الإبداع يخنق الأزمات

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫‪www.aldawah.

net‬‬ ‫شبكة الدعوة السلمية‬

‫أزماتنا ‪ ...‬كيف نديرها؟‬


‫البداع يخنق الزمات‬
‫رؤية جديدة في إدارة الزمات‬

‫المؤلف‪ :‬عبد الله بن عبد الرحمن البريدي‪.‬‬


‫دار النشر‪ :‬بيت الفكار الدولية‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫عدد الصفحات‪ 178 :‬من القطع المتوسط‪.‬‬
‫مدخل‪:‬‬
‫كانت الحياة ـ ول تـزال ـ تعصف بهـا ألوان من المشاكل‪ ،‬وأشكال من الزمات‪ ،‬وكان‬
‫النسان ول يـزال يقاوم أحداثها‪ ،‬وينازل أطرافها‪ ،‬ويكابد نتائجها‪ ،‬يستمر تارة‪ ،‬وينقطع‬
‫تارة‪ ،‬يبلغ به ذكاؤه إلى أهدافه حينًا‪ ،‬ويقصر به حينًا‪ ،‬ينجح مرة‪ ،‬ويخفق أخرى‪.‬‬
‫وأخذت الزمات تتنوع في مجالتهـا‪ ،‬وتشتد في خطرها‪ ،‬فجعل النسان يستفيد مــن‬
‫تجــاربه ‪ -‬الناجحة والمخفقة على السواء ‪ -‬وأخذ يصهر ركام خبراته بالنقد البناء‪ ،‬ثم‬
‫تلقف بعد ذلك اللبنات الصالحة الباقية فشّيد بها بناءا ً علميا ً تراكمت أجزاؤه عبر البحاث‬
‫العلمية الرصينة والخبرات الحياتية الرائدة‪ ،‬فعل بناؤه في فضاء المعرفة النسانية‪،‬‬
‫طلح على تسميته بـ "إدارة الزمات"‪.‬‬ ‫واص ُ‬
‫وب ُِلغة ميسرة وأسلوب رصين يهدف المؤلف بكتابته في هذا الموضوع الذي نحن بصدده‬
‫الن إلى محاولة إكساب القارئ منهجية إدارة الزمات من خلل الجابة على سؤالين‬
‫رئيسين هما‪:‬‬
‫‪ - 1‬كيف ندير الزمات التي تواجهنا بشكل مباشر في مختلف مناحي حياتنا‪ :‬في شركتنا‪،‬‬
‫منظمتنا‪ ،‬جامعاتنا‪ ،‬منطقتنا‪ ،‬بيتنا؟‬
‫‪ - 2‬كيف نحّلل الزمات التي ل تواجهنا مباشرة ول نشارك في إدارتها‪ ،‬ولكن نتائجها ته ّ‬
‫منا‬
‫وتؤثر علينا في أشكالها القتصادية‪ ،‬والجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والدينية‪ ،‬والسياسية‪.‬‬
‫وبعد هذه المقدمة السريعة‪ ،‬ومن أجل الفادة من بعض أجزاء الكتاب‪ ،‬يمكنني الولوج‬
‫إلى الموضوع عبر تلخيص بعض النقاط محافظا ً في أكثر المواطن وبشكل كبير على‬
‫أسلوب المؤلف المتميز "مع الشارة إلى الموطن الذي أنقل منه بين قوسين"‪:‬‬
‫بعد تجوال في إشكالية التعريف ينتهي المؤلف إلى تعريف مختار للزمة قائ ً‬
‫ل‪:‬‬
‫"الزمة هي فترة حرجة أو حالة غير مستقرة يترتب عليها حدوث نتيجة مؤثرة‪ ،‬وتنطوي‬
‫في الغلــب علــى أحـــداث ســريعة وتهــديـد للقيــم أو للهداف التي يؤمن بها من‬
‫يتأثر بالزمة"‪.‬‬
‫ثم يعرج المؤلف على أنواع الزمات‪:‬‬
‫فيبين أن تصنيف الزمات وتقسيمها يفيدنا في تعميق التفكير في الزمة ويلفت النتباه‬
‫إلى بعض القضايا الهامة‪ ،‬كأن يقال‪ :‬هذه أزمة شاملة‪ ،‬أزمة جزئية‪ ،‬أزمة عنيفة‪ ،‬هادئة‬
‫ونحوها‪ ،‬كما يفيدنا هذا التصنيف في توحيد المفاهيم والمصطلحات عندما نفكر أو نتناقش‬
‫في أزمة معينة‪ ،‬أما في حالة غياب مثل ذلك التوحيد‪ ،‬فسيكون التفكير الجماعي والنقاش‬
‫حينذاك كمن يتكلمون بلغات مختلفة غير مفهومة‪ ،‬ومن ثم سيظفر أولئك المتناقشون بـ‬
‫"ل شيء"!!‬
‫وبعد أن يستعرض المؤلف "دور حياة الزمة" التي يشبهها بالكائن الحي في ولدته ونموه‬
‫وفتوته ثم ضعفه واضمحلله‪ ،‬ينتقل بنا في الفصل الثاني إلى معالجة مصطلحين‬
‫مرتبطين بالزمات وهما‪:‬‬
‫‪www.aldawah.net‬‬ ‫شبكة الدعوة السلمية‬

