Professional Documents
Culture Documents
المعجم الصوفى - المعجم11
المعجم الصوفى - المعجم11
393
**********************************
-1البــــــــــــد
**********************************
البد :عبارة عن مدة الزمان المتد الذى ل يتجزأ كما يتجزأ الزمان وذلك
أنه يقال :زمان كذا ،ول يقال :أبد كذا ( ، )1قال تعال :وَل تُصَ ّل عَلَى
أَ َح ٍد ِمنْهُ ْم مَاتَ َأبَدًا وَل َتقُ ْم عَلَى َقبْ ِرهِ [التوبة ، ]8 4 /وقال سبحانه :
وَل َت ْقبَلُوا َلهُ ْم َشهَا َدةً َأبَدًا َوُأوَْلئِكَ هُمْ الْفَا ِسقُونَ [النور ، ]4 /وعن عبد اللّه
بن عمرو رضي اللّه عنهما ،أن النب قال ف صيام البد " :ل صام من صام
البد مرتي " ( ، )2وقال ابن عباس رضي اللّه عنهما ،سعت رسول اللّه
يقول " :من صور صورة ،فإن اللّه معذبه حت ينفخ فيها الروح ،وليس بنافخ
فيها أبدا " ( . )3
وجيع ما ورد ف القرآن والسنة من لفظ البد ،فإنه يعن الزمان المتد ،أو
الدائم الذى ل ينقطع ،سواء ف الدنيا كما سبق ،أو ف الخرة ،كقوله تعال :
خَاِلدِي َن فِيهَا َأَبدًا [البينة. ]8 /
ــــــــــــــــــــ
8 .1انظر ف بيان العان اللغوية ،الفردات ف غريب القرآن ،للراغب الصفهان ص
ولسان العرب لبن منظور ، 3 / 6 8والقاموس الحيط لحمد بن يعقوب الفيوز
أبادى ، 1 / 3 3 7والتوقيف على مهمات التعاريف لعبد الرؤوف الناوى
.1 / 9 1
.2أخرجه البخارى ف كتاب الصوم . )1 9 7 7 ( 4 / 2 6 0
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.3أخرجه البخارى ف كتاب البيوع . )2 2 2 5 ( 4 / 8 5
البد ف الصطلح الصوف :
البد ف اصطلح الصوفية ،هو ما ل ناية له ،أو ما ليس له آخر ( ، )1وهو
اصطلح قرآن ف لفظه ومعناه ،ومن ألفظ الصوفية الدالة على ذلك ،ما روى
عن أب بكر الواسطى (ت:بعد 3 2 0هـ) أنه سئل عن البد فقال ( :إشارة
إل ترك انقطاع ف العدد ،ومو الوقات ف السرمد ) ( ، )2والبدية ثابتة
عندهم على معنيي :
-1نعت من نعوت اللّه تعال :كما ذكر السراج الطوسى (ت3 8 7 :هـ)
والفرق بي الزلية والبدية ،أن الزلية ل بداية لا ول أولية ،والبدية ل ناية
لا ول آخرية ( ، )3وعن عمرو بن عثمان الكى (ت2 9 1 :هـ) ،قال
( :سبحان الصمد ،القدي ف أزل ،ل يزل ف سرمد البد ) ( . )4
-2أبدية أهل اللدين :قال عبد اللّه بن خفيف (ت3 7 1 :هـ) :
( ويعتقدون أن نعيم أهل النة ،باق مع بقاء اللّه تعال ،وعذاب أهل الكفر
باق ،مع بقاء اللّه تعال ) ( ، )5فإذا كانت البدية من نعوت اللّه الت ينفرد
با ،فإن ذلك ــــــــــــــــــــ
3/ 152 .1انظر كشف الحجوب ص 4 6 8وانظر كشاف اصطلحات الفنون
.
.2اللمع ص . 4 4 1
.3السابق ص . 4 4 1
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.4السابق ص . 4 4 1
.5سية الشيخ الكبي عبد اللّه بن خفيف ص . 3 5 6
ل ينع اتصاف أهل اللدين بالبدية ،لن أبديتهم باقية بإبقاء اللّه لا فهى
متعلقة بشيئته ،أما أبديته سبحانه فهى باقية ببقاء اللّه ،ويروى عن أب القاسم
النصرباذى (ت3 6 7 :هـ) أنه قال :
( النة باقية بإبقائه ،وذكره ورحته ومبته لك باق ببقائه ،فشتان بي ما هو
باق ببقائه ،وبي ما هو باق بإبقائه ) ( ، )1ويعقب القشيى (ت4 6 5 :هـ)
على قوله ،بأن هذا العتقد ،هو غاية التحقيق عند الصوفية ،فإن أهل الق
قالوا :صفات ذات القدي سبحانه وتعال باقيات ببقائه تعال ( . )2
ــــــــــــــــــــ
.1الرسالة القشيية لعبد الكري القشيى ، 1 / 4 2وجدير بالذكر ،أن مفهوم البدية
أثار جدل كبيا بي فرق السلم وطائفة العتزلة على وجه الصوص ،حت فهمها
البعض بطول المد ،وليس البقاء اللنائى ،كما هو اعتقاد الصوفية ف هذه الزئية
حيت يتفقون مع السلف الصال ،وكلم النصرباذى ،من أجود ما قيل ف تقدي
الل القنع ،والنابع من الصول القرآنية لذه السألة ،إذ أنه فرق بوضوح بي بقاء
صفات الذات وبقاء ما وجد بصفات الفعل ،كالنة والنار ،ومن ث ينفرد ال
بوصف البدية ودوام البقاء ،انظر مقالت السلميي ، 2 / 5 3وما ذكره الشيخ
عبد ال بن خفيف ف سيته عن اعتقاد الصوفية ف هذه السألة ص ، 3 5 6وانظر
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
أيضا ،العتبار ببقاء النة والنار ف الرد على ابن تيمية وابن القيم القائلي بفناء النار
تقيق الدكتور طه الدسوقى حبيشى ،ص 3 2وما بعدها وقارن .
.2السابق . 1 / 4 2
*********************************
-2التصـــــــــال
**********************************
التصال :ارتباط الشياء بعضها ببعض ،كاتاد طرف الدائرة ،ويضاده
النفصال ،ويستعمل الوصل على نوعي ( : )1
( -1التصال ف العيان ،كقوله تعال َ :فلَمّا َرأَى أَيْ ِدَيهُ ْم ل َتصِلُ إَِليْهِ
َنكِ َرهُمْ [هود ، ]7 0 /ونو حديث أساء رضى اللّه عنها ،قالت " :سألت
امرأة النب فقالت :يا رسول اللّه ،إن ابنت أصابتها الصبة فامرق شعرها
وإن زوجتها ،أفأصل فيه ؟ فقال :لعن اللّه الواصلة والوصولة " ( . )2
( -2التصال ف العان ،وهو الشاهد لصطلح التصال ،كقوله عز وجل :
وََلقَ ْد وَصّ ْلنَا َلهُمْ الْ َقوْلَ َلعَّلهُ ْم َيتَذَكّرُون َ [القصص ]5 1 /أى أكثرنا لم القول
موصول بعضه ببعض ،وقالت خدية رضي اللّه عنها لرسول اللّه " :واللّه
ما يزيك اللّه أبدا ،إنك لتصل الرحم ،وتمل الكل ،وتكسب العدوم
وتقري الضيف ،وتعي على نوائب الق " ( ، )3وعن عبد اللّه بن عمر رضي
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
واصل ،فواصل الناس فشق عليهم ،فنهاهم ،قالوا : اللّه عنه ،أن النب
ـــــــــــــــــــ
.1الفردات ص ، 5 2 5لسان العرب مادة (وصل) 1 1 / 7 2 6بتصرف .
.2أخرجه البخارى ف كتاب اللباس . )5 9 4 1 ( 1 0 / 3 9 1
.3أخرجه البخارى ف كتاب بدء الوحى . )4 ( 1 / 3 7
إنك تواصل ؟ قال " :لست كهيئتكم إن أظل أطعم وأسقى " ( . )1
والوصيلة أطلقت على ما تعارف عليه أهل الاهلية ،أن أحدهم كان إذا
ولدت له شاته ذكرا أو أنثى ،قالوا :وصلت أخاها ،فل يذبون أخاها من
أجلها ،وهو ما عناه الق ف قوله تعال :مَا َجعَلَ اللّ ُه مِ ْن بَحِ َيةٍ وَل سَاِئَبةٍ
وَل وَصِيَل ٍة وَل حَامٍ [الائدة ، )2 ( ]1 0 3 /وقال أبو هريرة " :الوصيلة الناقة
البكر ،تبكر ف أول نتاج البل ،ث تثن بعد بأنثى ،وكانوا يسيبونا
لطواغيتهم ،إن وصلت إحداها بالخرى ليس بينهما ذكر " ( . )3
التصال ف الصطلح الصوف :
ومصطلح التصال ف عرف الصوفية أو الواصل ،موضوع على معن تيزه
الصول القرآنية والنبوية ،وإن ل يرد اللفظ ف القرآن والسنة على العن
الصوف ،فالواصل عندهم ،هو من كان على صلة بربه ،فل يرى بسره معن
التعظيم غيه ،ول يسمع المر إل منه ( ، )4وهذا معن شرعى ممود ،ثابت
بجمل الصول الداعية إل صلة العبد بربه .
ـــــــــــــــــــ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.1أخرجه البخارى ف كتاب الصوم ( . 4 / 2 1 1 )1 9 2 2
.2فتح البارى شرح صحيح البخارى . 8 / 1 3 4
.3البخارى ف كتاب تفسي القرآن ( .8 / 1 3 2 )4 6 2 3
.4التعرف ص ، 1 0 8وقارن مع ما ذكره عبد ال النصارى الروى ف كتابه منازل
السائرين ،وتقسيمه التصال إل ثلث درجات ،انظر منازل السائرين ،طبعة دار
الكتب العلمية سنة 1 9 8 8م ص 1 2 2وما بعدها .
وروى عن يى بن معاذ الرازى (ت2 5 8 :هـ) أنه قال عن الواصل :
(
( من ل يعم عينه عن النظر إل ما تت العرش ،ل يصل إل ما فوق العرش )
. )1
يعن ل يلحق ما فاته من مراقبة الذى خلق العرش ،وكلمه يدل على الدعوة
إل التعلق بال ،وترك ما سواه ومثله وعن أب يزيد البسطامى (ت:
2 6 1هـ) قال ( :الواصلون ف ثلثة أحرف ،ههم ف اللّه وشغلهم ف اللّه
،ورجوعهم إل اللّه ) ( ، )2وينسب إل أب بكر الشبلى (ت3 3 4 :هـ) أنه
قال ف إظهار معن التواضع لن جاهد ف الوصول إل اليان بربه ،من خلل
الراقبة والصدق مع ال ( :من زعم أنه واصل ،فليس له حاصل ،وسبب
الرمان من الوصول والتصال ،انعدام الراقبة ) ( ، )3وروى أيضا عن عبد ال
بن خفيف الشيازى (ت3 7 1 :هـ) أنه قال ( :الواصل ،من اتصل بحبوبه
دون كل شئ سواه وغاب عن كل شئ سواه ) ( ، )4ويذكر الكلباذى (ت:
3 8 0هـ) ف معن التصال عند الصوفية ،أن ينفصل العبد بسره عما سوى
اللّه ( . )5
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ويرون كما سبق أن التصال يوجب الفتقار فيه ،فل يظن العبد أنه قد
وصل وإل فليتقي أنه انفصل ( . )6
والتصال بالعن الصوف ،وإن كان قائما ف بدايته على أصول القرآن والسنة
الت دعت إل دوام مراقبة اللّه عز وجل ،ومتانة الصلة بي العبد وربه ،وأداء
ــــــــــــــــــــ
.2عوارف العارف للسهروردى ص .1اللمع للسراج الطوسى ص . 4 3 3
. 516
466 .4طبقات الصوفية للسلمى ص .3اللمع ص . 4 3 3
.
.6اللمع ص . 4 3 3 .5التعرف ص . 1 0 8
العبودية ل على وجه الكمال ،إل أنه أخذ بعن آخر ،فعند اللج ،التصال
يؤدى إل مفارقة الشريعه ،واعتقادها هوسا كما قال ( :اعلم أن العبد قائم
على بساط الشريعة ما ل يصل إل التوحيد ،فإذا وصل إليه سقطت من عينه
وصارت عنده هوسا ) ( ، )1والتصال عند ابن عرب وتلميذ مدرسته أخذ
على معن ملحظة العبد عينه ،متصل بالوجود الحدى ،بقطع النظر عن
تقيد وجوده بعينه وإسقاط إضافته إليه ،فيى اتصال مدد الوجود ونفس
الرحن إليه على الدوام بل انقطاع ،حت يبقى موجودا به ( ، )2ويرى عبد
الكري اليلى أن التصال ف دوام الوصلة بل انقطاع ،ول فتور حيث تتواتر
تليات الق تعال على العبد ف هذا الشهد ،من غي رجوع إل النفس
فالوصال هو لوق العبد بال تعال ( . )3
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ــــــــــــــــــــ
.1أخبار اللج نشرة لويس ماسينيون وبول كراوس ص . 5 5
.2معجم اصطلحات الصوفية للكاشان ص ، 5 0وانظر لطائف العلم ف الكشف
عن مصطلح اتصال الوجود ،واتصال النفصال ،1 / 1 6 5وقارن أيضا بي
مصطلح اتصال الشهود ف اللطائف الوضع السابق ،وما ذكره عبد الكري اليلى ف
كتابه الناظر اللية عن مصطلح التمكي ص ، 1 1 9وانظر جامع الصول
59 للكمشخانوى أحد ضياء الدين طبعة دار الكتب العربية سنة 1 3 3 1هـ ص
،ص 6 6ف القارنة بصطلح القرب واللة .
.3الناظر اللية ص ، 1 6 0لحظ معن وحدة الوجود ،الذى يتبدى ف ثنايا كلم
اليلى إذ يعتب الوصال ،آفة مشعرة بالغرية والثنينية ،والمر منه عنده عن ذلك
فالواصل مجوب عن الوحدة ،إذ ل وصول لنه ل فراق ولذا يقول ( :واعلم أن =
**********************************
-3الحســـــــــان
**********************************
الحسان :ضد الساءة ،والسن كل مبهج مرغوب فيه ،والحسان يقال
على وجهي ( : )1
أحدها :النعام على الغي ،كقوله تعال ِ :إنّ اللّ َه يَ ْأمُ ُر بِاْلعَدْ ِل وَالِحْسَانِ
َوإِيتَاءِ ذِي اْلقُ ْربَى َوَيْنهَى عَ ْن الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَ ِر وَاْلبَ ْغيِ [النحل ، ]9 0 /وقوله
سبحانه َ :وأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللّهُ إَِليْك َ [القصص ، ]7 7 /وكقوله من
حديث بن عباس " :أريت النار ،فإذا أكثر أهلها النساء ،يكفرن ،قيل :
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
أيكفرن باللّه ؟ قال :يكفرن العشي ،ويكفرن الحسان ،لو أحسنت إل
إحداهن الدهر ،ث رأت منك شيئا ،قالت ما رأيت منك خيا قط ) ( . )2
الثان :الحسان ف الفعل ،وذلك إذا علم علما حسنا ،أو عمل عمل حسنا
سنَ اللّهُ إَِليْك َ [القصص ، ]7 7 /وقوله :
كقوله تعال َ :وأَحْسِنْ كَمَا أَحْ َ
الّذِي ــــــــــــــــــــ
= الوصال العب عنه بتواتر التجليات القية ،ل يكون إل ف حق الضعفاء الحجوبي وأما
الكامل ،فإن زاته منهة عن تلى صفات الغي عليها ،بل هو التجلى ف ذاته بصفاته
فالفصال أعلى من الوصال ،لن الق إذا فصلك عن تلياته أبقاك بذاته ) ،انظر الناظر
اللية ص . 1 6 1
.1الفردات ص . 1 1 9
.2أخرجه البخارى ف كتاب اليان ( . 1 / 1 0 4 )2 9
سنَ كُ ّل َشيْءٍ خََلقَ ُه َوبَ َدأَ خَلْقَ الِنسَانِ مِ ْن طِي ٍ [السجدة ، ]7 /ومنه قوله
أَحْ َ
من حديث شداد بن أوس " :إن اللّه كتب الحسان على كل شيء ،
فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ،وإذا ذبتم فأحسنوا الذبح ،وليحد أحدكم
شفرته فليح ذبيحته " ( . )1
وللحسان معن اصطلحى شرعى ،وضع على درجة يبلغها العبد أعلى من
درجة اليان ،كما نص على ذلك القرآن ف قوله تعال :
س عَلَى الّذِينَ آ َمنُوا َوعَمِلُوا الصّالِحَاتِ ُجنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اّت َقوْاَلْي َ
حبّ
سنُوا وَاللّ ُه يُ ِ ت ثُمّ اّت َقوْا وَآ َمنُوا ثُ ّم اّتقَوْا َوأَحْ َ
وَآ َمنُوا َوعَمِلُوا الصّالِحَا ِ
سنِي َ [الائدة ، ]9 3 /ففرق اللّه بي التقوى البنية على درجة اليان الْ ُمحْ ِ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
والتقوى البنية على درجة الحسان ،وقد حدد النب للحسان معن دوام
الراقبة ل ،ف القوال والفعال الظاهرة والباطنة ،فقال أبو هريرة " :كان
النب بارزا يوما للناس ،فأتاه جبيل فقال :ما الحسان ؟ ،قال :أن تعبد
اللّه كأنك تراه ،فإن ل تكن تراه فإنه يراك " ( . )2
الحسان ف الصطلح الصوف :
والحسان ف اصطلح الصوفية ،هو تذيب القصد بعلم الشريعة والطريقة
فيكون قصده مطابقا للمر ،مبأ عن شوب الرياء والغرض ،وإحكامه بالزم
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب الصيد والذبائح ( . 3 / 1 5 4 8 )1 9 5 5
.2أخرجه البخارى ف كتاب اليان ( . 1 / 1 4 0 )5 0
وتوطي النفس على ثبات العزم ،وعدم الفتور فيه ،وتصفيته عن النظر إل غي
القصود بشهود العبود ،وعدم اللتفات إل الغي ولو نفسه ،فيعبد اللّه معتقدا
أنه برأى من اللّه متوجها إليه كأنه يراه بقلبه ( ، )1وهذا العن إل هذا الد
قرآن خالص يدل عليه الصل النبوى ،الوارد ف حديث جبيل السابق ،إذ
جعله الرسول أعلى درجات الدين بعد السلم اليان ،ويؤكد السراج
الطوسى (ت3 8 7 :هـ) ،أن معن الحسان الوارد ف الديث ،هو
العن عند الصوفية وأن معن قوله :أن تعبد اللّه كأنك تراه ،يكون بدوام
الراقبة والشاهدة باليان واليقي ،وينكر على من قال بلف ذلك ،يقول ( :
بلغن عن جاعة من أهل الشام ،أنم يدعون الرؤية بالقلوب ف دار الدنيا ،
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
كالرؤية بالعيان ف دار الخرة ،ول أر أحدا منهم ،ول بلغن عن إنسان ،أنه
رأى منهم رجل له مصول ) ( ، )2ث يبي أن الصوفية أشاروا برؤية القلوب ،
إل التصديق والشاهدة باليان وحقيقة اليقي ،وأنه ينبغى أن يعلم العبد أن
كل شئ رأته العيون ف الدنيا من النوار ،أن ذلك ملوق ،ليس بينه وبي
اللّه تعال شبه ،وليس ذلك صفة من صفات اللّه ،بل جيع ذلك ملوق ( . )3
ويذكر الكاشان (ت7 3 5 :هـ) للحسان ف عرف الصوفية ،معن
مغايرا للمعن السابق البسيط ،ينبثق من مدرسة وحدة الوجود ،فالحسان
عندهم ــــــــــــــــــــ
.1معجم اصطلحات الكاشان ص . 2 8 6
.2اللمع . 5 4 4
.3السابق . 5 4 5
يدل على رؤية الرب نفسه ف عبده ،ورؤية العبد نفسه ف ربه ،كالرآة يرى
الناظر فيها نفسه ،والحسن هو الذى يرى الق موصوفا بصفات العبد ،فياه
العبد وراء حجب صفاته بعي صفاته ،لنه ف عي اليقي ،فل يرى القيقة
بالقيقة ،لنه تعال هو الرائى وصفه بوصفه ( . )1
يقول الكاشان :إنا يكون الرائى هو الق ،ول يكون للعبد أثر حيث
يبسلبه أثار أوصافه عنه بأوصافه ،بأنه الفاعل فيه منه ل هو ،وإذا استحال أن
ترى شيئا سواه غي قائم به ،فالكل تعيناته ،فل شئ يوصف ما سواه ،بأنه
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
عينه أو أنه غيه ( ، )2فنقلوا العن من رؤية الراقبة ،إل رؤية ال متعينا ف
جيع الشياء ( . )3
ــــــــــــــــــــ
.1معجم اصطلحات الصوفية للكاشان ص ، 5 3وكلم الكاشان فيه
إجحاف وتنقيص لق أوائل الصوفية ،حيث عمم الصطلح على الكل ،لن معن
الحسان عندهم يتوافق مع الصول القرآنية والنيوية ،بل انكروا على من قال بلفه
كما حكى ذلك السراج الطوسى فيما تقدم .
.2مثل الرآة من المثلة التكررة للتعبي عن فلسفة وحدة الوجود ،وفكرته أن ال خلق
العال كمرآة يرى فيها نفسه حت يعرف ،لن من ير نفسه برآه ،أكمل من يراها
بغيها فالنسان والعال عند أصحاب الوحدة ،صورة للحق حقيقة ل خيال ،كما أن
صورة الرآة حقيقة معبة عن ذات الرئ ،وعلى ذلك فإن ال يرى نفسه ف الكافر
والؤمن وصاحب الوحدة يرى الكافر ربا والؤمن كذلك ،ويرى الصوف نفسه ربا
باعتبار ظهر الق فيه وهكذا تبدو هذه الزندقة ،قارن فصوص الكم ص
. 1 5: 1 1
.3لطائف العلم ، 1 / 1 7 8وانظر السابق ص . 5 3
**********************************
-4الخبـــــــات
**********************************
الخبات :البت التسع الطمئن من بطن الرض ،وأخبت الرجل ،قصد
البت أو نزله ،ث استعمل الخبات استعمال اللي والتواضع ،قال تعال :
خِبتِيَ [الج ]3 4 /أى التواضعي
فَإَِل ُهكُمْ إِلَ ٌه وَاحِدٌ فَلَهُ َأسْلِمُوا َوبَشّ ْر الْ ُم ْ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ت َوأَ ْخَبتُوا إِلَى َرّبهِمْ ُأوْلَئِكَ
وقال أيضا ِ :إنّ الّذِينَ آ َمنُوا َوعَمِلُوا الصّالِحَا ِ
[هود. )1 ( ]2 3 / جّنةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
صحَابُ الْ َ
أَ ْ
والخبات ف قوله تعال :وَِلَيعْلَمَ الّذِين َ أُوتُوا اْلعِلْمَ َأنّهُ الْحَقّ مِ ْن
خبِتَ لَهُ قُلُوُبهُمْ [الج ، ]5 4 /معناه أن القلوب تلي َربّكَ َفُي ْؤ ِمنُوا بِهِ َفُت ْ
وتضع ونرى معن آخر يتسم بالتعقيد الذى ل يوجد عند الوائل ،ويرج من
الدرسة السابقة ،يذكره اليلى (ت8 2 9 :هـ) ،فيقول ( :الحسان أن
يتحد البصر بالبصية ،فيشهدك الق تعال أنوار عظمته ساطعة على
الوجود ،فيأخذك الصعق ،فحينئذ تبدو عليك شوس اللل ..فتشهدها
ببصيتك كأنك ،ناظر إليها بالبصر لتادها بقوة أحدية نور اليقي ) ( . )2
ــــــــــــــــــــ
.1الناظر اللية ص ، 1 8 1ويرى اليلى أن الحسان على العن الذى ذكره هو ،
فيه آفة معيبة ،وهو معن اتاد البصر بالبصية ،لن ذلك حجاب ،والشيئان ل
يصيا شيئا واحدا إل ف الجاز ،الرجع نفسه ص . 1 8 1
.2لسان العرب ، 2 / 2 7القاموس الحيط . 1 / 5 4
شَيةِ اللّهِ
ط مِنْ خَ ْ
وتشع وهو قريب من البوط ف قوله َ :وِإنّ ِمْنهَا لَمَا َي ْهبِ ُ
[البقرة ، )1 ( ]7 4 /ومن دعاء النب عن ابن عباس " :رب اجعلن لك ،
(
شكارا لك ،ذكارا لك ،رهابا لك ،مطواعا لك ،مبتا إليك ،أواها منيبا "
. )2
الخبات ف العرف الصوف :
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
الخبات ف العرف الصوف يعن السكون إل اللّه تعال ،كما ورد ف قوله :
َوأَ ْخَبتُوا إِلَى َرّبهِمْ ،أى سكنوا إليه واطمئنوا ( ، )3وما ذكر لم ف
الخبات قول الكيم الترمذى (ت3 2 0 :هـ) وهو يعدد أوصاف القلب ،
وأعمال القلوب ،ويعل الخبات مله القلب :
( القلب هو معدن التقوى ،والسكينة والوجل ،والخبات واللي والطمأنينة
والشوع ،والتمحيص والطهارة ) ( ، )4واستدل لذلك بالية :وَِلَيعْلَمَ
خِبتَ لَهُ ُقلُوُبهُمْ [الج]5 4 /
ح ّق مِنْ َربّكَ َفُي ْؤمِنُوا بِهِ َفتُ ْ
الّذِينَ أُوتُوا اْلعِلْمَ َأنّهُ الْ َ
( )5
.
ــــــــــــــــــــ
.1انظر الفردات ص .1 4 1
.2أخرجه المام الترمذى ف كتاب الدعوات )3 5 5 1 ( 5 / 5 5 4وقال :
حديث حسن وأبو داود )1 5 1 0 ( 2 / 8 3وأحد ف السند ( 1 / 2 2 7
. ) 1997
.3لطائف العلم . 1 / 1 8 0 ،1 8 1
.4بيان الفرق بي الصدر والقلب والفؤاد واللب ص ، 5 4وانظر ف التعرف على موقع
القلب وأعمال القلوب ،موقف الصوفية من العقل حت ناية القرن الرابع الجرى رسالة
ماجستي ،د/ممد عبد ال الشرقاوى ،دار العلوم جامعة القاهرة 2 6 8سنة
1 9 7 8م .
.5السابق ص . 5 4
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ويذكر القشيى (ت4 6 5 :هـ) الخبات ،على العن الوارد ف الصول
القرآنية ،ويفسره باستدامة الطاعة بشرط الستقامة وبقدر الستطاعة ،ومن
أمارات الخبات ،كمال الضوع بشرط دوام الشوع ،وذلك يكون بإطراق
السريرة ،ويستشهد لذلك بقوله تعال :فَإَِل ُهكُمْ إِلَ ٌه وَاحِدٌ فَلَهُ َأسْلِمُوا َوبَشّرْ
خبِتِيَ [الج ، )1 ( ]3 4 /ويعرفه مرة أخرى بأنه التخشع ل بالقلب بدوام الْ ُم ْ
النكسار ،ومن علمته الذبول تت جريان القادير بدوام الستغاثة بالسر لقوله
صحَابُت َوأَ ْخَبتُوا إِلَى َرّبهِمْ ُأوَْلئِكَ أَ ْ
تعال ِ :إ ّن الّذِينَ آ َمنُوا َوعَمِلُوا الصّالِحَا ِ
جّن ِة هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [هود. )2 ( ]2 3 /
الْ َ
وينصف الكاشان (ت7 3 5 :هـ) ،عنما يعل الخبات عند الصوفية على
أنواع ( ، )3وإن كان ذلك معبا عن تطور العن الدلل للمصطلح عب مراحل
التصوف الختلفة ،وهى ف أغلبها متوافقة مع الصول القرآنية ،فذكر منها :
-1إخبات العوام :وهو سكون النفس إل الرجوع عن الخالفات ،وهو
سكون البدايات .
-2إخبات التوسطي :وهو اللص من تردد الواطر ،بي القبال إل اللّه
والدبار عنه ،والدوام على الضور والدمة .
ــــــــــــــــــــ
.1لطائف الشارات ، 2 / 5 4 2وانظر حقائق التفسي للسلمى 1 / 3 6 0وقارن .
.2السابق . 2 / 1 3 0
.3معجم الكاشان ص . 2 1 4
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
-3إخبات الواص :وهو أن يكون النسان من يستوى عنده الدح والذم
مع لئمته لنفسه ،وعماه عن نقصان اللق عن درجته ،لقامته على
دوام العذل لنفسه والعذر لغيه .
-4إخبات البالغي :وهو إخبات من انقطع عن نفسه ،فضل عن باقى اللق
لستغراقه ف حضرة الق ( . )1
وهذا التقسيم فضل عن كونه يفتقر إل الدليل ،إل أن إخبات البالغي
مالف للصول القرآنية ،لكونه يرج من مشكاة الفناء اللول .
