8 4

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 163

‫المجلد الثامن‬

‫صفحة ‪265‬‬
‫أصبهان وأ سِر مقدّمهُم المير إسحاق بن ينال واستردّ نوّاب أبي كاليجار‬
‫مممممممممممممما كانوا أخذوه ممممممممممممممن كرمان ‪.‬‬

‫ذكر أخبار الترك بما وراء النهر‬


‫في هذه السنة ‪-‬في صفر ‪ ،‬أسلم من كفّار الترك الذين كانوا يطرقون بلد‬
‫السملم بنواحمي بل سماغون وكاشغار وُيغيرون وُيعينون عشرة آلف خركاة‬
‫وضخوا يوم عيد الضحى بعشرين ألف رأس غنم وكفى ال المسلمين شرّهم ‪.‬‬
‫وكانوا ي صيّفون بنوا حي بلغار وُيشتون بنوا حي بل ساغون فلمّا أ سلموا تفرّقوا‬
‫في البلد فكان في كل ناح ية ألف خركاة وأ قل وأك ثر لمن هم فإن هم إن ما كانوا‬
‫يجتمعون ليح مي بعض هم بعضا من الم سلمين وب قي من التراك من لم يُ سلم‬
‫تتروخطما ‪ ،‬وهمم بنواحمي الصمّين ‪ .‬وكان صماحب بل سماغون وبلد الترك‬
‫شرف الدولة وف يه د ين و قد قنع من إِخوته وأقاربه بالطّا عة وق سم البلد بين هم‬
‫فأع طى أخاه أ صلن تك ين كثيرا من بلد الترك وأع طى أخاه بغراخان طراز‬
‫وإسمبيجاب وأعطمى عمًه طغاخان فرعانمة بأسمرها وأعطمى ابمن علي تكيمن‬
‫بخارى وسمممرقند وغيرهممما وقنممع هممو ببلسمماغون وكاشغممر ‪.‬‬

‫ذكر أخبار الروم والقسطنطينية‬


‫في هذه ال سّنة في صفر أيضا ورد إلى القسطنطينية عدد كثير من الرّوس‬
‫في البحر وراسلوا قسطنطين ملك الرّوم بما لم تجربه عادتهم فاجتمعت الرّوم‬
‫على حربهمم وكان بعضهمم قمد فارق المراكمب إلى الب ّر وبعضُهُم فيهما فألقَى‬
‫مم بالحرق‬
‫ما فهلك كثيرٌ منهم‬
‫مم النار فلم يهتدوا إلى إطفائهم‬
‫مي مراكبهم‬
‫الرّوم فم‬
‫والغرق وأمما الّذيمن على البرّ فقاتلوا وأبلوا وصمبروا ثمّ انهزموا فلم يكمن لهمم‬
‫مل جأ ف من ا ستسلم أولً ا سترق و سلِم و من امت نع ح تى أ خذ قهرا ق طع الروم‬
‫أيمان هم وط يف ب هم في البلد ولم ي سلم من هم إل الي سير مع ا بن ملك الرّو سية‬
‫وكفمممممممممممممممى الروم شرهمممممممممممممممم ‪.‬‬

‫ذكر طاعة المعزّ بإفريقية للقائم بأمر اللّه‬


‫فمي هذه السمنة أظهمر المعزّ ببلد إفريقيمة الدّعاء للدولة العبَاسميّة وخطمب‬
‫للمام القائم بأ مر ال أميرِ المؤمن ين ووردت عل يه الخِل ُع والتقل يد ببلد إفريق ية‬
‫وجميع ما يفتحه وفي أوّل الكتاب الّذي مع الرسل من عبدال وولّيه أبي جعفر‬
‫القائم بأممممممممممممممممر ال أميمممممممممممممممر‬
‫المؤمن ين إلى الملك الو حد ث قة الِإ سلم وشرف الِإمام وعُمدة النام ناصر‬
‫د ين ال قا هر أعداء ال ومؤ يد سنّة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ بي تم يم‬
‫المعز بن باديس بن المنصور ولي أمير المؤمنين بولية جميع المغرب ‪ ،‬وما‬
‫افتتحه بسيف أمير المؤمنين وهو طويلٌ وأرسل إليه سيف وفرس وأعلم على‬
‫طريمق القسمطنطينية ‪ ،‬فوصمل ذلك فمي يوم الجمعمة فدخمل بمه إلى الجاممع‬
‫والخطيمب ابمن الفاكاة على المنمبر يخطمب الخطبمة الثانيمة فدخلت العلم فقال‬
‫هذا لواء الحمد يجمعكم وهذا معزّ الدّين يسمعكم وأستغفر اللّه لي ولكم وقُطِعت‬
‫الخطبمممة للعلوييمممن ممممن ذلك الوقمممت وأحرقمممت أعلمُهُممم ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫في هذه ال سّنة جرت حرب ب ين ا بن الهي ثم صاحب البطي حة وب ين الجناد‬
‫ممن الغزّ والدّيلم فاحرق الجامدة وغيرهما وخطمب الجنمد للملك أبمي كاليجار ‪.‬‬
‫وفيهما ارسمل الخليفمة القائم بأممر ال أقمض القضاة أبما الحسمن علي محممد بمن‬
‫حمبيب الماوردي الفقيمه الشّافعمي إلى السملطان طغرلبمك قبمل وفاة جلل الدّولة‬
‫وأمره أن يقرّر الصلح بين طغرلبك والملك جلل الدّولة وأبي كاليجار ‪ ،‬فسار‬
‫إل يه و هو بجرٍ جان فلق يه طغرل بك على أرب عة فرا سخ إجللً لر سالة الخلي فة ‪،‬‬
‫وعاد الماوردي سنة ست وثلثين وأخبر عن طاعة طغرلبك للخليفة وتعظيمه‬
‫لوامره ووقوفممممممممممممممممممممممممممممه عنده ‪.‬‬
‫وفيها توفي عبدال بن عبد ال بن أح مد بن عثمان بن الفرج بن الزهر‬
‫أ بو القا سم بن أ بي الف تح الزهري ال صيرفي المعروف با بن ال سّواري ش يخ‬
‫الخطباء أ بي ب كر ‪ ،‬وكان إماما في الحد يث و من تلمذ ته الخطي بُ البغدادي ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة ست وثلثين وأربعمائة‬

‫ذكر قتل الِإسماعيلية بما وراء النهر‬


‫فمي هذه السمّنة أوقمع بغراخان صماحب مما وراء النَهمر بجممع كثيمر ممن‬
‫الِإ سماعيلية‪ ،‬وكان سببُ ذلك أن نفرا من هم ق صدوا ما وراء النّ هر ودعوا إلى‬
‫طاعمة المسمتنصر باللّه العلوي ّم صماحب مِصمْر فتبعهمم جمعٌم كثيمر وأظهروا‬
‫مذاه بَ أنكر ها أهل تلك البلد و سمع ملك ها بغراخان خبرهم وأراد الِإيقاع ب هم‬
‫فخاف أن يسلم منه بع ضُ مَن أجابهم أهل تلك البلد فأظهر لبعضهم أنّه يميل‬
‫إليهمم ويريمد الدّخول فمي مذاهبهمم وأعلمهمم ذلك وأحضرهمم مجالسمه ولم يزل‬
‫حتّى علم جم يع من أجاب هم إلى مقالت هم فحينئذ ق تل من بحضر ته من هم وك تب‬
‫إلى سمائر البلد بقتمل ممن فيهما ففعمل بهمم مما أممر وسملمت تلك البلد منهمم ‪.‬‬
‫ذكر الخطبة للملك أبي كاليجار وإصعاده إلى بغداد‬
‫قد ذكرنا لما تُوفي الملك جلل الدولة ما كان من مراسلة الجند الملك أبا‬
‫كاليجار والخطبة له فلمّا استقرت القواعد بينه وبينهم أرسل أموالً ُفرّقت على‬
‫الجنمد ببغداد وعلى أولدهمم وأرسمل عشرة آلف دينار للخليفمة ومعهما هدايما‬
‫كثيرة فخُطب له ببغداد في صَفَر وخطب له أيضا أبو الشّوك في بلده ودبيس‬
‫بن مزيد ببلده ونصر الدّولة بن مروان بديار بكر ولقّبه الخليفة محمي الدين‬
‫و سار إلى بغداد في مائة فارس من أ صحابه لئل تخا فه التراك ‪ ،‬فلمّا و صل‬
‫إلى النعمانية ل ِقيَه دبيس بن مزيد ومضى إلى زيارة المشهدين بالكوفة وكربلء‬
‫ودخل إلى بغداد في شهر رمضان ومعه وزيره ذو ال سّعادات أبو الفرج محمد‬
‫بمن جعفمر بمن محممد بمن فسمابحس ووعده الخليفمة القائم بأممر ال أن يسمتقبله‬
‫فاسمتعفى ممن ذلك وأخرج عميمد الدّولة أبما سمعد بمن عبمد الرحيمم وأخاه كمال‬
‫الملك وزيرَ يْ جلل الدّولة من بغداد ق ضى أ بو سعد إِلى تكر يت و ُزيّ نت‬
‫بغداد لقدو مه وأ مر فخلع على أ صحاب الجيوش و هم الب ساسيري والنشاووري‬
‫والهمّام أ بو اللقاء وجرى من ولة العرض تقدي مٌ لب عض الج ند وتأخ ير فش غب‬
‫بعضهم وقتلوا واحدا من ولة العرض بمرأى من الملك أبي كاليجار فنزل في‬
‫سمميرية بمنكور وانحدر خوفا ممن انخراق الهيبمة وأصمَد بفمم الصمّلح ‪ ،‬وفمي‬
‫رمضان منهما توفمي أبمو القاسمم علي بمن أحممد الجرجراي وزيمر الظّاهمر‬
‫والمستنصر الخليفت ين وكان فيه كفاية وشها مة وأمانة وصلى عليه المستنصر‬
‫بالتممممممممممممممممممممممممممممممممممممه ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫فمي هذه السمنة نزل الميمر أبمو كاليجار كرشاسمف بمن علء الدّولة ممن‬
‫كنكور وقصمد همذان فملكهما ‪ ،‬وأزاح عنهما نوّاب السمُلطان طغرلبمك وخطمب‬
‫للملك أبي كاليجار وصار في طاعته ‪ ،‬وفيها أمر الملك أبو كاليجار ببناء سور‬
‫ِيم وأحكمم بناؤه وكان دوره اثنمي عشمر ألف ذراع وعرضمه‬
‫مدينمة شيراز َف ُبن َ‬
‫من وأربعمائة ‪.‬‬
‫منة أربعيم‬
‫مه سم‬
‫مر بابا وفرخ منم‬
‫مد عشم‬
‫مة أذرع وله أحم‬
‫ثمانيم‬
‫وفي ها ن قل تابوت جلل الدولة من داره إلى مش هد باب الت بن إلى تر بة له‬
‫هناك وفيهما اسمتوزر السملطان طغرلبمك وزيره أبما القاسمم علي بمن عبمد ال‬
‫الجويني وهو أوّل وز ير وزر له ثم وزر له بعده رئ يس الرؤ ساء أ بو ع بد ال‬
‫الحسين بن علي بن ميكائيل ثمّ وزر له بعده نظام الملك أبو محمد الحسن بن‬
‫مح مد الدّه ستاني و هو أول من لقّ ب نظام الملك ‪ ،‬ثمّ وزر له بعده عم يد الملك‬
‫الكندري و هو أشهر هم ‪ ،‬وإنّ ما اشت هر ل نّ طغرل بك في أيّا مه عظ مت دول ته‬
‫وو صل إلى العراق وخ طب له بال سلطنة و سيرد من أخباره ما ف يه الكفا ية فل‬
‫حا جة إلى ذكر ها ئهُ نا ‪ .‬وفي ها تو في الشّر يف المرت ضى أ بو القا سم علي أ خو‬
‫الرّضى في آخر ربيع الول ومولده سنة خمس وخمسين وثلثمائة وولي نقابة‬
‫العلوييمممن بعده أبمممو أحممممد عدنان ابمممن أخيمممه الرضمممى ‪.‬‬
‫وفيها تُوف يّ القاضي أبو عبدال الحسين بن علي بن محمد الصيمري وهو‬
‫ش يخ أ صحاب أ بي حني فة في زما نه و من جملة تلمذ ته القا ضي أ بو عبدال‬
‫مين وثلثمائة وولي بعده قضاء الكرخ‬
‫منة إحدى وخمسم‬
‫مي ومولده سم‬
‫الدامغانم‬
‫القاضمممممممي أبمممممممو الطيّبممممممم الطمممممممبري‬
‫مضافا إلى ما كان يتوله من القضاء بباب الطّاق ‪ ،‬وفي ها تو في القا ضي‬
‫أ بو الح سن ع بد الوهاب بن من صور بن المشتري قا ضي خوز ستان وفارس‬
‫وكان شافعيّ المذ هب وفي ها أيضا تُوفَي أ بو الح سين مح مد بن علي الب صري‬
‫ممممممممممانيف المشهورة ‪.‬‬
‫مممممممممماحب التَصم‬
‫المتكلًم صم‬
‫ثم دخلت سنة سبع وثلثين وأربعمائة‬

‫ذكر وصول إبراهيم ينال إلى همذان وبلد الجبل‬


‫في هذه ال سّنة أ مر ال سلطان طغرل بك أخاه إبراه يم ينال بالخروج إلى بلد‬
‫الجبل وملكها فسار إليها من كرمان ‪ ،‬وقصد همذان وبها كرشاسف بن علء‬
‫الدولة ففارقها خوفا ودخلها ينال فملكها ‪ ،‬والتحق كرشاسف بالكراد الجوزقان‬
‫‪ ،‬وكان أبمو الشَوك حينئذ بالدّينور ف سار عنهما إلى قَرمي سين خوفا وإشفاقا ممن‬
‫ينال فقوي طمع ينال حينئذ في البلد وسار إلى الدّينور فملكها ‪ ،‬ورتب أمورها‬
‫وسمار منهما يطلب قرميسمين ‪ ،‬فلمما سممع أبمو الشّوك بمه سمار إلى حلوان (‪)1‬‬
‫وترك بقرميسمين ممن فمي عسمكره ممن الدّيلم والكراد الشادنجان ليمنعوهما‬
‫ويحفظوهما ‪ ،‬ووافاهمم ينال جريدة فقاتلوه فدفعوه عنهما فانصمرف عنهمم وعاد‬
‫بخركاهاتمه وحلله فقاتلوه فضعفوا عنمه وعجزوا عمن منعمه ‪ ،‬فملك البلد فمي‬
‫ر جب عنوة وق تل من الع ساكر جما عة كثيرة وأ خذ أموال م نِ سلم من الق تل‬
‫وسملحهم وطردهمم ولحقوا بأبمي الشّوك ونهمب البلد وقتمل وسمبى كثيراَ ممن‬
‫أهله ‪ ،‬ولمّا سممع أبمو الشّوك ذلك سميّر أهله وأمواله وسملحه ممن حلوان إلى‬
‫ص ْيمَرة( ‪)3‬‬
‫قلعة السيروان (‪ )2‬وأقام جريدة في عسكره ‪ ،‬ثمّ انّ ينال سار إلى ال َ‬
‫فمممممي شعبان فملكهممممما ونهبهممممما وأوْقَمممممع بالكراد‬
‫( ‪ ) 1‬حلوان ‪ :‬حلوان العراق ؛ و هي في آ خر حدود ال سواد م ما يلي‬
‫الجبال من بغداد ‪ ،‬و هي في القل يم الرا بع ‪ ،‬قال أ بو ز يد ‪ :‬أ ما حلوان فإن ها‬
‫مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسر من‬
‫رأى أكممممممممممممممممبر منهمممممممممممممممما ‪.‬‬
‫(‪ )2‬السيروان ‪ :‬بكسر أوله ‪ ،‬كورة بالجبل وهي كورة ماسبذان ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫بممممل هممممي كورة برأسممممها ملصممممقة لماسممممبذان ‪.‬‬
‫(‪ )3‬صيمرة ‪ :‬بالفتح ثم السكون وفتح الميم ثم راء ‪ ،‬وهي في موضعين ‪:‬‬
‫أحدهمما بالبصمرة على فمم نهمر معقمل ‪ .‬والثانيمة ‪ :‬بلد بيمن ديار الجبمل وديار‬
‫خوزسمممممممتان وهمممممممي مدينمممممممة بمهرجان قُذق ‪.‬‬
‫المجاور ين ل ها من الجوزقان فانهزموا ‪ .‬وكان كرشا سف بن علء الدّولة‬
‫نازل عندهم فسار هو وهم إلى شهاب الدولة أبي الفوارس منصور بن الحسين‬
‫‪ ،‬ثمّ إن إبراهيمم ينال سمار إلى حلوان ‪ ،‬وقمد فارقهما أبمو الشّوك ولحمق بقلعمة‬
‫ال سّيروَان فو صل إلي ها إبراه يم آ خر شعبان و قد جل أهل ها عن ها وتفرّقوا في‬
‫البلد فنهبهما وأحرقهما وأحرق دار أبمي الشّوك وانصمرف بعمد أن اجتاحهما‬
‫ودر سها ‪ .‬وتو جه طائ فة من الغزّ إلى خانق ين في إ ثر جما عة من أ هل حلوان‬
‫كانوا ساروا بأهليهم وأولدهم وأموالهم فأدركوهم وظفروا بهم وغنموا ما معهم‬
‫وانتشر الغزً في تلك النواحي فبلغوا مايدشت وما يليها فنهبوها وأغاروا عليها‬
‫‪ .‬سمع الملك أبو كاليجار هذه الخبار ‪ ،‬أزعجته وأقلقته وكان بخوزستان فعزم‬
‫جهّز‬
‫على المسير ‪ ،‬ودفع ينال ومن معه من ألغزَ عن البلد ‪ ،‬فأمر عساكره بالتَ َ‬
‫لل سفر إلي هم فعجزوا عن الحر كة لكثرة ما مات من دواب هم ‪ ،‬فلمّا تح قق ذلك‬
‫سممار نحممو بلد فارس فحمممل العسممكر أثقالهممم على الحميممر ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫في هذه ال سّنة في المحرّم خ طب للملك أ بي كاليجار بأ صبهان وأعمال ها‬
‫وعاد المير أبو منصور بن علء الدّولة إلى طاعته ‪ ،‬وكان سبب ذلك أنّه لما‬
‫عصى على الملك أبي كاليجار وقصد كرمان على ما ذكرناه والتجأ إلى طاعة‬
‫طغرل بك لم يبلغ ما كان يؤمله من طغرل بك ‪ ،‬فل ما عاد طغرل بك إلى خرا سان‬
‫خاف أ بو من صور من الملك أ بي كاليجار فرا سله في العود إلى طاع ته فأجا به‬
‫إلى ذلك واصمممممممممممممممممممممممممممممطلحا ‪.‬‬
‫وفي ها ا صطلح أ بو الشّوك وأخوه مهل هل ‪ .‬وكا نا متقاطع ين من ح ين أ سر‬
‫مهل هل أ با الف تح بن أ بي الشّوك وموت أ بي الف تح في سجنه ‪ ،‬فلمّا كان الن‬
‫وخا فا من الغزَ ترا سلً في ال صلح واعتذر مهل هل وأر سل ولده أ با الغنائم إلى‬
‫أبي الشّوك وحلف له أن أبا الفتح توفّي حتف أنفه من غير قتل ‪ .‬وقال ‪ :‬هذا‬
‫ولدي تقتله عوضه ‪ ،‬فرضي أبو الشّوك وأحسن إلى أبي الغنائم وردّه إلى أبيه‬
‫علَى أ بي القا سم علي‬
‫وا صطلحا واتّف قا ‪ .‬وفي ها في جمادى الولى خلع الخلي فة َ‬
‫بن الحسمن بن المسملمة واسمتوزره ولقبمه رئيمس الرؤسماء و هو ابتداء حاله ‪،‬‬
‫وكان ال سبب في ذلك أن ذا ال سّعادات بن ف سانجس وز ير الملك أ بي كاليجار‬
‫كان يسيء الرّأي في عميد الرّؤساء وزير الخليفة فطلب من الخليفة أن يَعزلَ هُ‬
‫فعزله ‪ ،‬واستوزر رئيس الرّؤساء نيابة ث مّ خلع عليه وجلس في الدّست ‪ .‬وفيها‬
‫فممممممممممممممممي شعبان سممممممممممممممممار‬
‫سرخاب بن محمد بن عناز أخو أبي الشوك إلى البندنتجين وبها سعدي‬
‫بن أبي الشوك ففارقها سعدي ولحق بابيه ونهب سرخاب بعضها ‪ ،‬وكان أبو‬
‫ما متباينان لذلك ‪.‬‬
‫مه وهمم‬
‫ما عدا دزديلويم‬
‫مرخاب مم‬
‫مذ بلد سم‬
‫مد أخم‬
‫الشوك قم‬
‫وفيها في آخر رمضان توفي أبو الشرك فارس بن محمد بن عناز بقلعة‬
‫ال سيروان وكان مرض لمّا سار إلى ال سيروان من حلوان ‪ ،‬ول ما تُو في غدر‬
‫الكراد باب نه سعدي و صاروا مع عمّه مهل هل ‪ ،‬فع ند ذلك م ضى سعدي إلى‬
‫إبراه يم ينال وأ تى بالغزّ على ما نذكره إن شاء ال تعالى ‪، .‬وفي ها قُتِل عي سى‬
‫بن مو سى الهذبا ني صاحب أر بل ‪ ،‬وكان خرج إلى ال صيد فقتله اب نا أ خٍ له‬
‫وسارا إِلى قلعة أربل فملكاها ‪ .‬وكان سلر بن موسى أخو المقتول نازلًا على‬
‫قرواش بن المقلّد صاحب المو صل لنفرة كا نت بي نه وب ين أخ يه فلمّا ق تل سار‬
‫قرواش ممع السملر إلى أربمل فملكهما وسملّمها إلى السملر وعاد قرواش إلي‬
‫المو صل ‪ .‬وفي ها كا نت ببغداد فتنةٌ ب ين أ هل الكرخ وباب الب صرة وقتال اشتدّ‬
‫ق تل ف يه جما عة ‪ .‬وفي ها و قع البلء والوباء في الخ يل فهلك من ع سكر الملك‬
‫أبمي كاليجار اثنما عشمر ألف فرس ‪ ،‬وعمّ ذلك البلد ‪ ،‬وفيهما توفمي علي بمن‬
‫محممد بمن نصمر أبمو الحسمن الكاتمب بواسمط صماحب الرّسمائل المشهورة ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة ثمان وثلثين وأربعمائة‬

