Professional Documents
Culture Documents
بحث العلاقات العامة و ادارة الأزمة
بحث العلاقات العامة و ادارة الأزمة
المقدمة:
كممممان أول مممممن اسممممتخدم تعممممبير العلقممممات العامممممة Public Relationثيممممودور فيممممل The
odor.n.Vailرئيس شركة التليفون والتلغراف المريكية ،وكان ذلك فمي عمام 1908م ،حيمث ظهمر
هذا التعبير لول مرة على رأس تقرير الشممركة العممام .وقممد تضمممن هممذا التقريممر والتقممارير الممتي تليممه
حرص رئيس الشركة على مصالح الجماهير ..حيث ورد في التقرير "فقد وجدنا أن مصممالحنا تتحقممق
على الوجه الكمل إذا حرصنا على تحقيق مصالح الجماهير على أكمل وجه".
وقد نممت العلقمات العاممة كمضممون إداري وكوظيفمة نمموًا سمريعًا خلل النصمف الثماني ممن القمرن
الماضي .وقد حدث هذا التطور نتيجة للتعقيد المتزايد للمجتمع وزيممادة العلقممات العتماديممة المتبادلمة
بين منظماته والقوى المتزايدة للرأي العام ،ولذلك زيادة فهم دوافع ومطالب الفراد والجماعات تجمماه
منظمات العمال ،وتمثل العلقات العامة نشاطًا ترويجيًا متميزًا ينطوي علممى محاولممة اتصممال إقنمماعي
تستطيع منظمة العمال الحديثة بناء علقات حسنة وودية بينها وبيممن أفممراد الجمهممور الممذي نتعامممل
معه سواء كان هؤلء الفراد ممممن يعملممون داخممل المنظمممات أم مممن هممم خارجهمما كممالعملء والزبممائن
وصوًل لتكوين صورة إيجابية عن المنظمة في أذهان هذا الجمهور.
وهناك دور حيوي تقوم بمه العلقمات العاممة فمي المنظممات علمى صمعيد دعمم كيانهما وتطموير فمرص
تعاونها واستمرارها ،فقد بدأت الدارة في تلك المنظمات تعي وتدرك أهمية القيام بهذا النشمماط ،حيممث
برزت نتيجة هذه المنافسة وازدياد وعي المستهلك واعتماد قرار اختياره في كثير مممن الحممالت علممى
اعتبارات رمزية ووجود العديممد مممن الحممالت الجيممدة للتنممافس ل علممى أسمماس المضممامين السمملعية أو
الخدمية التي تنطوي عليها السلع والخممدمات وإنممما علممى أسمماس القيممم والمنممافع المعنويمة والرمزيممة
المرتبطة بتلك المضامين.
فالسلعة أو الخدمة ل تطلب في بعض أوضاع الشراء لجوهرها المادي ،بل تعبر عنممه هممذه السمملعة أو
الخدمة من اعتبارات ومعايير معنوية يمكن أن تشكل اختيار المستهلك أو الزبممون أو العميممل ..وهكممذا
تصبح العلقات العامة الوظيفة الرئيسية المؤهلة للقيام بهممذا الممدور ونقممل الجممانب المعنمموي للمنظمممة
والذي يتمثل في سمعتها ومكانتها في المجتمع الذي تتواجد فيه.
ولهمية علم العلقات العامة ودوره الهام في حياتنمما الجتماعيممة والقتصممادية وارتبمماطه الوثيممق فممي
بناء العلقات العامة المتميزة بالبيئة الداخلية والخارجيممة وبيممن الفممراد والمجتمممع والممدول وانعكمماس
تطور وسائل التصال عبر العصور والزمنة المختلفة على العلقات الجتماعية بين الفراد والمجتمع
فتطورت هذه العلقات من البساطة إلى التعقيد حتى وصلت علمى أقصماها فمي القمرن العشمرين ،وممع
بداية اللفية الثالثة ..ومع هذا التطور المطرد والمستمر لم تغب عن الذهممان حقيقممة مؤكممدة وهممي أن
التفاهم النساني والعلقات الطيبة التي تعتمد على التعاون وتبمادل الخممبرات بيممن الدولمة وكمذلك بنماء
المجتمع وتحسين مستواه القتصادي من خلل خلق تعاون بين الجهزة والدوائر الحكوميممة والفممراد
بمختلف مستوياتهم تعتبر جوهر العلقات العامة في أي مجتمع من المجتمعات.
وقد أرتبط هذا التفاهم النساني بمهارة القائمين بالتصال وقدرتهم على البتكار في مواجهة المواقف
المختلفة .ومن هنا ظهمرت أهميمة دور العلقمات العاممة فمي منظممات العممال بتقمديم مفماهيم جديمدة
علمية وعملية وباتجاهات حديثممة وباسممتراتيجيات تهممدف أول ممما تهممدف إلممى إيجمماد الوسممائل الكفيلممة
بتحسين العلقات بالمنشأة أو المصرف أو المتعاملين معها والتصدي للعديد مممن الزمممات فممي أوقممات
وأزمنة متعددة ،حيث تنتج من ذلك المساءلة والمقاضاة من الدولة والمساهمين والجمهور المتضممرر
ويؤدي ذلك إلى تعثر أنشطتها ويواكبه مزيد من الخسائر مما يممؤثر فممي صممورتها الذهنيممة وسمممعتها.