‫إدارة الزمات أم الدارة بالزمات؟‬


‫ثمة فرق بين هذين المصطلحين يمكن توضيحه عبر التعريف بهما‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫فإدارة الزمات ‪ Crisis Management‬بعبارة يسيرة هي‪ :‬معالجة الزمة على نحو يمكن من‬
‫تحقيق أكبر قدر ممكن من الهداف المنشودة والنتائج الجيدة‪.‬‬
‫من يدير الزمة‪ :‬مدير أم فريق الزمة؟‬
‫والزمة يجب أل تدار فقط مــن خلل المدير الخــارق "السوبرمـــان"‪ ،‬وإنما من خلل‬
‫فريق خاص ‪ُُ Task Force‬يختار أعضاؤه بعناية فائقة‪ ،‬ليتم بعد ذلك تدريبهم ورفع‬
‫مستوياتهم وإكسابهم المهارات اللزمة لدارة الزمة‪.‬‬
‫من هو مدير الزمة الفعال؟‬
‫ومع ضرورة إدارة الزمة من خلل فريق متكامل‪ ،‬إل أن مدير الزمة بذاته يكتسب أهمية‬
‫خاصة‪ ،‬ويلزم اتصافه بصفات معينة من أهمها أنه ينبغي أن يكون‪:‬‬
‫‪ -‬قوي اليمان بقضية الزمة‪ ،‬شديد التحمل‪ ،‬ماضي الرادة‪.‬‬
‫‪ -‬يمتلك القدرة على التفكير البداعي‪.‬‬
‫‪ -‬يتسم بالمهارات القيادية في إدارة فريق الزمة‪ ،‬وفي التصال مع كافة الطراف ذات‬
‫الصلة بالزمة بما في ذلك الطرف الخر "أو الخصم"‪.‬‬
‫أما الدارة بالزمات ‪ Management by Crisis‬فمصطلح يشير إلى‪" :‬افتعال أزمة من أجل‬
‫تحقيق هدف معين"‪.‬‬
‫ومن هذين التعريفين ندرك أنه في "الزمات المفتعلة" يستخدم مفتعل الزمة "الدارة‬
‫بالزمات" في حين أن الطرف الخر يلجأ إلى "إدارة الزمات"‪ ،‬وهذا ل يعني أن جميع‬
‫الزمات مفتعلة من قبل أحد أطراف الزمة؛ بل قد تكون الزمة حدثت من جراء عوامل‬
‫خارجة عن سيطرة ونطاق طرفي الزمة‪ ،‬ومن ثم يلجأ كلهما إلى "إدارة الزمات"‪.‬‬
‫وفي الفصل الثالث يدخل بنا المؤلف إلى صلب الموضوع الهام والذي عنون به الكتاب‬
‫"البداع يخنق الزمات" كيف ندير أزماتنا؟‬
‫إنه يصل بنا إلى كيفية إدارة الزمات‪ ،‬والتي يقرر أنها ليست أكثر من أن تكون لونا ً من‬
‫ألوان التفكير البداعي الذي‪:‬‬
‫\ يتفهم طبيعة الزمة وإفرازاتها‪ ،‬ويدرك أنواعها ودورة حياتها‪.‬‬
‫\ يتعرف على استراتيجيات التعامل معها وكيفية رسم سيناريوهاتها‪.‬‬
‫\ ويستبطن الوصايا المرعية في إدارة الزمات‪.‬‬
‫إذا ً فإدارة الزمات ‪ -‬في رأي المؤلف ‪ -‬تفكير إبداعي واٍع‪ ،‬ومن ثم يجب التعرف على هذا‬
‫اللون من التفكير‪ ،‬ونرى الكتفاء بتلخيص أبرز النقاط المتعلقة بهذا اللون من التفكير‪،‬‬
‫وذلك كما يلي‪:‬‬
‫التفكير البداعي هو‪" :‬عملية ذهنية مصحوبة بتوتر وانفعال صادق ينظم بها العقل خبرات‬
‫النسان ومعلوماته بطريقة خلقة تمكنه من الوصول إلى جديد مفيد"‪.‬‬
‫ويتميز المبدع بمزايا عقلية ونفسية كثيرة‪ ،‬من أبرزها‪:‬‬
‫الخصائص العقلية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الحساسية في تلمس المشكلت‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الطلقة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬المرونة‪.‬‬
‫د ‪ -‬الصالة‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬الذكاء‪.‬‬
‫‪www.aldawah.net‬‬ ‫شبكة الدعوة السلمية‬

