Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 5

‫قتل اليهودي كعب بن االشرف‬

‫‪.‬كان كعب بن االشرف من اشد اليهود حنقا على االسالم والمسلمين‪ ,‬وايداء لرسول هللا وتظاهرا بالدعوه الى حربه‬
‫كان من قبيله طىء من بني نبهان وامه من بني النضير‪.‬وكان غنيا معروفا بجماله في العرب‪.‬شاعرا من شعرائهم وكان حصنه في شرق‬
‫جنوب المدينه‬
‫ولما بلغه اول خبر عن انتصار المسلمين‪ .‬وقتل صناديد قريش في بدر قال ‪ :‬احق هدا؟ هؤالء اشراف العرب وملوك الناس ‪ ,‬وهللا ان‬
‫محمد اصاب هؤالء القوم ولما تأكد لديه الخبر انبعث عدو هللا يهجو رسول هللا محمد عليه الصاله والسالم والمسلمين‪ .‬وبمدح عدوهم‪ ,‬و‬
‫يحرضهم عليهم‬
‫ولم يرض بهدا القدر حتى ركب الى قريش فنزل على بن ابي وداعه السهمي وجعل بنشد االشعار يبكي فيها على اصحاب القليب من‬
‫قتلى المشركين يثير بها حفائظهم ويدكي حقدهم على النبي صلي هللا عليه وسلم و يدعو الى حربه‪ ,‬وعندما كان بمكه ساله ابو سفيان‬
‫والمشركون‪ :‬اديننا احب اليك ام دين محمد واصحابه واي الفريقين اهدى؟ فقال انتم اهدى منهم سبيال و افضل‪ .‬وفي دلك انزل هللا تعالى‬
‫فوله (( الم تر الى اللدين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للدين كفروا هؤالء اهدى من الدين امنوا سبيال))‬
‫ثم رجع كعب الى المدينه على تلك الحال و اخد يشبب في اشعاره بنساء الصحابه و يؤديهم بسالطه لسانه‬
‫فقال الرسول عليه افضل الصاله والتسليم من لكعب بن االشرف؟ فانه ادى هللا و رسوله فانتدب له محمد بن مسلمه ‪ ,‬وعباد بن بشر‬
‫وابو نائله واسمه سمكان بن سالمه وهو اخو كعب من الرضاعه والحارث بن اوس وابو عبس بن جبر وكان قائد هده المفرزه محمد‬
‫‪.‬بني مسلمه‬
‫وتفيد الروايات في قتل كعب بن االشرف ان رسول هللا عليه الصاله والسالم قال من لي بكعب بن االشرف فقال محمد بن مسلمه انا يا‬
‫رسول هللا اقتله فادن لي بان اقول شيئا فقال عليه السالم ق‬
‫فاتاه محمد بن مسلمه فقال (ان هدا الرجل قد سألنا صدقه وانه قد عنانا(يقصد رسول هللا محمد عليه الصاله والسالم)‬
‫قال كعب وهللا لتملنه‬
‫قال محمد بن مسلمه فانا قد اتبعناه فال نحب ان ندعه حتى تنظر الى اي شيء يصير شأنه؟ وقد اردنا ان تسلفنا وسقا او وسقين‬
‫قال كعب نعم ارهنوني‬
‫قال ابن مسلمه اي شيء تريد‬
‫قال ارهنوني نساءكم‬
‫فقال ابن مسلمه كيف نرهنك نساءنا وانت اجمل العرب‬
‫فقال فترهنوني ابناءكم‬
‫كيف نرهنك ابناءنا ‪ .‬فيسب احدهم فيقال بوسق او بوسقين هدا عار علينا و لكننا نرهنك األمه‪ ,‬يعني السالح‬
‫فواعده ان يأتيه‬
‫وصنع ابو نائله مثل ما صنع ابن مسلمه فقد جاء كعب فناشد معه اطراف االشعار سويعه ثم قال له ويحك يا ابن االشرف اني قد جئت‬