**********************************
-5الختيــــــار
**********************************
الختيار :طلب ما هو خي وفعله ،قال تعال َ :ومَا تُقَ ّدمُوا َلنْفُ ِ
سكُ ْم مِنْ
َخيْ ٍر تَجِدُو ُه ِعنْدَ اللّ ِه ُهوَ َخيْرًا َوَأعْظَمَ أَ ْجرًا [الزمل. )2 ( ]2 0 /
والختيار يقال لكل فعل يفعله النسان ل على سبيل الكراه ،كقوله تعال :
خيّرُون َ [الواقعة ، ]2 0 /وكما روى عن عبد اللّه بن عمر
وَفَا ِك َه ٍة مِمّا َيتَ َ
رضي
ــــــــــــــــــــ
.1السابق ص . 2 1 4
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.2الفردات ص ، 1 6 1وانظر اللفاظ الختلفة ف العان الؤتلفة ،لب عبد ال ممد
بن عبد اللك بن مالك الطائي اليان ،تقيق دكتور ممد حسن عواد ،دار اليل ،
بيوت سنة 1 4 1 1هـ ،ص . 2 5 5
اللّه عنهما ،قال " :قسم عمر خيب ،فخي أزواج النب ،أن يقطع لن من
الاء والرض ،أو يضي لن ،فمنهن من اختار الرض ،ومنهن من اختار
الوسق ،وكانت عائشة اختارت الرض " ( . )1
والختيار قد يقال لا يراه النسان خيا وإن ل يكن خيا ،كقول اللّه تعال :
يَا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا إِذَا نُودِي لِلصّل ِة مِ ْن َي ْومِ الْجُ ُم َعةِ فَا ْس َعوْا إِلَى ذِ ْكرِ اللّهِ
َوذَرُوا اْلَبيْعَ ذَِلكُمْ َخيْرٌ َلكُمْ ِإنْ كُنتُ ْم َتعَْلمُون َ [المعة ، ]9 /وعن ابن عمر
رضي اللّه عنهما ،أن عبد اللّه بن أب بن سلول لا توف ،جاء ابنه إل رسول
ال فقال " :يا رسول اللّه ،أعطن قميصك أكفنه فيه ،وصل عليه
واستغفر له فأعطاه النب قميصه ،فقال :آذن أصلي عليه فآذنه ،فلما أراد
أن يصلي عليه جذبه عمر ،فقال :أليس اللّه ناك أن تصلي على النافقي ،
سَتغْفِرْ َلهُمْ
سَتغْفِرْ َلهُمْ إِ ْن تَ ْ
فقال :أنا بي خيتي ،قال :ا ْسَتغْفِرْ َلهُمْ َأوْ ل تَ ْ
ي مَ ّرةً فَلَنْ يَ ْغفِرَ اللّهُ َلهُمْ َ [التوبة ، ]8 0 /فصلى عليه فنلت :وَل تُصَلّ َسْبعِ َ
عَلَى أَحَ ٍد ِمْنهُ ْم مَاتَ َأبَدًا وَل َتقُ ْم عَلَى َقبْرِه ِ [التوبة. )2 ( ]8 4 /
َومَا كَانَ والية :الالة الت تصل للمستخي والختار ،كقوله تعال :
خيَ َر ُة مِنْ َأمْ ِرهِمْ
لِ ُم ْؤمِ ٍن وَل ُم ْؤ ِمَنةٍ إِذَا َقضَى اللّ ُه وَ َرسُولُهُ َأمْرًا أَ ْن َيكُونَ َلهُ ْم الْ ِ
ختَا ُر مَا كَانَ خلُ ُق مَا يَشَا ُء َويَ ْ ك يَ ْ
[الحزاب ، ]3 6 /وكقوله سبحانه :وَ َربّ َ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
خَيرَة ُ [القصص ، ]6 8 /وعن أب سعيد الدري ،قال " :خطب النب
َلهُ ْم الْ ِ
ــــــــــــــــــــ
.1البخارى ف كتاب الزارعة ( . 5 / 1 4 )2 3 2 8
.2البخارى ف كتاب النائز ( . 4 / 1 6 5 )1 2 6 9
فقال :إن اللّه خي عبدا بي الدنيا ،وبي ما عنده ،فاختار ما عند اللّه ،فبكى
أبو بكر الصديق ،فقلت ف نفسي :ما يبكي هذا الشيخ ،إن يكن اللّه خي
عبدا بي الدنيا ،وبي ما عنده ،فاختار ما عند اللّه ؟ فكان رسول اللّه هو
العبد ،وكان أبو بكر أعلمنا " ( . )1
والستخارة :طلب الي والتوجيه إليه ،وقد روى عن جابر بن عبد اللّه
قال " :كان رسول اللّه يعلمنا الستخارة ف المور كلها ،كما يعلمنا
السورة من القرآن ،يقول :إذا هم أحدكم بالمر ،فليكع ركعتي من غي
الفريضة ،ث ليقل :اللّهم إن أستخيك بعلمك ،وأستقدرك بقدرتك
وأسألك من فضلك العظيم ،فإنك تقدر ول أقدر ،وتعلم ول أعلم ،وأنت
علم الغيوب ،اللّهم إن كنت تعلم أن هذا المر خي ل ،ف دين ومعاشي
وعاقبة أمري ،فاقدره ل ويسره ل ،ث بارك ل فيه ،وإن كنت تعلم أن هذا
المر شر ل ،ف دين ومعاشي وعاقبة أمري ،فاصرفه عن واصرفن عنه واقدر
ل الي حيث كان ،ث أرضن ،قال :ويسمي حاجته " ( . )2
الختيار ف الصطلح الصوف :
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
والختيار ف الصطلح الصوف يرد على معنيي ،أحدها له أصول قرآنية
ونبوية ،والثان ل أصل له :
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب الصلة ( .7 / 6 6 5 )4 6 6
.2أخرجه البخارى ف كتاب المعة ( . 4 / 5 8 )1 1 6 6
الول :الختيار الذى يعن اختيار العبد لا أراده اللّه شرعا ،فليس للعبد
إرادة مالفة لرادة اللّه الشرعية ،وللصوفية ف هذا العن ،ما روى عن يى بن
معاذ (ت2 5 8 :هـ) أنه قال ( :ما دام العبد يتعرف يقال له ل تتر ،فإنك
لست بأمي ف اختيارك حت تعرف ،فإذا عرفت ،يقال له :إن شئت فاختر
وإن شئت فل تتر ،فإنك إن اخترت فبنا ،فيما تتار وفيما ل تتار ) ( . )1
والعن :ما دام العبد ف طريق العرفة باللّه ،فهو مأمور أن يتار اختيار اللّه
له بالجاهدة ف اتباع الشرع ،ومن ث إذا داوم على ذلك سوف تتكيف إرادته
على مراد اللّه واختياره ،وعند ذلك يسمع بسمع اللّه ،ويرى بنور اللّه ،فأى
شئ يتاره وقتها ،سيكون اختيارا من اللّه ،لنه صديق يدور ف دائرة الجال
الشرعى والكون معا ،أو بعن آخر تتفق إرادة العبد ،مع الرادة الشرعية
والكونية معا ،وهذا العن يشهد له أيضا ،ما روى عن أب يزيد البسطامى
(ت2 6 1 :هـ) لا سئل من هو المي ؟ ،فقال ( :من ل يبق له اختيار
وصار اختيار الق له اختيارا ) ( ، )2وقوله أيضا لا سئل ماذا تريد ؟ ،قال :
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
( أريد أل أريد ) ( ، )3فالختيار ف اصطلح الوائل منهم ،إشارة إل ما
يتاره اللّه ــــــــــــــــــــ
.1اللمع ص 4 2 9وانظر نوادر الصول للترمذى ص 8 9وما بعدها حيث يبي أن
اختيار العبد الذى يعود عليه بالي يكون ف اختيار ال له وانظر ختم الولياء ص
. 279
.2كشف الحجوب ص ، 4 7 0وانظر ف تفصيل كلم أب يزيد مفهوم الرية عند صوفية
القرني الثالث والرابع ،رسالة ماجستي للمؤلف ،كلية دار العلوم ( 1 9 9 5 )8 2 4م
ص . 240
.3الرسالة ، 2 / 4 7 3وانظر قوت القلوب للمقارنة بكلم الكى . 1 / 1 2 8
للعبد ف دنياة من القوال والفعال الظاهرة والباطنة ،والعبد يتار ذلك بعناية
اللّه له ،حت يتار باختار اللّه له ،ل باختيار نفسه ( ، )1وهذا العبد الذى يتار
اختيار اللّه الشرعى على الدوام ،يتمع فيه نوعان من اختيار اللّه ،الول هو
الختيار الشرعى ،والثان هو الختيار الكون .
الثان :وهو العن الخالف للصول القرآنية والنبوية ويرد على وجهي :
-1اختيار اللّه للعبد الختيار الكون مع تاهل العبد العمل بالسباب ،وهو
باب التواكل والحتجاج بالقدر على نفى السباب ،ومن ذلك ما روى عن
النيد بن ممد (ت2 9 7 :هـ) أنه أصابته المى فقال :يا إلى عافن ،
فسمع من قال له ف قلبه :من أنت حت تتدخل ف ملكى ،وتعل لك خية ،
(
إنن أدبر ملكى خيا منك ،فاختر ما اخترت بدل من أن تتقدم إل باختيارك
. )2
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
وقد استدل الجويرى (ت4 6 5 :هـ) بذلك ،على أن الختيار عند
الصوفية يعن أنم يتاروا اختيار الق على اختيارهم ،أى أنم ف سلبية تامة
تاه ما يبتليهم به الق من الي والشر من صحة ومرض وغن وفقر ( ، )3
ومعلوم أن ذلك مالف للصول القرآنية والنبوية ،فالدعاء من السباب العظيمة
ف جلب ــــــــــــــــــــ
.1اللمع ص ، 4 2 9وانظر الزيد عن هذه العلقة ف طريق الجرتي لبن القيم ص
. 216
.2كشف الحجوب ص 4 7 0وانظر ف معرفة الختيار على مستوى الفعل النسان
سلبا أو إيابا ،دراسات ف الفكر العرب لاجد فخرى ص 7 8وما بعدها .
.3لعل الجويرى يعن أن هذه الرحلة من الختيار يسبقها إيابية العبد ف التزام الجاهد
والتباع وإن كان كلم النيد ل يسعفه ،انظر السابق ص . 4 7 0
الي ودفع الشر ،وقد أمرنا اللّه به ،فقال تعال :وَقَالَ َرّبكُمْ ا ْدعُونِي
جبْ َلكُم ْ [غافر ، ]6 0 /وف حديث أب مالك الشجعي ،كان الرجل َأ ْستَ ِ
إذا أسلم علمه النب الصلة ،ث أمره أن يدعو بؤلء الكلمات " :اللّهم
اغفر ل وارحن ،واهدن وعافن وارزقن " ( ، )1ومن حديث عبد اللّه بن أب
أوف ،قال " :أيها الناس ل تتمنوا لقاء العدو ،وسلوا اللّه العافية ،فإذا
لقيتموهم فاصبوا ،واعلموا أن النة تت ظلل السيوف ،ث قال :اللّهم
( )2
منل الكتاب ومري السحاب ،وهازم الحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم "
وعن عبد اللّه بن عمر ،أن رسول اللّه أمر إذا أخذ الرجل مضجعه أن
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
يقول " :اللّهم خلقت نفسي وأنت توفاها لك ماتا ومياها إن أحييتها
فاحفظها وإن أمتها فاغفر لا اللّهم إن أسألك العافية " ( . )3
-2العن الثان للختيار الخالف للصول القرآنية والنبوية ،هو كون اختيار
العبد ،عي اختيار الرب ،كما ذكره ابن عرب ف الفصوص عند قوله تعال :
ستَقِيمٍ [هود. ]5 6 /
ط مُ ْ
صرَا ٍ
صيَِتهَا إِنّ َربّي عَلَى ِ
مَا مِنْ دَابّةٍ إِل ُهوَ آ ِخ ٌذ ِبنَا ِ
قال ( :فكل ماش ،فعلى صراط الرب الستقيم ،فهو غي الغضوب عليهم
من هذا الوجه ول الضالي ، ..وقال تعال :كنت سعه الذى يسمع به
وبصره الذى يبصر به ..فذكر أن هويته ،هى عي الوارح الت هى عي العبد
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب الذكر والدعاء ( . 4 / 2 0 7 3 )2 6 9 7
.2أخرجه البخارى ف الهاد ( . 6 / 1 4 0 )2 9 6 6
.3أخرجه مسلم ف كتاب الذكر والدعاء ( . 4 / 2 0 8 3 )2 7 1 2
فالوية واحدة ،والوارح متلفة ) ( ، )1وقد ذكر اليلى (ت8 2 9 :هـ)
أيضا أن اختيار العبد الخلوق فينا بالرادة ،هو عي اختيار الق وإرادته ،
فإرادة العبد واختياره ،هو عي الرادة القدية ( . )2
ومن ث سواء كان العبد مؤمنا أو كافرا ،على شاكلة موسى أو فرعون
فالميع عند هؤلء الصوفية على صراط مستقيم ،واختيار الميع هو بعينه
اختيار ال ،ول شك ان ذلك هدم لدين ال ،وضياع لعان التكليف ،وتبديد
للعلة الت خلق ال من أجلها الدنيا والخرة .
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ــــــــــــــــــــ
.1فصوص الكم ص 1 4 9وما بعدها ،وانظر أيضا لبن عرب شجرة الكون ،
تقيق رياض العبد ال ص 4 9وما بعدها ،ورأى ابن عرب واضح ف أنه ل يفرق ف
الختيار بي الي والشر ،ل بالعن الشرعى ول بالعن الكون ،ويشاكله أيضا ابن
سبعي حيث يرى أن الي والشر ،ل فرق بينهما عند الحقق من حيث القيقة
الوجودية لن الوجود قضية واحدة ،وهو الي الطلق ،وإننا بحض الوهم نفرق
ف عال الظواهر بي الي والشر ،انظر ابن سبعي وفلسفته الصوفية للدكتور
أب الوفا التفتازان ص ، 1 9 3وقارن أيضا مع رأى فريد الدين العطار ف
الختيار ،انظر كتابه منطق الطي وادى العشق ص . 1 8 5
.2النسان الكامل ، 1 / 4 8وانظر ف مقارنة رأى ابن عرب مع اليلى ،
ومدى اختلفهما ،معجم الصطلحات الصوفية للدكتورة سعاد حكيم ص ، 4 4 1
وللمقارنة بي الختيار من الوجة الكلمية والوجهة الفلسفية الصوفية ،انظر
مشكلة الي والشر بي العتزلة والشاعرة ،رسالة دكتوراة ،مطوط بكلية دار
العلوم ،جامعة القاهرة ،رقم ( )7 1 2سنة 1 9 7 5م .
**********************************
-6الخـــــلص
**********************************
الخلص :الالص كالصاف ،إل أن الالص هو ما زال عنه شوبه بعد أن
ث وَ َدمٍ َلَبنًا
سقِيكُ ْم مِمّا فِي بُطُونِهِ مِ ْن َبيْنِ َفرْ ٍ
نُ ْ كان فيه ،كقول اللّه تعال :
خَاِلصًا سَاِئغًا لِلشّا ِرِبيَ [النحل ، ]6 6 /والصاف قد يقال لا ل شوب فيه ( ، )1
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
وف حديث عبد اللّه بن عمرو ،أن النب قال " :أربع من كن فيه ،كان
منافقا خالصا ،ومن كانت فيه خصلة منهن ،كانت فيه خصلة من النفاق حت
يدعها . )2 ( " ..
جيّا [يوسف، ]8 0 / وخلصوا ف قوله تعال :فََلمّا اسَْتْيئَسُوا مِنْهُ َخَلصُوا نَ ِ
أى انفردوا خالصي عن غيهم ،وإخلص السلمي أنم أفردوا اللّه بعبادتم ،
ل يشركون به ،وتبأوا ما يدعيه اليهود من التشبيه ،والنصارى من التثليث ،
قال تعال َ :ومَا ُأمِرُوا إِل ِلَيعْبُدُوا اللّهَ مُخِْلصِيَ لَهُ الدّينَ ُحنَفَاء َ [البينة، ]5 /
وعن أب هريرة ،أن رسول اللّه قال " :أسعد الناس بشفاعت يوم القيامة
من قال ل إله إل اللّه ،خالصا من قبل نفسه " ( ، )3فحقيقة الخلص التبى
عن ــــــــــــــــــــ
.1الفردات ص ، 1 5 4ولسان العرب ، 7 / 2 6والقاموس الحيط . 1 / 7 9 6
.2أخرجه البخارى ف كتاب اليان ( . 1 / 1 1 1 )3 4
.3أخرجه البخارى ف كتاب الرقاق ( . 1 1 / 4 2 6 )6 5 7 0
كل ما دون اللّه تعال ،ومن دعائه ،من حديث عمار بن ياسر رضى اللّه
عنه " :وأسألك خشيتك ف الغيب والشهادة ،وكلمة الخلص ف الرضا
والغضب " ( ، )1وركب عكرمة بن أب جهل البحر ،فأصابتهم عاصف
فقال أصحاب السفينة :أخلصوا ،فإن آلتكم ل تغن عنكم شيئا هاهنا ،فقال
عكرمة :واللّه لئن ل ينجن من البحر إل الخلص ل ينجين ف الب غيه ( . )2
الخلص ف الصطلح الصوف :
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
والخلص ف اصطلح الصوفية ،باق ف معظم أقوالم على العن الوارد ف
الصوله القرآنية والنبوية ،وكل يتهد ف شرح معناه ،فمن ذلك ما روى عن
(
حات الصم (ت2 3 7 :هـ) أنه قال ( :الخلص يعرف بالستقامة )
)3وكأنه يعن ،أن دوام الستقامة باعثها الخلص ،ولكن ذلك ل يترز من
النفاق ،فالنافق قد يدعى الستقامة ف الظاهر ،وقلبه خلو من الخلص ( . )4
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه النسائى ف كتاب السهو ( ، )1 3 0 6وقال الشيخ اللبان :صحيح
3 / 5 5وأحد ف السند ( ، 4 / 2 6 4 )1 8 3 5 1وابن حبان ف صحيحه (
. 5 / 3 0 4 )1 9 7 1
.2أخرجه النسائى ف كتاب تري الدم ( )4 0 6 7وقال اللبان :صحيح
. 7/ 1 0 5
.3طبقات الصوفية ص ، 1 8 3وقد صرح الشعران ،أيضا أن الريد ل يكون صادقا
ملصا إل إذا كان صادقا ف الستقامة على حدود الشرع ،انظر كشف الغمة عن جيع
المة لعبد الوهاب الشعران ،طبعة الكستيلية سنة 1 2 8 1هـ ، 1 / 1 0وانظر
أيضا ف هذا العن ،شذرات الذهب لبن العماد . 8 / 3 7 4
.4ولذا كان تعبيه بقوله ( :أل إن ف السد مضغة ،إذا صلحت صلح السد كله =
وقد بي الارث بن أسد الحاسب (ت2 4 3 :هـ) دقائق الخلص ف
القول والعمل ،ف مقابل الرياء ،وأفاض ف ضرب المثلة الت تكشف العان
القرآنية والنبوية وتوضحها ،يقول ( :إن الخلص منلة القوياء ،والاصة
من العابدين ..ووصف اللّه عز وجل قلوب الخلصي ،وأن الرياء إرادة لغي
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
اللّه عز وجل فرفضوه ل ،فقال ِ :إنّمَا نُ ْطعِ ُمكُمْ ِلوَجْهِ اللّ ِه ل نُرِيدُ مِْنكُمْ
جَزَا ًء وَل ُشكُورًا [النسان. )1 ( ) ]9 /
وروى عن أب حفص النيسابورى (ت2 7 0 :هـ) ،أنه سئل عن
العاقل ؟ فقال ( :الطالب نفسه بالخلص ) ( ، )2وينسب إل النيد (ت:
2 9 7هـ) :
ــــــــــــــــــــ
= وإذا فسدت فسد السد كله ) تعبيا صادقا صحيحا ،ف حديث حيح ،رواه البخارى
( ، 1 / 1 5 3 )5 2ولكن ل يصح ما نسب إليه ما اشتهر على ألسنة الناس :
( إذا رأيتم الرجل يعتاد الساجد ،فاشهدوا له باليان ) أخرجه الترمذى (
)3 0 9 3وضعفه الشيخ اللبان .5 / 2 7 7
.1الرعاية لقوق ال ص ، 1 3 2 ،1 2 9ويعتب كتاب الرعاية للمحاسب من أدق
ما كتب ف معرفة دقائق الخلص ،والوقوف على خطرات النفس ،وانظر أيضا
للمحاسب رسالة السترشدين ،تقيق عبد الفتاح أبو غدة ،طبعة مكتبة دار السلم
الطبعة الرابعة ،القاهرة سنة 1 9 8 2م ص . 1 1 3
.2طبقات الصوفية ص ، 1 2 1وانظر الخلق بي العقل والنقل ،للدكتور أب اليزيد
164 العجمى ،ف بيان علقة الخلق بالعقل ،وأترها ف النمو الضارى ،ص
وما بعدها .
( الخلص ما أريد به اللّه ،من أى عمل كان ) ( ، )1وعن روي بن أحد
( )2
البغدادى (ت3 0 3 :هـ) قال ( :الخلص ،ارتفاع رؤيتك من الفعل )
وقد تكلم القشيى (ت4 6 5 :هـ) ف وصف الخلص ،شارحا ما ورد
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ف الصول القرآنية والنبوية ،فقال ( :الخلص ،أل يكون شئ من حركاتك
وسكناتك إل ل ) ( ، )3واستدل له بقوله تعال ِ :إنّا أَنزَْلنَا إَِليْك الْ ِكتَا َ
ب
حقّ فَا ْعبُدْ اللّ َه ُمخِْلصًا لَهُ الدّينَ أَل ِللّهِ الدّي ُن الْخَاِلصُ [الزمر ، ]3 : 2 /وقوله
بِالْ َ
خِلصِيَ لَهُ الدّينَ ُحَنفَاء َ [البينة ]9 /ويفسرتعال َ :ومَا ُأمِرُوا إِل ِلَي ْعبُدُوا اللّ َه مُ ْ
الدين اللص ،بأنه ما تكون جلته ل ،فما للعبد فيه نصيب ،فهو من
الخلص بعيد ،اللّهم إل أن يكون بأمره تعال ،فإنه إذا أمر العبد أن يتسب
الجر على طاعته ،فإطاعته ل ترجه عن الخلص باحتسابه ما أمره به ولول
هذا لا صح أن يكون ف العال ملص ،ومعن ملصي له الدين ،أى موحدين
ل يشركون باللّه شيئا ،ومن السنة يستدل للخلص بقوله " :ثلث ل يغل
عليهن قلب مسلم ،إخلص العمل ل ،ومناصحة ولة المر ،ولزوم الماعة
" ( . )4
ــــــــــــــــــــ
.2السابق ص . 1 1 8 .1التعرف ص . 1 1 8
.3الرسالة القشيية . 2 / 4 4 3
.4انظر السابق ، 2 / 4 4 3والديث صحيح ،أخرجه الترمذى ف كتاب العلم (
، 5 / 3 4 )2 6 5 8وابن ماجة ف القدمة ( 1 / 8 4 )2 3 0وقال الشيخ
اللبان :صحيح ،وأحد ف السند ( ، 3 / 2 2 5 )1 3 3 7 4والدارمى ف
القدمة ( ، 1 / 8 6 )2 2 7وغيهم .
**********************************
- 7الرادة
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
**********************************
الرادة :ف الصل من راد يرود ،إذا سعى ف طلب الشئ ،والرادة ف
الصل ،قوة مركبة ف قلب النسان ،جعلت أسا لشروع النفس إل الشئ مع
الكم فيه ،بأنه ينبغى أن يفعل أول يفعل ( ، )1وإرادة اللّه صفة له ،ترد ف
القرآن على معنيي :
الول :بعن الكم النتهى والقضاء البم بأن يفعل أو ل يفعل فمت قيل :أراد
اللّه كذا ،فمعناه حكم فيه أنه كذا وليس بكذا ،وتسمى الرادة الكونية وهى
بعن الشيئة ،كقوله تعال َ :فعّا ٌل ِلمَا ُيرِيدُ [البوج ، ]1 6 /وكقوله ُ :ق ْل
ك اْل َمسِي َح اْب َن َم ْرَي َم َوُأ ّم ُه َو َم ْن فِي
ك ِم ْن الّل ِه َشْيئًا ِإ ْن َأرَا َد َأ ْن ُي ْهِل َ
َف َم ْن َي ْمِل ُ
ض َجمِيعًا [الائدة. ]1 7 / ا َل ْر ِ
الثان :إرادة بعن المر الوجه إل الكلفي ،كقوله تعال :يُرِيدُ اللّ ُه ِبكُمْ
اْليُسْ َر وَل يُرِي ُد ِبكُ ْم الْعُسْرَ [البقرة ، ]1 8 5 /وكقوله سبحانه :مَا يُرِيدُ اللّهُ
طهّرَكُ ْم وَِليُتِ ّم ِنعْ َمتَ ُه عََلْيكُمْ [الائدة]6 /
جعَ َل عََلْيكُ ْم مِنْ َحرَجٍ وَلَكِ ْن يُرِيدُ ِليُ َ
ِليَ ْ
وهذه الرادة قد تتخلف ،وقد يعصيها النسان .
وقد تذكر الرادة ف حق الخلوق ،ويراد به القصد والنية والعزم على الفعل
ــــــــــــــــــــ
.1الفردات ص ، 2 0 7 ، 2 0 6ولسان العرب . 1 / 3 6 2
كقوله تعال :مَنْ كَانَ ُيرِي ُد الْعَا ِجَل َة عَجّ ْلنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ ِلمَ ْن نُرِي ُد ثُ ّم
َجعَ ْلنَا لَهُ َج َهنّ َم َيصْلهَا مَ ْذمُومًا مَ ْدحُورًا َومَنْ أَرَادَ ال ِخ َرةَ َو َسعَى َلهَا َس ْعَيهَا
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
شكُورًا [السراء ، ]1 8 /ومن حديث عبد َو ُهوَ ُمؤْمِنٌ َفُأوَْلئِكَ كَا َن َسعُْيهُ ْم مَ ْ
ال بن عمر قال " :كنا عند النب ،فأت بمار ،فقال :إن من الشجر
شجرة ،مثلها كمثل السلم ،فأردت أن أقول هي النخلة ،فإذا أنا أصغر القوم
فسكت ،قال النب :هي النخلة " ( . )1
الرادة ف الصطلح الصوف :
والرادة ف اصطلح الصوفية تطلق ويراد با عدة معان :
( -1إرادة العبد ،وهى وصف ذاتى للنسان ،ومصدر أول وأصيل لكل
الركات والسكنات ،والرغبات والقصود ،وجيع الختيارات ف أعمال
القلوب والوارح ،قال أبو بكر الكلباذى (ت3 8 0 :هـ) ( :وأجعوا أن
اللّه خلق لم الختيار والستحسان ،والرادة لليان ،والبغض والكراهية
والستقباح للكفر ) ( ، )2وهذا العن للرادة معن قرآن .
( -2إرادة اللّه وهى على نوعي ،كما سبق ف الصول القرآنية ،ذكرها
سهل بن عبد اللّه (ت2 9 3 :هـ) ،فيما روى عنه ،أنه سئل عن قوله تعال
:
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب العلم ( . 1 / 1 9 8 )7 2
.2التعريف لذهب أهل التصوف ص ، 6 2وانظر أيضا للمقارنة برأى بقية أعلم
الصوفية آداب الريدين للحكيم الترمذى ص ، 3 3وقوت القلوب لب طالب الكى
.1 / 1 7 5
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
سجَدُوا إِل ِإبْلِيسَ َأبَى وَا ْسَتكْبَ َر وَكَا َن مِ ْن
جدُوا ل َدمَ فَ َ
َوإِذْ ُق ْلنَا لِلْمَلِئ َكةِ اسْ ُ
اْلكَافِرِينَ [البقرة، ]3 4 /لا أمر إبليس بالسجود ،أراد منه ذلك أم ل ؟ فقال :
أراده ول يرده ( ، )1ويشرح أبو طالب الكى (ت3 8 6 :هـ) كيف فرق
سهل بن عبد اللّه ،بي الوجهي من خلل نوعى الرادة :
أ -أراده شرعا ،وإظهارا عليه إيابا وتكليفا ،وهى إرادة اللّه الشرعية .
ب -ول يرده منه وقوعا وكونا ،إذ ل يكون ف ملكه إل ما أراد اللّه تعال
وهى الرادة الكونية ،فلو أراد كونه لكان ،ولو أراده فعل لوقع ،لقوله
ن َيقُولَ لَهُ كُنْ َفَيكُون ُ [يس]8 2 /
تعال ِ :إنّمَا َأمْ ُرهُ ِإذَا أَرَا َد َشْيئًا أَ ْ
فلما ل يكن ،علم أنه ل يرده ،فقد كان المران معا ،إرادته بالتكليف
والتعبد ،وإرادته بأن ل يسجد ،فلم يقدر أن يتنع من أل يسجد ،كما
ل يقدر من أن يتنع أن يؤمن ( ، )2وهذا العن قرآن أيضا .
( -3الرادة ،بعن الانب الياب ف ماهدة الصوف نفسه ،للتخلص من
رعونات النفس وعيوبا ،وعزمه على الترقى ف سلم القامات والحوال ،وهى
ــــــــــــــــــــ
.1قوت القلوب . 1 / 1 2 8
.2السابق ، 1 / 2 1 8وكلم سهل بن عبد ال ف هذا الوضوع ،معب بتمامه عن
عقيدة السلم ف العلقة بي الرادة اللية والرادة النسانية ،وحل مقنع لفراد ال
بالفاعلية وعلقته برية العباد ف أكسابم ،انظر ف القارنة :القضاء والقدر ف
السلم للدكتور فاروق الدسوقى 1 / 3 5 9وما بعدها ،وانظر له أيضا :مشكلة
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
الرية عند الفلسفة والصوفية ف السلم ،دكتوراه بكتبة دار العلوم ( )7 6 2سنة
1 9 7 8م .
عندهم بدء طريق السالكي إل اللّه ،واسم لول منلة القاصدين إليه ،وتعن
حبس النفس عن مراداتا ،والقبال على أوامر اللّه ،والرضا بوارد القضاء
عليه ( ، )1وقال عبد ال بن خفيف (ت3 7 1 :هـ) ( :حقيقة الرادة ،
استدامة الكد وترك الراحة ) ( ، )2وقد استدل أبو القاسم القشيى (ت:
4 6 5هـ) لعناها عند الصوفية ،بقوله تعال :وَل تَطْ ُردْ الّذِينَ يَ ْدعُونَ
شيّ يُرِيدُو َن وَ ْجهَهُ [النعام ، ]5 2 /وبقوله من حديث َرّبهُ ْم بِاْلغَدَاةِ وَاْلعَ ِ
أنس بن مالك " :إذا أراد اللّه بعبد خيا استعمله ،فقيل :كيف يستعمله
يا رسول اللّه ؟ قال :يوفقه لعمل صال قبل الوت " ( ، )3ويرى أبو القاسم
القشيى ،أن الرادة وصف للمريد ،لنا مقدمة كل أمر ،فما ل يريد
العبد شيئا ،ل يفعله فلما كان هذا أول المر ،لن سلك طريق اللّه عز
وجل ،سى مريدا تشبيها بالقصد ف المور الذى هو مقدمتها ( ، )4وقد عب
الدقاق (ت4 1 0 :هـ) عن الرادة ،بقوله ( :ل يكون الريد مريدا ،حت
ل يكتب عليه صاحب الشمال عشرين سنة ) ( ، )5وهذا دليل على قوة
الرادة ،وصدق العزم على الطاعة
ــــــــــــــــــــ
.1الرسالة ، 2 / 4 3 3وانظر طبقات الصوفية ص ، 4 6 5والتعريفات ص . 1 5
.2طبقات الصوفية ص . 4 6 5
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.3الرسالة ، 2 / 4 3 3والديث صحيح ،أخرجه الترمذى ف كتاب القدر (
)2142وقال :حديث حسن صحيح ،وقال الشيخ اللبان :صحيح 4/450
.
.4السابق 2/433وانظر ف ثناء ابن تيمية على هذا العن ،كتاب السلوك ص
494وما بعدها ،واليان لبن تيمية ص ، 268و الستقامة . 1/106
.5السابق . 2/433
وإن كان تديد العشرين سنة تكم ظاهر ل دليل عليه ،وجيع العان السابقة
لصطلح الرادة عند الصوفية ،لا شواهد ف الكتاب والسنة إل ما يأتى :
( -4الرادة ،إرادة القدر فقط ،ول إرادة لغي ال ،وهذا العن ذكره
السراج الطوسى (ت3 8 7 :هـ) عن جاعة من الصوفية ،خالفوا الشرع
والتباع حيث ل يضيفوا إل اللق ما أضاف اللّه تعال إليهم ،ول يصفوا أنفسهم
بالركة فيما تركوا فيه ،بل نسبوها إل اللّه ،ومن ث أسقطوا اللئمة عن أنفسهم
وادعوا الب ف حركاتم وسكناتم ،وخالفوا الشرع والتباع ( . )1
( -5الرادة الخلوقة فينا عي إرادة الق سبحانه وتعال ،ولكن لا
نسبت إلينا ،وكان الدوث لزما لوصفنا ،قيل بأن الرادة ملوقة ،يعن
إرادتنا وإل فهى بنسبتها إل اللّه تعال قدية ( ، )2وهذا لعبد الكري اليلى
(ت8 2 9 :هـ) وعلى شاكلته أيضا ،ما ذكره الكاشان (ت:
7 3 5هـ) ،أن الرادة هى التخلص عن البقية ،بطمس الثنينية ،
والتحقق بشيئة اللّه حال التحقق ببقاء اللّه ،كما قال َ :ومَا تَشَاءُونَ إِل َأنْ
[التكوير ]2 9 /ويعن بذلك تساوى الشيئتي ( . )3 ب اْلعَالَمِي
يَشَاءَ اللّهُ رَ ّ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ــــــــــــــــــــ
.1اللمع ص ، 5 4 9وهؤلء يعبون عن مذهب البية الالصة قال ابن تيمية ( :وقد
أفضى بغلة الصوفية والنحرفي منهم ،إل عدم التمييز بي المر الشرعى وبي ما يكون
من الحوال الت ترى على أيدى الكفار والفجار ،فيشهدون وجه المع بقضاء ال
وقدره وإرادته العامة ،وأنه داخل ف ملكة ول يشهدون وجه الفرق بي أوليائه وأعدائه )
انظر التحفة العراقية ف العمال القلبية ،الطبعة السلفية سنة 1 3 8 6هـ .ص . 5 1
.3معجم الكاشان ص . 2 7 0 ،2 7 1 .2النسان الكامل . 1 / 4 8
**********************************
- 8الستقـــــــامة
**********************************
الستقامة :تطلق على العتدال ،وعلى الطريق الذى يكون على خط
مستوية ،والطاعة ف طريق الق ( ) ،كقوله سبحانه وتعال :اهْ ِدنَا الصّرَاطَ
1
الستقامة توجب دوام الكرامات ،لقوله تعال َ :وأَّل ْو اسَْتقَامُوا عَلَى الطّرِي َقةِ
َل ْس َقيْنَاهُم ْ مَا ًء غَدَقًا [الن ]1 6 /ول يقل سقيناهم ،بل قال :أسقيناهم ،
يقال :أسقيته إذا جعلت له سقيا فهو يشي إل الدوام ( . )2
وقد بي القشيى (ت4 6 5 :هـ) حد الستقامة عند الصوفية ،مهتديا ف
تعريفها بالصول القرآنية والنبوية ،فعرفها بأنا درجة با كمال المور وتامها
وبوجودها حصول اليات ونظامها ،ومن ل يكن مستقيما ف حالته ،ضاع
سعيه وخاب جهده ،ث استدل لذلك بقوله تعال :وَل تَكُونُوا كَاّلتِي
ت غَزَْلهَا مِ ْن َبعْدِ ُق ّوةٍ أَنكَاثًا [النحل ، ]9 2 /وقوله ِ :إنّ الّذِينَ قَالُوا َرّبنَا
َن َقضَ ْ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
اللّ ُه ثُ ّم ا ْسَتقَامُوا [الحقاف ، ]1 3 /وقد استدل على معن الستقامة بديث
سفيان بن عبد اللّه الثقفى " :قل آمنت باللّه ث استقم " ( . )3
والستقامة تأخذ عند ابن عرب وأتباعه ،مفهوما مالفا لا سبق ،إذ يعلها
ــــــــــــــــــــ
.1الرسالة القشيية . 2 / 4 4 2
.2السابق . 2 / 4 4 1
.3السابق ، 2 / 4 4 1وانظر أيضا ف تعريف القشيى للستقامة كتابه منثور
الطاب ف مشهور البواب ،نشر الدكتور قاسم السامرائى ف ملة الجتمع العرب
سنة 1 9 6 9م 1 8 / 2 7 6والديث تقدم تريه .
