Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 54

‫بسم الله‬

‫الرحمن الرحيم‬
‫المام والخطيب ‪ ...‬قائدا ً‬

‫الشيخ سمير العبيدي‬


‫إمام وخطيب جامع المام العظم‬
‫أبي حنيفة النعمان)رض(‬

‫‪1‬‬
‫الهداء‬

‫إلى إخوتي الئمة‬


‫والخطباء الذين تم‬
‫اغتيالهم في الحرب‬
‫الطائفية في العراق‬

‫تقديم‬
‫الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وعلى‬
‫أله وأصحابه ومن واله ‪-:‬‬

‫الشيخ سمير العبيدي المحترم ‪.‬‬ ‫\‬ ‫الخ‬

‫السلم عليكم ورحمة ال وبركاته ‪ .....‬وبعد ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫فقد قرأت بحثك هذا بكل دقة ‪ ،‬فوجدته من أروع المناهج التي ينبغي للمام والخطيب‬

‫المثالي أن ينتفع به ‪ ،‬وأن في اللتزام به أثرًا كبيراً في مسيرة رسالة المسجد ‪.‬‬

‫فبارك ال في جهدك هذا ونفع به ‪.‬‬

‫أخوكــــم‬

‫أ‪.‬د الشيخ عبد المـلك عبد الرحمن السعدي‬

‫الفهرست‬‫الهداء‪2 .................................................‬‬
‫المقدمة ‪5 .................................................‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬المام والخطيب‪6 ...........................‬‬
‫التعريف ‪7 ................................................‬‬
‫المقومات ‪8 ................................................‬‬
‫النتماء ‪9.................................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬دائرة عمل المام‬
‫والخطيب ‪11 ...........................‬‬
‫دائرة عمل المام والخطيب الصغرى ‪...............................‬‬
‫‪12‬‬
‫المسجد‪12 ................................................‬‬
‫كادر إدارة المسجد‪15 .........................................‬‬
‫رواد المسجد‪18 ............................................‬‬
‫لجان المسجد‪19 ............................................‬‬
‫‪3‬‬
‫دائرة عمل المام والخطيب الكبرى ‪...............................‬‬
‫‪27‬‬
‫قضايا السلم الكبرى ‪27 .......................................‬‬
‫المحاور الدعوية خارج المسجد‪29 ..................................‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬المام والخطيب ‪.......‬قائدا ً ‪......................‬‬
‫‪32‬‬
‫الخطة الربانية في تطوير المام‬
‫والخطيب ‪33 .............................‬‬
‫خطة تطوير القادة ‪34 .........................................‬‬
‫فكرة المشروع ‪34 ............................................‬‬
‫شعار المشروع ‪34 ...........................................‬‬
‫اختيار قادة المستقبل ‪35 .......................................‬‬
‫العداد والتطوير العام ‪35 ......................................‬‬
‫التخصص ‪36 ..............................................‬‬
‫القادة الجماهيريون ‪38 .........................................‬‬
‫القادة الداريون ‪40 ...........................................‬‬
‫نماذج من عمل المام والخطيب ‪41 .................................‬‬
‫مع المحور التربوي ‪41 ..........................................‬‬
‫مع المحور الصحي ‪42 ..........................................‬‬
‫مع المحور القتصادي ‪43 ........................................‬‬
‫مع المحور الخدمي ‪43..........................................‬‬
‫مع المحور الرياضي ‪44.........................................‬‬
‫الخاتمة ‪47 ................................................‬‬

‫المقدمة‬
‫الحمدلله والصلة والسلم على رسول الله وعلى أله‬
‫وأصحابه ومن وله ‪....‬وبعد ‪:‬‬
‫فإن العراق )فك ال أسره( من البلد السلمية التي عانت كثيرًا في القرن الماضي ‪ ،‬وما زالت‬
‫تعاني ‪ ،‬فمن احتلل بريطاني إلى انتداب بريطاني ثم إلى مملكة عراقية ثم إلى جمهورية عراقية‬

‫‪4‬‬
‫ثم إلى حرب عراقية إيرانية ثم إلى حرب الخليج الولى ثم الثانية فانتهى مآلنا إلى احتلل‬
‫أمريكليزي ‪.‬‬

‫إن أعباء القرن الماضي قد ألقت كيرها على كل طبقات المجتمع العراقي فأضعفته ماديًا‬
‫ومعنويًا ‪ ،‬وشريحة الئمة والخطباء بالتأكيد قد نالت نصيبها من ذلك ‪.‬‬

‫إن وظيفة الئمة والخطباء كبيرة وعظيمة لعظم الرسالة التي يحملونها وهي السلم ‪ ،‬فكان‬
‫ي وأنا من داخل هذه الشريحة أن أطلق عنان قلمي وأفكاري لكي أسطرها طريقًا واضحًا‬ ‫لزامًا عل ّ‬
‫لخوتي من الئمة والخطباء الذين لمست منهم حب الدعوة والثبات في الساحة العراقية رغم‬
‫حن والِمنح من الستشهاد والعتقال والتهجير ‪ ،‬فإن قلوبهم ما زالت تتشوق إلى إعادة المام‬ ‫الِم َ‬
‫والخطيب إلى مكانته السامية المرموقة بين أبناء الشعب العراقي ‪ ،‬وهذا طريق وعر ل يتأتى‬
‫بالتمني والحلم وإنما بالعمل المخطط والمقصود والمتواصل ‪.‬‬

‫لهذا كتبت ‪ :‬المام والخطيب ‪ ..............‬قائدًا ‪.‬‬

‫المؤلف‬

‫الفصل الول‬
‫المام والخطيب‬
‫وفيه ثلثة مباحث ‪:‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬التعريف‬
‫‪5‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫المقومات‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬النتماء‬

‫الفصل الول ‪ -:‬المام والخطيب‬

‫المبحث الول ‪ -:‬المام والخطيب لغة واصطلحًا ‪.‬‬

‫تعريف المام لغة ‪ -:‬إن معنى المام في كتب اللغة ينحصر في المعاني التية ‪-:‬‬

‫هو كل من ُيؤتم به ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫هو الطريق ‪ ,‬أي الذي ُيتبع لتصل به إلى غاية ما ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫هو الدليل ‪ ,‬كدليل المسألة الذي يحل النزاع ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫هو الخيط ‪ ,‬كخيط البناء الذي ُيسوى به غيره ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫ضلت أمامًا على آخر قلت ‪ :‬هذا أيم من هذا أو هذا أوم من هذا ‪ ,‬واصل الكلمة هذا أأم من هذا‬ ‫وإذا ف َ‬
‫‪ ,‬فخففت الهمزة فمنهم من قلبها واوًا ‪ ,‬ومنهم من قلبها ياءًا ‪.‬‬

‫خطب ‪ :‬هو المر سواء كان صغيرًا أو عظيمًا‪,‬‬


‫خطب – وال َ‬ ‫تعريف الخطيب لغة ‪ -:‬أصل الكلمة من َ‬
‫ل الخطب ‪ :‬أي عظم المر ‪ ,‬وجمع الخطيب خطباء وهم الذين‬ ‫جَ‬
‫وهو الذي تقع فيه المخاطبة فتقول ُ‬
‫يخطبون الناس ويحثونهم ‪.‬‬
‫والخطبة ‪ :‬هي الكلم المنثور المسجع ونحوه ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تعريف المام والخطيب اصطلحًا ‪-:‬‬

‫‪ -1‬هو رجل يؤم الناس بالصلة ويخطب فيهم الجمعة والعيدين ‪.‬‬

‫‪ -2‬هو رجل مكلف أو معين في دائرة المساجد مخول بإقامة الصلوات الخمسة والجمعة والعيدين‬
‫والوعظ والرشاد بالمساجد ‪.‬‬

‫‪ -3‬هو المام الحازم ‪ ,‬المر بالمعروف والناهي عن المنكر ‪ ,‬الوقاف عند حدود ال ‪ ,‬الفاضح للباطل ‪,‬‬
‫الذي ل تلومه في ال لئمة ‪.‬‬

‫‪ -4‬هو المعلم المربي والمشفق المؤدب ‪ ,‬الحريص على منفعة الناس وتيسير أمورهم ‪.‬‬

‫‪ -5‬هو العاِلم الفاضل المجاهد ‪ ،‬الذي يشفع قوله بعمله ‪ ,‬ول يسبقه في الخير أحد ‪ ,‬يدور حيث دار الحق‬
‫‪ ,‬وهو أبعد الناس عن الباطل وأهله ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ -:‬مقومات المام والخطيب المثالي‪.‬‬

‫لبد للمام والخطيب من مقومات تؤهله للقيام بواجبه الشرعي في إمامة الناس والخطبة والوعظ‬
‫والرشاد ‪ ،‬ومن هذه المقومات ‪-:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون حافظًا لكتاب ال تعالى أو بعضه ‪.‬‬


‫‪ -2‬أن يكون ضابطًا لحكام التلوة والفضل أن يكون مجازًا بالقراءة من مشايخ القراء برواية حفص‬
‫عن عاصم في بلدنا العراق لنها القراءة المعتمدة ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون مخلصًا وتقيًا في ظاهره وباطنه ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون طالبًا للعلم ومتخرجًا من الجامعات السلمية ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون ضليعًا بأمور الفقه وخصوصا العبادات ‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يكون بليغًا وصاحب صوت جهوري ‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يكون حسن الهيئة أمام الناس ‪.‬‬
‫ل إلى ال تعالى ‪.‬‬‫‪ -8‬أن يكون غنيًا في نفسه عن الخرين ‪ ،‬فقيرًا متذل ً‬
‫‪ -9‬أن يكون فطنًا ذكيًا ‪.‬‬
‫‪ -10‬أن يكون متسلحًا بمبادئ دورات الدارة ‪ ،‬وفن التعامل مع الخرين ‪ ،‬ودورات التنمية البشرية‬
‫المختلفة ‪ ،‬التي تؤهله أن يكون إمامًا وخطيبًا وقائدًا‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المبحث الثالث ‪ -:‬انتماء المام والخطيب‬

‫إن انتماء المام والخطيب واضح ‪ ،‬فانتماؤه رباني ومنهجه إسلمي محمدي ودستوره قرآني ‪ ،‬وكفى‬
‫بهذا النتماء رفعة ومجدًا ‪.‬‬

‫لن المام والخطيب هو المنطلق الكبر للسلم في الدعوة إلى ال فل يقف عند حد أو مجموعة أو‬
‫طائفة أو مذهب أو اتجاه ‪ ,‬فقد ملك بانتمائه السابق الطار العام للسلم الشامل لكل الحياة ‪ ,‬وبه ترسخ‬
‫مفاهيم السلم العامة كالمساواة وتتأكد الوحدة بين المسلمين وتشع روح الخوة بينهم ‪.‬‬

‫ومن الخطل أن ينزلق المام والخطيب فيتعصب لمذهب أو طائفة أو حزب أو جماعة دون أخرى ‪،‬‬
‫فإن التعصب مذموم ‪ ،‬وأن ال أسند إليه أمانة عظيمة وهي قيادة الناس ‪ ,‬وما ُ‬
‫سمي إمامًا للجامع إل لنه‬
‫يجمع الجميَع تحت إمامته وقيادته ‪.‬‬
‫سنة وشيعة( ومذهبية ُ‬
‫سنية‬ ‫ومن المحزن المؤلم أن نرى المساجد قد تحزبت طائفيًا ومذهبيًا إلى) ُ‬
‫‪8‬‬
‫)حنفية وشافعية( وعقائدية إلى)أشاعرة وسلفية( وتربوية إلى )إخوان وصوفية( وما نسمع من القصص‬
‫المؤلمة من النفور بينهم ‪ ،‬لشيء يلقي بالمهمة الصعبة على المام والخطيب لكي ينهض بالمة من حال‬
‫خورها وتفرقها إلى أملها المنشود في الوحدة السلمية ‪.‬‬
‫ب فيفسح المجال لفكارهم‬ ‫ب ود ّ‬
‫وهذا الكلم ل يعني أن يكون المام والخطيب مطاطيًا مع كل من ه ّ‬
‫الهدامة ولمذاهبهم المنحرفة أن تعشش في مسجده ولت حين مندب ‪.‬‬
‫فكلمنا السابق يعني أن يكون أبًا لجميع المسلمين المعتدلين ومن كل المذاهب والطوائف ‪ ،‬وكم رأينا‬
‫من الئمة والخطباء ومع السف قد فتح المجال لطوائف منحرفة عقائديًا أو طائفيًا أو مذهبيًا فعاثت في‬
‫مساجدنا خرابًا ‪ ,‬وكل هذا لن المام والخطيب لم يقم بواجبه كما ينبغي ‪.‬‬
‫ول باس أن ينصر المام والخطيب السلم المعتدل من تيارات إسلمية صحيحة لكي يدعم الحق ضد‬
‫الباطل ويدفع الشر بالخير والصلح ‪ ,‬وكلمنا هنا ل يتعارض مع أوله فنحن ننأى بالمام والخطيب أن‬
‫ي حق السلم في قيادة الحياة ويفضح‬ ‫يدخل بالتفاصيل الدعائية لمرشحي الحزاب ‪ ,‬ولكن لبد أن يجل ّ‬
‫الباطل وأحزابه العلمانية والشيوعية والطائفية التي تتسلق على أكتاف أصوات المسلمين ثم تبطش‬
‫بإسلمهم وعقيدتهم وتخرب العباد والبلد ‪ ,‬وما جنيناه في الفترة السابقة خير دليل على ما نقول ‪.‬‬
‫ول يغرك أخي المام والخطيب كثرة الصالحين فينا فإن المصلحين منا لقليل ‪ ,‬ول ينبغي ونحن في‬
‫مثل هذا الوقت العصيب إل أن نحول فهمنا الشمولي للحياة إلى حركة إسلمية هدارة عن طريق المساجد‬
‫المباركة فتتصدى للباطل وتزيحه عن أرضنا ‪.‬‬
‫سنة إلهية ل تخطيء ول تتأخر ول تحابي أحدًا ‪ ،‬قال تعالى }وقل جآء الح ُ‬
‫ق وزهق الباطُل إن‬ ‫وهذه ُ‬
‫الباطل كان زهوقا { السراء ‪81‬‬

‫فهيا إخوتي نجلي الحق من جديد ونجدد النتماء لمحمد صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫دائرة عمل المام‬
‫‪9‬‬
‫والخطيب‬
‫وفيه ثلثة مباحث‬

‫المبحث الول ‪ -:‬دائرة عمل المام‬


‫والخطيب ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ -:‬دائرة عمل المام‬


‫والخطيب الصغرى ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ -:‬دائرة عمل المام‬


‫والخطيب الكبرى ‪.‬‬

‫المبحث الول – دائرة عمل المام والخطيب ‪-:‬‬

‫يظن بعض الناس خطًأ أن دائرة عمل المام والخطيب هي حدود المسجد فقط ‪ ,‬وهذا الفهم الخاطئ نابع‬
‫من عدة أسباب منها ‪-:‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -1‬عدم فهم السلم بشموليته ‪ ,‬فالسلم نظام شامل لكل مناحي الحياة ‪ ,‬فهو أمة وقوة وهو جهاد‬
‫وعقيدة وهو ثقافة وقانون وهو خلق ورحمة ‪.‬‬

‫‪ -2‬قوة العلمانية في بلد السلم ‪ ،‬حتى بدأ الناس يستغربون من أن يروا السلميين في إدارة الدولة‬
‫والبرلمان والوزارة وغيرها ‪ ,‬وارتضى الناس بأن تكون الحياة بيد المنحرفين عقائديًا من العلمانيين‬
‫وغيرهم ‪ ,‬كأنها حكر عليهم ل يمكن أن تتعدى لغيرهم ‪ ,‬ونقول لهؤلء الناس أن السلم لم يبتعد عن‬
‫الحكم وقيادة العالم والحياة إل تسعين سنة فقط ‪ ,‬فتسعون سنة انحسارنا ‪ ,‬تجرعنا فيها الذل والمهانة‬
‫وتسلط رعاع الفكار والخلق والمبادئ علينا !! ‪ ,‬فكيف تنسون عظمة القيادة السلمية لكثر من‬
‫ألف وثلثمائة سنة ‪ ,‬عشنا فيها بعزة وكرامة وأخضعنا مشارق الرض ومغاربها لحكم ال وما ذلك إل‬
‫لعزة ديننا ورفعته ‪ ,‬فما هذا الدمار والخراب في عقل المسلمين ؟ حيث محت فترة بسيطة مظلمة شم َ‬
‫س‬
‫الحقيقة عن فترة طويلة من عظمة الخلفة السلمية ‪.‬‬

