Professional Documents
Culture Documents
الإمام والخطيب قائداً
الإمام والخطيب قائداً
الرحمن الرحيم
المام والخطيب ...قائدا ً
1
الهداء
تقديم
الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وعلى
أله وأصحابه ومن واله -:
2
فقد قرأت بحثك هذا بكل دقة ،فوجدته من أروع المناهج التي ينبغي للمام والخطيب
المثالي أن ينتفع به ،وأن في اللتزام به أثرًا كبيراً في مسيرة رسالة المسجد .
أخوكــــم
الفهرستالهداء2 .................................................
المقدمة 5 .................................................
الفصل الول :المام والخطيب6 ...........................
التعريف 7 ................................................
المقومات 8 ................................................
النتماء 9.................................................
الفصل الثاني :دائرة عمل المام
والخطيب 11 ...........................
دائرة عمل المام والخطيب الصغرى ...............................
12
المسجد12 ................................................
كادر إدارة المسجد15 .........................................
رواد المسجد18 ............................................
لجان المسجد19 ............................................
3
دائرة عمل المام والخطيب الكبرى ...............................
27
قضايا السلم الكبرى 27 .......................................
المحاور الدعوية خارج المسجد29 ..................................
الفصل الثالث :المام والخطيب .......قائدا ً ......................
32
الخطة الربانية في تطوير المام
والخطيب 33 .............................
خطة تطوير القادة 34 .........................................
فكرة المشروع 34 ............................................
شعار المشروع 34 ...........................................
اختيار قادة المستقبل 35 .......................................
العداد والتطوير العام 35 ......................................
التخصص 36 ..............................................
القادة الجماهيريون 38 .........................................
القادة الداريون 40 ...........................................
نماذج من عمل المام والخطيب 41 .................................
مع المحور التربوي 41 ..........................................
مع المحور الصحي 42 ..........................................
مع المحور القتصادي 43 ........................................
مع المحور الخدمي 43..........................................
مع المحور الرياضي 44.........................................
الخاتمة 47 ................................................
المقدمة
الحمدلله والصلة والسلم على رسول الله وعلى أله
وأصحابه ومن وله ....وبعد :
فإن العراق )فك ال أسره( من البلد السلمية التي عانت كثيرًا في القرن الماضي ،وما زالت
تعاني ،فمن احتلل بريطاني إلى انتداب بريطاني ثم إلى مملكة عراقية ثم إلى جمهورية عراقية
4
ثم إلى حرب عراقية إيرانية ثم إلى حرب الخليج الولى ثم الثانية فانتهى مآلنا إلى احتلل
أمريكليزي .
إن أعباء القرن الماضي قد ألقت كيرها على كل طبقات المجتمع العراقي فأضعفته ماديًا
ومعنويًا ،وشريحة الئمة والخطباء بالتأكيد قد نالت نصيبها من ذلك .
إن وظيفة الئمة والخطباء كبيرة وعظيمة لعظم الرسالة التي يحملونها وهي السلم ،فكان
ي وأنا من داخل هذه الشريحة أن أطلق عنان قلمي وأفكاري لكي أسطرها طريقًا واضحًا لزامًا عل ّ
لخوتي من الئمة والخطباء الذين لمست منهم حب الدعوة والثبات في الساحة العراقية رغم
حن والِمنح من الستشهاد والعتقال والتهجير ،فإن قلوبهم ما زالت تتشوق إلى إعادة المام الِم َ
والخطيب إلى مكانته السامية المرموقة بين أبناء الشعب العراقي ،وهذا طريق وعر ل يتأتى
بالتمني والحلم وإنما بالعمل المخطط والمقصود والمتواصل .
المؤلف
الفصل الول
المام والخطيب
وفيه ثلثة مباحث :
المبحث الول :التعريف
5
المبحث الثاني :
المقومات
المبحث الثالث :النتماء
تعريف المام لغة -:إن معنى المام في كتب اللغة ينحصر في المعاني التية -:
ضلت أمامًا على آخر قلت :هذا أيم من هذا أو هذا أوم من هذا ,واصل الكلمة هذا أأم من هذا وإذا ف َ
,فخففت الهمزة فمنهم من قلبها واوًا ,ومنهم من قلبها ياءًا .
6
تعريف المام والخطيب اصطلحًا -:
-1هو رجل يؤم الناس بالصلة ويخطب فيهم الجمعة والعيدين .
-2هو رجل مكلف أو معين في دائرة المساجد مخول بإقامة الصلوات الخمسة والجمعة والعيدين
والوعظ والرشاد بالمساجد .
-3هو المام الحازم ,المر بالمعروف والناهي عن المنكر ,الوقاف عند حدود ال ,الفاضح للباطل ,
الذي ل تلومه في ال لئمة .
-4هو المعلم المربي والمشفق المؤدب ,الحريص على منفعة الناس وتيسير أمورهم .
-5هو العاِلم الفاضل المجاهد ،الذي يشفع قوله بعمله ,ول يسبقه في الخير أحد ,يدور حيث دار الحق
,وهو أبعد الناس عن الباطل وأهله .
لبد للمام والخطيب من مقومات تؤهله للقيام بواجبه الشرعي في إمامة الناس والخطبة والوعظ
والرشاد ،ومن هذه المقومات -:
7
المبحث الثالث -:انتماء المام والخطيب
إن انتماء المام والخطيب واضح ،فانتماؤه رباني ومنهجه إسلمي محمدي ودستوره قرآني ،وكفى
بهذا النتماء رفعة ومجدًا .
لن المام والخطيب هو المنطلق الكبر للسلم في الدعوة إلى ال فل يقف عند حد أو مجموعة أو
طائفة أو مذهب أو اتجاه ,فقد ملك بانتمائه السابق الطار العام للسلم الشامل لكل الحياة ,وبه ترسخ
مفاهيم السلم العامة كالمساواة وتتأكد الوحدة بين المسلمين وتشع روح الخوة بينهم .
ومن الخطل أن ينزلق المام والخطيب فيتعصب لمذهب أو طائفة أو حزب أو جماعة دون أخرى ،
فإن التعصب مذموم ،وأن ال أسند إليه أمانة عظيمة وهي قيادة الناس ,وما ُ
سمي إمامًا للجامع إل لنه
يجمع الجميَع تحت إمامته وقيادته .
سنة وشيعة( ومذهبية ُ
سنية ومن المحزن المؤلم أن نرى المساجد قد تحزبت طائفيًا ومذهبيًا إلى) ُ
8
)حنفية وشافعية( وعقائدية إلى)أشاعرة وسلفية( وتربوية إلى )إخوان وصوفية( وما نسمع من القصص
المؤلمة من النفور بينهم ،لشيء يلقي بالمهمة الصعبة على المام والخطيب لكي ينهض بالمة من حال
خورها وتفرقها إلى أملها المنشود في الوحدة السلمية .
ب فيفسح المجال لفكارهم ب ود ّ
وهذا الكلم ل يعني أن يكون المام والخطيب مطاطيًا مع كل من ه ّ
الهدامة ولمذاهبهم المنحرفة أن تعشش في مسجده ولت حين مندب .
فكلمنا السابق يعني أن يكون أبًا لجميع المسلمين المعتدلين ومن كل المذاهب والطوائف ،وكم رأينا
من الئمة والخطباء ومع السف قد فتح المجال لطوائف منحرفة عقائديًا أو طائفيًا أو مذهبيًا فعاثت في
مساجدنا خرابًا ,وكل هذا لن المام والخطيب لم يقم بواجبه كما ينبغي .
ول باس أن ينصر المام والخطيب السلم المعتدل من تيارات إسلمية صحيحة لكي يدعم الحق ضد
الباطل ويدفع الشر بالخير والصلح ,وكلمنا هنا ل يتعارض مع أوله فنحن ننأى بالمام والخطيب أن
ي حق السلم في قيادة الحياة ويفضح يدخل بالتفاصيل الدعائية لمرشحي الحزاب ,ولكن لبد أن يجل ّ
الباطل وأحزابه العلمانية والشيوعية والطائفية التي تتسلق على أكتاف أصوات المسلمين ثم تبطش
بإسلمهم وعقيدتهم وتخرب العباد والبلد ,وما جنيناه في الفترة السابقة خير دليل على ما نقول .
ول يغرك أخي المام والخطيب كثرة الصالحين فينا فإن المصلحين منا لقليل ,ول ينبغي ونحن في
مثل هذا الوقت العصيب إل أن نحول فهمنا الشمولي للحياة إلى حركة إسلمية هدارة عن طريق المساجد
المباركة فتتصدى للباطل وتزيحه عن أرضنا .
سنة إلهية ل تخطيء ول تتأخر ول تحابي أحدًا ،قال تعالى }وقل جآء الح ُ
ق وزهق الباطُل إن وهذه ُ
الباطل كان زهوقا { السراء 81
فهيا إخوتي نجلي الحق من جديد ونجدد النتماء لمحمد صلى ال عليه وسلم .
الفصل الثاني
دائرة عمل المام
9
والخطيب
وفيه ثلثة مباحث
يظن بعض الناس خطًأ أن دائرة عمل المام والخطيب هي حدود المسجد فقط ,وهذا الفهم الخاطئ نابع
من عدة أسباب منها -:
10
-1عدم فهم السلم بشموليته ,فالسلم نظام شامل لكل مناحي الحياة ,فهو أمة وقوة وهو جهاد
وعقيدة وهو ثقافة وقانون وهو خلق ورحمة .
-2قوة العلمانية في بلد السلم ،حتى بدأ الناس يستغربون من أن يروا السلميين في إدارة الدولة
والبرلمان والوزارة وغيرها ,وارتضى الناس بأن تكون الحياة بيد المنحرفين عقائديًا من العلمانيين
وغيرهم ,كأنها حكر عليهم ل يمكن أن تتعدى لغيرهم ,ونقول لهؤلء الناس أن السلم لم يبتعد عن
الحكم وقيادة العالم والحياة إل تسعين سنة فقط ,فتسعون سنة انحسارنا ,تجرعنا فيها الذل والمهانة
وتسلط رعاع الفكار والخلق والمبادئ علينا !! ,فكيف تنسون عظمة القيادة السلمية لكثر من
ألف وثلثمائة سنة ,عشنا فيها بعزة وكرامة وأخضعنا مشارق الرض ومغاربها لحكم ال وما ذلك إل
لعزة ديننا ورفعته ,فما هذا الدمار والخراب في عقل المسلمين ؟ حيث محت فترة بسيطة مظلمة شم َ
س
الحقيقة عن فترة طويلة من عظمة الخلفة السلمية .