ول تقتصر احتمالت حدوث الزمة على دول ومنظمات أعمممال بصممرف النظممر عممن نشمماطها وفممي أي
دولة تقع ..حيث تضع الزمة منظمممة العمممال أمممام اختيممار صممعب ويقممع علممى إدارة العلقممات العامممة
والقائمين عليها دور مهم يجب أن يضطلعوا به تجاه الزمة والتصدي لها ومعالجتها باتخاذ إجراءات
مناسبة مع الجماهير الداخلية والخارجية للمنظمة ووسائل التصال والتعامل مع الممرأي العممام وقممادته
بهدف انتشال المنظمة من المأزق وتهيئة المناخ اليجابي لنتشال سمعة المنظمة وصممورتها الذهنيممة
وإعادتها على ما كانت عليه قبل الزمة.
وتأسيسًا على ما تقدم ولهمية هذا الموضوع ولندرة الدراسات التي تناولته كان لبد من إجممراء هممذه
الدراسة لمعالجة هذه المشكلة "العلقات العامة وإدارة الزمات" ومحاولة الوقوف علللى
كيفيللة اسللتجابة العلقللات العامللة فللي منظمللات العمللال لهللذه
الشكالية ،فضل ً عن التعرف على طبيعة النظرة إلى آثللار الزمللات
لدى قيادة العلقات العامة.
العلقات العامة
ظهر مصطلح العلقات العامة Public Relationقرابة نهاية القرن التاسع عشر ،وشاع استخدامه
في منتصف القرن العشرين ،وتعددت تعريفاته ،وبالرغم من شيوعه في أوساط العمال إل أنه كان
يستخدم لوصف مجموعة متنوعة وواسعة من النشاطات مما ألبسه غموضًا وإبهاما ،فها هو قاموس
وبستر) (Webster’s New Collegiate Dictionaryيعرف العلقات العامة بأنها مجموعة من
النشاطات تقوم بها هيئة أو اتحاد أو حكومة أو أي تنظيم في البناء الجتماعي ،من اجل خلق علقات
جيدة وطيبة وسليمة مع الجماهير المختلفة ،التي تتعامل معها ،كجمهور المستهلكين والمستخدمين
وحملة السهم ،وكذلك الجمهور بوجه عام ،وذلك لتفسير نفسها للمجتمع حتى تكتسب رضاه.
واهم ما أشار إليه هذا التعريف هو انه لم يقصر العلقات العامة على نوع معين من المؤسسات أو
الجهزة أو على نوع معين من المهن ،بل انه أوضح أن العلقات العامة تمارس في كافة المؤسسات
والجهزة المختلفة ،سواء كانت حكومية أو غير حكومية ،صناعية أو تجارية أو خدمية أو غيرها،
كما أن هذا التعريف اهتم بتوضيح الهدف من العلقات العامة ،وهو تكوين علقات طيبة بين تلك
المؤسسات وبين الجماهير التي تتعامل معها أو تتصل بها ،حتى تكتسب تلك المؤسسات في النهاية
رضى المجتمع الذي تعيش فيه .كما أن هذا التعريف لم يغفل نوعية الجماهير ،سواء كانت الجماهير
الخارجية)ممولين أو مستهلكين( أو الجماهير الداخلية ،أي أولئك العاملين في هذه المؤسسات.
ويؤخذ على هذا التعريف أنه اعتبر العلقات العامة نشاط من جانب المؤسسات ،واستخدام كلمة
نشاط فيه خلط بين مفهوم العلقات العامة واستخدامها كمرادف لبعض وظائفها مثل العلم والدعاية
والعلن عن المنظمة ،ولكن مفهوم العلقات العامة أوسع واشمل من مفهوم هذه المصطلحات ،كما
أن هذا التعريف اعتبر العلقات العامة نوعا من النشاط النساني دون أن يضفى عليها طابع الفن أو
العلم ،فهو لم يحدد السس العلمية التي تقوم عليها العلقات العامة ،باعتبار أن العلقات العامة ل
تقوم على الرتجال ،بل أنها تقيس وتحلل وتخطط وتنفذ وتتابع وتقيم ،ويتطلب القيام بها أخصائيين
مدربين على عملياتها.
ومن التعريفات ما اعتبرت العلقات العامة جهودًا تبذل لكسب الجمهور ،فقد عرفها )كريستيان( بأنها
الجهود التي تبذل للتأثير على الجمهور عن طريق وسائل العلم المختلفة ،حتى تكّون لديها فكره
صحيحة عن المؤسسة فيساندونها في أزماتها ويعضدونها في أهدافها ويشجعونها في نشاطها.
وعرفها معهد العلقات العامة بأنها الجهود المخططة والمقصودة والمدعمة ليجاد التفاهم والثقة
والمحافظة على التفاهم المتبادل بين المنظمة وجمهورها.
ويعد مصطلح )الجمهور( لفظه مناسبة ،ذلك أن العلقات العامة تهتم بجميع فئات المجتمع التي
تتصل بها ،والعلقات العامة تعمل على كسب ثقة الجمهور في النجازات التي تقوم بها المؤسسة،
وإزالة الجمود والعداء وسوء الفهم ،وهي تختلف عن أساليب التصال الغرائية التي يقدمها
العلن.