‫‪ -3‬مخلفات الستخراب البريطاني ‪ -:‬حيث حكَم العرا َ‬


‫ق بعد الخلفة العثمانية العلية ‪ ،‬ثم بدل جلده من‬
‫ل على أوقاف المسلمين دهرًا ‪ ,‬الذي عمل‬ ‫الحتلل إلى النتداب ‪ ,‬وكان مستر كوك البريطاني مسؤو ً‬
‫على إقصاء السلم عن الساحة العراقية وحبسه داخل المساجد ثم حقن المساجد بالفاليوم فلم تستيقظ إل‬
‫بالصحوة السلمية المباركة في عقد الثمانينات من القرن الماضي ‪.‬‬

‫ل الحكومات المتلحقة على العراق سواء كانت ملكية أو‬‫‪ -4‬مخلفات الحكومات المتلحقة ‪ -:‬حيث لم تو ِ‬
‫جمهورية اهتمامًا حقيقيًا برسالة المسجد ودوره في قيادة الحياة ‪ ,‬بل استمرت على اضعاف دوره‬
‫وتهميش كادره ماديًا ومعنويًا ‪.‬‬

‫إن تاريخنا المسجدي عظيم ‪ ،‬ول يمكن للفترة الماضية وإن طالت أن تمحو مجده التليد ‪ ,‬فقد قام‬
‫المسجد بدور عظيم في التاريخ السلمي ‪ ,‬فقد كان مركزًا لقيادة المة السلمية في كل مناحيها العبادية‬
‫والسياسية والجتماعية والثقافية والتربوية ‪ ,‬وفيه نشأت الجيال المسلمة والقيادات الملهمة ففتحوا الدنيا‬
‫بعدل السلم وسماحته ‪.‬‬
‫ن دور المام والخطيب ودائرة عمل المسجد هو رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬فهو‬ ‫إن الذي س ّ‬
‫المر ببناء المساجد وهو المحي لدورها وهو القائم بدوره في رسالة المسجد كإمام وخطيب ومعلم ومربي‬
‫وقائد وموجه ‪.‬‬
‫فقد نجح علية الصلة والسلم وأي نجاح في رحاب مسجده ‪ ,‬فقد ربى وزكى نفوس الناس فحول‬
‫العراب من رعاة البل إلى قادة المم ‪ ,‬وحولهم من أقزام في نظر فارس والروم إلى عمالقة الناس‬
‫ل فريدًا من ملئكة البشر ‪ ,‬وخّرج جمًا غفيرًا من أصحابه‬ ‫والمم ‪ ,‬لقد خّرج عليه الصلة والسلم جي ً‬
‫وفي كل الختصاصات فمنهم القاريء والمام والخطيب والمفسر والمحدث والفقيه والمترجم والشاعر‬
‫والقائد والفارس والمفكر والسياسي والطبيب والمهندس وال ‪---‬خ ‪.‬‬

‫ونجح عليه الصلة والسلم في مسجده مع الفتيان والشباب والرجال والمشايخ والنساء على حد سواء ‪,‬‬
‫فتسابقوا في خدمته والجهاد تحت رايته ‪.‬‬

‫ل فيها ‪،‬‬
‫جَر عليه الصلة والسلم القوة الكامنة في داخل المة في كل شرائحها فأحدث تغيرًا شام ً‬
‫فقد ف َ‬
‫فحققت ما حققت من انجازات ‪ ,‬وهذا ما نريد أن نحدثه منطلقين من رسالة المسجد ومن قائدها المام‬
‫والخطيب ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫المبحث الثاني ‪ -:‬دائرة عمل المام والخطيب الصغرى ‪ ,‬وتشمل‬

‫ل ‪ -:‬المسجد ‪.‬‬ ‫أو ً‬


‫ثانيًا ‪ -:‬كادر إدارة المسجد ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ -:‬رواد المسجد ‪.‬‬
‫رابعًا ‪ -:‬لجان المسجد ‪.‬‬
‫إن هذه الرباعية هي أركان العمل المسجدي وسنفصل فيها ‪:‬‬

‫ل ‪ -:‬المسجد ‪.‬‬
‫أو ً‬

‫هو بيت ال في الرض ‪ ,‬وهذه التسمية بالضافة هي تشريف للمسجد على ما سواه من الماكن ‪,‬‬
‫وبقعته وأرضه هي أحب البقاع إلى ال تعالى للحديث ) أحب البقاع إلى ال مساجدها ( ‪.‬‬

‫وهو أول ما ُبني في الرض ‪ ,‬وهو المسجد الحرام ثم المسجد القصى ‪ ,‬وأمر ال تعالى إبراهيَم عليه‬
‫السلم أن يرفع قواعد البيت إيذانا برفع دوره في حياة المسلمين ‪.‬‬

‫وأّمم الباري عزوجل مرجعية المساجد بقوله }وأن المساجد ل فل تدعو مع ال أحدا{الجن ‪18‬وتشمل‬
‫هذه المرجعية الرض والبناء والعبادة والدعوة والرشاد ‪ ,‬فالرض ل والمسجد ببنائه هو بيت ال ول‬
‫يعبد فيه سواه ‪ ,‬ول ُيرشد فيه لغير دينه ومنهجه ‪.‬‬

‫ثم سخر ال تعالى النبياَء عليهم السلم وأخذ عليهم العهد لتطهير بيته معنويًا من الشرك وماديًا من‬
‫الدناس ‪ ,‬فقال }وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود {‬
‫البقرة ‪125‬‬

‫وجعل ال تعالى بيته مثابة للناس وأمنا }وإذ جعلنا البيت مثابًة للناس وأمنا {البقرة ‪125‬وفيها إشارة‬
‫إلى أن البيت والمسجد هو مثابة للناس يعودون إليه وينصرفون ثم يعودون وينصرفون وهذا في‬
‫الصلوات الخمس أو الحج والعمرة ‪ ,‬أو مثابة لهم يلتجئون إليه فيعصمهم من الفتن ‪ ,‬لنه رمز الوحدة‬
‫والقوة وهو أمن لهم وأمان ففيه تستقر الرواح وتطمئن من نصبها ‪.‬‬

‫س أن يقيموا له العبادَة الخالصَة في المساجد فقال }وأقيموا وجوهكم عند كل‬


‫ل عزوجل النا َ‬
‫وأمر ا ُ‬
‫مسجد {العراف ‪29‬‬

‫وحذر وهدد الباري عزوجل المانع للمسجد من أداء دوره فقال }ومن أظلم ممن منع مساجد ال أن‬
‫‪12‬‬
‫يذكر فيها أسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إل خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في‬
‫الخرة عذاب عظيم{البقرة ‪114‬‬

‫ل تعالى أن تتحول رسالة المسجد العظيمة من عبادة ودعوة وإرشاد إلى سفاسف المور‬ ‫ونهى ا ُ‬
‫الحياتية من البيع والشراء وإنشاد الضالة ‪.‬‬

‫وأمر ال تعالى برفع شعائره وتعظيمها ‪ ,‬كالصلة والذان }ذلك ومن يعظم شعائر ال فإنها من تقوى‬
‫القلوب { الحج ‪32‬‬
‫وأمرهم بالزينة عند بيته فقال }يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد {العراف ‪ 31‬والزينة تشمل‬
‫ن لهم الغسل والطيب والسواك وخصوصًا في الجمعة‬ ‫التجمل في اللباس والبدن وفي كل شيء ‪ ,‬وأس ّ‬
‫والعيدين ‪ ,‬وكذلك في جهة المسجد من النظافة والتطهير والتجمير أي الطيب‪.‬‬

‫ولكي ينجح المسجد في أداء دوره الريادي علينا الهتمام بالمور التية ‪-:‬‬

‫‪ -1‬مكان المسجد – حيث أن اختيار الموقع له أهمية كبرى في التواصل مع الناس فيكون قريبًا منهم‬
‫ويحيطون به ‪ ,‬ومن الخطأ بنيانه في الماكن المتطرفة والبعيدة عن الناس ‪ ,‬ولعل الية الكريمة في‬
‫سورة الحج تشير إلى أهمية المكان وإن كانت خاصة بالكعبة المشرفة فقال تعالى }وإذ بوأنا لبراهيم‬
‫مكان البيت {‪26‬الحج‬

‫‪ -2‬حجم المسجد – إن حجم المسجد هو تبع لعدد رواده أو لغايات أخرى وبدراسة جغرافية وسكانية‬
‫بسيطة للمنطقة نستطيع أن نحدد المساحة المثالية لحجم المسجد ‪ ,‬حتى ل نقع في الخطاء القاتلة التي‬
‫نراها في بعض مساجدنا ‪ ,‬فمسجد كبير جدًا جدًا وهو في منطقة غير مأهولة بالسكان أو في منطقة‬
‫تجارية أو صناعية يكفيها مسجد صغير وهي غالبًا ما ُيصلى فيها وقتان فقط ‪ ,‬وفي مناطق أخرى‬
‫مكتضة بالناس يصلون في بعض الحيان على الرصفة المجاورة لمسجدهم الصغير‪ ,‬فأنى لهذا المسجد‬
‫الصغير أن يقوم بدوره في إحياء الدعوة وقيادة الناس ورفدهم بدروس العلم وإقامة الحتفالت‬
‫والتجمعات ‪.‬‬

‫‪ -3‬ملحقات المسجد – من المصلى الصيفي ومصلى النساء والمكتبة والحديقة والمئذنة والمخزن‬
‫وال‪...‬خ ‪ ,‬هي من الهمية بمكان لنها تكمل مشروع رسالة المسجد ‪ ,‬ومع السف فالبناء العشوائي‬
‫جَرَد المسجد من أذرع دعوته ‪ ,‬نعم فإن الصلة المريحة‬ ‫للمساجد وعدم إلزام المتبرعين بهذه الملحقات َ‬
‫صيفًا وشتاءًا تبعث الطمئنان لرواد المسجد بأن يقيموا صلتهم على أكمل وجه ‪ ,‬فما قيمة الصلة‬
‫بمسجد يتمنى مصلوه انقضاء الصلة ليفروا منه إما لضيقه أو لحرارته أو لبرودته أو‪...‬‬

‫ح مجال الدعوة والرشاد مع أكثر من نصف المجتمع ‪ ,‬لكي يرتقي به ّ‬


‫ن في‬ ‫و مصلى النساء الذي َيفت ُ‬
‫ن بالعفن‬ ‫كل المجالت ‪ ,‬تراه غالبًا ما يكون مخزنًا ‪ ،‬وُيحول في أيام ال ُ‬
‫جمع إلى مصلى للنساء ‪ ،‬فيتأذي َ‬
‫ن المتزايد ‪,‬‬
‫ن مصلى فتراه صغيرًا ل يتناسب وعدده ّ‬ ‫ن ‪ ,‬وإذا ُبني له ّ‬
‫والروائح الكريهة وتتوسخ ملبسه ّ‬
‫‪13‬‬
‫وإذا ُأذن بتأثيثه فمن َفضلة مساجد الرجال ‪ ,‬وأنا هنا ُأحفز النساء للقيام بانقلب ثوري على الرجال حتى‬
‫يحترم مصلها ومسجدها ‪ ,‬ول أنسى المرأة الحصيفة التي تقدمت بسؤال إلى خطيب الجمعة تلتمس فيه‬
‫أن يصلي الرجال في السبوع القادم في حرم النساء لترى هل يطيقون أن يكملوا الصلة فيه أو ل ؟!‬
‫فتنبهوا لهذا المر فوسعوا المصلى ‪ ,‬فكانت حفظها ال خيرًا لدعوتها ولخواتها ‪.‬‬
‫و مكتبة المسجد هي بيت العلم ‪ ،‬وبها تقاس ثقافة المجتمعات من عددها وروادها وكثرة كتبها ‪,‬‬
‫وهي تفتح أبوابًا للدعوة بإحياء النشاطات المكتبية المختلفة ‪ ,‬وتمنح فرصة لرواد المسجد والمنطقة أن‬
‫يشاركوا فيها ‪ ,‬ومن نشاطاتها – معرض الكتاب وكتاب السبوع المميز ومهرجان العلم والمسابقات‬
‫والمحاضرات والمكتبة السمعية والمكتبة المرئية وغيرها من النشاطات التي ل تحصى ‪.‬‬

‫و حديقة المسجد التي غالبا ما يزهد فيها المتبرعون ويعتبرونها من الكماليات أو السراف ‪ ,‬بينما‬
‫لها الثر الكبر في نفوس المصلين ‪ ,‬ففيها الراحة وفيها الجمال وهي ُتسحر عيون المصلين بأزهارها‬
‫العبقة وأشجارها المغدقة ‪ ،‬وفي ظلها ُتعقد جلسات السمر وفيها تقام النشاطات الصيفية والرياضية ‪ ,‬ومن‬
‫ل يدرك هذه البعاد الدعوية فهو ظالم لدعوته قبل نفسه ‪.‬‬

‫يقول المستشار عبد ال العقيل في رسالة المسجد " وتاريخنا يؤكد أن معظم الجامعات السلمية‬
‫نشأت في رحاب المساجد في عصور السلم المختلفة كالمسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد‬
‫النبوي الشريف بالمدينة المنورة والمسجد القصى بالقدس الشريف ‪ ,‬وجامع المام أبي حنيفة‬
‫النعمان ومدرسته وجامع الشيخ عبد القادر الكيلني ومدرسته والمدرسة المستنصرية ببغداد ) فك‬
‫ال أسرها ( والجامع الكبير بالبصرة والكوفة وسامراء ‪ ,‬وجامع السلطان حسن ومدرسة السلطان‬
‫برقوق ومدرسة السلطان الصالح ومدرسة قلوون ومدرسة الغوري ومدرسة قاتيباي بمصر ‪,‬‬
‫وجامع السلطان سليم والسلطان سليمان والمدرسة السلجوقية بتركيا ‪ ,‬ومدرسة أولوغ بك ومدرسة‬
‫مير عرب في بخارى ‪ ,‬ومدرسة بي بي خانم في سمرقند ‪ ,‬وجامع القيروان وجامع الزيتونة‬
‫بتونس ‪ ,‬وجامع القيرويين بالمغرب وجامع قرطبة بالندلس ‪ ,‬والجامع الموي بدمشق وغيرها‬
‫كثير ‪.‬‬
‫بل أن معظم الجامعات الوربية نشأت في أحضان الكنائس المسيحية مثل ‪ :‬كمبردج وأكسفورد‬
‫في بريطانيا ‪ ,‬وجامعة نفارا وجامعة كومياس في أسبانيا ‪.‬‬
‫إن الذي أدى إلى انفصال الجامعات عن المساجد هو تقليد الغرب في فصله الدين عن الدنيا‬
‫والعلم عن الكنيسة ‪ ,‬فكما ترك الغرب الكنائس وفصلوا الجامعات عنها سار على أثرهم العلمانيون‬
‫والمقلدون للغرب بخيره وشره ‪ ,‬وفصلوا الجامعات عن المساجد ظنا منهم أن هذا هو السلوب‬
‫المثل ‪ ,‬وبهذا حصل الفصام بين العلم والدين "‬

‫وبهذا ضاعت القيم المرافقة للعلم بضياع المسجد ‪ ,‬فما عاد الطالب المسلم يستشعر عندما يذهب صباحًا‬
‫للكلية أنه ذاهب لطلب العلم ‪ ،‬وأن كل العلوم ممدوحة ماعدا السحر والكهانة ‪ ,‬وأن له بكل خطوة حسنة‬
‫وأن من سلك طريقًا إلى كليته سهل ال له طريقًا إلى الجنة ‪ ،‬وأن الملئكة لتضع أجنحتها لطالب العلم‬
‫رضاءًا بما يطلب ‪.‬‬