عامة ف الوجود ،فالكل عنده على صراط مستقيم ،لقوله تعال :مَا مِنْ
ستَقِيمٍ [هود ، ]5 6 /يقول ابن
ط مُ ْ
صرَا ٍ
دَاّبةٍ إِل ُهوَ آ ِخ ٌذ ِبنَاصَِيِتهَا إِنّ َربّي عَلَى ِ
عرب (ت6 3 8 :هـ) ( :فما من أحد من العال إل على صراط مستقيم ،
وهو صراط الرب تبارك وتعال ) ( . )1
ويقول عبد الكري اليلى (ت8 2 9 :هـ) ( :الصراط الستقيم ،هو
صراط اللّه الذى هو تنوعات تليه ف ذاته لذاته ،فمن حصل ف هذا الصراط
واستقام على علم كيفية التصاف بأساء اللّه تعال وصفاته ،فإنه يتنوع
بتجلياتا ف العال على حسب مقتضى الشأن ) ( ، )2وعلى الرغم من كون
الشعران ينهل من ينابيع ابن عرب ف فلسفته الداعية إل وحدة الوجود ،إل أن
له كلما طيبا ف الستقامة على الشرع ،ربا ياطب به لسان أهل الظاهر ،
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
فمن الدير أل يترك ،يقول ( :كل طريق ل يش فيه الشارع فهو ظلم ،
ول يكون أحد من يشى فيه على يقي من السلمة وعدم العطب ..دوروا مع
الشرع كيف كان ،ل مع الكشف فإنه يطئ ،وينبغى إكثار مطالعة كتب
الفقه ،عكس ما عليه التصوفة الذين لحت لم بارقة من الطريق ،فمنعوا
مطالعة الفقه ،وقالوا إنه حجاب جهل منهم ) ( . )3
ــــــــــــــــــــ
.1فصوص الكم ص ، 2 4 1وانظر مصطلح الستقامة عند الكاشان ،وكيف
قسمه إل استقامة العامة ،واستقامة الاصة ،واستقامة خاصة الاصة ،اللطائف
. 1/ 2 0 0
.2الناظر اللية ص . 2 1 4
.3كشف الغمة عن جيع المة للشعران . 1 / 1 0
**********************************
- 9الصطفـــــاء
**********************************
الصطفاء :تناول صفو الشئ ،كما أن الختيار تناول خيه ،والصطفاء
الختيار والجتباء ( ، )1قال تعال ِ :إنّ اللّ َه اصْ َطفَى آ َد َم َونُوحًا وَآلَ ِإبْرَاهِيمَ
ت الْمََلِئ َكةُ
وَآ َل عِ ْمرَا َن عَلَى الْعَالَ ِميَ [آل عمران ]3 3 /وقال َ :وإِذْ قَاَل ْ
ك عَلَى نِسَا ِء اْلعَالَمِي [آل عمران]4 2 / يَامَ ْريَمُ ِإنّ اللّ َه اصْ َطفَا ِك َو َطهّ َركِ وَاصْ َطفَا ِ
حةً
ح ُة الصّ ِفيّ ِ ،منْ َ حةُ الّلقْ َ وعن أب هريرة أن رسول اللّه قال ِ " :نعْ َم الْ َمنِي َ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ح بِِإنَاءٍ " ( ، )2وعنه أيضا قال " :استب
صفِيّ َ ،تغْدُو بِِإنَا ٍء َوتَرُو ُ
وَالشّاةُ ال ّ
رجلن رجل من السلمي ورجل من اليهود ،قال السلم :والذي اصطفى
ممدا على العالي ،فقال اليهودي :والذي اصطفى موسى على العالي "
( ، )3وقال رسول اللّه " :احتج آدم وموسى ،فقال له موسى :أنت
آدم الذي أخرجتك خطيئتك من النة ؟ فقال له آدم :أنت موسى الذي
(
اصطفاك اللّه برسالته وبكلمه ،ث تلومن على أمر قدر علي قبل أن أخلق "
، )4واصطفاء ــــــــــــــــــــ
.1الفردات ص ، 2 8 3ولسان العرب .1 4 / 4 6 2
.2أخرجه البخارى ف كتاب البة ( . 5 / 2 8 7 )2 6 2 9
.3البخارى ف كتاب الصومات ( . 5 / 8 1 5 )2 4 1 1
.4البخارى ف كتاب أحاديث النبياء ( .6 / 5 0 8 )3 4 0 9
اللّه بعض عباده ،قد يكون بإياده تعال إياه ،صافيا عن الشوب الوجود ف
غيه ،وقد يكون باختياره وبكمه وإن ل يتعر ذلك من الول كقوله تعال :
[الج]7 5 / اللّ ُه َيصْ َطفِي مِ ْن الْمَلِئ َكةِ ُرسُل َومِ ْن النّاسِ ِإنّ اللّ َه سَمِي ٌع َبصِيٌ
ب الّذِي َن اصْ َط َفيْنَا مِ ْن ِعبَا ِدنَا [فاطر ، ]3 2 /وقوله
وقوله :ثُمّ َأوْ َرْثنَا اْلكِتَا َ
سبحانه َ :وِإّنهُ ْم ِعنْ َدنَا لَ ِم ْن الْ ُمصْ َطفَيْ َن الَ ْخيَار [ص ، ]4 7 /ومن
حديث واثلة بن السقع قال " :سعت رسول اللّه يقول :إن اللّه
اصطفى كنانة من ولد إسعيل ،واصطفى قريشا من كنانة ،واصطفى من
قريش بن هاشم ،واصطفان من بن هاشم " ( . )1
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
الصطفاء عند الصوفية :
والصطفاء عند الصوفية ،ورد على معن الجتباء ف سابق العلم ،كقول
الكيم الترمذى (ت3 2 0 :هـ) ( :الصطفاء هو الجتباء ،فالعبد الجتب
منذ بداية أمره رهن الفيضة اللية ) ( ، )2وذكره السراج الطوسى (ت:
3 8 7هـ) ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب الفضائل ( .4 / 1 7 8 2 )2 2 7 6
.2الكيم الترمذى ونظريته ف الولية ص ، 1 1 8ويقول أيضا فىكيفية اصطفاء ال
للولياء ( :فكذلك شأن هؤلء الجذوبي ،يذبم ال إليه على طريقه فيتول
اصطفاءهم وتربيتهم ،حت يصفى نفوسهم الترابية بأنواره ،كما يصفى جوهر العدن
بالنار ،حت تزول ترابيته ،وتبقى النفس صافية ،وتتد تلك التصفية حت إذا بلغوا
الغاية من الصفاء أوصلهم إل أعلى النازل ،وكشف لم الغطاء عن الحل ،وأهدى
إليهم عجائب من كلماته وعلومه ،وإنا يتد ذلك ،لن القلوب والنفوس ل تتمل =
أن الصطفاء ف اصطلح الصوفية هو الجتباء ف سابق العلم ،لقوله تعال :
ستَقِيم ٍ [النعام ، ]8 7 /ولقوله :اللّ ُه
ط مُ ْ
صرَا ٍ
وَا ْجَتَبيْنَاهُ ْم َوهَ َديْنَاهُمْ إِلَى ِ
َيصْ َطفِي مِ ْن الْمَلِئ َكةِ ُرسُل َومِ ْن النّاس ِ [الج ، ]7 5 /ويدلل على اصطلحهم
با ينسبه لب بكر الواسطى (ت:بعد 3 2 0هـ) ،أنه قال ( :ابتداك بنفسه
واصطفاك لنفسه ،فمن استعظم ذلك ،حسنت إخطار نفسه فيما بذلت ،فإن
قابلته بنفس العناية ،تضمنك ما منه الداية ) ( . )1
ويرى الجويرى (ت4 6 5 :هـ) أن الصطفاء ،هو أن يفرغ الق
قلب الؤمن لعرفته ،حت تنشر معرفته صفاءها فيه ،واستدل لذلك ،بقوله
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ب الّذِينَ اصْ َط َفْينَا مِ ْن عِبَا ِدنَا َف ِمْنهُ ْم ظَالِمٌ ِلنَفْسِ ِه
تعال :ثُمّ َأوْ َرْثنَا الْ ِكتَا َ
خْيرَات ِ [فاطر ، ) ( ]3 2 /وكل هذه العان
2
َو ِمْنهُ ْم ُمقَْتصِ ٌد َو ِمْنهُمْ سَابِ ٌق بِالْ َ
تتوافق إل حد ما مع الصوله القرآنية ،وليس فيها ما يناقضها ،غي أن ابن
عرب (ت6 3 8 :هـ) يذكر معن آخر ،من منظور نظريته ف وحدة الوجود ،
فالصطفاء عنده يعن اصطفاء الكل لظهار الوحدة ،فالكل مصطفى ،سواء
: كان ظالا أو مقتصدا أو سابقا باليات ،ففى قوله تعال عن قوم نوح
ضلّوا َكثِيًا [نوح ]2 4 /قال ( :أى حيوهم ف تعداد الواحد ،بالوجوه وَقَدْ أَ َ
والنسب وَل تَزِدْ ــــــــــــــــــــ
= مرة واحدة كل ذلك ،فل يزال يلطف بم ،حت يعودهم احتمال تلك الهوال الت
تستقبلهم من ملكه ) ،انظر ختم الولياء ص . 4 0 9
.1اللمع ص . 4 4 7
.2كشف الحجوب ص . 6 3 5
الظّالِ ِميَ لنفسهم من جلة الصطفي ،الذين أورثوا الكتاب ،فهم أول
الثلثة ،فقدمه على القتصد ،والسابق باليات ) ( ، )1فالظال لنفسه عند
ابن عرب من الصطفي ،شأنه شأن القتصد والسابق باليات ،ويتلفون من
حيث النظر إل الوحدة والكثرة ،ويقول الكاشان (ت7 3 5 :هـ) ف شرحه
لقول ابن عرب ( :إنا فضل الظال على الباقي ،لن القتصد هو الشاهد
للكثرة ف الواحد ،والواحد ف الكثرة ،جامعا ف شهوده بي الق واللق
والسابق باليات ،هو الذى شهد الكثي واحدا ،فوحد الكثي ،وسار من
كثي إل الواحد ،فهما ليسا ف الية لكونما معتبين للخلق مع الق ،وأما
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
هذا الظال فل يرى إل الواحد ،القيقى كثيا بالعتبار ،فله الضلل أى الية
ولذلك قال بعدها :إل ضلل ،إل حية الحمدى ،حي قال ف ربه :زدن
فيك تيا ) ( . )2
**********************************
-1 0الصطنـاع
**********************************
الصطناع :الصطناع البالغة ف إخراج الشئ وإصلحه ( ، )3وعن أب
ــــــــــــــــــــ
.1فصوص الكم ص ، 6 8وانظر تذير العباد من أهل العناد لبهان الدين للبقاعى ص
، 2 1 8ف مناقشة معن الصفاء عند ابن عرب وموقف علماء السلم من تلميذ مدرسته
.
.3الفردات ص .2السابق ص . 6 8 ،6 9
. 287
سعيد الدري ،أن النب لا كان يوم الديبية ،قال " :ل توقدوا نارا
بليل ،فلما كان بعد ذاك قال :أوقدوا واصطنعوا ،فإنه ل يدرك قوم بعدكم
صاعكم ول مدكم " ( ، )1ومن حديث عبد اللّه بن عمر " :أن النب
اصطنع خاتا من ذهب ،وجعل فصه ف بطن كفه إذا لبسه ،فاصطنع الناس
خواتيم من ذهب ،فرقي النب ،فحمد اللّه وأثن عليه ،فقال " :إن كنت
اصطنعته وإن ل ألبسه ،فنبذه فنبذ الناس " ( . )2
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
والتصنع تكلف حسن السمت ،فمن حديث أنس بن مالك قال " :مات
ابن لب طلحة من أم سليم ،فقالت لهلها :ل تدثوا أبا طلحة بابنه حت
أكون أنا أحدثه ،قال :فجاء ،فقربت إليه عشاء ،فأكل وشرب ،فقال :ث
تصنعت له ،أحسن ما كان تصنع قبل ذلك ،فوقع با ،فلما رأت أنه قد شبع
وأصاب منها ،قالت :يا أبا طلحة ،أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل
( )
3
بيت فطلبوا عاريتهم ألم أن ينعوهم ،قال :ل ،قالت :فاحتسب ابنك "
ويفسر الشوكان معن قوله تعال :وَاصْ َطَن ْعتُكَ ِلَنفْسِي [طه ، ]4 1 /وقوله
صنَعَ عَلَى َعْينِي [طه ، ]3 9 /أى لترب وتغذى برأى من ،يقال : :وَِلُت ْ
صنع الرجل جاريته إذا رباها ،وصنع فرسه إذا داوم على علفه والقيام عليه ،
وذلك ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه أحد ف السند ( )1 0 8 2 4والاكم ف الستدرك ( )4 3 3 6وقال
صحيح السناد ول يرجاه 3 / 3 8والطبان ف الكبي ( . 5 / 2 6 8 )8 8 5 5
.2أخرجه البخارى ف كتاب اللباس ( . 1 0 / 3 3 8 )5 8 7 6
.3أخرجه مسلم ف كتاب فضائل الصحابة ( 3 / 1 6 8 9 )2 1 4 4وأحد (
. )1 2 8 1 8
معروف ف اللغة ،ولكن ل يكون ف هذا تصيص لوسى ،فإن جيع الشياء
برأى من اللّه ،وخص موسى با بي اللّه ،من تكليفه الرسالة ف قوله :
وَاصْ َطَن ْعتُكَ ِلَنفْسِي ،ولن الصطناع لفظ يمل معن دوام الرعاية
والوالة الت تؤدى إل نتيجة مأمولة ( . )1
الصطناع ف الصطلح الصوف :
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ومصطلح الصطناع باق عند الصوفية على أصوله القرآنية ،وهو قريب ف
العن من مصطلح الصطفاء ،غي أنم ل يصوا موسى ،كما ورد ف القرآن
ولكن جعلوه لميع النبياء والصديقي ،كما ورد روى عن أب سعيد الراز
(ت2 7 9 :هـ) قال ( :أول باد من الق ،قد أخفاهم ف أنفسهم ،وأمات
أنفسهم ف أنفسهم ،واصطنعه لنفسه ،وهذا أول دخول ف التوحيد من حيث
ظهور التوحيد بالديومية ) ( . )2
وقال السراج الطوسى (ت3 8 7 :هـ) ( :الصطناع مرتبة با النبياء
صلوات اللّه وسلمه عليهم أجعي والصديقي ،وقال قوم :الصطناع خص به
طَن ْعُتكَ ِلَن ْفسِي [طه/
صَموسى من جيع النبياء عليهم السلم لقوله تعال :وَا ْ
]4 1وقال قوم :هى مرتبة النبياء عليهم السلم دون غيهم ،وسئل بعضهم
صَن َع َعلَى
ص َطَن ْعُتكَ ِلَن ْفسِي [طه ، ]4 1 /وقوله َ :وِلتُ ْ
عن قوله تعال :وَا ْ
َعْينِي [طه]3 9 /
ــــــــــــــــــــ
.1فتح القدير . 3 / 3 6 5
.2اللمع ص . 4 4 7
فقال :ما نا نب ول ول من منته ،ول سلم أحد ف منته من فتنته ) ( ) .
1
ويذكر الجويرى (ت4 6 5 :هـ) أن الصطناع ،أن يهذب اللّه تعال العبد
بفناء جيع النصبة عنه ،وزوال جيع الظوظ ،ويبدل فيه أوصافه النفسانية
حت يفن عن نفسه ،بزوال النعت وتبديل الوصاف ،والخصوصون بذه
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
الدرجة هم النبياء عليهم السلم دون الولياء ،وجاعة من الشايخ غيهم
ييزون هذه الصفة على الولياء أيضا ( ) .
2
ــــــــــــــــــــ
.1تفسيالقرآن الكري ،منسوب إليابن عرب ،ولكنه للكاشان . 4 3 ،2 / 4 1
.2انظر لسان العرب ، 1 2 / 4 0 3والفردات ص . 3 3 7 ،3 3 6
حبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَل
والعتصام التمسك بالشئ ،قال تعال :وَا ْعَتصِمُوا بِ َ
َتفَرّقُوا [آل عمران ، ]1 0 3 /وقال َ :ومَ ْن َيعَْتصِ ْم بِاللّهِ َفقَ ْد هُدِيَ إِلَى
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ستَقِيمٍ [آل عمران ]1 0 1 /وعن سفيان بن عبد اللّه الثقفي قال " :
ط مُ ْ
صرَا ٍ
ِ
(
قلت يا رسول اللّه حدثن بأمر أعتصم به ؟ قال :قل رب اللّه ث استقم "
، )1ومن حديث أب هريرة ،أن رسول اللّه قال " :إن اللّه يرضى
لكم ثلثا ويكره لكم ثلثا ،فيضى لكم أن تعبدوه ول تشركوا به شيئا ،
وأن تعتصموا ببل اللّه جيعا ول تفرقوا ،ويكره لكم قيل وقال ،وكثرة
السؤال ،وإضاعة الال " ( . )2
العتصام ف الصطلح الصوف :
العتصام ف الصطلح الصوف يعن التمسك ببل اللّه ،والطاعة على وفق
الكتاب والسنة ،وهذا العن هو السائد عند أغلبهم ،ويوافق ما عليه جهور
العلماء من غي الصوفية ،لدللة الصول القرآنية والنبوية عليه ( ، )3ومن أهم
ما ذكره الصوفية ف مصطلح العتصام :
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه الترمذى ف كتاب الزهد ( )2 4 1 0وقال :حديث حسن ،وصححه
الشيخ اللبان ، 4 / 6 0 7وانظر جزء أشيب ،لب على السن بن موسى الشيب
البغدادى طبعة دار علوم الديث ،مراجعه خالد بن قاسم الفجية ،سنة 1 9 9 0م
1 4 1 0 ،هـ حديث رقم ( )3 3ص . 6 0
.2أخرجه مسلم ف كتاب القضية ( .3 / 1 3 4 0 )1 7 1 5
.3معجم اصطلحات الصوفية الكاشان ص . 1 9 9
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
( -1قال الكيم الترمذى (ت3 2 0 :هـ) ( :وسألت عن العتصام ببل
ال وعن العتصام بال ،فإن ال تعال خلق العباد ،وهو أعلم با يفسدهم وما
يصلحهم ،فحرم وأحل ..فلول القرآن ،ما اهتدى العباد لا يصلحهم ما
يفسدهم ،فمن تأدب بأدب القرآن ،فقد اعتصم ببل ال ،أى امتنع ببل ال
عما يفسده ،وث للنفس بعد علمه با ف هذا القرآن تنازع وخصومة ،وتوثب
ف هذه الحارم ،ويتاج العبد إل أن يعتصم بال وياهد نفسه بقوة ،ما أعطى
من العلم والعقل ،والفهم والفظ ،والذهن والواعظ ،ويعلم مع ذلك أنه ل
ينجيه من ذلك إل فضل ال ورحته ،فإذا كان قلبه مع ال ف ذلك ،ول يلجأ
إل أحد سواه ف المتناع من ذلك السوء ،كان قد اعتصم بال عز وجل قال
ال تعال :
ستَقِيم ٍ [آل عمران.) ( ) ]1 0 1 /
1
ط مُ ْ
صرَا ٍ
َومَ ْن َي ْعتَصِ ْم بِاللّهِ َفقَ ْد هُدِيَ إِلَى ِ
ــــــــــــــــــــ
.1آداب الريدين وبيان الكسب ص ، 1 0 7وقارن كلمه با ذكره المام الفقيه
الصول الحدث ،أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطب ف كتابيه العتصام
والوافقات ،وما ذكره أيضا ف رسالته الت أرسلها إل شيخ الصوفية ف عصره ،أب
عبد ال ممد بن عباد النفرى ،يسأله عن مسألة وقعت ف غرناطة ،واختلف فيها
أنظار العلماء وكثر فيها القيل والقال ،وهى هل على السالك إل ال تعال ،أن يتخذ
لزاما شيخ طريقة وتربية ،يسلك على يديه ؟ أم يسوغ له ،أن يكون سلوكه إل ال
تعال من طريق التعلم والتلقى من أهل العلم ،دون أن يكون له شيخ طريقة ؟ ،
فكتب إليه الشيخ ابن عباد رحه ال ،كلما نفيسا ف كيفية العتصام بالصول
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
القرآنية والنبوية ،انظر الرسائل الصغرى لبن عباد الطبعة الكاثولكية ،بيوت
1 9 5 7م ص .1 2 5 : 1 0 6
وقريبا من هذا العن ،ما ذكره أبو القاسم القشيى (ت4 6 5 :هـ) أن
حقيقة العتصام تظهر ف صدق اللجوء إل اللّه ،ودوام الفرار إليه واستصحاب
الستغاثة إليه ،والعتصام ببله ف التمسك بآثار الواسطة العزيز ،صلوات اللّه
عليه ،وذلك بالتحقق والتعلق بالكتاب والسنة ،قال تعال :وَا ْعَتصِمُوا
حبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَل َتفَرّقُوا [آل عمران. ) ( ]1 0 3 /
1
بِ َ
( -2ويدلل أبو إساعيل النصارى الروى (ت4 8 1 :هـ) على العتصام
جمِيعًا وَل َتفَرّقُوا [آل عمران]1 0 3 /
حبْلِ اللّهِ َ
بقوله تعال :وَا ْعَتصِمُوا بِ َ
وقوله سبحانه :وَا ْعَتصِمُوا بِاللّ ِه ُهوَ َموْلكُم ْ [الج ، ]7 8 /ويقول :
( العتصام ببل ال ،هو الحافظة على طاعته ،مراقبا لمره ،والعتصام بال
هو الترقى عن كل موهوم ،والتخلص من كل تردد ،والعتصام على ثلث
درجات :
-1اعتصام العامة بالي استسلما وإذعانا ،بتصديق الوعد والوعيد ،وتعظيم
المر والنهى ،وتأسيس العاملة على اليقي والنصاف وهو العتصام ببل ال .
-2اعتصام الاصة بالنقطاع ،وهو صون الرادة قبضا ،وإسبال اللق على
اللق بسطا ،ورفض العلئق عزما ،وهو التمسك بالعروة الوثقى .
ــــــــــــــــــــ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.1لطائف الشارات ، 2 6 7 ،1 / 2 6 5وانظر التوافق بي كلم القشيى ف
العتصام وما جاء ف كتاب اقتضاء الصراط الستقيم لبن تيمية ،تقيق الدكتور
ناصر عبد الكري العقل 1 / 6 0وما بعدها .
-3اعتصام خاصة الاصة بالتصال ،وهو شهود الق تفريدا بعد الستخزاء
له تعظيما ،والشتغال به قربا وهو العتصام بال ( . )1
( -3ولبن عطاء ال السكندرى ،كلم نفيس ف مصطلح العتصام ،من
قبيل التفسي الشارى أو التذكي بالثل القبول ،فيقول ( :اعلم أن هلك ابن
نوح ،إنا كان لجل رجوعه إل تدبي نفسه ،وعدم رضاه بتدبي ال الذى
:يَابَُنيّ اختاره لنوح ،ومن كان معه ف السفينة ،فقال له نوح
ارْ َكبْ َمعَنَا وَل تَكُ ْن مَ َع اْلكَافِرِينَ قَا َل سَآوِي إِلَى َجبَ ٍل َيعْصِ ُمنِي مِ ْن الْمَاءِ قَالَ
ل عَاصِ َم اْلَي ْومَ مِنْ َأمْرِ اللّهِ إِل مَنْ َرحِمَ [هود ]4 2 ،4 3 /فآوى ف العن إل
جبل عقله ،ث كان البل الذى اعتصم به ،صورة ذلك العن القائم به ،فكان
كما قال ال :وَحَا َل َبيَْنهُمَا الْ َموْجُ َفكَا َن مِ ْن الْ ُمغْرَقِي َ [هود ، ]4 3 /ف
الظاهر بالطوفان وف الباطن بالرمان ) ( ) ،ث ينبه الصوف إل العتبار ،إذا
2
تلطمت عليه أمواج القدار ،فل يرجع إل جبل عقله الباطل ،لئل يكون من
الغرقي ف بر القطيعة ،ولكن يرجع إل سفينة العتصام بال والتوكل عليه
صرَاطٍ مُسَْتقِيم [آل عمرانَ ]1 0 1 /ومَنْ َومَ ْن َي ْعتَصِ ْم بِاللّهِ َف َق ْد هُدِيَ إِلَى ِ
سبُه ُ [الطلق. ) ( ]3 /
3
َيَتوَكّلْ عَلَى اللّهِ َف ُهوَ حَ ْ
ــــــــــــــــــــ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.1التنوير ف إسقاط التدبي لبن عطاء ال السكندرى ،تقيق موسى ممد على وعبد
العال أحد العراب ،طبعة ممع البحوث السلمية ص . 1 1 9
.3منازل السائرين ص 121 .2السابق ص
. 256
ــــــــــــــــــــ
.1السابق . 5 / 2 1 5
.3اللمع ص .2أخرجه البخارى ف كتاب الشروط ( . 5 / 3 6 8 )2 7 1 3
. 448
سبَ النّاسُ َأنْ يشي بذلك إل الصل القرآن الوارد ف قوله تعال :ال أَحَ ِ
ُيتْرَكُوا َأ ْن َيقُولُوا آ َمنّا َوهُ ْم ل ُيفَْتنُو َن وََلقَدْ َفَتنّا الّذِي َن مِنْ َقبِْلهِمْ َفَلَيعْلَمَنّ اللّهُ
الّذِينَ صَدَقُوا وََلَيعْلَمَ ّن اْلكَا ِذبِيَ [العنكبوت ) ( ]3 : 1 /ويقول السراج
1
الطوسى (ت3 8 7 :هـ) :المتحان ابتلء من الق ،يل بالقلوب القبلة على
اللّه تعال ومنتها انقسامها وتشتتها ،ث يقسم المتحان إل ثلثة أنواع :
-1امتحان لقوم منهم عقوبة .
- 2امتحان لقوم منهم تحيص وكفارة .
- 3امتحان لقوم منهم استدعاء الزيادة وارتفاع الدرجة ( . )2
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
وكلم السراج الطوسى ،معب عن العن القرآن بدرجة دقيقة ،وياثله قول
الجويرى (ت4 6 5 :هـ) ( :المتحان ف عرف الصوفية ،يعن امتحان
قلوب الولياء بأنواع البليا الت تأتى من الق تعال ،من خوف وحزن ،
حنَ اللّهُ قُلُوَبهُمْ
ك الّذِي َن امْتَ َ
وقبض وهيبة ،وأمثال ذلك لقوله تعال ُ :أوْلَئِ َ
لِلتّ ْقوَى َلهُ ْم َم ْغفِ َرةٌ َوأَجْ ٌر عَظِيمٌ [الجرات ، ]3 /وف هذا درجة عظيمة ) ( ، )3
ولعلهم استقوا هذه العان ،من حديث أنس بن مالك قال " :كان رسول
ال ــــــــــــــــــــ
.2كشف الحجوب ص ، 6 3 2وانظر .1اللمع ص . 4 4 8
الفتح الربان والفيض الرحان ،لعبد القادر اليلن ،عناية رجب أحد علم ،
طبعة مصطفى الباب اللب 1 4 0 0هـ 1 9 7 9 ،م الجلس التاسع ف ابتلء
الؤمن ص . 3 3
.3السابق ص ، 4 4 9كتب الدكتور فاروق الدسوقى بثا عن حقيقة البتلء وكيف
دار =
يكثر أن يقول :يا مقلب القلوب ثبت قلب على دينك ،فقلت :يا رسول ال
آمنا بك وبا جئت به ،فهل تاف علينا ،قال :نعم ،إن القلوب بي إصبعي
من أصابع ال ،يقلبها كيف يشاء " ( . )1
وقول أنس :هل تاف علينا ؟ دليل على أن النب يتوقع المتحان من ال
،بتقليب القلب ف أى لظة ،وأنه على السلم أن يدعوا ال العانة ،قال أبو
حنَ اللّهُ
ك الّذِي َن امْتَ َ
القاسم القشيى (ت4 6 5 :هـ) ف قوله تعال ُ :أوْلَئِ َ
ُقلُوبَهُمْ لِلّتقْوَى ،هم الذين تقع السكينة عليهم من هيبة حضرته ،أولئك هم
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
الذين امتحن اللّه قلوبم للتقوى ،بانتزاع حب الشهوات منها ،فاتقوا سوء
الخلق وراعوا الدب ،ويقال هم الذين انسلخوا من عادات البشرية ) ( ) .
2
ت ُمهَا ِجرَاتٍ
ويقول ف قوله تعال :يَا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا إِذَا جَاءَكُ ْم الْ ُم ْؤمِنَا ُ
حنُوهُنّ ( :كان النب يتحنهن باليمي ،فيحلفن إنن ل يرجن إل ل فَا ْمتَ ِ
ول يرجن مغايظة لزواجهن ول يرجن طمعا ف مال ،وف الملة المتحان
طريق إل العرفة ،وجواهر الناس تتبي بالتجربة ،ومن أقدم على شئ من غي
تربة تسى كأس الندم ) ( . )3
ــــــــــــــــــــ
= عليها موضوع القضاء والقدر ف السلم وكيف يفسر من خللا علقة النسان بربه ؟ من
خلل استقصاء شامل للصول القرآنية والنبوية ،وهو بث قيم نفيس ،انظر القضاء
والقدر ف السلم ،طبعة دار الدعوة ،السكندرية 1 9 8 2م 1 / 1 6 6 ،وما
بعدها .
.1أخرجه الترمذى ف سننه ( ، )2 1 4 0وقال اللبان :صحيح . 4 / 4 4 8
.3السابق ، 3 / 5 7 3وانظر ف تفصيل .2لطائف الشارات . 3 / 4 3 8
المتحان =
**********************************
-1 3النـــــابة
**********************************
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
النابة :الرجوع إل اللّه بالتوبة ،وف الذكر الكيم ُ :منِيبِيَ إِلَيْ ِه وَاتّقُوهُ
َوأَقِيمُوا الصّل َة وَل تَكُونُوا مِ ْن الْمُشْرِ ِكيَ [الروم ، ]3 1 /أى راجعي إل ما
أمر به ،غي خارجي عن شئ من أمره ( ) ،والنابة وردت ف الكتاب والسنة
1
على معن الرجوع إل اللّه تعال ،بالتوبة وإخلص العمل ،كقوله تعال :
َوَأنِيبُوا إِلَى َرّبكُ ْم َوأَسِْلمُوا لَه ُ [الزمر ، ]5 4 /وقوله سبحانه :فَا ْسَتغْفَ َر
َربّ ُه وَ َخرّ رَا ِكعًا َوأَنَاب َ [ص ]2 4 /وف السنة من حديث بريدة " :أتقوله
مُرَاءٍ يا رسول اللّه ،فقال :ل ،بل مؤمن منيب ،بل مؤمن منيب " ( ، )2ومن
دعاء النب الذى رواه عبد ال بن عباس " :اللّهم لك أسلمت ،وبك
آمنت وعليك توكلت ،وإليك أنبت ،وبك خاصمت ،وإليك حاكمت ،
فاغفر ل ــــــــــــــــــــ
= وعلقته بالقلوب ،وما جاء ف كيفية تقليب ال للخواطر ف قلب وانبعاثها من نازع
الي أو نازع الشر ،ومن هاتف الي أو هاتف الشر ،وكيف تدث العصمة بالدية
من ال ،والذلن بالعدل والمتحان ،من التراث الصوف لسهل بن عبد ال ص
1 7 4وما بعدها ،وقوت القلوب . 1 / 1 2 3
.1لسان العرب ، 1 / 7 7 5وانظر الفردات ص ، 5 0 8والصباح الني ف غريب
الشرح الكبي للرافعي ،تأليف أحد بن ممد القري الفيومي ،نشر الكتبة العلمية بيوت
. 2/ 6 2 9
.2أخرجه أحد ف السند ( ، 5 / 3 4 9 )2 3 0 0 2وهو حديث صحيح .
