكتش ��فات العلمية ونصوص القرآن ُّ‬ ‫التابعة لرابطة العالم اإلسالمي‬
‫للش ��يخ الدكت ��ور عبد الل ��ه املصلح أيض ًا ف ��ي اجلامعة‬ ‫فعاليات في لبنان حتت عنوان‪:‬‬ ‫ّ‬
‫األميريكية في بيروت‪.‬‬ ‫«نح ��و بيئ ��ة ديني ��ة وعلم ّي ��ة‬
‫‪« l‬الق ��رآن هداي ��ة الل ��ه» للدكت ��ور محم ��د موس ��ى‬
‫متج � ّ�ددة مبن ّي ��ة عل ��ى حقائ ��ق‬
‫الشريف‪.‬‬
‫علم ّية في القرآن والس� �نّة» أ ّيام‬
‫‪ l‬محاض ��رة‪« :‬اإلعج ��از العلم ��ي ف ��ي حدي ��ث َع ْج ��ب‬
‫الذَّ نَب» للدكتور محمد علي البا ّر في صيدا‪.‬‬ ‫اجلمع ��ة والس ��بت واألحد في ‪8‬‬
‫‪« l‬اإلعج ��از في بعض أحاديث علم األجنّة» للدكتور‬ ‫و‪ 9‬و‪ 10‬كان ��ون الثان ��ي‪2010/‬م‪،‬‬
‫البار أيض ًا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫محمد علي‬ ‫وكان حفل االفتتاح في ‪ 8‬كانون‬
‫ـــــج ��ز» للدكت ��ور محم ��د موس ��ى‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ـــ‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫�رآن‬ ‫‪« l‬القـــــــ �‬ ‫الثان ��ي‪2010‬م تاله ��ا محاض ��رة جامعة للش ��يخ الدكتور‬
‫الشريف‪.‬‬ ‫عب ��د الل ��ه ا ُملصلح أم�ي�ن عام الهيئ ��ة بعن ��وان‪« :‬اإلعجاز‬

‫واقع امل�سلمني اليوم‪ ...‬مقاربة للم�شكلة واحلل‬

‫َّ‬
‫نظم � ْ�ت مؤسس ��ة الداعي ��ة فتح ��ي يك ��ن الفكري ��ة‬
‫واإلنس ��انية محاض ��رة في طرابل ��س لرئي ��س جمعية االحتاد‬
‫اإلسالمي الش ��يخ حس ��ن قاطرج ��ي بعنوان‪« :‬واق ��ع املسلمني‬
‫اليوم‪ ...‬مقاربة للمش ��كلة واحل ��ل» بتاريخ ‪َ 20‬صفَر اخلير‬
‫‪2010/2/4 = 1431‬م في قاعة فتحي يكن في جامعة اجلنان‬
‫حضرها جمع غفير من الرجال وعدد من النساء‪.‬‬
‫وق ��د افتت ��ح احملاضرة ببيان وجود قوتني تتنافس ��ان‬
‫في تش ��كيل واقع املس ��لمني في عاملنا اإلسالمي اليوم‪ :‬قوة‬
‫التيار التغريبي‪ ،‬والقوة الثانية هي التي تنتسب إلى هوية‬
‫األمة وحضارتها وهي في تصاعد واتساع‪ .‬وواقع احلال أن‬
‫وغه ��م ف ��ي مح ّرم ��ات فظيع ��ة والتهائه ��م بالدنيا عن‬ ‫وو ُل ِ‬
‫ُ‬ ‫القوة األولى بسبب إمكاناتها الضخمة والدعم السياسي‬
‫وظيفتهم ورس ��التهم بأن عقوبتهم س ��تكون كما قال عليه‬ ‫له ��ا هي الت ��ي تصبغ مجتمع ��ات املس ��لمني بصبغتها‪ .‬ثم‬
‫ينز ُعه عنكم‬ ‫«‪...‬س َلّط الله عليكم ُذ ًال ال ِ‬ ‫َ‬ ‫الصالة والس�ل�ام‪:‬‬ ‫اختصر بعبارة واحدة عنوان واقع املس ��لمني وهو (انعدام‬
‫حت ��ى ترجعوا إلى دينكم» وهو ترجمة حقيقية لنداء الله‬ ‫ال ��وزن) ف ��ي الفض ��اء الثقاف ��ي والدين ��ي واالجتماع ��ي‬
‫تعالى‪َ { :‬ف ِف ُّروا إلى الله}‪ ،‬وهذا يتطلب أمرين أساسيني‪:‬‬ ‫والسياسي والعلمي والتكنولوجي‪.‬‬
‫‪ l‬الوع ��ي واس ��تعادة فاعلي ��ة املس ��لم الفكري ��ة‬ ‫ ‬ ‫ثم بينّ الشيخ حسن في ختام اللقاء أن احللّ للخروج‬
‫والنفسية واالجتماعية‪.‬‬ ‫من حالة (الغثائية) التي أصبح عليها املس ��لمون عنوانه‬
‫‪ l‬وإرادة االنتف ��اض عل ��ى الواق ��ع ا ُمل � ِ�ذلّ و َر ْس ��م‬ ‫ ‬ ‫املر ّ َكز هو ما ورد عن النبي بسند صحيح بعدما أخبر في‬
‫مخطط لتغييره‪l‬‬ ‫ّ‬ ‫ُن ُبوءة مش ��هورة له عن انحراف املس ��لمني عن خط ُّ‬
‫الر ْشد‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪51‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫ا�ست�ضافة الكابنت الداعية د‪ .‬حممد مو�سى ال�شريف‬