ونضرب مثل بسيطًا لذلك ،فإذا أرادت مؤسسة أن تقوم بإصلح أو تعبيد طرق ،وكانت هناك حفرة
على طول الطريق ،فمن الواجب عليها أن تضع لوحة كتب عليها اسم المؤسسة وتحذير للمارة
والسيارات ،وأسفها لوجود هذه الحفرة ،وذلك ما يغرس في الفراد شعورًا طيبًا نحو المؤسسة
ووظيفتها.
ورغم أن هذا التعريف يتفق مع سابقه في أن العلقات العامة هي الجهود ،إل انه أوضح انه مجهود
مدروس ومخطط ،وفى هذا إشارة إلى أن هذه الجهود قائمة على أسس علمية من الدراسة و التحليل
و التخطيط ،كما يتضمن التعريف أن هذه الجهود ليست جهودا وقتية بل جهودًا مستمرة.
وقد حاول كثير من علماء الجتماع والعلم الوصول إلى تعريف محدد للعلقات العامة ووضع
مفهوم حديث لها وكان تعريفها القديم:أنها الجهود الدارية المخططة و المرسومة والمستمرة لتنظيم
العمل من قبل المنشآت والتي تهدف إلى إقامة وتدعيم التفاهم المتبادل بين المنشأة وجمهورها حتى
يتسنى تكيف المنشأة في المجتمع الذي توجد فيه.
وفي ضوء هذا التصور تصبح العلقات العامة أكثر من مجرد العلن عن سلعة ،كما تتضمن أن
تتكيف المؤسسة مع الموضوعات والحاجات ومستويات المجتمع الديمقراطي.
وهناك تعريف شائع للعلقات العامة وأكثر نوعية عرضته مجلة )العلقات العامة Public
(Relation’s Newsالمريكية ،وتشير فيه إلى أن العلقات العامة وظيفة إدارية تقّيم اتجاهات
الجمهور ،و تحقق تناسق سياسات وتصرفات الفرد أو التنظيم مع المصلحة العامة ،وتضع و تنفذ
برنامج عمل للفوز بثقة الجمهور و تقبله للمؤسسة.
و في ضوء هذا التعريف ،فالعلقات العامة هي جزء من نشاط أي مؤسسة ،و هي مستمرة ،و ليست
ل وقتيًا.
عم ً
وقد اقترح بعض الباحثين تعريفا آخر للعلقات العامة ،فهي في نظرهم فلسفة اجتماعية للدارة يتم
التعبير عنها بسياسات المؤسسة وممارساتها وانجازاتها ،ويتوفر لديها وسائل اتصال متبادلة مع
جمهورها واجتهاد و كفاح من اجل إيجاد التفاهم المتبادل و الشهرة الطيبة.
ويتضمن هذا التعريف أربعة عناصر رئيسية هي:
ورابعا :فهي لديها وسائل اتصال تسهم في خلق هذه السياسات وتقوم بشرحها وتوضيحها وتدافع
عنها وتروج لها عند الجمهور ،وذلك من اجل تحقيق التفاهم المتبادل و السمعة الطيبة.
وهذا التعريف الخير غير واضح وغير محدد ،فالقول بأن العلقات العامة هي فلسفة إدارية تسير
عليها منظمة ما ،ل يساعد كثيرًا على توضيح نشاط العلقات العامة.
وهناك من يعتبر العلقات العامة عملية مستمرة ،فقد قدم سيدل T.C.Seidelتعريفا للعلقات العامة
يقول فيه :إن العلقات العامة عملية مستمرة ،يتم بها توجيه أي مؤسسة أو منظمة للفوز بثقة
مستخدميها وعملئها والجمهور عموما ،وذلك للتفاهم معهم جميعا ،ولقد قلنا أنها عملية مستمرة
لن رأي الجمهور بالصواب والخطأ ،وفيما يجب وما ل يجب ،دائما في تغير وتطور ،وهذا يستدعى
الستمرار في قياس وتحليل رأيه في الخدمات المقدمة والطرق المستخدمة في الجمعية أو المؤسسة
أو المنظمة ،ويقصد بالمنظمة هنا كل فرد أو هيئة أو مؤسسة عامة أو خاصة ،حكومية أو أهلية،
تمارس نشاطا من أي نوع ،ومن أي لون ،لمواجهة جمهور معين ،وتتم هذه العملية عن طريقين؛
الول هو النشاط الداخلي القائم على النقد الذاتي لتصحيح الوضاع الداخلية ،و الثاني هو النشاط
الخارجي الذي يستفيد من جميع وسائل التصال و النشر الممكنة.
وأول تعريف دقيق لمفهوم العلقات العامة ،وضعه المعهد البريطاني للعلقات العامة عام 1948
بأنها )) الترويج ليجاد التفاهم و الصلت القوية بين المنظمة وأفرادها ،أو أي مجموعة من
المجموعات أو الفراد أو المنظمات ،و ما ينتج عن هذا التفاهم من إقامة سمعة طيبة و علقة
مستمرة((.