ل الحكومات المتلحقة على العراق سواء كانت ملكية أو -4مخلفات الحكومات المتلحقة -:حيث لم تو ِ
جمهورية اهتمامًا حقيقيًا برسالة المسجد ودوره في قيادة الحياة ,بل استمرت على اضعاف دوره
وتهميش كادره ماديًا ومعنويًا .
إن تاريخنا المسجدي عظيم ،ول يمكن للفترة الماضية وإن طالت أن تمحو مجده التليد ,فقد قام
المسجد بدور عظيم في التاريخ السلمي ,فقد كان مركزًا لقيادة المة السلمية في كل مناحيها العبادية
والسياسية والجتماعية والثقافية والتربوية ,وفيه نشأت الجيال المسلمة والقيادات الملهمة ففتحوا الدنيا
بعدل السلم وسماحته .
ن دور المام والخطيب ودائرة عمل المسجد هو رسول ال صلى ال عليه وسلم ,فهو إن الذي س ّ
المر ببناء المساجد وهو المحي لدورها وهو القائم بدوره في رسالة المسجد كإمام وخطيب ومعلم ومربي
وقائد وموجه .
فقد نجح علية الصلة والسلم وأي نجاح في رحاب مسجده ,فقد ربى وزكى نفوس الناس فحول
العراب من رعاة البل إلى قادة المم ,وحولهم من أقزام في نظر فارس والروم إلى عمالقة الناس
ل فريدًا من ملئكة البشر ,وخّرج جمًا غفيرًا من أصحابه والمم ,لقد خّرج عليه الصلة والسلم جي ً
وفي كل الختصاصات فمنهم القاريء والمام والخطيب والمفسر والمحدث والفقيه والمترجم والشاعر
والقائد والفارس والمفكر والسياسي والطبيب والمهندس وال ---خ .
ونجح عليه الصلة والسلم في مسجده مع الفتيان والشباب والرجال والمشايخ والنساء على حد سواء ,
فتسابقوا في خدمته والجهاد تحت رايته .
ل فيها ،
جَر عليه الصلة والسلم القوة الكامنة في داخل المة في كل شرائحها فأحدث تغيرًا شام ً
فقد ف َ
فحققت ما حققت من انجازات ,وهذا ما نريد أن نحدثه منطلقين من رسالة المسجد ومن قائدها المام
والخطيب .
11
المبحث الثاني -:دائرة عمل المام والخطيب الصغرى ,وتشمل
ل -:المسجد .
أو ً
هو بيت ال في الرض ,وهذه التسمية بالضافة هي تشريف للمسجد على ما سواه من الماكن ,
وبقعته وأرضه هي أحب البقاع إلى ال تعالى للحديث ) أحب البقاع إلى ال مساجدها ( .
وهو أول ما ُبني في الرض ,وهو المسجد الحرام ثم المسجد القصى ,وأمر ال تعالى إبراهيَم عليه
السلم أن يرفع قواعد البيت إيذانا برفع دوره في حياة المسلمين .
وأّمم الباري عزوجل مرجعية المساجد بقوله }وأن المساجد ل فل تدعو مع ال أحدا{الجن 18وتشمل
هذه المرجعية الرض والبناء والعبادة والدعوة والرشاد ,فالرض ل والمسجد ببنائه هو بيت ال ول
يعبد فيه سواه ,ول ُيرشد فيه لغير دينه ومنهجه .
ثم سخر ال تعالى النبياَء عليهم السلم وأخذ عليهم العهد لتطهير بيته معنويًا من الشرك وماديًا من
الدناس ,فقال }وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود {
البقرة 125
وجعل ال تعالى بيته مثابة للناس وأمنا }وإذ جعلنا البيت مثابًة للناس وأمنا {البقرة 125وفيها إشارة
إلى أن البيت والمسجد هو مثابة للناس يعودون إليه وينصرفون ثم يعودون وينصرفون وهذا في
الصلوات الخمس أو الحج والعمرة ,أو مثابة لهم يلتجئون إليه فيعصمهم من الفتن ,لنه رمز الوحدة
والقوة وهو أمن لهم وأمان ففيه تستقر الرواح وتطمئن من نصبها .
وحذر وهدد الباري عزوجل المانع للمسجد من أداء دوره فقال }ومن أظلم ممن منع مساجد ال أن
12
يذكر فيها أسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إل خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في
الخرة عذاب عظيم{البقرة 114
ل تعالى أن تتحول رسالة المسجد العظيمة من عبادة ودعوة وإرشاد إلى سفاسف المور ونهى ا ُ
الحياتية من البيع والشراء وإنشاد الضالة .
وأمر ال تعالى برفع شعائره وتعظيمها ,كالصلة والذان }ذلك ومن يعظم شعائر ال فإنها من تقوى
القلوب { الحج 32
وأمرهم بالزينة عند بيته فقال }يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد {العراف 31والزينة تشمل
ن لهم الغسل والطيب والسواك وخصوصًا في الجمعة التجمل في اللباس والبدن وفي كل شيء ,وأس ّ
والعيدين ,وكذلك في جهة المسجد من النظافة والتطهير والتجمير أي الطيب.
ولكي ينجح المسجد في أداء دوره الريادي علينا الهتمام بالمور التية -:
-1مكان المسجد – حيث أن اختيار الموقع له أهمية كبرى في التواصل مع الناس فيكون قريبًا منهم
ويحيطون به ,ومن الخطأ بنيانه في الماكن المتطرفة والبعيدة عن الناس ,ولعل الية الكريمة في
سورة الحج تشير إلى أهمية المكان وإن كانت خاصة بالكعبة المشرفة فقال تعالى }وإذ بوأنا لبراهيم
مكان البيت {26الحج
-2حجم المسجد – إن حجم المسجد هو تبع لعدد رواده أو لغايات أخرى وبدراسة جغرافية وسكانية
بسيطة للمنطقة نستطيع أن نحدد المساحة المثالية لحجم المسجد ,حتى ل نقع في الخطاء القاتلة التي
نراها في بعض مساجدنا ,فمسجد كبير جدًا جدًا وهو في منطقة غير مأهولة بالسكان أو في منطقة
تجارية أو صناعية يكفيها مسجد صغير وهي غالبًا ما ُيصلى فيها وقتان فقط ,وفي مناطق أخرى
مكتضة بالناس يصلون في بعض الحيان على الرصفة المجاورة لمسجدهم الصغير ,فأنى لهذا المسجد
الصغير أن يقوم بدوره في إحياء الدعوة وقيادة الناس ورفدهم بدروس العلم وإقامة الحتفالت
والتجمعات .
-3ملحقات المسجد – من المصلى الصيفي ومصلى النساء والمكتبة والحديقة والمئذنة والمخزن
وال...خ ,هي من الهمية بمكان لنها تكمل مشروع رسالة المسجد ,ومع السف فالبناء العشوائي
جَرَد المسجد من أذرع دعوته ,نعم فإن الصلة المريحة للمساجد وعدم إلزام المتبرعين بهذه الملحقات َ
صيفًا وشتاءًا تبعث الطمئنان لرواد المسجد بأن يقيموا صلتهم على أكمل وجه ,فما قيمة الصلة
بمسجد يتمنى مصلوه انقضاء الصلة ليفروا منه إما لضيقه أو لحرارته أو لبرودته أو...
و حديقة المسجد التي غالبا ما يزهد فيها المتبرعون ويعتبرونها من الكماليات أو السراف ,بينما
لها الثر الكبر في نفوس المصلين ,ففيها الراحة وفيها الجمال وهي ُتسحر عيون المصلين بأزهارها
العبقة وأشجارها المغدقة ،وفي ظلها ُتعقد جلسات السمر وفيها تقام النشاطات الصيفية والرياضية ,ومن
ل يدرك هذه البعاد الدعوية فهو ظالم لدعوته قبل نفسه .
يقول المستشار عبد ال العقيل في رسالة المسجد " وتاريخنا يؤكد أن معظم الجامعات السلمية
نشأت في رحاب المساجد في عصور السلم المختلفة كالمسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد
النبوي الشريف بالمدينة المنورة والمسجد القصى بالقدس الشريف ,وجامع المام أبي حنيفة
النعمان ومدرسته وجامع الشيخ عبد القادر الكيلني ومدرسته والمدرسة المستنصرية ببغداد ) فك
ال أسرها ( والجامع الكبير بالبصرة والكوفة وسامراء ,وجامع السلطان حسن ومدرسة السلطان
برقوق ومدرسة السلطان الصالح ومدرسة قلوون ومدرسة الغوري ومدرسة قاتيباي بمصر ,
وجامع السلطان سليم والسلطان سليمان والمدرسة السلجوقية بتركيا ,ومدرسة أولوغ بك ومدرسة
مير عرب في بخارى ,ومدرسة بي بي خانم في سمرقند ,وجامع القيروان وجامع الزيتونة
بتونس ,وجامع القيرويين بالمغرب وجامع قرطبة بالندلس ,والجامع الموي بدمشق وغيرها
كثير .
بل أن معظم الجامعات الوربية نشأت في أحضان الكنائس المسيحية مثل :كمبردج وأكسفورد
في بريطانيا ,وجامعة نفارا وجامعة كومياس في أسبانيا .
إن الذي أدى إلى انفصال الجامعات عن المساجد هو تقليد الغرب في فصله الدين عن الدنيا
والعلم عن الكنيسة ,فكما ترك الغرب الكنائس وفصلوا الجامعات عنها سار على أثرهم العلمانيون
والمقلدون للغرب بخيره وشره ,وفصلوا الجامعات عن المساجد ظنا منهم أن هذا هو السلوب
المثل ,وبهذا حصل الفصام بين العلم والدين "
وبهذا ضاعت القيم المرافقة للعلم بضياع المسجد ,فما عاد الطالب المسلم يستشعر عندما يذهب صباحًا
للكلية أنه ذاهب لطلب العلم ،وأن كل العلوم ممدوحة ماعدا السحر والكهانة ,وأن له بكل خطوة حسنة
وأن من سلك طريقًا إلى كليته سهل ال له طريقًا إلى الجنة ،وأن الملئكة لتضع أجنحتها لطالب العلم
رضاءًا بما يطلب .