‫اس ��تقبلت جمعية االحتاد اإلسالمي مس ��اء اجلمعة في ‪22‬‬


‫مح ��رم ‪1431‬ه� �ـ = ‪ 8‬كان ��ون الثاني ‪2010‬م ف ��ي دار الدعوة‬
‫الش ��يخ الداعي ��ة الكاب�ت�ن د‪ .‬محم ��د موس ��ى الش ��ريف‬
‫حفظ ��ه الل ��ه‪ ،‬ف ��ي زي ��ارة أخوي ��ة ودعوية بحض ��ور رئيس‬
‫اجلمعي ��ة الش ��يخ حس ��ن قاطرج ��ي وعدد من الش ��يوخ‬
‫وطالب العلم‪.‬‬

‫من ن�شاطات املنتدى الطالبي ‪ -‬ق�سم الطالبات‬

‫أقام املنتدى الطالبي في جمعية االحتاد اإلسالمي نشاطني‬


‫للطالبات‪:‬‬
‫‪ .1‬ف ��ي بي ��روت‪ :‬غ ��داء ظه ��ر الس ��بت ف ��ي‪19 :‬‬
‫محرم‪1431/‬ه� �ـ = ‪ 5‬كان ��ون الثان ��ي‪2010/‬م‪ .‬تخل ��ل اللقاء‬
‫قدمت بع ��ده عريفة اللقاء مروة ش ��اتيال‬ ‫ع ��رض مص ّور‪ّ ،‬‬
‫جللس ��ة احلوار التي أدارتها األخت هدى الشيخ جنيب‬
‫وتناول ��ت فيه ��ا املعان ��ي املس� �تَفادة م ��ن الهج ��رة النبوي ��ة‬
‫الش ��ريفة‪ ،‬عقبتها مسابقة أدارتها الطالبة سارة بركات‬
‫] ف ��ي لبنان على أرج ��ح األقوال عن ��د املؤرخني؛ بعدها‬ ‫ُو ّزع ��ت جوائزه ��ا عل ��ى الطالبات‪ ،‬ثم انتق ��ل اجلميع على‬
‫أدارت األخت س ��هى شبلي حوار ًا حول أهمية خدمة دين‬ ‫إثرها إلى مائدة الغداء‪.‬‬
‫الل ��ه انطالق ًا من إجن ��ازات الصحاب ��ة والصحابيات‪ ،‬ودور‬ ‫‪ .2‬ف ��ي صي ��دا‪ :‬ترويق ��ة ف ��ي دار الس�ل�ام – منطق ��ة‬
‫الش ��باب‪ ،‬وس � ّ�جلت احلاض ��رات آراءهن وعرض ��ت بعضهن‬ ‫الصحاب ��ي الفاحت ُش� � َر ْحبيل بن َح َس ��نة‪ ،‬ظه ��ر األحد في‬
‫مش ��اكل تواجهه ��ن ف ��ي جامعاته ��ن‪ .‬ث ��م أدارت الطالب ��ة‬ ‫‪ 25‬محرم‪1431/‬ه� �ـ = ‪ 11‬كان ��ون الثان ��ي‪2010/‬م‪ :‬اس ��تُ هلّ‬
‫نادي ��ن حالق مس ��ابقة ووزّعت جوائزها عل ��ى الرابحات‪،‬‬ ‫اللق ��اء بتالوة آيات من الذكر احلكي ��م من الطالبة هبة‬
‫ث ��م أ ّدت ٌّ‬
‫كل م ��ن مه ��ى وآالء كيالني مش ��هد ًا متثيليا‪ .‬وفي‬ ‫البقري‪ ،‬عقبتها كلمة ترحيبية من األخت إلفانا بشير‬
‫ختام اللقاء ُدعيت الطالبات لتناول طعام الفَطور‬ ‫ع ّرف ��ت فيه ��ا بالصحابي ُش ��رحبيل ومبرابطت ��ه ثم وفاته‬