ما قدمت وما أخرت ،وما أسررت وما أعلنت " ( ، )1ومن حديث عبد ال
بن عباس أيضا ،يرفعه " :رب اجعلن لك ،شكارا لك ،ذكارا لك
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
رهابا لك ،مطواعا لك ،مبتا إليك ،أواها منيبا ،رب تقبل توبت ،واغسل
حوبت ،وأجب دعوت وثبت حجت " ( . )2
النابة ف الصطلح الصوف :
والنابة ف اصطلح الصوفية ،وردت على معن الرجوع من مالفة المر
إل موافقته ،فل يدك حيث ناك ،ول يفتقدك حيث أمرك ( ، )3وقد أورد
الكلباذى (ت3 8 0 :هـ) ف حدها ،بعض القوال الت تتوافق مع العن
العام للصول القرآنية أهها ( : )4
-1النابة إخراج القلب من ظلمات الشبهات .
-2النابة الرجوع من الكل إل من له الكل .
-3النابة الرجوع من الغفلة إل الذكر ،ومن الوحشة إل النس .
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب المعة ( . 3 / 5 )1 1 2 0
.2أخرجه الترمذى ف كتاب الدعوات ( )3 5 5 1قال أبو عيسى الترمذى :هذا
حديث حسن ،وقال الشيخ اللبان :صحيح ، 5 / 5 5 4وأخرجه أبو داود (
2 / 8 3 )1 5 1 0والنسائى ف السنن الكبى ( . 6 / 1 5 5 ، )1 0 4 4 3
.3لطائف العلم . 1 / 2 4 8
.4التعريفات ص . 3 9
وقد ذكر الشيخ أبو اساعيل النصارى الروى (ت4 8 1 :هـ) تفصيل
قريبا من هذه العان ،اجتهد ف تقسيمها بنوع من الدقة ،يكن اعتبارها من
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
َوَأنِيبُوا إِلَى َرّبكُمْ ُ ثلثة أشياء قبيل التفسي ،فقال :النابة ف قوله تعال :
(): 1
أول :الرجوع إل الق اصلحا ،كما رجع إليه اعتذارا ،وذلك يكون
بالروج من التبعات ،والتوجع للعثرات ،واستدراك الفائتات .
ثانيا :الرجوع إليه وفاء ،كما رجع إليه إجابة ،وذلك يكون باللص من لذة
الذنب ،وبترك استهانة أهل الغفلة ،توفا عليهم مع الرجاء ،لنفسك
بالستقصاء ف رؤية علل الدمة .
ثالثا :الرجوع إليه حال ،كما رجع إليه إجابة ،وذلك بالياس من عملك
ومعاينة اضطرارك ،وشيم برق لطفك .
والنابة بالعن القرآن السابق عند بعض الصوفية إنابة العوام ،أما ما يتلوها من
مراتب النابة ،فهى للخواص على اختلف درجاتم ،فإنابة الاصة :هى
الرجوع من مالفة الرادة اللية إل موافقتها ،بيث ل يتلج ف القلب إرادة
شئ من الشياء ،لعلمه أنه ل يقع إل ما أراد اللّه وقوعه ( ، )2يقول الكاشان :
( وهذا أحد الوجوه الت يمل عليها قول أب يزيد :أنا الراد وأنت الريد ،إذ
( )3
ل مريد سواه ،فالكل مراد له تعال ،فإنه ما شاء كان وما ل يشأ ل يكن
.
ــــــــــــــــــــ
.1منازل السائرين للهروى ص . 1 7 8
.3السابق . 1 / 2 4 9 .2لطائف العلم . 2 4 9 ، 1 / 2 4 8
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ث إنابة خاصة الاصة :وهى أل يرى مع اللّه سواه ( ، )1ث إنابة خلصة خاصة
( )2
الاصة :وهى أل يرى فيما يقال إنه سواه ،أنه شئ سوى مراتب تلياته
ث إنابة صفاء خلصة خاصة الاصة :ويعرف الكاشان حدها عندهم بقوله :
( تكنك عند إنابتك إليه ،بيث ل تنقهر تت سلطنة التجلى ،عن رؤية
الجلى باستهلكك ف نور التجلى ،لئل يستهلك أحكام الراتب ،فيفوتك
الي الكثي ،الذى هو معرفة الكمة ف أحكام مواقع تلك التجليات ،والقيام
بقوقها ) ( . )3
ول شك أن هذا التقسيم ف مثل هذه التواليات الصوفية ،جرأة عجيبة
ومبالغة غريبة ف التصنيف الذى يعوزه الدليل ،ل سيما بثل هذا الكلم الذى
يرج من دلو الوحدة ،كما أن النابة من أعمال القلوب وهى غيب ،فإن
قسمها الكاشان بناء على إحساسه اليان ،فما الدليل على تعميمه عند
الصوفية ؟ ،ويكن أن نلحظ ف مثل هذه التقسيمات ،مدى التغي الدلل
للمصطلح الصوف ،عب مراحل التطور ف حركة التصوف ،من معان قريبة
للصول القرآنية والنبوية ف مراحله الول ،إل معان مركبة معقدة تفتقر إل
الدليل النقلى أو العقلى .
ــــــــــــــــــــ
.1السابق . 1 / 2 4 9
.2السابق 1 / 2 4 9وهذا العن والذى يليه نابع من معي وحدة الوجود .
.3السابق ، 1 / 2 4 9انظر ف معان النيابة عند ابن عرب ،العجم الصوف للدكتورة
سعاد حكيم ص . 1 0 7 7
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
**********************************
-1 4اليثــــار
**********************************
اليثار :تفضل الغي على النفس ،قال تعال َ :وُيؤْثِرُو َن عَلَى َأْنفُ ِ
سهِ ْم وََلوْ
صةٌ [الشر ، ]9 /أى يفضلون غيهم عليهم ،وقوله تعال عن كَا َن ِبهِمْ َخصَا َ
إخوة يوسف :قَالُوا تَاللّهِ َلقَ ْد آثَ َركَ اللّ ُه عََلْينَا [يوسف ، ]9 1 /أى فضلك .
وقوله " :ستكون بعدي أثرة ،وأمور تنكرونا ،قالوا يا رسول اللّه :
كيف تأمر من أدرك منا ذلك ؟ قال :تؤدون الق الذي عليكم ،وتسألون اللّه
الذي لكم " ( ، )1أى يستأثر بعضكم على بعض ،والستئثار التفرد بالشئ من
دون غيه ( . )2
وقال رسول اللّه ،لب هريرة " :عليك السمع والطاعة ،ف عسرك
ويسرك ،ومنشطك ومكرهك ،وأثرة عليك " ( ، )3وعنه أيضا " :أن
رجل أتى النب ،فبعث إل نسائه ،فقلن :ما معنا إل الاء ،فقال رسول
اللّه :من يضم أو يضيف هذا ؟ ،فقال رجل من النصار أنا :فانطلق به إل
امرأته فقال :أكرمي ضيف رسول اللّه ،فقالت :ما عندنا إل قوت
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب المارة ( . 3 / 1 4 6 7 )1 8 4 3
.2لسان العرب ، 4 / 7والفردات ص ، 1 0 ، 9ومتار الصحاح ص . 2
.3أخرجه مسلم ف كتاب المارة ( . 3 / 1 4 6 2 )1 8 3 6
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
صبيان ،فقال :هيئي طعامك ،وأصبحي سراجك ،ونومي صبيانك إذا أرادوا
عشاء ،فهيأت طعامها ،وأصبحت سراجها ،ونومت صبيانا ،ث قامت كأنا
تصلح سراجها فأطفأته ،فجعل يريانه أنما يأكلن ،فباتا طاويي ،فلما أصبح
غدا إل رسول اللّه ،فقال :ضحك اللّه الليلة ،أو عجب من فعالكما
ص ٌة َومَ ْن يُوقَ
فأنزل اللّه َ :وُي ْؤثِرُونَ عَلَى َأْنفُسِهِ ْم وََلوْ كَانَ ِبهِمْ َخصَا َ
" ). ك هُ ْم الْ ُمفْلِحُون َ
(1
شُ ّح َنفْسِهِ َفُأوْلَئِ َ
اليثار ف الصطلح الصوف :
واليثار ف الصطلح الصوف يرد على العن القرآن ويرد على غيه :
فمن العن القرآن :اليثار هو تصيص الغي على النفس ( ، )2كما روى
عن أب حفص النيسابورى (ت2 7 0 :هـ) أنه قال ( :اليثار ،أن تقدم
حظوظ الخوان على حظك ،ف أمر آخرتك ودنياك ) ( )3وقولة ف حظ
آخرتك ودنياك فيه نظر ،لن إثار الدنيا ،مبتغاه ما عند ال ف الخرة ،
والزهد ف الدنيا ،مقترن بالرغبة ف الخرة ،أما الزهد ف الخرة ،وإيثار الغي
فهو مالف لا رواه أبو هريرة ،أن رسول ال قال ف الصف الول " :
ولو يعلمون ما ف الصف القدم ،لستهموا " ( ، )4والقرب من كلم الصوفية
إل الصول ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب الناقب ( . 7 / 1 4 9 )3 7 9 8
.2لطائف العلم 1 / 2 5 7وانظر مواقع النجوم لبن عرب ص 9 7وقارن .
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.4أخرجه البخارى عَنْ أَبِي ُهرَْي َرةَ ف كتاب .3طبقات الصوفية ص . 1 2 2
الذان ( ، 2 / 6 8 )5 8 0و مسلم ف كتاب الساجد ومواضع الصلة ( )6 5 4
واللفظ له .
القرآنية والنبوية ف اليثار ،ما ينسب لعبد اللّه بن خفيف (ت3 7 1 :هـ) أنه
قال ( :إن استطعت أل يسبقك أحد إل مولك فافعل ،ول تؤثر على مولك
شيئا ) ( . )1
وهذا اليثار يسميه عبد الرزاق الكاشان (ت7 3 5 :هـ) إيثار
الشريعة فيقول ( :إيثار الشريعة ،هو اليثار الذى تدعوا إليه الشريعة ،وهو
أن يكون العبد مؤثر اللّه ورسوله ،على هوى نفسه ،بيث ل يعصى اللّه ف
شئ ما أمر ونى ،قال " :والذى نفسى بيده ،ل يؤمن أحدكم ،حت
يكون هواه تبعا لا جئت به " ( . )2
أما اليثار القيقى عند الكاشان ،فهو اليثار من منظور أصحاب الوحدة
حيث يسميه إيثار التقي ،وهو إيثار هؤلء القوم الذين جعلوا أنفسهم وقاية
للحق ،وهذا باطن التقوى ،فيؤثرون نسبة الذام والنقائص إليهم ،وقاية للحق
ــــــــــــــــــــ
.1السابق ص 1 4 4وانظر أيضا ف اليثار على هذا العن :الفتح الربان والفيض
الرحان لعبد القادر اليلن ،الجلس الامس عشر ف إيثار الؤمن على نفسه ص
5 5وما بعدها ،والتمكي ف شرح منازل السائرين ،تأليف ممود النوف ،طبعة
دار النهضة العربية القاهرة ص 1 3 7وما بعدها ،وشفاء السائل ف تذيب
السائل ،لبن خلدون نشر عبده خليفة ص . 4 4
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.2لطائف العلم ، 1 / 2 5 7والديث أخرجه ابن رجب ف جامع العلوم والكم
عن عمرو بن العاص برقم ( 1 / 3 7 6 )4 1وقال :حديث حسن صحيح ،رويناه
ف كتاب الجة بإسناد صحيح ،وانظر أيضا نوادر الصول ف أحاديث الرسول
. 4/ 164
وتنيها له عن ذلك ،وكذا ل ينسب القيام والتصاف بشئ من الفضائل
والكمالت ،لن له كل ذلك بل مشارك ،فمن راعى جال الق فيما يضاف
إليه من أوصاف اللق على هذا الد من التأدب ،معه فهو التصف بقيقة
التقوى وباطنها ،لنه قد جعل نفسه وقاية للحق ،أن ينسب إليه شيئا من
الذام بل إليها ،واتقاه أيضا عن أن يتهجم عليه ،باعتقاد مشاركته ف شئ
ينسب إل نفسه شيئا من الحامد الت إنا ين سبها إل ربه فقط ،مع عل مه با
أخب به تعال عن نفسه ،بقوله :وَلِلّ ِه َغيْ بُ ال سّمَاوَاتِ وَالَرْ ضِ َوإَِليْ ِه يُرْ َج عُ
ا َلمْرُ كُلّهُ [هود ]1 2 3 /لن الكل خلق اللّه وإياده ( ) .
1
وهناك معان أخرى ذكرت ف اليثار ،بعيدة عن الع ن الشر عى ،ومال فة
للصول القرآنية والنبوية ( . )2
ــــــــــــــــــــ
.1لطائف العلم ، 1 / 2 6 0وانظر الزيد ف فصوص الكم لبن عرب
1 / 1 8 3وبلغة الواص لبن عرب ص . 3 5
.2السابق 1 / 2 6 1 : 2 5 8حيث ذكر نوعا من اليثار ساه إيثار القيقة ،ونوعا
آخر ساه إيثار اليثار ث إيثار اللمتية ،وإيثار الستأثر ،وإيثار الستفيد ،وإيثار اللة
،وإيثار الليل ،وإيثار الديب ،وإيثار حق اليثار ،والعجيب أن الكاشان اعتب كل
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
هذه مصطلحات صوفية لجرد أن ابن عرب ذكر لفظا ل يعن به الصطلح ،ولكنه
ورد ف سياق العن العام لللفاظ ،انظر مثل كلم ابن عرب ف الثار ف كتابه ،
مواقع النجوم ص ، 9 8 ، 9 7وإذا ما كان من المكن اعتبار ما تقدم من اللفاظ
الت ذكرها الكاشان مصطلحات منسوبه إل الصوفية .
**********************************
- 1 5البخــــــل
**********************************
البخل :البخل إمساك القتنيات عما ل يق حبسها عنه ،ويقابله الود
والبخل يرد ف الصول القرآنية والنبوية على ضربي ( : )1
خلُونَ َوَي ْأمُرُو َن النّاسَ بِاْلبُخْ ِل
-1بل بقتنيات النفس كقوله :الّذِي َن يَبْ َ
خلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللّ ُه مِنْ َفضْلِ ِه ُهوَ سبَ ّن الّذِينَ يَبْ َ
[الديد ، ]2 4 /وقوله :وَل يَحْ َ
طوّقُونَ مَا َبخِلُوا بِ ِه َي ْومَ الْ ِقيَامَة [آل عمران]1 8 0 / َخيْرًا َلهُمْ بَلْ هُ َو شَرّ َلهُمْ سَيُ َ
سنَى [الليل. ]6 / ب بِاْلحُ ْ وقال سبحانه َ :وَأمّا مَ ْن بَخِ َل وَا ْستَ ْغنَى وَكَذّ َ
وعن أب هريرة ،أن النب قال " :مثل البخيل والتصدق ،مثل
رجلي عليهما جبتان من حديد ،قد اضطرت أيديهما إل تراقيهما ،فكلما هم
التصدق بصدقته اتسعت عليه ،حت تعفي أثره ،وكلما هم البخيل بالصدقة
انقبضت كل حلقة إل صاحبتها وتقلصت عليه وانضمت يداه إل تراقيه " ( . )2
وعن بكر بن عبد اللّه الزن ،قال :كنت جالسا مع عبد ال بن عباس
عند الكعبة فأتاه أعراب ،فقال :ما ل أرى بن عمكم يسقون العسل واللب
وأنتم تسقون النبيذ ،أمن حاجة بكم أم من بل ؟ فقال ابن عباس :
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ــــــــــــــــــــ
.1الفردات ص ، 3 8ولسان العرب . 1 1 / 4 7
.2أخرجه البخارى ف كتاب الهاد والسي ( . 6 / 1 1 7 )2 9 1 7
المد ل ما بنا من حاجة ول بل ،قدم النب على راحلته ،وخلفه
أسامة فاستسقى ،فأتيناه بإناء من نبيذ ،فشرب وسقى فضله أسامة ،وقال :
). (1
أحسنتم وأجلتم كذا فاصنعوا ،فل نريد تغيي ما أمر به رسول اللّه
الّذِي َن َيبْخَلُونَ -2بل بقتنيات الغي ،وهو الكثر مذمة ،قال تعال :
َوَي ْأمُرُو َن النّاسَ بِاْلبُخْل ِ [الديد. ]2 4 /
وعن عبد اللّه بن عمرو أن رسول اللّه خطب ،فقال " :إياكم والشح
،فإنا هلك من كان قبلكم بالشح ،أمرهم بالبخل فبخلوا ،وأمرهم بالقطيعة
فقطعوا ،وأمرهم بالفجور ففجروا " ( ، )2وعن جبي بن مطعم أن النب
قال " :لو كان ل عدد هذه العضاه نعما ،لقسمته بينكم ث ل تدون بيل ،
ول كذوبا ،ول جبانا " ( ، )3وقال عمر بن الطاب قسم رسول اللّه
قسمة ،فقلت :يا رسول اللّه ،لغي هؤلء أحق منهم ،أهل الصفة ،فقال
رسول اللّه :إنكم تيون ،بي أن تسألون بالفحش ،وبي أن تبخلون ،
ولست بباخل ) ( . )4
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب الج ( .2 / 9 5 3 )1 3 1 6
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
2/ 3 3 .2أخرجه أبو داود ف كتاب الزكاة ( )1 6 9 8وصححه اليخ اللبان :
والبخارى ف الدب الفرد ( )4 7 0ص ،1 6 6والبيهقى ف السنن الكبى (
. 4/ 1 8 7 ) 7 6 0 7
.3أخرجه البخارى ف كتاب الهاد والسي ( . 6 / 4 2 )2 8 2 1
.4أخرجه مسلم ف الزكاة ( ، 2 / 7 3 0 )1 0 5 6وأحد ف السند ( )1 2 8
واللفظ له .
وقد يستخدم البخل على معن اصطلحى ،وإن احتفظ بدلوله اللغوى كما
روى عن علي بن أب طالب ،أن رسول اللّه قال " :البخيل الذي من
ذكرت عنده ،فلم يصل علي " ( ، )1وقد تعددت الروايات ف تعوذه من
البخل عامة ،ففى حديث أنس بن مالك ،أن رسول اللّه كان يدعو :
" أعوذ بك من البخل والكسل ،وأرذل العمر ،وعذاب القب ،وفتنة الدجال
وفتنة الحيا والمات " ( . )2
البخل ف الصطلح الصوف :
والبخل ورد ف اصطلح الصوفية ،على العان السابقة الذكورة ف الصول
القرآنية ،ومن كلمهم الذى يعد شرحا وتفسيا لا سبق ،ما روى عن أب
حفص النيسابورى (ت2 7 0 :هـ) أنه سئل عن البخل ؟ فقال ( :ترك
اليثار عند الاجة إليه ) ( ، )3وعن أب على الوزجان (ت:بعد 3 0 0هـ)
أنه قال ف البخل ( :هو ثلثة أحرف :الباء وهو البلء ،والاء وهو
السران ،واللم وهو اللوم ،فالبخيل بلء ف نفسه ،وخاسر ف سعيه ،وملوم
ف بله ) ( . )4
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه الترمذى ف كتاب الدعوات برقم ( ، 5 / 5 5 1 )3 5 4 6وقال :
حديث حسن وأحد ف السند ( )1 7 3 8واللفظ له .
.2أخرجه البخارى ف كتاب تفسي القرآن ( . 8 / 2 3 9 )4 7 0 7
.3طبقات الصوفية ص ، 1 2 0تدر الشارة إل أن معاجم الصطلح الصوف خلت
من مصطلح البخل مع كونه من عيوب النفس الت تكلم فيها كثي من الصوفية كما
نرى .
.4السابق ص . 2 4 6
وكلم الوزجان من قبيل مذمة البخل ،لكن اجتهاده ف تفسي الروف
ل يعتد به ،لفتقاره إل الدليل .
ولب القاسم القشيى (ت4 6 5 :هـ) ف مصطلح البخل ،كلم
قريب إل حد ما من الصول القرآنية ،فيذكر أن البخل على لسان أهل العلم
،منع الواجب ،وعلى بيان الشارة ،ترك اليثار ف زمان الضطرار ،والبخل
ف قوله تعال :الّذِي َن َيبْخَلُونَ َوَي ْأمُرُونَ النّاسَ بِاْلبُخْل [الديد ]2 4 /معناه
منعهم عن مطالبات القائق ،ف معرض الشفقة عليهم بوجب الشرع ،
وبيان هذا أن يقع بلسانك النسلخ عن العلئق وحذف فضولت الالة ( . )1
خلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللّ ُه مِنْ َفضْلِ ِه ُهوَ
سبَ ّن الّذِينَ يَبْ َ
و ف قوله تعال :وَل يَحْ َ
طوّقُونَ مَا َبخِلُوا بِ ِه َي ْومَ الْ ِقيَامَة ِ [آل عمران]1 8 0 / َخيْرًا َلهُمْ بَلْ هُ َو شَرّ َلهُمْ سَيُ َ
.
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
يقول القشيى ( :من آثر شيئا على اللّه ،ل يبارك له فيه ،فل يدوم له ف
الدنيا بذلك استمتاع ،ول للعقوبة عليه ف الخرة عنه دفاع ،والبخل على
لسان العلماء منع الواجب ،وعلى مقتضى الشارة إبقاء شئ ،ولو ذرة من
الال أو نفسا من الحوال ) ( . )2
ــــــــــــــــــــ
.1لطائف الشارات . 3 3 3 ، 1 / 3 3 2
.2السابق . 1 / 3 0 0
**********************************
-1 6البســــــط
**********************************
البسط :بسط الشئ نشره وتوسعه ،وهو ضد القبض ،ويستخدم ف
الحسوسات وغيها ،فمن الول ،قوله عز وجل :وَكَ ْلُبهُ ْم بَاسِطٌ ِذرَا َعيْ ِه
بِاْلوَصِيد ِ [الكهف ، ]1 8 /وعن أب هريرة قال " :قلت يا رسول اللّه :إن
أسع منك حديثا كثيا أنساه ،قال :ابسط رداءك ،فبسطته ،قال :فغرف
بيديه ،ث قال :ضمه ،فضممته ،فما نسيت شيئا بعده " ( ، )1وعن عائشة
رضى ال عنها ،أنا قالت " :كنت أنام بي يدي رسول اللّه ،ورجلي ف
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
قبلته ،فإذا سجد غمزن ،فقبضت رجلي ،فإذا قام بسطتهما " ( ، )2وعنها
كان له حصي ،يبسطه بالنهار ،ويتجره بالليل " ( . )3 أيضا " :أن النب
ومن الثان البسط ف العان ،وهو الشاهد للمعن الصوف ،كقوله عز وجل :
وََل ْو بَسَطَ اللّهُ الرّ ْزقَ ِل ِعبَا ِدهِ [الشورى ، ]2 7 /أى لو وسعه ،وقوله ِ :إنّ
اللّ َه اصْ َطفَا ُه عََليْكُ ْم وَزَا َد ُه بَسْ َطةً فِي الْعِ ْل ِم وَالْجِسْم ِ [البقرة ]2 4 7 /أى سعة
فبسطته ف العلم ،هو انتفاعه به ونفع غيه ،فصار له به بسطة أى جود ( . )4
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب العلم ( . 1 / 2 5 9 )1 1 9
.2أخرجه البخارى ف كتاب الصلة ( . 1 / 7 0 0 )5 1 3
.4الفردات .3أخرجه البخارى ف كتاب الذان ( . 4 / 3 5 3 )7 3 0
ص . 46
وعن أنس بن مالك ،قال :سعت رسول اللّه يقول " :من سره أن
يبسط له ف رزقه ،أو ينسأ له ف أثره ،فليصل رحه " ( ، )1ومن حديث عروة
بن الزبي ،قال رسول اللّه " :فواللّه ،ما الفقر أخشى عليكم ،ولكن
أخشى أن تبسط عليكم الدنيا ،كما بسطت على من كان قبلكم ،فتنافسوها
كما تنافسوها ،وتلككم كما أهلكتهم " ( . )2
وبسط اليد مدها ،وبسط الكف يستعمل على أنواع ،تارة للطلب نو قوله
ك ّفيْهِ إِلَى الْمَاءِ ِلَيبْلُغَ فَا ُه َومَا ُهوَ ِببَاِلغِه ِ [الرعد]1 4 /
تعال :إِل َكبَاسِطِ َ
سكُمْ [النعام/ وتارة الخذ نو :وَالْمَلِئ َكةُ بَاسِطُوا َأيْدِيهِمْ أَ ْخرِجُوا أَنفُ َ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
سَنتَهُمْ
]9 3وتارة للصولة والضرب ،قال تعال َ :وَيبْسُطُوا إَِلْيكُمْ أَيْ ِدَيهُ ْم َوأَلْ ِ
بِالسّوء ِ [المتحنة ]2 /وتارة للبذل والعطاء نو :بَ ْل يَدَا ُه َمبْسُو َطتَان ِ
[الائدة.) ( ]6 4 /
3
رسول اللّه عن الدجال " :يقول له الدجال :أتؤمن ب ؟ فيقول :ما ازددت
فيك إل بصية " ( . )2
البصية ف الصطلح الصوف :
والبصية ف الصطلح الصوف ،قوة باطنة هى للقلب كعي الرأس ،ويقال
هى عي القلب عندما ينكشف حجابه ،فيشاهد با بواطن المور ،كما
يشاهد عي الرأس ظواهرها ،ولذا قالوا :البصية ما يلص من الية ( . )3
ووردت عندهم أيضا على معن التحقق من الشئ ،وزيادة اليقي وتوكيده
كالتحقق من الدعوة إل التابع للكتاب والسنة واتباع الوحى ،يقول النيد بن
ــــــــــــــــــــ
.1الفردات ص . 4 9
.2أخرجه مسلم ف كتاب الفت ( .4 / 2 2 5 6 )2 9 3 8
.3لطائف العلم ، 1 / 2 8 4ومعجم الكاشان ص . 6 4
ممد (ت2 9 7 :هـ) ( :الطرق كلها مسدودة ،إل على القتفي آثار النب
صلى ال عليه وسلم ،لقوله تعال :قُ ْل هَ ِذ ِه َسبِيلِي أَ ْدعُو إِلَى اللّ ِه عَلَى
1
َبصِيَةٍ َأنَا َومَنْ اّتَبعَنِي [يوسف. ) ( ) ]1 0 8 /
ويعرف السراج الطوسى (ت3 8 7 :هـ) البصية ،بأل يشهد الصوف لنفسه
ول يرى نفسه ،فيستقطعه بشواهده ،ويوقن أنه ليس إل نفسه شئ من الداية
وأنه ل يلك ضرا ول نفعا ،إل أن يتول اللّه تعال ذلك ( ) ،ويقاربه أيضا قول
2
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
القشيى (ت4 6 5 :هـ) ( :البصية اليقي الذى ل مرية فيه ،والبيان الذى ل
شك فيه ،والبصية يكون صاحبها ملحظا بالتوفيق جهدا ومكاشفا ،
بالتحقق سرا ) ( ) ،وله أيضا ( :البصية ،أن تطلع شوس الفرقان فتندرج 3
فيها أنوار نوم العقل ،لقوله تعال :قُ ْل هَ ِذ ِه َسبِيلِي أَ ْدعُو إِلَى اللّ ِه عَلَى
َبصِيَةٍ َأنَا َومَنْ اّتَبعَنِي ) .
(4
ولئن كان معن البصية فيما سبق ،قريب من الصول القرآنية ،إل أنه أخذ
عند بعض الصوفية بعن آخرى مفارق ،فيعنون با الدعو إل أحدية الذات
ــــــــــــــــــــ
53 .1انظر حلية الولياء ، 1 / 2 5 7والمر بالتباع والنهى عن البتداع للسيوطى ص
.
.2اللمع ص ،1 5 3والبصية الت يذكرها السراج الطوسى تعد من كمالت التوحيد
ونسبة الفضل ،وأفعال الي ،والطاعة الت يقوم با النسان إل ال ،وإن كان العبد
له جهد ومبادرة .
.3لطائف الشارات . 2 / 2 1 3
.4السابق . 2 / 2 1 3
الوصوفة بكل الصفات ف عي المع ،بيث يرى الوحدة ف عي الكثرة
والجمل ف عي الفصل ،وعند العبور من الباطن إل الظاهر ،وبالعكس ،أى
يرى الكثرة ف الوحدة ،والفصل ف الجمل مع وحدة الجلى والتجلى فيه
بالعي وإن وقع الختلف بالتعي ( . )1
**********************************
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
- 18البــعـد
**********************************
البعد :ضد القرب وليس لما حد مدود ،وإنا ذلك بسب اعتبار الكان
بغيه ويستعمل البعد على نوعي ( : )2
ك ُينَا َد ْونَ مِ ْن َمكَانٍ -1البعد ف الحسوس وهو الكثر ،كقوله تعال ُ :أوْلَئِ َ
ت َبْينِي َوبَْينَكَ
َبعِيد ٍ [فصلت ، ]4 4 /وقوله سبحانه َ :حتّى ِإذَا جَا َءنَا قَا َل يَاَليْ َ
س الْقَرِينُ [الزخرف ، ]3 8 /ومن دعاء النب ف السفر : ُبعْ َد الْمَشْرَِقيْنِ َفِبْئ َ
3
" اللّهم هون علينا سفرنا هذا ،واطو عنا بعده " ( ) .
