Professional Documents
Culture Documents
Bihar Ul Anwar Vol 92
Bihar Ul Anwar Vol 92
][1
بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار تأليف العلم العلمة الحجة فخر
المة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي " قدس ال سره " الجزء الثاني
والتسعون دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان الطبعة الثالثة المصححة
1403ه 1983 .م
][1
بسم ال الرحمن الرحيم 53باب * " )الدعاء عند شروع عمل في الساعات واليام
المنحوسة( " * * " )وما يدفع الفال والطيرة( " * - 1ما :الفحام ،عن
المنصوري ،عن سهل بن يعقوب بن إسحاق الملقب بأبي نواس المؤدب
في المسجد المعلق في صفة سبيق بسر من رأى قال المنصوري :وكان
يلقب بأبي نواس لنه كان يتخلع ويتطيب معي ،ويظهر التشيع على الطيبة
فيأمن على نفسه ،فلما سمع المام عليه السلم لقبني بأبي نواس قال :يا
أبا السري أنت أبو نواس الحق ،ومن تقدمك أبو نواس الباطل ،قال :فقلت
له ذات يوم :يا سيدي قد وقع لي اختيارات اليام عن سيدنا الصادق عليه
السلم مما حدثني به الحسن بن عبد ال بن مطهر ،عن محمد بن سليمان
الديلمي ،عن أبيه ،عن سيدنا الصادق عليه السلم في كل شهر فأعرضه
عليك ؟ فقال لي :افعل .فلما عرضته عليه وصححته قلت له :يا سيدي في
أكثر هذه اليام قواطع عن المقاصد ،لما ذكر فيها من التحير والمخاوف،
فتدلني على الحتراز من المخاوف فيها ،فانما تدعوني الضرورة إلى
التوجه في الحوائج فيها ،فقال لي :يا سهل إن لشيعتنا بوليتنا لعصمة لو
سلكوا بها في لجة البحار الغامرة ،وسباسب البيد الغائرة ) (1بين السباع
والذئاب ،وأعادي الجن والنس ،لمنوا من مخاوفهم
) (1السباسب جمع سبسب وهو المفازة ،أو الرض المستوية البعيدة والبيد جمع
البيداء.
][2
بوليتهم لنا ،فثق بال عزوجل ،وأخلص في الولء لئمتك الطاهرين ،وتوجه حيث
شئت ،واقصد ما شئت إذا أصبحت وقلت ثلثا " :أصبحت اللهم معتصما
بذمامك ]وجوارك[ المنيع الذي ل يطاول ول يحاول من ]شر[ كل طارق
وغاشم من سائر من خلقت ،وما خلقت من خلقك الصامت والناطق ،في
جنة من كل مخوف ،بلباس سابغة هو ولء أهل بيت نبيك ،محتجزا من كل
قاصد لي أذية بجدار حصين الخلص في العتراف بحقهم ،والتمسك
بحبلهم جميعا موقنا أن الحق لهم ومعهم وفيهم ،وبهم اوالي من والوا،
واجانب من جانبوا ،فأعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقية يا عظيم،
حجزت العادي عني ببديع السموات والرض " إنا جعلنا من بين أيديهم
سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم ل يبصرون " .وقلتها عشيا ثلثا
حصلت في حصن من مخاوفك ،وأمن من محذورك ،فإذا أردت التوجه في
يوم قد حذرت فيه ،فقدم أمام توجهك الحمد ل رب العالمين والمعوذتين،
وآية الكرسي ،وسورة القدر ،وآخر آية في سورة آل عمران ،وقل :اللهم
بك يصول الصائل ،وبقدرتك يطول الطائل ،ول حول لكل ذي حول إل بك،
ول قوة يمتازها ذو قوة إل منك ،بصفوتك من خلقك ،وخيرتك من بريتك،
محمد نبيك ،وعترته وسللته ،عليه وعليهم السلم ،صل عليهم واكفني
شر هذا اليوم وضرره ،وارزقني خيره ويمنه ،واقض لي في متصرفاتي
بحسن العاقبة ،وبلوغ المحبة ،والظفر بالمنية ،وكفاية الطاغية الغوية،
وكل ذي قدرة لي على أذية حتى أكون في جنة وعصمة من كل بلء
ونقمة ،وأبدلني من المخاوف أمنا ،ومن العوائق فيه يسرا ،وحتى ل
يصدني صاد عن المراد ،ول يحل بي طارق من أذى العباد ،إنك على كل
شئ قدير ،والمور إليك تصير ،يا من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير
) - 2 .(1مكا :في الفال والطيرة :في الحديث أن النبي صلى ال عليه وآله
كان يحب الفال
][3
الحسن ،ويكره الطيرة ،وكان عليه السلم يأمر من رأى شيئا يكرهه ويتطير منه أن
يقول " :اللهم ل يؤتي الخير إل أنت ،ول يدفع السيئات إل أنت ،ول حول
ول قوة إل بك " ) - 3 .(1مكا :ما يقال إذا اضطر النسان إلى التوجه في
أحد اليام التي نهي عن السعي فيها في دبر كل فريضة ،وهو من أدعية
الفرج :ل حول ول قوة إل بال ،احل بها كل عقدة ،ل حول ول قوة إل بال
أجلو بها كل ظلمة ،ل حول ول قوة إل بال ،أفتح بها كل باب ،ل حول ول
قوة إل بال ،أستعين بها على كل شدة ومصيبة ،ل حول ول قوة إل بال
أعتصم بها من كل محذور احاذره ،ل حول ول قوة إل بال أستوجب بها
العفو والعافية والرضا من ال ،ل حول ول قوة إل بال ،تفرق أعداء ال،
وغلبت حجة ال ،وبقي وجه ال ،ل حول ول قوة إل بال ،اللهم رب
الرواح الفانية ،ورب الجساد البالية ،ورب الشعور المتمعطة ،والجلود
الممزقة ،ورب العظام النخرة ،ورب الساء القائمة ،أسئلك يا رب أن تصلي
على محمد وآل محمد ،وعلى أهل بيته الطاهرين وافعل بي ذلك ....بخفي
لطفك يا ذا الجلل والكرام آمين آمين ).(2
][4
) - 54باب( * " )ما يجوز من النشرة والتميمة والرقية ) (1والعوذة وما( " * *
" )ل يجوز وآداب حمل العوذات واستعمالها( " * - 1طب :إبراهيم بن
مأمون ،عن حماد بن عيسى ،عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير ،عن
أبي عبد ال عليه السلم قال :ل بأس بالرقى من العين والحمي والضرس
وكل ذات هامة لها حمة ) (2إذا علم الرجل ما يقول ،ل يدخل في رقيته
وعوذته شيئا ل يعرفه ) - 2 .(3طب :محمد بن زيد بن سليم الكوفي ،عن
النضر ،عن عبد ال بن سنان عن أبي عبد ال عليه السلم قال :سألته عن
رقية العقرب والحية والنشرة ورقية المجنون والمسحور الذي يعذب ،قال:
يا ابن سنان ل بأس بالرقية والعوذة والنشر إذا كانت من القرآن ،ومن لم
يشفه القرآن فل شفاه ال ،وهل شئ أبلغ في هذه الشياء من القرآن أليس
ال يقول " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " ) (4أليس
يقول تعالى ذكره وجعل ثناؤه " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته
خاشعا متصدعا من خشية ال " ) (5سلونا نعلمكم ونوقفكم على قوارع
القرآن لكل داء ).(6
) (1يقال :رقاه يرقيه رقيا ورقية :عوذه ونفث في عوذته ،وربما عدى بعلى فقيل
رقى عليه ،تضمينا له لمعنى قرأ ونفث ،والرقية بالضم كاللقمة :العوذة
والجمع رقى بالضم كهدى ،والتميمة :عوذة تعلق على الصبيان مخافة
العين ،ومنه قوله عليه السلم :من علق تميمة فل أتم ال له ،ويقال
التميمة في الحديث الخزرة (2) .الهامة ماله سم كالحية ،والحمة كثبة:
البرة يضرب بها الزنبور والحية ونحو ذلك أو يلدغ بها (3) .طب
الئمة (4) .48 :أسرى (5) .82 :الحشر (6) .21 :طب الئمة ص .48
][5
- 3طب :أحمد بن محمد بن مسلم قال :سألت أبا جعفر محمد الباقر عليه السلم:
أيتعوذ بشئ من هذه الرقى ؟ قال :ل إل من القرآن ،فان عليا عليه السلم
كان يقول :إن كثيرا من الرقى والتمائم من الشراك ) - 4 .(1طب :جعفر
بن عبد ال بن ميمون السعدي ،عن النضر بن يزيد ،عن القاسم قال :أبو
عبد ال الصادق عليه السلم :إن كثيرا من التمائم شرك ) - 5 .(2طب:
إسحاق بن يوسف ،عن فضالة ،عن أبان بن عثمان ،عن زرارة بن أعين
قال :سألت أبا جعفر الباقر عليه السلم عن المريض هل يعلق عليه تعويذ
أو شئ من القرآن ؟ فقال :نعم ل بأس به ،إن قوارع القرآن تنفع
فاستعملوها ) - 6 .(3طب :إسحاق بن يوسف ،عن فضالة بن عثمان ،عن
إسحاق بن عمار عن أبي عبد ال الصادق عليه السلم في الرجل يكون به
العلة فيكتب له القرآن فيعلق عليه أو يكتب له فيغسله ويشربه ؟ فقال :ل
بأس به كله ) - 7 .(4طب :علن بن محمد ،عن صفوان ،عن منصور بن
حازم ،عن عنبسة بن مصعب ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ل بأس
بالتعويذ أن يكون للصبي والمرأة ) - 8 .(5طب :عمر بن عبد ال بن عمر
التميمي ،عن حماد بن عيسى ،عن شعيب العقرقوفي ،عن الحلبي قال:
سألت جعفر بن محمد عليهما السلم فقلت :يا ابن رسول ال هل نعلق
شيئا من القرآن والرقى على صبياننا ونسائنا ؟ فقال :نعم إذا كان في أديم
تلبسه الحائض وإذا لم يكن في أديم لم تلبسه المرأة ) - 9 .(6طب :شعيب
بن زريق ،عن فضالة والقاسم معا ،عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن
بن أبي عبد ال وهو ابن سالم قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن
المريض هل يعلق عليه شئ من القرآن أو التعويذ ؟ قال :ل بأس ،قلت:
ربما أصابتنا الجنابة قال :إن المؤمن ليس بنجس ،ولكن المرأة ل تلبسه
إذا لم يكن في أديم وأما الرجل والصبي فل بأس ).(7
][6
- 10ل :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن هاشم ،عن النوفلي ،عن السكوني عن
الصادق ،عن أبيه عليهما السلم أن النبي صلى ال عليه وآله قال :ل رقى
إل في ثلثة :في حمة أو عين أو دم ل يرقأ ) - 11 .(1ل :العجلي ،عن ابن
زكريا ،عن ابن حبيب ،عن ابن بهلول ،عن أبيه عن الحسين بن مصعب
قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :يكره النفخ في الرقى والطعام وموضع
السجود ) - 12 .(2ب :ابن طريف ،عن ابن علوان ،عن الصادق ،عن أبيه
عليهما السلم قال :أصاب رجل لرجل بالعين فذكر ذلك لرسول ال صلى
ال عليه وآله فقال رسول ال صلى ال عليه وآله :التمسوا له من يرقيه )
- 13 .(3ب :علي عن أخيه عليه السلم قال :سألته عن المريض يكوى
أو يسترقى ؟ قال :ل بأس إذا استرقى بما يعرفه )) * 55 .(4باب( * * "
)العوذات الجامعة لجميع المراض والوجاع( " * - 1طب :محمد بن
كثير الدمشقي ،عن الحسين بن علي بن يقطين ،عن الرضا عليه السلم
قال :أخذت هذه العوذة من الرضا وذكر أنها جامعة مانعة وهي حرز وأمان
من كل داء وخوف .بسم ال الرحمن الرحيم ،بسم ال اخسؤا فيها ول
تكلمون أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا أو غير تقي ،أخذت بسمع ال
وبصره على أسماعكم ،وأبصاركم وبقوة ال على قوتكم ،ل سلطان لكم
على فلن بن فلن ،ول على ذريته ،ول
][7
على ماله ،ول على أهل بيته ،سترت بينكم وبينه بستر النبوة التي استتروا بها من
سطوات الفراعنة ،جبرئيل عن أيمانكم ،وميكائيل عن يساركم ،ومحمد
صلى ال عليه وآله وأهل بيته أمامكم ،وال تعالى مظل عليكم ،يمنعه ال
وذريته وماله وأهل بيته منكم ومن الشياطين ،ما شاء ال ل حول ول قوة
إل بال العلي العظيم ،اللهم إنه ل يبلغ حلمه أناتك ول يبلغه مجهود نفسه،
فعليك توكلت وأنت نعم المولى ونعم النصير حرسك ال وذريتك يا فلن بما
حرس ال به أولياءه وصلى ال على محمد وأهل بيته .وتكتب آية الكرسي
إل قوله وهو العلي العظيم ثم تكتب ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم،
ول ملجأ من ال إل إليه ،حسبنا ال ونعم الوكيل دل سام في رأس
السهباطا لسلسبيلنيها ) - 2 .(1طب :أحمد بن زياد ،عن فضالة بن أيوب،
عن إسماعيل بن زياد ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال
صلى ال عليه وآله إذا أصابه كسل أو صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب
والمعوذتين ثم يمسح بهما وجهه ،فيذهب عنه ما كان يجد ) .(2مكا :عن
الرضا عليه السلم مثله ،وزاد فيه :قل هو ال أحد ) - 3 .(3طب :محمد
بن جعفر البرسي ،عن محمد بن يحيى الرمني ،عن محمد ابن سنان ،عن
سلمة بن محرز قال :سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلم يقول :كل من لم
يبرئه سورة الحمد وقل هو ال أحد ،لم يبرئه شئ ،وكل علة تبرئها هاتين
السورتين ) - 4 .(4طب :محمد بن إبراهيم السراج ،عن فضالة والقاسم
جميعا ،عن أبان بن عثمان ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر الباقر عليه السلم
قال :إذا اشتكى أحدكم شيئا فليقل
) (1طب الئمة ص ،40وفيه " :في رأس للسماطا " وقد مر مثله نقل من كتاب
مهج الدعوات راجع ج 94ص (2) .345طب الئمة ص (3) .39مكارم
الخلق ص (4) .421طب الئمة ص .39
][8
بسم ال وبال ،وصلى ال على رسول ال وأهل بيته ،وأعوذ بعزة ال وقدرته على
ما يشاء من شر ما أجد ) - 5 .(1طب :محمد بن حامد ،عن خلف بن
حماد ،عن خالد العبسي قال :علمني علي بن موسى عليه السلم هذه
العوذة وقال :علمها إخوانك من المؤمنين فانها لكل ألم وهي " اعيذ نفسي
برب الرض ورب السماء ،اعيد نفسي بالذي ل يضر مع اسمه داء ،اعيد
نفسي بالذي اسمه بركة وشفاء " ) - 6 .(2طب :محمد بن إسماعيل ،عن
محمد بن خالد ،عن سعدان بن مسلم ،عن سعد المزني قال :أمل علينا أبو
عبد ال الصادق عليه السلم العوذة التي تسمى الجامعة :بسم ال الرحمن
الرحيم ،بسم ال الذي ل يضر مع اسمه شئ في الرض ول في السماء،
اللهم إني أسئلك باسمك الطاهر الطهر المطهر المقدس السلم المؤمن
المهيمن المبارك الذي من سألك به أعطيته ،ومن دعاك به أجبته أن تصلي
على محمد وآل محمد ،وأن تعافيني مما أجد في سمعي وبصري وفي يدي
ورجلي وفي شعري وبشري وفي بطني إنك لما تشاء وأنت على كل شئ
قدير ) - 7 .(3طب :إسحاق بن حسان العارف ) (4عن الحسين بن
محبوب ،عن جميل ابن صالح ،عن ذريح المحاربي قال :دخلت على أبي
عبد ال وهو يعوذ ابنا له صغيرا وهو يقول :بسم ال أعزم عليك يا وجع
ويا ريح كائنا ما كانت بالعزيمة التي عزم بها رسول ال صلى ال عليه
وآله وعلي بن أبي طالب عليه السلم على جن وادي الصبرة ،فأجابوا
وأطاعوا لما أجبت وأطعت ،وخرجت عن ابن فلن بن فلنة ،الساعة
الساعة حتى قالها :ثلث مرات ).(5
) (1طب الئمة ص 39و (2) .40طب الئمة ص (3) .41طب الئمة ص ) .74
(4العلف خ ،وفى المصدر المطبوع " العلف العارف " (5) .طب
الئمة ص .91
][9
- 8طب :الحسن بن الحسين الدامغاني ،عن الحسن بن علي بن فضال ،عن إبراهيم
بن أبي البلد يرفعه إلى موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلم قال :شكى
إليه عامل المدينة تواتر الوجع على ابنه قال :تكتب له هذه العودة في رق
وتصير في قصبة فضة ،وتعلق على الصبي ،يدفع ال عنه بها كل علة:
بسم ال أعوذ بوجهك العظيم ،وعزتك التي ل ترام ،وقدرتك التي ل يمتنع
منها شئ ،من شر ما أخاف في الليل والنهار ،ومن شر الوجاع كلها،
ومن الشر الدنيا والخرة ،ومن كل سقم أو وجع أو هم أو مرض أو بلء
أو بلية أو مما علم ال أنه خلقني له ،ولم أعلمه من نفسي ،وأعذني يا رب
من شر ذلك كله في ليلي حتى اصبح ،وفي نهاري حتى امسي وبكلمات ال
التامات التي ل يجاوزهن بر ول فاجر ومن شر ما ينزل من السماء وما
يعرج فيها ،وما يلج في الرض وما يخرج منها ،وسلم على المرسلين،
والحمد ل رب العالمين .أسئلك يا رب بما سألك به محمد صلوات ال عليه
وعلى أهل بيته ،حسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش
العظيم ،اختم على ذلك منك يا بر يا رحيم باسمك اللهم الواحد الحد الصمد
صلى ال على محمد وآل محمد وادفع عني سوء ما أجد بقدرتك )- 9 .(1
طب :حكيم بن محمد بن مسلم ،عن الحسن بن علي بن يقطين ،عن يونس
عن ابن سنان ،عن حفص بن عبد الحميد ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي
جعفر محمد بن علي عليهما السلم أنه اشتكى بعض ولده فدنا منه فقبله
ثم قال :يا بني كيف تجدك قال :أجدني وجعا قال :قل إذا صليت الظهر :يا
ال يا ال يا ال عشر مرات ،فانه ل يقولها مكروب إل قال الرب تبارك
وتعالى :لبيك عبدي ما حاجتك ؟ وعن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال:
دعاء المكروب في الليل :يا منزل الشفاء بالليل والنهار ،ومذهب الداء
بالليل والنهار ،أنزل على ما شفائك شفاء لكل ما بي من الداء ).(2
][10
- 10طب :القاسم بن بهرام ،عن محمد بن عيسى ،عن أبي إسحاق ،عن الحسين
ابن الحسن الخراساني وكان من الخيار قال :حضرت أبا عبد ال الصادق
عليه السلم مع جماعة من إخواني من الحجاج أيام أبي الدوانيق ،فسئل
عن دعاء المكروب ،فقال :دعاء المكروب إذا صلى صلة الليل يضع يده
على موضع سجوده ،وليقل :بسم ال بسم ال محمد رسول ال علي إمام
ال في أرضه على جميع عباده ،اشفني يا شافي ل شفاء إل شفاؤك ،شفاء
ل يغادر سقما من كل داء وسقم .قال الخراساني :ل أدرى أنه قال :يقولها:
ثلث مرات أو سبع مرات .وعنه عليه السلم أنه قال :دعاء المكروب
الملهوف ومن قد أعيته الحيلة وأصابته بلية " ل إله إل أنت سبحانك إني
كنت من الظالمين " يقولها ليلة الجمعة إذا فرغ من الصلة المكتوبة من
العشاء الخرة ،وقال :أخذته عن أبي جعفر محمد الباقر عليه السلم قال:
أخذته عن علي بن الحسين ذي الثفنات قال :أخذه عن الحسين بن علي،
قال :أخذه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم أخذه عن
رسول ال صلى ال عليه وآله أخذه عن جبرئيل صلوات ال عليهم
أجمعين أخذه جبرئيل عن ال عزوجل ) - 11 .(1طب :علي بن مهران بن
الوليد العسكري ،عن محمد بن سالم ،عن الرقط وهو ابن اخت أبي عبد
ال الصادق عليه السلم قال :مرضت مرضا شديدا وأرسلت امي إلى خالي
فجاء وامي خارجة في باب البيت ،وهي ام سلمة بنت محمد بن علي وهي
تقول :واشباباه ،فرآها خالي فقال :ضمي عليك ثيابك ،ثم ارقي فوق البيت،
ثم اكشفي قناعك حتى تبرزي شعرك إلى السماء ،ثم قولي " :رب أنت
أعطيتنيه وأنت وهبته لي اللهم فاجعل هبتك اليوم جديدة إنك قادر مقتدر "
ثم اسجدي فانك ل ترفعين رأسك حتى يبرأ ابنك ،فسمعت ذلك وفعلته ،قال:
فقمت من ساعتي فخرجت مع خالي إلى المسجد ) - 12 .(2طب :محمد بن
عبد ال بن زيد ،عن محمد بن بكر الزدي ،عن أبي عبد ال عليه السلم
وأوصى أصحابه وأولياءه :من كان به علة فليأخذ قلة جديدة ،وليجعل
][11
فيها الماء ،وليستقي الماء بنفسه ،وليقرأ على الماء سورة إنا أنزلناه على الترتيل
ثلثين مرة ثم ليشرب من ذلك الماء ،وليتوضأ وليمسح به وكلما نقص زاد
فيه فانه ل يظهر ذلك ثلثة أيام إل يعافيه ال تعالى من ذلك الداء )13 .(1
-طب :عبد الوهاب بن محمد المقري ،عن أبي زكريا يحيى بن أبي -
زكريا ،عن عبد ال بن القاسم ،عن شريف بن سابق التفليسي ،عن الفضل
بن أبي قرة ،عن أبي عبد ال الصادق عليه السلم قال :هذه عوذه لمن
ابتلى ببلء من هذه البليا الفادحة ) ،(2مثل الكلة وغيرها ،تضع على
يدك على رأس صاحب البلء ثم تقول " :بسم ال وبال ،ومن ال ،وإلى
ال ،وما شاء ال ،ول حول ول قوة إل بال إبراهيم خليل ال ،وموسى
كليم ال ،نوح نجي ال ،عيسى روح ال ،محمد رسول ال صلوات ال
عليهم أجمعين من كل بلء فادح ،وأمر فاجع ،وكل ريح وأرواح وأوجاع،
قسم من ال ،وعزائم منه لفلن بن فلنة ل يقربه الكلة وغيره ،واعيذه
بكلمات ال التامات التي سأل بها آدم عليه السلم ربه فتاب عليه إنه هو
التواب الرحيم أل إنها حرز أيتها الجاع والرواح لصاحبه باذن ال بعون
ال ،بقدرة ال ،أل له الخلق والمر تبارك ال رب العالمين " .ثم تقرأ ام
الكتاب وآية الكرسي وعشر آيات من سورة يس ،وتسأله بحق محمد وآل
محمد الشفاء ،فانه يبرأ من كل داء باذن ال تعالى ) - 14 .(3شى :عن
النوفلي ،عن السكوني ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه عليهما السلم قال:
قال النبي صلى ال عليه وآله وقد فقد رجل فقال :ما أبطأ بك عنا ؟ فقال:
السقم والعيال
) (1طب الئمة ص 123وصدر السند فيه هكذا :محمد بن يوسف المؤذن مؤذن
مسجد سر من رأى قال :حدثنا محمد بن عبد ال بن زيد الخ (2) .الفادح:
الثقيل الذى يبهظ حامله ،والكلة :داء في العضو يأتكل منه يقال له
بالفارسية خوره (3) .طب الئمة ص .124
][12
فقال :أل اعلمك بكلمات تدعو بهن ،يذهب ال عنك السقم ،وينفي عنك الفقر ؟
تقول " :ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم توكلت على الحي الذي ل
يموت الحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ،ولم يكن له
ولي من الذل وكبره تكبيرا ) .(1جا :المراغي ،عن الحسن بن علي
البرقي ،عن جعفر بن مروان ،عن أبيه عن أحمد بن عيسى ،عن الصادق،
عن أبيه عليهما السلم مثله ،وفيه فقال :السقم والفقر وليس فيه :العلي
العظيم ) - 15 .(2مكا :التهليل من القرآن يستشفى به من سائر المراض:
بسم ال الرحمن الرحيم ،وإلهكم إله واحد ل إله إل هو الرحمن الرحيم ال
ل إله إل هو الحي القيوم ل تأخذه سنة ول نوم -إلى قوله -وهو العلي
العظيم ) .(3بسم ال الرحمن الرحيم الم ال ل إله إل هو الحي القيوم ،هو
الذي يصوركم في الرحام كيف يشاء ل إله إل هو العزيز الحكيم ،شهد ال
أنه ل إله إل هو -إلى قوله -سريع الحساب ) .(4وإذا حييتم بتحية فحيوا
بأحسن منها أو ردوها إن ال كان على كل شي حسيبا ،ال ل إله إل هو
ليجمعنكم إلى يوم القيامة ل ريب فيه ومن أصدق من ال حديثا ) .(5ذلكم
ال ربكم ل إله إل هو خالق كل شي فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل اتبع
ما اوحي إليك من ربك ل إله إل هو وأعرض عن المشركين ) .(6قل يا
أيها الناس إني رسول ال إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والرض
) (1تفسير العياشي ج 2ص 320في آية السراء (2) .111 :أمالى المفيد ص
(3) .142البقرة 158 :و (4) .256آل عمران 1 :و 4و 16و ) .17
(5النساء 88 :و (6) .89النعام 102 :و .106
][13
ل إله إل هو يحيي ويميت فآمنوا بال ورسوله النبي المي الذي يؤمن بال وكلماته
واتبعوه لعلكم تهتدون ) .(1وما امروا إل ليعبدوا إلها واحدا ل إله إل هو
سبحانه عما يشركون فان تولوا فقل حسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت
وهو رب العرش العظيم ) .(2حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه ل إله إل
الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين ) .(3فان لم يستجيبوا لكم
فاعلموا أنما انزل بعلم ال وأن ل إله إل هو فهل أنتم مسلمون ) .(4قل هو
ربي ل إله إل هو عليه توكلت وإليه متاب ) .(5ينزل الملئكة بالروح من
أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه ل إله إل أنا فاتقون ) .(6وإن
تجهر بالقول فانه يعلم السر وأخفى ال ل إله إل هو له السماء الحسنى
إنك بالواد المقدس طوى ،وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا ال ل إله
إل أنا فاعبدني وأقم الصلة لذكري إن الساعة آتية أكاد اخفيها لتجزى كل
نفس بما تسعى إنما إلهكم ال الذي ل إله إل هو وسع كل شئ علما ).(7
وما أرسلنا من قبلك من رسول إل يوحى إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون وذا
النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن ل إله
إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .(8فتعالى ال الملك الحق ل إله
إل هو رب العرش الكريم ).(9
) (1العراف (2) .158 :براءة 31 :و (3) .129يونس (4) .90 :هود(5) .14 :
الرعد (6) .29 :النحل (7) .2 :طه 6 :و 7و (8) .98 ،15 - 12
النبياء 25 :و (9) .87المؤمنون.117 :
][14
) (1النمل 25 :و (2) .26القصص (3) .71 :فاطر (4) .3 :الصافات.37 - 33 :
) (5المؤمن 3 :و 63و (6) .65الدخان 6 :و (7) .7القتال 20 :و .21
) (8الحشر (9) .21 :التغابن 12 :و (10) .13مكارم الخلق- 421 :
،424والية في المزمل.9 :
][15
- 16مكا :للشفاء من كل داء ،روي عن رسول ال صلى ال عليه وآله أنه قال:
علمني جبرئيل دواء ل يحتاج معه إلى دواء ،فقيل :يا رسول ال ما ذلك
الدواء ؟ قال :يؤخذ ماء المطر قبل أن ينزل إلى الرض ،ثم يجعل في إناء
نظيف ويقرأ عليه الحمد ل إلى آخرها سبعين مرة ،ثم يشرب منه قدحا
بالغداة ،وقدحا بالعشي .قال رسول ال صلى ال عليه وآله أجمعين :والذي
بعثني بالحق لينزعن ال ذلك الداء من بدنه وعظامه ومخخه وعروقه )
.(1ومثله يؤخذ سبع حبات شونيز ) (2وسبع حبات عدس وشئ من طين
قبر الحسين عليه السلم ،وسبع قطرات عسل ،ويجعل في ماء أو دهن،
ويقرأ عليه فاتحة الكتاب والمعوذتين ،وقل هو ال أحد ،وآية الكرسي ]ال
ل إله إل هو الحى القيوم ل تأخذه سنة ول نوم له ما في السموات وما في
الرض من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ول
يحيطون بشئ من علمه إل بما شاء وسع كرسيه السموات الخ[ وأول
الحديد إلى قوله ترجع المور ،وآخر الحشر .قال أبو جعفر عليه السلم:
قال ال تبارك وتعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين "
) (3وقال ال عزوجل " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانها فيه
شفاء للناس " ) (4وقال النبي صلى ال عليه وآله الحبة السوداء شفاء
من كل داء إل السام ،ونحن نقول :بظهر الكوفة قبر ل يلوذ به ذو عاهة إل
شفاه ال تعالى ) .(5دعاء المريض لنفسه :يستحب للمريض أن يقوله
ويكرره :ل إله إل ال يحيي ويميت وهو حي
) (1مكارم الخلق 444 :وزاد فيه :وقل هو ال أحد والمعوذتين سبعين مرة(2) .
الشونيز :الحبة السوداء (3) .أسرى (4) .84 :النحل (5) .71 :مكارم
الخلق ص .444
][16
ل يموت ،سبحان ال رب العباد والبلد ،والحمد ل حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على
كل حال .وال أكبر كبيرا كبرياء ربنا وجلله وقدرته بكل مكان اللهم إن
كنت أمرضتني لقبض روحي في مرضي هذا ،فاجعل روحي في أرواح من
سبقت لهم منك الحسنى وباعدني من النار كما باعدت أولياءك الذين سبقت
لهم منك الحسنى ) .(1دعاء يدعا به للمريض :عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :تضع على يدك على رأس المريض ثم تقول :بسم ال وبال
ومن ال وإلى ال ،وما شاء ال ول حول ول قوة إل بال إبراهيم خليل ال
موسى نجي ال ،عيسى روح ال ،محمد رسول ال صلى ال عليه وآله
وعليهم ،من الرواح والوجاع بسم ال وبال ،وعزائم من ال لفلن بن
فلنة ل يقربه إل كل مسلم ،واعيذه بكلمات ال التامات كلها التي سأل بها
آدم ،فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ،إل انزجرت أيتها الرواح والوجاع
بإذن ال عزوجل ل إله إل ال أل له الخلق والمر تبارك ال رب العالمين.
ثم تقرأ آية الكرسي وام الكتاب والمعوذتين ،وقل هو ال أحد ،وعشر آيات
من يس ،ثم تقول :اللهم اشفه بشفائك ،وداوه بدوائك ،وعافه من بلئك.
وتسأله بحق محمد وآل محمد صلوات ال عليه وعليهم أجمعين ) .(2دعاء
إذا مرض ولده :الحسين بن نعيم ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
اشتكى بعض ولده فقال له :يا بني قل :اللهم اشفني بشفائك ،وداوني
بدوائك ،وعافني من بلئك ،فاني عبدك وابن عبديك ) .(3دعاء لغيره :عن
النبي صلى ال عليه وآله علمه بعض أصحابه من وجع ،قال :اجعل يدك
اليمنى عليه فقل " :بسم ال أعوذ بعزة ال وقدرته من شر ما أجد " ).(4
][17
وعنه صلى ال عليه وآله قال :من عاد مريضا فليقل :اللهم اشف عبدك ينكي لك
عدوا ويمشي لك إلى الصلة ) .(1وروي أنه عليه السلم كان يقول إذا
دخل على مريض :امسح البأس ) (2رب الناس بيدك الشفاء ،ل كاشف
للبلء إل أنت ) .(3مثله :أذهب البأس رب الناس ،واشف أنت الشافي ل
شفاء إل شفاؤك ،شفاء ل يغادر سقما اللهم أصلح القلب والجسم ،واكشف
السقم وأجب الدعوة ) .(4وقال النبي صلى ال عليه وآله :من دخل على
مريض لم يحضر أجله ،فقال " :أسأل ال العظيم رب العرش العظيم ،أن
يشفيك " عوفي ) .(5ودخل صلى ال عليه وآله على بعض أصحابه وهو
مشتك فعلمه رقية علمها إياه جبرئيل عليه السلم " بسم ال أرقيك ،بسم
ال أشفيك ،من كل إرب ) (6يؤذيك ،ومن شر النفاثات في العقد ومن شر
حاسد إذا حسد " ) .(7ومثله :تضع يدك على فمك وتقول ثلث مرات" :
بسم ال ،بجلل ال بعظمة ال ،بكلمات ال التامات ،بأسماء ال الحسنى "
ثم تضع يدك على موضع الوجع وتقول " :بسم ال بسم ال بسم ال " ثم
تقول سبع مرات " :اللهم امسح ما بي " وتقول عند الشفاء إذا شفا ال:
" الحمد ل الذي خلقني فهداني وأطعمني وسقاني وصحح جسمي وشفاني
له الحمد وله الشكر " ) - 17 .(8من خط الشهيد قدس سره :عن ابن
عباس قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله يعلمنا من الوجاع كلها أن
نقول " :باسم الكبير أعوذ بال العظيم ،من شر عرق نعار ،ومن حر النار
" ).(9
) (1مكارم الخلق (2) .450امح البأس خ ل ،وفى المصدر المطبوع :أذهب
البأس (5 - 3) .مكارم الخلق ص (6) .450كذا ،والرب :العضو
والصحيح " من كل داء يؤذيك " (8 - 7) .مكارم الخلق ص (9) .451
عرق نعار :أي فوار بالدم له صوت ،وترى الحديث في مكارم الخلق
مسندا عن زرارة عن أحدهما عليهما السلم ص .450
][18
- 18دعوات الراوندي :دعاء العليل عن الصادق عليه السلم :اللهم إني أدعوك
دعاء العليل الذليل الفقير ،دعاء من اشتدت فاقته ،وقلت حيلته ،وضعف
عمله ،وألح البلء عليه ،دعاء مكروب إن لم تدركه هلك ،وإن لم تسعده
فل حيلة له ،فل تحط به مكرك ،ول تبيت على غضبك ،ول تضطرني إلى
اليأس من روحك ،والقنوط من رحمتك ،وهذا أمير المؤمنين أخو نبيك
ووصي نبيك ،أتوجه به إليك ،فانك جعلته مفزعا لخلقك ،واستودعته علم
ما سبق وما هو كائن ،فاكشف به ضري وخلصني من هذه البلية إلى ما
عودتني من رحمتك ،يا هو يا هو يا هو ،انقطع الرجا إل منك .وكان عليه
السلم يقول " :اللهم اجعله أدبا ول تجعله غضبا " .ومن دعاء العليل:
اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره ،والقبر خير منزل نعمره ،واجعل ما
بعده خيرا لنا منه ،اللهم أصلحنا قبل الموت ،وارحمنا عند الموت واغفر
لنا بعد الموت .وعن مروان القندي قال :كتبت إلى أبي الحسن عليه السلم
أشكو إليه وجعا بي فكتب قل " :يا من ل يضام ول يرام ،يا من به تواصل
الرحام ،صل على محمد وآل محمد ،وعافني من وجعي هذا " .وكان أبو
عبد ال عليه السلم يقول عند العلة :اللهم إنك عيرت أقواما فقلت " :قل
ادعو الذين زعمتم من دونه فل يملكون كشف الضر عنكم ول تحويل "
فيامن ل يملك أن يكشف ضري ول تحويله أحد غيره ،اكشف ضري
وحوله إلى من يدعو معك إلها آخر ل إله غيرك .عدة الداعي :روى ابن
أبي نجران وابن فضال ،عن بعض أصحابنا ،عن أبي عبد ال عليه السلم
مثله - 19 .دعوات الراوندي :وروي عنهم عليهم السلم أن من كان به
علة فليمسح موضع السجود سبعا بعد الفرائض ،وليمسحه على العلة،
وليقل " :يا من كبس الرض على الماء ،وستر الهواء بالسماء ،واختار
لنفسه أحسن السماء ،صل على محمد وآل محمد
][19
وافعل بي كذا وكذا ،وارزقني وعافني من كذا وكذا .مرض أمير المؤمنين عليه
السلم فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله :يا علي قل " :اللهم إني
أسئلك تعجيل عافيتك ،أو صبرا على بلينك ،أو خروجا إلى رحمتك " .عدة
الداعي :عن أبي جعفر عليه السلم مثله - 20 .دعوات الراوندي :وقال
الصادق عليه السلم :من قال " :ل حول ول قوة إل بال ،توكلت على
الحي الذي ل يموت والحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في
الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا " أذهب ال عنه السقم
والفقر - 21 .عدة الداعي " :بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل رب
العالمين ،حسبنا ال ونعم الوكيل ،تبارك ال أحسن الخالقين ،ول حول ول
قوة إل بال العلي العظيم " يدعى بهذا أربعين مرة عقيب صلة الصبح،
ويمسح به على العلة كائنا ما كانت ،خصوصا الفطر ) (1يبرأ باذن ال
تعالى ،وقد صنع ذلك فانتفع به .وروى داود بن زربي ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :تضع على يدك على الموضع الذي فيه الوجع ،وتقول
ثلث مرات " :ال ال ربي حقا ل اشرك به شيئا اللهم أنت لها ولكل
عظيمة ففرجها عني " ) .(2والمفضل ،عن أبي عبد ال عليه السلم
للوجاع " بسم ال وبال ،كم من نعمة ل في عرق ساكن ،وغير ساكن،
على عبد شاكر ،وغير شاكر " ،وتأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد الصلة
المفروضة وتقول " :اللهم فرج عني كربتي ،وعجل عافيتي واكشف
ضري " ثلث مرات واحرص أن يكون ذلك مع دموع وبكاء ) .(3وعن
إبراهيم بن عبد الحميد عن رجل قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم
فشكوت إليه وجعا بي ،فقال :قل " :بسم ال " ثم امسح يدك عليه ،ثم قل:
" أعوذ بعزة ال ،وأعوذ بقدرة ال ]وأعوذ برحمة ال[ وأعوذ بجلل ال،
وأعوذ بعظمة ال وأعوذ بجمع ال ،وأعوذ برسول ال ،وأعوذ بأسماء
ال ،من شر ما أحذر ،ومن شر ما أخاف على نفسي " تقولها :سبع
مرات ،قال :ففعلت فأذهب ]ال[ الوجع عني ).(4
) - 56باب( * )عوذة الحمى وأنواعها( * - 1طب :محمد بن كثير الدمشقي ،عن
الحسن بن علي بن يقطين قال :حدثنا الرضا علي بن موسى بن جعفر بن
محمد بن الباقر عليهم السلم قال :هذه عوذة لشيعتنا للسل " يا ال ،يا
رب الرباب ،ويا سيد السادات ،ويا إله اللهة ،ويا ملك الملوك ويا جبار
السموات والرض ،اشفني وعافني من دائي هذا ،فاني عبدك وابن عبدك
أتقلب في قبضتك ،وناصيتي بيدك " تقولها ثلثا ،فان ال عزوجل يكفيك
بحوله وقوته إنشاء ال تعالى ) - 2 .(1طب :البرقي ،عن أبيه ،عن بكر
بن صالح ،عن محمد بن سنان ،عن عبد ال بن عمار الدهني ،عن أبيه،
عن عمر وذي قر وثعلبة الجمالي قال :سمعنا أمير المؤمنين عليه السلم
يقول :حم رسول ال حمى شديدة فأتاه جبرئيل عليه السلم فعوذه وقال" :
بسم ال أرقيك ،بسم ال أشفيك ،من كل داء يوذيك ،بسم ال وال شافيك
بسم ال خذها فلتهنيك ،بسم ال الرحمن الرحيم ول اقسم بمواقع النجوم،
وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ،لتبرأن باذن ال عزوجل " فاطلق النبي صلى
ال عليه وآله من عقاله فقال :يا جبرئيل هذه عوذة بليغة ؟ قال :هي من
خزانة في السماء السابعة ) - 3 .(2طب :أحمد بن سلمة ،عن محمد بن
عيسى ،عن حريز بن عبد ال السجستاني عن أحمد بن حمزة ،عن أبان
بن عثمان ،عن الفضيل بن يسار ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :إذا
مرض الرجل فأردت أن تعوذه فقل " :اخرج عليك يا عرق أو يا عين الجن
أو يا عين النس أو يا وجع بفلن بن فلن ،اخرج ال الذي كلم موسى
تكليما واتخذ إبراهيم خليل صلوات ال عليه ورب عيسى بن مريم روح
ال وكلمته ،ورب
][21
محمد وآل محمد الهداة ،وطفيت كما طفيت ؟ إبراهيم الخليل عليه السلم )- 4 .(1
طب :عبد ال ،عن أبي زكريا يحيى بن أبي بكر ،عن الحضرمي أن أبا
الحسن الول عليه السلم كتب له هذا وكان ابنه يحم حمى الربع ،فأمره أن
يكتب على يده اليمنى " بسم ال جبرائيل " وعلى يده اليسرى " بسم ال
ميكائيل " وعلى رجله اليمنى " بسم ال إسرافيل " وعلى رجله اليسرى
" بسم ال ل يرون فيها شمسا ول زمهريرا " وبين كتفيه " بسم ال
العزيز الجبار " قال :ومن شك لم ينفعه ) - 5 .(2ختص :الحسن بن علي
الوشاء ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال :قال لي :مالي أراك
مصفرا فقلت :هذه الحمى الربع قد ألحت على قال :فدعا بدواة وقرطاس ثم
كتب " بسم ال الرحمن الرحيم أبجد هوز حطي عن فلن بن فلنة " ثم
دعا بخيط فاتي بخيط مبلول ،فقال :ائتني بخيط لم يمسه الماء ،فاتي بخيط
يابس فشد وسطه وعقد على الجانب اليمن أربعة ،وعقد على اليسر ثلث
عقد ،وقرأ على كل عقد الحمد والمعوذتين وآية الكرسي ،ثم دفعه إلى
وقال :شده على عضدك اليمن ،ول تشده على اليسر ) - 6 .(3طب:
الخضر بن محمد ،عن الخزازيني ،عن محمد بن العباس ،عن عبد ال بن
الفضل النوفلي ،عن أحدهما عليهما السلم :ما قرئت الحمد سبعين مرة إل
سكن وإن شئتم فجربوه ول تشكوا ) - 7 .(4طب :محمد بن جعفر البرسي،
عن محمد بن يحيى ،عن محمد بن سنان ،عن يونس ابن ظبيان ،عن
المفضل بن عمر ،عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلم أنه دخل عليه
رجل من مواليه وقد وعك وقال :مالي أراك متغير اللون ؟ فقلت :جعلت
فداك وعكت )(5
) (1طب الئمة ص (2) .39طب الئمة ص (3) .51الختصاص (4) .18 :طب
الئمة ص (5) .53الوعك :المرض يشتد حماه.
][22
وعكا شديدا منذ شهر ،ثم لم تنقلع الحمى عني ،وقد عالجت نفسي بكل ما وصفه
لي المترفعون فلم أنتفع بشئ من ذلك ،فقال له الصادق عليه السلم :حل
أزرار قميصك وأدخل رأسك في قميصك ،وأذن وأقم وقرأ سورة الحمد
سبع مرات قال :ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال ) - 8 .(1طب :العيص
بن المبارك السدي ،عن عبد العزيز ،عن يونس ،عن داود الرقي قال:
مرضت بالمدينة مرضا شديدا فبلغ ذلك أبا عبد ال عليه السلم فكتب إلى:
بلغني علتك فاشتر صاعا من بر ،واستلق على قفاك ،وانثره على صدرك
كيف ما انتثر ،وقل " :اللهم إني أسئلك باسمك الذي إذا سألك به المضطر
كشفت ما به من ضر ،ومكنت له في الرض ،وجعلته خليفتك على خلقك،
أن تصلي على محمد وآل محمد ،وأن تعافيني من علتي هذه " ثم استو
جالسا واجمع البر من حولك وقل مثل ذلك ،واقسمه ]أربعة أقسام[ مدا مدا
لكل مسكين ،وقل مثل ذلك ،قال داود :ففعلت ما أمرني به فكأنما نشطت من
عقال ،وقد فعله غير واحد فانتفع به ) .(2دعوات الراوندي :قال داود بن
زربي :مرضت بالمدينة مرضا شديدا وذكر مثله ) - 9 .(3طب :عبد ال بن
خالد بن نجيح ،عن مسعود بن محمد بن عبد ال بن أبي أحمد عن ابن أبي
نجران ،عن يونس بن يعقوب قال :حضرت أبا عبد ال عليه السلم وهو
يعلم رجل من أوليائه رقية الحمى فكتبتها من الرجل ،قال :يقرأ :فاتحة
الكتاب ،وقل هو ال أحد ،وإنا أنزلناه ،وآية الكرسي ،ثم يكتب على جنبي
المحموم بالسبابة اللهم أرحم جلده الرقيق ،وعظمه الدقيق ،من سورة
الحريق ،يا ام ملدم ) (4إن كنت آمنت بال واليوم الخر ،فل تأكلي اللحم،
ول تشربي الدم ،ول تهتكي الجسم ول تصدعي الرأس ،وانتقلي عن فلن
بن فلنة إلى من يجعل مع ال إلها آخر ،ل إله
) (1طب الئمة ص (2) .52طب الئمة ص (3) .53وتراه في الكافي ج 2ص
(4) .564ام ملدم كنية الحمى ،ويقال :الدمت عليه الحمى :دامت.
][23
إل ال ،تعالى ال عما يشركون ،علوا كبيرا ) - 10 .(1طب :أحمد بن محمد بن عبد
ال الكوفي ،عن إبراهيم بن ميمون ،عن حماد ،عن حريز ،عن الصادق،
عن آبائه عليهم السلم قال :ما من مؤمن عاد أخاه المؤمن وهو شاك فقال
له " :اعيذك بال العظيم ،رب العرش الكريم ،من شر كل عرق نعار ،ومن
شر حر النار " فكان في أجله تخفيف وتأخير إل خفف ال عنه )- 11 .(2
مكا :للحمى والصداع :عن أبي عبد ال عليه السلم قال :يكتب للحمى
والصداع ،يشده ويعقد عليه سبع عقد ،ويقرأ على كل عقدة فاتحة الكتاب
]ويشده على رأس المحموم[ ويعلق على عضده اليمن " .بسم ال
الرحمن الرحيم ،الحمد ل رب العالمين تمام السورة والمعوذتين وقل هو
ال أحد بتمامها ،بسم ال الرحمن الرحيم رب الناس ،أذهب البأس ،واشفه
يا شافي فانه ل شفاء إل شفاؤك ،شفاء ل يغادر سقما ،بيده الخير إنك على
كل شئ قدير ،وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ،وبسم ال
الرحمن الرحيم قلنا يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم كذلك صاحب
كتابي هذا برحمتك يا أرحم الراحمين " " .بسم ال الرحمن الرحيم ،وله
ما سكن في الليل والنهار ،وهو السميع العليم ،اسكن أيها الصداع واللم
بعزة ال ،اسكن بقدرة ال ،اسكن بجلل ال اسكن بعظمة ال ،اسكن بل
حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،فسيكفيكهم ال وهو السميع العليم ،وذا
النون إذ ذهب مغاضبا -إلى قوله -ننجي المؤمنين ) (3ول حول ول قوة
إل بال العظيم ،وحسبنا ال ونعم الوكيل ،وصلى ال على محمد وآله وسلم
تسليما " .للحمى وغيره :وقال أبو عبد ال عليه السلم لبعض أصحابه،
وقد اشتكى وعكا :حل
][24
أزرار قميصك ،وأدخل رأسك في حبيبك ،وأذن وأقم ،واقرأ الحمد سبع مرات قال:
ففعلت فكأنما انشطت من عقال .للحمى أيضا عنه عليه السلم قال :تدخل
رأسك في جيبك فتؤذن وتقيم وتقرأ فاتحة الكتاب ،وقل هو ال أحد ،وقل
أعوذ برب الفلق ،وقل أعوذ برب الناس وتقرأ قل هو ال ثلث مرات،
وتقول :اعيذ نفسي بعزة ال ،وقدرة ال ،وعظمة ال وسلطان ال،
وبجمال ال ،وبجمع ال ،وبرسول ال ،وبعترته صلى ال عليه وعليهم
وبولة أمر ال ،من شر ما أخاف وأحذر ،وأشهد أن ال على كل شئ قدير،
ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،وصلى ال على محمد وآله ،اللهم
اشفني بشفائك وداوني بدوائك ،وعافني من بلئك .وفي رواية قال :تدخل
رأسك في جيبك وتؤذن وتقيم ،وتقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين ،وتقرأ :قل
هو ال أحد -ثلث مرات -وآخر الحشر ثلث مرات وتقول :اعيذ نفسي
كما سبق ) .(1عن حماد بن عثمان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
شكى رجل إليه حمى قد تطاولت فقال اكتب آية الكرسي في إناء ثم دفه
بجرعة من ماء واشربه .مثله عن بعض الصادقين قال :يؤخذ من تربة
الحسين عليه السلم وتداف بالماء وتكتب في جام زجاج بقلم حديد،
وتسقى من به ألم حادث " سلم قول من رب رحيم حسبي ال ونعم
الوكيل ،طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ،إن ال يمسك السموات الية )
(2يريد ال أن يخفف عنكم ،الن خفف ال عنكم ،قلنا يا نار كوني بردا
وسلما على إبراهيم اردد عن فلن بن فلن الحر والبرد ،والمليلة )(3
وجميع اللم والسقام والعراض والمراض والوجاع والصداع -طسم
طس بأسماء ال ،حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك ال
العزيز الحكيم ،ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،والحمد ل رب
العالمين
) (1مكارم الخلق ص (2) .425فاطر (3) .39 :المليلة :الحر الكامن في العظم،
يقال به ملة ومليلة :أي حمى باطنة.
][25
وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين ،يا من تزول الجبال ول يزول،
صل على محمد وآل محمد ،وأزل كل ما بفلن بن فلن من مرض وسقم
وألم ،إنك على كل شئ قدير ،وحسبنا ال وحده ،وصلواته على محمد
النبي وآله أجمعين .مثله :يكتب على القرطاس ويعلق عليه :وبالحق
وأنزلناه وبالحق نزل ،إلى قوله :نذيرا ) (1وننزل من القرآن إلى قوله:
للمؤمنين ) (2وما محمد إل رسول إلى قوله :على عقبيه ) (3وآمنوا بما
نزل على محمد إلى قوله :بالهم ) (4ما كان محمد إلى قوله :عليما )(5
محمد رسول ال إلى قوله :في النجيل ) (6ومبشرا الية ) (7ولو أن قرآنا
سيرت به الجبال أو قطعت به الرض أو كلم به الموتى بل ل المر جميعا،
الملك ل الواحد القهار ،ثم يقول :بسم ال المكتوب على ساق العرش ).(8
للحمى الرابعة :يكتب ويعلق على العضد اليمن " بسم ال الرحمن الرحيم
ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الرض أو كلم به الموتى بل ل
المر
) (1وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك ال مبشرا ونذيرا :أسرى(2) .105 :
وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين :اسرى (3) .82 :وما
محمد ال رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على
أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه :آل عمران (4) .144 :وآمنوا بما نزل
على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم :القتال:
(5) .2ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول ال وخاتم النبيين
وكان ال بكل شئ عليما :الحزاب (6) .40 :محمد رسول ال والذين
آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون
فضل من ال ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم
في التوراة ومثلهم في النجيل :الفتح (7) .29 :ومبشرا برسول يأتي من
بعدى اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين :الصف) .6 :
(8مكارم الخلق ص .426
][26
جميعا ،يا شافي يا كافي يا معافي وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ،وما أرسلناك إل
مبشرا ونذيرا باسم فلن بن فلن ،ببسم ال وبال ،ومن ال وإلى ال ،ول
غالب إل ال .اخرى :يكتب على كتفه " ببسم ال الرحمن الرحيم ألم
نشرح لك صدرك إلى آخره ل بأس برب الناس أذهب البأس اشف ابتلئي
ل شفاء إل شفاؤك ،قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا
باسم فلن بن فلن ) .(1للحمى النافض ) (2بسم ال ،مرج البحرين
يلتقيان ،بينهما برزخ ل يبغيان وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا ،يا
نار كوني بردا ) (3الية ،أل إن حزب ال هم الغالبون ،ولقد سبقت كلمتنا -
إلى قوله -الغالبون ) .(4للربع :عن الحسن الزكي عليه السلم قال :اكتب
على ورقة " يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم " وعلقه على
المحموم .إذا أخذته الحمى يكتب على قرطاس هذه الية ويشد على عضده
" قل آل أذن لكم أم على ال تفترون " .ويكتب " بطلط بطلطلط " ويقول
" عقدت على اسم ال حمى فلن " ويشد على ساقه اليسرى ) .(5مثله:
ألم تر إلى ربك كيف مد الظل الية ) - 12 .(6مكا :عنهم عليهم السلم
يكتب في رق ويعلقه على المحموم :اللهم إني أسئلك
) (1مكارم الخلق ص (2) .427الحمى النافض :الحمى الرعدة ،مذكر يقال أخذته
حمى بنافض ،وحمى نافض بالضافة -وحمى نافض -بالوصف ،-
والول أحسن (3) .يا نار كونى بردا وسلما على ابراهيم :النبياء.69 :
) (4ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا
لهم الغالبون :الصافات (5) .173 - 171 :مكارم الخلق ص (6) .427
ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس
عليه دليل الفرقان 45 :راجع مكارم الخلق .428
][27
بعزتك وقدرتك وسلطانك وما أحاط به علمك أن تصلي على محمد وآل محمد ،وأن
ل تسلط على فلن بن فلن شيئا مما خلقت بسوء ،وارحم جلده الرقيق،
وعظمه الدقيق ،من فورة الحريق ،اخرج يا ام ملدم ،يا آكلة اللحم وشاربة
الدم حرها وبردها من جهنم ،إن كنت آمنت بال العظم أن ل تأكلي لفلن
بن فلنة لحما ول تمصي له دما ول تنهكي له عظما ول تثوري عليه غما،
ول تهيجي عليه صداعا ،وانتقلي عن شعره وبشره ولحمه ودمه إلى من
زعم أن مع ال إلها آخر ل إله إل هو سبحانه وتعالى عما يشركون "
ويكتب اسم ذمي أو عدو ل ) .(1رقية للحميات خصوصا لحمى يوم ،يكتب
على القرطاس ويشد بخيط وتعقد عليه من الجانب اليمن أربع عقد ،ومن
أيسر الخيط ثلث عقد ،وتعلق من رقبة المحموم " اعيذ بما استعاذ به
موسى وإبراهيم ومحمد صلى ال عليهم من الحمى والنافض والغب
والعتيق والربع والصداع اللهم كما لم تلد بنت عمران غير عيسى فل تذر
على هذه النسان من هذه الورام والوجاع شيئا إل نزعته عنه ،فل اقسم
بما تبصرون ومال تبصرون ،إنه لقول رسول كريم ،أقسمت عليك لما
تركته ول تأخذيه " وتقرأ الخلص والمعوذتين ،ثم قل " اللهم اشف فلن
بن فلنة من حمى يوم ويومين وثلثة أيام وحمى ربع ،فانك تفعل ما تريد،
وتحكم ما تشاء وأنت على كل شئ قدير ،بسم ال كتبت ،وبسم ال ختمت،
وعليه توكلت ،وهو رب العرش العظيم ،ول حول ول قوة إل بال العلي
العظيم ) .(2اخرى تتخد خيطا من الغزل القطن سبع طاقات ،وتقرأ عليه
فاتحة الكتاب والخلص والمعوذتين ،وتعقد عليه سبع عقد ،وتشد في
عنقه ،وقيل :يقر أكل هذه على كل عقد .اخرى وقال النبي صلى ال عليه
وآله :ما من رجل يحم فيغتسل ثلثة أيام متتابعة يقول عند كل غسل" :
بسم ال اللهم إنما إغتسلت التماس شفائك ،وتصديق نبيك " إل كشف
عنه.
][28
اخرى عن ابن عباس قال :كان النبي صلى ال عليه وآله يعلمنا من الوجاع كلها
والحمى والصداع " بسم ال الكبير ،أعوذ بال العظيم ،من شر كل عرق
نعار ومن شر حر النار " وإذا رفعت يدك فقل " بسم ال وبال ،محمد
رسول ال ،أعوذ بال وقدرته على ما يشاء ،من شر ما أجد " .حرز النبي
صلى ال عليه وآله لفاطمة عليها السلم خاصة لها ،ولكل مؤمن مقر
للحق " وله ما سكن في الليل والنهار ،وهو السميع العليم ،يا ام ملدم إن
كنت آمنت بال العظيم الكريم ،فل تهشمي العظم ،ول تأكلي اللحم ،ول
تشربي الدم ،اخرجي من حامل كتابي هذا إلى من ل يؤمن بال العظيم،
ورسوله الكريم ،وآله :محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم
السلم ) .(1للربع :عن الوشاء قال :دخل رجل على الرضا عليه السلم
فقال له :مالي أراك مصفارا ؟ قال :هذه الربع قد ألحت علي فدعا بدوات
وكتب " بسم ال الرحمن الرحيم ،بسم ال وبال ،أبجد هوز حطي عن
فلن بن فلنة بإذن ال ثم تختم في أسفل الكتاب سبع مرات خاتم سليمان )
(2ثم طواه ثم قال :يا مغيث ) (3ائتني بسلك لم يصبه الماء ،ول البزاق،
فأتاه به ،فعقد عليه ثم أدناه من فيه ،فعقد من جانب أربع عقد ،يقرأ على
كل عقد فاتحة الكتاب ،والمعوذتين وقل هو ال أحد ،وآية الكرسي ،وعلى
الجانب الخر ثلث عقد يقرأ عليها مثل ذلك ،وناوله إياه وقال :اربط على
عضدك اليمن ،واقرأ آية الكرسي واختم ول تجامع عليه .وفي رواية
اخرى :ثم أدرج الكتاب ودعا بخيط ]فاتي بخيط[ ظ مبلول فقال :ائتوني
بخيط يابس ،فعقد وسطه ،وعقد على اليمن أربع عقد ،وعلى اليسر ثلث
عقد ،وقرأ
) (1مكارم الخلق ص (2) .461قيل :وصورة خاتم سليمان أن ترسم مثلثين
متواردين ،بحيث يحصل من ذلك كوكبة لها ستة زوايا هكذا * وقيل يرسم
ثلث مثلثات متواردات (3) .في المصدر :يا معتب.
][29
على كل عقدة ام الكتاب والمعوذتين ،وقل هو ال أحد ،وآية الكرسي على التنزيل
ثم قال :هاك ! شده على عضدك اليمن ول تجامع عليه .اخرى :ذكر أبو
زكريا الحضرمي أن أبا الحسن عليه السلم كتب له هذا الكتاب وكان يحم
حمى الربع :أمر أن يكتب على يده اليمنى " بسم ال جبرئيل " وعلى يده
اليسرى " بسم ال ميكائيل " وعلى رجله اليمنى " بسم ال إسرافيل "
وعلى رجله اليسرى " بسم ال ل يرون فيها شمسا ول زمهريرا " وبين
كتفيه " بسم ال العزيز الجبار " ) .(1دعوات الراوندي :عن يحيى بن
بكر الحضرمي ،عن أبي الحسن موسى عليه السلم مثله - 13 .مكا:
للحمى في رواية :يكتب على كفته اليمن " بسم ال جبرئيل " وعلى كتفه
اليسر " بسم ال ميكائيل " وعلى كتفه اليمن " بسم ال إسرافيل "
وعلى كتفه اليسر " بسم ال ل يرون فيها شمسا ول زمهريرا " .للغب:
يأخذ ثلثة أوراق من شجر ،ويكتب على اسم المحموم على ورق "
طيسوما " وعلى ورق آخر " أو حوما " وعلى ورق ثالث " ابراسوما "
ويلقى في الماء بثلث دفعات .وبرواية اخرى :يكتب على ورقات الفرصاد
على ثلث " حموما أو حموما ابر حوما " ويلقى في الماء .وفي رواية "
حوما طيسوما ابرسوما " .رقية للحمى :يكتب ويشد على عضده اليمن "
بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل رب العالمين إلى آخره ،بسم ال وبال،
أعوذ بكلمات ال التامات كلها التي ل يجاوزهن بر ول فاجر ،من شر ما
خلق وذر أو برأ ،ومن شر الهامة والسامة والعامة واللمة ) (2ومن شر
طوارق الليل والنهار ،ومن شر فساق العرب والعجم
) (1مكارم الخلق ص 462ومر مثله ص (2) .21الهامة ماله سم ،يقتل أول،
كالحية والجمع هوام وقد يطلق الهوام على مال يقتل من الحشرات كما
في قوله صلى ال عليه وآله " أيؤذيك هوام رأسك " أي قمله ،والسامة:
كل ذات سم
][30
من الحيوانات المؤذية ،والعامة خلف الخاصة اطلق على كل شر عام كالطاعون
والوباء والقحط ،لنها تعم بالشر ،واللمة :كل ما يلم النسان ويصيبه
بسوء كالعين اللمة (1) .البقرة (2) .286 :مكارم الخلق ص 3) .463
(4 -أمالى الطوسى ج 2ص .252
][31
- 15دعوات الراوندي :عن سلمة بن أبي سلمة :قال :مرض أمير المؤمنين عليه
السلم فعاده النبي صلى ال عليه وآله وقال :يا علي إن أشد الناس بلء
النبيون والذين يلونهم ،أبشر يا علي فان الحمى حظك من عذاب ال ،مع
مالك من الثواب أتحب أن يكشف ال عزوجل ما بك ؟ قال :بلى قال :قل:
رب ارحم جلدي الرقيق وعظمي الدقيق ،وأعوذ بك من فورة الحريق ،يا ام
ملدم ،فان كنت آمنت بال واليوم الخر ،فل تأكلي اللحم ،ول تشربي الدم،
وانتقلي إلى من يزعم أن مع ال إلها آخر ل إله إل ال وحده ل شريك له،
شهدت به ،وأن محمدا عبده ورسوله " .قال علي عليه السلم فقلتها
وعوفيت .وكان رسول ال صلى ال عليه وآله يتعوذ من الحمى والوجاع
ويقول " :اللهم إني أعوذ بك من شر عرق نعار ،ومن شر حر النار ".
وعن الحسن بن طريف قال :كتبت إلى أبي محمد العسكري عليه السلم
أسأله عن القائم إذا قام ،بم يقضي بين الناس ؟ وأردت أن أسأله عن شئ
لحمى الربع ،فاغفلت ذكر الحمى ،فجاء الجواب :سألت عن المام ،إذا قام
قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود ل يسأل البينة ،وكنت أردت أن تسأل
لحمى الربع فانسيت ،فاكتب في ورقة وعلقه على المحموم " يا نار كوني
بردا وسلما على إبراهيم " قال :فكتبت ذلك وعلقت على محموم لنا فأفاق
وبرأ .وللحمى :يكتب على كاغذ ويشد على العضد " براءة من ال العزيز
الحكيم ومن محمد رسول رب العالمين إلى ام ملدم التي تمص الدم،
وتنهش العظم وترق الجلد ،وتأكل اللحم أن كوني على صاحب كتابي هذا
بردا وسلما كما كانت النار على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم
الخسرين ،وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في
الظلمات أن ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ،وصلى ال على
محمد وآله أجمعين .وللحمى أيضا :يكتب على ثلث سكرات بيض " يريد
ال أن يخفف عنكم وخلق النسان ضعيفا ،الن خفف ال عنكم ،ذلك
تخفيف من ربكم ورحمة.
][32
- 16مكا :للمحموم يكتب على ثلث أقطاع بخط دقيق ل يمكن قراءته ،ويأكلها
المحموم كل يوم نسخة منها على الريق ،بعد أن جعلت مجموعة مدورة
كالبندقة " بسم ال ذي العز والكبرياء والنور " وهذه النسخة مجربة كان
المام الحسن السمرقندي يعتد بها ويداوم مكاتبتها حقه وكأنه وجد له
إسنادا .اخرى :يكتب على ثلث سكرات ويأكلها المحموم بثلث غدوات كل
يوم قطعة على الريق ،الولى " عقدت باذن ال " الثاني " شددت باذن
ال " الثالث " سكنت باذن ال " .اخرى " :بسم ال الرحمن الرحيم
وربطنا على قلوبهم إلى قوله :شططا ) (1إذ قال موسى لهله إلى قوله:
الحكيم ) (2مع سبع من العقود السليمانية ) .(3اخرى :يكتب على القدم
اليمن " بسم ال يا حمى الماضية المستضية بالذي في السماء عرشه،
وبالذي كلم موسى تكليما ،واتخذ إبراهيم خليل ،وبعث محمدا بالحق نبيا،
لما خرجت من العظم إلى اللحم ومن اللحم إلى الجلد ومن الجلد إلى الرض
فتسكن فيها ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،وصلى ال على محمد
وآله وسلم تسليما كثيرا ) .(4اخرى :يكتب ويشد ويعقده سبع عقد ،ويقرأ
على كل عقدة فاتحة الكتاب ويشد على رأس المحموم " بسم ال الرحمن
الرحيم وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ،وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة
للمؤمنين ،يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم
الخسرين ،يا ال يا ال يا ال ،يا رحمن
) (1وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والرض لن ندعو من
دونه الها لقد قلنا إذا شططا :الكهف (2) .13 :إذ قال موسى لهله انى
آنست نارا سأتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون فلما
جاءها نودى أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان ال رب العالمين
يا موسى أنه أنا ال العزيز الحكيم ،النمل (3) .9 - 7 :كأنه يريد الخاتم
كما مر ص (4) .28مكارم الخلق ص .458
][33
يا رحمن يا رحمن ،اسكن بقدرة الجبار العظيم] ،بقدرة[ المنان الكريم " ويكتب
المعوذتين .اخرى :عن الصادق عليه السلم أنه قال :حم رسول ال صلى
ال عليه وآله فأتاه جبرئيل عليه السلم فقال " :بسم ال أرقيك ،يا محمد
بن عبد ال ! بسم ال أشفيك ،بسم ال من كل داء يعنيك بسم ال وال
شافيك ،بسم ال خذها فلتهنيك ،بسم ال الرحمن الرحيم ،فل اقسم بمواقع
النجوم لتبرأن باذن ال " ويشد التعويذ في عنق المحموم .عن الرضا
عليه السلم قال :اشتكت جارية لي وكان لها قدر فأتاني آت في المنام فقال
لي :قل لها :تقول " :يا رباه يا سيداه صل على محمد وأهل بيته ،واكشف
عني ما أجد " فان فلن بن فلن نجا من النار بهذه الدعوة .للحمى )(1
عن الرضا عليه السلم يكتب بسم ال الرحمن الرحيم ب ؟ كر الرحمن قلنا
يا نار كونى بردا وسلما على ابراهيم وال ابراهيم وصل على محمد وال
محمد وعلى فلن بن فلن باذن ال يشفى عن داود بن زربي قال :وعكت
بالمدينة وعكا شديدا فبلغ ذلك أبا عبد ال عليه السلم فكتب إلي :قد بلغني
علتك فاشتر صاعا من بر ثم استلق على قفاك ،وانثره على صدرك كيف ما
انتثر ،وقل " :اللهم إني أسئلك باسمك الذي إذا سألك به المضطر كشفت
ما به من ضر ومكنت له في الرض وجعلته خليفتك على خلقك ،أن تصلي
على محمد وآل محمد وأن تعافيني من علتي " واستو جالسا واجمع البر
من حولك وقل مثل ذلك ،واقسمه مدا مدا لكل مسكين ،وقل مثل ذلك .قال
داود :ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال وقد فعل غير واحد فانتفع به )
.(2دعاء آخر :قال الصادق عليه السلم :حم رسول ال صلى ال عليه
وآله فأتاه جبرئيل عليه السلم يعوذه وقال " :بسم ال أرقيك ،وبسم ال
أشفيك ،وبسم ال من كل داء يعنيك ،بسم ال
][34
وال شافيك ،بسم ال خذها فلتهنيك ،بسم ال الرحمن الرحيم فل اقسم بمواقع
النجوم لتبرأن باذن ال ) .(1من مسموعات السيد المام ناصح الدين أبي
البركات المشهدي رحمة ال عليه عن الصادق عليه السلم قال :طين قبر
الحسين عليه السلم شفاء من كل داء ،فإذا أكلته فقل :بسم ال وبال،
اللهم اجعله رزقا واسعا وعلما نافعا وشفاء من كل داء إنك على كل شي
قدير .وقال الصادق عليه السلم ،من أصابته علة فبدأ بطين قبر الحسين
عليه السلم شفاه ال من تلك العلة ،إل أن تكون علة السام .دعاء آخر:
عن أبي جعفر عليه السلم قال :ضع راحتك على فمك وقل " :بسم ال
ثلثا بجلل ال ثلثا بكلمات ال التامات " ثلثا ثم تمسح على رأس الذي
يشتكي ووجهه يصنع ذلك أشفق أهله عليه ) .(2دعاء آخر :عن زرارة،
عن أحدهما عليهما السلم قال :إذا دخلت على مريض فقل :اعيذك بال
العظيم رب العرش العظيم ،من كل عرق نعار ،ومن شر حر النار .سبع
مرات - 18 (3) .طا :فيما جربناه لزوال الحمى ،فوجدناه كما رويناه،
يكتب في كاغذ يوم الحد ويوم الربعا ،كل طلسم منها منفردا في رقعة،
ويغسل في شراب أو ماء الول يوم الحد ،والثاني يوم الثنين ،والثالث
يوم الثلثا ،ويشرب كل يوم واحدا إذا غسل ل يبقى في الورقة من مداده
شئ ،فان زالت الحمى في هذه الثلثة اليام ،وإل تكتب كذلك في ثلث
ورقات يوم الربعا ،ويغسل الول يوم الربعا ويشرب ماؤه ،والثاني يوم
الخميس ،والثالث يوم الجمعة ،ويشرب ماءه وقد زالت الحمى بال جل
جلله ،وهذه صورة الثلث طلسمات.
][35
- 19كا :محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن عبد العزيز بن المهتدي ،عن
يونس بن عبد الرحمن ،عن داود بن زربي قال :مرضت بالمدينة مرضا
شديدا فبلغ ذلك أبا عبد ال عليه السلم فكتب إلي :قد بلغني علتك فاشتر
صاعا من بر ثم استلق على قفاك ،وانثره على صدرك كيف ما انتثر ،وقل:
" اللهم إني أسئلك باسمك الذي إذا سألك به المضطر كشفت ما به من
ضر ،ومكنت له في الرض ،وجعلته خليفتك على خلقك أن تصلي على
محمد وعلى أهل بيته ،وأن تعافيني من علتي " ثم استو جالسا واجمع
البر من حولك ،وقل مثل ذلك واقسمه مدا مدا لكل مسكين وقل مثل ذلك قال
داود :ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال ،وقد فعله غير واحد فانتفع به )
- 20 .(1كا :الحسين بن محمد ،عن أحمد بن إسحاق الشعري ،عن بكر
بن محمد الزدي قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :حم رسول ال صلى
ال عليه وآله فأتاه جبرئيل عليه السلم فعوذه فقال " :بسم ال أرقيك يا
محمد ،بسم ال أشفيك ،بسم ال من كل داء يعنيك ،بسم ال وال سافيك،
بسم ال خذها فليهنيك بسم ال الرحمن الرحيم فل اقسم بمواقع النجوم
لتبرأن باذن ال " قال بكر :وسألته عن رقية الحمى فحدثني بهذا )21 .(2
-ق :عوذة للحمى مباركة ،يكتب في ورقة ويعلقه الرجل في عضده
اليسر ،والمرأة في عضدها اليمن ،ويشد الكتاب بغزل الم وابنتها،
وهو " :بسم ال الرحمن الرحيم ،من ال وإلى ال ،ول غالب إل ال،
المستعان بال ،والتكلن على ال ،والشفاء بيد ال ،ول حول ول قوة إل
بال العلي العظيم براءة من ال العزيز الحكيم ،لصاحب كتابي هذا وشعره
وبشره وجسده وبدنه ولحمه ودمه وعظمه إلى ام ملدم التي تذيب اللحم،
وتمس الدم ،وتوهن العظم حرها من جهنم وبردها من الزمهرير .يا ام
ملدم ! إن كنت مؤمنة بال واليوم الخر فل تقربي من علق عليه كتابي
][36
هذا ،ول تمصي له دما ،ول توهني له عظما ،ول تذيبي له لحما ،واطفئي بعزة ال
الذي جعل النار بردا وسلما على إبراهيم ،وأرادوا به كيدا فجعلناهم
الخسرين آدم صفوة ال ،إبراهيم خليل ال ،موسى كليم ال ،عيسى روح
ال ،محمد حبيب ال يا عدوة آدم وحوا ،قد حال جبرئيل .عزمت عليك يا ام
ملدم بعزة ال ،وقدرة ال ،وبعظمة ال ،وبجلل ال وسلطان ال،
وبكبرياء ال ،وبما جرى به القلم من عند ال ،على محمد بن عبد ال
صلى ال عليه وآله أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال
أنى يحيي هذه ال بعد موتها فأماته ال مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال
لبثت يوما أو بعض يوم .إليك عني جرى القرطاس والقلم ،وننزل من
القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ،ول يزيد الظالمين إل خسارا ،ختمت
هذا الكتاب على اسم ال المقدس المطهر الطاهر ،وخاتم سليمان بن داود،
وخاتم محمد بن عبد ال صلى ال عليه وآله ،وفاتحة الكتاب إلى آخرها،
أو كالذي مر على قرية - 21 .مهج :دخل النبي صلى ال عليه وآله على
فاطمة الزهراء عليها السلم ،فوجد الحسن عليه السلم موعوكا ،فشق
ذلك على النبي صلى ال عليه وآله فنزل جبرئيل عليه السلم فقال :يا
محمد أل اعلمك معاذة تدعو بها فينجلي بها عنه ما يجده ؟ قال :بلى ،قال:
قل " اللهم ل إله إل أنت العلي العظيم ،ذو السلطان القديم ،والمن العظيم،
والوجه الكريم ل إله إل أنت العلي العظيم ،ولي الكلمات التامات،
والدعوات المستجابات ،حل ما أصبح بفلن " فدعا النبي صلى ال عليه
وآله ثم وضع يده على جبهته فإذا هو بعون ال قد أفاق ) - 22 .(1مهج:
علي بن عبد الصمد ،عن جده ،عن الفقيه أبي الحسن عن السيد أبي
البركات علي بن الحسين الحسني الجوزي ،عن محمد بن بابويه ،عن
الحسن بن محمد بن سعيد ،عن فرات بن إبراهيم ،عن جعفر بن محمد بن
بشرويه عن محمد بن إدريس النصاري ،عن داود بن رشيد والوليد بن
شجاع بن مروان
][37
عن عاصم ،عن عبد ال بن سلمان الفارسي ،عن أبيه قال :خرجت من منزلي يوما
بعد وفاة رسول ال صلى ال عليه وآله بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي
طالب عليه السلم ابن عم الرسول صلى ال عليه وآله فقال لي :يا سلمان
جفوتنا بعد رسول ال صلى ال عليه وآله فقلت :حبيبي أبا الحسن مثلكم ل
يجفى ،غير أن حزني على رسول ال صلى ال عليه وآله طال ،فهو الذي
منعني من زيارتكم فقال عليه السلم :يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت
رسول ال صلى ال عليه وآله فانها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد
اتحفت بها من الجنة ،قلت لعلي عليه السلم :قد اتحفت فاطمة عليها
السلم بشئ من الجنة بعد وفاة رسول ال صلى ال عليه وآله ؟ قال :نعم
بالمس .قال سلمان :فهرولت إلى منزل فاطمة بنت محمد صلى ال عليه
وآله فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها،
وإذا غطت ساقها انكشفت رأسها ،فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت :يا
سلمان جفوتني بعد وفات أبي صلى ال عليه وآله ،قلت :حبيبتي لم أجفكم،
قالت :فمه ،اجلس واعقل ما أقول لك .إني كنت جالسة بالمس في هذا
المجلس وباب الدار مغلق ،وأنا أتفكر في انقطاع الوحى عنا وانصراف
الملئكة عن منزلنا ،فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد فدخل علي
ثلث جوار لم ير الراؤون بحسنهن ول كهيئتهن ،ول نضارة وجوههن،
ول أزكى من ريحهن ،فلما رأيتهن قمت إليهن متنكرة لهن ،فقلت لهن:
بأبي أنتن من أهل مكة أم من أهل المدينة ؟ فقلن :يا بنت محمد لسنا من
أهل مكة ،ول من أهل المدينة ،ول من أهل الرض جميعا ،غير أننا جوار
من الحور العين من دار السلم ،أرسلنا رب العزة إليك يا بنت محمد إنا
إليك مشتاقات .فقلت للتي أظن أنها أكبر سنا :ما اسمك ؟ قالت :اسمي
مقدودة ،قلت :ولم سميت مقدودة ؟ قالت :خلقت للمقداد بن السود
الكندي ،صاحب رسول ال صلى ال عليه وآله ،فقلت للثانية :ما اسمك ؟
قالت ذرة ،قلت :ولم سميت ذرة وأنت في عيني نبيلة ؟ قالت :خلقت لبي
ذر الغفاري صاحب رسول ال صلى ال عليه وآله ،فقلت للثالثة :ما اسمك
؟ قالت :سلمى ،قلت :ولم سميت سلمى ؟ قالت :أنا لسلمان الفارسي مولى
أبيك رسول ال صلى ال عليه وآله.
][38
قالت فاطمة ثم أخرجن لي رطبا أزرق كأمثال الخشكنانج الكبار ) (1أبيض من
الثلج ،وأزكى ريحا من المسك الذفر ) (2فقالت لي :يا سلمان أفطر
عشيتك ]عليه[ فإذا كان غدا فجئني بنواه ،أو قالت عجمه ،قال سلمان:
فأخذت الرطب فما مررت بجمع من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله
إل قالوا :يا سلمان أمعك مسك ؟ قلت :نعم فلما كان وقت الفطار أفطرت
عليه فلم أجد له عجما ول نوى .فمضيت إلى بنت رسول ال صلى ال
عليه وآله في اليوم الثاني فقلت لها عليها السلم :إني أفطرت على ما
أتحفتيني به فما وجدت له عجما ول نوى ،قالت :يا سلمان ولن يكون له
عجم ول نوى ،وإنما هو نخل غرسه ال في دار السلم بكلم علمنيه أبي
محمد صلى ال عليه وآله كنت أقوله غدوة وعشية ،قال سلمان :قلت:
علميني الكلم يا سيدتي فقالت :إن سرك أن ل يمسك أذى الحمى ما عشت
في دار الدنيا فواظب عليه ،ثم قال سلمان :علمتني هذا الحرز فقالت :بسم
ال الرحمن الرحيم ،بسم ال النور ،بسم ال نور النور ،بسم ال نور على
نور ،بسم ال الذي هو مدبر المور ،بسم ال الذي خلق النور من النور
الحمد ل الذي خلق النور من النور ،وأنزل النور على الطور ،في كتاب
مسطور في رق منشور ،بقدر مقدور ،علي نبي محبور ،الحمد ل الذي هو
بالعز مذكور وبالفخر مشهور ،وعلى السراء والضراء مشكور ،وصلى ال
على سيدنا محمد وآله الطاهرين .قال سلمان :فتعلمتهن فو ال ولقد
علمتهن أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ،ومكة ،ممن بهم علل الحمى
فكل برئ من مرضه بإذن ال
) (1خشكنانج معرب خشك نانه وهو الخبز السكرى الذى يختبز مع الفستق واللوز.
) (2قد سقط ههنا من الصل نحو سطر من المتن وقد مر الحديث برواية
الطبري وكان لفظه هكذا :وقد أهدوا إلى هدية من الجنة وقد خبأت لك
منها فأخرجت إلى طبقا من رطب أبيض ما يكون من الثلج وأزكى رائحة
من المسك فدفعت إلى خمس رطبات وقالت لى :كل هذا يا سلمان عند
افطارك الخ.
][39
تعالى ) .(1أقول :قد مضى خبر آخر في هذا المعنى في باب أحراز مولتنا فاطمة
الزهراء صلوات ال عليها )) * 57 .(2باب( * * " )العوذة والدعاء
للحوامل من النس والدوراب وعوذة الطفل( " * * " )ساعة يولد وعوذة
النفساء( " * - 1طب :الوليد بن نقية مؤذن مسجد الكوفة قال :حدثنا أبو
الحسن العسكري ،عن آبائه ،عن محمد الباقر عليه السلم قال :من أراد
أن ل يبعث الشيطان بأهله مادامت المرأة في نفاسها ،فليكتب هذه العوذة
بمسك وزعفران ،بماء المطر الصافي ،وليعصره بثوب جديد لم يلبس،
وألبس منه أهله وولده ليرش الموضع والبيت الذي فيه النفساء ،فانه ل
يصيب أهله ما دامت في نفاسها ،ول يصيب ولده خبط ول جنون ول فزع
ول نظرة إنشاء ال تعالى :بسم ال الرحمن الرحيم بسم ال ،بسم ال ،بسم
ال ،والسلم على رسول ال والسلم على آل رسول ال ،والصلة عليهم
ورحمة ال وبركاته ،بسم ال وبال ،اخرج بإذن ال ،اخرج باذن ال ،منها
خرجتم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى فان تولوا فقل حسبي ال
ل إله إل هو ،عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ،بسم ال وبال أدفعكم
برسول ال ) - 2 .(3طب :الخضر بن محمد ،عن الخراذينى ،عن الحسن
بن على بن فضال عن محمد بن هارون ،عن ابن رئاب ،عن ابن سنان،
عن المفضل ،عن جابر ،عن
) (1مهج الدعوات (2) .9 - 6 :راجع ج 94ص (3) .227 - 226طب الئمة ص
.97
][40
أبي جعفر عليه السلم ورواه أيضا عن على بن أسباط ،عن ابن بكير ،عن زرارة
بن أعين عن أبي جعفر عليه السلم قال :تكتب للفرس العتيقة الكريمة
وضعها هذه العوذة في رق ]غزال[ ويعلق في حقويها " :اللهم يا فارج
الهم ،وكاشف الغم ،رحمن الدنيا والخرة ورحيمهما ،ارحم فلن بن فلن
صاحب الفرس رحمة تغنيه عن رحمة من سواك وفرج همه وغمه ونفس
كربته ،وسلم فرسه ،ويسر عليها ولدتها " .خرج عيسى بن مريم،
ويحيى بن زكريا على نبينا وآله وعليهما السلم إلى البرية فسمعا صوت
وحشية فقال المسيح عيسى بن مريم عليهما السلم :يا عجبا ما هذا
الصوت ؟ قال يحيى :هذا صوت وحشية تلد ،فقال عيسى بن مريم عليهما
السلم :انزل سرحا سرحا باذن ال تعالى ) - 3 .(1طب :أبو يزيد القناد،
عن محمد بن مسلم ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال :تكتب هذه
العوذة في قرطاس أورق للحوامل من النس والدواب " بسم ال الرحمن
الرحيم ،بسم ال ،بسم ال ،بسم ال ،إن مع العسر يسرا ،إن مع العسر
يسرا ،يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر ،ولتكلموا العدة ولتكبروا ال
على ما هداكم ولعلكم تشكرون ،وإذا سئلك عبادي عني فاني قريب اجيب
دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ،ويهيئ
لكم من أمركم مرفقا ،ويهيئ لكم من أمركم رشدا ،وعلى ال قصد السبيل
ومنها جائر ،ولو شاء لهداكم أجمعين ،ثم السبيل يسره .أولم ير الذين
كفروا أن السموات والرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ
حي أفل يؤمنون ،فانتبذت به مكانا قصيا ،فأجاءها المخاض إلى جذع
النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا فناديها من تحتها أل
تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ،وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك
رطبا جنيا ،فكلي واشربي وقري عينا فاما ترين من البشر أحدا فقولي إني
نذرت
][41
للرحمن صوما فلن اكلم اليوم إنسيا ،فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت
شيئا فريا يا اخت هارون ما كان أبوك امرء سوء وما كانت امك بغيا،
فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد ال آتاني
الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلوة والزكوة
ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلم على يوم ولدت
ويوم أموت ويوم ابعث حيا ،ذلك عيسى بن مريم .وال أخرجكم من بطون
امهاتكم ل تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والبصار والفئدة لعلكم
تشكرون ،أولم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إل ال
إن في ذلك ليات لقوم يؤمنون ،كذلك أيها المولود اخرج سويا باذن ال
عزوجل .ثم تعلق عليها ،فإذا وضعت نزع منها ،واحفظ الية أن تترك منها
بعضها أو تقف على موضع منها حتى تتمها وهو قوله تعالى " وال
أخرجكم من بطون امهاتكم ل تعلمون شيئا " فان وقفت ههنا خرج
المولود أخرس ،وإن لم تقرأ " وجعل لكم السمع والبصار والفئدة لعلكم
تشكرون " لم يخرج الولد سويا ) * 58 .(1باب * * " )عوذة الحيوانات
من العين وغيرها( " * - 1طب :أحمد بن الحارث ،عن سليمان بن
جعفر ،عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلم في عوذة الحيوان،
وقال :هي محفوظة عندهم " بسم ال الرحمن الرحيم " بسم ال وبال،
خرج عين السوء من بين لحمه وجلده وعظمه وعصبه وعروقه ،فلقيها
جبرئيل وميكائيل صلوات ال عليهما ،فقال :أين تذهبين أيتها اللعينة )(2
) (1طب الئمة ص (2) .99 - 98في المصدر :أيتها العينة وكذا فيما يأتي.
][42
قالت :أذهب إلى الجمل فأطرحه من قطاره ،والدابة من مقودها ،والحمار من آكامه،
والصبي من حجر امه ،وألقى الرجل الشاب الممتلئ من قدميه ،فقال لها:
اذهبي أيتها اللعينة إلى البرية ،فثم حية لها عينان ،عين من ماء ،وعين
من نار وكذلك يطبع ال على عين السوء ،وعبس عابس ،وحجر يابس،
ونفس نافس ونار قابس ،رددت بعون ال عين السوء إلى أهله ،وفي
جنبيه وكشحيه وفي أحب خلنه إليه ،بعزيمة ال ،وقوله " أو لم ير الذين
كفروا أن السموات والرض كانتا رتقا ففتقناهما ،وجعلنا من الماء كل شئ
حي أفل يؤمنون ،فارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو
حسير ،وصلى ال على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين ) - 2 .(1طا:
فيما نذكره إذا حصلت الملعونة في عين دابة :يقرؤها ويمر يده على عينها
ووجهها ،أو يكتبها ويمر الكتابة عليها باخلص نية " بسم ال الرحمن
الرحيم بسم ال الشافي ،بسم ال الكافي ،بسم ال المعافي ،بسم ال الذي
ل يضر مع اسمه شئ في الرض ول في السماء وهو السميع العليم،
وننزل من السماء ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ،واردد العين الحابس،
وحجر يابس ]وماء فرس[ وشهاب ثاقب من العين إلى العين ،فقال جبرئيل
وميكائيل عليهما السلم إلى أين تذهب يا عين السوء قالت :أذهب إلى
الثور في نيره ) (2والجمل في قطاره ،والدابة في رباطها ،فقال عليهما
السلم لها :عزمنا عليك بتسعة وتسعين اسما أن تلقى الثور في نيره،
والجمل في قطاره والدابة في رباطها ،كذلك يطفئ ال الوجع من العين ،بل
حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،بسم ال ،سلم سلم من ال الذي ل إله
إل هو ،السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان ال عما
يشركون - 3 .ق :عوذة لمير المؤمنين عليه السلم للعين قال ]حين[
أصابت العين فحل من إبل أمير المؤمنين علي " :بسم ال الرحمن
الرحيم ،بسم ال العظيم ،عبس عابس ،وشهاب
) (1طب الئمة ص (2) .134 - 133النير :الخشبة المعترضة في عنقي الثورين
بأداتها ويسمى بالفارسية " يوغ ".
][43
قابس ،وحجر يابس ،رددت عين العاين عليه من رأسه إلى قدميه ،آخذ عيناه،
قابض بكله ،وعلى جاره وأقاربه ،جلده دقيق ،ودمه رقيق ،وباب المكروه
به تليق ،فارجع البصر هل ترى من فطور ،ثم ارجع البصر كرتين ينقلب
إليك البصر خاسئا وهو حسير - 4 .ق :عوذة للدواب عن الصادقين عليهم
السلم " بسم ال الرحمن الرحيم اعيذ من ) (1علق عليه كتابي هذا من
الخيل والدواب كمتها وشقرها وبلقها ودهمها أغرها وأحوائها وسميدعها
وزرزورها وأعشابها ومحجلها ) (2وأصفرها وما اختلف من ألوانها،
أعوذ وأمتنع وأزجر وأعقد وأحبس عن من علق عليه كتابي هذا من الخيل
والبهائم والحيوان ،من الكلم والصدام ومضغ اللجام وقرض السنان
والرسان والعترة والنظرة والسكرة ،والحصارة والعداية ) (3ووجع الكبد
) (1ما علق خ ل ،وكذا فيما يأتي (2) .الكمت بالضم جمع كميت باعتبار معناه فانه
تصغير أكمت من غير قياس يستوى فيه المذكر والمؤنث يقال :مهر
كميت ومهرة كميت ،والكميت من الخيل :الحمر الذى خالط حمرته قنوء
أي سواد غير خالص ،وقيل :بين السود والحمر ،والشقر جمع أشقر
وهو من الخيل :الحمر الذى حمرتها صافية مع حمرة العرف والذنب،
وهذا هو الفرق بين الكميت والشقر ،قال أبو عبيدة :يفرق بينهما
بالعرف والذنب فان كانا أحمرين فهو الشقر وان كان أسودين فهو
الكميت .والبلق جمع البلق :وهو الذى فيه سواد وبياض ،والدهم جمع
الدهم وهو الشديد الورقة :سواد في غبرة -حتى يذهب البياض،
والغر :ما كان بجبهته بياض قدر درهم والحوى السود الذى يضرب
سواده إلى الخضرة ،وقيل :الحمر يضرب إلى السواد والسميدع :الموطأ
الكتاف الذلول ،والزرزور :المركب الضيق والعشاب كانه جمع عشب
أو عشبة :القصير الدميم أو الكبير المسن أو الذى يضرب لونه إلى لون
العشب والمحجل :ما كان في قوائمه الربع بياض وان كان في الرجلين
فهو محجل الرجلين (3) .الكلم -بالكسر -جمع كلم وهو الجرح،
والصدام بالكسر والعامة تضمه وهو القياس :داء في رؤس الدواب وقاله
الجوهرى ،والعترة بالفتح :الضطراب والوثوب والنظرة أن تبصر الخيل
الطائف من الجن ،فيشخص عينه إلى جانبه ،والكسرة :التحير وسكون
][44
النظر ،أو امتلء المركوب من الغيظ والغضب ،والحصارة أن ينقطع الخيل ويقف
وقفة بعد ما ارسل ارسال كانه حبس نفسه ،والعداية أن يعدو الفرس
متواثبا مالكا لزمامه ل يمكن حبسها (1) .النشار جمع نشر وهو الجرب
وفى بعض النسخ ]والنثيان[ فيكون عطفا على الكبد ،أي ووجع النثيان،
ل على الوجع (2) .والعسل أن يضطرب الفرس في عدوه ويهز رأسه في
مضائه ،والكبوة :أن ينكب لوجهه (3) .العريرة :نوع جرب والحرد أن
يسترخى عصب يد الحافر من عقال ونحوه أو يكون خلقة حتى كأنه
ينفضها إذا مشى .والحرب الهلك وان كان بالمعجمة فهو معروف
والجلد :السقوط على الرض ،وفى البل ونحوه أن ل يكون لها نتاج ول
لبن ،والقصر -محركة -داء يصيب البعير وغيره في عنقه فليتوى.
والحمرة :ورم من جنس الطواعين وهو الورم الحار (4) .الروابد جمع
رابد :الحابس للدابة عن المشى .والنفاخ كرمان نفخة الورم من داء
يحدث يأخذ حيث أخذ .والعلق أن تشرب الدابة ماء فعلقت بحلقومها
العلقة والذباب معروف ويطلق أيضا :على الجنون ،والشؤم ،والشر
الدائم ،ونكتة سوداء في جوف حدقة الفرس وسيأتى له معنى آخر(5) .
الرتهاس :اصطكاك رجلى الدابة ،والظلمة لعلها أن يظلم بعض الدواب
بعضا بالنطح يقال وجدنا أرضا تتظالم معزاها ،والمعل :استلل
الخصيتين (6) .الجدرى بثور حمر بيض الرؤس تنتشر في البدن وتنتفط
وتتقيح سريعا يقال له بالفارسية :آبله ،والطبوع -كتنور -دويبة ذات
سم من جنس القردان تتعلق بالبعير ونحوه وهى كالقمل للنسان،
والجمح :أن يركب الدابة رأسه ل يثنيه شئ وأن يعتز راكبه ويجرى
غالبا اياه ،والرمح أن يرفس برجله.
][45
والدمعة ) (1عند الجهي ومن التعسير والتخييل ومن معط ) (2شعر الناصية ومن
المتناع من العلف ،ومن البرص وبلع الريش ،ومن الذرب ومن قصد
الرتياع ) (3ومن النكبة والنملة ) (2ومن المتناع من البنة ) (5والعلف
والسرج واللجام .حصنت جميع ما علق عليه كتابي هذا بال العظيم من
شر كل سبع وضبع وأسد وأسود ،ومن السراق والطراق ،إل طارق يطرق
بخير ،قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم
معرضون ،قل هو ال أحد الواحد القهار .تحصنت بذي العزة والجبروت،
وتوكلت على الحى الذي ل يموت نور النور ،ومقدر النور ،نور النوار،
ذلك ال الملك القهار ،فسيكفيكهم ال
) (1الحداج :أن ينظر الفرس إلى شخص أو شئ أو يسمع صوتا فأقام اذنيه نحوه
مع عينيه .والوحام شدة الحر (2) .التعسير :أن يحتبس ما في بطن الدابة
ول يخرج ،والتخييل أن يتخيط إليها الجن أو الشياء المخوفة ،أو هو
التخييل بمعنى الجنون ،وتخييل اليد ،فلجها وفى القاموس :اختبلت
الدابة :لم تثبت في موطئها .ومعط الشعر :أن يتساقط من داء أو جرب
ونحو ذلك (3) .الذرب -بالكسر -شئ يكون في عنق النسان أو الدابة
مثل الحصاة وقيل :داء يكون في الكبد .والرتياع بالعين المهملة الفزع
والتفزع ،وقد يكون بمعنى الرتياع وبالغين المعجمة ،الروغان وهو
الذهاب هكذا وهكذا (4) .النملة :شق في حافر الدابة من الشعر إلى
طرف السنبك ،وقروح في الجنب وبثرة تخرج بالجسد بالتهاب واحتراق
ويرم مكانها يسيرا ويدب إلى موضع آخر كالنملة ويسميها الطباء
الذباب ،وتقول المجوس :ان ولد الرجل إذا كان من اخته وخط على
النملة شفى صاحبها كقوله " :كرام وانا ل نخط على النمل " (5) .البن:
اليابس من الطعام والعلف ،ونبت يخرج في رؤس الكام له اصل ول
يطول وكانه شعر يؤكل.
][46
وهو السميع العليم - 5 .ق :عوذة الفرس والفارس :بسم ال الرحمن الرحيم اعوذ
واعيذ دابة فلن بن فلن المعروف بكذا وكذا ،وسائر دوابه من الخيل من
دهمها وشقرها وكمتها وأغرها ومحجلها وحصنها وحجورها من المشش
والرهش والرعش والدعص والرهصة والرصة ) (1وخفقان الفؤاد وغدة
الصفاق والرجس ) (2وبلع الريش وبلع الحشيش والجدار والخذلن )(3
ووجع الجوف والربو في المريس ومن الطرفة ) (4والصدمة والعثار
والحمرة في الماق ومن الحمر والبهر وعرق ) (5النتشار ووجع
العضاء واسترخاء القوائم وسائر العلل في البهائم .دفعت عيون السوء
عنها في سائر جسومها وبشرها ولحمها ودمها وظاهرها
) (1المشش :شئ يشخص وظيف الدابة حتى يشتد دون اشتداد العظم ،وبياض
يعترى البل في عيونها .والرهش والرتهاش والرهس والرتهاس
اصطكاك رجلى الدابة فتعقر رواهشها ،كما مر ،والرعش والرتعاش
كالرعس والرتعاس الضطراب والهتزار في السير ،ويطلق على المشى
الضعيف من العياء وغيره ولعله ما يقال له :بالفارسية " كوفت ".
والدعص :الركض والرفس بالرجل .كالدعس ،والرهصة :وقرة تصيب
باطن حافر الفرس ،والرصة بالمهملة :التصاق الفخذين ،وهو يورث
الدبر ،والرضة بالمعجمة :التكسر (2) .الصفاق :جلد البطن كله ،أو هو
الجلد السفل الذى تحت الجلد الذى عليه الشعر .والرجس بالفتح :أن
تهدر البعير كالرعد (3) .الخذلن :في الدابة التخلف عن القطيع منفردا ل
يأنس بصواحبها (4) .الربو :انتفاخ الفرس من عدو أو فزع .والطرفة:
نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها (5) .الحمر داء
في الفرس تتغير رائحة فمه ويكون من اكل الشعير الفاسد يوجب السنق
والتخمة ،وقيل :السنق للحيوان والتخمة للنسان ،والبهر :تتابع النفس
وانقطاعه من العياء ،وانما يعترى الفرس ونحوه عند السعي والعدو
الشديد ،وانتشار العرق والعصب انتفاخه من كثرة العدو أو داء آخر(*) .
][47
) (1الغوامز جمع غامز ،وهو ما يغمز في رجل الحافر ونحوه بحيث يميل من
رجلها ،وذلك لوجع أو لداء أو رهصة ،واللوادغ جمع اللدغ ،من العقرب
والحية والزنبور ونحوها من اللداغ.
][48
) * - 59باب( * * " )الدعاء لعموم الوجاع والرياح وخصوص وجع الرأس( "
* * " )والشقيقة وضربان العروق( " * - 1مكا :رقية لجميع اللم وقيل
للضرس " بسم ال وبال ،وصلى ال على محمد وآله الطيبين ،صنع ال
الذي أتقن كل شئ أنه خيبر بما تفعلون اسكن أيها الوجع سكنتك بالذي
سكن له ما في السماوات وما في الرض وهو العلي العظيم عزمت عليك
أيها الوجع بال الذي اتخذ إبراهيم خليل ،وكلم موسى تكليما وخلق عيسى
من روح القدس ،وبعث محمدا بالحق نبيا لما ذهبت عن فلن بن فلنة إلى
مدة حياته ول تعود إليه ) .(1حرز القلنسوة ،كان بالملك النجاشي صداع
فكتب إلى النبي صلى ال عليه وآله في ذلك فبعث إليه هذا الحرز ،فخاطه
في قلنسوته ،فسكن ذلك عنه ،وهو :بسم ال الرحمن الرحيم ،بسم ال
الحق المبين ،شهد ال الية ) (2ل نور وحكمة ،وعزة وقوة ،وبرهان
وقدرة ،وسلطان ورحمة ،يا من ل ينام ل إله إل ال إبراهيم خليل ال ،ل
إله إل ال موسى كليم ال ،ل إله إل ال عيسى روح ال وكلمته ل إله إل
ال محمد رسول ال وصفيه وصفوته ،صلى ال عليه وآله عليهم أجمعين
اسكن سكنتك بما سكن له ما في السماوات والرض ،وبمن يسكن له في
الليل والنهار ،وهو السميع العليم ]فسخرنا له الريح تجري بأمره[ رخاء
حيث أصاب والشياطين ]كل بناء وغواص[ أل إلى ال تصير المور ).(3
) (1مكارم الخلق ص (2) .463شهد ال أنه ل اله ال هو والملئكة واولوا العلم
قائما بالقسط ل اله ال هو العزيز الحكيم :آل عمران (3) .19 :مكارم
الخلق ص (*) .464
][49
اخرى للصداع :يكتب في رق ويشد على الرأس بخيط " بسم ال الرحمن الرحيم
الم ال ل إله إل هو الحي القيوم -إلى قوله -ام الكتاب ) ،(1واخرج منها
مذموما مدحورا " .للصداع :عن أبي جعفر عليه السلم قال :يكتب في
كتاب ويعلق على صاحب الصداع من الشق الذي يشتكي " اللهم إنك لست
باله استحدثناه ،ول برب يبيد ذكره ول معك شركاء يقضون معك ،ول كان
قبلك إله ندعوه ونتعوذ به ،ونتضرع إليه وندعك ،ول أعانك على خلقنا
من أحد فنشك فيك ،ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك ،عاف فلن بن فلنة
وصل على محمد وأهل بيته " .وفي رواية " أسئلك باسمك الذي قام به
عرشك على الماء ،أن تصلي على محمد وآل محمد ،وأن تشفي فلن بن
فلنة من الصداع والشقيقة ،وضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا،
وأسئلك باسمك الذي به خلقت آدم عليه السلم وأتممت خلقه ،أن تصلي
على محمد وآل محمد ،وأن تشفي فلن بن فلنة " ) .(2للشقيقة :يكتب
هذه الكلمات في رق أو قرطاس فان كان رجل شد على رأسه وإن كانت
امرءة جعلته مع عقاصها ) " (3بسم ال الرحمن الرحيم " بسم ال من
الرض إلى السماء ،كان هبط جبرئيل فاستقبله الجدع فقال أين تريد ؟
قال :أذهب إلى إنسان آكل شحم عينيه ،وأشرب من دمه ،فقال :بال الذي
ل إله إل هو ل تذهب إلى النسان ول تأكل شحمة عينيه ،ول تشرب من
دمه ،أنا الراقي وال الشافي وصلى ال على محمد وأهل بيته " )- 2 .(4
مكا :عن أبي عبد ال عليه السلم قال :تضع يدك على الموضع الذي فيه
) (1آل عمران ،7 - 1وفى المصدر :إلى قوله " :اولوا اللباب " (2) .مكارم
الخلق ص (3) .464العقاص :جمع عقيصة ،خصلة تأخذها المرءة من
شعرها فتلويها ثم تعقدها مثل الرمانة (4) .مكارم الخلق ص .467
][50
الوجع ،وتقول ثلث مرات " :ال ال ال ربي حقا ل اشرك به شيئا اللهم أنت لها
ولكل عظيمة ففرجها عني " .دعاء آخر عنه عليه السلم قال :تضع يدك
على موضع الوجع وتقول " :اللهم إني أسئلك بحق القرآن العظيم الذي
نزل به الروح المين ،وهو عندك في ام الكتاب علي حكيم أن تشفيني
بشفائك ،وتداويني بدوائك ،وتعافيني من بلئك " ثلث مرات " وصلى ال
على محمد وأهل بيته " ) .(1قال الصادق عليه السلم ]تقول " [:بسم ال
وبال كم من نعمة ل عزوجل في عرق ساكن وغير ساكن ،على عبد شاكر
وغير شاكر " ثم تأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد صلة مفروضة ،وتقول" :
اللهم فرج كربي وعجل عافيتي واكشف ضرى " ثلث مرات واحرص أن
يكون ذلك مع دموع وبكاء ) .(2ودعاء آخر :وعن بعضهم قال :شكوت
إلى أبي عبد ال عليه السلم وجعا بي فقال قل " :بسم ال " ثم امسح يدك
عليه ،وقل " أعوذ بعزة ال ،وأعوذ بجلل ال ،وأعوذ بعظمة ال ،وأعوذ
بجمع ال ،وأعوذ برسول ال ،وأعوذ بأسماء ال من شر ما أحذر ،ومن
شر ما أخاف على نفسي " تقولها سبع مرات ،قال :ففعلت فأذهب ال عني
) .(3دعاء آخر عنه عليه السلم قال :تضع يدك على موضع الوجع وتقول
" بسم ال وبال محمد رسول ال صلى ال عليه وآله ،ل حول ول قوة إل
بال ،اللهم امسح عني ما أجد " ويمسح الوجع ثلث مرات ) - 3 .(4كا:
محمد بن يحيى ،عن أحمد بن محمد ،عن ابن محبوب ،عن جميل ابن
صالح ،عن ذريح قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يعوذ بعض ولده،
ويقول " :عزمت عليك ) (5يا ريح ويا وجع كائنا ما كنت ،بالعزيمة التي
عزم بها علي بن
][51
أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلم رسول رسول ال صلى ال عليه وآله على
جن وادي الصبرة فأجابوا وأطاعوا لما أجبت وأطعت ،وخرجت عن ابني
فلن ابن ابنتي فلنة الساعة الساعة ) - 4 .(2كا :محمد بن يحيى ،عن
ابن عيسى ،عن أبيه ،عن ابن المغيرة ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :من اشتكى الواهنة أو كان به صداع أو غمزه بوله،
فليضع يده على ذلك الموضع وليقل " :اسكن سكنتك بالذي سكن له ما في
الليل والنهار ،وهو السميع العليم " ) - 5 .(2ما :أحمد بن عبدون ،عن
علي بن محمد بن الزبير ،عن علي بن الحسن بن فضال ،عن العباس بن
عامر ،عن أحمد بن رزق ،عن معاوية بن وهب قال :كنت عند أبي عبد ال
عليه السلم قال :فصدع ابن لرجل من أهل مرو وهو عنده جالس ،قال:
فشكا ذلك إلى أبي عبد ال عليه السلم قال :ادنه مني قال :فمسح على
رأسه ثم قال " :إن ال يمسك السموات والرض أن تزول ،ولئن زالتا إن
أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا " ) - 6 .(3ب :ابن
طريف ،عن ابن علوان ،عن الصادق ،عن أبيه عليهما السلم أن رسول
ال صلى ال عليه وآله اشتكى الصداع ،فنزل عليه جبرئيل عليه السلم
فرقاه فقال " :بسم ال يشفيك ،بسم ال يكفيك ،من كل داء يؤذيك ،خذها
فليهنيك " ) - 7 .(4طب :عبد ال بن بسطام ،عن إسحاق بن إبراهيم ،عن
أبي الحسن العسكري عليه السلم قال :حضرته يوما وقد شكى إليه بعض
إخواننا فقال :يا ابن رسول ال إن أهلي يصيبهم كثيرا هذا الوجع الملعون،
قال :وما هو ؟ قال :وجع الرأس ،قال :خذ قدحا من ماء ،واقرأ عليه "
أولم ير الذين كفروا أن السموات والرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من
الماء كل شئ حي أفل يؤمنون " ثم
) (1الكافي ج 8ص 85ولجن وادى الصبرة ذكر في الحاديث راجع الرشاد:
(2) .160الكافي ج 8ص (3) .190أمالى الطوسى ج 2ص (4) .284
قرب السناد ص .62
][52
أشربه ،فانه ل يضره إنشاء ال تعالى ) - 8 .(1طب :محمد بن جعفر البرسي ،عن
محمد بن يحيى الرمني ،عن محمد بن سنان النسائي ،عن يونس بن
ظبيان ،عن المفضل ،عن أبي عبد ال ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال
أمير المؤمنين عليه السلم :هذه عوذة نزل بها جبرئيل عليه السلم على
النبي صلى ال عليه وآله والنبي صلى ال عليه وآله مصدع ،فقال :يا
محمد عوذ صداعك بهذه العوذة ،يخفف ال عنك وقال :يا محمد من عوذ
بهذه العوذة سبع مرات على أي وجع يصيبه شفاه ال بإذنه تمسح بيدك
على الموضع الذي تشتكي وتقول " :بسم ال ربنا الذي في السماء تقدس
ذكره ،ربنا الذي في السماء والرض أمره نافذ ماض ،كما أن أمره في
السماء ،اجعل رحمتك في الرض ،واغفر لنا ذنوبنا ،وخطايانا ،يا رب
الطيبين الطاهرين ،أنزل أنزل شفاء من شفائك ورحمة من رحمتك ،على
فلن بن فلنة " وتسمي اسمه .أيضا رقية ]للصداع[ :يا مصغر الكبراء،
ويا مكبر الصغراء ويا مذهب الرجس عن محمد وآل محمد ،ومطهرهم
تطهيرا ،صل على محمد وآله ،وامسح ما بي من صداع أو شقيقة )9 .(2
-طب :محمد بن إبراهيم السراج ،عن ابن محبوب ،عن هشام بن سالم،
عن حبيب السجستاني ،وكان أقدم من حريز السجستاني إل أن حريزا كان
أسبغ علما من حبيب هذا ،قال :شكوت إلى الباقر عليه السلم شقيقة
تعتريني في كل اسبوع مرة أو مرتين ،فقال :ضع يدك على الشق الذي
يعتريك ،وقل " يا ظاهرا موجودا ويا باطنا غير مفقود ،اردد على عبدك
الضعيف أياديك الجميلة عنده ،وأذهب عنه ما به من أذى ،إنك رحيم ودود
قدير " تقولها ثلثا تعافي إنشاء ال تعالى ) .(3ق :مرسل مثله ،وفيه إنك
عليم قدير - 10 .طب :السياري ،عن محمد بن على بن الحسين عليهم
السلم يعوذ رجل من
][53
أوليائه ذكر أنه أصابته شقيقة ،فذكر نحو العوذة المتقدمة .أيضا له :يكتب في
قرطاس ويعلق على الجانب الذي يشتكي " بسم ال الرحمن الرحيم أشهد
أنك لست باله استحدثناك ،ول برب يبيد ذكرك ،ول مليك يشركك قوم
يفضون معك ،ول كان قبلك من إله نلجاء إليه ،أو نتعوذ به وندعوه
وندعك ول أعانك على خلقنا من أحد فيسأل فيك ،سبحانك وبحمدك صل
على محمد وآله واشفه بشفائك عاجل " ) - 11 .(1طب :للريح في الجسد
" بسم ال الرحمن الرحيم اللهم إني أسئلك باسمك الطاهر المطهر القدوس
المبارك ،الذي من سألك به أعطيته ،ومن دعاك به أجبته ،أن تصلي على
محمد وآله ،وأن تعافيني مما أجد في رأسي وفي سمعي وفي بصري وفي
بطني وفي ظهري وفي يدي وفي رجلي وفي جسدي وفي جميع أعضائي
وجوارحي إنك لطيف لما تشاء ،وأنت على كل شئ قدير ) - 12 .(2طب:
الخزازيني الرازي ،عن فضالة ،عن أبان ،عن الثمالي ،عن الباقر عليه
السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :من أصابه ألم في جسده
فليعوذ نفسه وليقل " أعوذ بعزة ال ،وقدرته على الشياء ،اعيذ بجبار
السماء ،اعيذ نفسي بمن ل يضر مع اسمه داء ،اعيذ نفسي بالذي اسمه
بركة وشفاء " فانه إذا قال ذلك لم يضره ألم ول داء ) - 13 .(3طب :على
بن إبراهيم الواسطي ،عن ابن محبوب ،عن محمد بن سليمان الودي ،عن
أبي الجارود ،عن أبي إسحاق ،عن الحارث العور قال :شكوت إلى أمير
المؤمنين عليه السلم ألما ،ووجعا في جسدي ،فقال :إذا اشتكى أحدكم
فليقل " :بسم ال وبال ،وصلى ال على رسول ال وآله ،أعوذ بعزة ال،
وقدرته على ما يشاء من شر ما أجد " فانه إذا قال ذلك صرف ال عنه
الذى إنشاء ال تعالى ) - 14 .(4طب :سهل بن أحمد ،عن على بن
النعمان ،عن ابن مسكان ،عن
][54
عبد الرحيم القصير ،عن أبي جعفر الباقر عليه السلم قال :من اشتكى رأسه
فليمسحه بيده وليقل " أعوذ بال الذي سكن له ما في البر والبحر ،وما
في السماوات والرض وهو السميع العليم " سبع مرات فانه يرفع عنه
الوجع ) - 15 .(1طب :جرير بن أيوب الجرجاني ،عن محمد بن أبي نصر،
عن ثعلبة عن عمر بن يزيد الصيقل ،عن جعفر بن محمد عليهما السلم
قال :شكوت إليه وجع رأسي وما أجد منه ليل ونهارا ،فقال :ضع يدك
عليه وقل " :بسم ال الذي ل يضر مع اسمه شئ في الرض ول في
السماء وهو السميع العليم ،اللهم إني أستجير بك بما استجار به محمد
صلى ال عليه وآله لنفسه " سبع مرات ،فانه يسكن ذلك عنه باذن ال
تعالى وحسن توفيقه ) - 16 .(2طب :أبو الصلت الهروي ،عن الرضا ،عن
أبيه عليهما السلم قال :قال الباقر عليه السلم :علم شيعتنا لوجع الرأس
" يا طاهي يا ذر يا طمنه يا طنات " فانها أسام عظام لها مكان من ال
عزوجل ،يصرف ال عنهم ذلك ) - 17 .(3طب :علي بن عروة الهوازي،
عن الديلمي ،عن داود الرقي ،عن موسى بن جعفر عليه السلم قال قلت:
يا ابن رسول ال ل أزال أجد في رأسي شكاة وربما أسهرتني وشغلتني
عن الصلة بالليل ،قال :يا داود إذا أحسست بشئ من ذلك فامسح يدك
عليه ،وقل " :أعوذ بال واعيذ نفسي من جميع ما اعتراني باسم ال
العظيم وكلماته التامات التي ل يجاوزهن بر ول فاجر ،اعيذ نفسي بال
عزوجل وبرسول ال صلى ال عليه وآله الطاهرين الخيار ،اللهم بحقهم
عليك إل أجرتني من شكاتي هذه " فانها ل تضرك بعد ) - 18 .(4طب:
قال أبو عبد ال عليه السلم :ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاة قط فقال:
باخلص نية ومسح موضع العلة ويقول " :وننزل من القرآن ما هو شفاء
ورحمة للمؤمنين ول يزيد الظالمين إل خسارا " إل عوفي من تلك العلة،
أية علة كانت ) 1و 2و (4طب الئمة ص (3) .18طب الئمة ص .19
][55
ومصداق ذلك في الية حيث يقول " :شفاء ورحمة للمؤمنين " ) - 19 .(1طب:
علي بن إسحاق البصري ،عن زكريا بن آدم المقري وكان يخدم الرضا
عليه السلم بخراسان قال :قال الرضا عليه السلم يوما :يا زكريا ،قلت
لبيك ! يا ابن رسول ال ،قال :قل على جميع العلل " :يا منزل الشفاء،
ومذهب الداء أنزل على وجعي الشفاء " فانك تعافى باذن ال تعالى ).(2
- 20طب :أحمد بن صالح النيشابوري ،عن جميل بن صالح ،عن ذريح
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يعوذ رجل من أوليائه من الريح ،قال:
" عزمت عليك يا وجع بالعزيمة التي عزم بها علي بن أبي طالب ]رسول[
ظ رسول ال على جن وادي الصبرة فأطاعوا وأجابوا لما أطعت وأجبت،
وخرجت عن فلن بن فلن الساعة الساعة باذن ال تعالى ،بأمر ال
عزوجل ،بقدرة ال ،بسلطان ال ،بجلل ال ،بكبرياء ال بعظمة ال ،بوجه
ال ،بجمال ال ،ببهاء ال ،بنور ال " ،فانه ل يلبث أن يخرج )- 21 .(3
طب :حاتم بن عبد ال ،عن إبراهيم بن عبد ال الصائغ ،عن حماد ،عن
زيد الشحام قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :خذ لكل وجع وحرارة من
قبل الرأس تكتب مربعة في وسطها " حر النار " على هذه الصورة :بسم
ال الرحمن تطفى صولة حر النار ثم تقول " بسم ال وصلى ال على
محمد النبي وآله وسلم " وتكتب الذان والقامة في رقعة وتعلقها عليه،
فان الحرارة والوجع يسكنان من ساعتهما باذن ال عزوجل .جيد مجرب )
- 22 .(4طب :عبد ال بن موسى الطبري ،عن محمد بن إسماعيل ،عن
محمد بن
) (1طب الئمة ص (2) .28طب الئمة ص (3) .37طب الئمة ص (4) .40طب
الئمة ص .72
][56
خالد البرقي ،عن محمد بن سنان السناني ،عن المفضل بن عمر قال :شكى رجل
من إخواننا إلى أبي عبد ال عليه السلم شكاة أهله من النظرة والعين
والبطن والسرة ووجع الرأس والشقيقة ،وقال :يا ابن رسول ال ل تزال
ساهرة تصيح الليل أجمع ،وإنا في جهد من بكائها وصراخها ،فمن علينا
وعليها بعوذة ،فقال الصادق عليه السلم :إذا صليت الفريضة فابسط يديك
جميعا إلى السماء ثم قل بخشوع واستكانة " :أعوذ بجللك وجمالك
وقدرتك وبهائك وسلطانك مما أجد ،يا غوثي يا ال ،يا غوثي يا رسول ال
يا غوثي يا أمير المؤمنين ،يا غوثي يا فاطمة بنت رسول ال أغثني أغثني
" ثم امسح بيدك اليمنى على هامتك وتقول " :يا من سكن له ما في
السموات وما في الرض سكن ما بي بقوتك وقدرتك صل على محمد وآله
وسكن ما في " ) - 23 .(1طب في :الصداع :محمد بن إسماعيل ،عن
محمد بن خالد ،عن أبي يعقوب الزيات ،عن معاوية ،عن عمار الدهني
قال :شكوت إلى أبي عبد ال عليه السلم ذلك فقال :إذا أنت فرغت من
الفريضة فضع سبابتك اليمنى على عينيك وقل :سبع مرات وأنت تمرها
على حاجبك اليمن " يا حنان اشفني ،يا حنان اشفني " ثم أمرها سبع
مرات على حاجبك اليسر ،وقل " :يا منان اشفني " ثم ضع راحتك اليمنى
على هامتك وقل " :يا من سكن له ما في السموات وما في الرض صل
على محمد وآله وسكن ما بي " ثم انهض إلى التطوع ) - 24 .(2طب:
الحسين بن مختار الحنظلي ،عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ،عن أبي
الجارود ،عن جابر ،عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلم أنه قال:
هذه عوذة من كل وجع تضع يدك على فيك مرة وتقول " :بسم ال الرحمن
الرحيم " ثلث مرات " بجلل ال " ثلث مرات " بكلمات ال التامات "
ثلث مرات ،ثم تضع يدك على موضع الوجع ثم تقول " :أعوذ بعزة ال،
وقدرته على ما يشاء ،من شر ما تحت يدي " ثلث مرات ،فانها تسكن
باذن ال تعالى ).(3
) (1طب الئمة ص (2) .73طب الئمة ص (3) .74طب الئمة ص .92
][57
- 25طب :أحمد بن محمد بن الجارود ،عن محمد بن عيسى ،عن داود بن رزين
قال :شكوت إلى أبي عبد ال عليه السلم وقلت :يا ابن رسول ال ضرب
علي البارحة عرق فما هدأت إلى أن أصبحت فأتيتك مستجيرا فقال :ضع
يدك على الموضع الذي ضرب عليك ،وقل ثلث مرات " :ال ال ال ربي
حقا " فانه يسكن في ساعته .وعن المفضل بن عمر ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :خذ عني يا مفضل عوذة الوجاع كلها من العروق
الضاربة وغيرها قل " :بسم ال وبال كم من نعمة ال في عرق ساكن
وغير ساكن على عبد شاكر وغير شاكر " وتأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد
الصلة المكتوبة وقل " :اللهم فرج كربتي وعجل عافيتي واكشف ضري
" ثلث مرات واجهد أن يكون ذلك مع دموع وبكاء ) .(1وعن المفضل،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان زين العابدين عليه السلم يعوذ
أهله بهذه العوذة ،ويعلمها خاصته ،تضع يدك على فيك وتقول " :بسم ال
بسم ال بسم ال وبصنع ال الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما يفعلون " ثم
تقول " :اسكن أيها الوجع سألتك بال ربي وربك ،وربك كل شئ ،الذي
سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع العليم " سبع مرات )- 26 .(2
قب :معاوية بن وهب :صدع ابن لرجل من أهل مرو فشكى ذلك إلى أبي
عبد ال عليه السلم فقال :ادن مني ،قال :فمسح على رأسه ثم قال " :إن
ال يمسك السموات والرض أن تزول ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من
بعده " فبرأ باذن ال ) - 27 .(3مكا -للصداع والشقيقة :عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :اقرأ " :ولو أن
) (1طب الئمة ص (2) .116طب الئمة ص (3) .117مناقب آل ابى طالب ج 4
ص .232
][58
قرآنا سيرت به الجبال " إلى قوله " :جميعا " ) " (1تكاد السموات يتفطرن منه
" إلى قوله " :هدا " ) " (2وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا
" الية ) " (3ويا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي " الية ) .(4مثله:
" فمن كان منكم مريضا -إلى قوله :نسك " ) " (5يد ال فوق أيديهم
فمن نكث فانما ينكث على نفسه " اسكن سكنتك يا وجع الرأس بالذي
سكن له ما في الليل والنهار ،وهو السميع العليم .مثله :اشتكى إلى
الصادق عليه السلم رجل من الصداع فقال :ضع يدك على الموضع الذي
يصدعك واقرأ :آية الكرسي وفاتحة الكتاب وقل " :ال أكبر ال أكبر ،ل
إله إل ال ،وال أجل وأكبر مما أخاف وأحذر ،أعوذ بال من عرق نعار )
(6وأعوذ بال من حر النار .للصداع :روى عن عمر بن حنظلة قال:
شكوت إلى أبي جعفر عليه السلم صداعا يصيبني قال :إذا أصابك فضع
يدك على هامتك فقل " :لو كان معه آلهة كما تقولون إذا لبتغوا إلى ذي
العرش سبيل ،وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل ال وإلى الرسول رأيت
المنافقين يصدون عنك صدودا " ).(7
][59
دعوات الراوندي :مثله إلى قوله :سبيل وإذا ذكر ال وحده رأيت الذين كفروا
يصدون عنك صدودا - 28] .مكا[ للشقيقة :عن الرضا عليه السلم بسم
ال الرحمن الرحيم ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك
رحمة إنك أنت الوهاب ربنا إنك جامع الناس ليوم ل ريب فيه إن ال ل
يخلف الميعاد ،ويكتب :اللهم إنك لست باله استحدثناه " إلى آخر ما
سنذكره في الفصل الرابع بعد إنشاء ال تعالى ) .(1للصداع وغيره :عن
الصادق عليه السلم قال :من كان به صداع أو غيره فليضع يده على ذلك
الموضع ،وليقل " :اسكن سكنتك بالذي سكن له ما في الليل والنهار وهو
السميع العليم " .عنه عليه السلم قال :كان النبي صلى ال عليه وآله إذا
كسل أو أصابه عين أو صداع بسط يده فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين ،ثم
يمسح يده على وجهه ،فيذهب عنه ما كان يجده .عمر بن إبراهيم قال:
شكوت إلى الرضا عليه السلم مرة كنت أجدها يأخذني منها شبيه الجنون،
وصداع غالب ،قال :عليك بهذه البقلة التي يلتف ورقها ،وضعها على
رأسك ،ومرهم فليضعوها على رؤس صبيانهم ،فانها نافعة باذن ال،
ففعلت فسكن عني الوجع .والبقلة اللبلب ) .(2عنه عليه السلم في
الصداع قال :فليختضب بالحناء ) .(3معاوية بن عمار قال :شكوت إلى أبي
عبد ال عليه السلم ريح الشقيقة ،قال :فإذا فرغت من الفريضة فضع
سبابتك اليمنى بين عينيك ،وقل سبع مرات وأنت تمرها على حاجبك
اليمن " :يا حنان اشفني " ثم تمرها على يسارك وتقول " :يا منان
) (1قوله إلى آخر ما سنذكره في الفصل الرابع بعد ،من كلم الطبرسي في المكارم
وقد مر تحت الرقم 1ص (2) .49اللبلب :نبت يلوى على الشجر
وورقه كورق اللوبيا .ويقال له :عشقة وكشوت وحبل المساكين ،والبقلة
الباردة (3) .مكارم الخلق ص 429وهذا مقتحم في هذا الكتاب فانه
ليس بدعاء.
][60
اشفني " ثم ضع راحتك اليمنى على هامتك وقل " :يا من سكن له ما في الليل
والنهار وما في السموات والرض صل على محمد وأهل بيته وسكن ما بي
" ) .(1دعوات الراوندي :عن معاوية مثله - 29 .مكا :رقية للشقيقة :بسم
ال الرحمن الرحيم " ربنا ل تزغ قلوبنا -إلى -أنت الوهاب " ) (2فان
برأ وإل أخذت حمصة بيضاء ونصف ودققتها دقا ناعما وقرأت عليها :قل
هو ال ثلث مرات ،وسقيتها المريض ) .(3شكى رجل من أهل مرو إلى
أبي عبد ال الصداع قال :ادن مني فمسح رأسه ثم قال :إن ال يمسك
السموات والرض أن تزول ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه
كان حليما غفورا ) - 30 .(4مكا :رقية لجميع اللم ،وقيل للضرس" :
بسم ال وبال ،وصلى ال على محمد وآله الطيبين ،صنع ال الذي أتقن
كل شئ إنه خبير بما تفعلون ،اسكن أيها الوجع سكنتك ) - 31 .(5طب:
لوجع الذان :حواش بن زهير الزدي ) (7عن محمد بن جمهور العمي،
عن يونس بن ظبيان ،عن أبي عبد ال الصادق عليه السلم قال :شكوت
إليه وجعا في اذني ،فقال :ضع يدك عليه وقل " :أعوذ بال الذي سكن له
ما في البر والبحر والسموات والرض ،وهو السميع العليم " سبع مرات،
فانه يبرأ باذن ال
) (1مكارم الخلق ص (2) .430ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من
لدنك رحمة انك انت الوهاب :آل عمران (3) .8 :مكارم الخلق ص
(4) .430مكارم الخلق ص ،429وفى نسخة الصل وهكذا طبعة
الكمبانى تكرر حديث معاوية بن عمار هههنا فأسقطناه (5) .مكارم
الخلق ص (6) .463في المصدر :خراش بن زهير.
][61
تعالى ) - 32 .(1طب :أسلم بن عمرو النصيبي ،عن علي بن أبي زينبة ،عن محمد
بن سليمان عن أبيه ،عن أبي عبد ال عليه السلم أنه عوذ رجل من
أصحابه من وجع الذن فذكر مثل هذا ) - 33 .(2طب :روي عن أبي بكر،
عن عمه سدير قال :أخذت حصاة فحككت بها اذني فغاصت فيها ،فجهدت
كل جهد أن اخرجها من اذني فلم أقدر عليه أنا ول المعالجون ،فحججت
ولقيت الباقر عليه السلم فشكوت إليه ما لقيت من ألمها ،فقال للصادق
عليه السلم :يا جعفر خذ بيده فأخرجه إلى الضوء فانظر ،فنظر فيه فقال:
ل أرى شيئا فقال :ادن مني فدنوت ثم قال :اللهم أخرجها كما أدخلتها بل
مؤنة ول مشقة ،وقال :قل ثلث مرات كما قلت ،فقلتها ،فقال لي :أدخل
أصبعك فأدخلتها فأخرجتها بالصبع التي أدخلتها ،والحمد ل رب العالمين
) - 34 .(3طب :حنان بن جابر الفلسطيني ،عن محمد بن علي ،عن ابن
سنان ،عن عمار بن مروان ،عن المنخل ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه
السلم أن رجل شكى صمما ،فقال :امسح يدك عليه واقرأ عليه " :لو
أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال " إلى
آخر السورة ) - 35 .(4مكا :لوجع الذن :يقرأ على دهن الياسمين أو
البنفسج سبع مرات قوله تعالى " :كأن لم يسمعها ،كأن في اذنيه وقرا ،إن
السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤل " ويصب في الذن ).(5
- 36ختص :الفزاري ،عن أبي عيسى ،عن الحسن بن موسى ،عن محمد
بن عمر النصاري ،عن معمر ،عن أبيه ،عن عبيد ال بن أبي رافع ،عن
أبيه ،عن جده قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :من طنت
) (6اذنه فليصل على ،وليقل " :من
) (3 - 1طب الئمة ص ،22والمها :الحصى البيض (4) .طب الئمة ص (5) .23
مكارم الخلق ص (6) .431أي صوتت.