‫ال�شباب امل�سلم‪ ...‬خطوات نحو التميُّز‬


‫وق ��د فتح اللقاء املجال للطالب والطالبات للمش ��اركة‬ ‫استضاف ملتقى الش ّبان املسلمني للحوار على شبكة‬
‫نسجل عنوان الرابط‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫احلوار‬ ‫على‬ ‫ولالطالع‬ ‫بأسئلتهم‪.‬‬ ‫اإلنترن ��ت األخت الفاضلة أم عالء الدين قاطرجي‬
‫‪forum.montada.lb.com/showthread.php?t=3620‬‬ ‫مسؤولة القسم النسائي في جمعية االحتاد اإلسالمي في حوار‬
‫مباش ��ر مس ��اء الس ��بت في ‪ 16‬مح� � ّرم ‪1431‬ه� �ـ = ‪ 2‬كانون‬
‫تضمن اللقاء احملاور اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الثاني‪2010‬م‪ ،‬وقد‬
‫‪ l‬محور العبادة والصلة بالله عز وجل‪.‬‬
‫‪ l‬محور األخالق والشخصية السوية املتميزة‪.‬‬
‫والتميز فيه‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ l‬محور اختيار التخصص‬
‫التميز (اجتماعية‪ ،‬نفس ��ية‪،‬‬‫ُّ‬ ‫‪ l‬مح ��ور املع ّوقات باجتاه‬
‫دراسية‪ ..‬إلخ)‪.‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪52‬‬
‫وفد بريطاين َي�ست�ضيفه املنتدى للتعريف بالإ�سالم‬
‫في اجلامعة األمريكية أيض ًا‪.‬‬ ‫الداع َي�ْي�نْ‬
‫ِ‬ ‫اس ��تضاف املنت ��دى للتعري ��ف باإلس�ل�ام‬
‫‪ -4‬محاضرة للداعية اإلسالمي عدنان رشيد بعنوان‪:‬‬ ‫البريطان َّيينْ آدم دين وعدنان رش ��يد‪ ،‬وذلك في الفترة‬
‫«‪ »My trip to Gaza‬في قاعة مسجد ذي النورين‪ ،‬و كانت‬ ‫املمتدة من ‪ 11‬إلى ‪ 17‬كانون الثاني‪2010/‬م‪ .‬وقد أقام لهما‬
‫ومؤثرة جزاه الله خيراً‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫رائعة‬ ‫سلسلة من النشاطات داخل مق ّره وفي اجلامعة األمريكية‬
‫‪ -5‬و ْر � �ت َْي عمل األولى للداعية آدم دين عن اإلحلاد‬ ‫شَ‬ ‫وفي أماكن أخرى‪ ،‬وكان أبرزُها‪:‬‬
‫وكيفي ��ة ال ��رد عل ��ى ُش� � َبه امللحدي ��ن‪ .‬والثاني ��ة للداعي ��ة‬ ‫‪ -1‬محاض ��رة للداعية آدم دي ��ن بعنوان‪Purpose of:‬‬
‫عدنان رشيد عن النصرانية وطريقة الر ّد على ضالالت‬ ‫‪ Life‬في اجلامعة االمريكية‪.‬‬
‫التحريف‪.‬‬ ‫‪ -2‬مناظ ��رة ب�ي�ن الداعية آدم دين وأس ��تاذ الفلس ��فة‬
‫‪ -6‬وأخي ��راً‪ ،‬ن ُِّظم ��ت لهم ��ا محاض ��رة ف ��ي دار الدع ��وة‬ ‫ف ��ي اجلامعة األمريكي ��ة رياض س ��ماحة‪ ‬بعنوان‪Can« :‬‬
‫ببيروت بعن ��وان‪ »Islam in UK« :‬ب ّينا فيها جهود الدعوة‬ ‫‪ »Morality Exists without God‬في اجلامعة االمريكية‬
‫اإلسالمية وأحوال املسلمني في بريطانيا‪.‬‬ ‫أيض ًا‪.‬‬
‫وبذل ��ك خَ َتم ��ا نش ��اطهما في لبن ��ان ُ‬
‫وو ّدعا بالش ��كر و‬ ‫‪ -3‬محاض ��رة مش ��تركة ب�ي�ن الداعي ��ة عدنان رش ��يد‬
‫التقدير‪.‬‬ ‫والداعية ساري فرح بعنوان‪»Is Religion Out Dated« :‬‬

