Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 354

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪92‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر‬
‫المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس ال سره " الجزء الثاني‬
‫والتسعون دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان الطبعة الثالثة المصححة‬
‫‪‍ 1403‬ه‪ 1983 .‬م‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم ‪ 53‬باب * " )الدعاء عند شروع عمل في الساعات واليام‬
‫المنحوسة( " * * " )وما يدفع الفال والطيرة( " * ‪ - 1‬ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن‬
‫المنصوري‪ ،‬عن سهل بن يعقوب بن إسحاق الملقب بأبي نواس المؤدب‬
‫في المسجد المعلق في صفة سبيق بسر من رأى قال المنصوري‪ :‬وكان‬
‫يلقب بأبي نواس لنه كان يتخلع ويتطيب معي‪ ،‬ويظهر التشيع على الطيبة‬
‫فيأمن على نفسه‪ ،‬فلما سمع المام عليه السلم لقبني بأبي نواس قال‪ :‬يا‬
‫أبا السري أنت أبو نواس الحق‪ ،‬ومن تقدمك أبو نواس الباطل‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‬
‫له ذات يوم‪ :‬يا سيدي قد وقع لي اختيارات اليام عن سيدنا الصادق عليه‬
‫السلم مما حدثني به الحسن بن عبد ال بن مطهر‪ ،‬عن محمد بن سليمان‬
‫الديلمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سيدنا الصادق عليه السلم في كل شهر فأعرضه‬
‫عليك ؟ فقال لي‪ :‬افعل‪ .‬فلما عرضته عليه وصححته قلت له‪ :‬يا سيدي في‬
‫أكثر هذه اليام قواطع عن المقاصد‪ ،‬لما ذكر فيها من التحير والمخاوف‪،‬‬
‫فتدلني على الحتراز من المخاوف فيها‪ ،‬فانما تدعوني الضرورة إلى‬
‫التوجه في الحوائج فيها‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا سهل إن لشيعتنا بوليتنا لعصمة لو‬
‫سلكوا بها في لجة البحار الغامرة‪ ،‬وسباسب البيد الغائرة )‪ (1‬بين السباع‬
‫والذئاب‪ ،‬وأعادي الجن والنس‪ ،‬لمنوا من مخاوفهم‬

‫)‪ (1‬السباسب جمع سبسب وهو المفازة‪ ،‬أو الرض المستوية البعيدة والبيد جمع‬
‫البيداء‪.‬‬

‫]‪[2‬‬
‫بوليتهم لنا‪ ،‬فثق بال عزوجل‪ ،‬وأخلص في الولء لئمتك الطاهرين‪ ،‬وتوجه حيث‬
‫شئت‪ ،‬واقصد ما شئت إذا أصبحت وقلت ثلثا‪ " :‬أصبحت اللهم معتصما‬
‫بذمامك ]وجوارك[ المنيع الذي ل يطاول ول يحاول من ]شر[ كل طارق‬
‫وغاشم من سائر من خلقت‪ ،‬وما خلقت من خلقك الصامت والناطق‪ ،‬في‬
‫جنة من كل مخوف‪ ،‬بلباس سابغة هو ولء أهل بيت نبيك‪ ،‬محتجزا من كل‬
‫قاصد لي أذية بجدار حصين الخلص في العتراف بحقهم‪ ،‬والتمسك‬
‫بحبلهم جميعا موقنا أن الحق لهم ومعهم وفيهم‪ ،‬وبهم اوالي من والوا‪،‬‬
‫واجانب من جانبوا‪ ،‬فأعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقية يا عظيم‪،‬‬
‫حجزت العادي عني ببديع السموات والرض " إنا جعلنا من بين أيديهم‬
‫سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم ل يبصرون "‪ .‬وقلتها عشيا ثلثا‬
‫حصلت في حصن من مخاوفك‪ ،‬وأمن من محذورك‪ ،‬فإذا أردت التوجه في‬
‫يوم قد حذرت فيه‪ ،‬فقدم أمام توجهك الحمد ل رب العالمين والمعوذتين‪،‬‬
‫وآية الكرسي‪ ،‬وسورة القدر‪ ،‬وآخر آية في سورة آل عمران‪ ،‬وقل‪ :‬اللهم‬
‫بك يصول الصائل‪ ،‬وبقدرتك يطول الطائل‪ ،‬ول حول لكل ذي حول إل بك‪،‬‬
‫ول قوة يمتازها ذو قوة إل منك‪ ،‬بصفوتك من خلقك‪ ،‬وخيرتك من بريتك‪،‬‬
‫محمد نبيك‪ ،‬وعترته وسللته‪ ،‬عليه وعليهم السلم‪ ،‬صل عليهم واكفني‬
‫شر هذا اليوم وضرره‪ ،‬وارزقني خيره ويمنه‪ ،‬واقض لي في متصرفاتي‬
‫بحسن العاقبة‪ ،‬وبلوغ المحبة‪ ،‬والظفر بالمنية‪ ،‬وكفاية الطاغية الغوية‪،‬‬
‫وكل ذي قدرة لي على أذية حتى أكون في جنة وعصمة من كل بلء‬
‫ونقمة‪ ،‬وأبدلني من المخاوف أمنا‪ ،‬ومن العوائق فيه يسرا‪ ،‬وحتى ل‬
‫يصدني صاد عن المراد‪ ،‬ول يحل بي طارق من أذى العباد‪ ،‬إنك على كل‬
‫شئ قدير‪ ،‬والمور إليك تصير‪ ،‬يا من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير‬
‫)‪ - 2 .(1‬مكا‪ :‬في الفال والطيرة‪ :‬في الحديث أن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫كان يحب الفال‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ 283‬وقد مر الحديث مشروحا في ج ‪ 59‬ص ‪27‬‬


‫فراجع‪.‬‬

‫]‪[3‬‬

‫الحسن‪ ،‬ويكره الطيرة‪ ،‬وكان عليه السلم يأمر من رأى شيئا يكرهه ويتطير منه أن‬
‫يقول‪ " :‬اللهم ل يؤتي الخير إل أنت‪ ،‬ول يدفع السيئات إل أنت‪ ،‬ول حول‬
‫ول قوة إل بك " )‪ - 3 .(1‬مكا‪ :‬ما يقال إذا اضطر النسان إلى التوجه في‬
‫أحد اليام التي نهي عن السعي فيها في دبر كل فريضة‪ ،‬وهو من أدعية‬
‫الفرج‪ :‬ل حول ول قوة إل بال‪ ،‬احل بها كل عقدة‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال‬
‫أجلو بها كل ظلمة‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال‪ ،‬أفتح بها كل باب‪ ،‬ل حول ول‬
‫قوة إل بال‪ ،‬أستعين بها على كل شدة ومصيبة‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال‬
‫أعتصم بها من كل محذور احاذره‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال أستوجب بها‬
‫العفو والعافية والرضا من ال‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال‪ ،‬تفرق أعداء ال‪،‬‬
‫وغلبت حجة ال‪ ،‬وبقي وجه ال‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال‪ ،‬اللهم رب‬
‫الرواح الفانية‪ ،‬ورب الجساد البالية‪ ،‬ورب الشعور المتمعطة‪ ،‬والجلود‬
‫الممزقة‪ ،‬ورب العظام النخرة‪ ،‬ورب الساء القائمة‪ ،‬أسئلك يا رب أن تصلي‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وعلى أهل بيته الطاهرين وافعل بي ذلك‪ ....‬بخفي‬
‫لطفك يا ذا الجلل والكرام آمين آمين )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .403‬مكارم الخلق ص ‪.558‬‬

‫]‪[4‬‬

‫‪) - 54‬باب( * " )ما يجوز من النشرة والتميمة والرقية )‪ (1‬والعوذة وما( " * *‬
‫" )ل يجوز وآداب حمل العوذات واستعمالها( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬إبراهيم بن‬
‫مأمون‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير‪ ،‬عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل بأس بالرقى من العين والحمي والضرس‬
‫وكل ذات هامة لها حمة )‪ (2‬إذا علم الرجل ما يقول‪ ،‬ل يدخل في رقيته‬
‫وعوذته شيئا ل يعرفه )‪ - 2 .(3‬طب‪ :‬محمد بن زيد بن سليم الكوفي‪ ،‬عن‬
‫النضر‪ ،‬عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬سألته عن‬
‫رقية العقرب والحية والنشرة ورقية المجنون والمسحور الذي يعذب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫يا ابن سنان ل بأس بالرقية والعوذة والنشر إذا كانت من القرآن‪ ،‬ومن لم‬
‫يشفه القرآن فل شفاه ال‪ ،‬وهل شئ أبلغ في هذه الشياء من القرآن أليس‬
‫ال يقول " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " )‪ (4‬أليس‬
‫يقول تعالى ذكره وجعل ثناؤه " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته‬
‫خاشعا متصدعا من خشية ال " )‪ (5‬سلونا نعلمكم ونوقفكم على قوارع‬
‫القرآن لكل داء )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬يقال‪ :‬رقاه يرقيه رقيا ورقية‪ :‬عوذه ونفث في عوذته‪ ،‬وربما عدى بعلى فقيل‬
‫رقى عليه‪ ،‬تضمينا له لمعنى قرأ ونفث‪ ،‬والرقية بالضم كاللقمة‪ :‬العوذة‬
‫والجمع رقى بالضم كهدى‪ ،‬والتميمة‪ :‬عوذة تعلق على الصبيان مخافة‬
‫العين‪ ،‬ومنه قوله عليه السلم‪ :‬من علق تميمة فل أتم ال له‪ ،‬ويقال‬
‫التميمة في الحديث الخزرة‪ (2) .‬الهامة ماله سم كالحية‪ ،‬والحمة كثبة‪:‬‬
‫البرة يضرب بها الزنبور والحية ونحو ذلك أو يلدغ بها‪ (3) .‬طب‬
‫الئمة‪ (4) .48 :‬أسرى‪ (5) .82 :‬الحشر‪ (6) .21 :‬طب الئمة ص ‪.48‬‬
‫]‪[5‬‬

‫‪ - 3‬طب‪ :‬أحمد بن محمد بن مسلم قال‪ :‬سألت أبا جعفر محمد الباقر عليه السلم‪:‬‬
‫أيتعوذ بشئ من هذه الرقى ؟ قال‪ :‬ل إل من القرآن‪ ،‬فان عليا عليه السلم‬
‫كان يقول‪ :‬إن كثيرا من الرقى والتمائم من الشراك )‪ - 4 .(1‬طب‪ :‬جعفر‬
‫بن عبد ال بن ميمون السعدي‪ ،‬عن النضر بن يزيد‪ ،‬عن القاسم قال‪ :‬أبو‬
‫عبد ال الصادق عليه السلم‪ :‬إن كثيرا من التمائم شرك )‪ - 5 .(2‬طب‪:‬‬
‫إسحاق بن يوسف‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن زرارة بن أعين‬
‫قال‪ :‬سألت أبا جعفر الباقر عليه السلم عن المريض هل يعلق عليه تعويذ‬
‫أو شئ من القرآن ؟ فقال‪ :‬نعم ل بأس به‪ ،‬إن قوارع القرآن تنفع‬
‫فاستعملوها )‪ - 6 .(3‬طب‪ :‬إسحاق بن يوسف‪ ،‬عن فضالة بن عثمان‪ ،‬عن‬
‫إسحاق بن عمار عن أبي عبد ال الصادق عليه السلم في الرجل يكون به‬
‫العلة فيكتب له القرآن فيعلق عليه أو يكتب له فيغسله ويشربه ؟ فقال‪ :‬ل‬
‫بأس به كله )‪ - 7 .(4‬طب‪ :‬علن بن محمد‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن منصور بن‬
‫حازم‪ ،‬عن عنبسة بن مصعب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ل بأس‬
‫بالتعويذ أن يكون للصبي والمرأة )‪ - 8 .(5‬طب‪ :‬عمر بن عبد ال بن عمر‬
‫التميمي‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن شعيب العقرقوفي‪ ،‬عن الحلبي قال‪:‬‬
‫سألت جعفر بن محمد عليهما السلم فقلت‪ :‬يا ابن رسول ال هل نعلق‬
‫شيئا من القرآن والرقى على صبياننا ونسائنا ؟ فقال‪ :‬نعم إذا كان في أديم‬
‫تلبسه الحائض وإذا لم يكن في أديم لم تلبسه المرأة )‪ - 9 .(6‬طب‪ :‬شعيب‬
‫بن زريق‪ ،‬عن فضالة والقاسم معا‪ ،‬عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن‬
‫بن أبي عبد ال وهو ابن سالم قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن‬
‫المريض هل يعلق عليه شئ من القرآن أو التعويذ ؟ قال‪ :‬ل بأس‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫ربما أصابتنا الجنابة قال‪ :‬إن المؤمن ليس بنجس‪ ،‬ولكن المرأة ل تلبسه‬
‫إذا لم يكن في أديم وأما الرجل والصبي فل بأس )‪.(7‬‬

‫)‪ (3 - 1‬طب الئمة ص ‪ (7 - 4) .48‬طب الئمة ص ‪.49‬‬

‫]‪[6‬‬

‫‪ - 10‬ل‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني عن‬
‫الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم أن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬ل رقى‬
‫إل في ثلثة‪ :‬في حمة أو عين أو دم ل يرقأ )‪ - 11 .(1‬ل‪ :‬العجلي‪ ،‬عن ابن‬
‫زكريا‪ ،‬عن ابن حبيب‪ ،‬عن ابن بهلول‪ ،‬عن أبيه عن الحسين بن مصعب‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يكره النفخ في الرقى والطعام وموضع‬
‫السجود )‪ - 12 .(2‬ب‪ :‬ابن طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬أصاب رجل لرجل بالعين فذكر ذلك لرسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬التمسوا له من يرقيه )‬
‫‪ - 13 .(3‬ب‪ :‬علي عن أخيه عليه السلم قال‪ :‬سألته عن المريض يكوى‬
‫أو يسترقى ؟ قال‪ :‬ل بأس إذا استرقى بما يعرفه )‪) * 55 .(4‬باب( * * "‬
‫)العوذات الجامعة لجميع المراض والوجاع( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬محمد بن‬
‫كثير الدمشقي‪ ،‬عن الحسين بن علي بن يقطين‪ ،‬عن الرضا عليه السلم‬
‫قال‪ :‬أخذت هذه العوذة من الرضا وذكر أنها جامعة مانعة وهي حرز وأمان‬
‫من كل داء وخوف‪ .‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬بسم ال اخسؤا فيها ول‬
‫تكلمون أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا أو غير تقي‪ ،‬أخذت بسمع ال‬
‫وبصره على أسماعكم‪ ،‬وأبصاركم وبقوة ال على قوتكم‪ ،‬ل سلطان لكم‬
‫على فلن بن فلن‪ ،‬ول على ذريته‪ ،‬ول‬

‫)‪ (2 - 1‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .76‬قرب السناد ص ‪ (4) .70‬قرب السناد ص‬


‫‪.128‬‬

‫]‪[7‬‬

‫على ماله‪ ،‬ول على أهل بيته‪ ،‬سترت بينكم وبينه بستر النبوة التي استتروا بها من‬
‫سطوات الفراعنة‪ ،‬جبرئيل عن أيمانكم‪ ،‬وميكائيل عن يساركم‪ ،‬ومحمد‬
‫صلى ال عليه وآله وأهل بيته أمامكم‪ ،‬وال تعالى مظل عليكم‪ ،‬يمنعه ال‬
‫وذريته وماله وأهل بيته منكم ومن الشياطين‪ ،‬ما شاء ال ل حول ول قوة‬
‫إل بال العلي العظيم‪ ،‬اللهم إنه ل يبلغ حلمه أناتك ول يبلغه مجهود نفسه‪،‬‬
‫فعليك توكلت وأنت نعم المولى ونعم النصير حرسك ال وذريتك يا فلن بما‬
‫حرس ال به أولياءه وصلى ال على محمد وأهل بيته‪ .‬وتكتب آية الكرسي‬
‫إل قوله وهو العلي العظيم ثم تكتب ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪،‬‬
‫ول ملجأ من ال إل إليه‪ ،‬حسبنا ال ونعم الوكيل دل سام في رأس‬
‫السهباطا لسلسبيلنيها )‪ - 2 .(1‬طب‪ :‬أحمد بن زياد‪ ،‬عن فضالة بن أيوب‪،‬‬
‫عن إسماعيل بن زياد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله إذا أصابه كسل أو صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب‬
‫والمعوذتين ثم يمسح بهما وجهه‪ ،‬فيذهب عنه ما كان يجد )‪ .(2‬مكا‪ :‬عن‬
‫الرضا عليه السلم مثله‪ ،‬وزاد فيه‪ :‬قل هو ال أحد )‪ - 3 .(3‬طب‪ :‬محمد‬
‫بن جعفر البرسي‪ ،‬عن محمد بن يحيى الرمني‪ ،‬عن محمد ابن سنان‪ ،‬عن‬
‫سلمة بن محرز قال‪ :‬سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلم يقول‪ :‬كل من لم‬
‫يبرئه سورة الحمد وقل هو ال أحد‪ ،‬لم يبرئه شئ‪ ،‬وكل علة تبرئها هاتين‬
‫السورتين )‪ - 4 .(4‬طب‪ :‬محمد بن إبراهيم السراج‪ ،‬عن فضالة والقاسم‬
‫جميعا‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر الباقر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬إذا اشتكى أحدكم شيئا فليقل‬
‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ ،40‬وفيه‪ " :‬في رأس للسماطا " وقد مر مثله نقل من كتاب‬
‫مهج الدعوات راجع ج ‪ 94‬ص ‪ (2) .345‬طب الئمة ص ‪ (3) .39‬مكارم‬
‫الخلق ص ‪ (4) .421‬طب الئمة ص ‪.39‬‬

‫]‪[8‬‬

‫بسم ال وبال‪ ،‬وصلى ال على رسول ال وأهل بيته‪ ،‬وأعوذ بعزة ال وقدرته على‬
‫ما يشاء من شر ما أجد )‪ - 5 .(1‬طب‪ :‬محمد بن حامد‪ ،‬عن خلف بن‬
‫حماد‪ ،‬عن خالد العبسي قال‪ :‬علمني علي بن موسى عليه السلم هذه‬
‫العوذة وقال‪ :‬علمها إخوانك من المؤمنين فانها لكل ألم وهي " اعيذ نفسي‬
‫برب الرض ورب السماء‪ ،‬اعيد نفسي بالذي ل يضر مع اسمه داء‪ ،‬اعيد‬
‫نفسي بالذي اسمه بركة وشفاء " )‪ - 6 .(2‬طب‪ :‬محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن خالد‪ ،‬عن سعدان بن مسلم‪ ،‬عن سعد المزني قال‪ :‬أمل علينا أبو‬
‫عبد ال الصادق عليه السلم العوذة التي تسمى الجامعة‪ :‬بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم‪ ،‬بسم ال الذي ل يضر مع اسمه شئ في الرض ول في السماء‪،‬‬
‫اللهم إني أسئلك باسمك الطاهر الطهر المطهر المقدس السلم المؤمن‬
‫المهيمن المبارك الذي من سألك به أعطيته‪ ،‬ومن دعاك به أجبته أن تصلي‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تعافيني مما أجد في سمعي وبصري وفي يدي‬
‫ورجلي وفي شعري وبشري وفي بطني إنك لما تشاء وأنت على كل شئ‬
‫قدير )‪ - 7 .(3‬طب‪ :‬إسحاق بن حسان العارف )‪ (4‬عن الحسين بن‬
‫محبوب‪ ،‬عن جميل ابن صالح‪ ،‬عن ذريح المحاربي قال‪ :‬دخلت على أبي‬
‫عبد ال وهو يعوذ ابنا له صغيرا وهو يقول‪ :‬بسم ال أعزم عليك يا وجع‬
‫ويا ريح كائنا ما كانت بالعزيمة التي عزم بها رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله وعلي بن أبي طالب عليه السلم على جن وادي الصبرة‪ ،‬فأجابوا‬
‫وأطاعوا لما أجبت وأطعت‪ ،‬وخرجت عن ابن فلن بن فلنة‪ ،‬الساعة‬
‫الساعة حتى قالها‪ :‬ثلث مرات )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ 39‬و ‪ (2) .40‬طب الئمة ص ‪ (3) .41‬طب الئمة ص ‪) .74‬‬
‫‪ (4‬العلف خ‪ ،‬وفى المصدر المطبوع " العلف العارف "‪ (5) .‬طب‬
‫الئمة ص ‪.91‬‬

‫]‪[9‬‬

‫‪ - 8‬طب‪ :‬الحسن بن الحسين الدامغاني‪ ،‬عن الحسن بن علي بن فضال‪ ،‬عن إبراهيم‬
‫بن أبي البلد يرفعه إلى موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلم قال‪ :‬شكى‬
‫إليه عامل المدينة تواتر الوجع على ابنه قال‪ :‬تكتب له هذه العودة في رق‬
‫وتصير في قصبة فضة‪ ،‬وتعلق على الصبي‪ ،‬يدفع ال عنه بها كل علة‪:‬‬
‫بسم ال أعوذ بوجهك العظيم‪ ،‬وعزتك التي ل ترام‪ ،‬وقدرتك التي ل يمتنع‬
‫منها شئ‪ ،‬من شر ما أخاف في الليل والنهار‪ ،‬ومن شر الوجاع كلها‪،‬‬
‫ومن الشر الدنيا والخرة‪ ،‬ومن كل سقم أو وجع أو هم أو مرض أو بلء‬
‫أو بلية أو مما علم ال أنه خلقني له‪ ،‬ولم أعلمه من نفسي‪ ،‬وأعذني يا رب‬
‫من شر ذلك كله في ليلي حتى اصبح‪ ،‬وفي نهاري حتى امسي وبكلمات ال‬
‫التامات التي ل يجاوزهن بر ول فاجر ومن شر ما ينزل من السماء وما‬
‫يعرج فيها‪ ،‬وما يلج في الرض وما يخرج منها‪ ،‬وسلم على المرسلين‪،‬‬
‫والحمد ل رب العالمين‪ .‬أسئلك يا رب بما سألك به محمد صلوات ال عليه‬
‫وعلى أهل بيته‪ ،‬حسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش‬
‫العظيم‪ ،‬اختم على ذلك منك يا بر يا رحيم باسمك اللهم الواحد الحد الصمد‬
‫صلى ال على محمد وآل محمد وادفع عني سوء ما أجد بقدرتك )‪- 9 .(1‬‬
‫طب‪ :‬حكيم بن محمد بن مسلم‪ ،‬عن الحسن بن علي بن يقطين‪ ،‬عن يونس‬
‫عن ابن سنان‪ ،‬عن حفص بن عبد الحميد‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر محمد بن علي عليهما السلم أنه اشتكى بعض ولده فدنا منه فقبله‬
‫ثم قال‪ :‬يا بني كيف تجدك قال‪ :‬أجدني وجعا قال‪ :‬قل إذا صليت الظهر‪ :‬يا‬
‫ال يا ال يا ال عشر مرات‪ ،‬فانه ل يقولها مكروب إل قال الرب تبارك‬
‫وتعالى‪ :‬لبيك عبدي ما حاجتك ؟ وعن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال‪:‬‬
‫دعاء المكروب في الليل‪ :‬يا منزل الشفاء بالليل والنهار‪ ،‬ومذهب الداء‬
‫بالليل والنهار‪ ،‬أنزل على ما شفائك شفاء لكل ما بي من الداء )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .92‬طب الئمة ص ‪.121‬‬

‫]‪[10‬‬

‫‪ - 10‬طب‪ :‬القاسم بن بهرام‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن الحسين‬
‫ابن الحسن الخراساني وكان من الخيار قال‪ :‬حضرت أبا عبد ال الصادق‬
‫عليه السلم مع جماعة من إخواني من الحجاج أيام أبي الدوانيق‪ ،‬فسئل‬
‫عن دعاء المكروب‪ ،‬فقال‪ :‬دعاء المكروب إذا صلى صلة الليل يضع يده‬
‫على موضع سجوده‪ ،‬وليقل‪ :‬بسم ال بسم ال محمد رسول ال علي إمام‬
‫ال في أرضه على جميع عباده‪ ،‬اشفني يا شافي ل شفاء إل شفاؤك‪ ،‬شفاء‬
‫ل يغادر سقما من كل داء وسقم‪ .‬قال الخراساني‪ :‬ل أدرى أنه قال‪ :‬يقولها‪:‬‬
‫ثلث مرات أو سبع مرات‪ .‬وعنه عليه السلم أنه قال‪ :‬دعاء المكروب‬
‫الملهوف ومن قد أعيته الحيلة وأصابته بلية " ل إله إل أنت سبحانك إني‬
‫كنت من الظالمين " يقولها ليلة الجمعة إذا فرغ من الصلة المكتوبة من‬
‫العشاء الخرة‪ ،‬وقال‪ :‬أخذته عن أبي جعفر محمد الباقر عليه السلم قال‪:‬‬
‫أخذته عن علي بن الحسين ذي الثفنات قال‪ :‬أخذه عن الحسين بن علي‪،‬‬
‫قال‪ :‬أخذه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم أخذه عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله أخذه عن جبرئيل صلوات ال عليهم‬
‫أجمعين أخذه جبرئيل عن ال عزوجل )‪ - 11 .(1‬طب‪ :‬علي بن مهران بن‬
‫الوليد العسكري‪ ،‬عن محمد بن سالم‪ ،‬عن الرقط وهو ابن اخت أبي عبد‬
‫ال الصادق عليه السلم قال‪ :‬مرضت مرضا شديدا وأرسلت امي إلى خالي‬
‫فجاء وامي خارجة في باب البيت‪ ،‬وهي ام سلمة بنت محمد بن علي وهي‬
‫تقول‪ :‬واشباباه‪ ،‬فرآها خالي فقال‪ :‬ضمي عليك ثيابك‪ ،‬ثم ارقي فوق البيت‪،‬‬
‫ثم اكشفي قناعك حتى تبرزي شعرك إلى السماء‪ ،‬ثم قولي‪ " :‬رب أنت‬
‫أعطيتنيه وأنت وهبته لي اللهم فاجعل هبتك اليوم جديدة إنك قادر مقتدر "‬
‫ثم اسجدي فانك ل ترفعين رأسك حتى يبرأ ابنك‪ ،‬فسمعت ذلك وفعلته‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقمت من ساعتي فخرجت مع خالي إلى المسجد )‪ - 12 .(2‬طب‪ :‬محمد بن‬
‫عبد ال بن زيد‪ ،‬عن محمد بن بكر الزدي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫وأوصى أصحابه وأولياءه‪ :‬من كان به علة فليأخذ قلة جديدة‪ ،‬وليجعل‬

‫)‪ (2 - 1‬طب الئمة ص ‪.122‬‬

‫]‪[11‬‬

‫فيها الماء‪ ،‬وليستقي الماء بنفسه‪ ،‬وليقرأ على الماء سورة إنا أنزلناه على الترتيل‬
‫ثلثين مرة ثم ليشرب من ذلك الماء‪ ،‬وليتوضأ وليمسح به وكلما نقص زاد‬
‫فيه فانه ل يظهر ذلك ثلثة أيام إل يعافيه ال تعالى من ذلك الداء )‪13 .(1‬‬
‫‪ -‬طب‪ :‬عبد الوهاب بن محمد المقري‪ ،‬عن أبي زكريا يحيى بن أبي ‪-‬‬
‫زكريا‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم‪ ،‬عن شريف بن سابق التفليسي‪ ،‬عن الفضل‬
‫بن أبي قرة‪ ،‬عن أبي عبد ال الصادق عليه السلم قال‪ :‬هذه عوذه لمن‬
‫ابتلى ببلء من هذه البليا الفادحة )‪ ،(2‬مثل الكلة وغيرها‪ ،‬تضع على‬
‫يدك على رأس صاحب البلء ثم تقول‪ " :‬بسم ال وبال‪ ،‬ومن ال‪ ،‬وإلى‬
‫ال‪ ،‬وما شاء ال‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال إبراهيم خليل ال‪ ،‬وموسى‬
‫كليم ال‪ ،‬نوح نجي ال‪ ،‬عيسى روح ال‪ ،‬محمد رسول ال صلوات ال‬
‫عليهم أجمعين من كل بلء فادح‪ ،‬وأمر فاجع‪ ،‬وكل ريح وأرواح وأوجاع‪،‬‬
‫قسم من ال‪ ،‬وعزائم منه لفلن بن فلنة ل يقربه الكلة وغيره‪ ،‬واعيذه‬
‫بكلمات ال التامات التي سأل بها آدم عليه السلم ربه فتاب عليه إنه هو‬
‫التواب الرحيم أل إنها حرز أيتها الجاع والرواح لصاحبه باذن ال بعون‬
‫ال‪ ،‬بقدرة ال‪ ،‬أل له الخلق والمر تبارك ال رب العالمين "‪ .‬ثم تقرأ ام‬
‫الكتاب وآية الكرسي وعشر آيات من سورة يس‪ ،‬وتسأله بحق محمد وآل‬
‫محمد الشفاء‪ ،‬فانه يبرأ من كل داء باذن ال تعالى )‪ - 14 .(3‬شى‪ :‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪:‬‬
‫قال النبي صلى ال عليه وآله وقد فقد رجل فقال‪ :‬ما أبطأ بك عنا ؟ فقال‪:‬‬
‫السقم والعيال‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ 123‬وصدر السند فيه هكذا‪ :‬محمد بن يوسف المؤذن مؤذن‬
‫مسجد سر من رأى قال‪ :‬حدثنا محمد بن عبد ال بن زيد الخ‪ (2) .‬الفادح‪:‬‬
‫الثقيل الذى يبهظ حامله‪ ،‬والكلة‪ :‬داء في العضو يأتكل منه يقال له‬
‫بالفارسية خوره‪ (3) .‬طب الئمة ص ‪.124‬‬

‫]‪[12‬‬

‫فقال‪ :‬أل اعلمك بكلمات تدعو بهن‪ ،‬يذهب ال عنك السقم‪ ،‬وينفي عنك الفقر ؟‬
‫تقول‪ " :‬ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم توكلت على الحي الذي ل‬
‫يموت الحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك‪ ،‬ولم يكن له‬
‫ولي من الذل وكبره تكبيرا )‪ .(1‬جا‪ :‬المراغي‪ ،‬عن الحسن بن علي‬
‫البرقي‪ ،‬عن جعفر بن مروان‪ ،‬عن أبيه عن أحمد بن عيسى‪ ،‬عن الصادق‪،‬‬
‫عن أبيه عليهما السلم مثله‪ ،‬وفيه فقال‪ :‬السقم والفقر وليس فيه‪ :‬العلي‬
‫العظيم )‪ - 15 .(2‬مكا‪ :‬التهليل من القرآن يستشفى به من سائر المراض‪:‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬وإلهكم إله واحد ل إله إل هو الرحمن الرحيم ال‬
‫ل إله إل هو الحي القيوم ل تأخذه سنة ول نوم ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬وهو العلي‬
‫العظيم )‪ .(3‬بسم ال الرحمن الرحيم الم ال ل إله إل هو الحي القيوم‪ ،‬هو‬
‫الذي يصوركم في الرحام كيف يشاء ل إله إل هو العزيز الحكيم‪ ،‬شهد ال‬
‫أنه ل إله إل هو ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬سريع الحساب )‪ .(4‬وإذا حييتم بتحية فحيوا‬
‫بأحسن منها أو ردوها إن ال كان على كل شي حسيبا‪ ،‬ال ل إله إل هو‬
‫ليجمعنكم إلى يوم القيامة ل ريب فيه ومن أصدق من ال حديثا )‪ .(5‬ذلكم‬
‫ال ربكم ل إله إل هو خالق كل شي فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل اتبع‬
‫ما اوحي إليك من ربك ل إله إل هو وأعرض عن المشركين )‪ .(6‬قل يا‬
‫أيها الناس إني رسول ال إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والرض‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ 320‬في آية السراء‪ (2) .111 :‬أمالى المفيد ص‬
‫‪ (3) .142‬البقرة‪ 158 :‬و ‪ (4) .256‬آل عمران‪ 1 :‬و ‪ 4‬و ‪ 16‬و ‪) .17‬‬
‫‪ (5‬النساء‪ 88 :‬و ‪ (6) .89‬النعام‪ 102 :‬و ‪.106‬‬

‫]‪[13‬‬
‫ل إله إل هو يحيي ويميت فآمنوا بال ورسوله النبي المي الذي يؤمن بال وكلماته‬
‫واتبعوه لعلكم تهتدون )‪ .(1‬وما امروا إل ليعبدوا إلها واحدا ل إله إل هو‬
‫سبحانه عما يشركون فان تولوا فقل حسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت‬
‫وهو رب العرش العظيم )‪ .(2‬حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه ل إله إل‬
‫الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين )‪ .(3‬فان لم يستجيبوا لكم‬
‫فاعلموا أنما انزل بعلم ال وأن ل إله إل هو فهل أنتم مسلمون )‪ .(4‬قل هو‬
‫ربي ل إله إل هو عليه توكلت وإليه متاب )‪ .(5‬ينزل الملئكة بالروح من‬
‫أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه ل إله إل أنا فاتقون )‪ .(6‬وإن‬
‫تجهر بالقول فانه يعلم السر وأخفى ال ل إله إل هو له السماء الحسنى‬
‫إنك بالواد المقدس طوى‪ ،‬وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا ال ل إله‬
‫إل أنا فاعبدني وأقم الصلة لذكري إن الساعة آتية أكاد اخفيها لتجزى كل‬
‫نفس بما تسعى إنما إلهكم ال الذي ل إله إل هو وسع كل شئ علما )‪.(7‬‬
‫وما أرسلنا من قبلك من رسول إل يوحى إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون وذا‬
‫النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن ل إله‬
‫إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )‪ .(8‬فتعالى ال الملك الحق ل إله‬
‫إل هو رب العرش الكريم )‪.(9‬‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .158 :‬براءة‪ 31 :‬و ‪ (3) .129‬يونس‪ (4) .90 :‬هود‪(5) .14 :‬‬
‫الرعد‪ (6) .29 :‬النحل‪ (7) .2 :‬طه‪ 6 :‬و ‪ 7‬و ‪(8) .98 ،15 - 12‬‬
‫النبياء‪ 25 :‬و ‪ (9) .87‬المؤمنون‪.117 :‬‬

‫]‪[14‬‬

‫ويعلم ما تخفون وما تعلنون ال ل إله إل هو رب العرش العظيم )‪ .(1‬وهو ال ل‬


‫إله إل هو وله الحمد في الولى والخرة وله الحكم وإليه ترجعون )‪ .(2‬يا‬
‫أيها الناس اذكروا نعمة ال عليكم هل من خالق غير ال يرزقكم من‬
‫السماء والرض ل إله إل هو فأنى تؤفكون )‪ .(3‬إنا كذلك نفعل بالمجرمين‬
‫إنهم كانوا إذا قيل لهم ل إله إل ال يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا‬
‫لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين )‪ (4‬غافر الذنب وقابل‬
‫التوب شديد العقاب‪ ،‬ذي الطول ل إله إل هو إليه المصير ذلكم ال ربكم‬
‫خالق كل شئ ل إله إل هو فأنى تؤفكون هو الحي ل إله هو فادعوه‬
‫مخلصين له الدين الحمد ل رب العالمين )‪ .(5‬رب السموات والرض وما‬
‫بينهما إن كنتم موقنين ل إله إل هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الولين‬
‫)‪ .(6‬فأنى لهم إذا جائتهم ذكريهم فاعلم أن ل إله إل هو واستغفر لذنبك‬
‫وللمؤمنين والمؤمنات وال يعلم متقلبكم ومثويكم )‪ .(7‬لو أنزلنا هذا‬
‫القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال‪ ،‬وتلك المثال‬
‫نضربها للناس لعلهم يتفكرون إلى آخر السورة )‪ .(8‬فانما على رسولنا‬
‫البلغ المبين ال ل إله إل هو وعلى ال فليتوكل المؤمنون )‪ .(9‬رب‬
‫المشرق والمغرب ل إله إل هو فاتخذه وكيل )‪.(10‬‬

‫)‪ (1‬النمل‪ 25 :‬و ‪ (2) .26‬القصص‪ (3) .71 :‬فاطر‪ (4) .3 :‬الصافات‪.37 - 33 :‬‬
‫)‪ (5‬المؤمن‪ 3 :‬و ‪ 63‬و ‪ (6) .65‬الدخان‪ 6 :‬و ‪ (7) .7‬القتال‪ 20 :‬و ‪.21‬‬
‫)‪ (8‬الحشر‪ (9) .21 :‬التغابن‪ 12 :‬و ‪ (10) .13‬مكارم الخلق‪- 421 :‬‬
‫‪ ،424‬والية في المزمل‪.9 :‬‬

‫]‪[15‬‬

‫‪ - 16‬مكا‪ :‬للشفاء من كل داء‪ ،‬روي عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال‪:‬‬
‫علمني جبرئيل دواء ل يحتاج معه إلى دواء‪ ،‬فقيل‪ :‬يا رسول ال ما ذلك‬
‫الدواء ؟ قال‪ :‬يؤخذ ماء المطر قبل أن ينزل إلى الرض‪ ،‬ثم يجعل في إناء‬
‫نظيف ويقرأ عليه الحمد ل إلى آخرها سبعين مرة‪ ،‬ثم يشرب منه قدحا‬
‫بالغداة‪ ،‬وقدحا بالعشي‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله أجمعين‪ :‬والذي‬
‫بعثني بالحق لينزعن ال ذلك الداء من بدنه وعظامه ومخخه وعروقه )‬
‫‪ .(1‬ومثله يؤخذ سبع حبات شونيز )‪ (2‬وسبع حبات عدس وشئ من طين‬
‫قبر الحسين عليه السلم‪ ،‬وسبع قطرات عسل‪ ،‬ويجعل في ماء أو دهن‪،‬‬
‫ويقرأ عليه فاتحة الكتاب والمعوذتين‪ ،‬وقل هو ال أحد‪ ،‬وآية الكرسي ]ال‬
‫ل إله إل هو الحى القيوم ل تأخذه سنة ول نوم له ما في السموات وما في‬
‫الرض من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ول‬
‫يحيطون بشئ من علمه إل بما شاء وسع كرسيه السموات الخ[ وأول‬
‫الحديد إلى قوله ترجع المور‪ ،‬وآخر الحشر‪ .‬قال أبو جعفر عليه السلم‪:‬‬
‫قال ال تبارك وتعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين "‬
‫)‪ (3‬وقال ال عزوجل " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانها فيه‬
‫شفاء للناس " )‪ (4‬وقال النبي صلى ال عليه وآله الحبة السوداء شفاء‬
‫من كل داء إل السام‪ ،‬ونحن نقول‪ :‬بظهر الكوفة قبر ل يلوذ به ذو عاهة إل‬
‫شفاه ال تعالى )‪ .(5‬دعاء المريض لنفسه‪ :‬يستحب للمريض أن يقوله‬
‫ويكرره‪ :‬ل إله إل ال يحيي ويميت وهو حي‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ 444 :‬وزاد فيه‪ :‬وقل هو ال أحد والمعوذتين سبعين مرة‪(2) .‬‬
‫الشونيز‪ :‬الحبة السوداء‪ (3) .‬أسرى‪ (4) .84 :‬النحل‪ (5) .71 :‬مكارم‬
‫الخلق ص ‪.444‬‬
‫]‪[16‬‬

‫ل يموت‪ ،‬سبحان ال رب العباد والبلد‪ ،‬والحمد ل حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على‬
‫كل حال‪ .‬وال أكبر كبيرا كبرياء ربنا وجلله وقدرته بكل مكان اللهم إن‬
‫كنت أمرضتني لقبض روحي في مرضي هذا‪ ،‬فاجعل روحي في أرواح من‬
‫سبقت لهم منك الحسنى وباعدني من النار كما باعدت أولياءك الذين سبقت‬
‫لهم منك الحسنى )‪ .(1‬دعاء يدعا به للمريض‪ :‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬تضع على يدك على رأس المريض ثم تقول‪ :‬بسم ال وبال‬
‫ومن ال وإلى ال‪ ،‬وما شاء ال ول حول ول قوة إل بال إبراهيم خليل ال‬
‫موسى نجي ال‪ ،‬عيسى روح ال‪ ،‬محمد رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫وعليهم‪ ،‬من الرواح والوجاع بسم ال وبال‪ ،‬وعزائم من ال لفلن بن‬
‫فلنة ل يقربه إل كل مسلم‪ ،‬واعيذه بكلمات ال التامات كلها التي سأل بها‬
‫آدم‪ ،‬فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم‪ ،‬إل انزجرت أيتها الرواح والوجاع‬
‫بإذن ال عزوجل ل إله إل ال أل له الخلق والمر تبارك ال رب العالمين‪.‬‬
‫ثم تقرأ آية الكرسي وام الكتاب والمعوذتين‪ ،‬وقل هو ال أحد‪ ،‬وعشر آيات‬
‫من يس‪ ،‬ثم تقول‪ :‬اللهم اشفه بشفائك‪ ،‬وداوه بدوائك‪ ،‬وعافه من بلئك‪.‬‬
‫وتسأله بحق محمد وآل محمد صلوات ال عليه وعليهم أجمعين )‪ .(2‬دعاء‬
‫إذا مرض ولده‪ :‬الحسين بن نعيم‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫اشتكى بعض ولده فقال له‪ :‬يا بني قل‪ :‬اللهم اشفني بشفائك‪ ،‬وداوني‬
‫بدوائك‪ ،‬وعافني من بلئك‪ ،‬فاني عبدك وابن عبديك )‪ .(3‬دعاء لغيره‪ :‬عن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله علمه بعض أصحابه من وجع‪ ،‬قال‪ :‬اجعل يدك‬
‫اليمنى عليه فقل‪ " :‬بسم ال أعوذ بعزة ال وقدرته من شر ما أجد " )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .447‬مكارم الخلق ص ‪ (4 - 3) .448‬مكارم‬


‫الخلق ص ‪.450‬‬

‫]‪[17‬‬

‫وعنه صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من عاد مريضا فليقل‪ :‬اللهم اشف عبدك ينكي لك‬
‫عدوا ويمشي لك إلى الصلة )‪ .(1‬وروي أنه عليه السلم كان يقول إذا‬
‫دخل على مريض‪ :‬امسح البأس )‪ (2‬رب الناس بيدك الشفاء‪ ،‬ل كاشف‬
‫للبلء إل أنت )‪ .(3‬مثله‪ :‬أذهب البأس رب الناس‪ ،‬واشف أنت الشافي ل‬
‫شفاء إل شفاؤك‪ ،‬شفاء ل يغادر سقما اللهم أصلح القلب والجسم‪ ،‬واكشف‬
‫السقم وأجب الدعوة )‪ .(4‬وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من دخل على‬
‫مريض لم يحضر أجله‪ ،‬فقال‪ " :‬أسأل ال العظيم رب العرش العظيم‪ ،‬أن‬
‫يشفيك " عوفي )‪ .(5‬ودخل صلى ال عليه وآله على بعض أصحابه وهو‬
‫مشتك فعلمه رقية علمها إياه جبرئيل عليه السلم " بسم ال أرقيك‪ ،‬بسم‬
‫ال أشفيك‪ ،‬من كل إرب )‪ (6‬يؤذيك‪ ،‬ومن شر النفاثات في العقد ومن شر‬
‫حاسد إذا حسد " )‪ .(7‬ومثله‪ :‬تضع يدك على فمك وتقول ثلث مرات‪" :‬‬
‫بسم ال‪ ،‬بجلل ال بعظمة ال‪ ،‬بكلمات ال التامات‪ ،‬بأسماء ال الحسنى "‬
‫ثم تضع يدك على موضع الوجع وتقول‪ " :‬بسم ال بسم ال بسم ال " ثم‬
‫تقول سبع مرات‪ " :‬اللهم امسح ما بي " وتقول عند الشفاء إذا شفا ال‪:‬‬
‫" الحمد ل الذي خلقني فهداني وأطعمني وسقاني وصحح جسمي وشفاني‬
‫له الحمد وله الشكر " )‪ - 17 .(8‬من خط الشهيد قدس سره‪ :‬عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله يعلمنا من الوجاع كلها أن‬
‫نقول‪ " :‬باسم الكبير أعوذ بال العظيم‪ ،‬من شر عرق نعار‪ ،‬ومن حر النار‬
‫" )‪.(9‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ‪ (2) .450‬امح البأس خ ل‪ ،‬وفى المصدر المطبوع‪ :‬أذهب‬
‫البأس‪ (5 - 3) .‬مكارم الخلق ص ‪ (6) .450‬كذا‪ ،‬والرب‪ :‬العضو‬
‫والصحيح " من كل داء يؤذيك "‪ (8 - 7) .‬مكارم الخلق ص ‪(9) .451‬‬
‫عرق نعار‪ :‬أي فوار بالدم له صوت‪ ،‬وترى الحديث في مكارم الخلق‬
‫مسندا عن زرارة عن أحدهما عليهما السلم ص ‪.450‬‬

‫]‪[18‬‬

‫‪ - 18‬دعوات الراوندي‪ :‬دعاء العليل عن الصادق عليه السلم‪ :‬اللهم إني أدعوك‬
‫دعاء العليل الذليل الفقير‪ ،‬دعاء من اشتدت فاقته‪ ،‬وقلت حيلته‪ ،‬وضعف‬
‫عمله‪ ،‬وألح البلء عليه‪ ،‬دعاء مكروب إن لم تدركه هلك‪ ،‬وإن لم تسعده‬
‫فل حيلة له‪ ،‬فل تحط به مكرك‪ ،‬ول تبيت على غضبك‪ ،‬ول تضطرني إلى‬
‫اليأس من روحك‪ ،‬والقنوط من رحمتك‪ ،‬وهذا أمير المؤمنين أخو نبيك‬
‫ووصي نبيك‪ ،‬أتوجه به إليك‪ ،‬فانك جعلته مفزعا لخلقك‪ ،‬واستودعته علم‬
‫ما سبق وما هو كائن‪ ،‬فاكشف به ضري وخلصني من هذه البلية إلى ما‬
‫عودتني من رحمتك‪ ،‬يا هو يا هو يا هو‪ ،‬انقطع الرجا إل منك‪ .‬وكان عليه‬
‫السلم يقول‪ " :‬اللهم اجعله أدبا ول تجعله غضبا "‪ .‬ومن دعاء العليل‪:‬‬
‫اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره‪ ،‬والقبر خير منزل نعمره‪ ،‬واجعل ما‬
‫بعده خيرا لنا منه‪ ،‬اللهم أصلحنا قبل الموت‪ ،‬وارحمنا عند الموت واغفر‬
‫لنا بعد الموت‪ .‬وعن مروان القندي قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن عليه السلم‬
‫أشكو إليه وجعا بي فكتب قل‪ " :‬يا من ل يضام ول يرام‪ ،‬يا من به تواصل‬
‫الرحام‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وعافني من وجعي هذا "‪ .‬وكان أبو‬
‫عبد ال عليه السلم يقول عند العلة‪ :‬اللهم إنك عيرت أقواما فقلت‪ " :‬قل‬
‫ادعو الذين زعمتم من دونه فل يملكون كشف الضر عنكم ول تحويل "‬
‫فيامن ل يملك أن يكشف ضري ول تحويله أحد غيره‪ ،‬اكشف ضري‬
‫وحوله إلى من يدعو معك إلها آخر ل إله غيرك‪ .‬عدة الداعي‪ :‬روى ابن‬
‫أبي نجران وابن فضال‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫مثله‪ - 19 .‬دعوات الراوندي‪ :‬وروي عنهم عليهم السلم أن من كان به‬
‫علة فليمسح موضع السجود سبعا بعد الفرائض‪ ،‬وليمسحه على العلة‪،‬‬
‫وليقل‪ " :‬يا من كبس الرض على الماء‪ ،‬وستر الهواء بالسماء‪ ،‬واختار‬
‫لنفسه أحسن السماء‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‬

‫]‪[19‬‬

‫وافعل بي كذا وكذا‪ ،‬وارزقني وعافني من كذا وكذا‪ .‬مرض أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا علي قل‪ " :‬اللهم إني‬
‫أسئلك تعجيل عافيتك‪ ،‬أو صبرا على بلينك‪ ،‬أو خروجا إلى رحمتك "‪ .‬عدة‬
‫الداعي‪ :‬عن أبي جعفر عليه السلم مثله‪ - 20 .‬دعوات الراوندي‪ :‬وقال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬من قال‪ " :‬ل حول ول قوة إل بال‪ ،‬توكلت على‬
‫الحي الذي ل يموت والحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في‬
‫الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا " أذهب ال عنه السقم‬
‫والفقر‪ - 21 .‬عدة الداعي‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل رب‬
‫العالمين‪ ،‬حسبنا ال ونعم الوكيل‪ ،‬تبارك ال أحسن الخالقين‪ ،‬ول حول ول‬
‫قوة إل بال العلي العظيم " يدعى بهذا أربعين مرة عقيب صلة الصبح‪،‬‬
‫ويمسح به على العلة كائنا ما كانت‪ ،‬خصوصا الفطر )‪ (1‬يبرأ باذن ال‬
‫تعالى‪ ،‬وقد صنع ذلك فانتفع به‪ .‬وروى داود بن زربي‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬تضع على يدك على الموضع الذي فيه الوجع‪ ،‬وتقول‬
‫ثلث مرات‪ " :‬ال ال ربي حقا ل اشرك به شيئا اللهم أنت لها ولكل‬
‫عظيمة ففرجها عني " )‪ .(2‬والمفضل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫للوجاع " بسم ال وبال‪ ،‬كم من نعمة ل في عرق ساكن‪ ،‬وغير ساكن‪،‬‬
‫على عبد شاكر‪ ،‬وغير شاكر "‪ ،‬وتأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد الصلة‬
‫المفروضة وتقول‪ " :‬اللهم فرج عني كربتي‪ ،‬وعجل عافيتي واكشف‬
‫ضري " ثلث مرات واحرص أن يكون ذلك مع دموع وبكاء )‪ .(3‬وعن‬
‫إبراهيم بن عبد الحميد عن رجل قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم‬
‫فشكوت إليه وجعا بي‪ ،‬فقال‪ :‬قل‪ " :‬بسم ال " ثم امسح يدك عليه‪ ،‬ثم قل‪:‬‬
‫" أعوذ بعزة ال‪ ،‬وأعوذ بقدرة ال ]وأعوذ برحمة ال[ وأعوذ بجلل ال‪،‬‬
‫وأعوذ بعظمة ال وأعوذ بجمع ال‪ ،‬وأعوذ برسول ال‪ ،‬وأعوذ بأسماء‬
‫ال‪ ،‬من شر ما أحذر‪ ،‬ومن شر ما أخاف على نفسي " تقولها‪ :‬سبع‬
‫مرات‪ ،‬قال‪ :‬ففعلت فأذهب ]ال[ الوجع عني )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الفطر‪ :‬الشق‪ (4 - 2) .‬تراها في الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.565 - 566‬‬


‫]‪[20‬‬

‫‪) - 56‬باب( * )عوذة الحمى وأنواعها( * ‪ - 1‬طب‪ :‬محمد بن كثير الدمشقي‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن علي بن يقطين قال‪ :‬حدثنا الرضا علي بن موسى بن جعفر بن‬
‫محمد بن الباقر عليهم السلم قال‪ :‬هذه عوذة لشيعتنا للسل " يا ال‪ ،‬يا‬
‫رب الرباب‪ ،‬ويا سيد السادات‪ ،‬ويا إله اللهة‪ ،‬ويا ملك الملوك ويا جبار‬
‫السموات والرض‪ ،‬اشفني وعافني من دائي هذا‪ ،‬فاني عبدك وابن عبدك‬
‫أتقلب في قبضتك‪ ،‬وناصيتي بيدك " تقولها ثلثا‪ ،‬فان ال عزوجل يكفيك‬
‫بحوله وقوته إنشاء ال تعالى )‪ - 2 .(1‬طب‪ :‬البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر‬
‫بن صالح‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن عبد ال بن عمار الدهني‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن عمر وذي قر وثعلبة الجمالي قال‪ :‬سمعنا أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬حم رسول ال حمى شديدة فأتاه جبرئيل عليه السلم فعوذه وقال‪" :‬‬
‫بسم ال أرقيك‪ ،‬بسم ال أشفيك‪ ،‬من كل داء يوذيك‪ ،‬بسم ال وال شافيك‬
‫بسم ال خذها فلتهنيك‪ ،‬بسم ال الرحمن الرحيم ول اقسم بمواقع النجوم‪،‬‬
‫وإنه لقسم لو تعلمون عظيم‪ ،‬لتبرأن باذن ال عزوجل " فاطلق النبي صلى‬
‫ال عليه وآله من عقاله فقال‪ :‬يا جبرئيل هذه عوذة بليغة ؟ قال‪ :‬هي من‬
‫خزانة في السماء السابعة )‪ - 3 .(2‬طب‪ :‬أحمد بن سلمة‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن حريز بن عبد ال السجستاني عن أحمد بن حمزة‪ ،‬عن أبان‬
‫بن عثمان‪ ،‬عن الفضيل بن يسار‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬إذا‬
‫مرض الرجل فأردت أن تعوذه فقل‪ " :‬اخرج عليك يا عرق أو يا عين الجن‬
‫أو يا عين النس أو يا وجع بفلن بن فلن‪ ،‬اخرج ال الذي كلم موسى‬
‫تكليما واتخذ إبراهيم خليل صلوات ال عليه ورب عيسى بن مريم روح‬
‫ال وكلمته‪ ،‬ورب‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .37‬طب الئمة ص ‪.38‬‬

‫]‪[21‬‬

‫محمد وآل محمد الهداة‪ ،‬وطفيت كما طفيت ؟ إبراهيم الخليل عليه السلم )‪- 4 .(1‬‬
‫طب‪ :‬عبد ال‪ ،‬عن أبي زكريا يحيى بن أبي بكر‪ ،‬عن الحضرمي أن أبا‬
‫الحسن الول عليه السلم كتب له هذا وكان ابنه يحم حمى الربع‪ ،‬فأمره أن‬
‫يكتب على يده اليمنى " بسم ال جبرائيل " وعلى يده اليسرى " بسم ال‬
‫ميكائيل " وعلى رجله اليمنى " بسم ال إسرافيل " وعلى رجله اليسرى‬
‫" بسم ال ل يرون فيها شمسا ول زمهريرا " وبين كتفيه " بسم ال‬
‫العزيز الجبار " قال‪ :‬ومن شك لم ينفعه )‪ - 5 .(2‬ختص‪ :‬الحسن بن علي‬
‫الوشاء‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬قال لي‪ :‬مالي أراك‬
‫مصفرا فقلت‪ :‬هذه الحمى الربع قد ألحت على قال‪ :‬فدعا بدواة وقرطاس ثم‬
‫كتب " بسم ال الرحمن الرحيم أبجد هوز حطي عن فلن بن فلنة " ثم‬
‫دعا بخيط فاتي بخيط مبلول‪ ،‬فقال‪ :‬ائتني بخيط لم يمسه الماء‪ ،‬فاتي بخيط‬
‫يابس فشد وسطه وعقد على الجانب اليمن أربعة‪ ،‬وعقد على اليسر ثلث‬
‫عقد‪ ،‬وقرأ على كل عقد الحمد والمعوذتين وآية الكرسي‪ ،‬ثم دفعه إلى‬
‫وقال‪ :‬شده على عضدك اليمن‪ ،‬ول تشده على اليسر )‪ - 6 .(3‬طب‪:‬‬
‫الخضر بن محمد‪ ،‬عن الخزازيني‪ ،‬عن محمد بن العباس‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫الفضل النوفلي‪ ،‬عن أحدهما عليهما السلم‪ :‬ما قرئت الحمد سبعين مرة إل‬
‫سكن وإن شئتم فجربوه ول تشكوا )‪ - 7 .(4‬طب‪ :‬محمد بن جعفر البرسي‪،‬‬
‫عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن يونس ابن ظبيان‪ ،‬عن‬
‫المفضل بن عمر‪ ،‬عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلم أنه دخل عليه‬
‫رجل من مواليه وقد وعك وقال‪ :‬مالي أراك متغير اللون ؟ فقلت‪ :‬جعلت‬
‫فداك وعكت )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .39‬طب الئمة ص ‪ (3) .51‬الختصاص‪ (4) .18 :‬طب‬
‫الئمة ص ‪ (5) .53‬الوعك‪ :‬المرض يشتد حماه‪.‬‬

‫]‪[22‬‬

‫وعكا شديدا منذ شهر‪ ،‬ثم لم تنقلع الحمى عني‪ ،‬وقد عالجت نفسي بكل ما وصفه‬
‫لي المترفعون فلم أنتفع بشئ من ذلك‪ ،‬فقال له الصادق عليه السلم‪ :‬حل‬
‫أزرار قميصك وأدخل رأسك في قميصك‪ ،‬وأذن وأقم وقرأ سورة الحمد‬
‫سبع مرات قال‪ :‬ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال )‪ - 8 .(1‬طب‪ :‬العيص‬
‫بن المبارك السدي‪ ،‬عن عبد العزيز‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن داود الرقي قال‪:‬‬
‫مرضت بالمدينة مرضا شديدا فبلغ ذلك أبا عبد ال عليه السلم فكتب إلى‪:‬‬
‫بلغني علتك فاشتر صاعا من بر‪ ،‬واستلق على قفاك‪ ،‬وانثره على صدرك‬
‫كيف ما انتثر‪ ،‬وقل‪ " :‬اللهم إني أسئلك باسمك الذي إذا سألك به المضطر‬
‫كشفت ما به من ضر‪ ،‬ومكنت له في الرض‪ ،‬وجعلته خليفتك على خلقك‪،‬‬
‫أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تعافيني من علتي هذه " ثم استو‬
‫جالسا واجمع البر من حولك وقل مثل ذلك‪ ،‬واقسمه ]أربعة أقسام[ مدا مدا‬
‫لكل مسكين‪ ،‬وقل مثل ذلك‪ ،‬قال داود‪ :‬ففعلت ما أمرني به فكأنما نشطت من‬
‫عقال‪ ،‬وقد فعله غير واحد فانتفع به )‪ .(2‬دعوات الراوندي‪ :‬قال داود بن‬
‫زربي‪ :‬مرضت بالمدينة مرضا شديدا وذكر مثله )‪ - 9 .(3‬طب‪ :‬عبد ال بن‬
‫خالد بن نجيح‪ ،‬عن مسعود بن محمد بن عبد ال بن أبي أحمد عن ابن أبي‬
‫نجران‪ ،‬عن يونس بن يعقوب قال‪ :‬حضرت أبا عبد ال عليه السلم وهو‬
‫يعلم رجل من أوليائه رقية الحمى فكتبتها من الرجل‪ ،‬قال‪ :‬يقرأ‪ :‬فاتحة‬
‫الكتاب‪ ،‬وقل هو ال أحد‪ ،‬وإنا أنزلناه‪ ،‬وآية الكرسي‪ ،‬ثم يكتب على جنبي‬
‫المحموم بالسبابة اللهم أرحم جلده الرقيق‪ ،‬وعظمه الدقيق‪ ،‬من سورة‬
‫الحريق‪ ،‬يا ام ملدم )‪ (4‬إن كنت آمنت بال واليوم الخر‪ ،‬فل تأكلي اللحم‪،‬‬
‫ول تشربي الدم‪ ،‬ول تهتكي الجسم ول تصدعي الرأس‪ ،‬وانتقلي عن فلن‬
‫بن فلنة إلى من يجعل مع ال إلها آخر‪ ،‬ل إله‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .52‬طب الئمة ص ‪ (3) .53‬وتراه في الكافي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ (4) .564‬ام ملدم كنية الحمى‪ ،‬ويقال‪ :‬الدمت عليه الحمى‪ :‬دامت‪.‬‬

‫]‪[23‬‬

‫إل ال‪ ،‬تعالى ال عما يشركون‪ ،‬علوا كبيرا )‪ - 10 .(1‬طب‪ :‬أحمد بن محمد بن عبد‬
‫ال الكوفي‪ ،‬عن إبراهيم بن ميمون‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن حريز‪ ،‬عن الصادق‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬ما من مؤمن عاد أخاه المؤمن وهو شاك فقال‬
‫له‪ " :‬اعيذك بال العظيم‪ ،‬رب العرش الكريم‪ ،‬من شر كل عرق نعار‪ ،‬ومن‬
‫شر حر النار " فكان في أجله تخفيف وتأخير إل خفف ال عنه )‪- 11 .(2‬‬
‫مكا‪ :‬للحمى والصداع‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬يكتب للحمى‬
‫والصداع‪ ،‬يشده ويعقد عليه سبع عقد‪ ،‬ويقرأ على كل عقدة فاتحة الكتاب‬
‫]ويشده على رأس المحموم[ ويعلق على عضده اليمن‪ " .‬بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد ل رب العالمين تمام السورة والمعوذتين وقل هو‬
‫ال أحد بتمامها‪ ،‬بسم ال الرحمن الرحيم رب الناس‪ ،‬أذهب البأس‪ ،‬واشفه‬
‫يا شافي فانه ل شفاء إل شفاؤك‪ ،‬شفاء ل يغادر سقما‪ ،‬بيده الخير إنك على‬
‫كل شئ قدير‪ ،‬وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين‪ ،‬وبسم ال‬
‫الرحمن الرحيم قلنا يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم كذلك صاحب‬
‫كتابي هذا برحمتك يا أرحم الراحمين "‪ " .‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬وله‬
‫ما سكن في الليل والنهار‪ ،‬وهو السميع العليم‪ ،‬اسكن أيها الصداع واللم‬
‫بعزة ال‪ ،‬اسكن بقدرة ال‪ ،‬اسكن بجلل ال اسكن بعظمة ال‪ ،‬اسكن بل‬
‫حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬فسيكفيكهم ال وهو السميع العليم‪ ،‬وذا‬
‫النون إذ ذهب مغاضبا ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬ننجي المؤمنين )‪ (3‬ول حول ول قوة‬
‫إل بال العظيم‪ ،‬وحسبنا ال ونعم الوكيل‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله وسلم‬
‫تسليما "‪ .‬للحمى وغيره‪ :‬وقال أبو عبد ال عليه السلم لبعض أصحابه‪،‬‬
‫وقد اشتكى وعكا‪ :‬حل‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .54‬طب الئمة ص ‪ (3) .120‬النبياء‪.78 :‬‬

‫]‪[24‬‬
‫أزرار قميصك‪ ،‬وأدخل رأسك في حبيبك‪ ،‬وأذن وأقم‪ ،‬واقرأ الحمد سبع مرات قال‪:‬‬
‫ففعلت فكأنما انشطت من عقال‪ .‬للحمى أيضا عنه عليه السلم قال‪ :‬تدخل‬
‫رأسك في جيبك فتؤذن وتقيم وتقرأ فاتحة الكتاب‪ ،‬وقل هو ال أحد‪ ،‬وقل‬
‫أعوذ برب الفلق‪ ،‬وقل أعوذ برب الناس وتقرأ قل هو ال ثلث مرات‪،‬‬
‫وتقول‪ :‬اعيذ نفسي بعزة ال‪ ،‬وقدرة ال‪ ،‬وعظمة ال وسلطان ال‪،‬‬
‫وبجمال ال‪ ،‬وبجمع ال‪ ،‬وبرسول ال‪ ،‬وبعترته صلى ال عليه وعليهم‬
‫وبولة أمر ال‪ ،‬من شر ما أخاف وأحذر‪ ،‬وأشهد أن ال على كل شئ قدير‪،‬‬
‫ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله‪ ،‬اللهم‬
‫اشفني بشفائك وداوني بدوائك‪ ،‬وعافني من بلئك‪ .‬وفي رواية قال‪ :‬تدخل‬
‫رأسك في جيبك وتؤذن وتقيم‪ ،‬وتقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين‪ ،‬وتقرأ‪ :‬قل‬
‫هو ال أحد ‪ -‬ثلث مرات ‪ -‬وآخر الحشر ثلث مرات وتقول‪ :‬اعيذ نفسي‬
‫كما سبق )‪ .(1‬عن حماد بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫شكى رجل إليه حمى قد تطاولت فقال اكتب آية الكرسي في إناء ثم دفه‬
‫بجرعة من ماء واشربه‪ .‬مثله عن بعض الصادقين قال‪ :‬يؤخذ من تربة‬
‫الحسين عليه السلم وتداف بالماء وتكتب في جام زجاج بقلم حديد‪،‬‬
‫وتسقى من به ألم حادث " سلم قول من رب رحيم حسبي ال ونعم‬
‫الوكيل‪ ،‬طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى‪ ،‬إن ال يمسك السموات الية )‬
‫‪ (2‬يريد ال أن يخفف عنكم‪ ،‬الن خفف ال عنكم‪ ،‬قلنا يا نار كوني بردا‬
‫وسلما على إبراهيم اردد عن فلن بن فلن الحر والبرد‪ ،‬والمليلة )‪(3‬‬
‫وجميع اللم والسقام والعراض والمراض والوجاع والصداع ‪ -‬طسم‬
‫طس بأسماء ال‪ ،‬حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك ال‬
‫العزيز الحكيم‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬والحمد ل رب‬
‫العالمين‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .425‬فاطر‪ (3) .39 :‬المليلة‪ :‬الحر الكامن في العظم‪،‬‬
‫يقال به ملة ومليلة‪ :‬أي حمى باطنة‪.‬‬

‫]‪[25‬‬

‫وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين‪ ،‬يا من تزول الجبال ول يزول‪،‬‬
‫صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وأزل كل ما بفلن بن فلن من مرض وسقم‬
‫وألم‪ ،‬إنك على كل شئ قدير‪ ،‬وحسبنا ال وحده‪ ،‬وصلواته على محمد‬
‫النبي وآله أجمعين‪ .‬مثله‪ :‬يكتب على القرطاس ويعلق عليه‪ :‬وبالحق‬
‫وأنزلناه وبالحق نزل‪ ،‬إلى قوله‪ :‬نذيرا )‪ (1‬وننزل من القرآن إلى قوله‪:‬‬
‫للمؤمنين )‪ (2‬وما محمد إل رسول إلى قوله‪ :‬على عقبيه )‪ (3‬وآمنوا بما‬
‫نزل على محمد إلى قوله‪ :‬بالهم )‪ (4‬ما كان محمد إلى قوله‪ :‬عليما )‪(5‬‬
‫محمد رسول ال إلى قوله‪ :‬في النجيل )‪ (6‬ومبشرا الية )‪ (7‬ولو أن قرآنا‬
‫سيرت به الجبال أو قطعت به الرض أو كلم به الموتى بل ل المر جميعا‪،‬‬
‫الملك ل الواحد القهار‪ ،‬ثم يقول‪ :‬بسم ال المكتوب على ساق العرش )‪.(8‬‬
‫للحمى الرابعة‪ :‬يكتب ويعلق على العضد اليمن " بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الرض أو كلم به الموتى بل ل‬
‫المر‬

‫)‪ (1‬وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك ال مبشرا ونذيرا‪ :‬أسرى‪(2) .105 :‬‬
‫وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين‪ :‬اسرى‪ (3) .82 :‬وما‬
‫محمد ال رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على‬
‫أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه‪ :‬آل عمران‪ (4) .144 :‬وآمنوا بما نزل‬
‫على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم‪ :‬القتال‪:‬‬
‫‪ (5) .2‬ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول ال وخاتم النبيين‬
‫وكان ال بكل شئ عليما‪ :‬الحزاب‪ (6) .40 :‬محمد رسول ال والذين‬
‫آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون‬
‫فضل من ال ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم‬
‫في التوراة ومثلهم في النجيل‪ :‬الفتح‪ (7) .29 :‬ومبشرا برسول يأتي من‬
‫بعدى اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين‪ :‬الصف‪) .6 :‬‬
‫‪ (8‬مكارم الخلق ص ‪.426‬‬

‫]‪[26‬‬

‫جميعا‪ ،‬يا شافي يا كافي يا معافي وبالحق أنزلناه وبالحق نزل‪ ،‬وما أرسلناك إل‬
‫مبشرا ونذيرا باسم فلن بن فلن‪ ،‬ببسم ال وبال‪ ،‬ومن ال وإلى ال‪ ،‬ول‬
‫غالب إل ال‪ .‬اخرى‪ :‬يكتب على كتفه " ببسم ال الرحمن الرحيم ألم‬
‫نشرح لك صدرك إلى آخره ل بأس برب الناس أذهب البأس اشف ابتلئي‬
‫ل شفاء إل شفاؤك‪ ،‬قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا‬
‫باسم فلن بن فلن )‪ .(1‬للحمى النافض )‪ (2‬بسم ال‪ ،‬مرج البحرين‬
‫يلتقيان‪ ،‬بينهما برزخ ل يبغيان وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا‪ ،‬يا‬
‫نار كوني بردا )‪ (3‬الية‪ ،‬أل إن حزب ال هم الغالبون‪ ،‬ولقد سبقت كلمتنا ‪-‬‬
‫إلى قوله ‪ -‬الغالبون )‪ .(4‬للربع‪ :‬عن الحسن الزكي عليه السلم قال‪ :‬اكتب‬
‫على ورقة " يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم " وعلقه على‬
‫المحموم‪ .‬إذا أخذته الحمى يكتب على قرطاس هذه الية ويشد على عضده‬
‫" قل آل أذن لكم أم على ال تفترون "‪ .‬ويكتب " بطلط بطلطلط " ويقول‬
‫" عقدت على اسم ال حمى فلن " ويشد على ساقه اليسرى )‪ .(5‬مثله‪:‬‬
‫ألم تر إلى ربك كيف مد الظل الية )‪ - 12 .(6‬مكا‪ :‬عنهم عليهم السلم‬
‫يكتب في رق ويعلقه على المحموم‪ :‬اللهم إني أسئلك‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .427‬الحمى النافض‪ :‬الحمى الرعدة‪ ،‬مذكر يقال أخذته‬
‫حمى بنافض‪ ،‬وحمى نافض بالضافة ‪ -‬وحمى نافض ‪ -‬بالوصف ‪،-‬‬
‫والول أحسن‪ (3) .‬يا نار كونى بردا وسلما على ابراهيم‪ :‬النبياء‪.69 :‬‬
‫)‪ (4‬ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا‬
‫لهم الغالبون‪ :‬الصافات‪ (5) .173 - 171 :‬مكارم الخلق ص ‪(6) .427‬‬
‫ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس‬
‫عليه دليل الفرقان‪ 45 :‬راجع مكارم الخلق ‪.428‬‬

‫]‪[27‬‬

‫بعزتك وقدرتك وسلطانك وما أحاط به علمك أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن‬
‫ل تسلط على فلن بن فلن شيئا مما خلقت بسوء‪ ،‬وارحم جلده الرقيق‪،‬‬
‫وعظمه الدقيق‪ ،‬من فورة الحريق‪ ،‬اخرج يا ام ملدم‪ ،‬يا آكلة اللحم وشاربة‬
‫الدم حرها وبردها من جهنم‪ ،‬إن كنت آمنت بال العظم أن ل تأكلي لفلن‬
‫بن فلنة لحما ول تمصي له دما ول تنهكي له عظما ول تثوري عليه غما‪،‬‬
‫ول تهيجي عليه صداعا‪ ،‬وانتقلي عن شعره وبشره ولحمه ودمه إلى من‬
‫زعم أن مع ال إلها آخر ل إله إل هو سبحانه وتعالى عما يشركون "‬
‫ويكتب اسم ذمي أو عدو ل )‪ .(1‬رقية للحميات خصوصا لحمى يوم‪ ،‬يكتب‬
‫على القرطاس ويشد بخيط وتعقد عليه من الجانب اليمن أربع عقد‪ ،‬ومن‬
‫أيسر الخيط ثلث عقد‪ ،‬وتعلق من رقبة المحموم " اعيذ بما استعاذ به‬
‫موسى وإبراهيم ومحمد صلى ال عليهم من الحمى والنافض والغب‬
‫والعتيق والربع والصداع اللهم كما لم تلد بنت عمران غير عيسى فل تذر‬
‫على هذه النسان من هذه الورام والوجاع شيئا إل نزعته عنه‪ ،‬فل اقسم‬
‫بما تبصرون ومال تبصرون‪ ،‬إنه لقول رسول كريم‪ ،‬أقسمت عليك لما‬
‫تركته ول تأخذيه " وتقرأ الخلص والمعوذتين‪ ،‬ثم قل " اللهم اشف فلن‬
‫بن فلنة من حمى يوم ويومين وثلثة أيام وحمى ربع‪ ،‬فانك تفعل ما تريد‪،‬‬
‫وتحكم ما تشاء وأنت على كل شئ قدير‪ ،‬بسم ال كتبت‪ ،‬وبسم ال ختمت‪،‬‬
‫وعليه توكلت‪ ،‬وهو رب العرش العظيم‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي‬
‫العظيم )‪ .(2‬اخرى تتخد خيطا من الغزل القطن سبع طاقات‪ ،‬وتقرأ عليه‬
‫فاتحة الكتاب والخلص والمعوذتين‪ ،‬وتعقد عليه سبع عقد‪ ،‬وتشد في‬
‫عنقه‪ ،‬وقيل‪ :‬يقر أكل هذه على كل عقد‪ .‬اخرى وقال النبي صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬ما من رجل يحم فيغتسل ثلثة أيام متتابعة يقول عند كل غسل‪" :‬‬
‫بسم ال اللهم إنما إغتسلت التماس شفائك‪ ،‬وتصديق نبيك " إل كشف‬
‫عنه‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬مكارم الخلق ص ‪.460‬‬

‫]‪[28‬‬

‫اخرى عن ابن عباس قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله يعلمنا من الوجاع كلها‬
‫والحمى والصداع " بسم ال الكبير‪ ،‬أعوذ بال العظيم‪ ،‬من شر كل عرق‬
‫نعار ومن شر حر النار " وإذا رفعت يدك فقل " بسم ال وبال‪ ،‬محمد‬
‫رسول ال‪ ،‬أعوذ بال وقدرته على ما يشاء‪ ،‬من شر ما أجد "‪ .‬حرز النبي‬
‫صلى ال عليه وآله لفاطمة عليها السلم خاصة لها‪ ،‬ولكل مؤمن مقر‬
‫للحق " وله ما سكن في الليل والنهار‪ ،‬وهو السميع العليم‪ ،‬يا ام ملدم إن‬
‫كنت آمنت بال العظيم الكريم‪ ،‬فل تهشمي العظم‪ ،‬ول تأكلي اللحم‪ ،‬ول‬
‫تشربي الدم‪ ،‬اخرجي من حامل كتابي هذا إلى من ل يؤمن بال العظيم‪،‬‬
‫ورسوله الكريم‪ ،‬وآله‪ :‬محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‬
‫السلم )‪ .(1‬للربع‪ :‬عن الوشاء قال‪ :‬دخل رجل على الرضا عليه السلم‬
‫فقال له‪ :‬مالي أراك مصفارا ؟ قال‪ :‬هذه الربع قد ألحت علي فدعا بدوات‬
‫وكتب " بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬بسم ال وبال‪ ،‬أبجد هوز حطي عن‬
‫فلن بن فلنة بإذن ال ثم تختم في أسفل الكتاب سبع مرات خاتم سليمان )‬
‫‪ (2‬ثم طواه ثم قال‪ :‬يا مغيث )‪ (3‬ائتني بسلك لم يصبه الماء‪ ،‬ول البزاق‪،‬‬
‫فأتاه به‪ ،‬فعقد عليه ثم أدناه من فيه‪ ،‬فعقد من جانب أربع عقد‪ ،‬يقرأ على‬
‫كل عقد فاتحة الكتاب‪ ،‬والمعوذتين وقل هو ال أحد‪ ،‬وآية الكرسي‪ ،‬وعلى‬
‫الجانب الخر ثلث عقد يقرأ عليها مثل ذلك‪ ،‬وناوله إياه وقال‪ :‬اربط على‬
‫عضدك اليمن‪ ،‬واقرأ آية الكرسي واختم ول تجامع عليه‪ .‬وفي رواية‬
‫اخرى‪ :‬ثم أدرج الكتاب ودعا بخيط ]فاتي بخيط[ ظ مبلول فقال‪ :‬ائتوني‬
‫بخيط يابس‪ ،‬فعقد وسطه‪ ،‬وعقد على اليمن أربع عقد‪ ،‬وعلى اليسر ثلث‬
‫عقد‪ ،‬وقرأ‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .461‬قيل‪ :‬وصورة خاتم سليمان أن ترسم مثلثين‬
‫متواردين‪ ،‬بحيث يحصل من ذلك كوكبة لها ستة زوايا هكذا * وقيل يرسم‬
‫ثلث مثلثات متواردات‪ (3) .‬في المصدر‪ :‬يا معتب‪.‬‬

‫]‪[29‬‬
‫على كل عقدة ام الكتاب والمعوذتين‪ ،‬وقل هو ال أحد‪ ،‬وآية الكرسي على التنزيل‬
‫ثم قال‪ :‬هاك ! شده على عضدك اليمن ول تجامع عليه‪ .‬اخرى‪ :‬ذكر أبو‬
‫زكريا الحضرمي أن أبا الحسن عليه السلم كتب له هذا الكتاب وكان يحم‬
‫حمى الربع‪ :‬أمر أن يكتب على يده اليمنى " بسم ال جبرئيل " وعلى يده‬
‫اليسرى " بسم ال ميكائيل " وعلى رجله اليمنى " بسم ال إسرافيل "‬
‫وعلى رجله اليسرى " بسم ال ل يرون فيها شمسا ول زمهريرا " وبين‬
‫كتفيه " بسم ال العزيز الجبار " )‪ .(1‬دعوات الراوندي‪ :‬عن يحيى بن‬
‫بكر الحضرمي‪ ،‬عن أبي الحسن موسى عليه السلم مثله‪ - 13 .‬مكا‪:‬‬
‫للحمى في رواية‪ :‬يكتب على كفته اليمن " بسم ال جبرئيل " وعلى كتفه‬
‫اليسر " بسم ال ميكائيل " وعلى كتفه اليمن " بسم ال إسرافيل "‬
‫وعلى كتفه اليسر " بسم ال ل يرون فيها شمسا ول زمهريرا "‪ .‬للغب‪:‬‬
‫يأخذ ثلثة أوراق من شجر‪ ،‬ويكتب على اسم المحموم على ورق "‬
‫طيسوما " وعلى ورق آخر " أو حوما " وعلى ورق ثالث " ابراسوما "‬
‫ويلقى في الماء بثلث دفعات‪ .‬وبرواية اخرى‪ :‬يكتب على ورقات الفرصاد‬
‫على ثلث " حموما أو حموما ابر حوما " ويلقى في الماء‪ .‬وفي رواية "‬
‫حوما طيسوما ابرسوما "‪ .‬رقية للحمى‪ :‬يكتب ويشد على عضده اليمن "‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل رب العالمين إلى آخره‪ ،‬بسم ال وبال‪،‬‬
‫أعوذ بكلمات ال التامات كلها التي ل يجاوزهن بر ول فاجر‪ ،‬من شر ما‬
‫خلق وذر أو برأ‪ ،‬ومن شر الهامة والسامة والعامة واللمة )‪ (2‬ومن شر‬
‫طوارق الليل والنهار‪ ،‬ومن شر فساق العرب والعجم‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ 462‬ومر مثله ص ‪ (2) .21‬الهامة ماله سم‪ ،‬يقتل أول‪،‬‬
‫كالحية والجمع هوام وقد يطلق الهوام على مال يقتل من الحشرات كما‬
‫في قوله صلى ال عليه وآله " أيؤذيك هوام رأسك " أي قمله‪ ،‬والسامة‪:‬‬
‫كل ذات سم‬

‫]‪[30‬‬

‫ومن شر فسقة الجن والنس‪ ،‬ومن شر الشيطان وشركه‪ ،‬ومن شر كل ذي شر‬


‫ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها‪ ،‬إن ربي على صراط مستقيم‪ ،‬ربنا‬
‫عليك توكلنا‪ ،‬وإليك أنبنا‪ ،‬وإليك المصير‪ .‬يا نار كوني بردا وسلما على‬
‫إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الخسرين بردا وسلما على فلن بن‬
‫فلنة ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا إلى آخر السورة )‪ (1‬حسبي ال ل‬
‫إله إل هو فاتخذه وكيل‪ ،‬وتوكل على الحي الذي ل يموت‪ ،‬وسبح بحمده‬
‫وكفى به بذنوب عباده خبيرا بصيرا‪ ،‬ل إله إل ال وحده ل شريك له‪،‬‬
‫صدق وعده‪ ،‬ونصر عبده‪ ،‬وهزم الحزاب وحده‪ ،‬ما شاء ال ل قوة إل‬
‫بال‪ ،‬كتب ال لغلبن أنا ورسلي إن ال قوي عزيز ]اولئك حزب ال أل[‬
‫إن حزب ال هم الغالبون‪ ،‬ومن يعتصم بال فقد هدي إلى صراط مستقيم‬
‫وصلى ال على محمد واله الطيبين الطاهرين )‪ - 14 .(2‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن‬
‫أبي المفضل‪ ،‬عن عبد ال بن محمد بن عبد العزيز البغوي عن أبي بكر بن‬
‫أبي شيبة‪ ،‬عن أبي الحوص‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن الحارث‪ ،‬عن علي‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله إذا دخل على مريض‬
‫قال أذهب البأس‪ ،‬رب الناس‪ ،‬واشف أنت الشافي ل شافي إل أنت " )‪.(3‬‬
‫وبهذا السناد عن البغوي‪ ،‬عن بشر بن هلل الصواف‪ ،‬عن عبد الوارث‬
‫بن سعيد‪ ،‬عن أبي نصر‪ ،‬عن أبي سعيد أن جبرئيل عليه السلم أتى النبي‬
‫صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا محمد اشتكيت ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ " :‬بسم ال‬
‫أرقيك‪ ،‬من كل شئ يؤذيك‪ ،‬من شر كل نفس أو عين حاسد وال يشفيك‬
‫بسم ال أرقيك " )‪.(4‬‬

‫من الحيوانات المؤذية‪ ،‬والعامة خلف الخاصة اطلق على كل شر عام كالطاعون‬
‫والوباء والقحط‪ ،‬لنها تعم بالشر‪ ،‬واللمة‪ :‬كل ما يلم النسان ويصيبه‬
‫بسوء كالعين اللمة‪ (1) .‬البقرة‪ (2) .286 :‬مكارم الخلق ص ‪3) .463‬‬
‫‪ (4 -‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.252‬‬

‫]‪[31‬‬

‫‪ - 15‬دعوات الراوندي‪ :‬عن سلمة بن أبي سلمة‪ :‬قال‪ :‬مرض أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم فعاده النبي صلى ال عليه وآله وقال‪ :‬يا علي إن أشد الناس بلء‬
‫النبيون والذين يلونهم‪ ،‬أبشر يا علي فان الحمى حظك من عذاب ال‪ ،‬مع‬
‫مالك من الثواب أتحب أن يكشف ال عزوجل ما بك ؟ قال‪ :‬بلى قال‪ :‬قل‪:‬‬
‫رب ارحم جلدي الرقيق وعظمي الدقيق‪ ،‬وأعوذ بك من فورة الحريق‪ ،‬يا ام‬
‫ملدم‪ ،‬فان كنت آمنت بال واليوم الخر‪ ،‬فل تأكلي اللحم‪ ،‬ول تشربي الدم‪،‬‬
‫وانتقلي إلى من يزعم أن مع ال إلها آخر ل إله إل ال وحده ل شريك له‪،‬‬
‫شهدت به‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسوله "‪ .‬قال علي عليه السلم فقلتها‬
‫وعوفيت‪ .‬وكان رسول ال صلى ال عليه وآله يتعوذ من الحمى والوجاع‬
‫ويقول‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من شر عرق نعار‪ ،‬ومن شر حر النار "‪.‬‬
‫وعن الحسن بن طريف قال‪ :‬كتبت إلى أبي محمد العسكري عليه السلم‬
‫أسأله عن القائم إذا قام‪ ،‬بم يقضي بين الناس ؟ وأردت أن أسأله عن شئ‬
‫لحمى الربع‪ ،‬فاغفلت ذكر الحمى‪ ،‬فجاء الجواب‪ :‬سألت عن المام‪ ،‬إذا قام‬
‫قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود ل يسأل البينة‪ ،‬وكنت أردت أن تسأل‬
‫لحمى الربع فانسيت‪ ،‬فاكتب في ورقة وعلقه على المحموم " يا نار كوني‬
‫بردا وسلما على إبراهيم " قال‪ :‬فكتبت ذلك وعلقت على محموم لنا فأفاق‬
‫وبرأ‪ .‬وللحمى‪ :‬يكتب على كاغذ ويشد على العضد " براءة من ال العزيز‬
‫الحكيم ومن محمد رسول رب العالمين إلى ام ملدم التي تمص الدم‪،‬‬
‫وتنهش العظم وترق الجلد‪ ،‬وتأكل اللحم أن كوني على صاحب كتابي هذا‬
‫بردا وسلما كما كانت النار على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم‬
‫الخسرين‪ ،‬وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في‬
‫الظلمات أن ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين‪ ،‬وصلى ال على‬
‫محمد وآله أجمعين‪ .‬وللحمى أيضا‪ :‬يكتب على ثلث سكرات بيض " يريد‬
‫ال أن يخفف عنكم وخلق النسان ضعيفا‪ ،‬الن خفف ال عنكم‪ ،‬ذلك‬
‫تخفيف من ربكم ورحمة‪.‬‬

‫]‪[32‬‬

‫‪ - 16‬مكا‪ :‬للمحموم يكتب على ثلث أقطاع بخط دقيق ل يمكن قراءته‪ ،‬ويأكلها‬
‫المحموم كل يوم نسخة منها على الريق‪ ،‬بعد أن جعلت مجموعة مدورة‬
‫كالبندقة " بسم ال ذي العز والكبرياء والنور " وهذه النسخة مجربة كان‬
‫المام الحسن السمرقندي يعتد بها ويداوم مكاتبتها حقه وكأنه وجد له‬
‫إسنادا‪ .‬اخرى‪ :‬يكتب على ثلث سكرات ويأكلها المحموم بثلث غدوات كل‬
‫يوم قطعة على الريق‪ ،‬الولى " عقدت باذن ال " الثاني " شددت باذن‬
‫ال " الثالث " سكنت باذن ال "‪ .‬اخرى‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫وربطنا على قلوبهم إلى قوله‪ :‬شططا )‪ (1‬إذ قال موسى لهله إلى قوله‪:‬‬
‫الحكيم )‪ (2‬مع سبع من العقود السليمانية )‪ .(3‬اخرى‪ :‬يكتب على القدم‬
‫اليمن " بسم ال يا حمى الماضية المستضية بالذي في السماء عرشه‪،‬‬
‫وبالذي كلم موسى تكليما‪ ،‬واتخذ إبراهيم خليل‪ ،‬وبعث محمدا بالحق نبيا‪،‬‬
‫لما خرجت من العظم إلى اللحم ومن اللحم إلى الجلد ومن الجلد إلى الرض‬
‫فتسكن فيها ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬وصلى ال على محمد‬
‫وآله وسلم تسليما كثيرا )‪ .(4‬اخرى‪ :‬يكتب ويشد ويعقده سبع عقد‪ ،‬ويقرأ‬
‫على كل عقدة فاتحة الكتاب ويشد على رأس المحموم " بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم وبالحق أنزلناه وبالحق نزل‪ ،‬وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة‬
‫للمؤمنين‪ ،‬يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم‬
‫الخسرين‪ ،‬يا ال يا ال يا ال‪ ،‬يا رحمن‬

‫)‪ (1‬وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والرض لن ندعو من‬
‫دونه الها لقد قلنا إذا شططا‪ :‬الكهف‪ (2) .13 :‬إذ قال موسى لهله انى‬
‫آنست نارا سأتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون فلما‬
‫جاءها نودى أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان ال رب العالمين‬
‫يا موسى أنه أنا ال العزيز الحكيم‪ ،‬النمل‪ (3) .9 - 7 :‬كأنه يريد الخاتم‬
‫كما مر ص ‪ (4) .28‬مكارم الخلق ص ‪.458‬‬

‫]‪[33‬‬

‫يا رحمن يا رحمن‪ ،‬اسكن بقدرة الجبار العظيم‪] ،‬بقدرة[ المنان الكريم " ويكتب‬
‫المعوذتين‪ .‬اخرى‪ :‬عن الصادق عليه السلم أنه قال‪ :‬حم رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله فأتاه جبرئيل عليه السلم فقال‪ " :‬بسم ال أرقيك‪ ،‬يا محمد‬
‫بن عبد ال ! بسم ال أشفيك‪ ،‬بسم ال من كل داء يعنيك بسم ال وال‬
‫شافيك‪ ،‬بسم ال خذها فلتهنيك‪ ،‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬فل اقسم بمواقع‬
‫النجوم لتبرأن باذن ال " ويشد التعويذ في عنق المحموم‪ .‬عن الرضا‬
‫عليه السلم قال‪ :‬اشتكت جارية لي وكان لها قدر فأتاني آت في المنام فقال‬
‫لي‪ :‬قل لها‪ :‬تقول‪ " :‬يا رباه يا سيداه صل على محمد وأهل بيته‪ ،‬واكشف‬
‫عني ما أجد " فان فلن بن فلن نجا من النار بهذه الدعوة‪ .‬للحمى )‪(1‬‬
‫عن الرضا عليه السلم يكتب بسم ال الرحمن الرحيم ‍ب ؟ كر الرحمن قلنا‬
‫يا نار كونى بردا وسلما على ابراهيم وال ابراهيم وصل على محمد وال‬
‫محمد وعلى فلن بن فلن باذن ال يشفى عن داود بن زربي قال‪ :‬وعكت‬
‫بالمدينة وعكا شديدا فبلغ ذلك أبا عبد ال عليه السلم فكتب إلي‪ :‬قد بلغني‬
‫علتك فاشتر صاعا من بر ثم استلق على قفاك‪ ،‬وانثره على صدرك كيف ما‬
‫انتثر‪ ،‬وقل‪ " :‬اللهم إني أسئلك باسمك الذي إذا سألك به المضطر كشفت‬
‫ما به من ضر ومكنت له في الرض وجعلته خليفتك على خلقك‪ ،‬أن تصلي‬
‫على محمد وآل محمد وأن تعافيني من علتي " واستو جالسا واجمع البر‬
‫من حولك وقل مثل ذلك‪ ،‬واقسمه مدا مدا لكل مسكين‪ ،‬وقل مثل ذلك‪ .‬قال‬
‫داود‪ :‬ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال وقد فعل غير واحد فانتفع به )‬
‫‪ .(2‬دعاء آخر‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬حم رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله فأتاه جبرئيل عليه السلم يعوذه وقال‪ " :‬بسم ال أرقيك‪ ،‬وبسم ال‬
‫أشفيك‪ ،‬وبسم ال من كل داء يعنيك‪ ،‬بسم ال‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .459‬المصدر‪.446 :‬‬

‫]‪[34‬‬

‫وال شافيك‪ ،‬بسم ال خذها فلتهنيك‪ ،‬بسم ال الرحمن الرحيم فل اقسم بمواقع‬
‫النجوم لتبرأن باذن ال )‪ .(1‬من مسموعات السيد المام ناصح الدين أبي‬
‫البركات المشهدي رحمة ال عليه عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬طين قبر‬
‫الحسين عليه السلم شفاء من كل داء‪ ،‬فإذا أكلته فقل‪ :‬بسم ال وبال‪،‬‬
‫اللهم اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كل داء إنك على كل شي‬
‫قدير‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ ،‬من أصابته علة فبدأ بطين قبر الحسين‬
‫عليه السلم شفاه ال من تلك العلة‪ ،‬إل أن تكون علة السام‪ .‬دعاء آخر‪:‬‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬ضع راحتك على فمك وقل‪ " :‬بسم ال‬
‫ثلثا بجلل ال ثلثا بكلمات ال التامات " ثلثا ثم تمسح على رأس الذي‬
‫يشتكي ووجهه يصنع ذلك أشفق أهله عليه )‪ .(2‬دعاء آخر‪ :‬عن زرارة‪،‬‬
‫عن أحدهما عليهما السلم قال‪ :‬إذا دخلت على مريض فقل‪ :‬اعيذك بال‬
‫العظيم رب العرش العظيم‪ ،‬من كل عرق نعار‪ ،‬ومن شر حر النار‪ .‬سبع‬
‫مرات‪ - 18 (3) .‬طا‪ :‬فيما جربناه لزوال الحمى‪ ،‬فوجدناه كما رويناه‪،‬‬
‫يكتب في كاغذ يوم الحد ويوم الربعا‪ ،‬كل طلسم منها منفردا في رقعة‪،‬‬
‫ويغسل في شراب أو ماء الول يوم الحد‪ ،‬والثاني يوم الثنين‪ ،‬والثالث‬
‫يوم الثلثا‪ ،‬ويشرب كل يوم واحدا إذا غسل ل يبقى في الورقة من مداده‬
‫شئ‪ ،‬فان زالت الحمى في هذه الثلثة اليام‪ ،‬وإل تكتب كذلك في ثلث‬
‫ورقات يوم الربعا‪ ،‬ويغسل الول يوم الربعا ويشرب ماؤه‪ ،‬والثاني يوم‬
‫الخميس‪ ،‬والثالث يوم الجمعة‪ ،‬ويشرب ماءه وقد زالت الحمى بال جل‬
‫جلله‪ ،‬وهذه صورة الثلث طلسمات‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .449‬مكارم الخلق ص ‪.450‬‬

‫]‪[35‬‬

‫‪ - 19‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عبد العزيز بن المهتدي‪ ،‬عن‬
‫يونس بن عبد الرحمن‪ ،‬عن داود بن زربي قال‪ :‬مرضت بالمدينة مرضا‬
‫شديدا فبلغ ذلك أبا عبد ال عليه السلم فكتب إلي‪ :‬قد بلغني علتك فاشتر‬
‫صاعا من بر ثم استلق على قفاك‪ ،‬وانثره على صدرك كيف ما انتثر‪ ،‬وقل‪:‬‬
‫" اللهم إني أسئلك باسمك الذي إذا سألك به المضطر كشفت ما به من‬
‫ضر‪ ،‬ومكنت له في الرض‪ ،‬وجعلته خليفتك على خلقك أن تصلي على‬
‫محمد وعلى أهل بيته‪ ،‬وأن تعافيني من علتي " ثم استو جالسا واجمع‬
‫البر من حولك‪ ،‬وقل مثل ذلك واقسمه مدا مدا لكل مسكين وقل مثل ذلك قال‬
‫داود‪ :‬ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال‪ ،‬وقد فعله غير واحد فانتفع به )‬
‫‪ - 20 .(1‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن إسحاق الشعري‪ ،‬عن بكر‬
‫بن محمد الزدي قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬حم رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله فأتاه جبرئيل عليه السلم فعوذه فقال‪ " :‬بسم ال أرقيك يا‬
‫محمد‪ ،‬بسم ال أشفيك‪ ،‬بسم ال من كل داء يعنيك‪ ،‬بسم ال وال سافيك‪،‬‬
‫بسم ال خذها فليهنيك بسم ال الرحمن الرحيم فل اقسم بمواقع النجوم‬
‫لتبرأن باذن ال " قال بكر‪ :‬وسألته عن رقية الحمى فحدثني بهذا )‪21 .(2‬‬
‫‪ -‬ق‪ :‬عوذة للحمى مباركة‪ ،‬يكتب في ورقة ويعلقه الرجل في عضده‬
‫اليسر‪ ،‬والمرأة في عضدها اليمن‪ ،‬ويشد الكتاب بغزل الم وابنتها‪،‬‬
‫وهو‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬من ال وإلى ال‪ ،‬ول غالب إل ال‪،‬‬
‫المستعان بال‪ ،‬والتكلن على ال‪ ،‬والشفاء بيد ال‪ ،‬ول حول ول قوة إل‬
‫بال العلي العظيم براءة من ال العزيز الحكيم‪ ،‬لصاحب كتابي هذا وشعره‬
‫وبشره وجسده وبدنه ولحمه ودمه وعظمه إلى ام ملدم التي تذيب اللحم‪،‬‬
‫وتمس الدم‪ ،‬وتوهن العظم حرها من جهنم وبردها من الزمهرير‪ .‬يا ام‬
‫ملدم ! إن كنت مؤمنة بال واليوم الخر فل تقربي من علق عليه كتابي‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 8‬ص ‪ ،88‬ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .564‬الكافي ج ‪ 8‬ص ‪.109‬‬

‫]‪[36‬‬

‫هذا‪ ،‬ول تمصي له دما‪ ،‬ول توهني له عظما‪ ،‬ول تذيبي له لحما‪ ،‬واطفئي بعزة ال‬
‫الذي جعل النار بردا وسلما على إبراهيم‪ ،‬وأرادوا به كيدا فجعلناهم‬
‫الخسرين آدم صفوة ال‪ ،‬إبراهيم خليل ال‪ ،‬موسى كليم ال‪ ،‬عيسى روح‬
‫ال‪ ،‬محمد حبيب ال يا عدوة آدم وحوا‪ ،‬قد حال جبرئيل‪ .‬عزمت عليك يا ام‬
‫ملدم بعزة ال‪ ،‬وقدرة ال‪ ،‬وبعظمة ال‪ ،‬وبجلل ال وسلطان ال‪،‬‬
‫وبكبرياء ال‪ ،‬وبما جرى به القلم من عند ال‪ ،‬على محمد بن عبد ال‬
‫صلى ال عليه وآله أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال‬
‫أنى يحيي هذه ال بعد موتها فأماته ال مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال‬
‫لبثت يوما أو بعض يوم‪ .‬إليك عني جرى القرطاس والقلم‪ ،‬وننزل من‬
‫القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين‪ ،‬ول يزيد الظالمين إل خسارا‪ ،‬ختمت‬
‫هذا الكتاب على اسم ال المقدس المطهر الطاهر‪ ،‬وخاتم سليمان بن داود‪،‬‬
‫وخاتم محمد بن عبد ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬وفاتحة الكتاب إلى آخرها‪،‬‬
‫أو كالذي مر على قرية‪ - 21 .‬مهج‪ :‬دخل النبي صلى ال عليه وآله على‬
‫فاطمة الزهراء عليها السلم‪ ،‬فوجد الحسن عليه السلم موعوكا‪ ،‬فشق‬
‫ذلك على النبي صلى ال عليه وآله فنزل جبرئيل عليه السلم فقال‪ :‬يا‬
‫محمد أل اعلمك معاذة تدعو بها فينجلي بها عنه ما يجده ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قل " اللهم ل إله إل أنت العلي العظيم‪ ،‬ذو السلطان القديم‪ ،‬والمن العظيم‪،‬‬
‫والوجه الكريم ل إله إل أنت العلي العظيم‪ ،‬ولي الكلمات التامات‪،‬‬
‫والدعوات المستجابات‪ ،‬حل ما أصبح بفلن " فدعا النبي صلى ال عليه‬
‫وآله ثم وضع يده على جبهته فإذا هو بعون ال قد أفاق )‪ - 22 .(1‬مهج‪:‬‬
‫علي بن عبد الصمد‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن الفقيه أبي الحسن عن السيد أبي‬
‫البركات علي بن الحسين الحسني الجوزي‪ ،‬عن محمد بن بابويه‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن محمد بن سعيد‪ ،‬عن فرات بن إبراهيم‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن‬
‫بشرويه عن محمد بن إدريس النصاري‪ ،‬عن داود بن رشيد والوليد بن‬
‫شجاع بن مروان‬

‫)‪ (1‬مهج الداعوات ص‪.‬‬

‫]‪[37‬‬

‫عن عاصم‪ ،‬عن عبد ال بن سلمان الفارسي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬خرجت من منزلي يوما‬
‫بعد وفاة رسول ال صلى ال عليه وآله بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي‬
‫طالب عليه السلم ابن عم الرسول صلى ال عليه وآله فقال لي‪ :‬يا سلمان‬
‫جفوتنا بعد رسول ال صلى ال عليه وآله فقلت‪ :‬حبيبي أبا الحسن مثلكم ل‬
‫يجفى‪ ،‬غير أن حزني على رسول ال صلى ال عليه وآله طال‪ ،‬فهو الذي‬
‫منعني من زيارتكم فقال عليه السلم‪ :‬يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله فانها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد‬
‫اتحفت بها من الجنة‪ ،‬قلت لعلي عليه السلم‪ :‬قد اتحفت فاطمة عليها‬
‫السلم بشئ من الجنة بعد وفاة رسول ال صلى ال عليه وآله ؟ قال‪ :‬نعم‬
‫بالمس‪ .‬قال سلمان‪ :‬فهرولت إلى منزل فاطمة بنت محمد صلى ال عليه‬
‫وآله فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها‪،‬‬
‫وإذا غطت ساقها انكشفت رأسها‪ ،‬فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت‪ :‬يا‬
‫سلمان جفوتني بعد وفات أبي صلى ال عليه وآله‪ ،‬قلت‪ :‬حبيبتي لم أجفكم‪،‬‬
‫قالت‪ :‬فمه‪ ،‬اجلس واعقل ما أقول لك‪ .‬إني كنت جالسة بالمس في هذا‬
‫المجلس وباب الدار مغلق‪ ،‬وأنا أتفكر في انقطاع الوحى عنا وانصراف‬
‫الملئكة عن منزلنا‪ ،‬فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد فدخل علي‬
‫ثلث جوار لم ير الراؤون بحسنهن ول كهيئتهن‪ ،‬ول نضارة وجوههن‪،‬‬
‫ول أزكى من ريحهن‪ ،‬فلما رأيتهن قمت إليهن متنكرة لهن‪ ،‬فقلت لهن‪:‬‬
‫بأبي أنتن من أهل مكة أم من أهل المدينة ؟ فقلن‪ :‬يا بنت محمد لسنا من‬
‫أهل مكة‪ ،‬ول من أهل المدينة‪ ،‬ول من أهل الرض جميعا‪ ،‬غير أننا جوار‬
‫من الحور العين من دار السلم‪ ،‬أرسلنا رب العزة إليك يا بنت محمد إنا‬
‫إليك مشتاقات‪ .‬فقلت للتي أظن أنها أكبر سنا‪ :‬ما اسمك ؟ قالت‪ :‬اسمي‬
‫مقدودة‪ ،‬قلت‪ :‬ولم سميت مقدودة ؟ قالت‪ :‬خلقت للمقداد بن السود‬
‫الكندي‪ ،‬صاحب رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬فقلت للثانية‪ :‬ما اسمك ؟‬
‫قالت ذرة‪ ،‬قلت‪ :‬ولم سميت ذرة وأنت في عيني نبيلة ؟ قالت‪ :‬خلقت لبي‬
‫ذر الغفاري صاحب رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬فقلت للثالثة‪ :‬ما اسمك‬
‫؟ قالت‪ :‬سلمى‪ ،‬قلت‪ :‬ولم سميت سلمى ؟ قالت‪ :‬أنا لسلمان الفارسي مولى‬
‫أبيك رسول ال صلى ال عليه وآله‪.‬‬
‫]‪[38‬‬

‫قالت فاطمة ثم أخرجن لي رطبا أزرق كأمثال الخشكنانج الكبار )‪ (1‬أبيض من‬
‫الثلج‪ ،‬وأزكى ريحا من المسك الذفر )‪ (2‬فقالت لي‪ :‬يا سلمان أفطر‬
‫عشيتك ]عليه[ فإذا كان غدا فجئني بنواه‪ ،‬أو قالت عجمه‪ ،‬قال سلمان‪:‬‬
‫فأخذت الرطب فما مررت بجمع من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫إل قالوا‪ :‬يا سلمان أمعك مسك ؟ قلت‪ :‬نعم فلما كان وقت الفطار أفطرت‬
‫عليه فلم أجد له عجما ول نوى‪ .‬فمضيت إلى بنت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله في اليوم الثاني فقلت لها عليها السلم‪ :‬إني أفطرت على ما‬
‫أتحفتيني به فما وجدت له عجما ول نوى‪ ،‬قالت‪ :‬يا سلمان ولن يكون له‬
‫عجم ول نوى‪ ،‬وإنما هو نخل غرسه ال في دار السلم بكلم علمنيه أبي‬
‫محمد صلى ال عليه وآله كنت أقوله غدوة وعشية‪ ،‬قال سلمان‪ :‬قلت‪:‬‬
‫علميني الكلم يا سيدتي فقالت‪ :‬إن سرك أن ل يمسك أذى الحمى ما عشت‬
‫في دار الدنيا فواظب عليه‪ ،‬ثم قال سلمان‪ :‬علمتني هذا الحرز فقالت‪ :‬بسم‬
‫ال الرحمن الرحيم‪ ،‬بسم ال النور‪ ،‬بسم ال نور النور‪ ،‬بسم ال نور على‬
‫نور‪ ،‬بسم ال الذي هو مدبر المور‪ ،‬بسم ال الذي خلق النور من النور‬
‫الحمد ل الذي خلق النور من النور‪ ،‬وأنزل النور على الطور‪ ،‬في كتاب‬
‫مسطور في رق منشور‪ ،‬بقدر مقدور‪ ،‬علي نبي محبور‪ ،‬الحمد ل الذي هو‬
‫بالعز مذكور وبالفخر مشهور‪ ،‬وعلى السراء والضراء مشكور‪ ،‬وصلى ال‬
‫على سيدنا محمد وآله الطاهرين‪ .‬قال سلمان‪ :‬فتعلمتهن فو ال ولقد‬
‫علمتهن أكثر من ألف نفس من أهل المدينة‪ ،‬ومكة‪ ،‬ممن بهم علل الحمى‬
‫فكل برئ من مرضه بإذن ال‬

‫)‪ (1‬خشكنانج معرب خشك نانه وهو الخبز السكرى الذى يختبز مع الفستق واللوز‪.‬‬
‫)‪ (2‬قد سقط ههنا من الصل نحو سطر من المتن وقد مر الحديث برواية‬
‫الطبري وكان لفظه هكذا‪ :‬وقد أهدوا إلى هدية من الجنة وقد خبأت لك‬
‫منها فأخرجت إلى طبقا من رطب أبيض ما يكون من الثلج وأزكى رائحة‬
‫من المسك فدفعت إلى خمس رطبات وقالت لى‪ :‬كل هذا يا سلمان عند‬
‫افطارك الخ‪.‬‬

‫]‪[39‬‬

‫تعالى )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مضى خبر آخر في هذا المعنى في باب أحراز مولتنا فاطمة‬
‫الزهراء صلوات ال عليها )‪) * 57 .(2‬باب( * * " )العوذة والدعاء‬
‫للحوامل من النس والدوراب وعوذة الطفل( " * * " )ساعة يولد وعوذة‬
‫النفساء( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬الوليد بن نقية مؤذن مسجد الكوفة قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫الحسن العسكري‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن محمد الباقر عليه السلم قال‪ :‬من أراد‬
‫أن ل يبعث الشيطان بأهله مادامت المرأة في نفاسها‪ ،‬فليكتب هذه العوذة‬
‫بمسك وزعفران‪ ،‬بماء المطر الصافي‪ ،‬وليعصره بثوب جديد لم يلبس‪،‬‬
‫وألبس منه أهله وولده ليرش الموضع والبيت الذي فيه النفساء‪ ،‬فانه ل‬
‫يصيب أهله ما دامت في نفاسها‪ ،‬ول يصيب ولده خبط ول جنون ول فزع‬
‫ول نظرة إنشاء ال تعالى‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم بسم ال‪ ،‬بسم ال‪ ،‬بسم‬
‫ال‪ ،‬والسلم على رسول ال والسلم على آل رسول ال‪ ،‬والصلة عليهم‬
‫ورحمة ال وبركاته‪ ،‬بسم ال وبال‪ ،‬اخرج بإذن ال‪ ،‬اخرج باذن ال‪ ،‬منها‬
‫خرجتم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى فان تولوا فقل حسبي ال‬
‫ل إله إل هو‪ ،‬عليه توكلت وهو رب العرش العظيم‪ ،‬بسم ال وبال أدفعكم‬
‫برسول ال )‪ - 2 .(3‬طب‪ :‬الخضر بن محمد‪ ،‬عن الخراذينى‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن على بن فضال عن محمد بن هارون‪ ،‬عن ابن رئاب‪ ،‬عن ابن سنان‪،‬‬
‫عن المفضل‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات‪ (2) .9 - 6 :‬راجع ج ‪ 94‬ص ‪ (3) .227 - 226‬طب الئمة ص‬
‫‪.97‬‬

‫]‪[40‬‬

‫أبي جعفر عليه السلم ورواه أيضا عن على بن أسباط‪ ،‬عن ابن بكير‪ ،‬عن زرارة‬
‫بن أعين عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬تكتب للفرس العتيقة الكريمة‬
‫وضعها هذه العوذة في رق ]غزال[ ويعلق في حقويها‪ " :‬اللهم يا فارج‬
‫الهم‪ ،‬وكاشف الغم‪ ،‬رحمن الدنيا والخرة ورحيمهما‪ ،‬ارحم فلن بن فلن‬
‫صاحب الفرس رحمة تغنيه عن رحمة من سواك وفرج همه وغمه ونفس‬
‫كربته‪ ،‬وسلم فرسه‪ ،‬ويسر عليها ولدتها "‪ .‬خرج عيسى بن مريم‪،‬‬
‫ويحيى بن زكريا على نبينا وآله وعليهما السلم إلى البرية فسمعا صوت‬
‫وحشية فقال المسيح عيسى بن مريم عليهما السلم‪ :‬يا عجبا ما هذا‬
‫الصوت ؟ قال يحيى‪ :‬هذا صوت وحشية تلد‪ ،‬فقال عيسى بن مريم عليهما‬
‫السلم‪ :‬انزل سرحا سرحا باذن ال تعالى )‪ - 3 .(1‬طب‪ :‬أبو يزيد القناد‪،‬‬
‫عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬تكتب هذه‬
‫العوذة في قرطاس أورق للحوامل من النس والدواب " بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم‪ ،‬بسم ال‪ ،‬بسم ال‪ ،‬بسم ال‪ ،‬إن مع العسر يسرا‪ ،‬إن مع العسر‬
‫يسرا‪ ،‬يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر‪ ،‬ولتكلموا العدة ولتكبروا ال‬
‫على ما هداكم ولعلكم تشكرون‪ ،‬وإذا سئلك عبادي عني فاني قريب اجيب‬
‫دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون‪ ،‬ويهيئ‬
‫لكم من أمركم مرفقا‪ ،‬ويهيئ لكم من أمركم رشدا‪ ،‬وعلى ال قصد السبيل‬
‫ومنها جائر‪ ،‬ولو شاء لهداكم أجمعين‪ ،‬ثم السبيل يسره‪ .‬أولم ير الذين‬
‫كفروا أن السموات والرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ‬
‫حي أفل يؤمنون‪ ،‬فانتبذت به مكانا قصيا‪ ،‬فأجاءها المخاض إلى جذع‬
‫النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا فناديها من تحتها أل‬
‫تحزني قد جعل ربك تحتك سريا‪ ،‬وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك‬
‫رطبا جنيا‪ ،‬فكلي واشربي وقري عينا فاما ترين من البشر أحدا فقولي إني‬
‫نذرت‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪.98‬‬

‫]‪[41‬‬

‫للرحمن صوما فلن اكلم اليوم إنسيا‪ ،‬فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت‬
‫شيئا فريا يا اخت هارون ما كان أبوك امرء سوء وما كانت امك بغيا‪،‬‬
‫فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد ال آتاني‬
‫الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلوة والزكوة‬
‫ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلم على يوم ولدت‬
‫ويوم أموت ويوم ابعث حيا‪ ،‬ذلك عيسى بن مريم‪ .‬وال أخرجكم من بطون‬
‫امهاتكم ل تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والبصار والفئدة لعلكم‬
‫تشكرون‪ ،‬أولم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إل ال‬
‫إن في ذلك ليات لقوم يؤمنون‪ ،‬كذلك أيها المولود اخرج سويا باذن ال‬
‫عزوجل‪ .‬ثم تعلق عليها‪ ،‬فإذا وضعت نزع منها‪ ،‬واحفظ الية أن تترك منها‬
‫بعضها أو تقف على موضع منها حتى تتمها وهو قوله تعالى " وال‬
‫أخرجكم من بطون امهاتكم ل تعلمون شيئا " فان وقفت ههنا خرج‬
‫المولود أخرس‪ ،‬وإن لم تقرأ " وجعل لكم السمع والبصار والفئدة لعلكم‬
‫تشكرون " لم يخرج الولد سويا )‪ * 58 .(1‬باب * * " )عوذة الحيوانات‬
‫من العين وغيرها( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬أحمد بن الحارث‪ ،‬عن سليمان بن‬
‫جعفر‪ ،‬عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلم في عوذة الحيوان‪،‬‬
‫وقال‪ :‬هي محفوظة عندهم " بسم ال الرحمن الرحيم " بسم ال وبال‪،‬‬
‫خرج عين السوء من بين لحمه وجلده وعظمه وعصبه وعروقه‪ ،‬فلقيها‬
‫جبرئيل وميكائيل صلوات ال عليهما‪ ،‬فقال‪ :‬أين تذهبين أيتها اللعينة )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .99 - 98‬في المصدر‪ :‬أيتها العينة وكذا فيما يأتي‪.‬‬

‫]‪[42‬‬
‫قالت‪ :‬أذهب إلى الجمل فأطرحه من قطاره‪ ،‬والدابة من مقودها‪ ،‬والحمار من آكامه‪،‬‬
‫والصبي من حجر امه‪ ،‬وألقى الرجل الشاب الممتلئ من قدميه‪ ،‬فقال لها‪:‬‬
‫اذهبي أيتها اللعينة إلى البرية‪ ،‬فثم حية لها عينان‪ ،‬عين من ماء‪ ،‬وعين‬
‫من نار وكذلك يطبع ال على عين السوء‪ ،‬وعبس عابس‪ ،‬وحجر يابس‪،‬‬
‫ونفس نافس ونار قابس‪ ،‬رددت بعون ال عين السوء إلى أهله‪ ،‬وفي‬
‫جنبيه وكشحيه وفي أحب خلنه إليه‪ ،‬بعزيمة ال‪ ،‬وقوله " أو لم ير الذين‬
‫كفروا أن السموات والرض كانتا رتقا ففتقناهما‪ ،‬وجعلنا من الماء كل شئ‬
‫حي أفل يؤمنون‪ ،‬فارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو‬
‫حسير‪ ،‬وصلى ال على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين )‪ - 2 .(1‬طا‪:‬‬
‫فيما نذكره إذا حصلت الملعونة في عين دابة‪ :‬يقرؤها ويمر يده على عينها‬
‫ووجهها‪ ،‬أو يكتبها ويمر الكتابة عليها باخلص نية " بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم بسم ال الشافي‪ ،‬بسم ال الكافي‪ ،‬بسم ال المعافي‪ ،‬بسم ال الذي‬
‫ل يضر مع اسمه شئ في الرض ول في السماء وهو السميع العليم‪،‬‬
‫وننزل من السماء ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين‪ ،‬واردد العين الحابس‪،‬‬
‫وحجر يابس ]وماء فرس[ وشهاب ثاقب من العين إلى العين‪ ،‬فقال جبرئيل‬
‫وميكائيل عليهما السلم إلى أين تذهب يا عين السوء قالت‪ :‬أذهب إلى‬
‫الثور في نيره )‪ (2‬والجمل في قطاره‪ ،‬والدابة في رباطها‪ ،‬فقال عليهما‬
‫السلم لها‪ :‬عزمنا عليك بتسعة وتسعين اسما أن تلقى الثور في نيره‪،‬‬
‫والجمل في قطاره والدابة في رباطها‪ ،‬كذلك يطفئ ال الوجع من العين‪ ،‬بل‬
‫حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬بسم ال‪ ،‬سلم سلم من ال الذي ل إله‬
‫إل هو‪ ،‬السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان ال عما‬
‫يشركون‪ - 3 .‬ق‪ :‬عوذة لمير المؤمنين عليه السلم للعين قال ]حين[‬
‫أصابت العين فحل من إبل أمير المؤمنين علي‪ " :‬بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم‪ ،‬بسم ال العظيم‪ ،‬عبس عابس‪ ،‬وشهاب‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .134 - 133‬النير‪ :‬الخشبة المعترضة في عنقي الثورين‬
‫بأداتها ويسمى بالفارسية " يوغ "‪.‬‬

‫]‪[43‬‬

‫قابس‪ ،‬وحجر يابس‪ ،‬رددت عين العاين عليه من رأسه إلى قدميه‪ ،‬آخذ عيناه‪،‬‬
‫قابض بكله‪ ،‬وعلى جاره وأقاربه‪ ،‬جلده دقيق‪ ،‬ودمه رقيق‪ ،‬وباب المكروه‬
‫به تليق‪ ،‬فارجع البصر هل ترى من فطور‪ ،‬ثم ارجع البصر كرتين ينقلب‬
‫إليك البصر خاسئا وهو حسير‪ - 4 .‬ق‪ :‬عوذة للدواب عن الصادقين عليهم‬
‫السلم " بسم ال الرحمن الرحيم اعيذ من )‪ (1‬علق عليه كتابي هذا من‬
‫الخيل والدواب كمتها وشقرها وبلقها ودهمها أغرها وأحوائها وسميدعها‬
‫وزرزورها وأعشابها ومحجلها )‪ (2‬وأصفرها وما اختلف من ألوانها‪،‬‬
‫أعوذ وأمتنع وأزجر وأعقد وأحبس عن من علق عليه كتابي هذا من الخيل‬
‫والبهائم والحيوان‪ ،‬من الكلم والصدام ومضغ اللجام وقرض السنان‬
‫والرسان والعترة والنظرة والسكرة‪ ،‬والحصارة والعداية )‪ (3‬ووجع الكبد‬

‫)‪ (1‬ما علق خ ل‪ ،‬وكذا فيما يأتي‪ (2) .‬الكمت بالضم جمع كميت باعتبار معناه فانه‬
‫تصغير أكمت من غير قياس يستوى فيه المذكر والمؤنث يقال‪ :‬مهر‬
‫كميت ومهرة كميت‪ ،‬والكميت من الخيل‪ :‬الحمر الذى خالط حمرته قنوء‬
‫أي سواد غير خالص‪ ،‬وقيل‪ :‬بين السود والحمر‪ ،‬والشقر جمع أشقر‬
‫وهو من الخيل‪ :‬الحمر الذى حمرتها صافية مع حمرة العرف والذنب‪،‬‬
‫وهذا هو الفرق بين الكميت والشقر‪ ،‬قال أبو عبيدة‪ :‬يفرق بينهما‬
‫بالعرف والذنب فان كانا أحمرين فهو الشقر وان كان أسودين فهو‬
‫الكميت‪ .‬والبلق جمع البلق‪ :‬وهو الذى فيه سواد وبياض‪ ،‬والدهم جمع‬
‫الدهم وهو الشديد الورقة‪ :‬سواد في غبرة ‪ -‬حتى يذهب البياض‪،‬‬
‫والغر‪ :‬ما كان بجبهته بياض قدر درهم والحوى السود الذى يضرب‬
‫سواده إلى الخضرة‪ ،‬وقيل‪ :‬الحمر يضرب إلى السواد والسميدع‪ :‬الموطأ‬
‫الكتاف الذلول‪ ،‬والزرزور‪ :‬المركب الضيق والعشاب كانه جمع عشب‬
‫أو عشبة‪ :‬القصير الدميم أو الكبير المسن أو الذى يضرب لونه إلى لون‬
‫العشب والمحجل‪ :‬ما كان في قوائمه الربع بياض وان كان في الرجلين‬
‫فهو محجل الرجلين‪ (3) .‬الكلم ‪ -‬بالكسر ‪ -‬جمع كلم وهو الجرح‪،‬‬
‫والصدام بالكسر والعامة تضمه وهو القياس‪ :‬داء في رؤس الدواب وقاله‬
‫الجوهرى‪ ،‬والعترة بالفتح‪ :‬الضطراب والوثوب والنظرة أن تبصر الخيل‬
‫الطائف من الجن‪ ،‬فيشخص عينه إلى جانبه‪ ،‬والكسرة‪ :‬التحير وسكون‬

‫]‪[44‬‬

‫والرية والطحال والنشار )‪ (1‬والعسل والكبوة )‪ (2‬والفزعة والعريرة والحرد‬


‫والحرب والجلد والقصر والحمرة )‪ (3‬والهدم في الظهر والروابد والنفاخ‬
‫والعلق والذباب )‪ (4‬والزنابير والرتعاش والرتهاس والظلمة والمعل )‬
‫‪ (5‬والورم والجدري والطبوع ومن الجمح والرمح )‪ ،(6‬ومن الفالج‬
‫والقولنج والحداج ووحام العين‬

‫النظر‪ ،‬أو امتلء المركوب من الغيظ والغضب‪ ،‬والحصارة أن ينقطع الخيل ويقف‬
‫وقفة بعد ما ارسل ارسال كانه حبس نفسه‪ ،‬والعداية أن يعدو الفرس‬
‫متواثبا مالكا لزمامه ل يمكن حبسها‪ (1) .‬النشار جمع نشر وهو الجرب‬
‫وفى بعض النسخ ]والنثيان[ فيكون عطفا على الكبد‪ ،‬أي ووجع النثيان‪،‬‬
‫ل على الوجع‪ (2) .‬والعسل أن يضطرب الفرس في عدوه ويهز رأسه في‬
‫مضائه‪ ،‬والكبوة‪ :‬أن ينكب لوجهه‪ (3) .‬العريرة‪ :‬نوع جرب والحرد أن‬
‫يسترخى عصب يد الحافر من عقال ونحوه أو يكون خلقة حتى كأنه‬
‫ينفضها إذا مشى‪ .‬والحرب الهلك وان كان بالمعجمة فهو معروف‬
‫والجلد‪ :‬السقوط على الرض‪ ،‬وفى البل ونحوه أن ل يكون لها نتاج ول‬
‫لبن‪ ،‬والقصر ‪ -‬محركة ‪ -‬داء يصيب البعير وغيره في عنقه فليتوى‪.‬‬
‫والحمرة‪ :‬ورم من جنس الطواعين وهو الورم الحار‪ (4) .‬الروابد جمع‬
‫رابد‪ :‬الحابس للدابة عن المشى‪ .‬والنفاخ كرمان نفخة الورم من داء‬
‫يحدث يأخذ حيث أخذ‪ .‬والعلق أن تشرب الدابة ماء فعلقت بحلقومها‬
‫العلقة والذباب معروف ويطلق أيضا‪ :‬على الجنون‪ ،‬والشؤم‪ ،‬والشر‬
‫الدائم‪ ،‬ونكتة سوداء في جوف حدقة الفرس وسيأتى له معنى آخر‪(5) .‬‬
‫الرتهاس‪ :‬اصطكاك رجلى الدابة‪ ،‬والظلمة لعلها أن يظلم بعض الدواب‬
‫بعضا بالنطح يقال وجدنا أرضا تتظالم معزاها‪ ،‬والمعل‪ :‬استلل‬
‫الخصيتين‪ (6) .‬الجدرى بثور حمر بيض الرؤس تنتشر في البدن وتنتفط‬
‫وتتقيح سريعا يقال له بالفارسية‪ :‬آبله‪ ،‬والطبوع ‪ -‬كتنور ‪ -‬دويبة ذات‬
‫سم من جنس القردان تتعلق بالبعير ونحوه وهى كالقمل للنسان‪،‬‬
‫والجمح‪ :‬أن يركب الدابة رأسه ل يثنيه شئ وأن يعتز راكبه ويجرى‬
‫غالبا اياه‪ ،‬والرمح أن يرفس برجله‪.‬‬

‫]‪[45‬‬

‫والدمعة )‪ (1‬عند الجهي ومن التعسير والتخييل ومن معط )‪ (2‬شعر الناصية ومن‬
‫المتناع من العلف‪ ،‬ومن البرص وبلع الريش‪ ،‬ومن الذرب ومن قصد‬
‫الرتياع )‪ (3‬ومن النكبة والنملة )‪ (2‬ومن المتناع من البنة )‪ (5‬والعلف‬
‫والسرج واللجام‪ .‬حصنت جميع ما علق عليه كتابي هذا بال العظيم من‬
‫شر كل سبع وضبع وأسد وأسود‪ ،‬ومن السراق والطراق‪ ،‬إل طارق يطرق‬
‫بخير‪ ،‬قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم‬
‫معرضون‪ ،‬قل هو ال أحد الواحد القهار‪ .‬تحصنت بذي العزة والجبروت‪،‬‬
‫وتوكلت على الحى الذي ل يموت نور النور‪ ،‬ومقدر النور‪ ،‬نور النوار‪،‬‬
‫ذلك ال الملك القهار‪ ،‬فسيكفيكهم ال‬

‫)‪ (1‬الحداج‪ :‬أن ينظر الفرس إلى شخص أو شئ أو يسمع صوتا فأقام اذنيه نحوه‬
‫مع عينيه‪ .‬والوحام شدة الحر‪ (2) .‬التعسير‪ :‬أن يحتبس ما في بطن الدابة‬
‫ول يخرج‪ ،‬والتخييل أن يتخيط إليها الجن أو الشياء المخوفة‪ ،‬أو هو‬
‫التخييل بمعنى الجنون‪ ،‬وتخييل اليد‪ ،‬فلجها وفى القاموس‪ :‬اختبلت‬
‫الدابة‪ :‬لم تثبت في موطئها‪ .‬ومعط الشعر‪ :‬أن يتساقط من داء أو جرب‬
‫ونحو ذلك‪ (3) .‬الذرب ‪ -‬بالكسر ‪ -‬شئ يكون في عنق النسان أو الدابة‬
‫مثل الحصاة وقيل‪ :‬داء يكون في الكبد‪ .‬والرتياع بالعين المهملة الفزع‬
‫والتفزع‪ ،‬وقد يكون بمعنى الرتياع وبالغين المعجمة‪ ،‬الروغان وهو‬
‫الذهاب هكذا وهكذا‪ (4) .‬النملة‪ :‬شق في حافر الدابة من الشعر إلى‬
‫طرف السنبك‪ ،‬وقروح في الجنب وبثرة تخرج بالجسد بالتهاب واحتراق‬
‫ويرم مكانها يسيرا ويدب إلى موضع آخر كالنملة ويسميها الطباء‬
‫الذباب‪ ،‬وتقول المجوس‪ :‬ان ولد الرجل إذا كان من اخته وخط على‬
‫النملة شفى صاحبها كقوله‪ " :‬كرام وانا ل نخط على النمل "‪ (5) .‬البن‪:‬‬
‫اليابس من الطعام والعلف‪ ،‬ونبت يخرج في رؤس الكام له اصل ول‬
‫يطول وكانه شعر يؤكل‪.‬‬

‫]‪[46‬‬

‫وهو السميع العليم‪ - 5 .‬ق‪ :‬عوذة الفرس والفارس‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم اعوذ‬
‫واعيذ دابة فلن بن فلن المعروف بكذا وكذا‪ ،‬وسائر دوابه من الخيل من‬
‫دهمها وشقرها وكمتها وأغرها ومحجلها وحصنها وحجورها من المشش‬
‫والرهش والرعش والدعص والرهصة والرصة )‪ (1‬وخفقان الفؤاد وغدة‬
‫الصفاق والرجس )‪ (2‬وبلع الريش وبلع الحشيش والجدار والخذلن )‪(3‬‬
‫ووجع الجوف والربو في المريس ومن الطرفة )‪ (4‬والصدمة والعثار‬
‫والحمرة في الماق ومن الحمر والبهر وعرق )‪ (5‬النتشار ووجع‬
‫العضاء واسترخاء القوائم وسائر العلل في البهائم‪ .‬دفعت عيون السوء‬
‫عنها في سائر جسومها وبشرها ولحمها ودمها وظاهرها‬

‫)‪ (1‬المشش‪ :‬شئ يشخص وظيف الدابة حتى يشتد دون اشتداد العظم‪ ،‬وبياض‬
‫يعترى البل في عيونها‪ .‬والرهش والرتهاش والرهس والرتهاس‬
‫اصطكاك رجلى الدابة فتعقر رواهشها‪ ،‬كما مر‪ ،‬والرعش والرتعاش‬
‫كالرعس والرتعاس الضطراب والهتزار في السير‪ ،‬ويطلق على المشى‬
‫الضعيف من العياء وغيره ولعله ما يقال له‪ :‬بالفارسية " كوفت "‪.‬‬
‫والدعص‪ :‬الركض والرفس بالرجل‪ .‬كالدعس‪ ،‬والرهصة‪ :‬وقرة تصيب‬
‫باطن حافر الفرس‪ ،‬والرصة بالمهملة‪ :‬التصاق الفخذين‪ ،‬وهو يورث‬
‫الدبر‪ ،‬والرضة بالمعجمة‪ :‬التكسر‪ (2) .‬الصفاق‪ :‬جلد البطن كله‪ ،‬أو هو‬
‫الجلد السفل الذى تحت الجلد الذى عليه الشعر‪ .‬والرجس بالفتح‪ :‬أن‬
‫تهدر البعير كالرعد‪ (3) .‬الخذلن‪ :‬في الدابة التخلف عن القطيع منفردا ل‬
‫يأنس بصواحبها‪ (4) .‬الربو‪ :‬انتفاخ الفرس من عدو أو فزع‪ .‬والطرفة‪:‬‬
‫نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها‪ (5) .‬الحمر داء‬
‫في الفرس تتغير رائحة فمه ويكون من اكل الشعير الفاسد يوجب السنق‬
‫والتخمة‪ ،‬وقيل‪ :‬السنق للحيوان والتخمة للنسان‪ ،‬والبهر‪ :‬تتابع النفس‬
‫وانقطاعه من العياء‪ ،‬وانما يعترى الفرس ونحوه عند السعي والعدو‬
‫الشديد‪ ،‬وانتشار العرق والعصب انتفاخه من كثرة العدو أو داء آخر‪(*) .‬‬

‫]‪[47‬‬

‫وباطنها بالحاطة الكبرى‪ ،‬وبأسماء ال الحسنى‪ ،‬وبكلماته العظمى‪ ،‬من المتناع‬


‫من الكل والشرب‪ ،‬والتغصص واللتواء والضربان‪ ،‬ومن جرح بالحديد‪،‬‬
‫ووجر بالشوك‪ ،‬أو حرق بالنار أو مخلب‪ ،‬ومن وقع نصال السهام وأسنة‬
‫الرماح‪ ،‬ومن الغوامز )‪ (1‬واللوادغ‪ ،‬وضربة موهنة أو دفعة محطمة‪.‬‬
‫اعيذه وراكبه بما استعاذ به جبرائيل عليه السلم وعوذ به النبي صلى ال‬
‫عليه وآله البراق وما عوذ به فرسه السحاب‪ ،‬وما عوذ علي عليه السلم‬
‫فرسه لزاق‪ ،‬وبما عوذ به شمعون الصفا فرسه الطماح‪ ،‬وبما عوذ به‬
‫موسى الكليم فرسه الذي عبر في أمره البحر‪ .‬عوذت هذه الدابة وصاحبها‬
‫وموضعها ومرعاها وسائر ماله من الكراع والمراتع من سائر السباع‬
‫والهوام‪ ،‬ومن كل أذيه وبلية ومن الشهور والدهور والردة والغرق‬
‫والحرق والوباء ومدارك الشقا‪ ،‬بالعقد العظيم والسماء الولية العلية من‬
‫أعين الجن والنس أجمعين‪ .‬بسم ال رب العالمين‪ ،‬بسم ال عالم السر‬
‫وأخفى‪ ،‬بسم ال العلى‪ ،‬وبأسماء ال الكبرى في سرادق علم ال‪ ،‬وفي‬
‫حجب ملكوت ال التي يحيى بها الموات‪ ،‬وبها رفعت السماوات‪ ،‬وبأسماء‬
‫ال التي أضاءت بها الشمس وارتفع بها العرش من سائر ما ذكرت‪ ،‬وما‬
‫لم أذكر‪ ،‬وما علمت‪ ،‬وما لم أعلم‪ ،‬ورفعت عنها سائر العين الناظرة‬
‫والعادية والخواطر الخاطرة والصدور الواغرة بل حول ول قوة إل بال‬
‫العلي العظيم‪ ،‬وهو حسبي ونعم الوكيل‪.‬‬

‫)‪ (1‬الغوامز جمع غامز‪ ،‬وهو ما يغمز في رجل الحافر ونحوه بحيث يميل من‬
‫رجلها‪ ،‬وذلك لوجع أو لداء أو رهصة‪ ،‬واللوادغ جمع اللدغ‪ ،‬من العقرب‬
‫والحية والزنبور ونحوها من اللداغ‪.‬‬

‫]‪[48‬‬

‫‪) * - 59‬باب( * * " )الدعاء لعموم الوجاع والرياح وخصوص وجع الرأس( "‬
‫* * " )والشقيقة وضربان العروق( " * ‪ - 1‬مكا‪ :‬رقية لجميع اللم وقيل‬
‫للضرس " بسم ال وبال‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله الطيبين‪ ،‬صنع ال‬
‫الذي أتقن كل شئ أنه خيبر بما تفعلون اسكن أيها الوجع سكنتك بالذي‬
‫سكن له ما في السماوات وما في الرض وهو العلي العظيم عزمت عليك‬
‫أيها الوجع بال الذي اتخذ إبراهيم خليل‪ ،‬وكلم موسى تكليما وخلق عيسى‬
‫من روح القدس‪ ،‬وبعث محمدا بالحق نبيا لما ذهبت عن فلن بن فلنة إلى‬
‫مدة حياته ول تعود إليه )‪ .(1‬حرز القلنسوة‪ ،‬كان بالملك النجاشي صداع‬
‫فكتب إلى النبي صلى ال عليه وآله في ذلك فبعث إليه هذا الحرز‪ ،‬فخاطه‬
‫في قلنسوته‪ ،‬فسكن ذلك عنه‪ ،‬وهو‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬بسم ال‬
‫الحق المبين‪ ،‬شهد ال الية )‪ (2‬ل نور وحكمة‪ ،‬وعزة وقوة‪ ،‬وبرهان‬
‫وقدرة‪ ،‬وسلطان ورحمة‪ ،‬يا من ل ينام ل إله إل ال إبراهيم خليل ال‪ ،‬ل‬
‫إله إل ال موسى كليم ال‪ ،‬ل إله إل ال عيسى روح ال وكلمته ل إله إل‬
‫ال محمد رسول ال وصفيه وصفوته‪ ،‬صلى ال عليه وآله عليهم أجمعين‬
‫اسكن سكنتك بما سكن له ما في السماوات والرض‪ ،‬وبمن يسكن له في‬
‫الليل والنهار‪ ،‬وهو السميع العليم ]فسخرنا له الريح تجري بأمره[ رخاء‬
‫حيث أصاب والشياطين ]كل بناء وغواص[ أل إلى ال تصير المور )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .463‬شهد ال أنه ل اله ال هو والملئكة واولوا العلم‬
‫قائما بالقسط ل اله ال هو العزيز الحكيم‪ :‬آل عمران‪ (3) .19 :‬مكارم‬
‫الخلق ص ‪(*) .464‬‬

‫]‪[49‬‬

‫اخرى للصداع‪ :‬يكتب في رق ويشد على الرأس بخيط " بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫الم ال ل إله إل هو الحي القيوم ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬ام الكتاب )‪ ،(1‬واخرج منها‬
‫مذموما مدحورا "‪ .‬للصداع‪ :‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬يكتب في‬
‫كتاب ويعلق على صاحب الصداع من الشق الذي يشتكي " اللهم إنك لست‬
‫باله استحدثناه‪ ،‬ول برب يبيد ذكره ول معك شركاء يقضون معك‪ ،‬ول كان‬
‫قبلك إله ندعوه ونتعوذ به‪ ،‬ونتضرع إليه وندعك‪ ،‬ول أعانك على خلقنا‬
‫من أحد فنشك فيك‪ ،‬ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك‪ ،‬عاف فلن بن فلنة‬
‫وصل على محمد وأهل بيته "‪ .‬وفي رواية " أسئلك باسمك الذي قام به‬
‫عرشك على الماء‪ ،‬أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تشفي فلن بن‬
‫فلنة من الصداع والشقيقة‪ ،‬وضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا‪،‬‬
‫وأسئلك باسمك الذي به خلقت آدم عليه السلم وأتممت خلقه‪ ،‬أن تصلي‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تشفي فلن بن فلنة " )‪ .(2‬للشقيقة‪ :‬يكتب‬
‫هذه الكلمات في رق أو قرطاس فان كان رجل شد على رأسه وإن كانت‬
‫امرءة جعلته مع عقاصها )‪ " (3‬بسم ال الرحمن الرحيم " بسم ال من‬
‫الرض إلى السماء‪ ،‬كان هبط جبرئيل فاستقبله الجدع فقال أين تريد ؟‬
‫قال‪ :‬أذهب إلى إنسان آكل شحم عينيه‪ ،‬وأشرب من دمه‪ ،‬فقال‪ :‬بال الذي‬
‫ل إله إل هو ل تذهب إلى النسان ول تأكل شحمة عينيه‪ ،‬ول تشرب من‬
‫دمه‪ ،‬أنا الراقي وال الشافي وصلى ال على محمد وأهل بيته " )‪- 2 .(4‬‬
‫مكا‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬تضع يدك على الموضع الذي فيه‬

‫)‪ (1‬آل عمران ‪ ،7 - 1‬وفى المصدر‪ :‬إلى قوله‪ " :‬اولوا اللباب "‪ (2) .‬مكارم‬
‫الخلق ص ‪ (3) .464‬العقاص‪ :‬جمع عقيصة‪ ،‬خصلة تأخذها المرءة من‬
‫شعرها فتلويها ثم تعقدها مثل الرمانة‪ (4) .‬مكارم الخلق ص ‪.467‬‬

‫]‪[50‬‬

‫الوجع‪ ،‬وتقول ثلث مرات‪ " :‬ال ال ال ربي حقا ل اشرك به شيئا اللهم أنت لها‬
‫ولكل عظيمة ففرجها عني "‪ .‬دعاء آخر عنه عليه السلم قال‪ :‬تضع يدك‬
‫على موضع الوجع وتقول‪ " :‬اللهم إني أسئلك بحق القرآن العظيم الذي‬
‫نزل به الروح المين‪ ،‬وهو عندك في ام الكتاب علي حكيم أن تشفيني‬
‫بشفائك‪ ،‬وتداويني بدوائك‪ ،‬وتعافيني من بلئك " ثلث مرات " وصلى ال‬
‫على محمد وأهل بيته " )‪ .(1‬قال الصادق عليه السلم ]تقول‪ " [:‬بسم ال‬
‫وبال كم من نعمة ل عزوجل في عرق ساكن وغير ساكن‪ ،‬على عبد شاكر‬
‫وغير شاكر " ثم تأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد صلة مفروضة‪ ،‬وتقول‪" :‬‬
‫اللهم فرج كربي وعجل عافيتي واكشف ضرى " ثلث مرات واحرص أن‬
‫يكون ذلك مع دموع وبكاء )‪ .(2‬ودعاء آخر‪ :‬وعن بعضهم قال‪ :‬شكوت‬
‫إلى أبي عبد ال عليه السلم وجعا بي فقال قل‪ " :‬بسم ال " ثم امسح يدك‬
‫عليه‪ ،‬وقل " أعوذ بعزة ال‪ ،‬وأعوذ بجلل ال‪ ،‬وأعوذ بعظمة ال‪ ،‬وأعوذ‬
‫بجمع ال‪ ،‬وأعوذ برسول ال‪ ،‬وأعوذ بأسماء ال من شر ما أحذر‪ ،‬ومن‬
‫شر ما أخاف على نفسي " تقولها سبع مرات‪ ،‬قال‪ :‬ففعلت فأذهب ال عني‬
‫)‪ .(3‬دعاء آخر عنه عليه السلم قال‪ :‬تضع يدك على موضع الوجع وتقول‬
‫" بسم ال وبال محمد رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬ل حول ول قوة إل‬
‫بال‪ ،‬اللهم امسح عني ما أجد " ويمسح الوجع ثلث مرات )‪ - 3 .(4‬كا‪:‬‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن جميل ابن‬
‫صالح‪ ،‬عن ذريح قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يعوذ بعض ولده‪،‬‬
‫ويقول‪ " :‬عزمت عليك )‪ (5‬يا ريح ويا وجع كائنا ما كنت‪ ،‬بالعزيمة التي‬
‫عزم بها علي بن‬

‫)‪ (2 - 1‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .447‬وتراه في الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .566‬مكارم‬


‫الخلق ص ‪ (5) .448‬أي أقسمت عليك‪.‬‬

‫]‪[51‬‬
‫أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلم رسول رسول ال صلى ال عليه وآله على‬
‫جن وادي الصبرة فأجابوا وأطاعوا لما أجبت وأطعت‪ ،‬وخرجت عن ابني‬
‫فلن ابن ابنتي فلنة الساعة الساعة )‪ - 4 .(2‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن المغيرة‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من اشتكى الواهنة أو كان به صداع أو غمزه بوله‪،‬‬
‫فليضع يده على ذلك الموضع وليقل‪ " :‬اسكن سكنتك بالذي سكن له ما في‬
‫الليل والنهار‪ ،‬وهو السميع العليم " )‪ - 5 .(2‬ما‪ :‬أحمد بن عبدون‪ ،‬عن‬
‫علي بن محمد بن الزبير‪ ،‬عن علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن العباس بن‬
‫عامر‪ ،‬عن أحمد بن رزق‪ ،‬عن معاوية بن وهب قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬فصدع ابن لرجل من أهل مرو وهو عنده جالس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فشكا ذلك إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ادنه مني قال‪ :‬فمسح على‬
‫رأسه ثم قال‪ " :‬إن ال يمسك السموات والرض أن تزول‪ ،‬ولئن زالتا إن‬
‫أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا " )‪ - 6 .(3‬ب‪ :‬ابن‬
‫طريف‪ ،‬عن ابن علوان‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله اشتكى الصداع‪ ،‬فنزل عليه جبرئيل عليه السلم‬
‫فرقاه فقال‪ " :‬بسم ال يشفيك‪ ،‬بسم ال يكفيك‪ ،‬من كل داء يؤذيك‪ ،‬خذها‬
‫فليهنيك " )‪ - 7 .(4‬طب‪ :‬عبد ال بن بسطام‪ ،‬عن إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬عن‬
‫أبي الحسن العسكري عليه السلم قال‪ :‬حضرته يوما وقد شكى إليه بعض‬
‫إخواننا فقال‪ :‬يا ابن رسول ال إن أهلي يصيبهم كثيرا هذا الوجع الملعون‪،‬‬
‫قال‪ :‬وما هو ؟ قال‪ :‬وجع الرأس‪ ،‬قال‪ :‬خذ قدحا من ماء‪ ،‬واقرأ عليه "‬
‫أولم ير الذين كفروا أن السموات والرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من‬
‫الماء كل شئ حي أفل يؤمنون " ثم‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 8‬ص ‪ 85‬ولجن وادى الصبرة ذكر في الحاديث راجع الرشاد‪:‬‬
‫‪ (2) .160‬الكافي ج ‪ 8‬ص ‪ (3) .190‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪(4) .284‬‬
‫قرب السناد ص ‪.62‬‬

‫]‪[52‬‬

‫أشربه‪ ،‬فانه ل يضره إنشاء ال تعالى )‪ - 8 .(1‬طب‪ :‬محمد بن جعفر البرسي‪ ،‬عن‬
‫محمد بن يحيى الرمني‪ ،‬عن محمد بن سنان النسائي‪ ،‬عن يونس بن‬
‫ظبيان‪ ،‬عن المفضل‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬هذه عوذة نزل بها جبرئيل عليه السلم على‬
‫النبي صلى ال عليه وآله والنبي صلى ال عليه وآله مصدع‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫محمد عوذ صداعك بهذه العوذة‪ ،‬يخفف ال عنك وقال‪ :‬يا محمد من عوذ‬
‫بهذه العوذة سبع مرات على أي وجع يصيبه شفاه ال بإذنه تمسح بيدك‬
‫على الموضع الذي تشتكي وتقول‪ " :‬بسم ال ربنا الذي في السماء تقدس‬
‫ذكره‪ ،‬ربنا الذي في السماء والرض أمره نافذ ماض‪ ،‬كما أن أمره في‬
‫السماء‪ ،‬اجعل رحمتك في الرض‪ ،‬واغفر لنا ذنوبنا‪ ،‬وخطايانا‪ ،‬يا رب‬
‫الطيبين الطاهرين‪ ،‬أنزل أنزل شفاء من شفائك ورحمة من رحمتك‪ ،‬على‬
‫فلن بن فلنة " وتسمي اسمه‪ .‬أيضا رقية ]للصداع[‪ :‬يا مصغر الكبراء‪،‬‬
‫ويا مكبر الصغراء ويا مذهب الرجس عن محمد وآل محمد‪ ،‬ومطهرهم‬
‫تطهيرا‪ ،‬صل على محمد وآله‪ ،‬وامسح ما بي من صداع أو شقيقة )‪9 .(2‬‬
‫‪ -‬طب‪ :‬محمد بن إبراهيم السراج‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن هشام بن سالم‪،‬‬
‫عن حبيب السجستاني‪ ،‬وكان أقدم من حريز السجستاني إل أن حريزا كان‬
‫أسبغ علما من حبيب هذا‪ ،‬قال‪ :‬شكوت إلى الباقر عليه السلم شقيقة‬
‫تعتريني في كل اسبوع مرة أو مرتين‪ ،‬فقال‪ :‬ضع يدك على الشق الذي‬
‫يعتريك‪ ،‬وقل " يا ظاهرا موجودا ويا باطنا غير مفقود‪ ،‬اردد على عبدك‬
‫الضعيف أياديك الجميلة عنده‪ ،‬وأذهب عنه ما به من أذى‪ ،‬إنك رحيم ودود‬
‫قدير " تقولها ثلثا تعافي إنشاء ال تعالى )‪ .(3‬ق‪ :‬مرسل مثله‪ ،‬وفيه إنك‬
‫عليم قدير‪ - 10 .‬طب‪ :‬السياري‪ ،‬عن محمد بن على بن الحسين عليهم‬
‫السلم يعوذ رجل من‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (3 - 2) .19‬طب الئمة ص ‪.20‬‬

‫]‪[53‬‬

‫أوليائه ذكر أنه أصابته شقيقة‪ ،‬فذكر نحو العوذة المتقدمة‪ .‬أيضا له‪ :‬يكتب في‬
‫قرطاس ويعلق على الجانب الذي يشتكي " بسم ال الرحمن الرحيم أشهد‬
‫أنك لست باله استحدثناك‪ ،‬ول برب يبيد ذكرك‪ ،‬ول مليك يشركك قوم‬
‫يفضون معك‪ ،‬ول كان قبلك من إله نلجاء إليه‪ ،‬أو نتعوذ به وندعوه‬
‫وندعك ول أعانك على خلقنا من أحد فيسأل فيك‪ ،‬سبحانك وبحمدك صل‬
‫على محمد وآله واشفه بشفائك عاجل " )‪ - 11 .(1‬طب‪ :‬للريح في الجسد‬
‫" بسم ال الرحمن الرحيم اللهم إني أسئلك باسمك الطاهر المطهر القدوس‬
‫المبارك‪ ،‬الذي من سألك به أعطيته‪ ،‬ومن دعاك به أجبته‪ ،‬أن تصلي على‬
‫محمد وآله‪ ،‬وأن تعافيني مما أجد في رأسي وفي سمعي وفي بصري وفي‬
‫بطني وفي ظهري وفي يدي وفي رجلي وفي جسدي وفي جميع أعضائي‬
‫وجوارحي إنك لطيف لما تشاء‪ ،‬وأنت على كل شئ قدير )‪ - 12 .(2‬طب‪:‬‬
‫الخزازيني الرازي‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن أبان‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن الباقر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من أصابه ألم في جسده‬
‫فليعوذ نفسه وليقل " أعوذ بعزة ال‪ ،‬وقدرته على الشياء‪ ،‬اعيذ بجبار‬
‫السماء‪ ،‬اعيذ نفسي بمن ل يضر مع اسمه داء‪ ،‬اعيذ نفسي بالذي اسمه‬
‫بركة وشفاء " فانه إذا قال ذلك لم يضره ألم ول داء )‪ - 13 .(3‬طب‪ :‬على‬
‫بن إبراهيم الواسطي‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن محمد بن سليمان الودي‪ ،‬عن‬
‫أبي الجارود‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن الحارث العور قال‪ :‬شكوت إلى أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم ألما‪ ،‬ووجعا في جسدي‪ ،‬فقال‪ :‬إذا اشتكى أحدكم‬
‫فليقل‪ " :‬بسم ال وبال‪ ،‬وصلى ال على رسول ال وآله‪ ،‬أعوذ بعزة ال‪،‬‬
‫وقدرته على ما يشاء من شر ما أجد " فانه إذا قال ذلك صرف ال عنه‬
‫الذى إنشاء ال تعالى )‪ - 14 .(4‬طب‪ :‬سهل بن أحمد‪ ،‬عن على بن‬
‫النعمان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ 21‬وقد مر مثله ص ‪ (4 - 2) .49‬طب الئمة ص ‪.17‬‬

‫]‪[54‬‬

‫عبد الرحيم القصير‪ ،‬عن أبي جعفر الباقر عليه السلم قال‪ :‬من اشتكى رأسه‬
‫فليمسحه بيده وليقل " أعوذ بال الذي سكن له ما في البر والبحر‪ ،‬وما‬
‫في السماوات والرض وهو السميع العليم " سبع مرات فانه يرفع عنه‬
‫الوجع )‪ - 15 .(1‬طب‪ :‬جرير بن أيوب الجرجاني‪ ،‬عن محمد بن أبي نصر‪،‬‬
‫عن ثعلبة عن عمر بن يزيد الصيقل‪ ،‬عن جعفر بن محمد عليهما السلم‬
‫قال‪ :‬شكوت إليه وجع رأسي وما أجد منه ليل ونهارا‪ ،‬فقال‪ :‬ضع يدك‬
‫عليه وقل‪ " :‬بسم ال الذي ل يضر مع اسمه شئ في الرض ول في‬
‫السماء وهو السميع العليم‪ ،‬اللهم إني أستجير بك بما استجار به محمد‬
‫صلى ال عليه وآله لنفسه " سبع مرات‪ ،‬فانه يسكن ذلك عنه باذن ال‬
‫تعالى وحسن توفيقه )‪ - 16 .(2‬طب‪ :‬أبو الصلت الهروي‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن‬
‫أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال الباقر عليه السلم‪ :‬علم شيعتنا لوجع الرأس‬
‫" يا طاهي يا ذر يا طمنه يا طنات " فانها أسام عظام لها مكان من ال‬
‫عزوجل‪ ،‬يصرف ال عنهم ذلك )‪ - 17 .(3‬طب‪ :‬علي بن عروة الهوازي‪،‬‬
‫عن الديلمي‪ ،‬عن داود الرقي‪ ،‬عن موسى بن جعفر عليه السلم قال قلت‪:‬‬
‫يا ابن رسول ال ل أزال أجد في رأسي شكاة وربما أسهرتني وشغلتني‬
‫عن الصلة بالليل‪ ،‬قال‪ :‬يا داود إذا أحسست بشئ من ذلك فامسح يدك‬
‫عليه‪ ،‬وقل‪ " :‬أعوذ بال واعيذ نفسي من جميع ما اعتراني باسم ال‬
‫العظيم وكلماته التامات التي ل يجاوزهن بر ول فاجر‪ ،‬اعيذ نفسي بال‬
‫عزوجل وبرسول ال صلى ال عليه وآله الطاهرين الخيار‪ ،‬اللهم بحقهم‬
‫عليك إل أجرتني من شكاتي هذه " فانها ل تضرك بعد )‪ - 18 .(4‬طب‪:‬‬
‫قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاة قط فقال‪:‬‬
‫باخلص نية ومسح موضع العلة ويقول‪ " :‬وننزل من القرآن ما هو شفاء‬
‫ورحمة للمؤمنين ول يزيد الظالمين إل خسارا " إل عوفي من تلك العلة‪،‬‬
‫أية علة كانت )‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ (4‬طب الئمة ص ‪ (3) .18‬طب الئمة ص ‪.19‬‬

‫]‪[55‬‬

‫ومصداق ذلك في الية حيث يقول‪ " :‬شفاء ورحمة للمؤمنين " )‪ - 19 .(1‬طب‪:‬‬
‫علي بن إسحاق البصري‪ ،‬عن زكريا بن آدم المقري وكان يخدم الرضا‬
‫عليه السلم بخراسان قال‪ :‬قال الرضا عليه السلم يوما‪ :‬يا زكريا‪ ،‬قلت‬
‫لبيك ! يا ابن رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬قل على جميع العلل‪ " :‬يا منزل الشفاء‪،‬‬
‫ومذهب الداء أنزل على وجعي الشفاء " فانك تعافى باذن ال تعالى )‪.(2‬‬
‫‪ - 20‬طب‪ :‬أحمد بن صالح النيشابوري‪ ،‬عن جميل بن صالح‪ ،‬عن ذريح‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يعوذ رجل من أوليائه من الريح‪ ،‬قال‪:‬‬
‫" عزمت عليك يا وجع بالعزيمة التي عزم بها علي بن أبي طالب ]رسول[‬
‫ظ رسول ال على جن وادي الصبرة فأطاعوا وأجابوا لما أطعت وأجبت‪،‬‬
‫وخرجت عن فلن بن فلن الساعة الساعة باذن ال تعالى‪ ،‬بأمر ال‬
‫عزوجل‪ ،‬بقدرة ال‪ ،‬بسلطان ال‪ ،‬بجلل ال‪ ،‬بكبرياء ال بعظمة ال‪ ،‬بوجه‬
‫ال‪ ،‬بجمال ال‪ ،‬ببهاء ال‪ ،‬بنور ال‪ " ،‬فانه ل يلبث أن يخرج )‪- 21 .(3‬‬
‫طب‪ :‬حاتم بن عبد ال‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد ال الصائغ‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن‬
‫زيد الشحام قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬خذ لكل وجع وحرارة من‬
‫قبل الرأس تكتب مربعة في وسطها " حر النار " على هذه الصورة‪ :‬بسم‬
‫ال الرحمن تطفى صولة حر النار ثم تقول " بسم ال وصلى ال على‬
‫محمد النبي وآله وسلم " وتكتب الذان والقامة في رقعة وتعلقها عليه‪،‬‬
‫فان الحرارة والوجع يسكنان من ساعتهما باذن ال عزوجل‪ .‬جيد مجرب )‬
‫‪ - 22 .(4‬طب‪ :‬عبد ال بن موسى الطبري‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .28‬طب الئمة ص ‪ (3) .37‬طب الئمة ص ‪ (4) .40‬طب‬
‫الئمة ص ‪.72‬‬

‫]‪[56‬‬

‫خالد البرقي‪ ،‬عن محمد بن سنان السناني‪ ،‬عن المفضل بن عمر قال‪ :‬شكى رجل‬
‫من إخواننا إلى أبي عبد ال عليه السلم شكاة أهله من النظرة والعين‬
‫والبطن والسرة ووجع الرأس والشقيقة‪ ،‬وقال‪ :‬يا ابن رسول ال ل تزال‬
‫ساهرة تصيح الليل أجمع‪ ،‬وإنا في جهد من بكائها وصراخها‪ ،‬فمن علينا‬
‫وعليها بعوذة‪ ،‬فقال الصادق عليه السلم‪ :‬إذا صليت الفريضة فابسط يديك‬
‫جميعا إلى السماء ثم قل بخشوع واستكانة‪ " :‬أعوذ بجللك وجمالك‬
‫وقدرتك وبهائك وسلطانك مما أجد‪ ،‬يا غوثي يا ال‪ ،‬يا غوثي يا رسول ال‬
‫يا غوثي يا أمير المؤمنين‪ ،‬يا غوثي يا فاطمة بنت رسول ال أغثني أغثني‬
‫" ثم امسح بيدك اليمنى على هامتك وتقول‪ " :‬يا من سكن له ما في‬
‫السموات وما في الرض سكن ما بي بقوتك وقدرتك صل على محمد وآله‬
‫وسكن ما في " )‪ - 23 .(1‬طب في‪ :‬الصداع‪ :‬محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن‬
‫محمد بن خالد‪ ،‬عن أبي يعقوب الزيات‪ ،‬عن معاوية‪ ،‬عن عمار الدهني‬
‫قال‪ :‬شكوت إلى أبي عبد ال عليه السلم ذلك فقال‪ :‬إذا أنت فرغت من‬
‫الفريضة فضع سبابتك اليمنى على عينيك وقل‪ :‬سبع مرات وأنت تمرها‬
‫على حاجبك اليمن " يا حنان اشفني‪ ،‬يا حنان اشفني " ثم أمرها سبع‬
‫مرات على حاجبك اليسر‪ ،‬وقل‪ " :‬يا منان اشفني " ثم ضع راحتك اليمنى‬
‫على هامتك وقل‪ " :‬يا من سكن له ما في السموات وما في الرض صل‬
‫على محمد وآله وسكن ما بي " ثم انهض إلى التطوع )‪ - 24 .(2‬طب‪:‬‬
‫الحسين بن مختار الحنظلي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي هاشم‪ ،‬عن أبي‬
‫الجارود‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلم أنه قال‪:‬‬
‫هذه عوذة من كل وجع تضع يدك على فيك مرة وتقول‪ " :‬بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم " ثلث مرات " بجلل ال " ثلث مرات " بكلمات ال التامات "‬
‫ثلث مرات‪ ،‬ثم تضع يدك على موضع الوجع ثم تقول‪ " :‬أعوذ بعزة ال‪،‬‬
‫وقدرته على ما يشاء‪ ،‬من شر ما تحت يدي " ثلث مرات‪ ،‬فانها تسكن‬
‫باذن ال تعالى )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .73‬طب الئمة ص ‪ (3) .74‬طب الئمة ص ‪.92‬‬

‫]‪[57‬‬

‫‪ - 25‬طب‪ :‬أحمد بن محمد بن الجارود‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن داود بن رزين‬
‫قال‪ :‬شكوت إلى أبي عبد ال عليه السلم وقلت‪ :‬يا ابن رسول ال ضرب‬
‫علي البارحة عرق فما هدأت إلى أن أصبحت فأتيتك مستجيرا فقال‪ :‬ضع‬
‫يدك على الموضع الذي ضرب عليك‪ ،‬وقل ثلث مرات‪ " :‬ال ال ال ربي‬
‫حقا " فانه يسكن في ساعته‪ .‬وعن المفضل بن عمر‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬خذ عني يا مفضل عوذة الوجاع كلها من العروق‬
‫الضاربة وغيرها قل‪ " :‬بسم ال وبال كم من نعمة ال في عرق ساكن‬
‫وغير ساكن على عبد شاكر وغير شاكر " وتأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد‬
‫الصلة المكتوبة وقل‪ " :‬اللهم فرج كربتي وعجل عافيتي واكشف ضري‬
‫" ثلث مرات واجهد أن يكون ذلك مع دموع وبكاء )‪ .(1‬وعن المفضل‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان زين العابدين عليه السلم يعوذ‬
‫أهله بهذه العوذة‪ ،‬ويعلمها خاصته‪ ،‬تضع يدك على فيك وتقول‪ " :‬بسم ال‬
‫بسم ال بسم ال وبصنع ال الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما يفعلون " ثم‬
‫تقول‪ " :‬اسكن أيها الوجع سألتك بال ربي وربك‪ ،‬وربك كل شئ‪ ،‬الذي‬
‫سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع العليم " سبع مرات )‪- 26 .(2‬‬
‫قب‪ :‬معاوية بن وهب‪ :‬صدع ابن لرجل من أهل مرو فشكى ذلك إلى أبي‬
‫عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬ادن مني‪ ،‬قال‪ :‬فمسح على رأسه ثم قال‪ " :‬إن‬
‫ال يمسك السموات والرض أن تزول ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من‬
‫بعده " فبرأ باذن ال )‪ - 27 .(3‬مكا ‪ -‬للصداع والشقيقة‪ :‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬اقرأ‪ " :‬ولو أن‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .116‬طب الئمة ص ‪ (3) .117‬مناقب آل ابى طالب ج ‪4‬‬
‫ص ‪.232‬‬

‫]‪[58‬‬

‫قرآنا سيرت به الجبال " إلى قوله‪ " :‬جميعا " )‪ " (1‬تكاد السموات يتفطرن منه‬
‫" إلى قوله‪ " :‬هدا " )‪ " (2‬وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا‬
‫" الية )‪ " (3‬ويا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي " الية )‪ .(4‬مثله‪:‬‬
‫" فمن كان منكم مريضا ‪ -‬إلى قوله‪ :‬نسك " )‪ " (5‬يد ال فوق أيديهم‬
‫فمن نكث فانما ينكث على نفسه " اسكن سكنتك يا وجع الرأس بالذي‬
‫سكن له ما في الليل والنهار‪ ،‬وهو السميع العليم‪ .‬مثله‪ :‬اشتكى إلى‬
‫الصادق عليه السلم رجل من الصداع فقال‪ :‬ضع يدك على الموضع الذي‬
‫يصدعك واقرأ‪ :‬آية الكرسي وفاتحة الكتاب وقل‪ " :‬ال أكبر ال أكبر‪ ،‬ل‬
‫إله إل ال‪ ،‬وال أجل وأكبر مما أخاف وأحذر‪ ،‬أعوذ بال من عرق نعار )‬
‫‪ (6‬وأعوذ بال من حر النار‪ .‬للصداع‪ :‬روى عن عمر بن حنظلة قال‪:‬‬
‫شكوت إلى أبي جعفر عليه السلم صداعا يصيبني قال‪ :‬إذا أصابك فضع‬
‫يدك على هامتك فقل‪ " :‬لو كان معه آلهة كما تقولون إذا لبتغوا إلى ذي‬
‫العرش سبيل‪ ،‬وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل ال وإلى الرسول رأيت‬
‫المنافقين يصدون عنك صدودا " )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الرض أو كلم به الموتى بل ل‬


‫المر جميعا‪ ،‬أفلم يايئس الذين آمنوا أن لو يشاء ال لهدى الناس جميعا‪:‬‬
‫الرعد‪ (2) .31 :‬تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الرض وتخر الجبال‬
‫هدا‪ :‬مريم‪ (3) .90 :‬وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا‬
‫فأغشيناهم فهم ل يبصرون‪ :‬يس‪ (4) .8 :‬وقيل يا أرض ابلعى ماءك ويا‬
‫سماء أقلعى وغيض الماء وقضى المر واستوت على الجودى وقيل بعدا‬
‫للقوم الظالمين‪ :‬هود‪ (5) .44 :‬فمن كان منكم مريضا أو به أذى من‬
‫راسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك‪ :‬البقرة‪ (6) .196 :‬يقال نعر‬
‫العرق‪ :‬فارمنه الدم‪ ،‬أو هو الفوران مع الصوت والنعرة‪ (7) .‬مكارم‬
‫الخلق ص ‪.428‬‬

‫]‪[59‬‬

‫دعوات الراوندي‪ :‬مثله إلى قوله‪ :‬سبيل وإذا ذكر ال وحده رأيت الذين كفروا‬
‫يصدون عنك صدودا‪ - 28] .‬مكا[ للشقيقة‪ :‬عن الرضا عليه السلم بسم‬
‫ال الرحمن الرحيم ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك‬
‫رحمة إنك أنت الوهاب ربنا إنك جامع الناس ليوم ل ريب فيه إن ال ل‬
‫يخلف الميعاد‪ ،‬ويكتب‪ :‬اللهم إنك لست باله استحدثناه " إلى آخر ما‬
‫سنذكره في الفصل الرابع بعد إنشاء ال تعالى )‪ .(1‬للصداع وغيره‪ :‬عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬من كان به صداع أو غيره فليضع يده على ذلك‬
‫الموضع‪ ،‬وليقل‪ " :‬اسكن سكنتك بالذي سكن له ما في الليل والنهار وهو‬
‫السميع العليم "‪ .‬عنه عليه السلم قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله إذا‬
‫كسل أو أصابه عين أو صداع بسط يده فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين‪ ،‬ثم‬
‫يمسح يده على وجهه‪ ،‬فيذهب عنه ما كان يجده‪ .‬عمر بن إبراهيم قال‪:‬‬
‫شكوت إلى الرضا عليه السلم مرة كنت أجدها يأخذني منها شبيه الجنون‪،‬‬
‫وصداع غالب‪ ،‬قال‪ :‬عليك بهذه البقلة التي يلتف ورقها‪ ،‬وضعها على‬
‫رأسك‪ ،‬ومرهم فليضعوها على رؤس صبيانهم‪ ،‬فانها نافعة باذن ال‪،‬‬
‫ففعلت فسكن عني الوجع‪ .‬والبقلة اللبلب )‪ .(2‬عنه عليه السلم في‬
‫الصداع قال‪ :‬فليختضب بالحناء )‪ .(3‬معاوية بن عمار قال‪ :‬شكوت إلى أبي‬
‫عبد ال عليه السلم ريح الشقيقة‪ ،‬قال‪ :‬فإذا فرغت من الفريضة فضع‬
‫سبابتك اليمنى بين عينيك‪ ،‬وقل سبع مرات وأنت تمرها على حاجبك‬
‫اليمن‪ " :‬يا حنان اشفني " ثم تمرها على يسارك وتقول‪ " :‬يا منان‬

‫)‪ (1‬قوله إلى آخر ما سنذكره في الفصل الرابع بعد‪ ،‬من كلم الطبرسي في المكارم‬
‫وقد مر تحت الرقم ‪ 1‬ص ‪ (2) .49‬اللبلب‪ :‬نبت يلوى على الشجر‬
‫وورقه كورق اللوبيا‪ .‬ويقال له‪ :‬عشقة وكشوت وحبل المساكين‪ ،‬والبقلة‬
‫الباردة‪ (3) .‬مكارم الخلق ص ‪ 429‬وهذا مقتحم في هذا الكتاب فانه‬
‫ليس بدعاء‪.‬‬

‫]‪[60‬‬
‫اشفني " ثم ضع راحتك اليمنى على هامتك وقل‪ " :‬يا من سكن له ما في الليل‬
‫والنهار وما في السموات والرض صل على محمد وأهل بيته وسكن ما بي‬
‫" )‪ .(1‬دعوات الراوندي‪ :‬عن معاوية مثله‪ - 29 .‬مكا‪ :‬رقية للشقيقة‪ :‬بسم‬
‫ال الرحمن الرحيم " ربنا ل تزغ قلوبنا ‪ -‬إلى ‪ -‬أنت الوهاب " )‪ (2‬فان‬
‫برأ وإل أخذت حمصة بيضاء ونصف ودققتها دقا ناعما وقرأت عليها‪ :‬قل‬
‫هو ال ثلث مرات‪ ،‬وسقيتها المريض )‪ .(3‬شكى رجل من أهل مرو إلى‬
‫أبي عبد ال الصداع قال‪ :‬ادن مني فمسح رأسه ثم قال‪ :‬إن ال يمسك‬
‫السموات والرض أن تزول ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه‬
‫كان حليما غفورا )‪ - 30 .(4‬مكا‪ :‬رقية لجميع اللم‪ ،‬وقيل للضرس‪" :‬‬
‫بسم ال وبال‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله الطيبين‪ ،‬صنع ال الذي أتقن‬
‫كل شئ إنه خبير بما تفعلون‪ ،‬اسكن أيها الوجع سكنتك )‪ - 31 .(5‬طب‪:‬‬
‫لوجع الذان‪ :‬حواش بن زهير الزدي )‪ (7‬عن محمد بن جمهور العمي‪،‬‬
‫عن يونس بن ظبيان‪ ،‬عن أبي عبد ال الصادق عليه السلم قال‪ :‬شكوت‬
‫إليه وجعا في اذني‪ ،‬فقال‪ :‬ضع يدك عليه وقل‪ " :‬أعوذ بال الذي سكن له‬
‫ما في البر والبحر والسموات والرض‪ ،‬وهو السميع العليم " سبع مرات‪،‬‬
‫فانه يبرأ باذن ال‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .430‬ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من‬
‫لدنك رحمة انك انت الوهاب‪ :‬آل عمران‪ (3) .8 :‬مكارم الخلق ص‬
‫‪ (4) .430‬مكارم الخلق ص ‪ ،429‬وفى نسخة الصل وهكذا طبعة‬
‫الكمبانى تكرر حديث معاوية بن عمار هههنا فأسقطناه‪ (5) .‬مكارم‬
‫الخلق ص ‪ (6) .463‬في المصدر‪ :‬خراش بن زهير‪.‬‬

‫]‪[61‬‬

‫تعالى )‪ - 32 .(1‬طب‪ :‬أسلم بن عمرو النصيبي‪ ،‬عن علي بن أبي زينبة‪ ،‬عن محمد‬
‫بن سليمان عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم أنه عوذ رجل من‬
‫أصحابه من وجع الذن فذكر مثل هذا )‪ - 33 .(2‬طب‪ :‬روي عن أبي بكر‪،‬‬
‫عن عمه سدير قال‪ :‬أخذت حصاة فحككت بها اذني فغاصت فيها‪ ،‬فجهدت‬
‫كل جهد أن اخرجها من اذني فلم أقدر عليه أنا ول المعالجون‪ ،‬فحججت‬
‫ولقيت الباقر عليه السلم فشكوت إليه ما لقيت من ألمها‪ ،‬فقال للصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬يا جعفر خذ بيده فأخرجه إلى الضوء فانظر‪ ،‬فنظر فيه فقال‪:‬‬
‫ل أرى شيئا فقال‪ :‬ادن مني فدنوت ثم قال‪ :‬اللهم أخرجها كما أدخلتها بل‬
‫مؤنة ول مشقة‪ ،‬وقال‪ :‬قل ثلث مرات كما قلت‪ ،‬فقلتها‪ ،‬فقال لي‪ :‬أدخل‬
‫أصبعك فأدخلتها فأخرجتها بالصبع التي أدخلتها‪ ،‬والحمد ل رب العالمين‬
‫)‪ - 34 .(3‬طب‪ :‬حنان بن جابر الفلسطيني‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن ابن‬
‫سنان‪ ،‬عن عمار بن مروان‪ ،‬عن المنخل‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم أن رجل شكى صمما‪ ،‬فقال‪ :‬امسح يدك عليه واقرأ عليه‪ " :‬لو‬
‫أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال " إلى‬
‫آخر السورة )‪ - 35 .(4‬مكا‪ :‬لوجع الذن‪ :‬يقرأ على دهن الياسمين أو‬
‫البنفسج سبع مرات قوله تعالى‪ " :‬كأن لم يسمعها‪ ،‬كأن في اذنيه وقرا‪ ،‬إن‬
‫السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤل " ويصب في الذن )‪.(5‬‬
‫‪ - 36‬ختص‪ :‬الفزاري‪ ،‬عن أبي عيسى‪ ،‬عن الحسن بن موسى‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عمر النصاري‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبيد ال بن أبي رافع‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬من طنت‬
‫)‪ (6‬اذنه فليصل على‪ ،‬وليقل‪ " :‬من‬

‫)‪ (3 - 1‬طب الئمة ص ‪ ،22‬والمها‪ :‬الحصى البيض‪ (4) .‬طب الئمة ص ‪(5) .23‬‬
‫مكارم الخلق ص ‪ (6) .431‬أي صوتت‪.‬‬

‫]‪[62‬‬

‫ذكرني بخير ذكره ال بخير " )‪ - 37 .(1‬من خط الشهيد رحمه ال‪ :‬قيل أصاب‬
‫أسماء بنت أبي بكر ورم في رأسها ووجهها‪ ،‬فأتى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله فوضع يده على وجهها ورأسها من فوق الثياب فقال " بسم‬
‫ال‪ ،‬أذهب عنها سوءه وفحشه بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك‪،‬‬
‫بسم ال " صنع ثلث مرات وأمرها أن تفعل ذلك‪ ،‬فقالت ثلثة أيام فذهب‬
‫الورم‪ ،‬وكان كثيرا يقولها عند الصلوات المكتوبة ثلثا‪ - 38 .‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬قال بعض أصحاب أبي عبد ال عليه السلم‪ :‬شكوت إليه ثقل‬
‫في اذني فقال عليه السلم‪ :‬عليك بتسبيح فاطمة عليها السلم‪ .‬وقالوا‬
‫عليهم السلم‪ :‬من قال إذا عطس‪ :‬الحمد ل رب العالمين على كل حال‪،‬‬
‫وصلى ال على محمد وآل محمد‪ .‬لم يشتك شيئا من أضراسه ول من اذنيه‪.‬‬
‫وعن محمد بن الفهم قال‪ :‬كنت عند المأمون في بلد الروم فأقام على‬
‫حصن ليفتحه فجعل الحرب بينهم فلحق المأمون صداع فأمر بالكف ؟ عن‬
‫الحرب‪ ،‬فأطلع البطريق فقال‪ :‬ما بالكم كففتم عن الحرب ؟ فقالوا‪ :‬نال أمير‬
‫المؤمنين صداع‪ ،‬فرمى قلنسوة‪ ،‬فقال‪ :‬قولوا له يلبسها‪ ،‬فان الصداع‬
‫يسكن‪ ،‬فلبسها سكن‪ ،‬فأمر المأمون بفتقها فوجد فيها قطعة رق فيها‬
‫مكتوب " سبحان يا من ل ينسى من نسيه‪ ،‬ول ينسى من ذكره‪ ،‬كم من‬
‫نعمة ل على عبد شاكر وغير شاكر في عرق ساكن وغير ساكن حم عسق‬
‫"‪ .‬وروي أن النجاشي كان ورث عن آبائه قلنسوة من أربعمائة سنة ما‬
‫وضعت على وجع إل سكن‪ ،‬ففتشت فإذا فيها هذا الدعاء " بسم ال الملك‬
‫الحق المبين شهد ال أنه ل إله إل هو والملئكة واولوا العلم قائما‬
‫بالقسط‪ ،‬ل إله إل هو العزيز الحكيم‪ ،‬إن الدين عند ال السلم‪ ،‬ال نور‬
‫وحكمة وحول وقوة وقدرة وسلطان وبرهان‪ ،‬ل إله إل ال آدم صفي ال‪،‬‬
‫ل إله إل ال إبراهيم خليل ال‪ ،‬ل إله إل ال موسى كليم ال‪ ،‬ل إله إل ال‬
‫محمد العربي رسول ال‪ ،‬وحبيبه وخيرته من خلقه‬

‫)‪ (1‬الختصاص ص ‪.160‬‬

‫]‪[63‬‬

‫اسكن يا جميع الوجاع والسقام والمراض وجميع العلل وجميع الحميات سكنتك‬
‫بالذي سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع العليم‪ ،‬وصلى ال على‬
‫خير خلقه محمد وآله أجمعين " )‪ .(1‬وقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من‬
‫أصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو شدته بقل هو ال أحد ثم مات‬
‫في مرضه أو في تلك الشدة التي نزلت فهو من أهل النار‪ .‬قال الزمخشري‬
‫في الباب السابع والسبعين في المراض والعلل من كتاب ربيع البرار‪ :‬أنه‬
‫صدع المأمون بطرسوس فلم ينفعه علج‪ ،‬فوجه إليه قيصر قلنسوة‬
‫وكتب‪ :‬بلغني صداعك‪ ،‬فضع هذه على رأسك يسكن‪ ،‬فخاف أن تكون‬
‫مسمومة فوضعت على رأس حاملها فلم تضره ثم وضع على رأس مصدع‬
‫فسكن فوضعها على رأسه فسكن فتعجب من ذلك‪ ،‬ففتقت فإذا فيها " بسم‬
‫ال الرحمن الرحيم كم من نعمة ال في عرق ساكن حم عسق‪ ،‬ل يصدعون‬
‫عنها ول ينزفون‪ ،‬من كلم الرحمن خمدت النيران ول حول ول قوة إل‬
‫بال‪ ،‬وجال نفع الدواء فيك كما يجول ماء الربيع في الغصن‪ - 39 .‬مهج‪:‬‬
‫على بن عبد الصمد‪ ،‬عن جماعة من المدنيين‪ ،‬عن الثقفي‪ ،‬عن يوسف‪،‬‬
‫عن الحسن بن الوليد‪ ،‬عن عمر بن محمد السناني‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد‬
‫الرحمن عن محمد بن فضيل بن غزوان‪ ،‬عن إسماعيل بن جويبر‪ ،‬عن‬
‫الضحاك‪ ،‬عن ابن عباس رضي ال عنه قال‪ :‬كنت عند علي بن أبي طالب‬
‫عليه السلم جالسا فدخل عليه رجل متغير اللون فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين‬
‫إني رجل مسقام كثير الوجاع‪ ،‬فعلمني دعاء أستعين به على ذلك‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫اعلمك دعاء علمه جبرئيل عليه السلم لرسول ال صلى ال عليه وآله في‬
‫مرض الحسن والحسين عليهما السلم‪ ،‬وهو هذا الدعاء‪ " :‬إلهي كما‬
‫أنعمت على نعمة )‪ (2‬قل لك عندها شكري‪ ،‬وكلما ابتليتني ببلية قل لك‬
‫عندها صبري‪ ،‬فيامن قل شكري عند نعمه‪ ،‬فلم يحرمني‪ ،‬ويا من قل‬
‫صبري عند بلئه‪ ،‬فلم يخذلني‪ ،‬ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني‪،‬‬
‫ويا من‬

