Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 185

‫كفر‬

‫العلمانية‬
‫والليبرالية‬
‫في‬
‫اليات القرانية‬
‫طبعة منقحة‬

‫تاليف‬
‫أ‪-‬ليث عبدلله جميل‬

‫المقدمة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫لقد بات السلم الحق يتيما يشكوا إلى الله تعالى هجر‬
‫المسلمين له وتفشي المراض الفكرية الضالة في المجتمع‬
‫السلمي ونخرها في إيمانه بعقيدته السماوية وتصدر‬
‫العلمانيين و الليبراليين لهذه الحملة الشرسة على تطبيق‬
‫شريعة السلم تحت ذريعة انشاء الدولة ) المدنية ( وأصبح‬
‫‪1‬‬
‫المسلمون فريسة سهلة لفكارهم الهدامة التي ابتكرت كل‬
‫أساليب التضليل والدعاية والترغيب لسلب لب هوية‬
‫المسلمين ‪ .‬فبات المجتمع خاويا ل يعمل بشريعة السلم‬
‫في معاملته اليومية بل يتبع قوانين أعداء السلم وهو‬
‫غافل عما يدبر ضده ‪.‬‬
‫وهنا يبقى القران الكريم هو الفيصل بين الحق والباطل‬
‫الذي يمكن أن يكشف للمسلمين انحرافهم عن شريعة‬
‫السلم الحق ‪ .‬لذا فقد انتهجت هذه الطريقة الغير مألوفة‬
‫في كتابة الكتب فلم اقسم الكتاب إلى أبواب وفصول‬
‫ومواضيع فرعية ‪ .‬بل تركت ليات القران الكريم زمام قيادة‬
‫كل الموضوع بكل تفاصيله الدقيقة فجاءت كل آية تفصح‬
‫عن نفسها فتؤكد ما تريد وتكرر ما تريد وتطيل أو تختصر‬
‫ما تريد فتكون صورة صادقة عن نهج القران الكريم في‬
‫معالجة هذا الموضوع الخطير وحجة دامغة على أعدائه بدون‬
‫ان أقحم رأي في إبراز آية دون أخرى فيكون ذلك إجحافا‬
‫بحق اليات التي غيبت وإضاعة لفوائدها فجاءت اليات‬
‫الكريمة توضح بعضها بعضا وتكمل بعضها بعضا ‪ .‬فكان‬
‫تعاقب اليات المتحدة في وحدة الموضوع هو تأكيدا على‬
‫ذلك المعنى وترسيخا لدللته وتداعياته وكان طول بعض‬
‫اليات هو توضيحا لما أجمل من معاني في غيرها ‪ .‬فأصبح‬
‫الكتاب كل متكامل يشد بعضه بعضا ‪ .‬ول أريد ان أطيل‬
‫فآيات القران الكريم في غنى عن من يقدم لها فهي‬
‫الكمال وهي الحكمة وهي القضاء الفصل الذي ل يبقي‬
‫بعده مجال لقائل ‪.‬‬

‫تعاريف‬
‫العلمانية ‪ :‬هي تفضيل العمل بعلم النسان على العمل‬
‫بعلم الله تعالى‬
‫العلمانية ‪ :‬تجعل النسان ذيل ذليل لكل ترهات الغرب ‪.‬‬
‫الليبرالية ‪ :‬هي النقياد المطلق الى هوى النفس بل‬
‫حدود ‪.‬‬
‫الليبرالية ‪ :‬هي التحلل والنفلت من كل العقائد‬
‫والخلق والتقاليد ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫العلمانية والليبرالية ‪ :‬هي ادعاء انتهاء صلحية الدين‬
‫السلمي ‪.‬‬
‫العلمانية والليبرالية ‪ :‬هي منع تطبيق احكام الله تعالى‬
‫بين الناس ‪.‬‬
‫العلمانية والليبرالية ‪ :‬هي ادعاء ان قوانين البشر اصلح‬
‫للنسان من شريعة الله ‪.‬‬
‫العلمانية والليبرالية ‪ :‬هي عزل المجتمع عن اوامر الله‬
‫تعالى ونواهيه ‪.‬‬
‫العلمانية والليبرالية ‪ :‬هي اغتيال القرآن والسلم وكل‬
‫شرائع الله تعالى ‪.‬‬
‫العلمانية والليبرالية ‪ :‬هي اضاعة لكل جهود النبياء‬
‫لصلح البشر بهدى الله ‪.‬‬
‫العلمانية والليبرالية ‪ :‬هي رد اعتبار لكل اخلق الجاهلية‬
‫التي رفضها السلم ‪.‬‬
‫العلمانية والليبرالية ‪ :‬هي اباحة لكل ما حرمه الله‬
‫ورسوله ‪.‬‬
‫العلمانية والليبرالية ‪ :‬هي الحتكام الى حكم الطاغوت‬
‫ونبذ حكم الله تعالى ‪.‬‬
‫العلمانية والليبرالية ‪ :‬هي الرجوع الى اخلق الجاهلية‬
‫الولى بكل تفاصيلها التي حرمها السلم ‪.‬‬
‫العلمانية والليبرالية ‪ :‬هما دعامتا دولة الجاهلية الحديثة‬
‫التي تسعى لتقويض السلم ‪.‬‬

‫آيات منتخبة من الكتاب‬


‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫ب‬
‫ضو ِ‬
‫عَلْيِهْم غَْيِر اْلَمْغ ُ‬
‫ت َ‬
‫ن َأْنَعْم َ‬
‫ط اّلِذي َ‬
‫صَرا َ‬
‫سَتِقيَم )‪ِ (6‬‬
‫ط اْلُم ْ‬ ‫} اْهِدَنا ال ّ‬
‫صَرا َ‬
‫سورة‬ ‫ن )‪{(7‬‬ ‫ضاّلي َ‬
‫عَلْيِهْم َوَل ال ّ‬
‫َ‬
‫الفاتحة‬
‫‪3‬‬
‫ن )‪{ (32‬‬ ‫حبّ اْلَكاِفِري َ‬
‫ل َل ُي ِ‬‫ن ا َّ‬‫ن َتَوّلْوا َفِإ ّ‬
‫سوَل َفِإ ْ‬‫ل َوالّر ُ‬ ‫} ُقْل َأ ِ‬
‫طيُعوا ا َّ‬
‫سورة‬
‫ال عمران‬
‫عَذا ٌ‬
‫ب‬ ‫خاِلًدا ِفيَها َوَلُه َ‬‫خْلُه َناًرا َ‬
‫حُدوَدُه ُيْد ِ‬ ‫سوَلُه َوَيَتَعّد ُ‬
‫ل َوَر ُ‬‫ص ا َّ‬
‫ن َيْع ِ‬‫}َوَم ْ‬
‫سورة‬ ‫ن{ )‪(14‬‬ ‫ُمِهي ٌ‬
‫النساء‬
‫ن َقْبِل َ‬
‫ك‬ ‫ك َوَما ُأنِزَل ِم ْ‬ ‫ن َأّنُهْم آَمُنوا ِبَما ُأنِزَل ِإَلْي َ‬
‫عُمو َ‬ ‫ن َيْز ُ‬‫} َأَلْم َتَر ِإَلى اّلِذي َ‬
‫ن َيْكُفُروا ِبِه َوُيِريُد‬ ‫غوتِ َوَقْد ُأِمُروا َأ ْ‬ ‫طا ُ‬‫حاَكُموا ِإَلى ال ّ‬ ‫ن َيَت َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ُيِريُدو َ‬
‫لًل َبِعيًدا )‪َ (60‬وِإَذا ِقيَل َلُهْم َتَعاَلْوا ِإَلى َما َأنَزَل الُّ‬ ‫ضَ‬ ‫ضّلُهْم َ‬ ‫ن ُي ِ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫طا ُ‬
‫شْي َ‬
‫ال ّ‬
‫صُدوًدا{ )‪ (61‬سورة النساء‬ ‫ك ُ‬ ‫عْن َ‬
‫ن َ‬ ‫صّدو َ‬‫ن َي ُ‬‫ت اْلُمَناِفِقي َ‬
‫سوِل َرَأْي َ‬ ‫َوِإَلى الّر ُ‬

‫جُدوا ِفي‬
‫جَر َبْيَنُهْم ُثّم َل َي ِ‬
‫شَ‬‫ك ِفيَما َ‬
‫حّكُمو َ‬‫حّتى ُي َ‬‫ن َ‬‫ك َل ُيْؤِمُنو َ‬ ‫ل َوَرّب َ‬
‫}َف َ‬
‫سِليًما {)‪ (65‬سورة النساء‬ ‫سّلُموا َت ْ‬
‫ت َوُي َ‬
‫ضْي َ‬
‫جا ِمّما َق َ‬ ‫حَر ً‬‫سِهْم َ‬‫َأنُف ِ‬

‫ل َوَل َتُك ْ‬
‫ن‬ ‫ك ا ُّ‬
‫ن الّناسِ ِبَما َأَرا َ‬
‫حُكَم َبْي َ‬
‫ق ِلَت ْ‬
‫ح ّ‬
‫ب ِباْل َ‬
‫ك اْلِكَتا َ‬
‫}ِإّنا َأنَزْلَنا ِإَلْي َ‬
‫صيًما {)‪ (105‬سورة النساء‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫خاِئِني َ‬
‫ِلْل َ‬

‫سِبيِل‬
‫غْيَر َ‬
‫ن َلُه اْلُهَدى َوَيّتِبْع َ‬
‫ن َبْعِد َما تََبّي َ‬
‫سوَل ِم ْ‬‫ق الّر ُ‬‫شاِق ْ‬ ‫ن ُي َ‬
‫} َوَم ْ‬
‫صيًرا {)‪(115‬‬ ‫ت َم ِ‬
‫ساَء ْ‬‫جهَّنَم َو َ‬ ‫صِلِه َ‬ ‫ن ُنَوّلِه َما َتَوّلى َوُن ْ‬
‫اْلُمْؤِمِني َ‬
‫سورة النساء‬

‫ن {)‪(44‬‬
‫ك ُهْم اْلَكاِفُرو َ‬
‫ل َفُأْوَلِئ َ‬
‫حُكْم ِبَما َأنَزَل ا ُّ‬
‫ن َلْم َي ْ‬
‫}‪َ..........‬وَم ْ‬
‫سورة المائدة‬

‫عْ‬
‫ن‬‫ك َ‬ ‫حَذْرُهْم َأنْ َيْفِتُنو َ‬‫ل َوَل َتّتِبْع َأْهَواَءُهْم َوا ْ‬ ‫حُكْم َبْيَنُهْم ِبَما َأنَزَل ا ُّ‬‫نا ْ‬‫} َوَأ ْ‬
‫صيَبُهْم ِبَبْع ِ‬
‫ض‬ ‫ن ُي ِ‬ ‫ل َأ ْ‬
‫عَلْم َأّنَما ُيِريُد ا ُّ‬
‫ن َتَوّلْوا َفا ْ‬
‫ك َفِإ ْ‬
‫ل ِإَلْي َ‬
‫ض َما َأنَزَل ا ُّ‬‫َبْع ِ‬
‫ن َوَم ْ‬
‫ن‬ ‫جاِهِلّيِة َيْبُغو َ‬‫حْكَم اْل َ‬
‫ن )‪َ (49‬أَف ُ‬ ‫سُقو َ‬ ‫س َلَفا ِ‬‫ن الّنا ِ‬ ‫ن َكِثيًرا ِم ْ‬ ‫ُذُنوِبِهْم َوِإ ّ‬
‫ن{ )‪ (50‬سورة المائدة‬ ‫حْكًما ِلَقْوٍم ُيوِقُنو َ‬ ‫ل ُ‬‫ن ا ِّ‬‫ن ِم ْ‬‫سُ‬‫ح َ‬ ‫َأ ْ‬

‫‪4‬‬
‫عَلى‬
‫عَلُموا َأّنَما َ‬
‫ن َتَوّلْيُتْم َفا ْ‬
‫حَذُروا َفِإ ْ‬
‫سوَل َوا ْ‬
‫طيُعوا الّر ُ‬
‫ل َوَأ ِ‬‫طيُعوا ا َّ‬ ‫} َوَأ ِ‬
‫ن{ )‪ (92‬سورة المائدة‬ ‫غ اْلُمِبي ُ‬‫لُ‬‫سوِلَنا اْلَب َ‬ ‫َر ُ‬

‫ن{ )‬
‫شُعُرو َ‬
‫سُهْم َوَما َي ْ‬
‫ن ِإّل َأنُف َ‬
‫عْنُه َوِإنْ ُيْهِلُكو َ‬
‫ن َ‬
‫عْنُه َوَيْنَأْو َ‬
‫ن َ‬
‫}َوُهْم َيْنَهْو َ‬
‫‪ (26‬سورة النعام‬

‫ن{ )‬
‫شِرِكي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬
‫عْ‬
‫ض َ‬
‫عِر ْ‬
‫ك َل ِإَلَه ِإّل ُهَو َوَأ ْ‬
‫ن َرّب َ‬
‫ك ِم ْ‬
‫ي ِإَلْي َ‬
‫حَ‬
‫}اّتِبْع َما ُأو ِ‬
‫‪ (106‬سورة النعام‬

‫ظّ‬
‫ن‬‫ن ِإّل ال ّ‬
‫ن َيّتِبُعو َ‬
‫ل ِإ ْ‬
‫سِبيِل ا ِّ‬
‫ن َ‬
‫عْ‬‫ك َ‬
‫ض ُيضِّلو َ‬
‫ن ِفي اَْلْر ِ‬‫طْع َأْكَثَر َم ْ‬
‫ن ُت ِ‬‫}َوِإ ْ‬
‫ن{ )‪ (116‬سورة النعام‬ ‫صو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ن ُهْم ِإّل َي ْ‬‫َوِإ ْ‬

‫ن ِم ْ‬
‫ن‬ ‫ن َفَكا َ‬
‫طا ُ‬
‫شْي َ‬
‫خ ِمْنَها َفَأْتَبَعُه ال ّ‬
‫سَل َ‬
‫عَلْيِهْم َنَبَأ اّلِذي آَتْيَناُه آَياِتَنا َفان َ‬
‫}َواْتُل َ‬
‫ن{ )‪ (175‬سورة العراف‬ ‫اْلَغاِوي َ‬

‫شِديُد‬
‫ل َ‬‫ن ا َّ‬‫سوَلُه َفِإ ّ‬ ‫ل َوَر ُ‬
‫ق ا َّ‬ ‫شاِق ْ‬
‫ن ُي َ‬
‫سوَلُه َوَم ْ‬
‫ل َوَر ُ‬‫شاّقوا ا َّ‬‫ك ِبَأّنُهْم َ‬
‫}َذِل َ‬
‫ب{ )‪ (13‬سورة النفال‬ ‫اْلِعَقا ِ‬
‫ن{ )‬‫سَمُعو َ‬‫عْنُه َوَأْنُتْم َت ْ‬
‫سوَلُه َوَل َتَوّلْوا َ‬‫ل َوَر ُ‬
‫طيُعوا ا َّ‬‫ن آَمُنوا َأ ِ‬
‫}َياَأّيَها اّلِذي َ‬
‫‪ (20‬سورة النفال‬

‫ن{ )‬‫خَرِة ُهْم َكاِفُرو َ‬


‫لِ‬‫جا َوُهْم ِبا ْ‬‫عَو ً‬‫ل َوَيْبُغوَنَها ِ‬
‫سِبيِل ا ِّ‬
‫ن َ‬ ‫عْ‬
‫ن َ‬ ‫صّدو َ‬
‫ن َي ُ‬‫}اّلِذي َ‬
‫‪ (19‬سورة هود‬
‫عِنيٍد{‬
‫جّباٍر َ‬
‫سَلُه َواّتَبُعوا َأْمَر ُكّل َ‬
‫صْوا ُر ُ‬
‫ت َرّبِهْم َوعَ َ‬ ‫حُدوا ِبآَيا ِ‬
‫جَ‬‫عاٌد َ‬
‫ك َ‬ ‫}َوِتْل َ‬
‫)‪ (59‬سورة هود‬

‫سِبيِل ا ِّ‬
‫ل‬ ‫ن َ‬‫عْ‬
‫ن َ‬‫صّدو َ‬
‫خَرِة َوَي ُ‬
‫لِ‬
‫عَلى ا ْ‬
‫حَياَة الّدْنَيا َ‬
‫ن اْل َ‬‫حّبو َ‬‫سَت ِ‬
‫ن َي ْ‬
‫}اّلِذي َ‬
‫لٍل َبِعيٍد {)‪ (3‬سورة ابراهيم‬ ‫ضَ‬‫ك ِفي َ‬ ‫جا ُأْوَلِئ َ‬
‫عَو ً‬
‫َوَيْبُغوَنَها ِ‬

‫غْيرَُه َوِإًذا‬
‫عَلْيَنا َ‬
‫ك ِلَتْفَتِري َ‬
‫حْيَنا ِإَلْي َ‬
‫ن اّلِذي َأْو َ‬
‫عْ‬‫ك َ‬
‫ن َكاُدوا َلَيْفِتُنوَن َ‬
‫}َوِإ ْ‬
‫ل{ )‪ (73‬سورة السراء‬ ‫خِلي ً‬‫ك َ‬‫خُذو َ‬‫َلّت َ‬

‫‪5‬‬
‫حِمُل َيْوَم اْلِقَياَمِة ِوْزًرا{ )‪ (100‬سورة طه‬
‫عْنُه َفِإّنُه َي ْ‬
‫ض َ‬
‫عَر َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫}َم ْ‬

‫ن{ )‪(48‬‬
‫ضو َ‬
‫ق ِمْنُهْم ُمْعِر ُ‬
‫حُكَم َبْيَنُهْم ِإَذا َفِري ٌ‬
‫سوِلِه ِلَي ْ‬
‫ل َوَر ُ‬
‫عوا ِإَلى ا ِّ‬
‫}َوِإَذا ُد ُ‬
‫سورة النور‬

‫عَلْيُكْم َما‬
‫حّمَل َو َ‬
‫عَلْيِه َما ُ‬
‫ن َتَوّلوا َفِإّنَما َ‬
‫سوَل َفِإ ْ‬‫طيُعوا الّر ُ‬ ‫ل َوَأ ِ‬
‫طيُعوا ا َّ‬ ‫}ُقْل َأ ِ‬
‫ن{ )‪(54‬‬ ‫غ اْلُمِبي ُ‬
‫لُ‬‫سوِل ِإّل اْلَب َ‬
‫عَلى الّر ُ‬ ‫طيُعوُه َتْهَتُدوا َوَما َ‬ ‫ن ُت ِ‬
‫حّمْلُتْم َوِإ ْ‬
‫ُ‬
‫سورة النور‬

‫جِرِمي َ‬
‫ن‬ ‫ن اْلُم ْ‬
‫عْنَها ِإّنا ِم ْ‬
‫ض َ‬
‫عَر َ‬
‫ت َرّبِه ُثّم َأ ْ‬
‫ن ُذّكَر ِبآَيا ِ‬
‫ظَلُم ِمّم ْ‬
‫ن َأ ْ‬
‫}َوَم ْ‬
‫ن{ )‪ (22‬سورة السجدة‬ ‫ُمنَتِقُمو َ‬

‫ن َلُهمْ‬
‫ن َيُكو َ‬‫سوُلُه َأْمًرا َأ ْ‬
‫ل َوَر ُ‬ ‫ضى ا ُّ‬ ‫ن َوَل ُمْؤِمَنٍة ِإَذا َق َ‬ ‫ن ِلُمْؤِم ٍ‬
‫}َوَما َكا َ‬
‫لًل ُمِبيًنا{ )‪(36‬‬ ‫ضَ‬ ‫ضّل َ‬ ‫سوَلُه َفَقْد َ‬ ‫ل وََر ُ‬
‫ص ا َّ‬‫ن َيْع ِ‬ ‫ن َأْمِرِهْم َوَم ْ‬‫خَيَرُة ِم ْ‬
‫اْل ِ‬
‫سورة الحزاب‬
‫سوَل{ )‬ ‫طْعَنا الّر ُ‬
‫ل َوَأ َ‬‫طْعَنا ا َّ‬
‫ن َياَلْيَتَنا َأ َ‬
‫جوُهُهْم ِفي الّناِر َيُقوُلو َ‬ ‫ب ُو ُ‬‫}َيْوَم ُتَقّل ُ‬
‫‪ (66‬سورة الحزاب‬

‫لِد{ )‪(4‬‬ ‫ك َتَقّلُبُهْم ِفي اْلِب َ‬


‫ل َيْغُرْر َ‬
‫ن َكَفُروا َف َ‬ ‫ل ِإّل اّلِذي َ‬
‫ت ا ِّ‬
‫جاِدُل ِفي آَيا ِ‬ ‫}َما ُي َ‬
‫سورة غافر‬
‫عْنَد‬
‫ل َو ِ‬‫عْنَد ا ِّ‬
‫ن َأَتاُهْم َكُبَر َمْقًتا ِ‬
‫طا ٍ‬‫سْل َ‬
‫ل ِبَغْيِر ُ‬‫ت ا ِّ‬ ‫ن ِفي آَيا ِ‬‫جاِدُلو َ‬‫ن ُي َ‬
‫}اّلِذي َ‬
‫جّبارٍ{ )‪ (35‬سورة غافر‬ ‫ب ُمَتَكّبٍر َ‬‫عَلى ُكّل َقْل ِ‬‫ل َ‬ ‫طَبُع ا ُّ‬
‫ك َي ْ‬
‫ن آَمُنوا َكَذِل َ‬
‫اّلِذي َ‬

‫ن{ )‪(69‬‬ ‫صَرُفو َ‬ ‫ل َأّنى ُي ْ‬ ‫ت ا ِّ‬‫ن ِفي آَيا ِ‬ ‫جاِدُلو َ‬‫ن ُي َ‬


‫}َأَلْم َتَرى ِإَلى اّلِذي َ‬
‫سورة غافر‬
‫خْيٌر َأْم‬
‫ن ُيْلَقى ِفي الّناِر َ‬‫عَلْيَنا َأَفَم ْ‬
‫ن َ‬ ‫خَفْو َ‬
‫ن ِفي آَياِتَنا َل َي ْ‬ ‫حُدو َ‬ ‫ن ُيْل ِ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫}ِإ ّ‬
‫صيرٌ{ )‪(40‬‬ ‫ن َب ِ‬
‫شْئُتْم ِإّنُه ِبَما َتْعَمُلو َ‬
‫عَمُلوا َما ِ‬ ‫ن َيْأِتي آِمًنا َيْوَم اْلِقَياَمِة ا ْ‬ ‫َم ْ‬
‫سورة فصلت‬
‫ص{ )‪ (35‬سورة الشورى‬ ‫حي ٍ‬ ‫ن َم ِ‬ ‫ن ِفي آَياِتَنا َما َلُهْم ِم ْ‬ ‫جاِدُلو َ‬‫ن ُي َ‬
‫}َوَيْعَلَم اّلِذي َ‬

‫‪6‬‬
‫ن َل‬
‫ن اَْلْمِر َفاّتِبْعَها َوَل َتّتِبْع َأْهَواَء اّلِذي َ‬
‫شِريَعٍة ِم ْ‬
‫عَلى َ‬
‫ك َ‬
‫جَعْلَنا َ‬
‫}ُثّم َ‬
‫ن{ )‪(18‬‬ ‫َيْعَلُمو َ‬
‫سورة الجاثية‬

‫عَماَلُكْم{ )‬
‫طُلوا َأ ْ‬
‫سوَل َوَل ُتْب ِ‬
‫طيُعوا الّر ُ‬
‫ل َوَأ ِ‬
‫طيُعوا ا َّ‬
‫ن آَمُنوا َأ ِ‬
‫}َياَأّيَها اّلِذي َ‬
‫سورة محمد‬ ‫‪(33‬‬

‫ن َقْبِلِهْم َوَقْد َأْنَزْلَنا‬


‫ن ِم ْ‬
‫سوَلُه ُكِبُتوا َكَما ُكِبتَ اّلِذي َ‬‫ل َوَر ُ‬
‫ن ا َّ‬ ‫حاّدو َ‬ ‫ن ُي َ‬
‫ن اّلِذي َ‬‫}ِإ ّ‬
‫ن{ )‪ (5‬سورة المجادلة‬ ‫ب ُمِهي ٌ‬ ‫عَذا ٌ‬‫ن َ‬ ‫ت َوِلْلَكاِفِري َ‬‫ت َبّيَنا ٍ‬
‫آَيا ٍ‬

‫ن{ )‪ (20‬سورة المجادلة‬


‫ك ِفي اَلَذّلي َ‬
‫سوَلُه ُأْوَلِئ َ‬
‫ل َوَر ُ‬
‫ن ا َّ‬
‫حاّدو َ‬
‫ن ُي َ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫}ِإ ّ‬

‫ب{ )‪(4‬‬
‫شِديُد اْلِعَقا ِ‬
‫ل َ‬
‫ن ا َّ‬
‫ل َفِإ ّ‬
‫ق ا َّ‬
‫شا ّ‬
‫ن ُي َ‬
‫سوَلُه َوَم ْ‬
‫ل َوَر ُ‬
‫شاّقوا ا َّ‬
‫ك ِبَأّنُهْم َ‬
‫}َذِل َ‬
‫سورة الحشر‬

‫م‬
‫مت ِ ّ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫ه ِ‬
‫وا ِ‬ ‫ه ب ِأ َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫فُئوا ُنوَر الل ّ ِ‬ ‫ل ِي ُطْ ِ‬ ‫ن‬‫دو َ‬ ‫ري ُ‬‫}ي ُ ِ‬
‫ن{ )‪(8‬‬ ‫فُرو َ‬ ‫رهَ ال ْ َ‬
‫كا ِ‬ ‫كَ ِ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و‬ ‫ه َ‬‫ر ِ‬‫ُنو ِ‬
‫سورة الصف‬

‫سورة المدثر‬ ‫صُعوًدا{ )‪(17‬‬


‫سُأْرِهُقُه َ‬
‫عِنيًدا )‪َ (16‬‬
‫لَياِتَنا َ‬
‫ن ِ‬
‫ل ِإّنُه َكا َ‬
‫}َك ّ‬

‫سورة الفاتحة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م{ )‪(6‬‬
‫قي َ‬
‫ست َ ِ‬ ‫ط ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫صَرا َ‬
‫دَنا ال ّ‬
‫ه ِ‬
‫}ا ْ‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫الهدايه هي ألدلله ‪ .‬إيضاح الطريق المؤدي إلى الغاية‬
‫أما الصراط فهو الواضح من الطريق الذي يوصل‬
‫سالكية إلى غايتهم ‪ .‬والصراط والطريق والسبيل‬
‫متقاربة المعنى ‪ .‬ويفيد معنى { الصراط المستقيم‬

‫‪7‬‬
‫} انه يوصل سالكية إلى غايتهم دون ان يدعهم‬
‫يخرجون عنه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪-:‬‬
‫هو الطلب من الله تعالى لتوفيقنا لللتزام بدين‬
‫السلم الواضح في القران الكريم وسنة نبينا محمد‬
‫) ص ( بكل تفاصيله في العبادات والمعاملت ول‬
‫نستبدله بقوانين النسان ‪.‬‬

‫سورة الفاتحة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ب َ َ‬ ‫َ‬
‫ول‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ضو ِ‬
‫غ ُ‬ ‫ر ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ت َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫م َ‬
‫ع ْ‬
‫ن أن ْ َ‬ ‫ط ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫صَرا َ‬‫} ِ‬
‫ن{ )‪(7‬‬ ‫ّ‬
‫ضالي َ‬‫ال ّ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫بعد ان وصف الله تعالى الصراط بالستقامة ‪ .‬بين ان‬
‫هذا الصراط هو صراط الذين انعم الله تعالى عليهم ‪.‬‬
‫ن ُيطِْع ا َّ‬
‫ل‬ ‫وهم الذين عرفهم الله سبحانه بقوله { َوَم ْ‬
‫شَهَداِء‬‫ن َوال ّ‬‫صّديِقي َ‬
‫ن َوال ّ‬
‫ن الّنِبّيي َ‬
‫عَلْيِهْم ِم ْ‬
‫ل َ‬
‫ن َأْنَعَم ا ُّ‬
‫ك َمَع اّلِذي َ‬
‫سوَل َفُأْوَلِئ َ‬ ‫َوالّر ُ‬
‫ك َرِفيًقا )‪ (69‬النساء }‬ ‫ن ُأْوَلِئ َ‬
‫سَ‬‫حُ‬‫ن َو َ‬ ‫حي َ‬‫صاِل ِ‬
‫َوال ّ‬

‫المصداق الحالي ‪- :‬‬


‫أي ان الطريق الواجب أتباعه على كل مسلم مؤمن هو‬
‫شريعة السلم التي تنظم كل نواحي الحياة ‪ .‬ويجب‬
‫رفض أي طريق بديل عن السلم يؤدي إلى غضب الله‬
‫تعالى علينا وضللنا كالقوانين الوضعية التي تعارض‬
‫قوانين الله تعالى كالعلمانية والليبرالية ‪.‬‬
‫سورة البقرة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ْ َ‬
‫ن‬
‫ح ُ‬ ‫قاُلوا إ ِن ّ َ‬
‫ما ن َ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫دوا ِ‬ ‫س ُ‬‫ف ِ‬ ‫م ل تُ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫قي َ‬ ‫ذا ِ‬‫وإ ِ َ‬
‫} َ‬
‫نل‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ولك ِ ْ‬‫ن َ‬ ‫دو َ‬‫س ُ‬
‫ف ِ‬ ‫م ال ُ‬‫ه ُ‬
‫م ُ‬ ‫ه ْ‬‫ن )‪ (11‬أل إ ِن ّ ُ‬ ‫حو َ‬ ‫صل ِ ُ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن{ )‪(12‬‬ ‫عُرو َ‬ ‫ش ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫المعنى واضح‬
‫المصداق الحالي ‪-:‬‬
‫‪8‬‬
‫ان المبتدعون للفكار المنحرفة عن شريعة الله تعالى‬
‫التي يطرحونها كبديل للتطبيق في مناحي الحياة ل‬
‫يرتدعوا عن أهوائهم عند توجيههم من قبل المسلمين‬
‫بل يدعون الصلح والتقدم والنفتاح والتحرر والحداثة‬
‫والعصرنة وما شابه ذلك من الكلمات التي يظللون بها‬
‫ضعاف العقول وكأنهم يتهمون دين الله تعالى‬
‫بالفتقار إلى تلك المعاني وعدم صلحيته لهذا الزمن‬
‫كما تدعوا لذلك الحزاب العلمانية والليبرالية عندما‬
‫تطرح أفكارها بديل للتطبيق عن السلم ‪.‬‬

‫سورة البقرة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ت‬
‫ح ْ‬
‫ما َرب ِ َ‬ ‫دى َ‬
‫ف َ‬ ‫ة ِبال ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ضلل َ َ‬‫وا ال ّ‬ ‫نا ْ‬
‫شت ََر ُ‬ ‫ذي َ‬‫ك ال ّ ِ‬‫}ُأول َئ ِ َ‬
‫ن{)‪(16‬‬ ‫دي َ‬
‫هت َ ِ‬
‫م ْ‬‫كاُنوا ُ‬‫ما َ‬‫و َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫جاَرت ُ ُ‬‫تِ َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫ان الية تشير الى الذين ذكروا في اليات السابقة من‬
‫غير المؤمنين وهم المخادعون والذين في قلوبهم‬
‫مرض والمفسدون في الرض والسفهاء والمنافقون‬
‫والمستهزئون وتقول ان هؤلء قد اشتروا الضلله التي‬
‫تدل عليها افعالهم السابقة بالهدى الذي هو المتثال‬
‫لوامر ونواهي الله تعالى وتلك صفقة خاسرة ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان من مصاديق الضلله في الزمن الحاضر هو انتشار‬
‫الفكار الوضعية بين الناس وترويجها على انها الحل‬
‫لكل مشاكل النسان بعد التخلي عن تطبيق احكام الله‬
‫وهذه صفقة خاسرة لن من خلقنا سبحانه يعلم ما‬
‫يصلح حالنا من اوامر ونواهي لنه اعلم بمن خلق ‪.‬‬
‫ومن يعارض ذلك يخسر في الدنيا والخره ‪.‬‬
‫سورة البقرة‬

‫‪9‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ما‬
‫ن َ‬ ‫عو َ‬‫قطَ ُ‬ ‫وي َ ْ‬‫ه َ‬
‫ق ِ‬ ‫ميَثا ِ‬
‫د ِ‬‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬‫ه ِ‬‫هدَ الل ّ ِ‬‫ع ْ‬‫ن َ‬
‫ضو َ‬ ‫ق ُ‬‫ن ي َن ْ ُ‬‫ذي َ‬ ‫}ال ّ ِ‬
‫ُ‬
‫ض أول َئ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ه ُ‬
‫ك ُ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬‫س ُ‬‫ف ِ‬‫وي ُ ْ‬
‫ل َ‬‫ص َ‬ ‫ن ُيو َ‬
‫هأ ْ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫مَر الل ّ ُ‬ ‫أ َ‬
‫ن{ )‪(27‬‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫النقض أنما يكون عن أبرام ‪ .‬ولذلك وصف الفاسقين‬
‫في أخر الية بالخاسرين‬

‫المصداق الحالي ‪- :‬‬


‫ان أوضح نقض لعهد الله الذي هو السلم هو طرح‬
‫العلمانية واللبرالية كبديل تطبيقي من قبل كثير من‬
‫الحكومات والحزاب فأباحوا المعاملت الربوية في‬
‫المصارف الرسمية وأباحوا الخمور علنية وحكموا بين‬
‫الناس في المحاكم بقوانينهم الوضعية وعطلوا المر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر وأباحوا السفور تحت‬
‫ذريعة حقوق النسان وغير ذلك مما يؤدي إلى خسران‬
‫الدنيا والخرة ‪.‬‬
‫سورة البقرة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ْ‬ ‫ميعا ً َ‬ ‫هب ِ ُ‬‫قل َْنا ا ْ‬
‫ى‬
‫هد ً‬ ‫مّني ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ي َأت ِي َن ّك ُ ْ‬‫فإ ِ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ها َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫طوا ِ‬ ‫} ُ‬
‫ن‬‫حَزُنو َ‬‫م يَ ْ‬‫ه ْ‬‫ول ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف َ َ‬ ‫ي َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫و ٌ‬‫خ ْ‬ ‫فل َ‬ ‫دا َ‬
‫ه َ‬‫ع ُ‬ ‫ن ت َب ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ف َ‬
‫ب‬‫حا ُ‬
‫ص َ‬‫كأ ْ‬ ‫وك َذُّبوا ِبآَيات َِنا أول َئ ِ َ‬ ‫فُروا َ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬‫وال ّ ِ‬‫)‪َ (38‬‬
‫ن{ )‪(39‬‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ُ‬ ‫الّنا ِ‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫هذا أول ما شرع من الدين لدم ) ع ( وذريته فأكل‬
‫الشجرة اوجب أول حكمة تعالى وقضاءه بالهبوط‬
‫والستقرار في الرض ‪ .‬وان التوبة ثانيا ‪ :‬تعقب قضاء‬
‫وحكما ثانيا منه تعالى بأكرام ادم وذريته بالهداية إلى‬
‫العبودية ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان الله تعالى اخرج ادم وحواء ) ع ( من الجنة لعدم‬
‫أطاعتهم أمر الله تعالى فهل يطمح إنسان ان يدخله‬
‫‪10‬‬
‫الله تعالى الجنة بمعصية الله ؟ والله تعالى يبشر من‬
‫اتبع السلم بعدم الخوف والحزن ولكن الذين رفضوا‬
‫تعاليم السلم وفضلوا عليها أرائهم وعملوا بأهوائهم‬
‫جملة وتفصيل فالله تعالى يعتبرهم كفارا لنهم يغطون‬
‫الحق بالباطل كما يفعل دعاة العلمانية والليبرالية‬
‫بدعوتهم لفصل الدين عن المجتمع فالله تعالى‬
‫يتوعدهم بالخلود في النار جزاء على عملهم ‪.‬‬
‫سورة البقرة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ريقا ً‬ ‫ف ِ‬‫ن َ‬ ‫جو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫وت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أ َن ْ ُ‬ ‫قت ُُلو َ‬ ‫ء تَ ْ‬ ‫ؤل ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫م أن ْت ُ ْ‬ ‫}ث ُ ّ‬
‫ْ‬ ‫ن َ َ‬ ‫م تَ َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م ِبال ِث ْم ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫هُرو َ‬
‫ُ‬
‫ظا َ‬ ‫ه ْ‬
‫ْ‬
‫ر ِ‬ ‫ن ِدَيا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ِ‬
‫و‬‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫دو ُ‬ ‫فا ُ‬ ‫ساَرى ت ُ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫ُ‬
‫ن ي َأُتوك ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وا ِ‬ ‫عدْ َ‬ ‫ْ‬
‫وال ُ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م أفت ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ض الك َِتا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن ب ِب َ ْ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَرا ُ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫علي ْك ْ‬ ‫م َ‬ ‫حّر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ل ذَل ِ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جَزاءُ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ف َ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫ن ب ِب َ ْ‬ ‫فُرو َ‬ ‫وت َك ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫دو َ‬ ‫ة ي َُر ّ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬‫ْ‬ ‫و َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫حَيا ِ‬ ‫ْ‬
‫في ال َ‬ ‫ي ِ‬ ‫خْز ٌ‬ ‫إ ِل ِ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫ن{ )‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫غا ِ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ما الل ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫شدّ ال ْ َ‬ ‫إ َِلى أ َ‬
‫‪(85‬‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫{ افتؤمنون ببعض الكتاب } معناه ما هو الفرق بين‬
‫الخراج والفدية ‪ .‬حيث أخذتم بحكم الفدية وتركتم‬
‫الخراج وهما جميعا في الكتاب ‪ .‬افتؤمنون ببعض‬
‫الكتاب وتكفرون ببعض ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫لو قارنا بين ما اقترفته بنو إسرائيل بعدم أطاعة الله‬
‫بحرمة أخراج بعض قومهم وان الله تعالى اعتبره كفر‬
‫ببعض الكتاب ‪ .‬وعاقبهم عليه بخزي في الحياة الدنيا‬
‫وفي الخرة اشد العذاب ‪ .‬فماذا نعتقد ان يعاقب الله‬
‫تعالى الذين يرفضون تطبيق كل قوانين الله تعالى في‬
‫المعاملت بين قومهم بل يتجاوزون ذلك بطرح بدائل‬
‫من عقولهم القاصرة ويفضلونها على شريعة الله‬
‫تعالى في التطبيق أليس ذلك شرك في طاعة الله‬
‫يؤدي إلى الكفر ‪ .‬وهل جزاء الشرك والكفر بالله تعالى‬

‫‪11‬‬
‫أل الخلود في جهنم ‪ .‬فهل هنالك عاقل واحد يتبع من‬
‫يقوده إلى العذاب الدائم فوا عجبي على من يتبع‬
‫العلمانيين والليبراليين وأذنابهما من الحزاب الخرى‬
‫كالشيوعيين والبعثيين ‪.‬‬

‫سورة البقرة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫مل ّت َ ُ‬
‫ع ِ‬‫حّتى ت َت ّب ِ َ‬ ‫صاَرى َ‬ ‫ول الن ّ َ‬ ‫هودُ َ‬ ‫ك ال ْي َ ُ‬ ‫عن ْ َ‬ ‫ضى َ‬ ‫ن ت َْر َ‬‫ول َ ْ‬‫} َ‬
‫َ‬ ‫دى َ َ‬
‫د‬
‫ع َ‬‫م بَ ْ‬‫ه ْ‬ ‫واءَ ُ‬ ‫ه َ‬‫تأ ْ‬ ‫ع َ‬‫ن ات ّب َ ْ‬‫ولئ ِ ِ‬ ‫و ال ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ه َ‬
‫ه ُ‬ ‫دى الل ّ ِ‬ ‫ه َ‬
‫ن ُ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫ُ‬
‫ر{‬‫صي ٍ‬‫ول ن َ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ول ِ ّ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ما ل َ َ‬
‫ك ِ‬ ‫عل ْم ِ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جاءَ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫)‪(120‬‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫كأنه تعالى بعد هذه الخطابات والتوبيخات لهم يرجع‬
‫إلى رسوله ويقول له ‪ :‬هؤلء ليسوا راضين عنك حتى‬
‫تتبع ملتهم التي ابتدعوها بأهوائهم ونظموها بآرائهم‬
‫ثم أمره بالرد عليهم بقوله { قل ان هدى الله هو‬
‫الهدى } أي ان التباع لغرض الهدى ول هدى إل هدى‬
‫الله‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪-:‬‬
‫لو بحثت عن مبتدعي العلمانية والليبرالية والشيوعية‬
‫والبعثية لوجدتهم من أصول يهودية ونصرانية ثم خرجوا‬
‫على أديانهم بأهوائهم الباطلة وطردوا سلطة الكنيسة‬
‫من السياسة وسجنوا الدين داخل جدران المعابد وبعد‬
‫ما تم لهم ذلك توجهوا إلى تدمير دين السلم تحت‬
‫مسميات وذرائع شتى مستغلين الجهلة والمنحرفين‬
‫وطلب السلطة وعبيد الدنيا في تنفيذ أهوائهم ومن‬
‫يتبع أهوائهم بعد ما جاءه من علم القران فليس له من‬
‫الله ولي ول نصير ‪.‬‬
‫سورة البقرة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫عوا‬
‫ما ت َب ِ ُ‬ ‫ة َ‬‫ل آي َ ٍ‬‫ب ب ِك ُ ّ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫ن أت َي ْ َ‬ ‫ول َئ ِ ْ‬‫} َ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م ب َِتاب ِ ٍ‬‫ه ْ‬‫ض ُ‬ ‫ع ُ‬‫ما ب َ ْ‬‫و َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫قب ْل َت َ ُ‬
‫ع ِ‬
‫ت ب َِتاب ِ ٍ‬‫ما أن ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫ك َ‬‫قب ْل َت َ َ‬
‫ِ‬

‫‪12‬‬
‫جاءَ َ‬
‫ك‬ ‫ما َ‬
‫د َ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬‫ه ْ‬
‫واءَ ُ‬ ‫ه َ‬‫ت أَ ْ‬
‫ع َ‬‫ن ات ّب َ ْ‬ ‫عض َ َ‬
‫ولئ ِ ِ‬ ‫ة بَ ْ ٍ‬ ‫قب ْل َ َ‬
‫ِ‬
‫ن{ )‪(145‬‬ ‫مي َ‬ ‫ّ‬
‫ن الظال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ك ِإذا ل ِ‬ ‫ْ‬
‫علم ِ إ ِن ّ َ‬ ‫ْ‬
‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫} ولئن اتبعت أهوائهم من بعد ما جاءك من العلم انك‬
‫أذا لمن الظالمين { تهديد للنبي ‪ .‬والمعنى متوجه إلى‬
‫أمته واشاره إلى أنهم في هذا التمرد أنما يتبعون‬
‫أهوائهم وأنهم بذلك ظالمون ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪-:‬‬
‫انظر إلى الخلف في هذه الية بين النبي )ص ( وبين‬
‫أهل الكتاب في رغبتهم باستمرار توجهه إلى بيت‬
‫المقدس بعدما أمره الله بتركها والتوجه إلى الكعبة ‪.‬‬
‫نرى ان الله تعالى يهدد النبي ) ص ( بان يعتبره من‬
‫الظالمين اذا هو أطاع أهوائهم بتوجهه إلى بيت‬
‫المقدس لن ذلك معصية لمر الله تعالى ‪ .‬وهو لم‬
‫يعطل أحكام الله تعالى وقضاءه ولم يبيح محرماته ‪.‬‬
‫فكيف يجوز للمسلم العابد لله تعالى ان يتبع‬
‫الليبراليين والعلمانيين وأذنابهما بتعطيل شريعة الله‬
‫تعالى الخاصة بتنظيم علقة الناس مع بعضهم في‬
‫الحكام والمعاملت والستعاضة عنها بأفكار من هب‬
‫ودب ممن يظنون أفكارهم أفضل واحدث من شريعة‬
‫الله تعالى وهم يجهلون أنهم بعملهم هذا يسقطون‬
‫أتباعهم في شرك الطاعة الذي يؤدي إلى الخروج من‬
‫السلم ‪.‬‬
‫سورة البقرة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫دى‬ ‫ه َ‬‫وال ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ن ال ْب َي َّنا ِ‬
‫م َ‬ ‫ما أن َْزل َْنا ِ‬ ‫ن َ‬‫مو َ‬ ‫ن ي َك ْت ُ ُ‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫ُ‬
‫م‬
‫ه ُ‬
‫عن ُ ُ‬‫ك ي َل ْ َ‬‫ب أول َئ ِ َ‬ ‫في ال ْك َِتا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ما ب َي ّّناهُ ِللّنا ِ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫ن{ )‪(159‬‬ ‫عُنو َ‬‫م الّل ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫وي َل ْ َ‬
‫عن ُ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫{ ان الذين يكتمون } الظاهر ان المراد بالهدى ‪ :‬ما‬
‫تضمنه الدين اللهي من المعارف والحكام التي تهدي‬
‫تابعيها إلى السعادة والبينات ‪ :‬اليات والحجج ‪.‬‬
‫والكتمان ‪ :‬الخفاء والمراد به عدم أظهار الية للناس‬
‫‪13‬‬
‫أو كتمان دللتها بالتأويل أو صرف الدللة بالتوجيه {‬
‫من بعدما بيناه } وان كتمانهم أنما هو بعد البيان‬
‫والتبيين للناس { أولئك يلعنهم الله } بيان لجزاء بغي‬
‫الكاتمين وهو اللعن من الله واللعن من كل لعن ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان هنالك أناس يتقصدون عدم إذاعة اليات التي ل‬
‫توافق أهوائهم المنحرفة فيعملون جاهدين على‬
‫استبعادها عن وسائل العلم وعن مناهج الدراسة‬
‫ليكون الناس مهيئين لقبول أفكارهم وقوانينهم‬
‫الوضعية التي تتعارض مع أحكام الله تعالى المنزلة في‬
‫القران الكريم و أولئك هم العلمانيون والليبراليون‬
‫وأذنابهم المتخفين خلف أسماء مضلله لبسطاء الناس‬
‫فعليهم لعنة الله تعالى ولعنة أللعنين‪.‬‬
‫سورة البقرة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م‬ ‫دادا ً ي ُ ِ‬ ‫خذُ من دون الل ّ َ‬
‫ه ْ‬ ‫حّبون َ ُ‬ ‫ه أن ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْ ُ ِ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫م ْ‬
‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫و ِ‬‫} َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫و ي ََرى ال ّ ِ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫حب ّا ً ل ِل ّ ِ‬
‫شد ّ ُ‬ ‫مُنوا أ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫كَ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫وأ ّ‬ ‫ميعا ً َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ه َ‬ ‫وةَ ل ِل ّ ِ‬ ‫ق ّ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫بأ ّ‬ ‫ذا َ‬‫ع َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫موا إ ِذْ ي ََر ْ‬ ‫ظَل َ ُ‬
‫ب{ )‪(165‬‬ ‫ذا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ديدُ ال ْ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫{ ومن الناس من يتخذ } الند ‪ :‬كالمثل وزنا ومعنى ‪.‬‬
‫‪ { :‬يحبونهم } دلله على ان‬ ‫والتعبير بلفظ‬
‫المراد بالنداد ليس هو الصنام فقط ‪ .‬بل يشمل‬
‫الملئكة ‪ ,‬وأفراد من النسان الذين اتخذوهم أربابا من‬
‫دون الله تعالى ‪ .‬بل يعم كل مطاع من دون الله من‬
‫غير ان يأذن الله تعالى بإطاعته { ولو يرى الذين‬
‫ظلموا } ليتهم يرون في الدنيا يوما يشاهدون فيه‬
‫العذاب ‪ .‬فيشاهدون ان القوة لله جميعا ‪ .‬وقد اخطئوا‬
‫في أعطاء شيء منها لندادهم وان الله شديد في‬
‫عذابه وإذاقته عاقبه هذا الخطأ ‪ .‬فالمراد بالعذاب في‬
‫هذه الية ‪ :‬مشاهدتهم الخطأ في اتخاذهم اندادا‬
‫يتوهمون قوة فيهم ومشاهدة عاقبه هذا الخطأ ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬

‫‪14‬‬
‫نرى في زماننا كثير من الناس الذين يطيعون آخرين‬
‫في أوامرهم ونواهيهم حبا وتعلقا بهم دون ان يلتفتوا‬
‫إلى طبيعة تلك الطاعة في تعارضها مع أوامر ونواهي‬
‫الله تعالى فيسقطون في شرك الطاعة وهذا ظلم‬
‫يعذبهم عليه الله تعالى لن تلك الطاعة تجعلهم‬
‫بمستوى الند لله ) سبحانه وتعالى عما يصفون ( ‪.‬‬
‫سورة البقرة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ل َفَم ْ‬
‫ن‬ ‫خنِزيِر َوَما ُأِهّل ِبِه ِلَغْيِر ا ِّ‬‫حَم اْل ِ‬‫عَلْيُكْم اْلَمْيَتَة َوالّدَم َوَل ْ‬
‫حّرَم َ‬
‫}ِإّنَما َ‬
‫حيٌم{ )‪(173‬‬ ‫غُفوٌر َر ِ‬ ‫ل َ‬‫ن ا َّ‬
‫عَلْيِه ِإ ّ‬
‫ل ِإْثَم َ‬‫عاٍد َف َ‬
‫غ َوَل َ‬ ‫غْيَر َبا ٍ‬
‫طّر َ‬
‫ضُ‬‫ا ْ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} انما حرم عليكم ‪ {...‬الهلل لغير الله ‪ :‬الذبح لغيره‬
‫كالصنام ‪ } .‬غير باغ ول عاد { غير ظالم ول متجاوز‬
‫حده ‪ :‬والمعنى فمن اضطر الى اكل شيء مما ذكر من‬
‫المنهيات اضطرارا في حال عدم بغية وعدم عدوه فل‬
‫ذنب له في الكل واما لو اضطر في حال البغي والعدو‬
‫كأن يكونا هما الموجبين للضطرار فل يجوز له ذلك ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لو قمنا بجولة صغيرة في اسواقنا لوجدناها مليئة‬
‫باللحوم المستوردة الغير مذبوحة على الطريقة‬
‫السلمية والقبح من ذلك هو تهافت المسلمين على‬
‫شرائها لرخص ثمنها دون اعارة ادنى قيمة لتحريمها‬
‫من قبل الله تعالى وهذا في حقيقة المر سقوط في‬
‫المتحان وقلة ايمان ومعصية بدون الشعور بمخافة الله‬
‫تعالى ولقد سبق لله تعالى ان امتحن اليهود بان حرم‬
‫عليهم صيد الحيتان في يوم السبت فسقطوا في‬
‫المتحان والله سبحانه يمتحن حجاج بيته الحرام بصيد‬
‫تناله ايديهم ورماحهم وهو محرم عليهم ليختبر ايمانهم‬
‫وطاعتهم له ‪ .‬ولكن العلمانيين والليبراليين يريدون ان‬
‫يتجرأ المسلم على معصية الله في الصغائر والكبائر‬
‫ليفرغوه من مخافة الله وطاعة شريعة السلم ثم‬
‫يملئوا ذلك الفراغ بعقائدهم الباطلة فيكون ذلك‬
‫النسان تابعا لهم كالنعام بل اضل سبيل ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫سورة البقرة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن)‬
‫ن ُكنُتْم ُمْؤِمِني َ‬ ‫ن الّرَبا ِإ ْ‬
‫ي ِم ْ‬‫ل َوَذُروا َما َبِق َ‬ ‫ن آَمُنوا اّتُقوا ا َّ‬ ‫}َياَأّيَها اّلِذي َ‬
‫ن ُتْبُتْم َفَلُكْم ُرؤو ُ‬
‫س‬ ‫سوِلِه َوِإ ْ‬‫ل َوَر ُ‬‫ن ا ِّ‬‫ب ِم ْ‬
‫حْر ٍ‬ ‫ن َلْم َتْفَعُلوا َفْأَذُنوا ِب َ‬
‫‪َ (278‬فِإ ْ‬
‫ن{ )‪(279‬‬ ‫ظَلُمو َ‬ ‫ن َوَل ُت ْ‬‫ظِلُمو َ‬ ‫َأْمَواِلُكْم َل َت ْ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ياايها الذين امنوا اتقوا ‪ {...‬خطاب للمؤمنين وامر‬
‫لهم بتقوى الله وهو توطئه لما يتعقبه من المر‬
‫بقوله ‪ } :‬وذروا ما بقي من الربا { وهو يدل على انه‬
‫كان من المؤمنين في عهد نزول اليات من يأخذ الربا‬
‫وله بقايا منه في ذمة الناس من الربا فأمر بتركها‬
‫وهدد في ذلك بما سيأتي من قوله } فان لم تفعلوا‬
‫فأذنوا ‪ {...‬ايقنوا بحرب او اعلموا انفسكم باليقين‬
‫بحرب من الله ورسوله } وان تبتم فلكم رؤوس‬
‫اموالكم ‪ {...‬أي اصول اموالكم الخالصة من الربا‬
‫لتظلمون بأخذ الربا ول ُتظلمون بالتعدي الى رؤوس‬
‫اموالكم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لقد دأبت كل الحكومات العلمانية والليبرالية على‬
‫انشاء وادارة البنوك التي تتعامل بالربا مع الشعوب‬
‫المسلمة دون اعارة ادنى اهمية لتحريم الله لهذا‬
‫التعامل وراح الناس يتعاملون بالمال الحرام وهم‬
‫يجهلون او يتجاهلون ان ذلك هو اعلن حرب من الله‬
‫ورسوله عليهم ‪.‬‬

‫سورة أل عمران‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م‬ ‫ه لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ت الل ّ ِ‬‫فُروا بآَيا ِ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬‫}‪.............‬إ ِ ّ‬
‫م{ )‪(4‬‬ ‫قا ٍ‬ ‫ذو ان ْت ِ َ‬
‫زيٌز ُ‬‫ع ِ‬‫ه َ‬ ‫والل ّ ُ‬‫ديدٌ َ‬ ‫ب َ‬
‫ش ِ‬ ‫ع َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫{ ان الذين كفروا ‪ }....‬النتقام على ما قيل ‪ :‬مجازاة‬
‫المسيء على أساءته ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان الكفر في اللغة هو أخفاء الشيء فيقال ان الفلح‬
‫كافرا لنه يخفي البذور تحت التراب لتنبت ‪ .‬أما في‬
‫زماننا هذا فان أعداء الدين من العلمانيين والليبراليين‬
‫يحاولون أخفاء وطمس آيات الله تعالى ليتمكنوا من‬
‫نشر أرائهم الباطلة التي ينكرها السلم كالربا وأحكام‬
‫القضاء الوضعية والسفور والخمور ‪....‬الخ ‪.‬‬
‫وبذلك سينالهم عذاب شديد من الله تعالى ‪.‬‬
‫سورة أل عمران‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ْ‬
‫م ك َذُّبوا‬‫ه ْ‬
‫قب ْل ِ ِ‬‫ن َ‬‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫ع ْ‬
‫فْر َ‬‫ل ِ‬ ‫بآ ِ‬ ‫}ك َدَأ ِ‬
‫ب{‬
‫قا ِ‬ ‫ديدُ ال ْ ِ‬
‫ع َ‬ ‫ش ِ‬‫ه َ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫م َ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ه ب ِذُُنوب ِ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫فأ َ َ‬
‫خذَ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫ِبآَيات َِنا َ‬
‫)‪(11‬‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫{ كدأب أل فرعون ‪ } ...‬ان أل فرعون كانوا دائبين‬
‫على دأب هؤلء الذين كفروا في الكفر وتكذيب اليات‬
‫ول ريب في هذا الخبر ‪ ,‬فانا كنا حاضرين شاهدين ‪,‬‬
‫وقد كذبوا بآياتنا نحن { فأخذهم الله بذنوبهم والله‬
‫شديد العقاب } كرر لفظ الجللة للدللة على ان‬
‫كفرهم وتكذيبهم هذا ‪ ,‬منازعة ومحاربه مع من له جلل‬
‫اللوهيه ويهون عليه اخذ المذنب ‪ ,‬وهو شديد العقاب‬
‫لنه الله جل اسمه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان العلمانيون والليبراليون قد ابتكروا عذرا أخر‬
‫لرفضهم تطبيق أحكام الله تعالى بين الناس لن‬
‫تكذيبهم بآيات الله تعالى يؤدي إلى فضح كفرهم أمام‬
‫المجتمع ويحتم نبذهم وأبطال افتراءاتهم فقالوا ان‬
‫تلك الشريعة لم تعد صالحة لتنظيم العلقة بين أفراد‬
‫المجتمع لتقادمها وتطور الحياة وهم بذلك قد يغرروا‬
‫ببعض الجهلة والبسطاء ‪ .‬وهنا يجب ان يبرز واجب‬
‫رجال الدين والمثقفين المؤمنين بالسلم بإفهام‬
‫العوام بان الدين السلم وضعه الله تعالى إلى قيام‬

‫‪17‬‬
‫الساعة ‪ ,‬وليس له انتهاء صلحية أما المعاندين فهم‬
‫سينالهم شديد العقاب ‪.‬‬
‫سورة أل عمران‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ف ال ّ ِ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫سل ُ‬ ‫ه اْل ِ ْ‬ ‫عن ْدَ الل ّ ِ‬‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫غيا ً‬ ‫ُ‬
‫م بَ ْ‬‫عل ْ ُ‬
‫م ال ْ ِ‬ ‫ه ُ‬
‫جاءَ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫د َ‬‫ع ِ‬‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫ب إ ِّل ِ‬ ‫أوُتوا ال ْك َِتا َ‬
‫ع‬‫ري ُ‬ ‫س ِ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫فإ ِ ّ‬‫ه َ‬‫ت الل ّ ِ‬ ‫فْر ِبآَيا ِ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬‫م ْ‬‫و َ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬ ‫ب َي ْن َ ُ‬
‫ب{ )‪(19‬‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫ان الدين عند الله سبحانه واحد ل اختلف فيه ‪ ,‬وهو‬
‫السلم وهو التسليم للحق ‪ .‬وإما اختلف أهل الكتاب‬
‫من اليهود والنصارى في الدين ‪ ,‬فلم يكن عن جهل‬
‫فهم بحقيقة المر وإنما حملهم على ذلك بغيهم‬
‫وظلمهم من غير عذر ‪ ,‬وذلك كفر منهم بآيات الله {‬
‫ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب }‬
‫يحاسبه سريعا في دنياه وأخرته أما في الدنيا فبالخزي‬
‫وسلب سعادة الحياة عنه ‪ ,‬وأما في الخرة فبأليم‬
‫العذاب ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪-:‬‬
‫ان الدين هو العقيدة التي يسعى معتنقها إلى تطبيقها‬
‫في كل مفردات حياته ولقد كان اليهود والنصارى‬
‫يرفضون التسليم بدين السلم ويفضلون البقاء على‬
‫دينهم السماوي فاعتبرهم الله تعالى كفارا ‪ .‬فتأمل‬
‫أيها المؤمن ما هو مصير الذين كانوا مسلمين ثم‬
‫اتخذوا العلمانية والليبرالية عقيدة لهم يفضلون‬
‫تطبيقها على تطبيق السلم ويعتقدون أنها أصلح‬
‫لمصلحة البشر أليسوا هم مرتدين وكفار حين سقطوا‬
‫في شرك الطاعة الذي جرهم إلى حضيض الكفر وبئس‬
‫المصير ‪.‬‬
‫سورة أل عمران‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪18‬‬
‫ق‬
‫ح ّ‬
‫ر َ‬ ‫غي ْ ِ‬
‫ن بِ َ‬ ‫قت ُُلو َ‬
‫ن الن ّب ِّيي َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ت الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ن بآَيا ِ‬
‫فُرو َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫م‬ ‫س َ‬
‫فب َ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وي َ ْ‬
‫ه ْ‬ ‫شْر ُ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ط ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ِبال ِ‬
‫مُرو َ‬‫ن ي َأ ُ‬
‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫قت ُلو َ‬ ‫َ‬
‫م{ )‪(21‬‬ ‫لي‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ذا‬‫َ‬ ‫ع‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بِ َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫مضمون الية منطبق على أهل الكتاب وخاصة اليهود ‪.‬‬
‫وقوله ‪ { :‬يكفرون }‬
‫{ ويقتلون } في موضعين للستمرار ‪ ,‬ويدلن على‬
‫كون الكفر بآيات الله وقتل النبياء ‪ ,‬وقتل الذين‬
‫يدعون الى القسط ‪ ,‬دأبا وعادة جارية فيما بينهم كما‬
‫يشتمل عليه تاريخ اليهود فقد قتلوا جمعا كثيرا من‬
‫أنبيائهم وعبادهم المرين بالمعروف والناهين عن‬
‫المنكر ‪ .‬وكذلك النصارى ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪-:‬‬
‫ان من أوضح مصاديق هذه الية الكريمة هم البعثيون‬
‫الذين يمثلون العلمانية والليبرالية في أبشع صورها‬
‫فلقد كفروا بأوامر ونواهي الله تعالى واحلوا محلها‬
‫قوانينهم الفاسدة التي ما انزل الله تعالى بها من‬
‫سلطان واكرهوا الناس على اعتناقها وتطبيقها في‬
‫معاملتهم اليومية وقتلوا كل من رفض ذلك وأمر بأتباع‬
‫هدي السلم كرجال الدين والمثقفين من الذين دافعوا‬
‫عن السلم ‪ .‬فبشرهم بعذاب اليم ‪.‬‬
‫سورة أل عمران‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن إ َِلى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫و َ‬‫ع ْ‬‫ب ي ُدْ َ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫صيبا ً ِ‬
‫م َ‬ ‫ن أوُتوا ن َ ِ‬ ‫ذي َ‬‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫}أ ل َ ْ‬
‫م‬‫ه ْ‬‫و ُ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬‫ق ِ‬
‫ري ٌ‬ ‫وّلى َ‬
‫ف ِ‬ ‫م ثُ ّ‬
‫م ي َت َ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫حك ُ َ‬
‫م ب َي ْن َ ُ‬ ‫ب الل ّ ِ‬
‫ه ل ِي َ ْ‬ ‫ك َِتا ِ‬
‫ن{ )‪(23‬‬ ‫ضو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬‫م ْ‬‫ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫المراد بالذين أوتوا نصيبا من الكتاب أهل الكتاب ولم‬
‫يقل أوتوا الكتاب ليدل على الذي في أيديهم من‬
‫الكتاب ليس أل نصيبا منه دون جميعه لن تحريفهم‬
‫اذهب كثيرا من أجزائه ‪ .‬والمراد – والله اعلم – أنهم‬
‫يتولون عن حكم كتاب الله اعتزازا بما قالوا واغترارا‬
‫بما وضعوه من عند أنفسهم واستغناء به عن الكتاب ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان الله تعالى يوبخ أهل الكتاب لنهم يرفضون‬
‫الستجابة إلى حكم الله تعالى الوارد في القران‬
‫الكريم وهو خاتم الكتب السماوية ويتمسكون بنصيبهم‬
‫من كتبهم السماوية فما بالك بالعلمانيين والليبراليين‬
‫الذين يرفضون أحكام الله تعالى ويفضلون عليها‬
‫قوانينهم الوضعية التي أملتها عليهم عقولهم القاصرة‬
‫فهم أشركوا أحكامهم مع أحكام الله تعالى ثم كفروا‬
‫بتفضيل أتباع قوانينهم على أحكام الله تعالى لدعاهم‬
‫بأنها أصلح لهذا الزمان وهم بذلك قد اتهموا الله‬
‫سبحانه وتعالى بالقصور حاشاه ان حساب الله تعالى‬
‫قريب ‪.‬‬

‫سورة أل عمران‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ق ْ َ‬
‫ب‬
‫ح ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ل يُ ِ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫ول ّ ْ‬
‫وا َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ل َ‬
‫فإ ِ ْ‬ ‫سو َ‬
‫والّر ُ‬ ‫عوا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫طي ُ‬
‫لأ ِ‬ ‫} ُ‬
‫ن{ )‪(32‬‬ ‫ري َ‬‫ف ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫كا ِ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫الية مشعرة بان أطاعة الله وإطاعة الرسول واحدة‬
‫وان ترك تلك الطاعة تعتبر كفرا تؤدي إلى خسران حب‬
‫الله تعالى ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫المعصية نوعان اقلهما هي معصية بدون إنكار صحة‬
‫) ص ( وعليها عقاب على‬ ‫أحكام الله تعالى ورسوله‬
‫الساءه ‪ .‬وأخطرها هي معصية ناتجة من رفض أحكام‬
‫الله تعالى ورسوله ) ص ( والجهر ببطلنها وطرح‬
‫بدائل لها وهي العلمانية والليبرالية وهذا شرك وكفر‬
‫صريح وهو ومطبق في قوانين المحاكم الوضعية وفي‬
‫البنوك الربويه وتعطيل المر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر وتدريس ألطلبه في المدارس النظريات التي‬

‫‪20‬‬
‫تتعارض مع الحقائق الواردة في القران الكريم‬
‫واعتبارها حقائق علمية كنظرية نشوء وتطور النسان‬
‫وغير ذلك ‪.‬‬
‫سورة ال عمران‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫فرون بآيات الل ّه َ‬ ‫}َيا أ َ ْ‬
‫ن)‬‫دو َ‬‫ه ُ‬ ‫ش َ‬ ‫م تَ ْ‬‫وأن ْت ُ ْ‬
‫ِ َ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫م ت َك ْ ُ ُ‬‫ب لِ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ه َ‬
‫ن‬
‫مو َ‬‫وت َك ْت ُ ُ‬
‫ل َ‬ ‫ق ِبال َْباطِ ِ‬‫ح ّ‬‫ن ال ْ َ‬
‫سو َ‬ ‫م ت َل ْب ِ ُ‬‫ب لِ َ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫‪َ (70‬يا أ َ ْ‬
‫ال ْحق َ‬
‫ن{ )‪(71‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫م تَ ْ‬‫وأن ْت ُ ْ‬‫َ ّ َ‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫الخطاب لليهود و النصارى ‪ .‬أللبس ألقاء الشبهة‬
‫والتمويه ‪ .‬أي تظهرون الحق في صورة الباطل ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪- :‬‬


‫الله تعالى يستنكر كفر اليهود والنصارى بآياته ألمنزله‬
‫في القران الكريم ‪ .‬فما هو حال الذين يرفضون آيات‬
‫الله تعالى التي يحكم بها بين عباده وينظم بها أمور‬
‫حياتهم ويطرحون أرائهم بديل عنها ويدعون أنهم‬
‫مسلمون ويسمون أنفسهم بالعلمانيين والليبراليين ‪.‬‬
‫أل أنهم هم المرتدون ‪.‬‬
‫سورة أل عمران‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫في‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ل ِ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫فل َ ْ‬
‫سلم ِ ِدينا ً َ‬ ‫غي َْر اْل ِ ْ‬ ‫غ َ‬ ‫ن ي َب ْت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫} َ‬
‫فُروا‬ ‫وما ك َ َ‬‫ً‬ ‫ق ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫دي الل ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ف يَ ْ‬ ‫ن )‪ (85‬ك َي ْ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫خا ِ‬ ‫ن ال َ‬‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫خَر ِ‬ ‫اْل ِ‬
‫َ‬
‫ت‬‫م ال ْب َي َّنا ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫جاءَ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫دوا أ ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫مان ِ ِ‬ ‫عدَ ِإي َ‬ ‫بَ ْ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫جَزا ُ‬ ‫َ‬
‫ن)‪ (86‬أولئ ِ َ‬‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫دي ال َ‬ ‫ّ‬
‫مأ ّ‬ ‫ه ْ‬‫ؤ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫مي َ‬ ‫م الظال ِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه ل يَ ْ‬ ‫والل ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫دي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫خا‬ ‫َ‬ ‫(‬ ‫‪87‬‬ ‫)‬ ‫ن‬ ‫عي‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫س‬ ‫نا‬ ‫وال‬
‫ِ َ ّ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫مل‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ْ ِ ْ ْ َ‬‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬
‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫ِ َ َ‬
‫ن{ )‪(88‬‬ ‫َ‬ ‫رو‬ ‫َ‬ ‫ظ‬
‫ُ ْ ُْ ُ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ول‬ ‫ُ َ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ْ ُ ُ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫خ‬‫ها ل ي ُ َ‬ ‫في َ‬ ‫ِ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫معنى الية ) ‪ ( 85‬واضح ‪.‬‬
‫الية )‪ ( 86‬الستفهام يفيد الستبعاد والنكار ‪ ,‬والمراد‬
‫استحالة الهداية ‪ .‬والمراد بالكفر ‪ :‬الكفر بعد ظهور‬
‫الحق وتمام الحجة ‪ .‬وأما قوله ‪{ :‬وشهدوا ان الرسول‬
‫حق } فان كان المراد بهم أهل الكتاب ‪ .‬فشهادتهم‬