وأنا أجزم أن الملئكة قد فرت من كلياتنا ِلما تراه من تغير القيم والمفاهيم فُرفعت البركة من العلم
وأصبح الطالب المسلم ليس بمسلم بل ملم ,فهو بل صلة ،ويذهب صباحًا للكلية ل يفكر إل في ملبسه
وتسريحة شعره ،وهل سيتعرف على ماجنة جديدة أو ل ,عفوًا أقصد زميلة وصديقة ,وعندما يصل
14
طالبنا إلى الكلية ويجول بناظريه في أرجائها وخلواتها يصعق جنسيًا ِ ،لما يرى من الفتيات الجميلت
ن أكثر إغراءًا للشباب ,
ن أيه ّ
ن بينه ّ
ن مجانًا ويتسابق َ
ن ومفاتنه ّ
ن أجساده ّن يعرض َ الكاسيات العاريات وه ّ
فالخلعة والملبس الضيقة والقصيرة أصبحت شعارًا للكليات هذه اليام ،بل ربما قدم بعض الطلب
القبول في أحد أقسام الكلية ل على كفاءته ورغبته ومعدله بل على اعتبار الفساد الذي فيها ,فحسبنا ال
ن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن ال شديد العقاب{النفال ونعم الوكيل القائل }واتقوا فتنًة ل تصيب ّ
25
إن دراستنا الحديثة العملية منها والنظرية في التنمية البشرية والدارية والدورات التطويرية نفعتنا
كثيرًا في تغير أيديولوجيتنا في التعامل مع كادر المسجد .
فهي توصي بأن المسجد كأي مؤسسة له جمهور خارجي وهو المجتمع والمصلون ,وله جمهور
داخلي وهم كادر المسجد ,والجمهور الداخلي أهم من الجمهور الخارجي لنه عن طريقهم يزداد
الجمهور الخارجي .
وهذا الفريق يجب أن يكون متناسقًا ومتفاهمًا مع بعضه لكي يظهر أمام المصلين كأنه فريق واحد
متكامل ,ويمكن الوصول إلى هذه الحالة المثالية عن طريق ما يأتي -:
إدخال فريق إدارة المسجد لدورات تطويرية مكثفة كل حسب اختصاصه. -1
وضوح الهداف لرسالة المسجد في أذهان كل الفريق. -2
معرفة كل عضو بالفريق لواجباته ولدوره في منهج رسالة المسجد . -3
عقد لقاءات دورية بينهم لمراجعة مسيرة المسجد الدعوية . -4
إقامة جلسات ترويحية بينهم تتخللها الفاكهة والطعام . -5
إن وحدة الصف الداخلي للمسجد اليوم هي ضرورة دعوية في إدارة بيوت ال ,إن اليديولوجية
الحديثة في إدارة المساجد تعتمد على قوة الفريق وعلى مقدار التناسق والتفاهم بينهم لكي نصل إلى تحقيق
النجازات الدعوية العالية .
إن من الخطاء الشائعة تاريخيًا أن نختزل النجازات العظيمة ثم ننسبها إلى شخصية واحدة فقط ,
15
ل )صلح الدين حرر القصى ( وننسى المة المثابرة والجيل الذي حمل أعباء التغير والجيش فنقول مث ً
المضحي المؤمن بفكرته و عقيدته حتى وصلوا جميعًا إلى لحظة جني الثمار وتحرير القصى .
وهكذا في كل المؤسسات ل نختزل النجاح الكبير والنجاز العام الجماهيري بفرد من أفرادها ,لن
النجاحات الكبيرة والنجازات العظيمة ل يمكن أن تتحقق بصورة فردية قطعًا ,قد تبدأ فردية ولكن
سرعان ما تتحول إلى الحركة الجماعية .
إن فكرة الختزال ونسبة التغيرات الكبيرة للنجاز الفردي فيها ظلم كبير ومن عدة وجوه -:
-1ظلم وإجحاف لكل الجهود التي بذلت من أجل الوصول للتغير الكبير .
ُ -2تحي فكرة خطيرة على الفراد والمم ،وهي فكرة المخلص ،لنها ترسخ مفهومًا سلبيًا ،وهو :أنه
ل قابلية للمة في التغير ،وعليهم النتظار حتى يخرج المخلص عجل ال فرجه .
ُ -3تولد هذه الفكرة فراعنة العصر ،لنه يعتقد أنه القائد الوحد والفرد الصمد الذي ل تسير المور إل
بوحيه وفكره ,فكنا سببًا في هلكه وهلكنا .
كلمنا السابق يدفعنا إلى الهتمام بكل كادر المسجد ول نستصغر أي عامل فيه فكل في موقعه مبدع
ول يمكن الستغناء عنه ,ويبقى الدور الكبر والحمل الكثر منوطًا بقائد الفريق وهو المام والخطيب .
هو ركن الدعوة ومدار الرحى وأساس البيان وعليه سنسلط الضواء والهتمام ،فهو رصيد الدعوة
والورقة الرابحة دائمًا ,وأثبتت النظريات الحديثة أن أهم مورد لنجاح أي مشروع هو المورد
البشري ,وأهم ما فيه هو القائد وهو المام والخطيب في مشروعنا هذا ,ولكي يقوم المام والخطيب
بدوره لبد أن يتحلى بمقومات تعينه على أداء مهمته على الوجه الكمل ومنها-:
-2المامة – فهو المام المقدم والقارئ الضابط والخاشع الباكي ،وهو القرآن العملي على وجه
الرض ,وهذا يتحصل بالتقوى وبملزمة القرآن وبنيل الجازة القرائية بسندها المتصل إلى رب العزة
جل جلله ,وهي برواية حفص عن عاصم في بلدنا العراق .
خطابة – فهو الخطيب المفوه صاحب الحق الُمجلجل واللسان القويم والسلوب الجذل يشد السامعين
-3ال ِ
لفكاره الصحيحة ويوجههم إلى الطريق القويم ،ل يمله المصلون ول يكرر مواعظه .
16
-4العقيدة – فهو الواضح في عقيدته ومبادئه ,ل َيتلون ول يميل حيث مال الناس ,فهو ربان السفينة
ومعيار الصواب ,وهو العارف بأقوال الناس ومذاهبهم الفكرية ومتبحر في الِفرق السلمية ,ومميز
للمنحرفة والضالة منها .
-5الفقه – فهو الفقيه المدرك لقوال الفقهاء والعارف باختلفاتهم ,الميسر للناس في الفتوى والمتشدد
على نفسه ُبغية الحاطة و الورع ,متبصر بواقعه ل يفتي حتى يرى مآل فتواه ,يجيب بالحكمة حيث
سئل وهو ل يعرف أن يقول ل أعلم . سئل ,ول يبالي إن ُ ُ
-6التطور – فهو إيجابي مع الحياة ,صاحب نظرة شاملة توافق الرتقاء ,وتواق للعتلء ل َيك ُ
ل ول
ل ,ديدنه العلم والعمل .
َيم ُ
المؤذن -:
هو بلل الدعوة وحادي الركب لرب العالمين وهو المين المؤتمن على أغلى الدقائق في هذه الحياة
عنقًا يوم القيامة .
الدنيا ,وهو أطول الناس ُ
مع الرجل الثاني في المسجد والمستخلف إذا غاب المام ,مع شريحة المؤذنين المباركة .
يحتاج المؤذن إلى مقومات يتحلى بها تساعده على أداء مهمته وهي -:
القارئ -:
هو الحافظ المتقن لكلم ال ,الذي إذا قرأ قلتم هذا يخشى ال ,مع عندليب المسجد الذي يشنف
السماع بأحلى المقاطع من القرآن .
ل بد للقارئ أن يتحلى بمقومات تعينه على أداء مهمته وهي -:
الخادم -:
هو خادم بيت ال ,وما أشرف هذا الوصف الذي يتنافس عليه ملوك الحجاز ليكونوا خدمًا لبيته ,
وينظفونه بأيديهم سنويا ,فهنيئا لك يا أخي وأنت تنظف بيته يوميا .
ول بد للخادم من مقومات يتحلى بها تعينه على أداء مهمته وهي -:
هم بضاعة المسجد ,وهم أهل ال وخاصته ,ومن أجلهم ُبنيت المساجد ,وأمرنا بمراعاتهم ومداراتهم
18
,وهم صفوة الناس ,ولهم نشهد باليمان ,وهم شهود ال على خلقه .
ورواد المسجد في المسجد كأطباق الطعام على المائدة ,لكل طبق طعمه المميز ومذاقه الخاص ,فتجد
فيه الفتيان رمز الحركة وحب التعلم وحب الخدمة ,وتجد فيه الشباب رمز القوة والندفاع وحب العمل ,
وتجد فيه الرجال والشيوخ رمز الحكمة والحزم والحرص ,وتجد فيه النساء الحصيفات الطاهرات رمز
العفة والخلق .
19
رابعًا -:اللجان المسجدية الخاصة لستيعاب رواد المسجد .
إن رسالة المسجد ببرامجها المختلفة ولجانها المسجدية تنصب لستيعاب كوادر المسجد لتنطلق بهم
إلى قيادة المجتمع والتأثير فيه ,وكلما استطاعت إدارة المسجد إحياء اللجان المختلفة وإشراك أكبر عدد
ممكن من روادها كلما كانت أقرب إلى تحقيق رسالتها السلمية في الدعوة والتغير ,وسنذكر اللجان
ببعض التفصيل ليتسنى لخوتي القادة من الئمة والخطباء أن يتخيروا منها ما يناسب مساجدهم
ومحيطهم ,وكلنا أمل بهم ،فهم مفاتيح الخير لهذه المة .
وهي اللجنة العليا للمسجد وتتألف من كادر إدارة المسجد ،ومن بعض الرجال الحكماء فيه ،ومن
بعض رؤساء اللجان المسجدية ,وعملهم متابعة اللجان العاملة ومناقشة المور الهامة واتخاذ القرارات
المناسبة .
وهذه اللجنة مهمة ,لن المال هو عصب الدعوات وعصب العمل المسجدي وعصب عمل اللجان
الخرى ,ومن واجباتها -:
-1تنمية الواردات المالية لصندوق المسجد وحسب أقسامها المعروفة ,عن طريق )الزكوات ,
الكفارات ,الصدقات ,صدقة الفطر ,الهبات ,التبرعات ,وغيرها ( سواء كانت عينية أو مالية .
-2فتح سجلت إدارية خاصة للحسابات لتسجيل الصادرة والواردة للمبالغ المتداولة ،وحسب أقسامها .
-3تتعاون مع اللجنة العلمية في مواسم التبرعات ,ومع اللجنة الغاثية في العطاءات ,وهي محور
العمل مع كل اللجان .
20
وشعار هذه اللجنة )ل دعوة بدون عمل ول عمل بدون مال ول مال بدون لجنة أمينة عليه ( أو )المال
عصب الدعوات ( .