‫لحاجه اريد دكرها لك فاكتم عني‬
‫قال كعب أفعل‬
‫قال ابو نائله كان قدوم هدا الرجل علينا بالء‪ ,‬عادتنا العرب و رمتنا عن قوس واحده وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال وجهدت‬
‫النفس ودار الحوار على نحو ما دار مع ابن مسلمه و قال ابو نائله اثناء حديثه‬
‫ان معي اصحابا لى على مثل رايىء وقد اردت ان اتيك بهم فتبيعم وتحسن في دلك‬
‫و قد نجح ابن مسلمه وابو نائله في هدا الحوار الى ما قصدا فان كعب لن ينكر معهما الالخ واالصحاب بعد هدا الحوار‬
‫وفي ليله مقمره اجتمعت المفرزه الى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فشيعهم الى بقيع الغرقد ووجههم قائال انطلقوا على اسم هللا اللهم‬
‫اعنهم ‪.‬ثم رجع بيته وطفق يصلي ويناجي ربه‬
‫وانتهت المفرزه الى حصن كعب بن االشرف فهتف ابو نائله فقام لينزل لهم فقالت له امرائته اين تخرج هده الساعه ؟اسمع صوتا كانه‬
‫يقطر دما‬
‫فقال كعب هدا اخي ابن مسلمه ورضيعي ا بو نائله ‪,‬ان الكريم لو دعى الى طعنه اجاب ثم خرج اليهم متطيبا‬
‫وقد كان ابو نائله قال الصحابه ادا جاء فاني اخد بشعره واشمه فادا رايتموني استمكنت من راسه فدونكم فاضربوه فلما نزل كعب اليهم‬
‫تحدث معهم ساعه ‪ ,‬ثم قال ابو نائله هل لك يا ابن االشرف ان نتماشى الى شعب العجوز فنتحدث بقيه ليلتنا؟‬
‫فقال ان شئتم فخرجوا يتماشون فقال ابو نائله و هو في الطريق ما رايت كالليله طيبا اعطر قط ‪,‬وزهى كعب ‪ :‬فقال عندي اعطر نساء‬
‫العرب‪ ,‬فقال ابو نائله هل لي ان اشم راسك‬
‫فقال نعم فشمه واشم اصحابه‬
‫ثم مشى ساعه فقال ابو نائله لكعب اعود فقال نعم فعاد لمثلها حتى اطمئن‬
‫ثم بعد ساعه قال له اعود فقال نعم فادخل يده في راسه فلما استمكن منه قال دونكم عدو هللا فاختلفت عليه اسيافهم لكنها لم تغن شيئا فاخد‬
‫ابن مسلمه معوال فوضعه في ثنيه ثم تحامل حتى بلغ عانته فوقع عدو هللا قتيال و كان قد صاح صيحه شديده افزعت من حوله فلم يبق‬
‫حصن اال اوقدت عليه النيران‬
‫ورجعت المفرزه وقد اصيب الحارث بن اوس ببعض سيوف اصحابه ‪,‬فسمع الرسول عليه الصاله والسالم تكبيرهم فعرف انهم قتلوه‬
‫فكبر فلما انتهوا اليه قال افلحت وجوهكم قالوا وجهك يا رسول هللا ورموا براس الطاغيه بين يديه فحمد هللا على قتله وتفل على جرح‬
‫الحارث فشفي‬
‫و لما علمت اليهود بمقتل كبيرهم كعب بن االشرف دب الرعب في قلوبهم وعلموا ان الرسول عليه الصاله والسالم ال يتوانى ان‬
‫يشتخدم القوه لمن يريد العبث باالمن واثاره االضطرابات و عدم احترام القوانين والمواثيق فلم يحركوا ساكنا و تظاهروا بايفاء العهود‬
‫و استكانوا وعادت االفاعي الى جحورها‬
‫قتل كعب بن األشرف‬
‫استنكاره خبر رسولي الرسول بقتل ناس من المشركين‬