ــــــــــــــــــــ
.1انظر لطائف العلم 1 / 2 8 5وقارن بتفسي القرآن الكري للكاشان ،منسوب
لبن عرب 1 / 6 2 4وانظر الكمالت اللية ف الصفات الحمدية ص 2 8 1ف
بالساء والصفات اللية ، معن البصية ف مفهوم اليلى عند وصفه الرسول
برؤيته للجنة والنار وعجائب اللكوت العلى ،وانظر واحتجاجه على بصية النب
الشفا ،للقاضى عياض تقيق سعيد عبد الفتاح . 1 / 2 8 3
.3أخرجه مسلم ف كتاب الج ( )1 3 4 2 .2الفردات ص . 5 3
. 2/ 9 7 8
-2البعد ف العنويات ،كقوله تعال :بَ ْل الّذِينَ ل ُي ْؤ ِمنُونَ بِالخِ َرةِ فِي
اْلعَذَابِ وَالضّللِ الَْبعِيد ِ [سبأ ، ]8 /أى الضلل الذى يصعب الرجوع منه إل
الدى ،تشبيها بن ضل عن مجة الطريق بعدا متناهيا ،فل يكاد يرجى له
ط ِمنْكُ ْم ِبَبعِيدٍ [هود ، ]8 9 /أى تقاربونم العود إليها ،وقوله َ :ومَا َق ْومُ لُو ٍ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ف الضلل ،فل يبعد أن يأتيكم ما آتاهم من العذاب ( ، )1ويتمل البعد الزمن
والكان ،وعن أب سعيد الدري ،قال النب " :إن فرطكم على
الوض ،من مر علي شرب ،ومن شرب ل يظمأ أبدا ،ليدن علي أقوام
أعرفهم ويعرفون ،ث يال بين وبينهم ،فأقول :إنم من ؟ ،فيقال :إنك ل
تدري ما أحدثوا بعدك ،فأقول سحقا سحقا لن غي بعدي " ،وقال عبد ال
بن عباس :
" سحقا بعدا ،يقال :سحيق بعيد ،سحقه وأسحقه أبعده " ( . )2
البعد ف الصطلح الصوف :
والبعد ف الصطلح الصوف ،يذكر على معن البعد عن اللّه ،ويضاده
القرب ،كما روى عن أب حفص النيسابورى (ت2 7 0 :هـ) ،أنه قال
:
( التصوف كله آداب ،لكل وقت أدب ،ولكل مقام أدب ،فمن لزم آداب
الوقات ،بلغ مبلغ الرجال ،ومن ضيع الداب ،فهو بعيد من حيث يظن
ــــــــــــــــــــ
.1الفردات ص . 5 3
.2أخرجه البخارى ف كتاب الرقاق ( . 1 1 / 4 7 2 )6 5 8 5
القرب ،ومردود من حيث يرجو القبول ) ( . )1
ويرى الصوفية الرياء بعدا وتريد التوحيد الخلص قربا ،ويروى أن أبا
السي النورى (ت2 9 5 :هـ) رأى بعض أصحاب أب حزة ،فقال :أنت
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
من أصحاب أب حزة الذى يشي إل القرب ؟ ،إذا لقيته فقل له ( :إن أبا
السي النورى يقرئك السلم ويقول لك :قرب القرب فيما نن فيه بعد البعد
) ( . )2
ومثل هذه العان لا أصولا القرآنية ،وربا كان اعتمادهم ف شرح العن
على الشاهد النبوى ،كقول أب القاسم القشيى (ت4 6 5 :هـ) ( :البعد
هو التدنس بخالفته تعال ،والتجاف عن طاعته ،فأول البعد بعد عن التوفيق ،
ث بعد عن التحقيق ،بل البعد عن التوفيق ف القيقة هو بعد عن التحقيق ،قال
" :وما تقرب إل التقربون بثل آداء ما فترضتهم عليهم ،ول يزال العبد
يتقرب إل بالنوافل حت يبن وأحبه ،فإذا أحببته كنت له سعا وبصرا ،فب
يبصر وب يسمع " ( ، )3والعن الشار إليه ف الديث وإن كان ف القرب ،إل
ــــــــــــــــــــ
.1طبقات الصوفية ص . 1 1 9
.2الرسالة القشيية . 1 / 2 6 0
.3السابق ، 1 / 2 5 7والديث أخرجه البخارى ف الرقاق برقم ( )6 5 0 2عن أب
هريرة ولفظه ( :وما تقرب إل عبدي بشيء ،أحب إل ما افترضت عليه ،وما يزال عبدي
يتقرب إل بالنوافل حت أحبه ،فإذا أحببته كنت سعه الذي يسمع به ،وبصره الذي يبصر به
ويده الت يبطش با ،ورجله الت يشي با ) وانظر للمقارنة روضة الطالبي لبىحامد الغزال
2 ص ، 5 9وميزان العمل للمؤلف السابق ص ، 1 6 9والواقف لبن عباد النفرى ص
.
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
أن أنه صحيح ف مصطلح البعد بفهوم الخالفة ،ويتوافق أيضا مع الصول
القرآنية .
ومن النصاف أن يذكر لبن عرب بلسان الظاهر ،قوله ( :البعد القامة
على الخالفات ،وقد يكون البعد منك ،ويتلف باخلف الحوال ،فيدل
على ما يراد به قرائن الحوال ) ( . )1
ويذكر الكاشان ف تفسيه ،معن القامة على الخالفات ،أن الخالفة من
أحكام ما به الفتراق ،والطاعة من أحكام ما به الجتماع ،والبعد افتراق
والقرب اجتماع ،وعلى ذلك يتنوع معن البعد ،فقد يكون البعد باعتبار
النعوت الذاتية ،كافتراق الشياء وتيزها بالدود الذاتية ،وهذا هو البعد
البعد ،ومن ذلك قوله تعال ِ :إنّ اللّهَ َل َغِنيّ عَ ْن اْلعَالَمِيَ [العنكبوت، ]6 /
إذ ل جامع بي ذات الغن بالذات ،وبي الذوات الفتقرة بالذات ،وقد يكون
بالنعوت العرضية ،كالكان والزمان ،والقدار واللوان ،وقد يكون البعد منك
فل يزول هذا البعد ،إل من باب دع نفسك وتعال ،فإن من ترك نفسه بعد
عنها ،وتركها إنا هو بترك أوصافها وأخلقها البعدة إياها عن مقصدها ،ول
يترك أوصافها وأخلقها إل عند اتصافها وتلقها بالخلق اللية وصفاتا ( . )2
ــــــــــــــــــــ
.1اصطلحات الصوفية لبن عرب ص ، 7ولطائف العلم ، 1 / 2 8 7وانظر ف
القرب أيضا الفتوحات الكية 4 / 2 2 ، 3 / 1 4 ، 2 / 1 7 3وانظر بلغة الواص
ص . 18
.2رشح الزلل ص . 8 9 ، 8 8
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
**********************************
-1 9البقــــــاء
**********************************
البقاء :ثبات الشئ على حاله الول ،وهو يضاد الفناء ،والباقى ضربان :
-1باق بنفسه ل إل مدة ،وهو البارى تعال ،ول يصح عليه الفناء ،فهو
الخر الذى ليس بعده شئ ،قال تعال :كُ ّل مَ ْن عََلْيهَا فَانٍ َوَيْبقَى وَجْهُ َربّكَ
( )
1
ل وَالِكْرَامِ [الرحن. ]2 7 : 2 6 /
ذُو الْجَل ِ
-2باق بغيه :وهو ما عداه ويصح عليه الفناء ،والباقى باللّه ضربان ( ) :
2
أ -باق بشخصه إل أن يشاء اللّه أن يفنيه ،كبقاء الجرام السماوية ف الدنيا
وكبقاء أهل النة أبدا ،فإنم يبقون على التأبيد بشيئة اللّه ل إل مدة كما
قال سبحانه وتعال :خَالِدِينَ فِيهَا َأبَدا [البينة. ]8 /
ب -وباق بنوعه وجنسه دون شخصه وجزئه ،كالنسان واليوان ف الدنيا
وكبقاء نعيم النة ف الخرة ،بنوعه وجنسه متجددا .
ولكون ما ف الخرة يتصف بالدوام قال عز وجل َ :ومَا ِعنْدَ اللّهِ َخيْ ٌر
َوَأْبقَى [القصص ، ]6 0 /وعن أب سعيد الدري ،قال " :قرأ رسول اللّه
س َرةِ [مري ، ]3 9 /قال :يؤتى بالوت كأنه كبش
َ :وأَنذِ ْرهُ ْم َي ْومَ الْحَ ْ
أملح ــــــــــــــــــــ
.1الفردات ص ، 5 7ولسان العرب ، 1 4 / 7 9ومعجم مقاييس اللغة مادة
( بقى ) .
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.2السابق ص . 5 7
حت يوقف على السور بي النة والنار ،فيقال :يا أهل النة ،فيشرئبون
ويقال :يا أهل النار ،فيشرئبون ،فيقال :هل تعرفون هذا ؟ فيقولون :نعم
هذا الوت ،فيضجع فيذبح ،فلول أن اللّه قضى لهل النة الياة فيها والبقاء
لاتوا فرحا ،ولول أن اللّه قضى لهل النار الياة فيها والبقاء لاتوا ترحا " ( . )1
البقاء ف الصطلح الصوف :
والبقاء ف الصطلح الصوف ،يعن دوام اتصاف العبد بالوصاف الميدة
ومانبته اللئمة لكل ما هو مذموم ف الكتاب والسنة ،وهذا العن نده عند
إبراهيم بن شيبان (ت3 3 0 :هـ) حيث روى عن أنه قال ( :علم الفناء
والبقاء يدور على إخلص الوحدانية ،وصحة العبودية ،وما كان غي هذا فهو
من الغاليط والزندقة ) ( ، )2وقال الكلباذى (ت3 8 0 :هـ) ( :الباقى هو
أن ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه الترمذى ف كتاب تفسي القرآن ( )3 1 5 6وقال :حديث حسن ،وقال
الشيخ اللبان :صحيح دون قوله :فلول أن ال قضى ، 5 / 3 1 5 ..وأخرجه
مسلم ، )2 8 4 9 ( 4 / 2 1 8 8والنسائى ف السنن الكبى ( )1 1 3 1 6
. 6/ 3 9 3
.2طبقات الصوفية ص ، 4 0 4ومن الدير بالذكر أن علم البقاء والفناء ،ل يعرف
ف مرحلة التصوف الول البسيط ،وإنا ظهر ف بداية مرحلة التصوف الول
الركب فحمله العتدلون من الصوفية على العن البسيط ،الوافق للصول القرآنية ،
كما هى عبارة إبراهيم ابن شيبان ،لكنه حل على معن بدعى معقد ظهر ف الراحل
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
التالية وانظر نشأة التصوف السلمى ،للدكتور إبراهيم بسيون ،طبعة دار العارف
بصر ص ، 2 2 8والتصوف السلمى الالص ،ممود أبو الفيض النوف ،طبعة
دار نضة مصر ص . 1 5 8
تصي الشياء كلها له شيئا واحدا ،فتكون كل حركاته ف موافقات الق دون
مالفته ،فيكون فانيا عن الخالفات ،باقيا ف الوافقات ،وليس معن أن تصي
الشياء كلها له شيئا واحدا ،أن تصي الخالفات له موافقات ،فيكون ما نى
عنه كما أمر به ،ولكن على معن أن ل يرى عليه ،إل ما أمر به وما يرضاه
اللّه تعال ،دون ما يكرهه ) ( ) ،وهذا العن تؤيده الصول القرآنية والنبوية
1
ــــــــــــــــــــ
.1انظر الرسالة القشيية لعبد الكري القشيى ، 1 / 2 2 8والملء ف اشكالت الحياء
ص ، 6 6وشرح الرسالة القشيية للنصارى . 2 / 6 0
.2انظر ف تفصيل ذلك :الب اللى عند مى الدين بن عرب ،إعداد منشاوى عبد
الرحن إساعيل ،رسالة ماجستي ،مطوط كلية دار العلوم ،جامعة القاهرة ،رقم
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
( )3 7 3سنة 1 9 8 3م ،وانظر لبن عرب ف مصطلح البقاء فصوص الكم ،
2 / 1 4ص ، 7 2وكتاب التراجم ص ، 7و الديوان ص ، 5 0وسائل السائل ص
، 4 4ومواقع النجوم ص ، 1 5والفتوحات الكية ، 2 / 1 0 7وانظر الفصل الرابع
من القسم الول مرحلة التصوف الول الركب والتصوف اللول .
**********************************
-2 0البــــــلء
**********************************
البلء :الختبار ،وسى التكليف بلء من أوجه ( ) :
1
-1أن التكاليف كلها مشاق على البدان ،فصارت من هذا الوجه بلء .
-2أنا اختبارات ،ولذا قال اللّه تعال :وََلنَبُْل َوّنكُمْ َحتّى َنعَْل َم الْمُجَاهِدِينَ
ِمنْكُ ْم وَالصّابِرِي َن َوَنبُْلوَ أَ ْخبَارَكُمْ [ممد ، ]3 1 /وقال َ :وإِ ْذ ابْتَلَى
ِإبْرَاهِيمَ َربّ ُه ِبكَلِمَاتٍ َفَأتَ ّمهُنّ [البقرة. ]1 2 4 /
-3أن اختبار اللّه تعال للعباد ،يكون تارة بالسار ليشكروا ،وتارة بالضار
ليصبوا ،فصارت الحنة والنحة جيعا بلء ،فالحنة مقتضية للصب ،
والنحة مقتضية للشكر ،والقيام بقوق الصب ،أيسر من القيام بقوق
الشكر فصارت النحة أعظم البلءين ،قال تعال َ :وَنبْلُوكُ ْم بِالشّرّ
خيْرِ ِفْتَنةً [النبياء ]3 5 /وقوله تعال :وَفِي ذَِلكُ ْم بَلءٌ مِنْ َربّكُ ْم عَظِيم
وَالْ َ
ٌ [البقرة ]4 9 /راجع إل أمرين :
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
[البقرة]4 9 / حيُو َن ِنسَا َء ُك ْم
أ -الحنة ف قوله تعال ُ :ي َذّبحُو َن َأْبنَا َء ُك ْم َوَي ْسَت ْ
.
ت مَا فِي ِه بَلٌء ُمبِيٌ [الدخان. ]3 3 /
ب -النحة الت أناهم :وَآَتْينَا ُه ْم ِم ْن اليَا ِ
ــــــــــــــــــــ
.1الفردات ف غريب القرآن ص . 6 2 ، 6 1
البلء ف الصطلح الصوف :
البلء ف الصطلح الصوف ،يرد على معن الختبار والمتحان ،كما سبق
ف الصول القرآنية :
يقول الحاسب (ت2 4 3 :هـ) ( :إن الدنيا فتنة بلوى واختبار ،وإنا ليست
بدليل على رضا اللّه عز وجل عن العباد ،أل تسمع قوله تبارك وتعال َ :فَأمّا
الِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلهُ َربّهُ َفأَكْ َرمَ ُه َوَنعّمَهُ َفَيقُولُ َربّي أَكْ َر َمنِي َوأَمّا إِذَا مَا
اْبتَلهُ َفقَدَ َر عََليْهِ رِزْقَهُ َفَيقُولُ َربّي َأهَاَننِي [الفجر ، ]1 6 : 1 5 /قال اللّه عز
وجل :كَل ،كذبما جيعا ،فليس هذا بكرامت ،ول هذا بوان ،
ولكن الكري من أكرمته بطاعت ،على أى حال كان ،فقيا كان أو غنيا ،
والهان من أهنته بعصيت على أى حال كان ،فقيا كان أو غنيا ،فاغتر
الكافرون بظاهر نعم اللّه عز وجل ،وظنوا أن ذلك من كراماتم على اللّه عز
وجل ) ( ) .
1
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
وروى عن سهل بن عبد اللّه التسترى (ت2 9 3 :هـ) ،أنه قال ( :البلوى
من اللّه على وجهي :بلوى رحة ،وبلوى عقوبة ،فبلوى الرحة يبعث
صاحبه على إظهار فقره إل اللّه وترك التدبي ،وبلوى العقوبة يبعث صاحبه
على اختياره وتدبيه ) ( ) .
2
وعلى الوتية نفسها ،يبي السراج الطوسى (ت3 8 7 :هـ) معن البلء
من ــــــــــــــــــــ
-1الرعاية ص . 3 4 6
-2طبقات الصوفية ص . 2 1 1 ، 2 1 0
مفهوم قرآن مض ،ويدلل عليه بشاهد نبوى ،فيقول ( :البلء ظهور امتحان
الق لعبده ف حقيقة حاله بالبتلء ،وهو ما ينل به من التعذيب ،وروى عن
النب أنه قال " :نن معشر النبياء أشد الناس بلء " ( . )1
وقال على بن عثمان الجويرى (ت4 6 5 :هـ) ( :البلء امتحان
أجساد الحبة بأنواع الشقات والمراض واللم ،لنه كلما كان البلء أكثر
قوة على العبد ،فإنه يكون أكثر قربا للحق ،لن البلء لباس الولياء ،ومهد
الصفياء وغذاء النبياء صلوات اللّه عليهم ،أل تر أن الرسول قال " :
أشد البلء للنبياء ،ث الولياء ،ث المثل فالمثل " وجلة القول ،فإن البلء
اسم للل الذى يظهر على قلب الؤمن وجسده ،وتكون حقيقية لنعمه ،
وبكم أن سره يكون خافيا على العبد ،فإنه يثاب عليه باحتماله آلمه ) ( . )2
ــــــــــــــــــــ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.1اللمع ص 4 2 9والديث أخرجه الترمذى ف الزهد ( )2 3 9 8عن مصعب بن
سعد عن أبيه ،قال " :قلت يا رسول اللّه أي الناس أشد بلء ؟ قال :النبياء ث المثل
فالمثل فيبتلى الرجل على حسب دينه ،فإن كان دينه صلبا اشتد بلؤه ،وإن كان ف دينه
رقة ابتلي على حسب دينه ،فما يبح البلء بالعبد ،حت يتركه يشي على الرض ما عليه
خطيئة ) وقال الترمذى :هذا حديث حسن صحيح ، 4 / 6 0 1ورواه الاكم ف
الستدرك وقال :صحيح على شرط الشيخي انظر حديث رقم ( . 1 / 9 9 ) 1 2 0
.2كشف الحجوب ص ، 6 3 3والديث الذى أورده الجويرى وإن كان معناه
صحيحا إل أنه ل أصل له بذه اللفاظ ،وتدر الشارة إل أن الجويرى ينقل ما وصل إل
سعه ما صح أو ل يصح ،وما صح ،فإنه ينقله بالعن وبغي ألفاظه ،وذلك لتساهله الشديد
،وانظر الزيد ف الفتح الربان ص ، 3 3وقوت القلوب ف النقل عن رسول ال
2 / 1 0وما بعدها .
**********************************
-2 1التــبـتــل
**********************************
التبتل :هو النقطاع عن الدنيا إل اللّه ،قال تعال َ :وتََبتّلْ إَِليْهِ َتْبتِيل
( )1
[الزمل ، ]8 /ومعناه انقطع ف العبادة وإخلص النية ،انقطاعا يتص به
رد وليس هذا منافيا ،لا ثبت عن سعد بن أب وقاص ،أن رسول اللّه
على عثمان بن مظعون التبتل ،ولو أذن له لختصينا ( ، )2فإن التبتل ف
الديث هو النقطاع عن النكاح والعزوف عنه ،ومنه قيل لري العذراء البتول
أى النقطعة عن الرجال ( .)3
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
التبتل ف الصطلح الصوف :
والتبتل ورد ف الصطلح عند أغلب الصوفية يرد على العن القرآن ،يقول
القشيى ف معن التبتل الوارد ف قوله تعال :وَاذْكُر ْ اسْمَ َربّكَ َوتََبتّلْ إَِليْهِ
َتْبتِيل [الزمل ]8 /أى انقطع إليه انقطاعا تاما ( ) ،وقال الكاشان :التبتل هو
4
ــــــــــــــــــــ
.1لسان العرب ، 1 1 / 4 2والفردات ص ، 3 6 ،3 7متار الصحاح ص . 4 0
.2أخر جه البخارى ف النكاح ( 9 / 1 9 )5 0 7 4وم سلم ف النكاح ( )1 4 0 2
.2 / 1 0 2 0
.3غريب الديث لب عبيد القاسم بن سلم الروي ،تقيق ممد عبد العيد خان ،نشر
دار الكتاب العرب ،بيوت ،سنة . 4 / 1 9 ، 1 3 9 6
.4لطائف الشارات . 3 / 6 4 3
النقطاع إل اللّه بالكلية ،والشارة إليه بقوله َ :وَتَبتّلْ إَِليْ ِه َتبْتِيل ،فقوله
وتبتل إليه دعوة إل التجريد الحض ( ) ولكنهم قسموا التبتل على ثلثة أنواع :
1
السلمة ف الباطن ،قوله تعال َ :ي ْومَ ل َيْنفَعُ مَا ٌل وَل َبنُونَ إِل مَنْ َأتَى اللّ َه
ب سَلِيم ٍ [الشعراء ]8 9 /أى متعر من الفات ،ومن السلمة ف الظاهر ، ِبقَ ْل ٍ
ث مُسَلّ َم ٌة ل ِشَيةَ فِيهَا [البقرة. ]7 1 / حرْ َ
سقِي الْ َ
قوله تعال :وَل تَ ْ
والتسليم يطلق على عدة معان :
( -1التسليم بعن الستسلم والنقياد والقبول ،كقول ال تعال :فَل
سهِمْ
حكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَْيَنهُ ْم ثُ ّم ل يَجِدُوا فِي أَنفُ ِ
ك ل ُي ْؤمِنُونَ َحتّى يُ َ
وَ َربّ َ
ت َويُسَلّمُوا تَسْلِيمًا [النساء. ]6 5 / ضيْ َ
حَرَجًا مِمّا َق َ
( -2التسليم بعن التحية وإلقاء السلم ،كقوله تعال ِ :إنّ اللّهَ
َومَلئِ َكتَهُ ــــــــــــــــــــ
.1الفردات ص ، 2 4 1 ، 2 3 9ولسان العرب ، 1 2 / 2 9 2والصباح الني
. 1/ 2 8 7
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
[الحزاب/ ُيصَلّونَ عَلَى النِّب ّي يَا َأّيهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عََليْ ِه َوسَلّمُوا تَسْلِيمًا
]5 6وعن أب سعيد الدري قال " :قلنا يا رسول اللّه ،هذا التسليم ،فكيف
نصلي عليك ؟ ،قال :قولوا اللّهم صل على ممد ،عبدك ورسولك ،كما
صليت على آل إبراهيم . )1 ( "..
( -3التسليم الذى ينهى الصلة ،فعن علي بن أب طالب ،عن النب
قال " :مفتاح الصلة الطهور ،وتريها التكبي ،وتليلها التسليم " ( ، )2
وعنه أن رسول اللّه ،كان آخر ما يقول بي التشهد والتسليم ،اللّهم اغفر
ل ما قدمت وما أخرت . )3 ( " ..
والتسليم من العبد ل على ضربي :
-1تسليم للمر اللى الكون ،ومسلك العبد فيه الرضا بالقضاء والقدر ،فإنه
واقع ل مالة ،لقوله سبحانه وتعال ِ :إذَا َقضَى َأمْرًا فَِإنّمَا َيقُول ُ لَهُ كُنْ
َفَيكُون ُ[مري ، ]3 5 /ولقوله :أََف َغيْرَ دِينِ اللّ ِه َيْبغُو َن وَلَهُ َأسْلَمَ مَنْ
ض طَ ْوعًا وَكَ ْرهًا َوإِلَيْ ِه يُرْ َجعُونَ [آل عمران. ]8 3 /
فِي السّمَاوَاتِ وَالَ ْر ِ
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف التفسي ( .8 / 3 9 2 )4 7 9 8
.2حسن أخرجه الترمذى ف كتاب الطهارة ( )3وقال اللبان :حسن صحيح
1 / 8وأبو داود ( ، 1 / 1 6 )6 1والدارقطن ف سننه ( ، 1 / 3 5 9 )1
وانظر بغية الباحث عن زوائد مسند الارث ( . 1 / 2 8 3 )1 6 9
.3أخرجه مسلم ف كتاب صلة السافرين ( . 1 / 5 3 4 )7 7 1
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
-2تسليم للمر الشرعى والتدبي النبوى ،ومنه قوله تعال :فَل وَ َربّكَ ل
سهِمْ حَرَجًا مِمّا جدُوا فِي أَنفُ ِ ج َر َبيَْنهُ ْم ثُ ّم ل يَ ِحكّمُوكَ فِيمَا شَ َ ُي ْؤ ِمنُونَ َحتّى يُ َ
ضْيتَ َويُسَلّمُوا تَسْلِيمًا [النساء ، ]6 5 /وكل الوجهي يدل عليهما قوله تعال َق َ
س ٌن وَاّتبَ َع مِّلةَ ِإبْرَاهِيمَ َحنِيفًا
سنُ دِينًا مِمّنْ َأسْلَ َم َو ْجهَهُ ِللّ ِه َو ُهوَ مُحْ ِ
َ :ومَنْ أَحْ َ
وَاتّخَذَ اللّهُ ِإبْرَاهِيمَ خَلِيل [النساء. ]1 2 5 /
ويقول عبد الرزاق الكاشان ف معن التسليم ( :التسليم الق ،هو أن تد
نفسك مسلمة إل الق ،وأنه ما سلمها إل الق إل الق ،وقد تسلم من
دعوى التسليم له ،فيما شرع من الكم ،وقضى من الحكام ،بعاينتك
تسليم الق إياك إليه ) ( ) .
2
ــــــــــــــــــــ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.1تفسي القرآن الكري منسوب لبن عرب ،1 / 2 6 9ص . 2 7 0
.2لطائف العلم ، 1 / 3 1 9وانظر أيضا الفتوحات الكية . 2 / 3 8 1
**********************************
- 2 4التفــــريد
**********************************
ُقلْ ِإنّمَا َأعِظُكُمْ التفريد :الفرد الذى ل يتلط به غيه ،قال تعال :
ِبوَاحِ َدةٍ أَ ْن َتقُومُوا ِللّ ِه َمثْنَى وَفُرَادَى ثُ ّم َتَتفَكّرُوا مَا ِبصَا ِحبِكُ ْم مِنْ ِجّنةٍ ِإ ْن ُهوَ إِل
ب شَدِيدٍ [سبأ. ]4 6 / ي عَذَا ٍ نَذِيرٌ َلكُ ْم َبيْ َن يَدَ ْ
وعن أب سعيد الدري قال " :نانا رسول اللّه ،أن نلط بسرا
بتمر ،أو زبيبا بتمر ،أو زبيبا ببسر ،وقال :من شرب النبيذ منكم ،فليشربه
زبيبا فردا ،أو ترا فردا ،أو بسرا فردا " ( ، )1ومن حديث عائشة رضي اللّه
عنها ،أن رسول اللّه أفرد الج ( ، )2وعن أنس بن مالك أن رسول اللّه
أفرد يوم أحد ،ف سبعة من النصار ،ورجلي من قريش ،فلما رهقوه قال
:من يردهم عنا وله النة ( . )3
ويقال ف اللّه فرد ،تنبيها أنه بلف الشياء كلها ف الزدواج ،النبه عليه
بقوله تعال َ :ومِنْ كُ ّل َشيْءٍ خََل ْقنَا َزوْ َجيْن ِ [الذاريات ، ]4 9 /ومستغن عما
عداه ،كما نبه عليه بقوله :فَِإنّ اللّ َه َغنِ ّي عَ ْن اْلعَالَمِي َ [آل عمران، ]9 7 /
وإذا ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب الشربة ( . 3 / 1 5 7 )1 9 8 7
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.2أخرجه مسلم ف كتاب الج ( . 2 / 8 7 5 )1 2 1 1
.3أخرجه مسلم ف كتاب الهاد والسي ( . 3 / 1 4 1 5 )1 7 8 9
قيل :هو منفرد بوحدانيته ،فمعناه هو مستغن عن كل ما سواه ،لنه مالف
1
للموجودات كلها ( ) .
والتفرد ف قوله تعال َ :ونَ ِرثُهُ مَا َيقُو ُل َوَيأْتِينَا َفرْدًا [مري ، ]8 0 /يعن
انقطاعه عن كل ما له ،فعن خباب بن الرت قال " :كنت رجل قينا ( ) ،
2
وكان ل على العاص بن وائل دين ،فأتيته أتقاضاه ،فقال ل :ل أقضيك حت
تكفر بحمد ،قال :قلت :لن أكفر به حت توت ث تبعث ،قال :وإن
لبعوث من بعد الوت ،فسوف أقضيك إذا رجعت إل مال وولد ،قال :
فنلت :
ت الّذِي َكفَ َر بِآيَاِتنَا وَقَالَ لُوَتيَنّ مَال َووَلَدًا أَطَّل َع اْلغَْيبَ َأ ْم اتّخَ َذ ِعنْدَ
أََف َرَأيْ َ
ب مَدّا َونَ ِرثُهُ مَا َيقُولُب مَا َيقُولُ َونَ ُمدّ لَ ُه مِ ْن اْلعَذَا ِ
الرّحْمَانِ عَهْدًا كَل َسنَ ْكتُ ُ
3
َوَيأْتِينَا َفرْدًا [مري. ) ( ]8 0 : 7 7 /
والتفريد ذكر ف السنة على معن كثرة الذكر ،إل حد ل يسبق فيه الذاكر
فيكون منفردا بثواب ذكره ،فمن حديث أب هريرة ،قال رسول اللّه " :
سبق الفردون قالوا :وما الفردون يا رسول اللّه ؟ قال :الذاكرون اللّه كثيا
والذاكرات " ( . )4
ــــــــــــــــــــ
.1الفردات ص . 3 7 5
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.2أى يعمل حدادا ،قال ابن منظور ( :القي الداد ،والقيون جع قي وهو الداد
والصانع ) ،انظر لسان العرب . 1 3 / 3 5 0
.3أخرجه البخارى ف كتاب تفسي القرآن ( . 7 / 2 8 4 )4 7 3 5
.4أخرجه مسلم ف كتاب الذكر ( . 4 / 2 0 6 2 )2 6 7 6
التفريد ف الصطلح الصوف :
والتفريد ف الصطلح الصوف ،يعن منلة عليا ف توحيد ال ،يظهر أثرها
على حركات الصوف وسكناته ،كما روى ف ذلك عن عمرو بن عثمان الكى
(ت2 9 1 :هـ) ( : )1
فظل وحيدا والشوق وحيد تفرد باللّه الفريد فريد
على طبقات والدنو بعيد وذاك لن الفرَدين رأيتهم
عن اللك جيعا فهو عنه ييد فمن مفرد يسمو بمة قلبه
وكل وحيد بالبلء فريد وأدمن سيا ف السمو توحدا
عن النفس وجدا فهى منه تبيد وآخر يسمو ف العلو تفردا
ويذكر الكلباذى (ت3 8 0 :هـ) أن التفريد ،أن يتفرد عن الشكال
وينفرد ف الحوال ويتوحد ف الفعال ،وهو أن تكون أفعاله ل وحده ،فل
يكون فيها رؤية نفس ،ول مراعاة خلق ،ول مطالبة عوض ،ويتفرد ف
الحوال عن الحوال ،فل يرى لنفسه حال ،بل يغيب برؤية مولا عنها ،
ويتفرد عن الشكال ،فل يأنس با ،ول يستوحش منها ( . )2
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
وللسراج الطوسى (ت3 8 7 :هـ) ف التفريد عبارة يغلب عليها الطابع
الكلمى الذوقى قال ( :التفريد هو إفراد الفرد ،برفع الدث وإفراد القدم
ــــــــــــــــــــ
.1التعرف لذهب أهل التصوف ص . 1 3 3
.2السابق ص .1 3 3
بوجود حقائق الفردانية ،الوحدون ل من الؤمني كثي ،والفردون من
الوحدين قليل ) ( . )1
ويذكر السهروردى (ت6 3 2 :هـ) :أن التفريد أن ل يرى نفسه فيما
يأتى به ،بل يرى منة اللّه عليه ،فالتجريد ينفى الغيار ،والتفريد ينفى نفسه
واستغراقه عن رؤية نعمة اللّه عليه وغيبته وكسبه ( ، )2وجيع ما ذكر من العان
السابقة له أصل قرآن ،على اعتبار أن التفريد درجة عليا ف التوحيد ،ل يبلغها
إل من تعلق قلبه باللّه ف جيع حركاته وسكناته ،وهو الوصوف بدوام الذكر
كما سبق ف حديث ( :سبق الفردون ) ،أما ما سوى ذلك من العان الرافقة
لصطلح التفرد عند الصوفية ،والت تشعر القارئ بفناء التفرد عن شهود
السوى ،وغيبوبته الطلقة ،وانقطاعه عن مطالبة العوض ف الطاعة ،وغي ذلك
فل أصل له ،وكذلك ما ذكره مى الدين بن عرب ،أن التفريد هو وقوفك
بالق معك ( ، )3ويعن شهود الق ول شئ معه ،فيشهده منفردا ،كحق بل
خلق ،على أن الكل تعيناته ،وليس ث إل هو ( . )4
ــــــــــــــــــــ
.1اللمع ف التصوف ص .4 2 5
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.2عوارف العارف لل سهروردى ص 5 2 6وقارن ب ي التفر يد ع ند ال سهروردى
صـاحب العوارف ويىـ السـهروردى القتول مـن خلل الرجوع إل كتابـه حكمـة
الشراق نشرة هنرى كوربان سنة 1 9 5 2م ص 1 6وما بعدها .