][62
ذكرني بخير ذكره ال بخير " ) - 37 .(1من خط الشهيد رحمه ال :قيل أصاب
أسماء بنت أبي بكر ورم في رأسها ووجهها ،فأتى رسول ال صلى ال
عليه وآله فوضع يده على وجهها ورأسها من فوق الثياب فقال " بسم
ال ،أذهب عنها سوءه وفحشه بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك،
بسم ال " صنع ثلث مرات وأمرها أن تفعل ذلك ،فقالت ثلثة أيام فذهب
الورم ،وكان كثيرا يقولها عند الصلوات المكتوبة ثلثا - 38 .دعوات
الراوندي :قال بعض أصحاب أبي عبد ال عليه السلم :شكوت إليه ثقل
في اذني فقال عليه السلم :عليك بتسبيح فاطمة عليها السلم .وقالوا
عليهم السلم :من قال إذا عطس :الحمد ل رب العالمين على كل حال،
وصلى ال على محمد وآل محمد .لم يشتك شيئا من أضراسه ول من اذنيه.
وعن محمد بن الفهم قال :كنت عند المأمون في بلد الروم فأقام على
حصن ليفتحه فجعل الحرب بينهم فلحق المأمون صداع فأمر بالكف ؟ عن
الحرب ،فأطلع البطريق فقال :ما بالكم كففتم عن الحرب ؟ فقالوا :نال أمير
المؤمنين صداع ،فرمى قلنسوة ،فقال :قولوا له يلبسها ،فان الصداع
يسكن ،فلبسها سكن ،فأمر المأمون بفتقها فوجد فيها قطعة رق فيها
مكتوب " سبحان يا من ل ينسى من نسيه ،ول ينسى من ذكره ،كم من
نعمة ل على عبد شاكر وغير شاكر في عرق ساكن وغير ساكن حم عسق
" .وروي أن النجاشي كان ورث عن آبائه قلنسوة من أربعمائة سنة ما
وضعت على وجع إل سكن ،ففتشت فإذا فيها هذا الدعاء " بسم ال الملك
الحق المبين شهد ال أنه ل إله إل هو والملئكة واولوا العلم قائما
بالقسط ،ل إله إل هو العزيز الحكيم ،إن الدين عند ال السلم ،ال نور
وحكمة وحول وقوة وقدرة وسلطان وبرهان ،ل إله إل ال آدم صفي ال،
ل إله إل ال إبراهيم خليل ال ،ل إله إل ال موسى كليم ال ،ل إله إل ال
محمد العربي رسول ال ،وحبيبه وخيرته من خلقه
][63
اسكن يا جميع الوجاع والسقام والمراض وجميع العلل وجميع الحميات سكنتك
بالذي سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع العليم ،وصلى ال على
خير خلقه محمد وآله أجمعين " ) .(1وقال أبو عبد ال عليه السلم :من
أصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو شدته بقل هو ال أحد ثم مات
في مرضه أو في تلك الشدة التي نزلت فهو من أهل النار .قال الزمخشري
في الباب السابع والسبعين في المراض والعلل من كتاب ربيع البرار :أنه
صدع المأمون بطرسوس فلم ينفعه علج ،فوجه إليه قيصر قلنسوة
وكتب :بلغني صداعك ،فضع هذه على رأسك يسكن ،فخاف أن تكون
مسمومة فوضعت على رأس حاملها فلم تضره ثم وضع على رأس مصدع
فسكن فوضعها على رأسه فسكن فتعجب من ذلك ،ففتقت فإذا فيها " بسم
ال الرحمن الرحيم كم من نعمة ال في عرق ساكن حم عسق ،ل يصدعون
عنها ول ينزفون ،من كلم الرحمن خمدت النيران ول حول ول قوة إل
بال ،وجال نفع الدواء فيك كما يجول ماء الربيع في الغصن - 39 .مهج:
على بن عبد الصمد ،عن جماعة من المدنيين ،عن الثقفي ،عن يوسف،
عن الحسن بن الوليد ،عن عمر بن محمد السناني ،عن إبراهيم بن عبد
الرحمن عن محمد بن فضيل بن غزوان ،عن إسماعيل بن جويبر ،عن
الضحاك ،عن ابن عباس رضي ال عنه قال :كنت عند علي بن أبي طالب
عليه السلم جالسا فدخل عليه رجل متغير اللون فقال :يا أمير المؤمنين
إني رجل مسقام كثير الوجاع ،فعلمني دعاء أستعين به على ذلك ،فقال:
اعلمك دعاء علمه جبرئيل عليه السلم لرسول ال صلى ال عليه وآله في
مرض الحسن والحسين عليهما السلم ،وهو هذا الدعاء " :إلهي كما
أنعمت على نعمة ) (2قل لك عندها شكري ،وكلما ابتليتني ببلية قل لك
عندها صبري ،فيامن قل شكري عند نعمه ،فلم يحرمني ،ويا من قل
صبري عند بلئه ،فلم يخذلني ،ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني،
ويا من
رآني على الخطايا فلم يعاقبني عليها ،صل على محمد وآل محمد ،واغفر لى ذنبي
واشفني من مرضى ،إنك على كل شئ قدير .قال ابن عباس :فرأيت الرجل
بعد سنة حسن اللون ،مشرب الحمرة ،قال :وما دعوت ال بهذا الدعاء
وأنا سقيم إل شفيت ،ول مريض إل برئت ،وما دخلت على سلطان أخافه )
(1إل رده ال عزوجل عني ) - 40 .(2مهج :سعد بن محمد الفراء ،عن
الحسين بن محمد بن الجواد بالمشهد الموسوم بمولنا جعفر بن محمد
عليهما السلم بالجامعين يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الخرة،
قال :حدثني سعيد بن أبى الفتح بن الحسن القمى النازل بواسط قال :حدث
بى مرض أعيا الطباء ،فأخذني والدي إلى المارستان ) (3فجمع الطباء
والساعور ) (4فافتكروا فقالوا :هذا مرض ل يزيله إل ال تعالى ،فعدت
وأنا منكسر القلب ،ضيق الصدر ،فأخذت كتابا من كتب والدي فوجدت على
ظهره مكتوبا :عن الصادق عليه السلم يرفعه عن آبائه ،عن النبي صلى
ال عليه وآله قال :من كان به مرض فقال عقيب الفجر أربعين مرة" :
بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل رب العالمين حسبنا ال ونعم الوكيل
تبارك ال أحسن الخالقين ،ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ".
ومسح بيده عليها أزاله ال تعالى عنه ،وشفاه ،فصابرت الوقت إلى الفجر
فلما
) (1خفت جوره خ (2) .مهج الدعوات ص (3) .9المار بالفارسية :الصحة
والبرء ،والستان بمعنى الدار والمحل فالمارستان :دار الشفاء
والمستشفى ،ويقال للمريض والمعلول :بى مار كما يقال بيمارستان
لذلك (4) .في المصدر :الساعون ،وهو تصحيف ،والساعور :مقدم
النصارى في معرفة الطب وكأنه أراد رأس الطباء في المارستان،
ويظهر من تلك الكلمة وسيرة المسيحيين في العالم أن مار في مارستان
أيضا لغة سريانية مأخوذة من " :ماريا " اسم مريم عليها السلم ،يعنى
أنها دار مريم.
][65
طلع الفجر ،صليت الفريضة وجلست في موضعي ،وأرددها اربعين مرة ،وأمسح
بيدي على المرض ،فأزاله ال تعالى ،فجلست في موضعي وأنا خائف أن
يعاود ،فلم أزل كذلك ثلثة أيام ،وأخبرت والدي بذلك ،فشكر ال تعالى،
وحكى ذلك لبعض الطباء وكان ذميا دخل علي فنظر إلى المرض وقد زال،
فحكيت له الحكاية فقال :أشهد أن ل إله إل ال ،وأن محمد رسول ال،
وحسن إسلمه ) - 41 .(1ب :هارون ،عن ابن صدقة ،عن الصادق عليه
السلم قال :اشتكى بعض ولد أبي رضي ال عنه فمر به فقال له قل عشر
مرات " يا ال يا ال يا ال " فانه لم يقلها أحد من المؤمنين قط إل قال له
الرب تبارك وتعالى :لبيك عبدي سل حاجتك ) - 42 .(2ما :الفحام ،عن
المنصوري ،عن عم أبيه ،عن أبي الحسن العسكري عن آبائه عليهم
السلم قال :قال الصادق عليه السلم :من نالته علة فليقرأ في جيبه الحمد
سبع مرات ،فان ذهبت العلة وإل فليقرأها سبعين مرة ،وأنا الضامن له
العافية ) - 43 .(3ب :هارون ،عن ابن صدقة قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :ليقل أحدكم إذا هو اشتكى " اللهم اشفني بشفائك ،وداوني بدوائك،
وعافني من بلئك " فانه لعله أن يقولها ثلث مرات حتى يرى العافية )
- 44 .(4ب :ابن سعد ،عن الزدي قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :حم
رسول ال صلى ال عليه وآله فأتاه جبرئيل فعوذه فقال :بسم ال أرقيك يا
محمد ،وبسم ال أشفيك وبسم ال من كل داء يعنيك ،وبسم ال وال
شافيك ،وبسم ال خذها فلتهنيك ،بسم ال الرحمن الرحيم فل اقسم بمواقع
النجوم لتبرأن باذن ال .قال بكر بن محمد فسألته عن رقية الحمى فحدثني
بها وسألته عن رقية الورم والجراح فقال أبو عبد ال عليه السلم :تأخذ
سكينا ثم تمرها على الموضع الذي تشكو
) (1مهج الدعوات ص (2) .98قرب السناد ص (3) .1أمالى الطوسى ج 1ص
(4) .290قرب السناد ص .3
][66
من جرح أو غيره فتقول " بسم ال أرقيك ،من الحد والحديد ،ومن أثر العود
والحجر الملبود ،ومن العرق الفاتر ،ومن الورم الجر ،ومن الطعام وعقره
من الشراب وبرده ،امضي إليك باذن ال إلى أجل مسمى في النس
والنعام بسم ال فتحت ،وبسم ال ختمت " ثم أوتد السكين في الرض )
- 45 .(1ثو :ابن الوليد ،عن الصفار ،عن البرقي ،عن ابن مهران ،عن
ابن البطائني ،عن صندل ،عن هارون بن خارجة قال :سمعت أبا عبد ال
عليه السلم يقول :من أصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو شدته
قل هو ال أحد ثم مات في مرضه أو في تلك الشدة التي نزلت به فهو في
النار ) .(2أقول :قد مضى بتغيير ما في كتاب القرآن ) (3وقد أوردنا بعض
الخبار في باب أدعية الصباح والمساء - 46 .يج :روى الحسن بن ظريف
أنه قال :اختلج في صدري مسألتان وأردت الكتاب بهما إلى أبي محمد
عليه السلم فكتبت أسأله عن القائم عليه السلم بم يقضي ؟ وأين
) (1قرب السناد ص ،29والحد :ظبة السيف ونحوه ،والحديد وصف منه ،ويطلق
على الفلز المعروف ،واثر العود ما يبقى بعد الضرب به من انعقاد الدم
واسوداده تحت الجلد والحجر الملبود ،لم نعرف معناه ،ولعل الصحيح:
الحجز الملبود ،والحجز محركة :الزنخ لمرض في المعى ،والملبود:
الملصق الملزق .والعرق -ان كان بالكسر -فهو من البدن :أوردته التى
يجرى فيها الدم فيكون الفاتر بمعنى الضعيف ،ول يكون ال لمرض ،وان
كان بالفتح وهو ما جرى من اصول الشعر من ماء الجلد فالفاتر بمعنى
البارد الساكن حرارته ،ول يكون ال عند الموت ،والورم انتفاخ العضو،
والجر -محركة -عدم استواء العضو بحيث يخرج عن هيئته ،وأصله
في العظم ،وعقر الطعام احتباسه في الحلقوم فهو بمعنى الغصص ،وبرد
الشراب بالتحريك ما يوجب التخمة في المعدة وفساد الطعام ،وقد قيل:
اصل كل داء البردة كما قيل :أن الماء يمد الداء (2) .ثواب العمال ص
(3) .115راجع ج 92ص .345
][67
مجلسه ؟ وأردت أن أسأله عن رقية الحمى الربع ؟ فأغفلت ذكر الحمى فجاء
الجواب :سألت عن القائم إذا قام يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود ،ول
يسأل البينة ،وكنت أردت أن تسأل عن الحمى الربع ،فانسيت ،فاكتب ورقة
وعلقها على المحموم " يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم " فكتبت
وعلقت على المحموم فبرأ ) - 47 .(1طا :عوذة جربناها لسائر المراض
فتزول بقدرة ال تعالى جل جلله الذي ل يخيب لديه المأمول ،إذا عرض
مرض فاجعل يدك اليمنى عليه وقل " :اسكن أيها الوجع ،وارتحل الساعة
من هذا العبد الضعيف ،سكنتك ورحلتك بالذي سكن له ما في الليل والنهار
وهو السميع العليم " فان لم يسكن في أول مرة فقل ذلك ثلث مرات أو
حتى يسكن إنشاء ال تعالى - 48 .طا :فيما نذكره لزوال السقام وجربناه
فبلغنا به نهايات المرام يكتب في رقعة " يا من اسمه دواء ،وذكره شفاء،
يا من يجعل الشفاء فيما يشاء من الشياء ،صلي على محمد وآل محمد،
واجعل شفائي من هذا الداء في اسمك هذا ،يا ال يا ال يا ال يا ال يا ال
يا ال يا ال يا ال يا ال يا ال يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا
رب يا رب يا رب يا رب ،يا أرحم الراحمين ،يا أرحم الراحمين يا أرحم
الراحمين ،يا أرحم الراحمين ،يا أرحم الراحمين ،يا أرحم الراحمين ،يا
أرحم الراحمين ،يا أرحم الراحمين ،يا أرحم الراحمين ،يا أرحم الراحمين.
- 49محاسبة النفس :للسيد على بن طاووس قدس سره نقل من كتاب
المشيخة للحسن بن محبوب قال :اشتكى بعض أصحاب أبي جعفر عليه
السلم فقال له :قل يا ال يا ال عشر مرات متتابعات ،فانه لم يقلها مؤمن
إل قال ربه لبيك يا عبدي سل حاجتك .وقد مضى بعض الخبار في ذلك في
أبواب الذكار.
) (1لم نجده في مختار الخرائج ،وتراه في المناقب ج 4ص ،431الكافي ج 1ص
.509
][68
- 50عدة الداعي :روي أن الولد إذا مرض ترقى امه السطح وتكشف عن قناعها
حتى تبرز شعرها نحو السماء ،وتقول " :اللهم إنك أعطيتنيه وأنت وهبته
لي ،اللهم فاجعل هبتك اليوم جديدة إنك قادر مقتدر " ثم تسجد فانها ل
ترفع رأسها إل وقد برأ ابنها - 51 .ختص :عن عبد ال رحمه ال ،عن
أحمد بن على بن الحسن بن شاذان عن محمد بن علي بن الفضل الكوفى،
عن الحسين بن محمد بن الفرزدق ،عن محمد بن على بن عمرويه ،عن
الحسن بن موسى ،عن محمد بن عمر النصاري عن معمر ،عن أبيه ،عن
عبيد ال بن أبي رافع ،عن أبيه ،عن جده قال :سمعت رسول ال صلى ال
عليه وآله يقول :من طنت اذنه فليصل على وليقل :من ذكرني بخير ذكره
ال بخير )) 60 .(1باب( * " )الدعاء لوجع الظهر( " * - 1طب:
الخضر بن محمد ،عن الخرازيني ،عن فضالة ،عن أبان بن عثمان ،عن
الثمالى ،عن أبي جعفر محمد الباقر عليه السلم قال :شكى رجل من
همدان إلى أمير المؤمنين عليه السلم وجع الظهر وأنه يسهر الليل ،فقال:
ضع يدك على الموضع الذي تشتكي منه واقرأ ثلثا " وما كان لنفس أن
تموت إل بإذن ال كتابا مؤجل ،ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد
ثواب الخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين " واقرء سبع مرات إنا أنزلناه
في ليلة القدر إلى آخرها فانك تعافى من العلل إنشاء ال تعالى )- 2 .(2
طب :محمد بن عبد ال من ولد المعلى بن خنيس ،عن يعقوب بن أبي
يعقوب
][69
الزيات ،عن محمد بن إبراهيم ،عن الحسين بن مختار ،عن المعلى بن أبي عبد ال
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كنا معه في سفر ومعه إسماعيل بن
الصادق عليه السلم فشكى إليه وجع بطنه وظهره ،فأنزله ثم ألقاه على
قفاه ،وقال " :بسم ال وبال ،بصنع ال الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما
تعملون ،اسكن يا ريح بالذي سكن له ما في الليل والنهار وهو السميع
العليم " ) - 3 .(1مكا :لوجع الظهر :شهد ال -إلى قوله :سريع الحساب
) * 61 .(2باب * * " )الدعاء لوجع الفخذين( " * - 1طب :أبو عبد
الرحمن الكاتب ،عن محمد بن عبد ال الزعفراني ،عن حماد ابن عيسى
رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلم قال :إذا اشتكى أحدكم وجع الفخذين
فليجلس في تور كبير أو طشت في الماء المسخن ،وليضع يده عليه وليقرأ
" أولم ير الذين كفروا أن السموات والرض كانتا رتقا ففتناهما وجعلنا
من الماء كل شئ حي أفل يؤمنون " ) * 62 .(3باب * * " )الدعاء
لوجع الرحم( " * - 1مكا :بسم ال وبال ،الذي بإذنه قامت السماوات
والرض ،فان مريم بنت عمران لم يضرها وجع الرحام ،كذلك يشفي ال
فلنة بنت فلنة من وجع
][70
الرحام ،ومن وجع عرق الرحام ،اسلم اسلم بسم ال الحي القيوم بسم ال
المستغاث بال على ما هو كائن وعلى ما قد كان ،وأشهد أن ال على كل
شئ قدير ،وأن ال قد أحاط بكل شئ علما .ببسم ال الرحمن الرحيم محمد
رسول ال والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ،تريهم ركعا سجدا
إلى آخر السورة ) (1أجيبوا ]داعي ال[ عزمت على سامعة الكلم إل
أجابت هذا الخاتم ،بعزائم ال السداد التي تزهق الرواح والجساد ول
يبقى روح ول فؤاد أجب بسم ال الذي قال للسماوات والرض :ائتيا طوعا
أو كرها قالتا أتينا طائعين ،صل على محمد وآله الطاهرين " وأقرءها أنت
بينك وبين نفسك إنشاء ال )) * 63 .(2باب( * * " )الدعاء لورم
المفاصل وأوجاعها( " * - 1طب :الحسن بن صالح المحمودي ،عن
عمرو بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :قال لي :يا
جابر قلت :لبيك يا ابن رسول ال ،قال :أقرا على كل ورم آخر سورة
الحشر " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل " إلى آخر السورة واتفل )(2
عليها ثلثا فانه يسكن باذن ال تعالى .تأخذ سكينا وتمرها على الورم
وتقول " :بسم ال أرقيك من الحد والحديد ومن أثر العود ،ومن الحجر
الملبود ومن العرق العاقر ،ومن الورم الخر ،ومن
) (1الفتخ (2) .29مكارم الخلق ص ،435وليس فيه الحروف المصورة(3) .
في المصدر :واتل عليها.
][71
الطعام وعقده ،ومن الشراب وبرده امض باذن ال إلى أجل مسمى في النس
والنعام بسم ال فتحت ،وبسم ال ختمت ثم أوتد السكين في الرض ).(1
- 2طب :محمد بن جعفر البرسي ،عن محمد بن أحمد الرمني ،عن يونس
بن ظبيان ،عن ابن أبي زينب قال :بينا أنا عند جعفر بن محمد عليهما
السلم إذ أتاه سنان بن سلمة مصفر الوجه ،فقال له :مالك ؟ فوصف له ما
يقاسيه من شدة الضربان في المفاصل فقال له :ويحك ،قل " :اللهم إني
أسئلك بأسمائك وبركاتك ودعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك صلى
ال عليه وآله وبحقه وبحق ابنته فاطمة المباركة ،وبحق وصيه أمير
المؤمنين ،وحق سيدي شباب أهل الجنة إل أذهبت عني شر ما أجده بحقهم
بحقهم بحقهم ،بحقك يا إله العالمين " فو ال ما قام من مجلسه حتى سكن
ما به ) - 3 .(2مكا :من لحقه علة في ساقه أو تعب أو نصب فليكتب عليه
" ولقد خلقنا السموات والرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من
لغوب " ) - 4 .(3عدة الداعي :أبو حمزة قال :عرض لي وجع في ركبتي
فشكوت ذلك إلى أبي جعفر عليه السلم فقال :إذا أنت صليت فقل " :يا
أجود من أعطى ،ويا خير من سئل ،ويا أرحم من استرحم ،ارحم ضعفي،
وقلة حيلتي ،واعفني من وجعي " قال :فقلته فعوفيت.
) (1طب الئمة ص ،34وقد مر مثله ص 66مشروحا (2) .طب الئمة ص - 69
(3) .70مكارم الخلق ص .441
][72
) - 64باب( * " )الدعاء للعرق والشائع في بلدة لر المعروف( " * * "
)بالفارسية پيبوكو رشته لر أيضا( " * - 1مكا :للعرق المديني ويقال
له :بالفارسية رشته ) (1يؤخذ خيط من صوف جمل ،وينتف منه من غير
أن يجز عنه بجلم ) (2أو سكين أو مقراض ،ويعقد عليه سبع عقد ،ويقرأ
على كل عقدة فاتحة الكتاب ثلث مرات ،ثم يدعى عليه ثلث مرات هذا
الدعاء " بسم ال البد البد ،المحصي العدد ،القريب لما بعد الطاهر عن
الولد ،العالي عن أن يولد ،المنجز لما وعد ،العزيز بل عدد ،القوي بل
مدد ،لم يل ولم يولد ،ولم يكن له كفوا أحد ،يا خالق الخليقة ،يا عالم السر
والخفية ،يا من السماوات بقدرته مرخاة ،يا من الرض بعزته مدحوة ،يا
من الجبال بارادته مرساة ،يا من نجابه صاحب الفرق من كل آفة وبلية،
صلى ال على محمد خير خلقك ،واشف اللهم فلن بن فلنة بشفائك وداوه
بدوائك ،وعافه من بلئك إنك قادر على ما تشاء ،وأنت أرحم الراحمين،
وصلى ال على محمد النبي وآله ).(3
) (1قال في البرهان :أنه مرض يعلو الجسام كاوتار الحبل ،والكثر البتلء به في
مدينة لر (2) .الجلم :ما به يجز الشعر والصوف ،وهو شئ يشبه
المقراض (3) .مكارم الخلق ص .471
][73
) * - 65باب( * * " )الدعاء لعرق النساء( " * - 1طب :معلى بن إبراهيم
الواسطي ،عن ابن محبوب ،عن محرز بن سليمان الزرق ،عن أبي
الجارود ،عن أبي إسحاق ،عن الحارث العور ،عن أمير المؤمنين عليه
السلم أنه علم رجل من أصحابه -وشكى إليه عرق النساء -فقال :إذا
أحسست به فضع يدك عليه وقل " :بسم ال الرحمن الرحيم ،بسم ال
وبال ،أعوذ بسم ال الكبير ،وأعوذ بسم ال العظيم ،من شر كل عرق
نعار ،ومن شر حر النار " فانك تعافى باذن ال تعالى ،قال الرجل :فما قلت
ذلك إل ثلثا حتى أذهب ال ما بي وعوفيت منه ) - 2 .(1مكا :للعرق
المديني :يكتب على وقت الحكة قبل أن يخرج " ويسألونك عن الجبال -
إلى قوله :أمتا " ) (2ويطلى بالصبر ) .(3ويكتب أيضا هذه الية " :أو
كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيى هذه ال بعد
موتها فأماته ال مائة عام ).(4
) (1طب الئمة ص (2) .37ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا ،فيذرها
قاعا صفصفا ل ترى فيها عوجا ول أمتا :طه (3) .107 - 105 :الصبر:
ككتف :عصارة شجر مر ،والواحدة صبرة ،ول تسكن باؤه ال لضرورة) .
(4مكارم الخلق ص .442
][74
) - 66باب( * " )دعاء رگ باد افكندن( " * ] - 1مكا[ :يقرأ " :أولم ير الذين
كفروا أن السموات والرض كانتا رتقا ففتقناهما " ويفرقع إصبعا من
أصابعه باسم صاحب الوجع )) * 67 .(1باب( * * " )الدعاء للفالج
والخدر( * - 1كش :محمد بن مسعود ،عن علي بن الحسن ،عن ابن
اورمة ،عن عثمان ابن عيسى ،عن إسماعيل بن جابر قال :أصابتني لقوة
) (2في وجهي ،فلما قدمنا المدينة ،دخلت على أبي عبد ال عليه السلم
قال :ما الذي أراه بوجهك ؟ قال :فقلت :فاسدة الريح قال :فقال لي :ائت
قبر النبي صلى ال عليه وآله فصل عنده ركعتين ،ثم ضع يدك على
وجهك ،ثم قل " :بسم ال وبال ،بهذا اخرج أقسمت عليك من عين إنس
أو عين جن أو وجع ،اخرج أقسمت عليك بالذي اتخذ إبراهيم خليل ،وكلم
موسى تكليما ،وخلق عيسى من روح القدس ،لما هدأت وطفئت كما طفئت
نار إبراهيم اطفئي باذن ال " قال :فما عاودت إل مرتين حتى رجع وجهي
فما عاد إلى الساعة ) - 2 .(3مكا :شكا إلى أبي جعفر عليه السلم رجل
فقال :إن لي ابنة يأخذها في
) (1مكارم الخلق ص ،442وليس فيه عنوان " رگ باد افكندن " والظاهر أن
المتن هو الصحيح (2) .اللقوة بالفتح :داء يصيب الوحه يعوج منه
الشدق إلى أحد جانبى العنق فيخرج البلغم والبصاق من جانب واحد ،ول
يحسن التقاء الشفتين ول تنطبق احدى العينين (3) .رجال الكشى ص
.174
][75
عضدها خدر ) (1أحيانا حتى تسقط ،فقال :انظر إلى ابنتك فغذها أيام الحيض
بالشبت المطبوخ ) (2والعسل ثلثة أيام .قال :وتقرأ على الفالج والقولنج
والخام والبردة ) (3والريح من كل وجع :ام القرآن ،وقل هو ال أحد،
والمعوذتين ،ثم تكتب بعد ذلك " أعوذ بوجه ال العظيم ،وعزته التي ]ل
ترام ،وقدرته التي[ ل يمتنع منها شئ ،من شر هذا الوجع ،ومن شر ما
فيه ،ومن شر ما أجد منه ،يكتب هذا في كتف أو لوح ويغسله بماء السماء
ويشربه على الريق عند منامه ،يبرأ إنشاء ال تعالى )) * 68 .(4باب( *
* " )الدعاء للحصاة والفالج أيضا( " * - 1مكا :عن الصادق عليه
السلم تقول حين يصلي صلة الليل وأنت ساجد " :اللهم إني أدعوك دعاء
الذليل ،الفقير العليل ،أدعوك دعاء من اشتدت فاقته ،وقلت حيلته ،وضعف
عمله ،وألح عليه البلء ،دعاء مكروب إن لم تدركه ،هالك إن لم تستنقذه،
فل حيلة له ،فل يحيطن بي مكرك ،ول يبيت علي غضبك ،ول تضطرني
إلى اليأس من روحك ،والقنوط من رحمتك ،وطول التصبر على البلء،
اللهم
) (1تشنج للعصب فل يستطيع الحركة (2) .الشبت -بكسرتين :نبت وقال له :شود
أيضا (3) .الخام :المتغير المنتن من اللبن واللحم ،ولعله داء شبه التخمة
يورث فساد الطعام في الجوف بحيث ينتن المدفوع أيضا ،ويورث الديدان
الصغار ،ويؤيد ذلك أن الحديث عنون في كتاب طب الئمة مسندا تحت
عنوان " للخام والبردة والقولنج " ثم ذكر بعد الحديث ما يقتل الدود
أيضا ،وأما البردة -بالكسر -برد الجوف كما ذكره في اللسان والبردة
بالتحريك :التخمة كما مر (4) .مكارم الخلق ص ،440ورواه في طب
الئمة ص 65مسندا.
][76
إنه ل طاقة لي ببلئك ،ول غنى بي عن رحمتك ،وهذا ابن حبيبك أتوجه إليك به
فانك جعلته مفزعا للخائف ،واستودعته علم ما سبق وما هو كائن،
فاكشف لي ضري وخلصني من هذه البلية ،وأعدني ما عودتني من رحمتك
وعافيتك ،يا هو يا هو يا هو ،انقطع الرجاء إل منك " )) * 69 .(1باب( *
* " )الدعاء للزحير واللوا ) - 1 * " ((2طب :حميد بن عبد ال المدني،
عن إسحاق بن محمد صاحب أبي الحسن ،عن علي بن سندي ،عن سعد
بن سعد ،عن موسى بن جعفر عليهما السلم أنه قال لبعض أصحابه وهو
يشكو اللوا :خذ ماء وارقه بهذه الرقية ،ول تصب عليه دهنا ،وقل " :يريد
ال بكم اليسر ول يريد بكم العسر " ثلثا " أولم ير الذين كفروا أن
السموات والرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حى أفل
يؤمنون " يم اشربه وأمر يدك على بطنك ،فانك تعافى باذن ال عزوجل )
- 2 .(3مكا :للزحير :عثمان بن عيسى قال :شكى رجل إلى أبي الحسن
عليه السلم أن بي زحيرا ل يسكن ،فقال :إذا فرغت من صلة الليل فقل:
" اللهم ما كان ) (4من خير فمنك ل حمد لي فيه ،وما عملت من سوء فقد
حذرتنيه ول عذر لي فيه
) (1مكارم الخلق ص ،452وقد مر مثله (2) .الزحير :استطلق البطن بشدة،
وتقطيع فيه يمشى دما ،واللوى بالفتح مقصورا :وجع المعدة بشدة
يوجب اللتواء لصاحبه ،وكانهما سنخ واحد ،واصلهما قرح المعدة أو
قرح النثى عشر (3) .طب الئمة ص (4) .69ما عملت من خير فهو
منك خ ل.
][77
اللهم إني أعوذ بك أن أتكل على ما ل حمد لي فيه ،أو آمن ) (1ما ل عذر لي فيه )
- 3 .(2مكا :للوى :يقرأ على الدهن وينضج على بطنه ويتدهن به " بسم
ال الرحمن الرحيم ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ،وفجرنا الرض
عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر ،وحملناه على ذات ألواح ودسر.
ففتحنا عليهم أبواب كل شئ باسم فلن بن فلن " أولم ير الذين كفروا أن
السموات والرض كانتا رتقا " الية ) .(3للوى :عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :يكتب للوى " بسم ال ،المتعلمون الذين ل يعلمون ،والذين
يعلمون قاعدون فوق عليين ،يأكلون نورا طريا ،يسألون صاحبهم من
النور العلوي كذلك يشفي فلن بن فلنة " أولم ير الذين كفروا أن
السموات والرض كانتا رتقا " الية يرقى سبع مرات على ماء ثم يصب
عليه دهن فإذا التزق الدهن دلكته وسقيته صاحب اللوى إنشاء ال تعالى.
ومثله :عن أبي عبد ال عليه السلم قال :يقرأ عليه " :إذا السماء انشقت
-إلى قوله وألقت ما فيها وتخلت " مرة واحدة " وإذ قالت امرأة عمران
" الية ) (4وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .(5ومثله
عنهم عليهم السلم يرقى على ماء بل دهن ،ثم يسقى صاحب اللوى ،ثم
تمر بيدك على بطنه ثلث مرات وتقول " :يريد ال يكم اليسر ول يريد بكم
العسر ثم السبيل يسره ،إن السموات والرض كانتا رتقا ففتقناهما،
فأجائها المخاض إلى جذع النخلة ،وال أخرجكم من بطون امهاتكم ل
تعلمون شيئا ،كذلك اخرج اللوى باذن ال عزوجل ).(6
) (1في المصدر " :أو أقع فيما " (2) .مكارم الخلق ص (3) .469مكارم
الخلق ص ،439والية في سورة النبياء (4) .31 :آل عمران) .35 :
(6 - 5مكارم الخلق ص .439
][78
) * - 70باب( * * " )الدعاء لقراقر البطن( " * - 1طب :سلمة بن محمد
الشعري ،عن عثمان بن عيسى قال :شكى رجل إلى أبي الحسن الول
عليه السلم فقال :إن بي قرقرة ل تسكن أصل وإني لستحيي أن فاكلم
الناس ،فيسمع من صوت تلك القرقرة ،فادع لي بالشفاء منها ،فقال :إذا
رغت من صلة الليل فقل " :اللهم ما عملت من خير فهو منك لحمد لي
فيه وما عملت من سوء فقد حذرتنيه فل عذر لي فيه ،اللهم إني أعوذ بك
أن أتكل على مال حمد لي فيه ،وآمن مال عذر لي فيه )) * 71 .(1باب( *
* " )الدعاء للجذام والبرص والبهق والداء الخبيث( " * - 1طب :عبد
العزيز بن عبد الجبار ،عن داود بن عبد الرحمن ،عن يونس قال :أصابني
بياض بين عيني فدخلت على أبي عبد ال عليه السلم فشكوت ذلك إليه
فقال :تطهر وصل ركعتين وقل " :يا ال يا رحمن يا رحيم يا سميع
الدعوات ،يا معطي الخيرات ،أعطني خير الدنيا وخير الخرة ،وقني شر
الدنيا وشر الخرة ،وأذهب عني ما أجد ،فقد غاظني المر وأحزنني " قال
يونس :ففعلت ما أمرني به فأذهب ال عني ذلك وله الحمد ) .(2وعنه
صلوات ال عليه وآله أنه قال :ضع يدك عليه وقل " :يا منزل الشفاء
ومذهب الداء ،أنزل على ما بي من داء شفاء ).(3
][79
- 2طب :إبراهيم بن سرحان المتطبب ،عن علي بن أسباط ،عن حكم بن مسكين،
عن إسحاق بن إسماعيل وبشير بن عمار قال :أتينا أبا عبد ال عليه
السلم وقد خرج بيونس من الداء الخبيث ،قال :فجلسنا بين يديه ،فقلنا:
أصلحك ال اصبنا مصيبة لم نصب بمثلها أبدا ،قال :وما ذاك ؟ فأخبرناه
بالقصة فقال ليونس :قم وتطهر وصل ركعتين ،ثم احمد ال وأثن عليه،
وصل على محمد وأهل بيته ،ثم قل " :يا ال يا ال يا ال ،يا رحمن يا
رحمن يا رحمن ،يا رحيم يا رحيم يا رحيم ،يا واحد يا واحد يا واحد يا أحد
يا أحد يا أحد ،يا صمد يا صمد يا صمد ،يا أرحم الراحمين ،يا أرحم
الراحمين يا أرحم الراحمين ،يا أقدر القادرين ،يا أقدر القادرين ،يا أقدر
القادرين ،يا رب العالمين يا رب العالمين ،يا رب العالمين ،يا سامع
الدعوات ،يا منزل البركات ،يا معطي الخيرات صل على محمد وآل محمد،
وأعطني خير الدنيا وخير الخرة ،واصرف عني شر الدنيا والخرة،
وأذهب ما بي ،فقد غاظني المر وأحزنني " قال :ففعلت ما أمرني به
الصادق عليه السلم فو ال ما خرجنا من المدينة حتى تناثر عني مثل
النخالة ) - 3 .(1طب :عن سلمة بن عمرو الهمداني قال :دخلت المدينة
فأتيت أبا عبد ال عليه السلم فقلت :يا ابن رسول ال اعتللت على أهل
بيتي بالحج ،وأتيتك مستجيرا مستسرا من أهل بيتي من علة أصابتني وهو
الداء الخبيثة ،قال :أقم في جوار رسول ال صلى ال عليه وآله وفي حرمه
وأمنه ،واكتب سورة النعام بالعسل ،واشربه فانه يذهب عنك )- 4 .(2
قب :إسحاق وإسماعيل ويونس بنو عمار ،أنه استحال وجه يونس إلى
البياض فنظر الصادق عليه السلم إلى جبهته فصلى ركعتين ثم حمد ال
وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ،ثم قال " :يا ال يا ال يا ال ،يا
رحمن يا رحمن يا رحمن يا رحيم يا رحيم يا رحيم ،يا أرحم الراحمين ،يا
سميع الدعوات ،يا معطي الخيرات صل على محمد وعلى أهل بيته
الطاهرين الطيبين واصرف عني شر الدنيا وشر الخرة
وأذهب عني شر الدنيا وشر الخرة ،وأذهب عني ما بي ،فقد غاظني ذلك وأحزنني
" قال :فو ال ما خرجنا من المدينة حتى تناثر عن وجهه مثل النخالة
وذهب قال الحكم ابن مسكين ورأيت البياض بوجهه ثم انصرف وليس في
وجهه شئ ) - 5 (1مكا :للبرص والجذام :يقرأ عليه ويكتب ويعلق عليه "
بسم ال الرحمن الرحيم ،يمحو ال ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب الحمد
ل فاطر السموات والرض جاعل الملئكة رسل اولي أجنحة مثنى وثلث
ورباع ،باسم فلن بن فلنة " ) .(2شكا رجل إلى أبي عبد ال عليه السلم
البرص فأمره أن يأخذ طين قبر الحسين عليه السلم بماء السماء ففعل
ذلك فبرأ ) .(3وروي عن بعض أصحابنا ]قال [:كان قد ظهر لي شئ من
البياض فأمرني أبو عبد ال عليه السلم أن أكتب يس بالعسل في جام
واغسله وأشربه ،ففعلت فذهب عني ) .(4للبهق :يكتب على موضع
البهق " :وإن من شئ إل عندنا خزائنه ،وما ننزله إل بقدر معلوم ،هل
يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون " ) - 6 .(5عدة الداعي :عن
يونس بن عمار قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :جعلت فداك هذا الذي
قد ظهر بوجهي يزعم الناس أن ال لم يبتل به عبدا له فيه حاجة ،فقال لي:
ل قد كان مؤمن آل يس مكنع الصابع ،فكان يقول هكذا ويمد يده " يا قوم
اتبعوا المرسلين " قال :ثم قال لي :إذا كان الثلث الخير من الليل في أوله
فتوضأ وقم إلى صلتك التي تصليها ،فإذا كنت في السجدة الخيرة من
الركعتين الوليين فقل وأنت ساجد " يا علي يا عظيم ،يا رحمن يا رحيم،
يا سامع الدعوات ،يا معطي الخيرات ،صل على محمد وآل محمد ،وأعطني
من خير الدنيا والخرة ما أنت أهله ،واصرف عني ما شر الدنيا والخرة
ما أنت أهله ،وأذهب عني هذا الوجع ،فانه قد
) (1مناقب آل أبى طالب ج 4ص .232وكأن اصل الخبر ما رواه في طب الئمة) .
(4 - 2مكارم الخلق ص (5) .441المصدر نفسه ،والبهق -محركة -
بياض في الجسد ل من برص ،ل يزيد ول ينقص.
][81
أغاظني وأحزنني " وألح في الدعاء ،قال :فما وصلت إلى الكوفة حتى أذهب ال به
عني كله )) 72 .(1باب( * " )الدعاء للكلف والبرسون )- 1 * " ((2
مكا :تخط عليه خطا مدورا ثم تكتب في وسطه :بوتا بوتا برتاتا ادعى
اصواتا وهي تمر مر السحاب صنع ال الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما
تفعلون .أيضا يكتب عليه بكرة على الريق :هريقه مريقه حتى تحب
الطريقة .أيضا :يكتب بكرة :قهريد قهرانيد كسرهن كسروهن سالر خشك
باد بحق الملك القدوس ) * 73 .(3باب * * " )الدعاء للبواسير( " * 1
-طب :الخرازيني الرازي ،عن صفوان بن يحيى السابري وليس هو
صفوان الجمال ،عن يعقوب بن شعيب ،عن أبان بن تغلب ،عن عبد
العلى ،عن أبي عبد الرحمن السلمي ،عن أمير المؤمنين عليه وآله
السلم قال :من عوذ البواسير بهذه العوذة كفي شرها بإذن ال تعالى،
وهو " يا جواد يا ماجد يا رحيم يا قريب يا مجيب يا بارئ يا راحم صل
على محمد وآله واردد على نعمتك ،واكفني أمر وجعي "
][82
فانه يعافى منه بإذن ال عزوجل ) - 2 .(1مكا :روي عن الرضا عليه السلم أنه
شكى إليه رجل البواسير فقال :اكتب يس بالعسل واشربه ) * 74 .(2باب
* * " )الدعاء للبثر والدماميل والجرب والقوباء والروح( " * * "
)والرقى للورم والجرح( " * - 1طب :علي بن العباس ،عن محمد بن
إبراهيم العلوي ،عن الرضا ،عن أبيه ،عن الصادق عليهم السلم قال :إذا
أحسست بالبثر فضع عليه السبابة ودور ما حوله وقل " ل إله إل ال
الحليم الكريم " سبع مرات ،فإذا كان في السابعة فضمده وشدده بالسبابة )
- 2 .(3طب :علي بن محمد بن هلل ،عن على بن مهران ،عن حماد ،عن
حريز عن أبي عبد ال عليه السلم قال :هذه الدماميل والقروح أكثرها من
هذا الدم المحترق الذي ل يخرجه صاحبه في أيامه ) (4فمن غلب عليه
شئ من ذلك فليقل إذا أوى إلى فراشه " أعوذ بوجه ال العظيم ،وكلماته
التامات التي ل يجاوزهن بر ول فاجر ،من شر كل ذي شر " فانه إذا قال
ذلك لم يؤذه شئ من الرواح ،وعوفى منها بإذن ال عزوجل ) .(5آخر:
يكتب على كاغذ فيبلعه صاحب الدماميل " ل آلء إل آلؤك يا ال محيط
][83
علمك به كهلسون " - 3 .مكا :للجرب والدمل والقوباء ) (1يقرأ عليه ويكتب
ويعلق عليه " :بسم ال الرحمن الرحيم ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة
اجتثت من فوق الرض مالها من من قرار " ) (2الية " منها خلقناكم
وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى ال أكبر وأنت ل تكبر ،ال يبقى
وأنت ل تبقى ،وال على كل شئ قدير " ) (3رقية الورم والجرح :عن
بعض الصادقين قال :تأخذ سكينا وتمرها على الموضع الذي تشكو من
الجراح أو غيره ،تقول " بسم ال أرقيك من الحد والحديد ومن أثر العود،
ومن الحجر الملبود ،ومن العرق العاثر ،ومن الورم الحر ومن الطعام
وحره ،ومن الشراب وبرده ،بسم ال فتحت ،وبسم ال ختمت " ثم أوتد
السكين في الرض ) * 75 .(4باب * * " )الدعاء لوجع الفرج( " * - 1
طب :أبو عبد الرحمن الكاتب ،عن محمد بن عبد ال الزعفراني ،عن حماد
ابن عيسى ،عن حريز قال :حججت فدخلت على أبي عبد ال الصادق عليه
السلم بالمدينة وإذا بالمعلى بن خنيس رضي ال عنه يشكو إليه وجع
الفرج ،فقال له الصادق عليه السلم :إنك كشفت عورتك في موضع من
المواضع ،فأعقبك ال هذا الوجع ،ولكن عوذه بالعوذة التي عوذ بها أمير
المؤمنين أبا واثلة ثم لم تعد ،قال له المعلى :يا ابن
) (1داء يظهر في الجسد فيتقشر منه الجلد ويتسع ،ويقال لها :الحزاز أيضا ويعالج
بالريق ،وهى مؤنثة ل تنصرف (2) .ابراهيم ،26 :والية تامة وليس في
المصدر بعدها لفظ " الية " (3) .مكارم الخلق ص (4) .440مكارم
الخلق ص 471وقد مر ص 65مثله مشروحا.
][84
رسول ال وما العوذة ؟ قال :قل بعد أن تضع يدك اليسرى عليه " :بسم ال وبال،
بلى ما أسلم وجهه ل وهو محسن فله أجره عند ربه ول خوف عليهم ول
هم يحزنون اللهم إني أسلمت وجهي إليك ،وفوضت أمري إليك ،ل ملجأ
ول منجأ إل إليك " ثلث مرات ،فانك تعافى إنشاء ال تعالى )* 76 .(1
باب * * " )الدعاء لوجع الرجلين والركبة( " * - 1طب :حنان بن جابر،
عن محمد بن على الصيرفي ،عن الحسين بن الشقر عن عمرو بن أبي
المقدام ،عن جابر الجعفي ،عن محمد الباقر عليه السلم قال :كنت عند
الحسين بن علي عليهما السلم إذ أتاه رجل من بني امية ،من شيعتنا فقال
له :يا ابن رسول ال ما قدرت أن أمشي إليك من وجع رجلي ،قال :فأين
أنت من عوذة الحسن ابن على ؟ قال :يا ابن رسول ال وما ذاك ؟ قال "
إنا فتحنا لك فتحا مبينا ،ليغفر لك ال -إلى قوله -وكان ال عزيزا حكيما
" قال :ففعلت ما أمرني به فما أحسست بعد ذلك بشئ منها بعون ال تعالى
) - 2 .(2مكا :دعاء لوجع الركبة عن أبي حمزة قال :عرض لي وجع في
ركبتي فشكوت ذلك إلى أبي جعفر عليه السلم فقال :إذا أنت صليت فقل "
يا أجود من أعطى ،يا خير من سئل ،ويا أرحم من استرحم ،ارحم ضعفي
وقلة حيلي ،واعفني من وجعي " قال :ففعلت فعوفيت ) .(3دعوات
الراوندي :عنه عليه السلم مثله.
) (1طب الئمة ص (2) .31طب الئمة ص (3) .33مكارم الخلق ص ،452
وتراه في الكافي ج 2ص .568
][85
* - 77باب * * " )الدعاء لوجع الساقين( " * - 1طب :خداش بن سبرة ،عن
محمد بن جمهور ،عن صفوان بياع السابري عن سالم بن محمد قال:
شكوت إلى الصادق عليه السلم وجع الساقين وأنه قد أقعدني عن اموري
وأسبابي فقال :عوذهما قلت :بماذا يا ابن رسول ال ؟ قال :بهذه الية سبع
مرات ،فانك تعافى باذن ال تعالى " واتل ما اوحي إليك من كتاب ربك ل
مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا " قال :فعوذتها سبعا كما أمرني
فرفع الوجع عني رفعا حتى لم أحس بعد ذلك بشئ منه ) * 78 .(1باب *
* " )الدعاء لوجع العراقيب وباطن القدم( " * - 1طب :عبد ال بن
بسطام ،عن إبراهيم بن محمد الودي ،عن صفوان الجمال ،عن جعفر بن
محمد ،عن أبيه ،عن علي ابن الحسين عليهما السلم أن رجل اشتكى إلى
أبي عبد ال الحسين بن علي عليهما السلم فقال :يا ابن رسول ال إني
أجد وجعا في عراقيبي قد منعني من النهوض إلى الغرف ) (2قال :فما
يمنعك من العوذة ؟ قال :لست أعلمها ،قال :فإذا أحسست بها فضع يدك
عليها وقل " :بسم ال وبال والسلم على رسول ال صلى ال عليه وآله
" ثم اقرأ عليه " وما قدروا ال حق قدره والرض جميعا قبضته يوم
القيامة ،والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " ففعل
الرجل ذلك فشفاه ال تعالى ).(3
) (1طب الئمة ص (2) .32في المصدر " :إلى الصلة " (3) .طب الئمة ص
.33
][86
* - 79باب * * " )الدعاء لوجع العين وما يناسبه( " * - 1ل :الربعمائة قال
أمير المؤمنين عليه السلم :إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ آية الكرسي
وليضمر في نفسه أنها تبرأ ،فانه يعافى إنشاء ال ) - 2 .(1ما :المفيد،
عن ابن قولويه :عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن الحسين بن
سعيد ،عن ابن أبي عمير ،عن محمد الجعفي ،عن أبيه قال :كنت كثيرا ما
أشتكي عيني فشكوت ذلك إلى أبي عبد ال عليه السلم فقال :أل اعلمك
دعاء لدنياك وآخرتك ،وتكفى به وجع عينك ؟ فقلت :بلى ،فقال :تقول في
دبر الفجر ودبر المغرب " اللهم إني أسئلك بحق محمد وآل محمد عليك أن
تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل النور في بصري ،والبصيرة في
ديني ،واليقين في قلبي ،والخلص في عملي والسلمة في نفسي،
والسعة في رزقي ،والشكر لك ما أبقيتني " ) - 3 .(2طب :أحمد بن
محمد ،عن ابن أبي عمير ،عن أبي أيوب الخزاز ،عن محمد بن مسلم ،عن
الصادق ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال علي بن أبي طالب عليه السلم:
لما دعاني رسول ال صلى ال عليه وآله يوم خيبر قيل له :يا رسول ال
إنه أرمد ،فقال رسول ال صلى ال عليه وآله ائتوني به ،فأتيته ،فقلت :يا
رسول ال إني أرمد ل أبصر شيئا ،قال :فقال :ادن مني يا علي ،فدنوت
منه فمسح يده على عيني فقال " بسم ال وبال ،والسلم على رسول ال،
اللهم اكفه الحر والبرد ،وقه الذى والبلء " قال علي عليه السلم :فبرأت
والذي أكرمه بالنبوة ،وخصه بالرسالة ،واصطفاه على العباد ،ما وجدت
بعد ذلك حرا ول بردا ول أذى في عيني .قال :وكان علي عليه السلم ربما
خرج في اليوم الشاتي الشديد البرد ،وعليه قميص
][87
شف ) (1فيقال :يا أمير المؤمنين أما تصيب البرد ؟ فقال :ما أصابني حر ول برد
منذ عوذني رسول ال صلى ال عليه وآله ،وربما خرج إلينا في اليوم
الحار الشديد الحر في جبة محشوة فيقال له :أما تصيبك ما يصيب الناس
من شدة هذا الحر حتى تلبس المحشوة ؟ فيقول :لهم مثل ذلك ) .(2ق:
مثله وفيه والصلة على رسول ال صلى ال عليه وآله - 4 .طب :محمد
بن عبد ال الزعفراني ،عن عمر بن عبد العزيز ،عن عيسى بن سليمان،
قال :جئت إلى أبي عبد ال عليه السلم يوما من اليام فرأيت به من الرمد
شيئا فاغتممت به ،ثم دخلت عليه من الغد ،ولم يكن به رمد ،فسألته عن
ذلك فقال :عالجتها بشئ وهو عوذة عندي عوذتهما بها ،قال فأخبرني بها
وهذه نسختها " أعوذ بعزة ال ،أعوذ بقدرة ال ،أعوذ بعظمة ال ،أعوذ
بجلل ال ،أعوذ بجمال ال ،أعوذ بكرم ال ،أعوذ ببهاء ال ،أعوذ بغفران
ال ،أعوذ بحلم ال ،أعوذ بذكر ال ،أعوذ برسول ال ،أعوذ بآل رسول
ال ،صلى ال عليه وعليهم ،على ما أجد من حكة عيني ،وما أخاف منها
وما أحذر ،اللهم رب الطيبين أذهب ذلك عني بحولك وقدرتك " )- 5 .(3
طب :محمد بن المثنى ،عن محمد بن عيسى ،عن عمرو بن أبي المقدام،
عن جابر ،عن الباقر عليه السلم قال :كان النبي صلى ال عليه وآله إذا
رمد هو أو أحد من أهله من أو من أصحابه ،دعا بهذه الدعوات " اللهم
متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين مني وانصرني على من ظلمني
وأرني فيه ثأري " ) - 6 .(4سر :من جامع البزنطي ،عن يونس بن
ظبيان قال :دخلنا على أبي عبد ال عليه السلم وهو رمد شديد الرمد،
فاغتممنا لذلك ثم أصبحنا من الغد فدخلنا
) (1الشف من الثياب :الثوب الرقيق يظهر ما تحته (2) .طب الئمة ص (3) .21
طب الئمة ص (4) .85طب الئمة ص .83
][88
عليه فإذا ل رمد بعينه ،ول به قلبة ) (1فقلنا :جعلنا فداك هل عالجت عينيك بشئ ؟
فقال :نعم بما هو من العلج ،فقلنا :ما هو ؟ فقال :عوذة فكتبناها وهي "
أعوذ بعزة ال ،وأعوذ بقوة ال ،وأعوذ بقدرة ال ،وأعوذ بنور ال،
وأعوذ بعظمة ال ،وأعوذ بجلل ال ،وأعوذ بجمال ال ،وأعوذ ببهاء ال،
وأعوذ بجمع ال " -قلنا :وما جمع ال ؟ قال :بكل ال -وأعوذ بعفو ال،
وأعوذ بغفران ال ،وأعوذ برسول ال ،وأعوذ بالئمة -وسمى واحدا
واحدا ثم قال - :على ما نشاء من شر ما أجد اللهم رب المطيعين " )7 .(2
-قب :سمع ضرير دعاء أمير المؤمنين عليه السلم " اللهم إني أسئلك يا
رب الرواح الفانية ،ورب الجساد البالية ،أسئلك بطاعة الرواح الراجعة
إلى أجسادها ،وبطاعة الجساد الملتئمة إلى أعضائها ،وبانشقاق القبور
عن أهلها وبدعوتك الصادقة فيهم ،وأخذك بالحق بينهم ،إذا برز الخلئق
ينتظرون قضاءك ويرون سلطانك ،ويخافون بطشك ،ويرجون رحمتك،
يوم ل يغني مولى عن مولى شيئا ول هم ينصرون إل من رحم ال إنه هو
العزيز الرحيم ،أسئلك يا رحمن أن تجعل النور في بصري ،واليقين في
قلبي ،وذكرك بالليل والنهار على لساني ،أبدا ما أبقيتني إنك على كل شئ
قدير " قال :فسمعها العمى وحفظها ورجع إلى بيته الذي يأويه ،فتطهر
للصلة وصلى ،ثم دعا بها ،فلما بلغ إلى قوله " أن تجعل النور في بصري
" ارتد العمى بصيرا باذن ال ) - 8 .(3مكا :لوجع العين :عن أمير
المؤمنين عليه السلم قال :إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ عليها آية
الكرسي وفي قلبه أنه يبرأ ويعافى ،فانه يعافى إنشاء ال .وقيل :من كان
يقول في كل يوم " فجعلناه سميعا بصيرا " يسلم عينه من الفات .نظر
النبي صلى ال عليه وآله إلى سلمان وهو أرمد ،قال :ل تأكل التمر ول تنم
على جانبك اليسر.
) (1القلبة بالضم :الحمرة ،وبالفتح :الداء والعيب (2) .مستطرفات السرائر.469 :
) (3مناقب آل أبى طالب ج 2ص ،287وتراه في مكارم الخلق ص
451كما سيأتي.
][89
ومثله :يقرأ على الماء ثلث مرات ،ويغسل به الوجه " فكشفنا عنك عظاءك
فبصرك اليوم حديد ،ولو نشاء لطمسنا على أعينهم -إلى قوله :-يبصرون
" ) .(1ومثله " وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا
الذكر ويقولون إنه لمجنون " -إلى آخر السورة ) .(2للشبكور :عن أبي
يوسف المعصب قال :قلت لبي الحسن الول عليه السلم أشكو إليك ما
أجد في بصري ،وقد صرت شبكورا فان رأيت أن تعلمني شيئا قال :اكتب
هذه الية " ال نور السموات والرض " ) (3الية ثلث مرات في جام ثم
أغسله وصيره في قارورة واكتحل به ،قال :وما اكتحلت إل أقل من مائة
ميل حتى رجع بصري أصح ما كان أو قال :ما كنت ) .(4لوجع العين :تأخذ
قطنا وتبله وتضعه على العين ،وتقول " عين الشمس في لجة البحر يا نار
كوني بردا وسلما على إبراهيم " ) .(5اخرى :سليمان بن عيسى قال:
دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فرأيت به الرمد شيئا فاحشا فاغتممت
وخرجت ثم دخلت عليه من الغد ،فإذا ل قلبة بعينه ) (6فقلت :جعلت فداك
خرجت من عندك المس وبك من الرمد ما غمني ،ودخلت عليك اليوم فلم
أر شيئا أعالجته بشئ ؟ قال :عوذتها بعوذة عندي ،قلت :أخبرني بها فكتب
" أعوذ بعزة ال ،أعوذ بقوة ال ،أعوذ بقدرة ال ،أعوذ بعظمة ال ،أعوذ
بجلل ال ،أعوذ ببهاء ال ،أعوذ بجمع ال ،أعوذ برسول ال ،صلى ال
عليه وآله على ما أحذر وأخاف على عيني ،وأجده من وجع عيني ،اللهم
رب الطيبين أذهب ذلك عني بحولك وقوتك ) .(7فكشفنا عنك غطاءك
فبصرك اليوم حديد ،فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم
) (1يس ،66 :ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون) .
(2وهى :وما هو ال ذكر للعالمين ،راجع مكارم الخلق ص (3) .430
النور (4) .35 :مكارم الخلق ص (5) .431مكارم الخلق ص .465
) (6في الصل :ل بلية ،وهو تصحيف (7) .الظاهر تمام العوذة ههنا ،كما
عرفت من السرائر وطب الئمة ،فما بعده عوذة اخرى.
][90
) (1مكارم الخلق ص 465راجعه ففى السطر الخير انغلق واختلف(2) .
مكارم الخلق ص (3) .451الكافي ج 6ص ،503والقسط -بالضم -
عود من عقاقير البحر يتداوى به ،ويقال أنه عود هندي وعربى مدر نافع
للكبد جدا والمغص ،والمر :صمغ شجرة تكون ببلد المغرب واللبان:
الكندر.
][91
فقال له :أتشتهي أن يرد ال عليك بصرك ؟ قال :نعم ،فقال صلى ال عليه وآله:
توضأ وأسبغ الوضوء ،ثم صل ركعتين ،ثم قل " اللهم إني أسئلك وأدعوك
وأرغب إليك وأتوجه إليك بنيك محمد نبي الرحمة ،يا محمد إني أتوجه بك
إلى ال ربك وربك وربي ليرد بك على بصري " قال :فما قام النبي صلى
ال عليه وآله من محله حتى رجع العمى ،وقد رد ال عليه بصره .وقال
أبو عبد ال عليه السلم :من قرأ في المصحف نظرا متع ببصره* 80 .
باب * * " )الدعاء للرعاف( " * - 1مكا :تقرأ وتكتب وتأخذ بأنف
المرعوف " يا من حمل الفيل من بيته الحرام ،أسكن دم فلن بن فلن "
أو يصب على رأسه وجبهته ماء الجمد ،فانه يسكن باذن ال ) .(1للرعاف
" منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى ،يومئذ يتبعون
الداعي ل عوج -إلى قوله :همسا ) (2يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء
أقلعي وغيض الماء وقضي المر واستوت على الجودي ومن قيل بعدا
للقوم الظالمين ،ومن يتق ال يجعل له مخرجا -الية ) (3وجعلنا من بين
أيديهم سدا " الية ) .(4ومثله :يكتب على جبهة المرعوف بدمه " وقيل
يا أرض ابلعي ماءك " إلى
) (1مكارم الخلق ص ،466مع اختلف يسير (2) .يومئذ يتبعون الداعي ل عوج
له وخشعت الصوات للرحمن فل تسمع ال همسا :طه(3) .109 :
الطلق ،3 :والية غير موجودة في المصدر (4) .يس ،8 :وجعلنا من
بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم ل يبصرون راجع مكارم
الخلق ص .432
][92
آخرها فانه يسكن إنشاء ال ) - 2 .(1نقل من خط الشهيد قدس سره يكتب للعلق
الحمد وآية الكرسي وألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم -إلى قوله -
موتوا ) (2اللهم أسئلك بحق محمد وآله أن تصلي على محمد وآل محمد
وأن تخرج هذا العلق عن حاملها ،وتصرف عذابك يا أرحم الراحمين81 .
* )باب( * * " )الدعاء لوجع الفم والضراس( " * - 1طب :حريز بن
أيوب الجرجاني ،عن أبي سمينة ،عن ابن أسباط ،عن أبي حمزة ،عن أبي
بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :شكى إليه ولي من أوليائه وجعا
في فمه ،فقال :إذا أصابك ذلك فضع يدك عليه وقل " بسم ال الرحمن
الرحيم بسم ال الذي ل يضر مع اسمه ،داء أعوذ بكلمات ال التي ل يضر
معها شئ قدوسا قدوسا قدوسا ،باسمك يا رب الطاهر المقدس المبارك
الذي من سألك به أعطيته ،ومن دعاك به أجبته ،أسئلك يا ال يا ال يا ال
أن تصلي على محمد النبي وأهل بيته ،وأن تعافيني مما أجد في فمي وفي
رأسي وفي سمعي وفي بصري وفي بطني وفي ظهري وفي يدي وفي
رجلي ،وفي جميع جوارحي كلها " فانه يخفف عنك إنشاء ال تعالى ).(3
- 2طب :الحسين بن أحمد الخواتيمي ،عن الحسين بن على بن يقين ،عن
حنان الصيقل ،عن أبي بصير ،عن أبي جعفر الباقر عليه السلم قال:
شكوت إليه وجع أضراسي وأنه يسهرني الليل ،قال :فقال لي :يا أبا بصير
إذا أحسست بذلك فضع يدك
) (1مكارم الخلق ص (2) .433البقرة (3) .243 :طب الئمة ص .23
][93
عليه واقرأ سورة الحمد ،وقل هو ال أحد ،ثم اقرأ " وترى الجبال تحسبها جامدة
وهي تمر مر السحاب صنع ال الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما تعملون "
فانه يسكن ثم ل يعود ) - 3 .(1طب :حمدان بن أعين الرازي ،عن أبي
طالب ،عن يونس عن أبي حمزة عن سماعة بن مهران ،عن أبي عبد ال
عليه السلم أنه أمر رجل بذلك وزاد فيه ،قال :اقرأ إنا أنزلناه في ليلة
القدر مرة واحدة ،فانه يسكن ول يعود ) .(2وعن أمير المؤمنين عليه
السلم أنه قال :من اشتكى من ضرسه فليأخذ من موضع سجوده،
وليمسحه على الموضع الذي يشتكي ويقول " بسم ال ،والشافي ال ،ول
حول ول قوة إل بال العلى العظيم " - 4 .طب :إبراهيم بن خالد ،عن
إبراهيم بن عبد ربه ،عن ثعلبة ،عن أبى بصير ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :إن هذه الرقية رقية الضرس وهي نافعة ل تخالف أبدا أصل
باذن ال تعالى تعمد إلى ثلثة أوراق من ورق زيتون ،فتكتب على وجه
الورقة " بسم ال ل ملك أعظم من ال ملك وأنت له الخليفة ،ياهيا شراهيا
أخرج الداء ،وأنزل الشفاء ،وصلى ال على محمد وآل محمد وسلم تسليما
" ) .(3قال أبو عبد ال عليه السلم :ياهيا شراهيا اسمان من أسماء ال
تعالى بالعبرانية وتكتب على ظهر الورقة ذلك وتشد بغزل جارية لم تحض
في خرقة نظيفة ،وتعقد عليه سبع عقد ،وتسمى على كل عقدة باسم نبي
وأسامي آدم ،نوح ،أبراهيم موسى ،عيسى ،شعيب ،وتصلي على محمد
وآله عليه وعليهم السلم ،وتعلقه عليه يبرأ باذن ال تعالى ) .(4رقية
جبرئيل عليه السلم للحسين بن علي عليهما السلم " العجب كل العجب
لدابة تكون في الفم ،تأكل العظم ،وتترك اللحم ،أنا أرقي ،وال عزوجل
الشافي الكافي ل إله إل ال ،والحمد ل رب العالمين ،وإذ قتلتم نفسا
فادارءتم فيها وال مخرج ما كنتم
][94
تكتمون ،فقلنا اضربوه ببعضها " تضع أصبعك على الضرس ثم ترقيه من جانبه
سبع مرات بهذا إنشاء ال تعالى ) .(1عوذة مجربة للضرس :تقرأ الحمد،
والمعوذتين ،وقل هو ال أحد مع كل سورة تقرأ " بسم ال الرحمن الرحيم
" وبعد قل هو ال أحد " بسم ال الرحمن الرحيم وله ما سكن في الليل
والنهار وهو السميع العليم ،قلنا يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم
وأرادوا به كيدا فجعلناهم الخسرين ،نودي أن بورك من في النار ومن
حولها وسبحان ال رب العالمين " ثم تقول بعد ذلك :اللهم يا كافي من كل
شئ ،ول يكفي منك شئ ،اكف عبدك وابن أمتك من شر ما يخاف ويحذر
ومن شر الوجع الذي يشكو إليك ) - 5 .(2طب :عمر بن عثمان الخزاز،
عن علي بن عيسى ،عن عمه قال :شكوت إلى موسى بن جعفر عليه
السلم ريح البخر ) (3فقال :قل وأنت ساجد " يا ال يا ال يا ال ،يا
رحمن يا رب الرباب ،يا سيد السادات يا اله اللهة ،يا مالك الملك ،يا ملك
الملوك ،اشفني بشفائك من هذا الداء ،واصرفه عني فاني عبدك وابن
عبدك ،وأتقلب في قبضتك " فانصرفت من عنده فو ال الذي أكرمهم
بالمامة ما دعوت به إل مرة واحدة في سجودي فلم احس به بعد ذلك ).(4
- 6مكا :لوجع الضرس :عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلم من اشتكى ضرسه فليأخذ من موضع
سجوده ثم يمسح به على الموضع الذي يشتكي ويقول " بسم ال ،والكافي
ال ،ول حول ول قوة إل بال " ) .(5ومثله :وقال الصادق عليه السلم
في رقية الضرس يأخذ سكينا ،أو خوصة ) (6فيمسح
) (2 - 1طب الئمة ص (3) .25البخر :نتن الفم ،يقال :بخر فمه كعلم بخرا
بالتحريك أنتن فمه ،فهو أبخر (4) .طب الئمة ص (5) .118مكارم
الخلق (6) .466الخوص :ورق النخل ،والواحدة خوصة.
][95
به على الجانب الذي يشتكي ،ويقول سبع مرات " بسم ال الرحمن الرحيم ،بسم
ال وبال ،محمد رسول ال ،وإبراهيم خليل ال ،اسكن بالذي سكن له ما
في الليل والنهار باذنه وهو على كل شئ قدير ) .(1وعن ابن عباس :قال
النبي صلى ال عليه وآله :من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ
عليه هذه الية سبع مرات " هو الذي أنشاءكم وجعل لكم السمع والبصار
والفئدة قليل ما تشكرون " ) .(2لوجع السنان رقى بها جبرئيل الحسين
بن علي عليهما السلم :يضع عودة أو حديدة على الضرس ،ويرقيه من
جانبه سبع مرات " بسم ال الرحمن الرحيم ،العجب كل العجب دودة تكون
في الفم ،تأكل العظم ،وتنزل الدم ،أنا الراقي ،وال الشافي ،والكافي ،ل إله
إل ال ،والحمد ل رب العالمين ،وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها إلى قوله
لعلكم تعقلون " سبع مرات يفعل ما قدمناه ) .(3للضرس :المفضل بن عمر
قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم وبي ضربان الضرس ،فشكوت
ذلك إليه فقال :ادن منى فدنوت منه فقال بسبابته فأدخلها فوضعها على
الضرس الذي يضرب ،ثم قرأ شيئا خفيا فسكن على المكان ،فقال لي :قد
سكن يا مفضل ؟ قلت :نعم فتبسم فقلت :احب أن تعلمني هذه الرقية ،قال:
إن فاطمة أتت أباها صلى ال عليهما تشكو ما تلقى من وجع الضرس ،أو
السن فأدخل صلى ال عليه وآله سبابته اليمنى فوضعها على سنها التي
تضرب ،وقال " بسم ال وبال أسئلك بعزتك وجللك وقدرتك على كل شئ
إن مريم لم تلد غير عيسى روحك وكلمتك أن تكشف ما تلقى فاطمة بنت
خديجة من الضر كله " فسكن ما بها كما سكن ما بك ،وما زدت عليه شيئا
بعد هذا ) .(4ومثله :عن عطا ،عن الصادق عليه السلم قال :شكوت إليه
ما ألقى من ضرسي وأسناني وضربانها ،فقال :تقرأ عليه سبع مرات "
بسم ال وبال ،اسكن بقدرة ال الذي
][96
خلقك فانه قادر مقتدر عليك وعلى الجبال أثبتها وأثبتك فقر حتى يأتي فيك أمره
وصلى ال على محمد وآله " ) .(1للضرس :اقرأ فاتحة الكتاب ثلث
مرات ،وقل هو ال أحد ثلث مرات ثم قل " :يا ضرس أبالحار تسكنين أم
بالبارد تكسنين ؟ أم باسم ال تسكنين ،اسكن سكنتك بالذي سكن له ما في
السموات وما في الرض وهو السميع العليم ،قال من يحيي العظام وهي
رميم -إلى قوله -بكل خلق عليم " ) (2اخرج منها فانك رجيم وليخرجنهم
منها -الية ) (3فخرج منها خائفا يترقب " ) .(4لوجع الضرس :يكتب
على الخبز الرقيق ،ويضع على السن الذي فيه الوجع :بسم ال ،لكل نباء
مستقر وسوف تعلمون ،أتى أمر ال فل تستعجلوه سبحانه وتعالى عما
يشركون ،فقلنا اضربوه ببعضها -إلى قوله -لعلكم تعقلون ) (5قال من
يحيي العظام وهي رميم ،إلى قوله -عليم ) .(6لعقده :يأخذ مسمارا ويقرء
عليه ثلث مرات فاتحة الكتاب والمعوذتين ،ثم يقرأ " من يحيي العظام
وهي رميم ]الية[ ثم يقول " :يا ضرس فلن بن فلن أكلت الحار والبارد
أفبالحار تسكنين أم بالبارد تسكنين ،ثم يقرأ " وله ما سكن في الليل
والنهار " ) (7الية " شدت داء هذا الضرس من فلن بن فلن ،بسم ال
العظيم " ثم يضربه في حائط ويقول :ال ال ال ).(8
) (1مكارم الخلق ص (2) .467يس 78 :و :79قل يحييها الذى أنشأها أول مرة
وهو بكل خلق عليم (3) .ولنجرجنهم منها أذلة وهم صاغرون :النمل:
(4) .37مكارم الخلق ص (5) .431البقرة ،68 :فقلنا اضربوه
ببعضها كذلك يحيى ال الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون (6) .يس78 :
و ،79وقد مر نصها آنفا ،راجع مكارم الخلق (7) .431النعام) .13 :
(8مكارم الخلق ص (*) .432
][97
أيضا لوجع الضرس :يأخذ بقلة ويكتب عليها " الذي جعل لكم من الشجر الخضر
نارا فإذا أنتم منه توقدون " ثم يضعها على ضرسه الوجع ثم يمشي
ويرمي بالبقلة خلفه ،ول يلتفت إلى خلفه ،فانه يسكن إنشاء ال ) .(1أيضا
يكون الراقي داخل الباب ،والعليل من خارج ،ويقرأ وهو على الوضوء" :
ل ما في السموات وما في الرض " إلى آخره ) (2ويقول " كم سنة تريد
وأي بقلة ل تأكله " فانه يسكن الوجع ) - 5 .(3من خط الشهيد رحمه ال:
عن ابن عباس :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من اشتكى ضرسه
فليضع أصبعه عليه ،وليقرأ هذه الية " وهو الذي أنشأكم وجعل لكم
السمع والبصار والفئدة قليل ما تشكرون " .وعن نوح بن أبي ذ كوان
قال :اشتكى رجل إلى رسول ال صلى ال عليه وآله وجع الضرس فقال له
رسول ال صلى ال عليه وآله :قل " اسكني أيتها الريح ،اسكني بال الذي
سكن له ما في السماوات والرض وهو السميع العليم " * .باب * * "
)الدعاء للثالول ) - 1 * " ((4ن :ابن الوليد ،عن الحميري ،عن
السياري ،عن علي بن النعمان عن الرضا عليه السلم قال :قلت له :جعلت
فداك إن بي ثآليل كثيرة ،وقد اغممت بأمرها فأسئلك أن تعلمني شيئا أنتفع،
به ،فقال عليه السلم :خذ لكل ثؤلول سبع شعيرات
) (1مكارم الخلق ص (2) .432لقمان :25وتمامها :ان ال هو الغنى الحميد) .
(3مكارم الخلق ص (4) .432الثالول والثؤلول :خراج يكون بجسد
النسان ناتئ صلب مستدير يشبه حلمة الثدى والجمع ثآليل.
][98
واقرأ على كل شعيرة سبع مرات إذا وقعت الواقعة -إلى قوله " -فكانت هباء منبثا
" وقوله عزوجل " ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها
قاعا صفصفا ل ترى فيها عوجا ول أمتا " ثم تأخذ الشعير شعيرة شعيرة
فامسح بها كل ثولول ثم صيرها في خرقة جديدة ،واربط على الخرقة
حجرا وألقها في كنيف .قال :ففعلت فنظرت إليها يوم السابع فإذا هي مثل
راحتي وينبغي أن تفعل ذلك في محاق الشهر ) .(1طب :سعدويه بن عبد
ال ،عن على بن النعمان مثله ) .(2دعوات الراوندي :عن على بن
النعمان مثله - 2 .طب :صالح بن محمد العنبري ،عن النضر ،عن عبد ال
بن سنان ،عن عود بن عبد ال ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :تمر
يدك على موضع الثآليل ثم تقول " بسم ال الرحمن الرحيم ،بسم ال
وبال ،محمد رسول ال صلى ال عليه وآله ول حول ول قوة إل بال العلي
العظيم ،اللهم امح عني ما أجد " تمر يدك اليمنى ،وترقى عليها ثلث
مرات ) - 3 .(3مكا :للثؤلول يأخذ صاحبه قطعة ملح ويمسحها بالثؤلول،
ويقرأ عليه ثلث مرات " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا
متصدعا من خشية ال " إلى آخر السورة ) (4ويطرحها في تنور
وينصرف سريعا ،يذهب إنشاء ال تعالى ) .(5اخرى :يقرأ على ثلث
شعيرات " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الرض مالها
من قرار " ويديرها على الثؤلول ،ثم يدفنها في موضع ندى
) (1عيون الخبار ج 2ص ،50والية الخيرة في سورة ط (2) .106 :طب الئمة
ص ،109ودعوات الراوندي مخطوط ،ورواه الطبرسي في المكارم ص
(3) .442طب الئمة ص 60و (4) .61الحشر (5) .21 :مكارم
الخلق ص .441
][99
في محاق الشهر ،فإذا عفنت الشعيرات تمايل الثؤلول ) .(1أيضا :للثؤلول :عن
الرضا عليه السلم قال :تنظر إلى ]أول[ كوكب يطلع بالعشى فل تحد
نظرك إليه وتناول من التراب وادلكه بها ،وأنت تقول " بسم ال وبال،
رأيتني ولم أرك ،سوء عود بصرك ،ال يخفى أثرك ،ارفع ثآليلي معك )(2
) * 83باب( * * " )الدعاء للسلع ) (3والورام والخنازير( " * - 1
طب :محمد بن عامر ،عن محمد بن عليم الثقفي ،عن عمار بن عيسى
الكلبي ،عن عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :شكى
إليه رجل من الشيعة سلعة ظهرت به ،فقال له أبو عبد ال عليه السلم:
صم ثلثة أيام ثم اغتسل في اليوم الرابع عند زوال الشمس ؟ ؟ زلربك،
وليكن معك خرقة نظيفة ،فصل أربع ركعات واقرأ فيها ما تيسر من
القرآن ،واخضع بجهدك ،فإذا فرغت من صلتك فألق ثيابك وابرز
بالخرقة ،وألزق خدك اليمن على الرض ،ثم قال بابتهال وتضرع
وخشوع " :يا واحد يا أحد يا كريم يا حنان يا قريب يا مجيب ،يا أرحم
الراحمين ،صل على محمد وآل محمد ،واكشف ما بي من مرض ،وألبسني
العافية الشافية في الدنيا والخرة ،وامنن علي بتمام النعمة ،أذهب ما بي
فقد آذاني وغمني " فقال له أبو عبد ال عليه السلم واعلم أنه ل ينفعك
حتى ل يخالج في قبك خلفه ،وتعلم أنه
) (1مكارم الخلق ص (2) .442مكارم الخلق ص (3) .472السلع جمع سلعة:
الضواة وهى شئ كالغدة في البدن ،وقيل :خراج في العنق أو غدة فيها،
أو زيادة في البدن كالغدة تمور بين الجلد واللحم إذا ضغطت ،وتكون من
قدر حمصة إلى بطيخة.
][100
ينفعك ،قال :ففعل الرجل ما أمره به جعفر الصادق عليه السلم فعوفي منها )2 .(1
-طب :محمد بن إسحاق بن الوليد ،عن ابن عمه أحمد بن إبراهيم بن
الوليد عن ابن أسباط ،عن الحكم بن سليمان ،عن ميسر ،عن أبي عبد ال
الصادق عليه السلم قال :إن هذه الية لكل ورم في الجسد ،يخاف الرجل
أن يؤل إلى شئ ،فإذا قرأتها فاقرأها وأنت طاهر قد أعددت وضوءك لصلة
الفريضة ،فعوذ بها ورمك قبل الصلة ودبرها ،وهي " لو أنزلنا هذا
القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال " إلى آخر السورة
) (2فانك إذا فعلت ذلك على ما حد لك سكن الورم ) - 3 .(3مكا )(4
دعوات الراوندي :عن الرضا عليه السلم قال :خرج بجارية لنا خنازير
في عنقها فأتى آت وقال :يا على قل لها فلتقل " يا رؤف يا رحيم ،يا رب
يا سيدي " تكرره ،قال :فقالت :فأذهب ال عزوجل عنها - 4 .مكا :دعا
آخر :يقرأ عليه ثلثة أيام " بسم ال وبال ،ال أكر ،ال أكبر وهو يأمرك
أن ل تكبر " ثلث مرات ،ثم قل " ابتدأ باللص قبل أن يبتدأ بك " ثلث
مرات ويتفل كل مرة فانه يجف ).(5
) (1طب الئمة ص (2) .109الحشر (3) .21 :طب الئمة ص (4) .110مكارم
الخلق ص (5) .451مكارم الخلق ص .469
][101
) - 84باب( * " )الدعاء للجدري( " * - 1مكا :يكتب ويعلق على عضده ،فانه ل
يخرج وإن كان قد خرج فل يخرج أكثر مما قد خرج إنشاء ال .سى سى
وبالقرعة السر السر ناوس ارنوس اس ومثله يكتب هذا الشكل الربعة في
الربعة للجدري ويعلق عليه )6 7 12) (5 10 11 8) (16 3 2 13) .(1
) 85 (4 15 14 1) (9باب( * " )الدعاء لوجع الصدر( " * - 1مكا" :
وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها -إلى قوله -لعلكم تعقلون " ) (2روي عن
أبي عبد ال عليه السلم أنه شكى إليه رجل وجع صدره فقال :استشف
بالقرآن فان ال عزوجل يقول :فيه شفاء لما في الصدور ).(3
) (1مكارم الخلق ص (2) .472البقرة (3) .73 - 72 :مكارم الخلق ص .434
][102
) - 86باب( * " )الدعاء لوجع القلب( " * - 1مكا :رقية لوجع القلب :تقرأ هذه
اليات على الماء ويشربه " لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين،
سيهزم الجمع ويولون الدبر -إلى قوله :أدهى وأمر ) (1إن ال يمسك
السموات والرض -إلى قوله -غفورا ) .(2أيضا تقرأ هذه اليات على
الماء ويشربه ويردد على القلب ،ويكتب أيضا ويعلق على عنقه " ببسم
ال الرحمن الرحيم ربنا ل تزغ قلوبنا -إلى قوله -ل تخلف الميعاد )(3
الذين آمنوا وتطمئن قولهم بذكر ال -إلى قوله -وحسن مآب ) (4لئن
أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين )) 87 .(5باب( * " )الدعاء للسعال
والسل( " * - 1طب :عبد ال بن محمد بن مهران ،عن أيوب ،عن عمرو
بن شمر ،عن جابر ،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ،عن
الحسين عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :من اشتكى
حلقه وكثر سعاله واشتد يبسه ،فليعوذ بهذه الكلمات ،وكان يسميها
الجامعة لكل شئ :اللهم أنت رجائي وأنت ثقتي وعمادي وغياثي ورفعتي،
وجمالي ،وأنت مفزع المفزعين ،ليس للهاربين مهرب إل إليك ،ول
للعالمين ،معول إل عليك ،ول
) (1القمر (2) .46 - 45 :فاطر (3) .39 :آل عمران 6و (4) .7الرعد(5) .28 :
مكارم الخلق ص (*) .433
][103
للراغين مرغب إل لديك ،ول للمظلومين ناصر إل أنت ،ول لذي الحوائج مقصد إل
إليك ،ول للطالبين عطاء إل من لدنك ،ول للتائبين متاب إل إليك ،وليس
الرزق والخير والفتوح إل بيدك .حزنتني المور الفادحة ،وأعيتني
المسالك الضيقة ،وأحوشتني الوجاع الموجعة ،ولم أجد فتح باب الفرج إل
بيدك ،فأقمت تلقاء وجهك ،واستفتحت عليك بالدعاء إغلقه ،فافتح يا رب
للمستفتح ،واستجب للداعي ،وفرج الكرب واكشف الضر ،وسد الفقر،
وأجل الحزن ،وأنف الهم ،واستنقذني من الهلكة فاني قد أشفيت عليها ،ول
أجد لخلصي منها غيرك ،يا ال يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف
السوء ،ارحمني واكشف ما بي من غم وكرب ووجع وداء ،رب إن لم تفعل
لم أرج فرجي من عند غيرك ،فارحمني يا أرحم الراحمين .هذا مكان
البائس الفقير ،هذا مكان المستغيث ،هذا مكان المستجير ،هذا مكان
المكروب الضرير ،هذا مكان الملهوف المستعيذ ،هذا مكان العبد المشفق
الهالك الغرق الخائف الوجل ،هذا مكان من انتبه من رقدته واستيقظ من
غفلته ،وأفرق من علته وشدة وجعه ،وخاف من خطيئته ،واعترف بذنبه،
وأخبت إلى ربه ،وبكى من حذره ،واستغفر واستعبر واستقال واستعفا
وال إلى ربه ،ورهب من سطوته وأرسل من عبرته ،ورجا وبكى ودعا
ونادى :رب إني مسني الضر فتلفني .قد ترى مكاني ،وتسمع كلمي،
وتعلم سرائري وعلنيتي وتعلم حاجتي وتحيط بما عندي ،ول يخفى عليك
شئ من أمري من علنيتي وسري ،وما ابدي وما يكنه صدري ،فأسئلك
بأنك تلي التدبير ،وتقبل المعاذير ،وتمضي المقادير سؤال من أساء
واعترف ،وظلم نفسه واقترف ،وندم على ما سلف ،وأناب إلى ربه
وأسف ،ولذ بفنائه وعكف ،وأناخ رجاه وعطف ،وتبتل إلى مقيل عثرته،
وقابل توبته ،وغافر حوبته ،وراحم عبرته ،وكاشف كربته ،وشافي علته،
أن ترحم تجاوزي بك ،وتضرعي إليك ،وتغفر لي جميع ما أخطأته كتابك،
وأحصاه كتابك ،وما مضى من علمك ،من ذنوبي وخطاياي وجرائري في
خلواتي وفجراتي
][104
][105
- 2مكا :رقية الطحال :فاقرأ على كفه " إذا جاء نصر ال والفتح " ثلث مرات ثم
تقرأ " إن الذين قالوا ربنا ال ثم استقاموا " ) (1إلى آخر الية ثلث
مرات ثم امسح بهما رأسه سبع مرات .اخرى :يكتب ويعلق على هذا
الموضع " إن ال يمسك السموات " الية ) (2إنه من سليمان وإنه بسم
ال الرحمن الرحيم ))) 89 .(3باب(( * " )الدعاء لوجع المثانة واحتباس
البول( " * * " )وعسره ولمن بال في النوم( " * - 1طب :محمد بن
جعفر البرسي ،عن محمد بن يحيى الرمني ،عن محمد بن سنان عن
المفضل بن عمر ،عن محمد بن إسماعيل ،عن أبي زينب قال :شكى رجل
من إخواننا إلى أبي عبد ال عليه السلم وجع المثانة قال :فقال له :عوذه
بهذه اليات إذا نمت ثلثا وإذا انتبهت مرة واحدة ،فانك ل تحس به بعد
ذلك " :ألم تعلم أن ال على كل شئ قدير ،ألم تعلم أن ال له ملك السموات
والرض ومالكم من دون ال من ولي ول نصير " قال الرجل :ففعلت ذلك،
فما أحسست بعد ذلك بها ) - 2 .(4مكا :لحتباس البول :يغسل رجليه
ويكتب على ساقه اليسرى " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر -إلى قوله:
لمن كان كفر " ).(5
) (1تمامها :تتنزل عليهم الملئكة أل تخافوا ول تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم
توعدون :السجدة )فصلت( (2) .30 :فاطر ،39 :وقد مر نصها مرارا) .
(3مكارم الخلق ص (4) .438طب الئمة ص (5) .30القمر- 11 :
.15
][106
عن حمران قال :كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السلم :جعلت فداك قبلي رجل
من مواليك به حصر البول ،وهو يسألك الدعاء له أن يلبسه ال العافية،
واسمه نفيس الخادم ،فأجاب :كشف ال ضرك ،ودفع عنك مكاره الدنيا
والخرة ،وألح عليه بالقرآن ،فانه يشفى إنشاء ال تعالى ) .(1دعاء لعسر
البول " :ربنا ال الذي في السماء تقدس اللهم اسمك في السماء والرض
اللهم كما رحمتك في السماء ،اجعل رحمتك في الرض ،اغفر لنا حوبنا
وخطايانا ،أنت رب المطيبين ،أنزل رحمة من رحمتك ،وشفاء من شفائك
على هذا الوجع " فليبرأ ) - 3 .(2مكا :لمن بال في النوم :روي عنهم
عليهم السلم يؤخذ جزئين من سعد ،وجزء من زعفران ،ويدق كل واحد
منهما عليحدة ،وينخل السعد بحريرة صفيقة ،ويخلطان جميعا ويعجنان
بعسل منزوع الرغوة ،ثم يبندق .ويكتب في جام حديد بزعفران " بسم ال
الرحمن الرحيم إن ال يمسك السموات والرض أن تزول -إلى قوله حليما
غفورا " يمل الجام من هذه الية مرة بعد اخرى ،ثم يغسله بماء بارد
ويصب في قنينة نظيفة ) (3ويؤخذ رق فيكتب فيه بمداد هذه الية ،وفاتحة
الكتاب وقل هو ال ثلث مرات ،والمعوذتين ،وآية الكرسي ،كما انزلت،
وآخر الحشر وآخر بني إسرائيل ،ثم يكتب " بسم ال الرحمن الرحيم إن
ال يمسك السموات والرض " الية ) (4ويكتب " يا من هو هكذا ول
هكذا غيره ،أمسك عن فلن ابن فلنة ما يجد من غلبة البول " ويعلق
التعويذ على ركبتها إن كانت انثى ،وإن كان غلما على موضع العانة على
إحليله ،ويؤخذ بندقة من تلك البنادق ويسقيه إياها حين يأخذ مضجعه بشئ
من ذلك الماء المعوذ ،وليقل من شرب الماء ،فإذا
][107
ذهب ما يجد من غلبة البول إنشاء ال فليحل التعويذ عنه ،لئل يعتريه الحصر ).(1
لمن بال في النوم :يكتب على الرق ويعلق عليه هف هف هد هد هف هف
هات هات اناله كف كف كف هف هفف هفف هفف مهم مسعر لهم قل هو
ال أحد الغالب من حيث يستحسر العدو إبليس شيخ لبني آدم كما الذي
سجد لدم الملئكة باذن ال إنه كريمة بنت كريمة ،وولد فلن بن فلن ه ه
ه ه ه ه سددت شددت بسوره بسوره صفه صفه ختمت بخاتم سليمان بن
داود ل رب ]العالمين[ ) .(2اخرى :له ولمن فزع في النوم بسم ال
الرحمن الرحيم من محمد رسول ال النبي المي العربي الهاشمي المدني
البطحي التهامي صلى ال عليه وآله إلى من حضر الدار من العمار ،أما
بعد فان لنا ولكم في الحق سعة ،فان يكن فاجرا مقتحما أو داعي حق
مبطل أو من يؤذي الولدان ،ويفزع الصبيان ويبولهم في الفراش،
فليمضوا إلى أصحاب الصنام ،وإلى عبدة الوثان ،وليخلوا عن أصحاب
القرآن ،في جوار الرحمن ،ومخازي الشيطان ،وعن أيمانهم القرآن،
وصلى ال على محمد النبي وآله عليهم السلم )) * 90 .(3باب( * * "
)الدعاء لوجع البطن والقولنج ورياح البطن وأوجاعها( " * - 1مكا:
للرياح في البطن :يونس بن يعقوب قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم:
جعلت فداك إني أجد وجعا في بطني فقال :وحد ال ،فقلت :كيف أقول ؟
قال :تقول " :يا ال يا ال يا ربي يا رحمن ،يا رب الرباب ،ويا سيد
السادات ،اشفني وعافني من كل داء وسقم ،فاني عبدك وابن عبدك ،أنقلب
في قبضتك " ).(4
][108
للمغص والنفخ في البطن :بسم ال الذي اتخذ إبراهيم خليل وكلم موسى تكليما
وبعث محمدا بالحق نبيا " ثم قل " :يا ريح اخرجي باذن ال تعالى " ثلث
مرات ) .(1لعلة البطن :عن الكاظم عليه السلم يكتب ام القرآن،
والمعوذتين ،وقل هو ال أحد ،ثم يكتب " أعوذ بوجه ال العظيم ،وعزته
التي ل ترام ،وقدرته التي ل يمتنع منه ،من شر هذا الوجع ،ومن شر ما
فيه ،ومن شر ما أحذر منه " ) (2لوجع البطن وغيره من اللم :يضع يده
عليه ويقول سبع مرات " :أعوذ بعزة ال وجلله ،من شر ما أجد "
ويضع يده اليمنى على اللم ويقول " بسم ال " ثلثا ) .(3لوجع البطن:
يكتب سورة الخلص ،وبسم ال الرحمن الرحيم قل يحييها الذي أنشأها
أول مرة وهو بكل خلق عليم ،ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به
الرض أو كلم به الموتى بل ل المر جميعا " ويعلق عليه ،وهذه اليات
تقرأ عليه " :بسم ال الرحمن الرحيم ما أصاب من مصيبة في الرض ول
في أنفسكم إل في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على ال يسير ،هذان
خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ،يصب
من فوق رؤسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ،فتعالى ال
الملك الحق ل إله إل هو رب العرش الكريم ،ل إله إل ال وحده ل شريك
له ،له الملك وله الحمد ،يحيي ويميت وهو حي ل يموت ،بيده الخير وهو
على كل شئ قدير " ) .(4اخرى :بسم ال الرحمن الرحيم وذا النون إذ
ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه -إلى آخر الية ) (5ويقرأ فاتحة
الكتاب سبع مرات .جيد مجرب .اخرى :لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من
الشاكرين ،إن ال بالناس لرؤف
][110
من بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميد " ثلثا فانك تعافى باذن ال تعالى.
قال أبو عبد ال عليه السلم :ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاة قط فقال
باخلص نية ومسح موضع العلة " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة
للمؤمنين ول يزيد الظالمين إل خسارا " إل عوفي من تلك العلة أية علة
كانت ،ومصداق ذلك في الية حيث يقول " :شفاء ورحمة للمؤمنين " )
- 4 .(1طب :موسى بن عمر بن يزيد ،عن أبيه ،عن الصادق عليه السلم
قال :شكى إليه رجل من أوليائه القولنج فقال :اكتب له ام القرآن ،وسورة
الخلص والمعوذتين ،ثم تكتب أسفل ذلك " أعوذ بوجه ال العظيم،
وبعزته التي ل ترام وبقدرته التي ل يمتنع منها شئ ،من شر هذا الوجع،
ومن شر ما فيه " ثم تشربه على الريق بماء المطر ،يبرأ باذن ال تعالى )
- 5 .(2طب :هارون بن شعيب ،عن داود بن عبد ال ،عن إبراهيم بن أبي
يحيى عن محمد بن إسماعيل بن أبي زينب ،عن الجعفي ،عن جابر ،عن
أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلم
قال :شكى إليه رجل الخام والبردة وريح القولنج ،فقال :أما القولنج فاكتب
له ام القرآن ،والمعوذتين ،وقل هو ال أحد ،واكتب أسفل من ذلك " أعوذ
بوجه ال العظيم ،وبقوته التي ل ترام وبقدرته التي ل يمتنع منها شئ ،من
شر هذا الوجع ،وشر ما فيه ،وشر ما أحذر منه " تكتب هذا في كتف أو
لوح أو جام بمسك وزعفران ،ثم تغسله بماء السماء وتشربه على الريق،
أو عند منامك ) - 6 .(3طب :أحمد بن عبد الرحمن بن جميلة ،عن الحسن
بن خالد قال :كتبت إلى أبي الحسن عليه السلم أشكو إليه علة في بطني،
وأسأله الدعاء فكتب بسم ال الرحمن الرحيم ،تكتب ام القرآن،
والمعوذتين ،وقل هو ال أحد ،ثم تكتب أسفل
) (1طب الئمة ص (2) .28طب الئمة ص ،38وفيه :الضرارى ،قال :حدثنا
موسى بن عمر بن يزيد الخ (3) .طب الئمة ص .65
][111
من ذلك " أعوذ بوجه ال العظيم ،وعزته التي ل ترام ،وقدرته التي ل يمتنع منها
شئ ،من شر هذا الوجع ،وشر ما فيه ،ومما أحذر " يكتب ذلك في لوح أو
كتف ثم تغسله بماء السماء ،ثم تشربه على الريق وعند منامنك ،ويكتب
أسفل من ذلك " جعله شفاء من كل داء " ))) 91 .(1باب(( * " )الدعاء
لوجع الخاصرة( " * - 1طب :حريز بن أيوب ،عن أبي سمينة ،عن ابن
أسباط ،عن أبي حمزة عن حمران قال :سأل رجل محمد بن علي الباقر
عليه السلم فقال :يا ابن رسول ال إني أجد في خاصرتي وجعا شديدا،
وقد عالجته بعلج كثيرة ،فليس يبرأ ،قال :أين أنت من عوذة أمير
المؤمنين عليه السلم ؟ قال :وما ذاك يا ابن رسول ال ،قال :إذا فرغت
من صلتك ،فضع يدك على موضع السجود ،ثم امسحه واقرء " أفحسبتم
أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل ترجعون ،فتعالى ال الملك الحق ل إله إل
هو رب العرش الكريم ،ومن يدع مع ال إلها آخر ل برهان له به فانما
حسابه عند ربه إنه ل يفلح الكافرون ،وقل رب اغفر وارحم وأنت خير
الراحمين " قال الرجل :ففعلت ذلك فذهب عني بعون ال تعالى )- 2 .(2
دعوات الروندى ،مكا :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ينبغي لحدكم
إذا أحس بوجع الخاصرة أن يمسح يده عليها ثلث مرات ،وليقل كل مرة "
أعوذ بعزة ال ،وقدرته على ما يشاء ،من شر ما أجد ]في خاصرتي[ ).(3
- 3مكا :وعن الصادق عليه السلم قال :تمر يدك على موضع الوجع
وتقول:
) (1طب الئمة ص (2) .100طب الئمة ص (3) .29مكارم الخلق ص .468
][112
" بسم ال وبال ،محمد رسول ال صلى ال عليه وآله ،ول حول ول قوة إل بال
العلي العظيم اللهم امسح عني ما أجد في خاصرتي " ثم تمر يدك على
موضع الوجع ثلث مرات )) 92 .(1باب( * " )الدعاء والعوذة لما يعرض
الصبيان من الرياح( " * - 1عدة الداعي :كتب محمد بن هارون إلى أبي
جعفر عليه السلم يسأله عوذة للرياح الذي تعرض للصبيان فكتب إليه
بخطه " ال أكبر أشهد أن محمدا رسول ال صلى ال عليه وآله ،ال أكبر
ل إله إل ال ،ول رب لي إل ال ،له الملك وله الحمد ل شريك له ،سبحان
ال ،ما شاء ال كان وما لم يشأ لم يكن ،اللهم ذا الجلل والكرام رب
عيسى وموسى وإبراهيم الذي وفى إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق
ويعقوب والسباط ،ل إله إل أنت سبحانك مع ما عددت من آياتك،
وبعظمتك ،وبما سألك به النبيون ،وبأنك رب الناس ،كنت قبل كل شئ،
وأنت بعد كل شئ أسألك بكلماتك التي تمسك السماء أن تقع على الرض
إل باذنك ،وبكلماتك التي تحيى بها الموتى ،أن تجير عبدك فلنا من شر ما
ينزل من السماء ،وما يعرج فيها وما يخرج من الرض وما يلج فيها،
والسلم على المرسلين ،والحمد ل رب العالمين .عنه عليه السلم أيضا
بخطه " :بسم ال ،وبال ،وإلى ال ،وكما شاء ال ،وبعزة ال وجبروت
ال ،وقدرة ال ،وملكوت ال ،هذا الكتاب اجعله يا ال شفاء لفلن بن فلن
ابن عبدك وابن أمتك عبد ال .صلى ال على رسول ال ".
][113
) * - 93باب( * * " )الدعاء لحل المربوط( " * - 1طب :أحمد بن بدر ،عن
إسحاق الصحاف ،عن موسى بن جعفر عليه السلم قال :يا صحاف قلت:
لبيك يا ابن رسول ال ،قال :إنك مأخوذ عن أهلك ،قلت :بلى يا ابن رسول
ال ،منذ ثلث سنين ،قد عالجت بكل دواء فو ال ما نفعني ،قال :يا صحاف
أفل أعلمتني ،قلت :يا ابن رسول ال ،وال ما خفي على أن كل شئ عندكم
فرجه ،ولكن أستحييك قال :ويحك وما منعك الحياء في رجل مسحور
مأخوذ أما إني أردت أن افاتحك بذلك ،قل " :بسم ال الرحمن الرحيم
أذرأتكم أيها السحرة عن فلن بن فلنة ،بال الذي قال لبليس " :اخرج
منها مذموما مدحورا اخرج منها فما يكون لك أن تتكبر فيها ،اخرج إنك
من الصاغرين " ،أبطلت عملكم ،ورددت عليكم ،ونقضته باذن ال العلي
العلى العظم القدوس العزيز العليم القديم ،رجع سحركم كما ل يحيق
المكر السيئ إل بأهله ،كما بطل كيد السحرة ،حين قال ال تعالى لموسى
صلوات ال عليه " :ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون ،فوقع الحق
وبطل ما كانوا يعملون " باذن ال أبطل سحرة فرعون .أبطلت عملكم أيها
السحرة ،ونقضته عليكم باذن ال ،الذي أنزل " ول تكونوا كالذين نسوا
ال فأنساهم أنفسهم " وبالذي قال " :ولو أنزلنا عليك كتابا في قرطاس
فلمسوه بأيديهم ،لقال الذين كفروا إن هذا إل سحر مبين ،وقالوا لول انزل
عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي المر ثم ل ينظرون ،ولو جعلناه ملكا
لجعلناه رجل وللبسنا عليهم ما يلبسون " وباذن ال الذي أنزل " فأكل
منها فبدت لهما سوآتهما " فأنتم تتحيرون ول تتوجهون بشئ مما كنتم
فيه ،ول ترجعون إلى شئ منه أبدا .قد بطل بحمد ال عملكم ،وخاب
سعيكم ،ووهن كيدكم ،مع من كان ذلك من الشياطين إن كيد الشيطان كان
ضعيفا ،غلبتكم باذن ال ،وهزمت كثرتكم بجنود
][114
ال ،وكسرت قوتكم بسلطان ال ،وسلطت عليكم عزائم ال ،عمي بصركم ،وضعفت
قوتكم ،وانقطعت أسبابكم ،وتبرأ الشيطان منكم باذن ال الذي أنزل " كمثل
الشيطان إذ قال للنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف ال رب
العالمين ،فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين
" وأنزل " إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم
السباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك
يريهم ال أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار .باذن ال
الذي ل إله إل هو الحي القيوم ،الية ) (1إن إلهكم لواحد رب السموات
والرض -إلى قوله تعالى :شهاب ثاقب ) (2إن في خلق السموات
والرض واختلف الليل والنهار ليات لولي اللباب وما أنزل ال من
السماء من ماء الية ) (3إن ربكم ال الذي خلق السموات والرض في
ستة أيام -الية ) (4هو ال الذي ل إله إل هو عالم الغيب والشهادة -إلى
آخر السورة ) .(5من أراد فلن بن فلنة بسوء من الجن والنس أو
غيرهم ،بعد هذه العوذة جعله ال ممن وصفهم فقال " :اولئك الذين
اشتروا الضللة " ) (6ثلث آيات ،جعله
) (1يعنى آية الكرسي :البقرة (2) .255 :تمامها :وما بينهما ورب المشارق انا
زينا السماء الدينا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد ل يسمعون
إلى الملء العلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب ال
من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ،الصافات (3) .10 - 3 :تمامها:
فأحيا به الرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح
والسحاب المسخرين السماء والرض ليات لقوم يعقلون :البقرة.164 :
) (4تمامها :ثم استوى على العرش يغشى الليل والنهار يطلبه حثيثا
والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره أل له الخلق والمر تبارك ال
رب العالمين ،العراف (5) .54 :يعنى سورة الحشر(6) .24 - 21 :
البقرة(*) .18 - 16 :
][115
ال ممن قال " ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما ل يسمع إل دعاء ونداء صم
بكم عمى فهم ل يعقلون " جعله ال ممن قال " ومن يشرك بال فكأنما خر
" الية ) (1جعله ال ممن قال " مثل ما ينفقون في هذه الحيوة الدنيا "
الية ) (2جعله ال ممن قال " كمثل صفوان عليه تراب " الية ) (3جعله
ال ممن قال " ومثل كلمة خبيثة كشجرة " أربع آيات ) (4جعله ال ممن
قال " مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم " إلى قوله " فماله من نور " )
.(5اللهم فأسئلك بصدقك وعلمك ،وحسن أمثالك ،وبحق محمد وآله ،من
أراد فلنا بسوء أن ترد كيده في نحره ،وتجعل خده السفل ،وتركسه لم
رأسه في حفيرة ،إنك على كل شئ قدير ،وذلك عليك يسير ،وما كان ذلك
على ال بعزيز ل إله إل ال ،محمد رسول ال ،صلى ال عليه وآله
والسلم عليهم ورحمة ال وبركاته " ثم تقرأ على طين البقر ،وتختم
وتعلقه على المأخوذ وتقرأ " هو ال الذي أرسل رسوله بالهدى ودين
الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وكفى بال شهيدا وبطل
ما كانوا يعملون ،فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين ) - 2 .(6عدة الداعي:
لحل المربوط :يكتب في رقعة ويعلق عليه " بسم ال الرحمن الرحيم ،إنا
فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك ال ما تقدم من ذنبك وما تأخر ،ويتم نعمته
عليك ويهديك صراطا مستقيما " ثم يكتب سورة النصر ،ثم يكتب " ومن
آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة
ورحمة ،إن في ذلك ليات لقوم يتفكرون ،ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه
فانكم غالبون ،ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ،وفجرنا الرض عيونا
فالتقى الماء على أمر قد قدر ،قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري،
واحلل
) (1الحج (2) .31 :آل عمران (3) .117 :البقرة (4) .264 :ابراهيم) .29 - 26 :
(5النور (6) .40 - 39 :طب الئمة ص .47 - 45
][116
عقدة من لساني ،يفقهوا قولي ،وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ،ونفخ في
الصور فجمعناهم جمعا ،كذلك حللت فلن بن فلنة بنت فلنة ،لقد جائكم
رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف
رحيم ،فان تولوا فقل حسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش
العظيم) * 94 .باب( * * " )الدعاء لعسر الولدة( " * - 1طب:
الخواتيمي ،عن محمد بن علي الصيرفي ،عن محمد بن أسلم ،عن الحسن
ابن محمد الهاشمي ،عن أبان بن أبي عياش ،عن سليم بن قيس الهللي،
عن أمير -المؤمنين عليه السلم قال :إني لعرف آيتين من كتاب ال
المنزل ،يكتبان للمرأة إذا عسر عليها ولدها ،يكتبان في رق ظبي ويعلقه
في حقويها " بسم ال وبال إن مع العسر يسرا ،إن مع العسر يسرا -
سبع مرات -يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم ،يوم
ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها ،وترى
الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب ال شديد " مرة واحدة يكتب
على ورقة وتربط بخيط من كتان غير مفتول ،ويشد على فخذها اليسر
فإذا ولدته قطعته من ساعتك ،ول تتوانى عنه .ويكتب " حي ولدت مريم،
ومريم ولدت حي ،يا حي اهبط إلى الرض الساعة باذن ال تعالى " ).(1
- 2طب :صالح بن إبراهيم ،عن ابن فضال ،عن محمد بن الجهم ،عن
المنخل عن جابر بن يزيد الجعفي أن رجل أتى أبا جعفر محمد بن علي
الباقر عليه السلم فقال :يا ابن رسول ال أغثني ،فقال :وما ذاك ؟ قال:
امرأتي قد أشرفت على الموت من شدة الطلق ،قال :اذهب واقرء عليها "
فأجائها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني
][117
مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ،فناديها من تحتها أل تحزني قد جعل ربك تحتك
سريا ،وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا " ثم ارفع صوتك
بهذه الية " وال أخرجكم من بطون امهاتكم ل تعلمون شيئا وجعل لكم
السمع والبصار والفئدة لعلكم تشكرون ،كذلك اخرج أيها الطلق ،اخرج
باذن ال " فانها تبرأ من ساعتها بعون ال تعالى ) - 3 .(1طب :عبد
الوهاب بن مهدي ،عن محمد بن عيسى ،عن ابن همام ،عن محمد ابن
سعيد ،عن أبي حمزة ،عن أبي جعفر عليه السلم أنه قال :إذا عسر على
المرءة ولدتها تكتب لها هذه اليات في إناء نظيف بمسك وزعفران ،ثم
يغسل بماء البئر ،ويسقى منه المرأة ،وينضح ) (2بطنها وفرجها فانها تلد
من ساعتها ،يكتب " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إل عشية أو ضحيها،
كأنهم يوم يرون ما يوعدن لم يلبثوا إل ساعة من نهار ،بلغ فهل يهلك إل
القوم الفاسقون ،لقد كان في قصصهم عبرة لولي اللباب ما كان حديثا
يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه ،وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم
يؤمنون " ) - 4 .(3طب :عيسى بن داود ،عن موسى بن القاسم قال:
حدثنا المفضل بن عمر ،عن أبي الظبيان ،عن الصادق عليه السلم قال:
تكتب هذه اليات في قرطاس الحامل إذا دخلت في شهرها التي تلد فيه،
فانه ل يصيبها طلق ول عسر ولدة وليلف على القرطاس سحاة ) (4لفا
خفيفا ،ول يربطها وليكتب " أولم ير الذين كفروا أن السموات والرض
كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفل يؤمنون ،وآية لهم
الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ،والشمس تجري
) (1طب الئمة ص (2) .69النضح :الرش بالماء (3) .طب الئمة ص (4) .95
السحاء :نبت شائك يرعاه النحل فيطيب عسله عليه وسحاء القرطاس:
ما سحى منه ،أي أخذ.
][118
لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ،والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون
القديم ل الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ،ول الليل سابق النهار ،وكل في
فلك يسبحون ،وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون ،وخلقنا لهم
من مثله ما يركبون ،وإن نشأ نغرقهم فل صريخ لهم ول هم ينقذون ،إل
رحمة منا ومتاعا إلى حين ،ونفخ في الصور فإذا هم من الجداث إلى ربهم
ينسلون " .وتكتب على ظهر القرطاس هذه اليات " كأنهم يوم يرون ما
يوعدون لم يلبثوا إل ساعة من نهار بلغ فهل يهلك إل القوم الفاسقون،
كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إل عشية أو ضحيها " ويعلق القرطاس في
وسطها فحين يقع ولدها يقطع عنها ول يترك عليها ساعة واحدة )- 5 .(1
طب :سعد بن مهران ،عن محمد بن صدقة ،عن محمد بن سنان الزاهري،
عن يونس بن ظبيان ،عن محمد بن إسماعيل ،عن جابر بن يزيد الجعفي
قال :جاء رجل من بني امية إلى أبي جعفر عليه السلم وكان مؤمنا من آل
فرعون يوالي آل محمد ،فقال :يا ابن رسول ال إن جاريتي قد دخلت في
شهرها ،وليس لي ولد ،فادع ال أن يرزقني ابنا ،فقال :اللهم ارزقه ابنا
ذكرا سويا ،ثم قال :إذا دخلت في شهرها فاكتب لها إنا أنزلناه -وعوذها
بهذه العوذة وما في بطنها -بمسك وزعفران ،واغسلها واسقها ماءها
وانضح فرجها ،والعوذة هذه " :اعيذ مولودي بسم ال ،بسم ال ،وإنا
لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وإنا كنا نقعد منها
مقاعد للسمع فمن يستمع الن يجد له شهابا رصدا " ثم يقول " :بسم
ال ،بسم ال ،أعوذ بال السميع العليم من الشيطان الرجيم ،أنا وأنت
والبيت ومن فيه والدار ومن فيها ،نحن كلنا في حرز ال ،وعصمة ال،
وجيران ال وجوار ال ،آمنين محفوظين " تقرء المعوذتين ،وتبدأ بفاتحة
الكتاب قبلهما ثم سورة الخلص ،ثم تقرأ " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا
وأنكم إلينا ل ترجعون فتعالى ال الملك الحق ل إله إل هو رب العرش
الكريم ،ومن يدع مع ال إلها آخر
][119
ل برهان له به ،فانما حسابه عند ربه ،إنه ل يفلح الكافرون ،وقل رب اغفر وارحم
وأنت خير الراحمين ،لو أنزلنا هذا القرآن -إلى آخر السورة ) .(1ثم
تقول " :مدحور ]ا[ من يشاق ال ورسوله ،أقسمت عليك يا بيت ومن
فيك ،بالسماء السبعة ،والملك السبعة ،الذين يختلفون بين السماء
والرض محجوبا عن هذه المرأة وما في بطنها كل عرض واختلس أو
لمس أو لمعة أو طيف مس من إنس أو جان " .وإن قال عند فراغه من
هذا القول ومن العوذة كلها " أعني بهذا القول وهذه العوذة فلنا وأهله
وولده وداره ومنزله " فليسم نفسه ،وليسم داره ومنزله وأهله وولده،
وليلفظ به ،وليقل أهل فلن بن فلن ،وولده فلن بن فلن ،فانه أحكم له
وأجود ،وأنا الضامن على نفسه وأهله وولده أن ل يصيبهم آفة ول خبل
ول جنون باذن ال تعالى ) - 6 .(2سر :الحسن بن محبوب ،عن صالح بن
رزين ،عن شهاب ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا عسر على المرأة
ولدها فاكتب لها في رق " بسم ال الرحمن الرحيم كأنهم يوم يرون ما
يوعدون لم يلبثوا إل ساعة من نهار كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إل عشية
أو ضحيها ،إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا "
ثم اربطه بخيط وشده على فخذها اليمن ،فإذا وضعت فانزعه )- 7 .(3
مكا :لعسر الولدة :يكتب ويعلق على ساقها اليسرى " بسم ال وبال،
محمد رسول ال ،كأنهم يوم يرونها -الية ) (4إذا السماء انشقت وأذنت
لربها وحقت وإذا الرض مدت وألقت ما فيها وتخلت ،ولبثوا في كهفهم
ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا ،اخرج باذن ال من البطن الطيبة إلى
الرض الطيبة منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى ،باذن
ال وقدرته ،واسمه الذي ل يضر مع
) (1الحشر (2) .24 - 21 :طب الئمة ص (3) .96مستطرفات السرائر(4) :
النازعات ،46 :وقد مر نصها.
][120
اسمه داء في الرض ول في السماء وهو السميع العليم ،العزيز الوهاب كأنهم يوم
يرون ما يوعدون لم يلبثوا إل ساعة من نهار ،بلغ فهل يهلك إل القوم
الفاسقون ،أولم ير الذين كفروا أن السموات والرض كانتا رتقا -إلى
قوله :أفل يؤمنون ) (1إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون،
فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون ،وإذا جاء نصر ال -
السورة ،واولت الحمال أجلهن أن يضعن حملهن ) .(2مثله :يكتب في
رق ويعلق على فخذها سبع مرات " إن مع العسر يسرا إن مع العسر
يسرا " ومرة واحدة " يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ
عظيم " إلى قوله " :كل ذات حمل حملها " .ومثله :يكتب في جنبها "
بسم ال وبال ،اخرج باذن ال ،منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم
تارة اخرى " ويصلي على النبي وآله .ومثله بسم ال الرحمن الرحيم فان
مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ،يريد ال بكم اليسر ول يريد بكم
العسر ،يهيئ لكم من أمركم مرفقا ،ويهيئ لكم من أمركم رشدا ،وعلى ال
قصد السبيل ]ومنها جائر[ ) .(3أولم ير الذين كفروا أن السموات والرض
كانتا رتقا ففتقناهما -الية .وروي :يكتب لها إنا أنزلناه في ليلة القدر،
ويسقى ماؤها ،وينضح على فرجها وروي :أنه يقرأ عندها إنا أنزلناه في
ليلة القدر ) .(4ومثله :يكتب على قرطاس " أولم ير الذين كفروا أن
السموات والرض كانتا رتقا -إلى قوله :أفل يؤمنون وآية لهم الليل نسلخ
منه النهار فإذا هم مظلمون ،ونفخ في الصور فإذا هم من الجداث إلى
ربهم ينسلون .كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إل ساعة من نهار "
ويعلق على وسطها ،فإذا وضعت يقطع ،ول يترك إنشاء ال.
) (1النبياء (2) .31 :مكارم الخلق ص (3) .437زاد في المصدر بعده " ثم
السبيل يسره " أولم ير الذين الية (4) .مكارم الخلق ص ،438وفى
نسخة الكمبانى تقديم وتأخير ،راجعه.
][121
دعاء لعسر الولدة :من عسرت عليها الولدة يقرأ هذه الدعية في كوز ملئ ماء
ثلث مرات ،وتشرب المرأة ،ويصب بين كتفيها وثدييها ،فتضع الولد باذن
ال تعالى " بسم ال الذي ل إله إل هو الحليم الكريم سبحان ال رب
السموات ورب العرش العظيم ،الحمد ل رب العالمين ،كأنهم يوم يرونها
لم يلبثوا إل عشية أو ضحيها كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إل
ساعة من نهار ]وصلى ال على محمد وآله أجمعين[ ) .(1لعسر الولدة:
عن الصادق عليه السلم قال :يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولدتها في رق
أو قرطاس " اللهم فارج الهم ،وكاشف الغم ،ورحمن الدنيا والخرة
ورحيمهما ارحم فلنة بنت فلنة رحمة تغنيها بها عن رحمة جميع خلقك،
تفرج بها كربتها ،وتكشف بها غمها ،وتيسر ولدتها ،وقضي بينهم بالحق
وهم ل يظلمون ،وقيل الحمد ل رب العالمين ) .(2ومثله :من عسرت
عليها الولدة من إنسان أو دابة يقرأ عليها " يا خالق النفس من النفس،
ومخلص النفس من النفس ،أخلصه بحولك وقوتك " ) .(3ومثله :يكتب
على خرقتين ل يمسهما ماء ،وتوضع تحت رجليها ،فانها تلد في مكانها،
إنشاء ال تعالى ) .(4وفي رواية يكتب هذا الشكل ،ويعلقها على فخذها
اليمن ،ويكتب على كاغذ ويشد على فخذها اليسر " منها خلقناكم وفيها
نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى ،يا خالق النفس من النفس ،ومخلص
النفس من النفس ،فرج عنا " فألقته سويا باذن ال عزوجل ) .(5اخرج
نفسي من هذا المجلس وليبلوني انذارك إذا انت عافيتني لشكو لسمك )4
(6 1 8) (7 5 3) (2 9
][122
ومثله :يكتب هذه الصورة على ظهر قفيز ،وجلست فوقه المرأة التي تطلق ولدت
بسرعة إنشاء ال ومن حق كتابتها أن يبدأ بالثنين من السطر الفوقاني،
ثم بثلثة ،ثم بأربعة ،ثم بثلثة ،ثم بالثنين ثم بأربعة ليتم خاصيته ).(1
اثنين ثلثة أربعة أربعة اثنين ثلثة ) * 95باب( * * " )دعاء البق
والضالة والدابة النافرة والمستصعبة( " * - 1سن :محمد بن علي ،عن
عبيس بن هشام ،عن أبي إسماعيل الفراء ،عن زيد الشحام ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :تدعو للضالة " اللهم إنك إله من في السماء وإله من
في الرض ،وعدل فيهما ،وأنت الهادي من الضالة ،وترد الضالة رد علي
ضالتي ،فانها من رزقك وعطيتك ،اللهم ل تفتن بها مؤمنا ول تغن بها
كافرا ،اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى أهل بيته " )- 2 .(2
سن :محمد بن علي ،عن يونس بن يعقوب ،عن أبي عبيدة الحذا قال :كنت
مع أبي جعفر عليه السلم فضل بعيري ،فقال :صل ركعتين ثم قل كما
أقول :اللهم راد الضالة هاديا من الضللة ،رد علي ضالتي ،فانها من فضل
ال وعطائه ،قال :ثم إن أبا جعفر عليه السلم أمر غلمه فشد على بعير
من إبله فحمله ،ثم قال :يا با عبيدة تعال فاركب ،فركبت مع أبي جعفر عليه
السلم فلما سرنا إذا سواد على الطريق ،فقال :يا با عبيدة هذا بعيرك ،فإذا
هو بعيري ) - 3 .(3سن :محمد بن علي ،عن عمر بن عبد العزيز ،عن
أبيه ،عن الثمالي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :من نفرت له دابة فقال
هذه الكلمات " :يا عباد ال الصالحين أمسكوا علي رحمكم ال ،بان في ع
وح وماه ) (4ى ح ح قال :ثم قال أبو جعفر
][123
عليه السلم :إن البر موكل به " م ) (1في حرج " والبحر موكل به " ه ح ح "
قال عمر :فقلت أنا ذلك في بغال ضلت فجمعها ال لي ) - 4 .(2مكا :روي
عن الرضا عليه السلم قال :إذا ذهب لك ضالة أو متاع ،فقل " :وعنده
مفاتح الغيب -إلى قوله :في كتاب مبين " ثم تقول " :اللهم إنك تهدي من
الضالة وتنجي من العمى ،وترد الضالة ،صل على محمد وآله ،واغفر لي
ورد ضالتي وصل على محمد وآله وسلم " ) .(3صلة لرد الضالة :عن
أمير المؤمنين عليه السلم :تصلي ركعتين تقرأ فيهما يس وتقول بعد
فراغك منهما رافعا يدك إلى السماء " :اللهم راد الضالة ،والهادي من
الضللة ،صل على محمد وآل محمد ،واحفظ علي ضالتي ،وارددها إلي
سالمة يا أرحم الراحمين ،فانها من فضلك وعطائك ،يا عباد ال في
الرض ،ويا سيارة ال في الرض ،ردوا علي ضالتي ،فانها من فضل ال
وعطائه " ) .(4ومثله أيضا عن أمير المؤمنين عليه السلم " اللهم ل إله
إل أنت لك السموات والرض وما بينهما فاجعل الرض على كذا أضيق من
جلد جمل ،حتى تمكنني منه ،إنك على كل شئ قدير " ) .(5وفي رواية عن
الصادق عليه السلم :ادع بهذا الدعاء للبق واكتبه في ورقة " اللهم إن
السماء لك ،والرض لك ،وما بينهما لك ،فاجعل ما بينهما أضيق على فلن
من جلد جمل حتى ترده علي وتظفرني به " وليكن حول الكتاب آية
الكرسي مكتوبة مدورة ،ثم ادفنه ،وضع فوقه شيئا ثقيل في موضعه الذي
كان يأوي إليه فيه بالليل ).(6
) (1ل يوجد في المصدر لفظ " م " (2) .المحاسن ص (3) .363مكارم الخلق
ص ،444والية في سورة النعام (5 - 4) .59 :مكارم الخلق ص
(6) .457مكارم الخلق ص .458
][124
أيضا للبق :يكتب أو يقرأ " اللهم أنت جبار في السماء ،وجبار في الرض وملك
في السماء وملك في الرض ،وإله في السماء ،وإله في الرض ،ترد
الضالة وتهدي من الضللة ،رد على فلن ضالته واحفظه ) - 5 .(1طا:
من كتاب منية الداعي باسناده قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :يا
علي من استصعبت عليه دابته ،فليقرأ في اذنه اليسرى " وله أسلم من في
السموات والض طوعا وكرها وإليه ترجعون ") 96 .باب( * " )الدعاء
لدفع السحر والعين( " * اليات :يوسف :وقال يا بني ل تدخلوا من باب
واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما اغني عنكم من ال من شئ إن الحكم
إل ل عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون ،ولما دخلوا من حيث أمرهم
أبوهم ما كان يغني عنهم من ال من شئ إل حاجة في نفس يعقوب قضيها
وإنه لذو علم لما علمناه ،ولكن أكثر الناس ل يعلمون ) - 1 .(2طب :عبد
ال بن العلء القزويني ،عن إبراهيم بن محمد ،عن حماد بن عيسى ،عن
يعقوب بن شعيب ،عن عمران بن ميثم ،عن عباية السدي أنه سمع أمير
المؤمنين صلوات ال عليه يأمر بعض أصحابه وقد شكى إليه السحر،
فقال :اكتب في رق ظبي وعلقه عليك ،فانه ل يضرك ،ول يجوز كيده فيك
" بسم ال وبال بسم ال وما شاء ال ،بسم ال ل حول ول قوة إل بال،
قال موسى ما جئتم به السحر إن ال سيبطله إن ال ل يصلح عمل
المفسدين ،فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا
صاغرين " ).(3
) (1مكارم الخلق ص (2) .458يوسف (3) .68 - 67 :طب الئمة ص .35
][125
- 2طب :محمد بن موسى الربعي ،عن محمد بن محبوب ،عن عبد ال بن غالب
عن ابن ظريف ،عن ابن نباتة ،عن أمير المؤمنين عليه السلم قال
]الصبغ[ :أخذت هذه العوذة منه فقال لي :يا أصبغ هذه عوذة السحر
والخوف من السلطان ،تقولها سبع مرات " :بسم ال وبال ،سنشد
عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فل يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن
اتبعكما الغالبون " وتقوله في وجه الساحر ) (1إذا فرغت من صلة الليل
قبل أن تبدأ بصلة النهار سبع مرات فانه ل يضرك إنشاء ال تعالى )3 .(2
-طب :محمد بن جعفر البرسي ،عن محمد بن يحيى الرمني ،عن محمد
بن سنان عن المفضل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال أمير
المؤمنين صلوات ال عليه :إن جبرئيل عليه السلم أتى النبي صلى ال
عليه وآله وقال له :يا محمد قال :لبيك يا جبرئيل ،قال :إن فلنا اليهودي
سحرك وجعل السحر في بئر بني فلن فابعث إليه يعني إلى البئر أوثق
الناس عندك وأعظمهم في عينك ،وهو عديل نفسك ،حتى يأتيك بالسحر،
قال :فبعث النبي صلى ال عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلم وقال:
انطلق إلى بئر أزوان ) (2فان فيها سحرا سحرني به لبيد بن أعصم
اليهودي فأتني به .قال علي عليه السلم :فانطلقت في حاجة رسول ال
صلى ال عليه وآله فهبطت فإذا ماء البئر قد صار كأنه ماء الحنا ) (4من
السحر ،فطلبته مستعجل حتى انتهيت إلى أسفل القليب فلم أظفر به ،قال
الذين معي :ما فيه شئ فاصعد ،فقلت :ل وال ما كذبت وما كذبت وما
نفسي به مثل أنفسكم ) (5يعني رسول ال صلى ال عليه وآله ،ثم طلبت
طلبا بلطف فاستخرجت
) (1في المصدر :في وجه الماء (2) .طب الئمة ص (3) .35في المصدر :بئر
ذروان ،وفى مجمع البيان ج 10ص 568دروان بالمهملة وقال الفيروز
آبادي :وبئر ذروان بالمدينة أو هو ذوأروان بسكون الراء وقيل بتحريكه
أصح (4) .في المصدر :ماء الحياض (5) .وما يقيني به مثل يقينكم ظ.
][126
حقا فأتيت النبي صلى ال عليه وآله فقال :افتحه ففتحته ،فإذا في الحق قطعة كرب
النخل ) (1في جوفه وتر عليها إحدى وعشرون عقدة ،وكان جبرئيل عليه
السلم أنزل يومئذ المعوذتين على النبي صلى ال عليه وآله فقال النبي :يا
علي اقرأها على الوتر ،فجعل أمير المؤمنين عليه السلم كلما قرأ آية
انحلت عقدة حتى فرغ منها ،وكشف ال عزوجل عن نبيه ما سحر به
وعافاه .وروي أن جبرئيل وميكائيل عليهما السلم أتيا إلى النبي صلى ال
عليه وآله فجلس أحدهما عن يمينه والخر عن شماله ،فقال جبرئيل
لميكائيل :ما وجع الرجل ؟ فقال ميكائيل :هو مطبوب ) (2فقال جبرئيل
عليه السلم :ومن طبه ؟ قال :لبيد بن أعصم اليهودي ثم ذكر الحديث إلى
آخره ) - 4 .(3طب :إبراهيم البيطار قال :حدثنا محمد بن عيسى ،عن
يونس بن عبد الرحمن ويقال له :يونس المصلي لكثره صلته ،عن ابن
مسكان ،عن زرارة قال :قال أبو جعفر الباقر عليه الصلة والسلم :إن
السحرة لم يسلطوا على شئ إل على العين .وعن أبي عبد ال الصادق
عليه السلم أنه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن ؟ فقال الصادق عليه
السلم :نعم هما من القرآن ،فقال الرجل :إنهما ليستا من القرآن في قراءة
ابن مسعود ،ول في مصحفه ،فقال أبو عبد ال عليه السلم :أخطأ ابن
مسعود أو قال :كذب ابن مسعود ،هما من القرآن ،قال الرجل :فأقرأ بهما يا
ابن رسول ال في المكتوبة ؟ قال :نعم ،وهل ترى ما معنى المعوذتين،
وفي أي شئ نزلتا ؟ إن رسول ال صلى ال عليه وآله سحره لبيد بن
أعصم اليهودي ،فقال أبو بصير لبي عبد ال عليه السلم :وما كاد -أو
عسى -أن يبلغ من سحره ؟ قال أبو عبد ال الصادق :بلى كان النبي صلى
ال عليه وآله يرى أنه يجامع وليس بجامع ،وكان يريد الباب ول يبصره
) (1الحق -بالضم -وعاء صغير من خشب وقد يصنع من العاج ،وكرب النخل -
بالتحريك -اصول السعف الغلظ العراض (2) .رجل مطبوب :أي
مسحور ،وانما كنوا بالطب عن السحر تفاء ل بالبراءة (3) .طب الئمة
ص .113
][127
حتى يلمسه بيده ،والسحر حق وما يسلط السحر إل على العين والفرج ،فأتاه
جبرئيل عليه السلم فأخبره بذلك فدعا عليا عليه السلم وبعثه ليستخرج
ذلك من بئر أزوان وذكر الحديث بطوله إلى آخره ) - 5 .(1طب :سهل بن
محمد بن سهل ،عن عبد ربه بن محمد بن إبراهيم ،عن ابن أورمة عن ابن
مسكان ،عن الحلبي قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن النشرة
للمسحرر ،فقال :ما كان أبي عليه السلم يرى بها بأسا ) .(2وعن محمد
بن مسلم قال هذه العوذة التي أملها علينا أبو عبد ال عليه السلم يذكر
أنها وراثة وأنها تبطل السحر ،تكتب على ورق ويعلق على المسحور "
قال موسى ما جئتم به السحر إن ال سيبطله إن ال ل يصلح عمل
المفسدين ،ويحق ال الحق بكلماته ولو كره المجرمون ءأنتم أشد خلقا أم
السماء بناها رفع سمكها فسويها -اليات ) (3فوقع الحق وبطل ما كانوا
يعملون ،فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين والقي السحرة ساجدين ،قالوا
آمنا برب العالمين ،رب موسى وهارون ) - 6 .(4طب :محمد بن سليمان
بن مهران ،عن زياد بن هارون العبدي ،عن عبد ال ابن محمد البجلي،
عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من أعجبه شئ من أخيه المؤمن فليكبر
عليه فان العين حق ) - 7 .(5طب :محمد بن ميمون المكي ،عن عثمان بن
عيسى ،عن الحسين بن المختار ،عن صفوان الجمال ،عن أبي عبد ال
عليه السلم أنه قال :لو نبش لكم من القبور لرأيتم أن أكثر موتاكم بالعين،
لن العين حق أل إن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :العين حق فمن
أعجبه من أخيه شئ فليذكر ال في ذلك ،فانه إذا ذكر ال لم يضره ).(6
) 1و (2طب الئمة ص (3) .114النازعات (4) .32 - 27 :طب الئمة ص .115
) 5و (6طب الئمة ص .121
][128
- 8طب :في العين :يقرأ أو يكتب ويعلق عليه :سورة الحمد ،والمعوذتين قل هو
ال أحد ،وآية الكرسي واللهم أنت ربي ل إله إل أنت ،عليك توكلت وأنت
رب العرش العظيم ،حسبي ال ونعم الوكيل ،ما شاء ال كان ،وما لم يشأ
لم يكن ،أشهد أن ال على كل شئ قدير ،وأن ال قد أحاط بكل شئ علما
وأحصى كل شئ عددا ،اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ،ومن شر كل
دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم فان تولوا فقل حسبي
ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم .بسم ال رب عيسى،
عبس عابس ،وحجر يابس ،وماء فارس ،وشهاب قابس من نفس نافس،
وعين العاين رددت عين العاين عليه ،وعلى أحب الناس إليه في كبده
وكليته .دم رقيق ،وشحم وسيق ،وعظم دقيق ،في ماله يليق ،بسم ال
الرحمن الرحيم وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والنف
بالنف والذن بالذن والسن بالسن والجروح قصاص ،وصلى ال على
سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين ) - 9 .(1مكا :للعين :معمر بن خلد
قال :كنت مع الرضا عليه السلم بخراسان على نفقاته .فأمرني أن أتخذ له
غالية ،فلما اتخذتها فأعجب بها فنظر إليها فقال لي :يا معمر إن العين حق
فاكتب في رقعة :الحمد ل ،وقل هو ال أحد ،والمعوذتين وآية الكرسي،
واجعلها في غلف القارورة ) .(2ومثله :وروي عن أبي عبد ال عليه
السلم أنه قال :العين حق وليس تأمنها منك على نفسك ،ول منك على
غيرك ،فإذا خفت شيئا من ذلك فقل :ما شاء ال ل قوة ل بال العلي
العظيم ،ثلثا ،وقال :إذا تهيأ أحدكم تهيئة تعجبه فليقرأ حين يخرج من
منزله المعوذتين ،فانه ل يضره باذن ال ) .(3وعنه عليه السلم قال :من
أعجبه من أخيه شئ فليبارك عليه ،فان العين حق.