‫ذكر ملك مهلهل قرميسين والدينور‬


‫في هذه السًنة ملك مهلهل بن محمد بن عنّاز مدينة قرميسين والدّينور‬
‫وسبب ذلك أن إبراهيم ينال كان قد استعمل عند عوده من حلوان على‬
‫قرميسين بدر بن طاهر بن هلل ‪ ،‬فلمّا ملك مهلهل بعد موت أخيه أبي الشّوك‬
‫سار إلى مايدشت ونزل بها ثم توجّه نحو قرميسين فانصرف عنها بدر فملكها‬
‫مهلهل وسيّر ابنه محمدا إلى الدّينور وبها عساكر ينال فاقتتلوا ‪ ،‬فقتل بين‬
‫الفريقين جماعة وانهزم أصحاب ينال وملك محمّد البلد ‪.‬‬
‫ذكر اتصال سعدي بن أبي الشوك بإبراهيم ينال وما كان منه‬
‫فمي هذه السمنة فمي شهمر ربيمع الوّل فارق سمعدي بمن أبمي الشّوك عمّهم‬
‫مهلهلًا ولحق بإبراهيم ينال فصار معه ‪ ،‬وسبب ذلك أ نَ عمّه تزوّج أمه وأهمل‬
‫جانبمه واحتقره ‪ ،‬وكذلك أيضا قصمّر فمي مراعاة الكراد الشاذنجان فراسمل‬
‫سمعدي إبراهيمم ينال فمي اللحاق بمه فأذن له فمي ذلك ووعده أن يملكَهُم مما كان‬
‫لب يه مشار إل يه في جما عة من الكراد الشاذنجان ‪ ،‬فقوي ب هم فأكر مه ينال ‪،‬‬
‫وضم إليه جمعا من الغزّ وسيّره إلى حلوان فملكها وخطب فيها لبراهيم ينال‬
‫في ش هر رب يع الوّل وأقام ب ها أياما ‪ ،‬ور جع إلى مايَدِشْت ف سار عمّ هُ مهل هل‬
‫إلى حلوان فملكهما ‪،‬قطمع منهما خطبمة َينَال ‪ ،‬فلمّا سممع سمعدي بذلك سار إلى‬
‫حلوان ففارق ها عمّهم مهلهمل إلى ناحيمة بلّوطمة وملك سمعدي حلوان و سار إلى‬
‫عمّه سرخاب فكب سه ون هب ما كان م عه و سيّر جمعا إلى البندنيج ين فا ستولوا‬
‫علي ها وقبضوا على نائب سرخاب ب ها ونهبوا بعض ها وانهزم سرخاب ف صعد‬
‫إلى قلعة دزديلويه ‪ ،‬ثمّ عاد سعدي إلى قِرميسين ‪ ،‬فسيّر عمّه مهلهل ابنه بدرا‬
‫إلى حلوان فملكها ‪ ،‬فجمع سعدي وأكثر وعاد إلى حلوان ‪ ،‬ففارقها من كان بها‬
‫ممممن أصمممحاب عمّمممه ‪ ،‬إلّا ممممن كان بالقلعمممة وملكهممما‬
‫سعدي ‪ ،‬وكان قد صحبه كث ير من الغز ف سار ب هم من ها إلى عمّ ه مهلهل‬
‫وترك ب ها من يحفظ ها ‪ ،‬فل ما عالم عمّ ه بقر به م نه سار ب ين يد يه إلى قل عة‬
‫مممممممممما ‪.‬‬
‫ممممممممممى بهم‬
‫تيرانشاه بقرب شهرزور فاحتمم‬
‫وملك الغزّ كثيرا ممن النواحمي والمواشمي وغنموا كثيرا ممن الموال‬
‫والدّواب ‪ ،‬فلمّا رأى سعدي تح صن عمّه م نه خاف على من خل فه بحلوان ‪،‬‬
‫فعاد عازما على محاصرة القلعة فمض وحصرها ‪ ،‬وقاتله من بها من أصحاب‬
‫عمّه ون هب الغزّ حلوان وفتكوا في ها وافتضّوا البكار وأحرقوا الم ساكن وتفرق‬
‫الناس ‪ ،‬وفعلوا في تلك النواحي جميعها أقبح فعل ‪ ،‬ولمّا سمع أصحاب الملك‬
‫مل‬
‫مي كاليجار ووزيره هذه الخبار ندبوا العسمماكر إلى الخروج إلى مهلهم‬
‫أبم‬
‫ومسماعدته على ابمن أخيمه ودفعمه عمن هذه العمال فلم يفعلوا ‪ ،‬ثُمّ إن سمعدي‬
‫أقطع أبا الفتح بن ورام البندنيجين واتّفقا واجتمعا على قصد عمه سرخاب بن‬
‫مح مد بن عناز وح صره بقل عة دزديلو يه ف سار في من معه ما من الع ساكر فل ما‬
‫قاربوا القلعة دخلوا في مضيق هناك من غير أن يجعلوا لهم طليعة طمعا فيه ‪،‬‬
‫وإدللًا بقوتهمم ‪ ،‬وكان سمرخاب قمد جعمل على رأس الجبمل على فمم المضيمق‬
‫جمعا ممن الكراد ‪ ،‬فلمما دخلوا المضيمق لقيهمم سمرخاب ‪ ،‬وكان قمد نزل ممن‬
‫القل عة فاقتتلوا وعادوا ليخرجوا من المض يق فتقطّرت ب هم خيل هم ف سقطوا عن ها‬
‫ورما هم الكراد الذ ين على الج بل فوهنوا وأ سر سعدي وأ بو الف تح بن ورام‬
‫وغيرهما من الرؤوس وتفرّق الغز والكراد من تلك النواحي بعد أن كانوا قد‬
‫توطنوهممممممممممممممما وملكوهممممممممممممممما ‪.‬‬
‫ذكر حصار طغرلبك أصبهان‬
‫في هذه ال سنة حصر طغرل بك مدي نة اصبهان وب ها صاحبها أبو منصور‬
‫فرامرز بن علء الدولة فضيق عليه ولم يظفر من البلد بطائل ‪ ،‬ثم اصطلحوا‬
‫مبهان‬
‫مب له بأصم‬
‫مك وخطم‬
‫من علء الدولة لطغرلبم‬
‫على مال يحمله فرامرز بم‬
‫وأعمالهمممممممممممممممممممممممممممممممممما ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫فمي هذه السمنة خرج ممن الترك ممن بلد التْبمت خلق ل يحصمون كثرة‬
‫فراسلوا أرسلن خان صاحب بلساغون يشكرونه على حسن سيرته في رعيّته‬
‫ولم يكمن منهمم تعرّض إلى مملكتمه ولكنّهمم أقاموا بهما وراسملهم ودعاهمم إلى‬
‫السممممممممممملم فلم يجيبوا ولم ينفروا منمممممممممممه ‪.‬‬
‫وفيها توفي أبو الحسن الخيشي النَحوي في ذي الحجة وله نيّف وتسعون‬
‫سنة ‪ .‬وفيها انحدر علء الدين أبو الغنائم بن الوزير ذي السّعادات إلى البطائح‬
‫وح صرها وب ها صاحبها أ بو ن صر بن الهي ثم وضيّق عل يه واجت مع مع ج مع‬
‫ج َويْني والد إمام‬
‫كثير‪ .‬وفيها في ذي القعدة توفي عبدال بن يوسف أبو محمد ال ُ‬
‫الحرمَيْن أ بي المعالي وكان إِماما في الشافع ية تفقّه على أ بي الطيّب سهل بن‬
‫محمد الصعلوكي وكان عالما بالدب وغيره من العلوم وهو من بني سنبس ‪:‬‬
‫بطممممممممممممممممن مممممممممممممممممن طيىء ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة تسع وثلثين وأربعمائة‬

‫ذكر صلح الملك أبي كاليجار والسلطان طغرلبك‬


‫في هذه السنة أرسل الملك أبو كاليجار إلى السلطان ركن الدين طغرلبك‬
‫في ال صّلح فأجابه إليه واصطلحا وكتب طغرلبك إلى‪ .‬أخيه ينال يأمره بالكف‬
‫عمّما وراء مما بيده ‪ ،‬واسمتقرّ الحال بينهمما أن يتزوج طغرلبمك بابنمة أبمي‬
‫كاليجار ‪ ،‬ويتزوج الم ير أ بو من صور بن أ بي كاليجار باب نة الملك داود أ خي‬
‫منة ‪.‬‬
‫من هذه السم‬
‫مر مم‬
‫مع الخم‬
‫مر ربيم‬
‫مي شهم‬
‫مد فم‬
‫مك ‪ ،‬وجرى العقم‬
‫طغرلبم‬
‫ذكر القبض على سرخاب أخي أبي الشوك‬
‫في هذه السنة قبض الكراد اللرية وجماعة من عسكر سرخاب مليه لنّه‬
‫أ ساء ال سيرة مع هم ووتر هم فقبضوا عل يه وحملوه إلى إبراه يم ينال فقلع إحدى‬
‫عين يه وطال به بإطلق سعدي بن أ بي الشّوك فلم يف عل ‪ ،‬وكان أ بو الع سكر بن‬
‫سرخاب قد غاض به لمّا ق بض على سعدى واعتزله كراه ية لفعله ‪ ،‬فلمّا أ سر‬
‫أبوه سرخاب سار إلى القل عة وأخرج سعدى ا بن ع مه وفكّ قيوده وأح سن إليه‬
‫وأطل قه وأ خذ عل يه بطرح ما م ضى وال سعي في خلص والده سرخاب ف سار‬
‫سعدي واجت مع عل يه خلق كث ير من الكراد وو صل إلى إبراه يم ينال فلم ي جد‬
‫الملكم أِبمي‬
‫ِ‬ ‫عنده الذي أراد ففارقمه وعاد إلى الدسمكرة وكاتمب الخليفمة ونوّاب‬
‫مممممممممما ‪.‬‬
‫ممممممممممة وأقام بهم‬
‫كاليجار بالعود إلى الطاعم‬
‫ذكر ملك إبراهيم ينال قلعة كنكور وغيرها‬
‫في هذه ال سنة سار إبراه يم ينال إلى قل عة كنكور ‪ ،‬وب ها ع كبر بن فارس‬
‫صاحب كرشا سف ا بن علء الدولة يحفظ ها له فامت نع ع كبر ب ها إلى أن فن يت‬
‫ذخائره وكانت قليلة ‪ ،‬فلمّا نفذت الذخائر عمد إلى بيوت الطعام التي في القلعة‬
‫وملهممممممممممممممممممممممممممممما ترابا وحجارة‬
‫و س ّد أبواب ها ون ثر من دا خل البواب شيئا من طعام وعلى رأس التراب‬
‫والحجارة ‪ ،‬كذلك أيضا ‪ ،‬ورا سل إبراه يم في ت سليم القل عة إل يه على أن يؤم نه‬
‫على من ب ها من الرّجال و ما ب ها من الموال فأر سل إل يه إبراه يم يمت نع عل يه‬
‫إبراهيمم فطوّفمه على البيوت التمي فيهما‬
‫ٍ‬ ‫ممن ترك المال ‪ ،‬فأخمذ عكمبر رسمول‬
‫الطعام وفتح مواضع من المسدود فرآها مملوءة فظنها طعاما وقال له عكبر ‪:‬‬
‫مما راسملت صماحبك خوفما ممن المطاولة ول إشفاقا ممن نفاذ الميرة ‪ ،‬لكنّنمي‬
‫أحببمت الدّخول فمي طاعتمه فإن بذل لي المان على مما طلبتمه لي وللميمر‬
‫كرشاسمف وأمواله ولممن بالقلعمة سملمت إليمه وكفيتمه مؤنمة المقام ‪ .‬فلمّا عاد‬
‫الر سول إلى إبراه يم وأ خبره أجا به إلى ما طلب ونزل ع كبر وت سلّمها إبراه يم‬
‫فلمّا صد إلى القل عة انكش فت الحيلة و سار ع كبر ب من م عه إلى قل عة سرماج‬
‫وصمد إليهما ولمّما ملك ينال كنكور عاد إلى همذان فسميّر جيشا لخمذ قلع‬
‫سرخاب ‪ ،‬وا ستعمل علي هم ن سيبا له ا سمه أح مد‪ -‬و سلّم إل يه سرخابا ليف تح به‬
‫قل عه ف سار به إلى قل عة كلكان فامتن عت عل يه ‪ ،‬ف ساروا إلى قل عة دزديلو يه‬
‫فحصمروها وامتدت طائفمة منهمم إلى البندنيجيمن فنهبوهما فمي جمادى الخرة ‪،‬‬
‫وفعلوا الفاعيمل القبيحمة ممن النهمب والقتمل وافتراش النسماء والعقوبمة على‬
‫تخل يص الموال فمات من هم جما عة لشدّة الضرب ‪ ،‬و سارت طائ فة من هم إلى‬
‫أ بي الف تح بن ورام فان صرف عن هم خوفا من هم وترك حلله بحال ها وق صد أن‬
‫يشتغلوا بنهب حلله فيعود عليهم فلم يُعرّجوا على النّهب وتبعوه فلشدّة خوفه أن‬
‫يظفروا به ويأخذوه قاتل هم فظ فر ب هم وق تل وأ سر جما عة من هم وغ نم ما مع هم‬
‫مممممممممممممممممممممممممممممممع الباقون ‪.‬‬
‫ورجم‬
‫وأرسمل إلى بغداد يطلب نجدة خوفا ممن عودهمم فلم ينجدوه لعدم الهيبمة‬
‫وقلة إمساك المر فعبر بنو ورام دجلة إلى الجانب الغربي ‪ ،‬ثم إنّ الغز أسرُوا‬
‫خيْن من باج سرى‬
‫إلى سعدي بن أ بي الشوك في ر جب و هو نازل على َفرْ سَ َ‬
‫وكبسوه فانهزم هو ومن معه ل يلوي الخ على أخيه ول الوالد على ولده فقتل‬
‫منهم خلق كثير وغنم الغز أموالهم ونهبوا تلك العمال ‪ .‬وكان سعدي قد أنزل‬
‫س ْي َروَان فو صله تلك الليلة فغن مه الغزّ إل قليلً م نه سلم م عه‬
‫مالً من قل عة ال ّ‬
‫ج َريْعمة الذقمن ‪،‬ونهمب الغزّ الدّسمكرة وباجسمري‬
‫ونجما سمعدي ممن الوقعمة ب ُ‬
‫والهارونيمة وقصمر سمأبور وجميمع تلك العمال ووصمل الخمبر إلى بغداد بان‬
‫إبراهيم ينال عازم على قصد بغداد فارتاع النّاس ‪ ،‬واجتمع المراء والقواد إلى‬
‫الميمر أبمي منصمور بمن الملك أبمي كاليجار ليجتمعوا ويسميروا إليمه ويمنعوه‬
‫واتفقوا على ذلك فلم يخرج غير خيم المير أبي منصور والوزير ونفر يسير‬
‫وتخلّف الباقون ‪ ،‬وهلك مممممممممممممن أهممممممممممممل‬
‫تلك النواحي المنهوبة خلق كثير ‪ ،‬فمنهم من ُقتِل ومنهم من غرق ومنهم‬
‫من قتله البرد ‪ .‬وو صل سعدى إلى ديالي (‪ ) 1‬ثم سار من ها إلى أ بي ال غر‬
‫دبيس بن مزيد فأقام عنده ثمّ إن إبراهيم ينال سار إلى السيروان فحصر القلعة‬
‫وضيّق على من بها ‪ ،‬وأرسل سريّة نهبت البلد وانتهت إلى مكان بينه وبين‬
‫تكريمت عشرة فراسمخ ‪ ،‬ودخمل بغداد ممن أهمل طريمق خراسمان خلق كثيمر‬
‫وذكروا من حالهم ما أبكى العيون ثم سلّمها إليه مستحفظها بعد أن أمنه على‬
‫نفسمه وماله ‪ ،‬وأخمذ منهما ينال ممن بقايما خلفمه سمعدى شيئا كثيرا ولمّا فتحهما‬
‫اسمتخلف فيهما مقدّما كمبيرا ممن أصمحابه يقال له سمخت كمان وانصمرف إلى‬
‫حلوان وعاد من ها إلى همذان وم عه بدر ومالك اب نا مهل هل فأكرمه ما ‪ ،‬ثمّ إ نّ‬
‫سلّمت القل عة بعده‬
‫صاحب قل عة سرماج تو في و هو من ولد بدر بن ح سنويه و ُ‬
‫إلى إبراهيمم ينال وسميّر إبراهيمم ينال وزيره إلى شهرزور ‪ ،‬فأخذهما وملكهما‬
‫فهرب منمه مهلهمل فأبعمد فمي الهرب ‪ .‬ثمم نزل أحممد على قلعمة تيرانشاه‬
‫وحا صرها ونقّ ب علي ها عدة نقوب ثم إ نَ مهلهلً را سل أ هل شهرزور يعد هم‬
‫بالم سير إلي هم في ج مع كث ير ويأمر هم بالوثوب ب من عند هم من الغزّ ففعلوا‬
‫وقتلوا من هم‪ .‬و سمع أح مد بن طا هر فعاد إلي هم وأو قع ب هم ونهب هم وق تل كثيرا‬
‫منهمم ‪ ،‬ثمم إنّم الغزّ المقيميمن بالبندنيجيمن وممن معهمم سماروا إلى براز الروز‬
‫وتقدموا إلى ن هر ال سّليل فاقتتلوا هم وأ بو دلف القا سم بن مح مد الجاوا ني قتالً‬
‫شديدا ظفر فيها أبو دلف وانهزم الغزّ وأخذ ما معهم وسار في ذي الحجة جمعٌ‬
‫من الغزّ إلى بلد علي بن القا سم الكردي فأغاروا وعاثوا فأ خذ علي هم المض يق‬
‫وأوقممع بهممم وقتممل كثيرا منهممم وارتجممع ممما غنموه مممن بلده ‪.‬‬
‫ذكر استيلء أبي كاليجار على البطيحة‬
‫في هذه السنة اشتدّ الحصار من عسكر الملك أبي كاليجار على أبي نصر‬
‫بن الهيثم صاحب البطيحة فجنح إلى ال صّلح فاشتط عليه أبو الغنائم بن الوزير‬
‫ذي ال سعادات ثم ا ستأمن ن فر من أ صحاب أ بي ن صر وملّاح يه إلى أ بي الغنائم‬
‫وأخمبروه بضعمف أبمي نصمر وعزممه على النتقال ممن مكانمه فحفمظ الطّرق‬
‫عليمه ‪ ،‬فلمما كان خاممس صمَفر جرت وقعمة كمبيرة بيمن الفريقيمن واشتدّ القتال‬
‫فظفممممر أبممممو الغنائم ‪ ،‬وقتممممل مممممن البطائحييممممن‬
‫( ‪ ) 1‬ديالي ‪ -‬بفتح أوله وإمالة اللم ‪ : -‬نهر كبير ‪ -‬بقرب بغداد وهو‬
‫نهر يعقوبا العظم يجري في جنبها ؛ وهو الحدّ بين طريق خراسان والخالص‬
‫وهممممممممممو نهممممممممممر تامرا بعينممممممممممه ‪.‬‬
‫جماعمة كثيرة وغرق منهمم سمفن كثيرة وتفرقوا فمي الجام ومضمى ابمن‬
‫الهيثممم ناجيا بنفسممه فممي زبزب وملكممت داره ونهممب ممما فيهمما ‪.‬‬
‫ذكر ظهور الصفر وأسره‬
‫في هذه السنة ظهر الصفر التغلبي برأس عين وادّعى أنه من المذكورين‬
‫في الكتب ‪ ،‬واستغوى قوما بمخاريق وضعها وجمع جمعا وغزا نواحي الرّوم‬
‫فظفر وغنم وعاد وظهر حديثه وقوي ناموسه وعاود الغزو في عدد أكثر من‬
‫العدد الوّل ودخمل نواحمي الروم وأوغمل وغنمم أضعاف مما غنممه أوّلً حتمى‬
‫بي عت الجار ية الجميلة بالث من الب خس وت سامع النَاس به فق صدوه وك ثر جم عه‬
‫واشتدّت شوكتمه وثقلت على الرّوم وطأتمه فأرسمل ملك الرّوم إلى نصمر الدولة‬
‫بن مروان يقول له إنّك عالم ب ما بين نا من المواد عة و قد ف عل هذا الر جل هذه‬
‫الفاعيل ‪ ،‬فإن كن تَ قد رجعت عن المهادنة فعرّفنا لندبر أمرنا بحسبه ‪ .‬واتفق‬
‫في ذلك الوقت أن وصل رسول من الصفر إلى نصر الدولة أيضا ينكر عليه‬
‫ترك الغزو والميل إلى الدّعة ‪ ،‬فساءه ذلك أيضا وا ستدعى قوما من ب ني نُمير‬
‫وقال لهم إ نّ هذا الرجل قد أثار الرّوم علينا ول قدرة لنا عليهم وبذل لهم بذلً‬
‫على الفتك به فساروا إليه فقربهم ولزموه فركب يوما غير متحرز فأبعد وهم‬
‫م عه فعطفوا عل يه وأخذوه وحملوه إلى ن صر الدولة بن مروان فاعتقله وتل فى‬
‫مممممممممممممممممممممممممممممممممر الروم ‪.‬‬
‫أمم‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫في هذه ال سنة تجددت الهد نة ب ين صاحب م صر وب ين الروم وح مل كلّ‬
‫وا حد منه ما ل صاحبه هد ية عظي مة ‪ ،‬وفي ها كان ببغداد والمو صل و سائر البلد‬
‫العراق ية والجزر ية غلء عظ يم حتّى أ كل الناس المي تة وتب عه وباء شد يد مات‬
‫فيه كثير من الناس حتّى خلت ال سواق وزادت أثمان ما يحتاج إليه المرضى‬
‫حتمى بيمع الممن ممن الشراب بنصمف دينار وممن اللوز بخمسمة عشمر قيراطا‬
‫والرّمانممممممممة بقيراطيممممممممن والخيارة بقيراط وأشباه ذلك ‪.‬‬
‫وفي ها ج مع الم ير أ بو كاليجار ف نا خ سرو بن م جد الدولة بن بو يه جمعا‬
‫وسار إلى آمد فدخلها وساعده أهلها وأوقع بمن كان فيها من أصحاب طغرلبك‬
‫فقتل وأسر وعرف طغرلبك ذلك فسار عن الرّي قاصدا إليه ومتوجّها إلى قتاله‬
‫‪ ،‬وفيها توفَي عميد الدولة أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم بجزيرة‬
‫ابممممن عمممممر فممممي ذي القعدة وله شعممممر حسممممن‬
‫ووزر لجلل الدولة عدة دفعات ‪ .‬وفي ها سيّر الم عز بن باد يس صاحب‬
‫إفريقيمة أسمطولً إلى جزائر القسمطنطينية فظفمر وغنمم وعاد ‪ .‬وفيهما اقتتلت‬
‫طوائف من تلكاتة قاتل بعضهم بعضا وكان بينهم حرب صبروا فيها فقتل منهم‬
‫خلق كثير ‪ ،‬وفيها قبض الملك أبو كاليجار علي وزيره محمد بن جعفر بن أبي‬
‫الفرج الملقّب بذي ال سّعادات بن فسانجس وسجنه وهرب ولده أبو الغنائم وبقي‬
‫الوزير مسجونا إِلى أن مات في شهر رمضان سنة أربعين وقيل أرسل إليه أبو‬
‫كاليجار من قتله وعمره إحدى وخم سون سنة وللوز ير ذي ال سعادات مكاتبات‬
‫حسمممممممنة وشعمممممممر جيمممممممد منمممممممه ‪:‬‬
‫مممي‬
‫مممم والقلب آبم‬
‫مممل عنكم‬
‫وأرحم‬ ‫‪#‬أودّعكم وإني ذو اكتئاب‬
‫ممن مفارقةِ الشباب‬
‫ممع مم‬
‫لوجم‬ ‫‪#‬وإن فراقكم في كل حال‬
‫‪#‬أسيرُ وما ذممت لكم جوارا ول ملت منازلكمممممم ركابمممممي‬
‫ليالينممممما القصمممممار بل اجتناب‬ ‫‪#‬واشكر كلما أوطنت دارا‬
‫ممممابي‬
‫ممممي غرارات التصم‬
‫فتذكرنم‬ ‫‪#‬وأذكركم إذا هبّت جنوب‬
‫‪#‬لكم منّي المودة في اغتراب وأنتممم إلف نفسممي فممي اقترابممي‬