‫وأنا أجزم أن الملئكة قد فرت من كلياتنا ِلما تراه من تغير القيم والمفاهيم فُرفعت البركة من العلم‬
‫وأصبح الطالب المسلم ليس بمسلم بل ملم ‪ ,‬فهو بل صلة ‪ ،‬ويذهب صباحًا للكلية ل يفكر إل في ملبسه‬
‫وتسريحة شعره ‪ ،‬وهل سيتعرف على ماجنة جديدة أو ل ‪ ,‬عفوًا أقصد زميلة وصديقة ‪ ,‬وعندما يصل‬
‫‪14‬‬
‫طالبنا إلى الكلية ويجول بناظريه في أرجائها وخلواتها يصعق جنسيًا ‪ِ ،‬لما يرى من الفتيات الجميلت‬
‫ن أكثر إغراءًا للشباب ‪,‬‬
‫ن أيه ّ‬
‫ن بينه ّ‬
‫ن مجانًا ويتسابق َ‬
‫ن ومفاتنه ّ‬
‫ن أجساده ّ‬‫ن يعرض َ‬ ‫الكاسيات العاريات وه ّ‬
‫فالخلعة والملبس الضيقة والقصيرة أصبحت شعارًا للكليات هذه اليام ‪ ،‬بل ربما قدم بعض الطلب‬
‫القبول في أحد أقسام الكلية ل على كفاءته ورغبته ومعدله بل على اعتبار الفساد الذي فيها ‪ ,‬فحسبنا ال‬
‫ن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن ال شديد العقاب{النفال‬ ‫ونعم الوكيل القائل }واتقوا فتنًة ل تصيب ّ‬
‫‪25‬‬

‫ثانيا ‪ -:‬كادر إدارة المسجد ‪.‬‬

‫إن دراستنا الحديثة العملية منها والنظرية في التنمية البشرية والدارية والدورات التطويرية نفعتنا‬
‫كثيرًا في تغير أيديولوجيتنا في التعامل مع كادر المسجد ‪.‬‬
‫فهي توصي بأن المسجد كأي مؤسسة له جمهور خارجي وهو المجتمع والمصلون ‪ ,‬وله جمهور‬
‫داخلي وهم كادر المسجد ‪ ,‬والجمهور الداخلي أهم من الجمهور الخارجي لنه عن طريقهم يزداد‬
‫الجمهور الخارجي ‪.‬‬

‫ل أو ينقصون وهم ‪-:‬‬


‫وكادر المسجد عادة هم خمسة أشخاص يزيدون قلي ً‬

‫المام والخطيب ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫المام الثاني ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫القارئ والمؤذن ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الخادم والمؤذن ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الخادم ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الحارس‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫وهذا الفريق يجب أن يكون متناسقًا ومتفاهمًا مع بعضه لكي يظهر أمام المصلين كأنه فريق واحد‬
‫متكامل ‪ ,‬ويمكن الوصول إلى هذه الحالة المثالية عن طريق ما يأتي ‪-:‬‬

‫إدخال فريق إدارة المسجد لدورات تطويرية مكثفة كل حسب اختصاصه‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وضوح الهداف لرسالة المسجد في أذهان كل الفريق‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫معرفة كل عضو بالفريق لواجباته ولدوره في منهج رسالة المسجد ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عقد لقاءات دورية بينهم لمراجعة مسيرة المسجد الدعوية ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫إقامة جلسات ترويحية بينهم تتخللها الفاكهة والطعام ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫إن وحدة الصف الداخلي للمسجد اليوم هي ضرورة دعوية في إدارة بيوت ال ‪ ,‬إن اليديولوجية‬
‫الحديثة في إدارة المساجد تعتمد على قوة الفريق وعلى مقدار التناسق والتفاهم بينهم لكي نصل إلى تحقيق‬
‫النجازات الدعوية العالية ‪.‬‬

‫إن من الخطاء الشائعة تاريخيًا أن نختزل النجازات العظيمة ثم ننسبها إلى شخصية واحدة فقط ‪,‬‬
‫‪15‬‬
‫ل )صلح الدين حرر القصى ( وننسى المة المثابرة والجيل الذي حمل أعباء التغير والجيش‬ ‫فنقول مث ً‬
‫المضحي المؤمن بفكرته و عقيدته حتى وصلوا جميعًا إلى لحظة جني الثمار وتحرير القصى ‪.‬‬
‫وهكذا في كل المؤسسات ل نختزل النجاح الكبير والنجاز العام الجماهيري بفرد من أفرادها ‪ ,‬لن‬
‫النجاحات الكبيرة والنجازات العظيمة ل يمكن أن تتحقق بصورة فردية قطعًا ‪ ,‬قد تبدأ فردية ولكن‬
‫سرعان ما تتحول إلى الحركة الجماعية ‪.‬‬

‫إن فكرة الختزال ونسبة التغيرات الكبيرة للنجاز الفردي فيها ظلم كبير ومن عدة وجوه ‪-:‬‬

‫‪ -1‬ظلم وإجحاف لكل الجهود التي بذلت من أجل الوصول للتغير الكبير ‪.‬‬
‫‪ُ -2‬تحي فكرة خطيرة على الفراد والمم ‪ ،‬وهي فكرة المخلص ‪ ،‬لنها ترسخ مفهومًا سلبيًا ‪ ،‬وهو‪ :‬أنه‬
‫ل قابلية للمة في التغير ‪ ،‬وعليهم النتظار حتى يخرج المخلص عجل ال فرجه ‪.‬‬
‫‪ُ -3‬تولد هذه الفكرة فراعنة العصر ‪ ،‬لنه يعتقد أنه القائد الوحد والفرد الصمد الذي ل تسير المور إل‬
‫بوحيه وفكره ‪ ,‬فكنا سببًا في هلكه وهلكنا ‪.‬‬
‫كلمنا السابق يدفعنا إلى الهتمام بكل كادر المسجد ول نستصغر أي عامل فيه فكل في موقعه مبدع‬
‫ول يمكن الستغناء عنه ‪ ,‬ويبقى الدور الكبر والحمل الكثر منوطًا بقائد الفريق وهو المام والخطيب ‪.‬‬

‫المام والخطيب ‪-:‬‬

‫هو ركن الدعوة ومدار الرحى وأساس البيان وعليه سنسلط الضواء والهتمام ‪ ،‬فهو رصيد الدعوة‬
‫والورقة الرابحة دائمًا ‪ ,‬وأثبتت النظريات الحديثة أن أهم مورد لنجاح أي مشروع هو المورد‬
‫البشري ‪ ,‬وأهم ما فيه هو القائد وهو المام والخطيب في مشروعنا هذا ‪ ,‬ولكي يقوم المام والخطيب‬
‫بدوره لبد أن يتحلى بمقومات تعينه على أداء مهمته على الوجه الكمل ومنها‪-:‬‬

‫‪ -1‬الخلص ‪ -‬ل تعالى بعمله كله ‪.‬‬

‫‪ -2‬المامة – فهو المام المقدم والقارئ الضابط والخاشع الباكي ‪ ،‬وهو القرآن العملي على وجه‬
‫الرض ‪ ,‬وهذا يتحصل بالتقوى وبملزمة القرآن وبنيل الجازة القرائية بسندها المتصل إلى رب العزة‬
‫جل جلله ‪ ,‬وهي برواية حفص عن عاصم في بلدنا العراق ‪.‬‬

‫خطابة – فهو الخطيب المفوه صاحب الحق الُمجلجل واللسان القويم والسلوب الجذل يشد السامعين‬
‫‪ -3‬ال ِ‬
‫لفكاره الصحيحة ويوجههم إلى الطريق القويم ‪ ،‬ل يمله المصلون ول يكرر مواعظه ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -4‬العقيدة – فهو الواضح في عقيدته ومبادئه ‪ ,‬ل َيتلون ول يميل حيث مال الناس ‪ ,‬فهو ربان السفينة‬
‫ومعيار الصواب ‪ ,‬وهو العارف بأقوال الناس ومذاهبهم الفكرية ومتبحر في الِفرق السلمية ‪ ,‬ومميز‬
‫للمنحرفة والضالة منها ‪.‬‬

‫‪ -5‬الفقه – فهو الفقيه المدرك لقوال الفقهاء والعارف باختلفاتهم ‪ ,‬الميسر للناس في الفتوى والمتشدد‬
‫على نفسه ُبغية الحاطة و الورع ‪ ,‬متبصر بواقعه ل يفتي حتى يرى مآل فتواه ‪ ,‬يجيب بالحكمة حيث‬
‫سئل وهو ل يعرف أن يقول ل أعلم ‪.‬‬ ‫سئل ‪ ,‬ول يبالي إن ُ‬ ‫ُ‬

‫‪ -6‬التطور – فهو إيجابي مع الحياة ‪ ,‬صاحب نظرة شاملة توافق الرتقاء ‪ ,‬وتواق للعتلء ل َيك ُ‬
‫ل ول‬
‫ل ‪ ,‬ديدنه العلم والعمل ‪.‬‬
‫َيم ُ‬

‫المؤذن ‪-:‬‬

‫هو بلل الدعوة وحادي الركب لرب العالمين وهو المين المؤتمن على أغلى الدقائق في هذه الحياة‬
‫عنقًا يوم القيامة ‪.‬‬
‫الدنيا ‪ ,‬وهو أطول الناس ُ‬
‫مع الرجل الثاني في المسجد والمستخلف إذا غاب المام ‪ ,‬مع شريحة المؤذنين المباركة ‪.‬‬
‫يحتاج المؤذن إلى مقومات يتحلى بها تساعده على أداء مهمته وهي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬الخلص ل تعالى في عمله كله ‪.‬‬


‫‪ -2‬الكفاءة العلمية في مسائل الذان والقامة والمامة ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -3‬الصوت الرخيم الذي يشنف السماع بعذوبته ‪.‬‬
‫‪ -4‬النضباط العالي بالوقت ‪ ,‬فهو الحاجب ل مع خلقه ‪ ,‬والمنادي للقاء بحضرته‪.‬‬
‫‪ -5‬الشخصية المرموقة ‪ ,‬والهندام المرتب ‪.‬‬

‫القارئ ‪-:‬‬

‫هو الحافظ المتقن لكلم ال ‪ ,‬الذي إذا قرأ قلتم هذا يخشى ال ‪ ,‬مع عندليب المسجد الذي يشنف‬
‫السماع بأحلى المقاطع من القرآن ‪.‬‬
‫ل بد للقارئ أن يتحلى بمقومات تعينه على أداء مهمته وهي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬الخلص ل تعالى في كل قراءته للقرآن ‪.‬‬


‫‪ -2‬القراءة المتقنة بسندها العالي إلى رب العزة جل جلله ‪ ,‬وهي إجازة بالقراءة والقراء وبرواية‬
‫حفص عن عاصم في بلدنا العراق ‪ ,‬والفضل أن يتقن القراءات السبع أو العشر ‪.‬‬
‫‪ -3‬الصوت الرخيم والمؤثر في سامعيه‪.‬‬
‫‪ -4‬عالم بالمسائل الفقهية في الذان والقامة والمامة ‪.‬‬
‫‪ -5‬متخلق بأخلق القرآن وآدابه ‪.‬‬

‫الخادم ‪-:‬‬

‫هو خادم بيت ال ‪ ,‬وما أشرف هذا الوصف الذي يتنافس عليه ملوك الحجاز ليكونوا خدمًا لبيته ‪,‬‬
‫وينظفونه بأيديهم سنويا ‪ ,‬فهنيئا لك يا أخي وأنت تنظف بيته يوميا ‪.‬‬
‫ول بد للخادم من مقومات يتحلى بها تعينه على أداء مهمته وهي ‪-:‬‬

‫الخلص ل تعالى في عمله كله ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫خادمًا ومحبًا للمسجد ‪ ,‬متفانيًا في تنظيفه وحريصًا على إظهاره بالمظهر اللئق ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫واسع الصدر مع الخرين ‪ ،‬ويتحمل توجيهاتهم ‪ ،‬ول يحمل حقدًا على أحد ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫قوي في بدنه ‪ ,‬متقن لعمله ‪ ,‬مسراع في خدمته ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫يحسن الصلة والذان والقامة ‪ ,‬لنه قد يضطر لها في بعض الحيان ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫ثالثًا ‪ -:‬رواد المسجد ‪.‬‬

‫هم بضاعة المسجد ‪ ,‬وهم أهل ال وخاصته ‪ ,‬ومن أجلهم ُبنيت المساجد ‪ ,‬وأمرنا بمراعاتهم ومداراتهم‬
‫‪18‬‬
‫‪ ,‬وهم صفوة الناس ‪ ,‬ولهم نشهد باليمان ‪ ,‬وهم شهود ال على خلقه ‪.‬‬
‫ورواد المسجد في المسجد كأطباق الطعام على المائدة ‪ ,‬لكل طبق طعمه المميز ومذاقه الخاص ‪ ,‬فتجد‬
‫فيه الفتيان رمز الحركة وحب التعلم وحب الخدمة ‪ ,‬وتجد فيه الشباب رمز القوة والندفاع وحب العمل ‪,‬‬
‫وتجد فيه الرجال والشيوخ رمز الحكمة والحزم والحرص ‪ ,‬وتجد فيه النساء الحصيفات الطاهرات رمز‬
‫العفة والخلق ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫رابعًا ‪ -:‬اللجان المسجدية الخاصة لستيعاب رواد المسجد ‪.‬‬

‫إن رسالة المسجد ببرامجها المختلفة ولجانها المسجدية تنصب لستيعاب كوادر المسجد لتنطلق بهم‬
‫إلى قيادة المجتمع والتأثير فيه ‪ ,‬وكلما استطاعت إدارة المسجد إحياء اللجان المختلفة وإشراك أكبر عدد‬
‫ممكن من روادها كلما كانت أقرب إلى تحقيق رسالتها السلمية في الدعوة والتغير ‪ ,‬وسنذكر اللجان‬
‫ببعض التفصيل ليتسنى لخوتي القادة من الئمة والخطباء أن يتخيروا منها ما يناسب مساجدهم‬
‫ومحيطهم ‪ ,‬وكلنا أمل بهم ‪ ،‬فهم مفاتيح الخير لهذه المة ‪.‬‬

‫‪ -1‬اللجنة الدارية والشورية ‪.‬‬

‫وهي اللجنة العليا للمسجد وتتألف من كادر إدارة المسجد ‪ ،‬ومن بعض الرجال الحكماء فيه ‪ ،‬ومن‬
‫بعض رؤساء اللجان المسجدية ‪ ,‬وعملهم متابعة اللجان العاملة ومناقشة المور الهامة واتخاذ القرارات‬
‫المناسبة ‪.‬‬

‫وشعار هذه اللجنة قوله تعالى }وأمرهم شورى بينهم{‬

‫‪ - 2‬اللجنة المالية ‪.‬‬

‫وهذه اللجنة مهمة ‪ ,‬لن المال هو عصب الدعوات وعصب العمل المسجدي وعصب عمل اللجان‬
‫الخرى ‪ ,‬ومن واجباتها ‪-:‬‬

‫‪ -1‬تنمية الواردات المالية لصندوق المسجد وحسب أقسامها المعروفة ‪ ,‬عن طريق )الزكوات ‪,‬‬
‫الكفارات ‪ ,‬الصدقات ‪ ,‬صدقة الفطر ‪ ,‬الهبات ‪ ,‬التبرعات ‪ ,‬وغيرها ( سواء كانت عينية أو مالية ‪.‬‬

‫‪ -2‬فتح سجلت إدارية خاصة للحسابات لتسجيل الصادرة والواردة للمبالغ المتداولة ‪ ،‬وحسب أقسامها ‪.‬‬

‫‪ -3‬تتعاون مع اللجنة العلمية في مواسم التبرعات ‪ ,‬ومع اللجنة الغاثية في العطاءات ‪ ,‬وهي محور‬
‫العمل مع كل اللجان ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫وشعار هذه اللجنة )ل دعوة بدون عمل ول عمل بدون مال ول مال بدون لجنة أمينة عليه ( أو )المال‬
‫عصب الدعوات ( ‪.‬‬

‫‪ -3‬اللجنة الغاثية ‪.‬‬

‫وهي لجنة الرحمة والمواساة ‪ ،‬وبها نستظهر معاني الخوة السلمية في التعاون والتلحم ‪ ،‬فالمسلم‬
‫أخو المسلم ‪ ,‬ومن واجبات هذه اللجنة ‪-:‬‬

‫‪ -1‬التطواف الميداني على العوائل المتعففة وغيرها والمشمولة بالرعاية المسجدية ‪.‬‬

‫‪ -2‬فتح سجلت خاصة لكل شريحة متعففة من أهل المنطقة ومنهم ) طلب العلم ‪ ,‬اليتام ‪ ,‬الرامل ‪,‬‬
‫الشهداء ‪ ,‬المفقودين ‪ ,‬المعتقلين ‪ ,‬أصحاب الحاجات الخاصة ‪ ,‬العاطلين عن العمل ‪ ,‬وغيرهم ( ‪ ,‬حتى‬