][129
وقال النبي صلى ال عليه وآله :إن العين ليدخل الرجل القبر ،والجمل القدر ،وقال
صلى ال عليه وآله :ل رقية إل من حمة والعين ) .(1في السحر :عن
محمد بن عيسى قال :سألت الرضا عليه السلم عن السحر قال :هو حق
وهم يضرون باذن ال ،فإذا أصابك ذلك فارفع يدك بحذاء وجهك واقرأ
عليها " بسم ال العظيم ،رب العرش العظيم إل ذهبت وانقرضت " .قال:
وسأله رجل عن العين فقال :هو حق فإذا أصابك ذلك فارفع كفيك بحذاء
وجهك واقرء الحمد ل ،وقل هو ال ،والمعوذتين وامسحهما على نواصيك
فانه دفع باذن ال ) .(2روي عن أبي عبد ال عليه السلم أنه سئل عن
المعوذتين قال :إن رسول ال صلى ال عليه وآله سحره لبيد بن أعصم
اليهودي فأتاه جبرئيل بالمعوذتين ،فدعا عليا عليه السلم فعقد له خيطا
فيه اثنا عشر عقدة ،ثم قال :انطلق إلى بئر ذروان فانزل إلى القليب فاقرأ
آية وحل عقدة ،فنزل علي واستخرج من القليب فتحالل ذلك عن رسول ال
صلى ال عليه وآله ) .(3عن ابن عباس قال :إن لبيد بن أعصم سحر
رسول ال صلى ال عليه وآله ثم دس ذلك في بئر لبني زريق ،فمرض
رسول ال صلى ال عليه وآله فبينا هو نائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند
رأسه ،والخر عند رجليه ،فأخبراه بذلك ،وأنه في بئر ذروان في جف
طلعة تحت راعوفة -والجف قشر الطلع ،والراعوفة حجر في أسفل البئر
يقوم عليه الماتح ) (4فانتبه رسول ال صلى ال عليه وآله وبعث عليا
والزبير وعمارا فنزحوا
][130
ماء تلك البئر ،ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف ،فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان
من مشطه ،وإذا هو معقد فيه إحدى عشرة عقدة ،مغروزة بالبرة ،فنزلت
هاتان السورتان ،فجعل كلما يقرأ آية انحلت عقدة ،ووجد رسول ال صلى
ال عليه وآله خفة ،فقام كأنما انشط من عقال ،وجعل جبرئيل عليه السلم
يقول " :بسم ال أرقيك ،من كل شئ يؤذيك ،من حاسد وعين ،وال يشفيك
" ) .(1اخرى للسحر :يكتب في رق ويعلق عليه " وقال موسى ما جئتم
به السحر -إلى قوله :المفسدين " ) "] (2وأوحينا إلى موسى " إلى[
قوله " :فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون ،فغلبوا هنالك وانقلبوا
صاغرين " .اخرى :يتكلم به سبع مرات " سنشد عضدك -إلى قوله:
ومن اتبعكما الغالبون " ) .(3عن الصادق عليه السلم قال :إن رسول ال
صلى ال عليه وآله سألته امرأة أن لي زوجا و غلظة ،وإني صنعت شيئا
لعطفه علي ،فقال صلى ال عليه وآله :اف لك ،كدرت التجارة وكدرت
العين ) (4ولعنتك الملئكة الخيار ،وملئكة السماء والرض ،فصامت
) (1راجع مكارم الخلق ص ،476وقد ذكر القصة في تفسيره مجمع البيان ذيل
سورتي المعوذتين ،وأنكر صحة الحديث من حيث عدم تأثير السحر في
النبياء والئمة عليهم السلم وله في ذلك كلم راجعه .وهكذا المؤلف
العلمة قال في ج 18ص 70من هذه الطبعة الحديثة :المشهور بين
المامية عدم تأثير السحر في النبياء والئمة عليهم السلم وأولوا بعض
الخبار الواردة في ذلك وطرحوا بعضها ثم نقل كلم العلمة الطبرسي
عن المجمع بطوله ،وقد عنون المؤلف العلمة في مجلد السماء والعالم
" باب تأثير السحر والعين وحقيقتهما " )ص 578 - 567من طبعة
الكمبانى ،ج 62من هذه الطبعة الحدثية( ونقل هذه الروايات مع غيرها،
وله فيها كلم طويل الذيل راجعه ان شئت (2) .يونس ،81 :وزاد في
المصدر إلى قوله " المجرمون " (3) .مكارم الخلق ،476 :والية في
القصص (4) .35 :في الفقيه :كدرت البحار وكدرت الطين.
][131
نهارها وقامت ليلها ،وحلقت رأسها ولبست المسوح ) (1فبلغ ذلك النبي صلى ال
عليه وآله فقال :إن ذلك ل يقبل منها ) .(2فقيل ) :(3يا رسول ال لم ل
يقتل ساحر الكفار ؟ فقال :لن الشرك أعظم من الكفر ،والسحر والشرك
مقرونان ) .(4رقية العين :عن زرارة قال :ينفث في المنخر اليمنى أربعا،
واليسرى ثلثا ثم يقول " :بسم ال ل بأس ،أذهب البأس رب الناس،
واشف أنت الشافي ،ول يكشف البأس إل أنت " .عن الصادق عليه السلم
قال :لو كان شئ يسبق القدر سبقته العين .لمن يصيبه العين :يقرأ فاتحة
الكتاب ويكتب " بسم ال اعيذ فلن بن فلنة بكلمات ال التامات من شر
ما خلق وذرأ وبرأ ،ومن عين ناظرة ،واذن سامعة ولسان ناطق ،إن ربي
على صراط مستقيم ،ومن شر الشيطان وعمل الشيطان وخبله ورجله،
وقال :يا بني ل تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة .عوذة
العين اللهم رب مطر حابس ،وحجر يابس ،وليل دامس ،ورطب ويابس،
رد عين العين عليه ،في كبده ونحره وماله ،فارجع البصر كرتين ينقلب
إليك البصر خاسئا وهو حسير ).(5
) (1المسوح ،جمع المسح بالكسر :الكساء من الشعر وما يلبس من نسيج الشعر
على البدن تقشفا ،وهو من شعار الصوفية (2) .مكارم الخلق،476 :
وروا الصدوق في الفقيه ج 3ص 282قال :روى اسماعيل بن مسلم
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن رسول ال صلى ال عليه
وآله (3) .كذا في الصل والمصدر ،والظاهر أن صدر الحديث سقط عن
النسخ ،فانه روى الصدوق في الفقيه ج 3ص 371عن السكوني ،عن
جعفر بن محمد ،عن أبيه عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال:
ساحر المسلمين يقتل ،وساحر الكفار ل يقتل ،فقيل يا رسول ال لم ل
يقتل ساحر الكفار ؟ قال :الخ (5 - 4) .مكارم الخلق.477 :
][132
- 10جع :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إن العين لتدخل الرجل القبر ،وتدخل
الجمل القدر ،وجاء في الخبر أن أسماء بنت عميس قالت :يا رسول ال
صلى ال عليه وآله إن بني جعفر يصيبهم العين ،أفأسترقي لهم ؟ قال:
نعم ،فلو كان شئ يسبق القدر لسبقت العين ) .(1وقيل ]إن[ الرجل منهم
كان إذا أراد أن يصيب صاحبه بالعين تجوع ثلثة أيام ثم كان يصفه،
فيصرعه بذلك ،وذلك بأن يقول للذي يريد أن يصيبه بالعين ل أرى كاليوم
إبل أو شاء ) (2أو ما أراد ،أي ما أرى كابل أرها اليوم ،فقالوا للنبي صلى
ال كما كانوا يقولون لما يريدون أن يصيبوه بالعين عن الفراء والزجاج )
.(3قال الحسن دواء إصابة العين أن يقرأ النسان هذه الية " وإن يكاد
الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون
وما هو إل ذكر للعالمين " ) - 11 .(4طا :من كتاب غنية الداعي تأليف
على بن محمد بن عبد الصمد باسناده قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :يا علي من خاف شيطانا أو ساحرا فليقرء " إن ربكم ال الذي خلق
السموات والرض -إلى قوله تعالى -تبارك ال رب العالمين )- 12 .(5
جنة المان للكفعمي :قال :ذكر عبد الكريم بن محمد بن المظفر السمعاني
في كتابه أن جبرئيل نزل على النبي صلى ال عليه وآله فرآه مغتما فسأله
عن غمه فقال له :إن الحسنين أصابتهما عين ،فقال له :يا محمد العين حق
فعوذهما بهذه العوذة
) (1جامع الخبار (2) .183 :الشاء جمع الشاة (3) .وذكره العلمة الطبرسي في
المجمع ج 10ص 341في تفسير آخر آية من سورة القلم ،وقد قالوا:
ان العين كان في بنى أسد ،وللبحث مجال واسع تكلم فيه المؤلف العلمة
في مجلد السماء والعالم باب تأثير السحر والعين ،راجعه (4) .جامع
الخبار (5) .184 :العراف.54 :
][133
" اللهم يا ذا السلطان العظيم ،والمن القديم ،والوجه الكريم ،ذا الكلمات التامات
والدعوات المستجابات ،عاف الحسن والحسين من أنفس ) (1الجن وأعين
النس " ومنه قال :في خط الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي رقية المعيون
" بسم ال العظيم الشأن ،القوي السلطان ،الشديد الركان ،حبس حابس،
وحجر يابس ،و شهاب قابس ،وليل دامس ،وماء قارس في عين العائن،
وفي أحب خلق ال إليه ،و في كبده وكليتيه ،فارجع البصر هل ترى من
فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير "- 12 .
وفى زبدة البيان :أن جبرئيل عليه السلم رقى النبي صلى ال عليه وآله
وعلمه هذه الرقية للعين " :بسم ال أرقيك ،من كل عين حاسد ،ال يشفيك
" .وعن الصادق عليه السلم :إذا تهيأ أحدكم بهيئة تعجبه فليقرأ حين
يخرج من بيته المعوذتين ،فانه ل يضره شئ باذن ال تعالى- 13 .
الجوامع للطبرسي :عن النبي صلى ال عليه وآله من رأى شيئا يعجبه
فقال " :ال ال ما شآء ال ،ل قوة إل بال " لم يضره شئ .وعن الحسن:
أن دواء الصابة بالعين أن يقرأ " وإن يكاد الذين كفروا " السورة ).(2
) (1النفس جمع النفس ،والمراد ههنا :العين التى تصيب النسان ،يقال :أصابت
فلنا نفس :أي عين ،وقال ابن العرابي :النفوس كصبور د الذى يصيب
الناس بالعين ،اقول :ومنه الحديث " :ونفس نافس " كما مر في
العوذات (2) .وذكره في المجمع أيضا راجع ج 10ص .341
][134
* - 97باب * * " )معنى جهد البلء والستعاذة منه ،ومن ضلع( " * * "
)الدين ،وغلبة الرجال ،وبوار اليم )) " * * " ((1وطلب تمام النعمة،
ومعناه ،وفضل قول( " * * " )يا ذا الجلل والكرام( " * - 1ل :أبي،
عن علي ،عن أبيه ،عن النوفلي ،عن السكوني ،عن الصادق عن آبائه
عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :جهد البلء أن يقدم
الرجل فيضرب عنقه صبرا والسير مادام في وثاق العدو والرجل يجد على
بطن امرأته رجل ) (2مع :أبي ،عن سعد ،عن ابن هاشم ،عن النوفلي
مثله ) - 2 .(3ل :الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم :سلوا ال
العافية من جهد البلء فان جهد البلء ذهاب الدين ) .(4وقال عليه السلم:
استعيذوا بال من ضلع الدين وغلبة الرجال ) - 3 (5مع :ابن المتوكل،
عن السعد آبادي ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن محمد ابن سنان ،عن عبد
الملك بن عبد ال القمى قال :سأل أبا عبد ال عليه السلم الكاهلي و
) (1جهد البلء -بالفتح -البلء على الحالة التى يختار عليها الموت ،والضلع:
العوجاج ،يقال .أخذه ضلع الدين أي ثقله حتى يميل بصاحبه عن
الستواء إلى العوجاج .واليم :التى ل زوج لها ،وبوارها كساد سوقها،
فتبقى في بيتها ل تخطب ،وكل هذه معاني لغوية لها مصاديق تطلق
عليها كناية (2) .الخصال ج 1ص (3) .67معاني الخبار(4) .340 :
الخصال ج 2ص (5) .155الخصال ج 2ص .162
][135
أنا عنده :أكان علي عليه السلم يتعوذ من بوار اليم ؟ فقال :نعم ،وليس حيث
تذهب :إنما كان يتعوذ من العاهات ،والعامة يقولون بوار اليم ،وليس كما
يقولون ) - 4 .(1مع :محمد بن أحمد بن تميم ،عن محمد بن إدريس ،عن
محمد بن مهاجر ،عن إسماعيل بن إبراهيم ،عن الجريرى ،عن أبي الورد
بن يمامة ،عن اللجلج ،عن معاذ بن جبل قال :كنت مع النبي صلى ال
عليه وآله فمر رجل يدعو وهو يقول " اللهم إني أسئلك تمام النعمة "
فقال :ابن آدم ! وهل تدري ما تمام النعمة ؟ الخلص من النار ،ودخول
الجنة ،ومر عليه السلم برجل وهو يدعو ويقول " يا ذا الجلل والكرام "
فقال له :قد استجيب لك فسل ) - 5 .(2ن :بالسانيد الثلثة ،عن الرضا،
عن آبائه عليهم السلم قال :قال أمير المؤمنين عليه السلم :إذا أراد
أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس ،وليقرأ إذا خرج من منزله
آخر سورة آل عمران ،وآية الكرسي ،وإنا أنزلناه في ليلة القدر ،وام
الكتاب ،فان فيها قضاء حوائج الدنيا والخرة ) - 6 .(3ل :الربعمائة ،عن
أمير المؤمنين عليه السلم مثله وفيه بعد يوم الخميس :فان رسول ال
صلى ال عليه وآله قال :اللهم بارك لمتي في بكورها يوم الخميس،
وليقرأ إذا خرج من بيته اليات من آل عمران ) - 7 .(4مع :أبي ،عن
سعد ،عن أحمد بن محمد ،عن أبيه ،عن صفوان ،عن حكم الحناط ،عن
الشحام ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :النعيم في الدنيا المن وصحة
الجسم ،وتمام النعمة في الخرة دخول الجنة ،وما تمت النعمة على عبد قط
لم يدخل الجنة ).(5
) (1معاني الخبار (2) .343 :معاني الخبار (3) .229 :عيون أخبار الرضا ج 2
ص (4) .40الخصال ج 2ص (5) .162معاني الخبار ص .408
][136
) * - 98باب( * * " )الدعاء لدفع وساوس الشيطان( " * - 1ل :الربعمائة :قال
أمير المؤمنين عليه السلم :إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوذ بال،
وليقل :آمنت بال وبرسوله مخلصا له الدين ) - 2 .(1لى :ابن شاذويه،
عن محمد الحميري ،عن أبيه ،عن ابن يزيد ،عن ابن أبي عمير ،عن أبان
بن عثمان ،عن أبان بن تغلب ،عن عكرمة ،عن ابن عباس قال :لما أن
بعث ال عيسى عليه السلم تعرض له الشيطان فوسوسه ،فقال عيسى
عليه السلم " :سبحان ال ملء سمواته وأرضه ،ومداد كلماته ،وزنة
عرشه ،ورضا نفسه " قال :فلما سمع إبليس ذلك ذهب على وجهه ل يملك
من نفسه شيئا حتى وقع في اللجة الخضراء ) .(2أقول :تمامه في باب
أحوال عيسى عليه السلم ) - 3 .(3مكا :لوسوسة القلب :يقول " فإذا
قرأت القرآن فاستعذ بال من الشيطان الرجيم " ويقرأ المعوذتين .وقال
أمير المؤمنين عليه السلم :إذا وسوس الشيطان لحدكم فليتعوذ بال،
وليقل بلسانه وقلبه " آمنت بال ورسوله مخلصا له الدين ) .(4لضيق
القلب :يقرأ سبعة عشر يوما " ألم نشرح " إلى آخره كل يوم مرتين :مرة
بالغداة ،ومرة بالعشاء ) - 4 .(5نقل من خط الشهيد رحمه ال :عن النبي
صلى ال عليه وآله إن الشيطان اثنان:
) - (1الخصال ج 2ص (2) .163أمالى الصدوق (3) .122 :راجع ج 14ص
(4) .270مكارم الخلص ص (5) .433مكارم الخلق ص 4؟ .4
][137
شيطان الجن ،ويبعد بل حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،وشيطان النس ويبعد
بالصلة على النبي وآله .ومنه :عن أبي زميل قال :سألت ابن عباس عما
يجد النسان في صدره من الشك ،فقال :ما نجا من ذلك أحد وقد أنزل ال
" فان كنت في شك " ) (1إذا وجدت ذلك فقل " هو الول والخر والظاهر
والباطن وهو بكل شئ عليم " .وعن عثمان بن أبي العاص قلت :يا رسول
ال حال الشيطان بين صلتي وقراءتي قال :ذلك شيطان يقال له :خيزب،
فإذا أحسست به فتعوذ بال منه ،واتفل عن يسارك ثلثا * 99 .باب * * "
)الدعاء لوساوس الصدر وبلبله ولرفع الوحشة( " * - 1طب :أبو
القاسم التفليسي ،عن حماد بن عيسى ،عن حريز بن عبد ال السجستاني،
عن أبي عبد ال الصادق عليه السلم قال :قلت :يا ابن رسول ال إني أجد
بلبل في صدري ،ووساوس في فؤادي حتى لربما قطع صلتي ،وشوش
علي قراءتي قال :وأين أنت من عوذة أمير المؤمنين عليه السلم ؟ قلت:
يا ابن رسول ال علمني ،قال :إذا أحسست بشئ من ذلك .فضع يدك عليه،
وقل " بسم ال وبال اللهم مننت علي باليمان ،وأودعتني القرآن،
ورزقتني صيام شهر رمضان ،فامنن علي بالرحمة والرضوان ،والرأفة
والغفران ،وتمام ما أوليتني من النعم والحسان ،يا حنان يا منان ،يا دائم
يا رحمن ،سبحانك وليس لي أحد سواك ،سبحانك أعوذ بك بعد هذه
الكرامات من الهوان ،وأسألك أن تجلي عن قلبي الحزان " تقولها :ثلثا
فانك تعافى منها بعون ال تعالى ،ثم تصلي على النبي والسلم عليهم
ورحمة ال ).(1
][138
بيان :قوله عليه السلم " :فضع يدك عليه " أي على الفؤاد ،كما يظهر من الخبر
التي أيضا ،ولما كان الصدر محل للفؤاد فينبغي وضع اليد على الصدر2 .
-طب :علي بن ماهان ،عن سراج مولى الرضا عليه السلم عن جعفر بن
ديلم عن إبراهيم بن عبد الحميد ،عن الحلبي قال :قال رجل لبي عبد ال
الصادق عليه السلم :إني إذا خلوت بنفسي تداخلني وحشة وهم ،وإذا
خالطت الناس ل احس بشئ من ذلك ،فقال :ضع يدك على فؤادك وقل" :
بسم ال ،بسم ال ،بسم ال " ثم امسح يدك على فؤادك وقل " :أعوذ بعزة
ال ،وأعوذ بقدرة ال ،وأعوذ بجلل ال وأعوذ بعظمة ال ،وأعوذ بجمع
ال ،وأعوذ برسول ال ،وأعوذ بأسماء ال ،من شر ما أحذر ،ومن شر ما
أخاف على نفسي " تقول ذلك سبع مرات ،قال :ففعلت ذلك فأذهب ال
عني الوحشة ،وأبدلني النس والمن ) - 3 .(1طب :الحسين بن بسطام،
عن محمد بن خلف ،عن الحسن بن علي الوشاء عن عبد ال بن سنان
قال :شكى رجل إلى أبي عبد ال عليه السلم كثرة التمني والوسوسة
فقال :أمر يدك على صدرك ،ثم قل " :بسم ال وبال ،محمد رسول ال،
ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،اللهم امسح عني ما أحذر " ثم أمر
يدك على بطنك وقل ثلث مرات ،فان ال تعالى يمسح عنك ويصرف ،قال
الرجل :فكنت كثيرا ما أفطع صلتي مما يفسد علي التمني والوسوسة،
ففعلت ما أمرني به سيدي ومولي ثلث مرات ،فصرف ال عني ،وعوفيت
منه ،فلم احس به بعد ذلك ))) 100 .(2باب(( * " )ما يتعلق بادعية
السيف( " * - 1ق :رقعة السيف وجدت في قائم سيف أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه الصلة والسلم ،وكانت أيضا في قائم سيف
رسول ال صلى ال عليه وآله وهي " بسم ال الرحمن الرحيم ،بال بال
بال ،أسئلك يا ملك الملوك الول القديم البدي ،الذي
ل يزول ول يحول ،أنت ال العظيم ،الكافي كل شئ ،المحيط بكل شئ ،اللهم اكفني
باسمك العظم الجل الواحد الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوا أحد ،احجب عني شرورهم وشرور العداء كلهم ،وسيوفهم وبأسهم
وال من ورائهم محيط ،اللهم احجب عني شر من أرادني بسوء بحجابك
الذي احتجبت به فلم ينظر إليه أحد من شر فسقة الجن والنس ،ومن شر
سلحهم ،ومن الحديد ومن شر كل ما نتخوف ونحذر ،ومن شر كل شدة
وبلية ،ومن شر ما أنت به أعلم ،وعليه أقدر ،إنك على كل شئ قدير،
وصلى ال على محمد نبيه وآله وسلم تسليما كثيرا) * 101 .باب( * * "
)ما يدفع الحرق والهدم( " * - 1كشف :من كتاب عبد العزيز الجنابذي،
عن جعفر بن محمد ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وآله :إذا رأيتم الحريق فكبروا ،فان ال تعالى يطفيه )102 .(1
)باب( * " )الدعاء لمن يخاف السرق أو الهدم أو الحرق( " * - 1مكا:
فيمن يخاف السارق :يقرأ على الحلق والقفل " قل ادعوا ال أو ادعوا
الرحمن " إلى آخر السورة ).(2
][140
* - 103باب * * " )الدعاء لدفع السموم والموذيات والسباع ومعنى السامة( "
* * " )والهامة والعامة واللمة( " * - 1لى :ابن المتوكل ،عن السعد
آبادي ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن أحمد بن النضر ،عن أبي جميلة ،عن
ابن طريف ،عن ابن نباتة ،عن علي عليه السلم قال :إن اليهود أتت امرأة
منهم يقال لها :عبدة ،فقالوا :يا عبدة قد علمت أن محمدا قد هد ركن بني
إسرائيل ،وهدم اليهودية ،وقد غال المل من بني إسرائيل بهذا السم له )(1
وهم جاعلون لك جعل على أن تسميه في هذه الشاة ،فعمدت عبدة إلى
الشاة فشوتها ثم جمعت الرؤساء في بيتها وأتت رسول ال صلى ال عليه
وآله فقالت :يا محمد قد علمت ما توجب لي من حق الجوار وقد حضرني
رؤساء اليهود ،فزيني بأصحابك .فقام رسول ال صلى ال عليه وآله ومعه
علي عليه السلم وأبو دجانة وأبو أيوب وسهل بن حنيف ،وجماعة من
المهاجرين ،فلما دخلوا وأخرجت الشاة سدت اليهود آنافها بالصوف،
وقاموا على أرجلهم وتوكؤا على عصيهم فقال لهم رسول ال صلى ال
عليه وآله :اقعدوا ،فقالوا :إنا إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد ،وكرهنا أن
يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذى به ،وكذبت اليهود عليها لعنة ال ،إنما
فعلت ذلك مخافة سورة السم ودخانه .فلما وضعت الشاة بين يديه ،تكلم
كتفها فقالت :مه يا محمد ل تأكلني ،فاني مسمومة ،فدعا رسول ال صلى
ال عليه وآله عبدة فقال :ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت :قلت :إن كان
نبيا لم يضره وإن كان كاذبا أو ساحرا أرحت قومي منه ،فهبط جبرئيل
عليه السلم فقال :السلم يقرئك السلم ،ويقول :قل " :بسم ال الذي
يسميه به كل مؤمن وبه عز كل مؤمن ،وبنوره الذي أضاءت به السموات
والرض ،وبقدرته التي
][141
خصع لها كل جبار عنيد ،وانتكس كل شيطان مريد ،من شر السم والسحر واللمم
بسم العلي الملك الفرد الذي ل إله إل هو ،وننزل من القرآن ما هو شفاء
ورحمة للمؤمنين ول يزيد الظالمين إل خسارا " .فقال النبي صلى ال
عليه وآله ذلك ،وأمر أصحابه فتكلموا به ثم قال :كلوا ثم أمرهم أن
يحتجموا ) - 2 .(1مع :أبي ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن موسى
بن جعفر ،عن غير واحد من أصحابنا ،عن سليمان بن خالد ،عن أبي عبد
ال عليه السلم أنه سئل عن قول رسول ال صلى ال عليه وآله " :أعوذ
بك من شر السامة والهامة والعامة واللمة " فقال :السامة القرابة،
والهامة هوام الرض ،واللمة لمم الشياطين ،والعامة عامة الناس )3 .(2
-ل :الربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلم :من خاف منكم السد على
نفسه وغنمه ،فليخط عليها خطة وليقل " :اللهم رب دانيال والجب ،رب
كل أسد مستأسد ،احفظني واحفظ غنمي " .ومن خاف منكم العقرب فليقرأ
هذه اليات " سلم على نوح في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين إنه
من عبادنا المؤمنين " ) - 4 .(3ص :الصدوق ،عن أحمد بن الحسين،
عن جعفر بن شاذان ،عن جعفر بن على بن نجيح ،عن إبراهيم بن محمد
بن ميمون ،عن مصعب ،عن عكرمة ،عن ابن عباس قال :كان رسول ال
صلى ال عليه وآله إذا أراد حاجة أبعد في المشي فأتى يوما واديا لحاجة
فنزع خفه وقضى حاجته ،ثم توضأ وأراد لبس خفه ،فجاء طائر أخضر
فحمل الخف فارتفع به ،ثم طرحه فخرج منه أسود ،فقال رسول ال صلى
ال عليه وآله :هذه كرامة أكرمني ال بها اللهم إني أعوذ بك من شر من
يمشي على بطنه ،ومن شر من يشمي على رجلين ،ومن
) (1أمالى الصدوق ،135 :وتراه في المناقب ج 1ص 91في ط وص 81في ط) .
(2معاني الخبار ،173 :وقد مر معنى السامة والهامة والعامة لغة(3) .
الخصال ج 2ص .160
][142
شر من يمشي على أربع ،ومن شر كل ذي شر ،ومن شر كل دابة أنت آخذ
بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم - 5 .يج :روي عن عبد ال بن يحيى
الكاهلي قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إذا رأيت السبع ما تقول له ؟
قلت :ل أدري قال :إذا لقيه فاقرأ في وجهه آية الكرسي ،وقل " :عزمت
عليك بعزيمة ال ،وعزيمة رسول ال وعزيمة سليمان ابن داود ،وعزيمة
أمير المؤمنين ،والئمة من بعده ،إل تنحيت عن طريقنا ،ولم تؤذنا ،فانا ل
نؤذيك " قال :فنظرت إليه وقد طأطأ رأسه ،وأدخل ذنبه بين رجليه وركب
الطريق راجعا من حيث جاء ) .(1طا :من كتاب الدلئل للنعماني عنه عليه
السلم مثله - 6 .سن :موسى بن القاسم ،عن ابن أبي عمير ،عن الحسن
بن عطية ،عن عمر ابن يزيد ،عن أبي عبد ال ،عن آبائه عليهم السلم
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من نزل منزل يتخوف عليه
السبع فقال " :أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له الملك وله
الحمد ،بيده الخير ،وهو على كل شئ قدير ،من شر كل سبع " أمن من
شر ذلك السبع ،حتى يرحل من ذلك المنزل ،باذن ال ،إن شاء ال )7 .(2
-سن :ابن فضال ،عن أبي جميلة ،عن ثوير بن أبي فاختة ،عن أبيه قال
كان جعدة بن أبي هبيرة يبعثني إلى سورا فذكرت ذلك لبي الحسن عليه
السلم فقال :ساعلمك ما إذا قلته لم يضرك السد قل " :أعوذ برب دانيال
والجب من شر هذا السد " ثلث مرات ،قال :فخرجت فإذا هو باسط
ذراعيه عند الجسر ،فلم يعرض لي ومرت بقرات فعرض لهن وضرب
بقرة .وقد سمعت أنا من يقول :اللهم رب دانيال والجب اصرفه عني ).(3
][143
- 8سن :بكر بن صالح ،عن الجعفري قال :قال لبي الحسن عليه السلم رجل :إني
صاحب صيد سبع وأبيت بالليل في الخرابات والمكان الوحش ،فقال :إذا
دخلت فقل " :بسم ال " وأدخل رجلك اليمنى ،وإذا خرجت فأخرج رجلك
اليسرى ،وقل " :بسم ال " فانك ل ترى مكروها إنشاء ال ) - 9 .(1ضا:
فإذا رأيت السد فكبر في وجهه ثلث تكبيرات ،وقل " :ال أعز وأكبر
وأجل من كل شئ ،وأعوذ بال مما أخاف وأحذر " فإذا نبحك الكلب فاقرء
" يا معشر الجن والنس " ) (2إلى آخرها ،وإذا نزلت منزل تخاف فيه
السبع فقل :أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد
يحيي ويميت وهو حي ل يموت بيده الخير كله ،وهو على كل شئ قدير،
أعوذ بال من شر كل سبع " وإن خفت عقربا فقل " :أعوذ بكلمات ال
التامات التي ل يجاوزهن بر ول فاجر ،من شر كل ذي شر بشره ،ومن شر
ما ذرأ وبرأ ،من شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط
مستقيم - 10 .طب :علي بن عروة الهوازي ،عن الديلمي ،عن داود
الرقي عن موسى بن جعفر عليه السلم قال :من كان في سفر وخاف
اللصوص والسبع فليكتب على عرف دابته " ل تخاف دركا ول تخشى "
فانه يأمن باذن ال عزوجل ،قال داود الرقي :فحججت فلما كنا بالبادية جاء
قوم من العراب فقطعوا على القافلة وأنا فيهم ،فكتبت على عرف جملي "
ل تخاف دركا ول تخشى " فو الذي بعث محمدا صلى ال عليه وآله
بالنبوة وخصه بالرسالة وشرف أمير المؤمنين بالمامة ،ما نازعني أحد
منهم ،أعماهم ال عني ) - 11 .(3طب :عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :عوذ نفسك
وموضع من اعمال بغداد ،وقد يمد ،قاله الفيروز آبادى (1) .المحاسن ص ) .370
(2الرحمن (3) .33 :طب الئمة.37 - 36 :
][144
من الهوام بهذه الكلمات " بسم ال الرحمن الرحيم ،بسم ال وبال ،محمد رسول
ال صلى ال عليه وآله ،أعوذ بعزة ال ،أعوذ بقدرة ال على ما يشاء من
شر كل هامة تدب بالليل والنهار ،إن ربي على صراط مستقيم )- 12 .(1
طب :محمد بن السود العطار ،عن محمد بن عيسى ،عن فضالة ،عن
إبراهيم ابن الحسين ،عن أبيه الحسين بن يحيى قال :لدغتني قملة النسر )
(2ودخلت في جلدي فأصابني وجع شديد ،فشكوت ذلك إلى أبي عبد ال
عليه السلم فقال :ضع يدك على الموضع الذي يوجعك فامسحه ،ثم ضع
يدك على موضع سجودك إذا فرغت من صلة الفجر وقل " :بسم ال
وبال ،محمد رسول ال ،صلى ال عليه وآله " ثم ترفع يدك فتضعها على
موضع الداء وتقول " :اشف يا شافي ل شفاء إل شفاؤك ،شفاء ل يغادر
سقما " تقول ذلك سبع مرات ) - 13 .(3طب :للنمل :تدق الكراويا ،وتلقي
في جحر النمل ،وتكتب في شئ وتعلق في زوايا الدار " بسم ال الرحمن
الرحيم إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر وبالنبيين وما انزل إليهم،
فأسألكم بحق ال وبحق نبيكم ونبينا وما انزل عليهما إل تحولتم عن
مسكننا " ) - 14 .(4أقول :أوردنا في باب جوامع معجزات الرسول صلى
ال عليه وآله عن تفسير المام عليه السلم أن النبي صلى ال عليه وآله
وضع يده على الذراع المسمومة ،ونفث فيه ،وقال " :بسم ال الشافي،
بسم ال الكافي ،بسم ال المعافي ،بسم ال الذي ل يضر مع اسمه شئ ول
داء في الرض ول في السماء ،وهو السميع العليم " ثم قال :كلوا على
اسم ال ،فأكل رسول ال صلى ال عليه وآله وأكلوا حتى شبعوا ولم
يضرهم شيئا ) - 15 .(5مكا :عن أبي جعفر عليه السلم قال :من قال هذه
الكلمات فأنا ضامن أن
) (1طب الئمة (2) .119 :دويبة ل تكاد ترى لصغرها غير أن لسعها يقتل(3) .
طب الئمة ص (4) .120طب الئمة ص (5) .140راجع ج 17ص
319و .329
][145
ل يصيبه عقرب ول هامة حتى يصبح " أعوذ بكلمات ال التامات التي ل يجاوزهن
بر ول فاجر ،من شر ما ذرأ ،ومن شر ما برأ ،ومن شر كل دابة هو آخذ
بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم " ) .(1كان أبو الحسن الرضا عليه
السلم إذا نظر إلى هذه الكوكب الذي يقال لها :السهي في بنات نعش قال:
" اللهم رب هود بن اسية آمني شر كل عقرب وحية " قال :وكان يقول:
من تعوذ بها ثلث مرات حين ينظر إليها بالليل لم يصبه عقرب ول حية )
.(2آخر لبي عبد ال عليه السلم :قال له إسحاق بن عمار :إني خفت
العقارب ،فقال له :انظر إلى بنات نعش الكواكب الثلثة الوسط منها بجنبه
كوكب صغير قريب منه ،تسميه العرب السهي ،ونسميه نحن أسلم ،تحد
النظر إليه كل ليلة ،وقل ثلث مرات " اللهم رب أسلم صل على محمد وآل
محمد ،وعجل فرجهم وسلمنا من شر كل ذي شر " قال إسحاق :فما تركته
في دهري إل مرة فضربني العقرب ) .(3دعوات الراوندي :مثله وفيه أحد
النظر إليه ثلثا وليس فيه من شر كل ذي شر - 16 .مكا :عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :من خاف السد على نفسه أو على غنمه فليخط عليها
بخط وليقل " اللهم رب دانيال والجب ،ورب كل أسد مستأسد احفظني
واحفظ علي غنمي " ) .(4عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال لعلي :يا
علي إذا رأيت أسدا أو اشتد بك أمر فكبر ثلثا وقل " ال أكبر وأجل وأعز
وأعظم من كل شئ ،وأكبر وأعز من خلقه ،وأقدر ،أعوذ بال من شر ما
أخاف وأحذر " تكف سوءه إنشاء ال تعالى ) .(4فيمن يخاف الكلب
والسباع فليقل " قل للذين آمنوا يغفروا للذين ل يرجون
) (3 - 1مكارم الخلق ص (4) .336مكارم الخلق ص 402وفيه " تكف شره
".
][146
أيام ال ليجزي قوما بما كانوا يكسبون ،وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين ل
يؤمنون بالخرة حجابا مستورا ،وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي
آذانهم وقرا وإن يروا كل آية ل يؤمنوا بها حتى إذا جاؤك يجادلونك يقول
الذين كفروا إن هذا إل أساطير الولين " ) .(1للعقارب والحيات :عن
الصادق عليه السلم قال :يقرء عند المساء " بسم ال وبال وصلى ال
على محمد وآله ،أخذت العقارب والحيات كلها باذن ال تبارك وتعالى
بأفواهها وأذنابها وأسماعها وأبصارها وقواها عني وعمن أحببت إلى
ضحوة النهار إن شاء ال تعالى " ) .(2اخرى :عنه عليه السلم أيضا "
بسم ال وبال ،توكلت على ال ،ومن يتوكل على ال فهو حسبه ،إن ال
بالغ أمره ،اللهم اجعلني في كنفك وفي جوارك ،واجعلني في حفظك
واجعلني في أمنك " ) .(3اخرى :عنه عليه السلم أيضا قال :أتى رسول
ال قوم يشكون العقارب ،وما يلقون منها فقال :قولوا إذا أصبحتم وأمسيتم
" أعوذ بكلمات ال التامات كلها التي ل يجاوزهن بر ول فاجر ،الذي ل
يخفر جاره ،من شر ما ذرأ ،ومن شر ما برأ ،ومن شر الشياطين وشركه،
ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم " سبع
مرات .وقال أبو جعفر عليه السلم :من قال هذه الكلمات حين يمسي فأنا
ضامن أن ل يصيبه عقرب ول هامة حتى يصبح ) .(4رقية الحيات :رقية
سليمان النبي صلى ال عليه وآله على نبينا محمد وآله وعليه " بسم ال
الرحمن الرحيم ،خاتم سليمان بن داود اح اح وملئكه هبوا سبوا ماروا
دار وإذا قوى فوادى مريم هندبا بسم ال خاتم وبال الخاتم " تقرأ ثلثا
فانها تقف وتخرج لسانها ،فخذها عند ذلك ).(5
][147
وإذا أردت أن ل تدخل الحية منزلك تكتب أربع رقاع ،وتدفن في زوايا بيتك " بسم
ال الرحمن الرحيم هجه ومهجه ويهود محنا واطرد " ) .(1رقية للعقرب:
يكتب بكرة يوم الخامس من اسفندار مذماه ،ويكون على وضوء ول يتكلم
حتى يفرغ من الكتابة ،ويحفظه ول تلدغه عقرب " بسم ال سجه سجه
قرنيه برنيه ملحه بحرقعيا برقعيا تعطا قطعه " .تروى هذه الرقية للحية:
عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :تكتبه وتضعه في شق حائط البيت
فانه يسقط ،وينشق بنصفين .وقال إبراهيم النخعي :لسعتني حية على
عنقي فرقاني السود بن يزيد فبرأت ) .(2رقية للبراغيث :يقول :أيها
السود الوثاب الذي ل يبالي غلقا ول بابا عزمت عليك بام الكتاب أن ل
تؤذيني ول أصحابي إلى أن ينقضي الليل ،ويجيئ الصبح بما جاء به
والذي تعرفه إلى أن يؤب الصبح بما آب ) - 17 .(3دعوات الراوندي :قال
أمير المؤمنين عليه السلم :إن النبي صلى ال عليه وآله لسعته العقرب،
وهو قائم يصلي ،فقال :لعن ال العقرب ،لو ترك أحدا لترك هذا المصلي
يعني نفسه صلى ال عليه وآله ،ثم دعا بماء وقرأ عليه الحمد والمعوذتين
ثم جرع منه جرعا ثم دعا بملح ودافه في الماء وجعل يدلك صلى ال عليه
وآله ذلك الموضع حتى سكن .ولما ركب نوح عليه السلم في السفينة أبى
أن يحمل العقرب معه ،فقال :عاهدتك أن ل ألسع أحدا يقول " سلم على
محمد وآل محمد وعلى نوح في العالمين ".
][148
) - 104باب( * " )الدعاء لدفع الجن والمخاوف وام الصبيان( " * * "
)والصرع والخبل والجنون( " * - 1ما :الفحام ،عن المنصوري ،عن عم
أبيه ،عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عليهم السلم قال :دخل أشجع
السلمي على الصادق عليه السلم وقال :يا سيدي أنا كثير السفار،
وأحصل في المواضع المفزعة ،فتعلمني ما آمن به على نفسي ،قال :فإذا
خفت أمرا فاترك يمينك على ام رأسك ،واقرء برفيع صوتك " أفغير دين
ال يبغون وله أسلم من في السموات والرض طوعا وكرها وإليه يرجعون
" قال أشجع :فحصلت في واد نعتت فيه الجن فسمعت قائل يقول خذوه،
فقرأتها فقال قائل :كيف نأخذه وقد احتجز بآية طيبة ) - 2 .(1س :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا تغولت الغيلن فأذنوا بأذان الصلة )
- 3 .(2طب :عبد ال بن زهير العابد وكان من زهاد الشيعة ،عن عبد ال
بن الفضل النوفلي ،عن أبيه قال :شكى رجل إلى أبي عبد ال الصادق عليه
السلم فقال :إن لي صبيا ربما أخذه ريح ام الصبيان ،فآيس منه لشدة ما
يأخذه ،فان رأيت يا ابن رسول ال أن تدعو ال عزوجل له بالعافية ،قال:
فدعا ال عزوجل له ،ثم قال :اكتب له سبع مرات الحمد بزعفران ومسك،
ثم اغسله بالماء ،وليكن شرابه منه شهرا واحدا ،فانه يعافى منه ،قال:
ففعلنا به ليلة واحدة ،فما عادت إليه و استراح واسترحنا ) .(3وعنه عليه
السلم أنه قال :ما قرئ سورة الحمد على وجع من الوجاع سبعين مرة
) (1امالي الطوسى ج 1ص (2) .288المحاسن (3) .85 :طب الئمة ص .88
][149
إل سكن باذن ال تعالى ) - 4 .(1طب :إبراهيم بن المنذر الخزاعي ،عن أحمد بن
محمد بن أبي بصير ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :تعوذ المصروع،
وتقول " :عزمت عليك يا ريح بالعزيمة التي عزم بها علي بن أبي طالب
عليه السلم ]رسول[ رسول ال صلى ال عليه وآله على جن وادي
الصبرة فأجابوا وأطاعوا لما أجبت وأطعت وخرجت عن فلن بن فلنة
الساعة ) - 5 .(2طب :عثمان بن سعيد القطان ،عن سعدان بن مسلم ،عن
محمد بن إبراهيم قال :دخل رجل إلى أبي عبد ال عليه السلم وقد عرض
له خبل فقال له أبو عبد ال عليه السلم :ادع بهذا الدعاء إذا أويت إلى
فراشك " بسم ال وبال آمنت بال ،وكفرت بالطاغوت اللهم احفظني في
منامي ويقظتي ،أعوذ بعزة ال وجلله ،مما أجد وأحذر " قال الرجل:
ففعلته فعوفيت باذن ال تعالى ) .(3وعنه عليه السلم أنه قال :من أصابه
الخبل فليعوذ نفسه ليلة الجمعه بهذه العوذة النافعة الشافية ثم ذكر نحو
الحديث الول وقال :ل يعود إليه أبدا ،وليفعل ذلك عند السحر بعد
الستغفار وفراغه من صلة الليل ) - 6 .(4طب :جعفر بن حنان الطائي،
عن محمد بن عبد ال بن مسعود ،عن ابن مسكان ،عن الحلبي قال :قال
أبو عبد ال عليه السلم لرجل من أوليائه ،وقد سأله الرجل فقال :يا ابن
رسول ال إن لي بنية وأنا أرق لها واشفق عليها ،وإنها تفزع كثيرا ليل
ونهارا ،فان رأيت أن تدعو ال بالعافية ،قال :فدعا لها ثم قال :مرها
بالفصد فانها تنتفع بذلك ) .(5وعن أبي جعفر محمد الباقر عليهما السلم
أنه شكى إليه رجل من المؤمنين فقال :يا ابن رسول ال إن لي جارية
يتعرض لها الرواح ،فقال :عوذها بفاتحة الكتاب
) (1طب الئمة ص (2) .88طب الئمة ص .92وقد مر مثله ص (4 - 3) .51
طب الئمة ص (5) .107طب الئمة ص .108
][150
والمعوذتين عشرا عشرا ثم اكتبه لها في جام بمسك وزعفران ،فاسقها إياه ،يكون
في شرابها ووضوئها وغسلها ففعلت ذلك ثلثة أيام فذهب ال به عنها )
- 7 .(1طب :محمد بن بكير ،عن صفوان بن اليسع ،عن المنذر بن
هامان ،عن محمد بن مسلم وسعد المولى قال :قال أبو عبد ال عليه
السلم :إن عامة هذه الرواح من المرة الغالبة ،أو الدم المحترق ،أو بلغم
غالب ،فليشتغل الرجل بمراعاة نفسه قبل أن يغلب عليه شئ من هذه
الطبائع فيهلكه ) .(2وعن أبي الحسن الرضا عليه السلم أنه رأى
مصروعا فدعا له بقدح فيه ماء ثم قرأ عليه الحمد والمعوذتين ،ونفث في
القدح ،ثم أمر فصب الماء على رأسه ووجهه فأفاق ،وقال له :ل يعود إليك
أبدا ) - 8 .(3طب :المظفر بن محمد بن عبد الرحمان ،عن ابن أبي
نجران ،عن سليمان ابن جعفر ،عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :من رمي أورمته الجن فليأخذ الحجر الذمي
رمي به ،فليرم من حيث رمي ،وليقل " حسبي ال وكفى ،وسمع ال لمن
دعى ،ليس وراء ال منتهى " .وقال صلى ال عليه وآله :أكثروا من
الدواجن في بيوتكم تتشاغل بها الشياطين عن صبيانكم ) - 9 .(4طب :أبو
عبيدة بن محمد بن عبيد ،عن أبيه ،عن النضر ،عن اليسر ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :إن رجل قال له :يا ابن رسول ال إن لي جارية يكثر
فزعها في المنام .وربما اشتد بها الحال ،فل تهدأ ويأخذها خدر في عضدها
وقد رآها بعض من يعالج فقال :إن بها مس من أهل الرض ،وليس يمكن
علجها .فقال عليه السلم :مرها بالفصد ،وخذ لها ماء الشبت المطبوخ
بالعسل ،وتسقى ثلثة أيام
) (1طب الئمة ص (2) .108طب الئمة ص (3) .110طب الئمة ص (4) .111
طب الئمة ص .112
][151
قال :ففعلت ذلك فعوفيت باذن ال عزوجل ) - 10 .(1مكا :للصرع " :ومالنا أل
نتوكل على ال " الية ) .(2لفزع الصبيان - :إذا زلزلت " السورة "
فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا -إلى قوله -أمدا " ) (3وآية
شهد ال ) (4و " قل ادعو ال " إلى آخر السورة ) "] (5ولقد جاءكم "
إلى آخر السورة[ ) (6ومن يتوكل على ال فهو حسبه إن ال بالغ أمره )
- 11 .(7نقل من خط الشهيد رحمه ال عن عبد الرحمن إن الشياطين
تحدرت على عهد رسول ال صلى ال عليه وآله من الجبال والودية معهم
شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق رسول ال صلى ال عليه وآله
ففزع منهم ،فأتاه جبرئيل عليه السلم فقال :يا محمد قل ! قال :وما أقول ؟
قال :قل " :أعوذ بكلمات ال التامات ،التي ل يجاوزهن بر ول فاجر ،من
شر ما خلق وذرأ وبرأ ،ومن شر ما ينزل من السماء ،ومن شر ما يعرج
فيها ،و من شر ما يلج في الرض ،ومن شر ما يخرج منها ،ومن شر فتن
الليل والنهار وشر الطوارق ،إل طارقا يطرق بخير ،يا رحمن " قال:
فطفئت وهزمهم ال عزوجل - 12 .دعوات الراوندي :كتب إلى أبي الحسن
العسكري عليه السلم بعض مواليه في صبي له يشتكي ريح ام الصبيان،
فقال :اكتب في رق وعلقه عليه ،ففعل فعوفي باذن ال ،والمكتوب هذا "
بسم ال العلي العظيم الحليم الكريم ،القديم الذي ل يزول
][152
أعوذ بعزة الحي الذي ل يموت من شر كل حي يموت " - 13 .كتاب زيد الزراد:
قال سألت أبا عبد ال عليه السلم فقلت :الجن يخطفون النسان ؟ فقال:
مالهم إلى ذلك سبيل لمن يكلم بهذه الكلمات إذا أمسى وأصبح " يا معشر
الجن والنس إن استطعتم إن تنفذوا من أقطار السموات والرض فانفذوا
ل تنفذون إل بسلطان ،ل سلطان لكم علي ول على داري ،ول على أهلي
ول على ولدي ،يا سكان الهواء ،ويا سكان الرض ! عزمت عليكم بعزيمة
ال التي عزم بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم على جن
وادي الصبرة أن ل سبيل لكم علي ول على شئ من أهل حزانتي يا
صالحي الجن يا مؤمني الجن عزمت عليكم بما أخذ ال عليكم من الميثاق
بالطاعة لفلن بن فلن حجة ال على جميع البرية والخليقة " وتسمي
صاحبك " أن تمنعوا عني شر فسقتكم حتى ل يصلوا إلى بسوء ،أخذت
بسمع ال على أسماعكم ،وبعين ال على أعينكم ،وامتنعت بحول ال
وقوته على حبائلكم ومكركم إن تمكروا يمكر ال بكم ،وهو خير الماكرين.
وجعلت نفسي وأهلي وولدي وجميع حزانتي في كنف ال وستره ،وكنف
محمد ابن عبد ال رسول ال صلى ال عليه وآله وكنف أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب صلوات ال عليه استترت بال وبهما ،وامتنعت بال
وبهما ،واحتجبت بال وبهما ،من شر فسقتكم ومن شر فسقة النس
والعرب والعجم ،فان تولوا فقل حسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو
رب العرش العظيم .ل سبيل لكم ول سلطان ،قهرت سلطانكم بسلطان ال،
وبطشكم ببطش ال وقهرت مكركم وحبائلكم وكيدكم ورجلكم وخيلكم
وسلطانكم وبطشكم بسلطان ال ،وعزه وملكه وعظمته ،وعزيمته التي
عزم بها أمير المؤمنين عليه السلم على جن وادي الصبرة ،لما طغوا
وبغوا وتمردوا ،فأذعنوا له صاغرين من بعد قوتهم ،فل سلطان لكم ول
سبيل ،ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم .ومنه قال :حججنا سنة فلما
صرنا في خرابات المدينة بين الحيطان افتقدنا رفيقا لنا من إخواننا فطلبناه
فلم نجده ،فقال لنا الناس بالمدينة :إن صاحبكم
][153
اختطفته الجن فدخلت على أبي عبد ال عليه السلم وأخبرته بحاله ،وبقول أهل
المدينة فقال لي :اخرج إلى المكان الذي اختطف أو قال :افتقد فقل بأعلى
صوتك " يا صالح ابن علي إن جعفر بن محمد يقول لك :أهكذا عاهدت
وعاقدت الجن علي بن أبي طالب اطلب فلنا حتى تؤديه إلى رفقائه ،ثم
قال " :يا معشر الجن عزمت عليكم بما عزم عليكم علي بن أبي طالب لما
خليتم عن صاحبي وأرشدتموه إلى الطريق " .قال :ففعلت ذلك فلم ألبث إذا
بصاحبي قد خرج علي من بعض الخرابات فقال :إن شخصا ترائا لي ما
رأيت صورة إل وهو أحسن منها ،فقال :يا فتى أظنك تتولى آل محمد ؟
فقلت :نعم ،فقال :إن ههنا رجل من آل محمد هل لك أن تؤجر وتسلم
عليه ؟ فقلت :بلى ،فأدخلني بين هذه الحيطان ،وهو يمشي أمامي فلما أن
سار غير بعيد ،نظرت فلم أر شيئا وغشي على ،فبقيت مغشيا علي ل أدري
أين أنا من أرض ال ،حتى كان الن ،فإذا قد أتاني آت وحملني حتى
أخرجني إلى الطريق .فأخبرت أبا عبد ال عليه السلم بذلك فقال :ذلك
الغوال أو الغول ،نوع من الجن يغتال النسان فإذا رأيت الشخص الواحد
فل تسترشده وإن أرشدكم فخالفوه ،وإذا رأيته في خراب وقد خرج عليك
أو في فلة من الرض فأذن في وجهه ،وارفع صوتك وقل " :سبحان ال
الذي جعل في السماء نجوما رجوما للشياطين ،عزمت عليك يا خبيث
بعزيمة ال التي عزم بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ال
عليه ،ورميت بسهم ال المصيب الذي ل يخطئ ،وجعلت سمع ال على
سمعك وبصرك وذللتك بعزة ال ،وقهرت سلطانك بسلطان ال ،يا خبيث ل
سبيل لك على " فانك تقهره إن شاء ال ،وتصرفه عنك .فإذا ضللت
الطريق فأذن بأعلى صوتك وقل " يا سيارة ال دلونا على الطريق يرحمكم
ال ،أرشدونا يرشدكم ال " فان أصبت وإل فناد يا عتاة الجن ،ويا مردة
الشياطين ،أرشدوني ودلوني على الطريق وإل أسرعت لكم بسهم ال
المصيب إياكم عزيمة علي بن أبي طالب ،يا مردة الشياطين إن استطعتم
أن تنفذوا من أقطار السموات
][154
والرض فانفذوا ل تنفذون إل بسلطان مبين ،ال غالبكم بجنده الغالب ،وقاهركم
بسلطانه القاهر ،ومذللكم بعزه المتين ،فان تولوا فقل حسبي ال ل إله إل
هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ،وارفع صوتك بالذان ترشد،
وتصب الطريق إن شاء ال) * 105 .باب( * * " )الدعية لقضاء
الحوائج وفيه أدعية اللحاح( " * * " )أيضا وما يناسب ذلك من
الدعية( " * - 1أقول :قد مر في خبر العرابي والناقة أن أمير المؤمنين
رأى العرابي متعلقا بأستار الكعبة ،وهو يقول " :يا صاحب البيت ،البيت
بيتك ،والضيف ضيفك ولكل ضيف من ضيفه قرى ،فاجعل قراي منك الليلة
المغفرة " فقال أمير المؤمنين عليه السلم لصحابه :أما تسمعون كلم
العرابي ؟ قالوا :نعم ،فقال :ال أكرم من أن يرد ضيفه ،قال :فلما كان
الليلة الثانية وجده متعلقا بذلك الركن ،وهو يقول :يا عزيزا في عزتك ،فل
أعز منك في عزك ،أعزني بعز عزك في عز ل يعلم أحد كيف هو أتوجه
إليك وأتوسل إليك بحق محمد وآل محمد عليك ،أعطني ما ل يعطيني أحد
غيرك واصرف عني مال يصرفه أحد غيرك .قال :فقال أمير المؤمنين
عليه السلم لصحابه :هذا وال السم الكبر بالسريانية أخبرني به حبيبي
رسول ال صلى ال عليه وآله سأله الجنة فأعطاه ،وسأله صرف النار وقد
صرفها عنه ،قال :فلما كان الليلة الثالثة وجده وهو متعلق بذلك الركن
وهو يقول " :يا من ل يحويه مكان ،ول يخلو منه مكان ،بل كيفية كان،
ارزق العرابي أربعة ألف درهم " ) - 2 .(1ب :هارون ،عن ابن صدقة
قال :قال للصادق عليه السلم قائل :علمني دعاء
) (1مر الحديث بطوله في ج 41ص 47 - 44من كتاب المالى ص .282 - 280
][155
فقال له :أين أنت من دعاء اللحاح ،فقال له الطالب :وما دعاء اللحاح ؟ فقال له:
تقول " اللهم رب السموات السبع وما فيهن ،رب الرضين السبع وما
فيهن ،ورب العرش العظيم ،ورب محمد خاتم النبيين ،أسئلك باسمك الذي
به تقوم السماء ،وبه تقوم الرض ،وبه تفرق الجمع ،وبه تجمع المتفرق،
وبه ترزق الحياء وبه أحصيت عدد الثرى والرمل وورق الشجار ،وقطر
البحور ،أن تصلي على محمد وآل محمد " وتسأل حاجتك وألح في الطلب
فانه يحب إلحاح الملحين من عباده المؤمنين .قال :وقال أبو عبد ال عليه
السلم :وهذا من دعاء اللحاح ،وهذا منه " يا من ل يحجبه سماء عن
سماء ،ول أرض عن أرض ،ول جنب عن قلب ،ول ستر عن كن ول جبل
عما في أصله ،ول بحر عما في قعره ،يا من ل تشتبه عليه الصوات ،ول
تغلبه كثرة الحاجات ،ول يبرمه إلحاح الملحين ،صل على محمد وآل محمد
" ثم سل جاحتك ) - 3 .(1ل :هاني بن محمد بن هاني ،عن أبيه ،عن
محمد بن محمد بن الحسن عن عبدوس بن محمد ،عن منصور بن أسد،
عن أحمد بن عبد ال ،عن إسحاق بن يحيى ،عن خصيف بن عبد
الرحمان ،عن سعيد بن جبير ،عن ابن عباس قال :أقبل علي بن أبي طالب
عليه السلم إلى النبي صلى ال عليه وآله فسأله شيئا فقال النبي :يا علي
والذي بعثني بالحق نبيا ما عندي قليل ول كثير ،ولكني اعلمك شيئا أتاني
به جبرئيل خليلي ،فقال :يا محمد هذه هدية لك من عند ال عزوجل أكرمك
ال بها لم يعطها أحدا قبلك من النبياء وهي تسعة عشر حرفا ل يدعو بهن
ملهوف ول مكروب ول محزون ول مغموم ،ول عند سرق ول حرق ،ول
يقولهن عبد يخاف سلطانا إل فرج ال عنه ،وهي تسعة عشر حرفا أربعة
منها مكتوبة على جبهة إسرافيل وأربعة منها مكتوبة على جبهة ميكائيل،
وأربعة مكتوبة حول العرش ،وأربعة منها مكتوبة على جبهة جبرئيل،
وثلثة منها حيث شاء ال .فقال علي بن أبي طالب عليه السلم :كيف
يدعو بها يا رسول ال ؟ قال :قل " يا عماد
][156
من ل عماد له ،ويا ذخر من ل ذخر له ،ويا سند من ل سند له ،ويا حرز من ل حرز
له ،ويا غياث من ل غياث له ،ويا كريم العفو ،ويا حسن البلء ،ويا عظيم
الرجاء ،يا عز الضعفاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى ،يا محسن يا
مجمل يا منعم يا مفضل ،أنت الذي سجد لك سواد الليل ،ونور النهار،
وضوء القمر ،وشعاع الشمس ،ودوي الماء ،وحفيف الشجر يا ال يا ال
يا ال ،أنت وحدك ل شريك لك " ثم قل :اللهم افعل بي كذا وكذا فانك ل
تقوم من مجلسك حتى يستجاب لك إنشاء ال .قال أحمد بن عبد ال :قال
أبو صالح :ل تعلموا السفهاء ذلك ) - 4 .(1ما :الفحام ،عن المنصوري،
عن عم أبيه قال :قلت للمام علي بن محمد عليهما السلم :علمني يا
سيدي دعاء أتقرب إلى ال عزوجل به ،فقال لي :هذا دعاء كثيرا ما أدعو
به ،وقد سألت ال عزوجل أن ل يخيب من دعا به في مشهدي بعدي وهو:
" يا عدتي عند العدد ،ويا رجائي والمعتمد ،ويا كهفي والسند ،ويا واحد يا
أحد ويا قل هو ال أحد ،أسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك ،ولم تجعل
في خلقك مثلهم أحدا ،صل على جماعتهم وافعل بي كذا وكذا " ).(2
دعوات الراوندي :عن الشيخ أبي جعفر النيسابوري ،عن الشيخ أبي علي
عن والده شيخ الطائفة ،عن الفحام مثله .أقول :سيأتي باسناد آخر في
أبواب الزيارات - 5 .ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن الحسن بن إبراهيم
بن حبيب ،عن الحسن بن محمد بن عبد الواحد ،عن الحسن بن الحسين،
عن علي بن القاسم الكندي عن عمرو بن خالد ،عن زيد بن علي ،عن
آبائه ،عن علي بن أبي طالب عليهم السلم قال :كان النبي صلى ال عليه
وآله إذا نزل به كرب أو هم دعا " يا حي يا قيوم ،يا حيا ل يموت ل إله إل
أنت كاشف الهم ،مجيب دعوة المضطرين ،أسألك بأن لك الحمد ل إله إل
أنت المنان ،بديع السموات والرض ،ذو الجلل والكرام ،رحمن الدنيا
][157
والخرة ،ورحيمهما ،ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك ،يا أرحم
الراحمين " قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ما دعا أحد من المسلمين
بهذه ثلث مرات إل اعطي مسئلته إل أن يسأل مأثما أو قطيعة رحم ).(1
أقول :قد أوردنا بعض ما يناسب الباب في باب أدعية الفرج - 6 .سن:
جعفر بن محمد الشعري ،عن القداح ،عن جعفر ،عن أبيه عليهما السلم
عن عبد ال بن جعفر قال :قال لي عمي علي بن أبي طالب :أل أحبوك
كلمات وال ما حدثت بها حسنا ول حسينا ،إذا كانت لك إلى ال حاجة تحب
قضاها فقل " :ل إله إل ال الحليم الكريم ،ل إله إل ال العلي العظيم،
سبحان ال رب السموات السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم،
والحمد ل رب العالمين ،اللهم إني أسئلك بأنك ملك مقتدر ،وأنت على كل
شئ قدير ،ما تشاء من كل شئ يكون " ثم تسأل حاجتك ) - 7 .(2غط:
أحمد بن علي الرازي ،عن علي بن عائذ الرازي ،عن الحسن ابن وجناء
النصيبي ،عن أبي نعيم محمد بن أحمد النصاري ،عن القائم صلوات ال
عليه قال :كان أبو عبد ال عليه السلم يقول في دعاء اللحاح " :اللهم
إني أسئلك باسمك الذي به تقوم السماء ،وبه تقوم الرض ،وبه تفرق بين
الحق والباطل ،وبه تجمع بين المتفرق ،وبه تفرق بين المجتمع ،وبه
أحصيت عدد الرمال ،وزنة الجبال وكيل البحار أن تصلي على محمد وآل
محمد وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ) .(3أقول :أوردنا تمام الخبر
بأسانيد جمة في باب من رأى القائم عليه السلم وباب دعوات الئمة
عليهم السلم ).(4
][158
- 8ضا :إذا كان لك إلى رجل حاجة فقل " :خيرك بين عينيك ،وشرك تحت قدميك،
فأنا أستعين بال عليك " تقول :ذلك مرارا - 9 .قب :الكلوا ذاني في
المالي وعمر الول في الوسيلة :جاء في حديث الليث ابن سعد أنه رأى
رجل جالسا على أبي قبيس ،وهو يقول " :يا رب يا رب " حتى انقطع
نفسه ،ثم قال " :يا أرحم الراحمين " حتى انقطع نفسه ،ثم قال " :يا رباه
يا رباه " حتى انقطع نفسه ،ثم قال " :يا ال يا ال " حتى انقطع نفسه،
ثم قال " :يا حي يا حي " حتى انقطع نفسه ،ثم قال " :يا رحيم يا رحيم "
حتى انقطع نفسه ثم قال " :يا أرحم الراحمين " حتى انقطع نفسه ،سبع
مرات ،ثم قال " :اللهم إني أشتهي من هذا العنب فأطعمنيه اللهم وإن
برداي قد خلقا ،فاكسني " .قال الليث :فو ال ما استتم كلمه حتى نظرت
إلى سلة مملوءة عنبا وليس على وجه الرض يومئذ عنبة ،وبردين
مصبوغين ،فقربت منه وأكلت معه ،ولبس البردين ثم نزلنا فلقي فقيرا
فأعطاه برديه الخلقين ،ثم انصرف ،فسألت عنه فقيل :هذا جعفر الصادق )
.(1أقول :رواه في كشف الغمة عن محمد بن طلحة وغيره بأسانيد ،وفيه
فقال " :يا رب يا رب " حتى انقطع نفسه ،ثم قال " :رب رب " حتى
انقطع نفسه ،ثم قال " :يا ال يا ال " حتى انقطع نفسه إلى آخر الدعاء )
- 10 .(2مكا :من دعاء أمير المؤمنين عليه السلم في الحاجة " ل إله
إل ال وحده ل شريك له ،الحليم الكريم ،ل إله إل ال وحده ل شريك له،
العلي العظيم ،الحمد ل الذي بنعمته تتم الصالحات ،يا هو يا من هو ،هو
هو يا من ليس هو إل هو يا هو يا من ل هو إل هو ).(3
) (1مناقب آل ابى طالب ج 4ص (2) .232كشف الغمة ج 2ص ،420وفيه
تفصيل ،وقد أورده المؤلف العلمة في ج 47ص 142من تاريخ المام
الصادق عليه السلم راجعه (3) .مكارم الخلق ص .398
][159
أيضا في طلب الحاجة :عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان أبي إذا ألمت به
الحاجة يسجد من غير قراءة ول ركوع ثم يقول :يا أرحم الراحمين سبع
مرات ،وما قالها مؤمن إل قال ال جل جلله :ها أنا ذا أرحم الراحمين،
سل حاجتك ) .(1قال النبي صلى ال عليه وآله لعلي :يا علي إذا خرجت
من منزلك تريد حاجة فاقرء آية الكرسي فان حاجتك تقضى إنشاء ال ).(2
عن الصادق عليه السلم قال :من ذهب في حاجة على غير وضوء فلم
يقض حاجته فل يلومن إل نفسه ) .(3من كتاب عيون الخبار عن الرضا،
عن آبائه ،عن علي عليهم السلم قال :قال :إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر
في طلبها يوم الخميس ،وليقرء إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران،
وآية الكرسي وإنا أنزلناه في ليلة القدر ،وام الكتاب فان فيها قضاء حوائج
الدنيا والخرة ) .(4في المهمات :عن أبي عبد ال عليه السلم قال :إذا
أصاب الرجل كربة أو شدة فليكشف عن ركبتيه وذراعيه ،وليلصقها
بالرض ،ويلصق جؤجؤه بالرض ،ثم يدعو ) .(5آخر :قال علي عليه
السلم لبنه :إذا نزل بك أمر عظيم في دين أو دنيا ،فتوضأ وارفع يديك
وقل " :يا ال يا ال " سبع مرات فانه يستجاب لك ) .(6آخر :وعن أبي
الحسن الول عليه السلم :ما من أحد دهمه أمر يغمه أو كربته كربة فرفع
رأسه إلى السماء وقال ثلث مرات " :بسم ال الرحمن الرحيم " إل فرج
ال كربته ،وأذهب غمه إنشاء ال تعالى ) - 11 .(7مكا :إذا أردت حاجة
فقل " :اللهم إني أسئلك باسمك العلى الكبر العز الجل العظم الكرم
أن تفعل بي كذا .فانه ل يرد ).(8
][160
كشف :من كتاب الدلئل للحميري عن أبي جعفر عليه السلم قال :لما قتل الحسين
بن علي عليه السلم جاء محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين فقال له:
يا ابن أخي أنا عمك وصنو أبيك وأسن منك ،فأنا أحق بالمامة والوصية،
فادفع إلي سلح رسول ال ،فقال علي بن الحسين :يا عم اتق ال ،ول تدع
ما ليس لك ،فاني أخاف عليك نقص العمر ،وشتات المر ،فقال له محمد
بن الحنفية :أنا أحق بهذا المر منك ،فقال علي بن الحسين :يا عم فهل لك
إلى حاكم نحتكم إليه ؟ فقال :ومن هو ؟ قال :الحجر السود .قال :فتحا كما
إليه فلما وقفا عنده قال له :يا عم تكلم ،فأنت المطالب قال :فتكلم محمد بن
الحنفية فلم يجبه ،قال :فتقدم علي بن الحسين فوضع يده عليه وقال :اللهم
إني أسئلك باسمك المكتوب في سرادق البهاء ،وأسئلك باسمك المكتوب
في سرادق العظمة وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق القوة ،وأسئلك
باسمك المكتوب في سرادق الجلل ،وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق
السلطان ،وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق السرائر ،وأسئلك باسمك
الفائق الخبير البصير ،رب الملئكة الثمانية ،ورب جبرئيل وميكائيل
وإسرافيل ،ورب محمد خاتم النبيين لما أنطقت هذا الحجر بلسان عربي
فصيح ،يخبر لمن المامة والوصية بعد الحسين بن علي ؟ قال :ثم أقبل
علي بن الحسين على الحجر فقال :أسئلك بالذي جعل فيك مواثيق العباد،
والشهادة لمن وافاك ،إل أخبرت لمن المامة والوصية بعد الحسين ابن
علي ؟ فتزعزع الحجر حتى كاد أن يزول من موضعه وتكلم بلسان عربي
فصيح ،يقول " :يا محمد سلم سلم إن المامة والوصية بعد الحسين لعلي
بن الحسين " قال أبو جعفر عليه السلم :فرجع محمد بن علي ابن الحنفية
وهو يقول :بأبى علي ) - 13 .(1كشف :من كتاب دلئل الحميري عن
مولى لبي عبد ال عليه السلم قال :كنا مع أبي الحسن عليه السلم حين
قدم به البصرة ،فلما أن كان قرب المدائن ركبنا في أمواج كثيرة وخلفنا
سفينة فيها امرأة تزف ،إلى زوجها ،وكانت لهم جلبة ) (2فقال:
][161
ما هذه الجلبة ؟ قلنا :عروس ،فما لبثنا أن سمعنا صيحة ،فقال :ما هذا ؟ فقالوا:
ذهبت العروس لتغترف ماء فوقع منها سوار من ذهب فصاحت ،فقال:
احبسوا وقولوا لملحهم تحبس ،فحبسنا وحبس ملحهم ،فاتكأ على
السفينة ،وهمس قليل وقال :قولوا لملحهم يتزر بفوطة وينزل فيتناول
السوار ،فنظرنا فإذا السوار على وجه الرض ،وإذا ماء قليل ،فنزل
الملح ،فأخذ السوار ،فقال :أعطها وقل لها :فلتحمد ال ربها ،ثم سرنا.
فقال له أخوه إسحاق :جعلت فداك الدعاء الذي دعوت به علمنيه قال :نعم
ول تعلمه من ليس له بأهل ول تعلمه إل من كان من شيعتنا ،ثم قال :اكتب
فأمل على إنشاء " :يا سابق كل فوت ،يا سامعا لكل صوت قوي أو خفي،
يا محيي النفوس بعد الموت ،ل تغشاك الظلمات الحندسية ) ،(1ول تشابه
عليك اللغات المختلفة ول يشغلك شئ عن شئ ،يا من ل يشغله دعوة داع
دعاه من السماء ،يا من له عند كل شئ من خلقه سمع سامع ،وبصر نافذ،
يا من ل تغلطه كثرة المسائل ،ول يبرمه إلحاح الملحين ،يا حي حين ل حي
في ديمومة ملكه وبقائه ،يا من سكن العلى واحتجب عن خلقه بنوره ،ما
من أشرقت لنوره دجى الظلم ،أسئلك باسمك الواحد الحد الفرد الصمد
الذي هو من جميع أركانك صل على محمد وأهل بيته " ثم سل حاجتك )
- 14 .(2تم :روى أبو محمد الحسن بن محمد المقري ،عن محمد بن
أحمد المنصوري عن عم أبيه موسى بن عيسى بن أحمد ،عن المام أبي
الحسن علي بن محمد عليه السلم صاحب العسكر ،عن آبائه عليهم السلم
قال :من قدم هذا الدعاء أمام دعائه استجيب له قال :وحدثناه مرة اخرى،
فقال :حدثني عمي ،عن يزيد بن داود ،عن إبراهيم بن عبد ال الكجي ،عن
عاصم النبيل ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :من أحب أن ل يرد
) (1الحندس :ظلمة الليل واشتداد سواده (2) .كشف الغمة ج 3ص .43
][162
دعاؤه فليقدم هذا الدعاء أمام دعائه ،وهو " ما شاء ال توجها إلى ال ،ما شاء
ال تعبدا ل ،ما شاء ال تلطفا ل ،ما شاء ال تذلل ل ،ما شاء ال
استنصارا بال ،ما شاء ال استكانة ل ،ما شاء ال تضرعا إلى ال ،ما
شاء ال استعانة بال ،ما شاء ال استغاثة بال ما شاء ال ل حول ول قوة
إل بال العلي العظيم ) - 15 .(1ق :روى محمد بن أحمد بن عبد ال
المنصوري ،عن عمه ،عن أبيه قال :قلت لسيدنا أبي الحسن علي صاحب
العسكري عليه السلم :علمني دعاء وخصني به ،فقال :قل :يا با موسى "
يا عدتي دون العدد ،يا رجائي والمعتمد ،ويا كهفي والسند ويا :واحد يا
أحد ،يا من هو ال أحد ،أسئلك بحق من خلقته من خلقك ،ولم تجعل في
خلقك مثلهم أحدا ،أن تصلي على جماعتهم ،وتفعل بي كذا وكذا " ....فاني
قد سألت ال سبحانه أن ل يخيب من دعا به - 16 .ما :أحمد بن عبدون،
عن علي بن محمد بن محمد بن الزبير ،عن علي بن الحسن بن فضال،
عن العباس بن عامر ،عن أحمد بن رزق ،عن يحيى بن العل عن أبي
جعفر عليه السلم قال :قال لي :ادع بهذا الدعاء وأنا ضامن لك حاجتك
على ال " اللهم أنت ولي نعمتي ،وأنت القادر على طلبتي ،قد تعلم حاجتي
فأسألك بحق محمد وآل محمد لما قضيتها " ) - 17 .(2دعوات الراوندي:
قال أمير المؤمنين عليه السلم :من قرأ ماء آية من القرآن من أي القرآن
شاء ،ثم قال :يا ال سبع مرات ،فلو دعا على الصخرة لقلعها ) (3إنشاء
ال .وعن الرضا عليه السلم قال :اغتممت في بعض المور فأتاني أبو
جعفر عليه السلم فقال :يا بني ادع ال وأكثر من " يا رؤف يا رحيم ".
وقال أبو عبد ال عليه السلم :من قال " :يا من يفعل ما يشاء ول يفعل ما
يشاء أحد غيره " ثلث مرات استجيب له ،وهو الدعاء الذي ل يرد ،وإن
من أوجه الدعاء
) (1فلح السائل (2) .97أمالى الطوسى ج 2ص (3) .289لفلقها خ.
][163
وأبلغه أن يقول " :يا ال الذي كمثله شئ صل على محمد وأهل بيته وافعل بي كذا
وكذا " وكان أبي عبد ال عليه السلم يخزن هذا الدعاء ويخبأه ول يطلع
عليه أحدا " أعوذ بدرع ال الحصينة التي ل ترام ،وأعوذ بجمع ال من
كذا وكذا " وقولوا :كلمات الفرج .وقال أبو عبد ال عليه السلم :إن من
ألح الدعاء أن يقول العبد :ما شاء ال .وإن من أجمع الدعاء أن يقول
العبد :الستغفار ،وسيد كلم الولين والخرين " ل إله إل ال " .وقدم
رجل على رسول ال صلى ال عليه وآله فقال :يا رسول ال هل من دعاء
ل يرد ؟ قال :نعم " ،اللهم إني أسئلك باسمك العلى الجل العظم "
رددها ثم سل حاجتك .وعن الثمالي قال :قلت لعلي بن الحسين عليهما
السلم :علمني دعاء فقال :يا ثابت قل " :اللهم إني أسئلك بأن لك الحمد ل
إله إل أنت المنان بديع السموات والرض ذو الجلل والكرام أن تفعل بي
كذا وكذا " ثم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :هو الذي إذا دعي
به اجاب وإذا سئل به أعطى .وعن النبي صلى ال عليه وآله قال :دفع إلي
جبرئيل عن ال تبارك وتعالى هذه المناجات لطلب الحاجة " اللهم جدير
من أمرته بالدعاء أن يدعوك ومن وعدته بالستجابة أن يرجوك ،ولي
اللهم حاجة قد عجزت عنها حيلتي ،وكلت منها طاقتي ،وضعفت عن
مرامها قوتي ،وسولت لي نفسي المارة بالسوء ،وعدوي الغرور الذي أنا
منه ومنها مبلو ،أن أرغب إلى ضعيف مثلي ومن هو في النكول شكلي
حتى تداركتني رحمتك ،وبادرتني بالتوفيق رأفتك ،ورددت علي عقلي
بتط ؟ لك ،وألهمتني رشدي بتفضلك ،وأجليت بالرجاء لك قلبي ،وأزلت
خدعة عدوي عن لبي ،وصححت في التأمل فكري ،وشرحت بالرجاء
لسعافك صدري ،وصورت لي الفوز ببلوغ ما رجوته ،والوصول إلى ما
أملته ،فوقفت اللهم رب بين ذلك سائل لك مما دعا إليك واثقابك ،متوكل
عليك في قضاء حاجتي ،وتحقيق امنيتي ،وتصديق
][164
][165
وفي عدة الداعي أنه لم يقل أحد يا رباه يا رباه عشرا إل قيل له ]لبيك سل حاجتك[،
ومثل ذلك يا سيداه يا سيداه .وروي أنه من قال في سجدته :يا رباه يا
سيداه ،ثلثا اجيب بمثل ذلك .وعن سماعة ،عن ]أبي[ الحسن عليه السلم
إذا كان لك عند ال تعالى حاجة فقل " :اللهم بحق محمد وعلي فان لهما
عندك شأنا من الشأن ،وقدرا من القدر ،أسألك بحق ذلك الشأن ،وبحق ذلك
القدر ،أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا .فانه إذا كان
يوم القيمة ،لم يبق ملك مقرب ول نبي مرسل ول عبد مؤمن امتحن ال
تعالى قلبه لليمان إل وهو محتاج إليهما في ذلك اليوم .ومنه عن علي
عليه السلم قال :من قرأ مائة آية من أي آي القرآن شاء ثم قال :يا ال.
سبعا ،فلو دعا على صخرة لقلعها ال تعالى ) - 19 .(1مهج :دعاء علمه
أمير المؤمنين لبنه الحسن عليهما السلم إذا قصدت إنسانا لحاجة فاكتب
ذلك وأمسكه في يدك اليمنى ،وتذهب أين شئت " :اللهم إني أسألك يا ال
يا واحد يا أحد يا وتر يا نور يا صمد ،يا من ملت أركانه السموات
والرض ،أسئلك أن تسخر لي قلب فلن بن فلن كما سخرت الحية لموسى
عليه السلم وأسئلك أن تسخر لي قلبه كما سخرت لسليمان جنوده من
الجن والنس والطير فهم يوزعون ،وأسئلك أن تلين لي قلبه كما لينت
الحديد لداود عليه السلم وأسئلك أن تذلل قلبه كما ذللت نور القمر لنور
الشمس ،يا ال هو عبدك ابن أمتك ،وأنا عبدك ابن أمتك ،أخذت بقدميه
وناصيته ،فسخره لي حتى يقضي حاجتي هذه ،وما اريد ،إنك على كل شئ
قدير ،وهو على ما هو فيما هو ،ل إله إل هو الحي القيوم )- 20 .(2
مهج :روى محمد بن أحمد بن عبيد ال المنصوري ،عن عم أبيه قال :قلت
لسيدنا أبي الحسن علي صاحب العسكر عليه السلم :علمني دعاء
وخصني به
) (1النصوص منقولة من حاشية البلد المين لمؤلفه ،ولم تطبع ،راجع محاسبة
النفس ،151 - 147الكافي ج 2ص 476و 474عدة الداعي ص .38
) (2مهج الدعوات ص .179
][166
فقال :قل يا با موسى " :يا عدتي دون العدد ،ويا رجائي والمعتمد ،ويا كهفي
والسند يا واحد يا أحد ،يا من هو ال أحد ،أسئلك بحق من خلقته من
خلقك ،ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا ،أن تصلى على جماعتهم ،وتفعل بي
كذا وكذا " فاني قد سألت ال سبحانه وتعالى أن ل يخيب من دعا به ).(1
- 21مهج :روينا باسنادنا إلى سعد بن عبد ال من كتابه قال :حدثني
الحسن ابن علي بن عبد ال ،عن الحسين بن سيف ،عن محمد بن سليمان
البصري ،عن إبراهيم ابن المفضل ،عن أبان بن تغلب ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :كان الذي دعا به علي ابن الحسين عليهما السلم عند
محاكمته محمد بن الحنفية إلى الحجر السود أن قال " :اللهم إني أسئلك
باسمك المكتوب في سرادق المجد ،وأسألك باسمك المكتوب في سرادق
البهاء ،وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق العظمة ،وأسئلك باسمك
المكتوب في سرادق الجلل ،وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق العزة
وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق القدرة ،وأسئلك باسمك المكتوب في
سرادق السرائر ،السابق الفائق ،الحسن النضير ،رب الملئكة الثمانية،
ورب العرش العظيم ،وبالعين التي ل تنام ،وبالسم الكبر الكبر الكبر،
وبالسم العظم العظم العظم ،المحيط بملكوت السموات والرض،
وبالسم الذي أشرقت به الشمس وأضاء به القمر وسجرت به البحار،
ونصبت به الجبال ،وبالسم الذي قام به العرش والكرسي ،وبأسمائك
المقدسات المكرمات المكنونات المخزونات في علم الغيب عندك أسألك
بذلك كله أن تصلي على محمد وآل محمد ،وأن تفعل بي كذا وكذا ...قال
أبان بن تغلب :قال أبو عبد ال عليه السلم :يا أبان إياكم أن تدعوا بهذا
الدعاء إل لمر مهم من أمر الخرة والدنيا ،فان العباد ما يدرون ما هو ؟
هو من مخزون علم آل محمد .عليه وعليهم السلم ) - 22 .(2مهج :روينا
باسنادنا إلى سعد بن عبد ال من كتاب فضل الدعاء باسناده
) (1مهج الدعوات ص 338وفيه " يا مونسى يا عدتي " وهو تصحيف(2) .
مهج الدعوات ص 197وقد مر في ص 160أيضا مع اختلف.
][167
إلى محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :الكلمات التي تلقى بها آدم ربه
هي " :اللهم ل إله إل أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي
فاغفر لي فانه ل يغفر الذنوب إل أنت اللهم إني عملت سوءا وظلمت نفسي
فاغفر لي إنك خير الغافرين ) .(1ومن ذلك ما علمه ال جل جلله لدم
عليه السلم لدفع حديث النفس ،روينا ذلك باسنادنا أيضا إلى سعد بن عبد
ال من كتاب فضل الدعاء باسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :شكى آدم عليه السلم إلى ال حديث النفس فنزل عليه
جبرئيل فقال :قل " :ل حول ول قوة إل بال " ) .(2ومن ذلك دعاء آدم
عليه السلم برواية اخرى لما تلقى من ربه كلمات ولعله عليه السلم دعا
بها وهو " :يا رباه يا رباه يا رباه ل يرد غضبك إل حلمك ،ول ينجي من
عقوبتك إل التضرع إليك ،حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما
حرمتني ،وإن حرمتنيها لم ينفعني ما أعطيتني ،اللهم إني أسئلك الفوز
بالجنة وأعوذ بك من النار ،يا ذا العرش الشامخ المنيف ،يا ذا الجلل
والكرام الباذخ العظيم ،يا ذا الملك الفاخر القديم ،يا إله العالمين ،يا صريخ
المستصرخين ،ويا منزول به كل حاجة إن كنت قد رضيت عني فازدد عني
رضي ،وقربني منك زلفى وإل تكن رضيت عني ،فبحق محمد وآله
وبفضلك عليهم لما رضيت عني إنك أنت التواب .قال أبو عبد ال عليه
السلم :هذا الدعاء الذي تلقى آدم من ربه فتاب عليه ،فقال :يا آدم سألتني
بمحمد ولم تره ،فقال :رأيت على عرشك مكتوبا :ل إله إل ال محمد رسول
ال ،فقال راوي الحديث :فو ال ما دعوت بهن في سر ول علنية في شدة
ول رخاء ،إل استجاب ال لي ) .(3ومن ذلك دعاء نوح عليه السلم
وجدت في الجزء الرابع من كتاب دفع الهموم والحزان ،تأليف أحمد بن
داود النعماني قال :ولما نظر نوح عليه السلم إلى هول الماء
][168
والموج والمواج ،دخله الرعب فأوحى ال عزوجل إليه قل " :ل إله إل ال " ألف
مرة انجك .قال :فدخلت الريح في الشراع فقال :ل إله إل ال ألفا فنجاه ال
بما قالها ) .(1ومن ذلك دعاء إدريس عليه السلم وجدناه عن الحسن
البصري قال :لما بعث ال إدريس عليه السلم إلى قومه علمه هذه
السماء وأوحى إليه أن قلهن سرا في نفسك ،ول تبدهن للقوم ،فيدعوني
بهن ،قال :وبهن دعا فرفعه ال مكانا عليا ،ثم علمهن ال تعالى موسى ثم
علمهن ال تعالى محمدا صلى ال عليه وآله ،وبهن دعا في غزوة
الحزاب .قال الحسن :وكنت مستخفيا من الحجاج فأدعو ال عزوجل بهن
فحبسه عني ،ولقد دخلوا على ست مرات فأدعو بهن فأخذ ال سبحانه
أبصارهم عني ،فادع بهن في التماس المغفرة لجميع الذنوب ،ثم اسأل
حاجتك من أمر آخرتك ودنياك فانك تعطاه إنشاء ال عزوجل ،فانهن
أربعون أسماء عدد أيام التوبة وهي :سبحانك ل إله إل أنت ،يا رب كل
شئ ووارثه ،يا إله اللهة ،الرفيع جلله ،يا ال المحمود في كل فعاله ،يا
رحمن كل شئ وراحمه ،يا حي حين ل حي في ديمومية ملكه وبقائه ،يا
قيوم فل شئ يفوت علمه ول يؤده ،يا واحد الباقي أول كل شئ وآخره ،يا
دائم بل فناء ول زوال لملكه ،يا صمد من غير شبيه ،ول شئ كمثله ،يا
بارئ فل شئ كفوه ول إمكان لوصفه ،يا كبير أنت الذي ل تهتدي القلوب
لوصف عظمته ،يا بارئ النفوس بل مثال خل من غيره ،يا زاكى الطاهر
من كل آفة بقدسه ،يا كافي الموسع لما خلق من عطايا فضله ،يا نقي من
كل جور ولم يرضه ولم يخالطه فعاله .يا حنان أنت الذي وسعت كل شئ
رحمة وعلما ،يا منان ذا الحسان قد عم الخلئق منه ،يا ديان العباد كل
يقوم خاضعا لرهبته ]ورغبته[ يا خالق من في السموات والرضين وكل
إليه معاده ،يا رحيم كل صريخ ومكروب وغياثه ومعاذه يا تام فل تصف
اللسنة كنه جلل ملكه وعزه ،يا مبدئ البدايع لم يبغ في إنشائها
][169
عونا من خلقه ،يا علم الغيوب فل يؤده شئ من حفظه ،يا حليم ذا الناة فل يعدله
شئ من خلقه ،يا معيد ما أفناه إذا برز الخلئق لدعوته من مخافته .يا
حميد الفعال ذا المن على جميع خلقه بلطفه ،يا عزيز المنيع الغالب على
أمره فل شئ يعدله ،يا قاهر ذا البطش الشديد أنت الذي ل يطاق انتقامه ،يا
قريب المتعالي فوق كل شئ علو ارتفاعه ،يا مذل كل جبار عنيد بقهر
عزيز سلطانه يا نور كل شئ وهداه أنت الذي فلق الظلمات نوره .يا قدوس
الطاهر من كل سوء فل شئ يعادله من خلقه] ،يا قريب المجيب المتداني
دون كل شئ قربه[ يا عالي الشامخ فوق كل شئ علو ارتفاعه ،يا مبدئ
البدايا ) (1ومعيدها بعد فنائها بقدرته ،يا جليل المتكبر على كل شئ،
فالعدل أمره ،والصدق قوله ووعده ،يا محمود فل تستطيع الوهام كل
شانه ومجده ،يا كريم العفو ذا العدل أنت الذي مل كل شئ عدله ،يا عظيم
ذا الثناء الفاخر وذا العز والمجد والكبرياء فل يذل عزه يا مجيب فل تنطق
اللسنة بكل آلئه وثنائه ونعمائه] .أسئلك[ يا غياثي عند كل كربة ،وما
مجيبي عند كل دعوة ]ومعاذي عند كل شدة[ أسألك اللهم يا رب الصلة
على نبيك محمد صلى ال عليه وآله ،وأمانا من عقوبات الدنيا والخرة،
وأن تحبس عني أبصار الظلمة المريدين بي السوء ،وأن تصرف قلوبهم
عن شر ما يضمرون إلى خير ما ل يملكه غيرك .اللهم هذا الدعاء ومنك
الجابة ،وهذا الحمد وعليك التكلن ،ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم
) .(2ومن ذلك دعاء إبراهيم عليه السلم وقد قدمنا به رواية عند دعاء
النبي صلى ال عليه وآله يوم احد ،ورأيت رواية اخرى في دعاء إبراهيم
عليه السلم لما دحي به ) (3إلى النار فنجاه ال به وذكر الرواية أنه من
السرائر العظيمة ،والقدر الكبير عند ال سبحانه وتعالى فقال :هذا ما
لفظه:
][170
][171
][172
زيادة الرواية ) .(1ومن ذلك دعاء يوسف عليه السلم لما اتهمه العزيز بزليخا،
وهو أنه صلى ركعتين ثم دعا وهو مرفوع رأسه إلى السماء فقال " :اللهم
ارحم صغر سني ،وضعف ركني ،وقلة حيلتي ،فانك على كل شئ قدير،
فاذكرني بصلح يعقوب وصبر إسحاق ،ويقين إسماعيل ،وشيبة إبراهيم،
برحمتك يا أرحم الراحمين " فبكت لبكائه الملئكة في السموات ) .(2ومن
ذلك دعاء يعقوب عليه السلم لما رد ال جل جلله عليه يوسف " بسم ال
الرحمن الرحيم يا من خلق الخلق بغير مثال ،ويا من بسط الرض بغير
أعوان ويا من دبر المور بغير وزير ،ويا من يرزق الخلق بغير مشير ،ويا
من يخرب الدنيا بغير استيمار " ثم تدعو بما شئت تستجاب ) .(3ومن ذلك
دعاء أيوب عليه السلم " اللهم إني أعوذ بك اليوم فأعذني وأستجير بك
اليوم من جهد البلء فأجرني ،واستغيث بك اليوم فأغثني ،وأستنصرك
اليوم فانصرني وأستعين بك اليوم على أمري فأعني ،وأتوكل عليك
فاكفني ،وأعتصم بك فاعصمني وآمن بك فآمني ،وأسألك فأعطني،
وأسترزقك فارزقني ،وأستغفرك فاغفر لي وأدعوك فاذكرني ،وأسترحمك
فارحمني " ) .(4ومن ذلك دعاء موسى عليه السلم لما وقف على
فرعون " اللهم بديع السموات والرضين ،الذي نواصي العباد بيدك ،فان
فرعون وجميع أهل السموات وأهل الرض وما بينهما عبيدك ،ونواصيهم
بيدك ،وأنت تصرف القلوب حيث شئت اللهم إني أعوذ بخيرك من شره،
وأسئلك بخيرك من خيره ،عز جارك ،وجل ثناؤك ،ول إله غيرك ،كن لنا
جارا من فرعون وجنوده " ثم دخل عليه وقد ألبسه ال جنة من سلطانه
]لن يصل إليه بعون ال[ ).(5
][173
ومن ذلك دعاء آخر لموسى عليه السلم " :ل إله إل ال الحليم الكريم سبحان ال
رب السموات السبع ،ورب الرضين السبع ،ورب العرش العظيم ،والحمد
ل رب العالمين ،اللهم إني أدرأ بك في نحره ،وأعوذ بك من شره،
وأستعينك عليه فاكفنيه بما شئت " ) .(1ومن ذلك دعاء يوشع بن نون
وصي موسى عليه السلم رويناه بإسنادنا إلى سعد ابن عبد ال من كتاب
فضل الدعاء بإسناده إلى الرضا عليه السلم قال :وجد رجل من الصحابة
صحيفة فأتى بها رسول ال صلى ال عليه وآله فنادى الصلة جامعة ،فما
تخلف أحد ذكر ول انثى ،فرقا المنبر فقرأها فإذا كتاب يوشع بن نون وصي
موسى وإذا فيها :وإن ربكم لرؤف رحيم ،أل إن خير عباد ال التقي
الخفي ،وإن شر عباد ال المشار إليه بالصابع ،فمن أحب أن يكتال
بالمكيال الوفي ،وأن يؤدي الحقوق التي أنعم ال بها عليه ،فليقل في كل
يوم " سبحان ال كما ينبغي ل ،والحمد ل كما ينبغي ل ،ول إله إل ال
كما ينبغي ل ،وال أكبر كما ينبغي ل ،ول حول ول قوة إل بال ،وصلى
ال على محمد وعلى أهل بيت النبي ،وعلى جميع المرسلين حتى يرضى
ال " .ونزل رسول ال صلى ال عليه وآله وقد ألحوا في الدعا فصبر
هنيئة ثم رقا المنبر فقال :من أحب أن يعلو ثناؤه على ثناء المجاهدين،
فليقل هذا القول في كل يوم ،فان كانت له حاجة قضيت ،أو عدو كبت ،أو
دين قضي ،أو كرب كشف ،وخرق كلمه السموات حتى يكتب في اللوح
المحفوظ ) .(2ومن ذلك دعاء الخضر وإلياس عليهما السلم روي أن
الخضر وإلياس يجتمعان في كل موسم ،فيفترقان من هذا الدعاء ،وهو "
بسم ال ،ما شاء ال ،ل قوة إل ال ما شاء ال كل نعمة من ال ،ما شاء
ال الخير كله بيد ال ،عزوجل ،ما شاء ال ل يصرف السوء إل ال "
قال :فمن قالها حين يصبح ثلث مرات أمن الحرق والسرق
][174
والغرق ) .(1ومن ذلك دعاء آخر للخضر عليه السلم " يا شامخا في علوه ،يا
قريبا في دنوه يا مدانيا في بعده ،يا رؤفا في رحمته ،يا مخرج النبات ،يا
دائم الثبات ،يا محيي الموات ،يا ظهر اللجين ،يا جار المستجيرين ،يا
أسمع السامعين ،يا أبصر الناظرين ،يا صريخ المستصرخين ،يا عماد من
ل عماد له ،يا سند من ل سند له يا من ذخر من ل ذخر له ،يا حرز من ل
حرز له ،يا كنز الضعفاء ،يا عظيم الرجاء ،يا منقذ الغرقى ،يا منجي
الهلكى ،يا محيي الموتى ،يا أمان الخائفين ،يا إله العالمين ،يا صانع كل
مصنوع ،يا جابر كل كسير ،يا صاحب كل غريب ،يا مونس كل وحيد يا
قريبا غير بعيد ،يا شاهدا غير غائب ،يا غالبا غير مغلوب ،يا حي حين ل
حي ،يا محيي الموتى ،يا حي ل إله إل أنت " من قاله قول أو سمعه سمعا
أمن الوسوسة أربعين سنة .أقول :وأدعية الخضر كثيرة وقد اقتصرنا على
ما ذكرناه ) .(2ومن ذلك دعاء يونس بن متى عليه السلم وهو " يا رب
من الجبال أنزلتني ،ومن المسكن أخرجتني ،وفي البحار صيرتني ،وفي
بطن الحوت حبستني ،فل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
فأنجاه ال من الغم ) .(3ومن ذلك دعاء آخر ليونس بن متى عليه السلم
وهو " يا رب اللهم إني أسئلك بأسمائك الحسنى ،وآلئك العليا ،وأسئلك يا
رب ال يا ال ،يا كبير يا جليل يا حنان يا منان ،يا فرد يا دائم ،ويا وتر يا
أحد يا صمد يا ال ،يا ل إله إل أنت أسئلك بل إله إل أنت أن تصلي على
محمد وآل محمد ،وأن تغفر لي ذنوبي ،وأن تحرم جسدي على النار ،اللهم
إنك قلت في كتابك المنزل على موسى أل تردوا السائلين عن أبوابكم،
ونحن على بابك فل تردنا ،اللهم إنك قلت في كتابك المنزل على نبيك
موسى أن اغفروا للظالمين ،ونحن الظالمون على بابك ،فاغفر لنا ،اللهم
إنك قلت في كتابك المنزل على موسى بن عمران أن أعتقوا الرقاء ونحن
عبيدك فأعتقنا
][175
من النار ) .(1ومن ذلك دعاء داود عليه السلم على وصف التحميد ،روي أن داود
عليه السلم لما قال هذا التحميد أوحى ال تعالى إليه :أتبعت الحفظة وهو
" اللهم لك الحمد دائما مع دوامك ،ولك الحمد باقيا مع بقائك ،ولك الحمد
خالدا مع خلودك ،ولك الحمد كما ينبغي لكرم وجهك وعز جللك ،يا ذا
الجلل والكرام " ) .(2ومن ذلك دعاء آصف وزير سليمان بن داود عليه
السلم روي أنه أتى به عرش بلقيس وأنه الدعاء الذي كان عيسى عليه
السلم يحيي به الموتى وهو " اللهم إني أسئلك بأنك أنت ال ل إله إل أنت
الحي القيوم الطاهر المطهر نور السموات والرضين -وفي رواية اخرى
" رب السموات والرضين " -عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال الحنان
المنان ذو الجلل والكرام ،أن تفعل بي كذا وكذا " ..وتجعله أنت " أن
تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا " فانه يستجاب لك
إنشاء ال هذا لفظه كما وجدناه ) .(3ومن ذلك دعاء عيسى عليه السلم
رويناه بإسنادنا إلى سعيد بن هبة ال الراوندي رحمه ال من كتاب قصص
النبياء بإسناده إلى الصادق عليه السلم عن آبائه عليهم السلم عن النبي
صلوات ال عليه وعليهم قال :لما اجتمعت اليهود إلى عيسى عليه السلم
ليقتلوه بزعمهم ،أتاه جبرئيل عليه السلم فغشاه بجناحه فطمح عيسى
ببصره فإذا هو بكتاب في باطن جناج جبرئيل عليه السلم وهو " :اللهم
إني أدعوك باسمك الواحد العز ،وأدعوك اللهم باسمك الصمد وأدعوك
اللهم باسمك العظيم الوتر ،وأدعوك اللهم باسمك الكبير المتعال ،الذي
ثبتت به أركانك كلها أن تكشف عني ما أصبحت وأمسيت فيه " .فلما دعا
به عليه السلم أوحى ال تعالى إلى جبرئيل أن أرفعه إلى عندي .ثم قال
رسول ال صلى ال عليه وآله :يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهذه
الكلمات ،فو ال
][176
الذي نفسي بيده ،ما دعا بهن عبد باخلص نية إل اهتز ]لهن[ العرش ،وإل قال ال
للملئكة :اشهدوا أني قد استجبت له بهن ،وأعطيته سؤله في عاجل دنياه
وآجل آخرته ،ثم قال لصحابه :سلوها ول تستبطؤا الجابة ) .(1ومن ذلك
دعاء عيسى عليه السلم برواية غير هذه وهي أن النبي صلى ال عليه
وآله رأى في باطن جبرئيل الدعاء فعلمه عليا والعباس ،وقال :يا علي يا
خير بني هاشم ،يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهؤلء الكلمات ،فو الذي
نفسي بيده ،ما دعا بهن مؤمن بإخلص إل اهتزلهن العرش ،والسموات
السبع والرضون ،وقال ال تعالى لملئكته :اشهدوا أني قد استجبت
للداعي بهن وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته ،وزعموا أنه
الدعاء الذي دعا به عيسى بن مريم فرفعه ال ،وهو هذا الدعاء " :اللهم
إني أعوذ باسمك الواحد الحد ،وأعوذ باسمك الحد الصمد ،و أعوذ بك
باسمك اللهم العظيم الوتر ،وأعوذ اللهم باسمك الكبير المتعال ،الذي مل
الركان كلها ،أن تكشف عني غم ما أصبحت فيه وأمسيت ) (2ومن ذلك
دعاء لعيسى بن مريم عليه السلم برواية اخرى وهو " :اللهم خالق
النفس من النفس ،ومخرج النفس من النفس ،ومخلص النفس من النفس،
فرج عنا وخلصنا من شدتنا " ) - 23 .(3مهج :ومن ذلك دعاء سلمان
الفارسي رضوان ال عليه الذي علمه النبي صلى ال عليه وآله ،ويروى
أن سلمان كان من بقايا أوصياء عيسى عليه السلم وروي عن أحد الئمة
صلوات ال عليهم أن سلمان أدرك العلم الول والخر ،وجدته في أصل
عتيق تاريخ كتابته ربيع الخر سنة أربعة عشر وثلثمائة ،قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وآله لسلمان الفارسي :أل اخبرك بما هو خير من
الذهب والفضة ؟ وخير من الدنيا وزهرتها ؟ فقال :بلى يا رسول ال !
صلى ال عليك وعلى آلك ،قال :فقل:
][177
" اللهم إن المر قد خلص إلى نفسي وهي أعز النفس على وأهمها إلى وقد علمت
ربي ،وعلمك أفضل من علمي ،أنك تعلم مني مال أعلم من نفسي ،لك
محياي ومماتي ،ودنياي وآخرتي ،إليك مرجعي ومنقلبي ل أملك إل ما
أعطيتني ول أتقي إل ما وقيتني ول انفق إل ما رزقتني .بنورك اهتديت،
وبفضلك استغنيت ،وبنعمتك أصبحت وأمسيت ،ملكتني بقدرتك ،وقدرت
علي بسلطانك ،تقضي فيما أردت ل يحول أحد دون قضائك ،أوقرتني نعما،
وأوقرت نفسي ذنوبا ،كثرت خطاي ،وعظم جرمي ،واكتنفتني شهواتي،
فقد ضاق بها ذرعي ،وعجز عنها عملي وضعف عنها شكري ،وقد كدت
أن أقنط من رحمتك إلهي وأن القي إلى التهلكة بيدي الذي أيأس منه
عذري ،وذكري من ذنوبي وما أسرفت به على نفسي ،ولكن رحمتك رب
التي تنهضني وتقويني ،ولول هي لم أرفع رأسي ،ولم اقم صلبي من ثقل
ذنوبي ،فاياك أرجو إلهي أنت أرجا عندي من عملي الذي أتخوفه واشفق
منه على نفسي .إلهي وكيف ل اشفق من ذنوبي وقد خفت أن تكون
أوبقتني ،وقد أحاطت بي وأهلكتني ،وأنا أذكر من تضييع أمانتى ،وما قد
تكلفت به على نفسي ،ما لم تحمله الجبال قبلى ،ول السموات والرضون،
وهى أقوى منى ،وحملتها بعلمك بها ،وقلة علمي ،فلو كان لى علم ينفعني
لم تقر في الدنيا عينى ،وأصارت حلوتها مرارة عندي ولفررت هاربا من
ذنوبي ،ل بيت يأويني ،ول ظل يكننى مع الوحوش مقعدي ومقيلي .ولو
فعلت ذلك لكان يحق لى أن أتخوف على نفسي ،والموت يطلبني حثيثا دائبا
يقص أثري موكل بى كأنه ل يريد أحدا غيري ،ليس يناظرني ) (1ساعة
إذا جاء أجلى ،كأنى أرانى صريعا بين يديه ،وكأني بالموت ليس أحد من
الموت يمنعنى ول يدفع كربه عنى ول أستطيع امتناعا يؤخرنى ،وبكأس
الموت يسقينى
][178
ول منعة عندي ،مقلوبة ) (1بكرب الموت طرفي جزعا ،فيالك من مصرع ما أقطعه
عندي مغلوبة ) (2بكرب الموت نفسي ،تختلج لها أعضائي وأوصالي،
وكل عرق ساكن مني ،فكأني بملك الموت يستل روحي ،مستسلم له ،بل
على الكراهة مني .كذا رسل ربي يقبضون في الحر روحي ،فعندها ينقطع
من الدنيا أثري واغلق باب توبتي ،ورفعت كتبي ،وطويت صحيفتي ،وعفا
ذكري ،ورفع عملي وادخلت في هول آخرتي ،وصرت جسدا بين أهلي،
يصرخون ويبكون حولي وقد استوحشوا مني ،وأحبوا فرقتي ،وعجلوا إلي
كفني ،وحملوني إلى حفرتي فالقيت فيها لحيني ) (3وسويت الرض علي
من فوقي ،وسلموا علي وودعوني وأقمت في منتها من كان قبلي من
جيران ل يؤانسوني ،ول أزورهم ،ول يزوروني وفي عسكر الموت
خلفوني ،فيه مضجعي ومنامي ،وحش فقر مكاني ،قد ذهب الهلون عني،
وأيقنوا بالتفرقة مني ،ل يرجوني آخر الدهر ليس أحد منهم يؤنسني في
وحشتي ،ول يحمل ذنبا من ذنوبي ،وكل قد ذهل عني ،وتركوني وحيدا في
قبري] .و[ أنا صاحب نفسي ل يراني أحد من الناس ما يفعل بي ،فان تك
ربي راضيا عني فطوبى ثم طوبى لي ،وإن تكن الخرى فيا حسرتي ،ويا
ندامتا ،على ما فرطت في جنب ربي ،وكيف أذكر هذا المر ثم ل تدمع له
عيني ،ول يفزع لذكره قلبي ،ول ترعد له فرائصي ،ول أحمل على ثقله
نفسي ،ول اقصر على هواى وشهواتي ،مغرور في دار غرور قد خفت أن
ل يكون هذا الصدق مني .فأشكو إليك يا رب قسوة قلبي ،وتقصيري
وإبطائي ،وقلة شكر ربي ،رب جعلت لي جوارح لستبهام النعم منك يحق
بي لك الشكر على جوارحي وأعضائي وأوصالي بالذي يحق لك عليها من
العبادة ،بخشوع نفسي وبصري ،وجميع أركاني
][179
فبهن عصيتك ربي ،ولم يكن ذلك جزاءك ول شكرك مني ،وقد خفت أن أكون قد
أوبقت نفسي ،واستهلكتها بجرمي ،فاستوجبت العقوبة منك ،ليس دونك
أحد يأويني ،ول يطيق ملجائي ،ول من عقوبتك ينجيني ،ول يغفر ذنبا من
ذنوبي وكل قد شغل بنفسه عني ،بارزتك بسوءتي ،وباشرت الخطايا وأنت
تراني في سري منها وعلنيتي ،وأظهرت لك ما أخفيت من الناس
فاستترت من ذنوبي ول يرونى فيعيبونى استحياء منهم ،ولم أستحيك.
إلهى قد أنست إلى نفسي ،وقذفتني في المهالك شهواتي ،وتعاطت ما
تعاطت وطاوعتها فيما مضى من عمري ،ول أجدها تطيعني ،أدعوها إلى
رشدها فتأبى أن تطيعني وأشكو إليك رب ما أشكو لتصرخني
وتستنقذني ....ثم تسأل حاجتك ) .(1أقول :وجدت بخط الشيخ محمد بن
علي الجبعي -رحمه ال -قال :قال لشيخ الشهيد ابن مكي قدس ال روحه
نقلت من خط مغربي حدث معافى بن المتوكل ،عن السكندراني ،عن عبد
ال بن المبارك ،عن ثقة أن عليا عليه السلم لما حضرته الوفاة قال
للحسن ابنه عليه السلم اعلمك شيئا أصله من كتاب ال علمنيه النبي
صلى ال عليه وآله فإذا أرددت أن تدعو ال به ،فادع به بعد صلة الغداة،
أو بعد صلة العصر ،ثم سم ما أردت من حوائجك ،واعلم أنك إذا ابتدأت به
وكل ال بك ألف ملك يستغفرون لك ،واعطي كل ملك قوة ألف ملك في
سرعة الستغفار ويبني لك ألف قصر في الجنة وعشت ما عشت في الدنيا
منعما ،ول يصيبك فيها قتر ول خلة ،ول تسأل أحدا من الدنيا كائنا ما كان
إل قضى لك ،قل " :سبحان ال والحمد ل ،ول إله إل ال وال أكبر ،ول
حول ول قوة إل بال ،فسبحان ال حين تمسون وحين تصبحون ،وله
الحمد في السموات والرض وعشيا وحين تظهرون ،يخرج الحي من
الميت ويخرج الميت من الحي ،ويحيي الرض بعد موتها ،وكذلك
تخرجون ،سبحان ربك رب العزة عما يصفون ،و سلم على المرسلين،
والحمد ل رب العالمين.
][180
][181
وقد فررت إليك من نفسي وإليك يفر المسئ ،أنت مفزع المضيع حظ نفسه .فلك
الحمد إلهي فكم من عدو انتضى على سيف عداوته ) (1وشحذ لي ظبة
مديته ،وأرهف لي شباحده ،وداف لي قواتل سمومه ،وسدد نحوي صوائب
سهامه ولم تنم عني عين حراسته ،وأظهر أن يسيمني المكروه ،ويجر
عني ذعاف مرارته ) (2فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح،
وعجزي عن النتصار ممن قصدني بمحاربته ،ووحدتي في كثير عدد من
ناواني وأرصد لي البلء فيما لم أعمل فيه فكري فأبتدأتني بنصرتك،
وشددت أزري بقوتك ،ثم فللت حده وصيرته من بعد جمعه وحده ،وأعليت
كعبي ،وجعلت ما سدده مردودا عليه ،فرددته لم يشف غليله ،ولم يبرد
حرارة غيظه ،قد عض على شواه ،وأدبر موليا قد أخلف سراياه .وكم من
باغ بغاني بمكائده ،ونصب لى أشراك مصائده ،ووكل بي تفقد رعايته،
وأظبأ ) (3إلى إظباء السبع لمصائده ،وانتظار النتهاز لفريسته ،فناديتك يا
إلهى مستغيثا بك ،واثقا بسرعة إجابتك ،عالما أنه لن يضطهد من أوى إلى
ظل كنفك ،ولن يفزع من لجأ إلى معاقل انتصارك ،فحصنتنى من بأسه
بقدرتك .وكم من سحائب مكروه جليتها ،وغواشى كربات كشفتها ،ل تسئل
عما تفعل وقد سئلت فأعطيت ،ولم تسأل فابتدأت واستميح فضلك فما
أكديت ،أبيت إل إحسانا وأبيت إل تقحم حرماتك ،وتعدي حدودك ،والغفلة
عن وعيدك ،فلك الحمد إلهي من مقتدر ل يغلب ،وذي أناة ل يعجل ،هذا
مقام من اعترف لك بالتقصير
) (1يقال :انتضى سيفه :استله من غمده ،والشحذ كالتشحيذ :التحديد ،وبمعناه
الرهاف ،والمدية :الشفرة ،والظبة كالشباحد السيف والسكين ونحوهما،
والدوف :خلط الدواء ومزجها ،والصوائب جمح الصائب وهو من
السهام :الذى ل يخطئ في الصابة (2) .يقال سامه خسفا :اوله اياه
واراده عليه ،وفلنا المر :كلفه اياه واكثر ما يستعمل في العذاب والشر،
والذعاف :السم القاتل :يقتل من ساعته ،والفادح :الثقيل من البلء(3) .
أظبأ الصائد :استتر واختبا ليختل صيده(*) .
][182
وشهد على نفسه بالتضييع .اللهم إني أتقرب إليك بالمحمدية الرفيعة ،وأتوجه إليك
بالعلوية البيضاء فأعذني من شر ما خلقت ،وشر من يريد بي سوءا فان
ذلك ل يضيق عليك في وجدك ،ول يتكأدك في قدرتك ،وأنت على كل شئ
قدير .اللهم ارحمني بترك المعاصي ما أبقيتني ،وارحمني بترك تكلف مال
يعنيني ،وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ،وألزم قلبي حفظ كتابك
كما عملتني ،واجعلني أتلوه على ما يرضيك به عنى ،ونور به بصري،
وأوعه سمعي واشرح به صدري ،وفرج به قلبى ،وأطلق به لساني،
واستعمل به بدنى ،واجعل في من الحول والقوة ما يسهل ذلك على ،فانه ل
حول ول قوة إل بك .اللهم اجعل ليلي ونهاري ودنياي وآخرتي ،ومنقلبي
ومثواي ،عافية منك ومعافاة وبركة منك ،اللهم أنت ربي ومولي وسيدي
وأملى وإلهى وغياثى وسندي وخالقي وناصري وثقتى ورجائي ،لك
محياي ومماتي ،ولك سمعي وبصري وبيدك رزقي وإليك أمري ،في الدنيا
والخرة ،ملكتنى بقدرتك ،وقدرت على بسلطانك ،لك القدرة في أمري،
وناصيتي بيدك ل يحول أحد دون رضاك ،برأفتك أرجو رحمتك ،وبرحمتك
أرجو رضوانك ،ل أرجو ذلك بعملي ،فقد عجزت عن عملي ،فكيف أرجو
ما قد عجز عنى ،أشكو إليك فاقتي ،وضعف قوتي ،وإفراطى في أمري،
وكل ذلك من عندي ،وما أنت أعلم به منى ،فاكفني ذلك كله .اللهم اجعلني
من رفقاء محمد حبيبك ،وإبراهيم خليلك ،ويوم الفزع الكبر من المنين،
فآمني ،وبيسارك فيسرني ،وباظللك فأظلني ،ومفازة من النار فنجني ،ول
تسمني السوء ،ول تحزني ،ومن الدنيا فسلمني ،وحجتي يوم القيامة
فلقني ،وبذكرك فذكرني ،ولليسرى فيسرني ،وللعسرى فجنبني ،والصلة
والزكاة مادمت حيا فألهمني ،ولعبادتك فوفقني ،وفي الفقه ومرضاتك
فاستعملني ومن فضلك فارزقني ،ويوم القيامة فبيض وجهي ،وحسابا
يسيرا فحاسبني ،وبقبيح
][183
عملي فل تفضحني ،وبهداك فاهدني ،وبالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة
فثبتني .وما أحببت فحببه إلي ،وما كرهت فبغضه إلي ،وما أهمني من
الدنيا والخرة فاكفني ،وفي صلتي وصيامي ودعائي ونسكي ودنياي
وآخرتي فبارك لي والمقام المحمود فابعثني ،وسلطانا نصيرا فاجعل لي،
وظلمي وجهلي وإسرافي في أمري فتجاوز عني ،ومن فتنة المحيا
والممات فخلصني ،ومن الفواحش ما ظهر منها وما بطن فنجني ،ومن
أوليائك يوم القيامة فاجعلني ،وأدم صالح الذي آتيتني ،وبالحلل عن
الحرام فأغنني ،وبالطيب عن الخبيث فاكفني .أقبل بوجهك الكريم إلي ول
تصرفه عني ،وإلى صراط المستقيم فاهدني ،ولما تحب وترضى فوفقني.
اللهم إني أعوذ بك من الرياء والسمعة ،والكبرياء والتعظم والخيلء
والفخر والبذخ ) (1والشر والبطر والعجاب بنفسي ،والجبرية ،رب
وأعوذ بك من الفجر والبخل والشح والحسد والحرص والمنافسة والغش
وأعوذ بك من الطمع والطبع ) (2والهلع والجزع والزيغ والقمع وأعوذ بك
من البغي والظلم والعتداء والفساد والفجور والفسوق وأعوذ بك من
الخيانة والعدوان والطغيان .رب وأعوذ بك من المعصية والقطيعة والسيئة
والفواحش والذنوب ،وأعوذ بك من الثم والمأثم والحرام ]و[ المحرم،
والخبث وكل ما ل تحب .رب وأعوذ بك من الشيطان ومكره وبغيه وظلمه
وعدوانه وشركه وزبانيته وجنده وأعوذ بك من شر ما ينزل من السماء
وما يعرج فيها ،وأعوذ بك من شر ما خلقت من دابة وهامة أو جن أو إنس
مما يتحرك ،وأعوذ بك من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن
شر ما ذرأ في الرض وما يخرج منها ،وأعوذ بك من
) (1البذخ :التكبر ،وهو من المجاز ،أصله بمعنى الطول والرفعة (2) .الطبع:
الدنس والدناءة ،وفى الحديث أعوذ من طمع يهدى إلى طبع .والهلع:
الحرص ،والجزع :عدم التصبر ،والزيغ ،الميل والعوجاج ،والقمع:
الذلة والتحير.
][184
][185
أقوله عند الكرب العظام ) - 3 .(1لى :ابن المتوكل ،عن علي ،عن أبيه ،عن ابن
أبي عمير ،عمن سمع أبا سيار يقول :سمعت أبا عبد ال عليه السلم
يقول :جاء جبرئيل عليه السلم إلى يوسف عليه السلم وهو في السجن
فقال :قل في دبر كل صلة مفروضة " :اللهم اجعل لي ]من أمري[ فرجا
ومخرجا ،وارزقني من حيث أحتسب ،ومن حيث ل أحتسب " ثلث مرات )
- 4 .(2فس :في رواية أبي الجارود ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :لما
طرحوا يوسف في الجب قال :يا إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ،ارحم
ضعفى ،وقلة حيلتي وصغري ) - 5 .(3فس :الحسن بن علي ،عن أبيه،
عن إسماعيل بن عمرو ،عن شعيب العقرقوفي ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :لما أذن ليوسف عليه السلم في دعاء الفرج ،وضع خده على
الرض ثم قال " :اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك ،فاني
أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب "
ففرج ال عنه ،قلت :جعلت فداك أندعو نحن بهذا الدعاء ؟ فقال :ادع
بمثله ،اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فاني أتوجه إليك بنبيك
نبي الرحمة صلى ال عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين والئمة
عليهم السلم ) - 6 .(4فس :قال :لما ولى الرسول إلى الملك بكتاب يعقوب
رفع يعقوب يده إلى السماء فقال " :يا حسن الصحبة ،يا كريم المعونة ،يا
خير إله ائتني بروح منك وفرج من عندك " فهبط عليه جبرئيل عليه
السلم فقال له :يا يعقوب أل اعلمك دعوات يرد ال عليك بصرك ،وابنيك ؟
قال :نعم .قال :قل " :من ل يعلم أحد كيف هو
][186
إل هو ،يا من سد السماء بالهواء ،وكبس الرض على الماء ،واختار لنفسه أحسن
السماء ،ائتني بروح منك ،وفرج من عندك " قال :فما انفجر عمود
الصبح حتى اتي بالقميص فطرح عليه ،ورد ال عليه بصره وولده ).(1
شى :عن مقرن ،عن أبي عبد ال عليه السلم مثله وفيه " :يا من ل يعلم
أحد كيف هو وحيث هو وقدرته إل هو " ) - 7 .(2فس :أبي ،عن ابن
محبوب ،عن الحسن بن عمارة ،عن أبي سيار عن أبي عبد ال صلوات
ال عليه قال :لما طرح إخوة يوسف يوسف في الجب ،دخل عليه جبرئيل
وهو في الجب فقال :يا غلم من طرحك في هذا الجب ؟ قال له يوسف:
إخوتي ،لمنزلتي من أبي حسدوني ،ولذلك في الجب طرحوني ،قال :فتحب
أن تخرج منها ؟ فقال له يوسف :ذاك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب
قال :فان إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب يقول لك :قل " :اللهم إني أسئلك
فان لك الحمد ل إله إل أنت الحنان المنان ،بديع السموات والرض ذو
الجلل والكرام ،صل على محمد وآل محمد ،واجعل لي من أمري فرجا
ومخرجا ،وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث ل أحتسب " فدعا ربه
فجعل ال له من الجب فرجا ومن كيد المرأة مخرجا ،وآتاه ملك مصر من
حيث لم يحتسب ) - 8 .(3فس :قال جبرئيل عليه السلم ليوسف عليه
السلم :قل " :أسئلك بمنك العظيم وإحسانك القديم ،ولطفك العميم ،يا
رحمن يا رحيم " فقالها :فرأى الملك الرؤيا فكان فرجه فيها ) .(4أقول :قد
مضى بعض الخبار في باب الحولقة ) - 9 .(5جا ) (6ما :المفيد ،عن
أحمد بن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن
][187
ابن عيسى ،عن الريان قال :سمعت الرضا عليه السلم يدعو بكلمات فحفظتها
عنه ،فما دعوت بها في شدة إل فرج ال عني وهي " اللهم أنت ثقتي في
كل كرب ،وأنت رجائي في كل شدة ،وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة
وعدة ،كم من كرب يضعف عنه الفؤاد ،وتقل فيه الحيلة ،وتعيى فيه
المور ،ويخذل فيه البعيد والقريب والصديق ،ويشمت فيه العدو أنزلته بك
وشكوته إليك ،راغبا إليك فيه عمن سواك ،ففرجته وكشفته وكفيتنيه،
فأنت ولى كل نعمة ،وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة ،فلك الحمد
كثيرا ،ولك المن فاضل ،بنعمتك تتم الصالحات يا معروفا بالمعروف
معروف ويا من هو بالمعروف موصوف ،أنلني من معروفك معروفا
تغنيني به عن معروف ،من سواك ،برحمتك يا أرحم الراحمين )- 10 .(1
ما :المفيد ،عن ابن قولويه ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن
الحسين بن سعيد ،عن ابن أبي عمير ،عن علي بن أبي حمزة ،عن أبي
بصير قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن دعاء يوسف عليه السلم ما
كان ؟ فقال :إن دعاء يوسف عليه السلم كان كثيرا لكنه لما اشتد عليه
الحبس خر ل ساجدا وقال " :اللهم إن كانت الذنوب قد أخلقت وجهي
عندك ،فلن ترفع لي إليك صوتا ،فأنا أتوجه إليك بوجه الشيخ يعقوب "
قال :ثم بكى أبو عبد ال عليه السلم وقال :صلى ال على يعقوب :وعلى
يوسف وأنا أقول :اللهم بال وبرسوله عليه السلم ) .(2أقول :قد مضى
بعض الخبار في باب الدعية لقضاء الحوائج - 11 .ما :الفحام ،عن محمد
بن عيسى بن هارون ،عن إبراهيم بن عبد الصمد ،عن أبيه ،عن جده قال:
قال سيدنا الصادق عليه السلم :من اهتم لرزقه كتب عليه خطيئة إن
دانيال كان في زمن ملك جبار عات أخذه فطرحه في جب وطرح معه
السباع فلم تدنو منه ولم يخرجه ،فأوحى ال إلى نبي من أنبيائه أن ائت
دانيال بطعام ،قال :يا رب وأين دانيال ؟ قال :تخرج من القرية ،فيستقبلك
ضبع فاتبعه فانه يدلك إليه
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .34 - 33أمالى الطوسى ج 2ص .28
][188
فأتت به الضبع إلى ذلك الجب فإذا فيه دانيال ،فأدلى إليه الطعام ،فقال دانيال" :
الحمد ل الذي ل ينسى من ذكره ،والحمد ل الذي ل يخيب من دعاه الحمد
ل الذي من توكل عليه كفاه ،الحمد ل الذي من وثق به لم يكله إلى غيره
الحمد ل الذي يجزي بالحسان إحسانا ،وبالصبر نجاة " ثم قال الصادق
عليه السلم :إن ال أبى أن يجعل أرزاق المتقين من حيث ل يحتسبون،
وأن ل يقبل لوليائه شهادة في دولة الظالمين ) .(1ص :الصدوق ،عن ابن
الوليد ،عن الصفار ،عن القاشاني ،عن الصبهاني عن المنقري ،عن
حفص ،عنه عليه السلم مثله - 12 .فس :أبي ،عن النضر ،عن يحيى
الحلبي ،عن هارون بن خارجة عن أبي عبد ال عليه السلم في خبر طويل
ذكر فيه قصة بخت نصر ،ودانيال ،قال :كان دعاؤه عليه السلم :الحمد ل
الذي ل ينسى -إلى قوله :بالحسان إحسانا ،وزاد فيه :الحمد ل الذي
يجزي بالصبر نجاة ،والحمد ل الذي يكشف ضرنا عند كربتنا ،والحمد ل
الذي هو ثقتنا حين ينقطع الحيل منا ،والحمد ل الذي هو رجاؤنا حين ساء
ظننا بأعمالنا ) .(2أقول :تمامه في كتاب النبوات ) - 13 .(3ثو :أبي ،عن
محمد العطار ،عن الشعري ،عن محمد بن حسان ،عن ابن مهران ،عن
ابن البطائني ،عن صندل ،عن هارون بن خارجة ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :من أصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو في تلك الشدة
التي نزلت به قل هو ال أحد ،فهو من أهل النار ) - 14 .(4ص :بالسناد
إلى الصدوق ،عن أبيه ،عن سعد ،عن ابن يزيد ،عن
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .306تفسير القمى ص (3) .79راجع ج 14ص
(4) .356ثواب العمال ص .115
][189
ابن أبي عمير ،عن أبان بن عثمان ،عن أبي عبد ال صلوات ال عليه قال :أخبرني
أبي عن جدي ،عن النبي صلى ال عليه وآله عن جبرئيل عليه السلم قال:
لما أخذ نمرود إبراهيم عليه السلم ليلقيه في النار ،قلت :يا رب عبدك
وخليلك ليس في أرضك أحد يعبدك غيره ،قال ال تعالى :هو عبدي آخذه
إذا شئت ،ولما القي إبراهيم عليه السلم في النار تلقاه جبرئيل عليه
السلم في الهواء ،وهو يهوي إلى النار ،فقال :يا إبراهيم لك حاجة ؟ فقال:
أما إليك فل ،وقال :يا ال يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوا أحد نجني من النار برحمتك ،فأوحى ال تعالى إلى النار " كوني بردا
وسلما على إبراهيم " - 15 .ص :بالسناد إلى الصدوق ،عن ماجيلويه،
عن عمه ،عن البرقي ،عن البزنطي ،عن أبان بن عثمان ،عن محمد بن
مروان ،عن أبي جعفر عليه السلم قال :كان دعاء إبراهيم عليه السلم
يومئذ :يا أحد يا صمد ،يا من لم يلد ولم يولد ،ولم يكن له كفوا أحد ،ثم
توكلت على ال .فقال :كفيت - 16 .ص :بالسناد إلى الصدوق باسناده إلى
ابن محبوب ،عن الحسن بن عمارة ،عن أبي سيار ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :لما ألقى إخوة يوسف يوسف عليه السلم في الجب ،نزل عليه
جبرئيل فقال :يا غلم من طرحك في هذا الجب ؟ فقال :إخوتي لمنزلتي من
أبي حسدوني ،قال :أتحب أن تخرج من هذا الجب ؟ قال :ذلك إلى إله
إبراهيم وإسحاق ويعقوب ،قال :فان ال يقول لك :قل " :اللهم إني أسئلك
بان لك الحمد ل إله إل أنت ،بديع السموات والرض ،يا ذا الجلل
والكرام ،أن تصلي على محمد وآل محمد ،وأن تجعل من أمري فرجا
ومخرجا ،وترزقني من حيث أحتسب ،ومن حيث ل أحتسب .أقول :قد
أوردنا بعض الخبار في باب الكلمات الربع - 17 .ص :بالسناد إلى
الصدوق ،عن حمزة العلوي ،عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن
يوشع ،عن علي بن محمد الجريري ،عن حمزة بن يزيد عن عمر ،عن
جعفر ،عن آبائه ،عن النبي صلى ال عليه وعليهم قال :لما اجتمعت
اليهود إلى عيسى عليه السلم ليقتلوه بزعمهم أتاه جبرئيل عليه السلم
فغشاه بجناحه ،وطمح
][190
عيسى ببصره فإذا هو بكتاب في جناح جبرئيل " اللهم إني أدعوك باسمك الواحد
العز وأدعوك اللهم باسمك الصمد وأدعوك اللهم باسمك العظيم الوتر،
وأدعوك اللهم باسمك الكبير المتعال الذي ثبت أركانك كلها ،أن تكشف
عني ما أصبحت وأمسيت فيه فلما دعا به عيسى عليه السلم أوحى ال
تعالى إلى جبرئيل :ارفعه إلي عندي .ثم قال رسول ال صلى ال عليه
وآله :يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهؤلء الكلمات فو الذي نفسي بيده،
ما دعا بهن عبد باخلص ونية إل اهتز له العرش ،وإل قال ال لملئكته
اشهدوا أني قد استجبت له بهن ،وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل
آخرته ،ثم قال لصحابه سلوا بها ول تستبطؤا الجابة - 18 .ص:
الصدوق ،عن أبي حامد ،عن ابن سعدان ،عن أبي الخير بن بندار ابن
يعقوب ،عن جعفر بن درستويه ،عن اليمان بن سعيد ،عن يحيى بن عبد
ال ،عن عبد الرزاق ،عن معمر ،عن الزهري ،عن سالم بن عبد ال ،عن
ابن عمر قال :كنا جلوسا عند رسول ال صلى ال عليه وآله إذ دخل
أعرابي علي ناقة حمراء فسلم ثم قعد فقال بعضهم :إن الناقة التي تحت
العرابي سرقها ،قال :أ ؟ بينة فقالت الناقة التي تحت العرابي :والذي
بعثك بالكرامة يا رسول ال إ ؟ هذا ما سرقني ول ملكني أحد سواه .فقال
رسول ال صلى ال عليه وآله :يا أعرابي ما الذي قلت حتى أنطقها ال
بعذرك ؟ قال :قلت :اللهم إنك لست باله استحدثناك ،ول معك إله أعانك
على خلقنا ،ول معك رب فيشركك في ربوبيتك ،أنت ربنا كما تقول ،وفوق
ما يقول القائلون أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ،وأن تبرأني
ببرأتي ،فقال النبي صلى ال عليه وآله :والذي بعثني بالكرامة يا أعرابي
لقد رأيت الملئكة يكتبون مقالتك ،أل ومن نزل به مثل ما نزل بك ،فليقل
مثل مقالتك ،وليكثر الصلة على - 19 .ضا :وإذا حزنك أمر فقل سبع
مرات " بسم ال الرحمن الرحيم ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،فان
كفيت وإل أتممت سبعين مرة ،وإذا
][191
ابتليت ببلوى أو أصابتك محنة أو خفت أمرا أو أصابك غم فاستعن ببعض إخوانك،
و ادع بهذا الدعاء ،ويؤمن الخ عليه ،فانه نروي عن رسول ال صلى ال
عليه وآله أنه دعا وأمن عليه على بن أبي طالب عليه السلم في المهمات،
وقال :ما دعا بهذا الدعاء أحد قط ثلث مرات إل اعطي ما سأل ،إل أن
يسأل ماثما أو قطيعة رحم ،وهو أن يقول " :يا حي يا قيوم ،يا حي ل
يموت ،يا حي ل إله إل أنت ،أسألك بأن لك الحمد ل إله إل أنت المنان،
بديع السموات والرض ،يا ذا الجلل والكرام " .وإذا كنت مجهودا فاسجد
ثم اجعل خدك اليمن على الرض ،ثم خدك اليسر ،وقل في كل واحد " يا
مذل كل جبار عنيد ،يا معز كل ذليل ،قد وحقك بلغ مجهودي ،فصل على
محمد وآل محمد ،وفرج عني " .وإذا كرهت أمرا فقل " :حسبي ال ونعم
الوكيل " - 20 .يج :ذكر الرضى ) (1في كتاب خصائص الئمة باسناده،
عن ابن عباس قال :كان رجل على عهد عمر وله إبل بناحية أذربيجان ،قد
استصعبت عليه فشكا إليه ما ناله ،وأن معاشه كان منها ،فقال له :اذهب
فاستغث بال تعالى فقال الرجل :ما زلت أدعو ال وأتوسل إليه ،وكلما
قربت منها حملت على ،فكتب له عمر رقعة فيها :من عمر أمير المؤمنين
إلى مردة الجن والشياطين أن يذللوا هذه المواشي له .فأخذ الرجل الرقعة
ومضى .فقال عبد ال بن عباس :فاغتممت شديدا فلقيت عليا فأخبرته بما
كان ،فقال عليه السلم :والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ،ليعودن بالخيبة،
فهدأ ما بي وطالت على شقتي ،وجعلت أرقب كل من جاء من أهل الجبال،
فإذا أنا بالرجل قد وافى وفي جبهته شجة تكاد اليد تدخل فيها .فلما رأيته
بادرت إليه فقلت :ما وراك ؟ فقال :إني صرت إلى الموضع ورميت
بالرقعة ،فحمل على عداد منها فهالني أمرها ،ولم يكن لي قوة ،فجلست
فرمحتني أحدها في وجهى فقلت " :اللهم اكفنيها " وكلها تشد على وتريد
قتلي
][192
فانصرفت عنى فسقطت فجاء أخي فحملني ،ولست أعقل ،فلم أزل أتعالج حتى
صلحت ،وهذا الثر في وجهي فقلت له :صر إلى عمر وأعلمه ،فصار إليه
وعنده نفر فأخبره بما كان فزبره فقال له :كذبت لم تذهب بكتابي ،فحلف
الرجل لقد فعل فأخرجه عنه .قال ابن عباس :فمضيت به إلى أمير
المؤمنين عليه السلم فتبسم ثم قال :ألم أقل لك ،ثم أقبل على الرجل فقال
له :إذا انصرفت إلى الموضع الذى هي فيه ،فقل :اللهم إني أتوجه إليك
بنبيك نبي الرحمة ،وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين ،اللهم
ذلل لي صعوبتها ،واكفني شرها ،فإنك الكافي المعافي ،والغالب القاهر "
قال :فانصرف الرجل راجعا فلما كان من قابل قدم الرجل معه جملة من
المال قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين ،وصار إليه وأنا معه .فقال
عليه السلم :تخبرني أو اخبرك ؟ فقال الرجل :يا أمير المؤمنين بل
تخبرني قال :كأني بك وقد صرت إليها ،فجاءتك ولذت بك خاضعة ذليلة،
فأخذت بنواصيها واحدة واحدة ،فقال الرجل :صدقت يا أمير المؤمنين كأنك
كنت معي هكذا كان ،فتفضل بقبول ما جئتك به ،فقال :امض راشدا بارك
ال لك ،وبلغ الخبر عمر ،فغمه ذلك وانصرف الرجل وكان يحج كل سنة،
وقد أنمى ال ماله .فقال أمير المؤمنين عليه السلم :كل من استصعب
عليه شئ من مال أو أهل أو ولد أو أمر فليبتهل إلى ال بهذا الدعاء ،فانه
يكفي مما يخاف إن شاء ال ) - 21 .(1شى :عن محمد بن مسلم ،عن أبي
جعفر عليه السلم قال :قال :الكلمات التي تلقاهن آدم عليه السلم من ربه
فتاب عليه وهدى ،قال " :سبحانك اللهم وبحمدك إني عملت سوء وظلمت
نفسي ،فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم ،اللهم إنه ل إله إل أنت ،سبحانك
وبحمدك ،إني عملت سوء وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين،
اللهم إنه ل إله إل أنت سبحانك وبحمدك إني عملت سوء
) (1مختار الخرائج والجرائح ،226 - 225 :وذكر القصة في المناقب ج 2ص
،311 - 310عن ابى العزيز كادش العكبرى.