‫)‪ (1‬مر نظيره عن مكارم الخلق ص ‪ (2) .48‬بنعمة خ‪.‬‬


‫]‪[64‬‬

‫رآني على الخطايا فلم يعاقبني عليها‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واغفر لى ذنبي‬
‫واشفني من مرضى‪ ،‬إنك على كل شئ قدير‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬فرأيت الرجل‬
‫بعد سنة حسن اللون‪ ،‬مشرب الحمرة‪ ،‬قال‪ :‬وما دعوت ال بهذا الدعاء‬
‫وأنا سقيم إل شفيت‪ ،‬ول مريض إل برئت‪ ،‬وما دخلت على سلطان أخافه )‬
‫‪ (1‬إل رده ال عزوجل عني )‪ - 40 .(2‬مهج‪ :‬سعد بن محمد الفراء‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن محمد بن الجواد بالمشهد الموسوم بمولنا جعفر بن محمد‬
‫عليهما السلم بالجامعين يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الخرة‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثني سعيد بن أبى الفتح بن الحسن القمى النازل بواسط قال‪ :‬حدث‬
‫بى مرض أعيا الطباء‪ ،‬فأخذني والدي إلى المارستان )‪ (3‬فجمع الطباء‬
‫والساعور )‪ (4‬فافتكروا فقالوا‪ :‬هذا مرض ل يزيله إل ال تعالى‪ ،‬فعدت‬
‫وأنا منكسر القلب‪ ،‬ضيق الصدر‪ ،‬فأخذت كتابا من كتب والدي فوجدت على‬
‫ظهره مكتوبا‪ :‬عن الصادق عليه السلم يرفعه عن آبائه‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫ال عليه وآله قال‪ :‬من كان به مرض فقال عقيب الفجر أربعين مرة‪" :‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل رب العالمين حسبنا ال ونعم الوكيل‬
‫تبارك ال أحسن الخالقين‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم "‪.‬‬
‫ومسح بيده عليها أزاله ال تعالى عنه‪ ،‬وشفاه‪ ،‬فصابرت الوقت إلى الفجر‬
‫فلما‬

‫)‪ (1‬خفت جوره خ‪ (2) .‬مهج الدعوات ص ‪ (3) .9‬المار بالفارسية‪ :‬الصحة‬
‫والبرء‪ ،‬والستان بمعنى الدار والمحل فالمارستان‪ :‬دار الشفاء‬
‫والمستشفى‪ ،‬ويقال للمريض والمعلول‪ :‬بى مار كما يقال بيمارستان‬
‫لذلك‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬الساعون‪ ،‬وهو تصحيف‪ ،‬والساعور‪ :‬مقدم‬
‫النصارى في معرفة الطب وكأنه أراد رأس الطباء في المارستان‪،‬‬
‫ويظهر من تلك الكلمة وسيرة المسيحيين في العالم أن مار في مارستان‬
‫أيضا لغة سريانية مأخوذة من‪ " :‬ماريا " اسم مريم عليها السلم‪ ،‬يعنى‬
‫أنها دار مريم‪.‬‬

‫]‪[65‬‬

‫طلع الفجر‪ ،‬صليت الفريضة وجلست في موضعي‪ ،‬وأرددها اربعين مرة‪ ،‬وأمسح‬
‫بيدي على المرض‪ ،‬فأزاله ال تعالى‪ ،‬فجلست في موضعي وأنا خائف أن‬
‫يعاود‪ ،‬فلم أزل كذلك ثلثة أيام‪ ،‬وأخبرت والدي بذلك‪ ،‬فشكر ال تعالى‪،‬‬
‫وحكى ذلك لبعض الطباء وكان ذميا دخل علي فنظر إلى المرض وقد زال‪،‬‬
‫فحكيت له الحكاية فقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن محمد رسول ال‪،‬‬
‫وحسن إسلمه )‪ - 41 .(1‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق عليه‬
‫السلم قال‪ :‬اشتكى بعض ولد أبي رضي ال عنه فمر به فقال له قل عشر‬
‫مرات " يا ال يا ال يا ال " فانه لم يقلها أحد من المؤمنين قط إل قال له‬
‫الرب تبارك وتعالى‪ :‬لبيك عبدي سل حاجتك )‪ - 42 .(2‬ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن‬
‫المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن العسكري عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬من نالته علة فليقرأ في جيبه الحمد‬
‫سبع مرات‪ ،‬فان ذهبت العلة وإل فليقرأها سبعين مرة‪ ،‬وأنا الضامن له‬
‫العافية )‪ - 43 .(3‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬ليقل أحدكم إذا هو اشتكى " اللهم اشفني بشفائك‪ ،‬وداوني بدوائك‪،‬‬
‫وعافني من بلئك " فانه لعله أن يقولها ثلث مرات حتى يرى العافية )‬
‫‪ - 44 .(4‬ب‪ :‬ابن سعد‪ ،‬عن الزدي قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬حم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله فأتاه جبرئيل فعوذه فقال‪ :‬بسم ال أرقيك يا‬
‫محمد‪ ،‬وبسم ال أشفيك وبسم ال من كل داء يعنيك‪ ،‬وبسم ال وال‬
‫شافيك‪ ،‬وبسم ال خذها فلتهنيك‪ ،‬بسم ال الرحمن الرحيم فل اقسم بمواقع‬
‫النجوم لتبرأن باذن ال‪ .‬قال بكر بن محمد فسألته عن رقية الحمى فحدثني‬
‫بها وسألته عن رقية الورم والجراح فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬تأخذ‬
‫سكينا ثم تمرها على الموضع الذي تشكو‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ (2) .98‬قرب السناد ص ‪ (3) .1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) .290‬قرب السناد ص ‪.3‬‬

‫]‪[66‬‬

‫من جرح أو غيره فتقول " بسم ال أرقيك‪ ،‬من الحد والحديد‪ ،‬ومن أثر العود‬
‫والحجر الملبود‪ ،‬ومن العرق الفاتر‪ ،‬ومن الورم الجر‪ ،‬ومن الطعام وعقره‬
‫من الشراب وبرده‪ ،‬امضي إليك باذن ال إلى أجل مسمى في النس‬
‫والنعام بسم ال فتحت‪ ،‬وبسم ال ختمت " ثم أوتد السكين في الرض )‬
‫‪ - 45 .(1‬ثو‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن ابن مهران‪ ،‬عن‬
‫ابن البطائني‪ ،‬عن صندل‪ ،‬عن هارون بن خارجة قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال‬
‫عليه السلم يقول‪ :‬من أصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو شدته‬
‫قل هو ال أحد ثم مات في مرضه أو في تلك الشدة التي نزلت به فهو في‬
‫النار )‪ .(2‬أقول‪ :‬قد مضى بتغيير ما في كتاب القرآن )‪ (3‬وقد أوردنا بعض‬
‫الخبار في باب أدعية الصباح والمساء‪ - 46 .‬يج‪ :‬روى الحسن بن ظريف‬
‫أنه قال‪ :‬اختلج في صدري مسألتان وأردت الكتاب بهما إلى أبي محمد‬
‫عليه السلم فكتبت أسأله عن القائم عليه السلم بم يقضي ؟ وأين‬
‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ ،29‬والحد‪ :‬ظبة السيف ونحوه‪ ،‬والحديد وصف منه‪ ،‬ويطلق‬
‫على الفلز المعروف‪ ،‬واثر العود ما يبقى بعد الضرب به من انعقاد الدم‬
‫واسوداده تحت الجلد والحجر الملبود‪ ،‬لم نعرف معناه‪ ،‬ولعل الصحيح‪:‬‬
‫الحجز الملبود‪ ،‬والحجز محركة‪ :‬الزنخ لمرض في المعى‪ ،‬والملبود‪:‬‬
‫الملصق الملزق‪ .‬والعرق ‪ -‬ان كان بالكسر ‪ -‬فهو من البدن‪ :‬أوردته التى‬
‫يجرى فيها الدم فيكون الفاتر بمعنى الضعيف‪ ،‬ول يكون ال لمرض‪ ،‬وان‬
‫كان بالفتح وهو ما جرى من اصول الشعر من ماء الجلد فالفاتر بمعنى‬
‫البارد الساكن حرارته‪ ،‬ول يكون ال عند الموت‪ ،‬والورم انتفاخ العضو‪،‬‬
‫والجر ‪ -‬محركة ‪ -‬عدم استواء العضو بحيث يخرج عن هيئته‪ ،‬وأصله‬
‫في العظم‪ ،‬وعقر الطعام احتباسه في الحلقوم فهو بمعنى الغصص‪ ،‬وبرد‬
‫الشراب بالتحريك ما يوجب التخمة في المعدة وفساد الطعام‪ ،‬وقد قيل‪:‬‬
‫اصل كل داء البردة كما قيل‪ :‬أن الماء يمد الداء‪ (2) .‬ثواب العمال ص‬
‫‪ (3) .115‬راجع ج ‪ 92‬ص ‪.345‬‬

‫]‪[67‬‬

‫مجلسه ؟ وأردت أن أسأله عن رقية الحمى الربع ؟ فأغفلت ذكر الحمى فجاء‬
‫الجواب‪ :‬سألت عن القائم إذا قام يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود‪ ،‬ول‬
‫يسأل البينة‪ ،‬وكنت أردت أن تسأل عن الحمى الربع‪ ،‬فانسيت‪ ،‬فاكتب ورقة‬
‫وعلقها على المحموم " يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم " فكتبت‬
‫وعلقت على المحموم فبرأ )‪ - 47 .(1‬طا‪ :‬عوذة جربناها لسائر المراض‬
‫فتزول بقدرة ال تعالى جل جلله الذي ل يخيب لديه المأمول‪ ،‬إذا عرض‬
‫مرض فاجعل يدك اليمنى عليه وقل‪ " :‬اسكن أيها الوجع‪ ،‬وارتحل الساعة‬
‫من هذا العبد الضعيف‪ ،‬سكنتك ورحلتك بالذي سكن له ما في الليل والنهار‬
‫وهو السميع العليم " فان لم يسكن في أول مرة فقل ذلك ثلث مرات أو‬
‫حتى يسكن إنشاء ال تعالى‪ - 48 .‬طا‪ :‬فيما نذكره لزوال السقام وجربناه‬
‫فبلغنا به نهايات المرام يكتب في رقعة " يا من اسمه دواء‪ ،‬وذكره شفاء‪،‬‬
‫يا من يجعل الشفاء فيما يشاء من الشياء‪ ،‬صلي على محمد وآل محمد‪،‬‬
‫واجعل شفائي من هذا الداء في اسمك هذا‪ ،‬يا ال يا ال يا ال يا ال يا ال‬
‫يا ال يا ال يا ال يا ال يا ال يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا‬
‫رب يا رب يا رب يا رب‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا أرحم الراحمين يا أرحم‬
‫الراحمين‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا‬
‫أرحم الراحمين‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫‪ - 49‬محاسبة النفس‪ :‬للسيد على بن طاووس قدس سره نقل من كتاب‬
‫المشيخة للحسن بن محبوب قال‪ :‬اشتكى بعض أصحاب أبي جعفر عليه‬
‫السلم فقال له‪ :‬قل يا ال يا ال عشر مرات متتابعات‪ ،‬فانه لم يقلها مؤمن‬
‫إل قال ربه لبيك يا عبدي سل حاجتك‪ .‬وقد مضى بعض الخبار في ذلك في‬
‫أبواب الذكار‪.‬‬

‫)‪ (1‬لم نجده في مختار الخرائج‪ ،‬وتراه في المناقب ج ‪ 4‬ص ‪ ،431‬الكافي ج ‪ 1‬ص‬
‫‪.509‬‬

‫]‪[68‬‬

‫‪ - 50‬عدة الداعي‪ :‬روي أن الولد إذا مرض ترقى امه السطح وتكشف عن قناعها‬
‫حتى تبرز شعرها نحو السماء‪ ،‬وتقول‪ " :‬اللهم إنك أعطيتنيه وأنت وهبته‬
‫لي‪ ،‬اللهم فاجعل هبتك اليوم جديدة إنك قادر مقتدر " ثم تسجد فانها ل‬
‫ترفع رأسها إل وقد برأ ابنها‪ - 51 .‬ختص‪ :‬عن عبد ال رحمه ال‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن على بن الحسن بن شاذان عن محمد بن علي بن الفضل الكوفى‪،‬‬
‫عن الحسين بن محمد بن الفرزدق‪ ،‬عن محمد بن على بن عمرويه‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن موسى‪ ،‬عن محمد بن عمر النصاري عن معمر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫عبيد ال بن أبي رافع‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله يقول‪ :‬من طنت اذنه فليصل على وليقل‪ :‬من ذكرني بخير ذكره‬
‫ال بخير )‪) 60 .(1‬باب( * " )الدعاء لوجع الظهر( " * ‪ - 1‬طب‪:‬‬
‫الخضر بن محمد‪ ،‬عن الخرازيني‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن‬
‫الثمالى‪ ،‬عن أبي جعفر محمد الباقر عليه السلم قال‪ :‬شكى رجل من‬
‫همدان إلى أمير المؤمنين عليه السلم وجع الظهر وأنه يسهر الليل‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ضع يدك على الموضع الذي تشتكي منه واقرأ ثلثا " وما كان لنفس أن‬
‫تموت إل بإذن ال كتابا مؤجل‪ ،‬ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد‬
‫ثواب الخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين " واقرء سبع مرات إنا أنزلناه‬
‫في ليلة القدر إلى آخرها فانك تعافى من العلل إنشاء ال تعالى )‪- 2 .(2‬‬
‫طب‪ :‬محمد بن عبد ال من ولد المعلى بن خنيس‪ ،‬عن يعقوب بن أبي‬
‫يعقوب‬

‫)‪ (1‬الختصاص ص ‪ ،160‬والسند في ص ‪ ،142‬وقد مر تحت الرقم ‪ 36‬بنصه‪) .‬‬


‫‪ (2‬طب الئمة ص ‪.30‬‬

‫]‪[69‬‬

‫الزيات‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم‪ ،‬عن الحسين بن مختار‪ ،‬عن المعلى بن أبي عبد ال‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كنا معه في سفر ومعه إسماعيل بن‬
‫الصادق عليه السلم فشكى إليه وجع بطنه وظهره‪ ،‬فأنزله ثم ألقاه على‬
‫قفاه‪ ،‬وقال‪ " :‬بسم ال وبال‪ ،‬بصنع ال الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما‬
‫تعملون‪ ،‬اسكن يا ريح بالذي سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع‬
‫العليم " )‪ - 3 .(1‬مكا‪ :‬لوجع الظهر‪ :‬شهد ال ‪ -‬إلى قوله‪ :‬سريع الحساب‬
‫)‪ * 61 .(2‬باب * * " )الدعاء لوجع الفخذين( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬أبو عبد‬
‫الرحمن الكاتب‪ ،‬عن محمد بن عبد ال الزعفراني‪ ،‬عن حماد ابن عيسى‬
‫رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬إذا اشتكى أحدكم وجع الفخذين‬
‫فليجلس في تور كبير أو طشت في الماء المسخن‪ ،‬وليضع يده عليه وليقرأ‬
‫" أولم ير الذين كفروا أن السموات والرض كانتا رتقا ففتناهما وجعلنا‬
‫من الماء كل شئ حي أفل يؤمنون " )‪ * 62 .(3‬باب * * " )الدعاء‬
‫لوجع الرحم( " * ‪ - 1‬مكا‪ :‬بسم ال وبال‪ ،‬الذي بإذنه قامت السماوات‬
‫والرض‪ ،‬فان مريم بنت عمران لم يضرها وجع الرحام‪ ،‬كذلك يشفي ال‬
‫فلنة بنت فلنة من وجع‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .79 - 78‬مكارم الخلق ص ‪ ،435‬والية في آل عمران‪:‬‬


‫‪ (3) .17 - 16‬طب الئمة ص ‪.31‬‬

‫]‪[70‬‬

‫الرحام‪ ،‬ومن وجع عرق الرحام‪ ،‬اسلم اسلم بسم ال الحي القيوم بسم ال‬
‫المستغاث بال على ما هو كائن وعلى ما قد كان‪ ،‬وأشهد أن ال على كل‬
‫شئ قدير‪ ،‬وأن ال قد أحاط بكل شئ علما‪ .‬ببسم ال الرحمن الرحيم محمد‬
‫رسول ال والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم‪ ،‬تريهم ركعا سجدا‬
‫إلى آخر السورة )‪ (1‬أجيبوا ]داعي ال[ عزمت على سامعة الكلم إل‬
‫أجابت هذا الخاتم‪ ،‬بعزائم ال السداد التي تزهق الرواح والجساد ول‬
‫يبقى روح ول فؤاد أجب بسم ال الذي قال للسماوات والرض‪ :‬ائتيا طوعا‬
‫أو كرها قالتا أتينا طائعين‪ ،‬صل على محمد وآله الطاهرين " وأقرءها أنت‬
‫بينك وبين نفسك إنشاء ال )‪) * 63 .(2‬باب( * * " )الدعاء لورم‬
‫المفاصل وأوجاعها( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬الحسن بن صالح المحمودي‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال لي‪ :‬يا‬
‫جابر قلت‪ :‬لبيك يا ابن رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬أقرا على كل ورم آخر سورة‬
‫الحشر " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل " إلى آخر السورة واتفل )‪(2‬‬
‫عليها ثلثا فانه يسكن باذن ال تعالى‪ .‬تأخذ سكينا وتمرها على الورم‬
‫وتقول‪ " :‬بسم ال أرقيك من الحد والحديد ومن أثر العود‪ ،‬ومن الحجر‬
‫الملبود ومن العرق العاقر‪ ،‬ومن الورم الخر‪ ،‬ومن‬
‫)‪ (1‬الفتخ ‪ (2) .29‬مكارم الخلق ص ‪ ،435‬وليس فيه الحروف المصورة‪(3) .‬‬
‫في المصدر‪ :‬واتل عليها‪.‬‬

‫]‪[71‬‬

‫الطعام وعقده‪ ،‬ومن الشراب وبرده امض باذن ال إلى أجل مسمى في النس‬
‫والنعام بسم ال فتحت‪ ،‬وبسم ال ختمت ثم أوتد السكين في الرض )‪.(1‬‬
‫‪ - 2‬طب‪ :‬محمد بن جعفر البرسي‪ ،‬عن محمد بن أحمد الرمني‪ ،‬عن يونس‬
‫بن ظبيان‪ ،‬عن ابن أبي زينب قال‪ :‬بينا أنا عند جعفر بن محمد عليهما‬
‫السلم إذ أتاه سنان بن سلمة مصفر الوجه‪ ،‬فقال له‪ :‬مالك ؟ فوصف له ما‬
‫يقاسيه من شدة الضربان في المفاصل فقال له‪ :‬ويحك‪ ،‬قل‪ " :‬اللهم إني‬
‫أسئلك بأسمائك وبركاتك ودعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك صلى‬
‫ال عليه وآله وبحقه وبحق ابنته فاطمة المباركة‪ ،‬وبحق وصيه أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬وحق سيدي شباب أهل الجنة إل أذهبت عني شر ما أجده بحقهم‬
‫بحقهم بحقهم‪ ،‬بحقك يا إله العالمين " فو ال ما قام من مجلسه حتى سكن‬
‫ما به )‪ - 3 .(2‬مكا‪ :‬من لحقه علة في ساقه أو تعب أو نصب فليكتب عليه‬
‫" ولقد خلقنا السموات والرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من‬
‫لغوب " )‪ - 4 .(3‬عدة الداعي‪ :‬أبو حمزة قال‪ :‬عرض لي وجع في ركبتي‬
‫فشكوت ذلك إلى أبي جعفر عليه السلم فقال‪ :‬إذا أنت صليت فقل‪ " :‬يا‬
‫أجود من أعطى‪ ،‬ويا خير من سئل‪ ،‬ويا أرحم من استرحم‪ ،‬ارحم ضعفي‪،‬‬
‫وقلة حيلتي‪ ،‬واعفني من وجعي " قال‪ :‬فقلته فعوفيت‪.‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ ،34‬وقد مر مثله ص ‪ 66‬مشروحا‪ (2) .‬طب الئمة ص ‪- 69‬‬
‫‪ (3) .70‬مكارم الخلق ص ‪.441‬‬

‫]‪[72‬‬

‫‪) - 64‬باب( * " )الدعاء للعرق والشائع في بلدة لر المعروف( " * * "‬
‫)بالفارسية پيبوكو رشته لر أيضا( " * ‪ - 1‬مكا‪ :‬للعرق المديني ويقال‬
‫له‪ :‬بالفارسية رشته )‪ (1‬يؤخذ خيط من صوف جمل‪ ،‬وينتف منه من غير‬
‫أن يجز عنه بجلم )‪ (2‬أو سكين أو مقراض‪ ،‬ويعقد عليه سبع عقد‪ ،‬ويقرأ‬
‫على كل عقدة فاتحة الكتاب ثلث مرات‪ ،‬ثم يدعى عليه ثلث مرات هذا‬
‫الدعاء " بسم ال البد البد‪ ،‬المحصي العدد‪ ،‬القريب لما بعد الطاهر عن‬
‫الولد‪ ،‬العالي عن أن يولد‪ ،‬المنجز لما وعد‪ ،‬العزيز بل عدد‪ ،‬القوي بل‬
‫مدد‪ ،‬لم يل ولم يولد‪ ،‬ولم يكن له كفوا أحد‪ ،‬يا خالق الخليقة‪ ،‬يا عالم السر‬
‫والخفية‪ ،‬يا من السماوات بقدرته مرخاة‪ ،‬يا من الرض بعزته مدحوة‪ ،‬يا‬
‫من الجبال بارادته مرساة‪ ،‬يا من نجابه صاحب الفرق من كل آفة وبلية‪،‬‬
‫صلى ال على محمد خير خلقك‪ ،‬واشف اللهم فلن بن فلنة بشفائك وداوه‬
‫بدوائك‪ ،‬وعافه من بلئك إنك قادر على ما تشاء‪ ،‬وأنت أرحم الراحمين‪،‬‬
‫وصلى ال على محمد النبي وآله )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬قال في البرهان‪ :‬أنه مرض يعلو الجسام كاوتار الحبل‪ ،‬والكثر البتلء به في‬
‫مدينة لر‪ (2) .‬الجلم‪ :‬ما به يجز الشعر والصوف‪ ،‬وهو شئ يشبه‬
‫المقراض‪ (3) .‬مكارم الخلق ص ‪.471‬‬

‫]‪[73‬‬

‫‪) * - 65‬باب( * * " )الدعاء لعرق النساء( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬معلى بن إبراهيم‬
‫الواسطي‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن محرز بن سليمان الزرق‪ ،‬عن أبي‬
‫الجارود‪ ،‬عن أبي إسحاق‪ ،‬عن الحارث العور‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم أنه علم رجل من أصحابه ‪ -‬وشكى إليه عرق النساء ‪ -‬فقال‪ :‬إذا‬
‫أحسست به فضع يدك عليه وقل‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬بسم ال‬
‫وبال‪ ،‬أعوذ بسم ال الكبير‪ ،‬وأعوذ بسم ال العظيم‪ ،‬من شر كل عرق‬
‫نعار‪ ،‬ومن شر حر النار " فانك تعافى باذن ال تعالى‪ ،‬قال الرجل‪ :‬فما قلت‬
‫ذلك إل ثلثا حتى أذهب ال ما بي وعوفيت منه )‪ - 2 .(1‬مكا‪ :‬للعرق‬
‫المديني‪ :‬يكتب على وقت الحكة قبل أن يخرج " ويسألونك عن الجبال ‪-‬‬
‫إلى قوله‪ :‬أمتا " )‪ (2‬ويطلى بالصبر )‪ .(3‬ويكتب أيضا هذه الية‪ " :‬أو‬
‫كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيى هذه ال بعد‬
‫موتها فأماته ال مائة عام )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .37‬ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا‪ ،‬فيذرها‬
‫قاعا صفصفا ل ترى فيها عوجا ول أمتا‪ :‬طه‪ (3) .107 - 105 :‬الصبر‪:‬‬
‫ككتف‪ :‬عصارة شجر مر‪ ،‬والواحدة صبرة‪ ،‬ول تسكن باؤه ال لضرورة‪) .‬‬
‫‪ (4‬مكارم الخلق ص ‪.442‬‬

‫]‪[74‬‬

‫‪) - 66‬باب( * " )دعاء رگ باد افكندن( " * ‪] - 1‬مكا[‪ :‬يقرأ‪ " :‬أولم ير الذين‬
‫كفروا أن السموات والرض كانتا رتقا ففتقناهما " ويفرقع إصبعا من‬
‫أصابعه باسم صاحب الوجع )‪) * 67 .(1‬باب( * * " )الدعاء للفالج‬
‫والخدر( * ‪ - 1‬كش‪ :‬محمد بن مسعود‪ ،‬عن علي بن الحسن‪ ،‬عن ابن‬
‫اورمة‪ ،‬عن عثمان ابن عيسى‪ ،‬عن إسماعيل بن جابر قال‪ :‬أصابتني لقوة‬
‫)‪ (2‬في وجهي‪ ،‬فلما قدمنا المدينة‪ ،‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬ما الذي أراه بوجهك ؟ قال‪ :‬فقلت‪ :‬فاسدة الريح قال‪ :‬فقال لي‪ :‬ائت‬
‫قبر النبي صلى ال عليه وآله فصل عنده ركعتين‪ ،‬ثم ضع يدك على‬
‫وجهك‪ ،‬ثم قل‪ " :‬بسم ال وبال‪ ،‬بهذا اخرج أقسمت عليك من عين إنس‬
‫أو عين جن أو وجع‪ ،‬اخرج أقسمت عليك بالذي اتخذ إبراهيم خليل‪ ،‬وكلم‬
‫موسى تكليما‪ ،‬وخلق عيسى من روح القدس‪ ،‬لما هدأت وطفئت كما طفئت‬
‫نار إبراهيم اطفئي باذن ال " قال‪ :‬فما عاودت إل مرتين حتى رجع وجهي‬
‫فما عاد إلى الساعة )‪ - 2 .(3‬مكا‪ :‬شكا إلى أبي جعفر عليه السلم رجل‬
‫فقال‪ :‬إن لي ابنة يأخذها في‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ ،442‬وليس فيه عنوان " رگ باد افكندن " والظاهر أن‬
‫المتن هو الصحيح‪ (2) .‬اللقوة بالفتح‪ :‬داء يصيب الوحه يعوج منه‬
‫الشدق إلى أحد جانبى العنق فيخرج البلغم والبصاق من جانب واحد‪ ،‬ول‬
‫يحسن التقاء الشفتين ول تنطبق احدى العينين‪ (3) .‬رجال الكشى ص‬
‫‪.174‬‬

‫]‪[75‬‬

‫عضدها خدر )‪ (1‬أحيانا حتى تسقط‪ ،‬فقال‪ :‬انظر إلى ابنتك فغذها أيام الحيض‬
‫بالشبت المطبوخ )‪ (2‬والعسل ثلثة أيام‪ .‬قال‪ :‬وتقرأ على الفالج والقولنج‬
‫والخام والبردة )‪ (3‬والريح من كل وجع‪ :‬ام القرآن‪ ،‬وقل هو ال أحد‪،‬‬
‫والمعوذتين‪ ،‬ثم تكتب بعد ذلك " أعوذ بوجه ال العظيم‪ ،‬وعزته التي ]ل‬
‫ترام‪ ،‬وقدرته التي[ ل يمتنع منها شئ‪ ،‬من شر هذا الوجع‪ ،‬ومن شر ما‬
‫فيه‪ ،‬ومن شر ما أجد منه‪ ،‬يكتب هذا في كتف أو لوح ويغسله بماء السماء‬
‫ويشربه على الريق عند منامه‪ ،‬يبرأ إنشاء ال تعالى )‪) * 68 .(4‬باب( *‬
‫* " )الدعاء للحصاة والفالج أيضا( " * ‪ - 1‬مكا‪ :‬عن الصادق عليه‬
‫السلم تقول حين يصلي صلة الليل وأنت ساجد‪ " :‬اللهم إني أدعوك دعاء‬
‫الذليل‪ ،‬الفقير العليل‪ ،‬أدعوك دعاء من اشتدت فاقته‪ ،‬وقلت حيلته‪ ،‬وضعف‬
‫عمله‪ ،‬وألح عليه البلء‪ ،‬دعاء مكروب إن لم تدركه‪ ،‬هالك إن لم تستنقذه‪،‬‬
‫فل حيلة له‪ ،‬فل يحيطن بي مكرك‪ ،‬ول يبيت علي غضبك‪ ،‬ول تضطرني‬
‫إلى اليأس من روحك‪ ،‬والقنوط من رحمتك‪ ،‬وطول التصبر على البلء‪،‬‬
‫اللهم‬

‫)‪ (1‬تشنج للعصب فل يستطيع الحركة‪ (2) .‬الشبت ‪ -‬بكسرتين‪ :‬نبت وقال له‪ :‬شود‬
‫أيضا‪ (3) .‬الخام‪ :‬المتغير المنتن من اللبن واللحم‪ ،‬ولعله داء شبه التخمة‬
‫يورث فساد الطعام في الجوف بحيث ينتن المدفوع أيضا‪ ،‬ويورث الديدان‬
‫الصغار‪ ،‬ويؤيد ذلك أن الحديث عنون في كتاب طب الئمة مسندا تحت‬
‫عنوان " للخام والبردة والقولنج " ثم ذكر بعد الحديث ما يقتل الدود‬
‫أيضا‪ ،‬وأما البردة ‪ -‬بالكسر ‪ -‬برد الجوف كما ذكره في اللسان والبردة‬
‫بالتحريك‪ :‬التخمة كما مر‪ (4) .‬مكارم الخلق ص ‪ ،440‬ورواه في طب‬
‫الئمة ص ‪ 65‬مسندا‪.‬‬

‫]‪[76‬‬

‫إنه ل طاقة لي ببلئك‪ ،‬ول غنى بي عن رحمتك‪ ،‬وهذا ابن حبيبك أتوجه إليك به‬
‫فانك جعلته مفزعا للخائف‪ ،‬واستودعته علم ما سبق وما هو كائن‪،‬‬
‫فاكشف لي ضري وخلصني من هذه البلية‪ ،‬وأعدني ما عودتني من رحمتك‬
‫وعافيتك‪ ،‬يا هو يا هو يا هو‪ ،‬انقطع الرجاء إل منك " )‪) * 69 .(1‬باب( *‬
‫* " )الدعاء للزحير واللوا )‪ - 1 * " ((2‬طب‪ :‬حميد بن عبد ال المدني‪،‬‬
‫عن إسحاق بن محمد صاحب أبي الحسن‪ ،‬عن علي بن سندي‪ ،‬عن سعد‬
‫بن سعد‪ ،‬عن موسى بن جعفر عليهما السلم أنه قال لبعض أصحابه وهو‬
‫يشكو اللوا‪ :‬خذ ماء وارقه بهذه الرقية‪ ،‬ول تصب عليه دهنا‪ ،‬وقل‪ " :‬يريد‬
‫ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر " ثلثا " أولم ير الذين كفروا أن‬
‫السموات والرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حى أفل‬
‫يؤمنون " يم اشربه وأمر يدك على بطنك‪ ،‬فانك تعافى باذن ال عزوجل )‬
‫‪ - 2 .(3‬مكا‪ :‬للزحير‪ :‬عثمان بن عيسى قال‪ :‬شكى رجل إلى أبي الحسن‬
‫عليه السلم أن بي زحيرا ل يسكن‪ ،‬فقال‪ :‬إذا فرغت من صلة الليل فقل‪:‬‬
‫" اللهم ما كان )‪ (4‬من خير فمنك ل حمد لي فيه‪ ،‬وما عملت من سوء فقد‬
‫حذرتنيه ول عذر لي فيه‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ ،452‬وقد مر مثله‪ (2) .‬الزحير‪ :‬استطلق البطن بشدة‪،‬‬
‫وتقطيع فيه يمشى دما‪ ،‬واللوى بالفتح مقصورا‪ :‬وجع المعدة بشدة‬
‫يوجب اللتواء لصاحبه‪ ،‬وكانهما سنخ واحد‪ ،‬واصلهما قرح المعدة أو‬
‫قرح النثى عشر‪ (3) .‬طب الئمة ص ‪ (4) .69‬ما عملت من خير فهو‬
‫منك خ ل‪.‬‬

‫]‪[77‬‬

‫اللهم إني أعوذ بك أن أتكل على ما ل حمد لي فيه‪ ،‬أو آمن )‪ (1‬ما ل عذر لي فيه )‬
‫‪ - 3 .(2‬مكا‪ :‬للوى‪ :‬يقرأ على الدهن وينضج على بطنه ويتدهن به " بسم‬
‫ال الرحمن الرحيم ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر‪ ،‬وفجرنا الرض‬
‫عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر‪ ،‬وحملناه على ذات ألواح ودسر‪.‬‬
‫ففتحنا عليهم أبواب كل شئ باسم فلن بن فلن " أولم ير الذين كفروا أن‬
‫السموات والرض كانتا رتقا " الية )‪ .(3‬للوى‪ :‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬يكتب للوى " بسم ال‪ ،‬المتعلمون الذين ل يعلمون‪ ،‬والذين‬
‫يعلمون قاعدون فوق عليين‪ ،‬يأكلون نورا طريا‪ ،‬يسألون صاحبهم من‬
‫النور العلوي كذلك يشفي فلن بن فلنة " أولم ير الذين كفروا أن‬
‫السموات والرض كانتا رتقا " الية يرقى سبع مرات على ماء ثم يصب‬
‫عليه دهن فإذا التزق الدهن دلكته وسقيته صاحب اللوى إنشاء ال تعالى‪.‬‬
‫ومثله‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬يقرأ عليه‪ " :‬إذا السماء انشقت‬
‫‪ -‬إلى قوله وألقت ما فيها وتخلت " مرة واحدة " وإذ قالت امرأة عمران‬
‫" الية )‪ (4‬وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )‪ .(5‬ومثله‬
‫عنهم عليهم السلم يرقى على ماء بل دهن‪ ،‬ثم يسقى صاحب اللوى‪ ،‬ثم‬
‫تمر بيدك على بطنه ثلث مرات وتقول‪ " :‬يريد ال يكم اليسر ول يريد بكم‬
‫العسر ثم السبيل يسره‪ ،‬إن السموات والرض كانتا رتقا ففتقناهما‪،‬‬
‫فأجائها المخاض إلى جذع النخلة‪ ،‬وال أخرجكم من بطون امهاتكم ل‬
‫تعلمون شيئا‪ ،‬كذلك اخرج اللوى باذن ال عزوجل )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ " :‬أو أقع فيما "‪ (2) .‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .469‬مكارم‬
‫الخلق ص ‪ ،439‬والية في سورة النبياء‪ (4) .31 :‬آل عمران‪) .35 :‬‬
‫‪ (6 - 5‬مكارم الخلق ص ‪.439‬‬

‫]‪[78‬‬

‫‪) * - 70‬باب( * * " )الدعاء لقراقر البطن( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬سلمة بن محمد‬
‫الشعري‪ ،‬عن عثمان بن عيسى قال‪ :‬شكى رجل إلى أبي الحسن الول‬
‫عليه السلم فقال‪ :‬إن بي قرقرة ل تسكن أصل وإني لستحيي أن فاكلم‬
‫الناس‪ ،‬فيسمع من صوت تلك القرقرة‪ ،‬فادع لي بالشفاء منها‪ ،‬فقال‪ :‬إذا‬
‫رغت من صلة الليل فقل‪ " :‬اللهم ما عملت من خير فهو منك لحمد لي‬
‫فيه وما عملت من سوء فقد حذرتنيه فل عذر لي فيه‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك‬
‫أن أتكل على مال حمد لي فيه‪ ،‬وآمن مال عذر لي فيه )‪) * 71 .(1‬باب( *‬
‫* " )الدعاء للجذام والبرص والبهق والداء الخبيث( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬عبد‬
‫العزيز بن عبد الجبار‪ ،‬عن داود بن عبد الرحمن‪ ،‬عن يونس قال‪ :‬أصابني‬
‫بياض بين عيني فدخلت على أبي عبد ال عليه السلم فشكوت ذلك إليه‬
‫فقال‪ :‬تطهر وصل ركعتين وقل‪ " :‬يا ال يا رحمن يا رحيم يا سميع‬
‫الدعوات‪ ،‬يا معطي الخيرات‪ ،‬أعطني خير الدنيا وخير الخرة‪ ،‬وقني شر‬
‫الدنيا وشر الخرة‪ ،‬وأذهب عني ما أجد‪ ،‬فقد غاظني المر وأحزنني " قال‬
‫يونس‪ :‬ففعلت ما أمرني به فأذهب ال عني ذلك وله الحمد )‪ .(2‬وعنه‬
‫صلوات ال عليه وآله أنه قال‪ :‬ضع يدك عليه وقل‪ " :‬يا منزل الشفاء‬
‫ومذهب الداء‪ ،‬أنزل على ما بي من داء شفاء )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (3 - 2) .101‬طب الئمة ص ‪.102‬‬

‫]‪[79‬‬

‫‪ - 2‬طب‪ :‬إبراهيم بن سرحان المتطبب‪ ،‬عن علي بن أسباط‪ ،‬عن حكم بن مسكين‪،‬‬
‫عن إسحاق بن إسماعيل وبشير بن عمار قال‪ :‬أتينا أبا عبد ال عليه‬
‫السلم وقد خرج بيونس من الداء الخبيث‪ ،‬قال‪ :‬فجلسنا بين يديه‪ ،‬فقلنا‪:‬‬
‫أصلحك ال اصبنا مصيبة لم نصب بمثلها أبدا‪ ،‬قال‪ :‬وما ذاك ؟ فأخبرناه‬
‫بالقصة فقال ليونس‪ :‬قم وتطهر وصل ركعتين‪ ،‬ثم احمد ال وأثن عليه‪،‬‬
‫وصل على محمد وأهل بيته‪ ،‬ثم قل‪ " :‬يا ال يا ال يا ال‪ ،‬يا رحمن يا‬
‫رحمن يا رحمن‪ ،‬يا رحيم يا رحيم يا رحيم‪ ،‬يا واحد يا واحد يا واحد يا أحد‬
‫يا أحد يا أحد‪ ،‬يا صمد يا صمد يا صمد‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا أرحم‬
‫الراحمين يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا أقدر القادرين‪ ،‬يا أقدر القادرين‪ ،‬يا أقدر‬
‫القادرين‪ ،‬يا رب العالمين يا رب العالمين‪ ،‬يا رب العالمين‪ ،‬يا سامع‬
‫الدعوات‪ ،‬يا منزل البركات‪ ،‬يا معطي الخيرات صل على محمد وآل محمد‪،‬‬
‫وأعطني خير الدنيا وخير الخرة‪ ،‬واصرف عني شر الدنيا والخرة‪،‬‬
‫وأذهب ما بي‪ ،‬فقد غاظني المر وأحزنني " قال‪ :‬ففعلت ما أمرني به‬
‫الصادق عليه السلم فو ال ما خرجنا من المدينة حتى تناثر عني مثل‬
‫النخالة )‪ - 3 .(1‬طب‪ :‬عن سلمة بن عمرو الهمداني قال‪ :‬دخلت المدينة‬
‫فأتيت أبا عبد ال عليه السلم فقلت‪ :‬يا ابن رسول ال اعتللت على أهل‬
‫بيتي بالحج‪ ،‬وأتيتك مستجيرا مستسرا من أهل بيتي من علة أصابتني وهو‬
‫الداء الخبيثة‪ ،‬قال‪ :‬أقم في جوار رسول ال صلى ال عليه وآله وفي حرمه‬
‫وأمنه‪ ،‬واكتب سورة النعام بالعسل‪ ،‬واشربه فانه يذهب عنك )‪- 4 .(2‬‬
‫قب‪ :‬إسحاق وإسماعيل ويونس بنو عمار‪ ،‬أنه استحال وجه يونس إلى‬
‫البياض فنظر الصادق عليه السلم إلى جبهته فصلى ركعتين ثم حمد ال‬
‫وأثنى عليه وصلى على النبي وآله‪ ،‬ثم قال‪ " :‬يا ال يا ال يا ال‪ ،‬يا‬
‫رحمن يا رحمن يا رحمن يا رحيم يا رحيم يا رحيم‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا‬
‫سميع الدعوات‪ ،‬يا معطي الخيرات صل على محمد وعلى أهل بيته‬
‫الطاهرين الطيبين واصرف عني شر الدنيا وشر الخرة‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .103‬طب الئمة ص ‪.105‬‬


‫]‪[80‬‬

‫وأذهب عني شر الدنيا وشر الخرة‪ ،‬وأذهب عني ما بي‪ ،‬فقد غاظني ذلك وأحزنني‬
‫" قال‪ :‬فو ال ما خرجنا من المدينة حتى تناثر عن وجهه مثل النخالة‬
‫وذهب قال الحكم ابن مسكين ورأيت البياض بوجهه ثم انصرف وليس في‬
‫وجهه شئ )‪ - 5 (1‬مكا‪ :‬للبرص والجذام‪ :‬يقرأ عليه ويكتب ويعلق عليه "‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬يمحو ال ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب الحمد‬
‫ل فاطر السموات والرض جاعل الملئكة رسل اولي أجنحة مثنى وثلث‬
‫ورباع‪ ،‬باسم فلن بن فلنة " )‪ .(2‬شكا رجل إلى أبي عبد ال عليه السلم‬
‫البرص فأمره أن يأخذ طين قبر الحسين عليه السلم بماء السماء ففعل‬
‫ذلك فبرأ )‪ .(3‬وروي عن بعض أصحابنا ]قال‪ [:‬كان قد ظهر لي شئ من‬
‫البياض فأمرني أبو عبد ال عليه السلم أن أكتب يس بالعسل في جام‬
‫واغسله وأشربه‪ ،‬ففعلت فذهب عني )‪ .(4‬للبهق‪ :‬يكتب على موضع‬
‫البهق‪ " :‬وإن من شئ إل عندنا خزائنه‪ ،‬وما ننزله إل بقدر معلوم‪ ،‬هل‬
‫يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون " )‪ - 6 .(5‬عدة الداعي‪ :‬عن‬
‫يونس بن عمار قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬جعلت فداك هذا الذي‬
‫قد ظهر بوجهي يزعم الناس أن ال لم يبتل به عبدا له فيه حاجة‪ ،‬فقال لي‪:‬‬
‫ل قد كان مؤمن آل يس مكنع الصابع‪ ،‬فكان يقول هكذا ويمد يده " يا قوم‬
‫اتبعوا المرسلين " قال‪ :‬ثم قال لي‪ :‬إذا كان الثلث الخير من الليل في أوله‬
‫فتوضأ وقم إلى صلتك التي تصليها‪ ،‬فإذا كنت في السجدة الخيرة من‬
‫الركعتين الوليين فقل وأنت ساجد " يا علي يا عظيم‪ ،‬يا رحمن يا رحيم‪،‬‬
‫يا سامع الدعوات‪ ،‬يا معطي الخيرات‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وأعطني‬
‫من خير الدنيا والخرة ما أنت أهله‪ ،‬واصرف عني ما شر الدنيا والخرة‬
‫ما أنت أهله‪ ،‬وأذهب عني هذا الوجع‪ ،‬فانه قد‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪ .232‬وكأن اصل الخبر ما رواه في طب الئمة‪) .‬‬
‫‪ (4 - 2‬مكارم الخلق ص ‪ (5) .441‬المصدر نفسه‪ ،‬والبهق ‪ -‬محركة ‪-‬‬
‫بياض في الجسد ل من برص‪ ،‬ل يزيد ول ينقص‪.‬‬

‫]‪[81‬‬

‫أغاظني وأحزنني " وألح في الدعاء‪ ،‬قال‪ :‬فما وصلت إلى الكوفة حتى أذهب ال به‬
‫عني كله )‪) 72 .(1‬باب( * " )الدعاء للكلف والبرسون )‪- 1 * " ((2‬‬
‫مكا‪ :‬تخط عليه خطا مدورا ثم تكتب في وسطه‪ :‬بوتا بوتا برتاتا ادعى‬
‫اصواتا وهي تمر مر السحاب صنع ال الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما‬
‫تفعلون‪ .‬أيضا يكتب عليه بكرة على الريق‪ :‬هريقه مريقه حتى تحب‬
‫الطريقة‪ .‬أيضا‪ :‬يكتب بكرة‪ :‬قهريد قهرانيد كسرهن كسروهن سالر خشك‬
‫باد بحق الملك القدوس )‪ * 73 .(3‬باب * * " )الدعاء للبواسير( " * ‪1‬‬
‫‪ -‬طب‪ :‬الخرازيني الرازي‪ ،‬عن صفوان بن يحيى السابري وليس هو‬
‫صفوان الجمال‪ ،‬عن يعقوب بن شعيب‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬عن عبد‬
‫العلى‪ ،‬عن أبي عبد الرحمن السلمي‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه وآله‬
‫السلم قال‪ :‬من عوذ البواسير بهذه العوذة كفي شرها بإذن ال تعالى‪،‬‬
‫وهو " يا جواد يا ماجد يا رحيم يا قريب يا مجيب يا بارئ يا راحم صل‬
‫على محمد وآله واردد على نعمتك‪ ،‬واكفني أمر وجعي "‬

‫)‪ (1‬عدة الداعي ص )‪ (2‬الكلف ‪ -‬محركة ‪ -‬سواد يظهر في الوجه فيغيره‪،‬‬


‫والبرسون كأنه ما يعرف عند الفرس به " سالك " يشبه أثر الكى‪ ،‬وفى‬
‫المصدر المطبوع‪ :‬للكلف والبرص‪ (3) .‬مكارم الخلق ص ‪.472‬‬

‫]‪[82‬‬

‫فانه يعافى منه بإذن ال عزوجل )‪ - 2 .(1‬مكا‪ :‬روي عن الرضا عليه السلم أنه‬
‫شكى إليه رجل البواسير فقال‪ :‬اكتب يس بالعسل واشربه )‪ * 74 .(2‬باب‬
‫* * " )الدعاء للبثر والدماميل والجرب والقوباء والروح( " * * "‬
‫)والرقى للورم والجرح( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬علي بن العباس‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إبراهيم العلوي‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصادق عليهم السلم قال‪ :‬إذا‬
‫أحسست بالبثر فضع عليه السبابة ودور ما حوله وقل " ل إله إل ال‬
‫الحليم الكريم " سبع مرات‪ ،‬فإذا كان في السابعة فضمده وشدده بالسبابة )‬
‫‪ - 2 .(3‬طب‪ :‬علي بن محمد بن هلل‪ ،‬عن على بن مهران‪ ،‬عن حماد‪ ،‬عن‬
‫حريز عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬هذه الدماميل والقروح أكثرها من‬
‫هذا الدم المحترق الذي ل يخرجه صاحبه في أيامه )‪ (4‬فمن غلب عليه‬
‫شئ من ذلك فليقل إذا أوى إلى فراشه " أعوذ بوجه ال العظيم‪ ،‬وكلماته‬
‫التامات التي ل يجاوزهن بر ول فاجر‪ ،‬من شر كل ذي شر " فانه إذا قال‬
‫ذلك لم يؤذه شئ من الرواح‪ ،‬وعوفى منها بإذن ال عزوجل )‪ .(5‬آخر‪:‬‬
‫يكتب على كاغذ فيبلعه صاحب الدماميل " ل آلء إل آلؤك يا ال محيط‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .32‬مكارم الخلق ص ‪ ،440‬والحديث عن الصادق عليه‬


‫السلم‪ (3) .‬طب الئمة ص ‪ 38‬والتضميد‪ :‬شد الضماد ولف الخرقة‬
‫عليه‪ (4) .‬في ابانه خ ل‪ (5) .‬طب الئمة ص ‪.108‬‬

‫]‪[83‬‬
‫علمك به كهلسون "‪ - 3 .‬مكا‪ :‬للجرب والدمل والقوباء )‪ (1‬يقرأ عليه ويكتب‬
‫ويعلق عليه‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة‬
‫اجتثت من فوق الرض مالها من من قرار " )‪ (2‬الية " منها خلقناكم‬
‫وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى ال أكبر وأنت ل تكبر‪ ،‬ال يبقى‬
‫وأنت ل تبقى‪ ،‬وال على كل شئ قدير " )‪ (3‬رقية الورم والجرح‪ :‬عن‬
‫بعض الصادقين قال‪ :‬تأخذ سكينا وتمرها على الموضع الذي تشكو من‬
‫الجراح أو غيره‪ ،‬تقول " بسم ال أرقيك من الحد والحديد ومن أثر العود‪،‬‬
‫ومن الحجر الملبود‪ ،‬ومن العرق العاثر‪ ،‬ومن الورم الحر ومن الطعام‬
‫وحره‪ ،‬ومن الشراب وبرده‪ ،‬بسم ال فتحت‪ ،‬وبسم ال ختمت " ثم أوتد‬
‫السكين في الرض )‪ * 75 .(4‬باب * * " )الدعاء لوجع الفرج( " * ‪- 1‬‬
‫طب‪ :‬أبو عبد الرحمن الكاتب‪ ،‬عن محمد بن عبد ال الزعفراني‪ ،‬عن حماد‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن حريز قال‪ :‬حججت فدخلت على أبي عبد ال الصادق عليه‬
‫السلم بالمدينة وإذا بالمعلى بن خنيس رضي ال عنه يشكو إليه وجع‬
‫الفرج‪ ،‬فقال له الصادق عليه السلم‪ :‬إنك كشفت عورتك في موضع من‬
‫المواضع‪ ،‬فأعقبك ال هذا الوجع‪ ،‬ولكن عوذه بالعوذة التي عوذ بها أمير‬
‫المؤمنين أبا واثلة ثم لم تعد‪ ،‬قال له المعلى‪ :‬يا ابن‬

‫)‪ (1‬داء يظهر في الجسد فيتقشر منه الجلد ويتسع‪ ،‬ويقال لها‪ :‬الحزاز أيضا ويعالج‬
‫بالريق‪ ،‬وهى مؤنثة ل تنصرف‪ (2) .‬ابراهيم‪ ،26 :‬والية تامة وليس في‬
‫المصدر بعدها لفظ " الية "‪ (3) .‬مكارم الخلق ص ‪ (4) .440‬مكارم‬
‫الخلق ص ‪ 471‬وقد مر ص ‪ 65‬مثله مشروحا‪.‬‬

‫]‪[84‬‬

‫رسول ال وما العوذة ؟ قال‪ :‬قل بعد أن تضع يدك اليسرى عليه‪ " :‬بسم ال وبال‪،‬‬
‫بلى ما أسلم وجهه ل وهو محسن فله أجره عند ربه ول خوف عليهم ول‬
‫هم يحزنون اللهم إني أسلمت وجهي إليك‪ ،‬وفوضت أمري إليك‪ ،‬ل ملجأ‬
‫ول منجأ إل إليك " ثلث مرات‪ ،‬فانك تعافى إنشاء ال تعالى )‪* 76 .(1‬‬
‫باب * * " )الدعاء لوجع الرجلين والركبة( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬حنان بن جابر‪،‬‬
‫عن محمد بن على الصيرفي‪ ،‬عن الحسين بن الشقر عن عمرو بن أبي‬
‫المقدام‪ ،‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن محمد الباقر عليه السلم قال‪ :‬كنت عند‬
‫الحسين بن علي عليهما السلم إذ أتاه رجل من بني امية‪ ،‬من شيعتنا فقال‬
‫له‪ :‬يا ابن رسول ال ما قدرت أن أمشي إليك من وجع رجلي‪ ،‬قال‪ :‬فأين‬
‫أنت من عوذة الحسن ابن على ؟ قال‪ :‬يا ابن رسول ال وما ذاك ؟ قال "‬
‫إنا فتحنا لك فتحا مبينا‪ ،‬ليغفر لك ال ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬وكان ال عزيزا حكيما‬
‫" قال‪ :‬ففعلت ما أمرني به فما أحسست بعد ذلك بشئ منها بعون ال تعالى‬
‫)‪ - 2 .(2‬مكا‪ :‬دعاء لوجع الركبة عن أبي حمزة قال‪ :‬عرض لي وجع في‬
‫ركبتي فشكوت ذلك إلى أبي جعفر عليه السلم فقال‪ :‬إذا أنت صليت فقل "‬
‫يا أجود من أعطى‪ ،‬يا خير من سئل‪ ،‬ويا أرحم من استرحم‪ ،‬ارحم ضعفي‬
‫وقلة حيلي‪ ،‬واعفني من وجعي " قال‪ :‬ففعلت فعوفيت )‪ .(3‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬عنه عليه السلم مثله‪.‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .31‬طب الئمة ص ‪ (3) .33‬مكارم الخلق ص ‪،452‬‬
‫وتراه في الكافي ج ‪ 2‬ص ‪.568‬‬

‫]‪[85‬‬

‫‪ * - 77‬باب * * " )الدعاء لوجع الساقين( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬خداش بن سبرة‪ ،‬عن‬
‫محمد بن جمهور‪ ،‬عن صفوان بياع السابري عن سالم بن محمد قال‪:‬‬
‫شكوت إلى الصادق عليه السلم وجع الساقين وأنه قد أقعدني عن اموري‬
‫وأسبابي فقال‪ :‬عوذهما قلت‪ :‬بماذا يا ابن رسول ال ؟ قال‪ :‬بهذه الية سبع‬
‫مرات‪ ،‬فانك تعافى باذن ال تعالى " واتل ما اوحي إليك من كتاب ربك ل‬
‫مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا " قال‪ :‬فعوذتها سبعا كما أمرني‬
‫فرفع الوجع عني رفعا حتى لم أحس بعد ذلك بشئ منه )‪ * 78 .(1‬باب *‬
‫* " )الدعاء لوجع العراقيب وباطن القدم( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬عبد ال بن‬
‫بسطام‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد الودي‪ ،‬عن صفوان الجمال‪ ،‬عن جعفر بن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي ابن الحسين عليهما السلم أن رجل اشتكى إلى‬
‫أبي عبد ال الحسين بن علي عليهما السلم فقال‪ :‬يا ابن رسول ال إني‬
‫أجد وجعا في عراقيبي قد منعني من النهوض إلى الغرف )‪ (2‬قال‪ :‬فما‬
‫يمنعك من العوذة ؟ قال‪ :‬لست أعلمها‪ ،‬قال‪ :‬فإذا أحسست بها فضع يدك‬
‫عليها وقل‪ " :‬بسم ال وبال والسلم على رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫" ثم اقرأ عليه " وما قدروا ال حق قدره والرض جميعا قبضته يوم‬
‫القيامة‪ ،‬والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " ففعل‬
‫الرجل ذلك فشفاه ال تعالى )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .32‬في المصدر‪ " :‬إلى الصلة "‪ (3) .‬طب الئمة ص‬
‫‪.33‬‬

‫]‪[86‬‬

‫‪ * - 79‬باب * * " )الدعاء لوجع العين وما يناسبه( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬الربعمائة قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ آية الكرسي‬
‫وليضمر في نفسه أنها تبرأ‪ ،‬فانه يعافى إنشاء ال )‪ - 2 .(1‬ما‪ :‬المفيد‪،‬‬
‫عن ابن قولويه‪ :‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن‬
‫سعيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن محمد الجعفي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كنت كثيرا ما‬
‫أشتكي عيني فشكوت ذلك إلى أبي عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬أل اعلمك‬
‫دعاء لدنياك وآخرتك‪ ،‬وتكفى به وجع عينك ؟ فقلت‪ :‬بلى‪ ،‬فقال‪ :‬تقول في‬
‫دبر الفجر ودبر المغرب " اللهم إني أسئلك بحق محمد وآل محمد عليك أن‬
‫تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل النور في بصري‪ ،‬والبصيرة في‬
‫ديني‪ ،‬واليقين في قلبي‪ ،‬والخلص في عملي والسلمة في نفسي‪،‬‬
‫والسعة في رزقي‪ ،‬والشكر لك ما أبقيتني " )‪ - 3 .(2‬طب‪ :‬أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبي أيوب الخزاز‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن‬
‫الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال علي بن أبي طالب عليه السلم‪:‬‬
‫لما دعاني رسول ال صلى ال عليه وآله يوم خيبر قيل له‪ :‬يا رسول ال‬
‫إنه أرمد‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وآله ائتوني به‪ ،‬فأتيته‪ ،‬فقلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال إني أرمد ل أبصر شيئا‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬ادن مني يا علي‪ ،‬فدنوت‬
‫منه فمسح يده على عيني فقال " بسم ال وبال‪ ،‬والسلم على رسول ال‪،‬‬
‫اللهم اكفه الحر والبرد‪ ،‬وقه الذى والبلء " قال علي عليه السلم‪ :‬فبرأت‬
‫والذي أكرمه بالنبوة‪ ،‬وخصه بالرسالة‪ ،‬واصطفاه على العباد‪ ،‬ما وجدت‬
‫بعد ذلك حرا ول بردا ول أذى في عيني‪ .‬قال‪ :‬وكان علي عليه السلم ربما‬
‫خرج في اليوم الشاتي الشديد البرد‪ ،‬وعليه قميص‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .158‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ ،199‬وتراه في الكافي‬


‫ج ‪ 2‬ص ‪.550‬‬

‫]‪[87‬‬

‫شف )‪ (1‬فيقال‪ :‬يا أمير المؤمنين أما تصيب البرد ؟ فقال‪ :‬ما أصابني حر ول برد‬
‫منذ عوذني رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬وربما خرج إلينا في اليوم‬
‫الحار الشديد الحر في جبة محشوة فيقال له‪ :‬أما تصيبك ما يصيب الناس‬
‫من شدة هذا الحر حتى تلبس المحشوة ؟ فيقول‪ :‬لهم مثل ذلك )‪ .(2‬ق‪:‬‬
‫مثله وفيه والصلة على رسول ال صلى ال عليه وآله‪ - 4 .‬طب‪ :‬محمد‬
‫بن عبد ال الزعفراني‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن عيسى بن سليمان‪،‬‬
‫قال‪ :‬جئت إلى أبي عبد ال عليه السلم يوما من اليام فرأيت به من الرمد‬
‫شيئا فاغتممت به‪ ،‬ثم دخلت عليه من الغد‪ ،‬ولم يكن به رمد‪ ،‬فسألته عن‬
‫ذلك فقال‪ :‬عالجتها بشئ وهو عوذة عندي عوذتهما بها‪ ،‬قال فأخبرني بها‬
‫وهذه نسختها " أعوذ بعزة ال‪ ،‬أعوذ بقدرة ال‪ ،‬أعوذ بعظمة ال‪ ،‬أعوذ‬
‫بجلل ال‪ ،‬أعوذ بجمال ال‪ ،‬أعوذ بكرم ال‪ ،‬أعوذ ببهاء ال‪ ،‬أعوذ بغفران‬
‫ال‪ ،‬أعوذ بحلم ال‪ ،‬أعوذ بذكر ال‪ ،‬أعوذ برسول ال‪ ،‬أعوذ بآل رسول‬
‫ال‪ ،‬صلى ال عليه وعليهم‪ ،‬على ما أجد من حكة عيني‪ ،‬وما أخاف منها‬
‫وما أحذر‪ ،‬اللهم رب الطيبين أذهب ذلك عني بحولك وقدرتك " )‪- 5 .(3‬‬
‫طب‪ :‬محمد بن المثنى‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن عمرو بن أبي المقدام‪،‬‬
‫عن جابر‪ ،‬عن الباقر عليه السلم قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله إذا‬
‫رمد هو أو أحد من أهله من أو من أصحابه‪ ،‬دعا بهذه الدعوات " اللهم‬
‫متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين مني وانصرني على من ظلمني‬
‫وأرني فيه ثأري " )‪ - 6 .(4‬سر‪ :‬من جامع البزنطي‪ ،‬عن يونس بن‬
‫ظبيان قال‪ :‬دخلنا على أبي عبد ال عليه السلم وهو رمد شديد الرمد‪،‬‬
‫فاغتممنا لذلك ثم أصبحنا من الغد فدخلنا‬

‫)‪ (1‬الشف من الثياب‪ :‬الثوب الرقيق يظهر ما تحته‪ (2) .‬طب الئمة ص ‪(3) .21‬‬
‫طب الئمة ص ‪ (4) .85‬طب الئمة ص ‪.83‬‬

‫]‪[88‬‬

‫عليه فإذا ل رمد بعينه‪ ،‬ول به قلبة )‪ (1‬فقلنا‪ :‬جعلنا فداك هل عالجت عينيك بشئ ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم بما هو من العلج‪ ،‬فقلنا‪ :‬ما هو ؟ فقال‪ :‬عوذة فكتبناها وهي "‬
‫أعوذ بعزة ال‪ ،‬وأعوذ بقوة ال‪ ،‬وأعوذ بقدرة ال‪ ،‬وأعوذ بنور ال‪،‬‬
‫وأعوذ بعظمة ال‪ ،‬وأعوذ بجلل ال‪ ،‬وأعوذ بجمال ال‪ ،‬وأعوذ ببهاء ال‪،‬‬
‫وأعوذ بجمع ال " ‪ -‬قلنا‪ :‬وما جمع ال ؟ قال‪ :‬بكل ال ‪ -‬وأعوذ بعفو ال‪،‬‬
‫وأعوذ بغفران ال‪ ،‬وأعوذ برسول ال‪ ،‬وأعوذ بالئمة ‪ -‬وسمى واحدا‬
‫واحدا ثم قال‪ - :‬على ما نشاء من شر ما أجد اللهم رب المطيعين " )‪7 .(2‬‬
‫‪ -‬قب‪ :‬سمع ضرير دعاء أمير المؤمنين عليه السلم " اللهم إني أسئلك يا‬
‫رب الرواح الفانية‪ ،‬ورب الجساد البالية‪ ،‬أسئلك بطاعة الرواح الراجعة‬
‫إلى أجسادها‪ ،‬وبطاعة الجساد الملتئمة إلى أعضائها‪ ،‬وبانشقاق القبور‬
‫عن أهلها وبدعوتك الصادقة فيهم‪ ،‬وأخذك بالحق بينهم‪ ،‬إذا برز الخلئق‬
‫ينتظرون قضاءك ويرون سلطانك‪ ،‬ويخافون بطشك‪ ،‬ويرجون رحمتك‪،‬‬
‫يوم ل يغني مولى عن مولى شيئا ول هم ينصرون إل من رحم ال إنه هو‬
‫العزيز الرحيم‪ ،‬أسئلك يا رحمن أن تجعل النور في بصري‪ ،‬واليقين في‬
‫قلبي‪ ،‬وذكرك بالليل والنهار على لساني‪ ،‬أبدا ما أبقيتني إنك على كل شئ‬
‫قدير " قال‪ :‬فسمعها العمى وحفظها ورجع إلى بيته الذي يأويه‪ ،‬فتطهر‬
‫للصلة وصلى‪ ،‬ثم دعا بها‪ ،‬فلما بلغ إلى قوله " أن تجعل النور في بصري‬
‫" ارتد العمى بصيرا باذن ال )‪ - 8 .(3‬مكا‪ :‬لوجع العين‪ :‬عن أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ عليها آية‬
‫الكرسي وفي قلبه أنه يبرأ ويعافى‪ ،‬فانه يعافى إنشاء ال‪ .‬وقيل‪ :‬من كان‬
‫يقول في كل يوم " فجعلناه سميعا بصيرا " يسلم عينه من الفات‪ .‬نظر‬
‫النبي صلى ال عليه وآله إلى سلمان وهو أرمد‪ ،‬قال‪ :‬ل تأكل التمر ول تنم‬
‫على جانبك اليسر‪.‬‬

‫)‪ (1‬القلبة بالضم‪ :‬الحمرة‪ ،‬وبالفتح‪ :‬الداء والعيب‪ (2) .‬مستطرفات السرائر‪.469 :‬‬
‫)‪ (3‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 2‬ص ‪ ،287‬وتراه في مكارم الخلق ص‬
‫‪ 451‬كما سيأتي‪.‬‬

‫]‪[89‬‬

‫ومثله‪ :‬يقرأ على الماء ثلث مرات‪ ،‬ويغسل به الوجه " فكشفنا عنك عظاءك‬
‫فبصرك اليوم حديد‪ ،‬ولو نشاء لطمسنا على أعينهم ‪ -‬إلى قوله ‪ :-‬يبصرون‬
‫" )‪ .(1‬ومثله " وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا‬
‫الذكر ويقولون إنه لمجنون " ‪ -‬إلى آخر السورة )‪ .(2‬للشبكور‪ :‬عن أبي‬
‫يوسف المعصب قال‪ :‬قلت لبي الحسن الول عليه السلم أشكو إليك ما‬
‫أجد في بصري‪ ،‬وقد صرت شبكورا فان رأيت أن تعلمني شيئا قال‪ :‬اكتب‬
‫هذه الية " ال نور السموات والرض " )‪ (3‬الية ثلث مرات في جام ثم‬
‫أغسله وصيره في قارورة واكتحل به‪ ،‬قال‪ :‬وما اكتحلت إل أقل من مائة‬
‫ميل حتى رجع بصري أصح ما كان أو قال‪ :‬ما كنت )‪ .(4‬لوجع العين‪ :‬تأخذ‬
‫قطنا وتبله وتضعه على العين‪ ،‬وتقول " عين الشمس في لجة البحر يا نار‬
‫كوني بردا وسلما على إبراهيم " )‪ .(5‬اخرى‪ :‬سليمان بن عيسى قال‪:‬‬
‫دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فرأيت به الرمد شيئا فاحشا فاغتممت‬
‫وخرجت ثم دخلت عليه من الغد‪ ،‬فإذا ل قلبة بعينه )‪ (6‬فقلت‪ :‬جعلت فداك‬
‫خرجت من عندك المس وبك من الرمد ما غمني‪ ،‬ودخلت عليك اليوم فلم‬
‫أر شيئا أعالجته بشئ ؟ قال‪ :‬عوذتها بعوذة عندي‪ ،‬قلت‪ :‬أخبرني بها فكتب‬
‫" أعوذ بعزة ال‪ ،‬أعوذ بقوة ال‪ ،‬أعوذ بقدرة ال‪ ،‬أعوذ بعظمة ال‪ ،‬أعوذ‬
‫بجلل ال‪ ،‬أعوذ ببهاء ال‪ ،‬أعوذ بجمع ال‪ ،‬أعوذ برسول ال‪ ،‬صلى ال‬
‫عليه وآله على ما أحذر وأخاف على عيني‪ ،‬وأجده من وجع عيني‪ ،‬اللهم‬
‫رب الطيبين أذهب ذلك عني بحولك وقوتك )‪ .(7‬فكشفنا عنك غطاءك‬
‫فبصرك اليوم حديد‪ ،‬فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم‬

‫)‪ (1‬يس‪ ،66 :‬ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون‪) .‬‬
‫‪ (2‬وهى‪ :‬وما هو ال ذكر للعالمين‪ ،‬راجع مكارم الخلق ص ‪(3) .430‬‬
‫النور‪ (4) .35 :‬مكارم الخلق ص ‪ (5) .431‬مكارم الخلق ص ‪.465‬‬
‫)‪ (6‬في الصل‪ :‬ل بلية‪ ،‬وهو تصحيف‪ (7) .‬الظاهر تمام العوذة ههنا‪ ،‬كما‬
‫عرفت من السرائر وطب الئمة‪ ،‬فما بعده عوذة اخرى‪.‬‬
‫]‪[90‬‬

‫وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات‪ ،‬فتبارك ال رب العالمين يا علي يا‬


‫عظيم يا كبير يا جليل‪ ،‬يا جميل يا منيع‪ ،‬يا فرد يا وتر‪ ،‬يا رب ل تذرني‬
‫فردا وأنت خير الوارثين‪ " " .‬بسم ال الرحمن الرحيم يا حي يا حليم‪ ،‬يا‬
‫علي يا عظيم‪ ،‬يا جليل يا جميل يا فرد يا وتر أسئلك أن تصلي على محمد‬
‫وآل محمد‪ ،‬وأسئلك أن ل تدعني في قبري فردا وأنت خير الوارثين‪ ،‬وإن‬
‫كنت إل واجد الصلة في قبره مما رزقني في حاجة آمين يا رب العالمين )‬
‫‪ .(1‬دعاء لوجع العين‪ :‬عن محمد بن الجعفي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كثيرا ما‬
‫أشتكي عيني‪ ،‬فشكوت ذلك إلى أبي عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬أل اعلمك‬
‫دعاء لدنياك وآخرتك وبلغا لوجع عينك ؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬تقول في دبر‬
‫صلة الفجر وصلة المغرب " اللهم إني أسئلك بحق محمد وآل محمد أن‬
‫تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تجعل النور في بصري‪ ،‬والبصيرة في‬
‫ديني‪ ،‬واليقين في قلبي‪ ،‬والخلص في عملي والسلمة في نفسي‪،‬‬
‫والسعة في رزقي‪ ،‬والشكر لك أبدا ما أبقيتني‪ .‬وفي رواية‪ :‬تقول ذلك سبع‬
‫مرات إذا صليت الفجر قبل أن تقوم من مقامك )‪ - 9 .(2‬كا‪ :‬الحسين بن‬
‫محمد ومحمد بن يحيى‪ ،‬عن علي بن محمد بن سعد عن محمد بن سالم‪،‬‬
‫عن موسى بن عبد ال بن موسى‪ ،‬عن محمد بن على بن جعفر عن الرضا‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إنما شفاء العين قراءة الحمد‪ ،‬والمعوذتين‪ ،‬وآية الكرسي‬
‫والبخور بالقسط‪ ،‬والمر‪ ،‬واللبان )‪ - 10 .(3‬دعوات الراوندي‪ :‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬مر أعمى على النبي صلى ال عليه وآله‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ 465‬راجعه ففى السطر الخير انغلق واختلف‪(2) .‬‬
‫مكارم الخلق ص ‪ (3) .451‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ ،503‬والقسط ‪ -‬بالضم ‪-‬‬
‫عود من عقاقير البحر يتداوى به‪ ،‬ويقال أنه عود هندي وعربى مدر نافع‬
‫للكبد جدا والمغص‪ ،‬والمر‪ :‬صمغ شجرة تكون ببلد المغرب واللبان‪:‬‬
‫الكندر‪.‬‬

‫]‪[91‬‬

‫فقال له‪ :‬أتشتهي أن يرد ال عليك بصرك ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫توضأ وأسبغ الوضوء‪ ،‬ثم صل ركعتين‪ ،‬ثم قل " اللهم إني أسئلك وأدعوك‬
‫وأرغب إليك وأتوجه إليك بنيك محمد نبي الرحمة‪ ،‬يا محمد إني أتوجه بك‬
‫إلى ال ربك وربك وربي ليرد بك على بصري " قال‪ :‬فما قام النبي صلى‬
‫ال عليه وآله من محله حتى رجع العمى‪ ،‬وقد رد ال عليه بصره‪ .‬وقال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من قرأ في المصحف نظرا متع ببصره‪* 80 .‬‬
‫باب * * " )الدعاء للرعاف( " * ‪ - 1‬مكا‪ :‬تقرأ وتكتب وتأخذ بأنف‬
‫المرعوف " يا من حمل الفيل من بيته الحرام‪ ،‬أسكن دم فلن بن فلن "‬
‫أو يصب على رأسه وجبهته ماء الجمد‪ ،‬فانه يسكن باذن ال )‪ .(1‬للرعاف‬
‫" منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى‪ ،‬يومئذ يتبعون‬
‫الداعي ل عوج ‪ -‬إلى قوله‪ :‬همسا )‪ (2‬يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء‬
‫أقلعي وغيض الماء وقضي المر واستوت على الجودي ومن قيل بعدا‬
‫للقوم الظالمين‪ ،‬ومن يتق ال يجعل له مخرجا ‪ -‬الية )‪ (3‬وجعلنا من بين‬
‫أيديهم سدا " الية )‪ .(4‬ومثله‪ :‬يكتب على جبهة المرعوف بدمه " وقيل‬
‫يا أرض ابلعي ماءك " إلى‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ ،466‬مع اختلف يسير‪ (2) .‬يومئذ يتبعون الداعي ل عوج‬
‫له وخشعت الصوات للرحمن فل تسمع ال همسا‪ :‬طه‪(3) .109 :‬‬
‫الطلق‪ ،3 :‬والية غير موجودة في المصدر‪ (4) .‬يس‪ ،8 :‬وجعلنا من‬
‫بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم ل يبصرون راجع مكارم‬
‫الخلق ص ‪.432‬‬

‫]‪[92‬‬

‫آخرها فانه يسكن إنشاء ال )‪ - 2 .(1‬نقل من خط الشهيد قدس سره يكتب للعلق‬
‫الحمد وآية الكرسي وألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم ‪ -‬إلى قوله ‪-‬‬
‫موتوا )‪ (2‬اللهم أسئلك بحق محمد وآله أن تصلي على محمد وآل محمد‬
‫وأن تخرج هذا العلق عن حاملها‪ ،‬وتصرف عذابك يا أرحم الراحمين‪81 .‬‬
‫* )باب( * * " )الدعاء لوجع الفم والضراس( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬حريز بن‬
‫أيوب الجرجاني‪ ،‬عن أبي سمينة‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬شكى إليه ولي من أوليائه وجعا‬
‫في فمه‪ ،‬فقال‪ :‬إذا أصابك ذلك فضع يدك عليه وقل " بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم بسم ال الذي ل يضر مع اسمه‪ ،‬داء أعوذ بكلمات ال التي ل يضر‬
‫معها شئ قدوسا قدوسا قدوسا‪ ،‬باسمك يا رب الطاهر المقدس المبارك‬
‫الذي من سألك به أعطيته‪ ،‬ومن دعاك به أجبته‪ ،‬أسئلك يا ال يا ال يا ال‬
‫أن تصلي على محمد النبي وأهل بيته‪ ،‬وأن تعافيني مما أجد في فمي وفي‬
‫رأسي وفي سمعي وفي بصري وفي بطني وفي ظهري وفي يدي وفي‬
‫رجلي‪ ،‬وفي جميع جوارحي كلها " فانه يخفف عنك إنشاء ال تعالى )‪.(3‬‬
‫‪ - 2‬طب‪ :‬الحسين بن أحمد الخواتيمي‪ ،‬عن الحسين بن على بن يقين‪ ،‬عن‬
‫حنان الصيقل‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر الباقر عليه السلم قال‪:‬‬
‫شكوت إليه وجع أضراسي وأنه يسهرني الليل‪ ،‬قال‪ :‬فقال لي‪ :‬يا أبا بصير‬
‫إذا أحسست بذلك فضع يدك‬
‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .433‬البقرة‪ (3) .243 :‬طب الئمة ص ‪.23‬‬

‫]‪[93‬‬

‫عليه واقرأ سورة الحمد‪ ،‬وقل هو ال أحد‪ ،‬ثم اقرأ " وترى الجبال تحسبها جامدة‬
‫وهي تمر مر السحاب صنع ال الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما تعملون "‬
‫فانه يسكن ثم ل يعود )‪ - 3 .(1‬طب‪ :‬حمدان بن أعين الرازي‪ ،‬عن أبي‬
‫طالب‪ ،‬عن يونس عن أبي حمزة عن سماعة بن مهران‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم أنه أمر رجل بذلك وزاد فيه‪ ،‬قال‪ :‬اقرأ إنا أنزلناه في ليلة‬
‫القدر مرة واحدة‪ ،‬فانه يسكن ول يعود )‪ .(2‬وعن أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬من اشتكى من ضرسه فليأخذ من موضع سجوده‪،‬‬
‫وليمسحه على الموضع الذي يشتكي ويقول " بسم ال‪ ،‬والشافي ال‪ ،‬ول‬
‫حول ول قوة إل بال العلى العظيم "‪ - 4 .‬طب‪ :‬إبراهيم بن خالد‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم بن عبد ربه‪ ،‬عن ثعلبة‪ ،‬عن أبى بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬إن هذه الرقية رقية الضرس وهي نافعة ل تخالف أبدا أصل‬
‫باذن ال تعالى تعمد إلى ثلثة أوراق من ورق زيتون‪ ،‬فتكتب على وجه‬
‫الورقة " بسم ال ل ملك أعظم من ال ملك وأنت له الخليفة‪ ،‬ياهيا شراهيا‬
‫أخرج الداء‪ ،‬وأنزل الشفاء‪ ،‬وصلى ال على محمد وآل محمد وسلم تسليما‬
‫" )‪ .(3‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ياهيا شراهيا اسمان من أسماء ال‬
‫تعالى بالعبرانية وتكتب على ظهر الورقة ذلك وتشد بغزل جارية لم تحض‬
‫في خرقة نظيفة‪ ،‬وتعقد عليه سبع عقد‪ ،‬وتسمى على كل عقدة باسم نبي‬
‫وأسامي آدم‪ ،‬نوح‪ ،‬أبراهيم موسى‪ ،‬عيسى‪ ،‬شعيب‪ ،‬وتصلي على محمد‬
‫وآله عليه وعليهم السلم‪ ،‬وتعلقه عليه يبرأ باذن ال تعالى )‪ .(4‬رقية‬
‫جبرئيل عليه السلم للحسين بن علي عليهما السلم " العجب كل العجب‬
‫لدابة تكون في الفم‪ ،‬تأكل العظم‪ ،‬وتترك اللحم‪ ،‬أنا أرقي‪ ،‬وال عزوجل‬
‫الشافي الكافي ل إله إل ال‪ ،‬والحمد ل رب العالمين‪ ،‬وإذ قتلتم نفسا‬
‫فادارءتم فيها وال مخرج ما كنتم‬

‫)‪ (2 - 1‬طب الئمة ص ‪ (4 - 3) .24‬طب الئمة ص ‪.25‬‬

‫]‪[94‬‬

‫تكتمون‪ ،‬فقلنا اضربوه ببعضها " تضع أصبعك على الضرس ثم ترقيه من جانبه‬
‫سبع مرات بهذا إنشاء ال تعالى )‪ .(1‬عوذة مجربة للضرس‪ :‬تقرأ الحمد‪،‬‬
‫والمعوذتين‪ ،‬وقل هو ال أحد مع كل سورة تقرأ " بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫" وبعد قل هو ال أحد " بسم ال الرحمن الرحيم وله ما سكن في الليل‬
‫والنهار وهو السميع العليم‪ ،‬قلنا يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم‬
‫وأرادوا به كيدا فجعلناهم الخسرين‪ ،‬نودي أن بورك من في النار ومن‬
‫حولها وسبحان ال رب العالمين " ثم تقول بعد ذلك‪ :‬اللهم يا كافي من كل‬
‫شئ‪ ،‬ول يكفي منك شئ‪ ،‬اكف عبدك وابن أمتك من شر ما يخاف ويحذر‬
‫ومن شر الوجع الذي يشكو إليك )‪ - 5 .(2‬طب‪ :‬عمر بن عثمان الخزاز‪،‬‬
‫عن علي بن عيسى‪ ،‬عن عمه قال‪ :‬شكوت إلى موسى بن جعفر عليه‬
‫السلم ريح البخر )‪ (3‬فقال‪ :‬قل وأنت ساجد " يا ال يا ال يا ال‪ ،‬يا‬
‫رحمن يا رب الرباب‪ ،‬يا سيد السادات يا اله اللهة‪ ،‬يا مالك الملك‪ ،‬يا ملك‬
‫الملوك‪ ،‬اشفني بشفائك من هذا الداء‪ ،‬واصرفه عني فاني عبدك وابن‬
‫عبدك‪ ،‬وأتقلب في قبضتك " فانصرفت من عنده فو ال الذي أكرمهم‬
‫بالمامة ما دعوت به إل مرة واحدة في سجودي فلم احس به بعد ذلك )‪.(4‬‬
‫‪ - 6‬مكا‪ :‬لوجع الضرس‪ :‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السلم من اشتكى ضرسه فليأخذ من موضع‬
‫سجوده ثم يمسح به على الموضع الذي يشتكي ويقول " بسم ال‪ ،‬والكافي‬
‫ال‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال " )‪ .(5‬ومثله‪ :‬وقال الصادق عليه السلم‬
‫في رقية الضرس يأخذ سكينا‪ ،‬أو خوصة )‪ (6‬فيمسح‬

‫)‪ (2 - 1‬طب الئمة ص ‪ (3) .25‬البخر‪ :‬نتن الفم‪ ،‬يقال‪ :‬بخر فمه كعلم بخرا‬
‫بالتحريك أنتن فمه‪ ،‬فهو أبخر‪ (4) .‬طب الئمة ص ‪ (5) .118‬مكارم‬
‫الخلق ‪ (6) .466‬الخوص‪ :‬ورق النخل‪ ،‬والواحدة خوصة‪.‬‬

‫]‪[95‬‬

‫به على الجانب الذي يشتكي‪ ،‬ويقول سبع مرات " بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬بسم‬
‫ال وبال‪ ،‬محمد رسول ال‪ ،‬وإبراهيم خليل ال‪ ،‬اسكن بالذي سكن له ما‬
‫في الليل والنهار باذنه وهو على كل شئ قدير )‪ .(1‬وعن ابن عباس‪ :‬قال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ‬
‫عليه هذه الية سبع مرات " هو الذي أنشاءكم وجعل لكم السمع والبصار‬
‫والفئدة قليل ما تشكرون " )‪ .(2‬لوجع السنان رقى بها جبرئيل الحسين‬
‫بن علي عليهما السلم‪ :‬يضع عودة أو حديدة على الضرس‪ ،‬ويرقيه من‬
‫جانبه سبع مرات " بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬العجب كل العجب دودة تكون‬
‫في الفم‪ ،‬تأكل العظم‪ ،‬وتنزل الدم‪ ،‬أنا الراقي‪ ،‬وال الشافي‪ ،‬والكافي‪ ،‬ل إله‬
‫إل ال‪ ،‬والحمد ل رب العالمين‪ ،‬وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها إلى قوله‬
‫لعلكم تعقلون " سبع مرات يفعل ما قدمناه )‪ .(3‬للضرس‪ :‬المفضل بن عمر‬
‫قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم وبي ضربان الضرس‪ ،‬فشكوت‬
‫ذلك إليه فقال‪ :‬ادن منى فدنوت منه فقال بسبابته فأدخلها فوضعها على‬
‫الضرس الذي يضرب‪ ،‬ثم قرأ شيئا خفيا فسكن على المكان‪ ،‬فقال لي‪ :‬قد‬
‫سكن يا مفضل ؟ قلت‪ :‬نعم فتبسم فقلت‪ :‬احب أن تعلمني هذه الرقية‪ ،‬قال‪:‬‬
‫إن فاطمة أتت أباها صلى ال عليهما تشكو ما تلقى من وجع الضرس‪ ،‬أو‬
‫السن فأدخل صلى ال عليه وآله سبابته اليمنى فوضعها على سنها التي‬
‫تضرب‪ ،‬وقال " بسم ال وبال أسئلك بعزتك وجللك وقدرتك على كل شئ‬
‫إن مريم لم تلد غير عيسى روحك وكلمتك أن تكشف ما تلقى فاطمة بنت‬
‫خديجة من الضر كله " فسكن ما بها كما سكن ما بك‪ ،‬وما زدت عليه شيئا‬
‫بعد هذا )‪ .(4‬ومثله‪ :‬عن عطا‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬شكوت إليه‬
‫ما ألقى من ضرسي وأسناني وضربانها‪ ،‬فقال‪ :‬تقرأ عليه سبع مرات "‬
‫بسم ال وبال‪ ،‬اسكن بقدرة ال الذي‬

‫)‪ (3 - 1‬مكارم الخلق ص ‪ (4) .466‬مكارم الخلق ص ‪.467‬‬

‫]‪[96‬‬

‫خلقك فانه قادر مقتدر عليك وعلى الجبال أثبتها وأثبتك فقر حتى يأتي فيك أمره‬
‫وصلى ال على محمد وآله " )‪ .(1‬للضرس‪ :‬اقرأ فاتحة الكتاب ثلث‬
‫مرات‪ ،‬وقل هو ال أحد ثلث مرات ثم قل‪ " :‬يا ضرس أبالحار تسكنين أم‬
‫بالبارد تكسنين ؟ أم باسم ال تسكنين‪ ،‬اسكن سكنتك بالذي سكن له ما في‬
‫السموات وما في الرض وهو السميع العليم‪ ،‬قال من يحيي العظام وهي‬
‫رميم ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬بكل خلق عليم " )‪ (2‬اخرج منها فانك رجيم وليخرجنهم‬
‫منها ‪ -‬الية )‪ (3‬فخرج منها خائفا يترقب " )‪ .(4‬لوجع الضرس‪ :‬يكتب‬
‫على الخبز الرقيق‪ ،‬ويضع على السن الذي فيه الوجع‪ :‬بسم ال‪ ،‬لكل نباء‬
‫مستقر وسوف تعلمون‪ ،‬أتى أمر ال فل تستعجلوه سبحانه وتعالى عما‬
‫يشركون‪ ،‬فقلنا اضربوه ببعضها ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬لعلكم تعقلون )‪ (5‬قال من‬
‫يحيي العظام وهي رميم‪ ،‬إلى قوله ‪ -‬عليم )‪ .(6‬لعقده‪ :‬يأخذ مسمارا ويقرء‬
‫عليه ثلث مرات فاتحة الكتاب والمعوذتين‪ ،‬ثم يقرأ " من يحيي العظام‬
‫وهي رميم ]الية[ ثم يقول‪ " :‬يا ضرس فلن بن فلن أكلت الحار والبارد‬
‫أفبالحار تسكنين أم بالبارد تسكنين‪ ،‬ثم يقرأ " وله ما سكن في الليل‬
‫والنهار " )‪ (7‬الية " شدت داء هذا الضرس من فلن بن فلن‪ ،‬بسم ال‬
‫العظيم " ثم يضربه في حائط ويقول‪ :‬ال ال ال )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .467‬يس‪ 78 :‬و ‪ :79‬قل يحييها الذى أنشأها أول مرة‬
‫وهو بكل خلق عليم‪ (3) .‬ولنجرجنهم منها أذلة وهم صاغرون‪ :‬النمل‪:‬‬
‫‪ (4) .37‬مكارم الخلق ص ‪ (5) .431‬البقرة‪ ،68 :‬فقلنا اضربوه‬
‫ببعضها كذلك يحيى ال الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون‪ (6) .‬يس‪78 :‬‬
‫و ‪ ،79‬وقد مر نصها آنفا‪ ،‬راجع مكارم الخلق ‪ (7) .431‬النعام‪) .13 :‬‬
‫‪ (8‬مكارم الخلق ص ‪(*) .432‬‬

‫]‪[97‬‬

‫أيضا لوجع الضرس‪ :‬يأخذ بقلة ويكتب عليها " الذي جعل لكم من الشجر الخضر‬
‫نارا فإذا أنتم منه توقدون " ثم يضعها على ضرسه الوجع ثم يمشي‬
‫ويرمي بالبقلة خلفه‪ ،‬ول يلتفت إلى خلفه‪ ،‬فانه يسكن إنشاء ال )‪ .(1‬أيضا‬
‫يكون الراقي داخل الباب‪ ،‬والعليل من خارج‪ ،‬ويقرأ وهو على الوضوء‪" :‬‬
‫ل ما في السموات وما في الرض " إلى آخره )‪ (2‬ويقول " كم سنة تريد‬
‫وأي بقلة ل تأكله " فانه يسكن الوجع )‪ - 5 .(3‬من خط الشهيد رحمه ال‪:‬‬
‫عن ابن عباس‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من اشتكى ضرسه‬
‫فليضع أصبعه عليه‪ ،‬وليقرأ هذه الية " وهو الذي أنشأكم وجعل لكم‬
‫السمع والبصار والفئدة قليل ما تشكرون "‪ .‬وعن نوح بن أبي ذ كوان‬
‫قال‪ :‬اشتكى رجل إلى رسول ال صلى ال عليه وآله وجع الضرس فقال له‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬قل " اسكني أيتها الريح‪ ،‬اسكني بال الذي‬
‫سكن له ما في السماوات والرض وهو السميع العليم "‪ * .‬باب * * "‬
‫)الدعاء للثالول )‪ - 1 * " ((4‬ن‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن‬
‫السياري‪ ،‬عن علي بن النعمان عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت‬
‫فداك إن بي ثآليل كثيرة‪ ،‬وقد اغممت بأمرها فأسئلك أن تعلمني شيئا أنتفع‪،‬‬
‫به‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬خذ لكل ثؤلول سبع شعيرات‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .432‬لقمان ‪ :25‬وتمامها‪ :‬ان ال هو الغنى الحميد‪) .‬‬
‫‪ (3‬مكارم الخلق ص ‪ (4) .432‬الثالول والثؤلول‪ :‬خراج يكون بجسد‬
‫النسان ناتئ صلب مستدير يشبه حلمة الثدى والجمع ثآليل‪.‬‬

‫]‪[98‬‬

‫واقرأ على كل شعيرة سبع مرات إذا وقعت الواقعة ‪ -‬إلى قوله ‪ " -‬فكانت هباء منبثا‬
‫" وقوله عزوجل " ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها‬
‫قاعا صفصفا ل ترى فيها عوجا ول أمتا " ثم تأخذ الشعير شعيرة شعيرة‬
‫فامسح بها كل ثولول ثم صيرها في خرقة جديدة‪ ،‬واربط على الخرقة‬
‫حجرا وألقها في كنيف‪ .‬قال‪ :‬ففعلت فنظرت إليها يوم السابع فإذا هي مثل‬
‫راحتي وينبغي أن تفعل ذلك في محاق الشهر )‪ .(1‬طب‪ :‬سعدويه بن عبد‬
‫ال‪ ،‬عن على بن النعمان مثله )‪ .(2‬دعوات الراوندي‪ :‬عن على بن‬
‫النعمان مثله‪ - 2 .‬طب‪ :‬صالح بن محمد العنبري‪ ،‬عن النضر‪ ،‬عن عبد ال‬
‫بن سنان‪ ،‬عن عود بن عبد ال‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬تمر‬
‫يدك على موضع الثآليل ثم تقول " بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬بسم ال‬
‫وبال‪ ،‬محمد رسول ال صلى ال عليه وآله ول حول ول قوة إل بال العلي‬
‫العظيم‪ ،‬اللهم امح عني ما أجد " تمر يدك اليمنى‪ ،‬وترقى عليها ثلث‬
‫مرات )‪ - 3 .(3‬مكا‪ :‬للثؤلول يأخذ صاحبه قطعة ملح ويمسحها بالثؤلول‪،‬‬
‫ويقرأ عليه ثلث مرات " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا‬
‫متصدعا من خشية ال " إلى آخر السورة )‪ (4‬ويطرحها في تنور‬
‫وينصرف سريعا‪ ،‬يذهب إنشاء ال تعالى )‪ .(5‬اخرى‪ :‬يقرأ على ثلث‬
‫شعيرات " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الرض مالها‬
‫من قرار " ويديرها على الثؤلول‪ ،‬ثم يدفنها في موضع ندى‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ ،50‬والية الخيرة في سورة ط‪ (2) .106 :‬طب الئمة‬
‫ص ‪ ،109‬ودعوات الراوندي مخطوط‪ ،‬ورواه الطبرسي في المكارم ص‬
‫‪ (3) .442‬طب الئمة ص ‪ 60‬و ‪ (4) .61‬الحشر‪ (5) .21 :‬مكارم‬
‫الخلق ص ‪.441‬‬

‫]‪[99‬‬

‫في محاق الشهر‪ ،‬فإذا عفنت الشعيرات تمايل الثؤلول )‪ .(1‬أيضا‪ :‬للثؤلول‪ :‬عن‬
‫الرضا عليه السلم قال‪ :‬تنظر إلى ]أول[ كوكب يطلع بالعشى فل تحد‬
‫نظرك إليه وتناول من التراب وادلكه بها‪ ،‬وأنت تقول " بسم ال وبال‪،‬‬
‫رأيتني ولم أرك‪ ،‬سوء عود بصرك‪ ،‬ال يخفى أثرك‪ ،‬ارفع ثآليلي معك )‪(2‬‬
‫‪) * 83‬باب( * * " )الدعاء للسلع )‪ (3‬والورام والخنازير( " * ‪- 1‬‬
‫طب‪ :‬محمد بن عامر‪ ،‬عن محمد بن عليم الثقفي‪ ،‬عن عمار بن عيسى‬
‫الكلبي‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬شكى‬
‫إليه رجل من الشيعة سلعة ظهرت به‪ ،‬فقال له أبو عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫صم ثلثة أيام ثم اغتسل في اليوم الرابع عند زوال الشمس ؟ ؟ زلربك‪،‬‬
‫وليكن معك خرقة نظيفة‪ ،‬فصل أربع ركعات واقرأ فيها ما تيسر من‬
‫القرآن‪ ،‬واخضع بجهدك‪ ،‬فإذا فرغت من صلتك فألق ثيابك وابرز‬
‫بالخرقة‪ ،‬وألزق خدك اليمن على الرض‪ ،‬ثم قال بابتهال وتضرع‬
‫وخشوع‪ " :‬يا واحد يا أحد يا كريم يا حنان يا قريب يا مجيب‪ ،‬يا أرحم‬
‫الراحمين‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واكشف ما بي من مرض‪ ،‬وألبسني‬
‫العافية الشافية في الدنيا والخرة‪ ،‬وامنن علي بتمام النعمة‪ ،‬أذهب ما بي‬
‫فقد آذاني وغمني " فقال له أبو عبد ال عليه السلم واعلم أنه ل ينفعك‬
‫حتى ل يخالج في قبك خلفه‪ ،‬وتعلم أنه‬
‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .442‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .472‬السلع جمع سلعة‪:‬‬
‫الضواة وهى شئ كالغدة في البدن‪ ،‬وقيل‪ :‬خراج في العنق أو غدة فيها‪،‬‬
‫أو زيادة في البدن كالغدة تمور بين الجلد واللحم إذا ضغطت‪ ،‬وتكون من‬
‫قدر حمصة إلى بطيخة‪.‬‬

‫]‪[100‬‬

‫ينفعك‪ ،‬قال‪ :‬ففعل الرجل ما أمره به جعفر الصادق عليه السلم فعوفي منها )‪2 .(1‬‬
‫‪ -‬طب‪ :‬محمد بن إسحاق بن الوليد‪ ،‬عن ابن عمه أحمد بن إبراهيم بن‬
‫الوليد عن ابن أسباط‪ ،‬عن الحكم بن سليمان‪ ،‬عن ميسر‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬إن هذه الية لكل ورم في الجسد‪ ،‬يخاف الرجل‬
‫أن يؤل إلى شئ‪ ،‬فإذا قرأتها فاقرأها وأنت طاهر قد أعددت وضوءك لصلة‬
‫الفريضة‪ ،‬فعوذ بها ورمك قبل الصلة ودبرها‪ ،‬وهي " لو أنزلنا هذا‬
‫القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال " إلى آخر السورة‬
‫)‪ (2‬فانك إذا فعلت ذلك على ما حد لك سكن الورم )‪ - 3 .(3‬مكا )‪(4‬‬
‫دعوات الراوندي‪ :‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬خرج بجارية لنا خنازير‬
‫في عنقها فأتى آت وقال‪ :‬يا على قل لها فلتقل " يا رؤف يا رحيم‪ ،‬يا رب‬
‫يا سيدي " تكرره‪ ،‬قال‪ :‬فقالت‪ :‬فأذهب ال عزوجل عنها‪ - 4 .‬مكا‪ :‬دعا‬
‫آخر‪ :‬يقرأ عليه ثلثة أيام " بسم ال وبال‪ ،‬ال أكر‪ ،‬ال أكبر وهو يأمرك‬
‫أن ل تكبر " ثلث مرات‪ ،‬ثم قل " ابتدأ باللص قبل أن يبتدأ بك " ثلث‬
‫مرات ويتفل كل مرة فانه يجف )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .109‬الحشر‪ (3) .21 :‬طب الئمة ص ‪ (4) .110‬مكارم‬
‫الخلق ص ‪ (5) .451‬مكارم الخلق ص ‪.469‬‬

‫]‪[101‬‬

‫‪) - 84‬باب( * " )الدعاء للجدري( " * ‪ - 1‬مكا‪ :‬يكتب ويعلق على عضده‪ ،‬فانه ل‬
‫يخرج وإن كان قد خرج فل يخرج أكثر مما قد خرج إنشاء ال‪ .‬سى سى‬
‫وبالقرعة السر السر ناوس ارنوس اس ومثله يكتب هذا الشكل الربعة في‬
‫الربعة للجدري ويعلق عليه )‪6 7 12) (5 10 11 8) (16 3 2 13) .(1‬‬
‫‪) 85 (4 15 14 1) (9‬باب( * " )الدعاء لوجع الصدر( " * ‪ - 1‬مكا‪" :‬‬
‫وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬لعلكم تعقلون " )‪ (2‬روي عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم أنه شكى إليه رجل وجع صدره فقال‪ :‬استشف‬
‫بالقرآن فان ال عزوجل يقول‪ :‬فيه شفاء لما في الصدور )‪.(3‬‬
‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .472‬البقرة‪ (3) .73 - 72 :‬مكارم الخلق ص ‪.434‬‬

‫]‪[102‬‬

‫‪) - 86‬باب( * " )الدعاء لوجع القلب( " * ‪ - 1‬مكا‪ :‬رقية لوجع القلب‪ :‬تقرأ هذه‬
‫اليات على الماء ويشربه " لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين‪،‬‬
‫سيهزم الجمع ويولون الدبر ‪ -‬إلى قوله‪ :‬أدهى وأمر )‪ (1‬إن ال يمسك‬
‫السموات والرض ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬غفورا )‪ .(2‬أيضا تقرأ هذه اليات على‬
‫الماء ويشربه ويردد على القلب‪ ،‬ويكتب أيضا ويعلق على عنقه " ببسم‬
‫ال الرحمن الرحيم ربنا ل تزغ قلوبنا ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬ل تخلف الميعاد )‪(3‬‬
‫الذين آمنوا وتطمئن قولهم بذكر ال ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬وحسن مآب )‪ (4‬لئن‬
‫أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين )‪) 87 .(5‬باب( * " )الدعاء للسعال‬
‫والسل( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬عبد ال بن محمد بن مهران‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن عمرو‬
‫بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين‪ ،‬عن‬
‫الحسين عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من اشتكى‬
‫حلقه وكثر سعاله واشتد يبسه‪ ،‬فليعوذ بهذه الكلمات‪ ،‬وكان يسميها‬
‫الجامعة لكل شئ‪ :‬اللهم أنت رجائي وأنت ثقتي وعمادي وغياثي ورفعتي‪،‬‬
‫وجمالي‪ ،‬وأنت مفزع المفزعين‪ ،‬ليس للهاربين مهرب إل إليك‪ ،‬ول‬
‫للعالمين‪ ،‬معول إل عليك‪ ،‬ول‬

‫)‪ (1‬القمر‪ (2) .46 - 45 :‬فاطر‪ (3) .39 :‬آل عمران ‪ 6‬و ‪ (4) .7‬الرعد‪(5) .28 :‬‬
‫مكارم الخلق ص ‪(*) .433‬‬

‫]‪[103‬‬

‫للراغين مرغب إل لديك‪ ،‬ول للمظلومين ناصر إل أنت‪ ،‬ول لذي الحوائج مقصد إل‬
‫إليك‪ ،‬ول للطالبين عطاء إل من لدنك‪ ،‬ول للتائبين متاب إل إليك‪ ،‬وليس‬
‫الرزق والخير والفتوح إل بيدك‪ .‬حزنتني المور الفادحة‪ ،‬وأعيتني‬
‫المسالك الضيقة‪ ،‬وأحوشتني الوجاع الموجعة‪ ،‬ولم أجد فتح باب الفرج إل‬
‫بيدك‪ ،‬فأقمت تلقاء وجهك‪ ،‬واستفتحت عليك بالدعاء إغلقه‪ ،‬فافتح يا رب‬
‫للمستفتح‪ ،‬واستجب للداعي‪ ،‬وفرج الكرب واكشف الضر‪ ،‬وسد الفقر‪،‬‬
‫وأجل الحزن‪ ،‬وأنف الهم‪ ،‬واستنقذني من الهلكة فاني قد أشفيت عليها‪ ،‬ول‬
‫أجد لخلصي منها غيرك‪ ،‬يا ال يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف‬
‫السوء‪ ،‬ارحمني واكشف ما بي من غم وكرب ووجع وداء‪ ،‬رب إن لم تفعل‬
‫لم أرج فرجي من عند غيرك‪ ،‬فارحمني يا أرحم الراحمين‪ .‬هذا مكان‬
‫البائس الفقير‪ ،‬هذا مكان المستغيث‪ ،‬هذا مكان المستجير‪ ،‬هذا مكان‬
‫المكروب الضرير‪ ،‬هذا مكان الملهوف المستعيذ‪ ،‬هذا مكان العبد المشفق‬
‫الهالك الغرق الخائف الوجل‪ ،‬هذا مكان من انتبه من رقدته واستيقظ من‬
‫غفلته‪ ،‬وأفرق من علته وشدة وجعه‪ ،‬وخاف من خطيئته‪ ،‬واعترف بذنبه‪،‬‬
‫وأخبت إلى ربه‪ ،‬وبكى من حذره‪ ،‬واستغفر واستعبر واستقال واستعفا‬
‫وال إلى ربه‪ ،‬ورهب من سطوته وأرسل من عبرته‪ ،‬ورجا وبكى ودعا‬
‫ونادى‪ :‬رب إني مسني الضر فتلفني‪ .‬قد ترى مكاني‪ ،‬وتسمع كلمي‪،‬‬
‫وتعلم سرائري وعلنيتي وتعلم حاجتي وتحيط بما عندي‪ ،‬ول يخفى عليك‬
‫شئ من أمري من علنيتي وسري‪ ،‬وما ابدي وما يكنه صدري‪ ،‬فأسئلك‬
‫بأنك تلي التدبير‪ ،‬وتقبل المعاذير‪ ،‬وتمضي المقادير سؤال من أساء‬
‫واعترف‪ ،‬وظلم نفسه واقترف‪ ،‬وندم على ما سلف‪ ،‬وأناب إلى ربه‬
‫وأسف‪ ،‬ولذ بفنائه وعكف‪ ،‬وأناخ رجاه وعطف‪ ،‬وتبتل إلى مقيل عثرته‪،‬‬
‫وقابل توبته‪ ،‬وغافر حوبته‪ ،‬وراحم عبرته‪ ،‬وكاشف كربته‪ ،‬وشافي علته‪،‬‬
‫أن ترحم تجاوزي بك‪ ،‬وتضرعي إليك‪ ،‬وتغفر لي جميع ما أخطأته كتابك‪،‬‬
‫وأحصاه كتابك‪ ،‬وما مضى من علمك‪ ،‬من ذنوبي وخطاياي وجرائري في‬
‫خلواتي وفجراتي‬

‫]‪[104‬‬

‫وسيئاتي وهفواتي وهناتي وجميع ما تشهد به حفظتك وكتبته ملئكتك في الصغر‬


‫وبعد البلوغ‪ ،‬والشيب والشباب‪ ،‬بالليل والنهار‪ ،‬والغدو والصال‪ ،‬وبالعشي‬
‫والبكار‪ ،‬والضحى والسحار‪ ،‬في الحضر والسفر‪ ،‬في الخلء والملء‪،‬‬
‫وأن تجاوز عن سيئاتي في أصحاب الجنة‪ ،‬وعد الصدق الذي كانوا‬
‫يوعدون‪ .‬اللهم بحق محمد وآله أن تكشف عني العلل الغاشية في جسمي‬
‫وفي شعري وبشري وعروقي وعصبي وجوارحي‪ ،‬فان ذلك ل يكشفها‬
‫غيرك يا أرحم الراحمين ويا مجيب دعوة المضطرين )‪)) 88 .(1‬باب(( *‬
‫" )الدعاء للطحال( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬محمد بن عبد الرحمن بن مهران‬
‫الكرخي‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن أبي جعفر عليه‬
‫السلم قال‪ :‬جاء رجل من خراسان إلى علي بن الحسين عليهما السلم‬
‫فقال‪ :‬يا ابن رسول ال حججت ونويت عند خروجي أن أقصدك فان بي‬
‫وجع الطحال‪ ،‬وأن تدعو لي بالفرج‪ ،‬فقال له علي بن الحسين عليهما‬
‫السلم‪ :‬قد كفاك ال ذلك‪ ،‬وله الحمد‪ ،‬فإذا أحسست به فاكتب هذه الية‬
‫بزعفران بماء زمزم واشربه‪ ،‬فان ال تعالى يدفع عنك ذلك الوجع " قل‬
‫ادعو ال‪ ،‬أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله السماء الحسنى‪ ،‬ول تجهر‬
‫بصلتك ول تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيل‪ ،‬وقل الحمد ل الذي لم يتخذ‬
‫ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا "‬
‫تكبت على رق ظبي وعلقها على العضد اليسر سبعة أيام فانه يسكن‪،‬‬
‫وهي هذه الترجمة لس س ]س[ ح ح دم كرم ل ]له[ ومحيى حح ل صره‬
‫وحجه سر ححجت عشره به هك بان عنها محتاح حل هو بوا امنوا‬
‫مسعوف ثم )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .27 - 25‬طب الئمة ص ‪.30 - 29‬‬

‫]‪[105‬‬

‫‪ - 2‬مكا‪ :‬رقية الطحال‪ :‬فاقرأ على كفه " إذا جاء نصر ال والفتح " ثلث مرات ثم‬
‫تقرأ " إن الذين قالوا ربنا ال ثم استقاموا " )‪ (1‬إلى آخر الية ثلث‬
‫مرات ثم امسح بهما رأسه سبع مرات‪ .‬اخرى‪ :‬يكتب ويعلق على هذا‬
‫الموضع " إن ال يمسك السموات " الية )‪ (2‬إنه من سليمان وإنه بسم‬
‫ال الرحمن الرحيم )‪)) 89 .(3‬باب(( * " )الدعاء لوجع المثانة واحتباس‬
‫البول( " * * " )وعسره ولمن بال في النوم( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬محمد بن‬
‫جعفر البرسي‪ ،‬عن محمد بن يحيى الرمني‪ ،‬عن محمد بن سنان عن‬
‫المفضل بن عمر‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن أبي زينب قال‪ :‬شكى رجل‬
‫من إخواننا إلى أبي عبد ال عليه السلم وجع المثانة قال‪ :‬فقال له‪ :‬عوذه‬
‫بهذه اليات إذا نمت ثلثا وإذا انتبهت مرة واحدة‪ ،‬فانك ل تحس به بعد‬
‫ذلك‪ " :‬ألم تعلم أن ال على كل شئ قدير‪ ،‬ألم تعلم أن ال له ملك السموات‬
‫والرض ومالكم من دون ال من ولي ول نصير " قال الرجل‪ :‬ففعلت ذلك‪،‬‬
‫فما أحسست بعد ذلك بها )‪ - 2 .(4‬مكا‪ :‬لحتباس البول‪ :‬يغسل رجليه‬
‫ويكتب على ساقه اليسرى " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ‪ -‬إلى قوله‪:‬‬
‫لمن كان كفر " )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬تمامها‪ :‬تتنزل عليهم الملئكة أل تخافوا ول تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم‬
‫توعدون‪ :‬السجدة )فصلت(‪ (2) .30 :‬فاطر‪ ،39 :‬وقد مر نصها مرارا‪) .‬‬
‫‪ (3‬مكارم الخلق ص ‪ (4) .438‬طب الئمة ص ‪ (5) .30‬القمر‪- 11 :‬‬
‫‪.15‬‬

‫]‪[106‬‬

‫عن حمران قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السلم‪ :‬جعلت فداك قبلي رجل‬
‫من مواليك به حصر البول‪ ،‬وهو يسألك الدعاء له أن يلبسه ال العافية‪،‬‬
‫واسمه نفيس الخادم‪ ،‬فأجاب‪ :‬كشف ال ضرك‪ ،‬ودفع عنك مكاره الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬وألح عليه بالقرآن‪ ،‬فانه يشفى إنشاء ال تعالى )‪ .(1‬دعاء لعسر‬
‫البول‪ " :‬ربنا ال الذي في السماء تقدس اللهم اسمك في السماء والرض‬
‫اللهم كما رحمتك في السماء‪ ،‬اجعل رحمتك في الرض‪ ،‬اغفر لنا حوبنا‬
‫وخطايانا‪ ،‬أنت رب المطيبين‪ ،‬أنزل رحمة من رحمتك‪ ،‬وشفاء من شفائك‬
‫على هذا الوجع " فليبرأ )‪ - 3 .(2‬مكا‪ :‬لمن بال في النوم‪ :‬روي عنهم‬
‫عليهم السلم يؤخذ جزئين من سعد‪ ،‬وجزء من زعفران‪ ،‬ويدق كل واحد‬
‫منهما عليحدة‪ ،‬وينخل السعد بحريرة صفيقة‪ ،‬ويخلطان جميعا ويعجنان‬
‫بعسل منزوع الرغوة‪ ،‬ثم يبندق‪ .‬ويكتب في جام حديد بزعفران " بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم إن ال يمسك السموات والرض أن تزول ‪ -‬إلى قوله حليما‬
‫غفورا " يمل الجام من هذه الية مرة بعد اخرى‪ ،‬ثم يغسله بماء بارد‬
‫ويصب في قنينة نظيفة )‪ (3‬ويؤخذ رق فيكتب فيه بمداد هذه الية‪ ،‬وفاتحة‬
‫الكتاب وقل هو ال ثلث مرات‪ ،‬والمعوذتين‪ ،‬وآية الكرسي‪ ،‬كما انزلت‪،‬‬
‫وآخر الحشر وآخر بني إسرائيل‪ ،‬ثم يكتب " بسم ال الرحمن الرحيم إن‬
‫ال يمسك السموات والرض " الية )‪ (4‬ويكتب " يا من هو هكذا ول‬
‫هكذا غيره‪ ،‬أمسك عن فلن ابن فلنة ما يجد من غلبة البول " ويعلق‬
‫التعويذ على ركبتها إن كانت انثى‪ ،‬وإن كان غلما على موضع العانة على‬
‫إحليله‪ ،‬ويؤخذ بندقة من تلك البنادق ويسقيه إياها حين يأخذ مضجعه بشئ‬
‫من ذلك الماء المعوذ‪ ،‬وليقل من شرب الماء‪ ،‬فإذا‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .435‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .452‬القنينة ‪ -‬بكسر‬


‫القاف وتشديد النون المكسورة ‪ -‬اناء من زجاج‪ (4) .‬فاطر‪.39 :‬‬

‫]‪[107‬‬

‫ذهب ما يجد من غلبة البول إنشاء ال فليحل التعويذ عنه‪ ،‬لئل يعتريه الحصر )‪.(1‬‬
‫لمن بال في النوم‪ :‬يكتب على الرق ويعلق عليه هف هف هد هد هف هف‬
‫هات هات اناله كف كف كف هف هفف هفف هفف مهم مسعر لهم قل هو‬
‫ال أحد الغالب من حيث يستحسر العدو إبليس شيخ لبني آدم كما الذي‬
‫سجد لدم الملئكة باذن ال إنه كريمة بنت كريمة‪ ،‬وولد فلن بن فلن ه ه‬
‫ه ه ه ه سددت شددت بسوره بسوره صفه صفه ختمت بخاتم سليمان بن‬
‫داود ل رب ]العالمين[ )‪ .(2‬اخرى‪ :‬له ولمن فزع في النوم بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم من محمد رسول ال النبي المي العربي الهاشمي المدني‬
‫البطحي التهامي صلى ال عليه وآله إلى من حضر الدار من العمار‪ ،‬أما‬
‫بعد فان لنا ولكم في الحق سعة‪ ،‬فان يكن فاجرا مقتحما أو داعي حق‬
‫مبطل أو من يؤذي الولدان‪ ،‬ويفزع الصبيان ويبولهم في الفراش‪،‬‬
‫فليمضوا إلى أصحاب الصنام‪ ،‬وإلى عبدة الوثان‪ ،‬وليخلوا عن أصحاب‬
‫القرآن‪ ،‬في جوار الرحمن‪ ،‬ومخازي الشيطان‪ ،‬وعن أيمانهم القرآن‪،‬‬
‫وصلى ال على محمد النبي وآله عليهم السلم )‪) * 90 .(3‬باب( * * "‬
‫)الدعاء لوجع البطن والقولنج ورياح البطن وأوجاعها( " * ‪ - 1‬مكا‪:‬‬
‫للرياح في البطن‪ :‬يونس بن يعقوب قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫جعلت فداك إني أجد وجعا في بطني فقال‪ :‬وحد ال‪ ،‬فقلت‪ :‬كيف أقول ؟‬
‫قال‪ :‬تقول‪ " :‬يا ال يا ال يا ربي يا رحمن‪ ،‬يا رب الرباب‪ ،‬ويا سيد‬
‫السادات‪ ،‬اشفني وعافني من كل داء وسقم‪ ،‬فاني عبدك وابن عبدك‪ ،‬أنقلب‬
‫في قبضتك " )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (3 - 2) .436‬مكارم الخلق ص ‪ (4) .469‬مكارم‬


‫الخلق ص ‪.468‬‬

‫]‪[108‬‬

‫للمغص والنفخ في البطن‪ :‬بسم ال الذي اتخذ إبراهيم خليل وكلم موسى تكليما‬
‫وبعث محمدا بالحق نبيا " ثم قل‪ " :‬يا ريح اخرجي باذن ال تعالى " ثلث‬
‫مرات )‪ .(1‬لعلة البطن‪ :‬عن الكاظم عليه السلم يكتب ام القرآن‪،‬‬
‫والمعوذتين‪ ،‬وقل هو ال أحد‪ ،‬ثم يكتب " أعوذ بوجه ال العظيم‪ ،‬وعزته‬
‫التي ل ترام‪ ،‬وقدرته التي ل يمتنع منه‪ ،‬من شر هذا الوجع‪ ،‬ومن شر ما‬
‫فيه‪ ،‬ومن شر ما أحذر منه " )‪ (2‬لوجع البطن وغيره من اللم‪ :‬يضع يده‬
‫عليه ويقول سبع مرات‪ " :‬أعوذ بعزة ال وجلله‪ ،‬من شر ما أجد "‬
‫ويضع يده اليمنى على اللم ويقول " بسم ال " ثلثا )‪ .(3‬لوجع البطن‪:‬‬
‫يكتب سورة الخلص‪ ،‬وبسم ال الرحمن الرحيم قل يحييها الذي أنشأها‬
‫أول مرة وهو بكل خلق عليم‪ ،‬ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به‬
‫الرض أو كلم به الموتى بل ل المر جميعا " ويعلق عليه‪ ،‬وهذه اليات‬
‫تقرأ عليه‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم ما أصاب من مصيبة في الرض ول‬
‫في أنفسكم إل في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على ال يسير‪ ،‬هذان‬
‫خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار‪ ،‬يصب‬
‫من فوق رؤسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود‪ ،‬فتعالى ال‬
‫الملك الحق ل إله إل هو رب العرش الكريم‪ ،‬ل إله إل ال وحده ل شريك‬
‫له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬يحيي ويميت وهو حي ل يموت‪ ،‬بيده الخير وهو‬
‫على كل شئ قدير " )‪ .(4‬اخرى‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم وذا النون إذ‬
‫ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه ‪ -‬إلى آخر الية )‪ (5‬ويقرأ فاتحة‬
‫الكتاب سبع مرات‪ .‬جيد مجرب‪ .‬اخرى‪ :‬لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من‬
‫الشاكرين‪ ،‬إن ال بالناس لرؤف‬

‫)‪ (3 - 1‬مكارم الخلق ص ‪ (4) .468‬مكارم الخلق ‪ (5) .434‬النبياء‪.87 :‬‬


‫]‪[109‬‬

‫رحيم‪ ،‬وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )‪ .(1‬للقولنج‪ :‬إبراهيم بن‬


‫يحيى عنهم عليهم السلم قال‪ :‬يكتب للقولنج ام القرآن وقل هو ال أحد‪،‬‬
‫والمعوذتين‪ ،‬ويكتب أسفل ذلك‪ :‬أعوذ بوجه ال العظيم‪ ،‬وبعزته التي ل‬
‫يرام‪ ،‬وبقدرته التي ل يمتنع منها شئ‪ ،‬من شر هذا الوجع‪ ،‬ومن شر ما‬
‫فيه‪ ،‬ومن شر ما أجد منه‪ ،‬يكتب هذا الكتاب في لوح أو كتف‪ ،‬ويغسل بماء‬
‫السماء‪ ،‬ويشرب على الريق عند النوم‪ ،‬فانه نافع مبارك إنشاء ال )‪2 .(2‬‬
‫‪ -‬طب‪ :‬لوجع البطن والقولنج‪ :‬الحسين بن بسطام‪ ،‬عن محمد بن خلف‪،‬‬
‫عن الوشاء‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫جده عليهم السلم قال‪ :‬شكى رجل إلى النبي صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال إن لي أخا يشتكي بطنه‪ ،‬فقال‪ :‬مر أخاك أن يشرب شربة عسل‬
‫بماء حار‪ ،‬فانصرف إليه من الغد‪ ،‬وقال‪ :‬يا رسول ال قد أسقيته وما انتفع‬
‫بها‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬صدق ال وكذب بطن أخيك‬
‫اذهب فاسق أخاك شربة عسل‪ ،‬وعوذه بفاتحة الكتاب سبع مرات فلما أدبر‬
‫الرجل قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يا علي إن أخا هذا الرجل منافق‪،‬‬
‫فمن ههنا ل تنفعه الشربة )‪ .(3‬وشكى رجل إلى أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم وجع البطن فأمره أن يشرب ماء حارا ويقول‪ " :‬يا ال يا ال يا‬
‫ال‪ ،‬يا رحمن يا رحيم‪ ،‬يا رب الرباب‪ ،‬يا إله اللهة يا ملك الملوك‪ ،‬يا سيد‬
‫السادات‪ ،‬اشفني بشفائك من كل داء وسقم‪ ،‬فاني عبدك وابن عبدك‪ ،‬أتقلب‬
‫في قبضتك " )‪ - 3 .(4‬طب‪ :‬أبو عبد ال الخواتيمي‪ ،‬عن ابن يقطين‪ ،‬عن‬
‫حسان الصيقل‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬شكى رجل إلى أبي عبد ال الصادق‬
‫عليه السلم وجع السرة فقال له‪ :‬أذهب فضع يدك على الموضع الذى‬
‫تشتكي وقل‪ :‬وإنه لكتاب عزيز ل يأتيه الباطل‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .434‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .438‬طب الئمة ص‬


‫‪ (4) .27‬طب الئمة ‪.28‬‬

‫]‪[110‬‬

‫من بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميد " ثلثا فانك تعافى باذن ال تعالى‪.‬‬
‫قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاة قط فقال‬
‫باخلص نية ومسح موضع العلة " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة‬
‫للمؤمنين ول يزيد الظالمين إل خسارا " إل عوفي من تلك العلة أية علة‬
‫كانت‪ ،‬ومصداق ذلك في الية حيث يقول‪ " :‬شفاء ورحمة للمؤمنين " )‬
‫‪ - 4 .(1‬طب‪ :‬موسى بن عمر بن يزيد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصادق عليه السلم‬
‫قال‪ :‬شكى إليه رجل من أوليائه القولنج فقال‪ :‬اكتب له ام القرآن‪ ،‬وسورة‬
‫الخلص والمعوذتين‪ ،‬ثم تكتب أسفل ذلك " أعوذ بوجه ال العظيم‪،‬‬
‫وبعزته التي ل ترام وبقدرته التي ل يمتنع منها شئ‪ ،‬من شر هذا الوجع‪،‬‬
‫ومن شر ما فيه " ثم تشربه على الريق بماء المطر‪ ،‬يبرأ باذن ال تعالى )‬
‫‪ - 5 .(2‬طب‪ :‬هارون بن شعيب‪ ،‬عن داود بن عبد ال‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي‬
‫يحيى عن محمد بن إسماعيل بن أبي زينب‪ ،‬عن الجعفي‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن‬
‫أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬شكى إليه رجل الخام والبردة وريح القولنج‪ ،‬فقال‪ :‬أما القولنج فاكتب‬
‫له ام القرآن‪ ،‬والمعوذتين‪ ،‬وقل هو ال أحد‪ ،‬واكتب أسفل من ذلك " أعوذ‬
‫بوجه ال العظيم‪ ،‬وبقوته التي ل ترام وبقدرته التي ل يمتنع منها شئ‪ ،‬من‬
‫شر هذا الوجع‪ ،‬وشر ما فيه‪ ،‬وشر ما أحذر منه " تكتب هذا في كتف أو‬
‫لوح أو جام بمسك وزعفران‪ ،‬ثم تغسله بماء السماء وتشربه على الريق‪،‬‬
‫أو عند منامك )‪ - 6 .(3‬طب‪ :‬أحمد بن عبد الرحمن بن جميلة‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن خالد قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن عليه السلم أشكو إليه علة في بطني‪،‬‬
‫وأسأله الدعاء فكتب بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬تكتب ام القرآن‪،‬‬
‫والمعوذتين‪ ،‬وقل هو ال أحد‪ ،‬ثم تكتب أسفل‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .28‬طب الئمة ص ‪ ،38‬وفيه‪ :‬الضرارى‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫موسى بن عمر بن يزيد الخ‪ (3) .‬طب الئمة ص ‪.65‬‬

‫]‪[111‬‬

‫من ذلك " أعوذ بوجه ال العظيم‪ ،‬وعزته التي ل ترام‪ ،‬وقدرته التي ل يمتنع منها‬
‫شئ‪ ،‬من شر هذا الوجع‪ ،‬وشر ما فيه‪ ،‬ومما أحذر " يكتب ذلك في لوح أو‬
‫كتف ثم تغسله بماء السماء‪ ،‬ثم تشربه على الريق وعند منامنك‪ ،‬ويكتب‬
‫أسفل من ذلك " جعله شفاء من كل داء " )‪)) 91 .(1‬باب(( * " )الدعاء‬
‫لوجع الخاصرة( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬حريز بن أيوب‪ ،‬عن أبي سمينة‪ ،‬عن ابن‬
‫أسباط‪ ،‬عن أبي حمزة عن حمران قال‪ :‬سأل رجل محمد بن علي الباقر‬
‫عليه السلم فقال‪ :‬يا ابن رسول ال إني أجد في خاصرتي وجعا شديدا‪،‬‬
‫وقد عالجته بعلج كثيرة‪ ،‬فليس يبرأ‪ ،‬قال‪ :‬أين أنت من عوذة أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم ؟ قال‪ :‬وما ذاك يا ابن رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬إذا فرغت‬
‫من صلتك‪ ،‬فضع يدك على موضع السجود‪ ،‬ثم امسحه واقرء " أفحسبتم‬
‫أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل ترجعون‪ ،‬فتعالى ال الملك الحق ل إله إل‬
‫هو رب العرش الكريم‪ ،‬ومن يدع مع ال إلها آخر ل برهان له به فانما‬
‫حسابه عند ربه إنه ل يفلح الكافرون‪ ،‬وقل رب اغفر وارحم وأنت خير‬
‫الراحمين " قال الرجل‪ :‬ففعلت ذلك فذهب عني بعون ال تعالى )‪- 2 .(2‬‬
‫دعوات الروندى‪ ،‬مكا‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ينبغي لحدكم‬
‫إذا أحس بوجع الخاصرة أن يمسح يده عليها ثلث مرات‪ ،‬وليقل كل مرة "‬
‫أعوذ بعزة ال‪ ،‬وقدرته على ما يشاء‪ ،‬من شر ما أجد ]في خاصرتي[ )‪.(3‬‬
‫‪ - 3‬مكا‪ :‬وعن الصادق عليه السلم قال‪ :‬تمر يدك على موضع الوجع‬
‫وتقول‪:‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .100‬طب الئمة ص ‪ (3) .29‬مكارم الخلق ص ‪.468‬‬

‫]‪[112‬‬

‫" بسم ال وبال‪ ،‬محمد رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال‬
‫العلي العظيم اللهم امسح عني ما أجد في خاصرتي " ثم تمر يدك على‬
‫موضع الوجع ثلث مرات )‪) 92 .(1‬باب( * " )الدعاء والعوذة لما يعرض‬
‫الصبيان من الرياح( " * ‪ - 1‬عدة الداعي‪ :‬كتب محمد بن هارون إلى أبي‬
‫جعفر عليه السلم يسأله عوذة للرياح الذي تعرض للصبيان فكتب إليه‬
‫بخطه " ال أكبر أشهد أن محمدا رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬ال أكبر‬
‫ل إله إل ال‪ ،‬ول رب لي إل ال‪ ،‬له الملك وله الحمد ل شريك له‪ ،‬سبحان‬
‫ال‪ ،‬ما شاء ال كان وما لم يشأ لم يكن‪ ،‬اللهم ذا الجلل والكرام رب‬
‫عيسى وموسى وإبراهيم الذي وفى إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق‬
‫ويعقوب والسباط‪ ،‬ل إله إل أنت سبحانك مع ما عددت من آياتك‪،‬‬
‫وبعظمتك‪ ،‬وبما سألك به النبيون‪ ،‬وبأنك رب الناس‪ ،‬كنت قبل كل شئ‪،‬‬
‫وأنت بعد كل شئ أسألك بكلماتك التي تمسك السماء أن تقع على الرض‬
‫إل باذنك‪ ،‬وبكلماتك التي تحيى بها الموتى‪ ،‬أن تجير عبدك فلنا من شر ما‬
‫ينزل من السماء‪ ،‬وما يعرج فيها وما يخرج من الرض وما يلج فيها‪،‬‬
‫والسلم على المرسلين‪ ،‬والحمد ل رب العالمين‪ .‬عنه عليه السلم أيضا‬
‫بخطه‪ " :‬بسم ال‪ ،‬وبال‪ ،‬وإلى ال‪ ،‬وكما شاء ال‪ ،‬وبعزة ال وجبروت‬
‫ال‪ ،‬وقدرة ال‪ ،‬وملكوت ال‪ ،‬هذا الكتاب اجعله يا ال شفاء لفلن بن فلن‬
‫ابن عبدك وابن أمتك عبد ال‪ .‬صلى ال على رسول ال "‪.‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪.468‬‬

‫]‪[113‬‬

‫‪) * - 93‬باب( * * " )الدعاء لحل المربوط( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬أحمد بن بدر‪ ،‬عن‬
‫إسحاق الصحاف‪ ،‬عن موسى بن جعفر عليه السلم قال‪ :‬يا صحاف قلت‪:‬‬
‫لبيك يا ابن رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬إنك مأخوذ عن أهلك‪ ،‬قلت‪ :‬بلى يا ابن رسول‬
‫ال‪ ،‬منذ ثلث سنين‪ ،‬قد عالجت بكل دواء فو ال ما نفعني‪ ،‬قال‪ :‬يا صحاف‬
‫أفل أعلمتني‪ ،‬قلت‪ :‬يا ابن رسول ال‪ ،‬وال ما خفي على أن كل شئ عندكم‬
‫فرجه‪ ،‬ولكن أستحييك قال‪ :‬ويحك وما منعك الحياء في رجل مسحور‬
‫مأخوذ أما إني أردت أن افاتحك بذلك‪ ،‬قل‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫أذرأتكم أيها السحرة عن فلن بن فلنة‪ ،‬بال الذي قال لبليس‪ " :‬اخرج‬
‫منها مذموما مدحورا اخرج منها فما يكون لك أن تتكبر فيها‪ ،‬اخرج إنك‬
‫من الصاغرين "‪ ،‬أبطلت عملكم‪ ،‬ورددت عليكم‪ ،‬ونقضته باذن ال العلي‬
‫العلى العظم القدوس العزيز العليم القديم‪ ،‬رجع سحركم كما ل يحيق‬
‫المكر السيئ إل بأهله‪ ،‬كما بطل كيد السحرة‪ ،‬حين قال ال تعالى لموسى‬
‫صلوات ال عليه‪ " :‬ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون‪ ،‬فوقع الحق‬
‫وبطل ما كانوا يعملون " باذن ال أبطل سحرة فرعون‪ .‬أبطلت عملكم أيها‬
‫السحرة‪ ،‬ونقضته عليكم باذن ال‪ ،‬الذي أنزل " ول تكونوا كالذين نسوا‬
‫ال فأنساهم أنفسهم " وبالذي قال‪ " :‬ولو أنزلنا عليك كتابا في قرطاس‬
‫فلمسوه بأيديهم‪ ،‬لقال الذين كفروا إن هذا إل سحر مبين‪ ،‬وقالوا لول انزل‬
‫عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي المر ثم ل ينظرون‪ ،‬ولو جعلناه ملكا‬
‫لجعلناه رجل وللبسنا عليهم ما يلبسون " وباذن ال الذي أنزل " فأكل‬
‫منها فبدت لهما سوآتهما " فأنتم تتحيرون ول تتوجهون بشئ مما كنتم‬
‫فيه‪ ،‬ول ترجعون إلى شئ منه أبدا‪ .‬قد بطل بحمد ال عملكم‪ ،‬وخاب‬
‫سعيكم‪ ،‬ووهن كيدكم‪ ،‬مع من كان ذلك من الشياطين إن كيد الشيطان كان‬
‫ضعيفا‪ ،‬غلبتكم باذن ال‪ ،‬وهزمت كثرتكم بجنود‬

‫]‪[114‬‬

‫ال‪ ،‬وكسرت قوتكم بسلطان ال‪ ،‬وسلطت عليكم عزائم ال‪ ،‬عمي بصركم‪ ،‬وضعفت‬
‫قوتكم‪ ،‬وانقطعت أسبابكم‪ ،‬وتبرأ الشيطان منكم باذن ال الذي أنزل " كمثل‬
‫الشيطان إذ قال للنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف ال رب‬
‫العالمين‪ ،‬فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين‬
‫" وأنزل " إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم‬
‫السباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك‬
‫يريهم ال أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار‪ .‬باذن ال‬
‫الذي ل إله إل هو الحي القيوم‪ ،‬الية )‪ (1‬إن إلهكم لواحد رب السموات‬
‫والرض ‪ -‬إلى قوله تعالى‪ :‬شهاب ثاقب )‪ (2‬إن في خلق السموات‬
‫والرض واختلف الليل والنهار ليات لولي اللباب وما أنزل ال من‬
‫السماء من ماء الية )‪ (3‬إن ربكم ال الذي خلق السموات والرض في‬
‫ستة أيام ‪ -‬الية )‪ (4‬هو ال الذي ل إله إل هو عالم الغيب والشهادة ‪ -‬إلى‬
‫آخر السورة )‪ .(5‬من أراد فلن بن فلنة بسوء من الجن والنس أو‬
‫غيرهم‪ ،‬بعد هذه العوذة جعله ال ممن وصفهم فقال‪ " :‬اولئك الذين‬
‫اشتروا الضللة " )‪ (6‬ثلث آيات‪ ،‬جعله‬
‫)‪ (1‬يعنى آية الكرسي‪ :‬البقرة‪ (2) .255 :‬تمامها‪ :‬وما بينهما ورب المشارق انا‬
‫زينا السماء الدينا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد ل يسمعون‬
‫إلى الملء العلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب ال‬
‫من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب‪ ،‬الصافات‪ (3) .10 - 3 :‬تمامها‪:‬‬
‫فأحيا به الرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح‬
‫والسحاب المسخرين السماء والرض ليات لقوم يعقلون‪ :‬البقرة‪.164 :‬‬
‫)‪ (4‬تمامها‪ :‬ثم استوى على العرش يغشى الليل والنهار يطلبه حثيثا‬
‫والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره أل له الخلق والمر تبارك ال‬
‫رب العالمين‪ ،‬العراف‪ (5) .54 :‬يعنى سورة الحشر‪(6) .24 - 21 :‬‬
‫البقرة‪(*) .18 - 16 :‬‬

‫]‪[115‬‬

‫ال ممن قال " ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما ل يسمع إل دعاء ونداء صم‬
‫بكم عمى فهم ل يعقلون " جعله ال ممن قال " ومن يشرك بال فكأنما خر‬
‫" الية )‪ (1‬جعله ال ممن قال " مثل ما ينفقون في هذه الحيوة الدنيا "‬
‫الية )‪ (2‬جعله ال ممن قال " كمثل صفوان عليه تراب " الية )‪ (3‬جعله‬
‫ال ممن قال " ومثل كلمة خبيثة كشجرة " أربع آيات )‪ (4‬جعله ال ممن‬
‫قال " مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم " إلى قوله " فماله من نور " )‬
‫‪ .(5‬اللهم فأسئلك بصدقك وعلمك‪ ،‬وحسن أمثالك‪ ،‬وبحق محمد وآله‪ ،‬من‬
‫أراد فلنا بسوء أن ترد كيده في نحره‪ ،‬وتجعل خده السفل‪ ،‬وتركسه لم‬
‫رأسه في حفيرة‪ ،‬إنك على كل شئ قدير‪ ،‬وذلك عليك يسير‪ ،‬وما كان ذلك‬
‫على ال بعزيز ل إله إل ال‪ ،‬محمد رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وآله‬
‫والسلم عليهم ورحمة ال وبركاته " ثم تقرأ على طين البقر‪ ،‬وتختم‬
‫وتعلقه على المأخوذ وتقرأ " هو ال الذي أرسل رسوله بالهدى ودين‬
‫الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وكفى بال شهيدا وبطل‬
‫ما كانوا يعملون‪ ،‬فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين )‪ - 2 .(6‬عدة الداعي‪:‬‬
‫لحل المربوط‪ :‬يكتب في رقعة ويعلق عليه " بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬إنا‬
‫فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك ال ما تقدم من ذنبك وما تأخر‪ ،‬ويتم نعمته‬
‫عليك ويهديك صراطا مستقيما " ثم يكتب سورة النصر‪ ،‬ثم يكتب " ومن‬
‫آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة‬
‫ورحمة‪ ،‬إن في ذلك ليات لقوم يتفكرون‪ ،‬ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه‬
‫فانكم غالبون‪ ،‬ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر‪ ،‬وفجرنا الرض عيونا‬
‫فالتقى الماء على أمر قد قدر‪ ،‬قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري‪،‬‬
‫واحلل‬
‫)‪ (1‬الحج‪ (2) .31 :‬آل عمران‪ (3) .117 :‬البقرة‪ (4) .264 :‬ابراهيم‪) .29 - 26 :‬‬
‫‪ (5‬النور‪ (6) .40 - 39 :‬طب الئمة ص ‪.47 - 45‬‬

‫]‪[116‬‬

‫عقدة من لساني‪ ،‬يفقهوا قولي‪ ،‬وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض‪ ،‬ونفخ في‬
‫الصور فجمعناهم جمعا‪ ،‬كذلك حللت فلن بن فلنة بنت فلنة‪ ،‬لقد جائكم‬
‫رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف‬
‫رحيم‪ ،‬فان تولوا فقل حسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش‬
‫العظيم‪) * 94 .‬باب( * * " )الدعاء لعسر الولدة( " * ‪ - 1‬طب‪:‬‬
‫الخواتيمي‪ ،‬عن محمد بن علي الصيرفي‪ ،‬عن محمد بن أسلم‪ ،‬عن الحسن‬
‫ابن محمد الهاشمي‪ ،‬عن أبان بن أبي عياش‪ ،‬عن سليم بن قيس الهللي‪،‬‬
‫عن أمير ‪ -‬المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬إني لعرف آيتين من كتاب ال‬
‫المنزل‪ ،‬يكتبان للمرأة إذا عسر عليها ولدها‪ ،‬يكتبان في رق ظبي ويعلقه‬
‫في حقويها " بسم ال وبال إن مع العسر يسرا‪ ،‬إن مع العسر يسرا ‪-‬‬
‫سبع مرات ‪ -‬يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم‪ ،‬يوم‬
‫ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها‪ ،‬وترى‬
‫الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب ال شديد " مرة واحدة يكتب‬
‫على ورقة وتربط بخيط من كتان غير مفتول‪ ،‬ويشد على فخذها اليسر‬
‫فإذا ولدته قطعته من ساعتك‪ ،‬ول تتوانى عنه‪ .‬ويكتب " حي ولدت مريم‪،‬‬
‫ومريم ولدت حي‪ ،‬يا حي اهبط إلى الرض الساعة باذن ال تعالى " )‪.(1‬‬
‫‪ - 2‬طب‪ :‬صالح بن إبراهيم‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن محمد بن الجهم‪ ،‬عن‬
‫المنخل عن جابر بن يزيد الجعفي أن رجل أتى أبا جعفر محمد بن علي‬
‫الباقر عليه السلم فقال‪ :‬يا ابن رسول ال أغثني‪ ،‬فقال‪ :‬وما ذاك ؟ قال‪:‬‬
‫امرأتي قد أشرفت على الموت من شدة الطلق‪ ،‬قال‪ :‬اذهب واقرء عليها "‬
‫فأجائها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪.36‬‬

‫]‪[117‬‬

‫مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا‪ ،‬فناديها من تحتها أل تحزني قد جعل ربك تحتك‬
‫سريا‪ ،‬وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا " ثم ارفع صوتك‬
‫بهذه الية " وال أخرجكم من بطون امهاتكم ل تعلمون شيئا وجعل لكم‬
‫السمع والبصار والفئدة لعلكم تشكرون‪ ،‬كذلك اخرج أيها الطلق‪ ،‬اخرج‬
‫باذن ال " فانها تبرأ من ساعتها بعون ال تعالى )‪ - 3 .(1‬طب‪ :‬عبد‬
‫الوهاب بن مهدي‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن همام‪ ،‬عن محمد ابن‬
‫سعيد‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم أنه قال‪ :‬إذا عسر على‬
‫المرءة ولدتها تكتب لها هذه اليات في إناء نظيف بمسك وزعفران‪ ،‬ثم‬
‫يغسل بماء البئر‪ ،‬ويسقى منه المرأة‪ ،‬وينضح )‪ (2‬بطنها وفرجها فانها تلد‬
‫من ساعتها‪ ،‬يكتب " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إل عشية أو ضحيها‪،‬‬
‫كأنهم يوم يرون ما يوعدن لم يلبثوا إل ساعة من نهار‪ ،‬بلغ فهل يهلك إل‬
‫القوم الفاسقون‪ ،‬لقد كان في قصصهم عبرة لولي اللباب ما كان حديثا‬
‫يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه‪ ،‬وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم‬
‫يؤمنون " )‪ - 4 .(3‬طب‪ :‬عيسى بن داود‪ ،‬عن موسى بن القاسم قال‪:‬‬
‫حدثنا المفضل بن عمر‪ ،‬عن أبي الظبيان‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪:‬‬
‫تكتب هذه اليات في قرطاس الحامل إذا دخلت في شهرها التي تلد فيه‪،‬‬
‫فانه ل يصيبها طلق ول عسر ولدة وليلف على القرطاس سحاة )‪ (4‬لفا‬
‫خفيفا‪ ،‬ول يربطها وليكتب " أولم ير الذين كفروا أن السموات والرض‬
‫كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفل يؤمنون‪ ،‬وآية لهم‬
‫الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون‪ ،‬والشمس تجري‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .69‬النضح‪ :‬الرش بالماء‪ (3) .‬طب الئمة ص ‪(4) .95‬‬
‫السحاء‪ :‬نبت شائك يرعاه النحل فيطيب عسله عليه وسحاء القرطاس‪:‬‬
‫ما سحى منه‪ ،‬أي أخذ‪.‬‬

‫]‪[118‬‬

‫لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم‪ ،‬والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون‬
‫القديم ل الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر‪ ،‬ول الليل سابق النهار‪ ،‬وكل في‬
‫فلك يسبحون‪ ،‬وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون‪ ،‬وخلقنا لهم‬
‫من مثله ما يركبون‪ ،‬وإن نشأ نغرقهم فل صريخ لهم ول هم ينقذون‪ ،‬إل‬
‫رحمة منا ومتاعا إلى حين‪ ،‬ونفخ في الصور فإذا هم من الجداث إلى ربهم‬
‫ينسلون "‪ .‬وتكتب على ظهر القرطاس هذه اليات " كأنهم يوم يرون ما‬
‫يوعدون لم يلبثوا إل ساعة من نهار بلغ فهل يهلك إل القوم الفاسقون‪،‬‬
‫كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إل عشية أو ضحيها " ويعلق القرطاس في‬
‫وسطها فحين يقع ولدها يقطع عنها ول يترك عليها ساعة واحدة )‪- 5 .(1‬‬
‫طب‪ :‬سعد بن مهران‪ ،‬عن محمد بن صدقة‪ ،‬عن محمد بن سنان الزاهري‪،‬‬
‫عن يونس بن ظبيان‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل‪ ،‬عن جابر بن يزيد الجعفي‬
‫قال‪ :‬جاء رجل من بني امية إلى أبي جعفر عليه السلم وكان مؤمنا من آل‬
‫فرعون يوالي آل محمد‪ ،‬فقال‪ :‬يا ابن رسول ال إن جاريتي قد دخلت في‬
‫شهرها‪ ،‬وليس لي ولد‪ ،‬فادع ال أن يرزقني ابنا‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم ارزقه ابنا‬
‫ذكرا سويا‪ ،‬ثم قال‪ :‬إذا دخلت في شهرها فاكتب لها إنا أنزلناه ‪ -‬وعوذها‬
‫بهذه العوذة وما في بطنها ‪ -‬بمسك وزعفران‪ ،‬واغسلها واسقها ماءها‬
‫وانضح فرجها‪ ،‬والعوذة هذه‪ " :‬اعيذ مولودي بسم ال‪ ،‬بسم ال‪ ،‬وإنا‬
‫لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وإنا كنا نقعد منها‬
‫مقاعد للسمع فمن يستمع الن يجد له شهابا رصدا " ثم يقول‪ " :‬بسم‬
‫ال‪ ،‬بسم ال‪ ،‬أعوذ بال السميع العليم من الشيطان الرجيم‪ ،‬أنا وأنت‬
‫والبيت ومن فيه والدار ومن فيها‪ ،‬نحن كلنا في حرز ال‪ ،‬وعصمة ال‪،‬‬
‫وجيران ال وجوار ال‪ ،‬آمنين محفوظين " تقرء المعوذتين‪ ،‬وتبدأ بفاتحة‬
‫الكتاب قبلهما ثم سورة الخلص‪ ،‬ثم تقرأ " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا‬
‫وأنكم إلينا ل ترجعون فتعالى ال الملك الحق ل إله إل هو رب العرش‬
‫الكريم‪ ،‬ومن يدع مع ال إلها آخر‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪.95‬‬

‫]‪[119‬‬

‫ل برهان له به‪ ،‬فانما حسابه عند ربه‪ ،‬إنه ل يفلح الكافرون‪ ،‬وقل رب اغفر وارحم‬
‫وأنت خير الراحمين‪ ،‬لو أنزلنا هذا القرآن ‪ -‬إلى آخر السورة )‪ .(1‬ثم‬
‫تقول‪ " :‬مدحور ]ا[ من يشاق ال ورسوله‪ ،‬أقسمت عليك يا بيت ومن‬
‫فيك‪ ،‬بالسماء السبعة‪ ،‬والملك السبعة‪ ،‬الذين يختلفون بين السماء‬
‫والرض محجوبا عن هذه المرأة وما في بطنها كل عرض واختلس أو‬
‫لمس أو لمعة أو طيف مس من إنس أو جان "‪ .‬وإن قال عند فراغه من‬
‫هذا القول ومن العوذة كلها " أعني بهذا القول وهذه العوذة فلنا وأهله‬
‫وولده وداره ومنزله " فليسم نفسه‪ ،‬وليسم داره ومنزله وأهله وولده‪،‬‬
‫وليلفظ به‪ ،‬وليقل أهل فلن بن فلن‪ ،‬وولده فلن بن فلن‪ ،‬فانه أحكم له‬
‫وأجود‪ ،‬وأنا الضامن على نفسه وأهله وولده أن ل يصيبهم آفة ول خبل‬
‫ول جنون باذن ال تعالى )‪ - 6 .(2‬سر‪ :‬الحسن بن محبوب‪ ،‬عن صالح بن‬
‫رزين‪ ،‬عن شهاب‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا عسر على المرأة‬
‫ولدها فاكتب لها في رق " بسم ال الرحمن الرحيم كأنهم يوم يرون ما‬
‫يوعدون لم يلبثوا إل ساعة من نهار كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إل عشية‬
‫أو ضحيها‪ ،‬إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا "‬
‫ثم اربطه بخيط وشده على فخذها اليمن‪ ،‬فإذا وضعت فانزعه )‪- 7 .(3‬‬
‫مكا‪ :‬لعسر الولدة‪ :‬يكتب ويعلق على ساقها اليسرى " بسم ال وبال‪،‬‬
‫محمد رسول ال‪ ،‬كأنهم يوم يرونها ‪ -‬الية )‪ (4‬إذا السماء انشقت وأذنت‬
‫لربها وحقت وإذا الرض مدت وألقت ما فيها وتخلت‪ ،‬ولبثوا في كهفهم‬
‫ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا‪ ،‬اخرج باذن ال من البطن الطيبة إلى‬
‫الرض الطيبة منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى‪ ،‬باذن‬
‫ال وقدرته‪ ،‬واسمه الذي ل يضر مع‬

‫)‪ (1‬الحشر‪ (2) .24 - 21 :‬طب الئمة ص ‪ (3) .96‬مستطرفات السرائر‪(4) :‬‬
‫النازعات‪ ،46 :‬وقد مر نصها‪.‬‬

‫]‪[120‬‬

‫اسمه داء في الرض ول في السماء وهو السميع العليم‪ ،‬العزيز الوهاب كأنهم يوم‬
‫يرون ما يوعدون لم يلبثوا إل ساعة من نهار‪ ،‬بلغ فهل يهلك إل القوم‬
‫الفاسقون‪ ،‬أولم ير الذين كفروا أن السموات والرض كانتا رتقا ‪ -‬إلى‬
‫قوله‪ :‬أفل يؤمنون )‪ (1‬إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون‪،‬‬
‫فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون‪ ،‬وإذا جاء نصر ال ‪-‬‬
‫السورة‪ ،‬واولت الحمال أجلهن أن يضعن حملهن )‪ .(2‬مثله‪ :‬يكتب في‬
‫رق ويعلق على فخذها سبع مرات " إن مع العسر يسرا إن مع العسر‬
‫يسرا " ومرة واحدة " يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ‬
‫عظيم " إلى قوله‪ " :‬كل ذات حمل حملها "‪ .‬ومثله‪ :‬يكتب في جنبها "‬
‫بسم ال وبال‪ ،‬اخرج باذن ال‪ ،‬منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم‬
‫تارة اخرى " ويصلي على النبي وآله‪ .‬ومثله بسم ال الرحمن الرحيم فان‬
‫مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا‪ ،‬يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم‬
‫العسر‪ ،‬يهيئ لكم من أمركم مرفقا‪ ،‬ويهيئ لكم من أمركم رشدا‪ ،‬وعلى ال‬
‫قصد السبيل ]ومنها جائر[ )‪ .(3‬أولم ير الذين كفروا أن السموات والرض‬
‫كانتا رتقا ففتقناهما ‪ -‬الية‪ .‬وروي‪ :‬يكتب لها إنا أنزلناه في ليلة القدر‪،‬‬
‫ويسقى ماؤها‪ ،‬وينضح على فرجها وروي‪ :‬أنه يقرأ عندها إنا أنزلناه في‬
‫ليلة القدر )‪ .(4‬ومثله‪ :‬يكتب على قرطاس " أولم ير الذين كفروا أن‬
‫السموات والرض كانتا رتقا ‪ -‬إلى قوله‪ :‬أفل يؤمنون وآية لهم الليل نسلخ‬
‫منه النهار فإذا هم مظلمون‪ ،‬ونفخ في الصور فإذا هم من الجداث إلى‬
‫ربهم ينسلون‪ .‬كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إل ساعة من نهار "‬
‫ويعلق على وسطها‪ ،‬فإذا وضعت يقطع‪ ،‬ول يترك إنشاء ال‪.‬‬

‫)‪ (1‬النبياء‪ (2) .31 :‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .437‬زاد في المصدر بعده " ثم‬
‫السبيل يسره " أولم ير الذين الية‪ (4) .‬مكارم الخلق ص ‪ ،438‬وفى‬
‫نسخة الكمبانى تقديم وتأخير‪ ،‬راجعه‪.‬‬

‫]‪[121‬‬
‫دعاء لعسر الولدة‪ :‬من عسرت عليها الولدة يقرأ هذه الدعية في كوز ملئ ماء‬
‫ثلث مرات‪ ،‬وتشرب المرأة‪ ،‬ويصب بين كتفيها وثدييها‪ ،‬فتضع الولد باذن‬
‫ال تعالى " بسم ال الذي ل إله إل هو الحليم الكريم سبحان ال رب‬
‫السموات ورب العرش العظيم‪ ،‬الحمد ل رب العالمين‪ ،‬كأنهم يوم يرونها‬
‫لم يلبثوا إل عشية أو ضحيها كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إل‬
‫ساعة من نهار ]وصلى ال على محمد وآله أجمعين[ )‪ .(1‬لعسر الولدة‪:‬‬
‫عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولدتها في رق‬
‫أو قرطاس " اللهم فارج الهم‪ ،‬وكاشف الغم‪ ،‬ورحمن الدنيا والخرة‬
‫ورحيمهما ارحم فلنة بنت فلنة رحمة تغنيها بها عن رحمة جميع خلقك‪،‬‬
‫تفرج بها كربتها‪ ،‬وتكشف بها غمها‪ ،‬وتيسر ولدتها‪ ،‬وقضي بينهم بالحق‬
‫وهم ل يظلمون‪ ،‬وقيل الحمد ل رب العالمين )‪ .(2‬ومثله‪ :‬من عسرت‬
‫عليها الولدة من إنسان أو دابة يقرأ عليها " يا خالق النفس من النفس‪،‬‬
‫ومخلص النفس من النفس‪ ،‬أخلصه بحولك وقوتك " )‪ .(3‬ومثله‪ :‬يكتب‬
‫على خرقتين ل يمسهما ماء‪ ،‬وتوضع تحت رجليها‪ ،‬فانها تلد في مكانها‪،‬‬
‫إنشاء ال تعالى )‪ .(4‬وفي رواية يكتب هذا الشكل‪ ،‬ويعلقها على فخذها‬
‫اليمن‪ ،‬ويكتب على كاغذ ويشد على فخذها اليسر " منها خلقناكم وفيها‬
‫نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى‪ ،‬يا خالق النفس من النفس‪ ،‬ومخلص‬
‫النفس من النفس‪ ،‬فرج عنا " فألقته سويا باذن ال عزوجل )‪ .(5‬اخرج‬
‫نفسي من هذا المجلس وليبلوني انذارك إذا انت عافيتني لشكو لسمك )‪4‬‬
‫‪(6 1 8) (7 5 3) (2 9‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (3 - 2) .452‬مكارم الخلق ص ‪ (4) .470‬في المصدر‪:‬‬


‫" فانها تلقيه سويا باذن ال عزوجل "‪ (5) .‬مكارم الخلق ص ‪.471‬‬

‫]‪[122‬‬

‫ومثله‪ :‬يكتب هذه الصورة على ظهر قفيز‪ ،‬وجلست فوقه المرأة التي تطلق ولدت‬
‫بسرعة إنشاء ال ومن حق كتابتها أن يبدأ بالثنين من السطر الفوقاني‪،‬‬
‫ثم بثلثة‪ ،‬ثم بأربعة‪ ،‬ثم بثلثة‪ ،‬ثم بالثنين ثم بأربعة ليتم خاصيته )‪.(1‬‬
‫اثنين ثلثة أربعة أربعة اثنين ثلثة ‪) * 95‬باب( * * " )دعاء البق‬
‫والضالة والدابة النافرة والمستصعبة( " * ‪ - 1‬سن‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن‬
‫عبيس بن هشام‪ ،‬عن أبي إسماعيل الفراء‪ ،‬عن زيد الشحام‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬تدعو للضالة " اللهم إنك إله من في السماء وإله من‬
‫في الرض‪ ،‬وعدل فيهما‪ ،‬وأنت الهادي من الضالة‪ ،‬وترد الضالة رد علي‬
‫ضالتي‪ ،‬فانها من رزقك وعطيتك‪ ،‬اللهم ل تفتن بها مؤمنا ول تغن بها‬
‫كافرا‪ ،‬اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى أهل بيته " )‪- 2 .(2‬‬
‫سن‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن يونس بن يعقوب‪ ،‬عن أبي عبيدة الحذا قال‪ :‬كنت‬
‫مع أبي جعفر عليه السلم فضل بعيري‪ ،‬فقال‪ :‬صل ركعتين ثم قل كما‬
‫أقول‪ :‬اللهم راد الضالة هاديا من الضللة‪ ،‬رد علي ضالتي‪ ،‬فانها من فضل‬
‫ال وعطائه‪ ،‬قال‪ :‬ثم إن أبا جعفر عليه السلم أمر غلمه فشد على بعير‬
‫من إبله فحمله‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا با عبيدة تعال فاركب‪ ،‬فركبت مع أبي جعفر عليه‬
‫السلم فلما سرنا إذا سواد على الطريق‪ ،‬فقال‪ :‬يا با عبيدة هذا بعيرك‪ ،‬فإذا‬
‫هو بعيري )‪ - 3 .(3‬سن‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬من نفرت له دابة فقال‬
‫هذه الكلمات‪ " :‬يا عباد ال الصالحين أمسكوا علي رحمكم ال‪ ،‬بان في ع‬
‫وح وماه )‪ (4‬ى ح ح قال‪ :‬ثم قال أبو جعفر‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (3 - 2) .471‬المحاسن ص ‪ (4) .363‬ياه خ ل‪ ،‬كما في‬


‫المصدر‪.‬‬

‫]‪[123‬‬

‫عليه السلم‪ :‬إن البر موكل به " م )‪ (1‬في حرج " والبحر موكل به " ه ح ح "‬
‫قال عمر‪ :‬فقلت أنا ذلك في بغال ضلت فجمعها ال لي )‪ - 4 .(2‬مكا‪ :‬روي‬
‫عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬إذا ذهب لك ضالة أو متاع‪ ،‬فقل‪ " :‬وعنده‬
‫مفاتح الغيب ‪ -‬إلى قوله‪ :‬في كتاب مبين " ثم تقول‪ " :‬اللهم إنك تهدي من‬
‫الضالة وتنجي من العمى‪ ،‬وترد الضالة‪ ،‬صل على محمد وآله‪ ،‬واغفر لي‬
‫ورد ضالتي وصل على محمد وآله وسلم " )‪ .(3‬صلة لرد الضالة‪ :‬عن‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬تصلي ركعتين تقرأ فيهما يس وتقول بعد‬
‫فراغك منهما رافعا يدك إلى السماء‪ " :‬اللهم راد الضالة‪ ،‬والهادي من‬
‫الضللة‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واحفظ علي ضالتي‪ ،‬وارددها إلي‬
‫سالمة يا أرحم الراحمين‪ ،‬فانها من فضلك وعطائك‪ ،‬يا عباد ال في‬
‫الرض‪ ،‬ويا سيارة ال في الرض‪ ،‬ردوا علي ضالتي‪ ،‬فانها من فضل ال‬
‫وعطائه " )‪ .(4‬ومثله أيضا عن أمير المؤمنين عليه السلم " اللهم ل إله‬
‫إل أنت لك السموات والرض وما بينهما فاجعل الرض على كذا أضيق من‬
‫جلد جمل‪ ،‬حتى تمكنني منه‪ ،‬إنك على كل شئ قدير " )‪ .(5‬وفي رواية عن‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬ادع بهذا الدعاء للبق واكتبه في ورقة " اللهم إن‬
‫السماء لك‪ ،‬والرض لك‪ ،‬وما بينهما لك‪ ،‬فاجعل ما بينهما أضيق على فلن‬
‫من جلد جمل حتى ترده علي وتظفرني به " وليكن حول الكتاب آية‬
‫الكرسي مكتوبة مدورة‪ ،‬ثم ادفنه‪ ،‬وضع فوقه شيئا ثقيل في موضعه الذي‬
‫كان يأوي إليه فيه بالليل )‪.(6‬‬
‫)‪ (1‬ل يوجد في المصدر لفظ " م "‪ (2) .‬المحاسن ص ‪ (3) .363‬مكارم الخلق‬
‫ص ‪ ،444‬والية في سورة النعام‪ (5 - 4) .59 :‬مكارم الخلق ص‬
‫‪ (6) .457‬مكارم الخلق ص ‪.458‬‬

‫]‪[124‬‬

‫أيضا للبق‪ :‬يكتب أو يقرأ " اللهم أنت جبار في السماء‪ ،‬وجبار في الرض وملك‬
‫في السماء وملك في الرض‪ ،‬وإله في السماء‪ ،‬وإله في الرض‪ ،‬ترد‬
‫الضالة وتهدي من الضللة‪ ،‬رد على فلن ضالته واحفظه )‪ - 5 .(1‬طا‪:‬‬
‫من كتاب منية الداعي باسناده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا‬
‫علي من استصعبت عليه دابته‪ ،‬فليقرأ في اذنه اليسرى " وله أسلم من في‬
‫السموات والض طوعا وكرها وإليه ترجعون "‪) 96 .‬باب( * " )الدعاء‬
‫لدفع السحر والعين( " * اليات‪ :‬يوسف‪ :‬وقال يا بني ل تدخلوا من باب‬
‫واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما اغني عنكم من ال من شئ إن الحكم‬
‫إل ل عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون‪ ،‬ولما دخلوا من حيث أمرهم‬
‫أبوهم ما كان يغني عنهم من ال من شئ إل حاجة في نفس يعقوب قضيها‬
‫وإنه لذو علم لما علمناه‪ ،‬ولكن أكثر الناس ل يعلمون )‪ - 1 .(2‬طب‪ :‬عبد‬
‫ال بن العلء القزويني‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫يعقوب بن شعيب‪ ،‬عن عمران بن ميثم‪ ،‬عن عباية السدي أنه سمع أمير‬
‫المؤمنين صلوات ال عليه يأمر بعض أصحابه وقد شكى إليه السحر‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اكتب في رق ظبي وعلقه عليك‪ ،‬فانه ل يضرك‪ ،‬ول يجوز كيده فيك‬
‫" بسم ال وبال بسم ال وما شاء ال‪ ،‬بسم ال ل حول ول قوة إل بال‪،‬‬
‫قال موسى ما جئتم به السحر إن ال سيبطله إن ال ل يصلح عمل‬
‫المفسدين‪ ،‬فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا‬
‫صاغرين " )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .458‬يوسف‪ (3) .68 - 67 :‬طب الئمة ص ‪.35‬‬

‫]‪[125‬‬

‫‪ - 2‬طب‪ :‬محمد بن موسى الربعي‪ ،‬عن محمد بن محبوب‪ ،‬عن عبد ال بن غالب‬
‫عن ابن ظريف‪ ،‬عن ابن نباتة‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‬
‫]الصبغ[‪ :‬أخذت هذه العوذة منه فقال لي‪ :‬يا أصبغ هذه عوذة السحر‬
‫والخوف من السلطان‪ ،‬تقولها سبع مرات‪ " :‬بسم ال وبال‪ ،‬سنشد‬
‫عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فل يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن‬
‫اتبعكما الغالبون " وتقوله في وجه الساحر )‪ (1‬إذا فرغت من صلة الليل‬
‫قبل أن تبدأ بصلة النهار سبع مرات فانه ل يضرك إنشاء ال تعالى )‪3 .(2‬‬
‫‪ -‬طب‪ :‬محمد بن جعفر البرسي‪ ،‬عن محمد بن يحيى الرمني‪ ،‬عن محمد‬
‫بن سنان عن المفضل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين صلوات ال عليه‪ :‬إن جبرئيل عليه السلم أتى النبي صلى ال‬
‫عليه وآله وقال له‪ :‬يا محمد قال‪ :‬لبيك يا جبرئيل‪ ،‬قال‪ :‬إن فلنا اليهودي‬
‫سحرك وجعل السحر في بئر بني فلن فابعث إليه يعني إلى البئر أوثق‬
‫الناس عندك وأعظمهم في عينك‪ ،‬وهو عديل نفسك‪ ،‬حتى يأتيك بالسحر‪،‬‬
‫قال‪ :‬فبعث النبي صلى ال عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلم وقال‪:‬‬
‫انطلق إلى بئر أزوان )‪ (2‬فان فيها سحرا سحرني به لبيد بن أعصم‬
‫اليهودي فأتني به‪ .‬قال علي عليه السلم‪ :‬فانطلقت في حاجة رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله فهبطت فإذا ماء البئر قد صار كأنه ماء الحنا )‪ (4‬من‬
‫السحر‪ ،‬فطلبته مستعجل حتى انتهيت إلى أسفل القليب فلم أظفر به‪ ،‬قال‬
‫الذين معي‪ :‬ما فيه شئ فاصعد‪ ،‬فقلت‪ :‬ل وال ما كذبت وما كذبت وما‬
‫نفسي به مثل أنفسكم )‪ (5‬يعني رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬ثم طلبت‬
‫طلبا بلطف فاستخرجت‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬في وجه الماء‪ (2) .‬طب الئمة ص ‪ (3) .35‬في المصدر‪ :‬بئر‬
‫ذروان‪ ،‬وفى مجمع البيان ج ‪ 10‬ص ‪ 568‬دروان بالمهملة وقال الفيروز‬
‫آبادي‪ :‬وبئر ذروان بالمدينة أو هو ذوأروان بسكون الراء وقيل بتحريكه‬
‫أصح‪ (4) .‬في المصدر‪ :‬ماء الحياض‪ (5) .‬وما يقيني به مثل يقينكم ظ‪.‬‬

‫]‪[126‬‬

‫حقا فأتيت النبي صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬افتحه ففتحته‪ ،‬فإذا في الحق قطعة كرب‬
‫النخل )‪ (1‬في جوفه وتر عليها إحدى وعشرون عقدة‪ ،‬وكان جبرئيل عليه‬
‫السلم أنزل يومئذ المعوذتين على النبي صلى ال عليه وآله فقال النبي‪ :‬يا‬
‫علي اقرأها على الوتر‪ ،‬فجعل أمير المؤمنين عليه السلم كلما قرأ آية‬
‫انحلت عقدة حتى فرغ منها‪ ،‬وكشف ال عزوجل عن نبيه ما سحر به‬
‫وعافاه‪ .‬وروي أن جبرئيل وميكائيل عليهما السلم أتيا إلى النبي صلى ال‬
‫عليه وآله فجلس أحدهما عن يمينه والخر عن شماله‪ ،‬فقال جبرئيل‬
‫لميكائيل‪ :‬ما وجع الرجل ؟ فقال ميكائيل‪ :‬هو مطبوب )‪ (2‬فقال جبرئيل‬
‫عليه السلم‪ :‬ومن طبه ؟ قال‪ :‬لبيد بن أعصم اليهودي ثم ذكر الحديث إلى‬
‫آخره )‪ - 4 .(3‬طب‪ :‬إبراهيم البيطار قال‪ :‬حدثنا محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫يونس بن عبد الرحمن ويقال له‪ :‬يونس المصلي لكثره صلته‪ ،‬عن ابن‬
‫مسكان‪ ،‬عن زرارة قال‪ :‬قال أبو جعفر الباقر عليه الصلة والسلم‪ :‬إن‬
‫السحرة لم يسلطوا على شئ إل على العين‪ .‬وعن أبي عبد ال الصادق‬
‫عليه السلم أنه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن ؟ فقال الصادق عليه‬
‫السلم‪ :‬نعم هما من القرآن‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬إنهما ليستا من القرآن في قراءة‬
‫ابن مسعود‪ ،‬ول في مصحفه‪ ،‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أخطأ ابن‬
‫مسعود أو قال‪ :‬كذب ابن مسعود‪ ،‬هما من القرآن‪ ،‬قال الرجل‪ :‬فأقرأ بهما يا‬
‫ابن رسول ال في المكتوبة ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬وهل ترى ما معنى المعوذتين‪،‬‬
‫وفي أي شئ نزلتا ؟ إن رسول ال صلى ال عليه وآله سحره لبيد بن‬
‫أعصم اليهودي‪ ،‬فقال أبو بصير لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬وما كاد ‪ -‬أو‬
‫عسى ‪ -‬أن يبلغ من سحره ؟ قال أبو عبد ال الصادق‪ :‬بلى كان النبي صلى‬
‫ال عليه وآله يرى أنه يجامع وليس بجامع‪ ،‬وكان يريد الباب ول يبصره‬

‫)‪ (1‬الحق ‪ -‬بالضم ‪ -‬وعاء صغير من خشب وقد يصنع من العاج‪ ،‬وكرب النخل ‪-‬‬
‫بالتحريك ‪ -‬اصول السعف الغلظ العراض‪ (2) .‬رجل مطبوب‪ :‬أي‬
‫مسحور‪ ،‬وانما كنوا بالطب عن السحر تفاء ل بالبراءة‪ (3) .‬طب الئمة‬
‫ص ‪.113‬‬

‫]‪[127‬‬

‫حتى يلمسه بيده‪ ،‬والسحر حق وما يسلط السحر إل على العين والفرج‪ ،‬فأتاه‬
‫جبرئيل عليه السلم فأخبره بذلك فدعا عليا عليه السلم وبعثه ليستخرج‬
‫ذلك من بئر أزوان وذكر الحديث بطوله إلى آخره )‪ - 5 .(1‬طب‪ :‬سهل بن‬
‫محمد بن سهل‪ ،‬عن عبد ربه بن محمد بن إبراهيم‪ ،‬عن ابن أورمة عن ابن‬
‫مسكان‪ ،‬عن الحلبي قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن النشرة‬
‫للمسحرر‪ ،‬فقال‪ :‬ما كان أبي عليه السلم يرى بها بأسا )‪ .(2‬وعن محمد‬
‫بن مسلم قال هذه العوذة التي أملها علينا أبو عبد ال عليه السلم يذكر‬
‫أنها وراثة وأنها تبطل السحر‪ ،‬تكتب على ورق ويعلق على المسحور "‬
‫قال موسى ما جئتم به السحر إن ال سيبطله إن ال ل يصلح عمل‬
‫المفسدين‪ ،‬ويحق ال الحق بكلماته ولو كره المجرمون ءأنتم أشد خلقا أم‬
‫السماء بناها رفع سمكها فسويها ‪ -‬اليات )‪ (3‬فوقع الحق وبطل ما كانوا‬
‫يعملون‪ ،‬فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين والقي السحرة ساجدين‪ ،‬قالوا‬
‫آمنا برب العالمين‪ ،‬رب موسى وهارون )‪ - 6 .(4‬طب‪ :‬محمد بن سليمان‬
‫بن مهران‪ ،‬عن زياد بن هارون العبدي‪ ،‬عن عبد ال ابن محمد البجلي‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أعجبه شئ من أخيه المؤمن فليكبر‬
‫عليه فان العين حق )‪ - 7 .(5‬طب‪ :‬محمد بن ميمون المكي‪ ،‬عن عثمان بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن الحسين بن المختار‪ ،‬عن صفوان الجمال‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم أنه قال‪ :‬لو نبش لكم من القبور لرأيتم أن أكثر موتاكم بالعين‪،‬‬
‫لن العين حق أل إن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬العين حق فمن‬
‫أعجبه من أخيه شئ فليذكر ال في ذلك‪ ،‬فانه إذا ذكر ال لم يضره )‪.(6‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬طب الئمة ص ‪ (3) .114‬النازعات‪ (4) .32 - 27 :‬طب الئمة ص ‪.115‬‬
‫)‪ 5‬و ‪ (6‬طب الئمة ص ‪.121‬‬

‫]‪[128‬‬

‫‪ - 8‬طب‪ :‬في العين‪ :‬يقرأ أو يكتب ويعلق عليه‪ :‬سورة الحمد‪ ،‬والمعوذتين قل هو‬
‫ال أحد‪ ،‬وآية الكرسي واللهم أنت ربي ل إله إل أنت‪ ،‬عليك توكلت وأنت‬
‫رب العرش العظيم‪ ،‬حسبي ال ونعم الوكيل‪ ،‬ما شاء ال كان‪ ،‬وما لم يشأ‬
‫لم يكن‪ ،‬أشهد أن ال على كل شئ قدير‪ ،‬وأن ال قد أحاط بكل شئ علما‬
‫وأحصى كل شئ عددا‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي‪ ،‬ومن شر كل‬
‫دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم فان تولوا فقل حسبي‬
‫ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم‪ .‬بسم ال رب عيسى‪،‬‬
‫عبس عابس‪ ،‬وحجر يابس‪ ،‬وماء فارس‪ ،‬وشهاب قابس من نفس نافس‪،‬‬
‫وعين العاين رددت عين العاين عليه‪ ،‬وعلى أحب الناس إليه في كبده‬
‫وكليته‪ .‬دم رقيق‪ ،‬وشحم وسيق‪ ،‬وعظم دقيق‪ ،‬في ماله يليق‪ ،‬بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والنف‬
‫بالنف والذن بالذن والسن بالسن والجروح قصاص‪ ،‬وصلى ال على‬
‫سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين )‪ - 9 .(1‬مكا‪ :‬للعين‪ :‬معمر بن خلد‬
‫قال‪ :‬كنت مع الرضا عليه السلم بخراسان على نفقاته‪ .‬فأمرني أن أتخذ له‬
‫غالية‪ ،‬فلما اتخذتها فأعجب بها فنظر إليها فقال لي‪ :‬يا معمر إن العين حق‬
‫فاكتب في رقعة‪ :‬الحمد ل‪ ،‬وقل هو ال أحد‪ ،‬والمعوذتين وآية الكرسي‪،‬‬
‫واجعلها في غلف القارورة )‪ .(2‬ومثله‪ :‬وروي عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬العين حق وليس تأمنها منك على نفسك‪ ،‬ول منك على‬
‫غيرك‪ ،‬فإذا خفت شيئا من ذلك فقل‪ :‬ما شاء ال ل قوة ل بال العلي‬
‫العظيم‪ ،‬ثلثا‪ ،‬وقال‪ :‬إذا تهيأ أحدكم تهيئة تعجبه فليقرأ حين يخرج من‬
‫منزله المعوذتين‪ ،‬فانه ل يضره باذن ال )‪ .(3‬وعنه عليه السلم قال‪ :‬من‬
‫أعجبه من أخيه شئ فليبارك عليه‪ ،‬فان العين حق‪.‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (3 - 2) .140‬مكارم الخلق ص ‪.443‬‬

‫]‪[129‬‬
‫وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إن العين ليدخل الرجل القبر‪ ،‬والجمل القدر‪ ،‬وقال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬ل رقية إل من حمة والعين )‪ .(1‬في السحر‪ :‬عن‬
‫محمد بن عيسى قال‪ :‬سألت الرضا عليه السلم عن السحر قال‪ :‬هو حق‬
‫وهم يضرون باذن ال‪ ،‬فإذا أصابك ذلك فارفع يدك بحذاء وجهك واقرأ‬
‫عليها " بسم ال العظيم‪ ،‬رب العرش العظيم إل ذهبت وانقرضت "‪ .‬قال‪:‬‬
‫وسأله رجل عن العين فقال‪ :‬هو حق فإذا أصابك ذلك فارفع كفيك بحذاء‬
‫وجهك واقرء الحمد ل‪ ،‬وقل هو ال‪ ،‬والمعوذتين وامسحهما على نواصيك‬
‫فانه دفع باذن ال )‪ .(2‬روي عن أبي عبد ال عليه السلم أنه سئل عن‬
‫المعوذتين قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله سحره لبيد بن أعصم‬
‫اليهودي فأتاه جبرئيل بالمعوذتين‪ ،‬فدعا عليا عليه السلم فعقد له خيطا‬
‫فيه اثنا عشر عقدة‪ ،‬ثم قال‪ :‬انطلق إلى بئر ذروان فانزل إلى القليب فاقرأ‬
‫آية وحل عقدة‪ ،‬فنزل علي واستخرج من القليب فتحالل ذلك عن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله )‪ .(3‬عن ابن عباس قال‪ :‬إن لبيد بن أعصم سحر‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله ثم دس ذلك في بئر لبني زريق‪ ،‬فمرض‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله فبينا هو نائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند‬
‫رأسه‪ ،‬والخر عند رجليه‪ ،‬فأخبراه بذلك‪ ،‬وأنه في بئر ذروان في جف‬
‫طلعة تحت راعوفة ‪ -‬والجف قشر الطلع‪ ،‬والراعوفة حجر في أسفل البئر‬
‫يقوم عليه الماتح )‪ (4‬فانتبه رسول ال صلى ال عليه وآله وبعث عليا‬
‫والزبير وعمارا فنزحوا‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (3 - 2) .443‬مكارم الخلق ص ‪ (4) .475‬الظاهر‬


‫الصحيح " المائح " بدل الماتح‪ ،‬فان الماتح هو الذى يقوم في اعلى‬
‫البئر وينزع الدلو ويستخرجها‪ ،‬وسئل الصمعي عن المتح والميح‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫" الفوق للفوق والتحت للتحت‪ ،‬أي أن المتح أن يستقى وهو على رأس‬
‫البئر‪ ،‬والميح أن يملء الدلو وهو في قعرها‪ ،‬ومن أمثالهم‪ " ،‬وهو‬
‫أعرف به من المائح باست الماتح "‪.‬‬

‫]‪[130‬‬

‫ماء تلك البئر‪ ،‬ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف‪ ،‬فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان‬
‫من مشطه‪ ،‬وإذا هو معقد فيه إحدى عشرة عقدة‪ ،‬مغروزة بالبرة‪ ،‬فنزلت‬
‫هاتان السورتان‪ ،‬فجعل كلما يقرأ آية انحلت عقدة‪ ،‬ووجد رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله خفة‪ ،‬فقام كأنما انشط من عقال‪ ،‬وجعل جبرئيل عليه السلم‬
‫يقول‪ " :‬بسم ال أرقيك‪ ،‬من كل شئ يؤذيك‪ ،‬من حاسد وعين‪ ،‬وال يشفيك‬
‫" )‪ .(1‬اخرى للسحر‪ :‬يكتب في رق ويعلق عليه " وقال موسى ما جئتم‬
‫به السحر ‪ -‬إلى قوله‪ :‬المفسدين " )‪ "] (2‬وأوحينا إلى موسى " إلى[‬
‫قوله‪ " :‬فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون‪ ،‬فغلبوا هنالك وانقلبوا‬
‫صاغرين "‪ .‬اخرى‪ :‬يتكلم به سبع مرات " سنشد عضدك ‪ -‬إلى قوله‪:‬‬
‫ومن اتبعكما الغالبون " )‪ .(3‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬إن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله سألته امرأة أن لي زوجا و غلظة‪ ،‬وإني صنعت شيئا‬
‫لعطفه علي‪ ،‬فقال صلى ال عليه وآله‪ :‬اف لك‪ ،‬كدرت التجارة وكدرت‬
‫العين )‪ (4‬ولعنتك الملئكة الخيار‪ ،‬وملئكة السماء والرض‪ ،‬فصامت‬

‫)‪ (1‬راجع مكارم الخلق ص ‪ ،476‬وقد ذكر القصة في تفسيره مجمع البيان ذيل‬
‫سورتي المعوذتين‪ ،‬وأنكر صحة الحديث من حيث عدم تأثير السحر في‬
‫النبياء والئمة عليهم السلم وله في ذلك كلم راجعه‪ .‬وهكذا المؤلف‬
‫العلمة قال في ج ‪ 18‬ص ‪ 70‬من هذه الطبعة الحديثة‪ :‬المشهور بين‬
‫المامية عدم تأثير السحر في النبياء والئمة عليهم السلم وأولوا بعض‬
‫الخبار الواردة في ذلك وطرحوا بعضها ثم نقل كلم العلمة الطبرسي‬
‫عن المجمع بطوله‪ ،‬وقد عنون المؤلف العلمة في مجلد السماء والعالم‬
‫" باب تأثير السحر والعين وحقيقتهما " )ص ‪ 578 - 567‬من طبعة‬
‫الكمبانى‪ ،‬ج ‪ 62‬من هذه الطبعة الحدثية( ونقل هذه الروايات مع غيرها‪،‬‬
‫وله فيها كلم طويل الذيل راجعه ان شئت‪ (2) .‬يونس‪ ،81 :‬وزاد في‬
‫المصدر إلى قوله " المجرمون "‪ (3) .‬مكارم الخلق‪ ،476 :‬والية في‬
‫القصص‪ (4) .35 :‬في الفقيه‪ :‬كدرت البحار وكدرت الطين‪.‬‬