‫قال ابن إسحاق وكان من حديث كعب بن األشرف ‪ :‬أنه لما أصيب أصحاب بدر ‪ ،‬وقدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة ‪ ،‬وعبد هللا بن رواحة إلى‬
‫أهل العالية بشيرين بعثهما رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلى من بالمدينة من المسلمين بفتح هللا عز وجل عليه وقتل من قتل من المشركين كما‬
‫حدثني عبد هللا بن المغيث بن أبي بردة الظفري وعبد هللا بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ‪ ،‬وعاصم بن عمر بن قتادة ‪ ،‬وصالح بن أبي‬
‫أمامة بن سهل كل قد حدثني بعض حديثه‬

‫قالوا ‪ :‬قال كعب بن األشرف وكان رجال من طيء ‪ ،‬ثم أحد بني نبهان ‪ ،‬وكانت أمه من بني النضير ‪ ،‬حين بلغه الخبر ‪ :‬أحق هذا ؟ أترون محمدا‬
‫قتل هؤالء الذين يسمي هذان الرجالن يعني زيدا وعبد هللا بن رواحة فهؤالء أشراف العرب وملوك الناس وهللا لئن كان محمد أصاب هؤالء القوم‬
‫لبطن األرض خير من ظهرها ‪.‬‬

‫شعره في التحريض على الرسول‬

‫فلما تيقن عدو هللا الخبر ‪ ،‬خرج حتى قدم مكة ‪ ،‬فنزل على عبد المطلب بن أبي وداعة بن ضبيرة السهمي وعنده عاتكة بنت أبي العيص بن أمية بن‬
‫عبد شمس بن عبد مناف فأنزلته وأكرمته وجعل يحرض على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وينشد األشعار ويبكي أصحاب القليب من قريش ‪،‬‬
‫الذين أصيبوا ببدر فقال‬

‫ولمثل بدر تستهل وتدمع‬ ‫‪ ‬‬ ‫طحنت رحى بدر لمهلك أهله‬
‫ال تبعدوا إن الملوك تصرع‬ ‫‪ ‬‬ ‫قتلت سراة الناس حول حياضهم‬
‫ذي بهجة يأوي إليه الضيع‬ ‫‪ ‬‬ ‫كم قد أصيب به من أبيض ماجد‬
‫حمال أثقال يسود ويربع‬ ‫‪ ‬‬ ‫طلق اليدين‪ t‬إذا الكواكب أخلفت‬
‫إن ابن األشرف ظل كعبا يجزع‬ ‫‪ ‬‬ ‫ويقول أقوام أسر بسخطهم‬
‫ظلت تسوخ بأهلها وتصدع‬ ‫‪ ‬‬ ‫صدقوا فليت األرض ساعة قتلوا‬
‫أو عاش أعمى مرعشا ال يسمع‬ ‫‪ ‬‬ ‫صار الذي أثر الحديث بطعنه‬
‫خشعوا القتل أبي الحكيم وجدعوا‬ ‫‪ ‬‬ ‫نبئت أن بني المغيرة كلهم‬
‫ما نال مثل المهلكين وتبع‬ ‫‪ ‬‬ ‫وابنا ربيعة عنده ومنبه‬
‫في الناس يبني الصالحات ويجمع‬ ‫‪ ‬‬ ‫نبئت أن الحارث بن هشامهم‬
‫يحمى على الحسب الكريم األروع‬ ‫‪ ‬‬ ‫ليزور يثرب بالجموع وإنما‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬قوله " تبع " وأسر بسخطهم " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬

‫شعر حسان في الرد عليه‬

‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فأجابه حسان بن ثابت األنصاري ‪ ،‬فقال‬

‫منه وعاش مجدعا ال يسمع‬ ‫‪ ‬‬ ‫أبكى لكعب ثم عل بعبرة‬


‫قتلى تسح لها العيون وتدمع‬ ‫‪ ‬‬ ‫ولقد رأيت ببطن بدر منهم‬
‫شبه الكليب إلى الكليبة يتبع‬ ‫‪ ‬‬ ‫فأبكي فقد أبكيت عبدا راضعا‬
‫وأهان قوما قاتلوه وصرعوا‬ ‫‪ ‬‬ ‫ولقد شفى الرحمن منا سيدا‬
‫شغف يظل لخوفه يتصدع‬ ‫‪ ‬‬ ‫ونجا وأفلت منهم من قلبه‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لحسان ‪.‬‬