‫مممممممممممممن هذا ‪.‬‬


‫مممممممممممممو أطول مم‬
‫وهم‬
‫ولمّا ق بض ذو ال سعادات ا ستوزر أ بو كاليجار كمال الملك أ با المعالي بن‬
‫عبد الرحيم ‪ .‬وفيها تُوفي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن يحيى بن أيوب‬
‫المعروف بالمطرز الشاعممر وله شعممر جيّمد فمممن قوله فممي الزهممد ‪:‬‬
‫إن كنمممت ناسممميها فال أحصممماها‬ ‫‪#‬يا عبد كم لك من ذنب ومعصية‬
‫ووقفمممة لك يدممممي القلب ذكراهممما‬ ‫‪#‬ل بدّ يا عبد من يوم تقوم به‬
‫وسممماء ظنمممي فقلت اسمممتغفر ال‬ ‫‪#‬إذا عرضت على قلبي نذكرها‬

‫وفي ها مات أ بو الخطاب الجبلي الشا عر وم ضى إِلى الشام ول قي المعرّي‬


‫مممممممممممه قوله ‪:‬‬
‫مممممممممممر منم‬
‫وعاد ضريرا وله شعم‬
‫وممما جناه الحممبيب محتمممل‬ ‫‪#‬ما حكم الحمب فهمو ممتثل‬
‫ل ينحمل الجسمم فهمو منتحمل‬ ‫‪#‬تهوى وتشكو الضنا وكل هوى‬

‫وفيها توفي أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلل الحافظ ومولده‬
‫مممممممممممممممممممممممممممممممممممممنة‬
‫سم‬
‫اثنتيمن وخمسمين وثلثمائة سممع أبما بكمر القطيعمي وغيره وممن أصمحابه‬
‫الخطيمممممممب أبمممممممو بكمممممممر الحافمممممممظ ‪.‬‬
‫وفي ها ق تل الفق يه أح مد الولوال جي و هو من أعيان الفقهاء الحنف ية‪ ،‬إلّا أ نه‬
‫كان يُكثر الوقيعة في الئمة والعلماء وسلك طريق الرياضة وفسد دماغه فقتل‬
‫بيممممممن مرو وسممممممرخس فممممممي ذي الحجممممممة ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة أربعين وأربعمائة‬

‫ذكر رحيل عسكر ينال عن تيرانشاه وعود مهلهل إلى شهرزور‬


‫قمد ذكرنما فمي السمنة المتقدممة اسمتيلء أحممد بمن طاهمر وزيمر ينال على‬
‫شهرزور ومحاصمرته قلعمة تيرانشاه ولم يزل يحاصمرها إلى الن فوقمع فمي‬
‫عسمكره الوباء وكثمر الموت فأرسمل إلى صماحبه ينال يسمتمده ويطلب إنجاده‬
‫ويعرّ فه كثرة الوباء عنده ‪ ،‬فأمره بالرح يل عن ها ف سار إلى مايد شت فلمّا سمع‬
‫مهلهل ذلك سيّر أحد أولده إلى شهرزور فملكها وانزعج الغزّ الذين بالسّيروان‬
‫وخافوا ‪ ،‬ثمّ سار جمع من عسكر بغداد إلى حلوان وحصروا قلعتها فلم يظفروا‬
‫ب ها فنهبوا تلك العمال وأتوا على ما تخلف من الغزَ فخر بت العمال بالكلّ ية‬
‫وسار مهل هل ومعه أهله وأمواله إلى بغداد فأنزل هم بباب المرا تب بدار الخل فة‬
‫خوفا من الغز وعاد إلى حلله وبينه وبين بغداد ستّة فراسخ ‪ ،‬و سار جمع من‬
‫عسكر بغداد إلى البندنيجين وبها جمع من الغزّ مع عكبر بن أحمد بن عيّاض‬
‫فتواقعوا واقتتلوا فانهزم عسمكر بغداد وقتمل منهمم جماعمة وأسمر جماعمة قتلوا‬
‫ممممممممممممممممممممممممممممممممبرا ‪.‬‬
‫أيضا صم‬
‫ذكر غزو إبراهيم ينال الروم‬
‫في هذه السنة غزا إبراهيم ينال الرّوم فظفر بهم وغنم وكان سبب ذلك أنّ‬
‫خلقا كثيرا من الغزّ ممّا وراء الن هر قدموا عل يه فمّال ل هم ‪ :‬بلدي تض يق عن‬
‫مقامكمم والقيام بمما تحتاجون إليمه والرأي أن تمضوا إلى غزو الروم وتجاهدوا‬
‫في سبيل ال وتغنموا وأ نا سائر على أثر كم وم ساعد ل كم على أمر كم ‪ .‬ففعلوا‬
‫و ساروا ب ين يد يه وتبع هم فو صلوا إلى سلز كرد وأردن الرّوم وقاليقل وبلغوا‬
‫طرابزون وتلك النّواحمي كلهما ولقيهمم عسمكر عظيمم للرّوم والبخاز يبلغون‬
‫خمسمين ألفا فاقتتلوا واشتدّ القتال بينهمم وكانمت بينهمم عدّة وقائع تارة يظفمر‬
‫هؤلء وتارة هؤلء وكان آخمر الممر الظفمر للمسملمين فأكثروا القتمل فمي‬
‫الروم وهزموهم وأسروا جماعة كثيرة من بطارقتهم ‪ .‬وممن أسر قاريط‬
‫ملك البخاز فبذل في نف سه ثلثمائة ألف دينار وهدا يا بمائة ألف فلم يُج به إلى‬
‫ذلك ولم يزل يجوس تلك البلد وينهبهما إلى أن بقمي بينمه وبيمن القسمطنطينية‬
‫خمسة عشر يوما واستولى المسلمون على تلك النواحي فنهبوها وغنموا ما فيها‬
‫و سبوا أك ثر من مائة ألف رأس وأخذوا من الدّواب والبغال والغنائم والموال‬
‫ما ل ي قع عل يه الح صاء وق يل إ نّ الغنائم حملت على عشرة آلف عجلة ل نّ‬
‫في جملة الغنيمة تسعة عشر ألف درع وكان قد دخل بلد الروم جمع من الغز‬
‫يقدمهم انسان نسيب طغرلبك فلم يؤثر كبير أثر وقتل من أصحابه جماعة وعاد‬
‫مممممل هذا الذي ذكرناه ‪.‬‬
‫مممممم ينال ففعم‬
‫مممممل بعده إِبراهيم‬
‫ودخم‬
‫ذكر موت الملك أبي كاليجار وملك ابنه الملك الرحيم‬
‫في هذه السنة تُوفَي الملك أبو كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة بن بهاء‬
‫الدولة بن عضد الدّولة بن بويه ‪ ،‬رابع جمادى الولى بمدينة جناب من كرمان‬
‫‪ .‬وكان سبب مسيره إليها أنه كان قد عول في ولية كرمان حربا وخرابا على‬
‫بهرام بن لشكر ستان الدّيل مى وقرر عل يه مالً فترا خى بهرام في تحر ير ال مر‬
‫وأخلّه إلى المغالطة والمدافعة ‪ ،‬فشرع حينئذ أبو كاليجار في إعمال الحيلة عليه‬
‫وأ خذ قل عة برد سير من يده و هي معقله الذي يحت مي به ويعوّل عل يه ‪ ،‬فرا سل‬
‫بعمض ممن بهما ممن الجناد وأفسمدهم فعلم بهمم بهرَام فقتلهمم وزاد نفوره‬
‫واستشعاره وأظهر ذلك فسار إليه الملك أبو كاليجار في ربيع الخر فبلغ قصر‬
‫مجاشع فوجد في حلقه خشونة فلم يبال بها وشرب وتصيّد وأكل من كبد غزال‬
‫مشوي واشتدّت عل ته ولح قه حمّى وض عف عن الركوب ولم يمك نه المقام لعدم‬
‫الميرة بذلك المنزل فحمل في محفة على أعناق الرجال إلى مدينة جناب فتوفي‬
‫بهما وكان عمره أربعيمن سمنة وشهورا ‪ ،‬وكان ملكمه بالعراق بعمد وفاة جلل‬
‫الدولة أربممممع سممممنين وشهريممممن ونيفا وعشريممممن يوما ‪.‬‬
‫ول ما تو في ن هب التراك من الع سكر الخزائن وال سلح والدّواب وانت قل‬
‫ولده أبو منصور فلستون إلى مخيّم الوزير أبي منصور ‪ ،‬وكانت منفردة عن‬
‫العسمكر فأقام عنده ‪ ،‬وأراد التراك نهمب الوزيمر والميمر فمنعهمم الدّيلم ‪،‬‬
‫وعادوا إلى شيراز فملكها المير أبو منصور واستشعر الوزير فصعد إلى قلعة‬
‫خرمة فامتنع بها ‪ ،‬فلما وصل خبر وفاته إلى بغداد وبها ولده الملك الرحيم أبو‬
‫نصمممر خره فيروز أحضمممر الجنمممد واسمممتحلفهم وراسمممل‬
‫الخليفة القائم بأمر ال في معنى الخطبة له وتلقيبه بالملك الرحيم وتردّدت‬
‫الرسل بينهم في ذلك إلى أن أجيب إلى ملتمسه سوى الملك الرحيم فإن الخليفة‬
‫امت نع من إجاب ته ‪ ،‬وقال ل يجوز أن يلقَب بأخ صّ صفات ال تعالى ‪ ،‬وا ستقر‬
‫مل كه بالعراق وخوز ستان والب صرة ‪ ،‬وجمان بالب صرة أخوه أ بو علي بن أ بي‬
‫كاليجار وخلف أبمو كاليجار ممن الولد الملك الرحيمم والميمر أبما منصمور‬
‫فل ستون وأ با غالب كامرو وأ با المظ فر بهرام وأ با علي كيخ سرو وأ با سعد‬
‫خسرو شاه وثلثة بنين أصاغر ‪ ،‬فاستولى ابنه أبو منصور على شيراز فسيّر‬
‫إليه الملك الرّحيم أخاه أبا سعد في عسكر فملكوا شيراز وخطبوا للملك الرّحيم‬
‫وقبضوا على الميممر أبممي منصممور ووالدتممه وكان ذلك فممي شوّال ‪.‬‬
‫ذكر محاصرة العسكر المصرية مدينة حلب‬
‫فمي جمادى الخرة وصملت عسماكر مصمر إلى حلب فمي جممع كثيمر‬
‫فح صروها وب ها م عز الدولة أ بو علوان ثمال بن صالح الكل بي ‪ ،‬فج مع جمعا‬
‫كثيرا بلغوا خمسمة آلف فمي فارس وراجمل فلمّا نزلوا على حلب خرج إليهمم‬
‫ثمال وقاتل هم قتالً شديدا صبر ف يه ل هم إلى الل يل ث مّ د خل البلد ‪ ،‬فلمّا كان ال غد‬
‫اقتتلوا إلى آ خر النهار ‪ ،‬و صبر أيضا ثمال وكذلك أيضا اليوم الثالث فلمّا رأى‬
‫الم صريون صبر ثمال وكانوا ظنّوا أ نّ أحدا ل يقوأب ين أيدي هم رحلوا عن البلد‬
‫مم لم يرَ الناس مثله فجاءت المدود إلى‬
‫مر عظيم‬
‫مق أن تلك الليلة جاء مطم‬
‫فاتفم‬
‫منزل هم فبلغ الماء ما يقارب قامت ين ولو لم يرحلوا لغرقوا ث مّ رحلوا إلى الشام‬
‫العلى ‪.‬‬
‫ذكر الخلف بين قرواش والكراد الحميدية والهذبانية‬
‫منة اختلف قرواش والكراد الحميديّمة والهذبانيّمة ‪ ،‬وكان‬
‫مي هذه السم‬
‫فم‬
‫للحميديّة عدّة ح صون تجاور المو صل من ها الع قر و ما قارب ها وللهذبان ية قل عة‬
‫ار بل وأعمال ها ‪ ،‬وكان صاحب الع قر حينئذ أ با الح سن بن عي سكان الحميدي‬
‫وصاحب اربل أبو الحسن بن موسك الهذباني وله أخ اسمه أبو علي بن موسك‬
‫فأعانه الحميدي على أخذ اربل من أخيه أبي الحسن فملكها منه وأخذ صاحبها‬
‫أبما الحسمن أسميرا وكان قرواش وأخوه زعيمم الدّولة أبمو كاممل بالعراق‬
‫مشغول ين ‪ ،‬فلمّا عاد إلى المو صل و قد سخطا هذه الحالة لم يظهرا ها‪ ،‬وأر سل‬
‫قرواش يطلب من الحميدي والهذباني نجدة له على نصر الدولة بن مروان فأمّا‬
‫أبو الح سن الحميدي فسار إليه بنفسه وأمّا أ بو علي الهذبا ني فأر سل أخاه‬
‫وا صطلح قرواش ون صر الدولة وق بض على أ بي الح سن الحميدي ث مّ صانعه‬
‫على إطلق أبي الحسن الهذباني الذي كان صاحب اربل ‪ ،‬وأخذ اربل من أخيه‬
‫أ بي علي وت سليمها إل يه فإن امت نع أ بو علي ‪ ،‬كان عونا عل يه فأجاب إلى ذلك‬
‫ور هن عل يه أهله وأولده وثلث قلع من ح صونه إلى أن يت سلّم ار بل وأطلق‬
‫من الحبس وكان أ خٌ له قد استولى على قلعه فخرج إليها وأخذها منه وعاد‬
‫إلى قرواش وأخيمه زعيمم الدولة فوثقما بمه وأطلقما أهله ثمّ إنّه راسمل أبما علي‬
‫صاحب ار بل في ت سليمها فأجاب إلى ذلك وح ضر بالمو صل لي سلم ار بل إلى‬
‫سلّمان‬
‫أخ يه أ بي الح سن فقال الحميدي لقرواش وأخ يه إن ني قد وف يت بعهدي فت َ‬
‫إلف حصوني فسئما إليه قلعه وسار هو وأبو الحسن وأبو علي الهذباني إلى‬
‫ار بل لي سلّماها إلى أ بي الح سن فغدرا به في الطر يق وكان قد أح سّ بال شر‬
‫فتخلّف عنهما وسيّر معهما أصحابه ليتسلموا اربل فقبضا على أصحابه وطلبوه‬
‫ليقبضوه فهرب إلى الموصمل وتأكدت الوحشمة حينئذ بيمن الكراد وقرواش‬
‫وأخيمممه وتقاطعوا وأضممممر كمممل منهمممم الش ّر لصممماحبه ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫في هذه السنة سار الملك الرّحيم من بغداد إلى خوزستان فلقيَه من بها من‬
‫الجند وأطاعوه ‪ ،‬وفيهم كرشاسف بن علء الدولة الذي صاحب همذان وكنكور‬
‫فإنّه كان انت قل إلى الملك أ بي كاليجار ب عد أن ا ستولى ينال على أعماله ‪ ،‬ولمّا‬
‫مات أ بو كاليجار سار الملك العز يز بن الملك جلل الدولة إلى الب صرة طمعا‬
‫في مُلكها ‪ ،‬فلقيه من بها من الجند وقاتلوه وهزموه فعاد عنها ‪ ،‬وكان قبل ذلك‬
‫ع ند قرواش ثمّ ع ند ينال ول ما ا ستمع با ستقامة المور للملك الرّح يم ‪ ،‬انق طع‬
‫أمله ولمّا سار الملك الرّح يم عن بغداد ك ُثرَت الف تن ب ها ودا مت ب ين أ هل باب‬
‫الزج والسممممماكِفة وهمممممم السمممممنية فاحرقوا عقارا كثيرا ‪.‬‬
‫وفيهِا سار سعدي بن أ بي الشوك من حلّة دب يس بن مز يد إلى إبراه يم‬
‫ينال بعد أن راسله وتوثَق منه وتقرّر بينهما أنّه كل ما يملكه سعدي مما ليس‬
‫بيد ينال ونوابه فهو له فسار سعدي إلى الدّسكرة وجرى بينه وبين من بها من‬
‫ع سكر بغداد حرب انهزموا م نه وملك ها و ما يلي ها ف سيّر إلي ها ع سكر ثان من‬
‫بغداد‪ ،‬فق تل مقدم هم وهزم هم و سار من الدّ سكرة وتو سًط تلك العمال بالقرب‬
‫ممممن بَعقوبممما ونهمممب أصمممحابه البلد وخطبوا لبراهيمممم ينال ‪.‬‬
‫وفي ها كان ابتداء الوح شة ب ين معت مد الدّولة قرواش بن المقلّد وب ين أخ يه‬
‫زعيم الدولة أبي كامل بن المقلد فانضاف قريش بن بدران بن المقلّد إلى عمّه‬
‫قرواش وجممع جمعا وقاتمل عمّه أبما كاممل فظفمر وانهزم أبمو كاممل ولم يزل‬
‫قريمش يغري قرواشا بأخيمه حتمى تأكّدت الوحشمة وتفاقمم الشرّ بينهمما ‪ .‬وفيهما‬
‫خطب للمير أبي العبّاس محمد بن القائم بأمر ال بولية العهد‪ ،‬ولُقَب ذخيرة‬
‫الذَ ين وولي ع هد الم سلمين وفي ها في رمضان ق تل الم ير اق سنقر بهمذان قتله‬
‫الباطن ية لنّه كان كث ير الغزو إلي هم والق تل في هم والن هب لموال هم والتَخر يب‬
‫لبلد هم فلمّ ا كان الن ق صد إن سانا من الزُهاد ليزوره فو ثب عل يه جما عة من‬
‫الِإسممممممممممممممممممممممممممممممماعيلية فقتلوه ‪.‬‬
‫وفيها تُوفي أبو الحسن محمد بن الحسن بن عيسى بن المقتدر بال ‪ ،‬وكان‬
‫من ال صالحين ورواة الحد يث وأو صى أن يد فن بجوار أح مد بن حن بل ومولده‬
‫سنة ثلث وأربع ين وثلثمائة وأ بو طالب مط مد بن مح مد بن غيلن البزّاز‬
‫ومولده سنة سبع وأربعين وثلثمائة روى عن أبي بكر الشافعي وغيره وتوفي‬
‫في شوّال و هو راوي الحاد يث المعرو فة بالغيلنيات ال تي خرج ها الدارقط ني‬
‫له وهي من أعلى الحديث وأحسنه وعبيد ال بن عمر بن أحمد بن عثمان أبو‬
‫القا سم الوا عظ المعروف با بن شاه ين ومولده سنة إحدى وخم سين وثلثمائة ‪.‬‬
‫وفيها كان الغلء والوباء عاما في البلد جميعها بمكّة والعراق والموصل‬
‫والجزيرة والشّام ومصر وغيرها من البلد ‪ .‬وفيها قبض بمصر على الوزير‬
‫فخمر الملك صمدقة بمن يوسمف وقتمل وكان أؤل أمره يهوديّا فأسملم واتصمل‬
‫بالذَزبري وخدممه بالشّام ثمم خافمه فعاد إلى مصمر وخدم الجرجرائي الوزيمر‬
‫ونفمق عليمه فلم ّا توف َي الجرجرائي اسمتوْزره المسمتنصر إلى الن ‪ ،‬ثم ّ قتله‬
‫واستوزر القاضي أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن اليازوري فى ذي القعدة( ‪1‬‬
‫)‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬وفيها دار السور على شيراز ‪ ،‬وكان دوره اثني عشر ألف ذراع ‪،‬‬
‫وارتفاعمممه ثمانيمممة أذرع ‪ ،‬وفيمممه أحمممد عشمممر بابممما ‪.‬‬
‫وفيهما اقتتمل الروافمض وأهمل السمنة ‪ ،‬وجرت ببغداد فتمن عظيممة ‪ ،‬ولم‬
‫مممنة‪.‬‬
‫مممي هذه السم‬
‫مممل العراق فم‬
‫مممن أهم‬
‫مممد مم‬
‫مممج أحم‬
‫يحم‬
‫ثم دخلت سنة إحدى وأربعين وأربعمائة‬