‫الخصائص النفسية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الثقة بالنفس‪.‬‬
‫ب ‪ -‬قوة العزيمة وحب المغامرة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬القدرة على نقد الذات‪.‬‬
‫د ‪ -‬اليمان غالبا ً بأنه في "المكان أبدع مما كان"‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬البذل بإخلص وتفان‪.‬‬
‫و ‪ -‬دائم التغلب على "العائق الوحيد"‪.‬‬
‫ز ‪ -‬حب الستكشاف والستطلع بالقراءة والملحظة والتأمل‪.‬‬
‫ح ‪ -‬الميل إلى النفراد في أداء بعض أعماله‪ ،‬مع مهارات اجتماعية‪.‬‬
‫وفي الفصل الرابع يبدأ المؤلف في تناول كيفية إدارة الزمات والتي تنتظم خمس‬
‫خطوات بتفصيل معقول كما يلي‪:‬‬
‫ل‪ :‬تشخيص الزمة وتحديد أسبابها‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫في هذه الخطوة يجب تحديد الزمة بدقة‪ ،‬وهنا يجب أن نفرق بين "الزمة الظاهرية" و‬
‫"الزمة الحقيقية"‪ ،‬فالولى قد يفتعلها الخصم من أجل المناورة وكشف بعض الوراق بل‬
‫ربما من أجل استنزاف الموارد وإنهاك القوى‪.‬‬
‫ومدير الزمة المبدع يمتلك حساسية بالغة تجاه المشاكل والزمات‪ ،‬كما أنه يعايشها‬
‫بصدق وحرارة؛ ليستكشف بهذه المعايشة جوهرها وأبعادها‪ ،‬ويستبصر اتجاهها ومراحلها‪،‬‬
‫ويتلمس أسبابها ونتائجها‪.‬‬
‫ضل عند تحديد الزمة أن ُتصاغ في ظل أسوأ الحتمالت وأفضلها‪ ،‬مما يساعد على‬ ‫وُيف ّ‬
‫الستعداد لها ورسم كافة السيناريوهات الممكنة‪.‬‬
‫كيف نشخص الزمة؟‬
‫يفهم من كلم المؤلف أن الزمة في حقيقتها ليست أكثر من مرض خطير هاجم جسدا ً‬
‫فوجده منهك القوى ضعيف المقاومة‪ ،‬ومن ثم كان بدهيا ً القول بأن التشخيص السليم‬
‫للزمة هو بداية الهتداء للسلوب المثل للتعامل معها‪ ،‬ويمكن تشخيص الزمة عبر ما‬
‫يسمى بـ "المنهج الشامل" الذي يقوم على المحاور التية‪:‬‬
‫‪ - 1‬استقراء تاريخ الزمة وتصنيفه إلى مراحل‪.‬‬
‫‪ - 2‬عند وصف المراحل التاريخية للزمة وتحليلها يمكن تفكيك الزمة إلى الجزاء‬
‫المنطقية التي تفاعلت على نحــوٍ معين أدى إلى حدوثها‪ ،‬وهذا التفكيك يعرف "بمنهج‬
‫النظم"‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تحديد الهداف "لماذا ندير الزمة؟"‬
‫ماذا نريد؟ لماذا ندير هذه الزمة ونتحمس لمواجهتها؟‬
‫سؤال محوري وخطير يستلزم إجابة دقيقة من خلل سلوك المنهج العلمي في تحديد‬
‫الهداف‪ ،‬ومثل هذه الجابة قد تبين لنا في بعض الزمات التي نديرها أن الهداف التي‬
‫يمكن تحقيقها متواضعة‪ ،‬ومن ثم فهي ل تستحق الجهد المبذول والتكلفة المتوقعة‪.‬‬
‫وعند "صناعة الهداف" في أجواء الزمة‪ ،‬يجب التأكد من أنها‪ :‬واضحة ودقيقة‪ ،‬متناسقة‪،‬‬
‫متكاملة‪ ،‬واقعية‪ ،‬قابلة للقياس‪ ،‬وأن تكون الهداف من نوع واحد "استراتيجية أو‬
‫تكتيكية"‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الحد من تفاقم الزمة‪:‬‬
‫دد البدائل الممكنة‪ ،‬غير أن تصاعد‬ ‫يقضي التفكير العلمي ‪ -‬بعد تحديد الهداف ‪ -‬أن نح ّ‬
‫أحداث الزمة يفرض على فريق الزمة التفكير في "آلية للحد من تفاقمها" من خلل‬
‫‪www.aldawah.net‬‬ ‫شبكة الدعوة السلمية‬