ويختلف المؤرخون و المشتغلون بالعلقات العامة فيما إذا كانت العلقات العامة فنًا تكتيكيًا ل يرقى
إلى مرتبة العلم ،أم علمًا ل ينطبق عليه مضمون العلم ،من حيث النظرية والمنهج ،وللحكم على ذلك
يجب أن نتفق أول على معنى الفن و معنى العلم .فالفن مجموعة من العمال النسانية المنظمة ،تتخذ
وسيلة لغاية معينة ،أو صناعة من الصناعات التي يزاولها النسان لغرض معين ،فالفنان ل يعمل
ل لذاته ،يقصد به شيئا آخر أو غرضا معينًا ،و تقسم الفنون إلى فنون نفعية مادية ورفيعة )أو
عم ً
جميلة( ،والفنون النفعية كالملحة و التجارة و العمارة ،أما الفنون الجميلة فتشمل الموسيقى و
الغناء و التمثيل و الرقص التوقيعي.
أما العلم فهو مجموعة من الحقائق المنظمة المتحدة الموضوع ،الثابتة الدليل العقلي أو التجريبي،
وبمعنى آخر فهو تنظيم المعرفة لطبيعة للظواهر والعلقات بينها.
إل انه من الواجب أن نعرف أن العلم والفن متصلن اتصاًل وثيقًا ،فليس من المتصور أن يقوم علم
بدون فن ،أو يرقى فن بدون علم ،و يتجلى ذلك في العلوم التطبيقية التي تظهر فائدتها في التطبيق
الفني .بيد أن الفن يعتمد في الغالب على علم أو علوم مختلفة ،فالتجارة تعتمد في رقيها على علم
القتصاد و الرياضيات .والملحة تعتمد على الرياضيات و تخطيط البحار.
والخلصة أن العلم ينطوي على الدارة أو المعرفة ،والفن ينطوي على العمل .وتشير بعض
التعريفات إلى أن العلقات العامة فن ،والمقصود بالفن هنا الفن المهاري ،وليس بالمعنى الجمالي،
والفن المهاري هو القدرة على التعامل مع الناس و مسايرتهم ومجاراتهم ،أي أنها تحتاج إلى مهارة
و لباقة و حسن تصرف والى تجديد وابتكار مستمر حسب مقتضيات الظروف والمواقف ،وهي فن
في كيفية التعامل مع الجمهور والحصول على رضاه و محبته وكسب ثقته و تأييده ،و يتحقق ذلك
عن طريق التصال بالجماهير لنقل الحقائق إليهم ،و تفسير هذه الحقائق حتى تلقى هذه المؤسسات
والهيئات تأييد الجماهير لها .فها هو بلومفليد D.Bloomfieldيرى أن العلقات العامة هي فن
التأثير على الخرين لسلوك الطريق نفسه الذي تتبعه تلك المؤسسات .كما عرف هوارد بونهام
عضو مجلس إدارة الصليب الحمر المريكية العلقات العامة بأنها فن التفاهم مع الجمهور ،مما
يؤدي إلى زيادة الثقة بالفراد و المنظمات.
وهناك من التعريفات ما اعتبر العلقات العامة علمًا له قواعده وأصوله ،فهي ُتعنى بدراسة سلوك
الفراد والجماعات و قياس وتحليل الرأي العام ،بقصد تنظيم العلقات النسانية على أسس من
التعاون والمحبة والوعي ،ويتضمن التخطيط العلمي لبرامج العلقات العامة ،ويهتم بالتوصيل الجيد
للمعلومات بين الهيئة التي يعنيها المر وبين جمهورها ،بهدف تحقيق المصلحة المتبادلة بينهما،
والوصول إلى درجة عالية في المساندة الكلية و المشاركة الوجدانية.
ويرى أصحاب هذا التجاه أن المجتمعات قديمًا لم تكن بحاجة إلى هذا العلم ،لن العلقات العامة كانت
عادية و بسيطة .وبتقدم الحضارة وما صاحب التصنيع من تخصص و تقسيم العمل ،بدأت المجتمعات
تتعقد ،وبالتالي العلقات الجتماعية بين الفراد و الجماعات ،ونتيجة لهذا كان ضروريًا أن يحدث
توازن في المجتمع ،قوامه التفاهم المتبادل والتساند الوظيفي بين العضاء .ومن هنا كان هدف
العلقات العامة متمثل في رعاية العلقات النسانية السليمة بين أعضاء المؤسسة من جانب ،وبين
المؤسسة و الجماهير من جانب آخر .إذ يهتم علم العلقات العامة بالكشف عن السس والمبادئ التي
تساعد على إقامة علقات مفعمة بالثقة بين فئات الشعب المختلفة ،بقصد نجاح المشروعات النفعية.
ويؤخذ على موضوع دراسة وتفسير السلوك النساني انه م أي السلوك النساني -بحر واسع ليس له
حدود ،وغير صحيح القول أن العلقات العامة تدرس النشاط النساني كله.
وهناك وجهة نظر أخرى تعتبر أن العلقات العامة هي علم وفن أو مهارة ،فها هو ركس هارلو وبلك
،R.Harlow & Blackوكذلك موسوعة المعارف المريكية يشيران إلى أن العلقات العامة هي
علم وفن ،فهي علم من ناحية أنها تستند إلى علم الجتماع النساني ،وهي علم من حيث أنها تتبع
السلوب العلمي في البحث والتشخيص .وهى فن إذا نظرنا إليها من الناحية التطبيقية ،أي من
الناحية التنفيذية ،كما يدخل في تشكيلها جوانب ذاتية ،حيث أن أساليب تطبيق مبادئ هذا العلم تختلف
من أخصائي إلى أخصائي آخر ،متأثرة بمنهجه واستعداداته وطريقة إعداده.