‫تكرمي امل�شاركني يف م�شروع �إحياء ُ�س ّنة الأ�ضاحي‬


‫نظم ��ت جمعية االحتاد اإلسالمي في بيروت مس ��اء السبت‬
‫ف ��ي ‪ 23‬محرم‪1431 /‬هـ = ‪ 9‬كانون الثاني‪2010 /‬م ثم بعد‬
‫أس ��بوعني في طرابلس حف ًال تكرميي ًا للّذين ش ��اركوا في‬
‫مشروع إحياء ُسنّة األضاحي لعام ‪1430‬هـ‪ .‬استُ ِهل اللقا َء ْين‬
‫بت�ل�اوة عطرة من كتاب الله تعال ��ى‪ ،‬عقبها عرض مص ّور‬
‫عن املشروع‪ ،‬ثم ألقى الشيخ حسن قاطرجي ً‬
‫كلمة شَ َك َر‬
‫فيها املش ��اركني على ما قدموه من جه ��ود طيبة‪ ،‬وحثّهم‬
‫عل ��ى تكبير من ��وذج (مش ��روع األضاحي) وم ��ا تطلّبه من‬
‫حتضير وجهود‪ ...‬تكبيره على َق ْدر ما نتصوره من منوذج‬
‫حتمل‬ ‫(املش ��روع التغييري اإلس�ل�امي احلضاري) وضرورة ّ‬
‫مسؤولية العمل لإلسالم وتسخير اجلهود والطاقات في‬
‫خدمة املش ��روع اإلس�ل�امي‪ .‬تال ذلك توزيع جوائز رمزية‬
‫على املشاركني‪l‬‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪53‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫إعداد‪ :‬ضحى الظريف‬
‫واحة القارئات‬
‫سارة زعرورة‬

‫كلمات معربة‬
‫‪ l‬بس‪ :‬كلمة فارسية ُتستعمل لإلسكات أو طلب اإلنصات‪.‬‬
‫‪ُ l‬أس ��طى‪ :‬لف ��ظ عثمان ��ي مبعن ��ى مع ِّلم أو خبي ��ر‪ ..‬بعد ذلك أصبحت رتبة عس ��كرية في ِمص ��ر منتصف القرن‬
‫التاسع عشر‪ ،‬وتوازيها اليوم رتبة جندي‪.‬‬
‫‪ l‬أوضة‪ :‬تعني الغرفة‪ ،‬تركية األصل (‪.)ODA‬‬
‫‪ l‬ألب ��وم‪ :‬مج ّل ��د حلفظ الصور والطوابع‪ .‬وفي الالتينية تعني كلمة األلبوم‪ :‬األبيض‪ ،‬أي غير املكتوب‪ .‬وهو في‬
‫الفرنسية واإليطالية واإلجنليزية‪ ،‬ولكن أقربها اإليطالية (‪.)ALBUM‬‬
‫‪ l‬استمارة‪ :‬كلمة تركية ُيقصد بها ورقة يتم تعبئتها بالبيانات‪.‬‬
‫بصمتك‬
‫ِ‬ ‫ضعي‬
‫بعض األفكار لصدقة جارية‬
‫وضع بعض املصاحف في املساجد‬
‫إذا علم � ِ�ت أنّ هن ��اك مس� �ـجد ًا قي ��د اإلنش ��اء قومي بش ��راء أي ش ��يء ولو بس ��يط للمش ��اركة في بنائ ��ه‪ .‬قد يكون‬
‫ساهمت‬
‫ِ‬ ‫مصحف ًا‪ ،‬أو س ��جادة‪ ،‬أو دعاء ُي َع َّلق على اجلدار‪ ،‬وطاملا ما زال هذا املس ��جد قائم ًا فس ��وف يظل الشيء الذي‬
‫به موجود وستبقى صدقتك جارية بإذن الله‪.‬‬