‫‪21‬‬
‫تكون عملية التواصل والغاثة واضحة ومبرمجة وتبتعد عن الفوضوية والرتجال والمحسوبية ‪.‬‬

‫‪ -3‬العطاءات واضحة وباسم المسجد الصريح حتى ل تذهب الجهود أدراج الرياح ‪ ,‬ومع السف أننا‬
‫نلحظ بعض من يعمل في هذه اللجان يعمل بعفوية وورع وزهديات الوائل ويقول ‪ ” :‬ال يعرف ‪ -‬ل‬
‫نريد أن نشتهر‪ -‬أفضل العمال ما كان في السر “ وغيرها كثير ‪ ,‬وما يقوله صحيح ‪ ،‬لو كان ينفق من‬
‫جيبه ويمثل نفسه ‪ ،‬ولكن هو يمثل المسجد ‪ ،‬فماذا كانت النتيجة ؟! ل أثر للمسجد في حياة الناس وهناك‬
‫أثر لشخاص اللجنة في حياتهم ‪ ,‬ناهيك عن أنها ليست من أموالهم ‪ ,‬ومع السف بعضهم اسُتغفلوا‬
‫فجيرتها بعض الجهات لصالحها ‪ ,‬وكلمنا هذا ل يقدح في الزهديات ‪ ,‬ولكن الزهديات في غير مقامها‬
‫وبال على أصحابها ‪ ,‬وعلينا أن نفرق بين عمل الشخص الفردي وبين عمل المؤسسة الجماهيري ‪,‬‬
‫والمسجد بلجانه هو من مؤسسات العمل الجماهيرية الكبيرة ‪ ,‬فليلتفت إلى ذلك ‪.‬‬

‫‪ -4‬لجنة الحتفالت والمناسبات ‪.‬‬

‫وهي لجنة تهتم بمواسم الدعوة والنشاطات ‪ ,‬كرمضان ومولد النبي محمد صلى ال عليه وسلم وليلة‬
‫السراء والمعراج ويوم بدر وليلة القدر والمواسم الثقافية والمحاضرات وال‪....‬خ ‪.‬‬
‫وهذا عمل جبار يناط بهذه اللجنة ‪ ،‬فهي تقوم بجانبين مهمين الول ‪ :‬هو التخطيط والتحضير المسبق‬
‫لهذه النشاطات ‪ ,‬والثاني ‪ :‬هو التنفيذ والمراقبة ‪.‬‬

‫وشعار هذه اللجنة } قل بفضل ال وبرحمته فليفرحوا { أو }أعملوا آل داود شكرًا {‬

‫وسنقدم نموذجًا للحتفال لكي يكون معينًا للجنة في أداء عملها ‪-:‬‬

‫‪ -1‬اختيار الوقت المناسب للحتفال ‪ ,‬حيث ل يتقاطع مع مشاغل أغلب الناس ‪.‬‬
‫‪ -2‬اختيار مكان الحتفال ‪ ،‬هل هو في حرم المسجد أو في حدائقه أو في الساحات الخارجية المجاورة‬
‫للمسجد ‪ ,‬أو في قاعة المسجد الكبيرة أو في بناء السرادق الخارجية ‪ ,‬أو بتأجير قاعة المناسبات في‬
‫المنطقة ‪ ,‬كل هذا يترجح حسب أهداف الحتفال لدى اللجنة المعنية ‪ ,‬هل هو جماهيري والمطلوب‬
‫النزول إلى المجتمع والشارع ‪ ,‬أو تثقيفي لرواد المساجد أو‪...‬أو ‪.‬‬
‫‪ -3‬اختيار بطاقات الدعوة وصيغتها ‪ ،‬فأن فيها فنًا وإبداعًا ‪ ,‬واختيار الُكفء الختيار لحملها وإيصالها ‪.‬‬
‫‪ -4‬اختيار منصة الحتفال ومكانها وعريفها وهيأة جلسة الضيوف والشخصيات ‪ ,‬وفريق الستقبال فأنها‬
‫من الذوقيات المهمة ‪.‬‬
‫‪ -5‬اختيار الزينة واللفتات ونوعيتها والصيغ المناسبة فيها وأماكن نشرها وتعليقها ‪ ,‬وُيبالغ بالهتمام‬
‫باللفتة المركزية الرئيسية لنها محط النظار والتي غالبا ما تكون خلف المنصة وتحمل شعار الحتفال‪.‬‬
‫‪ -6‬اختيار قارئ الحفل ‪ ،‬ويفضل أن يكون قارئ المسجد نفسه ‪ ,‬لما لها من عظيم الثر عليه وعلى‬
‫تلحمه مع المسجد ‪ ،‬ول بأس بالقارئ الضيف المتقن المتفنن بصوته ‪.‬‬
‫‪ -7‬الهتمام بالكلمة الترحيبية وتكون لقائد المسجد ‪ ,‬وفيها ُيظهر براعته في الختصار وفي إيصال‬
‫الرسائل الدعوية التي من أجلها ُأقيم الحفل ‪.‬‬
‫‪ -8‬اختيار المنشد والنشودة المؤثرة والمناسبة ‪ ,‬أو الشاعر والقصيدة ‪ ,‬فأن من الشعر لحكمة ‪.‬‬
‫‪ -9‬اختيار نوع النشاط ‪ ،‬هل هو محاضرة أو ندوة أو مسابقة أو عرض دات شو أو غيرها ‪ ,‬فكل منها‬

‫‪22‬‬
‫يؤدي دورًا مغايرًا عن الخر ‪ ,‬وهنا يبرز دور الختيار مع أهداف الحفل ‪.‬‬
‫‪ -10‬اختيار الضيافة ‪ ,‬فلطالما كانت البطون سببًا لسحب بعض الناس إلى فهم السلم قبل العقول ‪ ,‬فها‬
‫هو رسول ال صلى ال علية وسلم يدعو بني هاشم على وليمة ولثلث مرات لكي يفاتحهم بالسلم‬
‫ونصرة الدين وفي كل مرة يتصدر أبو لهب الكلم وينفض المجلس ولم تتح لرسول ال فرصة للحديث‬
‫ن عن دعوتهم لمرة ثانية وثالثة ‪ ,‬ومن جهة ثانية كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫ومع هذا لم ينث ِ‬
‫ب الناس في إطعام الطعام وكثرة السلم ‪ ,‬فليلتفت إلى ذلك ‪.‬‬ ‫يرغ ُ‬
‫‪ -11‬تهيئة الكوادر الشبابية المسجدية وغيرهم من المناء للنخراط في خدمة العمال الدعوية وتهيئة‬
‫باجات خاصة لهم ‪ ,‬تمنحهم من خللها التلحم مع المسجد ‪.‬‬
‫‪ -12‬الهتمام براحة الضيوف من الوهلة الولى لوصولهم ‪ ,‬فمكان وقوف السيارات مهيأ ‪ ,‬ومكان‬
‫وضع الحذية نظيف ‪ ,‬والمصلى مطيب ومطهر ‪ ,‬وميضأة المسجد مطهرة ‪.‬‬
‫‪ -13‬المحافظة بعد انتهاء الحتفال على الزينة واللفتات وغيرها لدخارها إلى نشاطات لحقة‪.‬‬
‫‪ -14‬عقد جلسة خاصة بعد كل احتفال للتقييم والمراجعة ‪.‬‬

‫‪ -5‬اللجنة العلمية ‪.‬‬

‫وهي لجنة مهمة في المسجد ‪ ,‬وهي صوت العمل الهادر ‪ ,‬وبها يعرف المجتمع نشاطات المسجد ‪,‬‬
‫وهي مسؤولة عن ‪-:‬‬

‫‪ -1‬تهيئة حاسوب المسجد وخط النترنيت وبناء موقع للمسجد على شبكة النت ‪.‬‬
‫‪ -2‬إعداد المطويات السبوعية ‪ ,‬وأوقات الصلة الشهرية ‪.‬‬
‫‪ -3‬إعداد النشرات الجدارية ‪.‬‬
‫‪ -4‬إدامة مشروع سبورة المسجد ‪ ,‬وحديث اليوم ‪ ,‬وحكمة اليوم ‪ ,‬وسؤال السبوع وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -5‬توثيق كل نشاطات المسجد من خطب ودروس ومواعظ واحتفالت وال‪..‬خ ‪.‬‬
‫‪ -6‬اختصار بعض الخطب والمواعظ المهمة ‪ ,‬وتوزيعها عن طريق المطوية أو الكاسيت أو السيدي أو‬
‫النت ‪.‬‬
‫‪ -7‬تهيئة اللفتات الدورية والشعارات الدعوية باستمرار ‪.‬‬
‫‪ -8‬التواصل مع القنوات الفضائية والصحف والمجلت المختلفة لنشر ميراث الجامع التاريخي أو‬
‫الدعوي ‪.‬‬

‫وشعار هذه اللجنة )يا إعلمي أنت كحسان الصحابي (‬

‫‪ -6‬اللجنة المنية ‪.‬‬

‫وهي لجنة مهمة للغاية ‪ ,‬ويمكن الستفادة من رواد المسجد الكبار المتقاعدين من سلك الجيش والمن‬
‫لخبرتهم العظيمة في هذه الناحية المنية ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وشعار هذه اللجنة ) المن مسؤولية الجميع (‬

‫‪ -7‬لجنة العلقات ‪.‬‬

‫وهي اللجنة المعنية بالتواصل والتعارف مع واجهات المنطقة المختلفة ‪ ,‬لن المسجد هو من أهم هذه‬
‫الواجهات وهو منبر التثقيف والتوجيه والرشاد ‪ ,‬لهذا يسعى المسجد للتواصل مع الجميع لستكمال‬
‫دوره الريادي فيها ‪ ,‬ومن هذه الواجهات والمؤسسات ‪-:‬‬

‫‪ -1‬المؤسسات التربوية – كالمدارس والكليات والمكتبات العامة وغيرها ‪.‬‬


‫‪ -2‬المؤسسات الخدمية – كالمجلس البلدي ومجالس المانة ‪.‬‬
‫‪ -3‬المؤسسات الصحية – كالمشافي والمراكز الصحية الحكومية والهلية‪.‬‬
‫‪ -4‬مؤسسات المجتمع المدني – وخصوصا التربوية والغاثية منها ‪.‬‬
‫‪ -5‬الشخصيات الجتماعية – كرؤساء العشائر وأعضاء البرلمان والمجالس المختلفة والتجار والساتذة‬
‫وغيرهم ‪.‬‬

‫وشعار هذه اللجنة ) ألف صديق ول عدو واحد (‬


‫‪ -8‬لجنة مكتبة المسجد ‪.‬‬

‫وهي لجنة تعنى بشؤون المكتبة ‪ ،‬وفي حالة عدم وجودها تسعى لنشائها ‪ ,‬ومن أعمال هذه اللجنة ‪-:‬‬

‫‪ -1‬اختيار مكان المكتبة وحجمها ‪ ,‬والسعي لنشائها و رفدها ‪.‬‬


‫‪ -2‬اختيار أمين المكتبة ‪ ,‬وبمواصفاته الخاصة ‪ ,‬من المانة والعلمية والتفرغ ‪.‬‬
‫‪ -3‬تجهيز المكتبة بمتطلباتها الدارية ‪ ,‬من الثاث والسجلت والحاسوب والنترنيت وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -4‬إثراء المكتبة بالمصادر المتنوعة ‪ ,‬عن طريق الشراء والتبرع والهداء والصدقة الجارية ‪ ,‬وغالبا‬
‫ما يتبرع المثقفون والمفكرون بمكتباتهم الشخصية بعد وفاتهم إلى المكتبات العامة ‪.‬‬
‫‪ -5‬إحياء نشاط المكتبة الدعوية ‪ ,‬كالمسابقات الفكرية والتأليف والبحوث واستضافة العلماء والمفكرين‬
‫لغناء رواد المكتبة بالثقافة والمعرفة ‪.‬‬

‫وشعار هذه اللجنة } فيها كتب قيمة {‬

‫اللجنة الرياضية والترفيهية ‪.‬‬

‫وهي لجنة مهمة لشباب المسجد بل لكل المسجد ‪ ,‬ويشمل نشاطها ما يأتي ‪-:‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -1‬إنشاء فرق المسجد الرياضية من الفتيان والشباب ‪.‬‬
‫‪ -2‬تهيئة مستلزمات النشاطات من ساحات وملعب وتجهيزات ‪ ,‬ويمكن التعاون مع المجلس البلدي في‬
‫تذليل بعض الصعوبات ‪.‬‬
‫‪ -3‬إقامة المسابقات الرياضية المختلفة ‪ ,‬بين مساجد المنطقة والفرق الشعبية ‪.‬‬

‫‪ -4‬تهيئة الجوائز والهدايا للمشاركين والفرق الفائزة ‪ ,‬ويمكن التعاون مع الروابط الشبابية في مؤسسات‬
‫المجتمع المدني لتذليل الصعوبات ‪.‬‬

‫‪ -5‬إقامة السفرات الترفيهية والعلمية والثرية لكل شرائح المسجد ‪ ,‬وبما يناسب أعمارهم ‪.‬‬

‫وشعار هذه اللجنة ) القوة يا شباب ( أو ) المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف (‬

‫‪ -10‬اللجنة الزراعية ‪.‬‬

‫وهي لجنة تهتم بحديقة المسجد وخصوصًا في مساجدنا الكبيرة أو الريفية حيث تتمتع بحدائق غناء‬
‫وأشجار مثمرة ‪ ,‬وهذه تحتاج إلى خدمة وفن وذوق في ترتيبها والعناية بها وتطويرها ‪.‬‬

‫وشعارها ) إغرس ولو قامت الساعة (‬

‫‪ -11‬لجنة دورات تحفيظ القرآن ‪.‬‬


‫‪25‬‬
‫وهي أعلى اللجان رفعة لعلو القرآن الذي تتناوله ‪ ,‬وأهمها لهمية القرآن في عملية البناء والتغير ‪,‬‬
‫ومن مهام هذه اللجنة ‪-:‬‬

‫‪ -1‬تهيئة الكوادر التدريسية ‪ ,‬وذلك بالتصال بالمربين والقراء والمدرسين ‪ ,‬وعقد دورات تحضيرية‬
‫دورية قبل انطلق موسم القرآن ‪ ,‬حتى يكونوا على اطلع على منهج الدورات والتفاصيل الدارية ‪.‬‬

‫‪ -2‬تهيئة منهاج الحفظ والتربية ‪ ,‬وحسب المستويات العمرية ‪ ,‬ويمكن الستفادة من المناهج السابقة أو‬
‫المناهج الجديدة من قبل المؤسسات التي تهتم بهذا الشأن العظيم ‪.‬‬