.3اصطلحات الصوفية ابن عرب ص . 8
،1 / 3 3 7 ،3 3 8وانظـر رشـح الزلل ص ، 9 7ومعجـم .4لطائف العلم
اصطلحات الصوفية للكاشان ص 3 7 5والناظر اللية ص . 1 6 2
**********************************
-2 5التفكـــــر
**********************************
التفكر :الفكرة قوة مطرقة للعلم إل العلوم ،والتفكر جولن تلك القوة
بسب نظر العقل ،وذلك للنسان دون اليوان ،ول يقال إل فيما يكن أن
يصل له صورة ف القلب ،والتفكر أثر إعمال العقل ف وزن السباب ومعرفة
العلل ،فيستدل من خللا على عظمة ربه وافتقاره إليه ،وصدق ما جاء به
). (1
النب
وقد دعا القرآن الكري إل التفكر ف كثي من اليات ،كقوله تعال :قُلْ
ِإنّمَا َأعِ ُظكُ ْم ِبوَاحِ َدةٍ َأنْ َتقُومُوا لِلّ ِه َمْثنَى وَفُرَادَى ثُ ّم َتتَ َفكّرُوا مَا ِبصَا ِحِبكُ ْم مِنْ
ي عَذَابٍ شَدِيدٍ [سبأ. ]4 6 / ِجّنةٍ ِإنْ هُوَ إِل نَذِيرٌ َلكُ ْم َبيْنَ يَدَ ْ
وقال َ :ويََت َفكّرُونَ فِي َخلْقِ السّمَاوَاتِ وَالَ ْرضِ َرّبنَا مَا خََل ْقتَ هَذَا بَاطِل
ك مَ ْن تُدْ ِخ ْل النّارَ َفقَدْ َأخْ َزْيتَهُ َومَا لِلظّالِ ِميَ
ُسبْحَانَكَ َف ِقنَا عَذَابَ النّارِ َرّبنَا ِإنّ َ
مِنْ َأْنصَارٍ [آل عمران ، ]1 9 2 : 1 9 1 /وقال تعال َ :لوْ َأنْزَْلنَا هَذَا اْلقُرْآنَ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ك ا َلمْثَا ُل َنضْ ِرُبهَا لِلنّاسِ
شَيةِ اللّ ِه َوتِلْ َ
عَلَى َجبَلٍ َل َرَأيْتَهُ خَا ِشعًا ُمتَصَ ّدعًا مِنْ خَ ْ
َلعَّلهُمْ يََت َفكّرُون َ [الشر. ]2 1 /
وف السنة عن أب هريرة ،أن رسول اللّه قال عن النافق " :ث يقال
ــــــــــــــــــــ
.1الفردات ص . 3 8 4
له :الن نبعث شاهدنا عليك ،ويتفكر ف نفسه ،من ذا الذي يشهد علي
فيختم على فيه ،ويقال لفخذه ولمه وعظامه :انطقي ،فتنطق فخذه ولمه
وعظامه بعمله ،وذلك ليعذر من نفسه ،وذلك النافق ،وذلك الذي يسخط
اللّه عليه " ( . )1
التفكر ف الصطلح الصوف :
التفكر ف الصطلح الصوف ،ما يتوصل به إل الق ،إذا كان مصحوبا
بنور التوفيق اللى ،والطاب الشرعى ،لقوله تعال َ :أوَلَ ْم َيَتفَكّرُوا مَا
ِبصَا ِحِبهِ ْم مِنْ ِجّنةٍ ِإنْ ُهوَ إِل نَذِي ٌر ُمبِيٌ [العراف ، ]1 8 4 /وقال َ :وأَنزَْلنَا
س مَا نُزّلَ إَِليْهِ ْم وََلعَّلهُمْ يََت َفكّرُون َ [النحل ، ]4 4 /ولو
إَِليْكَ الذّكْرَ ِلُتبَيّنَ لِلنّا ِ
انفرد الفكر العقلى عن مصاحبة الشرع زل وضل ( ) .
2
والتفكر الصحيح عند الصوفية ،هو غاية علم اليقي ،كما أن رعاية اليان
عي اليقي ،وحد التفكر تلمس البصية لدراك البغية وهو ثلثة أنواع ( : )3
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
الول :فكرة ف عي التوحيد وف صفات الكمال ،ونعوت العظمة واللل
وذلك بر ل ساحل له ،ول ينجى من الغرق ف هذا البحر إل العتصام
ببل اللّه تعال ،والتمسك بالعلم الظاهر .
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب الزهد ( .4 / 2 2 6 9 )2 9 6 8
.2حياة القلوب على هامش قوت القلوب ،2 / 1 0 5ص . 1 0 6
.3السابق ، 2 / 1 0 6وانظر التعريفات ص . 6 6
الثان :الفكرة ف لطائف الصنعة ،وف أسرار الكمة ،وعجائب البداع .
الثالث :الفكرة ف معان العمال والحوال فخالص الفكر يوصل إل استقامة
القلوب ،واستقامة القلوب توصل إل الصدق والخلص .
وقسم أبو على الروذبارى (ت3 2 2 :هـ) التفكر إل خسة أقسام :
-1تفكر ف آيات اللّه ،يتولد منه العرفة .
-2تفكر ف آلء اللّه تعال ونعمائه ،يتولد منه الشكر والرضا .
-3تفكر ف وعد اللّه وثوابه ،يتولد منه الرجاء والرغبة .
-4تفكر ف وعيده وعذابه ،يتولد منه الوف والرهبة .
-5تفكر ف جفاة النفس مع إحسان اللّه إليها يتولد منه الياء من اللّه تعال ( . )1
سمَاوَا ِ
ت ويذكر القشيى ف مدلول قوله تعال َ :ويََت َف ّكرُونَ فِي َخْل ِق ال ّ
وَا َل ْرضِ أن التفكر نعمة كل طالب ،وثرته الوصال بشرط العلم ،ث يقسم
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
التفكر أيضا إل ثلثة أنواع :تفكر الزاهدين ف فناء الدنيا ،وقلة وفائها لطلبا
فيزدادون بالفكرة زاهدا فيها ،تفكر العابدين ف جيل الثواب فيزدادون نشاطا
عليه ورغبة فيه ،تفكر العارفي ف اللء والنعم فيزدادون مبة للحق سبحانه ( .)2
ــــــــــــــــــــ
.1السابق . 2 / 1 0 6
.2لطائف الشارات ، 3 / 3 0 5وانظر للمقارنة ،طبقات الصوفية ص ، 1 3 5و
الفتح الربان ص ، 1 8 4وكتاب التوهم للمحاسب ص 2وما بعدها ،والرزق
اللل وحقيقة التوكل على ال ص 1 9وما بعدها .
ويبي الكاشان ،أن التفكر ف اصطلح الطائفة ،عبارة عن التماس العقل
وتفتيشه عما يصل به مطلوبه وما يبتغيه ،وهو القرب من اللّه تعال ،ث قسم
التفكر عند الصوفية إل ثلثة أقسام تعب ف حقيقتها عن التغي الدلل للمصطلح
الصوف عب مراحله الزمنية :
-1تفكر العامة :لتحصيل ما به يسهل عليهم اللص من إتيان الشهوات الت
زينت للناس حت ملكت رقهم ،فإذا أمكن العبد التحرر من رقها ،بالتحرر
من إتيانا ،حت خرج من ظلمة الشهوات إل أنوار الشاهدات ،صار من
أهل القربات ل مالة .
-2تفكر الاصة :ف تصيل ما يسهل عليهم سلوك طريق القيقة ،مثل أنم
لا رأوا أن مالم من وجود ،وحياة وعلم وقدرة ،وغي ذلك من صفات
الكمال ،إنا هى حادثة لم ث زائلة عنهم ،وأنا لم ف بعض الوقات
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
أكمل وأشد ،وف بعضها أنقص وأضعف ،علموا ل مالة أن لا مبدأ
فياضا ،هو منبع تلك الكمالت ،الت ل تصح لغيه ،فيترقى صاحب هذا
التفكر بعرفته بنفسه ،من حيث احتياجها إل مبدئ يفيض عليها وجودها
وكمالتا إل معرفته بربه ،إنه هو ذلك البدئ ،فعلموا أن المر كما ذكر
اللّه تعال ،ف قوله َ :ومَا بِكُ ْم مِ ْن ِنعْ َمةٍ فَ ِمنْ اللّهِ [النحل ، ]5 3 /فلهذا
كان هذا النوع من الفكر هو تفكر الاصة ( . )1
ــــــــــــــــــــ
.1معجم الكاشان ص 1 9 6ولطائف العلم . 1 / 3 3 6 ،3 3 7
وجيع العان السابقة ل غبار عليها ،إذ تشهد لا الصول القرآنية والنبوية إما
بنصها أو معناها ،ما عدا العن الخي ،لنه مبن على فكر أصحاب وحدة
الوجود الداعى إل أنه ل تفكر ،إذ ل غي ول موجود ليفكر ،فجميع عال
الرواح والجساد ،مظهر الق وأساؤه وأوصافه ،وعلى ذلك تنه اللّه أن
( )2
. يوجد غيه
ــــــــــــــــــــ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.1لطائف العلم . 1 / 33 6 ،33 7
**********************************
-2 6التقــــــديس
**********************************
التقديس :يطلق على معنيي :
جعَلُ فِيهَا مَ ْن ُيفْسِدُ فِيهَا َويَسْفِكُ ال ّدمَاءَ
-1التطهي ،كقوله تعال :قَالُوا َأتَ ْ
سبّ ُح بِحَ ْم ِدكَ َوُنقَدّسُ لَكَ [البقرة ، ]3 0 /أى نطهر الشياء َونَحْ ُن نُ َ
بالتوحيد ارتساما لك ،ومن حديث أب سعيد الدري ،أن النب قال
" :إنه ل قدست أمة ،ل يأخذ الضعيف فيها حقه غي متعتع " ( ، )1وعن
عائشة رضى ال عنها ،أن رسول اللّه كان يقول ف ركوعه وسجوده :
" سبوح قدوس رب اللئكة والروح " ( ، )2وكتب أبو الدرداء إل سلمان
الفارسي أن هلم إل الرض القدسة ،فكتب إليه سلمان ،إن الرض ل
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
تقدس أحدا ،وإنا يقدس النسان عمله ،وقد بلغن أنك جُعلتَ طبيبا
تداوي ،فإن كنت تبئ فنعما لك وإن كنت متطببا ،فاحذر أن تقتل
إنسانا ،فتدخل النار ) ( . )3
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه ابن ماجة ف الحكام ( )2 4 2 6وقال الشيخ اللبان :صحيح
. 2/ 8 1 0
.2أخرجه مسلم ف الصلة ( ، 1 / 3 5 3 )4 8 7أحد ( )2 4 1 0 9
. 6/ 34
.3أخرجه مالك ف الوطا ،كتاب القضية ( ، 2 / 7 6 9 )1 4 5 9وهو حديث
منقطع لن يى بن سعيد ل يسمع من أب الدرداء .
-2التقديس بعن الباركة ،قال عبد ال بن عباس ف قوله تعال ِ :إنّكَ
س ُطوًى [طه ، ]1 2 /القدس البارك ( ) ،وقوله تعال :
1
بِاْلوَادِي الْ ُمقَدّ ِ
ح اْلقُدُسِ [النحل ]1 0 2 /يعن به جبيل من حيث ،إنه ينل
قُ ْل نَزّلَهُ رُو ُ
بالقدس من اللّه ،أى با يبارك النفوس ويطهرها ،من القرآن والكمة ،
والبيت القدس هو الطهر من ناسة الشرك ( . )2
التقديس ف الصطلح الصوف :
التقديس عند الصوفية ،يرد على معن التطهي والباركة ،وتنيه الق عن كل
ما ل يليق بنابه ،وعن النقائص الكونية مطلقا ،كما ورد ف الصول القرآنية
السابقة ،وهو أخص من التسبيح ( ، )3ومنهم من يفسره بالخلص ف النية
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
جزِى (ت:بعد
وتطهيها من الشوائب كما روى عن أب عبد اللّه السّ َ
2 8 0هـ) أنه قال ( :من ل يقدس علمه ،ل يقدس فعله ،ومن ل يقدس
فعله ل يقدس بدنه ،ومن ل يقدس بدنه ل يقدس قلبه ،ومن ل يقدس قلبه ل
يقدس نيته والمور كلها مبنية على النية ) ( . )4
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب التفسي ،تفسي سورة طه .8 / 2 8 5
.2لسان العرب ، 6 / 1 6 8والفردات ف غريب القرآن ص ، 3 9 6وانظر
معجم ما استعجم لب عبيد ال بن عبد العزيز البكري الندلسي ، 1 / 2 7 0
والتوقيف على مهمات التعاريف ،لحمد عبد الرؤوف الناوي . 1 / 1 9 8
.3التعريفات للجرجان ص . 6 7
.4طبقات الصوفية ص . 2 5 4
وقال سهل بن عبد اللّه التسترى (ت2 9 3 :هـ) ( :القدوس هو الق
الذى طهر من الولد والشركاء والصاحبة ) ( ، )1ويرى القشيى (ت:
4 6 5هـ) أن التقديس هو تنيه ال عن كل آفة ونقص ،والقدوس هو النه
عن الدرك والوصول إل كنه ذاته ،فليس بيد اللق إل عرفان القائق ،بنعت
التعال والتأمل ف شهود أفعاله ،فأما الوقوف على حقيقة أنيته ،فقد جلت
الصمدية عن إشراف عليه ،أو طمع إدراك ف حال رؤيته ،أو جواز إحاطة ف
العلم به فليس إل ما قالة بلسان مستنطق ،وحالة بشهود حق مستغرق ( . )2
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
والتقديس يرد أيضا عند الصوفية ،على معن مناف للصول القرآنية والنبوية
حيث جعلوا التقديس هو نفى علو ال على خلقه ،سواء كان العلو علو فوقية
أو علو قهر أو علو شأن ،فمعن التقديس عند أصحاب الوحدة تنيه اللّه عن
علو الكان والكانة ،يقول الكاشان ( :أما تقديسه عن العلو الكان فظاهر
لستحالة تيزه تعال ،وأما تقديسه عن علو الكانة ،فالسر فيه أن الق تعال
ف كل متعي غي متعي به ،ومع كل شئ غي مشارك له ف مرتبته ،ولا
كانت الشارة السية منفية عنه ،فكذا الشارة العقلية لستحالة تقيده بكانة
مصوصة ) ( ، )3وهو يشي إل قول ابن عرب ( :ومن أسائه السن العلى
على من ؟ وما ث إل هو ،فهو العلى لذاته أو عن ماذا ؟ وما هو إل هو ؟ فعلوه
ــــــــــــــــــــ
.1تفسي سهل بن عبد ال ص . 1 4
.2لطائف الشارات . 3 / 5 8 2: 5 8 1
.3لطائف العلم . 1 / 3 4 1
لنفسه ،وهو من حيث الوجود عي الوجودات فالسمى مدثات هى العلية
لذاتا وليست إل هو ) ( . )1
ــــــــــــــــــــ
.1فصوص الكم ص ، 7 7التقديس على هذا العن باطل ل أصل له ف الكتاب والسنة
فالدلة تواترت على إثبات علو الذات ،وأن اللّه فوق العرش مستو عليه ل مستول
عليه ،استواء بكيفية حقيقية يعلها اللّه ويهلها البشر ،وليس كمثله شئ فيها ،ول
يلزم من إثباتا التمثيل والتشبيه لن النب أشار إل ربه إشارة حسية مثبتا بذلك علو
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
الفوقية ،ول شك أن النب أول بالق من غيه ف ذلك ،ول حجة ف قول القائل
إن إثبات العلو يدل على التحيز ،لن الكان الحسوس أحكامه تتلف عن الكان
الغيب ،والكان الثبت ف الدله هو الذى ل يضع للمقاييس الرئية بالسابات
العروفة ،كما أن اللّه له علو الكانة ،وهو علو الشأن ،فليس كمثله شئ ف ذاته أو
ق عِبَادِه ِ [النعام]6 1 / صفاته أو أفعاله ،وله علو القهر ،لقوله َ :و ُهوَ اْلقَا ِهرُ َفوْ َ
وقال المام مالك لا سئل عن قوله تعال :الرّ ْحمَ ُن عَلَى اْل َعرْشِ اسَْتوَى [طه]5 /
كيف استوى ؟! فقال :الكيف غي معقول ،والستواء منه غي مهول واليان به
واجب والسؤال عنه بدعة فإن أخاف أن تكون ضال وأمر به فأخرج ،انظر العلو
للذهب ص ، 1 4 1ص 1 4 2وحلية الولياء لب نعيم ، 3 2 6 ، 3 2 5 / 6وانظر
الدارمى ف الرد على الهمية ص ، 5 5والللكائى ف شرح أصول اعتقاد أهل السنة
ص 6 6 4وأبو عثمان الصابون ف عقيدة السلف ص ، 2 6 ،2 4والبيهقى ف
الساء والصفات ص 4 0 8وسئل المام أبو حنيفة عمن قال :ل أعرف رب ف
السماء أم ف الرض ؟ قال :قد كفر لن ال تعال يقول :الرّحْمَ ُن عَلَى اْل َع ْرشِ
اسَْتوَى وعرشه فوق سبع ساوات ،قيل له :فإن قال :هو على العرش استوى
ولكن ل أدرى العرش ف الرض أم ف السماء ؟ قال :إذا أنكر أنه ف السماء ،فقد
كفر =
**********************************
-2 7التقـــــوى
**********************************
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
التقوى :جعل النفس ف وقاية ما ياف ،ويقال اتقى فلن بكذا إذا جعله
وقاية لنفسه ،وف حديث عدى بن حات ،قال " :اتقوا النار ولو بشقة
ــــــــــــــــــــ
= انظر الفتوى الموية ص ، 2 8وقال المام الشافعىرحه ال ( :القول ف السنة الت
أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيها :إقرار بشهادة أل إله
إل ال وأن ممدا رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنه ،تعال على عرشه ف سائه
يقرب من خلقه كيف شاء وينل إل السماء الدنيا كيف شاء ) انظر متصرالعلو
للعلى الغفار ص ، 1 7 6وقيل للمام أحد بن حنبل رحه ال ( :ال فوق السماء
السابعة على العرش بائن من خلقه وقدرته وعلمه بكل مكان ؟ قال :نعم وهو على
عرشه ليلو شئ من علمه ) انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والماعة لب
القاسم اللللكائى ، 1 / 1 5 6وقال المام على بن الدين :قول أهل السنة والماعة
أن ال فوق السموات على العرش استوى ،وسئل عن قوله تعال :مَا يَكُو ُن مِنْ
جوَى ثَلَثةٍ إِل ُهوَ رَاِب ُعهُم ْ [الجادلة ]7 /فقال :اقرأ ما قبلها أَلَ ْم َترَى أَنّ الّلهَ نَ ْ
ض ،انظر السابق ، 1 / 1 6 5وانظر الفتوى َيعْلَ ُم مَا فِي السّمَاوَاتِ َومَا فِي ا َل ْر ِ
الموية ص ، 2 9قال أبو زرعة الرازى " :إن ال عز وجل على عرشه بائن من
خلقه كما وصف نفسه ف كتابه وعلى لسان رسول ال صلى ال عليه وسلم بل
كيف أحاط بكل شئ علما " انظر شرح أصول العتقاد وأهل السنة والماعة
، 1 / 1 7 7وقال أبو نعيم الصبهان :طريقتنا طريقة التبعي للكتاب والسنة وإجاع
المة فما اعتقدوه =
ترة فمن ل يد شقة ترة فبكلمة طيبة " ( . )1
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
وصارت التقوى ف تعارف الشرع ،حفظ النفس عما يؤث ،وذلك بترك
الحظور ،والتقى هو الذى يعل طاعته ل ،وامتثاله لوامره ،وقاية له من
عذابه ،ويتم ذلك بترك بعض الباحات الشتبهات حت ل يقع ف الرام ،لا
روى عن النعمان بن بشي أن رسول اللّه قال " :اللل بي والرام
بي ،وبينهما مشبهات ل يعلمها كثي من الناس ،فمن اتقى الشبهات ،استبأ
لدينه وعرضه ،ومن وقع ف الشبهات ،كراع يرعى حول المى ،يوشك أن
يواقعه ،أل وإن لكل ملك حى ،أل إن حى اللّه ف أرضه مارمه " ( ، )2وقال
ابن عمر " :ل يبلغ العبد حقيقة التقوى حت يدع ما حاك ف الصدر " ( . )3
ــــــــــــــــــــ
= أن الحاديث الت ثبتت عن النب صلى ال عليه وسلم ف العرش واستواء ال يقولون
با ويثبتونا من غيتثيل ولتشبيه ولتكييف وأن ال بائن من خلقه واللق بائنون منه
وليل فيهم وليتزج بم ،وهو مستو على عرشه ف سائه دون أرضه وخلقه ،وقال
أيضا :وأجعوا أن ال فوق ساواته عال على عرشه ،مستو عليه ل مستول عليه كما
تقول الهمية أنه بكل مكان خلفا لا نزل ف كتابه ،انظر الفتوى الموية ص . 3 5
.1الفردات ص ، 5 3 1 ،5 3 0ولسان العرب ، 1 5 / 4 0 3والديث أخرجه
البخارى ف كتاب الناقب ( . 6 / 7 0 6 )3 5 9 5
.2أخرجه البخارى ف اليان ( ، 1 / 1 5 3 )5 2ومسلم ف اليان ( )1 5 9 9
.3 / 1 2 1 9
بن السلم على خس ،وهو .3أخرجه البخارى ف كتاب اليان ،باب قول النب
قول وفعل ويزيد وينقص . 1 / 1 1
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
وعن رفاعة بن رافع ،أنه خرج مع النب إل الصلى ،فرأى الناس
يتبايعون ،فقال :يا معشر التجار ،فاستجابوا لرسول اللّه ،ورفعوا
أعناقهم وأبصارهم إليه ،فقال :إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا ،إل من
اتقى اللّه وبر وصدق ( . )1
والتقوى منازل ودرجات ،لقوله تعال َ :وسِيقَ الّذِي َن اّت َقوْا َرّبهُمْ إِلَى
جّنةِ ُزمَ ًر ا [الزمر ، ]7 3 /فهناك التقوى النبعثة عن السلم ،والتقوى النبعثة الْ َ
عن اليان ،والتقوى الناتة عن الحسان ،قال تعال ف بيان هذا التنوع :
َلْيسَ عَلَى الّذِينَ آ َمنُوا َوعَمِلُوا الصّالِحَاتِ ُجنَاحٌ فِيمَا َطعِمُوا إِذَا مَا اتّ َقوْا
حبّ
سنُوا وَاللّ ُه يُ ِ وَآ َمنُوا َوعَمِلُوا الصّالِحَاتِ ثُمّ اّت َقوْا وَآ َمنُوا ثُ ّم اّت َقوْا َوأَحْ َ
سنِي [الائدة ، ]9 3 /وقال تعال :وَالّذِينَ ا ْهتَ َدوْا زَا َدهُمْ هُدًى الْ ُمحْ ِ
وَآتَاهُ ْم َتقْواهُمْ [ممد ، ]1 7 /وعن تيم بن طرفة قال " :جاء سائل إل عدي
بن حات فسأله نفقة ف ثن خادم ،أو ف بعض ثن خادم ،فقال :ليس عندي
ما أعطيك إل درعي ومغفري ،فأكتب إل أهلي أن يعطوكها ،قال :فلم
يرض فغضب عدي ،فقال :أما واللّه ل أعطيك شيئا ،ث إن الرجل رضي ،
فقال :أما واللّه لول أن سعت رسول اللّه يقول " :من حلف على يي ،
ت التّ ْقوَى مَا َحّنْثتُ يَمِينِي " ( . )2
ثُمّ َرأَى َأْتقَى ِللّ ِه ِمنْهَا َ ،ف ْليَأْ ِ
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه الترمذى ف كتاب البيوع ( )1 2 1 0وقال :هذا حديث حسن ،وقال
الشيخ اللبان :ضعيف 3 / 5 1 5وسنن البيهقى الكبى ( )1 0 1 9 4
. 5/ 2 6 6
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.2أخرجه مسلم ف كتاب اليان ( . 3 / 1 2 7 2 )1 6 5 1
التقوى ف الصطلح الصوف :
التقوى عند أوائل الصوفية ،من أعلى القامات وأجلها ،لنا توقى من
الكروهات والرهوبات ،الائلة بي الرء وبي الحبوبات والطلوبات ،فيتقى
الكفر باليان ،والشرك بالتوحيد ،والرياء بالخلص ،والكذب بالصدق
والغش بالنصيحة ،والعصية بالطاعة ،والبتداع بالتباع ،والشبهة بالورع
والدنيا بالزهد ،والغفلة بالذكر ،والشيطان بالستعواذ ،والنار باجتناب
العمال الرديئة إليها ،والشرور كلها باليات النقذة منها ،فالتقوى شاملة
لميع القامات ،ومتويه على سائر معاملت القربي والبرار ،والتقى عند
أوائل الصوفية له أربع علمات يعرف با ( : )1
-1كثرة الوف من الذنوب الاضية الت ذهبت لذتا وبقيت عقوبتها .
-2أن يكون كثي الذر والوف لا يقع فيه من الذنوب فيما يستقبل من عمره .
-3أن يفزع وياف من سوء الاتة ،فإنا الطامة الكبى ،والداهية العظمى وما
جاهد الرجال أنفسهم إل لجلها .
-4كثرة الحاسبة لنفسه ل يفتر عن حسابا طرفة عي ،لا روى أن النب قال :
" حاسبوا أنفسكم قبل أن تاسبوا ،وزنوها قبل أن توزنوا " ( . )2
ــــــــــــــــــــ
.1حياة القلوب على هامش قوت القلوب . 2 / 2 5 0
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.2أخرجه الترمذى ف صفة القيامة ( )2 4 5 9وقال الشيخ اللبان :ضعيف
4 / 6 3 8وهو أثر عن عمر بن الطاب وليس حديثا ولفظه كما ورد عند الترمذى :
" حاسبوا =
وتتنوع عبارات الصوفية الختلفة ف حد التقوى ،وتدور حول العن القرآن
والنبوى ،كما روى عن سهل التسترى (ت2 9 3 :هـ) قال ( :
التقوى مشاهدة الحوال على قدم النفراد ،قال تعال :لَنْ يَنَالَ اللّهَ ُلحُو ُمهَا
وَل ِدمَا ُؤهَا وََلكِنْ يَنَالُ ُه التّ ْقوَى ِمنْكُمْ [الج ، ]3 7 /أى التبى ،وهو
الخلص فالتقوى ،ترك ما دون اللّه ) ( . )1
وعن أب العباس الطوسى البغدادى (ت2 9 9 :هـ) ( :التقوى أل تد
عينيك إل زهرة الدنيا ول تتفكر بقلبك فيها ) ( ، )2وينسب إل أحد بن عطاء
الدمى (ت3 1 1 :هـ) ( :للتقوى ظاهر وباطن ،فظاهرها مافظة
الدود ،وباطنها النية والخلص ) ( . )3
ــــــــــــــــــــ
= أنفسكم قبل أن تاسبوا ،وتزينوا للعرض الكب ،وإنا يف الساب يوم القيامة على
من حاسب نفسه ف الدنيا " ،وروى أيضا عن ميمون بن مهران قال ( :ل يكون
العبد تقيا ،حت ياسب نفسه كما ياسب شريكه ،من أين مطعمه وملبسه ) ،وقد
قال " :الكيس عن النب أورد الترمذى ف هذا العن حديثا عن شداد بن أوس
من دان نفسه وعمل لا بعد الوت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتن على اللّه " وقال
هذا حديث حسن انظر حديث رقم ( . 4 / 7 3 8 )2 4 5 9
.1التعرف ص 1 1 7مكتبة الكتاب الزهرية .
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.2طبقات الصوفية ص ، 2 4 1وانظر أيضا ف هذا العن سية الشيخ الكبي عبد ال
بن خفيف الشيزى ص . 3 2 5
.3الرسالة القشيية ، 1 / 3 0 8وحلية الولياء 1 / 0ص . 3 8 6
وروى أيضا عن أب السن الوراق النيسابورى (ت3 2 0 :هـ) أنه قال
( :أجل شئ يفتح اللّه تعال به على عبده التقوى ،فإن منها تتشعب جيع
اليات ،وأسباب القرب والتقرب ،وأصل التقوى الخلص ،وحقيقتها
التخلى عن كل شئ ،إل من إليه تقواك ) ( ، )1وكلمهم يعد من قببيل تفسي
الشواهد القرآنية إما بالستنباط كقول أب القاسم النصرباذى (ت3 6 7 :هـ)
( :من لزم التقوى اشتاق إل مفارقة الدنيا ،لن اللّه سبحانه يقول :
حيَاةُ ال ّدْنيَا إِل َل ِعبٌ وََل ْه ٌو وَلَلدّارُ الخِ َرةُ َخيْرٌ لِلّذِينَ يَّتقُونَ أَفَل
َومَا الْ َ
َت ْعقِلُون َ [النعام. ) ( ) ]3 2 /
2
أو توضيح العن ،كقول السراج الطوسى (ت3 8 7 :هـ) ( :معن قوله
تعال :يَاَأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا اّتقُوا اللّهَ حَ ّق ُتقَاتِهِ [آل عمران ، ]1 0 2 /راجع إل
قوله :فَاّتقُوا اللّ َه مَا ا ْستَ َطعْتُمْ [التغابن ، ) ( ) ]1 6 /ويقول أبو القاسم
3
القشيى (ت4 6 5 :هـ) ( :أصل التقوى ،اتقاء الشرك ،ث بعده اتقاء
العاصى والسيئات ،ث بعده إتقاء الشبهات ،ث يدع بعده الفضلت ) ( . )4
ــــــــــــــــــــ
.1طبقات الصوفية لب عبد الرحن السلمى ص ، 3 0 0وانظر الفتح الربان والفيض
الرحان لعبد القادر اليلن ص . 1 3 4
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.2الرسالة القشيية . 1 / 3 0 7
.3اللمع ص . 1 2 2
.4الرسالة القشيية . 1 / 3 0 6
وإذا كانت العان الصوفية السابقة للتقوى تتفق مع الصول القرآنية والنبوية
أو تعب عنها ،فإن الكاشان يذكر لا تفصيلت أخرى بعضها يتوافق مع ما
سبق والبعض الخر فيه نظر ،لكنها معبة عن التغي الدلل لصطلح التقوى
عب مراحل التصوف الختلفة ،فيقول :التقوى الحافظة على الدود ،وهى
على أنواع ( : )1
-1تقوى العوام :وهى طاعة العبد لربه فيما أمر ونى .
-2تقوى الواص :وهى موافقة العبد لربه فيما قدر وقضى .
-3تقوى خاصة الاصة :أن تعرف ما لك وما له ،فل تصف ما بك
من نعمة إليه ،وإن وجدت غي ذلك فل تلومن إل نفسك .
-4التقوى من التقوى :هو أن تنخلع من إضافة التقوى إليك ،لشاهدتك
قيومية الق تعال للشياء .
-5تقوى النتهي :هو طهارة قلوبم عن أن يلم با شئ غي الق ،وهذا
القلب هو البيت الحرم .
-6تقوى الحققي :هو التقوى منه به ،أى تقواك من مقتضيات اسم النتقم
والضار ،باللتجاء إل اسه النافع والغفار ،قال النب " :اللّهم إن أعوذ
بك منك " ( . )2
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ــــــــــــــــــــ
.1لطائف العلم . 1 / 3 4 1 : 3 3 9
.2جزء من حديث أخرجه مسلم ف كتاب الصلة ( 1 / 3 5 2 )4 8 6عن
عائشة =
-7تقوى القيقة :هو أن يتقى اللّه من أن يضيف إليه مال ينبغى لقدسه من
الدث وتوابعه أو أن يضيف إل خلقه مال ينبغى إل له ،ما استأثر به
لنفسه وهذا إيثار التقي ( . )1
**********************************
-2 8التواضـــــع
**********************************
التواضع :التواضع التذلل ،ول يرد لفظه ف القرآن ،وإن ورد بالعن ف
قوله تعال :وَا ْخ ِفضْ َجنَاحَكَ لِ ْل ُم ْؤمِنِي َ [الجر ، ]8 8 /وقوله َ :و ِعبَادُ
ض َهوْنًا َوإِذَا خَا َطَبهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلمًا
الرّحْمَ ِن الّذِي َن يَمْشُونَ عَلَى الَ ْر ِ
[الفرقان ، ]6 3 /أى بالتواضع ،وقال ابن منظور :تواضع الرجل ذل
وتواضعت الرض انفضت عما يليها ( . )2
وقد ورد التواضع بلفظه ف السنة ف غي حديث مع بقائه على معناه اللغوى
ــــــــــــــــــــ
ليلة من الفراش ،فالتمسته فوقعت = رضى اللّه عنها أنا قالت :فقدت رسول اللّه
يدي على بطن قدميه ،وهو ف السجد وها منصوبتان ،وهو يقول :اللّهم أعوذ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
برضاك من سخطك وبعافاتك من عقوبتك ،وأعوذ بك منك ل أحصي ثناء عليك
أنت كما أثنيت على نفسك .
.1انظر مصطلح اليثار ،إيثار التقي .