‫كنة" بغية السيطرة على "فيروس الزمة" بقدر‬ ‫تحديد بدائل "أولية"‪ ،‬أو "علجات مس ّ‬
‫المستطاع والذي ينشر "الخليا السرطانية" ويعمل على تضخمها‪.‬‬
‫وهذه الخطوة يجب أل ننظر إليها على أنها مستقلة عن خطوة تحديد البدائل؛ وذلك أن‬
‫الزمة تتصاعد أحداثها بشكل سريع ومخيف‪ ،‬مما يحتم علينا محاولة دمج هاتين الخطوتين‬
‫عبر طريقتين هما‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 1‬قيام الفريق بـ "التفكير الني" في كل العلجين المسكن والساس في وقت واحد أو‬
‫في أوقات متعاقبة‪.‬‬
‫كن‪ ،‬ويتولى الخر ‪ -‬في‬ ‫‪ - 2‬تقسيم فريق الزمة إلى قسمين‪ :‬يتولى أحدهما العلج المس ّ‬
‫الوقت ذاته ‪ -‬العلج الساس‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬تحديد البدائل الممكنة‪:‬‬
‫في هذه الخطوة سجل كل ما يعن لك من أفكار‪ ،‬ول تستعجل في محاكمتها وإعدامها‪،‬‬
‫فلقد أثبتت بعض الدراسات المعنية بالزمات أن كثيرا ً من الفكار والبدائل الجيدة التي‬
‫نفذت في بعض الزمات قد هوجمت في البداية ووصفت بأنها مثالية أو مجنونة!!‬
‫وعند تحديد البدائل يجب على فريق الزمة أن يطرحوا على أنفسهم بعض السئلة التي‬
‫تعين على توليد أكبر قدر ممكن من البدائل‪ ،‬ومن تلك السئلة مثل ً ما يلي‪:‬‬
‫\ ماذا لو فعلنا ‪ -‬أو لم نفعل ‪ -‬كذا‪............‬؟‬
‫\ هل نغير زاوية التفكير؟ هل "نفكر رأسا ً على عقب"؟‬
‫\ هل نستطيع تنفيذها؟ وهل الوقت مناسب لتنفيذها؟ ومن يستطيع مساعدتنا؟‬
‫ومدير الزمة ‪ -‬بل فريق الزمة ‪ -‬المبدع هو الذي يتخلص من أقفال البداع التي تحاول‬
‫أن توحي لفريق الزمة بإيحاءات سامة تنتشر في جو الزمة‪ ،‬فُيخنق البداع ويخلفه‬
‫الجمود ويعتل الجو بالبلدة‪.‬‬
‫عصف الزمة ذهنيًا‪:‬‬
‫وقد تتطلب بعض الزمات حلول ً كثيرة‪ ،‬مما يؤيد استخدام ما يسمى "العاصفة الذهنية"‬
‫‪ ،Brain Stormin‬وتتلخص في طرح أزمة أو مشكلة معينة على مجموعة من الفراد‪ ،‬وتمر‬
‫هذه العاصفة بالمراحل التية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬توضيح الزمة وتجزئتها‪.‬‬
‫ب ‪ -‬توليد الفكار وعرضها‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تقويم الفكار المطروحة‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬اختيار أفضل البدائل‪:‬‬
‫بعد تحديد البدائل الممكنة يجب إخضاعها لدراسة علمية‪ ،‬يشترك فيها مجموعة من‬
‫الخبراء والمتخصصين "فريق الزمة ‪ +‬بعض المستشارين ‪ -‬إن لزم المر"‪.‬‬
‫ويمكن تقييم كل بديل من خلل مجموعة من السئلة مثل‪:‬‬
‫‪ -‬هل يمكن تطبيقه عمليًا؟ وهل نملك القدرة والموارد الكافية لتطبيقه؟‬
‫‪ -‬ما هي تكلفة تطبيقه؟ وكم سيستغرق من الوقت؟‬
‫‪ -‬ما هي الثار والمخاطر المتوقعة؟ وما هي ردة الفعل المتوقعة للخصم؟‬
‫وإذا تم اختيار البديل المناسب فثمة أسئلة أخرى نجيب عليها هي‪:‬‬
‫‪ -‬من الذي سيشارك في تنفيذ كل خطوة؟ ومتى؟ وكيف؟ وكم ستستغرق هذه الخطوة‬
‫من الوقت؟‬
‫‪ -‬ما هي المشكلت التي يمكن أن تنشأ بين الشخاص بسبب التنفيذ؟‬
‫ما هي استراتيجيات التعامل مع الزمات؟‬
‫‪www.aldawah.net‬‬ ‫شبكة الدعوة السلمية‬