‫‪ -3‬تهيئة المنهاج العام للدورة من حيث العلن عنها والتسجيل والبدء بالتوقيتات وأسم الدورة وأسماء‬
‫الحلقات وكراسات الحفظ والدرس ‪ ,‬والعلن عن النشاطات الساندة سواء كانت علمية أم ترفيهية أو‬
‫رياضية ‪ ,‬وتهيئة المتحانات والمسابقات المتنوعة ‪ ,‬ومنها ) حافظ الدورة ‪ ,‬قارئ الدورة ‪ ,‬خطيب‬
‫الدورة ‪ ,‬مؤذن الدورة ‪ ,‬رسام الدورة ‪ ,‬فنان الدورة ‪ ,‬شاعر الدورة ‪ ,‬منشد الدورة ‪ ,‬أحسن الطلب خلقًا‬
‫‪ ,‬الطالب المواظب ‪ ,‬الطالب الغيور ‪ ,‬الطالب النظيف ‪ (...,‬وهكذا كلما أكثرنا النشاطات زاد تفاعلنا مع‬
‫الطلب ‪ ,‬وكذا تكريم الطلبة المتميزين في مدارسهم لن الدورات تبدأ عادتًا بعد المتحانات النهائية‬
‫واستلم النتائج لكي نربط بين التفوق الدراسي والتفوق القرآني ‪ ,‬وكذا نكرم الطلبة من أبناء الشهداء‬
‫والمعتقلين وغيرهم ‪ ,‬والهتمام في نهاية الدورة بهدايا الطلب ومحاولة استيعاب الجميع بالهدايا وتكون‬
‫للمتفوقين هدايا خاصة ومتميزة ‪ ,‬وهناك بعض المساجد الرائدة تعرض الهدايا المتميزة للوائل في ركن‬
‫المسجد مع بداية الدورة مثل الحاسبات\ الكمبيوترات – العجلت الهوائية الفاخرة – وغيرها لتشعل‬
‫لهيب المنافسة بين الطلب ‪ ,‬وُتنمي حب الوصول للهداف بالمواظبة والنشاط ‪ ,‬وكذا ُيفضل أن تطبع‬
‫إشارة الدورة واسم المسجد على الهدايا وخصوصًا أذا كانت من الحقائب المدرسية لكي تكون ترويجًا‬
‫وتحفيزًا لبقية الطلب من النضمام إلى دورات المساجد في السنوات اللحقة ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -4‬التنسيق المبكر مع اللجنة العلمية ‪ ,‬لكي تعلن عن دورة المسجد وعن منهاجها الشامل والمتضمن‬
‫للنواحي المختلفة ومنها الشرعية والعلمية والتربوية والترفيهية ‪ ,‬وعلى اللجنة العلمية أن تكون فنانة‬
‫في هذا المجال ‪ ,‬فإن المنافسة على كسب الفتيان والشباب شديدة في الصيف من قبل الندية الرياضية‬
‫والترفيهية والمسابح وصالت اللعاب وغيرها ‪ ,‬فكل يعلن عن منهجه وبصورة مغرية ‪ ,‬فوجب على‬
‫المساجد أن تتطور في عرضها العلمي وأن ُتضيف طرائق جديدة للكسب الدعوي ‪ ،‬تستطيع من‬
‫خللها أن تسد نهمة الشباب المتصاعدة في الحركة وتفريغها في الخير والمباح ‪ ,‬وأكرر هنا أن رسالة‬
‫المسجد تحتاج إلى كوادر متطورة ومتدربة لكي ترتقي بأدائها التنافسي في مجالت الدعوة المختلفة ‪.‬‬

‫‪ -5‬التنسيق مع اللجنة الرياضية لرفد الدورات بالمسابقات الرياضية المتنوعة ‪ ,‬ولبد من الوعي لهمية‬
‫هذا الجانب وأهميته في الكسب الدعوي ‪ ,‬ونرفع القيود السابقة والفكار القديمة المطالبة بأن يكون طلب‬
‫دورات تحفيظ القرآن طلب علم )مل( ‪ ,‬أو ملكًا صغيرًا مقيدًا بالسلسل والممنوعات إذا دخل ووطئ‬
‫عتبة المسجد ‪ ,‬فتتحول الجنة التي كان يحلم بها إلى نار جهنم ‪ ,‬فما يلبث أن يفر منها ‪ ,‬وعلينا أن نعترف‬
‫بأن الجانب الرياضي والترفيهي يكسب الفتيان والشباب أكثر من الجانب الشرعي ‪ ,‬وذلك لنهم يمرون‬
‫في مرحلة عمرية ترغب بالحركة والنشاط ‪ ,‬والدليل على هذا الكلم بأننا نرى في أوقات دورات تحفيظ‬
‫القرآن بعض الطلب في المساجد وجلهم في المسابح والملعب الرياضية ‪.‬‬
‫ول يخدعك كلمنا فتفهم منه أننا نفضل أن تكون دورات تحفيظ القرآن فوضى ولعب وضياع للوقات‬
‫ل فارغًا بل مبادئ ‪ ,‬فحاشا ل أن يكون هذا مقصدنا ‪ ,‬أنما ندعو إلى الموازنة في بناء‬ ‫ل هزي ً‬‫فُنخرج جي ً‬
‫الشخصية السلمية الوليدة وهي متعددة الحتياجات ‪ ,‬فمن العبث أن نزرع الخير في ساعة ونترك‬
‫الُفساد يقلعونه في ساعات أخرى ‪ ,‬فهلموا ُنحيط البناء برعايتنا وُنعد المدربين كما نعد المدرسين ‪ ,‬وال‬
‫أدعو أن يلهمنا الخير والسداد ‪.‬‬
‫‪ -6‬التهيؤ للدورات الدائمية التكميلية لنشاط دورات تحفيظ القرآن الصيفية ‪-:‬‬
‫يعتبر موسم الصيف ودورات تحفيظ القرآن للشباب هو الكثر ربحًا على طوال العام ‪ ,‬لهذا على‬
‫الدعاة القائمين عليها أن يصطفوا الجيدين من الطلبة لستكمال تربيتهم على مدار السنة من خلل‬
‫نشاطات المسجد السنوية والدورات الدائمية ‪ ,‬فإن هذا هو الربح الحقيقي للدعوة ‪ ,‬ومن المؤسف أن كثيراً‬

‫‪27‬‬
‫من المساجد والدعاة ل يهتمون لهذه اللفتة الدعوية ونراهم يعتبرون نهاية عملهم الدعوي هو تخرج‬
‫الدورة الصيفية وأنهم قد أدوا الذي عليهم ‪ ,‬وهنا يكمن التقصير ‪ ,‬والصحيح هو أن نعتبر نهاية الدورة‬
‫الصيفية هو موعد للنطلقة الجديدة مع الجيدين من طلب الدورات ‪ ,‬وهي مرحلة جني ثمرات العمل‬
‫السابق ‪ ,‬وهي تكميل العمل العام بالعمل الخاص ‪ ,‬ونعمل على تثبيتهم وترسيخ المفاهيم السلمية في‬
‫نفوسهم بشكل أعمق وأرسخ ‪ ,‬فيتحولون تدريجيا من طلبة عادين إلى صف شباب المسجد الثقات‬
‫والمؤتمنين ‪.‬‬

‫وشعار هذه اللجنة ) الماهر بالقران كالحفظة الكرام (‬

‫مما سبق يتبين لنا حجم النشاطات المسجدية الدعوية الكبيرة ‪ ,‬وننجح أكثر عندما يعي الجميع من‬
‫رواد المسجد الجيدين ضرورة المشاركة فيها ‪ ,‬وأن يكون لهم دور فيها ‪ ,‬وما أحلى موعظة رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وهو يخرج في سفر مع أصحابه ‪ ,‬فأمر بإصلح شاة ‪ ,‬فقال رجل ‪ :‬يا رسول ال‬
‫‪ :‬وأنا عل ّ‬
‫ي‬ ‫ي طبخها ‪ ,‬فقال معلمنا محمد‬
‫ي سلخها ‪ ,‬وقال الخر‪ :‬عل ّ‬‫ي ذبحها ‪ ,‬وقال الخر‪ :‬عل ّ‬
‫عل ّ‬
‫جمع الحطب ‪ ,‬فقالوا ‪ :‬يا رسول ال نحن نكفيك ‪ ،‬فقال ‪ :‬قد علمت أنكم تكفوني ‪ ,‬ولكني أكره أن أتميز‬
‫عليكم ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬دائرة عمل المام والخطيب الكبرى‬
‫عندما يستشعر المام والخطيب أن وظيفته الكبرى هي تعبيد الناس لرب العالمين ‪ ,‬وأن مهمته عظيمة‬
‫الذي ل تحده حدود ‪ ,‬والذي لم يدع‬ ‫لعظمة السلم الذي يحمله ‪ ,‬وأن منهجه هو منهج محمد‬
‫ل إل وشارك فيه ول‬ ‫طريقاً للدعوة إل وسلكه ‪ ,‬ول قومًا إل وتعرض لهم ول مجلسًا إل وتغشاه ول عم ً‬
‫ل صغيرًا ول كبيرًا إل وتحدث معهم ول أرملة إل واساها ول يتيماً إل ومسح‬‫بيتًا إل ودخله ول رج ً‬
‫ل عن العمل إل وأرشده ول مريضًا إل وعاده ول عريسًا‬ ‫على رأسه ول فقيرًا إل وتصدق عليه ول عاط ً‬
‫إل وباركه ول متعلمًا إل وعلمه ول غزوة إل وغزاها ول مظلومًا إل ونصره ول أسيرًا إل وفداه‬
‫ول‪.....‬‬
‫عندما ابتعد المام والخطيب عن الحياة وانزوى عاكفًا في مسجده ثم هاجر عنه وعن دعوته ليبحث‬
‫عن قوته وقوت عياله ‪ ,‬بدأ المجتمع يستغرب من حضوره في مؤسساتها العلمية والصحية والقتصادية‬
‫سورة العلمانية قد نخرت جسد المة السلمية ‪.‬‬‫وغيرها ‪ ,‬وكل ذلك لن َ‬

‫لهذا سنتطرق في هذا المبحث إلى دائرة عمل المام والخطيب الكبرى لعدة أسباب‬
‫منها ‪-:‬‬

‫‪ -1‬كسر الطوق العلماني عن رسالة المسجد الكبرى ‪ ،‬وهي التأثير في الشارع والمدرسة والمشفى‬
‫والوزارة والبرلمان ‪ ,‬حتى صدح بهذا المعنى شاعر الدعوة وليد العظمي )رحمه ال ( فقال ‪:‬‬

‫بتسبيح شيخ في زوايا المسجد‬ ‫إسلمنا ل يستقيم عموده‬


‫بقصائد تتلى في مدح النبي‬ ‫إسلمنا ل يستقيم عموده‬
‫إسلمنا نار على من يعتدي‬ ‫إسلمنا نور ينير طريقنا‬

‫‪ -2‬البرهنة على أن دور المسجد تكاملي مع هذه المؤسسات وليس التضاد ‪ ,‬فإدارة المدرسة وإدارة‬
‫المشفى ودائرة المن كلها تخطب وّد المسجد وإمامه ‪ ،‬لنها بحاجة إلى دوره الرشادي والتربوي‬
‫والنفسي في الصلح والتغير لو كانوا يعقلون ‪.‬‬

‫‪ -3‬فتح أفاق جديدة لعمل المام والخطيب في دعوته ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -4‬الوصول إلى نماذج قادرة ومقنعة على طرح شمولية السلم ‪ ،‬وأنه نظام شامل للحياة ‪.‬‬

‫وسنسلط الضوء على مطلبين في دائرة عمل المام والخطيب الكبرى ‪-:‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬قضايا السلم الكبرى ‪.‬‬

‫إن من واجبات المام والخطيب الكبرى هي التفاعل مع الحداث الكبرى ويوليها اهتمامه‬
‫ويوضحها للجماهير الغفيرة ‪ ،‬فيبين صحتها وأهميتها لدعمها ‪ ،‬أو يوضح أخطأها وخطورتها‬
‫لصدها ‪.‬‬
‫ومن القضايا المصيرية للمة الحتلل اليهودي لفلسطين والصليبي للعراق وأفغانستان وقلنا‬
‫صليبي لن هذا ما صرح زعيمهم بوش به وشاركته عشرات الدول الغربية الصليبية في هذا‬
‫الحتلل ‪.‬‬
‫ومن القضايا المصيرية هو ما يفعله الكفار من استهداف المقدسات السلمية بين الحين والخر‪،‬‬
‫‪ ،‬وما يفعلوه من‬ ‫وأقساها على المسلمين هو مساسهم بالسوء لحضرة نبي السلم نبينا محمد‬
‫إهانة للقرآن الكريم ‪ ،‬وما يفعلوه من هدم المساجد أو إغلقها ‪ ،‬وما يفعلوه من منع الحجاب‬
‫ومحاربته والقائمة تطول مع السف ‪.‬‬
‫إن دور المام والخطيب في توضيح هذه الخطورة إن سكتنا واستكانينا فسنكون مصداقًا للوصف‬
‫قال ‪ ":‬قال رسول ال‬ ‫المخزي في الحديث الشريف فعن ثوبان مولى رسول ال‬
‫يوشك أن تداعى عليكم المم من كل أفق كما تداعى الكلة على قصعتها ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قلنا يارسول الله أمن قلة بنا يومئذ ؟ قال ‪ :‬أنتم يومئذ كثير ولكن‬
‫تكونون غثاء كغثاء السيل ‪ ،‬ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في‬
‫قلوبكم الوهن ‪ ،‬قال ‪ :‬قلنا وما الوهن ؟ قال ‪ :‬حب الحياة وكراهية الموت "‬
‫‪.‬‬
‫لهذا على المام والخطيب بث روح المقاومة بكل أنواعها في أبناء المسلمين وتوحيد صفهم‬
‫وتوحيد طاقاتهم للرد والمجابهة ‪.‬‬
‫ومن المثلة الكبرى التي حدثت في العراق وهي تتفاعل مع قضايا السلم المصيرية ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما قامت به جمعية إنقاذ فلسطين برئاسة علمة العراق الشيخ أمجد الزهاوي والشيخ‬
‫محمد محمود الصواف بتسيير ثلثة أفواج قتالية من المجاهدين مع حملت إغاثية كثيرة‬
‫إلى فلسطين في حرب عام ‪1948‬م ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما قامت به مساجد العراق وأئمتها من نصرة إخوتهم في معركة الفلوجة عام‬
‫ل عن‬ ‫‪2004‬م من الدعم اللوجستي والغاثي والصحي والسكني لهالي الفلوجة ‪ ،‬فض ً‬
‫ل عظيمة ل أول لها ول‬ ‫الدعاء والقنوت والتذلل ل تعالى حتى ينتصروا ‪ ،‬وقد رأيت قواف ً‬
‫خر تنطلق من كل حدب وصوب لنصرة الفلوجة ‪ ،‬ولهذا انتصروا ‪.‬‬ ‫آِ‬

‫‪30‬‬
‫‪ -3‬ما قام به أهالي العظمية بقيادة جامع المام العظم أبي حنيفة النعمان )رض( من‬
‫مظاهرات ردًا على الصحفي الدنماركي الذي أساء لحضرة الرسول العظم سيدنا محمد‬
‫فحرقوا دمية كبيرة تجسد الصحفي الهالك مع حرق علم دولتهم الهالكة وحرق البضائع‬
‫الدنماركية لتحفيز الناس وإرشادهم إلى أهمية المقاطعة القتصادية ‪.‬‬

‫‪ -4‬ما قام به أهالي العظمية البطال بقيادة جامع المام العظم أبي حنيفة النعمان‬
‫)رض( من مظاهرات ضد الحتلل المريكي للعراق وضد كل النتهاكات الوحشية التي‬
‫يمارسها على أبناء شعبنا الصابر‪ ،‬ومنها هذه المظاهرة ضد اعتقال النساء بدل المجاهدين‬
‫‪31‬‬
‫البطال لرغامهم على الستسلم والخضوع ‪.‬‬

‫إن هذه النماذج الحية والقريبة لم تكن لتنجح أو لتظهر بهذه الصورة ‪ ،‬لول أن القادة من الئمة‬
‫والخطباء كانوا على وعي عال لهميتها ‪ ،‬واستطاعوا تحشيد الجماهير بالتجاه الصحيح ‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المحاور الدعوية خارج المسجد ‪.‬‬

‫أول ‪ :‬المنطقة ‪ -‬وما فيها من مؤسسات حكومية وغير حكومية ‪ ,‬وتشمل عدة محاور وهي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬المحور التربوي ‪ :‬هو المرتكز الثالث في عملية بناء الجيل بعد البيت والمسجد ‪ ,‬وبدراسة متأنية‬
‫للمنطقة نستخلص فيها عدد رياض الطفال والمدارس والمتوسطات والعداديات والكليات والمكتبات‬
‫العامة والهلية والمنتديات الثقافية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني الثقافية ‪.‬‬

‫‪ -2‬المحور الصحي ‪ :‬هو محور متلصق بالنسان ‪ ,‬وقيل الصحة تاج على رؤوس الصحاء ل يراه‬
‫إل المرضى ‪ ,‬فنقوم بجرد المشافي العامة والمراكز الصحية الحكومية والهلية وعيادات الطباء‬
‫المختلفة والمختبرات والصيدليات وغيرها ‪.‬‬

‫‪ -3‬المحور القتصادي ‪ :‬هو محور مال المسلم ‪ ,‬وهي السواق العامرة والمحلت التجارية الكبرى‬
‫والمطاعم الكثيرة والحياء الصناعية والتجارية والورش الفنية والمعامل المختلفة والقاعات وغيرها ‪.‬‬

‫‪ -4‬المحور الخدمي ‪ :‬هو محور الكسبة والعمال وسواق السيارات المختلفة وأصحاب العربات الخدمية‬
‫في الماء والنفط والغاز وعمال النظافة وغيرهم ‪.‬‬