][193
وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم ) - 22 .(1سر :محمد بن علي بن
محبوب ،عن محمد بن الحسين ،عن الحسن بن علي ابن فضال ،عن أبي
إسحاق ثعلبه ،عن عبد ال بن هلل قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم:
إن حالنا قد تغيرت ،قال :فادع في صلتك الفريضة ،قلت :أيجوز في
الفريضة فاسمي حاجتي للدين والدنيا ؟ قال :نعم ،فان رسول ال صلى ال
عليه وآله قد قنت ودعا على قوم بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم،
وفعله علي عليه السلم من بعده ) - 23 .(2شى :عن إسحاق بن يسار،
عن أبي عبد ال عليه السلم أنه قال :إن ال بعث إلى يوسف عليه السلم
وهو في السجن :يا ابن يعقوب ما أسكنك مع الخطائين ؟ قال :جرمي قال:
فاعترف بجرمه واخرج ،فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله،
فقال له :ادع بهذا الدعاء :يا كبير كل كبير ،يا من ل شريك له ول وزير ،يا
خالق الشمس والقمر المنير ،يا عصمة المضطر الضرير ،يا قاصم كل
جبار عنيد ،يا مغني البائس الفقير ،يا جابر العظم الكسير ،يا مطلق المكبل
السير ،أسألك بحق محمد وآل محمد أن تجعل لي من أمري فرجا
ومخرجا ،وترزقني من حيث أحتسب ،ومن حيث ل أحتسب .قال :فلما
أصبح دعا به الملك فخلى سبيله ،وذلك قوله " :وقد أحسن بي إذا
أخرجني من السجن " ) - 24 .(3مكا :قال النبي صلى ال عليه وآله :من
دعا بهذا الدعاء " :اللهم إني عبدك وابن عبدك ،وابن أمتك ،ناصيتي
بيدك ،ماض في حكمك ،عدل في قضاؤك ،أسألك بكل اسم هو لك سميت به
نفسك ،أو أنزلته في كتابك ،أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في
علم الغيب عندك ،أن تجعل القرآن ربيع قلبي ،ونور صدري وجلء حزني،
وذهاب همي " أذهب ال همه ،وأبدله مكان حزنه
) (1تفسير العياشي ج 1ص 41والية في يوسف (2) .100 :السرائر ص .476
) (3تفسير العياشي ج 2ص .198
][194
فرحا ) .(1وروي عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلم :إذا
وقعت في ورطة فقل " :بسم ال الرحمن الرحيم ،ل حول ول قوة إل بال
العلي العظيم ،اللهم إياك نعبد وإياك نستعين " فان ال سبحانه يدفع بهاء
البلء ) - 25 .(2تم :باسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي من كتاب
الربيع بن محمد المسلى باسناده إلى ابن خارجة زيادة في دعاء يوسف
عليه السلم ،فقال :شكوت إلى أبي عبد ال عليه السلم تغير حالي ،فقال
لي :فأين أنت عن دعاء يوسف ؟ فقلت :وما دعاء يوسف ؟ فقال :كان
يقول " :سكن جسمي من البلوى ،وسبقني لساني بالخطيئة ،فان يكن
وجهي خلق عندك ،وحجبت الذنوب صوتي عنك ،فاني أتوجه إليك بوجه
الشيخ يعقوب " قال :قلت :فان يوسف يقول :بوجه الشيخ يعقوب ،فما
أقول أنا ؟ قال :تقول :بوجه محمد صلى ال عليه وعلى أهل بيته .أقول:
وقد رويت في لفظ دعاء يوسف عليه السلم في الحبس غير ذلك ،وأما
قوله في الدعاء " :سكن جسمي من البلوى " فلعلها " شكى جسمي من
البلوي " لكنني وجدت اللفظ كما نقلته ) - 26 .(3نوادر الراوندي:
باسناده عن جعفر بن محمد ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :من تظاهرت نعم ال عليه ،فليكثر الشكر ،ومن الهم
الشكر لم يحرم المزيد ،ومن كثر همومه فليكثر من الستغفار ،ومن ألح
عليه الفقر فليكثر من قول :ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم - 27 .نقل
من خط الشهيد رحمه ال عن النبي صلى ال عليه وآله :ما من عبد يخاف
زوال نعمة أو فجاءة نقمة أو تغير عافية ويقول " :يا حي يا قيوم يا واحد
يا مجيد يا بر يا كريم يا رحيم يا غني تمم علينا نعمتك ،وهب لنا )(4
كرامتك وألبسنا عافيتك " إل أعطاه ال تعالى خير الدنيا والخرة.
][195
- 28ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن عبد ال بن محمد عبد العزيز ،عن محمد
بن عباد المكي ،عن حاتم بن إسماعيل ،عن محمد بن عجلن ،عن محمد
بن كعب عن عبد ال بن شداد ،عن عبد ال بن جعفر قال :لقنني علي بن
أبي طالب كلمات الفرج وأخبرني أن رسول ال صلى ال عليه وآله لقنهن
إياه وأمره إذا نزل به كرب أو شدة أن يقولهن " :ل إله إل ال الحليم
الكريم ،ل إله إل ال العلي العظيم ،سبحان ال وتبارك ال ،رب السموات
السبع ،ورب العرش العظيم ،والحمد ل رب العالمين " ) - 29 .(1دعوات
الراوندي :عن رسول ال صلى ال عليه وآله قال :من أصابه هم أو كرب
أو بلء أو حزن ،فليقل " :ال ال ربي ل اشرك به شيئا ،توكلت على
الحي الذي ل يموت " .ومن دعاء الفرج " يا من يكفي من كل شئ ،ول
يكفي منه شئ ،اكفني ما أهمني " .وعن الصادق عليه السلم أن رسول
ال صلى ال عليه وآله قال لمير المؤمنين عليه السلم :إذا وقعت في
ورطة فقل ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ال الرحمن الرحيم ،ول حول ول قوة إل بال "
فان ال يصرف بها ما يشاء من أنواع البلء .وفي رواية أحمد :يكررها
سبع مرات ،فان انكشف ذلك البلء وإل يتمها سبعين مرة ،وقال :اغلقوا
أبواب المعصية بالستعاذة ،وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية .وعن أبي
جعفر عليه السلم أن يعقوب عليه السلم كان اشتد به الحزن ،ورفع يده
إلى السماء وقال " :يا حسن الصحبة ،يا كثير المعونة ،يا خيرا كله ائتني
بروح منك وفرج من عندك " فهبط جبرئيل عليه السلم قال :يا يعقوب أ ؟
اعلمك دعوات يرد ال عليك بها بصرك وولديك ؟ قال :نعم ،قال :قل يا من
ل يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته إل هو ،يا من سد الهواء بالسماء
وكبس الرض على الماء ،واختار لنفسه أحسن السماء ،ائتني بروح منك
وفرج من عندك " قال :فما انفجر عمود الصبح حتى اتي بالقميص يطرح
عليه ،ورد ال عليه بصره وولده.
][196
وعن زين العابدين عليه السلم قال :ضمني والدي عليه السلم إلى صدره يوم قتل
والدماء تغلى وهو يقول :يا بنى احفظ عني دعاء علمتنيه فاطمة عليها
السلم ،وعلمها رسول ال صلى ال عليه وآله وعلمه جبرئيل عليه السلم
في الحاجة والمهم والغم والنازلة إذا نزلت والمر العظيم الفادح ،قال ادع:
" بحق يس والقرآن الحكيم ،وبحق طه والقرآن العظيم ،يا من يقدر على
حوائج السائلين ،يا من يعلم ما في الضمير يا منفس عن المكروبين ،يا
مفرج عن المغمومين ،يا راحم الشيخ الكبير ،يا رازق الطفل الصغير ،يا
من ل يحتاج إلى التفسير ،صل على محمد وآل محمد ،وافعل بي كذا وكذا.
وقال النبي صلى ال عليه وآله :قال لي جبرئيل :أل اعلمك الكلمات التي
قالهن موسى عليه السلم حين انفلق له البحر ؟ قال :قلت :بلى ،قال :قل:
" اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وبك المستغاث ،وأنت المستعان ،ول
حول ول قوة إل بال العلي العظيم " - 30 .البلد المين :ذكر صاحب كتاب
دفع الهموم والحزان وقمح الغموم يقول المحبوس ثلثا " :أسأل ال
العفو والعافية ،والمعافاة في الدنيا والخرة " .وقال نوبة العنبري:
أكرهني السلطان على القتال فأبيت فحبسني حتى لم يبق في رأسي شعرة،
فأتاني آت في منامي عليه ثياب بيض ،وقال :يا نوبة ،قد أطالوا حبسك،
قلت :نعم ،قال :قل " :أسأل ال العفو والعافية ،والعافاة في الدنيا والخرة
" فاستيقظت فكتبت ما قاله ،ثم توضأت وصليت ما شاء ال ،وقلت ذلك
حتى صليت صلة الصبح ،فجاء حرسي وقال :أين نوبة ؟ فقلت :نعم،
فحملني وأدخلني عليه ،وأنا أتكلم بهن ،فلما رآني أمر باطلقي ،قال نوبة:
فعلمته رجل في البصرة قال :لم أقلهن في عذاب إل خلي عني ،وعذبت
يوما ولم أذكرهن حتى جلدت مائة سوط فذكرتهن حينئذ فدعوت بهن فخلي
عني ) - 31 .(1من كتاب الروضة :بحذف السناد عن الربيع صاحب
المنصور قال :لما استويت الخلفة له ،قال :يا ربيع ابعث إلى جعفر بن
محمد من يأتيني به ،ثم قال
][197
بعد ساعة :ألم أقل لك أن تبعث إلى جعفر بن محمد ؟ فو ال لتأتيني به ،وإل قتلتك
فلم أجد بدا فذهبت إليه فقلت :يا أبا عبد ال أجب أمير المؤمنين ،فقام معي
فلما دنونا من الباب رأيته يحرك شفتيه ،ثم دخل فسلم عليه ،فلم يرد عليه
فوقف فلم يجسله ثم رفع إليه رأسه فقال :يا جعفر أنت الذي ألبت على
وكثرت ،فقد حدثني أبي ،عن أبيه ،عن جده أن النبي صلى ال عليه وآله
قال :ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به ،فقال جعفر بن محمد
عليهما السلم :وحدثني أبي ،عن أبيه ،عن جده أن النبي صلى ال عليه
وآله قال :ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش أل فليقم كل من أجره
على ،فل يقوم إل من عفا عن أخيه ،فما زال يقول حتى سكن ما به ،ولن
له فقال :اجلس أبا عبد ال ثم دعا بمدهن من غالية فجعل يغلفه بيده،
والغالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين ،ثم قال :انصرف أبا عبد ال
في حفظ ال وقال لي :يا ربيع اتبع أبا عبد ال جائزته ،وأضعفها له .قال:
فخرجت فقلت أبا عبد ال :أتعلم محبتي لك ؟ قال :نعم ،يا ربيع ،أنت منا،
حدثني أبي ،عن أبيه ،عن جده ،عن النبي صلى ال عليه وآله قال :مولى
القوم من أنفسهم ،فأنت منا ،قلت :يا أبا عبد ال شهدت ما لم نشهد،
وسمعت ما لم نسمع ،وقد دخلت عليه ورأيتك تحرك شفتيك عند الدخول
عليه ،قال :نعم ،دعاء كنت أدعو به ،فقلت :أدعاء كنت تلقيته عند الدخول،
أو شئ تأثره عن آبائك الطيبين ؟ فقال :بل حدثني أبي ،عن أبيه ،عن جده
أن النبي صلى ال عليه وآله كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء ،وكان
يقال له :دعاء الفرج وهو " :اللهم احرسني بعينك التي ل تنام ،واكنفني
بركنك الذي ل يرام ،وارحمني بقدرتك على ،ول أهلك وأنت رجائي ،فكم
من نعمة أنعمت بها على قل لك بها شكري ،وكم من بلية ابتليتني قل لك
بها صبري ،فيامن قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ،ويا من قل عند بليته
صبري فلم يخذلني ،ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني ،أسئلك أن
تصلي على محمد وآل محمد .اللهم أعني على ديني بالدنيا ،وعلى الخرة
بالتقوى ،واحفظني فيما غبت
][198
عنه ،ول تكلني إلى نفسي فيما حضرته ،يا من ل تضره الذنوب ،ول تنقصه
المغفرة هب لي مال ينقصك ،واغفر لي مال يضرك ،إنك رب وهاب ،أسئلك
فرجا قريبا وصبرا جميل ورزقا واسعا والعافية من جميع البلء ،وشكر
العافية .وفي رواية " :وأسئلك تمام العافية ،وأسئلك دوام العافية ،وأسألك
الشكر على العافية ،وأسئلك الغنى عن الناس ،ول حول ول قوة إل بال
العلي العظيم .قال الربيع :فكتبته من جعفر بن محمد عليهما السلم في
رقعة ،فها هو ذا في جيبي وقال موسى بن سهل :كتبته من الربيع وها هو
في جيبي ،وقال محمد بن هارون :كتبته من العبسى وها هو في جيبي،
وقال علي بن أحمد المحتسب :كتبته من محمد ابن هارون وها هو في
جيبي ،وقال علي بن الحسن :كتبت من المحتسب وها هو في جيبي ،وقال
السلمي مثله ،وقال أبو صالح مثله ،وقال الحافظ أبو منصور مثله وأنا
أقول مثله ) - 32 .(1عدة الداعي :عمر بن شعيب ،عن أبيه ،عن جده،
عن النبي صلى ال عليه وآله أن جبرئيل عليه السلم نزل عليه بهذا
الدعاء من السماء ،ونزل عليه ضاحكا مستبشرا فقال :السلم عليك يا
محمد ،قال :وعليك السلم يا جبرئيل ،فقال :إن ال عزوجل بعث إليك
بهدية ،قال :وما تلك الهدية يا جبرئيل ؟ قال :كلمات من كنوز العرش
أكرمك ال بها ،قال :وما هن يا جبرئيل ؟ قال :قل " :يا من أظهر الجميل،
وستر القبيح ،يا من لم يؤاخذ بالجريرة ،ولم يهتك الستر ،يا عظيم العفو،
يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة ،يا باسط اليدين بالرحمة ،يا صاحب كل
نجوى ،ومنتهى كل شكوى ،يا كريم الصفح ،يا عظيم المن ،يا مبتدئا بالنعم
قبل استحقاقها ،يا ربنا ويا سيدنا ويا مولنا ،ويا غاية رغبتنا ،أسألك يا
ال أن ل تشوه خلقي بالنار " .فقال رسول ال صلى ال عليه وآله
لجبرئيل :ما ثواب هذه الكلمات ؟ قال :هيهات هيهات انقطع العمل ،لو
اجتمع ملئكة سبع سماوات وسبع أرضين ،على أن يصفوا ثواب ذلك إلى
يوم القيامة ما وصفوا من كل جزء جزءا واحدا.
][199
فإذا قال العبد " :يا من أظهر الجميل وستر القبيح " ستره ال ورحمه في الدنيا
وجمله في الخرة ،وستر ال عليه ألف ستر في الدنيا والخرة وإذا قال" :
يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر " لم يحاسبه ال تعالى يوم
القيامة ،ولم يهتك ستره يوم تهتك الستور وإذا قال " :يا عظيم العفو "
غفر ال له ذنوبه ،ولو كانت خطيئته مثل زبد البحر ،وإذا قال " :يا حسن
التجاوز " تجاوز ال عنه حتى السرقة وشرب الخمر وأهاويل الدنيا وغير
ذلك من الكبائر ،وإذا قال " :يا واسع المغفرة " فتح ال تعالى له سبعين
بابا من الرحمة فهو يخوض في رحمة ال تعالى حتى يخرج من الدنيا وإذا
قال " :يا باسط اليدين بالرحمة " بسط ال يده عليه له بالرحمة .وإذا قال:
" يا صاحب كل نجوى ومنتهى كل شكوى " أعطاه ال من الجر ثواب كل
مصاب ،وكل سالم ،وكل مريض ،وكل ضرير ،وكل مسكين وكل فقير ،وكل
صاحب مصيبة إلى يوم القيامة ،وإذا قال " :يا كريم الصفح " أكرمه ال
كرامة النبياء ،وإذا قال " :يا عظيم المن " أعطاه ال يوم القيامة منيته
ومنية الخلئق ،وإذا قال " :يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها " أعطاه ال
من الجر بعدد من شكر نعماءه .وإذا قال " :يا ربنا ويا سيدنا " قال ال
تعالى :اشهدوا ملئكتي أني قد غفرت له ،وأعطيته من الجر بعدد من
خلقته في الجنة ،والنار والسموات السبع والرضين السبع ،والشمس
والقمر والنجوم ،وقطر القطار ،وأنواع الخلق والجبال والحصى والثرى،
وغير ذلك ،والعرش والكرسي .وإذا قال " :يا مولنا " مل ال قلبه من
اليمان ،وإذا قال " :يا غاية رغبتنا " أعطاه ال تعالى يوم القيامة
رغبته ،ومثل رغبة الخلئق ،وإذا قال " :أسألك يا ال أن ل تشوه خلقي
بالنار " قال الجبار :استعتقني عبدي من النار ،اشهدوا ملئكتي أني قد
أعتقته من النار ،وأعتقت أبويه وإخوته وأهله وولده وجيرانه ،وشفعته
في ألف رجل ممن وجبت له النار ،وآجرته من النار ،فعلمهن يا محمد
المتقين ،ول تعلمهن المنافقين ،فإنها دعوة مستجابة لقائلهن إنشاء ال،
وهو دعاء أهل البيت
][200
المعمور حوله ،إذا كانوا يطوفون به - 33 .كتاب المامة للطبري :أبو جعفر محمد
بن هارون بن موسى التلعكبري قال :حدثني أبو الحسين بن أبي البغل
الكاتب قال :تقلدت عمل من أبي منصور بن الصالحان ،وجرى بيني وبينه
ما أوجب استتاري ،فطلبني وأخافني فمكثت مستترا خائفا ثم قصدت مقابر
قريش ليلة الجمعة ،واعتمدت المبيت هناك للدعاء والمسألة وكانت ليلة
ريح ومطر ،فسألت ابن جعفر القيم أن يغلق البواب وأن يجتهد في خلوة
الموضع لخلو بما اريده من الدعاء والمسألة ،وآمن من دخول إنسان مما
لم آمنه ،وخفت من لقائي له ،ففعل وقفل البواب وانتصف الليل ،وورد من
الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع ،ومكثت أدعوا وأزور واصلي.
فبينما أنا كذلك إذ سمعت وطية عند مولنا موسى عليه السلم وإذا رجل
يزور فسلم على آدم واولي العزم عليهم السلم ،ثم الئمة واحدا واحدا إلى
انتهى إلى صاحب الزمان عليه السلم فلم يذكره ،فعجبت من ذلك وقلت:
لعله نسي أولم يعرف أو هذا مذهب لهذا الرجل .فلما فرغ من زيارته صلى
ركعتين وأقبل إلى عند مولنا أبي جعفر عليه السلم فزار مثل الزيارة،
وذلك السلم ،وصلى ركعتين ،وأنا خائف منه ،إذ لم أعرفه ورأيته شابا
تاما من الرجال ،عليه ثياب بياض ،وعمامة محنك بها بذؤابة وردي على
كتفه مسبل ،فقال لي :يا با الحسين بن أبي البغل أين أنت عن دعاء
الفرج ؟ فقلت :وما هو يا سيدي ؟ فقال :تصلي ركعتين وتقول " :يا من
أظهر الجميل ،وستر القبيح ،يا من لم يؤاخذ بالجريرة ،ولم يهتك الستر ،يا
عظيم المن ،يا كريم الصفح ،يا حسن التجاوز ،يا واسع المغفرة ،يا باسط
اليدين بالرحمة ،يا منتهى كل نجوى ،يا غاية كل شكوى ،يا عون كل
مستعين ،يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها ،يا رباه - ،عشر مرات -يا سيداه
-عشر مرات -يا مولياه -عشر مرات -يا غايتاه -عشر مرات -يا
منتهى رغبتاه -عشر مرات -أسئلك بحق هذه السماء ،وبحق محمد وآله
الطاهرين عليهم السلم إل
][201
ما كشفت كربي ،ونفست همي ،وفرجت عني ،وأصلحت حالي " .وتدعو بعد ذلك
بما شئت وتسأل حاجتك ،ثم تضع خدك اليمن على الرض وتقول مائة
مرة في سجودك " يا محمد يا علي ،يا علي يا محمد ،اكفياني فانكما
كافياي ،وانصراني فانكما ناصراي " وتضع خدك اليسر على الرض
وتقول مائة مرة " أدركني " وتكررها كثيرا ،وتقول الغوث الغوث حتى
ينقطع نفسك ،و ترفع رأسك ،فان ال بكرمه يقضي حاجتك إن شاء ال
تعالى .فلما شغلت بالصلة والدعاء خرج فلما فرغت خرج لبن جعفر
لسأله عن الرجل وكيف دخل ؟ فرأيت البواب على حالها مغلقة .مقفلة،
فعجبت من ذلك ،وقلت :لعله باب ههنا ولم أعلم ،فأنبهت ابن جعفر القيم
فخرج إلى عندي من بيت الزيت ،فسألته عن الرجل ودخوله فقال :البواب
مقفلة كما ترى ما فتحتها ،فحدثته بالحديث ،فقال :هذا مولنا صاحب
الزمان صلوات ال عليه وقد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عند خلوها
من الناس .فتأسفت على ما فاتني منه ،وخرجت عند قرب الفجر ،وقصدت
الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستترا فيه فما أضحى النهار إل وأصحاب
ابن الصالحان يلتمسون لقائي ،ويسألون عني أصدقائي ،ومعهم أمان من
الوزير ،ورقعة بخطه فيها كل جميل ،فحضرت مع ثقة من أصدقائي عنده،
فقام والتزمني ،وعاملني بما لم أعهده منه ،وقال :انتهت بك الحال إلى أن
تشكوني إلى صاحب الزمان صلوات ال عليه ؟ فقلت :قد كان مني دعاء
ومسألة ،فقال :ويحك رأيت البارحة مولي صاحب الزمان في النوم يعني
ليلة الجمعة وهو يأمرني بكل جميل ،ويجفو علي في ذلك جفوة خفتها،
فقلت :ل إله إل ال أشهد أنهم الحق ومنتهى الحق ،رأيت البارحة مولنا
في اليقظة وقال لي :كذا وكذا ،وشرحت ما رأيته في المشهد ،فعجب من
ذلك ،وجرت منه امور عظام حسان في هذا المعنى ،وبلغت منه غاية ما لم
أظنه ببركة مولنا صاحب الزمان صلوات ال عليه ).(1
][202
- 34اختيار ابن الباقي :عن الريان بن الصلت قال :سمعت الرضا عليه السلم
يدعو بكلمات فحفظتها عنه ،فما دعوت بها في شدة إل فرج ال عني،
وهي هذه " :اللهم أنت ثقتي في كل كربة ،وأنت رجائي في كل شدة ،وأنت
لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة ،كم من كرب يضعف عنه الفؤاد ،وتقل
فيه الحيلة وتعييني فيه المور ويخذل فيه القريب والبعيد والصديق،
ويشمت فيه العدو أنزلته بك وشكوته إليك ،راغبا إليك فيه عمن سواك،
ففرجته وكشفته وكفيتنيه .فأنت ولي كل نعمة ،وصاحب كل حاجة،
ومنتهى كل رغبة ،فلك الحمد كثيرا ولك المن فاضل ،وبنعمتك تتم
الصالحات .يا معروفا بالمعروف ،يا من هو بالمعروف موصوف ،آتني من
معروفك معروفا تغنيني به عن معروف من سواك برحمتك يا أرحم
الراحمين - 35 .مهج :دعاء المأسور بأرض الروم ،قيل اسر رجل بأرض
الروم ،فقام في آخر الليل فصلى ركعتين ،ثم دعا بهذا الدعاء ،فبعث ال
عزوجل له ملكا حتى صيره في خبائه مع رفقائه ،فسألوه عن حاله،
فأخبرهم أنه دعا بهذا الدعاء وهو :أين إله الداهرين ؟ أين إله بني
إسرائيل ؟ أين مغرق فرعون وجنوده ؟ أين مهلك الجبابرة ؟ أين الذي من
ابتغاه وجده ؟ أين الذي من دعاه أجابه ؟ أين الذي ل يسلم أولياءه ؟ أين
الذي كان ولم يكن شئ قبله ؟ أين الذي يبقى ويفنى كل شئ بأمره ؟ أين
الذي أرسى الجبال بقدرته ؟ أين الذي زخر البحر فانفلق فكان كل فرق
كالطود العظيم ؟ أين مفرج الغموم والهموم ،أين خالق الخلئق ؟ أين
عظيم العظماء ؟ أنت هو يا رب ،أنت هو يا رب أنت هو يا رب صل على
محمد وآل محمد وأعط محمدا الوسيلة ،واستجب دعائي بل إله إل أنت،
افككني من كل بلء ،وارحمني يا أرحم الراحمين .يا كهيعص آمين آمين،
يا قدوس يا قدوس ،يا أول الولين ،يا آخر الخرين ،يا ال يا ال يا ال ،يا
رحمان يا رحمان يا رحمان ،يا رحيم يا رحيم
][203
يا رحيم ،افعل بي كذا وكذا - 36 .(1) ....مهج :روي أن رجل كان محبوسا بالشام،
مدة طويلة ،مضيقا عليه ،فرآى في منامه كأن الزهراء صلوات ال عليها
أتته فقالت له :ادع بهذا الدعاء ،فتعلمه ودعا به ،فتخلص ورجع إلى
منزله ،وهو " :اللهم بحق العرش ومن عله ،وبحق الوحي ومن أوحاه،
وبحق النبي ومن نبأه ،يا سامع كل صوت ،يا جامع كل فوت ،يا بارئ
النفوس بعد الموت ،صل على محمد وأهل بيته ،وآتنا وجميع المؤمنين
والمؤمنات في مشارق الرض ومغاربها فرجا من عندك عاجل ،بشهادة
أن ل إله إل ال ،وأن محمدا عبدك و رسولك صلى ال عليه وعلى ذريته
الطيبين الطاهرين وسلم تسليما " ) - 37 .(2جنة المان :رأيت في بعض
كتب أصحابنا ما ملخصه أن رجل جاء إلى النبي صلى ال عليه وآله وقال:
يا رسول ال إني كنت غنيا فافتقرت ،وصحيحا فمرضت ،وكنت مقبول عند
الناس ،فصرت مبغوضا ،وخفيفا على قلوبهم فصرت ثقيل ،وكنت فرحانا
فاجتمعت علي الهموم ،وقد ضاقت علي الرض بما رحبت ،وأجول طول
نهاري في طلب الرزق فل أجد ما أتقوت به ،كأن اسمي قد محي من ديوان
الرزاق .فقال له النبي صلى ال عليه وآله :يا هذا لعلك تستعمل ميراث
الهموم ،فقال :وما ميراث الهموم ؟ قال :لعلك تتعمم من قعود ،أو تتسرول
من قيام ،أو تقلم أظفارك بسنك أو تمسح وجهك بذيلك ،أو تبول في ماء
راكد ،أو تنام منبطحا على وجهك ؟ فقال :لم أفعل من ذلك شيئا ،فقال له
النبي صلى ال عليه وآله :اتق ال وأخلص ضميرك ،وادع بهذا الدعاء،
وهو دعاء الفرج " :بسم ال الرحمن الرحيم ،إلهي طموح المال قد خابت
إل لديك ،و معاكف الهمم قد تقطعت إل عليك ،ومذاهب العقول قد سمعت
إل إليك ،فاليك الرجاء ،وإليك الملتجا ،يا أكرم مقصود ،ويا أجود مسؤول،
هربت إليك بنفسي
) (1مهج الدعوات ص (2) .393مهج الدعوات ص (*) .176
][204
يا ملجأ الهاربين بأثقال الذنوب ،أحملها على ظهري ،ول أجد لي شافعا ،سوى
معرفتي بأنك أقرب من رجاه الطالبون ،ولجأ إليه المضطرون ،وأمل ما
لديه الراغبون .يا من فتق العقول بمعرفته ،وأطلق اللسن بحمده ،وجعل
ما امتن به على عباده كفاء لتأدية حقه ،صل على محمد وآله ،ول تجعل
للهوم على عقلي سبيل ،ول للباطل على عملي دليل ،وافتح لي بخير الدنيا
والخرة يا ولي الخير " فلما دعا به الرجل وأخلص نيته دعا إلى أحس
حالته - 38 .ق :دعاء التحرز من الفات ،والتعوذ من الهلكات ) (1قال
أبو محمد عبد ال ابن محمد المروزي :حدثني عمارة بن زيد ،قال :حدثني
عبد ال بن العلء ،عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلم يقول :قال:
كنت مع أبي محمد بن علي بن الحسين عليهما السلم وبيننا قوم من
النصار إذ أتاه آت فقال له :الحق فقد احترقت دارك ،فقال :يا بني ما
احترقت فذهب ثم لم يلبث أن عاد فقال :قد وال احترقت دارك ،فقال :يا
بني وال ما احترقت ،فذهب ،ثم لم يلبث أن عاد ومعه جماعة من أهلنا
وموالينا يبكون ويقولون :بأبي قد احترقت دارك ،فقال :كل وال ما
احترقت ول كذبت ،وأنا أوثق بما في يدي منكم ومما أبصرت أعينكم .وقام
أبي وقمت معه حتى انتهوا إلى منازلنا ،والنار مشتعلة عن أيمان منازلنا
عن شمالها ،ومن كل جانب منها ،ثم عدل إلى المسجد فخر ساجدا وقال في
سجوده " :وعزتك وجللك ،ل رفعت رأسي من سجودي أو تطفئها " قال:
فو ال ما رفع رأسه حتى طفئت ،وصارت إلى جاره واحترق ما حولها،
وسلمت منازلنا .قال :فقلت :يا أبه جعلت فداك أي شئ هذا ؟ قال :يا بني
إنا نتوارث من علم رسول ال عليه السلم كنزا هو خير من الدنيا وما
فيها ،ومن المال والجواهر ،وأعز ]من[ الجمهور والسلح والخيل والعدد.
فقلت :يا أبه جعلت فداك وما هو ؟ قال :سر من سر رسول ال صلى ال
عليه وآله أتى جبرئيل محمدا عليه السلم وعلمه محمد عليا أخاه ،وفاطمة
عليها السلم ،وتوارثناه عن أبائنا
) (1في هامش الصل :أوردته بسند آخر في تعقيب صلة الفجر باختلف ولذا
أوردته ههنا أيضا.
][205
وهو الدعاء الكامل الذي من قدمه أمامه في كل يوم وكل ال عزوجل به مائة ألف
ملك يحفظونه في ماله ونفسه وولده وجسده وأهل عنايته ،من الغرق
والحق والسرق والهدم والخسف والقذف ،وزجر عنه الشيطان ول يحل به
سحر ساحر ،ول كيد كائد ،ول حسد حاسد ،وكان في أمان ال عزوجل
وأعطاه ال ثواب ألف صديق فان مات من يومه دخل الجنة إنشاء ال
تعالى .قلت :يا أبه جعلني ال فداك علمنيه ،قال :نعم ،احتفظ به ول تعلمه
إل لمن تثق به ،فانه دعاء ل يسئل ال عزوجل شيئا إل أعطاه قائله ،يا
بني إذا أصبحت قل " :اللهم إني أصبحت اشهدك وكفى بك شهيدا ،واشهد
ملئكتك وحملة عرشك وسكان سمواتك وأرضيك وأنبياءك ورسلك
والصالحين من عبادك وجميع خلقك ،بأنك أنت ال ل إله إل أنت وحدك ل
شريك لك ،وأن كل معبود من دون عرشك إلى قرار الرضين السابعة
السفلى باطل ما خل وجهك الكريم ،فانه أعز وأكرم وأجل من أن يصف
الواصفون كنه جلله ،أو تهتدي القلوب لكل عظمته ،يا من فاق مدح
المادحين فخر مدحه ،وعدا وصف الواصفين مآثر حمده وجل عن مقالة
الناطقين تعظيم شأنه .تقول ذلك ثلثا ثم تقول " :ل إله إل ال وحده ل
شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت ،وهو حي ل يموت ،بيده الخير
وهو على كل شئ قدير " .وتقول ذلك أحد عشر مرة ثم تقول " سبحان
ال ،والحمد ل ،ول إله إل ال وال أكبر ،ما شاء ال ل قوة إل بال الحليم
الكريم ،العلي العظيم ،الرحمن الرحيم ،الملك الحق المبين ،عدد خلق ال،
وزنة عرشه ،وملء سمواته وأرضه ،وعدد ما جرى به قلمه ،وأحصاه
كتابه ،ورضا نفسه] .تقول[ ذلك أحد عشر مرة ثم تقول :اللهم صل على
محمد وأهل بيته المباركين وصل على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة
عرشك ،والملئكة المقربين ،صل اللهم عليهم حتى تبلغهم الرضا،
وتزيدهم بعد الرضا ،مما أنت أهله ،يا أرحم الراحمين] .اللهم صل على
ملك الموت وأعوانه ورضوان وخزنة الجنان وصل على مالك وخزنة
النيران ،اللهم صل عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا ما أنت
أهله
][206
يا أرحم الراحمين[ ) .(1اللهم وصل على الكرام الكاتبين ،والسفرة الكرام البررة،
والحفظة لبني آدم ،وصل على ملئكة السموات العلى ،وملئكة الرضين
السابعة السفلى ،و ملئكة الليل والنهار ،والرضين والقطار والبحار
والنهار والبراري والقفار ،و صل على ملئكتك الذين أغنيتهم عن الطعام
والشراب بتقديسك اللهم صل عليهم حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا
مما أنت أهله يا أرحم الراحمين .اللهم وصل على أبي آدم وامي حوا ،وما
ولدا من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ،صل اللهم عليهم
تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين .اللهم
صل على محمد وعلى أهل بيته الطيبين ،وعلى أصحابه المنتجبين ،و
أزواجه المطهرين ،وعلى ذرية محمد ،وعلى كل نبي بشر بمحمد وعلى كل
نبي ولد محمدا ،وعلى كل امرأة صالحة كفلت محمدا ،وعلى كل من صلتك
عليه رضا لك ورضا لنبيك محمد صلى ال عليه وآله صل اللهم عليهم
حتى تبلغهم الرضا وتزيدهم بعد الرضا مما أنت أهله يا أرحم الراحمين.
اللهم صل على محمد وآل محمد ،وبارك على محمد وآل محمد ،وارحم
محمدا وآل محمد كما صليت وباركت ورحمت على إبراهيم وآل إبراهيم
إنك حميد مجيد اللهم أعط محمدا الوسيلة والفضل والفضيلة والدرجة
الرفيعة ،اللهم صل على محمد وآل محمد كما أمرتنا أن نصلي عليه .اللهم
صل على محمد وآل محمد بعدد من صلى عليه اللهم صلى على محمد وآل
محمد بعدد كل صلة صليت عليه ،اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد كل
حرف في صلة صليت عليه ،اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد شعر
من صلى عليه ،اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد شعر من لم يصل
عليه .اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد نفس من صلى عليه ،اللهم
صل على محمد وآل محمد بعدد نفس من لم يصل عليه ،اللهم صل على
محمد وآل محمد بعدد سكون من صلى عليه ،اللهم
) (1ما بين العلمتين ساقط من نسخة الكمبانى ،أضفناه من نسخة خطية.
][207
صل على محمد وآل محمد بعدد سكون من لم يصل عليه ،اللهم صل على محمد وآل
محمد بعدد حركة من صلى عليه اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد
حركاتهم وصفاتهم ودقائقهم وساعاتهم وعدد زنة ذر ما عملوا أولم يعملوا
أو كان منهم أو يكون إلى يوم القيامة .اللهم لك الحمد والشكر ،والمن
والفضل ،والطول والنعمة ،والعظمة والجبروت ،والملك والملكوت ،والقهر
والفخر ،والسؤدد والسلطان والمتنان والكرم ،والجلل والجبر ،والتوحيد
والتمجيد ،والتهليل والتكبير ،والتقديس والعظمة والرحمة والمغفرة
والكبرياء .ولك ما زكى وطاب من الثناء الطيب ،والمدح الفاخر ،والقول
الحسن الجميل ،الذي ترضى به عن قائله ،وترضى به ممن قاله ،وهو
رضا لك .فتقبل حمدي بحمد أول الحامدين ،وثنائي بثناء أول المثنين،
وتهليلي بتهليل أول المهللين ،وتكبيري بتكبير أول المكبرين ،وقولي
الحسن الجميل بقول أول القائلين المجملين المثنين على رب العالمين
متصل ذلك كذلك من أول الدهر إلى يوم القيامة .وبعدد زنة ذر الرمال
والتلل والجبال ،وعدد جرع ماء البحار ،وعدد قطر المطار ،وورق
الشجار ،وعدد النجوم ،وعدد زنة ذلك ،وعدد الثرى والنوا والحصا،
وعدد زنة ذر السموات والرض وما فيهن وما بينهن وما تحتهن وما بين
ذلك وما فوق ذلك من لدن العرش إلى قرار الرض السابعة السفلى .وعدد
حروف ألفاظ أهلهن وعدد أزمانهم ودقائقهم وسكونهم وحركاتهم
وأشعارهم وأبشارهم وعدد زنة ما عملوا أولم يعملوا أو كان منهم أو
يكون إلى ]يوم[ القيامة .اعيذ أهل بيت محمد صلى ال عليه وآله ونفسي
ومالي وذريتي وأهلي وولدي وقراباتي وأهل بيتي وكل ذي رحم لي دخل
في السلم وجيراني وإخواني ومن قلدني دعاء أو أسدى ظ إلى برا أو
اتخذ عندي يدا من المؤمنين والمؤمنات بال وبأسمائه التامة الشاملة
الكاملة الفاضلة المباركة المتعالية الزكية الشريفة المنيعة الكريمة
][208
إنشاء ال .وقال الصادق عليه السلم :أل اعلمك كلمات ؟ إذا وقعت في ورطة فقل
" بسم ال الرحمن الرحيم ل حول ول قوة إل بال " فان ال يصرف بها
عنك ما يشاء من أنواع البلء)) 107 .باب(( * )الدعية والحراز لدفع
كيد العداء( * * " زائدا على ما سبق وما يناسب هذا المعنى " * * "
وفيه دعاء الحرز اليماني المعروف بالدعاء السيفى " * * " )أيضا
ودعاء العلوى المصرى ونحوهما( " * - 1لى :ابن المتوكل ،عن علي،
عن أبيه ،عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين ،عن أبيه قال:
وقع الخبر إلى موسى بن جعفر عليه السلم وعنده جماعة من أهل بيته
بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره ،فقال لهل بيته :بما تشيرون ؟
قالوا :نرى أن تتباعد عن هذا الرجل ،وأن تغيب شخصك منه ،فانه ل
يؤمن شره فتبسم أبو الحسن عليه السلم ثم قال :زعمت سخينة أن
ستغلب ربها * وليغلبن مغلب الغلب ثم رفع عليه السلم يده إلى السماء
فقال " :إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته ،وأرهف لي سنان ) (1حده
وداف لي قواتل سمومه ،ولم تنم عني عين حراسته ،فلما رأيت ضعفي عن
احتمال الفوادح ،وعجزي عن ملمات الجوائح ،صرفت ذلك عني بحولك
وقوتك ،ل بحولي ول بقوتي ،فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما
أمله في دنياه متباعدا مما رجاه في آخرته ،فلك الحمد على ذلك قدر
استحقاقك سيدي ،اللهم
][210
فخذه بعزتك ،وافلل حده عني بقدرتك ،واجعل له شغل فيما يليه ،وعجزا عمن )(1
يناويه ،اللهم وأعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء ،ومن
حقي ) (2عليه وفاء ،وصل اللهم دعائي بالجابة ،وانظم شكاتي بالتغيير،
وعرفه عما قليل ما وعدت الظالمين ،وعرفني ما وعدت في إجابة
المضطرين ،إنك ذو الفضل العظيم ،والمن الكريم " .قال :ثم تفرق القوم
فما اجتمعوا إل لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى ابن المهدي ) .(3ما:
الغضائري ،عن الصدوق مثله ) .(4ن :المكتب عن أحمد بن محمد
الوراق ،عن علي بن هارون الحميري ،عن علي بن محمد بن سليمان،
عن أبيه ،عن علي بن يقطين مثله وقد أوردناه في باب أحواله عليه السلم
) - 2 .(5ن ) (6لى :ماجيلويه ،عن علي بن إبراهيم قال :سمعت رجل من
أصحابنا يقول :لما حبس هارون الرشيد موسى بن جعفر عليه السلم جن
عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله ،فجدد موسى عليه السلم
طهوره ،واستقبل بوجهه القبلة ،وصلى ل عزوجل أربع ركعات ،ثم دعا
بهذه الدعوات .فقال :يا سيدي نجني من حبس هارون ،وخلصني من يده،
يا مخلص الشجر من
) (1عما خ ل (2) .حتفى خ ل وفى بعض النسخ حنقى وهو الظاهر (3) .أمالى
الصدوق 226 :وقد مر في ج 94ص 327 - 317نقل عن كتاب مهج
الدعوات ص ،268برواية طويلة ،وهكذا في ج 94ص 337نقل عن
المهج ص 36برواية اخرى مثل ما في المتن ،ومر شرح بعض لغاتها
فراجع ان شئت ،وتراه في المناقب ج 4ص (4) .306أمالى الطوسى ج
2ص (5) .35عيون الخبار ج 1ص 76وتراه في ج 48ص 151و
217من تاريخ المام موسى بن جعفر عليه السلم (6) .عيون الخبار
ج 1ص (*) .93
][211
بين رمل وطين وماء ،ويا مخلص اللبن من بين فرث ودم ،ويا مخلص الولد من
بين مشيمة ورحم ،ويا مخلص النار من بين الحديد والحجر ،ويا مخلص
الروح من بين الحشاء والمعاء ،خلصني من يدي هارون " .قال :فلما
دعا موسى عليه السلم بهذه الدعوات رأى هارون رجل أسود في منامه
وبيده سيف قد سله واقفا على رأس هارون ،وهو يقول :يا هارون أطلق
عن موسى ابن جعفر ،وإل ضربت علوتك بسيفي هذا ،فخاف هارون من
هيبته ،ثم دعا الحاجب فجاء الحاجب فقال له :اذهب إلى السجن ،وأطلق
عن موسى بن جعفر قال :فخرج الحاجب فقرع باب السجن ،فأجابه صاحب
السجن ،فقال :من ذا ؟ قال :إن الخليفة يدعو موسى بن جعفر فأخرجه من
سجنك وأطلق عنه ،فصاح السجان :يا موسى إن الخليفة يدعوك .فقام
موسى بن جعفر مذعورا فزعا وهو يقول :ل يدعوني في جوف هذه الليلة
إل لشر يريد بي ،فقام باكيا حزينا مغموما آيسا من حياته فجاء إلى عند
هارون وهو يرتعد فرائصه ،فقال :سلم على هارون ،فرد عليه السلم ثم
قال له هارون :ناشدتك بال هل دعوت في جوف هذه الليلة بدعوات ؟
فقال :نعم ،قال :وما هن ؟ قال :جددت طهورا ،وصليت ل عزوجل أربع
ركعات ،ورفعت طرفي إلى السماء وقلت يا سيدي خلصني من يدي هارون
وشره ،وذكر له ما كان من دعائه .فقال هارون :قد استجاب ال دعوتك يا
حاجب أطلق عن هذا ،ثم دعا بخلع فخلع عليه ثلثا ،وحمله على فرسه،
وأكرمه وصيره نديما لنفسه ،ثم قال :هات الكلمات حتى اثبتها ،ثم دعا
بدوات وقرطاس وكتب هذه الكلمات ،قال :فأطلق عنه وسلمه إلى حاجبه
ليسلمه إلى الدار ،فصار موسى بن جعفر عليه السلم كريما عند هارون
وكان يدخل عليه في كل خميس ) - 3 .(1أقول :قد أوردنا في احتجاج
الحسن بن علي صلوات ال عليهما على
][212
معاوية وأصحابه لعنهم ال أنهم لما دعوه عليه السلم قال " :اللهم إني أدرأ بك
في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم ،وأستعين بك عليهم ،فاكفنيهم بما
شئت ،وأنى شئت من حولك وقوتك ،يا أرحم الراحمين " ثم قال للرسول:
هذا كلم الفرج ) - 4 .(1ب :هارون ،عن ابن صدقة ،عن الصادق عليه
السلم قال :قال علي بن الحسين صلى ال عليه :ما ابالي إذا أنا قلت :هذه
الكلمات لو اجتمع على الجن والنس مع القضاء بالنصرة تقول " :بسم
ال وبال ول ،وفي سبيل ال ،بسم ال وبال ومن ال وإلى ال ،وعلى
ملة رسول ال صلى ال عليه وآله اللهم إني أسلمت نفسي إليك ،وفوضت
أمري إليك ،ووجهت وجهي إليك ،وألجأت ظهري إليك ،اللهم احفظني
بحفظ اليمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي
ومن تحتي ،فادفع عني بحولك وقوتك ،ول حول ول قوة إل بال العلي
العظيم " ) - 5 .(2ن :الهمداني ،عن علي بن إبراهيم ،عن محمد بن
الحسين المدني ،عن عبد ال بن الفضل ،عن أبيه قال :كنت أحجب
الرشيد ،فأقبل على يوما غضبانا وبيده سيف يقلبه ،فقال لي :يا فضل
بقرابتي من رسول ال صلى ال عليه وآله لئن لم تأتني بابن عمي لخذن
الذي فيه عيناك ،فقلت :بمن أجيئك ؟ فقال :بهذا الحجازي ،قلت :وأي
الحجازيين ؟ قال :موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب .قال الفضل ::فخفت من ال عزوجل إن جئت به إليه ثم
فكرت في النعمة فقلت له :أفعل ،فقال :ائتني بسوطين ) (3وهبنا زين )(4
وجلدين ،قال :فأتيته بذلك ،ومضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بن
جعفر عليه السلم فأتيت إلى خربة فيها
) (1راجع ج 44ص 71من تاريخه عليه السلم نقل عن كتاب الحتجاج) .137 :
(2قرب السناد ص (3) .3بسواطين خ ،بشرطين خ (4) .كذا في
الصل ،وهكذا وقع في ج 48ص 215من تاريخ المام موسى بن جعفر
عليه السلم ،وفى المصدر ،هسارين وفى هامش نسخة الكمبانى
هصارين ،والهصار :القصاف ،وفى هامش المصدر عن بعض النسخ:
هبارين ،والهبار :البتاك القطاع ،فتحرر.
][213
كوخ ) (1من جرائد النخل ،فإذا أنا بغلم أسود ،فقلت له :استأذن لي على مولك
يرحمك ال ،فقال لي :لج ليس له حاجب ول بواب ،فولجت إليه فإذا أنا
بغلم أسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه ،من كثرة
سجوده .فقلت له :السلم عليك يا ابن رسول ال أجب الرشيد ! فقال :ما
للرشيد ومالى ؟ أما تشغله نعمته عني ؟ ثم قام مسرعا وهو يقول :لول
أني سمعت في خبر عن جدي رسول ال صلى ال عليه وآله أن طاعة
السلطان للتقية واجبة إذا ما جئت فقلت له :استعد للعقوبة يا با إبراهيم
رحمك ال ،فقال عليه السلم :أليس معي من يملك الدنيا والخرة ،ولن
يقدر اليوم على سوء بي إن شاء ال ،قال الفضل بن الربيع فرأيته وقد
أدار يده يلوح بها على رأسه ،ثلث مرات .فدخلت إلى الرشيد فإذا هو كأنه
امرأة ثكلى قائم حيران فلما رآني قال لي :يا فضل ! فقلت :لبيك ،فقال:
جئتني بابن عمي ؟ قلت :نعم ،قال :ل تكون أزعجته ،فقلت :ل ،قال :ل
تكون أعلمته أني عليه غضبان فاني قد هيجت علي نفسي ما لم ارده ،ائذن
له بالدخول ،فأذنت له ،فلما رآه وثب إليه قائما وعانقه وقال له :مرحبا
بابن عمي وأخي ووارث نعمتي .ثم أجسله على فخذه ،وقال له :ما الذي
قطعك عن زيارتنا ؟ فقال :سعة ملكك وحبك للدنيا فقال :ائتوني بحقة
الغالية فاتي بها فغلفه بيده ) (2ثم أمر أن يحمل بين يديه خلع وبدرتان
دنانير ،فقال موسى بن جعفر عليه السلم :وال لول أني أرى من ازوجه
بها من عزاب بني أبي طالب ،لئل ينقطع نسله ابدا ما قبلتها ثم تولى عليه
السلم وهو يقول :الحمد ل رب العالمين .فقال الفضل :يا أمير المؤمنين
أردت أن تعاقبه فخلعت عليه وأكرمته ؟ فقال لي :يا فضل إنك لما مضيت
لتجيئني به ،رأيت أقواما قد أحدقوا بداري ،بأيديهم حراب قد غرسوها في
أصل الدار يقولون :إن آذى ابن رسول ال صلى ال عليه وآله خسفنا به
) (1الكوخ :البيت من قصد بلكوة (2) .يقال غلف لحيته بالغالية :ضمخها بها،
وعن ابن دريد أنها عامية ،والصواب غللها وغلها تغلية.
][214
وإن أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه .فتبعته عليه السلم فقلت له :ما الذي قلت
حتى كفيت أمر الرشيد ؟ فقال :دعاء جدي علي بن أبيطالب عليه السلم
كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إل هزمه ،ول إلى فارس إل قهره ،وهو
دعاء كفاية البلء ،قلت :وما هو ؟ قال :قلت " :اللهم بك اساور وبك
احاول وبك احاور وبك أصول وبك أموت وبك أحيا أسلمت نفسي إليك،
وفوضت أمري إليك ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم اللهم إنك خلقتني
ورزقتني وسترتني ،وعن العباد بلطف ما خولتني أغنيتني ،إذا هويت
رددتني ،وإذا عثرت قويتني ،وإذا مرضت شفيتني ،وإذا دعوت أجبتني يا
سيدي ارض عني فقد أرضيتني " ) - 6 .(1ن :أحمد بن محمد بن الصقر
وعلي بن محمد بن مهرويه معا ،عن عبد الرحمن ابن أبي حاتم ،عن أبيه،
عن الحسن بن الفضل ،عن الرضا ،عن أبيه صلوات ال عليهما قال:
أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمد عليهما السلم ليقتله،
وطرح له سيفا ونطعا وقال :يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت باحدى يدي
على الخرى فاضرب عنقه .فلما دخل جعفر بن محمد عليه السلم ونظر
إليه من بعيد تحرك أبو جعفر على فراشه وقال :مرحبا وأهل بك يا أبا عبد
ال ما أرسلنا إليك إل رجاء أن نقضي دينك ،ونقضي ذمامك ) (2ثم ساءله
مسألة لطيفة عن أهل بيته ،وقال :قد قضى ال حاجتك ودينك وأخرج
جائزتك ،يا ربيع ل تمضين ثالثة حتى يرجع جعفر إلى أهله .فلما خرج قال
له الربيع :يا با عبد ال رأيت السيف ؟ إنما كان وضع لك والنطع ،فأي
شئ رأيتك تحرك به شفتيك ؟ قال جعفر بن محمد عليه السلم :نعم يا ربيع
لما رأيت الشر في وجهه قلت " :حسبي الرب من المربوبين ،وحسبي
الخالق من
) (1عيون اخبار الرضا عليه السلم ج 1ص (2) .76الذمام :الحق والحرمة،
وأصل الذمام :ما يذم الرجل على اضاعته ونقضه كالعهد وحق الجوار
وغير ذلك.
][215
) (1عيون الخبار ج 2ص (2) .304أمالى الطوسى ج 1ص (3) .212يقال:
طمه بالبلء إذا غطاه وغمره ،والطامة :الداهية تغلب ما سواها لنها تطم
كل شئ وتغطيه ،وقمه بالذى :أي تتبعه بها بحيث كلما رآه ونظر إليه لم
يتركه ال وقد آذاه.
][216
سبع مرات ) .(1أقول :يناسب الباب الخبر الذي أوردنا في باب الدعاء لشروع عمل
في اليام المنحوسة ) (2وفي باب السم العظم ) - 9 .(3ما :جماعة ،عن
أبي المفضل ،عن أحمد بن محمد بن عيسى العراد ،عن محمد بن الحسن
بن شمون ،عن الحسن بن الفضل بن الربيع ،عن أبيه ،عن جده الربيع
قال :دعاني المنصور يوما فقال :يا ربيع احضر جعفر بن محمد ،وال
لقتلنه فوجهت إليه ،فلما وافى قلت :يا ابن رسول ال إن كان لك وصية أو
عهد تعهده فافعل ،فقال :استأذن لي عليه ،فدخلت إلى المنصور فأعلمته
موضعه ،فقال :أدخله فلما وقعت عين جعفر عليه السلم على المنصور
رأيته يحرك شفتيه بشئ لم أفهمه ومضى فلما سلم على المنصور ،نهض
إليه فاعتنقه وأجلسه إلى جانبه ،وقال له :ارفع حوائجك ،فأخرج رقاعا
لقوام وسأل في آخرين ،فقضيت حوائجه ،فقال المنصور :ارفع حوائجك
في نفسك ،فقال له جعفر :ل تدعني حتى أجيئك ،فقال له المنصور :مالي
إلى ذلك سبيل ،وأنت تزعم للناس -يا با عبد ال -أنك تعلم الغيب .فقال
جعفر عليه السلم :من أخبرك بهذا ؟ فأومأ المنصور إلى شيخ قاعد بين
يديه ،فقال جعفر عليه السلم للشيخ :أنت سمعتني أقول هذا ؟ قال الشيخ:
نعم ،قال جعفر عليه السلم للمنصور :أيحلف يا أمير المؤمنين ؟ فقال له
المنصور :احلف ،فلما بدأ الشيخ في اليمين ،قال جعفر عليه السلم
للمنصور :حدثني أبي ،عن أبيه ،عن جده ،عن أمير المؤمنين أن العبد إذا
حلف باليمين التي يبره ال عزوجل فيها وهو كاذب امتنع ال عزوجل من
عقوبته عليها في عاجلته لما بر ال عزوجل ،ولكني أنا أستحلفه ،فقال
المنصور :ذلك لك .فقال جعفر عليه السلم للشيخ :قل أبرأ إلى ال من
حوله وقوته ،وألجا إلى حولي وقوتي إن لم أكن سمعتك تقول هذا القول،
فتلكأ الشيخ ،فرفع المنصور
) (1أمالى الطوسى ج 1ص ،281وصه كلمة زجر بمعنى اسكت (2) .راجع ص 1
3 -من هذا المجلد (3) .راجع ج 93ص .235 - 233
][217
عمودا كان في يده فقال :وال لئن لم تحلف لعلونك بهذا العمود ) (1فحلف الشيخ
فما أتم اليمين حتى دلع لسانه كما يدلع الكلب ،ومات لوقته ،ونهض جعفر
عليه السلم .قال الربيع :فقال لي المنصور :ويلك اكتمها الناس ل
يفتتنون ،قال الربيع :فحلفت جعفرا عليه السلم فقلت له :يا ابن رسول ال
إن منصورا كان قد هم بأمر عظيم فلما وقعت عينك عليه وعينه عليك ،زال
ذلك ،فقال :يا ربيع إني رأيت البارحة رسول ال صلى ال عليه وآله في
النوم ،فقال لي :يا جعفر خفته ؟ فقلت :نعم يا رسول ال ،فقال لي :إذا
وقعت عينك عليه فقل " :ببسم ال أستفتح ،وببسم ال أستنجح ،وبمحمد
صلى ال عليه وآله أتوجه ،اللهم ذلل لي صعوبة أمري ،وكل صعوبة،
وسهل لي حزونة أمري ،وكل حزونة واكفني مؤنة أمري وكل مؤنة ".
قال أبو المفضل :حدثني إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي بسر من رأى
باسناد عن أهله ل أحفظه ،فذكر هذا الحديث وذكر أن المنصور قام إليه
فاعتنقه فقال لي :المنصور خليفة ،ول ينبغي للخليفة أن يقوم إلى أحد ،ول
إلى عمومته وما قام المنصور إل إلى أبي عبد ال عليه السلم )- 10 .(2
ثو :أبي ،عن سعد ،عن أحمد بن محمد ،عن الحسن بن علي ،عن الحسن
ابن جهم ،عن إبراهيم بن مهزم ،عن رجل سمع أبا الحسن عليه السلم
يقول :من قدم قل هو ال أحد بينه وبين جبار منعه ال منه ،يقرأها بين
يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ،فإذا فعل ذلك رزقه ال خيره
ومنعه شره .وقال :إذا خفت أمرا فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت،
ثم قل :اللهم اكشف عني البلء ،ثلث مرات ) - 11 .(3ص :بالسناد إلى
الصدوق ،عن ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن
) (1أي لضربن علوتك :أي رأسك (2) .أمالى الطوسى ج 2ص (3) .77 - 76
ثواب العمال ص (*) .116
][218
عيسى ،عن الوشاء ،عن أبي جميلة ،عن محمد بن مروان ،عن العبد الصالح
صلوات ال عليه قال :كان من قول موسى عليه السلم حين دخل على
فرعون " :اللهم إني أدرء إليك ) (1في نحره ،وأستجير بك من شره،
وأستعين بك " فحول ال ما كان في قلب فرعون من المن خوفا- 12 .
يج :روي أن عبد ال بن أبي ليلى قال :كنت بالربذة مع أبي الدوانيق وكان
قد وجه إلى أبي عبد ال عليه السلم ،وكان يقول :علي به سقا ال الرض
دمي إن لم اسقها دمه ،عجلوا عجلوا ،قال :فلما دخل جعفر قال له :مرحبا
مرحبا يا ابن رسول ال ،فما زال يرفعه حتى أجلسه على وسادته ،ثم دعا
بالطعام وقضى حوائجه ،وأمره بالنصراف ،قلت له :أرأيت أن تعلمني فقد
رأيتك تحرك شفتيك إذ دخلت ؟ قال :قلت " :ما شاء ال ،ل يأتي بالخير إل
ال ،ما شاء ال ل يصرف السوء إل ال ،ما شاء ال كل نعمة من ال ،ما
شاء ال ل حول ول قوة إل بال " ) - 13 .(2كشف :من كتاب الدلئل
للحميري ،عن عبد ال بن أبي ليلي مثله وفيه " ما شاء ال ما شاء ال،
ل يأتي بالخير إل ال ،ما شاء ال ما شاء ال ل يصرف السوء إل ال ،ما
شاء ال ما شاء ال كل نعمة فمن ال ،ما شاء ال ل حول ول قوة إل بال
" ) - 14 .(3يج :روي أن النبي صلى ال عليه واله كان يصلي مقابل
الحجر السود ،ويستقبل الكعبة ،ويستقبل بيت المقدس ،فل يرى حتى
يفرغ من صلته ،وكان يستتر بقوله " :وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين
الذين ل يؤمنون بالخرة حجابا مستورا " وبقوله " :اولئك الذين طبع ال
على قلوبهم " وبقوله " :وجعلنا على قلوبهم أكنة ؟ أن يفقهوه وفي
آذانهم وقرا " وبقوله " :أرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله ال على علم
وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة " ).(4
) (1أدرأ بك ظ وقصص النبياء مخطوط (2) .لم نجده في مختار الخرائج والجرائح
المطبوع (3) .كشف الغمة ج 2ص (4) .428لم نجده في الخرائج
المطبوع.
][219
- 15ضا :إذا فرغت من سلطان أو غيره فقل " :حسبي ال ل إله إل هو عليه
توكلت وهو رب العرش العظيم ،أمتنع بحول ال وقوته من حولهم
وقوتهم ،أمتنع برب الفلق من شر ما خلق ،وأقول ما شاء ال ل قوة إل
بال " .وإذا دخلت على سلطان تخاف شره ،فقل " :اللهم إني أسئلك خير
فلن وأعوذ بك من شره ،وأسئلك بركته ،وأعوذ بك من فتنته ،اللهم اجعل
حاجتي أولها صلحا ،وأوسطها فلحا ،وآخرها نجاحا - 16 .طب :الشعث
بن عبد ال ،بن محمد بن عيسى ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم عن
موسى بن جعفر قال :لما طلب أبو الدوانيق أبا عبد ال عليه السلم وهم
بقتله ،فأخذه صاحب المدينة ،ووجه به إليه ،وكان أبو الدوانيق استعجله
واستبطأ قدومه ،حرصا منه على قتله ،فلما مثل بين يديه ضحك في وجهه
ثم رحب به وأجلسه عنده ،وقال :يا ابن رسول ال وال لقد وجهت إليك
وأنا عازم على قتلك ولقد نظرت فالقي إلي محبة لك ،فو ال ما أجد أحدا
من أهل بيتي أعز منك ول آثر عندي ،ولكن يا أبا عبد ال ما كلم يبلغني
عنك ،تهجننا فيه ،وتذكرنا بسوء .فقال :يا أمير المؤمنين ما ذكرتك قط
بسوء ،فتبسم أيضا وقال :وال أنت أصدق عندي من جميع من سعى بك
إلى ،هذا مجلسي بين يديك ،وخاتمي فانبسط ول تخشني ) (1في جليل
أمرك وصغيره ،فلست أردك عن شئ ،ثم أمره بالنصراف ،وحباه وأعطاه،
فأبى أن يقبل شيئا وقال :يا أمير المؤمنين أنا في غناء وكفاية وخير كثير،
فإذا هممت ببري فعليك بالمتخلفين من أهل بيتي فارفع عنهم القتل .قال:
قد قبلت يا أبا عبد ال ،وقد أمرت بمائة ألف درهم ،ففرق بينهم ! فقال:
وصلت الرحم يا أمير المؤمنين .فلما خرج من عنده مشى بين يديه مشايخ
قريش وشبانهم ومن كل
][220
قبيلة ،ومعه عين أبي الدوانيق فقال له :يا ابن رسول ال لقد نظرت نظرا شافيا
حين دخلت على أمير المؤمنين ،فما أنكرت منك شيئا غير أني نظرت إلى
شفتيك وقد حركتهما بشئ فما كان ذلك ؟ قال :إني لما نظرت إليه قلت" :
يا من ل يضام ول يرام ،وبه يواصل الرحام صل على محمد وآله ،واكفني
شره بحولك ،وقوتك " وال ما زدت على ما سمعت قال :فرجع العين إلى
أبي الدوانيق فأخبره بقوله فقال :وال ما استتم ما قال حتى ذهب ما كان
في صدري من غائلة وشر ) - 17 .(1طب :عبد ال بن يحيى البزاز ،عن
علي بن مسكين ،عن عبد ال بن الفضل النوفلي ،عن أبيه ،عن الحسين
بن علي قال :كلمات إذا قلتهن ما ابالي عمن اجتمع علي من الجن
والنس " :بسم ال ،وبال ،وإلى ال ،وفي سبيل ال ،وعلى ملة رسول
ال صلى ال عليه وآله اللهم اكفني بقوتك وحولك وقدرتك من شر كل
مغتال وكيد الفجار ،فاني احب البرار ،واوالي الخيار ،وصلى ال على
محمد النبي وآله وسلم ) - 18 .(2طب :سعيد بن محمد بن سعيد ،عن
موسى بن عيسى الحناط ،عن محمد ابن سعيد وهو والد سعيد بن محمد
الشعيري ،عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :من أراده إنسان بسوء فأراد أن يحجز ال بينه وبينه،
فليقل حين يراه " أعوذ بحول ال وقوته ،من حول خلقه وقوتهم ،وأعوذ
برب الفلق من شر ما خلق ،ثم يقول ما قال ال عزوجل لنبيه محمد صلى
ال عليه وآله " فان تولوا فقل حسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو
رب العرش العظيم " إل صرف ال عنه كيد كل كائد ،ومكر كل ماكر،
وحسد كل حاسد ،ول يقولن هذه الكلمات إل في وجهه ،فان ال يكفيه
بحوله ).(3
) (1طب الئمة ص (2) .116طب الئمة ص (3) .116طب الئمة ص .222
][221
- 19شا :أبو محمد الحسن بن محمد ،عن جده ،عن داود بن القاسم ،عن الحسين
ابن زيد ،عن عمه عمر بن علي ،عن أبيه علي بن الحسين عليه السلم
أنه كان يقول :لم أر مثل التقدم في الدعاء ،فان العبد ليس تحضره الجابة
في كل وقت ،وكان مما حفظ عنه عليه السلم من الدعاء حين بلغه توجه
مسرف بن عقبة ) (1إلى المدينة " رب كرم من نعمة أنعمت بها علي قل
لك عندها شكري ،وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري ،فيامن
قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ،و قل عند بلئه صبري فلم يخذلني ،يا
ذا المعروف الذي ل ينقطع أبدا ،ويا ذا النعماء التي ل تحصى عددا ،صل
على محمد وآل محمد وادفع عني شره ،فاني أدرء بك في نحره ،وأستعيذ
بك من شره " فقدم مسرف بن عقبة المدينة وكان يقال :ل يريد غير علي
بن الحسين عليه السلم ،فسلم عليه وأكرمه وحباه ووصله ) - 20 (2عم
) (3شا :وروي أن داود بن علي بن عبد ال بن العباس قتل المعلى بن
الخنيس مولى جعفر بن محمد عليه السلم ،وأخذ ماله ،فدخل عليه جعفر
وهو يجر رداءه ،فقال له :قتلت مولي وأخذت مالي ؟ أما علمت أن الرجل
ينام على الثكل ،ول ينام على الحرب ) (4أما وال لدعون ال عليك ،فقال
له داود :تهددنا بدعائك ؟ كالمستهزئ بقوله ،فرجع أبو عبد ال عليه
السلم إلى داره ،فلم يزل ليله كله قائما وقاعدا حتى إذا كان السحر ،سمع
وهو يقول في مناجاته " :يا ذا القوة القوية ،ويا ذا المحال الشديدة ،ويا ذا
العزة التي كل خلقك لها ذليل اكفني هذا الطاغية ،وانتقم لي منه " فما كان
إل ساعة حتى ارتفعت الصوات
) (1مسرف بن عقبة هو مسلم بن عقبة الذى بعثه يزيد بن معاوية لوقعة الحرة
فسمى مسرفا لسرافه في اهراق الدماء (2) .ارشاد المفيد ص ) .242
(3اعلم الورى ص (4) .270الحرب في الصل بمعنى أخذ المال وترك
صاحبه بل شئ يقال حرب الرجل ماله -كعنى -سلبه فهو محروب.
][222
بالصياح ،وقيل :قد مات داود بن علي الساعة ) - 21 .(1مكا :قال رسول ال صلى
ال عليه وآله :إذا خفت امرءا فأردت أن تكفى أمره وشره ،فاعتمد طلبة
الهلل في أول الشهر ،فإذا رأيته فقم قائما على قدميك و قل كأنك تؤمي
إليه بالخطاب " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من
تحتها النهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء
فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت " وتؤمي بهذه الكلمات نحو دار الرجل
الذي تخافه ثم تقول " فاحترقت فاحترقت فاحترقت اللهم طمه بالبلء طما
وعمه بالعماء عما وارمه بحجارة من سجيل ،وطيرك البابيل ،يا علي يا
عظيم " ثم تقول مثل ذلك في الليلة الثانية من الشهر ،وفي الليلة الثالثة،
فان أنجع وبلغ ما تريد في الشهر الول وإل فعلت في الشهر الثاني تلتمس
الهلل الليلة الولى وتقول ما تقدم ذكره ،والثانية والثالثة ،فان نجع وإل
فمثل ذلك في الشهر الثالث ،ولن تحتاج بعد ذلك باذن ال عزوجل ).(2
آخر :جاء رجل إلى الصادق عليه السلم فشكى إليه ظالما ظلمه ،فقال له:
قل " يا ناصر المظلوم المبغى عليه إن كان فلن بن فلن يظلمني بتله
بفقر ل تجبره وبلء ل تستره " فما دعا الرجل على ظالمه بهذا الدعاء إ ؟
ثلث مرات حتى أصابه وضح في جبهته ،ثم افتقر من بعده ) .(3آخر :وإذا
دخلت على سلطان فقل " :خيرك بين عينيك ،وشرك تحت قدميك ،وأنا
أستعين بال عليك " ) .(4آخر :عن الرضا عليه السلم قال :إذا دعا أحدكم
على عدوه فليقل " اللهم أطرقه بليلة ل اخت لها وأبح حريمه " ).(5
آخر " :يا من يكفي من كل شئ ،ول يكفي منه شئ صل على محمد وآل
][223
محمد واكفني مؤنته بل مؤنة " ) .(1آخر :إذا فزعت رجل فقل " حسبي ال ل إله
إل هو ،عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ،أمتنع بحول ال وقوته من
حولهم وقوتهم ،وأمتنع برب الفلق ]و[ من شر ما خلق ،ما شاء ال ل قوة
إل بال " ) .(2دعاء آخر :عن الصادق عليه السلم دعا به عند دخوله
على المنصور ،وهو في شدة غضبه فسكن غضبه " يا عدتي عند شدتي،
ويا غوثي عند كربتي ،احرسني بعينك التي ل تنام ،واكنفني بركنك الذي ل
يرام " ) - 22 .(3كشف :من كتاب محمد بن طلحة قال :حدث عبد ال بن
الفضل بن الربيع عن أبيه قال :حج المنصور سنة سبع وأربعين ومائة،
فقدم المدينة وقال للربيع :ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتينا به متعبا
قتلني ال إن لم أقتله ،فتغافل الربيع عنه لينساه ،ثم أعاد ذكره للربيع،
وقال :ابعث من يأت به متعبا ،فتعافل عنه ،ثم أرسل إلى الربيع رسالة
قبيحة أغلط عليه فيها ،وأمره أن يبعث من يحضر جعفرا ففعل .فلما أتاه
قال له الربيع :يا با عبد ال اذكر ال فانه أرسل إليك بما ل دافع له غير
ال ،فقال جعفر :ل حول ول قوة إل بال ثم إن الربيع أعلم المنصور
بحضوره ،فلما دخل جعفر عليه أوعده وأغلظ ،وقال أي عدو ال اتخذك
أهل العراق إماما يبعثون إليك زكاة أموالهم ،وتلحد في سلطاني ،وتبغيه
الغوائل ؟ قتلني ال إن لم أقتلك ،فقال له :يا أمير المؤمنين سليمان اعطي
فشكر ،وإن أيوب ابتلي فصبر ،وإن يوسف ظلم فغفر ،وأنت من ذلك
السنخ .فلما سمع المنصور ذلك منه قال له :إلى وعندي أبا عبد ال أنت
البرئ الساحة ،السليم الناحية ،القليل الغائلة ،جزاك ال من ذي رحم أفضل
ما جزى ذوي الرحام عن أرحامهم ،ثم تناول يده فأجسله معه في فرشه،
ثم قال :علي بالطيب فاتي
][224
بالغالية فجعل يغلف لحية جعفر بيده ) (1حتى تركها يقطر ،ثم قال :قم في حفظ ال
وكلءته ،ثم قال :يا ربيع ألحق أبا عبد ال جائزته وكسوته انصرف أبا
عبد ال في حفظه وكنفه فانصرف .قال الربيع :ولحقته فقلت إني قد رأيت
قبلك ما لم تره ،ورأيت بعدك ما ل رأيته ،فما قلت يا با عبد ال حين
دخلت ؟ قال :قلت " :اللهم احرسني بعينك التي ل تنام ،واكنفني بركنك
الذي ل يرام ،واغفر لي بقدرتك علي ول أهلك وأنت رجائي ،اللهم أنت
أكبر وأجل مما أخاف وأحذر ،اللهم بك أدفع في نحره وأستعيذ بك من شره
" ففعل ال بي ما رأيت ) .(2ومن كتاب الحافظ عبد العزيز ،عن محمد بن
إسحاق بن جعفر ،عن أبيه قال :دخل جعفر بن محمد على أبي جعفر
المنصور فتكلم ،فلما خرجوا من عنده أرسل إلى جعفر بن محمد فرده ،فلما
رجع حرك شفتيه بشئ ،فقيل له :ما قلت ؟ قال :قلت " اللهم أنت تكفي من
كل شئ ،ول يكفي منك شئ ،فاكفنيه " ) .(3أقول :تمام الخبر في أبواب
تاريخه عليه السلم - 23 .كش :محمد بن الحسين ،عن الحسن بن
خرزاد ،عن يونس بن القاسم البلخي عن رزام مولى خالد القسري قال:
كنت اعذب بالمدينة بعد ما خرج منها محمد بن خالد ،فكان صاحب العذاب
يعلقني بالسقف ،ويرجع إلى أهله ،ويغلق على الباب ،وكان أهل البيت إذا
انصرف إلى أهله حلوا الحبل عني ويحلوني وأقعد على الرض حتى إذا
دنا مجيئه علقوني فو ال إني كذلك ذات يوم ،إذا رقعة وقعت من الكوة إلي
من الطريق ،فأخذتها فإذا هي مشدودة بحصاة ،فنظرت فيها خط أبي عبد
ال عليه السلم ،فإذا فيها :بسم ال الرحمن الرحيم قل يا رزام " :يا كائنا
قبل كل
) (1قال الجزرى :فيه :كنت اغلف لحية رسول ال بالغالية أي ألطخها به وأكثر
والغالية ضرب مركب من الطيب ،منه رحمه ال (2) .كشف الغمة ج 2
ص (3) .374كشف الغمة ج 2ص .384
][225
شئ ،ويا كائنا بعد كل شئ ،ويا مكون كل شئ ،ألبسني درعك الحصينة من شر
جميع خلقك " قال رزام :فقلت ذلك فما عاد إلى شئ من العذاب بعد ذلك )
- 24 .(1كش :عن ابن أبي نجران ،عن حماد الناب عن المسمعي عن
معتب قال :لما قتل داود بن على معلى بن خنيس ،لم يزل أبو عبد ال عليه
السلم ليله ساجدا وقائما قال :فسمعته في آخر الليل وهو ساجد يقول "
اللهم إني أسئلك بقوتك القوية ومحالك الشديد ،وبعزتك التي جل خلقك لها
ذليل ،أن تصلي على محمد وآل محمد ،أن تأخذه الساعة الساعة " قال،
فو ال ما رفع رأسه من سجوده حتى سمعنا الصائحة ،فقالوا :مات داود
بن علي ،فقال أبو عبد ال عليه السلم :إني دعوت ال عليه بدعوة بعث
ال إليه ملكا فضرب رأسه بمرزبة انشقت مثانته ) - 25 .(2نقل من خط
الشهيد -قدس سره -نقل من الجعفريات بالسناد إلى أمير المؤمنين عليه
السلم لما وضح لموسى عليه السلم وجه فرعون ،قال موسى " اللهم
إني أدرء بك في نحره ،وأستعين بك عليه ،فاكفني شره " قال جعفر
الصادق عليه السلم :وهو دعاؤنا أهل البيت عند سلطان نخاف ظلمه26 .
-مهج :باسنادنا إلى ابن الوليد ،عن أبيه ،عن الصفار ،عن ابن عيسى،
عن هارون ابن مسلم ،عن ابن صدقة قال :سألت أبا عبد ال جعفر بن
محمد عليهما السلم أن يعلمني دعاء أدعو به في المهمات فأخرج إلى
أوراقا من صحيفة عتيقة ،فقال :انتسخ ما فيها ،فهو دعاء جدي علي بن
الحسين عليهما السلم للمهمات ،فكتبت ذلك على وجهه ،فما كربني شئ
قط وأهمني إل دعوت به ،ففرج ال كربي وهمي ،وأعطاني سؤلي ،وهو:
" اللهم هديتني فلهوت ،ووعظت فقسوت ،وأنلت الجميل فعصيت ،وعرفت
فأصررت ،ثم عرفت فاستغفرت وأقلعت ،فعدت فسترت ،فلك الحمد يا إلهي
][226
تقحمت أودية هلكي ،وتخللت شعاب تلفى ،وتعرضت فيها لسطواتك ،وبحلولها
لعقوباتك ،ووسيلتي إليك التوحيد ،وذريعتي أني لم اشرك بك شيئا ،ولم
أتخذ معك إلها ،وقد فررت إليك من نفسي ،وإليك يفر المسئ ،وأنت مفزع
المضيع حظ نفسه ،فلك الحمد يا إلهي .فكم من عدو انتضى علي سيف
عداوته ،وشحذ لي ظبا مديته ،وأرهف لي شباحده ،وداف لي قواتل
سمومه ،وسدد نحوى صوائب سهامه ،ولم تنم عني عين حراسته،
وأضمر أن يسومني المكروه ،ويجرعني ذعاف مرارته ) (1فنظرت يا
إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح ،وعجزي عن النتصار ممن قصدني
بمحاربته ووحدتي في كثير عدد من ناواني ،وأرصد لي البلء فيما لم
أعمل فيه فكرتي ،فابتدأتنى بنصرتك ،وشددت أزرى بقوتك ثم فللت لي
حده وصيرته من بعد جمع عديده وحده ،وأعليت كعبي عليه ،وجعلت ما
سدده مردودا عليه ،ورددته لم يشف غليله ولم تبرد حرارة غيظه ،قد
عض على مثواه وأدبر موليا قد أخلفت سراياه .وكم من باغ بغى ]لي[
بمكائده ،ونصب لى أشراك مصائده ،ووكل بي تفقد رعايته ،وأضبأ إلى
إضباء السبع ،لطريدته ،وانتظار النتهاز لفريسته فناديتك يا إلهى مستغيثا
بك ،واثقا بسرعة إجابتك ،عالما أنه لم يضطهد من آوى إلى ظل كنفك ،ولم
يفزع من لجأ إلى معاقل انتصارك ،فحصنتني من بأسه بقدرتك .وكم من
سحائب مكروه قد جليتها ،وغواشي كربات كشفتها ل تسئل عما تفعل،
ولقد سئلت فأعطيت ،ولم تسأل فابتدأت ،واستميح فضلك فما أكديت أبيت
إل إحسانا ،وأبيت إل تقحم حرماتك ،وتعدى حدودك ،والغفلة عن وعيدك
فلك الحمد من مقتدر ل يغلب وذى أناة ل يعجل ،هذا مقام من اعترف لك
بالتقصير وشهد على نفسه بالتضييع .إلهى أتقرب إليك بالمحمدية الرفيعة،
وأتوجه إليك بالعلوية البيضاء
][227
فأعذني من شر ما يكيدني ،ومن شر ما خلقت ،ومن شر من يريد بى سوءا فان
ذلك ل يضيق عليك في وجدك ،ول يتكأدك في قدرتك ،وأنت على كل شئ
قدير .إلهى ارحمنى بترك المعاصي ما أبقيتنى ،وارحمني بترك تكلف ما ل
يعنينى وارزقني حسن النظر فيما يرضيك به عنى ،وألزم قلبى حفظ كتابك
كما علمتني ،واجعلني أتلوه على ما يرضيك به عنى ،ونور به بصرى،
وأوعه سمعي واشرح به صدري ،وفرح به قلبى ،وأطلق به لساني،
واستعمل به بدنى ،واجعل في من الحول والقوة ما يسهل ذلك على فانه ل
حول ول قوة إل بك .اللهم أنت ربي ومولى وسيدي وأملى وإلهى وغياثى
وسندي وخالقي وناصري ووثقتى ورجائي ،لك محياى ومماتي ،لك سمعي
وبصرى ،وبيدك رزقي وإليك أمري في الدنيا والخرة ،ملكتني بقدرتك،
وقدرت علي بسلطانك ،فلك القدرة في أمري ،وناصيتي بيدك ،ل يحول أحد
دون رضاك ،برأفتك أرجو رحمتك وبرحمتك أرجو رضوانك ،ل أرجو ذلك
بعملي ،فقد عجز عني عملي ،فكيف أرجو ما عجز عني ؟ كو إليك فاقتي،
وضعف قوتي ،وإفراطى في أمري ،وكل ذلك من عندي ،وما أنت اعلم به
منى ،فاكفني ذلك كله .اللهم اجعلني من رفقاء محمد حبيبك ،وإبراهيم
خليلك ،ويوم الفزع الكبر من المنين ،فآمنى ،وببشراك فبشرني )(1
وباظللك فظللني ،وبمفازة من النار فنجني ،ل يمسني السوء ول تخزني
ومن الدنيا فسلمني وحجتي يوم القيامة فلقني وبذكرك فاذكرني )(2
ولليسرى فيسرني وللعسرى فجنبني ،وللصلة والزكاة ما دمت حيا
فألهمني ،ولعبادتك فقوني وفي الفقه ومرضاتك فاستعملني ،ومن فضلك
فارزقني ،ويوم القيامة فبيض وجهي ؟ ؟ سابا يسير فحاسبني ،وبقبيح
عملي فل تفضحني ،وبهداك فاهدني ،وبالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي
الخرة فثبتني وما أحببت فحببه إلى ،وما كرهت فبغضه إلى وما أهمنى من
أمر الدنيا والخرة فاكفني ،وفي صلتي وصيامى ودعائي ونسكى وشكري
ودنياي وآخرتي فبارك لى
][228
والمقام المحمود فابعثني ،وسلطانا نصيرا فاجعل لى ،وظلمي وجهلي وإسرافي في
أمري فتجاوز عنى ،ومن فتنة المحيا والممات فخلصني ،ومن الفواحش ما
ظهر منها وما بطن فنجني ،ومن أوليائك يوم القيامة فاجعلني ،وأدم لي
صلح الذي آتيتني ،و بالحلل عن الحرام فأغننى ،وبالطيب عن الخبيث
فاكفني ،أقبل بوجهك الكريم إلى ول تصرفه عنى ،وإلى صراطك المستقيم
فاهدني ،ولما تحب وترضى فوفقني .اللهم إني أعوذ بك من الرياء
والسمعة والكبرياء والتعظم والخيلء والفخر والبذخ والشر والبطر
والعجاب بنفسى والجبرية رب فنجني ،وأعوذ بك رب من العجز والبخل
والحرص والمناقشة والغش ،وأعوذ بك من الطمع والطبع والهلع والجزع
والزرع والقمع ،وأعوذ بك من البغى والظم والعتداء والفساد والفجور
والفسوق وأعوذ بك من الخيانة والعدوان والطغيان .رب وأعوذ بك من
المعصية ) (1والقطيعة والسيئة والفواحش والذنوب وأعوذ بك من الثم
والمأثم والحرام والمحرم والخبيث وكل ما ل تحب .رب أعوذ بك من شر
الشيطان وبغيه وظلمه وعدوانه ) (2وشركه وزبانيته وجنده ،وأعوذ بك
من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ،وأعوذ بك من شر ما خلقت
من دابة وهامة أو جن أو إنس مما يتحرك ،وأعوذ بك من شر ما ذرأ في
الرض وما يخرج منها ،وأعوذ بك من شر كل كاهن وساحر وزاكن ونافث
وراق ،وأعوذ بك من شر كل حاسد وباغ وطاغ ونافس وظالم ومعتد
وجابر ،وأعوذ بك من العمى والصمم والبكم والبرص والجذام والشك
والريب وأعوذ بك رب من الكسل والفشل والعجز والتفريط والعجلة
والتضييع والتقصير والبطاء وأعوذ بك رب من شر ما خلقت في
السموات والرض وما بينهما وما تحت الثرى .رب وأعوذ بك من الفقر
والفاقة والحاجة والمسكنة والضيقة والعائلة ،وأعوذ بك من القلة والذلة،
وأعوذ بك من الضيق والشدة والقيد والحبس والوثاق والسجون والبلء
وكل مصيبة ل صبر لي عليها آمين رب العالمين.
][229
اللهم أعطنا كل الذي سألناك ،وزدنا من فضلك على قدر جللك وعظمتك بحق ل إله
إل أنت العزيز الحكيم ) - 27 .(1مهج :أخبرنا محمد بن جعفر بن هشام
الصبغي ،عن اليسع بن حمزة القمي قال :أخبرني ) (2عمرو بن مسعدة
وزير المعتصم الخليفة أنه جاء علي بالمكروه الفظيع حتى تخوفت على
إراقه دمي وفقر عقبى ،فكتبت إلى سيدي أبي الحسن العسكري عليه
السلم أشكو إليه ما حل بي فكتب إلي :ل ورع عليك ول بأس فادع ال
بهذه الكلمات يخلصك ال وشيكا مما وقعت فيه ،ويجعل لك فرجا فان آل
محمد يدعون بها عند إشراف البلء ،وظهور العداء ،وعند تخوف الفقر
وضيق الصدر .قال اليسع بن حمزة :فدعوت ال بالكلمات التي كتب إلي
سيدي بها في صدر النهار ،فو ال ما مضى شطره حتى جاءني رسول
عمرو بن مسعدة فقال لي :أجب الوزير ،فنهضت ودخلت عليه فلما بصر
بي تبسم إلى وأمر بالحديد ففك عنى ،وبالغلل فحلت منى ،وأمرني بخلعة
من فاخر ثيابه ،وأتحفنى بطيب ،ثم أدنانى وقربني وجعل يحدثنى ويعتذر
إلى ،ورد على جميع ما كان استخرجه منى وأحسن رفدي ،وردنى إلى
الناحية التي أتقلدها ،وأضاف إليها الكورة التي تليها قال :وكان الدعاء :يا
من تحل بأسمائه عقد المكاره ،ويا من يفل بذكره حد الشدائد ،ويا من
يدعى بأسمآئه العظام من ضيق المخرج إلى محل الفرج ،ذلت لقدرتك
الصعاب وتسببت بلطفك السباب ،وجرى بطاعتك القضاء ،ومضت على
ذلك الشياء ،فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرة ،وبارادتك دون وحيك
منزجرة ،وأنت المرجو للمهمات ،وأنت المفزع للملمات ) (3ل يندفع منها
إل ما دفعت ،ول ينكشف منها
) (1مهج الدعوات ص (2) .202 - 197في المصدر :اجترئ ،فتحرر (3) .في
الملمات خ ل.
][230
إل ما كشفت ،وقد نزل بي من المر ما ]قد[ فدحني ثقله ،وحل بي منه ما بهظني
حمله ،وبقدرتك أوردت على ذلك ،وبسلطانك وجهته إلى ،فل مصدر لما
أوردت ول ميسر لما عسرت ،ول صارف لما وجهت ،ول فاتح لما أغلقت،
ول مغلق لما فتحت ول ناصر لمن خذلت ،إل أنت .صل على محمد وآل
محمد ،وافتح لي باب الفرج بطولك واصرف عني سلطان الهم بحولك،
وأنلني حسن النظر فيما شكوت ،وارزقني حلوة الصنع فيما سألتك ،وهب
لي من لدنك فرجا وحيا ،واجعل لي من عندك مخرجا هنيئا ،ول تشغلني
بالهتمام عن تعاهد فرائضك ،واستعمال سنتك ،فقد ضقت بما نزل بي
ذرعا ،وامتلت بحمل ما حدث علي جزعا ،وأنت القادر على كشف ما بليت
به ،ودفع ما وقعت فيه ،فافعل بي ذلك وإن كنت غير مستوجبه منك يا ذا
العرش العظيم ،وذا المن الكريم ،فأنت قادر يا أرحم الراحمين ،آمين رب
العالمين ) - 28 .(1مهج :قال أبو حمزة الثمالي رحمه ال :انكسرت يد
ابني مرة فأتيت به يحيى بن عبد ال المجبر فنظر إليه فقال :أرى كسرا
قبيحا ثم صعد غرفته ليجئ بعصابة ورفادة فذكرت في ساعتي تلك دعاء
علي بن الحسين زين العابدين عليه السلم فأخذت يد ابني فقرأت عليه
ومسحت الكسر ،فاستوى الكسر بإذن ال تعالى فنزل يحيى بن عبد ال فلم
ير شيئا فقال :ناولني اليد الخرى فلم ير كسرا فقال :سبحان ال أليس
عهدي به كسرا قبيحا فما هذا ؟ أما إنه ليس بعجب من سحركم معاشر
الشيعة ،فقلت :ثكلتك امك ليس هذا سحر بل إني ذكرت دعاء سمعته من
مولي علي بن الحسين عليهما السلم فدعوت به ،فقال :علمنيه ! فقلت:
أبعد ما سمعت ما قلت ،ل ول نعمة عين ) (2لست من أهله ،قال حمران بن
أعين :فقلت لبي حمزة:
][231
نشدتك بال إل ما أوردتناه فقال :سبحان ال ما ذكرت ما قلت إل وأنا افيدكم اكتبوا:
" بسم ال الرحمن الرحمين يا حي قبل كل حي ،يا حي بعد كل حي يا حي
مع كل حى ،يا حى حين ل حى ،يا حى يبقى ويفنى كل حى ،يا حى ل إله إل
أنت ،يا حي يا كريم ،يا محيي الموتى ،يا قائم على كل نفس بما كسبت إني
أتوجه إليك وأتوسل إليك بجودك وكرمك ورحمتك التي وسعت كل شئ
وأتوجه إليك وأتوسل إليك بحرمة هذا القرآن ،وبحرمة السلم ،وشهادة
أن ل إله إل أنت وحدك ل شرك لك وأن محمدا عبدك ورسولك ،وأتوجه
إليك وأتوسل إليك وأستشفع إليك بنبيك نبي الرحمة محمد صلى ال عليه
وآله وسلم تسليما ،وبأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء
والحسن والحسين عبديك وأمينيك وحجتيك على الخلق أجمعين ،وعلي بن
الحسين زين العابدين ،ونور الزاهدين ،ووارث علم النبيين والمرسلين،
وإمام الخاشعين ،وولى المؤمنين ،والقائم في خلقك أجمعين ،وباقر علم
الولين والخرين ،والدليل على أمر النبيين والمرسلين ،والمقتدي بآبائه
الصالحين وكهف الخلق أجمعين ،وجعفر بن محمد الصادق من أولد
النبيين والمقتدى بآبائه الصالحين ،والبار من عترته البررة المتقين وولي
دينك وحجتك على العالمين ،وموسى بن جعفر العبد الصالح من أهل بيت
المرسلين ،ولسانك في خلقك أجمعين ،والناطق بأمرك ،وحجتك على
بريتك ،و علي بن موسى الرضا المرتضى الزكي المصطفى المخصوص
بكرامتك ،والداعي إلى طاعتك وحجتك على الخلق أجمعين ،ومحمد بن
علي الرشيد القائم بأمرك الناطق بحكمك ]وحقك[ وحجتك على بريتك،
ووليك وابن أوليائك ،وحبيبك وابن أحبائك ،وعلي بن محمد السراج
المنير ،والركن الوثيق القائم بعدلك والداعي إلى دينك ،ودين نبيك،
وحجتك على بريتك ،والحسن بن علي عبدك ووليك وخليفتك المؤدي عنك
في خلقك ،عن آبائه الصادقين وبحق خلف الئمة الماضين والمام الزكي
الهادي المهدي والحجة بعد آبائه على خلقك المؤدي عن علم
][232
نبيك ،ووارث علم الماضين من الوصيين ،المخصوص الداعي إلى طاعتك وطاعة
آبائه الصالحين .يا محمد يا أبا القاسماه ! بأبي أنت وامي إلى ال أتشفع
بك وبالئمة من ولدك وبعلي أمير المؤمنين ،وفاطمة والحسن والحسين،
وعلي بن الحسين ،ومحمد بن علي ،وجعفر ابن محمد ،وموسى بن جعفر،
وعلي بن موسى ،ومحمد بن علي ،وعلي بن محمد ،والحسن ابن علي،
والخلف القائم المنتظر .اللهم فصل عليهم وعلى من اتبعهم وصل على
محمد وآل محمد صلة المرسلين والصديقين والصالحين ،صلة ل يقدر
على إحصائها غيرك .اللهم ألحق أهل بيت نبيك وذريتهم وشيعتهم بنبيك
سيد المرسلين وألحقنا بهم مؤمنين مخبتين فائزين متقين صالحين
خاشعين عابدين موفقين مسددين عاملين زاكين مزكين تائبين ساجدين
راكعين شاكرين حامدين صابرين محتسبين منيبين مصيبين ) .(1اللهم إني
أتولى وليهم ،وأتبرأء إليك من عدوهم ،وأتقرب إليك بحبهم وموالتهم
وطاعتهم ،فارزقني بهم خير الدنيا والخرة ،واصرف عني بهم أهوال يوم
القيامة .اللهم إني اشهد بأنك أنت ال ل إله إل أنت وأن محمدا وعليا
وزوجته وولديه ) (2عبيدك وإماؤك ،وأنت وليهم في الدنيا والخرة ،وهم
أولياؤك والولين ) (3بالمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من
بريتك ،وأشهد أنهم عبادك المؤمنون ،ل يسبقونك بالقول وهم بأمرك
يعملون .اللهم إني أتوسل إليك بهم وأتشفع بهم إليك أن تحييني محياهم،
وتميتني على طاعتهم وملتهم ،وتمنعني من طاعة عدوهم ،وتمنع عدوك
وعدوهم مني ،وتعينني بك وبأوليائك عمن أغنيته عني ،وتسهلني لمن
أحوجتهم إلى ،وأن تجعلني في
][233
حفظك في الدين والدنيا والخرة ،وتلبسني العافية حتى تهنئني المعيشة .والحظنى
بلحظة من لحظاتك الكريمة الرحيمة الشريفة ،تكشف بها عنى ما قد ابتليت
به ،ودبرنى ) (1بها إلى أحسن عاداتك وأجملها عندي ،وقد ضعفت قوتي،
وقلت حيلتي ،ونزل بي مال طاقة لي به ،فردني ) (2إلى أحسن عاداتك،
فقد أيست مما عند خلقك ،فلم يبق إل رجاؤك في قلبي ،وقديما ما مننت
على ،وقدرتك يا سيدي وربي وخالقي ومولي ورازقي على إذهاب ما أنا
فيه كقدرتك على حيث ابتليتنى به .إلهى ذكر عوائدك يونسنى ،رجاء
إنعامك يقربني ،ولم أخل من نعمتك منذ خلقتني ،فأنت يا رب ثقتى
ورجائي ،وإلهى وسيدي والذاب عنى ،والراحم بى ،والمتكفل برزقى،
فأسئلك يا رب محمد وآل محمد ،أن تجعل رشدي بما قضيت من الخير
وحتمته وقدرته ،وأن تجعل خلصى مما أنا فيه ،فانى ل أقدر على ذلك إل
بك وحدك ل شريك لك ،ول أعتمد فيه إل عليك .فكن يا رب الرباب ،ويا
سيد السادات ،عند حسن ظنى بك ،وأعطني مسألتي يا أسمع السامعين،
ويا أبصر الناظرين ،ويا أحكم الحاكمين ،ويا أسرع الحاسبين ،ويا أقدر
القادرين ،ويا أقهر القاهرين ،ويا أول الولين ،ويا آخر الخرين ،ويا
حبيب محمد وعلى وجميع النبياء والمرسلين ،والوصياء المنتجبين ]ويا
حبيب محمد صلى ال عليه وآله وعلى وجميع النبياء والمرسلين،
والوصياء المنتجبين[ ) (3حبيب محمد صلى ال عليه وآله وأوصيائه
وأنصاره وخلفائه وأحبائه المؤمنين ،وحججك البالغين من أهل بيت
الرحمة المطهرين الزاهدين أجمعين ،صل على محمد و ]على[ آل محمد،
وافعل بى ما أنت أهله يا أرحم الراحمين ) - 29 .(4مهج :نقل من مجموع
عتيق قال :كتب الوليد بن عبد الملك إلى صالح ابن عبد ال المري عامله
على المدينة :أبرز الحسن بن الحسن بن علي بن أبى طالب
) (1دبرتني خ (2) .وتردني خ (3) .مهج الدعوات (4) .208 - 205الظاهر أن ما
بين العلمتين تكرار ،وقد ضرب عليه في المصدر.
][234
][235
حاجب المتوكل وكان شيعيا أنه قال :كان المتوكل لحظوة ) (1الفتح بن خاقان عنده
وقربه منه دون الناس جميعا ،ودون ولده وأهله ،أراد أن يبين موضعه
عندهم .فأمر جميع مملكته من الشراف من أهله وغيرهم ،والوزراء
والمراء والقواد ،وسائر العساكر ،ووجوه الناس ،أن يزينوا بأحسن
التزيين ،ويظهروا في أفخر عددهم وذخائرهم ،ويخرجوا مشاة بين يديه،
وأن ل يركب أحد إل هو والفتخ بن خاقان خاصة بسر من رأى ،ومشى
الناس بين أيديهما على مراتبهم رجالة ،وكان يوما قائظا شديد الحر،
وأخرجوا في جملة الشراف أبا الحسن علي بن محمد عليهما السلم وشق
مالقيه من الحر والزحمة .قال زرافة :فأقبلت إليه وقلت له :يا سيدي يعز
وال على ما تلقى من هذه الطغاة ،وما قد تكلفته من المشقة ،وأخذت بيده
فتوكأ على وقال :يا زرافة ما ناقة صالح عند ال بأكرم مني أو قال :بأعظم
قدرا مني ،ولم أزل اسائله وأستفيد منه ،و احادثه إلى أن نزل المتوكل من
الركوب ،وأمر الناس بالنصراف .فقدمت إليهم دوابهم فركبوا إلى
منازلهم ،وقدمت بغلة له فركبها وركبت معه إلى داره فنزل وودعته
وانصرفت إلى داري :،ولولدي مؤدب يتشيع من أهل العلم والفضل ،وكانت
لي عادة بإحضاره عند الطعام ،فحضر عند ذلك وتجارينا الحديث ،وما
جرى من ركوب المتوكل والفتح ،ومشي الشراف وذوي القدار بين
أيديهما ،وذكرت له ما شاهدته من أبي الحسن علي بن محمد عليهما
السلم وما سمعته من قوله " ما ناقة صالح عند ال بأعظم قدرا مني ".
وكان المؤدب يأكل معي فرفع يده وقال :بال إنك سمعت هذا اللفظ منه ؟
فقلت له :وال إني سمعته يقوله ،فقال لي :اعلم أن المتوكل ل يبقى في
مملكته أكثر من ثلثة أيام ،ويهلك ،فانظر في أمرك وأحرز ما تريد إحرازه
وتأهب لمرك كي ل يفجؤكم هلك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث
) (1في المصدر :يحضره ،والتصحيح من البحار نفسه ج 50ص 192في تاريخ
المام الهادى عليه السلم.
][236
أو سبب يجري .فقلت له :من أين لك ذلك ؟ فقال :أما قرأت القرآن في قصة صالح
والناقة وقوله تعالى " :تمتعوا في داركم ثلثة أيام ذلك وعد غير مكذوب "
) (1ول يجوز أن تبطل قول المام ،قال زرافة ،فو ال ما جاء اليوم الثالث
حتى هجم المنتصر ومعه بغا ووصيف والتراك على المتوكل فقتلوه
وقطعوه والفتح بن خاقان جميعا قطعا حتى لم يعرف أحدهما من الخر،
وأزال ال نعمته ومملكته ،فلقيت المام أبا الحسن عليه السلم بعد ذلك،
وعرفته ما جرى مع المؤدب ،وما قاله ،فقال :صدق إنه لما بلغ مني الجهد
رجعت إلى كنوز نتوارثها من آبائنا هي أعز من الحصون والسلح
والجنن ،وهو دعاء المظلوم على الظالم ،فدعوت به عليه فأهلكه ال،
فقلت :يا سيدي إن رأيت أن تعلمنيه فعلمنيه وهو " :اللهم ) (2إني وفلنا
عبدان من عبيدك ،نواصينا بيدك ،تعلم مستقرنا ومستودعنا ،وتعلم منقلبنا
ومثوانا ،وسرنا وعلنيتنا ،وتطلع على نياتنا وتحيط بضمائرنا ،علمك بما
تبديه كعلمك بما تخفيه ،ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره ول
ينطوي عليك شئ من امورنا ،ول يستتر دونك حال من أحوالنا ،ول لنا
منك معقل يحصننا ،ول حرز يحرزنا ،ول مهرب يفوتك منا .ول يمتنع
الظالم منك بسلطانه ،ول يجاهدك عنه جنوده ) (3ول يغالبك مغالب بمنعة،
ول يعازك متعزز بكثرة ) (4أنت مدركه أين ما سلك ،وقادر
) (1هود ص (2) .65في المصدر :اللهم انك أنت الملك المتعزز بالكبرياء ،المتفرد
بالبقاء ،الحى القيوم المقتدر القهار ،الذى ل اله ال أنت ،أنا عبدك وأنت
ربى ظلمت نفسي ،واعترفت باساءتى وأستغفر اليك من ذنوبي ،فانه ل
يغفر الذنوب ال أنت ،اللهم انى وفلن بن فلن الخ (3) .جوده ،خ ل(4) .
يقال عازه معازة :أي عارضه في العزة.
][237
عليه أين لجأ ،فمعاذ المظلوم منا بك ،وتوكل المقهور منا عليك ،ورجوعه إليك،
ويستغيث بك إذا خذله المغيث ،ويستصرخك إذا قعد عنه النصير ،ويلوذ بك
إذا نفته الفنية ،ويطرق بابك إذا غلقت دونه البواب المرتجة ،ويصل إليك
إذا احتجبت عنه الملوك الغافلة .تعلم ما حل به قبل أن يشكوه إليك وتعرف
ما يصلحه قبل أن يدعوك له فلك الحمد سميعا بصيرا لطيفا قديرا .اللهم إنه
قد كان في سابق علمك وقضائك ،وماضي حكمك ونافذ مشيتك في خلقك
أجمعين ،سعيدهم وشقيهم ،وفاجرهم وبرهم ،أن جعلت لفلن بن فلن على
قدرة فظلمني بها ،وبغى علي لمكانها ،وتعزز على بسلطانه الذي خولته
إياه ،وتجبر على بعلو حاله التى جعلتها له وغره إملؤك له ،وأطغاه حلمك
عنه .فقصدني بمكروه عجزت عن الصبر عليه ،وتعمدني بشر ضعفت عن
احتماله ،ولم أقدر على النتصار لضعفي ،والنتصاف منه لذلي ،فوكلته
إليك وتوكلت في أمره عليك ،وتواعدته بعقوبتك ،وحذرته سطوتك،
وخوفته نقمتك فظن أن حلمك عنه من ضعف ،وحسب أن إملءك له من
عجز ،ولم تنهه واحدة عن اخرى ،ول انزجر عن ثانية باولى ،ولكنه
تمادى في غيه ،وتتابع في ظلمه ولج في عدوانه ،واستشرى في طغيانه،
جراءة عليك يا سيدي ،وتعرضا لسخطك الذي ل ترده عن القوم الظالمين،
وقلة اكتراث ببأسك الذي ل تحبسه عن الباغين .فها أنا ذا يا سيدي
مستضعف في يديه ،مستضام تحت سلطانه ،مستذل بعقابه ،مغلوب مبغي
علي مقصود وجل خائف مروع مقهور ،قد قل صبري وضاقت حيلتي،
وانغلقت علي المذاهب إل إليك ،وانسدت علي الجهات إل جهتك والتبست
علي اموري في رفع مكروهه عني ،واشتبهت علي الراء في إزالة ظلمه
وخذلني من استنصرته من عبادك ،وأسلمني من تعلقت به من خلقك طرا،
واستشرت نصيحي فأشار علي بالرغبة إليك ،واسترشدت دليلي فلم يدلني
إل عليك.
][238
فرجعت إليك يا مولي صاغرا راغما مستكينا عالما أنه ل فرج لي إل عندك ،ول
خلص لي إل بك ،أنتجز وعدك في نصرتي ،واجابة دعائي ،فانك قلت
وقولك الحق الذي ل يرد ول يبدل " ومن بغي عليه لينصرنه ال " وقلت
جل جللك وتقدست أسماؤك " ادعوني أستجب لكم " وأنا فاعل ما أمرتني
فاستجب لي كما وعدتني .وإني لعلم يا سيدي أن لك يوما تنتقم فيه من
الظالم للمظلوم ،وأتيقن أن لك وقتا تأخذ فيه من الغاضب للمغضوب ،لنك
ل يسبقك معاند ول يخرج عن قبضتك منابذ ،ول تخاف فوت فائت ،ولكن
جزعي وهلعي ل يبلغان بي الصبر على أناتك ،وانتظار حلمك ،فقدرتك يا
مولي فوق كل قدرة ،وسلطانك غالب كل سلطان ،ومعاد كل أحد إليك وإن
أمهلته ،ورجوع كل ظالم إليك وإن أنظرته ،وقد أضرني يا رب حلمك عن
فلن بن فلن ،وطول أناتك له وإمهالك إياه وكاد القنوط يستولى علي لول
الثقة بك ،واليقين بوعدك .فان كان في قضائك النافذ ،وقدرتك الماضية أن
ينيب أو يتوب ،أو يرجع عن ظلمي أو يكف مكروهه عني ،وينتقل عن
عظيم ما ركب مني ،فصل على محمد وآل محمد ،وأوقع ذلك في قلبه
الساعة الساعة قبل إزالته نعمتك التي أنعمت بها علي ،و تكديره معروفك
الذي صنعته عندي .وإن كان في علمك به غير ذلك ،من مقام على ظلمي،
فأسئلك يا ناصر المظلوم المبغى عليه إجابة دعوتي ،فصل على محمد وآل
محمد ،وخذه من مأمنه أخذ عزيز مقتدر ،وأفجئه في غفلته مفاجاة مليك
منتصر ،واسلبه نعمته وسلطانه وفل ) (1عنه جنوده وأعوانه ومزق ملكه
كل ممزق ،وفرق أنصاره كل مفرق ،وأعره من نعمتك التي لم يقابلها
بالشكر ،وانزع عنه سربال ) (2عزه الذي لم يجازه بالحسان ،واقصمه يا
قاصم الجبابرة ،وأهلكه يا مهلك القرون
) (1امر من فل القوم يفل :أي كسرهم وهزمهم ،وفى المصدر وافضض عنه
جموعه (2) .لباس عزه خ ل.
][239
الخالية ،وأبره يا مبير المم الظالمة ) (1واخذله يا خازل الفئات الباغية ،وابتره
عمره وابتزه ملكه ،وعف أثره ،واقطع خبره ،وأطفئ ناره وأظلم نهاره،
وكور شمسه ،وأهشم شدته ) (2وجذ سنامه ) (3وأرغم أنفه ،ول تدع له
جنة إل هتكتها ،ول دعامة إل قصمتها ول كلمة مجتمعة إل فرقتها ،ول
قائمة علو إل وضعتها ،ول ركنا إل وهنته ،ول سببا إل قطعته .وأره
أنصاره وجنده عباديد بعد اللفة ،وشتى بعد اجتماع الكلمة ،ومقنعي
الرؤوس بعد الظهور على المة ،واشف بزوال أمره القلوب المنقلبة
الوجلة والفئذة اللهفة ،والمة المتحيرة ،والبرية الضائعة ،وأدل ببواره
الحدود المعطلة ،والحكام المهملة ،والسنن الدائرة ،والمعالم المغيرة )(4
واليات المحرفة والمدارس المهجورة ،والمحاريب المجفوة ،والمساجد
المهدومة .وأشبع به الخماص الساغبة ،وأرو به اللهوات اللغبة،
والكباد الظامئة ،و أرح به القدام المتعبة ،واطرقه بليلة ل اخت لها،
وساعة ل شفاء منها ،وبنكبة ل انتعاش معها ،وبعثرة ل إقالة منها ،وأبح
حريمه ،ونغص نعمته ) (5وأره بطشتك الكبرى ،ونقمتك المثلى ،وقدرتك
التي هي فوق كل قدرة ،وسلطانك الذي هو أعز من سلطانه ،واغلبه لي
بقوتك القوية ،ومحالك الشديد ،وامنعني بمنعتك التي كل خلق فيها ذليل،
وابتله بفقر ل تجبره ،وبسوء ل تستره ،وكله إلى نفسه فيما يريد ،إنك
فعال لما تريد.
) (1الطاغية خ ل (2) .في المصدر ص 70في ذكر قنوت المام موسى بن جعفر
عليه السلم " :واهشم سوقه " ) (3جذ الشئ الصلب :كسره أو قطعه
مستأصل ،وفى المصدر في الموضعين " :وجب سنامه " والجب أيضا:
القطع ،وخصوصا قطع السنام ،يقال بعير أجب :أي مقطوع السنام
والجبب قطع السنام أو ان يأكله الرجل فل يكبر (4) .والتلوات المغيرة
خ ل (5) .نعيمه خ ل.
][240
وأبرئه من حولك وقوتك ،وأحوجه إلى حوله وقوته ،وأذل مكره بمكرك وادفع
مشيته بمشيتك ،واسقم جسده ،وأيتم ولده ،وانقص أجله ،وخيب أمله،
وأدل دولته ،وأطل عولته ،واجعل شغله في بدنه ،ول تفكه من حزنه
وصير كيده في ضلل ،وأمره إلى زوال ،ونعمته إلى انتقال ،وجده في
سفال ،و سلطانه في اضمحلل ،وعاقبة أمره إلى شر حال ،وأمته بغيظه
إذا أمته ،وأبقه لحزنه إن أبقيته ،وقني شره وهمزه ولمزه ،وسطوته
وعداوته ،والمحه لمحه تدمر بها عليه ،فانك أشد بأسا وأشد تنكيل ).(1
ق :ذكر باسناد عن زرافة حاجب المتوكل :وذكر مثله سواء .أقول :ومن
الدعية المشهورة دعاء الحرز اليماني المعروف بالدعاء السيفي أيضا
وقد رأيت في ذلك عدة طرق وروايات مختلفات ،ولنذكر هنا المهم منها
إنشاء ال تعالى - 31 .مهج :الدعاء المعروف باليماني :أخبرنا أبو عبد
ال الحسين بن إبراهيم ابن علي القمي المعروف بابن الخياط ،عن هارون
بن موسى التلعكبري ،عن عبد الواحد بن عبد ال بن يونس الموصلي،
عن علي بن محمد بن أحمد العلوي ،عن عبد الرحمان بن علي بن زياد
قال :قال عبد ال بن عباس وعبد ال بن جعفر :بينما نحن عند مولنا أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ال عليه ذات يوم ،إذ دخل الحسن بن
علي عليهما السلم فقال :يا أمير المؤمنين بالباب رجل يستأذن عليك ينفح
منه ريح المسك ،قال له :ائذن له .فدخل رجل جسيم وسيم ،له منظر رائع،
وطرف فاضل ) (2فصيح اللسان
) (1مهج الدعوات ،337 - 330 :وزاد بعده :اقول :وقد تقدم أيضا نحو هذا الدعاء
عن مولنا الهادى ]الكاظم ظ[ وبينهما تفاوت ،ولهذا حديث رأيته لتلك
الرواية " لكنه ذكر الدعاء في قنوت المام موسى بن جعفر عليه السلم
ص ،72 - 67واوله " اللهم انى وفلن بن فلن كما نقله المؤلف
العلمة ههنا ،راجعه ان شئت (2) .منظر رائع ،أي يعجب الناس بحسنه
وجهارة رونقه ،وطرف فاضل :الطرف
][241
عليه لباس الملوك ،فقال :السلم عليك يا أمير المؤمنين ورحمة ال وبركاته ،إني
رجل من أقصى بلد اليمن ،ومن أشراف العرب ،ممن انتسب إليك ،وقد
خلفت ورائي ملكا عظيما ،ونعمة سابغة ،وإني لفي غضارة من العيش،
وخفض من الحال ،و ضياع ناشئة ،وقد عجمت المور ،ودربتني الدهور )
،(1ولي عدو مشح وقد أرهقني ،وغلبني بكثرة نفيره ،وقوة نصيره،
وتكاثف جمعه ،وقد أعيتني فيه الحيل .وإني كنت راقدا ذات ليلة حتى أتاني
التي ،فهتف بي أن قم يا رجل إلى خير خلق ال بعد نبيه أمير المؤمنين
صلوات ال عليهما ،وعلى آلهما ،فاسأله أن يعلمك الدعاء الذي علمه
حبيب ال وخيرته وصفوته من خلقه ،محمد بن عبد ال بن عبد المطلب
بن هاشم صلوات ال عليه وعلى آله ،ففيه اسم ال ]العظم[ عزوجل فادع
به على عدوك المناصب لك .فانتبهت يا أمير المؤمنين ولم أعرج على شئ
حتى شخصت في أربع مائة عبد نحوك ،إني اشهد ال واشهد رسوله
واشهدك أنهم أحرار ،وقد أعتقهم لوجه ال جلت عظمته وقد جئتك يا أمير
المؤمنين من فج عميق ،وبلد شاسع ،قد ضؤل جرمي ،ونحل جسمي
فامنن علي يا أمير المؤمنين بفضلك ،وبحق البوة والرحم الماسة ،علمني
الدعاء الذي رأيت في منامي ،وهتف بي أن أرحل فيه إليك .فقال مولنا
أمير المؤمنين صلوات ال عليه :نعم أفعل ذلك إنشاء ال ،ودعا بدواة
وقرطاس وكتب له هذا الدعاء وهو " :بسم ال الرحمن الرحيم اللهم أنت
ال الملك الحق الذي ل إله إل أنت ،وأنا عبدك ]وأنت ربي[ ظلمت نفسي،
واعترفت بذنبي ،ول يغفر الذنوب
][242
إل أنت ،فاغفر لي يا غفور يا شكور .اللهم إني أحمدك وأنت للحمد أهل على ما
خصصتني به من مواهب الرغائب وما وصل إلي من فضلك السابغ ،وما
أوليتني به من إحسانك إلي ،وبوأتني به من مظنة العدل ،وأنلتني من منك
الواصل إلي ومن الدفاع عني ،والتوفيق لي والجابة لدعائي ،حتى اناجيك
داعيا ،وأدعوك مضاما ،وأسألك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا )(1
وفي المور ناظرا ،ولذنوبي غافرا ،ولعوراتي ساترا .لم أعدم خيرك طرفة
عين مذ أنزلتني دار الختبار لتنظر ما اقدم لدار القرار فأنا عتيقك من
جميع الفات ،والمصائب في اللوازب ،والغموم التي ساورتني فيها الهموم
) (2بمعاريض أصناف البلء ،ومصروف ) (3جهد القضاء ،ل أذكر منك
إل الجميل ،ول أرى منك غير التفضيل .خيرك لي شامل ،وفضلك على
متواتر ،ونعمتك عندي متصلة ،وسوابق لم تحقق حذاري ) (4بل صدقت
رجائي ،وصاحبت أسفاري ،وأكرمت أحضاري ،و شفيت أمراضي
وأوصابي ) (5وعافيت منقلبي ومثواي ،ولم تشمت بي أعدائي ورميت من
رماني ،وكفيتني مؤنة من عاداني .فحمدي لك واصل وثنائي لك دائم من
الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح خالصا لذكرك ،ومرضيا لك بناصع
التوحيد ،وإمحاض التمجيد ،بطول التعديد ومزية أهل المزيد ،لم تعن في
قدرتك ،ولم تشارك في إلهيتك ،ولم تعلم إذ حبست
) (1في المصدر :جارا (2) .ساوره الهموم :وثبت عليه (3) .صروف جهد البلء
خ ل (4) .أي انى كنت أحذر أن تفوتنى نعمك فتخذلني ،لكنك لم تحقق
حذارى هذا بسلب نعمك بل صدقت رجائي بدوام نعمك (5) .الوصاب
جمع وصب -محركة -المرض والوجع الدائم ،قال ابن دريد :الوصب
نحول الجسم من تعب أو مرض ،وقد يطلق التعب والفتور في البدن.
][243
الشياء على الغرائز ،ول خرقت الوهام حجب الغيوب فتعتقد فيك محدودا في
عظمتك .فل يبلغك بعد الهمم ،ول ينالك غوص الفكر ،ول ينتهى إليك نظر
ناظر في مجد جبروتك ،ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك ،وعل
عن ذلك كبرياء عظمتك ل ينقص ما أردت أن يزداد ،ول يزداد ما أردت أن
ينقص ،ول أحد حضرك حين برأت النفوس .كلت الوهام ) (1عن تفسير
صفتك ،وانحسرت العقول عن كنه عظمتك ،وكيف توصف وأنت الجبار
القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك ،ليس فيها غيرك ،ولم
يكن لها سواك ،حار في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير ،فتواضعت الملوك
لهيبتك ،وعنت الوجوه بذل الستكانة لك ،وانقاد كل شئ لعظمتك واستسلم
كل شئ لقدرتك ،وخضعت لك الرقاب ،وكل دون ذلك تحبير اللغات وضل
هنالك التدبير في تصاريف الصفات ،فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه
حسيرا وعقله مبهورا وتفكره متحيرا .اللهم فلك الحمد متواترا متواليا،
متسقا مستوثقا ،يدوم ول يبيد ،غير مفقود في الملكوت ،ول مطموس في
العالم ،ول منتقص في العرفان ،ولك الحمد مال تحصى مكارمه في الليل
إذا أدبر ،والصبح إذا أسفر ،وفي البراري والبحار ،والغدو والصال،
والعشي والبكار ،وفي الظهاير والسحار .اللهم بتوفيقك قد أحضرتني
الرغبة ،وجلعتني منك في ولية العصمة ،فلم أبرح في سبوغ نعمائك،
وتتابع آلئك ،محفوظا لك في المنعة والدفاع ،محوطا بك في مثواي
ومنقلبي ،ولم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إل طاقتي ،وليس شكري
وإن بالغت في المقال وبالغت في الفعال ،ببالغ أداء حقك ،ول مكافيا
لفضلك ،لنك أنت ال الذي ل إله إل أنت ،لم تغب ول تغيب عنك غائبة ،ول
تخفى عليك خافية ،ولم تضل لك ) (2في ظلم الخفيات ضالة ،إنما أمرك إذا
أردت شيئا
][244
أن تقول له كن فيكون .اللهم لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك و ]أضعاف ما[
حمدك به الحامدون ومجدك به الممجدون ،وكبرك به المكبرون ،وعظمك
به المعظمون ،حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين وأقل من ذلك
مثل حمد الحامدين ،وتوحيد أصناف المخلصين ،وتقديس أجناس العارفين،
وثناء جميع المهللين ،ومثل ما أنت به عارف من رزقك اعتبارا وفضل
وسألتني منه يسيرا صغيرا ،وأعفيتني من جميع خلقك من الحيوان.
وأرغب إليك في رغبة ما أنطقتني ب من حمدك ،فما أيسر ما كلفتني به
من حقك ،وأعظم ما وعدتني على شكرك ،ابتدأتني بالنعم فضل وطول،
وأمرتني بالشكر حقا وعدل ،ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا ،وأعطيتني
من رزقك اعتبارا و فضل ) (1وسألتني منه يسيرا صغيرا ،وأعفيتني من
جهد البلء ،ولم تسلمني للسوء من بلئك .مع ما أوليتني من العافية،
وسوغت من كرايم النحل ،وضاعفت لى الفضل معما أودعتني من الحجة )
(2الشريفة ويسرت لى من الدرجة الرفيعة ،واصطفيتني بأعظم النبيين
دعوة ،وأفضلهم شفاعة محمد صلى ال عليه وآله .اللهم اغفر لى ما ل
يسعه إل مغفرتك ،ول يمحقه ) (3إل عفوك ،ول يكفره إل فضلك ،وهب لي
في يومي هذا يقينا تهون على به مصيبات الدنيا وأحزانها بشوق إليك،
ورغبة فيما عندك ،واكتب لي عندك المغفرة ،وبلغني الكرامة ،وارزقني
شكر ما أنعمت به على ،فانك أنت ال الواحد الرفيع البدئ البديع السميع
العليم ،الذي ليس لمرك مدفع ،ول عن قضائك ممتنع .أشهد أنك ربي
ورب كل شئ ،فاطر السموات والرض ،عالم الغيب والشهاة العلى الكبير.
) (1اختبارا وغرضا خ ل (2) .المحجة خ ل كما في المصدر (3) .ول يلحقه خ ل.