‫‪21‬‬
‫هي مشاهدتهم ان آيات النبوة التي عندهم منطبقة‬
‫على رسول الله ) ص ( ‪ .‬وان كان المراد بهم أهل‬
‫الردة من المسلمين فشاهدتهم هي أقرارهم‬
‫بالرسالة ‪ .‬الية )‪ { (88) ( 87‬أولئك جزاؤهم ان‬
‫عليهم } مر الكلم في أللعنه عليهم في تفسير الية )‬
‫‪ ( 159‬من سورة البقرة ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪-:‬‬
‫قد يدعي العلمانيين والليبراليين وأذنابها من‬
‫الشيوعيين والبعثيين بأنهم مسلمين فتقول لهم هل‬
‫تجيز عقيدتكم تطبيق كل أحكام الله تعالى الواردة في‬
‫القران الكريم؟ وهم سيقولون حتما كل فنرد عليهم‬
‫بكلم الله تعالى { أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون‬
‫ببعض } فالدين أما ان يؤخذ كله او يترك كله لن ترك‬
‫بعضه يؤدي إلى نفس نتيجة ترك كله وهي الكفر‬
‫والشرك حين استبدال بعضة بأفكارهم القاصرة حيث‬
‫يسقطون في شرك الطاعة فلو جادلناهم بنفس‬
‫ماديتهم التي يؤمنون بها وقلنا لهم هل يمكن للنسان‬
‫ان يبحر بنصف قارب أو ان يقود نصف سيارة بالطبع‬
‫الجواب كل وكذلك دين السلم انزله الله تعالى كل‬
‫متكامل مترابط ل يمكن لعبد الله ان يدعى العمل‬
‫بعبادته وترك العمل بما انزل الله من احكامه لن ذلك‬
‫لن يقبله الله سبحانه منه وهو في الخرة من‬
‫الخاسرين ‪.‬‬
‫سورة أل عمران‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن ُأوُتوا‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ريقا ً ِ‬
‫م َ‬ ‫عوا َ‬
‫ف ِ‬ ‫طي ُ‬‫ن تُ ِ‬ ‫مُنوا إ ِ ْ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫}َيا أي ّ َ‬
‫ن{ )‪(100‬‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫م َ‬
‫كا ِ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬‫عدَ ِإي َ‬ ‫دوك ُ ْ‬
‫م بَ ْ‬ ‫ب ي َُر ّ‬‫ال ْك َِتا َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫المراد بالفريق ‪ :‬هم اليهود أو فريق منهم‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫لو تأملنا وتذكرنا الشخاص الذين أسسوا العلمانية‬
‫والليبرالية والشيوعية والبعثية فلن نجد فيهم مسلما‬
‫واحدا بل هم من اليهود والنصارى الذين جاءونا‬

‫‪22‬‬
‫بضللتهم ليصرفونا عن دين السلم دين الله الحق‬
‫سبحانه ليردونا بعد أسلمنا إلى الكفر بأتباع عقائدهم‬
‫ألباطله ‪.‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن‪11) {........‬‬
‫ظ اُْلنَثَيْي ِ‬
‫حّ‬
‫ل ِفي َأْوَلِدُكْم ِللّذَكِر ِمْثلُ َ‬
‫صيُكْم ا ُّ‬
‫}ُيو ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} يوصيكم الله في اولدكم ‪ {...‬اليصاء والتوصية ‪:‬‬
‫العهد والمر ‪ .‬وفي العدول عن لفظ البناء الى الولد‬
‫دلله على ان حكم السهم والسهمين مخصوص بما‬
‫ولده الميت بل واسطة } للذكر مثل حظ النثيين { في‬
‫انتخاب هذا التعبير اشعار بابطال ما كانت عليه‬
‫الجاهلية من منع توريث النساء ‪ .‬فكأنه جعل ارث النثى‬
‫مقررا معروفا واخبر بان للذكر مثله مرتين ‪ .‬او جعله‬
‫الصل في التشريع وجعل ارث الذكر محمول عليه‬
‫يعرف بالضافة اليه هذا ما ذكره بعض العلماء ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫بعد ان حرمت الجاهلية الناث من الرث جعل الله‬
‫تعالى لها نصف حصة الذكر ‪ .‬لن على الذكر واجب‬
‫النفاق على زوجته وابنائه وامه وابيه بينما النثى غير‬
‫مكلفة بالنفاق على زوجها وابنائها وامها وابيها بل‬
‫العكس هو الواقع فابوها وزوجها وابنائها ينفقون‬
‫عليها بالتوالي فالنثى اموالها خالصة لها ليس لحد‬
‫حق فيها ال بالرث ورغم ذلك يسن العلمانيون‬
‫والليبراليون قانونا باطليعارض حكم الله تعالى يدعي‬
‫بان الرث متساوي بين الذكر والنثى وهذا كفر بحكم‬
‫الله تعالى‪.‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫خل ْ ُ‬
‫ه‬ ‫دودَهُ ي ُدْ ِ‬
‫ح ُ‬
‫عدّ ُ‬‫وي َت َ َ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬‫ه َ‬ ‫ص الل ّ َ‬‫ع ِ‬ ‫ن يَ ْ‬
‫م ْ‬‫و َ‬‫} َ‬
‫ن{ )‪(14‬‬ ‫هي ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫م ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ه َ‬‫ول ُ‬‫ها َ‬ ‫في َ‬‫خاِلدا ِ‬ ‫َنارا َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫واضح‬
‫‪23‬‬
‫المصداق الحالي ‪-:‬‬
‫ان العلمانية والليبرالية مبنية على معصية الله تعالى‬
‫لنهما ترفضان العمل بأحكام الله تعالى في المعاملت‬
‫وتفضلن عليها الحكام الوضعية التي وضعها النسان‬
‫برؤيته القاصرة بفعل تقيدها وتأثرها بالمكان والزمان‬
‫والجهل الناتج عن عدم الحاطة بكل تفاصيل الحياة‬
‫وبذلك سيكون مصير أتباعها والحزاب المتفرعة منها‬
‫هو الخلود في النار والعذاب المهين ‪.‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م‬
‫ه ُ‬
‫وى ب ِ ِ‬
‫س ّ‬ ‫ل لَ ْ‬
‫و تُ َ‬ ‫سو َ‬
‫وا الّر ُ‬
‫ص ُ‬
‫ع َ‬‫و َ‬‫فُروا َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ودّ ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ذ يَ َ‬
‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬
‫}ي َ ْ‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ديثا{ )‪(42‬‬ ‫ح ِ‬‫ه َ‬
‫ن الل َ‬ ‫مو َ‬‫ول ي َك ْت ُ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫اْلْر ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ يومئذ يود الذين } أنهم بارزون يومئذ لله ل يخفى‬
‫عليه منهم شيء لظهور حالهم عليه تعالى بحضور‬
‫أعمالهم وشهادة أعضائهم وشهادة النبياء والملئكة‬
‫وغيرهم عليهم ‪ .‬والله من ورائهم محيط ‪ .‬فيودون عند‬
‫ذلك لو لم يكونوا وليس لهم ان يكتموه تعالى حديثا مع‬
‫ما يشاهدون من ظهور مساوئ أعمالهم وقبائح‬
‫أفعالهم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪-:‬‬
‫ان المعصية عادة ما يكون عليها عقاب دنيوي أو أخروي‬
‫‪ .‬أما المعصية المؤدية إلى الكفر فهي ل بد ان تكون‬
‫مستبطنة لرفض القرار بصحة الحكم وتفضيل حكم‬
‫أخر ما انزل الله تعالى به من سلطان وهذا شرك في‬
‫الطاعة يؤدي إلي الكفر كما هو ديدن العلمانيين‬
‫والليبراليين وسوف يندمون يوم الحساب عندما يتجلى‬
‫لهم بطلن أعمالهم ويتمنون لو أنهم كانوا عدم بدل‬
‫من حالهم هذه ‪ .‬ولت ساعة مندم‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫‪24‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬
‫ك لِ َ‬ ‫دو َ‬‫ما ُ‬ ‫فُر َ‬‫غ ِ‬
‫وي َ ْ‬
‫ه َ‬‫ك بِ ِ‬‫شَر َ‬‫ن يُ ْ‬
‫فُر أ ْ‬ ‫غ ِ‬
‫ه ل يَ ْ‬‫ن الل ّ َ‬
‫}إ ِ ّ‬
‫ظيما{ )‪(48‬‬ ‫ً‬ ‫ع ِ‬ ‫ً‬
‫فت ََرى إ ِْثما َ‬ ‫دا ْ‬ ‫ق ِ‬‫ف َ‬
‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ك ِبالل ِ‬‫ر ْ‬
‫ش ِ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫م ْ‬‫و َ‬‫شاءُ َ‬‫يَ َ‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫{ ان الله ل يغفر ان يشرك به } أنكم ان لم تؤمنوا به‬
‫كنتم بذلك مشركين والله ل يغفر ان يشرك به فيحل‬
‫عليكم غضبه وعقوبته فيطمس وجوهكم بردها على‬
‫أدبارها أو يلعنكم فنتيجة عدم المغفرة هي ترتب أثار‬
‫الشرك الدنيوية من طمس ولعن ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان الشرك في زماننا الحالي ليس اتخاذ الصنام كما‬
‫كان قبل السلم بل هو اتخاذ أراء أشخاص مارقين عن‬
‫طاعة الله تعالى اتخاذها مناهج عمل وحياة رغم‬
‫تعارضها مع نواميس وأحكام الله سبحانه وهم بذلك‬
‫يمارسون شرك الطاعة كما فعل ذلك قبلهم اليهود‬
‫باتخاذهم أحبارهم أرباب لهم أما ألن فان العلمانيون‬
‫والليبراليون هم المشركون الجدد بافترائهم على الله‬
‫تعالى واتخاذهم أهوائهم أرباب لهم ‪.‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ت‬
‫ج ْ‬
‫ض َ‬ ‫ما ن َ ِ‬‫م َنارا ً ك ُل ّ َ‬ ‫ه ْ‬
‫صِلي ِ‬
‫ف نُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫س ْ‬
‫فُروا ِبآَيات َِنا َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫}إ ِ ّ‬
‫ه‬‫ن الل ّ َ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫قوا ال ْ َ‬
‫ع َ‬ ‫ذو ُ‬‫ها ل ِي َ ُ‬ ‫جُلودا ً َ‬
‫غي َْر َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ب َدّل َْنا ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫جُلودُ ُ‬ ‫ُ‬
‫كيمًا{ )‪(56‬‬ ‫َ ِ‬‫ح‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫زيز‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫َ‬
‫كا‬

‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ ان الذين كفروا ‪ }....‬بين الله تعالى كفاية جهنم في‬
‫امرهم بقوله ‪ { :‬ان الذين كفروا بآياتنا ‪ } ...‬وهو بيان‬
‫في صورة تعليل ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪-:‬‬
‫ينطبق هذا التهديد والوعيد من الله تعالى على كل من‬
‫انتمى واتبع ونفذ عقائد الحزاب الضالة التي تتعارض‬
‫مع أحكام الله في قوانين المحاكم والبنوك الربوية‬
‫والحقوق الجتماعية من العلمانيين والليبراليين ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ز َ‬‫ما أن ْ ِ‬ ‫مُنوا ب ِ َ‬ ‫مآ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن أن ّ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ع ُ‬‫ن ي َْز ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫}أ ل َ ْ‬
‫موا إ َِلى ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ما أ ُن ْ‬
‫ت‬
‫غو ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫حاك َ ُ‬ ‫ن ي َت َ َ‬‫نأ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬‫ِ‬ ‫ك يُ‬ ‫قب ْل ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬‫ز َ‬ ‫ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫طا‬ ‫ي‬‫ش‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ري‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫روا‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫روا‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫و‬
‫ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ ُ ِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ‬
‫عيدًا{ )‪(60‬‬ ‫ضلل ً ب َ ِ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ الم تر إلى الذين ‪ }....‬الستفهام للتأسف والمعنى‬
‫من السف مارايته ان بعض الناس وهم معتقدون أنهم‬
‫مؤمنون بما انزل أليك من الكتاب والى سائر النبياء‬
‫يتحاكمون عند التنازع إلى الطاغوت وهم أهل الطغيان‬
‫والمتمردين على دين الله المتعدون على الحق وقد‬
‫أمروا في هذه الكتب ان يكفروا بالطاغوت وكفى في‬
‫منع التحاكم أليهم انه إلغاء لكتب الله وأبطال‬
‫لشرائعه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫نفهم من الية الكريمة عدم جواز الحتكام لغير قوانين‬
‫الله تعالى لنها أحكام الطاغوت بدليل مخالفها لحكام‬
‫الله وهي في زمانا هذا القوانين المعمول بها في‬
‫المحاكم الحكومية والله تعالى يأمرنا ان نكفر بها‬
‫ونرفض الحتكام أليها لنها من الوسائل التي يضلنا بها‬
‫الشيطان وأتباعه الذين اتبعوها من العلمانيين‬
‫والليبراليين‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ل‬ ‫وإ َِلى الّر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ما أ َن َْز َ‬
‫ل الل ّ ُ‬ ‫وا إ َِلى َ‬
‫عال َ ْ‬
‫م تَ َ‬‫ه ْ‬‫ل لَ ُ‬
‫قي َ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫} َ‬
‫دودا{ )‪(61‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ص ُ‬
‫عن ْك ُ‬ ‫ن َ‬
‫دو َ‬ ‫ص ّ‬‫ن يَ ُ‬ ‫قي َ‬‫ف ِ‬ ‫مَنا ِ‬
‫ت ال ُ‬‫َرأي ْ َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ وإذا قيل لهم تعالوا ‪ }...‬تعالوا بحسب الصل أمر من‬
‫التعالي وهو الرتفاع ‪ .‬وصد عنه يصد صدودا أي‬
‫اعرض ‪ .‬وقوله { إلى ما انزل الله والى الرسول‬
‫} بمنزله ان يقال ‪ :‬إلى حكم الله ومن يحكم به ‪ .‬وفي‬
‫قول { يصدون عنك } أنما خص الرسول بالعراض مع‬

‫‪26‬‬
‫ان الذي دعوا أليه هو الكتاب والرسول معا لن السف‬
‫هو من فعل الذين يزعمون أنهم امنوا بما انزل الله‬
‫فهم ليسوا بكافرين حتى يتجاهروا بالعراض عن‬
‫الكتاب ‪ .‬بل منافقون يتظاهرون باليمان ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪-:‬‬
‫نعم هذا هو ما حاصل ألن فعندما تدعو العلمانيين‬
‫والليبراليين إلى تطبيق شريعة الله تعالى يمتنعون عن‬
‫ذلك بأعذار سخيفه واهية ول يتجاهرون برفضهم‬
‫لحكام شريعة الله تعالى لن ذلك يجعل المجتمع‬
‫يرفضهم ويسلكوا طريق النفاق في التظليل والخداع‬
‫وتحين الفرص لينالوا من السلم ‪.‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ع بإذْن الل ّه ول َ َ‬ ‫ل إ ِّل ل ِي ُ َ‬ ‫َ‬
‫م إِ ْ‬
‫ذ‬ ‫ه ْ‬ ‫و أن ّ ُ‬‫ِ َ ْ‬ ‫طا َ ِ ِ ِ‬ ‫سو ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫سل َْنا ِ‬ ‫ما أْر َ‬ ‫و َ‬‫} َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ه ُ‬‫فَر ل َ ُ‬ ‫غ َ‬
‫ست َ ْ‬
‫وا ْ‬ ‫فُروا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫غ َ‬‫ست َ ْ‬‫فا ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ءو َ‬ ‫جا ُ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ُ‬‫ف َ‬ ‫موا أن ْ ُ‬ ‫ظَل َ ُ‬
‫حيمًا{ )‪(64‬‬ ‫وابا ً َر ِ‬ ‫دوا الل ّ َ‬
‫ه تَ ّ‬ ‫ج ُ‬‫و َ‬‫ل لَ َ‬ ‫سو ُ‬‫الّر ُ‬

‫التفسير ‪-:‬‬
‫{ وما أرسلنا من رسول ‪ }.....‬ذكر الله سبحانه ان‬
‫وجوب طاعة النبي ) ص ( وجوب مطلق ‪ .‬ليست أل‬
‫طاعة الله ثم ذكر أنهم لو رجعوا إلى الله ورسوله‬
‫بالتوبة حينما خالفوا الرسول بالعراض لكان خيرا لهم‬
‫من ان يحلفوا بالله ويلفقوا أعذار غير موجهه ل تنفع‬
‫ول ترضي رسول الله ) ص ( لن الله سبحانه يخبره‬
‫بحقيقة المر وذلك قوله { ولو أنهم إذ ظلموا ‪. }....‬‬
‫المصداق الحالي ‪-:‬‬
‫يتضح ان طاعة الرسول ) ص ( ملزمة لكل من يدعي‬
‫السلم بكل أقواله وأفعاله وكل اليات الكريمة التي‬
‫جاء بها من الله تعالى وعدم طاعة الرسول هي ظلم‬
‫لنفس النسان من النسان أذن ما أكثر الذين ظلموا‬
‫أنفسهم وغرروا بالخرين ليظلموا أنفسهم برفضون‬
‫طاعة الرسول ) ص ( كما يفعل ذلك العلمانيون‬

‫‪27‬‬
‫والليبراليون بل يدعون ان فكرهم اصح وأكثر حداثة‬
‫وتجدد ‪ .‬وهم بذلك يتهمون الرسول بالغفلة والقصور ‪.‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م ثُ ّ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬
‫جَر ب َي ْن َ ُ‬‫ش َ‬ ‫ما َ‬ ‫في َ‬‫ك ِ‬ ‫مو َ‬‫حك ّ ُ‬‫حّتى ي ُ َ‬‫ن َ‬‫مُنو َ‬‫ؤ ِ‬‫ك ل يُ ْ‬‫وَرب ّ َ‬‫فل َ‬ ‫} َ‬
‫موا‬ ‫ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫في أن ْ ُ‬
‫سل ُ‬ ‫وي ُ َ‬
‫ت َ‬ ‫ضي ْ َ‬
‫ق َ‬ ‫م ّ‬‫حَرجا ِ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬‫س ِ‬
‫ف ِ‬ ‫دوا ِ‬ ‫ج ُ‬
‫ل يَ ِ‬
‫ً‬
‫سِليما{)‪(65‬‬ ‫تَ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫}فل وربك ل يؤمنون حتى ‪ { ....‬الرد ل يختص‬
‫بالمنافقين بل يعمهم وغيرهم من جهة ان ظاهر‬
‫حالهم أنهم يزعمون ان مجرد تصديق ما انزل من عند‬
‫الله بما يتضمنه من المعارف والحكام ‪ .‬أيمان بالله‬
‫ورسوله وبما جاء به من عند ربه والحال ليس كذلك بل‬
‫اليمان تسليم تام باطنا وظاهرا ‪ .‬فكيف يتأتى لمؤمن‬
‫حقا ان ل يسلم للرسول حكما في الظاهر بان يعرض‬
‫عنه ويخالفه ‪ .‬او في باطن نفسه بان يتحرج عن حكم‬
‫الرسول اذا خالف هوى نفسه ‪ .‬فلو تحرج متحرج مما‬
‫قضى به النبي ) ص ( فمن حكم الله تحرج ‪ .‬لنه هو‬
‫الذي شرفه بافتراض الطاعة ونفوذ الحكم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان هذه الية الكريمة تعم كل تفاصيل الحياة والعلقات‬
‫الجتماعية والمعاملت بين المسلمين والله سبحانه‬
‫يقسم بعدم أيمان كل الذين ل يتحاكمون إلى شريعة‬
‫السلم ول يذعنون لقوانين القران وأوامر النبي ) ص‬
‫( أذن فلينتبه الناس الذي يعتبرون أنفسهم مسلمون‬
‫كيف يطيعون العلمانيين والليبراليين وقد أداروا كل‬
‫مفاصل الحياة بإحكامهم الوضيعة الضالة في المحاكم‬
‫وفي البنوك الربوية وفي السماح ببيع الخمور علنا‬
‫واعتبار سفور النساء تمدن وتعالي أصوات الغناء الذي‬
‫يحث عن الرذيله وتشبه الرجال بالنساء وعكس ذلك‬
‫والمساواة بالرث بين الذكر والنثى وغير ذلك من‬
‫تفاصيل تعارض شريعة السلم وتتبع العلمانيون‬
‫والليبراليون فهل انتم منتهون ؟ أم أنكم لستم‬
‫بالسلم مؤمنون ؟‬
‫‪28‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ما‬
‫س بِ َ‬
‫ن الّنا ِ‬ ‫حك ُ َ‬
‫م ب َي ْ َ‬ ‫ق ل ِت َ ْ‬
‫ح ّ‬‫ب ِبال ْ َ‬
‫ك ال ْك َِتا َ‬ ‫}إ ِّنا أ َن َْزل َْنا إ ِل َي ْ َ‬
‫صيمًا{ )‪(105‬‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬
‫خائ ِِني َ‬ ‫ول ت َك ُ ْ‬ ‫ه َ‬‫ك الل ّ ُ‬ ‫أ ََرا َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} انا أنزلنا أليك الكتاب ‪ {....‬مضمون الية على ما‬
‫يعطيه السياق ‪ :‬ان الله انزل أليك الكتاب وعلمك‬
‫أحكامه وشرائعه وحكمه لتضيف أليها ما اوجد لك من‬
‫الرأي وعرفك من الحكم فتحكم بين الناس وترفع بذلك‬
‫اختلفاتهم }ول تكن للخائنين خصيما { عطف على ما‬
‫تقدمه من ألجمله الخبرية لكونها في معنى النشاء‬
‫كأنه قيل ‪ :‬فاحكم بينهم ول تكن للخائنين خصيما ‪ .‬و‬
‫الخصيم هو الذي يدافع عن الدعوى وما في حكمها ‪,‬‬
‫وفيه نهيه ) ص ( عن ان يكون خصيما للخائنين على‬
‫من يطالبهم بحقوقه ‪ ,‬فيدافع عن الخائنين ويبطل‬
‫حقوق المحقين من أهل الدعوى‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫أذن فالله تعالى انزل أحكام القران على نبينا محمد‬
‫) ص ( ليحكم بها بين الناس وليس فقط بين‬
‫المسلمين فهنا الحكم يعم الكل لم يستثني احد ولم‬
‫يستثني زمان ول مكان فهو عام مطلق والحق الله‬
‫تعالى بذلك سنة النبي ) ص ( بالحكام ألعامه مع النهي‬
‫عن الدفاع عن خصوم السلم لكونهم خانوا شريعة الله‬
‫تعالى ‪ .‬تأمل ما سبق وانظر إلى دعوى بعض‬
‫المتمسلمين من الدفاع عن العلمانية والليبرالية وهي‬
‫التي تدعو إلى طمس الدين ودحض أحكامه وشرائعه‬
‫وتعتبرها من مخلفات العهود البائدة التي انتهت‬
‫صلحيتها وهم بذلك يمرقون من الدين ويشركوا بالله‬
‫شرك الطاعة فيكون مصيرهم الكفر ‪ .‬كما بين ذلك‬
‫القران الكريم بالمساواة بين المشركين والكافرين‬
‫فالمشرك ساوى بين طاعة الله تعالى وبين ما أشركه‬
‫ه تفضيل على طاعة الله فيكون قد كفر‬ ‫معه وأطاع ُ‬
‫بالله تعالى ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ع‬
‫وي َت ّب ِ ْ‬
‫دى َ‬ ‫ه َ‬‫ه ال ْ ُ‬
‫ن لَ ُ‬ ‫ما ت َب َي ّ َ‬
‫د َ‬ ‫ع ِ‬‫ن بَ ْ‬‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ق الّر ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫شا ِ‬‫ن يُ َ‬ ‫م ْ‬
‫و َ‬‫} َ‬
‫ت‬
‫ساءَ ْ‬ ‫و َ‬‫م َ‬
‫هن ّ َ‬‫ج َ‬‫ه َ‬ ‫صل ِ ِ‬
‫ون ُ ْ‬ ‫ولى َ‬ ‫ّ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ول ِ‬‫ن نُ َ‬
‫مِني َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ْ‬
‫ل ال ُ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫غي َْر َ‬‫َ‬
‫صيرا{ )‪(115‬‬ ‫ً‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} ومن يشاقق الرسول ‪ {....‬المراد بمشاقة الرسول‬
‫بعد تبين الهدى ‪ :‬مخالفته وعدم أطاعته }نوله ما‬
‫تولى { نجره على ما جرى عليه ونساعده على ما تلبس‬
‫به من أتباع غير سبيل المؤمنين ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪- :‬‬


‫ان الهدى هو التسليم بكل آيات القران الكريم وسنة‬
‫النبي ) ص ( وهو طريق المؤمنين أي المسلمين‬
‫العاملين بكل ذلك وهو بّين وواضح لكل ذي عقل بعد‬
‫مضي أكثر من ‪ 1400‬عام على بزوغ شمس السلم‬
‫‪.‬أما ان يأتي شخص ضال ويعصي أوامر الله تعالى في‬
‫آياته وسنة نبيه ) ص ( ويطعن بصلحيتها للتطبيق في‬
‫هذا الزمان فهو راد على الله تعالى ورسوله ثم يطرح‬
‫بديل عنها فهو ساقط في شرك الطاعة المؤدي إلى‬
‫الكفر كما يفعل ذلك العلمانيون والليبراليون ‪ .‬فان الله‬
‫تعالى يتغاضى عنهم حتى يوغلوا في غيهم وكفرهم‬
‫ليكون مصيرهم جهنم بجداره ‪.‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬
‫ك لِ َ‬ ‫دو َ‬
‫ما ُ‬ ‫فُر َ‬
‫غ ِ‬
‫وي َ ْ‬‫ه َ‬ ‫شَر َ‬
‫ك بِ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫فُر أ ْ‬ ‫غ ِ‬
‫ه ل يَ ْ‬‫ن الل ّ َ‬
‫}إ ِ ّ‬
‫عيدًا{ )‪(116‬‬ ‫ضلل ً ب َ ِ‬‫ل َ‬ ‫ض ّ‬‫قد ْ َ‬ ‫ف َ‬
‫ه َ‬‫ك ِبالل ّ ِ‬‫ر ْ‬
‫ش ِ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫م ْ‬‫و َ‬‫شاءُ َ‬‫يَ َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫}ان الله ل يغفر ‪ {....‬المعنى واضح‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان الية الكريمة مبينه ومتعلقة بالية السابقة وتؤكد‬
‫عدم مغفرة الله تعالى للمشرك الذي ل يطيع أوامر‬
‫الرسول ) ص ( وأوامر الله تعالى في كيفية أدارة‬

‫‪30‬‬
‫مفردات الحياة اليومية ويستعيض عنها بأحكام وضعية‬
‫تتعارض مع شريعة السلم وهذا ضلل بعيد ول يخفى‬
‫على القارئ ما يحيط بنا من تطبيق للفكار العلمانية‬
‫والليبرالية التي ترفض قوانين السلم في القضاء‬
‫والمصارف و تدرس في المدارس نظرية دارون وإباحة‬
‫تعاطي بيع وشراء وصناعة الخمور بقانون‪ .‬وقانون‬
‫الحوال الشخصية الذي ل يتطابق مع الشريعة‬
‫السلمية وغير ذلك كثير‪.‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ذي‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫وال ْك َِتا ِ‬
‫ه َ‬ ‫سول ِ ِ‬‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مُنوا ِبالل ّ ِ‬ ‫مُنوا آ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫ن ي َك ْ ُ‬
‫فْر‬ ‫م ْ‬‫و َ‬‫ل َ‬‫قب ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬‫ذي أ َن َْز َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫وال ْك َِتا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫عَلى َر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َّز َ‬
‫ل‬ ‫ض ّ‬‫قد ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ر َ‬‫خ ِ‬‫وم ِ اْل ِ‬ ‫وال ْي َ ْ‬‫ه َ‬ ‫سل ِ ِ‬
‫وُر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫وك ُت ُب ِ ِ‬ ‫ه َ‬‫ملئ ِك َت ِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ِبالل ّ ِ‬
‫عيدا{ )‪(136‬‬ ‫ضلل ب َ ِ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫اليمان بواحد من حقائق هذه المعارف ل يتم أل مع‬
‫اليمان بجميعها من غير استثناء والرد لبعضها مع الخذ‬
‫ببعض أخر كفر لو اظهر ونفاق لو كتم ومن يكفر بالله‬
‫أو ملئكته أو كتبه أو رسله أو اليوم الخر أي من يكفر‬
‫بشيء من أجزاء اليمان فقد ضل ضلل بعيدا ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫من الواضح ان الية تؤكد على ان اليمان شيء واحد ل‬
‫يقبل التبعيض وأي انكار لجزئ من العقيدة يقود إلى‬
‫الكفر كما قال الله تعالى ‪}:‬أتؤمنون ببعض الكتاب‬
‫وتكفرون ببعض ‪ {...‬أذن فان ادعاء المظلين من‬
‫العلمانيين والليبراليين وأذنابهم من الشيوعيين‬
‫والبعثيين بأنهم يؤمنون بالسلم ولكنهم عندهم‬
‫مؤاخذات وتعديلت على ما انزل الله تعالى أو ما قال‬
‫الرسول ) ص ( يعتبر كفر صريح ل غبار عليه ‪ .‬كأن‬
‫يقولوا ان النسان نشأ من تطور كائنات دنيا نشأ منها‬
‫الحيوان والنسان وان تلك الكائنات نشأت بالصدفة من‬
‫تفاعلت عشوائية حدثت في الطبيعة الغير عاقله‬
‫فنشأت ابسط أنواع الحياة وتطورت إلى النسان الذي‬
‫هو أعقل الكائنات وهم بذلك يلقنون أطفالنا في‬
‫‪31‬‬
‫المدارس ان النسان لم يخلقه احد أو يقولون ان‬
‫حقوق النسان ترفض إن تقطع يد السارق ويفضلون‬
‫السجن كعقوبة على السرقة وكأنهم اعلم وارحم من‬
‫الله تعالى بمن خلق وهذا أيضا شرك طاعة وكفر صريح‬
‫والمثلة على ذلك كثيرة ‪.‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ت الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫م آَيا ِ‬ ‫عت ُ ْ‬‫م ْ‬
‫س ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن إِ َ‬
‫بأ ْ‬ ‫في ال ْك َِتا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫ل َ‬ ‫قدْ ن َّز َ‬ ‫و َ‬ ‫} َ‬
‫ضوا‬ ‫خو ُ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫ُ‬ ‫ي ُك ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ع ُ‬
‫م َ‬
‫دوا َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫هَزأ ب ِ َ‬ ‫ست َ ْ‬‫وي ُ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫فُر ب ِ َ‬
‫ن‬
‫قي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ع ال ْ ُ‬
‫مَنا ِ‬ ‫م ُ‬
‫جا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬‫ه ْ‬ ‫مث ْل ُ ُ‬
‫م ِإذا ً ِ‬‫ه إ ِن ّك ُ ْ‬ ‫ر ِ‬‫غي ْ ِ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ٍ‬ ‫ح ِ‬‫في َ‬ ‫ِ‬
‫ميعًا{ )‪(140‬‬ ‫ج‬ ‫م‬
‫َ َ ّ َ َ ِ‬ ‫ن‬‫ه‬ ‫ج‬ ‫في‬ ‫ن‬
‫ِ ِ َ ِ‬‫ري‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫}وقد نزل عليكم ‪ {...‬يريد ما نزله في سورة النعام ‪:‬‬
‫}وإذا رأيت الذين يخوضون‪ {..‬النعام )‪ ( 68‬فان سورة‬
‫النعام مكيه وسورة النساء مدنيه‬
‫}إنكم أذا مثلهم{تعليل للنهي أي بما نهيناكم لنكم اذا‬
‫قعدتم معهم والحال هذه تكونون مثلهم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫كثيرا ما يعقد أعداء السلم من العلمانيين‬
‫والليبراليين مناظرات للستخفاف والستهزاء‬
‫والسخرية من بعض أحكام الله ألمنزله تحت ذرائع شتى‬
‫كالدفاع عن حقوق المرأة والطعن ببعض آيات القران‬
‫الكريم بتهمة أنها تحط من قدر المرأة جهل منهم‬
‫بحكمة المشرع العظم سبحانه ‪ .‬او ادعائهم الدفاع عن‬
‫حقوق النسان ورفضهم العقوبات التي وضعها الله‬
‫تعالى كحد شارب الخمر وحد الزاني وغير ذلك‬
‫والسخرية منها واتهامها بالتخلف والقصد من ذلك هو‬
‫توهين قداسة العقيدة السلمية في قلوب المؤمنين‬
‫وإضعافها لكي يتمكن العلمانيون والليبراليون من بث‬
‫سمومهم الخطرة في عقول ضعيفي اليمان وان‬
‫مجالستهم والستماع لهم هو نفاق لنهم من دعاة‬
‫الكفر بل ان مجالسهم يصبح مثلهم وسوف يجمع الله‬
‫تعالى المنافقين والكافرين في الجحيم لذا يجب ان‬

‫‪32‬‬
‫يعلموا بأننا نرفض حديثهم هذا جملة وتفصيل فل نقعد‬
‫معهم ول نستمع لهم ‪.‬‬

‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫ذوا ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫دو ِ‬‫ن ُ‬ ‫م ْ‬‫ول َِياءَ ِ‬‫نأ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫خ ُ‬
‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬
‫نآ َ‬‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫}َيا أي ّ َ‬
‫مِبينًا{)‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طانا ً ُ‬
‫سل ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬‫ه َ‬‫عُلوا ل ِل ّ ِ‬‫ج َ‬‫ن تَ ْ‬
‫نأ ْ‬‫دو َ‬‫ري ُ‬
‫ن أت ُ ِ‬ ‫مِني َ‬‫ؤ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫‪(144‬‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫الية تنهى المؤمنين عن التصال بولية الكفار وترك‬
‫ولية المؤمنين ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫لقد ثبت لدينا في آيات كثير بان العلمانيون واللبراليون‬
‫ساقطين في شرك الطاعة لتشريعهم قوانين وضعية‬
‫تتناقض مع أحكام الله تعالى وطاعاتها وبالعمل بها‬
‫تفضيل على أحكام الله تعالى وهذا هو جوهر شرك‬
‫الطاعة الذي يساويه الله تعالى في آياته مع الكفر‬
‫ويرتب عليه نفس عقوباته وينهانا الله تعالى من‬
‫اتخاذهم أولياء لن الولية للمؤمنين حصرا و في‬
‫القران يضرب الله تعالى لنا مثل اليهود الذين اتخذوا‬
‫أحبارهم أربابا لهم بان أطاعوا أحبارهم في أوامرهم‬
‫التي فيها معصية لله تعالى فسقطوا في شرك الطاعة‬
‫المؤدي إلى الكفر وألن نرى الحكومات العلمانية‬
‫والليبرالية ل تأمر وتنهى طبقا لشريعة السلم الحنيف‬
‫وان ألذعان لولية الباطل يضعنا تحت طائلة معصية‬
‫الله تعالى ‪.‬‬
‫سورة النساء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ضّلوا َ‬
‫ضلل ً‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬
‫قد ْ َ‬ ‫سِبي ِ‬
‫ن َ‬
‫ع ْ‬
‫دوا َ‬
‫ص ّ‬
‫و َ‬ ‫ن كَ َ‬
‫فُروا َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫عيدًا{ )‪(167‬‬ ‫بَ ِ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫ان الذين كفروا وصدوا عن هذا الكتاب والوحي الذي‬
‫يتضمنه فقد كفروا وصدوا عن سبيل الله ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫الكل يذكر كيف حارب حزب البعث الذي هو احد‬
‫واجهات العلمانية المؤمنين ورجال الدين وصد الناس‬
‫عن الصلة وإطاعة أوامر الله ونواهيه وطرح بدل عن‬
‫ذلك أفكاره الضالة واجبر الناس على العمل بها وهو‬
‫بذلك قد سقط في شرك الطاعة وضل عن السلم‬
‫ضلل بعيدا ‪.‬‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫فروا وك َذّبوا بآيات َِنا ُأول َئ ِ َ َ‬
‫ب‬
‫حا ُ‬
‫ص َ‬
‫كأ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن كَ َ ُ‬
‫ذي َ‬‫وال ّ ِ‬‫} َ‬
‫م{ )‪(10‬‬ ‫حي ِ‬ ‫ج ِ‬‫ال ْ َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫ايعاد شديد للذين كفروا وكذبوا بآيات الله ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫مما ل يخفى ان العلمانيون والليبراليون يرفضون‬
‫النصياع إلى أحكام الله تعالى في أدارة شؤون الحياة‬
‫عامة فهم في موقفهم هذا ل يختلفون عن الكافر‬
‫الصريح رغم أنهم يدعون أنهم مسلمون وهم بذلك‬
‫سوف يكون مصيرهم إلى جهنم وبئس المصير ‪.‬‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ل َوا ُّ‬
‫ل‬ ‫سَبا َنَكاًل ِمنْ ا ِّ‬
‫جَزاًء ِبَما َك َ‬
‫طُعوا َأْيِدَيُهَما َ‬
‫ساِرَقُة َفاْق َ‬
‫ق َوال ّ‬
‫ساِر ُ‬
‫}َوال ّ‬
‫حِكيٌم{ )‪(38‬‬ ‫عِزيٌز َ‬‫َ‬

‫التفسير ‪:‬‬
‫اليد مادون المنكب والمراد بها في الية ‪ :‬اليمين‬
‫بتفسير السنة النبوية ويصدق قطع اليد بفصل بعض‬
‫اجزائها او جميعها عن البدن بآلة قاطعة ‪ .‬والنكال ‪:‬‬
‫العقوبة التي يعاقب بها المجرم لينتهي عن اجرامه‬
‫ويعتبر بها غيره من الناس ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫هذا حكم لو طبقه القضاء على كل سارق لمن الناس‬
‫على بيوتهم واسواقهم واموالهم اينما كانت ولصبح‬
‫ذلك المان مدعاة للطمئنان والسلم بين افراد‬
‫المجتمع ‪ .‬كيف ل وهو حكم صادر من الله الخالق العالم‬
‫بما يصلح حالنا ‪ .‬ولكن وياللسف تمكن اعداء الله من‬
‫العلمانيين والليبراليين من منع تطبيق قضاء الله تعالى‬
‫وجعلوا تشريعهم ندا غالبا مطبقا في محاكمهم‬
‫الوضعية فاصبح السارق يخرج من سجنه ليستأنف‬
‫سرقة اموال الناس مطمئنا بسبب عدم تنفيذ عقوبة‬
‫الله تعالى بل الحتكام الى قانون الطاغوت الذي‬
‫يسمي السارق العائد للسرقة ) من اصحاب السوابق ( ‪.‬‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ن‬‫ها الن ّب ِّيو َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫حك ُ ُ‬
‫وُنوٌر ي َ ْ‬ ‫ى َ‬‫هد ً‬ ‫ها ُ‬ ‫في َ‬ ‫وَراةَ ِ‬ ‫} إ ِّنا أن َْزل َْنا الت ّ ْ‬
‫َ‬
‫ما‬‫حَباُر ب ِ َ‬ ‫واْل َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫والّرّبان ِّيو َ‬ ‫دوا َ‬ ‫ها ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫موا ل ِل ّ ِ‬ ‫سل َ ُ‬‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫وا‬ ‫خ َ‬
‫ش ُ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫داءَ َ‬ ‫ه َ‬‫ش َ‬ ‫ه ُ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫كاُنوا َ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫ن ك َِتا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ظوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫ن لَ ْ‬
‫م‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫قِليل ً َ‬ ‫منا ً َ‬ ‫شت َُروا ِبآَياِتي ث َ َ‬ ‫ول ت َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫و ِ‬ ‫ش ْ‬‫خ َ‬ ‫وا ْ‬‫س َ‬ ‫الّنا َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(44‬‬ ‫فُرو َ‬ ‫م الكا ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫َ‬
‫ه فأولئ ِك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما أن َْزل الل ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫حك ُ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} فل تخشوا الناس واخشون ‪ {...‬أخذنا منهم الميثاق‬
‫على حفظ الكتاب وأشهدناهم عليه ان ل يغيروه ول‬
‫يخشوا في إظهاره غيري ول يشتروا بآياتي ثمنا قليل ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫تلجاء الحزاب العلمانية والليبرالية أضافه إلى التضليل‬
‫إلى أكراه الناس على أتباع أفكارهم عندما يتسلمون‬
‫السلطة كما فعل ذلك حزب البعث بكل وسائل الرهاب‬
‫والتخويف ‪ .‬وهنا يأمرنا الله تعالى بعدم الخوف منهم‬
‫بل يجب الخوف من الله وعدم معصيته بإطاعة أعداء‬
‫السلم ‪ .‬وقد لجاء أيضا العلمانيون والليبراليون إلى‬
‫أغراء الناس بالمال والسلطة وغير ذلك للتغرير بضعاف‬
‫العقل والدين والطامعين بحطام الحياة ليكونوا من‬
‫أتباعهم بمعارضة آيات الله تعالى وهنا يصدر حكم الله‬

‫‪35‬‬
‫تعالى بالكفر على كل الذين يحكمون بغير أحكام الله‬
‫تعالى كلحكام الوضعية المتبعة في المحاكم‬
‫والمصارف والمعاملت بين الناس ‪.‬‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ن ِبال ْ َ‬
‫عي ْ ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫عي ْ َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫س ِبالن ّ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ن الن ّ ْ‬ ‫ها أ ّ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫ِ‬ ‫عل َي ْ‬ ‫وك َت َب َْنا َ‬ ‫} َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ح‬‫جُرو َ‬ ‫وال ُ‬ ‫ن َ‬ ‫س ّ‬‫ن ِبال ّ‬ ‫س ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ِبالذُ ِ‬ ‫والذُ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف ِبالن ْ ِ‬ ‫والن ْ َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫ي‬
‫ُ َ َ ْ ْ َ ْ ْ ِ َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫فا‬‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫و‬
‫ُ َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫د‬
‫َ ّ‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ص‬
‫ٌ‬ ‫صا‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫ِ‬
‫ن{ )‪(45‬‬ ‫مو‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ظا‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫أو‬ ‫ف ُ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫أ َن َْز‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫بيان حكم القصاص في أقسام الجنايات من القتل‬
‫والقطع والجروح فالنفس تقتل بالنفس والعين تفقا‬
‫بالعين والنف يجدع بالنف والذن تصلم بالذن والسن‬
‫تقلع بالسن والجرح ذوات قصاص فمن عفا من أولياء‬
‫القصاص كولي المقتول او نفس المجروح عن الجاني‬
‫ووهبه ما يملكه من القصاص فالعفو كفاره لذنوب‬
‫المتصدق ‪ .‬وقوله ‪}:‬ومن لم يحكم بما انزل الله فولئك‬
‫هم الظالمون { من قبيل وضع العله موضع معلولها‬
‫والتقدير ‪ :‬وان لم يتصدق فليحكم بما انزل الله فان‬
‫من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪- :‬‬


‫من المعلوم ان الحكام الوضعية المطبقة في محاكمنا‬
‫ألن تحكم بالسجن على فقئ العين وجدع النف وصلم‬
‫الذن وأحيانا حتى القتل تحكم عليه بالسجن وتفتخر‬
‫العلمانية والليبرالية ان تلك الحكام الوضعية من نتاجها‬
‫بعد ان تمكنت من عزل الدين عن ألدوله بل عزل أحكام‬
‫الله عن المجتمع وهذا هو شرك الطاعة المؤدي إلى‬
‫الكفر والى الظلم فهل من العدالة ان يخرج الجاني بعد‬
‫سنه سليم العينين والمجني عليه يقضي حياته أعمى او‬
‫اعور ونفس الحال بالنسبة لجدع النف وصلم الذن‬
‫والدهى من ذلك قاتل النفس الذي يخرج من سجنه‬
‫مهما طال ينظر أليه أيتام وأخوان وأرملة وأب وأم‬
‫ضحيته بالحسرة واللم والرغبة في الثار لشعورهم‬
‫‪36‬‬
‫بالحيف والغبن لعدم تطبيق حكم الله العادل وهذا يؤدي‬
‫إلى تضعضع بنيان المجتمع وعدم ردع الجناة بالشكل‬
‫الذي حدده الله تعالى خير الحاكمين ‪.‬‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫حك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫م ْ‬
‫و َ‬
‫ه َ‬
‫في ِ‬
‫ه ِ‬‫ل الل ّ ُ‬‫ما أ َن َْز َ‬
‫ل بِ َ‬‫جي ِ‬‫ل اْل ِن ْ ِ‬‫ه ُ‬‫م أَ ْ‬ ‫ول ْي َ ْ‬
‫حك ُ ْ‬ ‫} َ‬
‫ن{ )‪(47‬‬ ‫س ُ‬ ‫ْ‬
‫م ال َ‬ ‫َ‬
‫فأولئ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ما أن َْز َ‬
‫قو َ‬ ‫فا ِ‬ ‫ه ُ‬‫ك ُ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫بِ َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫النجيل لما صدق التوراة فيما شرعته واحل بعض ما‬
‫حرم فيها كان العمل بما في التوراة في غير ما أحلها‬
‫النجيل من المحرمات عمل بما انزل الله في النجيل‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫لقد حكم الله تعالى بالفسق على الذين حكموا بأحكام‬
‫التوراة بعد ما غير النجيل بعض تلك الحكام بالرغم‬
‫من ان التوراة كتاب سماوي منزل من الله تعالى ولكنه‬
‫ألغى بعض أحكامه بالنجيل اذا هل يرضى الله تعالى‬
‫على العلمانيين والليبراليين الذين غيروا احكام خاتم‬
‫الديان وهو السلم بأحكامهم الوضعية الضالة‬
‫والقاصرة عن بلوغ حكمة الخالق جل وعلى وهل يكفي‬
‫وصفهم بالفسوق وقد سقطوا في شرك الطاعة‬
‫وأصبحوا من الكافرين ‪.‬‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن‬‫م َ‬‫ه ِ‬ ‫ن ي َدَي ْ ِ‬‫ما ب َي ْ َ‬ ‫دقا ً ل ِ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ب ِبال ْ َ‬ ‫ك ال ْك َِتا َ‬ ‫وأ َن َْزل َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫} َ‬
‫َ‬
‫ول‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما أن َْز َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ب َي ْن َ ُ‬ ‫حك ُ ْ‬ ‫فا ْ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫منا ً َ‬ ‫هي ْ ِ‬ ‫م َ‬‫و ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫م‬‫من ْك ُ ْ‬ ‫عل َْنا ِ‬ ‫ج َ‬‫ل َ‬ ‫ق ل ِك ُ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫جاءَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ع ّ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫واءَ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ع أَ ْ‬ ‫ت َت ّب ِ ْ‬
‫ُ‬
‫ول َك ِ ْ‬
‫ن‬ ‫حدَةً َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫م ً‬ ‫مأ ّ‬ ‫عل َك ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫شاءَ الل ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫هاجا ً َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫و ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ع ً‬‫شْر َ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫ت إ ِلى الل ِ‬ ‫َ‬ ‫خي َْرا ِ‬ ‫ْ‬
‫ست َب ِقوا ال َ‬ ‫ُ‬ ‫م فا ْ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ما آَتاك ْ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫وك ْ‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ل ِي َب ْل َ‬
‫ن{ )‪(48‬‬ ‫ُ‬
‫خت َل ِفو َ‬ ‫ه تَ ْ‬ ‫في ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫ما كن ْت ُ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ميعا في ُن َب ّئك ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫عك ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫مْر ِ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫هذا حال القران الذي وصفه الله تعالى بأنه تبيان كل‬
‫شيء بالنسبة الى ما بين يديه من الكتب السماوية ‪.‬‬
‫يحفظ منها الصول الثابتة غير المتغيرة ‪ .‬وينسخ منها‬

‫‪37‬‬
‫ما ينبغي ان ينسخ من الفروع التي يمكن ان يتطرق‬
‫لها التغير والتبديل حتى يناسب حال النسان } فاحكم‬
‫بينهم بما انزل الله ‪ {...‬اذا كانت الشريعة ألنازله أليك‬
‫المودعة في الكتاب حقا ‪ ,‬وهو الحق فيما وافق ما بين‬
‫يديه من الكتب وحق فيما خالفه لكونه مهيمنا عليه‬
‫فليس لك أل ان تحكم بين أهل الكتاب – كما يؤيده‬
‫ظاهر اليات السابقة – أو بين الناس – كما تؤيد اليات‬
‫ألحقه – بما انزل الله أليك ول تتبع أهواءهم بالعراض‬
‫والعدول عما جاءك من الحق } لكل جعلنا منكم شرعه‬
‫ومنهاجا ‪ {....‬لكل أمه جعلنا منكم ) جعل تشريعا (‬
‫شرعه ومنهاجا ‪ ,‬ولو شاء الله لجعلكم أمه واحده وشرع‬
‫لكم شريعة واحده ولكن جعل لكم شرائع مختلفة‬
‫ليمتحنكم فيما أتاكم من النعم المختلفة ‪ ,‬واختلف‬
‫النعم كان يستدعي اختلف المتحان الذي هو عنوان‬
‫التكاليف والحكام المجعولة فل محالة ألقى الختلف‬
‫بين الشرائع ‪} .‬فاستبقوا الخيرات إلى الله‬
‫مرجعكم ‪ {...‬وجعلنا هذه الشريعة ألحقه المهيمنة على‬
‫سائر الشرائع شريعة لكم وفيها خيركم وصلحكم‬
‫فاستبقوا الخيرات وهي الحكام والتكاليف ‪ .‬و أل‬
‫تشتغلوا بأمر هذه الختلفات التي بينكم وبين غيركم ‪,‬‬
‫فان مرجعكم جميعا إلى ربكم تعالى فينبئكم بما كنتم‬
‫فيه تختلفون ‪ ,‬ويحكم بينكم حكما فصل ويقضي قضاء ‪,‬‬
‫عدل ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫يؤكد الله تعالى في هذه الية بأنه انزل القران الكريم‬
‫بما فيه من الحكام ليكون مسيطرا على كل الشرائع‬
‫التي سبقته وحاكما عليها لكونه خاتم الشرائع إلى‬
‫قيام الساعة وينهي عن أتباع أحكام الشرائع السماوية‬
‫السابقة للسلم ويسميها بالهواء ‪ .‬فهل يحل لنا‬
‫شرعا ان نتبع أهواء الليبراليين والعلمانيين ونترك‬
‫أحكام الله خير الحاكمين ويقول سبحانه } فاستبقوا‬
‫الخيرات { أي بادروا إلى تطبيق الحكام والتكاليف‬
‫التي انزلها الله تعالى في القرآن الكريم ‪ .‬فهل نعصي‬
‫خالقنا ونتبع عبادا ضالين ؟‬

‫‪38‬‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫واءَ ُ‬‫ه َ‬‫ع أَ ْ‬ ‫ول ت َت ّب ِ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما أ َن َْز َ‬‫م بِ َ‬ ‫ه ْ‬
‫م ب َي ْن َ ُ‬ ‫حك ُ ْ‬ ‫نا ْ‬
‫} َ‬
‫وأ ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫حذَْر ُ‬
‫ه إ ِلي ْك فإ ِ ْ‬ ‫ما أن َْزل الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن ي َفت ُِنوك َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ض ذُُنوب ِ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ب ِب َ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫صيب َ ُ‬
‫ن يُ ِ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ريدُ الل ُ‬ ‫ما ي ُ ِ‬‫م أن ّ َ‬ ‫عل ْ‬ ‫وا فا ْ‬ ‫ول ْ‬ ‫تَ َ‬
‫ن{ )‪(49‬‬ ‫سقو َ‬ ‫ُ‬ ‫س لفا ِ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن كِثيرا ِ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫التفسير‪-:‬‬
‫الية تأمر بالحكم بما انزل الله وتحذر أتباع أهواء‬
‫الناس ‪ .‬وتبين إن توليهم ان تولوا عما انزل الله كاشف‬
‫عن ضلل الهي لهم لفسقهم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫بالرغم من صراحة هذه الية الكريمة يأمر الله تعالى‬
‫بالحكم بين الناس بما انزل الله تعالى في قرأنه العزيز‬
‫والنهي عن أتباع أهواء الخرين التي هي كل حكم‬
‫يخالف حكم الله وتحذيره سبحانه من التفريط ولو‬
‫ببعض أحكام القران تجد ان عكس ذلك كله مطبق في‬
‫مجتمعنا وكأننا غير مسلمون فالعلمانيون والليبراليون‬
‫و واجهاتهم من الحزاب الخرى يحكمون بين‬
‫المسلمون بقوانينهم الوضعية ونحن لذلك مستسلمون‬
‫أو غافلون ونتبع أهوائهم بكل تفاصيل الحياة‬
‫الجتماعية وكأننا ل دين لنا يهدينا بعد ان فتنونا عن‬
‫معظم ما انزل الله وهو الذي حذرنا من ان يفتنونا عن‬
‫بعضه بعد ان تركنا القرآن وراء ظهورنا ‪ .‬وهم لم‬
‫يتولوا وحدهم عن حكم الله بل اتبعهم المجتمع طائعا‬
‫لباطلهم والله تعالى يقول } وان كثير من الناس‬
‫لفاسقون {‪.‬‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫كما ً‬ ‫َ‬ ‫}أ َ َ‬
‫ح ْ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫ه ُ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬
‫س ُ‬
‫ح َ‬
‫نأ ْ‬‫م ْ‬
‫و َ‬
‫ن َ‬
‫غو َ‬
‫ة ي َب ْ ُ‬
‫هل ِي ّ ِ‬
‫جا ِ‬‫م ال ْ َ‬
‫حك ْ َ‬‫ف ُ‬
‫ن{ )‪(50‬‬ ‫قُنو َ‬ ‫وم ٍ ُيو ِ‬‫ق ْ‬ ‫لِ َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫هؤلء الذين يتولون عن حكم الله الحق ماذا يريدون‬
‫بتوليهم وليس هنالك ألحكم ألجاهليه ؟ أفحكم‬

‫‪39‬‬
‫ألجاهليه يبغون ‪ .‬والحال انه ليس لحد أحسن حكما‬
‫من الله لهؤلء المدعين لليمان ؟‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ليست أحكام الجاهلية هي فقط التي كانت سائدة قبل‬
‫) ص ( بل هي كل الحكام‬ ‫نزول القرآن على محمد‬
‫التي تناقض أحكام الله تعالى وها نحن ألن بعد أكثر‬
‫من ‪ 14‬قرنا على بزوغ السلم نحيا في مجتمع تسوسه‬
‫الجاهلية الحديثة المتمثلة بقوانين الليبرالية والعلمانية‬
‫وبالعراف الل أسلمية والعقائد الغربية فبالله عليه‬
‫ماذا بقي من أفعال الجاهلية قبل السلم لم يمارسه‬
‫المجتمع ان لم يزد عليها فالمحاكم تقضي بالقوانين‬
‫الوضعية المقتبسة من قوانين الدول الغير أسلمية‬
‫والبنوك تتعامل بالربا بشكل قانوني وبيع الخمور علنا‬
‫مسموح به ومحلت شرب الخمور والدعارة مجازة‬
‫رسميا والسفور عام فهم يسمونه انفتاح وتحضر‬
‫والتبرج فاق ما كانت عليه نساء الجاهلية الولى‬
‫والجهاض أصبح بديل عن وأد البنات والغناء في كل‬
‫بيت وشارع وأصبح له وللرقص مدارس والمر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر مرفوض لنه يتعارض مع‬
‫الحرية الشخصية وتدخل في ما ل يعنيك والمقتول‬
‫يفصل بمبلغ ل يصل إلى ‪ %3‬تقريبا مما حكم به الله‬
‫تعالى والمدارس تدرس أبنائنا الكفر من خلل أقناعهم‬
‫بنظرية النشوء والتطور أي ان كل الكائنات بما فيها‬
‫النسان نشأ وتطور بالصدفة من مواد كيميائية والغوا‬
‫وجود الخالق الله سبحانه واللحوم التي نستوردها‬
‫ونأكلها ل نعلم نوعها ول دين من ذبحها ول على أي‬
‫طريقة ذبحت ‪.‬وأمسى للقمار نوادي وأصبحت طاعة‬
‫الناس لطواغيت زمانهم كعبادة هبل‪ .‬وأنا أسألكم بالله‬
‫لو بعث محمد ) ص ( ألن بيننا هل سيقول لنا بارك الله‬
‫بكم او سيقول أبرى إلى الله منكم ؟‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪40‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ول َِياءَ‬
‫صاَرى أ ْ‬ ‫والن ّ َ‬ ‫هودَ َ‬ ‫ذوا ال ْي َ ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ها ال ّ ِ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م إِ ّ‬ ‫ه ْ‬‫من ْ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫م َ‬
‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫ول ّ ُ‬
‫ن ي َت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫ض َ‬
‫ع ٍ‬ ‫ول َِياءُ ب َ ْ‬‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬‫ع ُ‬ ‫بَ ْ‬
‫ن{ )‪(51‬‬ ‫مي َ‬ ‫ّ‬
‫م الظال ِ ِ‬ ‫و َ‬
‫ق ْ‬ ‫ْ‬
‫دي ال َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه ل يَ ْ‬ ‫ّ‬
‫الل َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫}يا أيها الذين امنوا ل تتخذوا ‪ٍ {....‬النهي عن موادتهم‬
‫الموجبة لتجاذب الرواح والنفوس الذي يقضي إلى‬
‫التأثر الخلقي فان ذلك يقلب حال مجتمعنا من‬
‫السيرة الدينية المبنية على سعادة أتباع الحق إلى‬
‫سيره الكفر المبنية على أتباع الهوى وعبادة الشيطان‬
‫والخروج عن صراط الحياة الفطرية ‪}.‬بعضهم أولياء‬
‫بعض ‪ {...‬ل تتخذوهم أولياء لنهم هم على تفرقهم‬
‫وشقاقهم فيما بينهم يد واحدة عليكم ل نفع لكم في‬
‫القتراب منهم بالمودة والمحبة }ومن يتولهم منكم ‪{..‬‬
‫ان من يتخذهم منكم أولياء فانه بعضهم فهؤلء‬
‫الموالون لولئك أقوام عدهم الله تعالى من اليهود‬
‫والنصارى وان كانوا من المؤمنين ظاهرا ‪.‬‬
‫المصادق الحالي ‪- :‬‬
‫ان المبتدعين للفكار العلمانية والليبرالية هم من‬
‫اليهود والنصارى الذين خرجوا بأفكارهم على أديانهم‬
‫وعملوا على صرف الناس عنها وأتباعهم في ضللهم‬
‫وأهوائهم والله سبحانه ينهى المسلمون عن أتباع‬
‫اليهود والنصارى ويعتبر من يتبعهم من الظالمين‬
‫فكيف نتخذ العلمانيين والليبراليين أولياء لنا باعتناق‬
‫أفكارهم بفصل الدين عن حكم الدولة والمجتمع وهم‬
‫أسوء في كفرهم وضللهم من أتباع دينين سماوين‬
‫انحرافا َ عن أصول دينهما الذي انزله الله تعالى ؟‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫هُزوا ً‬ ‫َ‬
‫م ُ‬ ‫ذوا ِدين َك ُ ْ‬ ‫خ ُ‬
‫ن ات ّ َ‬ ‫ذي َ‬‫ذوا ال ّ ِ‬ ‫خ ُ‬
‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫َ‬ ‫وال ْك ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫ول َِياءَ‬
‫فاَر أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫قب ْل ِك ُ ْ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫عبا ً ِ‬ ‫ول َ ِ‬‫َ‬
‫ن{ )‪(57‬‬ ‫َ‬ ‫ني‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ؤ‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬
‫َ ِ‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫قوا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫وا‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬

‫‪41‬‬
‫الية الكريمة تنهى عن اتخاذ المستهزئين بالله وآياته‬
‫من أهل الكتاب والكفار أولياء } واتقوا الله ان كنتم‬
‫مؤمنين { ان المؤمن وهو الخذ بعروة اليمان ل معنى‬
‫لن يرضى بالهزء واللعب بما امن به فهؤلء ان كانوا‬
‫متلبسين باليمان – أي كان الدين لهم دينا – لم يكن‬
‫لهم بد من تقوى الله في أمرهم أي عدم اتخاذهم‬
‫أولياء ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان كل الذين ابتدعوا العلمانية والليبرالية هم من‬
‫اليهود والنصارى والكفار بل حتى من ينادي ويدافع عن‬
‫العلمانية والليبرالية وان كان يضن نفسه مسلما قد‬
‫سقط بشرك الطاعة وأصبح كافرا لنه يروج لقوانين‬
‫وضعية تعارض أحكام الله التي جاءت في القرآن‬
‫الكريم وبذلك ل يحل للمؤمنين شرعا أن يرضوا بولية‬
‫أي إنسان يحكم بغير ما انزل الله ويستهزئ بدين‬
‫السلم ويستخف بأحكامه وينعتها بالتخلف وعدم‬
‫ملئمتها لهذا الزمان ‪.‬‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫فروا وك َذّبوا بآيات َِنا ُأول َئ ِ َ َ‬
‫م{ )‬
‫حي ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫ج ِ‬ ‫حا ُ‬
‫ص َ‬
‫كأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫} َ‬
‫‪(86‬‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫الية فيها جزاء من خالفهم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫هذا حكم صريح بعذاب جهنم لكل الذين يرفضون‬
‫تطبيق أحكام الله تعالى الواردة في آيات القران وهم‬
‫العلمانيين والليبراليين الذين يتمحور فكرهم حول عزل‬
‫أحكام السلم عن الدولة والمجتمع والستعاضة عنها‬
‫بما يقترحونه من قوانين وأحكام مخالفه لحكام الله‬
‫تعالى وهم بذلك يضيعون كل جهود الرسل والنبياء‬
‫في هداية النسان إلى ما يحب الله ويرضى أولئك‬
‫أصحاب الجحيم ‪.‬‬
‫سورة المائدة‬

‫‪42‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫صا ُ‬ ‫واْلن ْ َ‬‫سُر َ‬ ‫مي ْ ِ‬‫وال ْ َ‬‫مُر َ‬ ‫خ ْ‬‫ما ال ْ َ‬
‫مُنوا إ ِن ّ َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ها ال ّ ِ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫َ‬
‫عل ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫جت َن ُِبوهُ ل َ َ‬‫فا ْ‬‫ن َ‬ ‫طا ِ‬‫شي ْ َ‬‫ل ال ّ‬ ‫م ِ‬‫ع َ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫س ِ‬‫ج ٌ‬ ‫ر ْ‬ ‫م ِ‬‫واْلْزل ُ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(90‬‬ ‫حو َ‬ ‫تُ ْ‬
‫فل ِ ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫ل يخفى معنى الخمر والميسر والزلم والنصاب‬
‫} فاجتنبوه لعلكم‬ ‫والرجس ‪ :‬الشيء القذر‬
‫تفلحون { تصريح بالنهي بعد بيان المفسدة ليكون‬
‫أوقع في النفوس ثم ترجي للفلح على تقدير الجتناب‬
‫وفيه اشد التأكيد للنهي لتثبيته ان ل رجاء لفلح من ل‬
‫يجتنب هذه الرجاس ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان كل تلك المعاصي التي جعلها الله تعالى من عمل‬
‫الشيطان وأمرنا باجتنابها نرى ان الحكومة العلمانية او‬
‫الليبرالية تجيزها رسميا وتنظمها بقانون كالقمار‬
‫والرهان على سباق الخيل وأوراق اليانصيب وصنع وبيع‬
‫وشرب الخمور ولعب الدمبله واللوتو من تلك التسميات‬
‫التي ما انزل الله بها من سلطان فكيف يرجو الفلح‬
‫من اتبع عمل الشيطان ‪.‬‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫}وأ َطيعوا الل ّه َ‬
‫ول ّي ْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن تَ َ‬ ‫حذَُروا َ‬
‫فإ ِ ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫ل َ‬‫سو َ‬
‫عوا الّر ُ‬ ‫طي ُ‬
‫وأ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ِ ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(92‬‬ ‫مِبي ُ‬‫غ ال ُ‬‫سول َِنا الَبل ُ‬
‫على َر ُ‬ ‫ما َ‬
‫موا أن ّ َ‬‫عل َ ُ‬ ‫َ‬
‫فا ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫}وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ‪ {....‬تأكيد للمر‬
‫باجتناب الرجاس أول ‪ :‬بالمر بطاعة الله سبحانه وبيده‬
‫أمر التشريع وثانيا ‪ :‬بالمر بطاعة الرسول واليه‬
‫الجراء وثالثا ‪ :‬بالتحذير الصريح }فان توليتم ‪ {...‬تأكيد‬
‫في معنى التهديد ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫الله سبحانه يأمر المسلمين بإطاعته بأتباع وتنفيذ كل‬
‫ما جاء في القرآن الكريم ويأمرنا بإطاعة نبينا محمد‬
‫)ص ( بكل ما جاء في سنته من أوامر ونواهي ‪ .‬أي ان‬