‫‪ -5‬المحور الرياضي ‪ :‬هو محور الشباب ويشمل الندية والمراكز الرياضية والقاعات والملعب‬
‫وغيرها ‪.‬‬

‫‪ -6‬محور مؤسسات المجتمع المدني ‪ :‬وهي كثيرة جدًا ‪ ,‬وأغلبها غير ُمفعلة وتفتقر إلى التمويل ‪،‬‬
‫ونشاطاتها شبه معدومة حاليا ‪ ،‬ولكننا نذكرها حتى نتعاون سوية على تفعيلها وإحيائها لتؤدي دورها‬
‫الريادي في المجتمع ‪ ،‬ومنها ‪-:‬‬

‫أ‪ -‬جمعية المحافظة على القرآن ‪.‬‬


‫ب‪ -‬جمعية الطالب الجامعي ‪.‬‬
‫ج‪ -‬جمعية السرة والطفل ‪.‬‬
‫د ‪ -‬جمعية البيئة والمجتمع ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬جمعية الصحة النفسية‬
‫و‪ -‬جمعية الطالب العراقي ‪.‬‬
‫ز‪ -‬جمعية الشاب الرياضي ‪.‬‬
‫ح‪ -‬الجمعية الثقافية العلمية ‪.‬‬
‫ط‪ -‬جمعية المفقودين ‪.‬‬
‫ي‪ -‬جمعية المعوقين ‪.‬‬
‫ك‪ -‬عشرات الجمعيات الغاثية التي تهتم بالرامل والشهداء واليتام ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -7‬المحور الحكومي ‪ :‬مثل دائرة المحافظة والقائم مقام والبنك والمحكمة والمجلس المحلي والمجلس‬
‫البلدي ودار اليتام ودار العجزة وغيرها‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬سكنة المنطقة ‪ -‬وهم عموم الناس الذين ل ينتسبون إلى مؤسسات يعملون فيها ‪ ,‬ويمكن تقسيمهم‬
‫على المحاور التية ‪-:‬‬

‫‪ -1‬المحور العشائري ‪ :‬حيث ما زال التلحم العشائري للعراقيين هو من الصفات المميزة للمجتمع ‪,‬‬
‫فنهتم بالعشائر الكبيرة والمؤثرة ورموزها ‪.‬‬

‫‪ -2‬محور الشباب ‪ :‬وهم الفئة الكبر في المجتمع ‪ ,‬وغالبا ما نراهم في الساحات العامة والسواق‬
‫والمتنزهات والمقاهي والملعب وغيرها ‪.‬‬

‫ن أكثر من نصف المجتمع ‪ ,‬وأزعم أن نسبتهم هي ‪ % 58‬تقريبا من المجتمع‬ ‫‪ -3‬المحور النسائي ‪ :‬وه ّ‬
‫ن إلى أرامل ومطلقات ‪.‬‬
‫ن قد تحول َ‬ ‫حاليًا ‪ ,‬وأغلبه ّ‬
‫ن ربات بيوت ‪ ،‬وفئة ليست بالقليلة منه ّ‬

‫قد يتسائل بعض الئمة والخطباء عن مغزى هذا التقسيم والتفريع للمنطقة ولمؤسساتها وسكانها ؟‬

‫فنجيب عن ذلك فنقول ‪ :‬إن هذا التقسيم مقصود ‪ ،‬وذلك لفتح الفاق أمام المام والخطيب ليعرف مدى‬
‫اتساع رقعة دعوته والتي تشمل الحياة بأسرها ‪ ,‬وهناك بعض الدعاة يقتصر بعمله على أفراد قلئل من‬
‫المجتمع ويظن أنه مسك زمام التغيير والصلح ‪ ,‬ثم هذا التقسيم يدفع بالمام والخطيب نحو العمل‬
‫والمثابرة لكي يتعايش معهم ويؤثر فيهم من خلل نشاطاته المتعددة والمتنوعة ‪ ,‬وهي خارطة الطريق‬
‫ل جماهيريًا ول يعرف أين المسير ‪ ,‬فوضعنا من خلل هذا التقسيم اللبنات الولى‬
‫لمن أراد أن يعمل عم ً‬
‫لتصورات العمل الجماعي والجماهيري في ذهن المام والخطيب ‪.‬‬

‫ملحظات ‪ -‬ينبغي أن ل تغيب عن المام والخطيب‬

‫ل ‪ :‬مغزى الخروج ‪ ,‬لبد للمام والخطيب وهو يعمل في دائرته الدعوية الكبرى أن يخطط‬ ‫أو ً‬
‫لخروجه ‪ ،‬ويفكر لماذا سيخرج ؟ وما الذي سيحققه من خروجه ؟ فالتخطيط للعمل نجاح ‪ ،‬ومجرد‬
‫الخروج لذاته غير مطلوب ‪ ،‬والمطلوب نجاحنا عند الخروج ‪ ،‬وعليه فنحن ُمطالبون ببذل جهود مخططة‬
‫ومقصودة لنجاحنا ‪ ،‬ومنها تهيئة الجواء في المؤسسة المراد زيارتها ‪ ،‬وتثقيف اللجنة المرافقة لنا‬
‫بمغزى زيارتنا ‪ ،‬حتى ل نبتعد عن المقصود الذي خرجنا من أجله ‪ ،‬وأن نهيئ رسائل الخروج ‪ ,‬وهي‬
‫كلمات بسيطة وواضحة نبثها بين الجماهير في كل زيارة ولقاء ‪ ,‬وتكون الرسائل قصيرة ومؤثرة‬
‫وتحاكي الواقع ‪ ,‬لكي يسهل حفظها وتكرارها بين الناس ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ ،‬بصحبة إحدى لجان المسجد أو بعض وجهاء المنطقة ‪ ,‬وهي ُ‬
‫سنة‬ ‫ثانيًا ‪ :‬الخروج الجماعي‬
‫‪ ,‬فلم يكن يخرج لوحده أبدًا إل لطارئ ‪ ,‬يقول صاحب السيرة الحركية بما معناه ‪ :‬وهذا‬ ‫للرسول‬
‫الخروج يعطي قوة للخارج بأنه صاحب رسالة ومشروع كبير ‪ ,‬وكان غالبًا ما يصطحب معه أبى بكر‬
‫وعمر وعلي ‪ ,‬ليوصل رسالة واضحة للجماهير ‪ ,‬أن مشروعه ُيؤمن به الشيخ الكبير ‪ ,‬والرجل الشديد ‪,‬‬
‫ل لخبرته‬‫والفتى الحزير ‪ ,‬وكانوا على اختصاصات شتى فينتفع بخبرتهم ورأيهم ‪ ،‬فالصّديق )رض( مث ً‬
‫ومعرفته بالقبائل والرجال وببطون العشائر وأنساب العرب ‪ ,‬وكذلك يأمن بهم عليه الصلة والسلم من‬
‫غيلة العداء والتفرد به ‪.‬‬

‫ثالثًا ‪ :‬الخروج المتكرر ‪ ،‬لن المام والخطيب بخروجه المتكرر ‪ ،‬يؤكد عمليًا رسالة المسجد‬
‫ويوضح المشروع ويزيل الغموض ‪ ,‬وبه تتوثق الصلة وتنبني العلقة ويزداد التعارف وتتأسس‬
‫المواقف ‪ ,‬وهذه هي طرائق القائد لقلوب الجماهير ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫‪35‬‬
‫المام والخطيب‬
‫ً‬
‫قائدا ‪....‬‬

‫المبحث الول ‪ -:‬الخطة الربانية في تطوير المام‬


‫والخطيب‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬خطة تطوير القادة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬نماذج من عمل المام‬


‫والخطيب‬

‫المبحث الول ‪ -:‬الخطة الربانية في تطوير المام والخطيب‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫إن هذه الخطة هي لتطوير كادر المسجد كله ‪ ,‬وإنما سميناها باسم المام والخطيب من باب تسمية‬
‫ل سيد الدعوة وقائد المجتمع ‪.‬‬
‫الشيء بأهم أركانه ‪ ,‬ول نبالغ بهذا ‪ ,‬فهو فع ً‬
‫خطة بالخطة الربانية لنها مستقاة من القرآن الكريم }ولكن كونوا ربانين {‬‫وأطلقنا على هذه ال ِ‬
‫وهي مستوحاة من سورة الضحى ‪ ,‬وهي سورة العداد والتطوير وهي صاحبة المحاضن الثلثة لتطوير‬
‫أي داعية مخلص ‪ ,‬والمحاضن هي ‪-:‬‬

‫احتضان اليواء والهتمام والتوقير ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المحضن الول‬

‫الحتضان الفكري والدعوي ‪.‬‬ ‫المحضن الثاني ‪:‬‬

‫الحتضان المادي ‪.‬‬ ‫المحضن الثالث ‪:‬‬

‫نعم هذه أركان خطة العداد والتطوير الربانية الُمستقاة من سورة الضحى ‪ ,‬قال تعالى } والضحى *‬
‫والليل أذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى * وللخرة خير لك من الولى * ولسوف يعطيك ربك‬
‫ل فأغنى * فأما اليتيم فل تقهر *‬ ‫ل فهدى * ووجدك عائ ً‬ ‫فترضى * ألم يجدك يتيمًا فأوى * ووجدك ضا ً‬
‫وأما السائل فل تنهر * وأما بنعمة ربك فحدث {‬
‫قالوا ‪ :‬أن ال قلك وودعك ! ولم يرعك ! وتركك في حيرتك ! ورجعت يتيمًا فقيرًا !! ؟؟‬
‫سم بأمرين ‪ ،‬الول فيه حركة وإشراق وجد‬ ‫فيأتي الجواب ‪ ,‬مؤكدًا بالقسم للبيان واليضاح ‪ ،‬وق َ‬
‫)الضحى(‪ ,‬والثاني فيه سكون وغروب وأفول )الليل( ‪ ,‬وهو مناسب جدًا لمحور السورة وللسئلة‬
‫‪ ,‬وأنه لم‬ ‫السابقة‪ ,‬ثم يصرح الباري عزوجل بوضوح معلنًا عدم تخليه عن رسوله وداعيته محمد‬
‫يتركك ول جفاك ‪ ,‬ثم ينسبه لنفسه جل جلله ‪ ,‬فأنت يا محمد عبده المنسوب إليه }ما ودعك ربك وما‬
‫قلى {‪ ,‬والضافة في )ربك( كذلك تعني الربوبية وهي الرعاية والكفالة والتربية ‪.‬‬
‫إن مردود هذه الدورة التطويرية ليست قاصرة على الحياة الدنيا ‪ ,‬بل إنها تتعدى الزمان والمكان‬
‫لتصل إلى الخرة وهي خير وأبقى }وللخرة خير وأبقى{‬
‫ثم جاء النص القرآني بحقيقة دامغة تكشف عن الدورة التطويرية للدعاة ‪ ,‬وبدأها بحرف التوكيد‬
‫)اللم( ليؤكد أن الموضوع جد وليس بالهزل ‪ ,‬وأن العتناء والهتمام واليواء قد كان وما زال وأنت‬
‫تشعر به ‪ ,‬ثم جاء النص بكلمة سوف لتضفي معنًا جديدًا بأن الدورة التطويرية مستمرة إلى أن تتحقق‬
‫الهداف وإلى أن ترضى وتطمئن نفسك إليها }ولسوف يعطيك ربك فترضى{‪.‬‬
‫بعنايته السابقة إليه ومن أول الطريق ‪ ,‬ليستحضر‬ ‫ثم ُيذكر الباري عزوجل داعيته ونبيه محمدًا‬
‫عليه الصلة والسلم في خاطره جميل صنع ربه ‪ ,‬ومودته إليه ‪ ,‬وفيضه عليه ‪ ,‬وهذا هو اليناس‬
‫اللهي إليه ‪.‬‬
‫ومن هذا اليناس نستلهم محاضن الدورة التطويرية للدعاة والتي تحقق قوله تعالى } ولتصنع على‬
‫عيني { ‪.‬‬
‫نعم يا رسول ال }ألم يجدك يتيما فأوى{ ولدت يتيمًا ‪ ,‬فآواك إليه ‪ ,‬وعطف عليك القلوب بكفالة‬
‫جدك وعمك وهم على غير دينك وملتك ‪ ,‬حتى إذا كبرت واشتد عودك ‪ ,‬ورحل كفيلك ‪ ,‬أحطتك بعنايتي‬
‫ورعايتي ‪ ,‬وسخرت لك النصار من الوس والخزرج ‪ ,‬فآووك ونصروك وقاتلوا بين يديك ‪ ,‬وكل هذا‬
‫من حفظي إليك لعدادك وتطويرك لداء مهمتك ‪.‬‬
‫نعم يا رسول ال فلقد نشأت في جاهلية مضطربة التصورات والعتقادات ‪ ,‬منحرفة بالسلوك‬
‫والوضاع ‪ ,‬فهداك ال بوحيه ‪ ,‬وتواصل معك بقرآنه ‪ ,‬وهذه أعظم مّنة َمّنها ال عليك }ووجدك ضالً‬
‫فهدى{‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫نعم يا رسول ال كنت يتيمًا فقيرًا ‪ ,‬فأغناك ال ماديًا ومعنويًا بخديجة )رض( التي واستك بمالها‬
‫ل فأغنى{‪.‬‬‫ونفسها ‪ ,‬وأغناك بالقناعة كنزًا عظيمًا }ووجدك عائ ً‬
‫ثم يختم الباري عزوجل توجيهه لنبيه عليه الصلة والسلم ‪ ,‬أن يتحدث بهذه النعم واللء ومنها‬
‫المحاضن الثلث التي هي ركيزة الدعم الدعوي للدعاة ‪ ,‬ولهذا تجد من الطبيعي أن تكون هناك ُ‬
‫سنة‬
‫سنة التكبير )ال أكبر( ‪ ,‬التي تعني أننا على العهد ماضون‬
‫عقيب النتهاء من تلوة هذه السورة أل وهي ُ‬ ‫ُ‬
‫ولوامرك متبعون ‪ ,‬ولنهجك واعون ومطبقون ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ -:‬خطة تطوير القادة ‪.‬‬

‫فكرة المشروع‬

‫تهيئة وإعداد قادة للمجتمع ‪ ،‬قادة الفتوى والمرجعية ‪ ،‬وقادة جماهيريين في الوعظ والرشاد ‪،‬‬
‫وقادة للمؤسسات الدينية ‪.‬‬

‫لماذا هذا المشروع ؟‬

‫‪ -1‬المشروع هو لتطوير القيادات الحالية التقليدية ‪ ،‬بمهارات وقدرات قيادية وإدارية‬


‫متميزة ‪.‬‬
‫‪ -2‬المشروع هو لتعويض النقص الهائل في القيادات الجماهيرية الوعظية أو الدارية‬
‫أو على مستوى أعلى في الفتوى والمرجعية ‪.‬‬
‫‪ -3‬المشروع ليس من باب الكماليات بل هو من باب الضروريات والواجبات الدينية‬
‫لقوله تعالى } وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة { ‪ ،‬ولكي ُنخرج لهل الباطل المتربصين‬
‫يوم بدر " أخرجوا‬ ‫بالسلم نظرائهم من أهل الحق من قومنا ‪ ،‬كما قالوها لرسول ال‬
‫إلينا نظرائنا من قومنا " ‪.‬‬
‫‪ -4‬المشروع وسيلة لكسب المستقبل ‪ ،‬لننا لم ننجح حاليًا في إدارة الملف الديني ‪.‬‬
‫‪ -5‬المشروع هو إقرار لقاعدة عقلناها متأخرين " ل – لتنفيذ مشروع بدون كادر‬
‫متدرب للقيام به " ‪.‬‬

‫شعار المشروع‬
‫‪38‬‬
‫" أشدد به أزري "‬

‫مراحل الخطة التطويرية‬

‫المرحلة الولى ‪ :‬اختيار قادة المستقبل ‪.‬‬

‫هناك معاير خاصة للختيار والتصنيف ‪ ،‬تبدأ بالشروط العامة للقائد وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬السيرة الحسنة ‪.‬‬
‫‪ -2‬المنبت الطيب ‪.‬‬
‫‪ -3‬صحة بدنية ممتازة ‪.‬‬
‫‪ -4‬توازن نفسي رائع ‪.‬‬
‫‪ -5‬العمر من ‪ 40-30‬سنة ‪.‬‬
‫‪ -6‬التحصيل العلمي ‪ ،‬بكلوريوس كحد أدنى ‪.‬‬
‫‪ -7‬القابلية العقلية ممتازة ‪ ،‬كالذكاء والحفظ والنتباه والتركيز والبداهة والمبادرة ‪...‬‬
‫‪ -8‬ثابت مرابط صاحب حرقة على دينه وبلده ‪.‬‬