تبرز أهمية العلقات العامة في أن المنشآت الصناعية تنتج العديد من السلع التي تهدف إلى إيصالها
إلى أيدي المشترين والمستثمرين ،وهي في ذلك ترتبط بالموردين والمنشآت الخرى ،التي تتعاون
معها ،وتمدها باحتياجاتها المختلفة ،بالضافة إلى احتياج جمهورها الداخلي ،الذي يتمثل في
الموظفين والعمال ،إلى من يربطهم بالمنشأة وأهدافها ويحببهم فيها ،ويزيد من إخلصهم وولئهم
لها.
وتبدو أهمية العلقات العامة في أن المنشأة تسعى دائما إلى تنمية هذه التصالت وتكوين الراء
حول السلع التي تنتجها المؤسسة ،وإذا لم تكن إدارة العلقات العامة في المنشآت الصناعية على
مستوى علمي عال من الخبرة والكفاءة فلشك أن علقاتها مع جمهورها الداخلي والخارجي سوف
تتأثر بذلك ،وقد يحدث أن تواجه المنشأة بمواقف سيئة وصعبة تحتاج إلى القدرة واللباقة و الحكمة
في معالجتها ،حتى ل يظهر أي رأي مضاد ،أو كراهية للمنشأة و منتجاتها ،وبخاصة في مجالت
المنافسة ،والتي يسعى فيها المتنافسون إلى إطلق الشائعات والتشويش ضد المنشآت الخرى ،وهنا
تبرز أهمية العلقات العامة في مواجهة هذه الصعوبات.
وتبدو أهمية العلقات العامة كذلك في المنشآت الخدمية ،فقد تكون الخدمة التي تقدمها غير ضرورية
بالنسبة للفرد ،أو قد تكون هناك بدائل لها ،مما يصّعب من دور العلقات العامة .فإذا ما أهملت شركة
طيران -مثل -الهتمام بعملئها ،وعجزت عن تقديم الخدمات على الوجه المرضي ،أو عدم قيام
طائرتها بالقلع في مواعيدها المحددة ،فل شك أن المسافرين سوف يتوجهون نحو شركات الطيران
الخرى ،التي تقدم أحسن الخدمات بنفس التكلفة ،بل وربما اقل.
وتتضح أهمية العلقات العامة في مجال المنظمات الحكومية ،حيث تقوم بدور مهم في تحسين
العلقات بين الحكومة أو الوزارة والجمهور ،فعن طريقها ينمو الشعور بالمسئولية لدى المواطنين،
وبالتالي تحويلهم إلى جمهور ايجابي متعاون مع الحكومة .ولقد نمت العلقات العامة وتطورت
كمفهوم إداري ،وكوظيفة حيوية في المنظمات الحكومية ،في الدول المتقدمة ،خلل الثلثين عامًا
الماضية.
وتظهر أهمية العلقات العامة في أنها تؤدى وظيفة مهمة وحيوية للدارة العامة ،إذ أصبح من واجب
سوا نبض الرأي العام قبل هذه السياسات ،ومن حقهم
الداريين أن يخبروا الجماهير بسياستهم ،ويج ّ
أيضا أن يرّدوا على النقاد ويبرروا تصرفاتهم التي تشغل الرأي العام.
وقد ظهرت الحاجة إلى العلقات العامة على اثر التغيير الكبير الذي حدث في المجتمعات الحديثة ،فقد
تميز المجتمع الحديث بتغيرات واسعة في شكله وتكوينه وطبيعته من النواحي السياسية والقتصادية
والجتماعية .ولعل أهم هذه التغيرات:
-1ازدياد كبير في قوة ونفوذ الرأي العام خاصة في المجتمعات الديمقراطية ،وهذا التطور في تزايد
مستمر من عام إلى آخر ،فحتى تستمر الحكومات في الحكم لبد من أن تبذل محاولت لكسب ود
الجماهير الشعبية .وتأييد الجمهور للحكومة وثقته فيها ومحبته لها عامل أساسي لنجاح الحكومة،
وتحاول الحكومة المساهمة في تكوين رأي عام سليم واعي ،عن طريق عمليات الخبار الصادقة،
الهادفة إلى تعليم الجمهور الطرق السليمة للحصول على الخدمات التي تؤديها الجهزة الحكومية.
وبذلك تسعى الوزارات والمصالح والهيئات الحكومية المختلفة إلى تحقيق التفاهم بينها وبين
ل عن ذلك ،فقد ظهرت قوى مختلفة ،تحاول كل منها جذب الرأي العام
الجماهير المتعاملة معها .فض ً
لها مثل النقابات المهنية المختلفة ،والتحادات والفرق التجارية والجمعيات التعأونية وغيرها .لذلك
كان لبد من الهتمام بالرأي العام ،ودراسته والتعرف على خصائصه وتوجيهه الوجهة الصحيحة،
مما فيه صالحه وصالح المجتمع ومنظماته ،كذلك الحال بالنسبة للمؤسسات ،فحتى تنجح في أعمالها
لبد أن تكون على اتصال دائم بالجماهير التي تتعامل معها والمجتمع الذي تباشر فيه نشاطها.