‫‪43‬‬
‫تكون حياتنا في كل تفاصيلها وفقا لتعاليم السلم ‪.‬‬
‫أما إن يظهر دعاة النحراف عن السلم الحقيقي‬
‫ويطرحون أفكارهم الضالة بديل عن الشريعة المقدسة‬
‫كالعلمانيين والليبراليين فهؤلء قد تولوا عن أوامر الله‬
‫وسوف يتحملون هم ومن اتبعهم وبال عملهم يوم‬
‫الحساب لن الرسول ) ص ( قد ألقى عليهم ألحجه‬
‫بالتبليغ الواضح ‪.‬‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ل‬ ‫وإ َِلى الّر ُ‬
‫سو ِ‬ ‫ه َ‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما أ َن َْز َ‬
‫وا إ َِلى َ‬ ‫عال َ ْ‬ ‫م تَ َ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫قي َ‬‫ذا ِ‬ ‫وإ ِ َ‬‫} َ‬
‫َ‬
‫مل‬‫ه ْ‬ ‫ن آَبا ُ‬
‫ؤ ُ‬ ‫كا َ‬‫و َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫ه آَباءََنا أ َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬‫جدَْنا َ‬ ‫و َ‬ ‫ما َ‬ ‫سب َُنا َ‬‫ح ْ‬ ‫قاُلوا َ‬ ‫َ‬
‫ن{ )المائدة‪(104:‬‬ ‫دو َ‬‫هت َ ُ‬‫ول ي َ ْ‬ ‫شْيئا ً َ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫يَ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} وإذا قيل لهم تعالوا ‪ {...‬ردوا الدعوة الموجهة أليهم‬
‫بأنهم يقلدون في ذلك أبائهم ‪ .‬لكن التقليد يكون‬
‫صحيحا أذا رجع الجاهل إلى العالم أما الرجوع إلى‬
‫الجاهل فهو مذموم في سنة العقلء ‪ .‬وذلك ردهُ الله‬
‫تعالى بقوله ‪ } :‬أولو كان أبائهم ل يعلمون شيئا ول‬
‫يهتدون { ومفاده ان العقل ل يبيح للنسان الرجوع‬
‫إلى من ل علم عنده ول اهتداء ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان وجه الشبه بين زماننا وبين زمن الجاهلية الولى ان‬
‫في كلهما من يطرح بديل لحكام السلم فإذا كانت‬
‫الجاهلية الولى قد طرحت عادات وتقاليد الباء‬
‫والجداد فان الجاهلية الحديثة تطرح في زماننا بدائل‬
‫مبتدعة بديل عن حكم الله تعالى وهي متمثلة بالرأس‬
‫ماليه والشتراكية والماركسية المنضوية تحت شعارات‬
‫العلمانية والليبرالية ‪ .‬وهنا ينطبق عليهم نفس حكم‬
‫الله تعالى بأنهم ل يعلمون شيئا بالنسبة لعلم الله‬
‫المطلق الذي وسع كل شيء علما ‪ .‬عالم الغيب‬
‫والشهادة ‪ .‬وهم بذلك لم يهتدوا الى الطريق القويم‬
‫بل ضلوا عن سواء السبيل ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫سورة المائدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ض ّ‬
‫ل‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬ ‫ضّرك ُ ْ‬ ‫م ل يَ ُ‬ ‫سك ُ ْ‬‫ف َ‬‫م أ َن ْ ُ‬
‫عل َي ْك ُ ْ‬‫مُنوا َ‬ ‫نآ َ‬
‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫}َيا أي ّ َ‬
‫م‬‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م بِ َ‬ ‫ميعا ً َ‬
‫في ُن َب ّئ ُك ُ ْ‬ ‫ج ِ‬‫م َ‬ ‫عك ُ ْ‬‫ج ُ‬‫مْر ِ‬ ‫ه َ‬‫م إ َِلى الل ّ ِ‬‫هت َدَي ْت ُ ْ‬‫ذا ا ْ‬ ‫إِ َ‬
‫ن{ )‪(105‬‬ ‫ملو َ‬ ‫ُ‬ ‫ع َ‬
‫تَ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫الية تأمر المؤمنين ان يلتزموا أنفسهم ويلزموا سبيل‬
‫الهداية ول يوحشهم ضلل من ضل من الناس فان الله‬
‫سبحانه هو المرجع الحاكم على الجميع حسب أعمالهم‬
‫وقوله تعالى } ل يضركم من ضل أذا اهتديتم { مسوق‬
‫سوق الكناية اريدبه نهي المؤمنين عن التأثر من ضلل‬
‫من ضل من الناس فيحملكم ذلك على ترك طريق‬
‫الهداية كان يقولوا ‪ :‬ان ألدنيا الحاضرة ل تساعد على‬
‫التدين ‪ .‬أو يخافوا ضللهم على هدى أنفسهم‬
‫فيشتغلوا بهم وينسوا أنفسهم فيصيروا مثلهم أنما‬
‫الواجب على المؤمن هو الدعوة إلى ربه والمر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫يطرح العلمانيون والليبراليون الحضارة الغربية كمثل‬
‫اعلى يجب أن يحتذى به من ناحية سلوكهم وطريقة‬
‫حياتهم المبنية على عقائد وأفكار مخالفه للسلم‬
‫ويعزون تخلف المستوى المعيشي والخدمي والتقني‬
‫الذي نحن فيه الى تخلف عقيدتنا و عدم أتباع الفكار‬
‫والقوانين الوضعية التي يتبعها ) الوربيون ( مثل أو‬
‫غيرهم وهذا تضليل لضعاف العقول لنهم لو فحصوا‬
‫نمط حياتنا التي نحياها ألن لوجدوها بعيدة عن تطبيق‬
‫فضائل السلم كما وضحنا في الية ) ‪ ( 50‬من سورة‬
‫المائدة لذلك يجب الثبات على الدين الحق ولو على‬
‫مستوى العائلة فالمجتمع مجموعة عوائل وعدم‬
‫النجراف مع من ل دين لهم ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن إ ِلّ‬ ‫هل ِ ُ‬ ‫َ‬
‫كو َ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫وإ ِ ْ‬
‫ه َ‬
‫عن ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫و َ‬
‫وي َن ْأ ْ‬
‫ه َ‬‫عن ْ ُ‬
‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫ه ْ‬‫م ي َن ْ َ‬‫ه ْ‬
‫و ُ‬‫} َ‬
‫ن{ )‪(26‬‬ ‫عُرو َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫س ُ‬‫ف َ‬‫أ َن ْ ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} وهم ينهون عنه ‪ {....‬ينهون عن أتباعه‪ } .‬وان‬
‫يهلكون أل أنفسهم ‪ {...‬أنهم كانوا يحسبون ان النهي‬
‫عن أتباعه والنأي عنه ) البتعاد عنه ( أهلك له وأبطال‬
‫للدعوة اللهيه ‪ .‬ويأبى الله أل ان يتم نوره فهم ألها‬
‫لكون من حيث ل يشعرون ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان من أوضح المثلة الحالية على هذه الية هو ما حصل‬
‫بالعلمانيين والليبراليين البعثيين فبعد ان استعملوا كل‬
‫الوسائل الخبيثة للساءه إلى الدين السلمي وأبعاد‬
‫الناس عنه بالتعذيب والقتل والتضليل والتشويه نرى‬
‫سقوطهم السريع الذي فاجئ الجميع ولكن تلك سنة‬
‫الله تعالى ولن تجد لسنة الله تبدل ‪ .‬أما التاريخ فغني‬
‫بالمثلة على ذلك فكم حاول فرعون بكل جبروته‬
‫وطغيانه ان يقضي على موسى ) ع ( وعلى دينه‬
‫ولكن الله تعالى أهلكه وجيشه بطرفة عين وأصبحوا‬
‫من الغارقين ‪.‬‬
‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫مل‬ ‫ه ْ‬‫فإ ِن ّ ُ‬‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ذي ي َ ُ‬‫ك ال ّ ِ‬ ‫ه ل َي َ ْ‬
‫حُزن ُ َ‬ ‫م إ ِن ّ ُ‬‫عل َ ُ‬ ‫} َ‬
‫قدْ ن َ ْ‬
‫ن{ )‬
‫دو َ‬‫ح ُ‬‫ج َ‬ ‫ت الل ّ ِ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫ن ِبآَيا ِ‬‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫ول َك ِ ّ‬ ‫ك َ‬ ‫ي ُك َذُّبون َ َ‬
‫‪(33‬‬

‫التفسير ‪- :‬‬
‫} قد نعلم انه ليحزنك ‪ {.....‬قد نعلم ان قولهم ليحزنك‬
‫لكن ل ينبغي ان يحزنك ذلك فانه ليس يعود تكذيبهم‬

‫‪46‬‬
‫أليك لنك ل تدعو أل ألينا وليس لك فيه أل الرسالة بل‬
‫هم يظلمون بذلك آياتنا ويجحدونها ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫هل يجوز للمؤمن ان يفرح أو يرضى بما يحزن رسول‬
‫الله تعالى وانا ل أظن ان يكون ذلك سلوك أي مؤمن‬
‫بالله تعالى ورسوله وقرآنه ‪ .‬أذا ً ليس اقل من رفض‬
‫من يفعل ذلك من العلمانيين والليبراليين الذين‬
‫يجحدون آيات الله برفضهم للحكام الواردة فيها‬
‫ويستبدلونها بقوانينهم الوضعية التي تغضب الله‬
‫ورسوله ‪.‬‬
‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ما َ‬
‫كاُنوا‬ ‫ب بِ َ‬
‫ذا ُ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ع َ‬ ‫ه ُ‬
‫س ُ‬ ‫ن ك َذُّبوا ِبآَيات َِنا ي َ َ‬
‫م ّ‬ ‫ذي َ‬‫وال ّ ِ‬
‫} َ‬
‫ن{ )‪(49‬‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫من كذب بآياتنا فهو الذي يمسه عذاب لفسقه وخروجه‬
‫عن طور العبودية ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫يرد بعض الفاسقين على آيات الله تعالى ويخطئها‬
‫) استغفر الله ( وينعتها بالظلم كإعطاء الذكر مثل حظ‬
‫الثنتين في الرث ويطالب بالمساواة وهو غافل أو‬
‫متجاهل لحكمة الله تعالى في ذلك التشريع الذي في‬
‫محله أو يرد على حكم قطع يد السارق ويعتبرها تنافي‬
‫النسانية أو يرد على حكم الله تعالى حجاب المرأة‬
‫ويعتبرها حرية شخصية ‪ .‬وهم لن يضروا الله شيئا ولكن‬
‫إلى عذاب أنفسهم يسعون ‪.‬‬

‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ض‬
‫ر ْ‬ ‫ع ِ‬‫فأ َ ْ‬‫في آَيات َِنا َ‬ ‫ن ِ‬‫ضو َ‬‫خو ُ‬‫ن يَ ُ‬ ‫ت ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا َرأي ْ َ‬ ‫} َ‬
‫سي َن ّ َ‬
‫ك‬ ‫ما ي ُن ْ ِ‬ ‫وإ ِ ّ‬
‫ه َ‬
‫ر ِ‬ ‫ث َ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫دي ٍ‬
‫ح ِ‬‫في َ‬‫ضوا ِ‬ ‫خو ُ‬‫حّتى ي َ ُ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬
‫َ‬
‫‪47‬‬
‫وم ِ‬ ‫ع ال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫عدَ الذّك َْرى َ‬
‫م َ‬ ‫عدْ ب َ ْ‬
‫ق ُ‬‫فل ت َ ْ‬
‫ن َ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ن{ )‪(68‬‬ ‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫التفسير‪- :‬‬
‫} وإذا رأيت الذين يخوضون ‪ {.....‬وإذا رأيت أهل‬
‫الخوض والستهزاء بآيات الله يجرون على خوضهم‬
‫واستهزائهم باليات اللهية فاعرض عنهم ول تدخل‬
‫في حلقهم حتى يخوضون في حديث غيره فإذا دخلوا‬
‫في حديث غيره فل مانع يمنعك من مجالستهم } وأما‬
‫ينسينك الشيطان { حتى لو غفلت عن نهينا بما أنساكه‬
‫الشيطان ثم ذكرت فل تتهاون في القيام عنهم ول‬
‫تلبث دون ان تقوم عنهم فان الذين يتقون ليس لهم‬
‫أي مشاركة للخائضين اللعبين بآيات الله المستهزئين‬
‫بها ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫لقد اخذ الطعن أو الستخفاف والستهزاء بأحكام‬
‫السلم يأتينا خلل الفضائيات التلفزيونية أو الذاعية‬
‫بشكل معد ومنسق ومبرمج بدهاء وخبث متخصصين‬
‫يستهدفون عقيدة المشاهد أو المستمع السلبي الذي‬
‫يسمع ول يرد بشيء فيكون فريسة سهله للفكار‬
‫العلمانية والليبرالية لذا يجب عدم مشاهدة تلك البرامج‬
‫او الستماع أليها لنقطع عليهم هدفهم بتشكيك ضعاف‬
‫العقيدة وأحداث بلبلة في قناعاتهم وزرع تقبل تلك‬
‫الضللت في نفوسهم وعدم رفضها ‪.‬‬

‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ضّرَنا‬ ‫ول ي َ ُ‬ ‫عَنا َ‬‫ف ُ‬ ‫ما ل ي َن ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫عو ِ‬ ‫ل أ َن َدْ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫} ُ‬
‫َ‬
‫ذي‬ ‫كال ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫داَنا الل ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عدَ إ ِذْ َ‬ ‫قاب َِنا ب َ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫عَلى أ ْ‬ ‫ون َُردّ َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ه ال ّ‬
‫حا ٌ‬‫ص َ‬‫هأ ْ‬ ‫نل ُ‬ ‫حي َْرا َ‬ ‫ض َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫طي ُ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫وت ْ ُ‬ ‫ه َ‬‫ست َ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫و‬
‫ه َ‬ ‫ه ُ‬‫دى الل ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫دى ائ ْت َِنا ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ َِلى ال ْ ُ‬ ‫عون َ ُ‬ ‫ي َدْ ُ‬
‫ُ‬
‫ن{ )‪(71‬‬ ‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬
‫ب ال ْ َ‬ ‫م ل َِر ّ‬ ‫سل ِ َ‬
‫مْرَنا ل ِن ُ ْ‬ ‫وأ ِ‬ ‫دى َ‬ ‫ه َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬

‫‪48‬‬
‫{ قل أندعوا من دون ‪ }....‬احتجاج على المشركين‬
‫بنحو الستفهام الستنكاري { ونرد على أعقابنا‬
‫} الرد على العقاب كنايه عن الضلل وترك الهدى {‬
‫كالذي استهوته الشياطين ‪ }...‬تمثيل مثل حال النسان‬
‫المتحير الذي لم يؤت بصيره في أمره فترك أحسن‬
‫طريق وأقومه وقد ركبه قبله أصحاب له مهتدون به‬
‫وبقي متحيرا بين شياطين يدعونه إلى الهلك وأصحاب‬
‫له مهتدون نزلوا في منازلهم واشرفوا على الوصول‬
‫يدعونه إلى الهدى ان ائتنا ‪ .‬فل يدري ما يفعل { قل‬
‫ان هدى الله هو الهدى } ان كان المر دائر بين دعوة‬
‫الله سبحانه وبين دعوة الشيطان فهدى الله هو الهدى‬
‫الحقيقي دون غيره { وأمرنا لنسلم لرب العالمين‬
‫} امرنا من ناحية الغيب ان نسلم لله لنه رب العالمين‬
‫جميعا ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫إنها دعوة الحزاب العلمانية والليبرالية وأذنابها بترك‬
‫أحكام الله تعالى والعودة إلى الجاهلية التي كانت تتبع‬
‫أهواء الشياطين وهو كل حكم وعقيدة تناقض آيات الله‬
‫تعالى ونرى كثير من الناس في حيره من أمرهم هل‬
‫يتبعون تلك الشعارات الجذابة والوعود المغرية والمال‬
‫الزائفة التي غلفها أعوان الشيطان بكل ما يستهوي‬
‫ضعاف المسلمين من الذين لم يرسخ اليمان في‬
‫عقولهم أم يتمسكوا بما اهتدوا أليه من دين السلم‬
‫وهنالك من علماء الدين ورجاله والمؤمنون من‬
‫يدعونهم للثبات على السلم وعدم الرتداد عن دين‬
‫الله باعتناق العلمانية والليبرالية وهما الهاوية إلى‬
‫الشرك والكفر الذي مصيره جهنم وساءت مصيرا ‪.‬‬
‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ه‬
‫س ِ‬ ‫فل ِن َ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫صَر َ‬
‫ن أب ْ َ‬ ‫م ْ‬‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬
‫م ْ‬‫صائ ُِر ِ‬‫م بَ َ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫} َ‬
‫قدْ َ‬
‫َ‬
‫ظ{ )‪(104‬‬ ‫في ٍ‬‫ح ِ‬‫م بِ َ‬‫عل َي ْك ُ ْ‬‫ما أَنا َ‬ ‫و َ‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫ها َ‬ ‫ي َ‬
‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬
‫ن َ‬‫م ْ‬‫و َ‬
‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬

‫‪49‬‬
‫{ قد جاءكم بصائر ‪ }...‬ان هذه الحجج بصائر قد جاءتكم‬
‫من جانب الله بالوحي إلي )والخطاب من قبل النبي‬
‫) ص ( (ثم ذكر للمخاطبين وهم المشركون أنهم على‬
‫خيره من أمر أنفسهم ان شاءوا أبصروا بها وان شاءوا‬
‫عموا عنها غير ان البصار ل نفسهم والعمى عليها ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫من الواضح ان الذين ل يتبعون أحكام الله ويرفضون‬
‫تطبيقها في كل معاملتهم نراهم يتخبطون في أتباع‬
‫الهواء المتعارضة والمتناقضة في توجيهاتها العلمانية‬
‫والليبرالية فهم كالعميان يصدم بعضهم بعضا بتعارض‬
‫مفاهيمهم وتناقضها لنها مبنية على الطماع المادية‬
‫التي أدت إلى الحروب والمعارك الدامية بين أحزابهم‬
‫ودولهم ‪.‬‬
‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫و‬ ‫ه إ ِّل ُ‬
‫ه َ‬ ‫ك ل إ ِل َ َ‬
‫ن َرب ّ َ‬
‫م ْ‬‫ك ِ‬ ‫ي إ ِل َي ْ َ‬‫ح َ‬ ‫ما ُأو ِ‬‫ع َ‬
‫}ات ّب ِ ْ‬
‫ن{ )‪.(106‬‬ ‫كي َ‬‫ر ِ‬‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫ع ِ‬
‫ض َ‬‫ر ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫وأ َ ْ‬
‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ اتبع ما يوحى أليك ‪ }....‬اتبع ما أوحي أليك من ربك‬
‫الذي له العناية البالغة بك والرحمة المشتملة عليك ‪.‬‬
‫واعرض عن هؤلء المشركين ‪ .‬ل بان تدعهم وما‬
‫يعبدون بل ان تعرض عنهم فل تجهد نفسك في حملهم‬
‫على التوحيد ول تتحمل شقا فوق طاقتك ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫هذا أمر واضح من خالق العباد بأتباع كل أوامره الواردة‬
‫في القران الكريم بتطبيقها في حياتنا اليومية أي في‬
‫المعاملت والعبادات لنه ل يوجد اله غير الله واجب‬
‫الطاعة ‪ .‬أما الذين يطيعون غيره كالفكار العلمانية‬
‫والليبرالية فهم مشركون شرك طاعة يؤدي بهم إلى‬
‫الكفر الصريح لن هنالك كثير من آيات الله تصف‬
‫المشركين بالكفر ‪ .‬كاليهود الذين اتخذوا أحبارهم أربابا‬
‫لهم بان أطاعوا أوامرهم التي تعارض أوامر الله تعالى‬

‫‪50‬‬
‫فأصبحوا شركاء لله تعالى في الطاعة سبحانه من كل‬
‫شريك ‪.‬‬
‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ل إ ِل َي ْك ُ ُ‬
‫م‬ ‫ذي أ َن َْز َ‬ ‫و ال ّ ِ‬‫ه َ‬ ‫و ُ‬‫كما ً َ‬ ‫ح َ‬‫غي َ‬ ‫ه أ َب ْت َ ِ‬
‫غي َْر الل ّ ِ‬ ‫}أ َ َ‬
‫ف َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ن أن ّ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫ب يَ ْ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫ه ُ‬‫ن آت َي َْنا ُ‬‫ذي َ‬‫وال ّ ِ‬‫صل ً َ‬ ‫ف ّ‬ ‫م َ‬‫ب ُ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬
‫ن{ )‬ ‫ري َ‬ ‫مت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬
‫ن ِ‬ ‫كون َ ّ‬ ‫فل ت َ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ك ِبال ْ َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫من َّز ٌ‬‫ُ‬
‫‪(114‬‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ افغير الله ابتغي حكما ‪ }.....‬افغير الله من سائر ما‬
‫تدعون من أللهه أو من ينتمي أليهم اطلب حكما يتبع‬
‫حكمه وهو الذي انزل عليكم هذا الكتاب وهو القران‬
‫الكريم مفصل متميزا بعض معارفه من بعض غير‬
‫مختلط بعض أحكامه ببعض { والذين أتيناهم‬
‫الكتاب‪ }....‬رجوع إلى خطاب النبي ) ص ( بما يتأكد به‬
‫يقينه ويزيد في ثبوت قدمه فيما ألقاه إلى المشركين‬
‫من الخطاب المشعر بان الكتاب النازل أليه منزل أليه‬
‫بالحق ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان كل العلمانيين والليبراليين يبتغون حكما غير حكم‬
‫الله يتناقض معه في أحكام العقوبات وفي الرث وفي‬
‫الحلل والحرام وفي أساسيات حياة المجتمع السلمي‬
‫فيتبعون بدل عنه ضللتهم التي يزينونها ل تباعهم‬
‫ليصرفوهم عن آيات الله المحكمات التي استوعبت كل‬
‫تفاصيل الحياة الدنيا والخرة ‪ .‬وهنا نجد كثير من‬
‫الناس متذبذبين بين حتمية تطبيق أحكام الله تعالى‬
‫وإغراءات دعاة العلمانية والليبرالية المزينة بالشعارات‬
‫الخداعة والمنافع الزائفة والله تعالى ينهى هؤلء‬
‫الناس من التردد في حسم موقفهم مع اليمان ‪.‬‬
‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪51‬‬
‫ه‬ ‫ل ل ِك َل ِ َ‬
‫مات ِ ِ‬ ‫عدْل ً ل ُ‬
‫مب َدّ َ‬ ‫دقا ً َ‬
‫و َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ت َرب ّ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ت ك َل ِ َ‬
‫م ُ‬ ‫م ْ‬
‫وت َ ّ‬
‫} َ‬
‫م{ )‪(115‬‬ ‫عِلي ُ‬‫ع ال ْ َ‬‫مي ُ‬ ‫س ِ‬
‫و ال ّ‬ ‫ه َ‬
‫و ُ‬
‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ وتمت كلمة ربك ‪ }.....‬المراد بتمام الكلمة – والله‬
‫اعلم – بلوغ هذه الكلمة اعني ‪ :‬الدعوة السلمية بنبوة‬
‫محمد ) ص ( ونزول الكتاب المهيمن على جميع الكتب‬
‫مرتبه الثبوت واستقرارها في مستقر التحقيق بعد ما‬
‫كانت تسير دهرا طويل في مدارج التدريج بنبوة بعد‬
‫نبوة وشريعة بعد شريعة ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪- :‬‬


‫ان من يؤمن بدين السلم لبد ان يذعن لهذه الحقيقة‬
‫التي يخبرنا بها الله تعالى وهي ان السلم قدتم بدون‬
‫أدنى نقص وهذه الحقيقة صادقه وعادله لنها من عند‬
‫الله رب كل شيء الذي يتمتع بمنتهى السمع والعلم‬
‫والله تعالى ينفي وجود أي مبدل لحكام الله تعالى ‪.‬‬
‫أما اليوم فنجد الخارجين عن طاعة الله تعالى من‬
‫العلمانيين والليبراليين يملؤن الدنيا ضجيجا بأفكارهم‬
‫المنحرفة عن أحكام الله تعالى في عقوبات القضاء‬
‫ومعاملت البنوك وفي تحليل الخمور والسفور والغناء‬
‫والقمار ‪ .‬وهم بذلك قد أشركوا بطاعة الله طاعة‬
‫أعداءه ‪.‬‬
‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ضّلو َ‬ ‫ْ َ‬ ‫}وإن ت ُط َ‬
‫ن‬
‫ع ْ‬‫ك َ‬ ‫ض يُ ِ‬‫في الْر ِ‬ ‫ن ِ‬‫م ْ‬ ‫ع أك ْث ََر َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫َ ِ ْ‬
‫م إ ِلّ‬
‫ه ْ‬‫ن ُ‬‫وإ ِ ْ‬
‫ن َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ن إ ِل الظ ّ‬‫عو َ‬‫ن ي َت ّب ِ ُ‬
‫ه إِ ْ‬ ‫ّ‬
‫ل الل ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(116‬‬ ‫صو َ‬
‫خُر ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} وان تطع أكثر ‪ {.....‬الخرص الكذب والتخمين وأتباع‬
‫الظن والقول بالخرص والتخمين سيان للضلل في‬
‫المور التي ل يسوغ العتماد فيها أل على العلم‬

‫‪52‬‬
‫واليقين ‪ .‬كالمعارف الراجعة أليه تعالى والشرائع‬
‫المأخوذة من قبله ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان هذه الية الكريمة توثق لحقيقة ضخمة وهي ضلل‬
‫أكثر من في الرض فهم أما من أتباع الديانات الغير‬
‫سماوية أو من أتباع الديانات السماوية التي نالها‬
‫التشويه ونسخها دين السلم أو من الذين كتب في‬
‫هوياتهم مسلمون وحياتهم ليس فيها من سلوك‬
‫السلم شيء وما أكثرهم وهم غافلون أو من دعاة‬
‫العلمانية والليبرالية الذين بلغت بهم الجرأة على الله‬
‫تعالى ان ينسبوا لنفسهم التعديل والتبديل والتصحيح‬
‫في دين السلم ) سبحان الله عما يدعون ( وان أطاع‬
‫النسان أي من هذه الفئات سوف يضلونه عن الطريق‬
‫المؤدي إلى رضى الله تعالى والدليل واضح فهم بينهم‬
‫مختلفون يخطء بعضهم بعضا لن كل أفكارهم‬
‫وعقائدهم مبنية على الظن وهو اكذب الحديث وعلى‬
‫التوقعات المبنية على اختلف المكان والزمان‬
‫والمصالح وهي من المتغيرات وعقائدهم نتاج عقل‬
‫النسان المخلوق فأين هو من الخالق المطلق الذي‬
‫وسع كل شيء علما ‪.‬‬
‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫حو َ‬
‫ن‬ ‫ن َلُيو ُ‬
‫طي َ‬
‫شَيا ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ق َوِإ ّ‬
‫سٌ‬‫عَلْيِه َوِإّنُه َلِف ْ‬
‫ل َ‬‫سُم ا ِّ‬‫}َوَل َتْأُكُلوا ِمّما َلْم ُيْذَكْر ا ْ‬
‫ن{ )‪(121‬‬ ‫شِرُكو َ‬‫طْعُتُموُهْم ِإّنُكْم َلُم ْ‬‫ن َأ َ‬
‫جاِدُلوُكْم َوِإ ْ‬‫ِإَلى َأْوِلَياِئِهْم ِلُي َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ولتاكلوا مما لم يذكر‪ {....‬الكل مما لم يذكر اسم‬
‫الله عليه واجب الجتناب ‪ .‬وانه لفسق وكل فسق يجب‬
‫اجتنابه } وان الشياطين{ انما يجادلكم به المشركون‬
‫هو قولهم ‪ :‬انكم تاكلون مما قتلتم ولتاكلون مما قتل‬
‫الله – يعنون الميتة – هو مما اوحاه اليهم الشياطين‬
‫من باطل القول ‪ .‬وان اطعتم المشركين في اكل‬
‫الميتة صرتم مشركين مثلهم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫ان تحريم اكل لحوم الحيوانات الغير مذبوحة على‬
‫الطريقة السلمية واضحة ولكننا نجد الكثير ممن يدافع‬
‫عن اكل تلك اللحوم المستوردة الغير مذكاة فينطق‬
‫الشيطان على السنتهم بشتى الحجج والعذار الباطلة‬
‫ليسوغوا للناس اكلها اجتراءا على معصية جبار‬
‫السماوات والرض ‪ .‬ومن اعوان الشيطان هم‬
‫العلمانيين والليبراليين الذين ليقيمون معنى للحلل‬
‫والحرام ليجّروا المسلمين الى الفسق ثم يطيعوهم‬
‫في معصية شريعة الله فيكونوا مشركين ‪.‬‬
‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫شَهْد‬
‫ل َت ْ‬
‫شِهُدوا َف َ‬
‫ن َ‬
‫حّرَم َهَذا َفِإ ْ‬
‫ل َ‬
‫ن ا َّ‬
‫ن َأ ّ‬
‫شَهُدو َ‬
‫ن َي ْ‬
‫شَهَداَءُكْم اّلِذي َ‬
‫}ُقْل َهُلّم ُ‬
‫خَرِة َوُهْم‬
‫لِ‬
‫ن ِبا ْ‬
‫ن َل ُيْؤِمُنو َ‬
‫ن َكّذُبوا ِبآَياِتَنا َواّلِذي َ‬
‫َمَعُهْم َوَل َتّتِبْع َأْهَواَء اّلِذي َ‬
‫ن{ )‪(150‬‬
‫ِبَرّبِهْم َيْعِدُلو َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} لتتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا ‪ {....‬عطف تفسير‬
‫لقوله ‪} :‬فان شهدوا فل تشهد معهم { أي ان شهادتك‬
‫أتباع لهوائهم كما ان شهادتهم من أتباع الهواء ‪.‬‬
‫وكيف ل وهم قوم كذبوا بآيات الله الباهرة ول يؤمنون‬
‫بالخرة ويعدلون بربهم غيره من خلقه كالوثان ول‬
‫يجتريء على ذلك مع كمال البيان وسطوع البرهان ال‬
‫الذين يتعبدون الهواء ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫نرى ألن ان كثير من الناس يتبعون الذين يكذبون آيات‬
‫الله تعالى بل يفضلوا عليها أهوائهم وهم بذلك قد‬
‫ساووا بين أصحاب هذه الفكار وبين الله خالق كل‬
‫شيء سبحانه وهم بذلك قد سقطوا بشرك الطاعة‬
‫كالعلمانيين والليبراليين غير مكترثين بنهي الله تعالى‬
‫عن أتباع أهواء الذين كذبوا بآياته تعالى وعندما تسألهم‬
‫عن دينهم يقولون أنهم مسلمون وهم في واقع الحال‬
‫قد بدلوا احكام الله تعالى وقوانينه بأهوائهم ألباطله ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫عوا‬ ‫قيما ً َ‬ ‫ه َ‬ ‫} َ‬
‫ول ت َت ّب ِ ُ‬‫عوهُ َ‬ ‫فات ّب ِ ُ‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫طي ُ‬ ‫صَرا ِ‬‫ذا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م بِ ِ‬ ‫ُ‬
‫صاك ْ‬ ‫و ّ‬‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ه ذَل ِك ْ‬ ‫سِبيل ِ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ع ْ‬‫م َ‬ ‫ُ‬
‫فّرقَ ب ِك ْ‬‫فت َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫سب ُ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن{ )‪(153‬‬ ‫قو َ‬ ‫م ت َت ّ ُ‬‫عل ّك ُ ْ‬‫لَ َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} وان هذا صراطي ‪ {......‬ومما حرم ربكم عليكم‬
‫ووصاكم به ان ل تتبعوا السبل التي دون هذا الصراط‬
‫المستقيم الذي ل يقبل التخلف والختلف وهي غير‬
‫سبيل الله فان أتباع السبل دونه يفرقكم عن سبيله‬
‫فتختلفون فيه فتخرجون من الصراط المستقيم أذ‬
‫الصراط المستقيم ل اختلف بين أجزائه ول بين‬
‫سالكيه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫نرى الناس متفرقون إلى اتجاهات شتى لعدم أطاعتهم‬
‫أوامر الله تعالى بأتباع دين الله سبحانه وأصبحوا‬
‫بعيدين عن التقوى التي أرادها لهم الله )أذا أطاعوه(‬
‫وتشرذموا إلى علمانيين وليبراليين ورأسماليين‬
‫ويساريين واشتراكيين وشيوعيين وبعثيين وقاسمهم‬
‫المشترك هو رفض طاعة أحكام الله تعالى والتيان‬
‫بغيرها من بنات أهوائهم الضالة فابتعدوا عن طريق‬
‫رضا الله تعالى بل تناحروا بينهم لن للحق وجه واحد‬
‫وللضلل وجوه كثيرة فأصبحوا مشركين في طاعة الله‬
‫تعالى بل كافرين ‪.‬‬
‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫عل ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫قوا ل َ َ‬
‫وات ّ ُ‬
‫عوهُ َ‬
‫فات ّب ِ ُ‬ ‫ب أن َْزل َْناهُ ُ‬
‫مَباَر ٌ‬
‫ك َ‬ ‫ه َ‬
‫ذا ك َِتا ٌ‬ ‫و َ‬ ‫} َ‬
‫ن{ )‪(155‬‬ ‫مو َ‬‫ح ُ‬ ‫ت ُْر َ‬

‫‪55‬‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} وهذا كتاب أنزلناه ‪ {......‬وهذا كتاب مبارك يشارك‬
‫كتاب موسى فيما ذكرناه من الخصيصة فاتبعوه واتقوا‬
‫لعلكم ترحمون ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫هذا أمر مباشر من الله تعالى بإطاعة أوامره ونواهيه‬
‫واللتزام بحلله وحرامه وتطبيق أحكامه ويأمرنا أيضا‬
‫بان نتقي ونحذر الزلل والنجراف عن أحكام الله تعالى‬
‫الى ضللت البشر التي تعارض شرع الله تعالى‬
‫كالعلمانية والليبرالية وغيرها من حبائل الشيطان لننال‬
‫رحمة الله تعالى ‪ .‬ولكننا نرى ان كثير من المسلمين‬
‫) كما يدعون ( يتبعون قوانين وأفكار وعادات وتقاليد‬
‫العلمانية والليبرالية بدون ان يكترثوا إلى عصيانهم الله‬
‫تعالى وخروجهم من طاعته إلى طاعة شياطين‬
‫النس ‪.‬‬
‫سورة النعام‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ب ل َك ُّنا أ ْ‬ ‫قوُلوا ل َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫دى‬ ‫ه َ‬ ‫عل َي َْنا ال ْك َِتا ُ‬‫ل َ‬ ‫ز َ‬ ‫و أّنا أن ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫و تَ ُ‬ ‫}أ ْ‬
‫ة‬
‫م ٌ‬‫ح َ‬ ‫وَر ْ‬ ‫ى َ‬‫هد ً‬ ‫و ُ‬‫م َ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬ ‫م ْ‬‫ة ِ‬ ‫م ب َي ّن َ ٌ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ها‬‫عن ْ َ‬‫ف َ‬ ‫صدَ َ‬‫و َ‬ ‫ه َ‬‫ت الل ِ‬ ‫ب ِبآيا ِ‬ ‫ن كذّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ن أظل ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬
‫ب‬‫ذا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫سوءَ ال ْ َ‬ ‫ن آَيات َِنا ُ‬ ‫ع ْ‬‫ن َ‬ ‫فو َ‬ ‫د ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫زي ال ّ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫سن َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(157‬‬ ‫فو َ‬ ‫د ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫بِ َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫الصدف ‪ :‬العراض ‪ .‬ومعنى الية ظاهر‬

‫المصداق الحالي ‪- :‬‬


‫لقد ألقى ربنا الله تعالى علينا ألحجه ألبالغه لطاعته‬
‫فقد أعطانا آيات بينات فيها لنا هدى ورحمه لنفوز‬
‫بخير الدنيا والخرة ولكن مع ذلك نجد من يدعو إلى‬
‫العراض عن تلك اليات وعدم أطاعة أحكامها‬
‫واستبدالها بالقوانين الوضعية في المعاملت ألحياتيه‬
‫‪56‬‬
‫وتعطيل كل الحدود الشرعية التي أمر بها سبحانه‬
‫وتعالى كالعلمانيين أو أطلق العنان لهوى النفس بدون‬
‫ضابط من شريعة أو عرف أو تقاليد فيكون الهه هواه‬
‫كما تدعو لذلك الليبرالية وكل الحالتين تقودان إلى‬
‫شرك الطاعة والى الكفر ‪ .‬والله تعالى يتوعدهم بسوء‬
‫العذاب جزاء على أعراضهم عن أحكام آيات الله خالق‬
‫النسان ‪.‬‬
‫سورة العراف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫عوا ِ‬
‫ول ت َت ّب ِ ُ‬ ‫ن َرب ّك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫ل إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫ز َ‬
‫ما أن ْ ِ‬
‫عوا َ‬ ‫}ات ّب ِ ُ‬
‫َ‬
‫ن{ )‪(3‬‬ ‫ما ت َذَك ُّرو َ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫ول َِياءَ َ‬
‫هأ ْ‬ ‫دون ِ ِ‬ ‫ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} ول تتبعوا من دونه أولياء ‪ {.....‬ول تتبعوا غيره تعالى‬
‫– وهم كثيرون – فيكونوا لكم أولياء من دون الله تعالى‬
‫قليل ما تذكرون ولو تذكرتم لدريتم ان الله تعالى هو‬
‫ربكم ل رب لكم سواه فليس لكم من دونه أولياء ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان قول الله تعالى } قليل ما تذكرون { نجد مصداقه‬
‫في حال المسلمين ألن فهم قد نسوا أمر الله تعالى‬
‫بإطاعة أوامره وأحكامه وأطاعوا القوانين الوضعية‬
‫التي أنتجها النسان العاصي لله فأصبحوا أولياء لعداء‬
‫الله من العلمانيين والليبراليين والذين يدعون الناس‬
‫لتباعهم بعد ان غلفوا باطلهم بالكلم المعسول‬
‫والشعارات الجوفاء فاستخفوا كثيرا من المسلمين‬
‫وانقادوا لهم واتخذوهم أولياء من دون الله تعالى وهم‬
‫يجهلون بان هذا العمل قد أخرجهم من طاعة الله‬
‫تعالى إلى شرك الطاعة ‪ .‬والعياذ بالله تعالى ‪.‬‬
‫سورة العراف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫صَراط َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫عدَ ّ‬‫ق ُ‬‫وي ْت َِني َل َ ْ‬ ‫ما أ َ ْ‬
‫غ َ‬ ‫ل َ‬
‫فب ِ َ‬ ‫قا َ‬‫} َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫و ِ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬‫دي ِ‬‫ن أي ْ ِ‬‫ن ب َي ْ ِ‬‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫م َلت ِي َن ّ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫م )‪ (16‬ث ُ ّ‬ ‫قي َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬

‫‪57‬‬
‫د‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫خل ْ ِ‬
‫ج ُ‬
‫ول ت َ ِ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫مائ ِل ِ ِ‬
‫ش َ‬ ‫ع ْ‬
‫و َ‬‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫مان ِ ِ‬
‫ن أي ْ َ‬ ‫ع ْ‬
‫و َ‬‫م َ‬‫ه ْ‬‫ف ِ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(17‬‬ ‫ري َ‬ ‫شاك ِ ِ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬‫أ َك ْث ََر ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} قال فبما أغويتني‪ {....‬الغواء ‪ :‬اللقاء في الغي‬
‫وهو الضلل ‪ .‬والمعنى ‪ :‬فبسبب إغوائك أياي أو في‬
‫مقابلة إغوائك أياي ل جلسن لجلهم على صراطك‬
‫المستقيم ‪ .‬وهو كناية عن التزامه والترصد لعابريه‬
‫ليخرجهم منه ‪ } .‬ثم ل تينهم من بين ‪ {....‬بيان لما‬
‫يصنعه بهم ‪ .‬وهو ان يأتيهم من كل جانب من جوانبهم‬
‫الربعة ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫لقد كثر في زماننا هذا أعوان الشيطان الذين يزينون‬
‫للناس العراض عن تطبيق أحكام الله تعالى‬
‫واستبدالها بالقوانين الوضعية التي أنتجتها عقول‬
‫المشركين في طاعة الله تعالى كالعلمانيين‬
‫والليبراليين وأذنابهما من الشيوعيين والبعثيين فقد‬
‫اخذوا يترصدون للمسلمين في كل نواحي الحياة‬
‫ليحرفوهم عن العمل بشريعة الله تعالى فهم يزينوا‬
‫لهم الربا بقولهم انه أرباح عمل ويزينوا لهم السفور‬
‫بقولهم انه تمدن وتحضر ويزينوا لهم الخمور بأنه حرية‬
‫شخصية ويزينوا لهم ترك قطع يد السارق بقولهم ان‬
‫ذلك يعارض حقوق النسان ويزينوا لهم القمار بقولهم‬
‫انه لعب ولهو ويزينوا لهم ترك الصلة بدعوى ان‬
‫اليمان بالقلب يكفي ويزينوا لهم الغناء والرقص‬
‫بدعوى انه ترويح عن النفس والعواطف لنسيان متاعب‬
‫الحياة ويزينون لهم ترك المر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر بدعوى ان ذلك تدخل في ما ل يعنيك ويزينون‬
‫لهم المساواة في الرث بين الذكر والنثى بدعوى ان‬
‫في ذلك عدالة ويزينون لهم ترك إعدام ألقتله بدعوى‬
‫ان في ذلك قسوة وبشاعة ‪ .‬فهم بذلك لم يتركوا‬
‫للشيطان عمل يعمله فنعم أعوان الشيطان هم‬
‫وأتباعهم ‪.‬‬
‫سورة العراف‬

‫‪58‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ي‬
‫ر َ‬ ‫وو ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫ي لَ ُ‬ ‫د َ‬ ‫ن ل ِي ُب ْ ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ما ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫س لَ ُ‬ ‫و َ‬ ‫س َ‬ ‫و ْ‬ ‫ف َ‬ ‫} َ‬
‫ن‬
‫ع ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َرب ّك ُ َ‬ ‫هاك ُ َ‬ ‫ما ن َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫وآت ِ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫كوَنا َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫كوَنا ِ‬ ‫و تَ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ملك َي ْ ِ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫ة إ ِّل أ ْ‬ ‫جَر ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ذ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫َ‬
‫ما ل ِ‬ ‫ُ‬
‫ما إ ِّني لك َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬ ‫ن)‪َ (20‬‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫ال َ‬‫ْ‬
‫ة‬
‫جَر َ‬ ‫ش َ‬ ‫قا ال ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫ما َ‬ ‫فل َ ّ‬ ‫ر َ‬ ‫غُرو ٍ‬ ‫ما ب ِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫فدَّل ُ‬ ‫ن )‪َ (21‬‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫الّنا ِ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ف َ‬ ‫وط َ ِ‬ ‫ت لَ ُ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫فا ِ‬
‫َ‬
‫خ ِ‬ ‫قا ي َ ْ‬
‫َ‬
‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫وآت ُ ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫ب َدَ ْ‬
‫ما‬‫ن ت ِل ْك ُ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ما َ‬ ‫هك ُ َ‬ ‫م أن ْ َ‬ ‫ما أل َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ما َرب ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫دا ُ‬ ‫وَنا َ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ ِ‬ ‫ق ال ْ َ‬ ‫وَر ِ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وأق ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال ّ‬
‫عدُ ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ن لك َ‬ ‫شي ْطا َ‬ ‫ما إ ِ ّ‬ ‫ل لك َ‬ ‫ة َ‬ ‫جَر ِ‬ ‫ش َ‬
‫ن{ )‪(22‬‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} فوسوس لهما الشيطان ‪ {......‬الوسوسه الدعاء إلى‬
‫أمر بصوت خفي والمواراة ‪ :‬ستر الشيء والسؤات ‪:‬‬
‫جمع سوءه وهي العضو الذي يسؤ النسان إظهاره ‪.‬‬
‫} ال ان تكونا ملكين ‪ {....‬ال كراهه ان تكونا ملكين او‬
‫تكونا من الخالدين ‪ } .‬وقاسمهما اني لكما ‪{....‬‬
‫المقاسمة ‪ :‬المبالغة في القسم ‪ .‬أي حلف لهما وأغلظ‬
‫في حلفه انه لهما لمن الناصحين } فدلهما بغرور ‪{...‬‬
‫التدليه ‪ :‬التقريب واليصال ‪ .‬والخصف‪ :‬الضم والجمع ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪- :‬‬


‫يتضح لنا من هذه الية ان الشيطان كان يهدف إلى عدة‬
‫أمور منها فضح سوءه الرجل والمرأة لكلهما فيسقط‬
‫الحياء الذي جعله الله تعالى في فطرة النسان وهذا ما‬
‫تدعو إليه العلمانية والليبرالية في رفض الحجاب وهذه‬
‫تركيا العلمانية مثل واضح على ذلك فقد سنت القوانين‬
‫في منع حجاب النساء والسماح بنوادي العراة فا عانوا‬
‫الشيطان في عمله ‪ .‬والمر الخر هو حثهما على‬
‫معصية الله تعالى بإقناعهم بان في ذلك منفعة لهم‬
‫كما تزين العلمانية ذلك بوصفه تحرر وانفتاح وجمال‬
‫ومتعة وبذلك يتضح ان العلمانية والليبرالية عدو مبين ‪.‬‬
‫سورة العراف‬

‫‪59‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ْ‬
‫ن‬
‫صو َ‬ ‫ق ّ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬‫ل ِ‬ ‫س ٌ‬ ‫م ُر ُ‬ ‫ما ي َأت ِي َن ّك ُ ْ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫}َيا ب َِني آدَ َ‬
‫ف َ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫و ٌ‬ ‫خ ْ‬ ‫فل َ‬ ‫ح َ‬ ‫صل َ َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫قى َ‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ف َ‬ ‫م آَياِتي َ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫عْنَها‬‫سَتْكَبُروا َ‬ ‫ن َكّذُبوا ِبآَياِتَنا َوا ْ‬ ‫ن )‪َ (35‬واّلِذي َ‬ ‫حَزُنو َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن )‪َ (36‬‬
‫م ِ‬ ‫م ّ‬‫م ِ‬ ‫ن أظل ُ‬
‫ُ‬
‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫خاِلُدو َ‬
‫َ‬
‫ب الّناِر ُهْم ِفيَها َ‬ ‫حا ُ‬ ‫صَ‬ ‫ك َأ ْ‬ ‫ُأْوَلِئ َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ك ي ََنال ُ ُ‬ ‫ه أول َئ ِ َ‬ ‫ب ِبآيات ِ ِ‬ ‫و ك َذّ َ‬ ‫ذبا ً أ ْ‬ ‫ه كَ ِ‬ ‫عَلى الل ّ ِ‬ ‫فت ََرى َ‬ ‫ا ْ‬
‫سل َُنا‬‫م ُر ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫جاءَت ْ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫صيب ُ ُ‬ ‫نَ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫ن الل ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫م ت َدْ ُ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قالوا أي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ون َ ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫و ّ‬‫ي َت َ َ‬
‫كاُنوا‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عَلى أن ْ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ضّلوا َ‬ ‫قاُلوا َ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬‫م أن ّ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫دوا َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫عّنا َ‬
‫ن{ )‪(37‬‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬‫كا ِ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} يابني ادم إما يأتينكم ‪ {...‬المراد بقص اليات بيانها‬
‫وتفصيلها ‪ .‬والية أحدى الخطابات المستخرجة من‬
‫قصة الجنة المذكورة هنا ‪ .‬تبين للناس التشريع اللهي‬
‫العام للدين بأتباع الرسالة وطريق الوحي } فمن اظلم‬
‫ممن افترى‪ {....‬أولئك الذين كذبوا على الله بالشرك‬
‫أو كذبوا بآياته بالرد لجميع الدين أو شطر منه ينالهم‬
‫نصيبهم من الكتاب ‪ .‬ونصيبهم ما قضي في حقهم من‬
‫الخير والشر في الحياة الدنيا ‪ .‬حتى إذا قضوا اجلهم‬
‫وجاءتهم رسلنا من الملئكة وهم ملك الموت وأعوانه ‪.‬‬
‫نزلوا عليهم وهم يتوفونهم ويأخذون أرواحهم‬
‫ونفوسهم من أبدانهم سألوهم وقالوا ‪ :‬أين ما كنتم‬
‫تدعون من دون الله من الشركاء الذين كنتم تدعون‬
‫أنهم شركاء الله فيكم وشفعاؤكم عنده ؟ قالوا ‪ :‬ضلوا‬
‫عنا ‪ .‬وإنما ضلت أوصافهم ونعوتهم ‪ .‬وشهدوا على‬
‫أنفسهم أنهم كانوا كافرين ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان تكذيب ثوابت السلم والستكبار عن طاعة أحكام‬
‫اليات التي أمرنا الله تعالى بتطبيقها في معاملتنا‬
‫اليومية نجدها من ثوابت الضللت التي يتمسك بها‬
‫العلمانيون والليبراليون ويدعون الناس لتباعهم في‬
‫غيهم ‪ .‬فهم يكذبون ان الله تعالى هو خالق النسان‬
‫وبقية الحياء ويطرحون بدلها نظرية التطور لدارون‬
‫‪60‬‬
‫التي تزعم ان كل الحياء تكونت من تفاعلت عشوائية‬
‫بالصدفة ثم تطورت إلى كل النباتات وكل الحيوانات‬
‫والنسان وهم بذلك يكذبون وجود الخالق سبحانه بل‬
‫هم يرفضون حقيقة وجود الحساب في الخرة والعقاب‬
‫بالنار والثواب بالجنة وبناء على ذلك فهم يستكبرون‬
‫عن طاعة أوامر الله تعالى وأحكامه الواردة في آيات‬
‫القران الكريم ويفضلون عليها قوانين ابتدعوها‬
‫لنفسهم وأغروا الناس بأتباعها فطبقوها في المحاكم‬
‫والبنوك والمعاملت الجتماعية بين الناس بعد ان‬
‫صدوهم عن العمل بسنن الله تعالى بل اكرهوهم بعد‬
‫ان ضللوهم عن الحق بذريعة الحداثة والعصرنة والتطور‬
‫واستحدثوا أحزاب تكرس كل ذلك وأصبحت كأنها دين‬
‫بعد السلم خاتم الديان ولقد سبقهم في ذلك‬
‫مسيلمة الكذاب وسجاح مدعية النبوة وسار على نهجهم‬
‫الحزب الشيوعي والبعثي الذين هما وجهان لعملة‬
‫واحدة فمن اظلم منهم أولئك أصحاب النار هم فيها‬
‫خالدون ‪.‬‬

‫سورة العراف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ح‬‫فت ّ ُ‬ ‫ها ل ت ُ َ‬ ‫ست َك ْب َُروا َ‬
‫عن ْ َ‬ ‫وا ْ‬ ‫ن ك َذُّبوا ِبآيات َِنا َ‬‫ذي َ‬‫ن ال ّ ِ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ج‬‫حّتى ي َل ِ َ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬‫ن ال َ‬ ‫خلو َ‬ ‫ول ي َدْ ُ‬ ‫ء َ‬ ‫ما ِ‬‫س َ‬‫ب ال ّ‬ ‫وا ُ‬‫م أب ْ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫ن{‬
‫مي َ‬ ‫ر ِ‬‫ج ِ‬ ‫زي ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫وك َذَل ِ َ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫ط َ‬ ‫خَيا ِ‬‫م ال ْ ِ‬‫س ّ‬‫في َ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫)‪(40‬‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} ان الذين كذبوا ‪ {....‬السم ‪ :‬الثقب والخياط ‪ :‬البرة‬
‫وقوله } حتى يلج الجمل ‪ {....‬من التعليق بالمحال‬
‫وإنما يعلق المر بالمحال كناية عن عدم تحققه واياسا‬
‫من وجوده ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫من منكم يريد ان ل تفتح له أبواب السماء وان ل يدخل‬
‫الجنة وان يناله جزاء المجرمين ‪ .‬قطعا ل احد منكم‬
‫يرجوا لنفسه ذلك المصير المهين ولكن مع ذلك نرى ان‬

‫‪61‬‬
‫كثير من الناس يتبعون العلمانيين والليبراليين الذين‬
‫يكذبون بآيات الله ويستكبرون عن تنفيذ أحكامه في‬
‫المحاكم فهم ل يقيمون حدود الله على السارق‬
‫والزاني وشارب الخمر والقاتل ‪ .‬ويستبدلونها‬
‫بأحكامهم هم حسب أهوائهم التي تختلف من مكان إلى‬
‫أخر ومن زمان إلى أخر ومن شخص إلى أخر فهم‬
‫بينهم على الباطل مختلفون فأجرموا بحق أنفسهم‬
‫وبحق من اتبعهم من المغفلين ‪.‬‬
‫سورة العراف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫جدَْنا‬ ‫ن َ‬ ‫}وَنادى أ َصحاب ال ْجن ّة أ َصحاب الّنا َ‬
‫و َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫رأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫قا ً‬‫ح ّ‬‫م َ‬ ‫عدَ َرب ّك ُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫جدْت ُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف َ‬‫قا ً َ‬ ‫ح ّ‬ ‫عدََنا َرب َّنا َ‬ ‫و َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫على‬ ‫ه َ‬ ‫ة الل ِ‬ ‫عن َ ُ‬‫نل ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن ب َي ْن َ ُ‬ ‫ؤذّ ٌ‬ ‫ن ُ‬ ‫فأذّ َ‬ ‫ع ْ‬
‫قالوا ن َ َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن )‪ (44‬ال ّ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫ال ّ‬
‫ن{)‪(45‬‬ ‫فُرو َ‬ ‫كا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫م ِباْل ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫وجا ً َ‬ ‫ع َ‬ ‫ها ِ‬ ‫غون َ َ‬ ‫وي َب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} ونادى أصحاب الجنة ‪ {....‬هذا في نفسه اعتراف من‬
‫أصحاب النار ) بواسطة ( أصحاب الجنة ‪ .‬والظاهر ان‬
‫المراد بما وعد الله ‪ :‬جميع ما وعده من الثواب‬
‫والعقاب لعامة الناس } فأذن مؤذن بينهم ‪ {...‬أي نادى‬
‫مناد } الذين يصدون عن ‪ {....‬فسر الظالمين‬
‫) المذكروين في الية السابقة ( فهم الكافرون‬
‫المنكرون للخرة الذين يصدون عن سبيل الله‬
‫ويصرفون غيرهم عن سلوك الصراط المستقيم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ما أكثر الذين يصدون ويمنعون المسلمين عن تطبيق‬
‫شريعة الله تعالى كالعلمانيين والليبراليين واليساريين‬
‫والبعثيين والشيوعيين الذين وصفهم الله تعالى‬
‫بالظالمين ولعنهم لنهم يدعون المسلمين بل‬
‫يرغمونهم على ترك أحكام الله والعمل بقوانين البشر‬
‫الوضعية وينكرون وجود الحساب والعقاب والثواب‬
‫بجهنم وبالجنة ويرفضون صيغة المعاملت السلمية‬
‫وهدفهم من ذلك هو دفع الناس إلى الطريق العوج‬

‫‪62‬‬
‫وأبعادهم عن طريق الله الذي أمرهم باتباعية ليتمكنوا‬
‫من قيادتهم والسيطرة عليهم ومن المؤسف ان نرى‬
‫الكثير من المغفلين المغرر بهم الذين يعتقدون أنهم‬
‫مثقفون وعلى قدر جيد من الدراية والعلم وأصحاب‬
‫شهادات علمية رفيعة يسيرون كالعميان خلف هؤلء‬
‫الظلمة الملعونين بدون ان يقرءوا القران ويتدبروا‬
‫آياته بل بهرتهم الشعارات الزائفة وغرتهم المال‬
‫التافهة فأصبحوا عونا للظالمين على أنفسهم وعلى‬
‫أخوانهم فهم كالنعام بل أضل سبيل ‪.‬‬

‫سورة العراف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ضوا‬ ‫في ُ‬ ‫َ‬
‫نأ ِ‬ ‫}وَنادى أ َصحاب الّنار أ َصحاب ال ْجن ّ َ‬
‫ةأ ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫قاُلوا إ ِ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّ ُ‬‫قك ُ ُ‬
‫ما َرَز َ‬ ‫م ّ‬ ‫و ِ‬ ‫ءأ ْ‬ ‫ما ِ‬‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫عل َي َْنا ِ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫ذوا ِدين َ ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن) ‪ ( 50‬ال ِ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬‫كا ِ‬ ‫ْ‬
‫على ال َ‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫حّر َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫سا ُ‬‫م ن َن ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫ْ‬
‫فالي َ ْ‬ ‫حَياةُ الدّن َْيا َ‬ ‫ْ‬
‫م ال َ‬ ‫ه ُ‬ ‫غّرت ْ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ً‬
‫عبا َ‬ ‫َ‬
‫ول ِ‬ ‫هوا َ‬‫ً‬ ‫لَ ْ‬
‫كاُنوا ِبآيات َِنا‬ ‫ما َ‬‫و َ‬‫ذا َ‬ ‫ه َ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ِ‬ ‫و ِ‬‫قاءَ ي َ ْ‬ ‫سوا ل ِ َ‬ ‫ما ن َ ُ‬ ‫كَ َ‬
‫ن{ )‪(51‬‬ ‫دو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ج َ‬‫يَ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ ونادى أصحاب النار ‪ }...‬في الية أشعار بعلو مكانه‬
‫أهل الجنة بالنسبة لمكانه أهل النار ‪ {.‬الذين اتخذوا‬
‫دينهم ‪ }....‬الية مسوقه لتفسير الكافرين { فليوم‬
‫ننساهم كما نسوا ‪ }....‬اليوم نتركهم ول نقوم بلوازم‬
‫حياتهم السعيدة كما تركوا يومهم هذا فلم يقوموا بما‬
‫يجب ان يعملوا له وبما كانوا بآياتنا يجحدون ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫لقد ذكر الله تعالى في هذه الية ثلث من صفات‬
‫الكفار وهي اتخاذ الدين لهوا ولعبا وهذا يدل على عدم‬
‫الحترام والتقديس لشريعة الله والثاني هو الفرح‬
‫والنهماك بالحياة الدنيا إلى درجة نسيان الموت‬
‫والخرة والثالث هو جحود آيات الله أي رفضها وعدم‬
‫أطاعتها وعدم العمل بها ‪ .‬وهذه كلها ثقافة العلمانية‬
‫‪63‬‬
‫والليبرالية وأذنابهما التي تنصب على التعامل مع‬
‫الماديات ونكران اليمان بالغيب الذي هو من أساسيات‬
‫الدين السلمي ‪.‬‬

‫سورة العراف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ى‬
‫هد ً‬ ‫عل ْم ٍ ُ‬ ‫عَلى ِ‬ ‫صل َْناهُ َ‬ ‫ف ّ‬ ‫ب َ‬ ‫م ب ِك َِتا ٍ‬ ‫ه ْ‬‫جئ َْنا ُ‬ ‫قدْ ِ‬ ‫ول َ َ‬‫} َ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫وم ٍ ي ُ ْ‬ ‫ة لِ َ‬
‫ويل ُ‬ ‫ن إ ِل ت َأ ِ‬ ‫ل ي َن ْظُرو َ‬ ‫ن)‪َ (52‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫وَر ْ‬ ‫َ‬
‫د‬ ‫ل َ‬ ‫قب ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ق ْ‬ ‫م ْ‬‫سوهُ ِ‬ ‫ن نَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫ويل ُ‬ ‫م ي َأِتي ت َأ ِ‬ ‫و َ‬ ‫يَ ْ‬
‫عاءَ‬ ‫ف َ‬‫ش َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ل ََنا ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل َرب َّنا ِبال ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ت ُر ُ‬ ‫جاءَ ْ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ُ‬
‫ل‬ ‫ع َ‬ ‫ذي ك ُّنا ن َ ْ‬ ‫غي َْر ال ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫فن َ ْ‬ ‫و ن َُردّ َ‬ ‫عوا لَنا أ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ش َ‬ ‫في َ ْ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا‬‫ما َ‬ ‫ض ّ‬ ‫َ‬
‫سُروا أن ْ ُ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫عن ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫خ ِ‬ ‫قدْ َ‬
‫ن{ )‪. (53‬‬ ‫فت َُرو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ ولقد جئناهم بكتاب ‪ }....‬من أعظم من هؤلء ظلما‬
‫ولقد أتممنا عليهم الحجة وأقمنا لهم البيان فجئناهم‬
‫بكتاب فصلناه وأنزلناه على علم منا بما يشتمل عليه‬
‫من المطالب { هدى ورحمة لقوم يؤمنون ‪ }...‬هدى‬
‫وآراءه الطريق للجميع ورحمة للمؤمنين به خاصة {‬
‫وهل ينظرون أل تأويله ‪ }....‬هل ينظرون هؤلء أل‬
‫حقيقة المر التي كانت هي ألباعثه على سوق بياناته‬
‫وتشريع أحكامه والنذار والتبشير اللذان فيه ؟ فلو لم‬
‫ينتظروه لم يتركوا الخذ بما فيه { يوم يأتي تأويله ‪....‬‬
‫} أذا انكشفت حقيقة المر يوم القيامة يعترف‬
‫التاركون له بحقيقة ما جاءت به الرسل من الشرائع‬
‫التي أوجبوا العمل بها و أخبروا ان الله سيبعثهم‬
‫ويجازيهم عليها وإذا شاهدوا عند ذلك أنهم هالكون‬
‫بفساد أعمالهم سألوا احد أمرين ‪ :‬أما شفعاء ينجونهم‬
‫من الهلك أو يردوا إلى الدنيا فيعملوا صالحا ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫‪64‬‬
‫ان الله تعالى قد ألقى علينا ألحجه البالغة فقد أعطانا‬
‫القرآن وفصله لنا على هدى ليرحمنا من الضلل‬
‫وأرسل لنا الرسول محمد ) ص ( لنؤمن بما جاء به‬
‫ولكن رغم كل ذلك نجد بيننا من يفتري البدع من‬
‫الحكام التي تناقض أوامر الله تعالى في قرآنه الكريم‬
‫كدعاوى العلمانية والليبرالية التي ترفض العمل‬
‫بشريعة السلم وتصفها بالتخلف وعدم ملئمتها‬
‫لعصرنا الحديث وهؤلء وأتباعهم سينالهم عذاب الله‬
‫في الخرة ولن ينفعهم الندم ‪.‬‬
‫سورة العراف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن‬‫ع ْ‬‫ن َ‬ ‫دو َ‬‫ص ّ‬‫وت َ ُ‬
‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ع ُ‬‫ط ُتو ِ‬ ‫صَرا ٍ‬‫ل ِ‬ ‫دوا ب ِك ُ ّ‬ ‫ع ُ‬‫ق ُ‬‫ول ت َ ْ‬ ‫} َ‬
‫واذْك ُُروا إ ِذْ‬‫وجا ً َ‬ ‫ع َ‬
‫ها ِ‬ ‫غون َ َ‬‫وت َب ْ ُ‬‫ه َ‬‫ن بِ ِ‬
‫م َ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫قب َ ُ‬
‫عا ِ‬
‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ف َ‬ ‫وان ْظُروا ك َي ْ َ‬‫ُ‬ ‫م َ‬ ‫فك َث َّرك ُ ْ‬‫قِليل ً َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ُن ْت ُ ْ‬
‫ن{ )‪(86‬‬ ‫دي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ ول تقعدوا بكل صراط ‪ }....‬كانوا يقطعون الطريق‬
‫على اليمان بكل ما يستطيعون من قوة واحتيال‬
‫فنهاهم عن ذلك ووصاهم ان يذكروا نعمة الله عليهم‬
‫ويعتبروا بالنظر إلى ما يعلمونه من تاريخ المم الغابره‬
‫وما أل أليه أمر المفسدين من عاقبة السوء ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫نرى في زماننا هذا ان دعاة العلمانية والليبرالية‬
‫وأمثالهم من المنحرفين عن دين الله تعالى قد‬
‫استنفدوا كل الطرق والوسائل لتظليل الناس‬
‫وصرفهم عن العمل بشريعة السلم فنجد صحفهم‬
‫اليومية تنبز السلم بما ل يليق وتروج للنحلل من‬
‫ضوابط السلم وتسمه بالتخلف مقابل ادعاء حداثة‬
‫وعصرنه اطاريحهم القاصرة ‪ .‬ونراهم على شاشات‬
‫التلفزيون يعقدون المناظرات مع أشخاص غير مؤهلين‬
‫لبيان رجاحة السلم على كل معتقد وهم بذلك‬
‫يحاولون أقناع المشاهد والسامع بضعف حجة السلم‬
‫لينخرط المظللون في عقيدتهم فيرتدوا عن السلم‬

‫‪65‬‬
‫وهم غافلون ‪ .‬فتسهل السيطرة عليهم من قبل طلب‬
‫السلطة في هذه الحياة وبذلك هم يفسدون ما أصلحه‬
‫النبياء على مد العصور ‪.‬‬
‫سورة العراف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫} َ‬
‫ض‬‫في الْر ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ي َت َك َب ُّرو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫ن آَيات ِ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫سأ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫وإ ِ ْ‬ ‫ها َ‬‫مُنوا ب ِ َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ة ل يُ ْ‬ ‫ل آي َ ٍ‬ ‫وا ك ُ ّ‬ ‫ن ي ََر ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ْ‬
‫ر ال َ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫بِ َ‬
‫وا‬ ‫ن ي ََر ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬‫سِبيل ً َ‬ ‫ذوهُ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫د ل ي َت ّ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫سِبي َ‬ ‫وا َ‬ ‫ي ََر ْ‬
‫م ك َذُّبوا ِبآيات َِنا‬ ‫َ‬ ‫سِبيل ً ذَل ِ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫سِبي َ‬
‫ه ْ‬‫ك ب ِأن ّ ُ‬ ‫ذوهُ َ‬ ‫ي ي َت ّ ِ‬ ‫غ ّ‬ ‫َ‬
‫ن ك َذُّبوا ِبآيات َِنا‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫وال ِ‬ ‫ن )‪َ (146‬‬ ‫فِلي َ‬ ‫غا ِ‬ ‫ها َ‬ ‫عن ْ َ‬ ‫كاُنوا َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن إ ِل َ‬ ‫و َ‬‫جَز ْ‬ ‫ل يُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫مال ُ‬ ‫ع َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫حب ِط ْ‬ ‫ة َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫ء ال ِ‬ ‫ول ِقا ِ‬ ‫َ‬
‫ن{)‪(147‬‬ ‫َ‬ ‫لو‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫َ ْ َ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫نوا‬ ‫ُ‬ ‫كا‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ سأصرف عن آياتي ‪ }......‬تقييد التكبر في الرض‬
‫بغير الحق مع ان التكبر فيها ل يكون أل بغير الحق‬
‫للتوضيح ويراد به ألدلله على وجه الذم في العمل‬
‫لكونه بغير الحق { وان يروا كل أية ‪ }......‬بيان لحد‬
‫أوصافهم وهو الصرار على الكفر والتكذيب { وان يروا‬
‫سبيل الرشد ‪ }.....‬تكرار الجملتين ألمثبته والمنفية‬
‫للدللة على اعتناقهم الشديد ومراقبتهم الدقيقة على‬
‫مخالفه سبيل الرشد وأتباع سبيل الغي بحيث ل‬
‫يعذرون بخطأ ول يحتمل في حقهم جهل أو اشتباه {‬
‫ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا } أنما جروا على ما جروا بسبب‬
‫تكذيبهم لياتنا وغفلتهم عنا ومن المحتمل ان يكون‬
‫تعليل لقوله تعالى ‪ { :‬سأصرف عن آياتي‪{ } .....‬‬
‫والذين كذبوا بآياتنا‪ }.....‬معنى الية ظاهر ويتحصل‬
‫منها أول ‪ :‬ان الجزاء هو نفس العمل وثانيا ان الحبط‬
‫من الجزاء ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪- :‬‬


‫ان الله تعالى لم يبدأ بصرفهم عن آياته بل هم الذين‬
‫تكبروا بالباطل المتمثل بعقيدتهم العلمانية والليبرالية‬
‫‪66‬‬
‫وتعاليهم على أتباع آيات الله الخالق والستعاضة عنها‬
‫بقوانين المخلوق المقيدة بالزمان والمكان والفناء‬
‫فهم تركوا شريعة السلم التي انزلها لنا الله الذي‬
‫يعلم ما يصلح حال مخلوقاته واتخذوا سبيل أتباع‬
‫الشيطان طريقا لحياتهم التي ل يعتقدون ان بعدها‬
‫حساب و عقاب فأحبط الله تعالى أعمالهم في الدنيا‬
‫وفي الخرة لهم سوء العذاب ‪.‬‬
‫سورة العراف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ميعا ً‬ ‫َ‬
‫ج ِ‬ ‫ه إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫س إ ِّني َر ُ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫ل َيا أي ّ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫} ُ‬
‫و‬‫ه َ‬ ‫ه إ ِّل ُ‬ ‫ض ل إ ِل َ َ‬ ‫ِ‬ ‫واْل َْر‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫مل ْ ُ‬‫ه ُ‬ ‫ذي ل َ ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ُ‬
‫ي‬ ‫ي اْل ّ‬
‫م ّ‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫سول ِ ِ‬‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مُنوا ِبالل ّ ِ‬ ‫فآ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫حِيي َ‬ ‫يُ ْ‬
‫م‬ ‫عل ّك ُ ْ‬ ‫عوهُ ل َ َ‬ ‫وات ّب ِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫مات ِ ِ‬‫وك َل ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ذي ي ُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن{ )‪(158‬‬ ‫دو َ‬ ‫هت َ ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ قل يا أيها الناس ‪ }......‬أمر نبيهم ) ص ( ان يعلن‬
‫بنبوته للناس جميعها من غير ان يختص بقوم دون قوم‬
‫{ الذي له ملك السماوات والرض ‪ }....‬ان الله الذي‬
‫اتخذه رسول هو الذي ملك السماوات والرض والسلطة‬
‫العامة عليها ول اله غيره حتى يملك شيئا منها فله ان‬
‫يتخذ رسول إلى عباده وان يرسل رسوله إلى بعض‬
‫عباده أو إلى جميعهم كيف شاء { فامنوا بالله‬
‫ورسوله ‪ }....‬إذا كان الحال هذا الحال فامنوا بي فاني‬
‫ذلك الرسول النبي ألمي الذي بشر به في التوراة‬
‫والنجيل وأنا أؤمن بالله ول أكفر به وامن بكلماته‬
‫وهي ما قضى به من الشرائع ألنازله علي وعلى‬
‫النبياء السالفين واتبعوني لعلكم تفلحون والمراد‬
‫بالهتداء في قوله { لعلكم تهتدون } الهتداء إلى‬
‫السعادة الخرة التي هي رضوان الله والجنة فيرجع‬
‫معنى قوله ‪ {:‬لعلكم تهتدون } إلى معنى قوله في‬
‫الية السابقة في نتيجة اليمان والتباع ‪ { :‬أولئك هم‬
‫المفلحون } ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫‪67‬‬
‫كيف يكون النسان مسلم وهو ل يتبع رسول الله الذي‬
‫امن بكلم الله تعالى وعمل به بل يتبع الفكار العلمانية‬
‫والليبرالية ويفضل قوانينها على قوانين الله أليس ذلك‬
‫ارتداد عن السلم والشرك بطاعة الله تعالى الذي‬
‫يؤدي إلى الكفر بالرغم من ان الله تعالى يخاطب كل‬
‫النوع النساني بأتباع رسوله ‪ .‬وقد يقول احدهم بأنهم‬
‫ليسوا أعداء السلم بل هم يريدون عزل السلم عن‬
‫الدولة وأقول لهم وهل السلم متهم ليوضع في‬
‫القفص ونلغي كل تطبيقات أحكامه بين الناس ؟‬
‫عذرهم أقبح من فعلهم ‪.‬‬
‫سورة العراف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ها‬ ‫من ْ َ‬ ‫وك ُُلوا ِ‬ ‫ة َ‬ ‫قْري َ َ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ذ ِ‬
‫ه ِ‬ ‫سك ُُنوا َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ه ُ‬‫ل لَ ُ‬ ‫قي َ‬ ‫وإ ِذْ ِ‬ ‫} َ‬
‫جدا ً‬ ‫س ّ‬ ‫ب ُ‬ ‫خُلوا ال َْبا َ‬ ‫وادْ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫حط ّ ٌ‬ ‫قوُلوا ِ‬ ‫و ُ‬‫م َ‬ ‫شئ ْت ُ ْ‬‫ث ِ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن)‪(161‬‬ ‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬‫سن ََزي ِدُ ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫طيَئات ِك ُ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫م َ‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫ل‬‫قي َ‬ ‫ذي ِ‬ ‫غي َْر ال ّ ِ‬ ‫ول ً َ‬ ‫ق ْ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬‫موا ِ‬ ‫ن ظَل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫فب َدّ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫كاُنوا‬ ‫ما َ‬ ‫ء بِ َ‬ ‫ما ِ‬‫س َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫جزا ً ِ‬ ‫ر ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫سل َْنا َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫فأْر َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫ن{ )‪(162‬‬ ‫مو َ‬ ‫ي َظْل ِ ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{وإذا قيل لهم اسكنوا‪ }.....‬القرية هي التي كانت في‬
‫الرض المقدسة ‪ .‬أمروا بدخولها وقتال أهلها من‬
‫العمالقه وإخراجهم منها فتمردوا عن المر وردوا على‬
‫موسى فابتلوا بالتية { وقولوا حطه وادخلوا ‪ }....‬تقدم‬
‫الكلم في نظيرها من سورة البقرة أية ) ‪(59 ) ( 58‬‬
‫وقوله { سنزيد المحسنين } في موضع الجواب عن‬
‫السؤال مقدر كأنه كما قال ‪ {:‬يغفر لكم خطاياكم‬
‫{ سنزيد المحسنين } ‪.‬‬ ‫} قيل ‪ :‬ثم ماذا ؟ فقال ‪:‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫لو قارنا بين معصية بني إسرائيل في هذه الية‬
‫المتمثلة بتبديلهم كلمة بدل الكلمة التي أمرهم الله‬
‫تعالى بقولها واعتبار الله تعالى عملهم هذا ظلم وانزل‬
‫العذاب عليهم ‪ .‬لو قارنا ذلك بما يعمله العلمانيون‬
‫والليبراليون من تعطيل تطبيق الشريعة السلمية‬
‫‪68‬‬
‫ودعوة الناس لتطبيق قوانينهم الوضعية في كل نواحي‬
‫الحياة كالمعاملت التجارية والحكام الجنائية‬
‫والعقوبات في جرائم الجنح وفي رفض الحجاب وإباحة‬
‫الخمور والسفور وإباحة الربا والغناء والقمار وغير ذلك‬
‫أتعتقد ان الله تعالى يرضى بكل هذا الكفر والمعصية‬
‫التي أرسل النبياء من اجل هداية البشر ل طاعة‬
‫شريعته ورفض المعاصي ‪ .‬يقينا ان الله تعالى يغضب‬
‫من ذلك اشد الغضب ول احد يعلم عقابه أل هو سبحانه‬
‫تعالى عما يصفون ‪.‬‬
‫سورة العراف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫سل َ َ‬ ‫َ‬
‫ها‬ ‫من ْ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫فان ْ َ‬ ‫ذي آت َي َْناهُ آَيات َِنا َ‬ ‫م ن َب َأ ال ّ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫ل َ َ‬ ‫وات ْ ُ‬ ‫} َ‬
‫َ َ‬
‫و‬‫ول َ ْ‬‫ن)‪َ (175‬‬ ‫وي َ‬ ‫غا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ف َ‬‫ن َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ع ُ‬ ‫فأت ْب َ َ‬
‫ع‬
‫وات ّب َ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ِ‬ ‫خل َدَ إ َِلى اْل َْر‬ ‫ه أَ ْ‬‫ول َك ِن ّ ُ‬ ‫ها َ‬ ‫عَناهُ ب ِ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫شئ َْنا ل ََر َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫واهُ َ‬
‫و‬
‫ثأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ي َل َ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ب إِ ْ‬ ‫ل الكل ِ‬ ‫مث َ ِ‬ ‫هك َ‬ ‫مث َل ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ن ك َذُّبوا ِبآيات َِنا‬ ‫ذي َ‬ ‫وم ِ ال ّ ِ‬ ‫ق ْ‬‫ل ال ْ َ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ث ذَل ِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ي َل ْ َ‬ ‫ت َت ُْرك ْ ُ‬
‫ساءَ‬ ‫ن( )‪َ (176‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫ص لَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ق َ‬ ‫ص ال ْ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫كاُنوا‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫وأن ْ ُ‬ ‫ن ك َذُّبوا ِبآيات َِنا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫مث َل ً ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن{)‪. (177‬‬ ‫مو َ‬ ‫ْ‬
‫ي َظل ِ ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ واتل عليهم نبأ ‪ }....‬واتل على بني إسرائيل أو على‬
‫الناس خبرا عن أمر عظيم وهو نبا الرجل { الذي أتيناه‬
‫آياتنا } وكشفنا لباطنه عن علئم وأثار ألهيه عظام‬
‫يتنور له بها المر { فانسلخ منها } ورفضها بعد لزومها‬
‫{ فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين { فلم يقو على‬
‫انجاء نفسه من الهلك } ولو شئنا لرفعناه ‪ {...‬لو‬
‫شئنا لرفعناه بتلك اليات وقربناه ألينا لكنا لم نشا ذلك‬
‫لنه اخلد إلى الرض واتبع هواه } فمثله كمثل‬
‫الكلب ‪ {...‬انه ذو هذه السجية ل يتركها سواء زجرته او‬
‫تركته ‪ }.‬ذلك مثل الذين ‪ {....‬فالتكذيب منهم سجيه‬
‫نفسانيه خبيثة ل زمه فل تزال آياتنا تتكرر على‬
‫حواسهم ويتكرر التكذيب بها منهم } فاقصص‬
‫القصص ‪ {...‬قص القصة لعلهم يتفكرون فينقادوا‬
‫‪69‬‬
‫للحق وينتزعوا عن الباطل ‪ } .‬ساء مثل القوم‬
‫الذين ‪ {....‬ذم لهم من حيث وصفهم وإعلم لهم أنهم‬
‫ل يضرون شيئا في تكذيب آياته ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫نعم ان نفس الحالة تكرر في يومنا هذا فالناس الذين‬
‫ن الله تعالى عليهم بإنزال القران هداية لهم لم‬
‫م ّ‬
‫يلتزموا به بل تركوه وراء ظهورهم واتبعوا أهوائهم‬
‫فوجد فيهم الشيطان المتمثل بدعاة العلمانية‬
‫والليبرالية ارض هشة فاخترقوهم بعقائدهم الفاسدة‬
‫وظللوهم بالشعارات البراقة الخادعة فانقادوا لهم‬
‫كالعميان يتبع بعضهم بعضا بدون هدى من عقل أو‬
‫بصيرة ‪ .‬فان دعوتهم إلى تطبيق أحكام الله تعالى‬
‫وشريعته في كل أمور الحياة اعرضوا عنك وقالوا ان‬
‫أفكارهم حديثة وعصرية تلئم هذا الزمان وغفلوا عن‬
‫ان رفضهم لحكام الله تعالى يؤدي إلى شرك الطاعة‬
‫والكفر به وان تركتهم استمروا في إفساد ما أصلحه‬
‫النبياء والتغرير بضعاف العقيدة بالسلم وتمادوا في‬
‫تكذيب آيات الله تعالى فضلموا أنفسهم ومن اتبعهم‬
‫فهم كالنعام بل أضل سبيل كما وصفهم الله تعالى‬
‫في الية ) ‪( 179‬من سورة العراف ‪.‬‬

‫سورة العراف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ثل‬‫حي ْ ُ‬‫ن َ‬‫م ْ‬‫م ِ‬
‫ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫ر ُ‬
‫ست َدْ ِ‬
‫سن َ ْ‬‫ن ك َذُّبوا ِبآيات َِنا َ‬
‫ذي َ‬‫وال ّ ِ‬ ‫} َ‬
‫ُ‬
‫ن{ )‬ ‫مِتي ٌ‬‫دي َ‬ ‫ن ك َي ْ ِ‬ ‫م إِ ّ‬‫ه ْ‬‫مِلي ل َ ُ‬‫وأ ْ‬‫ن)‪َ (182‬‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫يَ ْ‬
‫‪(183‬‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} والذين كذبوا بآياتنا ‪ {.....‬الستدراج ‪ :‬الستصعاد أو‬
‫الستنزال درجة فدرجة ‪ .‬وتقييد الستدراج بكونه من‬
‫حيث ل يعلمون للدللة على ان هذا التقريب خفي غير‬
‫ظاهر عليهم بل مستبطن فيما يتلهون فيه من مظاهر‬

‫‪70‬‬
‫الحياة المادية } وأملي لهم ان ‪ {....‬الملء المهال ‪.‬‬
‫وفي قوله } وأملي { بعد قوله ‪ } :‬سنستدرجهم {‬
‫التفات من التكلم مع الغير إلى التكلم وحدة للدللة‬
‫على مزيد العناية بتحريمهم من الرحمة اللهية‬
‫وإيرادهم مورد الهلكه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان التكذيب في زماننا هذا قرنه العلمانيين والليبراليين‬
‫بالتشويه والفتراء على آيات الله تعالى ومن ثم طرح‬
‫البدائل الناتجة من أفكارهم المريضة المستندة على‬
‫تجاربهم المقيدة بالمكان المحدود والزمان المحدود‬
‫وعقولهم القاصرة الواقعة تحت تأثير المصلحة والحاجة‬
‫والهوى فيطرحوا الربا في البنوك بدل القرضة ألحسنه‬
‫ويطرحوا السفور بدل حجاب النساء ويبيحوا الخمور‬
‫بيعا واحتساء ويطرحوا حبس السارق بدل من قطع يده‬
‫ويرفضوا أقامة الحد على الزاني والزانية ويطرحون‬
‫الزواج العرفي بدل الزواج على دين السلم ويرفضوا‬
‫حقيقة خلق الله لدم ويطرحوا نظرية النشوء والتطور‬
‫بفعل الطبيعة التي ل عقل لها ‪.‬‬

‫سورة النفال‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫}ذَل ِ َ َ‬
‫ق‬
‫ق ِ‬ ‫ن يُ َ‬
‫شا ِ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬‫قوا الل ّ َ‬ ‫شا ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫ك ب ِأن ّ ُ‬
‫ب{ )‪(13‬‬ ‫قا ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ديدُ ال ْ ِ‬
‫ش ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه َ‬
‫فإ ِ ّ‬ ‫سول َ ُ‬‫وَر ُ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ه َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} ذلك بأنهم شاقوا ‪ {...‬ان هذا العقاب للمشركين بما‬
‫أوقع الله بهم ‪ .‬لنهم خالفوا الله ورسوله والحوا‬
‫وأصروا على ذلك ومن يشاق ) يخالف ( الله ورسوله‬
‫فان الله شديد العقاب ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫وأي شقاق لله ورسوله أكثر من مخالفة العلمانية‬
‫والليبرالية لحكام الله الواردة في آيات القران الكريم‬
‫وإنكارها ورفض تطبيقها وتطبيق نقيضها من أحكام‬

‫‪71‬‬
‫الناس المرتدين عن السلم وليس أدل على ذلك من‬
‫وصف الله لهم بالكفر في الية السابقة رقم )‪( 12‬‬
‫ونفس الشيء فعلوه بسنة رسول الله فمن البديهي‬
‫ان من ينكر آيات الله تعالى ل يلتفت إلى طاعة سنة‬
‫رسوله أبدا ‪.‬‬
‫سورة النفال‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ول‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬‫ه َ‬‫عوا الل ّ َ‬‫طي ُ‬ ‫مُنوا أ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫}َيا أي ّ َ‬
‫عن ْه َ‬
‫ن‬ ‫كال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫كوُنوا َ‬ ‫ول ت َ ُ‬‫ن )‪َ (20‬‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬
‫م تَ ْ‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬
‫وا َ ُ َ‬ ‫ول ّ ْ‬
‫تَ َ‬
‫ن{)‪(21‬‬ ‫عو َ‬
‫م ُ‬ ‫س َ‬
‫م ل يَ ْ‬ ‫ه ْ‬‫و ُ‬‫عَنا َ‬ ‫م ْ‬ ‫قاُلوا َ‬
‫س ِ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} يا أيها الذين امنوا ‪ {....‬ول تولوا عن الرسول وانتم‬
‫تسمعون ما يلقيه أليكم من الدعوة ألحقه وما يأمركم‬
‫به وينهاكم عنه مما فيه صلح دينكم ودنياكم } ول‬
‫تكونوا كالذين ‪ {.....‬المعنى ظاهر ‪ .‬وفيه تعريض‬
‫للمشركين اذ قالوا ‪ :‬سمعنا وهم ل يسمعون ‪.‬‬
‫المصداق الحالي‪- :‬‬
‫ما أكثر الناس الذين ل يطيعوا الله ورسوله ولكن‬
‫بعضهم تجاوز المعصية إلى رفض أصل التشريع في‬
‫آيات الله وسنة رسوله وادعوا ان قوانينهم التي‬
‫ابتدعوها وهي البدل الفضل للتطبيق في مختلف‬
‫نواحي الحياة وهم العلمانيين والليبراليين الذين تولوا‬
‫عن هدى السلم رغم سماعهم له واطلعهم عليه ‪.‬‬
‫والله تعالى يشبهم بالمشركين الذين أشركوا بعبادة‬
‫الله تعالى عبادة الصنام وكذلك العلمانيين والليبراليين‬
‫فقد سقطوا في شرك الطاعة وهو استبدال أحكام الله‬
‫تعالى بقوانينهم الوضعية في المحاكم والبنوك وتحليل‬
‫ما حرم الله من الخمور والسفور والزواج العرفي وفي‬
‫الركون إلى الظلمة وفي إنكار خلق الله تعالى للنسان‬
‫وادعاء تطوره بالصدفة من مكونات الطبيعة الغير‬
‫عاقله وغير ذلك كثير كإباحة القمار وإلغاء حدود الله‬
‫تعالى ‪ .....‬الخ‬
‫سورة النفال‬

‫‪72‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫شاءُ‬ ‫عَنا ل َ ْ‬
‫و نَ َ‬ ‫م ْ‬‫س ِ‬‫قدْ َ‬‫قاُلوا َ‬‫م آَيات َُنا َ‬
‫ه ْ‬‫ِ‬ ‫عل َي ْ‬‫ذا ت ُت َْلى َ‬
‫وإ ِ َ‬‫} َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(31‬‬ ‫وِلي َ‬‫طيُر اْل ّ‬ ‫ذا إ ِّل أ َ‬
‫سا ِ‬ ‫ه َ‬‫ن َ‬‫ذا إ ِ ْ‬ ‫ه َ‬‫ل َ‬ ‫قل َْنا ِ‬
‫مث ْ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} وإذا تتلى عليهم ‪ {....‬وإذا تتلى عليهم آياتنا التي ل‬
‫ريب في دللتها على أنها من عندنا وهي تكشف عن ما‬
‫نريده منهم من الدين الحق لجوا واعتدوا عليها وهونوا‬
‫أمرها وأزروا برسالتنا وقالوا قد سمعنا وعقلنا هذا‬
‫الذي تلي علينا ول حقيقة له أل انه من أساطير الولين‬
‫ولو نشاء لقلنا مثله غير انأ ل نعتني به ول نهتم بأمثال‬
‫هذه الحاديث الخرافية ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫في زماننا هذا تجاوزوا ما قاله المشركين في الجاهلية‬
‫الولى بأنهم يستطيعون ان يأتوا بمثل تلك اليات فقد‬
‫قال العلمانيين والليبراليين بان قوانينهم وعقيدتهم‬
‫أفضل واحدث من أحكام القرآن التي أصبحت غير‬
‫مناسبة للتطبيق في هذا الزمان لقدمها وتخلفها عن‬
‫تطور الحياة العصرية ‪ .‬فالليبرالية تنادي بإطلق العنان‬
‫للحرية المنفلته بدون ضوابط أو أخلقيات مقيدة لها‬
‫مما يجعلها رافضة للسلم والتقاليد والعراف والداب‬
‫ومرشدها هو أتباع الهوى والمصالح والرغبات التي‬
‫تتقاطع مع سلوك أمثالهم فل معنى عندهم للحلل‬
‫والحرام أو رضا الله تعالى أو غضبه أبدا ‪ .‬أما العلمانية‬
‫فهي تسعى وراء المصالح الدنيوية الخاصة والعامة مع‬
‫رفض أي تقييد من قبل كل اليات بل ترفض انصياع‬
‫النسان لحكام الله وتسعى للسيطرة عليه من خلل‬
‫المصلحة الدنيوية والعقوبات التي سنوها لهم ‪.‬‬
‫سورة النفال‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ع ْ‬ ‫دوا َ‬‫ص ّ‬‫م ل ِي َ ُ‬ ‫ه ْ‬‫وال َ ُ‬‫م َ‬‫نأ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫فُروا ي ُن ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫ة‬
‫سَر ً‬ ‫ح ْ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن َ َ‬ ‫م تَ ُ‬‫ها ث ُ ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه َ‬‫ل الل ّ ِ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫قون َ َ‬ ‫سي ُن ْ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‬ ‫شُرو َ‬ ‫ح َ‬‫م يُ ْ‬ ‫هن ّ َ‬ ‫ج َ‬‫فُروا إ َِلى َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫غل َُبو َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ثُ ّ‬
‫‪(36‬‬
‫‪73‬‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} ان الذين كفروا ‪ {....‬ان الكفر سيبعثهم إلى ان‬
‫يسعوا في أبطال الدعوة والصد عن سبيل الحق‬
‫فينفقون أموالهم في سبيل هذه الغراض الفاسدة‬
‫فتضيع الموال في هذه الطريق فتكون ضيعتها موجبه‬
‫لتحسرهم ثم يغلبون فل ينتفعون بها وذلك ان الكفار‬
‫يحشرون إلى جهنم ويكون ما يأتون به في الدنيا من‬
‫التجمع على الشر والخروج إلى محاربة الله ورسوله‬
‫بحذاء خروجهم محشورين إلى جهنم يوم القيامة ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪- :‬‬


‫لقد أصبح التفاق للصد عن سبيل الله تعالى تقوم به‬
‫مؤسسات إعلمية ودول تعتنق العلمانية والليبرالية‬
‫كمنهج عام لها و توضف لنجاز هذا العمل الدنيء‬
‫الكثير من ضعاف العقل والدين لتظليل الناس عن‬
‫العمل بأحكام الله وسنة نبيه ولهم في ذلك أساليب‬
‫كثيرة فبواسطة التلفزيون يبثون الحوارات المبرمجة‬
‫ضد السلم ويعرضون الغناء والرقص ليلهوا الناس عن‬
‫طاعة الله تعالى ويعرضون الفلم والمسلسلت التي‬
‫تطبع أخلق وعادات المسلمين على خلف ما أمر به‬
‫الله ورسوله وتقوم بالدعاية والترويج للملهي‬
‫والخمور والربا وتستعمل المرأة لتقويض بناء العائلة‬
‫والمجتمع السلمي وكذلك في الكتب والجرائد‬
‫والمدارس والله تعالى يصفهم بالكفر ويعدهم بعذاب‬
‫جهنم وبئس المصير فهل هنالك عاقل واحد يحب ان‬
‫يكون مصيره العذاب ؟‬
‫سورة النفال‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫طرا ً‬‫م بَ َ‬ ‫ه ْ‬‫ر ِ‬ ‫ن ِدَيا ِ‬‫م ْ‬ ‫جوا ِ‬‫خَر ُ‬‫ن َ‬
‫ذي َ‬‫كال ّ ِ‬ ‫كوُنوا َ‬‫ول ت َ ُ‬ ‫} َ‬
‫ما‬
‫ه بِ َ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه َ‬‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬
‫ن َ‬ ‫ع ْ‬‫ن َ‬‫دو َ‬‫ص ّ‬
‫وي َ ُ‬‫س َ‬ ‫رَئاءَ الّنا ِ‬ ‫و ِ‬‫َ‬
‫حيط{ )‪(47‬‬ ‫ٌ‬ ‫م ِ‬
‫ن ُ‬‫ملو َ‬‫ُ‬ ‫ع َ‬‫يَ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬

‫‪74‬‬
‫نهي عن اتخاذ طريقة هؤلء البطرين المرائين الصادين‬
‫عن سبيل الله وهم على ما يفيده سياق الكلم في‬
‫اليات كفار قريش ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان الذين يصدون الناس عن السلم في زماننا هذا هم‬
‫العلمانيون والليبراليون وأذنابهم من البعثيين‬
‫والشيوعيين وغيرهم ول يخفى على احد ماذا فعلوا‬
‫بمساجد المسلمين ورجال الدين والله سبحانه تعالى‬
‫ينهانا عن التشبه بهم أي ان ل نتبع عقيدتهم الفاسدة‬
‫بل نلتزم بالسلم الحنيف ‪.‬‬
‫سورة التوبة‬
‫ج‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫و َ‬ ‫س يَ ْ‬ ‫ه إ ِلى الّنا ِ‬
‫سول ِ ِ َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫وأ َ َ‬ ‫} َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫فإ ِ ْ‬‫ه َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كي َ‬ ‫ر ِ‬‫ِ‬ ‫ش‬‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ريءٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه بَ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫رأ ّ‬ ‫ِ‬ ‫اْل َك ْب َ‬
‫َ‬
‫م َ‬
‫غي ُْر‬ ‫موا أن ّك ُ ْ‬ ‫عل َ ُ‬‫فا ْ‬ ‫م َ‬ ‫ول ّي ْت ُ ْ‬
‫ن تَ َ‬‫وإ ِ ْ‬ ‫م َ‬‫خي ٌْر ل َك ُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬‫ف ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت ُب ْت ُ ْ‬
‫َ‬
‫م{ )‪(3‬‬ ‫ب أِلي ٍ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ع َ‬ ‫فُروا ب ِ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ر ال ّ ِ‬
‫ش ِ‬ ‫وب َ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫زي الل ّ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ع ِ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} وأذان من الله ‪ {.....‬الذان العلم والمراد بيوم الحج‬
‫الكبر ‪ :‬يوم الحشر ) من السنة التاسعة للهجرة ( لنه‬
‫كان يوما اجتمع فيه المسلمون والمشركون ثم التفت‬
‫سبحانه إلى المشركين ثانيا وذكرهم أنهم غير معجزين‬
‫الله ليكونوا على بصيره من أمرهم ‪ .‬ثم التفت سبحانه‬
‫إلى رسوله ) ص ( فخاطبه ان يبشر الذين كفروا بعذاب‬
‫اليم } وبشر الذين كفروا بعذاب اليم { ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫في زمان الرسول ) ص ( كان المشركون يشركون‬
‫الصنام في العبادة مع الله سبحانه وتعالى عما‬
‫يشركون أما ألن فان المشركون يطيعون أفكار‬
‫وعقائد وشرائع ابتدعوها لنفسهم أو اقتبسوها من‬
‫أناس آخرين وهم فضلوا طاعتها والعمل بها على‬
‫طاعة بعض آيات وأحكام الله تعالى فأصبحوا مشركين‬
‫في طاعة الله طاعة عباده التي تتعارض مع شريعة‬
‫السلم ولقد سبقهم إلى ذلك اليهود حين اتخذوا‬
‫أحبارهم أربابا لهم وذلك بإطاعة أوامر أحبارهم‬

‫‪75‬‬
‫وعصيان أوامر الله تعالى لنهم امنوا ببعض الكتاب‬
‫وكفروا ببعض ‪ .‬فأصبحوا بشركهم من الكافرين وهذا‬
‫ينطبق تماما على العلمانيين والليبراليين الذين فضلوا‬
‫طاعة مفكريهم الضالين على طاعة الله سبحانه عما‬
‫يشركون وفي هذه الية الكريمة يعلن الله تعالى براءته‬
‫من المشركين أذا لم يتوبوا إلى الله من شركهم‬
‫ويبشرهم بعذاب جهنم وبئس المصير ‪.‬‬
‫سورة التوبة‬

‫ه‬
‫سِبيل ِ ِ‬‫ن َ‬‫ع ْ‬
‫دوا َ‬ ‫ص ّ‬‫ف َ‬ ‫قِليًل َ‬‫مًنا َ‬ ‫ه ثَ َ‬ ‫ت الل ّ ِ‬ ‫وا ِبآَيا ِ‬ ‫شت ََر ْ‬‫}ا ْ‬
‫في‬ ‫ن ِ‬‫قُبو َ‬‫ن )‪َ (9‬ل ي َْر ُ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ساءَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫إ ِن ّ ُ‬
‫ن{ )‪(10‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ولئ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫م ْ‬
‫دو َ‬ ‫عت َ ُ‬
‫م ْ‬‫م ال ُ‬
‫ه ْ‬
‫ك ُ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫م ً‬
‫ول ِذ ّ‬ ‫ن إ ِل َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ُ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}اشتروا بآيات الله ‪{...‬أذا كان هذا حالهم وهذه‬
‫أفعالهم فأولئك هم المعتدون عليكم لما اضمروا من‬
‫العداوة والبغضاء ولما اضهره أكثرهم في مقام العمل‬
‫من الصد عن سبيل الله وعدم رعاية قرابة ول عهد في‬
‫المؤمنين‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لقد اشترى العلمانيين والليبراليين المصالح الدنيوية‬
‫والمنافع العاجلة وحب السلطة والتحكم برقاب الناس‬
‫وباعوا آيات الله بما تحتويه من أحكام وقوانين ومثل‬
‫عليا أرسلها لنا خالقنا الله العالم بما يصلح حالنا الله‬
‫ربنا ورب كل شئ وفضلوا عليها عقائدهم القاصرة‬
‫واجبروا الناس على أتباعها والعمل بها في كل نواحي‬
‫الحياة الرسمية وهم قد انزلوا مختلف العقوبات التي‬
‫لم ينزل الله بها من سلطان على كل من خالفهم من‬
‫المؤمنين والمسلمين ‪ .‬ولقد تفننوا في أساليب صد‬
‫الناس عن سبيل الله تعالى من ترغيب وترهيب‬
‫وإفساد والهاء وإشغال بكل وسيلة قدروا عليها‬

‫‪76‬‬
‫سورة التوبة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م أْرَباًبا ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫هَبان َ ُ‬ ‫وُر ْ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫حَباَر ُ‬ ‫ذوا أ ْ‬ ‫خ ُ‬‫}ات ّ َ‬
‫ُ‬
‫دوا إ ِل َ ً‬
‫ها‬ ‫عب ُ ُ‬‫مُروا إ ِّل ل ِي َ ْ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬‫مْري َ َ‬‫ن َ‬ ‫ح اب ْ َ‬ ‫سي َ‬‫م ِ‬ ‫وال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن{ )‪(31‬‬ ‫َ‬ ‫كو‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫ي‬
‫ّ ُ‬ ‫ما‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫حا‬ ‫ب‬
‫ُ َ ُ ْ َ َ ُ‬‫س‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫إ‬ ‫ه‬
‫ِ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫دا‬ ‫ح‬
‫َ ِ ً‬ ‫وا‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} اتخذوا أحبارهم ورهبانهم ‪ {...‬اتخاذهم الحبار‬
‫والرهبان أربابا من دون الله هو إصغاؤهم لهم‬
‫وأطاعتهم من غير قيد وشرط ‪ ،‬ول يطاع كذالك إلى‬
‫الله سبحانه ‪ .‬واما اتخاذهم المسيح بن مريم ربا من‬
‫دون الله ‪ :‬فهو القول بالوهيته } سبحانه عما يشركون‬
‫{ تنزيه له تعالى عما يتضمنه قولهم بربوبية الحبار‬
‫والرهبان ‪ ،‬وقولهم بربوبية المسيح )ع( من الشرك ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫من الواضح ان اليهود قد فضلوا أطاعة وأتباع أحبارهم‬
‫ورهبانهم على أطاعة وإتباع أوامر الله ونواهيه‬
‫)تفضيل لمصالحهم ( لذالك وصفهم الله تعالى‬
‫بالمشركين لنهم فعل سقطوا في شرك الطاعة مع‬
‫علمهم بوحدانية الله تعالى ‪ .‬ونفس الشيء يحدث ألن‬
‫فالعلمانيين والليبراليين أغروا المسلمين بأتباع‬
‫عقيدتهم وتطبيقها في كل نواحي حياتهم ومعاملتهم‬
‫المالية والقضائية والجتماعية وإهمال شريعة الله‬
‫تعالى بعد تضليلهم بشعارات الحداثة والعصرنة واتهام‬
‫دين السلم بعدم صلحيته لهذا الزمان ‪ .‬فهم مشركون‬
‫‪.‬‬
‫سورة التوبة‬

‫وي َأ َْبى‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬‫ه ِ‬
‫وا ِ‬ ‫ه ب ِأ َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫فُئوا ُنوَر الل ّ ِ‬ ‫ن ي ُطْ ِ‬ ‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫دو َ‬‫ري ُ‬ ‫}ي ُ ِ‬
‫رهَ ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(32‬‬ ‫فُرو َ‬ ‫كا ِ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و كَ ِ‬ ‫م ُنوَرهُ َ‬
‫ن ي ُت ِ ّ‬‫ه إ ِّل أ ْ‬
‫الل ّ ُ‬

‫التفسير ‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫}يريدون ان يطفئوا ‪ {...‬الية أشارة إلى حال الدعوة‬
‫السلمية وما يريده منها الكافرون وفيها وعد جميل‬
‫بان الله سيتم نوره ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لقد حكم الله تعالى في هذه الية الكريمة بالكفر على‬
‫الذين يحاربون دين الله تعالى لنهم يحاربون أرادة الله‬
‫الذي قرر ان يطبق دينه بالرغم من كره الكافرون‬
‫لذالك ‪ .‬ونفس الشيء يحدث عندنا الن فالعلمانيون‬
‫والليبراليون يحاربون تطبيق السلم في حياة‬
‫المسلمين العملية من معاملت تجارية وقضائية‬
‫واخلقية واجتماعية ويتبعون في سبيل ذالك كل‬
‫وسائل الدعاية والعلن والدس والتضليل والترغيب‬
‫والترهيب ورفع الشعارات الجوفاء ‪ .‬ولن ينجحوا مهما‬
‫خدعوا من ضعاف العقول والتافهين ‪ .‬فلقد جزم الله‬
‫تعالى بفشلهم وكفرهم لنهم يريدون ان يطفئوا‬
‫نوره ‪.‬‬
‫سورة التوبة‬
‫َ‬
‫ق‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫وِدي ِ‬ ‫دى َ‬ ‫ه ِبال ْ ُ‬
‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ل َر ُ‬‫س َ‬
‫ذي أْر َ‬‫و ال ّ ِ‬‫ه َ‬‫} ُ‬
‫ن{ )‬
‫كو َ‬‫ر ُ‬ ‫م ْ‬
‫ش ِ‬ ‫رهَ ال ْ ُ‬
‫و كَ ِ‬‫ول َ ْ‬‫ه َ‬ ‫ن ك ُل ّ ِ‬ ‫عَلى ال ّ‬
‫دي ِ‬ ‫هَرهُ َ‬ ‫ْ‬
‫ل ِي ُظ ِ‬
‫‪(33‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}هو الذي أرسل ‪ {....‬ان الله هو الذي أرسل رسوله‬
‫– او اليات والبينات –‬ ‫محمد )ص( مع الهداية‬
‫ودين فطري ليظهره وينصر دينه الذي هو دين الحق‬
‫على كل الديان ‪ ،‬ولو كره المشركون ذلك ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫اذا كان الله تعالى قد تعهد بان ينصر السلم على كل‬
‫الديان السماوية وغيرها فهل يظن إنسان عاقل بان‬
‫الله القوي الجبار سوف يتخلى عن نصرة السلم‬
‫ويجعله ضحية لسخافات العلمانيون والليبراليون ‪،‬‬
‫لتنتصر عليه‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫اقول جازما بان ذالك مستحيل‪ .‬وان أعداء الدين‬
‫المشركين في طاعة الله من العلمانيون والليبراليون‬
‫ستكون خيبتهم أكيدة ‪.‬‬
‫سورة التوبة‬
‫}أ َل َم يعل َموا أ َن ّه من يحادد الل ّه ورسول َه َ َ‬
‫ن لَ ُ‬
‫ه‬ ‫فأ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ُ َ ْ ُ َ ِ ْ‬ ‫ْ َ ْ ُ‬
‫م{ )‪(63‬‬ ‫ظي ُ‬‫ع ِ‬ ‫ْ‬
‫ي ال َ‬‫خْز ُ‬ ‫ْ‬
‫ك ال ِ‬‫ها ذَل ِ َ‬
‫في َ‬
‫دا ِ‬
‫خال ِ ً‬
‫م َ‬‫هن ّ َ‬
‫ج َ‬
‫َناَر َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} الم يعلموا انه ‪ {...‬المحادة المخالفة والمجانبة‬
‫والمعاداة‬
‫والمعنى‪ :‬أنهم يعلمون ان محادة الله ورسوله‬
‫والمعاداة مع الله ورسوله يوجب الخلود في النار ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫من المؤلم ان كثير من المسلمين يجهلون ان أتباعهم‬
‫لدعاة العلمانية والليبرالية في ترك أحكام الله وإطاعة‬
‫عقائد العلمانية والليبرالية هي معاداة لله تعالى‬
‫ورسوله تؤدي بهم الى الخلود في جهنم وذلك الخزي‬
‫العظيم وكيف ل وهم قد تركوا كل المعاملت السلمية‬
‫التي أمرنا الله تعالى بتطبيقها في الحلل والحرام‬
‫وأحكام القضاء وتحريم الربا في البنوك وتحريم صنع‬
‫الخمور وبيعها وشربها وتحريم السفور وأجازوا‬
‫المساواة في الرث بين الذكر والنثى وأجازة الزواج‬
‫العرفي وأجازة الزنى بفتح ملهي للخمور والدعارة من‬
‫الحكومة العلمانية أو الليبرالية وعدم قطع يد السارق‬
‫الى غير ذلك من الحكام التي رفضوا تطبيقها كأنهم‬
‫ند لله سبحانه ‪.‬‬

‫سورة يونس‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن لَ‬‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫قا َ‬‫ت َ‬ ‫م آَيات َُنا ب َي َّنا ٍ‬
‫ه ْ‬ ‫عل َي ْ‬
‫ذا ت ُت َْلى َ‬
‫وإ ِ َ‬‫} َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ما‬
‫ل َ‬ ‫ه ُ‬
‫ق ْ‬ ‫و ب َدّل ْ ُ‬ ‫ذا أ ْ‬‫ه َ‬‫ر َ‬ ‫ن َ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫قْرآ ٍ‬ ‫ت بِ ُ‬‫قاءََنا ائ ْ ِ‬‫ن لِ َ‬ ‫جو َ‬ ‫ي َْر ُ‬
‫‪79‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫إ ِّل َ‬
‫ما‬ ‫ع‬
‫ن أت ّب ِ ُ‬ ‫سي إ ِ ْ‬
‫ف ِ‬‫ء نَ ْ‬ ‫ن ت ِل ْ َ‬
‫قا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أب َدّل َ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ن ِلي أ ْ‬ ‫كو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬
‫وم ٍ‬
‫يَ ْ‬ ‫ب‬‫ذا َ‬ ‫ع َ‬‫ت َرّبي َ‬ ‫صي ْ ُ‬
‫ع َ‬‫ن َ‬ ‫ف إِ ْ‬ ‫خا ُ‬‫ي إ ِّني أ َ‬ ‫حى إ ِل َ ّ‬ ‫ُيو َ‬
‫م{ )‪(15‬‬ ‫ظي ٍ‬‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وإذا تتلى عليهم ‪ {....‬هؤلء المذكورون في الية‬
‫كانوا قوما وثنيين يقدسون الصنام ويعبدونها } قل ما‬
‫يكون لي ان أبدله{ قل ‪ :‬ل املك – وليس لي حق – ان‬
‫أبدله من عند نفسي لنه ليس بكلمي وإنما هو وحي‬
‫الهي أمرني ربي ان اتبعه ول اتبع غيره‪ .‬وإنما لأخالف‬
‫أمر ربي لني أخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم‬
‫وهو يوم القيامة ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان العلمانيين والليبراليين اقل حياء وأدبا من‬
‫الوثنيين (ول حياء لهم ( فالوثنيون لم يجرؤا على‬
‫التيان بنقيض القرآن بل طلبوا من الرسول )ص( ان‬
‫يفعل ذلك في حين ان العلمانيين واللبراليين بادروا‬
‫بكل صلفة بالتيان بأفكارهم وعقائدهم الفاسدة‬
‫ليضعوها بديل لحكام الله تعالى في آياته المحكمات‬
‫في حين ان الرسول ) ص ( يقول انه يخاف ان يبدل‬
‫القرآن من تلقاء نفسه لن في ذلك معصية الله تعالى‬
‫فهو يخاف من عذاب يوم عظيم وهو رسول الله‬
‫تعالى ‪ .‬بينما العلمانيين والليبراليين يقدمون على هذا‬
‫العمل بدون خوف من عذاب الخرة لنهم ل يعتقدون‬
‫بها أصل ‪.‬‬

‫سورة يونس‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫و ك َذّ َ‬
‫ب‬ ‫ذًبا أ ْ‬ ‫عَلى الل ّ ِ‬
‫ه كَ ِ‬ ‫نا ْ‬
‫فت ََرى َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬‫م ِ‬ ‫ن أظْل َ ُ‬ ‫م ْ‬‫ف َ‬ ‫} َ‬
‫ن{ )‪(17‬‬ ‫مو َ‬
‫ر ُ‬
‫ج ِ‬
‫م ْ‬‫ح ال ْ ُ‬‫فل ِ ُ‬‫ه َل ي ُ ْ‬ ‫ه إ ِن ّ ُ‬
‫ِبآَيات ِ ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} فمن اظلم ممن افترى ‪ {....‬ل أجيبكم إلى ما‬
‫اقترحتم علي ولو أجبتكم أليه لكنت اظلم الناس‬
‫‪80‬‬
‫وأشدهم أجراما ول يفلح المجرمون فاني لو بدلت‬
‫القرآن وغيرت بعض مواضعه لكنت مفتريا على الله‬
‫كذبا ول اظلم منه ‪ .‬ولو تركت هذا القرآن وجئتكم‬
‫بغيره مما ترضونه لكنت مكذبا ليات الله ول اظلم منه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لقد اتى العلمانيون والليبراليون بأحكام وقوانين من‬
‫بنات أفكارهم وطرحوها للتطبيق في كل نواحي الحياة‬
‫بدل من تطبيق آيات الله المحكمات فإذا كان عملهم‬
‫هذا تكذيبا ليات الله تعالى فهم مجرمون وليس هناك‬
‫اظلم منهم ابدأ وإذا اعتبروا ان قوانينهم أفضل‬
‫للتطبيق في عصرنا هذا من قوانين الله فهذا كفر‬
‫صريح لدعائهم بأنهم اعلم من الله بما يصلح لحياة‬
‫النسان وكلهما يقودهم إلى جهنم ‪.‬‬
‫سورة يونس‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ن َل ي ُ ْ‬
‫غِني ِ‬ ‫ن الظّ ّ‬ ‫م إ ِّل ظَّنا إ ِ ّ‬ ‫ه ْ‬‫ع أ َك ْث َُر ُ‬
‫ما ي َت ّب ِ ُ‬
‫و َ‬‫} َ‬
‫ن{ (‪(36‬‬ ‫عُلو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫م بِ َ‬‫عِلي ٌ‬
‫ه َ‬‫ن الل ّ َ‬‫شي ًْئا إ ِ ّ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬‫ال ْ َ‬

‫التفسير ‪:‬‬
‫} وما يتبع أكثرهم أل ظنا‪ {..‬نسب أتباع الضن إلى‬
‫أكثرهم لن القل منهم وهم أئمة الضلل على يقين‬
‫من الحق ولم يؤثر عليه الباطل ويدعوا أليه أل بغيا وأما‬
‫الكثرون فإنما اتبعوهم تقليدا لهم لحسن ضنهم بهم }‬
‫ان الله عليم ‪ {...‬ان الله عليم بما يأتونه من العمال‬
‫يعلم أنها أتباع الظن ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان العقائد والقوانين العلمانية والليبرالية متباينة فيما‬
‫بينها يخطئ بعضها بعضا وهذا دليل على بطلنها جميعا‬
‫لن كل فئة منها تظن أنها أفضل ولكن آيات الله‬

‫‪81‬‬
‫المحكمات ل يمكن ان تزاحمها على الحق تلك الظنون‬
‫الباطلة ‪ .‬أضف إلى ذالك ان أكثر أتباع العلمانية‬
‫والليبرالية هم من المغفلين الذين غرر بهم بواسطة‬
‫كثافة العلم المظلل لهم وبريق الشعارات التي‬
‫تنطلي على ضعاف العقول الذين لم يتفكروا في آيات‬
‫القرآن الكريم ويتدبروها ‪.‬‬
‫سورة يونس‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫ه‬
‫ن بِ ِ‬
‫م ُ‬ ‫ن َل ي ُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬
‫م َ‬‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫و ِ‬
‫ه َ‬‫ن بِ ِ‬
‫م ُ‬‫ؤ ِ‬‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬‫و ِ‬‫} َ‬
‫َ‬
‫ن{ )‪(40‬‬ ‫دي َ‬‫س ِ‬
‫ف ِ‬‫م ْ‬‫م ِبال ْ ُ‬‫عل َ ُ‬
‫كأ ْ‬ ‫وَرب ّ َ‬
‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ومنهم من يؤمن ‪ {...‬قسمهم قسمين من يؤمن‬
‫بالقرآن ومن ل يؤمن به والذين يكذبون بما في القرآن‬
‫أنما كذبوا به لنهم مفسدون‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫ان الذي يؤمن بالقرآن الكريم يسعى إلى تطبيقه‬
‫والعمل بأحكامه في كل نواحي الحياة أما الذي يرفض‬
‫تطبيق أحكامه ويمنع الناس من ذلك بالعلم او بالفعل‬
‫أذا كان صاحب سلطة ويطرح بديل عنه عقائد وضعية‬
‫من بنات أفكار النسان ويفضلها بالتباع على أحكام‬
‫الله تعالى كالعلمانيين والليبراليين فقد وصفهم الله‬
‫تعالى بالمفسدين ‪.‬‬
‫سورة يونس‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن إ َِلى‬
‫هاُرو َ‬
‫و َ‬
‫سى َ‬ ‫مو َ‬‫م ُ‬‫ه ْ‬ ‫د ِ‬‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬‫م ْ‬ ‫عث َْنا ِ‬‫م بَ َ‬ ‫}ث ُ ّ‬
‫ما‬
‫و ً‬ ‫كاُنوا َ‬
‫ق ْ‬ ‫و َ‬
‫ست َك ْب َُروا َ‬‫فا ْ‬ ‫مل َئ ِ ِ‬
‫ه ِبآَيات َِنا َ‬ ‫و َ‬‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫ع ْ‬‫فْر َ‬ ‫ِ‬
‫ن{ )‪(75‬‬ ‫مي َ‬ ‫ر ِ‬‫ج ِ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ثم بعثنا من بعدهم ‪ {....‬ثم بعثنا من بعد نوح‬
‫والرسل الذين من بعده موسى وأخاه هارون بآياتنا إلى‬

‫‪82‬‬
‫فرعون والجماعة الذين يختصمون به من حوله‬
‫فاستكبروا عن آياتنا وكانوا مستمرين على الجرام ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫نجد في مجتمعنا أناس يقومون بنفس سلوك فرعون‬
‫وقومه فهم ينادون بنبذ أحكام الله الواردة في القرآن‬
‫الكريم ويرفضون العمل بها بل يتعالون عليها لما‬
‫يتوهمون في أنفسهم من الحداثة أو النفتاح والعصرنه‬
‫وهم دعاة العلمانية والليبرالية وأذنابهما من البعثيين‬
‫والشيوعيين واليساريين والشتراكيين وما إلى ذالك‬
‫من العناوين التافهة فهم كفرعون وقومه مجرمون‪.‬‬

‫سورة يونس‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫فَل‬ ‫َ‬
‫ن ِديِني َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫س إِ ْ‬
‫ها الّنا ُ‬ ‫ل َياأي ّ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫} ُ‬
‫ه‬ ‫ن أَ ْ‬
‫عب ُدُ الل ّ َ‬ ‫ول َك ِ ْ‬‫ه َ‬‫ن الل ّ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬
‫دو َ‬ ‫عب ُ ُ‬
‫ن تَ ْ‬
‫ذي َ‬ ‫عب ُدُ ال ّ ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن{ )‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫كو َ‬‫ن أَ ُ‬ ‫تأ ْ‬
‫َ‬
‫مْر ُ‬
‫فاك ُم ُ‬
‫وأ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫و ّ‬‫ذي ي َت َ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫‪(104‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} قل ياايها الناس ‪{...‬ان كنتم تشكون فيما أدين به‬
‫وأدعو أليه‪ .‬فاعلموا واستيقنوا أني ل اعبد ألهتكم‬
‫ولكن اعبد الله الذي وعد بعذاب المكذبين منكم وانجاء‬
‫المؤمنين وأمرني ان أكون منهم كما أمرني ان اجتنب‬
‫عبادة ماتعبدون ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫نعم هناك ألن من يشك في صلحية تطبيق أحكام الله‬
‫بل ويشككون المسلمين بذالك وهم العلمانيين‬
‫والليبراليين ثم يدعوهم الى تطبيق عقائدهم الوضعية‬
‫التي تتعارض مع أحكام الله تعالى في كل نواحي‬
‫الحياة العملية وهم بذلك يسقطون المسلمين في‬
‫شرك الطاعة ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫وهل يعبد الله تعالى أل بإطاعة أوامره ونواهيه وهنا‬
‫يتوجب على المسلم ان ينفذ أمر الله تعالى بان يرفض‬
‫أتباع تلك العقائد الفاسدة جملة وتفصيل ويتبع أحكام‬
‫الله ليكون من المؤمنين ‪.‬‬
‫سورة يونس‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫وَل ت َ ُ‬
‫كون َ ّ‬ ‫حِني ً‬
‫فا َ‬ ‫ن َ‬
‫دي ِ‬ ‫ه َ‬
‫ك ِلل ّ‬ ‫ج َ‬
‫و ْ‬
‫م َ‬ ‫ن أَ ِ‬
‫ق ْ‬
‫} َ‬
‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(105‬‬ ‫كي َ‬‫ر ِ‬‫ش ِ‬‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬

‫التفسير ‪:‬‬
‫في معنى ‪ :‬وكن من المؤمنين ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫كلمة حنيفا هو الميل إلى الحق ومن اكبر مصاديقه هو‬
‫السلم أما عكسها فهي كلمة جنيفا ومعناها هو الميل‬
‫إلى الباطل وهو كل شيء يعادي السلم ومن‬
‫مصاديقة ألن هي العلمانية والليبرالية أذن عدم التوجه‬
‫الكلي إلى السلم بل خلطه بالعقائد العلمانية‬
‫والليبرالية وتنفيذ قوانينهم وترك قوانين القرآن‬
‫الكريم هو شرك بنص الية الكريمة ‪.‬‬
‫سورة هود‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫جا‬
‫و ً‬
‫ع َ‬
‫ها ِ‬
‫غون َ َ‬
‫وي َب ْ ُ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سِبي ِ‬
‫ن َ‬‫ع ْ‬‫ن َ‬ ‫دو َ‬‫ص ّ‬‫ن يَ ُ‬
‫ذي َ‬‫}ال ّ ِ‬
‫ن{ )‪(19‬‬ ‫فُرو َ‬ ‫م َ‬
‫كا ِ‬ ‫ه ْ‬‫ة ُ‬
‫خَر ِ‬‫م ِباْل ِ‬‫ه ْ‬ ‫و ُ‬
‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫تتمه قول الشهاد وقد فسر سبحانه الظالمين بقوله‬
‫حكاية عنه‪ }:‬الذين يصدون‪.{ ....‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان منع الحكومات العلمانية والليبرالية الناس من أتباع‬
‫قوانين السلم في المعاملت الرسمية بكل أنواعها‬
‫المالية والقضائية وفرض القوانين الوضعية على‬
‫المسلمين هو صد عن سبيل الله وكفر بالخرة ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫سورة هود‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫سل َ ُ‬
‫ه‬ ‫وا ُر ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫ع َ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ت َرب ّ ِ‬ ‫دوا ِبآَيا ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫ج َ‬‫عادٌ َ‬ ‫ك َ‬ ‫وت ِل ْ َ‬ ‫} َ‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫مَر ك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ذ ِ‬‫ه ِ‬‫في َ‬ ‫عوا ِ‬ ‫وأت ْب ِ ُ‬ ‫د )‪َ (59‬‬ ‫عِني ٍ‬‫ر َ‬ ‫ٍ‬ ‫جّبا‬‫ل َ‬ ‫عوا أ ْ‬ ‫وات ّب َ ُ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬‫دا كفُروا َرب ّ ُ‬ ‫عا ً‬ ‫ن َ‬‫ة أل إ ِ ّ‬ ‫م ِ‬‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫و َ‬‫وي َ ْ‬
‫ة َ‬‫عن َ ً‬ ‫الدّن َْيا ل ْ‬
‫َ‬
‫هود{ٍ )‪(60‬‬ ‫وم ِ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫عاٍد َ‬ ‫دا ل ِ َ‬ ‫ع ً‬‫أَل ب ُ ْ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وتلك عاد جحدوا ‪{...‬أنهم جحدوا بآيات ربهم من‬
‫الحكمة والموعظة والية المعجزة التي ابانت لهم‬
‫طريق الرشد وميزت لهم الحق من الباطل بعد ما‬
‫جاءهم من العلم } واتبعوا في هذه الدنيا لعنة‪. {...‬‬
‫واتبعهم الله في هذه الدنيا لعنة وأبعاد من الرحمة‬
‫ومصداق هذا اللعن العذاب الذي عقبهم فلحق بهم أو‬
‫الثام والسيئات التي تكتب عليهم ما دامت الدنيا وأما‬
‫اللعنة يوم القيامة مصداقها العذاب الخالد الذي يلحق‬
‫بهم يومئذ فأن يوم القيامة يوم جزاء ل غير ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫هي تلك الشعوب المحسوبة على السلم أل أنها لم‬
‫تلتزم بتطبيق آيات القران وتركوها وراء ظهورهم‬
‫وأصغوا إلى دعاة العلمانية والليبرالية فأضلوهم عن‬
‫سبيل الله بأتباعهم لقوانين البشر بدل من قوانين الله‬
‫تعالى ورسوله فاتبعوا الطغاة والضلمة فنسوا قول‬
‫الله تعلى } ول تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم‬
‫النار { ولو أنهم التزموا بأحكام الله لما تسلط عليهم‬
‫الجبابرة والطغاة فلعنهم الله العلي العظيم ‪.‬‬

‫سورة هود‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫‪85‬‬
‫ما‬
‫و َ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م الّناُر َ‬ ‫م ّ‬ ‫موا َ‬
‫فت َ َ‬ ‫ن ظَل َ ُ‬ ‫ذي َ‬‫وَل ت َْرك َُنوا إ َِلى ال ّ ِ‬‫} َ‬
‫َ‬
‫ن{ )‬ ‫صُرو َ‬‫م َل ُتن َ‬ ‫ول َِياءَ ث ُ ّ‬
‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ ِ‬
‫دو ِ‬
‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫ل َك ُ ْ‬
‫‪(113‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}ول تركنوا إلى الذين‪ {...‬نهي النبي ) ص( وأمته عن‬
‫الركون إلى من اتسم بسمة الظلم بان يميلوا ويعتمدوا‬
‫على ظلمهم في أمر دينهم أو حياتهم‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان من أهم وابرز أسباب الظلم هو عدم الحكم بالعدل‬
‫اللهي المتمثل بتطبيق آيات أحكام القرآن الكريم على‬
‫عباده في كل أمور حياتهم مما سبب الجور والنحراف‬
‫عن طريق الصواب ‪ .‬وهذه دعوة العلمانية والليبرالية‬
‫التي نبذت أحكام السلم وفضلت عليها أحكام البشر‬
‫والله القوي العزيز يتوعدهم بعذاب النار والخسران ‪.‬‬
‫فل يخفى على احد ما حل في الشعوب السلمية من‬
‫حروب وعذاب وفتن وتناحر بين الشعوب وحكامها من‬
‫جراء جور وظلم أصحاب السلطة على عامة الناس‬
‫بدون وجود أحكام أسلمية تضبط سلوك الحكام بأوامر‬
‫ونواهي الله تعالى ولهذا يأمر الله تعالى المسلمين‬
‫بعدم ألذعان لهؤلء الظلمة لن هذا ألذعان يؤدي‬
‫بالناس إلى النار اعاذنا الله منها ‪.‬‬
‫سورة الرعد‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ن َرب ّ َ‬
‫ك‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫ز َ‬‫ذي أن ِ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ب َ‬‫ت ال ْك َِتا ِ‬
‫ك آَيا ُ‬‫}المر ت ِل ْ َ‬
‫س َل ي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(1‬‬ ‫مُنو َ‬‫ؤ ِ‬ ‫ن أك ْث ََر الّنا ِ‬ ‫ول َك ِ ّ‬ ‫ق َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ح ّ‬

‫التفسير ‪:‬‬
‫} المر تلك آيات الكتاب‪ {...‬تلك المور الكونية وقد‬
‫أشير بلفظ البعيد دللة على ارتفاع مكانتها آيات‬
‫الكتاب العام الكوني دالة على ان الله سبحانه واحد ل‬
‫شريك له في ربوبيته والقرآن الذي انزل أليك من ربك‬
‫حق ليس بباطل وأللم في قوله ‪ } :‬الحق { للحصر‬
‫فتلك آيات قاطعة في دللتها وهذا حق في نزوله ولكن‬
‫‪86‬‬
‫أكثر الناس ل يؤمنون ‪ .‬ل بتلك اليات العينية ول بهذا‬
‫الحق النازل ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫نعم أكثر الناس اليوم ل يؤمنون بضرورة أو أمكانية‬
‫تطبيق إحكام الله على الواقع المعاش بل ان‬
‫المسلمون ينادون بالعلمانية والليبرالية بعدما ضللهم‬
‫دعاتها بأنها الطريق إلى الرقي والتقدم مستغلين في‬
‫ذلك جهل المسلمين بعظمة دينهم الذي ل يأتيه الباطل‬
‫من خلفه ول من بين يديه وشمولية أحكامه التي تعنى‬
‫بالنسان من قبل ولدته إلى ما بعد مماته ففضلوا عليه‬
‫عقائد ابتدعها النسان متأثرا بأهوائه وزمانه و مكانه‬
‫فجاءت مبتورة متناقضة في مواضع كثيرة لتسقط‬
‫أتباعها في شرك طاعة الله سبحانه ‪.‬‬
‫سورة الرعد‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ه‬
‫ق ِ‬‫ميَثا ِ‬ ‫د ِ‬‫ع ِ‬‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫هدَ الل ّ ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن َ‬‫ضو َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ن َين ُ‬‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫} َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫دو َ‬‫س ُ‬‫ف ِ‬ ‫وي ُ ْ‬ ‫ل َ‬‫ص َ‬ ‫ن ُيو َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ه بِ ِ‬‫مَر الل ّ ُ‬‫ما أ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عو َ‬ ‫قط َ ُ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫َ‬
‫{)‬
‫دار ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ولئ ِ َ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سوءُ ال ّ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول ُ‬ ‫ة َ‬‫عن َ ُ‬‫م الل ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫كل ُ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ِ‬
‫‪(25‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} والذين ينقضون عهد ‪ {..‬بيان حال غير المؤمنين‬
‫بطريق المقابلة ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫ان هذه الصفات الثلث تتطابق مع أفعال العلمانيين‬
‫والليبراليين فهم ينقضون كثيرا من ايات الله تعالى‬
‫ويطعنون بصلحيتها في هذا العصر بتهمة تقادمها‬
‫وعدم مواكبتها لتطور الحياة وهذا هراء يدل على‬
‫جهلهم برقي وحداثة الشريعة السلمية وهم يعملون‬
‫على قطع الصلة بين أفراد العائلة الواحدة وبين أفراد‬
‫المجتمع على أساس مبدئهم سيء الصيت (فرق تسد‬
‫) ليسهل فرض سطوتهم على المسلمين وإخضاعهم‬

‫‪87‬‬
‫لهوائهم وهم يعملون على الفساد في الرض بعدم‬
‫تطبيق أحكام الله تعالى في عقوبات المجرمين من‬
‫قتلة و سراق ومرتشين وشاربي الخمور والزناة واكلي‬
‫الربا وإفشاء الغناء ومنع الحجاب إلى غير ذالك مما‬
‫جعل لعنة الله عليهم حقا وسوء الدار مقرا ‪.‬‬
‫سورة الرعد‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ز َ‬
‫ِ‬ ‫ما أن‬ ‫ن بِ َ‬‫حو َ‬ ‫فَر ُ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫م ال ْك َِتا َ‬ ‫ه ْ‬‫ن آت َي َْنا ُ‬‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫} َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ق ْ‬‫ه ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫تأ ْ‬ ‫مْر ُ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬ ‫ض ُ‬‫ع َ‬ ‫ن ُينك ُِر ب َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫حَزا ِ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م ْ‬‫و ِ‬‫َ‬
‫ب{ )‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ول أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫أَ ْ‬
‫مآ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫وإ ِلي ْ ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ه أدْ ُ‬ ‫ه إ ِلي ْ ِ‬‫رك ب ِ ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عب ُدَ الل َ‬
‫‪(36‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}والذين أتيناهم الكتاب ‪ {...‬الظاهر ان المراد بالذين‬
‫أوتوا الكتاب ‪ :‬اليهود والنصارى أو هم المجوس‬
‫فالظاهر ان يكونوا هم المعنيون بالية وخاصة‬
‫المحقون من النصارى وهم القائلون بان المسيح بشرا‬
‫رسول كالنجاشي وأصحابه } ومن الحزاب من ينكر‬
‫بعضه { ومن أحزاب أهل الكتاب من ينكر بعض ما انزل‬
‫أليك وهو ما دل منه على التوحيد ونفي التثليث وسائر‬
‫ما يخالف ما عند أهل الكتاب من المعارف والحكام‬
‫المحرفة ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫نعم ان كان في زمن محمد )ص ( بعض أحزاب أهل‬
‫الكتاب ينكرون بعض القرآن ‪ .‬فألن لدينا من الحزاب‬
‫المنظوية تحت العلمانية والليبرالية كحزب البعث‬
‫والحزب الشيوعي وأمثالهم من ينكر كثير من أحكام‬
‫القرآن في القضاء والمعاملت المالية والعلقات‬
‫الجتماعية فهم يرفضون أقامة المجتمع السلمي‬
‫طبقا لما جاء في القرآن الكريم وهم بذلك قد أشركوا‬
‫بطاعة الله الواحد الحد طاعة أهواء البشر بقوانينهم‬
‫الوضعية وعقائدهم الباطلة التي يرفضها السلم ‪.‬‬
‫سورة الرعد‬

‫‪88‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫}وك َذَل ِ َ َ‬
‫م‬‫ه ْ‬‫واءَ ُ‬
‫ه َ‬‫تأ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ول َئ ِ ْ‬
‫ن ات ّب َ ْ‬ ‫عَرب ِّيا َ‬‫ما َ‬‫حك ْ ً‬ ‫ك أنَزل َْناهُ ُ‬ ‫َ‬
‫ولَ‬‫ي َ‬ ‫ول ِ ّ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫ّ‬
‫ن الل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما لك ِ‬ ‫ْ‬
‫علم ِ َ‬ ‫ْ‬
‫ن ال ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫جاءَك ِ‬ ‫ما َ‬ ‫عدَ َ‬ ‫بَ ْ‬
‫ق{ )‪(37‬‬ ‫وا ٍ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وكذالك أنزلناه حكما ‪ {...‬وكما أنزلنا على الذين أوتوا‬
‫الكتاب كتابهم ‪ .‬أنزلنا هذا القران عليك بلسانك مشتمل‬
‫على حكم ‪ .‬أو حاكما بين الناس ولئن اتبعت أهواء أهل‬
‫الكتاب ‪ .‬فتمنيت ان ينزل عليك أية غير القران كما‬
‫يقترحون أو داهنت وملت إلى أتباع بعض ما عندهم من‬
‫الحكام المنسوخة أو المحرفة ‪.‬اخذناك بالعقوبة وليس‬
‫لك ولي يلي أمرك من دون الله ول واق يقيك منه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان الية الكريمة تنطوي على إنذار وتهديد من الله‬
‫تعالى إلى نبينا محمد ) ص ( لمنعه من أتباع أهواء أهل‬
‫الكتاب بدل أحكام القرآن الكريم التي انزلها الله‬
‫تعالى لنتبعها ونعمل بها ‪ .‬فماذا يحل بالمسلمين الذين‬
‫اتبعوا اهواء العلمانية والليبرالية واتخذوها بديل عن‬
‫احكام الله تعالى في منهاج حياتهم والله تعالى قد هدد‬
‫وانذر من هو أكرم واشرف البشر من هذا العمل‬
‫الحرام بإخراجه من ولية ووقاية الله تعالى‪ .‬فما هو‬
‫مصير من اتبع اهواء العلمانية والليبرالية؟‬
‫سورة إبراهيم‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫س ِ‬‫ج الّنا َ‬‫ر َ‬‫خ ِ‬ ‫ك ل ِت ُ ْ‬‫ب َأنَزل َْناهُ إ ِل َي ْ َ‬
‫}الر ك َِتا ٌ‬
‫ز‬
‫زي ِ‬ ‫ط ال ْ َ‬
‫ع ِ‬ ‫صَرا ِ‬‫م إ َِلى ِ‬
‫ه ْ‬‫ن َرب ّ ِ‬ ‫ر ب ِإ ِذْ ِ‬ ‫ت إ َِلى الّنو ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫الظّل ُ َ‬
‫د{ )‪(1‬‬ ‫مي ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ح ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} الر كتاب أنزلناه ‪ {..‬هذا الكتاب أنزلناه أليك } لتخرج‬
‫الناس من الظلمات إلى النور{ ظاهر السياق عموم‬
‫الناس ل خصوص قومه )ص( ول خصوص المؤمنين‬
‫منهم ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫أخي المسلم بل أخي النسان المنصف أذا أمنا بان الله‬
‫تعالى قد انزل هذا القران ليخرجنا من الظلمات إلى‬
‫النور فهل يحل لحد تركه وأتباع العقائد البشرية‬
‫القاصرة التي تعارض أتباع وتطبيق إحكام الله تعالى‬
‫كالعلمانية والليبرالية وأذنابها كحزب البعث والحزب‬
‫الشيوعي ‪ .‬والقرآن يرشدنا إلى الصراط المستقيم‬
‫الذي فيه سعادة الحياة الدنيا والخرة ‪ .‬وهل بعد التمرد‬
‫على الله تعالى الخسران الدنيا وعذاب الخرة ؟‪ .‬ولو‬
‫تأملنا الية الكريمة لوجدنا فيها تكليف من الله تعالى‬
‫إلى نبينا محمد ) ص ( ليخرج الناس من الظلمات الى‬
‫النور فهل يحق لنا ان نعصي الله سبحانه ونعمل على‬
‫تخريب جهود رسولنا )ص( بترك أحكام القرآن وأتباع‬
‫قوانين النسان ‪.‬‬

‫سورة إبراهيم‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ة‬
‫خَر ِ‬ ‫عَلى اْل ِ‬‫حَياةَ الدّن َْيا َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫حّبو َ‬ ‫ست َ ِ‬‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫}ال ّ ِ‬
‫ول َئ ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫جا أ ْ‬ ‫و ً‬
‫ع َ‬
‫ها ِ‬‫غون َ َ‬
‫وي َب ْ ُ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سِبي ِ‬
‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ص ّ‬‫وي َ ُ‬ ‫َ‬
‫د{ )‪(3‬‬ ‫عي‬
‫ٍ َ ِ ٍ‬‫ب‬ ‫ل‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫في‬ ‫ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} الذين يستحبون الحياة ‪ {..‬استحباب الدنيا على‬
‫الخرة ‪ :‬اختيار الدنيا وترك الخرة } ويصدون عن‬
‫سبيل الله‪ {..‬يكفون أنفسهم عن الستنان بسنة الله‬
‫والتدين بدينه ‪ .‬او يصدون ويصرفون الناس عن‬
‫اليمان بالله واليوم الخر والتشرع بشريعته عنادا منهم‬
‫للحق ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان معتنقي العقائد المادية كالعلمانيين والليبراليين‬
‫ينظرون طيلة حياتهم إلى الرض ومن عليها ومنها‬
‫يستنبطون قوانينهم الجتماعية التي يضنون أنها‬

‫‪90‬‬
‫الصلح لهم في هذه الحياة التي ل يؤمنون بوجود‬
‫غيرها بعد الموت فتاتي قوانينهم محملة بعيوب‬
‫محدودية المكان أي أنها ل تصلح لكل مكان لتأثرها‬
‫بمكان نشوءها ‪ .‬وكذالك فهي محملة بعيوب الزمان أي‬
‫أنها نتاج خاص لزمن معين لذا فان صلحيتها لزمن أخر‬
‫مسألة فيها نظر ‪ .‬وكذالك فهي محملة بعيوب النسان‬
‫الذي ابتدعها متأثرا بدرجة ثقافته ووعيه الجتماعي‬
‫ومصالحه الذاتية التي ل يمكن ان يتجاوزها وبناء على‬
‫ما تقدم فانهم يحبون الحياة الدنيا لنهم هيئوا أنفسهم‬
‫لها ويصدون المسلمين عن طاعة أحكام الله الكاملة‬
‫لنها بنيت على المثل العليا والخلق السامية وطاعة‬
‫الله تعالى فهي تتقاطع مع قوانينهم الوضعية التي‬
‫صمموها للتسلط على رقاب المسلمين وتسخرهم ل‬
‫هوائهم الدنيوية العوجاء كما وصفها الله تعالى بأنهم‬
‫في ضلل بعيد ‪.‬‬

‫سورة إبراهيم‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫عوا‬ ‫ه ُ‬
‫ق ْ‬ ‫ضّلوا َ‬ ‫}وجعُلوا ل ِل ّ َ‬
‫مت ّ ُ‬
‫ل تَ َ‬ ‫سِبيل ِ ِ‬
‫ن َ‬
‫ع ْ‬ ‫دا ل ِي ُ ِ‬
‫دا ً‬
‫ه أن َ‬‫ِ‬ ‫َ َ َ‬
‫م إ ِلى الّنار{ )‪(30‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صيَرك ْ‬ ‫م ِ‬‫ن َ‬ ‫َ‬
‫فإ ِ ّ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وجعلوا لله أندادا ‪{...‬النداد جمع ند وهو المثل وهو‬
‫ما اتخذوهم آلهة من دون الله من الملئكة والجن‬
‫والنس وقد كانوا على بصيرة من أمر التوحيد ولم يتخذ‬
‫النداد عن غفلة وخطأ بل عمدوا إلى ذالك ابتغاء عرض‬
‫الحياة الدنيا ليستعبدوا الناس باضللهم عن سبيل الله‬
‫ولذلك علل اتخاذه النداد بقوله } ليظلوا عن سبيله{‬
‫ثم أمر نبيه ) ص( ان يوعدهم بالنار التي أليها‬
‫مرجعهم ‪ .‬ل مرجع لهم سواها فقال ‪ } :‬قل تمتعوا‬
‫فان مصيركم إلى النار {‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫نعم ان العلمانيين والليبراليين قد نصبوا أنفسهم أندادا‬
‫لله في تشريع القوانين وحملوا الناس على اعتناقها و‬

‫‪91‬‬
‫تطبيقها في كل تفاصيل حياتهم ومنعوهم من تطبيق‬
‫أحكام الله تعالى ‪ .‬في القضاء والبنوك الربوية ففرضوا‬
‫الضرائب بدل الزكاة وحرموا الحجاب وأباحوا الخمور‬
‫والملهي والدعارة وتنكروا لكل سلوك المجتمع‬
‫السلمي الذي جاء تفصيله في القران الكريم والسنة‬
‫النبوية الشريفة وهم بذالك قد ادخلوا أنفسهم‬
‫وأتباعهم في شرك طاعة الله تعالى بأتباعهم غير‬
‫سبيل الله سبحانه عما يشركون ‪ .‬ولهذا فقد توعدهم‬
‫الله بعذاب النار وبئس القرار ‪.‬‬