‫ذكر ظهور الخلف بين قرواش وأخيه أبي كامل وصلحهما‬


‫في هذه ال سنة ظ هر الخلف ب ين معت مد الدّولة قرواش وب ين أخ يه زع يم‬
‫الدّولة أ بي كا مل ظهورا آل إلى المحار بة و قد تقدّم سبب ذلك فلمّا اشتدّ ال مر‬
‫وف سد الحال ف سادا ل يم كن إ صلحه ج مع كل منه ما جمعاَ لمحار بة صاحبه‬
‫وسمار قرواش فمي المحرًم وعمبر دجلة بنواحمي بلد وجاءه سمليمان بمن نصمر‬
‫الدّولة بمن مروان وأبمو الحسمن بمن عيسمكان الحميدي وغيرهمما ممن الكراد‬
‫و ساروا إلى معلثا با فأخربوا المدي نة ونهبو ها ونزلوا بالمغي ثة وجاء أ بو كا مل‬
‫في من م عه من العرب وآل الم سيب فنزلوا بمرج بابني ثا وب ين الطائفت ين ن حر‬
‫ثمم‬
‫فرسمخ واقتتلوا يوم السمبت ثانمي عشمر المحرم وافترقوا ممن غيمر ظفمر ‪ّ .‬‬
‫اقتتلوا يوم الحمد كذلك ولم يلبمس الحرب سمليمان بمن مروان بمل كان ناحيمة‬
‫ووافقمه أبمو الحسمن الحميدي وسماروا عمن قرواش وفارقمه جممع ممن العرب‬
‫وق صدوا أخاه فض عف أ مر قرواش ‪ ،‬وب قي في حلّ ته ول يس م عه إل ن فر ي سير‬
‫فركبت العرب من أصحاب أبي كامل لقصده فمنعهم وأسفر الصّبح يوم الثنين‬
‫وقد تسرّع بعضهم ونهب بعضا من عرب قرواش وجاء أبو كاملِ إلى قرواش‬
‫واجتمع به ونقله إلى حنَته وأحسن عشرته ثمّ أنفذه إلى الموصل محجوراَ عليه‬
‫وج عل م عه ب عض زوجا ته في دار وكان ممّا فتّ في ع ضد قرواش وأ ضف‬
‫نفسه أنه كان قد قبض على قوم من ال صّيادين بالنبار لسوء طريقهم وفسادهم‬
‫فهرب الباقون من هم ث ب قي بعض هم بال سندية فلمّا كان الن سار جما عة من هم‬
‫إلى النبار وت ستَقوا ال سور ليلة خا مس المحرم من هذه ال سنة وقتلوا حار سه ‪،‬‬
‫وفتحوا الباب ونادوا بشعار أ بي كا مل فانضاف إليهم أهلو هم وأ صدقاؤهم ومن‬
‫له هوى في أبي كامل فكثروا وثار بهم أصحاب قرواش فاقتتلوا فظفروا وقتلوا‬
‫من أ صحاب معت مد الدولة قرواش جما عة وهرب الباقون فبل غه خبر ا ستيلء‬
‫أخيمه ولم يبلغمه عود أصمحابه ‪ ،‬ثمّم إِن المسميّب وأمراء العرب كاتبوا أبما‬
‫كا مل ما يع جز ع نه واشتطّوا عل يه فخاف أن يؤول ال مر ب هم إلى طا عة‬
‫قرواش وإعاد ته إلى مملك ته فبادر هم إل يه وق تل يده وقال له ‪ :‬إن ني وإن ك نت‬
‫أخاك فإننمي عبدك ومما جرى هذا ؟ إل بسمبب ممن أفسمد رأيمك فمف وأشعرك‬
‫الوحشمة منمي والن فأنمت الميمر وأنما الطائع لمرك والتابمع لك ‪ .‬فقال له‬
‫قرواش ‪ :‬بل أ نت الخ وال مر لك م سلم وأ نت أقوم به منّي ‪ .‬و صلح الحال‬
‫بينه ما وعاد قرواش إلى التّ صرف على ح كم اختياره وكان أ بو كا مل قد أق طع‬
‫بلل بن غر يب بن م قن حر بي (ا) وأوا نا فل ما ا صطلح أ بو كا مل وقرواش‬
‫أرسل إلى حربي من منع بللً عنها فتظاهر بلل بالخلف عليهما وجمع إلى‬
‫نفسه جمعا وقاتل أصحاب قرواش وأخذ حربي وأوانا بغير اختيارهما فانحدر‬
‫ممما ‪.‬‬
‫مممرها وأخذهم‬
‫ممما ا وحصم‬
‫مممل إليهم‬
‫مممن الموصم‬
‫قرواش مم‬
‫ذكر مسير الملك الرّحيم إلى شيراز وعوده عنها‬
‫في هذه ال سنة في المحرم سار الملك الرّح يم من الهواز إلى بلد فارس‬
‫فوصملها وخرج عسمكر شيراز إلى خدمتمه ‪ ،‬ونزل بالقرب ممن شيراز ليدخمل‬
‫إنم التراك الشيرازييمن والبغدادييمن اختلفوا وجرى بينهمم مناوشمة‬
‫ثمم ّ‬
‫البلد ‪ّ ،‬‬
‫ا ستظهر في ها البغداديون وعادوا إلى العراق فاضط ّر الملك الرّح يم إلى الم سير‬
‫معهم لنه لم يكن يثق إلى التراك الشيرازية ‪ ،‬وكان َديْلم بلد فارس قد مالوا‬
‫إلى أخ يه فول ستون و هو بقل عة ا صطخر ف هو أيضا منحرف عن هم ‪ ،‬فاضطرّ‬
‫إلى صحبة البغداديين ‪ ،‬فعاد في ربيع الول من هذه السنة إلى الهواز ‪ ،‬وقام‬
‫ب ها وا ستخلف بارجان أخو يه ‪ :‬أ با سعد وأ با طالب وو قع الخلف بفارس فإ نّ‬
‫المير أبا منصور فولستون كان قد خلص وصار بقلعة اصْطَخْر واجتمع معه‬
‫جماعة من أعيان العسكر الفارسي ‪ ،‬فلما عاد الملك الرّحيم إلى الهواز انبسط‬
‫فمي البلد وقصمده كثيمر ممن العسماكر واسمتولى على بلد فارس ثمّم سمار إلى‬
‫أرجان عازما على قصمممممممممدِ الهواز وأخذِهممممممممما ‪.‬‬
‫( ‪ ) 1‬حربي ‪ -‬مقصور والعامة تتلفظ به مما ل ‪-‬بليدة فى أقصى دجيل‬
‫بين بغداد وتكريت مقابل الحظيرة تنسج فيها الثياب القطنية الغليظة وتحمل إلى‬
‫سائر البلد ‪ .‬وقد نسب إليها قوم من أهل العلم والنباهة ‪ :‬منهم أبو الحسن علي‬
‫بن رش يد بن أح مد بن مح مد بن ح سين الحربوي ‪ .‬سمع أ با الو قت ال سجزي‬
‫وشهمد بغداد وأقام بهما وصمار وكيمل الناصمر لديمن ال أبمي العباس أحممد بمن‬
‫الم ستضىء وكان ح سن ال خط على طري قة أ بي عبدال بن مقلة وك تب الكث ير‬
‫وكان محبا للكتمب‪ .‬مات ببغداد فمى ثاممن عشمر شوال سمنة ‪ 605‬ودفمن بباب‬
‫حرب ‪.‬‬
‫ذكر الحرب بين البساسيري وعقيل‬
‫في هذه ال سّنة سار ج مع من ب ني عق يل إلى بلد الع جم من أعمال العراق‬
‫وبادور يا فنهبوه ما وأخذوا من الموال الكث ير ‪ ،‬وكا نا في إقطاع الب ساسيري‬
‫فسار من بغداد بعد عوده من فارس إليهم ‪ ،‬فالتقوا هم وزعيم الدولة أبو كامل‬
‫بمن المقلّد واقتتلوا قتالًا شديدا‪ ،‬أبلى الفريقان فيمه بلءً حسمنها وصمبر صمبرا‬
‫جميلً وقتممممممل جماعممممممة مممممممن الفريقيممممممن ‪.‬‬
‫ذكر الوحشة بين طغرلبك وأخيه ابراهيم ينال‬
‫في هذه ال سنة ا ستوحش ابراه يم ينال من أخ يه ال سلطان طغرل بك ‪ ،‬وكان‬
‫سبب ذلك أنّ طغرلبك طلب من إبراهيم ينال أن يسلّم إليه مدينة َهمَدَان والقلع‬
‫التي بيده من بلد الجبل فامتنع من ذلك واتهم وزيره أبا علي بال سّعي بينهما في‬
‫الفساد فقبض عليه وأمر به فضرب بين يديه وسمل إحدى عينيه وقطع شفتيه‬
‫وسار عن طغرلبك وجمع جمعا م نِ عسكره والتقيا ‪ ،‬وكان بين العسكرين قتال‬
‫شديمد انهزم ينال وعاد منهزما فسمار طغرلبمك فمي أثره فملك قلعمه وبلده‬
‫جميعها وتحصّن إبراهيم ينال بقلعة سرماج وامتنع على أخيه فحصره طغرلبك‬
‫فيها وكانت عساكره قد بلغت مائة ألف من أنواع العسكر ‪ ،‬وقاتله فملكها في‬
‫أربعة أيام وهي من أحصن القلع وأمنعها واستنزل ينال منها مقهورا وأرسل‬
‫إلى نصمر الدولة بمن مروان يطلب منمه إقاممة الخطبمة له فمي بلده فأطاعمه‬
‫وخ طب له في سائر ديار ب كر ورا سل ملك الرّوم طغرل بك وأر سل إل يه هديّةً‬
‫عظيمةً وطلب منه المعاهدة فأجابه إلى ذلك وأرسل ملك الروم إلى ابن مروان‬
‫يسمأله أن يسمعى فمي فداء ملك البخاز المقدم ذكره فأرسمل نصم ُر الدولة شيمخ‬
‫السلم أ با عبد اللّه بن مروان في المعنى إلى السلطان طغرلبك فأطل قه بغير‬
‫فداء فع ظم ذلك عنده وع ند ملك الروم ‪ ،‬وأر سل عو ضه من الهدا يا شيئا كثيرا‬
‫وعمروا مسجد القسطنطينية وأقاموا فيه ال صّلة والخطبة لطغرلبك ودان حينئذ‬
‫النّاس كتهم له ‪ ،‬وعظم شأنه وتمتهن ملكه وثبت ‪ ،‬ولما نزل ينال إِلى طغرلبك‬
‫أكر مه وأح سن إل يه وردّ عل يه كثيرا م ما أ خذ م نه وخيّره ب ين أن يقط عه بلدا‬
‫يسمممير إليهممما وبيمممن أن يقيمممم معمممه فاختار المقام معمممه ‪.‬‬
‫ذكر الحرب بين دبيس بن مزيد وعسكر واسط‬
‫في هذه ال سّنة كا نت حرب شديدة ب ين نور الدولة‪ -‬دب يس بن مز يد وب ين‬
‫التراك‬
‫الواسمطيين وسمبب ذلك أن الملك الرّحيمم أقطمع نور الدّولة حمايمة نهمر‬
‫الصّلة ونهر الفضل وهما من أقطاع الواسطيين فسار إليها ووليها فسمع عسكر‬
‫واسمط ذلك فسمخطوه واجتمعوا وسماروا إلى نور الدولة ليقاتلوه ويدفعوه عنهما‬
‫وأرسلوا إليه يتهدّدونه ‪ ،‬فأعاد الجواب يقول إن الملك أقطعني هذا فنرسل إليه‬
‫أ نا وأن تم فبأ يّ ش يء أ مر رضي نا به ف سبّوه و ساروا مجدً ين إل يه فأر سل إلى‬
‫طريقهم طائفة من عسكره فلقوهم وكمن لهم ‪ ،‬فلمّا التقوا استجرهم العرب إلى‬
‫أن جاوزوا الكمين وخرج عليهم الكمين فأوقعوا بهم وقتلوا منهم جماعة كثيرة‬
‫وأ سروا كثيرا وجرح مثل هم وتمّت الهزي مة على الوا سطيين وغ نم نور الدولة‬
‫أموال هم ودواب هم و ساروا إلى وا سط فنزلوا بالقرب من ها ‪ ،‬وأر سل الوا سطيون‬
‫إلى بغداد يسمتنجدون جندهما ويبذلون للبسماسيري أن يدفمع عنهمم نور الدّولة‬
‫مممر الفضممممل لنفسممممه ‪.‬‬
‫ممملة ونهم‬
‫مممر الصم‬
‫مممذ نهم‬
‫ويأخم‬
‫ذكر وفاة مودود بن مسعود وملك عمه عبد الرشيد‬
‫في هذه السنة في العشرين من رجب توفّي أبو الفتح مودود بن مسعود بن‬
‫محمود بن سبكتكين ‪ ،‬صاحب غزنة وعمره تسع وعشرون سنة ؛ وملكه تسع‬
‫سنين وعشرة أشهر‪ ،‬وكان موته ب َغزْنة ‪ ،‬وكان قد كاتب أصحاب الطراف في‬
‫سائر البلد ‪ ،‬ودعا هم إلى ن صرته وإمداده بالع ساكر وبذل ل هم الموال الكثيرة‬
‫وتفويمض أعمال خراسمان ونواحيهما إليهمم على قدر مراتبهمم فأجابوا إلى ذلك‬
‫منهم أ بو كاليجار صاحب أ صبهان فإنّه ج مع ع ساكره و سار في المفازة فهلك‬
‫كث ير من ع سكره ومرض وعاد‪ ،‬ومن هم خاقان ملك التّرك فإ نه سار إلى تر مذ‬
‫ونهب وخرب وصادر أهل تلك العمال وسارت طائفة أخرى ممّا وراء النّهر‬
‫إلى خوارزم وسار مودود من غزنة فلم يسر غير مرحلة واحدة حتّى عارضه‬
‫قُوَلنْج اشتدّ عليه فعاد إلى غزنة مريضا وسيّر وزيره أبا الفتح عبد ال ّرزّاق بن‬
‫أح مد الميمَندِي إلى سجستان في ج يش كث يف لخذ ها من الغزّ واشتدت العلة‬
‫بمودود ‪ ،‬فتو في وقام في الملك بعده ولده ‪ ،‬فب قي‪ .‬خم سة أيام ‪ ،‬ثم عدل الناس‬
‫عنمه إلى عممه علي بمن مسمعود‪ ،‬وكان مودود لمّا ملك قبمض علي عمّه عبمد‬
‫الرّشيد بن محمود وسجنه في قلعة ميدين بطريق بست ‪ ،‬فلمّا توفي كان وزيره‬
‫قمد قارب هذه القلعمة ‪ ،‬فنزل عبمد الرشيمد إلى العسمكر ودعاهمم إلى طاعتمه‬
‫فأجابوهُ وعادوا معه إلى غزنة ‪ ،‬فلمّا قاربها هرب عنها علي بن مسعود‪ ،‬وملك‬
‫عبمد الرشيمد واسمتقر الممر له ولقّمب شممس ديمن ال سميف الدولة ‪،‬‬
‫وقيمل جمال الدولة ‪ ،‬ودفمع ال شرمودود عمن داود ‪ .‬وهذه السمّعادة التمي‬
‫ممممممملح ول أجناد ‪.‬‬
‫مممممممر سم‬
‫مممممممل العداء بغيم‬
‫تقتم‬
‫ذكر استيلء البساسيري على النبار‬
‫في هذه السنة أيضا في ذي القعدة ملك البساسيري النبار ودخلها أصحابه‬
‫وكان سبب ملكها أن قرواشا أساء السيرة في أهلها ومدّ يده إلى أموالهم فسار‬
‫جماعة من أهلها إلى البساسيري ببغداد وسألوه أن ينفذ معهم عسكرا يسلّمون‬
‫إليمه النبار فأجابهمم إلى ذلك وسميّر معهمم جيْشا فتسملّموا النبار ولحقهمم‬
‫البساسيري وأحسن إلى أهلها وعدل فيهم ولم يمكن أحدا من أصحابه أن يأخذ‬
‫الرّ طل الخ بز بغ ير ثم نه وأقام في ها إلى أن أ صلح حال ها وقرّر قواعد ها وعاد‬
‫إلى بغداد ‪.‬‬
‫ذكر انهزام الملك الرحيم من عسكر فارس‬
‫في هذه السنة عاد الملك الرّحيم من الهواز إلى رامهرمز في ذي القعدة‬
‫فل ما و صل إلى وادي الملح لق يه ع سكر فارس واقتتلوا قتالً شديدا فغدر بالملك‬
‫الرح يم ب عض ع سكره وانهزم هو وجم يع الع سكر وو صل إلى ب صنا(ا) وم عه‬
‫أخواه أبمو سمعد وأبمو طالب وسمار منهما إلى واسمط وسمار عسمكر فارس إلى‬
‫الهواز فملكوهممممممممممما وخيّموا بظاهرهممممممممممما ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫وفيها وصل عسكر من مصر إلى حلب وبها صاحبها ثمال بن صالح بن‬
‫مرداس فخافهمم لكثرتهمم فانصمرف عنهما فملكهما المصمريون ‪ .‬وفيهما فمي ذي‬
‫القعدة ارتفعمت سمحابة سموداء مظلممة ليلً فزادت ظلمتهما على ظلممة الليمل ‪،‬‬
‫وظ هر في جوا نب ال سماء كالنّار المضطر مة وهبّت مع ها ر يح شديدة قل عت‬
‫روا شن دار الخلي فة وشا هد الناس من ذلك ما أزعج هم وخوّف هم فلزموا الدّعاء‬
‫والتضرع فانكشفممممممت فممممممي باقممممممي الليممممممل ‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬بصنا ‪ -‬بالفتح ثم الكسر وتشديد النون ‪ -‬مدينة من نواحي الهواز‬


‫صغيرة وجم يع رجال هم ون سائهم يغزلون ال صوف وين سجون النماط وال ستور‬
‫البصمنية ويكتبون عليهما " بصمنا " وقمد تعممل بمبرذون وكليوان وغيرهمما ممن‬
‫المدن المجاورة لبصنا وتدلس بستور بصنا والمعدن بصني ولهم نهر يسمونه "‬
‫دجلة بصممممممممممممممممممممممممممممممممنا " ‪.‬‬
‫وفي ها في شعبان سار الب ساسيري من بغداد إلى طر يق خرا سان وق صد‬
‫ناحية الدّزدار وملكها وغنم ما فيها وكان سعدي بن أبي الشوك قد ملكها وقد‬
‫ع مل ل ها سورا وح صّنها وجعل ها معقلً يتح صّن ف يه ويذ خر ب ها كلّ ما يغن مه‬
‫فأخذه الب ساسيري جمي عه ‪ .‬وفي ها م نع أ هل الكرخ من النو حِ وف عل ما جرت‬
‫عادتهم بفعله يوم عاشوراء فلم يقبلوا وفعلوا ذلك فجرى بينهم وبين السنية فتنة‬
‫عظي مة ق تل في ها وجرح كث ير من الناس ولم ينف صل الشرّ بين هم ح تى عبر‬
‫التراك وضربوا خيامهم عندهم فكفوا حينئذ ثمّ شرع أهل الكرخ في بناء سور‬
‫على الكرخ ‪ ،‬فلمّا رآ هم ال سنية من القلئين ومن يجري مجرا هم شرعوا في‬
‫بناء سور على سوق القلئ ين وأخرج الطائفتان في العمارة مالً جليلً وجرت‬
‫بينهمما فتمن كثيرة وبطلت السمواق وزاد الشرّ حتمى انتقمل كثيمر ممن الجانمب‬
‫الشرقيم فأقاموا بمه ‪ .‬وتقدّم الخليفمة إلى أبمي محممد بمن‬
‫ّ‬ ‫الغربىّ إلى الجانمب‬
‫الن سوي بالعبور وإ صلح الحال و كف ال شر ف سمع أ هل الجا نب الغر بي ذلك‬
‫فاجت مع ال سنّية والشّي عة على الم نع م نه وأذنوا في القلئ ين وغير ها بح يّ على‬
‫خيمر العممل وأذّنوا فمي الكرخ الصملة خيمر ممن النوم وأظهروا الترحّمم على‬
‫الصممممممممممممممحابة فبطممممممممممممممل عبوره ‪.‬‬
‫وفيها توفي أبو عبد ال محمد بن علي بن عبد ال الصوري الحافظ كان‬
‫إماما صحب ع بد الغ ني بن سعيد وتخرّج به و من تلمذ ته الخط يب أ بو ب كر‪.‬‬
‫وفي ها تو في الملك العز يز أ بو بكر من صور بن جلل الدولة ‪ ،‬و قد ذكرنا تنقّل‬
‫الحوال به فيما تقدم وله شعر حسن ‪ .‬وفيها توفي أحمد بن محمد بن أحمد أبو‬
‫الحسمن العتيقمي نسمب إلى جدّ له فمي يسممّى عتيقا ومولده سمنة سمبع وسمتين‬
‫وثلثمائة ‪ ،‬وفيها تُوفي أبو القاسم عبد الوهاب بن أقضى القضاة أبي الحسن‬
‫الماوردي وكانت شهادته سنة إحدى وثلثين وأربعمائة وقبلها القاضي في بيت‬
‫مه ‪.‬‬
‫مه هذا احتراما لبيم‬
‫مل معم‬
‫ما فعم‬
‫مع غيره وإنّمم‬
‫مل ذلك مم‬
‫مة ولم يفعم‬
‫النّوبم‬
‫ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة‬

‫ذكر ملك طغرلبك أصبهان‬


‫كان أبو منصور بن علء الدّولة صاحب أصبهان غير ثابت على طريقة‬
‫واحدة ممع السملطان طغرلبمك كان يكثمر التلوّن معمه تارة يطيعمه وينحاز إليمه‬
‫وتارة ينحرف ع نه ويط يع الملك الرّح يم ‪ ،‬فأض مر له طغرل بك سوءا فلمّا عاد‬
‫هذه الدف عة من خرا سان ل خذ البلد الجبل ية من أخ يه إبراه يم ينال وا ستولى‬
‫علي ها على ما ذكرناه عدل إلى أ صبهان عازما على أخذ ها من أ بي من صور‬
‫فسممع ذلك فتحصمّن ببلده واحتممى بأسمواره ونازله طغرلبمك فمي المحرّم وأقام‬
‫على محا صرته ن حو سنة وكثرت الحروب بينه ما إل أن طغرل بك قد ا ستولى‬
‫على سمواد البلد وأرسمل سمريةً ممن عسمكره نحمو فارس فبلغوا إلى البيضاء‬
‫فأغاروا على السمّواد هناك وعادوا غانميمن ولمّا طال الحصمار على أصمبهان‬
‫وأخرب أعمال ها ضاق ال مر ب صاحبها وأهل ها وأر سلوا إل يه يبذلون له الطّا عة‬
‫والمال فلم يجبهمم إلى ذلك ولم يقنمع منهمم إلّا بتسمليم البلد فصمبروا حتّى نفدت‬
‫القوات وامتنمع الصمبر وانقطعمت المواد واضطمر الناس حتمى نقضوا الجاممع‬
‫وأخذوا أخشابمه لشدة الحاجمة إلى الحطمب فحيمث بلغ بهمم الحال إلى هذا الحدّ‬
‫خضعوا له واستكانوا وسلّموا البلد إليه ‪ ،‬فدخله وأخرج أجناده منه وأقطعهم في‬
‫ح َيتَي ْم َيزْد(‪)1‬‬
‫بلد الجبمل وأحسمن إلى الرعيّة وأقطمع صماحبها أبما منصمور نا ِ‬
‫وأيرقويمه وتمتهمن ممن أصمبهان ودخلهما فمي المحرّم ممن سمنة ثلث وأربعيمن‬
‫وا ستطابها ون قل ما كان له بالر يّ من مال وذخائر و سلح إلي ها وجعل ها دار‬
‫مقا مه وخرب قط عة من سورها وقال ‪ :‬إن ما يحتاج إلى ال سوار من تض عف‬
‫قوتممه فأممما مممن حصممنه عسمماكره وسمميفه فل حاجممة له اليهمما ‪.‬‬