‫قصة مثل‬

‫َأ َغ ْيرة ُ‬
‫وج ْبن ًا؟!!‬
‫ُيضرب مث ًال للرجل الذي يجتمع فيه عيبان‪.‬‬
‫احلي يقاتلون‪ ،‬ث ��م رأى امرأته تنظر إل ��ى القتال فضربها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وأصل ��ه أنّ رج�ل ً�ا تخ ّل ��ف عن قت ��ال عد ِّوه‪ ،‬وترك أه ��ل‬
‫وج ْبن ًا؟)‪ ،‬فذمت هذه املرأة الغيرة وهي من أمجد أخالق الرجال‪          .‬‬ ‫فقالت‪( :‬أَ َغ ْيرة ُ‬
‫(جمهرة األمثال‪ :‬العسكري ‪.)87/1‬‬

‫ِشعر‬
‫أعيدي كتابة هذا البيت من الشعر بعد أن تقلبي كل كلمة من كلماته‪:‬‬
‫نومكحي ‪ -‬ءاملعال ‪ -‬رباكأال ‪ -‬ى روال ‪ -‬نإ ‪ -‬ى لع‪ -‬مكحي ‪ -‬ى لعو ‪ -‬رباكأال‬

‫من روائع‬
‫واحل َكم‬
‫األقوال ِ‬
‫زخرف القول!‬‫ُ‬
‫سمع الناس باملدائن أن سلمان باملسجد‪ ،‬فأ َت ْوه‪ ،‬فجعلوا يثوبون إليه‪ ،‬حتى اجتمع إليه نحو من ألف‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقام فجعل يقول‪ :‬اجلسوا‪ ،‬اجلسوا‪.‬‬
‫فلما جلسوا‪ ،‬فتح سورة يوسف يقرؤها‪.‬‬
‫فجعل ��وا يتصدع ��ون‪ ،‬ويذهبون‪ ،‬حتى بقي في نحو من مائة‪ .‬فغضب وق ��ال‪ :‬الزخرف من القول أردمت؟ ثم قرأت‬
‫عليكم كتاب الله فذهبتم!!‬

‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪54‬‬
‫فوارق‬
‫يوجد ‪ 8‬فوارق بني الصورتني‪ ،‬حاولي إيجادها في أسرع وقت‪:‬‬

‫كلمات و معاني‬
‫‪ .1‬عكس علم‪:‬‬
‫‪8/4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7/2‬‬
‫‪ .2‬اسم معركة ُهزم بها املسلمون‪:‬‬
‫‪10/6/1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪11‬‬
‫الكلمة املفقودة‪ :‬ما الكرميان؟‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫و‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬

‫ابتسامات‬
‫الدراسة في اخلارج!‬
‫‪ -‬االبن‪ :‬بابا‪ ...‬أريد أن أكمل دراستي في اخلارج!!‬
‫‪ l‬األب‪ :‬بسيطة‪ ...‬قل للعاملة أن جتهز لك احلديقة‪ ...‬ولكن انتبه فالطقس أصبح بارداً!‬
‫تزوجي َع ِل ّي ًا!‬
‫‪ l‬قال لزوجته قبل أن ينام‪ :‬إذا ِم ُّت ال تتزوجي إ ّال ابن عمي (عل ّي ًا)‪ ،‬وكل ليلة ير ِّدد الكالم نفسه!‬
‫‪ -‬استغربت زوجته وسألته‪ :‬ألهذه الدرجة حتب ابن عمك؟!‬
‫وغشني فيها!!‬ ‫‪ l‬قال‪ :‬ال‪ ،‬ولكنه أغضبني؛ فقد باعني سيارة ّ‬
‫كان رأسي بداخلها!‬
‫‪ -‬سأل جاره بلهفة‪ :‬سمعت شيئ ًا يرتطم على األرض‪ ،‬وأصوات ًا صادرة من منزلك‪ ..‬فماذا حدث؟!‬
‫فأمسكت قبعتي وألقتها على األرض‪.‬‬
‫ْ‬ ‫تخاصمت مع زوجتي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ l‬فأجابه اجلار‪:‬‬
‫‪ -‬فسأله جاره‪ :‬وهل يكون للقبعة فرقعة وصوت إذا سقطت على األرض؟!‬
‫‪ l‬فقال له‪ :‬نعم‪ ..‬فقد كان رأسي داخلها!!!‬

‫منرب الداعيات‬
‫‪55‬‬ ‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫على أمل اللقاء‬
‫عبادة الرباط ‪ِ ..‬عزّ ة‬
‫في زمن الهوان!‬
‫بقلم‪ :‬إكرام الزيد‬
‫الرياض‬