‫]‪[131‬‬

‫نهارها وقامت ليلها‪ ،‬وحلقت رأسها ولبست المسوح )‪ (1‬فبلغ ذلك النبي صلى ال‬
‫عليه وآله فقال‪ :‬إن ذلك ل يقبل منها )‪ .(2‬فقيل )‪ :(3‬يا رسول ال لم ل‬
‫يقتل ساحر الكفار ؟ فقال‪ :‬لن الشرك أعظم من الكفر‪ ،‬والسحر والشرك‬
‫مقرونان )‪ .(4‬رقية العين‪ :‬عن زرارة قال‪ :‬ينفث في المنخر اليمنى أربعا‪،‬‬
‫واليسرى ثلثا ثم يقول‪ " :‬بسم ال ل بأس‪ ،‬أذهب البأس رب الناس‪،‬‬
‫واشف أنت الشافي‪ ،‬ول يكشف البأس إل أنت "‪ .‬عن الصادق عليه السلم‬
‫قال‪ :‬لو كان شئ يسبق القدر سبقته العين‪ .‬لمن يصيبه العين‪ :‬يقرأ فاتحة‬
‫الكتاب ويكتب " بسم ال اعيذ فلن بن فلنة بكلمات ال التامات من شر‬
‫ما خلق وذرأ وبرأ‪ ،‬ومن عين ناظرة‪ ،‬واذن سامعة ولسان ناطق‪ ،‬إن ربي‬
‫على صراط مستقيم‪ ،‬ومن شر الشيطان وعمل الشيطان وخبله ورجله‪،‬‬
‫وقال‪ :‬يا بني ل تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة‪ .‬عوذة‬
‫العين اللهم رب مطر حابس‪ ،‬وحجر يابس‪ ،‬وليل دامس‪ ،‬ورطب ويابس‪،‬‬
‫رد عين العين عليه‪ ،‬في كبده ونحره وماله‪ ،‬فارجع البصر كرتين ينقلب‬
‫إليك البصر خاسئا وهو حسير )‪.(5‬‬
‫)‪ (1‬المسوح‪ ،‬جمع المسح بالكسر‪ :‬الكساء من الشعر وما يلبس من نسيج الشعر‬
‫على البدن تقشفا‪ ،‬وهو من شعار الصوفية‪ (2) .‬مكارم الخلق‪،476 :‬‬
‫وروا الصدوق في الفقيه ج ‪ 3‬ص ‪ 282‬قال‪ :‬روى اسماعيل بن مسلم‬
‫عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ (3) .‬كذا في الصل والمصدر‪ ،‬والظاهر أن صدر الحديث سقط عن‬
‫النسخ‪ ،‬فانه روى الصدوق في الفقيه ج ‪ 3‬ص ‪ 371‬عن السكوني‪ ،‬عن‬
‫جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‪:‬‬
‫ساحر المسلمين يقتل‪ ،‬وساحر الكفار ل يقتل‪ ،‬فقيل يا رسول ال لم ل‬
‫يقتل ساحر الكفار ؟ قال‪ :‬الخ‪ (5 - 4) .‬مكارم الخلق‪.477 :‬‬

‫]‪[132‬‬

‫‪ - 10‬جع‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إن العين لتدخل الرجل القبر‪ ،‬وتدخل‬
‫الجمل القدر‪ ،‬وجاء في الخبر أن أسماء بنت عميس قالت‪ :‬يا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله إن بني جعفر يصيبهم العين‪ ،‬أفأسترقي لهم ؟ قال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فلو كان شئ يسبق القدر لسبقت العين )‪ .(1‬وقيل ]إن[ الرجل منهم‬
‫كان إذا أراد أن يصيب صاحبه بالعين تجوع ثلثة أيام ثم كان يصفه‪،‬‬
‫فيصرعه بذلك‪ ،‬وذلك بأن يقول للذي يريد أن يصيبه بالعين ل أرى كاليوم‬
‫إبل أو شاء )‪ (2‬أو ما أراد‪ ،‬أي ما أرى كابل أرها اليوم‪ ،‬فقالوا للنبي صلى‬
‫ال كما كانوا يقولون لما يريدون أن يصيبوه بالعين عن الفراء والزجاج )‬
‫‪ .(3‬قال الحسن دواء إصابة العين أن يقرأ النسان هذه الية " وإن يكاد‬
‫الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون‬
‫وما هو إل ذكر للعالمين " )‪ - 11 .(4‬طا‪ :‬من كتاب غنية الداعي تأليف‬
‫على بن محمد بن عبد الصمد باسناده قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬يا علي من خاف شيطانا أو ساحرا فليقرء " إن ربكم ال الذي خلق‬
‫السموات والرض ‪ -‬إلى قوله تعالى ‪ -‬تبارك ال رب العالمين )‪- 12 .(5‬‬
‫جنة المان للكفعمي‪ :‬قال‪ :‬ذكر عبد الكريم بن محمد بن المظفر السمعاني‬
‫في كتابه أن جبرئيل نزل على النبي صلى ال عليه وآله فرآه مغتما فسأله‬
‫عن غمه فقال له‪ :‬إن الحسنين أصابتهما عين‪ ،‬فقال له‪ :‬يا محمد العين حق‬
‫فعوذهما بهذه العوذة‬

‫)‪ (1‬جامع الخبار‪ (2) .183 :‬الشاء جمع الشاة‪ (3) .‬وذكره العلمة الطبرسي في‬
‫المجمع ج ‪ 10‬ص ‪ 341‬في تفسير آخر آية من سورة القلم‪ ،‬وقد قالوا‪:‬‬
‫ان العين كان في بنى أسد‪ ،‬وللبحث مجال واسع تكلم فيه المؤلف العلمة‬
‫في مجلد السماء والعالم باب تأثير السحر والعين‪ ،‬راجعه‪ (4) .‬جامع‬
‫الخبار‪ (5) .184 :‬العراف‪.54 :‬‬
‫]‪[133‬‬

‫" اللهم يا ذا السلطان العظيم‪ ،‬والمن القديم‪ ،‬والوجه الكريم‪ ،‬ذا الكلمات التامات‬
‫والدعوات المستجابات‪ ،‬عاف الحسن والحسين من أنفس )‪ (1‬الجن وأعين‬
‫النس " ومنه قال‪ :‬في خط الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي رقية المعيون‬
‫" بسم ال العظيم الشأن‪ ،‬القوي السلطان‪ ،‬الشديد الركان‪ ،‬حبس حابس‪،‬‬
‫وحجر يابس‪ ،‬و شهاب قابس‪ ،‬وليل دامس‪ ،‬وماء قارس في عين العائن‪،‬‬
‫وفي أحب خلق ال إليه‪ ،‬و في كبده وكليتيه‪ ،‬فارجع البصر هل ترى من‬
‫فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير "‪- 12 .‬‬
‫وفى زبدة البيان‪ :‬أن جبرئيل عليه السلم رقى النبي صلى ال عليه وآله‬
‫وعلمه هذه الرقية للعين‪ " :‬بسم ال أرقيك‪ ،‬من كل عين حاسد‪ ،‬ال يشفيك‬
‫"‪ .‬وعن الصادق عليه السلم‪ :‬إذا تهيأ أحدكم بهيئة تعجبه فليقرأ حين‬
‫يخرج من بيته المعوذتين‪ ،‬فانه ل يضره شئ باذن ال تعالى‪- 13 .‬‬
‫الجوامع للطبرسي‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله من رأى شيئا يعجبه‬
‫فقال‪ " :‬ال ال ما شآء ال‪ ،‬ل قوة إل بال " لم يضره شئ‪ .‬وعن الحسن‪:‬‬
‫أن دواء الصابة بالعين أن يقرأ " وإن يكاد الذين كفروا " السورة )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬النفس جمع النفس‪ ،‬والمراد ههنا‪ :‬العين التى تصيب النسان‪ ،‬يقال‪ :‬أصابت‬
‫فلنا نفس‪ :‬أي عين‪ ،‬وقال ابن العرابي‪ :‬النفوس كصبور د الذى يصيب‬
‫الناس بالعين‪ ،‬اقول‪ :‬ومنه الحديث‪ " :‬ونفس نافس " كما مر في‬
‫العوذات‪ (2) .‬وذكره في المجمع أيضا راجع ج ‪ 10‬ص ‪.341‬‬

‫]‪[134‬‬

‫‪ * - 97‬باب * * " )معنى جهد البلء والستعاذة منه‪ ،‬ومن ضلع( " * * "‬
‫)الدين‪ ،‬وغلبة الرجال‪ ،‬وبوار اليم )‪) " * * " ((1‬وطلب تمام النعمة‪،‬‬
‫ومعناه‪ ،‬وفضل قول( " * * " )يا ذا الجلل والكرام( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬أبي‪،‬‬
‫عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن الصادق عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬جهد البلء أن يقدم‬
‫الرجل فيضرب عنقه صبرا والسير مادام في وثاق العدو والرجل يجد على‬
‫بطن امرأته رجل )‪ (2‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عن النوفلي‬
‫مثله )‪ - 2 .(3‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬سلوا ال‬
‫العافية من جهد البلء فان جهد البلء ذهاب الدين )‪ .(4‬وقال عليه السلم‪:‬‬
‫استعيذوا بال من ضلع الدين وغلبة الرجال )‪ - 3 (5‬مع‪ :‬ابن المتوكل‪،‬‬
‫عن السعد آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد ابن سنان‪ ،‬عن عبد‬
‫الملك بن عبد ال القمى قال‪ :‬سأل أبا عبد ال عليه السلم الكاهلي و‬
‫)‪ (1‬جهد البلء ‪ -‬بالفتح ‪ -‬البلء على الحالة التى يختار عليها الموت‪ ،‬والضلع‪:‬‬
‫العوجاج‪ ،‬يقال‪ .‬أخذه ضلع الدين أي ثقله حتى يميل بصاحبه عن‬
‫الستواء إلى العوجاج‪ .‬واليم‪ :‬التى ل زوج لها‪ ،‬وبوارها كساد سوقها‪،‬‬
‫فتبقى في بيتها ل تخطب‪ ،‬وكل هذه معاني لغوية لها مصاديق تطلق‬
‫عليها كناية‪ (2) .‬الخصال ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .67‬معاني الخبار‪(4) .340 :‬‬
‫الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .155‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.162‬‬

‫]‪[135‬‬

‫أنا عنده‪ :‬أكان علي عليه السلم يتعوذ من بوار اليم ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬وليس حيث‬
‫تذهب‪ :‬إنما كان يتعوذ من العاهات‪ ،‬والعامة يقولون بوار اليم‪ ،‬وليس كما‬
‫يقولون )‪ - 4 .(1‬مع‪ :‬محمد بن أحمد بن تميم‪ ،‬عن محمد بن إدريس‪ ،‬عن‬
‫محمد بن مهاجر‪ ،‬عن إسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬عن الجريرى‪ ،‬عن أبي الورد‬
‫بن يمامة‪ ،‬عن اللجلج‪ ،‬عن معاذ بن جبل قال‪ :‬كنت مع النبي صلى ال‬
‫عليه وآله فمر رجل يدعو وهو يقول " اللهم إني أسئلك تمام النعمة "‬
‫فقال‪ :‬ابن آدم ! وهل تدري ما تمام النعمة ؟ الخلص من النار‪ ،‬ودخول‬
‫الجنة‪ ،‬ومر عليه السلم برجل وهو يدعو ويقول " يا ذا الجلل والكرام "‬
‫فقال له‪ :‬قد استجيب لك فسل )‪ - 5 .(2‬ن‪ :‬بالسانيد الثلثة‪ ،‬عن الرضا‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا أراد‬
‫أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس‪ ،‬وليقرأ إذا خرج من منزله‬
‫آخر سورة آل عمران‪ ،‬وآية الكرسي‪ ،‬وإنا أنزلناه في ليلة القدر‪ ،‬وام‬
‫الكتاب‪ ،‬فان فيها قضاء حوائج الدنيا والخرة )‪ - 6 .(3‬ل‪ :‬الربعمائة‪ ،‬عن‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم مثله وفيه بعد يوم الخميس‪ :‬فان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله قال‪ :‬اللهم بارك لمتي في بكورها يوم الخميس‪،‬‬
‫وليقرأ إذا خرج من بيته اليات من آل عمران )‪ - 7 .(4‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان‪ ،‬عن حكم الحناط‪ ،‬عن‬
‫الشحام‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬النعيم في الدنيا المن وصحة‬
‫الجسم‪ ،‬وتمام النعمة في الخرة دخول الجنة‪ ،‬وما تمت النعمة على عبد قط‬
‫لم يدخل الجنة )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬معاني الخبار‪ (2) .343 :‬معاني الخبار‪ (3) .229 :‬عيون أخبار الرضا ج ‪2‬‬
‫ص ‪ (4) .40‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .162‬معاني الخبار ص ‪.408‬‬

‫]‪[136‬‬
‫‪) * - 98‬باب( * * " )الدعاء لدفع وساوس الشيطان( " * ‪ - 1‬ل‪ :‬الربعمائة‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوذ بال‪،‬‬
‫وليقل‪ :‬آمنت بال وبرسوله مخلصا له الدين )‪ - 2 .(1‬لى‪ :‬ابن شاذويه‪،‬‬
‫عن محمد الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبان‬
‫بن عثمان‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬لما أن‬
‫بعث ال عيسى عليه السلم تعرض له الشيطان فوسوسه‪ ،‬فقال عيسى‬
‫عليه السلم‪ " :‬سبحان ال ملء سمواته وأرضه‪ ،‬ومداد كلماته‪ ،‬وزنة‬
‫عرشه‪ ،‬ورضا نفسه " قال‪ :‬فلما سمع إبليس ذلك ذهب على وجهه ل يملك‬
‫من نفسه شيئا حتى وقع في اللجة الخضراء )‪ .(2‬أقول‪ :‬تمامه في باب‬
‫أحوال عيسى عليه السلم )‪ - 3 .(3‬مكا‪ :‬لوسوسة القلب‪ :‬يقول " فإذا‬
‫قرأت القرآن فاستعذ بال من الشيطان الرجيم " ويقرأ المعوذتين‪ .‬وقال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا وسوس الشيطان لحدكم فليتعوذ بال‪،‬‬
‫وليقل بلسانه وقلبه " آمنت بال ورسوله مخلصا له الدين )‪ .(4‬لضيق‬
‫القلب‪ :‬يقرأ سبعة عشر يوما " ألم نشرح " إلى آخره كل يوم مرتين‪ :‬مرة‬
‫بالغداة‪ ،‬ومرة بالعشاء )‪ - 4 .(5‬نقل من خط الشهيد رحمه ال‪ :‬عن النبي‬
‫صلى ال عليه وآله إن الشيطان اثنان‪:‬‬

‫)‪ - (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .163‬أمالى الصدوق‪ (3) .122 :‬راجع ج ‪ 14‬ص‬
‫‪ (4) .270‬مكارم الخلص ص ‪ (5) .433‬مكارم الخلق ص ‪ 4‬؟ ‪.4‬‬

‫]‪[137‬‬

‫شيطان الجن‪ ،‬ويبعد بل حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬وشيطان النس ويبعد‬
‫بالصلة على النبي وآله‪ .‬ومنه‪ :‬عن أبي زميل قال‪ :‬سألت ابن عباس عما‬
‫يجد النسان في صدره من الشك‪ ،‬فقال‪ :‬ما نجا من ذلك أحد وقد أنزل ال‬
‫" فان كنت في شك " )‪ (1‬إذا وجدت ذلك فقل " هو الول والخر والظاهر‬
‫والباطن وهو بكل شئ عليم "‪ .‬وعن عثمان بن أبي العاص قلت‪ :‬يا رسول‬
‫ال حال الشيطان بين صلتي وقراءتي قال‪ :‬ذلك شيطان يقال له‪ :‬خيزب‪،‬‬
‫فإذا أحسست به فتعوذ بال منه‪ ،‬واتفل عن يسارك ثلثا‪ * 99 .‬باب * * "‬
‫)الدعاء لوساوس الصدر وبلبله ولرفع الوحشة( " * ‪ - 1‬طب‪ :‬أبو‬
‫القاسم التفليسي‪ ،‬عن حماد بن عيسى‪ ،‬عن حريز بن عبد ال السجستاني‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال الصادق عليه السلم قال‪ :‬قلت‪ :‬يا ابن رسول ال إني أجد‬
‫بلبل في صدري‪ ،‬ووساوس في فؤادي حتى لربما قطع صلتي‪ ،‬وشوش‬
‫علي قراءتي قال‪ :‬وأين أنت من عوذة أمير المؤمنين عليه السلم ؟ قلت‪:‬‬
‫يا ابن رسول ال علمني‪ ،‬قال‪ :‬إذا أحسست بشئ من ذلك‪ .‬فضع يدك عليه‪،‬‬
‫وقل " بسم ال وبال اللهم مننت علي باليمان‪ ،‬وأودعتني القرآن‪،‬‬
‫ورزقتني صيام شهر رمضان‪ ،‬فامنن علي بالرحمة والرضوان‪ ،‬والرأفة‬
‫والغفران‪ ،‬وتمام ما أوليتني من النعم والحسان‪ ،‬يا حنان يا منان‪ ،‬يا دائم‬
‫يا رحمن‪ ،‬سبحانك وليس لي أحد سواك‪ ،‬سبحانك أعوذ بك بعد هذه‬
‫الكرامات من الهوان‪ ،‬وأسألك أن تجلي عن قلبي الحزان " تقولها‪ :‬ثلثا‬
‫فانك تعافى منها بعون ال تعالى‪ ،‬ثم تصلي على النبي والسلم عليهم‬
‫ورحمة ال )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪.27‬‬

‫]‪[138‬‬

‫بيان‪ :‬قوله عليه السلم‪ " :‬فضع يدك عليه " أي على الفؤاد‪ ،‬كما يظهر من الخبر‬
‫التي أيضا‪ ،‬ولما كان الصدر محل للفؤاد فينبغي وضع اليد على الصدر‪2 .‬‬
‫‪ -‬طب‪ :‬علي بن ماهان‪ ،‬عن سراج مولى الرضا عليه السلم عن جعفر بن‬
‫ديلم عن إبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن الحلبي قال‪ :‬قال رجل لبي عبد ال‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬إني إذا خلوت بنفسي تداخلني وحشة وهم‪ ،‬وإذا‬
‫خالطت الناس ل احس بشئ من ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬ضع يدك على فؤادك وقل‪" :‬‬
‫بسم ال‪ ،‬بسم ال‪ ،‬بسم ال " ثم امسح يدك على فؤادك وقل‪ " :‬أعوذ بعزة‬
‫ال‪ ،‬وأعوذ بقدرة ال‪ ،‬وأعوذ بجلل ال وأعوذ بعظمة ال‪ ،‬وأعوذ بجمع‬
‫ال‪ ،‬وأعوذ برسول ال‪ ،‬وأعوذ بأسماء ال‪ ،‬من شر ما أحذر‪ ،‬ومن شر ما‬
‫أخاف على نفسي " تقول ذلك سبع مرات‪ ،‬قال‪ :‬ففعلت ذلك فأذهب ال‬
‫عني الوحشة‪ ،‬وأبدلني النس والمن )‪ - 3 .(1‬طب‪ :‬الحسين بن بسطام‪،‬‬
‫عن محمد بن خلف‪ ،‬عن الحسن بن علي الوشاء عن عبد ال بن سنان‬
‫قال‪ :‬شكى رجل إلى أبي عبد ال عليه السلم كثرة التمني والوسوسة‬
‫فقال‪ :‬أمر يدك على صدرك‪ ،‬ثم قل‪ " :‬بسم ال وبال‪ ،‬محمد رسول ال‪،‬‬
‫ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬اللهم امسح عني ما أحذر " ثم أمر‬
‫يدك على بطنك وقل ثلث مرات‪ ،‬فان ال تعالى يمسح عنك ويصرف‪ ،‬قال‬
‫الرجل‪ :‬فكنت كثيرا ما أفطع صلتي مما يفسد علي التمني والوسوسة‪،‬‬
‫ففعلت ما أمرني به سيدي ومولي ثلث مرات‪ ،‬فصرف ال عني‪ ،‬وعوفيت‬
‫منه‪ ،‬فلم احس به بعد ذلك )‪)) 100 .(2‬باب(( * " )ما يتعلق بادعية‬
‫السيف( " * ‪ - 1‬ق‪ :‬رقعة السيف وجدت في قائم سيف أمير المؤمنين‬
‫علي بن أبي طالب عليه الصلة والسلم‪ ،‬وكانت أيضا في قائم سيف‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وهي " بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬بال بال‬
‫بال‪ ،‬أسئلك يا ملك الملوك الول القديم البدي‪ ،‬الذي‬

‫)‪ (2 - 1‬طب الئمة ص ‪.117‬‬


‫]‪[139‬‬

‫ل يزول ول يحول‪ ،‬أنت ال العظيم‪ ،‬الكافي كل شئ‪ ،‬المحيط بكل شئ‪ ،‬اللهم اكفني‬
‫باسمك العظم الجل الواحد الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له‬
‫كفوا أحد‪ ،‬احجب عني شرورهم وشرور العداء كلهم‪ ،‬وسيوفهم وبأسهم‬
‫وال من ورائهم محيط‪ ،‬اللهم احجب عني شر من أرادني بسوء بحجابك‬
‫الذي احتجبت به فلم ينظر إليه أحد من شر فسقة الجن والنس‪ ،‬ومن شر‬
‫سلحهم‪ ،‬ومن الحديد ومن شر كل ما نتخوف ونحذر‪ ،‬ومن شر كل شدة‬
‫وبلية‪ ،‬ومن شر ما أنت به أعلم‪ ،‬وعليه أقدر‪ ،‬إنك على كل شئ قدير‪،‬‬
‫وصلى ال على محمد نبيه وآله وسلم تسليما كثيرا‪) * 101 .‬باب( * * "‬
‫)ما يدفع الحرق والهدم( " * ‪ - 1‬كشف‪ :‬من كتاب عبد العزيز الجنابذي‪،‬‬
‫عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬إذا رأيتم الحريق فكبروا‪ ،‬فان ال تعالى يطفيه )‪102 .(1‬‬
‫)باب( * " )الدعاء لمن يخاف السرق أو الهدم أو الحرق( " * ‪ - 1‬مكا‪:‬‬
‫فيمن يخاف السارق‪ :‬يقرأ على الحلق والقفل " قل ادعوا ال أو ادعوا‬
‫الرحمن " إلى آخر السورة )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .383‬مكارم الخلق ص ‪ .403‬والية في السراء‬


‫‪.111 - 110‬‬

‫]‪[140‬‬

‫‪ * - 103‬باب * * " )الدعاء لدفع السموم والموذيات والسباع ومعنى السامة( "‬
‫* * " )والهامة والعامة واللمة( " * ‪ - 1‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد‬
‫آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن النضر‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن‬
‫ابن طريف‪ ،‬عن ابن نباتة‪ ،‬عن علي عليه السلم قال‪ :‬إن اليهود أتت امرأة‬
‫منهم يقال لها‪ :‬عبدة‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا عبدة قد علمت أن محمدا قد هد ركن بني‬
‫إسرائيل‪ ،‬وهدم اليهودية‪ ،‬وقد غال المل من بني إسرائيل بهذا السم له )‪(1‬‬
‫وهم جاعلون لك جعل على أن تسميه في هذه الشاة‪ ،‬فعمدت عبدة إلى‬
‫الشاة فشوتها ثم جمعت الرؤساء في بيتها وأتت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله فقالت‪ :‬يا محمد قد علمت ما توجب لي من حق الجوار وقد حضرني‬
‫رؤساء اليهود‪ ،‬فزيني بأصحابك‪ .‬فقام رسول ال صلى ال عليه وآله ومعه‬
‫علي عليه السلم وأبو دجانة وأبو أيوب وسهل بن حنيف‪ ،‬وجماعة من‬
‫المهاجرين‪ ،‬فلما دخلوا وأخرجت الشاة سدت اليهود آنافها بالصوف‪،‬‬
‫وقاموا على أرجلهم وتوكؤا على عصيهم فقال لهم رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله‪ :‬اقعدوا‪ ،‬فقالوا‪ :‬إنا إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد‪ ،‬وكرهنا أن‬
‫يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذى به‪ ،‬وكذبت اليهود عليها لعنة ال‪ ،‬إنما‬
‫فعلت ذلك مخافة سورة السم ودخانه‪ .‬فلما وضعت الشاة بين يديه‪ ،‬تكلم‬
‫كتفها فقالت‪ :‬مه يا محمد ل تأكلني‪ ،‬فاني مسمومة‪ ،‬فدعا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله عبدة فقال‪ :‬ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت‪ :‬قلت‪ :‬إن كان‬
‫نبيا لم يضره وإن كان كاذبا أو ساحرا أرحت قومي منه‪ ،‬فهبط جبرئيل‬
‫عليه السلم فقال‪ :‬السلم يقرئك السلم‪ ،‬ويقول‪ :‬قل‪ " :‬بسم ال الذي‬
‫يسميه به كل مؤمن وبه عز كل مؤمن‪ ،‬وبنوره الذي أضاءت به السموات‬
‫والرض‪ ،‬وبقدرته التي‬

‫)‪ (1‬غاله بالثمن مغالة‪ :‬اشتراه بثمن غا ؟‬

‫]‪[141‬‬

‫خصع لها كل جبار عنيد‪ ،‬وانتكس كل شيطان مريد‪ ،‬من شر السم والسحر واللمم‬
‫بسم العلي الملك الفرد الذي ل إله إل هو‪ ،‬وننزل من القرآن ما هو شفاء‬
‫ورحمة للمؤمنين ول يزيد الظالمين إل خسارا "‪ .‬فقال النبي صلى ال‬
‫عليه وآله ذلك‪ ،‬وأمر أصحابه فتكلموا به ثم قال‪ :‬كلوا ثم أمرهم أن‬
‫يحتجموا )‪ - 2 .(1‬مع‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن موسى‬
‫بن جعفر‪ ،‬عن غير واحد من أصحابنا‪ ،‬عن سليمان بن خالد‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم أنه سئل عن قول رسول ال صلى ال عليه وآله‪ " :‬أعوذ‬
‫بك من شر السامة والهامة والعامة واللمة " فقال‪ :‬السامة القرابة‪،‬‬
‫والهامة هوام الرض‪ ،‬واللمة لمم الشياطين‪ ،‬والعامة عامة الناس )‪3 .(2‬‬
‫‪ -‬ل‪ :‬الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من خاف منكم السد على‬
‫نفسه وغنمه‪ ،‬فليخط عليها خطة وليقل‪ " :‬اللهم رب دانيال والجب‪ ،‬رب‬
‫كل أسد مستأسد‪ ،‬احفظني واحفظ غنمي "‪ .‬ومن خاف منكم العقرب فليقرأ‬
‫هذه اليات " سلم على نوح في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين إنه‬
‫من عبادنا المؤمنين " )‪ - 4 .(3‬ص‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن أحمد بن الحسين‪،‬‬
‫عن جعفر بن شاذان‪ ،‬عن جعفر بن على بن نجيح‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد‬
‫بن ميمون‪ ،‬عن مصعب‪ ،‬عن عكرمة‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله إذا أراد حاجة أبعد في المشي فأتى يوما واديا لحاجة‬
‫فنزع خفه وقضى حاجته‪ ،‬ثم توضأ وأراد لبس خفه‪ ،‬فجاء طائر أخضر‬
‫فحمل الخف فارتفع به‪ ،‬ثم طرحه فخرج منه أسود‪ ،‬فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬هذه كرامة أكرمني ال بها اللهم إني أعوذ بك من شر من‬
‫يمشي على بطنه‪ ،‬ومن شر من يشمي على رجلين‪ ،‬ومن‬
‫)‪ (1‬أمالى الصدوق‪ ،135 :‬وتراه في المناقب ج ‪ 1‬ص ‪ 91‬في ط وص ‪ 81‬في ط‪) .‬‬
‫‪ (2‬معاني الخبار‪ ،173 :‬وقد مر معنى السامة والهامة والعامة لغة‪(3) .‬‬
‫الخصال ج ‪ 2‬ص ‪.160‬‬

‫]‪[142‬‬

‫شر من يمشي على أربع‪ ،‬ومن شر كل ذي شر‪ ،‬ومن شر كل دابة أنت آخذ‬
‫بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم‪ - 5 .‬يج‪ :‬روي عن عبد ال بن يحيى‬
‫الكاهلي قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا رأيت السبع ما تقول له ؟‬
‫قلت‪ :‬ل أدري قال‪ :‬إذا لقيه فاقرأ في وجهه آية الكرسي‪ ،‬وقل‪ " :‬عزمت‬
‫عليك بعزيمة ال‪ ،‬وعزيمة رسول ال وعزيمة سليمان ابن داود‪ ،‬وعزيمة‬
‫أمير المؤمنين‪ ،‬والئمة من بعده‪ ،‬إل تنحيت عن طريقنا‪ ،‬ولم تؤذنا‪ ،‬فانا ل‬
‫نؤذيك " قال‪ :‬فنظرت إليه وقد طأطأ رأسه‪ ،‬وأدخل ذنبه بين رجليه وركب‬
‫الطريق راجعا من حيث جاء )‪ .(1‬طا‪ :‬من كتاب الدلئل للنعماني عنه عليه‬
‫السلم مثله‪ - 6 .‬سن‪ :‬موسى بن القاسم‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن الحسن‬
‫بن عطية‪ ،‬عن عمر ابن يزيد‪ ،‬عن أبي عبد ال‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من نزل منزل يتخوف عليه‬
‫السبع فقال‪ " :‬أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله‬
‫الحمد‪ ،‬بيده الخير‪ ،‬وهو على كل شئ قدير‪ ،‬من شر كل سبع " أمن من‬
‫شر ذلك السبع‪ ،‬حتى يرحل من ذلك المنزل‪ ،‬باذن ال‪ ،‬إن شاء ال )‪7 .(2‬‬
‫‪ -‬سن‪ :‬ابن فضال‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن ثوير بن أبي فاختة‪ ،‬عن أبيه قال‬
‫كان جعدة بن أبي هبيرة يبعثني إلى سورا فذكرت ذلك لبي الحسن عليه‬
‫السلم فقال‪ :‬ساعلمك ما إذا قلته لم يضرك السد قل "‪ :‬أعوذ برب دانيال‬
‫والجب من شر هذا السد " ثلث مرات‪ ،‬قال‪ :‬فخرجت فإذا هو باسط‬
‫ذراعيه عند الجسر‪ ،‬فلم يعرض لي ومرت بقرات فعرض لهن وضرب‬
‫بقرة‪ .‬وقد سمعت أنا من يقول‪ :‬اللهم رب دانيال والجب اصرفه عني )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الخرائج والجرائح ص ‪ ،231‬وتراه في المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ ،350‬ونقله في‬


‫كشف الغمة ج ‪ 2‬ص ‪ ،417‬وللحديث ذيل راجعه‪ (2) .‬المحاسن‪) .367 :‬‬
‫‪ (3‬المحاسن‪ ،368 :‬وسورى كطوبى‪ :‬موضع بالعراق وهو من بلد‬
‫السريانيين‬

‫]‪[143‬‬

‫‪ - 8‬سن‪ :‬بكر بن صالح‪ ،‬عن الجعفري قال‪ :‬قال لبي الحسن عليه السلم رجل‪ :‬إني‬
‫صاحب صيد سبع وأبيت بالليل في الخرابات والمكان الوحش‪ ،‬فقال‪ :‬إذا‬
‫دخلت فقل‪ " :‬بسم ال " وأدخل رجلك اليمنى‪ ،‬وإذا خرجت فأخرج رجلك‬
‫اليسرى‪ ،‬وقل‪ " :‬بسم ال " فانك ل ترى مكروها إنشاء ال )‪ - 9 .(1‬ضا‪:‬‬
‫فإذا رأيت السد فكبر في وجهه ثلث تكبيرات‪ ،‬وقل‪ " :‬ال أعز وأكبر‬
‫وأجل من كل شئ‪ ،‬وأعوذ بال مما أخاف وأحذر " فإذا نبحك الكلب فاقرء‬
‫" يا معشر الجن والنس " )‪ (2‬إلى آخرها‪ ،‬وإذا نزلت منزل تخاف فيه‬
‫السبع فقل‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‬
‫يحيي ويميت وهو حي ل يموت بيده الخير كله‪ ،‬وهو على كل شئ قدير‪،‬‬
‫أعوذ بال من شر كل سبع " وإن خفت عقربا فقل‪ " :‬أعوذ بكلمات ال‬
‫التامات التي ل يجاوزهن بر ول فاجر‪ ،‬من شر كل ذي شر بشره‪ ،‬ومن شر‬
‫ما ذرأ وبرأ‪ ،‬من شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط‬
‫مستقيم‪ - 10 .‬طب‪ :‬علي بن عروة الهوازي‪ ،‬عن الديلمي‪ ،‬عن داود‬
‫الرقي عن موسى بن جعفر عليه السلم قال‪ :‬من كان في سفر وخاف‬
‫اللصوص والسبع فليكتب على عرف دابته " ل تخاف دركا ول تخشى "‬
‫فانه يأمن باذن ال عزوجل‪ ،‬قال داود الرقي‪ :‬فحججت فلما كنا بالبادية جاء‬
‫قوم من العراب فقطعوا على القافلة وأنا فيهم‪ ،‬فكتبت على عرف جملي "‬
‫ل تخاف دركا ول تخشى " فو الذي بعث محمدا صلى ال عليه وآله‬
‫بالنبوة وخصه بالرسالة وشرف أمير المؤمنين بالمامة‪ ،‬ما نازعني أحد‬
‫منهم‪ ،‬أعماهم ال عني )‪ - 11 .(3‬طب‪ :‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬عوذ نفسك‬

‫وموضع من اعمال بغداد‪ ،‬وقد يمد‪ ،‬قاله الفيروز آبادى‪ (1) .‬المحاسن ص ‪) .370‬‬
‫‪ (2‬الرحمن‪ (3) .33 :‬طب الئمة‪.37 - 36 :‬‬

‫]‪[144‬‬

‫من الهوام بهذه الكلمات " بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬بسم ال وبال‪ ،‬محمد رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬أعوذ بعزة ال‪ ،‬أعوذ بقدرة ال على ما يشاء من‬
‫شر كل هامة تدب بالليل والنهار‪ ،‬إن ربي على صراط مستقيم )‪- 12 .(1‬‬
‫طب‪ :‬محمد بن السود العطار‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن‬
‫إبراهيم ابن الحسين‪ ،‬عن أبيه الحسين بن يحيى قال‪ :‬لدغتني قملة النسر )‬
‫‪ (2‬ودخلت في جلدي فأصابني وجع شديد‪ ،‬فشكوت ذلك إلى أبي عبد ال‬
‫عليه السلم فقال‪ :‬ضع يدك على الموضع الذي يوجعك فامسحه‪ ،‬ثم ضع‬
‫يدك على موضع سجودك إذا فرغت من صلة الفجر وقل‪ " :‬بسم ال‬
‫وبال‪ ،‬محمد رسول ال‪ ،‬صلى ال عليه وآله " ثم ترفع يدك فتضعها على‬
‫موضع الداء وتقول‪ " :‬اشف يا شافي ل شفاء إل شفاؤك‪ ،‬شفاء ل يغادر‬
‫سقما " تقول ذلك سبع مرات )‪ - 13 .(3‬طب‪ :‬للنمل‪ :‬تدق الكراويا‪ ،‬وتلقي‬
‫في جحر النمل‪ ،‬وتكتب في شئ وتعلق في زوايا الدار " بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر وبالنبيين وما انزل إليهم‪،‬‬
‫فأسألكم بحق ال وبحق نبيكم ونبينا وما انزل عليهما إل تحولتم عن‬
‫مسكننا " )‪ - 14 .(4‬أقول‪ :‬أوردنا في باب جوامع معجزات الرسول صلى‬
‫ال عليه وآله عن تفسير المام عليه السلم أن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫وضع يده على الذراع المسمومة‪ ،‬ونفث فيه‪ ،‬وقال‪ " :‬بسم ال الشافي‪،‬‬
‫بسم ال الكافي‪ ،‬بسم ال المعافي‪ ،‬بسم ال الذي ل يضر مع اسمه شئ ول‬
‫داء في الرض ول في السماء‪ ،‬وهو السميع العليم " ثم قال‪ :‬كلوا على‬
‫اسم ال‪ ،‬فأكل رسول ال صلى ال عليه وآله وأكلوا حتى شبعوا ولم‬
‫يضرهم شيئا )‪ - 15 .(5‬مكا‪ :‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬من قال هذه‬
‫الكلمات فأنا ضامن أن‬

‫)‪ (1‬طب الئمة‪ (2) .119 :‬دويبة ل تكاد ترى لصغرها غير أن لسعها يقتل‪(3) .‬‬
‫طب الئمة ص ‪ (4) .120‬طب الئمة ص ‪ (5) .140‬راجع ج ‪ 17‬ص‬
‫‪ 319‬و ‪.329‬‬

‫]‪[145‬‬

‫ل يصيبه عقرب ول هامة حتى يصبح " أعوذ بكلمات ال التامات التي ل يجاوزهن‬
‫بر ول فاجر‪ ،‬من شر ما ذرأ‪ ،‬ومن شر ما برأ‪ ،‬ومن شر كل دابة هو آخذ‬
‫بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم " )‪ .(1‬كان أبو الحسن الرضا عليه‬
‫السلم إذا نظر إلى هذه الكوكب الذي يقال لها‪ :‬السهي في بنات نعش قال‪:‬‬
‫" اللهم رب هود بن اسية آمني شر كل عقرب وحية " قال‪ :‬وكان يقول‪:‬‬
‫من تعوذ بها ثلث مرات حين ينظر إليها بالليل لم يصبه عقرب ول حية )‬
‫‪ .(2‬آخر لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬قال له إسحاق بن عمار‪ :‬إني خفت‬
‫العقارب‪ ،‬فقال له‪ :‬انظر إلى بنات نعش الكواكب الثلثة الوسط منها بجنبه‬
‫كوكب صغير قريب منه‪ ،‬تسميه العرب السهي‪ ،‬ونسميه نحن أسلم‪ ،‬تحد‬
‫النظر إليه كل ليلة‪ ،‬وقل ثلث مرات " اللهم رب أسلم صل على محمد وآل‬
‫محمد‪ ،‬وعجل فرجهم وسلمنا من شر كل ذي شر " قال إسحاق‪ :‬فما تركته‬
‫في دهري إل مرة فضربني العقرب )‪ .(3‬دعوات الراوندي‪ :‬مثله وفيه أحد‬
‫النظر إليه ثلثا وليس فيه من شر كل ذي شر‪ - 16 .‬مكا‪ :‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من خاف السد على نفسه أو على غنمه فليخط عليها‬
‫بخط وليقل " اللهم رب دانيال والجب‪ ،‬ورب كل أسد مستأسد احفظني‬
‫واحفظ علي غنمي " )‪ .(4‬عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال لعلي‪ :‬يا‬
‫علي إذا رأيت أسدا أو اشتد بك أمر فكبر ثلثا وقل " ال أكبر وأجل وأعز‬
‫وأعظم من كل شئ‪ ،‬وأكبر وأعز من خلقه‪ ،‬وأقدر‪ ،‬أعوذ بال من شر ما‬
‫أخاف وأحذر " تكف سوءه إنشاء ال تعالى )‪ .(4‬فيمن يخاف الكلب‬
‫والسباع فليقل " قل للذين آمنوا يغفروا للذين ل يرجون‬

‫)‪ (3 - 1‬مكارم الخلق ص ‪ (4) .336‬مكارم الخلق ص ‪ 402‬وفيه " تكف شره‬
‫"‪.‬‬

‫]‪[146‬‬

‫أيام ال ليجزي قوما بما كانوا يكسبون‪ ،‬وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين ل‬
‫يؤمنون بالخرة حجابا مستورا‪ ،‬وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي‬
‫آذانهم وقرا وإن يروا كل آية ل يؤمنوا بها حتى إذا جاؤك يجادلونك يقول‬
‫الذين كفروا إن هذا إل أساطير الولين " )‪ .(1‬للعقارب والحيات‪ :‬عن‬
‫الصادق عليه السلم قال‪ :‬يقرء عند المساء " بسم ال وبال وصلى ال‬
‫على محمد وآله‪ ،‬أخذت العقارب والحيات كلها باذن ال تبارك وتعالى‬
‫بأفواهها وأذنابها وأسماعها وأبصارها وقواها عني وعمن أحببت إلى‬
‫ضحوة النهار إن شاء ال تعالى " )‪ .(2‬اخرى‪ :‬عنه عليه السلم أيضا "‬
‫بسم ال وبال‪ ،‬توكلت على ال‪ ،‬ومن يتوكل على ال فهو حسبه‪ ،‬إن ال‬
‫بالغ أمره‪ ،‬اللهم اجعلني في كنفك وفي جوارك‪ ،‬واجعلني في حفظك‬
‫واجعلني في أمنك " )‪ .(3‬اخرى‪ :‬عنه عليه السلم أيضا قال‪ :‬أتى رسول‬
‫ال قوم يشكون العقارب‪ ،‬وما يلقون منها فقال‪ :‬قولوا إذا أصبحتم وأمسيتم‬
‫" أعوذ بكلمات ال التامات كلها التي ل يجاوزهن بر ول فاجر‪ ،‬الذي ل‬
‫يخفر جاره‪ ،‬من شر ما ذرأ‪ ،‬ومن شر ما برأ‪ ،‬ومن شر الشياطين وشركه‪،‬‬
‫ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم " سبع‬
‫مرات‪ .‬وقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬من قال هذه الكلمات حين يمسي فأنا‬
‫ضامن أن ل يصيبه عقرب ول هامة حتى يصبح )‪ .(4‬رقية الحيات‪ :‬رقية‬
‫سليمان النبي صلى ال عليه وآله على نبينا محمد وآله وعليه " بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم‪ ،‬خاتم سليمان بن داود اح اح وملئكه هبوا سبوا ماروا‬
‫دار وإذا قوى فوادى مريم هندبا بسم ال خاتم وبال الخاتم " تقرأ ثلثا‬
‫فانها تقف وتخرج لسانها‪ ،‬فخذها عند ذلك )‪.(5‬‬

‫)‪ (2 - 1‬مكارم الخلق ص ‪ (5 - 3) .402‬مكارم الخلق ص ‪.473‬‬

‫]‪[147‬‬

‫وإذا أردت أن ل تدخل الحية منزلك تكتب أربع رقاع‪ ،‬وتدفن في زوايا بيتك " بسم‬
‫ال الرحمن الرحيم هجه ومهجه ويهود محنا واطرد " )‪ .(1‬رقية للعقرب‪:‬‬
‫يكتب بكرة يوم الخامس من اسفندار مذماه‪ ،‬ويكون على وضوء ول يتكلم‬
‫حتى يفرغ من الكتابة‪ ،‬ويحفظه ول تلدغه عقرب " بسم ال سجه سجه‬
‫قرنيه برنيه ملحه بحرقعيا برقعيا تعطا قطعه "‪ .‬تروى هذه الرقية للحية‪:‬‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬تكتبه وتضعه في شق حائط البيت‬
‫فانه يسقط‪ ،‬وينشق بنصفين‪ .‬وقال إبراهيم النخعي‪ :‬لسعتني حية على‬
‫عنقي فرقاني السود بن يزيد فبرأت )‪ .(2‬رقية للبراغيث‪ :‬يقول‪ :‬أيها‬
‫السود الوثاب الذي ل يبالي غلقا ول بابا عزمت عليك بام الكتاب أن ل‬
‫تؤذيني ول أصحابي إلى أن ينقضي الليل‪ ،‬ويجيئ الصبح بما جاء به‬
‫والذي تعرفه إلى أن يؤب الصبح بما آب )‪ - 17 .(3‬دعوات الراوندي‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إن النبي صلى ال عليه وآله لسعته العقرب‪،‬‬
‫وهو قائم يصلي‪ ،‬فقال‪ :‬لعن ال العقرب‪ ،‬لو ترك أحدا لترك هذا المصلي‬
‫يعني نفسه صلى ال عليه وآله‪ ،‬ثم دعا بماء وقرأ عليه الحمد والمعوذتين‬
‫ثم جرع منه جرعا ثم دعا بملح ودافه في الماء وجعل يدلك صلى ال عليه‬
‫وآله ذلك الموضع حتى سكن‪ .‬ولما ركب نوح عليه السلم في السفينة أبى‬
‫أن يحمل العقرب معه‪ ،‬فقال‪ :‬عاهدتك أن ل ألسع أحدا يقول " سلم على‬
‫محمد وآل محمد وعلى نوح في العالمين "‪.‬‬

‫)‪ (2 - 1‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .474‬مكارم الخلق ص ‪.473‬‬

‫]‪[148‬‬

‫‪) - 104‬باب( * " )الدعاء لدفع الجن والمخاوف وام الصبيان( " * * "‬
‫)والصرع والخبل والجنون( " * ‪ - 1‬ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪ ،‬عن عم‬
‫أبيه‪ ،‬عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬دخل أشجع‬
‫السلمي على الصادق عليه السلم وقال‪ :‬يا سيدي أنا كثير السفار‪،‬‬
‫وأحصل في المواضع المفزعة‪ ،‬فتعلمني ما آمن به على نفسي‪ ،‬قال‪ :‬فإذا‬
‫خفت أمرا فاترك يمينك على ام رأسك‪ ،‬واقرء برفيع صوتك " أفغير دين‬
‫ال يبغون وله أسلم من في السموات والرض طوعا وكرها وإليه يرجعون‬
‫" قال أشجع‪ :‬فحصلت في واد نعتت فيه الجن فسمعت قائل يقول خذوه‪،‬‬
‫فقرأتها فقال قائل‪ :‬كيف نأخذه وقد احتجز بآية طيبة )‪ - 2 .(1‬س‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا تغولت الغيلن فأذنوا بأذان الصلة )‬
‫‪ - 3 .(2‬طب‪ :‬عبد ال بن زهير العابد وكان من زهاد الشيعة‪ ،‬عن عبد ال‬
‫بن الفضل النوفلي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬شكى رجل إلى أبي عبد ال الصادق عليه‬
‫السلم فقال‪ :‬إن لي صبيا ربما أخذه ريح ام الصبيان‪ ،‬فآيس منه لشدة ما‬
‫يأخذه‪ ،‬فان رأيت يا ابن رسول ال أن تدعو ال عزوجل له بالعافية‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فدعا ال عزوجل له‪ ،‬ثم قال‪ :‬اكتب له سبع مرات الحمد بزعفران ومسك‪،‬‬
‫ثم اغسله بالماء‪ ،‬وليكن شرابه منه شهرا واحدا‪ ،‬فانه يعافى منه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ففعلنا به ليلة واحدة‪ ،‬فما عادت إليه و استراح واسترحنا )‪ .(3‬وعنه عليه‬
‫السلم أنه قال‪ :‬ما قرئ سورة الحمد على وجع من الوجاع سبعين مرة‬

‫)‪ (1‬امالي الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .288‬المحاسن‪ (3) .85 :‬طب الئمة ص ‪.88‬‬

‫]‪[149‬‬

‫إل سكن باذن ال تعالى )‪ - 4 .(1‬طب‪ :‬إبراهيم بن المنذر الخزاعي‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬تعوذ المصروع‪،‬‬
‫وتقول‪ " :‬عزمت عليك يا ريح بالعزيمة التي عزم بها علي بن أبي طالب‬
‫عليه السلم ]رسول[ رسول ال صلى ال عليه وآله على جن وادي‬
‫الصبرة فأجابوا وأطاعوا لما أجبت وأطعت وخرجت عن فلن بن فلنة‬
‫الساعة )‪ - 5 .(2‬طب‪ :‬عثمان بن سعيد القطان‪ ،‬عن سعدان بن مسلم‪ ،‬عن‬
‫محمد بن إبراهيم قال‪ :‬دخل رجل إلى أبي عبد ال عليه السلم وقد عرض‬
‫له خبل فقال له أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ادع بهذا الدعاء إذا أويت إلى‬
‫فراشك " بسم ال وبال آمنت بال‪ ،‬وكفرت بالطاغوت اللهم احفظني في‬
‫منامي ويقظتي‪ ،‬أعوذ بعزة ال وجلله‪ ،‬مما أجد وأحذر " قال الرجل‪:‬‬
‫ففعلته فعوفيت باذن ال تعالى )‪ .(3‬وعنه عليه السلم أنه قال‪ :‬من أصابه‬
‫الخبل فليعوذ نفسه ليلة الجمعه بهذه العوذة النافعة الشافية ثم ذكر نحو‬
‫الحديث الول وقال‪ :‬ل يعود إليه أبدا‪ ،‬وليفعل ذلك عند السحر بعد‬
‫الستغفار وفراغه من صلة الليل )‪ - 6 .(4‬طب‪ :‬جعفر بن حنان الطائي‪،‬‬
‫عن محمد بن عبد ال بن مسعود‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عن الحلبي قال‪ :‬قال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم لرجل من أوليائه‪ ،‬وقد سأله الرجل فقال‪ :‬يا ابن‬
‫رسول ال إن لي بنية وأنا أرق لها واشفق عليها‪ ،‬وإنها تفزع كثيرا ليل‬
‫ونهارا‪ ،‬فان رأيت أن تدعو ال بالعافية‪ ،‬قال‪ :‬فدعا لها ثم قال‪ :‬مرها‬
‫بالفصد فانها تنتفع بذلك )‪ .(5‬وعن أبي جعفر محمد الباقر عليهما السلم‬
‫أنه شكى إليه رجل من المؤمنين فقال‪ :‬يا ابن رسول ال إن لي جارية‬
‫يتعرض لها الرواح‪ ،‬فقال‪ :‬عوذها بفاتحة الكتاب‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .88‬طب الئمة ص ‪ .92‬وقد مر مثله ص ‪(4 - 3) .51‬‬
‫طب الئمة ص ‪ (5) .107‬طب الئمة ص ‪.108‬‬

‫]‪[150‬‬
‫والمعوذتين عشرا عشرا ثم اكتبه لها في جام بمسك وزعفران‪ ،‬فاسقها إياه‪ ،‬يكون‬
‫في شرابها ووضوئها وغسلها ففعلت ذلك ثلثة أيام فذهب ال به عنها )‬
‫‪ - 7 .(1‬طب‪ :‬محمد بن بكير‪ ،‬عن صفوان بن اليسع‪ ،‬عن المنذر بن‬
‫هامان‪ ،‬عن محمد بن مسلم وسعد المولى قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬إن عامة هذه الرواح من المرة الغالبة‪ ،‬أو الدم المحترق‪ ،‬أو بلغم‬
‫غالب‪ ،‬فليشتغل الرجل بمراعاة نفسه قبل أن يغلب عليه شئ من هذه‬
‫الطبائع فيهلكه )‪ .(2‬وعن أبي الحسن الرضا عليه السلم أنه رأى‬
‫مصروعا فدعا له بقدح فيه ماء ثم قرأ عليه الحمد والمعوذتين‪ ،‬ونفث في‬
‫القدح‪ ،‬ثم أمر فصب الماء على رأسه ووجهه فأفاق‪ ،‬وقال له‪ :‬ل يعود إليك‬
‫أبدا )‪ - 8 .(3‬طب‪ :‬المظفر بن محمد بن عبد الرحمان‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫نجران‪ ،‬عن سليمان ابن جعفر‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من رمي أورمته الجن فليأخذ الحجر الذمي‬
‫رمي به‪ ،‬فليرم من حيث رمي‪ ،‬وليقل " حسبي ال وكفى‪ ،‬وسمع ال لمن‬
‫دعى‪ ،‬ليس وراء ال منتهى "‪ .‬وقال صلى ال عليه وآله‪ :‬أكثروا من‬
‫الدواجن في بيوتكم تتشاغل بها الشياطين عن صبيانكم )‪ - 9 .(4‬طب‪ :‬أبو‬
‫عبيدة بن محمد بن عبيد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النضر‪ ،‬عن اليسر‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬إن رجل قال له‪ :‬يا ابن رسول ال إن لي جارية يكثر‬
‫فزعها في المنام‪ .‬وربما اشتد بها الحال‪ ،‬فل تهدأ ويأخذها خدر في عضدها‬
‫وقد رآها بعض من يعالج فقال‪ :‬إن بها مس من أهل الرض‪ ،‬وليس يمكن‬
‫علجها‪ .‬فقال عليه السلم‪ :‬مرها بالفصد‪ ،‬وخذ لها ماء الشبت المطبوخ‬
‫بالعسل‪ ،‬وتسقى ثلثة أيام‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .108‬طب الئمة ص ‪ (3) .110‬طب الئمة ص ‪(4) .111‬‬
‫طب الئمة ص ‪.112‬‬

‫]‪[151‬‬

‫قال‪ :‬ففعلت ذلك فعوفيت باذن ال عزوجل )‪ - 10 .(1‬مكا‪ :‬للصرع‪ " :‬ومالنا أل‬
‫نتوكل على ال " الية )‪ .(2‬لفزع الصبيان‪ - :‬إذا زلزلت " السورة "‬
‫فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ‪ -‬إلى قوله ‪ -‬أمدا " )‪ (3‬وآية‬
‫شهد ال )‪ (4‬و " قل ادعو ال " إلى آخر السورة )‪ "] (5‬ولقد جاءكم "‬
‫إلى آخر السورة[ )‪ (6‬ومن يتوكل على ال فهو حسبه إن ال بالغ أمره )‬
‫‪ - 11 .(7‬نقل من خط الشهيد رحمه ال عن عبد الرحمن إن الشياطين‬
‫تحدرت على عهد رسول ال صلى ال عليه وآله من الجبال والودية معهم‬
‫شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫ففزع منهم‪ ،‬فأتاه جبرئيل عليه السلم فقال‪ :‬يا محمد قل ! قال‪ :‬وما أقول ؟‬
‫قال‪ :‬قل‪ " :‬أعوذ بكلمات ال التامات‪ ،‬التي ل يجاوزهن بر ول فاجر‪ ،‬من‬
‫شر ما خلق وذرأ وبرأ‪ ،‬ومن شر ما ينزل من السماء‪ ،‬ومن شر ما يعرج‬
‫فيها‪ ،‬و من شر ما يلج في الرض‪ ،‬ومن شر ما يخرج منها‪ ،‬ومن شر فتن‬
‫الليل والنهار وشر الطوارق‪ ،‬إل طارقا يطرق بخير‪ ،‬يا رحمن " قال‪:‬‬
‫فطفئت وهزمهم ال عزوجل‪ - 12 .‬دعوات الراوندي‪ :‬كتب إلى أبي الحسن‬
‫العسكري عليه السلم بعض مواليه في صبي له يشتكي ريح ام الصبيان‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اكتب في رق وعلقه عليه‪ ،‬ففعل فعوفي باذن ال‪ ،‬والمكتوب هذا "‬
‫بسم ال العلي العظيم الحليم الكريم‪ ،‬القديم الذي ل يزول‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ .130‬وقد مر )‪ (2‬مكارم الخلق ص ‪ :443‬والية في سورة‬


‫ابراهيم‪ (3) .12 :‬الكهف‪ (4) .12 - 11 :‬آل عمران‪ :‬ص ‪(5) .16‬‬
‫أسرى‪ (6) .110 :‬براءة‪ (7) .129 :‬مكارم الخلق ص ‪ ،443‬وما بين‬
‫العلمتين زيادة من المصدر‪.‬‬

‫]‪[152‬‬

‫أعوذ بعزة الحي الذي ل يموت من شر كل حي يموت "‪ - 13 .‬كتاب زيد الزراد‪:‬‬
‫قال سألت أبا عبد ال عليه السلم فقلت‪ :‬الجن يخطفون النسان ؟ فقال‪:‬‬
‫مالهم إلى ذلك سبيل لمن يكلم بهذه الكلمات إذا أمسى وأصبح " يا معشر‬
‫الجن والنس إن استطعتم إن تنفذوا من أقطار السموات والرض فانفذوا‬
‫ل تنفذون إل بسلطان‪ ،‬ل سلطان لكم علي ول على داري‪ ،‬ول على أهلي‬
‫ول على ولدي‪ ،‬يا سكان الهواء‪ ،‬ويا سكان الرض ! عزمت عليكم بعزيمة‬
‫ال التي عزم بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم على جن‬
‫وادي الصبرة أن ل سبيل لكم علي ول على شئ من أهل حزانتي يا‬
‫صالحي الجن يا مؤمني الجن عزمت عليكم بما أخذ ال عليكم من الميثاق‬
‫بالطاعة لفلن بن فلن حجة ال على جميع البرية والخليقة " وتسمي‬
‫صاحبك " أن تمنعوا عني شر فسقتكم حتى ل يصلوا إلى بسوء‪ ،‬أخذت‬
‫بسمع ال على أسماعكم‪ ،‬وبعين ال على أعينكم‪ ،‬وامتنعت بحول ال‬
‫وقوته على حبائلكم ومكركم إن تمكروا يمكر ال بكم‪ ،‬وهو خير الماكرين‪.‬‬
‫وجعلت نفسي وأهلي وولدي وجميع حزانتي في كنف ال وستره‪ ،‬وكنف‬
‫محمد ابن عبد ال رسول ال صلى ال عليه وآله وكنف أمير المؤمنين‬
‫علي بن أبي طالب صلوات ال عليه استترت بال وبهما‪ ،‬وامتنعت بال‬
‫وبهما‪ ،‬واحتجبت بال وبهما‪ ،‬من شر فسقتكم ومن شر فسقة النس‬
‫والعرب والعجم‪ ،‬فان تولوا فقل حسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو‬
‫رب العرش العظيم‪ .‬ل سبيل لكم ول سلطان‪ ،‬قهرت سلطانكم بسلطان ال‪،‬‬
‫وبطشكم ببطش ال وقهرت مكركم وحبائلكم وكيدكم ورجلكم وخيلكم‬
‫وسلطانكم وبطشكم بسلطان ال‪ ،‬وعزه وملكه وعظمته‪ ،‬وعزيمته التي‬
‫عزم بها أمير المؤمنين عليه السلم على جن وادي الصبرة‪ ،‬لما طغوا‬
‫وبغوا وتمردوا‪ ،‬فأذعنوا له صاغرين من بعد قوتهم‪ ،‬فل سلطان لكم ول‬
‫سبيل‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬ومنه قال‪ :‬حججنا سنة فلما‬
‫صرنا في خرابات المدينة بين الحيطان افتقدنا رفيقا لنا من إخواننا فطلبناه‬
‫فلم نجده‪ ،‬فقال لنا الناس بالمدينة‪ :‬إن صاحبكم‬

‫]‪[153‬‬

‫اختطفته الجن فدخلت على أبي عبد ال عليه السلم وأخبرته بحاله‪ ،‬وبقول أهل‬
‫المدينة فقال لي‪ :‬اخرج إلى المكان الذي اختطف أو قال‪ :‬افتقد فقل بأعلى‬
‫صوتك " يا صالح ابن علي إن جعفر بن محمد يقول لك‪ :‬أهكذا عاهدت‬
‫وعاقدت الجن علي بن أبي طالب اطلب فلنا حتى تؤديه إلى رفقائه‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ " :‬يا معشر الجن عزمت عليكم بما عزم عليكم علي بن أبي طالب لما‬
‫خليتم عن صاحبي وأرشدتموه إلى الطريق "‪ .‬قال‪ :‬ففعلت ذلك فلم ألبث إذا‬
‫بصاحبي قد خرج علي من بعض الخرابات فقال‪ :‬إن شخصا ترائا لي ما‬
‫رأيت صورة إل وهو أحسن منها‪ ،‬فقال‪ :‬يا فتى أظنك تتولى آل محمد ؟‬
‫فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬إن ههنا رجل من آل محمد هل لك أن تؤجر وتسلم‬
‫عليه ؟ فقلت‪ :‬بلى‪ ،‬فأدخلني بين هذه الحيطان‪ ،‬وهو يمشي أمامي فلما أن‬
‫سار غير بعيد‪ ،‬نظرت فلم أر شيئا وغشي على‪ ،‬فبقيت مغشيا علي ل أدري‬
‫أين أنا من أرض ال‪ ،‬حتى كان الن‪ ،‬فإذا قد أتاني آت وحملني حتى‬
‫أخرجني إلى الطريق‪ .‬فأخبرت أبا عبد ال عليه السلم بذلك فقال‪ :‬ذلك‬
‫الغوال أو الغول‪ ،‬نوع من الجن يغتال النسان فإذا رأيت الشخص الواحد‬
‫فل تسترشده وإن أرشدكم فخالفوه‪ ،‬وإذا رأيته في خراب وقد خرج عليك‬
‫أو في فلة من الرض فأذن في وجهه‪ ،‬وارفع صوتك وقل‪ " :‬سبحان ال‬
‫الذي جعل في السماء نجوما رجوما للشياطين‪ ،‬عزمت عليك يا خبيث‬
‫بعزيمة ال التي عزم بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ال‬
‫عليه‪ ،‬ورميت بسهم ال المصيب الذي ل يخطئ‪ ،‬وجعلت سمع ال على‬
‫سمعك وبصرك وذللتك بعزة ال‪ ،‬وقهرت سلطانك بسلطان ال‪ ،‬يا خبيث ل‬
‫سبيل لك على " فانك تقهره إن شاء ال‪ ،‬وتصرفه عنك‪ .‬فإذا ضللت‬
‫الطريق فأذن بأعلى صوتك وقل " يا سيارة ال دلونا على الطريق يرحمكم‬
‫ال‪ ،‬أرشدونا يرشدكم ال " فان أصبت وإل فناد يا عتاة الجن‪ ،‬ويا مردة‬
‫الشياطين‪ ،‬أرشدوني ودلوني على الطريق وإل أسرعت لكم بسهم ال‬
‫المصيب إياكم عزيمة علي بن أبي طالب‪ ،‬يا مردة الشياطين إن استطعتم‬
‫أن تنفذوا من أقطار السموات‬
‫]‪[154‬‬

‫والرض فانفذوا ل تنفذون إل بسلطان مبين‪ ،‬ال غالبكم بجنده الغالب‪ ،‬وقاهركم‬
‫بسلطانه القاهر‪ ،‬ومذللكم بعزه المتين‪ ،‬فان تولوا فقل حسبي ال ل إله إل‬
‫هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم‪ ،‬وارفع صوتك بالذان ترشد‪،‬‬
‫وتصب الطريق إن شاء ال‪) * 105 .‬باب( * * " )الدعية لقضاء‬
‫الحوائج وفيه أدعية اللحاح( " * * " )أيضا وما يناسب ذلك من‬
‫الدعية( " * ‪ - 1‬أقول‪ :‬قد مر في خبر العرابي والناقة أن أمير المؤمنين‬
‫رأى العرابي متعلقا بأستار الكعبة‪ ،‬وهو يقول‪ " :‬يا صاحب البيت‪ ،‬البيت‬
‫بيتك‪ ،‬والضيف ضيفك ولكل ضيف من ضيفه قرى‪ ،‬فاجعل قراي منك الليلة‬
‫المغفرة " فقال أمير المؤمنين عليه السلم لصحابه‪ :‬أما تسمعون كلم‬
‫العرابي ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬ال أكرم من أن يرد ضيفه‪ ،‬قال‪ :‬فلما كان‬
‫الليلة الثانية وجده متعلقا بذلك الركن‪ ،‬وهو يقول‪ :‬يا عزيزا في عزتك‪ ،‬فل‬
‫أعز منك في عزك‪ ،‬أعزني بعز عزك في عز ل يعلم أحد كيف هو أتوجه‬
‫إليك وأتوسل إليك بحق محمد وآل محمد عليك‪ ،‬أعطني ما ل يعطيني أحد‬
‫غيرك واصرف عني مال يصرفه أحد غيرك‪ .‬قال‪ :‬فقال أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم لصحابه‪ :‬هذا وال السم الكبر بالسريانية أخبرني به حبيبي‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله سأله الجنة فأعطاه‪ ،‬وسأله صرف النار وقد‬
‫صرفها عنه‪ ،‬قال‪ :‬فلما كان الليلة الثالثة وجده وهو متعلق بذلك الركن‬
‫وهو يقول‪ " :‬يا من ل يحويه مكان‪ ،‬ول يخلو منه مكان‪ ،‬بل كيفية كان‪،‬‬
‫ارزق العرابي أربعة ألف درهم " )‪ - 2 .(1‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‬
‫قال‪ :‬قال للصادق عليه السلم قائل‪ :‬علمني دعاء‬

‫)‪ (1‬مر الحديث بطوله في ج ‪ 41‬ص ‪ 47 - 44‬من كتاب المالى ص ‪.282 - 280‬‬

‫]‪[155‬‬

‫فقال له‪ :‬أين أنت من دعاء اللحاح‪ ،‬فقال له الطالب‪ :‬وما دعاء اللحاح ؟ فقال له‪:‬‬
‫تقول " اللهم رب السموات السبع وما فيهن‪ ،‬رب الرضين السبع وما‬
‫فيهن‪ ،‬ورب العرش العظيم‪ ،‬ورب محمد خاتم النبيين‪ ،‬أسئلك باسمك الذي‬
‫به تقوم السماء‪ ،‬وبه تقوم الرض‪ ،‬وبه تفرق الجمع‪ ،‬وبه تجمع المتفرق‪،‬‬
‫وبه ترزق الحياء وبه أحصيت عدد الثرى والرمل وورق الشجار‪ ،‬وقطر‬
‫البحور‪ ،‬أن تصلي على محمد وآل محمد " وتسأل حاجتك وألح في الطلب‬
‫فانه يحب إلحاح الملحين من عباده المؤمنين‪ .‬قال‪ :‬وقال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬وهذا من دعاء اللحاح‪ ،‬وهذا منه " يا من ل يحجبه سماء عن‬
‫سماء‪ ،‬ول أرض عن أرض‪ ،‬ول جنب عن قلب‪ ،‬ول ستر عن كن ول جبل‬
‫عما في أصله‪ ،‬ول بحر عما في قعره‪ ،‬يا من ل تشتبه عليه الصوات‪ ،‬ول‬
‫تغلبه كثرة الحاجات‪ ،‬ول يبرمه إلحاح الملحين‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‬
‫" ثم سل جاحتك )‪ - 3 .(1‬ل‪ :‬هاني بن محمد بن هاني‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫محمد بن محمد بن الحسن عن عبدوس بن محمد‪ ،‬عن منصور بن أسد‪،‬‬
‫عن أحمد بن عبد ال‪ ،‬عن إسحاق بن يحيى‪ ،‬عن خصيف بن عبد‬
‫الرحمان‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬أقبل علي بن أبي طالب‬
‫عليه السلم إلى النبي صلى ال عليه وآله فسأله شيئا فقال النبي‪ :‬يا علي‬
‫والذي بعثني بالحق نبيا ما عندي قليل ول كثير‪ ،‬ولكني اعلمك شيئا أتاني‬
‫به جبرئيل خليلي‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد هذه هدية لك من عند ال عزوجل أكرمك‬
‫ال بها لم يعطها أحدا قبلك من النبياء وهي تسعة عشر حرفا ل يدعو بهن‬
‫ملهوف ول مكروب ول محزون ول مغموم‪ ،‬ول عند سرق ول حرق‪ ،‬ول‬
‫يقولهن عبد يخاف سلطانا إل فرج ال عنه‪ ،‬وهي تسعة عشر حرفا أربعة‬
‫منها مكتوبة على جبهة إسرافيل وأربعة منها مكتوبة على جبهة ميكائيل‪،‬‬
‫وأربعة مكتوبة حول العرش‪ ،‬وأربعة منها مكتوبة على جبهة جبرئيل‪،‬‬
‫وثلثة منها حيث شاء ال‪ .‬فقال علي بن أبي طالب عليه السلم‪ :‬كيف‬
‫يدعو بها يا رسول ال ؟ قال‪ :‬قل " يا عماد‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪.5‬‬

‫]‪[156‬‬

‫من ل عماد له‪ ،‬ويا ذخر من ل ذخر له‪ ،‬ويا سند من ل سند له‪ ،‬ويا حرز من ل حرز‬
‫له‪ ،‬ويا غياث من ل غياث له‪ ،‬ويا كريم العفو‪ ،‬ويا حسن البلء‪ ،‬ويا عظيم‬
‫الرجاء‪ ،‬يا عز الضعفاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى‪ ،‬يا محسن يا‬
‫مجمل يا منعم يا مفضل‪ ،‬أنت الذي سجد لك سواد الليل‪ ،‬ونور النهار‪،‬‬
‫وضوء القمر‪ ،‬وشعاع الشمس‪ ،‬ودوي الماء‪ ،‬وحفيف الشجر يا ال يا ال‬
‫يا ال‪ ،‬أنت وحدك ل شريك لك " ثم قل‪ :‬اللهم افعل بي كذا وكذا فانك ل‬
‫تقوم من مجلسك حتى يستجاب لك إنشاء ال‪ .‬قال أحمد بن عبد ال‪ :‬قال‬
‫أبو صالح‪ :‬ل تعلموا السفهاء ذلك )‪ - 4 .(1‬ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪،‬‬
‫عن عم أبيه قال‪ :‬قلت للمام علي بن محمد عليهما السلم‪ :‬علمني يا‬
‫سيدي دعاء أتقرب إلى ال عزوجل به‪ ،‬فقال لي‪ :‬هذا دعاء كثيرا ما أدعو‬
‫به‪ ،‬وقد سألت ال عزوجل أن ل يخيب من دعا به في مشهدي بعدي وهو‪:‬‬
‫" يا عدتي عند العدد‪ ،‬ويا رجائي والمعتمد‪ ،‬ويا كهفي والسند‪ ،‬ويا واحد يا‬
‫أحد ويا قل هو ال أحد‪ ،‬أسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك‪ ،‬ولم تجعل‬
‫في خلقك مثلهم أحدا‪ ،‬صل على جماعتهم وافعل بي كذا وكذا " )‪.(2‬‬
‫دعوات الراوندي‪ :‬عن الشيخ أبي جعفر النيسابوري‪ ،‬عن الشيخ أبي علي‬
‫عن والده شيخ الطائفة‪ ،‬عن الفحام مثله‪ .‬أقول‪ :‬سيأتي باسناد آخر في‬
‫أبواب الزيارات‪ - 5 .‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن الحسن بن إبراهيم‬
‫بن حبيب‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن عبد الواحد‪ ،‬عن الحسن بن الحسين‪،‬‬
‫عن علي بن القاسم الكندي عن عمرو بن خالد‪ ،‬عن زيد بن علي‪ ،‬عن‬
‫آبائه‪ ،‬عن علي بن أبي طالب عليهم السلم قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه‬
‫وآله إذا نزل به كرب أو هم دعا " يا حي يا قيوم‪ ،‬يا حيا ل يموت ل إله إل‬
‫أنت كاشف الهم‪ ،‬مجيب دعوة المضطرين‪ ،‬أسألك بأن لك الحمد ل إله إل‬
‫أنت المنان‪ ،‬بديع السموات والرض‪ ،‬ذو الجلل والكرام‪ ،‬رحمن الدنيا‬

‫)‪ (1‬الخصال ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .96‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.286‬‬

‫]‪[157‬‬

‫والخرة‪ ،‬ورحيمهما‪ ،‬ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك‪ ،‬يا أرحم‬
‫الراحمين " قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما دعا أحد من المسلمين‬
‫بهذه ثلث مرات إل اعطي مسئلته إل أن يسأل مأثما أو قطيعة رحم )‪.(1‬‬
‫أقول‪ :‬قد أوردنا بعض ما يناسب الباب في باب أدعية الفرج‪ - 6 .‬سن‪:‬‬
‫جعفر بن محمد الشعري‪ ،‬عن القداح‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم‬
‫عن عبد ال بن جعفر قال‪ :‬قال لي عمي علي بن أبي طالب‪ :‬أل أحبوك‬
‫كلمات وال ما حدثت بها حسنا ول حسينا‪ ،‬إذا كانت لك إلى ال حاجة تحب‬
‫قضاها فقل‪ " :‬ل إله إل ال الحليم الكريم‪ ،‬ل إله إل ال العلي العظيم‪،‬‬
‫سبحان ال رب السموات السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم‪،‬‬
‫والحمد ل رب العالمين‪ ،‬اللهم إني أسئلك بأنك ملك مقتدر‪ ،‬وأنت على كل‬
‫شئ قدير‪ ،‬ما تشاء من كل شئ يكون " ثم تسأل حاجتك )‪ - 7 .(2‬غط‪:‬‬
‫أحمد بن علي الرازي‪ ،‬عن علي بن عائذ الرازي‪ ،‬عن الحسن ابن وجناء‬
‫النصيبي‪ ،‬عن أبي نعيم محمد بن أحمد النصاري‪ ،‬عن القائم صلوات ال‬
‫عليه قال‪ :‬كان أبو عبد ال عليه السلم يقول في دعاء اللحاح‪ " :‬اللهم‬
‫إني أسئلك باسمك الذي به تقوم السماء‪ ،‬وبه تقوم الرض‪ ،‬وبه تفرق بين‬
‫الحق والباطل‪ ،‬وبه تجمع بين المتفرق‪ ،‬وبه تفرق بين المجتمع‪ ،‬وبه‬
‫أحصيت عدد الرمال‪ ،‬وزنة الجبال وكيل البحار أن تصلي على محمد وآل‬
‫محمد وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا )‪ .(3‬أقول‪ :‬أوردنا تمام الخبر‬
‫بأسانيد جمة في باب من رأى القائم عليه السلم وباب دعوات الئمة‬
‫عليهم السلم )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .125‬المحاسن ص ‪ (3) .34‬غيبة الشيخ‬


‫الطوسى ص ‪ (4) .68‬راجع ج ‪ 52‬ص ‪ 6‬و ‪ ،7‬تاريخ المام الثاني عشر‬
‫الحجة القائم‪ ،‬ج ‪ 94‬ص ‪ 188‬من كتاب الدعاء نقل من كتاب كمال الدين‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪.144‬‬

‫]‪[158‬‬

‫‪ - 8‬ضا‪ :‬إذا كان لك إلى رجل حاجة فقل‪ " :‬خيرك بين عينيك‪ ،‬وشرك تحت قدميك‪،‬‬
‫فأنا أستعين بال عليك " تقول‪ :‬ذلك مرارا‪ - 9 .‬قب‪ :‬الكلوا ذاني في‬
‫المالي وعمر الول في الوسيلة‪ :‬جاء في حديث الليث ابن سعد أنه رأى‬
‫رجل جالسا على أبي قبيس‪ ،‬وهو يقول‪ " :‬يا رب يا رب " حتى انقطع‬
‫نفسه‪ ،‬ثم قال‪ " :‬يا أرحم الراحمين " حتى انقطع نفسه‪ ،‬ثم قال‪ " :‬يا رباه‬
‫يا رباه " حتى انقطع نفسه‪ ،‬ثم قال‪ " :‬يا ال يا ال " حتى انقطع نفسه‪،‬‬
‫ثم قال‪ " :‬يا حي يا حي " حتى انقطع نفسه‪ ،‬ثم قال‪ " :‬يا رحيم يا رحيم "‬
‫حتى انقطع نفسه ثم قال‪ " :‬يا أرحم الراحمين " حتى انقطع نفسه‪ ،‬سبع‬
‫مرات‪ ،‬ثم قال‪ " :‬اللهم إني أشتهي من هذا العنب فأطعمنيه اللهم وإن‬
‫برداي قد خلقا‪ ،‬فاكسني "‪ .‬قال الليث‪ :‬فو ال ما استتم كلمه حتى نظرت‬
‫إلى سلة مملوءة عنبا وليس على وجه الرض يومئذ عنبة‪ ،‬وبردين‬
‫مصبوغين‪ ،‬فقربت منه وأكلت معه‪ ،‬ولبس البردين ثم نزلنا فلقي فقيرا‬
‫فأعطاه برديه الخلقين‪ ،‬ثم انصرف‪ ،‬فسألت عنه فقيل‪ :‬هذا جعفر الصادق )‬
‫‪ .(1‬أقول‪ :‬رواه في كشف الغمة عن محمد بن طلحة وغيره بأسانيد‪ ،‬وفيه‬
‫فقال‪ " :‬يا رب يا رب " حتى انقطع نفسه‪ ،‬ثم قال‪ " :‬رب رب " حتى‬
‫انقطع نفسه‪ ،‬ثم قال‪ " :‬يا ال يا ال " حتى انقطع نفسه إلى آخر الدعاء )‬
‫‪ - 10 .(2‬مكا‪ :‬من دعاء أمير المؤمنين عليه السلم في الحاجة " ل إله‬
‫إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬الحليم الكريم‪ ،‬ل إله إل ال وحده ل شريك له‪،‬‬
‫العلي العظيم‪ ،‬الحمد ل الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬يا هو يا من هو‪ ،‬هو‬
‫هو يا من ليس هو إل هو يا هو يا من ل هو إل هو )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬مناقب آل ابى طالب ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .232‬كشف الغمة ج ‪ 2‬ص ‪ ،420‬وفيه‬
‫تفصيل‪ ،‬وقد أورده المؤلف العلمة في ج ‪ 47‬ص ‪ 142‬من تاريخ المام‬
‫الصادق عليه السلم راجعه‪ (3) .‬مكارم الخلق ص ‪.398‬‬

‫]‪[159‬‬

‫أيضا في طلب الحاجة‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان أبي إذا ألمت به‬
‫الحاجة يسجد من غير قراءة ول ركوع ثم يقول‪ :‬يا أرحم الراحمين سبع‬
‫مرات‪ ،‬وما قالها مؤمن إل قال ال جل جلله‪ :‬ها أنا ذا أرحم الراحمين‪،‬‬
‫سل حاجتك )‪ .(1‬قال النبي صلى ال عليه وآله لعلي‪ :‬يا علي إذا خرجت‬
‫من منزلك تريد حاجة فاقرء آية الكرسي فان حاجتك تقضى إنشاء ال )‪.(2‬‬
‫عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬من ذهب في حاجة على غير وضوء فلم‬
‫يقض حاجته فل يلومن إل نفسه )‪ .(3‬من كتاب عيون الخبار عن الرضا‪،‬‬
‫عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السلم قال‪ :‬قال‪ :‬إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر‬
‫في طلبها يوم الخميس‪ ،‬وليقرء إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران‪،‬‬
‫وآية الكرسي وإنا أنزلناه في ليلة القدر‪ ،‬وام الكتاب فان فيها قضاء حوائج‬
‫الدنيا والخرة )‪ .(4‬في المهمات‪ :‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا‬
‫أصاب الرجل كربة أو شدة فليكشف عن ركبتيه وذراعيه‪ ،‬وليلصقها‬
‫بالرض‪ ،‬ويلصق جؤجؤه بالرض‪ ،‬ثم يدعو )‪ .(5‬آخر‪ :‬قال علي عليه‬
‫السلم لبنه‪ :‬إذا نزل بك أمر عظيم في دين أو دنيا‪ ،‬فتوضأ وارفع يديك‬
‫وقل‪ " :‬يا ال يا ال " سبع مرات فانه يستجاب لك )‪ .(6‬آخر‪ :‬وعن أبي‬
‫الحسن الول عليه السلم‪ :‬ما من أحد دهمه أمر يغمه أو كربته كربة فرفع‬
‫رأسه إلى السماء وقال ثلث مرات‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم " إل فرج‬
‫ال كربته‪ ،‬وأذهب غمه إنشاء ال تعالى )‪ - 11 .(7‬مكا‪ :‬إذا أردت حاجة‬
‫فقل‪ " :‬اللهم إني أسئلك باسمك العلى الكبر العز الجل العظم الكرم‬
‫أن تفعل بي كذا‪ .‬فانه ل يرد )‪.(8‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬مكارم الخلق ص ‪ (4 - 3) .398‬مكارم الخلق ص ‪ ،399‬وتراه في‬


‫كتاب العيون ج ‪ 2‬ص ‪ (7 - 5) .40‬مكارم الخلق‪ (8) .399 :‬مكارم‬
‫الخلق ص ‪.405‬‬

‫]‪[160‬‬

‫كشف‪ :‬من كتاب الدلئل للحميري عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬لما قتل الحسين‬
‫بن علي عليه السلم جاء محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين فقال له‪:‬‬
‫يا ابن أخي أنا عمك وصنو أبيك وأسن منك‪ ،‬فأنا أحق بالمامة والوصية‪،‬‬
‫فادفع إلي سلح رسول ال‪ ،‬فقال علي بن الحسين‪ :‬يا عم اتق ال‪ ،‬ول تدع‬
‫ما ليس لك‪ ،‬فاني أخاف عليك نقص العمر‪ ،‬وشتات المر‪ ،‬فقال له محمد‬
‫بن الحنفية‪ :‬أنا أحق بهذا المر منك‪ ،‬فقال علي بن الحسين‪ :‬يا عم فهل لك‬
‫إلى حاكم نحتكم إليه ؟ فقال‪ :‬ومن هو ؟ قال‪ :‬الحجر السود‪ .‬قال‪ :‬فتحا كما‬
‫إليه فلما وقفا عنده قال له‪ :‬يا عم تكلم‪ ،‬فأنت المطالب قال‪ :‬فتكلم محمد بن‬
‫الحنفية فلم يجبه‪ ،‬قال‪ :‬فتقدم علي بن الحسين فوضع يده عليه وقال‪ :‬اللهم‬
‫إني أسئلك باسمك المكتوب في سرادق البهاء‪ ،‬وأسئلك باسمك المكتوب‬
‫في سرادق العظمة وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق القوة‪ ،‬وأسئلك‬
‫باسمك المكتوب في سرادق الجلل‪ ،‬وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق‬
‫السلطان‪ ،‬وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق السرائر‪ ،‬وأسئلك باسمك‬
‫الفائق الخبير البصير‪ ،‬رب الملئكة الثمانية‪ ،‬ورب جبرئيل وميكائيل‬
‫وإسرافيل‪ ،‬ورب محمد خاتم النبيين لما أنطقت هذا الحجر بلسان عربي‬
‫فصيح‪ ،‬يخبر لمن المامة والوصية بعد الحسين بن علي ؟ قال‪ :‬ثم أقبل‬
‫علي بن الحسين على الحجر فقال‪ :‬أسئلك بالذي جعل فيك مواثيق العباد‪،‬‬
‫والشهادة لمن وافاك‪ ،‬إل أخبرت لمن المامة والوصية بعد الحسين ابن‬
‫علي ؟ فتزعزع الحجر حتى كاد أن يزول من موضعه وتكلم بلسان عربي‬
‫فصيح‪ ،‬يقول‪ " :‬يا محمد سلم سلم إن المامة والوصية بعد الحسين لعلي‬
‫بن الحسين " قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬فرجع محمد بن علي ابن الحنفية‬
‫وهو يقول‪ :‬بأبى علي )‪ - 13 .(1‬كشف‪ :‬من كتاب دلئل الحميري عن‬
‫مولى لبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كنا مع أبي الحسن عليه السلم حين‬
‫قدم به البصرة‪ ،‬فلما أن كان قرب المدائن ركبنا في أمواج كثيرة وخلفنا‬
‫سفينة فيها امرأة تزف‪ ،‬إلى زوجها‪ ،‬وكانت لهم جلبة )‪ (2‬فقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .309‬الجلبة‪ :‬اختلط الصوات‪.‬‬

‫]‪[161‬‬

‫ما هذه الجلبة ؟ قلنا‪ :‬عروس‪ ،‬فما لبثنا أن سمعنا صيحة‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذا ؟ فقالوا‪:‬‬
‫ذهبت العروس لتغترف ماء فوقع منها سوار من ذهب فصاحت‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫احبسوا وقولوا لملحهم تحبس‪ ،‬فحبسنا وحبس ملحهم‪ ،‬فاتكأ على‬
‫السفينة‪ ،‬وهمس قليل وقال‪ :‬قولوا لملحهم يتزر بفوطة وينزل فيتناول‬
‫السوار‪ ،‬فنظرنا فإذا السوار على وجه الرض‪ ،‬وإذا ماء قليل‪ ،‬فنزل‬
‫الملح‪ ،‬فأخذ السوار‪ ،‬فقال‪ :‬أعطها وقل لها‪ :‬فلتحمد ال ربها‪ ،‬ثم سرنا‪.‬‬
‫فقال له أخوه إسحاق‪ :‬جعلت فداك الدعاء الذي دعوت به علمنيه قال‪ :‬نعم‬
‫ول تعلمه من ليس له بأهل ول تعلمه إل من كان من شيعتنا‪ ،‬ثم قال‪ :‬اكتب‬
‫فأمل على إنشاء‪ " :‬يا سابق كل فوت‪ ،‬يا سامعا لكل صوت قوي أو خفي‪،‬‬
‫يا محيي النفوس بعد الموت‪ ،‬ل تغشاك الظلمات الحندسية )‪ ،(1‬ول تشابه‬
‫عليك اللغات المختلفة ول يشغلك شئ عن شئ‪ ،‬يا من ل يشغله دعوة داع‬
‫دعاه من السماء‪ ،‬يا من له عند كل شئ من خلقه سمع سامع‪ ،‬وبصر نافذ‪،‬‬
‫يا من ل تغلطه كثرة المسائل‪ ،‬ول يبرمه إلحاح الملحين‪ ،‬يا حي حين ل حي‬
‫في ديمومة ملكه وبقائه‪ ،‬يا من سكن العلى واحتجب عن خلقه بنوره‪ ،‬ما‬
‫من أشرقت لنوره دجى الظلم‪ ،‬أسئلك باسمك الواحد الحد الفرد الصمد‬
‫الذي هو من جميع أركانك صل على محمد وأهل بيته " ثم سل حاجتك )‬
‫‪ - 14 .(2‬تم‪ :‬روى أبو محمد الحسن بن محمد المقري‪ ،‬عن محمد بن‬
‫أحمد المنصوري عن عم أبيه موسى بن عيسى بن أحمد‪ ،‬عن المام أبي‬
‫الحسن علي بن محمد عليه السلم صاحب العسكر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬من قدم هذا الدعاء أمام دعائه استجيب له قال‪ :‬وحدثناه مرة اخرى‪،‬‬
‫فقال‪ :‬حدثني عمي‪ ،‬عن يزيد بن داود‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد ال الكجي‪ ،‬عن‬
‫عاصم النبيل‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من أحب أن ل يرد‬

‫)‪ (1‬الحندس‪ :‬ظلمة الليل واشتداد سواده‪ (2) .‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.43‬‬

‫]‪[162‬‬

‫دعاؤه فليقدم هذا الدعاء أمام دعائه‪ ،‬وهو " ما شاء ال توجها إلى ال‪ ،‬ما شاء‬
‫ال تعبدا ل‪ ،‬ما شاء ال تلطفا ل‪ ،‬ما شاء ال تذلل ل‪ ،‬ما شاء ال‬
‫استنصارا بال‪ ،‬ما شاء ال استكانة ل‪ ،‬ما شاء ال تضرعا إلى ال‪ ،‬ما‬
‫شاء ال استعانة بال‪ ،‬ما شاء ال استغاثة بال ما شاء ال ل حول ول قوة‬
‫إل بال العلي العظيم )‪ - 15 .(1‬ق‪ :‬روى محمد بن أحمد بن عبد ال‬
‫المنصوري‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قلت لسيدنا أبي الحسن علي صاحب‬
‫العسكري عليه السلم‪ :‬علمني دعاء وخصني به‪ ،‬فقال‪ :‬قل‪ :‬يا با موسى "‬
‫يا عدتي دون العدد‪ ،‬يا رجائي والمعتمد‪ ،‬ويا كهفي والسند ويا‪ :‬واحد يا‬
‫أحد‪ ،‬يا من هو ال أحد‪ ،‬أسئلك بحق من خلقته من خلقك‪ ،‬ولم تجعل في‬
‫خلقك مثلهم أحدا‪ ،‬أن تصلي على جماعتهم‪ ،‬وتفعل بي كذا وكذا‪ " ....‬فاني‬
‫قد سألت ال سبحانه أن ل يخيب من دعا به‪ - 16 .‬ما‪ :‬أحمد بن عبدون‪،‬‬
‫عن علي بن محمد بن محمد بن الزبير‪ ،‬عن علي بن الحسن بن فضال‪،‬‬
‫عن العباس بن عامر‪ ،‬عن أحمد بن رزق‪ ،‬عن يحيى بن العل عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال لي‪ :‬ادع بهذا الدعاء وأنا ضامن لك حاجتك‬
‫على ال " اللهم أنت ولي نعمتي‪ ،‬وأنت القادر على طلبتي‪ ،‬قد تعلم حاجتي‬
‫فأسألك بحق محمد وآل محمد لما قضيتها " )‪ - 17 .(2‬دعوات الراوندي‪:‬‬
‫قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬من قرأ ماء آية من القرآن من أي القرآن‬
‫شاء‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا ال سبع مرات‪ ،‬فلو دعا على الصخرة لقلعها )‪ (3‬إنشاء‬
‫ال‪ .‬وعن الرضا عليه السلم قال‪ :‬اغتممت في بعض المور فأتاني أبو‬
‫جعفر عليه السلم فقال‪ :‬يا بني ادع ال وأكثر من " يا رؤف يا رحيم "‪.‬‬
‫وقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬من قال‪ " :‬يا من يفعل ما يشاء ول يفعل ما‬
‫يشاء أحد غيره " ثلث مرات استجيب له‪ ،‬وهو الدعاء الذي ل يرد‪ ،‬وإن‬
‫من أوجه الدعاء‬

‫)‪ (1‬فلح السائل ‪ (2) .97‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .289‬لفلقها خ‪.‬‬

‫]‪[163‬‬
‫وأبلغه أن يقول‪ " :‬يا ال الذي كمثله شئ صل على محمد وأهل بيته وافعل بي كذا‬
‫وكذا " وكان أبي عبد ال عليه السلم يخزن هذا الدعاء ويخبأه ول يطلع‬
‫عليه أحدا " أعوذ بدرع ال الحصينة التي ل ترام‪ ،‬وأعوذ بجمع ال من‬
‫كذا وكذا " وقولوا‪ :‬كلمات الفرج‪ .‬وقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إن من‬
‫ألح الدعاء أن يقول العبد‪ :‬ما شاء ال‪ .‬وإن من أجمع الدعاء أن يقول‬
‫العبد‪ :‬الستغفار‪ ،‬وسيد كلم الولين والخرين " ل إله إل ال "‪ .‬وقدم‬
‫رجل على رسول ال صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول ال هل من دعاء‬
‫ل يرد ؟ قال‪ :‬نعم‪ " ،‬اللهم إني أسئلك باسمك العلى الجل العظم "‬
‫رددها ثم سل حاجتك‪ .‬وعن الثمالي قال‪ :‬قلت لعلي بن الحسين عليهما‬
‫السلم‪ :‬علمني دعاء فقال‪ :‬يا ثابت قل‪ " :‬اللهم إني أسئلك بأن لك الحمد ل‬
‫إله إل أنت المنان بديع السموات والرض ذو الجلل والكرام أن تفعل بي‬
‫كذا وكذا " ثم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬هو الذي إذا دعي‬
‫به اجاب وإذا سئل به أعطى‪ .‬وعن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬دفع إلي‬
‫جبرئيل عن ال تبارك وتعالى هذه المناجات لطلب الحاجة " اللهم جدير‬
‫من أمرته بالدعاء أن يدعوك ومن وعدته بالستجابة أن يرجوك‪ ،‬ولي‬
‫اللهم حاجة قد عجزت عنها حيلتي‪ ،‬وكلت منها طاقتي‪ ،‬وضعفت عن‬
‫مرامها قوتي‪ ،‬وسولت لي نفسي المارة بالسوء‪ ،‬وعدوي الغرور الذي أنا‬
‫منه ومنها مبلو‪ ،‬أن أرغب إلى ضعيف مثلي ومن هو في النكول شكلي‬
‫حتى تداركتني رحمتك‪ ،‬وبادرتني بالتوفيق رأفتك‪ ،‬ورددت علي عقلي‬
‫بتط ؟ لك‪ ،‬وألهمتني رشدي بتفضلك‪ ،‬وأجليت بالرجاء لك قلبي‪ ،‬وأزلت‬
‫خدعة عدوي عن لبي‪ ،‬وصححت في التأمل فكري‪ ،‬وشرحت بالرجاء‬
‫لسعافك صدري‪ ،‬وصورت لي الفوز ببلوغ ما رجوته‪ ،‬والوصول إلى ما‬
‫أملته‪ ،‬فوقفت اللهم رب بين ذلك سائل لك مما دعا إليك واثقابك‪ ،‬متوكل‬
‫عليك في قضاء حاجتي‪ ،‬وتحقيق امنيتي‪ ،‬وتصديق‬

‫]‪[164‬‬

‫رغبتي‪ ،‬فأعذني اللهم رب بكرمك من الخيبة والقنوط والناة والتثبيط بهنيئ‬


‫إجابتك‪ ،‬وسابغ موهبتك‪ ،‬إنك ولي‪ ،‬وبالمنائح الجزيلة ملي‪ ،‬وأنت على كل‬
‫شئ قدير‪ ،‬وبكل شئ محيط‪ .‬ومن دعاء النبي صلى ال عليه وآله " يا من‬
‫أظهر الجميل‪ ،‬وستر ]على[ القبيح‪ ،‬يا من لم يهتك الستر‪ ،‬ولم يؤاخذ‬
‫بالجريرة‪ ،‬يا عظيم العفو‪ ،‬يا حسن التجاوز‪ ،‬يا واسع المغفرة‪ ،‬يا باسط‬
‫اليدين بالرحمة‪ ،‬يا صاحب كل نجوى‪ ،‬ومنتهى كل شكوى يا مقيل العثرات‪،‬‬
‫يا كريم الصفح‪ ،‬يا عظيم المن‪ ،‬يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا رباه يا‬
‫سيداه يا أمله‪ ،‬يا غاية رغبتاه أسئلك بك يا ال أن ل تشوه خلقي بالنار‬
‫وأن تقضي لي حوائج آخرتي ودنياي‪ ،‬وتفعل بي كذا وكذا " وتصلي على‬
‫محمد وآل محمد وتدعو بما بدا لك‪ .‬وروي‪ :‬إن في العرش تمثال لكل عبد‬
‫فإذا اشتغل العبد بالعبادة رأت الملئكة تمثاله وإذا اشتغل بالمعصية أمر ال‬
‫بعض الملئكة حتى يحجبوه بأجنحتهم‪ ،‬لئل تراه الملئكة‪ ،‬فذلك معنى قوله‬
‫صلى ال عليه وآله‪ " :‬يا من أظهر الجميل وستر القبيح "‪ - 18 .‬البلد‬
‫المين‪ :‬نقل من كتاب الحتساب على اللباب لبن طاووس رحمه ال أن‬
‫الصادق عليه السلم كان إذا ألحت به الحاجة يسجد من غير صلة ول‬
‫ركوع ثم يقول‪ " :‬يا أرحم الراحمين " سبعا ثم يسأل حاجته‪ ،‬ثم قال عليه‬
‫السلم‪ :‬ما قال أحد‪ " :‬يا أرحم الراحمين " سبعا إل قال ال تعالى له‪ :‬ها‬
‫أنا أرحم الراحمين‪ ،‬سل حاجتك‪ .‬وفي كتاب المشيخة تأليف الحسن بن‬
‫محبوب‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم أنه لم يقل مؤمن يا ال عشر مرات‬
‫متتابعات‪ ،‬إل قال ال تعالى‪ :‬لبيك عبدي سل حاجتك‪ .‬وفي كتاب الصلة‬
‫لمحمد بن علي بن محبوب‪ ،‬عن الصادق عليه السلم من قال‪ :‬عشر‬
‫مرات‪ :‬يا رب يا رب قيل له‪ :‬لبيك سل حاجتك‪ .‬وفي كتاب الكافي للكليني‬
‫عن الرضا عليه السلم‪ :‬دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة‬
‫علنية‪ .‬وعن الصادق عليه السلم أن ال تعالى ل يستجيب دعاء بظهر‬
‫قلب قاس‪.‬‬

‫]‪[165‬‬

‫وفي عدة الداعي أنه لم يقل أحد يا رباه يا رباه عشرا إل قيل له ]لبيك سل حاجتك[‪،‬‬
‫ومثل ذلك يا سيداه يا سيداه‪ .‬وروي أنه من قال في سجدته‪ :‬يا رباه يا‬
‫سيداه‪ ،‬ثلثا اجيب بمثل ذلك‪ .‬وعن سماعة‪ ،‬عن ]أبي[ الحسن عليه السلم‬
‫إذا كان لك عند ال تعالى حاجة فقل‪ " :‬اللهم بحق محمد وعلي فان لهما‬
‫عندك شأنا من الشأن‪ ،‬وقدرا من القدر‪ ،‬أسألك بحق ذلك الشأن‪ ،‬وبحق ذلك‬
‫القدر‪ ،‬أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا‪ .‬فانه إذا كان‬
‫يوم القيمة‪ ،‬لم يبق ملك مقرب ول نبي مرسل ول عبد مؤمن امتحن ال‬
‫تعالى قلبه لليمان إل وهو محتاج إليهما في ذلك اليوم‪ .‬ومنه عن علي‬
‫عليه السلم قال‪ :‬من قرأ مائة آية من أي آي القرآن شاء ثم قال‪ :‬يا ال‪.‬‬
‫سبعا‪ ،‬فلو دعا على صخرة لقلعها ال تعالى )‪ - 19 .(1‬مهج‪ :‬دعاء علمه‬
‫أمير المؤمنين لبنه الحسن عليهما السلم إذا قصدت إنسانا لحاجة فاكتب‬
‫ذلك وأمسكه في يدك اليمنى‪ ،‬وتذهب أين شئت‪ " :‬اللهم إني أسألك يا ال‬
‫يا واحد يا أحد يا وتر يا نور يا صمد‪ ،‬يا من ملت أركانه السموات‬
‫والرض‪ ،‬أسئلك أن تسخر لي قلب فلن بن فلن كما سخرت الحية لموسى‬
‫عليه السلم وأسئلك أن تسخر لي قلبه كما سخرت لسليمان جنوده من‬
‫الجن والنس والطير فهم يوزعون‪ ،‬وأسئلك أن تلين لي قلبه كما لينت‬
‫الحديد لداود عليه السلم وأسئلك أن تذلل قلبه كما ذللت نور القمر لنور‬
‫الشمس‪ ،‬يا ال هو عبدك ابن أمتك‪ ،‬وأنا عبدك ابن أمتك‪ ،‬أخذت بقدميه‬
‫وناصيته‪ ،‬فسخره لي حتى يقضي حاجتي هذه‪ ،‬وما اريد‪ ،‬إنك على كل شئ‬
‫قدير‪ ،‬وهو على ما هو فيما هو‪ ،‬ل إله إل هو الحي القيوم )‪- 20 .(2‬‬
‫مهج‪ :‬روى محمد بن أحمد بن عبيد ال المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه قال‪ :‬قلت‬
‫لسيدنا أبي الحسن علي صاحب العسكر عليه السلم‪ :‬علمني دعاء‬
‫وخصني به‬

‫)‪ (1‬النصوص منقولة من حاشية البلد المين لمؤلفه‪ ،‬ولم تطبع‪ ،‬راجع محاسبة‬
‫النفس ‪ ،151 - 147‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 476‬و ‪ 474‬عدة الداعي ص ‪.38‬‬
‫)‪ (2‬مهج الدعوات ص ‪.179‬‬

‫]‪[166‬‬

‫فقال‪ :‬قل يا با موسى‪ " :‬يا عدتي دون العدد‪ ،‬ويا رجائي والمعتمد‪ ،‬ويا كهفي‬
‫والسند يا واحد يا أحد‪ ،‬يا من هو ال أحد‪ ،‬أسئلك بحق من خلقته من‬
‫خلقك‪ ،‬ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا‪ ،‬أن تصلى على جماعتهم‪ ،‬وتفعل بي‬
‫كذا وكذا " فاني قد سألت ال سبحانه وتعالى أن ل يخيب من دعا به )‪.(1‬‬
‫‪ - 21‬مهج‪ :‬روينا باسنادنا إلى سعد بن عبد ال من كتابه قال‪ :‬حدثني‬
‫الحسن ابن علي بن عبد ال‪ ،‬عن الحسين بن سيف‪ ،‬عن محمد بن سليمان‬
‫البصري‪ ،‬عن إبراهيم ابن المفضل‪ ،‬عن أبان بن تغلب‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬كان الذي دعا به علي ابن الحسين عليهما السلم عند‬
‫محاكمته محمد بن الحنفية إلى الحجر السود أن قال‪ " :‬اللهم إني أسئلك‬
‫باسمك المكتوب في سرادق المجد‪ ،‬وأسألك باسمك المكتوب في سرادق‬
‫البهاء‪ ،‬وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق العظمة‪ ،‬وأسئلك باسمك‬
‫المكتوب في سرادق الجلل‪ ،‬وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق العزة‬
‫وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق القدرة‪ ،‬وأسئلك باسمك المكتوب في‬
‫سرادق السرائر‪ ،‬السابق الفائق‪ ،‬الحسن النضير‪ ،‬رب الملئكة الثمانية‪،‬‬
‫ورب العرش العظيم‪ ،‬وبالعين التي ل تنام‪ ،‬وبالسم الكبر الكبر الكبر‪،‬‬
‫وبالسم العظم العظم العظم‪ ،‬المحيط بملكوت السموات والرض‪،‬‬
‫وبالسم الذي أشرقت به الشمس وأضاء به القمر وسجرت به البحار‪،‬‬
‫ونصبت به الجبال‪ ،‬وبالسم الذي قام به العرش والكرسي‪ ،‬وبأسمائك‬
‫المقدسات المكرمات المكنونات المخزونات في علم الغيب عندك أسألك‬
‫بذلك كله أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تفعل بي كذا وكذا‪ ...‬قال‬
‫أبان بن تغلب‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا أبان إياكم أن تدعوا بهذا‬
‫الدعاء إل لمر مهم من أمر الخرة والدنيا‪ ،‬فان العباد ما يدرون ما هو ؟‬
‫هو من مخزون علم آل محمد‪ .‬عليه وعليهم السلم )‪ - 22 .(2‬مهج‪ :‬روينا‬
‫باسنادنا إلى سعد بن عبد ال من كتاب فضل الدعاء باسناده‬
‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ 338‬وفيه " يا مونسى يا عدتي " وهو تصحيف‪(2) .‬‬
‫مهج الدعوات ص ‪ 197‬وقد مر في ص ‪ 160‬أيضا مع اختلف‪.‬‬

‫]‪[167‬‬

‫إلى محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬الكلمات التي تلقى بها آدم ربه‬
‫هي‪ " :‬اللهم ل إله إل أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي‬
‫فاغفر لي فانه ل يغفر الذنوب إل أنت اللهم إني عملت سوءا وظلمت نفسي‬
‫فاغفر لي إنك خير الغافرين )‪ .(1‬ومن ذلك ما علمه ال جل جلله لدم‬
‫عليه السلم لدفع حديث النفس‪ ،‬روينا ذلك باسنادنا أيضا إلى سعد بن عبد‬
‫ال من كتاب فضل الدعاء باسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬شكى آدم عليه السلم إلى ال حديث النفس فنزل عليه‬
‫جبرئيل فقال‪ :‬قل‪ " :‬ل حول ول قوة إل بال " )‪ .(2‬ومن ذلك دعاء آدم‬
‫عليه السلم برواية اخرى لما تلقى من ربه كلمات ولعله عليه السلم دعا‬
‫بها وهو‪ " :‬يا رباه يا رباه يا رباه ل يرد غضبك إل حلمك‪ ،‬ول ينجي من‬
‫عقوبتك إل التضرع إليك‪ ،‬حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما‬
‫حرمتني‪ ،‬وإن حرمتنيها لم ينفعني ما أعطيتني‪ ،‬اللهم إني أسئلك الفوز‬
‫بالجنة وأعوذ بك من النار‪ ،‬يا ذا العرش الشامخ المنيف‪ ،‬يا ذا الجلل‬
‫والكرام الباذخ العظيم‪ ،‬يا ذا الملك الفاخر القديم‪ ،‬يا إله العالمين‪ ،‬يا صريخ‬
‫المستصرخين‪ ،‬ويا منزول به كل حاجة إن كنت قد رضيت عني فازدد عني‬
‫رضي‪ ،‬وقربني منك زلفى وإل تكن رضيت عني‪ ،‬فبحق محمد وآله‬
‫وبفضلك عليهم لما رضيت عني إنك أنت التواب‪ .‬قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬هذا الدعاء الذي تلقى آدم من ربه فتاب عليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا آدم سألتني‬
‫بمحمد ولم تره‪ ،‬فقال‪ :‬رأيت على عرشك مكتوبا‪ :‬ل إله إل ال محمد رسول‬
‫ال‪ ،‬فقال راوي الحديث‪ :‬فو ال ما دعوت بهن في سر ول علنية في شدة‬
‫ول رخاء‪ ،‬إل استجاب ال لي )‪ .(3‬ومن ذلك دعاء نوح عليه السلم‬
‫وجدت في الجزء الرابع من كتاب دفع الهموم والحزان‪ ،‬تأليف أحمد بن‬
‫داود النعماني قال‪ :‬ولما نظر نوح عليه السلم إلى هول الماء‬

‫)‪ (2 - 1‬مهج الدعوات ص ‪ (3) .378‬مهج الدعوات ص ‪.379‬‬

‫]‪[168‬‬

‫والموج والمواج‪ ،‬دخله الرعب فأوحى ال عزوجل إليه قل‪ " :‬ل إله إل ال " ألف‬
‫مرة انجك‪ .‬قال‪ :‬فدخلت الريح في الشراع فقال‪ :‬ل إله إل ال ألفا فنجاه ال‬
‫بما قالها )‪ .(1‬ومن ذلك دعاء إدريس عليه السلم وجدناه عن الحسن‬
‫البصري قال‪ :‬لما بعث ال إدريس عليه السلم إلى قومه علمه هذه‬
‫السماء وأوحى إليه أن قلهن سرا في نفسك‪ ،‬ول تبدهن للقوم‪ ،‬فيدعوني‬
‫بهن‪ ،‬قال‪ :‬وبهن دعا فرفعه ال مكانا عليا‪ ،‬ثم علمهن ال تعالى موسى ثم‬
‫علمهن ال تعالى محمدا صلى ال عليه وآله‪ ،‬وبهن دعا في غزوة‬
‫الحزاب‪ .‬قال الحسن‪ :‬وكنت مستخفيا من الحجاج فأدعو ال عزوجل بهن‬
‫فحبسه عني‪ ،‬ولقد دخلوا على ست مرات فأدعو بهن فأخذ ال سبحانه‬
‫أبصارهم عني‪ ،‬فادع بهن في التماس المغفرة لجميع الذنوب‪ ،‬ثم اسأل‬
‫حاجتك من أمر آخرتك ودنياك فانك تعطاه إنشاء ال عزوجل‪ ،‬فانهن‬
‫أربعون أسماء عدد أيام التوبة وهي‪ :‬سبحانك ل إله إل أنت‪ ،‬يا رب كل‬
‫شئ ووارثه‪ ،‬يا إله اللهة‪ ،‬الرفيع جلله‪ ،‬يا ال المحمود في كل فعاله‪ ،‬يا‬
‫رحمن كل شئ وراحمه‪ ،‬يا حي حين ل حي في ديمومية ملكه وبقائه‪ ،‬يا‬
‫قيوم فل شئ يفوت علمه ول يؤده‪ ،‬يا واحد الباقي أول كل شئ وآخره‪ ،‬يا‬
‫دائم بل فناء ول زوال لملكه‪ ،‬يا صمد من غير شبيه‪ ،‬ول شئ كمثله‪ ،‬يا‬
‫بارئ فل شئ كفوه ول إمكان لوصفه‪ ،‬يا كبير أنت الذي ل تهتدي القلوب‬
‫لوصف عظمته‪ ،‬يا بارئ النفوس بل مثال خل من غيره‪ ،‬يا زاكى الطاهر‬
‫من كل آفة بقدسه‪ ،‬يا كافي الموسع لما خلق من عطايا فضله‪ ،‬يا نقي من‬
‫كل جور ولم يرضه ولم يخالطه فعاله‪ .‬يا حنان أنت الذي وسعت كل شئ‬
‫رحمة وعلما‪ ،‬يا منان ذا الحسان قد عم الخلئق منه‪ ،‬يا ديان العباد كل‬
‫يقوم خاضعا لرهبته ]ورغبته[ يا خالق من في السموات والرضين وكل‬
‫إليه معاده‪ ،‬يا رحيم كل صريخ ومكروب وغياثه ومعاذه يا تام فل تصف‬
‫اللسنة كنه جلل ملكه وعزه‪ ،‬يا مبدئ البدايع لم يبغ في إنشائها‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.379‬‬

‫]‪[169‬‬

‫عونا من خلقه‪ ،‬يا علم الغيوب فل يؤده شئ من حفظه‪ ،‬يا حليم ذا الناة فل يعدله‬
‫شئ من خلقه‪ ،‬يا معيد ما أفناه إذا برز الخلئق لدعوته من مخافته‪ .‬يا‬
‫حميد الفعال ذا المن على جميع خلقه بلطفه‪ ،‬يا عزيز المنيع الغالب على‬
‫أمره فل شئ يعدله‪ ،‬يا قاهر ذا البطش الشديد أنت الذي ل يطاق انتقامه‪ ،‬يا‬
‫قريب المتعالي فوق كل شئ علو ارتفاعه‪ ،‬يا مذل كل جبار عنيد بقهر‬
‫عزيز سلطانه يا نور كل شئ وهداه أنت الذي فلق الظلمات نوره‪ .‬يا قدوس‬
‫الطاهر من كل سوء فل شئ يعادله من خلقه‪] ،‬يا قريب المجيب المتداني‬
‫دون كل شئ قربه[ يا عالي الشامخ فوق كل شئ علو ارتفاعه‪ ،‬يا مبدئ‬
‫البدايا )‪ (1‬ومعيدها بعد فنائها بقدرته‪ ،‬يا جليل المتكبر على كل شئ‪،‬‬
‫فالعدل أمره‪ ،‬والصدق قوله ووعده‪ ،‬يا محمود فل تستطيع الوهام كل‬
‫شانه ومجده‪ ،‬يا كريم العفو ذا العدل أنت الذي مل كل شئ عدله‪ ،‬يا عظيم‬
‫ذا الثناء الفاخر وذا العز والمجد والكبرياء فل يذل عزه يا مجيب فل تنطق‬
‫اللسنة بكل آلئه وثنائه ونعمائه‪] .‬أسئلك[ يا غياثي عند كل كربة‪ ،‬وما‬
‫مجيبي عند كل دعوة ]ومعاذي عند كل شدة[ أسألك اللهم يا رب الصلة‬
‫على نبيك محمد صلى ال عليه وآله‪ ،‬وأمانا من عقوبات الدنيا والخرة‪،‬‬
‫وأن تحبس عني أبصار الظلمة المريدين بي السوء‪ ،‬وأن تصرف قلوبهم‬
‫عن شر ما يضمرون إلى خير ما ل يملكه غيرك‪ .‬اللهم هذا الدعاء ومنك‬
‫الجابة‪ ،‬وهذا الحمد وعليك التكلن‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‬
‫)‪ .(2‬ومن ذلك دعاء إبراهيم عليه السلم وقد قدمنا به رواية عند دعاء‬
‫النبي صلى ال عليه وآله يوم احد‪ ،‬ورأيت رواية اخرى في دعاء إبراهيم‬
‫عليه السلم لما دحي به )‪ (3‬إلى النار فنجاه ال به وذكر الرواية أنه من‬
‫السرائر العظيمة‪ ،‬والقدر الكبير عند ال سبحانه وتعالى فقال‪ :‬هذا ما‬
‫لفظه‪:‬‬

‫)‪ (1‬البرايا خ ل‪ (2) .‬مهج الدعوات ص ‪ (3) .381 - 380‬رمى به‪.‬‬

‫]‪[170‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم اللهم إني أسئلك يا ال يا ال يا ال يا ال يا ال أنت‬


‫المرهوب يرهب منك جميع خلقك‪ ،‬يا ال يا ال يا ال يا ال يا ال أنت‬
‫الرفيع عرشك من فوق جميع سمواتك‪ ،‬وأنت المطل على كل شئ ل يطل‬
‫شئ عليك‪ ،‬يا ال يا ال يا ال يا ال يا ال أنت أعظم من كل شئ فل يصل‬
‫أحد عظمتك‪ ،‬يا ال يا ال يا ال يا ال يا ال يا نور النور قد استضاء‬
‫بنورك أهل سمواتك وأرضك‪ .‬يا ال يا ال يا ال يا ال يا ال ل إله إل أنت‬
‫تعاليت أن يكون لك شريك‪ ،‬وتكبرت أن يكون لك ضد‪ ،‬يا نور النور‪ ،‬يا نور‬
‫كل نور‪ ،‬ل خامد لنورك‪ ،‬يا مليك كل مليك كل مليك يفنى غيرك‪ ،‬يا نور‬
‫النور يا من مل أركان السموات والرض بعظمته يا ال يا ال يا ال يا ال‬
‫يا ال يا هو يا هو يا من ليس كهو ]إل هو[ يا من ل هو إل هو أغثني‬
‫أغثني الساعة الساعة الساعة‪ ،‬يا من أمره كلمح البصر أو هو أقرب‪ ،‬يا‬
‫هيا شراهيا آذوني أصباوث آل شداى يا ال يا ال يا ال يا ال يا ال يا‬
‫رباه يا رباه يا رباه ]يا رباه يا رباه[ يا غاية منتهاه ورغبتاه‪ .‬فلما دعا‬
‫إبراهيم عليه السلم عجت الملك من صوته‪ ،‬وإذا النداء من العلي العلى‬
‫" يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم " فخمدت أسرع من طرفة عين )‬
‫‪ .(1‬ومن ذلك دعاء يوسف عليه السلم لما القي في الجب‪ ،‬رويناه باسنادنا‬
‫إلى سعيد بن هبة ال الراوندي من كتاب قصص النبياء عليهم السلم‬
‫باسناده فيه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬لما ألقى إخوة يوسف‬
‫يوسف صلوات ال عليه في الجب نزل عليه جبرئيل عليه السلم وقال‪ :‬يا‬
‫غلم من طرحك في هذا الجب ؟ فقال‪ :‬إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني‬
‫قال‪ :‬أتحب أن تخرج من هذا الجب ؟ قال‪ :‬ذاك إلى إله إبراهيم وإسحاق‬
‫ويعقوب قال جبرئيل‪ ،‬فان ال يقول لك‪ :‬قل‪ " :‬اللهم إني أسألك بأن لك‬
‫الحمد ل إله إل أنت الحنان المنان‪ ،‬بديع السموات والرض‪ ،‬يا ذا الجلل‬
‫والكرام‪ ،‬أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تجعل لي من أمري فرجا‬
‫ومخرجا‪ ،‬وترزقني من حيث‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.382‬‬

‫]‪[171‬‬

‫أحتسب ومن حيث ل أحتسب )‪ .(1‬ورأيت في المجلد الخامس من حلية الولياء‬


‫لبي نعيم في حديث الخراساني أن داود عليه السلم قال‪ " :‬يا رب ما لبني‬
‫إسرائيل إذا نزل بهم كرب أو شدة قالوا‪ :‬يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب "‬
‫؟ فأوحى ال تعالى إلى داود عليه السلم أن إبراهيم لم يخير بيني وبين‬
‫شئ إل اختارني عليه‪ ،‬وأن إسحاق جاد لي بمهجته‪ ،‬وأن يعقوب ابتليته‬
‫ببلء فما أساءني ظنا في ذلك البلء‪ ،‬حتى فرجته عنه أو كشفته )‪ .(2‬ومن‬
‫ذلك رواية اخرى وجدناها بدعاء يوسف عليه السلم في الجب ولعله دعا‬
‫بهما وهي‪ " :‬يا صريخ المستصرخين‪ ،‬ويا غوث المستغيثين‪ ،‬ويا مفرج‬
‫كرب المكروبين قد ترى مكاني‪ ،‬وتعرف حالي‪ ،‬ول يخفى عليك شئ من‬
‫أمري " )‪ .(3‬ومن ذلك دعاء يوسف عليه السلم في بعض أوقات بلواه "‬
‫يا راحم المساكين‪ ،‬ويا رازق المتكلمين‪ ،‬يا رب العالمين‪ ،‬ويا مالك يوم‬
‫الدين‪ ،‬ويا غياث المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرين‪ ،‬ويا أرحم‬
‫الراحمين‪ ،‬ويا أحكم الحاكمين‪ ،‬ويا أسرع الحاسبين‪ ،‬ويا خير المسؤولين‪،‬‬
‫ويا ذا الجلل والكرام‪ ،‬يا كبير كل كبير يا من ل شريك له ول وزير‪ ،‬يا من‬
‫هو على كل شئ قدير‪ ،‬يا من هو عليم خبير يا من هو بكل شئ بصير‪ .‬يا‬
‫خالق الشمس والقمر المنير‪ ،‬يا جابر العظم الكسير‪ ،‬يا مغني البائس الفقير‬
‫يا مطلق المكبل السير‪ ،‬يا مدبر المر ثم إليه المصير‪ ،‬يا من ل يجار عليه‬
‫وهو يجير‪ ،‬يا من يحيي الموتى وهو عليه يسير‪ ،‬يا عصمة الخائف‬
‫المستجير‪ ،‬يا مغني الفقير الضرير‪ ،‬يا حافظ الطفل الصغير‪ ،‬يا راحم الشيخ‬
‫الكبير‪ ،‬يا من ل تخفى عليه خافية في السموات والرض‪ ،‬يا غافر الذنوب‪،‬‬
‫يا علم الغيوب‪ ،‬يا ساتر العيوب أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد‪،‬‬
‫وأن تغفر لي ولوالدي وتجاوز عنا فيما تعلم فانك العز الكرم "‪ .‬أقول‪:‬‬
‫إن قوله‪ :‬أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد إلى آخره لعله من‬
‫)‪ (3 - 1‬مهج الدعوات ص ‪.383‬‬

‫]‪[172‬‬

‫زيادة الرواية )‪ .(1‬ومن ذلك دعاء يوسف عليه السلم لما اتهمه العزيز بزليخا‪،‬‬
‫وهو أنه صلى ركعتين ثم دعا وهو مرفوع رأسه إلى السماء فقال‪ " :‬اللهم‬
‫ارحم صغر سني‪ ،‬وضعف ركني‪ ،‬وقلة حيلتي‪ ،‬فانك على كل شئ قدير‪،‬‬
‫فاذكرني بصلح يعقوب وصبر إسحاق‪ ،‬ويقين إسماعيل‪ ،‬وشيبة إبراهيم‪،‬‬
‫برحمتك يا أرحم الراحمين " فبكت لبكائه الملئكة في السموات )‪ .(2‬ومن‬
‫ذلك دعاء يعقوب عليه السلم لما رد ال جل جلله عليه يوسف " بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم يا من خلق الخلق بغير مثال‪ ،‬ويا من بسط الرض بغير‬
‫أعوان ويا من دبر المور بغير وزير‪ ،‬ويا من يرزق الخلق بغير مشير‪ ،‬ويا‬
‫من يخرب الدنيا بغير استيمار " ثم تدعو بما شئت تستجاب )‪ .(3‬ومن ذلك‬
‫دعاء أيوب عليه السلم " اللهم إني أعوذ بك اليوم فأعذني وأستجير بك‬
‫اليوم من جهد البلء فأجرني‪ ،‬واستغيث بك اليوم فأغثني‪ ،‬وأستنصرك‬
‫اليوم فانصرني وأستعين بك اليوم على أمري فأعني‪ ،‬وأتوكل عليك‬
‫فاكفني‪ ،‬وأعتصم بك فاعصمني وآمن بك فآمني‪ ،‬وأسألك فأعطني‪،‬‬
‫وأسترزقك فارزقني‪ ،‬وأستغفرك فاغفر لي وأدعوك فاذكرني‪ ،‬وأسترحمك‬
‫فارحمني " )‪ .(4‬ومن ذلك دعاء موسى عليه السلم لما وقف على‬
‫فرعون " اللهم بديع السموات والرضين‪ ،‬الذي نواصي العباد بيدك‪ ،‬فان‬
‫فرعون وجميع أهل السموات وأهل الرض وما بينهما عبيدك‪ ،‬ونواصيهم‬
‫بيدك‪ ،‬وأنت تصرف القلوب حيث شئت اللهم إني أعوذ بخيرك من شره‪،‬‬
‫وأسئلك بخيرك من خيره‪ ،‬عز جارك‪ ،‬وجل ثناؤك‪ ،‬ول إله غيرك‪ ،‬كن لنا‬
‫جارا من فرعون وجنوده " ثم دخل عليه وقد ألبسه ال جنة من سلطانه‬
‫]لن يصل إليه بعون ال[ )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ (4 - 2) .383‬مهج الدعوات ص ‪ (5) .384‬مهج الدعوات‬


‫ص ‪.385‬‬

‫]‪[173‬‬

‫ومن ذلك دعاء آخر لموسى عليه السلم‪ " :‬ل إله إل ال الحليم الكريم سبحان ال‬
‫رب السموات السبع‪ ،‬ورب الرضين السبع‪ ،‬ورب العرش العظيم‪ ،‬والحمد‬
‫ل رب العالمين‪ ،‬اللهم إني أدرأ بك في نحره‪ ،‬وأعوذ بك من شره‪،‬‬
‫وأستعينك عليه فاكفنيه بما شئت " )‪ .(1‬ومن ذلك دعاء يوشع بن نون‬
‫وصي موسى عليه السلم رويناه بإسنادنا إلى سعد ابن عبد ال من كتاب‬
‫فضل الدعاء بإسناده إلى الرضا عليه السلم قال‪ :‬وجد رجل من الصحابة‬
‫صحيفة فأتى بها رسول ال صلى ال عليه وآله فنادى الصلة جامعة‪ ،‬فما‬
‫تخلف أحد ذكر ول انثى‪ ،‬فرقا المنبر فقرأها فإذا كتاب يوشع بن نون وصي‬
‫موسى وإذا فيها‪ :‬وإن ربكم لرؤف رحيم‪ ،‬أل إن خير عباد ال التقي‬
‫الخفي‪ ،‬وإن شر عباد ال المشار إليه بالصابع‪ ،‬فمن أحب أن يكتال‬
‫بالمكيال الوفي‪ ،‬وأن يؤدي الحقوق التي أنعم ال بها عليه‪ ،‬فليقل في كل‬
‫يوم " سبحان ال كما ينبغي ل‪ ،‬والحمد ل كما ينبغي ل‪ ،‬ول إله إل ال‬
‫كما ينبغي ل‪ ،‬وال أكبر كما ينبغي ل‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال‪ ،‬وصلى‬
‫ال على محمد وعلى أهل بيت النبي‪ ،‬وعلى جميع المرسلين حتى يرضى‬
‫ال "‪ .‬ونزل رسول ال صلى ال عليه وآله وقد ألحوا في الدعا فصبر‬
‫هنيئة ثم رقا المنبر فقال‪ :‬من أحب أن يعلو ثناؤه على ثناء المجاهدين‪،‬‬
‫فليقل هذا القول في كل يوم‪ ،‬فان كانت له حاجة قضيت‪ ،‬أو عدو كبت‪ ،‬أو‬
‫دين قضي‪ ،‬أو كرب كشف‪ ،‬وخرق كلمه السموات حتى يكتب في اللوح‬
‫المحفوظ )‪ .(2‬ومن ذلك دعاء الخضر وإلياس عليهما السلم روي أن‬
‫الخضر وإلياس يجتمعان في كل موسم‪ ،‬فيفترقان من هذا الدعاء‪ ،‬وهو "‬
‫بسم ال‪ ،‬ما شاء ال‪ ،‬ل قوة إل ال ما شاء ال كل نعمة من ال‪ ،‬ما شاء‬
‫ال الخير كله بيد ال‪ ،‬عزوجل‪ ،‬ما شاء ال ل يصرف السوء إل ال "‬
‫قال‪ :‬فمن قالها حين يصبح ثلث مرات أمن الحرق والسرق‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ (2) .385‬مهج الدعوات ص ‪(*) .386‬‬

‫]‪[174‬‬

‫والغرق )‪ .(1‬ومن ذلك دعاء آخر للخضر عليه السلم " يا شامخا في علوه‪ ،‬يا‬
‫قريبا في دنوه يا مدانيا في بعده‪ ،‬يا رؤفا في رحمته‪ ،‬يا مخرج النبات‪ ،‬يا‬
‫دائم الثبات‪ ،‬يا محيي الموات‪ ،‬يا ظهر اللجين‪ ،‬يا جار المستجيرين‪ ،‬يا‬
‫أسمع السامعين‪ ،‬يا أبصر الناظرين‪ ،‬يا صريخ المستصرخين‪ ،‬يا عماد من‬
‫ل عماد له‪ ،‬يا سند من ل سند له يا من ذخر من ل ذخر له‪ ،‬يا حرز من ل‬
‫حرز له‪ ،‬يا كنز الضعفاء‪ ،‬يا عظيم الرجاء‪ ،‬يا منقذ الغرقى‪ ،‬يا منجي‬
‫الهلكى‪ ،‬يا محيي الموتى‪ ،‬يا أمان الخائفين‪ ،‬يا إله العالمين‪ ،‬يا صانع كل‬
‫مصنوع‪ ،‬يا جابر كل كسير‪ ،‬يا صاحب كل غريب‪ ،‬يا مونس كل وحيد يا‬
‫قريبا غير بعيد‪ ،‬يا شاهدا غير غائب‪ ،‬يا غالبا غير مغلوب‪ ،‬يا حي حين ل‬
‫حي‪ ،‬يا محيي الموتى‪ ،‬يا حي ل إله إل أنت " من قاله قول أو سمعه سمعا‬
‫أمن الوسوسة أربعين سنة‪ .‬أقول‪ :‬وأدعية الخضر كثيرة وقد اقتصرنا على‬
‫ما ذكرناه )‪ .(2‬ومن ذلك دعاء يونس بن متى عليه السلم وهو " يا رب‬
‫من الجبال أنزلتني‪ ،‬ومن المسكن أخرجتني‪ ،‬وفي البحار صيرتني‪ ،‬وفي‬
‫بطن الحوت حبستني‪ ،‬فل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "‬
‫فأنجاه ال من الغم )‪ .(3‬ومن ذلك دعاء آخر ليونس بن متى عليه السلم‬
‫وهو " يا رب اللهم إني أسئلك بأسمائك الحسنى‪ ،‬وآلئك العليا‪ ،‬وأسئلك يا‬
‫رب ال يا ال‪ ،‬يا كبير يا جليل يا حنان يا منان‪ ،‬يا فرد يا دائم‪ ،‬ويا وتر يا‬
‫أحد يا صمد يا ال‪ ،‬يا ل إله إل أنت أسئلك بل إله إل أنت أن تصلي على‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تغفر لي ذنوبي‪ ،‬وأن تحرم جسدي على النار‪ ،‬اللهم‬
‫إنك قلت في كتابك المنزل على موسى أل تردوا السائلين عن أبوابكم‪،‬‬
‫ونحن على بابك فل تردنا‪ ،‬اللهم إنك قلت في كتابك المنزل على نبيك‬
‫موسى أن اغفروا للظالمين‪ ،‬ونحن الظالمون على بابك‪ ،‬فاغفر لنا‪ ،‬اللهم‬
‫إنك قلت في كتابك المنزل على موسى بن عمران أن أعتقوا الرقاء ونحن‬
‫عبيدك فأعتقنا‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ 2) .386‬و ‪ (3‬مهج الدعوات ص ‪.387‬‬

‫]‪[175‬‬

‫من النار )‪ .(1‬ومن ذلك دعاء داود عليه السلم على وصف التحميد‪ ،‬روي أن داود‬
‫عليه السلم لما قال هذا التحميد أوحى ال تعالى إليه‪ :‬أتبعت الحفظة وهو‬
‫" اللهم لك الحمد دائما مع دوامك‪ ،‬ولك الحمد باقيا مع بقائك‪ ،‬ولك الحمد‬
‫خالدا مع خلودك‪ ،‬ولك الحمد كما ينبغي لكرم وجهك وعز جللك‪ ،‬يا ذا‬
‫الجلل والكرام " )‪ .(2‬ومن ذلك دعاء آصف وزير سليمان بن داود عليه‬
‫السلم روي أنه أتى به عرش بلقيس وأنه الدعاء الذي كان عيسى عليه‬
‫السلم يحيي به الموتى وهو " اللهم إني أسئلك بأنك أنت ال ل إله إل أنت‬
‫الحي القيوم الطاهر المطهر نور السموات والرضين ‪ -‬وفي رواية اخرى‬
‫" رب السموات والرضين " ‪ -‬عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال الحنان‬
‫المنان ذو الجلل والكرام‪ ،‬أن تفعل بي كذا وكذا "‪ ..‬وتجعله أنت " أن‬
‫تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا " فانه يستجاب لك‬
‫إنشاء ال هذا لفظه كما وجدناه )‪ .(3‬ومن ذلك دعاء عيسى عليه السلم‬
‫رويناه بإسنادنا إلى سعيد بن هبة ال الراوندي رحمه ال من كتاب قصص‬
‫النبياء بإسناده إلى الصادق عليه السلم عن آبائه عليهم السلم عن النبي‬
‫صلوات ال عليه وعليهم قال‪ :‬لما اجتمعت اليهود إلى عيسى عليه السلم‬
‫ليقتلوه بزعمهم‪ ،‬أتاه جبرئيل عليه السلم فغشاه بجناحه فطمح عيسى‬
‫ببصره فإذا هو بكتاب في باطن جناج جبرئيل عليه السلم وهو‪ " :‬اللهم‬
‫إني أدعوك باسمك الواحد العز‪ ،‬وأدعوك اللهم باسمك الصمد وأدعوك‬
‫اللهم باسمك العظيم الوتر‪ ،‬وأدعوك اللهم باسمك الكبير المتعال‪ ،‬الذي‬
‫ثبتت به أركانك كلها أن تكشف عني ما أصبحت وأمسيت فيه "‪ .‬فلما دعا‬
‫به عليه السلم أوحى ال تعالى إلى جبرئيل أن أرفعه إلى عندي‪ .‬ثم قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهذه‬
‫الكلمات‪ ،‬فو ال‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ 2) .387‬و ‪ (3‬مهج الدعوات ص ‪.388‬‬

‫]‪[176‬‬

‫الذي نفسي بيده‪ ،‬ما دعا بهن عبد باخلص نية إل اهتز ]لهن[ العرش‪ ،‬وإل قال ال‬
‫للملئكة‪ :‬اشهدوا أني قد استجبت له بهن‪ ،‬وأعطيته سؤله في عاجل دنياه‬
‫وآجل آخرته‪ ،‬ثم قال لصحابه‪ :‬سلوها ول تستبطؤا الجابة )‪ .(1‬ومن ذلك‬
‫دعاء عيسى عليه السلم برواية غير هذه وهي أن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله رأى في باطن جبرئيل الدعاء فعلمه عليا والعباس‪ ،‬وقال‪ :‬يا علي يا‬
‫خير بني هاشم‪ ،‬يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهؤلء الكلمات‪ ،‬فو الذي‬
‫نفسي بيده‪ ،‬ما دعا بهن مؤمن بإخلص إل اهتزلهن العرش‪ ،‬والسموات‬
‫السبع والرضون‪ ،‬وقال ال تعالى لملئكته‪ :‬اشهدوا أني قد استجبت‬
‫للداعي بهن وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته‪ ،‬وزعموا أنه‬
‫الدعاء الذي دعا به عيسى بن مريم فرفعه ال‪ ،‬وهو هذا الدعاء‪ " :‬اللهم‬
‫إني أعوذ باسمك الواحد الحد‪ ،‬وأعوذ باسمك الحد الصمد‪ ،‬و أعوذ بك‬
‫باسمك اللهم العظيم الوتر‪ ،‬وأعوذ اللهم باسمك الكبير المتعال‪ ،‬الذي مل‬
‫الركان كلها‪ ،‬أن تكشف عني غم ما أصبحت فيه وأمسيت )‪ (2‬ومن ذلك‬
‫دعاء لعيسى بن مريم عليه السلم برواية اخرى وهو‪ " :‬اللهم خالق‬
‫النفس من النفس‪ ،‬ومخرج النفس من النفس‪ ،‬ومخلص النفس من النفس‪،‬‬
‫فرج عنا وخلصنا من شدتنا " )‪ - 23 .(3‬مهج‪ :‬ومن ذلك دعاء سلمان‬
‫الفارسي رضوان ال عليه الذي علمه النبي صلى ال عليه وآله‪ ،‬ويروى‬
‫أن سلمان كان من بقايا أوصياء عيسى عليه السلم وروي عن أحد الئمة‬
‫صلوات ال عليهم أن سلمان أدرك العلم الول والخر‪ ،‬وجدته في أصل‬
‫عتيق تاريخ كتابته ربيع الخر سنة أربعة عشر وثلثمائة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله لسلمان الفارسي‪ :‬أل اخبرك بما هو خير من‬
‫الذهب والفضة ؟ وخير من الدنيا وزهرتها ؟ فقال‪ :‬بلى يا رسول ال !‬
‫صلى ال عليك وعلى آلك‪ ،‬قال‪ :‬فقل‪:‬‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ 2) .388‬و ‪ (3‬مهج الدعوات ص ‪.389‬‬

‫]‪[177‬‬
‫" اللهم إن المر قد خلص إلى نفسي وهي أعز النفس على وأهمها إلى وقد علمت‬
‫ربي‪ ،‬وعلمك أفضل من علمي‪ ،‬أنك تعلم مني مال أعلم من نفسي‪ ،‬لك‬
‫محياي ومماتي‪ ،‬ودنياي وآخرتي‪ ،‬إليك مرجعي ومنقلبي ل أملك إل ما‬
‫أعطيتني ول أتقي إل ما وقيتني ول انفق إل ما رزقتني‪ .‬بنورك اهتديت‪،‬‬
‫وبفضلك استغنيت‪ ،‬وبنعمتك أصبحت وأمسيت‪ ،‬ملكتني بقدرتك‪ ،‬وقدرت‬
‫علي بسلطانك‪ ،‬تقضي فيما أردت ل يحول أحد دون قضائك‪ ،‬أوقرتني نعما‪،‬‬
‫وأوقرت نفسي ذنوبا‪ ،‬كثرت خطاي‪ ،‬وعظم جرمي‪ ،‬واكتنفتني شهواتي‪،‬‬
‫فقد ضاق بها ذرعي‪ ،‬وعجز عنها عملي وضعف عنها شكري‪ ،‬وقد كدت‬
‫أن أقنط من رحمتك إلهي وأن القي إلى التهلكة بيدي الذي أيأس منه‬
‫عذري‪ ،‬وذكري من ذنوبي وما أسرفت به على نفسي‪ ،‬ولكن رحمتك رب‬
‫التي تنهضني وتقويني‪ ،‬ولول هي لم أرفع رأسي‪ ،‬ولم اقم صلبي من ثقل‬
‫ذنوبي‪ ،‬فاياك أرجو إلهي أنت أرجا عندي من عملي الذي أتخوفه واشفق‬
‫منه على نفسي‪ .‬إلهي وكيف ل اشفق من ذنوبي وقد خفت أن تكون‬
‫أوبقتني‪ ،‬وقد أحاطت بي وأهلكتني‪ ،‬وأنا أذكر من تضييع أمانتى‪ ،‬وما قد‬
‫تكلفت به على نفسي‪ ،‬ما لم تحمله الجبال قبلى‪ ،‬ول السموات والرضون‪،‬‬
‫وهى أقوى منى‪ ،‬وحملتها بعلمك بها‪ ،‬وقلة علمي‪ ،‬فلو كان لى علم ينفعني‬
‫لم تقر في الدنيا عينى‪ ،‬وأصارت حلوتها مرارة عندي ولفررت هاربا من‬
‫ذنوبي‪ ،‬ل بيت يأويني‪ ،‬ول ظل يكننى مع الوحوش مقعدي ومقيلي‪ .‬ولو‬
‫فعلت ذلك لكان يحق لى أن أتخوف على نفسي‪ ،‬والموت يطلبني حثيثا دائبا‬
‫يقص أثري موكل بى كأنه ل يريد أحدا غيري‪ ،‬ليس يناظرني )‪ (1‬ساعة‬
‫إذا جاء أجلى‪ ،‬كأنى أرانى صريعا بين يديه‪ ،‬وكأني بالموت ليس أحد من‬
‫الموت يمنعنى ول يدفع كربه عنى ول أستطيع امتناعا يؤخرنى‪ ،‬وبكأس‬
‫الموت يسقينى‬

‫)‪ (1‬بناظري خ ل‪.‬‬

‫]‪[178‬‬

‫ول منعة عندي‪ ،‬مقلوبة )‪ (1‬بكرب الموت طرفي جزعا‪ ،‬فيالك من مصرع ما أقطعه‬
‫عندي مغلوبة )‪ (2‬بكرب الموت نفسي‪ ،‬تختلج لها أعضائي وأوصالي‪،‬‬
‫وكل عرق ساكن مني‪ ،‬فكأني بملك الموت يستل روحي‪ ،‬مستسلم له‪ ،‬بل‬
‫على الكراهة مني‪ .‬كذا رسل ربي يقبضون في الحر روحي‪ ،‬فعندها ينقطع‬
‫من الدنيا أثري واغلق باب توبتي‪ ،‬ورفعت كتبي‪ ،‬وطويت صحيفتي‪ ،‬وعفا‬
‫ذكري‪ ،‬ورفع عملي وادخلت في هول آخرتي‪ ،‬وصرت جسدا بين أهلي‪،‬‬
‫يصرخون ويبكون حولي وقد استوحشوا مني‪ ،‬وأحبوا فرقتي‪ ،‬وعجلوا إلي‬
‫كفني‪ ،‬وحملوني إلى حفرتي فالقيت فيها لحيني )‪ (3‬وسويت الرض علي‬
‫من فوقي‪ ،‬وسلموا علي وودعوني وأقمت في منتها من كان قبلي من‬
‫جيران ل يؤانسوني‪ ،‬ول أزورهم‪ ،‬ول يزوروني وفي عسكر الموت‬
‫خلفوني‪ ،‬فيه مضجعي ومنامي‪ ،‬وحش فقر مكاني‪ ،‬قد ذهب الهلون عني‪،‬‬
‫وأيقنوا بالتفرقة مني‪ ،‬ل يرجوني آخر الدهر ليس أحد منهم يؤنسني في‬
‫وحشتي‪ ،‬ول يحمل ذنبا من ذنوبي‪ ،‬وكل قد ذهل عني‪ ،‬وتركوني وحيدا في‬
‫قبري‪] .‬و[ أنا صاحب نفسي ل يراني أحد من الناس ما يفعل بي‪ ،‬فان تك‬
‫ربي راضيا عني فطوبى ثم طوبى لي‪ ،‬وإن تكن الخرى فيا حسرتي‪ ،‬ويا‬
‫ندامتا‪ ،‬على ما فرطت في جنب ربي‪ ،‬وكيف أذكر هذا المر ثم ل تدمع له‬
‫عيني‪ ،‬ول يفزع لذكره قلبي‪ ،‬ول ترعد له فرائصي‪ ،‬ول أحمل على ثقله‬
‫نفسي‪ ،‬ول اقصر على هواى وشهواتي‪ ،‬مغرور في دار غرور قد خفت أن‬
‫ل يكون هذا الصدق مني‪ .‬فأشكو إليك يا رب قسوة قلبي‪ ،‬وتقصيري‬
‫وإبطائي‪ ،‬وقلة شكر ربي‪ ،‬رب جعلت لي جوارح لستبهام النعم منك يحق‬
‫بي لك الشكر على جوارحي وأعضائي وأوصالي بالذي يحق لك عليها من‬
‫العبادة‪ ،‬بخشوع نفسي وبصري‪ ،‬وجميع أركاني‬

‫)‪ (1‬أقلب خ كما في المصدر‪ (2) .‬أغلب خ‪ (3) .‬لجنبي خ‪.‬‬

‫]‪[179‬‬

‫فبهن عصيتك ربي‪ ،‬ولم يكن ذلك جزاءك ول شكرك مني‪ ،‬وقد خفت أن أكون قد‬
‫أوبقت نفسي‪ ،‬واستهلكتها بجرمي‪ ،‬فاستوجبت العقوبة منك‪ ،‬ليس دونك‬
‫أحد يأويني‪ ،‬ول يطيق ملجائي‪ ،‬ول من عقوبتك ينجيني‪ ،‬ول يغفر ذنبا من‬
‫ذنوبي وكل قد شغل بنفسه عني‪ ،‬بارزتك بسوءتي‪ ،‬وباشرت الخطايا وأنت‬
‫تراني في سري منها وعلنيتي‪ ،‬وأظهرت لك ما أخفيت من الناس‬
‫فاستترت من ذنوبي ول يرونى فيعيبونى استحياء منهم‪ ،‬ولم أستحيك‪.‬‬
‫إلهى قد أنست إلى نفسي‪ ،‬وقذفتني في المهالك شهواتي‪ ،‬وتعاطت ما‬
‫تعاطت وطاوعتها فيما مضى من عمري‪ ،‬ول أجدها تطيعني‪ ،‬أدعوها إلى‬
‫رشدها فتأبى أن تطيعني وأشكو إليك رب ما أشكو لتصرخني‬
‫وتستنقذني‪ ....‬ثم تسأل حاجتك )‪ .(1‬أقول‪ :‬وجدت بخط الشيخ محمد بن‬
‫علي الجبعي ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬قال‪ :‬قال لشيخ الشهيد ابن مكي قدس ال روحه‬
‫نقلت من خط مغربي حدث معافى بن المتوكل‪ ،‬عن السكندراني‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن المبارك‪ ،‬عن ثقة أن عليا عليه السلم لما حضرته الوفاة قال‬
‫للحسن ابنه عليه السلم اعلمك شيئا أصله من كتاب ال علمنيه النبي‬
‫صلى ال عليه وآله فإذا أرددت أن تدعو ال به‪ ،‬فادع به بعد صلة الغداة‪،‬‬
‫أو بعد صلة العصر‪ ،‬ثم سم ما أردت من حوائجك‪ ،‬واعلم أنك إذا ابتدأت به‬
‫وكل ال بك ألف ملك يستغفرون لك‪ ،‬واعطي كل ملك قوة ألف ملك في‬
‫سرعة الستغفار ويبني لك ألف قصر في الجنة وعشت ما عشت في الدنيا‬
‫منعما‪ ،‬ول يصيبك فيها قتر ول خلة‪ ،‬ول تسأل أحدا من الدنيا كائنا ما كان‬
‫إل قضى لك‪ ،‬قل‪ " :‬سبحان ال والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال وال أكبر‪ ،‬ول‬
‫حول ول قوة إل بال‪ ،‬فسبحان ال حين تمسون وحين تصبحون‪ ،‬وله‬
‫الحمد في السموات والرض وعشيا وحين تظهرون‪ ،‬يخرج الحي من‬
‫الميت ويخرج الميت من الحي‪ ،‬ويحيي الرض بعد موتها‪ ،‬وكذلك‬
‫تخرجون‪ ،‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون‪ ،‬و سلم على المرسلين‪،‬‬
‫والحمد ل رب العالمين‪.‬‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.393 - 390‬‬

‫]‪[180‬‬

‫سبحان ال ذي الملك والملكوت‪ ،‬سبحان ال ذي العزة والعظمة والجبروت سبحان‬


‫ال الملك الحي الذي ل يموت‪ ،‬سبحان العلي العلى‪ ،‬سبحانه وتعالى‬
‫سبحان الملك القدوس‪ ،‬رب الملئكة والروح‪ ،‬اللهم لك الحمد حمدا يصعد‬
‫ول ينفد‪ ،‬ولك الحمد علي ومعي وقدامي وخلفي‪ ،‬يا ال عشرا يا رحمان‬
‫عشرا يا رحيم عشرا يا رب مثله‪ ،‬يا حي يا قيوم مثله‪ ،‬يا بديع السموات‬
‫والرض مثله يا ذا الجلل والكرام مثله‪ ،‬يا حنان يا منان مثله‪ ،‬اللهم صل‬
‫على محمد وآل محمد عشرا‪ ....‬وسل حاجتك‪)) 106 .‬باب(( * " )أدعية‬
‫الفرج ودفع العداء ورفع الشدائد( " * * " )وفيه أدعية يوسف عليه‬
‫السلم في الجب والسجن( " * * " )ودعاء دانيال في الجب( " * * "‬
‫)وأدعية سائر النبياء عليهم السلم وما يناسب ذلك( " * * " )من أدعية‬
‫التحرز من الفات والهلكات( " * ‪ - 1‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن أحمد بن الوليد‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن هارون‪ ،‬عن ابن صدقة قال‪ :‬سألت‬
‫أبا عبد ال عليه السلم أن يعلمني دعاء أدعو به في المهمات فأخرج إلي‬
‫أوراقا من صحيفة عتيقة قال‪ :‬انتسخ ما فيها فهو دعاء جدي علي بن‬
‫الحسين زين العابدين عليهما السلم للمهمات‪ ،‬فكتبت ذلك على وجهه‪ ،‬فما‬
‫كربني شئ قط وأهمني إل دعوت به ففرج ال همي‪ ،‬وكشف كربي‪،‬‬
‫وأعطاني سؤلي‪ ،‬وهو‪ " :‬اللهم هديتني فلهوت‪ ،‬ووعظت فقسوت‪ ،‬وأبليت‬
‫الجميل فعصيت‪ ،‬وعرفت فأصررت ثم عرفت فاستغفرت فأقلت‪ ،‬فعدت‬
‫فسترت‪ ،‬فلك الحمد إلهي تقحمت أودية هلكي‪ ،‬وتحللت شعاب تلفي‪،‬‬
‫تعرضت فيها لسطواتك‪ ،‬وبحلولها لعقوباتك ووسليتي إليك التوحيد‪،‬‬
‫وذريعتي أني لم اشرك بك شيئا‪ ،‬ولم أتخذ معك إلها‬

‫]‪[181‬‬
‫وقد فررت إليك من نفسي وإليك يفر المسئ‪ ،‬أنت مفزع المضيع حظ نفسه‪ .‬فلك‬
‫الحمد إلهي فكم من عدو انتضى على سيف عداوته )‪ (1‬وشحذ لي ظبة‬
‫مديته‪ ،‬وأرهف لي شباحده‪ ،‬وداف لي قواتل سمومه‪ ،‬وسدد نحوي صوائب‬
‫سهامه ولم تنم عني عين حراسته‪ ،‬وأظهر أن يسيمني المكروه‪ ،‬ويجر‬
‫عني ذعاف مرارته )‪ (2‬فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح‪،‬‬
‫وعجزي عن النتصار ممن قصدني بمحاربته‪ ،‬ووحدتي في كثير عدد من‬
‫ناواني وأرصد لي البلء فيما لم أعمل فيه فكري فأبتدأتني بنصرتك‪،‬‬
‫وشددت أزري بقوتك‪ ،‬ثم فللت حده وصيرته من بعد جمعه وحده‪ ،‬وأعليت‬
‫كعبي‪ ،‬وجعلت ما سدده مردودا عليه‪ ،‬فرددته لم يشف غليله‪ ،‬ولم يبرد‬
‫حرارة غيظه‪ ،‬قد عض على شواه‪ ،‬وأدبر موليا قد أخلف سراياه‪ .‬وكم من‬
‫باغ بغاني بمكائده‪ ،‬ونصب لى أشراك مصائده‪ ،‬ووكل بي تفقد رعايته‪،‬‬
‫وأظبأ )‪ (3‬إلى إظباء السبع لمصائده‪ ،‬وانتظار النتهاز لفريسته‪ ،‬فناديتك يا‬
‫إلهى مستغيثا بك‪ ،‬واثقا بسرعة إجابتك‪ ،‬عالما أنه لن يضطهد من أوى إلى‬
‫ظل كنفك‪ ،‬ولن يفزع من لجأ إلى معاقل انتصارك‪ ،‬فحصنتنى من بأسه‬
‫بقدرتك‪ .‬وكم من سحائب مكروه جليتها‪ ،‬وغواشى كربات كشفتها‪ ،‬ل تسئل‬
‫عما تفعل وقد سئلت فأعطيت‪ ،‬ولم تسأل فابتدأت واستميح فضلك فما‬
‫أكديت‪ ،‬أبيت إل إحسانا وأبيت إل تقحم حرماتك‪ ،‬وتعدي حدودك‪ ،‬والغفلة‬
‫عن وعيدك‪ ،‬فلك الحمد إلهي من مقتدر ل يغلب‪ ،‬وذي أناة ل يعجل‪ ،‬هذا‬
‫مقام من اعترف لك بالتقصير‬

‫)‪ (1‬يقال‪ :‬انتضى سيفه‪ :‬استله من غمده‪ ،‬والشحذ كالتشحيذ‪ :‬التحديد‪ ،‬وبمعناه‬
‫الرهاف‪ ،‬والمدية‪ :‬الشفرة‪ ،‬والظبة كالشباحد السيف والسكين ونحوهما‪،‬‬
‫والدوف‪ :‬خلط الدواء ومزجها‪ ،‬والصوائب جمح الصائب وهو من‬
‫السهام‪ :‬الذى ل يخطئ في الصابة‪ (2) .‬يقال سامه خسفا‪ :‬اوله اياه‬
‫واراده عليه‪ ،‬وفلنا المر‪ :‬كلفه اياه واكثر ما يستعمل في العذاب والشر‪،‬‬
‫والذعاف‪ :‬السم القاتل‪ :‬يقتل من ساعته‪ ،‬والفادح‪ :‬الثقيل من البلء‪(3) .‬‬
‫أظبأ الصائد‪ :‬استتر واختبا ليختل صيده‪(*) .‬‬

‫]‪[182‬‬

‫وشهد على نفسه بالتضييع‪ .‬اللهم إني أتقرب إليك بالمحمدية الرفيعة‪ ،‬وأتوجه إليك‬
‫بالعلوية البيضاء فأعذني من شر ما خلقت‪ ،‬وشر من يريد بي سوءا فان‬
‫ذلك ل يضيق عليك في وجدك‪ ،‬ول يتكأدك في قدرتك‪ ،‬وأنت على كل شئ‬
‫قدير‪ .‬اللهم ارحمني بترك المعاصي ما أبقيتني‪ ،‬وارحمني بترك تكلف مال‬
‫يعنيني‪ ،‬وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني‪ ،‬وألزم قلبي حفظ كتابك‬
‫كما عملتني‪ ،‬واجعلني أتلوه على ما يرضيك به عنى‪ ،‬ونور به بصري‪،‬‬
‫وأوعه سمعي واشرح به صدري‪ ،‬وفرج به قلبى‪ ،‬وأطلق به لساني‪،‬‬
‫واستعمل به بدنى‪ ،‬واجعل في من الحول والقوة ما يسهل ذلك على‪ ،‬فانه ل‬
‫حول ول قوة إل بك‪ .‬اللهم اجعل ليلي ونهاري ودنياي وآخرتي‪ ،‬ومنقلبي‬
‫ومثواي‪ ،‬عافية منك ومعافاة وبركة منك‪ ،‬اللهم أنت ربي ومولي وسيدي‬
‫وأملى وإلهى وغياثى وسندي وخالقي وناصري وثقتى ورجائي‪ ،‬لك‬
‫محياي ومماتي‪ ،‬ولك سمعي وبصري وبيدك رزقي وإليك أمري‪ ،‬في الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬ملكتنى بقدرتك‪ ،‬وقدرت على بسلطانك‪ ،‬لك القدرة في أمري‪،‬‬
‫وناصيتي بيدك ل يحول أحد دون رضاك‪ ،‬برأفتك أرجو رحمتك‪ ،‬وبرحمتك‬
‫أرجو رضوانك‪ ،‬ل أرجو ذلك بعملي‪ ،‬فقد عجزت عن عملي‪ ،‬فكيف أرجو‬
‫ما قد عجز عنى‪ ،‬أشكو إليك فاقتي‪ ،‬وضعف قوتي‪ ،‬وإفراطى في أمري‪،‬‬
‫وكل ذلك من عندي‪ ،‬وما أنت أعلم به منى‪ ،‬فاكفني ذلك كله‪ .‬اللهم اجعلني‬
‫من رفقاء محمد حبيبك‪ ،‬وإبراهيم خليلك‪ ،‬ويوم الفزع الكبر من المنين‪،‬‬
‫فآمني‪ ،‬وبيسارك فيسرني‪ ،‬وباظللك فأظلني‪ ،‬ومفازة من النار فنجني‪ ،‬ول‬
‫تسمني السوء‪ ،‬ول تحزني‪ ،‬ومن الدنيا فسلمني‪ ،‬وحجتي يوم القيامة‬
‫فلقني‪ ،‬وبذكرك فذكرني‪ ،‬ولليسرى فيسرني‪ ،‬وللعسرى فجنبني‪ ،‬والصلة‬
‫والزكاة مادمت حيا فألهمني‪ ،‬ولعبادتك فوفقني‪ ،‬وفي الفقه ومرضاتك‬
‫فاستعملني ومن فضلك فارزقني‪ ،‬ويوم القيامة فبيض وجهي‪ ،‬وحسابا‬
‫يسيرا فحاسبني‪ ،‬وبقبيح‬

‫]‪[183‬‬

‫عملي فل تفضحني‪ ،‬وبهداك فاهدني‪ ،‬وبالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة‬
‫فثبتني‪ .‬وما أحببت فحببه إلي‪ ،‬وما كرهت فبغضه إلي‪ ،‬وما أهمني من‬
‫الدنيا والخرة فاكفني‪ ،‬وفي صلتي وصيامي ودعائي ونسكي ودنياي‬
‫وآخرتي فبارك لي والمقام المحمود فابعثني‪ ،‬وسلطانا نصيرا فاجعل لي‪،‬‬
‫وظلمي وجهلي وإسرافي في أمري فتجاوز عني‪ ،‬ومن فتنة المحيا‬
‫والممات فخلصني‪ ،‬ومن الفواحش ما ظهر منها وما بطن فنجني‪ ،‬ومن‬
‫أوليائك يوم القيامة فاجعلني‪ ،‬وأدم صالح الذي آتيتني‪ ،‬وبالحلل عن‬
‫الحرام فأغنني‪ ،‬وبالطيب عن الخبيث فاكفني‪ .‬أقبل بوجهك الكريم إلي ول‬
‫تصرفه عني‪ ،‬وإلى صراط المستقيم فاهدني‪ ،‬ولما تحب وترضى فوفقني‪.‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك من الرياء والسمعة‪ ،‬والكبرياء والتعظم والخيلء‬
‫والفخر والبذخ )‪ (1‬والشر والبطر والعجاب بنفسي‪ ،‬والجبرية‪ ،‬رب‬
‫وأعوذ بك من الفجر والبخل والشح والحسد والحرص والمنافسة والغش‬
‫وأعوذ بك من الطمع والطبع )‪ (2‬والهلع والجزع والزيغ والقمع وأعوذ بك‬
‫من البغي والظلم والعتداء والفساد والفجور والفسوق وأعوذ بك من‬
‫الخيانة والعدوان والطغيان‪ .‬رب وأعوذ بك من المعصية والقطيعة والسيئة‬
‫والفواحش والذنوب‪ ،‬وأعوذ بك من الثم والمأثم والحرام ]و[ المحرم‪،‬‬
‫والخبث وكل ما ل تحب‪ .‬رب وأعوذ بك من الشيطان ومكره وبغيه وظلمه‬
‫وعدوانه وشركه وزبانيته وجنده وأعوذ بك من شر ما ينزل من السماء‬
‫وما يعرج فيها‪ ،‬وأعوذ بك من شر ما خلقت من دابة وهامة أو جن أو إنس‬
‫مما يتحرك‪ ،‬وأعوذ بك من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن‬
‫شر ما ذرأ في الرض وما يخرج منها‪ ،‬وأعوذ بك من‬

‫)‪ (1‬البذخ‪ :‬التكبر‪ ،‬وهو من المجاز‪ ،‬أصله بمعنى الطول والرفعة‪ (2) .‬الطبع‪:‬‬
‫الدنس والدناءة‪ ،‬وفى الحديث أعوذ من طمع يهدى إلى طبع‪ .‬والهلع‪:‬‬
‫الحرص‪ ،‬والجزع‪ :‬عدم التصبر‪ ،‬والزيغ‪ ،‬الميل والعوجاج‪ ،‬والقمع‪:‬‬
‫الذلة والتحير‪.‬‬

‫]‪[184‬‬

‫شر كل كاهن وساحر وزاكن )‪ (1‬ونافث وراق )‪ (2‬وأعوذ بك من شر كل حاسد‬


‫وطاغ وباغ ونافس وظالم ومعاند وجائر‪ ،‬وأعوذ بك من العمى والصمم‬
‫والبكم والبرص والجذام والشك والريب‪ ،‬وأعوذ بك من الكسل والفشل‬
‫والعجز والتفريط والعجلة والتضييع والبطاء‪ ،‬وأعوذ بك من شر ما خلقت‬
‫في السموات والرض وما بينهما وما تحت الثرى‪ .‬وأعوذ بك من القلة‬
‫والذلة‪ ،‬وأعوذ بك من الضيق والشدة والقيد والحبس والوثاق والسجون‬
‫والبلء وكل مصيبة ل صبر لى عليها آمين رب العالمين‪ .‬اللهم أعطنا كل‬
‫الذي سألناك‪ ،‬وزدنا من فضلك على قدر جللك وعظمتك بحق ل إله إل‬
‫أنت العزيز الحكيم )‪ .(3‬جا‪ :‬أحمد بن الوليد مثله )‪ - 2 .(5‬لى‪ :‬العطار‪ ،‬عن‬
‫سعد‪ ،‬عن ابن عبد الجبار‪ ،‬عن ابن البطائني‪ ،‬عن أبيه عن أبي بصير قال‪:‬‬
‫قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬ما كان دعاء يوسف عليه السلم في الجب‬
‫فانا قد اختلفنا فيه ؟ فقال‪ :‬إن يوسف عليه السلم لما صار في الجب وأيس‬
‫من الحياة‪ ،‬قال‪ " :‬اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهى عندك‪،‬‬
‫فلن ترفع لى إليك صوتا‪ ،‬ولن تستجيب لى دعوة‪ ،‬فانى أسئلك بحق الشيخ‬
‫يعقوب‪ ،‬فارحم ضعفه واجمع بينى وبينه‪ ،‬فقد علمت رقته على وشوقي‬
‫إليه "‪ .‬قال‪ :‬ثم بكى أبو عبد ال الصادق عليه السلم ثم قال‪ :‬وأنا أقول‪:‬‬
‫اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهى عنك فلن ترفع لى إليك‬
‫صوتا فانى أسئلك بك فليس كمثلك شئ‪ ،‬وأتوجه إليك بمحمد نبيك نبى‬
‫الرحمة‪ ،‬يا ال يا ال يا ال يا ال يا ال‪ .‬قال‪ :‬ثم قال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬قولوا هذا وأكثروا منه‪ ،‬فانى كثيرا ما‬
‫)‪ (1‬الزاكن‪ :‬المتفرس الفطن الذى يطلع على السرار فيؤذي الناس‪ (2) .‬الراقي‪:‬‬
‫النفاث في العقد‪ (3) .‬امالي الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .15 - 14‬مجالس‬
‫المفيد‪.152 - 149 :‬‬

‫]‪[185‬‬

‫أقوله عند الكرب العظام )‪ - 3 .(1‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عمن سمع أبا سيار يقول‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬جاء جبرئيل عليه السلم إلى يوسف عليه السلم وهو في السجن‬
‫فقال‪ :‬قل في دبر كل صلة مفروضة‪ " :‬اللهم اجعل لي ]من أمري[ فرجا‬
‫ومخرجا‪ ،‬وارزقني من حيث أحتسب‪ ،‬ومن حيث ل أحتسب " ثلث مرات )‬
‫‪ - 4 .(2‬فس‪ :‬في رواية أبي الجارود‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬لما‬
‫طرحوا يوسف في الجب قال‪ :‬يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب‪ ،‬ارحم‬
‫ضعفى‪ ،‬وقلة حيلتي وصغري )‪ - 5 .(3‬فس‪ :‬الحسن بن علي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن إسماعيل بن عمرو‪ ،‬عن شعيب العقرقوفي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬لما أذن ليوسف عليه السلم في دعاء الفرج‪ ،‬وضع خده على‬
‫الرض ثم قال‪ " :‬اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك‪ ،‬فاني‬
‫أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب "‬
‫ففرج ال عنه‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك أندعو نحن بهذا الدعاء ؟ فقال‪ :‬ادع‬
‫بمثله‪ ،‬اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فاني أتوجه إليك بنبيك‬
‫نبي الرحمة صلى ال عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين والئمة‬
‫عليهم السلم )‪ - 6 .(4‬فس‪ :‬قال‪ :‬لما ولى الرسول إلى الملك بكتاب يعقوب‬
‫رفع يعقوب يده إلى السماء فقال‪ " :‬يا حسن الصحبة‪ ،‬يا كريم المعونة‪ ،‬يا‬
‫خير إله ائتني بروح منك وفرج من عندك " فهبط عليه جبرئيل عليه‬
‫السلم فقال له‪ :‬يا يعقوب أل اعلمك دعوات يرد ال عليك بصرك‪ ،‬وابنيك ؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬قل‪ " :‬من ل يعلم أحد كيف هو‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .243‬أمالى الصدق ص ‪ (3) .244‬تفسير القمى ص‬


‫‪ (4) .317‬تفسير القمى ص ‪ 322‬وتراه في تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.178‬‬

‫]‪[186‬‬

‫إل هو‪ ،‬يا من سد السماء بالهواء‪ ،‬وكبس الرض على الماء‪ ،‬واختار لنفسه أحسن‬
‫السماء‪ ،‬ائتني بروح منك‪ ،‬وفرج من عندك " قال‪ :‬فما انفجر عمود‬
‫الصبح حتى اتي بالقميص فطرح عليه‪ ،‬ورد ال عليه بصره وولده )‪.(1‬‬
‫شى‪ :‬عن مقرن‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم مثله وفيه‪ " :‬يا من ل يعلم‬
‫أحد كيف هو وحيث هو وقدرته إل هو " )‪ - 7 .(2‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب‪ ،‬عن الحسن بن عمارة‪ ،‬عن أبي سيار عن أبي عبد ال صلوات‬
‫ال عليه قال‪ :‬لما طرح إخوة يوسف يوسف في الجب‪ ،‬دخل عليه جبرئيل‬
‫وهو في الجب فقال‪ :‬يا غلم من طرحك في هذا الجب ؟ قال له يوسف‪:‬‬
‫إخوتي‪ ،‬لمنزلتي من أبي حسدوني‪ ،‬ولذلك في الجب طرحوني‪ ،‬قال‪ :‬فتحب‬
‫أن تخرج منها ؟ فقال له يوسف‪ :‬ذاك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب‬
‫قال‪ :‬فان إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب يقول لك‪ :‬قل‪ " :‬اللهم إني أسئلك‬
‫فان لك الحمد ل إله إل أنت الحنان المنان‪ ،‬بديع السموات والرض ذو‬
‫الجلل والكرام‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واجعل لي من أمري فرجا‬
‫ومخرجا‪ ،‬وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث ل أحتسب " فدعا ربه‬
‫فجعل ال له من الجب فرجا ومن كيد المرأة مخرجا‪ ،‬وآتاه ملك مصر من‬
‫حيث لم يحتسب )‪ - 8 .(3‬فس‪ :‬قال جبرئيل عليه السلم ليوسف عليه‬
‫السلم‪ :‬قل‪ " :‬أسئلك بمنك العظيم وإحسانك القديم‪ ،‬ولطفك العميم‪ ،‬يا‬
‫رحمن يا رحيم " فقالها‪ :‬فرأى الملك الرؤيا فكان فرجه فيها )‪ .(4‬أقول‪ :‬قد‬
‫مضى بعض الخبار في باب الحولقة )‪ - 9 .(5‬جا )‪ (6‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬تفسير القمى ص ‪ (2) .329‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (4 - 3) .195‬تفسير‬


‫القمى ص ‪ (5) .330‬راجع ج ‪ 93‬ص ‪ (6) .274‬مجالس المفيد ص‬
‫‪.168‬‬

‫]‪[187‬‬

‫ابن عيسى‪ ،‬عن الريان قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السلم يدعو بكلمات فحفظتها‬
‫عنه‪ ،‬فما دعوت بها في شدة إل فرج ال عني وهي " اللهم أنت ثقتي في‬
‫كل كرب‪ ،‬وأنت رجائي في كل شدة‪ ،‬وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة‬
‫وعدة‪ ،‬كم من كرب يضعف عنه الفؤاد‪ ،‬وتقل فيه الحيلة‪ ،‬وتعيى فيه‬
‫المور‪ ،‬ويخذل فيه البعيد والقريب والصديق‪ ،‬ويشمت فيه العدو أنزلته بك‬
‫وشكوته إليك‪ ،‬راغبا إليك فيه عمن سواك‪ ،‬ففرجته وكشفته وكفيتنيه‪،‬‬
‫فأنت ولى كل نعمة‪ ،‬وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة‪ ،‬فلك الحمد‬
‫كثيرا‪ ،‬ولك المن فاضل‪ ،‬بنعمتك تتم الصالحات يا معروفا بالمعروف‬
‫معروف ويا من هو بالمعروف موصوف‪ ،‬أنلني من معروفك معروفا‬
‫تغنيني به عن معروف‪ ،‬من سواك‪ ،‬برحمتك يا أرحم الراحمين )‪- 10 .(1‬‬
‫ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن ابن قولويه‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن سعيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي‬
‫بصير قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن دعاء يوسف عليه السلم ما‬
‫كان ؟ فقال‪ :‬إن دعاء يوسف عليه السلم كان كثيرا لكنه لما اشتد عليه‬
‫الحبس خر ل ساجدا وقال‪ " :‬اللهم إن كانت الذنوب قد أخلقت وجهي‬
‫عندك‪ ،‬فلن ترفع لي إليك صوتا‪ ،‬فأنا أتوجه إليك بوجه الشيخ يعقوب "‬
‫قال‪ :‬ثم بكى أبو عبد ال عليه السلم وقال‪ :‬صلى ال على يعقوب‪ :‬وعلى‬
‫يوسف وأنا أقول‪ :‬اللهم بال وبرسوله عليه السلم )‪ .(2‬أقول‪ :‬قد مضى‬
‫بعض الخبار في باب الدعية لقضاء الحوائج‪ - 11 .‬ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عيسى بن هارون‪ ،‬عن إبراهيم بن عبد الصمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪:‬‬
‫قال سيدنا الصادق عليه السلم‪ :‬من اهتم لرزقه كتب عليه خطيئة إن‬
‫دانيال كان في زمن ملك جبار عات أخذه فطرحه في جب وطرح معه‬
‫السباع فلم تدنو منه ولم يخرجه‪ ،‬فأوحى ال إلى نبي من أنبيائه أن ائت‬
‫دانيال بطعام‪ ،‬قال‪ :‬يا رب وأين دانيال ؟ قال‪ :‬تخرج من القرية‪ ،‬فيستقبلك‬
‫ضبع فاتبعه فانه يدلك إليه‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .34 - 33‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.28‬‬

‫]‪[188‬‬

‫فأتت به الضبع إلى ذلك الجب فإذا فيه دانيال‪ ،‬فأدلى إليه الطعام‪ ،‬فقال دانيال‪" :‬‬
‫الحمد ل الذي ل ينسى من ذكره‪ ،‬والحمد ل الذي ل يخيب من دعاه الحمد‬
‫ل الذي من توكل عليه كفاه‪ ،‬الحمد ل الذي من وثق به لم يكله إلى غيره‬
‫الحمد ل الذي يجزي بالحسان إحسانا‪ ،‬وبالصبر نجاة " ثم قال الصادق‬
‫عليه السلم‪ :‬إن ال أبى أن يجعل أرزاق المتقين من حيث ل يحتسبون‪،‬‬
‫وأن ل يقبل لوليائه شهادة في دولة الظالمين )‪ .(1‬ص‪ :‬الصدوق‪ ،‬عن ابن‬
‫الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن القاشاني‪ ،‬عن الصبهاني عن المنقري‪ ،‬عن‬
‫حفص‪ ،‬عنه عليه السلم مثله‪ - 12 .‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن النضر‪ ،‬عن يحيى‬
‫الحلبي‪ ،‬عن هارون بن خارجة عن أبي عبد ال عليه السلم في خبر طويل‬
‫ذكر فيه قصة بخت نصر‪ ،‬ودانيال‪ ،‬قال‪ :‬كان دعاؤه عليه السلم‪ :‬الحمد ل‬
‫الذي ل ينسى ‪ -‬إلى قوله‪ :‬بالحسان إحسانا‪ ،‬وزاد فيه‪ :‬الحمد ل الذي‬
‫يجزي بالصبر نجاة‪ ،‬والحمد ل الذي يكشف ضرنا عند كربتنا‪ ،‬والحمد ل‬
‫الذي هو ثقتنا حين ينقطع الحيل منا‪ ،‬والحمد ل الذي هو رجاؤنا حين ساء‬
‫ظننا بأعمالنا )‪ .(2‬أقول‪ :‬تمامه في كتاب النبوات )‪ - 13 .(3‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن‬
‫محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن حسان‪ ،‬عن ابن مهران‪ ،‬عن‬
‫ابن البطائني‪ ،‬عن صندل‪ ،‬عن هارون بن خارجة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬من أصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو في تلك الشدة‬
‫التي نزلت به قل هو ال أحد‪ ،‬فهو من أهل النار )‪ - 14 .(4‬ص‪ :‬بالسناد‬
‫إلى الصدوق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .306‬تفسير القمى ص ‪ (3) .79‬راجع ج ‪ 14‬ص‬
‫‪ (4) .356‬ثواب العمال ص ‪.115‬‬

‫]‪[189‬‬

‫ابن أبي عمير‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن أبي عبد ال صلوات ال عليه قال‪ :‬أخبرني‬
‫أبي عن جدي‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله عن جبرئيل عليه السلم قال‪:‬‬
‫لما أخذ نمرود إبراهيم عليه السلم ليلقيه في النار‪ ،‬قلت‪ :‬يا رب عبدك‬
‫وخليلك ليس في أرضك أحد يعبدك غيره‪ ،‬قال ال تعالى‪ :‬هو عبدي آخذه‬
‫إذا شئت‪ ،‬ولما القي إبراهيم عليه السلم في النار تلقاه جبرئيل عليه‬
‫السلم في الهواء‪ ،‬وهو يهوي إلى النار‪ ،‬فقال‪ :‬يا إبراهيم لك حاجة ؟ فقال‪:‬‬
‫أما إليك فل‪ ،‬وقال‪ :‬يا ال يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له‬
‫كفوا أحد نجني من النار برحمتك‪ ،‬فأوحى ال تعالى إلى النار " كوني بردا‬
‫وسلما على إبراهيم "‪ - 15 .‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق‪ ،‬عن ماجيلويه‪،‬‬
‫عن عمه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن أبان بن عثمان‪ ،‬عن محمد بن‬
‫مروان‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬كان دعاء إبراهيم عليه السلم‬
‫يومئذ‪ :‬يا أحد يا صمد‪ ،‬يا من لم يلد ولم يولد‪ ،‬ولم يكن له كفوا أحد‪ ،‬ثم‬
‫توكلت على ال‪ .‬فقال‪ :‬كفيت‪ - 16 .‬ص‪ :‬بالسناد إلى الصدوق باسناده إلى‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن الحسن بن عمارة‪ ،‬عن أبي سيار‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬لما ألقى إخوة يوسف يوسف عليه السلم في الجب‪ ،‬نزل عليه‬
‫جبرئيل فقال‪ :‬يا غلم من طرحك في هذا الجب ؟ فقال‪ :‬إخوتي لمنزلتي من‬
‫أبي حسدوني‪ ،‬قال‪ :‬أتحب أن تخرج من هذا الجب ؟ قال‪ :‬ذلك إلى إله‬
‫إبراهيم وإسحاق ويعقوب‪ ،‬قال‪ :‬فان ال يقول لك‪ :‬قل‪ " :‬اللهم إني أسئلك‬
‫بان لك الحمد ل إله إل أنت‪ ،‬بديع السموات والرض‪ ،‬يا ذا الجلل‬
‫والكرام‪ ،‬أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تجعل من أمري فرجا‬
‫ومخرجا‪ ،‬وترزقني من حيث أحتسب‪ ،‬ومن حيث ل أحتسب‪ .‬أقول‪ :‬قد‬
‫أوردنا بعض الخبار في باب الكلمات الربع‪ - 17 .‬ص‪ :‬بالسناد إلى‬
‫الصدوق‪ ،‬عن حمزة العلوي‪ ،‬عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن‬
‫يوشع‪ ،‬عن علي بن محمد الجريري‪ ،‬عن حمزة بن يزيد عن عمر‪ ،‬عن‬
‫جعفر‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وعليهم قال‪ :‬لما اجتمعت‬
‫اليهود إلى عيسى عليه السلم ليقتلوه بزعمهم أتاه جبرئيل عليه السلم‬
‫فغشاه بجناحه‪ ،‬وطمح‬
‫]‪[190‬‬

‫عيسى ببصره فإذا هو بكتاب في جناح جبرئيل " اللهم إني أدعوك باسمك الواحد‬
‫العز وأدعوك اللهم باسمك الصمد وأدعوك اللهم باسمك العظيم الوتر‪،‬‬
‫وأدعوك اللهم باسمك الكبير المتعال الذي ثبت أركانك كلها‪ ،‬أن تكشف‬
‫عني ما أصبحت وأمسيت فيه فلما دعا به عيسى عليه السلم أوحى ال‬
‫تعالى إلى جبرئيل‪ :‬ارفعه إلي عندي‪ .‬ثم قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهؤلء الكلمات فو الذي نفسي بيده‪،‬‬
‫ما دعا بهن عبد باخلص ونية إل اهتز له العرش‪ ،‬وإل قال ال لملئكته‬
‫اشهدوا أني قد استجبت له بهن‪ ،‬وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل‬
‫آخرته‪ ،‬ثم قال لصحابه سلوا بها ول تستبطؤا الجابة‪ - 18 .‬ص‪:‬‬
‫الصدوق‪ ،‬عن أبي حامد‪ ،‬عن ابن سعدان‪ ،‬عن أبي الخير بن بندار ابن‬
‫يعقوب‪ ،‬عن جعفر بن درستويه‪ ،‬عن اليمان بن سعيد‪ ،‬عن يحيى بن عبد‬
‫ال‪ ،‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن سالم بن عبد ال‪ ،‬عن‬
‫ابن عمر قال‪ :‬كنا جلوسا عند رسول ال صلى ال عليه وآله إذ دخل‬
‫أعرابي علي ناقة حمراء فسلم ثم قعد فقال بعضهم‪ :‬إن الناقة التي تحت‬
‫العرابي سرقها‪ ،‬قال‪ :‬أ ؟ بينة فقالت الناقة التي تحت العرابي‪ :‬والذي‬
‫بعثك بالكرامة يا رسول ال إ ؟ هذا ما سرقني ول ملكني أحد سواه‪ .‬فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا أعرابي ما الذي قلت حتى أنطقها ال‬
‫بعذرك ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬اللهم إنك لست باله استحدثناك‪ ،‬ول معك إله أعانك‬
‫على خلقنا‪ ،‬ول معك رب فيشركك في ربوبيتك‪ ،‬أنت ربنا كما تقول‪ ،‬وفوق‬
‫ما يقول القائلون أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تبرأني‬
‫ببرأتي‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬والذي بعثني بالكرامة يا أعرابي‬
‫لقد رأيت الملئكة يكتبون مقالتك‪ ،‬أل ومن نزل به مثل ما نزل بك‪ ،‬فليقل‬
‫مثل مقالتك‪ ،‬وليكثر الصلة على‪ - 19 .‬ضا‪ :‬وإذا حزنك أمر فقل سبع‬
‫مرات " بسم ال الرحمن الرحيم ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬فان‬
‫كفيت وإل أتممت سبعين مرة‪ ،‬وإذا‬

‫]‪[191‬‬

‫ابتليت ببلوى أو أصابتك محنة أو خفت أمرا أو أصابك غم فاستعن ببعض إخوانك‪،‬‬
‫و ادع بهذا الدعاء‪ ،‬ويؤمن الخ عليه‪ ،‬فانه نروي عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله أنه دعا وأمن عليه على بن أبي طالب عليه السلم في المهمات‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ما دعا بهذا الدعاء أحد قط ثلث مرات إل اعطي ما سأل‪ ،‬إل أن‬
‫يسأل ماثما أو قطيعة رحم‪ ،‬وهو أن يقول‪ " :‬يا حي يا قيوم‪ ،‬يا حي ل‬
‫يموت‪ ،‬يا حي ل إله إل أنت‪ ،‬أسألك بأن لك الحمد ل إله إل أنت المنان‪،‬‬
‫بديع السموات والرض‪ ،‬يا ذا الجلل والكرام "‪ .‬وإذا كنت مجهودا فاسجد‬
‫ثم اجعل خدك اليمن على الرض‪ ،‬ثم خدك اليسر‪ ،‬وقل في كل واحد " يا‬
‫مذل كل جبار عنيد‪ ،‬يا معز كل ذليل‪ ،‬قد وحقك بلغ مجهودي‪ ،‬فصل على‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬وفرج عني "‪ .‬وإذا كرهت أمرا فقل‪ " :‬حسبي ال ونعم‬
‫الوكيل "‪ - 20 .‬يج‪ :‬ذكر الرضى )‪ (1‬في كتاب خصائص الئمة باسناده‪،‬‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬كان رجل على عهد عمر وله إبل بناحية أذربيجان‪ ،‬قد‬
‫استصعبت عليه فشكا إليه ما ناله‪ ،‬وأن معاشه كان منها‪ ،‬فقال له‪ :‬اذهب‬
‫فاستغث بال تعالى فقال الرجل‪ :‬ما زلت أدعو ال وأتوسل إليه‪ ،‬وكلما‬
‫قربت منها حملت على‪ ،‬فكتب له عمر رقعة فيها‪ :‬من عمر أمير المؤمنين‬
‫إلى مردة الجن والشياطين أن يذللوا هذه المواشي له‪ .‬فأخذ الرجل الرقعة‬
‫ومضى‪ .‬فقال عبد ال بن عباس‪ :‬فاغتممت شديدا فلقيت عليا فأخبرته بما‬
‫كان‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬والذي فلق الحبة وبرأ النسمة‪ ،‬ليعودن بالخيبة‪،‬‬
‫فهدأ ما بي وطالت على شقتي‪ ،‬وجعلت أرقب كل من جاء من أهل الجبال‪،‬‬
‫فإذا أنا بالرجل قد وافى وفي جبهته شجة تكاد اليد تدخل فيها‪ .‬فلما رأيته‬
‫بادرت إليه فقلت‪ :‬ما وراك ؟ فقال‪ :‬إني صرت إلى الموضع ورميت‬
‫بالرقعة‪ ،‬فحمل على عداد منها فهالني أمرها‪ ،‬ولم يكن لي قوة‪ ،‬فجلست‬
‫فرمحتني أحدها في وجهى فقلت‪ " :‬اللهم اكفنيها " وكلها تشد على وتريد‬
‫قتلي‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ومنها ما ذكر المرتضى في خصائص الئمة الخ‪.‬‬