][245
اللهم إني أسئلك الثبات في المر ،والعزيمة على الرشد ،والشكر على نعمتك،
وأعوذ بك من جور كل جائر ،وبغى كل باغ ،وحسد كل حاسد بك أصول
على العداء ،وبك أرجو ولية الحباء ،مع مال أستطيع إحصاءه ول
تعديده من عوائد فضلك وطرف رزقك ،وألوان ما أوليت من إرفادك فانك
أنت ال الذي ل إله إل أنت الفاشى في الخلق رفده ،الباسط بالحق )(1
يدك ،ول تضاد في حكمك ،ول تنازع في أمرك ،تملك من النام ما تشاء،
ول يملكون إل ما تريد .قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع
الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل
شئ قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من
الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب .أنت المنعم
المفضل ) (2الخالق البارئ القادر القاهر المقدس في نور القدس ترديت
بالمجد والعز ،وتعظمت بالكبرياء ،وتغشيت بالنور والبهاء ،وتجللت
بالمهابة والسناء ،لك المن القديم ،والسلطان الشامخ والجود الواسع،
والقدرة المقتدرة ،جعلتني من أفضل بني آدم وجعلتني سميعا بصيرا
صحيحا سويا معافا ]و[ لم تشغلني نقصانا في بدني ،ولم تمنعك كرامتك
إياي ،وحسن صنيعك عندي وفضل إنعامك ) (3على أن وسعت على في
الدنيا ،وفضلتني على كثير من أهلها :فجعلت لي سمعا وفؤادا يعرفان
عظمتك ،وأنا بفضلك حامد ،وبجهد نفسي لك شاكر ،وبحقك شاهد ،فانك
حي قبل كل حي ،وحي بعد كل حي وحى ترث الحياة ،لم تقطع خيرك عني
طرفة عين في كل وقت ،ولم تنزل بي عقوبات النقم .ولم تغير على دقائق
العصم ،فلو لم أذكر من إحسانك إل عفوك وإجابة دعائي حين رفعت رأسي
بتحميدك ،وتمجيدك ،وفي قسمة الرزاق حين قدرت ،فلك الحمد عدد ما
حفظ علمك وعدد ما أحاطت به قدرتك ،وعدد ما
][246
وسعته رحمتك .اللهم فتمم إحسانك فيما بقى كما أحسنت فيما مضى فاني أتوسل
بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وتكبيرك وتعظيمك ،وبنورك ورأفتك
ورحمتك وعلوك وجمالك وجللك وبهائك وسلطانك وقدرتك وبمحمد وآله
الطاهرين أل تحرمنى رفدك وفوائدك ،فانه ل يعتريك لكثرة ما يندفق به
عوائق البخل ول ينقص جودك تقصير في شكر نعمتك ول تفني خزائن
مواهبك النعم ،ول تخاف ضيم إملق فتكدى ،ول يلحقك خوف عدم فينقص
فيض فضلك .اللهم ارزقني قلبا خاشعا ،ويقينا صادقا ،ولسانا ذاكرا ،ول
تؤمني مكرك ول تكشف عني سترك ول تنسني ذكرك ،ول تباعدني من
جوارك ،ول تقطعني من رحمتك ،ول تويسني من روحك ،وكن لى انسا من
كل وحشة ،واعصمني من كل هلكة ،ونجنى من كل بلء فانك ل تخلف
الميعاد .اللهم ارفعني ول تضعنى ،وزدني ول تنقصني ،وارحمني ول
تعذبني ،وانصرني ول تخذلني ،وآثرني ول تؤثر على ،وصل على محمد
وآل محمد الطيبين الطاهرين وسلم تسليما .قال ابن عباس رضى ال عنه:
ثم قال له :انظر إن حفظ لك ،ول تدعن قراءته يوما واحدا ،فانى أرجو أن
توافي بلدك ،وقد أهلك ال عدوك ،فانى سمعت رسول ال صلى ال عليه
وآله يقول :لو أن رجل قرأ هذا الدعاء بنية صادقة ،وقلب خاشع ثم أمر
الجبال أن تسير معه لسارت ،وعلى البحر لمشى عليه .وخرج الرجل إلى
بلده فورد كتابه على مولنا أمير المؤمنين عليه السلم بعد أربعين يوما
أن ال قد أهلك عدوه ،حتى أنه لم يبق في ناحيته رجل واحد ،فقال مولنا
أمير المؤمنين صلوات ال عليه وآله :قد علمت ذلك ،ولقد علمنيه رسول
ال صلى ال عليه وآله وما استعسر على أمر إل استيسر به )- 32 .(1
مهج :دعاء اليماني برواية اخرى :حدثنا زيد بن جعفر العلوي
][247
عن محمد بن عبد ال بن البساط ،عن المغيرة بن عمر بن الوليد العزرمى المكى،
عن مفضل بن محمد الحسيني ،عن إبراهيم بن محمد الشافعي ومحمد بن
يحيى بن أبى عمر العبدي ،عن فضيل بن عياض ،عن عطاء بن السائب،
عن طاوس ،عن ابن عباس قال :كنت ذات يوم جالسا عند أمير المؤمنين
على بن أبي طالب صلوات ال عليه نتذاكر فدخل ابنه الحسن صلوات ال
عليه فقال :يا أمير المؤمنين بالباب فارس يطلب الذن عليك ،قد سطع منه
رائحة المسك والعنبر ،فقال :ائذن له .فدخل رجل جسيم وسيم ،حسن
الوجه والهيئة ،عليه لباس الملوك ،فقال :السلم عليك يا أمير المؤمنين
ورحمة ال وبركاته ،فقال علي عليه السلم :وعليك السلم ثم أدناه
وقربه ،فقال :يا أمير المؤمنين إني صرت إليك من أقصى بلد اليمن ،وأنا
رجل من أشراف العرب ،وممن ينسب إليك ،وقد خلفت ورائي مملكة
عظيمة ،ونعمة سابغة ،وضياعا ناشئة ،وإني لفي غضارة من العيش،
وخفض من الحال ،وبازائي عدو يريد المزايلة والمغالبة على نعمتي،
همته التحصن والمخاتلة لي ،وقد نشر لمحاربتي ومناوشتي منذ حجج
وأعوام ،وقد أعيتني فيه الحيلة .وكنت يا أمير المؤمنين نمت ليلة فهتف
بي هاتف أن قم وأرسل إلى خليفة ال أمير المؤمنين علي بن أبيطالب
عليه السلم واسأله أن يعلمك الدعاء الذي علمه رسول ال صلى ال عليه
وآله ففيه اسم ال العظم وكلماته التامات ،فانك تستحق به من ال
عزوجل الجابة والنجاة من عدوك هذا المناصب لك .فلما انتبهت لم
أتمالك ،ولم عرجت على شئ حتى شخصت نحوك في أربعمائة عبد ،وإني
اشهد ال عزوجل واشهدك أني قد أعتقتهم لوجه ال عزوجل فانهم أحرار،
وقد أزلت عنهم الرق والملكة ،وقد جئتك يا أمير المؤمنين من بلد شاسع،
وموضع شاحط ) (1وفج عميق ،قد تضاءل في البلد بدني ،ونحل فيه
جسمي ،فامنن علي يا أمير المؤمنين بحق البوة والرحم الماسة ،وعلمني
هذا
][248
الدعاء الذي رأيت في نومي أن أرتحل فيه إليك ،فقال :نعم ثم دعا بدواة وقرطاس
فكتب فيه وكتب أنا أيضا وهو هذا الدعاء :بسم ال الرحمن الرحيم الحمد
ل رب العالمين والعاقبة للمتقين ،وصلى ال على محمد خاتم النبيين،
وعلى أهله بيته أجمعين اللهم إني أحمدك وأنت للحمد أهل على ما
خصصتني به من مواهب الرغائب ،ووصل إلى من فضائل الصنائع ،وما
أوليتني به من إحسانك وبوأتني به من مظنة الصدق ،وأنلتني به من منك
الواصل إلى ،ومن الدفاع عني ،والتوفيق لي ،والجابة لدعائي ،حين
اناجيك راغبا و أدعوك مصافيا وحتى ) (1أرجوك ،وأجدك في المواضع
كلها لي جابرا ) (2وفي المواطن ناظرا وعلى العداء ناصرا وللذنوب
ساترا .لم أعدم فضلك طرفة عين مذ أنزلتني دار الختبار ،لتنظر ما اقدم
الدار القرار ،فأنا عتيقك من جميع المصائب واللوازب ،والغموم التي
ساروتني فيها الهموم بمعاريض أصناف البلء ،ومصروف جهد القضاء،
ل أذكر منك إل الجميل ،ول أرى منك إل التفضيل .خيرك لي شامل،
وفضلك على متواتر ،ونعمتك عندي متصلة ،لم تحقق حذارى وصدقت
رجائي ،وصاحبت أسفاري ،وأكرمت أحضارى ،وشفيت أمراضي وعافيت
منقلبي ومثواى ،ولم تشمت بى أعدائي ،ورميت من رماني ،وكفيتني
شنآن من عاداني .فحمدي لك واصل ،وثنائي عليك دائم ،من الدهر إلى
الدهر ،بألوان التسبيح ،خالصا لذلك ،ومرضيا لك بناصع التحميد،
وإخلص التوحيد وإمحاض التمجيد ،بطول التعديد في إكذاب ) (3أهل
التنديد ،لم تعن في قدرتك ،ولم تشارك في إلهيتك ،ولم تعاين إذ حبست
الشياء على الغرائز المختلفات ،ول خرقت الوهام حجب الغيوب إليك،
فاعتقدت منك محدودا في عظمتك .ل يبلغك بعد الهمم ،ول ينالك غوص
الفطن ،ول ينتهى إليك نظر الناظر ،في
) (1حين خ ل (2) .جارا خ ،كما في المصدر (3) .واكذاب خ.
][249
مجد جيروتك ،ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك ،وعل عن ذلك كبير )(1
عظمتك ل ينقص ما أردت أن يزداد ،ول يزداد ما أردت أن ينقص ،ل أحد
شهدك حين فطرت الخلق ،ولند حضرك حين بدأت ) (2النفوس ،كلت
اللسن عن تفسير صفتك وانحسرت العقول عن كنه معرفتك ،وكيف
توصف وأنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك،
ليس فيها غيرك ،ولم يكن لها سواك ول هجمت العيون ) (3عليك فتدرك
إنشاء ،ول تهتدي القلوب لصفتك ول تبلغ العقول جلل عزتك .حارت في
ملكوتك عميقات مذاهب التفكير ،فتواضعت الملوك لهيبتك وعنت الوجوه
بذلة الستكانة لك ،وانقاد كل شئ لعظمتك ،واستسلم كل شئ لقدرتك
وخضعت لك الرقاب ،وكل دون ذلك تحبير اللغات ،وضل هنالك التدبير في
تضاعيف ) (4الصفات ،فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا ،وعقله
مبهوتا وتفكره متحيرا .اللهم فلك الحمد متواترا متواليا ،متسقا مستوسقا،
يدوم ول يبد غير مفقود في الملكوت ،ول مطموس في العالم ول منتقص
في العرفان ،ولك الحمد فيما ل تحصى مكارمه في الليل إذا أدبر ،والصبح
إذا أسفر ،وفي البر والبحار والغدو والصال ،والعشي والبكار ،والظهيرة
والسحار .اللهم بتوفيقك قد أحضرتني التجاة ،وجعلتني منك في ولية
العصمة ،فلم أبرح في سبوغ نعمائك ،وتتابع آلئك ،محفوظا لك في المنعة
والدفاع ،لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إل طاعتي ،فليس شكرى
ولو دئبت منه في المقال وبالغت في الفعال يبلغ أدنى حقك ) (5ول مكاف
فضلك ،لنك أنت ال الذي ل إله إل أنت ،لم تغب ول يغيب عنك غائبة ،ول
تخفى في غوامض الولئج عليك
) (1كبرياء خ ل (2) .برأت خ ل (3) .العيان خ ل (4) .تصاريف خ ل (5) .ببالغ
أداء حقك خ ل.
][250
خافية ،ولم تضل لك في ظلم الخفيات ضالة إنما أمرك إذا شئت ) (1أن تقول له كن
فيكون .اللهم فلك الحمد مثل ما حمدت به نفسك ،وحمدك به الحامدون،
ومجدك به الممجدون ،وكبرك به المكبرون ،وعظمك به المعظمون ،حتى
يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين ،وأقل من ذلك ،مثل حمد الحامدين
وتوحيد أصناف المخلصين وثناء جميع المهللين وتقديس أحبائك
العارفين ،ومثل ما أنت عارف به ومحمود به في جميع خلقك من الحيوان،
وأرغب إليك في البركة ) (2ما أنطقتني به من حمدك .فما أيسر ما كلفتني
من حمدك ،وأعظم ما وعدتني على شكرك ،من ثوابه ابتداء للنعم )(3
فضل وطول ،وأمرتني بالشكر حقا وعدل ،ووعدتني أضعافا ومزيدا،
وأعطيتني من رزقك اعتبارا وفرضأ وسألتني منه صغيرا ،وأعفيتني من
جهد البلء ولم تسلمني للسوء من بلئك .وجعلت بليتي ) (4العافية
أوليتني بالبسيطة ) (5والرخاء ،وشرعت لي أيسر الفضل مع ما وعدتني
من المحجة الشريفة ،ويسرت لي من الدرجة الرفيعة ،و اصطفيتني بأعظم
النبيين دعوة ،وأفضلهم شفاعة ،محمد صلى ال عليه وآله .اللهم فاغفر
لي مال يسعه إل مغفرتك ،ول يمحاه إل عفوك ،ول يكفره إل فضلك ،وهب
لي في يومي هذا يقينا يهون علي مصيبات الدنيا وأحزانها ،وشوقا إليك
ورغبة فيما عندك ،واكتب لي من عندك المغفرة ،وبلغني الكرامة ]من
عندك[ وارزقني شكر ما أنعمت به علي فانك أنت ال الواحد الرفيع البدئ
البديع السميع
) (1إذا أردت خ ل (2) .في شكر ما انطقتني خ ل (3) .ابتدأتنى بالنعم خ ل(4) .
ومنحتني العافية خ ،مع ما أوليتني خ ل ،كما مر في الدعاء السابق(5) .
البسطة خ ل.
][251
العليم الذي ليس لمرك مدفع ،ول عن فضلك ممنع ) .(1وأشهد أنك ربي ورب كل
شئ ،فاطر السموات والرض ،عالم الغيب والشهادة ،العلي الكبير .اللهم
إني أسئلك الثبات في المر ،والعزيمة على الرشد ،والشكر على نعمتك،
وأعوذ بك من جور كل جائر ،وبغي كل باغ ،وحسد كل حاسد ،بك أصول
على العداء وإياك أرجو الولية للحباء ،ما ل أستطيع إحصاءه ،ول
تعديده ومن فوائد ) (2فضلك وطرف رزقك ،وألوان ما أوليتني من إرفادك.
فأنا مقر بأنك أنت ال ل إله إل أنت الفاشي في الخلق حمدك ،الباسط
بالجود يدك ،ل تضاد في حكمك ول تنازع في أمرك ،تملك من النام ما
تشاء ول يملكون إل ما تريد .أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقدس في
نور القدس ،ترديت المجد بالعز ،وتعظمت العز بالكبرياء ،وتغشيت النور
بالبهاء ،وتجللت البهاء بالمهابة لك المن القديم ،والسلطان الشامخ،
والحول الواسع ،والقدرة المقتدرة ،إذ جعلتني من أفاضل بني آدم،
وجعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويا معافا ،لم تشغلني في نقصان ) (3في
بدني ،ثم لم تمنعك كرامتك إياي وحسن صنيعك عندي ،وفضل نعمائك علي
أن وسعت علي في الدنيا ،وفضلتني على كثير من أهلها .فجعلت لي سمعا
يعقل آياتك ،وبصرا يرى قدرتك ،وفؤادا يعرف عظمتك فأنا لفضلك علي
حامد ،وتحمده لك نفسي ،وبحقك شاهد ،لنك حي قبل كل حي وحي بعد كل
ميت ،وحي ترث الحياة ،لم تقطع عني خيرك في كل وقت ،ولم تنزل بي
عقوبات النقم ،ولم تغير على وثائق العصم ،فلو لم أذكر من إحسانك إل
عفوك عني ،والستجابة لدعائي حين رفعت رأسي ،وانطلقت لساني
بتحميدك وتمجيدك ،ل في تقديرك خطاء ،حين صورتني ،ول في قسمة
الرزاق
) (1عن قضائك ممتنع ،خ ل (2) .عوائد خ ل (3) .بنقصان خ ل.
][252
حين قدرت ،فلك الحمد عدد ما حفظه علمك ،فعدد ما أحاطت به قدرتك ،وعدد ما
وسعت رحمتك .اللهم فتمم إحسانك فيما بقي كما أحسنت إلى فيما مضى،
فاني أتوسل إليك بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وتكبيرك وتعظيمك
وتنويرك ورأفتك ورحمتك وعلوك وحياطتك ووقائك ومنك وجللك وجمالك
وبهائك وسلطانك وقدرتك أل تحرمني رفدك وفوائد كرامتك ،فانه ل يعتريك
لكثرة ما يندفق من سيوب العطايا عوائق البخل ،ول ينقص جودك التقصير
في شكر نعمتك ،ول يجم خزائنك المنع ،ول يؤثر في جودك العظيم ،منحك
الفائق الجليل ،وتخاف ضيم إملق فتكدى ،ول يلحقك خوف عدم فتفيض
فيض فضلك ،وترزقني قلبا خاشعا ويقينا صادقا ولسانا ذاكرا ول تومني
مكرك ،ول تكشف عنى سترك ،ول تنسنى ذكرك ول تنزع منى بركتك ،ول
تقطع منى رحمتك ،ول تباعدنى من جوارك ،ول تؤيسنى من روحك ،وكن
لى أنيسا من كل وحشة ،واعصمني من كل هلكة ،إنك ل تخلف الميعاد،
وصلى ال على محمد وآله الطاهرين .فقال الرجل يا أمير المؤمنين :حققت
الظن ،وصدقت الرجاء ،وأديت حق البوة فجزاك ال جزاء المحسنين .ثم
قال :يا أمير المؤمنين إنى اريد أن أتصدق بعشرة آلف دينار ،فمن
المستحق ) (1لذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال أمير المؤمنين :فرق ذلك في
أهل الورع من حملة القرآن ،فما تزكو الصنيعة إل عند أمثالهم ،فيتقوون
بها على عبادة ربهم ،وتلوة كتابه ،فانتهى الرجل إلى ما أشار به أمير
المؤمنين صلوات ال عليه وسلمه ) - 33 .(2أقول :قد اشتهر الحرز
اليماني بوجه آخر ،ولم أره في الكتب المأثورة لكنه من الدعية المشهورة
وله فوائد مجربة ،فأوردته أيضا ،وله افتتاح يقرأ قبل الدعاء وهو فاتحة
الكتاب ،وآية الكرسي والسماء التسعة والتسعين باحدى.
الروايات التى سبق ذكرها ،ثم يقول " :اللهم يا لطيف أغثنى وأدركني بحق لطفك
الخفى ،إلهى كفى علمك عن المقال ،وكفى كرمك عن السؤال ،يا إله
العالمين ،ويا خير الناصرين ،برحمتك يا أرحم الراحمين أستغيث ،إلهى
من ذا الذي دعاك فلم تجبه ،ومن ذا الذي استجارك فلم تجره ،ومن ذا الذي
استغاث بك فلم تغثه ،واغوثاه واغوثاه واغوثاه أغثنى يا غياث
المستغيثين .الدعاء :اللهم أنت الملك الحق الذي ل إله إل أنت ،أنت ربي
وأنا عبدك عملت سوء وظلمت نفسي ،واعترفت بذنبى فاغفر لى ذنوبي
فانه ل يغفر الذنوب إل أنت يا غفور يا رحيم يا شكور يا حليم يا كريم.
اللهم إني أحمدك وأنت للحمد أهل على ما اختصصتني به من مواهب
الرغائب وأوصلت إلى من فضائل الصنائع ،وأوليتنى به من إحسانك إلى،
وبوأتنى به من مظنة الصدق وأنلتني به من مننك الواصلة إلى ،وأحسنت
إلى من اندفاع البلية عنى ،والتوفيق لى ،والجابة لدعائي ،حين اناديك
داعيا ،واناجيك راغبا ،وأدعوك ضارعا متضرعا مصافيا وحين أرجوك
راجيا فأجدك في المواطن كلها لى جارأ حاضرا حفيا بارا ،وفي المور
ناصرا وناظرا ،وللخطايا والذنوب غافرا ،وللعيوب ساترا لم أعدم عونك
وبرك وإحسانك وخيرك لى طرفة عين مذ أنزلتني دار الختبار والفكر
والعتبار ،لتنظر فيما اقدم إليك لدار القرار .فأنا عتيقك يا إلهى من جميع
المضال والمضار ،والمصائب والمعائب واللوازب واللوازم ،والهموم التى
قد ساورتني فيها الغموم بمعاريض أصناف البلء وضروب جهد القضاء
ول أذكر منك إل الجميل ،ولم أر منك إل التفضيل ،خيرك لى شامل،
وصنعك بى كامل ،ولطفك لى كافل ،وفضلك على متواتر ،ونعمك عندي
متصلة ،وأياديك لدى متظاهرة .لم تخفر ]لى[ جواري ،وصدقت رجائي،
وصاحبت أسفاري ،وأكرمت أحضاري وحققت آمالى ،وشفيت أمراضى،
وعافيت منقلبي ومثواى ،ولم تشمت بى أعدائي
][254
][255
في العرفان ،فلك الحمد على مكارمك التي ل تحصى ،في الليل إذا أدبر ،والصبح إذا
أسفر ،وفي البر والبحار ،والغدو والصال ،والعشي والبكار ،والظهيرة
والسحار ،وفي كل جزء من أجزاء الليل والنهار .اللهم بتوفيقك قد
أحضرتني النجاة وجعلتني منك في ولية العصمة ،فلم أبرح منك في سبوغ
نعمائك ،وتتابع آلئك ،محروسا لك في الرد والمتناع ،محفوظا لك في
المنعة والدفاع عني ،ولم تكلفني فوق طاقتي ولم ترض عني إل طاعتي
فانك أنت ال الذي ل إله إل أنت لم تغب ول تغيب عنك غائبة ،ول تخفى
عليك خافية ،ولن تضل عنك في ظلم الخفيات ضالة ،إنما أمرك إذا أردت
شيئا أن تقول له كن فيكون .اللهم إني أحمدك ،فلك الحمد مثل ما حمدت به
نفسك ،وأضعاف ما حمدك به الحامدون ،ومجدك به الممجدون ،وكبرك به
المكبرون ،وسبحك به المسبحون ،وهللك به المهللون ،وعظمك به
المعظمون ،ووحدك به الموحدون حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة
عين وأقل من ذلك مثل حمد جميع الحامدين ،وتوحيد أصناف الموحدين
والمخلصين ،وتقديس أجناس العارفين وثناء جميع المهللين والمصلين
والمسبحين ،ومثل ما أنت به عالم وعارف وهو محمود محبوب ومحجوب
من جميع خلقك كلهم من الحيوانات ،وأرغب إليك في بركة ما أنطقتني به
من حمدك ،فما أيسر ما كلفتني به من حقك ،وأعظم ما وعدتني به على
شكرك .ابتدأتني بالنعم فضل وطول ،وأمرتني بالشكر حقا وعدل،
ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا ،وأعطيتني من رزقك واسعا اختيارا،
ورضا ،وسألتني منه شكرا يسيرا صغيرا إذ نجيتنى وعافيتني من جهد
البلء ،ولم تسلمني لسوء قضائك وبلئك وجعلت ملبسى العافية ،وأوليتنى
البسطة والرخاء ،وشرعت لى من الدين أيسر القول والفعل ،وسوغت لى
أيسر الصدق ) (1وضاعفت لى أشرف
][256
اللهم أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقتدر القدوس في نور القدس ترديت
بالمجد والبهاء ،وتعظمت بالعز والعلء ،وتأزرت بالعظمة والكبرياء،
وتغشيت بالنور والضياء ،وتجللت بالمهابة والبهاء .اللهم لك المن القديم،
والسلطان الشامخ ،والملك الباذخ ،والجود الواسع والقدرة الكاملة،
والحكمة البالغة ،والعزة الشاملة ،فلك الحمد على ما جعلتني من امة محمد
صلى ال عليه وآله وهو أفضل بني آدم ،الذين كرمتهم وحملتهم في البر
والبحر ،ورزقتهم من الطيبات ،وفضلتهم على كثير ممن خلقتهم من أهلها
تفضيل .وخلقتني سميعا بصيرا صحيحا سويا سالما معافا ولم تشغلني
بنقصان في بدني عن طاعتك ،ولم تمنعني كرامتك إياي وحسن صنيعك
عندي ،وفضل منا يحك لدي ونعمائك علي ،أنت الذي أوسعت علي في
الدنيا والخرة ،وفضلتني على كثير ممن خلقت من خلقك تفضيل .فجعلت
لي سمعا يسمع آياتك ،وعقل يفهم إيمانك ،وبصرا يرى قدرتك وفؤادا
يعرف عظمتك ،وقلبا يعتقد توحيدك ،فاني لفضلك على حامد ،ولك نفسي
شاكرة ،وبحقك شاهدة ،فانك حى قبل كل حى ،وحى بعد كل حى وحى بعد
كل ميت ،وحى لم ترث الحياة من حى ،ولم تقطع خيرك عني طرفة عين،
في كل وقت ،ولم تقطع رجائي ،ولم تنزل بي عقوبات النقم ،ولم تمنع عني
دقائق العصم ،ولم تغير على وثائق النعم .فلو لم أذكر من إحسانك إل
عفوك عني ،والتوفيق لي ،والستجابة لدعائي حين رفعت صوتي ،ورفعت
رأسي ،وانطلقت لساني ،ورغبت إليك بأنواع حوائجي فقضيتها ،وأسئلك
بتمجيدك وتحميدك وتوحيدك وتعظيمك وتفضيلك وتكبيرك وتهليلك ،وإل
في تقديرك خلقي حين صورتني فأحسنت صورتي ،وإل في قسمة الرزاق
حين قدرتها لي ،لكان في ذلك ما يشغل شكري عن جهدي ،فكيف إذا فكرت
في النعم العظام التي أتقلب فيها ،أول أبلغ شكر شئ منها.
][258
فلك الحمد عدد ما حفظه علمك ،وعدد ما وسعته رحمتك ،وعدد ما أحاطت به
قدرتك ،وأضعاف ما تستوجبه من جميع خلقك ،اللهم فتمم إحسانك إلى
فيما بقى من عمري كما أحسنت إلى فيما مضى منه .اللهم إني أسئلك
وأتوسل إليك بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وكبريائك وكمالك
وتعظيمك ونورك ورأفتك ورحمتك وعلمك وحلمك وعلوك ووقارك ومنك
وبهائك وجمالك وجللك وسلطانك وعظمتك وقوتك وقدرتك وإحسانك
وغفرانك وامتنانك ورحمتك ونبيك ووليك وعترته الطيبين الطاهرين أن
تصلي على محمد وآل محمد ،وأن ل تحرمني رفدك وفضلك وجمالك
وجللك وفوائد كراماتك ،فانه ل يعتريك لكثرة ما قد نشرت به من العطايا
عوائق البخل ،ول ينقص جود التقصير في شكر نعمتك ،ول تنفذ خزائنك
مواهبك المتسعة ،ول تؤثر في جودك العظيم منحك الفائقة الجميلة
الجليلة ،ول تخاف ضيم إملق فتكدى ول يلحقك خوف عدم فينتقص من
جودك فيض فضلك .اللهم ارزقني قلبا خاشعا خاضعا ضارعا وبدنا صابرا
]ولسانا ذاكرا حامدا[ ويقينا صادقا ورزقا واسعا وعلما نافعا وولدا صالحا
وسنا طويل وامرأة صالحة وعمل صالحا وعينا باكية وتوبة مقبولة
وأسئلك رزقا حلل طيبا ،ول تؤمني مكرك ،ول تنسني ذكرك ،ول تكشف
عني سترك ،ول تقنطني من رحمتك ،ول تبعدني من كنفك وجوارك،
وأعذني ول تؤيسني من رحمتك وروحك ،وكن لي أنيسا من كل روعة
ووحشة ،واعصمني من كل هلكة ،ونجني من كل بلية وآفة وعاهة وإهانة
وذلة وعلة وقلة ومرض وبرص وفقر وفاقة ووباء وبلء وزلزلة وغرق
وحرق وشرق وسرق وحر وبرد وجوع وعطش وغى وضللة وغصة
ومحنة وشدة في الدارين إنك ل تخلف الميعاد .اللهم ارفعني ول تضعني
وادفع عني ول تدفعني ،وأعطني ول تحرمني وأكرمني ول تهني ،وزدني
ول تنقصني ،وارحمني ول تعذبني ،وانصرني ول تخذلني ،واسترني ول
تفضحني ،وآثرني ول تؤثر على أحدا في أمر الدنيا والخرة
][259
وفرج همي واكشف غمي ،وأهلك عدوي ،واحفظني ول تضيعني فانك على كل شئ
قدير وصلى ال على سيدنا محمد وآله أجمعين يا ذا الجلل والكرام .اللهم
ما قدرت لي من أمر وشرعت فيه بتوفيقك وتدبيرك ) (1فتممه لي بأحسن
الوجوه كلها ،وأصلحها وأصوبها ،فانك على ما تشاء قدير ،وبالجابة
جدير ،يا من قامت السموات والرضون بأمره ،يا من يمسك السماء أن
تقع على الرض إل باذنه ،يا من أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون،
فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون ،وصلى ال على محمد
وآله أجمعين وسلم تسليما دائما أبدا فضل كثيرا والحمد ل رب العالمين.
- 33مهج :دعاء لمولنا ومقتدانا أمير المؤمنين عليه السلم في الشدائد
ونزول الحوادث ،وهو سريع الجابة من ال تعالى :اللهم أنت الملك الحق
الذي ل إله إل أنت ،وأنا عبدك ،ظلمت نفسي واعترفت بذنبي ،فاغفر لي
الذنوب ل إله إل أنت يا غفور .اللهم إ ؟ أحمدك وأنت للحمد أهل على ما
خصصتني به من مواهب الرغائب ووصل ) (2إلى من فضائل الصنائع،
وعلى ما أوليتني به وتوليتني به من رضوانك وأنلتني من منك الواصل
إلى ومن الدفاع عنى ،والتوفيق لي ،والجابة لدعائي حتى أناجيك راغبا،
وأدعوك مصافيا ،وحتى أرجوك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا )(3
وفي اموري ناظرا ولذنوبي غافرا ولعوراتي ساترا ،لم أعدم خيرك طرفة
عين مذ أنزلتني دار الختبار لتنظر ما ؟ اقدم لدار القرار .فأنا عتيقك اللهم
من جميع المصائب واللوازب ،الغموم التي ساورتني فيها الهموم،
بمعاريض القضاء ،ومصروف جهد البلء ل أذكر منك إل الجميل ،ول أرى
منك غير التفضيل ،خيرك لي شامل ،وفضلك عنى متواتر ،ونعمك عندي
متصلة سوابغ لم تحقق حذاري ،بل صدقت رجائي ،وصاحبت أسفاري
وأكرمت أحضاري
][260
وشفيت أمراضي ،وعافيت أوصابي ،وأحسنت منقلبي ومثواى ،ولم تشمت بي
أعدائي ورميت من رماني ،وكفيتني شر من عاداني .اللهم كم من عدو
انتضى على سيف عداوته ،وشحذ لقتلي ظبة مديته وأرهف لي شباحده،
وداف لي قواتل سمومه ،وسدد لي صوائب سهامه ،وأضمر أن يسومني
المكروه ،ويجرعني ذعاف مرارته ،فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال
الفوادح ،وعجزي عن النتصار ممن قصدني بمحاربته ،ووحدتي في كثير
من ناواني ،وأرصد لي فيما لم أعمل فكري في النتصار من مثله ،فأيدتني
يا رب بعونك ،وشددت أيدي بنصرك ،ثم فللت لي حده ،وصيرته بعد جمع
عديده وحده وأعليت كعبي عليه ،ورددته حسيرا لم يشف غليله ،ولم تبرد
حزازات غيظه ،وقد غض على ]؟[ شواه ،وآب موليا قد أخلقت سراياه،
وأخلقت آماله .اللهم وكم من باغ بغى عليه بمكائده ،ونصب لي شرك
مصايده ،وأضبأ إلى ضبوء السبع لطريدته ،وانتهز فرصته واللحاق
لفريسته ،وهو مظهر بشاشة الملق ويبسط إلى وجها طلقا ،فلما رأيت يا
إلهي دغل سريرته ،وقبح طويته ،أنكسته لم رأسه في زبيته ،وأركسته
في مهوى حفيرته ) (1وأنكصته على عقبه ،ورميته بحجره ،ونكأته
بمشقصه ،وخنقته بوتره ،ورددت كيده في نحره ،وربقته بندامته
واستخذل وتضاءل بعد نخوته ،وبخع وانقمع بعد استطالته ،ذليل مأسورا
في حبائله التي كان يحب أن يراني فيها ،وقد كدت لول رحمتك ،أن يحل
بى ما حل بساحته ،فالحمد لرب مقتدر ل ينازع ،ولولي ذي أناة ل يعجل،
وقيوم ل يغفل وحليم ل يجهل .ناديتك يا إلهي مستجيرا بك ،واثقا بسرعة
إجابتك ،متوكل على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عني ،عالما أنه لم
يضطهد من آوى إلى ظل كفايتك ول تقرع القوارع من لجأ إلى معقل
النتصار بك ،فخلصتني يا رب بقدرتك ونجيتني من بأسه بتطولك ومنك.
اللهم وكم من سحائب مكروه جليتها ،وسماء نعمة أمطرتها ،وجداول كرامة
أجريتها ،وأعين أجداث طمستها ،وناشي رحمة نشرتها ،وغواشي كرب
فرجتها ،وغمم بلء كشفتها ،وجنة عافية ألبستها ،وامور حادثة قدرتها،
لم تعجزك إذ طلبتها ،ولم تمتنع منك إذ أردتها .اللهم وكم من حاسد سوء
تولني ) (1بحسده ،وسلقني بحد لسانه ) (2ووخزني بغرب عينه ،وجعل
عرضي غرضا لمراميه ،وقلدني خلل لم تزل فيه كفيتني أمره .اللهم وكم
من ظن حسن حققت ،وعدم إملق ضرنى جبرت وأوسعت ومن صرعة
أقمت ،ومن كربة نفست ،ومن مسكنة حولت ،ومن نعمة خولت ل تسأل
عما تفعل ول بما أعطيت تبخل ،ولقد سئلت فبذلت ،ولم تسئل فابتدأت
واستميح فضلك فما أكديت ،أبيت إل إنعاما وامتنانا وتطول ،وأبيت إل
تقحما على معاصيك ،وانتهاكا لحرماتك ،وتعديا لحدودك ،وغفلة عن
وعيدك وطاعة لعدوي وعدوك ،لم تمتنع عن إتمام إحسانك ،وتتابع
امتنانك ،ولم يحجزنى ذلك عن ارتكاب مساخطك .اللهم فهذا مقام المعترف
لك بالتقصير عن أداء حقك ،الشاهد على نفسه بسبوغ نعمتك ،وحسن
كفايتك ،فهب لى اللهم يا إلهى ما أصل به إلى رحمتك وأتخذه سلما أعرج
فيه إلى مرضاتك ،وآمن به من عقابك ،فانك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد،
وأنت على كل شئ قدير .اللهم حمدي لك متواصل ،وثنائي عليك دائم ،من
الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح ،وفنون التقديس ،خالصا لذكرك ،ومرضيا
لك بناصع التوحيد ومحض التحميد ،وطول التعديد في إكذاب أهل التنديد )
.(3
) (1ثولنى ظ ،أي أصابني (2) .يقال :سلقه بالكلم سلقا :آذاه ،وهو شدة القول
باللسان ،وفى القرآن الكريم " سلقوكم بألسنة حداد " .والحديد :الحاد،
والغرب حدة الغضب ،واسم لمقدم العين ومؤخرها ،والنظر بغرب العين
كناية عن الغضب والتهديد ،والوخز :الطعن (3) .يقال :ندد بفلن :إذا
صرح بعيوبه وأسمعه القبيح وشهره وشيعه بين الناس.
][262
لمن تعن في شئ من قدرتك ،ولم تشارك في إلهيتك ،ولم تعاين إذ حبست الشياء
على الغرائز المختلفات ،وفطرت الخلئق على صنوف الهيئات ،ول خرقت
الوهام حجب الغيوب إليك ،فاعتقدت منك محمودا في عظمتك ،ول كيفية
في أزليتك ،ول ممكنا في قدمك ،ول يبلغك بعد الهمم ،ول ينالك غوص
الفطن ،ول ينتهى إليك نظر الناظرين في مجد جبروتك ،وعظيم قدرتك.
ارتفعت عن صفة المخلوقين صفة قدرتك ،وعل عن ذلك كبرياء عظمتك
ول ينتقص ما أردت أن يزداد ،ول يزداد ما أردت أن ينتقص ،ول أحد
شهدك حين فطرت الخلق ،ول ضد حضرك حين برأت النفوس .كلت
اللسن عن تبين صفتك ،وانحسرت العقول عن كنه معرفتك وكيف تدركك
الصفات ،أو تحويك الجهات ،وأنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما
في الغيوب وحدك ،ليس فيها غيرك ،ولم يكن لها سواك .حارت في ملكوتك
عميقات مذاهب التفكير ،وحسرت إن إدراكك بصير البصير وتواضعت
الملوك لهيبتك ،وعنت الوجوه بذل الستكانة لعزتك ،وانقاد كل شئ
لعظمتك ،واستسلم كل شئ لقدرتك ،وخضعت الرقاب لسلطانك .فضل هنالك
التدبير في تصاريف الصفات لك ،فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا
وعقله مبهوتا مبهورا وفكره متحيرا .اللهم فلك الحمد حمدا متواترا متواليا
متسقا مستوسقا يدوم ول يبيد ،غير مفقود في الملكوت ،ول مطموس في
العالم ،ول منتقص في العرفان ،فلك الحمد حمدا ل تحصى مكارمه في الليل
إذا أدبر ،وفي الصبح إذا أسفر وفي البر والبحر ،وبالغدو والصال والعشي
والبكار ،والظهيرة والسحار .اللهم بتوفيك أحضرتني النجاة ،وجعلتني
منك في ولية العصمة ،لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إل
بطاعتي ،فليس شكري وإن دأبت منه في المقال ،وبالغت منه في الفعال،
ببالغ أداء حقك ،ول مكاف فضلك ،لنك
][263
أنت ال ل إله إل أنت ،لم تغب عنك غائبة ،ول تخفى عليك خافية ،ول تضل لك في
ظلم الخفيات ضالة إنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون .اللهم
لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك ،وحمدك به الحامدون ،ومجدك به
الممجدون ،وكبرك به المكبرون ،وعظمك به المعظمون ،حتى يكون لك
مني وحدي في كل طرفة عين ،وأقل من ذلك ،مثل حمد جميع الحامدين ،و
توحيد أصناف المخلصين ،وتقديس أحبائك العارفين ،وثناء جميع
المهللين ،ومثل ما أنت عارف به ومحمود به من جميع خلقك من الحيوان
والجماد .وأرغب إليك اللهم في شكر ما أنطقتني به من حمدك ،فما أيسر
ما كلفتني من ذلك ،وأعظم ما وعدتني على شكرك .ابتدأتني بالنعم فضل
وطول ،وأمرتني بالشكر حقا وعدل ،ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا،
وأعطيتني من رزقك اعتبارا وامتحانا ،وسألتني منه قرضا يسيرا صغيرا،
ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا وعطاء كثيرا ،وعافيتني من جهد البلء،
ولم تسلمني للسوء من بلئك ،ومنحتني العافية ،وأوليتني بالبسطة
والرخاء وضاعفت لي الفضل ما وعدتني به من المحلة الشريفة،
وبشرتني به من الدرجة الرفيعة المنيعة ،واصطفيتني بأعظم النبيين
دعوة ،وأفضلهم شفاعة محمد صلى ال عليه وآله .اللهم اغفر لي مال
يسعه إل مغفرتك ،ول يمحقه إل عفوك ،وهب لي في يومي هذا وساعتي
هذه يقينا يهون علي مصيبات الدنيا وأحزانها ،ويشوقني إليك ويرغبني
فيما عندك ،واكتب لي المغفرة ،وبلغني الكرامة ،وأرزقني شكر ما أنعمت
به علي ،فانك أنت ال الواحد الرفيع البدئ البديع السميع العليم الذي ليس
لمرك مدفع ،ول عن قضائك ممتنع ،وأشهد أنك ربى ورب كل شئ فاطر
السموات والرض ،عالم الغيب والشهادة ،العلى الكبير المتعال .اللهم إني
أسألك الثبات في المر ،والعزيمة في الرشد ،وإلهام الشكر على نعمتك،
وأعوذ بك من جور كل جائر ،وبغى كل باغ ،وحسد كل حاسد .اللهم بك
أصول على العداء ،وإياك أرجو ولية الحباء ،مع ما ل أستطيع
][264
إحصاءه من فوائد فضلك ،وأصناف رفدك ،وأنواع رزقك ،فانك أنت ال ل إله إل
أنت الفاشى في الخلق حمدك ،الباسط بالحق يدك ،ل تضاد في حكمك ،و ل
تنازع في ملكك ،ول تراجع في أمرك ،تملك من النام ما شئت به ،ول
يملكون إل ما تريد .اللهم أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقدس في
نور القدس ،ترديت بالعزة والمجد ،وتعظمت بالقدرة والكبرياء ،وغشيت
النور بالبهاء ،وجللت البهاء بالمهابة .اللهم لك الحمد العظيم ،والمن
القديم ،والسلطان الشامخ ،والحول الواسع ،والقدرة المقتدرة ،والحمد
المتتابع الذي ل ينفد بالشكر سرمدا ،ول ينقضى أبدا ،إذ جعلتني من أفاضل
بنى آدم ،وجعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويا معافا لم تشغلني بنقصان
في بدنى ،ول بآفة في جوارحي ،ول عاهة في نفسي ول في عقلي .ولم
يمنعك كرامتك إياي ،وحسن صنعك عندي ،وفضل نعمائك على إذ وسعت
على في الدنيا ،وفضلتني على كثير من أهلها تفضيل ،وجعلتني سميعا
أعى ما كلفتني بصيرا ،أرى قدرتك فيما ظهر لى ،واسترعيتني
واستودعتني قلبا يشهد لعظمتك ،ولسانا ناطقا بتوحيدك ،فانى لفضلك على
حامد ،ولتوفيقك إياى بحمدك شاكر ،وبحقك شاهد ،وإليك في ملمى ومهمى
ضارع ،لنك حى قبل كل حى ،وحى بعد كل ميت ،وحى ترث الرض ومن
عليها ،وأنت خير الوارثين .اللهم ل تقطع عنى خيرك في كل وقت ،ولم
تنزل بى عقوبات النقم ،و لم تغير ما بى من النعم ،ول أخليتني من وثيق
العصم ،فلولم أذكر من إحسانك إلى وإنعامك على إل عفوك عنى،
والستجابة لدعائي ،حين رفعت رأسي بتحميدك وتمجيدك ،ل في تقديرك
جزيل حظى حين وفرته انتقص ملكك ،ول في قسمة الرراق حين قترت
على توفير ملكك.
][265
اللهم لك الحمد عدد ما أحاط به علمك ،وعدد ما أدركته قدرتك ،وعدد ما وسعته
رحمتك ،وأضعاف ذلك كله ،حمدا واصل متواترا متوازيا للئك وأسمائك.
اللهم فتمم إحسانك إلى فيما بقى من عمري ،كما أحسنت إلى ]منه[ فيما
مضى فانى أتوسل إليك بتوحيدك وتهليلك وتمجيدك وتكبيرك وتعظيمك ،و
أسئلك باسمك الذي خلقته من ذلك فل يخرج منك إل إليك .وأسئلك باسمك
الروح المكنون الحى الحى الحى وبه وبه وبه وبك وبك وبك أل تحرمني
رفدك ،وفوائد كرامتك ،ول تولني غيرك ،ول تسلمني إلى عدوي ،ول
تكلني إلى نفسي ،وأحسن إلى أتم الحسان عاجل وآجل وحسن في العاجلة
عملي ،وبلغني فيها أملي وفي الجلة ،والخير في منقلبي فانه ل تفقرك
كثرة ما يندفق به فضلك ،وسيب العطايا من منك ،ول ينقص جودك
تقصيري في شكر نعمتك ،ول تجم خزائن نعمتك النعم ،ول ينقص عظيم
مواهبك من سعتك العطاء ،ول يؤثر في جودك العظيم الفاضل الجليل
منحك ،ول تخاف ضيم إملق فتكدى ،ول يلحقك خوف عدم فينقص فيض
ملكك وفضلك .اللهم ارزقني قلبا خاشعا ،ويقينا صادقا ،وبالحق صادعا،
ول تؤمني مكرك ول تنسني ذكرك ،ول تهتك عني سترك ،ول تولني
غيرك ،ول تقنطني من رحمتك بل تغمدنى بفوائدك ،ول تمنعني جميل
عوائدك ،وكن لى في كل وحشة أنيسا وفى كل جزع حصينا ،ومن كل هلكة
غياثا ،ونجنى من كل بلء ،واعصمني من كل زلل وخطاء ،وتمم لى
فوائدك ،وقنى وعيدك ،واصرف عنى أليم عذابك وتدمير تنكيلك ،وشرفني
بحفظ كتابك ،وأصلح لى دينى ودنياي وآخرتي وأهلي وولدي ،ووسع
رزقي وأدره على ،وأقبل على ول تعرض عنى .اللهم ارفعني ول تضعنى،
وارحمني ول تعذبني ،وانصرني ول تخذلني وآثرني ول تؤثر على ،واجعل
لى من أمري يسرا وفرجا ،وعجل إجابتى واستنقذني مما قد نزل بى ،إنك
على كل شئ قدير ،وذلك عليك يسير ،وأنت
][266
الجواد الكريم ) - 34 .(1أقول :ولنا سند آخر عال جدا لهذا الدعاء ،ول يخلو من
غرابة فانى أرويه عن والدي عن بعض الصالحين عن مولنا القائم عليه
السلم بل واسطة وشرح ذلك أن - 34 .(1) .....ق ،مهج :ذكر ما نختاره
لمولنا المهدي عليه السلم وعنه صلوات ال عليه برواية اخرى ).(3
فمن ذلك الدعاء المعروف بدعاء العلوي المصري لكل شديدة وعظيمة
أخبرهم أبو الحسن علي بن حماد المصري قال :أخبرني أبو عبد ال
الحسين بن محمد العلوي قال :حدثنى محمد بن علي العلوي الحسيني
المصري قال :أصابني غم شديد ودهمني أمر عظيم من قبل رجل من أهل
بلدي من ملوكه ،فخشيته خشية لم أرج لنفسي منها مخلصا ،فقصدت
مشهد ساداتي وآبائي صلوات ال عليهم بالحائر لئذا بهم ،وعائذا
بقبورهم ،ومستجيرا من عظيم سطوة من كنت أخافه ،وأقمت بها خمسة
عشر يوما أدعو وأتضرع ليل ونهارا ،فتراءى لى قائم الزمان ،وولى
الرحمن عليه وعلى آبائه أفضل التحية والسلم .فأتاني وأنا بين النائم
واليقظان ،فقال لي :يا بني خفت فلنا ؟ فقلت :نعم ،أرادني بكيت وكيت،
فالتجأت إلى ساداتي عليهم السلم أشكو إليهم ليخلصوني منه ،فقال لي:
هل دعوت ال ربك ورب آبائك بالدعية التي دعا بها أجدادي النبياء
صلوات ال عليهم حيث كانوا في الشدة فكشف ال عزوجل عنهم ذلك.
قلت :وبماذا دعوه لدعوه به ؟ قال عليه السلم :إذا كان ليلة الجمعة فقم
واغتسل وصل صلتك ،فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل وأنت بارك على
ركبتيك ،وادع
) (1مهج الدعوات ص (2) .166 - 158ههنا بياض في نسخة الصل ،وفى
هامشه :لبد أن يكتب الباقي من هذه القصة من النسخة التى هي الن
عند المير محمد صالح أو يؤخذ من مل ذو الفقار أو مل محمد رضا
انشاء ال (3) .نقل السيد قدس سره قبل هذا رواية للدعاء وجدها في
مجلد عتيق ،وقد ذكرها المؤلف العلمة في تاريخ المام الثاني عشر ج
51ص .307
][267
بهذا الدعاء مبتهل ،قال :وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر على القول وهذا
الدعاء حتى حفظته ،وانقطع مجيئه ليلة الجمعة ،فقمت واغتسلت وغيرت
ثيابي ) (1وتطيبت وصليت ما وجب علي من صلة الليل ،وجثوت على
ركبتي فدعوت ال تعالى بهذا الدعاء ،فأتاني عليه السلم ليلة السبت
كهيئة التى يأتيني فيها فقال لي :قد اجيبت دعوتك يا محمد ،وقتل عدوك،
وأهلكه ال عزوجل عند فراغك من الدعاء .قال :فلما أصبحت لم يكن لى
همة غير وداع سادتي صلوات ال عليهم والرحلة نحو المنزل الذي هربت
منه ،فلما بلغت بعض الطريق إذا رسول أولدي وكتبهم بأن الرجل الذي
هربت منه جمع قوما واتخذ لهم دعوة ،فأكلوا وشربوا وتفرق القوم ونام
هو وغلمانه في المكان ،فأصبح الناس ولم يسمع له حس فكشف عنه
الغطاء فإذا هو مذبوح من قفاه ،ودماه تسيل ،وذلك في ليلة الجمعة ،ول
يدرون من فعل به ذلك ،ويأمرونني بالمبادرة نحو المنزل فلما وافيت إلى
المنزل ،وسألت عنه وفي أي وقت كان قتله ؟ فإذا هو عند فراغي من
الدعاء ،وهذا الدعاء " :رب من ذا الذي دعاك فلم تجبه ؟ ومن ذا الذي
سألك فلم تعطه ؟ ومن ذا الذي ناجاك فخيبته ؟ أو تقرب إليك فأبعدته ؟ رب
هذا فرعون ذو الوتاد ،مع عناده وكفره وعتوه ،ودعائه الربوبية لنفسه،
وعلمك بأنه ل يتوب ول يرجع ول يؤب ول يؤمن ول يخشع استجبت له
دعاءه وأعطيته سؤله كرما منك وجودا وقلة مقدار لما سألك عندك ،مع
عظمه عنده ،أخذا بحجتك عليه ،وتأكيدا لها حين فجر وكفر واستطال على
قومه وتجبر ،وبكفره عليهم افتخر ،وبظلمه لنفسه تكبر ،وبحلمك عنه
استكبر ،فكتب وحكم على نفسه جرأة منه أن جزاء مثله أن يغرق في
البحر ،فجزيته بما حكم به على نفسه .إلهي وأنا عبدك ابن عبدك ،وابن
أمتك ،معترف لك بالعبودية ،مقر
) (1غيرت ثيابي بالياء المثناة :أي بدلت ثيابي ولبست ثيابي الطاهرة المطهرة ،و
غبرت ثيابي بالباء الموحدة :أي آثرت الغبار عنها(*) .
][268
بأنك أنت ال خالقي ل إله لي غيرك ،ول رب لي سواك ،مقر ) (1بأنك ربي وإليك
إيابي ،عالم بأنك على كل شئ قدير ،تفعل ما تشاء ،وتحكم ما تريد ل معقب
لحكمك ول راد لقضائك ،وأنك الول والخر والظاهر والباطن ،لم تكن من
شئ ،ولم تبن عن شئ ،كنت قبل كل شئ وأنت الكائن بعد كل شئ،
والمكون لكل شئ ،خلقت كل شئ بتقدير ،وأنت السميع البصير .وأشهد
أنك كذلك كنت وتكون ،وأنت حى قيوم ل تأخذك سنة ول نوم ول توصف
بالوهام ول تدرك بالحواس ،ول تقاس بالمقياس ،ول تشبه بالناس ،و أن
الخلق كلهم عبيدك وإماؤك ،وأنت الرب ونحن المربوبون وأنت الخالق
ونحن المخلوقون ،وأنت الرازق ونحن المرزوقون .فلك الحمد يا إلهي إذ
خلقتني بشرا سويا ،وجعلتني غنيا مكفيا بعد ما كنت طفل صبيا تقوتنى من
الثدي لبنا مريئا ،وغذيتني غذاء طيبا هنيئا وجعلتني ذكرا مثال سويا ،فلك
الحمد حمدا إن عد لم يحص ،وإن وضع لم يتسع له شئ ]حمدا يفوق على
جميع حمد الحامدين ويعلو على حمد كل شئ[ ) (2ويفخم ويعظم على ذلك
كله ،وكلما حمد ال شئ .والحمد ل كما يحب ال أن يحمد ،والحمد ل عدد
ما خلق ،وزنة ما خلق وزنة أجل ما خلق ،وبوزنة أخف ما خلق ،وبعدد
أصغر ما خلق ،والحمد ل حتى يرضى ربنا وبعد الرضا ،وأسأله أن يصلي
على محمد وآل محمد] ،وأن يغفر لى ربى[ ) (3وأن يحمد لي أمري
ويتوب علي ،إنه هو التواب الرحيم .إلهي وإني أنا أدعوك وأسألك باسمك
الذي دعاك به صفوتك أبونا آدم عليه السلم وهو مسئ ظالم حين أصاب
الخطيئة فغفرت له خطيئته وتبت عليه واستجبت دعوته وكنت منه قريبا يا
قريب أن تصلي على محمد وآل محمد ،وأن تغفر لي خطيئتي ،وترضى
عني ،فان لم ترض عني فاعف عني ،فاني مسئ ظالم خاطئ عاص ،وقد
يعفو
) (1في المصدر :موقن بأنك أنت ال ربى 2) .و (3سقط عن الصل.
][269
السيد عن عبده ،وليس براض عنه ،وأن ترضى عني خلقك ،وتميط عني حقك.
إلهي وأسئلك باسمك الذي دعاك به إدريس فجعلته صديقا نبيا ،ورفعته
مكانا عليا ،واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على محمد
وآل محمد ،وأن تجعل مآبي إلى جنتك ،ومحلي في رحمتك ،وتسكنني فيها
بعفوك ،وتزوجني من حورها بقدرتك يا قدير .إلهي وأسألك باسمك الذي
دعاك به نوح إذ نادى ربه وهو ]أنى[ مغلوب فانتصر " ففتحنا أبواب
السماء بماء منهمر ،وفجرنا الرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر،
وحملناه ونجيناه على ذات ألواح ودسر " فاستجبت دعاءه وكنت منه
قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد ،وأن تنجيني من ظلم من
يريد ظلمي وتكف عنى شر كل سلطان جائر ،وعدو قاهر ،ومستخف قادر،
وجبار عنيد وكل شيطان مريد ،وإنسى شديد ،وكيد كل مكيد ،يا حليم يا
ودود .إلهى وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك صالح عليه السلم
فنجيته من الخسف ،وأعليته على عدوه ،واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا
يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد ،وأن تخلصني من شر ما يريد بى
أعدائي به ،ويبغى لى حسادي وتكفينيهم بكفايتك ،وتتولني بوليتك،
وتهدي قلبى بهداك ،وتؤيدني بتقواك وتبصرني بما فيه رضاك ،وتغنيني
بغناك يا حليم .إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك وخليلك
إبراهيم عليه السلم حين أراد نمرود إلقاءه في النار ،فجعلت النار عليه
بردا وسلما ،واستجبت دعاءه ،وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على
محمد وآل محمد ،وأن تبرد عنى حر نارك ،وتطفئ عني لهيبها ،وتكفيني
حرها ،وتجعل نائرة أعدائي في شعارهم ودثارهم ،وترد كيدهم في نحرهم،
وتبارك لى فيما أعطيتنيه ،كما باركت عليه وعلى آله ،إنك أنت الوهاب
الحميد المجيد .إلهي وأسئلك بالسم الذي دعاك به إسماعيل عليه السلم
فجعلته نبيا ورسول وجعلت له حرمك منسكا ،ومسكنا ومأوى ،واستجبت
له دعاءه رحمة منك وكنت
][270
منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تفسح لى في قبري ،وتحط
عنى وزري ،وتشد لى أزري ،وتغفر لى ذنبي ،وترزقني التوبة بحط
السيئات ،وتضاعف الحسنات ،وكشف البليات ،وربح التجارات ،ودفع
معرة السعايات ،إنك مجيب الدعوات ،ومنزل البركات ،وقاضي الحاجات،
ومعطى الخيرات ،وجبار السموات .إلهى وأسألك بما سألك به ابن خليلك
الذي نجيته من الذبح ،وفديته بذبح عظيم ،وقلبت له المشقص حتى ناجاك
موقنا بذبحه ،راضيا بأمر والده ،و استجبت له دعاءه ،وكنت منه قريبا يا
قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تنجيني من كل سوء وبلية،
وتصرف عنى كل ظلمة وخيمة ،وتكفيني ما أهمنى من امور دنياي
وآخرتي وما احاذره وأخشاه ،ومن شر خلقك أجمعين بحق آل يس .إلهى
وأسئلك باسمك الذي دعاك به لوط فنجيته ]وأهله من الخسف والهدم
والمثل والشدة والجهد وأخرجته[ ) (1وأهله من الكرب العظيم واستجبت
دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد وأن ]تأذن
بجمع ما شتت من شملى ،وتقر عينى بولدي وأهلي ومالى ،وتصلح لى
اموري ،وتبارك لى في جميع أحوالى ،وتبلغنى في نفسي آمالى و[ )(2
تجيرني من النار وتكفيني شر الشرار بالمصطفين الخيار ]الئمة البرار
ونور النوار محمد وآله الطيبين الطاهرين الخيار[ الئمة المهديين،
والصفوة المنتجبين ،صلوات ال عليهم أجمعين ،وترزقني مجالستهم،
وتمن على بمرافقتهم ،وتوفق لى صحبتهم مع أنبيائك المرسلين ،و
ملئكتك المقربين ،وعبادك الصالحين ،وأهل طاعتك أجمعين ،وحملة
عرشك والكروبيين .إلهى وأسألك باسمك الذي سألك به يعقوب ،وقد كف
بصره ،وشتت
) (1ساقط عن الصل (2) .ل يوجد في المصدر وهو الظاهر كما سيأتي في ذكر
يعقوب عليه السلم.
][271
جمعه ،وفقد قرة عينه ابنه ،فاستجبت له دعاءه وجمعت شمله وأقررت عينه
وكشفت ضره وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلى على محمد وآل محمد
وأن تأذن لى بجمع ما تبدد من أمري ،وتقر عينى بولدي وأهلي ومالى،
وتصلح لى شأني كله وتبارك لى في جميع أحوالى ،وتبلغنى في نفسي
آمالى وتصلح لى أفعالى ،وتمن على يا كريم ،يا ذا المعالى ،برحمتك يا
أرحم الراحمين .إلهى وأسئلك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك يوسف
عليه السلم فنجيته من غيابت الجب ،وكشفت ضره ،وكفيته كيد إخوته،
وجعلته بعد العبودية ملكا ،واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن
تصلى على محمد وآل محمد وأن تدفع عنى كيد كل كائد ،وشر كل حاسد،
إنك على كل شئ قدير .إلهى وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك
موسى بن عمران إذ قلت تباركت وتعاليت " وناديناه من جانب الطور
اليمن وقربناه نجيا " وضربت له طريقا في البحر يبسا ،ونجيته ومن
تبعه من بني إسرائيل وأغرقت فرعون وهامان وجنودهما واستجبت له
دعاءه ،وكنت منه قريبا يا قريب أسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد،
وأن تعيذني من شر خلقك ،وتقربني من عفوك ،وتنشر على من فضلك ما
تغنيني به عن جميع خلقك ،ويكون لي بلغا أنال به مغفرتك ورضوانك يا
وليي وولي المؤمنين .إلهي وأسئلك بالسم الذي دعاك به عبدك ونبيك
داود فاستجبت له دعاءه وسخرت له الجبال يسبحن معه بالعشى والبكار،
والطير محشورة كل له أواب وشددت ملكه وآتيته الحكمة وفصل الخطاب،
وألنت له الحديد ،وعلمته صنعة لبوس لهم ،وغفرت ذنبه ،وكنت منه قريبا
يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تسخر لي جميع اموري.
وتسهل لي تقديري ،وترزقني مغفرتك وعبادتك وتدفع عني ظلم الظالمين،
وكيد المعاندين ،ومكر الماكرين ،وسطوات الفراعنة الجبارين ،وحسد
الحاسدين ،يا أمان الخائفين ،وجار المستجيرين ،وثقة ]الواثقين وذريعة[
المؤمنين ورجاء المتوكلين ،ومعتمد الصالحين يا أرحم الراحمين.
][272
إلهي وأسألك اللهم بالسم الذي سألك به عبدك ونبيك سليمان بن داود عليهما
السلم إذ قال رب هب لي ملكا ل ينبغي لحد من بعدي إنك أنت الوهاب،
فاستجبت له دعاءه وأطعت له الخلق ،وحملته على الريح ،وعلمته منطق
الطير ،وسخرت له الشياطين من كل بناء وغواص ،وآخرين مقرنين في
الصفاد ،هذا عطاؤك ل عطاء غيرك ،وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي
على محمد وآل محمد ،وأن تهدي لي قلبي وتجمع لي لبي ) (1وتكفيني
همي ،وتؤمن خوفي ،وتفك أسري وتشد أزري ،وتمهلني وتنفسني
وتستجيب دعائي ،وتسمع ندائي ،ول تجعل في النار مأواي ،ول الدنيا أكبر
همي ،وأن توسع علي رزقي ،وتحسن خلقي وتعتق رقبتي ،فانك سيدي
ومولي ومؤملي .إلهي وأسئك اللهم باسمك الذي دعاك به أيوب لما حل
به البلء بعد الصحة ونزل السقم منه منزل العافية ،والضيق بعد السعة،
فكشفت ضره ،ورددت عليه أهله ومثلهم معهم ،حين ناداك داعيا لك راغبا
إليك راجيا لفضلك ،شاكيا إليك " رب إني مسنى الضر وأنت أرحم
الراحمين " فاستجبت له دعاءه ،وكشفت ضره ،وكنت منه قريبا يا قريب
أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تكشف ضري ،وتعافيني في نفسي
وأهلي ومالي وولدي وإخواني فيك عافية باقية شافية كافية وافرة هادية
نامية مستغنية عن الطباء والدوية ،وتجعلها شعاري ودثاري وتمتعني
بسمعي وبصري ،وتجعلهما الوارثين مني إنك على كل شئ قدير .إلهى
وأسئلك باسمك الذي دعاك به يونس بن متى في بطن الحوت ،حين ناداك
في ظلمات ثلث :أن " ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأنت
أرحم الراحمين " فاستجبت له دعاءه ،وأنبت عليه شجرة من يقطين،
وأرسلته إلى مائة ألف أو يزيدون ،وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على
محمد وآل محمد وأن تستجيب دعائي ،وتداركني بعفوك ،فقد غرفت في
بحر الظلم لنفسي ،وركبتني مظالم كثيرة لخلقك على ،وصل على محمد
وآل محمد ،واسترني منهم وأعتقني من النار ،و
][273
اجعلني من عتقائك وطلقائك من النار في مقامي هذا بمنك يا منان .إلهى وأسئلك
باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك عيسى بن مريم إذ أيدته بروح القدس
وأنطقته في المهد ،فأحيا به الموتى وأبرء به الكمه والبرص باذنك
وخلق من الطين كهيئة الطير فصار طائرا باذنك ،وكنت منه قريبا يا قريب
أن تصلى على محمد وآل محمد ،وأن تفرغني لما خلقت له ،ول تشغلني
بما تكفلته لى ،وتجعلني من عبادك وزهادك في الدنيا ]و[ ممن خلقته
للعافية وهنأته بها مع كرامتك يا كريم يا علي يا عظيم .إلهي وأسئلك
باسمك الذى دعاك به آصف بن برخيا على عرش ملكة سباء فكان أقل من
لحظة الطرف حتى كان مصورا بين يديه ،فلما رأته قيل أهكذا عرشك ؟
قالت كأنه هو فاستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على
محمد وآل محمد وأن تكفر عنى سيأتي ،وتقبل منى حسناتي ،وتقبل توبتي
وتتوب على وتغنى فقرى ،وتجبر كسرى ،وتحيى فؤادى بذكرك ،وتحييى
في عافية وتميتنى في عافية .إلهى وأسئلك بالسم الذى دعاك به عبدك
ونبيك زكريا حين سألك داعيا راجيا لفضلك ،فقام في المحراب ينادي نداء
خفيا ،فقال " رب هب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله
رب رضيا " فوهبت له يحيى واستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب
أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تبقى لى أولدي وأن تمتعني بهم،
وتجعلنى وإياهم مؤمنين لك ،راغبين في ثوابك ،خائفين من عقابك ،راجين
لما عندك ،آيسين مما عند غيرك ،حتى تحيينا حياة طيبة وتميتنا ميتة
طيبة ،إنك فعال لما تريد .إلهي وأسئلك بالسم الذى سألتك به امرأة
فرعون إذ قالت " :رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون
وعمله ونجني من القوم الظالمين " فاستجبت لها دعاءها وكنت منها
قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقر عيني بالنظر إلى
جنتك وأوليائك وتفرحني بمحمد وآله وتونسني به وبآله وبمصاحبتهم
][274
ومرافقتهم ،وتمكن لي فيها وتنجيني من النار ،وما اعد لهلها من السلسل
والغلل والشدائد والنكال ،وأنواع العذاب بعفوك .إلهي وأسألك باسمك
الذي دعتك عبدتك وصديقتك مريم البتول ،وام المسيح الرسول عليهما
السلم إذ قلت " ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من
روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين " فاستجبت دعاءها
وكنت منها قريبا يا قريب أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تحصنني
بحصنك الحصين وتحجبني بحجابك المنيع ،وتحرزني بحرزك الوثيق
وتكفيني بكفايتك الكافية من شر كل طاغ ،وظلم كل باغ ،ومكر كل ماكر،
وغدر كل غادر ،وسحر كل ساحر ،وجور كل سلطان فاجر ،بمنعك يا منيع.
إلهي وأسئلك بالسم الذي دعاك به عبدك ونبيك وصفيك ،وخيرتك من
خلقك وأمينك على وحيك ،وبعيثك إلى بريتك ،ورسولك إلى خلقك محمد
خاصتك وخالصتك صلى ال عليه وآله ،فاستجبت دعاءه وأيدته بنجود لم
يروها وجعلت كلمتك العليا ،وكلمة الذين كفروا السفلى ،وكنت منه قريبا يا
قريب أن تصلي على محمد وآل محمد صلة زاكية طيبة نامية باقية مباركة
كما صليت على أبيهم إبراهيم وآل إبراهيم ،وبارك عليهم كما باركت
عليهم ،وسلم عليهم كما سلمت عليهم ،وزدهم فوق ذلك كله زياده من
عندك ،واخلطني بهم ،واجعلني منهم ،و احشرني معهم ،وفي زمرتهم،
حتى تسقيني من حوضهم ،وتدخلني في جملتهم وتجمعني وإياهم وتقر
عيني بهم وتعطيني سؤلي ،وتبلغني آمالي في ديني ودنياي وآخرتي،
ومحياي ومماتي ،وتبلغهم سلمي ،وترد علي منهم السلم ،وعليهم السلم
ورحمة ال وبركاته .إلهي أنت الذي تنادي في أنصاف كل ليلة :هل من
سائل فاعطيه ؟ أم هل من داع فاجيبه أم هل من مستغفر فأغفر له ؟ أم هل
من راج فأبلغه رجاءه ؟ أم هل من مؤل فأبلغه أمله ؟ ها أنا سائلك بفنائك
ومسكينك ببابك ،وضعيفك ببابك ،وفقيرك ببابك ،ومؤملك بفنائك أسئلك
نائلك ،وأرجو رحمتك ،واومل
][275
عفوك ،وألتمس غفرانك .فصل على محمد وآل محمد وأعطني سؤلي ،وبلغني
أملي ،واجبر فقري ،وارحم عصياني ،واعف عن ذنوبي ،وفك رقبتي من
مظالم لعبادك ركبتني ،وقو ضعفى وأعز مسكنتي ،وثبت وطأتي ،واغفر
جرمى ،وأنعم بالى ،وأكثر من الحلل مالى ،وخر لى في جميع اموري
وأفعالي ،ورضني بها وارحمني ووالدي وما ولدا من المؤمنين
والمؤمنات ،والمسلمين والمسلمات ،الحياء منهم والموات ،إنك سميع
الدعوات وألهمنى من برهما ما أستحق به ثوابك والجنة ،وتقبل حسناتهما
واغفر سيئاتهما واجزهما بأحسن ما فعل بى ثوابك والجنة .إلهي وقد
علمت يقينا أنك ل تأمر بالظلم ول ترضاه ،ول تميل إليه ول تهواه ول
تحبه ول تغشاه ،وتعلم ما فيه هؤلء القوم من ظلم عبادك وبغيهم علينا،
وتعديهم بغير حق ول معروف ،بل ظلما وعدوانا ،وزورا وبهتانا ،فان كنت
جعلت لهم مدة لبد من بلوغها أو كتبت لهم آجال ينالونها ،فقد قلت وقولك
الحق ووعدك الصدق " يمحو ال ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " فأنا
أسئلك بكل ما سألك به أنبياؤك ورسلك وأسألك بما سألك به عبادك
الصالحون ،وملئكتك المقربون ،أن تمحو من ام الكتاب ذلك ،وتكتب لهم
الضمحلل والمحق ،حتى تقرب آجالهم وتقضى مدتهم وتذهب أيامهم،
وتبتر أعمارهم ،وتهلك فجارهم ،وتسلط بعضهم على بعض ،حتى ل تبقى
منهم أحدا ،ول تنجي منهم أحدا ،وتفرق جموعهم وتكل سلحهم ،وتبدد
شملهم ،وتقطع آجالهم وتقصر أعمارهم ،وتزلزل أقدامهم وتطهر بلدك
منهم ،وتظهر عبادك عليهم ،فقد غيروا سنتك ،ونقضوا عهدك وهتكوا
حريمك ،وأتوا ما نهيتهم عنه ،وعتوا عتوا كبيرا ،وضلوا ضلل بعيدا.
فصل على محمد وآل محمد وآذن لجمعهم بالشتات ،ولحيهم بالممات،
ولزواجهم بالنهبات ،وخلص عبادك من ظلمهم ،واقبض أيديهم عن
هضمهم ،وطهر أرضك منهم ،وآذن بحصد نباتهم ،واستئصال شأفتهم،
وشتات شملهم ،وهدم بنيانهم يا ذا الجلل والكرام.
][276
][277
عنك من أعمالهم خائنة ،وأنت علم الغيوب ،عالم في الضمائر والقلوب .اللهم
وأسئلك واناديك بما ناداك به سيدي وسألك به نوح إذ قلت تباركت وتعاليت
" ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون " أجل اللهم يا رب أنت نعم المجيب
ونعم المدعو ،ونعم المسؤل ،ونعم المعطي ،أنت الذي ل تخيب سائلك ،ول
تمل دعاء من أملك ،ول تتبرم بكثرة حوائجهم إليك ،ول بقضائها لهم ،فان
قضاء حوائج جميع خلقك إليك في أسرع لحظ من لمح الطرف ،وأخف
عليك وأهون من جناح بعوضه .وحاجتي يا سيدي ومولي ومعتمدي
ورجائي أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تغفر لي ذنبي ،فقد جئتك
ثقيل الظهر بعظيم ما بارزتك به من سيئاتي ،وركبني من مظالم عبادك مال
يكفيني ول يخلصني منه غيرك ،ول يقدر عليه ول يملكه سواك فامح يا
سيدي كثرة سيئاتي بيسير عبراتي ،بل بقساوة قلبي وجمود عيني ،ل بل
برحمتك التي وسعت كل شئ ،وأنا شئ فلتسعني رحمتك ،يا رحمان يا
رحيم يا أرحم الراحمين ،ل تمتحني في هذه الدنيا بشئ من المحن ،ول
تسلط علي من ل يرحمني ،ول تهلكني بذنوبي ،وعجل خلصي من كل
مكروه ،وادفع عني كل ظلم ،ول تهتك ستري ،ول تفضحني يوم جمعك
الخلئق للحساب ،يا جزيل العطاء والثواب .أسئلك أن تصلي على محمد
وآل محمد وأن تحييني حياة السعداء ،وتميتني ميتة الشهداء ،وتقلبني
قبول الوداء ،وتحفظني في هذه الدنيا الدنية من شر سلطينها وفجارها،
وشرارها ،ومحبيها ،والعاملين لها فيها ،وقني شر طغاتها وحسادها،
وباغي الشرك فيها حتى تكفيني مكر المكرة ،وتقفأ عني أعين الكفرة
وتفحم عني ألسن الفجرة ،وتقبض لي على أيدي الظلمة وتؤمن لي كيدهم،
وتميتهم بغيظهم ،وتشغلهم بأسماعهم وأبصارهم وأفئدتهم ،وتجعلني من
ذلك كله في أمنك وأمانك وحرزك وسلطانك وحجابك ،وكنفك وعياذك
وجارك ،إن وليي ال الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين.
][278
اللهم بك أعوذ وبك ألوذ ،ولك أعبد وإياك أرجو وبك أستعين ،وبك أستكفي ،وبك
أستغيث ،وبك أستقدر ،ومنك أسأل أن تصلي على محمد وآل محمد ول
تردني إل بذنب مغفور وسعي مشكور ،وتجارة لن تبور ،وأن تفعل بي ما
أنت أهله ول تفعل بي ما أنا أهله ،فانك أهل التقوى وأهل المغفرة ،وأهل
الفضل والرحمة .إلهي وقد أطلت دعائي ،وأكثرت خطابي ،وضيق صدري
حدانى على ذلك كله ،وحملني عليه علما منى بأنه يجزيك منه قدر الملح
في العجين بل يكفيك عزم إرادة ،وأن يقول العبد بنية صادقة ولسان صادق
" يا رب " فتكون عند ظن عبدك بك ،وقد ناجاك بعزم الرادة قلبى،
فأسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد ،وأن تقرن دعائي بالجابة منك،
وتبلغني ما أملته فيك منة منك وطول وقوة وحول ول تقيمني من مقامي
هذا إل بقضائك جميع ما سألتك ،فانه عليك يسير ،وخطره عندي جليل
كثير ،وأنت عليه قدير ،يا سميع يا بصير .إلهي وهذا مقام العائذ بك من
النار ،والهارب منك إليك من ذنوب تهجمته وعيوب فضحته فصل على
محمد وآل محمد وانظر إلي نظرة رحمة أفوز بها إلى جنتك واعطف على
عطفة أنجو بها من عقابك ،فان الجنة والنار لك وبيدك ،ومفاتيحهما
ومغاليقهما إليك ،وأنت على ذلك قادر ،وهو عليك هين يسير ،وافعل بي ما
سألتك يا قدير ،ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،وحسبنا ال ونعم
الوكيل .قال علي بن حماد :أخذت هذا الدعاء من أبى الحسن بن علي
العلوي العريضي واشترط على أن ل أبذله لمخالف ول اعطيه إل لمن أعلم
مذهبه ،وأنه من أولياء آل محمد عليهم السلم ،وكان عندي أدعو به
وإخواني ،ثم قدم على إلى البصرة بعض قضاة الهواز ،كان مخالفا وله
على أياد ،وكنت أحتاج إليه في بلده ،وأنزل عليه فقبض عليه السلطان
فصادر وأخذ حظه بعشرين ألف درهم ،فرققت له ورحمته ودفعت إليه هذا
الدعاء ،فدعا به فما استتم اسبوعا حتى أطلقه السلطان ابتداء ولم يلزم
شيئا مما أخذ به حظه ،ورده إلى بلده مكرما ،وشيعته إلى البلة )(1
) (1البلة -كعتلة -موضع بالبصرة ،أحد جنان الدنيا ،قاله الفيروز آبادى..
][279
وعدت إلى البصرة .فلما كان بعد أيام طلبت الدعاء فلم أجده ،وفتشت كتبي كلها فلم
أر له أثرا فطلبته من أبى المختار الحسينى وكانت عنده نسخة بها ،فلم
يجده في كتبه ،فلم نزل نطلبه في كتبنا فل نجده عشرين سنة فعلمت أن
ذلك عقوبة من ال عزوجل لما بذلته لمخالف ،فلما كان بعد العشرين سنة،
وجدناه في كتبنا وقد فتشناها مرارا ل تحصى ،فآليت على نفسي أل اعطيه
إل لمن أثق بدينه ممن يعتقد ولية آل الرسول صلى ال عليه وعليهم ،بعد
أن آخذ عليه العهد أل يبذله إل لمن يستحقه وبال نستعين وعليه نتوكل )
* 108 .(1باب * * " )أدعية رفع الهموم والحزان والمخاوف( " * *
" )وكشف الشدائد وما يناسب ذلك وهو( " * * " )قريب من الباب
السابق( " * - 1دعوات الراوندي :قال النبي صلى ال عليه وآله :ما
أصاب أحدا هم ول حزن فقال " :اللهم إني عبدك وابن عبدك ،وابن أمتك،
ناصيتى بيدك ،ماض في حكمك عدل في قضاؤك ،أسئلك بكل اسم سميت به
نفسك ،وأنزلته في كتابك ،أو علمته أحدا من خلقك ،أو استأثرت به في
علم الغيب عندك ،أن تجعل القرآن ربيع قلبى ونور صدري ،وجلء حزنى،
وذهاب همى " إل أذهب ال همه ،وأنزل مكانه فرحا .وعن زين العابدين
عليه السلم قال :دخل رسول ال صلى ال عليه وآله على نفر من أهله،
فقال :أل احدثكم بما يكون لكم خيرا من الدنيا والخرة ؟ وإذا كربتم
واغتممتم دعوتم ال عزوجل ففرج عنكم ؟ قالوا :بلى يا رسول ال ،قال:
قولوا " ال ال ال
][280
ربنا ربنا ل نشرك به شيئا " ثم ادعوا بما بدالكم .وعن أبي عبد ال عليه السلم
قال :الحزان أسقام القلوب ،كما أن المراض أسقام البدان ،فمن أصابه
حزن أو بلء فليقل " اللهم إني أسئلك يا مفجر النهار ومطعم الثمار ،يا
من تسبح له ظلمة الليل وضوء النهار ،وما على الرض وقعر البحار،
افتح لنا في هذه الساعة ،وسهل لنا صالح السباب ويسر لنا التوبة ،يا
تواب وصل على محمد وآله ،يا سميع يا وهاب " .وقال عليه السلم إذا
توالت الهموم فعليك بل حول ول قوة إل بال - 2 .الدر المنثور :عن عبد
ال بن مسعود قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله :من أصابه هم أو
حزن فليقل " اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ،ناصيتي في يدك،
ماض في حكمك ،عدل في قضاؤك ،أسئلك بكل اسم هو لك ،سميت به
نفسك ،أو أنزلته في كتابك ،أو علمته أحدا من خلقك ،أو أستأثرت به في
علم الغيب عندك ،أن تجعل القرآن ربيع قلبى ،ونور صدري ،وذهاب همى،
وجلء حزنى " .قال رسول ال صلى ال عليه وآله :ما قالهن مهموم قط
إل أذهب ال همه ،وأبدله بهمه فرحا قالوا :يا رسول ال ،أفل نتعلم هذه
الكلمات ؟ قال :فتعلموهن ،وعلموهن ) - 3 .(1مهج :علي بن عبد الصمد
قال :أخبرني المام جدي والشيخ أبو بكر عثمان بن إسماعيل بن أحمد
الحاجي والمام أحمد بن علي بن أبي صالح المقري قراءة عليهم ،عن أبي
بكر عبد الغفار بن محمد ،عن الحسن بن محمد الدربندى ،عن عبد
الرحمان بن عثمان الدمشقي ،عن أبي بكر محمد بن صالح بن الخلف
الحوراني عن أبيه ،عن موسى بن إبراهيم ،عن موسى بن جعفر ،عن
أبيه ،عن جده عليهم السلم قال :قال رسول ال صلى ال عليه وآله لعلي:
يا علي إذا هالك أمر أو نزلت بك شدة فقل " :اللهم إني أسئلك بحق محمد
وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد ،وأن تنجيني من هذا الغم " )
.(2
][281
- 4مهج :دعاء النبي صلى ال عليه وآله وهو دعاء الفرج " .بسم ال الرحمن
الرحيم اللهم إني أسألك يا ال يا ال يا ال ،يا من عل فقهر ،ويا من بطن
فخبر ،ويا من ملك فقدر ،ويا من عبد فشكر ،ويا من عصى فغفر ،يا من ل
يحيط به الفكر ،ويا من ل يدركه بصر ،ويا من ل يخفى عليه أثر .يا عالى
المكان ،يا شديد الركان ،يا منزل الفرقان ،يا مبدل الزمان ،يا قابل
القربان ،يا نير البرهان ،يا عظيم الشان ،يا ذا المن والحسان ،ويا ذا
العزة والسلطان ،يا رحيم يا رحمن .يا رب الرباب ،يا تواب يا وهاب ،يا
معتق الرقاب ،يا منشئ السحاب يا من حيث ما دعى أجاب .يا مرخص
السعار ،يا منزل المطار ،يا منبت الشجار ،في الرض القفار ،ومخرج
الثمار .يا دائم الثبات يا مخرج النبات ،يا محيى الموات ،يا مقيل العثرات
يا كاشف الكربات ،يا من ل تضجره الصوات ،ول تشتبه عليه اللغات ،ول
تغشاه الظلمات ،يا معطى السؤلت ،يا ولى الحسنات ،يا دافع البليات ،يا
قابل الصدقات ،يا قابل التوبات ،يا عالم الخفيات ،يا مجيب الدعوات ،يا
رافع الدرجات ،يا قاضي الحاجات ،يا راحم العبرات ،يا منجح الطلبات ،يا
منزل البركات ،يا جامع الشتات ،يا راد ما كان فات ،يا جمال الرضين
والسموات .يا سابغ النعم ،يا كاشف اللم ،يا شافي السقم ،يا معدن الجود
والكرم .يا أجود الجودين ،يا أكرم الكرمين ،يا أسمع السامعين ،يا أبصر
الناظرين ،يا أرحم الراحمين ،يا أقرب القربين ،يا إله العالمين ،يا غياث
المستغيثين ،يا جار المستجيرين ،يا متجاوزا عن المسيئين ،يا من ل يعجل
على الخاطئين ،يا فكاك المأسورين ،يا مفرج غم المغمومين ،يا جامع
المتفرقين يا مدرك الهاربين ،يا غاية الطالبين .يا صاحب كل غريب ،يا
مونس كل وحيد ،يا راحم الشيخ الكبير ،يا رازق
][282
الطفل الصغير ،يا جابر العظم الكسير ،يا عصمة الخائف المتسجير ،يا من له
التدبير وإليه التقدير ،يا من العسير عليه سهل يسير ،يا من هو بكل شئ
خبير ،يا من هو على كل شئ قدير ،يا خالق الشمس والقمر المنير .يا فالق
الصباح ،يا مرسل الرياح ،يا باعث الرواح ،يا ذا الجود والسماح يا من
بيده كل مفتاح .يا عماد من ل عماد له ،يا سند من ل سند له ،يا ذخر من ل
ذخر له ،يا عز من ل عز له ،يا كنز من ل كنز له ،يا حرز من ل حرز له،
يا عون من ل عون له يا ركن من ل ركن له ،يا غياث من ل غياث له .يا
عظيم المن ،يا كريم العفو ،يا حسن التجاوز ،يا واسع المغفرة ،يا باسط
اليدين بالرحمة ،يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها ،يا ذا الحجة البالغة ،يا ذا
الملك والملكوت ،يا ذالعزة والجبروت ،يا من هو حي ل يموت أسئلك
بعلمك الغيوب وبمعرفتك ما في ضمائر القلوب ،وبكل اسم هو لك،
اصطفيته لنفسك ،وأنزلته في كتاب من كتبك ،أو استأثرت به في علم
الغيب عندك ،وبأسمائك الحسنى كلها حتى انتهى إلى اسمك العظيم العظم
الذي فضلته على جميع أسمائك .أسألك به أن تصلي على محمد وآله وأن
تيسر لي من أمري ما أخاف عسره وتفرج عني الهم والغم ،والكرب وما
ضاق به صدري ،وعيل به صبري ،فانه ل يقدر على فرجي سواك ،وافعل
بي ما أنت أهله يا أهل التقوى وأهل المغفرة .يا من ل يكشف الكرب غيره،
ول يجلى الحزن سواه ،ول يفرج عني إل هو اكفني شر نفسي خاصة،
وشر الناس عامة ،وأصلح لي شأني كله ،وأصلح اموري واقض لي
حوائجي ،واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا فانك تعلم ول أعلم وتقدر ول
أقدر ،وأنت على كل شئ قدير ،برحمتك يا أرحم الراحمين ) - 5 .(1ق:
دعاء للكرب والسلطان عن النبي عليه السلم قال صلى ال عليه وآله :إذا
هاج بكم كرب أو خشية من سلطان ،أو أردتم حاجة تدعو بهذه الدعوات،
فو الذي
][283
بعثني بالحق نبيا ما دعوت بها في وجهة إل نصرت ،ول على عدو إل ظفرت،
وأرى ما احب وتقر به عيني ،وهو هذا الدعاء " :يا عالم الغيوب
والسرائر ،يا مطاع يا عزيز يا عليم يا هازم الحزاب لحمد يا كائد فرعون
لموسى ،يا منجي عيسى من أيدي الظلمة ،يا مخلص نوح من الغرق ،يا
قاصد كل خير ،يا ذا الجلل والكرام ،يا خالق الخير ،يا أهل الخير رغبت
إليك في كذا وكذا ،فصل اللهم على محمد وآله ،وفرج عني ،وأغثني
واستجب لي وارحمني ،يا أرحم الراحمين - 6 .مهج :روي أن الحاج
أصابهم عطش في بعض السنين ،حتى كادوا أن يهلكوا ،فجلس واحد منهم
ليموت ،فأخذته سنة النوم فرأى مولنا على بن أبي طالب عليه السلم
يقول له :ما أغفلك عن كلمة النجاة ؟ فقلت :وما كلمة النجاة ؟ فقال :تقول:
" إلهي أدم ملكك على ملكك بلطفك الخفي " وأنا على بن أبي طالب.
فاستيقظت وقلتها فنشأ غمام وأغاث الناس في الحال حتى عاشوا والحمد
ل وحده ) - 7 .(1مهج :من كتاب تعبير الرؤيا لمحمد بن يعقوب الكليني
وهذا لفظه :أحمد ،عن الوشاء ،عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال:
رأيت أبى عليه السلم في المنام فقال :يا بنى إذا كنت في شدة فأكثر من أن
تقول " :يا رؤف يا رحيم ،والذي نراه في النوم كما نراه في اليقظة ).(2
- 8مهج :باسناد إلى محمد بن الحسن الصفار في كتاب فضل الدعاء
باسناده إلى عثمان بن عيسى عن أبي حمزة الثمالى قال :استأذنت على
أبي جعفر عليه السلم فخرج وشفتاه يتحركان قال :وبهت لذلك يا ثمالي ؟
قال :قلت :نعم جعلت فداك قال :إني وال تكلمت بكلم ما تكلم به أحد قط إل
كفاه ال ما أهمه من أمر دنياه وآخرته قال :فقلت له :جعلني ال فداك
فأخبرني به قال :نعم من قال حين يخرج من منزله " :بسم ال الرحمن
الرحيم ،حسبى ال ،توكلت على ال ،اللهم إني أسألك خير اموري كلها،
وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الخرة " ليقضى ما أحبه ).(3
][284
ومن ذلك دعاء آخر عن مولنا الباقر عليه السلم ،وجدته في أصل من كتب
أصحابنا عن عباس بن عامر ،عن ربيع ،عن عبد ال بن عبد الرحمن،
عن أبي جعفر عليه السلم قال :أل اعلمك دعاء ندعو به أهل البيت إذا
كربنا أمر أو تخوفنا شر السلطان أو أمرا ل قبل لنا به ؟ قلت :بلى بأبى
وامي يا ابن رسول ال ،قال :قل " :يا كائنا قبل كل شئ ،ويا مكون كل
شئ ،ويا باقي بعد كل شئ ،صل على محمد وأهل بيته ،وافعل بي كذا
وكذا - 9 .(1) " ...دعوات الراوندي :روي عن ابن عباس أنه كان رجل
على عهد عمر وله فلء ) (2بناحية آذربايجان ،قد استصعبت عليه،
فمنعت جانبها ،فشكا إليه ما قد ناله ،قال :اذهب فاستغث بال ،وكتب له
رقعة فيها الرقية ومضى ،واغتممت له غما شديدا فلقيت أمير المؤمنين
عليه السلم فأخبرته به ،فقال :ليعودن بالخيبة ،فهدأ ما بي ،وطالت علي
سنتي ،فإذا أنا بالرجل قد وافى وفي جبهته شجة تكاد اليد تدخل فيها .فلما
رأيته بادرت ،فقلت :ما وراك ؟ فقال :إني صرت إلى الموضع ،ورميت
بالرقعة فحمل عداد منها فرمحني ) (3أحدها في وجهي ،فسقطت ،وكان
معي أخ لي فحملني فلم أزل أتعالج حتى صلحت .فصار إلى عمر فأخبره
بما كان ،فزبره ،وقال له :كذبت لم تذهب بكتابي .فمضيت به إلى أمير
المؤمنين عليه السلم فتبسم وقال :ألم أقل لك ؟ ثم أقبل على الرجل فقال
له :إذا انصرفت فصر إلى الموضع الذي فيه وقل " :اللهم إني أتوجه إليك
بنبيك نبي الرحمة ،وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين فذلل
لى صعوبتها وحزونتها ،واكفني شرها ،فانك الكافي المعافي ،والغالب
القاهر " فانصرف الرجل راجعا .فلما كان من قابل قدم الرجل ومعه جملة
من أثمانها ،وكان الرجل يحج
) (1مهج الدعوات (2) .216 ،الفلء -بالكسر -جمع فلو للمهر إذا قطم (3) .أي
رفسني بحافره.
][285
كل سنة ،وقد أنمى ال ماله ،قال ابن عباس :قال أمير المؤمنين عليه السلم :كل
من استصعب عليه شئ من مال أو أهل أو ولد أو فرعون من الفراعنة
فليبتهل بهذا الدعاء فانه يكفى ما يخاف إنشاء ال )) 109 .(1باب( * "
)أدعية العافية ورفع المحنة وهو من البابين السابقين( " * - 1دعوات
الراوندي :قال الرضا عليه السلم :رأى على بن الحسين عليهما السلم
رجل يطوف بالكعبة ،وهو يقول " :اللهم إني أسئلك الصبر " قال :فضرب
على بن الحسين عليهما السلم على كتفه ،قال :سألت البلء قل " اللهم
إني أسئلك العافية والشكر على العافية " .وروي أن النبي صلى ال عليه
وآله دخل على مريض فقال :ما شأنك ؟ قال :صليت بنا صلة المغرب
فقرأت القارعة ،فقلت " :اللهم إن كان لي عندك ذنب تريد أن تعذبني به
في الخرة فعجل ذلك في الدنيا " فصرت كما ترى ،فقال صلى ال عليه
واله :بئسما قلت ،أل قلت " :ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة
وقنا عذاب النار " فدعا له حتى أفاق .قال :وكان داود عليه السلم يقول:
" اللهم ل مرض يضنيني ) ،(2ول صحة تنسيني ولكن بين ذلك "- 2 .
مهج :ومن ذلك دعاء العافية رويناه باسنادنا إلى سعد بن عبد ال باسناده
إلى أبي عبد ال عليه السلم قال :كنت جالسا عند أبي ،وعنده رجل قد
سقطت إحدى يديه من فالج به ،وهو يطلب إلى أبى أن يدعو له دعوة،
وذكر أن به حصاة ل يقدر على
) (1دعوات الراوندي مخطوط وقد مر عن الخرائج ص (2) .191ضنى -كعلم -
ضنى :مرض مرضا مخامرا كلما ظن برؤه نكس.
][286
البول إل بشدة ،فعلمه أبى هذا الدعاء ،فقال له الرجل :امسح يديك المباركتين على
بدني ،ففعل فقال له أبي :قل هذا الدعاء حين تصلي الليل وأنت ساجد" :
اللهم إني أدعوك دعاء العليل الذليل الفقير ،أدعوك دعاء من اشتدت فاقته،
وقلت حيلته ،وضعف عمله من الخطيئة والبلء ،دعاء مكروب إن لم
تداركه هلك ،وإن لم تستنقذه فل حيلة له ،فل تحط به يا سيدي ومولي
وإلهي مكرك ،ول تثبت على غضبك ،ول تضطرني إلى اليأس من روحك،
والقنوط من رحمتك ،وطول الصبر على الذى .اللهم ل طاقة لي على
بلئك ،ول غنا بي عن رحمتك ،وهذا ابن نبيك وحبيبك صلواتك عليه وآله،
به أتوجه إليك ،فانك جعلته مفزعا للخائف واستودعته علم ما كان وما هو
كائن ،فاكشف ضري وخلصني من هذه البلية إلى ما قد عودتني من
عافيتك ورحمتك ،انقطع الرجاء إل منك ،يا ال يا ال يا ال " فانصرف
الرجل ثم أتاه بعد أيام وما به شئ مما كان يجده ،قال :وأمرنا أبو عبد ال
عليه السلم أن نكتم ذلك ،وقال :أخبرت أبي بعافية الرجل ،فقال :يا بنى
من كتم بلء ابتلي به من الناس وشكا إلى ال أن يعافيه ]عافاه من ذلك
البلء عند هذا الدعاء ) - 3 .(1مهج :ومن ذلك وجدت في مجموع أن
عقبة بن إسماعيل الحضرمي عمي فرأى في منامه قائل يقول " :يا قريب
يا مجيب ،يا سميع الدعاء ،يا لطيفا لما يشاء ،رد إلى بصري " فقال ذلك،
فعاد إليه بصره ) .(2ورأيت بخط الرضى الوي قدس ال روحه ما هذا
لفظه :دعاء علمه النبي صلى ال عليه وآله أعمى فرد ال إليه بصره،
يصلى ركعتين ثم يقول " :اللهم إني أسئلك وأدعوك وأرغب إليك وأتوجه
إليك بنبيك محمد نبى الرحمة ،يا محمد إني أتوجه بك إلى ال ربك وربي
ليرد بك على نور بصري " فما قام العمى
][287
][288
ال ل إله إل هو الحي القيوم ل تأخذه سنة ول نوم ) .(1ومن آل عمران خمسة :الم
ال ل إله إل هو الحى القيوم نزل عليك الكتاب بالحق ،هو الذي يصوركم
في الرحام كيف يشآء ل إله إل هو العزيز الحكيم ،شهد ال أنه ل إله إل
هو والملئكة واولو العلم قائما بالقسط ل إله إل هو العزيز الحكيم إن الدين
عند ال السلم ،إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إل ال وإن ال
لهو العزيز الحكيم ) .(2ومن النساء واحدة :ال ل إله إل هو ليجمعنكم إلى
يوم القيامة ل ريب فيه ومن أصدق من ال حديثا ) .(3ومن المائدة واحدة:
لقد كفر الذين قالوا إن ال ثالث ثلثة وما من إله إل إله واحد وإن لم
ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب عظيم ) .(4ومن
النعام اثنتان :ذلكم ال ربكم ل إله إل هو خالق كل شئ فاعبدوه وهو على
كل شئ وكيل ،اتبع ما اوحى إليك من ربك ل إله إل هو وأعرض عن
المشركين ) .(5ومن العراف واحدة :قل يا أيها الناس إني رسول ال
إليكم جميعا الذي له ملك السموات والرض ل إله إل هو يحيي ويميت
فآمنوا بال ورسوله النبي المي الذي يؤمن بال وكلماته واتبعوه لعلكم
تهتدون ) .(6ومن براءة اثنتان :اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون
ال والمسيح ابن مريم وما امروا إل ليعبدوا إلها واحدا ل إله إل هو
سبحانه عما يشركون ،فان
) (1البقرة 158 :و (2) .258آل عمران 1 :و 6و 17و (3) .62النساء) .89 :
(4المائدة (5) .73 :النعام 102 :و (6) .106العراف.158 :
][289
تولوا فقل حسبى ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) .(1ومن
يونس واحدة :حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه ل إله إل الذي آمنت به
بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) .(2ومن هود واحدة :فان لم يستجيبوا
لكم فاعلموا أنما انزل بعلم ال وأل إله إل هو فهل أنتم مسلمون ) .(3ومن
الرعد واحدة :وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي ل إله إل هو عليه توكلت
وإليه متاب ) .(4ومن النحل واحدة :تنزل الملئكة بالروح من أمره على
من يشاء من عباده أن أنذروا أنه ل إله إل أنا فاتقون ) .(5ومن طه ثلثة:
يعلم السر وأخفى ،ال ل إله إل هو له السماء الحسنى وأنا اخترتك
فاستمع لما يوحى إنني أنا ال ل إله إل أنا فاعبدني وأقم الصلة لذكري
إنما إلهكم ال الذي ل إله إل هو وسع كل شئ علما ) .(6ومن النبياء
اثنتان :وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا
فاعبدون ،وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في
الظلمات أل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .(7ومن المؤمنين
واحدة :فتعالى ال الملك الحق ل إله إل هو رب العرش العظيم )] .(8ومن
النمل واحدة :ويعلم ما تخفون وما تعلنون ال ل إله إل هو رب
) (1براءة 31 :و (2) .129يونس (3) .90 :هود (4) .14 :الرعد(5) .29 :
النحل (6) .2 :طه 6 :و 7و 14 - 12و (7) .98النبياء 25 :و ) .87
(8المؤمنون.117 :
][290
) (1النمل ،26 :وما بين العلمتين ساقط عن الكمبانى وقد مر في ص 14 - 12من
هذا المجلد (2) .القصص 71 :و (3) .88فاطر (4) .3 :الصافات) .33 :
(5ص (6) .65 :غافر 3 :و (7) .65الدخان ،6 :وتجد بعدها في سورة
القتال :21 :فاعلم أنه ل اله ال هو واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات
وال يعلم منقلبكم ومثواكم (8) .الحشر.23 - 21 :
][291
][292
قال العمش :وأمر المنصور في رجل بأمر غليظ ،فحبس في بيت لينفذ فيه أمره،
ثم فتح عنه فلم يوجد فقال المنصور :أسمعتموه يقول شيئا ؟ فقال الموكل
سمعته يقول " :يا من ل إله غيره فأدعوه ،ول رب سواه فأرجوه ،نجني
الساعة " فقال :وال لقد استغاث بكريم فنجاه - 6 .مشكوة النوار :من
كتاب المحاسن عن الرضا عليه السلم قال :مر علي ابن الحسين عليهما
السلم برجل وهو يدعو ال أن يرزقه الصبر فقال :أل ل تقل هذا ،ولكن
سل ال العافية ،والشكر على العافية فان الشكر على العافية خير من
الصبر على البلء ) .(1كان من دعاء النبي صلى ال عليه وآله " اللهم
إني أسئلك العافية ،والشكر على العافية وتمام العافية في الدنيا والخرة )
.(2ومنه :قال كان النبي صلى ال عليه وآله يقول " :اللهم إني أعوذ بك
من الدنيا فان الدنيا تمنع الخرة " ) .(3عن أبي عبد ال عليه السلم أنه
كان يقول في دعائه " :اللهم من علي بالتوكل عليك ،والتفويض إليك،
والرضا بقدرك ،والتسليم لمرك ،حتى ل احب تعجيل ما أخرت ،ول تأخير
ما قدمت ،يا رب العالمين " ).(4
) 1و (2مشكاة النوار (3) .258 :مشكاة النوار (4) .271 :مشكاة النوار13 :
و ،302وفيه عنه عليه السلم كان أمير المؤمنين عليه السلم يقول
الخ.
][293
* - 110باب * " )ادعية الرزق( " اليات :نوح :فقلت استغفروا ربكم إنه كان
غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم
جنات ويجعل لكم أنهارا ) - 1 .(1ب :هارون ،عن ابن صدقة :عن
الصادق ،عن أبيه عليهما السلم قال :إذا غدوت في حاجتك بعد أن تصلي
الغداة بعد التشهد فقل " :اللهم إني غدوت ألتمس من فضلك كما أمرتني،
فارزقني من فضلك رزقا حلل طيبا ،وأعطني فيما ترزقني العافية " تقول
ذلك ثلث مرات ) .(2قال :وسمعت جعفرا يملي على بعض التجار من أهل
الكوفة في طلب الرزق فقال له :صل ركعتين متى شئت فإذا فرغت من
التشهد قلت " توجهت بحول ال وقوته بل حول مني ول قوة ،ولكن
بحولك يا رب وقوتك أبرء إليك من الحول والقوة إل ما قويتني .اللهم إني
أسئلك بركة هذا اليوم ،وأسئلك بركة أهله ،وأسئلك أن ترزقني من فضلك
رزقا واسعا حلل طيبا مباركا ،تسوقه إلي في عافية بحولك وقوتك ،وأنا
خافض في عافية " ،تقول ذلك ثلث مرات ) .(3أقول :قد مضى ما يوجب
مزيد الرزق في كتاب السنن ،في باب مفرد ) (4وقد أوردنا في باب
الستغفار أخبارا في أنه يوجب مزيد الرزق ) :- 2 .(5ما :الفحام ،عن
عمه ،عن عبد ال بن أحمد ،عن أبيه أحمد بن عامر
) (1نوح 2) .14 - 10 :و (3قرب السناد 2 :و (4) .3راجع ج 76باب الدعاء
عند دخول السوق ،174 - 172وباب ما يورث الفقر والغناء ص - 314
(5) .318راجع ج 93ص (*) .285 - 275
][294
عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال النبي صلى ال عليه وآله :من قال في
كل يوم مائة مرة " ل إله إل ال الملك الحق المبين " استجلب به الغنا،
واستدفع به الفقر ،وسد عنه باب النار ،واستفتح له باب الجنة )- 3 .(1
ع :السنانى ،عن العلوي ،عن الفزاري ،عن جعفر بن سليمان ،عن
سليمان بن مقبل قال :قلت لبي الحسن موسى عليه السلم :لي علة
يستحب للنسان إذا سمع الذان أن يقول كما يقول المؤذن ،وإن كان على
البول والغائط ؟ قال :إن ذلك يزيد في الرزق ) - 4 .(2ثو :أبي ،عن أحمد
بن إدريس ،عن الشعري ،عن عمرو بن علي ،عن عمه محمد بن عمر
رفعه إلى أبي عبد ال عليه السلم قال :من كتب على خاتمه " ما شاء ال
ل قوة إل بال أستغفر ال " أمن من الفقر المدقع ) - 5 .(3سن :النوفلي،
عن السكوني ،عن الصادق ،عن آبائه عليهم السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :من ألح عليه الفقر فليكثر من قول " :ل حول ول قوة
إل بال " ينفي ال عنه الفقر ) .(4أقول :قد أوردنا بعض الدعية في باب
أدعية الصباح والمساء - 6 .شى :عن النوفلي ،عن السكوني ،عن جعفر
بن محمد ،عن أبيه عليهما السلم قال :قال النبي صلى ال عليه وآله وقد
فقد رجل فقال :ما بطأ بك عنا ؟ فقال :السقم والعيال فقال :أل اعلمك
بكلمات تدعو بهن يذهب ال عنك السقم ،وينفي عنك الفقر ؟ " ل حول ول
قوة إل بال العلي العظيم توكلت على الحي الذي ل يموت ،الحمد ل الذي
لم يتخد ولدا ولم يكن له شريك في الملك ،ولم يكن له ولي من الذل وكبره
تكبيرا " ).(5
) (1أمالى الطوسى ج 1ص .285ومثله في ثواب العمال (2) .8 :علل الشرائع
ج 1ص (3) .269ثواب العمال (4) .163 :المحاسن (5) .42 :تفسير
العياشي ج 2ص .320
][295
أقول :أوردناه في باب الدعاء للسقام بسند آخر ،وليس فيه العلي العظيم - 7 .مكا:
في طلب الرزق عن الرضا عليه السلم قال :شكا رجل إلى أبي عبد ال
عليه السلم الفقر قال :أذن كلما سمعت الذان كما يؤذن المؤذن .عن
الصادق عليه السلم :اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله ،وإن كان في
الرض فأظهره ،وإن كان بعيدا فقربه ،وإن كان قريبا فأعطنيه ،وإن كان
قد أعطيتنيه فبارك لي فيه ،وجنبني عليه المعاصي والردى ) - 8 .(1كا:
العدة ،عن سهل ،عن يحيى بن المبارك ،عن إبراهيم بن صالح عن رجل
من الجعفريين قال :كان بالمدينة عندنا رجل يكنى أبا القمقام ،وكان محارفا
فأتى أبا الحسن عليه السلم فشكى إليه حرفته ،وأخبره أنه ل يتوجه في
حاجة له فتقضى له ،فقال له أبو الحسن عليه السلم :قل في آخر دعائك
من صلة الفجر " :سبحان ال العظيم وبحمده أستغفر ال وأتوب إليه،
وأسأله من فضله " عشر مرات قال أبوالقمقام :فلزمت ذلك فو ال ما لبثت
إل قليل حتى ورد على قوم من البادية فأخبروني أن رجل من قومي مات،
ولم يعرف له وارث غيري ،فانطلقت فقبضت ميراثه ،وأنا مستغن )9 .(2
-كا :العدة ،عن سهل ،عن علي بن سليمان ،عن أحمد بن الفضل ،عن أبي
عمرو الحذاء قال :ساءت حالي فكتبت إلى أبي جعفر عليه السلم فكتب
إلى :أدم قراءة " إنا أرسلنا نوحا إلى قومه " قال :فقرأتها حول فلم أر
شيئا فكتبت إليه اخبره بسوء حالي وأني قد قرأت " إنا أرسلنا نوحا إلى
قومه " حول كما أمرتني ولم أر شيئا ،قال :فكتب إلي قد وفي لك الحول،
فانتقل منها إلى قراءة " إنا أنزلناه " قال :ففعلت فما كان إل يسيرا حتى
بعث إلى ابن أبي داود ) (3فقضى عني
) (1مكارم الخلق (2) .401 :الكافي ج 5ص (3) .315ابن ابى داود ظ.
][296
ديني ،وأجرى علي وعلى عيالي ووجهني إلى البصرة في وكالته بباب كلتا )(1
وأجرى علي خمسمائة درهم .وكتبت من البصرة على يدي علي بن
مهزيار إلى أبي الحسن صلوات ال عليه :أني كنت سألت أباك عن كذا
وكذا ،وشكوت كذا وكذا وإني قد قلت الذي أحببت فأحببت أن تخبرني يا
مولى كيف أصنع في قراءة إنا أنزلناه أقتصر عليها وحدها في فرائضي
وغيرها ؟ أم أقرأ معها غيرها أم لها حد أعمل به ؟ فوقع عليه السلم
وقرأت التوقيع " ل تدع من القرآن قصيرة ول طويلة ،ويجزيك من قراءة
إنا أنزلناه يومك وليلتك مائة مرة " ) - 10 .(2كا :علي ،عن أبيه ،عن
النوفلي ،عن السكوني ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وآله :من ظهرت عليه النعمة فليكثر ذكر الحمد ل ،ومن
كثرت همومه فعليه بالستغفار ،ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول ل
حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،ينفى عنه الفقر .وقال :فقد النبي صلى
ال عليه وآله رجل من النصار ،فقال :ما غيبك عنا ؟ فقال :الفقر يا
رسول ال ،وطول السقم ،فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله :أل
اعلمك كلما إذا قلته ذهب عنك الفقر والسقم ؟ فقال :بلى يا رسول ال،
فقال :إذا أصبحت وأمسيت فقل " ل حول ول قوة إل بال توكلت على
الحي الذي ل يموت ،والحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في
الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا " فقال الرجل :فو ال ما قلته
إل ثلثة أيام حتى ذهب عنى الفقر والسقم ) - 11 .(3دعوات الراوندي:
عن الصادق ،عن آبائه عليهم السلم قال :من لم يسأل ال من فضله افتقر.
) (1في المصدر :كلء ،وهو موضع بالبصرة (2) .الكافي ج 5ص (3) .316
الكافي ج 2ص ،551وج 8ص .93
][297
ومن دعائهم عليهم السلم " :اللهم إني أسئلك من فضلك الواسع الفاضل المفضل
رزقا واسعا حلل طيبا بلغا للخرة والدنيا ،هنيئا مريئا صبا صبا من غير
من من أحد إل سعة من فضلك ،وطيبا من رزقك ،وحلل من واسعك،
تغينني به عن فضلك أسأل ،ومن يدك الملى أسأل ،ومن خيرتك أسأل ،يا
من بيده الخير وهو على كل شئ قدير " .ومن دعاء أمير المؤمنين عليه
السلم :اللهم صن وجهي باليسار ،ول تبتذل جاهي بالقتار ،فأسترزق
طالبي رزقك ،وأستعطف شرار خلقك ،وابتلى بحمد من أعطاني وافتتن بذم
من منعني ،وأنت من وراء ذلك ولي العطاء والمنع ،إنك على كل شئ
قدير ) (1اللهم اجعل نفسي أول كريمة تنتزعها من كرائمي ،وأول وديعة
ترتجعها من ودائع نعمك عندي - 12 .عدة الداعي :عن الصادق عليه
السلم لطلب الرزق " :يا ال يا ال يا ال أسألك بحق من حقه عليك
عظيم ،أن تصلي على محمد وآل محمد ،وأن ترزقني العمل بما علمتني من
معرفة حقك ،وأن تبسط علي ما حظرت من رزقك - 13 .مصباح النوار:
عن أبي جعفر عليه السلم قال :زارت فاطمة رسول ال صلى ال عليه
وآله ذات يوم فقال :يا بنية أل ازودك ؟ قالت :بلى يا رسول ال فقال :قولي
" ال ربنا ورب كل شئ ،منزل التوراة والنجيل والزبور والفرقان ،فالق
الحب والنوى ،أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ،أنت الول
فليس قبلك أحد ،وأنت الخر فليس بعدك أحد ،وأنت الظاهر فليس فوقك
أحد ،وأنت الباطن فليس دونك أحد ،اقض عني الدين وأغنني من الفقر.
- 14ق :دعاء " اللهم كما صنت وجهي عن السجود إل لك ،فصنه عن
طلب الرزق إل منك ،اللهم قوني على ما خلقني له ،ول تشغلني بما تكفلت
لي به ،واعصمني مما تعاقبني عليه - 15 .ق :دعاء في سجدة الشكر
لطلب الرزق " يا من ل يزيد ملكه حسناتي
][298
ول تشينه سيئاتي ،ول ينقص خزائنه غناي ،ول يزيد فيها فقري ،صل على محمد
وآل محمد ،وأثبت رجاءك في قلبي ،واقطع رجائي عمن سواك ،حتى ل
أرجو إل إياك ،ول أخاف إل منك ،ول أثق إل بك ،ول أتكل إل عليك،
وأجرني من تحويل ما أنعمت به علي في الدين والدنيا والخرة أيام الدنيا،
برحمتك يا أرحم الراحمين - 16 .ختص :عن القاسم بن بريد ،عن أبيه،
قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقلت :جعلت فداك قد كان الحال
حسنا وإن الشياء اليوم متغيرة ،فقال :إذا قدمت الكوفة فاطلب عشرة
دراهم ،فان لم تصبها فبع وسادة من وسائدك بعشرة دراهم ،ثم ادع عشرة
من أصحابك واصنع لهم طعاما ،فإذا أكلوا فاسألهم فيدعوا ال لك ،قال:
فقدمت الكوفة ،فطلبت عشرة دراهم فلم أقدر عليها حتى بعت وسادة لي
بعشرة دراهم كما قال ،وجعلت لهم طعاما ودعوت أصحابي عشرة ،فلما
أكلوا سألتهم أن يدعوا ال لي ،فما مكثت حتى مالت علي الدنيا )- 17 .(1
ق :دعاء الرزق مروي عن علي بن الحسين صلوات ال عليهما " اللهم
سألت عبادك قرضا مما تفضلت به عليهم ،وضمنت لهم منه خلفا،
ووعدتهم عليه وعدا حسنا فبخلوا عنك فكيف بمن هو دونك إذا سألهم،
فالويل لمن كانت حاجته إليهم فأعوذ بك يا سيدي أن تكلني إلى أحد منهم،
فانهم لو يملكون خزائن رحمتك لمسكوا خشية النفاق بما وصفتهم ،وكان
النسان قتورا .اللهم اقذف في قلوب عبادك محبتي ،وضمن السموات
والرض رزقي ،وألق الرعب في قلوب أعدائك مني ،وآنسني برحمتك،
وأتمم على نعمتك ،واجعلها موصولة بكرامتك إياي ،وأوزعني شكرك،
وأوجب لي المزيد من لدنك ،ول تنسنى ،ول تجعلني من الغافلين ،أحبني
وحببني وحبب إلى ما تحب من القول والعمل حتى أدخل فيه بلذة ،وأخرج
منه بنشاط ،وأدعوك فيه بنظرك مني إليه لدرك به ما عندك من فضلك
الذي مننت به على أوليائك وأنال به طاعتك إنك
][299
قريب مجيب .رب إنك عودتني عافيتك ،وغذوتني بنعمتك ،وتغمدتني برحمتك ،تغدو
وتروح بفضل ابتدائك ،ل أعرف غيرها ،ورضيت مني بما أسديت إلي أن
أحمدك بها شكرا مني عليها ،فضعف شكري لقلة جهدي ،فامنن على
بحمدك كما ابتدأتنى بنعمتك ،فبها تنم الصالحات ،فل تنزع مني ما عودتني
من رحمتك ،فأكون من القانطين ،فانه ل يقنظ من رحمتك إل الضالون .رب
إنك قلت " وفي السماء رزقكم وما توعدون " وقولك الحق ،وأتبعت ذلك
منك باليمين لكون من الموقنين ،فقلت " :فورب السماء والرض إنه
لحق مثل ما أنكم تنطقون " فعلمت ذلك علم من لم ينتفع بعلمه حين
أصبحت وأمسيت وأنا مهتم بعد ضمانك لي وحلفك لي عليه هما أنساني
ذكرك في نهاري ونفا عني النوم في ليلي ،فصار الفقر ممثل بين عيني
وملء قلبي أقول :من أين ؟ وإلى أين ؟ وكيف أحتال ؟ ومن لي ؟ وما
أصنع ؟ ومن أين أطلب ؟ وأين أذهب ومن يعود على ؟ أخاف شماتة
العداء ،وأكره حزن الصدقاء ،فقد استجوذ الشيطان على إن لم تداركني
منك برحمة تلقي بها في نفسي الغنى ،وأقوى بها على أمر الخرة والدنيا.
فارضني يا مولى بوعدك كي أوفي بعهدك ،وأوسع على من رزقك،
واجعلني من العاملين بطاعتك حتى ألقاك سيدي وأنا من المتقين .اللهم
اغفر لي وأنت خير الغافرين ،وارحمني وأنت خير الراحمين ،واعف عني
وأنت خير العافين ،وارزقني وأنت خير الرازقين ،وأفضل على وأنت خير
المفضلين وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين ،ول تخزني يوم القيامة يوم
يبعثون ،يوم ل ينفع مال ول بنون ،يا ولي المؤمنين .اللهم إنه ل علم لي
بموضع رزقي ،وإنما أطلبه بخطرات تخطر على قلبي فأجول في طلبه في
البلدان ،وأنا مما احاول طالب كالحيران ،ل أدري في سهل أو في جبل أو
في أرض أو في سماء أو في بحرا أو في بر وعلى يدى من هو ؟ ومن
][300
قبل من ؟ وقد علمت أن علم ذلك كله عندك ،وأن أسبابه بيدك ،وأنت الذي تقسمه
بلطفك وتسببه برحمتك فاجعل رزقك لي واسعا ،ومطلبه سهل ،ومأخذه
قريبا ول تعنني بطلب ما لم تقدر لي فيه رزقا ،فانك غني من عذابي ،وأنا
إلى رحمتك فقير فجد على بفضلك يا مولى إنك ذو فضل عظيم- 18 .
مهج :دعاء لمولنا ومقتدانا أمير المؤمنين عليه السلم يعلق على النسان
عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات ال أنه قال :من تعذر عليه
رزقه ،وتغلقت عليه مذاهب المطالب في معاشه ،ثم كتب له هذا الكلم في
رق ظبي أو قطعة من أدم وعلقه عليه ،أو جعله في بعض ثيابه التي
يلبسها فلم يفارقه ،وسع ال رزقه وفتح عليه أبواب المطالب في معاشه
من حيث ل يحتسب " .اللهم ل طاقة لفلن بن فلن بالجهد ،ول صبر له
على البلء ،ول قوة له على الفقر والفاقة ،اللهم فصل على محمد وآل
محمد ،ول تحظر على فلن بن فلن رزقك ،ول تقتر عليه سعة ما عندك،
ول تحرمه فضلك ،ول تحسمه من جزيل قسمك ول تكله إلى خلقك ول إلى
نفسه ،فيعجز عنها ويضعف عن القيام فيما يصلحه ويصلح ما قبله ،بل
تنفرد بلم شعثه ،وتولى كفايته ،وانظر إليه في جميع اموره إنك إن وكلته
إلى خلقك لم ينفعوه وإن ألجأته إلى أقربائه حرموه ،وإن أعطوه أعطوه
قليل نكدا وإن منعوه منعوه كثيرا ،وإن بخلوا بخلوا وهم للبخل أهل .اللهم
أغن فلن بن فلن من فضلك ،ول تخله منه ،فانه مضطر إليك ،فقير إلى ما
في يدك ،وأنت غني وأنت به خبير عليم ،ومن يتوكل على ال فهو حسبه
إن ال بالغ أمره قد جعل ال لكل شئ قدرا ،إن مع العسر يسرا ،إن مع
العسر يسرا ومع يتق ال يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث ل يحتسب )
.(1
][301
) - 111باب( * " الدعية للدين " * - 1لى :النقاش ،عن أحمد الهمداني ،عن
عبيد بن حمدون ،عن حسين بن نصر ،عن أبيه ،عن عمرو بن شمر ،عن
جابر ،عن الباقر ،عن أبيه ،عن جده عن على عليهم السلم قال :شكوت
إلى رسول ال صلى ال عليه وآله دينا كان علي ،فقال :يا على قل" :
اللهم أغنني بحللك عن حرامك ،وبفضلك عمن سواك " ،فلو كان عليك
مثل صبير ) (1دينا قضاه ال عنك ،وصبير جبل باليمن ليس باليمن جبل
أجل ول أعظم منه ) .(2ما :الغضائري عن الصدوق مثله ) - 2 .(3مع:
القطان ،عن ابن زكريا ،عن ابن حبيب ،عن ابن بهلول ،عن أبيه ،عن عبد
ال بن الفضل الهاشمي ،قال :قلت لبي عبد ال عليه السلم :إن علي دينا
كثيرا ولي عيال ،ول أقدر على الحج فعلمني دعاء أدعو به ،فقال :قل في
دبر كل صلة مكتوبة " اللهم صل على محمد وآل محمد ،واقض عني دين
الدنيا ودين الخرة " فقلت له :أما دين الدنيا فقد عرفته ،فما دين الخرة ؟
فقال :دين الخرة الحج ) - 3 .(4ضا :روي أنه شكا رجل إلى العالم عليه
السلم دينا عليه ،فقال له العالم عليه السلم :أكثر من الصلة .وإذا كان لك
دين على قوم ،وقد تعسر عليك أخذه فقل " اللهم لحظة من
) (1قال الفيروز ابادى :الصبير :الجبل ،وقال :الصبر ككتف :جبل مطل على تعز،
وقال :تعز كتقل :قاعدة اليمن (2) .امالي الصدوق ص (3) .233أمالى
الطوسى ج 2ص (4) .45معاني الخبار ص .175
][302
لحظاتك تيسر على غرمائي بها القضاء ،وتيسر لي بها منهم القتضاء إنك على كل
شئ قدير " .وإذا وقع عليك دين فقل " اللهم أغنني بحللك عن حرامك،
وأغنني بفضلك عن فضل من سواك " فانه نروي عن رسول ال صلى ال
عليه وآله لو كان عليك مثل صبير ) (1دينا قضاه عنك ،والصبير جبل
باليمن يقال :ل يرى جبل أعظم منه .وروي :أكثر من الستغفار ،وارطب
لسانك بقراءة إنا أنزلناه في ليلة القدر ) - 4 .(2شى :عن عبد ال بن
سنان قال :شكوت إلى أبي عبد ال عليه السلم فقال :أل اعلمك شيئا إذا
قلته قضى ال دينك ،وأنعشك وأنعش حالك ؟ فقلت :ما أحوجني إلى ذلك،
فعلمه هذا الدعاء ،قل في دبر صلة الفجر " توكلت على الحي الذي ل
يموت والحمد ل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ،ولم يكن
له ولي من الذل وكبره تكبيرا اللهم إني أعوذ بك من البؤس والفقر ،ومن
غلبة الدين والسقم ،وأسألك أن تعينني على أداء حقك إليك وإلى الناس )
- 5 .(3مكا :عن الحسين بن خالد قال :لزمني دين ببغداد ثلث مائة ألف،
وكان لي دين أربعمائة ألف فلم يدعنى غرمائي أن أقتضى دينى واعطيهم،
قال :وحضر الموسم ،فخرجت مستترا وأردت الوصول إلى أبي الحسن
عليه السلم فلم أقدر ،فكتبت إليه أصف له حالي ،وما على وما لى ،فكتب
إلى في عرض كتابي ،قل في دبر كل صلة " :اللهم إني أسألك يا ل إله إل
أنت بحق ل إله إل أنت أن ترحمني بل إله
) (1في النسخ :مثل صيد ،وهكذا فيما يأتي ،وقد عرفت أنه صبير (2) .تراه في
الكافي ج 2ص (3) .554تفسير العياشي ج 2ص ،320ويقال :أنعشه
ال :رفعه وسد فقره وأخصب حاله قيل وانكره ابن السكيت والجوهري،
يعنى من باب الفعال وأن الصحيح من باب الثلثي والتضعيف(*) .
][303
إل أنت اللهم إني أسئلك يا ل إله إل أنت ،بحق ل إله إل أنت ،أن ترضي عني بل إله
إل أنت ،اللهم إني أسئلك يا ل إله إل أنت بحق ل إله إل أنت أن تغفر لى بل
إله إل أنت " .أعد ذلك ثلث مرات في دبر كل صلة فريضة ،فان حاجتك
تقضى إنشاء ال تعالى ،قال الحسين :فأدمتها ،فوال ما مضت بي إل
أربعة أشهر حتى اقتضيت ديني وقضيت ما علي ،وافتضلت مائة ألف
درهم ) - 6 .(1كا :العدة ،عن سهل ،عن منصور بن العباس ،عن
إسماعيل بن سهل قال :كتبت إلى جعفر عليه السلم أني قد لزمني دين
فادح ،فكتب :أكثر من الستغفار ،ورطب لسانك بقراءة إنا أنزلناه ).(2
*) 112باب *( * " )أدعية السفر( " * أقول :قد أرودنا عمدة الداب
والعمال والدعية للسفر في عدة أبواب من كتاب الحج وفي كتاب
العشرة ،وكتاب الداب والسنن ،ولنذكر هنا أيضا نبذا منها تيمنا وتبركا
بذلك إنشاء ال تعالى - 1 .مهج :دعاء علمه النبي صلى ال عليه وآله
عليا عليه السلم حين وجهه إلى اليمن " :اللهم إني أتوجه إليك بل ثقة
مني بغيرك ،ول رجاء يأوي بي إل إليك ول قوة أتكل عليها ،ول حيلة ألجا
إليها إل طلب فضلك ،والتعرض لرحمتك ،والسكون إلى أحسن عادتك )(3
وأنت أعلم بما سبق لي في وجهي هذا مما احب وأكره فانما أوقعت على
فيه قدرتك فمحمود فيه بلؤك ،متضح فيه قضاؤك وأنت تمحو ما تشاء
وتثبت وعندك ام الكتاب.
][304
اللهم فاصرف عنى مقادير كل بلء ،ومقاصر كل لواء ،وابسط على كنفا من
رحمتك ،وسعة من فضلك ،ولطفا من عفوك ،حتى ل احب تعجيل ما أخرت
ول تأخير ما عجلت وذلك معما أسألك أن تخلفنى في أهلي وولدي
وصروف حزانتى بأحسن ما خلفت به غائبا من المؤمنين في تحصين كل
عورة ،وستر كل سيئة ،وحط كل معصية ،وكفاية كل مكروه وارزقني على
ذلك شكرك وذكرك وحسن عبادتك ،والرضا بقضائك ،يا ولي المؤمنين.
واجعلني وولدي وما خولتني ورزقتني من المؤمنين والمؤمنات في حماك
الذي ل يستباح ،وذمتك التي ل تخفر ،وجوارك الذي ل يرام ،وأمانك الذي
ل ينقض ،وسترك الذي ل يهتك ،فانه من كان في حماك وذمتك وجوارك
وأمانك و سترك كان آمنا محفوظا ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم.
أقول :قال محمد بن المشهدي في مزاره :روي عن مولنا أبي عبد ال
عليه السلم قال :لما أراد أمير المؤمنين عليه السلم الخروج إلى اليمن
قال له رسول ال صلى ال عليه وآله :يا علي صل ركعتين وأقبل إلي حتى
اعلمك دعاء يجمع ال به لك خير الدنيا والخرة قال مولي صلوات ال
عليه :فصليت وأقبلت إليه ،فقال لي عليه السلم :قل " :اللهم إنى أتوجه
إليك " وساق الدعاء كما مر وزاد في آخره وصلى ال على سيدنا محمد
وآله) * 113 .باب( * * " )أدعية الخروج من الدار( " * أقول :وقد
أوردت أكثر تلك الدعية والداب في كتاب الداب والسنن وكتاب العشرة
وغيرهما ،ولنذكر هنا أيضا نبذا يسيرا منها - 1 .كتاب زيد الزراد :قال:
رأيت أبا عبد ال عليه السلم قد خرج من منزله فوقف على عتبة باب
داره ،فلما نظر إلى السماء رفع رأسه وحرك أصبعه السبابة
][305
يديرها ويتكلم بكلم خفي لم أسمعه ،فسألته فقال :نعم يا زيد ،إذا أنت نظرت إلى
السماء فقل " :يا من جعل السماء سقفا مرفوعا ،يا من رفع السماء بغير
عمد ،يا من سد الهواء بالسماء ،يا منزل البركات من السماء إلى الرض،
يا من في السماء ملكه وعرشه ،وفي الرض سلطانه ،يا من هو بالمنظر
العلى ،يا من هو بالفق المبين ،يا من زين السماء بالمصابيح وجعلها
رجوما للشياطين ،صل على محمد وعلى آل محمد واجعل فكري في خلق
السموات والرض ،واختلف الليل والنهار ،ول تجعلني من الغافلين،
وأنزل على بركات من السماء ،وافتح لي الباب الذي إليك يصعد منه صالح
عملي حتى يكون ذلك إليك واصل ،وقبيح عملي فاغفره ،واجعله هباء
منثورا متلشيا ،وافتح لي باب الروح والفرج والرحمة ،وانشر على
بركاتك وكفلين من رحمتك فآتني ،وأغلق عني الباب الذي تنزل منه نقمتك
وسخطك وعذابك الدنى وعذابك الكبر ،إن في خلق السموات والرض
واختلف الليل والنهار " ....إلى آخر الية .ثم تقول :اللهم عافني من شر
ما ينزل من السماء إلى الرض ،ومن شر ما يعرج فيها ،ومن شر ما ذرأ
في الرض وما يخرج منها ،ومن شر طوارق الليل والنهار ،إل طارقا
يطرقني بخير ،اطرقني برحمة منك تعمني وتعم داري و أهلي وولدي وأهل
حزانتي ]ول تطرقني ظ[ ببلء يغصنى بريقي ويشغلني عن رقادي فان
رحمتك سبقت غضبك ،وعافيتك سبقت بلءك " .وتقرأ حول نفسك وولدك
آية الكرسي ،وأنا ضامن لك أن تعافى من كل طارق سوء ،ومن كل أنواع
البلء - 2 .كتاب زيد الزراد :قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول:
إذا خرج أحدكم من منزله فليتصدق بصدقة ،وليقل " اللهم أظلنى من تحت
كنفك وهب لى السلمة في وجهي هذا ابتغاء السلمة ،والعافية والمغفرة
وصرف أنواع البلء ،اللهم فاجعله لي أمانا في وجهي هذا ،وحجابا وسترا
ومانعا وحاجزا من كل مكروه ومحذور
][306
وجميع أنواع البلء ،إنك وهاب جواد ماجد كريم " .فانك إذا فعلت ذلك وقلته ،لم
تزل في ظل صدقتك ،ما نزل بلء من السماء إل ودفعه عنك ،ول استقبلك
بلء في وجهك إل وصدمه عنك ،ول أرادك من هوام الرض شئ من تحتك
ول عن يمينك ول عن يسارك إل وقمعته الصدقة) * 114 .باب( * * )في
أدعية السر المروية عن النبي صلى ال عليه وآله( * * )عن ال تعالى،
وهى من جملة الحاديث القدسية( * * )وفيها أدعية لكثير من المطالب
أيضا( * - 1لد :أدعية السر ،رواية عن أبي جعفر الباقر عليه السلم،
عن أمير المؤمنين عليه السلم قال :كان لرسول ال صلى ال عليه وآله
سر ل يعلمه إل قليل ،قلما عثر ) (1عليه ،وكان يقول وأنا أقول لعنة ال
وملئكته وأنبيائه ورسله ،وصالح خلقه على مفشي سر رسول ال صلى
ال عليه وآله إلى غير ثقة ،فاكتموا سر رسول ال صلى ال عليه وآله
فاني سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول :يا علي إني وال ما
احدثك إل ما سمعته اذناي ،ووعاه قلبي ،ونظره بصري ،إن لم يكن من ال
فمن رسوله ،يعني جبرئيل عليه السلم فاياك يا علي أن تضيع سري هذا
فاني قد دعوت ال تعالى أن يذيق من أضاع سري هذا جراثيم جهنم .اعلم
أن كثيرا من الناس وإن قل تعبدهم إذا علموا ما أقول لك ،كانوا في أشد
العبادة ،وأفضل الجتهاد ،ولو ل طغاة هذه المة ،لبثثت هذا السر،
ولكن ؟ ؟ علمت أن الدين إذا يضيع ،وأحببت أن ل ينتهي ذلك إل إلى ثقة.