‫(ا) يَزد ‪ :‬مدي نة متو سطة ب ين ني سابور وشيراز وأ صبهان معدودة في‬
‫أعمال فارس ‪.‬‬
‫ذكر عود عسكر فارس من الهواز وعود الرحيم إليها‬
‫فمي هذه السمنة فمي المحرم عادت عسماكر فارس التمي ممع الميمر أبمي‬
‫ممممممن الهواز إلى فارس ‪.‬‬
‫مممممماحبها عم‬
‫ممممممور صم‬
‫منصم‬
‫و سبب هذا العود أن الجناد اختلفوا وشغبوا وا ستطالوا وعاد بعض هم إلى‬
‫فارس بغ ير أ مر صاحبهم وأقام بعض هم م عه و سار بعض هم إِلى الملك الرح يم‬
‫و هو بالهواز يطلبو نه ليعود إلي هم فعاد في من عنده ممن الع ساكر وأر سل إِلى‬
‫بغداد يأمر العساكر التي فيها بالحضور عنده ليسير بهم إلى فارس فلما وصل‬
‫إلى الهواز لقيه العساكر مقرين بالطاعة وأخبروه بطاعة عساكر فارس وأنهم‬
‫ينتظرون قدو مه فد خل الهواز في ش هر رب يع ال خر فتو قف بالهواز ينت ظر‬
‫ما ‪.‬‬
‫ما وأقام بهم‬
‫ماكر مكرم فملكهم‬
‫ما إلى عسم‬
‫مار عنهم‬
‫مم سم‬
‫ماكر بغداد ثم‬
‫عسم‬
‫ذكر استيلء زعيم الدولة على مملكة أخيه قرواش‬
‫في هذه السنة في جمادى الولى استولى زعيم الدولة أبو كامل بركة بن‬
‫المقلد على أخيمه قرواش وحجمر عليمه ومنعمه ممن التصمرف على اختياره ‪،‬‬
‫و سبب ذلك أن قرواشا كان قد أنف من تحكم أخيه في البلد وأنه قد صار ل‬
‫حكم له فعمل على النحدار إلى بغداد ومفارقة أخيه وسار عن الموصل فشق‬
‫ذلك على بركمة وعظمم عنده ثمم أرسمل إليمه نفرا ممن أعيان أصمحابه يشيرون‬
‫عل يه بالعود واجتماع الكل مة ويحذرو نه من الفر قة والختلف فل ما بلغوه ذلك‬
‫امتنمع عليهمم فقالوا أنمت ممنوع عمن فعلك والرأي لك القبول والعود مما داممت‬
‫الرغبمة إليمك فعلم حينئذ أنمه يمنمع قهرا فأجاب إلى العود على شرط أن يسمكن‬
‫دار المارة بالموصمل ‪ ،‬وسمار معهمم فلمما قارب حلة أخيمه زعيمم الدولة لقيمه‬
‫وأنزله عنده فهرب أصمحابه وأهله خوفا فأمنهمم زعيمم الدولة وحضمر عنده‬
‫وخدمه وأظهر له الخدمة وجعل عليه من يمنعه من التصرف على اختياره ‪.‬‬
‫ذكر استيلء الغز على مدينة فسا‬
‫وفي ها في جُمادى الولى سار الملك ألب أر سلن بن داود أ خي طغرل بك‬
‫من مدينة مرو بخراسان وقصد بلد فارس في المفازة فلم يعلم به أحد ول أعلم‬
‫عمه طغرلبك فوصل إلى مدينة فسا‪ ،‬فانصرف النائب بها من بين يديه ودخلها‬
‫ألب أرسمممممممممملن فقتممممممممممل مممممممممممن‬
‫الديلم بهما ألف رجمل وعددا كثيرا ممن العاممة ونهبوا مما قدره ألف ألف‬
‫دينار وأسروا ثلثة آلف إنسان وكان المر عظيما فلما فرغوا من ذلك عادوا‬
‫إلى خراسان ولم يلبثوا خوفا من طغرلبك أن يرسل إليهم ويأخذ ما غنموه منهم‬
‫‪.‬‬
‫ذكر استيلء الخوارج على عمان‬
‫فمي هذه السمنة اسمتولى الخوارج المقيمون بجبال عمان على مدينمة تلك‬
‫الول ية و سبب ذلك أن صاحبها الم ير أ با المظ فر بن الملك أ بي كاليجار كان‬
‫مقيما بها ومعه خادم له قد استولى على المور وحكم على البلد وأساء السيرة‬
‫في أهلها ‪ ،‬فأخذ أموالهم فنفروا منه وأبغضوه وعرف إنسان من الخوارج يقال‬
‫له ابن راشد الحال فجمع من عنده منهم وقصد المدينة ‪ ،‬فخرج إليه المير أبو‬
‫المظفمر فمي عسماكره فالتقوا واقتتلوا فانهزممت الخوارج وعادوا إلى موضعهمم‬
‫وأقام ا بن را شد مدة يج مع ويحت شد ثم سار ثانيا وقاتله الديلم فأعا نه أ هل البلد‬
‫لسوء سيرة الديلم فيهم ‪ ،‬فانهزم الديلم وملك ابن راشد البلد وقتل الخادم وكثيرا‬
‫من الديلم وق بض على الم ير أ بي المظفمر و سيره إلى جباله م ستظهرا عل يه‬
‫وسجن معه كل من خط بقلم من الديلم وأصحاب العمال وأخرب دار المارة‬
‫وقال ‪ :‬هذه أحمق دار بالخراب وأظهمر العدل وأسمقط المكوس واقتصمر على‬
‫رفع عشر ما يرد إليهم وخطب لنفسه وتلقب بالراشد بال ولبس الصوف بنى‬
‫موضعا على شكمل مسمجد‪ ،‬وقمد كان هذا الرجمل تحرك أيضا أيام القاسمم بمن‬
‫مه ‪.‬‬
‫مره وأزال طمعم‬
‫مه وحصم‬
‫من منعم‬
‫مم مم‬
‫مو القاسم‬
‫مه أبم‬
‫مير إليم‬
‫مكرم فسم‬
‫ذكر دخول العرب إلى إفريقية‬
‫في هذه ال سنة دخلت العرب إلى إِفريق ية و سبب ذلك أن الم عز بن باد يس‬
‫كان خ طب للقائم بأ مر ال الخلي فة العبا سي ‪ ،‬وق طع خط بة الم ستنصر العلوي‬
‫صماحب مصمر سمنة أربعيمن وأربعمائة فلمما فعمل ذلك كتمب إليمه المسمتنصر‬
‫العلوي يتهدده فاغلظ المعز في الجواب ‪ ،‬ثم إن المستنصر استوزر الحسن بن‬
‫علي اليازوري ولم يكن من أهل الوزارة إنما كافي من أهل التبانة والفلحة فلم‬
‫يخاطبمه المعمز كمما كان يخاطمب ممن قبله ممن الوزراء كان يخاطبهمم بعبده‬
‫فخا طب اليازوري ب صنيعته فع ظم ذلك عل يه وعات به فلم ير جع إِلى ما ي حب ‪،‬‬
‫فأكثر الوقيعة في المعز وأغرى به المستنصر وشرعوا في إرسال العرب إِلى‬
‫الغرب فأ صلحوا ب ني زغ بة ورياح وكان بين هم حروب وحقود وأعطو هم‬
‫مالً وأمرو هم بق صد بلد القيروان وملكو هم كل ما يفتحو نه ووعدو هم بالمدد‬
‫والعدد فدخلت العرب إلى إفريق ية وك تب اليازوري إلى الم عز ‪ ،‬أ ما ب عد ‪ :‬ف قد‬
‫أرسملنا إليكمم خيولً فحول وحملنما عليهما رجالًا كهولًا ليقضمي ال أمرا كان‬
‫مفعولًا ‪ ،‬فل ما حلوا أرض بر قة و ما وال ها وجدوا بلدا كثيرة المر عى خال ية‬
‫من الهل لن زناتة كانوا أهلها فأبادهم المعز فأقامت العرب بها واستوطنتها‬
‫وعاثوا في أطراف البلد ‪ ،‬وبلغ ذلك الم عز فاحتقر هم ‪ ،‬وكان الم عز لمّا رأى‬
‫تقاعد صنهاجة عن قتال زناتة اشترى العبيد وأوسع لهم في العطاء فاجتمع له‬
‫ثلثون ألف مملوك ‪.‬‬
‫وكانت العرب زغبة قد ملكت مدينة طرابلس سنة ست وأربعين فتتابعت‬
‫رياح والسمبج وبنمو عدي إلى إفريقيمة وقطعوا السمبيل وعاثوا فمي الرض‬
‫وأرادوا الوصمول إلى القيروان ‪ ،‬فقال مؤنمس بمن يحيمى المرداسمي ‪ :‬ليمس‬
‫المبادرة عندي برأي ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ك يف ت حب أن ت صنع فا خذ ب ساطا فب سطه ‪ ،‬ثم‬
‫قال لهم ة من يدخل إلى وسط البساط من غير أن يمشي عليه ؟ قالوا ‪ :‬ل نقدر‬
‫على ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬فهكذا القيروان خذوا شيئا فشيئا حتمى ل يبقمى إل القيروان‬
‫فخذوها حينئذ فقالوا ‪ :‬إنك لشيخ العرب وأميرها وأنت المقدم علينا ولسنا نقطع‬
‫أمرا دونمك ‪ ،‬ثمم قدم أمراء العرب إلى المعمز فأكرمهمم وبذل لهمم شيئا كثيرا ‪،‬‬
‫فلمما خرجوا ممن عنده لم يجازوه بمما فعمل ممن الِإحسمان بمل شنوا الغارات‬
‫مروا المدن فضاق‬
‫مدوا الزروع وقطعوا الثمار وحاصم‬
‫مق وأفسم‬
‫وقطعوا الطريم‬
‫بالناس المر ‪ ،‬وساءت أحوالهم وانقطعت أسفارهم ونزل بافريقية بلء لم ينزل‬
‫بهما مثله قمط فحينئذ احتفمل المعمز وجممع عسماكره فكانوا ثلثيمن ألف فارس‬
‫ومثلهما رجالة وسمار حتمى أتمى جندران وهمو جبمل بينمه وبيمن القيروان ثلثمة‬
‫ماكر‬
‫ما رأت العرب عسم‬
‫مة آلف فارس ‪ ،‬فلمم‬
‫مت عدة العرب ثلثم‬
‫أيام ‪ ،‬وكانم‬
‫صنهاجة والعبيد مع المعز هالهم ذلك وعظم عليهم ‪ ،‬فقال لهم مؤنس بن يحيى‬
‫‪ :‬مما هذا يوم فرار ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أيمن نطعمن هؤلء وقمد لبسموا الكذاغندات‬
‫والمغافمر ؟ قال ‪ :‬فمي أعينهمم ‪ ،‬فسُممّي ذلك اليوم ( يوم العيمن ) والتحمم القتال‬
‫واشتدت الحرب ‪ ،‬فاتف قت صنهاجة على الهزي مة وترك الم عز مع العب يد ح تى‬
‫يرى فعلهم ويقتل أكثرهم ‪ ،‬فعند ذلك يرجعون على العرب فانهزمت صنهاجة‬
‫وثبت العبيد مع المعز فكثر القتل فيهم ‪ ،‬قتل منهم خلق كثير وأرادت صنهاجة‬
‫الرجوع على‬
‫العرب فلم يمكنهم ذلك واستمرت الهزيمة ‪ ،‬وقتل من صنهاجة أمة عظيمة‬
‫ودخمل المعمز القيروان مهزوما على كثرة ممن معمه وأخذت العرب الخيمل‬
‫والخيام وممما فيهمما مممن مال وغيره ‪ ،‬وفيممه يقول بعممض الشعراء ‪:‬‬
‫ولكمن لعمري مما لديمه رجال‬ ‫‪#‬وإن ابن باديس لفضل مالك‬
‫ثلث آلف إن ذا لمحال‬ ‫‪#‬ثلثون ألفا منمهم غلبمتهم‬

‫ولما كان يوم النحر من هذه السنة جمع المعز سبعة وعشرين ألف فارس‬
‫وسار إلى العرب جريدة وسبق خبره وهجم عليهم وهم في صلة العيد فركبت‬
‫العرب خيول هم وحملت فانهز مت صنهاجة ‪ ،‬فق تل من هم عالم كث ير ‪ ،‬ثم ج مع‬
‫الم عز وخرج بنف سه في صنهاجة وزنا تة في ج مع كث ير ‪ .‬فل ما أشرف على‬
‫بيوت العرب وهمو قبلي جبمل جندران انتشمب القتال واشتعلت نيران الحرب ‪،‬‬
‫وكانت العرب سبعة آلف فارس فانهزمت صنهاجة وولى كل رجل منهم إلى‬
‫منزله وانهز مت زنا تة وث بت الم عز في من م عه من عبيده ثباتا عظيما لم ي سمع‬
‫بمثله ‪ ،‬ثم انهزم وعاد إلى المنصورية وأحصي من قتل من صنهاجة ذلك اليوم‬
‫فكانوا ثلثمة آلف وثلثمائة ‪ ،‬ثمم أقبلت العرب حتمى نزلت بمصملى القيروان‬
‫ووقعت الحرب فقتل من المنصورية ورقادة خلق كثير ‪ ،‬فلما رأى ذلك المعز‬
‫أباحهم دخول القيروان لما يحتاجون إليه من بيع وشراء ‪ ،‬فلما دخلوا استطالت‬
‫عليهم العامة ووقعت بينهم حرب كان سببها فتنة بين إنسان عربي وآخر عامي‬
‫؛ وكا نت الغل بة للعرب و في سنة أر بع وأربع ين ب نى سور زويلة والقيروان ‪.‬‬
‫وفي سنة ست وأربعين حاصرت العرب القيروان وملك مؤنس بن يحيى‬
‫مدينة باجة وأشار المعز على الرعية بالنتقال إلى المهدية لعجزه عن حمايتهم‬
‫ممن العرب ‪ ،‬وشرعمت العرب فمي هدم الحصمون والقصمور وقطعوا الثمار‬
‫وخربوا النهار ‪ ،‬وأقام المعمز والناس ينتقلون إلى المهديمة إلى سمنة تسمع‬
‫وأربعين فعندها انتقل المعز إلى المهدية في شعبان فتلقاه ابنه تميم ومشى بين‬
‫يد يه ‪ ،‬وكان أبوه قد وله المهد ية سنة خ مس وأربع ين ؛ فأقام ب ها إلى أن قدم‬
‫أبوه الن ‪ ،‬وفي رمضان من سنة تسع وأربعين نهبت العرب القيروان ؛ وفي‬
‫سنة خمسين خرج بلكين ومعه من العرب لحرب زناتة فقاتلهم فانهزمت زناتة‬
‫وقتمل منهما عدد كثيمر ‪ ،‬وفمي سمنة ثلث وخمسمين وقعمت الحرب بيمن العرب‬
‫وهوارة فانهزمت هوارة وقتل منها الكثير؛ وفي سنة ثلث وخمسين قتل أهل‬
‫تقيوس مممممممممممممممممممممممممممممممممممن‬
‫العرب مائتين وخمسين رجلً وسبب ذلك أن العرب دخلت المدينة متسوقة‬
‫فق تل ر جل من العرب رجلً متقدما من أ هل البلد ل نه سمعه يث ني على الم عز‬
‫ويدعمو له فلمما قتمل ثار أهمل البلد بالعرب فقتلوا منهمم العدد المذكور ؛ وكان‬
‫ينب غي أن يأ تي كل ش يء من ذلك في ال سنة ال تي حدث في ها ‪ ،‬وإن ما أوردناه‬
‫متتابعا ليكون أحسن لسياقته فإنه إذا انقطع وتخللته الحوادث في السنين لم يفهم‬
‫‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫فيهما سمار المهلهمل بمن محممد بمن عناز أخمو أبمي الشوك إلى السملطان‬
‫طغرلبمك فأحسمن إليمه وأقره على أقطاعمه وممن جملتمه السميروان ودقوقما‬
‫وشهرزور وال صامغان ‪ ،‬وشف عه في أخ يه سرخاب بن مح مد بن عناز وكان‬
‫محبوسا عند طغرلبك وسار سرخاب إلى قلعة الماهكي وهي له وأقطع سعدي‬
‫بن أ بي الشوك الراوند ين ‪ .‬وفي ها ق بض الم ستنصر بم صر على أ بي البركات‬
‫عم أبي القاسم الجرجراني واستوزر القاضي أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن‬
‫اليازوري ويازور من أعمال الرملة ‪ ،‬وفيها توفي محمد بن أحمد بن عبد ال‬
‫بمن عبمد الصممد بمن المهتدي بال أبمو الحسمين ‪ ،‬ومولده سمنة أربمع وثمانيمن‬
‫وثلثمائة وفي ها في شعبان تو في أ بو الح سن علي بن ع مر القزوي ني الزا هد‬
‫وكان من الصالحين ‪ ،‬روى الحديث والحكايات والشعار وروى عن ابن نباتة‬
‫شيئا ممممممن شعره فممممممن ذلك قال ابمممممن نباتمممممة ‪:‬‬
‫مزاج وفاق‬
‫مه إن الممم‬
‫من العدو فداره وامزج لمم‬
‫‪#‬وإذا عجزت عم‬
‫‪#‬فالنار بالماء الذي همو ضدهما تعطمي النضاج وطبعهما الحراق‬

‫وفيهما فمي ذي القعدة توفمي أبمو القاسمم عممر بمن ثابمت النحوي الضريمر‬
‫المعروف بالثمانينمممممممممممممممممممممممممممي (ا)‪.‬‬

‫(‪ )1‬الثماني ني النحوي الضر ير ‪ :‬شارح " الل مع " كان فى غا ية العلم‬
‫بالنحمممممممممممممممممممممممممممممممممممو ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة ثلث وأربعين وأربعمائة‬