‫]‪[192‬‬

‫فانصرفت عنى فسقطت فجاء أخي فحملني‪ ،‬ولست أعقل‪ ،‬فلم أزل أتعالج حتى‬
‫صلحت‪ ،‬وهذا الثر في وجهي فقلت له‪ :‬صر إلى عمر وأعلمه‪ ،‬فصار إليه‬
‫وعنده نفر فأخبره بما كان فزبره فقال له‪ :‬كذبت لم تذهب بكتابي‪ ،‬فحلف‬
‫الرجل لقد فعل فأخرجه عنه‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬فمضيت به إلى أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم فتبسم ثم قال‪ :‬ألم أقل لك‪ ،‬ثم أقبل على الرجل فقال‬
‫له‪ :‬إذا انصرفت إلى الموضع الذى هي فيه‪ ،‬فقل‪ :‬اللهم إني أتوجه إليك‬
‫بنبيك نبي الرحمة‪ ،‬وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين‪ ،‬اللهم‬
‫ذلل لي صعوبتها‪ ،‬واكفني شرها‪ ،‬فإنك الكافي المعافي‪ ،‬والغالب القاهر "‬
‫قال‪ :‬فانصرف الرجل راجعا فلما كان من قابل قدم الرجل معه جملة من‬
‫المال قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين‪ ،‬وصار إليه وأنا معه‪ .‬فقال‬
‫عليه السلم‪ :‬تخبرني أو اخبرك ؟ فقال الرجل‪ :‬يا أمير المؤمنين بل‬
‫تخبرني قال‪ :‬كأني بك وقد صرت إليها‪ ،‬فجاءتك ولذت بك خاضعة ذليلة‪،‬‬
‫فأخذت بنواصيها واحدة واحدة‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬صدقت يا أمير المؤمنين كأنك‬
‫كنت معي هكذا كان‪ ،‬فتفضل بقبول ما جئتك به‪ ،‬فقال‪ :‬امض راشدا بارك‬
‫ال لك‪ ،‬وبلغ الخبر عمر‪ ،‬فغمه ذلك وانصرف الرجل وكان يحج كل سنة‪،‬‬
‫وقد أنمى ال ماله‪ .‬فقال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كل من استصعب‬
‫عليه شئ من مال أو أهل أو ولد أو أمر فليبتهل إلى ال بهذا الدعاء‪ ،‬فانه‬
‫يكفي مما يخاف إن شاء ال )‪ - 21 .(1‬شى‪ :‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬الكلمات التي تلقاهن آدم عليه السلم من ربه‬
‫فتاب عليه وهدى‪ ،‬قال‪ " :‬سبحانك اللهم وبحمدك إني عملت سوء وظلمت‬
‫نفسي‪ ،‬فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم‪ ،‬اللهم إنه ل إله إل أنت‪ ،‬سبحانك‬
‫وبحمدك‪ ،‬إني عملت سوء وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين‪،‬‬
‫اللهم إنه ل إله إل أنت سبحانك وبحمدك إني عملت سوء‬

‫)‪ (1‬مختار الخرائج والجرائح‪ ،226 - 225 :‬وذكر القصة في المناقب ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ ،311 - 310‬عن ابى العزيز كادش العكبرى‪.‬‬

‫]‪[193‬‬

‫وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم )‪ - 22 .(1‬سر‪ :‬محمد بن علي بن‬
‫محبوب‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن الحسن بن علي ابن فضال‪ ،‬عن أبي‬
‫إسحاق ثعلبه‪ ،‬عن عبد ال بن هلل قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫إن حالنا قد تغيرت‪ ،‬قال‪ :‬فادع في صلتك الفريضة‪ ،‬قلت‪ :‬أيجوز في‬
‫الفريضة فاسمي حاجتي للدين والدنيا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله قد قنت ودعا على قوم بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم‪،‬‬
‫وفعله علي عليه السلم من بعده )‪ - 23 .(2‬شى‪ :‬عن إسحاق بن يسار‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال‪ :‬إن ال بعث إلى يوسف عليه السلم‬
‫وهو في السجن‪ :‬يا ابن يعقوب ما أسكنك مع الخطائين ؟ قال‪ :‬جرمي قال‪:‬‬
‫فاعترف بجرمه واخرج‪ ،‬فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬ادع بهذا الدعاء‪ :‬يا كبير كل كبير‪ ،‬يا من ل شريك له ول وزير‪ ،‬يا‬
‫خالق الشمس والقمر المنير‪ ،‬يا عصمة المضطر الضرير‪ ،‬يا قاصم كل‬
‫جبار عنيد‪ ،‬يا مغني البائس الفقير‪ ،‬يا جابر العظم الكسير‪ ،‬يا مطلق المكبل‬
‫السير‪ ،‬أسألك بحق محمد وآل محمد أن تجعل لي من أمري فرجا‬
‫ومخرجا‪ ،‬وترزقني من حيث أحتسب‪ ،‬ومن حيث ل أحتسب‪ .‬قال‪ :‬فلما‬
‫أصبح دعا به الملك فخلى سبيله‪ ،‬وذلك قوله‪ " :‬وقد أحسن بي إذا‬
‫أخرجني من السجن " )‪ - 24 .(3‬مكا‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من‬
‫دعا بهذا الدعاء‪ " :‬اللهم إني عبدك وابن عبدك‪ ،‬وابن أمتك‪ ،‬ناصيتي‬
‫بيدك‪ ،‬ماض في حكمك‪ ،‬عدل في قضاؤك‪ ،‬أسألك بكل اسم هو لك سميت به‬
‫نفسك‪ ،‬أو أنزلته في كتابك‪ ،‬أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في‬
‫علم الغيب عندك‪ ،‬أن تجعل القرآن ربيع قلبي‪ ،‬ونور صدري وجلء حزني‪،‬‬
‫وذهاب همي " أذهب ال همه‪ ،‬وأبدله مكان حزنه‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ 41‬والية في يوسف‪ (2) .100 :‬السرائر ص ‪.476‬‬
‫)‪ (3‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪.198‬‬

‫]‪[194‬‬

‫فرحا )‪ .(1‬وروي عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلم‪ :‬إذا‬
‫وقعت في ورطة فقل‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال‬
‫العلي العظيم‪ ،‬اللهم إياك نعبد وإياك نستعين " فان ال سبحانه يدفع بهاء‬
‫البلء )‪ - 25 .(2‬تم‪ :‬باسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي من كتاب‬
‫الربيع بن محمد المسلى باسناده إلى ابن خارجة زيادة في دعاء يوسف‬
‫عليه السلم‪ ،‬فقال‪ :‬شكوت إلى أبي عبد ال عليه السلم تغير حالي‪ ،‬فقال‬
‫لي‪ :‬فأين أنت عن دعاء يوسف ؟ فقلت‪ :‬وما دعاء يوسف ؟ فقال‪ :‬كان‬
‫يقول‪ " :‬سكن جسمي من البلوى‪ ،‬وسبقني لساني بالخطيئة‪ ،‬فان يكن‬
‫وجهي خلق عندك‪ ،‬وحجبت الذنوب صوتي عنك‪ ،‬فاني أتوجه إليك بوجه‬
‫الشيخ يعقوب " قال‪ :‬قلت‪ :‬فان يوسف يقول‪ :‬بوجه الشيخ يعقوب‪ ،‬فما‬
‫أقول أنا ؟ قال‪ :‬تقول‪ :‬بوجه محمد صلى ال عليه وعلى أهل بيته‪ .‬أقول‪:‬‬
‫وقد رويت في لفظ دعاء يوسف عليه السلم في الحبس غير ذلك‪ ،‬وأما‬
‫قوله في الدعاء‪ " :‬سكن جسمي من البلوى " فلعلها " شكى جسمي من‬
‫البلوي " لكنني وجدت اللفظ كما نقلته )‪ - 26 .(3‬نوادر الراوندي‪:‬‬
‫باسناده عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من تظاهرت نعم ال عليه‪ ،‬فليكثر الشكر‪ ،‬ومن الهم‬
‫الشكر لم يحرم المزيد‪ ،‬ومن كثر همومه فليكثر من الستغفار‪ ،‬ومن ألح‬
‫عليه الفقر فليكثر من قول‪ :‬ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ - 27 .‬نقل‬
‫من خط الشهيد رحمه ال عن النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬ما من عبد يخاف‬
‫زوال نعمة أو فجاءة نقمة أو تغير عافية ويقول‪ " :‬يا حي يا قيوم يا واحد‬
‫يا مجيد يا بر يا كريم يا رحيم يا غني تمم علينا نعمتك‪ ،‬وهب لنا )‪(4‬‬
‫كرامتك وألبسنا عافيتك " إل أعطاه ال تعالى خير الدنيا والخرة‪.‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .404‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .406‬فلح السائل ص‬


‫‪ (4) .194‬هنئنا خ ل‪.‬‬

‫]‪[195‬‬
‫‪ - 28‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن عبد ال بن محمد عبد العزيز‪ ،‬عن محمد‬
‫بن عباد المكي‪ ،‬عن حاتم بن إسماعيل‪ ،‬عن محمد بن عجلن‪ ،‬عن محمد‬
‫بن كعب عن عبد ال بن شداد‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر قال‪ :‬لقنني علي بن‬
‫أبي طالب كلمات الفرج وأخبرني أن رسول ال صلى ال عليه وآله لقنهن‬
‫إياه وأمره إذا نزل به كرب أو شدة أن يقولهن‪ " :‬ل إله إل ال الحليم‬
‫الكريم‪ ،‬ل إله إل ال العلي العظيم‪ ،‬سبحان ال وتبارك ال‪ ،‬رب السموات‬
‫السبع‪ ،‬ورب العرش العظيم‪ ،‬والحمد ل رب العالمين " )‪ - 29 .(1‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬عن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬من أصابه هم أو كرب‬
‫أو بلء أو حزن‪ ،‬فليقل‪ " :‬ال ال ربي ل اشرك به شيئا‪ ،‬توكلت على‬
‫الحي الذي ل يموت "‪ .‬ومن دعاء الفرج " يا من يكفي من كل شئ‪ ،‬ول‬
‫يكفي منه شئ‪ ،‬اكفني ما أهمني "‪ .‬وعن الصادق عليه السلم أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله قال لمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬إذا وقعت في‬
‫ورطة فقل ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ال الرحمن الرحيم‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال "‬
‫فان ال يصرف بها ما يشاء من أنواع البلء‪ .‬وفي رواية أحمد‪ :‬يكررها‬
‫سبع مرات‪ ،‬فان انكشف ذلك البلء وإل يتمها سبعين مرة‪ ،‬وقال‪ :‬اغلقوا‬
‫أبواب المعصية بالستعاذة‪ ،‬وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية‪ .‬وعن أبي‬
‫جعفر عليه السلم أن يعقوب عليه السلم كان اشتد به الحزن‪ ،‬ورفع يده‬
‫إلى السماء وقال‪ " :‬يا حسن الصحبة‪ ،‬يا كثير المعونة‪ ،‬يا خيرا كله ائتني‬
‫بروح منك وفرج من عندك " فهبط جبرئيل عليه السلم قال‪ :‬يا يعقوب أ ؟‬
‫اعلمك دعوات يرد ال عليك بها بصرك وولديك ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬قل يا من‬
‫ل يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته إل هو‪ ،‬يا من سد الهواء بالسماء‬
‫وكبس الرض على الماء‪ ،‬واختار لنفسه أحسن السماء‪ ،‬ائتني بروح منك‬
‫وفرج من عندك " قال‪ :‬فما انفجر عمود الصبح حتى اتي بالقميص يطرح‬
‫عليه‪ ،‬ورد ال عليه بصره وولده‪.‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.235‬‬

‫]‪[196‬‬

‫وعن زين العابدين عليه السلم قال‪ :‬ضمني والدي عليه السلم إلى صدره يوم قتل‬
‫والدماء تغلى وهو يقول‪ :‬يا بنى احفظ عني دعاء علمتنيه فاطمة عليها‬
‫السلم‪ ،‬وعلمها رسول ال صلى ال عليه وآله وعلمه جبرئيل عليه السلم‬
‫في الحاجة والمهم والغم والنازلة إذا نزلت والمر العظيم الفادح‪ ،‬قال ادع‪:‬‬
‫" بحق يس والقرآن الحكيم‪ ،‬وبحق طه والقرآن العظيم‪ ،‬يا من يقدر على‬
‫حوائج السائلين‪ ،‬يا من يعلم ما في الضمير يا منفس عن المكروبين‪ ،‬يا‬
‫مفرج عن المغمومين‪ ،‬يا راحم الشيخ الكبير‪ ،‬يا رازق الطفل الصغير‪ ،‬يا‬
‫من ل يحتاج إلى التفسير‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وافعل بي كذا وكذا‪.‬‬
‫وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬قال لي جبرئيل‪ :‬أل اعلمك الكلمات التي‬
‫قالهن موسى عليه السلم حين انفلق له البحر ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬قل‪:‬‬
‫" اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وبك المستغاث‪ ،‬وأنت المستعان‪ ،‬ول‬
‫حول ول قوة إل بال العلي العظيم "‪ - 30 .‬البلد المين‪ :‬ذكر صاحب كتاب‬
‫دفع الهموم والحزان وقمح الغموم يقول المحبوس ثلثا‪ " :‬أسأل ال‬
‫العفو والعافية‪ ،‬والمعافاة في الدنيا والخرة "‪ .‬وقال نوبة العنبري‪:‬‬
‫أكرهني السلطان على القتال فأبيت فحبسني حتى لم يبق في رأسي شعرة‪،‬‬
‫فأتاني آت في منامي عليه ثياب بيض‪ ،‬وقال‪ :‬يا نوبة‪ ،‬قد أطالوا حبسك‪،‬‬
‫قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬قل‪ " :‬أسأل ال العفو والعافية‪ ،‬والعافاة في الدنيا والخرة‬
‫" فاستيقظت فكتبت ما قاله‪ ،‬ثم توضأت وصليت ما شاء ال‪ ،‬وقلت ذلك‬
‫حتى صليت صلة الصبح‪ ،‬فجاء حرسي وقال‪ :‬أين نوبة ؟ فقلت‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فحملني وأدخلني عليه‪ ،‬وأنا أتكلم بهن‪ ،‬فلما رآني أمر باطلقي‪ ،‬قال نوبة‪:‬‬
‫فعلمته رجل في البصرة قال‪ :‬لم أقلهن في عذاب إل خلي عني‪ ،‬وعذبت‬
‫يوما ولم أذكرهن حتى جلدت مائة سوط فذكرتهن حينئذ فدعوت بهن فخلي‬
‫عني )‪ - 31 .(1‬من كتاب الروضة‪ :‬بحذف السناد عن الربيع صاحب‬
‫المنصور قال‪ :‬لما استويت الخلفة له‪ ،‬قال‪ :‬يا ربيع ابعث إلى جعفر بن‬
‫محمد من يأتيني به‪ ،‬ثم قال‬

‫)‪ (1‬راجع البلد المين ص ‪.523‬‬

‫]‪[197‬‬

‫بعد ساعة‪ :‬ألم أقل لك أن تبعث إلى جعفر بن محمد ؟ فو ال لتأتيني به‪ ،‬وإل قتلتك‬
‫فلم أجد بدا فذهبت إليه فقلت‪ :‬يا أبا عبد ال أجب أمير المؤمنين‪ ،‬فقام معي‬
‫فلما دنونا من الباب رأيته يحرك شفتيه‪ ،‬ثم دخل فسلم عليه‪ ،‬فلم يرد عليه‬
‫فوقف فلم يجسله ثم رفع إليه رأسه فقال‪ :‬يا جعفر أنت الذي ألبت على‬
‫وكثرت‪ ،‬فقد حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده أن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫قال‪ :‬ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به‪ ،‬فقال جعفر بن محمد‬
‫عليهما السلم‪ :‬وحدثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده أن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله قال‪ :‬ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش أل فليقم كل من أجره‬
‫على‪ ،‬فل يقوم إل من عفا عن أخيه‪ ،‬فما زال يقول حتى سكن ما به‪ ،‬ولن‬
‫له فقال‪ :‬اجلس أبا عبد ال ثم دعا بمدهن من غالية فجعل يغلفه بيده‪،‬‬
‫والغالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين‪ ،‬ثم قال‪ :‬انصرف أبا عبد ال‬
‫في حفظ ال وقال لي‪ :‬يا ربيع اتبع أبا عبد ال جائزته‪ ،‬وأضعفها له‪ .‬قال‪:‬‬
‫فخرجت فقلت أبا عبد ال‪ :‬أتعلم محبتي لك ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬يا ربيع‪ ،‬أنت منا‪،‬‬
‫حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬مولى‬
‫القوم من أنفسهم‪ ،‬فأنت منا‪ ،‬قلت‪ :‬يا أبا عبد ال شهدت ما لم نشهد‪،‬‬
‫وسمعت ما لم نسمع‪ ،‬وقد دخلت عليه ورأيتك تحرك شفتيك عند الدخول‬
‫عليه‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬دعاء كنت أدعو به‪ ،‬فقلت‪ :‬أدعاء كنت تلقيته عند الدخول‪،‬‬
‫أو شئ تأثره عن آبائك الطيبين ؟ فقال‪ :‬بل حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‬
‫أن النبي صلى ال عليه وآله كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء‪ ،‬وكان‬
‫يقال له‪ :‬دعاء الفرج وهو‪ " :‬اللهم احرسني بعينك التي ل تنام‪ ،‬واكنفني‬
‫بركنك الذي ل يرام‪ ،‬وارحمني بقدرتك على‪ ،‬ول أهلك وأنت رجائي‪ ،‬فكم‬
‫من نعمة أنعمت بها على قل لك بها شكري‪ ،‬وكم من بلية ابتليتني قل لك‬
‫بها صبري‪ ،‬فيامن قل عند نعمته شكري فلم يحرمني‪ ،‬ويا من قل عند بليته‬
‫صبري فلم يخذلني‪ ،‬ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني‪ ،‬أسئلك أن‬
‫تصلي على محمد وآل محمد‪ .‬اللهم أعني على ديني بالدنيا‪ ،‬وعلى الخرة‬
‫بالتقوى‪ ،‬واحفظني فيما غبت‬

‫]‪[198‬‬

‫عنه‪ ،‬ول تكلني إلى نفسي فيما حضرته‪ ،‬يا من ل تضره الذنوب‪ ،‬ول تنقصه‬
‫المغفرة هب لي مال ينقصك‪ ،‬واغفر لي مال يضرك‪ ،‬إنك رب وهاب‪ ،‬أسئلك‬
‫فرجا قريبا وصبرا جميل ورزقا واسعا والعافية من جميع البلء‪ ،‬وشكر‬
‫العافية‪ .‬وفي رواية‪ " :‬وأسئلك تمام العافية‪ ،‬وأسئلك دوام العافية‪ ،‬وأسألك‬
‫الشكر على العافية‪ ،‬وأسئلك الغنى عن الناس‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال‬
‫العلي العظيم‪ .‬قال الربيع‪ :‬فكتبته من جعفر بن محمد عليهما السلم في‬
‫رقعة‪ ،‬فها هو ذا في جيبي وقال موسى بن سهل‪ :‬كتبته من الربيع وها هو‬
‫في جيبي‪ ،‬وقال محمد بن هارون‪ :‬كتبته من العبسى وها هو في جيبي‪،‬‬
‫وقال علي بن أحمد المحتسب‪ :‬كتبته من محمد ابن هارون وها هو في‬
‫جيبي‪ ،‬وقال علي بن الحسن‪ :‬كتبت من المحتسب وها هو في جيبي‪ ،‬وقال‬
‫السلمي مثله‪ ،‬وقال أبو صالح مثله‪ ،‬وقال الحافظ أبو منصور مثله وأنا‬
‫أقول مثله )‪ - 32 .(1‬عدة الداعي‪ :‬عمر بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪،‬‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله أن جبرئيل عليه السلم نزل عليه بهذا‬
‫الدعاء من السماء‪ ،‬ونزل عليه ضاحكا مستبشرا فقال‪ :‬السلم عليك يا‬
‫محمد‪ ،‬قال‪ :‬وعليك السلم يا جبرئيل‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال عزوجل بعث إليك‬
‫بهدية‪ ،‬قال‪ :‬وما تلك الهدية يا جبرئيل ؟ قال‪ :‬كلمات من كنوز العرش‬
‫أكرمك ال بها‪ ،‬قال‪ :‬وما هن يا جبرئيل ؟ قال‪ :‬قل‪ " :‬يا من أظهر الجميل‪،‬‬
‫وستر القبيح‪ ،‬يا من لم يؤاخذ بالجريرة‪ ،‬ولم يهتك الستر‪ ،‬يا عظيم العفو‪،‬‬
‫يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة‪ ،‬يا باسط اليدين بالرحمة‪ ،‬يا صاحب كل‬
‫نجوى‪ ،‬ومنتهى كل شكوى‪ ،‬يا كريم الصفح‪ ،‬يا عظيم المن‪ ،‬يا مبتدئا بالنعم‬
‫قبل استحقاقها‪ ،‬يا ربنا ويا سيدنا ويا مولنا‪ ،‬ويا غاية رغبتنا‪ ،‬أسألك يا‬
‫ال أن ل تشوه خلقي بالنار "‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫لجبرئيل‪ :‬ما ثواب هذه الكلمات ؟ قال‪ :‬هيهات هيهات انقطع العمل‪ ،‬لو‬
‫اجتمع ملئكة سبع سماوات وسبع أرضين‪ ،‬على أن يصفوا ثواب ذلك إلى‬
‫يوم القيامة ما وصفوا من كل جزء جزءا واحدا‪.‬‬

‫)‪ (1‬مر مثله بأسانيد كثيرة‪ ،‬راجع ج ‪ 94‬ص ‪.316‬‬

‫]‪[199‬‬

‫فإذا قال العبد‪ " :‬يا من أظهر الجميل وستر القبيح " ستره ال ورحمه في الدنيا‬
‫وجمله في الخرة‪ ،‬وستر ال عليه ألف ستر في الدنيا والخرة وإذا قال‪" :‬‬
‫يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر " لم يحاسبه ال تعالى يوم‬
‫القيامة‪ ،‬ولم يهتك ستره يوم تهتك الستور وإذا قال‪ " :‬يا عظيم العفو "‬
‫غفر ال له ذنوبه‪ ،‬ولو كانت خطيئته مثل زبد البحر‪ ،‬وإذا قال‪ " :‬يا حسن‬
‫التجاوز " تجاوز ال عنه حتى السرقة وشرب الخمر وأهاويل الدنيا وغير‬
‫ذلك من الكبائر‪ ،‬وإذا قال‪ " :‬يا واسع المغفرة " فتح ال تعالى له سبعين‬
‫بابا من الرحمة فهو يخوض في رحمة ال تعالى حتى يخرج من الدنيا وإذا‬
‫قال‪ " :‬يا باسط اليدين بالرحمة " بسط ال يده عليه له بالرحمة‪ .‬وإذا قال‪:‬‬
‫" يا صاحب كل نجوى ومنتهى كل شكوى " أعطاه ال من الجر ثواب كل‬
‫مصاب‪ ،‬وكل سالم‪ ،‬وكل مريض‪ ،‬وكل ضرير‪ ،‬وكل مسكين وكل فقير‪ ،‬وكل‬
‫صاحب مصيبة إلى يوم القيامة‪ ،‬وإذا قال‪ " :‬يا كريم الصفح " أكرمه ال‬
‫كرامة النبياء‪ ،‬وإذا قال‪ " :‬يا عظيم المن " أعطاه ال يوم القيامة منيته‬
‫ومنية الخلئق‪ ،‬وإذا قال‪ " :‬يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها " أعطاه ال‬
‫من الجر بعدد من شكر نعماءه‪ .‬وإذا قال‪ " :‬يا ربنا ويا سيدنا " قال ال‬
‫تعالى‪ :‬اشهدوا ملئكتي أني قد غفرت له‪ ،‬وأعطيته من الجر بعدد من‬
‫خلقته في الجنة‪ ،‬والنار والسموات السبع والرضين السبع‪ ،‬والشمس‬
‫والقمر والنجوم‪ ،‬وقطر القطار‪ ،‬وأنواع الخلق والجبال والحصى والثرى‪،‬‬
‫وغير ذلك‪ ،‬والعرش والكرسي‪ .‬وإذا قال‪ " :‬يا مولنا " مل ال قلبه من‬
‫اليمان‪ ،‬وإذا قال‪ " :‬يا غاية رغبتنا " أعطاه ال تعالى يوم القيامة‬
‫رغبته‪ ،‬ومثل رغبة الخلئق‪ ،‬وإذا قال‪ " :‬أسألك يا ال أن ل تشوه خلقي‬
‫بالنار " قال الجبار‪ :‬استعتقني عبدي من النار‪ ،‬اشهدوا ملئكتي أني قد‬
‫أعتقته من النار‪ ،‬وأعتقت أبويه وإخوته وأهله وولده وجيرانه‪ ،‬وشفعته‬
‫في ألف رجل ممن وجبت له النار‪ ،‬وآجرته من النار‪ ،‬فعلمهن يا محمد‬
‫المتقين‪ ،‬ول تعلمهن المنافقين‪ ،‬فإنها دعوة مستجابة لقائلهن إنشاء ال‪،‬‬
‫وهو دعاء أهل البيت‬
‫]‪[200‬‬

‫المعمور حوله‪ ،‬إذا كانوا يطوفون به‪ - 33 .‬كتاب المامة للطبري‪ :‬أبو جعفر محمد‬
‫بن هارون بن موسى التلعكبري قال‪ :‬حدثني أبو الحسين بن أبي البغل‬
‫الكاتب قال‪ :‬تقلدت عمل من أبي منصور بن الصالحان‪ ،‬وجرى بيني وبينه‬
‫ما أوجب استتاري‪ ،‬فطلبني وأخافني فمكثت مستترا خائفا ثم قصدت مقابر‬
‫قريش ليلة الجمعة‪ ،‬واعتمدت المبيت هناك للدعاء والمسألة وكانت ليلة‬
‫ريح ومطر‪ ،‬فسألت ابن جعفر القيم أن يغلق البواب وأن يجتهد في خلوة‬
‫الموضع لخلو بما اريده من الدعاء والمسألة‪ ،‬وآمن من دخول إنسان مما‬
‫لم آمنه‪ ،‬وخفت من لقائي له‪ ،‬ففعل وقفل البواب وانتصف الليل‪ ،‬وورد من‬
‫الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع‪ ،‬ومكثت أدعوا وأزور واصلي‪.‬‬
‫فبينما أنا كذلك إذ سمعت وطية عند مولنا موسى عليه السلم وإذا رجل‬
‫يزور فسلم على آدم واولي العزم عليهم السلم‪ ،‬ثم الئمة واحدا واحدا إلى‬
‫انتهى إلى صاحب الزمان عليه السلم فلم يذكره‪ ،‬فعجبت من ذلك وقلت‪:‬‬
‫لعله نسي أولم يعرف أو هذا مذهب لهذا الرجل‪ .‬فلما فرغ من زيارته صلى‬
‫ركعتين وأقبل إلى عند مولنا أبي جعفر عليه السلم فزار مثل الزيارة‪،‬‬
‫وذلك السلم‪ ،‬وصلى ركعتين‪ ،‬وأنا خائف منه‪ ،‬إذ لم أعرفه ورأيته شابا‬
‫تاما من الرجال‪ ،‬عليه ثياب بياض‪ ،‬وعمامة محنك بها بذؤابة وردي على‬
‫كتفه مسبل‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا با الحسين بن أبي البغل أين أنت عن دعاء‬
‫الفرج ؟ فقلت‪ :‬وما هو يا سيدي ؟ فقال‪ :‬تصلي ركعتين وتقول‪ " :‬يا من‬
‫أظهر الجميل‪ ،‬وستر القبيح‪ ،‬يا من لم يؤاخذ بالجريرة‪ ،‬ولم يهتك الستر‪ ،‬يا‬
‫عظيم المن‪ ،‬يا كريم الصفح‪ ،‬يا حسن التجاوز‪ ،‬يا واسع المغفرة‪ ،‬يا باسط‬
‫اليدين بالرحمة‪ ،‬يا منتهى كل نجوى‪ ،‬يا غاية كل شكوى‪ ،‬يا عون كل‬
‫مستعين‪ ،‬يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها‪ ،‬يا رباه‪ - ،‬عشر مرات ‪ -‬يا سيداه‬
‫‪ -‬عشر مرات ‪ -‬يا مولياه ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬يا غايتاه ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬يا‬
‫منتهى رغبتاه ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬أسئلك بحق هذه السماء‪ ،‬وبحق محمد وآله‬
‫الطاهرين عليهم السلم إل‬

‫]‪[201‬‬

‫ما كشفت كربي‪ ،‬ونفست همي‪ ،‬وفرجت عني‪ ،‬وأصلحت حالي "‪ .‬وتدعو بعد ذلك‬
‫بما شئت وتسأل حاجتك‪ ،‬ثم تضع خدك اليمن على الرض وتقول مائة‬
‫مرة في سجودك " يا محمد يا علي‪ ،‬يا علي يا محمد‪ ،‬اكفياني فانكما‬
‫كافياي‪ ،‬وانصراني فانكما ناصراي " وتضع خدك اليسر على الرض‬
‫وتقول مائة مرة " أدركني " وتكررها كثيرا‪ ،‬وتقول الغوث الغوث حتى‬
‫ينقطع نفسك‪ ،‬و ترفع رأسك‪ ،‬فان ال بكرمه يقضي حاجتك إن شاء ال‬
‫تعالى‪ .‬فلما شغلت بالصلة والدعاء خرج فلما فرغت خرج لبن جعفر‬
‫لسأله عن الرجل وكيف دخل ؟ فرأيت البواب على حالها مغلقة‪ .‬مقفلة‪،‬‬
‫فعجبت من ذلك‪ ،‬وقلت‪ :‬لعله باب ههنا ولم أعلم‪ ،‬فأنبهت ابن جعفر القيم‬
‫فخرج إلى عندي من بيت الزيت‪ ،‬فسألته عن الرجل ودخوله فقال‪ :‬البواب‬
‫مقفلة كما ترى ما فتحتها‪ ،‬فحدثته بالحديث‪ ،‬فقال‪ :‬هذا مولنا صاحب‬
‫الزمان صلوات ال عليه وقد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عند خلوها‬
‫من الناس‪ .‬فتأسفت على ما فاتني منه‪ ،‬وخرجت عند قرب الفجر‪ ،‬وقصدت‬
‫الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستترا فيه فما أضحى النهار إل وأصحاب‬
‫ابن الصالحان يلتمسون لقائي‪ ،‬ويسألون عني أصدقائي‪ ،‬ومعهم أمان من‬
‫الوزير‪ ،‬ورقعة بخطه فيها كل جميل‪ ،‬فحضرت مع ثقة من أصدقائي عنده‪،‬‬
‫فقام والتزمني‪ ،‬وعاملني بما لم أعهده منه‪ ،‬وقال‪ :‬انتهت بك الحال إلى أن‬
‫تشكوني إلى صاحب الزمان صلوات ال عليه ؟ فقلت‪ :‬قد كان مني دعاء‬
‫ومسألة‪ ،‬فقال‪ :‬ويحك رأيت البارحة مولي صاحب الزمان في النوم يعني‬
‫ليلة الجمعة وهو يأمرني بكل جميل‪ ،‬ويجفو علي في ذلك جفوة خفتها‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬ل إله إل ال أشهد أنهم الحق ومنتهى الحق‪ ،‬رأيت البارحة مولنا‬
‫في اليقظة وقال لي‪ :‬كذا وكذا‪ ،‬وشرحت ما رأيته في المشهد‪ ،‬فعجب من‬
‫ذلك‪ ،‬وجرت منه امور عظام حسان في هذا المعنى‪ ،‬وبلغت منه غاية ما لم‬
‫أظنه ببركة مولنا صاحب الزمان صلوات ال عليه )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬دلئل المامة ص ‪.306 - 304‬‬

‫]‪[202‬‬

‫‪ - 34‬اختيار ابن الباقي‪ :‬عن الريان بن الصلت قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السلم‬
‫يدعو بكلمات فحفظتها عنه‪ ،‬فما دعوت بها في شدة إل فرج ال عني‪،‬‬
‫وهي هذه‪ " :‬اللهم أنت ثقتي في كل كربة‪ ،‬وأنت رجائي في كل شدة‪ ،‬وأنت‬
‫لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة‪ ،‬كم من كرب يضعف عنه الفؤاد‪ ،‬وتقل‬
‫فيه الحيلة وتعييني فيه المور ويخذل فيه القريب والبعيد والصديق‪،‬‬
‫ويشمت فيه العدو أنزلته بك وشكوته إليك‪ ،‬راغبا إليك فيه عمن سواك‪،‬‬
‫ففرجته وكشفته وكفيتنيه‪ .‬فأنت ولي كل نعمة‪ ،‬وصاحب كل حاجة‪،‬‬
‫ومنتهى كل رغبة‪ ،‬فلك الحمد كثيرا ولك المن فاضل‪ ،‬وبنعمتك تتم‬
‫الصالحات‪ .‬يا معروفا بالمعروف‪ ،‬يا من هو بالمعروف موصوف‪ ،‬آتني من‬
‫معروفك معروفا تغنيني به عن معروف من سواك برحمتك يا أرحم‬
‫الراحمين‪ - 35 .‬مهج‪ :‬دعاء المأسور بأرض الروم‪ ،‬قيل اسر رجل بأرض‬
‫الروم‪ ،‬فقام في آخر الليل فصلى ركعتين‪ ،‬ثم دعا بهذا الدعاء‪ ،‬فبعث ال‬
‫عزوجل له ملكا حتى صيره في خبائه مع رفقائه‪ ،‬فسألوه عن حاله‪،‬‬
‫فأخبرهم أنه دعا بهذا الدعاء وهو‪ :‬أين إله الداهرين ؟ أين إله بني‬
‫إسرائيل ؟ أين مغرق فرعون وجنوده ؟ أين مهلك الجبابرة ؟ أين الذي من‬
‫ابتغاه وجده ؟ أين الذي من دعاه أجابه ؟ أين الذي ل يسلم أولياءه ؟ أين‬
‫الذي كان ولم يكن شئ قبله ؟ أين الذي يبقى ويفنى كل شئ بأمره ؟ أين‬
‫الذي أرسى الجبال بقدرته ؟ أين الذي زخر البحر فانفلق فكان كل فرق‬
‫كالطود العظيم ؟ أين مفرج الغموم والهموم‪ ،‬أين خالق الخلئق ؟ أين‬
‫عظيم العظماء ؟ أنت هو يا رب‪ ،‬أنت هو يا رب أنت هو يا رب صل على‬
‫محمد وآل محمد وأعط محمدا الوسيلة‪ ،‬واستجب دعائي بل إله إل أنت‪،‬‬
‫افككني من كل بلء‪ ،‬وارحمني يا أرحم الراحمين‪ .‬يا كهيعص آمين آمين‪،‬‬
‫يا قدوس يا قدوس‪ ،‬يا أول الولين‪ ،‬يا آخر الخرين‪ ،‬يا ال يا ال يا ال‪ ،‬يا‬
‫رحمان يا رحمان يا رحمان‪ ،‬يا رحيم يا رحيم‬

‫]‪[203‬‬

‫يا رحيم‪ ،‬افعل بي كذا وكذا‪ - 36 .(1) ....‬مهج‪ :‬روي أن رجل كان محبوسا بالشام‪،‬‬
‫مدة طويلة‪ ،‬مضيقا عليه‪ ،‬فرآى في منامه كأن الزهراء صلوات ال عليها‬
‫أتته فقالت له‪ :‬ادع بهذا الدعاء‪ ،‬فتعلمه ودعا به‪ ،‬فتخلص ورجع إلى‬
‫منزله‪ ،‬وهو‪ " :‬اللهم بحق العرش ومن عله‪ ،‬وبحق الوحي ومن أوحاه‪،‬‬
‫وبحق النبي ومن نبأه‪ ،‬يا سامع كل صوت‪ ،‬يا جامع كل فوت‪ ،‬يا بارئ‬
‫النفوس بعد الموت‪ ،‬صل على محمد وأهل بيته‪ ،‬وآتنا وجميع المؤمنين‬
‫والمؤمنات في مشارق الرض ومغاربها فرجا من عندك عاجل‪ ،‬بشهادة‬
‫أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن محمدا عبدك و رسولك صلى ال عليه وعلى ذريته‬
‫الطيبين الطاهرين وسلم تسليما " )‪ - 37 .(2‬جنة المان‪ :‬رأيت في بعض‬
‫كتب أصحابنا ما ملخصه أن رجل جاء إلى النبي صلى ال عليه وآله وقال‪:‬‬
‫يا رسول ال إني كنت غنيا فافتقرت‪ ،‬وصحيحا فمرضت‪ ،‬وكنت مقبول عند‬
‫الناس‪ ،‬فصرت مبغوضا‪ ،‬وخفيفا على قلوبهم فصرت ثقيل‪ ،‬وكنت فرحانا‬
‫فاجتمعت علي الهموم‪ ،‬وقد ضاقت علي الرض بما رحبت‪ ،‬وأجول طول‬
‫نهاري في طلب الرزق فل أجد ما أتقوت به‪ ،‬كأن اسمي قد محي من ديوان‬
‫الرزاق‪ .‬فقال له النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يا هذا لعلك تستعمل ميراث‬
‫الهموم‪ ،‬فقال‪ :‬وما ميراث الهموم ؟ قال‪ :‬لعلك تتعمم من قعود‪ ،‬أو تتسرول‬
‫من قيام‪ ،‬أو تقلم أظفارك بسنك أو تمسح وجهك بذيلك‪ ،‬أو تبول في ماء‬
‫راكد‪ ،‬أو تنام منبطحا على وجهك ؟ فقال‪ :‬لم أفعل من ذلك شيئا‪ ،‬فقال له‬
‫النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬اتق ال وأخلص ضميرك‪ ،‬وادع بهذا الدعاء‪،‬‬
‫وهو دعاء الفرج‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬إلهي طموح المال قد خابت‬
‫إل لديك‪ ،‬و معاكف الهمم قد تقطعت إل عليك‪ ،‬ومذاهب العقول قد سمعت‬
‫إل إليك‪ ،‬فاليك الرجاء‪ ،‬وإليك الملتجا‪ ،‬يا أكرم مقصود‪ ،‬ويا أجود مسؤول‪،‬‬
‫هربت إليك بنفسي‬
‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ (2) .393‬مهج الدعوات ص ‪(*) .176‬‬

‫]‪[204‬‬

‫يا ملجأ الهاربين بأثقال الذنوب‪ ،‬أحملها على ظهري‪ ،‬ول أجد لي شافعا‪ ،‬سوى‬
‫معرفتي بأنك أقرب من رجاه الطالبون‪ ،‬ولجأ إليه المضطرون‪ ،‬وأمل ما‬
‫لديه الراغبون‪ .‬يا من فتق العقول بمعرفته‪ ،‬وأطلق اللسن بحمده‪ ،‬وجعل‬
‫ما امتن به على عباده كفاء لتأدية حقه‪ ،‬صل على محمد وآله‪ ،‬ول تجعل‬
‫للهوم على عقلي سبيل‪ ،‬ول للباطل على عملي دليل‪ ،‬وافتح لي بخير الدنيا‬
‫والخرة يا ولي الخير " فلما دعا به الرجل وأخلص نيته دعا إلى أحس‬
‫حالته‪ - 38 .‬ق‪ :‬دعاء التحرز من الفات‪ ،‬والتعوذ من الهلكات )‪ (1‬قال‬
‫أبو محمد عبد ال ابن محمد المروزي‪ :‬حدثني عمارة بن زيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫عبد ال بن العلء‪ ،‬عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلم يقول‪ :‬قال‪:‬‬
‫كنت مع أبي محمد بن علي بن الحسين عليهما السلم وبيننا قوم من‬
‫النصار إذ أتاه آت فقال له‪ :‬الحق فقد احترقت دارك‪ ،‬فقال‪ :‬يا بني ما‬
‫احترقت فذهب ثم لم يلبث أن عاد فقال‪ :‬قد وال احترقت دارك‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫بني وال ما احترقت‪ ،‬فذهب‪ ،‬ثم لم يلبث أن عاد ومعه جماعة من أهلنا‬
‫وموالينا يبكون ويقولون‪ :‬بأبي قد احترقت دارك‪ ،‬فقال‪ :‬كل وال ما‬
‫احترقت ول كذبت‪ ،‬وأنا أوثق بما في يدي منكم ومما أبصرت أعينكم‪ .‬وقام‬
‫أبي وقمت معه حتى انتهوا إلى منازلنا‪ ،‬والنار مشتعلة عن أيمان منازلنا‬
‫عن شمالها‪ ،‬ومن كل جانب منها‪ ،‬ثم عدل إلى المسجد فخر ساجدا وقال في‬
‫سجوده‪ " :‬وعزتك وجللك‪ ،‬ل رفعت رأسي من سجودي أو تطفئها " قال‪:‬‬
‫فو ال ما رفع رأسه حتى طفئت‪ ،‬وصارت إلى جاره واحترق ما حولها‪،‬‬
‫وسلمت منازلنا‪ .‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬يا أبه جعلت فداك أي شئ هذا ؟ قال‪ :‬يا بني‬
‫إنا نتوارث من علم رسول ال عليه السلم كنزا هو خير من الدنيا وما‬
‫فيها‪ ،‬ومن المال والجواهر‪ ،‬وأعز ]من[ الجمهور والسلح والخيل والعدد‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا أبه جعلت فداك وما هو ؟ قال‪ :‬سر من سر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله أتى جبرئيل محمدا عليه السلم وعلمه محمد عليا أخاه‪ ،‬وفاطمة‬
‫عليها السلم‪ ،‬وتوارثناه عن أبائنا‬

‫)‪ (1‬في هامش الصل‪ :‬أوردته بسند آخر في تعقيب صلة الفجر باختلف ولذا‬
‫أوردته ههنا أيضا‪.‬‬

‫]‪[205‬‬
‫وهو الدعاء الكامل الذي من قدمه أمامه في كل يوم وكل ال عزوجل به مائة ألف‬
‫ملك يحفظونه في ماله ونفسه وولده وجسده وأهل عنايته‪ ،‬من الغرق‬
‫والحق والسرق والهدم والخسف والقذف‪ ،‬وزجر عنه الشيطان ول يحل به‬
‫سحر ساحر‪ ،‬ول كيد كائد‪ ،‬ول حسد حاسد‪ ،‬وكان في أمان ال عزوجل‬
‫وأعطاه ال ثواب ألف صديق فان مات من يومه دخل الجنة إنشاء ال‬
‫تعالى‪ .‬قلت‪ :‬يا أبه جعلني ال فداك علمنيه‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬احتفظ به ول تعلمه‬
‫إل لمن تثق به‪ ،‬فانه دعاء ل يسئل ال عزوجل شيئا إل أعطاه قائله‪ ،‬يا‬
‫بني إذا أصبحت قل‪ " :‬اللهم إني أصبحت اشهدك وكفى بك شهيدا‪ ،‬واشهد‬
‫ملئكتك وحملة عرشك وسكان سمواتك وأرضيك وأنبياءك ورسلك‬
‫والصالحين من عبادك وجميع خلقك‪ ،‬بأنك أنت ال ل إله إل أنت وحدك ل‬
‫شريك لك‪ ،‬وأن كل معبود من دون عرشك إلى قرار الرضين السابعة‬
‫السفلى باطل ما خل وجهك الكريم‪ ،‬فانه أعز وأكرم وأجل من أن يصف‬
‫الواصفون كنه جلله‪ ،‬أو تهتدي القلوب لكل عظمته‪ ،‬يا من فاق مدح‬
‫المادحين فخر مدحه‪ ،‬وعدا وصف الواصفين مآثر حمده وجل عن مقالة‬
‫الناطقين تعظيم شأنه‪ .‬تقول ذلك ثلثا ثم تقول‪ " :‬ل إله إل ال وحده ل‬
‫شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت‪ ،‬وهو حي ل يموت‪ ،‬بيده الخير‬
‫وهو على كل شئ قدير "‪ .‬وتقول ذلك أحد عشر مرة ثم تقول " سبحان‬
‫ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال وال أكبر‪ ،‬ما شاء ال ل قوة إل بال الحليم‬
‫الكريم‪ ،‬العلي العظيم‪ ،‬الرحمن الرحيم‪ ،‬الملك الحق المبين‪ ،‬عدد خلق ال‪،‬‬
‫وزنة عرشه‪ ،‬وملء سمواته وأرضه‪ ،‬وعدد ما جرى به قلمه‪ ،‬وأحصاه‬
‫كتابه‪ ،‬ورضا نفسه‪] .‬تقول[ ذلك أحد عشر مرة ثم تقول‪ :‬اللهم صل على‬
‫محمد وأهل بيته المباركين وصل على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة‬
‫عرشك‪ ،‬والملئكة المقربين‪ ،‬صل اللهم عليهم حتى تبلغهم الرضا‪،‬‬
‫وتزيدهم بعد الرضا‪ ،‬مما أنت أهله‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪] .‬اللهم صل على‬
‫ملك الموت وأعوانه ورضوان وخزنة الجنان وصل على مالك وخزنة‬
‫النيران‪ ،‬اللهم صل عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا ما أنت‬
‫أهله‬

‫]‪[206‬‬

‫يا أرحم الراحمين[ )‪ .(1‬اللهم وصل على الكرام الكاتبين‪ ،‬والسفرة الكرام البررة‪،‬‬
‫والحفظة لبني آدم‪ ،‬وصل على ملئكة السموات العلى‪ ،‬وملئكة الرضين‬
‫السابعة السفلى‪ ،‬و ملئكة الليل والنهار‪ ،‬والرضين والقطار والبحار‬
‫والنهار والبراري والقفار‪ ،‬و صل على ملئكتك الذين أغنيتهم عن الطعام‬
‫والشراب بتقديسك اللهم صل عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا‬
‫مما أنت أهله يا أرحم الراحمين‪ .‬اللهم وصل على أبي آدم وامي حوا‪ ،‬وما‬
‫ولدا من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬صل اللهم عليهم‬
‫تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين‪ .‬اللهم‬
‫صل على محمد وعلى أهل بيته الطيبين‪ ،‬وعلى أصحابه المنتجبين‪ ،‬و‬
‫أزواجه المطهرين‪ ،‬وعلى ذرية محمد‪ ،‬وعلى كل نبي بشر بمحمد وعلى كل‬
‫نبي ولد محمدا‪ ،‬وعلى كل امرأة صالحة كفلت محمدا‪ ،‬وعلى كل من صلتك‬
‫عليه رضا لك ورضا لنبيك محمد صلى ال عليه وآله صل اللهم عليهم‬
‫حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وبارك على محمد وآل محمد‪ ،‬وارحم‬
‫محمدا وآل محمد كما صليت وباركت ورحمت على إبراهيم وآل إبراهيم‬
‫إنك حميد مجيد اللهم أعط محمدا الوسيلة والفضل والفضيلة والدرجة‬
‫الرفيعة‪ ،‬اللهم صل على محمد وآل محمد كما أمرتنا أن نصلي عليه‪ .‬اللهم‬
‫صل على محمد وآل محمد بعدد من صلى عليه اللهم صلى على محمد وآل‬
‫محمد بعدد كل صلة صليت عليه‪ ،‬اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد كل‬
‫حرف في صلة صليت عليه‪ ،‬اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد شعر‬
‫من صلى عليه‪ ،‬اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد شعر من لم يصل‬
‫عليه‪ .‬اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد نفس من صلى عليه‪ ،‬اللهم‬
‫صل على محمد وآل محمد بعدد نفس من لم يصل عليه‪ ،‬اللهم صل على‬
‫محمد وآل محمد بعدد سكون من صلى عليه‪ ،‬اللهم‬

‫)‪ (1‬ما بين العلمتين ساقط من نسخة الكمبانى‪ ،‬أضفناه من نسخة خطية‪.‬‬

‫]‪[207‬‬

‫صل على محمد وآل محمد بعدد سكون من لم يصل عليه‪ ،‬اللهم صل على محمد وآل‬
‫محمد بعدد حركة من صلى عليه اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد‬
‫حركاتهم وصفاتهم ودقائقهم وساعاتهم وعدد زنة ذر ما عملوا أولم يعملوا‬
‫أو كان منهم أو يكون إلى يوم القيامة‪ .‬اللهم لك الحمد والشكر‪ ،‬والمن‬
‫والفضل‪ ،‬والطول والنعمة‪ ،‬والعظمة والجبروت‪ ،‬والملك والملكوت‪ ،‬والقهر‬
‫والفخر‪ ،‬والسؤدد والسلطان والمتنان والكرم‪ ،‬والجلل والجبر‪ ،‬والتوحيد‬
‫والتمجيد‪ ،‬والتهليل والتكبير‪ ،‬والتقديس والعظمة والرحمة والمغفرة‬
‫والكبرياء‪ .‬ولك ما زكى وطاب من الثناء الطيب‪ ،‬والمدح الفاخر‪ ،‬والقول‬
‫الحسن الجميل‪ ،‬الذي ترضى به عن قائله‪ ،‬وترضى به ممن قاله‪ ،‬وهو‬
‫رضا لك‪ .‬فتقبل حمدي بحمد أول الحامدين‪ ،‬وثنائي بثناء أول المثنين‪،‬‬
‫وتهليلي بتهليل أول المهللين‪ ،‬وتكبيري بتكبير أول المكبرين‪ ،‬وقولي‬
‫الحسن الجميل بقول أول القائلين المجملين المثنين على رب العالمين‬
‫متصل ذلك كذلك من أول الدهر إلى يوم القيامة‪ .‬وبعدد زنة ذر الرمال‬
‫والتلل والجبال‪ ،‬وعدد جرع ماء البحار‪ ،‬وعدد قطر المطار‪ ،‬وورق‬
‫الشجار‪ ،‬وعدد النجوم‪ ،‬وعدد زنة ذلك‪ ،‬وعدد الثرى والنوا والحصا‪،‬‬
‫وعدد زنة ذر السموات والرض وما فيهن وما بينهن وما تحتهن وما بين‬
‫ذلك وما فوق ذلك من لدن العرش إلى قرار الرض السابعة السفلى‪ .‬وعدد‬
‫حروف ألفاظ أهلهن وعدد أزمانهم ودقائقهم وسكونهم وحركاتهم‬
‫وأشعارهم وأبشارهم وعدد زنة ما عملوا أولم يعملوا أو كان منهم أو‬
‫يكون إلى ]يوم[ القيامة‪ .‬اعيذ أهل بيت محمد صلى ال عليه وآله ونفسي‬
‫ومالي وذريتي وأهلي وولدي وقراباتي وأهل بيتي وكل ذي رحم لي دخل‬
‫في السلم وجيراني وإخواني ومن قلدني دعاء أو أسدى ظ إلى برا أو‬
‫اتخذ عندي يدا من المؤمنين والمؤمنات بال وبأسمائه التامة الشاملة‬
‫الكاملة الفاضلة المباركة المتعالية الزكية الشريفة المنيعة الكريمة‬

‫]‪[208‬‬

‫العظيمة المكنونة المخزونة التي ل يجاوزهن بر ول فاجر‪ ،‬وبام الكتاب وخاتمته‬


‫وما بينهما من سورة شريفة وآية محكمة وشفاء ورحمة‪ ،‬وعوذة وبركة‪،‬‬
‫وبالتوراة والنجيل والزبور‪ ،‬وبصحف إبراهيم وموسى‪ ،‬وبكل كتاب أنزل‬
‫ال‪ ،‬وبكل رسول أرسل ال‪ ،‬وبكل حجة أقامها ال‪ ،‬وبكل برهان أظهره‬
‫ال‪ ،‬بكل نور أناره ال‪ ،‬وبكل آلء ال وعظمته‪ .‬اعيذ وأستعيذ بال من شر‬
‫كل ذي شر‪ ،‬ومن شر ما أخاف وأحذر‪ ،‬ومن شر ما ربي تبارك وتعالى منه‬
‫أكبر‪ ،‬ومن شر فسقة الجن والنس‪ ،‬والشياطين والسلطين‪ ،‬وإبليس‬
‫وجنوده وأشياعه وأتباعه‪ ،‬ومن شر ما في النور والظلمة ومن شر ما دهم‬
‫أو هجم ومن شر كل هم وغم وآفة وندم‪ ،‬ومن شر ما ينزل من السماء وما‬
‫يعرج فيها ومن شر ما يلج في الرض وما يخرج منها‪ ،‬ومن شر كل دابة‬
‫ربي آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم‪ ،‬فان تولوا فقل حسبي ال‬
‫ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم‪ - 39 .‬عدة الداعي‪،‬‬
‫روى ابن مسكان عن أبي حمزة قال‪ :‬قال محمد بن علي عليهما السلم يا‬
‫باحمزة مالك إذا نابك أمر تخافه أن ل تتوجه إلى بعض زوايا بيتك يعني‬
‫القبلة فتصلي ركعتين ثم تقول‪ " :‬يا أبصر الناظرين‪ ،‬ويا أسمع السامعين‪،‬‬
‫ويا أسرع الحاسبين‪ ،‬ويا أرحم الراحمين " سبعين مرة كلما دعوت ال‬
‫مرة بهذه الكلمات سألت حاجتك‪ .‬وعن عاصم بن حميد‪ ،‬عن أسماء قالت‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أصابه هم أو غم أو كرب أو بلء‬
‫أو لواء فليقل‪ " :‬ال ربى ل اشرك به شيئا توكلت على الحي الذي ل‬
‫يموت "‪ .‬وعن على بن مهزيار قال‪ :‬كتب محمد بن حمزة العلوي إلي‬
‫يسألني أن أكتب إلى أبي جعفر عليه السلم في دعاء يعلمه يرجو به‬
‫الفرج‪ ،‬فكتب إلي‪ :‬أما ما سأل محمد بن حمزة العلوي من تعليمه دعاء‬
‫يرجو به الفرج فقل له يلزم " يا من يكفي من كل شئ ول يكفي منه شئ‬
‫اكفني ما أهمني " فاني أرجو أن يكفي ما هو فيه من الغم‬
‫]‪[209‬‬

‫إنشاء ال‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬أل اعلمك كلمات ؟ إذا وقعت في ورطة فقل‬
‫" بسم ال الرحمن الرحيم ل حول ول قوة إل بال " فان ال يصرف بها‬
‫عنك ما يشاء من أنواع البلء‪)) 107 .‬باب(( * )الدعية والحراز لدفع‬
‫كيد العداء( * * " زائدا على ما سبق وما يناسب هذا المعنى " * * "‬
‫وفيه دعاء الحرز اليماني المعروف بالدعاء السيفى " * * " )أيضا‬
‫ودعاء العلوى المصرى ونحوهما( " * ‪ - 1‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن علي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين‪ ،‬عن أبيه قال‪:‬‬
‫وقع الخبر إلى موسى بن جعفر عليه السلم وعنده جماعة من أهل بيته‬
‫بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره‪ ،‬فقال لهل بيته‪ :‬بما تشيرون ؟‬
‫قالوا‪ :‬نرى أن تتباعد عن هذا الرجل‪ ،‬وأن تغيب شخصك منه‪ ،‬فانه ل‬
‫يؤمن شره فتبسم أبو الحسن عليه السلم ثم قال‪ :‬زعمت سخينة أن‬
‫ستغلب ربها * وليغلبن مغلب الغلب ثم رفع عليه السلم يده إلى السماء‬
‫فقال‪ " :‬إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته‪ ،‬وأرهف لي سنان )‪ (1‬حده‬
‫وداف لي قواتل سمومه‪ ،‬ولم تنم عني عين حراسته‪ ،‬فلما رأيت ضعفي عن‬
‫احتمال الفوادح‪ ،‬وعجزي عن ملمات الجوائح‪ ،‬صرفت ذلك عني بحولك‬
‫وقوتك‪ ،‬ل بحولي ول بقوتي‪ ،‬فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما‬
‫أمله في دنياه متباعدا مما رجاه في آخرته‪ ،‬فلك الحمد على ذلك قدر‬
‫استحقاقك سيدي‪ ،‬اللهم‬

‫)‪ (1‬شبا حده خ ل في سائر النسخ‪.‬‬

‫]‪[210‬‬

‫فخذه بعزتك‪ ،‬وافلل حده عني بقدرتك‪ ،‬واجعل له شغل فيما يليه‪ ،‬وعجزا عمن )‪(1‬‬
‫يناويه‪ ،‬اللهم وأعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء‪ ،‬ومن‬
‫حقي )‪ (2‬عليه وفاء‪ ،‬وصل اللهم دعائي بالجابة‪ ،‬وانظم شكاتي بالتغيير‪،‬‬
‫وعرفه عما قليل ما وعدت الظالمين‪ ،‬وعرفني ما وعدت في إجابة‬
‫المضطرين‪ ،‬إنك ذو الفضل العظيم‪ ،‬والمن الكريم "‪ .‬قال‪ :‬ثم تفرق القوم‬
‫فما اجتمعوا إل لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى ابن المهدي )‪ .(3‬ما‪:‬‬
‫الغضائري‪ ،‬عن الصدوق مثله )‪ .(4‬ن‪ :‬المكتب عن أحمد بن محمد‬
‫الوراق‪ ،‬عن علي بن هارون الحميري‪ ،‬عن علي بن محمد بن سليمان‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن علي بن يقطين مثله وقد أوردناه في باب أحواله عليه السلم‬
‫)‪ - 2 .(5‬ن )‪ (6‬لى‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن علي بن إبراهيم قال‪ :‬سمعت رجل من‬
‫أصحابنا يقول‪ :‬لما حبس هارون الرشيد موسى بن جعفر عليه السلم جن‬
‫عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله‪ ،‬فجدد موسى عليه السلم‬
‫طهوره‪ ،‬واستقبل بوجهه القبلة‪ ،‬وصلى ل عزوجل أربع ركعات‪ ،‬ثم دعا‬
‫بهذه الدعوات‪ .‬فقال‪ :‬يا سيدي نجني من حبس هارون‪ ،‬وخلصني من يده‪،‬‬
‫يا مخلص الشجر من‬

‫)‪ (1‬عما خ ل‪ (2) .‬حتفى خ ل وفى بعض النسخ حنقى وهو الظاهر‪ (3) .‬أمالى‬
‫الصدوق‪ 226 :‬وقد مر في ج ‪ 94‬ص ‪ 327 - 317‬نقل عن كتاب مهج‬
‫الدعوات ص ‪ ،268‬برواية طويلة‪ ،‬وهكذا في ج ‪ 94‬ص ‪ 337‬نقل عن‬
‫المهج ص ‪ 36‬برواية اخرى مثل ما في المتن‪ ،‬ومر شرح بعض لغاتها‬
‫فراجع ان شئت‪ ،‬وتراه في المناقب ج ‪ 4‬ص ‪ (4) .306‬أمالى الطوسى ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ (5) .35‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ 76‬وتراه في ج ‪ 48‬ص ‪ 151‬و‬
‫‪ 217‬من تاريخ المام موسى بن جعفر عليه السلم‪ (6) .‬عيون الخبار‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪(*) .93‬‬

‫]‪[211‬‬

‫بين رمل وطين وماء‪ ،‬ويا مخلص اللبن من بين فرث ودم‪ ،‬ويا مخلص الولد من‬
‫بين مشيمة ورحم‪ ،‬ويا مخلص النار من بين الحديد والحجر‪ ،‬ويا مخلص‬
‫الروح من بين الحشاء والمعاء‪ ،‬خلصني من يدي هارون "‪ .‬قال‪ :‬فلما‬
‫دعا موسى عليه السلم بهذه الدعوات رأى هارون رجل أسود في منامه‬
‫وبيده سيف قد سله واقفا على رأس هارون‪ ،‬وهو يقول‪ :‬يا هارون أطلق‬
‫عن موسى ابن جعفر‪ ،‬وإل ضربت علوتك بسيفي هذا‪ ،‬فخاف هارون من‬
‫هيبته‪ ،‬ثم دعا الحاجب فجاء الحاجب فقال له‪ :‬اذهب إلى السجن‪ ،‬وأطلق‬
‫عن موسى بن جعفر قال‪ :‬فخرج الحاجب فقرع باب السجن‪ ،‬فأجابه صاحب‬
‫السجن‪ ،‬فقال‪ :‬من ذا ؟ قال‪ :‬إن الخليفة يدعو موسى بن جعفر فأخرجه من‬
‫سجنك وأطلق عنه‪ ،‬فصاح السجان‪ :‬يا موسى إن الخليفة يدعوك‪ .‬فقام‬
‫موسى بن جعفر مذعورا فزعا وهو يقول‪ :‬ل يدعوني في جوف هذه الليلة‬
‫إل لشر يريد بي‪ ،‬فقام باكيا حزينا مغموما آيسا من حياته فجاء إلى عند‬
‫هارون وهو يرتعد فرائصه‪ ،‬فقال‪ :‬سلم على هارون‪ ،‬فرد عليه السلم ثم‬
‫قال له هارون‪ :‬ناشدتك بال هل دعوت في جوف هذه الليلة بدعوات ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬وما هن ؟ قال‪ :‬جددت طهورا‪ ،‬وصليت ل عزوجل أربع‬
‫ركعات‪ ،‬ورفعت طرفي إلى السماء وقلت يا سيدي خلصني من يدي هارون‬
‫وشره‪ ،‬وذكر له ما كان من دعائه‪ .‬فقال هارون‪ :‬قد استجاب ال دعوتك يا‬
‫حاجب أطلق عن هذا‪ ،‬ثم دعا بخلع فخلع عليه ثلثا‪ ،‬وحمله على فرسه‪،‬‬
‫وأكرمه وصيره نديما لنفسه‪ ،‬ثم قال‪ :‬هات الكلمات حتى اثبتها‪ ،‬ثم دعا‬
‫بدوات وقرطاس وكتب هذه الكلمات‪ ،‬قال‪ :‬فأطلق عنه وسلمه إلى حاجبه‬
‫ليسلمه إلى الدار‪ ،‬فصار موسى بن جعفر عليه السلم كريما عند هارون‬
‫وكان يدخل عليه في كل خميس )‪ - 3 .(1‬أقول‪ :‬قد أوردنا في احتجاج‬
‫الحسن بن علي صلوات ال عليهما على‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ .227‬وتراه في أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ ،36‬وهكذا في‬


‫المناقب ج ‪ 4‬ص ‪.305‬‬

‫]‪[212‬‬

‫معاوية وأصحابه لعنهم ال أنهم لما دعوه عليه السلم قال‪ " :‬اللهم إني أدرأ بك‬
‫في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم‪ ،‬وأستعين بك عليهم‪ ،‬فاكفنيهم بما‬
‫شئت‪ ،‬وأنى شئت من حولك وقوتك‪ ،‬يا أرحم الراحمين " ثم قال للرسول‪:‬‬
‫هذا كلم الفرج )‪ - 4 .(1‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قال علي بن الحسين صلى ال عليه‪ :‬ما ابالي إذا أنا قلت‪ :‬هذه‬
‫الكلمات لو اجتمع على الجن والنس مع القضاء بالنصرة تقول‪ " :‬بسم‬
‫ال وبال ول‪ ،‬وفي سبيل ال‪ ،‬بسم ال وبال ومن ال وإلى ال‪ ،‬وعلى‬
‫ملة رسول ال صلى ال عليه وآله اللهم إني أسلمت نفسي إليك‪ ،‬وفوضت‬
‫أمري إليك‪ ،‬ووجهت وجهي إليك‪ ،‬وألجأت ظهري إليك‪ ،‬اللهم احفظني‬
‫بحفظ اليمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي‬
‫ومن تحتي‪ ،‬فادفع عني بحولك وقوتك‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي‬
‫العظيم " )‪ - 5 .(2‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن‬
‫الحسين المدني‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كنت أحجب‬
‫الرشيد‪ ،‬فأقبل على يوما غضبانا وبيده سيف يقلبه‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا فضل‬
‫بقرابتي من رسول ال صلى ال عليه وآله لئن لم تأتني بابن عمي لخذن‬
‫الذي فيه عيناك‪ ،‬فقلت‪ :‬بمن أجيئك ؟ فقال‪ :‬بهذا الحجازي‪ ،‬قلت‪ :‬وأي‬
‫الحجازيين ؟ قال‪ :‬موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي‬
‫بن أبي طالب‪ .‬قال الفضل‪ ::‬فخفت من ال عزوجل إن جئت به إليه ثم‬
‫فكرت في النعمة فقلت له‪ :‬أفعل‪ ،‬فقال‪ :‬ائتني بسوطين )‪ (3‬وهبنا زين )‪(4‬‬
‫وجلدين‪ ،‬قال‪ :‬فأتيته بذلك‪ ،‬ومضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بن‬
‫جعفر عليه السلم فأتيت إلى خربة فيها‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 44‬ص ‪ 71‬من تاريخه عليه السلم نقل عن كتاب الحتجاج‪) .137 :‬‬
‫‪ (2‬قرب السناد ص ‪ (3) .3‬بسواطين خ‪ ،‬بشرطين خ‪ (4) .‬كذا في‬
‫الصل‪ ،‬وهكذا وقع في ج ‪ 48‬ص ‪ 215‬من تاريخ المام موسى بن جعفر‬
‫عليه السلم‪ ،‬وفى المصدر‪ ،‬هسارين وفى هامش نسخة الكمبانى‬
‫هصارين‪ ،‬والهصار‪ :‬القصاف‪ ،‬وفى هامش المصدر عن بعض النسخ‪:‬‬
‫هبارين‪ ،‬والهبار‪ :‬البتاك القطاع‪ ،‬فتحرر‪.‬‬

‫]‪[213‬‬

‫كوخ )‪ (1‬من جرائد النخل‪ ،‬فإذا أنا بغلم أسود‪ ،‬فقلت له‪ :‬استأذن لي على مولك‬
‫يرحمك ال‪ ،‬فقال لي‪ :‬لج ليس له حاجب ول بواب‪ ،‬فولجت إليه فإذا أنا‬
‫بغلم أسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه‪ ،‬من كثرة‬
‫سجوده‪ .‬فقلت له‪ :‬السلم عليك يا ابن رسول ال أجب الرشيد ! فقال‪ :‬ما‬
‫للرشيد ومالى ؟ أما تشغله نعمته عني ؟ ثم قام مسرعا وهو يقول‪ :‬لول‬
‫أني سمعت في خبر عن جدي رسول ال صلى ال عليه وآله أن طاعة‬
‫السلطان للتقية واجبة إذا ما جئت فقلت له‪ :‬استعد للعقوبة يا با إبراهيم‬
‫رحمك ال‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬أليس معي من يملك الدنيا والخرة‪ ،‬ولن‬
‫يقدر اليوم على سوء بي إن شاء ال‪ ،‬قال الفضل بن الربيع فرأيته وقد‬
‫أدار يده يلوح بها على رأسه‪ ،‬ثلث مرات‪ .‬فدخلت إلى الرشيد فإذا هو كأنه‬
‫امرأة ثكلى قائم حيران فلما رآني قال لي‪ :‬يا فضل ! فقلت‪ :‬لبيك‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫جئتني بابن عمي ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬ل تكون أزعجته‪ ،‬فقلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬ل‬
‫تكون أعلمته أني عليه غضبان فاني قد هيجت علي نفسي ما لم ارده‪ ،‬ائذن‬
‫له بالدخول‪ ،‬فأذنت له‪ ،‬فلما رآه وثب إليه قائما وعانقه وقال له‪ :‬مرحبا‬
‫بابن عمي وأخي ووارث نعمتي‪ .‬ثم أجسله على فخذه‪ ،‬وقال له‪ :‬ما الذي‬
‫قطعك عن زيارتنا ؟ فقال‪ :‬سعة ملكك وحبك للدنيا فقال‪ :‬ائتوني بحقة‬
‫الغالية فاتي بها فغلفه بيده )‪ (2‬ثم أمر أن يحمل بين يديه خلع وبدرتان‬
‫دنانير‪ ،‬فقال موسى بن جعفر عليه السلم‪ :‬وال لول أني أرى من ازوجه‬
‫بها من عزاب بني أبي طالب‪ ،‬لئل ينقطع نسله ابدا ما قبلتها ثم تولى عليه‬
‫السلم وهو يقول‪ :‬الحمد ل رب العالمين‪ .‬فقال الفضل‪ :‬يا أمير المؤمنين‬
‫أردت أن تعاقبه فخلعت عليه وأكرمته ؟ فقال لي‪ :‬يا فضل إنك لما مضيت‬
‫لتجيئني به‪ ،‬رأيت أقواما قد أحدقوا بداري‪ ،‬بأيديهم حراب قد غرسوها في‬
‫أصل الدار يقولون‪ :‬إن آذى ابن رسول ال صلى ال عليه وآله خسفنا به‬

‫)‪ (1‬الكوخ‪ :‬البيت من قصد بلكوة‪ (2) .‬يقال غلف لحيته بالغالية‪ :‬ضمخها بها‪،‬‬
‫وعن ابن دريد أنها عامية‪ ،‬والصواب غللها وغلها تغلية‪.‬‬

‫]‪[214‬‬

‫وإن أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه‪ .‬فتبعته عليه السلم فقلت له‪ :‬ما الذي قلت‬
‫حتى كفيت أمر الرشيد ؟ فقال‪ :‬دعاء جدي علي بن أبيطالب عليه السلم‬
‫كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إل هزمه‪ ،‬ول إلى فارس إل قهره‪ ،‬وهو‬
‫دعاء كفاية البلء‪ ،‬قلت‪ :‬وما هو ؟ قال‪ :‬قلت‪ " :‬اللهم بك اساور وبك‬
‫احاول وبك احاور وبك أصول وبك أموت وبك أحيا أسلمت نفسي إليك‪،‬‬
‫وفوضت أمري إليك ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم اللهم إنك خلقتني‬
‫ورزقتني وسترتني‪ ،‬وعن العباد بلطف ما خولتني أغنيتني‪ ،‬إذا هويت‬
‫رددتني‪ ،‬وإذا عثرت قويتني‪ ،‬وإذا مرضت شفيتني‪ ،‬وإذا دعوت أجبتني يا‬
‫سيدي ارض عني فقد أرضيتني " )‪ - 6 .(1‬ن‪ :‬أحمد بن محمد بن الصقر‬
‫وعلي بن محمد بن مهرويه معا‪ ،‬عن عبد الرحمن ابن أبي حاتم‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن الحسن بن الفضل‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن أبيه صلوات ال عليهما قال‪:‬‬
‫أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمد عليهما السلم ليقتله‪،‬‬
‫وطرح له سيفا ونطعا وقال‪ :‬يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت باحدى يدي‬
‫على الخرى فاضرب عنقه‪ .‬فلما دخل جعفر بن محمد عليه السلم ونظر‬
‫إليه من بعيد تحرك أبو جعفر على فراشه وقال‪ :‬مرحبا وأهل بك يا أبا عبد‬
‫ال ما أرسلنا إليك إل رجاء أن نقضي دينك‪ ،‬ونقضي ذمامك )‪ (2‬ثم ساءله‬
‫مسألة لطيفة عن أهل بيته‪ ،‬وقال‪ :‬قد قضى ال حاجتك ودينك وأخرج‬
‫جائزتك‪ ،‬يا ربيع ل تمضين ثالثة حتى يرجع جعفر إلى أهله‪ .‬فلما خرج قال‬
‫له الربيع‪ :‬يا با عبد ال رأيت السيف ؟ إنما كان وضع لك والنطع‪ ،‬فأي‬
‫شئ رأيتك تحرك به شفتيك ؟ قال جعفر بن محمد عليه السلم‪ :‬نعم يا ربيع‬
‫لما رأيت الشر في وجهه قلت‪ " :‬حسبي الرب من المربوبين‪ ،‬وحسبي‬
‫الخالق من‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا عليه السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .76‬الذمام‪ :‬الحق والحرمة‪،‬‬
‫وأصل الذمام‪ :‬ما يذم الرجل على اضاعته ونقضه كالعهد وحق الجوار‬
‫وغير ذلك‪.‬‬

‫]‪[215‬‬

‫المخلوقين‪ ،‬وحسبي الرازق من المرزوقين‪ ،‬وحسبي ال رب العالمين‪ ،‬حسبي من‬


‫هو حسبي‪ ،‬حسبي من لم يزل حسبي‪ ،‬حسبي ال ل إله إل هو‪ ،‬عليه‬
‫توكلت وهو العرش العظيم )‪ - 7 .(1‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن ابن‬
‫عقدة‪ ،‬عن محمد بن أحمد بن خاقان عن ابن يزيد‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫محمد بن أعين‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان علي بن الحسين‬
‫عليهما السلم يقول‪ :‬ما ابالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي النس‬
‫والجن‪ " :‬بسم ال وبال‪ ،‬ومن ال‪ ،‬وإلى ال‪ ،‬وفي سبيل ال‪ ،‬اللهم إليك‬
‫أسلمت نفسي وإليك وجهت وجهي‪ ،‬وإليك فوضت أمري‪ ،‬فاحفظني بحفظ‬
‫اليمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن‬
‫تحتي‪ ،‬وادفع عني بحولك وقوتك‪ ،‬وإنه ل حول ول قوة إل بال العلي‬
‫العظيم " )‪ - 8 .(2‬ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن المنصوري‪ ،‬عن عم أبيه‪ ،‬عن أبي‬
‫الحسن العسكري عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬جاء رجل إلى سيدنا الصادق‬
‫جعفر بن محمد عليهما السلم فشكى إليه رجل يظلمه‪ ،‬قال له‪ :‬أين أنت‬
‫عن دعوة المظلوم التي علمها النبي عليه السلم لمير المؤمنين عليه‬
‫السلم ما دعا بها مظلوم على ظالمه إل نصره ال تعالى عليه‪ ،‬وكفاه إياه‪،‬‬
‫وهو‪ " :‬اللهم طمه بالبلء طما‪ ،‬وعمه بالبلء عما‪ ،‬وقمه بالذى قما )‪(3‬‬
‫وارمه بيوم ل معاد له‪ ،‬وساعة ل مرد لها‪ ،‬وأبح حريمه‪ ،‬وصل على محمد‬
‫وأهل بيته عليه وعليهم السلم‪ ،‬واكفني أمره‪ ،‬وقني شره‪ ،‬واصرف عني‬
‫كيده‪ ،‬وأحرج قلبه‪ ،‬وسد فاه عني‪ ،‬وخشعت الصوات للرحمن فل تسمع إل‬
‫همسا‪ ،‬وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما‪ ،‬اخسؤوا فيها‬
‫ول تكلمون‪ ،‬صه صه‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .304‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .212‬يقال‪:‬‬
‫طمه بالبلء إذا غطاه وغمره‪ ،‬والطامة‪ :‬الداهية تغلب ما سواها لنها تطم‬
‫كل شئ وتغطيه‪ ،‬وقمه بالذى‪ :‬أي تتبعه بها بحيث كلما رآه ونظر إليه لم‬
‫يتركه ال وقد آذاه‪.‬‬

‫]‪[216‬‬

‫سبع مرات )‪ .(1‬أقول‪ :‬يناسب الباب الخبر الذي أوردنا في باب الدعاء لشروع عمل‬
‫في اليام المنحوسة )‪ (2‬وفي باب السم العظم )‪ - 9 .(3‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن‬
‫أبي المفضل‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى العراد‪ ،‬عن محمد بن الحسن‬
‫بن شمون‪ ،‬عن الحسن بن الفضل بن الربيع‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده الربيع‬
‫قال‪ :‬دعاني المنصور يوما فقال‪ :‬يا ربيع احضر جعفر بن محمد‪ ،‬وال‬
‫لقتلنه فوجهت إليه‪ ،‬فلما وافى قلت‪ :‬يا ابن رسول ال إن كان لك وصية أو‬
‫عهد تعهده فافعل‪ ،‬فقال‪ :‬استأذن لي عليه‪ ،‬فدخلت إلى المنصور فأعلمته‬
‫موضعه‪ ،‬فقال‪ :‬أدخله فلما وقعت عين جعفر عليه السلم على المنصور‬
‫رأيته يحرك شفتيه بشئ لم أفهمه ومضى فلما سلم على المنصور‪ ،‬نهض‬
‫إليه فاعتنقه وأجلسه إلى جانبه‪ ،‬وقال له‪ :‬ارفع حوائجك‪ ،‬فأخرج رقاعا‬
‫لقوام وسأل في آخرين‪ ،‬فقضيت حوائجه‪ ،‬فقال المنصور‪ :‬ارفع حوائجك‬
‫في نفسك‪ ،‬فقال له جعفر‪ :‬ل تدعني حتى أجيئك‪ ،‬فقال له المنصور‪ :‬مالي‬
‫إلى ذلك سبيل‪ ،‬وأنت تزعم للناس ‪ -‬يا با عبد ال ‪ -‬أنك تعلم الغيب‪ .‬فقال‬
‫جعفر عليه السلم‪ :‬من أخبرك بهذا ؟ فأومأ المنصور إلى شيخ قاعد بين‬
‫يديه‪ ،‬فقال جعفر عليه السلم للشيخ‪ :‬أنت سمعتني أقول هذا ؟ قال الشيخ‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال جعفر عليه السلم للمنصور‪ :‬أيحلف يا أمير المؤمنين ؟ فقال له‬
‫المنصور‪ :‬احلف‪ ،‬فلما بدأ الشيخ في اليمين‪ ،‬قال جعفر عليه السلم‬
‫للمنصور‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن أمير المؤمنين أن العبد إذا‬
‫حلف باليمين التي يبره ال عزوجل فيها وهو كاذب امتنع ال عزوجل من‬
‫عقوبته عليها في عاجلته لما بر ال عزوجل‪ ،‬ولكني أنا أستحلفه‪ ،‬فقال‬
‫المنصور‪ :‬ذلك لك‪ .‬فقال جعفر عليه السلم للشيخ‪ :‬قل أبرأ إلى ال من‬
‫حوله وقوته‪ ،‬وألجا إلى حولي وقوتي إن لم أكن سمعتك تقول هذا القول‪،‬‬
‫فتلكأ الشيخ‪ ،‬فرفع المنصور‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ ،281‬وصه كلمة زجر بمعنى اسكت‪ (2) .‬راجع ص ‪1‬‬
‫‪ 3 -‬من هذا المجلد‪ (3) .‬راجع ج ‪ 93‬ص ‪.235 - 233‬‬

‫]‪[217‬‬

‫عمودا كان في يده فقال‪ :‬وال لئن لم تحلف لعلونك بهذا العمود )‪ (1‬فحلف الشيخ‬
‫فما أتم اليمين حتى دلع لسانه كما يدلع الكلب‪ ،‬ومات لوقته‪ ،‬ونهض جعفر‬
‫عليه السلم‪ .‬قال الربيع‪ :‬فقال لي المنصور‪ :‬ويلك اكتمها الناس ل‬
‫يفتتنون‪ ،‬قال الربيع‪ :‬فحلفت جعفرا عليه السلم فقلت له‪ :‬يا ابن رسول ال‬
‫إن منصورا كان قد هم بأمر عظيم فلما وقعت عينك عليه وعينه عليك‪ ،‬زال‬
‫ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬يا ربيع إني رأيت البارحة رسول ال صلى ال عليه وآله في‬
‫النوم‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا جعفر خفته ؟ فقلت‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬فقال لي‪ :‬إذا‬
‫وقعت عينك عليه فقل‪ " :‬ببسم ال أستفتح‪ ،‬وببسم ال أستنجح‪ ،‬وبمحمد‬
‫صلى ال عليه وآله أتوجه‪ ،‬اللهم ذلل لي صعوبة أمري‪ ،‬وكل صعوبة‪،‬‬
‫وسهل لي حزونة أمري‪ ،‬وكل حزونة واكفني مؤنة أمري وكل مؤنة "‪.‬‬
‫قال أبو المفضل‪ :‬حدثني إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي بسر من رأى‬
‫باسناد عن أهله ل أحفظه‪ ،‬فذكر هذا الحديث وذكر أن المنصور قام إليه‬
‫فاعتنقه فقال لي‪ :‬المنصور خليفة‪ ،‬ول ينبغي للخليفة أن يقوم إلى أحد‪ ،‬ول‬
‫إلى عمومته وما قام المنصور إل إلى أبي عبد ال عليه السلم )‪- 10 .(2‬‬
‫ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن علي‪ ،‬عن الحسن‬
‫ابن جهم‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزم‪ ،‬عن رجل سمع أبا الحسن عليه السلم‬
‫يقول‪ :‬من قدم قل هو ال أحد بينه وبين جبار منعه ال منه‪ ،‬يقرأها بين‬
‫يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله‪ ،‬فإذا فعل ذلك رزقه ال خيره‬
‫ومنعه شره‪ .‬وقال‪ :‬إذا خفت أمرا فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت‪،‬‬
‫ثم قل‪ :‬اللهم اكشف عني البلء‪ ،‬ثلث مرات )‪ - 11 .(3‬ص‪ :‬بالسناد إلى‬
‫الصدوق‪ ،‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن‬
‫)‪ (1‬أي لضربن علوتك‪ :‬أي رأسك‪ (2) .‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪(3) .77 - 76‬‬
‫ثواب العمال ص ‪(*) .116‬‬

‫]‪[218‬‬

‫عيسى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن أبي جميلة‪ ،‬عن محمد بن مروان‪ ،‬عن العبد الصالح‬
‫صلوات ال عليه قال‪ :‬كان من قول موسى عليه السلم حين دخل على‬
‫فرعون‪ " :‬اللهم إني أدرء إليك )‪ (1‬في نحره‪ ،‬وأستجير بك من شره‪،‬‬
‫وأستعين بك " فحول ال ما كان في قلب فرعون من المن خوفا‪- 12 .‬‬
‫يج‪ :‬روي أن عبد ال بن أبي ليلى قال‪ :‬كنت بالربذة مع أبي الدوانيق وكان‬
‫قد وجه إلى أبي عبد ال عليه السلم‪ ،‬وكان يقول‪ :‬علي به سقا ال الرض‬
‫دمي إن لم اسقها دمه‪ ،‬عجلوا عجلوا‪ ،‬قال‪ :‬فلما دخل جعفر قال له‪ :‬مرحبا‬
‫مرحبا يا ابن رسول ال‪ ،‬فما زال يرفعه حتى أجلسه على وسادته‪ ،‬ثم دعا‬
‫بالطعام وقضى حوائجه‪ ،‬وأمره بالنصراف‪ ،‬قلت له‪ :‬أرأيت أن تعلمني فقد‬
‫رأيتك تحرك شفتيك إذ دخلت ؟ قال‪ :‬قلت‪ " :‬ما شاء ال‪ ،‬ل يأتي بالخير إل‬
‫ال‪ ،‬ما شاء ال ل يصرف السوء إل ال‪ ،‬ما شاء ال كل نعمة من ال‪ ،‬ما‬
‫شاء ال ل حول ول قوة إل بال " )‪ - 13 .(2‬كشف‪ :‬من كتاب الدلئل‬
‫للحميري‪ ،‬عن عبد ال بن أبي ليلي مثله وفيه " ما شاء ال ما شاء ال‪،‬‬
‫ل يأتي بالخير إل ال‪ ،‬ما شاء ال ما شاء ال ل يصرف السوء إل ال‪ ،‬ما‬
‫شاء ال ما شاء ال كل نعمة فمن ال‪ ،‬ما شاء ال ل حول ول قوة إل بال‬
‫" )‪ - 14 .(3‬يج‪ :‬روي أن النبي صلى ال عليه واله كان يصلي مقابل‬
‫الحجر السود‪ ،‬ويستقبل الكعبة‪ ،‬ويستقبل بيت المقدس‪ ،‬فل يرى حتى‬
‫يفرغ من صلته‪ ،‬وكان يستتر بقوله‪ " :‬وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين‬
‫الذين ل يؤمنون بالخرة حجابا مستورا " وبقوله‪ " :‬اولئك الذين طبع ال‬
‫على قلوبهم " وبقوله‪ " :‬وجعلنا على قلوبهم أكنة ؟ أن يفقهوه وفي‬
‫آذانهم وقرا " وبقوله‪ " :‬أرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله ال على علم‬
‫وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة " )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬أدرأ بك ظ وقصص النبياء مخطوط‪ (2) .‬لم نجده في مختار الخرائج والجرائح‬
‫المطبوع‪ (3) .‬كشف الغمة ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .428‬لم نجده في الخرائج‬
‫المطبوع‪.‬‬

‫]‪[219‬‬

‫‪ - 15‬ضا‪ :‬إذا فرغت من سلطان أو غيره فقل‪ " :‬حسبي ال ل إله إل هو عليه‬
‫توكلت وهو رب العرش العظيم‪ ،‬أمتنع بحول ال وقوته من حولهم‬
‫وقوتهم‪ ،‬أمتنع برب الفلق من شر ما خلق‪ ،‬وأقول ما شاء ال ل قوة إل‬
‫بال "‪ .‬وإذا دخلت على سلطان تخاف شره‪ ،‬فقل‪ " :‬اللهم إني أسئلك خير‬
‫فلن وأعوذ بك من شره‪ ،‬وأسئلك بركته‪ ،‬وأعوذ بك من فتنته‪ ،‬اللهم اجعل‬
‫حاجتي أولها صلحا‪ ،‬وأوسطها فلحا‪ ،‬وآخرها نجاحا‪ - 16 .‬طب‪ :‬الشعث‬
‫بن عبد ال‪ ،‬بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم عن‬
‫موسى بن جعفر قال‪ :‬لما طلب أبو الدوانيق أبا عبد ال عليه السلم وهم‬
‫بقتله‪ ،‬فأخذه صاحب المدينة‪ ،‬ووجه به إليه‪ ،‬وكان أبو الدوانيق استعجله‬
‫واستبطأ قدومه‪ ،‬حرصا منه على قتله‪ ،‬فلما مثل بين يديه ضحك في وجهه‬
‫ثم رحب به وأجلسه عنده‪ ،‬وقال‪ :‬يا ابن رسول ال وال لقد وجهت إليك‬
‫وأنا عازم على قتلك ولقد نظرت فالقي إلي محبة لك‪ ،‬فو ال ما أجد أحدا‬
‫من أهل بيتي أعز منك ول آثر عندي‪ ،‬ولكن يا أبا عبد ال ما كلم يبلغني‬
‫عنك‪ ،‬تهجننا فيه‪ ،‬وتذكرنا بسوء‪ .‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين ما ذكرتك قط‬
‫بسوء‪ ،‬فتبسم أيضا وقال‪ :‬وال أنت أصدق عندي من جميع من سعى بك‬
‫إلى‪ ،‬هذا مجلسي بين يديك‪ ،‬وخاتمي فانبسط ول تخشني )‪ (1‬في جليل‬
‫أمرك وصغيره‪ ،‬فلست أردك عن شئ‪ ،‬ثم أمره بالنصراف‪ ،‬وحباه وأعطاه‪،‬‬
‫فأبى أن يقبل شيئا وقال‪ :‬يا أمير المؤمنين أنا في غناء وكفاية وخير كثير‪،‬‬
‫فإذا هممت ببري فعليك بالمتخلفين من أهل بيتي فارفع عنهم القتل‪ .‬قال‪:‬‬
‫قد قبلت يا أبا عبد ال‪ ،‬وقد أمرت بمائة ألف درهم‪ ،‬ففرق بينهم ! فقال‪:‬‬
‫وصلت الرحم يا أمير المؤمنين‪ .‬فلما خرج من عنده مشى بين يديه مشايخ‬
‫قريش وشبانهم ومن كل‬

‫)‪ (1‬ل تحتشمنى خ ل‪.‬‬

‫]‪[220‬‬

‫قبيلة‪ ،‬ومعه عين أبي الدوانيق فقال له‪ :‬يا ابن رسول ال لقد نظرت نظرا شافيا‬
‫حين دخلت على أمير المؤمنين‪ ،‬فما أنكرت منك شيئا غير أني نظرت إلى‬
‫شفتيك وقد حركتهما بشئ فما كان ذلك ؟ قال‪ :‬إني لما نظرت إليه قلت‪" :‬‬
‫يا من ل يضام ول يرام‪ ،‬وبه يواصل الرحام صل على محمد وآله‪ ،‬واكفني‬
‫شره بحولك‪ ،‬وقوتك " وال ما زدت على ما سمعت قال‪ :‬فرجع العين إلى‬
‫أبي الدوانيق فأخبره بقوله فقال‪ :‬وال ما استتم ما قال حتى ذهب ما كان‬
‫في صدري من غائلة وشر )‪ - 17 .(1‬طب‪ :‬عبد ال بن يحيى البزاز‪ ،‬عن‬
‫علي بن مسكين‪ ،‬عن عبد ال بن الفضل النوفلي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسين‬
‫بن علي قال‪ :‬كلمات إذا قلتهن ما ابالي عمن اجتمع علي من الجن‬
‫والنس‪ " :‬بسم ال‪ ،‬وبال‪ ،‬وإلى ال‪ ،‬وفي سبيل ال‪ ،‬وعلى ملة رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله اللهم اكفني بقوتك وحولك وقدرتك من شر كل‬
‫مغتال وكيد الفجار‪ ،‬فاني احب البرار‪ ،‬واوالي الخيار‪ ،‬وصلى ال على‬
‫محمد النبي وآله وسلم )‪ - 18 .(2‬طب‪ :‬سعيد بن محمد بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫موسى بن عيسى الحناط‪ ،‬عن محمد ابن سعيد وهو والد سعيد بن محمد‬
‫الشعيري‪ ،‬عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من أراده إنسان بسوء فأراد أن يحجز ال بينه وبينه‪،‬‬
‫فليقل حين يراه " أعوذ بحول ال وقوته‪ ،‬من حول خلقه وقوتهم‪ ،‬وأعوذ‬
‫برب الفلق من شر ما خلق‪ ،‬ثم يقول ما قال ال عزوجل لنبيه محمد صلى‬
‫ال عليه وآله " فان تولوا فقل حسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو‬
‫رب العرش العظيم " إل صرف ال عنه كيد كل كائد‪ ،‬ومكر كل ماكر‪،‬‬
‫وحسد كل حاسد‪ ،‬ول يقولن هذه الكلمات إل في وجهه‪ ،‬فان ال يكفيه‬
‫بحوله )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬طب الئمة ص ‪ (2) .116‬طب الئمة ص ‪ (3) .116‬طب الئمة ص ‪.222‬‬

‫]‪[221‬‬

‫‪ - 19‬شا‪ :‬أبو محمد الحسن بن محمد‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن داود بن القاسم‪ ،‬عن الحسين‬
‫ابن زيد‪ ،‬عن عمه عمر بن علي‪ ،‬عن أبيه علي بن الحسين عليه السلم‬
‫أنه كان يقول‪ :‬لم أر مثل التقدم في الدعاء‪ ،‬فان العبد ليس تحضره الجابة‬
‫في كل وقت‪ ،‬وكان مما حفظ عنه عليه السلم من الدعاء حين بلغه توجه‬
‫مسرف بن عقبة )‪ (1‬إلى المدينة " رب كرم من نعمة أنعمت بها علي قل‬
‫لك عندها شكري‪ ،‬وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري‪ ،‬فيامن‬
‫قل عند نعمته شكري فلم يحرمني‪ ،‬و قل عند بلئه صبري فلم يخذلني‪ ،‬يا‬
‫ذا المعروف الذي ل ينقطع أبدا‪ ،‬ويا ذا النعماء التي ل تحصى عددا‪ ،‬صل‬
‫على محمد وآل محمد وادفع عني شره‪ ،‬فاني أدرء بك في نحره‪ ،‬وأستعيذ‬
‫بك من شره " فقدم مسرف بن عقبة المدينة وكان يقال‪ :‬ل يريد غير علي‬
‫بن الحسين عليه السلم‪ ،‬فسلم عليه وأكرمه وحباه ووصله )‪ - 20 (2‬عم‬
‫)‪ (3‬شا‪ :‬وروي أن داود بن علي بن عبد ال بن العباس قتل المعلى بن‬
‫الخنيس مولى جعفر بن محمد عليه السلم‪ ،‬وأخذ ماله‪ ،‬فدخل عليه جعفر‬
‫وهو يجر رداءه‪ ،‬فقال له‪ :‬قتلت مولي وأخذت مالي ؟ أما علمت أن الرجل‬
‫ينام على الثكل‪ ،‬ول ينام على الحرب )‪ (4‬أما وال لدعون ال عليك‪ ،‬فقال‬
‫له داود‪ :‬تهددنا بدعائك ؟ كالمستهزئ بقوله‪ ،‬فرجع أبو عبد ال عليه‬
‫السلم إلى داره‪ ،‬فلم يزل ليله كله قائما وقاعدا حتى إذا كان السحر‪ ،‬سمع‬
‫وهو يقول في مناجاته‪ " :‬يا ذا القوة القوية‪ ،‬ويا ذا المحال الشديدة‪ ،‬ويا ذا‬
‫العزة التي كل خلقك لها ذليل اكفني هذا الطاغية‪ ،‬وانتقم لي منه " فما كان‬
‫إل ساعة حتى ارتفعت الصوات‬
‫)‪ (1‬مسرف بن عقبة هو مسلم بن عقبة الذى بعثه يزيد بن معاوية لوقعة الحرة‬
‫فسمى مسرفا لسرافه في اهراق الدماء‪ (2) .‬ارشاد المفيد ص ‪) .242‬‬
‫‪ (3‬اعلم الورى ص ‪ (4) .270‬الحرب في الصل بمعنى أخذ المال وترك‬
‫صاحبه بل شئ يقال حرب الرجل ماله ‪ -‬كعنى ‪ -‬سلبه فهو محروب‪.‬‬

‫]‪[222‬‬

‫بالصياح‪ ،‬وقيل‪ :‬قد مات داود بن علي الساعة )‪ - 21 .(1‬مكا‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬إذا خفت امرءا فأردت أن تكفى أمره وشره‪ ،‬فاعتمد طلبة‬
‫الهلل في أول الشهر‪ ،‬فإذا رأيته فقم قائما على قدميك و قل كأنك تؤمي‬
‫إليه بالخطاب " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من‬
‫تحتها النهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء‬
‫فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت " وتؤمي بهذه الكلمات نحو دار الرجل‬
‫الذي تخافه ثم تقول " فاحترقت فاحترقت فاحترقت اللهم طمه بالبلء طما‬
‫وعمه بالعماء عما وارمه بحجارة من سجيل‪ ،‬وطيرك البابيل‪ ،‬يا علي يا‬
‫عظيم " ثم تقول مثل ذلك في الليلة الثانية من الشهر‪ ،‬وفي الليلة الثالثة‪،‬‬
‫فان أنجع وبلغ ما تريد في الشهر الول وإل فعلت في الشهر الثاني تلتمس‬
‫الهلل الليلة الولى وتقول ما تقدم ذكره‪ ،‬والثانية والثالثة‪ ،‬فان نجع وإل‬
‫فمثل ذلك في الشهر الثالث‪ ،‬ولن تحتاج بعد ذلك باذن ال عزوجل )‪.(2‬‬
‫آخر‪ :‬جاء رجل إلى الصادق عليه السلم فشكى إليه ظالما ظلمه‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫قل " يا ناصر المظلوم المبغى عليه إن كان فلن بن فلن يظلمني بتله‬
‫بفقر ل تجبره وبلء ل تستره " فما دعا الرجل على ظالمه بهذا الدعاء إ ؟‬
‫ثلث مرات حتى أصابه وضح في جبهته‪ ،‬ثم افتقر من بعده )‪ .(3‬آخر‪ :‬وإذا‬
‫دخلت على سلطان فقل‪ " :‬خيرك بين عينيك‪ ،‬وشرك تحت قدميك‪ ،‬وأنا‬
‫أستعين بال عليك " )‪ .(4‬آخر‪ :‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬إذا دعا أحدكم‬
‫على عدوه فليقل " اللهم أطرقه بليلة ل اخت لها وأبح حريمه " )‪.(5‬‬
‫آخر‪ " :‬يا من يكفي من كل شئ‪ ،‬ول يكفي منه شئ صل على محمد وآل‬

‫)‪ (1‬ارشاد المفيد ص ‪ 256‬ورواه في كشف الغمة ج ‪ 2‬ص ‪ (4 - 2) .390‬مكارم‬


‫الخلق ص ‪ (5) .400‬مكارم الخلق ص ‪.401‬‬

‫]‪[223‬‬

‫محمد واكفني مؤنته بل مؤنة " )‪ .(1‬آخر‪ :‬إذا فزعت رجل فقل " حسبي ال ل إله‬
‫إل هو‪ ،‬عليه توكلت وهو رب العرش العظيم‪ ،‬أمتنع بحول ال وقوته من‬
‫حولهم وقوتهم‪ ،‬وأمتنع برب الفلق ]و[ من شر ما خلق‪ ،‬ما شاء ال ل قوة‬
‫إل بال " )‪ .(2‬دعاء آخر‪ :‬عن الصادق عليه السلم دعا به عند دخوله‬
‫على المنصور‪ ،‬وهو في شدة غضبه فسكن غضبه " يا عدتي عند شدتي‪،‬‬
‫ويا غوثي عند كربتي‪ ،‬احرسني بعينك التي ل تنام‪ ،‬واكنفني بركنك الذي ل‬
‫يرام " )‪ - 22 .(3‬كشف‪ :‬من كتاب محمد بن طلحة قال‪ :‬حدث عبد ال بن‬
‫الفضل بن الربيع عن أبيه قال‪ :‬حج المنصور سنة سبع وأربعين ومائة‪،‬‬
‫فقدم المدينة وقال للربيع‪ :‬ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتينا به متعبا‬
‫قتلني ال إن لم أقتله‪ ،‬فتغافل الربيع عنه لينساه‪ ،‬ثم أعاد ذكره للربيع‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ابعث من يأت به متعبا‪ ،‬فتعافل عنه‪ ،‬ثم أرسل إلى الربيع رسالة‬
‫قبيحة أغلط عليه فيها‪ ،‬وأمره أن يبعث من يحضر جعفرا ففعل‪ .‬فلما أتاه‬
‫قال له الربيع‪ :‬يا با عبد ال اذكر ال فانه أرسل إليك بما ل دافع له غير‬
‫ال‪ ،‬فقال جعفر‪ :‬ل حول ول قوة إل بال ثم إن الربيع أعلم المنصور‬
‫بحضوره‪ ،‬فلما دخل جعفر عليه أوعده وأغلظ‪ ،‬وقال أي عدو ال اتخذك‬
‫أهل العراق إماما يبعثون إليك زكاة أموالهم‪ ،‬وتلحد في سلطاني‪ ،‬وتبغيه‬
‫الغوائل ؟ قتلني ال إن لم أقتلك‪ ،‬فقال له‪ :‬يا أمير المؤمنين سليمان اعطي‬
‫فشكر‪ ،‬وإن أيوب ابتلي فصبر‪ ،‬وإن يوسف ظلم فغفر‪ ،‬وأنت من ذلك‬
‫السنخ‪ .‬فلما سمع المنصور ذلك منه قال له‪ :‬إلى وعندي أبا عبد ال أنت‬
‫البرئ الساحة‪ ،‬السليم الناحية‪ ،‬القليل الغائلة‪ ،‬جزاك ال من ذي رحم أفضل‬
‫ما جزى ذوي الرحام عن أرحامهم‪ ،‬ثم تناول يده فأجسله معه في فرشه‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬علي بالطيب فاتي‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬مكارم الخلق ص ‪ (3) .401‬مكارم الخلق ص ‪.404‬‬

‫]‪[224‬‬

‫بالغالية فجعل يغلف لحية جعفر بيده )‪ (1‬حتى تركها يقطر‪ ،‬ثم قال‪ :‬قم في حفظ ال‬
‫وكلءته‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا ربيع ألحق أبا عبد ال جائزته وكسوته انصرف أبا‬
‫عبد ال في حفظه وكنفه فانصرف‪ .‬قال الربيع‪ :‬ولحقته فقلت إني قد رأيت‬
‫قبلك ما لم تره‪ ،‬ورأيت بعدك ما ل رأيته‪ ،‬فما قلت يا با عبد ال حين‬
‫دخلت ؟ قال‪ :‬قلت‪ " :‬اللهم احرسني بعينك التي ل تنام‪ ،‬واكنفني بركنك‬
‫الذي ل يرام‪ ،‬واغفر لي بقدرتك علي ول أهلك وأنت رجائي‪ ،‬اللهم أنت‬
‫أكبر وأجل مما أخاف وأحذر‪ ،‬اللهم بك أدفع في نحره وأستعيذ بك من شره‬
‫" ففعل ال بي ما رأيت )‪ .(2‬ومن كتاب الحافظ عبد العزيز‪ ،‬عن محمد بن‬
‫إسحاق بن جعفر‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬دخل جعفر بن محمد على أبي جعفر‬
‫المنصور فتكلم‪ ،‬فلما خرجوا من عنده أرسل إلى جعفر بن محمد فرده‪ ،‬فلما‬
‫رجع حرك شفتيه بشئ‪ ،‬فقيل له‪ :‬ما قلت ؟ قال‪ :‬قلت " اللهم أنت تكفي من‬
‫كل شئ‪ ،‬ول يكفي منك شئ‪ ،‬فاكفنيه " )‪ .(3‬أقول‪ :‬تمام الخبر في أبواب‬
‫تاريخه عليه السلم‪ - 23 .‬كش‪ :‬محمد بن الحسين‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫خرزاد‪ ،‬عن يونس بن القاسم البلخي عن رزام مولى خالد القسري قال‪:‬‬
‫كنت اعذب بالمدينة بعد ما خرج منها محمد بن خالد‪ ،‬فكان صاحب العذاب‬
‫يعلقني بالسقف‪ ،‬ويرجع إلى أهله‪ ،‬ويغلق على الباب‪ ،‬وكان أهل البيت إذا‬
‫انصرف إلى أهله حلوا الحبل عني ويحلوني وأقعد على الرض حتى إذا‬
‫دنا مجيئه علقوني فو ال إني كذلك ذات يوم‪ ،‬إذا رقعة وقعت من الكوة إلي‬
‫من الطريق‪ ،‬فأخذتها فإذا هي مشدودة بحصاة‪ ،‬فنظرت فيها خط أبي عبد‬
‫ال عليه السلم‪ ،‬فإذا فيها‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم قل يا رزام‪ " :‬يا كائنا‬
‫قبل كل‬

‫)‪ (1‬قال الجزرى‪ :‬فيه‪ :‬كنت اغلف لحية رسول ال بالغالية أي ألطخها به وأكثر‬
‫والغالية ضرب مركب من الطيب‪ ،‬منه رحمه ال‪ (2) .‬كشف الغمة ج ‪2‬‬
‫ص ‪ (3) .374‬كشف الغمة ج ‪ 2‬ص ‪.384‬‬

‫]‪[225‬‬

‫شئ‪ ،‬ويا كائنا بعد كل شئ‪ ،‬ويا مكون كل شئ‪ ،‬ألبسني درعك الحصينة من شر‬
‫جميع خلقك " قال رزام‪ :‬فقلت ذلك فما عاد إلى شئ من العذاب بعد ذلك )‬
‫‪ - 24 .(1‬كش‪ :‬عن ابن أبي نجران‪ ،‬عن حماد الناب عن المسمعي عن‬
‫معتب قال‪ :‬لما قتل داود بن على معلى بن خنيس‪ ،‬لم يزل أبو عبد ال عليه‬
‫السلم ليله ساجدا وقائما قال‪ :‬فسمعته في آخر الليل وهو ساجد يقول "‬
‫اللهم إني أسئلك بقوتك القوية ومحالك الشديد‪ ،‬وبعزتك التي جل خلقك لها‬
‫ذليل‪ ،‬أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬أن تأخذه الساعة الساعة " قال‪،‬‬
‫فو ال ما رفع رأسه من سجوده حتى سمعنا الصائحة‪ ،‬فقالوا‪ :‬مات داود‬
‫بن علي‪ ،‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إني دعوت ال عليه بدعوة بعث‬
‫ال إليه ملكا فضرب رأسه بمرزبة انشقت مثانته )‪ - 25 .(2‬نقل من خط‬
‫الشهيد ‪ -‬قدس سره ‪ -‬نقل من الجعفريات بالسناد إلى أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم لما وضح لموسى عليه السلم وجه فرعون‪ ،‬قال موسى " اللهم‬
‫إني أدرء بك في نحره‪ ،‬وأستعين بك عليه‪ ،‬فاكفني شره " قال جعفر‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬وهو دعاؤنا أهل البيت عند سلطان نخاف ظلمه‪26 .‬‬
‫‪ -‬مهج‪ :‬باسنادنا إلى ابن الوليد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى‪،‬‬
‫عن هارون ابن مسلم‪ ،‬عن ابن صدقة قال‪ :‬سألت أبا عبد ال جعفر بن‬
‫محمد عليهما السلم أن يعلمني دعاء أدعو به في المهمات فأخرج إلى‬
‫أوراقا من صحيفة عتيقة‪ ،‬فقال‪ :‬انتسخ ما فيها‪ ،‬فهو دعاء جدي علي بن‬
‫الحسين عليهما السلم للمهمات‪ ،‬فكتبت ذلك على وجهه‪ ،‬فما كربني شئ‬
‫قط وأهمني إل دعوت به‪ ،‬ففرج ال كربي وهمي‪ ،‬وأعطاني سؤلي‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫" اللهم هديتني فلهوت‪ ،‬ووعظت فقسوت‪ ،‬وأنلت الجميل فعصيت‪ ،‬وعرفت‬
‫فأصررت‪ ،‬ثم عرفت فاستغفرت وأقلعت‪ ،‬فعدت فسترت‪ ،‬فلك الحمد يا إلهي‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪ (2) .290‬رجال الكشى ص ‪ 324 - 323‬والحديث مختصر‪،‬‬


‫والمرزبة‪ :‬بالتخفيف والتثقيل‪ :‬عصية من حديد‪.‬‬

‫]‪[226‬‬

‫تقحمت أودية هلكي‪ ،‬وتخللت شعاب تلفى‪ ،‬وتعرضت فيها لسطواتك‪ ،‬وبحلولها‬
‫لعقوباتك‪ ،‬ووسيلتي إليك التوحيد‪ ،‬وذريعتي أني لم اشرك بك شيئا‪ ،‬ولم‬
‫أتخذ معك إلها‪ ،‬وقد فررت إليك من نفسي‪ ،‬وإليك يفر المسئ‪ ،‬وأنت مفزع‬
‫المضيع حظ نفسه‪ ،‬فلك الحمد يا إلهي‪ .‬فكم من عدو انتضى علي سيف‬
‫عداوته‪ ،‬وشحذ لي ظبا مديته‪ ،‬وأرهف لي شباحده‪ ،‬وداف لي قواتل‬
‫سمومه‪ ،‬وسدد نحوى صوائب سهامه‪ ،‬ولم تنم عني عين حراسته‪،‬‬
‫وأضمر أن يسومني المكروه‪ ،‬ويجرعني ذعاف مرارته )‪ (1‬فنظرت يا‬
‫إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح‪ ،‬وعجزي عن النتصار ممن قصدني‬
‫بمحاربته ووحدتي في كثير عدد من ناواني‪ ،‬وأرصد لي البلء فيما لم‬
‫أعمل فيه فكرتي‪ ،‬فابتدأتنى بنصرتك‪ ،‬وشددت أزرى بقوتك ثم فللت لي‬
‫حده وصيرته من بعد جمع عديده وحده‪ ،‬وأعليت كعبي عليه‪ ،‬وجعلت ما‬
‫سدده مردودا عليه‪ ،‬ورددته لم يشف غليله ولم تبرد حرارة غيظه‪ ،‬قد‬
‫عض على مثواه وأدبر موليا قد أخلفت سراياه‪ .‬وكم من باغ بغى ]لي[‬
‫بمكائده‪ ،‬ونصب لى أشراك مصائده‪ ،‬ووكل بي تفقد رعايته‪ ،‬وأضبأ إلى‬
‫إضباء السبع‪ ،‬لطريدته‪ ،‬وانتظار النتهاز لفريسته فناديتك يا إلهى مستغيثا‬
‫بك‪ ،‬واثقا بسرعة إجابتك‪ ،‬عالما أنه لم يضطهد من آوى إلى ظل كنفك‪ ،‬ولم‬
‫يفزع من لجأ إلى معاقل انتصارك‪ ،‬فحصنتني من بأسه بقدرتك‪ .‬وكم من‬
‫سحائب مكروه قد جليتها‪ ،‬وغواشي كربات كشفتها ل تسئل عما تفعل‪،‬‬
‫ولقد سئلت فأعطيت‪ ،‬ولم تسأل فابتدأت‪ ،‬واستميح فضلك فما أكديت أبيت‬
‫إل إحسانا‪ ،‬وأبيت إل تقحم حرماتك‪ ،‬وتعدى حدودك‪ ،‬والغفلة عن وعيدك‬
‫فلك الحمد من مقتدر ل يغلب وذى أناة ل يعجل‪ ،‬هذا مقام من اعترف لك‬
‫بالتقصير وشهد على نفسه بالتضييع‪ .‬إلهى أتقرب إليك بالمحمدية الرفيعة‪،‬‬
‫وأتوجه إليك بالعلوية البيضاء‬

‫)‪ (1‬قد مر هذا الدعاء مشروحا مرارا‪.‬‬

‫]‪[227‬‬
‫فأعذني من شر ما يكيدني‪ ،‬ومن شر ما خلقت‪ ،‬ومن شر من يريد بى سوءا فان‬
‫ذلك ل يضيق عليك في وجدك‪ ،‬ول يتكأدك في قدرتك‪ ،‬وأنت على كل شئ‬
‫قدير‪ .‬إلهى ارحمنى بترك المعاصي ما أبقيتنى‪ ،‬وارحمني بترك تكلف ما ل‬
‫يعنينى وارزقني حسن النظر فيما يرضيك به عنى‪ ،‬وألزم قلبى حفظ كتابك‬
‫كما علمتني‪ ،‬واجعلني أتلوه على ما يرضيك به عنى‪ ،‬ونور به بصرى‪،‬‬
‫وأوعه سمعي واشرح به صدري‪ ،‬وفرح به قلبى‪ ،‬وأطلق به لساني‪،‬‬
‫واستعمل به بدنى‪ ،‬واجعل في من الحول والقوة ما يسهل ذلك على فانه ل‬
‫حول ول قوة إل بك‪ .‬اللهم أنت ربي ومولى وسيدي وأملى وإلهى وغياثى‬
‫وسندي وخالقي وناصري ووثقتى ورجائي‪ ،‬لك محياى ومماتي‪ ،‬لك سمعي‬
‫وبصرى‪ ،‬وبيدك رزقي وإليك أمري في الدنيا والخرة‪ ،‬ملكتني بقدرتك‪،‬‬
‫وقدرت علي بسلطانك‪ ،‬فلك القدرة في أمري‪ ،‬وناصيتي بيدك‪ ،‬ل يحول أحد‬
‫دون رضاك‪ ،‬برأفتك أرجو رحمتك وبرحمتك أرجو رضوانك‪ ،‬ل أرجو ذلك‬
‫بعملي‪ ،‬فقد عجز عني عملي‪ ،‬فكيف أرجو ما عجز عني ؟ كو إليك فاقتي‪،‬‬
‫وضعف قوتي‪ ،‬وإفراطى في أمري‪ ،‬وكل ذلك من عندي‪ ،‬وما أنت اعلم به‬
‫منى‪ ،‬فاكفني ذلك كله‪ .‬اللهم اجعلني من رفقاء محمد حبيبك‪ ،‬وإبراهيم‬
‫خليلك‪ ،‬ويوم الفزع الكبر من المنين‪ ،‬فآمنى‪ ،‬وببشراك فبشرني )‪(1‬‬
‫وباظللك فظللني‪ ،‬وبمفازة من النار فنجني‪ ،‬ل يمسني السوء ول تخزني‬
‫ومن الدنيا فسلمني وحجتي يوم القيامة فلقني وبذكرك فاذكرني )‪(2‬‬
‫ولليسرى فيسرني وللعسرى فجنبني‪ ،‬وللصلة والزكاة ما دمت حيا‬
‫فألهمني‪ ،‬ولعبادتك فقوني وفي الفقه ومرضاتك فاستعملني‪ ،‬ومن فضلك‬
‫فارزقني‪ ،‬ويوم القيامة فبيض وجهي ؟ ؟ سابا يسير فحاسبني‪ ،‬وبقبيح‬
‫عملي فل تفضحني‪ ،‬وبهداك فاهدني‪ ،‬وبالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي‬
‫الخرة فثبتني وما أحببت فحببه إلى‪ ،‬وما كرهت فبغضه إلى وما أهمنى من‬
‫أمر الدنيا والخرة فاكفني‪ ،‬وفي صلتي وصيامى ودعائي ونسكى وشكري‬
‫ودنياي وآخرتي فبارك لى‬

‫)‪ (1‬بتيسيرك فيسر لى خ ل‪ (2) .‬فذكرني خ ل‪.‬‬

‫]‪[228‬‬

‫والمقام المحمود فابعثني‪ ،‬وسلطانا نصيرا فاجعل لى‪ ،‬وظلمي وجهلي وإسرافي في‬
‫أمري فتجاوز عنى‪ ،‬ومن فتنة المحيا والممات فخلصني‪ ،‬ومن الفواحش ما‬
‫ظهر منها وما بطن فنجني‪ ،‬ومن أوليائك يوم القيامة فاجعلني‪ ،‬وأدم لي‬
‫صلح الذي آتيتني‪ ،‬و بالحلل عن الحرام فأغننى‪ ،‬وبالطيب عن الخبيث‬
‫فاكفني‪ ،‬أقبل بوجهك الكريم إلى ول تصرفه عنى‪ ،‬وإلى صراطك المستقيم‬
‫فاهدني‪ ،‬ولما تحب وترضى فوفقني‪ .‬اللهم إني أعوذ بك من الرياء‬
‫والسمعة والكبرياء والتعظم والخيلء والفخر والبذخ والشر والبطر‬
‫والعجاب بنفسى والجبرية رب فنجني‪ ،‬وأعوذ بك رب من العجز والبخل‬
‫والحرص والمناقشة والغش‪ ،‬وأعوذ بك من الطمع والطبع والهلع والجزع‬
‫والزرع والقمع‪ ،‬وأعوذ بك من البغى والظم والعتداء والفساد والفجور‬
‫والفسوق وأعوذ بك من الخيانة والعدوان والطغيان‪ .‬رب وأعوذ بك من‬
‫المعصية )‪ (1‬والقطيعة والسيئة والفواحش والذنوب وأعوذ بك من الثم‬
‫والمأثم والحرام والمحرم والخبيث وكل ما ل تحب‪ .‬رب أعوذ بك من شر‬
‫الشيطان وبغيه وظلمه وعدوانه )‪ (2‬وشركه وزبانيته وجنده‪ ،‬وأعوذ بك‬
‫من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها‪ ،‬وأعوذ بك من شر ما خلقت‬
‫من دابة وهامة أو جن أو إنس مما يتحرك‪ ،‬وأعوذ بك من شر ما ذرأ في‬
‫الرض وما يخرج منها‪ ،‬وأعوذ بك من شر كل كاهن وساحر وزاكن ونافث‬
‫وراق‪ ،‬وأعوذ بك من شر كل حاسد وباغ وطاغ ونافس وظالم ومعتد‬
‫وجابر‪ ،‬وأعوذ بك من العمى والصمم والبكم والبرص والجذام والشك‬
‫والريب وأعوذ بك رب من الكسل والفشل والعجز والتفريط والعجلة‬
‫والتضييع والتقصير والبطاء وأعوذ بك رب من شر ما خلقت في‬
‫السموات والرض وما بينهما وما تحت الثرى‪ .‬رب وأعوذ بك من الفقر‬
‫والفاقة والحاجة والمسكنة والضيقة والعائلة‪ ،‬وأعوذ بك من القلة والذلة‪،‬‬
‫وأعوذ بك من الضيق والشدة والقيد والحبس والوثاق والسجون والبلء‬
‫وكل مصيبة ل صبر لي عليها آمين رب العالمين‪.‬‬

‫)‪ (1‬من العصبية خ ل‪ (2) .‬وعداوته خ ل‪.‬‬

‫]‪[229‬‬

‫اللهم أعطنا كل الذي سألناك‪ ،‬وزدنا من فضلك على قدر جللك وعظمتك بحق ل إله‬
‫إل أنت العزيز الحكيم )‪ - 27 .(1‬مهج‪ :‬أخبرنا محمد بن جعفر بن هشام‬
‫الصبغي‪ ،‬عن اليسع بن حمزة القمي قال‪ :‬أخبرني )‪ (2‬عمرو بن مسعدة‬
‫وزير المعتصم الخليفة أنه جاء علي بالمكروه الفظيع حتى تخوفت على‬
‫إراقه دمي وفقر عقبى‪ ،‬فكتبت إلى سيدي أبي الحسن العسكري عليه‬
‫السلم أشكو إليه ما حل بي فكتب إلي‪ :‬ل ورع عليك ول بأس فادع ال‬
‫بهذه الكلمات يخلصك ال وشيكا مما وقعت فيه‪ ،‬ويجعل لك فرجا فان آل‬
‫محمد يدعون بها عند إشراف البلء‪ ،‬وظهور العداء‪ ،‬وعند تخوف الفقر‬
‫وضيق الصدر‪ .‬قال اليسع بن حمزة‪ :‬فدعوت ال بالكلمات التي كتب إلي‬
‫سيدي بها في صدر النهار‪ ،‬فو ال ما مضى شطره حتى جاءني رسول‬
‫عمرو بن مسعدة فقال لي‪ :‬أجب الوزير‪ ،‬فنهضت ودخلت عليه فلما بصر‬
‫بي تبسم إلى وأمر بالحديد ففك عنى‪ ،‬وبالغلل فحلت منى‪ ،‬وأمرني بخلعة‬
‫من فاخر ثيابه‪ ،‬وأتحفنى بطيب‪ ،‬ثم أدنانى وقربني وجعل يحدثنى ويعتذر‬
‫إلى‪ ،‬ورد على جميع ما كان استخرجه منى وأحسن رفدي‪ ،‬وردنى إلى‬
‫الناحية التي أتقلدها‪ ،‬وأضاف إليها الكورة التي تليها قال‪ :‬وكان الدعاء‪ :‬يا‬
‫من تحل بأسمائه عقد المكاره‪ ،‬ويا من يفل بذكره حد الشدائد‪ ،‬ويا من‬
‫يدعى بأسمآئه العظام من ضيق المخرج إلى محل الفرج‪ ،‬ذلت لقدرتك‬
‫الصعاب وتسببت بلطفك السباب‪ ،‬وجرى بطاعتك القضاء‪ ،‬ومضت على‬
‫ذلك الشياء‪ ،‬فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرة‪ ،‬وبارادتك دون وحيك‬
‫منزجرة‪ ،‬وأنت المرجو للمهمات‪ ،‬وأنت المفزع للملمات )‪ (3‬ل يندفع منها‬
‫إل ما دفعت‪ ،‬ول ينكشف منها‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ (2) .202 - 197‬في المصدر‪ :‬اجترئ‪ ،‬فتحرر‪ (3) .‬في‬
‫الملمات خ ل‪.‬‬

‫]‪[230‬‬

‫إل ما كشفت‪ ،‬وقد نزل بي من المر ما ]قد[ فدحني ثقله‪ ،‬وحل بي منه ما بهظني‬
‫حمله‪ ،‬وبقدرتك أوردت على ذلك‪ ،‬وبسلطانك وجهته إلى‪ ،‬فل مصدر لما‬
‫أوردت ول ميسر لما عسرت‪ ،‬ول صارف لما وجهت‪ ،‬ول فاتح لما أغلقت‪،‬‬
‫ول مغلق لما فتحت ول ناصر لمن خذلت‪ ،‬إل أنت‪ .‬صل على محمد وآل‬
‫محمد‪ ،‬وافتح لي باب الفرج بطولك واصرف عني سلطان الهم بحولك‪،‬‬
‫وأنلني حسن النظر فيما شكوت‪ ،‬وارزقني حلوة الصنع فيما سألتك‪ ،‬وهب‬
‫لي من لدنك فرجا وحيا‪ ،‬واجعل لي من عندك مخرجا هنيئا‪ ،‬ول تشغلني‬
‫بالهتمام عن تعاهد فرائضك‪ ،‬واستعمال سنتك‪ ،‬فقد ضقت بما نزل بي‬
‫ذرعا‪ ،‬وامتلت بحمل ما حدث علي جزعا‪ ،‬وأنت القادر على كشف ما بليت‬
‫به‪ ،‬ودفع ما وقعت فيه‪ ،‬فافعل بي ذلك وإن كنت غير مستوجبه منك يا ذا‬
‫العرش العظيم‪ ،‬وذا المن الكريم‪ ،‬فأنت قادر يا أرحم الراحمين‪ ،‬آمين رب‬
‫العالمين )‪ - 28 .(1‬مهج‪ :‬قال أبو حمزة الثمالي رحمه ال‪ :‬انكسرت يد‬
‫ابني مرة فأتيت به يحيى بن عبد ال المجبر فنظر إليه فقال‪ :‬أرى كسرا‬
‫قبيحا ثم صعد غرفته ليجئ بعصابة ورفادة فذكرت في ساعتي تلك دعاء‬
‫علي بن الحسين زين العابدين عليه السلم فأخذت يد ابني فقرأت عليه‬
‫ومسحت الكسر‪ ،‬فاستوى الكسر بإذن ال تعالى فنزل يحيى بن عبد ال فلم‬
‫ير شيئا فقال‪ :‬ناولني اليد الخرى فلم ير كسرا فقال‪ :‬سبحان ال أليس‬
‫عهدي به كسرا قبيحا فما هذا ؟ أما إنه ليس بعجب من سحركم معاشر‬
‫الشيعة‪ ،‬فقلت‪ :‬ثكلتك امك ليس هذا سحر بل إني ذكرت دعاء سمعته من‬
‫مولي علي بن الحسين عليهما السلم فدعوت به‪ ،‬فقال‪ :‬علمنيه ! فقلت‪:‬‬
‫أبعد ما سمعت ما قلت‪ ،‬ل ول نعمة عين )‪ (2‬لست من أهله‪ ،‬قال حمران بن‬
‫أعين‪ :‬فقلت لبي حمزة‪:‬‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ 340 - 339‬ومثله الدعاء السابع من الصحيفة السجادية‬


‫عليه الصلة والسلم راجعه‪ (2) .‬نعمة عين بضم النون وكسرها ونعام‬
‫عين بفتحها ونعم عين كذلك‪ ،‬وكلها منصوب باضمار الفعل‪ :‬أي أفعل ذلك‬
‫تقريرا وانعاما لعينك واكراما لك فقوله ول نعمة عين‪ :‬أي ل أعلمها اياك‬
‫ول قرة عين بك‪.‬‬

‫]‪[231‬‬

‫نشدتك بال إل ما أوردتناه فقال‪ :‬سبحان ال ما ذكرت ما قلت إل وأنا افيدكم اكتبوا‪:‬‬
‫" بسم ال الرحمن الرحمين يا حي قبل كل حي‪ ،‬يا حي بعد كل حي يا حي‬
‫مع كل حى‪ ،‬يا حى حين ل حى‪ ،‬يا حى يبقى ويفنى كل حى‪ ،‬يا حى ل إله إل‬
‫أنت‪ ،‬يا حي يا كريم‪ ،‬يا محيي الموتى‪ ،‬يا قائم على كل نفس بما كسبت إني‬
‫أتوجه إليك وأتوسل إليك بجودك وكرمك ورحمتك التي وسعت كل شئ‬
‫وأتوجه إليك وأتوسل إليك بحرمة هذا القرآن‪ ،‬وبحرمة السلم‪ ،‬وشهادة‬
‫أن ل إله إل أنت وحدك ل شرك لك وأن محمدا عبدك ورسولك‪ ،‬وأتوجه‬
‫إليك وأتوسل إليك وأستشفع إليك بنبيك نبي الرحمة محمد صلى ال عليه‬
‫وآله وسلم تسليما‪ ،‬وبأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء‬
‫والحسن والحسين عبديك وأمينيك وحجتيك على الخلق أجمعين‪ ،‬وعلي بن‬
‫الحسين زين العابدين‪ ،‬ونور الزاهدين‪ ،‬ووارث علم النبيين والمرسلين‪،‬‬
‫وإمام الخاشعين‪ ،‬وولى المؤمنين‪ ،‬والقائم في خلقك أجمعين‪ ،‬وباقر علم‬
‫الولين والخرين‪ ،‬والدليل على أمر النبيين والمرسلين‪ ،‬والمقتدي بآبائه‬
‫الصالحين وكهف الخلق أجمعين‪ ،‬وجعفر بن محمد الصادق من أولد‬
‫النبيين والمقتدى بآبائه الصالحين‪ ،‬والبار من عترته البررة المتقين وولي‬
‫دينك وحجتك على العالمين‪ ،‬وموسى بن جعفر العبد الصالح من أهل بيت‬
‫المرسلين‪ ،‬ولسانك في خلقك أجمعين‪ ،‬والناطق بأمرك‪ ،‬وحجتك على‬
‫بريتك‪ ،‬و علي بن موسى الرضا المرتضى الزكي المصطفى المخصوص‬
‫بكرامتك‪ ،‬والداعي إلى طاعتك وحجتك على الخلق أجمعين‪ ،‬ومحمد بن‬
‫علي الرشيد القائم بأمرك الناطق بحكمك ]وحقك[ وحجتك على بريتك‪،‬‬
‫ووليك وابن أوليائك‪ ،‬وحبيبك وابن أحبائك‪ ،‬وعلي بن محمد السراج‬
‫المنير‪ ،‬والركن الوثيق القائم بعدلك والداعي إلى دينك‪ ،‬ودين نبيك‪،‬‬
‫وحجتك على بريتك‪ ،‬والحسن بن علي عبدك ووليك وخليفتك المؤدي عنك‬
‫في خلقك‪ ،‬عن آبائه الصادقين وبحق خلف الئمة الماضين والمام الزكي‬
‫الهادي المهدي والحجة بعد آبائه على خلقك المؤدي عن علم‬
‫]‪[232‬‬

‫نبيك‪ ،‬ووارث علم الماضين من الوصيين‪ ،‬المخصوص الداعي إلى طاعتك وطاعة‬
‫آبائه الصالحين‪ .‬يا محمد يا أبا القاسماه ! بأبي أنت وامي إلى ال أتشفع‬
‫بك وبالئمة من ولدك وبعلي أمير المؤمنين‪ ،‬وفاطمة والحسن والحسين‪،‬‬
‫وعلي بن الحسين‪ ،‬ومحمد بن علي‪ ،‬وجعفر ابن محمد‪ ،‬وموسى بن جعفر‪،‬‬
‫وعلي بن موسى‪ ،‬ومحمد بن علي‪ ،‬وعلي بن محمد‪ ،‬والحسن ابن علي‪،‬‬
‫والخلف القائم المنتظر‪ .‬اللهم فصل عليهم وعلى من اتبعهم وصل على‬
‫محمد وآل محمد صلة المرسلين والصديقين والصالحين‪ ،‬صلة ل يقدر‬
‫على إحصائها غيرك‪ .‬اللهم ألحق أهل بيت نبيك وذريتهم وشيعتهم بنبيك‬
‫سيد المرسلين وألحقنا بهم مؤمنين مخبتين فائزين متقين صالحين‬
‫خاشعين عابدين موفقين مسددين عاملين زاكين مزكين تائبين ساجدين‬
‫راكعين شاكرين حامدين صابرين محتسبين منيبين مصيبين )‪ .(1‬اللهم إني‬
‫أتولى وليهم‪ ،‬وأتبرأء إليك من عدوهم‪ ،‬وأتقرب إليك بحبهم وموالتهم‬
‫وطاعتهم‪ ،‬فارزقني بهم خير الدنيا والخرة‪ ،‬واصرف عني بهم أهوال يوم‬
‫القيامة‪ .‬اللهم إني اشهد بأنك أنت ال ل إله إل أنت وأن محمدا وعليا‬
‫وزوجته وولديه )‪ (2‬عبيدك وإماؤك‪ ،‬وأنت وليهم في الدنيا والخرة‪ ،‬وهم‬
‫أولياؤك والولين )‪ (3‬بالمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من‬
‫بريتك‪ ،‬وأشهد أنهم عبادك المؤمنون‪ ،‬ل يسبقونك بالقول وهم بأمرك‬
‫يعملون‪ .‬اللهم إني أتوسل إليك بهم وأتشفع بهم إليك أن تحييني محياهم‪،‬‬
‫وتميتني على طاعتهم وملتهم‪ ،‬وتمنعني من طاعة عدوهم‪ ،‬وتمنع عدوك‬
‫وعدوهم مني‪ ،‬وتعينني بك وبأوليائك عمن أغنيته عني‪ ،‬وتسهلني لمن‬
‫أحوجتهم إلى‪ ،‬وأن تجعلني في‬

‫)‪ (1‬مصلين خ ل محبين خ ل‪ (2) .‬وولده خ ل‪ (3) .‬والولون ظ‪.‬‬

‫]‪[233‬‬

‫حفظك في الدين والدنيا والخرة‪ ،‬وتلبسني العافية حتى تهنئني المعيشة‪ .‬والحظنى‬
‫بلحظة من لحظاتك الكريمة الرحيمة الشريفة‪ ،‬تكشف بها عنى ما قد ابتليت‬
‫به‪ ،‬ودبرنى )‪ (1‬بها إلى أحسن عاداتك وأجملها عندي‪ ،‬وقد ضعفت قوتي‪،‬‬
‫وقلت حيلتي‪ ،‬ونزل بي مال طاقة لي به‪ ،‬فردني )‪ (2‬إلى أحسن عاداتك‪،‬‬
‫فقد أيست مما عند خلقك‪ ،‬فلم يبق إل رجاؤك في قلبي‪ ،‬وقديما ما مننت‬
‫على‪ ،‬وقدرتك يا سيدي وربي وخالقي ومولي ورازقي على إذهاب ما أنا‬
‫فيه كقدرتك على حيث ابتليتنى به‪ .‬إلهى ذكر عوائدك يونسنى‪ ،‬رجاء‬
‫إنعامك يقربني‪ ،‬ولم أخل من نعمتك منذ خلقتني‪ ،‬فأنت يا رب ثقتى‬
‫ورجائي‪ ،‬وإلهى وسيدي والذاب عنى‪ ،‬والراحم بى‪ ،‬والمتكفل برزقى‪،‬‬
‫فأسئلك يا رب محمد وآل محمد‪ ،‬أن تجعل رشدي بما قضيت من الخير‬
‫وحتمته وقدرته‪ ،‬وأن تجعل خلصى مما أنا فيه‪ ،‬فانى ل أقدر على ذلك إل‬
‫بك وحدك ل شريك لك‪ ،‬ول أعتمد فيه إل عليك‪ .‬فكن يا رب الرباب‪ ،‬ويا‬
‫سيد السادات‪ ،‬عند حسن ظنى بك‪ ،‬وأعطني مسألتي يا أسمع السامعين‪،‬‬
‫ويا أبصر الناظرين‪ ،‬ويا أحكم الحاكمين‪ ،‬ويا أسرع الحاسبين‪ ،‬ويا أقدر‬
‫القادرين‪ ،‬ويا أقهر القاهرين‪ ،‬ويا أول الولين‪ ،‬ويا آخر الخرين‪ ،‬ويا‬
‫حبيب محمد وعلى وجميع النبياء والمرسلين‪ ،‬والوصياء المنتجبين ]ويا‬
‫حبيب محمد صلى ال عليه وآله وعلى وجميع النبياء والمرسلين‪،‬‬
‫والوصياء المنتجبين[ )‪ (3‬حبيب محمد صلى ال عليه وآله وأوصيائه‬
‫وأنصاره وخلفائه وأحبائه المؤمنين‪ ،‬وحججك البالغين من أهل بيت‬
‫الرحمة المطهرين الزاهدين أجمعين‪ ،‬صل على محمد و ]على[ آل محمد‪،‬‬
‫وافعل بى ما أنت أهله يا أرحم الراحمين )‪ - 29 .(4‬مهج‪ :‬نقل من مجموع‬
‫عتيق قال‪ :‬كتب الوليد بن عبد الملك إلى صالح ابن عبد ال المري عامله‬
‫على المدينة‪ :‬أبرز الحسن بن الحسن بن علي بن أبى طالب‬

‫)‪ (1‬دبرتني خ‪ (2) .‬وتردني خ‪ (3) .‬مهج الدعوات ‪ (4) .208 - 205‬الظاهر أن ما‬
‫بين العلمتين تكرار‪ ،‬وقد ضرب عليه في المصدر‪.‬‬

‫]‪[234‬‬

‫وكان محبوسا في حبسه ‪ -‬واضربه في مسجد رسول ال صلى ال عليه وآله‬


‫خمسمائة سوط‪ ،‬فأخرجه صالح إلى المسجد‪ ،‬واجتمع الناس وصعد صالح‬
‫المنبر يقرأ عليهم الكتاب ثم ينزل فيأمر بضرب الحسن‪ ،‬فبينما هو يقرأ‬
‫الكتاب إذ دخل على بن الحسين بن على بن أبي طالب عليهم السلم‪،‬‬
‫فأفرج الناس عنه‪ ،‬حتى انتهى إلى الحسن بن الحسن‪ ،‬فقال له‪ :‬يا ابن عم‬
‫ادع ال بدعاء الكرب‪ ،‬يفرج عنك‪ ،‬فقال‪ :‬ما هو يا بن عم ؟ فقال‪ :‬قل‪ " :‬ل‬
‫إله إل ال الحليم الكريم‪ ،‬ل إله إل ال العلي العظيم‪ ،‬سبحان ال رب‬
‫السموات السبع‪ ،‬ورب الرضين السبع‪ ،‬ورب العرش العظيم‪ ،‬والحمد ل‬
‫رب العالمين "‪ .‬قال‪ :‬وانصرف علي بن الحسين عليهما السلم وأقبل‬
‫الحسن يكررها فلما فرغ صالح من قراءة الكتاب ونزل‪ ،‬قال أرى سجية‬
‫رجل مظلوم‪ ،‬أخروا أمره‪ ،‬وأنا راجع أمير المؤمنين فيه‪ ،‬وكتب صالح إلى‬
‫الوليد في ذلك فكتب إليه‪ :‬أطلقه )‪ - 30 .(1‬مهج‪ :‬وجدنا في نسخة عتيقة‬
‫هذا لفظها‪ :‬حدثني الشريف أبو الحسن محمد بن محمد بن المحسن بن‬
‫يحيى بن الرضا أدام ال تأييده يوم الجمعة‪ ،‬لخمس بقين من ذي الحجة‬
‫سنة أربع وأربعمائة‪ ،‬بمشهد مقابر قريش‪ ،‬على ساكنه السلم قال‪ :‬حدثني‬
‫أبي رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو عبد ال محمد بن إبراهيم بن صدقة‬
‫يوم السبت لثلث بقين من صفر سنة اثنين وستين وثلثمائة بمشهد مقابر‬
‫قريش على ساكنه السلم من حفظه‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا سلمة بن محمد الزدي‬
‫قال‪ :‬حدثني أبو جعفر بن عبد ال العقيلي وحدثني أبو الحسن محمد بن‬
‫بريك الرهاوي‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد الموصلي إجازة قال‪:‬‬
‫حدثني أبو محمد جعفر بن عقيل بن عبد ال بن عقيل ابن محمد بن عبد‬
‫ال بن عقيل بن أبي طالب قال‪ :‬حدثني أبو روح النسائي‪ ،‬عن أبي الحسن‬
‫علي بن محمد عليهما السلم أنه دعا على المتوكل فقال بعد أن حمد ال‬
‫وأثنى عليه‪ " :‬اللهم إني وفلنا عبدان من عبيدك " إلى آخر الدعاء الذي‬
‫يأتي ذكره‪ .‬ووجدت هذا الدعاء مذكورا بطريق آخر هذا لفظه‪ :‬ذكر باسناده‬
‫عن زرافة‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.414 - 413‬‬

‫]‪[235‬‬

‫حاجب المتوكل وكان شيعيا أنه قال‪ :‬كان المتوكل لحظوة )‪ (1‬الفتح بن خاقان عنده‬
‫وقربه منه دون الناس جميعا‪ ،‬ودون ولده وأهله‪ ،‬أراد أن يبين موضعه‬
‫عندهم‪ .‬فأمر جميع مملكته من الشراف من أهله وغيرهم‪ ،‬والوزراء‬
‫والمراء والقواد‪ ،‬وسائر العساكر‪ ،‬ووجوه الناس‪ ،‬أن يزينوا بأحسن‬
‫التزيين‪ ،‬ويظهروا في أفخر عددهم وذخائرهم‪ ،‬ويخرجوا مشاة بين يديه‪،‬‬
‫وأن ل يركب أحد إل هو والفتخ بن خاقان خاصة بسر من رأى‪ ،‬ومشى‬
‫الناس بين أيديهما على مراتبهم رجالة‪ ،‬وكان يوما قائظا شديد الحر‪،‬‬
‫وأخرجوا في جملة الشراف أبا الحسن علي بن محمد عليهما السلم وشق‬
‫مالقيه من الحر والزحمة‪ .‬قال زرافة‪ :‬فأقبلت إليه وقلت له‪ :‬يا سيدي يعز‬
‫وال على ما تلقى من هذه الطغاة‪ ،‬وما قد تكلفته من المشقة‪ ،‬وأخذت بيده‬
‫فتوكأ على وقال‪ :‬يا زرافة ما ناقة صالح عند ال بأكرم مني أو قال‪ :‬بأعظم‬
‫قدرا مني‪ ،‬ولم أزل اسائله وأستفيد منه‪ ،‬و احادثه إلى أن نزل المتوكل من‬
‫الركوب‪ ،‬وأمر الناس بالنصراف‪ .‬فقدمت إليهم دوابهم فركبوا إلى‬
‫منازلهم‪ ،‬وقدمت بغلة له فركبها وركبت معه إلى داره فنزل وودعته‬
‫وانصرفت إلى داري‪ :،‬ولولدي مؤدب يتشيع من أهل العلم والفضل‪ ،‬وكانت‬
‫لي عادة بإحضاره عند الطعام‪ ،‬فحضر عند ذلك وتجارينا الحديث‪ ،‬وما‬
‫جرى من ركوب المتوكل والفتح‪ ،‬ومشي الشراف وذوي القدار بين‬
‫أيديهما‪ ،‬وذكرت له ما شاهدته من أبي الحسن علي بن محمد عليهما‬
‫السلم وما سمعته من قوله " ما ناقة صالح عند ال بأعظم قدرا مني "‪.‬‬
‫وكان المؤدب يأكل معي فرفع يده وقال‪ :‬بال إنك سمعت هذا اللفظ منه ؟‬
‫فقلت له‪ :‬وال إني سمعته يقوله‪ ،‬فقال لي‪ :‬اعلم أن المتوكل ل يبقى في‬
‫مملكته أكثر من ثلثة أيام‪ ،‬ويهلك‪ ،‬فانظر في أمرك وأحرز ما تريد إحرازه‬
‫وتأهب لمرك كي ل يفجؤكم هلك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬يحضره‪ ،‬والتصحيح من البحار نفسه ج ‪ 50‬ص ‪ 192‬في تاريخ‬
‫المام الهادى عليه السلم‪.‬‬

‫]‪[236‬‬

‫أو سبب يجري‪ .‬فقلت له‪ :‬من أين لك ذلك ؟ فقال‪ :‬أما قرأت القرآن في قصة صالح‬
‫والناقة وقوله تعالى‪ " :‬تمتعوا في داركم ثلثة أيام ذلك وعد غير مكذوب "‬
‫)‪ (1‬ول يجوز أن تبطل قول المام‪ ،‬قال زرافة‪ ،‬فو ال ما جاء اليوم الثالث‬
‫حتى هجم المنتصر ومعه بغا ووصيف والتراك على المتوكل فقتلوه‬
‫وقطعوه والفتح بن خاقان جميعا قطعا حتى لم يعرف أحدهما من الخر‪،‬‬
‫وأزال ال نعمته ومملكته‪ ،‬فلقيت المام أبا الحسن عليه السلم بعد ذلك‪،‬‬
‫وعرفته ما جرى مع المؤدب‪ ،‬وما قاله‪ ،‬فقال‪ :‬صدق إنه لما بلغ مني الجهد‬
‫رجعت إلى كنوز نتوارثها من آبائنا هي أعز من الحصون والسلح‬
‫والجنن‪ ،‬وهو دعاء المظلوم على الظالم‪ ،‬فدعوت به عليه فأهلكه ال‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬يا سيدي إن رأيت أن تعلمنيه فعلمنيه وهو‪ " :‬اللهم )‪ (2‬إني وفلنا‬
‫عبدان من عبيدك‪ ،‬نواصينا بيدك‪ ،‬تعلم مستقرنا ومستودعنا‪ ،‬وتعلم منقلبنا‬
‫ومثوانا‪ ،‬وسرنا وعلنيتنا‪ ،‬وتطلع على نياتنا وتحيط بضمائرنا‪ ،‬علمك بما‬
‫تبديه كعلمك بما تخفيه‪ ،‬ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره ول‬
‫ينطوي عليك شئ من امورنا‪ ،‬ول يستتر دونك حال من أحوالنا‪ ،‬ول لنا‬
‫منك معقل يحصننا‪ ،‬ول حرز يحرزنا‪ ،‬ول مهرب يفوتك منا‪ .‬ول يمتنع‬
‫الظالم منك بسلطانه‪ ،‬ول يجاهدك عنه جنوده )‪ (3‬ول يغالبك مغالب بمنعة‪،‬‬
‫ول يعازك متعزز بكثرة )‪ (4‬أنت مدركه أين ما سلك‪ ،‬وقادر‬

‫)‪ (1‬هود ص ‪ (2) .65‬في المصدر‪ :‬اللهم انك أنت الملك المتعزز بالكبرياء‪ ،‬المتفرد‬
‫بالبقاء‪ ،‬الحى القيوم المقتدر القهار‪ ،‬الذى ل اله ال أنت‪ ،‬أنا عبدك وأنت‬
‫ربى ظلمت نفسي‪ ،‬واعترفت باساءتى وأستغفر اليك من ذنوبي‪ ،‬فانه ل‬
‫يغفر الذنوب ال أنت‪ ،‬اللهم انى وفلن بن فلن الخ‪ (3) .‬جوده‪ ،‬خ ل‪(4) .‬‬
‫يقال عازه معازة‪ :‬أي عارضه في العزة‪.‬‬

‫]‪[237‬‬

‫عليه أين لجأ‪ ،‬فمعاذ المظلوم منا بك‪ ،‬وتوكل المقهور منا عليك‪ ،‬ورجوعه إليك‪،‬‬
‫ويستغيث بك إذا خذله المغيث‪ ،‬ويستصرخك إذا قعد عنه النصير‪ ،‬ويلوذ بك‬
‫إذا نفته الفنية‪ ،‬ويطرق بابك إذا غلقت دونه البواب المرتجة‪ ،‬ويصل إليك‬
‫إذا احتجبت عنه الملوك الغافلة‪ .‬تعلم ما حل به قبل أن يشكوه إليك وتعرف‬
‫ما يصلحه قبل أن يدعوك له فلك الحمد سميعا بصيرا لطيفا قديرا‪ .‬اللهم إنه‬
‫قد كان في سابق علمك وقضائك‪ ،‬وماضي حكمك ونافذ مشيتك في خلقك‬
‫أجمعين‪ ،‬سعيدهم وشقيهم‪ ،‬وفاجرهم وبرهم‪ ،‬أن جعلت لفلن بن فلن على‬
‫قدرة فظلمني بها‪ ،‬وبغى علي لمكانها‪ ،‬وتعزز على بسلطانه الذي خولته‬
‫إياه‪ ،‬وتجبر على بعلو حاله التى جعلتها له وغره إملؤك له‪ ،‬وأطغاه حلمك‬
‫عنه‪ .‬فقصدني بمكروه عجزت عن الصبر عليه‪ ،‬وتعمدني بشر ضعفت عن‬
‫احتماله‪ ،‬ولم أقدر على النتصار لضعفي‪ ،‬والنتصاف منه لذلي‪ ،‬فوكلته‬
‫إليك وتوكلت في أمره عليك‪ ،‬وتواعدته بعقوبتك‪ ،‬وحذرته سطوتك‪،‬‬
‫وخوفته نقمتك فظن أن حلمك عنه من ضعف‪ ،‬وحسب أن إملءك له من‬
‫عجز‪ ،‬ولم تنهه واحدة عن اخرى‪ ،‬ول انزجر عن ثانية باولى‪ ،‬ولكنه‬
‫تمادى في غيه‪ ،‬وتتابع في ظلمه ولج في عدوانه‪ ،‬واستشرى في طغيانه‪،‬‬
‫جراءة عليك يا سيدي‪ ،‬وتعرضا لسخطك الذي ل ترده عن القوم الظالمين‪،‬‬
‫وقلة اكتراث ببأسك الذي ل تحبسه عن الباغين‪ .‬فها أنا ذا يا سيدي‬
‫مستضعف في يديه‪ ،‬مستضام تحت سلطانه‪ ،‬مستذل بعقابه‪ ،‬مغلوب مبغي‬
‫علي مقصود وجل خائف مروع مقهور‪ ،‬قد قل صبري وضاقت حيلتي‪،‬‬
‫وانغلقت علي المذاهب إل إليك‪ ،‬وانسدت علي الجهات إل جهتك والتبست‬
‫علي اموري في رفع مكروهه عني‪ ،‬واشتبهت علي الراء في إزالة ظلمه‬
‫وخذلني من استنصرته من عبادك‪ ،‬وأسلمني من تعلقت به من خلقك طرا‪،‬‬
‫واستشرت نصيحي فأشار علي بالرغبة إليك‪ ،‬واسترشدت دليلي فلم يدلني‬
‫إل عليك‪.‬‬

‫]‪[238‬‬

‫فرجعت إليك يا مولي صاغرا راغما مستكينا عالما أنه ل فرج لي إل عندك‪ ،‬ول‬
‫خلص لي إل بك‪ ،‬أنتجز وعدك في نصرتي‪ ،‬واجابة دعائي‪ ،‬فانك قلت‬
‫وقولك الحق الذي ل يرد ول يبدل " ومن بغي عليه لينصرنه ال " وقلت‬
‫جل جللك وتقدست أسماؤك " ادعوني أستجب لكم " وأنا فاعل ما أمرتني‬
‫فاستجب لي كما وعدتني‪ .‬وإني لعلم يا سيدي أن لك يوما تنتقم فيه من‬
‫الظالم للمظلوم‪ ،‬وأتيقن أن لك وقتا تأخذ فيه من الغاضب للمغضوب‪ ،‬لنك‬
‫ل يسبقك معاند ول يخرج عن قبضتك منابذ‪ ،‬ول تخاف فوت فائت‪ ،‬ولكن‬
‫جزعي وهلعي ل يبلغان بي الصبر على أناتك‪ ،‬وانتظار حلمك‪ ،‬فقدرتك يا‬
‫مولي فوق كل قدرة‪ ،‬وسلطانك غالب كل سلطان‪ ،‬ومعاد كل أحد إليك وإن‬
‫أمهلته‪ ،‬ورجوع كل ظالم إليك وإن أنظرته‪ ،‬وقد أضرني يا رب حلمك عن‬
‫فلن بن فلن‪ ،‬وطول أناتك له وإمهالك إياه وكاد القنوط يستولى علي لول‬
‫الثقة بك‪ ،‬واليقين بوعدك‪ .‬فان كان في قضائك النافذ‪ ،‬وقدرتك الماضية أن‬
‫ينيب أو يتوب‪ ،‬أو يرجع عن ظلمي أو يكف مكروهه عني‪ ،‬وينتقل عن‬
‫عظيم ما ركب مني‪ ،‬فصل على محمد وآل محمد‪ ،‬وأوقع ذلك في قلبه‬
‫الساعة الساعة قبل إزالته نعمتك التي أنعمت بها علي‪ ،‬و تكديره معروفك‬
‫الذي صنعته عندي‪ .‬وإن كان في علمك به غير ذلك‪ ،‬من مقام على ظلمي‪،‬‬
‫فأسئلك يا ناصر المظلوم المبغى عليه إجابة دعوتي‪ ،‬فصل على محمد وآل‬
‫محمد‪ ،‬وخذه من مأمنه أخذ عزيز مقتدر‪ ،‬وأفجئه في غفلته مفاجاة مليك‬
‫منتصر‪ ،‬واسلبه نعمته وسلطانه وفل )‪ (1‬عنه جنوده وأعوانه ومزق ملكه‬
‫كل ممزق‪ ،‬وفرق أنصاره كل مفرق‪ ،‬وأعره من نعمتك التي لم يقابلها‬
‫بالشكر‪ ،‬وانزع عنه سربال )‪ (2‬عزه الذي لم يجازه بالحسان‪ ،‬واقصمه يا‬
‫قاصم الجبابرة‪ ،‬وأهلكه يا مهلك القرون‬

‫)‪ (1‬امر من فل القوم يفل‪ :‬أي كسرهم وهزمهم‪ ،‬وفى المصدر وافضض عنه‬
‫جموعه‪ (2) .‬لباس عزه خ ل‪.‬‬

‫]‪[239‬‬

‫الخالية‪ ،‬وأبره يا مبير المم الظالمة )‪ (1‬واخذله يا خازل الفئات الباغية‪ ،‬وابتره‬
‫عمره وابتزه ملكه‪ ،‬وعف أثره‪ ،‬واقطع خبره‪ ،‬وأطفئ ناره وأظلم نهاره‪،‬‬
‫وكور شمسه‪ ،‬وأهشم شدته )‪ (2‬وجذ سنامه )‪ (3‬وأرغم أنفه‪ ،‬ول تدع له‬
‫جنة إل هتكتها‪ ،‬ول دعامة إل قصمتها ول كلمة مجتمعة إل فرقتها‪ ،‬ول‬
‫قائمة علو إل وضعتها‪ ،‬ول ركنا إل وهنته‪ ،‬ول سببا إل قطعته‪ .‬وأره‬
‫أنصاره وجنده عباديد بعد اللفة‪ ،‬وشتى بعد اجتماع الكلمة‪ ،‬ومقنعي‬
‫الرؤوس بعد الظهور على المة‪ ،‬واشف بزوال أمره القلوب المنقلبة‬
‫الوجلة والفئذة اللهفة‪ ،‬والمة المتحيرة‪ ،‬والبرية الضائعة‪ ،‬وأدل ببواره‬
‫الحدود المعطلة‪ ،‬والحكام المهملة‪ ،‬والسنن الدائرة‪ ،‬والمعالم المغيرة )‪(4‬‬
‫واليات المحرفة والمدارس المهجورة‪ ،‬والمحاريب المجفوة‪ ،‬والمساجد‬
‫المهدومة‪ .‬وأشبع به الخماص الساغبة‪ ،‬وأرو به اللهوات اللغبة‪،‬‬
‫والكباد الظامئة‪ ،‬و أرح به القدام المتعبة‪ ،‬واطرقه بليلة ل اخت لها‪،‬‬
‫وساعة ل شفاء منها‪ ،‬وبنكبة ل انتعاش معها‪ ،‬وبعثرة ل إقالة منها‪ ،‬وأبح‬
‫حريمه‪ ،‬ونغص نعمته )‪ (5‬وأره بطشتك الكبرى‪ ،‬ونقمتك المثلى‪ ،‬وقدرتك‬
‫التي هي فوق كل قدرة‪ ،‬وسلطانك الذي هو أعز من سلطانه‪ ،‬واغلبه لي‬
‫بقوتك القوية‪ ،‬ومحالك الشديد‪ ،‬وامنعني بمنعتك التي كل خلق فيها ذليل‪،‬‬
‫وابتله بفقر ل تجبره‪ ،‬وبسوء ل تستره‪ ،‬وكله إلى نفسه فيما يريد‪ ،‬إنك‬
‫فعال لما تريد‪.‬‬
‫)‪ (1‬الطاغية خ ل‪ (2) .‬في المصدر ص ‪ 70‬في ذكر قنوت المام موسى بن جعفر‬
‫عليه السلم‪ " :‬واهشم سوقه " )‪ (3‬جذ الشئ الصلب‪ :‬كسره أو قطعه‬
‫مستأصل‪ ،‬وفى المصدر في الموضعين‪ " :‬وجب سنامه " والجب أيضا‪:‬‬
‫القطع‪ ،‬وخصوصا قطع السنام‪ ،‬يقال بعير أجب‪ :‬أي مقطوع السنام‬
‫والجبب قطع السنام أو ان يأكله الرجل فل يكبر‪ (4) .‬والتلوات المغيرة‬
‫خ ل‪ (5) .‬نعيمه خ ل‪.‬‬

‫]‪[240‬‬

‫وأبرئه من حولك وقوتك‪ ،‬وأحوجه إلى حوله وقوته‪ ،‬وأذل مكره بمكرك وادفع‬
‫مشيته بمشيتك‪ ،‬واسقم جسده‪ ،‬وأيتم ولده‪ ،‬وانقص أجله‪ ،‬وخيب أمله‪،‬‬
‫وأدل دولته‪ ،‬وأطل عولته‪ ،‬واجعل شغله في بدنه‪ ،‬ول تفكه من حزنه‬
‫وصير كيده في ضلل‪ ،‬وأمره إلى زوال‪ ،‬ونعمته إلى انتقال‪ ،‬وجده في‬
‫سفال‪ ،‬و سلطانه في اضمحلل‪ ،‬وعاقبة أمره إلى شر حال‪ ،‬وأمته بغيظه‬
‫إذا أمته‪ ،‬وأبقه لحزنه إن أبقيته‪ ،‬وقني شره وهمزه ولمزه‪ ،‬وسطوته‬
‫وعداوته‪ ،‬والمحه لمحه تدمر بها عليه‪ ،‬فانك أشد بأسا وأشد تنكيل )‪.(1‬‬
‫ق‪ :‬ذكر باسناد عن زرافة حاجب المتوكل‪ :‬وذكر مثله سواء‪ .‬أقول‪ :‬ومن‬
‫الدعية المشهورة دعاء الحرز اليماني المعروف بالدعاء السيفي أيضا‬
‫وقد رأيت في ذلك عدة طرق وروايات مختلفات‪ ،‬ولنذكر هنا المهم منها‬
‫إنشاء ال تعالى‪ - 31 .‬مهج‪ :‬الدعاء المعروف باليماني‪ :‬أخبرنا أبو عبد‬
‫ال الحسين بن إبراهيم ابن علي القمي المعروف بابن الخياط‪ ،‬عن هارون‬
‫بن موسى التلعكبري‪ ،‬عن عبد الواحد بن عبد ال بن يونس الموصلي‪،‬‬
‫عن علي بن محمد بن أحمد العلوي‪ ،‬عن عبد الرحمان بن علي بن زياد‬
‫قال‪ :‬قال عبد ال بن عباس وعبد ال بن جعفر‪ :‬بينما نحن عند مولنا أمير‬
‫المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ال عليه ذات يوم‪ ،‬إذ دخل الحسن بن‬
‫علي عليهما السلم فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين بالباب رجل يستأذن عليك ينفح‬
‫منه ريح المسك‪ ،‬قال له‪ :‬ائذن له‪ .‬فدخل رجل جسيم وسيم‪ ،‬له منظر رائع‪،‬‬
‫وطرف فاضل )‪ (2‬فصيح اللسان‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات‪ ،337 - 330 :‬وزاد بعده‪ :‬اقول‪ :‬وقد تقدم أيضا نحو هذا الدعاء‬
‫عن مولنا الهادى ]الكاظم ظ[ وبينهما تفاوت‪ ،‬ولهذا حديث رأيته لتلك‬
‫الرواية " لكنه ذكر الدعاء في قنوت المام موسى بن جعفر عليه السلم‬
‫ص ‪ ،72 - 67‬واوله " اللهم انى وفلن بن فلن كما نقله المؤلف‬
‫العلمة ههنا‪ ،‬راجعه ان شئت‪ (2) .‬منظر رائع‪ ،‬أي يعجب الناس بحسنه‬
‫وجهارة رونقه‪ ،‬وطرف فاضل‪ :‬الطرف‬
‫]‪[241‬‬

‫عليه لباس الملوك‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليك يا أمير المؤمنين ورحمة ال وبركاته‪ ،‬إني‬
‫رجل من أقصى بلد اليمن‪ ،‬ومن أشراف العرب‪ ،‬ممن انتسب إليك‪ ،‬وقد‬
‫خلفت ورائي ملكا عظيما‪ ،‬ونعمة سابغة‪ ،‬وإني لفي غضارة من العيش‪،‬‬
‫وخفض من الحال‪ ،‬و ضياع ناشئة‪ ،‬وقد عجمت المور‪ ،‬ودربتني الدهور )‬
‫‪ ،(1‬ولي عدو مشح وقد أرهقني‪ ،‬وغلبني بكثرة نفيره‪ ،‬وقوة نصيره‪،‬‬
‫وتكاثف جمعه‪ ،‬وقد أعيتني فيه الحيل‪ .‬وإني كنت راقدا ذات ليلة حتى أتاني‬
‫التي‪ ،‬فهتف بي أن قم يا رجل إلى خير خلق ال بعد نبيه أمير المؤمنين‬
‫صلوات ال عليهما‪ ،‬وعلى آلهما‪ ،‬فاسأله أن يعلمك الدعاء الذي علمه‬
‫حبيب ال وخيرته وصفوته من خلقه‪ ،‬محمد بن عبد ال بن عبد المطلب‬
‫بن هاشم صلوات ال عليه وعلى آله‪ ،‬ففيه اسم ال ]العظم[ عزوجل فادع‬
‫به على عدوك المناصب لك‪ .‬فانتبهت يا أمير المؤمنين ولم أعرج على شئ‬
‫حتى شخصت في أربع مائة عبد نحوك‪ ،‬إني اشهد ال واشهد رسوله‬
‫واشهدك أنهم أحرار‪ ،‬وقد أعتقهم لوجه ال جلت عظمته وقد جئتك يا أمير‬
‫المؤمنين من فج عميق‪ ،‬وبلد شاسع‪ ،‬قد ضؤل جرمي‪ ،‬ونحل جسمي‬
‫فامنن علي يا أمير المؤمنين بفضلك‪ ،‬وبحق البوة والرحم الماسة‪ ،‬علمني‬
‫الدعاء الذي رأيت في منامي‪ ،‬وهتف بي أن أرحل فيه إليك‪ .‬فقال مولنا‬
‫أمير المؤمنين صلوات ال عليه‪ :‬نعم أفعل ذلك إنشاء ال‪ ،‬ودعا بدواة‬
‫وقرطاس وكتب له هذا الدعاء وهو‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم اللهم أنت‬
‫ال الملك الحق الذي ل إله إل أنت‪ ،‬وأنا عبدك ]وأنت ربي[ ظلمت نفسي‪،‬‬
‫واعترفت بذنبي‪ ،‬ول يغفر الذنوب‬

‫محركة من البدن‪ :‬اليدان والرجلن والرأس‪ ،‬والطرف بفتح فسكون‪ :‬العين‪،‬‬


‫والكريم من الفتيان والرجال‪ (1) .‬عجمت المر‪ :‬أي خبرت حاله‬
‫وامتحنته وعرفت تصاريفه‪ ،‬والمدرب المنجد المجرب‪ ،‬المصاب بالبليا‪،‬‬
‫الذى صرفه الدهور وخبرته الحال‪ ،‬وعرفته عواقب المور‪.‬‬

‫]‪[242‬‬

‫إل أنت‪ ،‬فاغفر لي يا غفور يا شكور‪ .‬اللهم إني أحمدك وأنت للحمد أهل على ما‬
‫خصصتني به من مواهب الرغائب وما وصل إلي من فضلك السابغ‪ ،‬وما‬
‫أوليتني به من إحسانك إلي‪ ،‬وبوأتني به من مظنة العدل‪ ،‬وأنلتني من منك‬
‫الواصل إلي ومن الدفاع عني‪ ،‬والتوفيق لي والجابة لدعائي‪ ،‬حتى اناجيك‬
‫داعيا‪ ،‬وأدعوك مضاما‪ ،‬وأسألك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا )‪(1‬‬
‫وفي المور ناظرا‪ ،‬ولذنوبي غافرا‪ ،‬ولعوراتي ساترا‪ .‬لم أعدم خيرك طرفة‬
‫عين مذ أنزلتني دار الختبار لتنظر ما اقدم لدار القرار فأنا عتيقك من‬
‫جميع الفات‪ ،‬والمصائب في اللوازب‪ ،‬والغموم التي ساورتني فيها الهموم‬
‫)‪ (2‬بمعاريض أصناف البلء‪ ،‬ومصروف )‪ (3‬جهد القضاء‪ ،‬ل أذكر منك‬
‫إل الجميل‪ ،‬ول أرى منك غير التفضيل‪ .‬خيرك لي شامل‪ ،‬وفضلك على‬
‫متواتر‪ ،‬ونعمتك عندي متصلة‪ ،‬وسوابق لم تحقق حذاري )‪ (4‬بل صدقت‬
‫رجائي‪ ،‬وصاحبت أسفاري‪ ،‬وأكرمت أحضاري‪ ،‬و شفيت أمراضي‬
‫وأوصابي )‪ (5‬وعافيت منقلبي ومثواي‪ ،‬ولم تشمت بي أعدائي ورميت من‬
‫رماني‪ ،‬وكفيتني مؤنة من عاداني‪ .‬فحمدي لك واصل وثنائي لك دائم من‬
‫الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح خالصا لذكرك‪ ،‬ومرضيا لك بناصع‬
‫التوحيد‪ ،‬وإمحاض التمجيد‪ ،‬بطول التعديد ومزية أهل المزيد‪ ،‬لم تعن في‬
‫قدرتك‪ ،‬ولم تشارك في إلهيتك‪ ،‬ولم تعلم إذ حبست‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬جارا‪ (2) .‬ساوره الهموم‪ :‬وثبت عليه‪ (3) .‬صروف جهد البلء‬
‫خ ل‪ (4) .‬أي انى كنت أحذر أن تفوتنى نعمك فتخذلني‪ ،‬لكنك لم تحقق‬
‫حذارى هذا بسلب نعمك بل صدقت رجائي بدوام نعمك‪ (5) .‬الوصاب‬
‫جمع وصب ‪ -‬محركة ‪ -‬المرض والوجع الدائم‪ ،‬قال ابن دريد‪ :‬الوصب‬
‫نحول الجسم من تعب أو مرض‪ ،‬وقد يطلق التعب والفتور في البدن‪.‬‬

‫]‪[243‬‬

‫الشياء على الغرائز‪ ،‬ول خرقت الوهام حجب الغيوب فتعتقد فيك محدودا في‬
‫عظمتك‪ .‬فل يبلغك بعد الهمم‪ ،‬ول ينالك غوص الفكر‪ ،‬ول ينتهى إليك نظر‬
‫ناظر في مجد جبروتك‪ ،‬ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك‪ ،‬وعل‬
‫عن ذلك كبرياء عظمتك ل ينقص ما أردت أن يزداد‪ ،‬ول يزداد ما أردت أن‬
‫ينقص‪ ،‬ول أحد حضرك حين برأت النفوس‪ .‬كلت الوهام )‪ (1‬عن تفسير‬
‫صفتك‪ ،‬وانحسرت العقول عن كنه عظمتك‪ ،‬وكيف توصف وأنت الجبار‬
‫القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك‪ ،‬ليس فيها غيرك‪ ،‬ولم‬
‫يكن لها سواك‪ ،‬حار في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير‪ ،‬فتواضعت الملوك‬
‫لهيبتك‪ ،‬وعنت الوجوه بذل الستكانة لك‪ ،‬وانقاد كل شئ لعظمتك واستسلم‬
‫كل شئ لقدرتك‪ ،‬وخضعت لك الرقاب‪ ،‬وكل دون ذلك تحبير اللغات وضل‬
‫هنالك التدبير في تصاريف الصفات‪ ،‬فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه‬
‫حسيرا وعقله مبهورا وتفكره متحيرا‪ .‬اللهم فلك الحمد متواترا متواليا‪،‬‬
‫متسقا مستوثقا‪ ،‬يدوم ول يبيد‪ ،‬غير مفقود في الملكوت‪ ،‬ول مطموس في‬
‫العالم‪ ،‬ول منتقص في العرفان‪ ،‬ولك الحمد مال تحصى مكارمه في الليل‬
‫إذا أدبر‪ ،‬والصبح إذا أسفر‪ ،‬وفي البراري والبحار‪ ،‬والغدو والصال‪،‬‬
‫والعشي والبكار‪ ،‬وفي الظهاير والسحار‪ .‬اللهم بتوفيقك قد أحضرتني‬
‫الرغبة‪ ،‬وجلعتني منك في ولية العصمة‪ ،‬فلم أبرح في سبوغ نعمائك‪،‬‬
‫وتتابع آلئك‪ ،‬محفوظا لك في المنعة والدفاع‪ ،‬محوطا بك في مثواي‬
‫ومنقلبي‪ ،‬ولم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إل طاقتي‪ ،‬وليس شكري‬
‫وإن بالغت في المقال وبالغت في الفعال‪ ،‬ببالغ أداء حقك‪ ،‬ول مكافيا‬
‫لفضلك‪ ،‬لنك أنت ال الذي ل إله إل أنت‪ ،‬لم تغب ول تغيب عنك غائبة‪ ،‬ول‬
‫تخفى عليك خافية‪ ،‬ولم تضل لك )‪ (2‬في ظلم الخفيات ضالة‪ ،‬إنما أمرك إذا‬
‫أردت شيئا‬

‫)‪ (1‬الفهام خ ل‪ (2) .‬عنك خ ل‪.‬‬

‫]‪[244‬‬

‫أن تقول له كن فيكون‪ .‬اللهم لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك و ]أضعاف ما[‬
‫حمدك به الحامدون ومجدك به الممجدون‪ ،‬وكبرك به المكبرون‪ ،‬وعظمك‬
‫به المعظمون‪ ،‬حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين وأقل من ذلك‬
‫مثل حمد الحامدين‪ ،‬وتوحيد أصناف المخلصين‪ ،‬وتقديس أجناس العارفين‪،‬‬
‫وثناء جميع المهللين‪ ،‬ومثل ما أنت به عارف من رزقك اعتبارا وفضل‬
‫وسألتني منه يسيرا صغيرا‪ ،‬وأعفيتني من جميع خلقك من الحيوان‪.‬‬
‫وأرغب إليك في رغبة ما أنطقتني ب من حمدك‪ ،‬فما أيسر ما كلفتني به‬
‫من حقك‪ ،‬وأعظم ما وعدتني على شكرك‪ ،‬ابتدأتني بالنعم فضل وطول‪،‬‬
‫وأمرتني بالشكر حقا وعدل‪ ،‬ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا‪ ،‬وأعطيتني‬
‫من رزقك اعتبارا و فضل )‪ (1‬وسألتني منه يسيرا صغيرا‪ ،‬وأعفيتني من‬
‫جهد البلء‪ ،‬ولم تسلمني للسوء من بلئك‪ .‬مع ما أوليتني من العافية‪،‬‬
‫وسوغت من كرايم النحل‪ ،‬وضاعفت لى الفضل معما أودعتني من الحجة )‬
‫‪ (2‬الشريفة ويسرت لى من الدرجة الرفيعة‪ ،‬واصطفيتني بأعظم النبيين‬
‫دعوة‪ ،‬وأفضلهم شفاعة محمد صلى ال عليه وآله‪ .‬اللهم اغفر لى ما ل‬
‫يسعه إل مغفرتك‪ ،‬ول يمحقه )‪ (3‬إل عفوك‪ ،‬ول يكفره إل فضلك‪ ،‬وهب لي‬
‫في يومي هذا يقينا تهون على به مصيبات الدنيا وأحزانها بشوق إليك‪،‬‬
‫ورغبة فيما عندك‪ ،‬واكتب لي عندك المغفرة‪ ،‬وبلغني الكرامة‪ ،‬وارزقني‬
‫شكر ما أنعمت به على‪ ،‬فانك أنت ال الواحد الرفيع البدئ البديع السميع‬
‫العليم‪ ،‬الذي ليس لمرك مدفع‪ ،‬ول عن قضائك ممتنع‪ .‬أشهد أنك ربي‬
‫ورب كل شئ‪ ،‬فاطر السموات والرض‪ ،‬عالم الغيب والشهاة العلى الكبير‪.‬‬

‫)‪ (1‬اختبارا وغرضا خ ل‪ (2) .‬المحجة خ ل كما في المصدر‪ (3) .‬ول يلحقه خ ل‪.‬‬

‫]‪[245‬‬
‫اللهم إني أسئلك الثبات في المر‪ ،‬والعزيمة على الرشد‪ ،‬والشكر على نعمتك‪،‬‬
‫وأعوذ بك من جور كل جائر‪ ،‬وبغى كل باغ‪ ،‬وحسد كل حاسد بك أصول‬
‫على العداء‪ ،‬وبك أرجو ولية الحباء‪ ،‬مع مال أستطيع إحصاءه ول‬
‫تعديده من عوائد فضلك وطرف رزقك‪ ،‬وألوان ما أوليت من إرفادك فانك‬
‫أنت ال الذي ل إله إل أنت الفاشى في الخلق رفده‪ ،‬الباسط بالحق )‪(1‬‬
‫يدك‪ ،‬ول تضاد في حكمك‪ ،‬ول تنازع في أمرك‪ ،‬تملك من النام ما تشاء‪،‬‬
‫ول يملكون إل ما تريد‪ .‬قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع‬
‫الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل‬
‫شئ قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من‬
‫الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب‪ .‬أنت المنعم‬
‫المفضل )‪ (2‬الخالق البارئ القادر القاهر المقدس في نور القدس ترديت‬
‫بالمجد والعز‪ ،‬وتعظمت بالكبرياء‪ ،‬وتغشيت بالنور والبهاء‪ ،‬وتجللت‬
‫بالمهابة والسناء‪ ،‬لك المن القديم‪ ،‬والسلطان الشامخ والجود الواسع‪،‬‬
‫والقدرة المقتدرة‪ ،‬جعلتني من أفضل بني آدم وجعلتني سميعا بصيرا‬
‫صحيحا سويا معافا ]و[ لم تشغلني نقصانا في بدني‪ ،‬ولم تمنعك كرامتك‬
‫إياي‪ ،‬وحسن صنيعك عندي وفضل إنعامك )‪ (3‬على أن وسعت على في‬
‫الدنيا‪ ،‬وفضلتني على كثير من أهلها‪ :‬فجعلت لي سمعا وفؤادا يعرفان‬
‫عظمتك‪ ،‬وأنا بفضلك حامد‪ ،‬وبجهد نفسي لك شاكر‪ ،‬وبحقك شاهد‪ ،‬فانك‬
‫حي قبل كل حي‪ ،‬وحي بعد كل حي وحى ترث الحياة‪ ،‬لم تقطع خيرك عني‬
‫طرفة عين في كل وقت‪ ،‬ولم تنزل بي عقوبات النقم‪ .‬ولم تغير على دقائق‬
‫العصم‪ ،‬فلو لم أذكر من إحسانك إل عفوك وإجابة دعائي حين رفعت رأسي‬
‫بتحميدك‪ ،‬وتمجيدك‪ ،‬وفي قسمة الرزاق حين قدرت‪ ،‬فلك الحمد عدد ما‬
‫حفظ علمك وعدد ما أحاطت به قدرتك‪ ،‬وعدد ما‬

‫)‪ (1‬بالجود خ ل‪ (2) .‬المتفضل خ ل‪ (3) .‬نعمائك خ ل‪.‬‬

‫]‪[246‬‬

‫وسعته رحمتك‪ .‬اللهم فتمم إحسانك فيما بقى كما أحسنت فيما مضى فاني أتوسل‬
‫بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وتكبيرك وتعظيمك‪ ،‬وبنورك ورأفتك‬
‫ورحمتك وعلوك وجمالك وجللك وبهائك وسلطانك وقدرتك وبمحمد وآله‬
‫الطاهرين أل تحرمنى رفدك وفوائدك‪ ،‬فانه ل يعتريك لكثرة ما يندفق به‬
‫عوائق البخل ول ينقص جودك تقصير في شكر نعمتك ول تفني خزائن‬
‫مواهبك النعم‪ ،‬ول تخاف ضيم إملق فتكدى‪ ،‬ول يلحقك خوف عدم فينقص‬
‫فيض فضلك‪ .‬اللهم ارزقني قلبا خاشعا‪ ،‬ويقينا صادقا‪ ،‬ولسانا ذاكرا‪ ،‬ول‬
‫تؤمني مكرك ول تكشف عني سترك ول تنسني ذكرك‪ ،‬ول تباعدني من‬
‫جوارك‪ ،‬ول تقطعني من رحمتك‪ ،‬ول تويسني من روحك‪ ،‬وكن لى انسا من‬
‫كل وحشة‪ ،‬واعصمني من كل هلكة‪ ،‬ونجنى من كل بلء فانك ل تخلف‬
‫الميعاد‪ .‬اللهم ارفعني ول تضعنى‪ ،‬وزدني ول تنقصني‪ ،‬وارحمني ول‬
‫تعذبني‪ ،‬وانصرني ول تخذلني‪ ،‬وآثرني ول تؤثر على‪ ،‬وصل على محمد‬
‫وآل محمد الطيبين الطاهرين وسلم تسليما‪ .‬قال ابن عباس رضى ال عنه‪:‬‬
‫ثم قال له‪ :‬انظر إن حفظ لك‪ ،‬ول تدعن قراءته يوما واحدا‪ ،‬فانى أرجو أن‬
‫توافي بلدك‪ ،‬وقد أهلك ال عدوك‪ ،‬فانى سمعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله يقول‪ :‬لو أن رجل قرأ هذا الدعاء بنية صادقة‪ ،‬وقلب خاشع ثم أمر‬
‫الجبال أن تسير معه لسارت‪ ،‬وعلى البحر لمشى عليه‪ .‬وخرج الرجل إلى‬
‫بلده فورد كتابه على مولنا أمير المؤمنين عليه السلم بعد أربعين يوما‬
‫أن ال قد أهلك عدوه‪ ،‬حتى أنه لم يبق في ناحيته رجل واحد‪ ،‬فقال مولنا‬
‫أمير المؤمنين صلوات ال عليه وآله‪ :‬قد علمت ذلك‪ ،‬ولقد علمنيه رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله وما استعسر على أمر إل استيسر به )‪- 32 .(1‬‬
‫مهج‪ :‬دعاء اليماني برواية اخرى‪ :‬حدثنا زيد بن جعفر العلوي‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.139 - 132‬‬

‫]‪[247‬‬

‫عن محمد بن عبد ال بن البساط‪ ،‬عن المغيرة بن عمر بن الوليد العزرمى المكى‪،‬‬
‫عن مفضل بن محمد الحسيني‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد الشافعي ومحمد بن‬
‫يحيى بن أبى عمر العبدي‪ ،‬عن فضيل بن عياض‪ ،‬عن عطاء بن السائب‪،‬‬
‫عن طاوس‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬كنت ذات يوم جالسا عند أمير المؤمنين‬
‫على بن أبي طالب صلوات ال عليه نتذاكر فدخل ابنه الحسن صلوات ال‬
‫عليه فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين بالباب فارس يطلب الذن عليك‪ ،‬قد سطع منه‬
‫رائحة المسك والعنبر‪ ،‬فقال‪ :‬ائذن له‪ .‬فدخل رجل جسيم وسيم‪ ،‬حسن‬
‫الوجه والهيئة‪ ،‬عليه لباس الملوك‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليك يا أمير المؤمنين‬
‫ورحمة ال وبركاته‪ ،‬فقال علي عليه السلم‪ :‬وعليك السلم ثم أدناه‬
‫وقربه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين إني صرت إليك من أقصى بلد اليمن‪ ،‬وأنا‬
‫رجل من أشراف العرب‪ ،‬وممن ينسب إليك‪ ،‬وقد خلفت ورائي مملكة‬
‫عظيمة‪ ،‬ونعمة سابغة‪ ،‬وضياعا ناشئة‪ ،‬وإني لفي غضارة من العيش‪،‬‬
‫وخفض من الحال‪ ،‬وبازائي عدو يريد المزايلة والمغالبة على نعمتي‪،‬‬
‫همته التحصن والمخاتلة لي‪ ،‬وقد نشر لمحاربتي ومناوشتي منذ حجج‬
‫وأعوام‪ ،‬وقد أعيتني فيه الحيلة‪ .‬وكنت يا أمير المؤمنين نمت ليلة فهتف‬
‫بي هاتف أن قم وأرسل إلى خليفة ال أمير المؤمنين علي بن أبيطالب‬
‫عليه السلم واسأله أن يعلمك الدعاء الذي علمه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله ففيه اسم ال العظم وكلماته التامات‪ ،‬فانك تستحق به من ال‬
‫عزوجل الجابة والنجاة من عدوك هذا المناصب لك‪ .‬فلما انتبهت لم‬
‫أتمالك‪ ،‬ولم عرجت على شئ حتى شخصت نحوك في أربعمائة عبد‪ ،‬وإني‬
‫اشهد ال عزوجل واشهدك أني قد أعتقتهم لوجه ال عزوجل فانهم أحرار‪،‬‬
‫وقد أزلت عنهم الرق والملكة‪ ،‬وقد جئتك يا أمير المؤمنين من بلد شاسع‪،‬‬
‫وموضع شاحط )‪ (1‬وفج عميق‪ ،‬قد تضاءل في البلد بدني‪ ،‬ونحل فيه‬
‫جسمي‪ ،‬فامنن علي يا أمير المؤمنين بحق البوة والرحم الماسة‪ ،‬وعلمني‬
‫هذا‬