إني لما اسري بي إلى السماء ،فانتهيت إلى السماء السابعة ،فتح لي
بصري إلى فرجة في العرش تفور كفور ) (2القدور.
) (1فلما عثر عليه كان خ (2) .كما يفور القدر خ ل.
][307
فلما أردت النصراف اقعدت عند تلك الفرجة ،ثم نوديت يا محمد إن ربك يقرأ عليك
السلم ،ويقول :أنت أكرم خلقه عليه ،وعنده علم قدزواه عن جميع
النبياء ،وجميع اممهم غيرك وغير امتك ،لمن ارتضيت ل منهم أن
ينشروه لمن بعدهم ،لمن ارتضوا ل منهم أنه ل يضرهم بعد ما أقول لك
ذنب كان قبله ،ول مخافة ما يأتي من بعده ،ولذلك امرت بكتمانه ،لئل يقول
العالمون :حسبنا هذا من الطاعة .يا محمد قل لمن عمل كبيرة من امتك
فأراد محوها ،والطهارة منها ،فليطهر لي بدنه وثيابه ،ثم ليخرج إلى برية
أرضي ،فليستقبل وجهي ،يعني القبلة حيث ل يراه أحد ثم ليرفع يديه إلى
فانه ليس بيني وبينه حائل ،وليقل " :يا واسعا بحسن عائدته ،ويا ملبسنا
) (1فضل رحمته ،ويا مهيبا لشدة سلطانه ويا راحما بكل مكان ضريرا
أصابه الضر فخرج إليك ،مستغيثا بك آئبا إليك هائبا لك ،يقول عملت سوءا
وظلمت نفسي ولمغفرتك خرجت إليك أستجير ) (2بك في خروجي من
النار ،وبعز جللك تجاوزت تجاوز ) (3يا كريم .وباسمك الذي تسميت به،
وجعلته في كل عظمتك ومع كل قدرتك ،وفي كل سلطانك ،وصيرته في
قبضتك ،ونورته بكتابك ،وألبسته وقارا منك ،يا ال يا ال أطلب إليك ]أن
تصلي على محمد وآل محمد و[ أن تمحو عني ما أتيتك به ) (4وانزع
بدني عن مثله ،فاني بك ل إله إل أنت أعتصم وباسمك الذي فيه تفصيل
المور كلها مؤمن ،هذا اعترافي لك فل تخذلني ،وهب لي عافية وانجني )
(5من الذنب العظيم هلكت ) (6فتلفني بحق حقوقك كلها يا كريم " .فانه
إن لم يرد بما أمرتك به غيري خلصته من كبيرته تلك ،حتى أغفرها
يا ملبسا خ ل (2) .استجرت بك خ ل (3) .فتجاوز خ ل (4) .أتيت بيدى خ ل(5) .
نجنى خ ل (6) .الذى هلكت فيه خ ل.
][308
له ،واطهره البد منها لني قد علمتك أسماء اجيب بها الداعي .يا محمد ومن كثرت
ذنوبه من امتك فيما دون الكبائر حتى يشهر بكثرتها ويمقت على اتباعها،
فليعتمدني عند طلوع الفجر أو قبل افول الشفق ،ولينصب وجهه إلي
وليقل " :يا رب يا رب فلن بن فلن عبدك شديد حياؤه منك لتعرضه )(1
لرحمتك لصراره على ما نهيت عنه من الذنب العظيم يا عظيم إن عظيم ما
أتيت به ل يعلمه غيرك ،قد شمت في فيه القريب والبعيد ،وأسلمني فيه
العدو والحبيب ،وألقيت بيدي إليك طمعا لمر واحد ،وطمعي ذلك في
رحمتك فارحمني يا ذا الرحمة الواسعة وتلفني بالمغفرة والعصمة من
الذنوب ) (2إني إليك متضرع .أسئلك باسمك الذي يرسل ) (3أقدام حملة
عرشك ذكره ،وترعد لسماعه أركان العرش إلى أسفل التخوم ) .(4إني
أسئلك بعز ذلك السم الذي مل كل شئ دونك إل رحمتني ]يا رب[
باستجارتي إليك باسمك هذا يا عظيم أتيتك بكذا وكذا -ويسمي المر الذي
أتى به -فاغفر لي تبعته ،وعافني من إشاعته ) (5بعد مقامي هذا يا رحيم
" .فانه إذا قال ذلك بدلت ذنوبه إحسانا ،ورفعت دعاءه مستجابا ،وغلبت
له هواه .يا محمد ومن كان كافرا وأراد التوبة واليمان فليطهر لي بدنه
وثيابه ،ثم ليستقبل قبلتي ،وليضع حر جبينه لي بالسجود ،فانه ليس بينى
وبينه حائل ،وليقل " :يا من تغشى لباس النور الساطع الذي استضاء به
أهل سماواته ]وأرضه[ ويا من خزن رؤيته عن كل من هو دونه وكذلك
ينبغي لوجهه الذي عنت وجوه
) (1ومن تعرضه خ ل (2) .من الذنب خ ل (3) .يزيل خ ل (4) .تخوم الرضين خ
ل (5) .اتباعه خ ل (6) .ولذلك خ ل.
][309
الملئكة المقربين له إن الذي كنت لك فيه من عظمتك جاحدا أشد ) (1من كل نفاق،
فاغفر لي جحودي فاني أتيتك تائبا ،وها أنا ذا أعترف لك على نفسي
بالفرية عليك ،فإذ أمهلت ) (2لي في الكفر ) ،(3ثم خلصتني منه ،فطوقني
حب اليمان الذي أطلبه منك ،بحق مالك من السماء التي منعت من دونك
) (4علمها لعظم شأنها ،وشدة ) (2جللها ،وبالسم الواحد الذي ل يبلغ
أحد صفة كنهه ،وبحقها كلها أجرني أن أعود إلى الكفر بك ) (6سبحانك ل
إله إل أنت غفرانك إني من الظالمين " .فانه إذا قال ذلك ،لم يرفع رأسه إل
عن رضى مني وهذا له قبول .يا محمد ومن كثرت همومه من امتك
فليدعني سرا ،وليقل " :يا جالي الحزان ،ويا موسع الضيق ،ويا أولى
بخلقه من أنفسهم ،ويا فاطر تلك ) (7النفوس ،وملهمها فجورها ،وتقويها
) (8نزل بي يا فارج ) (9الهم هم ضقت به ذرها وصدرا ،حتى خشيت أن
أكون غرض فتنة يا ال وبذكرك تطمئن القلوب يا مقلب القلوب
]والبصار[ قلب قلبي من الهموم إلى الروح والدعة ،ول تشغلني عن
ذكرك بتركك ما بى من الهموم ،إنى إليك متضرع .أسئلك باسمك الذي ل
يوصف إل بالمعنى لكتمانك ) (10هو في غيوبك ذات النور أجل )(11
بحقه أحزاني ،واشرح صدري بكشوط ما بى من الهم )(12
) (1أشر خ ل (2) .أمهلتني خ ل (3) .بالكفر خ ل (4) .من -بالفتح والكسر(5) .
وشهرة جللها خ ل (6) .إلى الكفور والرياء والفجور خ ل (7) .تلك
النفس أنفسنا ل خ (8) .والتقوى خ ل (9) .يا مفرج خ ل (10) .لكتمانه
خ ل لكتمانكه خ ل (11) .اجل خ ل (12) .من الهموم خ ل.
][310
يا كريم " .فانه إذا قال ذلك توليته ،فجلوت همومه ،فلن تعود إليه أبدا .يا محمد
ومن نزلت به قارعة من فقر في دنياه فأحب العافية منها فلينزل بى فيها،
وليقل " :يا محل كنوز أهل الغنى ويا مغنى أهل الفاقة من سعة تلك الكنوز
بالعائدة إليهم ) (1والنظر لهم ،يا ال ل يسمى غيرك إلها إنما اللهة كلها
معبودة دونك بالفرية والكذب ل إله إل أنت يا ساد الفقر ويا جابر ]الكسر،
ويا كاشف[ الضر ويا عالم السرائر ]صلى على محمد وآله و[ ارحم هربي
إليك من فقري ،أسئلك باسمك الحال في غناك ،الذي ل يفتقر ذاكره أبدا أن
تعيذني من لزوم فقر أنسى به الدين أو بسوء ) (2غنى أفتتن به عن
الطاعة ،بحق نور أسمائك كلها أطلب إليك من رزقك كفافا للدنيا تعصم به
الدين ،ل أجد لي غيرك ) (3مقادير الرزاق عندك فانفعني من قدرتك فيها
بما تنزع به ما نزل بي من الفقر يا غني " ]يا مجيب[ .فانه إذا قال ذلك
نزعت الفقر من قبله ،وغشيته الغنى ،وجعلته من أهل القناعة .يا محمد
ومن نزلت به مصيبة في نفسه أو دينه أو دنياه أو أهله أو ماله فأحب
فرجها ،فلينزلها بي ،وليقل :يا ممتنا على أهل البصر بتطويقكهم بالدعة
التي أدخلتها عليهم بطاعتك ل حول ول قوة إل بك ،فدحتني ) (4مصيبة قد
فتنتني ،وأعيتني ،المسالك للخروج ) (5منها ،واضطرني إليك الطمع فيها،
مع حسن الرجاء لك فيها ،فهربت إليك بنفسي وانقطعت إليك لضري،
ورجوتك لدعائي ،قد هلكت فأغثني ،واجبر مصيبتي بجلء كربها ،وإدخالك
الصبر على فيها ،فانك إن خليت بيني وبين
) (1عليهم خ ل (2) .بسوط خ ل بسط خ ل (3) .ل أحد لى غيرك خ (4) .قد حتنى
خ ل (5) .للروح خ ل.
][311
ما أنا فيه هلكت ،فل صبر لي يا ذا السم الجامع ]الذي[ فيه عظيم الشؤون كلها
بحقك وأغثني بتفريج مصيبتي عني يا كريم " .فانه إذا قال ذلك ألهمته
الصبر ،وطوقته الشكر ،وفرجت عنه مصيبته بجبرانها .يا محمد ومن
خاف شيئا دوني من كيد العداء واللصوص فليقل في المكان الذي يخاف
فيه " :يا آخذا بنواصي خلقه ،والسافع بها إلى قدره ،والمنفذ فيها حكمه،
و خالقها وجاعل قضائه ) (1لها غالبا وكلهم ضعيف عند غلبته ،وثقت بك
يا سيدي عند قوتهم إني مكيود لضعفي ) (2ولقوتك ) (3على من كادني
تعرضت لك ،فسلمني منهم اللهم فان حلت بينهم وبيني فذلك أرجوه منك،
وإن أسلمتني إليهم غيروا ما بي من نعمك يا خير المنعمين ،صل على
محمد وآل محمد ول تجعل تغيير نعمتك على يد أحد سواك ،ول تغيرها أنت
بي ،فقد ترى الذي يراد بي ،فحل بيني وبين شرهم بحق ما به تستجيب
الدعاء ،يا ال يا رب العالمين " .فانه إذا قال ذلك نصرته على أعدائه
وحفظته .يا محمد ومن خاف شيئا مما في الرض من سبع أوهامة فليقل
في المكان الذي يخاف ذلك فيه " :يا ذارئ ما في الرض كلها بعلمه،
بعلمك يكون ما يكون مما ذرأت لك السلطان على ما ذرأت ،ولك السلطان
القاهر على كل شئ ]من[ دونك ،يا عزيز يا منيع إني أعوذ بقدرتك على
كل شئ من كل شئ يضر من سبع أوهامة أو عارض من سائر الدواب يا
خالقها بفطرته ]صل على محمد وآل محمد و[ ادرأها عني واحجزها ول
تسلطها علي ،وعافني من شرها وبأسها يا ال ذا العلم العظيم احفظني )
(4بحفظك
) (1قضائها خ ل (2) .إلى ضعفى خ ل (3) .ولقدرتك خ ل (4) .حطنى خ ل.
][312
من مخاوفي يا رحيم " .فانه إذا قال ذلك ،لم تضره دواب الرض التي ترى والتي ل
ترى .يا محمد ومن خاف مما في الرض جانا أو شيطانا فليقل حين يدخله
الروع " :يا ال الله الكبر القاهر بقدرته جميع عباده ،والمطاع لعظمته
عند كل خليقته ،والممضى مشيته لسابق قدره ) (1أنت تكلء ما خلقت
بالليل والنهار ،ول يمتنع من أردت به سوءا بشئ دونك من ذلك السوء،
ول يحول أحد دونك بين أحد وما تريد به من الخير ،كل ما يرى ول يرى
في قبضتك ،وجعلت قبائل الجن والشياطين يروننا ول نراهم ،وأنا لكيدهم
خائف ) (2فآمني من شرهم وبأسهم بحق سلطانك العزيز ،يا عزيز ".
فانه إذا قال ذلك لم يصل إليه من الجن والشياطين سوء أبدا .يا محمد ومن
خاف سلطانا أو أراد إليه طلب حاجة فليقل حين يدخل عليه " :يا ممكن
هذا مما في يديه ومسلطه على كل من دونه ،ومعرضه في ذلك لمتحان
دينه على كل من دونه ،إنه يسطو بمرحه فيما آتيته من الملك ويجور فينا
ويتجبر بافتخاره ) (3بالذي ابتليته به من التعظيم عند عبادك ،أسئلك أن
تسلبه ما هو فيه أنت بقوة ل امتناع له منها عند إرادتك ) (4فيها إني
أمتنع من شر هذا بخيرك ،وأعوذ من قوته بقدرتك اللهم ]صل على محمد
وآله و[ ادفعه عني وآمني من حذاري منه بحق وجهك وعظمتك يا عظيم
"] .يا محمد[ وليقل إذا أراد طلب حاجة إليه " :يا محمد هو أولى بهذا من
نفسه ،ويا أقرب إليه من قلبه ،ويا أعلم به من غيره ،ويا رازقه مما هو
في يديه مما أحتاج إليه ،إليك أطلب ،وبك أتشفع لنجاح
) (1قدرته خ ل (2) .صل على محمد وآل محمد وآمنى خ ل (3) .فتجازيه بالذى خ
ل (4) .عند مرادته منها خ ل.
][313
حاجتي ،فخذ لي حين اكلمه بقلبه ،فأغلبه لي ،حتى أبتز منه حوائجي كلها بل
امتناع منه ول من ول رد ول فظاظة ،يا حيا في غني ل تموت ول تبلي
أمت قلبه عن ردى بل قضاء الحاجة ،واقض ) (1لي طلبتي في الذي قبله
وخذه لي في ذلك أخذ عزيز مقتدر ،بحق قدرتك ) (2التي غلبت بها
العالمين " ) .(3فانه إذا قال ذلك قضيت حاجته ولو كانت في نفس
المطلوب إليه .يا محمد ومن هم بأمرين فأحب أن أختار أرضاهما إلى
فالزمه إياه فليقل حين يريد ذلك " :اللهم اختر لي بعلمك ،ووفقني بعلمك
لرضاك ومحبتك ،اللهم اختر لى ) (4بقدرتك ،وجنبني بعزتك ]وقدرتك من[
مقتك ،وسخطك ،اللهم اختر لى فيما اريد من هذين المرين -وتسميهما -
أحبهما إليك ،وأرضاهما لك ،وأقربهما منك ،اللهم إني أسئلك بالقدرة التي
زويت بها علم الشياء عن جميع خلقك ،أن تصلي على محمد وآل محمد
واغلب ) (5بالي وهواي وسريرتي وعلنيتي بأخذك ،واسفع بناصيتي إلى
ما تراه لك رضى ولى صلحا فيما أستخيرك فيه ،حتى تلزمني من ذلك
أمرا أرضى فيه بحكمك ،وأتكل فيه على قضائك ،وأكتفى فيه بقدرتك ول
تقلبني ) (6وهواى لهواك مخالف ،ول ما اريد لما تريد لى مجانب ،اغلب
بقدرتك التى تقضى بها ما أحببت بهواك هواي ،ويسرني لليسرى التى
ترضى بها عن صاحبها ول تخذلني بعد تفويضي إليك أمري برحمتك التى
وسعت كل شئ اللهم أوقع خيرتك في قلبى ،وافتح قلبى للزومها يا كريم
آمين " .فانه إذا قال ذلك اخترت له منافعه في العاجل والجل.
) (1وامض خ ل (2) .وأنجح طلبتي لديه بقدرتك عليه خ ل (3) .للغالبين خ ل(4) .
خر لى خ ل (5) .وأن تغلبني خ ل (6) .ول تغلبني خ ل.
][314
يا محمد ومن أصابه معاريض بلء من مرض فلينزل بى فيه ،وليقل " .يا مصح )
(1أبدان ملئكته ويا مفرغ تلك البدان لطاعته ،ويا خالق الدميين صحيحا
ومبتلى ،ويا معرض أهل السقم وأهل الصحة للجر والبلية ويا مداوي
المرضى وشافيهم ]ويا مصح أهل السقم بالباسهم عافيته[ بطبه ،ويا
مفرج عن أهل البلء بلياهم بجليل ) (2رحمته ،قد نزل بى من المر ما
رفضنى فيه أقاربي وأهلي والصديق والبعيد وما شمت بى فيه أعدائي حتى
صرت مذكورا ببلئي في أفواه المخلوقين وأعيتني أقاويل أهل الرض لقلة
علمهم بدواء دائي ،وطب دوائي في علمك عندك مثبت ،صل على محمد
وآل محمد ،وانفعني بطبك فل طبيب أرجى عندي منك ول حميم أشد تعطفا
منك علي ،قد غيرت بليتك نعمك علي ،فحول ذلك عني إلى الفرج والرخاء،
فانك إن لم تفعل لم أرجه من غيرك فانفعني بطبك ،وداوني بدوائك يا رحيم
" .فانه إذا قال ذلك صرفت عنه ضره وعافيته منه .يا محمد ومن نزل به
القحط من امتك فاني إنم اأبتلى بالقحط أهل الذنوب فليجأروا إلى جميعا
وليجأر إلي جائرهم ،وليقل " :يا معيننا على ديننا باحيائه أنفسنا بالذي
نشر علينا من رزقه ،نزل بنا أمر عظيم ل يقدر على تفريجه عنا غير
منزله ،يا منزله عجز العباد عن فرجه ،فقد أشرفت البدان على الهلك
وإذا هلكت البدان هلك الدين ،يا ديان العباد ومدبر امورهم بتقدير أرزاقهم
ل تحولن ]بشئ[ بيننا وبين رزقك ،وهنئنا ما أصبحنا فيه من كرامتك لك
متعرضين ،قد اصيب من ل ذنب له من خلقك بذنوبنا ) (3فارحمنا بمن
جعلته أهل لذلك حين تسأل به يا رحيم ل تحبس عن أهل الرض ما في
السماء وانشر علينا رحمتك ،وابسط علينا كنفك ،وعد علينا بقبولك،
وعافنا من الفتنة في الدين والدنيا ،وشماتة القوم الكافرين ،يا ذا النفع
والضر إنك إن أنجيتنا فبل
) (1يا مصحح خ ل (2) .بتحليل خ ل (3) .فصل على محمد وآل محمد وارحمنا خ
ل.
][315
تقديم منا لعمال حسنة ،ولكن لتمام ما بنا من الرحمة ]والنعمة[ وإن رددتنا فبل
ظلم ]منك[ لنا ولكن بجنايتنا فاعف عنا قبل انصرافنا وأقلبنا بانجاح
الحاجة يا عظيم " .فانه إن لم يرد مما أمرتك أحدا غيري حولت لهل تلك
البلدة بالشدة رخاء ،وبالخوف أمنا ،وبالعسر يسرا ،وذلك لنى قد علمتك
دعاء عظيما .يا محمد ومن أراد الخروج من أهله لحاجة أو سفر فأحب أن
ادويه سالما مع قضائي له الحاجة ،فليقل حين يخرج من بيته " :بسم ال
مخرجي ،وباذنه خرجت ،وقد علم قبل أن أخرج خروجي ،وقد أحصى
علمه ) (1ما في مخرجي ومرجعي ) (2توكلت على الله الكبر توكل
مفوض إليه أمره ومستعين به على شؤنه ،مستزيد من فضله ،مبرئ
نفسه من كل حول ،ومن كل قوة إل به ،خروج ضرير ) (3خرج بضره إلى
من يكشفه ،وخروج فقير خرج بفقره إلى من يسده ،وخروج عائل خرج
بعيلته إلى من يغنيها وخروج من ربه أكبر ثقته وأعظم رجائه وأفضل
امنيته ،ال ثقتي في جميع اموري كلها به فيها جميعا أستعين ،ول شئ إل
ما شاء ال في علمه أسئل ال خير المخرج والمدخل ل إله إل هو إليه
المصير " .فانه إذا قال ذلك وجهت له في مدخله ومخرجه السرور ،وأديته
سالما .يا محمد ومن أراد من أمتك أل يحول بين دعائه وبيني حائل ،وأن
اجيبه لي أمر شاء ،عظيما كان أو صغيرا في السر والعلنية ،إلي أو إلى
غيري ،فليقل آخر دعائه " :يا ال المانع بقدرته خلقه ،والمالك بها
سلطانه ،والمتسلط بما في يديه ) (4كل مرجو دونك يخيب رجاء راجيه،
وراجيك مسرور ل يخيب أسئلك بكل رضى لك من كل شئ أنت فيه ،وبكل
شئ تحب أن تذكر به وبك يا ال فليس يعدلك
) (1بعلمه خ ل (2) .رجعتي خ ل (3) .ضعيف خ ل (4) .والممسك بها ما في يديه
خ ل.
][316
شئ أن تصلي على محمد وآله وأن تحوطني ووالدي وولدي وإخوانى وأخواتي
ومالي بحفظك وأن تقضى حاجتى في كذاوكذا " .فإنه إذا قال ذلك قضيت
حاجته قبل أن يزول من مكانه .يا محمد ومن أراد طلب شئ من الخير الذي
يتقرب به العباد إلى وأن أفتح له كائنا ما كان ،فليقل حين يريد ذلك " :يا
دالنا على المنافع لنفسنا من لزوم طاعته ،ويا هادينا لعبادته التى جعلها
سبيل إلى درك رضاه ،إنما يفتح الخير وليه يا ولى الخير قد أردت منك كذا
و كذا -ويسمي ذلك المر -ولم أجد إليه باب سبيل مفتوحا ول ناهج
طريق واضح ول تهيئة سبب تيسر ) (1أعيتنى فيه جميع اموري كلها في
الموارد والمصادر ،وأنت ولى الفتح لى بذلك ،لنك دللتني عليه فل تحظره
عنى ول تجبهنى عنه برد ،فليس يقدر عليه أحد غيرك ،وليس عند أحد إل
عندك ،أسئلك بمفاتح غيوبك كلها ،وجلل علمك كله ،وعظيم شئونك كلها،
إقرار عينى وإفراح قلبى وتهنيتك إياي ]باسباغ[ نعمك على بتيسير قضاء
حوائجى ونسخكها في حوائج من نسخت حاجته مقضية ،ل تقلبني بحقك
عن اعتمادي لك إل بها ،فانك أنت الفتاح بالخيرات ) (2وأنت على كل شئ
قدير ،فيا فتاح يا مدبر ]صل على محمد وآل محمد و[ هيئ لى تيسير
سببها وسهل على باب طريقها وافتح لى من غناك باب مدخلها )(3
ولينفعنى جاري ) (4بك فيها يا رحيم " .فانه إذا قال ذلك فتحت له باب
الخير برضاي عنه وجعلته لي وليا .يا محمد ومن أراد من امتك أن اعافيه
من الغل والحسد والرياء والفجور فليقل حين يسمع تأذين السحر " :يا
مطفئ النوار بنوره ،ويا مانع البصار من رؤيته ،ويا محير القلوب
) (1يسير خ ل (2) .ذو الخيرات خ ل (3) .مدخل بابها خ ل (4) .استغاثتى خ ل.
][317
في شأنه ،إنك طاهر مطهر ،يطهر بطهرك ) (1من طهرته بها ،وليس من دونك أحد
أحوج إلى تطهيرك إياه منى لدينى وبدني وقلبي فأية حال كنت فيها مجانبا
لك في الطاعة والهوى ) (2فالزمني وإن كرهت حب طاعتك ،بحق محل
جللك منك حتى أنال فضيلة الطهرة منك لجميع شئوني ،رب ]صل على
محمد و آل محمد[ واجعل ما طهر من طهرتك على بدني طهرة خير حتى
تطهر به مني ما اكن في صدري واخفيه في نفسي ،واجعلني على ذلك
أحببت أم كرهت واجعل محبتى تابعة لمحبتك ،واشغلني بنفسي عن كل من
دونك شغل يدوم فيه العمل بطاعتك ،واشغل غيري عني للمعافاة من نفسي
ومن جميع المخلوقين " .فانه إذا قال ذلك ألزمته حب أوليائي ،وبغض
أعدائي ،وكفيته كل الذي أكفي عبادي الصالحين .يا محمد ومن كانت له
حاجة سرا بالغة ما بلغت إلى أو إلى غيري ،فليدعني في جوف الليل خاليا،
وليقل وهو على طهر " :يا ال ما أجد أحدا إل وأنت رجاؤه ،ومن أرجى
خلقك لك أنا يا ال وليس شئ من خلقك إل وهو واثق ،ومن أوثق خلقك
بك أنا يا ال ،وليس أحد من خلقك إل وهو لك في حاجته معتمد وفي
طلبته ،سائل ومن ألحفهم سؤال لك أنا ومن أشدهم اعتمادا لك أنا لني
أمسيت شديدا ثقتي في طلبتي إليك وهي كذا وكذا -وسمها -فانك إن
قضيتها قضيت ،وإن لم تقضها لم تقض أبدا ) (3وقد لزمني من المر ما ل
بد لي منها ) (4فلذلك طلبت إليك يا منفذ أحكامه بامضائها ]صل على
محمد وآل محمد و[ امض قضاء حاجتى هذه باثباتكما في غيوب الجابة
حتى تقلبني بها منجحا حيث كانت تغلب لي فيها أهواء جميع عبادك وامنن
على بامضائها وتيسيرها ) (5ونجاحها فيسرها لي فاني مضطر إلى
قضائها و
) (1بطهرك تطهر خ ل (2) .والهدى خ ل (3) .فل تقضى خ ل (4) .منه خ ل(5) .
واكفنى مؤنة تردادها خ ل.
][318
قد علمت ذلك فاكشف ما بى من الضر بحقك الذي تقضي به ما تريد " .فانه إذا قال
ذلك قضيت حاجته ،قبل أن يزول ،فليطب بذلك نفسه .يا محمد إن لي علما
أبلغ به من علمه رضاي مع طاعتي ،وأغلب له هواه إلى محبتي فمن أراد
ذلك فليقل " :يا مزيل قلوب المخلوقين عن هواهم إلى هواه ويا قاصر ]ا[
أفئدة العباد لمضاء القضاء بنفاذ القدر ) (1ثبت قلبي على طاعتك
ومعرفتك وربوبيتك وأثبت في قضائك وقدرك البركة في نفسي وأهلي
ومالي في لوح الحفظ المحفوظ بحفظك يا حفيظ الحافظ حفظه احفظني
بالحفظ الذي جعلت ) (2من حفظته به محفوظا و صير شئوني كلها
بمشيتك في الطاعة لك مني مؤاتية ،حبب إلى حب ما تحب من محبتك إلى
في الدين والدنيا ،وأحيني على ذلك في الدنيا وتوفني عليه ،و اجعلني من
أهله على كل حال أحببت أم كرهت يا رحيم " .فانه إذا قال ذلك لم اره في
دينه فتنه ولم اكره إليه إطاعتي ومرضاتي أبدا .يا محمد ومن أحب من
امتك رحمتي وبركاتي ورضواني وتعطفي وقبولي ووليتي وإجابتي فليقل
حين تزول الشمس أو يزول الليل " :اللهم ربنا لك الحمد كله جملته
وتفصيله كما استحمدت به إلى أهله الذين خلقتهم لهم ،اللهم ربنا لك الحمد
حمدا كما يحمدك ) (3من بالحمد رضيت عنه لشكر ما به من نعمك ،اللهم
ربنا لك الحمد كما رضيت به لنفسك وقضيت به علي عبادك ،حمدا مرغوبا
فيه عند أهل الخوف منك لمهابتك ،ومرهوبا عند أهل العزة بك لسطواتك،
ومشهودا ) (4عند أهل النعام منك لنعامك ،سبحانك متكبرا في منزلة
تذبذبت أبصار الناظرين ،وتحيرت عقولهم عن بلوغ علم جللها
) (1اثبت لى من قضائك وقدرك وازالتك وقصرك عملي وبدنى واهلى خ ل(2) .
حفظت خ ل (3) .حمدك خ ل (4) .مشكورا خ ل.
][319
تباركت في منازلك العلى كلها ،وتقدست في اللء التي أنت فيها أهل الكبرياء ل إله
إل أنت الكبير الكبر ،للفناء خلقتنا وأنت الكائن للبقاء ،فل تفنى ول نبقى
وأنت العالم بنا ونحن أهل العزة بك والغفلة عن شأنك ،وأنت الذي ل تغفل
بسنة ول نوم ،بحقك يا سيدي أجرني من تحويل ما أنعمت على به في
الدين والدنيا في أيام الدنيا يا كريم " .فانه إذا قال ذلك كفيته كل الذي أكفي
عبادي الصالحين الحامدين الشاكرين .يا محمد ومن أراد من امتك حفظى
وكلئتى ومعونتي فليقل عند صباحه و مسائه ونومه " .آمنت بربي ،وهو
ال الذي ل إله إل هو ) (1إله كل شئ ومنتهى كل علم ووارثه ،ورب كل
رب ،واشهد ال على نفسي بالعبودية والذل والصغار وأعترف بحسن
صنائع ال إلي وأبوء على نفسي بقلة الشكر ،وأسئل ال في يومي هذا ]أ[
وفي ليلتى هذه بحق ما يراه له حقا على ما يراه مني له رضى ) (2وإيمانا
وإخلصا ورزقا واسعا ويقينا خالصا بل شك ول ارتياب ،حسبي إلهى من
كل من هو دونه ،وال وكيلي من كل من سواه ،آمنت بسر علم ال كله
وعلنيته ،وأعوذ بما في علم ال كله من كل سوء ومن كل شر ،سبحان
العالم بما خلق اللطيف فيه ،المحصى له ،القادر عليه ،ما شاء ال ل قوة
إل بال أستغفر ال وإليه المصير " .فانه إذا قال ذلك جعلت له في خلقي
جهة ،وعطفت عليه قلوبهم ،وجعلته في دينه محفوظا .يا محمد إن السحر
لم يزل قديما وليس يضر شيئا إل باذني ،فمن أحب أن يكون من أهل
عافيتي من السحر فليقل :اللهم رب موسى وخاصه بكلمه ،وهازم من
كاده بسحره بعصاه ،و
) (1اله كل اله واله كل شئ خ ل (2) .رضا ايمان واخلص واتقان واتقان بل شك
خ ل.
][320
معيدها بعد العود ثعبانا ،وملقفها إفك أهل الفك ،ومفسد عمل الساحرين ومبطل كيد
أهل الفساد ،من كادني بسحر أو بضر ) (1عامدا أو غير عامد ،أعلمه أو
ل أعلمه وأخافه أو ل أخافه فاقطع من أسباب السماوات عمله حتى ترجعه
عني غير نافذ ول ضار ) (2لي ،ول شامت بي إني أدرء بعظمتك في نحور
العداء ،فكن لي منهم مدافعا أحسن مدافعة وأتمها يا كريم " .فانه إذا قال
ذلك لم يضره سحر ساحر جني ول إنسى أبدا .يا محمد ومن أراد من امتك
تقبل الفرائض والنوافل منه ،فليقل خلف كل فريضة أو تطوع " :يا شارعا
لملئكته الدين القيم ) (3دينا راضيا به منهم لنفسه ،ويا خالقا من سوى
الملئكة من خلقه للبتلء بدينه ،ويا مستخصا من خلقه لدينه رسل إلى
من دونهم ،ويا مجازى أهل الدين بما عملوا في الدين ،اجعلني بحق اسمك
الذي كل شئ من الخيرات منسوب إليه من أهل دينك المؤثر به بالزامكهم
حقه ) (4وتفريغك قلوبهم للرغبة في أداء حقك فيه إليك ل تجعل بحق
اسمك الذي فيه تفصيل المور كلها شيئا سوى دينك عندي أبين فضل ول
إلى أشد تحببا ول بى لصقا ول أنا إليه منقطعا واغلب بالى وهواي
وسريرتي وعلنيتي ،واسفع بناصيتى إلى كل ما تراه لك مني رضي من
طاعتك في الدين " .فانه إذا قال ذلك تقبلت منه النوافل والفرائض،
وعصمته فيها من العجب وحببت إليه طاعتي وذكري .يا محمد من مله
هم دين من امتك فلينزل بي وليقل " :يا مبتلي الفريقين أهل الفقر وأهل
الغنى ،وجازيهم بالصبر في الذي ابتليتهم به ،ويا مزين حب المال عند
عباده ،وملهم النفس الشح والسخاء ،ويا فاطر الخلق على الفظاظة
واللين ،غمني دين فلن بن فلن ،وفضحنى بمنه على به ،و
) (1بضير خ ل (2) .ضائر خ ل (3) .دين القيمة خ ل (4) .حبه خ ل.
][321
أعيانى باب طلبته إل منك ،يا خير مطلوب إليه الحوائج يا مفرج الهاويل فرج همى
وأهاويلي في الذي لزمني من دين فلن بتيسير كه لي من رزقك ،فاقضه يا
قدير ول تهنى بتأخر ) (1أدائه ول بتضييقه على ،ويسر لي أداءه فاني به
مسترق فافكك رقي ) (2من سعتك التى ل تبيد ول تغيض أبدا " .فانه إذا
قال ذلك صرفت عنه صاحب الدين وأديته إليه عنه .يا محمد ومن أصابه
ترويع فأحب أن اتم عليه النعمة ،واهنئه الكرامة وأجعله وجيها عندي،
فليقل " :يا حاشي العز قلوب أهل التقوى ويا متوليهم بحسن سرائرهم،
ويا مؤمنهم بحسن تعبدهم ،أسئلك بكل ما قد أبرمته إحصاء من كل شئ قد
أتقنته علما أن تستجيب لي بتثبيت قلبي على الطمأنينة واليمان ،وأن
توليني من قبولك ما تبلغني به شدة الرغبة في طاعتك حتى ل ابالي أحدا
سواك ،ول أخاف شيئا من دونك يا رحيم " .فانه إذا قال ذلك آمنته من
روايع الحدثان في نفسه ودينه ونعمه .يا محمد قل للذين يريدون التقرب
إلى :اعلموا علم يقين أن هذا الكلم أفضل ما أنتم متقربون به إلى بعد
الفرائض ،وذلك أن تقول " :اللهم إنه لم يمس أحد من خلقك أنت أحسن
إليه صنيعا مني ،ول له أدوم كرامة ،ول عليه أبين فضلء ،ول به أشد
ترفقا ،ول عليه أشد حياطة ) (3ول عليه أشد تعطفا منك على ،وإن كان
جميع المخلوقين يعد دون من ذلك مثل تعديدى فاشهد يا كافي الشهادة
بأني اشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك على ،وقلة
شكرى لك فيها ،يا فاعل كل إرادته .صل على محمد وآله و طوقني أمانا
من حلول السخط فيه لقلة الشكر ،وأوجب لي زيادة من إتمام النعمة )(4
) (1بتأخير خ ل (2) .رقبتي خ ل وفى بعض النسخ رزقي ،وكانه تصحيف(3) .
حيطة خ ل (4) .زيادة النعمة خ ل.
][322
بسعة المغفرة ) (1أنظرني خيرك وصل على محمد وآله ول تقايسني بسريرتي
وامتحن قلبي لرضاك واجعل ما تقربت به إليك في دينك لك خالصا ول
تجعله للزوم شبهة أو فخر أو رئاء ) (2أو كبر يا كريم " .فانه إذا قال ذلك
أحبه أهل سماواتي وسموه الشكور .يا محمد ومن أراد من امتك أل يكون
لحد عليه سلطان بكفايتي إياه الشرور فليقل " :يا قابضا على الملك لما
دونه ومانعا من دونه نيل شئ من ملكه يا مغني ) (3أهل التقوى باماطته
الذى في جميع المور عنهم ل تجعل وليتى في الدين والدنيا إلى أحد
سواك ،واسفع بنواصي أهل الخير كلهم إلى حتى أنال من خيرهم خيره،
وكن لي عليهم في ذلك معينا ،وخذ لي بنواصي أهل الشر كلهم ) (4وكن
لي منهم في ذلك حافظا ،وعني مدافعا ولى مانعا ،حتى أكون آمنا بأمانك
لي بوليتك لي من شر من ل يؤمن ]شره[ إل بأمانك يا أرحم الراحمين ".
فانه إذا قال ذلك لم يضره كيد كائد أبدا .يا محمد ومن أراد من امتك أن
تربح تجارته ،فليقل حين يبتدي بها " :يا مربي نفقات أهل التقوى
ومضاعفها ،ويا سائق الرزاق سحا إلى المخلوقين ويا مفضلنا بالرزاق
بعضنا على بعض سقنى ووجهني في تجارتي هذه إلى وجه غنى عاصم
شكور آخذه بحسن شكر ،لتنفعني به وتنفع به مني يا مريح تجارات
العالمين بطاعته ]صل على محمد وآل محمد و[ سق لي في تجارتي هذه
رزقا ترزقني فيه حسن الصنع فيما ابتليتني به ،وتمنعني فيه ) (5من
الطغيان والقنوط ،يا خيرنا شر رزقه ل تشمت بي ) (6بردك على دعائي
بالخسران عدوا لي وأسعدني بطلبتى منك و
) (1الرحمة خ ل (2) .ول فخر ول رياء خ ل (3) .يا معين خ ل (4) .حتى أعافي
من شرهم كلهم خ (5) .في تجارتى هذه ربحا وارزقني فيه حسن الصنيع
فيما ابتليتنى وامنعنى فيه ....خ (6) .في المصدر :ل تشمت بى عدوى
بردك دعائي بالخسران لى.
][323
بدعائي إياك يا أرحم الراحمين " ) .(1فانه إذا قال ذلك أربحت تجارته ،وأربيتها
له .يا محمد ومن أراد من امتك المان من بليتي ،والستجابة لدعوته،
فليقل حين يسمع تأذين المغرب " :يا مسلط نقمه على أعدائه بالخذلن
لهم في الدنيا ،والعذاب لهم في الخرة ويا موسعا فضله على أوليائه
بعصمته إياهم في الدنيا وحسن عائدته ،ويا شديد النكال بالنتقام ،ويا
حسن المجازاة بالثواب ،ويا بارئ خلق الجنة والنار و ملزم أهلهما
عملهما ،والعالم بمن يصير إلى جنته وناره ،يا هادى يا مضل يا كافي يا
معافي يا معاقب ،صل على محمد وآل محمد واهدني بهداك ،وعافني
بمعافاتك من سكنى جهنم مع الشياطين ،وارحمني فانك إن لم ترحمني أكن
) (2من الخاسرين وأعذني من الخسران ) (3بدخول النار وحرمان الجنة،
بحق ل إله إل أنت يا ذا الفضل العظيم " .فانه إذا قال ذلك تغمدته في ذلك
المقام الذي يقول فيه برحمتي .يا محمد ومن ؟ ؟ غائبا فأحب أن أؤديه
سالما مع قضائي له الحاجة ،فليقل ؟ ؟ غربته " :يا جامعا بين أهل الجنة
على تألف من القلوب ،وشدة تواجد في المحبة ويا جامعا بين طاعته وبين
من خلقه لها ويا مفرجا عن كل محزون ،ويا موئل ) (4كل غريب ،ويا
راحمى في غربتي بحسن الحفظ والكلءة والمعونة لي ويا مفرج ما بى
من الضيق والحزن بالجمع بينى وبين أحبتي ،يا مؤلفا بين الحباء ]صل
على محمد وآل محمد و[ ل تفجعني بانقطاع أوبة ) (5أهلى وولدي عني،
ول
) (1وصلى ال على محمد وآله الطيبين الطاهرين الخيار واسمع دعائي واستجب
ندائى انك سميع الدعاء خ (2) .كنت خ ل (3) .ومن دخول خ ل(4) .
منهل خ ل (5) .رؤية خ ل.
][324
تفجع أهلى بانقطاع أوبتي ) (1عنهم ،بكل مسائلك أدعوك فاستجب لي فذلك دعائي
إياك فارحمني يا أرحم الراحمين " .فانه إذا قال ذلك آنسته في غربته،
وحفظته في الهل ،وأديته سالما مع قضائي له الحاجة " .يا محمد ومن
أراد من امتك أن أرفع صلته مضاعفة ،فليقل خلف كل صلة افترضت
عليه ،وهو رافع يديه آخر كل شئ :يا مبدئ السرار ،ومبين الكتمان،
وشارع الحكام ،وذارئ النعام وخالق النام ،وفارض الطاعة ،وملزم
الدين ،وموجب التعبد أسئلك بحق تزكية كل صلة زكيتها ،وبحق من
زكيتها له ،وبحق من زكيتها به أن تجعل صلتي هذه زاكية متقبلة بتقبلكها
ورفعكها وتصيرك بها ديني زاكيا وإلهامك قلبي حسن المحافظة عليها
حتى تجعلني من أهلها الذين ذكرتهم بالخشوع فيها أنت ولي الحمد كله فل
إله إل أنت فلك الحمد كله بكل حمد أنت له ولي ،وأنت ولي التوحيد كله فل
إله إل أنت فلك التوحيد كله بكل توحيد أنت له ولي وأنت ولي التهليل كله،
فل إله إل أنت فلك التهليل كله بكل تهليل أنت له ولي وأنت ولى التسبيح
كله فل إله إل أنت فلك التسبيح كله بكل تسبيح أنت له ولى وأنت ولي
التكبير كله فل إله إل أنت فلك التكبير كله بكل تكبير أنت له ولى ،رب عد
علي في صلتي هذه برفعكها زاكية متقبلة إنك أنت السميع العليم " .فانه
إذا قال ذلك رفعت له صلته مضاعفة في اللوح المحفوظ ) .(2أقول:
وجدت في بعض كتب الجازات إسنادا لدعية السر ،وهو هذا :من خط
السيد نظام الدين أحمد الشيرازي الفقير إلى ال الغني المغني أحمد بن
الحسن بن إبراهيم الحسني الحسيني ،يروي عن عمه ومخدومه مجد الملة
والدين إسماعيل عن والده ومخدومه شرف السلم وعز المسلمين
إبراهيم عن شيخ شيوخ
][325
المحدثين صدر الحق والدين ،إبراهيم بن محمد بن المؤيد عن الشيخ سديد الدين
يوسف بن على بن مطهر الحلي ،عن الشيخ المام مهذب الدين أبي عبد
ال الحسين ابن الفرج النيلي ،عن الشيخ المفيد أبي على الحسن بن محمد
الطوسى ،عن الشيخ المام أبي جعفر محمد بن الحسن بن على الطوسي.
وعن الشيخ المام صدر الدين أيضا عن المام بدر الدين محمد بن أبي
الكرام عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر ،عن القاضي فخر الدين محمد بن
خالد البهري ،عن السيد المام ضياء الدين أبي الرضا فضل ال بن علي
الراوندي قال :أخبرنا السيد المام أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن
معبد الحسني قال :أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد ابن الحسن الطوسي قال:
حدثنا أبو عبد ال الحسين بن عبيد ال بن إبراهيم الغضائري عن أبي
محمد هارون بن موسى التلعكبري قال :حدثني أبو على محمد بن همام،
قال :حدثني الحسن بن زكريا البصري قال :حدثني صهيب بن عباد بن
صهيب ،عن أبيه عباد ،عن أبي عبد ال جعفر بن محمد الصادق عن أبيه
عن آبائه عن مولنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلم قال:
كان لرسول ال صلى ال عليه وآله سر فلما عثر عليه ...إلى آخر أدعيه
السر .أقول :وذكر السيد الجل علي بن طاووس في كتاب فتح البواب في
الستخارات عند ذكر دعاء الستخارة من تلك الدعية سندا آخر حيث قال:
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال :حدثنا أبو
جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الصفهاني في جمادى الولى من سنة
تسع وأربعين وثلثمائة قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن علي الصفهاني
صاحب الشاذكوني قال :حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد
الثقفي قال :حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني قال :حدثني
محمد بن إبراهيم بن نوح الصبحي وأبو الخصيب سليمان ابن عمرو بن
نوح الصبحي ،قال :حدثنا محمد بن علي بن الحسين بن على بن أبيطالب
عن علي بن الحسين صلوات ال عليهم قال :قال علي عليه الصلة
والسلم إنه كان لرسول ال صلى ال عليه وآله سر فلما عثر ...إلى آخر
ما مر من الرواية ،ثم ذكر الدعاء.
][326
* - 115باب * " )ما ينبغى أن يدعى به في زمان الغيبة( " أقول :قد أوردنا أكثر
أدعية هذا المعنى في كتاب ]الغيبة[ ولنذكر هنا أيضا شطرا منها - 1 .ك:
المظفر العلوي ،عن ابن العياشي ،عن أبيه ،عن جبرئيل بن أحمد ،عن
العسكري بن محمد بن عيسى ،عن يونس بن عبد الرحمن ،عن عبد ال
بن سنان قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :ستصيبكم شبهة فتبقون بل
علم يرى ،ول إمام هدى ،ل ينجو منها إل من دعاء بدعاء الغريق ،قلت:
وكيف دعاء الغريق ؟ قال :تقول " :يا ال يا رحمن يا رحيم ،يا مقلب
القلوب ثبت قلبي على دينك " فقلت " يا مقلب القلوب والبصار ثبت قلبي
على دينك " فقال :إن ال عزوجل مقلب القلوب والبصار ولكن قل كما
أقول " :يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ) .(1مهج :لعل معنى قوله
" البصار " لن تقلب القلوب والبصار يكون يوم القيامة من شدة
أهواله ،وفي الغيبة :إنما يخاف من تقلب القلوب دون البصار )- 2 .(2
ك :العطار ،عن سعد ،عن ابن عيسى ،عن خالد بن نجيح ،عن زرارة عن
أبي عبد ال عليه السلم في حديث ذكر فيه غيبة القائم عليه السلم قال
زرارة :فقلت :جعلت فداك فان أدركت ذلك الزمان فأي شئ أعمل ؟ قال :يا
زرارة إن أدركت ذلك الزمان فالزم هذا الدعاء " اللهم عرفني نفسك ،فانك
إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ،اللهم عرفني رسولك فانك إن لم
تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فانك إن لم تعرفني
حجتك ضللت عن دينى " ).(3
) (1اكمال الدين ج 2ص (2) .21مهج الدعوات ص (3) .415اكمال الدين ج 2
ص 11و .12
][327
أقول :قد مضى بأسانيد في باب مدح المؤمنين في زمان الغيبة ) - 3 (1ك .أبو
محمد الحسن بن أحمد المكتب قال :حدثنا أبو على بن همام بهذا الدعاء
وذكر أن الشيخ ) (2قدس ال روحه أمله عليه وأمره أن يدعو به وهو
الدعاء في غيبة القائم عليه السلم " :اللهم عرفني نفسك ،فانك إن لم
تعرفني نفسك لم أعرف رسولك اللهم عرفني رسولك ،فانك إن لم تعرفني
رسولك لم أعرف حجتك ،اللهم عرفني حجتك فانك إن لم تعرفني حجتك
ضللت عن ديني ،اللهم ل تمتني ميتة الجاهلية ول تزغ قلبي بعد إذ
هديتني .اللهم فكما هديتني بولية من فرضت طاعته على من ولة أمرك
بعد رسولك صلواتك عليه وآله ،حتى واليت ولة أمرك أمير المؤمنين
والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا
والحسن والحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين اللهم فثبتني على
دينك واستعملني بطاعتك ،ولين قلبي لولي أمرك ،وعافني مما امتحنت به
خلقك ،وثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته عن خلقك ،فباذنك غاب
عن بريتك ،وأمرك ينتظر وأنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلح
أمر وليك في الذن له باظهار أمره ،وكشف ستره ،وصبرني على ذلك
حتى ل احب تعجيل ما أخرت ،ول تأخير ما عجلت ،ول أكشف عما سترته،
ول أبحث عما كتمته ،ول انازعك في تدبيرك ،ول أقول لم وكيف وما بال
ولي أمر ال ل يظهر وقد امتلت الرض من الجور ؟ وافوض اموري كلها
إليك .اللهم إني أسئلك أن تريني ولي أمرك ظاهر نافذا لمرك ،مع علمي
بأن لك السلطان ،والقدرة والبرهان ،والحجة والمشية ،والرادة والحول
والقوة فافعل ذلك بي وبجميع المؤمنين حتى ننظر إلى وليك ظاهر المقالة،
واضح الدللة هاديا من الضللة ،شافيا من الجهالة ،أبرز يا رب مشاهده،
وثبت قواعده و
) (1راجع 52ص (2) .150 - 122في المصدر :الشيخ العمرى(*) .
][328
اجعلنا ممن تقر عيننا برؤيته ،وأقمنا بخدمته ،وتوفنا على ملته ،واحشرنا في
زمرته .اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت
وصورت واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ،ومن
فوقه ومن تحته بحفظك الذي ل يضيع من حفظته به ،واحفظ فيه رسولك
ووصي رسولك ،اللهم ومد في عمره ،وزد في أجله ،وأعنه على ما أوليته
واسترعيته ،وزد في كرامتك له ،فانه الهادي المهدي القائم المهتدي
الطاهر التقي النقي الزكي الرضى المرضي الصابر المجتهد الشكور .اللهم
ول تسلبنا اليقين لطول المد في غيبته ،وانقطاع خبره عنا ،ول تنسنا
ذكره وانتظار واليمان به ،وقوة اليقين في ظهوره ،والدعاء له والصلة
عليه ،حتى ل يقنطنا طول غيبته من ظهوره وقيامه ،ويكون يقيننا في ذلك
كيقيننا في قيام رسول ال صلى ال عليه وآله وما جاء به من وحيك
وتنزيلك ،قو قلوبنا على اليمان به حتى تسلك بنا لى يده منهاج الهدى
والمحجة العظمى والطريقة الوسطى وقونا على طاعته ،وثبتنا على
مشايعته ،واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره ،والراغبين بفعله ،ول
تسلبنا ذلك في حياتنا ول عند وفاتنا حتى توفانا ونحن على ذلك ،غير
شاكين ول ناكثين ،ول مرتا بين ول مكذبين .اللهم عجل فرجه ،وأيده
بالنصر ،وانصر ناصريه ،واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له وكذب
به ،وأظهر به الحق وأمت به الجور ،واستنقذ به عبادك المؤمنين من
الذل ،وانعش به البلد ،واقتل به الجبابرة الكفرة ،واقصم به رؤوس
الضللة ،وذلل به الجبارين والكافرين ،وأبر به المنافقين والناكثين وجميع
المخالفين والملحدين ،في مشارق الرض ومغاربها ،وبحرها وبرها
وسهلها وجبلها ،حتى ل تدع منهم ديارا ،ول تبقي لهم آثارا ،وتطهر منهم
بلدك .واشف منهم صدور عبادك ،وجدد به ما امتحى من دينك ،وأصلح
به ما بدل من حكمك ،وغير من سنتك ،حتى يعود دينك به وعلى يده غضا
جديدا صحيحا ل عوج
][329
فيه ول بدعة معه ،حتى تطفي بعدله نيران الكافرين ،فانه عبدك الذي استخلصته
لنفسك ،وارتضيته لنصره دينك ،واصطفيته بعلمك ،وعصمته من الذنوب،
و برأته من العيوب ،وأطلعته على الغيوب ،وأنعمت عليه ،وطهرته من
الرجس ونقيته من الدنس .اللهم فصل عليه وعلى آبائه الئمة الطاهرين،
وعلى شيعتهم المنتجبين وبلغهم من آمالهم أفضل من يأملون ،واجعل ذلك
منا خالصا من كل شك وشبهة ورياء وسمعة ،حتى ل نريد به غيرك ،ول
نطلب به إل وجهك .اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ،وغيبة ولينا ،وشدة
الزمان علينا ووقوع الفتن ]بنا[ وتظاهر العداء ،وكثرة عدونا وقلة
عددنا ،اللهم فافرج ذلك بفتح منك تعجله ،وبصبر منك تيسره ،وإمام عدل
تظهره ،إله الحق رب العالمين .اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار
عدلك في عبادك ،وقتل أعدائك في بلدك ،حتى ل تدع للجور دعامة إل
قصمتها ،ول بنية إل أفنيتها ) (1ول قوة إل أوهنتها ،ول ركنا إل هددته،
ول حدا إل فللته ،ول سلحا إل كللته ول راية إل نكستها ،ول شجاعا إل
قتلته ،ول حبا ) (2إل خذلته ،ارمهم يا رب بحجرك الدامغ ،واضربهم
بسيفك القاطع ،وببأسك الذي ل يرد عن القوم المجرمين وعذب أعداءك
وأعداء دينك ،وأعداء رسولك بيد وليك ،وأيدي عبادك المؤمنين .اللهم
اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه ،وكد من كاده ،وامكر بمن مكر
به ،واجعل دائرة السوء على من أراد به ،سوءا ،واقطع عنه مادتهم
وارعب به قلوبهم ،وزلزل له أقدامهم وخذهم جهرة وبغتة ،شدد عليهم
عقابك واخزهم في عبادك ،والعنهم في بلدك ،واسكنهم أسفل نارك ،وأحط
بهم أشد
) (1في المصدر :ول بقية (2) .في المصدر :ول جيشا.
][330
عذابك وأصلهم نارا ،واحش قبور موتاهم نارا ،وأصلهم حر نارك ،فانهم أضاعوا
الصلة ،واتبعوا الشهوات ،وأذلوا عبادك .اللهم وأحي بوليك القرآن وأرنا
نوره سرمدا ل ظلمة فيه ،وأحي به القلوب الميتة ،واشف به الصدور
الوغرة ،واجمع به الهواء المختلفة على الحق ،وأقم به الحدود المعطلة
والحكام المهملة حتى ل يبقى حق إل ظهر ول عدل إل زهر واجعلنا يا رب
من أعوانه وممن يقوى بسلطانه والمؤتمرين لمره و الراضين بفعله
والمسلمين لحكامه وممن ل حاجة به إلى التقية من خلقك أنت يا رب الذي
تكشف السوء وتجيب المضطر إذا دعاك وتنجى من الكرب العظيم فاكشف
الضر عن وليك واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له اللهم ول تجعلنا
من خصماء آل محمد ول تجعلنا من أعداء آل محمد ول تجعلني من أهل
الحنق والغيظ على آل محمد فانى أعوذ بك من ذلك فأعذني وأستجير بك
فأجرني اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا
والخرة ومن المقربين ) .(1جم :جماعة باسنادهم إلى جدي أبي جعفر
الطوسي ،عن جماعة ،عن التلعكبري ،عن أبي على محمد بن همام مثله )
- 4 .(2جم :جماعة باسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي ،عن ابن أبي
جيد ،عن محمد بن الحسن بن سعيد بن عبد ال والحميري وعلي بن
إبراهيم والصفار كلهم عن إبراهيم بن هاشم ،عن إسماعيل بن مولد
وصالح بن السندي ،عن يونس بن عبد الرحمن ورواه جدي أبو جعفر
الطوسى فيما يرويه عن يونس بن عبد الرحمن بعدة طرق تركت ذكرها
كراهية للطالة في هذا المكان ،يروي عن يونس بن عبد الرحمن أن
الرضا عليه السلم كان يأمر بالدعاء لصاحب المر بهذا :اللهم ادفع عن
وليك وخليفتك ،وحجتك على خلقك ،ولسانك المعبر عنك باذنك ،الناطق
بحكمك ،وعينك الناظرة على بريتك ،و شاهدك على عبادك ،الجحجاح )(3
المجاهد ،العائذ بك عندك ،وأعذه
) (1اكمال الدين ج 2ص (2) .190جمال السبوع (3) .529 - 521 :الجحجاح:
السيد المسارع في المكارم.
][331
من شر جميع ما خلقت وبرأت ،وأنشأت وصورت ،واحفظه من بين يديه ومن خلفه
وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ،بحفظك الذي ل يضيع من
حفظته به ،واحفط فيه رسولك وآباءه أئمتك ،ودعائم دينك ،واجعله في
وديعتك التي ل تضيع ،وفي جوارك الذي ل يخفر ،وفي منعك وعزك الذي
ل يقهر ،وآمنه بأمانك الوثيق الذي ل يخذل من آمنته به ،واجعله في كنفك
الذي ل يرام من كان فيه ،وأيده بنصرك العزيز وأيده بجندك الغالب ،وقوه
بقوتك واردفه بملئكتك ،ووال من وله ،وعاد من عاداه ،وألبسه درعك
الحصينة ،وحفه بالملئكة حفا .اللهم وبلغه أفضل ما بلغت القائمين بقسطك
من أتباع النبيين ،اللهم اشعب به الصدع ،وارتق به الفتق ،وأمت به
الجور ،وأظهر به العدل ،وزين بطول بقائه الرض ،وأيده بالنصر،
وانصره بالرعب ،وقو ناصريه ،واخذل خاذليه ودمدم على من نصب له،
ودمر من غشه ،واقتل به جبابرة الكفر ،وعمده ودعائمه واقصم به
رؤوس الضللة ،وشارعة البدع ،ومميتة السنة ،ومقوية الباطل ،وذلل به
الجبارين ،وأبر به الكافرين ،وجميع المحلدين في مشارق الرض
ومغاربها وبرها وبحرها ،وسهلها وجبلها حتى ل تدع منهم ديارا ول تبقي
لهم آثارا .اللهم طهر منهم بلدك ،واشف منهم عبادك ،وأعز به المؤمنين،
وأحي به سنن المرسلين ،ودارس حكمة النبيين ،وجدد به ما امتحى من
دينك ،وبدل من حكمك حتى تعيد دينك به وعلى يديه جديدا غضا محضا
صحيحا ل عوج فيه ول بدعة معه ،وحتى تنير بعدله ظلم الجور ،وتطفئ
به نيران الكفر ،وتوضح به معاقد الحق ،ومجهول العدل ،فانه عبدك الذي
استخصلته لنفسك ،واصطفيته من خلقك ،واصطنعته على عينك ،وائتمنته
على غيبك ،وعصمته من الذنوب ،وبرأته من العيوب ،وطهرته من
الرجس ،وسلمته من الدنس .اللهم فإنا نشهد له يوم القيامة ،ويوم حلول
الطامة ،أنه لم يذنب ذنبا ول أتى حوبا ،ولم يرتكب معصية ،ولم يضيع لك
طاعة ،ولم يهتك لك حرمة ،ولم
][332
يبدل لك فريضة ،ولم يغير لك شريعة ،وإنه الهادي المهدي الطاهر التقى النقي
الرضي الزكي .اللهم أعطه في نفسه وأهله وولده وذريته وامته وجميع
رعيته ما تقر به عينه ،وتسر به نفسه ،وتجمع له ملك المملكات كلها،
قريبها وبعيدها ،وعزيزها وذليلها ،حتى يجرى حكمه على كل حكم ،ويغلب
بحقه كل باطل .اللهم اسلك بنا على يديه منهاج الهدى ،والمحجة العظمى،
والطريقة الوسطى التي يرجع إليها القالي ،ويلحق بها التالى ،وقوفا على
طاعته ،وثبتنا على مشايعته وامنن علينا بمتابعته ،واجعلنا في حزبه
القوامين بأمره ،الصابرين معه ،الطالبين رضاك بمناصحته ،حتى تحشرنا
يوم القيمة في أنصاره وأعوانه ومقوية سلطانه .اللهم واجعل ذلك لنا
خالصا من كل شك وشبهة ،ورياء وسمعة ،حتى ل نعتمد به غيرك ،ول
نطلب به إل وجهك ،وحتى تحلنا محله ،وتجعلنا في الجنة معه ،وأعذنا من
السأمة والكسل والفترة واجعلنا ممن تنتصر به لدينك ،وتعز به نصر
وليك ،ول تستبدل بنا غيرنا ،فان استبدالك بنا غيرنا عليك يسير ،وهو
علينا عسير .اللهم صل على ولة عهده ،والئمة من بعده ،وبلغهم آمالهم،
وزد في آجالهم ،وأعز نصرهم ،وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم،
وثبت دعائهم واجعلنا لهم أعوانا ،وعلى دينك أنصارا ،فانهم معادن
كلماتك ،وأركان توحيدك ودعائم دينك ،وولة أمرك ،وخالصتك بين عبادك،
وصفوتك من خلقك ،وأولياؤك وسلئل أوليائك ،وصفوة أولد رسلك،
والسلم عليهم ورحمة ال وبركاته ) - 5 .(1قال السيد :ووجدت هذا
الدعاء برواية اخرى ،وهي ما حدث به زيد بن جعفر العلوي ،عن إسحاق
بن الحسن ،عن محمد بن همام بن سهيل ومحمد بن شعيب بن أحمد معا،
عن شعيب بن أحمد المالكي عن يونس بن عبد الرحمن عن مولنا أبي
الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلم أنه كان يأمر بالدعاء للحجة
][333
صاحب الزمان عليه السلم فكان من دعائه له صلوات ال عليهما .اللهم صل على
محمد وآل محمد ،وادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ،ولسانك
المعبر عنك بإذنك ،الناطق بحكمتك ،وعينك الناظرة في بريتك وشاهدا على
عبادك ،الجحجاح المجاهد المجتهد ،عبدك العائذ بك .اللهم وأعذه من شر
ما خلقت وذرأت وبرأت وأنشأت وصورت ،واحفظه من بين يديه ومن
خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ،بحفظك الذي ل يضيع
من حفظته به ،واحفط فيه رسولك ووصي رسولك وآباءه أئمتك ودعائم
دينك ،صلواتك عليهم أجمعين ،واجعله في وديعتك التي ل تضيع ،وفي
جوارك الذي ل يخفر ،وفي منعك وعزك الذي ل يقهر .اللهم وآمنه بأمانك
الوثيق الذي ل يخذل من أمنته به ،واجعله في كنفك الذي ل يضام من كان
فيه ،وانصره بنصرك العزيز ،وأيده بجندك الغالب ،وقوه بقوتك ،واردفه
بملئكتك .اللهم وال من واله ،وعاد من عاداه ،وألبسه درعك الحصينة
وحفه بملئكتك حفا .اللهم وبلغه أفضل ما بلغت القائمين بقسطك من أتباع
النبيين ،اللهم اشعب به الصدع ،وارتق به الفتق ،وأمت به الجور ،وأظهر
به العدل ،وزين بطول بقائه الرض ،وأيده بالنصر ،وانصره بالرعب،
وافتح له فتحا يسيرا ،واجعل له من لدنك على عدوك وعدوه سلطانا
نصيرا .اللهم اجعله القائم المنتظر ،والمام الذي به تنتصر ،وأيده بنصر
عزيز وفتح قريب ،وورثه مشارق الرض ومغاربها ،اللتي باركت فيها،
وأحي به سنة نبيك صلواتك عليه وآله ،حتى ل يستخفي بشئ من الحق
مخافة أحد من الخلق ،وقو ناصره ،واخذل خاذله ،ودمدم على من نصب
له ،ودمر على من غشه .اللهم واقتل به جبابرة الكفر ،وعمده ودعائمه،
والقوام به ،واقصم
][334
به رؤوس الضللة ،وشارعة البدعة ،ومميتة السنة ،ومقوية الباطل ،وأذلل به
الجبارين ،وأبر به الكافرين والمنافقين وجميع الملحدين ،حيث كانوا وأين
كانوا من مشارق الرض ومغاربها ،وبرها وبحرها ،وسهلها وحبلها حتى
ل تدع منهم دسارا ،ول تبقي لم آثارا .اللهم وطهر منهم بلدك ،واشف
منهم عبادك ،وأعز به المؤمنين ،وأحى به سنن المرسلين ،ودارس حكم
النبيين ،وجدد به ما محي من دينك ،وبدل من حكمك ،حتى تعيد دينك به
وعلى يديه غضا جديدا صحيحا محضا ل عوج فيه ول بدعة معه ،حتى
تبين ]تنير[ بعدله ظلم الجور ،وتطفئ به نيران الكفر ،وتطهر به معاقد
الحق ،ومجهول العدل ،وتوضح به مشكلت الحكم .اللهم وإنه عبدك الذي
استخلصته لنفسك ،واصطفيته من خلقك ،واصطفيته على عبادك ،وائتمنته
على غيبك ،وعصمته من الذنوب .وبرأته من العيوب ،و طهرته من
الرجس ،وصرفته عن الدنس ،وسلمته من الريب .اللهم فانا نشهد له يوم
القيمة ،ويوم حلول الطامة أنه لم يذنب ولم يأت حوبا ،ولم يرتكب لك
معصية ،ولم يضيع لك طاعة ،ولم يهتك لك حرمة ولم يبدل لك فريضة ولم
يغير لك شريعة وإنه المام التقى الهادى المهدي الطاهر النقي الوفى
الرضي الزكي .اللهم فصل عليه وعلى آبائه ،وأعطه في نفسه وولده
وأهله وذريته و امته وجميع رعيته ما تقر به عينه ،وتسر به نفسه،
وتجمع له ملك المملكات كلها قريبها وبعيدها ،وعزيزها وذليلها ،حتى
يجرى حكمه على كل حكم ويغلب بحقه على كل باطل .اللهم واسلك بنا على
يديه منهاج الهدى ،والمحجة العظمى ،والطريقة الوسطى التي يرجع إليها
الغالي ،ويلحق بها التالي ،اللهم وقونا على طاعته وثبتنا على مشايعته،
وامنن علينا بمتابعته ،واجعلنا في حزبه القوامين بأمره الصابرين معه،
الطالبين رضاك بمناصحته ،حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره و
][335
أعوانه ومقوية سلطانه .اللهم صل على محمد وآل محمد ،واجعل ذلك كله منا لك
خالصا من كل شك وشبهة ،ورياء وسمعة ،حتى ل نعتمد به غيرك ،ول
نطلب به إل وجهك وحتى تحلنا محله ،وتجعلنا في الجنة معه ،ول تبتلنا
في أمره بالسأمة والكسل والفترة والفشل ،واجعلنا ممن تنتصر به لدينك،
وتعز به نصر وليك ،ول تستبدل بنا غيرنا ،فان استبدالك بنا غيرنا عليك
يسير وهو علينا كبير ،إنك على كل شئ قدير .اللهم وصل على ولة
عهوده ،وبلغهم آمالهم ،وزد في آجالهم ،وانصرهم وتمم له ما أسندت
إليهم من أمر دينك ،واجعلنا لهم أعوانا ،وعلى دينك أنصارا وصل على
آبائه الطاهرين الئمة الراشدين .اللهم فانهم معادن كلماتك ،وخزان علمك،
وولة أمرك ،وخالصتك من عبادك ،وخيرتك من خلقك ،وأولياؤك وسلئل
أوليائك ،وصفوتك وأولد أصفيائك ،صلواتك ورحمتك وبركاتك عليهم
أجمعين .اللهم وشركاؤه في أمره ،ومعاونوه على طاعتك ،الذين جعلتهم
حصنه وسلحه ومفزعه ،وانسه الذين سلوا عن الهل والولد ،وتجافوا
الوطن ،وعطلوا الوثير من المهاد ،قد رفضوا تجاراتهم ،وأضروا
بمعايشهم وفقدوا في أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم ،وحالفوا البعيد ممن
عاضدهم على أمرهم ،وخالفوا القريب ممن صد عن وجهتهم ،وائتلفوا بعد
التدابر والتقاطع في دهرهم ،وقطعوا السباب المتصلة بعاجل حطام من
الدنيا ،فاجعلهم اللهم في حرزك ،وفي ظل كنفك ،ورد عنهم بأس من قصد
إليهم بالعداوة من خلقك وأجزل لهم من دعوتك من كفايتك ومعونتك لهم،
وتأييدك ونصرك إياهم ما تعينهم به على طاعتك ،وأزهق بحقهم باطل من
أراد إطفاء نورك ،وصل على محمد وآله وامل بهم كل افق من
][336
الفاق ،وقطر من القطار ،قسطا وعدل ومرحمة وفضل ،واشكر لهم على حسب
كرمك وجودك وما مننت به على العالمين بالقسط من عبادك ،واذخر لهم
من ثوابك ما ترفع لهم به الدرجات ،إنك تفعل ما تشاء ،وتحكم ما تريد
آمين رب العالمين ) - 6 .(1مهج :باسنادنا إلى محمد بن أحمد بن إبراهيم
الجعفي المعروف بالصابوني في جملة حديث باسناده ،وذكر فيه غيبة
المهدي صلوات ال عليه ،قلت كيف تصنع شيعتك ؟ قال :عليكم بالدعاء،
وانتظار الفرج وإنه سيبدو لكم علم ،فإذا بدا لكم فاحمدوا ال ،وتمسكوا بما
بدا لكم ،قلت فما ندعو به ؟ قال :تقول " :اللهم أنت عرفتني نفسك
وعرفتني رسولك وعرفتني ملئكتك وعرفتني ولة أمرك اللهم ل آخذ إل
ما أعطيت ،ول أقي إل ما وقيت اللهم ل تغيبني عن منازل أوليائك ،ول
تزغ قلبي بعد إذ هديتني ،اللهم اهدني لولية من افترضت طاعته " )7 .(2
-مهج :ورأيت أنا في المنام من يعلمني دعاء يصلح ليام الغيبة وهذه
ألفاظه :يا من فضل آل إبراهيم ،وآل إسرائيل على العالمين باختياره،
وأظهر في ملكوت السماوات والرض عزة اقتداره ،وأودع محمدا صلى
ال عليه وآله وأهل بيته غرائب أسراره ،صل على محمد وآله ،واجعلني
من أعوان حجتك على عبادك وأنصاره ) .(3وحدثني صديقنا الملك مسعود
ختم ال جل جلله له بانجاز الوعود أنه رأى في منامه شخصا يكلمه من
وراء حائط ولم ير وجهه ،ويقول " :يا صاحب القدر و القدار ،والهمم
والمهام ،عجل فرج عبدك ووليك والحجة القائم بأمرك في خلقك واجعل
لنافي ذلك الخيرة " ).(4
) (1جمال السبوع (2) .519 - 512 :مهج الدعوات ص 3) .414و (4مهج
الدعوات ص 415و .416
][337
- 8مهج :حدثنا محمد بن على بن دقاق القمي أبو جعفر قال :حدثنا أبو الحسن
محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمى قال :حدثنا أبو جعفر
محمد بن علي بن بابويه القمي ،عن أبيه ،عن عبد ال بن جعفر ،عن
العباس بن معروف ،عن عبد السلم بن سالم قال :حدثنا محمد بن سنان،
عن يونس بن ظبيان ،عن جابر بن يزيد الجعفي قال :قال أبو جعفر عليه
السلم :من دعا بهذا الدعاء مرة واحدة في دهره كتب في رق العبودية،
ورفع في ديوان القائم عليه السلم .فإذا قام قائمنا نادى باسمه واسم أبيه،
ثم يدفع إليه هذا الكتاب ويقال له :خذ ! هذا كتاب العهد الذي عاهدتنا في
الدنيا ،وذلك قوله عزوجل " إل من اتخذ عند الرحمن عهدا " ) (1وادع
به وأنت طاهر تقول " :اللهم يا إله اللهة ،يا واحد ،يا أحد ،يا آخر
الخرين ،يا قاهر القاهرين يا علي يا عظيم ،أنت العلي العلى ،علوت فوق
كل علو ،هذا يا سيدي عهدي وأنت منجز وعدي فصل يا مولي وعدي،
وأنجز وعدي ،آمنت بك ،وأسألك بحجابك العربي ،وبحجابك العجمي،
وبحجابك العبراني ،وبحجابك السرياني ،وبحجابك الرومي ،وبحجابك
الهندي ،وأثبت معرفتك بالعناية الولى فانك أنت ال ل ترى وأنت بالمنظر
العلى .وأتقرب إليك برسولك المنذر صلى ال عليه وآله ،وبعلي أمير
المؤمنين صلوات ال عليه الهادي ،وبالحسن السيد وبالحسين الشهيد
سبطي نبيك ،وبفاطمة البتول وبعلي بن الحسين زين العابدين ذي الثفنات،
ومحمد بن علي الباقر عن علمك وبجعفر بن محمد الصادق الذي صدق
بميثاقك وبميعادك ،وبموسى بن جعفر الحصور القائم بعهدك ،وبعلى بن
موسى الرضا الراضي بحكمك ،وبمحمد بن علي الحبر الفاضل المرتضى
في المؤمنين ،وبعلي بن محمد المين المؤتمن هادي المسترشدين
وبالحسن بن علي الطاهر الزكي خزانة الوصيين.
][338
وأتقرب إليك بالمام القائم العدل المنتظر المهدي إمامنا وابن إمامنا صلوات ال
عليهم أجمعين .يا من جل فعظم و ]هو[ أهل ذلك فعفى ورحم ،يا من قدر
فلطف ،أشكو إليك ضعفى ،وما قصر عنه عملي من توحيدك ،وكنه
معرفتك ،وأتوجه إليك بالتسمية البيضاء ،وبالوحدانية الكبرى التي قصر
عنها من أدبر وتولى ،وآمنت بحجابك العظم ،وبكلماتك التامة العليا ،التي
خلقت منها دار البلء ،وأحللت من أحببت جنة المأوى ،آمنت بالسابقين
والصديقين أصحاب اليمين من المؤمنين ]و[ الذين خلطوا عمل صالحا
وآخر سيئا أل توليني غيرهم ،ول تفرق بيني وبينهم غدا إذا قدمت الرضا
بفصل القضاء .آمنت بسرهم وعلنيتهم وخواتيم أعمالهم فانك تختم عليها
إذا شئت ،يا من أتحفني بالقرار بالوحدانية ،وحباني بمعرفة الربوبية،
وخلصني من الشك والعمى ،رضيت بك ربا وبالصفياء حججا،
وبالمحجوبين أنبياء ،وبالرسل أدلء وبالمتقين امراء ،وسامعا لك مطيعا
" .هذا آخر العهد المذكور ) *) 116 .(1باب *( * )ما يسكن الغضب( *
- 1مكا :عن الصادق عليه السلم قال :أيما رجل غضب وهو قائم فليجلس
فانه يذهب عنه رجز الشيطان ،ومن غضب على رحم ماسة فليمسه يسكن
عنه الغضب ) .(2وعنه عليه السلم قال قل عند الغضب " اللهم أذهب
عني غيظ قلبي ،واغفر لي
][340
) - 118باب( * " )ما يوجب دفع الوحشة وما يناسب ذلك في الوحشة( " * - 1
مكا :روي أن النبي صلى ال عليه وآله شكى إليه رجل الوحشة ،فقال:
أكثر من أن تقول هذا ،فقالهن فأذهب ال عنه الوحشة ،وهو " سبحان
ربي الملك القدوس رب الملئكة والروح ،خالق السماوات والرض ،ذي
العزة والجبروت " )) * 119 (1باب( * * )ما يدفع قلة الحفظ( * - 1
أقول :ورأيت منقول من خط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقل من خط
الشهيد قدس سرهما ،عن ابن عباس قال :علمني رسول ال صلى ال
عليه وآله ما أتقوى به على الحفظ حين شكوت إليه قلة الحفظ ،فقال :أل
اهدي لك هدية يا ابن عباس علمني إياها جبرئيل عليه السلم ؟ فقلت :بلى
يا رسول ال ،فقال لي :تكتب في طست بزعفران وماء الورد ،فاتحة
الكتاب والتوحيد والمعوذتين ويس والحشر والواقعة والملك ،ثم تصب
عليه ماء زمزم ،أو ماء السماء ،وتشرب على الريق وقت السحر ،وذلك
مع ثلث مثاقيل لبان ،وعشر مثاقيل عسل ،وعشر مثاقيل سكر ثم تصلي
بعد شربه عشر ركعات ،تقرء في كل ركعة بفاتحة الكتاب عشر مرات وقل
هو ال أحد ،ثم تصبح صائما ذلك اليوم ،فما تأتى عليك أربعون يوما حتى
تكون حافظا باذن ال تعالى .قيل :وكان الزهري يكتبها لولده ويسقيهم
إياها .قال ابن عاصم :كتبتها كثيرا وكنت ابن اثنتين وخمسين سنة ،فما
أتى على شهر حتى صرت حافظا باذن ال تعالى.
][341
) * - 120باب( * * " )الدعاء لحفظ القرآن( " * - 1ب :هارون ،عن ابن صدقة
قال :حدثني جعفر ،عن آبائه عليهم السلم أن هذا من دعاء النبي صلى ال
عليه وآله " اللهم ارحمني بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني ،وارزقني حسن
النظر فيما يرضيك عني ،والزم قلبى كتابك كما علمتني ،واجعلني أتلوه
على النحو الذي يرضيك عني ،اللهم نور بكتابك بصرى ،واشرح به
صدري ،وفرج به قلبي ،وأطلق به لساني ،واستعمل به بدني ،وقوني على
ذلك فانه ل حول ول قوة إل بك " )) 121 .(1باب( * " الدعاء لتبعات
العباد " * - 1ب :ابن سعد عن الزدي ،عن أبي الحسن الول عليه
السلم قال :كان يقول :اللهم إنك أخذت بناصيتي وقلبي ،فلم تملكني منهما،
فإذ فعلت ذلك بهما فأنت وليهما ،فأدهما إلى سواء السبيل ،يا رب يا رب يا
رب ،ما أقدرك ما أقدرك ما أقدرك على تعويض كل من كانت له قبلي تبعة
وتغفر لي ،فان مغفرتك للظالمين ) - 2 (2ما :التمار ،عن أحمد بن محمد،
عن أبي عثمان ،عن العتبي قال :سمعت أعرابيا يدعو فيقول في دعائه "
اللهم إن لك علي حقوقا فتصدق بها علي ،وللناس على تبعات فتحملها
عني ،وقد أوجبت لكل ضيف قرى وأنا ضيفك فاجعل قراي الليلة الجنة " )
.(3
) (1قرب السناد ص (2) .5قرب السناد ص (3) .176أمالى الطوسى ج 1ص
.4
][342
) * - 122باب( * * )الدعاء عند الحتضار( * أقول :قد أوردنا أكثر أخبار هذا
الباب في كتاب الطهارة ،ولنذكر هنا نبذا من ذلك - 1 .ما ،المفيد ،عن
محمد بن الحسين ،عن على بن محمد ،عن علي بن الحسين عن الحسن
بن علي بن يوسف ،عن زكريا المؤمن ،عن سعيد بن يسار ،عن أبي عبد
ال عليه السلم قال :إن رسول ال صلى ال عليه وآله حضر شابا عند
وفاته ،فقال له قل " ل إله إل ال " قال فاعتقل لسانه مرارا فقال لمرأة
عند رأسه :هل لهذا ام ؟ قالت :نعم ،أنا امه قال :أفساخطة أنت عليه ؟
قالت :نعم ما كلمته منذ ست حجج ،قال لها :ارضي عنه ،قالت رضي ال
عنه برضاك يا رسول ال ،فقال له رسول ال صلى ال عليه وآله قل " ل
إله إل ال " قال :فقالها ،فقال النبي صلى ال عليه وآله :ما ترى ؟ فقال:
أرى جل أسود قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح ،قد وليني الساعة
فأخذ بكظمي ) (1فقال له النبي صلى ال عليه وآله :قل " يا من يقبل
اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مني اليسير واعف عني الكثير إنك أنت
الغفور الرحيم " فقالها الشاب فقال له النبي صلى ال عليه وآله :انظر ما
ترى ؟ قال :أرى رجل أبيض اللون ،حسن الوجه ،طيب الريح ،حسن
الثياب ،قد وليني وأرى السود قد تولى عنى ،قال :أعد فأعاد ،قال :ما
ترى ؟ قال :لست أرى السود وأرى البيض قد وليني ثم طفى ) (2على
تلك الحال ).(3
) (1الكظم محركة وبالضم :الحلق أو الفم أو مخرج النفس ،وقد يكنى بذلك عن
شدة الكرب دون أصل المعنى وهو الخنق (2) .أي مات وبقى بل حركة) .
(3أمالى الطوسى ج 1ص .63
][343
) * - 123باب( * * " الدعاء لطلب الولد " * - 1ما :المفيد :عن الحسن بن
علي النحوي ،عن محمد بن القاسم النباري عن محمد بن أحمد الطائي،
عن علي بن محمد الصيمري ،قال :تزوجت ابنة جعفر بن محمود الكاتب
فأحببتها حبا لم يحب أحد أحدا مثله ،وأبطأ علي الولد ،فصرت إلى أبي
الحسن علي بن محمد بن الرضا عليه السلم فذكرت ذلك له ،فتبسم وقال:
اتخذ خاتما فصه فيروزج ،واكتب عليه " رب ل تذرني فردا وأنت خير
الوارثين " قال :ففعلت ذلك ،فما أتى علي حول حتى رزقت منها ولدا ذكرا
)) " 124 .(1باب( " * " )الدعاء لرؤية الهلل( " * أقول :سيجيئ في
أبواب أعمال السنة من كتاب الصيام أيضا أخبار هذا الباب فل تغفل- 1 .
ن :بالسناد إلى دارم ،عن الرضا ،عن آبائه عليهم السلم قال :كان رسول
ال صلى ال عليه وآله إذا رأى الهلل قال " :أيها الخلق المطيع ،الدائب
السريع ،المتصرف في ملكوت الجبروت بالتقدير ،ربي وربك ال ،اللهم
أهله علينا بالمن واليمان ،والسلمة والسلم والحسان ،وكما بلغتنا
أوله فبلغنا آخره ،واجعله شهرا مباركا تمحو فيه السيئات وتثبت لنا فيه
الحسنات ،وترفع فيه الدرجات ،يا عظيم الخيرات " ).(2
) (1أمالى الطوسى ج 1ص (2) .48عيون أخبار الرضا عليه السلم ج 2ص
.71
][344
- 2ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن جعفر بن محمد العلوي ،عن علي بن
الحسن بن علي بن عمر بن على ،عن الحسين بن زيد ،عن عمه عمر بن
علي ،عن أبيه علي بن الحسين ،عن محمد بن الحنفية ،عن أمير المؤمنين
عليهم السلم قال :كان النبي صلى ال عليه وآله إذا نظر إلى الهلل رفع
يديه ثم قال " :بسم ال اللهم أهله علينا بالمن واليمان ،والسلمه
والسلم ،ربي وربك ال ) - 3 .(1ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن
أحمد بن هوذة ،عن النهاوندي عن عبد ال بن حماد ،عن أبي مريم عبد
الغفار بن القاسم ،عن أبي جعفر ،عن آبائه عليهم السلم قال :كان رسول
ال صلى ال عليه وآله إذا رأى الهلل استقبل القبلة وكبر ثم قال :هلل
رشد اللهم أهله علينا بيمن وإيمان ،وسلمة وإسلم ،وهدى ومغفرة
وعافية مجللة ،ورزق واسع ،إنك على كل شئ قدير .قال أبو مريم :فقلت
هذا الكلم فرأيت خيرا ) - 4 .(2ما :جماعة ،عن أبي المفضل ،عن أحمد
بن محمد بن الحسين العلوي عن جده الحسين بن إسحاق ،عن أبيه
إسحاق بن جعفر ،عن أخيه موسى ،عن أبيه عن جده الباقر عليهم السلم
قال :بينا أنا مع أبي علي بن الحسين عليهما السلم في طريق أو مسير إذ
نظر إلى هلل شهر رمضان فوقف ثم قال :أيها الخلق المطيع ،الدائب
السريع ،المتردد في منازل التقدير ،المتصرف في فلك التدبير ،آمنت بمن
نور بك الظلم ،وأوضح بك البهم ،وجعلك آية من آيات ملكه ،وعلمة من
علمات سلطانه ،فحد بك الزمان ،وامتهنك بالكمال والنقصان ،والطلوع
والفول والنارة والكسوف ،في كل ذلك أنت له مطيع وإلي إرادته سريع،
سبحانه ما أعجب ما دبر أمرك ،وألطف ما صنع في شأنك ،جعلك مفتاح
شهر لحادث أمر ،جعلك ال هلل بركة ل يمحقها اليام ،وطهارة ل تدنسها
الثام ،هلل أمنة من الفات ،وسلمة من السيئات ،هلل سعد ل نحس فيه
][345
ويمن ل نكد فيه ،ويسر ل يمازجه عسر ،وخير ل يشوبه شر ،هلل أمن وإيمان
ونعمة وإحسان .اللهم اجعلنا من أرضى من طلع عليه ،وأزكى من نظر
إليه ،وأسعد من تعبد لك فيه ،ووفقنا اللهم فيه للطاعة والتوبة ،واعصمنا
من الثام والحوبة وأوزعنا شكر النعمة ،واجعل لنا فيه عونا منك على ما
تديننا إليه من مفترض طاعتك ونفلها ،إنك الكرم من كل كريم ،والرحم
من كل رحيم ،آمين ]آمين[ رب العالمين ) - 5 .(1مكا :التعبد عند رؤية
الهلل :تكتب على يدك اليسرى بسبابة يمينك " محمد ،علي ،فاطمة،
الحسن ،والحسين ،إلى آخرهم ،وتكتب قل هو ال أحد إلى آخرها ،ثم
تقول :اللهم الناس إذا نظروا إلى الهلل نظر بعضهم إلى وجوه بعض
وتبرك بعضهم ببعض ،وإني نظرت إلى أسمائك واسم نبيك ووليك
وأوليائك عليهم السلم ،وإلى كتابك ،فأعطني كل الذي احب أن ]تعطينيه
من الخير واصرف عني كل الذي احب أن[ ) (2تصرفه عني من الشر
وزدني من فضلك ما أنت أهله ،ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ).(3
- 6تم :عن النبي صلى ال عليه وآله :إذا خفت أحدا وأردت أن تكفى
شره ،فانظر إلى الهلل أول ليلة من الشهر ،وأومئ بيدك إلى نحو دار من
تخافه وقل " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من
تحتها النهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء
فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت " ثم تقول " اللهم طمه بالبلء طما،
وغمه بالبلء غما ،وارمه بحجارة من سجيل ،وطيرك البابيل يا علي يا
عظيم " ثم تقول في الليلة الثانية والثالثة كذلك ،فان نجع وبلغت ما تريد
وإل فعلته ذلك في الشهر الثاني ما فعلته في الول ،فان نجع وإل فعلت ذلك
في الشهر الثالث فانك تكفى شر من تريد إنشاء ال ).(4
) (1أمالى الطوسى ج 2ص (2) .110ساقط عن النسخ (3) .مكارم الخلق ص
(4) .393فلح السائل :وتراه في المكارم.400 :
][346
- 7ما :الحسين بن عبيدال ،عن التلعكبري ،عن محمد بن أحمد ،عن سفيان ابن
زياد ،عن عباد بن صهيب ،عن جعفر بن محمد ،عن أبيه ،عن آبائه عليهم
السلم قال :كان إذا رأى الهلل قال :اللهم ارزقنا خيره ونصره وبركته
وفتحه ونعوذ بك من شره وشر ما بعده ) - 8 .(1دعوات الراوندي :كان
أمير المؤمنين عليه السلم إذا رأى الهلل يقول " اللهم إن الناس إذا
نظروا إلى الهلل نظر بعضهم في وجوه بعض ،ورجا بعضهم بركة بعض،
اللهم إني أنظر إلى وجهك جل ثناؤه ،ووجه نبيك ووجه أوليائك أهل بين
نبيك صلى ال عليه وآله ،فصل على محمد وآل محمد ،وأعطني ما احب
أن تعطينيه في الدنيا والخرة ،واصرف عني ما احب أن تصرفه عني في
الدنيا والخرة ،وأحينا على طاعتك وطاعة أوليائك ،وطاعة وليك ،صلواتك
ورحمتك عليهم ،والتسليم لمرك ،وتوفنا عليه ،ول تسلبناه ،وتفضل علينا
برحمتك " .ثم يقول :ما شاء ال ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم -
عشرا -اللهم صلى على محمد وآل محمد -عشرا -ثم كان يوليه ظهره،
ويقول ربي وربك ال رب العالمين ،اللهم ثبتنا على السلم والسلم،
والمن واليمان ،ودفع السقام والمسارعة فيما تحب وترضى من طاعتنا
لك * 125 .باب * * " )الدعاء إذا نظر إلى السماء( " * - 1كتاب زيد
الزراد :قال :كان أبو عبد ال عليه السلم إذا نظر إلى السماء قرأ هذه
الية " إن في خلق السموات والرض واختلف الليل والنهار ليات لولي
اللباب " وقرأ آية السخرة " إن ربكم ال الذي خلق السموات والرض
في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا
والشمس والقمر
][347
والنجوم مسخرات بأمره أل له الخلق والمر تبارك ال رب العالمين " .ثم يقول "
اللهم إنك جعلت في السماء نجوما ثاقبة ،وشهبا أحرست به السماء من
سراق السمع من مردة الشياطين ،اللهم فاحرسني بعينك التي ل تنام،
واكنفني بركنك الذي ل يرام ،واجعلني في وديعتك التي ل تضيع ،وفي
درعك الحصينة ومنعك المنيع ،وفي جوارك ،عز جارك ،وجل ثناؤك،
وتقدست أسماؤك ول إله غيرك * 126 .باب * " )الدعاء عند شم
الرياحين ورؤية الفاكهة الجديدة( " - 1لى :ابن المتوكل ،عن السعد
آبادي ،عن البرقي ،عن أبيه ،عن أبي البختري ،عن الصادق ،عن آبائه
عليهم السلم قال :كان رسول ال صلى ال عليه وآله " إذا رأى الفاكهة
الجديدة قبلها ووضعها على عينيه وفمه ،ثم قال :اللهم كما أريتنا أولها في
عافية فأرنا آخرها في عافية ) - 2 .(1لى :حمزة العلوي ،عن علي ،عن
أبيه ،عن ابن أبي دمير ،عن مالك الجهني قال :ناولت أبا عبد ال عليه
السلم شيئا من الرياحين فأخذه فشمه ووضعه على عينيه ،ثم قال :من
تناول ريحانة فشمها ووضعها على عينيه ،ثم قال :اللهم صل على محمد
وآل محمد .لم تقع على الرض حتى يغفر له ).(2
][348
) * - 127باب( * * " )نادر وفيه ذكر الدعاء إذا سمع نباح الكلب( " * * "
)ونهيق الحمار وعند سماع صوت الرعد( " * * " )وما يناسب ذلك
أيضا( " * - 1ع :أبي ،عن محمد العطار ،عن الشعري ،عن البرقي ،عن
رجل ،عن ابن أسباط ،عن عمه يعقوب رفعه إلى علي عليه السلم قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وآله :إذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمار،
فتعوذوا بال من الشيطان الرجيم ،فانهم يرون ول ترون ،فافعلوا ما
تؤمرون ) - 2 .(1مع :ابن المتوكل ،عن الحميري ،عن ابن عيسى ،عن
ابن محبوب ،عن جميل ابن صالح ،عن أبي عبد ال عليه السلم في قوله
عزوجل " ربنا آتنا في الدنيا حسنة " قال :رضوان ال في الجنة ،والسعة
في الرزق والمعاش ،وحسن الخلق في الدنيا ) .(2شى :عن عبد العلى
عنه عليه السلم مثله ) - 3 .(3ب :علي ،عن أخيه عليه السلم قال:
سألته عن القرطاس تكون فيه الكتابة فيه ذكر ال أيصلح إحراقه بالنار ؟
فقال :إن تخوفت فيه شيئا فأحرقه فل بأس ) - 4 .(4شى :عن يونس بن
عبد الرحمن أن داود قال :كنا عنده عليه السلم فارتعدت السماء فقال هو:
" سبحان من يسبح الرعد بحمده والملئكة من خيفته " )(5
][349
) " - 128باب( " * )الملعنة والمباهلة( * - 1ما :الغضايري ،عن التلعكبري،
عن محمد بن همام ،عن الحميري ،عن الطيالسي ،عن زريق الخلقاني
قال :قال أبو عبد ال عليه السلم :إذا تلعن اثنان فتباعد منهما ،فان ذلك
مجلس تنفر عنه الملئكة ،ثم قل :اللهم ل تجعل لها إلى مساغا ،واجعلها
برأس من يكايد دينك ،ويضاد وليك ،ويسعى في الرض فسادا )- 2 .(1
عدة الداعي :عن أبي حمزة الثمالي ،عن أبي جعفر عليه السلم قال:
الساعة التي تباهل فيها ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس .وعن ابن
أبي عمير ،عن محمد بن حكيم ،عن أبي مسروق ،عن أبي عبد ال عليه
السلم قال :قلت :إنا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول ال عزوجل " أطيعوا
ال وأطيعوا الرسول واولي المر منكم " ) (2فيقولون :نزلت في امراء
السرايا ،فنحتج عليهم بقول ال تعالى " إنما وليكم ال " إلى آخر الية )
(3فيقولون :نزلت في المؤمنين فنحتج عليهم بقول ال " قل ل أسألكم
عليه أجرا إل المودة في القربى " ) (4فيقولون :نزلت في قربى
المسلمين ،قال :فلم أدع شيئا مما حضرني ذكره من هذا وشبهه إل ذكرته
له .فقال لي :إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة ،قلت :وكيف أصنع ؟ فقال:
أصلح نفسك ثلثا وأظنه قال :صم واغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبان،
فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه ،وابدأ بنفسك فقل " اللهم رب
السموات السبع
) (1أماسى الطوسى ج 2ص (2) .311النساء (3) .68 :المائدة(4) .78 :
الشورى.33 :
][350
ورب الرضين السبع عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إن كان أبو مسروق
جحد حقا وادعى باطل فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما " ثم
رد الدعوة عليه فقل :وإن كان فلن جحد حقا وادعى باطل فأنزل عليه
حسبانا من السماء أو عذابا أليما .ثم قال لي :فانك ل تلبث أن ترى ذلك
فيه ،فو ال ما وجدت خلقا يجيبني عليه .وعن أبي العباس :تشبك أصابعك
في أصابعه ،ثم تقول :إن كان فلن جحد حقا أو أقر بباطل فأصبه بحسبان
من السماء أو بعذاب من عندك ،وتلعنه سبعين مرة ) * 129 .(1باب *
* " )الدعوات المأثورة غير الموقتة وفيه الدعوات( " * * " )الجامعة
للمقاصد وبعض الدعية التي لها( " * * " )اسماء معروفة وما يناسب
ذلك( - 1ب :هارون ،عن ابن صدقة ،عن الصادق ،عن أبيه عليهما
السلم قال :ما من مؤمن قال هذه الكلمات إل وأنا ضامن له في دنياه وفي
آخرته ،فأما في دنياه فتتلقاه الملئكة ببشارة عند الموت ،وأما في آخرته
فان له بكل كلمة منها بيتا في الجنة يقول " يا أسمع السامعين ،ويا أبصر
الناظرين ،ويا أسرع الحاسبين ،يا أرحم الراحمين يا أحكم الحاكمين " )
- 2 .(2ب :هارون ،عن ابن صدقة ،عن الصادق عليه السلم قال :كان
مما يدعو به أبي عليه السلم " اللهم هب لي حقك ،وأرض عني خلقك،
واغفر لي ما ل يضرك
) (1ترى الحاديث في الكافي ج 2ص 513وأبو مسروق هو الراوي (2) .قرب
السناد ص .2
][351
وعافني مما ل ينفعك ،فان شفائي ل يضرك ،وعذابي ل ينفعك ،فانك تعطي من
يسألك ،وتغضب على من ل يسألك ،ولن يفعل ذلك أحد غيرك ،سبحانك
وبحمدك .قال :وكان أبي عليه السلم يقول في دعائه " :اللهم ألبسني
العافية حتى تهنئني المعيشة ،وارزقني من فضلك ما تغنيني به عن سائر
خلقك ،ول أشتغل عن طاعتك ببشر ) (1سواك " .قال :وكان أبي رضي
ال عنه يقول في دعائه :رب أصلح لي نفسي فانها أهم النفس إلي ،رب
أصلح لي ذريتي فانهم يدي وعضدي ،رب وأصلح لي أهل بيتي فانهم
لحمى ودمي ،رب أصلح لي جماعة إخوتي وأخواتي ومحبتي فان صلحهم
صلحي ) - 3 .(2ما :التمار ،عن أحمد بن محمد ،عن أبي عثمان ،عن
العتبى قال :سمعت أعرابيا يدعو فيقول " اللهم ارزقني عمل الخائفين،
وخوف العاملين حتى أتنعم بترك النعيم رغبة فيما وعدت ،وخوفا مما
أوعدت ) - 4 .(3ما :المفيد ،عن الجعابي ،عن ابن عقدة ،عن علي بن
الحسن بن فضال ،عن أبيه ،عن الحسن بن الجهم ،عن عبد ال بن سنان،
عن حمزة بن حمران عن أبي عبد ال عليه السلم قال :بينا رسول ال
صلى ال عليه وآله يمشي ذات يوم مع أصحابه إذ قال لهم :على رسلكم،
حتى اثني على ربي ثم قال :اللهم إنه ل مانع لما أعطيت ول معطي لما
منعت ،ول قابض لما بسطت ،ول باسط لما قبضت ،ول هادي لمن أضللت
ول مضل لمن هديت ،اللهم أنت الحليم فل تجهل ،وأنت الجواد فل تبخل،
وأنت العزيز فل تستذل ،وأنت المنيع فل ترام ) - 5 .(4ما :بالسناد إلى
أبي قتادة ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :ثلثة لم يسأل ال
) (1بشيئ خ ل (2) .قرب السناد ص (3) .7أمالى الطوسى ج 1ص (4) .4
أمالى الطوسى ج 1ص .217
][352
عزوجل بمثلهم أن تقول " اللهم فقهني في الدين وحببني إلى المسلمين ،واجعل لي
لسان صدق في الخرين " ) - 6 .(1فس :أبي ،عن ابن أبي عمير ،عن
عبد ال بن سنان ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال :كان رسول ال صلى
ال عليه وآله في بيت ام سلمة في ليلتها ففقدته من الفراش فدخلها في
ذلك ما يدخل النساء ،فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو
في جانب من البيت قائم ،رافع يديه يبكي وهو يقول " اللهم ل تنزع مني
صالح ما أعطيتني أبدا ،اللهم ل تشمت بي عدوا ول حاسدا أبدا ،اللهم ول
تردني في سوء استنقذتني منه أبدا ،اللهم ول تكلني إلى نفسي طرفة عين
أبدا " ) - 7 .(2يد :علي بن عبد ال السواري ،عن مكي بن أحمد ،عن
إسماعيل بن محمد ابن الفضل بن محمد بن المسيب ،عن جده ،عن ابن
أبي اويس ،عن أحمد بن محمد بن داود بن قيس ،عن أفلح بن كثير ،عن
ابن جريح ،عن عمرو بن شعيب عن أبيه ،عن جده ،عن النبي صلى ال
عليه وآله أن جبرئيل نزل عليه بهذا الدعاء من السماء ونزل عليه ضاحكا
مستبشرا فقال :السلم عليك يا محمد ،قال :وعليك السلم يا جبرئيل،
فقال :إن ال بعث إليك بهدية قال :وما تلك الهدية يا جبرئيل ؟ فقال :كلمات
من كنوز العرش أكرمك ال بها ،قال :وما هن يا جبرئيل ؟ قال :قل :يأمن
أظهر الجميل ،وستر القبيح ،يا من لم يؤاخذ بالجريرة ،ولم يهتك الستر ،يا
عظيم العفو ،يا حسن التجاوز ،يا واسع المغفرة ،يا باسط اليدين بالرحمة،
يا صاحب كل نجوى ومنتهى كل شكوى ،يا كريم الصفح ،يا عظيم المن ،يا
مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها ،يا ربنا وسيدنا ويا مولنا ،ويا غاية رغبتنا،
أسئلك يا ال أن ل تشوه خلقي بالنار .فقال رسول ال صلى ال عليه وآله:
يا جبرئيل فما ثواب هذه الكلمات ؟ فقال :هيهات هيهات انقطع العمل ،لو
اجتمع ملئكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ثواب
][353
ذلك إلى يوم القيامة ،ما وصفوا من ألف جزء جزءا واحدا ،فإذا قال العبد " يا من
أظهر الجميل وستر القبيح " ستره ال برحمته في الدنيا وجمله في
الخرة ،وستر ال عليه ألف ألف ستر في الدنيا والخرة ،فإذا قال العبد "
يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر " لم يحاسبه ال يوم القيامة،
ولم يهتك ستره يوم تهتك الستور وإذا قال " يا عظيم العفو " غفر ال له
ذنوبه ولو كانت خطيئته مثل زبد البحر ،فإذا قال " يا حسن التجاوز "
تجاوز ال عنه حتى السرقة وشرب الخمر ،وأهاويل الدنيا وغير ذلك من
الكبائر ،وإذا قال " :يا واسع المغفرة " فتح ال عزوجل له سبعين بابا من
الرحمة ]فهو يخوض في رحمة ال عزوجل حتى يخرج من الدنيا[ .وإذا
قال " يا باسط اليدين بالرحمة " بسط ال يده عليه بالرحمة ،وإذا قال "
يا صاحب كل نجوى ،ومنتهى كل شكوى " أعطاه ال عزوجل من الجر
ثواب كل مصاب وكل سالم وكل مريض وكل ضرير وكل مسكين وكل فقير
وكل صاحب مصيبة إلى يوم القيامة ،وإذا قال " يا كريم الصفح " أكرمه
ال كرامة النبياء وإذا قال " :يا عظيم المن " أعطاه ال يوم القيامة
امنيته وامنية الخلئق ،وإذا قال " :يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها "
أعطاه ال من الجر بعدد من شكر نعماءه .و " إذا قال يا ربنا ويا سيدنا
ويا مولنا " قال ال تبارك وتعالى :اشهدوا ملئكتي أني قد غفرت له
وأعطيته من الجر بعدد من خلقته ممن في الجنة والنار ،والسموات
السبع ،والرضين السبع ،والشمس والقمر ،والنجوم وقطر المطار،
وأنواع الخلق والجبال ،والحصى والثرى ،وغير ذلك ،والعرش والكرسي.
وإذا قال " :يا مولنا " مل ال قلبه من اليمان ،وإذا قال " يا غاية
رغبتاه " أعطاه ال يوم القيامة رغبته ،ومثل رغبة الخلئق ،وإذا قال" :
أسألك يا ال أل تشوه خلقي بالنار " قال الجبار جل جلله :استعتقني
عبدي من النار اشهدوا ملئكتي أني قد أعتقته من النار ،وأعتقت أبويه
وإخوته وأخواته وأهله
][354
وولده وجيرانه ،وشفعته في ألف رجل ممن وجب لهم النار ،وآجرته من النار
فعلمهن يا محمد المتقين ،ول تعلمهن المنافقين فانها دعوة مستجابة
لقائلهن إنشاء ال وهو دعاء أهل البيت المعمور حوله ،إذا كان يطوفون
به ) - 8 .(1لى :أحمد بن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ،عن جده ،عن ابن
محبوب عن محمد بن يحيى الخثعمي ،عن أبي عبد ال عليه السلم قال:
إن أبا ذر رحمة ال عليه مر برسول ال صلى ال عليه وآله وعنده
جبرئيل عليه السلم في صورة دحية الكلبي ،وقد استخله رسول -ال
صلى ال عليه وآله ،فلما رآهما انصرف عنهما ولم يقطع كلمهما فقال
جبرئيل عليه السلم :يا محمد هذا أبو ذر قد مر بنا ولم يسلم علينا ،أما لو
سلم لرددنا عليه ،يا محمد إن له دعاء يدعو به معروفا عند أهل السماء،
فاسأله عنه إذا عرجت إلى السماء .فلما ارتفع جبرئيل جاء أبو ذر إلى
النبي صلى ال عليه وآله فقال رسول ال صلى ال عليه وآله :ما منعك
يابا ذر أن تكون قد سلمت علينا حين مررت بنا فقال :ظننت يا رسول ال
أن الذي كان معك دحية الكلبي قد استخليته لبعض شأنك ،فقال :ذاك
جبرئيل يابا ذر وقد قال :أما لو سلم علينا لرددنا عليه ،فلما علم أبو ذر أنه
كان جبرئيل عليه السلم دخله من الندامة ما شاء ال حيث لم يسلم فقال له
رسول ال صلى ال عليه وآله :ما هذا الدعاء الذي تدعو به ؟ فقد أخبرني
أن لك دعاء معروفا في السماء ،فقال نعم يا رسول ال أقول " :اللهم إني
أسئلك اليمان بك ،والتصديق بنبيك ،والعافية من جميع البلء ،والشكر
على العافية ،والغنى عن أشرار الناس " ) - 9 .(2ص ،بالسناد إلى
الصدوق ،عن ابن الوليد ،عن الصفار ،عن ابن عيسى عن البزنطي ،عن
أبان بن عثمان ،عن محمد بن مسلم ،عن أبي جعفر صلوات ال عليه قال:
الكلمات التي تلقى بهن آدم عليه السلم ربه فتاب عليه ،قال :اللهم ل إله
إل أنت سبحانك وبحمدك إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك
أنت التواب الرحيم ل إله إل أنت سبحانك وبحمدك ،عملت سوءا وظلمت
نفسي ،فاغفر لي إنك أنت خير الغافرين.
) (1توحيد الصدوق 154 :باب أسماء ال تعالى (2) .امالي الصدوق.208 :
][355
- 10جا :أحمد بن محمد الصولي ،عن الجلودي ،عن الجوهري ،عن قيس ابن
حفص ،عن حسين الشقر ،عن عمر بن عبد الغفار ،عن إسحاق بن
الفضل الهاشمي قال :كان من دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلم " اللهم إني أعوذ بك أن اعادي لك وليا أو اوالي لك عدوا ،أو
أرضى لك سخطا أبدا ،اللهم من صليت عليه فصلوتنا عليه ،ومن لعنته
فلعنتنا عليه ،اللهم من كان في موته فرح لنا ولجميع المسلمين فأرحنا
منه ،وأبدل لنا من هو خير لنا منه حتى ترينا من علم الجابة ما نتعرفه في
أدياننا ومعايشنا يا أرحم الراحمين " ) - 11 .(1مكا :عن معاذ بن جبل
قال :أرسلني رسول ال صلى ال عليه وآله ذات يوم إلى عبد ال بن سلم
وعنده جماعة من أصحابه ،فحضر فقال النبي صلى ال عليه وآله :يا عبد
ال أخبرني عن عشر كلمات علمهن ال عزوجل إبراهيم يوم قذف في
النار ،أتجدهن في التوراة مكتوبا ؟ فقال عبد ال :يا نبي ال بأبي وامي،
هل انزل عليك فيهن شئ ؟ فاني أجد ثوابها في التوراة ول أجد الكلمات،
وهي عشر دعوات فيهن اسم ال العظم ،فقال رسول ال صلى ال عليه
وآله :هل علمهن ال تعالى موسى ؟ فقال :ما علمهن ال تعالى غير
إبراهيم الخليل عليه السلم .فقال النبي صلى ال عليه وآله :وما تجد
ثوابها في التوراة ؟ فقال عبد ال :يا رسول ال ومن يستطيع أن يبلغ
ثوابها ،غير أني أجد في التوراة مكتوبا :ما من عبد من ال عليه وجعل
هؤلء الكلمات في قلبه ،إل جعل النور في بصره ،واليقين في قلبه وشرح
صدره لليمان ،وجعل له نورا من مجلسه إلى العرش يتلل ،ويباهي به
ملئكته في كل يوم مرتين ،ويجعل الحكمة في لسانه ،ويرزقه حفظ كتابه
وإن لم يكن حريصا عليه ،ويفقهه في الدين ،ويقذف له المحبة في قلوب
عباده ويؤمنه من عذاب القبر ،وفتنة الدجال ،ويؤمنه من الفزع الكبر يوم
القيامة ويحشره في زمرة الشهداء ويكرمه ال ويعطيه ما يعطي النبياء
بكرامته ،ول يخاف إذا خاف الناس ،ول يحزن إذا حزن الناس ،ويكتب عند
ال صديقا ،ويحشر يوم
][356
القيامة ،وقلبه ساكن مطمئن ،وهو ممن يكسى مع إبراهيم يوم القيامة .ول يسأل
بتلك الدعوات شيئا إل أعطاه ال ،ولو أقسم على ال لبر قسمه ويجاور
الرحمن في دار الجلل ،وله أجر كل شهيد استشهد منذ يوم خلقت الدنيا.
قال النبي صلى ال عليه وآله :وما دار الجلل يا ابن سلم ؟ قال :جنة
عدن ،وهو موضع عرش الرحمن ،رب العزة ،وهي في جوار ال ،قال ابن
سلم :فعلمنا يا رسول ال ومن علينا كما من ال عليك ،قال النبي صلى
ال عليه وآله :خروا ل سجدا قال :فخروا سجدا فلما رفعوا رؤوسهم قال
النبي صلى ال عليه وآله قوله " :يا ال يا ال يا ال ،أنت المرهوب منك
جميع ]خلقك[ يا نور النور أنت الذي احتجبت دون خلقك فل تدرك نورك
نور ،يا ال يا ال يا ال أنت الرفيع الذي ارتفعت فوق عرشك من فوق
سمائك فل يصف عظمتك أحد من خلقك ،يا نور النور ،قد استنار بنورك
أهل سمائك ،واستضاء بضوئك أهل أرضك .يا ال يا ال يا ال أنت الذي ل
إله غيرك ،تعاليت عن أن يكون لك شريك وتعظمت عن أن يكون لك ولد،
وتكرمت عن أن يكون لك شبيه ،وتجبرت عن أن يكون لك ضد ،فأنت ال
المحمود بكل لسان ،وأنت المعبود في كل مكان ،وأنت المذكور في كل أوان
وزمان ،يا نور النور ،كل نور خامد لنورك يا مليك كل مليك ،يفنى غيرك يا
دائم ،كل حي يموت غيرك .يا ال يا ال يا ال الرحمن الرحيم ،ارحمني
رحمة تطفئ بها غضبك ،وتكف بها عذابك ،وترزقني بها سعادة من عندك،
وتحلني بها دارك التي تسكنها خيرتك من خلقك ،يا أرحم الراحمين .يا من
أظهر الجميل ،وستر القبيح ،يا من لم يؤاخذ بالجريرة ،ولم يهتك الستر ،يا
عظيم العفو ،يا حسن التجاوز ،يا واسع المغفرة ،يا باسط اليدين بالرحمة
يا صاحب كل نجوى ،ويا منتهى كل شكوى ،يا كريم الصفح ،يا عظيم المن
يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها ،يا رباه يا رباه ،ويا سيداه ويا أمله ،ويا
غاية رغبتاه ،أسئلك يا ال يا ال يا ال أن ل تشوه خلقي في النار ".
][357
قال :يا رسول ال وما ثواب من قال هذه الكلمات ؟ قال :هيهات هيهات انقطع القلم،
لو اجتمع ملئكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ذلك إلى يوم
القيامة ،لما وصفوا من ألف جزء جزءا واحدا ،وذكر عليه السلم لهذه
الكلمات ثوابا وفضائل كثيرة ل يحتمل ذكرها ههنا ،اقتصرنا على ذكر
المقصود مخافة التطويل ) - 12 .(1مكا :كان من دعاء النبي صلى ال
عليه وآله " اللهم إني أسألك العافية ،وشكر العافية ،وتمام العافية في
الدنيا والخرة " ) - 13 .(2ضا :دعاء " اللهم إنك كنت قبل الزمان،
وقبل الكون والكينونية والكائن ،وعلمت بما تريد أن تكون قبل تكوين
الشياء ،وكان علمك السابق فيما تريد أن تكون قبل التكوين والعلم ،فعلمك
دائبة غير مكتسب ،لم تزل كنت عالما موجودا والجهل عنك .نافيا فأنت
بادي البد ،وقادم الزل ،ودائم القدم ل توصف بصفات ،ول تنعت بوصف،
ول تلحق بالحواس ،ول تضرب فيك المثال ول تقاس بقياس ،ول تحد
بحدود ،ليس لك مكان يعرف ،ول لك موضع ينال ،ل فوقك منتهى ،ول
عنك انتهاء ،ول خلفك إدراك ،ول أمامك مصادف ،بل أين توجه الواجهون
فأنت هناك لم تزل ،ل يحيط بك الشياء ،بل تحيط بالشياء محتوبها
محتجب عن رؤية المخلوقين ،وهم عنك غير محتجبين ،ترى ول ترى،
وأنت في الملء العلى تسمع وترى ،وتعلم ما يخفى ،وأخفى ،فتباركت
وتعاليت عما يقولون علوا كبيرا .دعاء آخر لي " اللهم أنت ،أنت كما أنت
حيث أنت ،ل يعلم أحد كيف أنت ،إل أنت ،ل تحول عما كنت في الزل حيث
كنت ،ول تزول ول تولي أوليتك مثل آخريتك ،وآخريتك مثل أوليتك ،إذا
افني الخلئق واظهر الحقائق ل يعرف بمكانك ملك مقرب ،ول نبي مكرم،
ول أحد يعرف أينيتك ،ول كيفيتك ول كينونيتك ،فأنت الحد البد ،وملكك
سرمد ،وسلطانك ل ينقضى ،ل لك زوال ،ول لملكك نفاد ،ول لسلطانك
تغير ،ملكك دائم ،وسلطانك قديم ،منك وبك
][358
ل بأحد ول من أحد ،لنك لم تزل كنت الزل بك ل أنت به ،أنت الدوام لم تزل
سبحانك وتعاليت عما يقولون علوا كبيرا .دعاء حسن بليغ لى " :اللهم
إني أتوسل إليك في يوم فقرى وفاقتي ،عند تحيري وعند انقطاع حجتي
بحبك وبحبيبك ،وبالذي اتخذت إبراهيم من أجله خليل ،وكلمت موسى من
كرامته في طور سيناء من ورائه بكلم ،ونفخت في مريم به من روحك،
وهو نورك الساطع ،وضياؤك اللمع ،أنور نورا ،وأشرق سناء ،وأضوء
ضياء ،وأعز من خلقت ،وأفضل من فطرت ،وأول من ابتدعت ،وآخر من
أظهرت ،روحك ونورك وقدسك ،به كون الولين والخرين ،وختام رسلك،
وافتتاح أنبيائك محجتك الكبرى ،وآيتك العظمى ،وآياتك السنى ،وبابك
القصوى ،وحجابك الدنى ،وكلمتك العليا ،مدينة علمك ،ومعدن حكمتك،
ومنتهى سرك ،ميثاق النبياء ،وعهد الشهداء ،من أثبت المرسلين ،أصل
الوصياء وفرع التقياء أكرم البررة ،وصافي الصفوة .خير الثقلين ،وأكرم
من في الخافقين ،إلى عين المشرقين ،وما في المغربين سيد من مضى من
الولين ،وسيد من بقى من الخرين ،الخالص المخلص الصفوة الصفوة
السيد البر ،تاج النبياء ،وإكليل الرسل وفخر الثقلين وافتخار الملئكة علم
الهدى ،وطود التقى ،والنور في الدجى ،القمر الباهر ،والنجم الزاهر
والكوكب الدرى ،ميزان العدل ،والصراط المستقيم ،منار دين ال ،وقناديل
الرسل ،وأركان الدين العلى ،وعمد السلم ،مهابط الوحي .آلك وأهلك
وأحباؤك وامناؤك وأصفياؤك ونجباؤك ونخباؤك ونقباؤك وأتقياؤك
وشهداؤك وخلفاؤك وكرماؤك وحلماؤك وعرفاؤك ،وحكماؤك وعلماؤك
وادباؤك وامناؤك ونظراؤك وشفعاؤك وعظماؤك .ثم بخليلك الذي سميته
باسمك ،وفرضت طاعته على عبادك ،وافترضت مودته على خلقك ،ثم آل
طه ويس ،والحواميم والطواسين ،وكهيعص ذكرك
][359
الحكيم ،ورحمتك البسيط ،نجاة المؤمنين ،وهلك الكافرين ،وجهك الكريم الذي ل
ينكى ول يفنى ،ول يهلك مع الهالكين ،وجنبك الوجب ،ويدك العليا وعينك
الوفى ،صاحب ميم وعين ،وفاوح وى وهي ،هم البررة الغرى الخيرة
فصلوات ال عليهم وعلى ذريتهم وسلم تسليما .اللهم إني بهم وبك وبك
وبهم ،ولهم ولك ولك ولهم ،اللهم فصل عليهم وعلى آلهم وسلم تسليما
اللهم إنك تعلم من حقهم ما ل أعلم أنا ،فتعرف من فضلهم ما ل أعرف أنا.
اللهم إني أسألك بهم وبحقهم وبفضلهم وبشرفهم أن تصلي على محمد
وعليهم وعلى آلهم وسلم تسليما وأن تقضي حاجتي ،صغيرها وكبيرها من
حوائج الدنيا والخرة ،ما لك فيه رضا ولي فيها صلح .اللهم إني أسألك
بواجب حقك وحقهم علينا ،وبما لديك من فضلهم و حرمتهم عندك أن
تصلى عليهم وعلى آلهم وسلم تسليما ،وأن تغفر لنا جميع ما قد علمت منا
من ذنوبنا صغيرها وكبيرها ،وسرها وعلنيتها ،وما قد أحصيت علينا مما
قد نسينا مغفرة عزما .اللهم إني أسألك بهم صلى ال عليهم من جميع
كرامتك ،وجميع خيرك وجميع عافيتك وما قد سألوهم عليهم السلم،
وأعوذ من جميع الفات والعاهات ،وشر كل ذي شر وشر ما قد استعاذوا
هم يا رحمن يا رحيم ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأنت
أرحم الراحمين وصلى ال على سيد الولين والخرين ،وعلى أخيه
ووصيه أمير المؤمنين وسلم تسليما ،ول حول ول قوة إل بال العلي
العظيم - 14 .كشف :من دلئل الحميري ،عن أبي هاشم الجعفري قال:
كتب إلى أبي محمد عليه السلم بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاء ،فكتب
إليه أن ادع بهذا الدعاء " يا أسمع السامعين ،ويا أبصر المبصرين ويا
عز الناظرين ،ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين ،ويا أحكم
الحاكمين ،صل على محمد وآل محمد ،وأوسع لي في رزقي ،ومدلي في
عمري ،وامنن علي برحمتك ،واجعلني ممن تنتصر به لدينك ول تستبدل
بي غيري ".
][360
قال أبو هاشم :فقلت في نفسي " :اللهم اجعلني في حزبك ،وفي زمرتك " فأقبل
علي أبو محمد فقال :أنت في حزبه وفي زمرته ،إذ كنت بال مؤمنا
ولرسوله مصدقا ولوليائه عارفا ولهم تابعا ،فأبشر ثم أبشر )- 15 (1
كش :طاهر بن عيسى الوراق ،عن جعفر بن محمد بن أيوب ،عن صالح
ابن أبي حماد ،عن ابن أبي الخطاب ،عن محمد بن سنان ،عن محمد بن
زيد الشحام قال :دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فقلت له :علمني
دعاء ،قال :اكتب " بسم ال الرحمن الرحيم يا من أرجوه لكل خير ،وآمن
سخطه عند كل عثرة ،يا من يعطي الكثير بالقليل ،ويا من أعطى من سأله
تحننا ورحمة ،يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه ،صل على محمد وأهل
بيته ،وأعطني بمسألتك خير الدنيا وجميع خير الخرة ،فانه غير منقوص
لما أعطيت ،وزدني من سعة فضلك يا كريم " .ثم رفع يده فقال " :يا ذا
المن والطول ،يا ذا الجلل والكرام ،يا ذا النعماء والجود ،ارحم شيبتي من
النار " ثم وضع يديه على لحيته ولم يرفعهما إل وقد امتل ظهر كفه
دموعا ) - 16 .(2جع :دعاء مروي عن النبي صلى ال عليه وآله " اللهم
إني أعوذ بك من سوء القضاء وسوء القدر ،وسوء المنظر في الهل
والمال والولد " .ومن دعائه " اللهم إني أعوذ بك من غنى يطغيني ،وفقر
يسيئني ) (3وهوى يرديني ،وعمل يخزيني ،وجار يؤذيني " .ومن دعائه
" اللهم اجعلنا مشغولين بأمرك ،آمنين بوعدك آيسين من خلقك آنسين بك
مستوحشين من غيرك ،راضين بقضائك ،صابرين على بلئك ،شاكرين
على نعمائك ،متلذذين بذكرك ،فرحين بكتابك ،مناجين بك آناء الليل والنهار
ومستعدين للموت ،مشتاقين إلى لقائك ،متبغضين للدنيا ،محبين للخرة،
وآتنا
) (1كشف الغمة ج 3ص (2) .299رجال الكشى (3) .315 :يشيننى ظ ،وفى
المصدر :ينسيني.
][361
ما وعدتنا على رسلك ول تخزنا يوم القيامة ،إنك ل تخلف الميعاد ) .(1دعاء "
اللهم اجعل خيرا أعمارنا خواتمه ،وخير أيامنا يوم نلقاك فيه " )- 17 .(2
بشا :أبو علي ابن شيخ الطائفة ،عن أبيه ،عن المفيد ،عن الجعابي ،عن
ابن عقدة ،عن أحمد بن عبد الحميد ،عن محمد بن عمرو بن عتبة ،عن
الحسن بن المبارك عن العباس بن عامر ،عن مالك الحمسي ،عن سعد بن
ظريف ،عن ابن نباتة قال :كنت أركع عند باب أمير المؤمنين عليه السلم
وأنا أدعو ال إذ خرج أمير المؤمنين فقال :يا أصبغ ،قلت :لبيك قال :أي
شئ كنت تصنع ؟ قلت :ركعت وأنا أدعو ،قال أفل اعلمك دعاء سمعته من
رسول ال ؟ قلت بلى ،قال :قل " :الحمد ل على ما كان ،والحمد ل على
كل حال " ثم ضرب بيده اليمنى على منكبه اليسر ،وقال :يا أصبغ لن
ثبتت قدمك ،وتمت وليتك ،وانبسطت يدك ،ال أرحم بك من نفسك ).(3
- 18عو :روي أن النبي صلى ال عليه وآله كان يدعو دائما بهذا الدعاء
" اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ،ومن طاعتك ما
تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ،ومتعنا
بأسماعنا وأبصارنا ،وقوانا ما أحييتنا ،واجعله الوارث منا ،واجعل ثأرنا
على من ظلمنا ،وانصرنا على من عادانا ول تجعل الدنيا أكبر همنا ،ول
مبلغ علمنا ،ول تسلط علينا من ل يرحمنا " - 19 .من خط الشهيد ره:
قيل من أحسن الدعاء :اللهم اجعل خير عمرى آخره ،وخير عملي خواتمه،
وخير أيامي يوم لقائك ،اللهم ل تمتني في غمرة ول تأخذني على غرة ول
تجعلني من الغافلين ،اللهم وسع على في الدنيا ،وزهدني فيها ،ول تزوها
عنى ،ول ترغبني فيها ،وأحيني سعيدا وتوفني شهيدا) * .هامش ص
1) * (361و (2جامع الخبار (2) .154 :بشارة المصطفى.117 :
][362
اللهم إني أعوذ بك أن تجعلني عبرة لغيري ،وأعوذ بك أن أقر لمعصيتك لضر نزل
بي ،اللهم إني أعوذ بك أن تؤد بني بعقوبتك ،اللهم ل تكلنا إلى أنفسنا
فنعجز ،ول إلى الناس فنضيع ،اللهم اجعل خير عملي ما قارب أجلى ،اللهم
أصبح ذي مستجيرا بعزك ،وأصبح خوفي مستجيرا بأمنك ،وأصبح ظلمي
مستجيرا بعفوك وأصبح جهلى مستجيرا بحلمك ،وأصبح فقري مستجيرا
بغناك ،وأصبح وجهي البالي الفاني مستجيرا بوجهك الدائم الباقي الجميل
الكريم ،اللهم أصبحت ل يمنعني منك أحدا إن أنت أردتني ،ول يعطيني أحد
إن أنت حرمتني ،اللهم ل تحرمني لقلة شكري ول تمنعني لقلة صبري20 .
-دعوات الراوندي :قال داود بن زربي :سمعت أبا الحسن الول عليه
السلم يقول :اللهم إني أسألك العافية ،وأسألك جميل العافية ،وأسألك شكر
العافية ،وأسألك شكر شكر العافية .وكان النبي صلى ال عليه وآله يدعو
ويقول :أسئلك تمام العافية ،ثم قال :تمام العافية الفوز بالجنة ،والنجاة من
النار .وروي أن علي بن سالم الجعفي قال لبي جعفر عليه السلم :ادع
لي ،فقال :اللهم أحيه محيانا ،وأمته مماتنا ،واسلك به سبيلنا .قال:
فاستشهد .وقال الصادق عليه السلم :من قال سبعين مرة " :يا أسمع
السامعين ،يا أبصر المبصرين ،ويا أسرع الحاسبين ،ويا أحكم الحاكمين "
فأنا ضامن له في دنياه وآخرته وأن يلقاه ال ببشارة عند الموت ،وله بكل
كلمة بيت في الجنة .وقال :سمعت الصادق عليه السلم :يقول " :سبحان
من ل يستأنس بشئ أبقاه ول يستوحش من شئ أفناه - 21 .الدر المنثور:
عن أبي اليسر أن رسول ال صلى ال عليه وآله كان يدعو بهؤلء
الكلمات السبع يقول :اللهم إني أعوذ بك من الهدم ،وأعوذ بك من التردي
وأعوذ بك من الغم والغرق والحرق والهدم ،وأعوذ بك أن يتخبطني
الشيطان عند الموت ،وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا ،وأعوذ بك أن
أموت لديغا.
][363
- 22مهج :روى ابن عباس أنه قال :دخلت على رسول ال صلى ال عليه وآله
فرأيته ضاحكا مسرورا ،فقلت :ما الخبر ؟ فداك أبي وأمي يا رسول ال ؟
فقال :يا ابن عباس أتاني جبرئيل عليه السلم وبيده صحيفة مكتوب فيها
كرامة لي ولمتي خاصة فقال لي :خذها يا محمد ،واقرء ما فيها وعظمه !
فانه كنز من كنوز الخرة وهذا دعاء أكرمك ال عزوجل به ،ولمتك ،فقلت
له :وما هويا جبرئيل ؟ فقال صلى ال عليه وعلى جميع الملئكة
المقربين :سبحان ال وبحمده -وهو الدعاء الذي قد تقدم ذكره إلى
سبحان ال العظيم ) .(1فقلت :يا جبرئيل وما ثواب من يدعو بهذا الدعاء ؟
فقال :يا محمد سألتني عن ثواب ل يعلمه إل ال تعالى ،لو صارت البحار
مدادا ،والشجار أقلما ،وملئكة السماوات كتابا ،وكتبوا بمقدار الدنيا ألف
مرة لفني المداد ،وتكسرت القلم لم يكتبوا العشر من ذلك ،يا محمد والذي
بعثك بالحق نبيا ما من عبد ول أمة يدعو بهذا الدعاء إل كتب ال عزوجل
له ثواب أربعة من النبياء ،وأربعة من الملئكة ،فأما النبياء فأول ثوابك
يا محمد ،وثواب عيسى ،وثواب موسى ،وثواب إبراهيم ]وثواب نوح[
عليهم السلم وأما الملئكة فأول ثوابي ،وثواب إسرافيل وثواب ميكائيل،
وثواب عزرائيل .يا محمد ما من رجل أو امرأة يدعو بهذا الدعاء في عمره
عشرين مرة ،فان ال تبارك وتعالى ل يعذبه بنار جهنم ،ولو كان عليه من
الذنوب زبد البحر ،وقطر المطار ،وعدد النجوم ،وزنة العرش والكرسي،
واللوح والقلم ،والرمل والشعر والوبر ،وخلق الجنة والنار ،لغفر ال ذلك
له ،ويكتب له بكل ذنب ألف حسنة .يا محمد وإن كان به هم أو غم أو سقم
أو مرض أو عرض أو عطش أو فزع ،وقرأ هذا الدعاء ،ثلث مرات،
قضاال عزوجل له حاجته ،ومن كان في موضع يخاف السد والذئب أو
أراد الدخول على سلطان جائر ،فان ال تبارك وتعالى يمنع عنه كل سوء
ومحذور وآفة ،بحوله وقوته ،ومن قرأه في حرب مرة واحدة قواه *
)هامش ص (1) * (363لم نجد ذكره في كتاب المهج.