‫وقوله " أبكي لكعب " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬

‫شعر ميمونة في الرد على كعب‬

‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقالت امرأة من المسلمين من بني مريد بطن من بلي كانوا حلفاء في بني أمية بن زيد ‪ ،‬يقال لهم الجعادرة ‪ ،‬تجيب كعبا قال ابن‬
‫إسحاق ‪ :‬اسمها ميمونة بنت عبد هللا ‪ ،‬وأكثر أهل العلم بالشعر ينكر هذه األبيات لها ‪ ،‬وينكر نقيضتها لكعب بن األشرف‬

‫يبكى على قتلى وليس بناصب‬ ‫‪ ‬‬ ‫تحنن هذا العبد كل تحنن‬
‫وعلت بمثليها لؤي بن غالب‬ ‫‪ ‬‬ ‫بكت عين من يبكي لبدر وأهله‬
‫يرى ما بهم من كان بين األخاشب‬ ‫‪ ‬‬ ‫فليت الذين ضرجوا بدمائهم‬
‫مجرهم فوق اللحى والحواجب‬ ‫‪ ‬‬ ‫فيعلم حقا عن يقين ويبصروا‬
‫شعر كعب في الرد على ميمونة‬

‫فأجابها كعب بن األشرف فقال‬

‫عن القول يأنى منه غير مقارب‬ ‫‪ ‬‬ ‫أال فازجروا منكم سفيها لتسلموا‬
‫لقوم أتاني ردهم غير كاذب‬ ‫‪ ‬‬ ‫أتشتمني إن كنت أبكي بعبرة‬
‫مآثر قوم مجدهم بالجباجب‬ ‫‪ ‬‬ ‫فإني لباك ما بقيت وذاكر‬
‫عن الشر فاحتالت وجوه الثعالب‬ ‫‪ ‬‬ ‫لعمري لقد كانت مريد بمعزل‬
‫بشتمهم حي لؤي بن غالب‬ ‫‪ ‬‬ ‫فحق مريد أن تجد أنوفهم‬
‫وفاء وبيت هللا بين األخاشب‬ ‫‪ ‬‬ ‫وهبت نصيبي من مريد لجعدر‬

‫تشبيب كعب بنساء المسلمين والحيلة في قتله‬

‫ثم رجع كعب بن األشرف إلى المدينة‪ t‬فشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم ‪ .‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كما حدثني عبد هللا بن المغيث بن أبي‬
‫بردة من لي بابن األشرف ؟ فقال له محمد بن مسلمة أخو بني عبد األشهل أنا لك يا رسول هللا أنا أقتله ؟ قال فافعل إن قدرت على ذلك فرجع‬
‫محمد بن مسلمة فمكث ثالثا ال يأكل وال يشرب إال ما يعلق به نفسه فذكر ذلك لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم فدعاه فقال له لم تركت الطعام‬
‫والشراب ؟ فقال يا رسول هللا قلت لك قوال ال أدري هل أفين لك به أم ال ؟ فقال " إنما عليك الجهد " ; فقال يا رسول هللا إنه ال بد لنا من أن نقول‬
‫قال قولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك ‪.‬‬

‫فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة ‪ ،‬وسلكان بن سالم بن وقش وهو أبو نائلة أحد بني عبد األشهل ‪ ،‬وكان أخا كعب بن األشرف من الرضاعة وعباد‬
‫بن بشر بن وقش ‪ ،‬أحد بني عبد األشهل ‪ ،‬والحارث من أوس بن معاذ ‪ ،‬أحد بني عبد األشهل ‪ ،‬وأبو عبس بن جبر أحد بني حارثة ; ثم قدموا إلى‬
‫عدو هللا كعب بن األشرف قبل أن يأتوه سلكان بن سالمة [ بن وقش ] أبا نائلة ‪ ،‬فجاءه فتحدث معه ساعة وتناشدوا شعرا ‪ ،‬وكان أبو نائلة يقول‬
‫الشعر ثم قال ويحك يا ابن األشرف إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك ‪ ،‬فاكتم عني ; قال افعل قال كان قدوم هذا الرجل علينا بالء من البالء‬
‫عادتنا به العرب ‪ ،‬ورمتنا عن قوس واحد وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال وجهدت األنفس وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا ‪.‬‬