‫وبعد أن عرفنا الكيفية التي تدار بها الزمات يجب أن نتعرف على الستراتيجيات المتاحة‬
‫للتعامل معها‪ ،‬وفي الفصل الخامس يناقش المؤلف هذه القضية بإسهاب‪ ،‬ويمكننا عرضها‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫إدارة الزمات يجب أن تتم في ضوء استراتيجية معينة‪ ،‬بحيث يقتنع فريق الزمة بضرورة‬
‫إدارة الزمة في ضوئها‪.‬‬
‫واستراتيجيات التعامل مع الزمة كثيرة‪ ،‬ولذا كان من الواجب عند اختيار الستراتيجية‬
‫مراعاة المور التية‪:‬‬
‫\ تحديد الموقف من الزمة‪ :‬من هو صانع الزمة؟ ومن هو المستهدف بها؟‬
‫\ اختيار الستراتيجية التي تناسب طبيعة الزمة وإفرازاتها‪.‬‬
‫\ التأكد من أن الستراتيجية المختارة يمكن تطبيقها في ظل المكانات المادية والبشرية‬
‫المتاحة‪.‬‬
‫\ التعرف على استراتيجية الطرف الخر‪.‬‬
‫ثم تناول المؤلف أهم الستراتيجيات علــى النحــو التـي‪:‬‬
‫‪ - 1‬كبت الزمة‪:‬‬
‫وتقضي هذه الستراتيجية بالعنف في التعامل مع الزمة ومع الطرف الخر‪ ،‬وذلك‬
‫بالتدخل السريع ومحاولة وقف أحداثها والقضاء على "موّلداتها" كالزمة الطلبية التي‬
‫حدثت في الصين في صيف ‪1989‬م‪.‬‬
‫‪ - 2‬تفريع الزمة‪:‬‬
‫ً‬
‫وهذه الستراتيجية تعتبر امتدادا لما قبلها‪ ،‬إل أن الفارق بينهما يكمن في أن الستراتيجية‬
‫الولى تهدف إلى القضاء نهائيا ً على الزمة دفعة واحدة‪ ،‬بينما الثانية تروم القضاء عليها‬
‫تدريجيا ً لقناعة مستخدمها بضرورة التدرج‪ :‬إما لتماسك الطرف الخر وقوته وكثرة أتباعه‪،‬‬
‫أو للظهور إعلميا ً بمظهر المتسامح‪ ،‬أو لغير ذلك من السباب‬
‫‪ - 3‬إنكار الزمة أو بخسها‪:‬‬
‫أي أنه ل يتم العتراف بوجود الزمة أصل ً أو التقليل من شأنها بحيث تصور على أنها‬
‫مجرد "فقاعات هواء" ل تلبث أن تتبدد‪ ،‬ومن ثم فإن هذه الستراتيجية يصاحبها‪:‬‬
‫\ تعتيم إعلمي لتفويت الفرصة على الطرف الخر لقناع بعض من المستهدفين بالزمة‬
‫وبخطورتها‪.‬‬
‫\ تحصين الفراد من هذه الحملت العلمية‪ ،‬وإقناعهم بعدم وجود أي أزمة أو التهوين من‬
‫شأنها‪.‬‬
‫‪ - 4‬عزل قوى الزمة‪:‬‬
‫هذه الستراتيجية تؤمن بالحكمة التي تقبع في "اللشعور النساني" والتي تقضي بقطع‬
‫"رأس الحية" بغية التخلص من شرها!!‬
‫وعبر هذه الستراتيجية يتم تصنيف قوى الزمة إلى‪:‬‬
‫أ ‪ -‬القوى الصانعة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬القوى المؤيدة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬القوى المهتمة بالزمة‪.‬‬
‫وبعد هذا التصنيف يتم عزل القوى الصانعة بطريقة أو بأخرى‪.‬‬
‫‪ - 5‬احتواء الزمة‪:‬‬
‫وتهدف هذه الستراتيجية إلى "محاصرة الزمة" والعمل على عدم استفحالها‪ ،‬عبر‬
‫امتصاص الضغط المولد لها؛ ففي الزمات العمالية ‪ -‬مثل ً ‪ -‬يمكن اتباع ما يلي‪:‬‬
‫‪www.aldawah.net‬‬ ‫شبكة الدعوة السلمية‬