‫)‪ (1‬بلد شاسع‪ ،‬ومنزل شاحط‪ ،‬أي بعيد‪.‬‬

‫]‪[248‬‬

‫الدعاء الذي رأيت في نومي أن أرتحل فيه إليك‪ ،‬فقال‪ :‬نعم ثم دعا بدواة وقرطاس‬
‫فكتب فيه وكتب أنا أيضا وهو هذا الدعاء‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم الحمد‬
‫ل رب العالمين والعاقبة للمتقين‪ ،‬وصلى ال على محمد خاتم النبيين‪،‬‬
‫وعلى أهله بيته أجمعين اللهم إني أحمدك وأنت للحمد أهل على ما‬
‫خصصتني به من مواهب الرغائب‪ ،‬ووصل إلى من فضائل الصنائع‪ ،‬وما‬
‫أوليتني به من إحسانك وبوأتني به من مظنة الصدق‪ ،‬وأنلتني به من منك‬
‫الواصل إلى‪ ،‬ومن الدفاع عني‪ ،‬والتوفيق لي‪ ،‬والجابة لدعائي‪ ،‬حين‬
‫اناجيك راغبا و أدعوك مصافيا وحتى )‪ (1‬أرجوك‪ ،‬وأجدك في المواضع‬
‫كلها لي جابرا )‪ (2‬وفي المواطن ناظرا وعلى العداء ناصرا وللذنوب‬
‫ساترا‪ .‬لم أعدم فضلك طرفة عين مذ أنزلتني دار الختبار‪ ،‬لتنظر ما اقدم‬
‫الدار القرار‪ ،‬فأنا عتيقك من جميع المصائب واللوازب‪ ،‬والغموم التي‬
‫ساروتني فيها الهموم بمعاريض أصناف البلء‪ ،‬ومصروف جهد القضاء‪،‬‬
‫ل أذكر منك إل الجميل‪ ،‬ول أرى منك إل التفضيل‪ .‬خيرك لي شامل‪،‬‬
‫وفضلك على متواتر‪ ،‬ونعمتك عندي متصلة‪ ،‬لم تحقق حذارى وصدقت‬
‫رجائي‪ ،‬وصاحبت أسفاري‪ ،‬وأكرمت أحضارى‪ ،‬وشفيت أمراضي وعافيت‬
‫منقلبي ومثواى‪ ،‬ولم تشمت بى أعدائي‪ ،‬ورميت من رماني‪ ،‬وكفيتني‬
‫شنآن من عاداني‪ .‬فحمدي لك واصل‪ ،‬وثنائي عليك دائم‪ ،‬من الدهر إلى‬
‫الدهر‪ ،‬بألوان التسبيح‪ ،‬خالصا لذلك‪ ،‬ومرضيا لك بناصع التحميد‪،‬‬
‫وإخلص التوحيد وإمحاض التمجيد‪ ،‬بطول التعديد في إكذاب )‪ (3‬أهل‬
‫التنديد‪ ،‬لم تعن في قدرتك‪ ،‬ولم تشارك في إلهيتك‪ ،‬ولم تعاين إذ حبست‬
‫الشياء على الغرائز المختلفات‪ ،‬ول خرقت الوهام حجب الغيوب إليك‪،‬‬
‫فاعتقدت منك محدودا في عظمتك‪ .‬ل يبلغك بعد الهمم‪ ،‬ول ينالك غوص‬
‫الفطن‪ ،‬ول ينتهى إليك نظر الناظر‪ ،‬في‬
‫)‪ (1‬حين خ ل‪ (2) .‬جارا خ‪ ،‬كما في المصدر‪ (3) .‬واكذاب خ‪.‬‬

‫]‪[249‬‬

‫مجد جيروتك‪ ،‬ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك‪ ،‬وعل عن ذلك كبير )‪(1‬‬
‫عظمتك ل ينقص ما أردت أن يزداد‪ ،‬ول يزداد ما أردت أن ينقص‪ ،‬ل أحد‬
‫شهدك حين فطرت الخلق‪ ،‬ولند حضرك حين بدأت )‪ (2‬النفوس‪ ،‬كلت‬
‫اللسن عن تفسير صفتك وانحسرت العقول عن كنه معرفتك‪ ،‬وكيف‬
‫توصف وأنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك‪،‬‬
‫ليس فيها غيرك‪ ،‬ولم يكن لها سواك ول هجمت العيون )‪ (3‬عليك فتدرك‬
‫إنشاء‪ ،‬ول تهتدي القلوب لصفتك ول تبلغ العقول جلل عزتك‪ .‬حارت في‬
‫ملكوتك عميقات مذاهب التفكير‪ ،‬فتواضعت الملوك لهيبتك وعنت الوجوه‬
‫بذلة الستكانة لك‪ ،‬وانقاد كل شئ لعظمتك‪ ،‬واستسلم كل شئ لقدرتك‬
‫وخضعت لك الرقاب‪ ،‬وكل دون ذلك تحبير اللغات‪ ،‬وضل هنالك التدبير في‬
‫تضاعيف )‪ (4‬الصفات‪ ،‬فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا‪ ،‬وعقله‬
‫مبهوتا وتفكره متحيرا‪ .‬اللهم فلك الحمد متواترا متواليا‪ ،‬متسقا مستوسقا‪،‬‬
‫يدوم ول يبد غير مفقود في الملكوت‪ ،‬ول مطموس في العالم ول منتقص‬
‫في العرفان‪ ،‬ولك الحمد فيما ل تحصى مكارمه في الليل إذا أدبر‪ ،‬والصبح‬
‫إذا أسفر‪ ،‬وفي البر والبحار والغدو والصال‪ ،‬والعشي والبكار‪ ،‬والظهيرة‬
‫والسحار‪ .‬اللهم بتوفيقك قد أحضرتني التجاة‪ ،‬وجعلتني منك في ولية‬
‫العصمة‪ ،‬فلم أبرح في سبوغ نعمائك‪ ،‬وتتابع آلئك‪ ،‬محفوظا لك في المنعة‬
‫والدفاع‪ ،‬لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إل طاعتي‪ ،‬فليس شكرى‬
‫ولو دئبت منه في المقال وبالغت في الفعال يبلغ أدنى حقك )‪ (5‬ول مكاف‬
‫فضلك‪ ،‬لنك أنت ال الذي ل إله إل أنت‪ ،‬لم تغب ول يغيب عنك غائبة‪ ،‬ول‬
‫تخفى في غوامض الولئج عليك‬

‫)‪ (1‬كبرياء خ ل‪ (2) .‬برأت خ ل‪ (3) .‬العيان خ ل‪ (4) .‬تصاريف خ ل‪ (5) .‬ببالغ‬
‫أداء حقك خ ل‪.‬‬

‫]‪[250‬‬

‫خافية‪ ،‬ولم تضل لك في ظلم الخفيات ضالة إنما أمرك إذا شئت )‪ (1‬أن تقول له كن‬
‫فيكون‪ .‬اللهم فلك الحمد مثل ما حمدت به نفسك‪ ،‬وحمدك به الحامدون‪،‬‬
‫ومجدك به الممجدون‪ ،‬وكبرك به المكبرون‪ ،‬وعظمك به المعظمون‪ ،‬حتى‬
‫يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين‪ ،‬وأقل من ذلك‪ ،‬مثل حمد الحامدين‬
‫وتوحيد أصناف المخلصين وثناء جميع المهللين وتقديس أحبائك‬
‫العارفين‪ ،‬ومثل ما أنت عارف به ومحمود به في جميع خلقك من الحيوان‪،‬‬
‫وأرغب إليك في البركة )‪ (2‬ما أنطقتني به من حمدك‪ .‬فما أيسر ما كلفتني‬
‫من حمدك‪ ،‬وأعظم ما وعدتني على شكرك‪ ،‬من ثوابه ابتداء للنعم )‪(3‬‬
‫فضل وطول‪ ،‬وأمرتني بالشكر حقا وعدل‪ ،‬ووعدتني أضعافا ومزيدا‪،‬‬
‫وأعطيتني من رزقك اعتبارا وفرضأ وسألتني منه صغيرا‪ ،‬وأعفيتني من‬
‫جهد البلء ولم تسلمني للسوء من بلئك‪ .‬وجعلت بليتي )‪ (4‬العافية‬
‫أوليتني بالبسيطة )‪ (5‬والرخاء‪ ،‬وشرعت لي أيسر الفضل مع ما وعدتني‬
‫من المحجة الشريفة‪ ،‬ويسرت لي من الدرجة الرفيعة‪ ،‬و اصطفيتني بأعظم‬
‫النبيين دعوة‪ ،‬وأفضلهم شفاعة‪ ،‬محمد صلى ال عليه وآله‪ .‬اللهم فاغفر‬
‫لي مال يسعه إل مغفرتك‪ ،‬ول يمحاه إل عفوك‪ ،‬ول يكفره إل فضلك‪ ،‬وهب‬
‫لي في يومي هذا يقينا يهون علي مصيبات الدنيا وأحزانها‪ ،‬وشوقا إليك‬
‫ورغبة فيما عندك‪ ،‬واكتب لي من عندك المغفرة‪ ،‬وبلغني الكرامة ]من‬
‫عندك[ وارزقني شكر ما أنعمت به علي فانك أنت ال الواحد الرفيع البدئ‬
‫البديع السميع‬

‫)‪ (1‬إذا أردت خ ل‪ (2) .‬في شكر ما انطقتني خ ل‪ (3) .‬ابتدأتنى بالنعم خ ل‪(4) .‬‬
‫ومنحتني العافية خ‪ ،‬مع ما أوليتني خ ل‪ ،‬كما مر في الدعاء السابق‪(5) .‬‬
‫البسطة خ ل‪.‬‬

‫]‪[251‬‬

‫العليم الذي ليس لمرك مدفع‪ ،‬ول عن فضلك ممنع )‪ .(1‬وأشهد أنك ربي ورب كل‬
‫شئ‪ ،‬فاطر السموات والرض‪ ،‬عالم الغيب والشهادة‪ ،‬العلي الكبير‪ .‬اللهم‬
‫إني أسئلك الثبات في المر‪ ،‬والعزيمة على الرشد‪ ،‬والشكر على نعمتك‪،‬‬
‫وأعوذ بك من جور كل جائر‪ ،‬وبغي كل باغ‪ ،‬وحسد كل حاسد‪ ،‬بك أصول‬
‫على العداء وإياك أرجو الولية للحباء‪ ،‬ما ل أستطيع إحصاءه‪ ،‬ول‬
‫تعديده ومن فوائد )‪ (2‬فضلك وطرف رزقك‪ ،‬وألوان ما أوليتني من إرفادك‪.‬‬
‫فأنا مقر بأنك أنت ال ل إله إل أنت الفاشي في الخلق حمدك‪ ،‬الباسط‬
‫بالجود يدك‪ ،‬ل تضاد في حكمك ول تنازع في أمرك‪ ،‬تملك من النام ما‬
‫تشاء ول يملكون إل ما تريد‪ .‬أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقدس في‬
‫نور القدس‪ ،‬ترديت المجد بالعز‪ ،‬وتعظمت العز بالكبرياء‪ ،‬وتغشيت النور‬
‫بالبهاء‪ ،‬وتجللت البهاء بالمهابة لك المن القديم‪ ،‬والسلطان الشامخ‪،‬‬
‫والحول الواسع‪ ،‬والقدرة المقتدرة‪ ،‬إذ جعلتني من أفاضل بني آدم‪،‬‬
‫وجعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويا معافا‪ ،‬لم تشغلني في نقصان )‪ (3‬في‬
‫بدني‪ ،‬ثم لم تمنعك كرامتك إياي وحسن صنيعك عندي‪ ،‬وفضل نعمائك علي‬
‫أن وسعت علي في الدنيا‪ ،‬وفضلتني على كثير من أهلها‪ .‬فجعلت لي سمعا‬
‫يعقل آياتك‪ ،‬وبصرا يرى قدرتك‪ ،‬وفؤادا يعرف عظمتك فأنا لفضلك علي‬
‫حامد‪ ،‬وتحمده لك نفسي‪ ،‬وبحقك شاهد‪ ،‬لنك حي قبل كل حي وحي بعد كل‬
‫ميت‪ ،‬وحي ترث الحياة‪ ،‬لم تقطع عني خيرك في كل وقت‪ ،‬ولم تنزل بي‬
‫عقوبات النقم‪ ،‬ولم تغير على وثائق العصم‪ ،‬فلو لم أذكر من إحسانك إل‬
‫عفوك عني‪ ،‬والستجابة لدعائي حين رفعت رأسي‪ ،‬وانطلقت لساني‬
‫بتحميدك وتمجيدك‪ ،‬ل في تقديرك خطاء‪ ،‬حين صورتني‪ ،‬ول في قسمة‬
‫الرزاق‬

‫)‪ (1‬عن قضائك ممتنع‪ ،‬خ ل‪ (2) .‬عوائد خ ل‪ (3) .‬بنقصان خ ل‪.‬‬

‫]‪[252‬‬

‫حين قدرت‪ ،‬فلك الحمد عدد ما حفظه علمك‪ ،‬فعدد ما أحاطت به قدرتك‪ ،‬وعدد ما‬
‫وسعت رحمتك‪ .‬اللهم فتمم إحسانك فيما بقي كما أحسنت إلى فيما مضى‪،‬‬
‫فاني أتوسل إليك بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وتكبيرك وتعظيمك‬
‫وتنويرك ورأفتك ورحمتك وعلوك وحياطتك ووقائك ومنك وجللك وجمالك‬
‫وبهائك وسلطانك وقدرتك أل تحرمني رفدك وفوائد كرامتك‪ ،‬فانه ل يعتريك‬
‫لكثرة ما يندفق من سيوب العطايا عوائق البخل‪ ،‬ول ينقص جودك التقصير‬
‫في شكر نعمتك‪ ،‬ول يجم خزائنك المنع‪ ،‬ول يؤثر في جودك العظيم‪ ،‬منحك‬
‫الفائق الجليل‪ ،‬وتخاف ضيم إملق فتكدى‪ ،‬ول يلحقك خوف عدم فتفيض‬
‫فيض فضلك‪ ،‬وترزقني قلبا خاشعا ويقينا صادقا ولسانا ذاكرا ول تومني‬
‫مكرك‪ ،‬ول تكشف عنى سترك‪ ،‬ول تنسنى ذكرك ول تنزع منى بركتك‪ ،‬ول‬
‫تقطع منى رحمتك‪ ،‬ول تباعدنى من جوارك‪ ،‬ول تؤيسنى من روحك‪ ،‬وكن‬
‫لى أنيسا من كل وحشة‪ ،‬واعصمني من كل هلكة‪ ،‬إنك ل تخلف الميعاد‪،‬‬
‫وصلى ال على محمد وآله الطاهرين‪ .‬فقال الرجل يا أمير المؤمنين‪ :‬حققت‬
‫الظن‪ ،‬وصدقت الرجاء‪ ،‬وأديت حق البوة فجزاك ال جزاء المحسنين‪ .‬ثم‬
‫قال‪ :‬يا أمير المؤمنين إنى اريد أن أتصدق بعشرة آلف دينار‪ ،‬فمن‬
‫المستحق )‪ (1‬لذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال أمير المؤمنين‪ :‬فرق ذلك في‬
‫أهل الورع من حملة القرآن‪ ،‬فما تزكو الصنيعة إل عند أمثالهم‪ ،‬فيتقوون‬
‫بها على عبادة ربهم‪ ،‬وتلوة كتابه‪ ،‬فانتهى الرجل إلى ما أشار به أمير‬
‫المؤمنين صلوات ال عليه وسلمه )‪ - 33 .(2‬أقول‪ :‬قد اشتهر الحرز‬
‫اليماني بوجه آخر‪ ،‬ولم أره في الكتب المأثورة لكنه من الدعية المشهورة‬
‫وله فوائد مجربة‪ ،‬فأوردته أيضا‪ ،‬وله افتتاح يقرأ قبل الدعاء وهو فاتحة‬
‫الكتاب‪ ،‬وآية الكرسي والسماء التسعة والتسعين باحدى‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬المستحقون‪ (2) .‬مهج الدعوات ص ‪.149 - 143‬‬


‫]‪[253‬‬

‫الروايات التى سبق ذكرها‪ ،‬ثم يقول‪ " :‬اللهم يا لطيف أغثنى وأدركني بحق لطفك‬
‫الخفى‪ ،‬إلهى كفى علمك عن المقال‪ ،‬وكفى كرمك عن السؤال‪ ،‬يا إله‬
‫العالمين‪ ،‬ويا خير الناصرين‪ ،‬برحمتك يا أرحم الراحمين أستغيث‪ ،‬إلهى‬
‫من ذا الذي دعاك فلم تجبه‪ ،‬ومن ذا الذي استجارك فلم تجره‪ ،‬ومن ذا الذي‬
‫استغاث بك فلم تغثه‪ ،‬واغوثاه واغوثاه واغوثاه أغثنى يا غياث‬
‫المستغيثين‪ .‬الدعاء‪ :‬اللهم أنت الملك الحق الذي ل إله إل أنت‪ ،‬أنت ربي‬
‫وأنا عبدك عملت سوء وظلمت نفسي‪ ،‬واعترفت بذنبى فاغفر لى ذنوبي‬
‫فانه ل يغفر الذنوب إل أنت يا غفور يا رحيم يا شكور يا حليم يا كريم‪.‬‬
‫اللهم إني أحمدك وأنت للحمد أهل على ما اختصصتني به من مواهب‬
‫الرغائب وأوصلت إلى من فضائل الصنائع‪ ،‬وأوليتنى به من إحسانك إلى‪،‬‬
‫وبوأتنى به من مظنة الصدق وأنلتني به من مننك الواصلة إلى‪ ،‬وأحسنت‬
‫إلى من اندفاع البلية عنى‪ ،‬والتوفيق لى‪ ،‬والجابة لدعائي‪ ،‬حين اناديك‬
‫داعيا‪ ،‬واناجيك راغبا‪ ،‬وأدعوك ضارعا متضرعا مصافيا وحين أرجوك‬
‫راجيا فأجدك في المواطن كلها لى جارأ حاضرا حفيا بارا‪ ،‬وفي المور‬
‫ناصرا وناظرا‪ ،‬وللخطايا والذنوب غافرا‪ ،‬وللعيوب ساترا لم أعدم عونك‬
‫وبرك وإحسانك وخيرك لى طرفة عين مذ أنزلتني دار الختبار والفكر‬
‫والعتبار‪ ،‬لتنظر فيما اقدم إليك لدار القرار‪ .‬فأنا عتيقك يا إلهى من جميع‬
‫المضال والمضار‪ ،‬والمصائب والمعائب واللوازب واللوازم‪ ،‬والهموم التى‬
‫قد ساورتني فيها الغموم بمعاريض أصناف البلء وضروب جهد القضاء‬
‫ول أذكر منك إل الجميل‪ ،‬ولم أر منك إل التفضيل‪ ،‬خيرك لى شامل‪،‬‬
‫وصنعك بى كامل‪ ،‬ولطفك لى كافل‪ ،‬وفضلك على متواتر‪ ،‬ونعمك عندي‬
‫متصلة‪ ،‬وأياديك لدى متظاهرة‪ .‬لم تخفر ]لى[ جواري‪ ،‬وصدقت رجائي‪،‬‬
‫وصاحبت أسفاري‪ ،‬وأكرمت أحضاري وحققت آمالى‪ ،‬وشفيت أمراضى‪،‬‬
‫وعافيت منقلبي ومثواى‪ ،‬ولم تشمت بى أعدائي‬

‫]‪[254‬‬

‫ورميت من رماني بسوء‪ ،‬وكفيتني شر من عاداني‪ .‬فحمدي لك واصب‪ ،‬وثنائي‬


‫عليك متواتر دائم‪ ،‬من الدهر إلى الدهر‪ ،‬بألوان التسبيح لك والتحميد‬
‫والتمجيد‪ ،‬خالصا لذكرك ومرضيا لك بناصع التوحيد وإخلص التفريد‪،‬‬
‫وإمحاض التمجيد والتحميد‪ ،‬بطول التعبد والعديد‪ .‬لم تعن في قدرتك‪ ،‬ولم‬
‫تشارك في إلهيتك‪ ،‬ولم تعلم لك مائية وماهية فتكون للشياء المختلفة‬
‫مجانسا‪ ،‬ولم تعاين إذا حبست الشياء على العزائم المختلفات‪ ،‬ول خرقت‬
‫الوهام حجب الغيوب إليك‪ ،‬فأعتقد منك محدودا في عظمتك‪ .‬ل يبلغك بعد‬
‫الهمم‪ ،‬ول ينالك غوص الفطن‪ ،‬ول ينتهى إليك بصر الناظرين في مجد‬
‫جبروتك‪ ،‬ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك‪ ،‬وعل عن ذكر‬
‫الذاكرين كبرياء عظمتك‪ ،‬فل ينتقص ما أردت أن يزداد‪ ،‬ول يزداد ما أردت‬
‫أن ينتقص‪ ،‬ول ضد شهدك حين فطرت الخلق‪ ،‬ولند حضرك حين برأت‬
‫النفوس‪ .‬كلت اللسن عن تفسير صفتك‪ ،‬وانحسرت العقول عن كنه‬
‫معرفتك‪ ،‬وكيف يوصف كنه صفتك يا رب‪ ،‬وأنت ال الملك الجبار القدوس‬
‫لذي لم تزل أزليا أبديا سرمديا دائما في الغيوب وحدك‪ ،‬ل شريك لك‪،‬‬
‫ليس ؟ ؟ ؟ أحد غيرك‪ ،‬ولم يكن إله سواك‪ .‬حارت في بحار ملكوتك عميقات‬
‫مذاهب التفكير‪ ،‬وتواضعت الملوك لهيبتك وعنت الوجوه بذلة الستكانة لك‬
‫لعزتك‪ ،‬وانقاد كل شئ لعظمتك‪ ،‬واستسلم كل شئ لقدرتك‪ ،‬وخضعت لك‬
‫الرقاب‪ ،‬وكل دون ذلك تحبير اللغات‪ ،‬وضل هنالك التدبير في تصاريف‬
‫الصفات‪ ،‬فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا وعقله مبهوتا وتفكره‬
‫متحيرا أسيرا‪ .‬اللهم لك الحمد حمدا كثيرا دائما متواليا متواترا متسقا )‪(1‬‬
‫مستوثقا يدوم ويتضاعف ول يبيد‪ ،‬غير مفقود في الملكوت‪ ،‬ول مطموس‬
‫في المعالم‪ ،‬ول منتقص‬

‫)‪ (1‬متسعا خ ل‪.‬‬

‫]‪[255‬‬

‫في العرفان‪ ،‬فلك الحمد على مكارمك التي ل تحصى‪ ،‬في الليل إذا أدبر‪ ،‬والصبح إذا‬
‫أسفر‪ ،‬وفي البر والبحار‪ ،‬والغدو والصال‪ ،‬والعشي والبكار‪ ،‬والظهيرة‬
‫والسحار‪ ،‬وفي كل جزء من أجزاء الليل والنهار‪ .‬اللهم بتوفيقك قد‬
‫أحضرتني النجاة وجعلتني منك في ولية العصمة‪ ،‬فلم أبرح منك في سبوغ‬
‫نعمائك‪ ،‬وتتابع آلئك‪ ،‬محروسا لك في الرد والمتناع‪ ،‬محفوظا لك في‬
‫المنعة والدفاع عني‪ ،‬ولم تكلفني فوق طاقتي ولم ترض عني إل طاعتي‬
‫فانك أنت ال الذي ل إله إل أنت لم تغب ول تغيب عنك غائبة‪ ،‬ول تخفى‬
‫عليك خافية‪ ،‬ولن تضل عنك في ظلم الخفيات ضالة‪ ،‬إنما أمرك إذا أردت‬
‫شيئا أن تقول له كن فيكون‪ .‬اللهم إني أحمدك‪ ،‬فلك الحمد مثل ما حمدت به‬
‫نفسك‪ ،‬وأضعاف ما حمدك به الحامدون‪ ،‬ومجدك به الممجدون‪ ،‬وكبرك به‬
‫المكبرون‪ ،‬وسبحك به المسبحون‪ ،‬وهللك به المهللون‪ ،‬وعظمك به‬
‫المعظمون‪ ،‬ووحدك به الموحدون حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة‬
‫عين وأقل من ذلك مثل حمد جميع الحامدين‪ ،‬وتوحيد أصناف الموحدين‬
‫والمخلصين‪ ،‬وتقديس أجناس العارفين وثناء جميع المهللين والمصلين‬
‫والمسبحين‪ ،‬ومثل ما أنت به عالم وعارف وهو محمود محبوب ومحجوب‬
‫من جميع خلقك كلهم من الحيوانات‪ ،‬وأرغب إليك في بركة ما أنطقتني به‬
‫من حمدك‪ ،‬فما أيسر ما كلفتني به من حقك‪ ،‬وأعظم ما وعدتني به على‬
‫شكرك‪ .‬ابتدأتني بالنعم فضل وطول‪ ،‬وأمرتني بالشكر حقا وعدل‪،‬‬
‫ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا‪ ،‬وأعطيتني من رزقك واسعا اختيارا‪،‬‬
‫ورضا‪ ،‬وسألتني منه شكرا يسيرا صغيرا إذ نجيتنى وعافيتني من جهد‬
‫البلء‪ ،‬ولم تسلمني لسوء قضائك وبلئك وجعلت ملبسى العافية‪ ،‬وأوليتنى‬
‫البسطة والرخاء‪ ،‬وشرعت لى من الدين أيسر القول والفعل‪ ،‬وسوغت لى‬
‫أيسر الصدق )‪ (1‬وضاعفت لى أشرف‬

‫)‪ (1‬القصد خ ل‪.‬‬

‫]‪[256‬‬

‫الفضل والمزيد‪ .‬مع ما وعدتني به من المحجة الشريفة‪ ،‬وبشرتني به من الدرجة‬


‫الرفيعة واصطفيتني بأعظم النبيين دعوة‪ ،‬وأفضلهم شفاعة‪ ،‬وأوضحهم‬
‫حجة‪ ،‬وأرفعهم درجة‪ ،‬وأقربهم منزلة‪ ،‬محمد صلى ال عليه وآله وعلى‬
‫جميع النبياء والمرسلين‪ .‬اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واغفر لى مال‬
‫يسعه إل مغفرتك‪ ،‬ول يمحقه إل عفوك‪ ،‬ول يكفره إل تجاوزك وفضلك‪،‬‬
‫وهب لى في ساعتي هذه ويومى هذا وليلتي هذه وشهرى هذا وسنتى هذه‬
‫يقينا صادقا يهون على مصائب الدنيا والخرة وأحزانهما‪ ،‬ويشوقني إليك‬
‫ويرغبنى فيما عندك‪ ،‬واكتب لى عندك المغفرة وبلغني الكرامة من عندك‪،‬‬
‫وأوزعني شكر ما أنعمت به على‪ ،‬فانك أنت ال الذي ل إله إل أنت الواحد‪،‬‬
‫الحد المبدء الرفيع البديع السميع العليم الذي ليس لمرك مدفع ول عن‬
‫قضائك ممتنع‪ .‬اللهم وأشهد أنك أنت ال الذي ل إله إل أنت ربى ورب كل‬
‫شئ فاطر السموات والرض عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال‪ .‬اللهم‬
‫إني أسئلك الثبات في المر‪ ،‬والعزيمة على الرشد‪ ،‬والشكر على نعمك‪،‬‬
‫وأسألك حسن عبادتك‪ ،‬وأسئلك من كل خير تعلم ول أعلم‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫كل شر تعلم ول أعلم‪ ،‬وأنت علم الغيوب‪ .‬وأسئلك أمنا من جور كل جائر‪،‬‬
‫وبغى كل باغ‪ ،‬وحسد كل حاسد وظلم كل ظالم‪ ،‬ومكر كل ماكر‪ ،‬وكيد كل‬
‫كائد‪ ،‬وغدر كل غادر‪ ،‬وسحر كل ساحر‪ ،‬وشماتة كل كاشح‪ ،‬بك أصول على‬
‫العداء‪ ،‬وإياك أرجو ولية الحباء والولياء والقرناء والقرباء‪ .‬فلك‬
‫الحمد على مال أستطيع إحصاءه‪ ،‬ول تعديده‪ ،‬من عوائد فضلك وعوارف‬
‫رزقك‪ ،‬وألوان ما أوليتني به من ارفادك‪ ،‬فانك أنت ال الذي ل إله إل أنت‬
‫الفاشى في الخلق حمدك الباسط بالجود يدك‪ ،‬ل تضاد في حكمك‪ ،‬ول تنازع‬
‫في سلطانك وملكك وأمرك‪ ،‬تملك من النام ما تشاء‪ ،‬ول يملكون منك إل ما‬
‫تريد‪.‬‬
‫]‪[257‬‬

‫اللهم أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقتدر القدوس في نور القدس ترديت‬
‫بالمجد والبهاء‪ ،‬وتعظمت بالعز والعلء‪ ،‬وتأزرت بالعظمة والكبرياء‪،‬‬
‫وتغشيت بالنور والضياء‪ ،‬وتجللت بالمهابة والبهاء‪ .‬اللهم لك المن القديم‪،‬‬
‫والسلطان الشامخ‪ ،‬والملك الباذخ‪ ،‬والجود الواسع والقدرة الكاملة‪،‬‬
‫والحكمة البالغة‪ ،‬والعزة الشاملة‪ ،‬فلك الحمد على ما جعلتني من امة محمد‬
‫صلى ال عليه وآله وهو أفضل بني آدم‪ ،‬الذين كرمتهم وحملتهم في البر‬
‫والبحر‪ ،‬ورزقتهم من الطيبات‪ ،‬وفضلتهم على كثير ممن خلقتهم من أهلها‬
‫تفضيل‪ .‬وخلقتني سميعا بصيرا صحيحا سويا سالما معافا ولم تشغلني‬
‫بنقصان في بدني عن طاعتك‪ ،‬ولم تمنعني كرامتك إياي وحسن صنيعك‬
‫عندي‪ ،‬وفضل منا يحك لدي ونعمائك علي‪ ،‬أنت الذي أوسعت علي في‬
‫الدنيا والخرة‪ ،‬وفضلتني على كثير ممن خلقت من خلقك تفضيل‪ .‬فجعلت‬
‫لي سمعا يسمع آياتك‪ ،‬وعقل يفهم إيمانك‪ ،‬وبصرا يرى قدرتك وفؤادا‬
‫يعرف عظمتك‪ ،‬وقلبا يعتقد توحيدك‪ ،‬فاني لفضلك على حامد‪ ،‬ولك نفسي‬
‫شاكرة‪ ،‬وبحقك شاهدة‪ ،‬فانك حى قبل كل حى‪ ،‬وحى بعد كل حى وحى بعد‬
‫كل ميت‪ ،‬وحى لم ترث الحياة من حى‪ ،‬ولم تقطع خيرك عني طرفة عين‪،‬‬
‫في كل وقت‪ ،‬ولم تقطع رجائي‪ ،‬ولم تنزل بي عقوبات النقم‪ ،‬ولم تمنع عني‬
‫دقائق العصم‪ ،‬ولم تغير على وثائق النعم‪ .‬فلو لم أذكر من إحسانك إل‬
‫عفوك عني‪ ،‬والتوفيق لي‪ ،‬والستجابة لدعائي حين رفعت صوتي‪ ،‬ورفعت‬
‫رأسي‪ ،‬وانطلقت لساني‪ ،‬ورغبت إليك بأنواع حوائجي فقضيتها‪ ،‬وأسئلك‬
‫بتمجيدك وتحميدك وتوحيدك وتعظيمك وتفضيلك وتكبيرك وتهليلك‪ ،‬وإل‬
‫في تقديرك خلقي حين صورتني فأحسنت صورتي‪ ،‬وإل في قسمة الرزاق‬
‫حين قدرتها لي‪ ،‬لكان في ذلك ما يشغل شكري عن جهدي‪ ،‬فكيف إذا فكرت‬
‫في النعم العظام التي أتقلب فيها‪ ،‬أول أبلغ شكر شئ منها‪.‬‬

‫]‪[258‬‬

‫فلك الحمد عدد ما حفظه علمك‪ ،‬وعدد ما وسعته رحمتك‪ ،‬وعدد ما أحاطت به‬
‫قدرتك‪ ،‬وأضعاف ما تستوجبه من جميع خلقك‪ ،‬اللهم فتمم إحسانك إلى‬
‫فيما بقى من عمري كما أحسنت إلى فيما مضى منه‪ .‬اللهم إني أسئلك‬
‫وأتوسل إليك بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وكبريائك وكمالك‬
‫وتعظيمك ونورك ورأفتك ورحمتك وعلمك وحلمك وعلوك ووقارك ومنك‬
‫وبهائك وجمالك وجللك وسلطانك وعظمتك وقوتك وقدرتك وإحسانك‬
‫وغفرانك وامتنانك ورحمتك ونبيك ووليك وعترته الطيبين الطاهرين أن‬
‫تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن ل تحرمني رفدك وفضلك وجمالك‬
‫وجللك وفوائد كراماتك‪ ،‬فانه ل يعتريك لكثرة ما قد نشرت به من العطايا‬
‫عوائق البخل‪ ،‬ول ينقص جود التقصير في شكر نعمتك‪ ،‬ول تنفذ خزائنك‬
‫مواهبك المتسعة‪ ،‬ول تؤثر في جودك العظيم منحك الفائقة الجميلة‬
‫الجليلة‪ ،‬ول تخاف ضيم إملق فتكدى ول يلحقك خوف عدم فينتقص من‬
‫جودك فيض فضلك‪ .‬اللهم ارزقني قلبا خاشعا خاضعا ضارعا وبدنا صابرا‬
‫]ولسانا ذاكرا حامدا[ ويقينا صادقا ورزقا واسعا وعلما نافعا وولدا صالحا‬
‫وسنا طويل وامرأة صالحة وعمل صالحا وعينا باكية وتوبة مقبولة‬
‫وأسئلك رزقا حلل طيبا‪ ،‬ول تؤمني مكرك‪ ،‬ول تنسني ذكرك‪ ،‬ول تكشف‬
‫عني سترك‪ ،‬ول تقنطني من رحمتك‪ ،‬ول تبعدني من كنفك وجوارك‪،‬‬
‫وأعذني ول تؤيسني من رحمتك وروحك‪ ،‬وكن لي أنيسا من كل روعة‬
‫ووحشة‪ ،‬واعصمني من كل هلكة‪ ،‬ونجني من كل بلية وآفة وعاهة وإهانة‬
‫وذلة وعلة وقلة ومرض وبرص وفقر وفاقة ووباء وبلء وزلزلة وغرق‬
‫وحرق وشرق وسرق وحر وبرد وجوع وعطش وغى وضللة وغصة‬
‫ومحنة وشدة في الدارين إنك ل تخلف الميعاد‪ .‬اللهم ارفعني ول تضعني‬
‫وادفع عني ول تدفعني‪ ،‬وأعطني ول تحرمني وأكرمني ول تهني‪ ،‬وزدني‬
‫ول تنقصني‪ ،‬وارحمني ول تعذبني‪ ،‬وانصرني ول تخذلني‪ ،‬واسترني ول‬
‫تفضحني‪ ،‬وآثرني ول تؤثر على أحدا في أمر الدنيا والخرة‬

‫]‪[259‬‬

‫وفرج همي واكشف غمي‪ ،‬وأهلك عدوي‪ ،‬واحفظني ول تضيعني فانك على كل شئ‬
‫قدير وصلى ال على سيدنا محمد وآله أجمعين يا ذا الجلل والكرام‪ .‬اللهم‬
‫ما قدرت لي من أمر وشرعت فيه بتوفيقك وتدبيرك )‪ (1‬فتممه لي بأحسن‬
‫الوجوه كلها‪ ،‬وأصلحها وأصوبها‪ ،‬فانك على ما تشاء قدير‪ ،‬وبالجابة‬
‫جدير‪ ،‬يا من قامت السموات والرضون بأمره‪ ،‬يا من يمسك السماء أن‬
‫تقع على الرض إل باذنه‪ ،‬يا من أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون‪،‬‬
‫فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون‪ ،‬وصلى ال على محمد‬
‫وآله أجمعين وسلم تسليما دائما أبدا فضل كثيرا والحمد ل رب العالمين‪.‬‬
‫‪ - 33‬مهج‪ :‬دعاء لمولنا ومقتدانا أمير المؤمنين عليه السلم في الشدائد‬
‫ونزول الحوادث‪ ،‬وهو سريع الجابة من ال تعالى‪ :‬اللهم أنت الملك الحق‬
‫الذي ل إله إل أنت‪ ،‬وأنا عبدك‪ ،‬ظلمت نفسي واعترفت بذنبي‪ ،‬فاغفر لي‬
‫الذنوب ل إله إل أنت يا غفور‪ .‬اللهم إ ؟ أحمدك وأنت للحمد أهل على ما‬
‫خصصتني به من مواهب الرغائب ووصل )‪ (2‬إلى من فضائل الصنائع‪،‬‬
‫وعلى ما أوليتني به وتوليتني به من رضوانك وأنلتني من منك الواصل‬
‫إلى ومن الدفاع عنى‪ ،‬والتوفيق لي‪ ،‬والجابة لدعائي حتى أناجيك راغبا‪،‬‬
‫وأدعوك مصافيا‪ ،‬وحتى أرجوك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا )‪(3‬‬
‫وفي اموري ناظرا ولذنوبي غافرا ولعوراتي ساترا‪ ،‬لم أعدم خيرك طرفة‬
‫عين مذ أنزلتني دار الختبار لتنظر ما ؟ اقدم لدار القرار‪ .‬فأنا عتيقك اللهم‬
‫من جميع المصائب واللوازب‪ ،‬الغموم التي ساورتني فيها الهموم‪،‬‬
‫بمعاريض القضاء‪ ،‬ومصروف جهد البلء ل أذكر منك إل الجميل‪ ،‬ول أرى‬
‫منك غير التفضيل‪ ،‬خيرك لي شامل‪ ،‬وفضلك عنى متواتر‪ ،‬ونعمك عندي‬
‫متصلة سوابغ لم تحقق حذاري‪ ،‬بل صدقت رجائي‪ ،‬وصاحبت أسفاري‬
‫وأكرمت أحضاري‬

‫)‪ (1‬تيسيرك خ ل‪ (2) .‬ووصلت خ ل‪ (3) .‬جارا خ‪.‬‬

‫]‪[260‬‬

‫وشفيت أمراضي‪ ،‬وعافيت أوصابي‪ ،‬وأحسنت منقلبي ومثواى‪ ،‬ولم تشمت بي‬
‫أعدائي ورميت من رماني‪ ،‬وكفيتني شر من عاداني‪ .‬اللهم كم من عدو‬
‫انتضى على سيف عداوته‪ ،‬وشحذ لقتلي ظبة مديته وأرهف لي شباحده‪،‬‬
‫وداف لي قواتل سمومه‪ ،‬وسدد لي صوائب سهامه‪ ،‬وأضمر أن يسومني‬
‫المكروه‪ ،‬ويجرعني ذعاف مرارته‪ ،‬فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال‬
‫الفوادح‪ ،‬وعجزي عن النتصار ممن قصدني بمحاربته‪ ،‬ووحدتي في كثير‬
‫من ناواني‪ ،‬وأرصد لي فيما لم أعمل فكري في النتصار من مثله‪ ،‬فأيدتني‬
‫يا رب بعونك‪ ،‬وشددت أيدي بنصرك‪ ،‬ثم فللت لي حده‪ ،‬وصيرته بعد جمع‬
‫عديده وحده وأعليت كعبي عليه‪ ،‬ورددته حسيرا لم يشف غليله‪ ،‬ولم تبرد‬
‫حزازات غيظه‪ ،‬وقد غض على ]؟[ شواه‪ ،‬وآب موليا قد أخلقت سراياه‪،‬‬
‫وأخلقت آماله‪ .‬اللهم وكم من باغ بغى عليه بمكائده‪ ،‬ونصب لي شرك‬
‫مصايده‪ ،‬وأضبأ إلى ضبوء السبع لطريدته‪ ،‬وانتهز فرصته واللحاق‬
‫لفريسته‪ ،‬وهو مظهر بشاشة الملق ويبسط إلى وجها طلقا‪ ،‬فلما رأيت يا‬
‫إلهي دغل سريرته‪ ،‬وقبح طويته‪ ،‬أنكسته لم رأسه في زبيته‪ ،‬وأركسته‬
‫في مهوى حفيرته )‪ (1‬وأنكصته على عقبه‪ ،‬ورميته بحجره‪ ،‬ونكأته‬
‫بمشقصه‪ ،‬وخنقته بوتره‪ ،‬ورددت كيده في نحره‪ ،‬وربقته بندامته‬
‫واستخذل وتضاءل بعد نخوته‪ ،‬وبخع وانقمع بعد استطالته‪ ،‬ذليل مأسورا‬
‫في حبائله التي كان يحب أن يراني فيها‪ ،‬وقد كدت لول رحمتك‪ ،‬أن يحل‬
‫بى ما حل بساحته‪ ،‬فالحمد لرب مقتدر ل ينازع‪ ،‬ولولي ذي أناة ل يعجل‪،‬‬
‫وقيوم ل يغفل وحليم ل يجهل‪ .‬ناديتك يا إلهي مستجيرا بك‪ ،‬واثقا بسرعة‬
‫إجابتك‪ ،‬متوكل على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عني‪ ،‬عالما أنه لم‬
‫يضطهد من آوى إلى ظل كفايتك ول تقرع القوارع من لجأ إلى معقل‬
‫النتصار بك‪ ،‬فخلصتني يا رب بقدرتك ونجيتني من بأسه بتطولك ومنك‪.‬‬

‫)‪ (1‬قد مر شرح هذه العبارات مرارا‪.‬‬


‫]‪[261‬‬

‫اللهم وكم من سحائب مكروه جليتها‪ ،‬وسماء نعمة أمطرتها‪ ،‬وجداول كرامة‬
‫أجريتها‪ ،‬وأعين أجداث طمستها‪ ،‬وناشي رحمة نشرتها‪ ،‬وغواشي كرب‬
‫فرجتها‪ ،‬وغمم بلء كشفتها‪ ،‬وجنة عافية ألبستها‪ ،‬وامور حادثة قدرتها‪،‬‬
‫لم تعجزك إذ طلبتها‪ ،‬ولم تمتنع منك إذ أردتها‪ .‬اللهم وكم من حاسد سوء‬
‫تولني )‪ (1‬بحسده‪ ،‬وسلقني بحد لسانه )‪ (2‬ووخزني بغرب عينه‪ ،‬وجعل‬
‫عرضي غرضا لمراميه‪ ،‬وقلدني خلل لم تزل فيه كفيتني أمره‪ .‬اللهم وكم‬
‫من ظن حسن حققت‪ ،‬وعدم إملق ضرنى جبرت وأوسعت ومن صرعة‬
‫أقمت‪ ،‬ومن كربة نفست‪ ،‬ومن مسكنة حولت‪ ،‬ومن نعمة خولت ل تسأل‬
‫عما تفعل ول بما أعطيت تبخل‪ ،‬ولقد سئلت فبذلت‪ ،‬ولم تسئل فابتدأت‬
‫واستميح فضلك فما أكديت‪ ،‬أبيت إل إنعاما وامتنانا وتطول‪ ،‬وأبيت إل‬
‫تقحما على معاصيك‪ ،‬وانتهاكا لحرماتك‪ ،‬وتعديا لحدودك‪ ،‬وغفلة عن‬
‫وعيدك وطاعة لعدوي وعدوك‪ ،‬لم تمتنع عن إتمام إحسانك‪ ،‬وتتابع‬
‫امتنانك‪ ،‬ولم يحجزنى ذلك عن ارتكاب مساخطك‪ .‬اللهم فهذا مقام المعترف‬
‫لك بالتقصير عن أداء حقك‪ ،‬الشاهد على نفسه بسبوغ نعمتك‪ ،‬وحسن‬
‫كفايتك‪ ،‬فهب لى اللهم يا إلهى ما أصل به إلى رحمتك وأتخذه سلما أعرج‬
‫فيه إلى مرضاتك‪ ،‬وآمن به من عقابك‪ ،‬فانك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد‪،‬‬
‫وأنت على كل شئ قدير‪ .‬اللهم حمدي لك متواصل‪ ،‬وثنائي عليك دائم‪ ،‬من‬
‫الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح‪ ،‬وفنون التقديس‪ ،‬خالصا لذكرك‪ ،‬ومرضيا‬
‫لك بناصع التوحيد ومحض التحميد‪ ،‬وطول التعديد في إكذاب أهل التنديد )‬
‫‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬ثولنى ظ‪ ،‬أي أصابني‪ (2) .‬يقال‪ :‬سلقه بالكلم سلقا‪ :‬آذاه‪ ،‬وهو شدة القول‬
‫باللسان‪ ،‬وفى القرآن الكريم " سلقوكم بألسنة حداد "‪ .‬والحديد‪ :‬الحاد‪،‬‬
‫والغرب حدة الغضب‪ ،‬واسم لمقدم العين ومؤخرها‪ ،‬والنظر بغرب العين‬
‫كناية عن الغضب والتهديد‪ ،‬والوخز‪ :‬الطعن‪ (3) .‬يقال‪ :‬ندد بفلن‪ :‬إذا‬
‫صرح بعيوبه وأسمعه القبيح وشهره وشيعه بين الناس‪.‬‬

‫]‪[262‬‬

‫لمن تعن في شئ من قدرتك‪ ،‬ولم تشارك في إلهيتك‪ ،‬ولم تعاين إذ حبست الشياء‬
‫على الغرائز المختلفات‪ ،‬وفطرت الخلئق على صنوف الهيئات‪ ،‬ول خرقت‬
‫الوهام حجب الغيوب إليك‪ ،‬فاعتقدت منك محمودا في عظمتك‪ ،‬ول كيفية‬
‫في أزليتك‪ ،‬ول ممكنا في قدمك‪ ،‬ول يبلغك بعد الهمم‪ ،‬ول ينالك غوص‬
‫الفطن‪ ،‬ول ينتهى إليك نظر الناظرين في مجد جبروتك‪ ،‬وعظيم قدرتك‪.‬‬
‫ارتفعت عن صفة المخلوقين صفة قدرتك‪ ،‬وعل عن ذلك كبرياء عظمتك‬
‫ول ينتقص ما أردت أن يزداد‪ ،‬ول يزداد ما أردت أن ينتقص‪ ،‬ول أحد‬
‫شهدك حين فطرت الخلق‪ ،‬ول ضد حضرك حين برأت النفوس‪ .‬كلت‬
‫اللسن عن تبين صفتك‪ ،‬وانحسرت العقول عن كنه معرفتك وكيف تدركك‬
‫الصفات‪ ،‬أو تحويك الجهات‪ ،‬وأنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما‬
‫في الغيوب وحدك‪ ،‬ليس فيها غيرك‪ ،‬ولم يكن لها سواك‪ .‬حارت في ملكوتك‬
‫عميقات مذاهب التفكير‪ ،‬وحسرت إن إدراكك بصير البصير وتواضعت‬
‫الملوك لهيبتك‪ ،‬وعنت الوجوه بذل الستكانة لعزتك‪ ،‬وانقاد كل شئ‬
‫لعظمتك‪ ،‬واستسلم كل شئ لقدرتك‪ ،‬وخضعت الرقاب لسلطانك‪ .‬فضل هنالك‬
‫التدبير في تصاريف الصفات لك‪ ،‬فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا‬
‫وعقله مبهوتا مبهورا وفكره متحيرا‪ .‬اللهم فلك الحمد حمدا متواترا متواليا‬
‫متسقا مستوسقا يدوم ول يبيد‪ ،‬غير مفقود في الملكوت‪ ،‬ول مطموس في‬
‫العالم‪ ،‬ول منتقص في العرفان‪ ،‬فلك الحمد حمدا ل تحصى مكارمه في الليل‬
‫إذا أدبر‪ ،‬وفي الصبح إذا أسفر وفي البر والبحر‪ ،‬وبالغدو والصال والعشي‬
‫والبكار‪ ،‬والظهيرة والسحار‪ .‬اللهم بتوفيك أحضرتني النجاة‪ ،‬وجعلتني‬
‫منك في ولية العصمة‪ ،‬لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إل‬
‫بطاعتي‪ ،‬فليس شكري وإن دأبت منه في المقال‪ ،‬وبالغت منه في الفعال‪،‬‬
‫ببالغ أداء حقك‪ ،‬ول مكاف فضلك‪ ،‬لنك‬

‫]‪[263‬‬

‫أنت ال ل إله إل أنت‪ ،‬لم تغب عنك غائبة‪ ،‬ول تخفى عليك خافية‪ ،‬ول تضل لك في‬
‫ظلم الخفيات ضالة إنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون‪ .‬اللهم‬
‫لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك‪ ،‬وحمدك به الحامدون‪ ،‬ومجدك به‬
‫الممجدون‪ ،‬وكبرك به المكبرون‪ ،‬وعظمك به المعظمون‪ ،‬حتى يكون لك‬
‫مني وحدي في كل طرفة عين‪ ،‬وأقل من ذلك‪ ،‬مثل حمد جميع الحامدين‪ ،‬و‬
‫توحيد أصناف المخلصين‪ ،‬وتقديس أحبائك العارفين‪ ،‬وثناء جميع‬
‫المهللين‪ ،‬ومثل ما أنت عارف به ومحمود به من جميع خلقك من الحيوان‬
‫والجماد‪ .‬وأرغب إليك اللهم في شكر ما أنطقتني به من حمدك‪ ،‬فما أيسر‬
‫ما كلفتني من ذلك‪ ،‬وأعظم ما وعدتني على شكرك‪ .‬ابتدأتني بالنعم فضل‬
‫وطول‪ ،‬وأمرتني بالشكر حقا وعدل‪ ،‬ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا‪،‬‬
‫وأعطيتني من رزقك اعتبارا وامتحانا‪ ،‬وسألتني منه قرضا يسيرا صغيرا‪،‬‬
‫ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا وعطاء كثيرا‪ ،‬وعافيتني من جهد البلء‪،‬‬
‫ولم تسلمني للسوء من بلئك‪ ،‬ومنحتني العافية‪ ،‬وأوليتني بالبسطة‬
‫والرخاء وضاعفت لي الفضل ما وعدتني به من المحلة الشريفة‪،‬‬
‫وبشرتني به من الدرجة الرفيعة المنيعة‪ ،‬واصطفيتني بأعظم النبيين‬
‫دعوة‪ ،‬وأفضلهم شفاعة محمد صلى ال عليه وآله‪ .‬اللهم اغفر لي مال‬
‫يسعه إل مغفرتك‪ ،‬ول يمحقه إل عفوك‪ ،‬وهب لي في يومي هذا وساعتي‬
‫هذه يقينا يهون علي مصيبات الدنيا وأحزانها‪ ،‬ويشوقني إليك ويرغبني‬
‫فيما عندك‪ ،‬واكتب لي المغفرة‪ ،‬وبلغني الكرامة‪ ،‬وأرزقني شكر ما أنعمت‬
‫به علي‪ ،‬فانك أنت ال الواحد الرفيع البدئ البديع السميع العليم الذي ليس‬
‫لمرك مدفع‪ ،‬ول عن قضائك ممتنع‪ ،‬وأشهد أنك ربى ورب كل شئ فاطر‬
‫السموات والرض‪ ،‬عالم الغيب والشهادة‪ ،‬العلى الكبير المتعال‪ .‬اللهم إني‬
‫أسألك الثبات في المر‪ ،‬والعزيمة في الرشد‪ ،‬وإلهام الشكر على نعمتك‪،‬‬
‫وأعوذ بك من جور كل جائر‪ ،‬وبغى كل باغ‪ ،‬وحسد كل حاسد‪ .‬اللهم بك‬
‫أصول على العداء‪ ،‬وإياك أرجو ولية الحباء‪ ،‬مع ما ل أستطيع‬

‫]‪[264‬‬

‫إحصاءه من فوائد فضلك‪ ،‬وأصناف رفدك‪ ،‬وأنواع رزقك‪ ،‬فانك أنت ال ل إله إل‬
‫أنت الفاشى في الخلق حمدك‪ ،‬الباسط بالحق يدك‪ ،‬ل تضاد في حكمك‪ ،‬و ل‬
‫تنازع في ملكك‪ ،‬ول تراجع في أمرك‪ ،‬تملك من النام ما شئت به‪ ،‬ول‬
‫يملكون إل ما تريد‪ .‬اللهم أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقدس في‬
‫نور القدس‪ ،‬ترديت بالعزة والمجد‪ ،‬وتعظمت بالقدرة والكبرياء‪ ،‬وغشيت‬
‫النور بالبهاء‪ ،‬وجللت البهاء بالمهابة‪ .‬اللهم لك الحمد العظيم‪ ،‬والمن‬
‫القديم‪ ،‬والسلطان الشامخ‪ ،‬والحول الواسع‪ ،‬والقدرة المقتدرة‪ ،‬والحمد‬
‫المتتابع الذي ل ينفد بالشكر سرمدا‪ ،‬ول ينقضى أبدا‪ ،‬إذ جعلتني من أفاضل‬
‫بنى آدم‪ ،‬وجعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويا معافا لم تشغلني بنقصان‬
‫في بدنى‪ ،‬ول بآفة في جوارحي‪ ،‬ول عاهة في نفسي ول في عقلي‪ .‬ولم‬
‫يمنعك كرامتك إياي‪ ،‬وحسن صنعك عندي‪ ،‬وفضل نعمائك على إذ وسعت‬
‫على في الدنيا‪ ،‬وفضلتني على كثير من أهلها تفضيل‪ ،‬وجعلتني سميعا‬
‫أعى ما كلفتني بصيرا‪ ،‬أرى قدرتك فيما ظهر لى‪ ،‬واسترعيتني‬
‫واستودعتني قلبا يشهد لعظمتك‪ ،‬ولسانا ناطقا بتوحيدك‪ ،‬فانى لفضلك على‬
‫حامد‪ ،‬ولتوفيقك إياى بحمدك شاكر‪ ،‬وبحقك شاهد‪ ،‬وإليك في ملمى ومهمى‬
‫ضارع‪ ،‬لنك حى قبل كل حى‪ ،‬وحى بعد كل ميت‪ ،‬وحى ترث الرض ومن‬
‫عليها‪ ،‬وأنت خير الوارثين‪ .‬اللهم ل تقطع عنى خيرك في كل وقت‪ ،‬ولم‬
‫تنزل بى عقوبات النقم‪ ،‬و لم تغير ما بى من النعم‪ ،‬ول أخليتني من وثيق‬
‫العصم‪ ،‬فلولم أذكر من إحسانك إلى وإنعامك على إل عفوك عنى‪،‬‬
‫والستجابة لدعائي‪ ،‬حين رفعت رأسي بتحميدك وتمجيدك‪ ،‬ل في تقديرك‬
‫جزيل حظى حين وفرته انتقص ملكك‪ ،‬ول في قسمة الرراق حين قترت‬
‫على توفير ملكك‪.‬‬

‫]‪[265‬‬
‫اللهم لك الحمد عدد ما أحاط به علمك‪ ،‬وعدد ما أدركته قدرتك‪ ،‬وعدد ما وسعته‬
‫رحمتك‪ ،‬وأضعاف ذلك كله‪ ،‬حمدا واصل متواترا متوازيا للئك وأسمائك‪.‬‬
‫اللهم فتمم إحسانك إلى فيما بقى من عمري‪ ،‬كما أحسنت إلى ]منه[ فيما‬
‫مضى فانى أتوسل إليك بتوحيدك وتهليلك وتمجيدك وتكبيرك وتعظيمك‪ ،‬و‬
‫أسئلك باسمك الذي خلقته من ذلك فل يخرج منك إل إليك‪ .‬وأسئلك باسمك‬
‫الروح المكنون الحى الحى الحى وبه وبه وبه وبك وبك وبك أل تحرمني‬
‫رفدك‪ ،‬وفوائد كرامتك‪ ،‬ول تولني غيرك‪ ،‬ول تسلمني إلى عدوي‪ ،‬ول‬
‫تكلني إلى نفسي‪ ،‬وأحسن إلى أتم الحسان عاجل وآجل وحسن في العاجلة‬
‫عملي‪ ،‬وبلغني فيها أملي وفي الجلة‪ ،‬والخير في منقلبي فانه ل تفقرك‬
‫كثرة ما يندفق به فضلك‪ ،‬وسيب العطايا من منك‪ ،‬ول ينقص جودك‬
‫تقصيري في شكر نعمتك‪ ،‬ول تجم خزائن نعمتك النعم‪ ،‬ول ينقص عظيم‬
‫مواهبك من سعتك العطاء‪ ،‬ول يؤثر في جودك العظيم الفاضل الجليل‬
‫منحك‪ ،‬ول تخاف ضيم إملق فتكدى‪ ،‬ول يلحقك خوف عدم فينقص فيض‬
‫ملكك وفضلك‪ .‬اللهم ارزقني قلبا خاشعا‪ ،‬ويقينا صادقا‪ ،‬وبالحق صادعا‪،‬‬
‫ول تؤمني مكرك ول تنسني ذكرك‪ ،‬ول تهتك عني سترك‪ ،‬ول تولني‬
‫غيرك‪ ،‬ول تقنطني من رحمتك بل تغمدنى بفوائدك‪ ،‬ول تمنعني جميل‬
‫عوائدك‪ ،‬وكن لى في كل وحشة أنيسا وفى كل جزع حصينا‪ ،‬ومن كل هلكة‬
‫غياثا‪ ،‬ونجنى من كل بلء‪ ،‬واعصمني من كل زلل وخطاء‪ ،‬وتمم لى‬
‫فوائدك‪ ،‬وقنى وعيدك‪ ،‬واصرف عنى أليم عذابك وتدمير تنكيلك‪ ،‬وشرفني‬
‫بحفظ كتابك‪ ،‬وأصلح لى دينى ودنياي وآخرتي وأهلي وولدي‪ ،‬ووسع‬
‫رزقي وأدره على‪ ،‬وأقبل على ول تعرض عنى‪ .‬اللهم ارفعني ول تضعنى‪،‬‬
‫وارحمني ول تعذبني‪ ،‬وانصرني ول تخذلني وآثرني ول تؤثر على‪ ،‬واجعل‬
‫لى من أمري يسرا وفرجا‪ ،‬وعجل إجابتى واستنقذني مما قد نزل بى‪ ،‬إنك‬
‫على كل شئ قدير‪ ،‬وذلك عليك يسير‪ ،‬وأنت‬

‫]‪[266‬‬

‫الجواد الكريم )‪ - 34 .(1‬أقول‪ :‬ولنا سند آخر عال جدا لهذا الدعاء‪ ،‬ول يخلو من‬
‫غرابة فانى أرويه عن والدي عن بعض الصالحين عن مولنا القائم عليه‬
‫السلم بل واسطة وشرح ذلك أن‪ - 34 .(1) .....‬ق‪ ،‬مهج‪ :‬ذكر ما نختاره‬
‫لمولنا المهدي عليه السلم وعنه صلوات ال عليه برواية اخرى )‪.(3‬‬
‫فمن ذلك الدعاء المعروف بدعاء العلوي المصري لكل شديدة وعظيمة‬
‫أخبرهم أبو الحسن علي بن حماد المصري قال‪ :‬أخبرني أبو عبد ال‬
‫الحسين بن محمد العلوي قال‪ :‬حدثنى محمد بن علي العلوي الحسيني‬
‫المصري قال‪ :‬أصابني غم شديد ودهمني أمر عظيم من قبل رجل من أهل‬
‫بلدي من ملوكه‪ ،‬فخشيته خشية لم أرج لنفسي منها مخلصا‪ ،‬فقصدت‬
‫مشهد ساداتي وآبائي صلوات ال عليهم بالحائر لئذا بهم‪ ،‬وعائذا‬
‫بقبورهم‪ ،‬ومستجيرا من عظيم سطوة من كنت أخافه‪ ،‬وأقمت بها خمسة‬
‫عشر يوما أدعو وأتضرع ليل ونهارا‪ ،‬فتراءى لى قائم الزمان‪ ،‬وولى‬
‫الرحمن عليه وعلى آبائه أفضل التحية والسلم‪ .‬فأتاني وأنا بين النائم‬
‫واليقظان‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا بني خفت فلنا ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬أرادني بكيت وكيت‪،‬‬
‫فالتجأت إلى ساداتي عليهم السلم أشكو إليهم ليخلصوني منه‪ ،‬فقال لي‪:‬‬
‫هل دعوت ال ربك ورب آبائك بالدعية التي دعا بها أجدادي النبياء‬
‫صلوات ال عليهم حيث كانوا في الشدة فكشف ال عزوجل عنهم ذلك‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وبماذا دعوه لدعوه به ؟ قال عليه السلم‪ :‬إذا كان ليلة الجمعة فقم‬
‫واغتسل وصل صلتك‪ ،‬فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل وأنت بارك على‬
‫ركبتيك‪ ،‬وادع‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ (2) .166 - 158‬ههنا بياض في نسخة الصل‪ ،‬وفى‬
‫هامشه‪ :‬لبد أن يكتب الباقي من هذه القصة من النسخة التى هي الن‬
‫عند المير محمد صالح أو يؤخذ من مل ذو الفقار أو مل محمد رضا‬
‫انشاء ال‪ (3) .‬نقل السيد قدس سره قبل هذا رواية للدعاء وجدها في‬
‫مجلد عتيق‪ ،‬وقد ذكرها المؤلف العلمة في تاريخ المام الثاني عشر ج‬
‫‪ 51‬ص ‪.307‬‬

‫]‪[267‬‬

‫بهذا الدعاء مبتهل‪ ،‬قال‪ :‬وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر على القول وهذا‬
‫الدعاء حتى حفظته‪ ،‬وانقطع مجيئه ليلة الجمعة‪ ،‬فقمت واغتسلت وغيرت‬
‫ثيابي )‪ (1‬وتطيبت وصليت ما وجب علي من صلة الليل‪ ،‬وجثوت على‬
‫ركبتي فدعوت ال تعالى بهذا الدعاء‪ ،‬فأتاني عليه السلم ليلة السبت‬
‫كهيئة التى يأتيني فيها فقال لي‪ :‬قد اجيبت دعوتك يا محمد‪ ،‬وقتل عدوك‪،‬‬
‫وأهلكه ال عزوجل عند فراغك من الدعاء‪ .‬قال‪ :‬فلما أصبحت لم يكن لى‬
‫همة غير وداع سادتي صلوات ال عليهم والرحلة نحو المنزل الذي هربت‬
‫منه‪ ،‬فلما بلغت بعض الطريق إذا رسول أولدي وكتبهم بأن الرجل الذي‬
‫هربت منه جمع قوما واتخذ لهم دعوة‪ ،‬فأكلوا وشربوا وتفرق القوم ونام‬
‫هو وغلمانه في المكان‪ ،‬فأصبح الناس ولم يسمع له حس فكشف عنه‬
‫الغطاء فإذا هو مذبوح من قفاه‪ ،‬ودماه تسيل‪ ،‬وذلك في ليلة الجمعة‪ ،‬ول‬
‫يدرون من فعل به ذلك‪ ،‬ويأمرونني بالمبادرة نحو المنزل فلما وافيت إلى‬
‫المنزل‪ ،‬وسألت عنه وفي أي وقت كان قتله ؟ فإذا هو عند فراغي من‬
‫الدعاء‪ ،‬وهذا الدعاء‪ " :‬رب من ذا الذي دعاك فلم تجبه ؟ ومن ذا الذي‬
‫سألك فلم تعطه ؟ ومن ذا الذي ناجاك فخيبته ؟ أو تقرب إليك فأبعدته ؟ رب‬
‫هذا فرعون ذو الوتاد‪ ،‬مع عناده وكفره وعتوه‪ ،‬ودعائه الربوبية لنفسه‪،‬‬
‫وعلمك بأنه ل يتوب ول يرجع ول يؤب ول يؤمن ول يخشع استجبت له‬
‫دعاءه وأعطيته سؤله كرما منك وجودا وقلة مقدار لما سألك عندك‪ ،‬مع‬
‫عظمه عنده‪ ،‬أخذا بحجتك عليه‪ ،‬وتأكيدا لها حين فجر وكفر واستطال على‬
‫قومه وتجبر‪ ،‬وبكفره عليهم افتخر‪ ،‬وبظلمه لنفسه تكبر‪ ،‬وبحلمك عنه‬
‫استكبر‪ ،‬فكتب وحكم على نفسه جرأة منه أن جزاء مثله أن يغرق في‬
‫البحر‪ ،‬فجزيته بما حكم به على نفسه‪ .‬إلهي وأنا عبدك ابن عبدك‪ ،‬وابن‬
‫أمتك‪ ،‬معترف لك بالعبودية‪ ،‬مقر‬

‫)‪ (1‬غيرت ثيابي بالياء المثناة‪ :‬أي بدلت ثيابي ولبست ثيابي الطاهرة المطهرة‪ ،‬و‬
‫غبرت ثيابي بالباء الموحدة‪ :‬أي آثرت الغبار عنها‪(*) .‬‬

‫]‪[268‬‬

‫بأنك أنت ال خالقي ل إله لي غيرك‪ ،‬ول رب لي سواك‪ ،‬مقر )‪ (1‬بأنك ربي وإليك‬
‫إيابي‪ ،‬عالم بأنك على كل شئ قدير‪ ،‬تفعل ما تشاء‪ ،‬وتحكم ما تريد ل معقب‬
‫لحكمك ول راد لقضائك‪ ،‬وأنك الول والخر والظاهر والباطن‪ ،‬لم تكن من‬
‫شئ‪ ،‬ولم تبن عن شئ‪ ،‬كنت قبل كل شئ وأنت الكائن بعد كل شئ‪،‬‬
‫والمكون لكل شئ‪ ،‬خلقت كل شئ بتقدير‪ ،‬وأنت السميع البصير‪ .‬وأشهد‬
‫أنك كذلك كنت وتكون‪ ،‬وأنت حى قيوم ل تأخذك سنة ول نوم ول توصف‬
‫بالوهام ول تدرك بالحواس‪ ،‬ول تقاس بالمقياس‪ ،‬ول تشبه بالناس‪ ،‬و أن‬
‫الخلق كلهم عبيدك وإماؤك‪ ،‬وأنت الرب ونحن المربوبون وأنت الخالق‬
‫ونحن المخلوقون‪ ،‬وأنت الرازق ونحن المرزوقون‪ .‬فلك الحمد يا إلهي إذ‬
‫خلقتني بشرا سويا‪ ،‬وجعلتني غنيا مكفيا بعد ما كنت طفل صبيا تقوتنى من‬
‫الثدي لبنا مريئا‪ ،‬وغذيتني غذاء طيبا هنيئا وجعلتني ذكرا مثال سويا‪ ،‬فلك‬
‫الحمد حمدا إن عد لم يحص‪ ،‬وإن وضع لم يتسع له شئ ]حمدا يفوق على‬
‫جميع حمد الحامدين ويعلو على حمد كل شئ[ )‪ (2‬ويفخم ويعظم على ذلك‬
‫كله‪ ،‬وكلما حمد ال شئ‪ .‬والحمد ل كما يحب ال أن يحمد‪ ،‬والحمد ل عدد‬
‫ما خلق‪ ،‬وزنة ما خلق وزنة أجل ما خلق‪ ،‬وبوزنة أخف ما خلق‪ ،‬وبعدد‬
‫أصغر ما خلق‪ ،‬والحمد ل حتى يرضى ربنا وبعد الرضا‪ ،‬وأسأله أن يصلي‬
‫على محمد وآل محمد‪] ،‬وأن يغفر لى ربى[ )‪ (3‬وأن يحمد لي أمري‬
‫ويتوب علي‪ ،‬إنه هو التواب الرحيم‪ .‬إلهي وإني أنا أدعوك وأسألك باسمك‬
‫الذي دعاك به صفوتك أبونا آدم عليه السلم وهو مسئ ظالم حين أصاب‬
‫الخطيئة فغفرت له خطيئته وتبت عليه واستجبت دعوته وكنت منه قريبا يا‬
‫قريب أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تغفر لي خطيئتي‪ ،‬وترضى‬
‫عني‪ ،‬فان لم ترض عني فاعف عني‪ ،‬فاني مسئ ظالم خاطئ عاص‪ ،‬وقد‬
‫يعفو‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬موقن بأنك أنت ال ربى‪ 2) .‬و ‪ (3‬سقط عن الصل‪.‬‬

‫]‪[269‬‬

‫السيد عن عبده‪ ،‬وليس براض عنه‪ ،‬وأن ترضى عني خلقك‪ ،‬وتميط عني حقك‪.‬‬
‫إلهي وأسئلك باسمك الذي دعاك به إدريس فجعلته صديقا نبيا‪ ،‬ورفعته‬
‫مكانا عليا‪ ،‬واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد‬
‫وآل محمد‪ ،‬وأن تجعل مآبي إلى جنتك‪ ،‬ومحلي في رحمتك‪ ،‬وتسكنني فيها‬
‫بعفوك‪ ،‬وتزوجني من حورها بقدرتك يا قدير‪ .‬إلهي وأسألك باسمك الذي‬
‫دعاك به نوح إذ نادى ربه وهو ]أنى[ مغلوب فانتصر " ففتحنا أبواب‬
‫السماء بماء منهمر‪ ،‬وفجرنا الرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر‪،‬‬
‫وحملناه ونجيناه على ذات ألواح ودسر " فاستجبت دعاءه وكنت منه‬
‫قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تنجيني من ظلم من‬
‫يريد ظلمي وتكف عنى شر كل سلطان جائر‪ ،‬وعدو قاهر‪ ،‬ومستخف قادر‪،‬‬
‫وجبار عنيد وكل شيطان مريد‪ ،‬وإنسى شديد‪ ،‬وكيد كل مكيد‪ ،‬يا حليم يا‬
‫ودود‪ .‬إلهى وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك صالح عليه السلم‬
‫فنجيته من الخسف‪ ،‬وأعليته على عدوه‪ ،‬واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا‬
‫يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تخلصني من شر ما يريد بى‬
‫أعدائي به‪ ،‬ويبغى لى حسادي وتكفينيهم بكفايتك‪ ،‬وتتولني بوليتك‪،‬‬
‫وتهدي قلبى بهداك‪ ،‬وتؤيدني بتقواك وتبصرني بما فيه رضاك‪ ،‬وتغنيني‬
‫بغناك يا حليم‪ .‬إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك وخليلك‬
‫إبراهيم عليه السلم حين أراد نمرود إلقاءه في النار‪ ،‬فجعلت النار عليه‬
‫بردا وسلما‪ ،‬واستجبت دعاءه‪ ،‬وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تبرد عنى حر نارك‪ ،‬وتطفئ عني لهيبها‪ ،‬وتكفيني‬
‫حرها‪ ،‬وتجعل نائرة أعدائي في شعارهم ودثارهم‪ ،‬وترد كيدهم في نحرهم‪،‬‬
‫وتبارك لى فيما أعطيتنيه‪ ،‬كما باركت عليه وعلى آله‪ ،‬إنك أنت الوهاب‬
‫الحميد المجيد‪ .‬إلهي وأسئلك بالسم الذي دعاك به إسماعيل عليه السلم‬
‫فجعلته نبيا ورسول وجعلت له حرمك منسكا‪ ،‬ومسكنا ومأوى‪ ،‬واستجبت‬
‫له دعاءه رحمة منك وكنت‬

‫]‪[270‬‬

‫منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تفسح لى في قبري‪ ،‬وتحط‬
‫عنى وزري‪ ،‬وتشد لى أزري‪ ،‬وتغفر لى ذنبي‪ ،‬وترزقني التوبة بحط‬
‫السيئات‪ ،‬وتضاعف الحسنات‪ ،‬وكشف البليات‪ ،‬وربح التجارات‪ ،‬ودفع‬
‫معرة السعايات‪ ،‬إنك مجيب الدعوات‪ ،‬ومنزل البركات‪ ،‬وقاضي الحاجات‪،‬‬
‫ومعطى الخيرات‪ ،‬وجبار السموات‪ .‬إلهى وأسألك بما سألك به ابن خليلك‬
‫الذي نجيته من الذبح‪ ،‬وفديته بذبح عظيم‪ ،‬وقلبت له المشقص حتى ناجاك‬
‫موقنا بذبحه‪ ،‬راضيا بأمر والده‪ ،‬و استجبت له دعاءه‪ ،‬وكنت منه قريبا يا‬
‫قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تنجيني من كل سوء وبلية‪،‬‬
‫وتصرف عنى كل ظلمة وخيمة‪ ،‬وتكفيني ما أهمنى من امور دنياي‬
‫وآخرتي وما احاذره وأخشاه‪ ،‬ومن شر خلقك أجمعين بحق آل يس‪ .‬إلهى‬
‫وأسئلك باسمك الذي دعاك به لوط فنجيته ]وأهله من الخسف والهدم‬
‫والمثل والشدة والجهد وأخرجته[ )‪ (1‬وأهله من الكرب العظيم واستجبت‬
‫دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن ]تأذن‬
‫بجمع ما شتت من شملى‪ ،‬وتقر عينى بولدي وأهلي ومالى‪ ،‬وتصلح لى‬
‫اموري‪ ،‬وتبارك لى في جميع أحوالى‪ ،‬وتبلغنى في نفسي آمالى و[ )‪(2‬‬
‫تجيرني من النار وتكفيني شر الشرار بالمصطفين الخيار ]الئمة البرار‬
‫ونور النوار محمد وآله الطيبين الطاهرين الخيار[ الئمة المهديين‪،‬‬
‫والصفوة المنتجبين‪ ،‬صلوات ال عليهم أجمعين‪ ،‬وترزقني مجالستهم‪،‬‬
‫وتمن على بمرافقتهم‪ ،‬وتوفق لى صحبتهم مع أنبيائك المرسلين‪ ،‬و‬
‫ملئكتك المقربين‪ ،‬وعبادك الصالحين‪ ،‬وأهل طاعتك أجمعين‪ ،‬وحملة‬
‫عرشك والكروبيين‪ .‬إلهى وأسألك باسمك الذي سألك به يعقوب‪ ،‬وقد كف‬
‫بصره‪ ،‬وشتت‬

‫)‪ (1‬ساقط عن الصل‪ (2) .‬ل يوجد في المصدر وهو الظاهر كما سيأتي في ذكر‬
‫يعقوب عليه السلم‪.‬‬

‫]‪[271‬‬

‫جمعه‪ ،‬وفقد قرة عينه ابنه‪ ،‬فاستجبت له دعاءه وجمعت شمله وأقررت عينه‬
‫وكشفت ضره وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد‬
‫وأن تأذن لى بجمع ما تبدد من أمري‪ ،‬وتقر عينى بولدي وأهلي ومالى‪،‬‬
‫وتصلح لى شأني كله وتبارك لى في جميع أحوالى‪ ،‬وتبلغنى في نفسي‬
‫آمالى وتصلح لى أفعالى‪ ،‬وتمن على يا كريم‪ ،‬يا ذا المعالى‪ ،‬برحمتك يا‬
‫أرحم الراحمين‪ .‬إلهى وأسئلك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك يوسف‬
‫عليه السلم فنجيته من غيابت الجب‪ ،‬وكشفت ضره‪ ،‬وكفيته كيد إخوته‪،‬‬
‫وجعلته بعد العبودية ملكا‪ ،‬واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن‬
‫تصلى على محمد وآل محمد وأن تدفع عنى كيد كل كائد‪ ،‬وشر كل حاسد‪،‬‬
‫إنك على كل شئ قدير‪ .‬إلهى وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك‬
‫موسى بن عمران إذ قلت تباركت وتعاليت " وناديناه من جانب الطور‬
‫اليمن وقربناه نجيا " وضربت له طريقا في البحر يبسا‪ ،‬ونجيته ومن‬
‫تبعه من بني إسرائيل وأغرقت فرعون وهامان وجنودهما واستجبت له‬
‫دعاءه‪ ،‬وكنت منه قريبا يا قريب أسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد‪،‬‬
‫وأن تعيذني من شر خلقك‪ ،‬وتقربني من عفوك‪ ،‬وتنشر على من فضلك ما‬
‫تغنيني به عن جميع خلقك‪ ،‬ويكون لي بلغا أنال به مغفرتك ورضوانك يا‬
‫وليي وولي المؤمنين‪ .‬إلهي وأسئلك بالسم الذي دعاك به عبدك ونبيك‬
‫داود فاستجبت له دعاءه وسخرت له الجبال يسبحن معه بالعشى والبكار‪،‬‬
‫والطير محشورة كل له أواب وشددت ملكه وآتيته الحكمة وفصل الخطاب‪،‬‬
‫وألنت له الحديد‪ ،‬وعلمته صنعة لبوس لهم‪ ،‬وغفرت ذنبه‪ ،‬وكنت منه قريبا‬
‫يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تسخر لي جميع اموري‪.‬‬
‫وتسهل لي تقديري‪ ،‬وترزقني مغفرتك وعبادتك وتدفع عني ظلم الظالمين‪،‬‬
‫وكيد المعاندين‪ ،‬ومكر الماكرين‪ ،‬وسطوات الفراعنة الجبارين‪ ،‬وحسد‬
‫الحاسدين‪ ،‬يا أمان الخائفين‪ ،‬وجار المستجيرين‪ ،‬وثقة ]الواثقين وذريعة[‬
‫المؤمنين ورجاء المتوكلين‪ ،‬ومعتمد الصالحين يا أرحم الراحمين‪.‬‬

‫]‪[272‬‬

‫إلهي وأسألك اللهم بالسم الذي سألك به عبدك ونبيك سليمان بن داود عليهما‬
‫السلم إذ قال رب هب لي ملكا ل ينبغي لحد من بعدي إنك أنت الوهاب‪،‬‬
‫فاستجبت له دعاءه وأطعت له الخلق‪ ،‬وحملته على الريح‪ ،‬وعلمته منطق‬
‫الطير‪ ،‬وسخرت له الشياطين من كل بناء وغواص‪ ،‬وآخرين مقرنين في‬
‫الصفاد‪ ،‬هذا عطاؤك ل عطاء غيرك‪ ،‬وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تهدي لي قلبي وتجمع لي لبي )‪ (1‬وتكفيني‬
‫همي‪ ،‬وتؤمن خوفي‪ ،‬وتفك أسري وتشد أزري‪ ،‬وتمهلني وتنفسني‬
‫وتستجيب دعائي‪ ،‬وتسمع ندائي‪ ،‬ول تجعل في النار مأواي‪ ،‬ول الدنيا أكبر‬
‫همي‪ ،‬وأن توسع علي رزقي‪ ،‬وتحسن خلقي وتعتق رقبتي‪ ،‬فانك سيدي‬
‫ومولي ومؤملي‪ .‬إلهي وأسئك اللهم باسمك الذي دعاك به أيوب لما حل‬
‫به البلء بعد الصحة ونزل السقم منه منزل العافية‪ ،‬والضيق بعد السعة‪،‬‬
‫فكشفت ضره‪ ،‬ورددت عليه أهله ومثلهم معهم‪ ،‬حين ناداك داعيا لك راغبا‬
‫إليك راجيا لفضلك‪ ،‬شاكيا إليك " رب إني مسنى الضر وأنت أرحم‬
‫الراحمين " فاستجبت له دعاءه‪ ،‬وكشفت ضره‪ ،‬وكنت منه قريبا يا قريب‬
‫أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تكشف ضري‪ ،‬وتعافيني في نفسي‬
‫وأهلي ومالي وولدي وإخواني فيك عافية باقية شافية كافية وافرة هادية‬
‫نامية مستغنية عن الطباء والدوية‪ ،‬وتجعلها شعاري ودثاري وتمتعني‬
‫بسمعي وبصري‪ ،‬وتجعلهما الوارثين مني إنك على كل شئ قدير‪ .‬إلهى‬
‫وأسئلك باسمك الذي دعاك به يونس بن متى في بطن الحوت‪ ،‬حين ناداك‬
‫في ظلمات ثلث‪ :‬أن " ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأنت‬
‫أرحم الراحمين " فاستجبت له دعاءه‪ ،‬وأنبت عليه شجرة من يقطين‪،‬‬
‫وأرسلته إلى مائة ألف أو يزيدون‪ ،‬وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على‬
‫محمد وآل محمد وأن تستجيب دعائي‪ ،‬وتداركني بعفوك‪ ،‬فقد غرفت في‬
‫بحر الظلم لنفسي‪ ،‬وركبتني مظالم كثيرة لخلقك على‪ ،‬وصل على محمد‬
‫وآل محمد‪ ،‬واسترني منهم وأعتقني من النار‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬شملى خ ل‪.‬‬

‫]‪[273‬‬

‫اجعلني من عتقائك وطلقائك من النار في مقامي هذا بمنك يا منان‪ .‬إلهى وأسئلك‬
‫باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك عيسى بن مريم إذ أيدته بروح القدس‬
‫وأنطقته في المهد‪ ،‬فأحيا به الموتى وأبرء به الكمه والبرص باذنك‬
‫وخلق من الطين كهيئة الطير فصار طائرا باذنك‪ ،‬وكنت منه قريبا يا قريب‬
‫أن تصلى على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تفرغني لما خلقت له‪ ،‬ول تشغلني‬
‫بما تكفلته لى‪ ،‬وتجعلني من عبادك وزهادك في الدنيا ]و[ ممن خلقته‬
‫للعافية وهنأته بها مع كرامتك يا كريم يا علي يا عظيم‪ .‬إلهي وأسئلك‬
‫باسمك الذى دعاك به آصف بن برخيا على عرش ملكة سباء فكان أقل من‬
‫لحظة الطرف حتى كان مصورا بين يديه‪ ،‬فلما رأته قيل أهكذا عرشك ؟‬
‫قالت كأنه هو فاستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على‬
‫محمد وآل محمد وأن تكفر عنى سيأتي‪ ،‬وتقبل منى حسناتي‪ ،‬وتقبل توبتي‬
‫وتتوب على وتغنى فقرى‪ ،‬وتجبر كسرى‪ ،‬وتحيى فؤادى بذكرك‪ ،‬وتحييى‬
‫في عافية وتميتنى في عافية‪ .‬إلهى وأسئلك بالسم الذى دعاك به عبدك‬
‫ونبيك زكريا حين سألك داعيا راجيا لفضلك‪ ،‬فقام في المحراب ينادي نداء‬
‫خفيا‪ ،‬فقال " رب هب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله‬
‫رب رضيا " فوهبت له يحيى واستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب‬
‫أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تبقى لى أولدي وأن تمتعني بهم‪،‬‬
‫وتجعلنى وإياهم مؤمنين لك‪ ،‬راغبين في ثوابك‪ ،‬خائفين من عقابك‪ ،‬راجين‬
‫لما عندك‪ ،‬آيسين مما عند غيرك‪ ،‬حتى تحيينا حياة طيبة وتميتنا ميتة‬
‫طيبة‪ ،‬إنك فعال لما تريد‪ .‬إلهي وأسئلك بالسم الذى سألتك به امرأة‬
‫فرعون إذ قالت‪ " :‬رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون‬
‫وعمله ونجني من القوم الظالمين " فاستجبت لها دعاءها وكنت منها‬
‫قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقر عيني بالنظر إلى‬
‫جنتك وأوليائك وتفرحني بمحمد وآله وتونسني به وبآله وبمصاحبتهم‬

‫]‪[274‬‬
‫ومرافقتهم‪ ،‬وتمكن لي فيها وتنجيني من النار‪ ،‬وما اعد لهلها من السلسل‬
‫والغلل والشدائد والنكال‪ ،‬وأنواع العذاب بعفوك‪ .‬إلهي وأسألك باسمك‬
‫الذي دعتك عبدتك وصديقتك مريم البتول‪ ،‬وام المسيح الرسول عليهما‬
‫السلم إذ قلت " ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من‬
‫روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين " فاستجبت دعاءها‬
‫وكنت منها قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تحصنني‬
‫بحصنك الحصين وتحجبني بحجابك المنيع‪ ،‬وتحرزني بحرزك الوثيق‬
‫وتكفيني بكفايتك الكافية من شر كل طاغ‪ ،‬وظلم كل باغ‪ ،‬ومكر كل ماكر‪،‬‬
‫وغدر كل غادر‪ ،‬وسحر كل ساحر‪ ،‬وجور كل سلطان فاجر‪ ،‬بمنعك يا منيع‪.‬‬
‫إلهي وأسئلك بالسم الذي دعاك به عبدك ونبيك وصفيك‪ ،‬وخيرتك من‬
‫خلقك وأمينك على وحيك‪ ،‬وبعيثك إلى بريتك‪ ،‬ورسولك إلى خلقك محمد‬
‫خاصتك وخالصتك صلى ال عليه وآله‪ ،‬فاستجبت دعاءه وأيدته بنجود لم‬
‫يروها وجعلت كلمتك العليا‪ ،‬وكلمة الذين كفروا السفلى‪ ،‬وكنت منه قريبا يا‬
‫قريب أن تصلي على محمد وآل محمد صلة زاكية طيبة نامية باقية مباركة‬
‫كما صليت على أبيهم إبراهيم وآل إبراهيم‪ ،‬وبارك عليهم كما باركت‬
‫عليهم‪ ،‬وسلم عليهم كما سلمت عليهم‪ ،‬وزدهم فوق ذلك كله زياده من‬
‫عندك‪ ،‬واخلطني بهم‪ ،‬واجعلني منهم‪ ،‬و احشرني معهم‪ ،‬وفي زمرتهم‪،‬‬
‫حتى تسقيني من حوضهم‪ ،‬وتدخلني في جملتهم وتجمعني وإياهم وتقر‬
‫عيني بهم وتعطيني سؤلي‪ ،‬وتبلغني آمالي في ديني ودنياي وآخرتي‪،‬‬
‫ومحياي ومماتي‪ ،‬وتبلغهم سلمي‪ ،‬وترد علي منهم السلم‪ ،‬وعليهم السلم‬
‫ورحمة ال وبركاته‪ .‬إلهي أنت الذي تنادي في أنصاف كل ليلة‪ :‬هل من‬
‫سائل فاعطيه ؟ أم هل من داع فاجيبه أم هل من مستغفر فأغفر له ؟ أم هل‬
‫من راج فأبلغه رجاءه ؟ أم هل من مؤل فأبلغه أمله ؟ ها أنا سائلك بفنائك‬
‫ومسكينك ببابك‪ ،‬وضعيفك ببابك‪ ،‬وفقيرك ببابك‪ ،‬ومؤملك بفنائك أسئلك‬
‫نائلك‪ ،‬وأرجو رحمتك‪ ،‬واومل‬

‫]‪[275‬‬

‫عفوك‪ ،‬وألتمس غفرانك‪ .‬فصل على محمد وآل محمد وأعطني سؤلي‪ ،‬وبلغني‬
‫أملي‪ ،‬واجبر فقري‪ ،‬وارحم عصياني‪ ،‬واعف عن ذنوبي‪ ،‬وفك رقبتي من‬
‫مظالم لعبادك ركبتني‪ ،‬وقو ضعفى وأعز مسكنتي‪ ،‬وثبت وطأتي‪ ،‬واغفر‬
‫جرمى‪ ،‬وأنعم بالى‪ ،‬وأكثر من الحلل مالى‪ ،‬وخر لى في جميع اموري‬
‫وأفعالي‪ ،‬ورضني بها وارحمني ووالدي وما ولدا من المؤمنين‬
‫والمؤمنات‪ ،‬والمسلمين والمسلمات‪ ،‬الحياء منهم والموات‪ ،‬إنك سميع‬
‫الدعوات وألهمنى من برهما ما أستحق به ثوابك والجنة‪ ،‬وتقبل حسناتهما‬
‫واغفر سيئاتهما واجزهما بأحسن ما فعل بى ثوابك والجنة‪ .‬إلهي وقد‬
‫علمت يقينا أنك ل تأمر بالظلم ول ترضاه‪ ،‬ول تميل إليه ول تهواه ول‬
‫تحبه ول تغشاه‪ ،‬وتعلم ما فيه هؤلء القوم من ظلم عبادك وبغيهم علينا‪،‬‬
‫وتعديهم بغير حق ول معروف‪ ،‬بل ظلما وعدوانا‪ ،‬وزورا وبهتانا‪ ،‬فان كنت‬
‫جعلت لهم مدة لبد من بلوغها أو كتبت لهم آجال ينالونها‪ ،‬فقد قلت وقولك‬
‫الحق ووعدك الصدق " يمحو ال ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " فأنا‬
‫أسئلك بكل ما سألك به أنبياؤك ورسلك وأسألك بما سألك به عبادك‬
‫الصالحون‪ ،‬وملئكتك المقربون‪ ،‬أن تمحو من ام الكتاب ذلك‪ ،‬وتكتب لهم‬
‫الضمحلل والمحق‪ ،‬حتى تقرب آجالهم وتقضى مدتهم وتذهب أيامهم‪،‬‬
‫وتبتر أعمارهم‪ ،‬وتهلك فجارهم‪ ،‬وتسلط بعضهم على بعض‪ ،‬حتى ل تبقى‬
‫منهم أحدا‪ ،‬ول تنجي منهم أحدا‪ ،‬وتفرق جموعهم وتكل سلحهم‪ ،‬وتبدد‬
‫شملهم‪ ،‬وتقطع آجالهم وتقصر أعمارهم‪ ،‬وتزلزل أقدامهم وتطهر بلدك‬
‫منهم‪ ،‬وتظهر عبادك عليهم‪ ،‬فقد غيروا سنتك‪ ،‬ونقضوا عهدك وهتكوا‬
‫حريمك‪ ،‬وأتوا ما نهيتهم عنه‪ ،‬وعتوا عتوا كبيرا‪ ،‬وضلوا ضلل بعيدا‪.‬‬
‫فصل على محمد وآل محمد وآذن لجمعهم بالشتات‪ ،‬ولحيهم بالممات‪،‬‬
‫ولزواجهم بالنهبات‪ ،‬وخلص عبادك من ظلمهم‪ ،‬واقبض أيديهم عن‬
‫هضمهم‪ ،‬وطهر أرضك منهم‪ ،‬وآذن بحصد نباتهم‪ ،‬واستئصال شأفتهم‪،‬‬
‫وشتات شملهم‪ ،‬وهدم بنيانهم يا ذا الجلل والكرام‪.‬‬

‫]‪[276‬‬

‫وأسئلك يا إلهي وإله كل شئ وربي ورب كل شئ وأدعوك بما دعاك به عبداك‬


‫ورسولك ونبياك وصفياك موسى وهارون عليهما السلم حين قال داعيين‬
‫لك راجيين لفضلك " ربنا إنك آتيت فرعون ومله زينة وأموال في الحيوة‬
‫الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم‬
‫فل يؤمنوا حتى يروا العذاب الليم " فمننت وأنعمت عليهما بالجابة لهما‬
‫إلى أن قرعت سمعهما بأمرك اللهم رب " قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ول‬
‫تتبعان سبيل الذين ل يعلمون " أن تصلي على محمد وآل محمد وأن‬
‫تطمس على أموال هؤلء الظلمة‪ ،‬وأن تشدد على قلوبهم‪ ،‬وأن تخسف بهم‬
‫برك‪ ،‬وأن تغرقهم في بحرك‪ ،‬فان السموات والرض وما فيهما لك‪ ،‬وأر‬
‫الخلق قدرتك فيهم‪ ،‬وبطشك عليهم‪ ،‬فافعل ذلك بهم‪ ،‬وعجل ذلك لهم يا خير‬
‫من سئل وخير من دعى‪ ،‬وخير من تذللت له الوجوه‪ ،‬ورفعت إليه اليدي‬
‫ودعى باللسن‪ ،‬وشخصت إليه البصار وأمت إليه القلوب ونقلت إليه‬
‫القدام وتحوكم إليه في العمال‪ .‬إلهي وأنا عبدك أسألك من أسمائك‬
‫بأبهاها‪ ،‬وكل أسمائك بهي‪ ،‬بل أسألك بأسمائك كلها أن تصلي على محمد‬
‫وآل محمد‪ ،‬وأن تركسهم على ام رؤوسهم في زبيتهم‪ ،‬وترديهم في مهوى‬
‫حفرتهم‪ ،‬وارمهم بحجرهم‪ ،‬وذكهم بمشاقصهم واكببهم على مناخرهم‪،‬‬
‫واخنقهم بوترهم‪ ،‬وازدد كيدهم في نحورهم‪ ،‬وأوبقهم بندامتهم‪ ،‬حتى‬
‫يستخذلوا ويتضاءلوا بعد نخوتهم‪ ،‬وينقمعوا ويخشعوا بعد استطالتهم أذلء‬
‫مأسورين في ربق حبائلهم التي كانوا يؤملون أن يرونا فيها‪ ،‬وترينا‬
‫قدرتك فيهم‪ ،‬وسلطانك عليهم‪ ،‬وتأخذهم أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذك‬
‫الليم الشديد أخذ عزيز مقتدر‪ ،‬فإنك عزيز مقتدر شديد العقاب شديد‬
‫المحال‪ .‬اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل إيرادهم عذابك الذي‬
‫أعددته للظالمين من أمثالهم‪ ،‬والطاغين من نظرائهم‪ ،‬وارفع حلمك عنهم‬
‫واحلل عليهم غضبك الذي ل يقوم له شئ وأمر في تعجيل ذلك بأمرك الذي‬
‫ل يرد ول يؤخر‪ ،‬فانك شاهد كل نجوى وعالم كل فحوى‪ ،‬ول تخفى عليك‬
‫من أعمالهم خافية‪ ،‬ول يذهب‬

‫]‪[277‬‬

‫عنك من أعمالهم خائنة‪ ،‬وأنت علم الغيوب‪ ،‬عالم في الضمائر والقلوب‪ .‬اللهم‬
‫وأسئلك واناديك بما ناداك به سيدي وسألك به نوح إذ قلت تباركت وتعاليت‬
‫" ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون " أجل اللهم يا رب أنت نعم المجيب‬
‫ونعم المدعو‪ ،‬ونعم المسؤل‪ ،‬ونعم المعطي‪ ،‬أنت الذي ل تخيب سائلك‪ ،‬ول‬
‫تمل دعاء من أملك‪ ،‬ول تتبرم بكثرة حوائجهم إليك‪ ،‬ول بقضائها لهم‪ ،‬فان‬
‫قضاء حوائج جميع خلقك إليك في أسرع لحظ من لمح الطرف‪ ،‬وأخف‬
‫عليك وأهون من جناح بعوضه‪ .‬وحاجتي يا سيدي ومولي ومعتمدي‬
‫ورجائي أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تغفر لي ذنبي‪ ،‬فقد جئتك‬
‫ثقيل الظهر بعظيم ما بارزتك به من سيئاتي‪ ،‬وركبني من مظالم عبادك مال‬
‫يكفيني ول يخلصني منه غيرك‪ ،‬ول يقدر عليه ول يملكه سواك فامح يا‬
‫سيدي كثرة سيئاتي بيسير عبراتي‪ ،‬بل بقساوة قلبي وجمود عيني‪ ،‬ل بل‬
‫برحمتك التي وسعت كل شئ‪ ،‬وأنا شئ فلتسعني رحمتك‪ ،‬يا رحمان يا‬
‫رحيم يا أرحم الراحمين‪ ،‬ل تمتحني في هذه الدنيا بشئ من المحن‪ ،‬ول‬
‫تسلط علي من ل يرحمني‪ ،‬ول تهلكني بذنوبي‪ ،‬وعجل خلصي من كل‬
‫مكروه‪ ،‬وادفع عني كل ظلم‪ ،‬ول تهتك ستري‪ ،‬ول تفضحني يوم جمعك‬
‫الخلئق للحساب‪ ،‬يا جزيل العطاء والثواب‪ .‬أسئلك أن تصلي على محمد‬
‫وآل محمد وأن تحييني حياة السعداء‪ ،‬وتميتني ميتة الشهداء‪ ،‬وتقلبني‬
‫قبول الوداء‪ ،‬وتحفظني في هذه الدنيا الدنية من شر سلطينها وفجارها‪،‬‬
‫وشرارها‪ ،‬ومحبيها‪ ،‬والعاملين لها فيها‪ ،‬وقني شر طغاتها وحسادها‪،‬‬
‫وباغي الشرك فيها حتى تكفيني مكر المكرة‪ ،‬وتقفأ عني أعين الكفرة‬
‫وتفحم عني ألسن الفجرة‪ ،‬وتقبض لي على أيدي الظلمة وتؤمن لي كيدهم‪،‬‬
‫وتميتهم بغيظهم‪ ،‬وتشغلهم بأسماعهم وأبصارهم وأفئدتهم‪ ،‬وتجعلني من‬
‫ذلك كله في أمنك وأمانك وحرزك وسلطانك وحجابك‪ ،‬وكنفك وعياذك‬
‫وجارك‪ ،‬إن وليي ال الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين‪.‬‬
‫]‪[278‬‬

‫اللهم بك أعوذ وبك ألوذ‪ ،‬ولك أعبد وإياك أرجو وبك أستعين‪ ،‬وبك أستكفي‪ ،‬وبك‬
‫أستغيث‪ ،‬وبك أستقدر‪ ،‬ومنك أسأل أن تصلي على محمد وآل محمد ول‬
‫تردني إل بذنب مغفور وسعي مشكور‪ ،‬وتجارة لن تبور‪ ،‬وأن تفعل بي ما‬
‫أنت أهله ول تفعل بي ما أنا أهله‪ ،‬فانك أهل التقوى وأهل المغفرة‪ ،‬وأهل‬
‫الفضل والرحمة‪ .‬إلهي وقد أطلت دعائي‪ ،‬وأكثرت خطابي‪ ،‬وضيق صدري‬
‫حدانى على ذلك كله‪ ،‬وحملني عليه علما منى بأنه يجزيك منه قدر الملح‬
‫في العجين بل يكفيك عزم إرادة‪ ،‬وأن يقول العبد بنية صادقة ولسان صادق‬
‫" يا رب " فتكون عند ظن عبدك بك‪ ،‬وقد ناجاك بعزم الرادة قلبى‪،‬‬
‫فأسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تقرن دعائي بالجابة منك‪،‬‬
‫وتبلغني ما أملته فيك منة منك وطول وقوة وحول ول تقيمني من مقامي‬
‫هذا إل بقضائك جميع ما سألتك‪ ،‬فانه عليك يسير‪ ،‬وخطره عندي جليل‬
‫كثير‪ ،‬وأنت عليه قدير‪ ،‬يا سميع يا بصير‪ .‬إلهي وهذا مقام العائذ بك من‬
‫النار‪ ،‬والهارب منك إليك من ذنوب تهجمته وعيوب فضحته فصل على‬
‫محمد وآل محمد وانظر إلي نظرة رحمة أفوز بها إلى جنتك واعطف على‬
‫عطفة أنجو بها من عقابك‪ ،‬فان الجنة والنار لك وبيدك‪ ،‬ومفاتيحهما‬
‫ومغاليقهما إليك‪ ،‬وأنت على ذلك قادر‪ ،‬وهو عليك هين يسير‪ ،‬وافعل بي ما‬
‫سألتك يا قدير‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬وحسبنا ال ونعم‬
‫الوكيل‪ .‬قال علي بن حماد‪ :‬أخذت هذا الدعاء من أبى الحسن بن علي‬
‫العلوي العريضي واشترط على أن ل أبذله لمخالف ول اعطيه إل لمن أعلم‬
‫مذهبه‪ ،‬وأنه من أولياء آل محمد عليهم السلم‪ ،‬وكان عندي أدعو به‬
‫وإخواني‪ ،‬ثم قدم على إلى البصرة بعض قضاة الهواز‪ ،‬كان مخالفا وله‬
‫على أياد‪ ،‬وكنت أحتاج إليه في بلده‪ ،‬وأنزل عليه فقبض عليه السلطان‬
‫فصادر وأخذ حظه بعشرين ألف درهم‪ ،‬فرققت له ورحمته ودفعت إليه هذا‬
‫الدعاء‪ ،‬فدعا به فما استتم اسبوعا حتى أطلقه السلطان ابتداء ولم يلزم‬
‫شيئا مما أخذ به حظه‪ ،‬ورده إلى بلده مكرما‪ ،‬وشيعته إلى البلة )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬البلة ‪ -‬كعتلة ‪ -‬موضع بالبصرة‪ ،‬أحد جنان الدنيا‪ ،‬قاله الفيروز آبادى‪..‬‬

‫]‪[279‬‬

‫وعدت إلى البصرة‪ .‬فلما كان بعد أيام طلبت الدعاء فلم أجده‪ ،‬وفتشت كتبي كلها فلم‬
‫أر له أثرا فطلبته من أبى المختار الحسينى وكانت عنده نسخة بها‪ ،‬فلم‬
‫يجده في كتبه‪ ،‬فلم نزل نطلبه في كتبنا فل نجده عشرين سنة فعلمت أن‬
‫ذلك عقوبة من ال عزوجل لما بذلته لمخالف‪ ،‬فلما كان بعد العشرين سنة‪،‬‬
‫وجدناه في كتبنا وقد فتشناها مرارا ل تحصى‪ ،‬فآليت على نفسي أل اعطيه‬
‫إل لمن أثق بدينه ممن يعتقد ولية آل الرسول صلى ال عليه وعليهم‪ ،‬بعد‬
‫أن آخذ عليه العهد أل يبذله إل لمن يستحقه وبال نستعين وعليه نتوكل )‬
‫‪ * 108 .(1‬باب * * " )أدعية رفع الهموم والحزان والمخاوف( " * *‬
‫" )وكشف الشدائد وما يناسب ذلك وهو( " * * " )قريب من الباب‬
‫السابق( " * ‪ - 1‬دعوات الراوندي‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬ما‬
‫أصاب أحدا هم ول حزن فقال‪ " :‬اللهم إني عبدك وابن عبدك‪ ،‬وابن أمتك‪،‬‬
‫ناصيتى بيدك‪ ،‬ماض في حكمك عدل في قضاؤك‪ ،‬أسئلك بكل اسم سميت به‬
‫نفسك‪ ،‬وأنزلته في كتابك‪ ،‬أو علمته أحدا من خلقك‪ ،‬أو استأثرت به في‬
‫علم الغيب عندك‪ ،‬أن تجعل القرآن ربيع قلبى ونور صدري‪ ،‬وجلء حزنى‪،‬‬
‫وذهاب همى " إل أذهب ال همه‪ ،‬وأنزل مكانه فرحا‪ .‬وعن زين العابدين‬
‫عليه السلم قال‪ :‬دخل رسول ال صلى ال عليه وآله على نفر من أهله‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أل احدثكم بما يكون لكم خيرا من الدنيا والخرة ؟ وإذا كربتم‬
‫واغتممتم دعوتم ال عزوجل ففرج عنكم ؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول ال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قولوا " ال ال ال‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.366 - 347‬‬

‫]‪[280‬‬

‫ربنا ربنا ل نشرك به شيئا " ثم ادعوا بما بدالكم‪ .‬وعن أبي عبد ال عليه السلم‬
‫قال‪ :‬الحزان أسقام القلوب‪ ،‬كما أن المراض أسقام البدان‪ ،‬فمن أصابه‬
‫حزن أو بلء فليقل " اللهم إني أسئلك يا مفجر النهار ومطعم الثمار‪ ،‬يا‬
‫من تسبح له ظلمة الليل وضوء النهار‪ ،‬وما على الرض وقعر البحار‪،‬‬
‫افتح لنا في هذه الساعة‪ ،‬وسهل لنا صالح السباب ويسر لنا التوبة‪ ،‬يا‬
‫تواب وصل على محمد وآله‪ ،‬يا سميع يا وهاب "‪ .‬وقال عليه السلم إذا‬
‫توالت الهموم فعليك بل حول ول قوة إل بال‪ - 2 .‬الدر المنثور‪ :‬عن عبد‬
‫ال بن مسعود قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من أصابه هم أو‬
‫حزن فليقل " اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك‪ ،‬ناصيتي في يدك‪،‬‬
‫ماض في حكمك‪ ،‬عدل في قضاؤك‪ ،‬أسئلك بكل اسم هو لك‪ ،‬سميت به‬
‫نفسك‪ ،‬أو أنزلته في كتابك‪ ،‬أو علمته أحدا من خلقك‪ ،‬أو أستأثرت به في‬
‫علم الغيب عندك‪ ،‬أن تجعل القرآن ربيع قلبى‪ ،‬ونور صدري‪ ،‬وذهاب همى‪،‬‬
‫وجلء حزنى "‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما قالهن مهموم قط‬
‫إل أذهب ال همه‪ ،‬وأبدله بهمه فرحا قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أفل نتعلم هذه‬
‫الكلمات ؟ قال‪ :‬فتعلموهن‪ ،‬وعلموهن )‪ - 3 .(1‬مهج‪ :‬علي بن عبد الصمد‬
‫قال‪ :‬أخبرني المام جدي والشيخ أبو بكر عثمان بن إسماعيل بن أحمد‬
‫الحاجي والمام أحمد بن علي بن أبي صالح المقري قراءة عليهم‪ ،‬عن أبي‬
‫بكر عبد الغفار بن محمد‪ ،‬عن الحسن بن محمد الدربندى‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمان بن عثمان الدمشقي‪ ،‬عن أبي بكر محمد بن صالح بن الخلف‬
‫الحوراني عن أبيه‪ ،‬عن موسى بن إبراهيم‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي‪:‬‬
‫يا علي إذا هالك أمر أو نزلت بك شدة فقل‪ " :‬اللهم إني أسئلك بحق محمد‬
‫وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن تنجيني من هذا الغم " )‬
‫‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬الدر المنثور ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .149‬مهج الدعوات ص ‪.5 - 4‬‬

‫]‪[281‬‬

‫‪ - 4‬مهج‪ :‬دعاء النبي صلى ال عليه وآله وهو دعاء الفرج‪ " .‬بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم اللهم إني أسألك يا ال يا ال يا ال‪ ،‬يا من عل فقهر‪ ،‬ويا من بطن‬
‫فخبر‪ ،‬ويا من ملك فقدر‪ ،‬ويا من عبد فشكر‪ ،‬ويا من عصى فغفر‪ ،‬يا من ل‬
‫يحيط به الفكر‪ ،‬ويا من ل يدركه بصر‪ ،‬ويا من ل يخفى عليه أثر‪ .‬يا عالى‬
‫المكان‪ ،‬يا شديد الركان‪ ،‬يا منزل الفرقان‪ ،‬يا مبدل الزمان‪ ،‬يا قابل‬
‫القربان‪ ،‬يا نير البرهان‪ ،‬يا عظيم الشان‪ ،‬يا ذا المن والحسان‪ ،‬ويا ذا‬
‫العزة والسلطان‪ ،‬يا رحيم يا رحمن‪ .‬يا رب الرباب‪ ،‬يا تواب يا وهاب‪ ،‬يا‬
‫معتق الرقاب‪ ،‬يا منشئ السحاب يا من حيث ما دعى أجاب‪ .‬يا مرخص‬
‫السعار‪ ،‬يا منزل المطار‪ ،‬يا منبت الشجار‪ ،‬في الرض القفار‪ ،‬ومخرج‬
‫الثمار‪ .‬يا دائم الثبات يا مخرج النبات‪ ،‬يا محيى الموات‪ ،‬يا مقيل العثرات‬
‫يا كاشف الكربات‪ ،‬يا من ل تضجره الصوات‪ ،‬ول تشتبه عليه اللغات‪ ،‬ول‬
‫تغشاه الظلمات‪ ،‬يا معطى السؤلت‪ ،‬يا ولى الحسنات‪ ،‬يا دافع البليات‪ ،‬يا‬
‫قابل الصدقات‪ ،‬يا قابل التوبات‪ ،‬يا عالم الخفيات‪ ،‬يا مجيب الدعوات‪ ،‬يا‬
‫رافع الدرجات‪ ،‬يا قاضي الحاجات‪ ،‬يا راحم العبرات‪ ،‬يا منجح الطلبات‪ ،‬يا‬
‫منزل البركات‪ ،‬يا جامع الشتات‪ ،‬يا راد ما كان فات‪ ،‬يا جمال الرضين‬
‫والسموات‪ .‬يا سابغ النعم‪ ،‬يا كاشف اللم‪ ،‬يا شافي السقم‪ ،‬يا معدن الجود‬
‫والكرم‪ .‬يا أجود الجودين‪ ،‬يا أكرم الكرمين‪ ،‬يا أسمع السامعين‪ ،‬يا أبصر‬
‫الناظرين‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا أقرب القربين‪ ،‬يا إله العالمين‪ ،‬يا غياث‬
‫المستغيثين‪ ،‬يا جار المستجيرين‪ ،‬يا متجاوزا عن المسيئين‪ ،‬يا من ل يعجل‬
‫على الخاطئين‪ ،‬يا فكاك المأسورين‪ ،‬يا مفرج غم المغمومين‪ ،‬يا جامع‬
‫المتفرقين يا مدرك الهاربين‪ ،‬يا غاية الطالبين‪ .‬يا صاحب كل غريب‪ ،‬يا‬
‫مونس كل وحيد‪ ،‬يا راحم الشيخ الكبير‪ ،‬يا رازق‬

‫]‪[282‬‬
‫الطفل الصغير‪ ،‬يا جابر العظم الكسير‪ ،‬يا عصمة الخائف المتسجير‪ ،‬يا من له‬
‫التدبير وإليه التقدير‪ ،‬يا من العسير عليه سهل يسير‪ ،‬يا من هو بكل شئ‬
‫خبير‪ ،‬يا من هو على كل شئ قدير‪ ،‬يا خالق الشمس والقمر المنير‪ .‬يا فالق‬
‫الصباح‪ ،‬يا مرسل الرياح‪ ،‬يا باعث الرواح‪ ،‬يا ذا الجود والسماح يا من‬
‫بيده كل مفتاح‪ .‬يا عماد من ل عماد له‪ ،‬يا سند من ل سند له‪ ،‬يا ذخر من ل‬
‫ذخر له‪ ،‬يا عز من ل عز له‪ ،‬يا كنز من ل كنز له‪ ،‬يا حرز من ل حرز له‪،‬‬
‫يا عون من ل عون له يا ركن من ل ركن له‪ ،‬يا غياث من ل غياث له‪ .‬يا‬
‫عظيم المن‪ ،‬يا كريم العفو‪ ،‬يا حسن التجاوز‪ ،‬يا واسع المغفرة‪ ،‬يا باسط‬
‫اليدين بالرحمة‪ ،‬يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها‪ ،‬يا ذا الحجة البالغة‪ ،‬يا ذا‬
‫الملك والملكوت‪ ،‬يا ذالعزة والجبروت‪ ،‬يا من هو حي ل يموت أسئلك‬
‫بعلمك الغيوب وبمعرفتك ما في ضمائر القلوب‪ ،‬وبكل اسم هو لك‪،‬‬
‫اصطفيته لنفسك‪ ،‬وأنزلته في كتاب من كتبك‪ ،‬أو استأثرت به في علم‬
‫الغيب عندك‪ ،‬وبأسمائك الحسنى كلها حتى انتهى إلى اسمك العظيم العظم‬
‫الذي فضلته على جميع أسمائك‪ .‬أسألك به أن تصلي على محمد وآله وأن‬
‫تيسر لي من أمري ما أخاف عسره وتفرج عني الهم والغم‪ ،‬والكرب وما‬
‫ضاق به صدري‪ ،‬وعيل به صبري‪ ،‬فانه ل يقدر على فرجي سواك‪ ،‬وافعل‬
‫بي ما أنت أهله يا أهل التقوى وأهل المغفرة‪ .‬يا من ل يكشف الكرب غيره‪،‬‬
‫ول يجلى الحزن سواه‪ ،‬ول يفرج عني إل هو اكفني شر نفسي خاصة‪،‬‬
‫وشر الناس عامة‪ ،‬وأصلح لي شأني كله‪ ،‬وأصلح اموري واقض لي‬
‫حوائجي‪ ،‬واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا فانك تعلم ول أعلم وتقدر ول‬
‫أقدر‪ ،‬وأنت على كل شئ قدير‪ ،‬برحمتك يا أرحم الراحمين )‪ - 5 .(1‬ق‪:‬‬
‫دعاء للكرب والسلطان عن النبي عليه السلم قال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا‬
‫هاج بكم كرب أو خشية من سلطان‪ ،‬أو أردتم حاجة تدعو بهذه الدعوات‪،‬‬
‫فو الذي‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪(*) .117 - 115‬‬

‫]‪[283‬‬

‫بعثني بالحق نبيا ما دعوت بها في وجهة إل نصرت‪ ،‬ول على عدو إل ظفرت‪،‬‬
‫وأرى ما احب وتقر به عيني‪ ،‬وهو هذا الدعاء‪ " :‬يا عالم الغيوب‬
‫والسرائر‪ ،‬يا مطاع يا عزيز يا عليم يا هازم الحزاب لحمد يا كائد فرعون‬
‫لموسى‪ ،‬يا منجي عيسى من أيدي الظلمة‪ ،‬يا مخلص نوح من الغرق‪ ،‬يا‬
‫قاصد كل خير‪ ،‬يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬يا خالق الخير‪ ،‬يا أهل الخير رغبت‬
‫إليك في كذا وكذا‪ ،‬فصل اللهم على محمد وآله‪ ،‬وفرج عني‪ ،‬وأغثني‬
‫واستجب لي وارحمني‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ - 6 .‬مهج‪ :‬روي أن الحاج‬
‫أصابهم عطش في بعض السنين‪ ،‬حتى كادوا أن يهلكوا‪ ،‬فجلس واحد منهم‬
‫ليموت‪ ،‬فأخذته سنة النوم فرأى مولنا على بن أبي طالب عليه السلم‬
‫يقول له‪ :‬ما أغفلك عن كلمة النجاة ؟ فقلت‪ :‬وما كلمة النجاة ؟ فقال‪ :‬تقول‪:‬‬
‫" إلهي أدم ملكك على ملكك بلطفك الخفي " وأنا على بن أبي طالب‪.‬‬
‫فاستيقظت وقلتها فنشأ غمام وأغاث الناس في الحال حتى عاشوا والحمد‬
‫ل وحده )‪ - 7 .(1‬مهج‪ :‬من كتاب تعبير الرؤيا لمحمد بن يعقوب الكليني‬
‫وهذا لفظه‪ :‬أحمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال‪:‬‬
‫رأيت أبى عليه السلم في المنام فقال‪ :‬يا بنى إذا كنت في شدة فأكثر من أن‬
‫تقول‪ " :‬يا رؤف يا رحيم‪ ،‬والذي نراه في النوم كما نراه في اليقظة )‪.(2‬‬
‫‪ - 8‬مهج‪ :‬باسناد إلى محمد بن الحسن الصفار في كتاب فضل الدعاء‬
‫باسناده إلى عثمان بن عيسى عن أبي حمزة الثمالى قال‪ :‬استأذنت على‬
‫أبي جعفر عليه السلم فخرج وشفتاه يتحركان قال‪ :‬وبهت لذلك يا ثمالي ؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم جعلت فداك قال‪ :‬إني وال تكلمت بكلم ما تكلم به أحد قط إل‬
‫كفاه ال ما أهمه من أمر دنياه وآخرته قال‪ :‬فقلت له‪ :‬جعلني ال فداك‬
‫فأخبرني به قال‪ :‬نعم من قال حين يخرج من منزله‪ " :‬بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم‪ ،‬حسبى ال‪ ،‬توكلت على ال‪ ،‬اللهم إني أسألك خير اموري كلها‪،‬‬
‫وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الخرة " ليقضى ما أحبه )‪.(3‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ (3‬مهج الدعوات ص ‪ 173‬وص ‪ 416‬وص ‪ 215‬على الترتيب‪.‬‬

‫]‪[284‬‬

‫ومن ذلك دعاء آخر عن مولنا الباقر عليه السلم‪ ،‬وجدته في أصل من كتب‬
‫أصحابنا عن عباس بن عامر‪ ،‬عن ربيع‪ ،‬عن عبد ال بن عبد الرحمن‪،‬‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬أل اعلمك دعاء ندعو به أهل البيت إذا‬
‫كربنا أمر أو تخوفنا شر السلطان أو أمرا ل قبل لنا به ؟ قلت‪ :‬بلى بأبى‬
‫وامي يا ابن رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬قل‪ " :‬يا كائنا قبل كل شئ‪ ،‬ويا مكون كل‬
‫شئ‪ ،‬ويا باقي بعد كل شئ‪ ،‬صل على محمد وأهل بيته‪ ،‬وافعل بي كذا‬
‫وكذا‪ - 9 .(1) " ...‬دعوات الراوندي‪ :‬روي عن ابن عباس أنه كان رجل‬
‫على عهد عمر وله فلء )‪ (2‬بناحية آذربايجان‪ ،‬قد استصعبت عليه‪،‬‬
‫فمنعت جانبها‪ ،‬فشكا إليه ما قد ناله‪ ،‬قال‪ :‬اذهب فاستغث بال‪ ،‬وكتب له‬
‫رقعة فيها الرقية ومضى‪ ،‬واغتممت له غما شديدا فلقيت أمير المؤمنين‬
‫عليه السلم فأخبرته به‪ ،‬فقال‪ :‬ليعودن بالخيبة‪ ،‬فهدأ ما بي‪ ،‬وطالت علي‬
‫سنتي‪ ،‬فإذا أنا بالرجل قد وافى وفي جبهته شجة تكاد اليد تدخل فيها‪ .‬فلما‬
‫رأيته بادرت‪ ،‬فقلت‪ :‬ما وراك ؟ فقال‪ :‬إني صرت إلى الموضع‪ ،‬ورميت‬
‫بالرقعة فحمل عداد منها فرمحني )‪ (3‬أحدها في وجهي‪ ،‬فسقطت‪ ،‬وكان‬
‫معي أخ لي فحملني فلم أزل أتعالج حتى صلحت‪ .‬فصار إلى عمر فأخبره‬
‫بما كان‪ ،‬فزبره‪ ،‬وقال له‪ :‬كذبت لم تذهب بكتابي‪ .‬فمضيت به إلى أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم فتبسم وقال‪ :‬ألم أقل لك ؟ ثم أقبل على الرجل فقال‬
‫له‪ :‬إذا انصرفت فصر إلى الموضع الذي فيه وقل‪ " :‬اللهم إني أتوجه إليك‬
‫بنبيك نبي الرحمة‪ ،‬وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين فذلل‬
‫لى صعوبتها وحزونتها‪ ،‬واكفني شرها‪ ،‬فانك الكافي المعافي‪ ،‬والغالب‬
‫القاهر " فانصرف الرجل راجعا‪ .‬فلما كان من قابل قدم الرجل ومعه جملة‬
‫من أثمانها‪ ،‬وكان الرجل يحج‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات‪ (2) .216 ،‬الفلء ‪ -‬بالكسر ‪ -‬جمع فلو للمهر إذا قطم‪ (3) .‬أي‬
‫رفسني بحافره‪.‬‬

‫]‪[285‬‬

‫كل سنة‪ ،‬وقد أنمى ال ماله‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السلم‪ :‬كل‬
‫من استصعب عليه شئ من مال أو أهل أو ولد أو فرعون من الفراعنة‬
‫فليبتهل بهذا الدعاء فانه يكفى ما يخاف إنشاء ال )‪) 109 .(1‬باب( * "‬
‫)أدعية العافية ورفع المحنة وهو من البابين السابقين( " * ‪ - 1‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬قال الرضا عليه السلم‪ :‬رأى على بن الحسين عليهما السلم‬
‫رجل يطوف بالكعبة‪ ،‬وهو يقول‪ " :‬اللهم إني أسئلك الصبر " قال‪ :‬فضرب‬
‫على بن الحسين عليهما السلم على كتفه‪ ،‬قال‪ :‬سألت البلء قل " اللهم‬
‫إني أسئلك العافية والشكر على العافية "‪ .‬وروي أن النبي صلى ال عليه‬
‫وآله دخل على مريض فقال‪ :‬ما شأنك ؟ قال‪ :‬صليت بنا صلة المغرب‬
‫فقرأت القارعة‪ ،‬فقلت‪ " :‬اللهم إن كان لي عندك ذنب تريد أن تعذبني به‬
‫في الخرة فعجل ذلك في الدنيا " فصرت كما ترى‪ ،‬فقال صلى ال عليه‬
‫واله‪ :‬بئسما قلت‪ ،‬أل قلت‪ " :‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬
‫وقنا عذاب النار " فدعا له حتى أفاق‪ .‬قال‪ :‬وكان داود عليه السلم يقول‪:‬‬
‫" اللهم ل مرض يضنيني )‪ ،(2‬ول صحة تنسيني ولكن بين ذلك "‪- 2 .‬‬
‫مهج‪ :‬ومن ذلك دعاء العافية رويناه باسنادنا إلى سعد بن عبد ال باسناده‬
‫إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كنت جالسا عند أبي‪ ،‬وعنده رجل قد‬
‫سقطت إحدى يديه من فالج به‪ ،‬وهو يطلب إلى أبى أن يدعو له دعوة‪،‬‬
‫وذكر أن به حصاة ل يقدر على‬

‫)‪ (1‬دعوات الراوندي مخطوط وقد مر عن الخرائج ص ‪ (2) .191‬ضنى ‪ -‬كعلم ‪-‬‬
‫ضنى‪ :‬مرض مرضا مخامرا كلما ظن برؤه نكس‪.‬‬
‫]‪[286‬‬

‫البول إل بشدة‪ ،‬فعلمه أبى هذا الدعاء‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬امسح يديك المباركتين على‬
‫بدني‪ ،‬ففعل فقال له أبي‪ :‬قل هذا الدعاء حين تصلي الليل وأنت ساجد‪" :‬‬
‫اللهم إني أدعوك دعاء العليل الذليل الفقير‪ ،‬أدعوك دعاء من اشتدت فاقته‪،‬‬
‫وقلت حيلته‪ ،‬وضعف عمله من الخطيئة والبلء‪ ،‬دعاء مكروب إن لم‬
‫تداركه هلك‪ ،‬وإن لم تستنقذه فل حيلة له‪ ،‬فل تحط به يا سيدي ومولي‬
‫وإلهي مكرك‪ ،‬ول تثبت على غضبك‪ ،‬ول تضطرني إلى اليأس من روحك‪،‬‬
‫والقنوط من رحمتك‪ ،‬وطول الصبر على الذى‪ .‬اللهم ل طاقة لي على‬
‫بلئك‪ ،‬ول غنا بي عن رحمتك‪ ،‬وهذا ابن نبيك وحبيبك صلواتك عليه وآله‪،‬‬
‫به أتوجه إليك‪ ،‬فانك جعلته مفزعا للخائف واستودعته علم ما كان وما هو‬
‫كائن‪ ،‬فاكشف ضري وخلصني من هذه البلية إلى ما قد عودتني من‬
‫عافيتك ورحمتك‪ ،‬انقطع الرجاء إل منك‪ ،‬يا ال يا ال يا ال " فانصرف‬
‫الرجل ثم أتاه بعد أيام وما به شئ مما كان يجده‪ ،‬قال‪ :‬وأمرنا أبو عبد ال‬
‫عليه السلم أن نكتم ذلك‪ ،‬وقال‪ :‬أخبرت أبي بعافية الرجل‪ ،‬فقال‪ :‬يا بنى‬
‫من كتم بلء ابتلي به من الناس وشكا إلى ال أن يعافيه ]عافاه من ذلك‬
‫البلء عند هذا الدعاء )‪ - 3 .(1‬مهج‪ :‬ومن ذلك وجدت في مجموع أن‬
‫عقبة بن إسماعيل الحضرمي عمي فرأى في منامه قائل يقول‪ " :‬يا قريب‬
‫يا مجيب‪ ،‬يا سميع الدعاء‪ ،‬يا لطيفا لما يشاء‪ ،‬رد إلى بصري " فقال ذلك‪،‬‬
‫فعاد إليه بصره )‪ .(2‬ورأيت بخط الرضى الوي قدس ال روحه ما هذا‬
‫لفظه‪ :‬دعاء علمه النبي صلى ال عليه وآله أعمى فرد ال إليه بصره‪،‬‬
‫يصلى ركعتين ثم يقول‪ " :‬اللهم إني أسئلك وأدعوك وأرغب إليك وأتوجه‬
‫إليك بنبيك محمد نبى الرحمة‪ ،‬يا محمد إني أتوجه بك إلى ال ربك وربي‬
‫ليرد بك على نور بصري " فما قام العمى‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات‪ (2) .404 :‬مهج الدعوات‪.405 :‬‬

‫]‪[287‬‬

‫حتى رد ال عليه بصره )‪ .(1‬ورأيت في المجلد الول من كتاب التجمل في ترجمة‬


‫محمد بن جعفر بن عبد ال ابن يحيى بن خاقان ما سمعناه أن إنسانا ضعف‬
‫بصره‪ ،‬فرأى في منامه من يقول له‪ :‬قل " اعيذ نور بصري بنور ال الذي‬
‫ل يطفاء " وامسح يدك على عينيك‪ ،‬وتتبعها بآية الكرسي‪ ،‬فقال‪ :‬فصح‬
‫بصره‪ ،‬وجرب ذلك فصح ]لى[ بالتجربة )‪ - 4 .(2‬ق‪ :‬روي عن العالم عن‬
‫جعفر بن محمد الصادق عليه السلم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين على بن أبي‬
‫طالب صلوات ال عليه وعلى آله‪ :‬علمني حببيي رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله دعاء ول أحتاج معه إلى دواء الطباء قيل‪ :‬وما هو يا أمير‬
‫المؤمنين ؟ قال‪ :‬سبع وثلثون تهليلة من القرآن من أربع وعشرين سورة‬
‫من البقرة إلى المزمل‪ ،‬ما قالها مكروب إل فرج ال كربه‪ ،‬ول مديون إل‬
‫قضى ال دينه‪ ،‬ول غائب إل رد ال غربته‪ ،‬ول ذو حاجة إل قضى ال‬
‫حاجته‪ ،‬ول خائف إل أمن ال خوفه‪ ،‬ومن قرأها في كل يوم حين يصبح‬
‫أمن قبله من الشقاق والنفاق‪ ،‬ودفع عنه سبعين نوعا من أنواع البلء‬
‫أهونها الجذام والجنون والبرص‪ ،‬وأحياه ال ريانا‪ ،‬وأماته ريانا‪ ،‬وأدخله‬
‫الجنة ريانا‪ ،‬ومن قالها‪ :‬وهو على سفر لم ير في سفره إل خيرا‪ ،‬ومن‬
‫قرأها كل ليلة حين يأوي إلى فراشه‪ ،‬وكل ال به سبعين ملكا يحفظونه من‬
‫إبليس وجنوده حتى يصبح‪ ،‬وكان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين‬
‫حتى يمسي‪ ،‬ومن كتبها وشربها بماء المطر لم يصبه في بدنه سوء ول‬
‫خصاصة‪ ،‬ول شئ من أعين الجن‪ ،‬ول نفثهم ول سحرهم‪ ،‬ول كيدهم‪ ،‬ولم‬
‫يزل محفوظا من كل آفة‪ ،‬مدفوعا عنه كل بلية في الدنيا‪ ،‬مرزوقا بأوسع ما‬
‫يكون‪ ،‬آمنا من كل شيطان مريد‪ ،‬وجبار عنيد ولم يخرج عن دار الدنيا‬
‫حتى يريه ال عزوجل في منامه مقعده من الجنة وهذا أوله‪ :‬من سورة‬
‫البقرة اثنتان‪ :‬وإلهكم إله واحد ل إله إل هو الرحمن الرحيم‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬مهج الدعوات ص ‪.405‬‬

‫]‪[288‬‬

‫ال ل إله إل هو الحي القيوم ل تأخذه سنة ول نوم )‪ .(1‬ومن آل عمران خمسة‪ :‬الم‬
‫ال ل إله إل هو الحى القيوم نزل عليك الكتاب بالحق‪ ،‬هو الذي يصوركم‬
‫في الرحام كيف يشآء ل إله إل هو العزيز الحكيم‪ ،‬شهد ال أنه ل إله إل‬
‫هو والملئكة واولو العلم قائما بالقسط ل إله إل هو العزيز الحكيم إن الدين‬
‫عند ال السلم‪ ،‬إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إل ال وإن ال‬
‫لهو العزيز الحكيم )‪ .(2‬ومن النساء واحدة‪ :‬ال ل إله إل هو ليجمعنكم إلى‬
‫يوم القيامة ل ريب فيه ومن أصدق من ال حديثا )‪ .(3‬ومن المائدة واحدة‪:‬‬
‫لقد كفر الذين قالوا إن ال ثالث ثلثة وما من إله إل إله واحد وإن لم‬
‫ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب عظيم )‪ .(4‬ومن‬
‫النعام اثنتان‪ :‬ذلكم ال ربكم ل إله إل هو خالق كل شئ فاعبدوه وهو على‬
‫كل شئ وكيل‪ ،‬اتبع ما اوحى إليك من ربك ل إله إل هو وأعرض عن‬
‫المشركين )‪ .(5‬ومن العراف واحدة‪ :‬قل يا أيها الناس إني رسول ال‬
‫إليكم جميعا الذي له ملك السموات والرض ل إله إل هو يحيي ويميت‬
‫فآمنوا بال ورسوله النبي المي الذي يؤمن بال وكلماته واتبعوه لعلكم‬
‫تهتدون )‪ .(6‬ومن براءة اثنتان‪ :‬اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون‬
‫ال والمسيح ابن مريم وما امروا إل ليعبدوا إلها واحدا ل إله إل هو‬
‫سبحانه عما يشركون‪ ،‬فان‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ 158 :‬و ‪ (2) .258‬آل عمران‪ 1 :‬و ‪ 6‬و ‪ 17‬و ‪ (3) .62‬النساء‪) .89 :‬‬
‫‪ (4‬المائدة‪ (5) .73 :‬النعام‪ 102 :‬و ‪ (6) .106‬العراف‪.158 :‬‬

‫]‪[289‬‬

‫تولوا فقل حسبى ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم )‪ .(1‬ومن‬
‫يونس واحدة‪ :‬حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه ل إله إل الذي آمنت به‬
‫بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )‪ .(2‬ومن هود واحدة‪ :‬فان لم يستجيبوا‬
‫لكم فاعلموا أنما انزل بعلم ال وأل إله إل هو فهل أنتم مسلمون )‪ .(3‬ومن‬
‫الرعد واحدة‪ :‬وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي ل إله إل هو عليه توكلت‬
‫وإليه متاب )‪ .(4‬ومن النحل واحدة‪ :‬تنزل الملئكة بالروح من أمره على‬
‫من يشاء من عباده أن أنذروا أنه ل إله إل أنا فاتقون )‪ .(5‬ومن طه ثلثة‪:‬‬
‫يعلم السر وأخفى‪ ،‬ال ل إله إل هو له السماء الحسنى وأنا اخترتك‬
‫فاستمع لما يوحى إنني أنا ال ل إله إل أنا فاعبدني وأقم الصلة لذكري‬
‫إنما إلهكم ال الذي ل إله إل هو وسع كل شئ علما )‪ .(6‬ومن النبياء‬
‫اثنتان‪ :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا‬
‫فاعبدون‪ ،‬وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في‬
‫الظلمات أل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )‪ .(7‬ومن المؤمنين‬
‫واحدة‪ :‬فتعالى ال الملك الحق ل إله إل هو رب العرش العظيم )‪] .(8‬ومن‬
‫النمل واحدة‪ :‬ويعلم ما تخفون وما تعلنون ال ل إله إل هو رب‬

‫)‪ (1‬براءة‪ 31 :‬و ‪ (2) .129‬يونس‪ (3) .90 :‬هود‪ (4) .14 :‬الرعد‪(5) .29 :‬‬
‫النحل‪ (6) .2 :‬طه‪ 6 :‬و ‪ 7‬و ‪ 14 - 12‬و ‪ (7) .98‬النبياء‪ 25 :‬و ‪) .87‬‬
‫‪ (8‬المؤمنون‪.117 :‬‬

‫]‪[290‬‬

‫العرش العظيم[ )‪ .(1‬ومن القصص اثنتان‪ :‬وهو ال ل إله إل هو له الحمد في‬


‫الولى والخرة وله الحكم وإليه ترجعون‪ ،‬ول تدع مع ال إلها آخر ل إله‬
‫إل هو كل شئ هالك إل وجهه له الحكم وإليه ترجعون )‪ .(2‬ومن فاطر‬
‫واحدة‪ :‬يا أيها الناس اذكروا نعمة ال عليكم هل من خالق غير ال يرزقكم‬
‫من السماء والرض ل إله إل هو فأنى تؤفكون )‪ .(3‬ومن الصافات واحدة‪:‬‬
‫إنهم كانوا إذا قيل لهم ل إله إل ال يستكبرون )‪ .(4‬ومن ص واحدة‪ :‬قل‬
‫إنما أنا منذر وما من إله إل ال الواحد القهار )‪ .(5‬ومن غافر اثنتان‪ :‬ذلكم‬
‫ال ربكم خالق كل شئ ل إله إل هو فأنى تؤفكون‪ ،‬ذلكم ال ربكم هو الحي‬
‫ل إله إل هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد ل رب العالمين )‪ .(6‬ومن‬
‫الدخان واحدة‪ :‬ل إله إل هو يحيى ويميت ربكم ورب آبائكم الولين )‪.(7‬‬
‫ومن الحشر اثنتان‪ :‬هو ال الذي ل إله إل هو عالم الغيب والشهادة هو‬
‫الرحمن الرحيم‪ ،‬هو ال الذي ل إله إل هو الملك القدوس السلم المؤمن‬
‫المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان ال عما يشركون )‪.(8‬‬

‫)‪ (1‬النمل‪ ،26 :‬وما بين العلمتين ساقط عن الكمبانى وقد مر في ص ‪ 14 - 12‬من‬
‫هذا المجلد‪ (2) .‬القصص‪ 71 :‬و ‪ (3) .88‬فاطر‪ (4) .3 :‬الصافات‪) .33 :‬‬
‫‪ (5‬ص‪ (6) .65 :‬غافر‪ 3 :‬و ‪ (7) .65‬الدخان‪ ،6 :‬وتجد بعدها في سورة‬
‫القتال‪ :21 :‬فاعلم أنه ل اله ال هو واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات‬
‫وال يعلم منقلبكم ومثواكم‪ (8) .‬الحشر‪.23 - 21 :‬‬

‫]‪[291‬‬

‫وفي التغابن واحدة‪ :‬ال ل إله إل هو وعلى ال فليتوكل المؤمنون )‪ .(1‬وفي‬


‫المزمل واحدة‪ :‬رب المشرق والمغرب ل إله إل هو فاتخذه وكيل )‪- 5 .(2‬‬
‫كتاب الستدراك‪ :‬بلسناده إلى العمش أن المنصور حيث طلبه فتطهر‬
‫وتكفن وتحنط قال له‪ :‬حدثني بحديث سمعته أنا وأنت من جعفر بن محمد‬
‫في بني حمان‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬أي الحاديث ؟ قال‪ :‬حديث أركان جهنم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬أو تعفيني قال‪ :‬ليس إلى ذلك سبيل‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬حدثنا جعفر بن محمد‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السلم أن رسول ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬لجهنم‬
‫سبعة أبواب‪ ،‬وهي الركان لسبعة فراعنة‪ ،‬ثم ذكر العمش نمرود بن‬
‫كنعان‪ ،‬فرعون الخليل‪ ،‬ومصعب بن الوليد فرعون موسى‪ ،‬وأبا جهل بن‬
‫هشام‪ ،‬والول والثاني‪ ،‬والسادس يزيد قاتل ولدي ثم سكت فقال لي‪:‬‬
‫الفرعون السابع ؟ قلت‪ :‬رجل من ولد العباس يلي الخلفة‪ ،‬يلقب‬
‫بالدوانيقي اسمه المنصور‪ ،‬قال‪ :‬فقال لي‪ :‬صدقت هكذا حدثنا جعفر بن‬
‫محمد‪ .‬قال‪ :‬فرفع رأسه وإذا على رأسه غلم أمرد ما رأيت أحسن وجها‬
‫منه‪ ،‬فقال‪ :‬إن كنت أ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ جهنم فلم أستبق هذا‪ ،‬وكان الغلم علويا‬
‫حسييا‪ ،‬فقال له الغلم‪ :‬سألتك يا أمير المؤمنين بحق آبائي إل عفوت عني‪،‬‬
‫فأبى ذلك وأمر المرزبان به‪ ،‬فلما مد يده حرك شفتيه بكلم لم أعلمه‪ ،‬فإذا‬
‫هو كأنه طير قد طار منه‪ .‬قال العمش‪ :‬فمر علي بعد أيام فقلت أقسمت‬
‫عليك بحق أمير المؤمنين لما علمتني الكلم‪ ،‬فقال‪ :‬ذاك دعاء المحنة لنا‬
‫أهل البيت‪ ،‬وهو الدعاء الذي دعا به أمير المؤمنين عليه السلم لما نام‬
‫على فراش رسول ال صلى ال عليه وآله‪ .‬وهو‪ " :‬يا من ليس معه رب‬
‫يد ؟‪ ،‬يا من ليس فوقه خالق يخشى‪ ،‬يا من ليس دونه إله يتقى‪ ،‬يا من‬
‫ليس له وزير ير ؟ ؟ يا من ليس له نديم يغشى‪ ،‬يا من ليس له حاجب‬
‫ينادى‪ ،‬يا من ل يزداد على كثرة السؤال إ ؟ كرما وجودا‪ ،‬يا من ل يزداد‬
‫على عظم الذنوب إل رحمة وعفوا " واسأله ما أحببت فانه قريب مجيب‪.‬‬

‫)‪ (1‬التغابن‪ (2) .13 :‬المزمل‪.9 :‬‬

‫]‪[292‬‬

‫قال العمش‪ :‬وأمر المنصور في رجل بأمر غليظ‪ ،‬فحبس في بيت لينفذ فيه أمره‪،‬‬
‫ثم فتح عنه فلم يوجد فقال المنصور‪ :‬أسمعتموه يقول شيئا ؟ فقال الموكل‬
‫سمعته يقول‪ " :‬يا من ل إله غيره فأدعوه‪ ،‬ول رب سواه فأرجوه‪ ،‬نجني‬
‫الساعة " فقال‪ :‬وال لقد استغاث بكريم فنجاه‪ - 6 .‬مشكوة النوار‪ :‬من‬
‫كتاب المحاسن عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬مر علي ابن الحسين عليهما‬
‫السلم برجل وهو يدعو ال أن يرزقه الصبر فقال‪ :‬أل ل تقل هذا‪ ،‬ولكن‬
‫سل ال العافية‪ ،‬والشكر على العافية فان الشكر على العافية خير من‬
‫الصبر على البلء )‪ .(1‬كان من دعاء النبي صلى ال عليه وآله " اللهم‬
‫إني أسئلك العافية‪ ،‬والشكر على العافية وتمام العافية في الدنيا والخرة )‬
‫‪ .(2‬ومنه‪ :‬قال كان النبي صلى ال عليه وآله يقول‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك‬
‫من الدنيا فان الدنيا تمنع الخرة " )‪ .(3‬عن أبي عبد ال عليه السلم أنه‬
‫كان يقول في دعائه‪ " :‬اللهم من علي بالتوكل عليك‪ ،‬والتفويض إليك‪،‬‬
‫والرضا بقدرك‪ ،‬والتسليم لمرك‪ ،‬حتى ل احب تعجيل ما أخرت‪ ،‬ول تأخير‬
‫ما قدمت‪ ،‬يا رب العالمين " )‪.(4‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬مشكاة النوار‪ (3) .258 :‬مشكاة النوار‪ (4) .271 :‬مشكاة النوار‪13 :‬‬
‫و ‪ ،302‬وفيه عنه عليه السلم كان أمير المؤمنين عليه السلم يقول‬
‫الخ‪.‬‬

‫]‪[293‬‬

‫‪ * - 110‬باب * " )ادعية الرزق( " اليات‪ :‬نوح‪ :‬فقلت استغفروا ربكم إنه كان‬
‫غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم‬
‫جنات ويجعل لكم أنهارا )‪ - 1 .(1‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ :‬عن‬
‫الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬إذا غدوت في حاجتك بعد أن تصلي‬
‫الغداة بعد التشهد فقل‪ " :‬اللهم إني غدوت ألتمس من فضلك كما أمرتني‪،‬‬
‫فارزقني من فضلك رزقا حلل طيبا‪ ،‬وأعطني فيما ترزقني العافية " تقول‬
‫ذلك ثلث مرات )‪ .(2‬قال‪ :‬وسمعت جعفرا يملي على بعض التجار من أهل‬
‫الكوفة في طلب الرزق فقال له‪ :‬صل ركعتين متى شئت فإذا فرغت من‬
‫التشهد قلت " توجهت بحول ال وقوته بل حول مني ول قوة‪ ،‬ولكن‬
‫بحولك يا رب وقوتك أبرء إليك من الحول والقوة إل ما قويتني‪ .‬اللهم إني‬
‫أسئلك بركة هذا اليوم‪ ،‬وأسئلك بركة أهله‪ ،‬وأسئلك أن ترزقني من فضلك‬
‫رزقا واسعا حلل طيبا مباركا‪ ،‬تسوقه إلي في عافية بحولك وقوتك‪ ،‬وأنا‬
‫خافض في عافية "‪ ،‬تقول ذلك ثلث مرات )‪ .(3‬أقول‪ :‬قد مضى ما يوجب‬
‫مزيد الرزق في كتاب السنن‪ ،‬في باب مفرد )‪ (4‬وقد أوردنا في باب‬
‫الستغفار أخبارا في أنه يوجب مزيد الرزق )‪ :- 2 .(5‬ما‪ :‬الفحام‪ ،‬عن‬
‫عمه‪ ،‬عن عبد ال بن أحمد‪ ،‬عن أبيه أحمد بن عامر‬

‫)‪ (1‬نوح‪ 2) .14 - 10 :‬و ‪ (3‬قرب السناد‪ 2 :‬و ‪ (4) .3‬راجع ج ‪ 76‬باب الدعاء‬
‫عند دخول السوق ‪ ،174 - 172‬وباب ما يورث الفقر والغناء ص ‪- 314‬‬
‫‪ (5) .318‬راجع ج ‪ 93‬ص ‪(*) .285 - 275‬‬

‫]‪[294‬‬

‫عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من قال في‬
‫كل يوم مائة مرة " ل إله إل ال الملك الحق المبين " استجلب به الغنا‪،‬‬
‫واستدفع به الفقر‪ ،‬وسد عنه باب النار‪ ،‬واستفتح له باب الجنة )‪- 3 .(1‬‬
‫ع‪ :‬السنانى‪ ،‬عن العلوي‪ ،‬عن الفزاري‪ ،‬عن جعفر بن سليمان‪ ،‬عن‬
‫سليمان بن مقبل قال‪ :‬قلت لبي الحسن موسى عليه السلم‪ :‬لي علة‬
‫يستحب للنسان إذا سمع الذان أن يقول كما يقول المؤذن‪ ،‬وإن كان على‬
‫البول والغائط ؟ قال‪ :‬إن ذلك يزيد في الرزق )‪ - 4 .(2‬ثو‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن عمرو بن علي‪ ،‬عن عمه محمد بن عمر‬
‫رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬من كتب على خاتمه " ما شاء ال‬
‫ل قوة إل بال أستغفر ال " أمن من الفقر المدقع )‪ - 5 .(3‬سن‪ :‬النوفلي‪،‬‬
‫عن السكوني‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من ألح عليه الفقر فليكثر من قول‪ " :‬ل حول ول قوة‬
‫إل بال " ينفي ال عنه الفقر )‪ .(4‬أقول‪ :‬قد أوردنا بعض الدعية في باب‬
‫أدعية الصباح والمساء‪ - 6 .‬شى‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر‬
‫بن محمد‪ ،‬عن أبيه عليهما السلم قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله وقد‬
‫فقد رجل فقال‪ :‬ما بطأ بك عنا ؟ فقال‪ :‬السقم والعيال فقال‪ :‬أل اعلمك‬
‫بكلمات تدعو بهن يذهب ال عنك السقم‪ ،‬وينفي عنك الفقر ؟ " ل حول ول‬
‫قوة إل بال العلي العظيم توكلت على الحي الذي ل يموت‪ ،‬الحمد ل الذي‬
‫لم يتخد ولدا ولم يكن له شريك في الملك‪ ،‬ولم يكن له ولي من الذل وكبره‬
‫تكبيرا " )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ .285‬ومثله في ثواب العمال‪ (2) .8 :‬علل الشرائع‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .269‬ثواب العمال‪ (4) .163 :‬المحاسن‪ (5) .42 :‬تفسير‬
‫العياشي ج ‪ 2‬ص ‪.320‬‬

‫]‪[295‬‬

‫أقول‪ :‬أوردناه في باب الدعاء للسقام بسند آخر‪ ،‬وليس فيه العلي العظيم‪ - 7 .‬مكا‪:‬‬
‫في طلب الرزق عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬شكا رجل إلى أبي عبد ال‬
‫عليه السلم الفقر قال‪ :‬أذن كلما سمعت الذان كما يؤذن المؤذن‪ .‬عن‬
‫الصادق عليه السلم‪ :‬اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله‪ ،‬وإن كان في‬
‫الرض فأظهره‪ ،‬وإن كان بعيدا فقربه‪ ،‬وإن كان قريبا فأعطنيه‪ ،‬وإن كان‬
‫قد أعطيتنيه فبارك لي فيه‪ ،‬وجنبني عليه المعاصي والردى )‪ - 8 .(1‬كا‪:‬‬
‫العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن يحيى بن المبارك‪ ،‬عن إبراهيم بن صالح عن رجل‬
‫من الجعفريين قال‪ :‬كان بالمدينة عندنا رجل يكنى أبا القمقام‪ ،‬وكان محارفا‬
‫فأتى أبا الحسن عليه السلم فشكى إليه حرفته‪ ،‬وأخبره أنه ل يتوجه في‬
‫حاجة له فتقضى له‪ ،‬فقال له أبو الحسن عليه السلم‪ :‬قل في آخر دعائك‬
‫من صلة الفجر‪ " :‬سبحان ال العظيم وبحمده أستغفر ال وأتوب إليه‪،‬‬
‫وأسأله من فضله " عشر مرات قال أبوالقمقام‪ :‬فلزمت ذلك فو ال ما لبثت‬
‫إل قليل حتى ورد على قوم من البادية فأخبروني أن رجل من قومي مات‪،‬‬
‫ولم يعرف له وارث غيري‪ ،‬فانطلقت فقبضت ميراثه‪ ،‬وأنا مستغن )‪9 .(2‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن علي بن سليمان‪ ،‬عن أحمد بن الفضل‪ ،‬عن أبي‬
‫عمرو الحذاء قال‪ :‬ساءت حالي فكتبت إلى أبي جعفر عليه السلم فكتب‬
‫إلى‪ :‬أدم قراءة " إنا أرسلنا نوحا إلى قومه " قال‪ :‬فقرأتها حول فلم أر‬
‫شيئا فكتبت إليه اخبره بسوء حالي وأني قد قرأت " إنا أرسلنا نوحا إلى‬
‫قومه " حول كما أمرتني ولم أر شيئا‪ ،‬قال‪ :‬فكتب إلي قد وفي لك الحول‪،‬‬
‫فانتقل منها إلى قراءة " إنا أنزلناه " قال‪ :‬ففعلت فما كان إل يسيرا حتى‬
‫بعث إلى ابن أبي داود )‪ (3‬فقضى عني‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .401 :‬الكافي ج ‪ 5‬ص ‪ (3) .315‬ابن ابى داود ظ‪.‬‬

‫]‪[296‬‬
‫ديني‪ ،‬وأجرى علي وعلى عيالي ووجهني إلى البصرة في وكالته بباب كلتا )‪(1‬‬
‫وأجرى علي خمسمائة درهم‪ .‬وكتبت من البصرة على يدي علي بن‬
‫مهزيار إلى أبي الحسن صلوات ال عليه‪ :‬أني كنت سألت أباك عن كذا‬
‫وكذا‪ ،‬وشكوت كذا وكذا وإني قد قلت الذي أحببت فأحببت أن تخبرني يا‬
‫مولى كيف أصنع في قراءة إنا أنزلناه أقتصر عليها وحدها في فرائضي‬
‫وغيرها ؟ أم أقرأ معها غيرها أم لها حد أعمل به ؟ فوقع عليه السلم‬
‫وقرأت التوقيع " ل تدع من القرآن قصيرة ول طويلة‪ ،‬ويجزيك من قراءة‬
‫إنا أنزلناه يومك وليلتك مائة مرة " )‪ - 10 .(2‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬من ظهرت عليه النعمة فليكثر ذكر الحمد ل‪ ،‬ومن‬
‫كثرت همومه فعليه بالستغفار‪ ،‬ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول ل‬
‫حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬ينفى عنه الفقر‪ .‬وقال‪ :‬فقد النبي صلى‬
‫ال عليه وآله رجل من النصار‪ ،‬فقال‪ :‬ما غيبك عنا ؟ فقال‪ :‬الفقر يا‬
‫رسول ال‪ ،‬وطول السقم‪ ،‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أل‬
‫اعلمك كلما إذا قلته ذهب عنك الفقر والسقم ؟ فقال‪ :‬بلى يا رسول ال‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إذا أصبحت وأمسيت فقل " ل حول ول قوة إل بال توكلت على‬
‫الحي الذي ل يموت‪ ،‬والحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في‬
‫الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا " فقال الرجل‪ :‬فو ال ما قلته‬
‫إل ثلثة أيام حتى ذهب عنى الفقر والسقم )‪ - 11 .(3‬دعوات الراوندي‪:‬‬
‫عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬من لم يسأل ال من فضله افتقر‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬كلء‪ ،‬وهو موضع بالبصرة‪ (2) .‬الكافي ج ‪ 5‬ص ‪(3) .316‬‬
‫الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ ،551‬وج ‪ 8‬ص ‪.93‬‬

‫]‪[297‬‬

‫ومن دعائهم عليهم السلم‪ " :‬اللهم إني أسئلك من فضلك الواسع الفاضل المفضل‬
‫رزقا واسعا حلل طيبا بلغا للخرة والدنيا‪ ،‬هنيئا مريئا صبا صبا من غير‬
‫من من أحد إل سعة من فضلك‪ ،‬وطيبا من رزقك‪ ،‬وحلل من واسعك‪،‬‬
‫تغينني به عن فضلك أسأل‪ ،‬ومن يدك الملى أسأل‪ ،‬ومن خيرتك أسأل‪ ،‬يا‬
‫من بيده الخير وهو على كل شئ قدير "‪ .‬ومن دعاء أمير المؤمنين عليه‬
‫السلم‪ :‬اللهم صن وجهي باليسار‪ ،‬ول تبتذل جاهي بالقتار‪ ،‬فأسترزق‬
‫طالبي رزقك‪ ،‬وأستعطف شرار خلقك‪ ،‬وابتلى بحمد من أعطاني وافتتن بذم‬
‫من منعني‪ ،‬وأنت من وراء ذلك ولي العطاء والمنع‪ ،‬إنك على كل شئ‬
‫قدير )‪ (1‬اللهم اجعل نفسي أول كريمة تنتزعها من كرائمي‪ ،‬وأول وديعة‬
‫ترتجعها من ودائع نعمك عندي‪ - 12 .‬عدة الداعي‪ :‬عن الصادق عليه‬
‫السلم لطلب الرزق‪ " :‬يا ال يا ال يا ال أسألك بحق من حقه عليك‬
‫عظيم‪ ،‬أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن ترزقني العمل بما علمتني من‬
‫معرفة حقك‪ ،‬وأن تبسط علي ما حظرت من رزقك‪ - 13 .‬مصباح النوار‪:‬‬
‫عن أبي جعفر عليه السلم قال‪ :‬زارت فاطمة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله ذات يوم فقال‪ :‬يا بنية أل ازودك ؟ قالت‪ :‬بلى يا رسول ال فقال‪ :‬قولي‬
‫" ال ربنا ورب كل شئ‪ ،‬منزل التوراة والنجيل والزبور والفرقان‪ ،‬فالق‬
‫الحب والنوى‪ ،‬أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها‪ ،‬أنت الول‬
‫فليس قبلك أحد‪ ،‬وأنت الخر فليس بعدك أحد‪ ،‬وأنت الظاهر فليس فوقك‬
‫أحد‪ ،‬وأنت الباطن فليس دونك أحد‪ ،‬اقض عني الدين وأغنني من الفقر‪.‬‬
‫‪ - 14‬ق‪ :‬دعاء " اللهم كما صنت وجهي عن السجود إل لك‪ ،‬فصنه عن‬
‫طلب الرزق إل منك‪ ،‬اللهم قوني على ما خلقني له‪ ،‬ول تشغلني بما تكفلت‬
‫لي به‪ ،‬واعصمني مما تعاقبني عليه‪ - 15 .‬ق‪ :‬دعاء في سجدة الشكر‬
‫لطلب الرزق " يا من ل يزيد ملكه حسناتي‬

‫)‪ (1‬نقله الرضى في نهج البلغة تحت الرقم ‪ 223‬من الخطب‪.‬‬

‫]‪[298‬‬

‫ول تشينه سيئاتي‪ ،‬ول ينقص خزائنه غناي‪ ،‬ول يزيد فيها فقري‪ ،‬صل على محمد‬
‫وآل محمد‪ ،‬وأثبت رجاءك في قلبي‪ ،‬واقطع رجائي عمن سواك‪ ،‬حتى ل‬
‫أرجو إل إياك‪ ،‬ول أخاف إل منك‪ ،‬ول أثق إل بك‪ ،‬ول أتكل إل عليك‪،‬‬
‫وأجرني من تحويل ما أنعمت به علي في الدين والدنيا والخرة أيام الدنيا‪،‬‬
‫برحمتك يا أرحم الراحمين‪ - 16 .‬ختص‪ :‬عن القاسم بن بريد‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقلت‪ :‬جعلت فداك قد كان الحال‬
‫حسنا وإن الشياء اليوم متغيرة‪ ،‬فقال‪ :‬إذا قدمت الكوفة فاطلب عشرة‬
‫دراهم‪ ،‬فان لم تصبها فبع وسادة من وسائدك بعشرة دراهم‪ ،‬ثم ادع عشرة‬
‫من أصحابك واصنع لهم طعاما‪ ،‬فإذا أكلوا فاسألهم فيدعوا ال لك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقدمت الكوفة‪ ،‬فطلبت عشرة دراهم فلم أقدر عليها حتى بعت وسادة لي‬
‫بعشرة دراهم كما قال‪ ،‬وجعلت لهم طعاما ودعوت أصحابي عشرة‪ ،‬فلما‬
‫أكلوا سألتهم أن يدعوا ال لي‪ ،‬فما مكثت حتى مالت علي الدنيا )‪- 17 .(1‬‬
‫ق‪ :‬دعاء الرزق مروي عن علي بن الحسين صلوات ال عليهما " اللهم‬
‫سألت عبادك قرضا مما تفضلت به عليهم‪ ،‬وضمنت لهم منه خلفا‪،‬‬
‫ووعدتهم عليه وعدا حسنا فبخلوا عنك فكيف بمن هو دونك إذا سألهم‪،‬‬
‫فالويل لمن كانت حاجته إليهم فأعوذ بك يا سيدي أن تكلني إلى أحد منهم‪،‬‬
‫فانهم لو يملكون خزائن رحمتك لمسكوا خشية النفاق بما وصفتهم‪ ،‬وكان‬
‫النسان قتورا‪ .‬اللهم اقذف في قلوب عبادك محبتي‪ ،‬وضمن السموات‬
‫والرض رزقي‪ ،‬وألق الرعب في قلوب أعدائك مني‪ ،‬وآنسني برحمتك‪،‬‬
‫وأتمم على نعمتك‪ ،‬واجعلها موصولة بكرامتك إياي‪ ،‬وأوزعني شكرك‪،‬‬
‫وأوجب لي المزيد من لدنك‪ ،‬ول تنسنى‪ ،‬ول تجعلني من الغافلين‪ ،‬أحبني‬
‫وحببني وحبب إلى ما تحب من القول والعمل حتى أدخل فيه بلذة‪ ،‬وأخرج‬
‫منه بنشاط‪ ،‬وأدعوك فيه بنظرك مني إليه لدرك به ما عندك من فضلك‬
‫الذي مننت به على أوليائك وأنال به طاعتك إنك‬

‫)‪ (1‬الختصاص‪.24 :‬‬

‫]‪[299‬‬

‫قريب مجيب‪ .‬رب إنك عودتني عافيتك‪ ،‬وغذوتني بنعمتك‪ ،‬وتغمدتني برحمتك‪ ،‬تغدو‬
‫وتروح بفضل ابتدائك‪ ،‬ل أعرف غيرها‪ ،‬ورضيت مني بما أسديت إلي أن‬
‫أحمدك بها شكرا مني عليها‪ ،‬فضعف شكري لقلة جهدي‪ ،‬فامنن على‬
‫بحمدك كما ابتدأتنى بنعمتك‪ ،‬فبها تنم الصالحات‪ ،‬فل تنزع مني ما عودتني‬
‫من رحمتك‪ ،‬فأكون من القانطين‪ ،‬فانه ل يقنظ من رحمتك إل الضالون‪ .‬رب‬
‫إنك قلت " وفي السماء رزقكم وما توعدون " وقولك الحق‪ ،‬وأتبعت ذلك‬
‫منك باليمين لكون من الموقنين‪ ،‬فقلت‪ " :‬فورب السماء والرض إنه‬
‫لحق مثل ما أنكم تنطقون " فعلمت ذلك علم من لم ينتفع بعلمه حين‬
‫أصبحت وأمسيت وأنا مهتم بعد ضمانك لي وحلفك لي عليه هما أنساني‬
‫ذكرك في نهاري ونفا عني النوم في ليلي‪ ،‬فصار الفقر ممثل بين عيني‬
‫وملء قلبي أقول‪ :‬من أين ؟ وإلى أين ؟ وكيف أحتال ؟ ومن لي ؟ وما‬
‫أصنع ؟ ومن أين أطلب ؟ وأين أذهب ومن يعود على ؟ أخاف شماتة‬
‫العداء‪ ،‬وأكره حزن الصدقاء‪ ،‬فقد استجوذ الشيطان على إن لم تداركني‬
‫منك برحمة تلقي بها في نفسي الغنى‪ ،‬وأقوى بها على أمر الخرة والدنيا‪.‬‬
‫فارضني يا مولى بوعدك كي أوفي بعهدك‪ ،‬وأوسع على من رزقك‪،‬‬
‫واجعلني من العاملين بطاعتك حتى ألقاك سيدي وأنا من المتقين‪ .‬اللهم‬
‫اغفر لي وأنت خير الغافرين‪ ،‬وارحمني وأنت خير الراحمين‪ ،‬واعف عني‬
‫وأنت خير العافين‪ ،‬وارزقني وأنت خير الرازقين‪ ،‬وأفضل على وأنت خير‬
‫المفضلين وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين‪ ،‬ول تخزني يوم القيامة يوم‬
‫يبعثون‪ ،‬يوم ل ينفع مال ول بنون‪ ،‬يا ولي المؤمنين‪ .‬اللهم إنه ل علم لي‬
‫بموضع رزقي‪ ،‬وإنما أطلبه بخطرات تخطر على قلبي فأجول في طلبه في‬
‫البلدان‪ ،‬وأنا مما احاول طالب كالحيران‪ ،‬ل أدري في سهل أو في جبل أو‬
‫في أرض أو في سماء أو في بحرا أو في بر وعلى يدى من هو ؟ ومن‬

‫]‪[300‬‬
‫قبل من ؟ وقد علمت أن علم ذلك كله عندك‪ ،‬وأن أسبابه بيدك‪ ،‬وأنت الذي تقسمه‬
‫بلطفك وتسببه برحمتك فاجعل رزقك لي واسعا‪ ،‬ومطلبه سهل‪ ،‬ومأخذه‬
‫قريبا ول تعنني بطلب ما لم تقدر لي فيه رزقا‪ ،‬فانك غني من عذابي‪ ،‬وأنا‬
‫إلى رحمتك فقير فجد على بفضلك يا مولى إنك ذو فضل عظيم‪- 18 .‬‬
‫مهج‪ :‬دعاء لمولنا ومقتدانا أمير المؤمنين عليه السلم يعلق على النسان‬
‫عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات ال أنه قال‪ :‬من تعذر عليه‬
‫رزقه‪ ،‬وتغلقت عليه مذاهب المطالب في معاشه‪ ،‬ثم كتب له هذا الكلم في‬
‫رق ظبي أو قطعة من أدم وعلقه عليه‪ ،‬أو جعله في بعض ثيابه التي‬
‫يلبسها فلم يفارقه‪ ،‬وسع ال رزقه وفتح عليه أبواب المطالب في معاشه‬
‫من حيث ل يحتسب‪ " .‬اللهم ل طاقة لفلن بن فلن بالجهد‪ ،‬ول صبر له‬
‫على البلء‪ ،‬ول قوة له على الفقر والفاقة‪ ،‬اللهم فصل على محمد وآل‬
‫محمد‪ ،‬ول تحظر على فلن بن فلن رزقك‪ ،‬ول تقتر عليه سعة ما عندك‪،‬‬
‫ول تحرمه فضلك‪ ،‬ول تحسمه من جزيل قسمك ول تكله إلى خلقك ول إلى‬
‫نفسه‪ ،‬فيعجز عنها ويضعف عن القيام فيما يصلحه ويصلح ما قبله‪ ،‬بل‬
‫تنفرد بلم شعثه‪ ،‬وتولى كفايته‪ ،‬وانظر إليه في جميع اموره إنك إن وكلته‬
‫إلى خلقك لم ينفعوه وإن ألجأته إلى أقربائه حرموه‪ ،‬وإن أعطوه أعطوه‬
‫قليل نكدا وإن منعوه منعوه كثيرا‪ ،‬وإن بخلوا بخلوا وهم للبخل أهل‪ .‬اللهم‬
‫أغن فلن بن فلن من فضلك‪ ،‬ول تخله منه‪ ،‬فانه مضطر إليك‪ ،‬فقير إلى ما‬
‫في يدك‪ ،‬وأنت غني وأنت به خبير عليم‪ ،‬ومن يتوكل على ال فهو حسبه‬
‫إن ال بالغ أمره قد جعل ال لكل شئ قدرا‪ ،‬إن مع العسر يسرا‪ ،‬إن مع‬
‫العسر يسرا ومع يتق ال يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث ل يحتسب )‬
‫‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات‪.157 :‬‬

‫]‪[301‬‬

‫‪) - 111‬باب( * " الدعية للدين " * ‪ - 1‬لى‪ :‬النقاش‪ ،‬عن أحمد الهمداني‪ ،‬عن‬
‫عبيد بن حمدون‪ ،‬عن حسين بن نصر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمرو بن شمر‪ ،‬عن‬
‫جابر‪ ،‬عن الباقر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عن على عليهم السلم قال‪ :‬شكوت‬
‫إلى رسول ال صلى ال عليه وآله دينا كان علي‪ ،‬فقال‪ :‬يا على قل‪" :‬‬
‫اللهم أغنني بحللك عن حرامك‪ ،‬وبفضلك عمن سواك "‪ ،‬فلو كان عليك‬
‫مثل صبير )‪ (1‬دينا قضاه ال عنك‪ ،‬وصبير جبل باليمن ليس باليمن جبل‬
‫أجل ول أعظم منه )‪ .(2‬ما‪ :‬الغضائري عن الصدوق مثله )‪ - 2 .(3‬مع‪:‬‬
‫القطان‪ ،‬عن ابن زكريا‪ ،‬عن ابن حبيب‪ ،‬عن ابن بهلول‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد‬
‫ال بن الفضل الهاشمي‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬إن علي دينا‬
‫كثيرا ولي عيال‪ ،‬ول أقدر على الحج فعلمني دعاء أدعو به‪ ،‬فقال‪ :‬قل في‬
‫دبر كل صلة مكتوبة " اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واقض عني دين‬
‫الدنيا ودين الخرة " فقلت له‪ :‬أما دين الدنيا فقد عرفته‪ ،‬فما دين الخرة ؟‬
‫فقال‪ :‬دين الخرة الحج )‪ - 3 .(4‬ضا‪ :‬روي أنه شكا رجل إلى العالم عليه‬
‫السلم دينا عليه‪ ،‬فقال له العالم عليه السلم‪ :‬أكثر من الصلة‪ .‬وإذا كان لك‬
‫دين على قوم‪ ،‬وقد تعسر عليك أخذه فقل " اللهم لحظة من‬

‫)‪ (1‬قال الفيروز ابادى‪ :‬الصبير‪ :‬الجبل‪ ،‬وقال‪ :‬الصبر ككتف‪ :‬جبل مطل على تعز‪،‬‬
‫وقال‪ :‬تعز كتقل‪ :‬قاعدة اليمن‪ (2) .‬امالي الصدوق ص ‪ (3) .233‬أمالى‬
‫الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .45‬معاني الخبار ص ‪.175‬‬

‫]‪[302‬‬

‫لحظاتك تيسر على غرمائي بها القضاء‪ ،‬وتيسر لي بها منهم القتضاء إنك على كل‬
‫شئ قدير "‪ .‬وإذا وقع عليك دين فقل " اللهم أغنني بحللك عن حرامك‪،‬‬
‫وأغنني بفضلك عن فضل من سواك " فانه نروي عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله لو كان عليك مثل صبير )‪ (1‬دينا قضاه عنك‪ ،‬والصبير جبل‬
‫باليمن يقال‪ :‬ل يرى جبل أعظم منه‪ .‬وروي‪ :‬أكثر من الستغفار‪ ،‬وارطب‬
‫لسانك بقراءة إنا أنزلناه في ليلة القدر )‪ - 4 .(2‬شى‪ :‬عن عبد ال بن‬
‫سنان قال‪ :‬شكوت إلى أبي عبد ال عليه السلم فقال‪ :‬أل اعلمك شيئا إذا‬
‫قلته قضى ال دينك‪ ،‬وأنعشك وأنعش حالك ؟ فقلت‪ :‬ما أحوجني إلى ذلك‪،‬‬
‫فعلمه هذا الدعاء‪ ،‬قل في دبر صلة الفجر " توكلت على الحي الذي ل‬
‫يموت والحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك‪ ،‬ولم يكن‬
‫له ولي من الذل وكبره تكبيرا اللهم إني أعوذ بك من البؤس والفقر‪ ،‬ومن‬
‫غلبة الدين والسقم‪ ،‬وأسألك أن تعينني على أداء حقك إليك وإلى الناس )‬
‫‪ - 5 .(3‬مكا‪ :‬عن الحسين بن خالد قال‪ :‬لزمني دين ببغداد ثلث مائة ألف‪،‬‬
‫وكان لي دين أربعمائة ألف فلم يدعنى غرمائي أن أقتضى دينى واعطيهم‪،‬‬
‫قال‪ :‬وحضر الموسم‪ ،‬فخرجت مستترا وأردت الوصول إلى أبي الحسن‬
‫عليه السلم فلم أقدر‪ ،‬فكتبت إليه أصف له حالي‪ ،‬وما على وما لى‪ ،‬فكتب‬
‫إلى في عرض كتابي‪ ،‬قل في دبر كل صلة‪ " :‬اللهم إني أسألك يا ل إله إل‬
‫أنت بحق ل إله إل أنت أن ترحمني بل إله‬

‫)‪ (1‬في النسخ‪ :‬مثل صيد‪ ،‬وهكذا فيما يأتي‪ ،‬وقد عرفت أنه صبير‪ (2) .‬تراه في‬
‫الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .554‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ ،320‬ويقال‪ :‬أنعشه‬
‫ال‪ :‬رفعه وسد فقره وأخصب حاله قيل وانكره ابن السكيت والجوهري‪،‬‬
‫يعنى من باب الفعال وأن الصحيح من باب الثلثي والتضعيف‪(*) .‬‬
‫]‪[303‬‬

‫إل أنت اللهم إني أسئلك يا ل إله إل أنت‪ ،‬بحق ل إله إل أنت‪ ،‬أن ترضي عني بل إله‬
‫إل أنت‪ ،‬اللهم إني أسئلك يا ل إله إل أنت بحق ل إله إل أنت أن تغفر لى بل‬
‫إله إل أنت "‪ .‬أعد ذلك ثلث مرات في دبر كل صلة فريضة‪ ،‬فان حاجتك‬
‫تقضى إنشاء ال تعالى‪ ،‬قال الحسين‪ :‬فأدمتها‪ ،‬فوال ما مضت بي إل‬
‫أربعة أشهر حتى اقتضيت ديني وقضيت ما علي‪ ،‬وافتضلت مائة ألف‬
‫درهم )‪ - 6 .(1‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن منصور بن العباس‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل بن سهل قال‪ :‬كتبت إلى جعفر عليه السلم أني قد لزمني دين‬
‫فادح‪ ،‬فكتب‪ :‬أكثر من الستغفار‪ ،‬ورطب لسانك بقراءة إنا أنزلناه )‪.(2‬‬
‫‪ *) 112‬باب *( * " )أدعية السفر( " * أقول‪ :‬قد أرودنا عمدة الداب‬
‫والعمال والدعية للسفر في عدة أبواب من كتاب الحج وفي كتاب‬
‫العشرة‪ ،‬وكتاب الداب والسنن‪ ،‬ولنذكر هنا أيضا نبذا منها تيمنا وتبركا‬
‫بذلك إنشاء ال تعالى‪ - 1 .‬مهج‪ :‬دعاء علمه النبي صلى ال عليه وآله‬
‫عليا عليه السلم حين وجهه إلى اليمن‪ " :‬اللهم إني أتوجه إليك بل ثقة‬
‫مني بغيرك‪ ،‬ول رجاء يأوي بي إل إليك ول قوة أتكل عليها‪ ،‬ول حيلة ألجا‬
‫إليها إل طلب فضلك‪ ،‬والتعرض لرحمتك‪ ،‬والسكون إلى أحسن عادتك )‪(3‬‬
‫وأنت أعلم بما سبق لي في وجهي هذا مما احب وأكره فانما أوقعت على‬
‫فيه قدرتك فمحمود فيه بلؤك‪ ،‬متضح فيه قضاؤك وأنت تمحو ما تشاء‬
‫وتثبت وعندك ام الكتاب‪.‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ (2) .399‬الكافي ج ‪ 5‬ص ‪ (3) .317‬عداتك خ ل‪.‬‬

‫]‪[304‬‬

‫اللهم فاصرف عنى مقادير كل بلء‪ ،‬ومقاصر كل لواء‪ ،‬وابسط على كنفا من‬
‫رحمتك‪ ،‬وسعة من فضلك‪ ،‬ولطفا من عفوك‪ ،‬حتى ل احب تعجيل ما أخرت‬
‫ول تأخير ما عجلت وذلك معما أسألك أن تخلفنى في أهلي وولدي‬
‫وصروف حزانتى بأحسن ما خلفت به غائبا من المؤمنين في تحصين كل‬
‫عورة‪ ،‬وستر كل سيئة‪ ،‬وحط كل معصية‪ ،‬وكفاية كل مكروه وارزقني على‬
‫ذلك شكرك وذكرك وحسن عبادتك‪ ،‬والرضا بقضائك‪ ،‬يا ولي المؤمنين‪.‬‬
‫واجعلني وولدي وما خولتني ورزقتني من المؤمنين والمؤمنات في حماك‬
‫الذي ل يستباح‪ ،‬وذمتك التي ل تخفر‪ ،‬وجوارك الذي ل يرام‪ ،‬وأمانك الذي‬
‫ل ينقض‪ ،‬وسترك الذي ل يهتك‪ ،‬فانه من كان في حماك وذمتك وجوارك‬
‫وأمانك و سترك كان آمنا محفوظا ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬قال محمد بن المشهدي في مزاره‪ :‬روي عن مولنا أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬لما أراد أمير المؤمنين عليه السلم الخروج إلى اليمن‬
‫قال له رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا علي صل ركعتين وأقبل إلي حتى‬
‫اعلمك دعاء يجمع ال به لك خير الدنيا والخرة قال مولي صلوات ال‬
‫عليه‪ :‬فصليت وأقبلت إليه‪ ،‬فقال لي عليه السلم‪ :‬قل‪ " :‬اللهم إنى أتوجه‬
‫إليك " وساق الدعاء كما مر وزاد في آخره وصلى ال على سيدنا محمد‬
‫وآله‪) * 113 .‬باب( * * " )أدعية الخروج من الدار( " * أقول‪ :‬وقد‬
‫أوردت أكثر تلك الدعية والداب في كتاب الداب والسنن وكتاب العشرة‬
‫وغيرهما‪ ،‬ولنذكر هنا أيضا نبذا يسيرا منها‪ - 1 .‬كتاب زيد الزراد‪ :‬قال‪:‬‬
‫رأيت أبا عبد ال عليه السلم قد خرج من منزله فوقف على عتبة باب‬
‫داره‪ ،‬فلما نظر إلى السماء رفع رأسه وحرك أصبعه السبابة‬

‫]‪[305‬‬

‫يديرها ويتكلم بكلم خفي لم أسمعه‪ ،‬فسألته فقال‪ :‬نعم يا زيد‪ ،‬إذا أنت نظرت إلى‬
‫السماء فقل‪ " :‬يا من جعل السماء سقفا مرفوعا‪ ،‬يا من رفع السماء بغير‬
‫عمد‪ ،‬يا من سد الهواء بالسماء‪ ،‬يا منزل البركات من السماء إلى الرض‪،‬‬
‫يا من في السماء ملكه وعرشه‪ ،‬وفي الرض سلطانه‪ ،‬يا من هو بالمنظر‬
‫العلى‪ ،‬يا من هو بالفق المبين‪ ،‬يا من زين السماء بالمصابيح وجعلها‬
‫رجوما للشياطين‪ ،‬صل على محمد وعلى آل محمد واجعل فكري في خلق‬
‫السموات والرض‪ ،‬واختلف الليل والنهار‪ ،‬ول تجعلني من الغافلين‪،‬‬
‫وأنزل على بركات من السماء‪ ،‬وافتح لي الباب الذي إليك يصعد منه صالح‬
‫عملي حتى يكون ذلك إليك واصل‪ ،‬وقبيح عملي فاغفره‪ ،‬واجعله هباء‬
‫منثورا متلشيا‪ ،‬وافتح لي باب الروح والفرج والرحمة‪ ،‬وانشر على‬
‫بركاتك وكفلين من رحمتك فآتني‪ ،‬وأغلق عني الباب الذي تنزل منه نقمتك‬
‫وسخطك وعذابك الدنى وعذابك الكبر‪ ،‬إن في خلق السموات والرض‬
‫واختلف الليل والنهار‪ " ....‬إلى آخر الية‪ .‬ثم تقول‪ :‬اللهم عافني من شر‬
‫ما ينزل من السماء إلى الرض‪ ،‬ومن شر ما يعرج فيها‪ ،‬ومن شر ما ذرأ‬
‫في الرض وما يخرج منها‪ ،‬ومن شر طوارق الليل والنهار‪ ،‬إل طارقا‬
‫يطرقني بخير‪ ،‬اطرقني برحمة منك تعمني وتعم داري و أهلي وولدي وأهل‬
‫حزانتي ]ول تطرقني ظ[ ببلء يغصنى بريقي ويشغلني عن رقادي فان‬
‫رحمتك سبقت غضبك‪ ،‬وعافيتك سبقت بلءك "‪ .‬وتقرأ حول نفسك وولدك‬
‫آية الكرسي‪ ،‬وأنا ضامن لك أن تعافى من كل طارق سوء‪ ،‬ومن كل أنواع‬
‫البلء‪ - 2 .‬كتاب زيد الزراد‪ :‬قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪:‬‬
‫إذا خرج أحدكم من منزله فليتصدق بصدقة‪ ،‬وليقل " اللهم أظلنى من تحت‬
‫كنفك وهب لى السلمة في وجهي هذا ابتغاء السلمة‪ ،‬والعافية والمغفرة‬
‫وصرف أنواع البلء‪ ،‬اللهم فاجعله لي أمانا في وجهي هذا‪ ،‬وحجابا وسترا‬
‫ومانعا وحاجزا من كل مكروه ومحذور‬
‫]‪[306‬‬

‫وجميع أنواع البلء‪ ،‬إنك وهاب جواد ماجد كريم "‪ .‬فانك إذا فعلت ذلك وقلته‪ ،‬لم‬
‫تزل في ظل صدقتك‪ ،‬ما نزل بلء من السماء إل ودفعه عنك‪ ،‬ول استقبلك‬
‫بلء في وجهك إل وصدمه عنك‪ ،‬ول أرادك من هوام الرض شئ من تحتك‬
‫ول عن يمينك ول عن يسارك إل وقمعته الصدقة‪) * 114 .‬باب( * * )في‬
‫أدعية السر المروية عن النبي صلى ال عليه وآله( * * )عن ال تعالى‪،‬‬
‫وهى من جملة الحاديث القدسية( * * )وفيها أدعية لكثير من المطالب‬
‫أيضا( * ‪ - 1‬لد‪ :‬أدعية السر‪ ،‬رواية عن أبي جعفر الباقر عليه السلم‪،‬‬
‫عن أمير المؤمنين عليه السلم قال‪ :‬كان لرسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫سر ل يعلمه إل قليل‪ ،‬قلما عثر )‪ (1‬عليه‪ ،‬وكان يقول وأنا أقول لعنة ال‬
‫وملئكته وأنبيائه ورسله‪ ،‬وصالح خلقه على مفشي سر رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله إلى غير ثقة‪ ،‬فاكتموا سر رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫فاني سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬يا علي إني وال ما‬
‫احدثك إل ما سمعته اذناي‪ ،‬ووعاه قلبي‪ ،‬ونظره بصري‪ ،‬إن لم يكن من ال‬
‫فمن رسوله‪ ،‬يعني جبرئيل عليه السلم فاياك يا علي أن تضيع سري هذا‬
‫فاني قد دعوت ال تعالى أن يذيق من أضاع سري هذا جراثيم جهنم‪ .‬اعلم‬
‫أن كثيرا من الناس وإن قل تعبدهم إذا علموا ما أقول لك‪ ،‬كانوا في أشد‬
‫العبادة‪ ،‬وأفضل الجتهاد‪ ،‬ولو ل طغاة هذه المة‪ ،‬لبثثت هذا السر‪،‬‬
‫ولكن ؟ ؟ علمت أن الدين إذا يضيع‪ ،‬وأحببت أن ل ينتهي ذلك إل إلى ثقة‪.‬‬
‫إني لما اسري بي إلى السماء‪ ،‬فانتهيت إلى السماء السابعة‪ ،‬فتح لي‬
‫بصري إلى فرجة في العرش تفور كفور )‪ (2‬القدور‪.‬‬