‫فقال كعب أنا ابن األشرف أما وهللا لقد كنت أخبرك يا ابن سالمة أن األمر سيصير إلى ما أقول فقال له سلكان ‪ :‬إني قد أردت أن تبيعنا طعاما‬
‫ونرهنك ونوثق لك ‪ ،‬ونحسن في ذلك فقال أترهنونني أبناءكم ؟ قال لقد أردت أن تفضحنا ‪ ،‬إن معي أصحابا لي على مثل رأيي ‪ ،‬وقد أردت أن‬
‫آتيك بهم فتبيعهم وتحسن في ذلك ونرهنك من الحلقة ما فيه وفاء وأراد سلكان أن ال ينكر السالح إذا جاءوا بها ‪ ،‬قال إن في الحلقة لوفاء قال فرجع‬
‫سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره وأمرهم أن يأخذوا السالح ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه فاجتمعوا عند رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬ويقال أترهنونني نساءكم ؟ قال كيف نرهنك نساءنا وأنت أشب أهل يثرب وأعطوهم قال أترهنونني أبناءكم ؟‬

‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فحدثني ثور بن زيد عن عكرمة ‪ ،‬عن ابن عباس قال مشى معهم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ‪ ،‬ثم وجههم فقال‬
‫انطلقوا على اسم هللا اللهم أعنهم ثم رجع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلى بيته وهو في ليلة مقمرة وأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه فهتف به‬
‫أبو نائلة ‪ ،‬وكان حديث عهد بعرس فوثب في ملحفته فأخذت امرأته بناحيتها ‪ ،‬وقالت إنك امرئ محارب وإن أصحاب الحرب ال ينزلون في هذه‬
‫الساعة قال إنه أبو نائلة ‪ ،‬لو وجدني نائما لما أيقظني ‪ ،‬فقالت وهللا إني ألعرف في صوته الشر ؟ قال يقول لها كعب لو يدعى الفتى لطعنة ألجاب ‪.‬‬

‫فنزل فتحدث معهم ساعة وحدثوا معه ثم قال هل لك يا ابن األشرف أن تتماشى إلى شعب العجوز ‪ ،‬فنتحدث به بقية ليلتنا هذه ؟ قال إن شئتم ‪.‬‬
‫فخرجوا يتماشون فمشوا ساعة ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأسه ثم شم يده فقال ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط ‪ ،‬ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها‬
‫حتى اطمأن ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها ‪ ،‬فأخذ بفود رأسه ثم قال اضربوا عدو هللا فضربه فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئا ‪.‬‬

‫قال محمد بن مسلمة فذكرت مغوال في سيفي ‪ ،‬حين رأيت أسيافنا ال تغني شيئا ‪ ،‬فأخذته ‪ ،‬وقد صاح عدو هللا صيحة لم يبق حولنا حصن إال وقد‬
‫أوقدت عليه نار قال فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته فوقع عدو هللا وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ فجرح في رأسه أو في‬
‫رجله أصابه بعض أسيافنا ‪.‬‬

‫قال فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد ‪ ،‬ثم على بني قريظة ‪ ،‬ثم على بعاث حتى أسندنا في حرة العريض ‪ ،‬وقد أبطأ علينا صاحبنا الحارث‬
‫بن أوس ‪ ،‬ونزف الدم فوقفنا له ساعة ثم أتانا يتبع آثارنا ‪ .‬قال فاحتملناه فجئنا به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم آخر الليل وهو قائم يصلي ‪ ،‬فسلمنا‬
‫عليه فخرج إلينا ‪ ،‬فأخبرناه بقتل عدو هللا وتفل على جرح صاحبنا ‪ ،‬فرجع ورجعنا إلى أهلنا فأصبحنا وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو هللا فليس بها‬
‫يهودي إال وهو يخاف على نفسه ‪.‬‬