‫\ إبداء الرغبة في معرفة مطالب العمال عبر مفاوضات ذكية‪.‬‬


‫\ مطالبة العمال باختيار ممثل لهم في هذه المفاوضات‪ ،‬ومن ثم مطالبة الممثل بتوحيد‬
‫الرغبات؛ حيث إنها متعارضة‪ ،‬أو المطالبة باستبعاد بعضها؛ لتعذر تنفيذها دفعة واحدة‪.‬‬
‫\ التفاوض مع الممثل بذكاء والخلوص إلى نتائج جيدة‪.‬‬
‫‪ - 6‬تصعيد الزمة‪:‬‬
‫وذلك بالعمل على زيادة حدة الزمة إلى درجة معينة‪ ،‬ويتم اللجوء إلى هذه الستراتيجية‬
‫في حالت خاصة ولتحقيق أهداف محددة‪ ،‬مث ً‬
‫ل‪:‬‬
‫\ في حالة الغموض الشديد في الزمة وعدم ظهور أطراف الزمة الحقيقية‪.‬‬
‫\ عند الرغبة في تصنيف قوى الزمة‪.‬‬
‫‪ - 7‬تفريغ الزمة من مضمونها‪:‬‬
‫ليس ثمة أزمة بل مضمون‪ ،‬ومضمون الزمة قد يكون دينيا ً أو ثقافيا ً أو سياسيا ً أو‬
‫اقتصاديًا‪ ،‬أو اجتماعيا ً أو خليطًا‪ ،‬وهذه الستراتيجية تقضي بـ "خنق الزمة" وذلك‬
‫بامتصاص مضمونها‪ ،‬وجعلها تتنفس بل هواء‪ ،‬أو بهواء بل رئة!!‬
‫استراتيجية "التفريغ" كثيرا ً ما تستخدم في الزمات الدينية والثقافية؛ ذلك أن الدين‬
‫والثقافة يستعصيان على العنف والكراه في الغلب‪ ،‬وهو ما يضطر أحد الطرفين إلى‬
‫تفريغ الزمة من مضمونها والدعاء بأنها ل تمت إلى الدين أو الثقافة بأدنى صلة‪ ،‬لتبقى‬
‫بعد ذلك مهمة الطرف الخر منحصرة بالتأكيد على هـذا المضمون‪ ،‬بل ربما امتـدت‬
‫مهمتـه إلى إيجــاد مضامين جـديدة لتشتيت خصمه تقكيـرا ً وتنفيــذًا‪.‬‬
‫وكلم المؤلف العميق حول هذه الستراتيجية يجعلني أبادر إلى تقرير أن قضية فلسطين‬
‫وما انتهجه اليهود تجاهها تعد مثال ً جيدا ً على هذه الستراتيجية؛ ذلك أن اليهود ما برحوا‬
‫منذ بدء الزمة يصورون الصراع على أنه مسألة سياسية ل عقدية وأن الحل تستحيل‬
‫بلورته وإنضاجه إل عبر مجلس المن وما يسمى بـ "الشرعية الدولية"‪ ،‬حتى مصطلح‬
‫الزمة ذاته بات يمارس دوره التضليلي؛ فالصراع القائم هو "الصراع العربي‬
‫السرائيلي"!!‬
‫ثمة وصايا يلزم اصطحابها‪:‬‬
‫بعد أن تعرفنا فيما سبق على ماهية الزمة‪ ،‬وعلى خصائص فريق ومدير الزمة الفعال‪،‬‬
‫وبعد أن استعرضنا كيفية إدارة الزمات في ضوء استراتيجية معينة‪ ،‬بعد هذا كله نكون قد‬
‫أنهينا أغلب مفردات الطار النظري لدارة الزمات‪ ،‬ليكون من المنطقي في هذا الجزء‬
‫أن نتعرف على ما هناك من وصايا يلزم اصطحابها عند إدارتنا لزماتنا‪.‬‬
‫يقول المؤلف‪ :‬إن الزمة بطبيعتها تخلق جوا ً مفعما ً بالضيق والتوتر والنفعال ‪ -‬وربما‬
‫صاحبه شيء من الشعور بفقد السيطرة على مجريات الحداث ‪ -‬جوا ً مشحونا ً‬
‫بالمعلومات المتضاربة والراء المتناقضة‪ ،‬جوا ً ربما يبعث بعض الناس على النكفاء على‬
‫الذات والنطواء على مصالحه الخاصة‪.‬‬
‫من هذا الجو "الخانق" تتجلى أهمية استصحاب وصايا تعيد إلى العقول رشدها وإلى‬
‫النفوس طمأنينتها وإلى الدارة حكمتها‪ .‬وهذه الوصايا نستنبطها من النصوص الشرعية‪،‬‬
‫ونفيد مما هو مبثوث في أدبيات إدارة الزمات‪ ،‬وهي كثيرة‪ ،‬غير أن من أهمها ما يلي‪:‬‬
‫"ذكر المؤلف في الفصل السادس عشر وصايا نذكر منها ثماني وصايا على سبيل‬
‫الختصار"‪:‬‬
‫‪ - 1‬ما أصابك لم يكن ليخطئك‪:‬‬
‫هذه الوصية تجعلك تظفر بثمرة "اليمان بالقضاء والقدر"؛ فالزمة في حقيقتها مصيبة‬
‫‪www.aldawah.net‬‬ ‫شبكة الدعوة السلمية‬