‫سورة النحل‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫في ك ُ ّ ُ‬
‫دوا الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫عب ُ ُ‬‫ن اُ ْ‬‫سوًل أ ْ‬ ‫ة َر ُ‬ ‫م ٍ‬ ‫لأ ّ‬ ‫عث َْنا ِ‬ ‫قدْ ب َ َ‬‫ول َ َ‬‫} َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫من ْ ُ‬
‫و ِ‬ ‫دى الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ت َ‬ ‫غو َ‬ ‫طا ُ‬ ‫جت َن ُِبوا ال ّ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫روا‬ ‫سي‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ض‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ّ‬
‫ق‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ْ ِ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ن{ )‪(36‬‬ ‫مكذِّبي َ‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ة ال ُ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫ف كا َ‬ ‫فان ْظُُروا كي ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ولقد بعثنا في ‪{...‬أشارة إلى ان بعث الرسول أمرا‬
‫ل تختص به امة دون امة بل هو سنة إلهية جارية في‬
‫جميع الناس }ان اعبدوا الله ‪ {..‬فما كان حقيقة بعث‬
‫الرسول إل ان يدعوهم إلى عبادة الله واجتناب‬
‫الطاغوت } فمنهم من هدى ‪ {..‬كانت كل من هذه‬
‫المم مثل هذه المة منقسمة فبعضهم هو من هداه‬
‫الله إلى ما دعاهم أليه الرسول من عبادة الله واجتناب‬
‫الطاغوت وبعض هذه المم – الطائفة الثانية منهم – هو‬
‫من حقت عليه الضللة ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان عبادة الله تعالى ل تقتصر على الصلة والصوم‬
‫والحج بل تستوجب عبادته بطاعة أوامره ونواهيه في‬
‫كل تفاصيل الحياة في اجتناب الحرام وإباحة الحلل‬
‫فالدين السلمي هو عبادات ومعاملت ول يحل لمسلم‬

‫‪92‬‬
‫ان يؤمن بتأدية العبادات ويرفض العمل بالمعاملت‬
‫السلمية لنه بذلك يكون كاليهود يؤمن ببعض الكتاب‬
‫ويكفر ببعض ولو قال احد بخلف ذلك لكان الله سبحانه‬
‫قد جعل اللتزام بأحكام القرآن وقوانينه اختياريا وليس‬
‫ملزما لكل مسلم ولو كان ذلك لما وجد مجتمع أسلمي‬
‫يختلف سلوكه عن بقية المجتمعات الغير أسلمية وهذا‬
‫ما نلحظه ألن بعد ابتعاد المسلمين عن أحكام وقوانين‬
‫وأخلق وضوابط القرآن الكريم بعد ما ساروا‬
‫كالمغفلين الجهلة بدينهم خلف المعتقدات العلمانية‬
‫والليبرالية بعدما استهوتهم بانحللها من ضوابط‬
‫السلم وهم في حقيقة المر قد اتبعوا الطاغوت لنه‬
‫يعني كل الذين يحكمون بغير ما انزل الله تعالى‬
‫كالعلمانيين والليبراليين وأذنابهما من البعثيين‬
‫والشيوعيين ويمكن ان نسأل أنفسنا ما الذي كان‬
‫يعمله أهل الجاهلية ول يفعله المجتمع الحالي اللهم أل‬
‫عبادة الصنام التي استعاضوا عنها بأتباع معتقدات‬
‫الطاغوت وسقطوا في شرك طاعة الله الواحد الصمد ‪.‬‬
‫سورة النحل‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫و إ ِل َ ٌ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬
‫ما ُ‬ ‫ن اث ْن َي ْ ِ‬
‫ن إ ِن ّ َ‬ ‫ذوا إ ِل َ َ‬
‫هي ْ ِ‬ ‫خ ُ‬‫ه َل ت َت ّ ِ‬‫ل الل ّ ُ‬ ‫و َ‬
‫قا َ‬ ‫} َ‬
‫ن{ )‪(51‬‬ ‫هُبو ِ‬‫فاْر َ‬ ‫ي َ‬
‫فإ ِّيا َ‬‫حدٌ َ‬ ‫وا ِ‬‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وقال الله ل تتخذوا ‪ {...‬ل تتخذوا الهين اثنين ‪ :‬اله‬
‫الخلق واله التدبير الذي له العبادة أنما هو أي الله اله‬
‫واحد له الخلق والتدبير جميعا ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لم ينتبه كثير من المسلمين لهذه الية التي ينهى بها‬
‫الله تعالى من اتخاذ الهين واقتنعوا بكذب العلمانيين‬
‫والليبراليين بأنهم ل يعارضون الصلة والصيام والحج‬
‫بدعوى حرية الفكر وجعلوا أنفسهم قاسما مشتركا لكل‬
‫الديان والمذاهب وروجوا لكذبه هي ان توليهم السلطة‬
‫والحكم هو أصلح للجميع وادعوا بان أي جهة غيرهم‬
‫تحكم سوف تظلم الخرين بتطبيق شريعتها على‬

‫‪93‬‬
‫الناس ومنع الخرين من تطبيق شرائعهم ‪ .‬فابتلع‬
‫المغفلين الطعم وفاتهم ان العلمانية والليبرالية سوف‬
‫تطبق قوانينها الوضعية وعقيدتها القاصرة على الكل‬
‫وتمنع الكل من تطبيق أحكام وقوانين الله التي سنها‬
‫لهم في أديانهم‪ .‬وهم عند طاعتهم بأتباع قوانينهم‬
‫التي تعارض أحكام الله تعالى قد جعلوهم بمثابة اله‬
‫ثاني شريك في طاعة الله ‪ .‬فجعلوا اله للصوم والصلة‬
‫والحج واله للقضاء والبنوك وكل المعاملت بين‬
‫الناس ‪..‬‬
‫سورة النحل‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ْ َ‬
‫صًبا‬
‫وا ِ‬
‫ن َ‬
‫دي ُ‬ ‫ول َ ُ‬
‫ه ال ّ‬ ‫ض َ‬
‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬‫وا ِ‬
‫ما َ‬
‫س َ‬‫في ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬‫ول َ ُ‬
‫} َ‬
‫ن{ )‪(52‬‬ ‫قو َ‬ ‫غي َْر الل ّ ِ‬
‫ه ت َت ّ ُ‬ ‫ف َ‬‫أَ َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وله ما في السماوات ‪ {..‬الواصب‪ :‬الدائم أي حق‬
‫النسان ان يطيعه دائما في جميع أحواله ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان الدين السلمي هو التسليم والتباع لكل ما جاء به‬
‫الله في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بشكل‬
‫دائم وهذا يتطلب ان نكون من المتقين لله تعالى ‪ .‬أما‬
‫ان نقول نحن مسلمين ونتقي غير الله في كل‬
‫مجريات الحياة في أتباع بدع وأهواء العلمانيين‬
‫والليبراليين فهذا يخرجنا من تقوى الله ويسقطنا في‬
‫شرك طاعة غيره ‪.‬‬
‫سورة النحل‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ُ‬ ‫}َتالل ّه ل َ َ َ‬
‫م‬‫ه ْ‬‫ن لَ ُ‬
‫فَزي ّ َ‬ ‫ك َ‬‫قب ْل ِ َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫مم ٍ ِ‬ ‫سل َْنا إ َِلى أ َ‬‫قدْ أْر َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ب‬
‫ذا ٌ‬‫ع َ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬ ‫ول َ ُ‬‫م َ‬‫و َ‬‫م ال ْي َ ْ‬‫ه ْ‬‫ول ِي ّ ُ‬
‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫م َ‬
‫ف ُ‬ ‫ه ْ‬‫مال َ ُ‬
‫ع َ‬
‫نأ ْ‬ ‫شي ْ َ‬
‫طا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫م{ )‪(63‬‬ ‫َ‬
‫أِلي ٌ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} تالله لقد أرسلنا‪ {..‬تالله لقد أرسلنا رسلنا إلى أمم‬
‫من قبلك كاليهود والنصارى فزين لهم الشيطان‬

‫‪94‬‬
‫أعمالهم فاتبعوه واعرضوا عن رسلنا فهو وليهم اليوم‬
‫وهم متفقون على الضلل ولهم يوم القيامة عذاب‬
‫اليم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫انظر إلى اليهود والنصارى من وليهم اليوم في‬
‫دولهم ؟ ان وليهم هي النظمة العلمانية والليبرالية‬
‫فهي نتاج أعمالهم الضالة التي زينها لهم الشيطان بعد‬
‫ان أغراهم بترك أحكام شرائع الله تعالى والله تعالى‬
‫يشهد في هذه الية بأنهم أولياء الشيطان الذي‬
‫استحوذ على عقول وأهواء أتباعه من الناس وسخرهم‬
‫بوساوسه بابتداع هذه العقائد الضالة ليجعلها ندا لدين‬
‫الله تعالى ليضل الناس عن الصراط المستقيم ‪ .‬فل‬
‫تجد لديهم من أديانهم أل السم ولهذا حكم الله تعالى‬
‫عليهم بالعذاب الليم ‪.‬‬
‫سورة النحل‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫زدَْنا ُ‬
‫ه ِ‬‫ل الل ّ ِ‬
‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬‫دوا َ‬ ‫ص ّ‬
‫و َ‬‫فُروا َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫}ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ن{ )‪(88‬‬ ‫دو َ‬ ‫س ُ‬
‫ف ِ‬ ‫ما َ‬
‫كاُنوا ي ُ ْ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ع َ‬
‫ذا ِ‬ ‫وقَ ال َ‬ ‫ذاًبا َ‬
‫ف ْ‬ ‫ع َ‬
‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} الذين كفروا وصدوا ‪ {...‬استئناف متعرض لحال ائمة‬
‫الكفر وبالخصوص بعدما أشار إلى حال عامة الضالين‬
‫والمشركين في اليات السابقة ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫في هذه الية الكريمة مضاعفة لعذاب الذين ينادون‬
‫بإبعاد دين السلم عن معاملت المسلمين في حياتهم‬
‫اليومية وهم العلمانيين والليبراليين الذين طرحوا‬
‫عقائدهم الضالة لدارة المجتمع بدل عن سبيل الله‬
‫القائم على أحكام وقوانين القرآن الكريم وهم بذالك‬
‫يفسدون ما أصلحه نبينا محمد ) ص ( بجهد وعناء كبير‬
‫في مجتمع الجاهلية الولى ‪.‬‬

‫سورة النحل‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫‪95‬‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ه ْ‬
‫دي ِ‬ ‫ه َل ي َ ْ‬
‫ه ِ‬ ‫ت الل ّ ِ‬
‫ن ِبآَيا ِ‬
‫مُنو َ‬
‫ؤ ِ‬‫ن َل ي ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫}إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫م{ )‪(104‬‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ول َ ُ‬
‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫المعنى واضح ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لو كان العلمانيين والليبراليين يؤمنون بآيات الله‬
‫المتضمنة أحكام وقوانين السلم لطبقوه في‬
‫حكوماتهم الكثيرة ‪ .‬ولكنهم أنكروا صلحيتها للتطبيق‬
‫على المجتمع في هذا الزمان وعدوها متخلفة وفضلوا‬
‫عليها قوانينهم الوضعية في القضاء وفي المعاملت‬
‫المالية والجتماعية ولهذا جعل الله لهم عذاب اليم ‪.‬‬

‫سورة السراء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫و َ‬ ‫ذي أ ْ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ع ْ‬‫ك َ‬ ‫فت ُِنون َ َ‬ ‫دوا ل َي َ ْ‬ ‫كا ُ‬‫ن َ‬ ‫وإ ِ ْ‬‫} َ‬
‫خِليًل )‪(73‬‬ ‫ك َ‬ ‫ذو َ‬‫خ ُ‬‫ذا َلت ّ َ‬ ‫وإ ِ ً‬‫غي َْرهُ َ‬ ‫عل َي َْنا َ‬ ‫ري َ‬ ‫فت َ ِ‬‫ل ِت َ ْ‬
‫قِليًل‬ ‫ت ت َْرك َ ُ َ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫َ‬
‫شي ًْئا َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن إ ِلي ْ ِ‬ ‫قدْ ك ِدْ َ‬ ‫ن ث َب ّت َْنا َ‬ ‫وَل أ ْ‬ ‫ول َ ْ‬‫َ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫ما‬
‫َ َ ِ‬‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ع‬ ‫ض‬
‫َ َ ِ َ ِ ْ َ‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫يا‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ف‬
‫ِ ْ َ‬ ‫ع‬ ‫ض‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ذا‬‫ً‬ ‫إ‬ ‫(‬ ‫‪74‬‬ ‫)‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫صيًرا{ )‪(75‬‬ ‫عل َي َْنا ن َ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫جدُ ل َ َ‬ ‫َل ت َ ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وان كادوا ليفتنوك ‪ {..‬وان المشركين اقتربوا ان‬
‫يزلوك ويصرفوك عما أوحينا أليك لتتخذ من السيرة‬
‫والعمل ما يخالفه فيكون في ذلك افتراء علينا لنتسابه‬
‫بعملك ألينا وإذا لتخذوك صديقا } ولول ان ثبتناك ‪{...‬‬
‫ولول ان ثبتناك بعصمتنا دنوت من قبل ان تميل أليهم‬
‫قليل ‪ .‬لكنا ثبتناك فلم تدن من أدنى الميل أليهم ‪.‬‬
‫}أذا لذقناك ضعف ‪ {..‬لو قاربت ان تميل أليهم بعض‬
‫الميل لذقناك الضعف من العذاب الذي نعذب به‬
‫المجرمين في حياتهم والضعف مما نعذبهم به في‬
‫مماتهم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫ان العلمانيين والليبراليين يحاولون ان يفتنوا‬
‫المسلمين عن أحكام السلم بطرح بدائل لها من بنات‬
‫أفكارهم وهم وان كانوا لم ينسبوا بدائلهم إلى الله‬
‫سبحانه أل أنهم ادعوا ان قوانينهم الوضعية أصلح‬
‫للتطبيق بين البشر من أحكام الله تعالى التي تقادمت‬
‫ولم تعد تصلح لهذا الزمان ‪ .‬لذا يجب على المسلمين‬
‫الثبات على أحكام دينهم وعدم الركون إلى أضاليل‬
‫ودسائس العلمانيين والليبراليين وعدم أتباعهم لن‬
‫ذالك سوف يؤدي بهم إلى عذاب الدنيا والخرة ‪.‬‬
‫سورة الكهف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ة‬
‫دا ِ‬‫غ َ‬‫م ِبال ْ َ‬ ‫ه ْ‬‫ن َرب ّ ُ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ي َدْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ع ال ّ ِ‬ ‫م َ‬‫ك َ‬‫س َ‬ ‫ف َ‬ ‫صب ِْر ن َ ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫} َ‬
‫د‬
‫ري ُ‬
‫م تُ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬‫ك َ‬ ‫عي َْنا َ‬ ‫عدُ َ‬ ‫وَل ت َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ج َ‬ ‫و ْ‬ ‫ن َ‬‫دو َ‬‫ري ُ‬ ‫ِ‬ ‫ي يُ‬ ‫ّ‬ ‫ش‬
‫ع ِ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫فلَنا َ‬‫ْ‬ ‫غ َ‬ ‫َ‬
‫نأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ع ْ‬ ‫ه َ‬ ‫قلب َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ول ت ُطِ ْ‬ ‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫حَيا ِ‬ ‫ة ال َ‬ ‫زين َ َ‬ ‫ِ‬
‫طا{ )‪(28‬‬ ‫فُر ً‬ ‫مُرهُ ُ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫و‬ ‫ه‬‫وا‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫وا‬ ‫نا‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِذ ِ‬ ‫ك‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} واصبر نفسك مع الذين ‪ {...‬الصبر ‪ :‬ألمساك في‬
‫ضيق والمراد بدعائهم ربهم بالغداة والعشي ‪:‬‬
‫الستمرار على الدعاء والجري عليه دائما} ل تعد عيناك‬
‫عنهم { ل تجاوزهم ول تتركهم عيناك والحال انك تريد‬
‫زينة الحياة الدنيا }ول تطع من أغفلنا قلبه ‪ {...‬المراد‬
‫بإغفال قلبه ‪:‬تسليط الغفلة عليه وانسائه ذكر الله‬
‫سبحانه على سبيل المجازاة حيث أنهم عاندوا الحق‬
‫فأضلهم الله بإغفالهم عن ذكره ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫ان الله تعالى يأمرنا بعدم أطاعة الذي قلبه غافل عن‬
‫ذكر الله تعالى واتبع هواه وكان أمره فرطا وكل هذا‬
‫الوصف ينطبق على دعاة العلمانية والليبرالية فهم لم‬
‫يكتفوا بعدم التسليم والخشوع لله تعالى بل تمادوا في‬
‫ذالك فاتبعوا أهوائهم بنقض أحكام السلم واستبدالها‬

‫‪97‬‬
‫بقوانينهم الوضعية وأفرطوا في ذالك إلى درجة أنهم‬
‫حملوا المسلمين على أتباعها بالكراه ‪.‬‬
‫سورة الكهف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ها‬ ‫عن ْ َ‬‫ض َ‬ ‫عَر َ‬ ‫فأ َ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ن ذُك َّر ِبآَيا ِ‬
‫ت َرب ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ّ‬‫م ِ‬ ‫ن أظْل َ ُ‬
‫َ‬
‫م ْ‬ ‫و َ‬‫} َ‬
‫ة‬ ‫َ‬
‫م أك ِن ّ ً‬ ‫عَلى ُ ُ‬ ‫عل َْنا َ‬ ‫ما َ‬
‫ه ْ‬‫قلوب ِ ِ‬ ‫ج َ‬‫داهُ إ ِّنا َ‬ ‫ت يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫قدّ َ‬ ‫ي َ‬ ‫س َ‬ ‫ون َ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م إ ِلى‬ ‫ْ‬ ‫في آ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬‫ع ُ‬‫ن ت َدْ ُ‬‫وإ ِ ْ‬ ‫وقًرا َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫ذان ِ َِ‬ ‫و ِ‬ ‫هوهُ َ‬ ‫ن ي َفق ُ‬ ‫أ ْ‬
‫دا{ )‪(57‬‬ ‫ذا أب َ ً‬ ‫دوا إ ِ ً‬ ‫هت َ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬‫فل َ ْ‬ ‫دى َ‬ ‫ه َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ومن اظلم ممن ذكر‪ {...‬اعضام وتكبير لظلمهم‬
‫والظلم يعظم ويكبر بحسب متعلقة واذا كان هو الله‬
‫تعالى بآياته فهو اكبر من كل ظلم ‪ .‬والمراد بنسيان ما‬
‫قدمت يداه ‪ :‬عدم مبالته بما يأتيه من العراض عن‬
‫الحق والستهزاء به وهو يعلم انه حق ‪ } .‬وان تدعهم‬
‫إلى الهدى‪ {..‬ايئاس من أيمانهم بعد ما ضرب الله‬
‫الحجاب على قلوبهم وأذانهم ‪ .‬فل يسعهم بعد ذلك ان‬
‫يهتدوا بأنفسهم بتعقل الحق ول ان يسترشدوا بهداية‬
‫غيرهم بالسمع والتباع ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لم يكتف العلمانيين والليبراليين بالعراض عن آيات‬
‫الله تعالى بدعوى عدم صلحيتها للتطبيق في هذا‬
‫الزمان لتقادمها بل تجاوزوا الحد في ظلمهم بان‬
‫استحدثوا قوانين هم ابتدعوها وادعوا أنها أصلح‬
‫للتطبيق بين الناس من أحكام الله خالق النسان العالم‬
‫بما يصلح شأنه ‪ .‬فوضعوا أنفسهم ندا لله سبحانه في‬
‫التشريع وفي أطاعة الناس لقوانينهم وهذا ظلم كبير ‪.‬‬
‫سورة الكهف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ماًل )‪ (103‬ال ّ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫خ َ‬ ‫م ِباْل َ ْ‬ ‫ل ن ُن َب ّئ ُك ُ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫} ُ‬
‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ن أن ّ ُ‬ ‫سُبو َ‬ ‫ح َ‬‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬‫و ُ‬ ‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫حَيا ِ‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫عي ُ ُ‬‫س ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ت‬‫فُروا ِبآَيا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬‫عا )‪ (104‬أول َئ ِ َ‬ ‫صن ْ ً‬ ‫ن ُ‬ ‫سُنو َ‬ ‫ح ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫َ‬
‫م‬‫و َ‬‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م لَ ُ‬
‫قي ُ‬ ‫فَل ن ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫مال ُ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ع َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫حب ِطَ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫قائ ِ ِ‬ ‫ول ِ َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َرب ّ ِ‬
‫‪98‬‬
‫ما‬
‫م بِ َ‬
‫هن ّ ُ‬
‫ج َ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫جَزا ُ‬
‫ؤ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫وْزًنا)‪ (105‬ذَل ِ َ‬ ‫ة َ‬‫م ِ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫قَيا َ‬
‫وا{ )‪(106‬‬ ‫هُز ً‬
‫سِلي ُ‬ ‫وُر ُ‬ ‫خ ُ‬
‫ذوا آَياِتي َ‬ ‫وات ّ َ‬‫فُروا َ‬ ‫كَ َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} قل هل ننبئكم ‪ {..‬ظاهر السياق ان الخطاب‬
‫للمشركين وهو مسوق سوق الكناية ‪ } .‬الذين ظل‬
‫سعيهم ‪ { ...‬أنباء بالخسرين أعمال وهم الذين عرض‬
‫في الية السابقة على المشركين ‪ .‬ان ينبئهم بهم‬
‫ويعرفهم إياهم ‪ .‬فعرفهم بأنهم الذين ضل سعيهم في‬
‫الحياة الدنيا }أولئك الذين كفروا ‪ {..‬تعريف ثان‬
‫وتفسير بعد تفسير للخسرين أعمال } ذلك جزاؤهم‬
‫جهنم ‪ {...‬المر ذلك أي حالهم ما وصفناه } جزاؤهم‬
‫جهنم { كلم مستأنف ينبئ عن عاقبة أمرهم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫في هذه اليات الكريمة يوضح الله تعالى من هم‬
‫أصحاب العمال الخاسرة فيصفهم بأنهم الذين‬
‫اخطاءوا الصراط المستقيم وسعوا في طريق الظلل‬
‫وهم يعتقدون بحسن اعمالهم ‪ .‬وهذا يدل على جهلهم‬
‫باحكام الله تعالى وهنا ليتعارض جهلهم باحكام الله‬
‫تعالى مع نيلهم اعلى مراتب العلوم الدنيوية فكما ان‬
‫الطبيب جاهل في كيفية انشاء جسر على نهر كذالك‬
‫فان المهندس جاهل في كيفية اجراء عملية جراحية‬
‫فكل منهم حاذق في اختصاصه الدقيق وجاهل في‬
‫المور التي تبتعد عنه وهذه الوصاف تنطبق على‬
‫العلمانيين والليبراليين الذين اغتروا بعلومهم الدنيوية‬
‫فضنوا ان افكارهم وعقائدهم وقوانينهم اصلح من‬
‫قوانين واحكام الله سبحانه فجحدوا ايات الله تعالى بل‬
‫كفروا بها بانكارهم خلق الله تعالى النسان وادعوا ان‬
‫النسان هو نتاج تفاعلت الطبيعة المبنية على الصدفة‬
‫التي انتجت احط الكائنات ثم تطورت الى كل الحياء‬
‫وعلى هذا المعتقد فانه لوجود لجنه ونار وحساب ‪.‬‬
‫ولذالك رفضوا الحكام الشرعية في العقوبات وفي‬
‫المعاملت بين الناس وفي الزكاة والربا بل كل ما من‬
‫شأنه ان يقيم مجتمع اسلمي ولذلك فان الله تعالى لم‬
‫يجعل لهم يوم القيامة قدرا او قيمة محتومة ‪ .‬بل جعل‬
‫‪99‬‬
‫جزائهم جهنم عقابا لهم على كفرهم واستهزائهم‬
‫بايات الله تعالى ‪.‬‬
‫سورة طه‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫د‬
‫ق ْ‬ ‫و َ‬‫ق َ‬ ‫سب َ َ‬‫قدْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ء َ‬‫ن أ َن َْبا ِ‬
‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫عل َي ْ َ‬‫ص َ‬ ‫ق ّ‬ ‫ك نَ ُ‬ ‫}ك َذَل ِ َ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫فإ ِن ّ ُ‬‫ه َ‬ ‫عن ْ ُ‬
‫ض َ‬ ‫عَر َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ل َدُّنا ِذك ًْرا )‪َ (99‬‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫آت َي َْنا َ‬
‫ساءَ‬
‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫في ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬‫خال ِ ِ‬‫وْزًرا )‪َ (100‬‬ ‫ة ِ‬ ‫م ِ‬
‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫و َ‬‫ل يَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫مًل{ )‪(101‬‬ ‫ح ْ‬
‫ة ِ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫و َ‬‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫التفسير‪:‬‬
‫} كذالك نقص عليك ‪ {...‬على هذا النحو قصصنا قصة‬
‫موسى ‪ .‬وعلى شاكلته نقص عليك من أخبار ما قد‬
‫مضى من الحوادث و المم } وقد اتيناك من لدنا‬
‫ذكرا {المراد به ‪ :‬القران الكريم او ما يشتمل عليه من‬
‫المعارف المتنوعة } من اعرض عنه ‪ {...‬من اعرض عن‬
‫الذكر فانه يحمل يوم القيامة ثقل عظيم الخطر ‪.‬‬
‫} خالدين فيها ‪ {...‬المراد من خلودهم في الوزر ‪:‬‬
‫خلودهم في جزائه وهو العذاب بنحوا الكناية } وساء‬
‫لهم يوم القيامة حمل { وبئس الحمل حملهم يوم‬
‫القيامة ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫ليس لدينا مثل معاصرا في العراض عن القران الكريم‬
‫اوضح من العلمانيين والليبراليين فالليبراليين قد اتبعوا‬
‫الحرية المنفلتة التي ل ضابط لها من دين ول تقاليد‬
‫ول اعراف ول اخلق ودليلهم الى ذلك اهواء انفسهم‬
‫اما العلمانيين فقد ابتدعوا من بنات أفكارهم قوانين‬
‫وضعية تعارض احكام السلم في معظم توجهاته‬
‫وضنوا انها افضل من احكام الله في ادارة شؤون‬
‫الناس وكلهما يحمل يوم القيامة وزرا ‪.‬‬
‫سورة طه‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪100‬‬
‫م‬
‫و َ‬‫ك ال ْي َ ْ‬
‫وك َذَل ِ َ‬‫ها َ‬ ‫سيت َ َ‬‫فن َ ِ‬ ‫ك آَيات َُنا َ‬ ‫ك أ َت َت ْ َ‬ ‫ل ك َذَل ِ َ‬‫قا َ‬‫} َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م يُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ول َ ْ‬‫ف َ‬‫سَر َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫زي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ك نَ ْ‬‫وك َذَل ِ َ‬‫سى )‪َ (126‬‬ ‫ُتن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب اْل ِ‬
‫قى{ )‪(127‬‬ ‫وأب ْ َ‬ ‫شدّ َ‬ ‫ةأ َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ول َ َ‬
‫ه َ‬ ‫ت َرب ّ ِ‬‫ِبآَيا ِ‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫} قال كذلك اتتك ‪ {...‬ان حشرك اليوم اعمى وتركك‬
‫لتبصر شيئا مثل تركك اياتنا في الدنيا وبعبارة اخرى‬
‫انما جازيناك في هذا اليوم بمثل ما فعلت في الدنيا‬
‫‪ } .‬وكذلك نجزي من ‪ {...‬الشارة الى ما تقدم من‬
‫مؤاخذه من اعراض عن ذكر الله ونسي ايات ربه فانه‬
‫تجاوز منه عن حد العبودية وكفر بايات ربه فجزائه جزاء‬
‫من نسي ايات ربه وتركها بعدما عهد اليه معرضا عن‬
‫ذكره } ولعذاب الخرة اشد وابقى { من عذاب الدنيا ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫من من المسلمين لم تاته ايات الله تعالى بما تحويه‬ ‫َ‬
‫من الوامر والنواهي والحكام ؟ اجزم انهم كلهم قد‬
‫علموا بها خاصة المتعلمين والمثقفين منهم ال ان‬
‫قسم منهم تنكر لهذه اليات ولم يؤمن بها وتركها‬
‫ونسيها خلف ظهره واتبع الحزاب العلمانية والليبرالية‬
‫التي تكفر بقوانين الله وترفض تطبيقها في المحاكم‬
‫والبنوك والمعاملت بين المسلمين وفي المدارس‬
‫وتفضل عليها تطبيق قوانينها الوضعية التي ابتدعتها‬
‫اهوائهم وطموحاتهم بالتسلط على رقاب الناس وهذا‬
‫شرك في طاعة الله خالق كل شيء توعدهم عليه الله‬
‫باشد العذاب ‪.‬‬
‫سورة طه‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ْ‬ ‫قاُلوا ل َول يأ ِْتيَنا بآية من رب َ‬
‫ة‬
‫م ب َي ّن َ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ت َأَت ِ ِ‬‫ول َ ْ‬ ‫هأ َ‬ ‫ِ َ ٍ ِ ْ َ ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫و َ‬ ‫} َ‬
‫هل َك َْنا ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫و أّنا أ ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ف اْلوَلى )‪َ (133‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫في ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ت إ ِلي َْنا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫هل َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع َ‬
‫سل َ‬ ‫ول أْر َ‬ ‫قالوا َرب َّنا ل ْ‬ ‫قب ْل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬‫ذا ٍ‬ ‫بِ َ‬
‫خَزى{ )‬ ‫ون َ ْ‬ ‫ذ ّ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع آَيات ِ َ‬ ‫سول ً َ‬
‫ل َ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ك ِ‬ ‫فن َت ّب ِ َ‬ ‫َر ُ‬
‫‪(134‬‬
‫التفسير ‪:‬‬

‫‪101‬‬
‫} وقالوا لول ياتينا ‪ {...‬حكاية قول مشركي مكة وانما‬
‫قالوا هذا تعريضا للقرآن انه ليس بآية دالة على النبوة‬
‫فليأتنا باية كما ارسل الولون ‪ .‬والبينة ‪ :‬الشاهد المبين‬
‫او البين وقيل ‪ :‬هو البيان } ولو انا اهلكناهم {‬
‫لسرافهم وكفرهم بعذاب من قبل ان تأتيهم البينة لم‬
‫تتم عليهم الحجة ولكانت الحجة لهم علينا ولقالوا ربنا‬
‫لول ارسلت الينا رسول فنتبع اياتك وهي التي تدل‬
‫البينة من قبل ان نذل بعذاب الستئصال ونخزى ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لشك ان الحجة قائمة لله على الحزاب العلمانية‬
‫والليبرالية واتباعهم من المغفلين الضالين فل يمكنهم‬
‫انكار وجود القرآن الكريم الذي اوجب الله تعالى على‬
‫الناس اتباعه بكل احكامه واوامره ونواهيه ولشك ان‬
‫تنكرهم لشريعة الله الخالق وابتداعهم لقوانين ما انزل‬
‫الله بها من سلطان وامرهم الناس باتباعها بدل من‬
‫شرع الله تعالى قد اقام الحجة عليهم باستحقاقهم‬
‫للذل والخزي بعذاب الله تعالى‬
‫سورة النبياء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ُ‬
‫عاءَ‬
‫م الدّ َ‬‫ص ّ‬‫ع ال ّ‬ ‫م ُ‬
‫س َ‬‫ول ي َ ْ‬ ‫ي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫و ْ‬ ‫ذُرك ُ ْ‬ ‫ما أن ْ ِ‬ ‫ل إ ِن ّ َ‬‫ق ْ‬‫} ُ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ة ِ‬‫ح ٌ‬‫ف َ‬ ‫م نَ ْ‬‫ه ْ‬‫ست ْ ُ‬
‫م ّ‬‫ن َ‬ ‫ول َئ ِ ْ‬‫ن )‪َ (45‬‬ ‫ما ي ُن ْذَُرو َ‬ ‫ذا َ‬ ‫إِ َ‬
‫ن{)‪(46‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫وي ْل ََنا إ ِّنا ك ُّنا َ‬
‫ن َيا َ‬ ‫قول ُ ّ‬ ‫ك ل َي َ ُ‬ ‫ب َرب ّ َ‬ ‫ذا ِ‬‫ع َ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} قل انما انذركم ‪ {...‬ان الذي انذركم به وحي الهي‬
‫لريب فيه وانما ليؤثر فيكم اثره وهو الهداية ‪ .‬لن‬
‫فيكم صمما ل تسمعون النذار ‪ .‬فالنقص في ناحيتكم‬
‫لفيه ‪ }.‬ولن مستهم نفحه‪ {...‬النفحه ‪ :‬الوقعة من‬
‫العذاب والمراد ‪ :‬ان النذار بايات الذكر لينفعهم ‪ .‬بل‬
‫هؤلء يحتاجون الى نفحة من العذاب حتى يضطروا‬
‫فيؤمنوا فيعترفوا بظلمهم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لحياة لمن تنادي‬
‫فهؤلء دعاة العلمانية والليبرالية قد صموا اذانهم بل‬

‫‪102‬‬
‫عقولهم ولم يصغوا الى ايات القرآن الكريم ولم‬
‫يتدبروها واعرضوا عنها واتبعوا اهوائهم الضالة‬
‫وارغموا الناس على الخضوع لها وقذفوا السلم‬
‫بالتحجر والتخلف وادعوا لنفسهم الحداثة والتحضر‬
‫ليتمكنوا من التسلط بظلمهم على رقاب عباد الله‬
‫ويسخرونهم الى ما تهوى انفسهم الظالمة‬
‫سورة النبياء‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ك أ َن ْزل َْناه أ َ َ َ‬
‫ن{ )‬
‫من ْك ُِرو َ‬ ‫م لَ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫فأن ْت ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ذا ِذك ٌْر ُ‬
‫مَباَر ٌ‬ ‫ه َ‬
‫و َ‬
‫} َ‬
‫‪(50‬‬

‫التفسير ‪:‬‬
‫} وهذا ذكر مبارك ‪ {...‬الشارة بهذا الى القرآن وانما‬
‫سمي ذكرا مباركا لنه ثابت دائم كثير البركات ينتفع به‬
‫المؤمن والكافر في المجتمع البشري وتتنعم به الدنيا‬
‫سواء ان عرفته اوانكرته اقرت بحقه او جحدته ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫نعم بعد مضي اربعة عشر قرنا على نزول القران‬
‫المبارك لزال هناك له منكرون من العلمانيين‬
‫والليبراليين وان ادعوا انهم مسلمون ال انهم كفروا‬
‫بكثير من احكام القرآن وجحدوها فرفضوا تحريم‬
‫القمار والغناء والتنجيم واباحوا نشر كتب الظللة التي‬
‫تنشر الفساد وتعارض خلق الله تعالى للنسان ولكل‬
‫شيء ونشروا اوراق اليانصيب وحللوا الربا في البنوك‬
‫واباحوا الزواج العرفي واسقطوا الحد الشرعي عن‬
‫الزنا ففتحوا الملهي واعطوها اجازات رسمية‬
‫لممارسة الدعارة وساووا في الميراث بين الذكر‬
‫والنثى ولم يقضوا في المحاكم بشرع الله تعالى‬
‫فالغوا الحدود على شرب الخمر وعلى الرتداد عن‬
‫السلم وعلى السرقة وعلى القتل والغوا الديات‬
‫كعقوبة على القاتل وحق لذوي المقتول فهل هناك‬
‫انكار اشد من ذلك يا علمانيين ويا ليبراليين ؟‬

‫‪103‬‬
‫سورة الحج‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ول‬
‫ى َ‬ ‫هد ً‬ ‫ول ُ‬ ‫عل ْم ٍ َ‬
‫ر ِ‬ ‫غي ْ ِ‬‫ه بِ َ‬‫في الل ّ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫جاِد ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫م ْ‬‫س َ‬
‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬‫و ِ‬
‫} َ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫هل ُ‬ ‫ّ‬
‫ل الل ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬‫ه ل ِي ُ ِ‬
‫ف ِ‬‫عط ِ‬‫ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ر{ )‪َ (8‬ثان ِ َ‬ ‫مِني ٍ‬ ‫ب ُ‬ ‫ك َِتا ٍ‬
‫ق( )‪(9‬‬ ‫ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ْ‬ ‫ذي ُ‬
‫ري ِ‬ ‫ح ِ‬
‫ب ال َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬‫و َ‬ ‫ه يَ ْ‬‫ق ُ‬ ‫ون ُ ِ‬
‫ي َ‬‫خْز ٌ‬
‫في الدّن َْيا ِ‬ ‫ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ومن الناس من يجادل ‪ {..‬صنف اخر من الناس‬
‫المعرضين عن الحق ‪ } .‬ثاني عطفه ليضلوا ‪{...‬‬
‫الثني ‪ :‬الكسر والعطف ‪ :‬الجانب ‪ .‬وثني العطف ‪ :‬كناية‬
‫عن العراض كان المعرض يكسر احد جانبيه على‬
‫الخر ‪ } .‬ليضل عن سبيل الله {ويجادل في الله بجهل‬
‫منه مظهر العراض والستكبار ليتوصل بذلك الى‬
‫اضلل الناس وهؤلء هم الرؤساء المتبوعون من‬
‫المشركين ‪ }.‬لهم في الدنيا خزي ‪ {...‬تهديد في‬
‫الخزي – وهو الهوان والذلة والفضيحة في الدنيا والى‬
‫ذلك ال امر صناديد قريش واكابر مشركي مكة وايعاد‬
‫بالعذاب في الخرة ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫نعم لزال بعض الناس من يجادل في ذات الله تعالى‬
‫ويشتط في جدله بل يخرج عن حدود اللياقة والمسموح‬
‫به ليضل السامعين ويلقي في نفوسهم الشك والريبة‬
‫حول الذات اللهية وذلك ليبعدهم عن طاعة شريعة الله‬
‫تعالى ثم يصبحوا مهيئين لتقبل ضللت ذلك النسان‬
‫الداعي الى خرافات العلمانية واليبرالية ليتبعوه بدل‬
‫من اتباع سبيل الله تعالى فيتسلط عليهم ويسخرهم‬
‫لتحقيق اهواء نفسه المارة بالسوء وهنا الله سبحانه‬
‫يهدده بالخزي في الدنيا وبعذاب الحريق يوم القيامة ‪.‬‬
‫سورة الحج‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ك ِبالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ر ْ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫ش َِ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬ ‫ه َ‬‫ن بِ ِ‬ ‫كي َ‬‫ر ِ‬ ‫ش ِ‬‫م ْ‬ ‫غي َْر ُ‬‫ه َ‬ ‫فاءَ ل ِل ّ ِ‬‫حن َ َ‬ ‫} ُ‬
‫َ‬
‫وي‬ ‫ه ِ‬
‫و تَ ْ‬‫ه الطّي ُْر أ ْ‬ ‫ف ُ‬‫خط َ ُ‬ ‫ء َ‬
‫فت َ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫م ْ‬
‫خّر ِ‬ ‫ما َ‬ ‫فك َأن ّ َ‬ ‫َ‬
‫ق{ )‪(31‬‬ ‫حي ٍ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م َ‬
‫كا ٍ‬ ‫في َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه الّري ُ‬ ‫بِ ِ‬
‫التفسير‪-:‬‬
‫‪104‬‬
‫} حنفاء لله غير ‪ {...‬الحنفاء جمع حنيف وهو المائل‬
‫من الطراف الى حاق الوسط ‪ .‬اجتنبوا التقرب من‬
‫الوثان والهلل لها حال كونكم مائلين اليه من سواه‬
‫غير مشركين به في حجكم } ومن يشرك بالله‬
‫فكانما ‪ {...‬شبه المشرك في شركه بمن سقط من‬
‫السماء فتأخذه الطير } او تهوي به الريح ‪ {...‬تشبيه‬
‫اخر من جهة البعد ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫ليس الشرك هو فقط عبادة صنم مع الله تعالى فهذا‬
‫شرك واضح جلي يسهل تشخيصه ورفضه انما الشرك‬
‫المتفشي الن هو شرك الطاعة ذلك بان يعتنق النسان‬
‫الجاهل وهو يعتقد بانه لزال مسلم يعتنق معتقدات‬
‫وقوانين وضعية من نتاج النسان تعارض احكام الله‬
‫تعالى فيتبعها ويطبقها في كثير من نواحي حياته‬
‫بدعوى انها افضل واحدث واصلح للتطبيق في هذا‬
‫الزمان من شرعة الله تعالى التي يصفها بالقدم‬
‫والتخلف وعدم مجاراتها لتطور هذا العصر ‪ .‬وهذا هو‬
‫دين العلمانيين والليبراليين الذين سقطوا في شرك‬
‫طاعة الله الخالق الواحد الفرد الصمد سبحانه ‪.‬‬
‫سورة الحج‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ولئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫نأ ْ‬‫زي َ‬
‫ج ِ‬
‫عا ِ‬
‫م َ‬
‫في آَيات َِنا ُ‬
‫وا ِ‬‫ع ْ‬
‫س َ‬ ‫ن َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫} َ‬
‫َ‬
‫م{ )‪(51‬‬ ‫حي ِ‬ ‫ج ِ‬‫ب ال ْ َ‬
‫حا ُ‬ ‫ص َ‬‫أ ْ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} سعوا في اياتنا معاجزين ‪ {...‬السعي السراع في‬
‫المشي وهو كناية عن بذل الجهد في امر ايات الله‬
‫لبطالها واطفاء نورها بمعاجزة الله ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان القرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة على صدق‬
‫نبوة نبينا محمد )ص( وعلى وجود الله ووحدانيته والن‬
‫نجد سعي العلمانيين والليبراليين في ابطال العمل‬
‫بايات الله الحاوية على احكام المعاملت بين لمسلمين‬

‫‪105‬‬
‫وابطال القضاء باحكام الله وفرض قوانينهم الوضعية‬
‫للتطبيق بين الناس بدعوى افضليتها وملئمتها لهذا‬
‫العصر ‪ .‬وهذه هي الجاهلية الحديثة واصحابها هم‬
‫اصحاب الجحيم ‪.‬‬

‫سورة الحج‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫فروا وك َذّبوا بآيات َِنا َ ُ‬
‫ب‬ ‫ع َ‬
‫ذا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ك لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ول َئ ِ َ‬
‫فأ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن كَ َ ُ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫} َ‬
‫ن{ )‪(57‬‬ ‫هي ٌ‬ ‫م ِ‬
‫ُ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫واضح‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫بما ان معنى الكفر هو ستر وتغطية الحق فل يوجد‬
‫الن مثال اصدق على هذا الكفر والجحود بايات الله‬
‫تعالى من عقيدة العلمانيين والليبراليين فلقد رفضوا‬
‫العمل باحكام ايات الله تعالى وعدوها غير صالحة‬
‫لدارة معاملت المسلمين والناس بل زادوا على ذلك‬
‫بان فضلوا عليها قوانينهم الوضعية التي تخدم‬
‫مصالحهم واهوائهم وتفرض سيطرتهم وارائهم على‬
‫عباد الله تعالى ‪ .‬والله تعالى يتوعد من كفر وكذب‬
‫باياته بعذاب مهين ‪.‬‬
‫سورة المؤمنون‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ق‬
‫ح ّ‬ ‫ْ‬
‫م ل ِل َ‬‫ه ْ‬ ‫وأ َكث َُر ُ‬
‫ْ‬ ‫ق َ‬‫ح ّ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ه ْ‬‫جاءَ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ة بَ ْ‬ ‫جن ّ ٌ‬‫ه ِ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬‫}أ ْ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫سد َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫م لَ َ‬‫ه ْ‬ ‫واءَ ُ‬ ‫ق أَ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ح ّ‬‫ع ال ْ َ‬‫و ات ّب َ َ‬ ‫ول َ ْ‬‫ن )‪َ (70‬‬ ‫هو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ِ‬ ‫كا‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ه ْ‬‫ف ُ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ذك ْ ِ‬
‫ر ِ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫ه ْ‬‫ل أت َي َْنا ُ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫ه ّ‬ ‫في ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫ض َ‬ ‫واْلْر ُ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ُ‬ ‫ما َ‬
‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن{ )‪(71‬‬ ‫ضو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ْ‬
‫م ُ‬ ‫ه ْ‬‫ر ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ِذك ِ‬ ‫ع ْ‬‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ام يقولون به جنة ‪ {...‬انهم كاذبون في قولهم } به‬
‫جنة { واعتذارهم عن عدم ايمانهم به بذلك ‪ .‬بل انما‬
‫كرهوا اليمان به لنه جاء بالحق وأكثرهم للحق كارهون‬
‫} ولو اتبع الحق ‪ {...‬لما ذكر ان اكثرهم للحق كارهون‬

‫‪106‬‬
‫وانما يكرهون الحق لمخالفته هواهم فهم يريدون من‬
‫الحق أي الدعوة ألحقه ان يتبع أهوائهم وهذا مما‬
‫ليكون } بل اتيناهم بذكرهم ‪ {...‬لم يتبع الحق‬
‫اهوائهم بل جئناه بكتاب بذكرهم – او يذكرون به –‬
‫دينهم الذي يختص بهم ويتفرع عليه انهم عن دينهم‬
‫الخاص بهم معرضون ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫نعم ان اكثرهم للحق كارهون الحق المتمثل باطاعة‬
‫الله في اوامره ونواهيه الواردة في ايات الحكام لن‬
‫ذلك يتعارض مع مصالحهم المبنية على الباطل وعلى‬
‫هوى نفوسهم المريضة ‪ .‬فراحوا يدلسون ويخلطون‬
‫المور على كثير من الناس ليتبعوا اهوائهم فروجوا‬
‫لكذبه السلم المعتدل الذي ليمانع من ان يكون متحلل‬
‫من بعض ظوابط السلم في الحلل والحرام بدعوى‬
‫النفتاح والتطور ونبذ الجمود على القديم فهو ليرى‬
‫بئسا من تعامل البنوك بالربى ولضير من ترك‬
‫العقوبات الجنائية التي شرعها الله مبدع السماوات‬
‫والرض وتفضيل قوانين البشر عليها ول يتردد في‬
‫تدريس نضرية نشوء النسان وكل الحيوانات والنباتات‬
‫بالصدفة من تفاعلت عشوائية غبية حدثت في الطبيعة‬
‫بدون خالق لها ول للطبيعة ‪ .‬ولبئس باجازة انتاج وبيع‬
‫وشرب الخمور رسميا ذلك حرية شخصية وان ننبذ امر‬
‫الله بحجاب النساء لن ذلك ليناسب تقليدنا العمى‬
‫للغرب المنحل وغير ذلك كثير وهذا ادى الى ظهور‬
‫الفساد في البر والبحر بقيادة العلمانية والليبرالية فتبا‬
‫لهما ‪.‬‬
‫سورة النور‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫مائ َ َ‬
‫ة‬ ‫ما ِ‬‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫د ِ‬ ‫ح ٍ‬ ‫وا ِ‬‫ل َ‬ ‫دوا ك ُ ّ‬ ‫جل ِ ُ‬‫فا ْ‬ ‫والّزاِني َ‬ ‫ة َ‬ ‫}الّزان ِي َ ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫ه إِ ْ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫في ِدي ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫ما َرأ َ‬
‫ف ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫خذْك ُ ْ‬ ‫وَل ت َأ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫جل ْدَ ٍ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫ه َ‬‫ذاب َ ُ‬‫ع َ‬‫هدْ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ول ْي َ ْ‬
‫ر َ‬ ‫خ ِ‬‫وم ِ اْل ِ‬ ‫وال ْي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫كنت ُ ْ‬‫ُ‬
‫ن{ )‪(2‬‬ ‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ف ٌ‬‫طائ ِ َ‬‫َ‬

‫‪107‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}الزانية والزاني فاجلدوا ‪ {...‬المرأة والرجل الذان‬
‫تحقق منهما الزنا فاضربوا كل واحد منهما مائة سوط‬
‫} ول تأخذكم بهما رأفة‪ {...‬النهي عن الرأفة من قبيل‬
‫النهي عن المسبب بالنهي عن سببه } وليشهد عذابهما‬
‫طائفة ‪ {...‬وليحضر ولينضر الى ذلك جماعة منهم‬
‫ليعتبروا بذلك فل يقتربوا الفاحشة ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫بالضد من حكم الله تعالى نرى ان المحاكم العلمانية‬
‫والليبرالية القائمة على قوانينهم الوضعية ل تعاقب‬
‫على الزنا بل تجيزه رسميا في الملهي الليلية او في‬
‫بيوت الدعارة والمنتجعات ونوادي العراة مما تسبب في‬
‫تفشي الزنا في المجتمعات وزيادة كبيرة في عدد‬
‫اللقطاء الذين هم سيتحولون الى عوامل هدم وتدمير‬
‫للمجتمع لعدم وجود اب وام يربوهم على الفضيلة‬
‫فيساعد في تسريع دورة حياة الرذيلة وتفشيها وهذا‬
‫هدف العلمانية والليبرالية التي لتحبذ قيام مجتمع‬
‫متماسك على مكارم الخلق السلمية ‪.‬‬
‫سورة النور‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م إِ َ‬
‫ذا‬ ‫ه ْ‬ ‫حك ُ َ‬
‫م ب َي ْن َ ُ‬ ‫ه ل ِي َ ْ‬
‫سول ِ ِ‬
‫وَر ُ‬
‫ه َ‬‫عوا إ َِلى الل ّ ِ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ذا دُ ُ‬ ‫} َ‬
‫ن{ )‪(48‬‬ ‫ضو َ‬ ‫ر ُ‬‫ع ِ‬
‫م ْ‬
‫م ُ‬ ‫ه ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ق ِ‬
‫ري ٌ‬ ‫َ‬
‫ف ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} واذا دعوا الى ‪ {...‬يشهد سياق الية ان اليات نزلت‬
‫في بعض المنافقين دعوا الى حكم النبي )ص( في‬
‫منازعة وقعت بينه وبين غيره فابى الرجوع الى النبي‬
‫)ص( وفي ذلك نزلت الية ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫ان الدين السلمي هو دعوة عامة لكل الناس ليذعنوا‬
‫لحكم الله تعالى الوارد في القران الكريم وحكم‬
‫رسوله )ص( الوارد في سنته الشريفة اما من يعرض‬
‫عن تلك الحكام ويجحدها ويتمرد عليها بل يرميها‬

‫‪108‬‬
‫بالتخلف والقصور عن تلبية متطلبات هذا العصر وعدم‬
‫صلحيتها في قيادة المجتمع الحالي كما يفعل‬
‫العلمانيين والليبراليين واذنابهما من الشيوعيين‬
‫والبعثيين الذين زادوا على ذلك تفضيلهم قوانين‬
‫ابتدعوها على شريعة الله تعالى ومن يفعل كل ذلك‬
‫فقد تجاوز معصية من نزلت بحقهم الية الكريمة ودخل‬
‫في شرك طاعة الله المؤدي الى الكفر ‪.‬‬
‫سورة النور‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫عوا إ َِلى الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ذا دُ ُ‬ ‫ن إِ َ‬‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ق ْ‬‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫}إ ِن ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وأ ط َ ْ‬
‫عَنا‬ ‫عَنا َ‬ ‫م ْ‬
‫س ِ‬ ‫قوُلوا َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫م ب َي ْن َ ُ‬ ‫حك ُ َ‬ ‫ه ل ِي َ ْ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ولئ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ع الل َ‬ ‫ن ي ُطِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ن )‪َ (51‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م ال ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫ولئ ِك ُ‬ ‫ه فأ ْ‬ ‫قي ِ‬ ‫وي َت ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ش الل َ‬ ‫خ َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سول ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(52‬‬ ‫َ‬ ‫زو‬ ‫ِ ُ‬ ‫ئ‬ ‫فا‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} انما كان قول ‪ {...‬ذلك من مقتضيات طبيعة اليمان‬
‫فان مقتضى اليمان بالله ورسوله التلبيه للدعوه الى‬
‫حكم الله ورسوله دون الرد } اذا دعوا الى الله { دعوا‬
‫بعض الناس ممن ينازعهم الى التحاكم الى الله‬
‫ورسوله ليحكم بينهم ‪ }.‬ومن يطع الله ‪ {...‬من يطع‬
‫الله ورسوله فيما قضى عليه ويخشى الله ويتقه‬
‫فاولئك هم الفائزون والفوز هو الفلح ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫اذا كان المؤمنون الذين يطيعون الله ورسوله هم‬
‫المفلحون والفائزون فما هو الوصف المناسب للذين‬
‫يعصون الله ورسوله ويجحدون الحكام الواردة في‬
‫كتاب الله وسنة رسوله ويطعنون بصلحيتها لعصرنا‬
‫الحاضر ويحثون المسلمين على نبذها واتباع قوانين‬
‫العلمانيين والليبراليين ؟ لشك انهم ليسوا مؤمنين‬
‫بالسلم ول مفلحون ول فائزون في الدنيا والخرة‪.‬‬
‫سورة النور‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪109‬‬
‫وّلوا‬ ‫ل َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل أ َطيعوا الل ّه َ‬ ‫ق ْ‬ ‫} ُ‬
‫ن تَ َ‬ ‫فإ ِ ْ‬ ‫عوا الّر ُ‬ ‫طي ُ‬‫وأ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ُ‬
‫ن‬‫وإ ِ ْ‬‫م َ‬ ‫مل ْت ُ ْ‬‫ح ّ‬‫ما ُ‬‫م َ‬‫عل َي ْك ُ ْ‬
‫و َ‬‫ل َ‬ ‫م َ‬‫ح ّ‬‫ما ُ‬‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬‫ما َ‬ ‫فإ ِن ّ َ‬‫َ‬
‫ل إ ِّل ال ْب ََل ُ‬
‫غ‬ ‫سو ِ‬‫عَلى الّر ُ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬‫دوا َ‬‫هت َ ُ‬ ‫عوهُ ت َ ْ‬‫طي ُ‬ ‫تُ ِ‬
‫ن{ )‪(54‬‬ ‫مِبي ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} قل اطيعوا الله ‪ { ...‬امر بطاعة الله فيما انزل من‬
‫الدين وامر بطاعة الرسول فيما ياتيهم به من ربهم‬
‫ويأمرهم به من امر دينهم ودنياهم ‪ } .‬فان تولوا فانما‬
‫عليه ما حمل ‪ {...‬فان تتولوا وتعرضوا عن طاعة‬
‫الرسول لم يضر ذلك الرسول فانما عليه ما حمل من‬
‫التكليف ول يمسكم منه شيء وعليكم ما حملتم من‬
‫التكليف ول يمسسه منه شيء ‪ }.‬وان تطيعوه تهتدوا {‬
‫لكن ان تطيعوا الرسول تهتدوا لن ما يجيئ به اليكم‬
‫وما يامركم به من الله وبأمره ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫في هذه الية امر عام مطلق لطاعة الله تعالى وطاعة‬
‫رسوله )ص( وهذا المر يشمل كل السلم باصوله‬
‫وفروعه بعباداته ومعاملته باخلقه وادابه فمن عصى‬
‫امرا ولم ينكر صحة المر ووجوب طاعته فيقام عليه‬
‫الحد او تكتب عليه سيئة كل حسب حالته ‪ .‬اما من يجحد‬
‫احكام الله تعالى ورسوله )ص( ويرفض تطبيقها على‬
‫الناس وبنعتها بالتخلف والقصور ويدعوا الناس الى‬
‫اتباع عقائد العلمانية والليبرالية بدعوى انها الفضل‬
‫لقيادة الناس من شريعة السلم فعليه حمل اوزار‬
‫رزيته هذه واوزار من ضللهم بدعوته وما هم من‬
‫المهتدين ‪.‬‬

‫سورة النور‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ت‬‫حا ِ‬‫صال ِ َ‬ ‫مُلوا ال ّ‬ ‫ع ِ‬‫و َ‬‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫مُنوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫عدَ الل ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫} َ‬
‫ف ال ّ ِ‬‫خل َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ست َ ْ‬‫ما ا ْ‬ ‫ض كَ َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫فن ّ ُ‬ ‫خل ِ َ‬
‫ست َ ْ‬‫ل َي َ ْ‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫ضى ل َ ُ‬ ‫ذي اْرت َ َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫م ِدين َ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫مك ّن َ ّ‬ ‫ول َي ُ َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫قب ْل ِ ِ‬

‫‪110‬‬
‫َ‬
‫دون َِني ل‬ ‫منا ً ي َ ْ‬
‫عب ُ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬
‫ف ِ‬‫و ِ‬
‫خ ْ‬‫د َ‬ ‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫ول َي ُب َدّل َن ّ ُ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فأولئ ِ َ‬ ‫عدَ ذَل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ً‬ ‫ن ِبي َ‬ ‫ر ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫ه ُ‬
‫ك ُ‬ ‫فَر ب َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫شْيئا َ‬ ‫كو َ‬ ‫ش ِ‬
‫ن{ )‪(55‬‬ ‫قو َ‬ ‫س ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وعد الله الذين ‪ {...‬وعد جميل للذين امنوا وعملوا‬
‫الصالحات ان الله تعالى سيجعل لهم مجتمعا صالحا‬
‫يختص بهم فيستخلفنهم في الرض ويمكن لهم دينهم‬
‫ويبدلهم من بعد خوفهم امنا ليخافون كيد منافق ول‬
‫صد كافر يعبدونه ليشركون به شيئا ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫هذا وعد صريح من الله تعالى بانه سوف يمكن السلم‬
‫من ادارة وقيادة المجتمع حسب شريعة الله الذي اتقن‬
‫كل شيء صنعا فل يخاف احد ظلم ظالم ولكيد منافق‬
‫بل الكل يعبدون الله وحده ل يشركون به شيئا اما الن‬
‫فنحن نجد من يعمل جاهدا على ابعاد السلم عن‬
‫الحياة كسلوك وكمعاملت وكتصدي لدارة المجتمع‬
‫وكقضاء وهم العلمانيين والليبراليين الذين اعلنوا‬
‫الحرب على السلم وعلى كل اديان الله تعالى لنهم‬
‫يريدون ان يحكموا العالم بعقائدهم الضالة التي تحقق‬
‫لهم مصالحهم على حساب خلق الله وهم بذلك قد‬
‫اشركوا في طاعة الله بتفضيل قوانينهم على قوانين‬
‫الله تعالى بل كفروا بكل شرائعه ‪.‬‬

‫سورة النور‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫كاةَ َ‬ ‫وأ َ ِ‬
‫سو َ‬
‫ل‬ ‫عوا الّر ُ‬
‫طي ُ‬
‫وأ ِ‬
‫َ‬ ‫صَلةَ َ‬
‫وآُتوا الّز َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫قي ُ‬ ‫} َ‬
‫ن{ )‪(56‬‬ ‫مو َ‬‫ح ُ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬
‫م ت ُْر َ‬ ‫لَ َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} واقيموا الصلة واتوا ‪ {...‬امر من الحق بطاعته‬
‫تعالى فيما شرعه لعباده وتخصيص الصلة والزكاة‬
‫بالذكر لكونهما ركنين في التكاليف الراجعة الى الله‬

‫‪111‬‬
‫تعالى والى الخلق )اطيعوا الرسول( انفاذ لوليته )ص(‬
‫في القضاء والحكومة ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫اسئلكم بالله تعالى هل تنسجم طاعة رسول الله )ص(‬
‫مع طاعة الحزاب العلمانية واليبرالية فان قال جاهل‬
‫نعم نقول له فكيف تعلل رفضهم لكثير من احكام‬
‫السلم وتفضيل اهوائهم عليها في التطبيق وان قال‬
‫منصف كل اقول فما بال هؤلء المغفلين يتبعونهم و‬
‫يطيعونهم ول يطيعوا رسول الله وسوف يرحمهم الله‬
‫تعالى ان أطاعوا ؟ !!!‬
‫سورة النور‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫}َل ت َ ْ‬
‫في الْر ِ‬‫ن ِ‬
‫زي َ‬
‫ج ِ‬
‫ع ِ‬
‫م ْ‬
‫فُروا ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫سب َ ّ‬‫ح َ‬
‫و ْ‬
‫صيُر{ )‪(57‬‬ ‫م ِ‬‫س ال ْ َ‬
‫ول َب ِئ ْ َ‬
‫م الّناُر َ‬ ‫ه ْ‬‫وا ُ‬ ‫مأ َ‬
‫َ َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} لتحسبن الذين كفروا ‪ {...‬يخاطب الله تعالى نبيه‬
‫)ص( ان ليضن ان الكفار معجزون لله في الرض‬
‫فيمنعونه بما عندهم من القوة والشوكة من ان ينجز‬
‫وعده وهذه في الحقيقة بشرى خاصة بالنبي )ص( بما‬
‫اكرم به امته وان اعدائه سوف ينهزمون ويغلبون‬
‫ولذلك خصهم بالخطاب عن طريق اللتفات ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫قد يقول معاند من العلمانيين والليبراليين او مجامل‬
‫لهم بانهم ليسوا كافرين ! واقول له ان الكفر لغة هو‬
‫ستر او تغطية الشيء وسمي الفلح كافرا لنه يغطي‬
‫البذور بالتراب وسمي من عبد غير الله كافرا لنه ستر‬
‫الحق بالباطل وهنا نرى العلمانيين والليبراليين‬
‫والشيوعيين والبعثيين قد جحدوا العمل بكثير من‬
‫احكام لله وسنة رسوله وفضلوا عيها اباطيلهم التي‬
‫جعلوها قوانين لهم وارغموا الناس على اتباعها بدل‬
‫من السلم وهم بذلك قد اشركوا باطاعة قوانين‬
‫تعارض احكام الله فسقطوا في شرك الطاعة ومن‬
‫وجهة اخرى قد كفروا ببعض الكتاب كاليهود ‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫سورة الفرقان‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫دا ك َِبيًرا {)‬
‫ها ً‬
‫ج َ‬
‫ه ِ‬
‫م بِ ِ‬
‫ه ْ‬
‫هدْ ُ‬
‫جا ِ‬
‫و َ‬
‫ن َ‬
‫ري َ‬
‫ف ِ‬ ‫ع ال ْ َ‬
‫كا ِ‬ ‫فَل ت ُطِ ْ‬
‫} َ‬
‫‪(52‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} فل تطع الكافرين ‪ {...‬فل تطع الكافرين لن‬
‫طاعتهم تبطل هذا الناموس العام المضروب للهداية‬
‫وابذل مبلغ جهدك ووسعك في تبليغ رسالتك واتمام‬
‫حجتك بالقرأن المشتمل على الدعوة الحقة وجاهدهم‬
‫به مجاهدة كبيرة‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫الن تغيرت عناوين الشياء واستتر محتواها تحت‬
‫شعارات واهداف براقة تجتذب الناس وتدلس عليهم‬
‫ماتخفي وما تبغي من طمس دين الله تعالى وترويج‬
‫لعقائدها المتزينة ببرقع الحضارة وبازياء العصرنة‬
‫والحداثة والنفتاح والتحرر والتنور ‪...‬الخ ولكنها جميعا‬
‫تهدف الى جحود شريعة الله ورفض العمل باحكام‬
‫السلم وهي دعوى العلمانية والليبرالية واذنابهما من‬
‫الشيوعيين والبعثيين ‪ .‬ولو انا اطعناهم ) ل سامح الله‬
‫تعالى ( لصبح السلم تراث في المتاحف واصبح‬
‫القران الكريم احد اثاره او تميمة نتبرك بها ول نعمل‬
‫بما فيها ‪ .‬ولذلك امرنا الله تعالى برفضهم جملة‬
‫وتفصيل ومقارعتهم بأيات وحجج القرآن لنفضح زيفهم‬
‫وباطلهم وعدائهم للسلم ‪.‬‬
‫سورة النمل‬
‫بسم لله الرحمن الرحيم‬
‫دى‬
‫ه ً‬
‫ن )‪ُ (1‬‬
‫مِبي ٍ‬
‫ب ُ‬
‫وك َِتا ٍ‬
‫ن َ‬ ‫ت ال ْ ُ‬
‫قْرآ ِ‬ ‫ك آَيا ُ‬ ‫}طس ت ِل ْ َ‬
‫ن{ )‪(2‬‬ ‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫شَرى ل ِل ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫وب ُ ْ‬
‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} تلك ايات الكتاب ‪ {...‬تلك اليات الرفيعة القدر التي‬
‫نزلها ايات الكتاب ‪ } .‬هدى وبشرى للمؤمنين‪{...‬‬

‫‪113‬‬
‫المصدران بمعنى اسم الفاعل ‪ .‬او المراد بهما المعنى‬
‫المصدري للمبالغة ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫بما ان ايات القرآن الكريم بما فيها من احكام وعبادات‬
‫هي هداية وبشرى لتباعها من المؤمنين اذا بل شك ان‬
‫اتباع العقائد المناؤة ليات القرآن الكريم كالعلمانية‬
‫والليبرالية هي ضلل وشؤم على اتباعها من الضالين‬
‫ول يخفى على كل حاذق متدبر ان القبائل الجاهلية‬
‫كانت علمانية وليبرالية حسب المصطلحات الحديثة‬
‫بمعنى انها كانت تحكم بالعراف الشائعة وبالحكام‬
‫المتفق عليها و باهواء كبرائها ورؤساء قبائلها وبما‬
‫يخدم مصالحها الدائمة او الطارئة بدون ان يكون لديها‬
‫مسموح مطلق او ممنوع مطلق الى ان جاء دين‬
‫السلم فأعادهم الى جادة الصواب بالحكم بأيات الله ‪.‬‬
‫ال ان الجاهلية عادت الن بعد ان تنكرت باسم العلمانية‬
‫والليبرالية ‪.‬‬

‫سورة القصص‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ما‬‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫دى ِ‬ ‫ه َ‬‫و أَ ْ‬ ‫ه َ‬‫ه ُ‬ ‫د الل ّ ِ‬ ‫عن ْ ِ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫ب ِ‬ ‫فأُتوا ب ِك َِتا ٍ‬
‫ل َ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫} ُ‬
‫َ‬
‫جيُبوا‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫فإ ِ ْ‬‫ن )‪َ (49‬‬ ‫قي َ‬ ‫صاِد ِ‬ ‫م َ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫أت ّب ِ ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ّ‬
‫ل ِ‬ ‫ض ّ‬ ‫ن أَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫واءَ ُ‬ ‫ه َ‬‫ن أَ ْ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ي َت ّب ِ ُ‬
‫َ‬
‫م أن ّ َ‬ ‫عل َ ْ‬ ‫فا ْ‬ ‫ك َ‬ ‫لَ َ‬
‫دي‬ ‫ه ِ‬ ‫ه َل ي َ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫دى ِ‬ ‫ه ً‬ ‫ر ُ‬ ‫غي ْ ِ‬‫واهُ ب ِ َ‬ ‫ه َ‬‫ع َ‬ ‫ات ّب َ َ‬
‫ن{ )‪(50‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫م ال ّ‬ ‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} قل فاتوا بكتاب ‪ {...‬امر تعالى نبيه )ص( ان يطالبهم‬
‫بكتاب غيرهما هو اهدى منهما ليتبعه } ان كنتم‬
‫صادقين{ في دعوى انهما سحران تضاهرا } فان لم‬
‫يستجيبوا ‪ {...‬محصل الحجة انهم ان لم يأتوا بكتاب هو‬
‫اهدى منهما وليسوا مؤمنين بهما فهم متبعون للهوى‬