‫مقتل كعب بن األشرف‬

‫ذكر فيه أنه شبب بنساء المسلمين وآذاهم وكان قد شبب بأم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب فقال‬
‫وتارك أنت أم الفضل بالحرم‬ ‫‪ ‬‬ ‫أراحل أنت لم ترحل لمنعبته‪t‬‬

‫في أبيات رواها يونس عن ابن إسحاق ‪.‬‬

‫وذكر فيه قوله عليه السالم من لكعب [ بن األشرف ] ‪ ،‬فقد آذى هللا ورسوله ‪ .‬فيه من الفقه وجوب قتل من سب النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬‬
‫وإن كان ذا عهد خالفا ألبي حنيفة رحمه هللا فإنه ال يرى قتل الذمي في مثل هذا ‪ ،‬ووقع في كتاب شرف المصطفى أن الذين قتلوا كعب بن األشرف‬
‫حملوا رأسه في مخالة إلى المدينة‪ ، t‬فقيل إنه أول رأس حمل في اإلسالم وقيل بل رأس أبي عزة الجمحي الذي قال له النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫ال يلدغ المؤمن من جحر مرتين فقتله واحتمل رأسه في رمح إلى المدينة‪ t‬فيما ذكر وأما أول مسلم حمل رأسه في اإلسالم فعمرو بن الحمق وله‬
‫صحبة ‪ .‬وفيه من قول حسان في كعب ‪:‬‬

‫بكى كعب ثم عل بعبرة‬

‫فيه دخول زحاف على زحاف وذلك أن أول الجزء سبب ثقيل وسبب خفيف فإذا دخل فيه الزحاف الذي يسمى اإلضمار صارا سببين خفيفين فيعود‬
‫متفاعلن إلى وزن مستفعلن ومستفعلن يدخله الخبن والطي ‪ ،‬وهو حذف الرابع منه فشبه حسان متفاعالن في الكامل بمستفعلن لما صار إلى وزنه‬
‫فحذف الحرف الساكن وهو الرابع من متفاعلن إلى وزن مفتعلن وهو غريب في الزحاف فإنه زحاف سهل زحافا آخر ولوال الزحاف الذي هو‬
‫اإلضمار ما جاز البتة حذف الرابع من متفاعلن ‪.‬‬

‫وذكر في الذين قتلوا كعبا أبا عبس بن جبر واسمه عبد الرحمن وذكر سلكان بن سالمة واسمه سعد ‪.‬‬

‫شعر كعب بن مالك في مقتل ابن األشرف‬

‫قال ابن إسحاق ‪ :‬فقال كعب بن مالك ‪:‬‬

‫فذلت بعد مصرعه النضير‬ ‫فغودر منهم كعب صريعا‬


‫بأيدينا مشهرة ذكور‬ ‫على الكفين ثم وقد علته‬
‫إلى كعب أخا كعب يسير‬ ‫بأمر محمد إذ دس ليال‬
‫ومحمود أخو ثقة جسور‬ ‫فما كره فأنزله بمكر‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬وهذه األبيات في قصيدة له في يوم بني النضير سأذكرها إن شاء هللا في حديث ذلك اليوم ‪.‬‬

‫شعر حسان في قتل ابن األشرف وابن أبي الحقيق‬

‫قال ابن إسحاق ‪ :‬وقال حسان بن ثابت يذكر قتل كعب بن األشرف وقتل سالم بن أبي الحقيق‬

‫يا ابن الحقيق وأنت يا ابن األشرف‬ ‫هلل در عصابة القيتهم‬


‫مرحا كأسد في عرين مغرف‬ ‫يسرون بالبيض الخفاف إليكم‬
‫فسقوكم حتفا ببيض ذفف‬ ‫حتى أتوكم في محل بالدكم‬
‫مستصغرين لكل أمر مجحف‬ ‫مستنصرين لنصر دين نبيهم‬