‫ذكر نهب سرّق والحرب الكائنة عندها وملك الرحيم رامهرمز‬


‫فيها في المحرم اجتمع جمع كثير من العرب والكراد وقصدوا سرق من‬
‫خوزسمتان ونهبوهما ونهبوا دورق ومقدمهمم مطارد بمن منصمور ومذكور بمن‬
‫نزار فأرسل إليهم الملك الرحيم جيشا ولقوهم بين سرق ودورق فاقتتلوا ‪ ،‬فقتل‬
‫مطارد وأسر ولده وكثر القتل فيهم واستنقذوا ما نهبوه ونجا الباقون على أقبح‬
‫صورة من الجراح والن هب فل ما تم هذا الف تح للملك الرح يم انت قل من ع سكر‬
‫مكرم متقدما إلى قنطرة أربق ومعه دبيس بن مزيد والبساسيري وغيرهما ‪ .‬ثم‬
‫إن الميمر أبما منصمور صماحب فارس وهزارسمب بمن بنكيمر ومنصمور بمن‬
‫الحسمين السمدي وممن معهمما ممن الديلم والتراك سماروا ممن أرجان يطلبون‬
‫ت ستر ‪ ،‬ف سبقهم الرح يم إلي ها وحال بين هم وبين ها ‪ ،‬والت قت الطلئع فكان الظ فر‬
‫لعسمكر الرحيمم ثمم إن الرجاف وقمع فمي عسمكر هزارسمب بوفاة الميمر أبمي‬
‫من صور بن الملك أ بي كاليجار بمدي نة شيراز ف سقط في أيدي هم وعادوا وق صد‬
‫كث ير من هم الملك الرح يم ف صاروا م عه ف سيّر قط عة من الج يش إلى رامهر مز‬
‫وب ها أ صحاب هزار سب و قد أف سدوا في تلك العمال فل ما و صل إلي ها ع سكر‬
‫الرحيم خرج أولئك إلى قتالهم فاقتتلوا قتالً شديدا أكثر فيه القتل والجراح ‪ ،‬ثم‬
‫انهزم أ صحاب هزار سب فدخلوا البلد وح صروا ف يه ثم ملك البلد عنوة ون هب‬
‫وأسر جماعة من العساكر التي فيه وهرب كثير منهم إلى هزارسب وهو بايذج‬
‫وملك الملك الرحيمممم البلد فمممي ربيمممع الول ممممن هذه السمممنة ‪.‬‬
‫ذكر ملك الملك الرحيم اصطخر وشيراز‬
‫في هذه ال سنة سيّر الملك الرح يم أخاه الم ير أ با سعد في ج يش إلى بلد‬
‫فارس وكان سبب ذلك أن المق يم في قل عة اصطخر و هو أ بو نصر بن خسرو‬
‫مممممممممممممممممممممممممممممض‬
‫كان له أخوان قبم‬
‫عليه ما هزار سب بن بنك ير بأ مر الم ير أ بي من صور فك تب إلى الملك‬
‫الرحيم يبذل له الطاعة والمساعدة ويطلب أن يسير إليه أخاه ليملكه بلد فارس‬
‫ف سير إل يه أخاه أ با سعد في جيش فوصل إلى دول تا باذ فاتاه كث ير من ع ساكر‬
‫فارس الديلم والترك والعرب والكراد ‪ ،‬وسمار منهما إلى قلعمة اصمطخر فنزل‬
‫إليه صاحبها أبو نصر فلقيه وأصعده إلى القلعة وحمل له وللعساكر التي معه‬
‫القامات والخلع وغيرها ‪ ،‬ثم سارا منها إلى قلعة بهندر فحصروها وأتاه كتب‬
‫ب عض م ستحفظي البلد الفار سية بالطا عة من ها م ستحفظ درابجرد وغير ها ثم‬
‫سمار إلى شيراز فملكهما فمي رمضان ‪ ،‬فلمما سممع أخوه الميمر أبمو منصمور‬
‫وهزار سب ومن صور بن الح سين ال سدي ذلك ساروا في ع سكرهم إلى الملك‬
‫الرحيم فهزموه على ما نذكره إن شاء ال تعالى ‪ ،‬وفارق الهواز إلى واسط ثم‬
‫عطفوا من الهواز إلى شيراز لجلء الم ير أ بي سعد عن ها ‪ ،‬فل ما قاربو ها‬
‫لقيهم أبو سعد وقاتلهم فهزمهم فالتجؤوا إلى جبل قلعة بهندر وتكررت الحروب‬
‫ب ين الطائفت ين إلى منت صف شوّال فتقد مت طائ فة من ع سكر أ بي سعد فاقتتلوا‬
‫عا مة النهار ثم عادوا ‪ ،‬فل ما كان ال غد الت قى الع سكران جميعا واقتتلوا فانهزم‬
‫عسكر المير أبي منصور وظفر أبو سعد وقتل منهم خلقا كثيرا واستأمن إليه‬
‫كث ير من هم و صعد أ بو من صور إلى قل عة بهندر واحت مى ب ها وأقام إلى أن عاد‬
‫إلى ملكمه على مما نذكره إن شاء ال تعالى ‪ ،‬ولمما فارق الميمر أبمو منصمور‬
‫الهواز أعيدت الخطبة للملك الرحيم وأرسل من بها من الجند يستدعونه إليهم‬
‫‪.‬‬
‫ذكر انهزام الملك الرحيم بالهواز‬
‫ل ما ان صرف الم ير أ بو من صور وهزار سب و من مع هم ص ن منزل هم‬
‫قر يب ت ستر على ما ذكرناه مضوا إلى أيذج وأقاموا في ها وخافوا الملك الرح يم‬
‫واسمتضعفوا نفوسمهم عمن مقاومتمه ‪ ،‬فاتفمق رأيهمم على أن راسملوا السملطان‬
‫طغرلبمك وبذلوا له الطاعمة وطلبوا منمه المسماعدة فأرسمل إليهمم عسمكرا كثيرا‬
‫وكان قمد ملك أصمبهان وفرغ باله منهما وعرف الملك الرحيمم ذلك وقمد فارقمه‬
‫كثيمر ممن عسمكره منهمم البسماسيري ونور الدولة دبيمس بمن مزيمد والعرب‬
‫والكراد وب قي في الديلم الهواز ية وطائ فة قليلة من التراك البغدادي ين كانوا‬
‫وصلوا إليه أخيرا ‪ ،‬فقرر رأيه على أن عاد من عسكر مكرم إلى الهواز لنها‬
‫أح صن وينت ظر بالمقام في ها و صول الع ساكر ورأى أن ير سل أخاه الم ير أ با‬
‫سمعد إلى فارس حيمث طلب إلى اصمطخر على مما ذكرناه وسميّر معمه جمعا‬
‫صمممممالحا ممممممن العسممممماكر ظنا منمممممه أن أخاه إذا‬
‫و صل إلى فارس ‪ ،‬ومل كت قل عة ا صطخر انز عج الم ير أ بو من صور‬
‫وهزارسمب وممن معهمما واشتغلوا بتلك النواحمي عنمه فازداد قلقا وضعفا فلم‬
‫يلتفمت أولئك إلى الميمر أبمي سمعد بمل سماروا مجديمن إلى الهواز فوصملوها‬
‫أوا خر رب يع ال خر ووق عت الحرب ب ين الفريق ين يوم ين متتابع ين ك ثر فيه ما‬
‫القتال واشتمد فانهزم الملك الرحيمم وسمار فمي نفمر قليمل إلى واسمط ولقمي فمي‬
‫طريقه مشقة وسلم واستقر بواسط فيمن لحق به من المنهزمين ونهبت الهواز‬
‫وأحرق فيها عدة محال وفقد في الوقعة الوزير كمال الملك أبو المعالي بن عبد‬
‫ممممبر‪.‬‬
‫ممممم فلم يعرف له خم‬
‫ممممر الملك الرحيم‬
‫ممممم وزيم‬
‫الرحيم‬
‫ذكر الفتنة بين العامة ببغداد وإحراق المشهد على سكنيه السلم‬
‫فمي هذه السمنة فمي صمفر تجددت الفتنمة ببغداد بيمن السمنية والشيعمة ‪،‬‬
‫وعظمت أضعاف ما كانت قديما ‪ ،‬فكان التفاق الذي ذكرناه في السنة الماضية‬
‫غ ير مأمون النتقاض ل ما في ال صدور من الحَن ‪ .‬وكان سبب هذه الفت نة أن‬
‫أهل الكرخ شرعوا في عمل باب السماكين وأهل الفلئين في عمل ما بقي من‬
‫باب مسمعود ‪ ،‬ففرغ أهمل الكرخ وعملوا أبراجا كتبوا عليهما بالذهمب محممد‬
‫وعلي خيمر البشمر وأنكمر السمنية ذلك وادعوا أن المكتوب محممد وعلي خيمر‬
‫الب شر ف من ر ضي ف قد ش كر و من أ بى ف قد ك فر ‪ ،‬وأن كر أ هل الكرخ الزيادة‬
‫وقالوا ما تجاوزنا ما جرت به عادتنا فيما نكتبه على مساجدنا فأرسل الخليفة‬
‫القائم بأمر ال أبا تمام نقيب العباسيين ونقيب العلويين وهو عدنان بن الرضي‬
‫لك شف الحال وإنهائه فكت با بت صديق قول الكرخي ين فأ مر حينئذ الخلي فة ونواب‬
‫الرحيمم بكمف القتال فلم يقبلوا ‪ ،‬وانتدب ابمن المذهمب القاضمي والزهيري‬
‫وغيرهمما ممن الحنابلة أصمحاب عبمد الصممد بحممل العاممة على الغراق فمي‬
‫الفت نة ‪ ،‬فأم سك نواب الملك الرح يم عن كف هم غيظا من رئ يس الرؤ ساء لميله‬
‫إلى الحنابلة ومنمع هؤلء السمنية ممن حممل الماء ممن دجلة إلى الكرخ ‪ .‬وكان‬
‫نهر عيسى قد انفتحَ بثقُه فعظم المر عليهم وانتدب جماعة منهم وقصدوا دجلة‬
‫وحملوا الماء وجعلوه في الظروف وصبوا عليه ماء الورد ونادوا الماء للسبيل‬
‫فأغروا بهم السنية وتشدد رئيس الرؤساء على الشيعة فمحوا خير البشر وكتبوا‬
‫عليهمما السملم ‪ ،‬فقالت السمنية ‪ :‬ل نرضمى إل أن يقلص ‪ ،‬الجمر الذي عليمه‬
‫مح مد وعلي وأن ل يؤذن حي على خ ير الع مل وامت نع الشي عة من ذلك ودام‬
‫القتال إلى ثالث ربيع الول وقتل فيه رجل هاشمي من السنية فحمله أهله على‬
‫نعممممممممممش وطافوا بممممممممممه فممممممممممي‬
‫الحربية وباب البصرة وسائر محال السنة واستنفروا الناس للخذ بثأره ثم‬
‫دفنوه ع ند أح مد بن حن بل و قد اجت مع مع هم خلق كث ير أضعاف ما تقدم ‪ .‬فل ما‬
‫رجعوا من دفنه قصدوا مشهد باب التبن فاغلق بابه فنقبوا في سورها وتهددوا‬
‫البواب فخاف هم وف تح الباب فدخلوا ونهبوا ما في المش هد من قناد يل ومحار يب‬
‫ذ هب وف ضة و ستور وغ ير ذلك ‪ ،‬ونهبوا ما في الترب والدور وأدرك هم الل يل‬
‫فعادوا فلما كان الغد كثر الجمع فقصدوا المشهد وأحرقوا جميع الترب والراج‬
‫واحترق ضريمح موسمى وضريمح ابمن ابنمه محممد بمن علي والجوار والقبتان‬
‫الساج اللتان عليهما ‪ ،‬واحترق ما يقابلهما ويجاورهما من قبور ملوك بني بويه‬
‫م عن الدولة وجلل الدولة و من قبور الوزراء والرؤ ساء و قبر جع فر بن أ بي‬
‫جعفر المنصور وقبر المين محمد بن الرشيد وقبر أمه زبيدة وجرى من المر‬
‫الفظيع ما لم يجر في الدنيا مثله ‪ ،‬فلما كان الغد خامس الشهر عادوا وحفروا‬
‫قبر موسى بن جعفر ومحمد بن علي لينقلوهما إلى مقبرة أحمد بن حنبل فحال‬
‫الهدم بينهمم وبيمن معرفمة القمبر فجاء الحفمر إلى جانبمه وسممع أبمو تمام نقيمب‬
‫العبا سيين وغيره من الهاشميين وال سنية ال خبر فجاؤوا ومنعوا عن ذلك وق صد‬
‫أهمل الكرخ إلى خان الفقهاء الحنفييمن فنهبوه ‪ ،‬وقتلوا مدرس الحنفيمة أبما سمعد‬
‫السمرخسي وأحرقوا الخان ودور الفقهاء وتعدت الفتنمة إلى الجانمب الشرقمي‬
‫فاقتتمل أهمل باب الطاق وسموق بمج والسماكفة ‪ .‬وغيرهمم ‪ .‬ولمما انتهمى خمبر‬
‫إحراق المش هد إلى نور الدولة دب يس بن مز يد ع ظم عل يه واش تد وبلغ م نه كل‬
‫مبلغ لنه وأهل بيته وسائر أعماله من النيل وتلك الولية كلهم شيعة فقطعت‬
‫فمي أعماله خطبمة المام القائم بأممر ال فَروسملَ فمي ذلك وعُوتب َم فاعتذر بأن‬
‫أهل وليته شيعة والَفقوا على ذلك فلم يمكنه أن يشق عليهم كما أن الخليفة لم‬
‫يمك نه كف ال سفهاء الذ ين فعلوا بالمش هد ما فعلوا وأعاد الخط بة إلى حال ها ‪.‬‬
‫ذكر عصيان بني قرة على المستنصر باللّه بمصر‬
‫فمي هذه السمنة فمي شعبان عصمى بنوقرة بمصمر على المسمتنصر بال‬
‫الخليفمة العلوي‪ ،‬وكان سمبب ذلك أنمه أممر عليهمم رجلًا منهمم يقال له المقرب‬
‫وقدمه فنفروا من ذلك وكرهوه واستعفوا منه فلم يعزله عنهم فكاشفوا بالخلف‬
‫والعصميان وأقاموا بالجيزة مقابمل مصمر ‪ ،‬وتظاهروا بالفسماد فعمبر إليهمم‬
‫المستنصر بال جيشا يقاتلهم ويكفهم فقاتلهم بنو قرة فانهزم الجيش وكثر القتل‬
‫فيهمممم فانتقمممل بنمممو قرة إلى طرف البر فعظمممم الممممر على‬
‫المسمتنصر بال وجممع العرب ممن طيمء وكلب وغيرهمما ممن العسماكر‬
‫و سيرهم في أ ثر ب ني قرة ‪ ،‬فأدركو هم بالبحيرة فواقعو هم في ذي القعدة واشتد‬
‫القتال وك ثر الق تل في ب ني قرة وانهزموا وعاد الع سكر إلى م صر وتركوا في‬
‫مقا بل ب ني قرة طائ فة من هم لتردّ ب ني قرة إن أرادوا التعرض في البلد وك فى‬
‫ال شرهممممممممممممممممممممممممممممممممممم‪.‬‬
‫ذكر وفاة زعيم الدولة وإمارة قريش بن بدران‬
‫في هذه ال سنة في ش هر رمضان تو في زع يم الدولة أ بو كا مل بر كة بن‬
‫المقلد بتكريت وكان انحدر إليها في حلله قاصدا نحو العراق لينازع النواب به‬
‫عن الملك الرح يم وين هب البلد فل ما بلغ ها انت قض عل يه جرح كان أ صابه من‬
‫الغمز لمما ملكوا الموصمل فتوفمي ‪ ،‬ودفمن بمشهمد الخضمر بتكريمت واجتمعمت‬
‫العرب ممن أ صحابه على تأميمر علم الديمن أ بي المعالي قر يش بن بدران بمن‬
‫المقلد فعاد بالحلل والعرب إلى المو صل وأر سل إلى ع مه قرواش و هو ت حت‬
‫العتقال يعل مه بوفاة زع يم الدولة وقيا مه بالِمارة وأ نه يت صرف على اختياره‬
‫ويقوم بالمر نيابة عنه ‪ ،‬فلما وصل قريش إلى الموصل جرى بينه وبين عمه‬
‫قرواش منازعمة ضعمف فيهما قرواش ‪ ،‬وقوي ابمن أخيمه ومالت العرب إليمه‬
‫واسمتقرت المارة له وعاد عممه إلى مما كان عليمه ممن العتقال الجميمل‬
‫والقتصار به على قليل من الحاشية والنساء والنفقة ثم نقلها إلى قلعة الجراحية‬
‫مممممممن أعمال الموصممممممل فاعتقممممممل بهمممممما ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫ظهر ببغداد يوم الربعاء سابع صفر وقت العصر كوكب غلب نوره على‬
‫نور الشممس له ذؤابمة نحمو ذراعيمن وسمار سميرا بطيئا ثمم انقمض والناس‬
‫يشاهدونه ‪ .‬وفيها في رمضان أرسل السلطان طغرلبك إلى الخلي فة جوابا عن‬
‫رسمالة الخليفمة إليمه وشكرا لنعام الخليفمة عليمه بالخلع واللقاب وأرسمل معمه‬
‫طغرلبمك إلى الخليفمة عشرة آلف دينار عينا وأعلقا نفيسمة ممن الجواهمر‬
‫والثياب والط يب وغ ير ذلك ‪ ،‬وأر سل خم سة آلف دينار للحاش ية وأل في دينار‬
‫لرئيس الرؤساء وأنزل الخليفة الرسل بباب المراتب وأمر بإكرامهم ولما جاء‬
‫العيمد أظهمر أجناد بغداد الزينمة الرائقمة والخيول النفيسمة والتجافيمف الحسمنة‬
‫وأرادوا إظهار قوتهممممممممم عنممممممممد الرسممممممممل ‪.‬‬
‫وفيهما عاد الغمز أصمحاب الملك داود أخمي طغرلبمك عمن كرمان وسمبب‬
‫عودهممممممممممممممممممممممممممممممممممم أن‬
‫عبمد الرشيمد بمن محمود بمن سمبكتكين صماحب غزنمة سمار إلى خراسمان‬
‫فالتقمى همو والملك داود واقتتلوا قتالً شديدا فانهزم داود فاقتضمى الحال عود‬
‫أصمحابه عمن كرمان ‪ .‬وفيهما أيضا عاد السملطان طغرلبمك عمن أصمبهان إلى‬
‫الري ‪ ،‬وفيهما توفمي أبمو كاليجار كرشاسمف بمن علء الدولة بمن كاكويمه‬
‫بالهواز ‪ ،‬وكان قد استخلفه بها المير أبو منصور عند عوده عنها إلى شيراز‬
‫‪ ،‬فلما توفي خطب للملك الرحيم بالهواز ‪ ،‬ونجيها توفي أبو عبد ال الحسين‬
‫بن المرت ضى المو سوي ‪ ،‬وفي ها في رب يع الول تو في أ بو الح سن مح مد بن‬
‫مح مد الب صروي الشا عر و هو من سوب إلى قر ية ت سمى ب صرى قر يب ع كبرا‬
‫وكان صاحب نادرة قال له ر جل شر بت البار حة ماء كثيرا فاحت جت إلى القيام‬
‫كممل سمماعة كأنممي جدي فقال له لم تصممغر نفسممك ( ومممن شعره ) ‪:‬‬
‫‪#‬ترى الدنيا وزينتهَا فتمصبو وممممما يخلو مممممن الشهوات قلب‬
‫وأكثرُ مما يَضممركَ مما تحمب‬ ‫‪#‬فضول العيشِ أكثرها هموم‬
‫‪#‬فل يَغرركَ زُخرفُ ما تراه وعيشممُ لينممِ العطافممِ رطممب‬
‫فخذهما فالغنمى مرعمى وشرب‬ ‫‪#‬إذا ما بلغمة جاءتك عفوا‬
‫فل تر ّد الكثيرَ وفيممممه حرب‬ ‫ق القليلُ وفيمه سلم‬
‫‪#‬إذا اتف َ‬
‫ثم دخلت سنة أربع وأربعين وأربعمائة‬

‫ذكر قتل عبد الرشيد صاحب غزنة وملك فرخ زاد‬


‫في هذه السنة قتل عبد الرشيد بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة وكان‬
‫سبب ذلك أن حاجبا لمودود ابن أخيه مسعود اسمه طغرل وكان مودود قد قدمه‬
‫ونوه با سمه وزو جه أخ ته ‪ ،‬فل ما تو في مودود وملك عبد الرش يد أجرى طغرل‬
‫على عادتمه فمي تقدممه وجعله حاجمب حجابمه فأشار عليمه طغرل بقصمد الغمز‬
‫وإجلئهم من خراسان ‪ ،‬فتوقف استبعادا لذلك فألح عليه طغرل فسيره في ألف‬
‫فارس ‪ ،‬ف سار ن حو سجستان وب ها أبو الفضل نائبا عن بي غو فأقام طغرل على‬
‫ح صار قل عة طاق ‪ ،‬وأر سل إلى أ بي الف ضل يدعوه إلى طا عة ع بد الرش يد ‪،‬‬
‫فقال له إننمي نائب عمن بيغمو وليمس ممن الديمن والمروءة خيانتمه فاقصمده فإذا‬
‫فرغت منه سلمت إليك فقام على حصار طاق أربعين يوما فلم يتهيأ له فتحها ‪.‬‬
‫وك تب أبو الفضل إلى بيغو يعر فه حال طغرل ف سار إلى سجستان ليمنع عن ها‬
‫طغرل ‪ ،‬ثم إن طغرل ض جر من مقا مه على ح صار طاق ف سار ن حو مدي نة‬
‫سجستان ‪ ،‬فلما كان على نحو في سخ منها كمن بحيث ل يراه أحد لعلة يجدها‬
‫وفر صة ينتهز ها ف سمع أ صوات دبادب وبوقات فخرج و سأل ب عض من على‬
‫الطر يق ‪ ،‬فأ خبره أن بي غو قد و صل فعاد إلى أ صحابه وأ خبرهم وقال ل هم ‪:‬‬
‫ل يس ل نا إل أن نل قى القوم ونموت تحمت ال سيوف أعزة فإ نه ل سبيل ل نا إلى‬
‫الهرب لكثرتهم وقلّتنا فخرجوا من مكمنهم فلما رآها بيغو سأل أبا الفضل عنهم‬
‫‪ ،‬فأ خبره أ نه طغرل فا ستقل من م عه و سيّر طائ فة من أ صحابه لقتال هم ‪ ،‬فل ما‬
‫رآ هم طغرل لم يعرّج علي هم ‪ ،‬بل أقْحَ مَ فر سه نهرا هناك ف عبره وق صد بي غو‬
‫ومن معه فقاتلهم وهزمهم طغرل وغنم ما معهم ثم عطف على الفريق الخر‬
‫فصمنع بهمم مثمل ذلك وأم بيغمو وأبمو الفضمل نحمو هراة وتبعهمم طغرل نحمو‬
‫فر سخين ‪ ،‬وعاد إلى المدي نة فملك ها ‪ .‬وك تب إلى ع بد الرش يد ب ما كان م نه ‪،‬‬
‫ويطلب المداد ليسممممممممممير إلى خراسممممممممممان فأمده‬
‫بعدة كثيرة ممن الفرسمان فوصملوا إليمه فاشتمد بهمم وأقام مديدة ‪ ،‬ثمم حدث‬
‫نف سه بالعود إلى غز نة وال ستيلء علي ها ‪ ،‬فأعلم أ صحابه ذلك وأح سن إلي هم ‪،‬‬
‫وا ستوثق من هم ور حل إلى غز نة طاويا للمرا حل كأن ما أمره فل ما صار على‬
‫خم سة فرا سخ من غز نة أر سل إلى ع بد الرش يد مخادعا له يعل مه أن الع سكر‬
‫خالفوا عليه وطلبوا الزيادة في العطاء وأنهم عادوا بقلوب متغيرة ومستوحشة ‪،‬‬
‫فلما وقف على ذلك جمع أصحابه وأهل ثقته وأعلمهم الخبر فحذروه منه وقالوا‬
‫له ‪ :‬إِن المر قد أعجل عن الستعداد وليس غير الصعود إلى القلعة والتحصن‬
‫بها فصعد إلى قلعة غزنة وامتنع بها ووافى طغرل من الغد إلى البلد ‪ ،‬ونزل‬
‫في دار المارة وراسل المقيمين بالقلعة في تسليم عبد الرشيد ووعدهم ورغبهم‬
‫إن فعلوا وتهددهم إن امتنعوا فسلموه إليه فأخذه طغرل فقتله واستولى على البلد‬
‫وتزوج ابنمة مسمعود كرها ‪ .‬وكان فمي العمال الهنديمة أميمر يسممى خرخيمز‬
‫ومعه عسكر كثير ‪ ،‬فلما قتل طغرل عبد الرشيد واستولى على المر كتب إليه‬
‫ودعاه إلى الموافقة والمساعدة على ارتجاع العمال من أيدي الغز ووعده على‬
‫ذلك ‪ .‬وبذل البذول الكثيرة فلم يرض فعله وأنكره وامت عض م نه وأغلظ له في‬
‫الجواب ‪ ،‬وك تب إلى اب نة م سعود بن محمود زو جة طغرل ووجوه القواد ين كر‬
‫ذلك علي هم ‪ ،‬ويوبخ هم على إغضائ هم و صبرهم على ما فعله طغرل من ق تل‬
‫ملكهمم وابمن ملكهمم ويحثهمم على الخمذ بثأره ‪ .‬فلمما وقفوا على كتبمه عرفوا‬
‫غلطهم ودخل جماعة منهم على طغرل ووقفوا بين يديه فضربه أحدهم بسيفه‬
‫وتبعمه الباقون فقتله ‪ ،‬وورد خرخيمز الحاجمب بعمد خمسمة أيام وأظهمر الحزن‬
‫على ع بد الرش يد وذم طغرل و من تاب عه على فعله وج مع وجوه القواد وأعيان‬
‫أهل البلد وقال لهم لقد عرفتم ما جرى مما خولفت به الديانة والمانة وأنا تابع‬
‫ول بد لل مر من سائس فاذكروا ما عند كم من ذلك ‪ ،‬فأشاروا بول ية فرخزاد‬
‫بن م سعود بن محمود وكان محبو سا في ب عض القلع فأح ضر وأجلس بدار‬
‫المارة وأقام خرخيمز بيمن يديمه يدبر المور وأخمذ ممن أعان على قتمل ‪ :‬عبمد‬
‫الرش يد فقتله فل ما سمع داود أ خو طغرل بك صاحب خرا سان ق تل ع بد الرش يد‬
‫جمع عساكره وسار إلى غزنة ‪ .‬فخرج إليه خرخيز ومنعه وقاتله فانهزم داود‬
‫وغ نم ما كان معه ول ما ا ستقر ملك فرخزاد وثبت قد مه ج هز جيشا جرارا إلى‬
‫خراسان فاستقبلهم المير كلسارغ ‪ ،‬وهو من أعظم المراء فقاتلهم وصبر لهم‬
‫فظفروا بمه وانهزم أصمحابه عنمه وأخذا أسميرا وأسمر معمه كثيمر ممن عسمكر‬
‫خرا سان ووجوه هم وأمرائ هم ‪ ،‬فج مع ألب أر سلن ع سكرا كثيرا و سير والده‬
‫داود فممممممممممممممي ذلك العسممممممممممممممكر إلى‬
‫الجيمش الذي أسمروا كلسمارغ فقاتلهمم وهزمهمم وأسمر جماعمة ممن أعيان‬
‫العسمممكر فأطلق فرخزاد السمممرى وخلع على كلسمممارغ وأطلقمممه ‪.‬‬
‫ذكر وصول الغ ّز إلى فارس وانهزامهم عنها‬
‫فمي هذه السمنة وصمل أصمحاب السملطان طغرلبمك إلى فارس وبلغوا إلى‬
‫شيراز ونزلوا بالبيضاء واجتممع معهمم العادل أبمو منصمور الذي كان وزيمر‬
‫الم ير أ بي من صور الملك أ بي كاليجار ودبر أمر هم فقبضوا عل يه وأخذوا م نه‬
‫ثلث قلع وهي قلعة كبزة وقلعة جويم وقلعة بهندر فأقاموا بها وسار من الغز‬
‫نحو مائتي رجل إِلى المير أبي سعد أخي الملك الرحيم وصاروا معه وراسل‬
‫أبو سعد الذين بالقلع المذكورة فاستمالهم فأطاعوه وسلموا القلع إليه وصاروا‬
‫في خدمته واجتمع العسكر الشيرازي وعليهم الظهير أبو نصر وأوقعوا بالغزّ‬
‫بباب شيراز فانهزم الغز وأسر تاج الدين نصر بن هبة ال بن أحمد وكان من‬
‫المقدمين عند الغزّ فلما انهزم الغز وسار العسكر الشيرازي إلى فسا ‪ ،‬وكان قد‬
‫تغلب مليهما بعمض السمفل وقوي أمره لشتغال العسماكر بالغزّ فأزالوا المتغلب‬
‫عليهممممممممممممممما واسمممممممممممممممتعادوها‬
‫ذكر الحرب بين قريش وأخيه المقلد‬
‫في هذه ال سنة جرى خلف ب ين عل يم الد كن قر يش بن بدران وب ين أخ يه‬
‫المقلد وكان قريش قد نقل عمه قرواشا إِلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل‬
‫و سجنه ب ها وارت حل بطلب العراق فجرى بي نه وب ين أخ يه المقلد مناز عة أدت‬
‫إلى الختلف ‪ ،‬ف سار المقلد إلى نور الدولة دب يس بن مز يد ملتجئا إل يه فح مل‬
‫أخاه الغيظ منه على أن نهب حلته وعاد إلى الموصل واختلت أحواله واختلفت‬
‫العرب عليمه وأخرج نواب الملك الرحيمم ببغداد إلى مما كان بيمد قريمش ممن‬
‫العراق بالجا نب الشر قي من ع كبرا والعلث وغيره ما من ق بض غل ته و سلم‬
‫الجانب الغربي من أوانا ونهر بيطر إلى أبي الهندي بلل بن غريب ‪ .‬ثم إن‬
‫قريشا اسمتمال العرب وأصملحهم فأذعنوا له بعمد وفاة عممه قرواش فإنمه توفمي‬
‫هذه اليام وانحدر إلى العراق ليستعيد ما أخذ منه فوصل إلى الصالحية وسير‬
‫بعمض أصمحابه إلى ناحيمة الحظيرة ومما والهما فنهبوا مما هناك وعادوا فلقوا‬
‫كا مل بن مح مد بن الم سيب صاحب الحظيرة فأو قع ب هم وقاتل هم فأر سلوا إلى‬
‫قريمش يعرفونمه الحال فسمار إليهمم فمي عدة كثيرة ممن العرب والكراد فانهزم‬
‫كامل وتبعه قريش فلم يلحقه فقصد حلل بلل بن غريب وهي خالية من الرجال‬
‫فنهبهممممما وقاتله بلل وأبلى بلءً حسمممممنا فجرح ثمممممم انهزم ‪،‬‬
‫وراسل قريش نواب الملك الرحيم يبذل الطاعة وبطلب تقرير ما كان له‬
‫مم‬
‫مم واشتغال الملك الرحيم‬
‫مه وضعفهم‬
‫مه فأجابوه إلى ذلك على كره لقوتم‬
‫عليم‬
‫بخوزسمممممتان عنهمممممم فاسمممممتقر أمره وقوي شأنمممممه ‪.‬‬
‫ذكر وفاة قرواش‬
‫في هذه ال سنة م ستقل ر جب تو في معت مد الدولة أ بو المن يع قرواش بن‬
‫المقلد العقيلي الذي كان صاحب المو صل محبو سا بقل عة الجراح ية من أعمال‬
‫الموصل على ما ذكرناه قبل وحمل ميتا إلى الموصل ودُفن بتل توبة من مدينة‬
‫نينوى شر قي المو صل ‪ ،‬وكان من رجال العرب وذوي الع قل من هم وله ش عر‬
‫حسن فمن ذلك ما ذكره أبو الحسن علي بن الحسن الباخرزي في دمية القصر‬
‫مممممممممممممممممممممممممممممممممممن شعره ‪:‬‬
‫النفوس وصممممميقل الحمممممرار‬ ‫‪#‬ل در النائبات فإنها صدأ‬
‫سمميفا وأطلق شفرتممي وغراري‬ ‫‪#‬ما كنت إل زبرة فطبعنني‬
‫وذكمممممممممممممممممممممممممممممر له أيضا ‪:‬‬
‫‪#‬ممممن كان يحمدُ أو يذممممُ موروثا لمال ممممن آبائمممممه وجدوده‬
‫‪#‬إنممي امرؤ ل شكممر وحممممده شمممكرا كثممميرا جالبا لمزيده‬
‫‪#‬لي أشقر سمح العنان مغاور يعطيممك ممما يرضيممك مممن مجهوده‬
‫خلت البروق تموج فممي تجريده‬ ‫‪#‬ومهند عضب إذا جردته‬
‫أم المنممممايا ركبممت فممي عوده‬ ‫‪#‬ومثقف لدن السنان كأنما‬
‫سمملطت جود يدي على تبديده‬ ‫‪#‬وبذا حويت المال إل أنني‬
‫ق يل إنه ج مع ب ين أخت ين في نكا حه فق يل له إن الشري عة تحرم هذا فقال ‪:‬‬
‫وأي شيء عندنا تجيزه الشريعة ‪ ،‬وقال مرة ما في رقبتي غير خمسة أو ستة‬
‫ممممن الباديمممة قتلتهمممم وأمممما"الحاضرة فل يعبمممأ ال بهمممم ‪.‬‬
‫ذكر استيلء الملك الرحيم على البصرة‬
‫في هذه السنة في شعبان سير الملك الرحيم جيشا مع الوزير والبساسيري‬
‫إلى البصرة وبها أخوه أبو علي بن أبي كاليجار فحصروه بها فأخرج عسكره‬
‫مممممممممممممممممفن‬
‫مممممممممممممممممي السم‬
‫فم‬
‫لقتالهمم فاقتتلوا عدة أيام ‪ ،‬ثمم انهزم البصمريون فمي الماء إلى البصمرة‬
‫وا ستولى ع سكر الرح يم على دجلة والن هر جميعا و سارت الع ساكر على البر‬
‫ممن المنزلة بمطار إلى البصمرة ‪ ،‬فلمما قاربوهما لقيهمم رسمل مضرور بيعمة‬
‫يطلبون المان فأجابوهم إلى ذلك وكذلك بذلوا المان لسائر أهلها ودخلها الملك‬
‫الرح يم ف سر به أهل ها وبذل ل هم الح سان فل ما د خل الب صرة وردت إل يه ر سل‬
‫الديلم بخوز ستان يبذلون الطا عة ويذكرون أن هم ما زالوا علي ها فشكر هم على‬
‫ذلك وأقام بالبصمرة ليصملح أمرهما وأمما أخوه أبمو علي صماحب البصمرة فإنمه‬
‫مضمى إلى شمط عثمان فتحصمن بمه وحفمر الخندق فمضمى الملك الرحيمم إليمه‬
‫وقاتلهم فملك الموضع ومضى أبو علي ووالدته إلى عبادان وركبوا البحر إلى‬
‫مهروبان وخرجوا من الب حر وأكثروا دواب و ساروا في أرجان عازم ين على‬
‫قصد السلطان طغرلبك وأخرج الملك الرحيم كل من بالبصرة من الديلم أجناد‬
‫أخيه وأقام غيرهم ‪ ،‬ثم إن المير أبا علي وص ل إلى السلطان طغرلبك وهو‬
‫بأ صبهان فأكر مه وأح سن إل يه وح مل إل يه مالًا وزو جه امرأة من أهله وأقط عه‬
‫أقطاعا ممن أعمال جرباذقان وسملم إليمه قلعتيمن ممن تلك العمال أيضا وسملم‬
‫الملك الرحيم البصرة إلى البساسيري ومضى إلى الهواز وترددت الرسل بينه‬
‫وبين منصور بن الح سين وهزار سب ح تى اصطلحوا و صارا أرّجان وت ستر‬
‫للملك الرحيممممممممممممممممممممممممممممممممم ‪.‬‬
‫ذكر ورود سعدي العراق‬
‫وفيها في ذي القعدة ورد سعدي بن أبي الشوك في جيش من عند السلطان‬
‫طغرل بك إلى نوا حي العراق فنزل مايد شت و سار من ها جريدة في من م عه من‬
‫ال غز إلى أ بي دلف الجاوائي فنذر به أ بو دلف وان صرف من ب ين يد يه ولح قه‬
‫سعدي فنهبه وأخذ ماله ‪ ،‬وأفلت أبو دلف بحشاشة نفسه ونهب أصحاب سعدي‬
‫البلد حتمى بلغوا النعمانيمة فأسمرفوا فمي النهمب والغارة ‪ ،‬وفتكوا فمي البلد ‪،‬‬
‫وافتضوا البكار ‪ ،‬فأخذوا الموال والثاث ‪ ،‬فلم يتركوا شيئا ‪ ،‬وقصمممممد‬
‫البندنيجين ‪ ،‬وبلغ خبره إلى خاله خالد بن عمر وهو نازل على الزرير ومطر‬
‫اب ني علي بن م قن العقيلي ين فأر سل إل يه ولده مع أولد الزر ير وم طر يشكون‬
‫إليمه مما عاملهمم بمه عممه مهلهمل وقريمش بمن بدران فلقوه بحلوان وشكوا إليمه‬
‫حالهم فوعدهم المسير إليهم وإنقاذهم ممن قصدهم فعادوا من عنده فلقيهم نفر‬
‫ممن أصمحاب مهلهمل فواقعوهمم فظفمر بهمم العقيليون وأسمروهم ‪ .‬وبلغ الخمبر‬
‫مهلهلً فسمممممممممممممار إلى حلل الزريمممممممممممممر‬
‫ومطر في نحو خمسمائة فارس فأوقع بهم على تل عكبرا ونهبهم وانهزم‬
‫الرجال فل قي خالد وم طر والزر ير سعدي بن ا بي الشوك على تامرا فأعلموه‬
‫الحال وحملوه على قتال عمه ‪ ،‬فتقدم إلى طريقه والتقى القوم وكان سعدي في‬
‫ج مع كث ير فظ فر بع مه وأ سره وانهزم ا صحابه في كل ج هة وأ سر أيضا مالك‬
‫ابن عمه مّهلهل وأعاد الغنائم التي كانت معهم على أصحابها وعاد إلى حلوان‬
‫وو صل ال خبر إِلى بغداد فار تج الناس ب ها وخافوا وبرز ع سكر الملك الرح يم‬
‫ليقصدوا حلوان لمحاربة سعدي ووصل إليهم أبو الغر دبيس بن مزيد السدى‬
‫ولم يصممممممممممممممممممممممممممممممنعوا شيئا ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫فى هذه السنة قبض عيس بن خميس بن مقن على أخيه أبىِ غشام صاحب‬
‫تكر يت ب ها و سجنه في سرداب بالقل عة وا ستولى على تكر يت ‪ .‬وفي ها زلزلت‬
‫خوزسمتان وأرجان وايذج وغيرهما ممن البلد زلزل كثيرة وكان معظمهما‬
‫بأرجان فخرب كث ير من بلد ها وديار ها وانفرج ج بل كبير قر يب من أزجان‬
‫وان صدع فظ هر في و سطه در جة مبن ية بال جر وال جص قد خف يت في الج بل‬
‫فتعجب الناس من ذلك وكان بخراسان أيضا زلزلة عظيمة خربت كثيرا وهلك‬
‫بسمببها كثيمر وكان أشدهما بمدينمة بيهمق فاتمى الخراب عليهما وخرب سمورها‬
‫وم ساجدها ولم يزل سورها خرابا إلى سنة أر بع و ستين وأربعمائة فأ مر نظام‬
‫الملك ببنائه فبني ثم خربه أرسلن أرغو بعد موت السلطان ملكشاه وقد ذكرناه‬
‫تممممممم عمممممممر مجممممممد الملك البلسمممممماني ‪.‬‬
‫وفيها عمل محضر ببغداد يتضمن القدح في نسب العلويين أصحاب مصر‬
‫عليم عليمه السملم وغزوهمم فيمه إلى‬
‫ّ‬ ‫وأنهمم كاذبون فمي ادعائهمم النسمب إلى‬
‫الدي صانية من المجوس والقداح ية من اليهود وك تب ف يه العلويون والعبا سيون‬
‫والفقهاء والقضاة والشهود وعممل بمه عدة نسمخ وسمير فمي البلد وشيمع بيمن‬
‫الحاضر والباد ‪ .‬وفيها شهد الشيخ أبو نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد‬
‫بن الصباغ مصنف الشامل عند قاضي القضاة أبي عبدال الحسين بن علي بن‬
‫ماكول‪ .‬وفي ها حد ثت فت نة ب ين ال سنية والشي عة ببغداد وامت نع الض بط وانت شر‬
‫العيارون وت سلطوا وجبوا ال سواق وأخذوا ما كان يأخذه أرباب العمال وكان‬
‫مقدم هم الطقط قي والزي بق وأعاد الشي عة الذان ب حي على خ ير الع مل وكتبوا‬
‫على مساجدهم محمد وعليّ خبر البشر وجرى القتال بينهم وعظم الشر ‪ .‬وفيها‬
‫زوج نور الدولة دبيمس بمن مزيمد ابنمه بهاء الدولة منصمورا بابنمة أبمي‬
‫البركات بمن البسماسيري ‪ .‬وفيهما فمي ربيمع الول توفمي القاضمي أبمو جعفمر‬
‫السمناني بالموصل وكان إِماما في الفقه على مذهب أبي حنيفة والصول على‬
‫مذ هب الشعري وروى الحد يث عن الدارقط ني وغيره و في هذا الش هر تو في‬
‫أيضا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب الواعظ وهو راوي مسند أحمد بن‬
‫حنبممممممممممممممممممممممممممممممممممممل ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة خمس وأربعين وأربعمائة‬