.2لسان العرب ،8 / 3 9 7والفردات ص ، 5 3 0ص . 5 3 1
فمن ذلك ما رواه أبو هريرة ،عن رسول اللّه قال " :ما نقصت
صدقة من مال ،وما زاد اللّه عبدا بعفو إل عزا ،وما تواضع أحد ل إل رفعه
اللّه " ( ، )1وعن عياض بن حار ،قال :قام فينا رسول اللّه ذات يوم
خطيبا ،فقال .. " :وإن اللّه أوحى إل أن تواضعوا ،حت ل يفخر أحد على
أحد ،ول يبغ أحد على أحد " ( ، )2وف ترك الزينة والتباهى با ،روى معاذ
بن أنس الهن ،أن رسول اللّه قال " :من ترك اللباس تواضعا ل
وهو يقدر عليه ،دعاه اللّه يوم القيامة على رؤوس اللئق ،حت ييه من أي
حلل اليان شاء يلبسها " ( ، )3وجاء رجل إل ابن عباس فقال " :إن
مولك إذا سجد وضع جبهته ،وذراعيه وصدره بالرض فقال له ابن عباس :
ما يملك على ما تصنع ؟ قال :التواضع ،قال :هكذا ربضة الكلب ،رأيت
النب إذا سجد رئي بياض إبطيه " ( . )4
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب الب والصلة ( .4 / 2 0 1 )2 5 8 8
.2أخرجه مسلم ف كتاب النة ونعيمها ( .4 / 2 1 9 8 )2 8 6 5
.3أخرجه الترمذى ف كتاب صفة النة ( )2 4 8 1وقال :هذا حديث حسن ،
وقال الشيخ اللبان :حسن ، 4 / 6 5 0ومعن قوله :من ترك اللباس ،أى فاخر
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
الثياب الت يتباهى با بي الناس والت تقلل من تواضعه ل ،ومعن قوله :حلل اليان
يعن ما يعطى أهل اليان من حلل النة .
.4أخرجه أبو داود ف كتاب الصلة ( )8 9 9وصححه اللبان ، 1 / 2 3 7
وأخرجه أحد ف السند ( )2 9 2 8واللفظ له .
التواضع ف الصطلح الصوف :
التواضع ف الصطلح الصوف ،ورد على العن اللغوى السابق ،متوافقا مع
الصول القرآنية والنبوية ،وجل عباراتم ،يدور حول الضوع ،والنقياد
ونفى الكب ،وخشوع القلب ،وأثر ذلك ف الياة ،روى عن الفضيل بن
عياض (ت1 8 7 :هـ) لا سأل عن التواضع ( :أن تضع للحق وتنقاد له
وتقبل الق من كل من تسمعه منه ) ( ، )1وقريب منه ما روى عن أحد بن
عاصم النطاكى (ت:بعد 2 5 0هـ) ( :أنفع التواضع ما نفى عنك
الكب ،وأمات عنك الغضب ) ( . )2
وينسب لروي بن أحد البغدادى (ت3 0 3 :هـ) أنه قال ( :التواضع تذلل
القلوب لعلم الغيوب ) ( ، )3وربا جعل بعضهم التواضع أساس الي كله
فيوى عن يوسف بن حسي الرازى (ت3 0 4 :هـ) قال ( :الي كله ف
بيت ومفتاحه التواضع ) ( ، )4وتكلم عنه أبو طالب الكى (ت3 8 6 :هـ)
من جهة ظهور أثر التواضع على العبد ،فقال ( :اعلم أن التواضع يظهر بعان
خسة بالقول والفعل والزى والساس والنل ،يكون ف الؤمن بعضها ،فمن
كملت فيه فهو متواضع ) ( ، )5والقشيى (ت4 6 5 :هـ) يعل كلمه عن
التواضع ــــــــــــــــــــ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.1طبقات الصوفية ص . 1 2
.2السابق ص . 1 3 8
.3التعرف ص . 1 1 5
.4طبقات الصوفية ص . 1 8 9
.5قوت القلوب . 2 / 1 3 8
شرحا لشاهد نبوى ،أو توضيح للقدوة من فعل النب ،فالتواضع عنده هو
الستسلم للحق ،وترك العتراض على الكم ،ويعلل ذلك با روى عن ابن
مسعود ،عن النب قال " :ل يدخل النة من كان ف قلبه ،مثقال ذرة
من كب " ( )1وحديث أنس ،قال " :كان رسول اللّه ،يعود الريض
ويشيع النائز ،ويركب المار ،وييب دعوة العبد " ( ، )2وربا قسم بعضهم
التواضع على درجات متعدة عند الصوفية منها ( : )3
الدرجة الول :التواضع للدين وهو أل يعارض معقوله منقول .
الدرجة الثانية :أن ترضى نفسك بأخوة الؤمن ،الذى رضيه اللّه تعال لنفسه
عبدا ،وأن ل ترد على عدل حقا ،وتقبل من العتذر معاذيره .
ــــــــــــــــــــ
.1جزء من حديث عبد اللّه بن مسعود ،أخرجه مسلم ف كتاب اليان ( )9 1
قال " :ل يدخل النة من كان ف قلبه مثقال ذرة من 1 / 9 3ولفظه عن النب
كب قال :رجل إن الرجل يب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة ،قال :إن اللّه
جيل يب المال الكب بطر الق وغمط الناس " .
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.2الرسالة ، 1 / 3 8 0 ،3 8 1والديث أخرجه الترمذى عن أنس بن مالك ف
كتاب النائز ( ، )1 0 1 7وقال اللبان :ضعيف ، 3 / 3 3 7ولفظه ( :كان
يعود الريض ويشهد النازة ويركب المار وييب دعوة العبد ،وكان رسول اللّه
يوم بن قريظة على حار مطوم ببل من ليف عليه إكاف من ليف ) وقال الترمذى :
هذا حديث ل نعرفه إل من حديث مسلم العور عن أنس وهو ضعيف .
.3حياة القلوب على هامش قوت القلوب ،2 / 2 2 7ص .2 2 8
الدرجة الثالثة :أن تتواضع للحق ،فتنل عن رأيك وعوائدك ف الدمة .
وللكاشان تقسيم آخر للتواضع ،يعب به عن الفهوم الصوف على اختلف
مسالكه ،وإن كان قريبا ف هذه الرة من الصول القرآنية والنبوية :
-1التواضع للمريد :وهو أل يعارض بعقول منقول ،أى ل تعارض بي
النقول من الكتاب والسنة بالعقول لك ،بيث تطلب صحة بالستدلل
على ذلك ببحثك ونظرك ،بل تكون مطيعا للمر تقليدا ،والب إيانا من
غي طلب تعقل أمر وراء الفهوم ما أخبت به ،أو وراء العرفة لكيفية
التعبد با أمرت به وهذا العن نفيس يؤدى إل نفى البدعة واتباع السنة .
-2التواضع للرادة :هو أن يترك العبد جيع الرادات والطالب ،بيث ل
يريد من الق إل ما أراده ،فينل عن مراد نفسه ،ويترك الق يتصرف
فيها على مراده تعال ،وهذا العن يتوافق مع الصول القرآنية إذا كان
يقصد به الرضا بالقدر ،أما ما يأتى من العان ،فتتمشى مع النهج العام
للمتحققي ف اليان ،وإن كانت التقسيمات الت ذكرها للتواضع وتسمية
كل نوع باسم مستقل يفتقر إل القناع .
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
-3التواضع للحقيقة :هو أن تنل عن رسك الذى هو نفسك لتنفية القيقة
وهذا النول ،وإن كان غي مكتسب ،لن الفناء إنا يكون وقت
اضمحلل ظلمة الرسوم ف نور التجلى ،لكن مداومة العبد على رياضة
نفسه ،بلزمة الذكر ،ومنع العادة وتمله لشاق الجاهدة ،هو الذى
يعده لن يصي من أهل القامات .
-4التواضع مع اللق :هو بأن ينتفى عنك الضوع لحد من اللق عند
حاجتك إليه ،كما ينتفى عنك الفاء وقت الغن عنه ،وذلك لن
الضوع عند الاجة ليس من باب التواضع ،إنا هو من باب الصنعة
والسكنة والديعة ،فالتواضع بالقيقة من كان قصده ف قربه من الناس
الرحة بم واللي لم ،وف بعده عنهم الزهد فيما ف أيديهم والنهة عما ل
يل له منهم عند الخالطة لم ،فمثل هذا ل يكون قربه من قرب منه مكرا
وخديعة ،ول بعده عمن تباعد عنه تكبا وعظمة ،وهذا هو التحقق
بالتواضع مع اللق لجل تعظيمه للحق ،وذلك أكمل أوصاف العبد عند
ملبسته للخلق ( . )1
**********************************
-2 9التوبـــــة
**********************************
التوبة :التوبة ترك الذنب على أجل الوجوه ،وهو أبلغ وجوه العتذار فإن
العتذار على ثلثة أوجه :إما أن يقول العتذر :ل أفعل ،أو يقول :فعلت
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
لجل كذا ،أو يقول :فعلت وأسأت وقد أقلعت ،ول رابع لذلك ،وهذا
الخي هو التوبة ( ) . 2
ــــــــــــــــــــ
.1لطائف العلم . 3 6 4 ، 1 / 3 6 3
.2الفردات ص . 7 6
والتوبة ف الشرع :ترك الذنب لقبحه ،والندم على ما فرط منه ،والعزم
على ترك العاودة ،وتدارك ما أمكنه أن يتدارك من العمال بالعادة ،فمت
اجتمعت هذه الربع ،فقد كمل شرائط التوبة ،قال تعال :يَا َأيّهَا الّذِينَ
آ َمنُوا تُوبُوا إِلَى اللّ ِه َت ْوَبةً َنصُوحًا [التحري ، ]8 /وقال سبحانه ِ :إ ْن تَتُوبَا إِلَى
( ) .
ص َغتْ قُلُوُبكُمَا [التحري]4 /
1
اللّهِ َفقَدْ َ
والتائب يقال لباذل التوبة ولقابل التوبة ،فالعبد تائب إل اللّه ،واللّه تائب
على عبده ،والتواب العبد الكثي التوبة ،وذلك بتركه كل وقت بعض الذنوب
على الترتيب حت يصي تاركا لميعه ،وقد يقال ل ذلك ،لكثرة قبوله توبة
ك َومِنْ ذُ ّرّيِتنَا
العباد حال بعد حال ،قال ال تعال َ :رّبنَا وَا ْجعَ ْلنَا مُسِْل َميْنِ لَ َ
ت الّتوّابُ الرّحِيم ُ [البقرة/ ب عََلْينَا ِإنّكَ َأنْ َ
ك َوأَ ِرنَا َمنَاسِ َكنَا َوتُ ْ
ُأ ّم ًة مُسْلِ َمةً لَ َ
]1 2 8وقال ِ :إنّهُ ُه َو الّتوّابُ الرّحِيم ُ [البقرة ، ]3 7 /وعن أنس قال :قال
رسول اللّه " :اللّه أفرح بتوبة عبده ،من أحدكم سقط على بعيه ،وقد
أضله ف أرض فلة " ( . )2
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
[الفرقان]7 1 / ب َوعَمِلَ صَاِلحًا فَِإنّ ُه َيتُوبُ إِلَى اللّ ِه َمتَابًا
وقوله َ :ومَ ْن تَا َ
أى التوبة التامة ،وهو المع بي ترك القبيح ،وترى الميل ( ، )3وجيع
اليات القرآنية والحاديث النبوية الت وردت ف التوبة على هذا العن .
ــــــــــــــــــــ
.1السابق ص ، 7 6وكتاب العي لب عبد الرحن الليل بن أحد الفراهيدي
. 8/ 1 3 8
.2أخرجه البخارى ف كتاب الدعوات ( . 1 1 / 1 0 5 )6 3 0 9
.3لسان العرب ، 1 / 2 3 3وانظر السابق ص . 7 6
التوبة ف الصطلح الصوف :
التوبة ف الصطلح الصوف وردت ف أغلب ألفاظهم على العن القرآن
البسيط ،مؤيدة ف الغالب بالشواهد القرآنية والنبوية ،كما روى عن عمرو بن
عثمان الكى (ت2 9 1 :هـ) قال ( :التوبة فرض على جيع الذنبي
والعاصي صغر الذنب أو كب ،وليس لحد عذر ف ترك التوبة بعد ارتكاب
العصية لن العاصى كلها ،قد توعد اللّه عليها أهلها ،ول يسقط عنهم الوعيد
إل بالتوبة وهذا ما يبي أن التوبة فرض ) ( ، )1وربا كان لبعضهم فيها جتهاد
ل يلو من اليابية ،كاختلفهم ف نسيان الذنب مع التوبة ،او عدمه فيوى
عن سهل بن عبد اللّه التسترى (ت2 9 3 :هـ) أنه قال ( :التوبة إل تنسى
(
ذنبك ) ،وعن النيد بن ممد (ت2 9 7 :هـ) ( :التوبة نسيان الذنب )
، )2وبيان ذلك عندهم ،كما ذكر الطوسى ،أن التوبة الت ذكرها سهل ،
توبة البتدئي والت ــــــــــــــــــــ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.1طبقات الصوفية ص 2 0 2وانظر ف التوبة عند الصوفية أيضا تنبيه الغافلي
للسمرقندى ص ، 3 5والرعاية لقوق ال للمحاسب ص 6 8وما بعدها ،
وللغزال روضة الطالبي ص ، 1 6 8ومنهاج العابدين ص ، 1 0وإحياء علوم
الدين 4 / 2وما بعدها ،وعوارف العارف للسهروردى ص ، 4 8 7وكتاب
1967 كشف الغايات لبن عرب ص 4 8 4نشر بجلة الشروق بيوت سنة
م ،وانظر النهج الصوف ف الخلق ،رسالة دكتوراه ممد يوسف ابن الاج ممد
مطوط بكتبة كلية دار العلوم رقم 3 7 5سنة 1 9 7 4م ص 1 2 0وما بعدها
.
.2اللمع ف التصوف ص . 6 8
ذكرها النيد توبة التحققي ،لنه يرج حلوة ذلك الفعل من قلبه خروجا ل
يبقى له ف سره أثر ،حت يكون بنلة من ل يعرف ذلك قط ( . )1
والتوبة يعلها أبو يعقوب السوسى (ت3 0 4 :هـ) بداية طريق الصادقي
إل ال ،فيوى عنه أنه قال ( :التوبة أول مقام من مقامات النقطعي إل اللّه
ومعناها الرجوع من كل شئ ذمة العلم إل ما مدحه العلم ) ( ، )2ويذكر الكى
(ت3 8 6 :هـ) أن فرض التوبة الذى ل بد للتائب منه ،ول يكون مقا
صادقا إل به ،القرار بالذنب ،والعتراف بالظلم ،ومقت النفس على
الوى ،وحل الصرار الذى كان عقده على أعمال السيئات ،وإطابة الغذاء
بغاية ما يقدر عليه ،لن الطعمة أساس الصالي ،ث الندم على ما فات من
النايات ،يقول أبو طالب الكى ( : )3
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
( وجلة ما على العبد من التوبة ،وما تعلق با عشر خصال :فرض عليه أل
يعصى اللّه تعال ،وأن ابتلى بعصية ل يصر عليها ،والتوبة إل اللّه تعال منها
والندم على ما فرط منه ،وعقد الستقامة على الطاعة إل الوت ،وخوف
العقوبة ،ورجاء الغفرة ،والعتراف بالذنب واعتقاد أن اللّه تعال قدر ذلك
عليه ،وأنه عدل منه ،والتابعة بالعمل الصال ليعمل ف الكفارات لقول النب
ــــــــــــــــــــ
.1التعرف ص . 1 1 1
. 68 .2اللمع ص
.3قوت القلوب . 1 / 1 7 9
صلى ال عليه وسلم " :واتبع السيئة السنة تحها " ( ، )1ويعتب كلم الكى
من أنفس ما قيل فيها ،ل سيما عندما قسم التوبة إل نوعي ( : )2
-1توبة العموم ،ويستدل لا بقوله تعال َ :وتُوبُوا إِلَى اللّهِ جَمِيعًا َأيّهَا
الْ ُم ْؤمِنُونَ َلعَّلكُ ْم ُتفِْلحُون َ [النور ، ]3 1 /ويذكر ف معناها ،ارجعوا إليه
من هوى نفوسكم ،ومن وقوفكم مع سهواتكم ،عسى أن تظفروا
ببغيتكم ف العاد ،وكى تبقوا ببقاء اللّه ف نعيم ل زوال له ول نفاد ،
ولكى تفوزوا وتسعدوا بدخول النة ،وتنجوا من النار ،فهذا هو الفلح
.
-2توبة الصوص ،ويستدل لا بقوله تعال :يَا َأيّهَا الّذِينَ آ َمنُوا تُوبُوا إِلَى
اللّ ِه َتوَْب ًة َنصُوحًا عَسَى َرّبكُمْ أَ ْن ُي َكفّ َر عَْنكُ ْم َسّيئَاِتكُ ْم َويُدْخَِلكُمْ َجنّاتٍ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
حِتهَا ا َلْنهَارُ [التحري ، ]8 /ويذكر ف معناها ،أن النصوح من
تَجْرِي مِ ْن تَ ْ
النصح على وزن فعول ،للمبالغة ف النصح ،ومعناه خالصة ل تعال مردة
ل تتعلق بشئ ،ول يتعلق با شئ ،وهو الستقامة على الطاعة ،من غي
روغان إل معصية ،كما تروغ الثعالب ،وأل يدث نفسه بذنب مت قدر
عليه ،وأن يترك الذنب لجل اللّه تعال خالصا لوجهه ،كما ارتكبه لجل
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه الترمذى عن أب ذر ف كتاب الب والصلة ( )1 9 8 7وقال الشيخ اللبان
:اتق اللّه حيثما " :قال ل رسول اللّه :حسن ، 4 / 3 5 5ولفظه قال أبو ذر
كنت ،وأتبع السيئة السنة تحها ،وخالق الناس بلق حسن " وقال أبو عيسى
الترمذى :هذا حديث حسن صحيح .
.2السابق . 1 / 1 7 9
هواه ممعا عليه بقلبه وشهوته ،فهذه هى التوبة النصوح ،وهذا العبد هو
التواب التطهر البيب .
ويذكر القشيى (ت4 6 5 :هـ) أن التوبة أول منل من منازل السالكي
وأول مقام من مقامات الطالبي ،وحقيقة التوبة الرجوع عما كان مذموما ف
الشرع إل ما هو ممود فيه ،واستدل لذلك بقوله تعال َ :وتُوبُوا إِلَى اللّهِ
جَمِيعًا َأّيهَا الْ ُم ْؤمِنُونَ َلعَّلكُ ْم ُتفِْلحُون َ [النور ، ]3 1 /كما استدل بأصول قرآنية
ونبوية أخرى ( ) .
1
ويعلق الكاشان التوبة على معن الرجوع إل اللّه تعال ،ويعل ذلك على
مراتب بعضها يوافق الصول القرآنية ،وبعضها يالف ،فمنها :الرجوع من
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
الخالفة إل الوافقة ،ومن الطبع إل الشرع ،ومن الظاهر إل الباطن ،ومن
اللق إل الق ،بيث يتوب العبد عن كل ما سوى اللّه ،بيث ل يبقى ف
قلبه ميل إل غي ربه تعال ى ،وهذا هو الذى يعبد اللّه ل ،ل لرغبة ف مثوبة
أو رهبة ف عقوبة ،ث يتوب بعد ذلك من علة التوبة ،أى من رؤيته بأن التوبة
ما سوى اللّه ،إنا حصلت له من نفسه ،بل إنا هى فضل ربه ،ث يتوب من
رؤية توبته من تلك العلة ،بيث ل يرى أنه رأى ذلك بنفسه إنا رآه بربه ( . )2
ــــــــــــــــــــ
.1الرسالة القشيية . 1 / 2 7 5
.2لطائف العلم ، 1 / 3 5 2 ،3 5 3وكلم الكاشان ف نايته يؤدى إل الفناء
عن شهود السوى ،ما يوقع ف فلسفة اللول والتاد ،للتعرف على التوبة من
الوجة الكلمية يكن الرجوع إل غاية الرام ف علم الكلم المدى ( تديد معناها
وجوبا عقل =
**********************************
-3 0التوجـــــه
**********************************
التوجه :وجهت الشئ أرسلته ف جهة واحدة فتوجه ،ويقال لتوجه القلب
والبدن وإن كان توجه البدن تابع لتوجه القلب ( ، )1فتوجه القلب بعن توجه
أعمال القلوب كالنية والقصد والعزم والخلص ،قال تعال :وَِلكُ ّل وِ ْج َهةٌ
ُه َو ُموَلّيهَا [البقرة ، ]1 4 8 /وقال تعال عن إبراهيم عليه السلم :قَا َل يَا َق ْومِ
ت وَالَ ْرضَ ت وَ ْجهِي لِلّذِي فَطَرَ السّمَاوَا ِ
ِإنّي بَرِي ٌء مِمّا تُشْرِكُونَ ِإنّي َو ّجهْ ُ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
شرِكِيَ[ النعام ، ]7 9 : 7 8 /ومن توجه البدن ،التوجه إل
َحنِيفًا َومَا أَنَا مِ ْن الْمُ ْ
القبلة ،كما روى عن جابر بن عبد اللّه ،قال " :كان رسول اللّه يصلي
على راحلته حيث توجهت فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة " ( . )2
وعن الباء بن عازب رضي اللّه عنهما ،قال " :كان رسول اللّه صلى نو
بيت القدس ،ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ،وكان رسول اللّه يب أن
ــــــــــــــــــــ
= عند العتزلة وجوب قبولا على ال عندهم ،كتاب الفصل ف اللل والهواء والنحل
ابن حزم ، 4 / 6 2 : 6 1مذاهب السلميي عبد الرحن بدوى ،دار العلم
للمليي بيوت ، 2 / 3 7 9 : 3 7 6الرشاد الوين ص ، 4 1 0 : 4 0 3
وتأويلت أهل السنة لب منصور الاتريدى تقيق إبراهيم عوضي القاهرة 1 9 7 1م
. 1/ 1 3 0: 1 2 8
.1الفردات ص . 5 1 4
.2أخرجه البخارى ف كتاب الصلة ( . 1 / 5 9 8 )3 9 9
يوجه إل الكعبة فأنزل اللّه َ :ق ْد نَرَى َتقَّلبَ وَ ْجهِكَ فِي السّمَاءِ َفَلُنوَلَّينّكَ
سجِ ِد الْحَرَام ِ [البقرة ، ]1 4 4 /فتوجه نو ك شَطْ َر الْمَ ْ ِقبَْل ًة تَ ْرضَاهَا َفوَلّ وَ ْجهَ َ
الكعبة وقال السفهاء من الناس وهم اليهود :مَا وَلهُ ْم عَنْ ِقبَْلِتهِ ْم الّتِي
ستَقِيم ٍ ط مُ ْ صرَا ٍب َيهْدِي مَ ْن يَشَاءُ إِلَى ِ
ق وَالْ َمغْرِ ُ
كَانُوا عََلْيهَا قُلْ ِللّ ِه الْمَشْ ِر ُ
[البقرة ]1 4 2 /فصلى مع النب رجل ،ث خرج بعد ما صلى ،فمر على قوم
من النصار ف صلة العصر نو بيت القدس ،فقال :هو يشهد أنه صلى مع
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
(
رسول اللّه وأنه توجه نو الكعبة ،فتحرف القوم حت توجهوا نو الكعبة "
. )1
وقال تعال :وَضَرَبَ اللّ ُه َمثَل رَ ُجَليْنِ أَحَ ُدهُمَا َأْبكَمُ ل َيقْدِ ُر عَلَى َشيْءٍ
خْيرٍ [النحل ، ]7 6 /وعن عثمان بن َو ُهوَ كَ ّل عَلَى َموْلهُ َأْينَمَا ُيوَجّ ّه ل َيأْتِ بِ َ
حنيف ،أن رجل ضرير البصر ،أتى النب ،فقال :ادع اللّه أن
يعافين ،قال :إن شئت دعوت ،وإن شئت صبت فهو خي لك ،قال :
فادعه ،قال :فأمره أن يتوضأ ،فيحسن وضوءه ،ويدعو بذا الدعاء :اللّهم
إن أسألك وأتوجه إليك بنبيك ممد نب الرحة إن توجهت بك إل رب ف
حاجت هذه لتقضى ل اللّهم فشفعه ف ( . )2
-3وقد يطلق التوجه بعن اللزام والمر الفروض ،كقول عبد اللّه بن أب بن
سلول ومن معه من الشركي وعبدة الوثان ،يت بعضهم بعضا على السلم
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب الصلة ( .1 / 6 0 0 )4 0 0
.2أخرجه الترمذى ف كتاب الدعوات ( )3 5 7 8وقال الشيخ اللبان :صحيح
5 / 5 6 9وابن ماجة ف كتاب إقامة الصلة والسنة فيها ( )1 3 8 5
.1 / 4 4 1
نفاقا لا قوى بعد غزوة بدر " :هذا أمر قد توجه ،فبايعوا الرسول على
السلم فأسلموا " ( . )1
التوجه ف الصطلح الصوف :
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
والتوجه ف الصطلح الصوف ،يعن إخلص النية ،وإرادة العبودية ف كل
قول وعمل ،وما ورد ف ذلك ،قول سهل بن عبد اللّه ف حد التوجه ( :هو
قصد العبد ف حركاته وسكونه إل اللّه ، )2 ( ،ويذكر القشيى أن التوجه هو
إفراد القصد وتطهي العقد وحفظ العهد وتليص الوجد ،كما توجه إبراهيم
ف قوله تعال ِ :إنّي وَ ّج ْهتُ وَ ْجهِي ِللّذِي فَ َطرَ السّمَاوَاتِ وَالَ ْرضَ َحنِيفًا
َومَا َأنَا مِ ْن الْمُشْرِكِي َ [النعام ، ]7 9 /يقول القشيى ف قول إبراهيم وجهت
وجهى ( :أفردت قصدى ل ،وطهرت عقدى عن غي ال ،وحفظت عهدى
ف ال ل ،وخلصت وجدى بال ،فإن ل بال ،بل مو ف ال بال ل ) ( ) .
3
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب تفسي القرآن ( . 8 / 7 8 )4 5 6 6
.2تفسي سهل بن عبد اللّه التسترى ص . 3 6
.3لطائف الشارات . 1 / 1 3 5
.4السابق . 1 / 4 8 5
ويقسم الكاشان التوجه عند الصوفية إل نوعي :
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
-1توجه الصاغر :وهو القصود با سبق من العان عندهم ،ويراد به حضور
القلب مع الق ،ومراقبته له بتفريغه عن كل ما سواه ،من صور الكوان
والكائنات ( . )1
-2توجه الكابر الكمل :ويعن من منظور وحدة الوجود ،أل يعل العبد ف
عبوديته لربه متعلقا غي الق ،وأن يكون ذلك تعلقا جليا كليا ،غي
مصور فيما يعلمه العبد منه تعال ،أو يسمعه عنه ،بل على نو ما يعلم
سبحانه نفسه ف أكمل مراتب علمه بنفسه وأعلها ،فمن كان ف العبودية
والعمل على هذا النحو من التوجه فإن توجهه أكمل التوجهات ( . )2
**********************************
-3 1التوحيـــــد
**********************************
التوحيد :التفرد يقال :فلن واحد دهره ،أى ل نظي له ( ، )3والتوحيد
اليان باللّه وحده ل شريك له ،وهو على ثلثة أنواع :
( -1إفراد اللّه بالربوبية ،كما جاء ف قوله تعال :يَا أَهْ َل اْل ِكتَابِ ل َتغْلُوا
ــــــــــــــــــــ
.1لطائف العلم 1 / 3 6 5وانظر ف التوجه عند ابن عرب الفتوحات الكية
. 1/ 2 6 5
.2السابق . 1 / 3 6 5
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.3الفردات ص 5 1 5وانظر لسان العرب ، 3 / 7 0والقاموس الحيط
. 1/ 4 1 4
حقّ ِإنّمَا الْمَسِي ُح عِيسَى ابْ ُن مَ ْريَمَ َرسُولُ فِي دِيِنكُ ْم وَل َتقُولُوا عَلَى اللّهِ إِل الْ َ
ح ِمنْهُ فَآ ِمنُوا بِاللّ ِه وَ ُر ُسلِ ِه وَل َتقُولُوا ثَلَثةٌ
اللّ ِه وَكَِل َمتُهُ أَْلقَاهَا إِلَى مَ ْريَ َم وَرُو ٌ
انتَهُوا َخيْرًا َلكُمْ إِنّمَا اللّهُ إِلَ ٌه وَاحِ ٌد ُسبْحَانَهُ َأنْ َيكُونَ لَ ُه وَلَدٌ لَ ُه مَا فِي السّمَاوَاتِ
َومَا فِي الَ ْرضِ وَ َكفَى بِاللّ ِه وَكِيل [النساء ، ]1 7 1 /وكقوله تعال :يَا
ب ُمَتفَرّقُونَ َخْيرٌ َأمْ اللّ ُه اْلوَاحِ ُد اْلقَهّارُ [يوسف. ]3 9 / صَا ِحبَيِ السّجْنِ َأأَ ْربَا ٌ
( -2إفراد اللّه بأسائه وأوصافه :كقوله تعال َ :لْيسَ َك ِمثْلِ ِه َشيْءٌ َو ُهوَ
كفُوًا أَحَدٌ [الخلص/ السّمِي ُع البَصِيُ [الشورى ]1 1 /وقوله :وَلَ ْم َيكُنْ لَهُ ُ
]4وقوله سبحانه :هَ ْل َتعْلَمُ لَ ُه سَ ِميّا [مري. ]6 5 /
حكْمُ إِل ِللّهِ َأمَرَ أَل َت ْعبُدُوا إِل
( -3إفراد اللّه بالعبادة :كقوله تعال ِ :إ ْن الْ ُ
س ل َيعْلَمُونَ [يوسف ، ]4 0 /وقال ابن ِإيّاهُ ذَلِكَ الدّي ُن الْ َقيّ ُم وََلكِنّ أَكْثَرَ النّا ِ
عباس :لا بعث النب معاذ بن جبل إل نو أهل اليمن ،قال له :
" إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب ،فليكن أول ما تدعوهم إل أن يوحدوا
اللّه تعال ،فإذا عرفوا ذلك ،فأخبهم أن اللّه قد فرض عليهم خس صلوات
ف يومهم وليلتهم ، )1 ( "..وف رواية " :فليكن أول ما تدعوهم إليه ،عبادة
اللّه عز وجل " ( ، )2ومن حديث جابر بن عبد اللّه ،يصف حجة الوداع :
" ورسول اللّه بي أظهرنا ،وعليه ينل القرآن ،وهو يعرف تأويله ،وما
عمل به من شيء عملنا به ،فأهل بالتوحيد ،لبيك اللّهم لبيك ،لبيك ل
ــــــــــــــــــــ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.1أخرجه البخارى ف كتاب التوحيد ( . 1 3 / 3 5 9 )7 3 7 2
.2أخرجه مسلم ف كتاب اليان ( . 1 / 5 1 )1 9
شريك لك لبيك ،إن المد والنعمة لك واللك ،ل شريك لك " ( )1وعن أب
هريرة ،أن رسول اللّه كان إذا أراد أن يضحي اشترى كبشي عظيمي
سيني أقرني ،أملحي موجوءين ،فذبح أحدها عن أمته ،لن شهد ل
) ). (2
بالتوحيد وشهد له بالبلغ وذبح الخر عن ممد وعن آل ممد
والتوحيد ف القرآن ،أغلبه يدور على النوع الثالث ،لكون الشركي نازعوا
فيه دون الباقى ،قال تعال عن إقرارهم بالتوحيد ف النوعي السابقي :وََلئِنْ
ن اْلعَزِي ُز اْلعَلِيمُ [الزخرف]9 / ت وَالَ ْرضَ َلَيقُولُنّ خََل َقهُ ّ َسأَْلتَهُ ْم مَنْ خَلَقَ السّمَاوَا ِ
ب الّذِينَ ل وقال عن موقفهم من الثالث َ :وإِذَا ذُكِرَ اللّ ُه وَحْ َد ُه اشْ َمأَزّتْ قُلُو ُ
سَتبْشِرُون [الزمر ، ]4 5 /أى ُي ْؤ ِمنُونَ بِالخِ َر ِة َوإِذَا ذُكِ َر الّذِي َن مِنْ دُونِهِ ِإذَا هُ ْم يَ ْ
إذا انفرد اللّه بالذكر للعبادة دون آلتهم ،كقوله تعال :فَإَِل ُهكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
َفلَهُ َأسْلِمُوا [الج ]3 4 /تعجبوا وأنكروا وقالوا :أَ َجعَ َل الِل َهةَ إَِلهًا وَاحِدًا ِإنّ
شيْءٌ عُجَابٌ [ص ، ]5 /وعن عمرو بن العاص ،أن والده العاص بن هَذَا لَ َ
وائل نذر ف الاهلية أن ينحر مائة بدنة ث مات ،ول يفعل وأن ولده هشام بن
العاصي نر حصته ،خسي بدنة ،وأن عمرا سأل النب ،عن أن يذبح
الباقى فقال " :أما أبوك فلو كان أقر بالتوحيد ،فصمت وتصدقت عنه نفعه
ذلك " ( . )3
ــــــــــــــــــــ
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.1أخرجه مسلم ف كتاب الج ( . 2 / 8 8 6 )1 2 1 8
.2أخرجه ابن ماجة ف الضاحى ( ، )3 1 2 2وقال الشيخ اللبان :صحيح
. 2/ 1034
.3أخرجه أحد ف السند ( . )6 6 6 5
وف رواية أخرى ،فقال رسول اللّه " :إنه لو كان مسلما ،فأعتقتم عنه أو
تصدقتم عنه ،أو حججتم عنه ،بلغه ذلك " ( . )1
التوحيد ف الصطلح الصوف :
والتوحيد عند أغلب الصوفية ورد بالعن الشرعى ،فمنهم من تناوله بصبغة
كلمية معبة عن طريقة السلف ،كما روى عن ذى النون (ت2 4 8 :هـ)
أنه سئل عن التوحيد ؟ فقال ( :هو أن تعلم أن قدرة اللّه تعال ف الشياء بل
مزاج ،وصنعه للشياء بل علج ،وعلة كل شئ صنعه ،ول علة لصنعه وليس
ف السماوات العلى ول ف الرضي السفلى مدبر غي اللّه تعال ،ومهما تصور
وهك فاللّه تعال بلف ذلك ) ( ، )2ومثله أيضا ما ينسب إل النيد بن ممد
(ت2 9 7 :هـ) أنه قال ( :التوحيد إفراد القدي عن الدث ) ( ، )3ويعن
إفراد الوحد بتحقيق وحدانيته ،بكمال أحديته ،وأنه الواحد الذى ل يلد ول
يولد ول يكن له كفوا أحد ،ينفى الضداد والنداد والشباه بل تشبيه ول
تكييف ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه أبو داود ف كتاب الوصايا ( ، )2 8 8 3وقال الشيخ اللبان :حسن
3 / 1 1 8وانظر سنن البيهقى الكبى ( . 6 / 2 7 9 )1 2 4 1 7
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.2اللمع ص . 4 9
.3كشف الحجوب للهجويرى ص ، 3 3 4كثيا ما يستشهد ابن تيمة بكلم
الصوفية ف التوحيد وإثبات الصفات ،معتبا العتدلي منهم من علماء السلف
الحققي ،انظر أسس التفاق بي السلفية ومشايخ الصوفية ف تراث ابن تيمية ،
الطبلوى ممود حسي سعد رسالة دكتوراه بكلية دار العلوم )8 3 7 ( ،لسنة
1 9 8 2م .