‫)‪ (1‬فلما عثر عليه كان خ‪ (2) .‬كما يفور القدر خ ل‪.‬‬

‫]‪[307‬‬

‫فلما أردت النصراف اقعدت عند تلك الفرجة‪ ،‬ثم نوديت يا محمد إن ربك يقرأ عليك‬
‫السلم‪ ،‬ويقول‪ :‬أنت أكرم خلقه عليه‪ ،‬وعنده علم قدزواه عن جميع‬
‫النبياء‪ ،‬وجميع اممهم غيرك وغير امتك‪ ،‬لمن ارتضيت ل منهم أن‬
‫ينشروه لمن بعدهم‪ ،‬لمن ارتضوا ل منهم أنه ل يضرهم بعد ما أقول لك‬
‫ذنب كان قبله‪ ،‬ول مخافة ما يأتي من بعده‪ ،‬ولذلك امرت بكتمانه‪ ،‬لئل يقول‬
‫العالمون‪ :‬حسبنا هذا من الطاعة‪ .‬يا محمد قل لمن عمل كبيرة من امتك‬
‫فأراد محوها‪ ،‬والطهارة منها‪ ،‬فليطهر لي بدنه وثيابه‪ ،‬ثم ليخرج إلى برية‬
‫أرضي‪ ،‬فليستقبل وجهي‪ ،‬يعني القبلة حيث ل يراه أحد ثم ليرفع يديه إلى‬
‫فانه ليس بيني وبينه حائل‪ ،‬وليقل‪ " :‬يا واسعا بحسن عائدته‪ ،‬ويا ملبسنا‬
‫)‪ (1‬فضل رحمته‪ ،‬ويا مهيبا لشدة سلطانه ويا راحما بكل مكان ضريرا‬
‫أصابه الضر فخرج إليك‪ ،‬مستغيثا بك آئبا إليك هائبا لك‪ ،‬يقول عملت سوءا‬
‫وظلمت نفسي ولمغفرتك خرجت إليك أستجير )‪ (2‬بك في خروجي من‬
‫النار‪ ،‬وبعز جللك تجاوزت تجاوز )‪ (3‬يا كريم‪ .‬وباسمك الذي تسميت به‪،‬‬
‫وجعلته في كل عظمتك ومع كل قدرتك‪ ،‬وفي كل سلطانك‪ ،‬وصيرته في‬
‫قبضتك‪ ،‬ونورته بكتابك‪ ،‬وألبسته وقارا منك‪ ،‬يا ال يا ال أطلب إليك ]أن‬
‫تصلي على محمد وآل محمد و[ أن تمحو عني ما أتيتك به )‪ (4‬وانزع‬
‫بدني عن مثله‪ ،‬فاني بك ل إله إل أنت أعتصم وباسمك الذي فيه تفصيل‬
‫المور كلها مؤمن‪ ،‬هذا اعترافي لك فل تخذلني‪ ،‬وهب لي عافية وانجني )‬
‫‪ (5‬من الذنب العظيم هلكت )‪ (6‬فتلفني بحق حقوقك كلها يا كريم "‪ .‬فانه‬
‫إن لم يرد بما أمرتك به غيري خلصته من كبيرته تلك‪ ،‬حتى أغفرها‬

‫يا ملبسا خ ل‪ (2) .‬استجرت بك خ ل‪ (3) .‬فتجاوز خ ل‪ (4) .‬أتيت بيدى خ ل‪(5) .‬‬
‫نجنى خ ل‪ (6) .‬الذى هلكت فيه خ ل‪.‬‬

‫]‪[308‬‬

‫له‪ ،‬واطهره البد منها لني قد علمتك أسماء اجيب بها الداعي‪ .‬يا محمد ومن كثرت‬
‫ذنوبه من امتك فيما دون الكبائر حتى يشهر بكثرتها ويمقت على اتباعها‪،‬‬
‫فليعتمدني عند طلوع الفجر أو قبل افول الشفق‪ ،‬ولينصب وجهه إلي‬
‫وليقل‪ " :‬يا رب يا رب فلن بن فلن عبدك شديد حياؤه منك لتعرضه )‪(1‬‬
‫لرحمتك لصراره على ما نهيت عنه من الذنب العظيم يا عظيم إن عظيم ما‬
‫أتيت به ل يعلمه غيرك‪ ،‬قد شمت في فيه القريب والبعيد‪ ،‬وأسلمني فيه‬
‫العدو والحبيب‪ ،‬وألقيت بيدي إليك طمعا لمر واحد‪ ،‬وطمعي ذلك في‬
‫رحمتك فارحمني يا ذا الرحمة الواسعة وتلفني بالمغفرة والعصمة من‬
‫الذنوب )‪ (2‬إني إليك متضرع‪ .‬أسئلك باسمك الذي يرسل )‪ (3‬أقدام حملة‬
‫عرشك ذكره‪ ،‬وترعد لسماعه أركان العرش إلى أسفل التخوم )‪ .(4‬إني‬
‫أسئلك بعز ذلك السم الذي مل كل شئ دونك إل رحمتني ]يا رب[‬
‫باستجارتي إليك باسمك هذا يا عظيم أتيتك بكذا وكذا ‪ -‬ويسمي المر الذي‬
‫أتى به ‪ -‬فاغفر لي تبعته‪ ،‬وعافني من إشاعته )‪ (5‬بعد مقامي هذا يا رحيم‬
‫"‪ .‬فانه إذا قال ذلك بدلت ذنوبه إحسانا‪ ،‬ورفعت دعاءه مستجابا‪ ،‬وغلبت‬
‫له هواه‪ .‬يا محمد ومن كان كافرا وأراد التوبة واليمان فليطهر لي بدنه‬
‫وثيابه‪ ،‬ثم ليستقبل قبلتي‪ ،‬وليضع حر جبينه لي بالسجود‪ ،‬فانه ليس بينى‬
‫وبينه حائل‪ ،‬وليقل‪ " :‬يا من تغشى لباس النور الساطع الذي استضاء به‬
‫أهل سماواته ]وأرضه[ ويا من خزن رؤيته عن كل من هو دونه وكذلك‬
‫ينبغي لوجهه الذي عنت وجوه‬
‫)‪ (1‬ومن تعرضه خ ل‪ (2) .‬من الذنب خ ل‪ (3) .‬يزيل خ ل‪ (4) .‬تخوم الرضين خ‬
‫ل‪ (5) .‬اتباعه خ ل‪ (6) .‬ولذلك خ ل‪.‬‬

‫]‪[309‬‬

‫الملئكة المقربين له إن الذي كنت لك فيه من عظمتك جاحدا أشد )‪ (1‬من كل نفاق‪،‬‬
‫فاغفر لي جحودي فاني أتيتك تائبا‪ ،‬وها أنا ذا أعترف لك على نفسي‬
‫بالفرية عليك‪ ،‬فإذ أمهلت )‪ (2‬لي في الكفر )‪ ،(3‬ثم خلصتني منه‪ ،‬فطوقني‬
‫حب اليمان الذي أطلبه منك‪ ،‬بحق مالك من السماء التي منعت من دونك‬
‫)‪ (4‬علمها لعظم شأنها‪ ،‬وشدة )‪ (2‬جللها‪ ،‬وبالسم الواحد الذي ل يبلغ‬
‫أحد صفة كنهه‪ ،‬وبحقها كلها أجرني أن أعود إلى الكفر بك )‪ (6‬سبحانك ل‬
‫إله إل أنت غفرانك إني من الظالمين "‪ .‬فانه إذا قال ذلك‪ ،‬لم يرفع رأسه إل‬
‫عن رضى مني وهذا له قبول‪ .‬يا محمد ومن كثرت همومه من امتك‬
‫فليدعني سرا‪ ،‬وليقل‪ " :‬يا جالي الحزان‪ ،‬ويا موسع الضيق‪ ،‬ويا أولى‬
‫بخلقه من أنفسهم‪ ،‬ويا فاطر تلك )‪ (7‬النفوس‪ ،‬وملهمها فجورها‪ ،‬وتقويها‬
‫)‪ (8‬نزل بي يا فارج )‪ (9‬الهم هم ضقت به ذرها وصدرا‪ ،‬حتى خشيت أن‬
‫أكون غرض فتنة يا ال وبذكرك تطمئن القلوب يا مقلب القلوب‬
‫]والبصار[ قلب قلبي من الهموم إلى الروح والدعة‪ ،‬ول تشغلني عن‬
‫ذكرك بتركك ما بى من الهموم‪ ،‬إنى إليك متضرع‪ .‬أسئلك باسمك الذي ل‬
‫يوصف إل بالمعنى لكتمانك )‪ (10‬هو في غيوبك ذات النور أجل )‪(11‬‬
‫بحقه أحزاني‪ ،‬واشرح صدري بكشوط ما بى من الهم )‪(12‬‬

‫)‪ (1‬أشر خ ل‪ (2) .‬أمهلتني خ ل‪ (3) .‬بالكفر خ ل‪ (4) .‬من ‪ -‬بالفتح والكسر‪(5) .‬‬
‫وشهرة جللها خ ل‪ (6) .‬إلى الكفور والرياء والفجور خ ل‪ (7) .‬تلك‬
‫النفس أنفسنا ل خ‪ (8) .‬والتقوى خ ل‪ (9) .‬يا مفرج خ ل‪ (10) .‬لكتمانه‬
‫خ ل لكتمانكه خ ل‪ (11) .‬اجل خ ل‪ (12) .‬من الهموم خ ل‪.‬‬

‫]‪[310‬‬

‫يا كريم "‪ .‬فانه إذا قال ذلك توليته‪ ،‬فجلوت همومه‪ ،‬فلن تعود إليه أبدا‪ .‬يا محمد‬
‫ومن نزلت به قارعة من فقر في دنياه فأحب العافية منها فلينزل بى فيها‪،‬‬
‫وليقل‪ " :‬يا محل كنوز أهل الغنى ويا مغنى أهل الفاقة من سعة تلك الكنوز‬
‫بالعائدة إليهم )‪ (1‬والنظر لهم‪ ،‬يا ال ل يسمى غيرك إلها إنما اللهة كلها‬
‫معبودة دونك بالفرية والكذب ل إله إل أنت يا ساد الفقر ويا جابر ]الكسر‪،‬‬
‫ويا كاشف[ الضر ويا عالم السرائر ]صلى على محمد وآله و[ ارحم هربي‬
‫إليك من فقري‪ ،‬أسئلك باسمك الحال في غناك‪ ،‬الذي ل يفتقر ذاكره أبدا أن‬
‫تعيذني من لزوم فقر أنسى به الدين أو بسوء )‪ (2‬غنى أفتتن به عن‬
‫الطاعة‪ ،‬بحق نور أسمائك كلها أطلب إليك من رزقك كفافا للدنيا تعصم به‬
‫الدين‪ ،‬ل أجد لي غيرك )‪ (3‬مقادير الرزاق عندك فانفعني من قدرتك فيها‬
‫بما تنزع به ما نزل بي من الفقر يا غني " ]يا مجيب[‪ .‬فانه إذا قال ذلك‬
‫نزعت الفقر من قبله‪ ،‬وغشيته الغنى‪ ،‬وجعلته من أهل القناعة‪ .‬يا محمد‬
‫ومن نزلت به مصيبة في نفسه أو دينه أو دنياه أو أهله أو ماله فأحب‬
‫فرجها‪ ،‬فلينزلها بي‪ ،‬وليقل‪ :‬يا ممتنا على أهل البصر بتطويقكهم بالدعة‬
‫التي أدخلتها عليهم بطاعتك ل حول ول قوة إل بك‪ ،‬فدحتني )‪ (4‬مصيبة قد‬
‫فتنتني‪ ،‬وأعيتني‪ ،‬المسالك للخروج )‪ (5‬منها‪ ،‬واضطرني إليك الطمع فيها‪،‬‬
‫مع حسن الرجاء لك فيها‪ ،‬فهربت إليك بنفسي وانقطعت إليك لضري‪،‬‬
‫ورجوتك لدعائي‪ ،‬قد هلكت فأغثني‪ ،‬واجبر مصيبتي بجلء كربها‪ ،‬وإدخالك‬
‫الصبر على فيها‪ ،‬فانك إن خليت بيني وبين‬

‫)‪ (1‬عليهم خ ل‪ (2) .‬بسوط خ ل بسط خ ل‪ (3) .‬ل أحد لى غيرك خ‪ (4) .‬قد حتنى‬
‫خ ل‪ (5) .‬للروح خ ل‪.‬‬

‫]‪[311‬‬

‫ما أنا فيه هلكت‪ ،‬فل صبر لي يا ذا السم الجامع ]الذي[ فيه عظيم الشؤون كلها‬
‫بحقك وأغثني بتفريج مصيبتي عني يا كريم "‪ .‬فانه إذا قال ذلك ألهمته‬
‫الصبر‪ ،‬وطوقته الشكر‪ ،‬وفرجت عنه مصيبته بجبرانها‪ .‬يا محمد ومن‬
‫خاف شيئا دوني من كيد العداء واللصوص فليقل في المكان الذي يخاف‬
‫فيه‪ " :‬يا آخذا بنواصي خلقه‪ ،‬والسافع بها إلى قدره‪ ،‬والمنفذ فيها حكمه‪،‬‬
‫و خالقها وجاعل قضائه )‪ (1‬لها غالبا وكلهم ضعيف عند غلبته‪ ،‬وثقت بك‬
‫يا سيدي عند قوتهم إني مكيود لضعفي )‪ (2‬ولقوتك )‪ (3‬على من كادني‬
‫تعرضت لك‪ ،‬فسلمني منهم اللهم فان حلت بينهم وبيني فذلك أرجوه منك‪،‬‬
‫وإن أسلمتني إليهم غيروا ما بي من نعمك يا خير المنعمين‪ ،‬صل على‬
‫محمد وآل محمد ول تجعل تغيير نعمتك على يد أحد سواك‪ ،‬ول تغيرها أنت‬
‫بي‪ ،‬فقد ترى الذي يراد بي‪ ،‬فحل بيني وبين شرهم بحق ما به تستجيب‬
‫الدعاء‪ ،‬يا ال يا رب العالمين "‪ .‬فانه إذا قال ذلك نصرته على أعدائه‬
‫وحفظته‪ .‬يا محمد ومن خاف شيئا مما في الرض من سبع أوهامة فليقل‬
‫في المكان الذي يخاف ذلك فيه‪ " :‬يا ذارئ ما في الرض كلها بعلمه‪،‬‬
‫بعلمك يكون ما يكون مما ذرأت لك السلطان على ما ذرأت‪ ،‬ولك السلطان‬
‫القاهر على كل شئ ]من[ دونك‪ ،‬يا عزيز يا منيع إني أعوذ بقدرتك على‬
‫كل شئ من كل شئ يضر من سبع أوهامة أو عارض من سائر الدواب يا‬
‫خالقها بفطرته ]صل على محمد وآل محمد و[ ادرأها عني واحجزها ول‬
‫تسلطها علي‪ ،‬وعافني من شرها وبأسها يا ال ذا العلم العظيم احفظني )‬
‫‪ (4‬بحفظك‬

‫)‪ (1‬قضائها خ ل‪ (2) .‬إلى ضعفى خ ل‪ (3) .‬ولقدرتك خ ل‪ (4) .‬حطنى خ ل‪.‬‬

‫]‪[312‬‬

‫من مخاوفي يا رحيم "‪ .‬فانه إذا قال ذلك‪ ،‬لم تضره دواب الرض التي ترى والتي ل‬
‫ترى‪ .‬يا محمد ومن خاف مما في الرض جانا أو شيطانا فليقل حين يدخله‬
‫الروع‪ " :‬يا ال الله الكبر القاهر بقدرته جميع عباده‪ ،‬والمطاع لعظمته‬
‫عند كل خليقته‪ ،‬والممضى مشيته لسابق قدره )‪ (1‬أنت تكلء ما خلقت‬
‫بالليل والنهار‪ ،‬ول يمتنع من أردت به سوءا بشئ دونك من ذلك السوء‪،‬‬
‫ول يحول أحد دونك بين أحد وما تريد به من الخير‪ ،‬كل ما يرى ول يرى‬
‫في قبضتك‪ ،‬وجعلت قبائل الجن والشياطين يروننا ول نراهم‪ ،‬وأنا لكيدهم‬
‫خائف )‪ (2‬فآمني من شرهم وبأسهم بحق سلطانك العزيز‪ ،‬يا عزيز "‪.‬‬
‫فانه إذا قال ذلك لم يصل إليه من الجن والشياطين سوء أبدا‪ .‬يا محمد ومن‬
‫خاف سلطانا أو أراد إليه طلب حاجة فليقل حين يدخل عليه‪ " :‬يا ممكن‬
‫هذا مما في يديه ومسلطه على كل من دونه‪ ،‬ومعرضه في ذلك لمتحان‬
‫دينه على كل من دونه‪ ،‬إنه يسطو بمرحه فيما آتيته من الملك ويجور فينا‬
‫ويتجبر بافتخاره )‪ (3‬بالذي ابتليته به من التعظيم عند عبادك‪ ،‬أسئلك أن‬
‫تسلبه ما هو فيه أنت بقوة ل امتناع له منها عند إرادتك )‪ (4‬فيها إني‬
‫أمتنع من شر هذا بخيرك‪ ،‬وأعوذ من قوته بقدرتك اللهم ]صل على محمد‬
‫وآله و[ ادفعه عني وآمني من حذاري منه بحق وجهك وعظمتك يا عظيم‬
‫"‪] .‬يا محمد[ وليقل إذا أراد طلب حاجة إليه‪ " :‬يا محمد هو أولى بهذا من‬
‫نفسه‪ ،‬ويا أقرب إليه من قلبه‪ ،‬ويا أعلم به من غيره‪ ،‬ويا رازقه مما هو‬
‫في يديه مما أحتاج إليه‪ ،‬إليك أطلب‪ ،‬وبك أتشفع لنجاح‬

‫)‪ (1‬قدرته خ ل‪ (2) .‬صل على محمد وآل محمد وآمنى خ ل‪ (3) .‬فتجازيه بالذى خ‬
‫ل‪ (4) .‬عند مرادته منها خ ل‪.‬‬

‫]‪[313‬‬

‫حاجتي‪ ،‬فخذ لي حين اكلمه بقلبه‪ ،‬فأغلبه لي‪ ،‬حتى أبتز منه حوائجي كلها بل‬
‫امتناع منه ول من ول رد ول فظاظة‪ ،‬يا حيا في غني ل تموت ول تبلي‬
‫أمت قلبه عن ردى بل قضاء الحاجة‪ ،‬واقض )‪ (1‬لي طلبتي في الذي قبله‬
‫وخذه لي في ذلك أخذ عزيز مقتدر‪ ،‬بحق قدرتك )‪ (2‬التي غلبت بها‬
‫العالمين " )‪ .(3‬فانه إذا قال ذلك قضيت حاجته ولو كانت في نفس‬
‫المطلوب إليه‪ .‬يا محمد ومن هم بأمرين فأحب أن أختار أرضاهما إلى‬
‫فالزمه إياه فليقل حين يريد ذلك‪ " :‬اللهم اختر لي بعلمك‪ ،‬ووفقني بعلمك‬
‫لرضاك ومحبتك‪ ،‬اللهم اختر لى )‪ (4‬بقدرتك‪ ،‬وجنبني بعزتك ]وقدرتك من[‬
‫مقتك‪ ،‬وسخطك‪ ،‬اللهم اختر لى فيما اريد من هذين المرين ‪ -‬وتسميهما ‪-‬‬
‫أحبهما إليك‪ ،‬وأرضاهما لك‪ ،‬وأقربهما منك‪ ،‬اللهم إني أسئلك بالقدرة التي‬
‫زويت بها علم الشياء عن جميع خلقك‪ ،‬أن تصلي على محمد وآل محمد‬
‫واغلب )‪ (5‬بالي وهواي وسريرتي وعلنيتي بأخذك‪ ،‬واسفع بناصيتي إلى‬
‫ما تراه لك رضى ولى صلحا فيما أستخيرك فيه‪ ،‬حتى تلزمني من ذلك‬
‫أمرا أرضى فيه بحكمك‪ ،‬وأتكل فيه على قضائك‪ ،‬وأكتفى فيه بقدرتك ول‬
‫تقلبني )‪ (6‬وهواى لهواك مخالف‪ ،‬ول ما اريد لما تريد لى مجانب‪ ،‬اغلب‬
‫بقدرتك التى تقضى بها ما أحببت بهواك هواي‪ ،‬ويسرني لليسرى التى‬
‫ترضى بها عن صاحبها ول تخذلني بعد تفويضي إليك أمري برحمتك التى‬
‫وسعت كل شئ اللهم أوقع خيرتك في قلبى‪ ،‬وافتح قلبى للزومها يا كريم‬
‫آمين "‪ .‬فانه إذا قال ذلك اخترت له منافعه في العاجل والجل‪.‬‬

‫)‪ (1‬وامض خ ل‪ (2) .‬وأنجح طلبتي لديه بقدرتك عليه خ ل‪ (3) .‬للغالبين خ ل‪(4) .‬‬
‫خر لى خ ل‪ (5) .‬وأن تغلبني خ ل‪ (6) .‬ول تغلبني خ ل‪.‬‬

‫]‪[314‬‬

‫يا محمد ومن أصابه معاريض بلء من مرض فلينزل بى فيه‪ ،‬وليقل‪ " .‬يا مصح )‬
‫‪ (1‬أبدان ملئكته ويا مفرغ تلك البدان لطاعته‪ ،‬ويا خالق الدميين صحيحا‬
‫ومبتلى‪ ،‬ويا معرض أهل السقم وأهل الصحة للجر والبلية ويا مداوي‬
‫المرضى وشافيهم ]ويا مصح أهل السقم بالباسهم عافيته[ بطبه‪ ،‬ويا‬
‫مفرج عن أهل البلء بلياهم بجليل )‪ (2‬رحمته‪ ،‬قد نزل بى من المر ما‬
‫رفضنى فيه أقاربي وأهلي والصديق والبعيد وما شمت بى فيه أعدائي حتى‬
‫صرت مذكورا ببلئي في أفواه المخلوقين وأعيتني أقاويل أهل الرض لقلة‬
‫علمهم بدواء دائي‪ ،‬وطب دوائي في علمك عندك مثبت‪ ،‬صل على محمد‬
‫وآل محمد‪ ،‬وانفعني بطبك فل طبيب أرجى عندي منك ول حميم أشد تعطفا‬
‫منك علي‪ ،‬قد غيرت بليتك نعمك علي‪ ،‬فحول ذلك عني إلى الفرج والرخاء‪،‬‬
‫فانك إن لم تفعل لم أرجه من غيرك فانفعني بطبك‪ ،‬وداوني بدوائك يا رحيم‬
‫"‪ .‬فانه إذا قال ذلك صرفت عنه ضره وعافيته منه‪ .‬يا محمد ومن نزل به‬
‫القحط من امتك فاني إنم اأبتلى بالقحط أهل الذنوب فليجأروا إلى جميعا‬
‫وليجأر إلي جائرهم‪ ،‬وليقل‪ " :‬يا معيننا على ديننا باحيائه أنفسنا بالذي‬
‫نشر علينا من رزقه‪ ،‬نزل بنا أمر عظيم ل يقدر على تفريجه عنا غير‬
‫منزله‪ ،‬يا منزله عجز العباد عن فرجه‪ ،‬فقد أشرفت البدان على الهلك‬
‫وإذا هلكت البدان هلك الدين‪ ،‬يا ديان العباد ومدبر امورهم بتقدير أرزاقهم‬
‫ل تحولن ]بشئ[ بيننا وبين رزقك‪ ،‬وهنئنا ما أصبحنا فيه من كرامتك لك‬
‫متعرضين‪ ،‬قد اصيب من ل ذنب له من خلقك بذنوبنا )‪ (3‬فارحمنا بمن‬
‫جعلته أهل لذلك حين تسأل به يا رحيم ل تحبس عن أهل الرض ما في‬
‫السماء وانشر علينا رحمتك‪ ،‬وابسط علينا كنفك‪ ،‬وعد علينا بقبولك‪،‬‬
‫وعافنا من الفتنة في الدين والدنيا‪ ،‬وشماتة القوم الكافرين‪ ،‬يا ذا النفع‬
‫والضر إنك إن أنجيتنا فبل‬

‫)‪ (1‬يا مصحح خ ل‪ (2) .‬بتحليل خ ل‪ (3) .‬فصل على محمد وآل محمد وارحمنا خ‬
‫ل‪.‬‬

‫]‪[315‬‬

‫تقديم منا لعمال حسنة‪ ،‬ولكن لتمام ما بنا من الرحمة ]والنعمة[ وإن رددتنا فبل‬
‫ظلم ]منك[ لنا ولكن بجنايتنا فاعف عنا قبل انصرافنا وأقلبنا بانجاح‬
‫الحاجة يا عظيم "‪ .‬فانه إن لم يرد مما أمرتك أحدا غيري حولت لهل تلك‬
‫البلدة بالشدة رخاء‪ ،‬وبالخوف أمنا‪ ،‬وبالعسر يسرا‪ ،‬وذلك لنى قد علمتك‬
‫دعاء عظيما‪ .‬يا محمد ومن أراد الخروج من أهله لحاجة أو سفر فأحب أن‬
‫ادويه سالما مع قضائي له الحاجة‪ ،‬فليقل حين يخرج من بيته‪ " :‬بسم ال‬
‫مخرجي‪ ،‬وباذنه خرجت‪ ،‬وقد علم قبل أن أخرج خروجي‪ ،‬وقد أحصى‬
‫علمه )‪ (1‬ما في مخرجي ومرجعي )‪ (2‬توكلت على الله الكبر توكل‬
‫مفوض إليه أمره ومستعين به على شؤنه‪ ،‬مستزيد من فضله‪ ،‬مبرئ‬
‫نفسه من كل حول‪ ،‬ومن كل قوة إل به‪ ،‬خروج ضرير )‪ (3‬خرج بضره إلى‬
‫من يكشفه‪ ،‬وخروج فقير خرج بفقره إلى من يسده‪ ،‬وخروج عائل خرج‬
‫بعيلته إلى من يغنيها وخروج من ربه أكبر ثقته وأعظم رجائه وأفضل‬
‫امنيته‪ ،‬ال ثقتي في جميع اموري كلها به فيها جميعا أستعين‪ ،‬ول شئ إل‬
‫ما شاء ال في علمه أسئل ال خير المخرج والمدخل ل إله إل هو إليه‬
‫المصير "‪ .‬فانه إذا قال ذلك وجهت له في مدخله ومخرجه السرور‪ ،‬وأديته‬
‫سالما‪ .‬يا محمد ومن أراد من أمتك أل يحول بين دعائه وبيني حائل‪ ،‬وأن‬
‫اجيبه لي أمر شاء‪ ،‬عظيما كان أو صغيرا في السر والعلنية‪ ،‬إلي أو إلى‬
‫غيري‪ ،‬فليقل آخر دعائه‪ " :‬يا ال المانع بقدرته خلقه‪ ،‬والمالك بها‬
‫سلطانه‪ ،‬والمتسلط بما في يديه )‪ (4‬كل مرجو دونك يخيب رجاء راجيه‪،‬‬
‫وراجيك مسرور ل يخيب أسئلك بكل رضى لك من كل شئ أنت فيه‪ ،‬وبكل‬
‫شئ تحب أن تذكر به وبك يا ال فليس يعدلك‬
‫)‪ (1‬بعلمه خ ل‪ (2) .‬رجعتي خ ل‪ (3) .‬ضعيف خ ل‪ (4) .‬والممسك بها ما في يديه‬
‫خ ل‪.‬‬

‫]‪[316‬‬

‫شئ أن تصلي على محمد وآله وأن تحوطني ووالدي وولدي وإخوانى وأخواتي‬
‫ومالي بحفظك وأن تقضى حاجتى في كذاوكذا "‪ .‬فإنه إذا قال ذلك قضيت‬
‫حاجته قبل أن يزول من مكانه‪ .‬يا محمد ومن أراد طلب شئ من الخير الذي‬
‫يتقرب به العباد إلى وأن أفتح له كائنا ما كان‪ ،‬فليقل حين يريد ذلك‪ " :‬يا‬
‫دالنا على المنافع لنفسنا من لزوم طاعته‪ ،‬ويا هادينا لعبادته التى جعلها‬
‫سبيل إلى درك رضاه‪ ،‬إنما يفتح الخير وليه يا ولى الخير قد أردت منك كذا‬
‫و كذا ‪ -‬ويسمي ذلك المر ‪ -‬ولم أجد إليه باب سبيل مفتوحا ول ناهج‬
‫طريق واضح ول تهيئة سبب تيسر )‪ (1‬أعيتنى فيه جميع اموري كلها في‬
‫الموارد والمصادر‪ ،‬وأنت ولى الفتح لى بذلك‪ ،‬لنك دللتني عليه فل تحظره‬
‫عنى ول تجبهنى عنه برد‪ ،‬فليس يقدر عليه أحد غيرك‪ ،‬وليس عند أحد إل‬
‫عندك‪ ،‬أسئلك بمفاتح غيوبك كلها‪ ،‬وجلل علمك كله‪ ،‬وعظيم شئونك كلها‪،‬‬
‫إقرار عينى وإفراح قلبى وتهنيتك إياي ]باسباغ[ نعمك على بتيسير قضاء‬
‫حوائجى ونسخكها في حوائج من نسخت حاجته مقضية‪ ،‬ل تقلبني بحقك‬
‫عن اعتمادي لك إل بها‪ ،‬فانك أنت الفتاح بالخيرات )‪ (2‬وأنت على كل شئ‬
‫قدير‪ ،‬فيا فتاح يا مدبر ]صل على محمد وآل محمد و[ هيئ لى تيسير‬
‫سببها وسهل على باب طريقها وافتح لى من غناك باب مدخلها )‪(3‬‬
‫ولينفعنى جاري )‪ (4‬بك فيها يا رحيم "‪ .‬فانه إذا قال ذلك فتحت له باب‬
‫الخير برضاي عنه وجعلته لي وليا‪ .‬يا محمد ومن أراد من امتك أن اعافيه‬
‫من الغل والحسد والرياء والفجور فليقل حين يسمع تأذين السحر‪ " :‬يا‬
‫مطفئ النوار بنوره‪ ،‬ويا مانع البصار من رؤيته‪ ،‬ويا محير القلوب‬

‫)‪ (1‬يسير خ ل‪ (2) .‬ذو الخيرات خ ل‪ (3) .‬مدخل بابها خ ل‪ (4) .‬استغاثتى خ ل‪.‬‬

‫]‪[317‬‬

‫في شأنه‪ ،‬إنك طاهر مطهر‪ ،‬يطهر بطهرك )‪ (1‬من طهرته بها‪ ،‬وليس من دونك أحد‬
‫أحوج إلى تطهيرك إياه منى لدينى وبدني وقلبي فأية حال كنت فيها مجانبا‬
‫لك في الطاعة والهوى )‪ (2‬فالزمني وإن كرهت حب طاعتك‪ ،‬بحق محل‬
‫جللك منك حتى أنال فضيلة الطهرة منك لجميع شئوني‪ ،‬رب ]صل على‬
‫محمد و آل محمد[ واجعل ما طهر من طهرتك على بدني طهرة خير حتى‬
‫تطهر به مني ما اكن في صدري واخفيه في نفسي‪ ،‬واجعلني على ذلك‬
‫أحببت أم كرهت واجعل محبتى تابعة لمحبتك‪ ،‬واشغلني بنفسي عن كل من‬
‫دونك شغل يدوم فيه العمل بطاعتك‪ ،‬واشغل غيري عني للمعافاة من نفسي‬
‫ومن جميع المخلوقين "‪ .‬فانه إذا قال ذلك ألزمته حب أوليائي‪ ،‬وبغض‬
‫أعدائي‪ ،‬وكفيته كل الذي أكفي عبادي الصالحين‪ .‬يا محمد ومن كانت له‬
‫حاجة سرا بالغة ما بلغت إلى أو إلى غيري‪ ،‬فليدعني في جوف الليل خاليا‪،‬‬
‫وليقل وهو على طهر‪ " :‬يا ال ما أجد أحدا إل وأنت رجاؤه‪ ،‬ومن أرجى‬
‫خلقك لك أنا يا ال وليس شئ من خلقك إل وهو واثق‪ ،‬ومن أوثق خلقك‬
‫بك أنا يا ال‪ ،‬وليس أحد من خلقك إل وهو لك في حاجته معتمد وفي‬
‫طلبته‪ ،‬سائل ومن ألحفهم سؤال لك أنا ومن أشدهم اعتمادا لك أنا لني‬
‫أمسيت شديدا ثقتي في طلبتي إليك وهي كذا وكذا ‪ -‬وسمها ‪ -‬فانك إن‬
‫قضيتها قضيت‪ ،‬وإن لم تقضها لم تقض أبدا )‪ (3‬وقد لزمني من المر ما ل‬
‫بد لي منها )‪ (4‬فلذلك طلبت إليك يا منفذ أحكامه بامضائها ]صل على‬
‫محمد وآل محمد و[ امض قضاء حاجتى هذه باثباتكما في غيوب الجابة‬
‫حتى تقلبني بها منجحا حيث كانت تغلب لي فيها أهواء جميع عبادك وامنن‬
‫على بامضائها وتيسيرها )‪ (5‬ونجاحها فيسرها لي فاني مضطر إلى‬
‫قضائها و‬

‫)‪ (1‬بطهرك تطهر خ ل‪ (2) .‬والهدى خ ل‪ (3) .‬فل تقضى خ ل‪ (4) .‬منه خ ل‪(5) .‬‬
‫واكفنى مؤنة تردادها خ ل‪.‬‬

‫]‪[318‬‬

‫قد علمت ذلك فاكشف ما بى من الضر بحقك الذي تقضي به ما تريد "‪ .‬فانه إذا قال‬
‫ذلك قضيت حاجته‪ ،‬قبل أن يزول‪ ،‬فليطب بذلك نفسه‪ .‬يا محمد إن لي علما‬
‫أبلغ به من علمه رضاي مع طاعتي‪ ،‬وأغلب له هواه إلى محبتي فمن أراد‬
‫ذلك فليقل‪ " :‬يا مزيل قلوب المخلوقين عن هواهم إلى هواه ويا قاصر ]ا[‬
‫أفئدة العباد لمضاء القضاء بنفاذ القدر )‪ (1‬ثبت قلبي على طاعتك‬
‫ومعرفتك وربوبيتك وأثبت في قضائك وقدرك البركة في نفسي وأهلي‬
‫ومالي في لوح الحفظ المحفوظ بحفظك يا حفيظ الحافظ حفظه احفظني‬
‫بالحفظ الذي جعلت )‪ (2‬من حفظته به محفوظا و صير شئوني كلها‬
‫بمشيتك في الطاعة لك مني مؤاتية‪ ،‬حبب إلى حب ما تحب من محبتك إلى‬
‫في الدين والدنيا‪ ،‬وأحيني على ذلك في الدنيا وتوفني عليه‪ ،‬و اجعلني من‬
‫أهله على كل حال أحببت أم كرهت يا رحيم "‪ .‬فانه إذا قال ذلك لم اره في‬
‫دينه فتنه ولم اكره إليه إطاعتي ومرضاتي أبدا‪ .‬يا محمد ومن أحب من‬
‫امتك رحمتي وبركاتي ورضواني وتعطفي وقبولي ووليتي وإجابتي فليقل‬
‫حين تزول الشمس أو يزول الليل‪ " :‬اللهم ربنا لك الحمد كله جملته‬
‫وتفصيله كما استحمدت به إلى أهله الذين خلقتهم لهم‪ ،‬اللهم ربنا لك الحمد‬
‫حمدا كما يحمدك )‪ (3‬من بالحمد رضيت عنه لشكر ما به من نعمك‪ ،‬اللهم‬
‫ربنا لك الحمد كما رضيت به لنفسك وقضيت به علي عبادك‪ ،‬حمدا مرغوبا‬
‫فيه عند أهل الخوف منك لمهابتك‪ ،‬ومرهوبا عند أهل العزة بك لسطواتك‪،‬‬
‫ومشهودا )‪ (4‬عند أهل النعام منك لنعامك‪ ،‬سبحانك متكبرا في منزلة‬
‫تذبذبت أبصار الناظرين‪ ،‬وتحيرت عقولهم عن بلوغ علم جللها‬

‫)‪ (1‬اثبت لى من قضائك وقدرك وازالتك وقصرك عملي وبدنى واهلى خ ل‪(2) .‬‬
‫حفظت خ ل‪ (3) .‬حمدك خ ل‪ (4) .‬مشكورا خ ل‪.‬‬

‫]‪[319‬‬

‫تباركت في منازلك العلى كلها‪ ،‬وتقدست في اللء التي أنت فيها أهل الكبرياء ل إله‬
‫إل أنت الكبير الكبر‪ ،‬للفناء خلقتنا وأنت الكائن للبقاء‪ ،‬فل تفنى ول نبقى‬
‫وأنت العالم بنا ونحن أهل العزة بك والغفلة عن شأنك‪ ،‬وأنت الذي ل تغفل‬
‫بسنة ول نوم‪ ،‬بحقك يا سيدي أجرني من تحويل ما أنعمت على به في‬
‫الدين والدنيا في أيام الدنيا يا كريم "‪ .‬فانه إذا قال ذلك كفيته كل الذي أكفي‬
‫عبادي الصالحين الحامدين الشاكرين‪ .‬يا محمد ومن أراد من امتك حفظى‬
‫وكلئتى ومعونتي فليقل عند صباحه و مسائه ونومه‪ " .‬آمنت بربي‪ ،‬وهو‬
‫ال الذي ل إله إل هو )‪ (1‬إله كل شئ ومنتهى كل علم ووارثه‪ ،‬ورب كل‬
‫رب‪ ،‬واشهد ال على نفسي بالعبودية والذل والصغار وأعترف بحسن‬
‫صنائع ال إلي وأبوء على نفسي بقلة الشكر‪ ،‬وأسئل ال في يومي هذا ]أ[‬
‫وفي ليلتى هذه بحق ما يراه له حقا على ما يراه مني له رضى )‪ (2‬وإيمانا‬
‫وإخلصا ورزقا واسعا ويقينا خالصا بل شك ول ارتياب‪ ،‬حسبي إلهى من‬
‫كل من هو دونه‪ ،‬وال وكيلي من كل من سواه‪ ،‬آمنت بسر علم ال كله‬
‫وعلنيته‪ ،‬وأعوذ بما في علم ال كله من كل سوء ومن كل شر‪ ،‬سبحان‬
‫العالم بما خلق اللطيف فيه‪ ،‬المحصى له‪ ،‬القادر عليه‪ ،‬ما شاء ال ل قوة‬
‫إل بال أستغفر ال وإليه المصير "‪ .‬فانه إذا قال ذلك جعلت له في خلقي‬
‫جهة‪ ،‬وعطفت عليه قلوبهم‪ ،‬وجعلته في دينه محفوظا‪ .‬يا محمد إن السحر‬
‫لم يزل قديما وليس يضر شيئا إل باذني‪ ،‬فمن أحب أن يكون من أهل‬
‫عافيتي من السحر فليقل‪ :‬اللهم رب موسى وخاصه بكلمه‪ ،‬وهازم من‬
‫كاده بسحره بعصاه‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬اله كل اله واله كل شئ خ ل‪ (2) .‬رضا ايمان واخلص واتقان واتقان بل شك‬
‫خ ل‪.‬‬
‫]‪[320‬‬

‫معيدها بعد العود ثعبانا‪ ،‬وملقفها إفك أهل الفك‪ ،‬ومفسد عمل الساحرين ومبطل كيد‬
‫أهل الفساد‪ ،‬من كادني بسحر أو بضر )‪ (1‬عامدا أو غير عامد‪ ،‬أعلمه أو‬
‫ل أعلمه وأخافه أو ل أخافه فاقطع من أسباب السماوات عمله حتى ترجعه‬
‫عني غير نافذ ول ضار )‪ (2‬لي‪ ،‬ول شامت بي إني أدرء بعظمتك في نحور‬
‫العداء‪ ،‬فكن لي منهم مدافعا أحسن مدافعة وأتمها يا كريم "‪ .‬فانه إذا قال‬
‫ذلك لم يضره سحر ساحر جني ول إنسى أبدا‪ .‬يا محمد ومن أراد من امتك‬
‫تقبل الفرائض والنوافل منه‪ ،‬فليقل خلف كل فريضة أو تطوع‪ " :‬يا شارعا‬
‫لملئكته الدين القيم )‪ (3‬دينا راضيا به منهم لنفسه‪ ،‬ويا خالقا من سوى‬
‫الملئكة من خلقه للبتلء بدينه‪ ،‬ويا مستخصا من خلقه لدينه رسل إلى‬
‫من دونهم‪ ،‬ويا مجازى أهل الدين بما عملوا في الدين‪ ،‬اجعلني بحق اسمك‬
‫الذي كل شئ من الخيرات منسوب إليه من أهل دينك المؤثر به بالزامكهم‬
‫حقه )‪ (4‬وتفريغك قلوبهم للرغبة في أداء حقك فيه إليك ل تجعل بحق‬
‫اسمك الذي فيه تفصيل المور كلها شيئا سوى دينك عندي أبين فضل ول‬
‫إلى أشد تحببا ول بى لصقا ول أنا إليه منقطعا واغلب بالى وهواي‬
‫وسريرتي وعلنيتي‪ ،‬واسفع بناصيتى إلى كل ما تراه لك مني رضي من‬
‫طاعتك في الدين "‪ .‬فانه إذا قال ذلك تقبلت منه النوافل والفرائض‪،‬‬
‫وعصمته فيها من العجب وحببت إليه طاعتي وذكري‪ .‬يا محمد من مله‬
‫هم دين من امتك فلينزل بي وليقل‪ " :‬يا مبتلي الفريقين أهل الفقر وأهل‬
‫الغنى‪ ،‬وجازيهم بالصبر في الذي ابتليتهم به‪ ،‬ويا مزين حب المال عند‬
‫عباده‪ ،‬وملهم النفس الشح والسخاء‪ ،‬ويا فاطر الخلق على الفظاظة‬
‫واللين‪ ،‬غمني دين فلن بن فلن‪ ،‬وفضحنى بمنه على به‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬بضير خ ل‪ (2) .‬ضائر خ ل‪ (3) .‬دين القيمة خ ل‪ (4) .‬حبه خ ل‪.‬‬

‫]‪[321‬‬

‫أعيانى باب طلبته إل منك‪ ،‬يا خير مطلوب إليه الحوائج يا مفرج الهاويل فرج همى‬
‫وأهاويلي في الذي لزمني من دين فلن بتيسير كه لي من رزقك‪ ،‬فاقضه يا‬
‫قدير ول تهنى بتأخر )‪ (1‬أدائه ول بتضييقه على‪ ،‬ويسر لي أداءه فاني به‬
‫مسترق فافكك رقي )‪ (2‬من سعتك التى ل تبيد ول تغيض أبدا "‪ .‬فانه إذا‬
‫قال ذلك صرفت عنه صاحب الدين وأديته إليه عنه‪ .‬يا محمد ومن أصابه‬
‫ترويع فأحب أن اتم عليه النعمة‪ ،‬واهنئه الكرامة وأجعله وجيها عندي‪،‬‬
‫فليقل‪ " :‬يا حاشي العز قلوب أهل التقوى ويا متوليهم بحسن سرائرهم‪،‬‬
‫ويا مؤمنهم بحسن تعبدهم‪ ،‬أسئلك بكل ما قد أبرمته إحصاء من كل شئ قد‬
‫أتقنته علما أن تستجيب لي بتثبيت قلبي على الطمأنينة واليمان‪ ،‬وأن‬
‫توليني من قبولك ما تبلغني به شدة الرغبة في طاعتك حتى ل ابالي أحدا‬
‫سواك‪ ،‬ول أخاف شيئا من دونك يا رحيم "‪ .‬فانه إذا قال ذلك آمنته من‬
‫روايع الحدثان في نفسه ودينه ونعمه‪ .‬يا محمد قل للذين يريدون التقرب‬
‫إلى‪ :‬اعلموا علم يقين أن هذا الكلم أفضل ما أنتم متقربون به إلى بعد‬
‫الفرائض‪ ،‬وذلك أن تقول‪ " :‬اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت أحسن‬
‫إليه صنيعا مني‪ ،‬ول له أدوم كرامة‪ ،‬ول عليه أبين فضلء‪ ،‬ول به أشد‬
‫ترفقا‪ ،‬ول عليه أشد حياطة )‪ (3‬ول عليه أشد تعطفا منك على‪ ،‬وإن كان‬
‫جميع المخلوقين يعد دون من ذلك مثل تعديدى فاشهد يا كافي الشهادة‬
‫بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك على‪ ،‬وقلة‬
‫شكرى لك فيها‪ ،‬يا فاعل كل إرادته‪ .‬صل على محمد وآله و طوقني أمانا‬
‫من حلول السخط فيه لقلة الشكر‪ ،‬وأوجب لي زيادة من إتمام النعمة )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬بتأخير خ ل‪ (2) .‬رقبتي خ ل وفى بعض النسخ رزقي‪ ،‬وكانه تصحيف‪(3) .‬‬
‫حيطة خ ل‪ (4) .‬زيادة النعمة خ ل‪.‬‬

‫]‪[322‬‬

‫بسعة المغفرة )‪ (1‬أنظرني خيرك وصل على محمد وآله ول تقايسني بسريرتي‬
‫وامتحن قلبي لرضاك واجعل ما تقربت به إليك في دينك لك خالصا ول‬
‫تجعله للزوم شبهة أو فخر أو رئاء )‪ (2‬أو كبر يا كريم "‪ .‬فانه إذا قال ذلك‬
‫أحبه أهل سماواتي وسموه الشكور‪ .‬يا محمد ومن أراد من امتك أل يكون‬
‫لحد عليه سلطان بكفايتي إياه الشرور فليقل‪ " :‬يا قابضا على الملك لما‬
‫دونه ومانعا من دونه نيل شئ من ملكه يا مغني )‪ (3‬أهل التقوى باماطته‬
‫الذى في جميع المور عنهم ل تجعل وليتى في الدين والدنيا إلى أحد‬
‫سواك‪ ،‬واسفع بنواصي أهل الخير كلهم إلى حتى أنال من خيرهم خيره‪،‬‬
‫وكن لي عليهم في ذلك معينا‪ ،‬وخذ لي بنواصي أهل الشر كلهم )‪ (4‬وكن‬
‫لي منهم في ذلك حافظا‪ ،‬وعني مدافعا ولى مانعا‪ ،‬حتى أكون آمنا بأمانك‬
‫لي بوليتك لي من شر من ل يؤمن ]شره[ إل بأمانك يا أرحم الراحمين "‪.‬‬
‫فانه إذا قال ذلك لم يضره كيد كائد أبدا‪ .‬يا محمد ومن أراد من امتك أن‬
‫تربح تجارته‪ ،‬فليقل حين يبتدي بها‪ " :‬يا مربي نفقات أهل التقوى‬
‫ومضاعفها‪ ،‬ويا سائق الرزاق سحا إلى المخلوقين ويا مفضلنا بالرزاق‬
‫بعضنا على بعض سقنى ووجهني في تجارتي هذه إلى وجه غنى عاصم‬
‫شكور آخذه بحسن شكر‪ ،‬لتنفعني به وتنفع به مني يا مريح تجارات‬
‫العالمين بطاعته ]صل على محمد وآل محمد و[ سق لي في تجارتي هذه‬
‫رزقا ترزقني فيه حسن الصنع فيما ابتليتني به‪ ،‬وتمنعني فيه )‪ (5‬من‬
‫الطغيان والقنوط‪ ،‬يا خيرنا شر رزقه ل تشمت بي )‪ (6‬بردك على دعائي‬
‫بالخسران عدوا لي وأسعدني بطلبتى منك و‬

‫)‪ (1‬الرحمة خ ل‪ (2) .‬ول فخر ول رياء خ ل‪ (3) .‬يا معين خ ل‪ (4) .‬حتى أعافي‬
‫من شرهم كلهم خ‪ (5) .‬في تجارتى هذه ربحا وارزقني فيه حسن الصنيع‬
‫فيما ابتليتنى وامنعنى فيه‪ ....‬خ‪ (6) .‬في المصدر‪ :‬ل تشمت بى عدوى‬
‫بردك دعائي بالخسران لى‪.‬‬

‫]‪[323‬‬

‫بدعائي إياك يا أرحم الراحمين " )‪ .(1‬فانه إذا قال ذلك أربحت تجارته‪ ،‬وأربيتها‬
‫له‪ .‬يا محمد ومن أراد من امتك المان من بليتي‪ ،‬والستجابة لدعوته‪،‬‬
‫فليقل حين يسمع تأذين المغرب‪ " :‬يا مسلط نقمه على أعدائه بالخذلن‬
‫لهم في الدنيا‪ ،‬والعذاب لهم في الخرة ويا موسعا فضله على أوليائه‬
‫بعصمته إياهم في الدنيا وحسن عائدته‪ ،‬ويا شديد النكال بالنتقام‪ ،‬ويا‬
‫حسن المجازاة بالثواب‪ ،‬ويا بارئ خلق الجنة والنار و ملزم أهلهما‬
‫عملهما‪ ،‬والعالم بمن يصير إلى جنته وناره‪ ،‬يا هادى يا مضل يا كافي يا‬
‫معافي يا معاقب‪ ،‬صل على محمد وآل محمد واهدني بهداك‪ ،‬وعافني‬
‫بمعافاتك من سكنى جهنم مع الشياطين‪ ،‬وارحمني فانك إن لم ترحمني أكن‬
‫)‪ (2‬من الخاسرين وأعذني من الخسران )‪ (3‬بدخول النار وحرمان الجنة‪،‬‬
‫بحق ل إله إل أنت يا ذا الفضل العظيم "‪ .‬فانه إذا قال ذلك تغمدته في ذلك‬
‫المقام الذي يقول فيه برحمتي‪ .‬يا محمد ومن ؟ ؟ غائبا فأحب أن أؤديه‬
‫سالما مع قضائي له الحاجة‪ ،‬فليقل ؟ ؟ غربته‪ " :‬يا جامعا بين أهل الجنة‬
‫على تألف من القلوب‪ ،‬وشدة تواجد في المحبة ويا جامعا بين طاعته وبين‬
‫من خلقه لها ويا مفرجا عن كل محزون‪ ،‬ويا موئل )‪ (4‬كل غريب‪ ،‬ويا‬
‫راحمى في غربتي بحسن الحفظ والكلءة والمعونة لي ويا مفرج ما بى‬
‫من الضيق والحزن بالجمع بينى وبين أحبتي‪ ،‬يا مؤلفا بين الحباء ]صل‬
‫على محمد وآل محمد و[ ل تفجعني بانقطاع أوبة )‪ (5‬أهلى وولدي عني‪،‬‬
‫ول‬

‫)‪ (1‬وصلى ال على محمد وآله الطيبين الطاهرين الخيار واسمع دعائي واستجب‬
‫ندائى انك سميع الدعاء خ‪ (2) .‬كنت خ ل‪ (3) .‬ومن دخول خ ل‪(4) .‬‬
‫منهل خ ل‪ (5) .‬رؤية خ ل‪.‬‬

‫]‪[324‬‬
‫تفجع أهلى بانقطاع أوبتي )‪ (1‬عنهم‪ ،‬بكل مسائلك أدعوك فاستجب لي فذلك دعائي‬
‫إياك فارحمني يا أرحم الراحمين "‪ .‬فانه إذا قال ذلك آنسته في غربته‪،‬‬
‫وحفظته في الهل‪ ،‬وأديته سالما مع قضائي له الحاجة‪ " .‬يا محمد ومن‬
‫أراد من امتك أن أرفع صلته مضاعفة‪ ،‬فليقل خلف كل صلة افترضت‬
‫عليه‪ ،‬وهو رافع يديه آخر كل شئ‪ :‬يا مبدئ السرار‪ ،‬ومبين الكتمان‪،‬‬
‫وشارع الحكام‪ ،‬وذارئ النعام وخالق النام‪ ،‬وفارض الطاعة‪ ،‬وملزم‬
‫الدين‪ ،‬وموجب التعبد أسئلك بحق تزكية كل صلة زكيتها‪ ،‬وبحق من‬
‫زكيتها له‪ ،‬وبحق من زكيتها به أن تجعل صلتي هذه زاكية متقبلة بتقبلكها‬
‫ورفعكها وتصيرك بها ديني زاكيا وإلهامك قلبي حسن المحافظة عليها‬
‫حتى تجعلني من أهلها الذين ذكرتهم بالخشوع فيها أنت ولي الحمد كله فل‬
‫إله إل أنت فلك الحمد كله بكل حمد أنت له ولي‪ ،‬وأنت ولي التوحيد كله فل‬
‫إله إل أنت فلك التوحيد كله بكل توحيد أنت له ولي وأنت ولي التهليل كله‪،‬‬
‫فل إله إل أنت فلك التهليل كله بكل تهليل أنت له ولي وأنت ولى التسبيح‬
‫كله فل إله إل أنت فلك التسبيح كله بكل تسبيح أنت له ولى وأنت ولي‬
‫التكبير كله فل إله إل أنت فلك التكبير كله بكل تكبير أنت له ولى‪ ،‬رب عد‬
‫علي في صلتي هذه برفعكها زاكية متقبلة إنك أنت السميع العليم "‪ .‬فانه‬
‫إذا قال ذلك رفعت له صلته مضاعفة في اللوح المحفوظ )‪ .(2‬أقول‪:‬‬
‫وجدت في بعض كتب الجازات إسنادا لدعية السر‪ ،‬وهو هذا‪ :‬من خط‬
‫السيد نظام الدين أحمد الشيرازي الفقير إلى ال الغني المغني أحمد بن‬
‫الحسن بن إبراهيم الحسني الحسيني‪ ،‬يروي عن عمه ومخدومه مجد الملة‬
‫والدين إسماعيل عن والده ومخدومه شرف السلم وعز المسلمين‬
‫إبراهيم عن شيخ شيوخ‬

‫)‪ (1‬رؤيتي خ ل‪ (2) .‬راجع البلد المين ص ‪.515 - 504‬‬

‫]‪[325‬‬

‫المحدثين صدر الحق والدين‪ ،‬إبراهيم بن محمد بن المؤيد عن الشيخ سديد الدين‬
‫يوسف بن على بن مطهر الحلي‪ ،‬عن الشيخ المام مهذب الدين أبي عبد‬
‫ال الحسين ابن الفرج النيلي‪ ،‬عن الشيخ المفيد أبي على الحسن بن محمد‬
‫الطوسى‪ ،‬عن الشيخ المام أبي جعفر محمد بن الحسن بن على الطوسي‪.‬‬
‫وعن الشيخ المام صدر الدين أيضا عن المام بدر الدين محمد بن أبي‬
‫الكرام عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر‪ ،‬عن القاضي فخر الدين محمد بن‬
‫خالد البهري‪ ،‬عن السيد المام ضياء الدين أبي الرضا فضل ال بن علي‬
‫الراوندي قال‪ :‬أخبرنا السيد المام أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن‬
‫معبد الحسني قال‪ :‬أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد ابن الحسن الطوسي قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو عبد ال الحسين بن عبيد ال بن إبراهيم الغضائري عن أبي‬
‫محمد هارون بن موسى التلعكبري قال‪ :‬حدثني أبو على محمد بن همام‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثني الحسن بن زكريا البصري قال‪ :‬حدثني صهيب بن عباد بن‬
‫صهيب‪ ،‬عن أبيه عباد‪ ،‬عن أبي عبد ال جعفر بن محمد الصادق عن أبيه‬
‫عن آبائه عن مولنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلم قال‪:‬‬
‫كان لرسول ال صلى ال عليه وآله سر فلما عثر عليه‪ ...‬إلى آخر أدعيه‬
‫السر‪ .‬أقول‪ :‬وذكر السيد الجل علي بن طاووس في كتاب فتح البواب في‬
‫الستخارات عند ذكر دعاء الستخارة من تلك الدعية سندا آخر حيث قال‪:‬‬
‫أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الصفهاني في جمادى الولى من سنة‬
‫تسع وأربعين وثلثمائة قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن علي الصفهاني‬
‫صاحب الشاذكوني قال‪ :‬حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد‬
‫الثقفي قال‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني قال‪ :‬حدثني‬
‫محمد بن إبراهيم بن نوح الصبحي وأبو الخصيب سليمان ابن عمرو بن‬
‫نوح الصبحي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن علي بن الحسين بن على بن أبيطالب‬
‫عن علي بن الحسين صلوات ال عليهم قال‪ :‬قال علي عليه الصلة‬
‫والسلم إنه كان لرسول ال صلى ال عليه وآله سر فلما عثر‪ ...‬إلى آخر‬
‫ما مر من الرواية‪ ،‬ثم ذكر الدعاء‪.‬‬

‫]‪[326‬‬

‫‪ * - 115‬باب * " )ما ينبغى أن يدعى به في زمان الغيبة( " أقول‪ :‬قد أوردنا أكثر‬
‫أدعية هذا المعنى في كتاب ]الغيبة[ ولنذكر هنا أيضا شطرا منها‪ - 1 .‬ك‪:‬‬
‫المظفر العلوي‪ ،‬عن ابن العياشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جبرئيل بن أحمد‪ ،‬عن‬
‫العسكري بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن‪ ،‬عن عبد ال‬
‫بن سنان قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ستصيبكم شبهة فتبقون بل‬
‫علم يرى‪ ،‬ول إمام هدى‪ ،‬ل ينجو منها إل من دعاء بدعاء الغريق‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫وكيف دعاء الغريق ؟ قال‪ :‬تقول‪ " :‬يا ال يا رحمن يا رحيم‪ ،‬يا مقلب‬
‫القلوب ثبت قلبي على دينك " فقلت " يا مقلب القلوب والبصار ثبت قلبي‬
‫على دينك " فقال‪ :‬إن ال عزوجل مقلب القلوب والبصار ولكن قل كما‬
‫أقول‪ " :‬يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " )‪ .(1‬مهج‪ :‬لعل معنى قوله‬
‫" البصار " لن تقلب القلوب والبصار يكون يوم القيامة من شدة‬
‫أهواله‪ ،‬وفي الغيبة‪ :‬إنما يخاف من تقلب القلوب دون البصار )‪- 2 .(2‬‬
‫ك‪ :‬العطار‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن خالد بن نجيح‪ ،‬عن زرارة عن‬
‫أبي عبد ال عليه السلم في حديث ذكر فيه غيبة القائم عليه السلم قال‬
‫زرارة‪ :‬فقلت‪ :‬جعلت فداك فان أدركت ذلك الزمان فأي شئ أعمل ؟ قال‪ :‬يا‬
‫زرارة إن أدركت ذلك الزمان فالزم هذا الدعاء " اللهم عرفني نفسك‪ ،‬فانك‬
‫إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك‪ ،‬اللهم عرفني رسولك فانك إن لم‬
‫تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فانك إن لم تعرفني‬
‫حجتك ضللت عن دينى " )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬اكمال الدين ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .21‬مهج الدعوات ص ‪ (3) .415‬اكمال الدين ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 11‬و ‪.12‬‬

‫]‪[327‬‬

‫أقول‪ :‬قد مضى بأسانيد في باب مدح المؤمنين في زمان الغيبة )‪ - 3 (1‬ك‪ .‬أبو‬
‫محمد الحسن بن أحمد المكتب قال‪ :‬حدثنا أبو على بن همام بهذا الدعاء‬
‫وذكر أن الشيخ )‪ (2‬قدس ال روحه أمله عليه وأمره أن يدعو به وهو‬
‫الدعاء في غيبة القائم عليه السلم‪ " :‬اللهم عرفني نفسك‪ ،‬فانك إن لم‬
‫تعرفني نفسك لم أعرف رسولك اللهم عرفني رسولك‪ ،‬فانك إن لم تعرفني‬
‫رسولك لم أعرف حجتك‪ ،‬اللهم عرفني حجتك فانك إن لم تعرفني حجتك‬
‫ضللت عن ديني‪ ،‬اللهم ل تمتني ميتة الجاهلية ول تزغ قلبي بعد إذ‬
‫هديتني‪ .‬اللهم فكما هديتني بولية من فرضت طاعته على من ولة أمرك‬
‫بعد رسولك صلواتك عليه وآله‪ ،‬حتى واليت ولة أمرك أمير المؤمنين‬
‫والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا‬
‫والحسن والحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين اللهم فثبتني على‬
‫دينك واستعملني بطاعتك‪ ،‬ولين قلبي لولي أمرك‪ ،‬وعافني مما امتحنت به‬
‫خلقك‪ ،‬وثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته عن خلقك‪ ،‬فباذنك غاب‬
‫عن بريتك‪ ،‬وأمرك ينتظر وأنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلح‬
‫أمر وليك في الذن له باظهار أمره‪ ،‬وكشف ستره‪ ،‬وصبرني على ذلك‬
‫حتى ل احب تعجيل ما أخرت‪ ،‬ول تأخير ما عجلت‪ ،‬ول أكشف عما سترته‪،‬‬
‫ول أبحث عما كتمته‪ ،‬ول انازعك في تدبيرك‪ ،‬ول أقول لم وكيف وما بال‬
‫ولي أمر ال ل يظهر وقد امتلت الرض من الجور ؟ وافوض اموري كلها‬
‫إليك‪ .‬اللهم إني أسئلك أن تريني ولي أمرك ظاهر نافذا لمرك‪ ،‬مع علمي‬
‫بأن لك السلطان‪ ،‬والقدرة والبرهان‪ ،‬والحجة والمشية‪ ،‬والرادة والحول‬
‫والقوة فافعل ذلك بي وبجميع المؤمنين حتى ننظر إلى وليك ظاهر المقالة‪،‬‬
‫واضح الدللة هاديا من الضللة‪ ،‬شافيا من الجهالة‪ ،‬أبرز يا رب مشاهده‪،‬‬
‫وثبت قواعده و‬

‫)‪ (1‬راجع ‪ 52‬ص ‪ (2) .150 - 122‬في المصدر‪ :‬الشيخ العمرى‪(*) .‬‬
‫]‪[328‬‬

‫اجعلنا ممن تقر عيننا برؤيته‪ ،‬وأقمنا بخدمته‪ ،‬وتوفنا على ملته‪ ،‬واحشرنا في‬
‫زمرته‪ .‬اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت‬
‫وصورت واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله‪ ،‬ومن‬
‫فوقه ومن تحته بحفظك الذي ل يضيع من حفظته به‪ ،‬واحفظ فيه رسولك‬
‫ووصي رسولك‪ ،‬اللهم ومد في عمره‪ ،‬وزد في أجله‪ ،‬وأعنه على ما أوليته‬
‫واسترعيته‪ ،‬وزد في كرامتك له‪ ،‬فانه الهادي المهدي القائم المهتدي‬
‫الطاهر التقي النقي الزكي الرضى المرضي الصابر المجتهد الشكور‪ .‬اللهم‬
‫ول تسلبنا اليقين لطول المد في غيبته‪ ،‬وانقطاع خبره عنا‪ ،‬ول تنسنا‬
‫ذكره وانتظار واليمان به‪ ،‬وقوة اليقين في ظهوره‪ ،‬والدعاء له والصلة‬
‫عليه‪ ،‬حتى ل يقنطنا طول غيبته من ظهوره وقيامه‪ ،‬ويكون يقيننا في ذلك‬
‫كيقيننا في قيام رسول ال صلى ال عليه وآله وما جاء به من وحيك‬
‫وتنزيلك‪ ،‬قو قلوبنا على اليمان به حتى تسلك بنا لى يده منهاج الهدى‬
‫والمحجة العظمى والطريقة الوسطى وقونا على طاعته‪ ،‬وثبتنا على‬
‫مشايعته‪ ،‬واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره‪ ،‬والراغبين بفعله‪ ،‬ول‬
‫تسلبنا ذلك في حياتنا ول عند وفاتنا حتى توفانا ونحن على ذلك‪ ،‬غير‬
‫شاكين ول ناكثين‪ ،‬ول مرتا بين ول مكذبين‪ .‬اللهم عجل فرجه‪ ،‬وأيده‬
‫بالنصر‪ ،‬وانصر ناصريه‪ ،‬واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له وكذب‬
‫به‪ ،‬وأظهر به الحق وأمت به الجور‪ ،‬واستنقذ به عبادك المؤمنين من‬
‫الذل‪ ،‬وانعش به البلد‪ ،‬واقتل به الجبابرة الكفرة‪ ،‬واقصم به رؤوس‬
‫الضللة‪ ،‬وذلل به الجبارين والكافرين‪ ،‬وأبر به المنافقين والناكثين وجميع‬
‫المخالفين والملحدين‪ ،‬في مشارق الرض ومغاربها‪ ،‬وبحرها وبرها‬
‫وسهلها وجبلها‪ ،‬حتى ل تدع منهم ديارا‪ ،‬ول تبقي لهم آثارا‪ ،‬وتطهر منهم‬
‫بلدك‪ .‬واشف منهم صدور عبادك‪ ،‬وجدد به ما امتحى من دينك‪ ،‬وأصلح‬
‫به ما بدل من حكمك‪ ،‬وغير من سنتك‪ ،‬حتى يعود دينك به وعلى يده غضا‬
‫جديدا صحيحا ل عوج‬

‫]‪[329‬‬

‫فيه ول بدعة معه‪ ،‬حتى تطفي بعدله نيران الكافرين‪ ،‬فانه عبدك الذي استخلصته‬
‫لنفسك‪ ،‬وارتضيته لنصره دينك‪ ،‬واصطفيته بعلمك‪ ،‬وعصمته من الذنوب‪،‬‬
‫و برأته من العيوب‪ ،‬وأطلعته على الغيوب‪ ،‬وأنعمت عليه‪ ،‬وطهرته من‬
‫الرجس ونقيته من الدنس‪ .‬اللهم فصل عليه وعلى آبائه الئمة الطاهرين‪،‬‬
‫وعلى شيعتهم المنتجبين وبلغهم من آمالهم أفضل من يأملون‪ ،‬واجعل ذلك‬
‫منا خالصا من كل شك وشبهة ورياء وسمعة‪ ،‬حتى ل نريد به غيرك‪ ،‬ول‬
‫نطلب به إل وجهك‪ .‬اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا‪ ،‬وغيبة ولينا‪ ،‬وشدة‬
‫الزمان علينا ووقوع الفتن ]بنا[ وتظاهر العداء‪ ،‬وكثرة عدونا وقلة‬
‫عددنا‪ ،‬اللهم فافرج ذلك بفتح منك تعجله‪ ،‬وبصبر منك تيسره‪ ،‬وإمام عدل‬
‫تظهره‪ ،‬إله الحق رب العالمين‪ .‬اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار‬
‫عدلك في عبادك‪ ،‬وقتل أعدائك في بلدك‪ ،‬حتى ل تدع للجور دعامة إل‬
‫قصمتها‪ ،‬ول بنية إل أفنيتها )‪ (1‬ول قوة إل أوهنتها‪ ،‬ول ركنا إل هددته‪،‬‬
‫ول حدا إل فللته‪ ،‬ول سلحا إل كللته ول راية إل نكستها‪ ،‬ول شجاعا إل‬
‫قتلته‪ ،‬ول حبا )‪ (2‬إل خذلته‪ ،‬ارمهم يا رب بحجرك الدامغ‪ ،‬واضربهم‬
‫بسيفك القاطع‪ ،‬وببأسك الذي ل يرد عن القوم المجرمين وعذب أعداءك‬
‫وأعداء دينك‪ ،‬وأعداء رسولك بيد وليك‪ ،‬وأيدي عبادك المؤمنين‪ .‬اللهم‬
‫اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه‪ ،‬وكد من كاده‪ ،‬وامكر بمن مكر‬
‫به‪ ،‬واجعل دائرة السوء على من أراد به‪ ،‬سوءا‪ ،‬واقطع عنه مادتهم‬
‫وارعب به قلوبهم‪ ،‬وزلزل له أقدامهم وخذهم جهرة وبغتة‪ ،‬شدد عليهم‬
‫عقابك واخزهم في عبادك‪ ،‬والعنهم في بلدك‪ ،‬واسكنهم أسفل نارك‪ ،‬وأحط‬
‫بهم أشد‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬ول بقية‪ (2) .‬في المصدر‪ :‬ول جيشا‪.‬‬

‫]‪[330‬‬

‫عذابك وأصلهم نارا‪ ،‬واحش قبور موتاهم نارا‪ ،‬وأصلهم حر نارك‪ ،‬فانهم أضاعوا‬
‫الصلة‪ ،‬واتبعوا الشهوات‪ ،‬وأذلوا عبادك‪ .‬اللهم وأحي بوليك القرآن وأرنا‬
‫نوره سرمدا ل ظلمة فيه‪ ،‬وأحي به القلوب الميتة‪ ،‬واشف به الصدور‬
‫الوغرة‪ ،‬واجمع به الهواء المختلفة على الحق‪ ،‬وأقم به الحدود المعطلة‬
‫والحكام المهملة حتى ل يبقى حق إل ظهر ول عدل إل زهر واجعلنا يا رب‬
‫من أعوانه وممن يقوى بسلطانه والمؤتمرين لمره و الراضين بفعله‬
‫والمسلمين لحكامه وممن ل حاجة به إلى التقية من خلقك أنت يا رب الذي‬
‫تكشف السوء وتجيب المضطر إذا دعاك وتنجى من الكرب العظيم فاكشف‬
‫الضر عن وليك واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له اللهم ول تجعلنا‬
‫من خصماء آل محمد ول تجعلنا من أعداء آل محمد ول تجعلني من أهل‬
‫الحنق والغيظ على آل محمد فانى أعوذ بك من ذلك فأعذني وأستجير بك‬
‫فأجرني اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا‬
‫والخرة ومن المقربين )‪ .(1‬جم‪ :‬جماعة باسنادهم إلى جدي أبي جعفر‬
‫الطوسي‪ ،‬عن جماعة‪ ،‬عن التلعكبري‪ ،‬عن أبي على محمد بن همام مثله )‬
‫‪ - 4 .(2‬جم‪ :‬جماعة باسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫جيد‪ ،‬عن محمد بن الحسن بن سعيد بن عبد ال والحميري وعلي بن‬
‫إبراهيم والصفار كلهم عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن إسماعيل بن مولد‬
‫وصالح بن السندي‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن ورواه جدي أبو جعفر‬
‫الطوسى فيما يرويه عن يونس بن عبد الرحمن بعدة طرق تركت ذكرها‬
‫كراهية للطالة في هذا المكان‪ ،‬يروي عن يونس بن عبد الرحمن أن‬
‫الرضا عليه السلم كان يأمر بالدعاء لصاحب المر بهذا‪ :‬اللهم ادفع عن‬
‫وليك وخليفتك‪ ،‬وحجتك على خلقك‪ ،‬ولسانك المعبر عنك باذنك‪ ،‬الناطق‬
‫بحكمك‪ ،‬وعينك الناظرة على بريتك‪ ،‬و شاهدك على عبادك‪ ،‬الجحجاح )‪(3‬‬
‫المجاهد‪ ،‬العائذ بك عندك‪ ،‬وأعذه‬

‫)‪ (1‬اكمال الدين ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .190‬جمال السبوع‪ (3) .529 - 521 :‬الجحجاح‪:‬‬
‫السيد المسارع في المكارم‪.‬‬

‫]‪[331‬‬

‫من شر جميع ما خلقت وبرأت‪ ،‬وأنشأت وصورت‪ ،‬واحفظه من بين يديه ومن خلفه‬
‫وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته‪ ،‬بحفظك الذي ل يضيع من‬
‫حفظته به‪ ،‬واحفط فيه رسولك وآباءه أئمتك‪ ،‬ودعائم دينك‪ ،‬واجعله في‬
‫وديعتك التي ل تضيع‪ ،‬وفي جوارك الذي ل يخفر‪ ،‬وفي منعك وعزك الذي‬
‫ل يقهر‪ ،‬وآمنه بأمانك الوثيق الذي ل يخذل من آمنته به‪ ،‬واجعله في كنفك‬
‫الذي ل يرام من كان فيه‪ ،‬وأيده بنصرك العزيز وأيده بجندك الغالب‪ ،‬وقوه‬
‫بقوتك واردفه بملئكتك‪ ،‬ووال من وله‪ ،‬وعاد من عاداه‪ ،‬وألبسه درعك‬
‫الحصينة‪ ،‬وحفه بالملئكة حفا‪ .‬اللهم وبلغه أفضل ما بلغت القائمين بقسطك‬
‫من أتباع النبيين‪ ،‬اللهم اشعب به الصدع‪ ،‬وارتق به الفتق‪ ،‬وأمت به‬
‫الجور‪ ،‬وأظهر به العدل‪ ،‬وزين بطول بقائه الرض‪ ،‬وأيده بالنصر‪،‬‬
‫وانصره بالرعب‪ ،‬وقو ناصريه‪ ،‬واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له‪،‬‬
‫ودمر من غشه‪ ،‬واقتل به جبابرة الكفر‪ ،‬وعمده ودعائمه واقصم به‬
‫رؤوس الضللة‪ ،‬وشارعة البدع‪ ،‬ومميتة السنة‪ ،‬ومقوية الباطل‪ ،‬وذلل به‬
‫الجبارين‪ ،‬وأبر به الكافرين‪ ،‬وجميع المحلدين في مشارق الرض‬
‫ومغاربها وبرها وبحرها‪ ،‬وسهلها وجبلها حتى ل تدع منهم ديارا ول تبقي‬
‫لهم آثارا‪ .‬اللهم طهر منهم بلدك‪ ،‬واشف منهم عبادك‪ ،‬وأعز به المؤمنين‪،‬‬
‫وأحي به سنن المرسلين‪ ،‬ودارس حكمة النبيين‪ ،‬وجدد به ما امتحى من‬
‫دينك‪ ،‬وبدل من حكمك حتى تعيد دينك به وعلى يديه جديدا غضا محضا‬
‫صحيحا ل عوج فيه ول بدعة معه‪ ،‬وحتى تنير بعدله ظلم الجور‪ ،‬وتطفئ‬
‫به نيران الكفر‪ ،‬وتوضح به معاقد الحق‪ ،‬ومجهول العدل‪ ،‬فانه عبدك الذي‬
‫استخصلته لنفسك‪ ،‬واصطفيته من خلقك‪ ،‬واصطنعته على عينك‪ ،‬وائتمنته‬
‫على غيبك‪ ،‬وعصمته من الذنوب‪ ،‬وبرأته من العيوب‪ ،‬وطهرته من‬
‫الرجس‪ ،‬وسلمته من الدنس‪ .‬اللهم فإنا نشهد له يوم القيامة‪ ،‬ويوم حلول‬
‫الطامة‪ ،‬أنه لم يذنب ذنبا ول أتى حوبا‪ ،‬ولم يرتكب معصية‪ ،‬ولم يضيع لك‬
‫طاعة‪ ،‬ولم يهتك لك حرمة‪ ،‬ولم‬

‫]‪[332‬‬

‫يبدل لك فريضة‪ ،‬ولم يغير لك شريعة‪ ،‬وإنه الهادي المهدي الطاهر التقى النقي‬
‫الرضي الزكي‪ .‬اللهم أعطه في نفسه وأهله وولده وذريته وامته وجميع‬
‫رعيته ما تقر به عينه‪ ،‬وتسر به نفسه‪ ،‬وتجمع له ملك المملكات كلها‪،‬‬
‫قريبها وبعيدها‪ ،‬وعزيزها وذليلها‪ ،‬حتى يجرى حكمه على كل حكم‪ ،‬ويغلب‬
‫بحقه كل باطل‪ .‬اللهم اسلك بنا على يديه منهاج الهدى‪ ،‬والمحجة العظمى‪،‬‬
‫والطريقة الوسطى التي يرجع إليها القالي‪ ،‬ويلحق بها التالى‪ ،‬وقوفا على‬
‫طاعته‪ ،‬وثبتنا على مشايعته وامنن علينا بمتابعته‪ ،‬واجعلنا في حزبه‬
‫القوامين بأمره‪ ،‬الصابرين معه‪ ،‬الطالبين رضاك بمناصحته‪ ،‬حتى تحشرنا‬
‫يوم القيمة في أنصاره وأعوانه ومقوية سلطانه‪ .‬اللهم واجعل ذلك لنا‬
‫خالصا من كل شك وشبهة‪ ،‬ورياء وسمعة‪ ،‬حتى ل نعتمد به غيرك‪ ،‬ول‬
‫نطلب به إل وجهك‪ ،‬وحتى تحلنا محله‪ ،‬وتجعلنا في الجنة معه‪ ،‬وأعذنا من‬
‫السأمة والكسل والفترة واجعلنا ممن تنتصر به لدينك‪ ،‬وتعز به نصر‬
‫وليك‪ ،‬ول تستبدل بنا غيرنا‪ ،‬فان استبدالك بنا غيرنا عليك يسير‪ ،‬وهو‬
‫علينا عسير‪ .‬اللهم صل على ولة عهده‪ ،‬والئمة من بعده‪ ،‬وبلغهم آمالهم‪،‬‬
‫وزد في آجالهم‪ ،‬وأعز نصرهم‪ ،‬وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم‪،‬‬
‫وثبت دعائهم واجعلنا لهم أعوانا‪ ،‬وعلى دينك أنصارا‪ ،‬فانهم معادن‬
‫كلماتك‪ ،‬وأركان توحيدك ودعائم دينك‪ ،‬وولة أمرك‪ ،‬وخالصتك بين عبادك‪،‬‬
‫وصفوتك من خلقك‪ ،‬وأولياؤك وسلئل أوليائك‪ ،‬وصفوة أولد رسلك‪،‬‬
‫والسلم عليهم ورحمة ال وبركاته )‪ - 5 .(1‬قال السيد‪ :‬ووجدت هذا‬
‫الدعاء برواية اخرى‪ ،‬وهي ما حدث به زيد بن جعفر العلوي‪ ،‬عن إسحاق‬
‫بن الحسن‪ ،‬عن محمد بن همام بن سهيل ومحمد بن شعيب بن أحمد معا‪،‬‬
‫عن شعيب بن أحمد المالكي عن يونس بن عبد الرحمن عن مولنا أبي‬
‫الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلم أنه كان يأمر بالدعاء للحجة‬

‫)‪ (1‬جمال السبوع‪.511 - 506 :‬‬

‫]‪[333‬‬

‫صاحب الزمان عليه السلم فكان من دعائه له صلوات ال عليهما‪ .‬اللهم صل على‬
‫محمد وآل محمد‪ ،‬وادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك‪ ،‬ولسانك‬
‫المعبر عنك بإذنك‪ ،‬الناطق بحكمتك‪ ،‬وعينك الناظرة في بريتك وشاهدا على‬
‫عبادك‪ ،‬الجحجاح المجاهد المجتهد‪ ،‬عبدك العائذ بك‪ .‬اللهم وأعذه من شر‬
‫ما خلقت وذرأت وبرأت وأنشأت وصورت‪ ،‬واحفظه من بين يديه ومن‬
‫خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته‪ ،‬بحفظك الذي ل يضيع‬
‫من حفظته به‪ ،‬واحفط فيه رسولك ووصي رسولك وآباءه أئمتك ودعائم‬
‫دينك‪ ،‬صلواتك عليهم أجمعين‪ ،‬واجعله في وديعتك التي ل تضيع‪ ،‬وفي‬
‫جوارك الذي ل يخفر‪ ،‬وفي منعك وعزك الذي ل يقهر‪ .‬اللهم وآمنه بأمانك‬
‫الوثيق الذي ل يخذل من أمنته به‪ ،‬واجعله في كنفك الذي ل يضام من كان‬
‫فيه‪ ،‬وانصره بنصرك العزيز‪ ،‬وأيده بجندك الغالب‪ ،‬وقوه بقوتك‪ ،‬واردفه‬
‫بملئكتك‪ .‬اللهم وال من واله‪ ،‬وعاد من عاداه‪ ،‬وألبسه درعك الحصينة‬
‫وحفه بملئكتك حفا‪ .‬اللهم وبلغه أفضل ما بلغت القائمين بقسطك من أتباع‬
‫النبيين‪ ،‬اللهم اشعب به الصدع‪ ،‬وارتق به الفتق‪ ،‬وأمت به الجور‪ ،‬وأظهر‬
‫به العدل‪ ،‬وزين بطول بقائه الرض‪ ،‬وأيده بالنصر‪ ،‬وانصره بالرعب‪،‬‬
‫وافتح له فتحا يسيرا‪ ،‬واجعل له من لدنك على عدوك وعدوه سلطانا‬
‫نصيرا‪ .‬اللهم اجعله القائم المنتظر‪ ،‬والمام الذي به تنتصر‪ ،‬وأيده بنصر‬
‫عزيز وفتح قريب‪ ،‬وورثه مشارق الرض ومغاربها‪ ،‬اللتي باركت فيها‪،‬‬
‫وأحي به سنة نبيك صلواتك عليه وآله‪ ،‬حتى ل يستخفي بشئ من الحق‬
‫مخافة أحد من الخلق‪ ،‬وقو ناصره‪ ،‬واخذل خاذله‪ ،‬ودمدم على من نصب‬
‫له‪ ،‬ودمر على من غشه‪ .‬اللهم واقتل به جبابرة الكفر‪ ،‬وعمده ودعائمه‪،‬‬
‫والقوام به‪ ،‬واقصم‬

‫]‪[334‬‬

‫به رؤوس الضللة‪ ،‬وشارعة البدعة‪ ،‬ومميتة السنة‪ ،‬ومقوية الباطل‪ ،‬وأذلل به‬
‫الجبارين‪ ،‬وأبر به الكافرين والمنافقين وجميع الملحدين‪ ،‬حيث كانوا وأين‬
‫كانوا من مشارق الرض ومغاربها‪ ،‬وبرها وبحرها‪ ،‬وسهلها وحبلها حتى‬
‫ل تدع منهم دسارا‪ ،‬ول تبقي لم آثارا‪ .‬اللهم وطهر منهم بلدك‪ ،‬واشف‬
‫منهم عبادك‪ ،‬وأعز به المؤمنين‪ ،‬وأحى به سنن المرسلين‪ ،‬ودارس حكم‬
‫النبيين‪ ،‬وجدد به ما محي من دينك‪ ،‬وبدل من حكمك‪ ،‬حتى تعيد دينك به‬
‫وعلى يديه غضا جديدا صحيحا محضا ل عوج فيه ول بدعة معه‪ ،‬حتى‬
‫تبين ]تنير[ بعدله ظلم الجور‪ ،‬وتطفئ به نيران الكفر‪ ،‬وتطهر به معاقد‬
‫الحق‪ ،‬ومجهول العدل‪ ،‬وتوضح به مشكلت الحكم‪ .‬اللهم وإنه عبدك الذي‬
‫استخلصته لنفسك‪ ،‬واصطفيته من خلقك‪ ،‬واصطفيته على عبادك‪ ،‬وائتمنته‬
‫على غيبك‪ ،‬وعصمته من الذنوب‪ .‬وبرأته من العيوب‪ ،‬و طهرته من‬
‫الرجس‪ ،‬وصرفته عن الدنس‪ ،‬وسلمته من الريب‪ .‬اللهم فانا نشهد له يوم‬
‫القيمة‪ ،‬ويوم حلول الطامة أنه لم يذنب ولم يأت حوبا‪ ،‬ولم يرتكب لك‬
‫معصية‪ ،‬ولم يضيع لك طاعة‪ ،‬ولم يهتك لك حرمة ولم يبدل لك فريضة ولم‬
‫يغير لك شريعة وإنه المام التقى الهادى المهدي الطاهر النقي الوفى‬
‫الرضي الزكي‪ .‬اللهم فصل عليه وعلى آبائه‪ ،‬وأعطه في نفسه وولده‬
‫وأهله وذريته و امته وجميع رعيته ما تقر به عينه‪ ،‬وتسر به نفسه‪،‬‬
‫وتجمع له ملك المملكات كلها قريبها وبعيدها‪ ،‬وعزيزها وذليلها‪ ،‬حتى‬
‫يجرى حكمه على كل حكم ويغلب بحقه على كل باطل‪ .‬اللهم واسلك بنا على‬
‫يديه منهاج الهدى‪ ،‬والمحجة العظمى‪ ،‬والطريقة الوسطى التي يرجع إليها‬
‫الغالي‪ ،‬ويلحق بها التالي‪ ،‬اللهم وقونا على طاعته وثبتنا على مشايعته‪،‬‬
‫وامنن علينا بمتابعته‪ ،‬واجعلنا في حزبه القوامين بأمره الصابرين معه‪،‬‬
‫الطالبين رضاك بمناصحته‪ ،‬حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره و‬

‫]‪[335‬‬

‫أعوانه ومقوية سلطانه‪ .‬اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واجعل ذلك كله منا لك‬
‫خالصا من كل شك وشبهة‪ ،‬ورياء وسمعة‪ ،‬حتى ل نعتمد به غيرك‪ ،‬ول‬
‫نطلب به إل وجهك وحتى تحلنا محله‪ ،‬وتجعلنا في الجنة معه‪ ،‬ول تبتلنا‬
‫في أمره بالسأمة والكسل والفترة والفشل‪ ،‬واجعلنا ممن تنتصر به لدينك‪،‬‬
‫وتعز به نصر وليك‪ ،‬ول تستبدل بنا غيرنا‪ ،‬فان استبدالك بنا غيرنا عليك‬
‫يسير وهو علينا كبير‪ ،‬إنك على كل شئ قدير‪ .‬اللهم وصل على ولة‬
‫عهوده‪ ،‬وبلغهم آمالهم‪ ،‬وزد في آجالهم‪ ،‬وانصرهم وتمم له ما أسندت‬
‫إليهم من أمر دينك‪ ،‬واجعلنا لهم أعوانا‪ ،‬وعلى دينك أنصارا وصل على‬
‫آبائه الطاهرين الئمة الراشدين‪ .‬اللهم فانهم معادن كلماتك‪ ،‬وخزان علمك‪،‬‬
‫وولة أمرك‪ ،‬وخالصتك من عبادك‪ ،‬وخيرتك من خلقك‪ ،‬وأولياؤك وسلئل‬
‫أوليائك‪ ،‬وصفوتك وأولد أصفيائك‪ ،‬صلواتك ورحمتك وبركاتك عليهم‬
‫أجمعين‪ .‬اللهم وشركاؤه في أمره‪ ،‬ومعاونوه على طاعتك‪ ،‬الذين جعلتهم‬
‫حصنه وسلحه ومفزعه‪ ،‬وانسه الذين سلوا عن الهل والولد‪ ،‬وتجافوا‬
‫الوطن‪ ،‬وعطلوا الوثير من المهاد‪ ،‬قد رفضوا تجاراتهم‪ ،‬وأضروا‬
‫بمعايشهم وفقدوا في أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم‪ ،‬وحالفوا البعيد ممن‬
‫عاضدهم على أمرهم‪ ،‬وخالفوا القريب ممن صد عن وجهتهم‪ ،‬وائتلفوا بعد‬
‫التدابر والتقاطع في دهرهم‪ ،‬وقطعوا السباب المتصلة بعاجل حطام من‬
‫الدنيا‪ ،‬فاجعلهم اللهم في حرزك‪ ،‬وفي ظل كنفك‪ ،‬ورد عنهم بأس من قصد‬
‫إليهم بالعداوة من خلقك وأجزل لهم من دعوتك من كفايتك ومعونتك لهم‪،‬‬
‫وتأييدك ونصرك إياهم ما تعينهم به على طاعتك‪ ،‬وأزهق بحقهم باطل من‬
‫أراد إطفاء نورك‪ ،‬وصل على محمد وآله وامل بهم كل افق من‬

‫]‪[336‬‬

‫الفاق‪ ،‬وقطر من القطار‪ ،‬قسطا وعدل ومرحمة وفضل‪ ،‬واشكر لهم على حسب‬
‫كرمك وجودك وما مننت به على العالمين بالقسط من عبادك‪ ،‬واذخر لهم‬
‫من ثوابك ما ترفع لهم به الدرجات‪ ،‬إنك تفعل ما تشاء‪ ،‬وتحكم ما تريد‬
‫آمين رب العالمين )‪ - 6 .(1‬مهج‪ :‬باسنادنا إلى محمد بن أحمد بن إبراهيم‬
‫الجعفي المعروف بالصابوني في جملة حديث باسناده‪ ،‬وذكر فيه غيبة‬
‫المهدي صلوات ال عليه‪ ،‬قلت كيف تصنع شيعتك ؟ قال‪ :‬عليكم بالدعاء‪،‬‬
‫وانتظار الفرج وإنه سيبدو لكم علم‪ ،‬فإذا بدا لكم فاحمدوا ال‪ ،‬وتمسكوا بما‬
‫بدا لكم‪ ،‬قلت فما ندعو به ؟ قال‪ :‬تقول‪ " :‬اللهم أنت عرفتني نفسك‬
‫وعرفتني رسولك وعرفتني ملئكتك وعرفتني ولة أمرك اللهم ل آخذ إل‬
‫ما أعطيت‪ ،‬ول أقي إل ما وقيت اللهم ل تغيبني عن منازل أوليائك‪ ،‬ول‬
‫تزغ قلبي بعد إذ هديتني‪ ،‬اللهم اهدني لولية من افترضت طاعته " )‪7 .(2‬‬
‫‪ -‬مهج‪ :‬ورأيت أنا في المنام من يعلمني دعاء يصلح ليام الغيبة وهذه‬
‫ألفاظه‪ :‬يا من فضل آل إبراهيم‪ ،‬وآل إسرائيل على العالمين باختياره‪،‬‬
‫وأظهر في ملكوت السماوات والرض عزة اقتداره‪ ،‬وأودع محمدا صلى‬
‫ال عليه وآله وأهل بيته غرائب أسراره‪ ،‬صل على محمد وآله‪ ،‬واجعلني‬
‫من أعوان حجتك على عبادك وأنصاره )‪ .(3‬وحدثني صديقنا الملك مسعود‬
‫ختم ال جل جلله له بانجاز الوعود أنه رأى في منامه شخصا يكلمه من‬
‫وراء حائط ولم ير وجهه‪ ،‬ويقول‪ " :‬يا صاحب القدر و القدار‪ ،‬والهمم‬
‫والمهام‪ ،‬عجل فرج عبدك ووليك والحجة القائم بأمرك في خلقك واجعل‬
‫لنافي ذلك الخيرة " )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬جمال السبوع‪ (2) .519 - 512 :‬مهج الدعوات ص ‪ 3) .414‬و ‪ (4‬مهج‬
‫الدعوات ص ‪ 415‬و ‪.416‬‬

‫]‪[337‬‬

‫‪ - 8‬مهج‪ :‬حدثنا محمد بن على بن دقاق القمي أبو جعفر قال‪ :‬حدثنا أبو الحسن‬
‫محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمى قال‪ :‬حدثنا أبو جعفر‬
‫محمد بن علي بن بابويه القمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر‪ ،‬عن‬
‫العباس بن معروف‪ ،‬عن عبد السلم بن سالم قال‪ :‬حدثنا محمد بن سنان‪،‬‬
‫عن يونس بن ظبيان‪ ،‬عن جابر بن يزيد الجعفي قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه‬
‫السلم‪ :‬من دعا بهذا الدعاء مرة واحدة في دهره كتب في رق العبودية‪،‬‬
‫ورفع في ديوان القائم عليه السلم‪ .‬فإذا قام قائمنا نادى باسمه واسم أبيه‪،‬‬
‫ثم يدفع إليه هذا الكتاب ويقال له‪ :‬خذ ! هذا كتاب العهد الذي عاهدتنا في‬
‫الدنيا‪ ،‬وذلك قوله عزوجل " إل من اتخذ عند الرحمن عهدا " )‪ (1‬وادع‬
‫به وأنت طاهر تقول‪ " :‬اللهم يا إله اللهة‪ ،‬يا واحد‪ ،‬يا أحد‪ ،‬يا آخر‬
‫الخرين‪ ،‬يا قاهر القاهرين يا علي يا عظيم‪ ،‬أنت العلي العلى‪ ،‬علوت فوق‬
‫كل علو‪ ،‬هذا يا سيدي عهدي وأنت منجز وعدي فصل يا مولي وعدي‪،‬‬
‫وأنجز وعدي‪ ،‬آمنت بك‪ ،‬وأسألك بحجابك العربي‪ ،‬وبحجابك العجمي‪،‬‬
‫وبحجابك العبراني‪ ،‬وبحجابك السرياني‪ ،‬وبحجابك الرومي‪ ،‬وبحجابك‬
‫الهندي‪ ،‬وأثبت معرفتك بالعناية الولى فانك أنت ال ل ترى وأنت بالمنظر‬
‫العلى‪ .‬وأتقرب إليك برسولك المنذر صلى ال عليه وآله‪ ،‬وبعلي أمير‬
‫المؤمنين صلوات ال عليه الهادي‪ ،‬وبالحسن السيد وبالحسين الشهيد‬
‫سبطي نبيك‪ ،‬وبفاطمة البتول وبعلي بن الحسين زين العابدين ذي الثفنات‪،‬‬
‫ومحمد بن علي الباقر عن علمك وبجعفر بن محمد الصادق الذي صدق‬
‫بميثاقك وبميعادك‪ ،‬وبموسى بن جعفر الحصور القائم بعهدك‪ ،‬وبعلى بن‬
‫موسى الرضا الراضي بحكمك‪ ،‬وبمحمد بن علي الحبر الفاضل المرتضى‬
‫في المؤمنين‪ ،‬وبعلي بن محمد المين المؤتمن هادي المسترشدين‬
‫وبالحسن بن علي الطاهر الزكي خزانة الوصيين‪.‬‬

‫)‪ (1‬مريم‪.87 :‬‬

‫]‪[338‬‬

‫وأتقرب إليك بالمام القائم العدل المنتظر المهدي إمامنا وابن إمامنا صلوات ال‬
‫عليهم أجمعين‪ .‬يا من جل فعظم و ]هو[ أهل ذلك فعفى ورحم‪ ،‬يا من قدر‬
‫فلطف‪ ،‬أشكو إليك ضعفى‪ ،‬وما قصر عنه عملي من توحيدك‪ ،‬وكنه‬
‫معرفتك‪ ،‬وأتوجه إليك بالتسمية البيضاء‪ ،‬وبالوحدانية الكبرى التي قصر‬
‫عنها من أدبر وتولى‪ ،‬وآمنت بحجابك العظم‪ ،‬وبكلماتك التامة العليا‪ ،‬التي‬
‫خلقت منها دار البلء‪ ،‬وأحللت من أحببت جنة المأوى‪ ،‬آمنت بالسابقين‬
‫والصديقين أصحاب اليمين من المؤمنين ]و[ الذين خلطوا عمل صالحا‬
‫وآخر سيئا أل توليني غيرهم‪ ،‬ول تفرق بيني وبينهم غدا إذا قدمت الرضا‬
‫بفصل القضاء‪ .‬آمنت بسرهم وعلنيتهم وخواتيم أعمالهم فانك تختم عليها‬
‫إذا شئت‪ ،‬يا من أتحفني بالقرار بالوحدانية‪ ،‬وحباني بمعرفة الربوبية‪،‬‬
‫وخلصني من الشك والعمى‪ ،‬رضيت بك ربا وبالصفياء حججا‪،‬‬
‫وبالمحجوبين أنبياء‪ ،‬وبالرسل أدلء وبالمتقين امراء‪ ،‬وسامعا لك مطيعا‬
‫"‪ .‬هذا آخر العهد المذكور )‪ *) 116 .(1‬باب *( * )ما يسكن الغضب( *‬
‫‪ - 1‬مكا‪ :‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬أيما رجل غضب وهو قائم فليجلس‬
‫فانه يذهب عنه رجز الشيطان‪ ،‬ومن غضب على رحم ماسة فليمسه يسكن‬
‫عنه الغضب )‪ .(2‬وعنه عليه السلم قال قل عند الغضب " اللهم أذهب‬
‫عني غيظ قلبي‪ ،‬واغفر لي‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ (2) .420 - 418‬مكارم الخلق ص ‪.403‬‬


‫]‪[339‬‬

‫ذنبني‪ ،‬وأجرني من مضلت الفتن‪ ،‬أسألك رضاك‪ ،‬وأعوذ بك من سخطك أسألك‬


‫جنتك‪ ،‬وأعوذ بك من نارك‪ ،‬وأسألك الخير كله‪ ،‬وأعوذ بك من الشر كله‪،‬‬
‫اللهم ثبتني على الهدى والصواب‪ ،‬واجعلني راضيا مرضيا غير ضال ول‬
‫مضل )‪ .(1‬وقال‪ :‬قال ال تبارك وتعالى‪ :‬يا ابن آدم اذكرني حين تغضب‬
‫أذكرك حين أغضب فل أمحقك فيمن أمحق )‪ .(2‬وقال أبو عبد ال عليه‬
‫السلم‪ :‬من كف غضبه عن الناس‪ ،‬كف ال عنه غضبه يوم القيامة )‪.(3‬‬
‫أيضا في الغضب يصلي على النبي صلى ال عليه وآله ويقول " ويذهب‬
‫غيظ قلوبهم اللهم اغفر ذنوبي‪ ،‬وأذهب غيظ قلبي‪ ،‬وأجرني من الشيطان‬
‫الرجيم‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم " )‪ - 2 .(4‬دعوات‬
‫الراوندي‪ :‬قال الصادق عليه السلم‪ :‬لو قال أحدكم إذا غضب‪ " :‬أعوذ بال‬
‫من الشيطان الرجيم " ذهب عنه غضبه‪ .‬وقال رجل‪ :‬يا رسول ال‬
‫أوصني‪ ،‬فقال صلى ال عليه وآله‪ :‬اوصيك أن ل تغضب‪ ،‬وقال‪ :‬إذا غضب‬
‫أحدكم فليتوضأ‪ * 117 .‬باب * * )ما يوجب التذكر إذا نسى شيئا( * ‪- 1‬‬
‫مكا‪ :‬عن النوفلي‪ ،‬عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا‬
‫أنساك الشيطان شيئا فضع يدك على جبهتك وقل‪ :‬اللهم إني أسئلك يا مذكر‬
‫الخير و فاعله والمر به‪ ،‬أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وتذكرني‬
‫أنسانيه الشيطان )‪.(5‬‬

‫)‪ (4 - 1‬مكارم الخلق ص ‪ (5) .403‬مكارم الخلق ص ‪.410‬‬

‫]‪[340‬‬

‫‪) - 118‬باب( * " )ما يوجب دفع الوحشة وما يناسب ذلك في الوحشة( " * ‪- 1‬‬
‫مكا‪ :‬روي أن النبي صلى ال عليه وآله شكى إليه رجل الوحشة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أكثر من أن تقول هذا‪ ،‬فقالهن فأذهب ال عنه الوحشة‪ ،‬وهو " سبحان‬
‫ربي الملك القدوس رب الملئكة والروح‪ ،‬خالق السماوات والرض‪ ،‬ذي‬
‫العزة والجبروت " )‪) * 119 (1‬باب( * * )ما يدفع قلة الحفظ( * ‪- 1‬‬
‫أقول‪ :‬ورأيت منقول من خط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقل من خط‬
‫الشهيد قدس سرهما‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬علمني رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله ما أتقوى به على الحفظ حين شكوت إليه قلة الحفظ‪ ،‬فقال‪ :‬أل‬
‫اهدي لك هدية يا ابن عباس علمني إياها جبرئيل عليه السلم ؟ فقلت‪ :‬بلى‬
‫يا رسول ال‪ ،‬فقال لي‪ :‬تكتب في طست بزعفران وماء الورد‪ ،‬فاتحة‬
‫الكتاب والتوحيد والمعوذتين ويس والحشر والواقعة والملك‪ ،‬ثم تصب‬
‫عليه ماء زمزم‪ ،‬أو ماء السماء‪ ،‬وتشرب على الريق وقت السحر‪ ،‬وذلك‬
‫مع ثلث مثاقيل لبان‪ ،‬وعشر مثاقيل عسل‪ ،‬وعشر مثاقيل سكر ثم تصلي‬
‫بعد شربه عشر ركعات‪ ،‬تقرء في كل ركعة بفاتحة الكتاب عشر مرات وقل‬
‫هو ال أحد‪ ،‬ثم تصبح صائما ذلك اليوم‪ ،‬فما تأتى عليك أربعون يوما حتى‬
‫تكون حافظا باذن ال تعالى‪ .‬قيل‪ :‬وكان الزهري يكتبها لولده ويسقيهم‬
‫إياها‪ .‬قال ابن عاصم‪ :‬كتبتها كثيرا وكنت ابن اثنتين وخمسين سنة‪ ،‬فما‬
‫أتى على شهر حتى صرت حافظا باذن ال تعالى‪.‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪.404‬‬

‫]‪[341‬‬

‫‪) * - 120‬باب( * * " )الدعاء لحفظ القرآن( " * ‪ - 1‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‬
‫قال‪ :‬حدثني جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم أن هذا من دعاء النبي صلى ال‬
‫عليه وآله " اللهم ارحمني بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني‪ ،‬وارزقني حسن‬
‫النظر فيما يرضيك عني‪ ،‬والزم قلبى كتابك كما علمتني‪ ،‬واجعلني أتلوه‬
‫على النحو الذي يرضيك عني‪ ،‬اللهم نور بكتابك بصرى‪ ،‬واشرح به‬
‫صدري‪ ،‬وفرج به قلبي‪ ،‬وأطلق به لساني‪ ،‬واستعمل به بدني‪ ،‬وقوني على‬
‫ذلك فانه ل حول ول قوة إل بك " )‪) 121 .(1‬باب( * " الدعاء لتبعات‬
‫العباد " * ‪ - 1‬ب‪ :‬ابن سعد عن الزدي‪ ،‬عن أبي الحسن الول عليه‬
‫السلم قال‪ :‬كان يقول‪ :‬اللهم إنك أخذت بناصيتي وقلبي‪ ،‬فلم تملكني منهما‪،‬‬
‫فإذ فعلت ذلك بهما فأنت وليهما‪ ،‬فأدهما إلى سواء السبيل‪ ،‬يا رب يا رب يا‬
‫رب‪ ،‬ما أقدرك ما أقدرك ما أقدرك على تعويض كل من كانت له قبلي تبعة‬
‫وتغفر لي‪ ،‬فان مغفرتك للظالمين )‪ - 2 (2‬ما‪ :‬التمار‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪،‬‬
‫عن أبي عثمان‪ ،‬عن العتبي قال‪ :‬سمعت أعرابيا يدعو فيقول في دعائه "‬
‫اللهم إن لك علي حقوقا فتصدق بها علي‪ ،‬وللناس على تبعات فتحملها‬
‫عني‪ ،‬وقد أوجبت لكل ضيف قرى وأنا ضيفك فاجعل قراي الليلة الجنة " )‬
‫‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .5‬قرب السناد ص ‪ (3) .176‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص‬
‫‪.4‬‬

‫]‪[342‬‬

‫‪) * - 122‬باب( * * )الدعاء عند الحتضار( * أقول‪ :‬قد أوردنا أكثر أخبار هذا‬
‫الباب في كتاب الطهارة‪ ،‬ولنذكر هنا نبذا من ذلك‪ - 1 .‬ما‪ ،‬المفيد‪ ،‬عن‬
‫محمد بن الحسين‪ ،‬عن على بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحسين عن الحسن‬
‫بن علي بن يوسف‪ ،‬عن زكريا المؤمن‪ ،‬عن سعيد بن يسار‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫ال عليه السلم قال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله حضر شابا عند‬
‫وفاته‪ ،‬فقال له قل " ل إله إل ال " قال فاعتقل لسانه مرارا فقال لمرأة‬
‫عند رأسه‪ :‬هل لهذا ام ؟ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬أنا امه قال‪ :‬أفساخطة أنت عليه ؟‬
‫قالت‪ :‬نعم ما كلمته منذ ست حجج‪ ،‬قال لها‪ :‬ارضي عنه‪ ،‬قالت رضي ال‬
‫عنه برضاك يا رسول ال‪ ،‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله قل " ل‬
‫إله إل ال " قال‪ :‬فقالها‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬ما ترى ؟ فقال‪:‬‬
‫أرى جل أسود قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح‪ ،‬قد وليني الساعة‬
‫فأخذ بكظمي )‪ (1‬فقال له النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬قل " يا من يقبل‬
‫اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مني اليسير واعف عني الكثير إنك أنت‬
‫الغفور الرحيم " فقالها الشاب فقال له النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬انظر ما‬
‫ترى ؟ قال‪ :‬أرى رجل أبيض اللون‪ ،‬حسن الوجه‪ ،‬طيب الريح‪ ،‬حسن‬
‫الثياب‪ ،‬قد وليني وأرى السود قد تولى عنى‪ ،‬قال‪ :‬أعد فأعاد‪ ،‬قال‪ :‬ما‬
‫ترى ؟ قال‪ :‬لست أرى السود وأرى البيض قد وليني ثم طفى )‪ (2‬على‬
‫تلك الحال )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الكظم محركة وبالضم‪ :‬الحلق أو الفم أو مخرج النفس‪ ،‬وقد يكنى بذلك عن‬
‫شدة الكرب دون أصل المعنى وهو الخنق‪ (2) .‬أي مات وبقى بل حركة‪) .‬‬
‫‪ (3‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.63‬‬

‫]‪[343‬‬

‫‪) * - 123‬باب( * * " الدعاء لطلب الولد " * ‪ - 1‬ما‪ :‬المفيد‪ :‬عن الحسن بن‬
‫علي النحوي‪ ،‬عن محمد بن القاسم النباري عن محمد بن أحمد الطائي‪،‬‬
‫عن علي بن محمد الصيمري‪ ،‬قال‪ :‬تزوجت ابنة جعفر بن محمود الكاتب‬
‫فأحببتها حبا لم يحب أحد أحدا مثله‪ ،‬وأبطأ علي الولد‪ ،‬فصرت إلى أبي‬
‫الحسن علي بن محمد بن الرضا عليه السلم فذكرت ذلك له‪ ،‬فتبسم وقال‪:‬‬
‫اتخذ خاتما فصه فيروزج‪ ،‬واكتب عليه " رب ل تذرني فردا وأنت خير‬
‫الوارثين " قال‪ :‬ففعلت ذلك‪ ،‬فما أتى علي حول حتى رزقت منها ولدا ذكرا‬
‫)‪) " 124 .(1‬باب( " * " )الدعاء لرؤية الهلل( " * أقول‪ :‬سيجيئ في‬
‫أبواب أعمال السنة من كتاب الصيام أيضا أخبار هذا الباب فل تغفل‪- 1 .‬‬
‫ن‪ :‬بالسناد إلى دارم‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬كان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله إذا رأى الهلل قال‪ " :‬أيها الخلق المطيع‪ ،‬الدائب‬
‫السريع‪ ،‬المتصرف في ملكوت الجبروت بالتقدير‪ ،‬ربي وربك ال‪ ،‬اللهم‬
‫أهله علينا بالمن واليمان‪ ،‬والسلمة والسلم والحسان‪ ،‬وكما بلغتنا‬
‫أوله فبلغنا آخره‪ ،‬واجعله شهرا مباركا تمحو فيه السيئات وتثبت لنا فيه‬
‫الحسنات‪ ،‬وترفع فيه الدرجات‪ ،‬يا عظيم الخيرات " )‪.(2‬‬
‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .48‬عيون أخبار الرضا عليه السلم ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.71‬‬

‫]‪[344‬‬

‫‪ - 2‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن جعفر بن محمد العلوي‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحسن بن علي بن عمر بن على‪ ،‬عن الحسين بن زيد‪ ،‬عن عمه عمر بن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه علي بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن الحنفية‪ ،‬عن أمير المؤمنين‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬كان النبي صلى ال عليه وآله إذا نظر إلى الهلل رفع‬
‫يديه ثم قال‪ " :‬بسم ال اللهم أهله علينا بالمن واليمان‪ ،‬والسلمه‬
‫والسلم‪ ،‬ربي وربك ال )‪ - 3 .(1‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن‬
‫أحمد بن هوذة‪ ،‬عن النهاوندي عن عبد ال بن حماد‪ ،‬عن أبي مريم عبد‬
‫الغفار بن القاسم‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬كان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله إذا رأى الهلل استقبل القبلة وكبر ثم قال‪ :‬هلل‬
‫رشد اللهم أهله علينا بيمن وإيمان‪ ،‬وسلمة وإسلم‪ ،‬وهدى ومغفرة‬
‫وعافية مجللة‪ ،‬ورزق واسع‪ ،‬إنك على كل شئ قدير‪ .‬قال أبو مريم‪ :‬فقلت‬
‫هذا الكلم فرأيت خيرا )‪ - 4 .(2‬ما‪ :‬جماعة‪ ،‬عن أبي المفضل‪ ،‬عن أحمد‬
‫بن محمد بن الحسين العلوي عن جده الحسين بن إسحاق‪ ،‬عن أبيه‬
‫إسحاق بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى‪ ،‬عن أبيه عن جده الباقر عليهم السلم‬
‫قال‪ :‬بينا أنا مع أبي علي بن الحسين عليهما السلم في طريق أو مسير إذ‬
‫نظر إلى هلل شهر رمضان فوقف ثم قال‪ :‬أيها الخلق المطيع‪ ،‬الدائب‬
‫السريع‪ ،‬المتردد في منازل التقدير‪ ،‬المتصرف في فلك التدبير‪ ،‬آمنت بمن‬
‫نور بك الظلم‪ ،‬وأوضح بك البهم‪ ،‬وجعلك آية من آيات ملكه‪ ،‬وعلمة من‬
‫علمات سلطانه‪ ،‬فحد بك الزمان‪ ،‬وامتهنك بالكمال والنقصان‪ ،‬والطلوع‬
‫والفول والنارة والكسوف‪ ،‬في كل ذلك أنت له مطيع وإلي إرادته سريع‪،‬‬
‫سبحانه ما أعجب ما دبر أمرك‪ ،‬وألطف ما صنع في شأنك‪ ،‬جعلك مفتاح‬
‫شهر لحادث أمر‪ ،‬جعلك ال هلل بركة ل يمحقها اليام‪ ،‬وطهارة ل تدنسها‬
‫الثام‪ ،‬هلل أمنة من الفات‪ ،‬وسلمة من السيئات‪ ،‬هلل سعد ل نحس فيه‬

‫)‪ (2 - 1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.109‬‬

‫]‪[345‬‬

‫ويمن ل نكد فيه‪ ،‬ويسر ل يمازجه عسر‪ ،‬وخير ل يشوبه شر‪ ،‬هلل أمن وإيمان‬
‫ونعمة وإحسان‪ .‬اللهم اجعلنا من أرضى من طلع عليه‪ ،‬وأزكى من نظر‬
‫إليه‪ ،‬وأسعد من تعبد لك فيه‪ ،‬ووفقنا اللهم فيه للطاعة والتوبة‪ ،‬واعصمنا‬
‫من الثام والحوبة وأوزعنا شكر النعمة‪ ،‬واجعل لنا فيه عونا منك على ما‬
‫تديننا إليه من مفترض طاعتك ونفلها‪ ،‬إنك الكرم من كل كريم‪ ،‬والرحم‬
‫من كل رحيم‪ ،‬آمين ]آمين[ رب العالمين )‪ - 5 .(1‬مكا‪ :‬التعبد عند رؤية‬
‫الهلل‪ :‬تكتب على يدك اليسرى بسبابة يمينك " محمد‪ ،‬علي‪ ،‬فاطمة‪،‬‬
‫الحسن‪ ،‬والحسين‪ ،‬إلى آخرهم‪ ،‬وتكتب قل هو ال أحد إلى آخرها‪ ،‬ثم‬
‫تقول‪ :‬اللهم الناس إذا نظروا إلى الهلل نظر بعضهم إلى وجوه بعض‬
‫وتبرك بعضهم ببعض‪ ،‬وإني نظرت إلى أسمائك واسم نبيك ووليك‬
‫وأوليائك عليهم السلم‪ ،‬وإلى كتابك‪ ،‬فأعطني كل الذي احب أن ]تعطينيه‬
‫من الخير واصرف عني كل الذي احب أن[ )‪ (2‬تصرفه عني من الشر‬
‫وزدني من فضلك ما أنت أهله‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم )‪.(3‬‬
‫‪ - 6‬تم‪ :‬عن النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا خفت أحدا وأردت أن تكفى‬
‫شره‪ ،‬فانظر إلى الهلل أول ليلة من الشهر‪ ،‬وأومئ بيدك إلى نحو دار من‬
‫تخافه وقل " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من‬
‫تحتها النهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء‬
‫فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت " ثم تقول " اللهم طمه بالبلء طما‪،‬‬
‫وغمه بالبلء غما‪ ،‬وارمه بحجارة من سجيل‪ ،‬وطيرك البابيل يا علي يا‬
‫عظيم " ثم تقول في الليلة الثانية والثالثة كذلك‪ ،‬فان نجع وبلغت ما تريد‬
‫وإل فعلته ذلك في الشهر الثاني ما فعلته في الول‪ ،‬فان نجع وإل فعلت ذلك‬
‫في الشهر الثالث فانك تكفى شر من تريد إنشاء ال )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .110‬ساقط عن النسخ‪ (3) .‬مكارم الخلق ص‬
‫‪ (4) .393‬فلح السائل‪ :‬وتراه في المكارم‪.400 :‬‬

‫]‪[346‬‬

‫‪ - 7‬ما‪ :‬الحسين بن عبيدال‪ ،‬عن التلعكبري‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن سفيان ابن‬
‫زياد‪ ،‬عن عباد بن صهيب‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم‬
‫السلم قال‪ :‬كان إذا رأى الهلل قال‪ :‬اللهم ارزقنا خيره ونصره وبركته‬
‫وفتحه ونعوذ بك من شره وشر ما بعده )‪ - 8 .(1‬دعوات الراوندي‪ :‬كان‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم إذا رأى الهلل يقول " اللهم إن الناس إذا‬
‫نظروا إلى الهلل نظر بعضهم في وجوه بعض‪ ،‬ورجا بعضهم بركة بعض‪،‬‬
‫اللهم إني أنظر إلى وجهك جل ثناؤه‪ ،‬ووجه نبيك ووجه أوليائك أهل بين‬
‫نبيك صلى ال عليه وآله‪ ،‬فصل على محمد وآل محمد‪ ،‬وأعطني ما احب‬
‫أن تعطينيه في الدنيا والخرة‪ ،‬واصرف عني ما احب أن تصرفه عني في‬
‫الدنيا والخرة‪ ،‬وأحينا على طاعتك وطاعة أوليائك‪ ،‬وطاعة وليك‪ ،‬صلواتك‬
‫ورحمتك عليهم‪ ،‬والتسليم لمرك‪ ،‬وتوفنا عليه‪ ،‬ول تسلبناه‪ ،‬وتفضل علينا‬
‫برحمتك "‪ .‬ثم يقول‪ :‬ما شاء ال ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم ‪-‬‬
‫عشرا ‪ -‬اللهم صلى على محمد وآل محمد ‪ -‬عشرا ‪ -‬ثم كان يوليه ظهره‪،‬‬
‫ويقول ربي وربك ال رب العالمين‪ ،‬اللهم ثبتنا على السلم والسلم‪،‬‬
‫والمن واليمان‪ ،‬ودفع السقام والمسارعة فيما تحب وترضى من طاعتنا‬
‫لك‪ * 125 .‬باب * * " )الدعاء إذا نظر إلى السماء( " * ‪ - 1‬كتاب زيد‬
‫الزراد‪ :‬قال‪ :‬كان أبو عبد ال عليه السلم إذا نظر إلى السماء قرأ هذه‬
‫الية " إن في خلق السموات والرض واختلف الليل والنهار ليات لولي‬
‫اللباب " وقرأ آية السخرة " إن ربكم ال الذي خلق السموات والرض‬
‫في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا‬
‫والشمس والقمر‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪.261‬‬

‫]‪[347‬‬

‫والنجوم مسخرات بأمره أل له الخلق والمر تبارك ال رب العالمين "‪ .‬ثم يقول "‬
‫اللهم إنك جعلت في السماء نجوما ثاقبة‪ ،‬وشهبا أحرست به السماء من‬
‫سراق السمع من مردة الشياطين‪ ،‬اللهم فاحرسني بعينك التي ل تنام‪،‬‬
‫واكنفني بركنك الذي ل يرام‪ ،‬واجعلني في وديعتك التي ل تضيع‪ ،‬وفي‬
‫درعك الحصينة ومنعك المنيع‪ ،‬وفي جوارك‪ ،‬عز جارك‪ ،‬وجل ثناؤك‪،‬‬
‫وتقدست أسماؤك ول إله غيرك‪ * 126 .‬باب * " )الدعاء عند شم‬
‫الرياحين ورؤية الفاكهة الجديدة( " ‪ - 1‬لى‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد‬
‫آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي البختري‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه‬
‫عليهم السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله " إذا رأى الفاكهة‬
‫الجديدة قبلها ووضعها على عينيه وفمه‪ ،‬ثم قال‪ :‬اللهم كما أريتنا أولها في‬
‫عافية فأرنا آخرها في عافية )‪ - 2 .(1‬لى‪ :‬حمزة العلوي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن أبي دمير‪ ،‬عن مالك الجهني قال‪ :‬ناولت أبا عبد ال عليه‬
‫السلم شيئا من الرياحين فأخذه فشمه ووضعه على عينيه‪ ،‬ثم قال‪ :‬من‬
‫تناول ريحانة فشمها ووضعها على عينيه‪ ،‬ثم قال‪ :‬اللهم صل على محمد‬
‫وآل محمد‪ .‬لم تقع على الرض حتى يغفر له )‪.(2‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬أمالى الصدوق ص ‪.160‬‬

‫]‪[348‬‬
‫‪) * - 127‬باب( * * " )نادر وفيه ذكر الدعاء إذا سمع نباح الكلب( " * * "‬
‫)ونهيق الحمار وعند سماع صوت الرعد( " * * " )وما يناسب ذلك‬
‫أيضا( " * ‪ - 1‬ع‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن‬
‫رجل‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن عمه يعقوب رفعه إلى علي عليه السلم قال‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمار‪،‬‬
‫فتعوذوا بال من الشيطان الرجيم‪ ،‬فانهم يرون ول ترون‪ ،‬فافعلوا ما‬
‫تؤمرون )‪ - 2 .(1‬مع‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن‬
‫ابن محبوب‪ ،‬عن جميل ابن صالح‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم في قوله‬
‫عزوجل " ربنا آتنا في الدنيا حسنة " قال‪ :‬رضوان ال في الجنة‪ ،‬والسعة‬
‫في الرزق والمعاش‪ ،‬وحسن الخلق في الدنيا )‪ .(2‬شى‪ :‬عن عبد العلى‬
‫عنه عليه السلم مثله )‪ - 3 .(3‬ب‪ :‬علي‪ ،‬عن أخيه عليه السلم قال‪:‬‬
‫سألته عن القرطاس تكون فيه الكتابة فيه ذكر ال أيصلح إحراقه بالنار ؟‬
‫فقال‪ :‬إن تخوفت فيه شيئا فأحرقه فل بأس )‪ - 4 .(4‬شى‪ :‬عن يونس بن‬
‫عبد الرحمن أن داود قال‪ :‬كنا عنده عليه السلم فارتعدت السماء فقال هو‪:‬‬
‫" سبحان من يسبح الرعد بحمده والملئكة من خيفته " )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .270‬معاني الخبار ص ‪ 174‬والية في سورة‬


‫البقرة ‪ (3) .200‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .98‬قرب السناد ص‬
‫‪ (5) .164‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪.207‬‬

‫]‪[349‬‬

‫‪) " - 128‬باب( " * )الملعنة والمباهلة( * ‪ - 1‬ما‪ :‬الغضايري‪ ،‬عن التلعكبري‪،‬‬
‫عن محمد بن همام‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن الطيالسي‪ ،‬عن زريق الخلقاني‬
‫قال‪ :‬قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا تلعن اثنان فتباعد منهما‪ ،‬فان ذلك‬
‫مجلس تنفر عنه الملئكة‪ ،‬ثم قل‪ :‬اللهم ل تجعل لها إلى مساغا‪ ،‬واجعلها‬
‫برأس من يكايد دينك‪ ،‬ويضاد وليك‪ ،‬ويسعى في الرض فسادا )‪- 2 .(1‬‬
‫عدة الداعي‪ :‬عن أبي حمزة الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السلم قال‪:‬‬
‫الساعة التي تباهل فيها ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس‪ .‬وعن ابن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن محمد بن حكيم‪ ،‬عن أبي مسروق‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه‬
‫السلم قال‪ :‬قلت‪ :‬إنا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول ال عزوجل " أطيعوا‬
‫ال وأطيعوا الرسول واولي المر منكم " )‪ (2‬فيقولون‪ :‬نزلت في امراء‬
‫السرايا‪ ،‬فنحتج عليهم بقول ال تعالى " إنما وليكم ال " إلى آخر الية )‬
‫‪ (3‬فيقولون‪ :‬نزلت في المؤمنين فنحتج عليهم بقول ال " قل ل أسألكم‬
‫عليه أجرا إل المودة في القربى " )‪ (4‬فيقولون‪ :‬نزلت في قربى‬
‫المسلمين‪ ،‬قال‪ :‬فلم أدع شيئا مما حضرني ذكره من هذا وشبهه إل ذكرته‬
‫له‪ .‬فقال لي‪ :‬إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة‪ ،‬قلت‪ :‬وكيف أصنع ؟ فقال‪:‬‬
‫أصلح نفسك ثلثا وأظنه قال‪ :‬صم واغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبان‪،‬‬
‫فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه‪ ،‬وابدأ بنفسك فقل " اللهم رب‬
‫السموات السبع‬

‫)‪ (1‬أماسى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .311‬النساء‪ (3) .68 :‬المائدة‪(4) .78 :‬‬
‫الشورى‪.33 :‬‬

‫]‪[350‬‬

‫ورب الرضين السبع عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إن كان أبو مسروق‬
‫جحد حقا وادعى باطل فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما " ثم‬
‫رد الدعوة عليه فقل‪ :‬وإن كان فلن جحد حقا وادعى باطل فأنزل عليه‬
‫حسبانا من السماء أو عذابا أليما‪ .‬ثم قال لي‪ :‬فانك ل تلبث أن ترى ذلك‬
‫فيه‪ ،‬فو ال ما وجدت خلقا يجيبني عليه‪ .‬وعن أبي العباس‪ :‬تشبك أصابعك‬
‫في أصابعه‪ ،‬ثم تقول‪ :‬إن كان فلن جحد حقا أو أقر بباطل فأصبه بحسبان‬
‫من السماء أو بعذاب من عندك‪ ،‬وتلعنه سبعين مرة )‪ * 129 .(1‬باب *‬
‫* " )الدعوات المأثورة غير الموقتة وفيه الدعوات( " * * " )الجامعة‬
‫للمقاصد وبعض الدعية التي لها( " * * " )اسماء معروفة وما يناسب‬
‫ذلك( ‪ - 1‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما‬
‫السلم قال‪ :‬ما من مؤمن قال هذه الكلمات إل وأنا ضامن له في دنياه وفي‬
‫آخرته‪ ،‬فأما في دنياه فتتلقاه الملئكة ببشارة عند الموت‪ ،‬وأما في آخرته‬
‫فان له بكل كلمة منها بيتا في الجنة يقول " يا أسمع السامعين‪ ،‬ويا أبصر‬
‫الناظرين‪ ،‬ويا أسرع الحاسبين‪ ،‬يا أرحم الراحمين يا أحكم الحاكمين " )‬
‫‪ - 2 .(2‬ب‪ :‬هارون‪ ،‬عن ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق عليه السلم قال‪ :‬كان‬
‫مما يدعو به أبي عليه السلم " اللهم هب لي حقك‪ ،‬وأرض عني خلقك‪،‬‬
‫واغفر لي ما ل يضرك‬

‫)‪ (1‬ترى الحاديث في الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 513‬وأبو مسروق هو الراوي‪ (2) .‬قرب‬
‫السناد ص ‪.2‬‬

‫]‪[351‬‬

‫وعافني مما ل ينفعك‪ ،‬فان شفائي ل يضرك‪ ،‬وعذابي ل ينفعك‪ ،‬فانك تعطي من‬
‫يسألك‪ ،‬وتغضب على من ل يسألك‪ ،‬ولن يفعل ذلك أحد غيرك‪ ،‬سبحانك‬
‫وبحمدك‪ .‬قال‪ :‬وكان أبي عليه السلم يقول في دعائه‪ " :‬اللهم ألبسني‬
‫العافية حتى تهنئني المعيشة‪ ،‬وارزقني من فضلك ما تغنيني به عن سائر‬
‫خلقك‪ ،‬ول أشتغل عن طاعتك ببشر )‪ (1‬سواك "‪ .‬قال‪ :‬وكان أبي رضي‬
‫ال عنه يقول في دعائه‪ :‬رب أصلح لي نفسي فانها أهم النفس إلي‪ ،‬رب‬
‫أصلح لي ذريتي فانهم يدي وعضدي‪ ،‬رب وأصلح لي أهل بيتي فانهم‬
‫لحمى ودمي‪ ،‬رب أصلح لي جماعة إخوتي وأخواتي ومحبتي فان صلحهم‬
‫صلحي )‪ - 3 .(2‬ما‪ :‬التمار‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبي عثمان‪ ،‬عن‬
‫العتبى قال‪ :‬سمعت أعرابيا يدعو فيقول " اللهم ارزقني عمل الخائفين‪،‬‬
‫وخوف العاملين حتى أتنعم بترك النعيم رغبة فيما وعدت‪ ،‬وخوفا مما‬
‫أوعدت )‪ - 4 .(3‬ما‪ :‬المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن ابن عقدة‪ ،‬عن علي بن‬
‫الحسن بن فضال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسن بن الجهم‪ ،‬عن عبد ال بن سنان‪،‬‬
‫عن حمزة بن حمران عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬بينا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله يمشي ذات يوم مع أصحابه إذ قال لهم‪ :‬على رسلكم‪،‬‬
‫حتى اثني على ربي ثم قال‪ :‬اللهم إنه ل مانع لما أعطيت ول معطي لما‬
‫منعت‪ ،‬ول قابض لما بسطت‪ ،‬ول باسط لما قبضت‪ ،‬ول هادي لمن أضللت‬
‫ول مضل لمن هديت‪ ،‬اللهم أنت الحليم فل تجهل‪ ،‬وأنت الجواد فل تبخل‪،‬‬
‫وأنت العزيز فل تستذل‪ ،‬وأنت المنيع فل ترام )‪ - 5 .(4‬ما‪ :‬بالسناد إلى‬
‫أبي قتادة‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬ثلثة لم يسأل ال‬

‫)‪ (1‬بشيئ خ ل‪ (2) .‬قرب السناد ص ‪ (3) .7‬أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪(4) .4‬‬
‫أمالى الطوسى ج ‪ 1‬ص ‪.217‬‬

‫]‪[352‬‬

‫عزوجل بمثلهم أن تقول " اللهم فقهني في الدين وحببني إلى المسلمين‪ ،‬واجعل لي‬
‫لسان صدق في الخرين " )‪ - 6 .(1‬فس‪ :‬أبي‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن‬
‫عبد ال بن سنان‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله في بيت ام سلمة في ليلتها ففقدته من الفراش فدخلها في‬
‫ذلك ما يدخل النساء‪ ،‬فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو‬
‫في جانب من البيت قائم‪ ،‬رافع يديه يبكي وهو يقول " اللهم ل تنزع مني‬
‫صالح ما أعطيتني أبدا‪ ،‬اللهم ل تشمت بي عدوا ول حاسدا أبدا‪ ،‬اللهم ول‬
‫تردني في سوء استنقذتني منه أبدا‪ ،‬اللهم ول تكلني إلى نفسي طرفة عين‬
‫أبدا " )‪ - 7 .(2‬يد‪ :‬علي بن عبد ال السواري‪ ،‬عن مكي بن أحمد‪ ،‬عن‬
‫إسماعيل بن محمد ابن الفضل بن محمد بن المسيب‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي اويس‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن داود بن قيس‪ ،‬عن أفلح بن كثير‪ ،‬عن‬
‫ابن جريح‪ ،‬عن عمرو بن شعيب عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله أن جبرئيل نزل عليه بهذا الدعاء من السماء ونزل عليه ضاحكا‬
‫مستبشرا فقال‪ :‬السلم عليك يا محمد‪ ،‬قال‪ :‬وعليك السلم يا جبرئيل‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إن ال بعث إليك بهدية قال‪ :‬وما تلك الهدية يا جبرئيل ؟ فقال‪ :‬كلمات‬
‫من كنوز العرش أكرمك ال بها‪ ،‬قال‪ :‬وما هن يا جبرئيل ؟ قال‪ :‬قل‪ :‬يأمن‬
‫أظهر الجميل‪ ،‬وستر القبيح‪ ،‬يا من لم يؤاخذ بالجريرة‪ ،‬ولم يهتك الستر‪ ،‬يا‬
‫عظيم العفو‪ ،‬يا حسن التجاوز‪ ،‬يا واسع المغفرة‪ ،‬يا باسط اليدين بالرحمة‪،‬‬
‫يا صاحب كل نجوى ومنتهى كل شكوى‪ ،‬يا كريم الصفح‪ ،‬يا عظيم المن‪ ،‬يا‬
‫مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها‪ ،‬يا ربنا وسيدنا ويا مولنا‪ ،‬ويا غاية رغبتنا‪،‬‬
‫أسئلك يا ال أن ل تشوه خلقي بالنار‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫يا جبرئيل فما ثواب هذه الكلمات ؟ فقال‪ :‬هيهات هيهات انقطع العمل‪ ،‬لو‬
‫اجتمع ملئكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ثواب‬

‫)‪ (1‬أمالى الطوسى ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .309‬تفسير القمى ص ‪ ،432‬وللحديث ذيل‬


‫راجعه ان شئت‪.‬‬

‫]‪[353‬‬

‫ذلك إلى يوم القيامة‪ ،‬ما وصفوا من ألف جزء جزءا واحدا‪ ،‬فإذا قال العبد " يا من‬
‫أظهر الجميل وستر القبيح " ستره ال برحمته في الدنيا وجمله في‬
‫الخرة‪ ،‬وستر ال عليه ألف ألف ستر في الدنيا والخرة‪ ،‬فإذا قال العبد "‬
‫يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر " لم يحاسبه ال يوم القيامة‪،‬‬
‫ولم يهتك ستره يوم تهتك الستور وإذا قال " يا عظيم العفو " غفر ال له‬
‫ذنوبه ولو كانت خطيئته مثل زبد البحر‪ ،‬فإذا قال " يا حسن التجاوز "‬
‫تجاوز ال عنه حتى السرقة وشرب الخمر‪ ،‬وأهاويل الدنيا وغير ذلك من‬
‫الكبائر‪ ،‬وإذا قال‪ " :‬يا واسع المغفرة " فتح ال عزوجل له سبعين بابا من‬
‫الرحمة ]فهو يخوض في رحمة ال عزوجل حتى يخرج من الدنيا[‪ .‬وإذا‬
‫قال " يا باسط اليدين بالرحمة " بسط ال يده عليه بالرحمة‪ ،‬وإذا قال "‬
‫يا صاحب كل نجوى‪ ،‬ومنتهى كل شكوى " أعطاه ال عزوجل من الجر‬
‫ثواب كل مصاب وكل سالم وكل مريض وكل ضرير وكل مسكين وكل فقير‬
‫وكل صاحب مصيبة إلى يوم القيامة‪ ،‬وإذا قال " يا كريم الصفح " أكرمه‬
‫ال كرامة النبياء وإذا قال‪ " :‬يا عظيم المن " أعطاه ال يوم القيامة‬
‫امنيته وامنية الخلئق‪ ،‬وإذا قال‪ " :‬يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها "‬
‫أعطاه ال من الجر بعدد من شكر نعماءه‪ .‬و " إذا قال يا ربنا ويا سيدنا‬
‫ويا مولنا " قال ال تبارك وتعالى‪ :‬اشهدوا ملئكتي أني قد غفرت له‬
‫وأعطيته من الجر بعدد من خلقته ممن في الجنة والنار‪ ،‬والسموات‬
‫السبع‪ ،‬والرضين السبع‪ ،‬والشمس والقمر‪ ،‬والنجوم وقطر المطار‪،‬‬
‫وأنواع الخلق والجبال‪ ،‬والحصى والثرى‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬والعرش والكرسي‪.‬‬
‫وإذا قال‪ " :‬يا مولنا " مل ال قلبه من اليمان‪ ،‬وإذا قال " يا غاية‬
‫رغبتاه " أعطاه ال يوم القيامة رغبته‪ ،‬ومثل رغبة الخلئق‪ ،‬وإذا قال‪" :‬‬
‫أسألك يا ال أل تشوه خلقي بالنار " قال الجبار جل جلله‪ :‬استعتقني‬
‫عبدي من النار اشهدوا ملئكتي أني قد أعتقته من النار‪ ،‬وأعتقت أبويه‬
‫وإخوته وأخواته وأهله‬

‫]‪[354‬‬

‫وولده وجيرانه‪ ،‬وشفعته في ألف رجل ممن وجب لهم النار‪ ،‬وآجرته من النار‬
‫فعلمهن يا محمد المتقين‪ ،‬ول تعلمهن المنافقين فانها دعوة مستجابة‬
‫لقائلهن إنشاء ال وهو دعاء أهل البيت المعمور حوله‪ ،‬إذا كان يطوفون‬
‫به )‪ - 8 .(1‬لى‪ :‬أحمد بن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن ابن‬
‫محبوب عن محمد بن يحيى الخثعمي‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪:‬‬
‫إن أبا ذر رحمة ال عليه مر برسول ال صلى ال عليه وآله وعنده‬
‫جبرئيل عليه السلم في صورة دحية الكلبي‪ ،‬وقد استخله رسول ‪ -‬ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ ،‬فلما رآهما انصرف عنهما ولم يقطع كلمهما فقال‬
‫جبرئيل عليه السلم‪ :‬يا محمد هذا أبو ذر قد مر بنا ولم يسلم علينا‪ ،‬أما لو‬
‫سلم لرددنا عليه‪ ،‬يا محمد إن له دعاء يدعو به معروفا عند أهل السماء‪،‬‬
‫فاسأله عنه إذا عرجت إلى السماء‪ .‬فلما ارتفع جبرئيل جاء أبو ذر إلى‬
‫النبي صلى ال عليه وآله فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما منعك‬
‫يابا ذر أن تكون قد سلمت علينا حين مررت بنا فقال‪ :‬ظننت يا رسول ال‬
‫أن الذي كان معك دحية الكلبي قد استخليته لبعض شأنك‪ ،‬فقال‪ :‬ذاك‬
‫جبرئيل يابا ذر وقد قال‪ :‬أما لو سلم علينا لرددنا عليه‪ ،‬فلما علم أبو ذر أنه‬
‫كان جبرئيل عليه السلم دخله من الندامة ما شاء ال حيث لم يسلم فقال له‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما هذا الدعاء الذي تدعو به ؟ فقد أخبرني‬
‫أن لك دعاء معروفا في السماء‪ ،‬فقال نعم يا رسول ال أقول‪ " :‬اللهم إني‬
‫أسئلك اليمان بك‪ ،‬والتصديق بنبيك‪ ،‬والعافية من جميع البلء‪ ،‬والشكر‬
‫على العافية‪ ،‬والغنى عن أشرار الناس " )‪ - 9 .(2‬ص‪ ،‬بالسناد إلى‬
‫الصدوق‪ ،‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى عن البزنطي‪ ،‬عن‬
‫أبان بن عثمان‪ ،‬عن محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر صلوات ال عليه قال‪:‬‬
‫الكلمات التي تلقى بهن آدم عليه السلم ربه فتاب عليه‪ ،‬قال‪ :‬اللهم ل إله‬
‫إل أنت سبحانك وبحمدك إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك‬
‫أنت التواب الرحيم ل إله إل أنت سبحانك وبحمدك‪ ،‬عملت سوءا وظلمت‬
‫نفسي‪ ،‬فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين‪.‬‬

‫)‪ (1‬توحيد الصدوق‪ 154 :‬باب أسماء ال تعالى‪ (2) .‬امالي الصدوق‪.208 :‬‬
‫]‪[355‬‬

‫‪ - 10‬جا‪ :‬أحمد بن محمد الصولي‪ ،‬عن الجلودي‪ ،‬عن الجوهري‪ ،‬عن قيس ابن‬
‫حفص‪ ،‬عن حسين الشقر‪ ،‬عن عمر بن عبد الغفار‪ ،‬عن إسحاق بن‬
‫الفضل الهاشمي قال‪ :‬كان من دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‬
‫السلم " اللهم إني أعوذ بك أن اعادي لك وليا أو اوالي لك عدوا‪ ،‬أو‬
‫أرضى لك سخطا أبدا‪ ،‬اللهم من صليت عليه فصلوتنا عليه‪ ،‬ومن لعنته‬
‫فلعنتنا عليه‪ ،‬اللهم من كان في موته فرح لنا ولجميع المسلمين فأرحنا‬
‫منه‪ ،‬وأبدل لنا من هو خير لنا منه حتى ترينا من علم الجابة ما نتعرفه في‬
‫أدياننا ومعايشنا يا أرحم الراحمين " )‪ - 11 .(1‬مكا‪ :‬عن معاذ بن جبل‬
‫قال‪ :‬أرسلني رسول ال صلى ال عليه وآله ذات يوم إلى عبد ال بن سلم‬
‫وعنده جماعة من أصحابه‪ ،‬فحضر فقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يا عبد‬
‫ال أخبرني عن عشر كلمات علمهن ال عزوجل إبراهيم يوم قذف في‬
‫النار‪ ،‬أتجدهن في التوراة مكتوبا ؟ فقال عبد ال‪ :‬يا نبي ال بأبي وامي‪،‬‬
‫هل انزل عليك فيهن شئ ؟ فاني أجد ثوابها في التوراة ول أجد الكلمات‪،‬‬
‫وهي عشر دعوات فيهن اسم ال العظم‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬هل علمهن ال تعالى موسى ؟ فقال‪ :‬ما علمهن ال تعالى غير‬
‫إبراهيم الخليل عليه السلم‪ .‬فقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬وما تجد‬
‫ثوابها في التوراة ؟ فقال عبد ال‪ :‬يا رسول ال ومن يستطيع أن يبلغ‬
‫ثوابها‪ ،‬غير أني أجد في التوراة مكتوبا‪ :‬ما من عبد من ال عليه وجعل‬
‫هؤلء الكلمات في قلبه‪ ،‬إل جعل النور في بصره‪ ،‬واليقين في قلبه وشرح‬
‫صدره لليمان‪ ،‬وجعل له نورا من مجلسه إلى العرش يتلل‪ ،‬ويباهي به‬
‫ملئكته في كل يوم مرتين‪ ،‬ويجعل الحكمة في لسانه‪ ،‬ويرزقه حفظ كتابه‬
‫وإن لم يكن حريصا عليه‪ ،‬ويفقهه في الدين‪ ،‬ويقذف له المحبة في قلوب‬
‫عباده ويؤمنه من عذاب القبر‪ ،‬وفتنة الدجال‪ ،‬ويؤمنه من الفزع الكبر يوم‬
‫القيامة ويحشره في زمرة الشهداء ويكرمه ال ويعطيه ما يعطي النبياء‬
‫بكرامته‪ ،‬ول يخاف إذا خاف الناس‪ ،‬ول يحزن إذا حزن الناس‪ ،‬ويكتب عند‬
‫ال صديقا‪ ،‬ويحشر يوم‬

‫)‪ (1‬مجالس المفيد‪.106 :‬‬

‫]‪[356‬‬

‫القيامة‪ ،‬وقلبه ساكن مطمئن‪ ،‬وهو ممن يكسى مع إبراهيم يوم القيامة‪ .‬ول يسأل‬
‫بتلك الدعوات شيئا إل أعطاه ال‪ ،‬ولو أقسم على ال لبر قسمه ويجاور‬
‫الرحمن في دار الجلل‪ ،‬وله أجر كل شهيد استشهد منذ يوم خلقت الدنيا‪.‬‬
‫قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬وما دار الجلل يا ابن سلم ؟ قال‪ :‬جنة‬
‫عدن‪ ،‬وهو موضع عرش الرحمن‪ ،‬رب العزة‪ ،‬وهي في جوار ال‪ ،‬قال ابن‬
‫سلم‪ :‬فعلمنا يا رسول ال ومن علينا كما من ال عليك‪ ،‬قال النبي صلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬خروا ل سجدا قال‪ :‬فخروا سجدا فلما رفعوا رؤوسهم قال‬
‫النبي صلى ال عليه وآله قوله‪ " :‬يا ال يا ال يا ال‪ ،‬أنت المرهوب منك‬
‫جميع ]خلقك[ يا نور النور أنت الذي احتجبت دون خلقك فل تدرك نورك‬
‫نور‪ ،‬يا ال يا ال يا ال أنت الرفيع الذي ارتفعت فوق عرشك من فوق‬
‫سمائك فل يصف عظمتك أحد من خلقك‪ ،‬يا نور النور‪ ،‬قد استنار بنورك‬
‫أهل سمائك‪ ،‬واستضاء بضوئك أهل أرضك‪ .‬يا ال يا ال يا ال أنت الذي ل‬
‫إله غيرك‪ ،‬تعاليت عن أن يكون لك شريك وتعظمت عن أن يكون لك ولد‪،‬‬
‫وتكرمت عن أن يكون لك شبيه‪ ،‬وتجبرت عن أن يكون لك ضد‪ ،‬فأنت ال‬
‫المحمود بكل لسان‪ ،‬وأنت المعبود في كل مكان‪ ،‬وأنت المذكور في كل أوان‬
‫وزمان‪ ،‬يا نور النور‪ ،‬كل نور خامد لنورك يا مليك كل مليك‪ ،‬يفنى غيرك يا‬
‫دائم‪ ،‬كل حي يموت غيرك‪ .‬يا ال يا ال يا ال الرحمن الرحيم‪ ،‬ارحمني‬
‫رحمة تطفئ بها غضبك‪ ،‬وتكف بها عذابك‪ ،‬وترزقني بها سعادة من عندك‪،‬‬
‫وتحلني بها دارك التي تسكنها خيرتك من خلقك‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ .‬يا من‬
‫أظهر الجميل‪ ،‬وستر القبيح‪ ،‬يا من لم يؤاخذ بالجريرة‪ ،‬ولم يهتك الستر‪ ،‬يا‬
‫عظيم العفو‪ ،‬يا حسن التجاوز‪ ،‬يا واسع المغفرة‪ ،‬يا باسط اليدين بالرحمة‬
‫يا صاحب كل نجوى‪ ،‬ويا منتهى كل شكوى‪ ،‬يا كريم الصفح‪ ،‬يا عظيم المن‬
‫يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها‪ ،‬يا رباه يا رباه‪ ،‬ويا سيداه ويا أمله‪ ،‬ويا‬
‫غاية رغبتاه‪ ،‬أسئلك يا ال يا ال يا ال أن ل تشوه خلقي في النار "‪.‬‬

‫]‪[357‬‬

‫قال‪ :‬يا رسول ال وما ثواب من قال هذه الكلمات ؟ قال‪ :‬هيهات هيهات انقطع القلم‪،‬‬
‫لو اجتمع ملئكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ذلك إلى يوم‬
‫القيامة‪ ،‬لما وصفوا من ألف جزء جزءا واحدا‪ ،‬وذكر عليه السلم لهذه‬
‫الكلمات ثوابا وفضائل كثيرة ل يحتمل ذكرها ههنا‪ ،‬اقتصرنا على ذكر‬
‫المقصود مخافة التطويل )‪ - 12 .(1‬مكا‪ :‬كان من دعاء النبي صلى ال‬
‫عليه وآله " اللهم إني أسألك العافية‪ ،‬وشكر العافية‪ ،‬وتمام العافية في‬
‫الدنيا والخرة " )‪ - 13 .(2‬ضا‪ :‬دعاء " اللهم إنك كنت قبل الزمان‪،‬‬
‫وقبل الكون والكينونية والكائن‪ ،‬وعلمت بما تريد أن تكون قبل تكوين‬
‫الشياء‪ ،‬وكان علمك السابق فيما تريد أن تكون قبل التكوين والعلم‪ ،‬فعلمك‬
‫دائبة غير مكتسب‪ ،‬لم تزل كنت عالما موجودا والجهل عنك‪ .‬نافيا فأنت‬
‫بادي البد‪ ،‬وقادم الزل‪ ،‬ودائم القدم ل توصف بصفات‪ ،‬ول تنعت بوصف‪،‬‬
‫ول تلحق بالحواس‪ ،‬ول تضرب فيك المثال ول تقاس بقياس‪ ،‬ول تحد‬
‫بحدود‪ ،‬ليس لك مكان يعرف‪ ،‬ول لك موضع ينال‪ ،‬ل فوقك منتهى‪ ،‬ول‬
‫عنك انتهاء‪ ،‬ول خلفك إدراك‪ ،‬ول أمامك مصادف‪ ،‬بل أين توجه الواجهون‬
‫فأنت هناك لم تزل‪ ،‬ل يحيط بك الشياء‪ ،‬بل تحيط بالشياء محتوبها‬
‫محتجب عن رؤية المخلوقين‪ ،‬وهم عنك غير محتجبين‪ ،‬ترى ول ترى‪،‬‬
‫وأنت في الملء العلى تسمع وترى‪ ،‬وتعلم ما يخفى‪ ،‬وأخفى‪ ،‬فتباركت‬
‫وتعاليت عما يقولون علوا كبيرا‪ .‬دعاء آخر لي " اللهم أنت‪ ،‬أنت كما أنت‬
‫حيث أنت‪ ،‬ل يعلم أحد كيف أنت‪ ،‬إل أنت‪ ،‬ل تحول عما كنت في الزل حيث‬
‫كنت‪ ،‬ول تزول ول تولي أوليتك مثل آخريتك‪ ،‬وآخريتك مثل أوليتك‪ ،‬إذا‬
‫افني الخلئق واظهر الحقائق ل يعرف بمكانك ملك مقرب‪ ،‬ول نبي مكرم‪،‬‬
‫ول أحد يعرف أينيتك‪ ،‬ول كيفيتك ول كينونيتك‪ ،‬فأنت الحد البد‪ ،‬وملكك‬
‫سرمد‪ ،‬وسلطانك ل ينقضى‪ ،‬ل لك زوال‪ ،‬ول لملكك نفاد‪ ،‬ول لسلطانك‬
‫تغير‪ ،‬ملكك دائم‪ ،‬وسلطانك قديم‪ ،‬منك وبك‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق‪ (2) .397 - 395 .‬مكارم الخلق‪.405 :‬‬

‫]‪[358‬‬

‫ل بأحد ول من أحد‪ ،‬لنك لم تزل كنت الزل بك ل أنت به‪ ،‬أنت الدوام لم تزل‬
‫سبحانك وتعاليت عما يقولون علوا كبيرا‪ .‬دعاء حسن بليغ لى‪ " :‬اللهم‬
‫إني أتوسل إليك في يوم فقرى وفاقتي‪ ،‬عند تحيري وعند انقطاع حجتي‬
‫بحبك وبحبيبك‪ ،‬وبالذي اتخذت إبراهيم من أجله خليل‪ ،‬وكلمت موسى من‬
‫كرامته في طور سيناء من ورائه بكلم‪ ،‬ونفخت في مريم به من روحك‪،‬‬
‫وهو نورك الساطع‪ ،‬وضياؤك اللمع‪ ،‬أنور نورا‪ ،‬وأشرق سناء‪ ،‬وأضوء‬
‫ضياء‪ ،‬وأعز من خلقت‪ ،‬وأفضل من فطرت‪ ،‬وأول من ابتدعت‪ ،‬وآخر من‬
‫أظهرت‪ ،‬روحك ونورك وقدسك‪ ،‬به كون الولين والخرين‪ ،‬وختام رسلك‪،‬‬
‫وافتتاح أنبيائك محجتك الكبرى‪ ،‬وآيتك العظمى‪ ،‬وآياتك السنى‪ ،‬وبابك‬
‫القصوى‪ ،‬وحجابك الدنى‪ ،‬وكلمتك العليا‪ ،‬مدينة علمك‪ ،‬ومعدن حكمتك‪،‬‬
‫ومنتهى سرك‪ ،‬ميثاق النبياء‪ ،‬وعهد الشهداء‪ ،‬من أثبت المرسلين‪ ،‬أصل‬
‫الوصياء وفرع التقياء أكرم البررة‪ ،‬وصافي الصفوة‪ .‬خير الثقلين‪ ،‬وأكرم‬
‫من في الخافقين‪ ،‬إلى عين المشرقين‪ ،‬وما في المغربين سيد من مضى من‬
‫الولين‪ ،‬وسيد من بقى من الخرين‪ ،‬الخالص المخلص الصفوة الصفوة‬
‫السيد البر‪ ،‬تاج النبياء‪ ،‬وإكليل الرسل وفخر الثقلين وافتخار الملئكة علم‬
‫الهدى‪ ،‬وطود التقى‪ ،‬والنور في الدجى‪ ،‬القمر الباهر‪ ،‬والنجم الزاهر‬
‫والكوكب الدرى‪ ،‬ميزان العدل‪ ،‬والصراط المستقيم‪ ،‬منار دين ال‪ ،‬وقناديل‬
‫الرسل‪ ،‬وأركان الدين العلى‪ ،‬وعمد السلم‪ ،‬مهابط الوحي‪ .‬آلك وأهلك‬
‫وأحباؤك وامناؤك وأصفياؤك ونجباؤك ونخباؤك ونقباؤك وأتقياؤك‬
‫وشهداؤك وخلفاؤك وكرماؤك وحلماؤك وعرفاؤك‪ ،‬وحكماؤك وعلماؤك‬
‫وادباؤك وامناؤك ونظراؤك وشفعاؤك وعظماؤك‪ .‬ثم بخليلك الذي سميته‬
‫باسمك‪ ،‬وفرضت طاعته على عبادك‪ ،‬وافترضت مودته على خلقك‪ ،‬ثم آل‬
‫طه ويس‪ ،‬والحواميم والطواسين‪ ،‬وكهيعص ذكرك‬

‫]‪[359‬‬

‫الحكيم‪ ،‬ورحمتك البسيط‪ ،‬نجاة المؤمنين‪ ،‬وهلك الكافرين‪ ،‬وجهك الكريم الذي ل‬
‫ينكى ول يفنى‪ ،‬ول يهلك مع الهالكين‪ ،‬وجنبك الوجب‪ ،‬ويدك العليا وعينك‬
‫الوفى‪ ،‬صاحب ميم وعين‪ ،‬وفاوح وى وهي‪ ،‬هم البررة الغرى الخيرة‬
‫فصلوات ال عليهم وعلى ذريتهم وسلم تسليما‪ .‬اللهم إني بهم وبك وبك‬
‫وبهم‪ ،‬ولهم ولك ولك ولهم‪ ،‬اللهم فصل عليهم وعلى آلهم وسلم تسليما‬
‫اللهم إنك تعلم من حقهم ما ل أعلم أنا‪ ،‬فتعرف من فضلهم ما ل أعرف أنا‪.‬‬
‫اللهم إني أسألك بهم وبحقهم وبفضلهم وبشرفهم أن تصلي على محمد‬
‫وعليهم وعلى آلهم وسلم تسليما وأن تقضي حاجتي‪ ،‬صغيرها وكبيرها من‬
‫حوائج الدنيا والخرة‪ ،‬ما لك فيه رضا ولي فيها صلح‪ .‬اللهم إني أسألك‬
‫بواجب حقك وحقهم علينا‪ ،‬وبما لديك من فضلهم و حرمتهم عندك أن‬
‫تصلى عليهم وعلى آلهم وسلم تسليما‪ ،‬وأن تغفر لنا جميع ما قد علمت منا‬
‫من ذنوبنا صغيرها وكبيرها‪ ،‬وسرها وعلنيتها‪ ،‬وما قد أحصيت علينا مما‬
‫قد نسينا مغفرة عزما‪ .‬اللهم إني أسألك بهم صلى ال عليهم من جميع‬
‫كرامتك‪ ،‬وجميع خيرك وجميع عافيتك وما قد سألوهم عليهم السلم‪،‬‬
‫وأعوذ من جميع الفات والعاهات‪ ،‬وشر كل ذي شر وشر ما قد استعاذوا‬
‫هم يا رحمن يا رحيم ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأنت‬
‫أرحم الراحمين وصلى ال على سيد الولين والخرين‪ ،‬وعلى أخيه‬
‫ووصيه أمير المؤمنين وسلم تسليما‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي‬
‫العظيم‪ - 14 .‬كشف‪ :‬من دلئل الحميري‪ ،‬عن أبي هاشم الجعفري قال‪:‬‬
‫كتب إلى أبي محمد عليه السلم بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاء‪ ،‬فكتب‬
‫إليه أن ادع بهذا الدعاء " يا أسمع السامعين‪ ،‬ويا أبصر المبصرين ويا‬
‫عز الناظرين‪ ،‬ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين‪ ،‬ويا أحكم‬
‫الحاكمين‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪ ،‬وأوسع لي في رزقي‪ ،‬ومدلي في‬
‫عمري‪ ،‬وامنن علي برحمتك‪ ،‬واجعلني ممن تنتصر به لدينك ول تستبدل‬
‫بي غيري "‪.‬‬

‫]‪[360‬‬

‫قال أبو هاشم‪ :‬فقلت في نفسي‪ " :‬اللهم اجعلني في حزبك‪ ،‬وفي زمرتك " فأقبل‬
‫علي أبو محمد فقال‪ :‬أنت في حزبه وفي زمرته‪ ،‬إذ كنت بال مؤمنا‬
‫ولرسوله مصدقا ولوليائه عارفا ولهم تابعا‪ ،‬فأبشر ثم أبشر )‪- 15 (1‬‬
‫كش‪ :‬طاهر بن عيسى الوراق‪ ،‬عن جعفر بن محمد بن أيوب‪ ،‬عن صالح‬
‫ابن أبي حماد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن محمد بن‬
‫زيد الشحام قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقلت له‪ :‬علمني‬
‫دعاء‪ ،‬قال‪ :‬اكتب " بسم ال الرحمن الرحيم يا من أرجوه لكل خير‪ ،‬وآمن‬
‫سخطه عند كل عثرة‪ ،‬يا من يعطي الكثير بالقليل‪ ،‬ويا من أعطى من سأله‬
‫تحننا ورحمة‪ ،‬يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه‪ ،‬صل على محمد وأهل‬
‫بيته‪ ،‬وأعطني بمسألتك خير الدنيا وجميع خير الخرة‪ ،‬فانه غير منقوص‬
‫لما أعطيت‪ ،‬وزدني من سعة فضلك يا كريم "‪ .‬ثم رفع يده فقال‪ " :‬يا ذا‬
‫المن والطول‪ ،‬يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬يا ذا النعماء والجود‪ ،‬ارحم شيبتي من‬
‫النار " ثم وضع يديه على لحيته ولم يرفعهما إل وقد امتل ظهر كفه‬
‫دموعا )‪ - 16 .(2‬جع‪ :‬دعاء مروي عن النبي صلى ال عليه وآله " اللهم‬
‫إني أعوذ بك من سوء القضاء وسوء القدر‪ ،‬وسوء المنظر في الهل‬
‫والمال والولد "‪ .‬ومن دعائه " اللهم إني أعوذ بك من غنى يطغيني‪ ،‬وفقر‬
‫يسيئني )‪ (3‬وهوى يرديني‪ ،‬وعمل يخزيني‪ ،‬وجار يؤذيني "‪ .‬ومن دعائه‬
‫" اللهم اجعلنا مشغولين بأمرك‪ ،‬آمنين بوعدك آيسين من خلقك آنسين بك‬
‫مستوحشين من غيرك‪ ،‬راضين بقضائك‪ ،‬صابرين على بلئك‪ ،‬شاكرين‬
‫على نعمائك‪ ،‬متلذذين بذكرك‪ ،‬فرحين بكتابك‪ ،‬مناجين بك آناء الليل والنهار‬
‫ومستعدين للموت‪ ،‬مشتاقين إلى لقائك‪ ،‬متبغضين للدنيا‪ ،‬محبين للخرة‪،‬‬
‫وآتنا‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .299‬رجال الكشى‪ (3) .315 :‬يشيننى ظ‪ ،‬وفى‬
‫المصدر‪ :‬ينسيني‪.‬‬

‫]‪[361‬‬

‫ما وعدتنا على رسلك ول تخزنا يوم القيامة‪ ،‬إنك ل تخلف الميعاد )‪ .(1‬دعاء "‬
‫اللهم اجعل خيرا أعمارنا خواتمه‪ ،‬وخير أيامنا يوم نلقاك فيه " )‪- 17 .(2‬‬
‫بشا‪ :‬أبو علي ابن شيخ الطائفة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن المفيد‪ ،‬عن الجعابي‪ ،‬عن‬
‫ابن عقدة‪ ،‬عن أحمد بن عبد الحميد‪ ،‬عن محمد بن عمرو بن عتبة‪ ،‬عن‬
‫الحسن بن المبارك عن العباس بن عامر‪ ،‬عن مالك الحمسي‪ ،‬عن سعد بن‬
‫ظريف‪ ،‬عن ابن نباتة قال‪ :‬كنت أركع عند باب أمير المؤمنين عليه السلم‬
‫وأنا أدعو ال إذ خرج أمير المؤمنين فقال‪ :‬يا أصبغ‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك قال‪ :‬أي‬
‫شئ كنت تصنع ؟ قلت‪ :‬ركعت وأنا أدعو‪ ،‬قال أفل اعلمك دعاء سمعته من‬
‫رسول ال ؟ قلت بلى‪ ،‬قال‪ :‬قل‪ " :‬الحمد ل على ما كان‪ ،‬والحمد ل على‬
‫كل حال " ثم ضرب بيده اليمنى على منكبه اليسر‪ ،‬وقال‪ :‬يا أصبغ لن‬
‫ثبتت قدمك‪ ،‬وتمت وليتك‪ ،‬وانبسطت يدك‪ ،‬ال أرحم بك من نفسك )‪.(3‬‬
‫‪ - 18‬عو‪ :‬روي أن النبي صلى ال عليه وآله كان يدعو دائما بهذا الدعاء‬
‫" اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك‪ ،‬ومن طاعتك ما‬
‫تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا‪ ،‬ومتعنا‬
‫بأسماعنا وأبصارنا‪ ،‬وقوانا ما أحييتنا‪ ،‬واجعله الوارث منا‪ ،‬واجعل ثأرنا‬
‫على من ظلمنا‪ ،‬وانصرنا على من عادانا ول تجعل الدنيا أكبر همنا‪ ،‬ول‬
‫مبلغ علمنا‪ ،‬ول تسلط علينا من ل يرحمنا "‪ - 19 .‬من خط الشهيد ره‪:‬‬
‫قيل من أحسن الدعاء‪ :‬اللهم اجعل خير عمرى آخره‪ ،‬وخير عملي خواتمه‪،‬‬
‫وخير أيامي يوم لقائك‪ ،‬اللهم ل تمتني في غمرة ول تأخذني على غرة ول‬
‫تجعلني من الغافلين‪ ،‬اللهم وسع على في الدنيا‪ ،‬وزهدني فيها‪ ،‬ول تزوها‬
‫عنى‪ ،‬ول ترغبني فيها‪ ،‬وأحيني سعيدا وتوفني شهيدا‪) * .‬هامش ص‬
‫‪ 1) * (361‬و ‪ (2‬جامع الخبار‪ (2) .154 :‬بشارة المصطفى‪.117 :‬‬

‫]‪[362‬‬

‫اللهم إني أعوذ بك أن تجعلني عبرة لغيري‪ ،‬وأعوذ بك أن أقر لمعصيتك لضر نزل‬
‫بي‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك أن تؤد بني بعقوبتك‪ ،‬اللهم ل تكلنا إلى أنفسنا‬
‫فنعجز‪ ،‬ول إلى الناس فنضيع‪ ،‬اللهم اجعل خير عملي ما قارب أجلى‪ ،‬اللهم‬
‫أصبح ذي مستجيرا بعزك‪ ،‬وأصبح خوفي مستجيرا بأمنك‪ ،‬وأصبح ظلمي‬
‫مستجيرا بعفوك وأصبح جهلى مستجيرا بحلمك‪ ،‬وأصبح فقري مستجيرا‬
‫بغناك‪ ،‬وأصبح وجهي البالي الفاني مستجيرا بوجهك الدائم الباقي الجميل‬
‫الكريم‪ ،‬اللهم أصبحت ل يمنعني منك أحدا إن أنت أردتني‪ ،‬ول يعطيني أحد‬
‫إن أنت حرمتني‪ ،‬اللهم ل تحرمني لقلة شكري ول تمنعني لقلة صبري‪20 .‬‬
‫‪ -‬دعوات الراوندي‪ :‬قال داود بن زربي‪ :‬سمعت أبا الحسن الول عليه‬
‫السلم يقول‪ :‬اللهم إني أسألك العافية‪ ،‬وأسألك جميل العافية‪ ،‬وأسألك شكر‬
‫العافية‪ ،‬وأسألك شكر شكر العافية‪ .‬وكان النبي صلى ال عليه وآله يدعو‬
‫ويقول‪ :‬أسئلك تمام العافية‪ ،‬ثم قال‪ :‬تمام العافية الفوز بالجنة‪ ،‬والنجاة من‬
‫النار‪ .‬وروي أن علي بن سالم الجعفي قال لبي جعفر عليه السلم‪ :‬ادع‬
‫لي‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم أحيه محيانا‪ ،‬وأمته مماتنا‪ ،‬واسلك به سبيلنا‪ .‬قال‪:‬‬
‫فاستشهد‪ .‬وقال الصادق عليه السلم‪ :‬من قال سبعين مرة‪ " :‬يا أسمع‬
‫السامعين‪ ،‬يا أبصر المبصرين‪ ،‬ويا أسرع الحاسبين‪ ،‬ويا أحكم الحاكمين "‬
‫فأنا ضامن له في دنياه وآخرته وأن يلقاه ال ببشارة عند الموت‪ ،‬وله بكل‬
‫كلمة بيت في الجنة‪ .‬وقال‪ :‬سمعت الصادق عليه السلم‪ :‬يقول‪ " :‬سبحان‬
‫من ل يستأنس بشئ أبقاه ول يستوحش من شئ أفناه‪ - 21 .‬الدر المنثور‪:‬‬
‫عن أبي اليسر أن رسول ال صلى ال عليه وآله كان يدعو بهؤلء‬
‫الكلمات السبع يقول‪ :‬اللهم إني أعوذ بك من الهدم‪ ،‬وأعوذ بك من التردي‬
‫وأعوذ بك من الغم والغرق والحرق والهدم‪ ،‬وأعوذ بك أن يتخبطني‬
‫الشيطان عند الموت‪ ،‬وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا‪ ،‬وأعوذ بك أن‬
‫أموت لديغا‪.‬‬
‫]‪[363‬‬

‫‪ - 22‬مهج‪ :‬روى ابن عباس أنه قال‪ :‬دخلت على رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫فرأيته ضاحكا مسرورا‪ ،‬فقلت‪ :‬ما الخبر ؟ فداك أبي وأمي يا رسول ال ؟‬
‫فقال‪ :‬يا ابن عباس أتاني جبرئيل عليه السلم وبيده صحيفة مكتوب فيها‬
‫كرامة لي ولمتي خاصة فقال لي‪ :‬خذها يا محمد‪ ،‬واقرء ما فيها وعظمه !‬
‫فانه كنز من كنوز الخرة وهذا دعاء أكرمك ال عزوجل به‪ ،‬ولمتك‪ ،‬فقلت‬
‫له‪ :‬وما هويا جبرئيل ؟ فقال صلى ال عليه وعلى جميع الملئكة‬
‫المقربين‪ :‬سبحان ال وبحمده ‪ -‬وهو الدعاء الذي قد تقدم ذكره إلى‬
‫سبحان ال العظيم )‪ .(1‬فقلت‪ :‬يا جبرئيل وما ثواب من يدعو بهذا الدعاء ؟‬
‫فقال‪ :‬يا محمد سألتني عن ثواب ل يعلمه إل ال تعالى‪ ،‬لو صارت البحار‬
‫مدادا‪ ،‬والشجار أقلما‪ ،‬وملئكة السماوات كتابا‪ ،‬وكتبوا بمقدار الدنيا ألف‬
‫مرة لفني المداد‪ ،‬وتكسرت القلم لم يكتبوا العشر من ذلك‪ ،‬يا محمد والذي‬
‫بعثك بالحق نبيا ما من عبد ول أمة يدعو بهذا الدعاء إل كتب ال عزوجل‬
‫له ثواب أربعة من النبياء‪ ،‬وأربعة من الملئكة‪ ،‬فأما النبياء فأول ثوابك‬
‫يا محمد‪ ،‬وثواب عيسى‪ ،‬وثواب موسى‪ ،‬وثواب إبراهيم ]وثواب نوح[‬
‫عليهم السلم وأما الملئكة فأول ثوابي‪ ،‬وثواب إسرافيل وثواب ميكائيل‪،‬‬
‫وثواب عزرائيل‪ .‬يا محمد ما من رجل أو امرأة يدعو بهذا الدعاء في عمره‬
‫عشرين مرة‪ ،‬فان ال تبارك وتعالى ل يعذبه بنار جهنم‪ ،‬ولو كان عليه من‬
‫الذنوب زبد البحر‪ ،‬وقطر المطار‪ ،‬وعدد النجوم‪ ،‬وزنة العرش والكرسي‪،‬‬
‫واللوح والقلم‪ ،‬والرمل والشعر والوبر‪ ،‬وخلق الجنة والنار‪ ،‬لغفر ال ذلك‬
‫له‪ ،‬ويكتب له بكل ذنب ألف حسنة‪ .‬يا محمد وإن كان به هم أو غم أو سقم‬
‫أو مرض أو عرض أو عطش أو فزع‪ ،‬وقرأ هذا الدعاء‪ ،‬ثلث مرات‪،‬‬
‫قضاال عزوجل له حاجته‪ ،‬ومن كان في موضع يخاف السد والذئب أو‬
‫أراد الدخول على سلطان جائر‪ ،‬فان ال تبارك وتعالى يمنع عنه كل سوء‬
‫ومحذور وآفة‪ ،‬بحوله وقوته‪ ،‬ومن قرأه في حرب مرة واحدة قواه *‬
‫)هامش ص ‪ (1) * (363‬لم نجد ذكره في كتاب المهج‪.‬‬

‫]‪[364‬‬

‫ال عزوجل قوة سبعين من أصحاب المحاربين‪ ،‬ومن قرأه على صداع أو شقيقة أو‬
‫وجع البطن أو ضربان العين أو لدغ الحية أو العقرب كفاه ال جميع ذلك‪.‬‬
‫يا محمد من ل يؤمن بهذا الدعاء فهو برئ مني‪ ،‬ومن ينكره فانه تذهب‬
‫عنه البركة‪ .‬قال الحسن البصري‪ :‬ما خلف رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫لمته بعد كتاب ال عزوجل أفضل من هذا الدعاء‪ .‬قال سفيان‪ :‬كل من ل‬
‫يعرف حرمة هذا الدعاء فانه مخاطر‪ .‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يا‬
‫جبرئيل لي شئ فضل هذا الدعاء على سائر الدعية ؟ قال‪ :‬لن فيه اسم‬
‫ال العظم‪ ،‬ومن قرأه زاد في ذهنه وحفظه وعلمه وعمره وصحته في‬
‫بدنه أضعافا كثيرة‪ ،‬ويدفع ال عزوجل عنه تسعين آفة من آفات الدنيا‬
‫وسبع مائة من آفات الخرة‪ .‬ثم أجر الدعا الول والحمد ل كثيرا‪ .‬صفة‬
‫أجر الدعا الثاني‪ :‬روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم‬
‫عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬نزل جبرئيل عليه السلم وكنت‬
‫اصلي خلف المقام‪ ،‬قال‪ :‬فلما فرغت استغفرت ال عزوجل لمتي‪ ،‬فقال لي‬
‫جبرئيل عليه السلم‪ :‬يا محمد أراك حريصا على امتك‪ ،‬وال تعالى رحيم‬
‫بعباده‪ ،‬فقال النبي صلى ال عليه وآله لجبرئيل عليه السلم‪ :‬يا أخي أنت‬
‫حبيبي وحبيب امتى‪ ،‬علمني دعاء تكون امتي يذكروني من بعدي‪ .‬فقال لي‬
‫جبرئيل عليه السلم‪ :‬اوصيك أن تأمر امتك أن يصوموا ثلثة أيام البيض‬
‫من كل شهر‪ :‬الثالث عشر‪ ،‬والرابع عشر‪ ،‬والخامس عشر واوصيك يا‬
‫محمد أن تأمر امتك أن تدعوا بهذا الدعاء الشريف‪ ،‬وإن حملة العرش‬
‫يحملون العرش ببركة هذا الدعاء‪ ،‬وببركته أنزل إلى الرض وأصعد إلى‬
‫السماء‪ ،‬وهذا الدعاء مكتوب على أبواب الجنة‪ ،‬وعلى حجراتها‪ ،‬وعلى‬
‫شرفاتها‪ ،‬وعلى منازلها وبه تفتح أبواب الجنة وبهذا يحشر الخلق يوم‬
‫القيامة بأمر ال عزوجل‪ .‬ومن قرأ هذا الدعاء من امتك يرفع ال عزوجل‬
‫عنه عذاب القبر‪ ،‬ويؤمنه‬

‫]‪[365‬‬

‫من الفزع الكبر‪ ،‬ومن آفات الدنيا والخرة ببركته‪ ،‬ومن قرأه ينجيه من عذاب‬
‫النار‪ .‬ثم سأل رسول ال صلى ال عليه وآله جبرئيل عن ثواب هذا الدعاء‪،‬‬
‫قال جبرئيل عليه السلم‪ :‬يا محمد قد سألتني عن شئ ل أقدر على وصفه‪،‬‬
‫ول يعلم قدره إل ال‪ ،‬يا محمد لو صارت أشجار الدنيا أقلما‪ ،‬والبحار‬
‫مدادا‪ ،‬والخلئق كتابا لم يقدروا على ثواب قارئ هذا الدعاء‪ ،‬ول يقرء هذا‬
‫عبد وأراد عتقه إل أعتقه ال تبارك وتعالى‪ ،‬وخلصه من رق العبودية‪ ،‬ول‬
‫يقرؤه مغموم إل فرج ال همه وغمه‪ .‬ول يدعو به طالب حاجة إل قضاها‬
‫ال عزوجل له في الدنيا والخرة إنشاء ال ويقيه ال موت الفجاءة‪ ،‬وهول‬
‫القبر‪ ،‬وفقر الدنيا‪ ،‬ويعطيه ال تبارك وتعالى الشفاعة يوم القيامة‪ ،‬ووجهه‬
‫يضحك‪ ،‬ويدخله ال عزوجل ببركة هذا الدعاء دار السلم‪ ،‬ويسكنه ال في‬
‫غرف الجنان‪ ،‬ويلبسه من حلل الجنة التى ل يبلى‪ .‬ومن صام وقرأ هذا‬
‫الدعاء كتب ال عزوجل له مثل ثواب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل‬
‫وعزرائيل‪ ،‬وإبراهيم الخليل وموسى الكليم‪ ،‬وعيسى ومحمد صلوات ال‬
‫عليهم أجمعين‪ .‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬لقد عجبت من كثرة ما ذكر‬
‫جبرئيل عليه السلم في فضل هذا الدعاء وشرفه وتعظيمه وما ذكر فيه من‬
‫الثواب لقارئ هذا الدعاء‪ .‬ثم قال جبرئيل‪ :‬يا محمد ليس أحد من امتك‬
‫يدعو بهذا الدعاء في عمره مرة واحدة إل حشره ال يوم القيامة ووجهه‬
‫يتلل مثل القمر ليلة تمامه‪ ،‬فيقول الناس‪ :‬من هذا أنبي هو ؟ فتخبرهم‬
‫الملئكة بأن ليس هذا نبيا ول ملكا بل هذا عبد من عبيدال من ولد آدم قرأ‬
‫في عمره مرة واحدة هذا الدعاء‪ ،‬فأكرمه ال عزوجل بهذه‪ .‬ثم قال جبرئيل‬
‫عليه السلم للنبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يا من قرأ هذا الدعاء خمس مرات‬
‫حشر يوم القيامة‪ ،‬وأنا واقف على قبره ومعي براق من الجنة‪ ،‬ول أبرح‪،‬‬
‫واقفا حتى يركب على ذلك البراق‪ ،‬ول ينزل عنه إل في دار النعيم خالد‬
‫مخلد‪ ،‬ول حساب عليه‪ ،‬في جوار إبراهيم عليه السلم وفي جوار محمد‬
‫صلى ال عليه وآله‪ ،‬وأنا أضمن لقارئ هذا الدعاء من ذكر أو انثي أن ال‬
‫تعالى ل يعذبه‪ ،‬ولو كان عليه ذنوب أكثر من زبد‬

‫]‪[366‬‬

‫البحر‪ ،‬وقطر المطر‪ ،‬وورق الشجر‪ ،‬وعدد الخلئق من أهل الجنة وأهل النار‪ ،‬وإن‬
‫ال عزوجل يأمر أن يكتب بهذا الذي يدعو لهذا الدعاء ثواب حجة‬
‫مبرورة‪ ،‬وعمرة مقبولة‪ .‬يا محمد ومن قرأ هذا الدعاء وقت النوم خمس‬
‫مرات على طهارة فانه يراك في منامنه‪ ،‬وتبشره بالجنة‪ ،‬ومن كان جائعا‬
‫أو عطشانا ول يجد ما يأكل ول ما يشرب‪ ،‬أو كان مريضا فيقرأ هذا الدعاء‬
‫فان ال عزوجل يفرج عنه ما هو فيه ببركته‪ ،‬ويطعمه ويسقيه‪ ،‬ويقضي‬
‫له حوائج الدنيا والخرة‪ .‬ومن سرق له شئ أو أبق له عبد فيقوم ويتطهر‬
‫ويصلي ركعتين أو أربع ركعات‪ ،‬ويقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة‬
‫وسورة الخلص وهي قل هو ال أحد مرتين فإذا سلم يقرأ هذا الدعاء‪،‬‬
‫ويجعل الصحيفة بين يديه‪ ،‬أو تحت رأسه فان ال تعالى يجمع المشرق‬
‫والمغرب‪ ،‬ويرد العبد البق ببركة هذا الدعاء إنشاء ال تعالى‪ .‬وإن كان‬
‫يخاف من عدو فيقرأ هذا الدعاء على نفسه‪ ،‬فيجعله ال في حرز حريز‪،‬‬
‫ول يقدر عليه أعداؤه وما من عبد قرأه وعليه دين إل قضاه ال عزوجل‬
‫وسهل له من يقضيه عنه إن شاء ال تعالى ومن قرأه على مريض شفاه‬
‫ال ببركته فان قرأه عبد مؤمن مخلص ل عزوجل على جبل لتحرك الجبل‬
‫باذن ال تعالى ومن قرأه بنية خالصة على الماء لجمد الماء‪ .‬ول تعجب‬
‫من هذا الفضل الذي ذكرته في هذا الدعاء‪ ،‬فان فيه اسم ال تعالى العظم‪،‬‬
‫وإنه إذا قرأه القارئ وسمعه الملئكة والجن والنس فيدعون لقاريه وإن‬
‫ال تعالى يستجيب منهم دعاءهم وكل ذلك ببركة ال عزوجل‪ ،‬وببركة هذا‬
‫الدعاء‪ ،‬وإن من آمن بال وبرسوله‪ ،‬وبهذا الدعاء فيجب أن ل يغاش قلبه‬
‫بما ذكر في هذا الدعاء‪ ،‬فان ال يرزق من يشاء بغير حساب ومن قرأ‬
‫وحفظه أو نسخه فل يبخل به على أحد من المسلمين‪ .‬وقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬ما قرأت هذا الدعاء في غزاة إل ظفرت‪ ،‬ببركته على‬
‫]‪[367‬‬