‫وهذه المرحلة مهمة للغاية ‪ ،‬والختيار فيها مسؤولية كبيرة ‪ ،‬لن المحاباة فيها ستضر وتؤخر‬
‫ل طائلة ‪.‬‬
‫العمل لسنوات طويلة وتفقد السلم أموا ً‬

‫ن مؤسسات عظيمة يجب أن تشغل من قيادات‬ ‫النساء شقائق الرجال في التكليف والمانة ‪ ،‬وله ّ‬
‫نسائية متدربة مثل ‪ :‬المناصب الدارية والمدارس الدينية للبنات والجمعيات النسوية سواء كانت‬
‫في حفظ العلوم الشرعية أو الثقافية أو الغاثية وغيرها كثير ‪.‬‬

‫ونستطيع تحديد نسبة المشاركين من محافظات البلد حسب الكثافة السكانية وكثافة المؤسسات‬
‫الحكومية والتربوية والدينية في كل محافظة ‪ ،‬وهناك دراسة حديثة تؤكد أن الصفات القيادية توجد‬
‫في فرد واحد كل ‪ 100‬شخص تقريبًا ‪ ،‬وهذه الدراسة ُتبرز عظمة الهدي النبوي الشريف – وهو‬
‫" الناس كإبل مائة ل تجد فيها إل راحلة " ‪.‬‬ ‫الولى بالتباع – في قوله‬
‫إن هذه النسبة السابقة هي بالتاكيد عالية وكبيرة على إمكانياتنا الحالية ‪ ،‬ولكننا نجعلها سقفًا‬
‫مرتفعًا لمشروعنا ونهاية المطاف لتطوير قادتنا ‪ ،‬ونبدأ بما هو متيسر وحسب الطاقة الممكنة ‪،‬‬
‫جله ل يترك كله ‪.‬‬ ‫وما ل يدرك ُ‬

‫‪39‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬العداد والتطوير العام ‪.‬‬

‫صطفين من الترشيحات السابقة ‪ ،‬ويكتسب فيها المرشح‬


‫وهي مرحلة عامة يشترك فيها جميع الم َ‬
‫الكليات العامة لما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬العلوم الشرعية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تزكية النفوس ‪.‬‬
‫‪ -3‬التنمية البشرية ‪.‬‬
‫‪ -4‬الدارة والتخطيط ‪.‬‬
‫‪ -5‬العلقات والتصال ‪.‬‬
‫‪ -6‬السياسة والقتصاد ‪.‬‬
‫‪ -7‬الفضائيات والتعامل معها ‪.‬‬

‫ويتخلل الدورات السابقة ‪:‬‬


‫‪ -1‬الكتب المساعدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬البحوث والتقارير ‪.‬‬
‫‪ -3‬لقاءات مع شخصيات فذة في الختصاصات السابقة ‪.‬‬
‫‪ -4‬الحوارات والمناقشات وورش العمل ‪.‬‬
‫‪ -5‬الختبارات ‪.‬‬

‫في نهاية هذه المرحلة يتوصل المشرفون على المشروع على قدرات وإمكانيات القادة التربوية‬
‫والشرعية والنفسية والمهارات الشخصية ‪ ،‬ومن خلل النتائج التحليلية العلمية يصنفون القادة إلى‬
‫قادة مفتين وقادة جماهيرين وقادة إداريين ‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬التخصص ‪.‬‬

‫هذه المرحلة هي جوهر صياغة الشخصية القيادية ‪ ،‬ويجب أن تتم بتروي حتى يتشبع القائد بكل‬
‫ما ينسجم مع ما ُيعد له ‪ ،‬وهي أصعب المراحل لنها مكلفة وشاقة بكل التفاصيل على القادة‬
‫والمشرفين والمدربين ‪ ،‬فنحتاج فيها إلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬التفرغ التام من القادة لما سُيعدون له ‪.‬‬
‫‪ -2‬اختيار أرقى التدريسيين والمدربين طيلة المرحلة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الحتكاك الداخلي والخارجي تربويًا وشرعيًا وثقافيًا ‪.‬‬
‫‪ -4‬المراقبة التحليلية الدائمة من المشرفين لتطور القائد ونضوجه ‪.‬‬

‫التخصص الول ‪ :‬القادة الشرعيون الُمفتون ‪.‬‬


‫‪40‬‬
‫إن الذين وصلوا إلى هذه المرحلة ل بد وأنهم يمتلكون قدرًا كبيرًا من الدراستين الشرعية‬
‫والكاديمية فيكونون قد أكملوا قسمًا من المستويات العلمية الشرعية ‪ ،‬والكاديمية مثل حيازتهم‬
‫على البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه في اختصاصاتهم ‪.‬‬

‫إن برنامج هذه المرحلة يعتمد على تأهيلهم لمتلك ملكات مختلفة في شتى العلوم وهي ركيزة‬
‫القائد الشرعي المفتي وهي ‪:‬‬

‫أوًل ‪ :‬الملكة العلمية العامة ‪.‬‬


‫وهي الدراسة على الطريقة القديمة لكل العلوم عند المشايخ حتى ينال الجازة الشرعية العامة‪،‬‬
‫وهذه تأتي بالتدرج وطول الوقت ‪ ،‬وسنذكر خطواتها حتى يتسنى للجميع الفائدة منها وهي ‪:‬‬

‫الدراسة على طريقة المستويات ‪ ،‬ولكل مستوى مجموعة من العلوم والكتب تتناسب مع المتعلم ‪.‬‬

‫) المستوى الول (‬
‫وهو دراسة أبسط الكتب في مختلف العلوم مثل ) النحو ‪ ،‬الصرف ‪ ،‬البلغة ‪ ،‬المنطق ‪ ،‬الفقه ‪،‬‬
‫أصول الفقه ‪ ،‬العقيدة وعلم الكلم والفلسفة السلمية ‪ ،‬القرآن حفظًا وتلوة ‪ ،‬الحديث الشريف‬
‫وعلومه ‪ ،‬السيرة النبوية ‪ ،‬التاريخ ( والتركيز على حفظ وضبط علوم اللة ‪.‬‬

‫) المستوى الثاني (‬
‫وهو دراسة الكتب المتوسطة مع الحواشي في مختلف العلوم السابقة وإضافة الفقه المقارن مع‬
‫التحليل الدقيق وفك العبارة بروية ‪ ،‬وفتح مجال أكبر للسؤال والنقاش ‪.‬‬
‫عند انتهاء هذا المستوى يكون القائد المفتي قد نشبت أظفاره ‪ ،‬فل بأس بالتركيز على بعض‬
‫الكتب التي أتقنها بشكل ممتاز ونعطيه فيها إجازة شرعية أنه قد قرأ هذا الكتاب على شيخه ‪،‬‬
‫والفائدة من هذه الخطوة هي تحميله ثقل المانة الشرعية ‪ ،‬وضرورة توريثها للخرين ‪ ،‬وتكون‬
‫دافعًا لتكملة المشوار ‪ ،‬والتشجيع وإعطاء كل ذي حق حقه هي سنة نبوية تفجر الطاقات الكامنة في‬
‫ل للتكريم يحضره علماء البلد فرحًا‬
‫دواخل القادة بشرط التواضع وحفظ الغاية ل تعالى ‪ ،‬ثم يعد حف ً‬
‫بالعلم وتكريمًا لطلبه ‪.‬‬
‫ثم ُيهيئ طلب لكل قائد لتدريسهم العلوم المجاز فيها ‪ ،‬وتصور هذه الحلقات التدريسية ثم‬
‫تعرض وتناقش مع شيخه للتقويم والرشاد ‪ ،‬إن هذه الطريقة هي كفيلة بترسيخ العلوم في ذهن‬
‫ونفسية القائد المفتي حتى يمتلك تدريجيًا فلسفة هذه العلوم ‪.‬‬

‫) المستوى الثالث (‬
‫وهو الخير ‪ ،‬وهو دراسة الكتب المتقدمة في العلوم المختلفة السابقة الذكر مع التحليل‬
‫والمناظرة والمناقشة ‪ ،‬وهذا المستوى يكون أدق من المستويات السابقة ‪ ،‬لن القائد ملك من العلوم‬
‫ما يؤهله لمناقشة شيخه ومصنف الكتاب بأدب ‪ ،‬وهذا ما يحاول الشيخ زرعه في طالبه مع إمكانية‬
‫ربط العلوم والستفادة منها مجتمعة ‪ ،‬هذا سيؤدي إلى كثرة السئلة والعتراض على العبارة‬
‫‪41‬‬
‫وإضافة تعليق على الحاشية ‪.‬‬
‫في هذه المرحلة ستظهر شخصية القائد في التأليف ‪ ،‬لن هذه الختصارات والتعليقات‬
‫والملحظات المكتوبة بكثافة على الحواشي هي نواة لتهذيب العلوم والتصنيف فيها ‪ ،‬وهكذا كان‬
‫علماؤنا القدمون ‪.‬‬
‫ثم ُيعقد موسم الختبارات في كل العلوم ليتأكد الشيخ من مقدرة طالبه على استحضار العلوم‬
‫ومزجها مع بعضها للوصول إلى النتيجة الصحيحة ‪.‬‬
‫ثم ُيرسل القائد المفتي إلى لجان الفتوى العاملة في المحافظات أو المساجد الكبيرة ‪ ،‬ليمارس‬
‫بنفسه هذه المهمة ويتناقش مع اللجنة في أرائهم مما يكسبه الخبرة الحياتية العملية التي ل يجدها في‬
‫الكتب المجردة ‪.‬‬
‫عندما يطمئن شيخه لمستواه العلمي بعد قوله تعالى } ولتصنع على عيني { ويرى فيه قائد‬
‫المستقبل يمنحه الجازة الشرعية العامة بعلومه بسندها إلى سيد النبياء وولي الولياء وسند‬
‫‪.‬‬ ‫العلماء محمد‬

‫ثانيًا ‪ :‬الملكة العلمية الخاصة ‪.‬‬

‫وهي تبع للملكية العلمية العامة ‪ ،‬وظهرت حاجتها لعدة أسباب منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الناحية الشخصية ‪ ،‬حيث يميل العاِلم نفسيًا إلى البداع بعلم دون سواه ‪.‬‬
‫‪ -2‬البيئة الخارجية ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الِفرق والملل والمذاهب المحيطة بالعاِلم ‪ ،‬التي توجب عليه دراستها ومعرفة الحق‬
‫والباطل فيها ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحاجة البشرية ‪ ،‬حيث يلتمس العاِلم وجود النقص في جانب علمي ما فيكثر فيه‬
‫حتى يبدع ويختص ‪.‬‬
‫‪ -3‬الدراسات الكاديمية الحديثة ‪ ،‬حيث قسمت الجامعات إلى كليات ‪ ،‬والكليات إلى‬
‫أقسام ‪ ،‬ول بد للطالب من اللتحاق بأحد القسام ثم يختص فيها ‪ ،‬ول يحق له قانونًا أن‬
‫يّدرس خارج اختصاصه ‪.‬‬

‫لهذا نحن عمدنا أن يتلقى القائد الشرعي المفتي الجرعات العلمية بالتساوي بغض النظر عن‬
‫اختصاصه في برنامج الملكة العلمية العامة ‪ ،‬بينما هنا نركز على اختصاصه ونطوره فيه‬
‫من حيث ‪:‬‬
‫زيادة الكتب المقررة عليه في اختصاصه ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الكثار من الجازات الشرعية في اختصاصه ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الكثار من التأليف والتصنيف في اختصاصه ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫وأهم هذه الختصاصات هي ‪:‬‬

‫أصول الدين – العقيدة والفلسفة السلمية ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪42‬‬
‫الفقه وأصوله ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫القرآن الكريم وعلومه ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الحديث الشريف وعلومه ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫إن التنوع بهذه الختصاصات هي اللبنة الولى لفكرة إنشاء هيئة كبار العلماء في بلد ما ‪ ،‬وبهذا‬
‫نكون قد أتممنا الختصاص الول ‪.‬‬

‫التخصص الثاني ‪ :‬القادة الجماهيريون ‪.‬‬

‫ذكرنا آنفًا أنهم قد أتموا المرحلة الثانية من البرنامج وأنهم قد رشحوا لهذا الختصاص من قبل‬
‫اللجنة المشرفة لما يمتلكون من مميزات تؤهلهم لقيادة هذا المهمة ‪.‬‬

‫برنامج هذه المرحلة هو كالتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬دورة في الخطاب الجماهيري ‪ ،‬والخطاب العلمي ‪ ،‬والخطاب السياسي ‪.‬‬


‫دورة في العلقات العامة ‪ ،‬وتطوير وسائل التصال ‪ ،‬الحسية والمعنوية ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الطلع على سير وتراجم المشاهير من القادة الناجحين جماهيريا ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الزيارات الخاصة للقادة الجماهيريين المعروفين ‪ ،‬والمعايشة معهم لعدة أيام ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫والخروج معهم لمعرفة سيرهم وأسباب نجاحهم ‪ ،‬ثم ُتعقد ورشة عمل تحليلية لسباب‬
‫النجاح ومناقشتها ‪.‬‬
‫‪ -5‬تأسيس فكرة ) المطبخ الفّعال ( وهي ‪ :‬ل بّد لكل شخصية جماهيرية من ورشة‬
‫عمل فّعالة معه تساعده في أداء مهمته ‪ ،‬وتخطط معه ‪ ،‬وتهيئ التفاصيل لكل الفعاليات ‪.‬‬

‫هذه الفكرة الخيرة مهمة للغاية ‪ ،‬لنها ‪-:‬‬


‫‪ُ -1‬تحي العمل الجماعي ‪ ،‬وتبتعد عن سلبيات الفردية المقيتة المبنية على الميول‬
‫الشخصية والنتقاء المصلحي ‪.‬‬
‫ُتميت فكرة الدكتاتورية ‪ ،‬والقائد الوحد ‪ ،‬وهي أخطر أسباب الجمود وقتل الطاقات‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.‬‬
‫نسبة الخطاء فيها قليلة ‪ ،‬لنها تعتمد التشاور والنقاش ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مضمونة النتائج ‪ ،‬لنها تعتمد العمل المخطط والمستمر والمقصود ‪ ،‬وهذه الثلثية‬ ‫‪-4‬‬
‫هي ركائز العمل الناجح ‪.‬‬
‫‪ -5‬توفر الوقت والمال ‪ ،‬لنها تبتعد عن العشوائية ‪ ،‬والنفاق في غير محله ‪.‬‬

‫إن أغلب الشخصيات القيادية الناجحة جماهيريًا ‪ ،‬تجدها عبارة عن مؤسسات من الداخل ‪،‬‬
‫‪43‬‬
‫تحتوي على مكتب ومدير مكتب ومساعدون ‪ ،‬هذه الفكار المطروحة تولد قناعة للمشاركين كاملة‬
‫بإمكانية صناعة القادة ‪ ،‬وإليكم هذا المثل ‪:‬‬

‫الستاذ الذكي عمرو خالد قدم للناس المطرب‬


‫سامي يوسف في حفل ختام المرحلة الولى من‬
‫مشروع ” صناع الحياة ” وسمع الناس لول مرة‬
‫أغنية إسلمية لها كل شروط النجاح من كلمات‬
‫راقية والحان رائعة تدل على حرفية الملحن وتوزيع‬
‫موسيقى على مستوى راق من الخبرة‪ ،‬ثم وهذا هو‬
‫شرط النجاح الهم‪:‬‬
‫أن الغنية صورت فيديو كليب على مستوى عال‬
‫من الجادة والكفاءة والحرفية ‪.‬‬