‫الرب ��اط وتفريعات ��ه ُتش � َّ�رب للش ��باب العامل�ي�ن في هذه‬ ‫هممت بكتابة هذه‬ ‫ُ‬ ‫حينما‬
‫امليادين تثبيت ًا لهم وتقوية‪ ،‬وهذا ما نراه عند مجاهدي‬ ‫املقال ��ة‪ ،‬تزاحم ��ت األف ��كار ف ��ي‬
‫رأيت‬
‫فلس ��طني الذين ه ��م على خط الن ��ار األول‪ ،‬ولقد ُ‬ ‫رأس ��ي كل واحدة تق ��ول أنا أو ًال‪،‬‬
‫ف ��ي اإلنترنت كتابة جميلة ألحد اإلخوة من غزة قائ ًال‪:‬‬ ‫فما يحدث في أمتنا اإلسالمية‬
‫(وإذا أحببت ��م أن تكونوا من الطائف ��ة املنصورة والفرقة‬ ‫�عبت في ��ه‬ ‫اتس ��ع خَ ْرق ��ه‪ ،‬وتش � ْ‬
‫الناجي ��ة‪ ،‬فاعلم ��وا أن أب ��رز صفات ه ��ذه الطائف ��ة أنها‬ ‫اآلراء‪ ،‬واله ��وان ال ��ذي ب ��ات ِن ّد ًا‬
‫مرابط أه ُلها‪ ،‬صابر أتباعها على احلق وتبعاته‪,‬‬ ‫ٌ‬ ‫طائفة‪:‬‬ ‫بخاف على‬ ‫ٍ‬ ‫للمس ��لمني لم يعد‬
‫حتم ��ل س ��لفنا الصال ��ح ه ��ذه الرس ��الة‪ ,‬وتك ّبدوا‬ ‫فكم ��ا ّ‬ ‫العي ��ان‪َ ،‬ب ْي ��د أنّ احلدي ��ث ع ��ن‬‫ِ‬
‫املش ��اق حت ��ى أوصلوها إلين ��ا‪ ,‬فال بد علين ��ا أن نتحمل‬ ‫وعم ��ن حوله‬ ‫ّ‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫األق‬ ‫�جد‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫امل‬
‫التبعة‪ ,‬ونس� � ِّلم الراية للجيل الذي س ��يأتي بعدنا‪,‬‬ ‫هذه ِ‬ ‫م ��ن املجاهدي ��ن املرابطني هو من أب ��رز القضايا النازلة‬
‫محتسبني في ذلك كله وجه الله الكرمي‪ ،‬غير مكترثني‬ ‫الت ��ي يجب اإلش ��ادة بها‪ ،‬فما يقومون ب ��ه من إقامة في‬
‫برضا أحد إال برضاه‪.)...‬‬ ‫قل ��ب جتم ��ع اليه ��ود واملكْ ��ث على الثغ ��ور لقت ��ال العدو‬
‫ولعل من أبرز شخصيات املرابطني الشيخ املجاهد‬ ‫احملارب هو إحياء مش ِّرف لعبادة الرباط‪.‬‬
‫رائد صالح رئيس احلركة اإلسالمية في فلسطني‪ ،‬الذي‬ ‫ولئن كان املسلمون في رام الله يعانون من االحتالل‪،‬‬
‫وقع عليه الظلم عندما ُحكم عليه بالسجن‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫وف ��ي غزة يعانون من احلص ��ار‪ ،‬فإنهم في القدس داخل‬
‫دفاعه الباسل عن األقصى‪ ،‬غير أن الشيخ حفظه الله ال‬ ‫أراضي ‪ 48‬بالذات يعانون من التآمر على الهوية وكس ��ر‬
‫يقيم في قلبه وفكره للظاملني وزن ًا‪ ،‬وإمنا يس ��تحضر في‬ ‫الرموز واملقدس ��ات‪ ،‬من خالل مصادرة األراضي واإللزام‬
‫وجدانه بش ��رى الصادق املص ��دوق [‪« :‬‏رباط يوم وليلة‬ ‫باجلنس ��يات «اإلس ��رائيلية» وتضيي ��ق اخلن ��اق عليه ��م‪،‬‬
‫في س ��بيل الله كصيام شهر وقيامه‪ ,‬إن مات جرى عليه‬ ‫ومن ��ع امل ��دارس اإلس�ل�امية‪ ،‬فكأنه ��م بذل ��ك يش ��ابهون‬
‫ويؤمن الفتّان» رواه أحمد‪ .‬لكن‬ ‫َ‬ ‫أجر املرابط حتى ُيب َعث‬ ‫مس ��لمي البلقان ودول وس ��ط آسيا الذين كانوا في قلب‬
‫مما يأسى القلب له أنّ مثل هذه الشخصيات الصامدة‬ ‫االحت ��اد الس ��وفييتي الش ��يوعي‪ ،‬وم ��ع ذلك فق ��د كانوا‬
‫‪ -‬كالش ��يخ صالح وإخوانه ‪ -‬مغ ّيبون عن اإلعالم العربي‬ ‫يع ِّلمون أوالدهم اإلس�ل�ام مببادئه األصلية‪ ،‬فلما سقط‬
‫االحتاد السوفييتي ظهرت أفواج من املسلمني كانوا من‬
‫الاله ��ث خل ��ف النج ��وم املزيف ��ة‪ ،‬مما يوجب عل ��ى رموز‬
‫خلف الستار يعملون وير ّبون ويرابطون‪.‬‬
‫هذه األمة الصادقني أن ُيبرزوا لألجيال هؤالء األعالم؛‬
‫إنّ احلاج ��ة في هذا الوقت ال ��ذي يحا َرب فيه املنهج‬
‫خاصة من أمثال الشيخ الذين يحملون الراية و َي ْر َتقون‬
‫النبوي‪ ،‬و ُتكبت أص ��وات الدعاة‪ ،‬ومي َّيع العلم الصحيح‪،‬‬
‫الصعاب ويواجهون العالم مببادئهم الراسخة‪ ،‬صابرين‬ ‫ِّ‬ ‫َت ْب � ُ�ر ُز في ميادين الص ��راع ‪ -‬خاصة ‪ -‬احلاجة الضرورية‬
‫ومصابرين ومرابطني استجابة ألمر الله عز و جل‪َ { :‬يا‬
‫إل ��ى تع ّل ��م املنه ��ج وااللتزام بالهوي ��ة وب ��ث روح التفاؤل‬
‫اص ِب ُروا َو َص ِاب � ُ�روا َو َر ِاب ُطوا َواتَّقُ وا ال َّل َه‬ ‫أَ ُّي َه ��ا ال َِّذينَ َ‬
‫آمنُوا ْ‬ ‫والثق ��ة بنص ��ر الل ��ه تعال ��ى‪ ،‬م ��ع معرف ��ة دقيق ��ة بفق ��ه‬
‫حونَ}‪l‬‬ ‫َل َع َّل ُك ْم ُتفْ ِل ُ‬
‫منرب الداعيات‬
‫العدد ‪ -154‬ربيع الأول ‪1431‬‬
‫‪56‬‬

You might also like