‫أعدائي‪ ،‬وقال عليه السلم‪ :‬من قرأء هذا الدعاء اعطي نور الولياء في وجهه‪،‬‬
‫وسهل له كل عسير ويسير‪ ،‬ويسر له كل يسير‪ .‬وقال الحسن البصري‪ :‬لقد‬
‫سمعت في فضل هذا الدعاء أشياء ما أقدر أن أصفه ولو أن من يقرأه‬
‫ضرب برجله على الرض لتحركت الرض‪ .‬وقال سفيان الثوري‪ :‬ويل لمن‬
‫ل يعرف حق هذا الدعاء‪ ،‬فان من عرف حقه وحرمته كفاه ال عزوجل كل‬
‫شدة‪ ،‬وسهل له جميع المور‪ ،‬ووقاه كل محذور‪ ،‬ودفع عنه كل سوء‪،‬‬
‫ونجاه من كل مرض وعرض‪ ،‬أزاح الهم والغم عنه‪ .‬فتعلموه وعلموه‪ ،‬فان‬
‫فيه خير الكثير‪ .‬وهو هذا الدعاء الموصوف‪ ،‬هو الدعاء الثاني في هذا‬
‫الكتاب‪ " :‬سبحان ال العظيم وبحمده من إله ما أقدره وسبحانه من قدير‬
‫ما أعظمه وسبحانه من عظيم ما أجله‪ ،‬وسبحانه من جليل ما أمجده‪،‬‬
‫وسبحانه من ماجد ما أرأفه‪ ،‬وسبحانه من رؤف ما أعزه‪ ،‬وسبحانه من‬
‫عزيز ما أكبره‪ ،‬وسبحانه من كبير ما أقدمه‪ ،‬وسبحانه من قديم ما أعله‪،‬‬
‫وسبحانه من عال ما أسناه‪ .‬وسبحانه من سني ما أبهاه‪ ،‬وسبحانه من بهي‬
‫ما أنوره‪ ،‬وسبحانه من منير ما أظهره‪ ،‬وسبحانه من ظاهر ما أخفاه‪،‬‬
‫وسبحانه من خفي ما أعلمه‪ ،‬وسبحانه من عليم ما أخبره‪ ،‬وسبحانه من‬
‫خبير ما أكرمه‪ ،‬وسبحانه من كريم ما ألطفه‪ ،‬وسبحانه من لطيف ما‬
‫أبصره‪ ،‬وسبحانه من بصير ما أسمعه‪ .‬وسبحانه من سميع ما أحفظه‪،‬‬
‫وسبحانه من حفيظ ما أمله‪ ،‬وسبحانه من ملي ما أهداه‪ ،‬وسبحانه من هاد‬
‫ما أصدقه‪ ،‬وسبحانه من صادق ما أحمده‪ ،‬وسبحانه من حميد ما أذكره‪،‬‬
‫وسبحانه من ذاكر ما أشكره‪ ،‬وسبحانه من شكور ما أوفاه وسبحانه من‬
‫وفي ما أغناه‪ ،‬وسبحانه من غني ما أعطاه‪ .‬وسبحانه من معط ما أو سعه‪،‬‬
‫وسبحانه من واسع ما أجوده‪ ،‬وسبحانه من جواد ما أفضله‪ ،‬وسبحانه من‬
‫مفضل ما أنعمه‪ ،‬وسبحانه من منعم ما أسيده وسبحانه من سيد ما أرحمه‪،‬‬
‫وسبحانه من رحيم ما أشده‪ ،‬وسبحانه من شديد ما‬

‫]‪[368‬‬

‫أقواه‪ ،‬وسبحانه من قوي ما أحكمه‪ ،‬وسبحانه من حكيم ما أبطشه‪ .‬وسبحانه من‬


‫باطش ما أقومه‪ ،‬وسبحانه من قيوم ما أحمده‪ ،‬وسبحانه من حميد ما‬
‫أدومه‪ ،‬وسبحانه من دائم ما أبقاه‪ ،‬وسبحانه من باق ما أفرده‪ ،‬وسبحانه‬
‫من فرد ما أوحده‪ ،‬وسبحانه من واحد ما أصمده‪ ،‬وسبحانه من صمد ما‬
‫أملكه وسبحانه من مالك ما أوله‪ ،‬وسبحانه من ولي ما أعظمه‪ .‬وسبحانه‬
‫من عظيم ما أكمله‪ ،‬وسبحانه من كامل ما أتمه‪ ،‬وسبحانه من تام ما‬
‫أعجبه‪ ،‬وسبحانه من عجيب ما أفخره‪ ،‬وسبحانه من فاخر ما أبعده‪،‬‬
‫وسبحانه من بعيد ما أقربه‪ ،‬وسبحانه من قريب ما أمنعه‪ ،‬وسبحانه من‬
‫مانع ما أغلبه وسبحانه من غالب ما أعفاه‪ ،‬وسبحانه من عفو ما أحسنه‪.‬‬
‫وسبحانه من محسن ما أجمله‪ ،‬وسبحانه من جميل ما أقبله‪ ،‬وسبحانه من‬
‫قابل ما أشكره‪ ،‬وسبحانه من شكور ما أغفره‪ ،‬وسبحانه من غفور ما‬
‫أكبره وسبحانه من كبير ما أجبره‪ ،‬وسبحانه من جبار ما أدينه‪ ،‬وسبحانه‬
‫من ديان ما أقضاه‪ ،‬وسبحانه من قاض ما أمضاه‪ ،‬وسبحانه من ماض ما‬
‫أنفذه‪ .‬وسبحانه من نافذ ما أرحمه‪ ،‬وسبحانه من رحيم ما أخلقه‪ ،‬وسبحانه‬
‫من خالق ما أقهره‪ ،‬وسبحانه من قاهر ما أملكه‪ ،‬وسبحانه من ملك ما‬
‫أقدره‪ ،‬و سبحانه من قادر ما أرفعه‪ ،‬وسبحانه من رفيع ما أشرفه‪،‬‬
‫وسبحانه من شريف ما أرزقه وسبحانه من رازق ما أقبضه‪ ،‬وسبحانه من‬
‫قابض ما أبداه‪ .‬وسبحانه من باد ما أقدسه‪ ،‬وسبحانه من قدوس ما‬
‫أطهره‪ ،‬وسبحانه من طاهر ما أزكاه‪ ،‬وسبحانه من زكي ما أبقاه‪ ،‬وسبحاه‬
‫من باق ما أعوده وسبحانه من عواد ما أفطره‪ ،‬وسبحانه من فاطر ما‬
‫أوهبه‪ ،،‬وسبحانه من وهاب ما أتوبه وسبحانه من تواب ما أسخاه‪،‬‬
‫وسبحانه من سخي ما أبصره‪ .‬وسبحاه من بصير ما أسلمه‪ ،‬وسبحانه من‬
‫سلم ما أشفاه‪ ،‬وسبحانه من شاف ما أنجاه‪ ،‬وسبحانه من منج ما أبره‪،‬‬
‫وسبحانه من بار ما أطلبه‪ ،‬وسبحانه من طالب ما أدركه‪ ،‬وسبحانه من‬
‫مدرك ما أشده‪ ،‬وسبحانه من شديد ما أعطفه‬

‫]‪[369‬‬

‫وسبحانه من متعطف )‪ (1‬ما أعدله‪ ،‬وسبحانه من عادل ما أتقنه‪ .‬وسبحانه من‬


‫متقن ما أحكمه‪ ،‬وسبحانه من حكيم ما أكفله‪ ،‬وسبحانه من كفيل ما‬
‫أشهده‪ ،‬وسبحانه وهو ال العظيم وبحمده‪ ،‬الحمد ل ول إله إل ال‪ ،‬وال‬
‫أكبر‪ ،‬ول الحمد‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلى العظيم‪ ،‬دافع كل بلية‪،‬‬
‫وهو حسبي ونعم الوكيل‪ .‬قال سفيان الثوري‪ :‬ويل لمن ل يعرف حرمة هذا‬
‫الدعاء ! فان من عرف حق هذا الدعاء وحرمته‪ ،‬كفاه ال عزوجل كل شدة‬
‫وصعوبة‪ ،‬وآفة ومرض وغم‪ ،‬فتعلموه وعلموه ففيه البركة والخير والكثير‬
‫في الدنيا والخرة إنشاء ال )‪ - 23 .(2‬ومن ذلك‪ :‬دعاء علمه جبرئيل‬
‫للنبي صلى ال عليه وآله وجدت في كتاب عتيق تاريخ كتابته أكثر من‬
‫مائتي سنة إلى تاريخ سنة خمسين وستمائة قال‪ :‬جاء جبرئيل عليه السلم‬
‫إلى النبي صلى ال عليه وآله ومعه ميكائيل وإسرافيل عليهما السلم‪،‬‬
‫وقالوا‪ :‬يا رسول ال إن ال تعالى أكرمك وامتك في الدنيا والخرة بهذه‬
‫السماء‪ ،‬فطوبى بك ولمتك‪ ،‬ولمن يوفق ال جل جلله أن يدعو بهذا‬
‫الدعاء‪ ،‬فإنه عظيم جليل وهو من كنوز العرش‪ ،‬دخل فيه أسامي الرب جل‬
‫جلله كلها التي خلق بها الخلئق كلها أجمعين‪ ،‬وأهل السماوات وأهل‬
‫الرضين‪ ،‬والجنة والنار‪ ،‬والشمس والقمر والنجوم‪ ،‬والجبال ومن في البر‬
‫والبحر‪ ،‬من الدواب والهوام والوحوش والشجار‪ ،‬وما في البحور من‬
‫الخلئق والعجائب التي ليس لحد علم فيه إل الذي خلقهم‪ ،‬فل تعلم هذا‬
‫الدعاء إل الخيار من امتك لنه جرى في حكم ال وعلمه أن يستجيب لمن‬
‫دعابه مرة واحدة وهذا الدعاء‪ " .‬اللهم إني أسئلك باسمك الذي إذا ذكرت‬
‫به تزعزعت منه السماوات وانشقت منه الرضون‪ ،‬وتقطعت منه السحاب‪،‬‬
‫وتصدعت منه القلوب‪ ،‬وتزلزلت منه الجبال‪ ،‬وجرت منه الرياح‪،‬‬
‫وانتقصت منه البحار‪ ،‬واضطربت منه المواج * )هامش ص ‪(1) * (369‬‬
‫من عطوف خ‪ (2) .‬مهج الدعوات ص ‪.106 - 98‬‬

‫]‪[370‬‬

‫وغارت منه النفوس‪ ،‬ووجلت منه القلوب‪ ،‬وزلت منه القدام‪ ،‬وصمت منه الذان‬
‫وشخصت منه البصار‪ ،‬وخشعت منه الصوات‪ ،‬وخضعت له الرقاب‪،‬‬
‫وقامت له الرواح‪ ،‬وسجدت له الملئكة وسبحت له‪ ،‬وارتعدت له‬
‫الفرائص‪ ،‬واهتز له العرش ودانت له الخلئق‪ .‬وبالسم الذي وضع على‬
‫الجنة فازلفت‪ ،‬وعلى الجحيم فسعرت‪ ،‬وعلى النار فتوقدت‪ ،‬وعلى السماء‬
‫فاستقلت‪ ،‬وقامت بل عمد ول سند‪ ،‬وعلى النجوم فتزينت‪ ،‬وعلى الشمس‬
‫فأشرقت‪ ،‬وعلى القمر فأنار وأضاء‪ ،‬وعلى الرض فاستقرت‪ ،‬وعلى‬
‫الجبال فأرست‪ ،‬وعلى الرياح فذرت‪ ،‬وعلى السحاب فأمطرت وعلى‬
‫الملئكة فسبحت‪ ،‬وعلى النس والجن فأجابت‪ ،‬وعلى الطير والنمل‬
‫فتكلمت‪ ،‬وعلى الليل فأظلم‪ ،‬وعلى النهار فاستنار‪ ،‬وعلى كل شئ فسبح‪.‬‬
‫وبالسم الذي استقرت به الرضون على قرارها‪ ،‬والجبال على أماكنها‬
‫]مناكبها[ والبحار على حدودها‪ ،‬والشجار على عروقها‪ ،‬والنجوم على‬
‫مجاريها‪ ،‬والسماوات على بنائها‪ ،‬وحملت الملئكة عرش الرحمن بقدرة‬
‫ربها‪ ،‬وبالسم القدوس القديم المتقدم المختار الجبار المتكبر الكبير‬
‫المتعظم العزيز المهيمن الملك المقتدر الحميد المجيد الصمد المتوحد‪،‬‬
‫المتفرد الكبير المتعال‪ .‬وبالسم المخزون المكنون في علمه المحيط بعرشه‬
‫الطاهر المطهر المبار ك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزير الجبار‬
‫المتكبر الخالق الباري المصور‪ .‬الول والخر والظاهر والباطن‪ ،‬والكائن‬
‫قبل كلي شي‪ ،‬والمكون لكل شئ‪ ،‬والكائن بعد فناء كل شي‪ ،‬ولم يزل ل‬
‫يزال‪ ،‬ول يفنى ول يتغير‪ ،‬نور في نور‪ ،‬ونور على نور‪ ،‬ونور فوق كل‬
‫نور‪ ،‬ونور يضئ به كل نور‪ ،‬وبالسم الذي سمى به نفسه‪ ،‬واستوى به‬
‫على عرشه‪ ،‬فاستقر به على كرسيه‪ ،‬وخلق به ملئكته وسماواته‪،‬‬
‫وأرضه‪ ،‬وجنته وناره‪ ،‬وابتدع به خلقه‪ ،‬واحدا أحدا فردا صمدا كبيرا‬
‫متكبرا عظميا متعظما عزيزا مليكا مقتدرا قدوسا متقدسا لم يلد ولم يولد‬
‫ولم يكن له كفوا أحد‪.‬‬
‫]‪[371‬‬

‫وبالسم الذي لم يكتبه لحد من خلقه صدق الصادقون وكذب الكاذبون‪ .‬وبالسم‬
‫الذي هو مكتوب في راحة ملك الموت الذي إذا نظرت إليه الرواح‬
‫تطايرت‪ ،‬وبالسم الذي هو مكتوب على سرادق عرشه من نور ل إله إل‬
‫ال محمد رسول ال‪ ،‬وبالسم المكتوب في سرادق المجد‪ ،‬وبالسم‬
‫المكتوب في سرادق البهاء وبالسم المكتوب في سرادق العظمة‪ ،‬وبالسم‬
‫المكتوب في سرادق الجلل‪ ،‬وبالسم المكتوب في سرادق العز‪ ،‬وبالسم‬
‫المكتوب في سرادق الخالق النصير‪ ،‬رب الملئكة الثمانية‪ ،‬ورب العرش‬
‫العظيم‪ .‬وبالسم الكبر الكبر الكبر‪ ،‬وبالسم العظم العظم المحيط‬
‫بملكوت السموات والرض‪ ،‬وبالسم الذي أشرقت به الشمس‪ ،‬وأضاءبه‬
‫القمر وسجرت به البحار‪ ،‬ونصبت به الجبال‪ ،‬وبالسم الذي قام به العرش‬
‫والكرسي وبالسماء المقدسات المكنونات المخزونات في علم الغيب عنده‪.‬‬
‫وبالسم الذي كتب على ورق الزيتون فالقي في النار فلم يحترق‪ ،‬وبالسم‬
‫الذي مشى به الخضر عليه السلم على الماء فلم يبتل قدماه‪ ،‬وبالسم الذي‬
‫تفتح به أبواب السماء‪ ،‬وبه يفرق كل أمر حكيم‪ ،‬وبالسم الذي ضرب‬
‫موسى بعصاه البحر فانفلق‪ ،‬فكان كل فرق كالطود العظيم‪ ،‬وبالسم الذي‬
‫كان عيسى بن مريم يحيي به الموتى‪ ،‬ويبرئ به الكمه‪ ،‬والبرص‪ ،‬باذن‬
‫ال‪ ،‬وبالسماء التي يدعو بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل و‪ ،‬عزرائيل‪،‬‬
‫وحملة العرش والكروبيون ومن حولهم من الملئكة والروحانيون‬
‫الصافون المسبحون‪ .‬وبأسمائه التي ل تنسى‪ ،‬وبوجهه الذي ل يبلى‪،‬‬
‫وبنوره الذي ل يطفى‪ ،‬وبعزته التي ل ترام‪ ،‬وبقدرته التي ل تضام‪ ،‬وبملكه‬
‫الذي ل يزول‪ ،‬وبسلطانه الذي يا يتغير‪ ،‬والعرش الذي ل يتحرك‪ ،‬والكرسي‬
‫الذي ل يزول‪ ،‬وبالعين التي ل تنام‪ ،‬وباليقظان الذي ل يسهو‪ ،‬وبالحي‬
‫الذي ل يموت‪ ،‬وبالقيوم الذي ل تأخذه سنة ول نوم‪ .‬وبالذي تسبح له‬
‫السماوات والرضون بأطرافها‪ ،‬والبحار بأمواجها‬

‫]‪[372‬‬

‫والحيتان في بحارها‪ ،‬والشجار بأغصانها‪ ،‬والنجوم بزينتها‪ ،‬والوحوش في‬


‫قفارها‪ ،‬والطير في أوكارها‪ ،‬والنحل في أجحارها‪ ،‬والنمل في مساكنها‪،‬‬
‫والشمس والقمر في أفلكها‪ ،‬وكل شئ يسبح بحمد ربه‪ .‬فسبحانه يميت‬
‫الخلئق ول يموت‪ ،‬ما أبين نوره وأكرم وجهه وأجل ذكره وأقدس قدسه‪،‬‬
‫وأحمد حمده‪ ،‬وأنفذ أمره‪ ،‬وأقدر قدرته على ما يشاء‪ ،‬وأنجز وعده تعالى‬
‫ال عما يقول الظالمون علوا كبيرا ليس له شبيه‪ ،‬وليس كمثله شئ له‬
‫الخلق والمر تبارك ال رب العالمين‪ .‬وبالسم الذي قرب به محمدا عليه‬
‫السلم حتى جاوز سدرة المنتهى‪ ،‬فكان منه كقاب قوسين أو أدنى‪ ،‬وبالسم‬
‫الذي جعل النار على إبراهيم بردا وسلما‪ ،‬ووهب له من رحمته إسحاق‪،‬‬
‫وبرحمته التي اوتي بها يعقوب بالقميص‪ ،‬وألقاه على وجهه فارتد بصيرا‪،‬‬
‫وبالسم الذي ينشئ السحاب الثقال‪ ،‬ويسبح الرعد بحمده وبالسم الذي‬
‫كشف به ضر أيوب‪ ،‬واستجاب به ليونس عليه السلم في ظلمات ثلث‬
‫وبالسم الذي وهب لزكريا يحيى نبيا صلى ال عليه وآله وأنعم على عبده‬
‫عيسى بن مريم عليهما السلم إذا علمه الكتاب والحكمة‪ ،‬وجعله نبيا‬
‫مباركا من الصالحين‪ .‬وبالسم الذي دعاك به جبرئيل عليه السلم في‬
‫المقربين‪ ،‬ودعاك به ميكائيل وإسرافيل عليهما السلم فاستجبت لهم وكنت‬
‫من الملئكة قريبا مجيبا‪ ،‬وباسمك المكتوب في اللوح المحفوظ‪ .‬وباسمك‬
‫المكتوب في البيت المعمور‪ ،‬وباسمك المكتوب في لواء الحمد الذي أعطيته‬
‫نبيك محمدا صلى ال عليه وآله‪ ،‬ووعدته الحوض والشفاعة والمقام‬
‫المحمود‪ .‬وباسمك الذي في الحجاب عندك ل يضام حجاب عرشك‪ ،‬وبالسم‬
‫الذي تطوى به السماوات كطى السجل للكتاب‪ ،‬وباسمك الذي تقبل به‬
‫التوبة عن عبادك‪ ،‬وتعفو عن السيئات‪ ،‬وبوجهك الكريم أكرم الوجوه‪،‬‬
‫وبما توارت به الحجب من نورك‪ ،‬وبما استقل به العرش من بهائك‪.‬‬

‫]‪[373‬‬

‫يا إله محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف والسباط صلى ال‬
‫عليهم يا رب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ورب النبيين‬
‫والمرسلين ومنزل التوراة والنجيل والزبور والفرقان العظيم‪ .‬أسئلك بكل‬
‫اسم هولك‪ :‬أنزلته في كتاب من كتبك‪ ،‬أو علمته أحدا من خلقك‪ ،‬أو‬
‫استأثرت به في علم الغيب عندك‪ ،‬يا وهاب العطايايا فكاك الرقاب من النار‪،‬‬
‫وطارد العسر في العسير كن شفيعي إليك إذ كنت دليلى عليك‪ ،‬وبالسم‬
‫الذي يحق الحق بكلماته‪ ،‬ويبطل الباطل ولو كره المجرمون‪ .‬وبالسم الذي‬
‫يسبح الرعد بحمده‪ ،‬والملئكة من خيفته‪ ،‬وبأسمائك المكتوبات على‬
‫أجنحة الكروبيين‪ ،‬وبأسمائك التي تحيي بها العظام وهى رميم وباسمك‬
‫الذي دعاك به عيسى بن مريم عليه السلم وبأسمائك المكتوبات على‬
‫عصى موسى‪ ،‬وباسمك الذي تكلم به موسى عليه السلم على سحرة‬
‫مصر‪ ،‬فأوحيت إليه‪ :‬ل تخف إنك أنت العلى‪ ،‬وبأسمائك المنقوشات على‬
‫خاتم سليمان بن داود عليه السلم التي ملك بها الجن والنس والشياطين‬
‫وأذل به إبليس وجنوده‪ ،‬وبالسماء التي نجا بها إبراهيم من نار نمرود‪،‬‬
‫وبالسماء التي رفع بها إدريس عليه السلم مكانا عليا‪ .‬وبالسماء‬
‫المكتوبات على جبهة إسرافيل عليه السلم‪ ،‬وبالسماء المكتوبات على دار‬
‫قدسه‪ ،‬وبكل اسم هو ل عزوجل دعا ال به نبي مرسل‪ ،‬وملك مقرب أو‬
‫عبد مؤمن‪ ،‬وبكل اسم هو ل عزوجل في شئ من كتبه‪ ،‬وبكل اسم هو‬
‫مخزون في علمه‪ ،‬وبأسمائه المكتوبات في اللوح‪ ،‬وبالسم الذي خلق به‬
‫جبلت الخلق كلهم‪ ،‬وباسم ال الكبر الكبير‪ ،‬الجل الجليل‪ ،‬العز العزيز‪،‬‬
‫العظم العظيم‪ ،‬وبأسمائه كلها التي إذا ذكر بها ذلت فرائص ملئكته‬
‫وسمائه وأرضه وجنته‪ ،‬وناره‪ .‬وباسمه العظم الذي علمه آدم صلى ال‬
‫عليه في جنات عدن‪ ،‬وصلى ال وملئكته على محمد وآله وعلى جميع‬
‫أنبياء ال ورسله‪ ،‬اللهم فبحرمة هذه السماء‪ ،‬وبحرمة تفسيرها‪ ،‬فانه ل‬
‫يعلم تفسيرها غيرك‪ ،‬أن تستجيب لي دعائي‬

‫]‪[374‬‬

‫وارحم تضرعي‪ ،‬وأدخلني في عبادك الصالحين‪ ،‬وآتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة‬
‫حسنة‪ ،‬وقنا عذاب النار‪ ،‬وتوفنا مع البرار‪ ،‬ول تخزنا يوم القيامة‪ ،‬إنك ل‬
‫تخلف الميعاد‪ ،‬وترى الملئكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم‬
‫وقضي بينهم بالحق‪ ،‬وقيل الحمد ل رب العالمين‪ .‬قال السيد ره‪ :‬وهذا‬
‫الدعاء مما ألهمنا تلوته عند المهمات‪ ،‬والضرورات ورأيت من ال تعجيل‬
‫الجابات والعنايات‪ ،‬ورئي في المنام باقي النهار السلمة من البلء‪،‬‬
‫وإجابة الدعاء‪ ،‬فكان كما رأى في المنام )‪ - 24 .(1‬مهج‪ :‬دعاء علمه‬
‫جبرئيل عليه السلم النبي صلى ال عليه وآله " يا نور السماوات‬
‫والرض يا جمال السماوات والرض يا عماد السماوات والرض‪ ،‬يا بديع‬
‫السماوات والرض‪ ،‬يا ذاالجلل والكرام‪ ،‬يا صريخ المستصرخين‪ ،‬يا‬
‫غوث المستغيثين يا منتهى رغبة الراغبين‪ ،‬والمفرج عن المكروبين‪،‬‬
‫والمروح عن المهمومين ومجيب دعوة المضطرين‪ ،‬وكاشف السوء‪،‬‬
‫وأرحم الراحمين‪ ،‬وإله العالمين‪ ،‬منزل به كل حاجة يا أكرم الكرمين ويا‬
‫أرحم الراحمين )‪ - 25 (2‬ومن ذلك‪ :‬دعاء آخر برواية أنس بن مالك عن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله عن جبرئيل عليه السلم وقد روى كثيرا من‬
‫فضائله‪ ،‬أضربت عن ذكرها بالختصار‪ ،‬إذا لقصد نفس الدعاء‪ " :‬بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم بسم ال وبال‪ ،‬وباسمه المبتدأ رب الخرة والولى‪ ،‬ل‬
‫غاية ول منتهى‪ ،‬رب الرض والسماوات العلى الرحمن على العرش‬
‫استوى‪ ،‬ال عظيم اللء‪ ،‬دائم النعماء‪ ،‬قاهر العداء عاطف برزقه‪،‬‬
‫معروف بلطفه عادل في حكمه‪ ،‬عالم في ملكه‪ ،‬الرحمن الرحيم‪ ،‬رحيم‬
‫الرحماء‪ ،‬عالم العلماء صاحب النبياء‪ ،‬غفور الغفراء‪ ،‬قادر على ما يشاء‪.‬‬
‫سبحان ال الملك الواحد الحميد‪ ،‬ذي العرش المجيد‪ ،‬الفعال لما يريد *‬
‫)هامش ص ‪ (1) * (374‬مهج الدعوات ص ‪ (2) .112 - 106‬مهج‬
‫الدعوات ص ‪.113‬‬

‫]‪[375‬‬
‫رب الرباب ومسبب السباب‪ ،‬وسابق السباق‪ ،‬ورازق الرزاق‪ ،‬وخالق الخلق‬
‫قادر على ما يشاء‪ ،‬مقدر المقدور‪ ،‬وقاهر القاهرين‪ ،‬وعادل في يوم‬
‫النشور‪ ،‬إله اللهة يوم الواقعة‪ ،‬رحيم غفور حليم شكور‪ .‬الحمد ل الرب‬
‫العظيم‪ ،‬والحمد ل الملك الرحيم‪ ،‬الول القديم‪ ،‬خالق العرش والسماوات‬
‫والرضين‪ ،‬وهو السميع العليم‪ ،‬قابل التوبة‪ ،‬شكور حليم العزيز الرحيم‪،‬‬
‫الول الخر‪ ،‬الظاهر الباطن‪ ،‬الدائم القائم‪ ،‬رازق الوحوش والبهائم صاحب‬
‫العطايا‪ ،‬ومانع البليا‪ ،‬يشفي السقيم‪ ،‬ويغفر للخاطئين‪ ،‬ويعفو عن‬
‫النادمين‪ ،‬ويحب الصالحين‪ ،‬ويؤوي الهاربين‪ ،‬ويستر على المذنبين‬
‫ويؤمن الخائفين‪ .‬سبحانك ل إله إل أنت‪ ،‬الكريم المعبود في كل مكان‪ ،‬تغفر‬
‫الخطايا وتستر العيوب‪ ،‬شكور حليم‪ ،‬عالم بالحدود‪ ،‬منبت الزروع‬
‫والشجار‪ ،‬فالق الحبوب‪ ،‬صاحب الجبروت‪ ،‬غني عن الخلق‪ ،‬قاسم‬
‫الرزاق‪ ،‬علم الغيوب‪ ،‬أنت الذي ليس كمثله شئ‪ ،‬وأنت على كل شئ‬
‫شهيد‪ .‬أنت الذي تعفو عن العاصي بعد أن يغرق في الذنوب‪ ،‬أنت الذي كل‬
‫شئ خلقته ينصرف إليك بالمنسوب‪ ،‬اغفر لي خطيئتي كما قلت " ادعوني‬
‫أستجب لكم " وأنت بوعدك صدوق‪ ،‬نجني من الهموم والغموم والكروب‪،‬‬
‫أنت غياث كل مكروب‪ ،‬وأنت الذي قلت " ل تقنطوا من رحمتي " وأنت‬
‫بقولك صادق ليس بمكذوب احفظني من آفات الدنيا والخرة‪ ،‬وهول يوم‬
‫اللحود‪ ،‬ول تفضحني سيدي على رؤس الخلئق في اليوم الموعود‪ .‬ال‬
‫أكبر ال أكبر ال أكبر ل ضد له‪ ،‬ول ند له‪ ،‬ول صاحبة له‪ ،‬ول والد له‪ ،‬ول‬
‫ولد له‪ ،‬ول حد ]ود[ له‪ ،‬ول مثال له ول كفو له‪ ،‬ول وزير له‪ ،‬ول شريك‬
‫له في ملكه‪ .‬أسألك يا ال يا ال يا ال يا عزيز يا عزيز يا عزيز‪ ،‬أن تريني‬
‫في منامي ما رجوت منك‪ ،‬وأن تكرمني بمغفرة خطيئتي إنك على ما تشاء‬
‫قدير يا أرحم الراحمين‪ ،‬ول حول‬

‫]‪[376‬‬

‫ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬يا حنان يا منان يا سبحان يا غفران يا برهان يا‬
‫سلطان‪ ،‬يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬أشهد أن كل معبود من دون عرشك إلى‬
‫قرار أرضك باطل غير وجهك القديم الكريم المعبود‪ ،‬آمنت بك واستغثت بك‬
‫بحق ل إله إل أنت أغثني يا أرحم الراحمين )‪ - 26 .(1‬مهج‪ :‬سليمان بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن موسى بن يزيد‪ ،‬عن أنس بن اويس‪ ،‬عن علي بن أبيطالب‬
‫صلوات ال عليه قال‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬من دعا بهذه‬
‫السماء استجاب ال له‪ ،‬والذي بعثني بالحق نبيا لو دعي بهذه السماء‬
‫على صفايح الحديد لذابت ولو دعي بها على ماء جار لجمد حتى يمشي‬
‫عليه‪ ،‬ولو دعي على مجنون لفاق‪ ،‬ولو دعي على امرأة قد عسر ولدها‬
‫عليها لسهل ال عليها‪ ،‬ولو دعا بها رجل أربعين ليلة جمعة غفر ال له ما‬
‫بينه وبين الدميين وبينه وبين ربه‪ .‬فقال سلمان الفارسي رحمة ال عليه‪:‬‬
‫بأبي أنت وامي يا رسول ال أيعطى الرجل بهذه السماء هذا كله ؟ فقال‪ :‬يا‬
‫أبا عبد ال ]ل تحثوا الناس عليها فاني أخشى أن يتركوا العمل ويتكلوا‬
‫عليها‪ ،‬ثم قال صلى ال عليه وآله‪ :‬يا أبا عبد ال[ )‪ (2‬يغفر ال لقائلها‬
‫ولهل بيته‪ ،‬ولمؤدب بلده‪ ،‬ولهل مدينته كلهم إنشاء ال وهذه السماء‬
‫والدعاء‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم اللهم أنت ال وأنت الرحمن‪ ،‬وأنت‬
‫الرحيم الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر‪ ،‬الول‬
‫الخر الظاهر الباطن الحميد المجيد المبدئ المعيد الودود الشهيد القديم‬
‫العلي العظيم العليم الصادق الرؤف الرحيم الشكور الغفور العزيز الحكيم‪.‬‬
‫ذو القوة المتين الرقيب الحفيظ ذو الجلل والكرام العظيم العليم‪ ،‬الغني‬
‫الولي الفتاح المرتاح القابض الباسط العدل الوفي الولي الحق المبين‬
‫الخلق الرزاق الوهاب التواب الرب الوكيل اللطيف الخبير السميع البصير‬
‫الديان المتعالى‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ (2) .115 - 113‬ما بين العلمتين ساقط عن الكمبانى‪(*) .‬‬

‫]‪[377‬‬

‫القريب المجيب الباعث الوارث الواسع الباقي الحي الدائم الذي ل يموت القيوم‬
‫النور الغفار الواحد القهار الحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا‬
‫أحد‪ .‬ذو الطول المقتدر علم الغيوب البدئ البديع القابض الباسط الداعي‬
‫الظاهر المقيت المغيث الدافع الرافع الضار النافع المعز المذل المطعم‬
‫المنعم المهيمن المكرم المحسن المجمل الحنان المفضل المحيي المميت‪،‬‬
‫الفعال لما يريد‪ .‬مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء‬
‫وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير تولج‬
‫الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج‬
‫الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب فالق الصباح‪ ،‬وفالق الحب‬
‫والنوى يسبح له ما في السماوات والرض وهو العزيز الحكيم‪ .‬اللهم ما‬
‫قلت من قول أو حلفت من حلف‪ ،‬أو نذرت من نذر في يومي هذا وليلتي‬
‫هذه‪ ،‬فمشيتك بين يدي ذلك ما شئت منه كان‪ ،‬وما لم تشأ منه لم يكن فادفع‬
‫عني بحولك وقوتك‪ ،‬فانه ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬اللهم بحق‬
‫هذه السماء عندك‪ ،‬صل على محمد وآل محمد واغفر لي وارحمني وتب‬
‫على وتقبل مني وأصلح لي شأني ويسر اموري ووسع على في رزقي‬
‫وأغنني بكرم وجهك عن جميع خلقك وصن وجهى ويدي ولساني عن‬
‫مسألة غيرك واجعل لى من أمري فرجا ومخرجا فانك تعلم ول أعلم وتقدر‬
‫ول أقدر وأنت على كل شئ قدير برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى ال‬
‫على سيدنا سيد المرسلين محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين )‪- 27 .(1‬‬
‫مهج‪ :‬حدثني صديقي والمواخي لي محمد بن محمد بن محمد القاضي‬
‫الوي ضاعف ال جل جلله سعادته وشرف خاتمته‪ ،‬وذكر حديثا عجيبا‬
‫وسببا غريبا وهو أنه كان قد حدثت له حادثة‪ ،‬فوجد هذا الدعاء في أوراق‬
‫لم يجعله فيها بين‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.119 - 117‬‬

‫]‪[378‬‬

‫كتبه‪ ،‬فنسخ منه نسخة فلما أنسخه فقد الصل الذي كان قد وجد‪ ،‬ورأيت هذا الدعاء‬
‫في نسخة عتيقة قد أصاب بعضها بلل‪ ،‬وفيه زيادة ونقصان‪ ،‬أحضرها ابن‬
‫الوزير الوراق وذكر أنه اشتراها لولد محمد المقري العرج بدرهم ونصف‬
‫ويمكن أن يكون هذا الدعاء كان موجودا في الكتب وما كان أخي الرضا‬
‫الوي يعرف موضعه‪ ،‬فأنعم ال جل جلله عليه بتعريفه كما ذكرناه عنه‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬ويسمى دعاء العبرات‪ ،‬وسيأتي ذكره وهو‪ " :‬اللهم إني‬
‫أسألك يا راحم العبرات‪ ،‬ويا كاشف الكربات‪ ،‬أنت الذي تقشع سحاب المحن‬
‫)‪ (1‬وقد أمست ثقال‪ ،‬وتجلو ضباب الحن وقد سحبت أذيال وتجعل زرعها‬
‫هشيما‪ ،‬وبنيانها هديما‪ ،‬وعظامها رميما وترد المغلوب غالبا والمطلوب‬
‫طالبا والمقهور قاهرا والمقدور عليه قادرا‪ .‬إلهي فكم من عبد ناداك " رب‬
‫إني مغلوب فانتصر " ففتحت له من نصرك أبواب السماء بماء منهمر‪،‬‬
‫وفجرت له من عونك عيونا فالتقى ماء فرجه على أمر قد قدر‪ ،‬وحملته من‬
‫كفايتك على ذات ألواح ودسر‪ ،‬يا رب إني مغلوب فانتصر ]يا رب إني‬
‫مغلوب فانتصر‪ ،‬يا رب إني مغلوب فانتصر[ فصل على محمد وآل محمد‪،‬‬
‫وافتح لي من نصرك أبواب السماء بماء منهمر‪ ،‬وفجر لي من عونك‬
‫عيونا ليلتقي ماء فرجي على أمر قد قدر‪ ،‬واحملني يا رب من كفايتك على‬
‫ذات ألواح ودسر‪ .‬يا من إذا ولج العبد في ليل من حيرته بهيم )‪ (2‬ولم يجد‬
‫صريخا يصرخه من ولي حميم‪ ،‬وجد يا رب من معونتك صريخا مغيثا‬
‫ووليا يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره وحرجه‪ ،‬ويظهر له من المهم من‬
‫أعلم فرجه‪ .‬اللهم فيا من قدرته قاهرة وآياته باهرة‪ ،‬ونقماته قاصمة لكل‬
‫جبار‪ ،‬دامغة لكل كفور ختار‪ ،‬صل يا رب على محمد وآل محمد‪ ،‬وانظر إلى‬
‫يا رب نظرة من‬

‫)‪ (1‬اقشع السحاب‪ :‬أزاله وكشفه‪ ،‬والضباب‪ :‬ندى كالغبار أو هو سحاب رقيق‬
‫يغشى الرض كالدخان‪ ،‬والحن جمع احنة‪ :‬الحقد والعداوة‪ (2) .‬ليل‬
‫بهيم‪ :‬شديد الظلمة ل ضوء فيها إلى الصباح‪.‬‬
‫]‪[379‬‬

‫نظراتك رحيمة تجل بها عني ظلمة واقفة مقيمة من عاهة جفت منها الضروع‬
‫وتلفت منه الزروع‪ ،‬وانهلت من أجلها الدموع‪ ،‬واشتمل بها على القلوب‬
‫اليأس وجرت وسكنت بسببها النفاس‪ .‬اللهم صل على محمد وآل محمد‪،‬‬
‫وأسئلك حفظا حفظا لغرائس غرستها يد الرحمن وشربها من ماء‬
‫الحيوان‪ ،‬أن تكون بيد الشيطان تحز‪ ،‬وبفأسه تقطع وتجز‪ .‬الهي من أولى‬
‫منك أن يكون عن حريمك دافعا‪ ،‬ومن أجدر منك أن يكون عن حماك‬
‫حارسا ومانعا‪ ،‬إلهي إن المر قد هال فهونه‪ ،‬خشن فألنه‪ ،‬وإن القلوب قد‬
‫كاعت فهمنها )‪ (1‬والنفوس ارتاعت فسكنها‪ .‬إلهي تدارك أقداما زلت‪،‬‬
‫وأفهاما في مهامه )‪ (2‬الحيرة ضلت‪ ،‬إن رأت جبرك على كسيرها‪،‬‬
‫وإطلقك لسيرها وإجارتك لمستجيرها أجحف الضر بالمضرور مع داعيه‬
‫الويل والثبور‪ ،‬فهل يحسن من فضلك أن تجعله فريسة البلء وهو لك راج‬
‫أم هل يجمل من عدلك أن يخوض في لجة النقمات‪ ،‬وهو إليك لج ؟ مولي‬
‫لئن كنت ل أشق على نفسي في التقى‪ ،‬ول أبلغ في حمل أعباء الطاعة‬
‫مبلغ الرضا‪ ،‬ول أنتظم في سلك قوم رفضوا الدنيا‪ :‬فهم خمص البطون من‬
‫الطوى‪ ،‬عمش العيون من البكاء‪ ،‬بل أتيتك يا رب بضعف من العمل‪ ،‬وظهر‬
‫ثقيل بالخطاء والزلل‪ ،‬ونفس للراحة معتادة‪ ،‬ولدواعي التسويف منقادة‪.‬‬
‫أما يكفيك يا رب وسيلة إليك وذريعة لديك أنني لوليائك موال‪ ،‬وفي‬
‫محبتهم مغال‪ ،‬ولجلباب البلء فيهم لبس‪ ،‬ولكتاب تحمل العناء بهم دارس‪،‬‬
‫أما يكفيني أن أروح فيهم مظلوما‪ ،‬أو أغدو مكظوما‪ ،‬وأقضى بعد هموم‬
‫هموما‪ ،‬وبعد وجوم وجوما‪ .‬أما عندك يا رب بهذا حرمة ل تضيع‪ ،‬وذمة‬
‫بأدناها يقتنع‪ ،‬فلم تمنعني نصرك ؟‬

‫)‪ (1‬كذا‪ ،‬والصحيح فطمنها كما في المصدر وكما سيأتي في النسخة الثانيه‪،‬‬
‫وكيعوعة القلب‪ :‬جبنها وروعتها‪ (2) .‬المهامه جمع مهمه‪ :‬البلد المقفر‬
‫والمفازة البعيدة‪.‬‬

‫]‪[380‬‬

‫يا رب وها أنا ذا غريق‪ ،‬وتدعني وأنا بنار عدوك حريق‪ ،‬أتجعل أولياءك لعدائك‬
‫طرائد‪ ،‬ولمكرهم مصائد‪ ،‬وتقلدهم من خسفهم قلئد‪ ،‬وأنت مالك نفوسهم‬
‫أن لو قبضتها جمدوا‪ ،‬وفي قبضتك مواد أنفاسهم‪ ،‬لو قطعتها خمدوا‪ ،‬فما‬
‫يمنعك يا رب أن تكف بأسهم‪ ،‬وتنزع عنهم من حفظك لباسهم‪ ،‬وتعريهم‬
‫من سلمة بها في أرضك يفرحون‪ ،‬وفي ميدان البغى يمرحون‪ .‬اللهم صل‬
‫على محمد وآل محمد‪ ،‬وأدركني ولما يدركني الغرق‪ ،‬وتداركني ولما غيب‬
‫شمسي الشفق‪ .‬إلهي كم من عبد خائف التجأ إلى سلطان فآب عنه محفوظا‬
‫بأمن وأمان أفأقصد يا رب أعظم من سلطانك سلطانا ؟ أم أوسع من‬
‫إحسانك إحسانا ؟ أم أكثر من اقتدارك اقتدارا ؟ أم أكرم من انتصارك‬
‫انتصارا ؟ ما عذري يا إلهي إذا حرمت في حسن الكفاية نائلك‪ ،‬وأنت الذي‬
‫ل يخيب آملك‪ ،‬ول يرد سائلك‪ .‬إلهي إلهي أين رحمتك التي هي نصرة‬
‫المستضعفين من النام ؟ اللهم أين أين كفايتك التي هي نصرة المستغيثين‬
‫من النام ؟ وأين أين عنايتك التي هي جنة المستهدفين لجور اليام ؟ إلى‬
‫إلى بهايا رب نجني من القوم الظالمين إني مسني الضر وأنت أرحم‬
‫الراحمين‪ .‬مولي ترى تحيري في أمري‪ ،‬وتقلبي في ضري‪ ،‬وانطواي‬
‫على حرقة قلبي‪ ،‬وحرارة صدري‪ ،‬فصل يا رب على محمد وآل محمد‪ ،‬وجد‬
‫لي يا رب بما أنت أهله فرجا ومخرجا‪ ،‬ويسر لي يا رب نحو اليسرى‬
‫منهجا‪ ،‬واجعل يا رب من نصب لي حبال ليصرعني بها صريع ما مكر‪،‬‬
‫ومن حفر لي بئرا ليوقعني فيها أن يقع فيما حفر واصرف اللهم عني من‬
‫شره ومكره وفساده وضره ما تصرفه عمن قاد نفسه لدين الديان‪ ،‬ومناد‬
‫ينادي لليمان‪ .‬إلهي عبدك عبدك أجب دعوته‪ ،‬وضعيفك ضعيفك فرج‬
‫غمته‪ ،‬فقد انقطع كل حبل إل حبلك‪ ،‬وتقلص كل ظل إل ظلك‪ .‬وتسجد‬
‫وتقول‪ :‬إلهي إن وجها إليك برغبته توجه خليق بأن تجيبه‪ ،‬وإن‬

‫]‪[381‬‬

‫جبينا لك بابتهاله سجد حقيق أن يبلغ ما قصد‪ ،‬وإن خدا لديك بمسئلته تعفر جدير‬
‫بأن يفوز بمراده ويظفر‪ ،‬وها أنا ذا يا إلهي قد ترى تعفر خدي‪ ،‬وابتهالي‬
‫واجتهادي في مسئلتك وجدي‪ ،‬فتلق يا رب رغباتي برأفتك قبول وسهل إلى‬
‫طلباتي بعزتك وصول‪ ،‬وذلل لى قطوف ثمرة إجابتك تذليل‪ .‬إلهي ل ركن‬
‫أشد منك فآوى إلى ركن شديد‪ ،‬وقد أويت إليك وعولت في قضاء حوائجي‬
‫عليك‪ ،‬ول قوة لي أشد من دعائك‪ ،‬فأستظهر بقول شديد‪ ،‬وقد دعوتك كما‬
‫أمرت‪ ،‬فاستجب لي بفضلك كما وعدت‪ ،‬فهل بقي يا رب إل أن تجيب‬
‫وترحم مني البكاء والنحيب‪ ،‬يا من ل إله سواه‪ ،‬يا من يجيب المضطر إذا‬
‫دعاه رب انصرني على القوم الظالمين‪ ،‬وافتح لي وأنت خير الفاتحين‪،‬‬
‫والطف بي يا رب وبجميع المؤمنين والمؤمنات برحمتك يا أرحم الراحمين‬
‫)‪ .(1‬يقول‪ :‬سيدنا ومولنا المام العالم العامل الكامل الفقيه العلمة الفاضل‬
‫الزاهد العابد الورع المجاهد المولى العظم والصدر المعظم‪ ،‬ركن السلم‬
‫والمسلمين‪ ،‬ملك العلماء والسادات في العالمين‪ ،‬ذو الحسبين‪ ،‬أبو القاسم‬
‫علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي‬
‫أسعده ال في الدارين وحباه بكل ما تقر به العين‪ ،‬بمحمد وآله الطاهرين‪:‬‬
‫ولما وجدت هذا الدعاء بعد وفاة أخي الرضي القاضي الوي قدس ال‬
‫روحه‪ ،‬ونور ضريحه‪ ،‬وفيه زيادات حسان‪ ،‬ونقصان عن الذي أحضره إلى‬
‫الخ على المسمي ابن وزير الوراق في جملة مجلد أوله دعاء الطلحي‪،‬‬
‫وهو عتيق كما كنا ذكرناه‪ ،‬وها أنا أذكر الدعاء بما وجدته استظهارا في‬
‫حفظ أسراره‪ ،‬واحتياطا لفوائد أنواره وهو‪ :‬اللهم إني أسئلك يا راحم‬
‫العبرات‪ ،‬ويا كاشف الزفرات‪ ،‬أنت الذي تقشع سحائب المحن‪ ،‬وقد أمست‬
‫ثقال‪ ،‬وتجلو ضباب الفتن وقد سحبت أذيال وتجعل ذرعها هشيما‪ ،‬وبنيانها‬
‫هديما‪ ،‬وعظامها رميما‪ ،‬وترد المغلوب غالبا والمطلوب طالبا‪ ،‬والمقهور‬
‫قاهرا‪ ،‬والمقدور عليه قادرا‪.‬‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.427 - 423‬‬

‫]‪[382‬‬

‫فكم يا إلهي من عبد ناداك‪ :‬رب إني مغلوب فانتصر ففتحت من نصرك له أبواب‬
‫السماء بما منهمر‪ ،‬وفجرت له من عونك عيونا فالتقى الماء على أمر قد‬
‫قدر‪ ،‬وحملته من كفايتك على ذات ألواح ودسر‪ ،‬يا من إذا ولج العبد في‬
‫ليل من حيرته بهيم‪ ،‬ولم يجد له صريخا يصرخه من ولي حميم‪ ،‬وجد من‬
‫معونتك صريخا مغيثا‪ ،‬ووليا يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره وحرجه‪،‬‬
‫ويظهر له أعلم فرجه‪ .‬اللهم فيا من قدرته قاهرة‪ ،‬ونقماته قاصمة لكل‬
‫جبار‪ ،‬دامغة لكل كفور ختار أسألك نظرة من نظراتك رحيمة تجلي بها‬
‫ظلمة عاكفة مقيمة في عاهة جفت منها الضروع‪ ،‬وتلفت منها الزروع‬
‫وانهلت من أجلها الدموع‪ ،‬واشتمل لها على القلوب اليأس‪ ،‬وجرت بسببها‬
‫النفاس‪ .‬إلهي فحفظا حفظا لغرايز غرسها وشربها بيد الرحمن‪ ،‬ونجاتها‬
‫بدخول الجنان أن تكون بيد الشيطان تحز‪ ،‬ووبفأسه تقطع وتجز‪ .‬إلهي‬
‫فمن أولى منك بأن يكون عن حريمك دافعا‪ ،‬ومن أجدر منك بأن يكون عن‬
‫حماك مانعا‪ ،‬إلهي إن المر قد هال فهونه‪ ،‬وخشن فألنه‪ ،‬وإن القلوب‬
‫كاعت فطمنها‪ ،‬والنفوس ارتاعت فسكنها‪ .‬إلهي إلهي تدارك أقداما زلت‪،‬‬
‫وأفهاما في مهامه الحيرة ضلت‪ ،‬إن رأت جبرك على كسيرها‪ ،‬وإطلقك‬
‫لسيرها‪ ،‬وإجارتك لمستجيرها‪ ،‬أجحف الضر بالمضرور‪ ،‬ولبى داعيه‬
‫بالويل والثبور‪ ،‬فهل تدعه يا مولي فريسة للبلء‪ ،‬وهو لك راج ؟ أم هل‬
‫يخوض لجة الغماء وهو إليك لج ؟ مولي إن كنت ل أشق على نفسي في‬
‫التقى‪ ،‬ول أبلغ في حمل أعباء الطاعة مبلغ الرضا‪ ،‬ول أنتظم في سلك قوم‬
‫رفضوا الدنيا‪ :‬فهم خمص البطون من الطوى ذبل الشفاه من الظما‪ ،‬عمش‬
‫العيون من البكاء‪ ،‬بل أتيتك بضعف من العمل‪ ،‬وظهر ثقيل بالخطايا‬
‫والزلل‪ ،‬ونفس للراحه معتادة‪ ،‬ولدواعى الشر منقادة‪ .‬أفما يكفيني يا رب‬
‫وسيلة إليك وذريعة لديك أننى لولياء دينك موال وفي محبتهم مغال‪،‬‬
‫ولجلباب البلء فيهم لبس‪ ،‬ولكتاب تحمل العناء‬
‫]‪[383‬‬

‫بهم دارس‪ ،‬أما يكفيني أن أروح فيهم مظلوما‪ ،‬وأغدو مكظوما‪ ،‬وأقضي بعد هموم‬
‫هموما‪ ،‬وبعد وجوم وجوما‪ ،‬أما عندك يا مولى بهذه حرمة ل تضيع‪،‬‬
‫وذمة بأدناها يقتنع ؟ فلم ل تمنعني يا رب وها أنا ذا غريق ؟ وتدعني هكذا‬
‫وأنا بنار عدوك حريق ؟ مولي أتجعل أولياءك لعدائك طرائد‪ ،‬ولمكرهم‬
‫مصائد‪ ،‬وتقلدهم من خسفهم قلئد‪ ،‬وأنت مالك نفوسهم لو قبضتها جمدوا‪،‬‬
‫وفي قبضتك مواد أنفاسهم لو قطعتها خمدوا‪ ،‬فما يمنعك يا رب أن تكشف‬
‫بأسهم‪ ،‬وتنزع عنهم في حفظك لباسهم وتعريهم من سلمة بها في أرضك‬
‫يسرحون‪ ،‬وفي ميدان البغي على عبادك يمرحون إلهي أدركني ولما‬
‫يدركني الغرق‪ ،‬وتداركني ولما غيب شمسي الشفق‪ .‬إلهي كم من خائف‬
‫التجأ إلى سلطان فآب عنه محفوظا بأمن وأمان‪ ،‬أفأقصد أعظم من سلطانك‬
‫سلطانا ؟ أم أوسع من إحسانك إحسانا ؟ أم أكثر من اقتدارك اقتدارا ؟ أم‬
‫أكرم من انتصارك انتصارا ؟ ما عذري يا إلهي إذا حرمت في حسن الكفاية‬
‫نائلك‪ ،‬وأنت أنت الذي ل يخيب آملك‪ ،‬ول يرد سائلك‪ .‬إلهي إلهي أين‬
‫رحمتك التي هي نصرة المستضعفين من النام ؟ وأين أين كفايتك التي هي‬
‫جنة المستهدفين لجور اليام ؟ إلي إلى بها يا رب نجني من القوم الظالمين‬
‫إني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين‪ .‬مولي ترى تحيري في أمري‪،‬‬
‫وأنطواى على حرقة قلبي‪ ،‬وحرارة صدري فجد لي يا رب بما أنت أهله‬
‫فرجا ومخرجا ويسر لي نحو اليسر منهجا‪ ،‬واجعل من ينصب الحبالة لي‬
‫ليصرعني بها صريعا فيما مكر‪ ،‬ومن يحفر لي البئر ليوقعني فيها واقعا‬
‫فيما حفر‪ ،‬واصرف عني شره ومكره وفساده وضره ما تصرفه عن القوم‬
‫المتقين‪ .‬إلهي عبدك عبدك أجب دعوته‪ ،‬وضعيفك ضعيفك فرج غمته‪ ،‬فقد‬
‫انقطع به كل حبل إل حبلك‪ ،‬وتقلص عنه كل ظل إل ظلك‪.‬‬

‫]‪[384‬‬

‫مولي دعوتي هذه إن رددتها أين تصادف موضع الجابة ؟ ومخيلتي هذه إن‬
‫كذبتها أين تلقي موضع الصابة ؟ فل تردد عن بابك من ل يعرف غيره‬
‫بابا‪ ،‬ول تمنع دون جنابك من ل يعرف سواه جنابا‪ .‬إلهي إن وجهك إليك‬
‫برغبته توجه‪ ،‬فالراغب خليق بأن ل يخيبه‪ ،‬وإن جبينا لديك بابتهاله سجد‬
‫حقيق أن يبلغ المبتهل ما قصد‪ ،‬وإن خدا عندك )‪ (1‬بمسألته تعفر جدير أن‬
‫يفوز السائل بمراده ويظفر‪ .‬هذا يا إلهي تعفير خدى‪ ،‬وابتهالي في مسألتك‬
‫وجدي‪ ،‬فلق رغباتي برحمتك قبول‪ ،‬وسهل إلى طلباتي برأفتك وصول‪،‬‬
‫وذلل في قطوف ثمرة إجابتك تذليل‪ .‬إلهي وإذ أقام ذو حاجة في حاجته‬
‫شفيعا فوجدته ممتنع النجاح مضيعا‪ ،‬فاني أستشفع إليك بكرامتك‪،‬‬
‫والصفوة من أنبيائك‪ ،‬الذين بهم أنشأت ما يقل ويظل ونزلت ما يدق ويجل‪.‬‬
‫أتقرب إليك بأول من توجته تاج الجللة‪ ،‬وأحللته من الفطرة محل السللة‪،‬‬
‫حجتك في خلقك‪ ،‬وأمينك على عبادك‪ ،‬محمد رسولك صلى ال عليه وآله‪،‬‬
‫وبمن جعلته لنوره مغرما‪ ،‬وعن مكنون سره معربا‪ :‬سيد الوصياء‪ ،‬وإمام‬
‫التقياء‪ ،‬يعسوب الدين‪ ،‬وقائد الغر المحجلين‪ ،‬أبي الئمة الراشدين‪ ،‬علي‬
‫أمير المؤمنين‪ .‬وأتقرب إليك بخيرة الخيار‪ ،‬وام النوار‪ ،‬والنسية‬
‫الحوراء‪ ،‬البتول العذراء فاطمة الزهراء‪ ،‬وبقرتي عين الرسول‪ ،‬وثمرتي‬
‫فؤاد البتول‪ ،‬السيدين المامين أبي محمد الحسن وأبي عبد ال الحسين‪،‬‬
‫وبالسجاد زين العباد ذي الثفنات‪ ،‬راهب العرب‪ ،‬علي بن الحسين‪ ،‬وبالمام‬
‫العالم والسيد الحاكم النجم الزاهر‪ ،‬والقمر الباهر‪ ،‬مولى محمد بن علي‬
‫الباقر‪ .‬وبالمام الصادق مبين المشكلت‪ ،‬مظهر الحقائق‪ ،‬المفحم بحجته‬
‫كل ناطق‪ ،‬مخرس ألسنة أهل الحدال‪ ،‬مسكن الشقاشق‪ ،‬مولي جعفر بن‬
‫محمد الصادق‬

‫)‪ (1‬لديك خ ل‪.‬‬

‫]‪[385‬‬

‫وبالمام التقي والمخلص الصفى والنور الحمدي‪ ،‬والنور النور‪ ،‬والضياء الزهر‪،‬‬
‫مولي موسى بن جعفر‪ ،‬وبالمام المرتضى‪ ،‬والسيف المنتضى‪ ،‬مولي‬
‫علي بن موسى الرضا‪ ،‬وبالمام المجد‪ ،‬والباب القصد‪ ،‬والطريق الرشد‬
‫والعالم المؤيد‪ ،‬ينبوع الحكم‪ ،‬ومصباح الظلم‪ ،‬سيد العرب والعجم‪ ،‬الهادي‬
‫إلى الرشاد‪ ،‬والموفق بالتأييد والسداد‪ ،‬مولنا محمد بن علي الجواد‪،‬‬
‫وبالمام منحة الجبار‪ ،‬ووالد الئمة الطهار‪ ،‬علي بن محمد المولود‬
‫بالعسكر الذي حذر بمواعظه وأنذر‪ ،‬وبالمام المنزه عن المآثم‪ ،‬المطهر‬
‫من المظالم‪ ،‬الحبر العالم بدر الظلم‪ ،‬وربيع النام‪ ،‬التقي النقي‪ ،‬الطاهر‬
‫الزكي‪ ،‬مولي أبي محمد الحسن ابن علي العسكري‪ .‬وأتقرب إليك بالحفيظ‬
‫العليم الذي جعلته على خزائن الرض‪ ،‬والب الرحيم الذي ملكته أزمة‬
‫البسط والقبض‪ ،‬صاحب النقيبة الميمونة‪ ،‬وقاصف الشجرة الملعونة‪ ،‬مكلم‬
‫الناس في المهد‪ ،‬والدال على منهاج الرشد‪ ،‬الغائب عن البصار الحاضر‬
‫في المصار‪ ،‬الغائب عن العيون‪ ،‬الحاضر في الفكار‪ ،‬بقية الخيار‪،‬‬
‫الوارث لذي الفقار‪ ،‬الذي يظهر في بيت ال ذي الستار‪ ،‬العالم المطهر‪،‬‬
‫الحجة بن الحسن عليهم أفضل التحيات‪ ،‬وأعظم البركات‪ ،‬وأتم الصلوات‪.‬‬
‫اللهم فهؤلء معاقلي إليك في طلباتي‪ ،‬ووسائلي‪ ،‬فصل عليهم صلة ل‬
‫يعرف سواك مقاديرها ول يبلغ كثير الخليق صغيرها‪ ،‬وكن لي بهم عند‬
‫أحسن ظني‪ ،‬وحقق لي بمقاديرك بهية التمنى إلهي ل ركن لي أشد منك‬
‫فآوي إلى ركن شديد‪ ،‬ول قول لي أسد من دعائك فأستظهرك بقول سديد‪،‬‬
‫ول شفيع لي إليك أوجه من هؤلء فأتيك بشفيع وديد‪ ،‬فهل بقي يا رب غير‬
‫أن تجيب‪ ،‬وترحم مني البكاء والنحيب‪ ،‬يا من ل إله سواه‪ ،‬يا من يجيب‬
‫المضطر إذا دعاه‪ ،‬يا راحم عبرة يعقوب‪ ،‬يا كاشف ضر أيوب اغفر لي‬
‫وارحمني‪ ،‬وانصرني على القوم الكافرين‪ ،‬وافتح لي فتحا وأنت خير‬
‫الفاتحين‪ ،‬يا‬

‫]‪[386‬‬

‫ذا القوة المتين‪ ،‬يا أرحم الراحمين )‪ - 28 .(1‬مهج‪ :‬باسنادنا إلى سعد بن عبد ال‬
‫من كتابه كتاب فضل الدعاء‪ ،‬قال‪ :‬حدثني الحسن بن علي بن عبد ال بن‬
‫المغيرة الكوفي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن سيف بن عميرة عن إبراهيم بن أبي يحيى‪،‬‬
‫عن أبي عبد ال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن علي‪ .‬وعن رجل عنه‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وعليها وآله وسلم‪ .‬وعن محمد‬
‫بن شهاب‪ ،‬عن سلمان‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم‪ .‬وعن عطا‪ ،‬عن‬
‫أبي ذر‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم‪ .‬وعن عاصم‪ ،‬عن عبد الرحمن‬
‫السلمي‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم وعن مجاهد نحو من ثلثين رجل‬
‫كلهم‪ ،‬وكل هؤلء يقولون سمعنا أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه‬
‫السلم وهو مستقبل الركن اليماني وهو يقول‪ :‬ها ورب الكعبة ]ثم جاز إلى‬
‫الحجر السود فقال‪ :‬ها ورب الكعبة‪ ،‬حتى مر بأركان الكعبة وهو يقول‪ :‬ها‬
‫ورب الكعبة[ )‪ (2‬ثم قال‪ :‬ها ورب الكعبة‪ ،‬ها ورب الركان‪ ،‬ها ورب‬
‫المشاعر ها ورب هذه الحرمات‪ ،‬لقد سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫يقول‪ :‬هذا الحديث الذي احدثكم به أنه مكتوب في زبور داود‪ ،‬وفي توراة‬
‫موسى‪ ،‬وإنجيل عيسى‪ ،‬وقرآن محمد صلى ال عليه وآله وسلم وعلى‬
‫جميع النبياء والمرسلين‪ ،‬وفي ألف كتاب نزل من السماء إلى ألف نبي‬
‫عليهم السلم أنه قال‪ :‬من قال‪ :‬ل إله إل ال في علمه منتهى رضاه‪ ،‬ل إله‬
‫إل ال بعد علمه منتهى رضاه‪ ،‬ل إله إل ال مع علمه منتهى رضاه‪ ،‬ال‬
‫أكبر في علمه منتهى رضاه‪ ،‬ال أكبر بعد علمه منتهى رضاه‪ ،‬ال أكبر مع‬
‫علمه منتهى رضاه‪ ،‬الحمد ل في علمه منتهى رضاه‪ ،‬الحمد ل بعد علمه‬
‫منتهى رضاه‪ ،‬الحمد ل مع علمه منتهى رضاه‪ ،‬سبحان ال في علمه‬
‫منتهى رضاه‪ ،‬سبحان ال بعد علمه منتهى رضاه‪ ،‬سبحان ال مع علمه‬
‫منتهى رضاه‪ ،‬والحمد ل بجميع محامده على جميع نعمائه‪ ،‬وسبحان ال‬
‫وبحمده‪ ،‬منتهى رضاه في علمه وال أكبر‪ ،‬وحق له ذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات‪ (2) .433 - 427 :‬الزيادة من المصدر‪.‬‬

‫]‪[387‬‬
‫ل إله إل ال الحليم الكريم‪ ،‬ل إله إل ال العلي العظيم‪ ،‬ل إله إل ال نور السماوات‬
‫السبع ونور الرضين السبع ونور العرش العظيم‪ ،‬ل إله إل ال تهليل ل‬
‫يحصيه غيره قبل كل أحد‪ ،‬ومع كل أحد‪ ،‬وبعد كل أحد‪ ،‬ال أكبر تكبيرا ل‬
‫يحصيه غيره قبل كل أحد ومع كل أحد وبعد كل أحد‪ ،‬وسبحان ال تسبيحا‬
‫ل يحصيه غيره قبل كل أحد‪ ،‬ومع كل أحد وبعد كل أحد‪ .‬اللهم إني اشهدك‬
‫وكفى بك شهيدا‪ ،‬فاشهد لي بأن قولك حق‪ ،‬وأن قضاءك حق وأن قدرك‬
‫حق‪ ،‬وأن رسلك حق‪ ،‬وأن أوصياءك حق‪ ،‬وأن رحمتك حق‪ ،‬وأن جنتك‬
‫حق وأن نارك حق‪ ،‬وأن قيامتك حق‪ ،‬وأنك مميت الحياء‪ ،‬وأنك محيي‬
‫الموتي‪ ،‬وأنك باعث من في القبور‪ ،‬وأنك جامع الناس ليوم ل ريب فيه‬
‫وأنك ل تخلف الميعاد‪ .‬اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا‪ ،‬فاشهد لي أنك‬
‫ربي وأن محمدا رسولك نبيي‪ ،‬والوصياء من بعده أئمتي‪ ،‬وأن الدين الذي‬
‫شرعت ديني‪ ،‬وأن الكتاب الذي أنزلت على محمد رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله نوري‪ .‬اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا فاشهد لي أنك أنت‬
‫المنعم علي ل غيرك لك الحمد‪ ،‬وبنعمتك تتم الصالحات‪ ،‬ل إله إل ال وال‬
‫أكبر‪ ،‬والحمد ل وسبحان ال وبحمده‪ ،‬وتبارك ال تعالى‪ ،‬ول حول ول قوة‬
‫إل بال العلي العظيم ل منجا ول ملجأ من ال إل إليه‪ ،‬عدد الشفع والوتر‪،‬‬
‫وعدد كلمات ربي الطيبات التامات المباركات‪ ،‬صدق ال وصدق‬
‫المرسلون‪ .‬ثم قال‪ :‬من قال هذا في عمره مائة مرة حشر أمة واحدة ثم‬
‫ارسل إليه ألف ألف ملك‪ ،‬رأسهم ملك يقال له‪ :‬مجديال‪ ،‬مع كل ملك ألف‬
‫دابة ليس منه دابه تشبه الخرى‪ ،‬وألف ثوب ليس فيها ثوب يشبه الخر‪،‬‬
‫حتى إذا انتهوا إليه وقفوا‪ ،‬فيقول لهم مجديال‪ :‬دونكم ولي ال‪ ،‬وينهضون‬
‫نهضة ملك واحد ويسخر له الدواب كدابة واحدة‪ ،‬والثياب كذلك‪ ،‬وتحفه‬
‫الملئكة عن يمينه وعن يساره‪ ،‬يسيرون ويسير معهم‪ ،‬وهم يقولون‪ :‬هذا‬
‫ولي ال‪ ،‬فطوبى له‬

‫]‪[388‬‬

‫ول يمر بزمرة من الملئكة ول من الدميين إل سلموا عليه " سلم عليك يا ولي‬
‫ال " وعظموا شأنه حتى يقف تحت لواء الحمد‪ ،‬وقد ضرب له سرير من‬
‫ياقوتة حمراء عليه قبة من زبرجدة خضراء‪ ،‬فيها حور عين‪ ،‬فيتكي فيها‬
‫مرة عن يمينه‪ ،‬ومرة عن يساره‪ ،‬حتى يقضى بين الناس‪ ،‬وينزلون‬
‫منازلهم‪ .‬ثم يؤم ألف ملك فيحفونه حتى يضعوا ذلك السرير على نجيبة من‬
‫نجائب الجنة‪ ،‬مبتهرة من النور‪ ،‬فيسير حتى إذا أتى أول منازله‪ ،‬وإذا هو‬
‫بقهرمان من قهارمته‪ ،‬يريد أن يأخذ بيده‪ ،‬فلو ل أن ال يعصمه لهوى‬
‫إعظاما لذلك القهرمان ثم يقول له القهرمان‪ :‬يا ولي ال أنا قهرمان )‪(1‬‬
‫من قهارمتك من أصحاب هذا القصر‪ ،‬ولك مائة قصر مثل هذا القصر‪ ،‬في‬
‫كل قصر قهرمان مثلي‪ ،‬لكل قهرمان زوجة على صورة خدم لزواجك‪،‬‬
‫ولك بعدد كل جارية زوجة‪ ،‬ولك في كل بيت ما ل احصي علمه‪ .‬فيقول عند‬
‫ذلك‪ " :‬الحمد ل عدد ما أحصى علمه‪ ،‬ومثل ما أحصى علمه‪ ،‬وملء ما‬
‫أحصى علمه‪ ،‬وأضعاف ما أحصى علمه‪ ،‬ول إله إل ال عدد ما أحصى‬
‫علمه‪ ،‬ومثل ما أحصى علمه‪ ،‬وملء ما أحصى علمه‪ ،‬وأضعاف ما أحصى‬
‫علمه‪ ،‬وال أكبر عدد ما أحصى علمه‪ ،‬ومثل ما أحصى علمه‪ ،‬وملء ما‬
‫أحصى علمه‪ ،‬وأضعاف ما أحصى علمه‪ ،‬سبحان ال عدد ما أحصى علمه‪،‬‬
‫ومثل ما أحصى علمه‪ ،‬وملء ما أحصى علمه وأضعاف ما أحصى علمه‬
‫"‪ .‬فإذا قال هذا زيد في بيوته وما فيها مثلها‪ ،‬وال واسع كريم )‪- 29 (2‬‬
‫مهج‪ :‬ومن ذلك دعاء جامع لمولنا ومقتدانا أمير المؤمنين علي بن‬
‫أبيطالب عليه السلم رويناه باسنادنا إلى سعد بن عبد ال في كتابه كتاب‬
‫فضل الدعاء قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن يزيد يرفعه قال‪ :‬قال سلمان الفارسي‬
‫رضي ال عنه قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬القهرمان‪ :‬الوكيل أو امين الدخل والخرج‪ ،‬والكلمة دخيل معناه بالفارسية "‬
‫پيشكار "‪ (2) .‬مهج الدعوات ص ‪.171 - 168‬‬

‫]‪[389‬‬

‫سمعت علي بن أبي طالب صلوات ال عليه يقول‪ :‬قال لي رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ :‬يا علي لو دعا داع بهذا الدعاء على صفايح الحديد لذابت‪ ،‬والذي‬
‫بعثني بالحق نبيا لو دعا داع بهذا الدعاء على ماء جار لسكن حتى يمر‬
‫عليه‪ .‬والذي بعثني بالحق نبيا إنه من بلغ به الجوع والعطش ثم دعا بهذا‬
‫الدعاء‪ ،‬أطعمه ال وأسقاه‪ ،‬والذي بعثني بالحق نبيا لو أن رجل دعا بهذا‬
‫الدعاء على جبل بينه وبين موضع يريده ل نشعب الجبل حتى يسلك فيه‬
‫إلى الموضع الذي يريده‪ ،‬والذي بعثني بالحق نبيا لو يدعى به على مجنون‬
‫لفاق من جنونه والذي بعثني بالحق نبيا لو يدعى به على امرأة قد عسر‬
‫عليها ولدتها لسهل ال عليها الولدة‪ ،‬والذي بعثني بالحق نبيا لو دعا‬
‫بهذا الدعاء رجل على مدينة والمدينة تحترق ومنزله في وسطها لنجا‬
‫منزله ولم يحترق‪ .‬والذي بعثني بالحق نبيا إنه لو دعا به داع أربعين ليلة‬
‫من ليالي الجمع غفر ال له كل ذنب بينه وبين الدميين‪ ،‬ولو كان فجر‬
‫بامه غفر ال له ذلك‪ ،‬والذي بعثني بالحق نبيا إنه من دعا بهذا الدعاء‬
‫على سلطان جائر‪ ،‬جعل ال ذلك السلطان طوع يديه‪ ،‬والذي بعثني بالحق‬
‫نبيا إنه من نام وهو يدعو به بعث ال إليه بكل حرف منه ألف ألف ملك من‬
‫الروحانيين‪ ،‬وجوههم أحسن من الشمس والقمر‪ ،‬بسبعين ضعفا‬
‫يستغفرون ال يكتبون له الحسنات‪ ،‬ويرفعون له الدرجات‪ .‬قال سلمان‪:‬‬
‫فقلت له‪ :‬بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين أيعطى بهذه السماء كل هذا ؟‬
‫فقال‪ :‬قلت لرسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬بأبي أنت وامي يا رسول ال‬
‫أيعطى الداعي بهذه السماء كل هذا ؟ فقال‪ :‬يا علي اخبرك بأعظم من ذلك‪،‬‬
‫من نام وقد ارتكب الكبائر كلها‪ ،‬وقد دعا بهذا الدعاء‪ ،‬فان مات فهو عند‬
‫ال شهيد‪ ،‬وإن مات على غير توبة يغفر ال له ولهل بيته ولوالديه‬
‫ولولده‪ ،‬ولمؤذن مسجده ولمامه بعفوه ورحمته‪ ،‬يقول‪ :‬اللهم إنك حي ل‬
‫يموت‪ ،‬وصادق ل يكذب‪ ،‬وقاهر ل يقهر‪ ،‬وبدئ ل ينفد‬

‫]‪[390‬‬

‫وقريب ل يبعد‪ ،‬وقادر ل يضاد‪ ،‬وغافر ل يظلم‪ ،‬وصمد ل يطعم‪ ،‬وقيوم ل ينام‬
‫ومجيب ل يسأم‪ ،‬وجبار ل يعان‪ ،‬وعظيم ل يرام‪ ،‬وعالم ل يعلم‪ ،‬وقوي ل‬
‫يضعف وحليم ل يجهل‪ ،‬وجليل ل يوصف‪ ،‬ووفي ل يخلف‪ ،‬وغالب ل‬
‫يغلب‪ ،‬وعادل ل يحيف‪ ،‬وغني ل يفتقر‪ ،‬وكبير ل يغادر‪ ،‬وحكيم ل يجور‪،‬‬
‫ووكيل ل يحيف‪ ،‬وفرد ل يستشير‪ ،‬ووهاب ل يمل‪ ،‬وعزيز ل يستذل‪،‬‬
‫وسميع ل يذهل‪ ،‬وجواد ل يبخل وحافظ ل يغفل‪ ،‬وقائم ل يسهو‪ ،‬ودائم ل‬
‫يفنى‪ ،‬ومحتجب ل يرى‪ ،‬وباق ل يبلى وواحد ل يشبه‪ ،‬ومقتدر ل ينازع )‬
‫‪ .(1‬يا كريم الجواد المتكرم‪ ،‬يا ظاهر يا قاهر‪ ،‬أنت القادر المقتدر‪ ،‬يا عزيز‬
‫المتعزز يا من ينادي من كل فج عميق بألسنة شتى ولغات مختلفة‪،‬‬
‫وحوائج متتابعة‪ ،‬ول يشغلك شئ عن شئ‪ ،‬أنت الذي ل يفنيك الدهور‪ ،‬ول‬
‫تحيط بك المكنة ول تأخذك سنة ول نوم‪ ،‬صل على محمد وآل محمد‪،‬‬
‫ويسر لي ما أخاف عسره وفرج عني ما أخاف كربه‪ ،‬وسهل لي ما أخاف‬
‫حزونته‪ ،‬سبحانك ل إله إل أنت إني كنت من الظالمين‪ ،‬يا أرحم الراحمين )‬
‫‪ - 30 .(2‬مهج‪ :‬دعاء علمه أمير المؤمنين صلوات ال عليه لويس‬
‫القرني‪ ،‬وهو غير الذي ذكرناه في كتاب السعادات‪ ،‬وغير الذي ذكرناه في‬
‫كتاب إغاثة الداعي حدثنا موسى بن زيد‪ ،‬عن اويس القرني‪ ،‬عن علي بن‬
‫أبيطالب عليه السلم قال‪ :‬من دعا بهذه الدعوات استجاب ال له‪ ،‬وقضى‬
‫جميع حوائجه‪ ،‬وقال رسول ال صلى ال عليه وآله والذي بعثني بالحق‬
‫نبيا إن من بلغ إليه الجوع والعطش‪ ،‬ثم قام ودعا بهذه السماء أطعمه ال‬
‫وأسقاه‪ ،‬ولو أنه دعا بهذه السماء على جبل بينه وبين الموضع الذي‬
‫يريده لتسع الجبل حتى يسلك فيه إلى أين يريد‪ ،‬وإن دعا بها على مجنون‬
‫أفاق من جنونه‪ ،‬وإن دعا بها على امرأة قد عسر عليها ولدها هون ال‬
‫عزوجل عليها ولدتها‪ .‬قال‪ :‬والذي بعثني بالحق نبيا إن من دعا به أربعين‬
‫ليلة من ليالي الجمعة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ " :‬ل تنازع " بصيغة الخطاب وهكذا في كل ما سبق‪ (2) .‬مهج‬
‫الدعوات ص ‪.173 - 171‬‬
‫]‪[391‬‬

‫غفر ال له كل ذنب بينه وبين ال‪ ،‬ولو أن رجل دخل على السلطان لخلصه ال من‬
‫شره‪ ،‬ومن دعا بها منامه فيذهب به النوم وهو يدهو بها‪ ،‬بعث ال جل‬
‫ذكره بكل حرف بينه سبعين ألف ملك من الروحانية وجوههم أحسن من‬
‫الشمس بسبعين ألف مرة‪ ،‬ويستغفرون ال ويدعون له‪ ،‬ويكتبون له‬
‫الحسنات‪ ،‬ومن دعا بها ‪ -‬وقد ارتكب الكبائر ‪ -‬غفرت له الذنوب كلها‪ ،‬وإن‬
‫مات ليلته مات شهيدا‪ .‬ثم قال لي‪ :‬يا أبا عبد ال‪ ،‬غفر ال له ولهل بيته‬
‫ولمؤذن مسجده ولمامه المستجير‪ ،‬الدعاء‪ :‬يا سلم المؤمن المهيمن‬
‫العزيز الجبار المتكبر الطاهر المطهر القاهر القادر المقتدر يا من ينادى‬
‫من كل فج عميق بألسنة شتى‪ ،‬ولغات مختلفة‪ ،‬وحوائج اخرى يا من ل‬
‫يشغله شأن عن شأن‪ ،‬أنت الذي ل تغيرك الزمنة‪ ،‬ول تحيط بك المكنة ول‬
‫تأخذك سنة ول نوم‪ ،‬يسر لي من أمري ما أخاف عسره‪ ،‬وفرج لي من‬
‫أمري ما أخاف كربه‪ ،‬وسهل لي من أمري ما أخاف حزنه‪ ،‬سبحانك ل إله‬
‫إل أنت إني كنت من الظالمين‪ ،‬عملت سوء وظلمت نفسي‪ ،‬فاغفر لي إنه ل‬
‫يغفر الذنوب إل أنت‪ ،‬والحمد ل رب العالمين‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال‬
‫العلي العظيم‪ ،‬وصلى ال على نبيه وآله وسلم تسليما )‪ - 31 .(1‬ومن‬
‫ذلك‪ :‬دعاء آخر لمولنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ال عليه‬
‫علمه أيضا لويس القرني‪ ،‬حدث أبو عبد ال الدبيلي يرفع الحديث إلى‬
‫اويس القرني‪ ،‬عن أمير المؤمنين صلوات ال عليه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وعلى أهل بيته‪ :‬ما من عبد دعا بهذا الدعاء إل استجاب ال‬
‫له‪ .‬وحلف النبي دفعات كثيرة أنه لو دعي به على ماء جار لسكن‪ ،‬ولو دعا‬
‫به رجل قد بلغ به الجوع والعطش لطعمه ال وسقاه‪ ،‬ولو دعا به على‬
‫جبل أن يزول من موضعه لزال‪ ،‬ولو دعا به لمرأة قد عسر عليها ولدتها‬
‫لسهل ال عليها ولدتها‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪(*) .130 - 129‬‬

‫]‪[392‬‬

‫ولو دعا به رجل في مدينة والمدينة تحترق ومنزله في وسطها لنجا ولم يحترق‬
‫منزله‪ ،‬ولو دعا به رجل أربعين ليلة من ليالي الجمع غفر ال له كل ذنب‬
‫بينه وبين الدميين‪ ،‬وما دعا به مغموم أو مهموم إل فرج ال عنه‪ ،‬وما‬
‫دعا به رجل على سلطان جائر إل استجاب ال تعالى له فيه‪ ،‬وله شرح‬
‫طويل اقتصرنا منه‪ .‬الدعاء‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك‬
‫ول أسأل غيرك‪ ،‬وأرغب إليك ول أرغب إلى غيرك‪ ،‬يا أمان الخائفين‪،‬‬
‫وجار المستجيرين‪ ،‬أنت الفتاح ذو الخيرات مقيل العثرات‪ ،‬ماحي السيئات‪،‬‬
‫وكاتب الحسنات‪ ،‬ورافع الدرجات‪ ،‬أسألك بأفضل المسائل كلها‪ ،‬وأنجحها‬
‫التي ل ينبغي للعباد أن يسألوك إل بها‪ ،‬يا ال يا رحمن‪ ،‬وبأسمائك الحسنى‬
‫وبأمثالك العليا‪ ،‬ونعمك التي ل تحصى‪ ،‬وبأكرم أسمائك عليك‪ ،‬وأحبها‬
‫إليك‪ ،‬وأشرفها عند منزلة‪ ،‬وأقربها منك وسيلة‪ ،‬وأجزلها مبلغا وأسرعها‬
‫منك إجابة‪ ،‬وباسمك المخزون الجليل الجل العظيم الذي تحبه وترضاه‪،‬‬
‫وترضى عمن دعاك به فاستجبت دعاءه وحق عليك أل تحرم سائلك‪ .‬وبكل‬
‫اسم هو لك في التوراة والنجيل والزبور والفرقان‪ ،‬وبكل اسم هو لك‬
‫علمته أحدا من خلقك أو لم تعلمه أحدا‪ ،‬وبكل اسم دعاك به حملة عرشك‪،‬‬
‫وملئكتك وأصفياؤك من خلقك‪ ،‬وبحق السائلين لك‪ ،‬والراغبين إليك‬
‫والمتعوذين بك والمتضرعين لديك‪ .‬وبحق كل عبد متعبد لك في بر أو بحر‪،‬‬
‫أو سهل أو جبل‪ ،‬أدعوك دعاء من قد اشتدت فاقته‪ ،‬وعظم جرمه‪ ،‬وأشرف‬
‫على الهلكة‪ ،‬وضعفت قوته‪ ،‬ومن ل يثق بشئ من عمله‪ ،‬ول ]يجد[ لذنبه‬
‫غافرا غيرك‪ ،‬ول لسعيه شاكرا سواك‪ ،‬هربت منك إليك معترفا غير‬
‫مستنكف ول مستكبر عن عبادتك‪ ،‬يا انس كل فقير مستجير أسألك بأنك‬
‫أنت ال ل إله إل أنت الحنان المنان‪ ،‬بديع السماوات والرض ذو الجلل‬
‫والكرام‪ ،‬عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم‪ .‬أنت الرب وأنا العبد‪ ،‬وأنت‬
‫المالك وأنا المملوك‪ ،‬وأنت العزيز وأنا الذليل‪ ،‬وأنت الغني‪ ،‬وأنا الفقير‪،‬‬
‫وأنت الحي وأنا الميت‪ ،‬وأنت الباقي وأنا الفاني‪ ،‬وأنت المحسن وأنا‬
‫المسئ‪ ،‬وأنت الغفور وأنا المذنب‪ ،‬وأنت الرحيم‬

‫]‪[393‬‬

‫وأنا الخاطئ‪ ،‬وأنت الخالق وأنا المخلوق‪ ،‬وأنت القوي وأنا الضعيف‪ ،‬وأنت المعطي‬
‫وأنا السائل‪ ،‬وأنت المين وأنا الخائف‪ ،‬وأنت الرازق وأنا المرزوق وأنت‬
‫أحق من شكوت إليه‪ ،‬واستغثت به ورجوته لنك كم من مذنب قد غفرت‬
‫له‪ ،‬وكم من مسئ قد تجاوزت عنه‪ ،‬فاغفر لي وتجاوز عني‪ ،‬وارحمني‬
‫وعافني مما نزل بي‪ ،‬ول تفضحني بما جنيته على نفسي‪ ،‬وخذ بيدي وبيد‬
‫والدي وولدي وارحمنا برحمتك يا ذا الجلل والكرام )‪ - 32 .(1‬ق‪ ،‬مهج‪:‬‬
‫ومن ذلك اعتصام وتهليل وسؤال لمولنا أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫اعتصمت بال الذي ل إله إل هو الباعث الوارث‪ ،‬اعتصمت بال الذي ل‬
‫إله إل هو القائم على كل نفس بما كسبت‪ ،‬اعتصمت بال الذي ل إله إل هو‬
‫الذي قال للسماوات والرض‪ :‬ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين‪،‬‬
‫اعتصمت بال الذي ل إله إل هو‪ ،‬ل تأخذه سنة ول نوم‪ ،‬اعتصمت بال‬
‫الذي ل إله إل هو الرحمن على العرش استوى يعلم خائنة السر وما يخفى‬
‫الصدور‪ .‬اعتصمت بال الذي ل إله إل هو له ما في السماوات وما في‬
‫الرض وما بينهما وما تحت الثرى‪ ،‬اعتصمت بال الذي ل إله إل هو خالق‬
‫ما يرى وما ل يرى وهو بالمنظر العلى‪ ،‬رب الخرة والولى‪ ،‬اعتصمت‬
‫بال الذي ل إله إل هو الذي ذل كل شئ لملكه‪ ،‬اعتصمت بال الذي ل إله‬
‫إل هو الذي خضع كل شئ لعزته‪ ،‬اعتصمت بال الذي ل إله إل هو الذي‬
‫هو في علوه دان‪ ،‬وفي دنوه عال‪ ،‬وفي سلطانه قوي‪ .‬اعتصمت بال الذي‬
‫ل إله إل هو البديع الرفيع الحي الدائم الباقي الذي ل يزول‪ ،‬اعتصمت بال‬
‫الذي ل إله إل هو الذي ل تصف اللسن قدرته‪ ،‬اعتصمت بال الذي ل إله‬
‫إل هو الحي القيوم ل تأخذه سنة ول نوم‪ .‬اعتصمت بال الذي ل إله إل هو‬
‫الحنان المنان ]القديم[ ذو الجلل والكرام اعتصمت بال الذي ل إله إل هو‬
‫الواحد الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.132 - 130‬‬

‫]‪[394‬‬

‫يكن له كفوا أحد‪ ،‬اعتصمت بال الذي ل إله إل هو‪ ،‬أكرم الكرمين‪ ،‬الكبير الكبر‪،‬‬
‫العلي العلى‪ .‬اعتصمت بال الذي ل إله إل هو بيده الخير كله‪ ،‬وهو على‬
‫كل شئ قدير‪ ،‬اعتصمت بال الذي ل إله إل هو يسبح له ما في السماوات‬
‫والرض كل له قانتون‪ ،‬اعتصمت بال الذي ل إله إل هو الحي الحكيم‬
‫السميع العليم الرحمن الرحيم‪ ،‬اعتصمت بال الذي ل إله إل هو عليه‬
‫توكلت وهو رب العرش العظيم‪ .‬بسم ال الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك‬
‫وأنت أعلم بمسألتي‪ ،‬وأطلب إليك وأنت العالم بحاجتي‪ ،‬وأرغب إليك وأنت‬
‫منتهى رغبتي‪ ،‬فيا عالم الخفيات وسامك السماوات‪ ،‬ورافع البنيات‪،‬‬
‫ومطلب الحاجات‪ ،‬ومعطي السؤلت‪ ،‬صل على محمد خاتم النبيين‪ ،‬وعلى‬
‫آله الطيبين الطاهرين‪ .‬اللهم اغفر لي خطيئتي‪ ،‬وإسرافي في أمري كله‪،‬‬
‫وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي‬
‫وجدي وكل ذلك عندي‪ ،‬اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت‪ ،‬وما أسررت‬
‫وما أعلنت‪ ،‬أنت المقدم‪ ،‬وأنت المؤخر وأنت على كل شئ قدير‪ .‬إن تغفر‬
‫اللهم تغفر جما * وأي عبد لك إل لما هكذا وجد في الصل )‪ - 33 (1‬مهج‪:‬‬
‫روي عن جماعة يسندون الحديث إلى الحسين بن علي عليهما السلم قال‪:‬‬
‫كنت مع علي بن أبي طالب عليه السلم في الطواف في ليلة ديجوجية )‪(2‬‬
‫قليلة النور وقد خل الطواف‪ ،‬ونام الزوار‪ ،‬وهدأت العيون‪ ،‬إذ سمع‬
‫مستغيثا مستجيرا مسترحما بصوت حزين محزون من قلب موجع وهو‬
‫يقول‪ :‬يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم * يا كاشف الضر والبلوى مع‬
‫السقم قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا * يدعو ! وعينك يا قيوم لم تنم‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ ،168 - 166‬ولفظ الشعر " ل ألما " وألم‪ :‬أي قارف‬
‫الذنب‪ (2) .‬أي مظلمة مع غيم ل ترى نجما ول قمرا‪.‬‬
‫]‪[395‬‬

‫هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي * يا من أشار إليه الخلق في الحرم إن كان‬
‫عفوك ل يلقاه ذو سرف * فمن يجود على العاصين بالنعم قال الحسين بن‬
‫علي صلوات ال عليهما‪ :‬فقال لي‪ :‬يا أبا عبد ال أسمعت المنادي ذنبه‬
‫المستغيث ربه ؟ فقلت نعم‪ ،‬قد سمعته‪ ،‬فقال اعتبره عسى نراه‪ ،‬فما زلت‬
‫أختبط في طخياء الظلم )‪ (1‬وأتخلل بين النيام‪ .‬فلما صرت بين الركن‬
‫والمقام‪ ،‬بدا لي شخص منتصب‪ ،‬فتأملته فإذا هو قائم‪ ،‬فقلت‪ :‬السلم عليك‬
‫أيها العبد المقر المستقيل السمتغفر المستجير أجب بال ابن عم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وآله‪ .‬فأسرع في سجوده وقعوده وسلم‪ ،‬فلم يتكلم حتى‬
‫أشار بيده بأن تقدمني فتقدمته فأتيت به أمير المؤمنين عليه السلم فقلت‪:‬‬
‫دونك ها هو ! فنظر إليه فإذا هو شاب حسن الوجه‪ ،‬نقي الثياب‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫من الرجل ؟ فقال له‪ :‬من بعض العرب فقال له‪ :‬ما حالك ومم بكاؤك‬
‫واستغاثتك ؟ فقال‪ :‬ما حال من اوخذ بالعقوق فهو في ضيق ارتهنه‬
‫المصاب‪ ،‬وغمره الكتئاب‪ ،‬فارتاب )‪ (2‬فدعاؤه ل يستجاب‪ ،‬فقال له علي‪:‬‬
‫ولم ذلك ؟ فقال‪ :‬لني كنت ملتهيأ في العرب باللعب والطرب‪ ،‬اديم العصيان‬
‫في رجب وشعبان‪ ،‬وما اراقب الرحمن‪ ،‬وكان لي والدشفيق رفيق‪ ،‬يحذرني‬
‫مصارع الحدثان‪ ،‬ويخوفني العقاب بالنيران ويقول‪ :‬كم ضج منك النهار‬
‫والظلم‪ ،‬والليالي واليام‪ ،‬والشهور والعوام‪ ،‬والملئكة الكرام‪ ،‬وكان إذا‬
‫ألح على بالوعظ زجرته وانتهرته‪ ،‬ووثبت عليه وضربته‪ ،‬فعمدت يوما إلى‬
‫شئ من الورق فكانت في الخباء )‪ (3‬فذهبت لخذها وأصرفها فيما كنت‬
‫عليه‪ ،‬فمانعني عن أخذها فأوجعته ضربا ولويت يده وأخذتها ومضيت‪،‬‬
‫فأومأ بيده إلى ركبتيه يروم النهوض من مكانه ذلك‪ ،‬فلم يطق يحركها من‬
‫شدة الوجع واللم فأنشأ يقول‪:‬‬

‫)‪ (1‬يعنى سواد الليل الشديد الظلمة‪ (2) .‬فان تاب خ‪ (3) .‬الورق‪ :‬الدراهم‬
‫المضروبة‪ ،‬والخباء‪ :‬كن يعمل من وبر أو صوف أو شعر للسكنى في‬
‫البادية‪.‬‬

‫]‪[396‬‬

‫جرت رحم بيني وبين منازل * سواء كما يستنزل القطر طالبه )‪ (1‬وربيت حتى‬
‫صار جلدا شمردل * إذا قام ساوى غارب العجل غاربه )‪ (2‬وقد كنت اوتيه‬
‫من الزاد في الصبى * إذا جاع منه صفوه وأطايبه )‪ (3‬فلما استوى في‬
‫عنفو ان شبابه * وأصبح كالرمح الرديني خاطبه )‪ (4‬تهضمني مالي كذا‬
‫ولوى يدي * لوى يده ال الذي هو غالبه )‪ (5‬ثم حلف بال ليقدمن إلى‬
‫بيت ال الحرام‪ ،‬فيستعدي ال )‪ (6‬علي‪ ،‬فصام أسابيع‪ ،‬وصلى ركعات‪،‬‬
‫ودعا وخرج متوجها على عيرانة )‪ (7‬يقطع بالسير‬

‫)‪ (1‬منازل‪ :‬اسم ولده هذا المستغيث‪ ،‬ذكر القصة في هامش مصباح الكفعمي ص‬
‫‪ 260‬وفيه‪ :‬فقال عليه السلم‪ :‬ما اسمك ؟ قال‪ :‬منازل بن لحق الشيباني‪،‬‬
‫وأنا ممن ابتلى بالعقوق وأضاع الحقوق‪ (2) ." ..‬الجلد‪ - :‬بفتح وسكون‬
‫‪ -‬الشديد القوى‪ ،‬والشمردل‪ :‬الطويل‪ ،‬الحسن الخلق والغارب‪ :‬الكاهل‪،‬‬
‫والعجل معروف‪ ،‬وفى المصدر المطبوع‪ :‬الفحل‪ ،‬وهو الذكر من كل‬
‫حيوان‪ ،‬يعنى أنه صار طويل بحيث ساوى كاهله كاهل الفحل أو العجل‪) .‬‬
‫‪ (3‬الطايب جمع أطيب وهو أحسن الطعمة وأفضلها والصفو‪ :‬الخالص‬
‫والخيار من كل شئ‪ (4) .‬الردينى‪ :‬الرمح المنسوب إلى ردينة‪ ،‬اسم امرأة‬
‫كانت تقوم الرماح‪ ،‬وزعموا أنها امرأة السمهرى كانا يقومان القنا بخط‬
‫هجر‪ ،‬والخاطب‪ :‬الذى يخطب ولعل المراد منه ‪ -‬بقرينة الضافة ‪-‬‬
‫اللسان‪ ،‬يعنى أن لسانه كالرمح في الطول والحدة والذرابة‪ ،‬وإذا خصصنا‬
‫الخاطب بالذى يخطب السناء للتزويج‪ ،‬كان له معنى آخر‪ (5) .‬تهضمه‪:‬‬
‫أي كسره وحطمه وظلمه‪ ،‬ولوى يده‪ :‬أي فتله وثناه بحيث أعجزه عن‬
‫الدفاع‪ (6) .‬استعدى عليه‪ :‬استغاثة واستنصره‪ ،‬يقال‪ :‬استعديت على‬
‫فلن المير فأعدانى أي استعنت به عليه فأعاننى على عدوى‪(7) .‬‬
‫العيرانة من البل‪ :‬التى تشبه العير في سرعتها ونشاطها‪.‬‬

‫]‪[397‬‬

‫عرض الفلة‪ ،‬ويطوي الودية ويعلو الجبال حتى قدم مكة يوم الحج الكبر فنزل‬
‫عن راحلته‪ ،‬وأقبل إلى بيت ال الحرام‪ ،‬فسعى وطاف به‪ ،‬وتعلق بأستاره‪،‬‬
‫و ابتهل بدعائه‪ ،‬وأنشأ يقول‪ :‬يا من إليه أتى الحجاج بالجهد * فوق المهاد‬
‫من أقصى غاية العبد )‪ (1‬إني أتيتك يا من ل يخيب من * يدعوه مبتهل‬
‫بالواحد الصمد هذا منازل من يرتاع من عققى * فخذ بحقى يا جبار من‬
‫ولدي )‪ (2‬حتى تشل بعون منك جانبه * يا من تقدس لم يولد ولم يلد قال‪:‬‬
‫فو الذي سمك السماء‪ ،‬وأنبع الماء‪ ،‬ما استتم دعاءه حتى نزل بي ما ترى‬
‫‪ -‬ثم كشف عن يمينه‪ ،‬فإذا بجانبه قد شل ‪ -‬فأنا منذ ثلث سنين أطلب إليه‬
‫أن يدعو لي في الموضع الذي دعا به علي‪ ،‬فلم يجبني‪ ،‬حتى إذا كان العام‬
‫أنعم على فخرجت به على ناقه عشراء )‪ (3‬اجد السير حثيثا رجاء العافية‪،‬‬
‫حتى إذا كنا على الراك وحطمة وادي السياك )‪ (4‬نفر طائر في الليل‬
‫فنفرت منه الناقة التي كان عليها‪ ،‬فألقته‬
‫)‪ (1‬المهاد‪ :‬الفراش‪ ،‬والوطاء يمهد على البعير‪ ،‬وفى المصدر‪ :‬المهار‪ ،‬وهو جمع‬
‫مهر بالضم ولد الفرس‪ ،‬وفى كل النسخ بزيادة الياء " المهادى " و "‬
‫المهارى "‪ ،‬وليس بصحيح‪ (2) .‬منازل اسم هذا الرجل الراوى كما تقدم‬
‫ولذا يقول‪ " :‬هذا منازل " وفى طبعة المصدر التى عندنا " من يرتاع "‬
‫كما في المتن‪ ،‬وهو تصحيف نشأ من سوء فهم الكتاب فانهم ظنوا أن "‬
‫منازل " جمع منزل فبدلوا قوله " هذا منازل ل يرتاع من عققى " كما‬
‫في طبعة اخرى من المصدر بقولهم " هذا منازل من يرتاع من عققى "‪.‬‬
‫فعمى عليهم المعنى‪ (3) .‬العشراء ‪ -‬كالنفساء ‪ -‬من النوق‪ :‬التى مضت‬
‫لحملها عشرة أشهر‪ (4) .‬الراك‪ :‬واد قرب مكة قاله في المراصد‪ ،‬وفي‬
‫القاموس‪ " :‬موضع بعرفات قرب نمرة " والراك شجر من الحمض‪- ،‬‬
‫يستاك به‪ ،‬ولعل الموضع لكثرة شجر الراك فيه سمى بالراك‪ .‬والمراد‬
‫بوادي السياك‪ ،‬هو ذلك الوادي نفسه‪ ،‬سماه وادى السياك ل تخاذهم‬
‫السواك والسياك من ذلك الموضع‪ ،‬وحطمة الوادي‪ :‬مواضعه المتكسرة‪،‬‬
‫أو هو خطمة الوادي‪ :‬يعنى أنفه وأعله‪.‬‬

‫]‪[398‬‬

‫إلى قرار الوادي‪ ،‬فارفض بنى الحجرين )‪ (1‬فقبرته هناك‪ ،‬وأعظم من ذلك أني ل‬
‫اعرف إل " المأخوذ بدعوة أبيه "‪ .‬فقال له أمير المؤمنين عليه السلم‪:‬‬
‫أتاك الغوث‪ ،‬أتاك الغوث‪ ،‬أل اعلمك دعاء علمنيه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله‪ ،‬وفيه اسم ال الكبر العظم‪ ،‬العزيز الكرم‪ ،‬الذي يجيب به من دعاه‪،‬‬
‫ويعطي به من سأله‪ ،‬ويفرج به الهم‪ ،‬ويكشف به الكرب ويذهب به الغم‪،‬‬
‫ويبرئ به السقم‪ ،‬ويجبر به الكسير‪ ،‬ويغني به الفقير‪ ،‬ويقضي به الدين‪،‬‬
‫ويرد به العين‪ ،‬ويغفر به الذنوب‪ ،‬ويستر به العيوب‪ ،‬ويؤمن به كل خائف‬
‫من شيطان مريد‪ ،‬وجبار عنيد‪ .‬ولو دعا به طائع ل على جبل لزال من‬
‫مكانه‪ ،‬أو على ميت لحياه ال بعد موته‪ ،‬ولو دعا به على الماء لمشى‬
‫عليه بعد أن ل يدخله العجب‪ ،‬فاتق ال أيها الرجل فقد أدركتني الرحمة لك‬
‫وليعلم ال منك صدق النية إنك ل تدعو به في معصية و ل تيده إل لثقة في‬
‫دينك ! فان أخلصت فيه النية استجاب ال لك‪ ،‬ورأيت نبيك محمدا صلى ال‬
‫عليه وآله في منامك‪ ،‬يبشرك بالجنة والجابة‪ .‬قال الحسين بن علي عليهما‬
‫السلم‪ :‬فكان سروري بفائدة الدعاء أشد من سرور الرجل بعافيته وما نزل‬
‫به‪ ،‬لنني لم أكن سمعته منه‪ ،‬ول عرفت هذا الدعاء قبل ذلك ثم قال‪ :‬آتني‬
‫بدواة وبياض‪ ،‬واكتب ما امليه عليك ففعلت قال‪ :‬اللهم إني أسئلك باسمك‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬يا ذا الجلل والكرام يا حي يا قيوم يا حي ل إله‬
‫إل أنت يا من ل يعلم ما هو ول كيف هو ول أين هو ول حيث هو إل هو ؟‬
‫يا ذا الملك والملكوت‪ ،‬يا ذا العزة والجبروت‪ ،‬يا ملك يا قدوس يا سلم يا‬
‫مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق يا بارئ يا مصور يا‬
‫مفيد يا ودود يا بعيد يا قريب يا مجيب يا رقيب يا حسيب يا بديع يا رفيع يا‬
‫منيع‬

‫)‪ (1‬ارفض‪ :‬أي تبدد وتفرق اجزاؤه المتلشية وقوله " بين الحجرين " مفهومه‬
‫واضح غير أنه ل وجه لتعريف " الحجرين " ولعله كان الحجزين "‬
‫يعنى طرفي الوادي‪ ،‬فيكون تأكيدا لقوله‪ :‬قرار الوادي‪.‬‬

‫]‪[399‬‬

‫يا سميع يا عليم يا حكيم يا كريم يا حليم يا قديم‪ .‬يا علي يا عظيم يا حنان يا منان يا‬
‫ديان يا مستعان يا جليل يا جميل يا وكيل يا كفيل يا مقيل يا منيل يا نبيل يا‬
‫دليل يا هادي يا بادى يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا حاكم يا قاضي يا‬
‫عادل يا فاضل يا واصل يا طاهر يا مطهر يا قادر يا مقتدر يا كبير يا متكبر‪.‬‬
‫يا أحد يا صمد يا من يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد‪ ،‬ولم يكن له‬
‫صاحبة‪ ،‬ول كان معه وزير‪ ،‬ول اتخذ معه بشير‪ ،‬ول احتاج إلى ظهير‪ ،‬ول‬
‫كان معه إله ل إله إل أنت فتعاليت عما يقول الجاحدون ]الجاهلون[ علوا‬
‫كبيرا‪ .‬يا عالم يا شامخ يا باذخ يا فتاح يا مفرج يا ناصر يا منتصر يا مهلك‬
‫يا منتقم يا باعث يا وارث يا أول يا آخر يا طالب يا غالب‪ .‬يا من ل يفوته‬
‫هارب‪ ،‬يا تواب يا أواب يا وهاب يا مسبب السباب يا مفتح البواب‪ ،‬يا من‬
‫حيث ما دعي أجاب‪ ،‬يا طهور يا شكور يا عفو يا غفور يا نور النور يا‬
‫مدبر المور يا لطيف يا خبير يا متجبر يا منير يا بصير يا ظهير يا كبير يا‬
‫وتر يا فرد يا صمد يا سند يا كافي يا محسن يا مجمل يا معافي يا منعم يا‬
‫متفضل يا متكرم يا متفرد‪ .‬يا من عل فقهر‪ ،‬ويا من ملك فقدر‪ ،‬ويا من‬
‫بطن فخبر‪ ،‬ويا من عبد فشكر‪ ،‬ويا من عصى فغفر وستر‪ ،‬يا من ل تحويه‬
‫الفكر‪ ،‬ول يدركه بصر‪ ،‬ول يخفى عليه أثر‪ ،‬يا رازق البشر‪ ،‬ويا مقدر كل‬
‫قدر‪ ،‬يا عالي المكان‪ ،‬يا شديد الركان‪ ،‬ويا مبدل الزمان‪ ،‬يا قابل القربان‪،‬‬
‫يا ذا المن والحسان‪ ،‬يا ذا العز والسلطان‪ ،‬يا رحيم يا رحمان‪ ،‬يا عظيم‬
‫الشأن‪ ،‬يا من هو كل يوم في شأن‪ ،‬يا من ل يشغله شأن من شأن‪ .‬يا سامع‬
‫الصوات‪ ،‬يا مجيب الدعوات‪ ،‬يا منجح الطلبات‪ ،‬يا قاضي الحاجات يا منزل‬
‫البركات‪ ،‬يا راحم العبرات‪ ،‬يا مقيل العثرات‪ ،‬يا كاشف الكربات‪ ،‬يا ولي‬
‫الحسنات‪ ،‬يا رفيع الدرجات‪ ،‬يا معطي السؤلت‪ ،‬يا محيى الموات‪ ،‬يا‬
‫مطلع‬

‫]‪[400‬‬
‫على النيات‪ ،‬يا راد ما قد فات‪ ،‬يا من ل تشتبه عليه الصوات‪ ،‬يا من ل تضجره‬
‫المسئلت‪ ،‬ول تغشاه الظلمات‪ ،‬يا نور الرض والسماوات‪ .‬يا سابع النعم‪،‬‬
‫يا دافع النقم‪ ،‬يا بارئ النسم‪ ،‬يا جامع المم‪ ،‬يا شافي السقم يا خالق النور‬
‫والظلم‪ ،‬يا ذا الجود والكرم‪ ،‬يا من ل يطأ عرشه قدم‪ .‬يا أجود الجودين‪ ،‬يا‬
‫أكرم الكرمين يا أسمع السامعين‪ ،‬يا أبصر الناظرين‪ ،‬يا جار المستجيرين‪،‬‬
‫يا أمان الخائفين‪ ،‬يا ظهير اللجين‪ ،‬يا ولي المؤمنين يا غياث المستغيثين‪،‬‬
‫يا غاية الطالبين‪ .‬يا صاحب كل قريب‪ ،‬يا مونس كل وحيد‪ ،‬يا ملجأ كل‬
‫طريد‪ ،‬يا مأوى كل شريد‪ ،‬يا حافظ كل ضالة‪ ،‬يا راحم الشيخ الكبير‪ ،‬يا‬
‫رازق الطفل الصغير يا جابر العظم الكسير‪ ،‬يا فاك كل أسير‪ ،‬يا مغني‬
‫البائس الفقير‪ ،‬يا عصمة الخائف المستجير‪ ،‬يا من له التدبير والتقدير‪ ،‬يا‬
‫من العسير عليه يسير‪ ،‬يا من ل يحتاج إلى تفسير‪ ،‬يا من هو على كل شئ‬
‫قدير‪ ،‬يا من هو بكل شئ خبير‪ ،‬يا من هو بكل شئ بصير‪ ،‬يا من هو على‬
‫كل شئ قدير‪ .‬يا مرسل الرياح‪ ،‬يا فالق الصباح‪ ،‬يا باعث الرواح‪ ،‬يا ذا‬
‫الجود والسماح يا من بيده كل مفتاح‪ ،‬يا سامع كل صوت‪ ،‬يا سابق كل‬
‫فوت‪ ،‬يا محيى كل نفس بعد الموت‪ .‬يا عدتي في شدتي‪ ،‬يا حافظي في‬
‫غربتي‪ ،‬يا مونسى في وحدتي‪ ،‬يا وليي في نعمتي‪ ،‬يا كنفي حين تعييي‬
‫المذاهب‪ ،‬وتسلمني القارب‪ ،‬ويخذلني كل صاحب يا عماد من ل عماد له‪،‬‬
‫يا سند من ل سند له‪ ،‬يا ذخر من ل ذخر له يا كهف من ل كهف له‪ ،‬يا ركن‬
‫من ل ركن له‪ ،‬يا غياث من ل غياث له‪ ،‬يا جار من ل جار له‪ .‬يا جاري‬
‫اللصيق‪ ،‬يا ركني الوثيق‪ ،‬يا إلهي بالتحقيق‪ ،‬يا رب البيت العتيق يا شفيق‬
‫يا رفيق‪ ،‬فكنى من حلق المضيق‪ ،‬واصرف عني كل هم وغم وضيق‪،‬‬
‫واكفني شر ما ل اطيق‪ .‬يا راد يوسف على يعقوب‪ ،‬يا كاشف ضر أيوب‪ ،‬يا‬
‫غافر ذنب داود‪ ،‬يا‬

‫]‪[401‬‬

‫رافع عيسى بن مريم من أيدي اليهود‪ ،‬يا مجيب نداء يونس في الظلمات‪ ،‬يا‬
‫مصطفي موسى بالكلمات‪ ،‬يا من غفر لدم خطيئته‪ ،‬ورفع إدريس برحمته‪،‬‬
‫يا من نجا نوحا من الغرق يا من أهلك عادا الولى وثمود فما أبقى وقوم‬
‫نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى‪ ،‬والمؤتفكة أهوى‪ ،‬يا من دمر على‬
‫قوم لوط‪ ،‬ودمدم على قوم شعيب‪ .‬يا من اتخذ إبراهيم خليل‪ ،‬يا من اتخذ‬
‫موسى كليما‪ ،‬واتخذ محمدا صلى ال عليه وعليهم أجمعين خليل وحبيبا‪.‬‬
‫يا مؤتي لقمان الحكمة‪ ،‬والواهب سليمان ملكا ل ينبغي لحد من بعده‪ ،‬يا‬
‫من نصر ذا القرنين على الملوك الجبابرة‪ ،‬يا من أعطى الخضر الحياة‪،‬‬
‫ورد ليوشع نور الشمس بعد غروبها‪ ،‬يا من ربط على قلب ام موسى‪،‬‬
‫وأحصن فرج مريم بنت عمران‪ ،‬يامن حصن يحيى بن زكريا من الذنب‬
‫وسكن عن موسى الغضب‪ ،‬يا من بشر زكريا بيحيى‪ ،‬يا من فدى إسماعيل‬
‫من الذبح‪ ،‬يا من قبل قربان هابيل وجعل اللعنة على قابيل‪ ،‬يا هازم‬
‫الحزاب صل على محمد وآل محمد وعلى جميع المرسلين‪ ،‬والملئكة‬
‫المقربين وأهل طاعتك أجمعين‪ .‬أسألك بكل مسألة سأل بها أحد ممن‬
‫رضيت عنه فحتمت له على الجابة يا ال يا ال يا ال‪ ،‬يا رحمن يا رحيم‪،‬‬
‫يا رحمن يا رحيم‪ ،‬يا رحمن يا رحيم‪ ،‬يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬به به به به به‬
‫به به أسئلك بكل اسم سميت به نفسك‪ ،‬أو أنزلته في شئ من كتبك أو‬
‫استأثرت به في علم الغيب عندك‪ ،‬وبما لو أن ما في الرض من شجرة‬
‫أقلم والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات ال‪ .‬وأسألك‬
‫بأسمائك الحسنى التي بينتها في كتابك‪ ،‬فقلت " ول السماء الحسنى‬
‫فادعوه بها " وقلت " ادعوني أستجب لكم " وقلت " وإذا سألك عبادي‬
‫عني فاني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان " وقلت " يا عبادي الذين‬
‫أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ال " وأنا أسألك يا إلهي وأطمع‬
‫في إجابتي يا مولي كما وعدتني‪ ،‬وقد دعوتك كما أمرتني فافعل بي كذا‬
‫وكذا‪ ...‬وتسأل ال تعالى‬

‫]‪[402‬‬

‫ما أحببت‪ ،‬وتسمي حاجتك‪ ،‬ول تدع به إل وأنت طاهر‪ .‬ثم قال للفتى‪ :‬إذا كانت الليلة‬
‫العاشرة فادع به وأتني من غد بالخبر‪ ،‬قال الحسين بن علي عليهم السلم‬
‫وأخذ الفتى الكتاب ومضى‪ ،‬فلما كان من غد ما أصبحنا حينا حتى أتى‬
‫الفتى إلينا سليما معافا‪ ،‬والكتاب بيده‪ ،‬وهو يقول‪ :‬هذا وال السم العظم‬
‫استجيب لي ورب الكعبة‪ ،‬قال له علي صلوات ال عليه‪ :‬حدثني‪ ،‬قال‪:‬‬
‫]لما[ هدأت العيون بالرقاد‪ ،‬واستحلك جلباب الليل )‪ (1‬رفعت يدي بالكتاب‪،‬‬
‫ودعوت ال بحقه مرارا‪ ،‬فاجبت في الثانية‪ :‬حسبك‪ ،‬فقد دعوت ال باسمه‬
‫العظم‪ ،‬ثم اضطجعت فرأيت رسول ال صلى ال عليه وآله في منامي‪،‬‬
‫وقد مسح يده الشريفة علي وهو يقول‪ :‬احتفظ بال العظيم‪ .‬فانك على خير‪،‬‬
‫فانتبهت معافا كما ترى فجزاك ال خيرا )‪ - 34 .(2‬مهج‪ :‬كان يدعو به‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم والباقر والصادق صلوات ال عليهما وعرض‬
‫هذا الدعاء على أبي جعفر محمد بن عثمان قدس ال نفسه‪ ،‬فقال‪ :‬من مثل‬
‫هذا الدعاء‪ ،‬وقال‪ :‬الدعاء كفضل العبادة وهو هذا‪ :‬اللهم أنت ربي وأنا‬
‫عبدك‪ ،‬آمنت بك مخلصا لك على عهدك ووعدك ما استطعت أتوب إليك من‬
‫سوء عملي‪ ،‬وأستغفرك لذنوبي التي ل يغفرها غيرك‪ ،‬أصبح ذلي مستجيرا‬
‫بعزتك‪ ،‬وأصبح فقري مستجيرا بغناك‪ ،‬وأصبح جهلى مستجيرا بحلمك‬
‫وأصبحت قلة حيلتي مستجيرة بقدرتك‪ ،‬وأصبح خوفي مستجيرا بأمانك‪،‬‬
‫وأصبح دائي مستجيرا بدوائك‪ ،‬وأصبح سقمي مستجيرا بشفائك‪ ،‬وأصبح‬
‫حيني مستجيرا بقصائك‪ ،‬وأصبح ضعفي مستجيرا بقوتك‪ ،‬وأصبح ذنبي‬
‫مستجيرا بمغفرتك‪ ،‬وأصبح وجهي الفاني البالي مستجيرا بوجهك الباقي‬
‫الدائم الذي ل يبلى ول يفنى‪ .‬يا من ل يواريه ليل داج‪ ،‬ول سماء ذات‬
‫أبراج‪ ،‬ول حجب ذات ارتجاج‬

‫)‪ (1‬هدأت العيون‪ :‬أي سكنت ونامت‪ ،‬وجلباب الليل أستاره المظلمة‪ ،‬واستحلكه‪:‬‬
‫اشتداد سواده بالظلمة‪ (2) .‬مهج الدعوات ص ‪.195 - 188‬‬

‫]‪[403‬‬

‫ول ماء ثجاج في قعر بحر عجاج‪ ،‬يا دافع السطوات‪ ،‬يا كاشف الكربات‪ ،‬يا منزل‬
‫البركات من فوق سبع سموات‪ ،‬أسئلك يا فتاح يا نفاح يا مرتاح‪ ،‬يا من‬
‫بيده خزائن كل مفتاح‪ ،‬أن تصلي على محمد وآل محمد الطاهرين الطيبين‪،‬‬
‫وأن تفتح لي من خير الدنيا والخرة‪ ،‬وأن تحجب عني فتنة الموكل بي‪،‬‬
‫ول تسلطه على فيهلكني ول تكلني إلى أحد طرفة عين فيعجز عني‪ ،‬ول‬
‫تحرمني الجنة‪ ،‬وارحمني وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين‪ ،‬واكففني‬
‫بالحلل عن الحرام‪ ،‬وبالطيب عن الخبيث يا أرحم الراحمين‪ .‬اللهم خلقت‬
‫القلوب على إرادتك‪ ،‬وفطرت العقول على معرفتك‪ ،‬فتململت الفئدة من‬
‫مخافتك‪ ،‬وصرخت القلوب بالوله‪ ،‬وتقاصر وسع قدر العقول عن الثناء‬
‫عليك‪ ،‬وانقطعت اللفاظ عن مقدار محاسنك‪ ،‬وكلت اللسن عن إحصاء‬
‫نعمك وإذا ولجت بطرق البحث عن نعتك بهرتها حيرة العجز عن إدراك‬
‫وصفك‪ ،‬فهى تتردد في التقصير عن مجاوزة ما حددت لها‪ ،‬إذ ليس لها أن‬
‫تتجاوز ما أمرتها‪ ،‬فهي بالقتدار على ما مكنتها تحمدك بما أنهيت إليها‬
‫واللسن منبسطة بما تملى عليها‪ ،‬ولك على كل من استعبدت من خلقك أل‬
‫يملوا من حمدك‪ ،‬وإن قصرت المحامد عن شكرك على ما أسديت إليها من‬
‫نعمك‪ .‬فحمدك بمبلغ طاقة حمدهم الحامدون‪ ،‬واعتصم برجاء عفوك‬
‫المقصرون وأوجس بالربوبية لك الخائفون‪ ،‬وقصد بالرغبة إليك الطالبون‪،‬‬
‫وانتسب إلى فضلك المحسنون‪ ،‬وكل يتفيأ في ظلل تأميل عفوك ويتضاءل‬
‫بالذل لخوفك ويعترف بالتقصير في شكرك‪ ،‬فلم يمنعك صدوف من صدف‬
‫عن طاعتك‪ ،‬ول عكوف من عكف على معصيتك‪ ،‬أن أسبغت عليهم النعم‪،‬‬
‫وأجزلت لهم القسم‪ ،‬وصرفت عنهم النقم‪ ،‬وخوفتهم عواقب الندم‪،‬‬
‫وضاعفت لمن أحسن‪ ،‬وأوجبت على المحسنين شكر توفيقك للحسان‪،‬‬
‫وعلى المسيئ شكر تعطفك بالمتنان‪ ،‬ووعدت محسنهم بالزيادة في‬
‫الحسان منك‪ .‬فسبحانك تثيب على ما بدؤه منك‪ ،‬وانتسابه إليك‪ ،‬والقوة‬
‫عليه بك‪ ،‬و‬

‫]‪[404‬‬
‫الحسان فيه منك‪ ،‬والتوكل في التوفيق له عليك‪ .‬فلك الحمد حمد من علم أن الحمد‬
‫لك‪ ،‬وأن بدأه منك ومعاده إليك حمدا ل يقصر عن بلوغ الرضا منك‪ ،‬حمد‬
‫من قصدك بحمده‪ ،‬واستحق المزيد له منك في نعمه‪ ،‬ولك مؤيدات من‬
‫عونك‪ ،‬ورحمة تخص بها من أحببت من خلقك فصل على محمد وآله‪،‬‬
‫واخصصنا من رحمتك‪ ،‬ومؤيدات لطفك وأوجبها للقالت وأعصمها من‬
‫الضاعات‪ ،‬وأنجاها من الهلكات‪ ،‬وأرشدها إلى الهدايات‪ ،‬وأوقاها من‬
‫الفات‪ ،‬وأعصمها من الضاعات )‪ (1‬وأوفرها من الحسنات‪ ،‬وأنزلها‬
‫بالبركات وأزيدها في القسم‪ ،‬وأسبغها للنعم‪ ،‬وأسترها للعيوب‪ ،‬وأغفرها‬
‫للذنوب إنك قريب مجيب‪ .‬فصل على خيرتك من خلقك‪ ،‬وصفوتك من‬
‫بريتك‪ ،‬وأمينك على وحيك بأفضل الصلوات‪ ،‬وبارك عليهم بأفضل‬
‫البركات‪ ،‬بما بلغ عنك من الرسالت‪ ،‬وصدع بأمرك‪ ،‬ودعا إليك‪ ،‬وأفصح‬
‫بالدلئل عليك‪ ،‬بالحق المبين‪ ،‬حتى أتاه اليقين وصلى ال عليه في الولين‪،‬‬
‫وصلى ال عليه في الخرين‪ ،‬وعلى آله وأهل بيته الطاهرين‪ ،‬واخلفه فيهم‬
‫بأحسن ما خلفت به أحدا من المرسلين بك يا أرحم الراحمين‪ .‬اللهم لك‬
‫إرادات ل تعارض دون بلوغها الغايات‪ ،‬قد انقطع معارضتها بعجز‬
‫الستطاعات عن الرد لها دون النهايات‪ ،‬فأية إرادة جعلتها إرادة لعفوك‪،‬‬
‫وسببا لنيل فضلك‪ ،‬واستنزال بخيرك‪ ،‬فصل على محمد وأهل بيت محمد‬
‫وصلها اللهم بدوام وأبدأها بتمام‪ ،‬إنك واسع الحباء كريم العطاء‪ ،‬مجيب‬
‫النداء‪ ،‬سميع الدعاء )‪ - 35 (2‬مهج‪ :‬باسنادنا إلى أبي المفضل الشيباني‬
‫من الجزء الثالث من أماليه باسناده نصه إلى مولنا الحسن بن مولنا علي‬
‫بن أبي طالب عليهما السلم عن امه فاطمة‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وأعظمها من الضاعات‪ ،‬وفى نسخة الكمبانى واعصمنا من‬
‫الضاعات وعلى أي حال قد سبقت هذه الجملة آنفا‪ (2) .‬مهج الدعوات‬
‫ص ‪.152 - 149‬‬

‫]‪[405‬‬

‫بنت رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬وجدناه باسناد صحيح أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله قال للزهراء فاطمة عليها السلم‪ :‬يا بنية أل اعلمك دعاء ل‬
‫يدعو به أحد إل استجيب له‪ ،‬ول يجوز عليك سحر ول سم‪ ،‬ول يشمت بك‬
‫عدو‪ ،‬ول يعرض عنك الرحمن‪ ،‬ول يزغ قلبك ول ترد لك دعوة‪ ،‬وتقضى‬
‫حوائجك كلها ؟ قالت‪ :‬يا أبت لهذا أحب إلي من الدنيا وما فيها‪ ،‬قال‬
‫تقولين‪ :‬يا أعز مذكور‪ ،‬وأقدمه قدما في العز والجبروت‪ ،‬يا رحيم كل‬
‫مسترحم ومفزع كل ملهوف إليه‪ ،‬يا راحم كل حزين يشكو بثه وحزنه إليه‪،‬‬
‫يا خير من سئل المعروف منه وأسرعه إعطاء‪ ،‬يا من يخاف الملئكة‬
‫المتوقدة بالنور منه‪ ،‬أسألك بالسماء التي يدعوك بها حملة عرشك‪ ،‬ومن‬
‫حول عرشك بنورك يسبحون شفقة من خوف عقابك‪ ،‬وبالسماء التي‬
‫يدعوك بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل إل أجبتني‪ ،‬وكشفت يا إلهي‬
‫كربتي‪ ،‬وسترت ذنوبي‪ .‬يا من أمر بالصيحة في خلقه فإذا هم بالساهرة‬
‫محشورون‪ ،‬وبذلك السم الذي أحييت به العظام وهي رميم‪ ،‬أحي قلبي‪،‬‬
‫واشرح صدري‪ ،‬وأصلح شأني يا من خص نفسه بالبقاء‪ ،‬وخلق لبريته‬
‫الموت والحياة والفناء‪ ،‬يا من فعله قول‪ ،‬وقوله أمر‪ ،‬وأمره ماض على ما‬
‫يشاء‪ .‬أسئلك بالسم الذي دعاك به خليلك حين القي في النار فدعاك به‬
‫فاستجبت له وقلت " يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم " وبالسم‬
‫الذي دعاك به موسى من جانب الطور اليمن فاستجبت له‪ ،‬وبالسم الذي‬
‫خلقت به عيسى من روح القدس‪ ،‬و بالسم الذي تبت به على داود‪،‬‬
‫وبالسم الذي وهبت به لزكريا يحيى‪ ،‬وبالسم الذي كشفت به عن أيوب‬
‫الضر‪ ،‬وتبت به على داود‪ ،‬وسخرت به لسليمان الريح تجري بأمره‪،‬‬
‫والشياطين‪ ،‬وعلمته منطق الطير‪ ،‬وبالسم الذي خلقت به العرش وبالسم‬
‫الذي خلقت به الكرسي‪ ،‬وبالسم الذي خلقت به الروحانيين‪ ،‬وبالسم الذي‬
‫خلقت به الجن والنس‪ ،‬وبالسم الذي خلقت به جميع الخلق‪ ،‬وبالسم‬
‫الذي خلقت به جميع ما أردت من شئ‪ ،‬وبالسم الذي قدرت به على كل‬
‫شئ‪ ،‬أسئلك‬

‫]‪[406‬‬

‫بحق هذه السماء إل ما أعطيتني سؤلي‪ ،‬وقضيت حوائجي يا كريم‪ .‬فانه يقال لك يا‬
‫فاطمة نعم نعم )‪ - 36 .(1‬مهج‪ :‬دعاء آخر عن مولتنا فاطمة الزهراء‬
‫صلوات ال عليها‪ :‬اللهم قنعني بما رزقتني‪ ،‬واسترني وعافني أبدا ما‬
‫أبقيتني‪ ،‬واغفر لي وارحمني إذا توفيتني‪ ،‬اللهم ل تعيني في طلب ما لم‬
‫تقدر لي‪ ،‬وما قدرته على فاجعله ميسرا سهل‪ ،‬اللهم كاف عني والدي‪،‬‬
‫وكل من له نعمة على خير مكافاة‪ ،‬اللهم فرغني لما خلقتني له‪ ،‬ول‬
‫تشغلني بما تكفلت لي به‪ ،‬ول تعذبني وأنا أستغفرك‪ ،‬ول تحرمني وأنا‬
‫أسئلك‪ ،‬اللهم ذلل نفسي‪ ،‬وعظم شأنك في نفسي‪ ،‬وألهمني طاعتك والعمل‬
‫بما يرضيك‪ ،‬والتجنب لما يسخطك‪ ،‬يا أرحم الراحمين )‪ - 37 .(2‬مهج‪:‬‬
‫روي أن فاطمة عليها السلم زارت النبي صلى ال عليه وآله فقال لها‪ :‬أل‬
‫ازودك ؟ قالت نعم‪ ،‬قال‪ :‬قولي‪ :‬اللهم ربنا ورب كل شئ‪ ،‬منزل التوراة‬
‫والنجيل والفرقان‪ ،‬فالق الحب والنوى‪ ،‬أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ‬
‫بناصيتها‪ ،‬أنت الول فليس قبلك شئ‪ ،‬وأنت الخر فليس بعدك شئ‪ ،‬وأنت‬
‫الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ‪ ،‬صل على محمد‬
‫وعلى أهل بيته عليه وعليهم السلم‪ ،‬واقض عني الدين‪ ،‬وأغنني من‬
‫الفقر‪ ،‬ويسر لي كل المر يا أرحم الراحمين )‪ - 38 .(3‬ق‪ :‬دعاء‪ :‬اللهم‬
‫صل على محمد وآل محمد‪ ،‬ويسر لي العمال التي تحبها وتحب العاملين‬
‫لها وأعني عليها‪ ،‬واصرف عني العمال التي تكرهها وتكره العالمين لها‬
‫وأعني على تركها‪ .‬اللهم أوصلني إليك من أقرب الطرق إليك وأسهلها‬
‫علي‪ ،‬اللهم أعزني بالنقطاع إليك بل ضرورة‪ ،‬وأحسن لي الدب بل‬
‫عقوبة‪ ،‬وأجزل لي الثواب‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ (2) .175 - 173‬مهج الدعوات ص ‪ (3) .175‬مهج‬


‫الدعوات ص ‪.176‬‬

‫]‪[407‬‬

‫بل مصيبة‪ ،‬وأحسن لي الختيار بل كراهية‪ ،‬اللهم خر لي بميسور المور ل‬


‫بمعسورها‪ ،‬واجعل لي في ذلك ما تحب‪ ،‬اللهم وجهني للخير‪ ،‬ويسرني له‬
‫وأعني عليه‪ ،‬واجعلني من أهله‪ ،‬وارزقني حسن الدب فيما توجهت إليك‬
‫فيه‪ .‬الهم اجعلني لك شاكرا‪ ،‬ولك ذاكرا‪ ،‬ولك حامدا‪ ،‬وإلى طاعتك عامدا‬
‫وبقضائك راضيا‪ ،‬وعن سخطك نائيا يا أرحم الراحمين‪ .‬بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم اللهم إني أسئلك باقبال ليلك‪ ،‬وإدبار نهارك وحضور صلتك‬
‫وأصوات دعائك أن تصلى على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬واحشرنا في‬
‫شفاعة محمد وصلى ال عليه وعلى آله وسلم تسليما‪ .‬بسم ال الرحمن‬
‫الرحيم اللهم صل على أمير المؤمنين وعلى ولده الحسن التقي‪ ،‬والحسين‬
‫الشهيد‪ ،‬وعلي بن الحسين زين العابدين‪ ،‬ومحمد بن علي باقر علم‬
‫النبيين‪ ،‬وجعفر بن محمد الصادق المين‪ ،‬وموسى بن جعفر الكاظم‪ ،‬وعلي‬
‫ابن موسى الرضا‪ ،‬ومحمد بن علي الزكي‪ ،‬وعلي بن محمد العسكري‪،‬‬
‫والحسن ابن علي العسكري‪ ،‬والحجة القائم الخلف المهدي صلوات ال‬
‫عليهم أجمعين‪ - 39 .‬مهج‪ :‬باسنادنا إلى أبي المفضل الشيباني عن رجاء‬
‫بن يحيى أبي الحسن العبرتائي قال‪ :‬كتبت هذا الدعاء في دار سيدنا أبي‬
‫محمد الحسن بن علي صاحب العسكر عليهما السلم‪ .‬وهو دعاء الحسن‬
‫بن على عليهما السلم لما أتى معاوية‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم بسم ال‬
‫العظيم الكبر‪ ،‬اللهم سبحانك يا قيوم سبحان الحى الذي ل يموت أسئلك كما‬
‫أمسكت عن دانيال أفواه السد‪ ،‬وهو في الجب‪ ،‬فل يستطيعون إليه سبيل‬
‫إل باذنك‪ ،‬أسألك أن تمسك عنى أمر هذا الرجل‪ ،‬وكل عدو لي في مشارق‬
‫الرض ومغاربها من النس والجن‪ ،‬خذ بآذانهم وأسماعهم وأبصارهم‬
‫وقلوبهم وجوارحهم‪ ،‬واكفني كيدهم بحول منك وقوة فكن لي جارا منهم‪،‬‬
‫ومن كل جبار عنيد‪ ،‬ومن كل شيطان مريد ل يؤمن بيوم الحساب‪ .‬إن وليي‬
‫ال الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين‪ ،‬فان تولوا فقل‬
‫]‪[408‬‬

‫حسبي ال ل إله إل هو‪ ،‬عليه توكلت وهو رب العرش العظيم "‪ .‬وهذا قد ذكرناه‬
‫في كتاب إغاثة الداعي وإعانة الساعي‪ ،‬وإنما كان هذا الكتاب أحق به‬
‫المعارف الواعي )‪ - 40 .(1‬مهج‪ :‬دعاء لمولنا الحسن بن علي عليهما‬
‫السلم‪ :‬يا من إليه يفر الهاربون‪ ،‬وبه يستأنس المستوحشون صل على‬
‫محمد وآله‪ ،‬واجعل انسى بك فقد ضاقت عني بلدك‪ ،‬واجعل توكلي عليك‬
‫فقد مال علي أعداؤك‪ ،‬اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬واجعلني بك‬
‫أصول‪ ،‬وبك أحول‪ ،‬وعليك أتوكل‪ ،‬وإليك انيب‪ ،‬اللهم وما وصفتك من صفة‬
‫أو دعوتك من دعاء يوافق ذلك محبتك ورضوانك ومرضاتك فأحيني على‬
‫ذلك‪ ،‬وأمتني عليه‪ ،‬وما كرهت من ذلك فخذ بناصيتي إلى ما تحب وترضى‪،‬‬
‫أتوب إليك ربي من ذنوبي‪ ،‬وأستغفرك من جرمي‪ ،‬ول حول ول قوة إل‬
‫بال‪ ،‬ل إله إل هو الحليم الكريم‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله‪ ،‬واكفنا مهم‬
‫الدنيا والخرة في عافية يا رب العالمين )‪ - 41 .(2‬مهج‪ :‬اعلم أن هذا‬
‫دعاء عظيم من أسرار الدعوات‪ ،‬ووجدت به ست روايات مختلفات‪ ،‬ذكرنا‬
‫منها روايتين‪ :‬واحدة في أدعية الغروب‪ ،‬وواحدة في تعقيب الصبح من‬
‫كتاب عمل اليوم والليلة من المهمات ورواية في تعقيب العصر من يوم‬
‫الجمعة في الجزء الرابع من المهمات‪ ،‬ورواية في آخر كتاب إغاثة الداعي‬
‫وإعانة الساعي‪ ،‬ونذكر في هذا الكتاب الخامسة والسادسة استظهارا لهذا‬
‫الدعاء العظيم‪ ،‬عند العارفين به من ذوي اللباب‪ .‬الرواية المتقدمة من‬
‫دعاء العشرات‪ :‬روينا باسنادنا إلى سعد بن عبد ال قال‪ :‬حدثنا أحمد بن‬
‫محمد‪ ،‬عن الحسن ابن علي بن فضال‪ ،‬عن الحسن بن الجهم‪ ،‬عمن حدثه‪،‬‬
‫عن الحسن بن محبوب أو غيره‪ ،‬عن معاوية بن وهب‪ ،‬عن أبي عبد ال‬
‫عليه السلم قال‪ :‬إن عندنا ما نكتمه ول نعلمه‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ (2) .177‬مهج الدعوات ص ‪.178‬‬

‫]‪[409‬‬

‫غيرنا‪ ،‬أشهد على أبي أنه حدثني عن أبيه عن جده قال‪ :‬قال علي بن أبي طالب‬
‫عليه السلم‪ :‬يا بني إنه ل بد من أن تمضي مقادير ال وأحكامه على ما‬
‫أحب وقضى وسينفذ ال قضاءه وقدره وحكمه فيك‪ ،‬فعاهدني أن ل تلفظ‬
‫بكلم اسره إليك حتى أموت وبعد موتي باثني عشر شهرا‪ .‬واخبرك بخبر‬
‫أصله عن ال‪ ،‬تقول غدوة وعشية فتشغل به ألف ألف ملك يعطى كل ملك‬
‫منهم قوة ألف ألف كاتب في سرعة الكتابة‪ ،‬ويوكل ال بالستغفار لك ألف‬
‫ألف ملك يعطى كل مستغفر قوة ألف ألف متكلم في سرعة الكلم‪ ،‬ويبنى لك‬
‫في دار السلم ألف بيت في مائة قصر يكون ]فيه من جيران أهله‪ ،‬ويبنى‬
‫لك في الفردوس ألف بيت في مائة قصر يكون[ لك جار جدك ويبنى لك في‬
‫جنات عدن ألف ألف مدينة‪ ،‬ويحشر معك في قبرك كتاب يقول هائدا ]كذا[‬
‫ل سبيل عليك للفزع ول للخوف ول الزلزل ول زلت الصراط‪ ،‬ول لعذاب‬
‫النار‪ .‬ول تدعو بدعوة فتحب أن يجاب في يومك فيمسي عليك يومك إل‬
‫أتتك كائنة ما كانت‪ ،‬بالغة ما بلغت‪ ،‬في أي نحو كانت‪ ،‬ول تموت إل‬
‫شهيدا‪ ،‬وتحيى ما حييت وأنت سعيد‪ ،‬ل يصيبك فقر أبدا‪ ،‬ول جنون ول‬
‫بلوى‪ .‬ويكتب لك في كل يوم بعدد الثقلين كل نفس ألف ألف حسنة‪ ،‬ويمحى‬
‫عنك ألف ألف سيئة‪ ،‬ويرفع لك ألف ألف درجة‪ ،‬ويستغفر لك العرش‬
‫والكرسي حتى تقف بين يدي ال عزوجل‪ ،‬ول تطلب لحد حاجة إل‬
‫قضاها‪ ،‬ول تطلب إلى ال حاجة لك ول لغيرك إلى آخر الدهر في دنياك‬
‫وآخرتك إل قضاها‪ ،‬فعاهدني كما أذكر لك‪ .‬فقال له الحسين صلى ال عليه‪:‬‬
‫عاهدني يا أبه علي ما أحببت‪ ،‬قال اعاهدك على أن تكتم على‪ ،‬فإذا بلغ‬
‫منيتك فل تعلمه أحدا سوانا أهل البيت أو شيعتنا و أولياءنا وموالينا‪ ،‬فانك‬
‫إن فعلت ذلك طلب الناس إلى ربهم الحوائج في كل نحو فقضاها‪ ،‬فأنا احب‬
‫أن يتم ال بكم أهل البيت بما علمني مما اعلمك ما أنتم فيه فتحشرون ل‬
‫خوف عليكم ول أنتم تحزنون‪ ،‬فعاهد الحسين عليا صلوات ال عليهما على‬
‫ذلك ثم قال‪ :‬إذا أردت إنشاء ال ذلك فقل‪:‬‬

‫]‪[410‬‬

‫سبحان ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال‪ ،‬وال أكبر‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال‪،‬‬
‫سبحان في آناء الليل وأطراف النهار‪ ،‬سبحان ال بالغدو والصال‪ ،‬سبحان‬
‫ال بالعشي والبكار‪ ،‬سبحان ال حين تمسون وحين تصبحون‪ ،‬وله الحمد‬
‫في السماوات والرض وعشيا وحين تظهرون‪ ،‬يخرج الحي من الميت‬
‫ويخرج الميت من الحي ويحيي الرض بعد موتها وكذلك تخرجون‬
‫سبحانك ربك رب العزة عما يصفون‪ ،‬وسلم على المرسلين‪ ،‬والحمد ل‬
‫رب العالمين ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬سبحان ذي الملك‬
‫والملكوت‪ ،‬سبحان ذي العزة والعظمة والجبروت‪ ،‬سبحان الملك الحق‬
‫القدوس‪ ،‬سبحان الملك الحي الذي ل يموت‪ ،‬سبحان القائم الدائم‪ ،‬سبحان‬
‫الحي القيوم‪ ،‬سبحان العلي العلى‪ ،‬سبحانه وتعالى‪ ،‬سبوح قدوس‪ ،‬رب‬
‫الملئكة والروح‪ .‬اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية‪ ،‬فأتمم علي‬
‫نعمتك وعافيتك لي بالنجاة من النار‪ ،‬وارزقني شكرك وعافيتك أبدا ما‬
‫أبقيتني‪ ،‬اللهم بنورك اهتديت وبنعمتك أصبحت وأمسيت‪ ،‬أصبحت اشهدك‬
‫وكفى بك شهيدا‪ ،‬واشهد ملئكتك وحملة عرشك‪ ،‬وأنبياءك رسلك‪ ،‬وجميع‬
‫خلقك وسماواتك وأرضك‪ ،‬أنك أنت ال ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك‪،‬‬
‫وأن محمدا صلواتك عليه وآله عبدك ورسولك‪ ،‬وأنك على كل شئ قدير‬
‫تحيي وتميت وتميت وتحيي‪ .‬وأشهد أن الجنة حق‪ ،‬والنار حق‪ ،‬وأن‬
‫الساعة آتية ل ريب فيها‪ ،‬وأن ال يبعث من في القبور‪ .‬وأشهد أن علي بن‬
‫أبيطالب عليه السلم والحسن والحسين‪ ،‬وعلي بن الحسين ومحمد بن‬
‫علي‪ ،‬وجعفر بن محمد‪ ،‬وموسى بن جعفر‪ ،‬وعلي بن موسى‪ ،‬ومحمد بن‬
‫علي‪ ،‬وعلي بن محمد‪ ،‬والحسن بن على والمام من ولد الحسن بن علي‪،‬‬
‫الئمة الهداة المهديون‪ ،‬غير الضالين والمضلين‪ ،‬وأنهم أولياؤك‬
‫المصطفون‪ ،‬وحزبك الغالبون‪ ،‬وصفوتك وخيرتك من خلقك‪ ،‬ونجباؤك‬
‫الذين انتجبتهم لوليتك‪ ،‬و‬

‫]‪[411‬‬

‫اختصصتهم من خلقك‪ ،‬واصطفيتهم على عبادك‪ ،‬وجعلتهم حجة على خلقك صلواتك‬
‫عليهم والسلم‪ .‬اللهم اكتب لي هذه الشهادة عندك حتى تلقينيها وأنت عني‬
‫راض يوم القيامة وقد رضيت عني إنك على كل شئ قدير‪ .‬اللهم لك الحمد‬
‫حمدا تضع لك السماء أكنافها‪ ،‬وتسبح لك الرض ومن عليها‪ ،‬ولك الحمد‬
‫حمدا يصعد ول ينفد‪ ،‬وحمدا يزيد ول يبيد سرمدا مددا ل انقطاع له ول‬
‫نفاد أبدا حمدا يصعد أوله ول ينفد آخره‪ ،‬ولك الحمد على ومعى وفي‬
‫وقبلي وبعدي وأمامي ولدى‪ ،‬فإذا مت‪ ،‬وفنيت وبقيت يا مولي فلك الحمد‬
‫إذا نشرت وبعثت‪ ،‬ولك الحمد والشكر بجميع محامدك كلها‪ ،‬على جميع‬
‫نعمائك كلها‪ ،‬ولك الحمد على كل عرق ساكن‪ ،‬وعلى كل أكلة وشربة‬
‫وبطشة وحركة ونومة ويقظة ولحظة وطرفة ونفس وعلى كل موضع‬
‫شعرة‪ .‬اللهم لك الحمد كله‪ ،‬ولك الملك كله وبيدك الخير كله‪ ،‬وإليك يرجع‬
‫المر كله‪ ،‬علنيته وسره‪ ،‬وأنت منتهى الشأن كله‪ .‬اللهم لك الحمد على‬
‫حلمك بعد علمك‪ ،‬ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك اللهم لك الحمد باعث‬
‫الحمد‪ ،‬ووارث الحمد‪ ،‬وبديع الحمد‪ ،‬ومبتدع الحمد ووافي العهد‪ ،‬وصادق‬
‫الوعد‪ ،‬عزيز الجند‪ ،‬قديم المجد‪ .‬اللهم لك الحمد مجيب الدعوات‪ ،‬رفيع‬
‫الدرجات‪ ،‬منزل اليات من فوق سبع سماوات‪ ،‬مخرج النور من الظلمات‪،‬‬
‫مبدل السيئات حسنات‪ ،‬وجاعل الحسنات درجات‪ .‬اللهم لك الحمد غافر‬
‫الذنب‪ ،‬وقابل التوب شديد العقاب‪ ،‬ذي الطول ل إله إل أنت إليك المصير‪.‬‬
‫اللهم لك الحمد في الليل إذا يغشى‪ ،‬ولك الحمد في النهار إذا تجلى‪ ،‬ولك‬
‫الحمد عدد كل نجم وملك في السماء‪ ،‬ولك الحمد عدد كل قطرة نزلت من‬
‫السماء إلى الرض‪ ،‬ولك الحمد عدد كل قطرة في البحار والعيون والودية‬
‫والنهار‬

‫]‪[412‬‬

‫ولك الحمد عدد الشجر والورق والحصى والثرى والجن والنس والبهائم و الطير‬
‫والوحوش والنعام والسباع والهوام‪ ،‬ولك الحمد عدد ما أحصى كتابك‬
‫وأحاط به علمك‪ ،‬حمدا كثيرا دائما مباركا فيه أبدا‪ .‬ل إله إل ال وحده ل‬
‫شرك له‪ ،‬له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت و يحيي وهو حي ل‬
‫يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬أستغفر ال الذي‬
‫ل إله إل هو الحي القيوم وأتوب إليه ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬يا ال يا ال ‪ -‬عشر‬
‫مرات ‪ -‬يا رحمن يا رحمن ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬يا رحيم يا رحيم ‪ -‬عشرا ‪ -‬يا‬
‫بديع السماوات والرض يا ذا الجلل والكرام ‪ -‬عشرا ‪ -‬يا حنان يا منان ‪-‬‬
‫عشرا ‪ -‬يا حي يا قيوم ‪ -‬عشرا ‪ -‬يا ل إله إل أنت ‪ -‬عشرا ‪ -‬اللهم صل على‬
‫محمد وآل محمد ‪ -‬عشرا ‪ -‬بسم ال الرحمن الرحيم ‪ -‬عشرا ‪ -‬آمين آمين‬
‫افعل بي كذا وكذا‪ ....‬وتقول هذا بعد الصبح مرة وبعد العصر اخرى‪ ،‬ثم‬
‫تدعو بما شئت )‪ .(1‬ومن ذلك الرواية المتأخرة من دعاء العشرات‪ ،‬وجدنا‬
‫إسنادها بما دون ما قدمناه من الفضل‪ ،‬وكان القصد لفظ الدعاء منها‪ ،‬لما‬
‫فيه من الختلف في النقل وهو أيضا مروي عن الحسين بن علي عليهما‬
‫السلم وعرفنا ]انه[ من جانب ال أنه أرجح من الذي قبله )‪ " .(2‬بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم‪ ،‬سبحان ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال‪ ،‬وال أكبر‪ ،‬ول‬
‫حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬سبحان ال بالغدو والصال سبحان ال‬
‫في آناء الليل وأطراف النهار‪ ،‬سبحان ال حين تمسون وحين تصبحون‬
‫وله الحمد في السماوات والرض وعشيا وحين تظهرون‪ ،‬يخرج الحي من‬
‫الميت‪ ،‬ويخرج الميت من الحي‪ ،‬ويحيي الرض بعد موتها‪ ،‬وكذلك‬
‫تخرجون‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪ (2) .184 - 180‬وذكره المحدث القمى في مفاتيح الجنان‬
‫ص ‪ 67‬نقل من مصباح الشيخ قدس سره راجعه ان شئت‪.‬‬

‫]‪[413‬‬

‫سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلم على المرسلين والحمد ل رب العالمين‬
‫سبحان ربك رب العرش العظيم‪ .‬سبحان ذي الملك والملكوت‪ ،‬سبحان ذي‬
‫العزة والعظمة والجبروت‪ ،‬سبحان الملك الحي القدوس‪ ،‬سبحان الدائم‬
‫القائم‪ ،‬سبحان الحي القيوم‪ ،‬سبحان ربي العلى‪ ،‬سبحان العلي العلى‪،‬‬
‫سبحانه وتعالى‪ ،‬سبحان ال السبوح القدوس رب الملئكة والروح‪ .‬اللهم‬
‫إني أصبحت منك في نعمة وعافية‪ ،‬فصل اللهم على محمد وآل محمد‪،‬‬
‫وتمم علي نعمتك وعافيتك وارزقني شكرك‪ .‬اللهم بنورك اهتديت‪ ،‬وبفضلك‬
‫استغنيت‪ ،‬وبنعمتك أصبحت وأمسيت‪ ،‬ذنوبي بين يديك أستغفرك وأتوب‬
‫إليك‪ ،‬ل مانع لما أعطيت‪ ،‬ول معطي لما منعت‪ ،‬أنت الجد‪ ،‬ل ينفع ذا الجد‬
‫منك الجد‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬اللهم إني اشهدك واشهد‬
‫ملئكتك وحملة عرشك وجميع خلقك في سماواتك وأرضك أنك أنت ال‬
‫الذي ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك‪ ،‬وأن محمدا عبدك ورسولك صلى‬
‫ال عليه وآله اللهم اكتب لي هذه الشهادة عندك‪ ،‬حتى تلقينيها يوم القيامة‬
‫وقد رضيت بها عني إنك على كل شئ قدير‪ .‬اللهم لك الحمد حمدا تضع لك‬
‫السماوات كنفيها‪ ،‬وتسبح لك الرض ومن عليها‪ ،‬اللهم لك الحمد حمدا‬
‫يصعد أوله ول ينفد آخره حمدا يزيد ول يبيد سرمدا أبدا ل انقطاع له ول‬
‫نفاد حمدا يصعد ول ينفذ‪ ،‬اللهم لك الحمد في و علي ومعى وقبلي وبعدي‬
‫وأمامي وورائي وخلفي‪ ،‬وإذا مت وفنيت يا مولي ولك الحمد بجميع‬
‫محامدك كلها على جميع نعمك كلها‪ ،‬ولك الحمد في كل عرق ساكن‪ ،‬وعلى‬
‫كل عرق ضارب‪ ،‬ولك الحمد على كل أكلة وشربة وبطشة ونشطة وعلى‬
‫كل موضع شعرة‪ .‬اللهم لك الحمد كله‪ ،‬ولك المن كله‪ ،‬ولك الخلق كله‪ ،‬ولك‬
‫الملك كله ولك المر كله‪ ،‬وبيدك الخير كله‪ ،‬وإليك يرجع المر كله‪ ،‬علنيته‬
‫وسره وأنت منتهى الشأن كله‪.‬‬

‫]‪[414‬‬

‫اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك في‪ ،‬ولك الحمد على عفوك عني بعد قدرتك‬
‫على‪ ،‬اللهم لك الحمد‪ ،‬صاحب الحمد‪ ،‬ووارث الحمد‪ ،‬ومالك الحمد ووارث‬
‫الملك‪ ،‬بديع الحمد‪ ،‬ومبتدع الحمد‪ ،‬وفي العهد‪ ،‬صادق الوعد‪ ،‬عزيز الجند‪،‬‬
‫قديم المجد‪ .‬اللهم لك الحمد رفيع الدرجات‪ ،‬مجيب الدعوات‪ ،‬منزل اليات‬
‫من فوق سبع سماوات‪ ،‬مخرج النور من الظلمات‪ ،‬مبدل السيئات حسنات‬
‫وجاعل الحسنات درجات‪ .‬اللهم لك الحمد غافر الذنب وقابل التوب‪ ،‬شديد‬
‫العقاب ذي الطول ل إله إل أنت إليك المصير‪ ،‬اللهم لك الحمد في الليل إذا‬
‫يغشى‪ ،‬وفي النهار إذا تجلى ولك الحمد عدد كل نجوم في السماء‪ ،‬ولك‬
‫الحمد عدد كل قطرة في السماء ولك الحمد عدد كل قطرة نزلت من‬
‫السماء‪ ،‬ولك الحمد عدد كل قطرة في البحار ولك الحمد عدد الشحر‬
‫والورق والثرى والمدر والحصى والجن والنس والطير والبهائم والسباع‬
‫والنعام والهوام‪ ،‬ولك الحمد عدد ما على وجه الرض‪ ،‬وتحت الرض وما‬
‫في الهواء والسماء‪ ،‬ولك الحمد عدد ما أحصى بك‪ ،‬وأحاط به علمك حمدا‬
‫كثيرا طيبا مباركا فيه أبدا‪ .‬ثم تقول‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك‬
‫له‪ ،‬له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي ل يموت بيده الخير وهو‬
‫على كل شئ قدير ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬أستغفر ال الذي ل إله إل هو الحي‬
‫القيوم وأتوب إليه ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬يا ال يا ال يا ال‪ ،‬يا رحمن يا رحمن يا‬
‫رحمن‪ ،‬يا رحيم يا رحيم يا رحيم‪ ،‬يا حنان يا حنان يا منان يا منان‪ ،‬يا حي‬
‫يا قيوم ‪ -‬كل واحد عشر مرات ‪ -‬يا بديع السماوات والرض‪ ،‬يا ذا الجلل‬
‫والكرام ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬بسم ال الرحمن الرحيم ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬يا ل إله‬
‫إل أنت ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬صل على محمد وآل محمد ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬آمين‬
‫آمين ‪ -‬عشر مرات ‪ -‬ثم تسأل حوائجك كلها بعده لدنياك وآخرتك‬
‫]‪[415‬‬

‫تجاب إنشاء ال تعالى‪ .‬ق‪ :‬روى أبو الجارود‪ ،‬عن جابر الجعفي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫علي‪ ،‬عن علي بن الحسين‪ ،‬عن أبيه الحسين بن علي صلوات ال عليهم‬
‫أجمعين قال‪ :‬قال مولنا أمير المؤمنين صلوات ال عليه‪ :‬يا بني إنه ل بد‬
‫أن تمضي مقادير ال وأحكامه على من أحب‪ ،‬وساق الحديث مثل ما مر‬
‫إلى قوله " فعاهدني يا بني أن ل تعلم هذا الدعاء أحدا سوى أهل بيتك‬
‫وشيعتك ومواليك‪ ،‬فانك إن لم تفعل ذلك وعلمته كل أحد‪ ،‬طلبوا الحوائج‬
‫إلى ربهم في كل نحو وقضاه ال عزوجل لهم‪ ،‬فاني احب أن يتم ال ما أنتم‬
‫عليه فتحشرون ول خوف عليكم ول أنتم تحزنون‪ ،‬ول تدعو به إل وأنت‬
‫طاهر‪ ،‬ووجهك مستقبل القبلة‪ ،‬ثم ذكر الدعاء مثل الثاني‪ - 42 .‬ق‪ :‬دعاء‬
‫واستغفار‪ " :‬اللهم إني أرجو فضلك‪ ،‬ول أرجو عملي‪ ،‬ول أخشى ظلمك‪،‬‬
‫وأخشى جريرتي على نفسي‪ ،‬اللهم فالرجاء لما قبلك‪ ،‬والخشية لما قبلي‪،‬‬
‫اللهم فل يغلب إحسانك صغر قدرتي‪ ،‬اللهم إنك تفضلت على بعلم اوتيت به‬
‫كثيرا من مصالحي وحوائجي‪ ،‬فكمل بالعون والتوفيق ما قصر عنه عملي‬
‫وطاقتي‪ .‬اللهم إني أسئلك حسن بصيرة‪ ،‬ونفاذ عزيمة وأستوهبك سلطانا‬
‫على نفسي وبصيرة في أمري‪ ،‬والشفاء من أمراض جسمي وقلبي‪ ،‬اللهم‬
‫ل تتركني ونفسي فإني أضعف عنها‪ ،‬وأعني عليها بعصمة منك وتوفيق‪،‬‬
‫اللهم إننى أضعف عن ملك نفسي‪ ،‬فكيف أصل بغير معونتك قدرة على‬
‫عيوبي ؟ اللهم فالطف لي في جميع أمري‪ ،‬ول تكلني إلى حولي وأحسن‬
‫إلي في دنياي وآخرتي‪ .‬اللهم إنني اريد الخير‪ ،‬ويصعب على فعله‪ ،‬فأعني‬
‫عليه‪ ،‬ووفقني له وأكره النشر ويجذبني هواي إليه فاعصمني منه‪ ،‬اللهم‬
‫إنك تفضلت علي بما علمت به صلحي‪ ،‬ولم أسئلك ول استحققته منك‪ ،‬فل‬
‫يمنعك عن إجابتي تقصيري عن استحقاق ما أسئلك فيه‪ ،‬كما لم يمنعك من‬
‫ابتداي بالحسان أني‬

‫]‪[416‬‬

‫مستحق له‪ .‬اللهم إن المخلوق يأمل المخلوق فيبلغه أمله فيما ملك‪ ،‬وقد أملتك وأنت‬
‫الخالق‪ ،‬فبلغني أملي في الدنيا والخرة‪ ،‬فانك مالكهما‪ ،‬اللهم إن المخلوق‬
‫يسئل المخلوق‪ ،‬فيجود عليه بما ينقص من قدرته‪ ،‬وقد سألتك فيما ل‬
‫ينقص من قدرتك فجد على به‪ ،‬اللهم إن المخلوق يعفو عما يضره من‬
‫مخلوق مثله‪ ،‬فاعف لي عما ل يضرك من فعله‪ .‬اللهم إن العبد يعتق‬
‫عبيده‪ ،‬وأنت المولى وأنا عبدك‪ ،‬فأعتق رقبتي من النار‪ ،‬اللهم إن الكريم‬
‫يتوسل إليه باحسانه‪ ،‬ويتوجه به عنده ول أجد أكرم منك‪ ،‬ول إحسان‬
‫أعظم من إحسانك وأنا أتوسل إليك بتتابع إحسانك‪ ،‬وتوالي نعمك علي يا‬
‫أكرم الكرمين‪ ،‬ويا من نقص عن إحسانه جميع العالمين‪ ،‬فاجعل نعمتك‬
‫عندي شفيعا لي عندك‪ ،‬وإحسانك إلى وسيلة لي إليك‪ ،‬اللهم إني أسئلك‬
‫عيشة راضية وحكمة فائضة وعزا فسيحا ومنقلبا كريما يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫‪ - 43‬من اصل قديم من مؤلفات قدماء الصحاب‪ :‬دعاء الخلص‪ :‬بال‬
‫أستفتح‪ ،‬وبال أستنجح‪ ،‬وبال أعتصم وبال أثق‪ ،‬وعليه أتوكل‪ ،‬و له‬
‫أعبد‪ ،‬وإياه أستعين‪ ،‬وبه أعوذ وألوذ‪ ،‬وبمحمد وآله صلى ال عليهم أتوجه‬
‫وبهم أتوسل‪ ،‬وبهم أتقرب‪ ،‬وحسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب‬
‫العرش العظيم‪ .‬بسم ال بسم عالم الغيب والشهادة‪ ،‬باسم من ليس في‬
‫وحدانيته شك ول ريب‪ ،‬باسم من ل فوق عليه ول رغبة إل إليه‪ ،‬باسم‬
‫المعلوم غير المجحود‪ ،‬و المعروف غير الموصوف‪ ،‬باسم المتكفل برزق‬
‫من أطاع وعصى باسم من أمات وأحيى باسم من له الخرة والولى‪ ،‬باسم‬
‫العلي العلى‪ ،‬والجليل الجل‪ ،‬باسم المحمود المعبود المستحق لهما على‬
‫السراء والضراء‪ ،‬باسم المذكور في الشدة والرخاء‪ ،‬باسم المهيمن الجبار‪،‬‬
‫باسم الحنان المنان‪ ،‬باسم العزيز عن غير تعزز‪ ،‬والقديم من غير تقادر‪،‬‬
‫باسم الذي لم يزل ول يزال‪ ،‬باسم من يزيل‬

‫]‪[417‬‬

‫ول يزول‪ .‬بسم ال الذي ل إله إل هو الحي القيوم ل إله إل ال إلها واحدا ونحن له‬
‫مسلمون‪ ،‬ل إله إل ال‪ ،‬ول نعبد إل إياه مخلصين له الدين ولو كره‬
‫المشركون ل إله إل ال ربنا ورب آبائنا الولين‪ ،‬ل إله إل ال وحده وحده‬
‫وحده أنجز وعده‪ ،‬ونصر عبده‪ ،‬وهزم الحزاب وحده فله الملك وهو على‬
‫كل شئ قدير‪ .‬ل إله إل ال رب العالمين‪ ،‬ل إله إل ال العلي العظيم‪ ،‬ل إله‬
‫إل ال العزيز الحكيم‪ ،‬ل إله إل ال الغفور الرحيم‪ ،‬ل إله إل ال ملك يوم‬
‫الدين‪ ،‬ل إله إل ال لم يزل ول يزال‪ ،‬ل إله إل ال الخالق للخير والشر‪ ،‬ل‬
‫إله إل ال خالق الجنة والنار‪ ،‬ل إله إل ال الحد الصمد الفرد‪ ،‬الذي لم يلد‬
‫ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد‪ .‬ل إله إل ال عالم الغيب والشهادة الرحمن‬
‫الرحيم‪ ،‬ل إله إل ال الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار‬
‫المتكبر سبحان ال عما يشركون ل إله إل ال الخالق البارئ المصور له‬
‫السماء الحسنى يسبح له ما في السماوات و الرض وهو العزيز الحكيم‪.‬‬
‫ل إله إل ال والكبرياء رداؤه‪ ،‬ل إله إل ال الحليم الكريم‪ ،‬ل إله إل ال‬
‫العلي العظيم‪ ،‬ل إله إل ال الملك الحق المبين‪ ،‬ل إله إل ال نور السماوات‬
‫والرضين‪ ،‬ل إله إل ال الواحد الحد ل إله إل ال الفرد الوتر‪ ،‬ل إله إل‬
‫ال المتوحد بالصمدية‪ ،‬ل إله إل ال المتفرد بالوحدانية‪ .‬ل إله إل ال الول‬
‫ل بأولية‪ ،‬ل إله إل ال الخر بل نهاية ل إله إل ال القديم بل غاية‪ ،‬ل إله‬
‫إل ال ل ضد له ول ند ول مثل‪ ،‬ل إله إل ال ل كفو له ول شبيه ول‬
‫شريك‪ ،‬ل إله إل ال ليس كمثله شئ وهو السميع البصير‪ ،‬ل إله إل ال‬
‫كما هلل شئ‪ ،‬وكما يحب ال أن يهلل‪ ،‬وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلله‪.‬‬
‫ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي‬
‫ل يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير‪.‬‬

‫]‪[418‬‬

‫سبحان من له المر من قبل ومن بعد‪ ،‬سبحان من ل تحصى نعمه‪ ،‬ول تعد أياديه‪،‬‬
‫سبحان من في منته أتقلب وبعفوه أثق وإلى حكمه أسكن‪ ،‬سبحان الجميل‬
‫العادة والبلء‪ ،‬مستحق الشكر والثناء‪ ،‬سبحان من إليه الرغبة‪ ،‬ومنه‬
‫الخوف والرهبة‪ ،‬سبحان الرافع الواضع‪ ،‬سبحان المعطي المانع‪ .‬سبحان‬
‫من ل تدركه الصفات‪ ،‬ول تبلغه الوقات‪ ،‬سبحان ذي الملك و الملكوت‪،‬‬
‫سبحان ذي العزة والعظمة والجبروت‪ ،‬سبحان الملك الحى الذي ل يموت‪،‬‬
‫سبحان العلي العلى‪ ،‬سبحانه وتعالى‪ ،‬سبحان الواحد الذي ل إله غيره‬
‫سبحان القديم الذي ل بدء له‪ ،‬سبحان العالم بغير تعليم‪ ،‬سبحان من أحاط‬
‫بكل شئ علما‪ ،‬سبحان الواحد الحد‪ ،‬سبحان الباعث الوارث‪ ،‬سبحان الحق‬
‫المبين‪ ،‬سبحان الذي يحيي العظام وهي رميم‪ ،‬سبحان ذي الجلل والكرام‪،‬‬
‫سبحان ذي الفواضل والنعم الجسام ]العظام[‪ .‬سبحان الذي ل يبلغ العمال‬
‫شكره‪ ،‬ول تصف اللسن قدره‪ ،‬ول تحيط بكنه صفته‪ ،‬ول تهتدي القلوب‬
‫بجميع نعته‪ ،‬سبحان الملك ذي العز الشامخ‪ ،‬و السلطان الباذخ‪ ،‬والمجد‬
‫الكامل‪ ،‬والعطاء الفاضل‪ ،‬والفضل السابغ‪ ،‬سبحان المجمل المحسن‪،‬‬
‫سبحان المنعم المفضل‪ ،‬سبحان ذي الجلل والكرام‪ .‬سبحان ال آناء الليل‬
‫وأطراف النهار‪ ،‬سبحان ال بالغدو والصال‪ ،‬سبحان ال حين تمسون‬
‫وحين تصبحون‪ ،‬وله الحمد في السماوات والرض وعشيا وحين‬
‫تظهرون‪ ،‬يخرج الحي من الميت‪ ،‬ويخرج الميت من الحي‪ ،‬ويحيي الرض‬
‫بعد موتها‪ ،‬وكذلك تخرجون‪ ،‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون‪ ،‬وسلم‬
‫على المرسلين‪ ،‬والحمد ل رب العالمين‪ .‬سبحان ]ال[ كما ينبغي له من‬
‫التسبيح‪ ،‬وكما هو أهله ومستحقه على ما أحب ورضي‪ ،‬وبكل ما أبلى‬
‫وأعطى‪ ،‬سبحان ال الذي عل فدنا‪ ،‬وسمع ورأى وعلم وأحصى وقدر‬
‫وقضى وأنفذ ما شآء‪ ،‬وأغنى وأقنى‪ ،‬وأمات وأحيى وهو بالمنظر العلى‪،‬‬
‫رب الخرة والولى‪.‬‬

‫]‪[419‬‬

‫سبحان الذي ل عدل له ول ند ول ضد ول ولد‪ ،‬ول كفو ول صاحبة‪ ،‬ول شبه ول‬
‫نظير‪ ،‬ول شريك‪ ،‬ول إله غيره تعالى وجل عما يقول الظالمون‪ ،‬علوا‬
‫كبيرا‪ .‬ال أكبر‪ ،‬ال أكبر‪ ،‬ل إله إل ال‪ ،‬وال أكبر‪ ،‬أهل الجبروت والعزة‪،‬‬
‫ال أكبر ولي الغيث والرحمة‪ ،‬ال أكبر ملك الدنيا والخرة‪ ،‬ال أكبر عظيم‬
‫الملكوت أل أكبر شديد شديد الجبروت‪ ،‬ال أكبر عزيز القدرة لطيف لما‬
‫يشاء‪ ،‬ال أكبر مدبر المور‪ ،‬ال أكبر يحيي العظام وهي رميم‪ ،‬ال أكبر‬
‫مبدئ الخفيات‪ ،‬ال أكبر معلن السرائر‪ .‬ال أكبر أول كل شئ وآخره‪ ،‬ال‬
‫أكبر بديع كل شئ ومنتهاه‪ ،‬ال أكبر مدرك كل شئ ومصيره إليه‪ ،‬ال أكبر‬
‫خالق كل شئ وموله‪ ،‬ال أكبر أمام كل شئ وخلف كل شئ‪ ،‬ال أكبر مبتدء‬
‫كل شئ ووارثه‪ ،‬ال أكبر بدء كل شئ ومعيده‪ ،‬ال أكبر رازق كل شئ‬
‫ومغيثه‪ ،‬ال أكبر رب كل شئ ومحصيه‪ ،‬ال أكبر رب كل شئ ومنجيه‪ ،‬ال‬
‫أكبر لم يك قبله شئ‪ ،‬ال أكبر كل شئ بيده‪ ،‬ال أكبر كل شئ هالك إل‬
‫وجهه‪ ،‬ال أكبر ل يفعل ما يشاء غيره‪ .‬ال أكبر لم يتخذ صاحبة ول ولدا‬
‫ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا‪ ،‬ال‬
‫أكبر‪ ،‬لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد‪ ،‬ال أكبر مكبرا معظما مقدسا‬
‫كبيرا‪ ،‬ال أكبر ول شريك له في تكبيري إياه‪ ،‬بل أقول مخلصا وجهت‬
‫وجهي للذى فطر السماوات والرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين‪،‬‬
‫ال أكبر ل ند له ول ضد ول شبيه ول شريك ذو الجلل والكرام ل حول‬
‫ول قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬ل حول ول قوة إل بال قوة كل ضعيف‪ ،‬ل‬
‫حول ول قوة إل بال عز كل ذليل‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال غنا كل فقير‪ ،‬ل‬
‫حول ول قوة‪ ،‬إل بال فرج كل مكروب‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال‪ ،‬ولي كل‬
‫نعمة‪ ،‬وصاحب كل حسنة‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال‪ ،‬كاشف كل كربة‪ ،‬ل‬
‫حول ول قوة إل بال‪ ،‬المطلع على كل خفية‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال‪،‬‬
‫المحيط بكل سريرة‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال‬

‫]‪[420‬‬

‫الشاهد لكل نجوى‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال‪ ،‬اللطيف بعباده على فقرهم‪ ،‬وغناه‬
‫عنهم‪ ،‬وملكته إياهم‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال تفويضا إلى ال ولجئا إليه ل‬
‫حول ول قوة إل بال اعتزازا وتوكل عليه‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال‬
‫استغاثة بال وغناء عن كل أحد سواه‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال تمسكا بال‪،‬‬
‫واعتصاما بحبله‪ ،‬ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬الحليم الكريم‪،‬‬
‫الرحمن الرحيم‪ ،‬الذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير‪ .‬ما شاء ال‬
‫تضرعا إلى ال وإخلصا له‪ ،‬ما شاء ال استكانة إلى ال وعبادة له ما‬
‫شاء ال توجها إلى ال وإقرارا به‪ ،‬ما شاء ال إلحاحا على ال وفاقة إليه‪،‬‬
‫ما شاء ال استغاثة إلى ال وحسن ظن به‪ ،‬ما شاء ال خضوعا له وذل‪،‬‬
‫ما شاء ال خضوعا وتلطفا واعتمادا عليه‪ ،‬وأشهد وأعلم أن ال على كل‬
‫شئ قدير‪ ،‬وأن ال قد أحاط بكل شئ علما‪ ،‬وأحصى كل شئ عددا‪ .‬اللهم‬
‫إني اثني عليك بأحسن ما أقدر عليه‪ ،‬وأشكرك بما مننت به على أشكرك‬
‫وأعترف لك بذنوبي‪ ،‬وأذكر حاجتي‪ ،‬وأشكو إليك مسكنتي وفاقتي فانك قلت‬
‫وقولك الحق " فما استكانوا الربهم وما يتضرعون " وها أنا ذا يا إلهي قد‬
‫استجرت بك ومثلت بين يديك وهربت إليك ولجأت إليك‪ ،‬مستكينا لك‬
‫متضرعا إليك‪ ،‬راجيا لما لديك‪ ،‬تراني وتعلم ما في نفسي‪ ،‬وتسمع كلمي‪،‬‬
‫وتعرف حاجتي ومسكنتي وحالى‪ ،‬ومنقلبي ومثواي‪ ،‬وما اريد أن ابدي به‬
‫من منطقي‪ ،‬والذي أرجو منك في عاقبة اموري‪ ،‬وأنت محص لما اريد‬
‫التفوه به من مقالي‪ .‬جرت مقاديرك يا سيدي‪ ،‬في وبما يكون مني في‬
‫أيامي‪ ،‬من سريرتي و علنيتي‪ ،‬وبيدك ل بيد غيرك زيادتي ونقصاني‪،‬‬
‫فأحق ما اقدم إليك يا سيدي قبل ذكر حاجتي‪ ،‬والتفوه بطلبتي وبغيتي‪،‬‬
‫الشهادة بوحدانيتك‪ ،‬والقرار مني بربوبيتك‪ ،‬التي ضلت عنها ]الراء‪،‬‬
‫وتاهت فيها العقول‪ ،‬وقصرت عنها[ الوهام وحارت عندها الفهام‪،‬‬
‫وعجزت لها الحلم‪ ،‬وانقطع منطق الخلئق دون كنه نعتها‪ ،‬وكلت اللسن‬
‫عند غاية وصفها‪.‬‬

‫]‪[421‬‬

‫فليس أحد يقدر أن يبلغ شيئا من وصفك‪ ،‬ول يعرف شيئا من نعتك‪ ،‬إل ما حددته‬
‫له‪ ،‬ووفقته إليه‪ ،‬وبلغته إياه‪ ،‬وأنا مقر يا سيدي أني ل أبلغ ما أنت أهله‬
‫من تعظيم جللك‪ ،‬وتقديس مجدك‪ ،‬وتمجد كلمك‪ ،‬والثناء عليك والمدح‬
‫لك‪ ،‬والذكر لك‪ ،‬لنك أنت ال ل إله إل ال أنت وحدك ل شريك لك والذكر‬
‫للئك‪ ،‬والحمد على تعاهدك بنعمائك‪ ،‬والشكر على بلئك‪ ،‬لن اللسن تكل‬
‫عن وصفك‪ ،‬وتعجز البدان عن أداء شكرك‪ .‬ولعظيم جرمي وكبير‬
‫خطاياي‪ ،‬وما احتطبت على نفسي من موبقات ذنوبي التي أوبقتني‪،‬‬
‫وأخلقت عندك وجهي هربت إليك رب‪ ،‬ومثلت بين يديك وتضرعت إليك‬
‫سيدي لقر لك بوحدانيتك وربوبيتك واثني عليك بما أثنيت به على نفسك‪،‬‬
‫وأصفك بما يليق بك من صفاتك‪ ،‬وأذكر لك ما أنعمت به على من معرفتك‪.‬‬
‫فأشهد يا رب أنك الواحد الحد الصمد الوتر الذي لم يتخذ صاحبة ول ولدا‪،‬‬
‫ولم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد‪ ،‬وأنك الذي لم تزل ول تزال ول‬
‫يغيرك الدهور‪ ،‬ول تفنيك الزمان‪ ،‬ول تبليك العصار‪ ،‬ول تداولك اليام‬
‫ول تختلف عليك الليالي‪ ،‬ول تحاربك القدار‪ ،‬ول تبلغك الجال‪ ،‬ول يخلو‬
‫منك مكان‪ ،‬ول فناء لملك‪ ،‬ول زوال لسلطانك‪ ،‬ول انقطاع لذكرك‪ ،‬ول‬
‫تبديل لكلماتك ول تحويل لسنتك‪ ،‬ول خلف لوعدك‪ ،‬ول تأخذك سنة ول‬
‫نوم‪ .‬أشهد أنك ربنا الذي إياه نعبد‪ ،‬كنت قبل اليام والليالي‪ ،‬وقبل الزمان‬
‫والدهور‪ ،‬وقبل كل شئ‪ ،‬وكونت كل شئ فأحسنت كونه‪ ،‬فأنت حي قيوم‪،‬‬
‫ملك قدوس دائم متعال بل فناء ول زوال‪ ،‬ول غاية ول منتهى‪ ،‬ول إله في‬
‫السماء ول في الرض إل أنت المعبود المحمود العلي المتعال غير‬
‫موصوف ول محدود‪ .‬تعظمت حميدا‪ ،‬وتجبرت حليما وتكبرت رحيما‪،‬‬
‫وتعاليت عزيزا‪ ،‬و تعززت كريما‪ ،‬وتقدست مجيدا‪ ،‬وتمجدت مليكا‪،‬‬
‫وتباركت قديرا‪ ،‬وتوحدت‬
‫]‪[422‬‬

‫ربا إلها حيا قيوما عظيما جليل حميدا عليا كبيرا‪ ،‬وتفردت بخلق الخلق كلهم‪ ،‬فما‬
‫من بارئ مصور صانع متقن غيرك‪ ،‬وتفضلت قويا قادرا محمودا غالبا‬
‫قاهرا محسنا معبودا مذكورا مبدئا معيدا محييا مميتا باعثا وارثا وتطولت‬
‫عفوا غفورا وهابا توابا برا رحيما رؤفا ودودا قريبا مجيبا سميعا بصيرا‬
‫حليما حكيما حنانا منانا‪ .‬وأشهد أن الذين يدعون من دونك ل يملكون‬
‫مثقال ذرة في السماوات والرض‪ ،‬ول أصغر من ذلك ول أكبر‪ ،‬وما لك‬
‫فيهما شريك‪ ،‬وما لك فيهما نظير‪ ،‬وما لك منهم من ظهير‪ ،‬كفى بك لخلقك‬
‫واحدا ظهيرا‪ .‬وأشهد أن لك السماوات والرضين‪ ،‬وما فيهن وما بينهن‪،‬‬
‫وما تحت الثرى‪ ،‬وبيدك ملكوت كل شئ وخزائنه‪ ،‬تعطي من سعة‪ ،‬وتمنع‬
‫من قدرة‪ ،‬وما من مدعو غيرك‪ ،‬ول مجيب إل أنت‪ .‬وأشهد أن الذين اتخذوا‬
‫من دونك آلهة أن آلهتهم ل يخلقون شيئا وهم يخلقون‪ ،‬ول يملكون‬
‫لنفسهم ضرا ول نفعا‪ ،‬ول يملكون موتا ول حياة ول نشورا ول يملكون‬
‫كشف الضر عنهم ول تحويل‪ .‬وأشهد أن الذين يدعون من دونك ل ينزلون‬
‫قطرة من السماء‪ ،‬ول ينبتون حبة ول شجرة من الرض ول خضرة‪ ،‬ول‬
‫يخلقون ذبابا ولو اجتمعوا له‪ ،‬وإن يسلبهم الذباب شيئا ل يستنقذوه منه‪،‬‬
‫ضعف الطالب والمطلوب‪ .‬تباركت يا سيدي وتجبرت‪ ،‬وتقدست وتعاليت‬
‫عما يقول الظالمون علوا كبيرا‪ ،‬وأحمدك اللهم وأنت للحمد أهل‪ ،‬وأشكرك‬
‫وأنت للشكر أهل عن حسن صنيعك إلي‪ ،‬وسوابغ نعمك علي‪ ،‬وجزيل‬
‫عطائك لدي‪ ،‬وعلى كل ما فضلتني به من رحمتك‪ ،‬وأسبغت علي من‬
‫نعمتك‪ ،‬فانك قد اصطنعت عندي ما يحق لك به شكري وذكرى من حسن‬
‫وليتك إياي‪ ،‬ولطفك بالصلح لي وما ل غنى بي عنه ول يوافقني غيره‪،‬‬
‫ول بد لي منه ول أصلح إل عليه‪ ،‬ولو ل حسن صنيعك إلى‪ ،‬و تعطفك على‬
‫ما بلغت إحراز حظي ول صلح نفسي‪ ،‬ولكنك ابتدأتني منك بالحسان‬