‫ذكر الفتنة بين السنية والشيعة ببغداد‬


‫في هذه السنة فى المحرم زادت الفتنة بين أهل الكرخ وغيرهم من السنية‬
‫وكان ابتداؤها أواخر سنة أربع وأربعين ‪ :‬فلما كان الن عظم الشر واطرحت‬
‫المراقبمة للسملطان واختلط بالفريقيمن طوائف فمن التراك ‪ .‬فلمّا اشتمد الممر‬
‫اجتممع القواد واتفقوا على الركوب إلى المحال وإقاممة السمياسة بأهمل الشمر‬
‫والفسماد وأخذوا ممن الكرخ إنسمانا علويا وقتلوه فثار نسماؤه ونشرن شعورهمن‬
‫واستغثن فتبعهن العامة من أهل الكرخ وجرى بينهم وبين القواد ومن معهم من‬
‫العا مة قتال شد يد ‪ ،‬وطرح التراك النار في أ سواق الكرخ فاحترق كث ير من ها‬
‫وألحقت ها بالرض وانت قل كث ير من الكرخ إلى غير ها من المحال وندم القواد‬
‫على مما فعلوه وأنكمر المام القائم بأممر ال ذلك وصملح الحال وعاد الناس إلى‬
‫مم ‪.‬‬
‫مم عنهم‬
‫مف التراك أيديهم‬
‫متقرت القاعدة بالديوان بكم‬
‫مد أن اسم‬
‫الكرخ بعم‬
‫ذكر استيلء الملك الرحيم على أرّجان ونواحيها‬
‫فمي هذه السمنة فمي جمادى الولى اسمتولى الملك الرحيمم على مدينمة‬
‫أزجان ‪ ،‬وأطا عه من كان ب ها من الج ند وكان المقدم علي هم فولذ بن خ سرو‬
‫الديلمي ‪ .‬وكان قد تغلب على ما جاورها من البلد إنسان متغلب يسمى خشنام‬
‫فأنفمذ إليمه فولذ جيشا فأوقعوا بمه وأجلوه عمن تلك النواحمي واسمتضافوا إلى‬
‫طاعة الرحيم وخاف هزارسب بن بنكير من ذلك لنه كان مباينا للملك الرحيم‬
‫على مما ذكرناه فأرسمل يتضرع ويتقرب ويسمأل التقدم إلى فولذ بإحسمان‬
‫مجاورتمممممممممممممه فأجيمممممممممممممب إلى ذلك ‪.‬‬
‫ذكر مرض طغرلبك‬
‫فمي هذه السمنة وصمل السملطان طغرلبمك إلى أصمبهان مريضا وقوي‬
‫الرجاف عليممممممممممممممممممممممممممممممممه‬
‫بالموت ثم عوفي ووصل إليه المير أبو علي ابن الملك أبي كاليجار الذي‬
‫كان صاحب البصرة ووصل إليه أيضا هزارسب بن بنكير بن عياض صاحب‬
‫إيذخ فإنمه كان قمد خاف الملك الرحيمم لمما اسمتولى على البصمرة وأرجان‬
‫فأكرمهمما طغرلبمك وأحسمن ضيافتهمما ووعدهمما النصمرة والمعونمة ‪.‬‬
‫ذكر عود سعدي بن أبي الشوك إلى طاعة الرحيم‬
‫قد ذكرنا سنة أربع وأربعين وصول سعدي إلى العراق وأسره عمه فلما‬
‫أسره سار ولده بدر بن المهلهل إلى السلطان طغرلبك وتحدث معه في مراسلة‬
‫سعدي ليطلق أباه فسلم إليه طغرلبك ولدا كان لسعدي عنده رهينة وأرسل معه‬
‫ر سولً يقول ف يه إن أردت فد ية عن أ سيرك فهذا ولدك قد ردد ته عل يك وإن‬
‫أبيت إل المخالفة ومفارقة الجماعة قابلناك على فعلك فلما وصل بدر والرسول‬
‫إلى همذان تخلف بدر وسار الرسول إليه فامتعض من قوله ‪ ،‬وخالف طغرلبك‬
‫و سار إلى حلوان وأراد أخذ ها فلم يمك نه وتردد ب ين روشنقباذ والبردان وكا تب‬
‫الملك الرح يم و صار في طاع ته ف سار إل يه إبراه يم بن إ سحاق و سخت كمان‬
‫وه ما من أعيان ع سكر طغرل بك في ع سكر مع بدر بن المهل هل فأوقعوا به‬
‫فانهزم هو وأ صحابه وعاد ال غز عن هم إلى حلوان و سار بدر إلى شهرزور في‬
‫طائفمممة ممممن الغمممز ومضمممى سمممعدي إلى قلعمممة روشنقباذ‪.‬‬
‫ذكر عود المير أبي منصور إلى شيراز‬
‫في هذه السنة في شوال عاد المير أبو منصور فولستون ابن الملك أبي‬
‫كاليجار إلى شيراز م ستوليا علي ها وفارق ها أخوه الم ير أ بو سعد وكان سبب‬
‫ذلك أن الم ير أ با سعد كان قد تقدم م عه في دول ته إن سان يعرف بعم يد الد ين‬
‫أ بي ن صر بن الظه ير فتح كم م عه واطرح الجناد وا ستخف ب هم وأو حش أ با‬
‫نصر بن خسرو صاحب قلعة اصطخر الذي كان قد استدعى المير أبا سعد‬
‫وملكه فلما فعل ذلك اجتمعوا على مخالفته وتألبوا عليه وأحضر أبو نصر بن‬
‫خسرو المير أبا منصور بن أبي كاليجار إليه وسعى في اجتماع الكلمة عليه‬
‫فأجابمه كثيمر ممن الجناد لكراهتهمم لعميمد الديمن فقبضوا عليمه ونادوا بشعار‬
‫الم ير أ بي من صور وأظهروا طاع ته وأخرجوا الم ير أ با سعد عن هم فعاد إلى‬
‫الهواز في نفر يسير ودخل المير أبو منصور إلى شيراز مالكا لها مستوليا‬
‫عليهمما وخطممب فيهمما طغرلبممك وللملك الرحيممم ولنفسممه بعدهممما ‪.‬‬
‫ذكر إيقاع البساسيري بالكراد والعراب‬
‫وفي ها في شوال و صل ال خبر إلى بغداد بأن جمعا من الكراد وجمعا من‬
‫العراب قد أفسدوا في البلد وقطعوا الطريق ونهبوا القرى طمعا في السلطنة‬
‫بسبب الغز فسار إليهم البساسيري جريدة وتبعهم إلى البوازيج فأوقع بطوائف‬
‫كثيرة منهم وقتل فيهم وغنم أموالهم وانهزم بعضهم فعبروا الزاب عند البوازيج‬
‫فلم يدركهم وأراد العبور إليهم وهم بالجانب الخر وكان الماء زائدا فلم يتمكن‬
‫مممممممممممممممممممممممممممممممن عبوره فنجوا ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫في هذه ال سنة تو في الشر يف أ بو تمام مح مد بن مح مد بن علي الزي نبي‬
‫مممو علي ‪.‬‬
‫مممه أبم‬
‫مممة ابنم‬
‫مممي النقابم‬
‫مممب النقباء وقام بعده فم‬
‫نقيم‬
‫وفيها توفي أ بو إ سحاق إِبراه يم بن مح مد بن أح مد البرمكي وكان مكثرا‬
‫من الحديث سمع ابن مالك القطيعي وغيره وإنما قيل البرمكي لنه سكن محلة‬
‫ببغداد تعرف بالبرامكمة وقيمل كان ممن قريمة عنمد البصمرة تعرف بالبرمكيمة ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة ست وأربعين وأربعمائة‬