‫‪114‬‬
‫ومتبع الهوى ظالم والظالم غير مهتد وغير المهتد‬
‫ضال فهم ضالون ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫يثبت من هذه الية انه ليجوز اتباع غير كتاب الله في‬
‫ادارة كل امور الحياة اما الذين ل يستجيبون لذلك‬
‫كالحزاب العلمانية والليبرالية واذنابهما من البعثية‬
‫والشيوعية فان الية تؤكد انهم يتبعون اهوائهم وليس‬
‫هناك من هم اكثر ضلل من الذين يتبعون اهوائهم التي‬
‫جعلوها قوانين بديلة لحكام الله تعالى ‪ .‬ولقد وصفهم‬
‫الله تعالى بالظالمين ‪.‬‬
‫سورة القصص‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ها‬ ‫ُ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫هل ِ َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫ما َ‬
‫م َ‬
‫في أ ّ‬ ‫ث ِ‬
‫ع َ‬‫حّتى ي َب ْ َ‬ ‫قَرى َ‬ ‫م ْ‬‫ك ُ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬‫} َ‬
‫قَرى‬ ‫ْ‬
‫كي ال ُ‬‫هل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ما ك ُّنا ُ‬
‫و َ‬
‫م آَيات َِنا َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫علي ْ ِ‬ ‫سول ي َت ْلوا َ‬
‫َ‬
‫َر ُ‬
‫ن{ )‪(59‬‬ ‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬‫ها َ‬ ‫هل ُ َ‬
‫وأ ْ‬ ‫إ ِّل َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وما كان ربك ‪ {...‬ام القرى هي اصلها وكبيرتها‬
‫التي ترجع اليها وفي الية بيان السنة اللهية في‬
‫عذاب القرى بالستئصال ‪ .‬وهو ان عذاب الستئصال‬
‫ليقع منه تعالى ال بعد اتمام الحجة عليهم بارسال‬
‫رسول يتلوا عليهم ايات الله وال بعد كون المعذبين‬
‫ظالمين بالكفر بايات الله وتكذيب رسوله ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لقد تمت الحجة لله تعالى على تلك المجتمعات التي‬
‫بلغتها كل تعاليم السلم وهي لزالت ظالمة لنفسها‬
‫باتباع الكثير من اعراف وتقاليد الجاهلية الولى التي‬
‫حاربها النبي )ص( من التحلل الخلقي ومن اتباع‬
‫احكام وقوانين تخالف الشريعة السلمية في كثير من‬
‫تفاصيلها بعد ان خدعت بشعارات واهداف زائفة‬
‫اطلقتها وروجت لها العلمانية والليبرالية كالحداثة‬
‫والعصرنة والتحضر وهي تهدف في حقيقة المر الى‬
‫ابعاد الناس عن اتباع السلم ليكونوا صيدا سهل‬
‫لمعتقداتهم الرذيلة وعقول فارغة طيعة لوامرهم‬

‫‪115‬‬
‫ولهوائهم وقد يكون ذلك سببا في تكاثر الكوارث‬
‫الطبيعية والحروب المدمرة و الوبئة الكاسحة التي ل‬
‫عهد للبشر بها ‪ .‬افل يمكن ان يكون ذلك هو هلك من‬
‫الله تعالى بما جنى اتباع تلك العقائد الظالمة‬
‫سورة القصص‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ل ما َ َ‬
‫ن )‪(65‬‬
‫سِلي َ‬
‫مْر َ‬‫م ال ْ ُ‬‫جب ْت ُ ْ‬‫ذا أ َ‬ ‫قو ُ َ‬ ‫في َ ُ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬‫م ي َُناِدي ِ‬‫و َ‬‫وي َ ْ‬
‫} َ‬
‫ن{ )‪(66‬‬ ‫ُ‬
‫ساءَلو َ‬ ‫َ‬ ‫ذ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ل ي َت َ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫مئ ِ ٍ‬
‫و َ‬
‫م الن َْباءُ ي َ ْ‬ ‫ه ْ‬‫علي ْ ِ‬ ‫ت َ‬‫مي َ ْ‬‫ع ِ‬ ‫ف َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ويوم يناديهم فيقول ‪ {...‬ماذا قلتم في جواب من‬
‫ارسل اليكم من رسل الله فدعوكم الى اليمان‬
‫} فعميت عليهم النباء ‪ {...‬لسقوط السباب عن‬
‫التاثير يومئذ ل تهتدي اليهم الخبار وليجدون شيئا‬
‫يعتذرون به للتخلص من العذاب } فهم ليتسائلون {‬
‫ليسأل بعضهم بعضا ليعدوا به عذرا يعتذرون به عن‬
‫تكذيبهم الرسل وردهم الدعوة ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫من المؤكد انهم سوف يعجزون عن اجابة الله تعالى‬
‫عن كيفية تعاملهم مع رسالت الرسل لن اجابتهم‬
‫تدينهم فلقد عصوه في الكبائر والصغائر بل جحدوا‬
‫ايات القران ورفضوا اتباعها في تنظيم امور حياتهم‬
‫اليومية وفظلوا عليها القوانين الوضعية التي ابتدعها‬
‫العلمانيون والليبراليون فاحلوا حراما وحرموا حلل‬
‫ولم يبقوا من السلم ال اسمه ‪ .‬نعم لقد خربوا معضم‬
‫ما جاهد النبياء لبنائه وانشأوا جاهلية حديثة واشركوا‬
‫في طاعة الله قوانين النسان التي تعارض قوانين الله‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫سورة القصص‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫عاٍد‬ ‫م َ‬‫ك إ َِلى َ‬ ‫ن ل ََرادّ َ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫عل َي ْ َ‬
‫ض َ‬ ‫فَر َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ضَل ٍ‬
‫ل‬ ‫في َ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬ ‫دى َ‬ ‫ه َ‬‫جاءَ ِبال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬‫عل َ ُ‬‫ل َرّبي أ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ب‬‫ك ال ْك َِتا ُ‬ ‫قى إ ِل َي ْ َ‬ ‫ن ي ُل ْ َ‬‫جوا أ ْ‬ ‫ت ت َْر ُ‬ ‫كن َ‬ ‫ما ُ‬ ‫و َ‬‫ن )‪َ (85‬‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ُ‬
‫ن)‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫هيًرا ل ِلكا ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َرب ّك َ‬ ‫ّ‬
‫نظ ِ‬ ‫فل ت َكون َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬‫م ً‬‫ح َ‬ ‫إ ِل َر ْ‬
‫‪116‬‬
‫ت إ ِل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫زل َ ْ‬‫عدَ إ ِذْ أن ِ‬ ‫ت الل ّ ِ‬
‫ه بَ ْ‬ ‫ن آَيا ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ك َ‬ ‫صدّن ّ َ‬ ‫وَل ي َ ُ‬ ‫‪َ (86‬‬
‫وَل‬
‫ن )‪َ (87‬‬ ‫كي َ‬ ‫ر ِ‬‫ش ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كون َ ّ‬ ‫وَل ت َ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ع إ َِلى َرب ّ َ‬ ‫وادْ ُ‬‫َ‬
‫هال ِكٌ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ‬
‫وك ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ه إ ِل ُ‬ ‫َ‬
‫خَر ل إ ِل َ‬‫َ‬ ‫ها آ َ‬ ‫َ‬
‫ه إ ِل ً‬ ‫ّ‬
‫ع الل ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬‫ت َدْ ُ‬
‫ن{ )‪(88‬‬ ‫عو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه ت ُْر َ‬ ‫وإ ِل َي ْ ِ‬‫م َ‬ ‫حك ْ ُ‬‫ه ال ْ ُ‬ ‫ه لَ ُ‬‫ه ُ‬
‫ج َ‬ ‫و ْ‬‫إ ِّل َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ان الذي فرض‪ {...‬ان الذي فرض عليك القران‬
‫لتقرئه على الناس وتبلغه وتعملوا به سيردك ويصيرك‬
‫الى محل تكون هذه الصيرورة منك اليه عودا ويكون هو‬
‫معادا لك كما فرض التوراة على موسى ورفع بها قدره‬
‫وقدر قومه } وما كنت ترجوا ان ‪ {...‬صدر الية تقرير‬
‫للوعد الذي في قوله } ان الذي فرض عليك القران‬
‫لرادك الى معاد { أي انه سيردك الى معاد وكنت ترجوه‬
‫كما القى اليك الكتاب وما كنت ترجوه } فل تكونن‬
‫ظهيرا للكافرين { فاذا كان القاؤه اليك رحمة من ربك‬
‫خصك بها وهو فوق رجائك ‪ .‬فتبرأ من الكافرين ول‬
‫تكن معينا وناصرا لهم ‪ } .‬ول يصدنك عن ايات ‪{...‬‬
‫نهي له )ص( على النصراف عن ايات الله بلسان نهي‬
‫الكفار عن الصد والصرف ووجهه كون انصرافه مسببا‬
‫لصدهم ‪ .‬وهو كقوله لدم وزوجه ‪ }:‬فل يخرجنكما من‬
‫الجنة { أي لتخرجا منها باخراجه لكما بالوسوسة ‪.‬‬
‫} ولتدع مع الله ‪ {...‬الحكم في ذيل الية بمعنى الحكم‬
‫التشريعي او العم منه ومن التكوين‪ .‬والمعنى ‪ :‬كل‬
‫دين هالك ال دينه لن تشريع الدين اليه واليه ترجعون‬
‫ل الى مشرعي الديان الخر ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان الله تعالى فرض علينا القرآن بكل احكامه فل بد لنا‬
‫من العمل به طاعة لله تعالى وكذلك لنه يهدينا الى ما‬
‫هو خير في الدنيا والخرة اما الذي ل يطيعه ويعمل‬
‫باحكام اخرى تعارض احكام الله تعالى فهو في ضلل‬
‫مبين كما هو دأب العلمانيين والليبراليين بتفضيل‬
‫قوانينهم الوضعية في القضاء وفي المعاملت بين‬
‫الناس ‪ .‬وان انزال القرآن من الله تعالى هو رحمة‬
‫وفضل كبير من الله تعالى على كل انسان فل يمكن‬

‫‪117‬‬
‫بعد ذلك ان نكون انصارا للكافرين الذين جحدوا ايات‬
‫الله تعالى وتنكروا لها واتبعوا قوانين ابتدعتها اهوائهم‬
‫ليضلوا بها المسلمين عن سبيل الله كما فعل‬
‫العلمانيين والليبراليين ويجب ان ل نسمح لهم ان‬
‫يصدونا عن العمل بشريعة السلم بكل تفاصيلها لن‬
‫ذلك يوقعنا في شرك طاعة احكام النسان مع الله‬
‫سبحانه عن كل شريك لن ذلك يجعلنا كاليهود الذين‬
‫امنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعضه او الذين اشركوا‬
‫باتخاذهم احبارهم ارباب لهم من حيث انهم اطاعوهم‬
‫بما ليرضاه الله وهم بذلك اشركوهم بالطاعة مع الله‬
‫الواحد الحد الفرد الصمد سبحانه عما يصفون ‪.‬‬
‫سورة العنكبوت‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫سوا‬ ‫ه ُأول َئ ِ َ‬
‫ك ي َئ ِ ُ‬ ‫ول ِ َ‬
‫قائ ِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ت الل ّ ِ‬‫فُروا ِبآيا ِ‬ ‫ن كَ َ‬
‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬‫} َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م{ )‪(23‬‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬
‫م َ‬ ‫ك لَ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫وأول َئ ِ َ‬‫مِتي َ‬ ‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}والذين كفروا بايات ‪ {...‬والذين جحدوا ايات الله‬
‫الدالة على الدين الحق وخاصة المعاد اولئك يئسوا من‬
‫الرحمة والجنة واولئك لهم عذاب اليم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان الذين يجحدون بايات الله تعالى في زماننا الحاضر‬
‫ويرفضون تطبيقها على كل تفاصيل الحياة اليومية‬
‫كالعلمانيين والليبراليين هم امتداد للجاهلية االولى‬
‫حين كان الناس يعيشون في ظلمات اهوائهم‬
‫واعرافهم وتقاليدهم واطماعهم وشهواتهم وقسوتهم‬
‫وتعنتهم لتردعهم عنها مخافة الله ولتنظم حياتهم‬
‫شريعة الله ولتهذب اخلقهم آداب القرآن وليقتدون‬
‫بسنة رسول الله بل هم كالدواب همها علفعا‬
‫ونزواتها ‪.‬وهذا هو الفكر المادي الذي تدعو اليه‬
‫العلمانية واليبرالية فلقد غضوا عيونهم عن السماء‬
‫والتصقوا بالرض فل رفعة عندهم ول سمو بل جشع‬
‫مادي وانحلل اخلقي تدنوا به عن رتبة الحيوان فهؤلء‬
‫هم دعاة الظلم فاين هم من نور السلم ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫سورة العنكبوت‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ذوا من دون الل ّ َ‬
‫مث َ ِ‬
‫ل‬ ‫ول َِياءَ ك َ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْ ُ ِ‬ ‫خ ُ‬‫ن ات ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫} َ‬
‫َ‬
‫ت ل َب َي ْ ُ‬
‫ت‬ ‫ن ال ْب ُُيو ِ‬ ‫ه َ‬ ‫و َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫ت ب َْيتا ً َ‬ ‫خذَ ْ‬ ‫ت ات ّ َ‬ ‫عن ْك َُبو ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ما‬
‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ه يَ ْ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫ن )‪(41‬إ ِ ّ‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ت لَ ْ‬ ‫عن ْك َُبو ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م)‬ ‫كي ُ‬‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ع ِ‬‫و ال ْ َ‬‫ه َ‬
‫و ُ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫دون ِ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عو َ‬ ‫ي َدْ ُ‬
‫ها إ ِّل‬ ‫َ‬
‫قل ُ َ‬ ‫ع ِ‬
‫ما ي َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫س َ‬ ‫ها ِللّنا ِ‬ ‫رب ُ َ‬ ‫ض ِ‬‫ل نَ ْ‬ ‫مَثا ُ‬ ‫ك اْل ْ‬ ‫وت ِل ْ َ‬‫‪َ (42‬‬
‫ن{ )‪(43‬‬ ‫مو َ‬ ‫عال ِ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} مثل الذين اتخذوا ‪ {...‬ان اتخاذهم من دون الله‬
‫اولياء وهم الهتهم الذين يتولونهم ويركنون اليهم‬
‫كاتخاذ العنكبوت بيتا هو اوهن البيوت اذ ليس له من‬
‫اثار البيت ال اسمه ليدفع حرا ولبردا وليكن شخصا‬
‫وليقي من مكروه كذلك ليس لولية اوليائهم ال السم‬
‫فقط ‪ .‬ل ينفعون وليضرون وليملكون موتا ولحياة‬
‫ولنشورا }ان الله يعلم ما ‪ {...‬ان الله يعلم الشيء‬
‫الذي يدعون من دونه وليجهل ذلك }وهو{ كناية عن‬
‫ان المثل الذي ضرب في محله ‪ .‬وليس لوليائهم من‬
‫الولية ال اسمها ‪ }.‬وتلك المثال نضربها‪ {...‬يشير الى‬
‫ان المثال المضروبة في القرآن على انها عامة تقرع‬
‫اسماع عامة الناس لكن الشراف على حقيقة معانيها‬
‫ولب مقاصدها خاصة لهل العلم ممن يعقل حقائق‬
‫المور ‪.‬‬
‫المصداق الحالي‪:‬‬
‫يوضح الله تعالى لنا في القرآن الكريم ان الولية لله‬
‫ورسوله والذين امنوا أي الذين امنو بكل شريعة‬
‫السلم بعباداتها واحكامها ومعاملتها بحللها‬
‫وحرامها ‪ .‬فهم بذلك مؤهلين ليقيموا شريعة السلم‬
‫بين الناس كما امر الله تعالى اما الذين اتخذوا من دون‬
‫الله اولياء كالعلمانيين واليبراليين وفضلوا عقائدهم‬
‫الظلمية على نور السلم فعقائدهم واهنة كبيت‬
‫العنكبوت بل هي ضارة اذ تفضل الخبيث على الطيب‬

‫‪119‬‬
‫نعم ان الله يعلم تفاهة دعواهم وحقارة مايدعون اليه‬
‫والله تعالى على مايشاء قدير ‪.‬‬

‫سورة العنكبوت‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م‬
‫ه ُ‬‫ن آت َي َْنا ُ‬‫ذي َ‬‫فال ّ ِ‬
‫ب َ‬ ‫ك ال ْك َِتا َ‬ ‫ك أ َن َْزل َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫وك َذَل ِ َ‬‫} َ‬
‫ما‬
‫و َ‬
‫ه َ‬‫ن بِ ِ‬‫م ُ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ء َ‬‫ؤل ِ‬‫ه ُ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ب يُ ْ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬
‫ن{ )‪(47‬‬ ‫فُرو َ‬ ‫كا ِ‬‫حدُ ِبآيات َِنا إ ِّل ال ْ َ‬ ‫ج َ‬‫يَ ْ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}وكذلك انزلنا اليك ‪ { ...‬على الصفة وهي السلم لله‬
‫وتصديق كتبه ورسله انزلنا اليك القران ‪ .‬فاهل الكتاب‬
‫يؤمنون به بحسب الطبع ولما عندهم من اليمان بالله‬
‫وتصديق كتبه ورسله ومن هؤلء هم المشركون من‬
‫عبده الوثان من يؤمن به وما يجحد باياتنا ول ينكرها‬
‫من اهل الكتاب وهؤلء المشركون ال الكافرون وهم‬
‫الساترون للحق بالباطل ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫واي جحود ليات الله تعالى اكثر من جحود العلمانيين‬
‫والليبراليين لها فلقد نصبوا العداء لحكام الله تعالى‬
‫ورفضوا تطبيقها في معظم مجريات الحياة وادعوا ان‬
‫النسان والحيوان والنبات تكون بالصدفة من تفاعلت‬
‫عشوائية حدثت في الطبيعة الجامدة فانتجت الحياة‬
‫العاقلة بعد تطور مليين السنين ول وجود لخالق قادر‬
‫حكيم خبير فعال لما يريد ‪ .‬وهم لذلك يرون ضرورة‬
‫عدم اتباع شريعة السلم لنها تقيد اطماعهم وترفض‬
‫ظلمهم ال انهم اتخذوا التدرج في افساد المجتمع‬
‫السلمي واخراجه من تقديس اوامر الله تعالى في‬
‫حلله وحرامه حتى يفرغوا المسلمين من شريعة‬
‫السلم الحق لكي يتحاشوا رفضهم من قبل المجتمع‬
‫السلمي في حالة اعلن عقائدهم الفاسدة امام‬
‫مجتمع ملتزم بالسلم يقدس احكام الله تعالى ولقد‬

‫‪120‬‬
‫نجحوا في ذلك الى حد كبير فنظرة فاحصة لحكام‬
‫القضاء ومعاملت البنوك والبيع والشراء واجازة الخمور‬
‫والسفور والبغاء والغناء وتعطيل المر بالمعروف‬
‫والنهي عن المنكر تقنعك بانهم قدحرفوا الناس عن‬
‫اسلمهم عن طريق استحواذهم على السلطة ‪ .‬فهم‬
‫بجحودهم كافرون ‪.‬‬
‫سورة العنكبوت‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫م‬
‫عل َ‬‫ن أوُتوا ال ِ‬ ‫ر ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫دو ِ‬
‫ص ُ‬
‫في ُ‬ ‫ت ِ‬
‫ت ب َي َّنا ٌ‬‫و آَيا ٌ‬‫ه َ‬‫ل ُ‬ ‫}ب َ ْ‬
‫ن{ )‪(49‬‬ ‫مو َ‬ ‫حدُ ِبآيات َِنا إ ِّل ال ّ‬
‫ظال ِ ُ‬ ‫ج َ‬‫ما ي َ ْ‬ ‫و َ‬
‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} بل هو ايات بينات ‪ {...‬لما نفى عنه )ص( التلوة‬
‫والخط معا تحصل من ذلك ان القران ليس بكتاب‬
‫مؤلف مخطوط فاضرب عن هذا المقدر بقوله }بل هو‬
‫– أي القرآن‪ -‬ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم{‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لقد حكم الله تعالى بالظلم على كل من يجحد بأياته‬
‫لن ذلك الجحود يقتضي التيان ببديل وليس هناك بديل‬
‫ليات الله تعالى خير منها اذا فهم يستبدلون الذي هو‬
‫ادنى بالذي هو خير ويستبدلون الباطل بالحق‬
‫ويستبدلون الناقص بالكامل ثم يطبقونه على حياة‬
‫الناس ويخدعونهم به او يرغمونهم عليه ان استطاعوا‬
‫وهذا هو الظلم بعينه كما هو فعل العلمانيين‬
‫والليبراليين الذين احلوا عقائدهم الظلمية الناقصة‬
‫محل نور شريعة السلم الذي انزله الله تعالى رحمة‬
‫للعالمين ‪.‬‬

‫سورة العنكبوت‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫‪121‬‬
‫في‬‫ما ِ‬ ‫م َ‬‫عل َ ُ‬
‫هيدا ً ي َ ْ‬ ‫م َ‬
‫ش ِ‬ ‫وب َي ْن َك ُ ْ‬‫ه ب َي ِْني َ‬‫فى ِبالل ّ ِ‬ ‫ل كَ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫} ُ‬
‫ْ َ‬
‫وك َ َ‬
‫فُروا‬ ‫ل َ‬‫مُنوا ِبال َْباطِ ِ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ض َ‬‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ه أول َئ ِ َ‬
‫ن{ )‪(52‬‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫ه ُ‬‫ك ُ‬ ‫ِبالل ّ ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}قل كفى بالله ‪ { ...‬القاء جواب الى النبي )ص(‬
‫ليجيبهم به وهو ان الله سبحانه شهيد بيني وبينكم‬
‫فيما نتخاصم فيه وهو امر الرسالة ‪ .‬فانه سبحانه يشهد‬
‫في كلمه الذي انزل علي برسالتي وهو تعالى يعلم‬
‫مافي السماوات والرض من غير ان يجهل شيئا وكفى‬
‫بشهادته لي دليل على دعواي ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫الباطل هو كل ما يعارض السلم والقرآن الكريم لنه‬
‫من عند الله ل يأتيه الباطل من خلفه ول من بين يديه‬
‫وكذلك ل يمكن ان نفترض ان من يعارض السلم‬
‫والقرآن هو على خير او على حق لن من يتخذ غير‬
‫السلم دينا )او عقيدة( فلن يقبل منه وهو في الخرة‬
‫من الخاسرين اذا لمناص ان اليمان بالعلمانية‬
‫والليبرالية وأتباعهما هو أيمان وأتباع للباطل لنهما‬
‫تكفران بكثير من احكام القرآن والسلم وتعملن على‬
‫تطبيق نقائضها من الحكام الوضعية معتقدين بان‬
‫أحكامهم وقوانينهم انسب للتطبيق بين الناس من‬
‫شريعة الله وهذا كفر يجعل أتباعه هم الخاسرون بأمر‬
‫الله تعالى ‪.‬‬

‫سورة الروم‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ك َذُّبوا‬
‫سوأى أ ْ‬ ‫ءوا ال ّ‬‫سا ُ‬‫نأ َ‬ ‫ذي َ‬‫ة ال ّ ِ‬
‫قب َ َ‬
‫عا ِ‬‫ن َ‬ ‫كا َ‬‫م َ‬‫}ث ُ ّ‬
‫ن{ )‪(10‬‬‫زُئو َ‬
‫ه ِ‬‫ست َ ْ‬
‫ها ي َ ْ‬
‫كاُنوا ب ِ َ‬ ‫و َ‬
‫ه َ‬‫ت الل ّ ِ‬
‫ِبآيا ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬

‫‪122‬‬
‫}ثم كان عاقبة الذين‪ {...‬بيان لما انتهى أليه أمر‬
‫أولئك الظالمين ولذا عبر بثم ‪ .‬والسؤأى الخلة التي‬
‫يسؤ صاحبها والمراد بها سوء العذاب ثم كان سوء‬
‫العذاب هو الذي انتهى أليه أمر أولئك الذين عملوا‬
‫السوء لم تكن لهم عاقبة غيرها لتكذيبهم بآيات الله‬
‫واستهزائهم بها ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫نعم ان العلمانيين والليبراليين يستهزئون بأحكام‬
‫السلم ومحرماته فهم يسخرون من حكم قطع يد‬
‫السارق ويدعون أنهم أكثر رحمة وإنسانية من خالق‬
‫النسان سبحانه ويسخرون من حكم جلد شارب الخمر‬
‫او الزاني غير المحصن ويصفونه بالتخلف وكذلك‬
‫يستهزئون بحكم رجم الزاني المحصن ويدعون أنها‬
‫عملية قتل بشعة وذلك ليختفي الردع ويعم الفساد في‬
‫المجتمع وأيضا هم يسخرون من الحجاب ويقولون انه‬
‫تخلف يقيد حرية المرأة ويسخرون من تجنب شرب‬
‫الخمور ويقولون انها حرية شخصية ونشوة وفوق كل‬
‫ذلك يستهزءون بعقيدتنا بالحساب والجنة والنار‬
‫ويدعون انها اوهام وخرافة ولذلك جعل الله تعالى‬
‫عاقبتهم سيئة ‪.‬‬

‫سورة الروم‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن{ )‬
‫عو َ‬
‫ج ُ‬ ‫م إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه ت ُْر َ‬ ‫عيدُهُ ث ُ ّ‬ ‫ق ثُ ّ‬
‫م يُ ِ‬ ‫ه ي َْبدأ ُ ال ْ َ‬
‫خل ْ َ‬ ‫}الل ّ ُ‬
‫‪(11‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}الله يبدأ الخلق ‪ { ...‬بعد ما ذكر الحجة وتكذيب كثير‬
‫من الناس لخص القول في نتيجتها وهو ان البدء‬
‫والعود بيده سبحانه وسيرجع اليه الجميع والمراد‬
‫بالخلق ‪ :‬المخلوقات ‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫من الحقائق الثابتة التي يجب ان يؤمن بها كل مسلم‬
‫بشكل مطلق هو ان الله خالق النسان وهو خالق كل‬
‫شيء بل ادنى ريبة او شك اما العتقاد بخلف ذلك فهو‬
‫كفر صريح وما يؤسف له ان هذه العقيدة الضالة‬
‫اصبحت تدرس لتلميذ المسلمين في المدارس‬
‫الرسمية ويمتحنون بها لتثبيتها في عقيدتهم فلقد‬
‫استطاع العلمانيين والليبراليين واذنابهما من البعثيين‬
‫والشيوعيين من ادخال نظرية النشوء والتطوير‬
‫لصاحبها اليهودي في مناهج البلد السلمية التي يمكن‬
‫تلخيصها بان الكون كان خاليا من الحياة لمليين‬
‫السنيين ثم حدثت بالصدفة تفاعلت عشوائية بين‬
‫المواد الكيمياوية نتيجة ضروف طبيعية انتجت بالصدفة‬
‫خلية حية اخذت تتطور وتتكيف على مدى مليين‬
‫السنيين فتكونت منها الحياء البسيطة كالبكتريا‬
‫والطحالب والشنات والميبا وغيرها من ذوات الخلية‬
‫الواحدة او اكثر ثم تطورت لحقا الى نباتات واسماك‬
‫وزواحف وحيوانات وقرود اصبحت بعد ذلك النسان‬
‫العلماني والليبرالي والبعثي والشيوعي ‪ .‬ولقد فات‬
‫هؤلء الزنادقة من هو خالق الكون من العدم وهو‬
‫المكان الذي افترضوا حدوث تفاعلتهم الغبية فيه ‪ .‬ان‬
‫اعتقاد التلميذ فضل عن كل مسلم بهذه النظرية يؤدي‬
‫الى اعتقاده بعدم وجود اله خلق ادم وحواء فيكون‬
‫كافرا بالله وهذا يقود حتما الى جحود السلم فيتبع‬
‫اهواء الظالين المظلين ويعادي المؤمنين بالسلم‬
‫وينكر يوم الحساب ‪.‬‬
‫سورة الروم‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ء اْل ِ‬ ‫} َ‬
‫ة‬
‫خَر ِ‬ ‫قا ِ‬ ‫وك َذُّبوا ِبآيات َِنا َ‬
‫ول ِ َ‬ ‫فُروا َ‬‫ن كَ َ‬ ‫ما ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(16‬‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬‫ب ُ‬ ‫ع َ‬
‫ذا ِ‬ ‫ْ‬
‫في ال َ‬ ‫ك ِ‬ ‫فُأولئ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫واضح‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬

‫‪124‬‬
‫انهم العلمانيين واليبراليين فلقد غطوا احكام ايات الله‬
‫تعالى بقوانينهم الوضعية الباطلة وانكروا الحساب‬
‫فعقابهم عند الله هو العذاب ‪.‬‬
‫سورة الروم‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ه ال ِّتي‬ ‫ت الل ّ ِ‬ ‫فطَْر َ‬ ‫حِنيفا ً ِ‬‫ن َ‬ ‫دي ِ‬
‫ك ِلل ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ج َ‬ ‫و ْ‬‫م َ‬ ‫فأ َ ِ‬
‫ق ْ‬ ‫} َ‬
‫ن‬
‫دي ُ‬
‫ك ال ّ‬ ‫ه ذَل ِ َ‬ ‫ق الل ّ ِ‬ ‫ل لِ َ ْ‬
‫خل ِ‬ ‫دي َ‬
‫ها ل ت َب ْ ِ‬ ‫عل َي ْ َ‬‫س َ‬ ‫فطََر الّنا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن{ )‪(30‬‬ ‫مو َ‬‫عل َ ُ‬
‫س ل يَ ْ‬‫ن أك ْث ََر الّنا ِ‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫م َ‬ ‫قي ّ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}فاقم وجهك للدين ‪ { ...‬فاقم وجهك للدين والزمه‬
‫فانه الدين الذي تدعو اليه الخلقة اللهية }فطرة الله‬
‫التي فطر الناس عليها{ فيه اشارة الى ان هذا الدين‬
‫هو الذي تهدي اليه الفطرة اللهية التي ل تبديل لها ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫هذا امر الهي صريح بالتوجه التام الى دين الله لنه‬
‫الصواب الذي خلق الناس عليه ولم يأذن الله تعالى‬
‫لي تبديل فيه لن هذا الدين ذو قيمة رفيعة ولكن اكثر‬
‫الناس ل يعلمون ذلك لجهلهم فراحوا ينعتون من يلتزم‬
‫ويتمسك به بالتزمت والتحجر والرجعية والتقوقع على‬
‫القديم بسبب رفضه للتغيرات والحذف والتعطيل‬
‫والتبديل الذي يمارسونه على دين الله الكامل وهذا هو‬
‫فعل العلمانيين والليبراليين الذين فضلوا العمل‬
‫بقوانينهم وعقائدهم الوضعية واقصوا دين السلم عن‬
‫تنظيم حياة المسلمين وسموا ذلك بالحداثة والعصرنة‬
‫والتطور او التحضر ‪ .‬وهم ل يعلمون ان ليس بعد الحق‬
‫ال الباطل ‪.‬‬
‫سورة الروم‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪125‬‬
‫َ‬
‫دي‬
‫ت أي ْ ِ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫سب َ ْ‬ ‫ر بِ َ‬
‫ح ِ‬‫وال ْب َ ْ‬
‫في ال ْب َّر َ‬ ‫سادُ ِ‬‫ف َ‬ ‫هَر ال ْ َ‬ ‫}ظ َ َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫عل ّ ُ‬
‫مُلوا ل َ َ‬ ‫ع ِ‬‫ذي َ‬ ‫ض ال ّ ِ‬‫ع َ‬‫م بَ ْ‬‫ه ْ‬
‫ق ُ‬‫ذي َ‬‫س ل ِي ُ ِ‬
‫الّنا ِ‬
‫ن{ )‪(41‬‬ ‫عو َ‬‫ج ُ‬ ‫ي َْر ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}ظهر الفساد في البر ‪ {...‬المراد بالبر والبحر معناها‬
‫المعروف ويستوعبان كل سطح الرض ‪ .‬والمراد‬
‫بالفساد الظاهر ‪ :‬المصائب والبليا الظاهرة فيهما من‬
‫الزلزل وقطع المطار والسنين والمراض السارية‬
‫والحروب والغارات وارتفاع المن }بما كسبت ايدي‬
‫الناس{ بسبب اعمالهم التي يعملونها من شرك او‬
‫معصية ‪} .‬ليذيقهم بعض الذي ‪ {...‬ظهر ما ظهر لجل‬
‫ان يذيقهم الله وبال بعض اعمالهم السيئة ‪ .‬بل‬
‫ليذيقهم نفس ماعملوا }لعلهم يرجعون { يذيقهم‬
‫مايذيقهم رجاء ان يرجعوا من شركهم ومعاصيهم الى‬
‫التوحيد والطاعة ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫نعم ان كل الفساد الذي يعم كل العالم هو نتيجة‬
‫معصية النسان لله تعالى ومروقه عن طاعة الله تعالى‬
‫ومن ثم يرتد وبال عليهم وخذ مثل مرض اليدز الذي‬
‫تفشى بين الناس نتيجة انتشار الدعارة واللواط بشكل‬
‫رسمي تحت ذريعة الحرية الشخصية فاباحوا الزواج‬
‫المثلي رجل مع رجل او امراة مع امراة واضفوا عليه‬
‫الصفة الرسمية ولم يرتدعوا من خوف الله تعالى الذي‬
‫خسف الرض بقوم لوط بعد ان اصروا على هذا‬
‫الشذوذ بينما نجده مشرعا في كثير من قوانين الدول‬
‫العلمانية والليبرالية في اوربا وغيرها فهل لمسلم ان‬
‫يتبعهم ال اذا ترك دينة ‪ .‬ومثل اخر هي الحروب التي‬
‫عمت العالم في الحرب العالمية الولى والثانية كانت‬
‫بسبب اطماع باطلة فيها معصية لله ووحشية ضد حرمة‬
‫دم النسان اثارتها سياسات دول علمانية وليبرالية ل‬
‫تخاف الله بان تسوقها اهوائها الى المهالك وانظر الى‬
‫انتشار جرائم القتل والسرقة والغش والرشوة‬
‫والحتيال والغتصاب فقد تفشت بين المجتمعات لنهم‬
‫‪126‬‬
‫ل يقتلون القاتل ول يقطعون يد السارق ول ينبذون‬
‫الغشاش ول يجلدون الزاني وشارب الخمر ول يرجمون‬
‫الزاني المحصن لن علمانيتهم وليبراليتهم ل تجيز ذلك‬
‫فاطاعوها وعصوا الله تعالى خالق الناس جميعا ‪ .‬ان‬
‫السلم يقوم النسان من داخل نفسه بمخافة معصية‬
‫الله واجتنابه الحرام قربة لله تعالى وطلبا لثوابه في‬
‫الخرة ومخافة من العقوبة الرادعة في الدنيا ولخرة ‪.‬‬
‫اما العلمانية والليبرالية فهم كالفكر الجاهلي حيث كان‬
‫يقول انما هي حياتنا الدنيا نحيا ونموت فيها وما بعدها‬
‫شيء وعلى هذا كلما تمكن احدهم اجتناب العقاب‬
‫استباح كل شيء‪.‬‬

‫سورة الروم‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ة‬
‫قب َ ُ‬‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َ‬
‫كا َ‬ ‫فان ْظُُروا ك َي ْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ِ‬ ‫في اْل َْر‬ ‫سيُروا ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫} ُ‬
‫م‬
‫ق ْ‬ ‫فأ َ ِ‬‫ن )‪َ (42‬‬ ‫كي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن أ َك ْث َُر ُ‬ ‫كا َ‬‫ل َ‬ ‫قب ْ ُ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫د‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ه َ‬
‫مَر ّ‬ ‫مل َ‬ ‫و ٌ‬
‫ي يَ ْ‬‫ن ي َأت ِ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قي ّم ِ ِ‬ ‫دي ِ‬‫ك ِلل ّ‬ ‫ج َ‬ ‫و ْ‬‫َ‬
‫ن{ )‪(43‬‬ ‫عو َ‬ ‫صدّ ُ‬ ‫ذ يَ ّ‬ ‫مئ ِ ٍ‬‫و َ‬‫ه يَ ْ‬ ‫ّ‬
‫ن الل ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}قل سيروا في الرض ‪ {...‬امر للنبي )ص( ان‬
‫يامرهم ان يسيروا في الرض فينظروا الى اثار الذين‬
‫كانو قبل حيث خربت ديارهم وعفت اثارهم وبادوا عن‬
‫اخرهم وانقطع دابرهم بانواع من النوائب والبليا كان‬
‫اكثرهم مشركين ‪ .‬فاذاقهم الله بعض ما عملو ليعتبر به‬
‫المعتبرون فيرجعوا الى التوحيد ‪ } .‬فاقم وجهك‬
‫للدين{ اذا كان الشرك والكفر بالحق بهذه المثابة وله‬
‫وبال سيلحق المتلبس به ‪ .‬فاقم وجهك للدين القيم ‪.‬‬
‫}من قبل ان ياتي يوم لمرد له{ يوم القيامة }يومئذ‬
‫يصدعون { المراد به كما قيل تفرقهم يومئذ الى الجنة‬
‫والنار‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬

‫‪127‬‬
‫المشركون هم الذين يطيعون شيء اخر مع الله‬
‫سبحانه وليس بالضرورة ان يكون صنم فقد يكون‬
‫انسان كما حدث من اليهود الذين } اتخذون احبارهم‬
‫ورهبانهم ارباب من دون الله ‪ (31){...‬التوبة – وهم لم‬
‫يعبدوهم كالله ولكنهم اطاعوا اوامرهم ونواهيهم التي‬
‫تعارض شريعة الله تعالى فهم قد اشركوهم في‬
‫الطاعة مع الله تعالى فسقطوا في شرك الطاعة‬
‫وبهذا النوع من الشرك سقط العلمانيين والليبراليين‬
‫واذنابهما من الشيوعيين والبعثيين وامثالهم من‬
‫الحزاب والعقائد التي تعترض على مفردات شرع الله‬
‫وتطرح لها بدائل من بنات افكارهم توافق اهواء‬
‫اصحابها المتصدرين لضلل الناس والله يحذر الناس‬
‫من اتباع هذه العقائد الفاسدة لكي ليحل بهم نفس‬
‫عقوبة المشركين الذين سبقوهم ‪ .‬والله تعالى يامرنا‬
‫بان نسارع بالتوجه الى دين السلم ذو القيمة الرفيعة‬
‫قبل حلول يوم الحساب حيث لينفع الندم ويعزل‬
‫اصحاب الجنة عن اصحاب النار ومنهم المشركين ‪.‬‬
‫سورة لقمان‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن‬
‫ع ْ‬
‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫ث ل ِي ُ ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫و ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ري ل َ ْ‬ ‫شت َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫و ِ‬‫} َ‬
‫ُ‬
‫م‬‫ه ْ‬‫ك لَ ُ‬ ‫هُزوا ً أول َئ ِ َ‬ ‫ها ُ‬ ‫خذ َ َ‬
‫وي َت ّ ِ‬‫عل ْم ٍ َ‬ ‫ر ِ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫َ‬
‫وّلى‬ ‫ه آَيات َُنا َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬‫ذا ت ُت َْلى َ‬ ‫وإ ِ َ‬
‫ن )‪َ (6‬‬ ‫هي ٌ‬ ‫م ِ‬‫ب ُ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫قرا ً‬ ‫و ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫ه َ‬ ‫في أذُن َي ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ها كأ ّ‬ ‫ع َ‬ ‫م ْ‬‫س َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫نل ْ‬ ‫ست َكِبرا كأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫م{ )‪(7‬‬ ‫َ‬ ‫ع َ‬ ‫فب َ ّ‬ ‫َ‬
‫ب أِلي ٍ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫شْرهُ ب ِ َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ومن الناس من ‪ { ...‬اللهو ‪ :‬ما يشغلك عما يهمك‬
‫ولهو الحديث ‪ :‬الحديث الذي يلهي عن الحق بنفسه‬
‫كالحكايات الخرافية والقصص الداعية الى الفساد‬
‫والفجور او بما يقارنه كالتغني بالشعر او بالملهي‬
‫والمزامير والمعازف فكل ذلك يشمله لهو الحديث ‪.‬‬
‫}ليضل عن سبيل الله بغير علم { مقتضى السياق ان‬
‫يكون المراد بسبيل الله ‪ :‬القران الكريم ‪} .‬اولئك لهم‬
‫عذاب مهين { مذل يوهنهم ويذلهم جزاء استكبارهم‬

‫‪128‬‬
‫في الدنيا ‪ }.‬واذا تتلى عليه{ واذا تتلى على هذا‬
‫المشتري لهو الحديث اياتنا أي القران ولى واعرض‬
‫عنها وهو مستكبر كان لم يسمعها قط كانه اصم‬
‫فبشره بعذاب اليم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لقد اسست النظمة العلمانية واليبرالية مدارس‬
‫ومعاهد وكليات لتدريس الغناء والرقص وملئتها بالجهلة‬
‫من الطلبة والمغرر بهم بالمال والشهرة وضعاف الدين‬
‫والخلق ثم خرجتهم مختصين باللهو والغناء والرقص‬
‫والطرب والعزف ثم افشت كل ذلك الظلل بين الناس‬
‫بواسطة الراديو والتلفزيون والسينمات والملهي‬
‫ومحلت بيع تلك التسجيلت لمن اراد ان يستزيد ظلل ‪.‬‬
‫وهم يقومون بكل تلك العمال الجاهلية التي حاربها‬
‫نبينا محمد )ص( ليظلوا المسلمين عن محتوى القران‬
‫الكريم من الحلل والحرام والقضاء باحكام الله تعالى‬
‫ولكي يستهزءوا بها ‪ .‬وهم بذلك يفوتون الفرصة على‬
‫المسلمين وعلى انفسهم باستكبارهم عن سماع ايات‬
‫القران الكريم ‪ .‬والله تعالى قد توعد هؤلء واتباعهم‬
‫بعذاب اليم ‪.‬‬
‫سورة السجدة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ها‬
‫عن ْ َ‬
‫ض َ‬
‫عَر َ‬
‫مأ ْ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫ن ذُك َّر ِبآيا ِ‬
‫ت َرب ّ ِ‬ ‫م ْ‬‫م ّ‬
‫م ِ‬ ‫ن أظْل َ ُ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬
‫} َ‬
‫ن{ )‪(22‬‬ ‫مو َ‬ ‫ق ُ‬
‫من ْت َ ِ‬
‫ن ُ‬‫مي َ‬‫ر ِ‬
‫ج ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫م َ‬‫إ ِّنا ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ومن اظلم ممن ‪ { ...‬تعليل لعذابهم بانهم ظالمون‬
‫اشد الظلم } انا من المجرمين منتقمون { تعليل‬
‫لعذاب الظالمين بانهم مجرمون والعذاب انتقام منهم‬
‫والله منتقم من المجرمين ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان الله تعالى يوجه لنا سؤال استنكاري يخبرنا به انه ل‬
‫يوجد احد أكثر ظلما من الذي اعرض ورفض المتثال‬
‫والطاعة ليات الله تعالى بما تحويه من أحكام قضائية‬
‫وأوامر الحلل والحرام واعتبره مجرما وسوف ينتقم‬

‫‪129‬‬
‫منه حتما بدليل ان الله قال }انا من المجرمين‬
‫منتقمون{ أي ان النتقام واقع ل محالة ونحن نرى‬
‫ألن ان العلمانيين والليبراليين تقوم عقيدتهم على‬
‫أساس العراض عن آيات الله تعالى ول يستجيبون لي‬
‫تذكير بل يزدادون أعراضا ورفضا لكل مظاهر المجتمع‬
‫المسلم ابتداء من القضاء بقوانينهم الوضعية وبنوكهم‬
‫الربوية ومدارس الغناء والرقص ومعامل الخمور‬
‫والملهي والدعارة ورفض الحجاب فلينتظر هؤلء‬
‫المجرمون انتقام الله الجبار ‪.‬‬
‫سورة الحزاب‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ع ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫ول ت ُطِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ق الل ّ َ‬ ‫ي ات ّ ِ‬ ‫ها الن ّب ِ ّ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫ع‬
‫وات ّب ِ ْ‬ ‫كيما ً )‪َ (1‬‬ ‫ح ِ‬ ‫عِليما ً َ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫ن إِ ّ‬ ‫قي َ‬ ‫ف ِ‬‫مَنا ِ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ملو َ‬ ‫ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫َ‬
‫ه كا َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫َ‬
‫ن َرب ّك إ ِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫حى إ ِلي ْك ِ‬‫َ‬ ‫ما ُيو َ‬ ‫َ‬
‫كيل{ )‬ ‫ً‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫وكفى ِبالل ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫على الل ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وك ل َ‬ ‫ّ‬ ‫وت َ َ‬ ‫خِبيرا )‪َ (2‬‬‫ً‬ ‫َ‬
‫‪(3‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ياايها النبي اتق ‪ {...‬ورد في اسباب النزول ‪ :‬ان‬
‫عدة من صناديد قريش بعد وقعة احد دخلوا المدينة‬
‫بامان من النبي )ص( وسألوا النبي )ص( ان يتركهم‬
‫والهتهم فيتركوه والهة فنزلت اليات ولم يجبهم النبي‬
‫الى ذلك ‪} .‬واتبع مايوحى اليك‪ {...‬الية عامة في حد‬
‫نفسها لكنها من حيث وقوعها في سياق النهي تامر‬
‫النبي )ص( باتباع مانزل به الوحي في مايسأله‬
‫الكافرون والمنافقون ‪} .‬وتوكل على الله ‪ {...‬الية‬
‫كالية السابقة في انها عامة في حد نفسها لكنها‬
‫لوقوعها في سياق النهي السابق تدل على المر‬
‫بالتوكل على الله فيما يأمره به الوحي ‪ .‬وتشعر بانه‬
‫امر صعب المنال بالنظر الى السباب الظاهرية ليسلم‬
‫القلب معه من عارضة المخالفة والضطراب ال التوكل‬
‫على الله سبحانه فأنه السبب الوحيد الذي ل يغلبه‬
‫سبب مخالف‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫‪130‬‬
‫يتضح من اليات الكريمة ان الله تعالى ينهى عن أطاعة‬
‫غيره ويأمر بالتمسك بتقوى وأتباع القرآن المرسل من‬
‫الله تعالى لهداية البشر عامة وان كان ظاهر الخطاب‬
‫للنبي محمد )ص( فان الناس هم الهدف المقصود‬
‫للهداية }ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه‬
‫فانتهوا{ أذ ل يحل لمسلم ان يتبع العقائد المخالفة‬
‫لشريعة الله تعالى في كل نواحي الحياة وكل تفاصيلها‬
‫ومن العجيب ان نرى ألن دعاة العلمانية واللبرالية‬
‫يدعون المسلمين إلى أتباعهم في عقائدهم وأهوائهم‬
‫التي تخالف السلم ول يخفى ان أتباعهم هو معصية‬
‫لله تعالى و شرك في طاعته ‪.‬‬
‫سورة الحزاب‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ضى الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ق َ‬‫ذا َ‬ ‫ة إِ َ‬ ‫من َ ٍ‬‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬
‫ول ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ٍ‬ ‫م‬
‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ ُ‬‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫} َ‬
‫َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫ر ِ‬‫م ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬
‫خي ََرةُ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كو َ‬‫ن يَ ُ‬‫مرا ً أ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫مِبينا{ )‬ ‫ضلل ُ‬‫ً‬ ‫ل َ‬‫ض ّ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫سول ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ص الل َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫‪(36‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وما كان لمؤمن ‪ { ...‬ليس لحد من المؤمنين‬
‫والمؤمنات أذا قضى الله ورسوله بالتصرف في أمر من‬
‫أمورهم ‪ .‬ان يثبت لهم الختيار من جهته لنتسابه‬
‫أليهم وكونه أمرا من أمورهم فيختاروا منه غير ما‬
‫قضى الله ورسوله بل عليهم ان يتبعوا أرادة الله‬
‫ورسوله ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان في هذه الية من الصراحة والوضوح ما يكفي لسد‬
‫الباب بوجه كل من يحاول ان يتملص او يلتف على‬
‫أحكام الله تعالى وسنة رسوله )ص( أل ان ينفي عن‬
‫نفسه اليمان بكل ما جاء به السلم ويثبت على نفسه‬
‫الظلل المبين ولكن رغم وضوح هذا الحكم نجد‬
‫العلمانيين والليبراليين يسوغون لنفسهم خداع الجهلة‬
‫من المسلمين ويضللونهم بدعوى ان أحكام القران‬
‫وسنة الرسول )ص( أصبحت قديمة جدا ول تصلح‬

‫‪131‬‬
‫للتطبيق في هذا الزمان الذي تطورت فيه وسائل‬
‫الحياة ويزينون لهم أتباع أهوائهم وقوانينهم الوضعية‬
‫ونبذ قيود الحلل والحرام وتركها وراء ظهورهم وهم‬
‫بذلك قد نصبوا أنفسهم ندا ً لله سبحانه وتعالى وشرعوا‬
‫معصية الله بحث الناس على ان يختاروا ما يخالف أمر‬
‫الله تعالى ورسوله )ص( وهم بذلك قد ضلوا ضلل مبينا‬
‫وأضلوا من اتبعهم من المغفلين الذين بهرتهم شعارات‬
‫العلمانية والليبرالية التافهة فخسروا الدنيا التي ل‬
‫يصلحها ال طاعة شريعة خالقها وخسروا الخرة‬
‫بمعصية الله تعالى ‪.‬‬
‫سورة الحزاب‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫شرا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مب َ ّ‬
‫و ُ‬‫هدا ً َ‬ ‫شا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫سل َْنا َ‬
‫ي إ ِّنا أْر َ‬‫ها الن ّب ِ ّ‬
‫}َيا أي ّ َ‬
‫مِنيرًا{‬
‫سَراجا ً ُ‬ ‫و ِ‬‫ه َ‬ ‫عيا ً إ َِلى الل ّ ِ‬
‫ه ب ِإ ِذْن ِ ِ‬ ‫دا ِ‬
‫و َ‬‫ذيرا ً )‪َ (45‬‬ ‫ون َ ِ‬
‫َ‬
‫)‪(46‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}يا أيها النبي أنا ‪ { ...‬شهادته )ص( على العمال ‪ :‬ان‬
‫يتحملها في هذه النشأة ويؤديها يوم القيامة ‪ .‬وكونه‬
‫مبشرا ونذيرا ‪ :‬تبشيره المؤمنين المطيعين لله‬
‫ورسوله بثواب الله والجنة وإنذار الكافرين والعاصين‬
‫بعذاب الله والنار ‪} .‬وداعيا إلى الله ‪ { ...‬دعوته الى‬
‫الله ‪ :‬هي دعوته الناس الى اليمان بالله وحده وكونه‬
‫)ص( سراجا منيرا ‪ :‬هو كونه بحيث يهتدي به الناس الى‬
‫سعادتهم وينجون من ظلمات الشقاء والضللة ‪ .‬فهو‬
‫من الستعارة ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لشك ان دعوة النبي )ص( إلى الله تعالى هي دعوة‬
‫المسلمين لعبادة الله تعالى من خلل اللتزام بأوامره‬
‫والمتناع عن نواهيه وبهذا التجاه انفق النبي محمد‬
‫)ص( كل حياته لنجاز هذه الرسالة السماوية المقدسة‬
‫ولكننا نجد في زماننا ان العلمانيين والليبراليين يدعون‬
‫الناس إلى عدم اللتزام بشريعة السلم بل الستعاضة‬
‫عنها بعقائد النسان القاصر وهم بذلك يهدمون جهود‬

‫‪132‬‬
‫النبي )ص( باستئنافهم دعوة الجاهلية الولى مبرقعة‬
‫بكلمات طنانه فارغة تستهوي ضعاف العقول وعديمي‬
‫اليمان فيلبسونهم ثوب الجاهلية الحديثة ‪.‬‬
‫سورة الحزاب‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ء‬
‫سا ِ‬ ‫وب ََنات ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ق ْ َ‬ ‫ي ُ‬ ‫َ‬
‫ون ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ك َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ل ِلْز َ‬ ‫ّ‬ ‫ها الن ّب ِ‬ ‫}َياأي ّ َ‬
‫ك أ َدَْنى‬‫ن ذَل ِ َ‬‫ه ّ‬ ‫جلِبيب ِ ِ‬
‫ن َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ّ‬ ‫ن َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ن ي ُدِْني َ‬ ‫مِني َ‬‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬
‫ما{ )‬
‫حي ً‬ ‫فوًرا َر ِ‬ ‫غ ُ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ُ‬‫كا َ‬‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫ؤذَي ْ َ‬‫فَل ي ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫عَر ْ‬‫ن يُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫‪(59‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ياايها النبي قل ‪ {...‬الجلبيب ‪ :‬جمع جلباب وهو ثوب‬
‫تشتمل به المرأة فيغطي جميع بدنها } يدنين عليهن‬
‫من جلبيبهن { يتسترن بها فل تظهر جيوبهن‬
‫وصدورهن للناضرين ‪ }.‬ذلك ادنى ان يعرفن ‪ {...‬ستر‬
‫جميع البدن اقرب الى ان يعرفن انهن اهل الستر‬
‫والصلح فل يؤذين أي ليؤذيهن اهل الفسق بالتعرض‬
‫لهن ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لقد اصبح الحجاب يحارب علنيا ورسميا وتسن‬
‫القوانين لمنع دخول المحجبات الى المدارس والكليات‬
‫والدوائر الرسمية في الدول العلمانية مثل تركيا‬
‫وفرنسا وغيرها اما في الدول التي تسمى اسلمية‬
‫وهي علمانية فقد اصبح السفور ظاهرة عامة في‬
‫الشوارع والمدارس والدوائر واصبح العري هو لباس‬
‫الرياضة النسوية الرسمي بل فتحت النوادي الماجنة‬
‫وعرضت الزياء الفاضحة ‪ .‬فهل هؤلء هن نساء‬
‫المؤمنين ام ليس هناك رجال مؤمنين يسمعون قول‬
‫النبي )ص( فيلتزمون به في بلد اصبحت تدين‬
‫بالعلمانية والليبرالية ‪.‬‬

‫سورة الحزاب‬

‫‪133‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن َيا ل َي ْت ََنا‬
‫قوُلو َ‬ ‫ر يَ ُ‬‫في الّنا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ُ‬
‫جو ُ‬ ‫و ُ‬‫ب ُ‬ ‫قل ّ ُ‬ ‫م تُ َ‬
‫و َ‬ ‫}ي َ ْ‬
‫قاُلوا َرب َّنا إ ِّنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و َ‬
‫سول )‪َ (66‬‬ ‫عَنا الّر ُ‬ ‫وأ ط َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫عَنا الل ّ َ‬ ‫أط َ ْ‬
‫سِبيل )‪َ (67‬رب َّنا‬ ‫ضّلوَنا ال ّ‬ ‫فأ َ َ‬‫وك ُب ََراءََنا َ‬ ‫سادَت ََنا َ‬ ‫عَنا َ‬ ‫أط َ ْ‬
‫َ‬
‫عنا ً ك َِبيرًا{ )‬ ‫م لَ ْ‬‫ه ْ‬ ‫وال ْ َ‬
‫عن ْ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ع َ‬‫ن ال ْ َ‬‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫في ْ ِ‬ ‫ع َ‬‫ض ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫آت ِ ِ‬
‫‪(68‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} يوم تقلب وجوههم ‪ {...‬تقلب وجوههم في النار ‪:‬‬
‫تحولها لحال بعد حال او انتقالها من جهة الى جهة‬
‫لتكون ابلغ في مس العذاب ‪}.‬وقالوا ربنا انا ‪{...‬‬
‫السادة ‪ :‬جمع سيد وهو الملك المعظم الذي يملك تدبير‬
‫السواد العظم والكبراء ‪ :‬جمع كبير ولعل المراد به‬
‫الكبير سنا فالعامة تطيع وتقلد احد رجلين أما سيد‬
‫القوم وأما اسنهم }ربنا آتهم ضعفين‪ {...‬أنما سألوا‬
‫لهم ضعفي العذاب لنهم ضلوا في أنفسهم وأضلوا‬
‫غيرهم‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫يتضح من اليات الكريمة ان سبب تقلب هؤلء في‬
‫العذاب هو عدم أطاعتهم لله تعالى ورسوله )ص( وذلك‬
‫بسبب أطاعتهم لسادتهم وكبرائهم الذين أمروهم بما‬
‫يخالف أوامر الله تعالى ورسوله )ص( وسلكوا بهم‬
‫طريق الضلل وهذا ينطبق تما على العلمانيين‬
‫والليبراليين وأذنابهما من الشيوعيين والبعثيين فلقد‬
‫ضلوا عن سبيل الله تعالى وأضلوا من خدع بهم‬
‫واتبعهم حيث سينالوا نفس مصيرهم من عذاب جهنم‬
‫لنهم قد عطلوا فعل العمل بشريعة السلم وبأحكام‬
‫القرآن وسنة الرسول )ص( وأغروا الجهلة بالعمل‬
‫بقوانينهم الوضعية في البنوك والقضاء والعقود‬
‫والعلقات الجتماعية وإباحة ما حرمه السلم من‬
‫خمور وسفور وغناء ورقص وربى واتهموا كل من‬
‫يتمسك بتعاليم السلم بالرجعية ويعنون بذلك التخلف‬
‫بالرجوع إلى السلم لقدمه بينما هم الرجعيون‬
‫برجوعهم إلى أتباع أهواء وأعراف الجاهلية قبل بزوغ‬

‫‪134‬‬
‫نور السلم فل حرام ول قيود شرعية ول نظام الهي‬
‫يهديهم إلى الخير والصواب بل يتبعون أهوائهم‬
‫ومصالحهم وأراء قادتهم وطغاتهم وسوف يأتيهم‬
‫ضعفين من العذاب ويلعنهم الله تعالى لعنا كبيرا ‪.‬‬
‫سورة سبأ‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ن ُأول َئ ِ َ‬
‫ك لَ ُ‬ ‫زي َ‬
‫ج ِ‬
‫عا ِ‬
‫م َ‬
‫في آَيات َِنا ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ع ْ‬‫س َ‬‫ن َ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫} َ‬
‫م{ )‪(5‬‬ ‫َ‬ ‫ع َ‬
‫ز أِلي ٌ‬
‫ج ٍ‬ ‫ر ْ‬‫ن ِ‬‫م ْ‬‫ب ِ‬‫ذا ٌ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}سعوا في آياتنا { الذين عملوا بجهدهم وجدهم‬
‫لبطال حججنا }معاجزين{ ضانين أنهم يعجزوننا‬
‫}رجز{ سيء العذاب‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫نجد ان السعي ألن في النيل من آيات الله تعالى قد‬
‫اتخذ أوجه وأساليب جديدة تستغل المكانيات الحديثة‬
‫في العلم والتواصل بين بقاع متباعدة في العالم‬
‫فأصبحت البرامج والمناظرات والتهم الموجهة ضد‬
‫السلم ترسل من أي مكان لتضلل الناس في كل مكان‬
‫وهم يستهدفون عامة الناس الذين لحصانة لها ضد‬
‫أباطيل الساعين لضعاف المسلمين عن طريق‬
‫التشكيك في بعض اليات او التدليس على القران او‬
‫صرف المسلمين عنه بإشاعة اللهو وهم يعملون كل‬
‫ذلك لكي يفسحوا المجال لقبول أطروحاتهم وعقائدهم‬
‫الباطلة بين الناس عموما والمسلمين خصوصا حتى‬
‫تؤل السلطة والسيطرة لهم على المجتمعات وتتصدر‬
‫هذه الحثالت العلمانية والليبرالية والشيوعية والبعثية ‪.‬‬
‫والله تعالى يتوعدهم بعذاب من رجز اليم ‪.‬‬

‫سورة سبا‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪135‬‬
‫ل إ ِل َي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ُأوُتوا ال ْ ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ز َ‬ ‫ذي أن ْ ِ‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫عل ْ َ‬ ‫ذي َ‬‫وي ََرى ال ّ ِ‬
‫} َ‬
‫د{‬
‫مي ِ‬ ‫ز ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫زي ِ‬ ‫ط ال ْ َ‬
‫ع ِ‬ ‫صَرا ِ‬‫دي إ َِلى ِ‬ ‫ه ِ‬
‫وي َ ْ‬
‫ق َ‬
‫ح ّ‬‫و ال ْ َ‬‫ه َ‬
‫ك ُ‬‫َرب ّ َ‬
‫)‪(6‬‬
‫التفسير‪:‬‬
‫}ويرى الذين أوتوا‪ {...‬أولئك يقولون ل تأتينا الساعة‬
‫وينكرونه جهل ‪ .‬والعلماء بالله وآياته يرون ان هذا‬
‫القرآن النازل أليك المخبر بان الساعة آتية هو الحق ‪.‬‬
‫}يهدي إلى صراط ‪ {...‬ويرون القرآن يهدي الى صراط‬
‫من هو عزيز ل يغلب على ما يريد محمود يثنى على‬
‫جميع أفعاله ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لقد عين الله تعالى الذين يرون الحق الذي يهدي إلى‬
‫سبيل الله تعالى وهم الذين أوتوا العلم فاهتدوا إلى‬
‫الصواب أذا ً من البديهي ان يكون الذين ينكرون الذي‬
‫انزل على محمد )ص( ول يقرون بان أتباعه يهدي إلى‬
‫صراط العزيز الحميد هم جهلة بهذه الحقيقة وان نالوا‬
‫شهادات في تخصصهم او تبوئوا مناصب رفيعة ‪.‬‬
‫فقادهم جهلهم إلى أتباع عقائد فاسدة من صنع البشر‬
‫تعارض تطبيق شريعة السلم في المجتمع وتعيب‬
‫التمسك بأحكام القرآن وهم العلمانيين والليبراليين‬
‫والبعثيين والشيوعيين ‪.‬‬
‫سورة سبأ‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ُ‬
‫ن أول َئ ِ َ‬
‫في‬
‫ك ِ‬ ‫زي َ‬
‫ج ِ‬
‫عا ِ‬
‫م َ‬
‫في آَيات َِنا ُ‬
‫ن ِ‬‫و َ‬
‫ع ْ‬
‫س َ‬‫ن يَ ْ‬ ‫وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫} َ‬
‫ن{ )‪(38‬‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬‫م ْ‬
‫ب ُ‬‫ذا ِ‬ ‫ع َ‬‫ال ْ َ‬

‫التفسير‪:‬‬
‫} يسعون في آياتنا { يعملون جهدهم في أبطال آياتنا‬
‫وتكذيبها ‪ } .‬معاجزين { مسابقين لنا ظانين أنهم‬
‫يفوتوننا او مثبطين عن الخير‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬

‫‪136‬‬
‫لم يعد السعي ضد أحكام السلم في هذا الزمان‬
‫صريحا او مباشرا لن هذا السلوب قد فشل بسبب‬
‫سهولة رفضه من عامة الناس المسلمين ‪ .‬ولكنه اتخذ‬
‫أسلوبا أكثر دهاء وخبثا فراح دعاة العلمانية والليبرالية‬
‫يظهرون في برامج التلفزيون والراديو والجرائد‬
‫والمجلت فيظلون المسلمين عن طريق تدليس‬
‫أفكارهم الباطلة مع كلمات حقوق النسان والحداثة‬
‫والعصرنة والتطور والتمتع بالحياة والنفتاح على‬
‫العالم وقبول الرأي الخر ورفض التخلف والجمود ‪.‬‬
‫ولكن يمكن كشف نواياهم وفضح أهدافهم بتوجيه‬
‫سؤال واحد لهم هو ‪ .‬هل تؤيدون تطبيق كل أحكام الله‬
‫الواردة في آيات القرآن الكريم ؟ وسوف يجيبون‬
‫بكلمات جوفاء وجمل مبهمة وعبارات منمقة ل تكاد‬
‫تفهم منها أل الزيغ والمراوغة عن الجواب الصريح فان‬
‫ضيقت عليهم بالسؤال والتحديد في كل حكم من‬
‫أحكام الله تعالى تجلى لك رفضهم لقوانين السلم‬
‫وتفضيلهم لتباع أهواء النسان التي اتخذوها قانونا‬
‫لهم ليتسنى لهم قيادة الناس للقبول بظلمهم‬
‫وأطماعهم وفسادهم ‪ .‬فهم بأسم حقوق النسان‬
‫يعطلون قضاء الله بقطع يد السارق وإعدام القاتل‬
‫وبأسم الحداثة والعصرنة يرفضون الحجاب ويبيحون‬
‫السفور والخمور وباسم التطور تعمل البنوك بالربا‬
‫وتسميها أرباح وباسم التمتع بالحياة تحث على الغناء‬
‫والرقص واختلط الرجال بالنساء في اماكن اللهو‬
‫وباسم النفتاح على العالم وقبول الرأي الخر تركوا‬
‫سنة رسول الله تعالى في آداب وأخلق السلم‬
‫واتبعوا كل ما هو أجنبي عن المجتمع السلمي وباسم‬
‫رفض التخلف والجمود على القديم فسحوا المجال‬
‫لعداء السلم لنشر أفكارهم وعقائدهم ليصرفوا‬
‫الناس عن دين السلم الحق ‪ .‬هذا هو سعي العلمانيين‬
‫والليبراليين وسوف يحضرهم الله تعالى في عذاب‬
‫الخرة‪.‬‬
‫سورة سبأ‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫‪137‬‬
‫عَلى ن َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫وإ ِ ِ‬
‫سي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ض ّ‬
‫ل َ‬ ‫ما أ ِ‬ ‫ت َ‬
‫فإ ِن ّ َ‬ ‫ضل َل ْ ُ‬‫ن َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫} ُ‬
‫ب{ )‬
‫ري ٌ‬‫ق ِ‬ ‫ع َ‬
‫مي ٌ‬‫س ِ‬
‫ه َ‬ ‫ي َرّبي إ ِن ّ ُ‬‫حي إ ِل َ ّ‬ ‫ما ُيو ِ‬ ‫ت َ‬
‫فب ِ َ‬ ‫هت َدَي ْ ُ‬‫ا ْ‬
‫‪(50‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} قل ان ضللت ‪ {...‬بيان لثر الحق الذي هو الوحي‬
‫فالوحي يهدي ول يخطئ ولذا قال تأكيدا لما تقدم‬
‫}قل ان ضللت{ وفرض مني ضلل }فإنما أضل{‬
‫مستقرا ذلك الضلل } على نفسي{ فان للنسان من‬
‫نفسه ان يضل } وان اهتديت فبما يوحي إلي ربي{‬
‫فوحيه حق ل يحتمل ضلل ول يؤثر ال الهدى ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫تبين الية الكريمة ان المصدر الوحيد للضلل هو‬
‫النسان الذي يجانب شرع الله تعالى أما وحي الله‬
‫تعالى فهو خير محض وهو مصدر هداية النسان } ل‬
‫يأتيه الباطل من خلفه ول من بين يديه { أل أننا نرى‬
‫من يحاول قلب الحقائق وخلطها على الناس ليظلوا‬
‫عن سبيل الله تعالى كالعلمانيين والليبراليين فهم‬
‫يستدرجون الناس لعتناق عقائدهم المعارضة لشريعة‬
‫السلم ويدعون انها الفضل لدارة المجتمع في‬
‫القضاء والبنوك والمعاملت وفي النكاح والحوال‬
‫الشخصية وفي ضوابط السلوك العام الموجه بالحلل‬
‫والحرام ‪ .‬وهم بذلك ينبذون أحكام الله تعالى‬
‫ويرفضون اللتزام بضوابطها ويصفونها بالتخلف‬
‫والجمود وعدم ملئمتها لهذا الزمان وهم بذلك قد‬
‫سقطوا في شرك طاعة غير الله السميع القريب ‪.‬‬

‫سورة يس‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ب‬ ‫ن ِبال ْ َ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫م َ‬
‫ح َ‬
‫ي الّر ْ‬
‫ش َ‬
‫خ ِ‬
‫و َ‬‫ع الذّك َْر َ‬‫ن ات ّب َ َ‬ ‫م ِ‬‫ذُر َ‬‫ما ت ُن ْ ِ‬
‫}إ ِن ّ َ‬
‫َ‬
‫م{ )‪(11‬‬ ‫ري ٍ‬‫ر كَ ِ‬‫ج ٍ‬
‫وأ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫فَر ٍ‬‫غ ِ‬
‫م ْ‬
‫شْرهُ ب ِ َ‬ ‫فب َ ّ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}أنما تنذر من ‪ { ...‬أنما تنذر النذار النافع الذي له اثر‬
‫من اتبع القران اذا تليت عليه آياته وما أليه وخشي‬
‫‪138‬‬
‫الرحمن خشية مشوبة بالرجاء ‪ ،‬فبشره بمغفرة عظيمة‬
‫واجر كريم‪.‬‬
‫المصداق الحالي‪:‬‬
‫ان الله تعالى يرسل البشارة بالمغفرة والجر الكريم‬
‫اللذين اتبعوا القرآن قول وعمل باللتزام بأحكامه‬
‫وتطبيقها في كل تفاصيل حياتهم بدون ان يكون منهم‬
‫اعتراض او انتقاد لما سنه الله تعالى لهم لنه خالقهم‬
‫ويعلم ما يصلح حالهم فهم يخشون ويخافون الطعن او‬
‫النتقاص من أحكامه لنها محض الكمال‪ .‬وهذا يعني ان‬
‫هذه المغفرة وهذا الجر الكريم لن يكون من نصيب من‬
‫لم يستجيب لنذار الرسول )ص( بل تمرد على القرآن‬
‫وسنة رسول الله تعالى وطعن في صلحيتهما لقيادة‬
‫النسان بواسطة شريعة السلم وطرحوا أهوائهم‬
‫وعقائدهم الباطلة بديل عنها وحثوا الناس على أتباعها‬
‫كما يفعل العلمانيين والليبراليين ‪.‬‬
‫سورة يس‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ل َيا‬ ‫عى َ‬
‫قا َ‬ ‫س َ‬‫ل يَ ْ‬‫ج ٌ‬ ‫ة َر ُ‬
‫دين َ ِ‬
‫م ِ‬‫صى ال ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫م ْ‬ ‫جاءَ ِ‬ ‫و َ‬
‫} َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سألك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن ل يَ ْ‬
‫م ْ‬‫عوا َ‬ ‫ن )‪ (20‬ات ّب ِ ُ‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬‫عوا ال ُ‬ ‫وم ِ ات ّب ِ ُ‬ ‫ق ْ‬‫َ‬
‫َ‬
‫ن{ )‪(21‬‬ ‫دو َ‬‫هت َ ُ‬ ‫م ْ‬
‫م ُ‬ ‫ه ْ‬‫و ُ‬ ‫جرا ً َ‬ ‫أ ْ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وجاء من اقصى ‪ {...‬كان على ما يعطيه التدبر في‬
‫المنقول في كلمه رجل نور الله سبحانه قلبه بنور‬
‫اليمان وقد خاصم القوم فخصمهم وأبطل ما تعلق به‬
‫القوم من الحجة على عدم جواز عبادة الله سبحانه‬
‫ووجوب عبادة ألهتهم ‪ .‬واثبت وجوب عبادته وحده‬
‫وصدق الرسل في دعواهم الرسالة ثم امن بهم ‪.‬‬
‫}اتبعوا من ل يسألكم { هؤلء الرسل مهتدون في‬
‫قولهم ‪ :‬ل تعبدوا أل الله وهم ل يريدون منكم أجرا من‬
‫المال او جاه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان هذا الرجل انطقه الله تعالى بوجوب أتباع وطاعة‬
‫رسل الله تعالى فهؤلء الرسل أغناهم الله تعالى عن‬