‫]‪[423‬‬

‫ووليتني في اموري كلها بالكفاية‪ ،‬وصرفت عني جهد البلء‪ ،‬ومنعت عني المحذور‬
‫من القضاء‪ .‬اللهم كم من بلء جاهد صرفته عني‪ ،‬وأبليت به غيري‪ ،‬وكم‬
‫من نعمة أقررت بها عيني‪ ،‬وكم من صنيعة لك عندي‪ ،‬إلهي أنت الذي‬
‫أجبت في الضطرار دعوتي‪ ،‬وأقلت عند العثار زلتي‪ ،‬وأخذت من العداء‬
‫ظلمتي‪ ،‬فما وجدتك بخيل حين دعوتك‪ ،‬ول متقبضا حين أردتك‪ ،‬ولكني‬
‫وجدتك لدعائي سامعا‪ ،‬وعدت علي بالنعم مسبغا في كل شان من شأني‪،‬‬
‫وكل زمان من زماني‪ .‬وأنت عندي محمود‪ ،‬وصنيعك عندي موجود‪،‬‬
‫يحمدك سيدي نفسي وعقلي ولساني وشعري وبشري ولحمي ودمي‬
‫ومخي وعصبي وعظامي‪ ،‬وما أقلت الرض مني حمدا يكون مبلغا رضاك‪،‬‬
‫منجيا من سخطك‪ .‬الحمد ل الذي استوجب على أن أحمده بما عرفني من‬
‫نفسه بفضله على وإحسانه إلى ولم أك شيئا‪ ،‬الحمد ل الذي غذاني‬
‫بنعمته‪ ،‬وأسبغ على فضله‪ ،‬وابتدأني برزقه الطيب من غير أن أسئله‪ ،‬ول‬
‫بعمل صالح استوجبت ما ابتدأني به إلهي‪ ،‬وأوجب على من شكره كما ل‬
‫أستحق به المزيد من لديه‪ .‬معما عرفني من دينه‪ ،‬ودلني على نفسه‪،‬‬
‫وأكرمني برسوله‪ ،‬وولة أمره وألقى في قلبي محبته‪ ،‬وشاط لحمي ودمي‬
‫بحبه‪ ،‬ولساني بذكره‪ ،‬وأمرني بمسئلته‪ ،‬ودعاني إلى عبادته‪ ،‬ورغبني‬
‫فيما عنده‪ ،‬وحثني على طاعته‪ ،‬وزهدني في معصيته‪ ،‬وشوقني إليه جنته‪،‬‬
‫وحذرني عقابه رحمة منه لي ومنة واجب شكرها على لو أن الدنيا وما‬
‫فيها أصبح وأمسى في ملكتي‪ ،‬وأنا منسلخ من الدين الذي أنا به متمسك‪،‬‬
‫ما كان ذلك عوضا من بعضه‪ ،‬فلربي الحمد على نعمه التي ل تحصى بعدد‪،‬‬
‫ول تجازى بعمل‪ .‬الحمد ل رب العالمين‪ ،‬رب السماوات والرضين‪ ،‬العالم‬
‫بما كان ويكون الول بل ابتداء‪ ،‬والخر بل انتهاء‪ ،‬أول كل شئ ومصيره‪،‬‬
‫ومبدئ كل شئ ومعيده‪ ،‬خضعت له الرقاب‪ ،‬وخشعت له الصوات‪ ،‬وضلت‬
‫فيه الحلم‪ ،‬وكلت‬

‫]‪[424‬‬

‫دونه البصار‪ ،‬ل يقضي في المور غيره‪ ،‬ول يدبر مقاديرها سواه‪ ،‬ول يصير‬
‫منتهى شئ منها إلى غيره‪ ،‬ول يتم شئ منها دونه‪ .‬له الحمد والعظمة‪ ،‬وله‬
‫الملك والقدرة‪ ،‬وله اليد والحجة‪ ،‬وله الحول والقوة‪ ،‬وله الدنيا والخرة‪،‬‬
‫أمره قضاء‪ ،‬ورضاه رحمة‪ ،‬وسخطه عذاب‪ ،‬وكلمه نور‪ ،‬يقضي بعلم‪،‬‬
‫ويعفو بحلم‪ ،‬واسع المغفرة‪ ،‬شديد النقمة‪ ،‬قريب الرحمة‪ ،‬أحاط بكل شئ‬
‫علمه‪ ،‬ووسع بكل شئ حفظه‪ ،‬كان علمه قبل كل شئ‪ ،‬ويكون بعد هلك كل‬
‫شئ‪ ،‬ل يعجزه شئ‪ ،‬ول يتوارى عنه شئ‪ ،‬ول يقدر أحد قدره ول يشكره‬
‫أحد حق شكره‪ ،‬ول تهتدي القلوب لصفته‪ ،‬ول تبلغ العقول نعته‪ .‬حارت‬
‫البصار دونه‪ ،‬وكلت اللسن عنه‪ ،‬لم تره عين‪ ،‬ولم ينته إليه نظر ول‬
‫يدركه بصر‪ .‬حي قيوم ل تأخذه سنة ول نوم‪ ،‬وسع كل شئ رحمة وعلما‬
‫ومل كل شئ عظمة وعدل‪ ،‬وأخذ كل شئ بسلطان وقدرة ل يعجزه ما‬
‫طلب‪ ،‬ول يرد ما أمر‪ ،‬ول ينقص سلطانه من عصاه‪ ،‬ول يستغنى عنه من‬
‫تولى غيره‪ .‬كل سر عنده علنية‪ ،‬وكل غيب عنده شهادة‪ ،‬فليس يستر عنه‬
‫شئ‪ ،‬ول يشغله شئ عن شئ‪ ،‬قلوب العباد بيده‪ ،‬وآجالهم بعلمه‪،‬‬
‫ومصيرهم إليه‪ ،‬ل يخفي عليه شئ مما هم فيه‪ ،‬أحصى عددهم من قبل‬
‫خلقهم‪ ،‬وعلم أعمالهم من قبل عملهم‪ ،‬وكتب آثارهم‪ ،‬وسمى آجالهم‪ ،‬وعل‬
‫كل شئ قدرته‪ ،‬ل يقع وهم كيف هو ؟ حي ل يموت‪ ،‬صمد ل يطعم‪ ،‬قيوم ل‬
‫ينام‪ ،‬ملك ل يرام‪ ،‬عزيز ل يضام‪ ،‬جبار ل يرى‪ ،‬سميع ل يشك‪ ،‬بصير ل‬
‫يرتاب‪ ،‬عظيم الشأن‪ ،‬شديد السلطان‪ ،‬خبير بكل مكان‪ ،‬يعلم وهم النفس‪،‬‬
‫وهمس اللسن‪ ،‬ورجع الشفاه‪ ،‬وخائنة العين وما تخفي الصدور‪ .‬ل تفنى‬
‫عجائبه‪ ،‬ول ينقضي مدحه‪ ،‬ول تنفد خزائنه‪ ،‬ول تحصى نعمه‪ ،‬ولو كان‬
‫البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله‬
‫مددا‬

‫]‪[425‬‬

‫ولو أن ما في الرض من شجرة أقلم والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت‬
‫كلمات ال إن ال عزيز حكيم‪ .‬ولك الحمد يا سيدي ومولي على نعمائك‬
‫وآلئك كثيرا‪ ،‬وحسن بلئك ما عرفت منه وما لم أعرف وما ذكرت منه‬
‫وما لم أذكر‪ ،‬وعلى ما أوليتني وأبليتني وأعطيتني وشرفتني‪ ،‬وفضلتني‬
‫وكرمتني‪ ،‬وهديتني لديك‪ ،‬وسلكت بي نهج الحق وسبيل الصدق‪ ،‬وطريقك‬
‫الواضح المحجة وسواء الصراط وعرفتني من إحسانك إلي وإنعامك على‪،‬‬
‫وحفظك لي في جميع ما خولتني‪ ،‬وابتدائك إياي بما به أبتدأتني مما يعجز‬
‫عنه صفتي‪ ،‬وتكل عنه لساني‪ ،‬ويعيا عنه فهمي‪ ،‬ويقصر دونه فهمي‬
‫وعلمي وينقطع قبل كنهه عددي‪ ،‬ول يحيط به إحصاي‪ .‬ولك الحمد على ما‬
‫سويت من خلقي‪ ،‬وألزمت من الغنى نفسي‪ ،‬وأدخلت من اليقين قلبي‪،‬‬
‫وأملت إلى طاعتك هواي‪ ،‬ولم تحل بيني وبين شهواتي‪ ،‬ولم أتبع هواي‬
‫بغير هدى )‪ (1‬منك‪ .‬ولك الحمد على ما بصرتني مما أعميت منه غيري‪،‬‬
‫وأسمعتني مما أصممت منه غيري‪ ،‬وأفهمتني مما أذهلت عنه غيري‪،‬‬
‫وأطلعتني على ما حجبته عن غيري وأدبتني فأحسنت أدبي‪ ،‬وعلمتني‬
‫فلطفت لتعليمي‪ ،‬فأي النعم يا سيدي لم تنعم بها علي‪ ،‬وأي اليادي يا إلهي‬
‫لم تستوجبها على‪ .‬ولك الحمد على ما عصمتني من مهاوي الهلكة‪،‬‬
‫والتمسك بحبل الظلمة‪ ،‬و الجحود لطاعتك‪ ،‬والتوجه إلى غيرك‪ ،‬والزهد‬
‫فيما عندك‪ ،‬والرغبة فيما عند سواك‪ ،‬منا منك وفضل مننت به على‪،‬‬
‫ورحمة رحمتني بها من غير عمل سالف مني ول استحقاق لما صنعت بى‪،‬‬
‫ثم استوجبت على الحمد باتباع أهل الفضل والمعرفة للحق‪ ،‬والبصر‬
‫بأبواب الهدى‪ ،‬ولو ل أنت ربي ما اهتدينا إلى طاعتك‪ ،‬ول عرفنا أمرك‪،‬‬
‫ول سلكنا سبيلك‪ .‬ولك الحمد يا سيدي على آلئك التي استوجبت بها أن‬
‫تعبد‪ ،‬وعلى حسن‬

‫)‪ (1‬رضى خ ل‪.‬‬

‫]‪[426‬‬
‫بلئك الذي استحققت به أن تحمد‪ ،‬وعلى نعمك القديمة‪ ،‬وأياديك الكثيرة التي ل‬
‫تحصى بعدد‪ ،‬ول تكافى بعمل إل في سعة رحمتك‪ ،‬وتتابع نعمك‪ ،‬وعظيم‬
‫شأنك‪ ،‬وكريم صنايعك‪ ،‬وحسن أياديك‪ .‬ولك الحمد يا سيدي على نعمك‬
‫السابغة‪ ،‬وحججك البالغة‪ ،‬ومننك المتواترة التي بها دافعت عني مكاره‬
‫المور‪ ،‬وآتيتني بها مواهب السرور‪ ،‬مع تمادي في الغفلة‪ ،‬وتناهي في‬
‫القسوة‪ ،‬فلم يمنعك ذلك من فعلي أن عفوت عني وسترت على قبيح عملي‪،‬‬
‫وسوغتني ما في يدي من نعمتك على‪ ،‬وإحسانك إلى وصفحت لي عن‬
‫قبيح ما أفضيت به إليك‪ ،‬وانتهكته من معاصيك‪ .‬ولك الحمد يا سيدي على‬
‫النعم الكثيرة التي أصبحت وأمسيت أتعرفها منك وأعلم أنك وليها ومجريها‬
‫بغير حول مني ول قوة‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪ .‬فيا رب لك الحمد على عافيتك‬
‫إياي من ألوان البليا التي أصبح وأمسى فيها كثير من عبادك‪ ،‬فكم من‬
‫عبد يا إلهي أمسى وأصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين وعويل‪ ،‬ينقلب في‬
‫غمه ل يجد محيصا‪ ،‬ول يسيغ طعاما ول شرابا‪ ،‬وأنا في صحة من البدن‪،‬‬
‫وسلمة من العيش‪ ،‬كل ذلك منك‪ ،‬يا رب فلك الحمد‪ .‬وكم من عبد أصبح‬
‫وأمسى في كرب الموت‪ ،‬وغصة وحشرجة‪ ،‬ونظر إلى ما تقشعر منه‬
‫الجلود‪ ،‬وتفزع له‪ ،‬وأنا في عافية من ذلك يا رب فلك الحمد‪ .‬وكم من عبد‬
‫أمسى وأصبح خائفا مرعوبا مشفقا وجل هاربا طريدا متحيرا في مضيق‬
‫المخابي‪ ،‬قد ضاقت عليه الرض برحبها ل يجد حيلة ول ملجأ ول مأوى‬
‫وأنا في أمن وطمأنينة وعافية من ذلك يا رب فلك الحمد‪ .‬وكم من عبد‬
‫أمسى وأصبح في ضنك من العيش‪ ،‬وضيق المكان‪ ،‬قد اثقل حديدا من قيد‬
‫أو غل أو مزق جلده‪ ،‬وبضع لحمه‪ ،‬أو لون عليه العذاب‪ ،‬أو يتوقع القتل‬
‫صباحا ومساء‪ ،‬وأنا في راحة ورحب وسعة وعافية من ذلك يا رب فلك‬
‫الحمد‪.‬‬

‫]‪[427‬‬

‫وكم من عبد أمسى وأصبح أسيرا مغلول مكبل بالحديد بأيدي العداة الذين ل‬
‫يرحمونه‪ ،‬مفردا عن أهله وولده‪ ،‬منقطعا عن بلده وإخوانه‪ ،‬يتوقع في كل‬
‫ساعة بأية قتلة يقتل‪ ،‬وأية مثلة يمثل‪ ،‬وأنا في عافية وسلمة من ذلك فلك‬
‫الحمد‪ .‬وكم من عبد أمسى وأصبح يباشر القتال ويقاسي الحروب قد‬
‫غشيته العداء بالسيوف والرماح والنبل وآلة الحرب متقنع بالحديد‪ ،‬قد‬
‫بلغ مجهوده ل يعرف حيلة‪ ،‬ول يجد مهربا‪ ،‬قد ادنف بالجراحات‪ ،‬أو‬
‫متشحط بدمه تحت السنابك والرجل‪ ،‬يتمنى شربة ماء يشربها‪ ،‬أو نظرة‬
‫إلى أهل وولد‪ ،‬وأنا في عافية من ذلك يا رب فلك الحمد‪ .‬وكم من عبد‬
‫أمسى وأصبح غريبا مسافرا شاخصا عن أهله وولده‪ ،‬متحيرا في المفاوز‪،‬‬
‫تائها فيها مع الوحوش والبهائم والهوام جائعا ظمآن‪ ،‬وحيدا فريدا ل‬
‫يعرف حيلة‪ ،‬ول يهتدي سبيل‪ ،‬أو ]في[ جزع أو جوع أو عرى أو غيره‬
‫من الشدائد‪ ،‬وأنا مما هو فيه خلو في عافية من ذلك يا رب فلك الحمد‪ .‬وكم‬
‫من عبد أمسى وأصبح في ظلمات البحار‪ ،‬وعواصف الرياح‪ ،‬وأهوال‬
‫المواج‪ ،‬يتوقع الغرق والهلك‪ ،‬ل يقدر على حيلة‪ ،‬أو مبتلى بصاعقة‪ ،‬أو‬
‫هدم أو حرق أو شرق أو غرق أو خسف أو مسخ أو قذف‪ ،‬وأنا من ذلك‬
‫في عافية يا رب فلك الحمد‪ .‬وكم من عبد أمسى وأصبح فقيرا عائل‬
‫محزونا عاريا جائعا ظمآن ينتظر من يعود عليه بفضل‪ ،‬أو عبد لك هو‬
‫أوجه مني عندك‪ ،‬وأشد عبادة مملوك مقهور‪ ،‬قد حمل ثقل من تعب العناء‪،‬‬
‫وشدة العبودية‪ ،‬وثقل الضريبة‪ ،‬أو مبتلى ببلء شديد وأنا المخدوم المنعم‬
‫عليه في عافية مما هو فيه‪ ،‬يا رب فلك الحمد إلهي‪ .‬وكم من عدو انتضى‬
‫على سيف عداوته‪ ،‬وشحذ لي ظباة مديته‪ ،‬وأرهف لي شباة حده‪ ،‬وداف‬
‫لي قواتل سمومه‪ ،‬وسدد إلى صوائب سهامه‪ ،‬ولم تنم عنى عين حراسته‪،‬‬
‫وأضمر على أن يسومني المكروه‪ ،‬ويجر عني ذعاف مرارته‪ ،‬فنظرت‬

‫]‪[428‬‬

‫إلى ضعفي عن احتمال الفوادح‪ ،‬وعجزي عن النتصار ممن قصد لي بمحاربته‪،‬‬


‫ووحدتي في كثير ممن ناوانى‪ ،‬وإرصاده لي فيما لم اعمل فكري في‬
‫الرصاد له بمثله‪ ،‬فأيدتني بقوتك‪ ،‬وشددت أزري بنصرك‪ ،‬وصيرته بعد‬
‫جمع عديد وحده وأعليت كعبي عليه‪ ،‬ووجهت ما سدد إلى من مكايده إليه‪،‬‬
‫فرددته ولم يشف غليله ولم يبرد حرارات غيوظه‪ ،‬قد عض على شواه‪،‬‬
‫وأدبر موليا قد أخلفت سراياه فلك الحمد يا رب من مقتدر ل يغلب‪ ،‬وذي‬
‫أتاه ل يعجل )‪ .(1‬وكم من باغ بغاني بمكائده‪ ،‬ونصب لي أشراك مصائده‪،‬‬
‫وأضبأ إضباء السبع لطريدته‪ ،‬انتظار لنتهاز فرصته‪ ،‬وهو يظهر بشاشة‬
‫الملق‪ ،‬ويكشر لي سنه‪ ،‬و يبسط لي وجهه من غير طلق‪ ،‬فلما رأيت دغل‬
‫سريرته‪ ،‬وقبح ما انطوى عليه بشركه‪ ،‬أبطلت ما أصبح مجلبا به لي في‬
‫بغيته‪ ،‬وأركسته لم رأسه في زبيته ورديته في مهوى حفرته‪ ،‬ورميته‬
‫بحجره‪ ،‬ورميته بمشاقصه‪ ،‬وكببته لمنخره وخنقته بوتره‪ ،‬ورتقته بندامة‪،‬‬
‫ورددت كيده في نحره‪ ،‬فاستحلي )‪ (2‬وتضاءل بعد نخوته‪ ،‬وانقمع بعد‬
‫استطالته‪ ،‬ذليل مأسورا في ربق حبالته التي كان يؤمل أن يراني فيها في‬
‫يوم سطوته‪ ،‬وقد كدت يا رب لو ل رحمتك أن يحل بي ما حل بساحته‪ ،‬فلك‬
‫الحمد يا رب من مقتدر ل يغلب‪ ،‬وذي أناة ل يعجل‪ .‬وكم من حاسد أشرق‬
‫بحسده‪ ،‬وشجي منى بغيظة‪ ،‬وسلقني بحد لسانه ووخزني وجعل عرضى‬
‫غرضا لمراميه‪ ،‬وقلدني خلل لم تزل فيه‪ ،‬فأتيتك يا رب مستجيرا بك‪،‬‬
‫واثقا بسرعة إجابتك‪ ،‬متوكل على ما لم أزل أتعرفه من حسن دفاعك‪،‬‬
‫عالما أنه لم يضطهد من أوى إلى ظل كفايتك‪ ،‬ولم تقرع القوارع من لجأ‬
‫إلى معقل النتصار بك‪ ،‬فحصنتني من بأسه بقدرتك‪ ،‬فلك الحمد يا رب من‬
‫مقتدر ل يغلب‪ ،‬وذي أناة ل يعجل‪ .‬وكم من سحائب مكروه أجليتها‪ ،‬وسماء‬
‫نعمة أمطرتها‪ ،‬وجداول كرامة أجريتها‪ ،‬وأعين أجداث طمستها‪ ،‬وناشئة‬
‫رحمة نشرتها‪ ،‬وجنة عافية ألبستها‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬راجع ج ‪ 94‬ص ‪ 320‬ففيه مثل هذا الدعاء مشروحا‪ (2) .‬فاستخذى خ ل‪.‬‬

‫]‪[429‬‬

‫غواشي كربات كشفتها‪ ،‬وامور حادثة قدرتها‪ ،‬لم تعجزك إذ طلبتها‪ ،‬ولم تمنع منك‬
‫إذ أردتها‪ ،‬فلك الحمد من مقتدر ل يغلب‪ ،‬وذي أناة ل يعجل‪ .‬وكم من ظن‬
‫حسن حققت‪ ،‬ومن عدم إملق جبرت‪ ،‬ومن صرعة نعشت ومن مسكنة‬
‫حولت‪ ،‬ل تسئل عما يفعل‪ ،‬ول ينقصك ما أنفقت‪ ،‬ولقد سئلت فأعطيت ولم‬
‫تسأل فابتديت‪ ،‬واستميح فضلك فما أكديت‪ ،‬أبيت إل إنعاما وامتنانا وتطول‬
‫وأبيت إل تقحم حرماتك‪ ،‬وانتهاك معاصيك‪ ،‬وتعدى حدودك وغفلة عن‬
‫وعدك ووعيدك وطاعة لعدوي وعدوك‪ ،‬ولم يمنعك إخللي بالشكر من‬
‫إتمام إحسانك ول حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك‪ ،‬فلك الحمد يا رب من‬
‫مقتدر ل يغلب وذي أناة ل يعجل‪ .‬وسبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬تباركت‬
‫وتجبرت‪ ،‬وتعاليت وتقدست وتكبرت وتعظمت عما يقول الظالمون علوا‬
‫كبيرا‪ .‬اللهم وأنا الداعي الذي أجبت‪ ،‬فلك الحمد‪ ،‬وأنا السائل الذي أعطيته‬
‫فلك الحمد‪ ،‬وأنا الضال الذي هديته فلك الحمد‪ ،‬وأنا الضعيف الذي قويته‬
‫فلك الحمد‪ ،‬وأنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد‪ ،‬وأنا العاري الذي كسوته‬
‫فلك الحمد‪ ،‬وأنا السقيم الذي شفيته فلك الحمد‪ ،‬أجل وعزتك لقد فعلت فلك‬
‫الحمد صل على محمد وعلى آله‪ ،‬واجعلني لك من الشاكرين‪ .‬اللهم وأنا‬
‫الطريد الذي رددته فلك الحمد‪ ،‬وأنا المسافر الذي صحبته فلك الحمد‪ ،‬وأنا‬
‫المسئ الذي أحسنت إليه فلك الحمد‪ ،‬وأنا المهموم الذي فرجت همه فلك‬
‫الحمد‪ ،‬وأنا المكروب الذي نفست كربه فلك الحمد‪ ،‬أجل وعزتك لقد فعلت‬
‫فلك الحمد‪ ،‬صل على محمد وآله‪ ،‬واجعلني لك من الشاكرين‪ .‬اللهم وأنا‬
‫الذليل الذي أعززته فلك الحمد‪ ،‬وأنا المخذول الذي كفيته فلك الحمد‪ ،‬وأنا‬
‫المبغى عليه الذي نصرته فلك الحمد‪ ،‬وأنا الوضيع الذي رفعته فلك الحمد‪،‬‬
‫وأنا الهالك الذي خلصته فلك الحمد‪ ،‬وأنا الغريق الذي نجيته فلك الحمد‪،‬‬
‫وأنا المهان‪ ،‬الذي أكرمته فلك الحمد‪ ،‬وأنا الراجل الذي حملته فلك‬

‫]‪[430‬‬

‫الحمد‪ ،‬أجل وعزتك لقد فعلت فلك الحمد صل على محمد وآله‪ ،‬واجعلني لك من‬
‫الشاكرين‪ .‬اللهم وأنا المريض الذي نعشته فلك الحمد‪ ،‬وأنا المبتلى الذي‬
‫عافيته فلك الحمد‪ ،‬وأنا المسجون الذي أخرجته فلك الحمد‪ ،‬وأنا السير‬
‫الذي فككته فلك الحمد‪ ،‬وأنا العزب الذي زوجته فلك الحمد‪] ،‬وأنا الذي لم‬
‫أك شيئا حتى جعلته فلك الحمد[ أجل وعزتك لقد فعلت فلك الحمد‪ ،‬صل‬
‫على محمد وآله‪ ،‬واجعلني لك من الشاكرين‪ .‬رب تباركت وتعاليت‪ ،‬لك‬
‫الحمد على ما أسديت وأوليت‪ ،‬ولك الحمد على ما أعطيت وأبليت‪ ،‬ولك‬
‫الحمد على مشيتك فينا ما أمر منها وما حل‪ ،‬ولك الحمد على المهال‪،‬‬
‫والبتلء‪ ،‬ولك الحمد على ما أطلت من عمرى‪ ،‬ولك الحمد على ما أنسأته‬
‫من أجلى‪ ،‬ولك الحمد على حسن قسمك لي ما لم أهتد إلى مسئلتك إياه ولك‬
‫الحمد على ما لم احط بمعرفته في‪ ،‬ولك الحمد على إسبال سترك على ولم‬
‫أك أهله منك‪ ،‬وعلى آثار نعمك علي ولم أبلغ شكرها إل بك‪ ،‬ولك الحمد‬
‫على تجددها على‪ ،‬ولك الحمد على تطولك بها على الحالتين‪ .‬ولك الحمد‬
‫على نعمة السلم الذي رضيته لنا دينا‪ ،‬والنبي المي الذي ارتضيته لنا‬
‫أمينا‪ ،‬ولك الحمد على ما ندبتنا إليه‪ ،‬وأنقذتنا منه به‪ ،‬وجعلته خير نبي‬
‫ابتعث‪ ،‬وجلعنا خير امة اخرجت‪ ،‬ولك الحمد على لطفك بنا في تمييزك إيانا‬
‫من أصلب المشركين‪ ،‬وأرحام المشركات‪ ،‬سللة من سللة‪ ،‬حتى ألحقتنا‬
‫بعصره‪ ،‬وأنقذتنا من الهلكة به‪ ،‬فلك الحمد عدد الحصى والثرى‪ ،‬ولك‬
‫الحمد ملء الخرة والدنيا‪ ،‬ولك الحمد حسب ما تستحق وترضى‪ .‬اللهم يا‬
‫سيدي أنت الذي مننت على بتحميدك وتمجيدك والثناء عليك والشكر لك‪،‬‬
‫وكل هذا يا مولي مع سائر أنعامك ومننك وأياديك التي ل احصيها‪ ،‬ول‬
‫اطيق تعدادها‪ ،‬أول ذلك يا سيدي وأشرفه وأفضله وأعظمه وأكثره وأجله‬
‫المتنان على بمعرفة ربوبيتك‪ ،‬وقدرتك وعظمتك‪ ،‬ومعرفة رسولك‪ ،‬و‬
‫القرار به صلى ال عليه وآله‪ ،‬ومعرفة أوليائك‪ ،‬وحججك وأصفيائك‪،‬‬
‫واليتمام بهم‪ ،‬والتصديق‬

‫]‪[431‬‬

‫لهم‪ ،‬والتسليم لقولهم‪ ،‬واليمان بكتبك ورسلك‪ ،‬ثم عافيتك وسعة رزقك وفضلك‬
‫وجميع صنيعك الحسن الجميل‪ .‬فلك الحمد يا إلهى ومولى‪ ،‬ولك التسبيح‬
‫والتقديس والتهليل‪ ،‬والشكر والمنة كما ينبغي لكرم وجهك وعز جللك‬
‫وعظمتك‪ ،‬وكما أنت أهله يا حي يا قيوم‪ ،‬ولك الحمد بكل نعمة أنعمتها على‬
‫وعلى أحد من خلقك‪ ،‬كان أو يكون إلي يوم القيامة‪ .‬ال أكبر‪ ،‬والحمد ل‪،‬‬
‫وسبحان ال‪ ،‬ول إله إل ال‪ ،‬عدد ما خلقت وسميت وقدرت وكتبت‪ ،‬أو أنت‬
‫فاعله في الدنيا والخرة‪ .‬يا سامع كل صوت‪ ،‬ويا جامع كل فوت‪ ،‬يا بارئ‬
‫النفوس بعد الموت‪ ،‬يا من ل يشغله شأن عن شأن‪ ،‬ويا من ل تشابه عليه‬
‫الصوات‪ ،‬ول تغشاه الظلمات‪ ،‬يا من ل ينسى شيئا لشئ يا من ل يدعى‬
‫من لدن عرشه إلى قرار سماواته وأرضه إله غيره‪ ،‬صل على محمد وآله‬
‫عبدك ورسولك وحبيبك وخليلك ونبيك ونجيك وأمينك وصفوتك وخاصيتك‬
‫وخالصتك وخيرتك من خلقك‪ ،‬الذي هديتنا به من الضللة والعمى وبصرتنا‬
‫به من الغشى‪ ،‬وعلمتنا به من الجهالة‪ ،‬وأقمتنا به على المجحة العظمى‬
‫وسبيل التقوى‪ ،‬وأخرجتنا به من الغمرات‪ ،‬وأنقذتنا به من شفا جرف‬
‫الهلكات أمينك على وحيك‪ ،‬وموضع سرك‪ ،‬ورسولك إلى خلقك‪ ،‬وحجتك‬
‫على عبادك ومبلغ أمرك‪ ،‬ومؤدي عهدك‪ ،‬جعلته رحمة للعالمين‪ ،‬ونورا‬
‫يستضئ به المؤمنون بشيرا بالجزيل من ثوابك‪ ،‬وينذر بالليم من عقابك‪،‬‬
‫انتجبته لرسالتك واستخلصته لدينك‪ ،‬واسترعيته عبادك‪ ،‬وائتمنته على‬
‫وحيك‪ ،‬وجعلته الشاهد لك والدليل عليك‪ ،‬والداعي إليك‪ ،‬والحجة على‬
‫بريتك‪ ،‬والسبب فيما بينك وبين عبادك‪ ،‬والشاهد لهم‪ ،‬والمهيمن عليهم‬
‫وعلى أهل بيته الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا‪ .‬اولئك‬
‫الطيبون المباركون‪ ،‬الطاهرون المطهرون‪ ،‬الهداة المهتدون‪ ،‬غير الضالين‬
‫ول المضلين‪ ،‬امناؤك في أرضك وعمدك في خلقك‪ ،‬الذين استنقذت بهم من‬

‫]‪[432‬‬

‫الهلكة‪ ،‬ونورت بهم من الظلمة‪ ،‬شجرة النبوة‪ ،‬وموضع الرسالة‪ ،‬ومختلف‬


‫الملئكة‪ ،‬ومعدن العلم‪ ،‬ارتضيتهم أنصارا لدينك‪ ،‬وشهداء على خلقك‪،‬‬
‫وقوامين بأمرك‪ ،‬وامناء حفظة لسرك‪ ،‬وموضع رحمتك‪ ،‬ومستودع‬
‫حكمتك‪ ،‬وتراجمة وحيك‪ ،‬وأعلما لعبادك‪ ،‬ومنارا في بلدك‪ .‬صل عليهم‬
‫اللهم أشرف وأفضل وأكثر وأعظم وأحسن وأجمل وأنفع وأكمل وأزكى‬
‫وأطهر وأبهى وأطيب وأرضى ما صليت على أحد من أنبيائك ورسلك‬
‫وأصفيائك وأوليائك‪ ،‬وأهل المنزلة لديك‪ ،‬والكرامة عليك‪ ،‬وصل اللهم‬
‫عليهم بالصلة التي تحب أن تصلي بها عليهم أنت وملئكتك ورسلك‬
‫وخلقك وكما محمد وآله أهله منك‪ .‬اللهم اجعل يا سيدي محمدا وآل محمد‬
‫سببي إليك‪ ،‬وطريقي إلى طاعتك‪ ،‬والباب الذي آتيك منه‪ ،‬والدرجة التي‬
‫أرتفع منها‪ ،‬والوجه الذي أتوجه إليك به‪ ،‬و اللسان الذي أنطق به‪،‬‬
‫والمفزع والركن والذخر والملجأ والمأوى من ذنوبي أقررت لهم بذلك‪،‬‬
‫وبما أمرتني به على ألسنتهم‪ ،‬وأشهد وأعلم أن ذلك من عندك فبرضاء‬
‫محمد وآله أرجو رضاك‪ ،‬وبسخطهم أخاف عقابك‪ ،‬واجعلني يا مولي ممن‬
‫تخلص معهم يوم القيامة ‪ -‬يوم الدوائر ‪ -‬من عظم البلء‪ ،‬وهتك الستائر‪،‬‬
‫ونجني من هول الشدائد‪ .‬اللهم وأنت يا سيدي الملك الحق الذي ل جور في‬
‫حكمك‪ ،‬ول حيف في عدلك‪ ،‬ول تسئل عما تفعل‪ ،‬خلقت الخلق على ما سبق‬
‫في علمك من مشيتك لتصييرك إياهم إلى مصايرهم‪ ،‬وإنزالهم منازلهم‪ ،‬من‬
‫ثوابك وعقابك‪ ،‬وقد خصصتني يا إلهي بالرحمة التي أرجو أن يكون قد‬
‫سبقت لي بها السعادة بما ألهمتني من اليمان بك وبرسولك‪ ،‬وبأهل بيت‬
‫رسولك‪ ،‬صلواتك عليهم‪ ،‬والتصديق بما جاء من عندك‪ ،‬فانه ليس في‬
‫معرفتي به شك ول فيما مننت به علي من علمي جهل‪ ،‬ول في بصيرتي به‬
‫وهن ول ضعف‪ ،‬ملت منه سمعي وبصري‪ ،‬وأشربت حبه قلبي‪ ،‬و أولجته‬
‫جميع جوارحي‪ ،‬فل أعرف غيره‪ ،‬ول ألتمس سواه رضى به‪ ،‬واقتصارا‬
‫عليه‬

‫]‪[433‬‬

‫من كل أمره سواه‪ .‬ثم مننت على بالذكر الحكيم كتابك‪ ،‬فاستودعته صدري‪ ،‬وأنطقت‬
‫به لساني وجعلته قرة عين لي‪ ،‬ثم دللتني على معرفة ربوبيتك وعظمتك‪،‬‬
‫واقتدارك في ملكك وسلطانك‪ ،‬وكرمك في فعالك‪ ،‬ومنحتني من ذلك كثيرا‪،‬‬
‫فأسئلك اللهم يا مانح النعم قبل أن نستحق‪ ،‬ويا مبتدئا بالرحمة قبل أن‬
‫نسئل‪ ،‬لما جعلت ما أكرمتني به من ذلك‪ ،‬ومننت به على مستتما منك‬
‫موصول وحتما على نفسك واجبا وأن ل يشوب إخلصي وصدق نيتي‬
‫وصحة الضمير مني شك ول وهن‪ ،‬ول تقصير ول تفريط‪ ،‬حتى تميتني‬
‫على الخلص به‪ ،‬وتبعثني على استيجاب رضاك‪ ،‬ولما جعلته نورا وحجة‬
‫وحجابا‪ ،‬ولما لم تجعله وبال على بتقصير كان مني وضعفا من شكرى‪،‬‬
‫فأكون ومن عصاك وخالف أمرك وجحدك بمنزلة سواء في غضبك‪ .‬اللهم‬
‫وأنا يا سيدي ومولي المذنب عبدك‪ ،‬المسئ المعترف بخطاياي‪ ،‬المقر‬
‫بذنوبي‪ ،‬أقبلت إليك تائبا من جميع ما ارتكبت‪ ،‬وأنخت بفنائك نادما على ما‬
‫أذنبت‪ ،‬وأتيتك مقرا بجميع ما أجنت جوارحي‪ ،‬مستغفرا لك منها‪،‬‬
‫مستعصما بك من العود في مثلها‪ ،‬راجيا لرحمتك‪ ،‬ساكنا إلى حسن‬
‫عبادتك‪ ،‬معول على جودك وكرمك‪ ،‬واثقا لحسن الظن بك‪ ،‬وبرحمتك التي‬
‫وسعت كل شئ‪ ،‬لجيا مستغيثا‪ ،‬مستعينا بك على طاعتك‪ ،‬منقطعا رجاي إل‬
‫منك‪ ،‬بريئا إليك من الحول والقوة والقدرة‪ ،‬مقرا بأن ما بي من نعمة‬
‫فمنك‪ ،‬خاضعا لك ذليل بين يديك‪ .‬ل أعرف من نفسي إل كل الذي يسوؤني‬
‫ول أعرف منك إل كل الذى يسرنى‪ ،‬لنك أحسنت إلى وأجملت‪ ،‬وأنعمت‬
‫فأسبغت‪ ،‬ورزقت فوفرت‪ ،‬و أعطيت فأجزلت‪ ،‬بل استحقاق لذلك بعمل‬
‫مني‪ ،‬ول لشئ مما أنعمت به على بل تفضل منك وكرما‪ ،‬فأنفقت نعمك في‬
‫معاصيك‪ ،‬وتقويت برزقك على سخطك وأفنيت عمري فيما ل تحب‪ ،‬فلم‬
‫يمنعك ذلك منى أن سترت على قبايح عملي‪ ،‬و أظهرت مني الحسن الجميل‬
‫الذي أنت أهله ل ما أنا أهله‪ ،‬وسوغتني ما في يدى‬

‫]‪[434‬‬

‫من نعمك‪ ،‬ولم يمنعني ذلك من فعلك أن ازددت في معاصيك تماديا‪ ،‬ولم يمنعك‬
‫تمادي في معاصيك عن إدامة سترك‪ ،‬ومدافعتك عني البلء‪ ،‬وإحسانك‬
‫وإجمالك وإنعامك وإفضالك مرة من بعد مرة‪ ،‬ومرارا ل تحصى كثيرة‪،‬‬
‫وفي كل طرفة ولحظة ونومة ويقظة أنا متقلب في معاصيك‪ ،‬وسترك دائم‬
‫على‪ ،‬ونعمك شاملة لي سابغة لدي في جميع حالتي‪ .‬فأنت يا سيدي العواد‬
‫بالنعم‪ ،‬وأنا العواد بالمعاصي‪ ،‬وأنت يا سيدي خير الموالي‪ ،‬وأنا شر‬
‫العبيد‪ ،‬أدعوك فتجيبني‪ ،‬وأسئلك فتعطيني‪ ،‬وأستزيدك فتزيدني‪ ،‬وأسكت‬
‫عنك فتبتدئني‪ ،‬فلست أجد شافعا أوكد ول أعظم ول أكرم ول أجود منك‪.‬‬
‫آملك اللهم بطلبتي‪ ،‬وأتوجه إليك سيدي بمسئلتي‪ ،‬واحضرك يا مولي‬
‫رغبتي‪ ،‬وأبثك إلهي ما أنت أعلم به من شأني‪ ،‬وبك رب استغاثتي‪ ،‬وإليك‬
‫لهفى واستكانتي‪ ،‬وأنت ثقتى ورجائي‪ ،‬وبدعائك تحرمي‪ ،‬وبجرمتك‬
‫توسلي‪ ،‬وبمحمد وآله تقربي‪ ،‬من غير ما استيجاب مني‪ ،‬ول استحقاق‬
‫لجابتك ببسط يد إلى طاعتك أو قبض قدم من معصيتك‪ ،‬أو اتعاظ بزجرك‪،‬‬
‫أو إحجام عن نهيك إل لجأي إلى توحيدك وتوجهي إليك بمحمد وأهل بيته‬
‫وتمسكى بهم‪ ،‬ومعرفتك بمعرفتي أل رب لى سواك ول غوث إل عندك‪،‬‬
‫وركوني إلى أمرك في كتابك‪ ،‬ورجائي لما سبق فبه من لطيف عدتك وكريم‬
‫عفوك‪ ،‬إذ تقول يا سيدي لمسرفي عبادك " يا عبادي الذين أسرفوا على‬
‫أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ال إن ال يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور‬
‫الرحيم‪ ،‬وتقول إفهاما وعدة وتكريرا " ومن يغفر الذنوب إل ال " و‬
‫تعرفهم جودك‪ ،‬وسعة فضلك حين تقول " واسئلوا ال من فضله "‬
‫وتخبرهم بكرمك وفيض عطائك بقولك " وما كان عطاء ربك محظورا "‬
‫وتأمرهم بدعائك‪ ،‬وتعدهم إجابتك فتقول‪ " ،‬ادعوني أستجب لكم "‬
‫وتخبرهم بقربك من دعاء داعيك وإجابتك إياه فقلت " وإذا سألك عبادي‬
‫عني فانى قريب اجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي‬
‫لعلهم يرشدون " ودللتهم على حسن مناجاتك‪،‬‬

‫]‪[435‬‬

‫وما به يدعونك‪ ،‬فقلت " ادعوا ال أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله السماء‬
‫الحسنى "‪ .‬وأسئلك اللهم يا ال يا رحمن يا رحيم‪ ،‬يا ذا الجلل والكرام‪ ،‬يا‬
‫ذا السماء الحسنى‪ ،‬والمثال العليا‪ ،‬واللء والكبرياء‪ ،‬ناجيتك مسرفا على‬
‫نفسي‪ ،‬مفتقرا محتاجا إلى فضلك‪ ،‬فقيرا إلى سعتك‪ ،‬واثقا بمغفرتك‬
‫وعفوك‪ ،‬راجيا لرحمتك‪ ،‬وأسئلك اللهم بكل دعوة استجبت بها لحد من‬
‫أنبيائك ورسلك‪ ،‬و أصفيائك وأهل الزلفة عندك‪ ،‬وبما في كتابك المنزل على‬
‫نبيك محمد صلى ال عليه وآله من فاتحته إلى خاتمته‪ ،‬ففيه اسمك‬
‫العظم‪ ،‬وكلماتك التامة‪ ،‬وما يخاف ويرجى‪ .‬وأسئلك يا سيدي بما آليت به‬
‫على نفسك‪ ،‬ودعوت إليه من رحمتك و استجابتك‪ ،‬ووعدت من قربك‪،‬‬
‫وندبت إليه من عفوك‪ ،‬وأمرت به من دعائك وقبلت من توبه من تاب إليك‬
‫أسئلك اللهم بكل دعوة توسل بها إليك راج بلغته أمله‪ ،‬وصارخ أغثت‬
‫صرخته‪ ،‬وملهوف رحمت لهفته‪ ،‬ومكروب روحت عن قلبه ووجل مرتاع‬
‫آمنت روعته‪ ،‬ومحتاج سددت بفضلك خلته‪ ،‬وفقير نفيت بغناك وسعتك‬
‫فقره‪ ،‬ومبتلي أهديت عافيتك إليه‪ ،‬ومعافى أتممت نعمتك عليه‪ ،‬ومذنب‬
‫خاطئ غفرت ذنبه وزلته‪ ،‬وأقلت عثرته‪ ،‬ومفتون عصمته‪ ،‬ومحبوس‬
‫مأسور أطلقت أسره‪ ،‬ومرهق مطلوب حفظته‪ ،‬وأجرته ووقيته‪ ،‬وداعي‬
‫مبتهل استجبت دعوته‪ ،‬و مستغيث مكروب أعنته‪ ،‬وفرجت عنه‪ ،‬ومضطهد‬
‫مقهور نصرته‪ ،‬ومكتنف مغلوب غلبت له‪ ،‬ومستهان ذليل أعززته‪،‬‬
‫وغريب نازح أدنيته‪ ،‬وخائف مترقب أغثته وآمنت روعته وخوفه‪ ،‬وصريع‬
‫ضعيف رفعت صرعته وقويته‪ .‬أسئلك أن تصلي على محمد وآله‪ ،‬وأن‬
‫تغفر لي الذنوب التي تغير النعم‪ ،‬و تغفر لي الذنوب التي تحدث النقم‪،‬‬
‫وتغفر لي الذنوب التي تحبس القسم‪ ،‬وتغفر لي الذنوب التي تهتك العصم‪،‬‬
‫وتغفر لي الذنوب التي تمنع العطاء‪ ،‬وتغفر لي الذنوب التي تنزل البلء‪،‬‬
‫وتغفر لي الذنوب التي تحجب الدعاء‪ ،‬وتغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء‪،‬‬
‫وتغفر لي التي تقطع الرجاء‪ ،‬وتغفر لي الذنوب التي تورث‬

‫]‪[436‬‬

‫الشقاء‪ ،‬وتغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء‪ ،‬وتغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء‬
‫وتغفر لي الذنوب التى تحبس قطر السماء‪ .‬يا ملجأ كل لج‪ ،‬ورجاء كل‬
‫راج‪ ،‬عافني من شر ما يجرى به القدر وآمن خوفي‪ ،‬وقربني منك‪،‬‬
‫ووفقني لدعائك‪ ،‬وافعل مثل ذلك بوالدي وأهلي وولدي وإخواني في ديني‬
‫وإخوتي وأخواتي المؤمنين‪ ،‬وأهل وليتى‪ ،‬وافتح مسامع قلبي لذكرك‪،‬‬
‫وارزقني خير الدنيا والخرة‪ .‬يا خير من خلوت به في وحدتي‪ ،‬ويا خير من‬
‫ناجيته في سريرتي‪ ،‬ويا خير من شخصت إليه ببصري‪ ،‬ويا خير من‬
‫أشرت إليه بكفي‪ ،‬ويا خير من مددت إليه يدي‪ ،‬يا خير من أبي وامي ومن‬
‫الناس كلهم أجمعين يا سيدي ورجائي قد مد الخاطئ المذنب إليك يده‬
‫بحسن ظنه بك‪ ،‬قد جلس المسرف على نفسه بين يديك مقرا لك بسوء‬
‫عمله قد رفع الظالم لنفسه الكفين إليك‪ ،‬وقد جثا العواد بالمعاصي بين‬
‫يديك‪ ،‬خوفا من يوم تجثو الخلئق بين يديك‪ ،‬فزعا مشفقا حذرا من أن‬
‫تجازيه بعمله‪ ،‬أو تبعث شاهدا عليه من نفسه‪ ،‬قد قلب المشفق يديه‬
‫المبتلى بجنايته المستخفي من عبادك وإمائك بجرمه‪ ،‬المبارز لك بعظيم‬
‫ذنوبه‪ ،‬قد رفع المجترح السيئات رأسه قد أشار إليك العاصي وتضرع‬
‫باصبعه‪ ،‬قد مد إليك طرفه‪ ،‬وفاضت عبرته‪ ،‬قد نطق لسانه مستغفرا نادما‬
‫تائبا مما أحصيت عليه‪ .‬يا سيدي أعوذ بك وبك ألوذ‪ ،‬فصل على محمد‬
‫وآله‪ ،‬واغفر لي ذنوبي يا رب واغفر لي ما نظرت إليه عيناي‪ ،‬وما مشت‬
‫إليه قدمي‪ ،‬وأصغى إليه سمعي‪ ،‬وباشره جلدي‪ .‬اللهم إني أستغفرك مما‬
‫أردت به وجهك فخالطه ما ليس لك‪ ،‬وأستغفرك مما نهيتني عنه فأتيته‬
‫اتباع مرضاة عبد من عبيدك أو أمة من إمائك‪ ،‬وتعرضت فيه لسخطك‪،‬‬
‫وأستغفرك مما أعطيتك من نفسي‪ ،‬ثم لم أف به لك‪ ،‬وأستغفرك مما اطلعت‬
‫عليه مني من القبيح الذي بارزتك به وخفي على خلقك‪ ،‬وأستغفرك اللهم‬
‫مما اطلعت عليه مني من سوء السريرة‪ ،‬وخبث الطوية في التقصير في‬

‫]‪[437‬‬

‫عبادتك‪ ،‬وتسبيحك وتقديسك‪ ،‬وأستغفرك اللهم من مظالم كثيرة بيني و بين عبادك‪.‬‬
‫اللهم فأيما عبد من عبيدك أو أمة من إمائك كانت له عندي وقبلي مظلمة‬
‫أو تبعة ظلمته بها بعمد مني أو خطاء أخطأته حتى وصل ذلك إليه في ماله‬
‫أو بدنه أو عرضه‪ ،‬لم أخرج إليه من مظلمته ول من تبعته‪ ،‬مات أو غاب‬
‫أو حضر‪ ،‬وتركت تحليل ذلك منه ولم ارضه من حقه فصل على محمد وآله‬
‫وأرضه عنى مما عندك فان عندك يا سيدي ما ترضيه‪ ،‬وليس عندي ما‬
‫ارضيه به‪ ،‬فهب لي يا سيدي حقك وأرض عني خلقك‪ .‬رب أسرفت على‬
‫نفسي‪ ،‬وفرطت في جنبك‪ ،‬وخلت أيامي بتقصيري في حقك‪ ،‬وليس عندي‬
‫ما أدرا به عن نفسي حجتك ول عندي ما أتلفي به ما فرط مني إل الرجاء‬
‫لعفوك‪ ،‬الذي أكدته في كتابك‪ ،‬حيث تقول " يا عبادي الذين أسرفوا على‬
‫أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ال " فصل على محمد وآل محمد‪ ،‬واجعل لي‬
‫فيما بقي من عمري سيدا من عملي أنال به رضاك‪ ،‬وأستحق به صفحك‪ .‬يا‬
‫أهل التقوى وأهل المغفرة‪ ،‬ويا أهل العفو والصفح‪ ،‬إن الذين سبقت لهم منا‬
‫الحسنى اولئك عنها مبعدون‪ ،‬تطول منك عليهم ل بعملهم‪ ،‬وفقتهم لطاعتك‬
‫وجنبتهم معصيتك‪ ،‬وسهلت لهم سبيل ما يزلفهم عندك‪ ،‬فان أكن لست‬
‫منهم فأدخلني بتطولك فيهم‪ ،‬فانك واجد من تشقيه‪ ،‬ول أجد من يسعدني‪ .‬يا‬
‫أهل التقوى ويا أهل المغفرة‪ ،‬ويا أهل العفو والصفح‪ ،‬لم أعصك استخفافا‬
‫بنهيك‪ ،‬ولكن ثقتى بعفوك‪ ،‬ولم اطعك إل خوفا منك‪ ،‬ولم يذهب بي عنك إل‬
‫رجاء نيلك‪ ،‬ولو كنت تعجل ول تمهل إذا ما ند عنك ناد‪ ،‬ول كثر نزع ذي‬
‫عناد‪ ،‬يا نعم المولى والموئل والملجأ والمعقل‪ ،‬ل وزر منك إل بطاعتك‪،‬‬
‫ول سبيل إليك إل بترك معصيتك‪ ،‬فصل على محمد وآله وألهمني طاعتك‪،‬‬
‫واعصمني عن معصيتك‪ ،‬فانك إن تخذلني أحف عن الرشد وإن ترشدني لم‬
‫يحفني أحد‪ .‬يا نعم المولى ومن له السماء الحسنى‪ ،‬ليس وراك مذهب‪،‬‬
‫ول عنك مرغب‬

‫]‪[438‬‬

‫أعطني ما سألت وما لم أسئلك‪ ،‬ول يمنعني ما أبتهل إليك فيه‪ ،‬وأولني ما ل أعقله‬
‫ول يحجب عني ما اسره فيه إليك‪ ،‬تقادمت سنى‪ ،‬ووهن عظمي‪ ،‬وذل مني‬
‫ما كان مستحصدا‪ ،‬وعدمت ما كان عندي موجودا من يناعة القناة‪ ،‬وشرخ‬
‫الحداثة وحسنها‪ ،‬فبوئني رشدك بعد غوايتي‪ ،‬وجنبني معصيتك فيما بقى‬
‫من عمري‪ ،‬وارض من عملي بيسيره‪ ،‬ومن اجتهادي بقليله‪ ،‬وكثر الذي‬
‫لو ل كرمك لقل‪ ،‬وتغمد الذي لو ل عفوك لحل‪ ،‬وترق بالتي من ترقاها‬
‫سعد‪ ،‬فاني أعشى عنها إن لم تكن دليلى إليها‪ ،‬ومخبري عليها‪ .‬وأوزعني‬
‫الخلوة‪ ،‬واشغلني بالعبادة واستقبل بي ما استدبرت من أيام مهلتي فان كان‬
‫الباقي من عمري قليل فان اليوم من أيام طاعتك ينتفع به للحول من أحوال‬
‫معصيتك‪ ،‬وكفر حوبي بما أستعجم عن مسئلتك إياه وأغنى عن معرفته‪،‬‬
‫وهو ل يكون منك إل تطول‪ ،‬وأنت ل تكدره تطولت به‪ .‬يا نعم من فزع إليه‬
‫وتوكل عليه أعوذ بك من همزات الشياطين ولمزاتهم التي تضل بعد‬
‫الهدى‪ ،‬وتبدل بعد النهى‪ ،‬وتحجب عن سبيل الرشد والتقوى آمين رب‬
‫العالمين‪ .‬اللهم إنك استغنيت عني وافتقرت إليك‪ ،‬فأنا البائس الفقير‬
‫المسكين المستكين إليك‪ ،‬المحتاج إلى رحمتك‪ ،‬وأنت الغني عنى‪ ،‬وعن‬
‫عذابي وعقابي وقد تعرضت لرحمتك ورضاك‪ ،‬وطمعت فيما عندك‪،‬‬
‫وأحسنت يا إلهي ومولي الظن بك‪ ،‬فل تخيب يا سيدي طمعي‪ ،‬ول تحقق‬
‫حذري‪ ،‬فقد لذت بجودك وكرمك ومغفرتك‪ ،‬فل تردني خائبا خاسرا‪،‬‬
‫واستجب دعائي‪ ،‬وأعطني مناى‪ ،‬واجعل جميع أهواي لي سخطا إل ما‬
‫رضيت‪ ،‬وجميع طاعتك لي رضا وإن خالف ما هويت‪ ،‬على ما أحببت‬
‫وكرهت‪ ،‬حتى أكون لك في جميع ما أمرتني به تابعا‪ ،‬ولك سامعا مطيعا‬
‫وعن كل ما نهيتني عنه منتهيا‪ ،‬وبكل ما قضيت على راضيا وعلى كل‬
‫نعمة لك شاكرا‪ ،‬ولك في جميع حالتي ذاكرا‪ .‬واحفظني يا سيدي من حيث‬
‫أحتفظ ومن حيث ل أحتفظ‪ ،‬واحرسنى من‬

‫]‪[439‬‬

‫حيث أحترس ومن حيث ل أحترس وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث ل أحتسب‬
‫وارزقني من حيث أرجو ومن حيث ل أرجو‪ ،‬واسترني وولدي ووالدى‬
‫وإخواني من المؤمنين والمؤمنات‪ ،‬في دنياي وآخرتي بالغنى والعافية‪،‬‬
‫والشكر عليها حتى ترضى وبعد الرضى‪ ،‬ول تجعل بي فاقة إلى أحد من‬
‫خلقك‪ ،‬فانك يا سيدي ثقتى ورجائي ومعتمدى ومولى‪ ،‬وهذا مقام من‬
‫اعترف لك بالتقصير في أداء حقك‪ ،‬وشهد لك على نفسه بسبوغ نعمتك‪،‬‬
‫فهب لي يا سيدي من فضلك ما أتكل به على رحمتك‪ ،‬وأتخذه سلما أعرج‬
‫فيه إلى مرضاتك‪ ،‬وآمن به من عقابك إنك تحكم ما تشاء وتفعل ما تريد‪.‬‬
‫اللهم إني مستبطئ لنفسي‪ ،‬مستقل لعملي‪ ،‬معترف بذنبي‪ ،‬مقر بخطائي‬
‫أهلكني عملي‪ ،‬وأرداني هواي‪ ،‬وحرمتني شهواتي‪ ،‬فأسئلك يا سيدي سؤال‬
‫من آمن بك ووحدك‪ ،‬وأيقن بقدرتك‪ ،‬وصدق رسلك‪ ،‬وخاف عذابك‪ ،‬وطمع‬
‫في رحمتك سؤال من نفسه لهية لطول أمله‪ ،‬وبدنه غافل بسكون عروقه‪،‬‬
‫وذكره قليل لما هو صائر إليه‪ ،‬سؤال من قد غلب عليه المل‪ ،‬وفتنه‬
‫الهوى‪ ،‬واستمكنت منه الدنيا‪ ،‬وأظله الجل‪ ،‬سؤال من استكثر ذنوبه‪،‬‬
‫واعترف بخطيئته‪ ،‬سؤال من ل رب له غيرك‪ ،‬ول ولي له دونك‪ ،‬ول منقذ‬
‫له منك‪ ،‬ول ملجأ له منك إل إليك ول مولى له سواك‪ .‬أسألك اللهم أن تأخذ‬
‫بقلبي وناصيتي وما أقلت الرض مني إلى محبتك ول تجعل لشئ من ذلك‬
‫مذهبا عنك‪ ،‬ول منتهى دونك‪ ،‬وأسئلك يا رب أن تصلى على محمد وعلى‬
‫آله‪ ،‬وأن ترزقني هيبة لك‪ ،‬وخشية منك‪ ،‬تشغلني بهما عن كل شئ غيرك‪،‬‬
‫خشية أنال بها جنتك وكرامتك وجودك‪ ،‬خشية تجهد بها نفسي وتشغل بها‬
‫قلبي‪ ،‬وتبلي جسمي وتصفر بها لوني‪ ،‬وتطيل بها في رضاك ليلى‪ ،‬وتقر‬
‫بها بعد عيني‪ .‬اللهم أغنني عن كل شئ عبادتك‪ ،‬وسل نفسي عن كل شئ‬
‫من الدنيا بمخافتك‪ ،‬وآتني الخير من كرامتك برحمتك‪ ،‬فاليك أفر‪ ،‬ومنك‬
‫إليه أهرب‬

‫]‪[440‬‬

‫وبك أستغيث‪ ،‬وبك اومن‪ ،‬وعليك أتوكل‪ ،‬وعلى رحمتك وجودك أتكل‪ ،‬وأنتظر يا‬
‫سيدي عفوك كما ينتظر المذنبون‪ ،‬ولست بآئس من رحمتك التي يتوقعها‬
‫المحسنون‪ .‬إلهي وسيدي ومولي ورجائي ومنتهى‪ ،‬رغبتي ومعتمدي‪،‬‬
‫دعوتك بالدعاء الذي علمتنيه‪ ،‬فل تحرمني من جزائك الذي عرفتنيه‪ ،‬فمن‬
‫النعمة يا سيدي أن هديتني لحسن دعائك‪ ،‬ومن تمامها يا مولي أن توجب‬
‫لي محمود جزائك‪ ،‬يا خير من دعاه داع‪ ،‬وأفضل من رجاه راج‪ ،‬بذمة‬
‫السلم أتوسل إليك‪ ،‬وبقدر القرآن أعتمد عليك‪ ،‬وبمحمد وآله أتقرب إليك‪،‬‬
‫فاعرف لي يا سيدي ذمتي التي رجوت بها قضاء حاجتي‪ .‬إلهي أدعوك‬
‫دعاء ملح ل يمل دعاء موله‪ ،‬وأضرع إليك ضراعة من أقر على نفسه‬
‫بالحجة في دعواه‪ ،‬فصل على محمد وآله وهب لي ذنبي بالعتراف ول‬
‫تسود وجه طلبتي عند النصراف‪ .‬إلهي سعت نفسي إليك لنفسي‬
‫تستوهبها‪ ،‬وانفتحت أفواه آمالها نحو نظرة منك ل تستوجبها‪ ،‬فهب لها يا‬
‫سيدي ما سألت‪ ،‬فان أملها منك البذل لما طلبت‪ .‬إلهى إن كنت ل ترحم إل‬
‫أهل طاعتك‪ ،‬فإلى من يفزع المذنبون‪ ،‬وإن كنت ل تكرم إل أهل وفائك‬
‫فبمن يستغيث المسيؤون‪ ،‬إلهي قد أصبت من الذنوب ما تعرفه يا علم‬
‫الغيوب‪ ،‬فوفقني لطاعتك‪ ،‬ونجنى من معصيتك‪ ،‬واجعلني إما عبدا مطيعا‬
‫فأكرمتني‪ ،‬وإما عاصيا فرحمتني‪ .‬اللهم إن عرضتني لعقابك فقد أدناني‬
‫رجائي لحسن ثوابك‪ ،‬فان عفوت يا سيدي فبفضلك‪ ،‬وإن عذبت فبعدلك‪ ،‬يا‬
‫من ل يرجى إل فضله‪ ،‬ول يخاف إل عدله‪ ،‬امنن علينا بفضلك‪ ،‬ول‬
‫تستقص علينا في عدلك‪ ،‬إلهي أثنيت عليك بما أنت أهله‪ ،‬مما بمعوتك نلت‬
‫الثناء به عليك‪ ،‬وأقررت على نفسي بما أنا أهله و المستوجب له في قدر‬
‫فساد نيتي وضعف يقيني‪ ،‬إلهى نعم الله أنت‪ ،‬وبئس المألوه‬

‫]‪[441‬‬
‫أنا‪ ،‬ونعم الرب أنت وبئس المربوب أنا‪ ،‬ونعم المولى أنت وبئس المملوك أنا قد‬
‫أذنبت فعفوت عن ذنوبي‪ ،‬واجترمت فصفحت عن جرمي‪ ،‬وأخطأت فلم‬
‫تؤاخذني وتعمدت فتجاوزت عني وعثرت فأقلتني‪ ،‬وأسأت فتأنيتني‪ ،‬فأنا‬
‫الظالم الخاطئ المسيئ المعترف بذنبي المقر بخطيئتي يا غفار الذنوب‪.‬‬
‫أستغفرك اليوم لذنبي‪ ،‬وأستقيلك عثرتي لما كنت فيه من الزهو والستطالة‬
‫فرضيت بما إليه صيرتني‪ ،‬وإن كان الضر قد مسنى والفقر قد أذلني‬
‫والبلء قد جائني‪ ،‬وإن ذلك من سخط منك على فأعوذ برضاك من سخطك‬
‫يا سيدي وإن كنت أردت أن تبلوني فقد عرفت ضعفى‪ ،‬وقلة حيلتي‪ ،‬إذ قلت‬
‫" إن النسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير‬
‫منوعا " وقلت " فأما النسان إذا ما ابتله ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي‬
‫أكرمني‪ ،‬وأما إذا ما ابتله فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني " وقلت "‬
‫إن النسان ليطغى أن رآه استغنى " وقلت " وإذا مس النسان الضر‬
‫دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى‬
‫ضر مسه " ]وقلت[ " وإذا مس النسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا‬
‫خوله نعمة منه نسى ما كان يدعو إليه من قبل " وقلت " ويدع النسان‬
‫بالشر دعاه بالخير وكان النسان عجول "‪ .‬صدقت وبررت يا سيدي‪ ،‬فهذه‬
‫صفاتي التي أعرفها من نفسي‪ ،‬فقد مضى تقديرك في يا مولى‪ ،‬ووعدتني‬
‫من نفسك وعدا حسنا أن أدعوك فتستجيب لي وأنا أدعوك كما أمرتني‬
‫فاستجب لي كما وعدتني‪ ،‬واردد علي نعمتك‪ ،‬وانقلني مما أنا فيه إلى ما‬
‫هو أفضل منه حتى أبلغ فيما أنا فيه رضاك‪ ،‬وأنال به ما عندك‪ ،‬مما أعددته‬
‫لوليائك‪ ،‬إنك سميع عليم‪ - 44 .‬ومن ذلك‪ :‬دعاء عظيم الشأن وجدته‬
‫مرويا عن مولنا الصادق صلوات ال عليه بسم ال الرحمن الرحيم قال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬ل تطلعوا هذا الدعاء والتسبيح إل من اجتمعت‬
‫فيه خمسة خصال‪ :‬الهدى‪ ،‬والتقى‪ ،‬والورع‪ ،‬والصيانة‪ ،‬والزهد ول‬
‫تعلموها سفهاءكم إنه من قال في عمره هذا الدعاء مرة واحدة‪ ،‬كان له‬
‫ثواب‬

‫]‪[442‬‬

‫من خلق ال من الملئكة‪ ،‬وبني آدم والجن والنس‪ ،‬وسكان البحار والجنة والنار‪،‬‬
‫والعرش والكرسي وما فيهن‪ ،‬والرض وما فيها وما عليها‪ ،‬وكان في أمان‬
‫ال عزوجل إلى أن يلقاه ال‪ ،‬فان زاد على مرة فقد انقطع علم أهل‬
‫السماوات والرض من الجن والنس على وصف ثواب ذلك‪ ،‬فان قالها كل‬
‫جمعة مرة كتب عند ال من المنين الذين ل خوف عليهم ول هم يحزنون‪،‬‬
‫فان قال ذلك في كل يوم مرة مشى على الرض مغفورا له‪ ،‬وهو هذا‪ :‬بسم‬
‫ال الرحمن الرحيم ل إله إل ال‪ ،‬ثم ل إله إل ال بما هلل ال به نفسه‪ ،‬ول‬
‫إله إل ال بما هلله به خلقه‪ ،‬ول إله إل ال وال أكبر بما كبره به خلقه‪،‬‬
‫وسبحان ال بما سبحه به خلقه‪ ،‬والحمد ل بما حمده به عرشه ومن تحته‬
‫ول إله إل ال بما هلله به عرشه ومن تحته وال أكبر بما كبره به عرشه‬
‫ومن تحته وسبحان ال بما سبحه به عرشه ومن تحته‪ .‬والحمد ل بما‬
‫حمده سماواته وأرضه ومن فيهن‪ ،‬وال أكبر بما كبره به سماواته وأرضه‬
‫ومن فيهن‪ ،‬وسبحان ال بما سبحه به ملئكته ]وال أكبر بما كبره به‬
‫ملئكته[‪ .‬والحمد ل بما حمده به عرشه‪ ،‬وال أكبر بما كبره به كرسيه‬
‫وأحاط به علمه‪ ،‬والحمد ل بما حمده به بحاره وما فيهن ول إله إل ال بما‬
‫هلله به بحاره وما فيها‪ ،‬وال أكبر بما كبره به بحاره وما فيها‪ .‬والحمد ل‬
‫بما حمده به الخرة والدنيا وما فيها‪ ،‬ول إله إل ال بما هلله به الخرة‬
‫والدنيا وما فيها‪ ،‬وال أكبر بما كبرء به الخرة والدنيا وما فيها‪ ،‬وسبحان‬
‫ال بما سبحه به أهل الخرة والدنيا وما فيها‪ .‬والحمد ل مبلغ رضاه وزنة‬
‫عرشه ومنتهى رضاه وما ل يعدله‪ ،‬والحمد ل قبل كل شئ‪ ،‬ومع كل شئ‪،‬‬
‫وعدد كل شي‪ ،‬وسبحان ال قبل كل شئ‪ ،‬ومع كل شئ‪ ،‬و عدد كل شئ‪،‬‬
‫والحمد ل عدد آياته وأسمائه وملء جنته وناره‪ ،‬ل إله إل ال عدد آياته‬
‫وأسمائه وملء جنته وناره ]وال أكبر عدد آياته وأسمائه وملء جنته‬
‫وناره[‪.‬‬

‫]‪[443‬‬

‫والحمد ل جملة ل تحصى بعدد ول بقوة ول بحساب‪ ،‬وسبحان ال وال أكبر جملة‬
‫ل تحصى بعدد ول بقوة ول بحساب‪ ،‬والحمد ل عدد النجوم والمياه‬
‫والشجار والشعر‪ ،‬ول إله إل ال عدد النجوم والمياه والشعر‪ ،‬والحمد ل‬
‫عدد الحصى والنوى والتراب والجن والنس‪ ،‬وال أكبر عدد الحصى‬
‫والنوى والتراب والجن والنس‪ ،‬سبحان ال عدد الحصى والنوى والتراب‬
‫والجن والنس‪ .‬والحمد ل حمدا ل يكون بعده في علمه حمد‪ ،‬ول إله إل‬
‫ال تهليل ل يكون بعده في علمه تهليل‪ ،‬وال أكبر تكبيرا ل يكون بعده في‬
‫علمه تكبير‪ ،‬وسبحان ال تسبيحا ل يكون بعده في علمه تسبيح‪ .‬والحمد‬
‫ل أبد البد‪ ،‬وبعد البد‪ ،‬وقبل البد‪ ،‬وال اكبر أبد البد‪ ،‬وبعد البد‪ ،‬وقبل‬
‫البد‪ ،‬سبحان ال أبد البد وبعد البد‪ ،‬وقبل البد‪ ،‬والحمد ل عد هذا‬
‫وأضعافه وأمثاله وذلك ل قيل‪] ،‬وال أكبر عدد هذا وأضعافه وأمثاله وذلك‬
‫ل قليل[ ول حول ول قوة إل بال عدد هذا كله‪ ،‬وأستغفر ال الذي ل إله‬
‫إل هو الحي القيوم عدد هذا كله‪ ،‬وأتوب إلى ال من خطيئة ارتكبتها ومن‬
‫كل ذنب عملته‪ ،‬ولكل فاحشة سبقت مني عدد هذا كله ومنتها علمه‬
‫ورضاه‪ .‬يا ال المعين الخالق العليم العزيز الجبار المتكبر‪ ،‬سبحان ال عما‬
‫يشركون يا ال الجميل الجليل‪ ،‬يا ال الرب الكريم‪ ،‬يا ال المبدئ المعيد‪ ،‬يا‬
‫ال الواسع العليم يا ال الحنان المنان‪ ،‬يا ال العليم القديم‪ ،‬يا ال العظيم‬
‫الكريم‪ ،‬يا ال اللطيف الخبير يا ال العظيم الجليل‪ ،‬يا ال القوى المين‪ ،‬يا‬
‫ال الغني الحميد‪ ،‬يا ال القريب المجيب‪ ،‬يا ال العزيز الحكيم‪ ،‬يا ال‬
‫الحليم الكريم‪ ،‬يا ال الرؤف الرحيم‪ ،‬يا ال الغفور الشكور‪ ،‬يا ال الراضي‬
‫باليسير‪ ،‬يا ال الساتر بالقبيح‪ ،‬يا ال المعطي الجزيل‪ ،‬يا ال الغافر الذنب‬
‫العظيم‪ ،‬يا ال الفعال لما يريد‪ ،‬يا ال الجبار المتجبر يا ال الكبير المتكبر يا‬
‫ال العظيم المتعظم يا ال العلى المتعالى يا ال الرفيع المنيع يا ال القائم‬
‫الدائم‪ ،‬يا ال القادر المقتدر‪ ،‬يا ال القاهر‪ ،‬يا ال المعافي‪ ،‬يا ال الواحد‬
‫الماجد‪ ،‬يا ال القابض الباسط‪ ،‬يا ال الخالق الرازق‪ ،‬يا ال الباعث الوارت‬

‫]‪[444‬‬

‫يا ال المنعم المفضل‪ ،‬يا ال المحسن المجمل‪ ،‬يا ال الطالب المدرك‪ .‬يا ال المنتهى‬
‫الرغبة من الراغبين‪ ،‬يا ال جار المستجيرين‪ ،‬يا ال يا أقرب المحسنين‪،‬‬
‫يا ال يا أرحم الراحمين‪ ،‬يا ال ]غياث[ ظ المستغيثين‪ ،‬يا ال معطى‬
‫السائلين‪ ،‬يا ال المنفس عن المهمومين‪ ،‬يا ال المفرج عن المكروبين‪ ،‬يا‬
‫ال المفرج الكرب العظيم‪ ،‬يا ال النور منك النور‪ ،‬يا ال الخير من عندك‬
‫الخير‪ ،‬يا ال يا رحمن‪ ،‬أسئلك بأسمائك البالغة المبلغة‪ ،‬يا ال يا رحمن‬
‫أسئلك بأسمائك العزيزة الحكيمة‪ ،‬يا ال يا رحمن‪ ،‬أسئلك بأسمائك الرضية‬
‫الرفيعة الشريفة‪ ،‬يا ال يا رحمن‪ ،‬أسئلك بأسمائك المخزونة المكنونة‬
‫التامة الجزيلة‪ ،‬يا ال يا رحمن أسألك بما هو رضى لك يا ال يا رحمن‪.‬‬
‫أسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد قبل كل شئ‪ ،‬وعدد كل شئ صلة ل‬
‫يقوى على إحصائها إل أنت‪ ،‬وبعدد ما أحصاه كتابك‪ ،‬وأحاط به علمك وأن‬
‫تفعل بي ما أنت أهله ل ما أنا أهله‪ ،‬وأسألك حوائجى للدنيا والخرة إنشاء‬
‫ال وصلى ال على محمد وآله وسلم‪) * 130 .‬باب( * * " )في ذكر‬
‫بعض الدعية المستجابات( " * * " )والدعاء بعد ما استجاب الدعاء( "‬
‫* * " )وما يناسب ذلك( " * أقول‪ :‬أخبار هذا الباب وأدعيته كثيرة‪،‬‬
‫وبعضها مذكور في البواب السابقة ولنذكر هنا طرفا منها أيضا‪ - 1 .‬ق‪:‬‬
‫دعاء مستجاب يروى أنه لمولنا أبي إبراهيم موسى بن جعفر الصادق‬
‫صلوات ال عليه‪ ،‬ما دعا به مغموم إل فرج ال عنه‪ ،‬ول مكروب إل نفس‬
‫ال عنه كربه‪ ،‬ووقي عذاب القبر‪ ،‬ووسع في رزقه‪ ،‬وحشر يوم القيمة في‬
‫زمرة الصديقين‬

‫]‪[445‬‬

‫والشهداء‪ ،‬وكان له من الثواب عند ال عزوجل عدد من يدعو ال سبحانه‪ ،‬ول‬


‫يسئله شيئا إل أعطاه‪ ،‬وغفر له كل ذنب‪ ،‬ولو كانت ذنوبه مثل رمل عالج‬
‫به‪ .‬بسم ال الرحمن الرحيم سبحانك اللهم وبحمدك اثنى عليك وما عسى‬
‫أن يبلغ من ثنائي عليك ومجدك‪ ،‬مع قلة عملي وقصر ثنائي‪ ،‬وأنت الخالق‬
‫وأنا المخلوق‪ ،‬وأنت الرازق وأنا المرزوق‪ ،‬وأنت الرب وأنا المربوب وأنا‬
‫الضعيف إليك وأنت القوى‪ ،‬وأنا السائل وأنت الغنى‪ ،‬ل يزول ملكك‪ ،‬ول‬
‫يبيد عزك ول تموت وأنا خلق أموت وأزول وأفنى وأنت الصمد الذى ل‬
‫يطعم‪ ،‬والفرد الواحد بغير شبيه‪ ،‬والدائم بل مدة‪ ،‬والباقى‪ ،‬إلى غير غاية‪،‬‬
‫والمتوحد بالقدرة والغالب على المور بل زوال ول فناء‪ ،‬تعطى من تشاء‬
‫كما تشاء‪ .‬المعبود بالعبودية والمحمود بالنعم‪ ،‬المرهوب بالنقم‪ ،‬حى ل‬
‫يموت صمد ل يطعم وقيوم ل ينام‪ ،‬وجبار ل يظلم‪ ،‬ومحتجب ل يرى‪ ،‬سميع‬
‫ل يشك‪ ،‬بصبر ل يرتاب غنى ل يحتاج‪ ،‬عالم ل يجهل‪ ،‬خبير ل يذهل‪،‬‬
‫ابتدأت المجد بالعز‪ ،‬وتعطفت الفخر بالكبرياء‪ ،‬وتجللت البهاء بالمهابة‪،‬‬
‫والجمال والنور‪ ،‬واستشعرت العظمة بالسلطان الشامخ‪ ،‬والعز الباذخ‪،‬‬
‫والملك الظاهر‪ ،‬والشرف القاهر‪ ،‬والكرم الفاخر‪ ،‬والنور الساطع‪ ،‬واللء‬
‫المتظاهرة‪ ،‬والسماء الحسنى‪ ،‬والنعم السابغة والمنن المتقدمة‪ ،‬والرحمة‬
‫الواسعة‪ .‬كنت إذا لم يكن شئ‪ ،‬فكان عرشك على الماء إذ ل أرض مدحية‪،‬‬
‫ول سماء مبنية‪ ،‬ول شمس يضئ‪ ،‬ول قمر يجري‪ ،‬ول نجم يسرى‪ ،‬ول‬
‫كوكب دري‪ ،‬ول سحابة منشاة‪ ،‬ول دنيا معلومة‪ ،‬ول آخرة مفهومة‪،‬‬
‫وتبقى وحدك وحدك كما كنت وحدك‪ ،‬علمت ما كان قبل أن يكون‪ ،‬وحفظت‬
‫ما كان بعد أن يكون‪ ،‬ل منتهى لنعمتك‪ ،‬نفذ علمك فيما تريد وما تشاء من‬
‫تبديل الرض‪ ،‬والسماوات وما ذرأت فيهن‪ ،‬وخلقت وبرأت من شئ‪ ،‬وأنت‬
‫تقول له كن فيكون‪ ،‬ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك‪ .‬أنت ال ال ال العلي‬
‫العظيم‪ ،‬الحي القيوم‪ ،‬ال ال ال الحليم الكريم‪،‬‬

‫]‪[446‬‬

‫ال ال ال الفرد الصمد‪ ،‬ال ال ال بديع السماوات والرض عزك عزيز‪ ،‬وجارك‬
‫منيع‪ ،‬وأمرك غالب‪ ،‬وأنت ملك قاهر عزيز فاخر‪ ،‬ل إله إل أنت خلوت في‬
‫الملكوت واستترت بالجبروت‪ ،‬وحارت أبصار ملئكتك المقربين‪ ،‬وذهلت‬
‫عقولهم في فكر عظمتك‪ .‬ل إله إل أنت ترى من بعد ارتفاعك وعلو مكانك‬
‫ما تحت الثرى‪ ،‬ومنتهى الرضين السفلى‪ ،‬من علم الخرة والولى‪،‬‬
‫والظلمات والهوى‪ ،‬وترى بث الذر في الثرى‪ ،‬وترى قوام النمل على‬
‫الصفا‪ ،‬وتسمع خفقان الطير في الهواء‪ ،‬وتعلم تقلب التيار في الماء‪ ،‬تعطي‬
‫السائل‪ ،‬وتنصر المظلوم‪ ،‬وتجيب المضطر‪ ،‬وتؤمن الخائف‪ ،‬وتهدي‬
‫السبيل‪ ،‬وتجبر الكسير‪ ،‬وتغنى الفقير‪ ،‬قضاؤك فصل وحكمك عدل وأمرك‬
‫حزم ووعدك صدق‪ ،‬ومشيتك عزيزة‪ ،‬وقولك حق‪ ،‬وكلمك نور وطاعتك‬
‫نجاة‪ .‬ليس لك في الخلق شريك‪ ،‬ولو كان لك شريك لتشابه علينا‪ ،‬ولذهب‬
‫كل إله بما خلق‪ ،‬ولعل علوا كبيرا‪ ،‬جل قدرك عن مجاورة الشركاء‪،‬‬
‫وتعاليت عن مخالطة الخلطاء‪ ،‬وتقدست من ملمسة النساء فل ولد لك ول‬
‫والد‪ ،‬كذلك وصفت نفسك في كتابك المكنون المطهر المنزل البرهان‬
‫المضيئ الذي أنزلت على محمد صلى ال عليه وآله نبي الهدى نبي‬
‫الرحمة القرشي الزكي التقي النقي البطحي المضري الهاشمي صلى ال‬
‫عليه وآله ورحم وكرم‪ .‬بسم ال الرحمن الرحيم قل هو ال أحد‪ ،‬ال‬
‫الصمد‪ ،‬لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فل إله إل أنت‪ ،‬ذل كل عزيز‬
‫لعزتك وصغرت كل عظمة لعظمتك‪ ،‬ل يفزعك ليل دامس‪ ،‬ول قلب هاجس‪،‬‬
‫ول جبل باذخ‪ ،‬ول علو شامخ‪ ،‬ول سماء ذات أبراج‪ ،‬ول بحار ذات أمواج‪،‬‬
‫ول حجب ذات أرتاج‪ ،‬ول أرض ذات فجاج‪ ،‬ول ليل داج‪ ،‬ول ظلم ذات‬
‫إدعاج‪ ،‬ول سهل ول جبل ول بر ول بحر ول شجر‪ ،‬ول مدر‪ ،‬ول يستتر‬
‫منك شئ‪ ،‬ول يحول دونك ستر‪ ،‬ول يفوتك شئ‪.‬‬

‫]‪[447‬‬

‫السر عندك علنية‪ ،‬والغيب عندك شهادة‪ ،‬تعلم وهو القلوب ورجم الغيوب ورجع‬
‫اللسن‪ ،‬وخائنة العين‪ ،‬وما تخفى الصدور‪ ،‬وأنت رجاؤنا عند كل شدة‪،‬‬
‫وغياثنا عند كل محل‪ ،‬وسيدنا في كل كريهة‪ ،‬وناصرنا عند كل ظلم وقوتنا‬
‫عند كل ضعيف‪ ،‬وبلغنا في كل عجز‪ ،‬كم من كريهة وشدة ضعفت فيها‬
‫القوة وقلت فيها الحيلة أسملنا فيها الرفيق‪ ،‬وخذلنا فيها الشفيق أنزلتها‬
‫بك يا رب ولم نرج غيرك‪ ،‬ففرجتها وخففت ثقلها‪ ،‬وكشفت غمرتها‪،‬‬
‫وكفيتنا إياها عمن سواك‪ .‬فلك الحمد‪ ،‬أفلح سائلك‪ ،‬وأنجح طالبك‪ ،‬وعز‬
‫جارك‪ ،‬وربح متاجرك وجل ثناؤك‪ ،‬وتقدست أسماؤك‪ ،‬وعل ملكك‪ ،‬وغلب‬
‫أمرك‪ ،‬ول إله غيرك‪ .‬أسئلك يا رب بأسمائك المتعاليات المكرمة المطهرة‬
‫المقدسة العزيزة‪ ،‬وباسمك العظيم الذي بعثت به موسى عليه السلم حين‬
‫قلت إني أنا ال في الدهر الباقي وبعلمك الغيب‪ ،‬وقدرتك على الخلق‪،‬‬
‫وباسمك الذي هو مكتوب حول كرسيك وبكلماتك التامات‪ ،‬يا أعز مذكور‪،‬‬
‫وأقدمه في العز‪ ،‬وأدومه في الملك والجبروت يا رحيما بكل مسترحم‪ ،‬ويا‬
‫رؤفا بكل مسكين‪ ،‬ويا أقرب من دعي‪ ،‬وأسرعه إجابة‪ ،‬ويا مفرجا عن كل‬
‫ملهوف ويا خير من طلب منه الخير وأسرعه عطاء ونجاحا وأحسنه عطفا‬
‫وتفضل‪ .‬يا من خافت الملئكة من نوره المتوقد حول كرسيه وعرشه‬
‫صافون مسبحون طائفون خاضعون مذعنون‪ ،‬يا من يشتكى إليه منه‪،‬‬
‫ويرغب منه إليه مخافة عذابه في سهر الليالي‪ ،‬يا فعال الخير ول يزال‬
‫الخير فعاله‪ ،‬يا صالح خلقه يوم يبعث خلقه وعباده بالساهرة‪ ،‬فإذا هم قيام‬
‫ينظرون‪ ،‬يا من إذا هم بشئ أمضاه يا من قوله فعاله‪ ،‬يا من يفعل ما يشاء‬
‫كيف يشاء‪ ،‬ول يفعل ما يشاء غيره‪ .‬يا من خص نفسه بالخلد والبقاء‪،‬‬
‫وكتب على جميع خلقه الموت والفناء يا من يصور في الرحام ما يشاء‬
‫كيف يشاء‪ ،‬يا من أحاط بكل شئ علما‪ ،‬وأحصى كل شئ عددا‪ ،‬ل شريك لك‬
‫في الملك‪ ،‬ولولي لك من الذل‪ ،‬تعززت بالجبروت‬
‫]‪[448‬‬

‫وتقدست بالملكوت‪ ،‬وأنت حي ل يموت‪ ،‬وأنت عزيز ذو انتقام‪ ،‬قيوم ل تنام‪ ،‬قاهر ل‬
‫تغلب ول ترام‪ ،‬ذو الباس الذي ل يستضام‪ .‬أنت مالك الملك‪ ،‬ومجري‬
‫الفلك‪ ،‬تعطي من سعة‪ ،‬وتمنع بقدرة‪ ،‬وتؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك‬
‫ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ‬
‫قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت‬
‫وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب‪ .‬أسئلك أن تصلي‬
‫على مولنا وسيدنا ورسولك محمد حبيبك الخالص‪ ،‬وصفيك المستخص‬
‫الذي استخصصته بالحياة والتفويض‪ ،‬وائتمنته على وحيك‪ ،‬ومكنون‬
‫سرك‪ ،‬وخفي علمك‪ ،‬وفضلته على من خلقت‪ ،‬وقربته إليك‪ ،‬واخترته من‬
‫بريتك‪ ،‬النذير البشير السراج المنير الذي أيدته بسلطانك‪ ،‬واستخلصته‬
‫لنفسك وعلى أخيه ووصيه وصهره ووارثه‪ ،‬والخليفة لك من بعده في‬
‫أرضك وخلقك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب‪ ،‬وعلى ابنته الكريمة‬
‫الطاهرة الفاضلة الزهراء الغراء فاطمة وعلى ولديهما الحسن والحسين‬
‫سيدي شباب أهل الجنة الفاضلين الراجحين الزكيين التقيين الشهيدين‬
‫الخيرين‪ ،‬وعلى علي بن الحسين زين العابدين وسيدهم ذي الثفنات وعلى‬
‫محمد بن على الباقر‪ ،‬وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم‪،‬‬
‫وعلي بن موسى الرضا‪ ،‬ومحمد بن علي الجواد‪ ،‬وعلي ابن محمد‪،‬‬
‫والحسن بن علي العسكريين‪ ،‬والمنتظر لمرك‪ ،‬القائم في أرضك بما‬
‫يرضيك‪ ،‬والحجة على خلقك‪ ،‬والخليفة لك على عبادك‪ ،‬المهدي ابن‬
‫المهديين الرشيد بن المرشدين إلى صراط مستقيم‪ ،‬صلة تامة عامة دائمة‬
‫نامية باقية شاملة متواصلة وأن تغفر لنا وترحمنا وتفرج عنا كربنا وهمنا‬
‫وغمنا‪ .‬اللهم إني أسألك ول أسأل غيرك‪ ،‬وأرغب إليك ول أرغب إلى‬
‫سواك‪ ،‬أسئلك بجميع مسائلك‪ ،‬وأحبها إليك‪ ،‬وأدعوك وأتضرع إليك‪،‬‬
‫وأتوسل إليك بأحب أسمائك إليك‪ ،‬وأحظاها عندك وكلها حظى عندك‪ ،‬أن‬
‫تصلى على محمد وآله وأن ترزقني الشكر عند النعماء‪ ،‬والصبر عند‬
‫البلء‪ ،‬والنصر على العداء‬

‫]‪[449‬‬

‫وأن تعطيني خير السفر والحضر‪ ،‬والقضاء والقدر‪ ،‬وخير ما سبق في ام الكتاب‬
‫وخير الليل والنهار‪ .‬اللهم ارزقني حسن ذكر الذاكرين‪ ،‬يا رب العالمين‪،‬‬
‫وارزقني خشوع الخاشعين‪ ،‬وعمل الصالحين‪ ،‬وصبر الصابرن‪ ،‬وأجر‬
‫المحسنين‪ ،‬وسعادة المتقين‪ ،‬وقبول الفائزين‪ ،‬وحسن عبادة العابدين‪،‬‬
‫وتوبة التائبين‪ ،‬وإجابة المخلصين‪ ،‬ويقين الصديقين‪ ،‬وألبسني محبتك‪،‬‬
‫وألهمني الخشية لك‪ ،‬واتباع أمرك وطاعتك‪ ،‬ونجنى من سخطك‪ ،‬واجعل‬
‫لي إلى كل خير سبيل‪ ،‬ول تجعل للشيطان على سبيل‪ ،‬ول للسلطان‪،‬‬
‫واكفني شرهما وسر ذلك كله وعلنيته‪ .‬اللهم ارزقني الستعداد عند‬
‫الموت‪ ،‬واكتساب الخير قبل الفوت‪ ،‬حتى تجعل ذلك عدة لي في آخرتي‪،‬‬
‫وانسا لي في وحشتي‪ ،‬يا ولي نعمتي‪ ،‬اغفر لي خطيئتي‪ ،‬وتجاوز عن‬
‫زلتي‪ ،‬وأقلني عثرتي‪ ،‬وفرج عني كربتي‪ ،‬وأبرد باجابتك حر غلتي‪(1) ،‬‬
‫واقض لي حاجتي‪ ،‬وسد بغناك فافتي‪ ،‬وأعني في الدنيا والخرة‪ ،‬وأحسن‬
‫معونتي‪ ،‬وارحم في الدنيا غربتي‪ ،‬وعند الموت ضرعتي وفي القبور‬
‫وحشتي‪ ،‬وبين أطباق الثرى وحدتي‪ ،‬ولقني عند المسألة حجتي واستر‬
‫عورتي‪ ،‬ول تؤاخذني على زلتي‪ ،‬وطيب لي مضجعي‪ ،‬وهنئني معيشتي يا‬
‫صاحبي الشفيق‪ ،‬ويا سيدي الرفيق‪ ،‬ويا مونسي في كل طريق ويا مخرجي‬
‫من حلق المضيق‪ ،‬ويا غياث المستغيثين‪ ،‬ويا مفرج كرب المكروبين ويا‬
‫حبيب التائبين‪ ،‬ويا قرة عين العابدين‪ ،‬يا ناصر أوليائه المتقين‪ ،‬يا مونس‬
‫أحبائه المستوحشين )‪ (2‬ويا ملك يوم الدين‪ ،‬يا رب العالمين‪ ،‬ويا إله‬
‫الولين والخرين‪ ،‬بك اعتصمت‪ ،‬وبك وثقت‪ ،‬وعليك توكلت وإليك أنبت‪،‬‬
‫وبك انتصرت وبك احتجزت‪ ،‬وإليك هربت فصل على محمد وآله‪ ،‬وأعطني‬
‫الخير فيمن أعطيت واهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت‪ ،‬واكفني‬
‫فيمن كفيت‪ ،‬وقني شر ما قضيت فانك تقضي ول يقضى عليك‪.‬‬

‫)‪ (1‬قلبى خ‪ (2) .‬أحبابه خ‪.‬‬

‫]‪[450‬‬

‫ل مانع لما أعطيت‪ ،‬ول مضل‪ .‬لمن هديت‪ ،‬ول مذل لمن واليت‪ ،‬ول ناصر لمن‬
‫عاديت‪ ،‬ول ملجاء ول ملتجاء منك إل إليك فوضت اموري إليك‪ ،‬ارزقني‬
‫القسمة من كل بر‪ ،‬والسلمة من كل وزر‪ ،‬يا سامع كل صوت‪ ،‬يا محيي كل‬
‫نفس بعد الموت يا من ل يخاف الفوت صل على محمد وآله واجلب لي‬
‫الرزق جلبا فاني ل أستطيع له طلبا ول تضرب بالطلب وجهي ول تحرمني‬
‫رزقي‪ ،‬ول تحبس عني إجابتي‪ ،‬ول توقف مسئلتي‪ ،‬ول تطل حيرتي‪،‬‬
‫وشفع وليتي ووسيلتي‪ ،‬بمحمد نبيك وصفيك وخاصتك وخالصتك‬
‫ورسولك النذير المنذر الطيب الطاهر‪ ،‬وأخيه أمير المؤمنين‪ ،‬وقائد‬
‫المؤمنين إلى جنات النعيم‪ ،‬وبفاطمة الكريمة الزهراء ]الغراء[ الطاهرة‬
‫والئمة من ذريتهم الطاهرين الخيار صلى ال عليهم أجمعين‪ .‬وارزقني‬
‫رزقا واسعا‪ ،‬وأنت خير الرازقين‪ ،‬فقد قدمت وسيلتي بهم إليك وتوجهت بك‬
‫إليك‪ ،‬يا بر يا رؤف يا رحيم‪ ،‬يا ال يا ال‪ ،‬يا ذا المعارج يا ذا المعارج فانك‬
‫ترزق من تشاء بغير حساب‪ ،‬اللهم صل على محمد وآله‪ ،‬وارحمنا وأعتقنا‬
‫من النار‪ ،‬واختم لنا بخير إنك على كل شئ قدير آمين آمين رب العالمين‪2 .‬‬
‫‪ -‬مهج‪ :‬وجدت في مجموع أدعية المستجابات عن النبي والئمة عليهم‬
‫السلم قالبه أقل من الثمن نحو السدس أوله دعاء مستحاب " اللهم اقذف‬
‫في قلبي رجاءك " وفى آخره ما هذا لفظه‪ :‬دعاء المام الحجة عليه‬
‫السلم‪ :‬إلهي بحق من ناجاك وبحق من دعاك في البر والبحر‪ ،‬تفضل على‬
‫فقراء المؤمنين والمؤمنات بالغنى والثروة وعلى مرضى المؤمنين‬
‫والمؤمنات بالشفاء والصحة‪ ،‬وعلى أحياء المؤمنين و المؤمنات باللطف‬
‫والكرم‪ ،‬وعلى أموات المؤمنين‪ ،‬والمؤمنات بالمغفرة والرحمة وعلى‬
‫غرباء المؤمنين والمؤمنات بالرد إلى أوطانهم سالمين غانمين بحق محمد‬
‫وآله أجمعين )‪ - 3 .(1‬دعوات الراوندي‪ :‬وكان زين العابدين علي عليه‬
‫السلم يدعو بهذا الدعاء عند استجابة دعائه‪ :‬اللهم قد أكدى الطلب‪،‬‬
‫وأعيت الحيل‪ ،‬إل عندك‪ ،‬وضاقت‬

‫)‪ (1‬مهج الدعوات ص ‪.368‬‬

‫]‪[451‬‬

‫المذاهب‪ ،‬وامتنعت المطالب‪ ،‬وعسرت الرغائب‪ ،‬وانقطعت الطرق إل إليك وتصرمت‬


‫المال‪ ،‬وانقطع الرجاء إل منك‪ ،‬وخابت الثقة‪ ،‬وأخلف الظن إل بك‪ ،‬اللهم‬
‫إني أجد سبل المطالب إليك منهجة‪ ،‬ومناهل الرجاء إليك مفتحة وأعلم أنك‬
‫لمن دعاك لموضع إجابة‪ ،‬وللصارخ إليك لمرصد إغاثة‪ ،‬وأن القاصد لك‬
‫لقريب المسافة منك‪ ،‬ومناجاة العبد إياك غير محجوبة عن استماعك‪ ،‬وأن‬
‫في اللهف إلى جودك والرضا بعدتك والستراحة إلى ضمانك عوضا عن‬
‫منع الباخلين ومندوحة عما قبل المستأثرين‪ ،‬ودركا من خير الوارثين‪،‬‬
‫فاغفر بل إله إل أنت ما مضى من ذنوبي‪ ،‬واعصمني فيما بقي من عمري‬
‫وافتح لي أبواب رحمتك وجودك التي ل تغلقها عن أحبائك وأصفيائك يا‬
‫أرحم الراحمين‪ .‬وروي عنهم عليهم السلم أنه يستحب أن يصلى صلة‬
‫الشكر عند استجابة الدعاء‪ .‬وقال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬إذا أنعم ال‬
‫عليك نعمة فصل ركعتين يقرء في الولى فاتحة الكتاب‪ ،‬وقل هو ال أحد‪،‬‬
‫وفي الثانية فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون‪ ،‬و تقول في الركعة الولى‬
‫في ركوعك وسجودك " الحمد ل شكرا شكرا وحمدا حمدا " سبع مرات‪،‬‬
‫وتقول في الركعة الثانية في ركوعك وسجودك " الحمد ل الذي استجاب‬
‫دعائي‪ ،‬وأعطاني مسئلتي وقضى حاجتي "‪) * 131 .‬باب( * * " نوادر‬
‫الدعية " * ‪ - 1‬مكا‪ :‬نسخة رقعة تكتب بقلم ل شئ فيه بين سطور الكتاب‬
‫أو الرقعة المشتملة على الحاجة‪ ،‬حتى ل يخلو سطر منها من حرف من‬
‫هذه الحروف " محمد وعلي و الخضر عليهم السلم أبو تراب بسم ال‬
‫الرحمن الرحيم الملك الحق المبين إن ال وعد الصابرين مخرجا مما‬
‫يكرهون‪ ،‬ورزقا من حيث ل يحتسبون‪ ،‬وال هو السميع العليم‪ ،‬جعلنا ال‬
‫وإياكم من الذين ل خوف عليهم ول هم يحزنون اللهم‬

‫]‪[452‬‬

‫إني أسئلك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ‪ -‬إلى أن تقول ‪-‬‬
‫والخلف الحجة القائم المنتظر صلوات ال عليه وسلم تسليما أن تصلى‬
‫على محمد وآل محمد وأن تيسر أمري‪ ،‬وتسهله وتغلبه لي وترزقني خيره‬
‫وتصرف عني شره برحمتك يا أرحم الراحمين " )‪ .(1‬خاتمة اعلم أن‬
‫أدعية الصحيفة الكاملة السجادية أيضا من أجل الدعية‪ ،‬وهي مشتملة‬
‫على أدعية كثيرة معروفة في أكثر المطالب‪ ،‬وقد رأيت منها عدة نسخ‬
‫وروايات مختلفات‪ ،‬وطرق متباينات‪ ،‬بعضها مشهورة‪ ،‬وبعضها غير‬
‫مشهورة‪ ،‬ولكنا أعرضنا عن إيرادها في هذا الكتاب‪ ،‬إل ما شذ منها تعويل‬
‫على شهرة بعض نسخها‪ ،‬واعتمادا على تعرضنا لسائرها في شرحنا على‬
‫الصحيفة الكاملة الموسوم بالكلمات الطريفة في شرح الصحيفة‪ .‬ثم أقول‪:‬‬
‫قد وجدت نسخة من صحيفة إدريس النبي عليه السلم مما أنزله ال تعالى‬
‫عليه‪ ،‬وقد نقله ابن متويه من اللغة السريانية إلى اللغة العربية‪ ،‬ولما لم‬
‫يكن خالية من لطافة وطرافة أحببت إيرادها في هذا المقام‪.‬‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪.393‬‬

‫]‪[453‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل على نعمته‪ ،‬وصلته على محمد وعترته‪ ،‬قال‬
‫أحمد بن حسين بن محمد المعروف بابن متويه‪ :‬وجدت هذه الصحف‬
‫بالسورية مما انزلت على إدريس النبي اخنوخ صلى ال على محمد وعليه‬
‫وكانت ممزقة ومندرسة‪ ،‬فتحريت الجر في نقلها إلى العربية بعد أن‬
‫استقصيت في وضع كل لفظة من العربية موضع معناها من السورية‪،‬‬
‫وتجنبت الزيادة والنقصان‪ ،‬ولم اغير معنى لتحسين لفظ أو تقدير سجع‪ ،‬بل‬
‫توخيت إيراده كهيئته من غير نقص ول زيادة‪ ،‬وعلى ال التوكل وبه‬
‫الستعانة‪ ،‬وله الحول والقوة‪ ،‬وحسبنا ال ونعم الوكيل‪ .‬الصحيفة الولى‬
‫وهي صحيفة الحمد الحمد ل الذي ابتدأ خلقه بنعمته‪ ،‬وأسبغ عليهم ظلل‬
‫رحمته‪ ،‬ثم فرض عليهم شكر ما أدى إليهم‪ ،‬ووفقهم بمنه لداء ما فرض‬
‫عليهم‪ ،‬ونهج لهم من سبيل هدايته ما يستوجبون به واسع مغفرته‪،‬‬
‫فبتوفيقه قام القائمون بطاعته‪ ،‬وبعصمته امتنع المؤمنون من معصيته‪،‬‬
‫وبنعمته أدى الشاكرون حق نعمته‪ ،‬وبرحمته وصل المسلمون إلى رحمته‪.‬‬
‫فسبحان من ل يستجار منه إل به‪ ،‬ول يهرب منه إل إليه‪ ،‬وتبارك الذي‬
‫خلق الحيوان من ماء مهين‪ ،‬وجعلهم في قرار مكين‪ ،‬ثم صيرهم متبائنين‬
‫في الخلق والخلق‪ ،‬وقدر لهم ما ل مغير له من الجال والرزاق‪ ،‬له‬
‫سبحت السماوات العلى‪ ،‬والرضون السفلى‪ ،‬وما بينهما وما تحت الثرى‪،‬‬
‫بألسن فصح وعجم )‪ (1‬وآثار ناطقة وبكم‪ ،‬تلوح للعارفين مواقع تسبيحها‪،‬‬
‫ول يخفى على المؤمنين سواطع تقديسها‪ ،‬فله في كل نظرة نعم ل تحد‪،‬‬
‫وفي كل طرفة آلء ل تعد‬

‫)‪ (1‬الفصح ‪ -‬بضمتين ‪ -‬جمع فصيح‪ ،‬والعجم ‪ -‬بضم وسكون ‪ -‬جمع العجم‪ :‬من ل‬
‫يفصح ول يبين كلمه وان كان من العرب‪ .‬والبكم أيضا جمع البكم‪:‬‬
‫الخرس ينغلق لسانه عند التكلم‪.‬‬

‫]‪[454‬‬

‫ضلت الفهام في جبروته‪ ،‬وتحيرت الوهام في ملكوته‪ ،‬فل وصول إليه إل به ول‬
‫ملجأ منه إل إليه‪ ،‬ذلكم ال رب العالمين‪ .‬الصحيفة النانية صحيفة الخلق‬
‫فازيا اخنوخ من عرفني‪ ،‬وهلك من أنكرني‪ ،‬عجبا لمن ضل عنى وليس‬
‫يخلو في شئ من الوقات مني‪ ،‬كيف يخلوا وأنا أقرب إليه من كل قريب‪،‬‬
‫وأدنى إليه من حبل الوريد‪ ،‬ألست أيها النسان العظيم عند نفسه في‬
‫بنيانه‪ ،‬القوي لدى همته في أركانه‪ ،‬مخلوقا من النطفة المذرة‪ ،‬ومخرجا‬
‫من الماكن القذرة‪ ،‬تنحط من أصلب الباء كالنخاعة إلى أرحام النساء‪ ،‬ثم‬
‫يأتيك أمري فتصير علقة‪ ،‬لو رأتك العيون لستقذرك‪ ،‬ولو تأملتك النفوس‬
‫لعافتك‪ ،‬ثم تصير بقدرتي مضغة ل حسنة في المنظر‪ ،‬ول نافعة في المخبر‪،‬‬
‫ثم أبعث إليك أمرا من أمري‪ ،‬فتخلق عضوا عضوا وتقدر مفصل مفصل‪،‬‬
‫من عظام مغشية‪ ،‬وعروق ملتوية‪ ،‬وأعصاب متناسبة‪ ،‬و رباطات ماسكة‪،‬‬
‫ثم يكسوك لحما ويلبسك جلدا تجامع من أشياء متبائنة‪ ،‬وتخلق من أصناف‬
‫مختلفة‪ .‬فتصير بقدرتي خلقا سويا ل روح فيك تحركك‪ ،‬ول قوة لك تقلك‪،‬‬
‫أعضاؤك صو بل مرية )‪ (1‬وجثث بل مرزبة )‪ (2‬فأنفخ فيك الروح‪ ،‬وأهب‬
‫لك الحياة‪ ،‬فتصير باذني إنسانا‪ ،‬ل تملك نفعا ول ضرا‪ ،‬ول تفعل خيرا ول‬
‫شرا‪ ،‬مكانك من امك تحت السرة‪ ،‬كأنك مصرور في صرة إلى أن يلحقك ما‬
‫سبق مني من القضاء‪ ،‬فتصير من هناك إلى وسع الفضاء‪ ،‬فتلقى ما قدرك‬
‫من السعادة أو الشقاء‪ ،‬إلى أجل من البقاء‬

‫)‪ (1‬كذا في نسخة الكمبانى‪ ،‬وفى نسخة اخرى مخطوطة‪ " :‬صور " ‪ -‬وضبطه‬
‫بضم الصاد وفتح الواو ‪ -‬جمع الصورة‪ .‬ول تناسب قوله بعد " وجثث بل‬
‫مرزبة " كانه يريد أن أعضاءك رخو‪ ،‬أو صبو‪ ،‬أو صوب يميل إلى حيث‬
‫تشاء وسيأتى في البيان‪ ،‬فتحرر‪ (2) .‬الجثث جمع جثة‪ ،‬وهو كل ماله‬
‫شخص وشخص النسان قائما أو قاعدا والمجثة حديدة يقلع بها الفسيل‪،‬‬
‫والمرزبة‪ :‬العصية من الحديد‪ ،‬فالمراد أن العضاء لها قوام معتدل كعصا‬
‫الحديد من دون أن يركب فيها حديد‪.‬‬

‫]‪[455‬‬

‫متعقب ل شك بالفناء‪ ،‬أأنت خلقت نفسك‪ ،‬وسويت جسمك‪ ،‬ونفخت روحك‪ .‬إن كنت‬
‫فعلت ذلك‪ .‬وأنت النطفة المهينة‪ ،‬والعلقة المستضعفة‪ ،‬والجنين المصرور‬
‫في صرة‪ ،‬فأنت الن في كمال أعضائك وطراءة مائك وتمام مفاصلك‪ ،‬و‬
‫ريعان شبابك‪ ،‬أقوى وأقدر‪ ،‬فاخلق لنفسك عضوا آخر‪ ،‬استجلب قوة إلى‬
‫قوتك‪ ،‬وإن كنت أنت دفعت عن نفسك في تلك الحوال طارقات الوجاع‬
‫والعلل‪ ،‬فادفع عن نفسك الن أسقامك‪ ،‬ونزه عن بدنك آلمك‪ ،‬وإن كنت‬
‫أنت نفخت الروح في بدنك وجلبت الحياة التي تمسكك‪ ،‬فادفع الموت إذا‬
‫حل بك‪ ،‬وابق يوما واحدا عند حضور أجلك‪ .‬فان لم تقدر أيها النسان على‬
‫شئ من ذلك‪ ،‬وعجزت عنه كله‪ ،‬فاعلم أنك حقا مخلوق‪ ،‬وأني أنا الخالق‪،‬‬
‫وأنك أنت العاجز‪ ،‬وأني أنا القوي القادر‪ ،‬فاعرفني حينئذ واعبدني حق‬
‫عبادتي‪ ،‬واشكر لي نعمتي أزدك منها‪ ،‬واستعذ بي من سخطتي اعذك منها‪،‬‬
‫فاني أنا ال الذي ل أعبا بما أخلق‪ ،‬ول أتعب ول أنصب فيما أرزق‪ ،‬ول‬
‫ألغب‪ ،‬إنما أمري إذا أردت شيئا أن أقول له كن فيكون‪ .‬الصحيفة الثالثة‬
‫صحيفة الرزق يا أيها النسان انظر وتدبر‪ ،‬واعقل وتفكر‪ ،‬هل لك رازق‬
‫سواي يرزقك ؟ أو منعم غيري ينعم عليك ؟ ألم اخرجك من ضيق مكانك‬
‫في الرحم إلى أنواع من النعم ؟ أخرجتك من الضيق إلى السعة‪ ،‬ومن التعب‬
‫إلى الدعة‪ ،‬ومن الظلمة إلى النور‪ ،‬ثم عرفت ضعفك عما يقيمك‪ ،‬وعجزك‬
‫عما يفوتك‪ ،‬فأدررت لك من صدر امك عينين منهما طعامك وشرابك‪،‬‬
‫وفيهما غذاؤك ونماؤك‪ ،‬ثم عطفت بقلبها عليك‪ ،‬وصرفت بودها إليك‪ ،‬كي‬
‫ل تتبرم بك مع إيذائك لها‪ ،‬و ل تطرحك مع إضجارك إياها‪ ،‬ول تقززك مع‬
‫كثرة عاهاتك‪ ،‬ول تستقذرك مع توالي آفاتك وقاذوراتك‪ ،‬تجوع لتشبعك‪،‬‬
‫وتظمأ لترويك‪ ،‬وتسهر لترقدك‪ ،‬وتنصب‬

‫]‪[456‬‬

‫لتريحك‪ ،‬وتتعب لترفدك‪ ،‬وتتقذر لتنظفك‪ ،‬لو ل ما ألقيت عليها من المحبة لك للقتك‬
‫في أول أذى يلحقها منك‪ ،‬فضل عن أن تؤثرك في كل حال‪ ،‬ول تخليك لها‬
‫من بال‪ ،‬ولو وكلتك إلى وكدك‪ ،‬وجعلت قوتك وقوامك من جهدك‪ ،‬لمت‬
‫سريعا‪ ،‬وفت ضايعا‪ .‬هذه عادتي في الحسان إليك‪ ،‬والرحمة لك‪ ،‬إلى أن‬
‫تبلغ أشدك‪ ،‬و بعد ذلك إلى منتهى أجلك‪ ،‬اهيئ لك في كل وقت من عمرك‬
‫ما فيه صلح أمرك من زيادة في خلقك‪ ،‬وتيسير لرزقك‪ ،‬اقدر مدة حياتك‬
‫قدر كفايتك ما ل تتجاوزه وإن أكثرت من التعب‪ ،‬ول يفوتك وإن قصرت في‬
‫الطلب‪ ،‬فان ظننت أنك الجالب لرزقك‪ ،‬فما لك تروم أن تزيد فيه ول تقدر ؟‬
‫أم مالك تتعب في طلب الشئ فلست تناله ؟ ويأتيك غيره عفوا مما ل تتفكر‬
‫فيه‪ ،‬ول تتعنى له‪ ،‬أم مالك ترى من هو أشد منك عقل وأكثر طلبا محروما‬
‫مجذوذا‪ ،‬ومن هو أضعف منك عقل وأقل طلبا محروزا مجدودا‪ ،‬أتراك أنت‬
‫الذي هيأت لمشربك ومطعمك سقاءين )‪ (1‬في صدر امك‪ ،‬أم تراك سلطت‬
‫على نفسك وقت السلمة الداء‪ ،‬أو جلبت لها وقت السقم الشفاء‪ ،‬أل تنظر‬
‫إلى الطير التي تغدو خماصا‪ ،‬وتروح بطانا )‪ (2‬؟ ألها زرع تزرعه أو مال‬
‫تجمعه‪ ،‬أو كسب تسعى فيه‪ ،‬أو احتيال تتوسم )‪ (3‬بتعاطيه‪ .‬اعلم أيها‬
‫الغافل أن ذلك كله بتقديري‪ ،‬ل اناد ول اضاد في تدبيري‪ ،‬ول يتقص ول‬
‫يزاد من تقديري‪ ،‬ذلك أني أنا ال الرحيم الحكيم‪ .‬الصحيفة الرابعة صحيفة‬
‫المعرفة من عرف الخلق عرف الخالق‪ ،‬ومن عرف الرزق عرف الرازق‪،‬‬
‫ومن عرف نفسه عرف ربه‪ ،‬ومن خلص إيمانه أمن دينه‪ ،‬كيف تخفى‬
‫معرفة ال ؟ والدلئل واضحة‪ ،‬والبراهين على وحدانيته لئحة‪ ،‬عجبا لمن‬
‫غني عن ال ؟ وفي موضع‬

‫)‪ (1‬السقاء‪ :‬جلد السخلة‪ ،‬إذا اجذع يكون للماء واللبن‪ (2) .‬الخماص جمع‬
‫الخميص يعنى خميص البطن من الجوع‪ ،‬والبطان جمع البطين يعنى من‬
‫كثرة الكل‪ ،‬وسيأتى‪ (3) .‬توسم‪ :‬تطلب وتغرس‪.‬‬

‫]‪[457‬‬

‫كل قدم‪ ،‬ومطرف عين‪ ،‬وملمس يد‪ ،‬دللة ساطعة‪ ،‬وحجة صادعة على أنه تبارك‬
‫واحد ل يشارك‪ ،‬وجبار ل يقاوم‪ ،‬وعالم ل يجهل‪ ،‬وعزيز ل يذل‪ ،‬وقادر‬
‫لطيف‪ ،‬وصانع حكيم في صنعته‪ ،‬كان أبدا وحده‪ ،‬ويبقى من بعد وحده‪ ،‬هو‬
‫الباقي على الحقيقة‪ ،‬وبقاؤه غير مجاز‪ ،‬وهو الغني وغنى غيره صائر إلى‬
‫فقر وإعواز‪ .‬وهو الذي جرت الفلك الدائرة‪ ،‬والنجوم السائرة بأمره‪،‬‬
‫واستقلت السماوات واستقرت الرضون بعظمته‪ ،‬وخضعت الصوات‬
‫والعناق لملكوته وسجدت الظلل والشباح لجبروته‪ ،‬باذنه أنارت‬
‫الشمس والقمر‪ ،‬ونزل الغيث والمطر‪ ،‬وأنبتت الرض الميتة نباتا حيا‪،‬‬
‫وأخرجت العيدان اليابسة ورقا رطبا‪ ،‬ونبعت الصخور الصلد )‪ (1‬ماء‬
‫نميرا‪ ،‬وأورقت الشجار الخضرة نارا ضوءا منيرا‪ .‬طوبى لمن آمن به‪،‬‬
‫وصدق برسله وكتبه‪ ،‬ووقف عند طاعته‪ ،‬وانتهى عن معصيته‪ ،‬وبؤسي‬
‫لمن جحد آلءه‪ ،‬وكفر نعماءه‪ ،‬وحاد أولياءه‪ ،‬وعاضد أعداءه إن اولئك‬
‫القلون الذلون )‪ (2‬عليهم في الدنيا سيماء‪ ،‬ولهم في الخرة مهاد النار‪،‬‬
‫دولتهم إملء واستدراج‪ ،‬وعاقبة غنائهم احتياج‪ ،‬وموئل سرورهم غم‬
‫وانزعاج‪ ،‬ومصيرهم في الخرة إلى جهنم خالدين بل إخراج‪ ،‬فأما‬
‫المؤمنون الصديقون‪ ،‬فلهم العزة بال‪ ،‬والعتزاء إليه‪ ،‬والقوة بنصره‪،‬‬
‫والتوكل عليه ولهم العاقبة في الدنيا‪ ،‬والفلج على أعدائهم باظفار‪.‬‬
‫فوعزتي لصيرن الرض ول يعبد عليها سواي‪ ،‬ول يدان لله غيري‬
‫ولجعلن من نصرني منصورا‪ ،‬ومن كفرني ذليل مقهورا‪ ،‬وليلحقن‬
‫الجاحدين لي أعظم الندامة في هذه الدنيا‪ ،‬وفي يوم القيامة‪ ،‬ولخرجن من‬
‫ذرية آدم من ينسخ الديان ويكسر الوثان‪ ،‬فانير برهانه‪ ،‬وأويد سلطانه‪،‬‬
‫واوطيه العقاب واملكه الرقاب‪ ،‬فيدين الناس له‪ ،‬طوعا وكرها‪ ،‬وتصديقا‬
‫وقسرا‪ ،‬هذه‬

‫)‪ (1‬يعنى الصلب الملس‪ (2) .‬الرذلون خ ل‪.‬‬

‫]‪[458‬‬

‫عادتي فيمن عرفني وعبدني‪ ،‬ولهم في الخرة دار الخلود في نعيم ل يبيد‪ ،‬وسرور‬
‫ل يشوبه غم‪ ،‬وحبور ل يختلط به هم‪ ،‬وحياة ل تتعقبها وفاة‪ ،‬ونعمة ل‬
‫يعتورها نقمة‪ ،‬فسبحاني سبحاني وطوبى لمن سبحني‪ ،‬وقدوس أنا وطوبى‬
‫لمن قدسني‪ ،‬جلت عظمتي فل تحد‪ ،‬وكثرت نعمتي فل تعد‪ ،‬وأنا القوي‬
‫العزيز‪ .‬الصحيفة الخامسة صحيفة العظمة يا اخنوخ أعجبت لمن رأيت من‬
‫الملئكة‪ ،‬واستبدعت الصور‪ ،‬واستهلت الخلق‪ ،‬واستكترت العدد‪ ،‬وما‬
‫رأيت منهم كالقطرة الواحدة من ماء البحار‪ ،‬والورقة الواحدة من ورق‬
‫الشجار‪ ،‬أتتعجب مما رأيت من عظمة ال‪ ،‬فلما غاب عنك أكبر‪ ،‬وتستبدع‬
‫صنعة ال فلما لم تبصره عنك أهول وأكبر ؟ ما يحيط خط كل بنان‪ ،‬ول‬
‫يحوى نطق كل لسان‪ ،‬مذ ابتدأ ال خلقه إلى انتهاء العالم أقل جزء من‬
‫بدايع فطرته‪ ،‬وأدنى شئ من عجائب صنعته‪ ،‬إن ل ملئكة لو نشر الواحد‬
‫جناحه لمل الفاق‪ ،‬وسد الماق )‪ (1‬وإن له لملكا نصفه من ثلج جمد‪،‬‬
‫ونصفه من لهب متقد‪ ،‬ل حاجز بينهما‪ ،‬فل النار تذيب الجمد‪ ،‬ول الثلج‬
‫تطفئ اللهب المتقد‪ ،‬لهذا الملك ثلثون ألف رأس في كل رأس ثلثون ألف‬
‫وجه في كل وجه ثلثون ألف فم في كل فم ثلثون ألف لسان‪ ،‬يخرج من‬
‫كل لسان ثلثون ألف لغة‪ ،‬تقدس ال بتقديساته‪ ،‬وتسبحه بتسبيحاته‪،‬‬
‫وتعظمه بعظماته‪ ،‬وتذكر لطائف فطراته‪ ،‬وكم في ملكه تعالى جده من‬
‫أمثاله‪ ،‬ومن أعظم منه‪ .‬يجتهدون في التسبيح فيقصرون‪ ،‬ويدأبون في‬
‫التقديس فيحسرون‪ ،‬وهذا ما خل شئ من آياتي وجللي‪ ،‬إن في البعوضة‬
‫التي تستحقرها‪ ،‬والذرة التي تستصغرها من العظمة لمن تدبرها ما في‬
‫أعظم العالمين‪ ،‬ومن اللطائف لمن تفكر فيها ما في الخلئق أجمعين‪ ،‬ما‬
‫يخلو صغير ول كبير من برهان على وآية في‪ ،‬عظمت عن أن او صف‬
‫وكبرت عن أن اكيف‪ ،‬حارت اللباب في عظمتي‪ ،‬وكلت اللسن عن تقدير‬
‫صفتي‪ ،‬ذلك أني أنا ال الذي ليس كمثلي شئ وأنا العلي العظيم‪.‬‬

‫)‪ (1‬المؤق من الرض‪ :‬النواحى الغامضة من أطرافها والجمع آماق‪.‬‬

‫]‪[459‬‬

‫الصحيفة السادسة صحيفة القربة سألت يا اخنوخ عما يقربك من ال‪ ،‬ذلك أن تؤمن‬
‫بربك من كل قلبك وتبوء بذنبك‪ ،‬وبعد ذلك تلزم رحمة الخلق‪ ،‬وحسن‬
‫الخلق‪ ،‬وإيثار الصدق وأداء الحق‪ ،‬والجود مع الرضا بما يأتيك من‬
‫الرزق‪ ،‬وإكثار التسبيح بالعشايا والسحار‪ ،‬وأطراف الليل والنهار‪،‬‬
‫ومجانبة الوزار‪ ،‬والتوبة من جميع الصار وإقامة الصلوات وإيتاء‬
‫الزكوات‪ ،‬والرفق باليامى واليتام‪ ،‬والحسان إلى جميع الخلئق والنام‪،‬‬
‫وأن تجأر إلى ال بتذلل‪ ،‬وخشوع وتضرع وتقول باللسان الناطق عن‬
‫اليمان الصادق‪ :‬اللهم أنت الرب القوي الكريم الجليل العظيم‪ ،‬علوت‬
‫ودنوت‪ ،‬ونأيت وقربت‪ ،‬لم يخل منك مكان‪ ،‬ولم يقاومك سلطان‪ ،‬جللت عن‬
‫التحديد‪ ،‬وكبرت عن المثل والنديد‪ ،‬بك النجاة منك‪ ،‬وإليك المهرب عنك‪،‬‬
‫إياك نسأل إلهنا أن تكنفنا برحمتك‪ ،‬وتشملنا برأفتك‪ ،‬وتجعل أموالنا في‬
‫ذوي السماحة والفضل وسلطاننا في ذوي الرشاد والعدل‪ ،‬ول تحوجنا إل‬
‫إليك‪ ،‬فقد اتكلنا اللهم عليك إليك نبرء من الحول والحتيال‪ ،‬ونوجه عنان‬
‫الرغبة والسؤال‪ ،‬فأجبنا اللهم إلى ما ندعو‪ ،‬وحقق في فضلك وكرمك ما‬
‫نأمل ونرجو‪ ،‬وآمنا من موبقات أعمالنا ومحبطات أفعالنا برحمتك يا إله‬
‫العالمين‪ .‬يا اخنوخ ما أعظم ما يدخر فاعل ذلك من الثواب‪ ،‬وما أثقل هذه‬
‫الكلمات في الميزان يوم الحساب‪ ،‬فأنبئ الناس بمأمول رحمتي الواسعة‪،‬‬
‫ومخشي سخطتي الصاقعة )‪ (1‬وذكرهم آلئي‪ ،‬واحضضهم على دعائي‪،‬‬
‫فحق علي إجابة الداعين ونصر المؤمنين‪ ،‬وأنا ذو الطول العظيم‪ .‬الصحيفة‬
‫السابعة صحيفة الجبابرة يا اخنوخ كم من جبروت جبار قصمتها‪ ،‬وكم من‬
‫قوي ظن أل مغالب له فتجبر وعتا‪ ،‬وتمرد وطغا‪ ،‬أريته قدرتي وأذقته وبال‬
‫سطوتي‪ ،‬وأوردته حياض‬

‫)‪ (1‬الصاعقة خ ل‪ ،‬وكلهما بمعنى‪.‬‬

‫]‪[460‬‬
‫المنية‪ ،‬فشرب كأسها‪ ،‬وذاق بأسها‪ ،‬وحططته من عالي حصونه‪ ،‬ووثيق قلعه‬
‫وأخرجته من عامر دوره ومونق رباعه إلى القبور الملحودة‪ ،‬والحفرة‬
‫المخدودة فاضطجع فيها وحيدا‪ ،‬وسال منه فيها صديدا‪ ،‬وأطعم حريشات )‬
‫‪ (1‬ودودا‪ ،‬وصار من ماله وجموعه بعيدا‪ ،‬وفي ملقاة المحاسبة فريدا‪ ،‬لم‬
‫ينفعه ما عدد‪ ،‬ولم يخلده ما خلد‪ ،‬ولم يتبعه إل تبعات الحساب‪ ،‬ولم يصحبه‬
‫من أحوال دنياه إل موجبات الثواب أو العذاب‪ ،‬ثم أورثت ما حاز من‬
‫الباطل‪ ،‬وجمع وصد عن الحق من لم يشكره على ما صنع‪ ،‬ول دعا له ول‬
‫نفع‪ ،‬شقي ذاك بجمعه‪ ،‬وفاز هذا الوارث بنفعه قد رأى الغابر عاقبة من‬
‫مضى فل يرتدع‪ ،‬وأبصر الباقي مصير من انقضى فل ينزجر ول ينقمع‪،‬‬
‫أما لهم أعين فتبصر‪ ،‬أو قلوب فتتفكر‪ ،‬أو عقول فتدبر ؟ كذبوا بي‬
‫فصدقتهم سخطتى‪ ،‬وناموا عن حقي فنبهتهم عقوبتي‪ ،‬أد إليهم رسالتي‪،‬‬
‫وعرفهم نصيحتي‪ ،‬وأكد عليهم حجتي‪ ،‬وانهج لهم حد محجتي‪ ،‬ثم كلهم‬
‫إلى محاسبتي فوعزتي ل يتعداني ظالم‪ ،‬ول يخفق عندي مظلوم‪ ،‬وسأقتص‬
‫للكل من الكل وأنا الحكيم العدل‪ .‬الصحيفة الثامنة صحيفة الحول ذل من‬
‫ادعى الحول والقوة من دوني‪ ،‬وزعم أنه يقدر على ما يريد‪ ،‬لو كان دعواه‬
‫حقا وقوله صدقا‪ ،‬لتساوت القدام‪ ،‬وتعادل في جميع المور النام فان الكل‬
‫يطلب من الخير الغاية‪ ،‬ويروم من السعادة النهاية‪ ،‬فلو كانت تصاريف‬
‫المور‪ ،‬ومواقع المقدور‪ ،‬على ما يرومون‪ ،‬وموكل من قواهم‬
‫واستطاعاتهم إلى ما يقدرون‪ ،‬والجماعة تطلب نهاية الخير‪ ،‬وتتجنب أدنى‬
‫مواقع الضير‪ ،‬لما رؤي فقير‪ ،‬ول مسكين ضرير‪ ،‬ولما احتاج أحد إلى أحد‪،‬‬
‫ول افتقرت يد إلى يد‪ ،‬وأنت الن ترى السيد والمسود‪ ،‬والمجذوذ‬
‫والمجدود‪ ،‬والغني الخجل والفقير المدقع‪.‬‬

‫)‪ (1‬الحريش‪ :‬دويبة قدر الصبع بأرجل كثيرة وهى المسماة‪ :‬دخالة الذن‪،‬‬
‫المعروفة عند العوام بام أربع وأربعين‪.‬‬

‫]‪[461‬‬

‫ذلك أيها النسان دليل على أن المر لغيرك‪ ،‬وموكول إلى سواك‪ ،‬وأنك مقهور‬
‫مدبر‪ ،‬ولما يراد منك مقدر وميسر‪ ،‬لنك تريد المر اليسير‪ ،‬بالتعب الكثير‪،‬‬
‫فيمنع عليك ويتأبى‪ ،‬وتغفل عن المر الكبير ويسهل لك من غير تعب‬
‫اعترف أيها العبد بالعجز يصنع لك ول تدع الحول والقوة فتهلك‪ ،‬واعلم‬
‫أنك الضعيف وأني القوي‪ .‬الصحيفة التاسعة صحيفة النتقال إلهى أنت‬
‫تعرف حاجتي‪ ،‬وتعلم فاقتي‪ ،‬وأنت عالم الغيوب‪ ،‬وكاشف الكروب‪ ،‬تعلم‬
‫الكائنات قبل وقوعها‪ ،‬وتحيط بالشياء قبل وقوعها‪ ،‬وأنت غني عن‬
‫العالمين وهم فقراء إليك‪ ،‬أمرتني فعصيت‪ ،‬ونهيتني فأتيت‪ ،‬وبصرتني‬
‫فعميت وأسعدتني فشقيت‪ ،‬تعرف ذنوبي فل ستر دونك‪ ،‬فل تفضحني بها‬
‫في الدنيا ول في الخرة‪ ،‬ول في المحشر وفي عرصة الساهرة‪ ،‬اللهم فكما‬
‫سترتها على فاغفر لي وكما لم تظهرها على فحطها عني‪ ،‬وقني مناقشة‬
‫الحساب‪ ،‬ومكابدة العذاب‪ ،‬ويسر الخير لي في عاجلي وآجلي‪ ،‬ومحياي‬
‫ومماتي‪ ،‬واقض حاجاتي التي أنت عالم بها مني‪ ،‬واصرف شر جميع ما‬
‫خلقت عني‪ ،‬ووفقني من منافع الدنيا والخرة لما تعلم فيه صلحي‪،‬‬
‫وتعرف فيه فلحي‪ ،‬وأنا عنه غني غافل‪ ،‬وبوجوه استجلبه جاهل‪ ،‬فقد‬
‫بسطت يدي بالبتهال إليك‪ ،‬ووقفت بذل المذنبين‪ ،‬وخشوع الراغبين‬
‫وتضرع المحتاجين بين يديك‪ ،‬وأنت أنت أهل الجابة‪ ،‬وإن كنت أنا أهل‬
‫للخيبة‪ ،‬فأنت ولي السعاف والطلب‪ ،‬وإن كنت أنا المستحق لعظيم العذاب‬
‫فأنت موضع الرغبة‪ ،‬ومنتهى السؤل والطلبة‪ ،‬وأنا ل أهتدي إل إليك‪ ،‬ول‬
‫اعول إل عليك‪ ،‬ول أقرع إل بابك‪ ،‬ول أرجو إل ثوابك‪ ،‬ول أخاف إل عذابك‬
‫ول أخشى إل عقابك‪ ،‬فزدني اللهم هداية إليك‪ ،‬ويسر لي ما عولت فيه‪،‬‬
‫وافتح لي بابك‪ ،‬وأجزل لي من رحمتك ثوابك‪ ،‬وآمني مما أستحقه بذنوبي‬
‫من عذابك‪ ،‬وأليم عقابك‪ ،‬إنك أنت الرؤف الرحيم‪.‬‬

‫]‪[462‬‬

‫الصحيفة العاشرة وهى صحيفة التوكل من توكل على ال كفاه‪ ،‬ومن استرعاه‬
‫رعاه‪ ،‬ومن قرع بابه افتتح‪ ،‬ومن سأله أنجح‪ ،‬ومن كان ال معه لم يقدر‬
‫الناس له على ضر‪ ،‬ومن أتى المر متبرئا من حوله وقوته استكثر الخير‪،‬‬
‫وأمن من توابع الشر‪ ،‬ومن تاب تيب عليه‪ ،‬ومن أناب غفر له‪ ،‬والعمال‬
‫بالموافاة‪ ،‬والستدراك قبل الفوت والوفاة‪ ،‬ولن يضيع فعل أحد من صحيفة‬
‫ول يتوفى‪ ،‬بل يحاسب على القطمير ويجازى‪ ،‬فورب السماء ليقتصن من‬
‫القرناء للجماء )‪ (1‬ولتستوين يوم القيامة في المداينة القدام‪ ،‬وليجازين‬
‫كل امرء على ما اعترف من حسنات وآثام‪ ،‬عند من ل يخفى عليه‬
‫الضمائر‪ ،‬ول يغيب عنه السرائر‪ ،‬ول يتعاظمه شئ لكبره‪ ،‬ول ينكتم شئ‬
‫لحقارته وصغره‪ ،‬ول يتكاءده الحصاء‪ ،‬ول يذهب عليه الجزاء ذلكم ال‬
‫رب العالمين‪ ،‬قدر كل شئ وقضاه وعده وأحصاه‪ ،‬فل يخفى عليه خافية‪،‬‬
‫إل رحمته ثم العمل الصالح‪ .‬الصحيفة الحادية العشر‪ ......‬ل غنى لمن‬
‫استغنى عني‪ ،‬ول فقر بمن افتقر إلى‪ ،‬ول يضيع عمل أحد عندي من خير‬
‫وشر‪ ،‬فأما الخير فأنا اجزي وعدا غير مكذوب‪ ،‬وأما الشر فالي إن شئت‬
‫عفوت‪ ،‬وإن شئت عاقبت‪ ،‬وأنا الغفور الرحيم‪ .‬الصحيفة الثانية عشر‬
‫صحيفة البعث يا أيها الناس إن كنتم في مرية من البعث فتفكروا أن الذي‬
‫أوجدكم عن عدم‪ ،‬وخلقكم من غير قدم‪ ،‬وخلقكم في الرحام نطفا ومضغا‪،‬‬
‫ثم صوركم‪ ،‬و أخرجكم من بطون امهاتكم ضعفاء‪ ،‬فقواكم وأقدركم وغيركم‬
‫من حال إلى حال‪ ،‬وصيركم في كل المور ذوي زوال وانتقال‪ ،‬قادر على أن‬
‫يعيدكم كما بدأكم‪ ،‬ويبعثكم كما خلقكم‪ ،‬وذلك في عقول الناس أهون وأقرب‪،‬‬
‫فأما ال فل يتعاظمه كبير لكبره‪ ،‬ول يتعذر عليه صغير لصغره‪ ،‬وكل‬
‫المور بيده هين ل ينصب فيها ول يتعب‪ ،‬ول يعيى ول يلغب‪ ،‬إنما أمره إذا‬
‫أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ذلكم ال خالق الخلق أجمعين‪.‬‬

‫)‪ (1‬القرناء ماله قرن‪ ،‬والجماء خلفه‪.‬‬

‫]‪[463‬‬

‫الصحيفة الثالثة عشر صحيفة سهم الجبابرة يا اخنوخ قد أهمل الناس عبادتي‪،‬‬
‫فأضربوا عن طاعتي‪ ،‬وأصروا على العصيان وانهمكوا في الطغيان‪،‬‬
‫وآثروا طاعة الشيطان‪ ،‬وتهالكوا في البغى والعدوان كأنهم لم يروا‬
‫مصارع الطغاة قبلهم‪ ،‬ولم ينظروا إلى ديارهم الخاوية وخدورهم وخلو‬
‫قصورهم المشيدة واتضاع أسمائهم‪] ،‬العالية[ لم تدفع عنهم سخطتي لما‬
‫حلت موثق القلع‪ ،‬ومونق الرباع‪ ،‬ولم تجرهم الجنود المجندة‪ ،‬والعدد‬
‫المعددة والموال الجمة‪ ،‬والممالك العظيمة‪ ،‬بل تضعضعوا لواقع النقمة إذ‬
‫لم يشكروا سابغ النعمة‪ ،‬وتزعزعوا لحلول السخطة لما تناسوا حقي عليهم‬
‫عند المهلة‪ ،‬فبادوا وهلكوا‪ ،‬وطريق الخزي في الدنيا والخرة سلكوا‪ ،‬حتى‬
‫كأنهم لم يروا قريبا مصارع سهم الجبار وأصحابه الجبابرة‪ ،‬ما أصروا‬
‫على الكفر والجحود‪ ،‬واستمروا علي البغي والعنود‪ ،‬واستعبدوا عبادي‪،‬‬
‫وخربوا بلدي‪ ،‬واستحقروا الخلق‪ ،‬وغمطوا الحق‪ ،‬وأحيوا سنن الشرار‪،‬‬
‫وعطلوا سنن الخيار‪ ،‬ووضعوا المكوس‪ ،‬وأزهقوا النفوس و ؟ ؟ ؟ ؟ ما‬
‫كان عليهم فرضا‪ ،‬وركضوا في الباطل ركضا‪ ،‬وسفكوا الدماء‪ ،‬حتى أبكو‬
‫بأفعالهم الرض والسماء‪ ،‬مفتخرين مغترين بأجسامهم العظام وجثثهم‬
‫الكبار‪ ،‬وقوتهم الشديدة‪ ،‬وأموالهم العتيدة‪ .‬ولما انقضت أيامهم‪ ،‬وتمت‬
‫أثامهم‪ ،‬أجهشت البقاع‪ ،‬وبكت الروابي والتلع‪ ،‬بمن فيها من أصناف‬
‫الحيوان‪ ،‬إلى الحنان المنان‪ ،‬فرحمنا تضرعهم واستجبنا دعوتهم‪،‬‬
‫وانتصرنا للمؤمنين ممن استضعفهم‪ ،‬فجعلناهم أربابا لمن كان استعبدهم‪،‬‬
‫وامراء على من استرزلهم‪ ،‬؟ ؟ لقينا بين الجبابرة الباس‪ ،‬وأرحنا منهم‬
‫جماعة الناس‪ ،‬فتحارب الجبابرة وتحازبو‪ ،‬؟ تكاوحوا تجاذبوا‪ ،‬حتى أهلكوا‬
‫بعضهم بعضا‪ ،‬وقتلوا نفوسهم بأيديهم‪ ،‬وقطعوا ابدانهم بسيرفهم‪ ،‬وإن كان‬
‫أقواهم وأعتاهم وأتمهم قامة وأشدهم بسطة سهم قيصر عليهم‪ ،‬وبقى‬
‫بعدهم قريحا جريحا ل يسوغ شرابا ول طعاما‪ ،‬ول يجد قرارا ول يلتذ‬
‫مناما‪ ،‬من الذي أصابه في حروب سائر الجبابرة من ضرب السيوف‪،‬‬
‫وطعن الرماح وشدخ الجنادل‪ ،‬ووقع السهام‬
‫]‪[464‬‬

‫فبعل بنفسه‪ ،‬ومهد بيده موضع رمسه‪ ،‬وانحنى على سيفه‪ ،‬ولقي حتفه بكفه‪ ،‬وكان‬
‫آخرهم موتا‪ ،‬وعقيبهم فوتا‪ ،‬وورث المستضعفون أموالهم وديارهم‪،‬‬
‫ووطئوا أعقابهم‪ .‬فان شكرتم يا أيها الناس نعمتي عليكم زدتكم‪ ،‬وإن‬
‫أطعتموني أمددتكم وإن اقتديتم بالعصاة‪ ،‬وفعلتم فعل البغاة‪ ،‬لم تكونوا أعز‬
‫على وأجل لدي ممن تقدمكم‪ ،‬وكلكم خلقي‪ ،‬وآكل رزقي‪ ،‬ل نسب بيني‬
‫وبينكم‪ ،‬ل حاجة بي إلى أحد منكم‪ ،‬كما لم يكن بي حاجة إلى من قبلكم‪،‬‬
‫فوعزتي لهلكن الطاغين ولنتصرن للمظلومين من الظالمين‪ ،‬وأنا الغلب‬
‫المتين‪ .‬الصحيفة الرابعة عشر صورة صحيفة المن يا أيها الناس ما غركم‬
‫بربكم الذي سوى خلقكم وقدر رزقكم‪ ،‬وأورى لكم من الشجر الخضر نارا‪،‬‬
‫والصخر الجلمد نارا‪ ،‬تجلبون به المنافع والنور والضياء‪ ،‬وتستدفعون به‬
‫الظلمة والبرد والذى‪ ،‬وهو جعل لكم من جلود النعام وأوبارها ريشا‬
‫بواري السوءات‪ ،‬ويدفع الفات‪ ،‬وهو الذي أخرج عيونا ينابيع تنبت الزرع‬
‫وتنفع الظماء‪ ،‬وأجرى في السماء مصابيح يهتدى بها في مهامه البر‪،‬‬
‫ولجج البحر‪ ،‬وعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من كتب الكتاب‪ ،‬ونسج الثياب‪،‬‬
‫وتذليل الدواب‪ ،‬وهو الذى أدر لكم الضروع‪ ،‬وأنبت الشجار والزروع‪،‬‬
‫وأجرى الفلك في البحار‪ ،‬وهداكم في سباسب القفار‪ ،‬ءأله غيره يقدر على‬
‫شئ من ذلك‪ ،‬أو أنتم إلى مثله تهتدون‪ ،‬فسبحان الذي ليس كمثله شئ وهو‬
‫المنان الكريم‪ .‬الصحيفة الخامسة عشر صحيفة النجاة ليس النجاة بالقوة‪،‬‬
‫ول الخلص بالجبروت‪ ،‬ول تستحق اسم الصديقية بالملك العظيم‪ ،‬ول‬
‫يوصل إلى ملكوت السماء بالعز الجسيم‪ ،‬ول ينفع في الخرة كثرة الرجال‪،‬‬
‫وثروة المال‪ ،‬ول ينجي يوم الحساب الحذق في الصنايع‪ ،‬والكيس في‬
‫المكاسب‪ ،‬لكن البر الذي ينجي‪ ،‬والطهارة التي تنقذ‪ ،‬وبالنزاهة من الذنوب‬

‫]‪[465‬‬

‫تستحق الصديقية‪ ،‬وبالعمل الصالح ينال ملكوت السماء‪ ،‬ما يثقل في الميزان إل‬
‫النية الصادقة‪ ،‬والعمال الطاهرة‪ ،‬وكف الذى‪ ،‬والنصيحة لجميع الورى‪،‬‬
‫واجتناب المحارم‪ ،‬والهرب من المآثم‪ ،‬فاعبدوا ال الذي فطركم‪ ،‬وسوى‬
‫صوركم‪ ،‬وأنيبوا إليه‪ ،‬وتوكلوا عليه يسهل لكم في دنياكم المطالب‪،‬‬
‫ويجركم في معادكم من المعاطب‪ ،‬واعلموا أن الخير بيديه‪ ،‬والمور كلها‬
‫إليه‪ ،‬وهو العزيز الغلب‪ .‬الصحيفة السادسة عشر صحيفة الفلك يا‬
‫اخنوخ ! أما تفكرت في بدائع فطرة ال الذي بصرك عجائبها‪ ،‬وأراك‬
‫مراتبها من هذه الفلك الدوارة‪ ،‬والنجوم السيارة‪ ،‬التي تطلع وتأفل‪ ،‬و‬
‫تستقر أحيانا وترحل‪ ،‬وتضئ في الظلم والد آدي‪ ،‬وتهتدى بها في اللجج‬
‫والفيافي‪ ،‬تنجم وتغور‪ ،‬وتدبر عجائب المور‪ ،‬لزمة مجاري مناطقها‪،‬‬
‫عانية خاضعة لمر خالقها‪ .‬أما نظرت إلى هذه الشمس المنيرة المفرقة‬
‫بين الليل والنهار‪ ،‬المعاقبة بين الظلم والسفار‪ ،‬المغيرة فصول السنة‬
‫إسخانا وتبريدا‪ ،‬وإفراطا وتعديل المربية لثمار الشجار‪ ،‬وجواهر المعادن‬
‫في البار‪ ،‬التي إن دامت على حال واحدة لم ينبت زرع‪ ،‬ولم يدر ضرع‪،‬‬
‫ول حيى حيوان‪ ،‬ول استقر زمان ومكان‪ ،‬أما علمت أن ذلك بفطرة حكيم‬
‫وسع علمه الشياء‪ ،‬وخلق قوي ل يستثقل العباء‪ ،‬وأمر عليم ل يتكأده‬
‫الحصاء‪ ،‬وحكم قادر ل يلحقه نصب ول إعياء‪ ،‬وتدبير عال ل مغالب‬
‫لحكمه‪ ،‬وأن ذلك لعنايته بضعاف الخلق‪ ،‬وكرمه في إدرار الرزق‪ ،‬وأنه‬
‫تعالى العالم الحق الذي ل يغيب عنه ما كان ول ما يكون‪ .‬الصحيفة السابعة‬
‫عشر صحيفة المعاصي يا اخنوخ ! قد كثرت المعاصي‪ ،‬ونبذت الطاعات‪،‬‬
‫ونسيني خلقي‪ ،‬كأنهم ليس يأكلون رزقي‪ ،‬ول يستوطنون أرضي‪ ،‬ول‬
‫تكنهم سمائي‪ ،‬ما الذي يؤمنهم أن اشوه خلقهم‪ ،‬أو أطمس وجوههم‪ ،‬أو‬
‫أحبس المطار عنهم ؟ أو أصلد الرضين‬

‫]‪[466‬‬

‫فل تنبت لهم‪ ،‬أو اسقط السماء عليهم‪ ،‬وارسل شواظا من العداب إليهم ؟ غرهم‬
‫حلمي فشكوا في علمي ورأوا إمهالي وأملوا إهمالي‪ ،‬ل وعزتي ليس المر‬
‫كما يظنون إني لعلم النقير والقطمير‪ ،‬وليس يخفى على شئ من المور‪،‬‬
‫لكني لكرمي أنتظر بعبدي النابة‪ ،‬واؤخر معاقبته ترفقا رجاء للتوبة‪ ،‬إذ‬
‫كان ل حاجة بي إلى عذاب أحد من العالمين‪ ،‬ورحمتي تسع الخلئق‬
‫أجمعين‪ ،‬فمن تاب تبت عليه ومن أناب غفرت له‪ ،‬ومن عمي عن رشده‪،‬‬
‫ولم يبصر سبيل قصده‪ ،‬لم يفتني‪ ،‬ول يعتاص على كبير لكبره‪ ،‬ول يخفى‬
‫لدي صغير لصغره‪ ،‬فأنا الخبير العليم‪ .‬الصحيفة الثامنة عشر صحيفة‬
‫النذار يا اخنوخ ! أنذر الناس عذابا قد أظلهم‪ ،‬وطوفانا قد آن أن يشملهم‪،‬‬
‫يسوي بين الوهاد والنجاد‪ ،‬ويعم النجوات والعقوات‪ ،‬وتغرق الرض‬
‫بآفاقها‪ ،‬و تبلغ منتهى أقطارها وأعماقها‪ ،‬وتسخط لسخطي‪ ،‬وتنتقم لي‬
‫ممن نبد طاعتي‪ ،‬ول أفعل ذلك إل بعد أن أستظهر عليهم بالحجج اللوامع‪،‬‬
‫وانذرهم باليات السواطع وأنتظر بهم قرنا بعد قرن كعادتي في المهال‬
‫والحلم‪ ،‬فإذا أصروا على طغيانهم واستمروا على عدوانهم‪ ،‬وعم الكفر‪،‬‬
‫وقل اليمان‪ ،‬فتحت ينابيع الرض عزالى السماء‪ ،‬وملت الضواحي‬
‫والكناف من الماء‪ ،‬ونجيت المؤمنين‪ ،‬وقليل عددهم‪ ،‬وأهلكت الطاغين‪،‬‬
‫وكثير ما هم‪ ،‬وذلك دأبي فيمن عبد سواى‪ ،‬أو جعل لي شركاء‪ ،‬وأنا مع‬
‫ذلك رؤف رحيم‪ .‬الصحيفة التاسعة عشر صحيفة الحق ل قبيح إل‬
‫المعصية‪ ،‬ول حسن إل الطاعة‪ ،‬ول وصول ]إل[ بالعقل إلى المعرفة بالحق‬
‫عرف الحق‪ ،‬وبالنور اهتدي إلى النور‪ ،‬وبالشمس ابصرت الشمس‪ ،‬و‬
‫بضوء النار رئيت النار‪ ،‬ولن يسع صغير ما هو أكبر منه‪ ،‬ول يقل ضعيف‬
‫ما هو أقوى منه‪ ،‬ول يحتاج في الدللة على الشئ المنير بما هو دونه‪ ،‬ول‬
‫يضل عن الطريق إل المأخوذ به عن التوفيق‪ ،‬وال علي كل شئ شهيد‪.‬‬

‫]‪[467‬‬

‫الصحيفة العشرون صحيفة المحبة طوبى لقوم عبدوني حبا‪ ،‬واتخذوني إلها وربا‪،‬‬
‫سهروا الليل ودأبوا النهار طلبا لوجهي من غير رهبة ول رغبة‪ ،‬ول لنار‬
‫ول جنة‪ ،‬بل للمحبة الصحيحة‪ ،‬و الرادة الصريحة‪ ،‬والنقطاع عن الكل‬
‫إلي‪ ،‬والتكال من بيع الجميع علي‪ ،‬فحق على أن أسبرهم طويل‪ ،‬واحملهم‬
‫من حبى عبأ ثقيل‪ ،‬وأسبكم سبك الذهب في النار‪ ،‬فإذا استوى منهم‬
‫العلن والسرار‪ ،‬وانقطعت من إخوانهم وصائلهم‪ ،‬و تصرمت من الدنيا‬
‫علئقهم وصائلهم‪ ،‬هنالك أرفع من الثرى خدودهم‪ ،‬واعلى في السماء‬
‫جدودهم‪ ،‬انضر معادهم‪ ،‬وابلغهم مرادهم‪ ،‬وأجعل جزاءهم أن احقق‬
‫رجاءهم‪ ،‬واعطيهم ما كانت عبادتهم من أجله‪ ،‬وأنا صادق الوعد ل اخلف‪.‬‬
‫الصحيفة الحادية والعشرون صحيفة المعاد سبحان من خلق النسان من‬
‫ماء مهين ثم جعل حياته في ماء معين‪ ،‬وتبارك الذي رفع السماء بغير‬
‫عمد تقلها‪ ،‬ول معاليق ترفعها‪ ،‬إن لكم أيها الناس في الشجر الذي يكتسي‪،‬‬
‫بعد تحات الورق ورقا ناضرا‪ ،‬ويلبس بعد القحول زهرا زاهرا ويعود بعد‬
‫الهرم شابا‪ ،‬وبعد الموت حيا‪ ،‬ويستبدل بالقحل نضارة‪ ،‬وبالذبول غضارة‪،‬‬
‫لعظم دليل على معادكم‪ ،‬فما لكم تمترون ؟ ألم تواثقوا في الظلل و‬
‫الشباح‪ ،‬وأخذ العهد عليكم في الذر والنشور‪ ،‬وترددتم في الصور‪،‬‬
‫وتغيرتم في الخلق‪ ،‬وانحططتم من الصلب‪ ،‬وحللتم في الرحام‪ ،‬فما‬
‫تنكرون من بعثرة الجداث‪ ،‬وقيام الرواح‪ ،‬وكون المعاد‪ ،‬وكيف تشكون‬
‫في ربوبية خالقكم الذي بدأكم ثم يعيدكم‪ ،‬وأخذ المواثيق والعهود عليكم‪،‬‬
‫وأبدأ آياته لكم‪ ،‬و أسبغ نعمه عليكم‪ ،‬فله في كل طرفة نعمة‪ ،‬وفي كل حال‬
‫آية‪ ،‬يؤكدها حجة عليكم‪ ،‬ويوثق معها إنذارا إليكم‪ ،‬وأنتم في غفلة‬
‫سامدون‪ ،‬وعما خلقتم له وندبتم إليه لهون‪ ،‬كأن المخاطب سواكم‪ ،‬وكأن‬
‫النذار ]بمن[ عداكم‪ ،‬أتظنون أني هازل أو عنكم غافل ؟ أو أن علمي‬
‫بأفعالكم غير محيط ؟ أو ما تأتون به من خير وشر يضيع ؟ كل خاب من‬
‫ظن ذلك وخسر‪ ،‬وال هو العلي الكبر‪.‬‬

‫]‪[468‬‬

‫الصحيفة الثانية والعشرون صحيفة الدنيا تفكروا في هذه الدنيا التي تفتن بزبرج‬
‫زخاريفها‪ ،‬وتخدع بحلوة تصاريفها ولذاتها‪ ،‬شبيهة بنور الورد المحفوف‬
‫بالشوك الكثير‪ ،‬فهو ما دام زاهرا يروق العيون ويسر النفوس‪ ،‬وهو مع‬
‫ذلك ممتنع بالشوك المقرح يد متناوله‪ ،‬فإذا مضت ساعات قليلة‪ ،‬انتثر‬
‫الزهر‪ ،‬وبقي الشوك‪ ،‬كذلك الدنيا الخائنة الفانية‪ ،‬فان حياتها متعقب‬
‫بالموت‪ ،‬وشبابها صائر إلى الهرم‪ ،‬وصحتها محفوفة بالمرض‪ ،‬وغناها‬
‫متبوع بالفقر‪ ،‬وملكها معرض للزوال‪ ،‬وعزها مقرون بالذل‪ ،‬ولذاتها‬
‫مكدرة بالشوائب‪ ،‬وشهواتها ممتزجة بمضض النوائب‪ ،‬شرها محض‪،‬‬
‫وخيرها ممتزج‪ ،‬من حبي منها بشئ من شهواتها لم يخل من غصص‬
‫مراراتها‪ ،‬وخوف عقوباتها‪ ،‬وخشية تبعاتها‪ ،‬وما يعرض في الحال من‬
‫آفاتها‪ .‬هذه حال فاز من سعد بها‪ ،‬فما تقول فيمن لم يحظ بطائل منها‪،‬‬
‫الصحيح فيها يخاف السقم‪ ،‬والغني يخشى الفقر‪ ،‬والشاب يتوقع الهرم‪،‬‬
‫والحي ينتظر الموت‪ ،‬من اعتمد عليها واستنام إليها كان مثل المستند إلى‬
‫جبل شاهق من الثلج يعظم في العيون عرضه وطوله وسمكه‪ ،‬فإذا أشرقت‬
‫شمس الصيف عليه ذاب غفلة وسال‪ ،‬وبقى المستند إليه والمستذري له‬
‫بالعراء‪ ،‬فكذلك مصير هذه الدنيا إلى زوال واضمحلل‪ ،‬وانتقال إلى دار‬
‫غيرها‪ ،‬ل يقبل فيها إل اليمان ول ينفع فيها إل العمل الصالح‪ ،‬ول يتخلص‬
‫فيها إل برحمة ال‪ ،‬من هلك فيها هوى‪ ،‬ومن فاز فيها عل وهي مختلفة‬
‫دائمة‪ .‬الصحيفة الثالثة والعشرون صحيفة البقاء سيعود كل شئ إلى‬
‫عنصره‪ ،‬ويضمحل كل ما ترون بأسره‪ ،‬ويشمل الفناء ويزول البقاء‪ ،‬فل‬
‫يبقى باق إل من كان بقاؤه بل ابتداء‪ ،‬فان ما كان بل ابتداء فهو بل‬
‫انتهاء‪ ،‬ويخلص المر لولي المر‪ ،‬ويرجع الخلق إلى بارئ الخلق‪ ،‬و تقوم‬
‫القيامة‪ ،‬وطوبى للناجين‪ ،‬وويل للهالكين‪.‬‬

‫]‪[469‬‬

‫الصحيفة الرابعة والعشرون صحيفة الطريق يا اخنوخ الطريق طريقان‪ :‬إما الهدى‬
‫واليمان‪ ،‬وإما الضللة والطغيان فأما الهدى فظاهرة منارها‪ ،‬لئحة‬
‫آثارها‪ ،‬مستقيم سننها‪ ،‬واضح نهجها‪ ،‬وهو طريق واحد ل حب ل شعب‬
‫فيها‪ ،‬ول مضلت تعتورها‪ ،‬فل يعمى عنها إل من عميت عين قلبه‪،‬‬
‫وطمس ناظر لبه‪ ،‬من لزمها فعصم لم يضل عنها‪ ،‬ولم يرتب بمنارها ولم‬
‫يمتر في واضح آثارها‪ ،‬وهي تهدي إلى السلم والنجاة‪ ،‬ودائم الراحة‬
‫والحياة‪ ،‬وأما طريق الضللة فأعلمها مستبهمة‪ ،‬وآثارها مستعجمة‪،‬‬
‫وشعبها كثيرة تكتنف طريق الهدى من يمينها وشمالها‪ ،‬من ركبهاتاه‪،‬‬
‫ومن سلكها حار وجار‪ ،‬وهي تقطع براكبها‪ ،‬وتبدع بسالكها‪ ،‬وتؤدي‬
‫السائر فيها إلى الموت البدي الذي ل سكون معه‪ ،‬ول راحة فيه‪ ،‬فادع يا‬
‫اخنوخ عبادي إلى‪ ،‬وقف بهم على طريقي‪ ،‬ثم كلهم إلى فوجللي ل اضيع‬
‫عمل محسن‪ ،‬وإن خفف‪ ،‬ول يذهب على عمل مسئ وإن قل وأنا الحاسب‬
‫العليم‪ .‬الصحيفة الخامسة والعشرون صحيفة الظلمة من رأى ظلم ظالم‬
‫فأمكنه النكير فلم يفعل‪ ،‬فهو ظالم‪ ،‬ومن أتى الظلم أو رضي به فهو يوم‬
‫القيامة ل شك نادم‪ ،‬وعزتي إن النتقام على الظلوم أمر من الظلم على‬
‫المظلوم‪ ،‬وليس يظلم الظالم إل نفسه‪ ،‬ول يبخس الباخس إل حظه‪،‬‬
‫وسأنتقم للكل من الكل‪ ،‬وحسبك بمن أنتقم منه مقهورا‪ ،‬وبمن أنا أنتقم له‬
‫منصورا فلظهرن على الظالمين سيما الخزي والصغار‪ ،‬و‪ (1) ..‬رب‬
‫العالمين‪ ،‬وهل تبور تجارة مع أحكم الحاكمين‪ ،‬وأرحم الراحمين‪ ،‬وطوبى‬
‫لمن طعم الضريك‪ ،‬وكسى الصعلوك‪ ،‬واكتنف الرملة واليتيم‪ ،‬وجاد على‬
‫ابن السبيل‪ ،‬وأعان أخاه في النوائب وواساه من نعم ال عنده ومواهبه‪،‬‬
‫فان ذلك حق على ال أن يضاعف له ما فعل ويميزه في المعاد ممن بخل‪،‬‬
‫ويجازيه على إحسانه الجزاء الفضل‪ ،‬وينوله من رضوانه العطاء الكمل‬
‫الجزل‪ ،‬وال ل يخلف الميعاد‪.‬‬

‫)‪ (1‬بياض في جميع النسخ والساقط تتمة الخامسة والعشرين وصدر السادسة‬
‫والعشرين‪.‬‬

‫]‪[470‬‬

‫الصحيفة السابعة والعشرون صحيفة الويل بالبر وعمل الخير اطلبوا النجاة‪،‬‬
‫وانظروا وتدبروا فإن سبيل الصديقية قاصدة لحبة‪ ،‬وهي مملوة سرورا‬
‫ومؤدية إلى الفوز والنجاة‪ ،‬وسبيل الضللة زائفة مائلة محفوفة بالملد‬
‫وهي مؤدية إلى البوار والهلك‪ ،‬فانصرفوا عن سبيل الضللة المملوة‬
‫موتا‪ ،‬ول تسلكوها لئل تتيهوا‪ ،‬بل آثروا البر وعمل الخير تنالوا الراحة‬
‫البدية في دار السلم‪ ،‬الويل لمن يبيت ونيته موقوفة على عمل الخطايا‬
‫يتفكر كيف يقتل‪ ،‬وكيف يسلب‪ ،‬وكيف يزنى‪ ،‬وكيف يعصى ؟ فان ذلك‬
‫مهدوم القواعد‪ ،‬عاجل الهلك‪ ،‬الويل لمن يقتني الذهب والفضة بالمكر‬
‫والفساد والظلم فانه يهلك عن ذلك وشيكا‪ ،‬وتبقى عليه التبعات‪ ،‬الويل‬
‫للغني الذي يذكره بغناه الله العلي‪ ،‬ولكنه يطلب بغناه الخطايا‪ ،‬ويبقي‬
‫الذنوب‪ ،‬فانه معد له في العاقبة مقاسات الضباب‪ ،‬والظلمة في يوم الدين‪،‬‬
‫ول يصاب بالرحمة من الديان العظيم ول يرحم من جهنم الهاوية إل من‬
‫طاب وارعوى‪ ،‬وعاود الرشد‪ ،‬الويل لمن يعسر المؤمنين ويؤذيهم‪ ،‬ويبغى‬
‫الغوائل لهم‪ ،‬ويصدهم عن إقامة فرائضهم‪ ،‬وإحياء شرائعهم‪ ،‬فان‬
‫مصيرهم ومصير عن عاونهم إلى النار الملتهبة التي ل تطفأ‪ ،‬والعذاب‬
‫الشديد الذي ل يهدء‪ ،‬الويل لشاهد كاتم الشهادة فانه معد له الحزن الدائم‬
‫والويل الشديد في الخرة‪ ،‬الويل لمن أكل طيب الطعام‪ ،‬وشرب لذيذ‬
‫الشراب ولم يؤد شكر الوهاب‪ ،‬وإنه محاسب على الخردلة‪ ،‬ومدين بما‬
‫صنع‪ .‬الويل كل الويل للمفتخر بمرادته‪ ،‬الطاغي في جبروته المستذل‬
‫للخيرين اللينين من المؤمنين‪ ،‬المهين للصلحاء الساكنين‪ ،‬فانه صائر إلى‬
‫هلك البد‪ ،‬وبوار الخلد‪ ،‬حكما من ديان عادل‪ ،‬وحكيم قادر‪ ،‬عجبا لمن‬
‫يقول لمن مات من الئمة الخطاة‪ ،‬طوبى له فقد عاش عمرا طويل‪ ،‬ونال‬
‫خيرا جزيل‪ ،‬وسرورا عظيما وملكا جسيما‪ ،‬وتمتع بالهل والولد‪ ،‬والسعة‬
‫والغنى‪ ،‬ثم مات كريما وادعا‪ ،‬ولم يلق هوانا‪ ،‬أما علمتم أنه تمتع قليل‬
‫وخلف وراءه حسابا طويل‪ ،‬و احتمل من أوزاره عبأ ثقيل‪ ،‬وكانت أيامه‬
‫في سروره وغناه‪ ،‬وملكه ودنياه‬

‫]‪[471‬‬

‫كحلم النائم‪ ،‬ومجرى السراب‪ ،‬لم يحصل منه عند انقضائه إل على تبعة حساب‬
‫ومكابدة خلود العذاب‪ .‬أما علمتم أنه انتقل من الفاني إلى الباقي الذي ل‬
‫يبيد‪ ،‬وأنه محاسب على النقير والقطمير‪ ،‬وملق حزنا عظيما‪ ،‬وخوفا‪،‬‬
‫شديدا‪ ،‬وصائر إلى إعوار جهنم المملوة ظلمة وحريقا‪ ،‬ومكابد هناك عسرا‬
‫وضيقا‪ ،‬فما تغبطون المسكين على قليل ما نال من دنياه في جنب عظيم ما‬
‫نال من تبعته وأذاه في دار دائمة خالدة غير فانية ول بائدة أيها الئمة‬
‫الخطاة الظلمة ل تظنن أنكم غير مطلوبين أو غير محاسبين ومعاقبين على‬
‫ما ارتكبتم من المآثم‪ ،‬وآتيتم من العظائم‪ ،‬وفعلتم من الظلم‪ ،‬وسننتم من‬
‫الفساد فان جميع آنامكم وسيئاتكم مكتوب بين يدي الديان‪ ،‬ومحفوظ عليكم‬
‫وغير منسى ول متروك‪ ،‬وأنتم مدينون‪ ،‬وعلى ما آتيتم معاقبون وديانكم‬
‫عالم بالسرائر‪ ،‬عارف بالضمائر‪ ،‬ل يخفى عليه خافية‪ ،‬ول تقى من‬
‫سخطته واقية‪ ،‬وهو الفتاح الفعال العليم‪ .‬الصحيفة الثامنة والعشرون‬
‫صحيفة القرون يا اخنوخ ! قل للناس أتقدرون أن ال لم يخلق سواكم‪ ،‬أو‬
‫ليس له عالم ما عداكم ؟ لقد خلت قبلكم قرون‪ ،‬وبادت قبائل وبطون‪ ،‬فما‬
‫نقصوا ال سلطانه‪ .‬الصحيفة التاسعة والعشرون صحيفة العياذ عذ بال‬
‫من السقام والعلل‪ ،‬من الدقع والخجل‪ ،‬من الزيغ في الدين ومن التهالك في‬
‫الهوى ومن الشيطان الطاغي‪ ،‬والسلطان الباغي‪ ،‬والدين المجحف والغريم‬
‫الملحف‪ ،‬واغسل قلبك بالتقوى كما تغسل ثيابك بالماء‪ ،‬وإن أحببت روحك‬
‫فاجتهد في العمل لها‪ ،‬ونق من الدغل طريقها‪ ،‬وشك )‪ (1‬بها من السفل‬
‫إلى العلو‪ ،‬ومن الموت إلى الحياة‪ ،‬واتعب تسترح‪ ،‬واتجر مع الغنى الوفي‬
‫تربح‪ ،‬واستهن تملك الدنيا زخرفها التي تسرع إلى الزوال‪ ،‬وهي بعرض‬
‫النتقال‪ ،‬ول تفه بغناها المؤدي إلى الفقر‪ ،‬وعماراتها الصائرة إلى القفر‪،‬‬
‫واستخف بالنساب الولدية والسباب الدنيوية‪ ،‬التي تنقطع في الخرة ول‬
‫تثبت‪ ،‬ول تتصرم في المعاد ول‬

‫)‪ (1‬شك بها‪ :‬أي اخرقها‪.‬‬

‫]‪[472‬‬
‫تنفع‪ ،‬وليكن عملك ل العلى المالك ملكوت السماء‪ ،‬وتحلل درجات العلى تأمن‬
‫بوائق الدمار‪ ،‬وتنحل من حبائل السار‪ ،‬واستعن بال يعنك‪ ،‬واستهده‬
‫يهدك‪ ،‬واعلم أنك به تنجو‪ ،‬وبتقواه ترتفع وتعلو‪ ،‬ول تكن كمن ينظر ول‬
‫يتفكر‪ .‬هذا آخر ما بلغ إلينا من هذه الصحيفة الشريفة المباركة الدريسية‬
‫التي أنزل ال عليه‪ ،‬سلم ال على نبينا وعليه وعلى جميع النبياء‬
‫والمرسلين‪ ،‬وآل سيدنا محمد وأئمة المعصومين والحمد ل رب العالمين‪.‬‬
‫بيان‪ :‬التحري القصد وطلب الحرى‪ ،‬والتعرض أيضا القصد‪ ،‬والسباغ‬
‫الكمال‪ ،‬والستجارة طلب المان‪ ،‬ولح النجم تلل‪ ،‬وسطع الصبح ارتفع‪.‬‬
‫ويقال مذرت معدته أي فسدت‪ ،‬وعاف الطعام والشراب كرهه‪ ،‬ومريت‬
‫الفرس استخرجت ما عنده من الجري بسوط أو غيره‪ ،‬والسم المرية‪،‬‬
‫والجرية الحوصلة‪ ،‬والجثة شخص النسان قاعدا وقائما‪ ،‬والمرزبة‪:‬‬
‫العصية‪ ،‬والطري الغض بين الطراوة وأغضت السماء دام مطرها‪ ،‬وبرم‬
‫به وتبرم‪ :‬سأمه‪ ،‬والتقزز التباعد من الدنس‪ ،‬ووكد وكده‪ :‬أي قصد قصده‪،‬‬
‫والروم‪ :‬الطلب‪ ،‬والخمصة الجوعة‪ ،‬المخمصة المجاعة و ]بطن الرجل[‬
‫اشتكى بطنه وبطن عظم بطنه من الشبع‪ ،‬البطن ]النهم الذي ل يهمه إل‬
‫بطنه[ المبطان الذي ل يزال عظيم البطن من كثرة الكل‪ .‬وصدع بالحق‬
‫تكلم به جهارا‪ ،‬وأعوزه الشئ احتاج إليه فلم يقدر‪ ،‬المعوز الفقير‪ ،‬وماء‬
‫نمير أي ناجع عذب‪ ،‬وأزعجه أقلعه وقلعه من مكانه‪ ،‬وانزعج بنفسه‪،‬‬
‫والفلج الظفر‪ ،‬وقسره على المر قهره‪ ،‬والحبر السرور‪ ،‬وباد يبيد أي هلك‬
‫واعتوروه وتعوروه تداولوه‪ ،‬ونقمته إذا كرهته‪ .‬والصر الذنب وقال في‬
‫مصباح اللغة وبق يبق من باب وعد وبوقا هلك‪ ،‬و الموبق مثل مسجد‬
‫ويتعدى بالهمزة‪ ،‬فيقال أوبقته‪ ،‬ويرتكب الموبقات أي المعاصي وهي اسم‬
‫فاعل من الرباعي لنهن مهلكات‪ ،‬وقال في الصحاح‪ :‬حضه على القتل‬

‫]‪[473‬‬

‫أي حثه‪ .‬والربع الدار والمحلة‪ ،‬والحريش نوع من الحيات‪ ،‬والدقعاء التراب دقع‬
‫لصق بالتراب ذل والدقع سوء احتمال الفقر فقر مدقع ملصق بالدقعاء‪،‬‬
‫والعالمون الدنيا وما فيها‪ ،‬قال الزجاج‪ :‬هو كل ما خلقه ال في الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬وقال ابن عباس‪ :‬العالم هو ما يعقل من الملئكة والثقلين‪ ،‬وقيل‬
‫الجن والنس‪ ،‬لقوله تعالى " لتكون للعالمين نذيرا " لنه لم يكن نذيرا‬
‫للبهائم‪ ،‬والقطمير الفوفة التي في النواة وهي القشر الرقيق‪ ،‬ويقال هي‬
‫النكتة البيضاء في ظهر النواة تنبت منها النخلة‪ .‬المرية‪ :‬الشك‪ ،‬وانهمك‬
‫في المر انهما كاجد فيه ولج فهو منهمك‪ ،‬وخوت الدار أي خلت من‬
‫أهلها‪ ،‬والخدر هو الستر‪ ،‬ومال جم أي كثير‪ ،‬وضعضعه الدهر فتضعضع‬
‫أي خضع وذل‪ ،‬والزعزعة التحريك‪ ،‬غمطه يغمطه غمطا بالتسكين بطره‬
‫وحقره‪ ،‬وغمط الناس الحتقار لهم‪ ،‬والمكاس العشار‪ ،‬وزهقت نفسه‬
‫خرجت والجهش أن يفزع النسان إلى غيره وهو مع ذلك يريد البكاء‪،‬‬
‫والربو هو ما ارتفع من الرض والتلعة ما ارتفع من الرض وما انهبط‬
‫أيضا من الضداد‪ ،‬وقيل‪ :‬مجاري أعلى الرض إلى بطون الودية‪ .‬وتكاوح‬
‫الرجلن تمارسا‪ ،‬وساغ الشراب سوغا سهل مدخله‪ ،‬والشدخ كسر الشئ‬
‫الجوف‪ ،‬والجندل حجارة‪ ،‬بعل دهش‪ ،‬والرمس موضع القبر‪ ،‬والحتف‬
‫الموت‪ ،‬والسبسب المفازة‪ ،‬والعطب الهلك‪ ،‬والدآدي‪ :‬ثلث ليال من آخر‬
‫الشهر قبل المحاق‪ ،‬وأسفر الصبح‪ :‬أضاء‪ ،‬وأسفر وجهه أشرق حسنا‪،‬‬
‫والكن الستر‪ ،‬والشوه القبح‪ ،‬والطمس المحو‪ ،‬والشواظ اللهب الذي ل‬
‫دخان فيه والنقرة السبيكة وحفيرة صغيرة في الرض ومنه نقرة الصفا‪،‬‬
‫والنقرة التي في ظهر النواة‪ ،‬والنقيرة مثله‪ ،‬وعوص الشئ عوصا من باب‬
‫تعب واعتاص أي صعب‪ ،‬و العقوة‪ :‬الساحة وما حول الدار‪ ،‬يقال ما يطور‬
‫بعقوته أحد‪ ،‬والعزلء وزان حمراء فم المزادة السفل )‪ (1‬والتصرم‬
‫التقطع‪ ،‬وقحل الشئ قحل من باب نفع يبس‬

‫)‪ (1‬والجمع عزالى‪.‬‬

‫]‪[474‬‬

‫وذبل الشئ ذبول ذهب ندوته‪ ،‬وامترى في أمره شك‪ ،‬وبعثرت أي قلبت والجدث‬
‫القبر‪ ،‬وسمد سمودا رفع رأسه تكبرا‪ ،‬والزبرج الزينة‪ ،‬والحباء العطاء‬
‫وشهق شهوقا ارتفع‪ ،‬واضمحل الشئ ذهب وفنى‪ ،‬والعنصر الصل‪ ،‬وخذه‬
‫بأسره أي بجميعه‪ ،‬واللحب واللحب الطريق الواضح‪ ،‬فاعل بمعنى مفعول‬
‫أي ملحوب واللحب‪ :‬الوطي‪ ،‬واللب‪ :‬العقل‪ ،‬والمنار علم الطريق‪ ،‬ومار‬
‫البحر اضطرب وتاه في الرض ذهب متحيرا‪ ،‬وبار كسد‪ ،‬والصعلوك‬
‫كعصفور الفقير‪ ،‬وتصعلك‪ :‬افتقر‪ .‬والضريك‪ :‬البائس الفقير ل يصرف له‬
‫فعل‪ ،‬وقنى المال كرمى قينا وقيانا ‪ -‬بالكسر والضم ‪ -‬اكتسبه‪ ،‬والوشيك‪:‬‬
‫السريع‪ ،‬والغوائل‪ :‬الدواهي‪ ،‬والمكبدة الشدة‪ ،‬المكابدة‪ :‬المقاساة‪ ،‬وباد‬
‫الشئ بيدا وبيودا‪ :‬هلك‪ ،‬والدقعاء‪ :‬التراب‪ ،‬والزيغ‪ :‬الملل وكلل البصر‪،‬‬
‫والدغل‪ :‬الفساد‪ ،‬والبوق‪ :‬الباطل البائقة‪ ،‬الداهية‪ ،‬باقتهم الداهية‪ ،‬وانباقت‬
‫عليهم بائقة شر‪ ،‬وبوائق الرجل‪ :‬غوائله‪ ،‬والدمار‪ :‬الهلك‪ .‬ههنا تم كتاب‬
‫الذكر والدعاء‪ ،‬وبتمامه تم المجلد التاسع عشر من بحار النوار‪ ،‬ويليه في‬
‫الجزء الثالث والتسعين كتاب الزكاة أول أجزاء المجلد العشرين بحول ال‬
‫وقوته‪ .‬ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته فخرج بعون ال وفضله‬
‫نقيا من الغلط إل ‪ -‬نزرا زهيدا زاغ عنه البصر ومن ال نسأل العصمة‬
‫عن الخطأ والزلل‪ .‬السيد ابراهيم الميانجى ‪ -‬محمد الباقر البهبودى‬
‫]‪[475‬‬

‫صورة فتوغرافية من نسخة الصل بخط المؤلف العلمة المجلسي وهي أول صفحة‬
‫من كتاب القرآن )الجزء ‪ (92‬من هذه الطبعة النفيسة صورة فتوغرافية‬
‫من نسخة الصل بخط المؤلف العلمة المجلسي ‪ -‬ره ‪ -‬وهي أول الجزء‬
‫الثاني من المجلد التاسع عشر )أبواب الذكار وفضلها( تراها في الجزء‬
‫‪ 93‬ص ‪ 148‬و ‪149‬‬

‫]‪[476‬‬

‫صورة فتوغرافية فيها صفحتان من نسخة الصل بخط يد المؤلف العلمة المجلسي‬
‫‪ -‬ره ‪ -‬تراهما في الجزء ‪ 94‬ص ‪85 - 83‬‬

‫]‪[477‬‬

‫صورة فتوغرافية من نسخة الصل بخط المؤلف العلمة المجلسي ‪ -‬ره ‪ -‬وهي أول‬
‫صفحة من الجزء ‪ 95‬هذا الذي بين أيديكم‬

‫]‪[478‬‬

‫صورة فتوغرافية من نسخة الصل بخط المؤلف العلمة المجلسي ‪ -‬ره ‪ -‬ترى‬
‫الصفحة في الجزء ‪ 95‬هذا الذي بين أيديكم ص ‪ 179‬و ‪180‬‬

‫]‪[479‬‬

‫كلمة المصحح‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل ‪ -‬والصلة والسلم على رسول‬
‫ال‪ ،‬وعلى آله امناء ال‪ .‬وبعد‪ :‬فقد تفضل ال علينا ‪ -‬وله الفضل والمن ‪-‬‬
‫حيث اختارنا لخدمة الدين وأهله‪ ،‬وقيضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبرى‬
‫وهي الباحثة عن المعارف السلمية الدائرة بين المسلمين‪ :‬أعني بحار‬
‫النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار عليهم الصلوات والسلم‪ .‬وهذا‬
‫الجزء الذي نخرجه إلى القراء الكرام‪ ،‬هو آخر أجزاء المجلد التاسع عشر‬
‫)كتاب الذكر والدعاء( وقد قابلناه على نسخة الكمباني ثم على نسخة‬
‫الصل التي هي بخط يد المؤلف العلمة رضوان ال عليه‪ ،‬وهي محفوظة‬
‫في خزانة مكتبة ملك بطهران تحت الرقم ‪ 995‬لكنها ناقصة ينتهى عند‬
‫الباب ‪ 108‬من كتاب الذكر والدعاء‪ ،‬فقابلناه على نسخة مخطوطة اخرى‬
‫مصححة بعناية العالم الفاضل عبد الباقي بن محمد حسين الحسني‬
‫الحسيني في سنة ‪ 1187‬ومعذلك قابلناه على نص المصادر أو على‬
‫الخبار الخر المشابهة للنص في سائر الكتب‪ ،‬فسددناه ما كان في النسخة‬
‫من خلل وبياض وسقط وتصحيف‪ ،‬فان الملجد التاسع عشرا أيضا من‬
‫مسودات قلمه الشريف رحمة ال عليه‪ ،‬ولم يخرج في حياته إلى البياض‪.‬‬
‫لفت نظر‪ :‬قد أوعزنا في مقدمة الجزاء السالفة من المجلد التاسع عشر‬
‫أن أجزاء نسخة الصل ‪ -‬وهي مسودة كالمبيضة ‪ -‬محفوظة في خزانة‬
‫مكتبة ملك بطهران تحت الرقام ‪ 1003‬و ‪ 997‬و ‪ 1001‬و ‪ 995‬على‬
‫الترتيب‪ ،‬وإليكم في الصفحات‬

‫]‪[479‬‬

‫كلمة المصحح‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل ‪ -‬والصلة والسلم على رسول‬
‫ال‪ ،‬وعلى آله امناء ال‪ .‬وبعد‪ :‬فقد تفضل ال علينا ‪ -‬وله الفضل والمن ‪-‬‬
‫حيث اختارنا لخدمة الدين وأهله‪ ،‬وقيضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبرى‬
‫وهي الباحثة عن المعارف السلمية الدائرة بين المسلمين‪ :‬أعني بحار‬
‫النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار عليهم الصلوات والسلم‪ .‬وهذا‬
‫الجزء الذي نخرجه إلى القراء الكرام‪ ،‬هو آخر أجزاء المجلد التاسع عشر‬
‫)كتاب الذكر والدعاء( وقد قابلناه على نسخة الكمباني ثم على نسخة‬
‫الصل التي هي بخط يد المؤلف العلمة رضوان ال عليه‪ ،‬وهي محفوظة‬
‫في خزانة مكتبة ملك بطهران تحت الرقم ‪ 995‬لكنها ناقصة ينتهى عند‬
‫الباب ‪ 108‬من كتاب الذكر والدعاء‪ ،‬فقابلناه على نسخة مخطوطة اخرى‬
‫مصححة بعناية العالم الفاضل عبد الباقي بن محمد حسين الحسني‬
‫الحسيني في سنة ‪ 1187‬ومعذلك قابلناه على نص المصادر أو على‬
‫الخبار الخر المشابهة للنص في سائر الكتب‪ ،‬فسددناه ما كان في النسخة‬
‫من خلل وبياض وسقط وتصحيف‪ ،‬فان الملجد التاسع عشرا أيضا من‬
‫مسودات قلمه الشريف رحمة ال عليه‪ ،‬ولم يخرج في حياته إلى البياض‪.‬‬
‫لفت نظر‪ :‬قد أوعزنا في مقدمة الجزاء السالفة من المجلد التاسع عشر‬
‫أن أجزاء نسخة الصل ‪ -‬وهي مسودة كالمبيضة ‪ -‬محفوظة في خزانة‬
‫مكتبة ملك بطهران تحت الرقام ‪ 1003‬و ‪ 997‬و ‪ 1001‬و ‪ 995‬على‬
‫الترتيب‪ ،‬وإليكم في الصفحات التية صور فتوغرافية منها‪ ،‬ومن ال‬
‫التوفيق‪ .‬محمد الباقر البهبودى‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like