‫يبتلينا ربنا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬بها تمحيصا ً للذنوب ورفعة للدرجات‪ ،‬قال ‪ -‬تعالى ‪ :-‬إنا كل شيء‬
‫خلقناه بقدر }القمر‪ ،{49 :‬وقال‪ :‬وكان أمر الله قدرا مقدورا }الحزاب‪ ،{38 :‬وفي‬
‫حديث جبريل ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن اليمان بقوله‪:‬‬
‫"أن تؤمن بالله وملئكته وكتبه ورسله‪ ،‬وتؤمن بالقدر خيره وشره")‪ ،(1‬ولذا فإن من‬
‫الواجب على المؤمن "المتأزم" أن يؤمن بأن أزمته لم تكن لتخطئه‪ ،‬ليستجمع بعد ذلك‬
‫قواه ويسترد رشده ويلتقط أنفاسـه مـن أجـل الشروع في مواجهـة أزمته بعد الستعانة‬
‫بالقوي الحكيم العليم ‪ -‬جـل وعل ‪.-‬‬
‫‪ - 2‬ل تغضب!‬
‫م تطيش ـ إن كنت أيقنت حقيقة بأن أزمتك لم تكن لتخطئك؟! يجب أن‬ ‫م تغضب وعل َ‬ ‫لِ َ‬
‫تؤمن بأنه ليس ثمة سبيل إلى التفكير السديد في حالة "انقلب العصاب" و "تسّرب‬
‫خر الهدوء" وقد تقول‪ :‬ل بد أن أغضب؛ فهذه أزمة‪ ،‬ثم كيف ل أغضب؟ بكل‬ ‫حْلم" و "تب ّ‬
‫ال ِ‬
‫بساطة أقول لك‪ :‬إن أردت أل تغضب فل تغضب!! ليست هذه فلسفة ول سفسطة‪ ،‬وإنما‬
‫توجيه نبوي كريم؛ فعن أبي هريرة أن رجل ً قال للنبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬أوصني!‬
‫فقال صلى الله عليه وسلم ‪" :‬ل تغضب" فردد مرارًا؛ قال‪" :‬ل تغضب")‪.(1‬‬
‫‪ - 3‬كن واقعيًا؛ فقد ل تستطيع تحقيق كل أهدافك‪:‬‬
‫م عقلك‪ ،‬عليك أن تبادر نفسك بالسؤال‪:‬‬ ‫سك زما َ‬ ‫دك وُتم ِ‬‫ب إليك رش ُ‬ ‫بعد أن يثو َ‬
‫ما هدفي؟ ماذا أريد بالضبط؟‬
‫ً‬
‫وبعد أن تحدد أهدافك بدقة احذر من المثالية التي قد توهمك أحيانا بأنك قادر على‬
‫تحقيقها كلها وفي كل أزماتك التي تديرها‪ ،‬غير أن الواقعية تقضي بغير ذلك؛ فكثيٌر من‬
‫ددوا أهدافا ً جيدة ولكنها غير واقعية‪ :‬إما في عددها أو‬
‫ت واحدا ً منهم ‪ -‬ح ّ‬‫الناس ‪ -‬ولعلك كن َ‬
‫في مضمونها‪ ،‬ثم راحوا يديرون أزمتهم ويتعبون أنفسهم بغية تحقيقها ثم ما لبثوا أن‬
‫اكتشفوا أنهم كانوا يحُلمون!! وربما كان ذلك سببا ً في عدم تحقيق شيء من أهدافهم!!‬
‫إذا ً فكن واقعيا ً من البداية وحدد ما تستطيع تحقيقه من أهدافك في ظل الظروف الراهنة‬
‫وفي ضوء قدراتك المادية والبشرية‪.‬‬
‫‪ - 4‬ل تحرج خصمك!‬
‫من الصول المستقرة في إدارة الزمات "عدم إحراج الخصم"؛ ذلك أن الخصم في أغلب‬
‫الزمات يعتبر شريكا ً ل مناص من التنازل له ببعض المور‪ ،‬ويرجع هذا إلى عدة أمور من‬
‫أهمها‪:‬‬
‫\ انتشار الوعي الداري واللمام بأصول إدارة الزمات‪.‬‬
‫\ الثورة المعلوماتية أتاحت لطرفي الزمة معلومات مهمة عن الزمة وملبساتها‪.‬‬
‫ليس ذلك فقط هو الذي يدعو إلى "عدم إراقة ماء وجه الخصم"‪ ،‬بل إن إحراج الخصم قد‬
‫يؤدي به في بعض الحيان إلى موجة من التهور والطيش تكون سببا ً في احتدام الزمة‬
‫وإشعال فتيلها‪.‬‬
‫ويتفّرع عن هذه الوصية ويلزم منها وصية أخرى مفادها‪:‬‬
‫دع خصمك يتنفس!‬
‫ذلك أن الستعجال في مبادرة الخصم قد يلجئه إلى شيء من الستعجال الذي قد‬
‫يصاحبه شيء من التهور؛ وذلك من أجل تقديم الدليل على كامل قدرته على الرد‬
‫الحاسم والمدروس!!‬
‫‪ - 5‬صّعد تدريجيًا‪:‬‬
‫‪www.aldawah.net‬‬ ‫شبكة الدعوة السلمية‬