‫‪139‬‬
‫طلب الجر من الناس وجعلهم مهتدون ويسعون إلى‬
‫هداية الناس لطاعة سنن وأحكام الله تعالى لكي‬
‫يفلحوا في الدنيا والخرة ‪ .‬أما العلمانيين والليبراليين‬
‫فهم ألن يثنون المسلمين عن أتباع الرسول محمد‬
‫)ص( وطاعة أحكام الله تعالى في حلله وحرامه التي‬
‫بينها في شريعة السلم ويبغون من خلل ذلك‬
‫أضللهم والسيطرة على زمامهم‪.‬‬
‫سورة يس‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ها‬ ‫م إ ِّل َ‬ ‫ْ‬
‫عن ْ َ‬
‫كاُنوا َ‬ ‫ه ْ‬
‫ت َرب ّ ِ‬
‫ن آَيا ِ‬
‫م ْ‬
‫ة ِ‬
‫ن آي َ ٍ‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬
‫ه ْ‬
‫ما ت َأِتي ِ‬
‫و َ‬‫} َ‬
‫ن{ )‪(46‬‬ ‫ضي َ‬ ‫ر ِ‬‫ع ِ‬‫م ْ‬
‫ُ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وما تأتيهم من أية ‪ { ...‬المراد بإتيان اليات موافاتها‬
‫لهم بالمشاهدة او بالتلوة والذكر‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫ان العراض عن آيات الله تعالى بدءه أهل الجاهلية‬
‫الولى فحاربوا رسول الله )ص( لمنع انتشار السلم‬
‫ولقد كانوا عتات اجلف قساة تقودهم شهواتهم‬
‫وأهوائهم ومصالحهم الضيقة ضمن أفقهم المنحصر‬
‫في المكان والزمان فل علوم حديثة ول اتصالت‬
‫راديوية او مرئية ول سرعة تنقل تؤمن لهم سعة‬
‫الحاطة بالعالم من حولهم فهم في جاهلية جهلء‬
‫ولكن العجب العجاب ان يمتد جهل دعاة العلمانية‬
‫والليبرالية الى يومنا هذا فهم يعرضون عن تطبيق آيات‬
‫الله تعالى ويتمسكون بأهوائهم وأرائهم المناقضة‬
‫لحكام الله تعالى ويلتقون مع الجاهلية الولى‬
‫بالهداف والدوافع فهم يسعون إلى إخضاع الناس لهم‬
‫من خلل اعتناق عقائدهم الفاسدة وأبعادهم عن محور‬
‫السلم الذي يكرس العدل بين الناس ويحرم المفاسد‬
‫المادية والمعنوية فل يبقى مكان لطامع ول ظالم ال‬
‫من خرج عن طاعة الله تعالى ‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫سورة ص‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ْ َ‬ ‫عل َْنا َ‬
‫م‬‫حك ُ ْ‬ ‫فا ْ‬‫ض َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ة ِ‬‫ف ً‬ ‫خِلي َ‬ ‫ك َ‬ ‫ج َ‬ ‫ودُ إ ِّنا َ‬ ‫دا ُ‬‫}َيا َ‬
‫ن‬‫ع ْ‬‫ك َ‬ ‫ضل ّ َ‬ ‫وى َ‬
‫في ُ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ع ال ْ َ‬ ‫ول ت َت ّب ِ ِ‬‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫س ِبال ْ َ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫هل ُ‬‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل الل ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ضلو َ‬ ‫ّ‬ ‫ن يَ ِ‬‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن ال ِ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫ّ‬
‫ل الل ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫َ‬
‫ب{ )‪(26‬‬ ‫سا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ْ‬
‫م ال ِ‬ ‫و َ‬ ‫سوا ي َ ْ‬ ‫ما ن َ ُ‬ ‫ديدٌ ب ِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ٌ‬‫ع َ‬ ‫َ‬
‫التفسير‪:‬‬
‫ود انا جعلناك ‪ {...‬التقدير فغفرنا له ذلك وقلنا‬
‫} يا دا ُ‬
‫يا داود ‪ ..‬الخ ‪ .‬وظاهر الخلفة أنها خلفة الله } ول‬
‫تتبع الهوى فيضلك ‪ {..‬ول تتبع في قضائك الهوى هوى‬
‫النفس ‪ .‬فيضلك عن الحق الذي هو سبيل الله } ان‬
‫الذين يضلون عن سبيل ‪ { ...‬تعليل للنهي عن أتباع‬
‫الهوى بأنه يلزم نسيان يوم الحساب وفي نسيانه‬
‫عذاب شديد والمراد بنسيانه عدم العتناء بأمره‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫يتجلى لنا من هذه الية الكريمة ان الله تعالى يأمر بان‬
‫يكون الحكم بين الناس بالحق ومن البديهي انه ليس‬
‫هناك أحق واعدل من أحكام لله تعالى الواردة في‬
‫القرأن الكريم أما الذين يتبعون الهوى في أحكامهم‬
‫كالعلمانيين والليبراليين والشيوعيين والبعثيين‬
‫وأشباههم من أحزاب الشيطان فهم يضلون الناس عن‬
‫سبيل الله سبحانه عما يشركون من أحكام ما انزل الله‬
‫بها من سلطان يوهمون السذج من الناس بأنها أصلح‬
‫لزمانهم فيكون لهم من الله تعالى عذاب شديد ‪.‬‬
‫سورة الزمر‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫وم ٍ‬
‫ب يَ ْ‬ ‫ع َ‬
‫ذا َ‬ ‫ت َرّبي َ‬
‫صي ْ ُ‬
‫ع َ‬
‫ن َ‬
‫ف إِ ْ‬ ‫ل إ ِّني أ َ َ‬
‫خا ُ‬ ‫ق ْ‬‫} ُ‬
‫م{ )‪(13‬‬ ‫ظي ٍ‬‫ع ِ‬‫َ‬
‫التفسير‪:‬‬
‫}قل أني أخاف ‪ {...‬المراد بمعصية ربه بشهادة‬
‫السياق مخالفة أمره بعبادته مخلصا له الدين ‪ .‬وباليوم‬
‫العظيم ‪ :‬يوم القيامة ‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫وأي معصية اكبر من تعطيل أحكام الله تعالى الواردة‬
‫في القرآن الكريم فمن يفعل ذلك ليس بمسلم لنه لم‬
‫يسلم بكل ما نزله الله تعالى على محمد )ص( فما بالك‬
‫بمن يزيد على ذلك بالطعن بصلحية تلك الحكام لدارة‬
‫أمور الناس في هذا الزمان وينعتها بالتخلف والرجعية‬
‫والقصور عن تلبية حاجات المسلمين بل يفضل عليها‬
‫العمل بأهواء البشر التي جعلها قانونا وضعيا يعارض‬
‫قضاء الشريعة السلمية التي جعلها الله تعالى خاتمة‬
‫الديان لتقود المسلمين إلى قيام الساعة نعم ل تعجب‬
‫أنهم العلمانيين والليبراليين وأذنابهما من الشيوعيين‬
‫والبعثيين والزنادقة وهم جميعا من حزب الشيطان‬
‫الذي يصرف الناس عن طاعة الله تعالى بعدم تطبيق‬
‫أحكامه وحدوده في القضاء والبنوك والحوال‬
‫الشخصية والحلل والحرام ‪.‬‬
‫سورة الزمر‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫جت َن َُبوا ال ّ‬
‫وأَناُبوا‬ ‫ها َ‬ ‫دو َ‬ ‫عب ُ ُ‬‫ن يَ ْ‬ ‫تأ ْ‬‫غو َ‬ ‫طا ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫} َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫عَباِدي )‪ (17‬ال ِ‬ ‫شْر ِ‬ ‫فب َ ّ‬ ‫شَرى َ‬ ‫ْ‬
‫م الب ُ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬
‫هل ُ‬ ‫إ َِلى الل ِ‬
‫ّ‬
‫فيت ّبعون أ َحسن َ ُ‬
‫ن‬‫ذي َ‬‫ك ال ّ ِ‬‫ول َئ ِ َ‬
‫هأ ْ‬ ‫ل َ َ ِ ُ َ ْ َ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ست َ ِ‬
‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب )‪{(18‬‬ ‫وُلوا اْلل َْبا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول َئ ِ َ‬
‫ك ُ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫دا ُ‬ ‫ه َ‬
‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} والذين اجتنبوا الطاغوت ‪ { ..‬الطاغوت عبارة عن‬
‫كل متعد وكل معبود من دون الله ‪ ،‬ويستعمل في‬
‫الواحد والجمع ‪ .‬انتهى ‪ .‬والظاهر ان المراد بها في‬
‫الية ‪ :‬الوثان وكل معبود طاغ من دون الله ‪ .‬ولم‬
‫يقتصر على مجرد اجتناب عبادة الطاغوت بل أضاف‬
‫أليه قوله ‪} :‬وأنابوا إلى الله { أشارة إلى ان مجرد‬
‫النفي ل يجدي شيئا ‪ ،‬بل الذي ينفع النسان مجموع‬
‫النفي والثبات ‪ ،‬عبادة الله وترك عبادة غيره وهو‬
‫عبادته مخلصا له الدين ‪} .‬الذين يستمعون القول‪{ ...‬‬
‫مفاده ‪ :‬انهم طالبوا الحق والرشد ‪ ،‬يستمعون القول‬
‫رجاء ان يجدوا فيه حقا ‪ ،‬وخوفا ان يفوت شيء منه ‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫اذا عبد أهل الجاهلية الصنام والوثان وسميت‬
‫بالطاغوت في القران الكريم فمن البديهي ان تلك‬
‫الصنام لم تأمر او تنهي بشيء انما هي أهواء وأفكار و‬
‫مصالح المتسلطين من القوم نسبوها إلى ذلك الصنم‬
‫ليكسبوها قدسية تمكنهم من فرض طاعتها على الناس‬
‫علية القوم اذا‬‫لتسير الحياة بالشكل الذي يحقق مئارب ِ‬
‫فالطاغوت الحقيقي هي العقائد المخالفة لحكام الله‬
‫تعالى التي يسعى أصحاب المصالح لتطبيقها على‬
‫الناس عامة وعلى المسلمين خاصة لغرض السيطرة‬
‫عليهم بعد أبعادهم عن التعبد بتطبيق كل أحكام الله‬
‫تعالى في القضاء والبنوك وفي المعاملت وفي‬
‫الحوال الشخصية وفي الخمور والسفور وغير ذلك مما‬
‫حرمه الله تعالى ‪ .‬كما يفعل العلمانيين والليبراليين‬
‫فهم طاغوت هذا الزمان ‪ .‬والله تعالى يامرنا بعدم‬
‫عبادة الطاغوت عن طريق أطاعة عقائده ويأمرنا ان‬
‫نستمع القول فنتبع أحسنه وهل هناك أحسن من كلم‬
‫الله تعالى الذي هو مصدر الهداية التي يتبعها أصحاب‬
‫العقول النيرة ‪.‬‬
‫سورة الزمر‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن )‪(28‬‬ ‫قو َ‬ ‫م ي َت ّ ُ‬ ‫ه ْ‬‫عل ّ ُ‬
‫ج لَ َ‬ ‫و ٍ‬
‫ع َ‬‫غي َْر ِذي ِ‬ ‫عَرب ِّيا َ‬ ‫قرآًنا َ‬ ‫} ُ‬
‫ن‬‫سو َ‬ ‫شاك ِ ُ‬ ‫مت َ َ‬ ‫كاءُ ُ‬ ‫شَر َ‬ ‫ه ُ‬ ‫في ِ‬‫جًل ِ‬ ‫مث ًَل َر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫مدُ ل ِل ِ‬
‫ح ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫مث َل ال َ‬ ‫ن َ‬ ‫وَيا ِ‬ ‫ست َ ِ‬
‫ل يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ما ل َِر ُ‬ ‫َ‬
‫سل ً‬ ‫جل َ‬ ‫ً‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪(29‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل أكث َُر ُ‬ ‫َ‬ ‫بَ ْ‬
‫مو َ‬‫عل ُ‬ ‫م ل يَ ْ‬ ‫ه ْ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} غير ذي عوج { ل اختلل ول انحراف فيه ‪ } .‬ضرب‬
‫الله مثل ‪ {...‬مثل ضربة الله للمشرك الذي يعبد أربابا‬
‫والهة مختلفين ‪ ،‬فيشتركون فيه وهم متنازعون‬
‫فيأمره هذا بما ينهاه عنه الخر ‪ ،‬وكل يريد ان يتفرد‬
‫فيه ويخصه بخدمة نفسه ‪ .‬وللموحد الذي هو خالص‬
‫لمخدوم واحد ‪ ،‬ل يشاركه فيه غيره فيخدمه فيما يريد‬
‫منه من غير تنازع يؤدي إلى الحيرة ‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان العقائد التي ابتدعها النسان متغيرة ومتناقضة فيما‬
‫بينها على مر الزمان وكذلك القوانين والحكام الناتجة‬
‫منها فبعضها يفند بعض وبعضها يخطئ ويكذب بعضها‬
‫الخر مما جعل أتباعها يتخبطون ويتحاربون فيما بينهم‬
‫نتيجة للقصور العام في كل تلك العقائد للوصول إلى‬
‫الحقيقة المطلقة التي أهداها لنا خالقنا سبحانه‬
‫وتعالى في شريعة السلم ‪ .‬فهذه العلمانية والليبرالية‬
‫وتطبيقاتها الشتراكية والرأسمالية والشيوعية‬
‫والممية و القومية والبعثية إلى غير ذلك من‬
‫المسميات لتي تسعى للسيطرة على عقول ومقدرات‬
‫الناس لستغللهم في تحقيق ماربهم وأهوائهم‬
‫المتناقضة والمتناحرة بين كل زمرة وأخرى فهم‬
‫متشاكسون وكل منهم يحاول ان يهيمن على ضحيته‬
‫الذي هو النسان الذي لم يتمسك بدين السلم الذي‬
‫انزله الله تعالى في القران الذي وصفه بقوله } قرآنا‬
‫عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون { } بل أكثرهم ل‬
‫يعلمون { ان هذا القرآن وحد قلوب كل الناس الذين‬
‫امنوا به على اختلف قبائلهم ودولهم وقومياتهم‬
‫وأجناسهم وألوانهم وطبقاتهم ومهنهم وثرائهم‬
‫وفقرهم ‪.‬‬
‫سورة الزمر‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫فُروا‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬‫ض َ‬ ‫ِ‬ ‫واْل َْر‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫قاِليدُ ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه َ‬ ‫} لَ ُ‬
‫غي َْر‬‫ف َ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫ق ْ‬‫ن )‪ُ (63‬‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ول َئ ِ َ‬ ‫بآيات الل ّ ُ‬
‫هأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ ِ‬
‫ول َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫د‬
‫ق ْ‬ ‫ن )‪َ (64‬‬ ‫هُلو َ‬ ‫جا ِ‬ ‫ها ال ْ َ‬ ‫عب ُدُ أي ّ َ‬ ‫مُرون َِني أ ْ‬ ‫ه ت َأ ُ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُأو ِ‬
‫ت‬ ‫شَرك ْ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ك ل َئ ِ ْ‬‫قب ْل ِ َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫وإ َِلى ال ّ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ي إ ِل َي ْ َ‬ ‫ح َ‬
‫ن{ )‪(65‬‬ ‫ري َ‬ ‫س ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كون َ ّ‬ ‫ول َت َ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ُ َ‬ ‫ع َ‬‫ن َ‬ ‫حب َطَ ّ‬ ‫ل َي َ ْ‬

‫التفسير ‪:‬‬
‫‪144‬‬
‫} له مقاليد السماوات ‪ {...‬مفاتيح السماوات والرض‬
‫مفاتيح خزائنها ‪ } .‬والذين كفروا بآيات ‪ { ...‬والذين‬
‫كفروا بآيات ربهم فلم يوحدوه ولم يعبدوه أولئك هم‬
‫الخاسرون‪}.‬قل افغير الله ‪ {...‬أمر نبيه )ص( ان‬
‫يخاطب المشركين المقترحين عليه ان يعبد الهتهم انه‬
‫ل يبقى مع هذه الحجج الباهرة محل لعبادته غير الله‬
‫وأما إجابة اقتراحهم فهل هي إل الجهل ‪} .‬ولقد أوحي‬
‫أليك‪ {...‬تقدير الكلم ‪ :‬اقسم لقد أوحي أليك لئن‬
‫أشركت ‪ ...‬الخ والى الذين من قبلك من النبياء‬
‫والرسل ‪ ،‬لئن أشركتم ليحبطن عملكم ولتكونن من‬
‫الخاسرين ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان شرك الطاعة هو التباع والنقياد لعقيدة تناقض‬
‫بعض آيات القران الكريم وهذا متحقق واقعا لدى أتباع‬
‫العلمانية والليبرالية التي تفضل قوانينها الوضعية على‬
‫تطبيق شريعة السلم وتبيح كثير من ما حرمه الله‬
‫وتجعله مباح كالخمر والسفور والربا والزنا أذا تم‬
‫برضى الطرفين وكل هذا وغيره كثير يؤدي إلى إحباط‬
‫العمل ويجعل فاعله من الخاسرين لكفره بآيات الله‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫سورة غافر‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫لِد{ )‪(4‬‬
‫ك َتَقّلُبُهْم ِفي اْلِب َ‬
‫ل َيْغُرْر َ‬
‫ن َكَفُروا َف َ‬
‫ل ِإّل اّلِذي َ‬
‫ت ا ِّ‬
‫جاِدُل ِفي آَيا ِ‬
‫}َما ُي َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ ما يجادل في آيات ‪ }....‬المراد بالمجادلة في آيات‬
‫الله ‪ :‬هي ألمجادله لدحضها ودفعها ‪ .‬وهي المذمومة‬
‫ول تشمل الجدال لثبات الحق والدفاع عنه { فل يغرك‬
‫تقلبهم في البلد } المراد بهم الكفار المعاصرون‬
‫للنبي )ص ( وان لم يكونوا من أهل مكة ‪ .‬وتقلبهم في‬
‫البلد ‪ .‬انتقالهم من طور من أطوار الحياة إلى طور‬
‫آخر ومن نعمة إلى نعمه ‪ .‬وتوجيه النهي عن الغرور‬
‫إلى تقلبهم في البلد كناية عن نهي النبي ) ص ( عن‬

‫‪145‬‬
‫الغترار بما يشاهده منهم ان يحسب أنهم أعجزوه‬
‫سبحانه‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫لقد كشف لنا الله تعالى حقيقة الذين يجادلون في‬
‫آيات القرآن لغرض تفنيدها ورفض العمل بها وهم‬
‫الكافرون فقط أي ان هذا العمل يدل على ان فاعله‬
‫كافر بحكم الله تعالى وهذا هو عمل العلمانيين‬
‫والليبراليين والشيوعيين والبعثيين وأمثالهم من‬
‫الحزاب الضالة عن سبيل الله تعالى فهم يجادلون‬
‫ويرفضون القرار والتطبيق في كثير من آيات الحكام‬
‫والحلل والحرام فهو أساس عقائدهم التي تفضل‬
‫قوانين البشر الوضعية على قوانين الله تعالى احكم‬
‫الحاكمين ولو أدعوا عكس ذلك فلماذا ل يحكموا‬
‫بشريعة السلم وهنا الله تعالى ينبهنا ويحذرنا من‬
‫الغترار والتعجب والفتتان بحال هؤلء الكفرة في‬
‫نعيم الحياة لن ذلك ليس هو مقياس الصواب الذي‬
‫يرضاه الله سبحانه وان هذه النعم بيد الله تعالى‬
‫يعطيها ويسلبها متى شاء ‪.‬‬
‫سورة غافر‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫ن أَتا ُ‬ ‫سلطا ٍ‬ ‫ر ُ‬‫غي ْ ِ‬‫ه بِ َ‬‫ت الل ّ ِ‬ ‫في آَيا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫جاِدُلو َ‬ ‫ن يُ َ‬‫ذي َ‬ ‫}ال ّ ِ‬
‫ك ي َطْب َ ُ‬
‫ع‬ ‫مُنوا ك َذَل ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫عن ْدَ ال ّ ِ‬ ‫و ِ‬‫ه َ‬‫عن ْدَ الل ّ ِ‬
‫قًتا ِ‬‫م ْ‬ ‫ك َب َُر َ‬
‫ر{ )‪(35‬‬ ‫جّبا ٍ‬ ‫ر َ‬ ‫مت َك َب ّ ٍ‬‫ب ُ‬‫قل ْ ِ‬ ‫ل َ‬‫عَلى ك ُ ّ‬ ‫ه َ‬‫الل ّ ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ الذين يجادلون في ‪ }....‬وصف لكل مسرف مرتاب‬
‫فأن من تعدى طوره بالعراض عن الحق وأتباع الهوى‬
‫واستقر في نفسه بالرتياب جادل في آيات الله بغير‬
‫برهان إذا خالفت مقتضى هواه ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪- :‬‬


‫ان الذين يناقشون ويجادلون لغرض تكذيب آيات القرآن‬
‫الكريم أو لغرض حرفها عن مقاصدها لغرض التملص‬
‫من أقامة شريعة السلم كالعلمانيين والليبراليين ل‬

‫‪146‬‬
‫حجة ول برهان لهم سوى أهوائهم الضالة التي تزين‬
‫لهم التكبر والتجبر ان هؤلء يكرههم الله كثيرا ويجب‬
‫ان يمقتهم ويبغضهم ويكرههم كل من يدعي انه مؤمن‬
‫بدين السلم ‪.‬‬
‫سورة غافر‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫ه إ ِّل ُ‬
‫فأّنا‬ ‫و َ‬‫ه َ‬ ‫ء َل إ ِل َ َ‬‫ي ٍ‬
‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ق كُ ّ‬‫خال ِ ُ‬
‫م َ‬ ‫ه َرب ّك ُ ْ‬‫م الل ّ ُ‬‫}ذَل ِك ُ ْ‬
‫ه‬‫ت الل ّ ِ‬ ‫كاُنوا ِبآَيا ِ‬ ‫ن َ‬‫ذي َ‬‫ك ال ّ ِ‬
‫ف ُ‬‫ؤ َ‬
‫ك يُ ْ‬‫ن )‪ (62‬ك َذَل ِ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ف ُ‬‫ؤ َ‬ ‫تُ ْ‬
‫ن{ )‪(63‬‬ ‫دو َ‬ ‫ح ُ‬‫ج َ‬ ‫يَ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫{ ذلكم الله ربكم ‪ }.....‬ذلكم الذي يدبر أمر حياتكم‬
‫ورزقكم بسكون الليل وسعي النهار ‪ ,‬هو الله تعالى‬
‫وهو ربكم لن تدبير أمركم أليه ‪ {.‬فأنى تؤفكون‬
‫} فكيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره ‪ { .‬كذلك‬
‫يؤفك الذين ‪ }.....‬كمثل هذا الفك يؤفك الجاحدون‬
‫ليات الله ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫نلحظ في أيامنا هذه تزايد الذين يجادلون في آيات الله‬
‫تعالى لغرض دحضها وتفنيدها وهذا جحود يمارسه‬
‫العلمانيين والليبراليين لغرض تقويض قوانين السلم ‪.‬‬
‫وأفك يقصدون من وراءه صرف الناس عن شريعة‬
‫السلم المتمثلة بكل أحكام وقوانين الله الواردة في‬
‫آيات القرآن الكريم وتضليلهم لتباع وتطبيق القوانين‬
‫الوضعية التي وضعها النسان بكل ما فيها من نقص‬
‫وتناقض يبدو جليا لكل عاقل من خلل الختلف فيما‬
‫بينها من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان وهم‬
‫يبغون من وراء ذلك السيطرة على عقول الناس‬
‫ومقدراتهم ليسوقوهم إلى تحقيق أهواء وأطماع‬
‫الحكام وإشاعة الباطل ‪.‬‬
‫سورة غافر‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪147‬‬
‫ه أ َّنى‬
‫ت الل ّ ِ‬
‫في آَيا ِ‬ ‫جاِدُلو َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫َ‬
‫}أل َ ْ‬
‫ن{ )‪(69‬‬ ‫فو َ‬ ‫صَر ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} الم تر إلى الذين ‪ {.....‬أل تعجب أولم تعجب من أمر‬
‫هؤلء المجادلين في آيات الله كيف يصرفون عن الحق‬
‫إلى الباطل ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫لقد تعددت وتنوعت أساليب العلمانيين والليبراليين في‬
‫الجدل في آيات الله تعالى أل أنها تهدف جميعا إلى‬
‫زعزعة أيمان المسلمين بضرورة تطبيق أحكام وقوانين‬
‫الله لدارة حياة النسان وتقويض قدسية الشريعة‬
‫السلمية الكاملة التي تصلح لقيادة النسان في كل‬
‫حال ومكان إلى قيام الساعة فهم تارة يقولون ان‬
‫القران مضى عليه أكثر من ‪ 1400‬سنة ولقد أصبح‬
‫قديما قاصرا ) حاشاه ( عن أدارة حياتنا الحديثة وهم‬
‫بذلك ينسبون قصر النظر لله تعالى سبحانه عما‬
‫) قبحهم الله ( وتارة أخرى يدعون ان‬ ‫يصفون‬
‫الحضارة المعاصرة ل يجوز تقييدها بأحكام وقوانين‬
‫القران وهم بذلك يطعنون بشمولية حكمة الله تعالى‬
‫التي أبدعت شريعة السلم الكاملة المحكمة ‪ .‬ومرة‬
‫أخرى يقولون ان تلك الحكام تتعارض مع حقوق‬
‫النسان التي ابتدعوها كعقوبة الزنى وشرب الخمر‬
‫دعون ان السلم يقيد أرباح‬ ‫وتحريم السفور ‪ .‬وأخرى ي ّ‬
‫البنوك ويعتبرها ربى ‪ .‬وغير ذلك كثير من أساليب‬
‫التدليس ‪.‬‬

‫سورة فصلت‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫خل ْ ِ‬
‫د‬ ‫داُر ال ْ ُ‬
‫ها َ‬
‫في َ‬
‫م ِ‬
‫ه ْ‬‫ه الّناُر ل َ ُ‬ ‫ء الل ّ ِ‬‫دا ِ‬ ‫جَزاءُ أ َ ْ‬
‫ع َ‬ ‫ك َ‬ ‫}ذَل ِ َ‬
‫ن{ )‪(28‬‬ ‫دو َ‬ ‫ح ُ‬
‫ج َ‬‫كاُنوا ِبآيات َِنا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬‫جَزاءً ب ِ َ‬‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬

‫‪148‬‬
‫} ذلك جزاء أعداء ‪ {....‬قوله ‪ } :‬لهم فيها دار الخلد {‬
‫النار محيطة بهم جميعا ولكل منهم فيها دار تخصه‬
‫خالدا فيها ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان هذا الخلود في العذاب جعله الله تعالى جزاء ل‬
‫عداءه الذين كان سبب عدائهم لله هو جحودهم‬
‫ورفضهم للذعان لحكام آيات الله تعالى التي في‬
‫القران الكريم وهذا هو نهج العلمانيين والليبراليين‬
‫والشيوعيين والبعثيين وأمثالهم من أعداء الله في‬
‫اعتراضهم على تطبيق الشريعة السلمية بكل آيات‬
‫القران الكريم بما فيها من أحكام وقوانين تفرق بين‬
‫الحلل والحرام وتنظم علقات الناس مع بعضهم في‬
‫البيع والشراء والستثمار في البنوك بدون ربى وفي‬
‫الزواج والطلق والقضاء في المحاكم بحدود الله تعالى‬
‫بل في كل نواحي الحياة كبيرة كانت أم صغيرة ثم بعد‬
‫جحودهم ليات الله تعالى اتخذوا لهم قوانين وضعية‬
‫وضيعة أذا ما قورنت بقوانين الله مبدع السموات‬
‫والرض وما فيهن وما عليهن مدبر الكوان أيعجز‬
‫) حاشاه ( عن تدبير شؤون من خلق ؟ تبالهم من‬
‫جحدين ‪.‬‬
‫سورة فصلت‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫عل َي َْنا‬‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ َ‬ ‫في آَيات َِنا ل ي َ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ح ُ‬‫ن ي ُل ْ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أَ َ‬
‫م‬‫و َ‬ ‫منا ً ي َ ْ‬‫ن ي َأِتي آ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ٌْر أ ّ‬ ‫ر َ‬ ‫في الّنا ِ‬ ‫قى ِ‬ ‫ن ي ُل ْ َ‬ ‫م ْ‬‫ف َ‬
‫صيٌر)‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬
‫ما ت َ ْ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫م إ ِن ّ ُ‬ ‫شئ ْت ُ ْ‬‫ما ِ‬ ‫مُلوا َ‬ ‫ع َ‬ ‫ةا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ه‬
‫وإ ِن ّ ُ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫جاءَ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ر لَ ّ‬ ‫فُروا ِْبالذّك ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫‪ (40‬إ ِ ّ‬
‫ول‬
‫ه َ‬‫ن ي َدَي ْ ِ‬ ‫ن ب َي ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ه ال َْباطِ ُ‬ ‫زيٌز)‪ (41‬ل ي َأِتي ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ل َك َِتا ٌ‬
‫د{)‪(42‬‬ ‫مي ٍ‬ ‫ح ِ‬‫كيم ٍ َ‬ ‫ح ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫زي ٌ‬ ‫ه ت َن ْ ِ‬ ‫ف ِ‬‫خل ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫}ان الذين يلحدون ‪ {.....‬تهديد لملحدي هذه المة ‪.‬‬
‫} افمن يلقى في النار ‪ {....‬إيذان بالجزاء وهو اللقاء‬
‫في النار يوم القيامة قسرا ‪ .‬من غير أي مؤمن متوقع‬
‫كشفيع أو ناصر أو عذر مسموع فليس لهم أل النار‬
‫‪149‬‬
‫يلقون فيها } اعملوا ما شئتم ‪ {...‬تشديد في التهديد ‪.‬‬
‫} ان الذين كفروا ‪ {....‬المراد بالذكر ‪ :‬القران لما فيه‬
‫من ذكر الله تعالى وتقييد الجملة بقوله ‪ :‬لما جاءهم‬
‫يدل على ان المراد بالذين كفروا ‪ :‬هم مشركوا العرب‬
‫المعاصرون للقران من قريش وغيرهم ‪ } .‬ل يأتيه‬
‫الباطل من بين ‪ {..‬أتى الباطل إليه ‪ :‬وروده فيه‬
‫وصيرورة بعض أجزاءه أو جميعها باطل ‪ .‬بان يصير ما‬
‫فيه من المعارف ألحقه أو بعضها غير حقه ‪ ,‬أو ما فيه‬
‫من الحكام والشرائع وما يلحقها من الخلق أو بعضها‬
‫} من بين يديه ول من خلفه‬ ‫لغو ل ينبغي العمل به‬
‫{ زمان النزول وما بعده إلى يوم القيامة } تنزيل من‬
‫حكيم حميد { بمنزلة التعليل لكونه كتابا عزيزا ل يأتيه‬
‫الباطل ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان اللحاد ) أي ميل البعض عن الحق والستقامة ( أي‬
‫عن ايات القران الكريم بالتخفي عن عقول المسلمين‬
‫في هذه اليام بشعارات زائفة براقة ليغرر بالمسلمين‬
‫ويتجنب نبذهم له لو كشف لهم عن رفضه وجحودة‬
‫لتطبيق آيات القران في كل معاملت النسان‬
‫الجتماعية ‪ .‬كالقتصادية والقضائية وتفضيل أهواء‬
‫قوانين العلمانية والليبرالية عليها في التباع والتطبيق‬
‫وقد يقولون بأنهم ليسوا ضد تطبيق الدين السلمي‬
‫ولكن أعمالهم تفضحهم لنها عكس ما يدعون وهم ل‬
‫يخفون على الله تعالى عالم السر وأخفى وهو‬
‫يتوعدهم باللقاء في النار لنه بصير بحقيقة أعمالهم‬
‫ونواياهم الباطلة لنهم لم يرتدعوا عن معاداة كلم‬
‫الله تعالى الذي يستمد عزته من عزة الله القوي العزيز‬
‫ولم يذعنوا بان هذا القران محكم ل يعتريه الباطل على‬
‫مد العصور حتى يرث الله الرض ومن عليها ‪.‬‬
‫سورة الشورى‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫وال ّ ِ‬
‫ذي‬ ‫ه ُنوحا ً َ‬
‫صى ب ِ ِ‬ ‫و ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫م ِ‬‫ع ل َك ُ ْ‬ ‫شَر َ‬ ‫} َ‬
‫سى‬ ‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫مو َ‬ ‫و ُ‬
‫م َ‬‫هي َ‬‫ه إ ِب َْرا ِ‬
‫صي َْنا ب ِ ِ‬
‫و ّ‬ ‫ما َ‬‫و َ‬
‫ك َ‬ ‫و َ‬‫أ ْ‬

‫‪150‬‬
‫ه ك َب َُر‬
‫في ِ‬
‫قوا ِ‬ ‫فّر ُ‬
‫ول ت َت َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫دي َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫قي ُ‬ ‫ن أَ ِ‬ ‫َ‬
‫سى أ ْ‬ ‫عي َ‬‫و ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫جت َِبي إ ِلي ْ ِ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ّ‬
‫ه الل ُ‬ ‫َ‬
‫م إ ِلي ْ ِ‬
‫ه ْ‬ ‫عو ُ‬ ‫ما ت َدْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫كي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫على ال ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب{ )‪(13‬‬ ‫ن ي ُِني ُ‬ ‫م ْ‬‫ه َ‬‫دي إ ِل َي ْ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫شاءُ َ‬ ‫ن يَ َ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} شرع لكم من الدين ‪ {....‬بين وأوضح لكم من الدين‬
‫وهو سنة الحياة ‪ ,‬ما قدم وعهد إلى نوح مهتما به ‪.‬‬
‫} والذي أو حينا أليك { ظاهر ألمقابله بينه وبين نوح‬
‫) ع ( ان المراد أوحى أليه ‪ :‬ما اختصت به شريعته من‬
‫المعارف والحكام } ان أقيموا الدين ول تتفرقوا {‬
‫أقامة الدين حفظه بالتباع والعمل ‪ .‬أي أقيموا هذا‬
‫الدين المشروع لكم وعدم التفرق فيه ‪ :‬حفظ وحدته‬
‫بالتفاق عليه وعدم الختلف فيه ‪ } .‬ما تدعهم أليه {‬
‫دين التوحيد الذي كان يدعو أليه النبي ) ص ( } الله‬
‫يجتبي أليه من يشاء ‪ {...‬الله يجمع ويجتلب إلى دين‬
‫التوحيد – وهو ما تدعوهم أليه – من يشاء من عباده‬
‫ويهدي أليه من يرجع أليه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫نجد في هذه الية الكريمة أمرين من الله تعالى إلى‬
‫المسلمين الول هو المر بإقامة الدين وهو حفظه‬
‫بالتباع والعمل بأحكامه الحاوية على أوامر الله تعالى‬
‫ونواهيه بحلله وحرامه وقضاءه وحدوده بدون تصرف‬
‫يناقض منزل النص ‪ .‬أما المر الثاني فهو عدم التفرق‬
‫في الدين ‪ .‬وبنظرة شاملة إلى واقعنا ) السلمي (‬
‫نجد ان الدين غير قائم في قضاء المحاكم الوضعية‬
‫وغير قائم في البنوك الربوية وفي أباحة السفور‬
‫والخمور وغير قائم في المعاملت الل أسلمية بل‬
‫تفرقنا ليس في الدين فحسب كما نهانا الله عن ذلك‬
‫بل تفرقنا عن الدين إلى قوانين العلمانية والليبرالية‬
‫التي فضلنا أتباعها على شريعة الله خالقنا العالم بما‬
‫يصلح حالنا وهو يقول سبحانه } كبر على المشركين ما‬
‫تدعوهم أليه { ولكننا مع السف لم يكبر علينا أتباع‬
‫أهواء المشركين في طاعة العلمانيين والليبراليين !‬
‫غفرانك ربي ‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫سورة الشورى‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫غيا ً‬
‫م بَ ْ‬ ‫ْ‬
‫عل ُ‬ ‫م ال ْ ِ‬‫ه ُ‬ ‫جاءَ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قوا إ ِّل ِ‬ ‫فّر ُ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫و َ‬ ‫} َ‬
‫َ‬
‫ل‬
‫ج ٍ‬ ‫ك إ َِلى أ َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫سب َ َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ول ك َل ِ َ‬ ‫ول َ ْ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ب َي ْن َ ُ‬
‫ُ‬
‫رُثوا ال ْك َِتا َ‬
‫ب‬ ‫ن أو ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫وإ ِ ّ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ي ب َي ْن َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ى لَ ُ‬ ‫م ً‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ب{ )‪(14‬‬ ‫ري ٍ‬ ‫م ِ‬
‫ه ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫في َ‬ ‫َ‬
‫مل ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫د ِ‬ ‫ع ِ‬‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} وما تفرقوا من بعد ‪ {....‬وما تفرق الناس الذين‬
‫شرعت لهم الشريعة باختلفهم وتركهم التفاق إل‬
‫حال كون تفرقهم أخذا – أو ناشئا – من بعدما جاءهم‬
‫العلم بما هو الحق ظلما او حسدا تداولوه بينهم‬
‫} ولول كلمه سبقت { ولول ان قضى فيهم الستقرار‬
‫والتمتع في الرض إلى اجل سماه وعينه لقضى بينهم‬
‫اثر تفرقهم في دينهم وانحرافهم عن سبيله فأهلكهم‬
‫باستدعاء من هذا الذنب العظيم ‪ } .‬وان الذين أورثوا‬
‫الكتاب { ان البادئين بالخلف المؤسسين للتفرقة ‪,‬‬
‫كانوا على علم من الحق وإنما أبدعوا ما أبدعوا بغيا‬
‫بينهم ‪ ,‬وإخلفهم الذين أورثوا الكتاب من بعدهم في‬
‫شك مريب – موقع في الريب – منه ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪- :‬‬


‫ان أصحاب النفوس المريضة المجبوله على الباطل‬
‫تراهم متعايشين على تقبل سلوكهم الشائن بل قيود‬
‫السلم ول ضوابط تردعهم عن ممارسة اهوائهم ‪.‬‬
‫ولكن بعد ماجاء السلم بشريعته السمحاء التي فيها‬
‫القضاء والحدود وفيها الحلل والحرام وفيها الوامر‬
‫والنواهي والتكاليف الشرعية بدل من ان يهتدوا إلى ما‬
‫فيه خير الدنيا والخرة ‪ .‬تفرقوا عن السلم فمنهم من‬
‫كفر ومنهم من نافق ‪ .‬وهاهم الذين أورثوا الكتاب من‬
‫بعدهم أصبحوا في ريبه وشك بما انزل الله ورفضوا‬
‫العمل بأحكام اليات في القضاء والبنوك والمعاملت‬

‫‪152‬‬
‫التجارية والحرمات والخلق السلمية وسموا أنفسهم‬
‫بالعلمانيين والليبراليين ‪.‬‬
‫سورة الشورى‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫م‬‫ما ل َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫دي ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫عوا ل َ ُ‬ ‫شَر ُ‬ ‫كاءُ َ‬ ‫شَر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫م لَ ُ‬‫}أ ْ‬
‫ل لَ ُ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫ي ب َي ْن َ ُ‬
‫ض َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ص ِ‬‫ف ْ‬ ‫م ُ‬‫ول ك َل ِ َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ن بِ ِ‬‫ي َأذَ ْ‬
‫َ‬
‫م{ )‪(21‬‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫ذا ٌ‬‫ع َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫ن لَ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} ام لهم شركاء ‪ {....‬سجل على من كفر بالخرة عدم‬
‫النصيب فيها بإنكار ان ل دين غير ما شرعة الله يدين‬
‫به هؤلء حتى يرزقوا بالعمل به مثل ما يرزق أهل‬
‫اليمان بالخرة فيها } ولول كلمه الفصل ‪ {...‬أشار‬
‫إلى ألكلمه التي سبقت منه تعالى أنهم يعيشون في‬
‫الرض إلى اجل مسمى وفيه أكبار لجرمهم ومعصيتهم‬
‫} وان الظالمين لهم عذاب اليم { وعيد لهم على‬
‫ظلمهم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫توضح هذه الية الكريمة ان الله تعالى يستنكر عمل كل‬
‫من يشرع قانونا يعارض القوانين والشرائع التي أذن‬
‫بها الله تعالى وهو القران خاتم الكتب السماوية وان‬
‫الله تعالى يتوعدهم على ظلمهم هذا بأشد العذاب‬
‫ولول الجل الذي حدده الله لهم لعجل بالعقوبة لهم ‪.‬‬
‫وها نحن ألن نجد ان العلمانيين والليبراليين يشرعون‬
‫ما تملي عليهم أهوائهم من القوانين الوضعية والعقائد‬
‫المنحرفة التي تعارض آيات الله وتعطلها وهذا ظلم‬
‫لمن اتبعهم من الجاهلين ولهم عذاب اليم ‪.‬‬
‫سورة الشورى‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫في آَيات َِنا َ‬ ‫جاِدُلو َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫عل َ َ‬
‫وي َ ْ‬
‫} َ‬
‫ص{ )‪(35‬‬ ‫حي ٍ‬ ‫م ِ‬
‫َ‬
‫التفسير ‪- :‬‬

‫‪153‬‬
‫} ويعلم الذين يجادلون في ‪ {.....‬التقدير نحو من‬
‫قولنا ‪ :‬ليظهر به قدرته ويعلم الذين يجادلون في آياتنا‬
‫مالهم من مفر ول مخلص ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫المراد بالجدل هنا محاولة دحض وتكذيب ورفض تطبيق‬
‫اليات الكريمة على حياة المسلمين ومن المثلة على‬
‫ذلك ادعائهم ان النسان تطور من الحيوانات التي‬
‫تطورت من كائنات أدنى منها بمحض الصدفة والتفاعل‬
‫العشوائي لمكونات الطبيعية الغير عاقلة فأصبح ذلك‬
‫النسان العاقل ‪ .‬وان التسليم بهذه الفرضية الغبية‬
‫يقود إلى عدم وجود خالق عاقل قادر كامل فعال لما‬
‫يريد هو الله تعالى فهي دعوة للكفر مبطنه ‪ .‬وغير ذلك‬
‫ادعائهم أصابه الحقيقة ونسبة الخطئ والتخلف إلى‬
‫أحكام آيات الله تعالى فالعلمانيون والليبراليون‬
‫يرفضون العقوبات التي سنها الله تعالى للقصاص من‬
‫السارق والزاني وشارب الخمر ويدعون أنهم أكثر‬
‫رحمة وحكمة ممن سن هذه القوانين ) سبحانه عما‬
‫يصفون ( ويروجون إلى البنوك الربوية ويدعون أنها‬
‫انفع للمجتمع من تحريمها ويرفضون حجاب النساء‬
‫ويدعون انه قيد على حريتها ‪ .‬ولن يفروا من عذاب الله‬
‫تعالى ‪.‬‬

‫سورة الزخرف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫ن أن ّ ُ‬
‫سُبو َ‬
‫ح َ‬
‫وي َ ْ‬
‫ل َ‬
‫سِبي ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫ع ِ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫دون َ ُ‬ ‫م ل َي َ ُ‬
‫ص ّ‬ ‫ه ْ‬‫وإ ِن ّ ُ‬
‫} َ‬
‫ن{ )‪(37‬‬ ‫دو َ‬ ‫هت َ ُ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وأنهم ليصدونهم ‪ {....‬وان الشياطين ليصرفون‬
‫العاشين ) المتعامين ( عن الذكر ويحسب العاشون‬
‫أنهم مهتدون إلى الحق ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫هذا هو حال العلمانيين والليبراليين اليوم فكبارهم في‬
‫الضلل يدعونهم للعراض عن طريق السلم بترك‬

‫‪154‬‬
‫العمل بأحكام آيات الله تعالى ونبذ التعامل على أساس‬
‫التعاليم السلمية ألحقه ويضنون أنهم بعملهم هذا‬
‫متحررون ومتطورون ومنفتحون وهم في الحقيقة‬
‫على العكس من ذلك كله لنه ليس بعد دين السلم أل‬
‫الضلل ‪.‬‬
‫سورة الزخرف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ط‬ ‫عَلى ِ‬
‫صَرا ٍ‬ ‫ك َ‬ ‫ي إ ِل َي ْ َ‬
‫ك إ ِن ّ َ‬ ‫ذي ُأو ِ‬
‫ح َ‬ ‫ك ِبال ّ ِ‬
‫س ْ‬‫م ِ‬
‫ست َ ْ‬
‫فا ْ‬ ‫} َ‬
‫م{ )‪(43‬‬ ‫قي ٍ‬ ‫ست َ ِ‬‫م ْ‬
‫ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} فاستمسك بالذي ‪ {....‬أكد عليه المر بعد ذلك كله ان‬
‫يجد في التمسك بالكتاب الذي أوحي أليه لنه على‬
‫صراط مستقيم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان هذه الية الكريمة تبين أمر الله تعالى لنبينا محمد‬
‫) ص ( بالتمسك بتعاليم وأحكام القرآن الكريم لن هذا‬
‫هو الصراط المستقيم الذي من الله به علينا بواسطة‬
‫نبي الرحمة ) ص ( فهل من العقل والحكمة ان يدعي‬
‫احد انه صاحب عقيدة تعارض التمسك بتعاليم القرآن‬
‫وهي أكثر صحة وصواب للتطبيق في مجتمعنا‬
‫السلمي ؟! كما يفعل العلمانيين والليبراليين فما اقل‬
‫حيائهم وما اكبر جهلهم ‪.‬‬
‫سورة الزخرف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ق‬ ‫م ل ِل ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫ول َك ِ ّ‬
‫ن أك ْث ََرك ُ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫جئ َْناك ُ ْ‬
‫قدْ ِ‬‫} لَ َ‬
‫ن{ )‪(78‬‬ ‫هو َ‬
‫ر ُ‬ ‫َ‬
‫كا ِ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} لقد جئناكم بالحق ‪ {...‬لقد جئناكم معشر البشر‬
‫بالحق ولكن اكثركم وهم المجرمون كارهون للحق ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان هذا الكره للسلم واضح وجلي للعيان في وسائل‬
‫العلم كافة فهم يشوهون السلم ويصفونه بالرهاب‬

‫‪155‬‬
‫أو التطرف والتخلف والرجعية والجمود والتزمت‬
‫والتحجر والقصور كل ذلك لن آيات الله تعالى وأحكامه‬
‫ألحقه تفضح زيف ودجل وجاهلية وإباحية وانحلل‬
‫وانحطاط العلمانية والليبرالية التي أعلنت عدائها لله‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫سورة الدخان‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن)‬
‫مي ٌ‬
‫لأ ِ‬ ‫سو ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ه إ ِّني ل َك ُ ْ‬
‫عَبادَ الل ّ ِ‬
‫ي ِ‬‫دوا إ ِل َ ّ‬ ‫نأ ّ‬ ‫}أ ْ‬
‫سل ْ َ‬ ‫‪َ (18‬‬
‫ن‬
‫طا ٍ‬ ‫ه إ ِّني آِتيك ُ ْ‬
‫م بِ ُ‬ ‫عَلى الل ّ ِ‬ ‫عُلوا َ‬ ‫ن ل تَ ْ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫ن{)‪(19‬‬ ‫مِبي ٍ‬‫ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} ان أدوا ألي عباد‪ { .....‬المراد بعباد الله ‪ :‬بنو‬
‫إسرائيل ‪,‬وعبر عنهم بذلك استرحاما ‪ } .‬وان ل تعلوا‬
‫علي ‪ {...‬ل تتجبروا على الله بتكذيب رسالتي‬
‫والعراض عما أمركم الله ‪ } .‬أني أتيكم بسلطان‬
‫مبين { حجة بارزة من اليات المعجزه أو حجة المعجزه‬
‫وحجة البرهان ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫بالرغم من ان الخطاب موجه إلى بني إسرائيل وهو‬
‫المر بطاعة رسول الله تعالى والنهي عن العراض عن‬
‫أحكام الله تعالى ألمنزله في الكتاب المقدس أل ان‬
‫الحالة ل زالت مستمرة في زماننا هذا بعد ان وصلتنا‬
‫شريعة السلم خاتمة الديان التي أمرنا الله سبحانه‬
‫بالتمسك بها وترك ما قبلها من الديان ونبذ كل عقائد‬
‫البشر الوضعية التي تتعارض مع أحكام آيات الله‬
‫تعالى ‪ .‬فها نحن نرى الفكار العلمانية والليبرالية تتجرا‬
‫على معارضة آيات القران الكريم وتقدح بها وتنسب‬
‫الخطء والتخلف لها ‪ .‬فبماذا يختلف عملهم عن عمل‬
‫بنو إسرائيل ؟ !‬
‫سورة الجاثية‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪156‬‬
‫ك بال ْحق َ َ‬
‫ث‬ ‫دي ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ي َ‬ ‫فب ِأ ّ‬ ‫عل َي ْ َ ِ َ ّ‬ ‫ها َ‬ ‫ه ن َت ُْلو َ‬ ‫ت الل ّ ِ‬ ‫ك آَيا ُ‬ ‫}ت ِل ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م)‪(7‬‬ ‫ك أِثي ٍَ‬ ‫فا ٍ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ل ل ِك ُ ّ‬ ‫وي ْ ٌ‬ ‫ن)‪َ (6‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ه يُ ْ‬ ‫وآَيات ِ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عدَ الل ّ ِ‬ ‫بَ ْ‬
‫ست َك ِْبرا ً ك َأ ْ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫صّر ُ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫ه ت ُت َْلى َ‬ ‫ت الل ّ ِ‬ ‫ع آَيا ِ‬ ‫م ُ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫عل ِ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫م)‪َ ( (8‬‬ ‫ب أِلي ٍ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ع َ‬ ‫شْرهُ ب ِ َ‬ ‫فب َ ّ‬ ‫ها َ‬ ‫ع َ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫ُ‬
‫ن)‬‫هي ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫هُزوا ً أول َئ ِ َ‬ ‫ها ُ‬ ‫خذَ َ‬ ‫شْيئا ً ات ّ َ‬ ‫آَيات َِنا َ‬
‫سُبوا‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫غِني َ‬ ‫ول ي ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫هن ّ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫وَرائ ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ِ (9‬‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫ول َِياءَ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذوا ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ما ات ّ َ‬ ‫ول َ‬ ‫شْيئا ً َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫فُروا ِبآيا ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ى َ‬ ‫هد ً‬ ‫ذا ُ‬ ‫ه َ‬ ‫م)‪َ ( (10‬‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ع ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م{)‪(11‬‬ ‫ز أِلي ٌ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ر ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫َرب ّ ِ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} تلك آيات الله ‪ {...‬الشارة إلى اليات القرآنية‬
‫المتلوه عليه ) ص ( ويمكن ان تكون الشارة إلى اليات‬
‫الكونية المذكورة في اليات الثلث السابقة } ويل لكل‬
‫افاك ‪ {...‬ليكن الهلك على كل كذاب ذي معصية ‪.‬‬
‫} يسمع آيات الله ‪ {....‬صفة لكل افاك أثيم ‪.‬‬
‫والمعنى ‪ :‬يسمع آيات الله – وهي آيات القران – تقرا‬
‫عليه ثم يلزم الكفر والحال انه متكبر ل يتواضع للحق‬
‫كان لم يسمع تلك اليات فبشره بعذاب اليم } وإذا علم‬
‫من ‪ {....‬وإذا علم ذلك الفاك الثيم المصر المستكبر‬
‫بعض آياتنا استهزأ بآياتنا جميعا } أولئك لهم عذاب‬
‫مهين { عذاب مخز } من ورائهم جهنم ‪ {....‬قضاء حتم‬
‫} ول يغني عنهم ما كسبوا شيئا { ما حصلوه في الدنيا‬
‫من مال ونحوه } ولهم عذاب عظيم { تأكيد لوعيدهم ‪.‬‬
‫} هذا هدى والذين ‪ {...‬الشارة إلى القرآن ‪ .‬ووصفة‬
‫بالهدى للمبالغة ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫هذا خطاب موجه من الله تعالى إلى رسولنا ) ص (‬
‫يخبره بان تلك اليات القرآنية هي الحق وهي حديث‬
‫الله سبحانه فإذا لم يؤمنوا بها بعد ذلك فليس هنالك‬
‫سوى الباطل المعاكس ليات القران والرافض لتطبيق‬
‫أحكامها في تفاصيل حياة المجتمع وهذا تكذيب لشريعة‬
‫الله سبحانه وإصرار على التكبر عن طاعتها وتجاهل‬
‫لها كأن لم يسمعها بل لم يكتفوا بذلك فتجرؤا على‬
‫‪157‬‬
‫الستهزاء والسخرية بأحكام القرآن الكريم وهذا هو‬
‫فعل العلمانيون والليبراليون اليوم فهم يخطئون أحكام‬
‫الله تعالى ويسخرون منها ويرفضون العمل بها‬
‫ويفضلون عليها قوانينهم الوضعية وأهوائهم الدنيوية‬
‫وعقائدهم الباطلة الضالة عن هدى الله تعالى ولشدة‬
‫غضب الله تعالى عليهم فقد توعدهم عدة مرات مره‬
‫بالويل ومره بعذاب اليم ومره بعذاب مهين ومره‬
‫بجهنم ومره بعذاب عظيم ومره بعذاب من رجز اليم ‪.‬‬
‫سبحانك ربنا عما يصفون ‪ .‬اللهم باعد بينهم وبين‬
‫عبادك المسلمين ‪.‬‬

‫سورة الجاثية‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ول‬ ‫ها َ‬ ‫ع َ‬
‫فات ّب ِ ْ‬‫ر َ‬ ‫م ِ‬‫ن اْل ْ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ع ٍ‬‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ك َ‬ ‫عل َْنا َ‬‫ج َ‬ ‫م َ‬ ‫} ثُ ّ‬
‫َ‬
‫غُنوا‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن)‪ (18‬إ ِن ّ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬‫ن ل يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫واءَ ال ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عأ ْ‬ ‫ت َت ّب ِ ْ‬
‫َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ول َِياءُ‬
‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫مي َ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫شْيئا ً َ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫عن ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن{)‪(19‬‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ْ‬
‫ي ال ُ‬ ‫ول ِ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫والل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫بَ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} ثم جعلناك على شريعة ‪ {....‬بعدما أتينا بني إسرائيل‬
‫ما أتينا جعلناك على طريقة خاصة من أمر الدين اللهي‬
‫وهي الشريعة السلمية التي خص الله بها النبي‬
‫) ص ( وأمته ‪ } .‬وإنهم لم يغنوا عنك ‪ {...‬ان لك إلى‬
‫الله سبحانه حوائج ضرورية ل يرفعها أل هو ‪ .‬والذريعة‬
‫إلى ذلك أتباع دينه ل غير ‪ .‬فل يغني عنك هؤلء الذين‬
‫اتبعت أهوائهم شيئا من الشياء أليها الحاجة أو ل‬
‫ينبغي شيئا من الغناء ‪ } .‬وان الظالمين بعضهم أولياء‬
‫‪ {....‬والذين يتبعون أهواء الجهلة ليس هو تعالى وليا‬
‫لهم بل بعضهم أولياء بعض لنهم ظالمون ‪ .‬والظالمون‬
‫بعضهم أولياء بعض ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬

‫‪158‬‬
‫ان الله سبحانه تعالى يأمر رسوله محمد ) ص ( بأتباع‬
‫شريعة السلم وينهاه عن أتباع أهواء البشر ونحن‬
‫كمسلمين يجب ان نتبع النبي ) ص ( في أفعاله‬
‫وأقواله كما جاء في القرآن الكريم } ماءاتاكم الرسول‬
‫فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا { لن أتباع ما يتعارض‬
‫مع شريعة السلم هو ظلم وتولي للبشر من دون الله‬
‫تعالى عندما يجعلون قوانينهم ومعتقداتهم ندا وضدا‬
‫لحكام السلم وهم بذلك قد سقطوا في شرك الطاعة‬
‫كما هو حال العلمانيين والليبراليين الذين شرعوا‬
‫لنفسهم قوانين تتماشى مع أهوائهم وأطماعهم‬
‫وتعارض أحكام آيات القرآن الكريم ‪.‬‬
‫سورة الجاثية‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫عَلى‬ ‫ه َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬
‫ضل ّ ُ‬‫وأ َ َ‬ ‫واهُ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬‫ه ُ‬ ‫خذَ إ ِل َ َ‬ ‫ن ات ّ َ‬
‫م ِ‬ ‫ت َ‬
‫}أ َ َ َ‬
‫فَرأي ْ َ‬
‫ه‬
‫ر ِ‬ ‫عَلى ب َ َ‬
‫ص ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ع َ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬ ‫قل ْب ِ ِ‬‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ع ِ‬‫م ِ‬ ‫س ْ‬ ‫عَلى َ‬ ‫م َ‬ ‫خت َ َ‬‫و َ‬‫عل ْم ٍ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ن{ )‬ ‫فل ت َذَك ُّرو َ‬ ‫هأ َ‬ ‫د الل ّ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫دي ِ‬‫ه ِ‬‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬‫ف َ‬ ‫وةً َ‬ ‫شا َ‬‫غ َ‬ ‫ِ‬
‫‪(23‬‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫} أفرأيت من اتخذ ‪ {....‬أل تعجب ممن يعبد هواه‬
‫بإطاعته وأتباعه ‪ ,‬وهو يعلم ان له ألها غيره يجب ان‬
‫يعبده ويطيعه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫هذا هو حال العلمانيون والليبراليون فقد عبدوا‬
‫أهوائهم فأطاعوها فيما يحقق أطماعهم وانحللهم‬
‫وصاغوا ذلك على شكل قوانين تعارض أحكام الله‬
‫تعالى وحملوا الناس على أتباعهم ونبذ شريعة السلم‬
‫فزينوا لهم الشهوات والمال الحرام والنفلت من‬
‫ضوابط السلم وحلله وحرامه فهم في ضللهم ل‬
‫يهتدون ‪.‬‬
‫سورة الجاثية‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪159‬‬
‫م‬‫مك ُ ْ‬ ‫و ِ‬‫قاءَ ي َ ْ‬ ‫م لِ َ‬ ‫سيت ُ ْ‬ ‫ما ن َ ِ‬ ‫م كَ َ‬ ‫ساك ُ ْ‬‫م ن َن ْ َ‬
‫و َ‬ ‫ل ال ْي َ ْ‬ ‫قي َ‬ ‫و ِ‬‫} َ‬
‫ْ‬
‫ن)‪ (34‬ذَل ِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ري َ‬ ‫ص ِ‬‫ن َنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ل َك ُ ْ‬ ‫و َ‬‫م الّناُر َ‬ ‫واك ُ ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫و َ‬
‫ذا َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫حَيا ُ‬ ‫م ال ْ َ‬‫غّرت ْك ُ ُ‬ ‫و َ‬ ‫هُزوا ً َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ت الل ّ ِ‬ ‫م آَيا ِ‬ ‫خذْت ُ ْ‬ ‫م ات ّ َ‬ ‫ب ِأن ّك ُ ُ‬
‫ن{‬ ‫عت َُبو َ‬ ‫ست َ ْ‬‫م يُ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول ُ‬ ‫ها َ‬ ‫من ْ َ‬
‫ن ِ‬ ‫جو َ‬ ‫خَر ُ‬‫م ل يُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫فال ْي َ ْ‬ ‫الدّن َْيا َ‬
‫)‪(35‬‬
‫التفسير‪- :‬‬
‫} وقبل اليوم ننساكم ‪ {....‬كناية عن العراض والترك‬
‫} ذلكم بأنكم اتخذتم ‪ {...‬ذلكم العذاب الذي يحل بكم‬
‫بسبب أنكم اتخذتم آيات الله سخرية تستهزئون بها‬
‫وبسبب أنكم غرتكم الحياة الدنيا فاخلدتم أليها وتعلقتم‬
‫بها } فاليوم ل يخرجون منها ‪ {....‬الستعتاب ‪ :‬طلب‬
‫العتبى والعتذار ونفي الستعتاب كناية عن عدم قبول‬
‫العذر ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫نعم ان العلمانيين والليبراليين يسخرون ويستهزئون‬
‫بأحكام آيات الله وينعتونها بالتخلف والقصور والرجعية‬
‫وعدم ملئمتها للتطبيق في هذا الزمان فهم يرفضون‬
‫منع الخمور ويقضون بغير ما انزل الله تعالى ويبيحون‬
‫الزنا بدون عقوبة فهو في عرفهم حرية شخصية بل‬
‫أنهم يبيحون اللواط و السحاق ويسموه زواج المثلين‬
‫ويمنحون أجازه رسمية للقيادة والدعارة ويبيحون سب‬
‫النبي محمد ) ص ( بحجة حرية الصحافة ول يقطعون يد‬
‫السارق وهو حكم الله تعالى ويتجاسرون على ذم هذا‬
‫الحكم ويحرضون المسلم على الرتداد عن السلم‬
‫ويرفضون القصاص العين بالعين والسن بالسن ‪.‬‬
‫ويدعون إلى مساواة الرث بين الذكر والنثى ‪.‬‬
‫ويذبحون بدون ذكر اسم الله تعالى ‪ .‬ويعملون في‬
‫محاكمهم بعقد الزواج العرفي ‪ .‬ويتعاملون بالربا في‬
‫البنوك ويبيحون طبع ونشر كتب الضلل التي تهاجم‬
‫السلم ويروجون لوراق اليانصيب ‪ .‬ويبيحون بيع آلت‬
‫اللهو والقمار وينشرون الغناء في كل إذاعة وتلفزيون‬
‫ويضللون الناس بالتنجيم وغير ذلك مما تحرمه شريعة‬