ول تصوير ول تثيل ،لقوله تعال َ :لْيسَ َك ِمثْلِ ِه َشيْءٌ َو ُهوَ السّمِي ُع الَبصِي ُ
[الشورى ، ) ( ]1 1 /ويذكر الجويرى (ت4 6 5 :هـ) التوحيد مدلل على 1
معناه بالصول القرآنية والنبوية ،فمن القرآن قوله تعال َ :وإَِل ُهكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
ل إِلَهَ إِل هُوَ الرّحْمنُ الرّحِيمُ[ البقرة ]1 6 3 /وقوله :قُ ْل ُهوَ اللّهُ أَحَدٌ
ن اثَْنيْنِ ِإنّمَا ُهوَ إِلَ ٌه وَاحِدٌ [النحل/ [الخلص ]1 /وقوله :ل َتتّخِذُوا إَِل َهيْ ِ
، ]5 1ومن السنة ما روى عن عبد اللّه بن مسعود يرفعه إل رسول ال :
" أن رجل ل يعمل من الي شيئا قط ،إل التوحيد فلما حضرته الوفاة ،قال
لهله :إذا أنا مت ،فخذون واحرقون حت تدعون حمة ،ث اطحنون ،ث
اذرون ف البحر ف يوم راح ،قال :ففعلوا به ذلك ،قال :فإذا هو ف قبضة
اللّه ،قال :فقال اللّه عز وجل له :ما حلك على ما صنعت؟ ،قال :مافتك
قال :فغفر اللّه له " ( . )2
ث يبي أن حقيقة التوحيد مركبة من إثبات توحيد شئ ما ،وف كمال
معرفة توحيده ،وكما أن اللّه سبحانه وتعال واحد ،ليس له شريك ف ذاته
ول ف صفاته ،وليس له بديل ول شريك ف أعماله ،وحيث أن الوحدين
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
يعتقدون بأنه كذلك ،فمعرفتهم بالتوحيد تسمى توحيدا ،ث قسم التوحيد
على ثلثة أنواع ( : )3
ــــــــــــــــــــ
.1الرسالة القشيية . 2 / 5 8 3
.2أخرجه أحد ( )3 7 7 6والبخارى ف كتاب أحاديث النبياء ( )3 4 8 1
. 6/ 5 9 4
.3كشف الحجوب ص 3 3 1 ،3 3 2وانظر الرسالة القشيية . 2 / 5 8 2
-1توحيد اللّه لنفسه :ويعن علمه بتوحيده كقوله تعال َ :شهِدَ اللّهُ َأنّهُ
ل إِلَهَ إِل ُهوَ [آل عمران. ]1 8 /
-2توحيد اللّه ف خلقه :ويعن أمره للنسان بنطق التوحيد كقوله سبحانه
وتعال :فَإَِل ُهكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ َأسْلِمُوا [الج. ]3 4 /
-3توحيد الناس ل :وذلك معرفتهم بتوحيده ،كقوله تعال َ :أئِّنكُ ْم
شهَدُونَ َأنّ مَعَ اللّهِ آِل َهةً أُ ْخرَى قُلْ ل َأ ْشهَدُ قُلْ ِإنّمَا ُهوَ إِلَ ٌه وَاحِدٌ
َلتَ ْ
َوإِّننِي بَرِي ٌء مِمّا تُشْرِكُون [النعام. ]1 9 /
ويعتب الكاشان ما تقدم من أقوال الصوفية ف التوحيد ،توحيد البدديات
وهو شهادة أل إله إل اللّه وحده ل شريك له ،الحد الصمد الذى ل يلد ول
يولد ول يكن له كفوا أحد ،على وجهها الطلوب ،وأحيانا يسميه توحيد
العامة ( ، )1ويعل درجة التوحيد بعدها على نوعي :
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
أ -توحيد الاصة ،وهو أرقى من توحيد العامة إل حد ما ،وحده أن ل
يرى مع الق سواه .
ب -توحيد خاصة الاصة ،وهو العتب عنده ،وحدّه أل ترى سوى ذات
واحدة ،وعند ذلك يتعذر التوحيد ،ول يكن تققه إذ سيكون شركا
ف عرفهم ،ويستدل الكاشان لذا النوع الراقى من التوحيد ،با قاله
عمر بن الفارض ف التائية حيث يقول :
ــــــــــــــــــــ
.1معجم الكاشان ص . 3 7 8
ولو أنن وحدت ألدت وانسلخت :عن أى جعى مشركا ب صنعت
واستدل أيضا بقول أب إساعيل النصارى :وقد أجبت ف سالف الزمان
سائل سألن عن توحيد الصوفية بذه القواف الثلث :
إذ كل من وحده جاحد ما وحد الوحد من واحد
عارية أبطلها الواحد توحيد من ينطق عن نعته
ونعت من ينعته لحد توحيده إياه توحيده
يقول الكاشان معقبا فقوله :لحد ،هو معن قول سيدى عمر ،ولو أنن
وحدت ألدت ( . )1
**********************************
-3 2التوفيـــــق
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
**********************************
التوفيق :الوفق الطابقة بي الشيئي ،قال تعال عن عذاب الكافرين :
ــــــــــــــــــــ
.1لطائف العلم 3 6 8 ، 1 / 3 6 7وانظر أيضا ف التوحيد عند فلسفة
اللول ووحدة الوجود ،وأخبار اللج لب يوسف القزوين ،نشرة ماسينيون
ص 2 4والنحن الشخصى لياة اللج لاسينيون ص ، 6 6وكتاب الطواسي
للحلج ص ، 9وحكمة الشراق للسهروردى القتول ص ، 3 6 7وله أيضا
هياكل النوار ص ، 3 0 2والفتوحات الكية لبن عرب ، 2 / 2 8 8وانظر
فصوص الكم 2 / 1 4 5ولبن سبعي رسالة بدء العارف ص ، 5 4
وخطاب ال بلسان نوره ص 1 4 3والرسالة الفقيية ص . 2 2 9
جَزَا ًء وِفَاقًا [النبأ ]2 6 /وقال عمر بن الطاب " :وافقت رب ف ثلث
فقلت :يا رسول اللّه ،لو اتذنا من مقام إبراهيم مصلى ،فنلت :وَاتّخِذُوا
مِ ْن َمقَامِ ِإبْرَاهِي َم ُمصَلّى [البقرة ، ]1 2 5 /وآية الجاب ،قلت :يا رسول اللّه
لو أمرت نساءك أن يتجب ،فإنه يكلمهن الب والفاجر ،فنلت آية الجاب
واجتمع نساء النب ف الغية عليه ،فقلت لن :عَسَى َربّهُ ِإنْ طَّل َقكُنّ َأنْ
1
ُيبْدِلَهُ أَ ْزوَاجًا َخيْرًا ِمنْكُن ّ [التحري ]5 /فنلت هذه الية " ( ) .
والوافقة تطلق أيضا على الصادفة :يقال وافقت فلنا ،ووافقت المر
صادفته ،ومن ذلك ما روى عن جابر بن عبد اللّه ،أن النب قال :
" إن ف الليل لساعة ل يوافقها ،رجل مسلم يسأل اللّه خيا من أمر الدنيا
والخرة ،إل أعطاه إياه ،وذلك كل ليلة " ( ، )2وعن أب هريرة ،أن النب
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
قال " :إذا أمن المام فأمنوا ،فإنه من وافق تأمينه تأمي اللئكة ،غفر له
ما تقدم من ذنبه " ( . )3
والتفاق مطابقة فعل النسان للقدر ،ويقال ذلك ف الي والشر ،يقال :
اتفق لفلن خي ،واتفق له شر ،وعن معاوية بن الكم السلمي قال :
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب الصلة ( 1 / 6 0 1 )4 0 2وانظر ف معان اللفظ
الفردات للراغب الصفهان ص . 5 2 8
.2أخرجه مسلم ف كتاب صلة السافرين ( . 1 / 5 2 1 )7 5 7
.3أخرجه البخارى ف كتاب الذان ( . )7 8 0
" قلت :يا رسول اللّه ومنا رجال يطون ،قال :كان نب من النبياء يط
فمن وافق خطه فذاك ) ( )1والط أى الط ف الرمل ،وهو نوع من الكهانة
يدعى فيه الكاهن معرفة الغيب ،ولكنه ف الديث وحى لكون الفاعل نب .
والتوفيق مطابقة فعل النسان للقدر ،ولكنه يتص ف التعارف بالي دون
الشر ،كقوله تعال َ :ومَا َتوْفِيقِي إِل بِاللّهِ[ هود ، ]8 8 /وكقوله عز وجل :
حِلفُو َن بِاللّهِ ِإنْ أَرَ ْدنَا إِل إِحْسَانًا َوتَوْفِيقًا [النساء ، ]6 2 /وعن
ثُمّ جَاءُوكَ يَ ْ
ابن عمر ،قال " :كان رسول اللّه إذا رأى اللل ،قال :اللّه أكب اللّهم
أهله علينا بالمن واليان ،والسلمة والسلم ،والتوفيق لا يب ربنا ويرضى
ربنا وربك اللّه " ( . )2
التوفيق ف الصطلح الصوف :
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
التوفيق ف الصطلح الصوف ،يتوافق ف الدللة مع الصول القرآنية السابقة
فقد ذكره الكيم الترمذى (ت3 2 0 :هـ) على معن إعانة ال للعبد عند
بلوغه حقيقة الصدق ،فيقول ( :أما معرفة النفس من قبل مالفتها واللتجاء
إل ال ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب الساجد ( . )5 3 7
.2صحيح بعناه ،من رواية طلحة بن عبد ال عند الترمذى ( )3 4 5 1وصححه
اللبان ، 5 / 5 0 4وابن حبان ف صحيحه ( ، 3 / 1 7 1 )8 8 8وأخرجه
الدارمى بلفظه عن ابن عمر ف كتاب الصوم ( 2 / 7 )1 6 8 7وهو منقطع ،انظر
الرح والتعديل لبن أب حات رقم ( ، 5 / 2 6 4 )1 2 4 9والكمال ف ذكر من
له رواية ف مسند المام أحد من الرجال لشمس الدين السين رقم ( )5 2 2ص
. 265
للنجاة منها ،فهذه معرفة فطن كيس ،فإذا علم ال الصدق من عبده ،ف
هذا كان منه على أحد منلتي ،فمنلة منه أن يهديه لطريق الهد ،طريقا
مستقيما ل يلتفت ،ول يعرج على شئ ،ويوفقه ويعينه ،ويثيبه فيه حت ل
تتلف أحواله ) ( ، )1ويعرفه أبو طالب الكى (ت3 8 6 :هـ) من خلل
استقصائه للمعان القرآنية والنبوية ،فيقول ( :التوفيق هو التفاق ،وهو أن
يمع اللّه بينك وبي الشئ الذى تريده ،ول بد منه ف كل عمل وإن قل ،قال
تعال َ :ومَا َتوْفِيقِي إِل بِاللّهِ[ هود ]8 8 /ولذا كان من دعائه " :يامقلب
القلوب ثبت قلب على دينك " ( . )2
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
ويذكر القشيى أن حقيقة التوفيق ما ينفق به الشئ ،وف الشريعة التوفيق ما
تنفق به الطاعة ،وهو قدرة الطاعة ،ث كل ما تقرب العبد به من الطاعة من
توفي الدواعى وفنون النهيات يعد من جلة التوفيق على التوسع ،والتوفيق باللّه
ــــــــــــــــــــ
.1العلل للحكيم الترمذى ص 2 1 0مطوطة دار الكتب رقم 1 2 5ماميع .
.2قوت القلوب 1 / 1 2 4والديث أخرجه الترمذى ف كتاب القدر (
قال " :كان رسول اللّه ) )2 1 4 0وصححه اللبان ، 4 / 4 4 8عن أنس
يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ،ثبت قلب على دينك " وأخرجه اسحاق بن
راهويه ف مسنده حديث رقم ( ، 3 / 7 5 5 )1 3 6 9وأبو طالب الكى متميز
ف أغلب أسلوبه باعتماده على الكتاب والسنة ،وكلمه ف مسائل العتقاد من
أجود ما يتج به لذهب السلف ،وعلى الرغم من هذا له مالفات يب الذر
منها ،انظر الزيد ف رسالة ماجستي للدكتور عبد الميد مدكور ،أبو طالب الكى
ومنهجه الصوف ،مطوط بكلية دار العلوم ،جامعة القاهرة ،رقم 8 0 6سنة
1 8 7 2م .
ومن اللّه ،وهو سبحانه بإعطائه متفضل ،ومدار المر ف التوفيق على
الغراض القتضية حسن القصد بالصلح ،فيقرن اللّه به حسن التيسي ،ومن
انطوى على قصد بالسوء ،وكل الق بشأنه التعويق ،قال تعال ِ :إنْ أُرِيدُ
ح مَا ا ْستَ َط ْعتُ َومَا َتوْفِيقِي إِل بِاللّه ِ [هود. ) ( ]8 8 /
1
إِل الِصْل َ
**********************************
-3 3التوكـــــل
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
**********************************
التوكل :التوكيل أن تعتمد على غيك ،وتعله نائبا عنك ،قال ال تعال :
َوَتوَكّ ْل عَلَى اللّ ِه وَ َكفَى بِاللّ ِه وَكِيل [الحزاب ، ]3 /أى اكتف به أن يتول
أمرك ويتوكل لك ،وقال تعال :الّذِينَ قَالَ َلهُ ْم النّاسُ إِ ّن النّاسَ َقدْ جَ َمعُوا
سُبنَا اللّ ُه َوِنعْ َم اْلوَكِيلُ [آل عمران]1 7 3 / شوْهُمْ َفزَا َدهُمْ إِيَانًا وَقَالُوا حَ َْلكُمْ فَاخْ َ
أى نعم الوكل عنا ف حفظنا منهم ،وقال تعال :وَاتْ ُل عََلْيهِ ْم نََبَأ نُوحٍ إِذْ
قَالَ ِل َقوْمِ ِه يَاَق ْومِ ِإنْ كَانَ َكبُ َر عََلْيكُ ْم َمقَامِي َوتَذْكِيِي بِآيَاتِ اللّهِ َفعَلَى اللّهِ
َتوَكّ ْلتُ َفأَجْ ِمعُوا َأمْرَكُ ْم َوشُرَكَاءَ ُك ْم ثُ ّم ل يَكُنْ َأمْرُكُ ْم عََلْيكُ ْم غُ ّم ًة ثُ ّم ا ْقضُوا
إَِل ّي وَل ُتنْظِرُونِي [يونس. ) ( ]7 1 /
2
ــــــــــــــــــــ
.1لطائف الشارات 2 / 1 5 2 ،1 5 2وقريب من كلم القشيى ،قول الرجان
ف حد التوفيق عند الصوفية ( :التوفيق جعل اللّه فعل عباده ،موافقا لا يبه ويرضاه )
التعريفات للجرجان ص . 7 2
.2الفردات ص ، 5 3 1ص . 5 3 2
والتوكل يقال على وجهي :
-1يقال :توكلت لفلن ،بعن توليت له وتعهدته ،وعن سهل بن سعد
الساعدي ،قال النب " :من توكل ل ما بي رجليه ،وما بي
لييه ،توكلت له بالنة " ( ، )1وعن أب هريرة ،أن رسول اللّه
قال " :مثل الجاهد ف سبيل اللّه ،واللّه أعلم بن ياهد ف سبيله كمثل
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
الصائم القائم ،وتوكل اللّه للمجاهد ف سبيله بأن يتوفاه ،أن يدخله
النة ،أو يرجعه سالا مع أجر أو غنيمة " ( . )2
-2ويقال :وكلته فتوكل ل وتوكلت عليه ،بعن اعتمدته قال ال تعال :
سبُهُ [الطلق ، ]3 /وربا يفسر
َومَ ْن َيَتوَكّلْ عَلَى اللّهِ َف ُهوَ حَ ْ
الوكيل بالكفيل ،والوكيل أعم ،لن كل كفيل وكيل ،وليس كل
وكيل كفيل ( ، )3وعن عمر بن الطاب ،قال رسول اللّه " :لو
أنكم كنتم توكلون على اللّه حق توكله ،لرزقتم كما يرزق الطي ،
تغدو خاصا وتروح بطانا " ( . )4
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب الدود ( . 1 2 / 1 1 5 )6 8 0 7
.2أخرجه البخارى ف كتاب الهاد والسي ( . 6 / 8 )2 7 8 7
.3الفردات ص . 5 3 2
.4أخرجه الترمذى ف كتاب الزهد ( )2 3 4 4وقال :حديث حسن صحيح وقال
اللبان :صحيح 4 / 5 7 3وأحد ف السند ( . )2 7 2
التوكل ف الصطلح الصوف :
تناول الصوفية التوكل ف الصطلح القرآن بالشرح والتحليل ،واستقصاء
الدلة من الكتاب والسنة ،بيث يكن القول ،إن ما سجل عن بعضهم فيه
يعد من قبيل البحث الزئى التميز ،ومن ث حاز مصطلح التوكل قدرا كبيا
من القوال والراء الت أدل با الصوفية على اختلف فكرهم وتاربم ،والق
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
يقال إن كثيا منهم أبدع ف بيانه وكشفه ،وكل له اجتهاده ،قال الارث بن
أسد الحاسب (ت2 4 3 :هـ) ( :التوكل الفترض على الناس ف جلتهم ،هو
التصديق ل عز وجل فيما أخب من قسم ،حيث قال :
ح ّق ِمثْلَ مَا
وَفِي السّمَاءِ رِزُْقكُ ْم َومَا تُوعَدُونَ َفوَرَبّ السّمَا ِء وَالَ ْرضِ ِإنّهُ لَ َ
َأّنكُ ْم تَن ِطقُون َ [الذاريات ، ]2 3 : 2 2 /وكفالته من سياقه الرزاق إليهم ،
وإيصال القوات الت قسمها ف الوقات الت وقتها ،بتصديق تقوم الثقة به ف
قلوبم وينفى به الشكوك عنهم والشبه ،ويصفون به اليقي ،ويثبت به حقائق
العمل أنه الالق الرازق الحي الميت العطى الانع النفرد بالمر كله ،فإذا صح
هذا العلم ف القلوب ،وكان ثابتا ف عقود اليان ،تنطق به اللسنة إقرارا منها
بذلك لسيدها ،ويرجع إل ذلك العلم عند تذكرها ،دفع السم عليها
بالتوكل ) ( ، )1وإذا كان كلم الحاسب ف التوكل ،معبا بصدق عن مموع
الصول القرآنية والنبوية ،فإن أبا تراب النخشب (ت2 4 5 :هـ) روى عنه
ف ــــــــــــــــــــ
.1الرزق اللل وحقيقة التوكل على اللّه .للحارس بن أسد الحاسب (ت:
2 4 3هـ) تقيق ممد عثمان الشت طبعة مكتبة القرآن سنة 1 9 8 4م ص
. 40
التوكل كلم نفيس ،يدل على عمق النظر ف فهم الصول القرآنية ،حيث
سأل عن التوكل ؟ فأجاب ( :التوكل طرح البدن ف العبودية ،وتعلق القلب
بالربوبية ،والطمأنينة إل الكفاية ،فإن أعطى شكر ،وإن منع صب راضيا
موافقا للقدر ) ( ، )1ومثله أيضا ما ينسب لسهل بن عبد اللّه (ت:
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
2 9 3هـ) أنه قال ( :من طعن ف الركة ،فقد طعن ف السنة ،ومن طعن
ف التوكل فقد طعن ف اليان ،والتوكل حال النب ،والكسب سنته ،فمن
بقى على حاله فل يتركن سنته ) ( . )2
وينفى الكيم الترمذى (ت3 2 0 :هـ) عن التوكل ،ما اشتهر عن
الصوفية ف الاضى والاضر من التواكل والبية ،فقال فيمن ترك الطلب ،
والسعى ف السباب ،وتواكل بجة أن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله ،
وقد ضمن اللّه الرزق ( :إن كانوا قعدوا ينبغى لم أن يقوموا وأن يطلبوا ،
ترزا من الطمع وفساد القلب ،فل يضيع حق الزوجة والولد ،برغم أن
أرزاقهم على اللّه ،فهذا تارك للسبيل والسنة ،لقوله تعال َ :وعَلَى
س َوتُهُ ّن بِالْ َمعْرُوف ِ [البقرة ، ) ( ) ]2 3 3 /وربا عب عبد
3
الْ َموْلُودِ لَهُ ِرزُْقهُ ّن وَكِ ْ
اللّه بن خفيف الشيازى (ت3 7 1 :هـ) عن ذلك بقوله ( :التوكل الكتفاء
بضمانه وإسقاط التهمة عن قضائه ) ( . )4
ــــــــــــــــــــ
.2قوت القلوب . 2 / 1 6 .1الرسالة . 1 / 4 1 8
.3آداب الريدين وبيان الكسب للحكيم الترمذى ص . 1 6 9 ، 1 6 8
.4سية الشيخ الكبي عبد اللّه بن خفيف ص 3 2 6وانظر طبقات الصوفية ص
= 465
ويظهر أبو طالب الكى (ت3 8 6 :هـ) من خلل استقصائه الشامل
للشواهد القرآنية والنبوية الت وردت ف التوكل ،كيف يطوا الراغبون ف
التوكل على ال ف درجات التوكل ،ومراحله على وجه التحديد ،وينصح
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
الريد أن يلتزم بثلث درجات ل يقلل من شأنا ول يأخذ بواحدة ويدع
الخرى :
الدرجة الول :توجه القلب إل اللّه على الدوام ،لعلمه أن اللّه على كل
شئ قدير ،وهو العطى الانع ،فالقدرة كلها له ،يكم ف خلقه بأمره ما شاء
كيف شاء ،أما السباب فهى مثل اللة بيد الصانع يقول الكى ( :أل ترى أنه
ل يقال الشفرة حذت النعل ول السوط ضرب العبد ،إنا يقال الذاء حذ
النعل ،وفلن ضرب عبده بالسوط ،وإن كانت هذه الواسط مباشرة للفعال
إل أنا آلة بيد صانعها ،وكذلك الليقة يباشرون السباب ف ظاهر العيان
واللّه من ورائهم ميط ،القادر الفاعل بلطائف القدرة وخفايا الشيئة ) ( . )1
الدرجة الثانية :توجه الوارح إل السباب ،فقد أثبت اللّه السباب
كأواسط لعان الكمة ف التصريف والتقليب ،وإيقاع الحكام على الحكوم
وعودة الثواب والعقاب على الرسوم ،من حيث كان التوكل قائما بأحكام
الشريعة ،ملتزما لتطلبات العلم ،إذ أمرنا بالسعى فيها ،فل يضر التصرف
ــــــــــــــــــــ
= وحلية الولياء 1 / 0ص 3 8 6وطبقات السبكى ، 2 / 1 5 4وقارن بي كلم
الصوفية السابق ورأى ابن عرب واتفاقه معهم على هذا العن القرآن للتوكل من خلل
الرجوع إل الفتوحات الكية 2 / 1 9 9وما بعدها .
.1قوت القلوب . 2 / 1 3
والتكسب ف العايش لن صح توكله على اللّه ،ول يقدح ف مقامه ول ينقص
من حاله ،قال اللّه تعال :وَ َج َع ْلنَا الّنهَا َر َمعَاشًا [النبأ ، ]1 1 /وقال تعال :
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
شكُرُونَ [العراف ، ]1 0 /وروى عن النب وَ َج َع ْلنَا َلكُمْ فِيهَا َمعَاِيشَ َقلِيل مَا تَ ْ
" :أحل ما أكل العبد ،من كسب يده ،وكل بيع مبور " ( ) ،وقد
1
كان الصانع بيده ،أحب إليهم من التاجر ،والتاجر أحب إليهم من البطال
ولن التوكل من شرط اليان ووصف السلم ،قال اللّه تعال ِ :إنْ ُكنْتُمْ
آ َمْنتُ ْم بِاللّهِ َفعََليْ ِه َتوَكّلُوا ِإنْ ُكْنتُ ْم مُسْلِمِي َ [يونس ، ]8 4 /فاشترط ف اليان به
والسلم له ،التوكل عليه ،فإن كان التوكل حال التصرف فيها قد دخل ف
السباب ،وهو ناظر إل السبب ف تصريفه ،معتمد عليه ،واثق فيما يقلبه
فيه موله ،عال بأن اللّه تعال قد أودع الشياء منافع خلقه ،وجعلها خزائن
حكمته ،ومفاتح رزقه ،ويكون أيضا متبعا للسنة تاركا للترفه والتنعم ،فهو
ف تكسبه وتصرفه أفضل من دخلت عليه العلل ف توكله فساكنها .
الدرجة الثالثة :التسليم والرضا التام با قضاه اللّه وقدره ،لن الستسلم
لقضاء اللّه وقدره ل يكون إل لنتيجة الفعل ،ول يأتى ف القدمة ،أى ف
مرحلة الخذ بالسباب ،فإن هذا القول يكون تعبيا عن الرحلة الخية
ــــــــــــــــــــ
.1الديث صحيح بعناه ،أخرجه أحد ف السند ( )1 6 8 1 4عن رافع بن خديج
ولفظه :قيل :يا رسول اللّه أي الكسب أطيب ؟ قال :عمل الرجل بيده ،وكل بيع
مبور ،وأخرجه ابن ماجة ف سننه ( ، )2 1 3 8وصححه اللبان ، 2 / 7 2 3
والاكم ف الستدرك ( . 2 / 1 3 )2 1 6 0
من التوكل بعد ظهور نتيجة الفعل ،وعلى ذلك يمل قولم :التوكل
الستسلم لريان القضاء ف الحكام ( ، )1وحال العبد وقتها حسن اليقي
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
وقوة الشاهدة وجيل الصب وحقيقة الرضا ،فسكنت القلوب واطمأنت النفوس
عند النوازل والبؤس ،وثبتوا ف البتلء ،لشهود البلى يدبر اللئق كيف
شاء فحصل لم مقام اليقي ،وحال من التوكل ،ونصيب من الرضا .
وياول السراج الطوسى (ت3 8 7 :هـ) أن يستند إل القرآن ف
تصنيف بعض آياته على نو يعل التوكل درجات للملتزمي به ،توكل العامة
متلف عن الاصة ،وخاصة الاصة فقال ( :التوكل مقام شريف ،قد أمر اللّه
تعال به وجعله مقرونا باليان ،لقوله تعال َ :وعَلَى اللّهِ فَ ْلَيَتوَكّلْ الْ ُمتَوَكّلُون
َ [إبراهيم ]1 2 /وقال ف موضع آخر َ :وعَلَى اللّهِ َف ْلَيتَوَكّ ْل الْ ُم ْؤ ِمنُون َ
[الائدة ]1 1 /فخص توكل التوكلي ،من توكل الؤمني ،ث ذكر توكل
سبُهُ ،ل يردهم خصوص الصوص فقال َ :ومَ ْن َيَتوَكّلْ عَلَى اللّهِ َف ُهوَ حَ ْ
إل شئ سواه ،كما قال لسيد الرسلي وإمام التوكلي َ :وَتوَكّ ْل عَلَى
خبِيًا [الفرقان/ ت َوسَبّ ْح ِبحَمْ ِد ِه وَ َكفَى بِ ِه بِ ُذنُوبِ ِعبَا ِدهِ َ
ح ّي الّذِي ل يَمُو ُ
الْ َ
. ) ( ) ]5 8
2
وهذا التقسيم السابق مع شوليته واستفائه العان والصول القرآنية ،إل أنه
يعد مفهوما متواضعا عند بعض الصوفية ،فهو عندهم توكل العامة ،إذ نظروا
إل التوكل نظرة غريبة ،يشع منها اللول والتاد بال أنعكست بسببه الفاهيم
ــــــــــــــــــــ
.1الرسالة . 1 / 4 2 1 ،4 2 3
.2اللمع ص . 7 8
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
فقالوا ( :التوكل ترك التوكل ،وهو أن يكون اللّه لم حيث كان لم ،إذ ل
يكونوا موجودين ) ( ، )1حيث يكون العبد ف هذه الدرجة مضمحل ل وجود
له ،ومن ث يسقط التوكل ،يقول الكاشان ( :التوكل أن ملكة الق للشياء
ملكة عزة ،ل يشاركه فيها مشارك ليكل شركته إليه ) ( . )2
**********************************
-3 4الثقـــــــــــــة
**********************************
الثقة :السكون بالشئ والعتماد عليه والطمئنان به ،كقول يعلى بن أمية
رضى ال عنه " :غزوت مع النب جيش العسرة ،فكان من أوثق أعمال ف
نفسي " ( . )3
والوثاق اسم لا يوثق به ،وأوثقته شددته ،قال تعال َ :حتّى إِذَا َأثْخَنتُمُوهُمْ
ب عَذَابَهُ أَ َح ٌد وَل
شدّوا اْل َوثَاقَ [ممد ، ]4 /وقال سبحانه َ :فَي ْومَئِ ٍذ ل ُيعَذّ ُ
فَ ُ
يُوثِ ُق َوثَاقَهُ أَحَدٌ [الفجر ، ]26:25 /وعن أب هريرة ،أن رسول اللّه
قال " :غفر لمرأة مومسة مرت بكلب على رأس رَ ِكيّ يلهث قال :كاد يقتله
ــــــــــــــــــــ
346 .1السابق ص ، 7 9وانظر التعرف ص 1 2 1وعوارف العارف ص
.2لطائف العلم ، 1 / 3 6 2وانظر معجم الكاشان ص ، 2 3 8وانظر للتوسع
ف معرفة التوكل على ال من الفهوم الصوف ،رسالة ماجستي بعنوان :مقام التوكل عند
صوفية القرني الثالث والرابع الجريي ،مكتبة كلية الداب جامعة القاهرة سنة
. 1988
المعجم الصوفى ـ المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
393
.3أخرجه البخارى ف كتاب الجارةبرقم ( . 4/519 )2266