][364
ال عزوجل قوة سبعين من أصحاب المحاربين ،ومن قرأه على صداع أو شقيقة أو
وجع البطن أو ضربان العين أو لدغ الحية أو العقرب كفاه ال جميع ذلك.
يا محمد من ل يؤمن بهذا الدعاء فهو برئ مني ،ومن ينكره فانه تذهب
عنه البركة .قال الحسن البصري :ما خلف رسول ال صلى ال عليه وآله
لمته بعد كتاب ال عزوجل أفضل من هذا الدعاء .قال سفيان :كل من ل
يعرف حرمة هذا الدعاء فانه مخاطر .قال النبي صلى ال عليه وآله :يا
جبرئيل لي شئ فضل هذا الدعاء على سائر الدعية ؟ قال :لن فيه اسم
ال العظم ،ومن قرأه زاد في ذهنه وحفظه وعلمه وعمره وصحته في
بدنه أضعافا كثيرة ،ويدفع ال عزوجل عنه تسعين آفة من آفات الدنيا
وسبع مائة من آفات الخرة .ثم أجر الدعا الول والحمد ل كثيرا .صفة
أجر الدعا الثاني :روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم
عن النبي صلى ال عليه وآله أنه قال :نزل جبرئيل عليه السلم وكنت
اصلي خلف المقام ،قال :فلما فرغت استغفرت ال عزوجل لمتي ،فقال لي
جبرئيل عليه السلم :يا محمد أراك حريصا على امتك ،وال تعالى رحيم
بعباده ،فقال النبي صلى ال عليه وآله لجبرئيل عليه السلم :يا أخي أنت
حبيبي وحبيب امتى ،علمني دعاء تكون امتي يذكروني من بعدي .فقال لي
جبرئيل عليه السلم :اوصيك أن تأمر امتك أن يصوموا ثلثة أيام البيض
من كل شهر :الثالث عشر ،والرابع عشر ،والخامس عشر واوصيك يا
محمد أن تأمر امتك أن تدعوا بهذا الدعاء الشريف ،وإن حملة العرش
يحملون العرش ببركة هذا الدعاء ،وببركته أنزل إلى الرض وأصعد إلى
السماء ،وهذا الدعاء مكتوب على أبواب الجنة ،وعلى حجراتها ،وعلى
شرفاتها ،وعلى منازلها وبه تفتح أبواب الجنة وبهذا يحشر الخلق يوم
القيامة بأمر ال عزوجل .ومن قرأ هذا الدعاء من امتك يرفع ال عزوجل
عنه عذاب القبر ،ويؤمنه
][365
من الفزع الكبر ،ومن آفات الدنيا والخرة ببركته ،ومن قرأه ينجيه من عذاب
النار .ثم سأل رسول ال صلى ال عليه وآله جبرئيل عن ثواب هذا الدعاء،
قال جبرئيل عليه السلم :يا محمد قد سألتني عن شئ ل أقدر على وصفه،
ول يعلم قدره إل ال ،يا محمد لو صارت أشجار الدنيا أقلما ،والبحار
مدادا ،والخلئق كتابا لم يقدروا على ثواب قارئ هذا الدعاء ،ول يقرء هذا
عبد وأراد عتقه إل أعتقه ال تبارك وتعالى ،وخلصه من رق العبودية ،ول
يقرؤه مغموم إل فرج ال همه وغمه .ول يدعو به طالب حاجة إل قضاها
ال عزوجل له في الدنيا والخرة إنشاء ال ويقيه ال موت الفجاءة ،وهول
القبر ،وفقر الدنيا ،ويعطيه ال تبارك وتعالى الشفاعة يوم القيامة ،ووجهه
يضحك ،ويدخله ال عزوجل ببركة هذا الدعاء دار السلم ،ويسكنه ال في
غرف الجنان ،ويلبسه من حلل الجنة التى ل يبلى .ومن صام وقرأ هذا
الدعاء كتب ال عزوجل له مثل ثواب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل
وعزرائيل ،وإبراهيم الخليل وموسى الكليم ،وعيسى ومحمد صلوات ال
عليهم أجمعين .قال النبي صلى ال عليه وآله :لقد عجبت من كثرة ما ذكر
جبرئيل عليه السلم في فضل هذا الدعاء وشرفه وتعظيمه وما ذكر فيه من
الثواب لقارئ هذا الدعاء .ثم قال جبرئيل :يا محمد ليس أحد من امتك
يدعو بهذا الدعاء في عمره مرة واحدة إل حشره ال يوم القيامة ووجهه
يتلل مثل القمر ليلة تمامه ،فيقول الناس :من هذا أنبي هو ؟ فتخبرهم
الملئكة بأن ليس هذا نبيا ول ملكا بل هذا عبد من عبيدال من ولد آدم قرأ
في عمره مرة واحدة هذا الدعاء ،فأكرمه ال عزوجل بهذه .ثم قال جبرئيل
عليه السلم للنبي صلى ال عليه وآله :يا من قرأ هذا الدعاء خمس مرات
حشر يوم القيامة ،وأنا واقف على قبره ومعي براق من الجنة ،ول أبرح،
واقفا حتى يركب على ذلك البراق ،ول ينزل عنه إل في دار النعيم خالد
مخلد ،ول حساب عليه ،في جوار إبراهيم عليه السلم وفي جوار محمد
صلى ال عليه وآله ،وأنا أضمن لقارئ هذا الدعاء من ذكر أو انثي أن ال
تعالى ل يعذبه ،ولو كان عليه ذنوب أكثر من زبد
][366
البحر ،وقطر المطر ،وورق الشجر ،وعدد الخلئق من أهل الجنة وأهل النار ،وإن
ال عزوجل يأمر أن يكتب بهذا الذي يدعو لهذا الدعاء ثواب حجة
مبرورة ،وعمرة مقبولة .يا محمد ومن قرأ هذا الدعاء وقت النوم خمس
مرات على طهارة فانه يراك في منامنه ،وتبشره بالجنة ،ومن كان جائعا
أو عطشانا ول يجد ما يأكل ول ما يشرب ،أو كان مريضا فيقرأ هذا الدعاء
فان ال عزوجل يفرج عنه ما هو فيه ببركته ،ويطعمه ويسقيه ،ويقضي
له حوائج الدنيا والخرة .ومن سرق له شئ أو أبق له عبد فيقوم ويتطهر
ويصلي ركعتين أو أربع ركعات ،ويقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة
وسورة الخلص وهي قل هو ال أحد مرتين فإذا سلم يقرأ هذا الدعاء،
ويجعل الصحيفة بين يديه ،أو تحت رأسه فان ال تعالى يجمع المشرق
والمغرب ،ويرد العبد البق ببركة هذا الدعاء إنشاء ال تعالى .وإن كان
يخاف من عدو فيقرأ هذا الدعاء على نفسه ،فيجعله ال في حرز حريز،
ول يقدر عليه أعداؤه وما من عبد قرأه وعليه دين إل قضاه ال عزوجل
وسهل له من يقضيه عنه إن شاء ال تعالى ومن قرأه على مريض شفاه
ال ببركته فان قرأه عبد مؤمن مخلص ل عزوجل على جبل لتحرك الجبل
باذن ال تعالى ومن قرأه بنية خالصة على الماء لجمد الماء .ول تعجب
من هذا الفضل الذي ذكرته في هذا الدعاء ،فان فيه اسم ال تعالى العظم،
وإنه إذا قرأه القارئ وسمعه الملئكة والجن والنس فيدعون لقاريه وإن
ال تعالى يستجيب منهم دعاءهم وكل ذلك ببركة ال عزوجل ،وببركة هذا
الدعاء ،وإن من آمن بال وبرسوله ،وبهذا الدعاء فيجب أن ل يغاش قلبه
بما ذكر في هذا الدعاء ،فان ال يرزق من يشاء بغير حساب ومن قرأ
وحفظه أو نسخه فل يبخل به على أحد من المسلمين .وقال رسول ال
صلى ال عليه وآله :ما قرأت هذا الدعاء في غزاة إل ظفرت ،ببركته على
][367
أعدائي ،وقال عليه السلم :من قرأء هذا الدعاء اعطي نور الولياء في وجهه،
وسهل له كل عسير ويسير ،ويسر له كل يسير .وقال الحسن البصري :لقد
سمعت في فضل هذا الدعاء أشياء ما أقدر أن أصفه ولو أن من يقرأه
ضرب برجله على الرض لتحركت الرض .وقال سفيان الثوري :ويل لمن
ل يعرف حق هذا الدعاء ،فان من عرف حقه وحرمته كفاه ال عزوجل كل
شدة ،وسهل له جميع المور ،ووقاه كل محذور ،ودفع عنه كل سوء،
ونجاه من كل مرض وعرض ،أزاح الهم والغم عنه .فتعلموه وعلموه ،فان
فيه خير الكثير .وهو هذا الدعاء الموصوف ،هو الدعاء الثاني في هذا
الكتاب " :سبحان ال العظيم وبحمده من إله ما أقدره وسبحانه من قدير
ما أعظمه وسبحانه من عظيم ما أجله ،وسبحانه من جليل ما أمجده،
وسبحانه من ماجد ما أرأفه ،وسبحانه من رؤف ما أعزه ،وسبحانه من
عزيز ما أكبره ،وسبحانه من كبير ما أقدمه ،وسبحانه من قديم ما أعله،
وسبحانه من عال ما أسناه .وسبحانه من سني ما أبهاه ،وسبحانه من بهي
ما أنوره ،وسبحانه من منير ما أظهره ،وسبحانه من ظاهر ما أخفاه،
وسبحانه من خفي ما أعلمه ،وسبحانه من عليم ما أخبره ،وسبحانه من
خبير ما أكرمه ،وسبحانه من كريم ما ألطفه ،وسبحانه من لطيف ما
أبصره ،وسبحانه من بصير ما أسمعه .وسبحانه من سميع ما أحفظه،
وسبحانه من حفيظ ما أمله ،وسبحانه من ملي ما أهداه ،وسبحانه من هاد
ما أصدقه ،وسبحانه من صادق ما أحمده ،وسبحانه من حميد ما أذكره،
وسبحانه من ذاكر ما أشكره ،وسبحانه من شكور ما أوفاه وسبحانه من
وفي ما أغناه ،وسبحانه من غني ما أعطاه .وسبحانه من معط ما أو سعه،
وسبحانه من واسع ما أجوده ،وسبحانه من جواد ما أفضله ،وسبحانه من
مفضل ما أنعمه ،وسبحانه من منعم ما أسيده وسبحانه من سيد ما أرحمه،
وسبحانه من رحيم ما أشده ،وسبحانه من شديد ما
][368
][369
][370
وغارت منه النفوس ،ووجلت منه القلوب ،وزلت منه القدام ،وصمت منه الذان
وشخصت منه البصار ،وخشعت منه الصوات ،وخضعت له الرقاب،
وقامت له الرواح ،وسجدت له الملئكة وسبحت له ،وارتعدت له
الفرائص ،واهتز له العرش ودانت له الخلئق .وبالسم الذي وضع على
الجنة فازلفت ،وعلى الجحيم فسعرت ،وعلى النار فتوقدت ،وعلى السماء
فاستقلت ،وقامت بل عمد ول سند ،وعلى النجوم فتزينت ،وعلى الشمس
فأشرقت ،وعلى القمر فأنار وأضاء ،وعلى الرض فاستقرت ،وعلى
الجبال فأرست ،وعلى الرياح فذرت ،وعلى السحاب فأمطرت وعلى
الملئكة فسبحت ،وعلى النس والجن فأجابت ،وعلى الطير والنمل
فتكلمت ،وعلى الليل فأظلم ،وعلى النهار فاستنار ،وعلى كل شئ فسبح.
وبالسم الذي استقرت به الرضون على قرارها ،والجبال على أماكنها
]مناكبها[ والبحار على حدودها ،والشجار على عروقها ،والنجوم على
مجاريها ،والسماوات على بنائها ،وحملت الملئكة عرش الرحمن بقدرة
ربها ،وبالسم القدوس القديم المتقدم المختار الجبار المتكبر الكبير
المتعظم العزيز المهيمن الملك المقتدر الحميد المجيد الصمد المتوحد،
المتفرد الكبير المتعال .وبالسم المخزون المكنون في علمه المحيط بعرشه
الطاهر المطهر المبار ك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزير الجبار
المتكبر الخالق الباري المصور .الول والخر والظاهر والباطن ،والكائن
قبل كلي شي ،والمكون لكل شئ ،والكائن بعد فناء كل شي ،ولم يزل ل
يزال ،ول يفنى ول يتغير ،نور في نور ،ونور على نور ،ونور فوق كل
نور ،ونور يضئ به كل نور ،وبالسم الذي سمى به نفسه ،واستوى به
على عرشه ،فاستقر به على كرسيه ،وخلق به ملئكته وسماواته،
وأرضه ،وجنته وناره ،وابتدع به خلقه ،واحدا أحدا فردا صمدا كبيرا
متكبرا عظميا متعظما عزيزا مليكا مقتدرا قدوسا متقدسا لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوا أحد.
][371
وبالسم الذي لم يكتبه لحد من خلقه صدق الصادقون وكذب الكاذبون .وبالسم
الذي هو مكتوب في راحة ملك الموت الذي إذا نظرت إليه الرواح
تطايرت ،وبالسم الذي هو مكتوب على سرادق عرشه من نور ل إله إل
ال محمد رسول ال ،وبالسم المكتوب في سرادق المجد ،وبالسم
المكتوب في سرادق البهاء وبالسم المكتوب في سرادق العظمة ،وبالسم
المكتوب في سرادق الجلل ،وبالسم المكتوب في سرادق العز ،وبالسم
المكتوب في سرادق الخالق النصير ،رب الملئكة الثمانية ،ورب العرش
العظيم .وبالسم الكبر الكبر الكبر ،وبالسم العظم العظم المحيط
بملكوت السموات والرض ،وبالسم الذي أشرقت به الشمس ،وأضاءبه
القمر وسجرت به البحار ،ونصبت به الجبال ،وبالسم الذي قام به العرش
والكرسي وبالسماء المقدسات المكنونات المخزونات في علم الغيب عنده.
وبالسم الذي كتب على ورق الزيتون فالقي في النار فلم يحترق ،وبالسم
الذي مشى به الخضر عليه السلم على الماء فلم يبتل قدماه ،وبالسم الذي
تفتح به أبواب السماء ،وبه يفرق كل أمر حكيم ،وبالسم الذي ضرب
موسى بعصاه البحر فانفلق ،فكان كل فرق كالطود العظيم ،وبالسم الذي
كان عيسى بن مريم يحيي به الموتى ،ويبرئ به الكمه ،والبرص ،باذن
ال ،وبالسماء التي يدعو بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل و ،عزرائيل،
وحملة العرش والكروبيون ومن حولهم من الملئكة والروحانيون
الصافون المسبحون .وبأسمائه التي ل تنسى ،وبوجهه الذي ل يبلى،
وبنوره الذي ل يطفى ،وبعزته التي ل ترام ،وبقدرته التي ل تضام ،وبملكه
الذي ل يزول ،وبسلطانه الذي يا يتغير ،والعرش الذي ل يتحرك ،والكرسي
الذي ل يزول ،وبالعين التي ل تنام ،وباليقظان الذي ل يسهو ،وبالحي
الذي ل يموت ،وبالقيوم الذي ل تأخذه سنة ول نوم .وبالذي تسبح له
السماوات والرضون بأطرافها ،والبحار بأمواجها
][372
][373
يا إله محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف والسباط صلى ال
عليهم يا رب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ورب النبيين
والمرسلين ومنزل التوراة والنجيل والزبور والفرقان العظيم .أسئلك بكل
اسم هولك :أنزلته في كتاب من كتبك ،أو علمته أحدا من خلقك ،أو
استأثرت به في علم الغيب عندك ،يا وهاب العطايايا فكاك الرقاب من النار،
وطارد العسر في العسير كن شفيعي إليك إذ كنت دليلى عليك ،وبالسم
الذي يحق الحق بكلماته ،ويبطل الباطل ولو كره المجرمون .وبالسم الذي
يسبح الرعد بحمده ،والملئكة من خيفته ،وبأسمائك المكتوبات على
أجنحة الكروبيين ،وبأسمائك التي تحيي بها العظام وهى رميم وباسمك
الذي دعاك به عيسى بن مريم عليه السلم وبأسمائك المكتوبات على
عصى موسى ،وباسمك الذي تكلم به موسى عليه السلم على سحرة
مصر ،فأوحيت إليه :ل تخف إنك أنت العلى ،وبأسمائك المنقوشات على
خاتم سليمان بن داود عليه السلم التي ملك بها الجن والنس والشياطين
وأذل به إبليس وجنوده ،وبالسماء التي نجا بها إبراهيم من نار نمرود،
وبالسماء التي رفع بها إدريس عليه السلم مكانا عليا .وبالسماء
المكتوبات على جبهة إسرافيل عليه السلم ،وبالسماء المكتوبات على دار
قدسه ،وبكل اسم هو ل عزوجل دعا ال به نبي مرسل ،وملك مقرب أو
عبد مؤمن ،وبكل اسم هو ل عزوجل في شئ من كتبه ،وبكل اسم هو
مخزون في علمه ،وبأسمائه المكتوبات في اللوح ،وبالسم الذي خلق به
جبلت الخلق كلهم ،وباسم ال الكبر الكبير ،الجل الجليل ،العز العزيز،
العظم العظيم ،وبأسمائه كلها التي إذا ذكر بها ذلت فرائص ملئكته
وسمائه وأرضه وجنته ،وناره .وباسمه العظم الذي علمه آدم صلى ال
عليه في جنات عدن ،وصلى ال وملئكته على محمد وآله وعلى جميع
أنبياء ال ورسله ،اللهم فبحرمة هذه السماء ،وبحرمة تفسيرها ،فانه ل
يعلم تفسيرها غيرك ،أن تستجيب لي دعائي
][374
وارحم تضرعي ،وأدخلني في عبادك الصالحين ،وآتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة
حسنة ،وقنا عذاب النار ،وتوفنا مع البرار ،ول تخزنا يوم القيامة ،إنك ل
تخلف الميعاد ،وترى الملئكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم
وقضي بينهم بالحق ،وقيل الحمد ل رب العالمين .قال السيد ره :وهذا
الدعاء مما ألهمنا تلوته عند المهمات ،والضرورات ورأيت من ال تعجيل
الجابات والعنايات ،ورئي في المنام باقي النهار السلمة من البلء،
وإجابة الدعاء ،فكان كما رأى في المنام ) - 24 .(1مهج :دعاء علمه
جبرئيل عليه السلم النبي صلى ال عليه وآله " يا نور السماوات
والرض يا جمال السماوات والرض يا عماد السماوات والرض ،يا بديع
السماوات والرض ،يا ذاالجلل والكرام ،يا صريخ المستصرخين ،يا
غوث المستغيثين يا منتهى رغبة الراغبين ،والمفرج عن المكروبين،
والمروح عن المهمومين ومجيب دعوة المضطرين ،وكاشف السوء،
وأرحم الراحمين ،وإله العالمين ،منزل به كل حاجة يا أكرم الكرمين ويا
أرحم الراحمين ) - 25 (2ومن ذلك :دعاء آخر برواية أنس بن مالك عن
النبي صلى ال عليه وآله عن جبرئيل عليه السلم وقد روى كثيرا من
فضائله ،أضربت عن ذكرها بالختصار ،إذا لقصد نفس الدعاء " :بسم ال
الرحمن الرحيم بسم ال وبال ،وباسمه المبتدأ رب الخرة والولى ،ل
غاية ول منتهى ،رب الرض والسماوات العلى الرحمن على العرش
استوى ،ال عظيم اللء ،دائم النعماء ،قاهر العداء عاطف برزقه،
معروف بلطفه عادل في حكمه ،عالم في ملكه ،الرحمن الرحيم ،رحيم
الرحماء ،عالم العلماء صاحب النبياء ،غفور الغفراء ،قادر على ما يشاء.
سبحان ال الملك الواحد الحميد ،ذي العرش المجيد ،الفعال لما يريد *
)هامش ص (1) * (374مهج الدعوات ص (2) .112 - 106مهج
الدعوات ص .113
][375
رب الرباب ومسبب السباب ،وسابق السباق ،ورازق الرزاق ،وخالق الخلق
قادر على ما يشاء ،مقدر المقدور ،وقاهر القاهرين ،وعادل في يوم
النشور ،إله اللهة يوم الواقعة ،رحيم غفور حليم شكور .الحمد ل الرب
العظيم ،والحمد ل الملك الرحيم ،الول القديم ،خالق العرش والسماوات
والرضين ،وهو السميع العليم ،قابل التوبة ،شكور حليم العزيز الرحيم،
الول الخر ،الظاهر الباطن ،الدائم القائم ،رازق الوحوش والبهائم صاحب
العطايا ،ومانع البليا ،يشفي السقيم ،ويغفر للخاطئين ،ويعفو عن
النادمين ،ويحب الصالحين ،ويؤوي الهاربين ،ويستر على المذنبين
ويؤمن الخائفين .سبحانك ل إله إل أنت ،الكريم المعبود في كل مكان ،تغفر
الخطايا وتستر العيوب ،شكور حليم ،عالم بالحدود ،منبت الزروع
والشجار ،فالق الحبوب ،صاحب الجبروت ،غني عن الخلق ،قاسم
الرزاق ،علم الغيوب ،أنت الذي ليس كمثله شئ ،وأنت على كل شئ
شهيد .أنت الذي تعفو عن العاصي بعد أن يغرق في الذنوب ،أنت الذي كل
شئ خلقته ينصرف إليك بالمنسوب ،اغفر لي خطيئتي كما قلت " ادعوني
أستجب لكم " وأنت بوعدك صدوق ،نجني من الهموم والغموم والكروب،
أنت غياث كل مكروب ،وأنت الذي قلت " ل تقنطوا من رحمتي " وأنت
بقولك صادق ليس بمكذوب احفظني من آفات الدنيا والخرة ،وهول يوم
اللحود ،ول تفضحني سيدي على رؤس الخلئق في اليوم الموعود .ال
أكبر ال أكبر ال أكبر ل ضد له ،ول ند له ،ول صاحبة له ،ول والد له ،ول
ولد له ،ول حد ]ود[ له ،ول مثال له ول كفو له ،ول وزير له ،ول شريك
له في ملكه .أسألك يا ال يا ال يا ال يا عزيز يا عزيز يا عزيز ،أن تريني
في منامي ما رجوت منك ،وأن تكرمني بمغفرة خطيئتي إنك على ما تشاء
قدير يا أرحم الراحمين ،ول حول
][376
ول قوة إل بال العلي العظيم ،يا حنان يا منان يا سبحان يا غفران يا برهان يا
سلطان ،يا ذا الجلل والكرام ،أشهد أن كل معبود من دون عرشك إلى
قرار أرضك باطل غير وجهك القديم الكريم المعبود ،آمنت بك واستغثت بك
بحق ل إله إل أنت أغثني يا أرحم الراحمين ) - 26 .(1مهج :سليمان بن
إبراهيم ،عن موسى بن يزيد ،عن أنس بن اويس ،عن علي بن أبيطالب
صلوات ال عليه قال :قال النبي صلى ال عليه وآله :من دعا بهذه
السماء استجاب ال له ،والذي بعثني بالحق نبيا لو دعي بهذه السماء
على صفايح الحديد لذابت ولو دعي بها على ماء جار لجمد حتى يمشي
عليه ،ولو دعي على مجنون لفاق ،ولو دعي على امرأة قد عسر ولدها
عليها لسهل ال عليها ،ولو دعا بها رجل أربعين ليلة جمعة غفر ال له ما
بينه وبين الدميين وبينه وبين ربه .فقال سلمان الفارسي رحمة ال عليه:
بأبي أنت وامي يا رسول ال أيعطى الرجل بهذه السماء هذا كله ؟ فقال :يا
أبا عبد ال ]ل تحثوا الناس عليها فاني أخشى أن يتركوا العمل ويتكلوا
عليها ،ثم قال صلى ال عليه وآله :يا أبا عبد ال[ ) (2يغفر ال لقائلها
ولهل بيته ،ولمؤدب بلده ،ولهل مدينته كلهم إنشاء ال وهذه السماء
والدعاء " :بسم ال الرحمن الرحيم اللهم أنت ال وأنت الرحمن ،وأنت
الرحيم الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ،الول
الخر الظاهر الباطن الحميد المجيد المبدئ المعيد الودود الشهيد القديم
العلي العظيم العليم الصادق الرؤف الرحيم الشكور الغفور العزيز الحكيم.
ذو القوة المتين الرقيب الحفيظ ذو الجلل والكرام العظيم العليم ،الغني
الولي الفتاح المرتاح القابض الباسط العدل الوفي الولي الحق المبين
الخلق الرزاق الوهاب التواب الرب الوكيل اللطيف الخبير السميع البصير
الديان المتعالى
) (1مهج الدعوات ص (2) .115 - 113ما بين العلمتين ساقط عن الكمبانى(*) .
][377
القريب المجيب الباعث الوارث الواسع الباقي الحي الدائم الذي ل يموت القيوم
النور الغفار الواحد القهار الحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا
أحد .ذو الطول المقتدر علم الغيوب البدئ البديع القابض الباسط الداعي
الظاهر المقيت المغيث الدافع الرافع الضار النافع المعز المذل المطعم
المنعم المهيمن المكرم المحسن المجمل الحنان المفضل المحيي المميت،
الفعال لما يريد .مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء
وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير تولج
الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج
الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب فالق الصباح ،وفالق الحب
والنوى يسبح له ما في السماوات والرض وهو العزيز الحكيم .اللهم ما
قلت من قول أو حلفت من حلف ،أو نذرت من نذر في يومي هذا وليلتي
هذه ،فمشيتك بين يدي ذلك ما شئت منه كان ،وما لم تشأ منه لم يكن فادفع
عني بحولك وقوتك ،فانه ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم .اللهم بحق
هذه السماء عندك ،صل على محمد وآل محمد واغفر لي وارحمني وتب
على وتقبل مني وأصلح لي شأني ويسر اموري ووسع على في رزقي
وأغنني بكرم وجهك عن جميع خلقك وصن وجهى ويدي ولساني عن
مسألة غيرك واجعل لى من أمري فرجا ومخرجا فانك تعلم ول أعلم وتقدر
ول أقدر وأنت على كل شئ قدير برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى ال
على سيدنا سيد المرسلين محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين )- 27 .(1
مهج :حدثني صديقي والمواخي لي محمد بن محمد بن محمد القاضي
الوي ضاعف ال جل جلله سعادته وشرف خاتمته ،وذكر حديثا عجيبا
وسببا غريبا وهو أنه كان قد حدثت له حادثة ،فوجد هذا الدعاء في أوراق
لم يجعله فيها بين
][378
كتبه ،فنسخ منه نسخة فلما أنسخه فقد الصل الذي كان قد وجد ،ورأيت هذا الدعاء
في نسخة عتيقة قد أصاب بعضها بلل ،وفيه زيادة ونقصان ،أحضرها ابن
الوزير الوراق وذكر أنه اشتراها لولد محمد المقري العرج بدرهم ونصف
ويمكن أن يكون هذا الدعاء كان موجودا في الكتب وما كان أخي الرضا
الوي يعرف موضعه ،فأنعم ال جل جلله عليه بتعريفه كما ذكرناه عنه
رضي ال عنه ،ويسمى دعاء العبرات ،وسيأتي ذكره وهو " :اللهم إني
أسألك يا راحم العبرات ،ويا كاشف الكربات ،أنت الذي تقشع سحاب المحن
) (1وقد أمست ثقال ،وتجلو ضباب الحن وقد سحبت أذيال وتجعل زرعها
هشيما ،وبنيانها هديما ،وعظامها رميما وترد المغلوب غالبا والمطلوب
طالبا والمقهور قاهرا والمقدور عليه قادرا .إلهي فكم من عبد ناداك " رب
إني مغلوب فانتصر " ففتحت له من نصرك أبواب السماء بماء منهمر،
وفجرت له من عونك عيونا فالتقى ماء فرجه على أمر قد قدر ،وحملته من
كفايتك على ذات ألواح ودسر ،يا رب إني مغلوب فانتصر ]يا رب إني
مغلوب فانتصر ،يا رب إني مغلوب فانتصر[ فصل على محمد وآل محمد،
وافتح لي من نصرك أبواب السماء بماء منهمر ،وفجر لي من عونك
عيونا ليلتقي ماء فرجي على أمر قد قدر ،واحملني يا رب من كفايتك على
ذات ألواح ودسر .يا من إذا ولج العبد في ليل من حيرته بهيم ) (2ولم يجد
صريخا يصرخه من ولي حميم ،وجد يا رب من معونتك صريخا مغيثا
ووليا يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره وحرجه ،ويظهر له من المهم من
أعلم فرجه .اللهم فيا من قدرته قاهرة وآياته باهرة ،ونقماته قاصمة لكل
جبار ،دامغة لكل كفور ختار ،صل يا رب على محمد وآل محمد ،وانظر إلى
يا رب نظرة من
) (1اقشع السحاب :أزاله وكشفه ،والضباب :ندى كالغبار أو هو سحاب رقيق
يغشى الرض كالدخان ،والحن جمع احنة :الحقد والعداوة (2) .ليل
بهيم :شديد الظلمة ل ضوء فيها إلى الصباح.
][379
نظراتك رحيمة تجل بها عني ظلمة واقفة مقيمة من عاهة جفت منها الضروع
وتلفت منه الزروع ،وانهلت من أجلها الدموع ،واشتمل بها على القلوب
اليأس وجرت وسكنت بسببها النفاس .اللهم صل على محمد وآل محمد،
وأسئلك حفظا حفظا لغرائس غرستها يد الرحمن وشربها من ماء
الحيوان ،أن تكون بيد الشيطان تحز ،وبفأسه تقطع وتجز .الهي من أولى
منك أن يكون عن حريمك دافعا ،ومن أجدر منك أن يكون عن حماك
حارسا ومانعا ،إلهي إن المر قد هال فهونه ،خشن فألنه ،وإن القلوب قد
كاعت فهمنها ) (1والنفوس ارتاعت فسكنها .إلهي تدارك أقداما زلت،
وأفهاما في مهامه ) (2الحيرة ضلت ،إن رأت جبرك على كسيرها،
وإطلقك لسيرها وإجارتك لمستجيرها أجحف الضر بالمضرور مع داعيه
الويل والثبور ،فهل يحسن من فضلك أن تجعله فريسة البلء وهو لك راج
أم هل يجمل من عدلك أن يخوض في لجة النقمات ،وهو إليك لج ؟ مولي
لئن كنت ل أشق على نفسي في التقى ،ول أبلغ في حمل أعباء الطاعة
مبلغ الرضا ،ول أنتظم في سلك قوم رفضوا الدنيا :فهم خمص البطون من
الطوى ،عمش العيون من البكاء ،بل أتيتك يا رب بضعف من العمل ،وظهر
ثقيل بالخطاء والزلل ،ونفس للراحة معتادة ،ولدواعي التسويف منقادة.
أما يكفيك يا رب وسيلة إليك وذريعة لديك أنني لوليائك موال ،وفي
محبتهم مغال ،ولجلباب البلء فيهم لبس ،ولكتاب تحمل العناء بهم دارس،
أما يكفيني أن أروح فيهم مظلوما ،أو أغدو مكظوما ،وأقضى بعد هموم
هموما ،وبعد وجوم وجوما .أما عندك يا رب بهذا حرمة ل تضيع ،وذمة
بأدناها يقتنع ،فلم تمنعني نصرك ؟
) (1كذا ،والصحيح فطمنها كما في المصدر وكما سيأتي في النسخة الثانيه،
وكيعوعة القلب :جبنها وروعتها (2) .المهامه جمع مهمه :البلد المقفر
والمفازة البعيدة.
][380
يا رب وها أنا ذا غريق ،وتدعني وأنا بنار عدوك حريق ،أتجعل أولياءك لعدائك
طرائد ،ولمكرهم مصائد ،وتقلدهم من خسفهم قلئد ،وأنت مالك نفوسهم
أن لو قبضتها جمدوا ،وفي قبضتك مواد أنفاسهم ،لو قطعتها خمدوا ،فما
يمنعك يا رب أن تكف بأسهم ،وتنزع عنهم من حفظك لباسهم ،وتعريهم
من سلمة بها في أرضك يفرحون ،وفي ميدان البغى يمرحون .اللهم صل
على محمد وآل محمد ،وأدركني ولما يدركني الغرق ،وتداركني ولما غيب
شمسي الشفق .إلهي كم من عبد خائف التجأ إلى سلطان فآب عنه محفوظا
بأمن وأمان أفأقصد يا رب أعظم من سلطانك سلطانا ؟ أم أوسع من
إحسانك إحسانا ؟ أم أكثر من اقتدارك اقتدارا ؟ أم أكرم من انتصارك
انتصارا ؟ ما عذري يا إلهي إذا حرمت في حسن الكفاية نائلك ،وأنت الذي
ل يخيب آملك ،ول يرد سائلك .إلهي إلهي أين رحمتك التي هي نصرة
المستضعفين من النام ؟ اللهم أين أين كفايتك التي هي نصرة المستغيثين
من النام ؟ وأين أين عنايتك التي هي جنة المستهدفين لجور اليام ؟ إلى
إلى بهايا رب نجني من القوم الظالمين إني مسني الضر وأنت أرحم
الراحمين .مولي ترى تحيري في أمري ،وتقلبي في ضري ،وانطواي
على حرقة قلبي ،وحرارة صدري ،فصل يا رب على محمد وآل محمد ،وجد
لي يا رب بما أنت أهله فرجا ومخرجا ،ويسر لي يا رب نحو اليسرى
منهجا ،واجعل يا رب من نصب لي حبال ليصرعني بها صريع ما مكر،
ومن حفر لي بئرا ليوقعني فيها أن يقع فيما حفر واصرف اللهم عني من
شره ومكره وفساده وضره ما تصرفه عمن قاد نفسه لدين الديان ،ومناد
ينادي لليمان .إلهي عبدك عبدك أجب دعوته ،وضعيفك ضعيفك فرج
غمته ،فقد انقطع كل حبل إل حبلك ،وتقلص كل ظل إل ظلك .وتسجد
وتقول :إلهي إن وجها إليك برغبته توجه خليق بأن تجيبه ،وإن
][381
جبينا لك بابتهاله سجد حقيق أن يبلغ ما قصد ،وإن خدا لديك بمسئلته تعفر جدير
بأن يفوز بمراده ويظفر ،وها أنا ذا يا إلهي قد ترى تعفر خدي ،وابتهالي
واجتهادي في مسئلتك وجدي ،فتلق يا رب رغباتي برأفتك قبول وسهل إلى
طلباتي بعزتك وصول ،وذلل لى قطوف ثمرة إجابتك تذليل .إلهي ل ركن
أشد منك فآوى إلى ركن شديد ،وقد أويت إليك وعولت في قضاء حوائجي
عليك ،ول قوة لي أشد من دعائك ،فأستظهر بقول شديد ،وقد دعوتك كما
أمرت ،فاستجب لي بفضلك كما وعدت ،فهل بقي يا رب إل أن تجيب
وترحم مني البكاء والنحيب ،يا من ل إله سواه ،يا من يجيب المضطر إذا
دعاه رب انصرني على القوم الظالمين ،وافتح لي وأنت خير الفاتحين،
والطف بي يا رب وبجميع المؤمنين والمؤمنات برحمتك يا أرحم الراحمين
) .(1يقول :سيدنا ومولنا المام العالم العامل الكامل الفقيه العلمة الفاضل
الزاهد العابد الورع المجاهد المولى العظم والصدر المعظم ،ركن السلم
والمسلمين ،ملك العلماء والسادات في العالمين ،ذو الحسبين ،أبو القاسم
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي
أسعده ال في الدارين وحباه بكل ما تقر به العين ،بمحمد وآله الطاهرين:
ولما وجدت هذا الدعاء بعد وفاة أخي الرضي القاضي الوي قدس ال
روحه ،ونور ضريحه ،وفيه زيادات حسان ،ونقصان عن الذي أحضره إلى
الخ على المسمي ابن وزير الوراق في جملة مجلد أوله دعاء الطلحي،
وهو عتيق كما كنا ذكرناه ،وها أنا أذكر الدعاء بما وجدته استظهارا في
حفظ أسراره ،واحتياطا لفوائد أنواره وهو :اللهم إني أسئلك يا راحم
العبرات ،ويا كاشف الزفرات ،أنت الذي تقشع سحائب المحن ،وقد أمست
ثقال ،وتجلو ضباب الفتن وقد سحبت أذيال وتجعل ذرعها هشيما ،وبنيانها
هديما ،وعظامها رميما ،وترد المغلوب غالبا والمطلوب طالبا ،والمقهور
قاهرا ،والمقدور عليه قادرا.
][382
فكم يا إلهي من عبد ناداك :رب إني مغلوب فانتصر ففتحت من نصرك له أبواب
السماء بما منهمر ،وفجرت له من عونك عيونا فالتقى الماء على أمر قد
قدر ،وحملته من كفايتك على ذات ألواح ودسر ،يا من إذا ولج العبد في
ليل من حيرته بهيم ،ولم يجد له صريخا يصرخه من ولي حميم ،وجد من
معونتك صريخا مغيثا ،ووليا يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره وحرجه،
ويظهر له أعلم فرجه .اللهم فيا من قدرته قاهرة ،ونقماته قاصمة لكل
جبار ،دامغة لكل كفور ختار أسألك نظرة من نظراتك رحيمة تجلي بها
ظلمة عاكفة مقيمة في عاهة جفت منها الضروع ،وتلفت منها الزروع
وانهلت من أجلها الدموع ،واشتمل لها على القلوب اليأس ،وجرت بسببها
النفاس .إلهي فحفظا حفظا لغرايز غرسها وشربها بيد الرحمن ،ونجاتها
بدخول الجنان أن تكون بيد الشيطان تحز ،ووبفأسه تقطع وتجز .إلهي
فمن أولى منك بأن يكون عن حريمك دافعا ،ومن أجدر منك بأن يكون عن
حماك مانعا ،إلهي إن المر قد هال فهونه ،وخشن فألنه ،وإن القلوب
كاعت فطمنها ،والنفوس ارتاعت فسكنها .إلهي إلهي تدارك أقداما زلت،
وأفهاما في مهامه الحيرة ضلت ،إن رأت جبرك على كسيرها ،وإطلقك
لسيرها ،وإجارتك لمستجيرها ،أجحف الضر بالمضرور ،ولبى داعيه
بالويل والثبور ،فهل تدعه يا مولي فريسة للبلء ،وهو لك راج ؟ أم هل
يخوض لجة الغماء وهو إليك لج ؟ مولي إن كنت ل أشق على نفسي في
التقى ،ول أبلغ في حمل أعباء الطاعة مبلغ الرضا ،ول أنتظم في سلك قوم
رفضوا الدنيا :فهم خمص البطون من الطوى ذبل الشفاه من الظما ،عمش
العيون من البكاء ،بل أتيتك بضعف من العمل ،وظهر ثقيل بالخطايا
والزلل ،ونفس للراحه معتادة ،ولدواعى الشر منقادة .أفما يكفيني يا رب
وسيلة إليك وذريعة لديك أننى لولياء دينك موال وفي محبتهم مغال،
ولجلباب البلء فيهم لبس ،ولكتاب تحمل العناء
][383
بهم دارس ،أما يكفيني أن أروح فيهم مظلوما ،وأغدو مكظوما ،وأقضي بعد هموم
هموما ،وبعد وجوم وجوما ،أما عندك يا مولى بهذه حرمة ل تضيع،
وذمة بأدناها يقتنع ؟ فلم ل تمنعني يا رب وها أنا ذا غريق ؟ وتدعني هكذا
وأنا بنار عدوك حريق ؟ مولي أتجعل أولياءك لعدائك طرائد ،ولمكرهم
مصائد ،وتقلدهم من خسفهم قلئد ،وأنت مالك نفوسهم لو قبضتها جمدوا،
وفي قبضتك مواد أنفاسهم لو قطعتها خمدوا ،فما يمنعك يا رب أن تكشف
بأسهم ،وتنزع عنهم في حفظك لباسهم وتعريهم من سلمة بها في أرضك
يسرحون ،وفي ميدان البغي على عبادك يمرحون إلهي أدركني ولما
يدركني الغرق ،وتداركني ولما غيب شمسي الشفق .إلهي كم من خائف
التجأ إلى سلطان فآب عنه محفوظا بأمن وأمان ،أفأقصد أعظم من سلطانك
سلطانا ؟ أم أوسع من إحسانك إحسانا ؟ أم أكثر من اقتدارك اقتدارا ؟ أم
أكرم من انتصارك انتصارا ؟ ما عذري يا إلهي إذا حرمت في حسن الكفاية
نائلك ،وأنت أنت الذي ل يخيب آملك ،ول يرد سائلك .إلهي إلهي أين
رحمتك التي هي نصرة المستضعفين من النام ؟ وأين أين كفايتك التي هي
جنة المستهدفين لجور اليام ؟ إلي إلى بها يا رب نجني من القوم الظالمين
إني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين .مولي ترى تحيري في أمري،
وأنطواى على حرقة قلبي ،وحرارة صدري فجد لي يا رب بما أنت أهله
فرجا ومخرجا ويسر لي نحو اليسر منهجا ،واجعل من ينصب الحبالة لي
ليصرعني بها صريعا فيما مكر ،ومن يحفر لي البئر ليوقعني فيها واقعا
فيما حفر ،واصرف عني شره ومكره وفساده وضره ما تصرفه عن القوم
المتقين .إلهي عبدك عبدك أجب دعوته ،وضعيفك ضعيفك فرج غمته ،فقد
انقطع به كل حبل إل حبلك ،وتقلص عنه كل ظل إل ظلك.
][384
مولي دعوتي هذه إن رددتها أين تصادف موضع الجابة ؟ ومخيلتي هذه إن
كذبتها أين تلقي موضع الصابة ؟ فل تردد عن بابك من ل يعرف غيره
بابا ،ول تمنع دون جنابك من ل يعرف سواه جنابا .إلهي إن وجهك إليك
برغبته توجه ،فالراغب خليق بأن ل يخيبه ،وإن جبينا لديك بابتهاله سجد
حقيق أن يبلغ المبتهل ما قصد ،وإن خدا عندك ) (1بمسألته تعفر جدير أن
يفوز السائل بمراده ويظفر .هذا يا إلهي تعفير خدى ،وابتهالي في مسألتك
وجدي ،فلق رغباتي برحمتك قبول ،وسهل إلى طلباتي برأفتك وصول،
وذلل في قطوف ثمرة إجابتك تذليل .إلهي وإذ أقام ذو حاجة في حاجته
شفيعا فوجدته ممتنع النجاح مضيعا ،فاني أستشفع إليك بكرامتك،
والصفوة من أنبيائك ،الذين بهم أنشأت ما يقل ويظل ونزلت ما يدق ويجل.
أتقرب إليك بأول من توجته تاج الجللة ،وأحللته من الفطرة محل السللة،
حجتك في خلقك ،وأمينك على عبادك ،محمد رسولك صلى ال عليه وآله،
وبمن جعلته لنوره مغرما ،وعن مكنون سره معربا :سيد الوصياء ،وإمام
التقياء ،يعسوب الدين ،وقائد الغر المحجلين ،أبي الئمة الراشدين ،علي
أمير المؤمنين .وأتقرب إليك بخيرة الخيار ،وام النوار ،والنسية
الحوراء ،البتول العذراء فاطمة الزهراء ،وبقرتي عين الرسول ،وثمرتي
فؤاد البتول ،السيدين المامين أبي محمد الحسن وأبي عبد ال الحسين،
وبالسجاد زين العباد ذي الثفنات ،راهب العرب ،علي بن الحسين ،وبالمام
العالم والسيد الحاكم النجم الزاهر ،والقمر الباهر ،مولى محمد بن علي
الباقر .وبالمام الصادق مبين المشكلت ،مظهر الحقائق ،المفحم بحجته
كل ناطق ،مخرس ألسنة أهل الحدال ،مسكن الشقاشق ،مولي جعفر بن
محمد الصادق
][385
وبالمام التقي والمخلص الصفى والنور الحمدي ،والنور النور ،والضياء الزهر،
مولي موسى بن جعفر ،وبالمام المرتضى ،والسيف المنتضى ،مولي
علي بن موسى الرضا ،وبالمام المجد ،والباب القصد ،والطريق الرشد
والعالم المؤيد ،ينبوع الحكم ،ومصباح الظلم ،سيد العرب والعجم ،الهادي
إلى الرشاد ،والموفق بالتأييد والسداد ،مولنا محمد بن علي الجواد،
وبالمام منحة الجبار ،ووالد الئمة الطهار ،علي بن محمد المولود
بالعسكر الذي حذر بمواعظه وأنذر ،وبالمام المنزه عن المآثم ،المطهر
من المظالم ،الحبر العالم بدر الظلم ،وربيع النام ،التقي النقي ،الطاهر
الزكي ،مولي أبي محمد الحسن ابن علي العسكري .وأتقرب إليك بالحفيظ
العليم الذي جعلته على خزائن الرض ،والب الرحيم الذي ملكته أزمة
البسط والقبض ،صاحب النقيبة الميمونة ،وقاصف الشجرة الملعونة ،مكلم
الناس في المهد ،والدال على منهاج الرشد ،الغائب عن البصار الحاضر
في المصار ،الغائب عن العيون ،الحاضر في الفكار ،بقية الخيار،
الوارث لذي الفقار ،الذي يظهر في بيت ال ذي الستار ،العالم المطهر،
الحجة بن الحسن عليهم أفضل التحيات ،وأعظم البركات ،وأتم الصلوات.
اللهم فهؤلء معاقلي إليك في طلباتي ،ووسائلي ،فصل عليهم صلة ل
يعرف سواك مقاديرها ول يبلغ كثير الخليق صغيرها ،وكن لي بهم عند
أحسن ظني ،وحقق لي بمقاديرك بهية التمنى إلهي ل ركن لي أشد منك
فآوي إلى ركن شديد ،ول قول لي أسد من دعائك فأستظهرك بقول سديد،
ول شفيع لي إليك أوجه من هؤلء فأتيك بشفيع وديد ،فهل بقي يا رب غير
أن تجيب ،وترحم مني البكاء والنحيب ،يا من ل إله سواه ،يا من يجيب
المضطر إذا دعاه ،يا راحم عبرة يعقوب ،يا كاشف ضر أيوب اغفر لي
وارحمني ،وانصرني على القوم الكافرين ،وافتح لي فتحا وأنت خير
الفاتحين ،يا
][386
ذا القوة المتين ،يا أرحم الراحمين ) - 28 .(1مهج :باسنادنا إلى سعد بن عبد ال
من كتابه كتاب فضل الدعاء ،قال :حدثني الحسن بن علي بن عبد ال بن
المغيرة الكوفي ،عن أبيه ،عن سيف بن عميرة عن إبراهيم بن أبي يحيى،
عن أبي عبد ال ،عن أبيه ،عن جده ،عن علي .وعن رجل عنه ،عن أبيه،
عن فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وعليها وآله وسلم .وعن محمد
بن شهاب ،عن سلمان ،عن أمير المؤمنين عليه السلم .وعن عطا ،عن
أبي ذر ،عن أمير المؤمنين عليه السلم .وعن عاصم ،عن عبد الرحمن
السلمي ،عن أمير المؤمنين عليه السلم وعن مجاهد نحو من ثلثين رجل
كلهم ،وكل هؤلء يقولون سمعنا أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه
السلم وهو مستقبل الركن اليماني وهو يقول :ها ورب الكعبة ]ثم جاز إلى
الحجر السود فقال :ها ورب الكعبة ،حتى مر بأركان الكعبة وهو يقول :ها
ورب الكعبة[ ) (2ثم قال :ها ورب الكعبة ،ها ورب الركان ،ها ورب
المشاعر ها ورب هذه الحرمات ،لقد سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله
يقول :هذا الحديث الذي احدثكم به أنه مكتوب في زبور داود ،وفي توراة
موسى ،وإنجيل عيسى ،وقرآن محمد صلى ال عليه وآله وسلم وعلى
جميع النبياء والمرسلين ،وفي ألف كتاب نزل من السماء إلى ألف نبي
عليهم السلم أنه قال :من قال :ل إله إل ال في علمه منتهى رضاه ،ل إله
إل ال بعد علمه منتهى رضاه ،ل إله إل ال مع علمه منتهى رضاه ،ال
أكبر في علمه منتهى رضاه ،ال أكبر بعد علمه منتهى رضاه ،ال أكبر مع
علمه منتهى رضاه ،الحمد ل في علمه منتهى رضاه ،الحمد ل بعد علمه
منتهى رضاه ،الحمد ل مع علمه منتهى رضاه ،سبحان ال في علمه
منتهى رضاه ،سبحان ال بعد علمه منتهى رضاه ،سبحان ال مع علمه
منتهى رضاه ،والحمد ل بجميع محامده على جميع نعمائه ،وسبحان ال
وبحمده ،منتهى رضاه في علمه وال أكبر ،وحق له ذلك.
][387
ل إله إل ال الحليم الكريم ،ل إله إل ال العلي العظيم ،ل إله إل ال نور السماوات
السبع ونور الرضين السبع ونور العرش العظيم ،ل إله إل ال تهليل ل
يحصيه غيره قبل كل أحد ،ومع كل أحد ،وبعد كل أحد ،ال أكبر تكبيرا ل
يحصيه غيره قبل كل أحد ومع كل أحد وبعد كل أحد ،وسبحان ال تسبيحا
ل يحصيه غيره قبل كل أحد ،ومع كل أحد وبعد كل أحد .اللهم إني اشهدك
وكفى بك شهيدا ،فاشهد لي بأن قولك حق ،وأن قضاءك حق وأن قدرك
حق ،وأن رسلك حق ،وأن أوصياءك حق ،وأن رحمتك حق ،وأن جنتك
حق وأن نارك حق ،وأن قيامتك حق ،وأنك مميت الحياء ،وأنك محيي
الموتي ،وأنك باعث من في القبور ،وأنك جامع الناس ليوم ل ريب فيه
وأنك ل تخلف الميعاد .اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا ،فاشهد لي أنك
ربي وأن محمدا رسولك نبيي ،والوصياء من بعده أئمتي ،وأن الدين الذي
شرعت ديني ،وأن الكتاب الذي أنزلت على محمد رسول ال صلى ال
عليه وآله نوري .اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا فاشهد لي أنك أنت
المنعم علي ل غيرك لك الحمد ،وبنعمتك تتم الصالحات ،ل إله إل ال وال
أكبر ،والحمد ل وسبحان ال وبحمده ،وتبارك ال تعالى ،ول حول ول قوة
إل بال العلي العظيم ل منجا ول ملجأ من ال إل إليه ،عدد الشفع والوتر،
وعدد كلمات ربي الطيبات التامات المباركات ،صدق ال وصدق
المرسلون .ثم قال :من قال هذا في عمره مائة مرة حشر أمة واحدة ثم
ارسل إليه ألف ألف ملك ،رأسهم ملك يقال له :مجديال ،مع كل ملك ألف
دابة ليس منه دابه تشبه الخرى ،وألف ثوب ليس فيها ثوب يشبه الخر،
حتى إذا انتهوا إليه وقفوا ،فيقول لهم مجديال :دونكم ولي ال ،وينهضون
نهضة ملك واحد ويسخر له الدواب كدابة واحدة ،والثياب كذلك ،وتحفه
الملئكة عن يمينه وعن يساره ،يسيرون ويسير معهم ،وهم يقولون :هذا
ولي ال ،فطوبى له
][388
ول يمر بزمرة من الملئكة ول من الدميين إل سلموا عليه " سلم عليك يا ولي
ال " وعظموا شأنه حتى يقف تحت لواء الحمد ،وقد ضرب له سرير من
ياقوتة حمراء عليه قبة من زبرجدة خضراء ،فيها حور عين ،فيتكي فيها
مرة عن يمينه ،ومرة عن يساره ،حتى يقضى بين الناس ،وينزلون
منازلهم .ثم يؤم ألف ملك فيحفونه حتى يضعوا ذلك السرير على نجيبة من
نجائب الجنة ،مبتهرة من النور ،فيسير حتى إذا أتى أول منازله ،وإذا هو
بقهرمان من قهارمته ،يريد أن يأخذ بيده ،فلو ل أن ال يعصمه لهوى
إعظاما لذلك القهرمان ثم يقول له القهرمان :يا ولي ال أنا قهرمان )(1
من قهارمتك من أصحاب هذا القصر ،ولك مائة قصر مثل هذا القصر ،في
كل قصر قهرمان مثلي ،لكل قهرمان زوجة على صورة خدم لزواجك،
ولك بعدد كل جارية زوجة ،ولك في كل بيت ما ل احصي علمه .فيقول عند
ذلك " :الحمد ل عدد ما أحصى علمه ،ومثل ما أحصى علمه ،وملء ما
أحصى علمه ،وأضعاف ما أحصى علمه ،ول إله إل ال عدد ما أحصى
علمه ،ومثل ما أحصى علمه ،وملء ما أحصى علمه ،وأضعاف ما أحصى
علمه ،وال أكبر عدد ما أحصى علمه ،ومثل ما أحصى علمه ،وملء ما
أحصى علمه ،وأضعاف ما أحصى علمه ،سبحان ال عدد ما أحصى علمه،
ومثل ما أحصى علمه ،وملء ما أحصى علمه وأضعاف ما أحصى علمه
" .فإذا قال هذا زيد في بيوته وما فيها مثلها ،وال واسع كريم )- 29 (2
مهج :ومن ذلك دعاء جامع لمولنا ومقتدانا أمير المؤمنين علي بن
أبيطالب عليه السلم رويناه باسنادنا إلى سعد بن عبد ال في كتابه كتاب
فضل الدعاء قال :حدثنا يعقوب بن يزيد يرفعه قال :قال سلمان الفارسي
رضي ال عنه قال:
) (1القهرمان :الوكيل أو امين الدخل والخرج ،والكلمة دخيل معناه بالفارسية "
پيشكار " (2) .مهج الدعوات ص .171 - 168
][389
سمعت علي بن أبي طالب صلوات ال عليه يقول :قال لي رسول ال صلى ال عليه
وآله :يا علي لو دعا داع بهذا الدعاء على صفايح الحديد لذابت ،والذي
بعثني بالحق نبيا لو دعا داع بهذا الدعاء على ماء جار لسكن حتى يمر
عليه .والذي بعثني بالحق نبيا إنه من بلغ به الجوع والعطش ثم دعا بهذا
الدعاء ،أطعمه ال وأسقاه ،والذي بعثني بالحق نبيا لو أن رجل دعا بهذا
الدعاء على جبل بينه وبين موضع يريده ل نشعب الجبل حتى يسلك فيه
إلى الموضع الذي يريده ،والذي بعثني بالحق نبيا لو يدعى به على مجنون
لفاق من جنونه والذي بعثني بالحق نبيا لو يدعى به على امرأة قد عسر
عليها ولدتها لسهل ال عليها الولدة ،والذي بعثني بالحق نبيا لو دعا
بهذا الدعاء رجل على مدينة والمدينة تحترق ومنزله في وسطها لنجا
منزله ولم يحترق .والذي بعثني بالحق نبيا إنه لو دعا به داع أربعين ليلة
من ليالي الجمع غفر ال له كل ذنب بينه وبين الدميين ،ولو كان فجر
بامه غفر ال له ذلك ،والذي بعثني بالحق نبيا إنه من دعا بهذا الدعاء
على سلطان جائر ،جعل ال ذلك السلطان طوع يديه ،والذي بعثني بالحق
نبيا إنه من نام وهو يدعو به بعث ال إليه بكل حرف منه ألف ألف ملك من
الروحانيين ،وجوههم أحسن من الشمس والقمر ،بسبعين ضعفا
يستغفرون ال يكتبون له الحسنات ،ويرفعون له الدرجات .قال سلمان:
فقلت له :بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين أيعطى بهذه السماء كل هذا ؟
فقال :قلت لرسول ال صلى ال عليه وآله :بأبي أنت وامي يا رسول ال
أيعطى الداعي بهذه السماء كل هذا ؟ فقال :يا علي اخبرك بأعظم من ذلك،
من نام وقد ارتكب الكبائر كلها ،وقد دعا بهذا الدعاء ،فان مات فهو عند
ال شهيد ،وإن مات على غير توبة يغفر ال له ولهل بيته ولوالديه
ولولده ،ولمؤذن مسجده ولمامه بعفوه ورحمته ،يقول :اللهم إنك حي ل
يموت ،وصادق ل يكذب ،وقاهر ل يقهر ،وبدئ ل ينفد
][390
وقريب ل يبعد ،وقادر ل يضاد ،وغافر ل يظلم ،وصمد ل يطعم ،وقيوم ل ينام
ومجيب ل يسأم ،وجبار ل يعان ،وعظيم ل يرام ،وعالم ل يعلم ،وقوي ل
يضعف وحليم ل يجهل ،وجليل ل يوصف ،ووفي ل يخلف ،وغالب ل
يغلب ،وعادل ل يحيف ،وغني ل يفتقر ،وكبير ل يغادر ،وحكيم ل يجور،
ووكيل ل يحيف ،وفرد ل يستشير ،ووهاب ل يمل ،وعزيز ل يستذل،
وسميع ل يذهل ،وجواد ل يبخل وحافظ ل يغفل ،وقائم ل يسهو ،ودائم ل
يفنى ،ومحتجب ل يرى ،وباق ل يبلى وواحد ل يشبه ،ومقتدر ل ينازع )
.(1يا كريم الجواد المتكرم ،يا ظاهر يا قاهر ،أنت القادر المقتدر ،يا عزيز
المتعزز يا من ينادي من كل فج عميق بألسنة شتى ولغات مختلفة،
وحوائج متتابعة ،ول يشغلك شئ عن شئ ،أنت الذي ل يفنيك الدهور ،ول
تحيط بك المكنة ول تأخذك سنة ول نوم ،صل على محمد وآل محمد،
ويسر لي ما أخاف عسره وفرج عني ما أخاف كربه ،وسهل لي ما أخاف
حزونته ،سبحانك ل إله إل أنت إني كنت من الظالمين ،يا أرحم الراحمين )
- 30 .(2مهج :دعاء علمه أمير المؤمنين صلوات ال عليه لويس
القرني ،وهو غير الذي ذكرناه في كتاب السعادات ،وغير الذي ذكرناه في
كتاب إغاثة الداعي حدثنا موسى بن زيد ،عن اويس القرني ،عن علي بن
أبيطالب عليه السلم قال :من دعا بهذه الدعوات استجاب ال له ،وقضى
جميع حوائجه ،وقال رسول ال صلى ال عليه وآله والذي بعثني بالحق
نبيا إن من بلغ إليه الجوع والعطش ،ثم قام ودعا بهذه السماء أطعمه ال
وأسقاه ،ولو أنه دعا بهذه السماء على جبل بينه وبين الموضع الذي
يريده لتسع الجبل حتى يسلك فيه إلى أين يريد ،وإن دعا بها على مجنون
أفاق من جنونه ،وإن دعا بها على امرأة قد عسر عليها ولدها هون ال
عزوجل عليها ولدتها .قال :والذي بعثني بالحق نبيا إن من دعا به أربعين
ليلة من ليالي الجمعة
) (1في المصدر " :ل تنازع " بصيغة الخطاب وهكذا في كل ما سبق (2) .مهج
الدعوات ص .173 - 171
][391
غفر ال له كل ذنب بينه وبين ال ،ولو أن رجل دخل على السلطان لخلصه ال من
شره ،ومن دعا بها منامه فيذهب به النوم وهو يدهو بها ،بعث ال جل
ذكره بكل حرف بينه سبعين ألف ملك من الروحانية وجوههم أحسن من
الشمس بسبعين ألف مرة ،ويستغفرون ال ويدعون له ،ويكتبون له
الحسنات ،ومن دعا بها -وقد ارتكب الكبائر -غفرت له الذنوب كلها ،وإن
مات ليلته مات شهيدا .ثم قال لي :يا أبا عبد ال ،غفر ال له ولهل بيته
ولمؤذن مسجده ولمامه المستجير ،الدعاء :يا سلم المؤمن المهيمن
العزيز الجبار المتكبر الطاهر المطهر القاهر القادر المقتدر يا من ينادى
من كل فج عميق بألسنة شتى ،ولغات مختلفة ،وحوائج اخرى يا من ل
يشغله شأن عن شأن ،أنت الذي ل تغيرك الزمنة ،ول تحيط بك المكنة ول
تأخذك سنة ول نوم ،يسر لي من أمري ما أخاف عسره ،وفرج لي من
أمري ما أخاف كربه ،وسهل لي من أمري ما أخاف حزنه ،سبحانك ل إله
إل أنت إني كنت من الظالمين ،عملت سوء وظلمت نفسي ،فاغفر لي إنه ل
يغفر الذنوب إل أنت ،والحمد ل رب العالمين ،ول حول ول قوة إل بال
العلي العظيم ،وصلى ال على نبيه وآله وسلم تسليما ) - 31 .(1ومن
ذلك :دعاء آخر لمولنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ال عليه
علمه أيضا لويس القرني ،حدث أبو عبد ال الدبيلي يرفع الحديث إلى
اويس القرني ،عن أمير المؤمنين صلوات ال عليه قال :قال رسول ال
صلى ال عليه وعلى أهل بيته :ما من عبد دعا بهذا الدعاء إل استجاب ال
له .وحلف النبي دفعات كثيرة أنه لو دعي به على ماء جار لسكن ،ولو دعا
به رجل قد بلغ به الجوع والعطش لطعمه ال وسقاه ،ولو دعا به على
جبل أن يزول من موضعه لزال ،ولو دعا به لمرأة قد عسر عليها ولدتها
لسهل ال عليها ولدتها
][392
ولو دعا به رجل في مدينة والمدينة تحترق ومنزله في وسطها لنجا ولم يحترق
منزله ،ولو دعا به رجل أربعين ليلة من ليالي الجمع غفر ال له كل ذنب
بينه وبين الدميين ،وما دعا به مغموم أو مهموم إل فرج ال عنه ،وما
دعا به رجل على سلطان جائر إل استجاب ال تعالى له فيه ،وله شرح
طويل اقتصرنا منه .الدعاء " :بسم ال الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك
ول أسأل غيرك ،وأرغب إليك ول أرغب إلى غيرك ،يا أمان الخائفين،
وجار المستجيرين ،أنت الفتاح ذو الخيرات مقيل العثرات ،ماحي السيئات،
وكاتب الحسنات ،ورافع الدرجات ،أسألك بأفضل المسائل كلها ،وأنجحها
التي ل ينبغي للعباد أن يسألوك إل بها ،يا ال يا رحمن ،وبأسمائك الحسنى
وبأمثالك العليا ،ونعمك التي ل تحصى ،وبأكرم أسمائك عليك ،وأحبها
إليك ،وأشرفها عند منزلة ،وأقربها منك وسيلة ،وأجزلها مبلغا وأسرعها
منك إجابة ،وباسمك المخزون الجليل الجل العظيم الذي تحبه وترضاه،
وترضى عمن دعاك به فاستجبت دعاءه وحق عليك أل تحرم سائلك .وبكل
اسم هو لك في التوراة والنجيل والزبور والفرقان ،وبكل اسم هو لك
علمته أحدا من خلقك أو لم تعلمه أحدا ،وبكل اسم دعاك به حملة عرشك،
وملئكتك وأصفياؤك من خلقك ،وبحق السائلين لك ،والراغبين إليك
والمتعوذين بك والمتضرعين لديك .وبحق كل عبد متعبد لك في بر أو بحر،
أو سهل أو جبل ،أدعوك دعاء من قد اشتدت فاقته ،وعظم جرمه ،وأشرف
على الهلكة ،وضعفت قوته ،ومن ل يثق بشئ من عمله ،ول ]يجد[ لذنبه
غافرا غيرك ،ول لسعيه شاكرا سواك ،هربت منك إليك معترفا غير
مستنكف ول مستكبر عن عبادتك ،يا انس كل فقير مستجير أسألك بأنك
أنت ال ل إله إل أنت الحنان المنان ،بديع السماوات والرض ذو الجلل
والكرام ،عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم .أنت الرب وأنا العبد ،وأنت
المالك وأنا المملوك ،وأنت العزيز وأنا الذليل ،وأنت الغني ،وأنا الفقير،
وأنت الحي وأنا الميت ،وأنت الباقي وأنا الفاني ،وأنت المحسن وأنا
المسئ ،وأنت الغفور وأنا المذنب ،وأنت الرحيم
][393
وأنا الخاطئ ،وأنت الخالق وأنا المخلوق ،وأنت القوي وأنا الضعيف ،وأنت المعطي
وأنا السائل ،وأنت المين وأنا الخائف ،وأنت الرازق وأنا المرزوق وأنت
أحق من شكوت إليه ،واستغثت به ورجوته لنك كم من مذنب قد غفرت
له ،وكم من مسئ قد تجاوزت عنه ،فاغفر لي وتجاوز عني ،وارحمني
وعافني مما نزل بي ،ول تفضحني بما جنيته على نفسي ،وخذ بيدي وبيد
والدي وولدي وارحمنا برحمتك يا ذا الجلل والكرام ) - 32 .(1ق ،مهج:
ومن ذلك اعتصام وتهليل وسؤال لمولنا أمير المؤمنين عليه السلم:
اعتصمت بال الذي ل إله إل هو الباعث الوارث ،اعتصمت بال الذي ل
إله إل هو القائم على كل نفس بما كسبت ،اعتصمت بال الذي ل إله إل هو
الذي قال للسماوات والرض :ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين،
اعتصمت بال الذي ل إله إل هو ،ل تأخذه سنة ول نوم ،اعتصمت بال
الذي ل إله إل هو الرحمن على العرش استوى يعلم خائنة السر وما يخفى
الصدور .اعتصمت بال الذي ل إله إل هو له ما في السماوات وما في
الرض وما بينهما وما تحت الثرى ،اعتصمت بال الذي ل إله إل هو خالق
ما يرى وما ل يرى وهو بالمنظر العلى ،رب الخرة والولى ،اعتصمت
بال الذي ل إله إل هو الذي ذل كل شئ لملكه ،اعتصمت بال الذي ل إله
إل هو الذي خضع كل شئ لعزته ،اعتصمت بال الذي ل إله إل هو الذي
هو في علوه دان ،وفي دنوه عال ،وفي سلطانه قوي .اعتصمت بال الذي
ل إله إل هو البديع الرفيع الحي الدائم الباقي الذي ل يزول ،اعتصمت بال
الذي ل إله إل هو الذي ل تصف اللسن قدرته ،اعتصمت بال الذي ل إله
إل هو الحي القيوم ل تأخذه سنة ول نوم .اعتصمت بال الذي ل إله إل هو
الحنان المنان ]القديم[ ذو الجلل والكرام اعتصمت بال الذي ل إله إل هو
الواحد الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم
][394
يكن له كفوا أحد ،اعتصمت بال الذي ل إله إل هو ،أكرم الكرمين ،الكبير الكبر،
العلي العلى .اعتصمت بال الذي ل إله إل هو بيده الخير كله ،وهو على
كل شئ قدير ،اعتصمت بال الذي ل إله إل هو يسبح له ما في السماوات
والرض كل له قانتون ،اعتصمت بال الذي ل إله إل هو الحي الحكيم
السميع العليم الرحمن الرحيم ،اعتصمت بال الذي ل إله إل هو عليه
توكلت وهو رب العرش العظيم .بسم ال الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك
وأنت أعلم بمسألتي ،وأطلب إليك وأنت العالم بحاجتي ،وأرغب إليك وأنت
منتهى رغبتي ،فيا عالم الخفيات وسامك السماوات ،ورافع البنيات،
ومطلب الحاجات ،ومعطي السؤلت ،صل على محمد خاتم النبيين ،وعلى
آله الطيبين الطاهرين .اللهم اغفر لي خطيئتي ،وإسرافي في أمري كله،
وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي
وجدي وكل ذلك عندي ،اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ،وما أسررت
وما أعلنت ،أنت المقدم ،وأنت المؤخر وأنت على كل شئ قدير .إن تغفر
اللهم تغفر جما * وأي عبد لك إل لما هكذا وجد في الصل ) - 33 (1مهج:
روي عن جماعة يسندون الحديث إلى الحسين بن علي عليهما السلم قال:
كنت مع علي بن أبي طالب عليه السلم في الطواف في ليلة ديجوجية )(2
قليلة النور وقد خل الطواف ،ونام الزوار ،وهدأت العيون ،إذ سمع
مستغيثا مستجيرا مسترحما بصوت حزين محزون من قلب موجع وهو
يقول :يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم * يا كاشف الضر والبلوى مع
السقم قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا * يدعو ! وعينك يا قيوم لم تنم
) (1مهج الدعوات ص ،168 - 166ولفظ الشعر " ل ألما " وألم :أي قارف
الذنب (2) .أي مظلمة مع غيم ل ترى نجما ول قمرا.
][395
هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي * يا من أشار إليه الخلق في الحرم إن كان
عفوك ل يلقاه ذو سرف * فمن يجود على العاصين بالنعم قال الحسين بن
علي صلوات ال عليهما :فقال لي :يا أبا عبد ال أسمعت المنادي ذنبه
المستغيث ربه ؟ فقلت نعم ،قد سمعته ،فقال اعتبره عسى نراه ،فما زلت
أختبط في طخياء الظلم ) (1وأتخلل بين النيام .فلما صرت بين الركن
والمقام ،بدا لي شخص منتصب ،فتأملته فإذا هو قائم ،فقلت :السلم عليك
أيها العبد المقر المستقيل السمتغفر المستجير أجب بال ابن عم رسول ال
صلى ال عليه وآله .فأسرع في سجوده وقعوده وسلم ،فلم يتكلم حتى
أشار بيده بأن تقدمني فتقدمته فأتيت به أمير المؤمنين عليه السلم فقلت:
دونك ها هو ! فنظر إليه فإذا هو شاب حسن الوجه ،نقي الثياب ،فقال له:
من الرجل ؟ فقال له :من بعض العرب فقال له :ما حالك ومم بكاؤك
واستغاثتك ؟ فقال :ما حال من اوخذ بالعقوق فهو في ضيق ارتهنه
المصاب ،وغمره الكتئاب ،فارتاب ) (2فدعاؤه ل يستجاب ،فقال له علي:
ولم ذلك ؟ فقال :لني كنت ملتهيأ في العرب باللعب والطرب ،اديم العصيان
في رجب وشعبان ،وما اراقب الرحمن ،وكان لي والدشفيق رفيق ،يحذرني
مصارع الحدثان ،ويخوفني العقاب بالنيران ويقول :كم ضج منك النهار
والظلم ،والليالي واليام ،والشهور والعوام ،والملئكة الكرام ،وكان إذا
ألح على بالوعظ زجرته وانتهرته ،ووثبت عليه وضربته ،فعمدت يوما إلى
شئ من الورق فكانت في الخباء ) (3فذهبت لخذها وأصرفها فيما كنت
عليه ،فمانعني عن أخذها فأوجعته ضربا ولويت يده وأخذتها ومضيت،
فأومأ بيده إلى ركبتيه يروم النهوض من مكانه ذلك ،فلم يطق يحركها من
شدة الوجع واللم فأنشأ يقول:
) (1يعنى سواد الليل الشديد الظلمة (2) .فان تاب خ (3) .الورق :الدراهم
المضروبة ،والخباء :كن يعمل من وبر أو صوف أو شعر للسكنى في
البادية.
][396
جرت رحم بيني وبين منازل * سواء كما يستنزل القطر طالبه ) (1وربيت حتى
صار جلدا شمردل * إذا قام ساوى غارب العجل غاربه ) (2وقد كنت اوتيه
من الزاد في الصبى * إذا جاع منه صفوه وأطايبه ) (3فلما استوى في
عنفو ان شبابه * وأصبح كالرمح الرديني خاطبه ) (4تهضمني مالي كذا
ولوى يدي * لوى يده ال الذي هو غالبه ) (5ثم حلف بال ليقدمن إلى
بيت ال الحرام ،فيستعدي ال ) (6علي ،فصام أسابيع ،وصلى ركعات،
ودعا وخرج متوجها على عيرانة ) (7يقطع بالسير
) (1منازل :اسم ولده هذا المستغيث ،ذكر القصة في هامش مصباح الكفعمي ص
260وفيه :فقال عليه السلم :ما اسمك ؟ قال :منازل بن لحق الشيباني،
وأنا ممن ابتلى بالعقوق وأضاع الحقوق (2) ." ..الجلد - :بفتح وسكون
-الشديد القوى ،والشمردل :الطويل ،الحسن الخلق والغارب :الكاهل،
والعجل معروف ،وفى المصدر المطبوع :الفحل ،وهو الذكر من كل
حيوان ،يعنى أنه صار طويل بحيث ساوى كاهله كاهل الفحل أو العجل) .
(3الطايب جمع أطيب وهو أحسن الطعمة وأفضلها والصفو :الخالص
والخيار من كل شئ (4) .الردينى :الرمح المنسوب إلى ردينة ،اسم امرأة
كانت تقوم الرماح ،وزعموا أنها امرأة السمهرى كانا يقومان القنا بخط
هجر ،والخاطب :الذى يخطب ولعل المراد منه -بقرينة الضافة -
اللسان ،يعنى أن لسانه كالرمح في الطول والحدة والذرابة ،وإذا خصصنا
الخاطب بالذى يخطب السناء للتزويج ،كان له معنى آخر (5) .تهضمه:
أي كسره وحطمه وظلمه ،ولوى يده :أي فتله وثناه بحيث أعجزه عن
الدفاع (6) .استعدى عليه :استغاثة واستنصره ،يقال :استعديت على
فلن المير فأعدانى أي استعنت به عليه فأعاننى على عدوى(7) .
العيرانة من البل :التى تشبه العير في سرعتها ونشاطها.
][397
عرض الفلة ،ويطوي الودية ويعلو الجبال حتى قدم مكة يوم الحج الكبر فنزل
عن راحلته ،وأقبل إلى بيت ال الحرام ،فسعى وطاف به ،وتعلق بأستاره،
و ابتهل بدعائه ،وأنشأ يقول :يا من إليه أتى الحجاج بالجهد * فوق المهاد
من أقصى غاية العبد ) (1إني أتيتك يا من ل يخيب من * يدعوه مبتهل
بالواحد الصمد هذا منازل من يرتاع من عققى * فخذ بحقى يا جبار من
ولدي ) (2حتى تشل بعون منك جانبه * يا من تقدس لم يولد ولم يلد قال:
فو الذي سمك السماء ،وأنبع الماء ،ما استتم دعاءه حتى نزل بي ما ترى
-ثم كشف عن يمينه ،فإذا بجانبه قد شل -فأنا منذ ثلث سنين أطلب إليه
أن يدعو لي في الموضع الذي دعا به علي ،فلم يجبني ،حتى إذا كان العام
أنعم على فخرجت به على ناقه عشراء ) (3اجد السير حثيثا رجاء العافية،
حتى إذا كنا على الراك وحطمة وادي السياك ) (4نفر طائر في الليل
فنفرت منه الناقة التي كان عليها ،فألقته
) (1المهاد :الفراش ،والوطاء يمهد على البعير ،وفى المصدر :المهار ،وهو جمع
مهر بالضم ولد الفرس ،وفى كل النسخ بزيادة الياء " المهادى " و "
المهارى " ،وليس بصحيح (2) .منازل اسم هذا الرجل الراوى كما تقدم
ولذا يقول " :هذا منازل " وفى طبعة المصدر التى عندنا " من يرتاع "
كما في المتن ،وهو تصحيف نشأ من سوء فهم الكتاب فانهم ظنوا أن "
منازل " جمع منزل فبدلوا قوله " هذا منازل ل يرتاع من عققى " كما
في طبعة اخرى من المصدر بقولهم " هذا منازل من يرتاع من عققى ".
فعمى عليهم المعنى (3) .العشراء -كالنفساء -من النوق :التى مضت
لحملها عشرة أشهر (4) .الراك :واد قرب مكة قاله في المراصد ،وفي
القاموس " :موضع بعرفات قرب نمرة " والراك شجر من الحمض- ،
يستاك به ،ولعل الموضع لكثرة شجر الراك فيه سمى بالراك .والمراد
بوادي السياك ،هو ذلك الوادي نفسه ،سماه وادى السياك ل تخاذهم
السواك والسياك من ذلك الموضع ،وحطمة الوادي :مواضعه المتكسرة،
أو هو خطمة الوادي :يعنى أنفه وأعله.
][398
إلى قرار الوادي ،فارفض بنى الحجرين ) (1فقبرته هناك ،وأعظم من ذلك أني ل
اعرف إل " المأخوذ بدعوة أبيه " .فقال له أمير المؤمنين عليه السلم:
أتاك الغوث ،أتاك الغوث ،أل اعلمك دعاء علمنيه رسول ال صلى ال عليه
وآله ،وفيه اسم ال الكبر العظم ،العزيز الكرم ،الذي يجيب به من دعاه،
ويعطي به من سأله ،ويفرج به الهم ،ويكشف به الكرب ويذهب به الغم،
ويبرئ به السقم ،ويجبر به الكسير ،ويغني به الفقير ،ويقضي به الدين،
ويرد به العين ،ويغفر به الذنوب ،ويستر به العيوب ،ويؤمن به كل خائف
من شيطان مريد ،وجبار عنيد .ولو دعا به طائع ل على جبل لزال من
مكانه ،أو على ميت لحياه ال بعد موته ،ولو دعا به على الماء لمشى
عليه بعد أن ل يدخله العجب ،فاتق ال أيها الرجل فقد أدركتني الرحمة لك
وليعلم ال منك صدق النية إنك ل تدعو به في معصية و ل تيده إل لثقة في
دينك ! فان أخلصت فيه النية استجاب ال لك ،ورأيت نبيك محمدا صلى ال
عليه وآله في منامك ،يبشرك بالجنة والجابة .قال الحسين بن علي عليهما
السلم :فكان سروري بفائدة الدعاء أشد من سرور الرجل بعافيته وما نزل
به ،لنني لم أكن سمعته منه ،ول عرفت هذا الدعاء قبل ذلك ثم قال :آتني
بدواة وبياض ،واكتب ما امليه عليك ففعلت قال :اللهم إني أسئلك باسمك
بسم ال الرحمن الرحيم ،يا ذا الجلل والكرام يا حي يا قيوم يا حي ل إله
إل أنت يا من ل يعلم ما هو ول كيف هو ول أين هو ول حيث هو إل هو ؟
يا ذا الملك والملكوت ،يا ذا العزة والجبروت ،يا ملك يا قدوس يا سلم يا
مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق يا بارئ يا مصور يا
مفيد يا ودود يا بعيد يا قريب يا مجيب يا رقيب يا حسيب يا بديع يا رفيع يا
منيع
) (1ارفض :أي تبدد وتفرق اجزاؤه المتلشية وقوله " بين الحجرين " مفهومه
واضح غير أنه ل وجه لتعريف " الحجرين " ولعله كان الحجزين "
يعنى طرفي الوادي ،فيكون تأكيدا لقوله :قرار الوادي.
][399
يا سميع يا عليم يا حكيم يا كريم يا حليم يا قديم .يا علي يا عظيم يا حنان يا منان يا
ديان يا مستعان يا جليل يا جميل يا وكيل يا كفيل يا مقيل يا منيل يا نبيل يا
دليل يا هادي يا بادى يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا حاكم يا قاضي يا
عادل يا فاضل يا واصل يا طاهر يا مطهر يا قادر يا مقتدر يا كبير يا متكبر.
يا أحد يا صمد يا من يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ،ولم يكن له
صاحبة ،ول كان معه وزير ،ول اتخذ معه بشير ،ول احتاج إلى ظهير ،ول
كان معه إله ل إله إل أنت فتعاليت عما يقول الجاحدون ]الجاهلون[ علوا
كبيرا .يا عالم يا شامخ يا باذخ يا فتاح يا مفرج يا ناصر يا منتصر يا مهلك
يا منتقم يا باعث يا وارث يا أول يا آخر يا طالب يا غالب .يا من ل يفوته
هارب ،يا تواب يا أواب يا وهاب يا مسبب السباب يا مفتح البواب ،يا من
حيث ما دعي أجاب ،يا طهور يا شكور يا عفو يا غفور يا نور النور يا
مدبر المور يا لطيف يا خبير يا متجبر يا منير يا بصير يا ظهير يا كبير يا
وتر يا فرد يا صمد يا سند يا كافي يا محسن يا مجمل يا معافي يا منعم يا
متفضل يا متكرم يا متفرد .يا من عل فقهر ،ويا من ملك فقدر ،ويا من
بطن فخبر ،ويا من عبد فشكر ،ويا من عصى فغفر وستر ،يا من ل تحويه
الفكر ،ول يدركه بصر ،ول يخفى عليه أثر ،يا رازق البشر ،ويا مقدر كل
قدر ،يا عالي المكان ،يا شديد الركان ،ويا مبدل الزمان ،يا قابل القربان،
يا ذا المن والحسان ،يا ذا العز والسلطان ،يا رحيم يا رحمان ،يا عظيم
الشأن ،يا من هو كل يوم في شأن ،يا من ل يشغله شأن من شأن .يا سامع
الصوات ،يا مجيب الدعوات ،يا منجح الطلبات ،يا قاضي الحاجات يا منزل
البركات ،يا راحم العبرات ،يا مقيل العثرات ،يا كاشف الكربات ،يا ولي
الحسنات ،يا رفيع الدرجات ،يا معطي السؤلت ،يا محيى الموات ،يا
مطلع
][400
على النيات ،يا راد ما قد فات ،يا من ل تشتبه عليه الصوات ،يا من ل تضجره
المسئلت ،ول تغشاه الظلمات ،يا نور الرض والسماوات .يا سابع النعم،
يا دافع النقم ،يا بارئ النسم ،يا جامع المم ،يا شافي السقم يا خالق النور
والظلم ،يا ذا الجود والكرم ،يا من ل يطأ عرشه قدم .يا أجود الجودين ،يا
أكرم الكرمين يا أسمع السامعين ،يا أبصر الناظرين ،يا جار المستجيرين،
يا أمان الخائفين ،يا ظهير اللجين ،يا ولي المؤمنين يا غياث المستغيثين،
يا غاية الطالبين .يا صاحب كل قريب ،يا مونس كل وحيد ،يا ملجأ كل
طريد ،يا مأوى كل شريد ،يا حافظ كل ضالة ،يا راحم الشيخ الكبير ،يا
رازق الطفل الصغير يا جابر العظم الكسير ،يا فاك كل أسير ،يا مغني
البائس الفقير ،يا عصمة الخائف المستجير ،يا من له التدبير والتقدير ،يا
من العسير عليه يسير ،يا من ل يحتاج إلى تفسير ،يا من هو على كل شئ
قدير ،يا من هو بكل شئ خبير ،يا من هو بكل شئ بصير ،يا من هو على
كل شئ قدير .يا مرسل الرياح ،يا فالق الصباح ،يا باعث الرواح ،يا ذا
الجود والسماح يا من بيده كل مفتاح ،يا سامع كل صوت ،يا سابق كل
فوت ،يا محيى كل نفس بعد الموت .يا عدتي في شدتي ،يا حافظي في
غربتي ،يا مونسى في وحدتي ،يا وليي في نعمتي ،يا كنفي حين تعييي
المذاهب ،وتسلمني القارب ،ويخذلني كل صاحب يا عماد من ل عماد له،
يا سند من ل سند له ،يا ذخر من ل ذخر له يا كهف من ل كهف له ،يا ركن
من ل ركن له ،يا غياث من ل غياث له ،يا جار من ل جار له .يا جاري
اللصيق ،يا ركني الوثيق ،يا إلهي بالتحقيق ،يا رب البيت العتيق يا شفيق
يا رفيق ،فكنى من حلق المضيق ،واصرف عني كل هم وغم وضيق،
واكفني شر ما ل اطيق .يا راد يوسف على يعقوب ،يا كاشف ضر أيوب ،يا
غافر ذنب داود ،يا
][401
رافع عيسى بن مريم من أيدي اليهود ،يا مجيب نداء يونس في الظلمات ،يا
مصطفي موسى بالكلمات ،يا من غفر لدم خطيئته ،ورفع إدريس برحمته،
يا من نجا نوحا من الغرق يا من أهلك عادا الولى وثمود فما أبقى وقوم
نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى ،والمؤتفكة أهوى ،يا من دمر على
قوم لوط ،ودمدم على قوم شعيب .يا من اتخذ إبراهيم خليل ،يا من اتخذ
موسى كليما ،واتخذ محمدا صلى ال عليه وعليهم أجمعين خليل وحبيبا.
يا مؤتي لقمان الحكمة ،والواهب سليمان ملكا ل ينبغي لحد من بعده ،يا
من نصر ذا القرنين على الملوك الجبابرة ،يا من أعطى الخضر الحياة،
ورد ليوشع نور الشمس بعد غروبها ،يا من ربط على قلب ام موسى،
وأحصن فرج مريم بنت عمران ،يامن حصن يحيى بن زكريا من الذنب
وسكن عن موسى الغضب ،يا من بشر زكريا بيحيى ،يا من فدى إسماعيل
من الذبح ،يا من قبل قربان هابيل وجعل اللعنة على قابيل ،يا هازم
الحزاب صل على محمد وآل محمد وعلى جميع المرسلين ،والملئكة
المقربين وأهل طاعتك أجمعين .أسألك بكل مسألة سأل بها أحد ممن
رضيت عنه فحتمت له على الجابة يا ال يا ال يا ال ،يا رحمن يا رحيم،
يا رحمن يا رحيم ،يا رحمن يا رحيم ،يا ذا الجلل والكرام ،به به به به به
به به أسئلك بكل اسم سميت به نفسك ،أو أنزلته في شئ من كتبك أو
استأثرت به في علم الغيب عندك ،وبما لو أن ما في الرض من شجرة
أقلم والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات ال .وأسألك
بأسمائك الحسنى التي بينتها في كتابك ،فقلت " ول السماء الحسنى
فادعوه بها " وقلت " ادعوني أستجب لكم " وقلت " وإذا سألك عبادي
عني فاني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان " وقلت " يا عبادي الذين
أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ال " وأنا أسألك يا إلهي وأطمع
في إجابتي يا مولي كما وعدتني ،وقد دعوتك كما أمرتني فافعل بي كذا
وكذا ...وتسأل ال تعالى
][402
ما أحببت ،وتسمي حاجتك ،ول تدع به إل وأنت طاهر .ثم قال للفتى :إذا كانت الليلة
العاشرة فادع به وأتني من غد بالخبر ،قال الحسين بن علي عليهم السلم
وأخذ الفتى الكتاب ومضى ،فلما كان من غد ما أصبحنا حينا حتى أتى
الفتى إلينا سليما معافا ،والكتاب بيده ،وهو يقول :هذا وال السم العظم
استجيب لي ورب الكعبة ،قال له علي صلوات ال عليه :حدثني ،قال:
]لما[ هدأت العيون بالرقاد ،واستحلك جلباب الليل ) (1رفعت يدي بالكتاب،
ودعوت ال بحقه مرارا ،فاجبت في الثانية :حسبك ،فقد دعوت ال باسمه
العظم ،ثم اضطجعت فرأيت رسول ال صلى ال عليه وآله في منامي،
وقد مسح يده الشريفة علي وهو يقول :احتفظ بال العظيم .فانك على خير،
فانتبهت معافا كما ترى فجزاك ال خيرا ) - 34 .(2مهج :كان يدعو به
أمير المؤمنين عليه السلم والباقر والصادق صلوات ال عليهما وعرض
هذا الدعاء على أبي جعفر محمد بن عثمان قدس ال نفسه ،فقال :من مثل
هذا الدعاء ،وقال :الدعاء كفضل العبادة وهو هذا :اللهم أنت ربي وأنا
عبدك ،آمنت بك مخلصا لك على عهدك ووعدك ما استطعت أتوب إليك من
سوء عملي ،وأستغفرك لذنوبي التي ل يغفرها غيرك ،أصبح ذلي مستجيرا
بعزتك ،وأصبح فقري مستجيرا بغناك ،وأصبح جهلى مستجيرا بحلمك
وأصبحت قلة حيلتي مستجيرة بقدرتك ،وأصبح خوفي مستجيرا بأمانك،
وأصبح دائي مستجيرا بدوائك ،وأصبح سقمي مستجيرا بشفائك ،وأصبح
حيني مستجيرا بقصائك ،وأصبح ضعفي مستجيرا بقوتك ،وأصبح ذنبي
مستجيرا بمغفرتك ،وأصبح وجهي الفاني البالي مستجيرا بوجهك الباقي
الدائم الذي ل يبلى ول يفنى .يا من ل يواريه ليل داج ،ول سماء ذات
أبراج ،ول حجب ذات ارتجاج
) (1هدأت العيون :أي سكنت ونامت ،وجلباب الليل أستاره المظلمة ،واستحلكه:
اشتداد سواده بالظلمة (2) .مهج الدعوات ص .195 - 188
][403
ول ماء ثجاج في قعر بحر عجاج ،يا دافع السطوات ،يا كاشف الكربات ،يا منزل
البركات من فوق سبع سموات ،أسئلك يا فتاح يا نفاح يا مرتاح ،يا من
بيده خزائن كل مفتاح ،أن تصلي على محمد وآل محمد الطاهرين الطيبين،
وأن تفتح لي من خير الدنيا والخرة ،وأن تحجب عني فتنة الموكل بي،
ول تسلطه على فيهلكني ول تكلني إلى أحد طرفة عين فيعجز عني ،ول
تحرمني الجنة ،وارحمني وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين ،واكففني
بالحلل عن الحرام ،وبالطيب عن الخبيث يا أرحم الراحمين .اللهم خلقت
القلوب على إرادتك ،وفطرت العقول على معرفتك ،فتململت الفئدة من
مخافتك ،وصرخت القلوب بالوله ،وتقاصر وسع قدر العقول عن الثناء
عليك ،وانقطعت اللفاظ عن مقدار محاسنك ،وكلت اللسن عن إحصاء
نعمك وإذا ولجت بطرق البحث عن نعتك بهرتها حيرة العجز عن إدراك
وصفك ،فهى تتردد في التقصير عن مجاوزة ما حددت لها ،إذ ليس لها أن
تتجاوز ما أمرتها ،فهي بالقتدار على ما مكنتها تحمدك بما أنهيت إليها
واللسن منبسطة بما تملى عليها ،ولك على كل من استعبدت من خلقك أل
يملوا من حمدك ،وإن قصرت المحامد عن شكرك على ما أسديت إليها من
نعمك .فحمدك بمبلغ طاقة حمدهم الحامدون ،واعتصم برجاء عفوك
المقصرون وأوجس بالربوبية لك الخائفون ،وقصد بالرغبة إليك الطالبون،
وانتسب إلى فضلك المحسنون ،وكل يتفيأ في ظلل تأميل عفوك ويتضاءل
بالذل لخوفك ويعترف بالتقصير في شكرك ،فلم يمنعك صدوف من صدف
عن طاعتك ،ول عكوف من عكف على معصيتك ،أن أسبغت عليهم النعم،
وأجزلت لهم القسم ،وصرفت عنهم النقم ،وخوفتهم عواقب الندم،
وضاعفت لمن أحسن ،وأوجبت على المحسنين شكر توفيقك للحسان،
وعلى المسيئ شكر تعطفك بالمتنان ،ووعدت محسنهم بالزيادة في
الحسان منك .فسبحانك تثيب على ما بدؤه منك ،وانتسابه إليك ،والقوة
عليه بك ،و
][404
الحسان فيه منك ،والتوكل في التوفيق له عليك .فلك الحمد حمد من علم أن الحمد
لك ،وأن بدأه منك ومعاده إليك حمدا ل يقصر عن بلوغ الرضا منك ،حمد
من قصدك بحمده ،واستحق المزيد له منك في نعمه ،ولك مؤيدات من
عونك ،ورحمة تخص بها من أحببت من خلقك فصل على محمد وآله،
واخصصنا من رحمتك ،ومؤيدات لطفك وأوجبها للقالت وأعصمها من
الضاعات ،وأنجاها من الهلكات ،وأرشدها إلى الهدايات ،وأوقاها من
الفات ،وأعصمها من الضاعات ) (1وأوفرها من الحسنات ،وأنزلها
بالبركات وأزيدها في القسم ،وأسبغها للنعم ،وأسترها للعيوب ،وأغفرها
للذنوب إنك قريب مجيب .فصل على خيرتك من خلقك ،وصفوتك من
بريتك ،وأمينك على وحيك بأفضل الصلوات ،وبارك عليهم بأفضل
البركات ،بما بلغ عنك من الرسالت ،وصدع بأمرك ،ودعا إليك ،وأفصح
بالدلئل عليك ،بالحق المبين ،حتى أتاه اليقين وصلى ال عليه في الولين،
وصلى ال عليه في الخرين ،وعلى آله وأهل بيته الطاهرين ،واخلفه فيهم
بأحسن ما خلفت به أحدا من المرسلين بك يا أرحم الراحمين .اللهم لك
إرادات ل تعارض دون بلوغها الغايات ،قد انقطع معارضتها بعجز
الستطاعات عن الرد لها دون النهايات ،فأية إرادة جعلتها إرادة لعفوك،
وسببا لنيل فضلك ،واستنزال بخيرك ،فصل على محمد وأهل بيت محمد
وصلها اللهم بدوام وأبدأها بتمام ،إنك واسع الحباء كريم العطاء ،مجيب
النداء ،سميع الدعاء ) - 35 (2مهج :باسنادنا إلى أبي المفضل الشيباني
من الجزء الثالث من أماليه باسناده نصه إلى مولنا الحسن بن مولنا علي
بن أبي طالب عليهما السلم عن امه فاطمة
) (1في المصدر :وأعظمها من الضاعات ،وفى نسخة الكمبانى واعصمنا من
الضاعات وعلى أي حال قد سبقت هذه الجملة آنفا (2) .مهج الدعوات
ص .152 - 149
][405
بنت رسول ال صلى ال عليه وآله ،وجدناه باسناد صحيح أن رسول ال صلى ال
عليه وآله قال للزهراء فاطمة عليها السلم :يا بنية أل اعلمك دعاء ل
يدعو به أحد إل استجيب له ،ول يجوز عليك سحر ول سم ،ول يشمت بك
عدو ،ول يعرض عنك الرحمن ،ول يزغ قلبك ول ترد لك دعوة ،وتقضى
حوائجك كلها ؟ قالت :يا أبت لهذا أحب إلي من الدنيا وما فيها ،قال
تقولين :يا أعز مذكور ،وأقدمه قدما في العز والجبروت ،يا رحيم كل
مسترحم ومفزع كل ملهوف إليه ،يا راحم كل حزين يشكو بثه وحزنه إليه،
يا خير من سئل المعروف منه وأسرعه إعطاء ،يا من يخاف الملئكة
المتوقدة بالنور منه ،أسألك بالسماء التي يدعوك بها حملة عرشك ،ومن
حول عرشك بنورك يسبحون شفقة من خوف عقابك ،وبالسماء التي
يدعوك بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل إل أجبتني ،وكشفت يا إلهي
كربتي ،وسترت ذنوبي .يا من أمر بالصيحة في خلقه فإذا هم بالساهرة
محشورون ،وبذلك السم الذي أحييت به العظام وهي رميم ،أحي قلبي،
واشرح صدري ،وأصلح شأني يا من خص نفسه بالبقاء ،وخلق لبريته
الموت والحياة والفناء ،يا من فعله قول ،وقوله أمر ،وأمره ماض على ما
يشاء .أسئلك بالسم الذي دعاك به خليلك حين القي في النار فدعاك به
فاستجبت له وقلت " يا نار كوني بردا وسلما على إبراهيم " وبالسم
الذي دعاك به موسى من جانب الطور اليمن فاستجبت له ،وبالسم الذي
خلقت به عيسى من روح القدس ،و بالسم الذي تبت به على داود،
وبالسم الذي وهبت به لزكريا يحيى ،وبالسم الذي كشفت به عن أيوب
الضر ،وتبت به على داود ،وسخرت به لسليمان الريح تجري بأمره،
والشياطين ،وعلمته منطق الطير ،وبالسم الذي خلقت به العرش وبالسم
الذي خلقت به الكرسي ،وبالسم الذي خلقت به الروحانيين ،وبالسم الذي
خلقت به الجن والنس ،وبالسم الذي خلقت به جميع الخلق ،وبالسم
الذي خلقت به جميع ما أردت من شئ ،وبالسم الذي قدرت به على كل
شئ ،أسئلك
][406
بحق هذه السماء إل ما أعطيتني سؤلي ،وقضيت حوائجي يا كريم .فانه يقال لك يا
فاطمة نعم نعم ) - 36 .(1مهج :دعاء آخر عن مولتنا فاطمة الزهراء
صلوات ال عليها :اللهم قنعني بما رزقتني ،واسترني وعافني أبدا ما
أبقيتني ،واغفر لي وارحمني إذا توفيتني ،اللهم ل تعيني في طلب ما لم
تقدر لي ،وما قدرته على فاجعله ميسرا سهل ،اللهم كاف عني والدي،
وكل من له نعمة على خير مكافاة ،اللهم فرغني لما خلقتني له ،ول
تشغلني بما تكفلت لي به ،ول تعذبني وأنا أستغفرك ،ول تحرمني وأنا
أسئلك ،اللهم ذلل نفسي ،وعظم شأنك في نفسي ،وألهمني طاعتك والعمل
بما يرضيك ،والتجنب لما يسخطك ،يا أرحم الراحمين ) - 37 .(2مهج:
روي أن فاطمة عليها السلم زارت النبي صلى ال عليه وآله فقال لها :أل
ازودك ؟ قالت نعم ،قال :قولي :اللهم ربنا ورب كل شئ ،منزل التوراة
والنجيل والفرقان ،فالق الحب والنوى ،أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ
بناصيتها ،أنت الول فليس قبلك شئ ،وأنت الخر فليس بعدك شئ ،وأنت
الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ ،صل على محمد
وعلى أهل بيته عليه وعليهم السلم ،واقض عني الدين ،وأغنني من
الفقر ،ويسر لي كل المر يا أرحم الراحمين ) - 38 .(3ق :دعاء :اللهم
صل على محمد وآل محمد ،ويسر لي العمال التي تحبها وتحب العاملين
لها وأعني عليها ،واصرف عني العمال التي تكرهها وتكره العالمين لها
وأعني على تركها .اللهم أوصلني إليك من أقرب الطرق إليك وأسهلها
علي ،اللهم أعزني بالنقطاع إليك بل ضرورة ،وأحسن لي الدب بل
عقوبة ،وأجزل لي الثواب
][407
حسبي ال ل إله إل هو ،عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " .وهذا قد ذكرناه
في كتاب إغاثة الداعي وإعانة الساعي ،وإنما كان هذا الكتاب أحق به
المعارف الواعي ) - 40 .(1مهج :دعاء لمولنا الحسن بن علي عليهما
السلم :يا من إليه يفر الهاربون ،وبه يستأنس المستوحشون صل على
محمد وآله ،واجعل انسى بك فقد ضاقت عني بلدك ،واجعل توكلي عليك
فقد مال علي أعداؤك ،اللهم صل على محمد وآل محمد ،واجعلني بك
أصول ،وبك أحول ،وعليك أتوكل ،وإليك انيب ،اللهم وما وصفتك من صفة
أو دعوتك من دعاء يوافق ذلك محبتك ورضوانك ومرضاتك فأحيني على
ذلك ،وأمتني عليه ،وما كرهت من ذلك فخذ بناصيتي إلى ما تحب وترضى،
أتوب إليك ربي من ذنوبي ،وأستغفرك من جرمي ،ول حول ول قوة إل
بال ،ل إله إل هو الحليم الكريم ،وصلى ال على محمد وآله ،واكفنا مهم
الدنيا والخرة في عافية يا رب العالمين ) - 41 .(2مهج :اعلم أن هذا
دعاء عظيم من أسرار الدعوات ،ووجدت به ست روايات مختلفات ،ذكرنا
منها روايتين :واحدة في أدعية الغروب ،وواحدة في تعقيب الصبح من
كتاب عمل اليوم والليلة من المهمات ورواية في تعقيب العصر من يوم
الجمعة في الجزء الرابع من المهمات ،ورواية في آخر كتاب إغاثة الداعي
وإعانة الساعي ،ونذكر في هذا الكتاب الخامسة والسادسة استظهارا لهذا
الدعاء العظيم ،عند العارفين به من ذوي اللباب .الرواية المتقدمة من
دعاء العشرات :روينا باسنادنا إلى سعد بن عبد ال قال :حدثنا أحمد بن
محمد ،عن الحسن ابن علي بن فضال ،عن الحسن بن الجهم ،عمن حدثه،
عن الحسن بن محبوب أو غيره ،عن معاوية بن وهب ،عن أبي عبد ال
عليه السلم قال :إن عندنا ما نكتمه ول نعلمه
][409
غيرنا ،أشهد على أبي أنه حدثني عن أبيه عن جده قال :قال علي بن أبي طالب
عليه السلم :يا بني إنه ل بد من أن تمضي مقادير ال وأحكامه على ما
أحب وقضى وسينفذ ال قضاءه وقدره وحكمه فيك ،فعاهدني أن ل تلفظ
بكلم اسره إليك حتى أموت وبعد موتي باثني عشر شهرا .واخبرك بخبر
أصله عن ال ،تقول غدوة وعشية فتشغل به ألف ألف ملك يعطى كل ملك
منهم قوة ألف ألف كاتب في سرعة الكتابة ،ويوكل ال بالستغفار لك ألف
ألف ملك يعطى كل مستغفر قوة ألف ألف متكلم في سرعة الكلم ،ويبنى لك
في دار السلم ألف بيت في مائة قصر يكون ]فيه من جيران أهله ،ويبنى
لك في الفردوس ألف بيت في مائة قصر يكون[ لك جار جدك ويبنى لك في
جنات عدن ألف ألف مدينة ،ويحشر معك في قبرك كتاب يقول هائدا ]كذا[
ل سبيل عليك للفزع ول للخوف ول الزلزل ول زلت الصراط ،ول لعذاب
النار .ول تدعو بدعوة فتحب أن يجاب في يومك فيمسي عليك يومك إل
أتتك كائنة ما كانت ،بالغة ما بلغت ،في أي نحو كانت ،ول تموت إل
شهيدا ،وتحيى ما حييت وأنت سعيد ،ل يصيبك فقر أبدا ،ول جنون ول
بلوى .ويكتب لك في كل يوم بعدد الثقلين كل نفس ألف ألف حسنة ،ويمحى
عنك ألف ألف سيئة ،ويرفع لك ألف ألف درجة ،ويستغفر لك العرش
والكرسي حتى تقف بين يدي ال عزوجل ،ول تطلب لحد حاجة إل
قضاها ،ول تطلب إلى ال حاجة لك ول لغيرك إلى آخر الدهر في دنياك
وآخرتك إل قضاها ،فعاهدني كما أذكر لك .فقال له الحسين صلى ال عليه:
عاهدني يا أبه علي ما أحببت ،قال اعاهدك على أن تكتم على ،فإذا بلغ
منيتك فل تعلمه أحدا سوانا أهل البيت أو شيعتنا و أولياءنا وموالينا ،فانك
إن فعلت ذلك طلب الناس إلى ربهم الحوائج في كل نحو فقضاها ،فأنا احب
أن يتم ال بكم أهل البيت بما علمني مما اعلمك ما أنتم فيه فتحشرون ل
خوف عليكم ول أنتم تحزنون ،فعاهد الحسين عليا صلوات ال عليهما على
ذلك ثم قال :إذا أردت إنشاء ال ذلك فقل:
][410
سبحان ال ،والحمد ل ،ول إله إل ال ،وال أكبر ،ول حول ول قوة إل بال،
سبحان في آناء الليل وأطراف النهار ،سبحان ال بالغدو والصال ،سبحان
ال بالعشي والبكار ،سبحان ال حين تمسون وحين تصبحون ،وله الحمد
في السماوات والرض وعشيا وحين تظهرون ،يخرج الحي من الميت
ويخرج الميت من الحي ويحيي الرض بعد موتها وكذلك تخرجون
سبحانك ربك رب العزة عما يصفون ،وسلم على المرسلين ،والحمد ل
رب العالمين ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم .سبحان ذي الملك
والملكوت ،سبحان ذي العزة والعظمة والجبروت ،سبحان الملك الحق
القدوس ،سبحان الملك الحي الذي ل يموت ،سبحان القائم الدائم ،سبحان
الحي القيوم ،سبحان العلي العلى ،سبحانه وتعالى ،سبوح قدوس ،رب
الملئكة والروح .اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية ،فأتمم علي
نعمتك وعافيتك لي بالنجاة من النار ،وارزقني شكرك وعافيتك أبدا ما
أبقيتني ،اللهم بنورك اهتديت وبنعمتك أصبحت وأمسيت ،أصبحت اشهدك
وكفى بك شهيدا ،واشهد ملئكتك وحملة عرشك ،وأنبياءك رسلك ،وجميع
خلقك وسماواتك وأرضك ،أنك أنت ال ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك،
وأن محمدا صلواتك عليه وآله عبدك ورسولك ،وأنك على كل شئ قدير
تحيي وتميت وتميت وتحيي .وأشهد أن الجنة حق ،والنار حق ،وأن
الساعة آتية ل ريب فيها ،وأن ال يبعث من في القبور .وأشهد أن علي بن
أبيطالب عليه السلم والحسن والحسين ،وعلي بن الحسين ومحمد بن
علي ،وجعفر بن محمد ،وموسى بن جعفر ،وعلي بن موسى ،ومحمد بن
علي ،وعلي بن محمد ،والحسن بن على والمام من ولد الحسن بن علي،
الئمة الهداة المهديون ،غير الضالين والمضلين ،وأنهم أولياؤك
المصطفون ،وحزبك الغالبون ،وصفوتك وخيرتك من خلقك ،ونجباؤك
الذين انتجبتهم لوليتك ،و
][411
اختصصتهم من خلقك ،واصطفيتهم على عبادك ،وجعلتهم حجة على خلقك صلواتك
عليهم والسلم .اللهم اكتب لي هذه الشهادة عندك حتى تلقينيها وأنت عني
راض يوم القيامة وقد رضيت عني إنك على كل شئ قدير .اللهم لك الحمد
حمدا تضع لك السماء أكنافها ،وتسبح لك الرض ومن عليها ،ولك الحمد
حمدا يصعد ول ينفد ،وحمدا يزيد ول يبيد سرمدا مددا ل انقطاع له ول
نفاد أبدا حمدا يصعد أوله ول ينفد آخره ،ولك الحمد على ومعى وفي
وقبلي وبعدي وأمامي ولدى ،فإذا مت ،وفنيت وبقيت يا مولي فلك الحمد
إذا نشرت وبعثت ،ولك الحمد والشكر بجميع محامدك كلها ،على جميع
نعمائك كلها ،ولك الحمد على كل عرق ساكن ،وعلى كل أكلة وشربة
وبطشة وحركة ونومة ويقظة ولحظة وطرفة ونفس وعلى كل موضع
شعرة .اللهم لك الحمد كله ،ولك الملك كله وبيدك الخير كله ،وإليك يرجع
المر كله ،علنيته وسره ،وأنت منتهى الشأن كله .اللهم لك الحمد على
حلمك بعد علمك ،ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك اللهم لك الحمد باعث
الحمد ،ووارث الحمد ،وبديع الحمد ،ومبتدع الحمد ووافي العهد ،وصادق
الوعد ،عزيز الجند ،قديم المجد .اللهم لك الحمد مجيب الدعوات ،رفيع
الدرجات ،منزل اليات من فوق سبع سماوات ،مخرج النور من الظلمات،
مبدل السيئات حسنات ،وجاعل الحسنات درجات .اللهم لك الحمد غافر
الذنب ،وقابل التوب شديد العقاب ،ذي الطول ل إله إل أنت إليك المصير.
اللهم لك الحمد في الليل إذا يغشى ،ولك الحمد في النهار إذا تجلى ،ولك
الحمد عدد كل نجم وملك في السماء ،ولك الحمد عدد كل قطرة نزلت من
السماء إلى الرض ،ولك الحمد عدد كل قطرة في البحار والعيون والودية
والنهار
][412
ولك الحمد عدد الشجر والورق والحصى والثرى والجن والنس والبهائم و الطير
والوحوش والنعام والسباع والهوام ،ولك الحمد عدد ما أحصى كتابك
وأحاط به علمك ،حمدا كثيرا دائما مباركا فيه أبدا .ل إله إل ال وحده ل
شرك له ،له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت و يحيي وهو حي ل
يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير -عشر مرات -أستغفر ال الذي
ل إله إل هو الحي القيوم وأتوب إليه -عشر مرات -يا ال يا ال -عشر
مرات -يا رحمن يا رحمن -عشر مرات -يا رحيم يا رحيم -عشرا -يا
بديع السماوات والرض يا ذا الجلل والكرام -عشرا -يا حنان يا منان -
عشرا -يا حي يا قيوم -عشرا -يا ل إله إل أنت -عشرا -اللهم صل على
محمد وآل محمد -عشرا -بسم ال الرحمن الرحيم -عشرا -آمين آمين
افعل بي كذا وكذا ....وتقول هذا بعد الصبح مرة وبعد العصر اخرى ،ثم
تدعو بما شئت ) .(1ومن ذلك الرواية المتأخرة من دعاء العشرات ،وجدنا
إسنادها بما دون ما قدمناه من الفضل ،وكان القصد لفظ الدعاء منها ،لما
فيه من الختلف في النقل وهو أيضا مروي عن الحسين بن علي عليهما
السلم وعرفنا ]انه[ من جانب ال أنه أرجح من الذي قبله ) " .(2بسم ال
الرحمن الرحيم ،سبحان ال ،والحمد ل ،ول إله إل ال ،وال أكبر ،ول
حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،سبحان ال بالغدو والصال سبحان ال
في آناء الليل وأطراف النهار ،سبحان ال حين تمسون وحين تصبحون
وله الحمد في السماوات والرض وعشيا وحين تظهرون ،يخرج الحي من
الميت ،ويخرج الميت من الحي ،ويحيي الرض بعد موتها ،وكذلك
تخرجون
) (1مهج الدعوات ص (2) .184 - 180وذكره المحدث القمى في مفاتيح الجنان
ص 67نقل من مصباح الشيخ قدس سره راجعه ان شئت.
][413
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلم على المرسلين والحمد ل رب العالمين
سبحان ربك رب العرش العظيم .سبحان ذي الملك والملكوت ،سبحان ذي
العزة والعظمة والجبروت ،سبحان الملك الحي القدوس ،سبحان الدائم
القائم ،سبحان الحي القيوم ،سبحان ربي العلى ،سبحان العلي العلى،
سبحانه وتعالى ،سبحان ال السبوح القدوس رب الملئكة والروح .اللهم
إني أصبحت منك في نعمة وعافية ،فصل اللهم على محمد وآل محمد،
وتمم علي نعمتك وعافيتك وارزقني شكرك .اللهم بنورك اهتديت ،وبفضلك
استغنيت ،وبنعمتك أصبحت وأمسيت ،ذنوبي بين يديك أستغفرك وأتوب
إليك ،ل مانع لما أعطيت ،ول معطي لما منعت ،أنت الجد ،ل ينفع ذا الجد
منك الجد ،ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم .اللهم إني اشهدك واشهد
ملئكتك وحملة عرشك وجميع خلقك في سماواتك وأرضك أنك أنت ال
الذي ل إله إل أنت وحدك ل شريك لك ،وأن محمدا عبدك ورسولك صلى
ال عليه وآله اللهم اكتب لي هذه الشهادة عندك ،حتى تلقينيها يوم القيامة
وقد رضيت بها عني إنك على كل شئ قدير .اللهم لك الحمد حمدا تضع لك
السماوات كنفيها ،وتسبح لك الرض ومن عليها ،اللهم لك الحمد حمدا
يصعد أوله ول ينفد آخره حمدا يزيد ول يبيد سرمدا أبدا ل انقطاع له ول
نفاد حمدا يصعد ول ينفذ ،اللهم لك الحمد في و علي ومعى وقبلي وبعدي
وأمامي وورائي وخلفي ،وإذا مت وفنيت يا مولي ولك الحمد بجميع
محامدك كلها على جميع نعمك كلها ،ولك الحمد في كل عرق ساكن ،وعلى
كل عرق ضارب ،ولك الحمد على كل أكلة وشربة وبطشة ونشطة وعلى
كل موضع شعرة .اللهم لك الحمد كله ،ولك المن كله ،ولك الخلق كله ،ولك
الملك كله ولك المر كله ،وبيدك الخير كله ،وإليك يرجع المر كله ،علنيته
وسره وأنت منتهى الشأن كله.
][414
اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك في ،ولك الحمد على عفوك عني بعد قدرتك
على ،اللهم لك الحمد ،صاحب الحمد ،ووارث الحمد ،ومالك الحمد ووارث
الملك ،بديع الحمد ،ومبتدع الحمد ،وفي العهد ،صادق الوعد ،عزيز الجند،
قديم المجد .اللهم لك الحمد رفيع الدرجات ،مجيب الدعوات ،منزل اليات
من فوق سبع سماوات ،مخرج النور من الظلمات ،مبدل السيئات حسنات
وجاعل الحسنات درجات .اللهم لك الحمد غافر الذنب وقابل التوب ،شديد
العقاب ذي الطول ل إله إل أنت إليك المصير ،اللهم لك الحمد في الليل إذا
يغشى ،وفي النهار إذا تجلى ولك الحمد عدد كل نجوم في السماء ،ولك
الحمد عدد كل قطرة في السماء ولك الحمد عدد كل قطرة نزلت من
السماء ،ولك الحمد عدد كل قطرة في البحار ولك الحمد عدد الشحر
والورق والثرى والمدر والحصى والجن والنس والطير والبهائم والسباع
والنعام والهوام ،ولك الحمد عدد ما على وجه الرض ،وتحت الرض وما
في الهواء والسماء ،ولك الحمد عدد ما أحصى بك ،وأحاط به علمك حمدا
كثيرا طيبا مباركا فيه أبدا .ثم تقول :أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك
له ،له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي ل يموت بيده الخير وهو
على كل شئ قدير -عشر مرات -أستغفر ال الذي ل إله إل هو الحي
القيوم وأتوب إليه -عشر مرات -يا ال يا ال يا ال ،يا رحمن يا رحمن يا
رحمن ،يا رحيم يا رحيم يا رحيم ،يا حنان يا حنان يا منان يا منان ،يا حي
يا قيوم -كل واحد عشر مرات -يا بديع السماوات والرض ،يا ذا الجلل
والكرام -عشر مرات -بسم ال الرحمن الرحيم -عشر مرات -يا ل إله
إل أنت -عشر مرات -صل على محمد وآل محمد -عشر مرات -آمين
آمين -عشر مرات -ثم تسأل حوائجك كلها بعده لدنياك وآخرتك
][415
تجاب إنشاء ال تعالى .ق :روى أبو الجارود ،عن جابر الجعفي ،عن محمد بن
علي ،عن علي بن الحسين ،عن أبيه الحسين بن علي صلوات ال عليهم
أجمعين قال :قال مولنا أمير المؤمنين صلوات ال عليه :يا بني إنه ل بد
أن تمضي مقادير ال وأحكامه على من أحب ،وساق الحديث مثل ما مر
إلى قوله " فعاهدني يا بني أن ل تعلم هذا الدعاء أحدا سوى أهل بيتك
وشيعتك ومواليك ،فانك إن لم تفعل ذلك وعلمته كل أحد ،طلبوا الحوائج
إلى ربهم في كل نحو وقضاه ال عزوجل لهم ،فاني احب أن يتم ال ما أنتم
عليه فتحشرون ول خوف عليكم ول أنتم تحزنون ،ول تدعو به إل وأنت
طاهر ،ووجهك مستقبل القبلة ،ثم ذكر الدعاء مثل الثاني - 42 .ق :دعاء
واستغفار " :اللهم إني أرجو فضلك ،ول أرجو عملي ،ول أخشى ظلمك،
وأخشى جريرتي على نفسي ،اللهم فالرجاء لما قبلك ،والخشية لما قبلي،
اللهم فل يغلب إحسانك صغر قدرتي ،اللهم إنك تفضلت على بعلم اوتيت به
كثيرا من مصالحي وحوائجي ،فكمل بالعون والتوفيق ما قصر عنه عملي
وطاقتي .اللهم إني أسئلك حسن بصيرة ،ونفاذ عزيمة وأستوهبك سلطانا
على نفسي وبصيرة في أمري ،والشفاء من أمراض جسمي وقلبي ،اللهم
ل تتركني ونفسي فإني أضعف عنها ،وأعني عليها بعصمة منك وتوفيق،
اللهم إننى أضعف عن ملك نفسي ،فكيف أصل بغير معونتك قدرة على
عيوبي ؟ اللهم فالطف لي في جميع أمري ،ول تكلني إلى حولي وأحسن
إلي في دنياي وآخرتي .اللهم إنني اريد الخير ،ويصعب على فعله ،فأعني
عليه ،ووفقني له وأكره النشر ويجذبني هواي إليه فاعصمني منه ،اللهم
إنك تفضلت علي بما علمت به صلحي ،ولم أسئلك ول استحققته منك ،فل
يمنعك عن إجابتي تقصيري عن استحقاق ما أسئلك فيه ،كما لم يمنعك من
ابتداي بالحسان أني
][416
مستحق له .اللهم إن المخلوق يأمل المخلوق فيبلغه أمله فيما ملك ،وقد أملتك وأنت
الخالق ،فبلغني أملي في الدنيا والخرة ،فانك مالكهما ،اللهم إن المخلوق
يسئل المخلوق ،فيجود عليه بما ينقص من قدرته ،وقد سألتك فيما ل
ينقص من قدرتك فجد على به ،اللهم إن المخلوق يعفو عما يضره من
مخلوق مثله ،فاعف لي عما ل يضرك من فعله .اللهم إن العبد يعتق
عبيده ،وأنت المولى وأنا عبدك ،فأعتق رقبتي من النار ،اللهم إن الكريم
يتوسل إليه باحسانه ،ويتوجه به عنده ول أجد أكرم منك ،ول إحسان
أعظم من إحسانك وأنا أتوسل إليك بتتابع إحسانك ،وتوالي نعمك علي يا
أكرم الكرمين ،ويا من نقص عن إحسانه جميع العالمين ،فاجعل نعمتك
عندي شفيعا لي عندك ،وإحسانك إلى وسيلة لي إليك ،اللهم إني أسئلك
عيشة راضية وحكمة فائضة وعزا فسيحا ومنقلبا كريما يا أرحم الراحمين.
- 43من اصل قديم من مؤلفات قدماء الصحاب :دعاء الخلص :بال
أستفتح ،وبال أستنجح ،وبال أعتصم وبال أثق ،وعليه أتوكل ،و له
أعبد ،وإياه أستعين ،وبه أعوذ وألوذ ،وبمحمد وآله صلى ال عليهم أتوجه
وبهم أتوسل ،وبهم أتقرب ،وحسبي ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب
العرش العظيم .بسم ال بسم عالم الغيب والشهادة ،باسم من ليس في
وحدانيته شك ول ريب ،باسم من ل فوق عليه ول رغبة إل إليه ،باسم
المعلوم غير المجحود ،و المعروف غير الموصوف ،باسم المتكفل برزق
من أطاع وعصى باسم من أمات وأحيى باسم من له الخرة والولى ،باسم
العلي العلى ،والجليل الجل ،باسم المحمود المعبود المستحق لهما على
السراء والضراء ،باسم المذكور في الشدة والرخاء ،باسم المهيمن الجبار،
باسم الحنان المنان ،باسم العزيز عن غير تعزز ،والقديم من غير تقادر،
باسم الذي لم يزل ول يزال ،باسم من يزيل
][417
ول يزول .بسم ال الذي ل إله إل هو الحي القيوم ل إله إل ال إلها واحدا ونحن له
مسلمون ،ل إله إل ال ،ول نعبد إل إياه مخلصين له الدين ولو كره
المشركون ل إله إل ال ربنا ورب آبائنا الولين ،ل إله إل ال وحده وحده
وحده أنجز وعده ،ونصر عبده ،وهزم الحزاب وحده فله الملك وهو على
كل شئ قدير .ل إله إل ال رب العالمين ،ل إله إل ال العلي العظيم ،ل إله
إل ال العزيز الحكيم ،ل إله إل ال الغفور الرحيم ،ل إله إل ال ملك يوم
الدين ،ل إله إل ال لم يزل ول يزال ،ل إله إل ال الخالق للخير والشر ،ل
إله إل ال خالق الجنة والنار ،ل إله إل ال الحد الصمد الفرد ،الذي لم يلد
ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .ل إله إل ال عالم الغيب والشهادة الرحمن
الرحيم ،ل إله إل ال الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار
المتكبر سبحان ال عما يشركون ل إله إل ال الخالق البارئ المصور له
السماء الحسنى يسبح له ما في السماوات و الرض وهو العزيز الحكيم.
ل إله إل ال والكبرياء رداؤه ،ل إله إل ال الحليم الكريم ،ل إله إل ال
العلي العظيم ،ل إله إل ال الملك الحق المبين ،ل إله إل ال نور السماوات
والرضين ،ل إله إل ال الواحد الحد ل إله إل ال الفرد الوتر ،ل إله إل
ال المتوحد بالصمدية ،ل إله إل ال المتفرد بالوحدانية .ل إله إل ال الول
ل بأولية ،ل إله إل ال الخر بل نهاية ل إله إل ال القديم بل غاية ،ل إله
إل ال ل ضد له ول ند ول مثل ،ل إله إل ال ل كفو له ول شبيه ول
شريك ،ل إله إل ال ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ،ل إله إل ال
كما هلل شئ ،وكما يحب ال أن يهلل ،وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلله.
ل إله إل ال وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي
ل يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير.
][418
سبحان من له المر من قبل ومن بعد ،سبحان من ل تحصى نعمه ،ول تعد أياديه،
سبحان من في منته أتقلب وبعفوه أثق وإلى حكمه أسكن ،سبحان الجميل
العادة والبلء ،مستحق الشكر والثناء ،سبحان من إليه الرغبة ،ومنه
الخوف والرهبة ،سبحان الرافع الواضع ،سبحان المعطي المانع .سبحان
من ل تدركه الصفات ،ول تبلغه الوقات ،سبحان ذي الملك و الملكوت،
سبحان ذي العزة والعظمة والجبروت ،سبحان الملك الحى الذي ل يموت،
سبحان العلي العلى ،سبحانه وتعالى ،سبحان الواحد الذي ل إله غيره
سبحان القديم الذي ل بدء له ،سبحان العالم بغير تعليم ،سبحان من أحاط
بكل شئ علما ،سبحان الواحد الحد ،سبحان الباعث الوارث ،سبحان الحق
المبين ،سبحان الذي يحيي العظام وهي رميم ،سبحان ذي الجلل والكرام،
سبحان ذي الفواضل والنعم الجسام ]العظام[ .سبحان الذي ل يبلغ العمال
شكره ،ول تصف اللسن قدره ،ول تحيط بكنه صفته ،ول تهتدي القلوب
بجميع نعته ،سبحان الملك ذي العز الشامخ ،و السلطان الباذخ ،والمجد
الكامل ،والعطاء الفاضل ،والفضل السابغ ،سبحان المجمل المحسن،
سبحان المنعم المفضل ،سبحان ذي الجلل والكرام .سبحان ال آناء الليل
وأطراف النهار ،سبحان ال بالغدو والصال ،سبحان ال حين تمسون
وحين تصبحون ،وله الحمد في السماوات والرض وعشيا وحين
تظهرون ،يخرج الحي من الميت ،ويخرج الميت من الحي ،ويحيي الرض
بعد موتها ،وكذلك تخرجون ،سبحان ربك رب العزة عما يصفون ،وسلم
على المرسلين ،والحمد ل رب العالمين .سبحان ]ال[ كما ينبغي له من
التسبيح ،وكما هو أهله ومستحقه على ما أحب ورضي ،وبكل ما أبلى
وأعطى ،سبحان ال الذي عل فدنا ،وسمع ورأى وعلم وأحصى وقدر
وقضى وأنفذ ما شآء ،وأغنى وأقنى ،وأمات وأحيى وهو بالمنظر العلى،
رب الخرة والولى.
][419
سبحان الذي ل عدل له ول ند ول ضد ول ولد ،ول كفو ول صاحبة ،ول شبه ول
نظير ،ول شريك ،ول إله غيره تعالى وجل عما يقول الظالمون ،علوا
كبيرا .ال أكبر ،ال أكبر ،ل إله إل ال ،وال أكبر ،أهل الجبروت والعزة،
ال أكبر ولي الغيث والرحمة ،ال أكبر ملك الدنيا والخرة ،ال أكبر عظيم
الملكوت أل أكبر شديد شديد الجبروت ،ال أكبر عزيز القدرة لطيف لما
يشاء ،ال أكبر مدبر المور ،ال أكبر يحيي العظام وهي رميم ،ال أكبر
مبدئ الخفيات ،ال أكبر معلن السرائر .ال أكبر أول كل شئ وآخره ،ال
أكبر بديع كل شئ ومنتهاه ،ال أكبر مدرك كل شئ ومصيره إليه ،ال أكبر
خالق كل شئ وموله ،ال أكبر أمام كل شئ وخلف كل شئ ،ال أكبر مبتدء
كل شئ ووارثه ،ال أكبر بدء كل شئ ومعيده ،ال أكبر رازق كل شئ
ومغيثه ،ال أكبر رب كل شئ ومحصيه ،ال أكبر رب كل شئ ومنجيه ،ال
أكبر لم يك قبله شئ ،ال أكبر كل شئ بيده ،ال أكبر كل شئ هالك إل
وجهه ،ال أكبر ل يفعل ما يشاء غيره .ال أكبر لم يتخذ صاحبة ول ولدا
ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ،ال
أكبر ،لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ،ال أكبر مكبرا معظما مقدسا
كبيرا ،ال أكبر ول شريك له في تكبيري إياه ،بل أقول مخلصا وجهت
وجهي للذى فطر السماوات والرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين،
ال أكبر ل ند له ول ضد ول شبيه ول شريك ذو الجلل والكرام ل حول
ول قوة إل بال العلي العظيم .ل حول ول قوة إل بال قوة كل ضعيف ،ل
حول ول قوة إل بال عز كل ذليل ،ل حول ول قوة إل بال غنا كل فقير ،ل
حول ول قوة ،إل بال فرج كل مكروب ،ل حول ول قوة إل بال ،ولي كل
نعمة ،وصاحب كل حسنة ،ل حول ول قوة إل بال ،كاشف كل كربة ،ل
حول ول قوة إل بال ،المطلع على كل خفية ،ل حول ول قوة إل بال،
المحيط بكل سريرة ،ل حول ول قوة إل بال
][420
الشاهد لكل نجوى ،ل حول ول قوة إل بال ،اللطيف بعباده على فقرهم ،وغناه
عنهم ،وملكته إياهم ،ل حول ول قوة إل بال تفويضا إلى ال ولجئا إليه ل
حول ول قوة إل بال اعتزازا وتوكل عليه ،ل حول ول قوة إل بال
استغاثة بال وغناء عن كل أحد سواه ،ل حول ول قوة إل بال تمسكا بال،
واعتصاما بحبله ،ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم ،الحليم الكريم،
الرحمن الرحيم ،الذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير .ما شاء ال
تضرعا إلى ال وإخلصا له ،ما شاء ال استكانة إلى ال وعبادة له ما
شاء ال توجها إلى ال وإقرارا به ،ما شاء ال إلحاحا على ال وفاقة إليه،
ما شاء ال استغاثة إلى ال وحسن ظن به ،ما شاء ال خضوعا له وذل،
ما شاء ال خضوعا وتلطفا واعتمادا عليه ،وأشهد وأعلم أن ال على كل
شئ قدير ،وأن ال قد أحاط بكل شئ علما ،وأحصى كل شئ عددا .اللهم
إني اثني عليك بأحسن ما أقدر عليه ،وأشكرك بما مننت به على أشكرك
وأعترف لك بذنوبي ،وأذكر حاجتي ،وأشكو إليك مسكنتي وفاقتي فانك قلت
وقولك الحق " فما استكانوا الربهم وما يتضرعون " وها أنا ذا يا إلهي قد
استجرت بك ومثلت بين يديك وهربت إليك ولجأت إليك ،مستكينا لك
متضرعا إليك ،راجيا لما لديك ،تراني وتعلم ما في نفسي ،وتسمع كلمي،
وتعرف حاجتي ومسكنتي وحالى ،ومنقلبي ومثواي ،وما اريد أن ابدي به
من منطقي ،والذي أرجو منك في عاقبة اموري ،وأنت محص لما اريد
التفوه به من مقالي .جرت مقاديرك يا سيدي ،في وبما يكون مني في
أيامي ،من سريرتي و علنيتي ،وبيدك ل بيد غيرك زيادتي ونقصاني،
فأحق ما اقدم إليك يا سيدي قبل ذكر حاجتي ،والتفوه بطلبتي وبغيتي،
الشهادة بوحدانيتك ،والقرار مني بربوبيتك ،التي ضلت عنها ]الراء،
وتاهت فيها العقول ،وقصرت عنها[ الوهام وحارت عندها الفهام،
وعجزت لها الحلم ،وانقطع منطق الخلئق دون كنه نعتها ،وكلت اللسن
عند غاية وصفها.