وهي لجنة الرحمة والمواساة ،وبها نستظهر معاني الخوة السلمية في التعاون والتلحم ،فالمسلم
أخو المسلم ,ومن واجبات هذه اللجنة -:
-1التطواف الميداني على العوائل المتعففة وغيرها والمشمولة بالرعاية المسجدية .
-2فتح سجلت خاصة لكل شريحة متعففة من أهل المنطقة ومنهم ) طلب العلم ,اليتام ,الرامل ,
الشهداء ,المفقودين ,المعتقلين ,أصحاب الحاجات الخاصة ,العاطلين عن العمل ,وغيرهم ( ,حتى
21
تكون عملية التواصل والغاثة واضحة ومبرمجة وتبتعد عن الفوضوية والرتجال والمحسوبية .
-3العطاءات واضحة وباسم المسجد الصريح حتى ل تذهب الجهود أدراج الرياح ,ومع السف أننا
نلحظ بعض من يعمل في هذه اللجان يعمل بعفوية وورع وزهديات الوائل ويقول ” :ال يعرف -ل
نريد أن نشتهر -أفضل العمال ما كان في السر “ وغيرها كثير ,وما يقوله صحيح ،لو كان ينفق من
جيبه ويمثل نفسه ،ولكن هو يمثل المسجد ،فماذا كانت النتيجة ؟! ل أثر للمسجد في حياة الناس وهناك
أثر لشخاص اللجنة في حياتهم ,ناهيك عن أنها ليست من أموالهم ,ومع السف بعضهم اسُتغفلوا
فجيرتها بعض الجهات لصالحها ,وكلمنا هذا ل يقدح في الزهديات ,ولكن الزهديات في غير مقامها
وبال على أصحابها ,وعلينا أن نفرق بين عمل الشخص الفردي وبين عمل المؤسسة الجماهيري ,
والمسجد بلجانه هو من مؤسسات العمل الجماهيرية الكبيرة ,فليلتفت إلى ذلك .
وهي لجنة تهتم بمواسم الدعوة والنشاطات ,كرمضان ومولد النبي محمد صلى ال عليه وسلم وليلة
السراء والمعراج ويوم بدر وليلة القدر والمواسم الثقافية والمحاضرات وال....خ .
وهذا عمل جبار يناط بهذه اللجنة ،فهي تقوم بجانبين مهمين الول :هو التخطيط والتحضير المسبق
لهذه النشاطات ,والثاني :هو التنفيذ والمراقبة .
وسنقدم نموذجًا للحتفال لكي يكون معينًا للجنة في أداء عملها -:
-1اختيار الوقت المناسب للحتفال ,حيث ل يتقاطع مع مشاغل أغلب الناس .
-2اختيار مكان الحتفال ،هل هو في حرم المسجد أو في حدائقه أو في الساحات الخارجية المجاورة
للمسجد ,أو في قاعة المسجد الكبيرة أو في بناء السرادق الخارجية ,أو بتأجير قاعة المناسبات في
المنطقة ,كل هذا يترجح حسب أهداف الحتفال لدى اللجنة المعنية ,هل هو جماهيري والمطلوب
النزول إلى المجتمع والشارع ,أو تثقيفي لرواد المساجد أو...أو .
-3اختيار بطاقات الدعوة وصيغتها ،فأن فيها فنًا وإبداعًا ,واختيار الُكفء الختيار لحملها وإيصالها .
-4اختيار منصة الحتفال ومكانها وعريفها وهيأة جلسة الضيوف والشخصيات ,وفريق الستقبال فأنها
من الذوقيات المهمة .
-5اختيار الزينة واللفتات ونوعيتها والصيغ المناسبة فيها وأماكن نشرها وتعليقها ,وُيبالغ بالهتمام
باللفتة المركزية الرئيسية لنها محط النظار والتي غالبا ما تكون خلف المنصة وتحمل شعار الحتفال.
-6اختيار قارئ الحفل ،ويفضل أن يكون قارئ المسجد نفسه ,لما لها من عظيم الثر عليه وعلى
تلحمه مع المسجد ،ول بأس بالقارئ الضيف المتقن المتفنن بصوته .
-7الهتمام بالكلمة الترحيبية وتكون لقائد المسجد ,وفيها ُيظهر براعته في الختصار وفي إيصال
الرسائل الدعوية التي من أجلها ُأقيم الحفل .
-8اختيار المنشد والنشودة المؤثرة والمناسبة ,أو الشاعر والقصيدة ,فأن من الشعر لحكمة .
-9اختيار نوع النشاط ،هل هو محاضرة أو ندوة أو مسابقة أو عرض دات شو أو غيرها ,فكل منها
22
يؤدي دورًا مغايرًا عن الخر ,وهنا يبرز دور الختيار مع أهداف الحفل .
-10اختيار الضيافة ,فلطالما كانت البطون سببًا لسحب بعض الناس إلى فهم السلم قبل العقول ,فها
هو رسول ال صلى ال علية وسلم يدعو بني هاشم على وليمة ولثلث مرات لكي يفاتحهم بالسلم
ونصرة الدين وفي كل مرة يتصدر أبو لهب الكلم وينفض المجلس ولم تتح لرسول ال فرصة للحديث
ن عن دعوتهم لمرة ثانية وثالثة ,ومن جهة ثانية كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ومع هذا لم ينث ِ
ب الناس في إطعام الطعام وكثرة السلم ,فليلتفت إلى ذلك . يرغ ُ
-11تهيئة الكوادر الشبابية المسجدية وغيرهم من المناء للنخراط في خدمة العمال الدعوية وتهيئة
باجات خاصة لهم ,تمنحهم من خللها التلحم مع المسجد .
-12الهتمام براحة الضيوف من الوهلة الولى لوصولهم ,فمكان وقوف السيارات مهيأ ,ومكان
وضع الحذية نظيف ,والمصلى مطيب ومطهر ,وميضأة المسجد مطهرة .
-13المحافظة بعد انتهاء الحتفال على الزينة واللفتات وغيرها لدخارها إلى نشاطات لحقة.
-14عقد جلسة خاصة بعد كل احتفال للتقييم والمراجعة .
وهي لجنة مهمة في المسجد ,وهي صوت العمل الهادر ,وبها يعرف المجتمع نشاطات المسجد ,
وهي مسؤولة عن -:
-1تهيئة حاسوب المسجد وخط النترنيت وبناء موقع للمسجد على شبكة النت .
-2إعداد المطويات السبوعية ,وأوقات الصلة الشهرية .
-3إعداد النشرات الجدارية .
-4إدامة مشروع سبورة المسجد ,وحديث اليوم ,وحكمة اليوم ,وسؤال السبوع وغيرها .
-5توثيق كل نشاطات المسجد من خطب ودروس ومواعظ واحتفالت وال..خ .
-6اختصار بعض الخطب والمواعظ المهمة ,وتوزيعها عن طريق المطوية أو الكاسيت أو السيدي أو
النت .
-7تهيئة اللفتات الدورية والشعارات الدعوية باستمرار .
-8التواصل مع القنوات الفضائية والصحف والمجلت المختلفة لنشر ميراث الجامع التاريخي أو
الدعوي .
وهي لجنة مهمة للغاية ,ويمكن الستفادة من رواد المسجد الكبار المتقاعدين من سلك الجيش والمن
لخبرتهم العظيمة في هذه الناحية المنية .
23
وشعار هذه اللجنة ) المن مسؤولية الجميع (
وهي اللجنة المعنية بالتواصل والتعارف مع واجهات المنطقة المختلفة ,لن المسجد هو من أهم هذه
الواجهات وهو منبر التثقيف والتوجيه والرشاد ,لهذا يسعى المسجد للتواصل مع الجميع لستكمال
دوره الريادي فيها ,ومن هذه الواجهات والمؤسسات -:
وهي لجنة تعنى بشؤون المكتبة ،وفي حالة عدم وجودها تسعى لنشائها ,ومن أعمال هذه اللجنة -:
وهي لجنة مهمة لشباب المسجد بل لكل المسجد ,ويشمل نشاطها ما يأتي -:
24
-1إنشاء فرق المسجد الرياضية من الفتيان والشباب .
-2تهيئة مستلزمات النشاطات من ساحات وملعب وتجهيزات ,ويمكن التعاون مع المجلس البلدي في
تذليل بعض الصعوبات .
-3إقامة المسابقات الرياضية المختلفة ,بين مساجد المنطقة والفرق الشعبية .
-4تهيئة الجوائز والهدايا للمشاركين والفرق الفائزة ,ويمكن التعاون مع الروابط الشبابية في مؤسسات
المجتمع المدني لتذليل الصعوبات .
-5إقامة السفرات الترفيهية والعلمية والثرية لكل شرائح المسجد ,وبما يناسب أعمارهم .
وشعار هذه اللجنة ) القوة يا شباب ( أو ) المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف (
وهي لجنة تهتم بحديقة المسجد وخصوصًا في مساجدنا الكبيرة أو الريفية حيث تتمتع بحدائق غناء
وأشجار مثمرة ,وهذه تحتاج إلى خدمة وفن وذوق في ترتيبها والعناية بها وتطويرها .
-1تهيئة الكوادر التدريسية ,وذلك بالتصال بالمربين والقراء والمدرسين ,وعقد دورات تحضيرية
دورية قبل انطلق موسم القرآن ,حتى يكونوا على اطلع على منهج الدورات والتفاصيل الدارية .
-2تهيئة منهاج الحفظ والتربية ,وحسب المستويات العمرية ,ويمكن الستفادة من المناهج السابقة أو
المناهج الجديدة من قبل المؤسسات التي تهتم بهذا الشأن العظيم .