‫من الطبيعي في خضم الزمة أن يحدد كل طرف بدائل متعددة‪ ،‬وتقضي إدارة الزمات‬
‫بالبدء بالخف منها ثم التدرج فيها حتى البديل القوى‪ ،‬ومثل هذا التدرج يفيد في‪:‬‬
‫\ إعطاء الخصم انطباعا ً بأنك قادر على الستمرار في الزمة بل والتصعيد‪ ،‬مما قد يحمله‬
‫على التنازل وإنهاء الزمة بالصورة المطلوبة‪.‬‬
‫\ تجنب توجيه الزمة نحو العنف‪.‬‬
‫وهذا يقودنا إلى التأكيد على ضرورة القتصاد في استخدام الموارد المتاحة؛ وذلك أن‬
‫بعض صانعي الزمة قد يفتعل في البداية أزمة وهمية )كمين( بقصد استنزاف الموارد‬
‫وإنهاك القوى‪ ،‬لتظهر بعد ُ الزمة الحقيقة التي قد ل تكفي الموارد الباقية والقوى الخائرة‬
‫لمواجهتها!!‬
‫سع نطاق استشاراتك‪:‬‬ ‫‪-6‬و ّ‬
‫قال ‪ -‬تعالى ‪ -‬مبينا ً أهمية الستشارة‪ :‬وشــــاورهــــم في المـــر }آل عمران‪:‬‬
‫‪ ،{159‬وتنبثق هذه الهمية من كونها تتيح لمدير الزمة أن ينظر للزمة بعقلنية أكثر‬
‫وطرائق تفكير متعددة‪ ،‬ومــــن زوايا متعددة‪ ،‬وبنفسيات تختلــــف تفــــاؤل ً وتشاؤمـــا‪ً.‬‬
‫إن بعضا ً ممن يعانــون مــن الزمــات يستشير الكثير مــن الناس في أزماتهــم‪ ،‬غير‬
‫أنهـم في الحقيقـة ل يستشيرون إل أنفسهم ول يصدرون إل عن عقولهم‪ .‬إنهم أولئك‬
‫الذين يستشيرون من يحاكونهم في طريقة التفكير والتخصص والخلفية الثقافية‬
‫والهتمامات!!‬
‫مس دعما ً أكبر‪:‬‬ ‫‪ - 7‬تل ّ‬
‫مدير الزمة الناجح هو من يتلمس دعما ً أكبر‪:‬‬
‫\ باستبقاء المؤيدين بقوة من خلل إقناعهم بالقرار الذي تم اتخاذه وبأهمية تأييدهم‬
‫للقضية التي آمنوا بمشروعيتها واقتنعوا بضرورتها‪.‬‬
‫\ وبجذب أكبر عدد ممكن من المترددين والعمل على زيادة تأييدهم؛ وذلك بإطلعهم على‬
‫كافة الجوانب التي تزيل اللبس وتقنعهم بسمو القضية‪ ،‬وبالنتائج الطيبة التي ستسفر‬
‫عنها الزمة‪.‬‬
‫\ وبتحييد أكبر عدد ممكن من المعارضين‪.‬‬
‫‪ - 8‬استخر واستعن‪:‬‬
‫لم يبق لك إل أن تستخير الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬وتستعين بــه؛ فلقد حكى لنا جابر أن رســول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم كان يعّلمهم الستخارة في المور كلها كالسورة من القرآن‪،‬‬
‫ولحظ أنه قال‪" :‬في المور كلها" هكذا‪ ،‬أي في عظيم المر وحقيره؛ فما بالك بقرار‬
‫م أحدكم بالمر فليركع ركعتين‬ ‫يتعلق بأزمة‪ ،‬وها هو صلى الله عليه وسلم يقول لنا‪" :‬إذا هَ ّ‬
‫من غير الفريضة‪ ،‬ثم ليقل‪ :‬اللهـم إني أستخيرك بعلمـك" الحـديث)‪.(1‬‬
‫ثم ختم المؤلف كتابه بفصلين هامين‪:‬‬
‫الول‪" :‬وهو الفصل السابع" تحدث فيه عن سيناريوهات الزمة التي عرفها بأنها‪:‬‬
‫"مسلسل متوقع للحداث والنتائج تجاه قضية معينة"‪ ،‬متناول ً في هذا الفصل كيفية صناعة‬
‫السيناريوهات وعوامل نجاح مثل هذه الصناعة‪.‬‬
‫الثاني‪" :‬وهو الفصل الثامن"‪ :‬وهو من أهم فصول الكتاب؛ وذلك لنه يتعلق بالتطبيق‬
‫العملي‪ ،‬وقد عرض فيه لبعض التطبيقات العملية الناجحة والمخفقة في إدارة الزمات؛‬
‫فقد عرض في التطبيقات الناجحة‪:‬‬
‫‪ -‬أزمة بلقيس "قصة سليمان ‪ -‬عليه السلم ‪ -‬مع ملكة سبأ وكيف استطاع أن ينجح في‬
‫إدارة تلك الزمة الرهيبة"‪.‬‬
‫‪www.aldawah.net‬‬ ‫شبكة الدعوة السلمية‬

‫‪ -‬أزمة دواء التلينول "وقعت أحداثها في الثمانينيات الميلدية وهي أزمة مثيرة"‪.‬‬
‫‪ -‬أزمة الصواريخ الكوبية والتي تعد الزمة النموذجية في عالم السياسة والتي وقعت‬
‫أحداثها في عام ‪1962‬م بين القطبين آنذاك‪.‬‬
‫أما التطبيقات غير الناجحة فقد استعرض المؤلف أزمـــة واحـدة فقط هي "أزمـــة إدارة‬
‫الزمـــات العربيـــة"!!‬
‫وما تم عرضه من الكتاب ل يغني عن قراءته واقتنائه لكتساب المنهجية العلمية في إدارة‬
‫الزمات والتعمق في فهم مفرداتها وخطواتها‪.‬‬
‫والله ولي التوفيق‬

‫عرض وتلخيص‪ :‬أحمد عثمان البيان ‪146‬‬

You might also like