‫ولم تمض أسابيع إل وانتشر الشريط انتشارا ً رهيبًا‪،‬‬


‫وأصبح اسم سامي يوسف ينافس أسماًء ظهرت‬
‫للجماهير منذ عشر سنوات أو أكثر‪ ،‬ولم تمض أشهر إل‬
‫وسامي يوسف يقيم حفلة في أحد فنادق خمسة نجوم‬
‫بالقاهرة وأسعار التذاكر وصلت إلى ‪ 150‬جنيه مصري‪،‬‬
‫وتلقي الحفلة إقبال غير متوقع ‪ ،‬ثم يكون سامي يوسف‬
‫ضيف أول حلقات برنامج البيت بيتك بالتليفزيون المصري‬
‫الرسمي في أول أيام شهر رمضان ‪ ،‬وتعاد الحلقة مرة‬
‫أخرى بطلب الجماهير ‪ ،‬وتذاع أغنية المعلم على قنوات‬
‫الغاني كلها بشكل مكثف ‪ ،‬وتعلن شركات خدمات‬
‫المحمول بالصحف عن نغمات أغاني سامي يوسف‪ ،‬وتختار مجلة الشباب‬
‫المصرية في استفتاء أغنية المعلم كأفضل أغنية أجنبية لعام ‪2004‬م‪.‬‬

‫التخصص الثالث ‪ :‬القادة الداريون ‪.‬‬

‫ذكرنا آنفا ً أنهم قد أتموا المرحلة الثانية بكل تفاصيلها ‪ ،‬وأنهم قد رشحوا‬
‫لهذا الختصاص من قبل اللجنة المشرفة لما يمتلكون من مميزات تؤهلهم‬
‫للقيام بهذه المهمة ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫برنامج هذه المرحلة‬


‫قيادة المؤسسات ‪.‬‬ ‫‪ -1‬دورة في‬
‫إدارة الجتماعات ‪.‬‬ ‫‪ -2‬دورة في‬
‫اتخاذ القرارات ‪.‬‬ ‫‪ -3‬دورة في‬
‫بروتوكولت العمل ‪.‬‬ ‫‪ -4‬دورة في‬

‫‪44‬‬
‫الجانب العملي ‪:‬‬
‫‪ -1‬زيارة لبعض المؤسسات الناجحة وتدوين الملحظات ‪ ،‬ثم عقد‬
‫ورشة عمل عن سبب نجاحها ‪.‬‬
‫‪ -2‬زيارة لبعض المؤسسات الفاشلة وتدوين الملحظات ‪ ،‬ثم عقد‬
‫ورشة عمل عن سبب فشلها ‪.‬‬
‫‪ -3‬المعايشة مع أحد المدراء في قيادة مؤسسته لبضعة أيام ‪ ،‬ثم‬
‫عقد ورشة عمل حول هذه التجربة العملية ‪.‬‬

‫وبهذا نكون قد أتممنا الجزء الكبر من خطة تطوير الختصاصات‬


‫القيادية المهمة ‪ ،‬ونترك التفاصيل والتوقيتات إلى اللجان المشرفة على‬
‫التطوير والتدريب ‪.‬‬
‫والحمد لله قد انتشرت مؤسسات تدريبية وتطويرية في بلدنا في‬
‫المرحلة الخيرة ‪ ،‬وهذه ظاهرة صحية في بلد يرنو إلى الرتقاء والنهوض‬
‫‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ -:‬المام والخطيب قائدًا ‪.‬‬


‫تواصلنا في الفصول السابقة مع المام والخطيب وارتقينا به في خطة الرتقاء حتى وصلنا إلى نموذج‬
‫المام والخطيب القائد ‪ ,‬ولم نصل لهذه القمة الشاهقة اعتباطًا أو تشهيًا ‪ ,‬وإنما بجهود مخططة ومقصودة‬
‫ومستمرة ‪ ,‬بدأت باصطفاء الخيار منهم ‪ ,‬ثم تم إزالة الدغال والغبش عنهم مما خلفته المرحلة السابقة ‪,‬‬
‫ل ثم بالمؤسسات المختصة بالرتقاء ثانيًا ‪ ,‬فبذلنا جهدًا‬
‫ثم انتقلنا إلى التطوير والرتقاء مستعينين بال أو ً‬
‫ل وانتظرنا زمننًا حتى نلنا المرام وأينعت الثمار ‪ ,‬وكل ذلك إيمانًا منا بضرورة التغير من‬
‫وأنفقنا ما ً‬
‫واقعنا المؤلم السابق ‪ ,‬واعتقادًا منا بصعوبة المرحلة القادمة ‪ ,‬التي ل نؤثر فيها إل بكادر متدرب متطور‬
‫مدعوم ‪.‬‬

‫واليوم نحن نزج بالمام والخطيب قائدًا في مجتمعه ‪,‬ونحن مطمئنون ‪ ,‬ول سيما وهو متسلح بأنواع‬
‫المعارف الشرعية والدارية والقيادية وغيرها ‪.‬‬

‫هذه نماذج من تواصل المام والخطيب القائد مع مجتمعه ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ل ‪ -:‬المام والخطيب القائد مع المحور التربوي ‪.‬‬
‫أو ً‬

‫‪ -1‬يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات ‪ ,‬بزيارة مدراء مدارس المنطقة ويقدم هدايا رمزية لهم‬
‫شاكرًا أداءهم التربوي والوظيفي في بناء الجيل الصحيح‪.‬‬

‫‪ -2‬يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات وبعض وجهاء المنطقة بزيارة إلى مدارس المنطقة وتقديم‬
‫هدايا رمزية للكادر التدريسي بمناسبة يوم المعلم ‪.‬‬

‫‪ -3‬يلبي المام والخطيب كل دعوات المدارس أو الكليات في الحتفالت أو المؤتمرات أو النشاطات‬


‫المختلفة ‪.‬‬

‫‪ -4‬ينسق المام والخطيب عن طريق لجنة العلقات مع بعض الجهات الغاثية لدعم الطلب المتعففين ‪,‬‬
‫ويحضر بنفسه معهم لتوزيع الهدايا وخصوصًا أبناء الشهداء‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -5‬ينسق المام والخطيب عن طريق لجنة العلقات مع بعض المنظمات الثقافية لدعم الطالب المتفوق ‪,‬‬
‫ويحضر بنفسه لتوزيع الهدايا ‪.‬‬

‫‪ -6‬ينظم المام والخطيب مع لجنة الدورات دروسًا للتقوية في مسجده لطلبة الصفوف المنتهية ‪.‬‬

‫‪ -7‬يخصص المام والخطيب جزءًا من خطبه ووعظه ليبّين للناس أهمية العلم والتربية في السلم ‪.‬‬

‫‪ -7‬ينسق المام والخطيب مع اللجنة العلمية لخراج مطويات مناسبة للطلب تحثهم على حب العلم‬
‫والمدرسة والمدرس وعلى حب الكتاب وال‪...‬خ ‪ ,‬وتوزع باسمه واسم مسجده على الطلب خلل‬
‫زياراته المتكررة ‪.‬‬

‫‪ -8‬يدعو المام والخطيب في الحتفالت المسجدية الكبرى أغلب الشخصيات التربوية التي زارها ‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ -:‬المام والخطيب القائد مع المحور الصحي ‪.‬‬

‫‪ -1‬يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات وبعض الوجهاء بزيارة مدراء المشافي والمراكز الصحية ‪,‬‬
‫وشكرهم لدائهم الوظيفي ودورهم المتميز في صحة المجتمع ‪.‬‬

‫‪ -2‬يقوم المام والخطيب مع لجنة الغاثة بزيارة المرضى والطمئنان على صحتهم والدعاء لهم‬
‫بالصحة والعافية ‪ ,‬وتقديم بعض المعونات لهم ‪.‬‬

‫‪ -3‬يتبنى المام والخطيب مع لجنة الغاثة بعض الحالت المرضية الصعبة ‪ ,‬ويستطيعون أن يجمعوا‬
‫لها بعض الموال من الميسورين والمنظمات الداعمة لهكذا حالت ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -4‬ينسق المام والخطيب و لجنة العلقات مع بعض المنظمات لدعم الحالت الصعبة ‪ ,‬ويحضر بنفسه‬
‫حال تقديم المعونات ‪.‬‬

‫‪ُ -5‬يخصص المام والخطيب جزءًا من خطبه ووعظه ليبّين للناس أهمية الصحة في السلم وفي بناء‬
‫المجتمعات المتقدمة ‪.‬‬

‫‪ -6‬يوزع المام والخطيب واللجنة العلمية مطويات خاصة لسلوة المرضى ُتبين عظم أجر المبتلين‬
‫وأخرى فيها الرقية الشرعية وأخرى فقهية تتناول عبادات أصحاب العذار والرخص فيها ‪ ,‬وأخرى عن‬
‫آداب زيارة المرضى وغيرها ‪ ,‬وتكون باسمه وإسم مسجده ‪.‬‬

‫‪ -5‬يدعو المام والخطيب في الحتفالت المسجدية الكبرى أغلب الشخصيات الصحية التي زارها ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬المام والخطيب القائد مع المحور القتصادي‬

‫‪ -1‬يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات بزيارة السواق والتجار ويسلم عليهم ويدعو لهم بالتوفيق‬
‫والبركة ‪.‬‬

‫‪ -2‬ينسق المام والخطيب مع المجلس البلدي أو منظمات الصحة والبيئة بشيء يخدم السواق وزوارها‬
‫من المتبضعين ‪ ,‬ويحضر بنفسه عند تقديم الخدمة لهم ‪.‬‬

‫‪ -3‬يخصص المام والخطيب جزءًا من خطبه ووعظه ليبّين للناس أهمية المال والقتصاد في السلم ‪.‬‬

‫‪ -4‬يوزع المام والخطيب مع اللجنة العلمية مطويات خاصة للسواق تتناول فضل التجارة والتاجر‬
‫الصدوق وآداب السواق ويبّين المور الفقهية في البيع والشراء والقرض والنقد والجل وغيرها مما ل‬
‫بد للمسلم من معرفته في سوقه وتجارته ‪ ,‬وتكون باسمه وإسم مسجده ‪.‬‬

‫‪ -5‬يدعو المام والخطيب بعض الشخصيات التجارية والقتصادية التي زارها لحتفالت المسجد‬
‫الكبرى‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬المام والخطيب القائد مع المحور الخدمي‬

‫‪ -1‬يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات والغاثة أو بعض الوجهاء بزيارة للطبقة العاملة الذين‬
‫سم لهم ‪ ,‬ويسأل‬
‫ذكرناهم آنفًا في المحور الخدمي ‪ ,‬فيسلم على الجميع ويحرص على مصافحتهم بيده ويتب ّ‬
‫عن أحوالهم المادية والصحية ‪ ,‬وُيثني على جهودهم ويشكر عطائهم الخدمي لبلدهم وشعبهم ‪ ,‬ويدعو‬
‫لهم بالتوفيق وباللتزام بشعائر الدين ‪ ,‬ول يتكلف المام والخطيب الكلم معهم ‪ ،‬فعوام الناس يحبون‬
‫‪48‬‬
‫البساطة والكلمات الخفيفة ‪.‬‬

‫‪ُ -2‬ينسق المام والخطيب ولجنة الغاثة مع بعض المنظمات الغاثية أو منظمات المجتمع المدني أو‬
‫المجلس البلدي لدعم هذه الطبقة العاملة ‪ ,‬ويحضر بنفسه عند تقديم المعونات ‪.‬‬

‫‪ -3‬يتبنى المام والخطيب مع مسجده بعض المشاريع الخدمية ولو كانت صغيرة ‪ ,‬ويدعمها بنفسه‬
‫وبحضوره ‪.‬‬

‫‪ُ -4‬يخصص المام والخطيب جزءًا من خطبه ووعظه لتنبيه الناس على هذا المحور في السلم ‪.‬‬

‫‪ -5‬يوزع المام والخطيب ولجنة العلم مطويات مناسبة لهم ‪ ،‬تشمل قيمة العمل في السلم وفضل‬
‫العامل على العاطل عن العمل ‪ ,‬وأخرى عن المسؤولية فيما استرعاهم ال من أعمال ‪ ,‬وأخرى عن‬
‫الحرص والمثابرة والجودة في العمل ‪ ,‬وأخرى عن المانة وغيرها ‪ ,‬وتكون باسمه وإسم مسجده ‪.‬‬

‫خامسا ‪ -:‬المام والخطيب القائد مع المحور الرياضي‬

‫‪ 1-‬يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات أو بعض وجهاء المنطقة بزيارة إلى أندية المنطقة‬
‫والمراكز الشبابية فيها ‪ ,‬ويشكرهم على جهودهم في استيعاب الشباب ‪ ,‬وتفريغ طاقاتهم بما هو نافع‬
‫لبدانهم ‪ ,‬ونشر أبواب المباح أفضل من النصراف إلى المكروه والحرام ‪ ,‬وإبعادهم عن سلبيات‬

‫‪49‬‬
‫المرحلة السابقة ‪ ,‬ويتمنى الوفد على إدارة النادي أو المركز الرياضي التناغم التربوي بينهما من‬
‫أجل جيل أرسخ إيمانًا وأقوى ُبنّية ‪.‬‬

‫‪ -2‬يحث المام والخطيب مع بعض وجهاء المنطقة المؤسسات الحكومية ومجالس البلدية بالهتمام‬
‫بالرياضة والملعب ‪ ,‬لتوفير أماكن رياضية لئقة لبنائنا ‪.‬‬

‫‪ -3‬يحضر المام والخطيب مع بعض وجهاء المنطقة بعض الحتفالت والمسابقات الرياضية المهمة ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -4‬يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات والغاثة بالتنسيق مع بعض المنظمات الداعمة للنشطة‬
‫الرياضية لدعم بعض المسابقات الشعبية في المنطقة ‪ ,‬ويحضر بنفسه لتوزيع الجوائز ‪.‬‬

‫‪ -5‬يقوم المام والخطيب مع اللجنة الرياضية في مسجده بتبني بعض البطولت الرياضية الجماهيرية ‪,‬‬
‫ويكون حاضرًا في الفتتاح والختام وتوزيع الجوائز ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -6‬يخصص المام والخطيب جزءًا من خطبه ووعظه لتنبيه الناس لهمية الرياضة في السلم ‪,‬‬
‫وتحذيرهم من الممارسات السلبية في هذا الموضوع ‪.‬‬

‫‪ -7‬يقوم المام والخطيب مع اللجنة العلمية بتوزيع مطويات مناسبة في هذه التجمعات مثل ‪:‬‬
‫سنن الهدى ‪ ,‬المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ‪ ,‬ارحموا الشباب ‪ ,‬السلم‬ ‫سنة من ُ‬
‫الرياضية ُ‬
‫والرياضة ‪ ،‬يا شباب احذروا أخبث الصدقاء‪....‬الشيطان ‪ ,‬يا شباب ل تقتلوا أنفسكم‪....‬التدخين ‪, ,‬‬
‫وهكذا ‪.‬‬

‫‪ -8‬يدعو المام والخطيب بعض الشخصيات الرياضية التي زارها لحتفالت المسجد الكبرى ‪.‬‬

‫وهكذا بقية المحاور الخرى وعلى نفس المنوال ‪ :‬يبدأ بزيارة شكر وتقدير أو ً‬
‫ل ثم ُينسق لخدمتهم‬
‫ل في مخيلتهم عن دور المسجد في السلم وبناء المسلمين ‪.‬‬ ‫والتعاون معهم ‪ ,‬ثم يترك أثرًا جمي ً‬

‫‪52‬‬
‫الخاتمة‬
‫‪ -1‬المام والخطيب هو المل المنشود لبث روح الدعوة من‬
‫جديد في جسد المة السلمية ‪.‬‬
‫‪ -2‬دائرة عمل المام والخطيب الصغرى هي المسجد ‪.‬‬

‫‪ -3‬دائرة عمل المام والخطيب الكبرى هي قضايا السلم‬


‫الكبرى ‪.‬‬

‫‪ -4‬تطوير المام والخطيب هو الطريق المثل لتحقيق النجاز‬


‫‪.‬‬

‫‪ -5‬تطوير المام والخطيب يعتمد على التخطيط المقصود‬


‫والمستمر ‪.‬‬

‫‪ -6‬المام والخطيب ‪ ........‬قائدا ً ‪ ,‬هو ثمرة المشروع ‪.‬‬

‫والحمد لله رب العالمين‬


‫حررها من عقله ومشقها بقلمه الشيخ سمير هاشم العبيدي‬
‫تم الفراغ منها في ‪ 23‬ذي القعدة ‪1429‬هـ‬
‫الموافق ‪2009 \ 12 \ 20‬م‬
‫في عمان البلقاء‬
‫الردن‬

‫‪53‬‬
54

You might also like