-3تهيئة المنهاج العام للدورة من حيث العلن عنها والتسجيل والبدء بالتوقيتات وأسم الدورة وأسماء
الحلقات وكراسات الحفظ والدرس ,والعلن عن النشاطات الساندة سواء كانت علمية أم ترفيهية أو
رياضية ,وتهيئة المتحانات والمسابقات المتنوعة ,ومنها ) حافظ الدورة ,قارئ الدورة ,خطيب
الدورة ,مؤذن الدورة ,رسام الدورة ,فنان الدورة ,شاعر الدورة ,منشد الدورة ,أحسن الطلب خلقًا
,الطالب المواظب ,الطالب الغيور ,الطالب النظيف (...,وهكذا كلما أكثرنا النشاطات زاد تفاعلنا مع
الطلب ,وكذا تكريم الطلبة المتميزين في مدارسهم لن الدورات تبدأ عادتًا بعد المتحانات النهائية
واستلم النتائج لكي نربط بين التفوق الدراسي والتفوق القرآني ,وكذا نكرم الطلبة من أبناء الشهداء
والمعتقلين وغيرهم ,والهتمام في نهاية الدورة بهدايا الطلب ومحاولة استيعاب الجميع بالهدايا وتكون
للمتفوقين هدايا خاصة ومتميزة ,وهناك بعض المساجد الرائدة تعرض الهدايا المتميزة للوائل في ركن
المسجد مع بداية الدورة مثل الحاسبات\ الكمبيوترات – العجلت الهوائية الفاخرة – وغيرها لتشعل
لهيب المنافسة بين الطلب ,وُتنمي حب الوصول للهداف بالمواظبة والنشاط ,وكذا ُيفضل أن تطبع
إشارة الدورة واسم المسجد على الهدايا وخصوصًا أذا كانت من الحقائب المدرسية لكي تكون ترويجًا
وتحفيزًا لبقية الطلب من النضمام إلى دورات المساجد في السنوات اللحقة .
26
-4التنسيق المبكر مع اللجنة العلمية ,لكي تعلن عن دورة المسجد وعن منهاجها الشامل والمتضمن
للنواحي المختلفة ومنها الشرعية والعلمية والتربوية والترفيهية ,وعلى اللجنة العلمية أن تكون فنانة
في هذا المجال ,فإن المنافسة على كسب الفتيان والشباب شديدة في الصيف من قبل الندية الرياضية
والترفيهية والمسابح وصالت اللعاب وغيرها ,فكل يعلن عن منهجه وبصورة مغرية ,فوجب على
المساجد أن تتطور في عرضها العلمي وأن ُتضيف طرائق جديدة للكسب الدعوي ،تستطيع من
خللها أن تسد نهمة الشباب المتصاعدة في الحركة وتفريغها في الخير والمباح ,وأكرر هنا أن رسالة
المسجد تحتاج إلى كوادر متطورة ومتدربة لكي ترتقي بأدائها التنافسي في مجالت الدعوة المختلفة .
-5التنسيق مع اللجنة الرياضية لرفد الدورات بالمسابقات الرياضية المتنوعة ,ولبد من الوعي لهمية
هذا الجانب وأهميته في الكسب الدعوي ,ونرفع القيود السابقة والفكار القديمة المطالبة بأن يكون طلب
دورات تحفيظ القرآن طلب علم )مل( ,أو ملكًا صغيرًا مقيدًا بالسلسل والممنوعات إذا دخل ووطئ
عتبة المسجد ,فتتحول الجنة التي كان يحلم بها إلى نار جهنم ,فما يلبث أن يفر منها ,وعلينا أن نعترف
بأن الجانب الرياضي والترفيهي يكسب الفتيان والشباب أكثر من الجانب الشرعي ,وذلك لنهم يمرون
في مرحلة عمرية ترغب بالحركة والنشاط ,والدليل على هذا الكلم بأننا نرى في أوقات دورات تحفيظ
القرآن بعض الطلب في المساجد وجلهم في المسابح والملعب الرياضية .
ول يخدعك كلمنا فتفهم منه أننا نفضل أن تكون دورات تحفيظ القرآن فوضى ولعب وضياع للوقات
ل فارغًا بل مبادئ ,فحاشا ل أن يكون هذا مقصدنا ,أنما ندعو إلى الموازنة في بناء ل هزي ًفُنخرج جي ً
الشخصية السلمية الوليدة وهي متعددة الحتياجات ,فمن العبث أن نزرع الخير في ساعة ونترك
الُفساد يقلعونه في ساعات أخرى ,فهلموا ُنحيط البناء برعايتنا وُنعد المدربين كما نعد المدرسين ,وال
أدعو أن يلهمنا الخير والسداد .
-6التهيؤ للدورات الدائمية التكميلية لنشاط دورات تحفيظ القرآن الصيفية -:
يعتبر موسم الصيف ودورات تحفيظ القرآن للشباب هو الكثر ربحًا على طوال العام ,لهذا على
الدعاة القائمين عليها أن يصطفوا الجيدين من الطلبة لستكمال تربيتهم على مدار السنة من خلل
نشاطات المسجد السنوية والدورات الدائمية ,فإن هذا هو الربح الحقيقي للدعوة ,ومن المؤسف أن كثيراً
27
من المساجد والدعاة ل يهتمون لهذه اللفتة الدعوية ونراهم يعتبرون نهاية عملهم الدعوي هو تخرج
الدورة الصيفية وأنهم قد أدوا الذي عليهم ,وهنا يكمن التقصير ,والصحيح هو أن نعتبر نهاية الدورة
الصيفية هو موعد للنطلقة الجديدة مع الجيدين من طلب الدورات ,وهي مرحلة جني ثمرات العمل
السابق ,وهي تكميل العمل العام بالعمل الخاص ,ونعمل على تثبيتهم وترسيخ المفاهيم السلمية في
نفوسهم بشكل أعمق وأرسخ ,فيتحولون تدريجيا من طلبة عادين إلى صف شباب المسجد الثقات
والمؤتمنين .
مما سبق يتبين لنا حجم النشاطات المسجدية الدعوية الكبيرة ,وننجح أكثر عندما يعي الجميع من
رواد المسجد الجيدين ضرورة المشاركة فيها ,وأن يكون لهم دور فيها ,وما أحلى موعظة رسول ال
صلى ال عليه وسلم وهو يخرج في سفر مع أصحابه ,فأمر بإصلح شاة ,فقال رجل :يا رسول ال
:وأنا عل ّ
ي ي طبخها ,فقال معلمنا محمد
ي سلخها ,وقال الخر :عل ّي ذبحها ,وقال الخر :عل ّ
عل ّ
جمع الحطب ,فقالوا :يا رسول ال نحن نكفيك ،فقال :قد علمت أنكم تكفوني ,ولكني أكره أن أتميز
عليكم .
28
المبحث الثالث :دائرة عمل المام والخطيب الكبرى
عندما يستشعر المام والخطيب أن وظيفته الكبرى هي تعبيد الناس لرب العالمين ,وأن مهمته عظيمة
الذي ل تحده حدود ,والذي لم يدع لعظمة السلم الذي يحمله ,وأن منهجه هو منهج محمد
ل إل وشارك فيه ول طريقاً للدعوة إل وسلكه ,ول قومًا إل وتعرض لهم ول مجلسًا إل وتغشاه ول عم ً
ل صغيرًا ول كبيرًا إل وتحدث معهم ول أرملة إل واساها ول يتيماً إل ومسحبيتًا إل ودخله ول رج ً
ل عن العمل إل وأرشده ول مريضًا إل وعاده ول عريسًا على رأسه ول فقيرًا إل وتصدق عليه ول عاط ً
إل وباركه ول متعلمًا إل وعلمه ول غزوة إل وغزاها ول مظلومًا إل ونصره ول أسيرًا إل وفداه
ول.....
عندما ابتعد المام والخطيب عن الحياة وانزوى عاكفًا في مسجده ثم هاجر عنه وعن دعوته ليبحث
عن قوته وقوت عياله ,بدأ المجتمع يستغرب من حضوره في مؤسساتها العلمية والصحية والقتصادية
سورة العلمانية قد نخرت جسد المة السلمية .وغيرها ,وكل ذلك لن َ
لهذا سنتطرق في هذا المبحث إلى دائرة عمل المام والخطيب الكبرى لعدة أسباب
منها -:
-1كسر الطوق العلماني عن رسالة المسجد الكبرى ،وهي التأثير في الشارع والمدرسة والمشفى
والوزارة والبرلمان ,حتى صدح بهذا المعنى شاعر الدعوة وليد العظمي )رحمه ال ( فقال :
-2البرهنة على أن دور المسجد تكاملي مع هذه المؤسسات وليس التضاد ,فإدارة المدرسة وإدارة
المشفى ودائرة المن كلها تخطب وّد المسجد وإمامه ،لنها بحاجة إلى دوره الرشادي والتربوي
والنفسي في الصلح والتغير لو كانوا يعقلون .
29
-4الوصول إلى نماذج قادرة ومقنعة على طرح شمولية السلم ،وأنه نظام شامل للحياة .
وسنسلط الضوء على مطلبين في دائرة عمل المام والخطيب الكبرى -:
إن من واجبات المام والخطيب الكبرى هي التفاعل مع الحداث الكبرى ويوليها اهتمامه
ويوضحها للجماهير الغفيرة ،فيبين صحتها وأهميتها لدعمها ،أو يوضح أخطأها وخطورتها
لصدها .
ومن القضايا المصيرية للمة الحتلل اليهودي لفلسطين والصليبي للعراق وأفغانستان وقلنا
صليبي لن هذا ما صرح زعيمهم بوش به وشاركته عشرات الدول الغربية الصليبية في هذا
الحتلل .
ومن القضايا المصيرية هو ما يفعله الكفار من استهداف المقدسات السلمية بين الحين والخر،
،وما يفعلوه من وأقساها على المسلمين هو مساسهم بالسوء لحضرة نبي السلم نبينا محمد
إهانة للقرآن الكريم ،وما يفعلوه من هدم المساجد أو إغلقها ،وما يفعلوه من منع الحجاب
ومحاربته والقائمة تطول مع السف .
إن دور المام والخطيب في توضيح هذه الخطورة إن سكتنا واستكانينا فسنكون مصداقًا للوصف
قال ":قال رسول ال المخزي في الحديث الشريف فعن ثوبان مولى رسول ال
يوشك أن تداعى عليكم المم من كل أفق كما تداعى الكلة على قصعتها ،
قال :قلنا يارسول الله أمن قلة بنا يومئذ ؟ قال :أنتم يومئذ كثير ولكن
تكونون غثاء كغثاء السيل ،ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في
قلوبكم الوهن ،قال :قلنا وما الوهن ؟ قال :حب الحياة وكراهية الموت "
.
لهذا على المام والخطيب بث روح المقاومة بكل أنواعها في أبناء المسلمين وتوحيد صفهم
وتوحيد طاقاتهم للرد والمجابهة .
ومن المثلة الكبرى التي حدثت في العراق وهي تتفاعل مع قضايا السلم المصيرية :
-1ما قامت به جمعية إنقاذ فلسطين برئاسة علمة العراق الشيخ أمجد الزهاوي والشيخ
محمد محمود الصواف بتسيير ثلثة أفواج قتالية من المجاهدين مع حملت إغاثية كثيرة
إلى فلسطين في حرب عام 1948م .