][421
فليس أحد يقدر أن يبلغ شيئا من وصفك ،ول يعرف شيئا من نعتك ،إل ما حددته
له ،ووفقته إليه ،وبلغته إياه ،وأنا مقر يا سيدي أني ل أبلغ ما أنت أهله
من تعظيم جللك ،وتقديس مجدك ،وتمجد كلمك ،والثناء عليك والمدح
لك ،والذكر لك ،لنك أنت ال ل إله إل ال أنت وحدك ل شريك لك والذكر
للئك ،والحمد على تعاهدك بنعمائك ،والشكر على بلئك ،لن اللسن تكل
عن وصفك ،وتعجز البدان عن أداء شكرك .ولعظيم جرمي وكبير
خطاياي ،وما احتطبت على نفسي من موبقات ذنوبي التي أوبقتني،
وأخلقت عندك وجهي هربت إليك رب ،ومثلت بين يديك وتضرعت إليك
سيدي لقر لك بوحدانيتك وربوبيتك واثني عليك بما أثنيت به على نفسك،
وأصفك بما يليق بك من صفاتك ،وأذكر لك ما أنعمت به على من معرفتك.
فأشهد يا رب أنك الواحد الحد الصمد الوتر الذي لم يتخذ صاحبة ول ولدا،
ولم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ،وأنك الذي لم تزل ول تزال ول
يغيرك الدهور ،ول تفنيك الزمان ،ول تبليك العصار ،ول تداولك اليام
ول تختلف عليك الليالي ،ول تحاربك القدار ،ول تبلغك الجال ،ول يخلو
منك مكان ،ول فناء لملك ،ول زوال لسلطانك ،ول انقطاع لذكرك ،ول
تبديل لكلماتك ول تحويل لسنتك ،ول خلف لوعدك ،ول تأخذك سنة ول
نوم .أشهد أنك ربنا الذي إياه نعبد ،كنت قبل اليام والليالي ،وقبل الزمان
والدهور ،وقبل كل شئ ،وكونت كل شئ فأحسنت كونه ،فأنت حي قيوم،
ملك قدوس دائم متعال بل فناء ول زوال ،ول غاية ول منتهى ،ول إله في
السماء ول في الرض إل أنت المعبود المحمود العلي المتعال غير
موصوف ول محدود .تعظمت حميدا ،وتجبرت حليما وتكبرت رحيما،
وتعاليت عزيزا ،و تعززت كريما ،وتقدست مجيدا ،وتمجدت مليكا،
وتباركت قديرا ،وتوحدت
][422
ربا إلها حيا قيوما عظيما جليل حميدا عليا كبيرا ،وتفردت بخلق الخلق كلهم ،فما
من بارئ مصور صانع متقن غيرك ،وتفضلت قويا قادرا محمودا غالبا
قاهرا محسنا معبودا مذكورا مبدئا معيدا محييا مميتا باعثا وارثا وتطولت
عفوا غفورا وهابا توابا برا رحيما رؤفا ودودا قريبا مجيبا سميعا بصيرا
حليما حكيما حنانا منانا .وأشهد أن الذين يدعون من دونك ل يملكون
مثقال ذرة في السماوات والرض ،ول أصغر من ذلك ول أكبر ،وما لك
فيهما شريك ،وما لك فيهما نظير ،وما لك منهم من ظهير ،كفى بك لخلقك
واحدا ظهيرا .وأشهد أن لك السماوات والرضين ،وما فيهن وما بينهن،
وما تحت الثرى ،وبيدك ملكوت كل شئ وخزائنه ،تعطي من سعة ،وتمنع
من قدرة ،وما من مدعو غيرك ،ول مجيب إل أنت .وأشهد أن الذين اتخذوا
من دونك آلهة أن آلهتهم ل يخلقون شيئا وهم يخلقون ،ول يملكون
لنفسهم ضرا ول نفعا ،ول يملكون موتا ول حياة ول نشورا ول يملكون
كشف الضر عنهم ول تحويل .وأشهد أن الذين يدعون من دونك ل ينزلون
قطرة من السماء ،ول ينبتون حبة ول شجرة من الرض ول خضرة ،ول
يخلقون ذبابا ولو اجتمعوا له ،وإن يسلبهم الذباب شيئا ل يستنقذوه منه،
ضعف الطالب والمطلوب .تباركت يا سيدي وتجبرت ،وتقدست وتعاليت
عما يقول الظالمون علوا كبيرا ،وأحمدك اللهم وأنت للحمد أهل ،وأشكرك
وأنت للشكر أهل عن حسن صنيعك إلي ،وسوابغ نعمك علي ،وجزيل
عطائك لدي ،وعلى كل ما فضلتني به من رحمتك ،وأسبغت علي من
نعمتك ،فانك قد اصطنعت عندي ما يحق لك به شكري وذكرى من حسن
وليتك إياي ،ولطفك بالصلح لي وما ل غنى بي عنه ول يوافقني غيره،
ول بد لي منه ول أصلح إل عليه ،ولو ل حسن صنيعك إلى ،و تعطفك على
ما بلغت إحراز حظي ول صلح نفسي ،ولكنك ابتدأتني منك بالحسان
][423
ووليتني في اموري كلها بالكفاية ،وصرفت عني جهد البلء ،ومنعت عني المحذور
من القضاء .اللهم كم من بلء جاهد صرفته عني ،وأبليت به غيري ،وكم
من نعمة أقررت بها عيني ،وكم من صنيعة لك عندي ،إلهي أنت الذي
أجبت في الضطرار دعوتي ،وأقلت عند العثار زلتي ،وأخذت من العداء
ظلمتي ،فما وجدتك بخيل حين دعوتك ،ول متقبضا حين أردتك ،ولكني
وجدتك لدعائي سامعا ،وعدت علي بالنعم مسبغا في كل شان من شأني،
وكل زمان من زماني .وأنت عندي محمود ،وصنيعك عندي موجود،
يحمدك سيدي نفسي وعقلي ولساني وشعري وبشري ولحمي ودمي
ومخي وعصبي وعظامي ،وما أقلت الرض مني حمدا يكون مبلغا رضاك،
منجيا من سخطك .الحمد ل الذي استوجب على أن أحمده بما عرفني من
نفسه بفضله على وإحسانه إلى ولم أك شيئا ،الحمد ل الذي غذاني
بنعمته ،وأسبغ على فضله ،وابتدأني برزقه الطيب من غير أن أسئله ،ول
بعمل صالح استوجبت ما ابتدأني به إلهي ،وأوجب على من شكره كما ل
أستحق به المزيد من لديه .معما عرفني من دينه ،ودلني على نفسه،
وأكرمني برسوله ،وولة أمره وألقى في قلبي محبته ،وشاط لحمي ودمي
بحبه ،ولساني بذكره ،وأمرني بمسئلته ،ودعاني إلى عبادته ،ورغبني
فيما عنده ،وحثني على طاعته ،وزهدني في معصيته ،وشوقني إليه جنته،
وحذرني عقابه رحمة منه لي ومنة واجب شكرها على لو أن الدنيا وما
فيها أصبح وأمسى في ملكتي ،وأنا منسلخ من الدين الذي أنا به متمسك،
ما كان ذلك عوضا من بعضه ،فلربي الحمد على نعمه التي ل تحصى بعدد،
ول تجازى بعمل .الحمد ل رب العالمين ،رب السماوات والرضين ،العالم
بما كان ويكون الول بل ابتداء ،والخر بل انتهاء ،أول كل شئ ومصيره،
ومبدئ كل شئ ومعيده ،خضعت له الرقاب ،وخشعت له الصوات ،وضلت
فيه الحلم ،وكلت
][424
دونه البصار ،ل يقضي في المور غيره ،ول يدبر مقاديرها سواه ،ول يصير
منتهى شئ منها إلى غيره ،ول يتم شئ منها دونه .له الحمد والعظمة ،وله
الملك والقدرة ،وله اليد والحجة ،وله الحول والقوة ،وله الدنيا والخرة،
أمره قضاء ،ورضاه رحمة ،وسخطه عذاب ،وكلمه نور ،يقضي بعلم،
ويعفو بحلم ،واسع المغفرة ،شديد النقمة ،قريب الرحمة ،أحاط بكل شئ
علمه ،ووسع بكل شئ حفظه ،كان علمه قبل كل شئ ،ويكون بعد هلك كل
شئ ،ل يعجزه شئ ،ول يتوارى عنه شئ ،ول يقدر أحد قدره ول يشكره
أحد حق شكره ،ول تهتدي القلوب لصفته ،ول تبلغ العقول نعته .حارت
البصار دونه ،وكلت اللسن عنه ،لم تره عين ،ولم ينته إليه نظر ول
يدركه بصر .حي قيوم ل تأخذه سنة ول نوم ،وسع كل شئ رحمة وعلما
ومل كل شئ عظمة وعدل ،وأخذ كل شئ بسلطان وقدرة ل يعجزه ما
طلب ،ول يرد ما أمر ،ول ينقص سلطانه من عصاه ،ول يستغنى عنه من
تولى غيره .كل سر عنده علنية ،وكل غيب عنده شهادة ،فليس يستر عنه
شئ ،ول يشغله شئ عن شئ ،قلوب العباد بيده ،وآجالهم بعلمه،
ومصيرهم إليه ،ل يخفي عليه شئ مما هم فيه ،أحصى عددهم من قبل
خلقهم ،وعلم أعمالهم من قبل عملهم ،وكتب آثارهم ،وسمى آجالهم ،وعل
كل شئ قدرته ،ل يقع وهم كيف هو ؟ حي ل يموت ،صمد ل يطعم ،قيوم ل
ينام ،ملك ل يرام ،عزيز ل يضام ،جبار ل يرى ،سميع ل يشك ،بصير ل
يرتاب ،عظيم الشأن ،شديد السلطان ،خبير بكل مكان ،يعلم وهم النفس،
وهمس اللسن ،ورجع الشفاه ،وخائنة العين وما تخفي الصدور .ل تفنى
عجائبه ،ول ينقضي مدحه ،ول تنفد خزائنه ،ول تحصى نعمه ،ولو كان
البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله
مددا
][425
ولو أن ما في الرض من شجرة أقلم والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت
كلمات ال إن ال عزيز حكيم .ولك الحمد يا سيدي ومولي على نعمائك
وآلئك كثيرا ،وحسن بلئك ما عرفت منه وما لم أعرف وما ذكرت منه
وما لم أذكر ،وعلى ما أوليتني وأبليتني وأعطيتني وشرفتني ،وفضلتني
وكرمتني ،وهديتني لديك ،وسلكت بي نهج الحق وسبيل الصدق ،وطريقك
الواضح المحجة وسواء الصراط وعرفتني من إحسانك إلي وإنعامك على،
وحفظك لي في جميع ما خولتني ،وابتدائك إياي بما به أبتدأتني مما يعجز
عنه صفتي ،وتكل عنه لساني ،ويعيا عنه فهمي ،ويقصر دونه فهمي
وعلمي وينقطع قبل كنهه عددي ،ول يحيط به إحصاي .ولك الحمد على ما
سويت من خلقي ،وألزمت من الغنى نفسي ،وأدخلت من اليقين قلبي،
وأملت إلى طاعتك هواي ،ولم تحل بيني وبين شهواتي ،ولم أتبع هواي
بغير هدى ) (1منك .ولك الحمد على ما بصرتني مما أعميت منه غيري،
وأسمعتني مما أصممت منه غيري ،وأفهمتني مما أذهلت عنه غيري،
وأطلعتني على ما حجبته عن غيري وأدبتني فأحسنت أدبي ،وعلمتني
فلطفت لتعليمي ،فأي النعم يا سيدي لم تنعم بها علي ،وأي اليادي يا إلهي
لم تستوجبها على .ولك الحمد على ما عصمتني من مهاوي الهلكة،
والتمسك بحبل الظلمة ،و الجحود لطاعتك ،والتوجه إلى غيرك ،والزهد
فيما عندك ،والرغبة فيما عند سواك ،منا منك وفضل مننت به على،
ورحمة رحمتني بها من غير عمل سالف مني ول استحقاق لما صنعت بى،
ثم استوجبت على الحمد باتباع أهل الفضل والمعرفة للحق ،والبصر
بأبواب الهدى ،ولو ل أنت ربي ما اهتدينا إلى طاعتك ،ول عرفنا أمرك،
ول سلكنا سبيلك .ولك الحمد يا سيدي على آلئك التي استوجبت بها أن
تعبد ،وعلى حسن
][426
بلئك الذي استحققت به أن تحمد ،وعلى نعمك القديمة ،وأياديك الكثيرة التي ل
تحصى بعدد ،ول تكافى بعمل إل في سعة رحمتك ،وتتابع نعمك ،وعظيم
شأنك ،وكريم صنايعك ،وحسن أياديك .ولك الحمد يا سيدي على نعمك
السابغة ،وحججك البالغة ،ومننك المتواترة التي بها دافعت عني مكاره
المور ،وآتيتني بها مواهب السرور ،مع تمادي في الغفلة ،وتناهي في
القسوة ،فلم يمنعك ذلك من فعلي أن عفوت عني وسترت على قبيح عملي،
وسوغتني ما في يدي من نعمتك على ،وإحسانك إلى وصفحت لي عن
قبيح ما أفضيت به إليك ،وانتهكته من معاصيك .ولك الحمد يا سيدي على
النعم الكثيرة التي أصبحت وأمسيت أتعرفها منك وأعلم أنك وليها ومجريها
بغير حول مني ول قوة ،يا أرحم الراحمين .فيا رب لك الحمد على عافيتك
إياي من ألوان البليا التي أصبح وأمسى فيها كثير من عبادك ،فكم من
عبد يا إلهي أمسى وأصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين وعويل ،ينقلب في
غمه ل يجد محيصا ،ول يسيغ طعاما ول شرابا ،وأنا في صحة من البدن،
وسلمة من العيش ،كل ذلك منك ،يا رب فلك الحمد .وكم من عبد أصبح
وأمسى في كرب الموت ،وغصة وحشرجة ،ونظر إلى ما تقشعر منه
الجلود ،وتفزع له ،وأنا في عافية من ذلك يا رب فلك الحمد .وكم من عبد
أمسى وأصبح خائفا مرعوبا مشفقا وجل هاربا طريدا متحيرا في مضيق
المخابي ،قد ضاقت عليه الرض برحبها ل يجد حيلة ول ملجأ ول مأوى
وأنا في أمن وطمأنينة وعافية من ذلك يا رب فلك الحمد .وكم من عبد
أمسى وأصبح في ضنك من العيش ،وضيق المكان ،قد اثقل حديدا من قيد
أو غل أو مزق جلده ،وبضع لحمه ،أو لون عليه العذاب ،أو يتوقع القتل
صباحا ومساء ،وأنا في راحة ورحب وسعة وعافية من ذلك يا رب فلك
الحمد.
][427
وكم من عبد أمسى وأصبح أسيرا مغلول مكبل بالحديد بأيدي العداة الذين ل
يرحمونه ،مفردا عن أهله وولده ،منقطعا عن بلده وإخوانه ،يتوقع في كل
ساعة بأية قتلة يقتل ،وأية مثلة يمثل ،وأنا في عافية وسلمة من ذلك فلك
الحمد .وكم من عبد أمسى وأصبح يباشر القتال ويقاسي الحروب قد
غشيته العداء بالسيوف والرماح والنبل وآلة الحرب متقنع بالحديد ،قد
بلغ مجهوده ل يعرف حيلة ،ول يجد مهربا ،قد ادنف بالجراحات ،أو
متشحط بدمه تحت السنابك والرجل ،يتمنى شربة ماء يشربها ،أو نظرة
إلى أهل وولد ،وأنا في عافية من ذلك يا رب فلك الحمد .وكم من عبد
أمسى وأصبح غريبا مسافرا شاخصا عن أهله وولده ،متحيرا في المفاوز،
تائها فيها مع الوحوش والبهائم والهوام جائعا ظمآن ،وحيدا فريدا ل
يعرف حيلة ،ول يهتدي سبيل ،أو ]في[ جزع أو جوع أو عرى أو غيره
من الشدائد ،وأنا مما هو فيه خلو في عافية من ذلك يا رب فلك الحمد .وكم
من عبد أمسى وأصبح في ظلمات البحار ،وعواصف الرياح ،وأهوال
المواج ،يتوقع الغرق والهلك ،ل يقدر على حيلة ،أو مبتلى بصاعقة ،أو
هدم أو حرق أو شرق أو غرق أو خسف أو مسخ أو قذف ،وأنا من ذلك
في عافية يا رب فلك الحمد .وكم من عبد أمسى وأصبح فقيرا عائل
محزونا عاريا جائعا ظمآن ينتظر من يعود عليه بفضل ،أو عبد لك هو
أوجه مني عندك ،وأشد عبادة مملوك مقهور ،قد حمل ثقل من تعب العناء،
وشدة العبودية ،وثقل الضريبة ،أو مبتلى ببلء شديد وأنا المخدوم المنعم
عليه في عافية مما هو فيه ،يا رب فلك الحمد إلهي .وكم من عدو انتضى
على سيف عداوته ،وشحذ لي ظباة مديته ،وأرهف لي شباة حده ،وداف
لي قواتل سمومه ،وسدد إلى صوائب سهامه ،ولم تنم عنى عين حراسته،
وأضمر على أن يسومني المكروه ،ويجر عني ذعاف مرارته ،فنظرت
][428
) (1راجع ج 94ص 320ففيه مثل هذا الدعاء مشروحا (2) .فاستخذى خ ل.
][429
غواشي كربات كشفتها ،وامور حادثة قدرتها ،لم تعجزك إذ طلبتها ،ولم تمنع منك
إذ أردتها ،فلك الحمد من مقتدر ل يغلب ،وذي أناة ل يعجل .وكم من ظن
حسن حققت ،ومن عدم إملق جبرت ،ومن صرعة نعشت ومن مسكنة
حولت ،ل تسئل عما يفعل ،ول ينقصك ما أنفقت ،ولقد سئلت فأعطيت ولم
تسأل فابتديت ،واستميح فضلك فما أكديت ،أبيت إل إنعاما وامتنانا وتطول
وأبيت إل تقحم حرماتك ،وانتهاك معاصيك ،وتعدى حدودك وغفلة عن
وعدك ووعيدك وطاعة لعدوي وعدوك ،ولم يمنعك إخللي بالشكر من
إتمام إحسانك ول حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك ،فلك الحمد يا رب من
مقتدر ل يغلب وذي أناة ل يعجل .وسبحانك اللهم وبحمدك ،تباركت
وتجبرت ،وتعاليت وتقدست وتكبرت وتعظمت عما يقول الظالمون علوا
كبيرا .اللهم وأنا الداعي الذي أجبت ،فلك الحمد ،وأنا السائل الذي أعطيته
فلك الحمد ،وأنا الضال الذي هديته فلك الحمد ،وأنا الضعيف الذي قويته
فلك الحمد ،وأنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد ،وأنا العاري الذي كسوته
فلك الحمد ،وأنا السقيم الذي شفيته فلك الحمد ،أجل وعزتك لقد فعلت فلك
الحمد صل على محمد وعلى آله ،واجعلني لك من الشاكرين .اللهم وأنا
الطريد الذي رددته فلك الحمد ،وأنا المسافر الذي صحبته فلك الحمد ،وأنا
المسئ الذي أحسنت إليه فلك الحمد ،وأنا المهموم الذي فرجت همه فلك
الحمد ،وأنا المكروب الذي نفست كربه فلك الحمد ،أجل وعزتك لقد فعلت
فلك الحمد ،صل على محمد وآله ،واجعلني لك من الشاكرين .اللهم وأنا
الذليل الذي أعززته فلك الحمد ،وأنا المخذول الذي كفيته فلك الحمد ،وأنا
المبغى عليه الذي نصرته فلك الحمد ،وأنا الوضيع الذي رفعته فلك الحمد،
وأنا الهالك الذي خلصته فلك الحمد ،وأنا الغريق الذي نجيته فلك الحمد،
وأنا المهان ،الذي أكرمته فلك الحمد ،وأنا الراجل الذي حملته فلك
][430
الحمد ،أجل وعزتك لقد فعلت فلك الحمد صل على محمد وآله ،واجعلني لك من
الشاكرين .اللهم وأنا المريض الذي نعشته فلك الحمد ،وأنا المبتلى الذي
عافيته فلك الحمد ،وأنا المسجون الذي أخرجته فلك الحمد ،وأنا السير
الذي فككته فلك الحمد ،وأنا العزب الذي زوجته فلك الحمد] ،وأنا الذي لم
أك شيئا حتى جعلته فلك الحمد[ أجل وعزتك لقد فعلت فلك الحمد ،صل
على محمد وآله ،واجعلني لك من الشاكرين .رب تباركت وتعاليت ،لك
الحمد على ما أسديت وأوليت ،ولك الحمد على ما أعطيت وأبليت ،ولك
الحمد على مشيتك فينا ما أمر منها وما حل ،ولك الحمد على المهال،
والبتلء ،ولك الحمد على ما أطلت من عمرى ،ولك الحمد على ما أنسأته
من أجلى ،ولك الحمد على حسن قسمك لي ما لم أهتد إلى مسئلتك إياه ولك
الحمد على ما لم احط بمعرفته في ،ولك الحمد على إسبال سترك على ولم
أك أهله منك ،وعلى آثار نعمك علي ولم أبلغ شكرها إل بك ،ولك الحمد
على تجددها على ،ولك الحمد على تطولك بها على الحالتين .ولك الحمد
على نعمة السلم الذي رضيته لنا دينا ،والنبي المي الذي ارتضيته لنا
أمينا ،ولك الحمد على ما ندبتنا إليه ،وأنقذتنا منه به ،وجعلته خير نبي
ابتعث ،وجلعنا خير امة اخرجت ،ولك الحمد على لطفك بنا في تمييزك إيانا
من أصلب المشركين ،وأرحام المشركات ،سللة من سللة ،حتى ألحقتنا
بعصره ،وأنقذتنا من الهلكة به ،فلك الحمد عدد الحصى والثرى ،ولك
الحمد ملء الخرة والدنيا ،ولك الحمد حسب ما تستحق وترضى .اللهم يا
سيدي أنت الذي مننت على بتحميدك وتمجيدك والثناء عليك والشكر لك،
وكل هذا يا مولي مع سائر أنعامك ومننك وأياديك التي ل احصيها ،ول
اطيق تعدادها ،أول ذلك يا سيدي وأشرفه وأفضله وأعظمه وأكثره وأجله
المتنان على بمعرفة ربوبيتك ،وقدرتك وعظمتك ،ومعرفة رسولك ،و
القرار به صلى ال عليه وآله ،ومعرفة أوليائك ،وحججك وأصفيائك،
واليتمام بهم ،والتصديق
][431
لهم ،والتسليم لقولهم ،واليمان بكتبك ورسلك ،ثم عافيتك وسعة رزقك وفضلك
وجميع صنيعك الحسن الجميل .فلك الحمد يا إلهى ومولى ،ولك التسبيح
والتقديس والتهليل ،والشكر والمنة كما ينبغي لكرم وجهك وعز جللك
وعظمتك ،وكما أنت أهله يا حي يا قيوم ،ولك الحمد بكل نعمة أنعمتها على
وعلى أحد من خلقك ،كان أو يكون إلي يوم القيامة .ال أكبر ،والحمد ل،
وسبحان ال ،ول إله إل ال ،عدد ما خلقت وسميت وقدرت وكتبت ،أو أنت
فاعله في الدنيا والخرة .يا سامع كل صوت ،ويا جامع كل فوت ،يا بارئ
النفوس بعد الموت ،يا من ل يشغله شأن عن شأن ،ويا من ل تشابه عليه
الصوات ،ول تغشاه الظلمات ،يا من ل ينسى شيئا لشئ يا من ل يدعى
من لدن عرشه إلى قرار سماواته وأرضه إله غيره ،صل على محمد وآله
عبدك ورسولك وحبيبك وخليلك ونبيك ونجيك وأمينك وصفوتك وخاصيتك
وخالصتك وخيرتك من خلقك ،الذي هديتنا به من الضللة والعمى وبصرتنا
به من الغشى ،وعلمتنا به من الجهالة ،وأقمتنا به على المجحة العظمى
وسبيل التقوى ،وأخرجتنا به من الغمرات ،وأنقذتنا به من شفا جرف
الهلكات أمينك على وحيك ،وموضع سرك ،ورسولك إلى خلقك ،وحجتك
على عبادك ومبلغ أمرك ،ومؤدي عهدك ،جعلته رحمة للعالمين ،ونورا
يستضئ به المؤمنون بشيرا بالجزيل من ثوابك ،وينذر بالليم من عقابك،
انتجبته لرسالتك واستخلصته لدينك ،واسترعيته عبادك ،وائتمنته على
وحيك ،وجعلته الشاهد لك والدليل عليك ،والداعي إليك ،والحجة على
بريتك ،والسبب فيما بينك وبين عبادك ،والشاهد لهم ،والمهيمن عليهم
وعلى أهل بيته الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا .اولئك
الطيبون المباركون ،الطاهرون المطهرون ،الهداة المهتدون ،غير الضالين
ول المضلين ،امناؤك في أرضك وعمدك في خلقك ،الذين استنقذت بهم من
][432
][433
من كل أمره سواه .ثم مننت على بالذكر الحكيم كتابك ،فاستودعته صدري ،وأنطقت
به لساني وجعلته قرة عين لي ،ثم دللتني على معرفة ربوبيتك وعظمتك،
واقتدارك في ملكك وسلطانك ،وكرمك في فعالك ،ومنحتني من ذلك كثيرا،
فأسئلك اللهم يا مانح النعم قبل أن نستحق ،ويا مبتدئا بالرحمة قبل أن
نسئل ،لما جعلت ما أكرمتني به من ذلك ،ومننت به على مستتما منك
موصول وحتما على نفسك واجبا وأن ل يشوب إخلصي وصدق نيتي
وصحة الضمير مني شك ول وهن ،ول تقصير ول تفريط ،حتى تميتني
على الخلص به ،وتبعثني على استيجاب رضاك ،ولما جعلته نورا وحجة
وحجابا ،ولما لم تجعله وبال على بتقصير كان مني وضعفا من شكرى،
فأكون ومن عصاك وخالف أمرك وجحدك بمنزلة سواء في غضبك .اللهم
وأنا يا سيدي ومولي المذنب عبدك ،المسئ المعترف بخطاياي ،المقر
بذنوبي ،أقبلت إليك تائبا من جميع ما ارتكبت ،وأنخت بفنائك نادما على ما
أذنبت ،وأتيتك مقرا بجميع ما أجنت جوارحي ،مستغفرا لك منها،
مستعصما بك من العود في مثلها ،راجيا لرحمتك ،ساكنا إلى حسن
عبادتك ،معول على جودك وكرمك ،واثقا لحسن الظن بك ،وبرحمتك التي
وسعت كل شئ ،لجيا مستغيثا ،مستعينا بك على طاعتك ،منقطعا رجاي إل
منك ،بريئا إليك من الحول والقوة والقدرة ،مقرا بأن ما بي من نعمة
فمنك ،خاضعا لك ذليل بين يديك .ل أعرف من نفسي إل كل الذي يسوؤني
ول أعرف منك إل كل الذى يسرنى ،لنك أحسنت إلى وأجملت ،وأنعمت
فأسبغت ،ورزقت فوفرت ،و أعطيت فأجزلت ،بل استحقاق لذلك بعمل
مني ،ول لشئ مما أنعمت به على بل تفضل منك وكرما ،فأنفقت نعمك في
معاصيك ،وتقويت برزقك على سخطك وأفنيت عمري فيما ل تحب ،فلم
يمنعك ذلك منى أن سترت على قبايح عملي ،و أظهرت مني الحسن الجميل
الذي أنت أهله ل ما أنا أهله ،وسوغتني ما في يدى
][434
من نعمك ،ولم يمنعني ذلك من فعلك أن ازددت في معاصيك تماديا ،ولم يمنعك
تمادي في معاصيك عن إدامة سترك ،ومدافعتك عني البلء ،وإحسانك
وإجمالك وإنعامك وإفضالك مرة من بعد مرة ،ومرارا ل تحصى كثيرة،
وفي كل طرفة ولحظة ونومة ويقظة أنا متقلب في معاصيك ،وسترك دائم
على ،ونعمك شاملة لي سابغة لدي في جميع حالتي .فأنت يا سيدي العواد
بالنعم ،وأنا العواد بالمعاصي ،وأنت يا سيدي خير الموالي ،وأنا شر
العبيد ،أدعوك فتجيبني ،وأسئلك فتعطيني ،وأستزيدك فتزيدني ،وأسكت
عنك فتبتدئني ،فلست أجد شافعا أوكد ول أعظم ول أكرم ول أجود منك.
آملك اللهم بطلبتي ،وأتوجه إليك سيدي بمسئلتي ،واحضرك يا مولي
رغبتي ،وأبثك إلهي ما أنت أعلم به من شأني ،وبك رب استغاثتي ،وإليك
لهفى واستكانتي ،وأنت ثقتى ورجائي ،وبدعائك تحرمي ،وبجرمتك
توسلي ،وبمحمد وآله تقربي ،من غير ما استيجاب مني ،ول استحقاق
لجابتك ببسط يد إلى طاعتك أو قبض قدم من معصيتك ،أو اتعاظ بزجرك،
أو إحجام عن نهيك إل لجأي إلى توحيدك وتوجهي إليك بمحمد وأهل بيته
وتمسكى بهم ،ومعرفتك بمعرفتي أل رب لى سواك ول غوث إل عندك،
وركوني إلى أمرك في كتابك ،ورجائي لما سبق فبه من لطيف عدتك وكريم
عفوك ،إذ تقول يا سيدي لمسرفي عبادك " يا عبادي الذين أسرفوا على
أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ال إن ال يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور
الرحيم ،وتقول إفهاما وعدة وتكريرا " ومن يغفر الذنوب إل ال " و
تعرفهم جودك ،وسعة فضلك حين تقول " واسئلوا ال من فضله "
وتخبرهم بكرمك وفيض عطائك بقولك " وما كان عطاء ربك محظورا "
وتأمرهم بدعائك ،وتعدهم إجابتك فتقول " ،ادعوني أستجب لكم "
وتخبرهم بقربك من دعاء داعيك وإجابتك إياه فقلت " وإذا سألك عبادي
عني فانى قريب اجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي
لعلهم يرشدون " ودللتهم على حسن مناجاتك،
][435
وما به يدعونك ،فقلت " ادعوا ال أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله السماء
الحسنى " .وأسئلك اللهم يا ال يا رحمن يا رحيم ،يا ذا الجلل والكرام ،يا
ذا السماء الحسنى ،والمثال العليا ،واللء والكبرياء ،ناجيتك مسرفا على
نفسي ،مفتقرا محتاجا إلى فضلك ،فقيرا إلى سعتك ،واثقا بمغفرتك
وعفوك ،راجيا لرحمتك ،وأسئلك اللهم بكل دعوة استجبت بها لحد من
أنبيائك ورسلك ،و أصفيائك وأهل الزلفة عندك ،وبما في كتابك المنزل على
نبيك محمد صلى ال عليه وآله من فاتحته إلى خاتمته ،ففيه اسمك
العظم ،وكلماتك التامة ،وما يخاف ويرجى .وأسئلك يا سيدي بما آليت به
على نفسك ،ودعوت إليه من رحمتك و استجابتك ،ووعدت من قربك،
وندبت إليه من عفوك ،وأمرت به من دعائك وقبلت من توبه من تاب إليك
أسئلك اللهم بكل دعوة توسل بها إليك راج بلغته أمله ،وصارخ أغثت
صرخته ،وملهوف رحمت لهفته ،ومكروب روحت عن قلبه ووجل مرتاع
آمنت روعته ،ومحتاج سددت بفضلك خلته ،وفقير نفيت بغناك وسعتك
فقره ،ومبتلي أهديت عافيتك إليه ،ومعافى أتممت نعمتك عليه ،ومذنب
خاطئ غفرت ذنبه وزلته ،وأقلت عثرته ،ومفتون عصمته ،ومحبوس
مأسور أطلقت أسره ،ومرهق مطلوب حفظته ،وأجرته ووقيته ،وداعي
مبتهل استجبت دعوته ،و مستغيث مكروب أعنته ،وفرجت عنه ،ومضطهد
مقهور نصرته ،ومكتنف مغلوب غلبت له ،ومستهان ذليل أعززته،
وغريب نازح أدنيته ،وخائف مترقب أغثته وآمنت روعته وخوفه ،وصريع
ضعيف رفعت صرعته وقويته .أسئلك أن تصلي على محمد وآله ،وأن
تغفر لي الذنوب التي تغير النعم ،و تغفر لي الذنوب التي تحدث النقم،
وتغفر لي الذنوب التي تحبس القسم ،وتغفر لي الذنوب التي تهتك العصم،
وتغفر لي الذنوب التي تمنع العطاء ،وتغفر لي الذنوب التي تنزل البلء،
وتغفر لي الذنوب التي تحجب الدعاء ،وتغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء،
وتغفر لي التي تقطع الرجاء ،وتغفر لي الذنوب التي تورث
][436
الشقاء ،وتغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء ،وتغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء
وتغفر لي الذنوب التى تحبس قطر السماء .يا ملجأ كل لج ،ورجاء كل
راج ،عافني من شر ما يجرى به القدر وآمن خوفي ،وقربني منك،
ووفقني لدعائك ،وافعل مثل ذلك بوالدي وأهلي وولدي وإخواني في ديني
وإخوتي وأخواتي المؤمنين ،وأهل وليتى ،وافتح مسامع قلبي لذكرك،
وارزقني خير الدنيا والخرة .يا خير من خلوت به في وحدتي ،ويا خير من
ناجيته في سريرتي ،ويا خير من شخصت إليه ببصري ،ويا خير من
أشرت إليه بكفي ،ويا خير من مددت إليه يدي ،يا خير من أبي وامي ومن
الناس كلهم أجمعين يا سيدي ورجائي قد مد الخاطئ المذنب إليك يده
بحسن ظنه بك ،قد جلس المسرف على نفسه بين يديك مقرا لك بسوء
عمله قد رفع الظالم لنفسه الكفين إليك ،وقد جثا العواد بالمعاصي بين
يديك ،خوفا من يوم تجثو الخلئق بين يديك ،فزعا مشفقا حذرا من أن
تجازيه بعمله ،أو تبعث شاهدا عليه من نفسه ،قد قلب المشفق يديه
المبتلى بجنايته المستخفي من عبادك وإمائك بجرمه ،المبارز لك بعظيم
ذنوبه ،قد رفع المجترح السيئات رأسه قد أشار إليك العاصي وتضرع
باصبعه ،قد مد إليك طرفه ،وفاضت عبرته ،قد نطق لسانه مستغفرا نادما
تائبا مما أحصيت عليه .يا سيدي أعوذ بك وبك ألوذ ،فصل على محمد
وآله ،واغفر لي ذنوبي يا رب واغفر لي ما نظرت إليه عيناي ،وما مشت
إليه قدمي ،وأصغى إليه سمعي ،وباشره جلدي .اللهم إني أستغفرك مما
أردت به وجهك فخالطه ما ليس لك ،وأستغفرك مما نهيتني عنه فأتيته
اتباع مرضاة عبد من عبيدك أو أمة من إمائك ،وتعرضت فيه لسخطك،
وأستغفرك مما أعطيتك من نفسي ،ثم لم أف به لك ،وأستغفرك مما اطلعت
عليه مني من القبيح الذي بارزتك به وخفي على خلقك ،وأستغفرك اللهم
مما اطلعت عليه مني من سوء السريرة ،وخبث الطوية في التقصير في
][437
عبادتك ،وتسبيحك وتقديسك ،وأستغفرك اللهم من مظالم كثيرة بيني و بين عبادك.
اللهم فأيما عبد من عبيدك أو أمة من إمائك كانت له عندي وقبلي مظلمة
أو تبعة ظلمته بها بعمد مني أو خطاء أخطأته حتى وصل ذلك إليه في ماله
أو بدنه أو عرضه ،لم أخرج إليه من مظلمته ول من تبعته ،مات أو غاب
أو حضر ،وتركت تحليل ذلك منه ولم ارضه من حقه فصل على محمد وآله
وأرضه عنى مما عندك فان عندك يا سيدي ما ترضيه ،وليس عندي ما
ارضيه به ،فهب لي يا سيدي حقك وأرض عني خلقك .رب أسرفت على
نفسي ،وفرطت في جنبك ،وخلت أيامي بتقصيري في حقك ،وليس عندي
ما أدرا به عن نفسي حجتك ول عندي ما أتلفي به ما فرط مني إل الرجاء
لعفوك ،الذي أكدته في كتابك ،حيث تقول " يا عبادي الذين أسرفوا على
أنفسهم ل تقنطوا من رحمة ال " فصل على محمد وآل محمد ،واجعل لي
فيما بقي من عمري سيدا من عملي أنال به رضاك ،وأستحق به صفحك .يا
أهل التقوى وأهل المغفرة ،ويا أهل العفو والصفح ،إن الذين سبقت لهم منا
الحسنى اولئك عنها مبعدون ،تطول منك عليهم ل بعملهم ،وفقتهم لطاعتك
وجنبتهم معصيتك ،وسهلت لهم سبيل ما يزلفهم عندك ،فان أكن لست
منهم فأدخلني بتطولك فيهم ،فانك واجد من تشقيه ،ول أجد من يسعدني .يا
أهل التقوى ويا أهل المغفرة ،ويا أهل العفو والصفح ،لم أعصك استخفافا
بنهيك ،ولكن ثقتى بعفوك ،ولم اطعك إل خوفا منك ،ولم يذهب بي عنك إل
رجاء نيلك ،ولو كنت تعجل ول تمهل إذا ما ند عنك ناد ،ول كثر نزع ذي
عناد ،يا نعم المولى والموئل والملجأ والمعقل ،ل وزر منك إل بطاعتك،
ول سبيل إليك إل بترك معصيتك ،فصل على محمد وآله وألهمني طاعتك،
واعصمني عن معصيتك ،فانك إن تخذلني أحف عن الرشد وإن ترشدني لم
يحفني أحد .يا نعم المولى ومن له السماء الحسنى ،ليس وراك مذهب،
ول عنك مرغب
][438
أعطني ما سألت وما لم أسئلك ،ول يمنعني ما أبتهل إليك فيه ،وأولني ما ل أعقله
ول يحجب عني ما اسره فيه إليك ،تقادمت سنى ،ووهن عظمي ،وذل مني
ما كان مستحصدا ،وعدمت ما كان عندي موجودا من يناعة القناة ،وشرخ
الحداثة وحسنها ،فبوئني رشدك بعد غوايتي ،وجنبني معصيتك فيما بقى
من عمري ،وارض من عملي بيسيره ،ومن اجتهادي بقليله ،وكثر الذي
لو ل كرمك لقل ،وتغمد الذي لو ل عفوك لحل ،وترق بالتي من ترقاها
سعد ،فاني أعشى عنها إن لم تكن دليلى إليها ،ومخبري عليها .وأوزعني
الخلوة ،واشغلني بالعبادة واستقبل بي ما استدبرت من أيام مهلتي فان كان
الباقي من عمري قليل فان اليوم من أيام طاعتك ينتفع به للحول من أحوال
معصيتك ،وكفر حوبي بما أستعجم عن مسئلتك إياه وأغنى عن معرفته،
وهو ل يكون منك إل تطول ،وأنت ل تكدره تطولت به .يا نعم من فزع إليه
وتوكل عليه أعوذ بك من همزات الشياطين ولمزاتهم التي تضل بعد
الهدى ،وتبدل بعد النهى ،وتحجب عن سبيل الرشد والتقوى آمين رب
العالمين .اللهم إنك استغنيت عني وافتقرت إليك ،فأنا البائس الفقير
المسكين المستكين إليك ،المحتاج إلى رحمتك ،وأنت الغني عنى ،وعن
عذابي وعقابي وقد تعرضت لرحمتك ورضاك ،وطمعت فيما عندك،
وأحسنت يا إلهي ومولي الظن بك ،فل تخيب يا سيدي طمعي ،ول تحقق
حذري ،فقد لذت بجودك وكرمك ومغفرتك ،فل تردني خائبا خاسرا،
واستجب دعائي ،وأعطني مناى ،واجعل جميع أهواي لي سخطا إل ما
رضيت ،وجميع طاعتك لي رضا وإن خالف ما هويت ،على ما أحببت
وكرهت ،حتى أكون لك في جميع ما أمرتني به تابعا ،ولك سامعا مطيعا
وعن كل ما نهيتني عنه منتهيا ،وبكل ما قضيت على راضيا وعلى كل
نعمة لك شاكرا ،ولك في جميع حالتي ذاكرا .واحفظني يا سيدي من حيث
أحتفظ ومن حيث ل أحتفظ ،واحرسنى من
][439
حيث أحترس ومن حيث ل أحترس وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث ل أحتسب
وارزقني من حيث أرجو ومن حيث ل أرجو ،واسترني وولدي ووالدى
وإخواني من المؤمنين والمؤمنات ،في دنياي وآخرتي بالغنى والعافية،
والشكر عليها حتى ترضى وبعد الرضى ،ول تجعل بي فاقة إلى أحد من
خلقك ،فانك يا سيدي ثقتى ورجائي ومعتمدى ومولى ،وهذا مقام من
اعترف لك بالتقصير في أداء حقك ،وشهد لك على نفسه بسبوغ نعمتك،
فهب لي يا سيدي من فضلك ما أتكل به على رحمتك ،وأتخذه سلما أعرج
فيه إلى مرضاتك ،وآمن به من عقابك إنك تحكم ما تشاء وتفعل ما تريد.
اللهم إني مستبطئ لنفسي ،مستقل لعملي ،معترف بذنبي ،مقر بخطائي
أهلكني عملي ،وأرداني هواي ،وحرمتني شهواتي ،فأسئلك يا سيدي سؤال
من آمن بك ووحدك ،وأيقن بقدرتك ،وصدق رسلك ،وخاف عذابك ،وطمع
في رحمتك سؤال من نفسه لهية لطول أمله ،وبدنه غافل بسكون عروقه،
وذكره قليل لما هو صائر إليه ،سؤال من قد غلب عليه المل ،وفتنه
الهوى ،واستمكنت منه الدنيا ،وأظله الجل ،سؤال من استكثر ذنوبه،
واعترف بخطيئته ،سؤال من ل رب له غيرك ،ول ولي له دونك ،ول منقذ
له منك ،ول ملجأ له منك إل إليك ول مولى له سواك .أسألك اللهم أن تأخذ
بقلبي وناصيتي وما أقلت الرض مني إلى محبتك ول تجعل لشئ من ذلك
مذهبا عنك ،ول منتهى دونك ،وأسئلك يا رب أن تصلى على محمد وعلى
آله ،وأن ترزقني هيبة لك ،وخشية منك ،تشغلني بهما عن كل شئ غيرك،
خشية أنال بها جنتك وكرامتك وجودك ،خشية تجهد بها نفسي وتشغل بها
قلبي ،وتبلي جسمي وتصفر بها لوني ،وتطيل بها في رضاك ليلى ،وتقر
بها بعد عيني .اللهم أغنني عن كل شئ عبادتك ،وسل نفسي عن كل شئ
من الدنيا بمخافتك ،وآتني الخير من كرامتك برحمتك ،فاليك أفر ،ومنك
إليه أهرب
][440
وبك أستغيث ،وبك اومن ،وعليك أتوكل ،وعلى رحمتك وجودك أتكل ،وأنتظر يا
سيدي عفوك كما ينتظر المذنبون ،ولست بآئس من رحمتك التي يتوقعها
المحسنون .إلهي وسيدي ومولي ورجائي ومنتهى ،رغبتي ومعتمدي،
دعوتك بالدعاء الذي علمتنيه ،فل تحرمني من جزائك الذي عرفتنيه ،فمن
النعمة يا سيدي أن هديتني لحسن دعائك ،ومن تمامها يا مولي أن توجب
لي محمود جزائك ،يا خير من دعاه داع ،وأفضل من رجاه راج ،بذمة
السلم أتوسل إليك ،وبقدر القرآن أعتمد عليك ،وبمحمد وآله أتقرب إليك،
فاعرف لي يا سيدي ذمتي التي رجوت بها قضاء حاجتي .إلهي أدعوك
دعاء ملح ل يمل دعاء موله ،وأضرع إليك ضراعة من أقر على نفسه
بالحجة في دعواه ،فصل على محمد وآله وهب لي ذنبي بالعتراف ول
تسود وجه طلبتي عند النصراف .إلهي سعت نفسي إليك لنفسي
تستوهبها ،وانفتحت أفواه آمالها نحو نظرة منك ل تستوجبها ،فهب لها يا
سيدي ما سألت ،فان أملها منك البذل لما طلبت .إلهى إن كنت ل ترحم إل
أهل طاعتك ،فإلى من يفزع المذنبون ،وإن كنت ل تكرم إل أهل وفائك
فبمن يستغيث المسيؤون ،إلهي قد أصبت من الذنوب ما تعرفه يا علم
الغيوب ،فوفقني لطاعتك ،ونجنى من معصيتك ،واجعلني إما عبدا مطيعا
فأكرمتني ،وإما عاصيا فرحمتني .اللهم إن عرضتني لعقابك فقد أدناني
رجائي لحسن ثوابك ،فان عفوت يا سيدي فبفضلك ،وإن عذبت فبعدلك ،يا
من ل يرجى إل فضله ،ول يخاف إل عدله ،امنن علينا بفضلك ،ول
تستقص علينا في عدلك ،إلهي أثنيت عليك بما أنت أهله ،مما بمعوتك نلت
الثناء به عليك ،وأقررت على نفسي بما أنا أهله و المستوجب له في قدر
فساد نيتي وضعف يقيني ،إلهى نعم الله أنت ،وبئس المألوه
][441
أنا ،ونعم الرب أنت وبئس المربوب أنا ،ونعم المولى أنت وبئس المملوك أنا قد
أذنبت فعفوت عن ذنوبي ،واجترمت فصفحت عن جرمي ،وأخطأت فلم
تؤاخذني وتعمدت فتجاوزت عني وعثرت فأقلتني ،وأسأت فتأنيتني ،فأنا
الظالم الخاطئ المسيئ المعترف بذنبي المقر بخطيئتي يا غفار الذنوب.
أستغفرك اليوم لذنبي ،وأستقيلك عثرتي لما كنت فيه من الزهو والستطالة
فرضيت بما إليه صيرتني ،وإن كان الضر قد مسنى والفقر قد أذلني
والبلء قد جائني ،وإن ذلك من سخط منك على فأعوذ برضاك من سخطك
يا سيدي وإن كنت أردت أن تبلوني فقد عرفت ضعفى ،وقلة حيلتي ،إذ قلت
" إن النسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير
منوعا " وقلت " فأما النسان إذا ما ابتله ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي
أكرمني ،وأما إذا ما ابتله فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني " وقلت "
إن النسان ليطغى أن رآه استغنى " وقلت " وإذا مس النسان الضر
دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى
ضر مسه " ]وقلت[ " وإذا مس النسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا
خوله نعمة منه نسى ما كان يدعو إليه من قبل " وقلت " ويدع النسان
بالشر دعاه بالخير وكان النسان عجول " .صدقت وبررت يا سيدي ،فهذه
صفاتي التي أعرفها من نفسي ،فقد مضى تقديرك في يا مولى ،ووعدتني
من نفسك وعدا حسنا أن أدعوك فتستجيب لي وأنا أدعوك كما أمرتني
فاستجب لي كما وعدتني ،واردد علي نعمتك ،وانقلني مما أنا فيه إلى ما
هو أفضل منه حتى أبلغ فيما أنا فيه رضاك ،وأنال به ما عندك ،مما أعددته
لوليائك ،إنك سميع عليم - 44 .ومن ذلك :دعاء عظيم الشأن وجدته
مرويا عن مولنا الصادق صلوات ال عليه بسم ال الرحمن الرحيم قال
أبو عبد ال عليه السلم :ل تطلعوا هذا الدعاء والتسبيح إل من اجتمعت
فيه خمسة خصال :الهدى ،والتقى ،والورع ،والصيانة ،والزهد ول
تعلموها سفهاءكم إنه من قال في عمره هذا الدعاء مرة واحدة ،كان له
ثواب
][442
من خلق ال من الملئكة ،وبني آدم والجن والنس ،وسكان البحار والجنة والنار،
والعرش والكرسي وما فيهن ،والرض وما فيها وما عليها ،وكان في أمان
ال عزوجل إلى أن يلقاه ال ،فان زاد على مرة فقد انقطع علم أهل
السماوات والرض من الجن والنس على وصف ثواب ذلك ،فان قالها كل
جمعة مرة كتب عند ال من المنين الذين ل خوف عليهم ول هم يحزنون،
فان قال ذلك في كل يوم مرة مشى على الرض مغفورا له ،وهو هذا :بسم
ال الرحمن الرحيم ل إله إل ال ،ثم ل إله إل ال بما هلل ال به نفسه ،ول
إله إل ال بما هلله به خلقه ،ول إله إل ال وال أكبر بما كبره به خلقه،
وسبحان ال بما سبحه به خلقه ،والحمد ل بما حمده به عرشه ومن تحته
ول إله إل ال بما هلله به عرشه ومن تحته وال أكبر بما كبره به عرشه
ومن تحته وسبحان ال بما سبحه به عرشه ومن تحته .والحمد ل بما
حمده سماواته وأرضه ومن فيهن ،وال أكبر بما كبره به سماواته وأرضه
ومن فيهن ،وسبحان ال بما سبحه به ملئكته ]وال أكبر بما كبره به
ملئكته[ .والحمد ل بما حمده به عرشه ،وال أكبر بما كبره به كرسيه
وأحاط به علمه ،والحمد ل بما حمده به بحاره وما فيهن ول إله إل ال بما
هلله به بحاره وما فيها ،وال أكبر بما كبره به بحاره وما فيها .والحمد ل
بما حمده به الخرة والدنيا وما فيها ،ول إله إل ال بما هلله به الخرة
والدنيا وما فيها ،وال أكبر بما كبرء به الخرة والدنيا وما فيها ،وسبحان
ال بما سبحه به أهل الخرة والدنيا وما فيها .والحمد ل مبلغ رضاه وزنة
عرشه ومنتهى رضاه وما ل يعدله ،والحمد ل قبل كل شئ ،ومع كل شئ،
وعدد كل شي ،وسبحان ال قبل كل شئ ،ومع كل شئ ،و عدد كل شئ،
والحمد ل عدد آياته وأسمائه وملء جنته وناره ،ل إله إل ال عدد آياته
وأسمائه وملء جنته وناره ]وال أكبر عدد آياته وأسمائه وملء جنته
وناره[.
][443
والحمد ل جملة ل تحصى بعدد ول بقوة ول بحساب ،وسبحان ال وال أكبر جملة
ل تحصى بعدد ول بقوة ول بحساب ،والحمد ل عدد النجوم والمياه
والشجار والشعر ،ول إله إل ال عدد النجوم والمياه والشعر ،والحمد ل
عدد الحصى والنوى والتراب والجن والنس ،وال أكبر عدد الحصى
والنوى والتراب والجن والنس ،سبحان ال عدد الحصى والنوى والتراب
والجن والنس .والحمد ل حمدا ل يكون بعده في علمه حمد ،ول إله إل
ال تهليل ل يكون بعده في علمه تهليل ،وال أكبر تكبيرا ل يكون بعده في
علمه تكبير ،وسبحان ال تسبيحا ل يكون بعده في علمه تسبيح .والحمد
ل أبد البد ،وبعد البد ،وقبل البد ،وال اكبر أبد البد ،وبعد البد ،وقبل
البد ،سبحان ال أبد البد وبعد البد ،وقبل البد ،والحمد ل عد هذا
وأضعافه وأمثاله وذلك ل قيل] ،وال أكبر عدد هذا وأضعافه وأمثاله وذلك
ل قليل[ ول حول ول قوة إل بال عدد هذا كله ،وأستغفر ال الذي ل إله
إل هو الحي القيوم عدد هذا كله ،وأتوب إلى ال من خطيئة ارتكبتها ومن
كل ذنب عملته ،ولكل فاحشة سبقت مني عدد هذا كله ومنتها علمه
ورضاه .يا ال المعين الخالق العليم العزيز الجبار المتكبر ،سبحان ال عما
يشركون يا ال الجميل الجليل ،يا ال الرب الكريم ،يا ال المبدئ المعيد ،يا
ال الواسع العليم يا ال الحنان المنان ،يا ال العليم القديم ،يا ال العظيم
الكريم ،يا ال اللطيف الخبير يا ال العظيم الجليل ،يا ال القوى المين ،يا
ال الغني الحميد ،يا ال القريب المجيب ،يا ال العزيز الحكيم ،يا ال
الحليم الكريم ،يا ال الرؤف الرحيم ،يا ال الغفور الشكور ،يا ال الراضي
باليسير ،يا ال الساتر بالقبيح ،يا ال المعطي الجزيل ،يا ال الغافر الذنب
العظيم ،يا ال الفعال لما يريد ،يا ال الجبار المتجبر يا ال الكبير المتكبر يا
ال العظيم المتعظم يا ال العلى المتعالى يا ال الرفيع المنيع يا ال القائم
الدائم ،يا ال القادر المقتدر ،يا ال القاهر ،يا ال المعافي ،يا ال الواحد
الماجد ،يا ال القابض الباسط ،يا ال الخالق الرازق ،يا ال الباعث الوارت
][444
يا ال المنعم المفضل ،يا ال المحسن المجمل ،يا ال الطالب المدرك .يا ال المنتهى
الرغبة من الراغبين ،يا ال جار المستجيرين ،يا ال يا أقرب المحسنين،
يا ال يا أرحم الراحمين ،يا ال ]غياث[ ظ المستغيثين ،يا ال معطى
السائلين ،يا ال المنفس عن المهمومين ،يا ال المفرج عن المكروبين ،يا
ال المفرج الكرب العظيم ،يا ال النور منك النور ،يا ال الخير من عندك
الخير ،يا ال يا رحمن ،أسئلك بأسمائك البالغة المبلغة ،يا ال يا رحمن
أسئلك بأسمائك العزيزة الحكيمة ،يا ال يا رحمن ،أسئلك بأسمائك الرضية
الرفيعة الشريفة ،يا ال يا رحمن ،أسئلك بأسمائك المخزونة المكنونة
التامة الجزيلة ،يا ال يا رحمن أسألك بما هو رضى لك يا ال يا رحمن.
أسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد قبل كل شئ ،وعدد كل شئ صلة ل
يقوى على إحصائها إل أنت ،وبعدد ما أحصاه كتابك ،وأحاط به علمك وأن
تفعل بي ما أنت أهله ل ما أنا أهله ،وأسألك حوائجى للدنيا والخرة إنشاء
ال وصلى ال على محمد وآله وسلم) * 130 .باب( * * " )في ذكر
بعض الدعية المستجابات( " * * " )والدعاء بعد ما استجاب الدعاء( "
* * " )وما يناسب ذلك( " * أقول :أخبار هذا الباب وأدعيته كثيرة،
وبعضها مذكور في البواب السابقة ولنذكر هنا طرفا منها أيضا - 1 .ق:
دعاء مستجاب يروى أنه لمولنا أبي إبراهيم موسى بن جعفر الصادق
صلوات ال عليه ،ما دعا به مغموم إل فرج ال عنه ،ول مكروب إل نفس
ال عنه كربه ،ووقي عذاب القبر ،ووسع في رزقه ،وحشر يوم القيمة في
زمرة الصديقين
][445
][446
ال ال ال الفرد الصمد ،ال ال ال بديع السماوات والرض عزك عزيز ،وجارك
منيع ،وأمرك غالب ،وأنت ملك قاهر عزيز فاخر ،ل إله إل أنت خلوت في
الملكوت واستترت بالجبروت ،وحارت أبصار ملئكتك المقربين ،وذهلت
عقولهم في فكر عظمتك .ل إله إل أنت ترى من بعد ارتفاعك وعلو مكانك
ما تحت الثرى ،ومنتهى الرضين السفلى ،من علم الخرة والولى،
والظلمات والهوى ،وترى بث الذر في الثرى ،وترى قوام النمل على
الصفا ،وتسمع خفقان الطير في الهواء ،وتعلم تقلب التيار في الماء ،تعطي
السائل ،وتنصر المظلوم ،وتجيب المضطر ،وتؤمن الخائف ،وتهدي
السبيل ،وتجبر الكسير ،وتغنى الفقير ،قضاؤك فصل وحكمك عدل وأمرك
حزم ووعدك صدق ،ومشيتك عزيزة ،وقولك حق ،وكلمك نور وطاعتك
نجاة .ليس لك في الخلق شريك ،ولو كان لك شريك لتشابه علينا ،ولذهب
كل إله بما خلق ،ولعل علوا كبيرا ،جل قدرك عن مجاورة الشركاء،
وتعاليت عن مخالطة الخلطاء ،وتقدست من ملمسة النساء فل ولد لك ول
والد ،كذلك وصفت نفسك في كتابك المكنون المطهر المنزل البرهان
المضيئ الذي أنزلت على محمد صلى ال عليه وآله نبي الهدى نبي
الرحمة القرشي الزكي التقي النقي البطحي المضري الهاشمي صلى ال
عليه وآله ورحم وكرم .بسم ال الرحمن الرحيم قل هو ال أحد ،ال
الصمد ،لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فل إله إل أنت ،ذل كل عزيز
لعزتك وصغرت كل عظمة لعظمتك ،ل يفزعك ليل دامس ،ول قلب هاجس،
ول جبل باذخ ،ول علو شامخ ،ول سماء ذات أبراج ،ول بحار ذات أمواج،
ول حجب ذات أرتاج ،ول أرض ذات فجاج ،ول ليل داج ،ول ظلم ذات
إدعاج ،ول سهل ول جبل ول بر ول بحر ول شجر ،ول مدر ،ول يستتر
منك شئ ،ول يحول دونك ستر ،ول يفوتك شئ.
][447
السر عندك علنية ،والغيب عندك شهادة ،تعلم وهو القلوب ورجم الغيوب ورجع
اللسن ،وخائنة العين ،وما تخفى الصدور ،وأنت رجاؤنا عند كل شدة،
وغياثنا عند كل محل ،وسيدنا في كل كريهة ،وناصرنا عند كل ظلم وقوتنا
عند كل ضعيف ،وبلغنا في كل عجز ،كم من كريهة وشدة ضعفت فيها
القوة وقلت فيها الحيلة أسملنا فيها الرفيق ،وخذلنا فيها الشفيق أنزلتها
بك يا رب ولم نرج غيرك ،ففرجتها وخففت ثقلها ،وكشفت غمرتها،
وكفيتنا إياها عمن سواك .فلك الحمد ،أفلح سائلك ،وأنجح طالبك ،وعز
جارك ،وربح متاجرك وجل ثناؤك ،وتقدست أسماؤك ،وعل ملكك ،وغلب
أمرك ،ول إله غيرك .أسئلك يا رب بأسمائك المتعاليات المكرمة المطهرة
المقدسة العزيزة ،وباسمك العظيم الذي بعثت به موسى عليه السلم حين
قلت إني أنا ال في الدهر الباقي وبعلمك الغيب ،وقدرتك على الخلق،
وباسمك الذي هو مكتوب حول كرسيك وبكلماتك التامات ،يا أعز مذكور،
وأقدمه في العز ،وأدومه في الملك والجبروت يا رحيما بكل مسترحم ،ويا
رؤفا بكل مسكين ،ويا أقرب من دعي ،وأسرعه إجابة ،ويا مفرجا عن كل
ملهوف ويا خير من طلب منه الخير وأسرعه عطاء ونجاحا وأحسنه عطفا
وتفضل .يا من خافت الملئكة من نوره المتوقد حول كرسيه وعرشه
صافون مسبحون طائفون خاضعون مذعنون ،يا من يشتكى إليه منه،
ويرغب منه إليه مخافة عذابه في سهر الليالي ،يا فعال الخير ول يزال
الخير فعاله ،يا صالح خلقه يوم يبعث خلقه وعباده بالساهرة ،فإذا هم قيام
ينظرون ،يا من إذا هم بشئ أمضاه يا من قوله فعاله ،يا من يفعل ما يشاء
كيف يشاء ،ول يفعل ما يشاء غيره .يا من خص نفسه بالخلد والبقاء،
وكتب على جميع خلقه الموت والفناء يا من يصور في الرحام ما يشاء
كيف يشاء ،يا من أحاط بكل شئ علما ،وأحصى كل شئ عددا ،ل شريك لك
في الملك ،ولولي لك من الذل ،تعززت بالجبروت
][448
وتقدست بالملكوت ،وأنت حي ل يموت ،وأنت عزيز ذو انتقام ،قيوم ل تنام ،قاهر ل
تغلب ول ترام ،ذو الباس الذي ل يستضام .أنت مالك الملك ،ومجري
الفلك ،تعطي من سعة ،وتمنع بقدرة ،وتؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك
ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ
قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت
وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب .أسئلك أن تصلي
على مولنا وسيدنا ورسولك محمد حبيبك الخالص ،وصفيك المستخص
الذي استخصصته بالحياة والتفويض ،وائتمنته على وحيك ،ومكنون
سرك ،وخفي علمك ،وفضلته على من خلقت ،وقربته إليك ،واخترته من
بريتك ،النذير البشير السراج المنير الذي أيدته بسلطانك ،واستخلصته
لنفسك وعلى أخيه ووصيه وصهره ووارثه ،والخليفة لك من بعده في
أرضك وخلقك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ،وعلى ابنته الكريمة
الطاهرة الفاضلة الزهراء الغراء فاطمة وعلى ولديهما الحسن والحسين
سيدي شباب أهل الجنة الفاضلين الراجحين الزكيين التقيين الشهيدين
الخيرين ،وعلى علي بن الحسين زين العابدين وسيدهم ذي الثفنات وعلى
محمد بن على الباقر ،وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم،
وعلي بن موسى الرضا ،ومحمد بن علي الجواد ،وعلي ابن محمد،
والحسن بن علي العسكريين ،والمنتظر لمرك ،القائم في أرضك بما
يرضيك ،والحجة على خلقك ،والخليفة لك على عبادك ،المهدي ابن
المهديين الرشيد بن المرشدين إلى صراط مستقيم ،صلة تامة عامة دائمة
نامية باقية شاملة متواصلة وأن تغفر لنا وترحمنا وتفرج عنا كربنا وهمنا
وغمنا .اللهم إني أسألك ول أسأل غيرك ،وأرغب إليك ول أرغب إلى
سواك ،أسئلك بجميع مسائلك ،وأحبها إليك ،وأدعوك وأتضرع إليك،
وأتوسل إليك بأحب أسمائك إليك ،وأحظاها عندك وكلها حظى عندك ،أن
تصلى على محمد وآله وأن ترزقني الشكر عند النعماء ،والصبر عند
البلء ،والنصر على العداء
][449
وأن تعطيني خير السفر والحضر ،والقضاء والقدر ،وخير ما سبق في ام الكتاب
وخير الليل والنهار .اللهم ارزقني حسن ذكر الذاكرين ،يا رب العالمين،
وارزقني خشوع الخاشعين ،وعمل الصالحين ،وصبر الصابرن ،وأجر
المحسنين ،وسعادة المتقين ،وقبول الفائزين ،وحسن عبادة العابدين،
وتوبة التائبين ،وإجابة المخلصين ،ويقين الصديقين ،وألبسني محبتك،
وألهمني الخشية لك ،واتباع أمرك وطاعتك ،ونجنى من سخطك ،واجعل
لي إلى كل خير سبيل ،ول تجعل للشيطان على سبيل ،ول للسلطان،
واكفني شرهما وسر ذلك كله وعلنيته .اللهم ارزقني الستعداد عند
الموت ،واكتساب الخير قبل الفوت ،حتى تجعل ذلك عدة لي في آخرتي،
وانسا لي في وحشتي ،يا ولي نعمتي ،اغفر لي خطيئتي ،وتجاوز عن
زلتي ،وأقلني عثرتي ،وفرج عني كربتي ،وأبرد باجابتك حر غلتي(1) ،
واقض لي حاجتي ،وسد بغناك فافتي ،وأعني في الدنيا والخرة ،وأحسن
معونتي ،وارحم في الدنيا غربتي ،وعند الموت ضرعتي وفي القبور
وحشتي ،وبين أطباق الثرى وحدتي ،ولقني عند المسألة حجتي واستر
عورتي ،ول تؤاخذني على زلتي ،وطيب لي مضجعي ،وهنئني معيشتي يا
صاحبي الشفيق ،ويا سيدي الرفيق ،ويا مونسي في كل طريق ويا مخرجي
من حلق المضيق ،ويا غياث المستغيثين ،ويا مفرج كرب المكروبين ويا
حبيب التائبين ،ويا قرة عين العابدين ،يا ناصر أوليائه المتقين ،يا مونس
أحبائه المستوحشين ) (2ويا ملك يوم الدين ،يا رب العالمين ،ويا إله
الولين والخرين ،بك اعتصمت ،وبك وثقت ،وعليك توكلت وإليك أنبت،
وبك انتصرت وبك احتجزت ،وإليك هربت فصل على محمد وآله ،وأعطني
الخير فيمن أعطيت واهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت ،واكفني
فيمن كفيت ،وقني شر ما قضيت فانك تقضي ول يقضى عليك.
][450
ل مانع لما أعطيت ،ول مضل .لمن هديت ،ول مذل لمن واليت ،ول ناصر لمن
عاديت ،ول ملجاء ول ملتجاء منك إل إليك فوضت اموري إليك ،ارزقني
القسمة من كل بر ،والسلمة من كل وزر ،يا سامع كل صوت ،يا محيي كل
نفس بعد الموت يا من ل يخاف الفوت صل على محمد وآله واجلب لي
الرزق جلبا فاني ل أستطيع له طلبا ول تضرب بالطلب وجهي ول تحرمني
رزقي ،ول تحبس عني إجابتي ،ول توقف مسئلتي ،ول تطل حيرتي،
وشفع وليتي ووسيلتي ،بمحمد نبيك وصفيك وخاصتك وخالصتك
ورسولك النذير المنذر الطيب الطاهر ،وأخيه أمير المؤمنين ،وقائد
المؤمنين إلى جنات النعيم ،وبفاطمة الكريمة الزهراء ]الغراء[ الطاهرة
والئمة من ذريتهم الطاهرين الخيار صلى ال عليهم أجمعين .وارزقني
رزقا واسعا ،وأنت خير الرازقين ،فقد قدمت وسيلتي بهم إليك وتوجهت بك
إليك ،يا بر يا رؤف يا رحيم ،يا ال يا ال ،يا ذا المعارج يا ذا المعارج فانك
ترزق من تشاء بغير حساب ،اللهم صل على محمد وآله ،وارحمنا وأعتقنا
من النار ،واختم لنا بخير إنك على كل شئ قدير آمين آمين رب العالمين2 .
-مهج :وجدت في مجموع أدعية المستجابات عن النبي والئمة عليهم
السلم قالبه أقل من الثمن نحو السدس أوله دعاء مستحاب " اللهم اقذف
في قلبي رجاءك " وفى آخره ما هذا لفظه :دعاء المام الحجة عليه
السلم :إلهي بحق من ناجاك وبحق من دعاك في البر والبحر ،تفضل على
فقراء المؤمنين والمؤمنات بالغنى والثروة وعلى مرضى المؤمنين
والمؤمنات بالشفاء والصحة ،وعلى أحياء المؤمنين و المؤمنات باللطف
والكرم ،وعلى أموات المؤمنين ،والمؤمنات بالمغفرة والرحمة وعلى
غرباء المؤمنين والمؤمنات بالرد إلى أوطانهم سالمين غانمين بحق محمد
وآله أجمعين ) - 3 .(1دعوات الراوندي :وكان زين العابدين علي عليه
السلم يدعو بهذا الدعاء عند استجابة دعائه :اللهم قد أكدى الطلب،
وأعيت الحيل ،إل عندك ،وضاقت
][451
][452
إني أسئلك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي -إلى أن تقول -
والخلف الحجة القائم المنتظر صلوات ال عليه وسلم تسليما أن تصلى
على محمد وآل محمد وأن تيسر أمري ،وتسهله وتغلبه لي وترزقني خيره
وتصرف عني شره برحمتك يا أرحم الراحمين " ) .(1خاتمة اعلم أن
أدعية الصحيفة الكاملة السجادية أيضا من أجل الدعية ،وهي مشتملة
على أدعية كثيرة معروفة في أكثر المطالب ،وقد رأيت منها عدة نسخ
وروايات مختلفات ،وطرق متباينات ،بعضها مشهورة ،وبعضها غير
مشهورة ،ولكنا أعرضنا عن إيرادها في هذا الكتاب ،إل ما شذ منها تعويل
على شهرة بعض نسخها ،واعتمادا على تعرضنا لسائرها في شرحنا على
الصحيفة الكاملة الموسوم بالكلمات الطريفة في شرح الصحيفة .ثم أقول:
قد وجدت نسخة من صحيفة إدريس النبي عليه السلم مما أنزله ال تعالى
عليه ،وقد نقله ابن متويه من اللغة السريانية إلى اللغة العربية ،ولما لم
يكن خالية من لطافة وطرافة أحببت إيرادها في هذا المقام.
][453
بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل على نعمته ،وصلته على محمد وعترته ،قال
أحمد بن حسين بن محمد المعروف بابن متويه :وجدت هذه الصحف
بالسورية مما انزلت على إدريس النبي اخنوخ صلى ال على محمد وعليه
وكانت ممزقة ومندرسة ،فتحريت الجر في نقلها إلى العربية بعد أن
استقصيت في وضع كل لفظة من العربية موضع معناها من السورية،
وتجنبت الزيادة والنقصان ،ولم اغير معنى لتحسين لفظ أو تقدير سجع ،بل
توخيت إيراده كهيئته من غير نقص ول زيادة ،وعلى ال التوكل وبه
الستعانة ،وله الحول والقوة ،وحسبنا ال ونعم الوكيل .الصحيفة الولى
وهي صحيفة الحمد الحمد ل الذي ابتدأ خلقه بنعمته ،وأسبغ عليهم ظلل
رحمته ،ثم فرض عليهم شكر ما أدى إليهم ،ووفقهم بمنه لداء ما فرض
عليهم ،ونهج لهم من سبيل هدايته ما يستوجبون به واسع مغفرته،
فبتوفيقه قام القائمون بطاعته ،وبعصمته امتنع المؤمنون من معصيته،
وبنعمته أدى الشاكرون حق نعمته ،وبرحمته وصل المسلمون إلى رحمته.
فسبحان من ل يستجار منه إل به ،ول يهرب منه إل إليه ،وتبارك الذي
خلق الحيوان من ماء مهين ،وجعلهم في قرار مكين ،ثم صيرهم متبائنين
في الخلق والخلق ،وقدر لهم ما ل مغير له من الجال والرزاق ،له
سبحت السماوات العلى ،والرضون السفلى ،وما بينهما وما تحت الثرى،
بألسن فصح وعجم ) (1وآثار ناطقة وبكم ،تلوح للعارفين مواقع تسبيحها،
ول يخفى على المؤمنين سواطع تقديسها ،فله في كل نظرة نعم ل تحد،
وفي كل طرفة آلء ل تعد
) (1الفصح -بضمتين -جمع فصيح ،والعجم -بضم وسكون -جمع العجم :من ل
يفصح ول يبين كلمه وان كان من العرب .والبكم أيضا جمع البكم:
الخرس ينغلق لسانه عند التكلم.
][454
ضلت الفهام في جبروته ،وتحيرت الوهام في ملكوته ،فل وصول إليه إل به ول
ملجأ منه إل إليه ،ذلكم ال رب العالمين .الصحيفة النانية صحيفة الخلق
فازيا اخنوخ من عرفني ،وهلك من أنكرني ،عجبا لمن ضل عنى وليس
يخلو في شئ من الوقات مني ،كيف يخلوا وأنا أقرب إليه من كل قريب،
وأدنى إليه من حبل الوريد ،ألست أيها النسان العظيم عند نفسه في
بنيانه ،القوي لدى همته في أركانه ،مخلوقا من النطفة المذرة ،ومخرجا
من الماكن القذرة ،تنحط من أصلب الباء كالنخاعة إلى أرحام النساء ،ثم
يأتيك أمري فتصير علقة ،لو رأتك العيون لستقذرك ،ولو تأملتك النفوس
لعافتك ،ثم تصير بقدرتي مضغة ل حسنة في المنظر ،ول نافعة في المخبر،
ثم أبعث إليك أمرا من أمري ،فتخلق عضوا عضوا وتقدر مفصل مفصل،
من عظام مغشية ،وعروق ملتوية ،وأعصاب متناسبة ،و رباطات ماسكة،
ثم يكسوك لحما ويلبسك جلدا تجامع من أشياء متبائنة ،وتخلق من أصناف
مختلفة .فتصير بقدرتي خلقا سويا ل روح فيك تحركك ،ول قوة لك تقلك،
أعضاؤك صو بل مرية ) (1وجثث بل مرزبة ) (2فأنفخ فيك الروح ،وأهب
لك الحياة ،فتصير باذني إنسانا ،ل تملك نفعا ول ضرا ،ول تفعل خيرا ول
شرا ،مكانك من امك تحت السرة ،كأنك مصرور في صرة إلى أن يلحقك ما
سبق مني من القضاء ،فتصير من هناك إلى وسع الفضاء ،فتلقى ما قدرك
من السعادة أو الشقاء ،إلى أجل من البقاء
) (1كذا في نسخة الكمبانى ،وفى نسخة اخرى مخطوطة " :صور " -وضبطه
بضم الصاد وفتح الواو -جمع الصورة .ول تناسب قوله بعد " وجثث بل
مرزبة " كانه يريد أن أعضاءك رخو ،أو صبو ،أو صوب يميل إلى حيث
تشاء وسيأتى في البيان ،فتحرر (2) .الجثث جمع جثة ،وهو كل ماله
شخص وشخص النسان قائما أو قاعدا والمجثة حديدة يقلع بها الفسيل،
والمرزبة :العصية من الحديد ،فالمراد أن العضاء لها قوام معتدل كعصا
الحديد من دون أن يركب فيها حديد.
][455
متعقب ل شك بالفناء ،أأنت خلقت نفسك ،وسويت جسمك ،ونفخت روحك .إن كنت
فعلت ذلك .وأنت النطفة المهينة ،والعلقة المستضعفة ،والجنين المصرور
في صرة ،فأنت الن في كمال أعضائك وطراءة مائك وتمام مفاصلك ،و
ريعان شبابك ،أقوى وأقدر ،فاخلق لنفسك عضوا آخر ،استجلب قوة إلى
قوتك ،وإن كنت أنت دفعت عن نفسك في تلك الحوال طارقات الوجاع
والعلل ،فادفع عن نفسك الن أسقامك ،ونزه عن بدنك آلمك ،وإن كنت
أنت نفخت الروح في بدنك وجلبت الحياة التي تمسكك ،فادفع الموت إذا
حل بك ،وابق يوما واحدا عند حضور أجلك .فان لم تقدر أيها النسان على
شئ من ذلك ،وعجزت عنه كله ،فاعلم أنك حقا مخلوق ،وأني أنا الخالق،
وأنك أنت العاجز ،وأني أنا القوي القادر ،فاعرفني حينئذ واعبدني حق
عبادتي ،واشكر لي نعمتي أزدك منها ،واستعذ بي من سخطتي اعذك منها،
فاني أنا ال الذي ل أعبا بما أخلق ،ول أتعب ول أنصب فيما أرزق ،ول
ألغب ،إنما أمري إذا أردت شيئا أن أقول له كن فيكون .الصحيفة الثالثة
صحيفة الرزق يا أيها النسان انظر وتدبر ،واعقل وتفكر ،هل لك رازق
سواي يرزقك ؟ أو منعم غيري ينعم عليك ؟ ألم اخرجك من ضيق مكانك
في الرحم إلى أنواع من النعم ؟ أخرجتك من الضيق إلى السعة ،ومن التعب
إلى الدعة ،ومن الظلمة إلى النور ،ثم عرفت ضعفك عما يقيمك ،وعجزك
عما يفوتك ،فأدررت لك من صدر امك عينين منهما طعامك وشرابك،
وفيهما غذاؤك ونماؤك ،ثم عطفت بقلبها عليك ،وصرفت بودها إليك ،كي
ل تتبرم بك مع إيذائك لها ،و ل تطرحك مع إضجارك إياها ،ول تقززك مع
كثرة عاهاتك ،ول تستقذرك مع توالي آفاتك وقاذوراتك ،تجوع لتشبعك،
وتظمأ لترويك ،وتسهر لترقدك ،وتنصب
][456
لتريحك ،وتتعب لترفدك ،وتتقذر لتنظفك ،لو ل ما ألقيت عليها من المحبة لك للقتك
في أول أذى يلحقها منك ،فضل عن أن تؤثرك في كل حال ،ول تخليك لها
من بال ،ولو وكلتك إلى وكدك ،وجعلت قوتك وقوامك من جهدك ،لمت
سريعا ،وفت ضايعا .هذه عادتي في الحسان إليك ،والرحمة لك ،إلى أن
تبلغ أشدك ،و بعد ذلك إلى منتهى أجلك ،اهيئ لك في كل وقت من عمرك
ما فيه صلح أمرك من زيادة في خلقك ،وتيسير لرزقك ،اقدر مدة حياتك
قدر كفايتك ما ل تتجاوزه وإن أكثرت من التعب ،ول يفوتك وإن قصرت في
الطلب ،فان ظننت أنك الجالب لرزقك ،فما لك تروم أن تزيد فيه ول تقدر ؟
أم مالك تتعب في طلب الشئ فلست تناله ؟ ويأتيك غيره عفوا مما ل تتفكر
فيه ،ول تتعنى له ،أم مالك ترى من هو أشد منك عقل وأكثر طلبا محروما
مجذوذا ،ومن هو أضعف منك عقل وأقل طلبا محروزا مجدودا ،أتراك أنت
الذي هيأت لمشربك ومطعمك سقاءين ) (1في صدر امك ،أم تراك سلطت
على نفسك وقت السلمة الداء ،أو جلبت لها وقت السقم الشفاء ،أل تنظر
إلى الطير التي تغدو خماصا ،وتروح بطانا ) (2؟ ألها زرع تزرعه أو مال
تجمعه ،أو كسب تسعى فيه ،أو احتيال تتوسم ) (3بتعاطيه .اعلم أيها
الغافل أن ذلك كله بتقديري ،ل اناد ول اضاد في تدبيري ،ول يتقص ول
يزاد من تقديري ،ذلك أني أنا ال الرحيم الحكيم .الصحيفة الرابعة صحيفة
المعرفة من عرف الخلق عرف الخالق ،ومن عرف الرزق عرف الرازق،
ومن عرف نفسه عرف ربه ،ومن خلص إيمانه أمن دينه ،كيف تخفى
معرفة ال ؟ والدلئل واضحة ،والبراهين على وحدانيته لئحة ،عجبا لمن
غني عن ال ؟ وفي موضع
) (1السقاء :جلد السخلة ،إذا اجذع يكون للماء واللبن (2) .الخماص جمع
الخميص يعنى خميص البطن من الجوع ،والبطان جمع البطين يعنى من
كثرة الكل ،وسيأتى (3) .توسم :تطلب وتغرس.
][457
كل قدم ،ومطرف عين ،وملمس يد ،دللة ساطعة ،وحجة صادعة على أنه تبارك
واحد ل يشارك ،وجبار ل يقاوم ،وعالم ل يجهل ،وعزيز ل يذل ،وقادر
لطيف ،وصانع حكيم في صنعته ،كان أبدا وحده ،ويبقى من بعد وحده ،هو
الباقي على الحقيقة ،وبقاؤه غير مجاز ،وهو الغني وغنى غيره صائر إلى
فقر وإعواز .وهو الذي جرت الفلك الدائرة ،والنجوم السائرة بأمره،
واستقلت السماوات واستقرت الرضون بعظمته ،وخضعت الصوات
والعناق لملكوته وسجدت الظلل والشباح لجبروته ،باذنه أنارت
الشمس والقمر ،ونزل الغيث والمطر ،وأنبتت الرض الميتة نباتا حيا،
وأخرجت العيدان اليابسة ورقا رطبا ،ونبعت الصخور الصلد ) (1ماء
نميرا ،وأورقت الشجار الخضرة نارا ضوءا منيرا .طوبى لمن آمن به،
وصدق برسله وكتبه ،ووقف عند طاعته ،وانتهى عن معصيته ،وبؤسي
لمن جحد آلءه ،وكفر نعماءه ،وحاد أولياءه ،وعاضد أعداءه إن اولئك
القلون الذلون ) (2عليهم في الدنيا سيماء ،ولهم في الخرة مهاد النار،
دولتهم إملء واستدراج ،وعاقبة غنائهم احتياج ،وموئل سرورهم غم
وانزعاج ،ومصيرهم في الخرة إلى جهنم خالدين بل إخراج ،فأما
المؤمنون الصديقون ،فلهم العزة بال ،والعتزاء إليه ،والقوة بنصره،
والتوكل عليه ولهم العاقبة في الدنيا ،والفلج على أعدائهم باظفار.
فوعزتي لصيرن الرض ول يعبد عليها سواي ،ول يدان لله غيري
ولجعلن من نصرني منصورا ،ومن كفرني ذليل مقهورا ،وليلحقن
الجاحدين لي أعظم الندامة في هذه الدنيا ،وفي يوم القيامة ،ولخرجن من
ذرية آدم من ينسخ الديان ويكسر الوثان ،فانير برهانه ،وأويد سلطانه،
واوطيه العقاب واملكه الرقاب ،فيدين الناس له ،طوعا وكرها ،وتصديقا
وقسرا ،هذه
][458
عادتي فيمن عرفني وعبدني ،ولهم في الخرة دار الخلود في نعيم ل يبيد ،وسرور
ل يشوبه غم ،وحبور ل يختلط به هم ،وحياة ل تتعقبها وفاة ،ونعمة ل
يعتورها نقمة ،فسبحاني سبحاني وطوبى لمن سبحني ،وقدوس أنا وطوبى
لمن قدسني ،جلت عظمتي فل تحد ،وكثرت نعمتي فل تعد ،وأنا القوي
العزيز .الصحيفة الخامسة صحيفة العظمة يا اخنوخ أعجبت لمن رأيت من
الملئكة ،واستبدعت الصور ،واستهلت الخلق ،واستكترت العدد ،وما
رأيت منهم كالقطرة الواحدة من ماء البحار ،والورقة الواحدة من ورق
الشجار ،أتتعجب مما رأيت من عظمة ال ،فلما غاب عنك أكبر ،وتستبدع
صنعة ال فلما لم تبصره عنك أهول وأكبر ؟ ما يحيط خط كل بنان ،ول
يحوى نطق كل لسان ،مذ ابتدأ ال خلقه إلى انتهاء العالم أقل جزء من
بدايع فطرته ،وأدنى شئ من عجائب صنعته ،إن ل ملئكة لو نشر الواحد
جناحه لمل الفاق ،وسد الماق ) (1وإن له لملكا نصفه من ثلج جمد،
ونصفه من لهب متقد ،ل حاجز بينهما ،فل النار تذيب الجمد ،ول الثلج
تطفئ اللهب المتقد ،لهذا الملك ثلثون ألف رأس في كل رأس ثلثون ألف
وجه في كل وجه ثلثون ألف فم في كل فم ثلثون ألف لسان ،يخرج من
كل لسان ثلثون ألف لغة ،تقدس ال بتقديساته ،وتسبحه بتسبيحاته،
وتعظمه بعظماته ،وتذكر لطائف فطراته ،وكم في ملكه تعالى جده من
أمثاله ،ومن أعظم منه .يجتهدون في التسبيح فيقصرون ،ويدأبون في
التقديس فيحسرون ،وهذا ما خل شئ من آياتي وجللي ،إن في البعوضة
التي تستحقرها ،والذرة التي تستصغرها من العظمة لمن تدبرها ما في
أعظم العالمين ،ومن اللطائف لمن تفكر فيها ما في الخلئق أجمعين ،ما
يخلو صغير ول كبير من برهان على وآية في ،عظمت عن أن او صف
وكبرت عن أن اكيف ،حارت اللباب في عظمتي ،وكلت اللسن عن تقدير
صفتي ،ذلك أني أنا ال الذي ليس كمثلي شئ وأنا العلي العظيم.
][459
الصحيفة السادسة صحيفة القربة سألت يا اخنوخ عما يقربك من ال ،ذلك أن تؤمن
بربك من كل قلبك وتبوء بذنبك ،وبعد ذلك تلزم رحمة الخلق ،وحسن
الخلق ،وإيثار الصدق وأداء الحق ،والجود مع الرضا بما يأتيك من
الرزق ،وإكثار التسبيح بالعشايا والسحار ،وأطراف الليل والنهار،
ومجانبة الوزار ،والتوبة من جميع الصار وإقامة الصلوات وإيتاء
الزكوات ،والرفق باليامى واليتام ،والحسان إلى جميع الخلئق والنام،
وأن تجأر إلى ال بتذلل ،وخشوع وتضرع وتقول باللسان الناطق عن
اليمان الصادق :اللهم أنت الرب القوي الكريم الجليل العظيم ،علوت
ودنوت ،ونأيت وقربت ،لم يخل منك مكان ،ولم يقاومك سلطان ،جللت عن
التحديد ،وكبرت عن المثل والنديد ،بك النجاة منك ،وإليك المهرب عنك،
إياك نسأل إلهنا أن تكنفنا برحمتك ،وتشملنا برأفتك ،وتجعل أموالنا في
ذوي السماحة والفضل وسلطاننا في ذوي الرشاد والعدل ،ول تحوجنا إل
إليك ،فقد اتكلنا اللهم عليك إليك نبرء من الحول والحتيال ،ونوجه عنان
الرغبة والسؤال ،فأجبنا اللهم إلى ما ندعو ،وحقق في فضلك وكرمك ما
نأمل ونرجو ،وآمنا من موبقات أعمالنا ومحبطات أفعالنا برحمتك يا إله
العالمين .يا اخنوخ ما أعظم ما يدخر فاعل ذلك من الثواب ،وما أثقل هذه
الكلمات في الميزان يوم الحساب ،فأنبئ الناس بمأمول رحمتي الواسعة،
ومخشي سخطتي الصاقعة ) (1وذكرهم آلئي ،واحضضهم على دعائي،
فحق علي إجابة الداعين ونصر المؤمنين ،وأنا ذو الطول العظيم .الصحيفة
السابعة صحيفة الجبابرة يا اخنوخ كم من جبروت جبار قصمتها ،وكم من
قوي ظن أل مغالب له فتجبر وعتا ،وتمرد وطغا ،أريته قدرتي وأذقته وبال
سطوتي ،وأوردته حياض
][460
المنية ،فشرب كأسها ،وذاق بأسها ،وحططته من عالي حصونه ،ووثيق قلعه
وأخرجته من عامر دوره ومونق رباعه إلى القبور الملحودة ،والحفرة
المخدودة فاضطجع فيها وحيدا ،وسال منه فيها صديدا ،وأطعم حريشات )
(1ودودا ،وصار من ماله وجموعه بعيدا ،وفي ملقاة المحاسبة فريدا ،لم
ينفعه ما عدد ،ولم يخلده ما خلد ،ولم يتبعه إل تبعات الحساب ،ولم يصحبه
من أحوال دنياه إل موجبات الثواب أو العذاب ،ثم أورثت ما حاز من
الباطل ،وجمع وصد عن الحق من لم يشكره على ما صنع ،ول دعا له ول
نفع ،شقي ذاك بجمعه ،وفاز هذا الوارث بنفعه قد رأى الغابر عاقبة من
مضى فل يرتدع ،وأبصر الباقي مصير من انقضى فل ينزجر ول ينقمع،
أما لهم أعين فتبصر ،أو قلوب فتتفكر ،أو عقول فتدبر ؟ كذبوا بي
فصدقتهم سخطتى ،وناموا عن حقي فنبهتهم عقوبتي ،أد إليهم رسالتي،
وعرفهم نصيحتي ،وأكد عليهم حجتي ،وانهج لهم حد محجتي ،ثم كلهم
إلى محاسبتي فوعزتي ل يتعداني ظالم ،ول يخفق عندي مظلوم ،وسأقتص
للكل من الكل وأنا الحكيم العدل .الصحيفة الثامنة صحيفة الحول ذل من
ادعى الحول والقوة من دوني ،وزعم أنه يقدر على ما يريد ،لو كان دعواه
حقا وقوله صدقا ،لتساوت القدام ،وتعادل في جميع المور النام فان الكل
يطلب من الخير الغاية ،ويروم من السعادة النهاية ،فلو كانت تصاريف
المور ،ومواقع المقدور ،على ما يرومون ،وموكل من قواهم
واستطاعاتهم إلى ما يقدرون ،والجماعة تطلب نهاية الخير ،وتتجنب أدنى
مواقع الضير ،لما رؤي فقير ،ول مسكين ضرير ،ولما احتاج أحد إلى أحد،
ول افتقرت يد إلى يد ،وأنت الن ترى السيد والمسود ،والمجذوذ
والمجدود ،والغني الخجل والفقير المدقع.
) (1الحريش :دويبة قدر الصبع بأرجل كثيرة وهى المسماة :دخالة الذن،
المعروفة عند العوام بام أربع وأربعين.
][461
ذلك أيها النسان دليل على أن المر لغيرك ،وموكول إلى سواك ،وأنك مقهور
مدبر ،ولما يراد منك مقدر وميسر ،لنك تريد المر اليسير ،بالتعب الكثير،
فيمنع عليك ويتأبى ،وتغفل عن المر الكبير ويسهل لك من غير تعب
اعترف أيها العبد بالعجز يصنع لك ول تدع الحول والقوة فتهلك ،واعلم
أنك الضعيف وأني القوي .الصحيفة التاسعة صحيفة النتقال إلهى أنت
تعرف حاجتي ،وتعلم فاقتي ،وأنت عالم الغيوب ،وكاشف الكروب ،تعلم
الكائنات قبل وقوعها ،وتحيط بالشياء قبل وقوعها ،وأنت غني عن
العالمين وهم فقراء إليك ،أمرتني فعصيت ،ونهيتني فأتيت ،وبصرتني
فعميت وأسعدتني فشقيت ،تعرف ذنوبي فل ستر دونك ،فل تفضحني بها
في الدنيا ول في الخرة ،ول في المحشر وفي عرصة الساهرة ،اللهم فكما
سترتها على فاغفر لي وكما لم تظهرها على فحطها عني ،وقني مناقشة
الحساب ،ومكابدة العذاب ،ويسر الخير لي في عاجلي وآجلي ،ومحياي
ومماتي ،واقض حاجاتي التي أنت عالم بها مني ،واصرف شر جميع ما
خلقت عني ،ووفقني من منافع الدنيا والخرة لما تعلم فيه صلحي،
وتعرف فيه فلحي ،وأنا عنه غني غافل ،وبوجوه استجلبه جاهل ،فقد
بسطت يدي بالبتهال إليك ،ووقفت بذل المذنبين ،وخشوع الراغبين
وتضرع المحتاجين بين يديك ،وأنت أنت أهل الجابة ،وإن كنت أنا أهل
للخيبة ،فأنت ولي السعاف والطلب ،وإن كنت أنا المستحق لعظيم العذاب
فأنت موضع الرغبة ،ومنتهى السؤل والطلبة ،وأنا ل أهتدي إل إليك ،ول
اعول إل عليك ،ول أقرع إل بابك ،ول أرجو إل ثوابك ،ول أخاف إل عذابك
ول أخشى إل عقابك ،فزدني اللهم هداية إليك ،ويسر لي ما عولت فيه،
وافتح لي بابك ،وأجزل لي من رحمتك ثوابك ،وآمني مما أستحقه بذنوبي
من عذابك ،وأليم عقابك ،إنك أنت الرؤف الرحيم.
][462
الصحيفة العاشرة وهى صحيفة التوكل من توكل على ال كفاه ،ومن استرعاه
رعاه ،ومن قرع بابه افتتح ،ومن سأله أنجح ،ومن كان ال معه لم يقدر
الناس له على ضر ،ومن أتى المر متبرئا من حوله وقوته استكثر الخير،
وأمن من توابع الشر ،ومن تاب تيب عليه ،ومن أناب غفر له ،والعمال
بالموافاة ،والستدراك قبل الفوت والوفاة ،ولن يضيع فعل أحد من صحيفة
ول يتوفى ،بل يحاسب على القطمير ويجازى ،فورب السماء ليقتصن من
القرناء للجماء ) (1ولتستوين يوم القيامة في المداينة القدام ،وليجازين
كل امرء على ما اعترف من حسنات وآثام ،عند من ل يخفى عليه
الضمائر ،ول يغيب عنه السرائر ،ول يتعاظمه شئ لكبره ،ول ينكتم شئ
لحقارته وصغره ،ول يتكاءده الحصاء ،ول يذهب عليه الجزاء ذلكم ال
رب العالمين ،قدر كل شئ وقضاه وعده وأحصاه ،فل يخفى عليه خافية،
إل رحمته ثم العمل الصالح .الصحيفة الحادية العشر ......ل غنى لمن
استغنى عني ،ول فقر بمن افتقر إلى ،ول يضيع عمل أحد عندي من خير
وشر ،فأما الخير فأنا اجزي وعدا غير مكذوب ،وأما الشر فالي إن شئت
عفوت ،وإن شئت عاقبت ،وأنا الغفور الرحيم .الصحيفة الثانية عشر
صحيفة البعث يا أيها الناس إن كنتم في مرية من البعث فتفكروا أن الذي
أوجدكم عن عدم ،وخلقكم من غير قدم ،وخلقكم في الرحام نطفا ومضغا،
ثم صوركم ،و أخرجكم من بطون امهاتكم ضعفاء ،فقواكم وأقدركم وغيركم
من حال إلى حال ،وصيركم في كل المور ذوي زوال وانتقال ،قادر على أن
يعيدكم كما بدأكم ،ويبعثكم كما خلقكم ،وذلك في عقول الناس أهون وأقرب،
فأما ال فل يتعاظمه كبير لكبره ،ول يتعذر عليه صغير لصغره ،وكل
المور بيده هين ل ينصب فيها ول يتعب ،ول يعيى ول يلغب ،إنما أمره إذا
أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ذلكم ال خالق الخلق أجمعين.
][463
الصحيفة الثالثة عشر صحيفة سهم الجبابرة يا اخنوخ قد أهمل الناس عبادتي،
فأضربوا عن طاعتي ،وأصروا على العصيان وانهمكوا في الطغيان،
وآثروا طاعة الشيطان ،وتهالكوا في البغى والعدوان كأنهم لم يروا
مصارع الطغاة قبلهم ،ولم ينظروا إلى ديارهم الخاوية وخدورهم وخلو
قصورهم المشيدة واتضاع أسمائهم] ،العالية[ لم تدفع عنهم سخطتي لما
حلت موثق القلع ،ومونق الرباع ،ولم تجرهم الجنود المجندة ،والعدد
المعددة والموال الجمة ،والممالك العظيمة ،بل تضعضعوا لواقع النقمة إذ
لم يشكروا سابغ النعمة ،وتزعزعوا لحلول السخطة لما تناسوا حقي عليهم
عند المهلة ،فبادوا وهلكوا ،وطريق الخزي في الدنيا والخرة سلكوا ،حتى
كأنهم لم يروا قريبا مصارع سهم الجبار وأصحابه الجبابرة ،ما أصروا
على الكفر والجحود ،واستمروا علي البغي والعنود ،واستعبدوا عبادي،
وخربوا بلدي ،واستحقروا الخلق ،وغمطوا الحق ،وأحيوا سنن الشرار،
وعطلوا سنن الخيار ،ووضعوا المكوس ،وأزهقوا النفوس و ؟ ؟ ؟ ؟ ما
كان عليهم فرضا ،وركضوا في الباطل ركضا ،وسفكوا الدماء ،حتى أبكو
بأفعالهم الرض والسماء ،مفتخرين مغترين بأجسامهم العظام وجثثهم
الكبار ،وقوتهم الشديدة ،وأموالهم العتيدة .ولما انقضت أيامهم ،وتمت
أثامهم ،أجهشت البقاع ،وبكت الروابي والتلع ،بمن فيها من أصناف
الحيوان ،إلى الحنان المنان ،فرحمنا تضرعهم واستجبنا دعوتهم،
وانتصرنا للمؤمنين ممن استضعفهم ،فجعلناهم أربابا لمن كان استعبدهم،
وامراء على من استرزلهم ،؟ ؟ لقينا بين الجبابرة الباس ،وأرحنا منهم
جماعة الناس ،فتحارب الجبابرة وتحازبو ،؟ تكاوحوا تجاذبوا ،حتى أهلكوا
بعضهم بعضا ،وقتلوا نفوسهم بأيديهم ،وقطعوا ابدانهم بسيرفهم ،وإن كان
أقواهم وأعتاهم وأتمهم قامة وأشدهم بسطة سهم قيصر عليهم ،وبقى
بعدهم قريحا جريحا ل يسوغ شرابا ول طعاما ،ول يجد قرارا ول يلتذ
مناما ،من الذي أصابه في حروب سائر الجبابرة من ضرب السيوف،
وطعن الرماح وشدخ الجنادل ،ووقع السهام
][464
فبعل بنفسه ،ومهد بيده موضع رمسه ،وانحنى على سيفه ،ولقي حتفه بكفه ،وكان
آخرهم موتا ،وعقيبهم فوتا ،وورث المستضعفون أموالهم وديارهم،
ووطئوا أعقابهم .فان شكرتم يا أيها الناس نعمتي عليكم زدتكم ،وإن
أطعتموني أمددتكم وإن اقتديتم بالعصاة ،وفعلتم فعل البغاة ،لم تكونوا أعز
على وأجل لدي ممن تقدمكم ،وكلكم خلقي ،وآكل رزقي ،ل نسب بيني
وبينكم ،ل حاجة بي إلى أحد منكم ،كما لم يكن بي حاجة إلى من قبلكم،
فوعزتي لهلكن الطاغين ولنتصرن للمظلومين من الظالمين ،وأنا الغلب
المتين .الصحيفة الرابعة عشر صورة صحيفة المن يا أيها الناس ما غركم
بربكم الذي سوى خلقكم وقدر رزقكم ،وأورى لكم من الشجر الخضر نارا،
والصخر الجلمد نارا ،تجلبون به المنافع والنور والضياء ،وتستدفعون به
الظلمة والبرد والذى ،وهو جعل لكم من جلود النعام وأوبارها ريشا
بواري السوءات ،ويدفع الفات ،وهو الذي أخرج عيونا ينابيع تنبت الزرع
وتنفع الظماء ،وأجرى في السماء مصابيح يهتدى بها في مهامه البر،
ولجج البحر ،وعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من كتب الكتاب ،ونسج الثياب،
وتذليل الدواب ،وهو الذى أدر لكم الضروع ،وأنبت الشجار والزروع،
وأجرى الفلك في البحار ،وهداكم في سباسب القفار ،ءأله غيره يقدر على
شئ من ذلك ،أو أنتم إلى مثله تهتدون ،فسبحان الذي ليس كمثله شئ وهو
المنان الكريم .الصحيفة الخامسة عشر صحيفة النجاة ليس النجاة بالقوة،
ول الخلص بالجبروت ،ول تستحق اسم الصديقية بالملك العظيم ،ول
يوصل إلى ملكوت السماء بالعز الجسيم ،ول ينفع في الخرة كثرة الرجال،
وثروة المال ،ول ينجي يوم الحساب الحذق في الصنايع ،والكيس في
المكاسب ،لكن البر الذي ينجي ،والطهارة التي تنقذ ،وبالنزاهة من الذنوب
][465
تستحق الصديقية ،وبالعمل الصالح ينال ملكوت السماء ،ما يثقل في الميزان إل
النية الصادقة ،والعمال الطاهرة ،وكف الذى ،والنصيحة لجميع الورى،
واجتناب المحارم ،والهرب من المآثم ،فاعبدوا ال الذي فطركم ،وسوى
صوركم ،وأنيبوا إليه ،وتوكلوا عليه يسهل لكم في دنياكم المطالب،
ويجركم في معادكم من المعاطب ،واعلموا أن الخير بيديه ،والمور كلها
إليه ،وهو العزيز الغلب .الصحيفة السادسة عشر صحيفة الفلك يا
اخنوخ ! أما تفكرت في بدائع فطرة ال الذي بصرك عجائبها ،وأراك
مراتبها من هذه الفلك الدوارة ،والنجوم السيارة ،التي تطلع وتأفل ،و
تستقر أحيانا وترحل ،وتضئ في الظلم والد آدي ،وتهتدى بها في اللجج
والفيافي ،تنجم وتغور ،وتدبر عجائب المور ،لزمة مجاري مناطقها،
عانية خاضعة لمر خالقها .أما نظرت إلى هذه الشمس المنيرة المفرقة
بين الليل والنهار ،المعاقبة بين الظلم والسفار ،المغيرة فصول السنة
إسخانا وتبريدا ،وإفراطا وتعديل المربية لثمار الشجار ،وجواهر المعادن
في البار ،التي إن دامت على حال واحدة لم ينبت زرع ،ولم يدر ضرع،
ول حيى حيوان ،ول استقر زمان ومكان ،أما علمت أن ذلك بفطرة حكيم
وسع علمه الشياء ،وخلق قوي ل يستثقل العباء ،وأمر عليم ل يتكأده
الحصاء ،وحكم قادر ل يلحقه نصب ول إعياء ،وتدبير عال ل مغالب
لحكمه ،وأن ذلك لعنايته بضعاف الخلق ،وكرمه في إدرار الرزق ،وأنه
تعالى العالم الحق الذي ل يغيب عنه ما كان ول ما يكون .الصحيفة السابعة
عشر صحيفة المعاصي يا اخنوخ ! قد كثرت المعاصي ،ونبذت الطاعات،
ونسيني خلقي ،كأنهم ليس يأكلون رزقي ،ول يستوطنون أرضي ،ول
تكنهم سمائي ،ما الذي يؤمنهم أن اشوه خلقهم ،أو أطمس وجوههم ،أو
أحبس المطار عنهم ؟ أو أصلد الرضين
][466
فل تنبت لهم ،أو اسقط السماء عليهم ،وارسل شواظا من العداب إليهم ؟ غرهم
حلمي فشكوا في علمي ورأوا إمهالي وأملوا إهمالي ،ل وعزتي ليس المر
كما يظنون إني لعلم النقير والقطمير ،وليس يخفى على شئ من المور،
لكني لكرمي أنتظر بعبدي النابة ،واؤخر معاقبته ترفقا رجاء للتوبة ،إذ
كان ل حاجة بي إلى عذاب أحد من العالمين ،ورحمتي تسع الخلئق
أجمعين ،فمن تاب تبت عليه ومن أناب غفرت له ،ومن عمي عن رشده،
ولم يبصر سبيل قصده ،لم يفتني ،ول يعتاص على كبير لكبره ،ول يخفى
لدي صغير لصغره ،فأنا الخبير العليم .الصحيفة الثامنة عشر صحيفة
النذار يا اخنوخ ! أنذر الناس عذابا قد أظلهم ،وطوفانا قد آن أن يشملهم،
يسوي بين الوهاد والنجاد ،ويعم النجوات والعقوات ،وتغرق الرض
بآفاقها ،و تبلغ منتهى أقطارها وأعماقها ،وتسخط لسخطي ،وتنتقم لي
ممن نبد طاعتي ،ول أفعل ذلك إل بعد أن أستظهر عليهم بالحجج اللوامع،
وانذرهم باليات السواطع وأنتظر بهم قرنا بعد قرن كعادتي في المهال
والحلم ،فإذا أصروا على طغيانهم واستمروا على عدوانهم ،وعم الكفر،
وقل اليمان ،فتحت ينابيع الرض عزالى السماء ،وملت الضواحي
والكناف من الماء ،ونجيت المؤمنين ،وقليل عددهم ،وأهلكت الطاغين،
وكثير ما هم ،وذلك دأبي فيمن عبد سواى ،أو جعل لي شركاء ،وأنا مع
ذلك رؤف رحيم .الصحيفة التاسعة عشر صحيفة الحق ل قبيح إل
المعصية ،ول حسن إل الطاعة ،ول وصول ]إل[ بالعقل إلى المعرفة بالحق
عرف الحق ،وبالنور اهتدي إلى النور ،وبالشمس ابصرت الشمس ،و
بضوء النار رئيت النار ،ولن يسع صغير ما هو أكبر منه ،ول يقل ضعيف
ما هو أقوى منه ،ول يحتاج في الدللة على الشئ المنير بما هو دونه ،ول
يضل عن الطريق إل المأخوذ به عن التوفيق ،وال علي كل شئ شهيد.
][467
الصحيفة العشرون صحيفة المحبة طوبى لقوم عبدوني حبا ،واتخذوني إلها وربا،
سهروا الليل ودأبوا النهار طلبا لوجهي من غير رهبة ول رغبة ،ول لنار
ول جنة ،بل للمحبة الصحيحة ،و الرادة الصريحة ،والنقطاع عن الكل
إلي ،والتكال من بيع الجميع علي ،فحق على أن أسبرهم طويل ،واحملهم
من حبى عبأ ثقيل ،وأسبكم سبك الذهب في النار ،فإذا استوى منهم
العلن والسرار ،وانقطعت من إخوانهم وصائلهم ،و تصرمت من الدنيا
علئقهم وصائلهم ،هنالك أرفع من الثرى خدودهم ،واعلى في السماء
جدودهم ،انضر معادهم ،وابلغهم مرادهم ،وأجعل جزاءهم أن احقق
رجاءهم ،واعطيهم ما كانت عبادتهم من أجله ،وأنا صادق الوعد ل اخلف.
الصحيفة الحادية والعشرون صحيفة المعاد سبحان من خلق النسان من
ماء مهين ثم جعل حياته في ماء معين ،وتبارك الذي رفع السماء بغير
عمد تقلها ،ول معاليق ترفعها ،إن لكم أيها الناس في الشجر الذي يكتسي،
بعد تحات الورق ورقا ناضرا ،ويلبس بعد القحول زهرا زاهرا ويعود بعد
الهرم شابا ،وبعد الموت حيا ،ويستبدل بالقحل نضارة ،وبالذبول غضارة،
لعظم دليل على معادكم ،فما لكم تمترون ؟ ألم تواثقوا في الظلل و
الشباح ،وأخذ العهد عليكم في الذر والنشور ،وترددتم في الصور،
وتغيرتم في الخلق ،وانحططتم من الصلب ،وحللتم في الرحام ،فما
تنكرون من بعثرة الجداث ،وقيام الرواح ،وكون المعاد ،وكيف تشكون
في ربوبية خالقكم الذي بدأكم ثم يعيدكم ،وأخذ المواثيق والعهود عليكم،
وأبدأ آياته لكم ،و أسبغ نعمه عليكم ،فله في كل طرفة نعمة ،وفي كل حال
آية ،يؤكدها حجة عليكم ،ويوثق معها إنذارا إليكم ،وأنتم في غفلة
سامدون ،وعما خلقتم له وندبتم إليه لهون ،كأن المخاطب سواكم ،وكأن
النذار ]بمن[ عداكم ،أتظنون أني هازل أو عنكم غافل ؟ أو أن علمي
بأفعالكم غير محيط ؟ أو ما تأتون به من خير وشر يضيع ؟ كل خاب من
ظن ذلك وخسر ،وال هو العلي الكبر.
][468
الصحيفة الثانية والعشرون صحيفة الدنيا تفكروا في هذه الدنيا التي تفتن بزبرج
زخاريفها ،وتخدع بحلوة تصاريفها ولذاتها ،شبيهة بنور الورد المحفوف
بالشوك الكثير ،فهو ما دام زاهرا يروق العيون ويسر النفوس ،وهو مع
ذلك ممتنع بالشوك المقرح يد متناوله ،فإذا مضت ساعات قليلة ،انتثر
الزهر ،وبقي الشوك ،كذلك الدنيا الخائنة الفانية ،فان حياتها متعقب
بالموت ،وشبابها صائر إلى الهرم ،وصحتها محفوفة بالمرض ،وغناها
متبوع بالفقر ،وملكها معرض للزوال ،وعزها مقرون بالذل ،ولذاتها
مكدرة بالشوائب ،وشهواتها ممتزجة بمضض النوائب ،شرها محض،
وخيرها ممتزج ،من حبي منها بشئ من شهواتها لم يخل من غصص
مراراتها ،وخوف عقوباتها ،وخشية تبعاتها ،وما يعرض في الحال من
آفاتها .هذه حال فاز من سعد بها ،فما تقول فيمن لم يحظ بطائل منها،
الصحيح فيها يخاف السقم ،والغني يخشى الفقر ،والشاب يتوقع الهرم،
والحي ينتظر الموت ،من اعتمد عليها واستنام إليها كان مثل المستند إلى
جبل شاهق من الثلج يعظم في العيون عرضه وطوله وسمكه ،فإذا أشرقت
شمس الصيف عليه ذاب غفلة وسال ،وبقى المستند إليه والمستذري له
بالعراء ،فكذلك مصير هذه الدنيا إلى زوال واضمحلل ،وانتقال إلى دار
غيرها ،ل يقبل فيها إل اليمان ول ينفع فيها إل العمل الصالح ،ول يتخلص
فيها إل برحمة ال ،من هلك فيها هوى ،ومن فاز فيها عل وهي مختلفة
دائمة .الصحيفة الثالثة والعشرون صحيفة البقاء سيعود كل شئ إلى
عنصره ،ويضمحل كل ما ترون بأسره ،ويشمل الفناء ويزول البقاء ،فل
يبقى باق إل من كان بقاؤه بل ابتداء ،فان ما كان بل ابتداء فهو بل
انتهاء ،ويخلص المر لولي المر ،ويرجع الخلق إلى بارئ الخلق ،و تقوم
القيامة ،وطوبى للناجين ،وويل للهالكين.
][469
الصحيفة الرابعة والعشرون صحيفة الطريق يا اخنوخ الطريق طريقان :إما الهدى
واليمان ،وإما الضللة والطغيان فأما الهدى فظاهرة منارها ،لئحة
آثارها ،مستقيم سننها ،واضح نهجها ،وهو طريق واحد ل حب ل شعب
فيها ،ول مضلت تعتورها ،فل يعمى عنها إل من عميت عين قلبه،
وطمس ناظر لبه ،من لزمها فعصم لم يضل عنها ،ولم يرتب بمنارها ولم
يمتر في واضح آثارها ،وهي تهدي إلى السلم والنجاة ،ودائم الراحة
والحياة ،وأما طريق الضللة فأعلمها مستبهمة ،وآثارها مستعجمة،
وشعبها كثيرة تكتنف طريق الهدى من يمينها وشمالها ،من ركبهاتاه،
ومن سلكها حار وجار ،وهي تقطع براكبها ،وتبدع بسالكها ،وتؤدي
السائر فيها إلى الموت البدي الذي ل سكون معه ،ول راحة فيه ،فادع يا
اخنوخ عبادي إلى ،وقف بهم على طريقي ،ثم كلهم إلى فوجللي ل اضيع
عمل محسن ،وإن خفف ،ول يذهب على عمل مسئ وإن قل وأنا الحاسب
العليم .الصحيفة الخامسة والعشرون صحيفة الظلمة من رأى ظلم ظالم
فأمكنه النكير فلم يفعل ،فهو ظالم ،ومن أتى الظلم أو رضي به فهو يوم
القيامة ل شك نادم ،وعزتي إن النتقام على الظلوم أمر من الظلم على
المظلوم ،وليس يظلم الظالم إل نفسه ،ول يبخس الباخس إل حظه،
وسأنتقم للكل من الكل ،وحسبك بمن أنتقم منه مقهورا ،وبمن أنا أنتقم له
منصورا فلظهرن على الظالمين سيما الخزي والصغار ،و (1) ..رب
العالمين ،وهل تبور تجارة مع أحكم الحاكمين ،وأرحم الراحمين ،وطوبى
لمن طعم الضريك ،وكسى الصعلوك ،واكتنف الرملة واليتيم ،وجاد على
ابن السبيل ،وأعان أخاه في النوائب وواساه من نعم ال عنده ومواهبه،
فان ذلك حق على ال أن يضاعف له ما فعل ويميزه في المعاد ممن بخل،
ويجازيه على إحسانه الجزاء الفضل ،وينوله من رضوانه العطاء الكمل
الجزل ،وال ل يخلف الميعاد.
) (1بياض في جميع النسخ والساقط تتمة الخامسة والعشرين وصدر السادسة
والعشرين.
][470
الصحيفة السابعة والعشرون صحيفة الويل بالبر وعمل الخير اطلبوا النجاة،
وانظروا وتدبروا فإن سبيل الصديقية قاصدة لحبة ،وهي مملوة سرورا
ومؤدية إلى الفوز والنجاة ،وسبيل الضللة زائفة مائلة محفوفة بالملد
وهي مؤدية إلى البوار والهلك ،فانصرفوا عن سبيل الضللة المملوة
موتا ،ول تسلكوها لئل تتيهوا ،بل آثروا البر وعمل الخير تنالوا الراحة
البدية في دار السلم ،الويل لمن يبيت ونيته موقوفة على عمل الخطايا
يتفكر كيف يقتل ،وكيف يسلب ،وكيف يزنى ،وكيف يعصى ؟ فان ذلك
مهدوم القواعد ،عاجل الهلك ،الويل لمن يقتني الذهب والفضة بالمكر
والفساد والظلم فانه يهلك عن ذلك وشيكا ،وتبقى عليه التبعات ،الويل
للغني الذي يذكره بغناه الله العلي ،ولكنه يطلب بغناه الخطايا ،ويبقي
الذنوب ،فانه معد له في العاقبة مقاسات الضباب ،والظلمة في يوم الدين،
ول يصاب بالرحمة من الديان العظيم ول يرحم من جهنم الهاوية إل من
طاب وارعوى ،وعاود الرشد ،الويل لمن يعسر المؤمنين ويؤذيهم ،ويبغى
الغوائل لهم ،ويصدهم عن إقامة فرائضهم ،وإحياء شرائعهم ،فان
مصيرهم ومصير عن عاونهم إلى النار الملتهبة التي ل تطفأ ،والعذاب
الشديد الذي ل يهدء ،الويل لشاهد كاتم الشهادة فانه معد له الحزن الدائم
والويل الشديد في الخرة ،الويل لمن أكل طيب الطعام ،وشرب لذيذ
الشراب ولم يؤد شكر الوهاب ،وإنه محاسب على الخردلة ،ومدين بما
صنع .الويل كل الويل للمفتخر بمرادته ،الطاغي في جبروته المستذل
للخيرين اللينين من المؤمنين ،المهين للصلحاء الساكنين ،فانه صائر إلى
هلك البد ،وبوار الخلد ،حكما من ديان عادل ،وحكيم قادر ،عجبا لمن
يقول لمن مات من الئمة الخطاة ،طوبى له فقد عاش عمرا طويل ،ونال
خيرا جزيل ،وسرورا عظيما وملكا جسيما ،وتمتع بالهل والولد ،والسعة
والغنى ،ثم مات كريما وادعا ،ولم يلق هوانا ،أما علمتم أنه تمتع قليل
وخلف وراءه حسابا طويل ،و احتمل من أوزاره عبأ ثقيل ،وكانت أيامه
في سروره وغناه ،وملكه ودنياه
][471
كحلم النائم ،ومجرى السراب ،لم يحصل منه عند انقضائه إل على تبعة حساب
ومكابدة خلود العذاب .أما علمتم أنه انتقل من الفاني إلى الباقي الذي ل
يبيد ،وأنه محاسب على النقير والقطمير ،وملق حزنا عظيما ،وخوفا،
شديدا ،وصائر إلى إعوار جهنم المملوة ظلمة وحريقا ،ومكابد هناك عسرا
وضيقا ،فما تغبطون المسكين على قليل ما نال من دنياه في جنب عظيم ما
نال من تبعته وأذاه في دار دائمة خالدة غير فانية ول بائدة أيها الئمة
الخطاة الظلمة ل تظنن أنكم غير مطلوبين أو غير محاسبين ومعاقبين على
ما ارتكبتم من المآثم ،وآتيتم من العظائم ،وفعلتم من الظلم ،وسننتم من
الفساد فان جميع آنامكم وسيئاتكم مكتوب بين يدي الديان ،ومحفوظ عليكم
وغير منسى ول متروك ،وأنتم مدينون ،وعلى ما آتيتم معاقبون وديانكم
عالم بالسرائر ،عارف بالضمائر ،ل يخفى عليه خافية ،ول تقى من
سخطته واقية ،وهو الفتاح الفعال العليم .الصحيفة الثامنة والعشرون
صحيفة القرون يا اخنوخ ! قل للناس أتقدرون أن ال لم يخلق سواكم ،أو
ليس له عالم ما عداكم ؟ لقد خلت قبلكم قرون ،وبادت قبائل وبطون ،فما
نقصوا ال سلطانه .الصحيفة التاسعة والعشرون صحيفة العياذ عذ بال
من السقام والعلل ،من الدقع والخجل ،من الزيغ في الدين ومن التهالك في
الهوى ومن الشيطان الطاغي ،والسلطان الباغي ،والدين المجحف والغريم
الملحف ،واغسل قلبك بالتقوى كما تغسل ثيابك بالماء ،وإن أحببت روحك
فاجتهد في العمل لها ،ونق من الدغل طريقها ،وشك ) (1بها من السفل
إلى العلو ،ومن الموت إلى الحياة ،واتعب تسترح ،واتجر مع الغنى الوفي
تربح ،واستهن تملك الدنيا زخرفها التي تسرع إلى الزوال ،وهي بعرض
النتقال ،ول تفه بغناها المؤدي إلى الفقر ،وعماراتها الصائرة إلى القفر،
واستخف بالنساب الولدية والسباب الدنيوية ،التي تنقطع في الخرة ول
تثبت ،ول تتصرم في المعاد ول
][472
تنفع ،وليكن عملك ل العلى المالك ملكوت السماء ،وتحلل درجات العلى تأمن
بوائق الدمار ،وتنحل من حبائل السار ،واستعن بال يعنك ،واستهده
يهدك ،واعلم أنك به تنجو ،وبتقواه ترتفع وتعلو ،ول تكن كمن ينظر ول
يتفكر .هذا آخر ما بلغ إلينا من هذه الصحيفة الشريفة المباركة الدريسية
التي أنزل ال عليه ،سلم ال على نبينا وعليه وعلى جميع النبياء
والمرسلين ،وآل سيدنا محمد وأئمة المعصومين والحمد ل رب العالمين.
بيان :التحري القصد وطلب الحرى ،والتعرض أيضا القصد ،والسباغ
الكمال ،والستجارة طلب المان ،ولح النجم تلل ،وسطع الصبح ارتفع.
ويقال مذرت معدته أي فسدت ،وعاف الطعام والشراب كرهه ،ومريت
الفرس استخرجت ما عنده من الجري بسوط أو غيره ،والسم المرية،
والجرية الحوصلة ،والجثة شخص النسان قاعدا وقائما ،والمرزبة:
العصية ،والطري الغض بين الطراوة وأغضت السماء دام مطرها ،وبرم
به وتبرم :سأمه ،والتقزز التباعد من الدنس ،ووكد وكده :أي قصد قصده،
والروم :الطلب ،والخمصة الجوعة ،المخمصة المجاعة و ]بطن الرجل[
اشتكى بطنه وبطن عظم بطنه من الشبع ،البطن ]النهم الذي ل يهمه إل
بطنه[ المبطان الذي ل يزال عظيم البطن من كثرة الكل .وصدع بالحق
تكلم به جهارا ،وأعوزه الشئ احتاج إليه فلم يقدر ،المعوز الفقير ،وماء
نمير أي ناجع عذب ،وأزعجه أقلعه وقلعه من مكانه ،وانزعج بنفسه،
والفلج الظفر ،وقسره على المر قهره ،والحبر السرور ،وباد يبيد أي هلك
واعتوروه وتعوروه تداولوه ،ونقمته إذا كرهته .والصر الذنب وقال في
مصباح اللغة وبق يبق من باب وعد وبوقا هلك ،و الموبق مثل مسجد
ويتعدى بالهمزة ،فيقال أوبقته ،ويرتكب الموبقات أي المعاصي وهي اسم
فاعل من الرباعي لنهن مهلكات ،وقال في الصحاح :حضه على القتل
][473
أي حثه .والربع الدار والمحلة ،والحريش نوع من الحيات ،والدقعاء التراب دقع
لصق بالتراب ذل والدقع سوء احتمال الفقر فقر مدقع ملصق بالدقعاء،
والعالمون الدنيا وما فيها ،قال الزجاج :هو كل ما خلقه ال في الدنيا
والخرة ،وقال ابن عباس :العالم هو ما يعقل من الملئكة والثقلين ،وقيل
الجن والنس ،لقوله تعالى " لتكون للعالمين نذيرا " لنه لم يكن نذيرا
للبهائم ،والقطمير الفوفة التي في النواة وهي القشر الرقيق ،ويقال هي
النكتة البيضاء في ظهر النواة تنبت منها النخلة .المرية :الشك ،وانهمك
في المر انهما كاجد فيه ولج فهو منهمك ،وخوت الدار أي خلت من
أهلها ،والخدر هو الستر ،ومال جم أي كثير ،وضعضعه الدهر فتضعضع
أي خضع وذل ،والزعزعة التحريك ،غمطه يغمطه غمطا بالتسكين بطره
وحقره ،وغمط الناس الحتقار لهم ،والمكاس العشار ،وزهقت نفسه
خرجت والجهش أن يفزع النسان إلى غيره وهو مع ذلك يريد البكاء،
والربو هو ما ارتفع من الرض والتلعة ما ارتفع من الرض وما انهبط
أيضا من الضداد ،وقيل :مجاري أعلى الرض إلى بطون الودية .وتكاوح
الرجلن تمارسا ،وساغ الشراب سوغا سهل مدخله ،والشدخ كسر الشئ
الجوف ،والجندل حجارة ،بعل دهش ،والرمس موضع القبر ،والحتف
الموت ،والسبسب المفازة ،والعطب الهلك ،والدآدي :ثلث ليال من آخر
الشهر قبل المحاق ،وأسفر الصبح :أضاء ،وأسفر وجهه أشرق حسنا،
والكن الستر ،والشوه القبح ،والطمس المحو ،والشواظ اللهب الذي ل
دخان فيه والنقرة السبيكة وحفيرة صغيرة في الرض ومنه نقرة الصفا،
والنقرة التي في ظهر النواة ،والنقيرة مثله ،وعوص الشئ عوصا من باب
تعب واعتاص أي صعب ،و العقوة :الساحة وما حول الدار ،يقال ما يطور
بعقوته أحد ،والعزلء وزان حمراء فم المزادة السفل ) (1والتصرم
التقطع ،وقحل الشئ قحل من باب نفع يبس
][474
وذبل الشئ ذبول ذهب ندوته ،وامترى في أمره شك ،وبعثرت أي قلبت والجدث
القبر ،وسمد سمودا رفع رأسه تكبرا ،والزبرج الزينة ،والحباء العطاء
وشهق شهوقا ارتفع ،واضمحل الشئ ذهب وفنى ،والعنصر الصل ،وخذه
بأسره أي بجميعه ،واللحب واللحب الطريق الواضح ،فاعل بمعنى مفعول
أي ملحوب واللحب :الوطي ،واللب :العقل ،والمنار علم الطريق ،ومار
البحر اضطرب وتاه في الرض ذهب متحيرا ،وبار كسد ،والصعلوك
كعصفور الفقير ،وتصعلك :افتقر .والضريك :البائس الفقير ل يصرف له
فعل ،وقنى المال كرمى قينا وقيانا -بالكسر والضم -اكتسبه ،والوشيك:
السريع ،والغوائل :الدواهي ،والمكبدة الشدة ،المكابدة :المقاساة ،وباد
الشئ بيدا وبيودا :هلك ،والدقعاء :التراب ،والزيغ :الملل وكلل البصر،
والدغل :الفساد ،والبوق :الباطل البائقة ،الداهية ،باقتهم الداهية ،وانباقت
عليهم بائقة شر ،وبوائق الرجل :غوائله ،والدمار :الهلك .ههنا تم كتاب
الذكر والدعاء ،وبتمامه تم المجلد التاسع عشر من بحار النوار ،ويليه في
الجزء الثالث والتسعين كتاب الزكاة أول أجزاء المجلد العشرين بحول ال
وقوته .ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته فخرج بعون ال وفضله
نقيا من الغلط إل -نزرا زهيدا زاغ عنه البصر ومن ال نسأل العصمة
عن الخطأ والزلل .السيد ابراهيم الميانجى -محمد الباقر البهبودى
][475
صورة فتوغرافية من نسخة الصل بخط المؤلف العلمة المجلسي وهي أول صفحة
من كتاب القرآن )الجزء (92من هذه الطبعة النفيسة صورة فتوغرافية
من نسخة الصل بخط المؤلف العلمة المجلسي -ره -وهي أول الجزء
الثاني من المجلد التاسع عشر )أبواب الذكار وفضلها( تراها في الجزء
93ص 148و 149
][476
صورة فتوغرافية فيها صفحتان من نسخة الصل بخط يد المؤلف العلمة المجلسي
-ره -تراهما في الجزء 94ص 85 - 83
][477
صورة فتوغرافية من نسخة الصل بخط المؤلف العلمة المجلسي -ره -وهي أول
صفحة من الجزء 95هذا الذي بين أيديكم
][478
صورة فتوغرافية من نسخة الصل بخط المؤلف العلمة المجلسي -ره -ترى
الصفحة في الجزء 95هذا الذي بين أيديكم ص 179و 180
][479
كلمة المصحح :بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل -والصلة والسلم على رسول
ال ،وعلى آله امناء ال .وبعد :فقد تفضل ال علينا -وله الفضل والمن -
حيث اختارنا لخدمة الدين وأهله ،وقيضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبرى
وهي الباحثة عن المعارف السلمية الدائرة بين المسلمين :أعني بحار
النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار عليهم الصلوات والسلم .وهذا
الجزء الذي نخرجه إلى القراء الكرام ،هو آخر أجزاء المجلد التاسع عشر
)كتاب الذكر والدعاء( وقد قابلناه على نسخة الكمباني ثم على نسخة
الصل التي هي بخط يد المؤلف العلمة رضوان ال عليه ،وهي محفوظة
في خزانة مكتبة ملك بطهران تحت الرقم 995لكنها ناقصة ينتهى عند
الباب 108من كتاب الذكر والدعاء ،فقابلناه على نسخة مخطوطة اخرى
مصححة بعناية العالم الفاضل عبد الباقي بن محمد حسين الحسني
الحسيني في سنة 1187ومعذلك قابلناه على نص المصادر أو على
الخبار الخر المشابهة للنص في سائر الكتب ،فسددناه ما كان في النسخة
من خلل وبياض وسقط وتصحيف ،فان الملجد التاسع عشرا أيضا من
مسودات قلمه الشريف رحمة ال عليه ،ولم يخرج في حياته إلى البياض.
لفت نظر :قد أوعزنا في مقدمة الجزاء السالفة من المجلد التاسع عشر
أن أجزاء نسخة الصل -وهي مسودة كالمبيضة -محفوظة في خزانة
مكتبة ملك بطهران تحت الرقام 1003و 997و 1001و 995على
الترتيب ،وإليكم في الصفحات
][479
كلمة المصحح :بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل -والصلة والسلم على رسول
ال ،وعلى آله امناء ال .وبعد :فقد تفضل ال علينا -وله الفضل والمن -
حيث اختارنا لخدمة الدين وأهله ،وقيضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبرى
وهي الباحثة عن المعارف السلمية الدائرة بين المسلمين :أعني بحار
النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهار عليهم الصلوات والسلم .وهذا
الجزء الذي نخرجه إلى القراء الكرام ،هو آخر أجزاء المجلد التاسع عشر
)كتاب الذكر والدعاء( وقد قابلناه على نسخة الكمباني ثم على نسخة
الصل التي هي بخط يد المؤلف العلمة رضوان ال عليه ،وهي محفوظة
في خزانة مكتبة ملك بطهران تحت الرقم 995لكنها ناقصة ينتهى عند
الباب 108من كتاب الذكر والدعاء ،فقابلناه على نسخة مخطوطة اخرى
مصححة بعناية العالم الفاضل عبد الباقي بن محمد حسين الحسني
الحسيني في سنة 1187ومعذلك قابلناه على نص المصادر أو على
الخبار الخر المشابهة للنص في سائر الكتب ،فسددناه ما كان في النسخة
من خلل وبياض وسقط وتصحيف ،فان الملجد التاسع عشرا أيضا من
مسودات قلمه الشريف رحمة ال عليه ،ولم يخرج في حياته إلى البياض.
لفت نظر :قد أوعزنا في مقدمة الجزاء السالفة من المجلد التاسع عشر
أن أجزاء نسخة الصل -وهي مسودة كالمبيضة -محفوظة في خزانة
مكتبة ملك بطهران تحت الرقام 1003و 997و 1001و 995على
الترتيب ،وإليكم في الصفحات التية صور فتوغرافية منها ،ومن ال
التوفيق .محمد الباقر البهبودى