‫‪160‬‬
‫السلم فأي سخرية أكثر من هذه بآيات الله تعالى‬
‫فجعل الله تعالى مأواهم النار ومالهم من ناصرين ‪.‬‬
‫سورة الحقاف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫عل َْنا ل َ ُ‬‫ج َ‬ ‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫في ِ‬ ‫م ِ‬ ‫مك ّّناك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ما إ ِ ْ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫مك ّّنا ُ‬‫قدْ َ‬ ‫ول َ َ‬‫} َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫ع ُ‬
‫م ُ‬‫س ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬‫غَنى َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫فئ ِدَةً َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫صارا ً َ‬ ‫وأب ْ َ‬ ‫معا ً َ‬ ‫س ْ‬‫َ‬
‫َ‬
‫ء إ ِذْ كاُنوا‬ ‫ي ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول أفئ ِدَت ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫صاُر ُ‬ ‫ول أب ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫نوا‬‫ُ‬ ‫كا‬‫َ‬ ‫ما‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ِ َ َ َ ِ ِ ْ َ‬‫ق‬ ‫حا‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫بآيا‬ ‫يَ ْ َ ُ َ ِ‬
‫ن‬ ‫دو‬ ‫ح‬ ‫ج‬
‫ن{ )‪(26‬‬ ‫زُئو َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} ولقد مكناهم فيما ‪ {...‬موعظة لكفار مكة مستنتجة‬
‫من القصة ‪ .‬المعنى ‪ :‬أنهم كانوا من التمكن على ما‬
‫ليس لكم ذلك وكان لهم من أدوات الدراك والتمييز ما‬
‫يحتال به النسان لدفع المكاره والتقاء من الحوادث‬
‫المهلكة المبيدة لكن لم يغن عنهم ولم تنفعهم هذه‬
‫المشاعر والفئدة شيئا عندما جحدوا آيات الله ‪ .‬فما‬
‫الذي يؤمنكم من عذاب الله وانتم جاحدون ليات الله ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان ابرز مثل معاصر على هذه الحالة هو التحاد‬
‫السوفيتي الساقط بعدما تهيأت له كل أسباب القوة‬
‫والمنعة التي كانت تخيف الناس والدول في كل أرجاء‬
‫العالم ولم يكن احد يتصور هذا التداعي والسقوط‬
‫المريع والسريع حيث عادت الجوامع والكنائس إلى‬
‫الحياة بعد أكثر من سبعين سنة من الضطهاد والغلق‬
‫فكان هذا النهيار بسبب ذلك الجحود ليات الله‬
‫والستهزاء بها ‪.‬‬
‫سورة الحقاف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫في‬
‫ز ِ‬‫ج ٍ‬‫ع ِ‬‫م ْ‬ ‫فل َي ْ َ‬
‫س بِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ي الل ّ ِ‬
‫ع َ‬‫دا ِ‬
‫ب َ‬ ‫ج ْ‬‫ن ل يُ ِ‬ ‫م ْ‬‫و َ‬‫} َ‬
‫ُ‬
‫ول َِياءُ أول َئ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ل‬
‫ضل ٍ‬
‫في َ‬‫ك ِ‬ ‫هأ ْ‬ ‫دون ِ ِ‬‫ن ُ‬‫م ْ‬‫ه ِ‬‫س لَ ُ‬‫ول َي ْ َ‬
‫ض َ‬‫الْر ِ‬
‫ن{ )‪(32‬‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫‪161‬‬
‫} ومن ل يجب داعي ‪ {....‬ومن لم يؤمن بداعي الله‬
‫فليس بمعجز لله في الرض برد دعوته وليس له من‬
‫دون الله أولياء ينصرونه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫ان الذين ل يتبعون تعاليم السلم ول يذعنون لتطبيق‬
‫كافة أحكامه وشريعته وحلله وحرامه أولئك متمردون‬
‫على طاعة الله تعالى وهم في ضلل عن الحق المبين‬
‫وهذا هو نهج العلمانيين والليبراليين فهم خارجون عن‬
‫ولية الله تعالى لنهم شرعوا لنفسهم أهوائهم‬
‫وجعلوها قوانين يعملون بها في كل نواحي الحياة‬
‫وتركوا وراء ظهورهم أحكام الله تعالى ‪.‬‬
‫سورة محمد‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م)‪ (8‬ذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫مال َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ع َ‬‫ل أَ ْ‬ ‫ض ّ‬‫وأ َ َ‬
‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫عسا ً ل َ ُ‬‫فت َ ْ‬ ‫ن كَ َ‬
‫فُروا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬‫} َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م{)‪(9‬‬ ‫ه ْ‬ ‫مال َ ُ‬‫ع َ‬‫طأ ْ‬ ‫حب َ َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ما أن َْز َ‬
‫هوا َ‬ ‫ر ُ‬‫م كَ ِ‬ ‫ه ْ‬
‫ب ِأن ّ ُ‬
‫التفسير ‪- :‬‬
‫} والذين كفروا فتعسا ‪ {...‬ذكر ما يفعل بالكفار عقيب‬
‫ذكر ما يفعل بالمؤمنين الناصرين لله والتعس ‪ :‬هو‬
‫سقوط النسان على وجهه وبقاءه عليه } ذلك بأنهم‬
‫كرهوا ‪ {....‬المراد بما انزل الله ‪ :‬هو القرآن والشرائع‬
‫والحكام التي انزلها الله تعالى على نبيه ) ص ( ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫من هم الذين يكرهون ما انزل الله في زماننا هذا ؟‬
‫أنهم بل شك العلمانيين والليبراليين ‪ .‬وإذا تساءلنا‬
‫وقلنا لماذا هم يأخذون هذا الموقف الرافض لحكام‬
‫آيات الله تعالى ؟ والجواب لنهم منحرفون عن سبيل‬
‫الله الصراط المستقيم الذي ل يدع مجال للجور ول‬
‫للظلم أل فضحه وعاقب من ارتكبه فمنطقهم ل يطيق‬
‫هذه العدالة لنه قائم على أهواء البشر التي تقودها‬
‫النفس المارة بالسوء الطامحة إلى السيطرة على‬
‫رقاب الناس وإباحة المفاسد والرذائل بعد تزويقها‬
‫بالشعارات الخداعة لتنطلي على ضعاف العقول‬
‫واليمان فاعتبرهم الله كفارا فتعسا لهم وأحبط‬
‫أعمالهم ‪.‬‬
‫‪162‬‬
‫سورة محمد‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫سوءُ‬
‫ه ُ‬ ‫َ‬
‫نل ُ‬‫ن ُزي ّ َ‬ ‫ه كَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن َرب ّ ِ‬
‫م ْ‬ ‫عَلى ب َي ّن َ ٍ‬
‫ة ِ‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ف َ‬ ‫} أَ َ‬
‫م{ )‪(14‬‬ ‫ه ْ‬ ‫واءَ ُ‬ ‫عوا أ َ ْ‬
‫ه َ‬ ‫وات ّب َ ُ‬‫ه َ‬ ‫مل ِ ِ‬
‫ع َ‬
‫َ‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫} افمن كان على بينه ‪ {..‬المراد بمن كان على بينه‬
‫من ربه ‪ :‬هم المؤمنون ‪ .‬فالمراد بكونهم على بينه من‬
‫ربهم ‪ :‬كونهم على دلله بينه من ربهم توجب اليقين‬
‫على ما اعتقدوا عليه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪- :‬‬
‫لعل ابرز الذين يتبعون أهوائهم وزينوا لنفسهم سوء‬
‫عملهم هم العلمانيين والليبراليين فهم وصفوا رفضهم‬
‫لتطبيق أحكام آيات الله تعالى في الحياة الجتماعية‬
‫بالتحرر من القيود والنفتاح والحداثة والعصرنة‬
‫والتطور وعدم الجمود على القديم وهم بذلك قد‬
‫تمردوا على عبودية الله تعالى وأصبحوا عبيدا لهوائهم‬
‫الضالة ‪.‬‬
‫سورة محمد‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ّ‬ ‫}ذَل ِ َ َ‬
‫ه‬
‫ل الل ُ‬ ‫ما ن َّز َ‬ ‫هوا َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ن كَ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫قاُلوا ل ِل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك ب ِأن ّ ُ‬
‫َ‬
‫م)‬
‫ه ْ‬‫سَراَر ُ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫ر َ‬ ‫م ِ‬ ‫ض اْل ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫في ب َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫عك ُ ْ‬ ‫طي ُ‬ ‫سن ُ ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫رُبو َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫فت ْ ُ‬ ‫و ّ‬ ‫ذا ت َ َ‬ ‫ف إِ َ‬ ‫فك َي ْ َ‬ ‫‪َ (26‬‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫م )‪ (27‬ذَل ِ َ‬ ‫َ‬
‫عوا َ‬ ‫م ات ّب َ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ب ِأن ّ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫وأدَْباَر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جو َ‬ ‫و ُ‬ ‫ُ‬
‫م)‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬‫مال ُ‬ ‫ع َ‬ ‫حب َط أ ْ‬ ‫ه فأ ْ‬ ‫وان َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ر ْ‬ ‫ِ‬ ‫هوا‬ ‫ر ُ‬ ‫ِ‬ ‫وك‬ ‫ه َ‬ ‫خط الل َ‬ ‫س َ‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن لَ ْ‬
‫ن‬ ‫ضأ ْ‬ ‫مَر ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قلوب ِ ِ‬
‫في ُ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫‪ (28‬أ ْ‬
‫م{ )‪(29‬‬ ‫ه ْ‬ ‫غان َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ه أَ ْ‬ ‫ج الل ّ ُ‬ ‫ر َ‬‫خ ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} فهل عسيتم ان ‪ {...‬فهل يتوقع منكم ان اعرضتم‬
‫عن كتاب الله والعمل بما فيه وسنة الجهاد في سبيل‬
‫الله ‪ ،‬ان تفسدوا في الرض وتقطعوا ارحامكم بسفك‬
‫‪163‬‬
‫الدماء ونهب الموال وهتك العراض ‪ ،‬تكالبا على جيفة‬
‫الدنيا أي ان توليتم كان المتوقع منكم ذلك ‪ } .‬اولئك‬
‫الذين لعنهم ‪ {...‬الشارة الى المفسدين في الرض‬
‫المقطعين للرحام ‪ }.‬افل يتدبرون القرآن ‪{...‬‬
‫الستفهام للتوبيخ ‪ .‬وضمير الجمع راجع الى المذكورين‬
‫في الية السابقة ‪ }.‬ان الذين ارتدوا ‪ {....‬الرتداد على‬
‫الدبار ‪ :‬الرجوع الى الستدبار بعد الستقبال ‪ .‬وهو‬
‫استعارة اريد بها الترك بعد الخذ ‪ .‬والتسويل ‪ :‬تزيين ما‬
‫تحرض النفس عليه وتصوير القبيح لها في صورة‬
‫الحسن ‪ .‬والمراد بالملء ‪ :‬المتداد او تطويل المال ‪.‬‬
‫} ذلك بانهم قالوا ‪ {...‬الشارة بذلك الى تسويل‬
‫الشيطان واملئه ‪ .‬والمراد بالذين كرهوا ما نزل الله ‪:‬‬
‫هم الذين كفروا ‪ }.‬سنطيعكم في بعض المر { مقول‬
‫قولهم ووعد منهم للكفار بالطاعة } فكيف اذا‬
‫توفتهم ‪ {...‬هذا حالهم اليوم يرتدون بعد تبين الهدى‬
‫لهم فيفعلون ما يشاءون فكيف حالهم اذا توفتهم‬
‫الملئكة وهم يضربون وجوههم وادبارهم ‪ }.‬ذلك بانهم‬
‫اتبعوا ‪ {...‬سبب عقابهم ان اعمالهم حابطة لتباعهم‬
‫ما اسخط الله ‪ .‬وكراهتهم رضوانه واذ لعمل لهم‬
‫صالحا يشقون بالعذاب ‪.‬‬
‫} ام حسب الذين ‪ {...‬بل ضن هؤلء المنافقون الذين‬
‫في قلوبهم مرض ‪ ،‬ان لن يخرج الله اضغانهم ولن‬
‫يظهر احقادهم للدين واهله ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫انظر الى تاريخ العلمانيين واليبرالين عندما تولوا زمام‬
‫المور في العالم فلقد اثاروا الحروب الطاحنة بسبب‬
‫المصالح الدنيوية فتفشي الفساد وكثر اليتام والرامل‬
‫والمعوقين علوة على القتلى والضحايا ذلك لنهم‬
‫جحدوا الدين عامة والقران الكريم خاصة ولم يأخذوا‬
‫بأحكامه وقوانينه وادآبه واخلقه بل ارتدوا لتباع‬
‫اهوائهم التي يوسوس لهم الشيطان بها وبايعوا اعداء‬
‫الله تعالى الذين كرهوا ما نزل الله سبحان فأحبط‬
‫اعمالهم وفضحهم بين الناس لنهم اتبعوا ما اسخط‬
‫الله تعالى وكرهوا رضوانه ‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫سورة محمد‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫قوا‬‫شا ّ‬‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫ص ّ‬ ‫و َ‬ ‫فُروا َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫}إ ِ ّ‬
‫ضّروا‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫دى ل َ ْ‬ ‫ه َ‬‫م ال ْ ُ‬ ‫ه ُ‬‫ن لَ ُ‬ ‫ما ت َب َي ّ َ‬ ‫د َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫سو َ‬ ‫الّر ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ها ال ِ‬ ‫م )‪َ (32‬يا أي ّ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫مال ُ‬ ‫ع َ‬ ‫حب ِط أ ْ‬ ‫سي ُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫شْيئا َ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ول ت ُب ْطُِلوا‬ ‫سو َ‬ ‫آمُنوا أ َطيعوا الل ّه َ‬
‫ل َ‬ ‫عوا الّر ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫وأ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫سِبي ِ‬
‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫ص ّ‬ ‫و َ‬ ‫ن كفُروا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن ال ِ‬ ‫م )‪ (33‬إ ِ ّ‬ ‫ُ‬
‫مالك ْ‬ ‫َ‬ ‫ع َ‬‫أَ ْ‬
‫م{ )‬ ‫ه ْ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫فَر الل ّ ُ‬ ‫غ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫فاٌر َ‬ ‫م كُ ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ماُتوا َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ثُ ّ‬‫الل ّ ِ‬
‫‪(34‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ان الذين كفروا ‪ {...‬المراد بهؤلء ‪ :‬رؤساء الضلل‬
‫من كفار مكة ومن يلحق بهم ‪ } .‬لن يضروا الله شيئا {‬
‫لن كيد النسان ومكره ليرجع ال الى نفسه وليضر ال‬
‫اياه ‪ }.‬وسيحبط اعمالهم { مساعيهم لهدم اساس‬
‫الدين ‪ }.‬يا أيها الذين آمنوا ‪ {...‬المراد بحسب المورد‬
‫من طاعة الله ‪ :‬طاعته فيما شرع وانزل من حكم‬
‫القتال ومن طاعة الرسول ‪ :‬طاعته فيما بّلغ منه وفيما‬
‫امر به منه ومن مقدماته بماله من الولية فيه ‪.‬‬
‫وبابطال العمال ‪ :‬التخلف عن حكم القتال كما تخلف‬
‫المنافقون واهل الردة ‪ } .‬ان الذين كفروا ‪ {...‬انكم لو‬
‫لم تطيعوا الله ورسوله وابطلتم اعمالكم باتباع ما‬
‫داكم ذلك الى اللحوق‬ ‫اسخط الله وكراهة رضوانه ا ّ‬
‫بأهل الكفر والصد ولمغفرة لهم بعد موتهم كذلك‬
‫ابدا ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان هذا الحكم على الذين صدوا عن سبيل الله وشاقوا‬
‫الرسول ينطبق على العلمانيين واليبراليين لنهم‬
‫يسعون دائما لمنع الناس من العمل باحكام القران‬
‫وسنة نبينا محمد )ص( وهم يتذرعون لذلك بالعقلنية‬
‫وعدم الجمود على النص وهم بذلك يشركون بالله‬
‫تعالى اذ جعلوا نتاج عقولهم من الهواء الضالة في‬
‫مصاف احكام الله وسنة رسوله وهذا هو عين شرك‬

‫‪165‬‬
‫الطاعة والله سبحانه يأمر المؤمنين بطاعته وطاعة‬
‫رسوله ل ان يطيعوا اهواء البشر الذين تمردوا على‬
‫طاعة الله ورسوله ولن يغفر الله تعالى لهم ‪.‬‬
‫سورة الفتح‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ذيرا ً )‪ (8‬ل ِت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫مُنوا‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ون َ ِ‬‫شرا ً َ‬ ‫مب َ ّ‬ ‫و ُ‬‫هدا ً َ‬ ‫شا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫سل َْنا َ‬ ‫}إ ِّنا أْر َ‬
‫حوهُ ب ُك َْر ً‬
‫ة‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫وت ُ َ‬ ‫قُروهُ َ‬ ‫و ّ‬‫وت ُ َ‬‫عّزُروهُ َ‬ ‫وت ُ َ‬‫ه َ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ِبالل ّ ِ‬
‫َ‬
‫ه‬‫ن الل ّ َ‬ ‫عو َ‬ ‫ما ي َُباي ِ ُ‬ ‫ك إ ِن ّ َ‬ ‫عون َ َ‬ ‫ن ي َُباي ِ ُ‬‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫صيل ً )‪ (9‬إ ِ ّ‬ ‫وأ ِ‬ ‫َ‬
‫على‬ ‫َ‬ ‫ث َ‬ ‫ُ‬
‫ما ي َن ْك ُ‬ ‫ث َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫فإ ِن ّ َ‬ ‫ن ن َك َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫وقَ أي ْ ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫ي َدُ الل ِ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ؤِتي ِ‬ ‫سي ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه الل ّ َ‬ ‫عل َي ْ ُ‬ ‫هدَ َ‬ ‫عا َ‬ ‫ما َ‬ ‫فى ب ِ َ‬ ‫و َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫ظيمًا{ )‪(10‬‬ ‫جرا ً َ‬ ‫َ‬
‫ع ِ‬ ‫أ ْ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} شاهدا { تشهد على الخلق بانك قد بلغت‬
‫} ومبشرا{ مبشرا للمطيعين } ونذيرا{ نذيرا للعاصين‬
‫} تعزروه{ تنصروه بنصر دينه } توقروه{ تعظموه‬
‫بتعظيم دينه‬
‫} تسبحوه{ نزهوه عما ل يليق به } بكرة واصيل { اول‬
‫النهار واخره اودائما ‪.‬‬
‫} يبايعونك { البيعة نوع من الميثاق ببذل الطاعة‬
‫} نكث{ نقض العهد } ينكث على نفسه { فل يعود‬
‫ضرر نكثه ال عليه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان الغاية من رسالة لسلم هي اليمان بالله ورسوله‬
‫ونصرة وتعضيم دينه وتنزيهه عما ليليق به فكيف‬
‫ينسجم ذلك مع رفض العلمانيين واليبراليين لتطبيق‬
‫احكام آيات القرآن الكريم والستهزاء بها وتفضيل‬
‫افكارهم وقوانينهم الوضعية عليها اليس ذلك نكث‬
‫لميثاق السلم ممن يدعون انهم مسلمون ؟!‬
‫سورة ق‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ر‬
‫م ٍ‬
‫في أ ْ‬‫م ِ‬
‫ه ْ‬ ‫م َ‬
‫ف ُ‬ ‫ه ْ‬
‫جاءَ ُ‬ ‫ق لَ ّ‬
‫ما َ‬ ‫ل ك َذُّبوا ِبال ْ َ‬
‫ح ّ‬ ‫} بَ ْ‬
‫ج { )‪(5‬‬ ‫ري ٍ‬
‫م ِ‬
‫َ‬
‫‪166‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} بل كذبوا بالحق ‪ {...‬ان ذلك ليس من جهلهم بل‬
‫كذبوا بالحق لما جاءهم فاستبان لهم انه حق ‪ .‬فهم في‬
‫امر مريج مختلط غير منتظم ‪ .‬يدركون الحق ويكذبون‬
‫به ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪-:‬‬
‫لماذا يكذبون بالحق وهو واضح لهم ويخلطونه بالباطل‬
‫ويدلسون به على الناس؟ ان السبب في ذلك واضح‬
‫لن مصالحهم الدنيوية واطماعهم واهوائهم ليمكنهم‬
‫تحقيقها في حالة حكم الحق الذي يقيدهم بشريعة‬
‫السلم حيث الحلل والحرام والقصاص العادل على‬
‫كل عمل باطل ‪ .‬وهذا هو حال العلمانيين والليبراليين‬
‫فهم لم يدخروا جهدا في النتقاص والرفض ليات‬
‫القرآن الكريم ومحاولة اتهامها بالتخلف والقصور عن‬
‫تلبية حاجات النسان المستحدثة ‪.‬‬
‫سورة القلم‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫هم وك ُ ّ َ‬ ‫عوا أ َ ْ‬
‫قّر { )‬
‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬
‫ر ُ‬
‫م ٍ‬
‫لأ ْ‬ ‫واءَ ُ ْ َ‬
‫ه َ‬ ‫وك َذُّبوا َ‬
‫وات ّب َ ُ‬ ‫} َ‬
‫‪(3‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وكذبوا واتبعوا اهوائهم ‪ {...‬وكذبوا بالنبي )ص( وما‬
‫اتى به من اليات والحال ان كل امر مستقر سيستقر‬
‫في مستقره ‪ ،‬فيعلم انه حق او باطل ‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫ان اتباع اهواء النفس المارة بالسوء يقود النسان‬
‫الى هاوية الفشل والجريمة والفساد والضلل عن‬
‫الحق لن تلك النفس المارة بالسوء تتبع الشهوات‬
‫وتتبع المصالح حتى لو تعارضت مع الدين لنها قصيرة‬
‫النظر محدودة بالمكان الذي تحيا فيه وبالزمان الذي‬
‫تعيش فيه وبالحالة الجتماعية والمهنية والعمرية كل‬
‫هذه المحددات تجعل من القرارات قاصرة عن شمول‬
‫كل مصالح النسان في كل زمان ومكان كما هو شأن‬

‫‪167‬‬
‫السلم الحنيف الذي كفل لكل مخلوق حاجته لنه صادر‬
‫من العليم الحكيم في كل شيء الغني عن كل شيء ‪.‬‬
‫ولكن العلمانيين واليبراليين اتبعوا اهوائهم وجعلوها‬
‫قوانين يفضلون العمل بها على اتباع احكام السلم‬
‫لكي يتسلطوا على مقدرات النسان ويحققوا‬
‫اطماعهم ‪ .‬وفي النهاية ليصح ال الصحيح ‪.‬‬
‫سورة الحديد‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ولك ِن ّك ُ ْ‬
‫م‬ ‫قاُلوا ب ََلى َ‬ ‫م َ‬ ‫عك ُ ْ‬‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ن َك ُ ْ‬ ‫م أل َ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫دون َ ُ‬ ‫}ي َُنا ُ‬
‫َ‬
‫م‬‫غّرت ْك ُ ُ‬ ‫و َ‬
‫م َ‬ ‫واْرت َب ْت ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫صت ُ ْ‬‫وت ََرب ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫م أن ْ ُ‬ ‫فت َن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ه ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫غُروُر( )‬ ‫م ِبالل ّ ِ‬ ‫غّرك ُ ْ‬ ‫و َ‬‫ه َ‬ ‫مُر الل ّ ِ‬ ‫جاءَ أ ْ‬ ‫حّتى َ‬ ‫ي َ‬ ‫مان ِ ّ‬ ‫اْل َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ول ِ‬ ‫ة َ‬ ‫فدْي َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫خذُ ِ‬ ‫م ل يُ ْ‬
‫ؤ َ‬ ‫و َ‬ ‫فال ْي َ ْ‬ ‫‪َ (14‬‬
‫ْ‬
‫صيُر{‬‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫وب ِئ ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ولك ُ ْ‬ ‫م ْ‬‫ي َ‬ ‫ه َ‬ ‫م الّناُر ِ‬ ‫واك ُ ُ‬ ‫مأ َ‬ ‫فُروا َ‬ ‫كَ َ‬
‫)‪(15‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ينادونهم الم نكن ‪ { ...‬ينادي المنافقون‬
‫والمنافقات المؤمنين والمؤمنات بقولهم ‪ } :‬الم نكن‬
‫معكم { يريدون به كونهم في الدنيا مع المؤمنين‬
‫والمؤمنات في ظاهر الدين ‪ } .‬قالوا{ أي قال‬
‫المؤمنين والمؤمنات جوابا لهم ‪ } :‬بلى{ كنتم في‬
‫الدنيا معنا } ولكنكم فتنتم { واهلكتم } انفسكم‬
‫وتربصتم { الدوائر بالدين واهله } وارتبتم{ وشككتم‬
‫في دينكم } وغرتكم الماني {ومنها امنيتكم ان الدين‬
‫سيطفأ نوره ويتركه اهله }حتى جاء امر الله { وهو‬
‫الموت }وغركم بالله الغرور { وهو الشيطان ‪ }.‬فاليوم‬
‫ليؤخذ منكم ‪ { ...‬ليؤخذ منهم فدية يخلصون بها‬
‫انفسهم ‪ } .‬وماواكم النار هي مولكم { ينفي أي‬
‫ناصر ينصرهم وينجيهم من النار غير النار والجملة‬
‫مسوقة للتهكم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان حالة المنافقين هذه في زمن نزول السلم‬
‫تنطبق حاليا على سلوك العلمانيين واليبراليين فهم‬
‫قد فتنوا انفسهم بالعجاب باهوائهم وقوانينهم‬
‫‪168‬‬
‫المخالفة لشريعة السلم ولزالوا يتربصون بالسلم‬
‫لتشويهه ودفع الناس عنه بادعاءاتهم الباطلة وهم‬
‫لزالوا يشكون بالحساب والعقاب وبوجوب اتباع كل‬
‫تعاليم السلم بدون استثناء فهم لو امنوا بذلك لما‬
‫تجرءوا على مخالفة السلم ولخافوا من عذاب النار‬
‫وبئس المصير ‪.‬‬
‫سورة الحديد‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن‬ ‫دي ُ‬ ‫ول َئ ِ َ‬ ‫} وال ّذين آمُنوا بالل ّه ورسل ِ ُ‬
‫قو َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ِ َ ُ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ َ َ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وال ّ‬
‫ذي َ‬
‫وال ِ‬ ‫م َ‬‫ه ْ‬‫وُنوُر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫جُر ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫مل ُ‬ ‫ه ْ‬‫عن ْدَ َرب ّ ِ‬‫داءُ ِ‬‫ه َ‬
‫ش َ‬ ‫َ‬
‫م{ )‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حي ِ‬ ‫ج ِ‬‫ب ال َ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ولئ ِك أ ْ‬ ‫وكذُبوا ِبآَيات َِنا أ ْ‬ ‫كفُروا َ‬
‫‪(19‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} والذين امنو بالله ‪ { ...‬هؤلء الذين امنوا بالله ورسله‬
‫الملحقون بالصديقين والشهداء منزلون منزلتهم عند‬
‫الله } لهم اجرهم ونورهم { لهم اجر كاجرهم ونور‬
‫كنورهم‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫من الذي يقف موقفا معاديا من السلم الن ؟ اليس‬
‫هم الملحدون والعلمالنيون واليبراليون ال ان موقف‬
‫الملحدون كان اكثر صراحة حيث رفضوا الدين جملة‬
‫وتفصيل اما العلمانيون واليبراليون فقد اتعضوا من‬
‫فشل الملحدون ونبذهم من قبل المجتمع السلمي‬
‫فانتهجوا اسلوبا اكثر خبثا ودهائا كما هو حال‬
‫المنافقين في صدر السلم او كاسلوب اليهود في‬
‫زمن رسولنا محمد )ص( حيث شرعوا بالتضاهر باليمان‬
‫في اول النهار والكفر به في اخر النهار لكي يكون ذلك‬
‫ادعى لتشكيك ضعاف اليمان باسلمهم ولقد فضحهم‬
‫الله تعالى في القرآن الكريم فهم الن قد انتهجوا‬
‫طريقة رفض ايات القرآن منفردة والمجادلة في احكام‬
‫القران ومحاولة تفنيدها بطرق ملتوية تتستر تحت‬
‫شعارات الحداثة والعصرنة والعقلنية والتطور وغير‬

‫‪169‬‬
‫ذلك من الشعارات الفارغة وليفعل ذلك ال اصحاب‬
‫الجحيم ‪.‬‬
‫سورة الحديد‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫قد أ َرسل َْنا رسل ََنا بال ْبيَنات َ‬
‫م ال ْك َِتا َ‬
‫ب‬ ‫ه ْ‬ ‫ع ُ‬
‫م َ‬‫وأن َْزل َْنا َ‬‫ِ َ‬ ‫ِ َ ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫}ل َ َ ْ ْ َ‬
‫قسط َ‬
‫د‬
‫دي َ‬ ‫ح ِ‬‫وأن َْزل َْنا ال ْ َ‬ ‫س ِبال ْ ِ ْ ِ َ‬ ‫م الّنا ُ‬ ‫قو َ‬ ‫ن ل ِي َ ُ‬
‫ميَزا َ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫نا‬ ‫لل‬ ‫ع‬‫ف‬ ‫نا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫دي‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫في‬
‫ُ َ ْ‬ ‫ِ َ ِ َ ْ َ‬ ‫ِ ٌ َ َ َ ِ ُ ِ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ ِ َ‬
‫زيٌز{ )‪(25‬‬ ‫ع ِ‬ ‫ي َ‬ ‫و ّ‬ ‫ه َ‬
‫ق ِ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫ب إِ ّ‬‫غي ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫ه ِبال َ‬ ‫َ‬
‫سل ُ‬ ‫وُر ُ‬ ‫صُرهُ َ‬ ‫ي َن ْ ُ‬
‫التفسير‪:‬‬
‫} لقد ارسلنا رسلنا ‪ { ...‬باليات البينات التي يتبين بها‬
‫انهم مرسلون من جانب الله سبحانه }وانزلنا معهم‬
‫الكتاب { وهو الوحي الذي يصلح ان يكتب فيصير كتابا‬
‫}والميزان ليقوم الناس ‪ { ..‬ليبعد – والله اعلم – ان‬
‫يراد بالميزان ‪ -:‬الدين ‪} .‬وانزلنا الحديد { الظاهر انه‬
‫كقوله تعالى ‪ } -:‬وانزل لكم من النعام ثمانية ازواج{‬
‫الزمر )‪ } (6‬وليعلم الله من ينصره { غاية معطوفة‬
‫على محذوف والتقدير ‪ :‬وانزلنا الحديد لكذا وليعلم الله‬
‫من ينصره ‪ ...‬الخ‪ .‬والمراد بنصره ورسله ‪ :‬الجهاد في‬
‫سبيله دفاعا عن مجتمع الدين وبسطا لكلمة الحق ‪.‬‬
‫وكون النصر بالغيب ‪ :‬كونه في حال غيبته منهم او‬
‫غيبتهم منه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان الله تعالى يلقي علينا الحجة لكي ليبقى لدينا عذر‬
‫في عدم العمل بدين الله او عدم نصرته فلقد ارسل لنا‬
‫النبياء وبينهم لنا بالمعجزات التي اظهروها للناس‬
‫وانزل معهم الكتب السماوية والدين القويم لكي يقوم‬
‫المؤمنون بتنطبيق العدل بين الناس كما في شريعة‬
‫الله سبحانه وكذلك انزل لنا الحديد لنستعمله في‬
‫الدفاع عن شريعة الله تعالى وفيه منافع للناس وكل‬
‫ذلك وهبه لنا ليختبرنا فيرى من الذي ينصر الدين فيامر‬
‫بالمعروف وينهى عن المنكر ويقيم حدود الله ويطبق‬
‫كل احكام شريعته جملة وتفصيل وليسمح برفض بعض‬

‫‪170‬‬
‫هذه الحكام وتحليل الحرام وتطبيق القوانين المعارضة‬
‫لحكام السلم كما يفعل العلمانيين والليبراليين ‪.‬‬
‫سورة المجادلة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ما ك ُب ِ َ‬
‫ت‬ ‫ه ك ُب ُِتوا ك َ َ‬‫سول َ ُ‬‫وَر ُ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫دو َ‬ ‫حا ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬‫}إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫قدْ أن َْزل َْنا آَيا ٍ‬
‫ت ب َي َّنا ٍ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن َ‬
‫قب ْل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن{ )‪(5‬‬ ‫هي ٌ‬ ‫م ِ‬‫ب ُ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ول ِل ْ َ‬
‫كا ِ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ان الذين يجادلون ‪ {...‬المجادلة ‪ :‬الممانعة والمخالفة‬
‫‪ ،‬والكبت ‪ :‬الذلل والخزاء ‪ } .‬وقد انزلنا ايات بينات {‬
‫لريب في كونها منا وفي ان رسولنا صادق امين في‬
‫تبليغها وللكافرين بها الرادين لها عذاب مهين منحز‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫ان مخالفة الله تعالى ورسوله )ص( تتجلى في مخالفة‬
‫احكام القران الكريم والسنة النبوية الشريفة والمتناع‬
‫عن تطبيقها بل رفضها ونعتها بما ليليق بها من‬
‫التخلف والجمود والقصور عن تلبية حاجات المجتمع‬
‫وهذه جاهلية حديثة تلبس بها العلمانيون واليبراليون‬
‫واذنابهما من الشيوعيين والبعثيين لن نهجهم هذا هو‬
‫نفس نهج الجاهلية الولى التي رفضت احكام شريعة‬
‫السلم الحنيف وركنت الى اهوائهم وتقاليدهم‬
‫ومصالحهم الباطلة ‪ .‬ولقد اذلهم واخزاهم الله تعالى‬
‫بنصرة السلم ولقد نوه الله تعالى بأن هذا العمل هو‬
‫من الكفر وجزاءه العذاب المهين ‪.‬‬
‫سورة المجادلة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ن‬
‫دو َ‬ ‫عو ُ‬ ‫م يَ ُ‬‫وى ث ُ ّ‬ ‫ج َ‬
‫ن الن ّ ْ‬ ‫ع ْ‬‫هوا َ‬ ‫ن نُ ُ‬ ‫ذي َ‬‫م ت ََرى إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫}أل َ ْ‬
‫ة‬
‫صي َ ِ‬‫ع ِ‬‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫ن َ‬ ‫وا ِ‬‫عدْ َ‬‫وال ْ ُ‬
‫ن ِباْل ِث ْم ِ َ‬ ‫و َ‬
‫ج ْ‬ ‫وي َت ََنا َ‬‫ه َ‬
‫عن ْ ُ‬‫هوا َ‬‫ما ن ُ ُ‬ ‫لِ َ‬
‫ه الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ك بِ ِ‬‫حي ّ َ‬
‫م يُ َ‬ ‫ما ل َ ْ‬
‫ك بِ َ‬ ‫و َ‬
‫حي ّ ْ‬‫ك َ‬ ‫ءو َ‬ ‫جا ُ‬ ‫ذا َ‬‫وإ ِ َ‬‫ل َ‬
‫سو ِ‬‫الّر ُ‬

‫‪171‬‬
‫ما ن َ ُ‬
‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫عذّب َُنا الل ّ ُ‬
‫ه بِ َ‬ ‫وَل ي ُ َ‬
‫م لَ ْ‬
‫ه ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫في َأن ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫َ‬
‫صيُر{ )‪(8‬‬ ‫م ِ‬ ‫ْ‬
‫س ال َ‬ ‫فب ِئ ْ َ‬ ‫ها َ‬ ‫ون َ َ‬ ‫َ‬
‫صل ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫هن ّ ُ‬
‫ج َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫سب ُ ُ‬
‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫التفسير‪:‬‬
‫} الم تر الى الذين ‪ {...‬سياق اليات يدل على ان قوما‬
‫من المنافقين والذين في قلوبهم مرض من‬
‫المؤمنين ‪ ،‬كانوا قد اشاعوا بينهم النجوى محاده للنبي‬
‫)ص( والمؤمنين ‪ ،‬يتناجون بينهم بالثم والعدوان‬
‫ومعصية الرسول وليؤذوا بذلك المؤمنين وكانوا يصرون‬
‫على ذلك من غير ان ينتهوا بنهي ‪ ،‬فنزلت اليات‬
‫}ويقولون في انفسهم لول يعذبنا ‪ {...‬انهم يحيونك‬
‫بما لم يحييك به الله ‪ ،‬وهم يحدثون انفسهم بدللة‬
‫قولهم ذلك – ولول يعذبهم الله به – على انك لست‬
‫برسول من الله ولو كنت رسوله لعذبهم بقولهم ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان هذا العمل المشين تقوم به حاليا وسائل العلم‬
‫المعادية للسلم فهم يروجون للعلمانية والليبرالية‬
‫بنشر افكارهم الضالة ويحرضون على معصية احكام‬
‫السلم وينشرون النحلل الخلقي ولن ينتهوا حتى‬
‫يعذبهم الله تعالى‪.‬‬
‫سورة المجادلة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ب الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ض َ‬ ‫غ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫و ً‬ ‫ق ْ‬ ‫وا َ‬ ‫ول ّ ْ‬‫ن تَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ت ََرى إ َِلى ال ّ ِ‬ ‫}أل َ ْ‬
‫عَلى‬ ‫ن َ‬ ‫فو َ‬ ‫حل ِ ُ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬‫وَل ِ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫عل َي ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ذاًبا‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫عدّ الل ّ ُ‬ ‫ن )‪ (14‬أ َ‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ذ ِ‬ ‫ال ْك َ ِ‬
‫ذوا‬‫خ ُ‬ ‫ن )‪ (15‬ات ّ َ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ساءَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫دا إ ِن ّ ُ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ب‬
‫ذا ٌ‬‫ع َ‬‫م َ‬ ‫فل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ ً‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫مان َ ُ‬ ‫أي ْ َ‬
‫وَلدُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫وَل أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫وال ُ ُ‬ ‫م َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬‫عن ْ ُ‬ ‫ي َ‬‫غن ِ ََ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫ن )‪ (16‬ل َ ْ‬ ‫هي ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫ها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ر ُ‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ولئ ِك أ ْ‬ ‫ه شي ْئا أ ْ‬ ‫ن الل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن {)‪(17‬‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} الم تر الى الذين ‪ {...‬القوم المغضوب عليهم ‪ :‬هم‬
‫اليهود } ما هم منكم ول منهم { ضميرهم للمنافقين‬
‫‪172‬‬
‫وضمير }منهم{ اليهود ‪ .‬والمعنى ‪ :‬ان هؤلء المنافقين‬
‫لتذبذبهم بين الكفر واليمان ليسوا منكم ول من اليهود‬
‫‪ }.‬ويحلفون على الكذب‪ { ...‬يحلفون لكم على الكذب‬
‫انهم منكم مؤمنون امثالكم ‪ ،‬وهم يعلمون انهم كاذبون‬
‫في حلفهم ‪ }.‬اعد الله لهم ‪ {...‬هيأ الله لهم عذابا‬
‫شديدا بعد استمرارهم على عملهم السيء ‪ }.‬اتخذوا‬
‫ايمانهم جنة ‪ {...‬اتخذوا ايمانهم سترة يدفعون بها عن‬
‫نفوسهم التهمة والظنة ‪ .‬كلما ظهر منهم امر يريب‬
‫المؤمنين ‪ ،‬فصرفوا انفسهم وغيرهم عن سبيل الله‬
‫وهو السلم ‪ ،‬فلهم – لجل ذلك‪ -‬عذاب مذل مخز‬
‫} ولن تغني عنهم‪ {...‬ان الذي دعاهم الى ماهم عليه‬
‫متاع الحياة الدنيا الذي هو الموال والولد لكنهم في‬
‫حاجة الى التخلص من عذاب خالد ليقضيها لهم الى لله‬
‫سبحانه فهم في فقر اليه ليغنيهم عنه اموالهم ول‬
‫اولدهم شيئا فليؤمنوا به وليعبدوه ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ها هو التاريخ يعيد نفسه فترى ان جميع مؤسسي‬
‫الحزاب الشيوعية والشتراكية والعلمانية واليبرالية‬
‫هم من المغضوب عليهم ومن الضالين فبعضهم يهودي‬
‫وبعضهم نصراني اما اتباعهم ممن يضنون انفسهم‬
‫مسلمون فهم اما ضالون بسبب جهلهم بحقيقة هذه‬
‫العقائد الباطلة او منافقون يحاولون ان يظهروا للناس‬
‫عكس ما يعتقدون ويقسمون لهم بانهم ليسوا ضد‬
‫السلم ولكنهم يصدون الناس عن سبيل الله فيروجون‬
‫للعمل بالقوانين الوضعية ويسفهوا العمل باحكام‬
‫شريعة السلم ويحاولوا ان يدلسوا على السلم ماهو‬
‫بريء منه ليقودوا الناس لسلمهم المسخ الذي يبرئ‬
‫منه الله ورسوله وأولئك اصحاب النار هم فيها خالدون‬
‫‪.‬‬
‫سورة المجادلة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫طان َ َ‬
‫م ِذك َْر الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ه ْ‬
‫سا ُ‬‫فأن َ‬ ‫شي ْ َ ُ‬‫م ال ّ‬
‫ه ْ‬‫ِ‬ ‫عل َي ْ‬
‫وذَ َ‬‫ح َ‬‫ست َ ْ‬
‫}ا ْ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ول َئ ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ه ْ‬
‫ن ُ‬ ‫شي ْطا ِ‬ ‫حْز َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن أل إ ِ ّ‬‫شي ْطا ِ‬ ‫حْز ُ‬‫ك ِ‬ ‫أ ْ‬

‫‪173‬‬
‫سول َ ُ‬
‫ه‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫دو َ‬ ‫حا ّ‬
‫ن يُ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ن )‪ (19‬إ ِ ّ‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ه َل َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن أَنا‬
‫غل ِب َ ّ‬ ‫ب الل ّ ُ‬‫ن )‪ (20‬ك َت َ َ‬ ‫في الذَّلي َ‬ ‫ك ِ‬‫ول َئ ِ َ‬‫أ ْ‬
‫زيٌز{ )‪(21‬‬ ‫ع ِ‬
‫ي َ‬ ‫و ّ‬‫ق ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫سِلي إ ِ ّ‬ ‫وُر ُ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} استحوذ عليهم الشيطان ‪ {...‬الستحواذ ‪ :‬الستيلء‬
‫والغلبة } ان الذين يحادون ‪ {...‬انما كانوا خاسرين‬
‫لنهم يحادون الله ورسوله بالمخالفة والمعاندة ‪،‬‬
‫والمحادون لله ورسوله في جملة الذلين من خلق الله‬
‫تعالى ‪ } .‬كتب الله لغلبن‪ {...‬الكتابة ‪ :‬هي القضاء منه‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫من هم الذين استحوذ عليهم الشيطان ؟ ومن هم حزب‬
‫الشيطان ؟ وكيف تعرفهم ؟ان الله سبحانه يبين لنا‬
‫ذلك بانهم الذين يحادون الله ورسوله بمخالفة احكام‬
‫القران الكريم وسنة الرسول )ص( وكان من عنادهم‬
‫إن ابتدعوا لهم عقيدة ضالة املتها عليهم اهوائم‬
‫ونفوسهم المارة بالسوء فاتخذوها حزبا يقوده‬
‫الشيطان ويحثون الناس على اتباع عقيدتهم التي‬
‫أسموها بالعلمانية والليبرالية وملة الكفر واحدة مهما‬
‫تعددت أسمائها ‪.‬‬
‫سورة المجادلة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ن‬
‫دو َ‬ ‫وا ّ‬ ‫ر يُ َ‬ ‫ِ‬ ‫خ‬‫وم ِ اْل ِ‬ ‫وال ْي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫و ً‬ ‫ق ْ‬ ‫جدُ َ‬ ‫}َل ت َ ِ‬
‫م‬
‫ه ْ‬ ‫و أ َب َْناءَ ُ‬ ‫مأ ْ‬
‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫كاُنوا آَباءَ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫حادّ الل ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫في قلوب ِ ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ولئ ِك كت َ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫شيَرت َ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫وان َ ُ‬ ‫خ َ‬ ‫و إِ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ري‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫خل ُ ُ‬ ‫وي ُدْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬‫ح ِ‬ ‫م ب ُِرو ٍ‬ ‫ه ْ‬ ‫وأ َي ّدَ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ما َ‬ ‫لي َ‬ ‫ا ِْ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫عن ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ها َر ِ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫هاُر َ‬ ‫ها اْلن ْ َ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫حْز َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه أَل إ ِ ّ‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫حْز ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫ول َئ ِ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ضوا َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫َ‬
‫ن {)‪(22‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ال ُ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ل تجد قوما يؤمنون ‪ {...‬نفي ) وجود( قوم على هذه‬
‫الصفة كناية عن اليمان الصادق بالله واليوم الخر‬
‫‪174‬‬
‫) ليشارك( موادة اهل المحادة والمعاندة من الكفار ‪}.‬‬
‫اولئك كتب في ‪ {...‬الشارة الى القوم بماذكر لهم من‬
‫الصفة } وايدهم بروح منه { وقواهم الله بروح من‬
‫عنده تعالى } اولئك حزب الله { تشريف لهؤلء‬
‫المخلصين في ايمانهم بانهم حزبه تعالى ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫يثبت لنا الله تعالى حقيقة عدم امكانية الجمع بين‬
‫اليمان بالله واليوم الخر ومودة الذين يخالفون‬
‫ويعادون الله ورسوله وهم في زماننا العلمانون‬
‫والليبراليون والشيوعيون والبعثيون فهؤلء قد وضعوا‬
‫لنفسهم عقيدة وقوانين تخالف كتاب الله وسنة‬
‫رسوله ورفضوا الللتزام بشريعة السلم وصدوا الناس‬
‫عن سبيل الله تعالى فاصبحت مودتهم خروج عن‬
‫اليمان بالله ويوم القيامة وهذا كفر صريح ليعدله‬
‫شيء حتى ولو كان مودة اقرب المقربين للنسان من‬
‫اعزائه وكما قال سبحانه } ان الكفر لظلم عظيم {‬
‫} ول تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار {ومن‬
‫كانت مودته حرام على المؤمنين فان لنتماء اليه اكثر‬
‫حرمة بل شك وقد اراد الله تعالى ان يجعل هؤلء‬
‫المشركون بطاعة الله منبوذون من المجتمع السلمي‬
‫لكي ليسري انحرافهم وضللهم الى الجهلة وضعاف‬
‫اليمان في المجتمع ‪.‬‬
‫سورة الحشر‬
‫بسم الله الرحمن لرحيم‬
‫}ذَل ِ َ َ‬
‫شاقّ الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫ن يُ َ‬
‫م ْ‬
‫و َ‬ ‫سول َ ُ‬
‫ه َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫شا ّ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬
‫ك ب ِأن ّ ُ‬
‫ب{ )‪(4‬‬ ‫قا ِ‬ ‫ديدُ ال ْ ِ‬
‫ع َ‬ ‫ش ِ‬‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫َ‬
‫فإ ِ ّ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ذلك بانهم شاقوا ‪ {...‬المشاقة ‪ :‬المخالفة بالعناد ‪،‬‬
‫والشارة بذلك الى ما ذكر من اخراجهم واستحقاقهم‬
‫العذاب ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫هنا نجد حكم صريح عام بان الذي يخالف ويعاند الله‬
‫تعالى فله شديد العقاب الذي ليعلمه الى الله سبحانه‬

‫‪175‬‬
‫وهذه الحالة تنطبق حاليا على العقائد المعادية للسلم‬
‫مثل العلمانية والليبرالية واذنابها من الشيوعية‬
‫والبعثية وغيرها من احزاب الشيطان فهم يرفضون‬
‫تفعيل وتطبيق احكام الشريعة السلمية في القضاء‬
‫ويرفضون ان تكون البنوك ل ربوية ويرفضون ان تكون‬
‫قوانين الحوال الشخصية مطابقة للقران الكريم وسنة‬
‫نبينا )ص( ويرفضون تحريم الخمور والغناء والباحية‬
‫والسفور فاي شقاق لله تعالى ورسوله اكثر من‬
‫ذلك ؟!‬
‫سورة الممتحنة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫وك ُ ْ‬
‫م‬ ‫عدُ ّ‬ ‫و َ‬‫وي َ‬ ‫عدُ ّ‬ ‫ذوا َ‬ ‫خ ُ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫} َيا أي ّ َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫فُروا ب ِ َ‬ ‫قدْ ك َ َ‬ ‫و َ‬‫ة َ‬ ‫ودّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن إ ِل َي ْ‬ ‫قو َ‬ ‫ول َِياءَ ت ُل ْ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ل وإياك ُ َ‬
‫ن‬‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫سو َ َ ِ ّ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫جو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬‫ق يُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫في‬ ‫هادا ً ِ‬ ‫ج َ‬‫م ِ‬ ‫جت ُ ْ‬ ‫خَر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ه َرب ّك ُ ْ‬ ‫مُنوا ِبالل ّ ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫تُ ْ‬
‫ة‬
‫ودّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫سّرو َ َ‬
‫ن إ ِلي ْ ِ‬ ‫ضاِتي ت ُ ِ‬ ‫مْر َ‬ ‫غاءَ َ‬ ‫واب ْت ِ َ‬‫سِبيِلي َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عل ُ‬ ‫ف َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫علن ْت ُ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫في ْت ُ ْ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫م بِ َ‬ ‫عل ُ‬ ‫وأَنا أ ْ‬ ‫َ‬
‫ل{ )‪(1‬‬ ‫سِبي ِ‬ ‫واءَ ال ّ‬ ‫س َ‬‫ضل َ‬ ‫ّ‬ ‫م فقدْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫من ْك ْ‬ ‫ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} ياايها الذين امنوا ‪ { ...‬سياق اليات يدل على ان‬
‫بعض المؤمنين من المهاجرين ‪ ،‬كانوا يسرون المودة‬
‫الى المشركين بمكة ليحموا بذلك من بقي من ارحامهم‬
‫واولدهم ‪ ،‬فنزلت اليات ونهاهم الله عن ذلك ‪ } .‬وقد‬
‫كفروا بما جاءكم من الحق { هو الدين الحق الذي‬
‫يصفه كتاب الله ويدعوا اليه النبي )ص(‬
‫} يخرجون الرسول واياكم ‪ {...‬اضطرارهم الرسول‬
‫والؤمنين الى الخروج من مكة والمهاجرة الى المدينة‬
‫} ان كنتم خرجتم جهادا { ل تتخذوا عدوي وعدوكم‬
‫اولياء ان كنتم هاجرتم للمجاهدة في سبيلي ولطلب‬
‫رضاي ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬

‫‪176‬‬
‫هناك تشابه كبير بين اعداء الله تعالى وجاهليتهم في‬
‫زمن الرسول )ص( وبين اعداء الله تعالى العلمانيون‬
‫والليبراليون وضللهم فكلهما يصد الناس عن سبيل‬
‫الله فالجاهليون اتبعوا اهوائهم ومصالحهم وكبرائهم‬
‫والعلمانيون والليبراليون اتبعوا ما ابتدعوه من عقائد‬
‫باطلة واهواء واوهام ظنوا انها افضل من شريعة‬
‫السلم لقيادة النسان في هذا العصر وان كان‬
‫الجاهليون قد اخرجوا المؤمنين من مكة فلقد اضطهد‬
‫العلمانيون والليبراليون المسلمين حتى هاجروا من‬
‫بلدهم كما حصل في كثير من البلدان الشيوعية‬
‫والبعثية وغيرها اما من ناحية الولية فكما ان الله‬
‫تعالى ينهى عن موالة الكفار فهو ايضا ينهى ان نتخذ‬
‫اليهود والنصارى اولياء لنا والحال ان جميع مؤسسي‬
‫الحزاب العلمانية والليبرالية والشيوعية والبعثية هم‬
‫من اليهود والنصارى وهذا نتاج فكرهم الفلج فل يحل‬
‫للمسلم اتباعه نخلص مما تقدم انه ل يجوز ان نتخذ‬
‫العلمانيين والليبراليين وامثالهم اولياء للمسلمين ول‬
‫يجوز ان نلقي اليهم بالمودة ومن بفعل ذلك فقد ضل‬
‫سواء السبيل ‪.‬‬
‫سورة الممتحنة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬
‫ب الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ض َ‬ ‫غ ِ‬‫وما ً َ‬ ‫ق ْ‬‫وا َ‬‫ول ّ ْ‬
‫مُنوا ل ت َت َ َ‬
‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫فاُر ِ‬ ‫س ال ْك ُ ّ‬‫ما ي َئ ِ َ‬‫ة كَ َ‬‫خَر ِ‬ ‫ن اْل ِ‬ ‫م َ‬
‫سوا ِ‬ ‫قدْ ي َئ ِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ َ‬
‫علي ْ ِ‬
‫ر{ )‪(13‬‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫قُبو ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫أ ْ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} يأيها الذين امنوا ‪ {....‬المراد بهم اليهود المغضوب‬
‫عليهم ‪ } .‬يئسوا من الخرة كما يئس ‪ {...‬بيان‬
‫لشقائهم الخالد وهلكهم المؤبد ليحذر المؤمنون من‬
‫موالتهم وموادتهم والختلط بهم ‪ .‬والمعنى ‪ :‬قد يئس‬
‫اليهود من ثواب الخرة كما يئس منكروا البعث من‬
‫الموتى المدفونين في القبور ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬

‫‪177‬‬
‫لنتسائل عن سبب غضب الله تعالى على اليهود ؟‬
‫وسوف نجد الجواب في ايات القران الكريم فهم‬
‫تمردوا على شريعة الله التي جاء بها موسى ولعبادتهم‬
‫العجل ولتخاذهم رهبانهم اربابا لهم ولقتلهم النبياء‬
‫ولكلهم الربا وتحريف التوراة ولو تاملنا مليا لوجدنا ان‬
‫امثال تلك المنكرات تقترفها العلمانية واليبرالية في‬
‫هذا الزمان فهم تمردوا على تطبيق شريعة السلم‬
‫على كل نواحي الحياة وعبدوا الحياة الدنيا وجعلوا فيها‬
‫عملهم وجزائهم واتخذوا مؤسسي احزابهم اربابا لهم‬
‫لنهم اطاعوهم بما فيه معصية الله تعالى وقتلوا علماء‬
‫الدين الذين ليقرون افعالهم المعادية للسلم‬
‫وتعاملهم بواسطة البنوك الربوية وتدليس افكارهم‬
‫وعقائدهم الفاسدة بدعوى انها لتنافي احكام السلم‬
‫ليضللوا الجهلة وضعاف اليمان ولقد يئسوا من الخرة‬
‫كما يئس الكفار من اصحاب القبور فهل يحل لمسلم‬
‫ان يتبعهم ويتولهم ؟‬
‫سورة الصف‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م‬
‫مت ِ ّ‬ ‫والل ّ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫ه ِ‬
‫وا ِ‬ ‫ه ب ِأ َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫فُئوا ُنوَر الل ّ ِ‬ ‫ن ل ِي ُطْ ِ‬‫دو َ‬ ‫ري ُ‬‫}ي ُ ِ‬
‫ن{ )‪(8‬‬ ‫فُرو َ‬ ‫رهَ ال ْ َ‬
‫كا ِ‬ ‫و كَ ِ‬ ‫ول َ ْ‬
‫ه َ‬‫ر ِ‬‫ُنو ِ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} يريدون ليطفئوا نور ‪ {...‬كناية عن انهم زعموا ان‬
‫نور الله وهو دينه نور ضعيف كنور الشمعة يطفأ بادنى‬
‫نفخة فرموه بالسحر وانقطاع نسبته الى الله تعالى ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫لقد خاب سعي الجاهلية الولى في اطفاء نور الله‬
‫وصدق الله تعالى حيث وصلنا نور الله تعالى بوصول‬
‫شريعة السلم الان الجاهلية الحديثة لم تيئس ولم‬
‫تؤمن بحتمية تمام نور الله تعالى فل زال العلمانيين‬
‫واليبراليين يصدون الناس عن سبيل الله سبحانه‬
‫فسخروا الكتب والمجلت والراديوا والتلفزيون وبثوا‬
‫من خللها سمومهم وشكوكهم واضاليلهم واباحيتهم‬
‫ولهوهم واهوائهم حتى لوثوا بها المكاتب والمدارس‬

‫‪178‬‬
‫والبيوت وان كانوا قد نجحوا في تضليل ضعاف العقول‬
‫وبعض المنحلين ال انهم قد فشلوا في كبح انتشار‬
‫السلم ورسوخه في اعماق المؤمنين‬
‫سورة الجمعة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ل‬ ‫ها ك َ َ‬
‫مث َ ِ‬ ‫مُلو َ‬ ‫ح ِ‬‫م يَ ْ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫مُلوا الت ّ ْ‬
‫وَراةَ ث ُ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬‫مث َ ُ‬‫} َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫وم ِ ال ّ ِ‬ ‫ق ْ‬‫ل ال ْ َ‬ ‫مث َ ُ‬‫س َ‬ ‫فارا ً ب ِئ ْ َ‬‫س َ‬‫لأ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬‫ر يَ ْ‬ ‫ما ِ‬‫ح َ‬‫ال ْ ِ‬
‫ن{‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫م ال ّ‬ ‫و َ‬‫ق ْ‬‫دي ال ْ َ‬ ‫ه ِ‬
‫ه ل يَ ْ‬ ‫والل ّ ُ‬‫ه َ‬‫ت الل ّ ِ‬ ‫ك َذُّبوا ِبآيا ِ‬
‫)‪(5‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} مثل الذين حملوا ‪ {...‬المراد بالذين حملوا التوراة ثم‬
‫لم يحملوها ‪ :‬اليهود الذين انزل الله التوراة على‬
‫رسولهم موسى )ع( فعلمهم مافيها من المعارف‬
‫والشرائع فتركوها ولم يعملوا بها ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫نجد في هذه الية الكريمة تشابه بين عمل بني‬
‫اسرائيل الذين جاءتهم التوراة ولم يعملوا بها وبين‬
‫زماننا حيث وصل القران الكريم الى العلمانيين‬
‫واليبراليين فرفضوا العمل به وفضلوا عليه اتباع‬
‫اهوائهم وهذا ظلم فكلهما مثل الحمار يحمل على‬
‫ظهره انفس الكتب ولكنه ليعلم قيمتها وليعمل بها ‪.‬‬
‫سورة المنافقين‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫سو ُ‬
‫ل‬ ‫ك لَر ُ‬ ‫َ‬ ‫هدُ إ ِن ّ َ‬ ‫ش َ‬ ‫قاُلوا ن َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫جاءَ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫}إ ِ َ‬
‫ن‬ ‫هدُ إ ِ ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ك ل ََر ُ‬ ‫م إ ِن ّ َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫َ‬ ‫ن لَ َ‬
‫ة‬
‫جن ّ ً‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫مان َ ُ‬ ‫ذوا أي ْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن )‪ (1‬ات ّ َ‬ ‫كاِذُبو َ‬ ‫قي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫مُلو َ‬
‫ن‬ ‫ع َ‬‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ساءَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه إ ِن ّ ُ‬‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫عَلى‬ ‫َ‬
‫ع َ‬ ‫فطُب ِ َ‬ ‫فُروا َ‬ ‫م كَ َ‬ ‫مُنوا ث ُ ّ‬ ‫مآ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ك ب ِأن ّ ُ‬ ‫)‪ (2‬ذَل ِ َ‬
‫ك‬‫جب ُ َ‬ ‫َ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫م ل يَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ُ ُ‬
‫ع ِ‬‫م تُ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ذا َرأي ْت َ ُ‬ ‫ن )‪َ (3‬‬ ‫هو َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫قلوب ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫م ك َأن ّ ُ‬ ‫ه ْ‬‫ول ِ ِ‬‫ق ْ‬ ‫ع لِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫قوُلوا ت َ ْ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫م ُ‬ ‫سا ُ‬ ‫ج َ‬ ‫أ ْ‬

‫‪179‬‬
‫م‬
‫ه ُ‬
‫م ُ‬‫ه ْ‬ ‫ة َ َ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫خ ُ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫ح ٍ‬
‫صي ْ َ‬
‫ل َ‬
‫َ‬
‫سُبو َ‬ ‫ح َ‬‫سن ّدَةٌ ي َ ْ‬
‫م َ‬‫ب ُ‬‫ش ٌ‬ ‫ُ‬
‫ن{ )‪(4‬‬‫كو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ؤ َ‬
‫ه أّنى ي ُ ْ‬ ‫ّ‬
‫م الل ُ‬‫ه ُ‬ ‫َ‬
‫قات َل ُ‬‫م َ‬ ‫حذَْر ُ‬
‫ه ْ‬ ‫و َ‬
‫فا ْ‬ ‫عدُ ّ‬ ‫ْ‬
‫ال َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}اذا جاءك المنافقون ‪ { ...‬حكاية لظهارهم اليمان‬
‫بالشهادة على الرسالة } والله يعلم انك لرسوله {‬
‫تثبيت منه تعالى لرسالته )ص( ليكون قرينه مصرحة‬
‫بانهم كاذبون من حيث عدم اعتقادهم بما يقولون‪.‬‬
‫}اتخذوا ايمانهم جنة ‪ {...‬اتخذوا ايمانهم الكاذبة التي‬
‫يحلفون وقاية لنفسهم فاعرضوا عن سبيل الله ودينه‬
‫او صرفوا العامة من الناس عن دين الله بما‬
‫يستطيعونه من الصرف بتقليب المور وافساد‬
‫العزائم ‪.‬‬
‫} ذلك بانهم امنوا ‪ {...‬اظهارهم للشهادتين ‪ :‬اعم من‬
‫ان يكون عن ظهر قلب او بظاهر من القول ثم كفرهم‬
‫بأتيان اعمال تستصحب الكفر ‪ ،‬كالستهزاء بالدين ورد‬
‫بعض الحكام } واذا رايتهم تعجبك ‪ { ...‬والمراد انهم‬
‫على صباحة من المنظر وتناسب من العضاء اذا راهم‬
‫الرائي اعجبته اجسامهم وفصاحة وبلغة من القول اذا‬
‫سمع السامع كلمهم مال إلى الصغاء إلى قولهم‬
‫}كانهم خشب مسندة{ ذم لهم بحسب باطنهم‬
‫} يحسبون كل صيحة عليهم { أنهم لبطانهم الكفر‬
‫وكتمانهم ذلك من المؤمنين ‪ ،‬يعيشون على خوف‬
‫ووجل ووحشة يخافون افتضاح أمرهم واطلع الناس‬
‫على باطنهم ويظنون ان كل صيحة سمعوها فهي كائنة‬
‫عليهم وإنهم المقصودون بها }هم العدو فاحذرهم{‬
‫هم كاملون في العداوة بالغون فيها فان اعدى اعدائك‬
‫من يعاديك وانت تحسبه صديقك ‪} .‬قاتلهم الله انى‬
‫يؤفكون{ دعاء عليهم بالقتل وهو اشد شدائد الدنيا‬
‫}انى يؤفكون{ مسوق للتعجب أي كيف يصرفون عن‬
‫الحق ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫رغم تقادم الزمن بين نزول القران وعصرنا الن فان‬
‫ايات الله تعالى عن المنافقين تصدق على العلمانيين‬
‫والليبراليين فهم ل يكفرون بالسلم علنا لنهم‬
‫‪180‬‬
‫يخافون ان يرفضهم المجتمع السلمي كما رفض‬
‫الشيوعيين لتصريحهم بذلك وهم بقولهم هذا كاذبون‬
‫وهم يقسمون على أيمانهم ليركن أليهم الناس‬
‫فيصدوهم عن سبيل الله تعالى بطريقة شيطانية‬
‫ملتوية تنطلي على البسطاء الغير ثابتين على العقيدة‬
‫السلمية ‪.‬ثم ان هؤلء العلمانيين والليبراليين كانوا‬
‫مسلمين بالوراثة من أبائهم ال أنهم انصرفوا عن‬
‫السلم بإرادتهم لجهلهم بعظمة الشريعة السلمية او‬
‫لخبث نواياهم وفضلوا عليها أهواء العلمانية وانفلت‬
‫الليبرالية وتمردوا على طاعة الله وطعنوا في‬
‫شريعته ‪ .‬وأكثرهم ممن يظنون أنهم مثقفون‬
‫ومنفتحون ومتحررون تعجبك هيئتهم ومعسول كلمهم‬
‫المنمق المزوق بالشعارات الطنانة يحسبه الضمئان ماء‬
‫وما هو السراب يجر الناس إلى الخراب ‪ .‬ولقد حذرنا‬
‫الله تعال منهم لنهم هم العدو المخفي لعداوته فيغتر‬
‫به الناس فيحرفهم عن الحق إلى الباطل قاتلهم الله‬
‫سبحانه‪.‬‬
‫سورة التغابن‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫}وأ َطيعوا الل ّه َ‬
‫ول ّي ْت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ن تَ َ‬ ‫ل َ‬
‫فإ ِ ْ‬ ‫سو َ‬ ‫عوا الّر ُ‬ ‫طي ُ‬‫وأ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِ ُ‬
‫ن{ )‪(12‬‬ ‫مِبي ُ‬‫غ ال ْ ُ‬
‫سول َِنا ال َْبل ُ‬‫عَلى َر ُ‬‫ما َ‬ ‫َ‬
‫فإ ِن ّ َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫} وأطيعوا الله وأطيعوا ‪ {...‬المراد باطاعه الله تعالى‬
‫النقياد له فيما شرعه لهم من شرائع الدين والمراد‬
‫بإطاعة الرسول النقياد له وامتثال ما يأمر به بحسب‬
‫وليته للمة على ما جعلها الله له ‪} .‬فان توليتم فإنما‬
‫على ‪ {...‬فان أعرضتم عن طاعة الله فيما شرع من‬
‫الدين أو عن أطاعة الرسول فيما أمركم به بما انه ولي‬
‫أمركم فلم يكرهكم رسولنا على الطاعة ‪ ،‬فانه لم يأمر‬
‫بذلك وإنما أمر بالتبليغ وقد بلغ ‪.‬‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ان عدم طاعة الله تعالى بعدم الحكم بآيات القران‬
‫الكريم وعدم طاعة الرسول )ص( في عدم العمل‬

‫‪181‬‬
‫بسنته مؤكدة في تطبيقات العلمانيين والليبراليين‬
‫لنها ببساطة هي هدف عقائدهم المنحرفة فهم قد‬
‫استبدلوهم بقوانينهم الوضعية وإباحيتهم الحيوانية‬
‫التي ل مجال فيها للحرام او للحياء فهم منفتحون على‬
‫أهوائهم ونزواتهم وأطماعهم منفلتون من كل دين او‬
‫عرف او تقاليد فكل شيء لديهم مباح أذا اتفقوا عليه‬
‫وقننوه لنفسهم ‪.‬‬
‫سورة الجن‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫َ‬ ‫} َ‬
‫سل َ َ‬
‫م‬ ‫نأ ْ‬‫م ْ‬ ‫ن َ‬
‫ف َ‬ ‫طو َ‬‫س ُ‬ ‫قا ِ‬‫مّنا ال ْ َ‬
‫و ِ‬
‫ن َ‬
‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫مّنا ال ْ ُ‬ ‫وأّنا ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ما ال َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫وا َر َ‬ ‫فُأولئ ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سطو َ‬ ‫قا ِ‬ ‫وأ ّ‬ ‫شدا )‪َ (14‬‬ ‫حّر ْ‬ ‫ك تَ َ‬
‫طبًا{ )‪(15‬‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬‫هن ّ َ‬ ‫ج َ‬‫كاُنوا ل ِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}وانأ منا المسلمون ‪ {...‬معشر الجن منقسمون إلى‬
‫من يسلم لمر الله مطيعين له والى من يعدل عن‬
‫التسليم لمر الله وهو الحق ‪} .‬فمن اسلم فأولئك‬
‫تحروا رشدا { فالذين اسلموا فأولئك قصدوا إصابة‬
‫الواقع والظفر بالحق ‪.‬‬
‫}وأما القاسطون‪ {...‬فيعذبون بتسعرهم واشتعالهم‬
‫بأنفسهم كالقاسطين من النس‪.‬‬

‫المصداق الحالي ‪:‬‬


‫بما ان القاسطون هم الذين يعدلون عن التسليم لمر‬
‫الله تعالى فان العلمانيون والليبراليون قد عدلوا عن‬
‫التسليم لشريعة السلم إلى عقائدهم الفاسدة فهم‬
‫قاسطون عن دين الله تعالى وسوف يكونون لجهنم‬
‫حطبا ‪ .‬ان شاء الله تعالى ‪.‬‬
‫سورة المدثر‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪182‬‬
‫عودًا{‬ ‫ُ‬
‫ص ُ‬
‫ه َ‬ ‫ه ُ‬
‫ق ُ‬ ‫سأْر ِ‬‫عِنيدا ً )‪َ (16‬‬
‫ن ِلياتَنا َ‬ ‫ه َ‬
‫كا َ‬ ‫}ك َّل إ ِن ّ ُ‬
‫)‪(17‬‬
‫التفسير ‪:‬‬
‫}عنيدا{ معاندا جاحدا }سارهقه صعودا{‬
‫المصداق الحالي ‪:‬‬
‫ل يختلف اثنان على ان العلمانيين والليبراليين يعاندون‬
‫في تطبيق آيات القرآن الكريم ويجحدون أفضليتها في‬
‫التباع على كل ما ابتدعه النسان من قوانين وعقائد‬
‫تفتقر إلى عدل و حكمه و شمول آيات القران الكريم‬
‫وسوف يدفعون ثمن عنادهم هذا عندما يعذبهم الله‬
‫تعالى ‪.‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫ن‬
‫م ّ‬ ‫حّتى ي ُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫كا ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫حوا ال ْ ُ‬ ‫وَل َتنك ِ ُ‬ ‫} َ‬
‫وَل َ‬
‫ول َ ْ‬
‫و‬ ‫ة َ‬ ‫رك َ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫خ‬‫َ‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ؤ‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أَ‬
‫كي َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫حوا‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫تن‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ك‬‫ْ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫عب ْدٌ ُ‬ ‫ول َ َ‬ ‫مُنوا َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫حّتى ي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ول َئ ِ َ‬ ‫ع ج بك ُ ُ‬ ‫شر ك و ل َ َ‬
‫ن‬‫عو َ‬ ‫ك ي َدْ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫وأ ْ َ َ ْ‬ ‫م ْ ِ ٍ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ة‬
‫جن ّ ِ‬‫عو إ َِلى ال ْ َ‬ ‫ه ي َدْ ُ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫ر َ‬ ‫إ َِلى الّنا ِ‬
‫س‬
‫ه ِللّنا ِ‬ ‫ن آَيات ِ ِ‬ ‫وي ُب َي ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ة ب ِإ ِذْن ِ ِ‬ ‫فَر ِ‬ ‫غ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫َ‬

‫‪183‬‬
‫سورة‬ ‫م ي َت َذَك ُّرو َ‬
‫ن{ )‪(221‬‬ ‫عل ّ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫لَ َ‬
‫البقرة‬

‫قال رسول الله )ص(‬


‫)) اذا اتاكم من ترتضون دينه‬
‫وخلقه فزوجوه ‪((...‬‬

‫الحمد لله رب العالمين‬


‫الفهرست‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الصفح‬ ‫العنوان‬ ‫الصف‬ ‫العنوان‬
‫ة‬ ‫حة‬
‫‪180‬‬ ‫القلم‬ ‫‪116‬‬ ‫النور‬ ‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪181‬‬ ‫الحديد‬ ‫‪122‬‬ ‫الفرقان‬ ‫‪2‬‬ ‫تعاريف‬
‫‪184‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪123‬‬ ‫النمل‬ ‫‪3‬‬ ‫ايات‬
‫منتخبة‬
‫‪189‬‬ ‫الحشر‬ ‫‪124‬‬ ‫القصص‬ ‫‪7‬‬ ‫الفاتحة‬
‫‪190‬‬ ‫الممتحنة‬ ‫‪128‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪8‬‬ ‫البقرة‬
‫‪192‬‬ ‫الصف‬ ‫‪133‬‬ ‫الروم‬ ‫‪17‬‬ ‫ال عمران‬
‫‪193‬‬ ‫الجمعة‬ ‫‪139‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪23‬‬ ‫النساء‬
‫‪193‬‬ ‫المنافقين‬ ‫‪140‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪36‬‬ ‫المائدة‬
‫‪195‬‬ ‫التغابن‬ ‫‪141‬‬ ‫الحزاب‬ ‫‪49‬‬ ‫النعام‬
‫‪196‬‬ ‫الجن‬ ‫‪146‬‬ ‫سبأ‬ ‫‪61‬‬ ‫العراف‬
‫‪197‬‬ ‫المدثر‬ ‫‪150‬‬ ‫يس‬ ‫‪77‬‬ ‫النفال‬
‫‪198‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪152‬‬ ‫ص‬ ‫‪81‬‬ ‫التوبة‬
‫‪99976‬‬ ‫‪322111‬‬ ‫‪153‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪86‬‬ ‫يونس‬
‫‪65‬‬
‫‪157‬‬ ‫غافر‬ ‫‪91‬‬ ‫هود‬

‫‪184‬‬
‫‪161‬‬ ‫فصلت‬ ‫‪93‬‬ ‫الرعد‬
‫‪163‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪97‬‬ ‫ابراهيم‬
‫‪167‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪100‬‬ ‫النحل‬
‫‪168‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪104‬‬ ‫السراء‬
‫‪169‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪105‬‬ ‫الكهف‬
‫‪173‬‬ ‫الحقاف‬ ‫‪108‬‬ ‫طه‬
‫‪175‬‬ ‫محمد‬ ‫‪111‬‬ ‫النبياء‬
‫‪179‬‬ ‫الفتح‬ ‫‪112‬‬ ‫الحج‬
‫‪180‬‬ ‫ق‬ ‫‪115‬‬ ‫المؤمنون‬

‫‪185‬‬

You might also like