-2ما قامت به مساجد العراق وأئمتها من نصرة إخوتهم في معركة الفلوجة عام
ل عن 2004م من الدعم اللوجستي والغاثي والصحي والسكني لهالي الفلوجة ،فض ً
ل عظيمة ل أول لها ول الدعاء والقنوت والتذلل ل تعالى حتى ينتصروا ،وقد رأيت قواف ً
خر تنطلق من كل حدب وصوب لنصرة الفلوجة ،ولهذا انتصروا . آِ
30
-3ما قام به أهالي العظمية بقيادة جامع المام العظم أبي حنيفة النعمان )رض( من
مظاهرات ردًا على الصحفي الدنماركي الذي أساء لحضرة الرسول العظم سيدنا محمد
فحرقوا دمية كبيرة تجسد الصحفي الهالك مع حرق علم دولتهم الهالكة وحرق البضائع
الدنماركية لتحفيز الناس وإرشادهم إلى أهمية المقاطعة القتصادية .
-4ما قام به أهالي العظمية البطال بقيادة جامع المام العظم أبي حنيفة النعمان
)رض( من مظاهرات ضد الحتلل المريكي للعراق وضد كل النتهاكات الوحشية التي
يمارسها على أبناء شعبنا الصابر ،ومنها هذه المظاهرة ضد اعتقال النساء بدل المجاهدين
31
البطال لرغامهم على الستسلم والخضوع .
إن هذه النماذج الحية والقريبة لم تكن لتنجح أو لتظهر بهذه الصورة ،لول أن القادة من الئمة
والخطباء كانوا على وعي عال لهميتها ،واستطاعوا تحشيد الجماهير بالتجاه الصحيح .
32
المطلب الثاني :المحاور الدعوية خارج المسجد .
أول :المنطقة -وما فيها من مؤسسات حكومية وغير حكومية ,وتشمل عدة محاور وهي -:
-1المحور التربوي :هو المرتكز الثالث في عملية بناء الجيل بعد البيت والمسجد ,وبدراسة متأنية
للمنطقة نستخلص فيها عدد رياض الطفال والمدارس والمتوسطات والعداديات والكليات والمكتبات
العامة والهلية والمنتديات الثقافية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني الثقافية .
-2المحور الصحي :هو محور متلصق بالنسان ,وقيل الصحة تاج على رؤوس الصحاء ل يراه
إل المرضى ,فنقوم بجرد المشافي العامة والمراكز الصحية الحكومية والهلية وعيادات الطباء
المختلفة والمختبرات والصيدليات وغيرها .
-3المحور القتصادي :هو محور مال المسلم ,وهي السواق العامرة والمحلت التجارية الكبرى
والمطاعم الكثيرة والحياء الصناعية والتجارية والورش الفنية والمعامل المختلفة والقاعات وغيرها .
-4المحور الخدمي :هو محور الكسبة والعمال وسواق السيارات المختلفة وأصحاب العربات الخدمية
في الماء والنفط والغاز وعمال النظافة وغيرهم .
-5المحور الرياضي :هو محور الشباب ويشمل الندية والمراكز الرياضية والقاعات والملعب
وغيرها .
-6محور مؤسسات المجتمع المدني :وهي كثيرة جدًا ,وأغلبها غير ُمفعلة وتفتقر إلى التمويل ،
ونشاطاتها شبه معدومة حاليا ،ولكننا نذكرها حتى نتعاون سوية على تفعيلها وإحيائها لتؤدي دورها
الريادي في المجتمع ،ومنها -:
33
-7المحور الحكومي :مثل دائرة المحافظة والقائم مقام والبنك والمحكمة والمجلس المحلي والمجلس
البلدي ودار اليتام ودار العجزة وغيرها.
ثانيا :سكنة المنطقة -وهم عموم الناس الذين ل ينتسبون إلى مؤسسات يعملون فيها ,ويمكن تقسيمهم
على المحاور التية -:
-1المحور العشائري :حيث ما زال التلحم العشائري للعراقيين هو من الصفات المميزة للمجتمع ,
فنهتم بالعشائر الكبيرة والمؤثرة ورموزها .
-2محور الشباب :وهم الفئة الكبر في المجتمع ,وغالبا ما نراهم في الساحات العامة والسواق
والمتنزهات والمقاهي والملعب وغيرها .
ن أكثر من نصف المجتمع ,وأزعم أن نسبتهم هي % 58تقريبا من المجتمع -3المحور النسائي :وه ّ
ن إلى أرامل ومطلقات .
ن قد تحول َ حاليًا ,وأغلبه ّ
ن ربات بيوت ،وفئة ليست بالقليلة منه ّ
قد يتسائل بعض الئمة والخطباء عن مغزى هذا التقسيم والتفريع للمنطقة ولمؤسساتها وسكانها ؟
فنجيب عن ذلك فنقول :إن هذا التقسيم مقصود ،وذلك لفتح الفاق أمام المام والخطيب ليعرف مدى
اتساع رقعة دعوته والتي تشمل الحياة بأسرها ,وهناك بعض الدعاة يقتصر بعمله على أفراد قلئل من
المجتمع ويظن أنه مسك زمام التغيير والصلح ,ثم هذا التقسيم يدفع بالمام والخطيب نحو العمل
والمثابرة لكي يتعايش معهم ويؤثر فيهم من خلل نشاطاته المتعددة والمتنوعة ,وهي خارطة الطريق
ل جماهيريًا ول يعرف أين المسير ,فوضعنا من خلل هذا التقسيم اللبنات الولى
لمن أراد أن يعمل عم ً
لتصورات العمل الجماعي والجماهيري في ذهن المام والخطيب .
ل :مغزى الخروج ,لبد للمام والخطيب وهو يعمل في دائرته الدعوية الكبرى أن يخطط أو ً
لخروجه ،ويفكر لماذا سيخرج ؟ وما الذي سيحققه من خروجه ؟ فالتخطيط للعمل نجاح ،ومجرد
الخروج لذاته غير مطلوب ،والمطلوب نجاحنا عند الخروج ،وعليه فنحن ُمطالبون ببذل جهود مخططة
ومقصودة لنجاحنا ،ومنها تهيئة الجواء في المؤسسة المراد زيارتها ،وتثقيف اللجنة المرافقة لنا
بمغزى زيارتنا ،حتى ل نبتعد عن المقصود الذي خرجنا من أجله ،وأن نهيئ رسائل الخروج ,وهي
كلمات بسيطة وواضحة نبثها بين الجماهير في كل زيارة ولقاء ,وتكون الرسائل قصيرة ومؤثرة
وتحاكي الواقع ,لكي يسهل حفظها وتكرارها بين الناس .
34
،بصحبة إحدى لجان المسجد أو بعض وجهاء المنطقة ,وهي ُ
سنة ثانيًا :الخروج الجماعي
,فلم يكن يخرج لوحده أبدًا إل لطارئ ,يقول صاحب السيرة الحركية بما معناه :وهذا للرسول
الخروج يعطي قوة للخارج بأنه صاحب رسالة ومشروع كبير ,وكان غالبًا ما يصطحب معه أبى بكر
وعمر وعلي ,ليوصل رسالة واضحة للجماهير ,أن مشروعه ُيؤمن به الشيخ الكبير ,والرجل الشديد ,
ل لخبرتهوالفتى الحزير ,وكانوا على اختصاصات شتى فينتفع بخبرتهم ورأيهم ،فالصّديق )رض( مث ً
ومعرفته بالقبائل والرجال وببطون العشائر وأنساب العرب ,وكذلك يأمن بهم عليه الصلة والسلم من
غيلة العداء والتفرد به .
ثالثًا :الخروج المتكرر ،لن المام والخطيب بخروجه المتكرر ،يؤكد عمليًا رسالة المسجد
ويوضح المشروع ويزيل الغموض ,وبه تتوثق الصلة وتنبني العلقة ويزداد التعارف وتتأسس
المواقف ,وهذه هي طرائق القائد لقلوب الجماهير .
الفصل الثالث
35
المام والخطيب
ً
قائدا ....
36
إن هذه الخطة هي لتطوير كادر المسجد كله ,وإنما سميناها باسم المام والخطيب من باب تسمية
ل سيد الدعوة وقائد المجتمع .
الشيء بأهم أركانه ,ول نبالغ بهذا ,فهو فع ً
خطة بالخطة الربانية لنها مستقاة من القرآن الكريم }ولكن كونوا ربانين {وأطلقنا على هذه ال ِ
وهي مستوحاة من سورة الضحى ,وهي سورة العداد والتطوير وهي صاحبة المحاضن الثلثة لتطوير
أي داعية مخلص ,والمحاضن هي -:
نعم هذه أركان خطة العداد والتطوير الربانية الُمستقاة من سورة الضحى ,قال تعالى } والضحى *
والليل أذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى * وللخرة خير لك من الولى * ولسوف يعطيك ربك
ل فأغنى * فأما اليتيم فل تقهر * ل فهدى * ووجدك عائ ً فترضى * ألم يجدك يتيمًا فأوى * ووجدك ضا ً
وأما السائل فل تنهر * وأما بنعمة ربك فحدث {
قالوا :أن ال قلك وودعك ! ولم يرعك ! وتركك في حيرتك ! ورجعت يتيمًا فقيرًا !! ؟؟
سم بأمرين ،الول فيه حركة وإشراق وجد فيأتي الجواب ,مؤكدًا بالقسم للبيان واليضاح ،وق َ
)الضحى( ,والثاني فيه سكون وغروب وأفول )الليل( ,وهو مناسب جدًا لمحور السورة وللسئلة
,وأنه لم السابقة ,ثم يصرح الباري عزوجل بوضوح معلنًا عدم تخليه عن رسوله وداعيته محمد
يتركك ول جفاك ,ثم ينسبه لنفسه جل جلله ,فأنت يا محمد عبده المنسوب إليه }ما ودعك ربك وما
قلى { ,والضافة في )ربك( كذلك تعني الربوبية وهي الرعاية والكفالة والتربية .
إن مردود هذه الدورة التطويرية ليست قاصرة على الحياة الدنيا ,بل إنها تتعدى الزمان والمكان
لتصل إلى الخرة وهي خير وأبقى }وللخرة خير وأبقى{
ثم جاء النص القرآني بحقيقة دامغة تكشف عن الدورة التطويرية للدعاة ,وبدأها بحرف التوكيد
)اللم( ليؤكد أن الموضوع جد وليس بالهزل ,وأن العتناء والهتمام واليواء قد كان وما زال وأنت
تشعر به ,ثم جاء النص بكلمة سوف لتضفي معنًا جديدًا بأن الدورة التطويرية مستمرة إلى أن تتحقق
الهداف وإلى أن ترضى وتطمئن نفسك إليها }ولسوف يعطيك ربك فترضى{.