- 2توسع حجم المؤسسات الصناعية والتجارية وازدياد التنافس بينها ،فأصبح وجود الشركات
الضخمة ،ذات التجهيزات اللية الكبيرة ،التي يعمل عليها آلف العمال ،وتنتج إنتاجا ضخما من
السلع ،وتتعامل مع المليين من البشر في بقاع العالم المختلفة ،من مظاهر المجتمع الحديث .هذه
التغيرات في حجم المؤسسات جعلها في حاجة ماسة إلى أن تحقق اتصالت سليمة بهذه العداد
الكبيرة من الجماهير المختلفة ،وان تنظم برنامجا وترسم خططا ،تسير في ضوئها ،في مجال
العلقات العامة.
-3في ظل هذا التحول الصناعي والتجاري الضخم ،نظم العمال أنفسهم في نقابات واتحادات تجمع
كلمتهم وتدافع عن مصالحهم ،وأصبحت هذه النقابات في المم الصناعية المتحدث الرسمي باسم
العمال ،وأصبح لها من القوة والنفوذ ما جعل أصحاب العمال يخشون بطشها ويقبلون مراضاتها.
وتتبع النقابات لتحقيق مطالب العمال طريقين ،أول :طريق الضغط على أصحاب العمال مستخدمين
في ذلك الضراب ،ثانيا :طريق القناع – أي إقناع الرأي العام حتى يلمس أفراده عدالة قضيتهم،
فينضم إلى صفوفهم ،و يضغط بدوره على أصحاب العمال والشركات لتحقيق مطالب العمال .و في
هذه الحالة لبد لصحاب العمال والشركات من مواجهة ضغط النقابات بضغط مماثل ،ومقاومتها
بنفس السلح الذي شهرته في وجهها ،وهو اكتساب الرأي العام ،ولشك أن الغلبة في النهاية
ستكون لمن يفوز بثقة الرأي العام ،وهكذا تبدو أهمية ودور العلقات العامة.
-4التحول الذي حدث في المجتمعات ،من اعتماد اقتصادها على الزراعة إلى العتماد على الصناعة،
صاحبه تحول أيضا في السكان أنفسهم ،فانخفضت نسبة سكان الريف ،وارتفعت نسبة سكان الحضر
والمدن ،وأصبح هذا التحول يحتاج إلى جهود إعلمية ضخمة لمواجهة التغير الجتماعي والعمل
على استقرار المجتمع و تحقيق مصالحه.
-5تطورت وسائل العلم و النشر تطورًا ضخما ،نتيجة للتقدم الفكري والفني والتقني الكبير ،فهناك
تطور تقني في الطباعة ،وفي إخراج الصحف و المجلت ،كما ظهرت وسائل إعلم لم تكن معروفة
فيما مضى ،كالفلم السينمائية والراديو و التلفزيون ،مما سهل من مهمة العلقات العامة في
التصال بالجماهير المختلفة ،واستخدام الوسائل الملئمة مع الجماهير المتنوعة ،وفي الوقات
المناسبة.
تمارس معظم الهيئات و المنظمات أعمال العلقات العامة سواء توفر لديها إدارة أو قسم للعلقات
العامة أم لم يتوفر ،وسواء أعدت برامج للعلقات العامة أم لم تعد .و حتى في حياتنا الشخصية يعمل
الفرد على تحسين علقاته مع الخرين باستمرار.
ول تقتصر العلقات العامة على نوع واحد من النشاط ،بل أن مجالها يتبع لكافة أنواع النشاط الخاص
والعام في جميع الميادين ،زراعية وتجارية وصناعية ،وتشمل علقات العمل وتحسين ظروفه و رفع
الكفاية النتاجية للعاملين ،والتعليم ،والنسجام مع المظاهر الهامة للدارة الصناعية ،والهتمام
بالعامل كانسان له حاجاته المادية و الصحية و الثقافية و الترفيهية و الجتماعية و النفسية.
و تعمل العلقات العامة على تحقيق عدد من الهداف ،فكل حملة من حملت العلم ينبغي أن ترتكز
على سلسلة متكاملة من الهداف والغراض توضع سلفا ،فيتحقق هدف وراء هدف في سلسلة
مرتبة ،والنتيجة العامة هي تحقيق الهداف جميعا ،وفي النهاية بلوغ الهدف الشامل .وإذا لم تحدد
هذه السلسلة من الهداف سلفا ،فان النتيجة ستكون ضياع الوقت والجهد والمال ،و بالتالي الفشل
الذريع.
ولما كان من المألوف أن تتضارب مصالح الجماهير ،فمن الواضح إذن إن أي هدف يرجى بلوغه،
إنما ينبغي أن يكون وسطا بين هذه المصالح المتضاربة .وينبغي كذلك تعيين الهداف في ضوء
التجاهات القتصادية والجتماعية العريضة السائدة بين الرأي العام .كما ينبغي ان تكون تلك
الهداف معقولة من حيث الجهد و المال والموظفين الذين يسعون إلى تحقيقها .و لعامل الوقت اثر
كبير في تعيين أهداف العلقات العامة .و من المثلة على ذلك تنظيم حملة لجمع التبرعات ،و نظرًا
لضيق الوقت تبسط الهداف ،فكلما قصر الوقت تعين تبسيط الهداف المباشرة.