‫قال ابن هشام ‪ :‬وسأذكر قتل سالم بن أبي الحقيق في موضعه إن شاء هللا ‪.‬‬

‫وقوله " ذفف " عن غير ابن إسحاق ‪.‬‬

‫وذكر في شعر حسان الفاوي وفيه ‪ :‬ببيض ذفف ‪ .‬الذفف جمع ذفيف وهو الخفيف السريع وهو جمع على غير قياس وإنما فعل جمع فاعل ولكن‬
‫الذفيف من السيوف في معنى القاطع والصارم ‪.‬‬

‫وفيه في عرين مغرف ‪ .‬العرين أجمة األسد وهو الغريف أيضا ‪ ،‬والغريف أيضا الكثير فيحتمل إن أراد بمغرف مكثرا من األسد ويحتمل إن أراد‬
‫توكيد معنى الغريف كما يقال خبيث مخبث ‪.‬‬

‫وذكر قول امرأة كعب وهللا إني ألعرف في صوته الشر وفي كتاب البخاري ‪ :‬إني ألسمع صوتا يقطر منه الدم ‪.‬‬
‫وفيه ما رأيت عطرا كاليوم معناه عند سيبويه ‪ :‬ما رأيت كعطر أراه اليوم عطرا ‪ :‬كذلك قال في قول العرب ‪ :‬لم أر كاليوم رجال ‪ ،‬أي كرجل أراه‬
‫اليوم رجال ‪ ،‬فحذف ما دخلت عليه الكاف وحذف الفعل وهو أرى ‪ ،‬وفاعله ومفعوله وهذا حذف كثير ال سيما ‪ ،‬وقد يقال ما رأيت كاليوم وال تذكر‬
‫بعده شيئا إذا تعجبت ‪ ،‬فدل على أنهم لم يحذفوا هذا الحذف الكثير ولكنهم أوقعوا التعجب على اليوم ألن األيام تأتي باألعاجيب والعرب تذمها‬
‫وتمدحها في نظمها ونثرها ‪ ،‬ويعلم المخاطب أن اليوم لم يذم لنفسه وال يعجب منه لنفسه فيلتمس منك البيان والتفسير لما تعجبت منه فتأتي بالتمييز‬
‫لتبين ‪ .‬فعطرا منصوب على التمييز والدليل على ذلك أنه يحسن خفضه بمن ألنه متعجب منه فتقول لم أر كاليوم من رجل ‪ .‬ووقع في رواية إبراهيم‬
‫بن سعد عن ابن إسحاق بعد قوله فمشوا ساعة قال فجعل كعب ينشده‬

‫سبط المشية أباء أنف‬ ‫رب خال لي لو أبصرته‬


‫وعلى األعداء كالسم الدعف‬ ‫لين الجانب في أقربه‬
‫أهل عز وحفاظ وشرف‬ ‫وكرام لم يشنهم حسب‬
‫لحقوق تعتريهم وعرف‬ ‫يبذلون المال فيما نابهم‬
‫غير أنكاس وال ميل كشف‬ ‫وليوث حين يشتد الوغى‬
‫وحفاظ لم يعانوا بصلف‬ ‫فهم أهل سماح وقرى‬
‫وسهول حيث حلوا في أنف‬ ‫سكنوا من يثرب كل ربى‬
‫وحصون ونخيل وغرف‬ ‫وهم أهل مشاريب بها‬
‫من يردها بإناء يغترف‬ ‫ولها بئر رواء جمة‬
‫تخرج التمر كأمثال األكف‬ ‫ونخيل في تالع جمة‬
‫آخر الليل مهاريج ندف‬ ‫وصرير من محال خلته‬
‫بدالء ذات أركان صدف‬ ‫تدلج الجون على أكتافها‬
‫غير حاجاتي في بطن الجرف‬ ‫كل حاجاتي قد قضيتها‬

You might also like