بعنايته السابقة إليه ومن أول الطريق ,ليستحضر ثم ُيذكر الباري عزوجل داعيته ونبيه محمدًا
عليه الصلة والسلم في خاطره جميل صنع ربه ,ومودته إليه ,وفيضه عليه ,وهذا هو اليناس
اللهي إليه .
ومن هذا اليناس نستلهم محاضن الدورة التطويرية للدعاة والتي تحقق قوله تعالى } ولتصنع على
عيني { .
نعم يا رسول ال }ألم يجدك يتيما فأوى{ ولدت يتيمًا ,فآواك إليه ,وعطف عليك القلوب بكفالة
جدك وعمك وهم على غير دينك وملتك ,حتى إذا كبرت واشتد عودك ,ورحل كفيلك ,أحطتك بعنايتي
ورعايتي ,وسخرت لك النصار من الوس والخزرج ,فآووك ونصروك وقاتلوا بين يديك ,وكل هذا
من حفظي إليك لعدادك وتطويرك لداء مهمتك .
نعم يا رسول ال فلقد نشأت في جاهلية مضطربة التصورات والعتقادات ,منحرفة بالسلوك
والوضاع ,فهداك ال بوحيه ,وتواصل معك بقرآنه ,وهذه أعظم مّنة َمّنها ال عليك }ووجدك ضالً
فهدى{.
37
نعم يا رسول ال كنت يتيمًا فقيرًا ,فأغناك ال ماديًا ومعنويًا بخديجة )رض( التي واستك بمالها
ل فأغنى{.ونفسها ,وأغناك بالقناعة كنزًا عظيمًا }ووجدك عائ ً
ثم يختم الباري عزوجل توجيهه لنبيه عليه الصلة والسلم ,أن يتحدث بهذه النعم واللء ومنها
المحاضن الثلث التي هي ركيزة الدعم الدعوي للدعاة ,ولهذا تجد من الطبيعي أن تكون هناك ُ
سنة
سنة التكبير )ال أكبر( ,التي تعني أننا على العهد ماضون
عقيب النتهاء من تلوة هذه السورة أل وهي ُ ُ
ولوامرك متبعون ,ولنهجك واعون ومطبقون .
فكرة المشروع
تهيئة وإعداد قادة للمجتمع ،قادة الفتوى والمرجعية ،وقادة جماهيريين في الوعظ والرشاد ،
وقادة للمؤسسات الدينية .
شعار المشروع
38
" أشدد به أزري "
هناك معاير خاصة للختيار والتصنيف ،تبدأ بالشروط العامة للقائد وهي :
-1السيرة الحسنة .
-2المنبت الطيب .
-3صحة بدنية ممتازة .
-4توازن نفسي رائع .
-5العمر من 40-30سنة .
-6التحصيل العلمي ،بكلوريوس كحد أدنى .
-7القابلية العقلية ممتازة ،كالذكاء والحفظ والنتباه والتركيز والبداهة والمبادرة ...
-8ثابت مرابط صاحب حرقة على دينه وبلده .
وهذه المرحلة مهمة للغاية ،والختيار فيها مسؤولية كبيرة ،لن المحاباة فيها ستضر وتؤخر
ل طائلة .
العمل لسنوات طويلة وتفقد السلم أموا ً
ن مؤسسات عظيمة يجب أن تشغل من قيادات النساء شقائق الرجال في التكليف والمانة ،وله ّ
نسائية متدربة مثل :المناصب الدارية والمدارس الدينية للبنات والجمعيات النسوية سواء كانت
في حفظ العلوم الشرعية أو الثقافية أو الغاثية وغيرها كثير .
ونستطيع تحديد نسبة المشاركين من محافظات البلد حسب الكثافة السكانية وكثافة المؤسسات
الحكومية والتربوية والدينية في كل محافظة ،وهناك دراسة حديثة تؤكد أن الصفات القيادية توجد
في فرد واحد كل 100شخص تقريبًا ،وهذه الدراسة ُتبرز عظمة الهدي النبوي الشريف – وهو
" الناس كإبل مائة ل تجد فيها إل راحلة " . الولى بالتباع – في قوله
إن هذه النسبة السابقة هي بالتاكيد عالية وكبيرة على إمكانياتنا الحالية ،ولكننا نجعلها سقفًا
مرتفعًا لمشروعنا ونهاية المطاف لتطوير قادتنا ،ونبدأ بما هو متيسر وحسب الطاقة الممكنة ،
جله ل يترك كله . وما ل يدرك ُ
39
المرحلة الثانية :العداد والتطوير العام .
في نهاية هذه المرحلة يتوصل المشرفون على المشروع على قدرات وإمكانيات القادة التربوية
والشرعية والنفسية والمهارات الشخصية ،ومن خلل النتائج التحليلية العلمية يصنفون القادة إلى
قادة مفتين وقادة جماهيرين وقادة إداريين .
هذه المرحلة هي جوهر صياغة الشخصية القيادية ،ويجب أن تتم بتروي حتى يتشبع القائد بكل
ما ينسجم مع ما ُيعد له ،وهي أصعب المراحل لنها مكلفة وشاقة بكل التفاصيل على القادة
والمشرفين والمدربين ،فنحتاج فيها إلى :
-1التفرغ التام من القادة لما سُيعدون له .
-2اختيار أرقى التدريسيين والمدربين طيلة المرحلة .
-3الحتكاك الداخلي والخارجي تربويًا وشرعيًا وثقافيًا .
-4المراقبة التحليلية الدائمة من المشرفين لتطور القائد ونضوجه .
إن برنامج هذه المرحلة يعتمد على تأهيلهم لمتلك ملكات مختلفة في شتى العلوم وهي ركيزة
القائد الشرعي المفتي وهي :
الدراسة على طريقة المستويات ،ولكل مستوى مجموعة من العلوم والكتب تتناسب مع المتعلم .
) المستوى الول (
وهو دراسة أبسط الكتب في مختلف العلوم مثل ) النحو ،الصرف ،البلغة ،المنطق ،الفقه ،
أصول الفقه ،العقيدة وعلم الكلم والفلسفة السلمية ،القرآن حفظًا وتلوة ،الحديث الشريف
وعلومه ،السيرة النبوية ،التاريخ ( والتركيز على حفظ وضبط علوم اللة .
) المستوى الثاني (
وهو دراسة الكتب المتوسطة مع الحواشي في مختلف العلوم السابقة وإضافة الفقه المقارن مع
التحليل الدقيق وفك العبارة بروية ،وفتح مجال أكبر للسؤال والنقاش .
عند انتهاء هذا المستوى يكون القائد المفتي قد نشبت أظفاره ،فل بأس بالتركيز على بعض
الكتب التي أتقنها بشكل ممتاز ونعطيه فيها إجازة شرعية أنه قد قرأ هذا الكتاب على شيخه ،
والفائدة من هذه الخطوة هي تحميله ثقل المانة الشرعية ،وضرورة توريثها للخرين ،وتكون
دافعًا لتكملة المشوار ،والتشجيع وإعطاء كل ذي حق حقه هي سنة نبوية تفجر الطاقات الكامنة في
ل للتكريم يحضره علماء البلد فرحًا
دواخل القادة بشرط التواضع وحفظ الغاية ل تعالى ،ثم يعد حف ً
بالعلم وتكريمًا لطلبه .
ثم ُيهيئ طلب لكل قائد لتدريسهم العلوم المجاز فيها ،وتصور هذه الحلقات التدريسية ثم
تعرض وتناقش مع شيخه للتقويم والرشاد ،إن هذه الطريقة هي كفيلة بترسيخ العلوم في ذهن
ونفسية القائد المفتي حتى يمتلك تدريجيًا فلسفة هذه العلوم .
) المستوى الثالث (
وهو الخير ،وهو دراسة الكتب المتقدمة في العلوم المختلفة السابقة الذكر مع التحليل
والمناظرة والمناقشة ،وهذا المستوى يكون أدق من المستويات السابقة ،لن القائد ملك من العلوم
ما يؤهله لمناقشة شيخه ومصنف الكتاب بأدب ،وهذا ما يحاول الشيخ زرعه في طالبه مع إمكانية
ربط العلوم والستفادة منها مجتمعة ،هذا سيؤدي إلى كثرة السئلة والعتراض على العبارة
41
وإضافة تعليق على الحاشية .
في هذه المرحلة ستظهر شخصية القائد في التأليف ،لن هذه الختصارات والتعليقات
والملحظات المكتوبة بكثافة على الحواشي هي نواة لتهذيب العلوم والتصنيف فيها ،وهكذا كان
علماؤنا القدمون .
ثم ُيعقد موسم الختبارات في كل العلوم ليتأكد الشيخ من مقدرة طالبه على استحضار العلوم
ومزجها مع بعضها للوصول إلى النتيجة الصحيحة .
ثم ُيرسل القائد المفتي إلى لجان الفتوى العاملة في المحافظات أو المساجد الكبيرة ،ليمارس
بنفسه هذه المهمة ويتناقش مع اللجنة في أرائهم مما يكسبه الخبرة الحياتية العملية التي ل يجدها في
الكتب المجردة .
عندما يطمئن شيخه لمستواه العلمي بعد قوله تعالى } ولتصنع على عيني { ويرى فيه قائد
المستقبل يمنحه الجازة الشرعية العامة بعلومه بسندها إلى سيد النبياء وولي الولياء وسند
. العلماء محمد
وهي تبع للملكية العلمية العامة ،وظهرت حاجتها لعدة أسباب منها :
-1الناحية الشخصية ،حيث يميل العاِلم نفسيًا إلى البداع بعلم دون سواه .
-2البيئة الخارجية ،ومنها :
-1الِفرق والملل والمذاهب المحيطة بالعاِلم ،التي توجب عليه دراستها ومعرفة الحق
والباطل فيها .
-2الحاجة البشرية ،حيث يلتمس العاِلم وجود النقص في جانب علمي ما فيكثر فيه
حتى يبدع ويختص .
-3الدراسات الكاديمية الحديثة ،حيث قسمت الجامعات إلى كليات ،والكليات إلى
أقسام ،ول بد للطالب من اللتحاق بأحد القسام ثم يختص فيها ،ول يحق له قانونًا أن
يّدرس خارج اختصاصه .