-1تهدف العلقات العامة إلى توعية الجماهير بالهداف العامة للدولة ،وتعليم الجمهور عن السياسة
العامة ،ومسؤوليته في تنفيذها .كما تهدف المنظمات إلى التوعية بأهدافها ،وأسلوب وعمل ونوع
نشاطها وخططها للجماهير .كما تسهل التنسيق بين مجهودات الفراد ،فعندما يعرف كل شخص في
المجموعة الهداف المطلوب الوصول إليها ،فإنهم يعملون متعاونين في الوصول إليها .وُتعد الهداف
مقياس للتقويم و الرقابة ،طالما إنها تحدد المطلوب عمله .و تؤدي أيضا إلى عمليات تعديل
استراتيجيات المنظمة ،وهكذا فإن انعدام الهدف أو عدم وضوحه و تحديده يعتبر أحد العوامل
الساسية التي تفشل كثيرًا من الجهود في هذا المجال.
أن تجعل المستهلك يشعر برضا مستمر و متزايد في السواق الحالية والجديدة.
ج -أن تنتج ربحًا مناسبا ،بحيث تستطيع أن تدفع عائدًا معقوًل لحملة السهم ،وان توفر الموارد
اللزمة للتوسع واستقرار الشركة في المستقبل.
د -أن تعتبر الشركة أو المنظمة عنصرًا إيجابيًا وصالحًا في المجتمع الذي تعمل فيه ،وتزيد إحساسها
بالمسئولية الجتماعية تجاه الجماهير المختلفة ،والمجتمع بصفة عامة.
-2تهدف العلقات العامة إلى إقامة علقات طيبة ،وزيادة فرص التفاهم المتبادل والتوافق والنسجام
بين المنظمة والجماهير ،سواء كان هذا )الجهور داخليا( كالعاملين بالمنظمة حتى يشعرون بالرضا
والرتياح ،وترتفع الروح المعنوية بينهم ،فيرتفع إنتاجهم ،وينمو إحساسهم بالنتماء ،ويتأتى ذلك
عن طريق تنفيذ برنامج كبير للتثقيف والرشاد ،وآخر للتدريب على العمال الجديدة ،وتحسين
ظروف العمل ،ووضع نظام عادل منصف مناسب للتعويض ،والتثبت من أن الجور وغيرها من مزايا
العمل ،تتناسب مع متوسط الجور الصناعية أو تفوقها ،وإفهامهم حقيقة ما يدور حولهم ،وتعرفهم
لماذا يجلس هذا الموظف في مكتب فخم بينما يجلس آخر في مكتب اقل فخامة .ولماذا يرتدي العمال
هذا النوع من الملبس دون غيره .وعموما فان العمال ينبغي أن يتمتعوا بظروف عمل صحية
ووسائل للراحة ،ولبد من أن تحترم آرائهم ومقترحاتهم .والوصول إلى الجمهور الداخلي ليس أمرًا
صعبا ،حيث إن علقات العمل توفر اتصاًل يوميًا ،بالضافة إلى تشجيع النشطة الثقافية والجتماعية
والصلت والنشطة الرياضية ،وحل للمشكلت الخاصة بالعاملين ،ويبدأ هذا التصال من الدارة
العليا .ويمكن أن يكون التصال على كافة المستويات الدارية في المنظمات الكبيرة والصغيرة ،على
السواء ،ويتمثل )الجمهور الخارجي( في اتحادات العمال والمستهلكين والموردين والموزعين،
والبنوك ومنافذ البيع والتصريف ،وكذلك أفراد المجتمع حيث من الممكن إقامة المستشفيات و
المدارس و المساجد .و يمتد التوافق إلى علقاتها بالمنظمات الخرى ،حتى تعتمد العلقات بين
المنظمات على المنافسة الشريفة ،و عدم هدم جهود المنظمات الخرى ،و تؤدي برامج العلقات
العامة دورا كبيرا في التوفيق بين الميول المتباينة للفراد والجماعات ،وتعمل على تعديل التجاهات
السلبية لدى الجماهير إلى اتجاهات إيجابية بناءة ،كما أنها تنقل أفكار و آراء الجماهير و اتجاهاتها
نحو المنظمة إلى الدارة ،و تقوم بنصحها و إرشادها حتى تتمكن من تعديل سياسة المنظمة و
خططها بما يتناسب مع ما تتوقعه الجماهير من هذه المنظمة .و يمتد التوافق و النسجام الذي تسعى
إليه العلقات العامة إلى علقتها مع أجهزة العلم.
-3تسعى العلقات العامة إلى القيام بالعمال المتنوعة التي تقوم بها الدارات الخرى ومساعدتها.
فهي تقوم مثل بمساعدة إدارة العلقات الصناعية باجتذاب الممتازين من الموظفين و العمال .وهي
تشجع التصال بين المستويات العليا في الدارة والمستويات الدنيا ،وبالعكس .وهي تساعد إدارة
المبيعات في ترويج منتجات المنظمة ،سواء المنتجات الحالية أو الجديدة.
-4تهدف العلقات العامة إلى رفع الكفاية النتاجية بتوفير العامل المادي والمعنوي ،وزيادة الفوائد
التي تعود على أصحاب الشركة وعمالها ومستهلكي منتجاتها والجماعات التي تعمل فيها ،وذلك عن
طريق وضع برنامج لتحسين المصانع والمنتجات ،والستغناء عن اللت البالية وتنفيذ برنامج
لتركيب احدث أنواع اللت ،وكذلك العمل على إنتاج السلع الجديدة في اقرب موعد يتناسب مع
النتهاء من الختبارات اللزمة ،وإعادة تنظيم العمال المكتبية ،و زيادة منافذ التوزيع.