لهذا نحن عمدنا أن يتلقى القائد الشرعي المفتي الجرعات العلمية بالتساوي بغض النظر عن
اختصاصه في برنامج الملكة العلمية العامة ،بينما هنا نركز على اختصاصه ونطوره فيه
من حيث :
زيادة الكتب المقررة عليه في اختصاصه . -1
الكثار من الجازات الشرعية في اختصاصه . -2
الكثار من التأليف والتصنيف في اختصاصه . -3
إن التنوع بهذه الختصاصات هي اللبنة الولى لفكرة إنشاء هيئة كبار العلماء في بلد ما ،وبهذا
نكون قد أتممنا الختصاص الول .
ذكرنا آنفًا أنهم قد أتموا المرحلة الثانية من البرنامج وأنهم قد رشحوا لهذا الختصاص من قبل
اللجنة المشرفة لما يمتلكون من مميزات تؤهلهم لقيادة هذا المهمة .
إن أغلب الشخصيات القيادية الناجحة جماهيريًا ،تجدها عبارة عن مؤسسات من الداخل ،
43
تحتوي على مكتب ومدير مكتب ومساعدون ،هذه الفكار المطروحة تولد قناعة للمشاركين كاملة
بإمكانية صناعة القادة ،وإليكم هذا المثل :
ذكرنا آنفا ً أنهم قد أتموا المرحلة الثانية بكل تفاصيلها ،وأنهم قد رشحوا
لهذا الختصاص من قبل اللجنة المشرفة لما يمتلكون من مميزات تؤهلهم
للقيام بهذه المهمة .
44
الجانب العملي :
-1زيارة لبعض المؤسسات الناجحة وتدوين الملحظات ،ثم عقد
ورشة عمل عن سبب نجاحها .
-2زيارة لبعض المؤسسات الفاشلة وتدوين الملحظات ،ثم عقد
ورشة عمل عن سبب فشلها .
-3المعايشة مع أحد المدراء في قيادة مؤسسته لبضعة أيام ،ثم
عقد ورشة عمل حول هذه التجربة العملية .
واليوم نحن نزج بالمام والخطيب قائدًا في مجتمعه ,ونحن مطمئنون ,ول سيما وهو متسلح بأنواع
المعارف الشرعية والدارية والقيادية وغيرها .
45
ل -:المام والخطيب القائد مع المحور التربوي .
أو ً
-1يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات ,بزيارة مدراء مدارس المنطقة ويقدم هدايا رمزية لهم
شاكرًا أداءهم التربوي والوظيفي في بناء الجيل الصحيح.
-2يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات وبعض وجهاء المنطقة بزيارة إلى مدارس المنطقة وتقديم
هدايا رمزية للكادر التدريسي بمناسبة يوم المعلم .
-4ينسق المام والخطيب عن طريق لجنة العلقات مع بعض الجهات الغاثية لدعم الطلب المتعففين ,
ويحضر بنفسه معهم لتوزيع الهدايا وخصوصًا أبناء الشهداء.
46
-5ينسق المام والخطيب عن طريق لجنة العلقات مع بعض المنظمات الثقافية لدعم الطالب المتفوق ,
ويحضر بنفسه لتوزيع الهدايا .
-6ينظم المام والخطيب مع لجنة الدورات دروسًا للتقوية في مسجده لطلبة الصفوف المنتهية .
-7يخصص المام والخطيب جزءًا من خطبه ووعظه ليبّين للناس أهمية العلم والتربية في السلم .
-7ينسق المام والخطيب مع اللجنة العلمية لخراج مطويات مناسبة للطلب تحثهم على حب العلم
والمدرسة والمدرس وعلى حب الكتاب وال...خ ,وتوزع باسمه واسم مسجده على الطلب خلل
زياراته المتكررة .
-8يدعو المام والخطيب في الحتفالت المسجدية الكبرى أغلب الشخصيات التربوية التي زارها .
-1يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات وبعض الوجهاء بزيارة مدراء المشافي والمراكز الصحية ,
وشكرهم لدائهم الوظيفي ودورهم المتميز في صحة المجتمع .
-2يقوم المام والخطيب مع لجنة الغاثة بزيارة المرضى والطمئنان على صحتهم والدعاء لهم
بالصحة والعافية ,وتقديم بعض المعونات لهم .
-3يتبنى المام والخطيب مع لجنة الغاثة بعض الحالت المرضية الصعبة ,ويستطيعون أن يجمعوا
لها بعض الموال من الميسورين والمنظمات الداعمة لهكذا حالت .
47
-4ينسق المام والخطيب و لجنة العلقات مع بعض المنظمات لدعم الحالت الصعبة ,ويحضر بنفسه
حال تقديم المعونات .
ُ -5يخصص المام والخطيب جزءًا من خطبه ووعظه ليبّين للناس أهمية الصحة في السلم وفي بناء
المجتمعات المتقدمة .
-6يوزع المام والخطيب واللجنة العلمية مطويات خاصة لسلوة المرضى ُتبين عظم أجر المبتلين
وأخرى فيها الرقية الشرعية وأخرى فقهية تتناول عبادات أصحاب العذار والرخص فيها ,وأخرى عن
آداب زيارة المرضى وغيرها ,وتكون باسمه وإسم مسجده .
-5يدعو المام والخطيب في الحتفالت المسجدية الكبرى أغلب الشخصيات الصحية التي زارها .
-1يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات بزيارة السواق والتجار ويسلم عليهم ويدعو لهم بالتوفيق
والبركة .
-2ينسق المام والخطيب مع المجلس البلدي أو منظمات الصحة والبيئة بشيء يخدم السواق وزوارها
من المتبضعين ,ويحضر بنفسه عند تقديم الخدمة لهم .
-3يخصص المام والخطيب جزءًا من خطبه ووعظه ليبّين للناس أهمية المال والقتصاد في السلم .
-4يوزع المام والخطيب مع اللجنة العلمية مطويات خاصة للسواق تتناول فضل التجارة والتاجر
الصدوق وآداب السواق ويبّين المور الفقهية في البيع والشراء والقرض والنقد والجل وغيرها مما ل
بد للمسلم من معرفته في سوقه وتجارته ,وتكون باسمه وإسم مسجده .
-5يدعو المام والخطيب بعض الشخصيات التجارية والقتصادية التي زارها لحتفالت المسجد
الكبرى.
-1يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات والغاثة أو بعض الوجهاء بزيارة للطبقة العاملة الذين
سم لهم ,ويسأل
ذكرناهم آنفًا في المحور الخدمي ,فيسلم على الجميع ويحرص على مصافحتهم بيده ويتب ّ
عن أحوالهم المادية والصحية ,وُيثني على جهودهم ويشكر عطائهم الخدمي لبلدهم وشعبهم ,ويدعو
لهم بالتوفيق وباللتزام بشعائر الدين ,ول يتكلف المام والخطيب الكلم معهم ،فعوام الناس يحبون
48
البساطة والكلمات الخفيفة .
ُ -2ينسق المام والخطيب ولجنة الغاثة مع بعض المنظمات الغاثية أو منظمات المجتمع المدني أو
المجلس البلدي لدعم هذه الطبقة العاملة ,ويحضر بنفسه عند تقديم المعونات .
-3يتبنى المام والخطيب مع مسجده بعض المشاريع الخدمية ولو كانت صغيرة ,ويدعمها بنفسه
وبحضوره .
ُ -4يخصص المام والخطيب جزءًا من خطبه ووعظه لتنبيه الناس على هذا المحور في السلم .
-5يوزع المام والخطيب ولجنة العلم مطويات مناسبة لهم ،تشمل قيمة العمل في السلم وفضل
العامل على العاطل عن العمل ,وأخرى عن المسؤولية فيما استرعاهم ال من أعمال ,وأخرى عن
الحرص والمثابرة والجودة في العمل ,وأخرى عن المانة وغيرها ,وتكون باسمه وإسم مسجده .
1-يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات أو بعض وجهاء المنطقة بزيارة إلى أندية المنطقة
والمراكز الشبابية فيها ,ويشكرهم على جهودهم في استيعاب الشباب ,وتفريغ طاقاتهم بما هو نافع
لبدانهم ,ونشر أبواب المباح أفضل من النصراف إلى المكروه والحرام ,وإبعادهم عن سلبيات
49
المرحلة السابقة ,ويتمنى الوفد على إدارة النادي أو المركز الرياضي التناغم التربوي بينهما من
أجل جيل أرسخ إيمانًا وأقوى ُبنّية .
-2يحث المام والخطيب مع بعض وجهاء المنطقة المؤسسات الحكومية ومجالس البلدية بالهتمام
بالرياضة والملعب ,لتوفير أماكن رياضية لئقة لبنائنا .
-3يحضر المام والخطيب مع بعض وجهاء المنطقة بعض الحتفالت والمسابقات الرياضية المهمة .
50
-4يقوم المام والخطيب مع لجنة العلقات والغاثة بالتنسيق مع بعض المنظمات الداعمة للنشطة
الرياضية لدعم بعض المسابقات الشعبية في المنطقة ,ويحضر بنفسه لتوزيع الجوائز .
-5يقوم المام والخطيب مع اللجنة الرياضية في مسجده بتبني بعض البطولت الرياضية الجماهيرية ,
ويكون حاضرًا في الفتتاح والختام وتوزيع الجوائز .
51
-6يخصص المام والخطيب جزءًا من خطبه ووعظه لتنبيه الناس لهمية الرياضة في السلم ,
وتحذيرهم من الممارسات السلبية في هذا الموضوع .
-7يقوم المام والخطيب مع اللجنة العلمية بتوزيع مطويات مناسبة في هذه التجمعات مثل :
سنن الهدى ,المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ,ارحموا الشباب ,السلم سنة من ُ
الرياضية ُ
والرياضة ،يا شباب احذروا أخبث الصدقاء....الشيطان ,يا شباب ل تقتلوا أنفسكم....التدخين , ,
وهكذا .
-8يدعو المام والخطيب بعض الشخصيات الرياضية التي زارها لحتفالت المسجد الكبرى .
وهكذا بقية المحاور الخرى وعلى نفس المنوال :يبدأ بزيارة شكر وتقدير أو ً
ل ثم ُينسق لخدمتهم
ل في مخيلتهم عن دور المسجد في السلم وبناء المسلمين . والتعاون معهم ,ثم يترك أثرًا جمي ً
52
الخاتمة
-1المام والخطيب هو المل المنشود لبث روح الدعوة من
جديد في جسد المة السلمية .
-2دائرة عمل المام والخطيب الصغرى هي المسجد .
53
54