-5تهدف العلقات العامة إلى إقامة علقات ودية مع المساهمين ،وهؤلء ينحصر اهتمامهم في
تأمين استثماراتهم والوقوف على أحدث تطورات النتاج والمشروعات التوسعية والسواق الجديدة،
ومن ثم ينبغي إحاطتهم علمًا بجميع خطط الشركة ومشروعاتها ،مع تعليلها وتبيان ما ينتظر أن يعود
عليهم من منفعة ،من حيث ضمان أموالهم المستثمرة ،ومن حيث فائدة كافية لرأس المال.
ل اجتماعات الجمعيات العمومية تهيئ
ويمكن التعرف على رغبات المساهمين بوسائل متعددة ،فمث ً
للشركة فرصة طيبة للتحدث مع المساهمين واللمام بوجهة نظرهم ،كذلك من المخاطبات التي
يرسلها المساهمون لدارة الشركة يمكن معرفة كثير من الرغبات ،والراء ،وقد تلجأ بعض الشركات
لعمل استقصاء لراء المساهمين ورغباتهم عن طريق إرسال قائمة بالبريد تحتوي على عدد من
السئلة للجابة عليها ،أو يمكن توجيه هذه السئلة بواسطة مندوبي قسم العلقات العامة ،عن طريق
مقابلت شخصية ،ول يعني ذلك مقابلة كل المساهمين ،بل يكفي اخذ عينة ممثلة لهم.
-6تهتم العلقات العامة بتلقي رغبات الموزعين وملحظاتهم ومقترحاتهم خاصة فيما يتعلق بطريقة
التعبئة أو التغليف أو الوزن أو طريقة التشكيل والعرض ،والموزعون هم حلقة التصال بين
المؤسسة والعميل ،وهم كل من يتعامل مع السلعة ،من وقت خروجها من المصنع إلى أن تصل إلى يد
المستهلك .وكثيرًا ما كانت قراراتهم واتجاهاتهم ذات اثر حاسم في مستقبل المؤسسة الصناعية،
ومن ثم يقع على عاتقهم كسب ونجاح المؤسسة أو فشلها ،ولهذا تحرص العلقات العامة على تهيئة
أساليب التصال المباشر بينهم وبين المؤسسة.
7م تهتم العلقات العامة بإنشاء الصلت الطيبة بين المستهلكين والمؤسسة ،وذلك لن الترويج
للمؤسسة يؤدي إلى الترويج للسلع .ولشك أن المستهلك هو سيد السوق ،فمن اجل المستهلك تنتج
السلع ،وبفضل المستهلك تدور عجلة النتاج ،وبتشجيع المستهلك وإقباله على السلعة يعيش المنتج،
ومن ثم لبد من الستجابة إلى رغباته ،فهو قوة رئيسية تؤثر في نجاح الشركات أو فشلها.
-8تهدف العلقات العامة إلى تنمية الشعور بالمسؤولية الجتماعية والقومية لدى المواطنين،
ومساعدتهم على تحمل المسؤولية في رسم السياسة العامة للمنظمة ،وحل مشاكلها.
الزمــــات
أول ً :تعريف الزمة :
ل يوجد اتفاق موحد على تعريف الزمة حيث تعددت التعريفات بتعدد
وجهات النظر ونواحى الهتمام والتركيز .وفيما يلى استعراض لبعض
التعريفات الخاصة بمصطلح الزمة .
عرف ) (Mitroff & Pauchant 1992الزمة بأنها حالة تمزق تؤثر •
على النظام كله وتهدد افتراضاته الساسية ومعتقداته الداخلية
وجوهر وجوده" .
كما عرف ((Bieber 1988الزمة بأنها نقطه تحول من أوضاع •
غير مستقره ويمكن أن تقود إلى نتائج غير مرغوبة إذا كانت
الطراف المعنية غير مستعدة أو غير قادرة على احتوائها ودرء
أخطارها .
وعرف ) (Pauchant & Douville 1993الزمات بأنها مواقف •
مركبه تواجه المنظمة أو النظام كله وتتحدى الفتراضات
الساسية المتعارف عليها وعادة تتطلب تلك الزمات تصرفات
وقرارات عاجلة ومستحدثه وتؤدى فيما بعد لستجواب دقيق
للنظام والفتراضات الساسية بواسطة أعضاء النظام .
كما عرف الحملوى ) (1993الزمة بأنها عبارة عن خلل يؤثر •
ماديا على النظام كله كما أنه يهدد الفتراضات الرئيسية التى
يقوم عليها هذا النظام .
وأخيرا ً عرفت منى شريف ) (1998الزمة بأنها موقف ينتج •
عن تغيرات بيئية مولدة للزمات ويخرج عن إطار العمل المعتاد
ويتضمن قدرا من الخطورة والتهديد وضيق الوقت والمفاجأه إن
لم يكن فى الحدوث فهو فى التوقيت ،ويتطلب استخدام أساليب
إدارية مبتكرة وسرعة ودقه من رد الفعل ويفرز آثارا مستقبلية
تحمل فى طياتها فرصا للتحسين والتعلم.
ويلحظ مما سبق أن اختلف التعريفات يرجع إلى اختلف الكتاب
فى التعامل مع ظاهرة الزمة وتعدد وجهات النظر ونواحى
الهتمام .