‫ذكر فتنة التراك ببغداد‬


‫في هذه ال سنة في المحرم كا نت فت نة التراك ببغداد ‪ ،‬وكان سببها أن هم‬
‫تخلف لهمم على الوزيمر الذي للملك الرحيمم مبلغ كثيمر ممن رسمومهم فطالبوه‬
‫وألحوا عل يه فاخت فى في دار الخل فة فح ضر التراك بالديوان وطالبوه وشكوا‬
‫ما يلقو نه م نه من المطال ب ما ل هم فلم يجابوا إلى إظهاره فعدلوا عن الشكوى‬
‫م نه إلى الشكوى من الديوان ‪ ،‬وقالوا إن أرباب المعاملت قد سكنوا بالحر يم‬
‫وأخذوا الموال لذا طلبناهمم بهما يمتنعون بالمقام بالحريمم وانتصمب الوزيمر‬
‫والخليفمة لمنعنما عنهمم وقمد هلكنما فتردد الخطاب منهمم والجواب عنمه فقاموا‬
‫نافرين فلما كان الغد ظهر الخبر على عزم حصر دار الخلفة فانزعج الناس‬
‫لذلك وأخفوا أموالهم وحضر البساسيرىِ دار الخلفة وتوصل إلى معرفة خبر‬
‫الوزير فلم يظهر له على خبر فطلب من داره ودور من يتهم به وكبست الدور‬
‫فلم يظهروا له على خبر ‪ ،‬ور كب جما عة من التراك إلى دار الروم فنهبو ها‬
‫وأحرقوا البِيعَ والقلبات ونهبوا فيها دار أبي الحسن بن عبيد وزير البساسيري‬
‫وقام أهل نهر المعلى وباب الزج وغيرهما من المحال في منافذ الدروب لمنع‬
‫التراك وانخرق الممر ونهمب التراك كمل ممن ورد إلى بغداد فغلت السمعار‬
‫وعدممت القوات ‪ ،‬وأرسمل إليهمم الخليفمة ينهاهمم فلم ينتهوا فأظهمر أنمه يريمد‬
‫النتقال عمن بغداد فلم يزجروا ‪ .‬هذا جميعمه والبسماسيري غيمر راض بفعلهمم‬
‫و هو مق يم بدار الخلي فة وتردد المر إلى أن ظهر الوزير وقام ل هم بالبا قي من‬
‫مالهم من ماله واثمان دوابه وغيرها ‪ ،‬ولم يزالوا في خبط وع سف فعاد طمع‬
‫الكراد والعراب أشد منه أولً وعاودوا الغارة والنهب والقتل فخربت البلد‪،‬‬
‫وتفرق أهلها ‪ ،‬وانحدر أصحاب قريش بن بدران من الموصل طامعين فكبسوا‬
‫حلل كاممل بمن محممد بمن المسميب وهمي بالبردان فنهبوهما وبهما دواب وجمال‬
‫بخاتممممممممي للبسمممممممماسيري فأخذوا الجميممممممممع‬
‫وو صل ال خبر إلى بغداد فازداد خوف الناس من العا مة والتراك وع ظم‬
‫انحلل أمممممر السمممملطة بالكليممممة وهذا مممممن ضرر الخلف ‪.‬‬
‫ذكر استيلء طغرلبك على أذربيجان وغزو الروم‬
‫في هذه السنة سار طغرلبك إلى أذربيجان فقصد تبريز وصاحبها المير‬
‫أبو منصور وهوذان بن محمد الروادي فأطهه وخطب له وحمل إليه ما أرضاه‬
‫به وأعطاه ولده رهي نة ف سار طغرل بك ع نه إلى الم ير أ بي ال سوار صاحب‬
‫جنزة فأطا عه أيضا وخ طب له وكذلك سائر تلك النوا حي أر سلوا إل يه يبذلون‬
‫الطاعة والخطبة وانقاد العساكر إليه ‪ ،‬فأبقى بلدهم عليهم وأخذ رهانهم وسار‬
‫إلى أرمينية وقصد ملزكرد وهي للروم فحصرها وضيق على أهلها ونهب ما‬
‫جاورها من البلد وأخربها وهي مدينة حصينة ‪ ،‬فأرسل إليه نصر الدولة بن‬
‫مروان صاحب ديار ب كر الهدا يا الكثيرة والع ساكر و قد كان خ طب له ق بل هذا‬
‫الوقمت وأطاعمه وأثمر السملطان طغرلبمك فمي غزو الروم آثارا عظيممة ‪ ،‬ونال‬
‫من هم من الن هب والق تل وال سر شيئا كثيرا ‪ ،‬وبلغ في غزو ته هذه إلى أرزن‬
‫الروم وعاد إلى أذربيجان ل ما ه جم الشتاء من غ ير أن يملك ملزكرد وأظ هر‬
‫أنه يقيم إلى أن ينقضي بر الشتاء ويعود يتم غزاته ثم توجه إلى الري فأقام بها‬
‫إلى أن دخلت سنة سبع وأربع ين وعاد ن حو العراق على ما نذكره إن شاء ال‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫ذكر محاربة بني خفاجة وهزيمتهم‬
‫في هذه ال سنة في ر جب ق صد ب نو خفا جة الجامع ين وأعمال نور الدولة‬
‫م الفرات‬
‫دبيمس ونهبوا وفتكوا فمي أهمل تلك العمال وكان نور الدولة شرقي ّ‬
‫وخفا جة غرب ها فأر سل نور الدولة إلى الب ساسيري ي ستنجده ‪ ،‬ف سار إل يه فل ما‬
‫وصل عبر الفرات من ساعته وقاتل خفاجة وأجلهم عن الجامعين فانهزموا‬
‫م نه ودخلوا البر فلم يتبع هم وعاد عنه مٍ فرجعوا إلى المف ساد‪ ،‬فا ستعد ل سلوك‬
‫البر خلفهم أين قصدوا وعطف نحوهم قاصدا حربهم فدخلوا البر أيضا فتبعهم‬
‫فلحقهم بخفان وهو حصن بالبر فأوقع بهم وقتل منهم ونهب أموالهم وجمالهم‬
‫وعمبيدهم وإماءهمم وشردهمم كمل مشرد وحصمر خفان ففتحمه وخربمه وأراد‬
‫تخر يب القائم به ‪ ،‬و هو بناء من آ جر وكلس و صانعٍ ع نه صاحبه ربي عة بن‬
‫مطاع بمال بذله فتركه وعاد إِلى البلد وهذا القائم قيل إِنه كان علما يهتدي به‬
‫السمممممممفن لمممممممما كان البحمممممممر يجيمممممممء‬
‫إلى النجف ‪ .‬ودخل بغداد ومعه خمسة وعشرون رجلً من خفاجة عليهم‬
‫البرا نس و قد شد هم بالحبال إلى الجمال ‪ ،‬وق تل من هم جما عة و صلب جما عة‬
‫وتوجمه إلى حربمى فحصمرها وقرر على أهلهما تسمعة آلف دينار وأمنهمم ‪.‬‬
‫ذكر استيلء قريش بن بدران على النبار والخطبة لطغرلبك بأعماله‬
‫فمي شعبان ممن هذه السمنة حصمر الميمر أبمو المعالي قريمش بمن بدران‬
‫صاحب المو صل مدي نة النبار ‪ ،‬وفتح ها وخ طب لطغرل بك في ها و في سائر‬
‫أعماله ‪ ،‬ون هب ما كان في ها للب ساسيري وغيره ون هب حلل أ صحابه بالخالص‬
‫وفتحوا بثو قه فامت عض الب ساسيري لن ذلك وج مع جموعا كثيرة وق صد النبار‬
‫مممما نذكره إن شاء ال تعالى ‪.‬‬
‫ممممتعادهما على مم‬
‫ممممى فاسم‬
‫وحربم‬
‫ذكر وفاة القائد بن حماد وما كان من أهله بعده‬
‫في هذه ال سنة في ر جب تو في القائد بن حماد وأو صى إلى ولده مح سن‬
‫وأوصاه بالحسان إلى عمومته فلما مات خالف ما أمره به وأراد عزل جميعهم‬
‫‪ ،‬فل ما سمع ع مه يو سف بن حماد ب ما عزم عل يه خال فه وج مع جمعا عظيما ‪،‬‬
‫وبنى قلعة في جبل منيع وسماها الطيارة ثم إن محسنا قتل من عمومته أربعة‬
‫فازداد يو سف نفورا ‪ ،‬وكان ا بن ع مه بلك ين بن مح مد في بلده أفريون فك تب‬
‫إليه محسن يستدعيه فسار إليه فلما قرب منه أمر محسن رجالً من العرب أن‬
‫يقتلوه ‪ .‬فل ما خرجوا قال ل هم أمير هم خلي فة بن م كن إن بلك ين لم يزل مح سنا‬
‫إلينا فكيف نقتله فاعلموه ما أمرهم به محسن فخاف فقال له خليفة ل تخف وإن‬
‫ك نت تر يد ق تل مح سن فأ نا أقتله لك فا ستعد بلك ين لقتاله و سار إل يه فل ما علم‬
‫محسمن بذلك وكان قمد فارق القلعمة عاد هاربا إليهما فأدركمه بلكيمن فقتله وملك‬
‫القلعمة وولي الممر وكان ملكمه القلعمة سمنة سمبع وأربعيمن وأربعمائة ‪.‬‬
‫ذكر ابتداء الوحشة بين البساسيري والخليفة‬
‫في شهر رمضان من هذه السنة ابتدأت الوحشة بين الخليفة والبساسيري‬
‫و سبب ذلك أن أ با الغنائم وأ با سعد ا بي المحلبان صاحبي قر يش بن بدران ‪،‬‬
‫وصل إلى بغداد سرا ‪ ،‬فامتعض البساسيري من ذلك ‪ ،‬وقال هؤلء وصاحبهم‬
‫كب سوا حلل أ صحابي ونهبوا وفتحوا البثوق وأ سرفوا في اهلك الناس ‪ ،‬وأراد‬
‫ممممممى‬
‫ممممممم فمضم‬
‫ممممممن منهم‬
‫ممممممم فلم يمكم‬
‫أخذهم‬
‫إلى حربى وعاد ولم يقصد دار الخلفة على عادته فنسب ذلك إلى رئيس‬
‫الرؤسماء واجتازت بمه سمفينة لبعمض أقارب رئيمس الرؤسماء فمنعهما وطالب‬
‫بالضريبمة التمي عليهما وأسمقط مشاهرات الخليفمة ممن دار الضرب وكذلك‬
‫مشاهرات رئيمس الرؤسماء وحواشمي الدار وأراد هدم دور بنمي المحلبان فمنمع‬
‫م نه فقال ما أش كو إل من رئ يس الرؤ ساء الذي قد خرب البلد وأطم عٍ ال غز‬
‫وكاتبهمم ودام ذلك إِلى ذي الحجمة فسمار البسماسيري إلى النبار ‪ ،-‬وأحرق‬
‫ناحيتي دمما والفلوجة‪ ،‬وكان أبو الغنائم بن المحلبان بالنبار قد أتاها من بغداد‬
‫وورد نور الدولة دبيمس إلى البسماسيري معاونا له على حصمرها ونصمب‬
‫البسماسيري عليهما المجانيمق فهدم برجا ورماهمم بالنفمط فاحرق أشياء كان قمد‬
‫أعدها أهل البلد لقتاله ودخلها قهرا فأسر مائة نفس من بنى خفاجة ‪ ،‬وأسر أبا‬
‫الغنائم بن المحلبان ‪ ،‬فأخذ وقد ألقى نفسه في الفرات ونهب النبار وأسر من‬
‫أهل ها خم سمائة ر جل وعاد إلى بغداد وب ين يد يه أ بو الغنائم على ج مل وعل يه‬
‫قميص أحمر وعلى رأسه برنس وفي رجليه قيد وأراد صلبه وصلب من معه‬
‫من السرى‪ ،‬فسأله نور الدولة أن يؤ خر ذلك حتى يعود وأتى البساسيري إلى‬
‫مقابمل التاج فقبمل الرض وعاد إلى منزله وترك أبما الغنائم لم يصملبه وصملب‬
‫جماعمممممة ممممممن السمممممرى فكان هذا أول الوحشمممممة ‪.‬‬
‫ذكر وصول الغزّالي الدسكرة وغيرها‬
‫في شوال من هذه السنة وصل إبراهيم بن إسحاق وهو من المراء الغزية‬
‫ال سلجوقية إلى الد سكرة ‪ ،‬وكان مقيما بحلوان فل ما و صل الي ها قاتله أهل ها ثم‬
‫ضعفوا وعجزوا وهربوا متفرق ين ود خل ال غز البلد فنهبوه أق بح ن هب وضربوا‬
‫النساء وأولدهن فاستخرجوا بذلك أموالً كثيرة ‪ ،‬وساروا إلى روشنقباذ لفتحها‬
‫و هي ب يد سعدي وأمواله في ها و في قل عة البردان وكان سعدى قد فارق طا عة‬
‫ال سلطان طغرل بك على ما ذكرناه فلم يفتح ها ‪ ،‬وأجلى أ هل تلك البلد وخر بت‬
‫القرى ونهبمت أموال أهلهما وسمار طائفمة أخرى ممن الغزّ إلى نواحمي الهواز‬
‫وأعمالها فنهبوها واجتاحوا أهلها وقوي طمع الغز في البلد وانخذل الديلم ومن‬
‫مع هم من التراك وضع فت نفو سهم ثم سير طغرلبك المر أ با علي بن الملك‬
‫أبمي كاليجار الذي كان صماحب البصمرة فمي جيمش ممن الغمز إلى خوزسمتان‬
‫ليملكهما فوصمل سمأبور خواسمت ‪ ،‬وكاتمب الديلم الذيمن بالهواز يدعوهمم إلى‬
‫طاعته ويعدهم الحسان ان أجابوا والعقوبة ان امتنعوا فمنهم من أطاع ومنهم‬
‫ممممممممممممممممن خالف فسمممممممممممممممار إلى‬
‫الهواز فملك ها وا ستولى علي ها ولم يعرض ل حد في مال ول غيره فلم‬
‫يوافقه الغز على ذلك ومدوا أيديهم إلى النهب والغارة والمصادرة ولقي الناس‬
‫منهمممممممممممممممممممممممممممممممم عنتا وشدة ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫في هذه ال سنة كثرت ال صراصر ببغداد ح تى كان ي سمع ل ها بالل يل دوي‬
‫كدوي الجراد إذا طار ‪ .‬وفيها في ذي الحجة توفي أبو حسان المقلد بن بدران‬
‫أخو قريش بن بدران صاحب الموصل ‪ .‬وفيها في شوال توفي قسطنطين ملك‬
‫الروم زوج تذورة ب نت ق سطنطين المو سومة بالملك وإن ما ملك ق سطنطين هذا‬
‫ح يث تزوج ها ‪ .‬وفي ها تو في ع بد ال بن مح مد بن ع بد الرح من أ بو ع بد ال‬
‫ال صبهاني المعروف با بن اللبان الفق يه الشاف عي و هو من أ صحاب أ بي حا مد‬
‫السمفرايني ‪ ،‬وروى الحديمث عمن ابمن المقري والمخلص وغيرهمما ‪ ،‬وتوفمي‬
‫فيها أحمد بن عمر بن روح أبو الحسن النهرواني وله شعر جيد فمنه أنه سمع‬
‫رجلً يتغنممممممممممممممى وهممممممممممممممو يقول ‪:‬‬
‫فهان عليممممممّ ممممممما طلبوا‬ ‫‪#‬وما طلبوا سوى قتلي‬
‫فاسمممممممتوقفه وقال له أضمممممممف إليمممممممه فقال ‪:‬‬
‫فمممممي الهوى غلبممممموا‬ ‫‪#‬على قلبي الحبة بالتمادي‬
‫مملبوا‬
‫ممب النوم قمممد سم‬
‫طيم‬ ‫‪#‬وبالهجران ممن عينميّ‬
‫‪#‬ومما طلبوا سموى قتلمي فهمممممان عليممممّ ممممما طلبوا‬
‫ثم دخلت سنة سبع وأربعين وأربعمائة‬

‫ذكر استيلء الملك الرحيم على شيراز وقطع خطبة طغرلبك فيها‬
‫فمي هذه السمنة فمي المحرم سمار قائد كمبير ممن الديلم يسممى فولذ وهمو‬
‫صماحب قلعمة اصمطخر إلى شيراز فدخلهما وأخرج عنهما الميمر أبما منصمور‬
‫فولستون ابن الملك أبي كاليجار فقصد فيروزاباذ‪ ،‬وأقام بها وقطع فولذ خطبة‬
‫ال سلطان طغرلبك في شيراز وخ طب للملك الرح يم ولخ يه أ بي سعد وكاتبه ما‬
‫يظهر له ما الطا عة فعل ما أ نه يخدعه ما بذلك ف سار إل يه أبو سعد وكان بأرجان‬
‫ومعه عساكر كثيرة ‪ ،‬واجتمع هو وأخوه المير أبو منصور على قصد شيراز‬
‫ومحاصرتها على قاعدة استقرت بينهما من طاعة أخيهما الملك الرحيم فتوجها‬
‫نحوه ما في من معه ما من الع ساكر وح صرا فولذ في ها وطال الح صار إلى أن‬
‫عدم القوت فيهما ‪ .‬وبلغ السمعر سمبعة أرطال حنطمة بدينار ومات أهلهما جوعا‬
‫وكان ممن بقمي فيهما نحمو ألف إنسمان وتعذر المقام فمي البلد على فولذ فخرج‬
‫هاربا مع من في صحبته من الديلم إلى نواحي البيضاء وقلعة اصطخر ودخل‬
‫المير أبو سعد والمير أبو منصور شيراز وعساكرهما وملكوها وأقاموا بها ‪.‬‬
‫ذكر قتل أبي حرب بن مروان صاحب الجزيرة‬
‫في هذه ال سنة ق تل الم ير أ بو حرب سليمان بن ن صر الدولة بن مروان‬
‫وكان والده قد سلم إليه الجزيرة وتلك النواحي ليقيم بها ويحفظها‪ ،‬وكان شجاعا‬
‫مقداما فاستبد بالمر واستولى عليها فجرى بينه وبين المير موسك بن المجلي‬
‫بن زع يم الكراد البخت ية وله ح صون مني عة شر قي الجزيرة نفرة ‪ ،‬ثم را سله‬
‫أبو حرب واستماله وسعى أن يزوجه ابنة المير أبي طاهر البشنوي صاحب‬
‫قلعة فنك وغيرها من الحصون وكان أبو طاهر هذا ابن أخت نصر الدولة بن‬
‫مروان فلم يخالف أبمو طاهمر صماحب فنمك أبما حرب فمي الذي أشار بمه ممن‬
‫تزويج المير موسك فزوجه ابنته ونقلها إليه فاطمأن حينئذ موسك وسار إلى‬
‫سليمان فغدر به وقبض عليه وحبسه ووصل السلطان طغرلبك إلى تلك‬
‫العمال لمما توجمه إلى غزو الروم على مما ذكرناه ‪ ،‬فأرسمل إلى نصمر الدولة‬
‫يش فع في مو سك ‪ ،‬فأظ هر أنه تو في ف شق ذلك على حم يه أ بي طا هر البشنوي‬
‫وأرسل إِلى نصر الدولة وابنه سليمان فقال لهما حيث أردتما قتله ‪ ،‬فلم جعلتما‬
‫ابنتمي طريقا إلى ذلك وقلدتمونمي العار وتنكمر لهمما ‪ ،‬وخافمه أبوحرب فوضمع‬
‫عل يه من سقاه سما فقتله وولى بعده اب نه عب يد ال فاظ هر له أ بو حرب المودة‬
‫استصلحا له وتبرأ إليه من كل ما قيل عنه واستقر المر بينهما على الجتماع‬
‫وتجديد اليمان فنزلوا من فنك وخرج إليهم أبو حرب من الجزيرة في نفر قليل‬
‫فقتلوه وعرف والده ذلك فأقلقه وأزعجه وأرسل ابنه نصرا إلى الجزيرة ليحفظ‬
‫تلك النوا حي ويأ خذ بثأر أخ يه و سير م عه جيشا كثيفا وكان الم ير قر يش بن‬
‫بدران صماحب الموصمل لمما سممع قتمل أبمي حرب انتهمز الفرصمة وسمار إلى‬
‫الجزيرة ليملكهما وكاتمب البختيمة والبشنويمة ‪ ،‬واسمتمالهم فنزلوا إليمه واجتمعوا‬
‫معمه على قتال نصمر بمن مروان فالتقوا واقتتلوا قتالً شديدا كثمر فيمه القتلى‬
‫و صبر الفريقان فكا نت الغل بة أخيرا ل بن مروان وجرح قر يش جرا حة قو ية‬
‫بزوب ين ُرمِ يَ به وعاد ع نه ‪ ،‬وث بت أ مر ا بن مروان بالجزيرة وعاود مرا سلة‬
‫البشنويممة والبختيممة واسممتمالهم لعله يجممد فيهممم طمعا فلم يطيعوه ‪.‬‬
‫ذكر وثوب التراك ببغداد بأهل البساسيري والقبض عليه‬

‫ونهب دوره وأملكه وتكد الوحشة بينه وبين رئيس الرؤساء‬


‫في هذه السنة ثارت فتنة ببغداد بالجانب الشرقي بين العامة وثار جماعة‬
‫ممن أهمل السمنة وأظهروا الممر بالمعروف والنهمي عمن المنكمر ‪ ،‬وحضروا‬
‫الديوان وطلبوا أن يؤذن لهممم فممي ذلك وأن يتقدم إلى أصممحاب الديوان‬
‫بمسماعدتهم فأجيبوا إلى ذلك‪ .‬وحدت ممن ذلك شمر كثيمر ‪ ،‬ثمم إن أبما سمعد‬
‫النصراني صاحب البساسيري حمل في سفينة ستمائة جرة خمرا ليحدرها إلى‬
‫الب ساسيري بوا سط في رب يع ال خر ‪ ،‬فحضر‪ .‬ا بن سكرة الهاشمي وغيره من‬
‫العيان فمي هذا الباب ‪ ،‬وتبعهمم خلق كثيمر وحاجمب باب المراتمب ممن قبمل‬
‫الديوان وقصممدوا السممفينة ‪ ،‬وكسممروا جرار الخمممر وأراقوه ‪ ،‬وبلغ ذلك‬
‫الب ساسيري فع ظم عل يه ون سبه إِلى رئ يس الرؤ ساء وتجددت الوح شة ‪ ،‬فك تب‬
‫فتاوى أ خذ في ها خطوط الفقهاء الحنف ية بأن الذي ف عل من ك سر الجرار وإرا قة‬
‫الخ مر ت عد غ ير وا جب ‪ ،‬و هي ملك ر جل ن صراني ل يجوز وتردد القول في‬
‫مممع‬
‫مممبين ووضم‬
‫مممن الجانم‬
‫مممة مم‬
‫مممى فتأكدت الوحشم‬
‫هذا المعنم‬
‫رئ يس الرؤ ساء التراك البغدادي ين على ثلب الب ساسيري والذم له ون سب‬
‫كل ما يجري علي هم من ن قض إل يه فطمعوا ف يه و سلكوا في هذا المع نى زيادة‬
‫على ما أراد رئ يس الرؤ ساء وتمادت اليام إلى رمضان فحضروا دار الخل فة‬
‫واسمتأذنوا فمي قصمد دور البسماسيري ونهبهما ‪ ،‬فأذن لهمم فمي ذلك فقصمدوها‬
‫ونهبوها وأحرقوها ونكلوا بنسائه وأهله ونوابه ونهبوا دوابه وجميع ما يملكه‬
‫ببغداد وأطلق رئ يس الرؤ ساء ل سانه في الب ساسيري وذ مه ون سبه إلى مكات بة‬
‫المستنصر صاحب مصر وأفسد الحال مع الخليفة إلى حد ل يرجى صلحه ‪،‬‬
‫وأرسل إلى الملك الرحيم يأمره بإبعاد البساسيري فأبعده وكانت هذه الحالة من‬
‫أعظم السباب في ملك السلطان طغرلبك العراق وقبض الملك الرحيم وسيرد‬
‫ممممممممممممن ذلك مممممممممممما تراه إن شاء اللّه تعالى ‪.‬‬
‫ذكر وصول طغرلبك إلى بغداد والخطبة له بها‬
‫قد ذكر نا ق بل م سير طغرل بك إلى الري ب عد عوده من غزو الروم للن ظر‬
‫فمي ذلك الطرف فلمما فرغ ممن الري عاد إلى همذان فمي المحرم ممن هذه‬
‫السنة ‪ ،‬وأظهر أنه يريد الحج وإصلح طريق مكة والمسير إلى الشام ومصر‬
‫وإزالة المسمتنصر صماحبها وكاتمب أصمحابه بالدينور وقرميسمين وحلوان‬
‫وغيرهما فأمرهمم بإعداد القوات والعلوفات فعظمم الرجاف ببغداد وفمت فمي‬
‫أعضاد الناس ‪ ،‬وشغمب التراك ببغداد وقصمدوا ديوان الخلفمة ‪ ،‬ووصمل‬
‫السلطان طغرلبك إلى حلوان وانتشر أصحابه في طريق خراسان فأجفل الناس‬
‫إلى غر بي بغداد وأخرج التراك خيام هم إلى ظا هر بغداد و سمع الملك الرح يم‬
‫بقرب طغرلبك من بغداد فأصد من واسط إليها وفارقه البساسيري في الطريق‬
‫لمراسملة وردت ممن القائم فمي معناه إلى الملك الرحيمم أن البسماسيري خلع‬
‫الطا عة وكا تب العداء يع ني الم صريين وأن الخلي فة له على الملك عهود وله‬
‫على الخلي فة مثل ها ‪ ،‬فإن آثره ‪ ،‬ف قد ق طع ما بينه ما وإن أبعده وأ صد إلى بغداد‬
‫تولى الديوان تدبيمر أمره فقال الملك الرحيمم وممن معمه نحمن لواممر الديوان‬
‫متبعون وع نه منف صلون ‪ .‬وكان سبب ذلك ما ذ كر و سار الب ساسيري إلى بلد‬
‫نور الدولة دبيمس بمن مز يد لمصماهرة بينهمما وأصمعد الملك الرحيمم إلى بغداد‬
‫وأر سل طغرل بك ر سولًا إلى الخلي فة يبالغ في إظهار الطا عة والعبود ية وإلى‬
‫التراك البغدادييمن يعدهمم الجميمل والحسمان فأنكمر التراك ذلك ‪ ،‬وراسملوا‬
‫الخليفمة فمي المعنمى ‪ ،‬وقالوا إننما فعلنما بالبسماسيري مما فعلنما‪ ،‬وهمو كبيرنما‬
‫ومقدمنا بتقدم أمير المؤمنين ووعدنا أمير المؤمنين بإبعاد هذا الخصم عنا‬
‫ونراه قمد قرب منما ‪ ،‬ولم يمنمع ممن المجيمء وسمألوا التقدم عليمه فمي العود‬
‫فغولطوا فمي الجواب ‪ ،‬وكان رئيمس الرؤسماء يؤثمر مجيئه ويختار انقراض‬
‫الدولة الديلمية ‪ .‬ثم إن الملك الرحيم وصل إلى بغداد منتصف رمضان وأرسل‬
‫إلى الخليفة يظهر له العبودية وأنه قد سلم أمره إليه ليفعل ما تقتضيه العواطف‬
‫معه في تقرير القواعد مع السلطان طغرلبك ‪ ،‬وكذلك قال من مع الرحيم من‬
‫المراء فأجيبوا بان المصملحة أن يدخمل الجناد خيامهمم ممن ظاهمر بغداد‬
‫وين صبوها بالحر يم وير سلوا ر سولًا إلى طغرل بك يبذلون له الطا عة والخط بة‬
‫فأجابوا إلى ذلك وفعلوه وأرسملوا رسملً إليمه فأجابهمم إلى مما طلبوا ووعدهمم‬
‫الحسمان إليهمم ‪ ،‬وتقدم الخليفمة إلى الخطباء بالخطبمة لطغرلبمك بجواممع بغداد‬
‫فخ طب له يوم الجم عة لثمان بق ين من رمضان من ال سنة ‪ ،‬وأر سل طغرل بك‬
‫يستأذن الخليفة في دخول بغداد ‪ ،‬فأذِ نَ له فوصل إلى النهروان وخرج الوزير‬
‫رئيمس الرؤسماء إلى لقائه فمي موكمب عظيمم ممن القضاة والنقباء والشراف‬
‫والشهود والخدم وأعيان الدولة ‪ ،‬وصمحبه أعيان المراء ممن عسمكر الرحيمم ‪،‬‬
‫فل ما علم طغرل بك ب هم أر سل إلى طريق هم المراء ووزيره أ با ن صر الكندري‬
‫فلما وصل رئيس الرؤساء إلى السلطان أبلغه رسالة الخليفة واستخلفه للخليفة‬
‫وللملك الرح يم وأمراء الجناد و سار طغرل بك ود خل بغداد يوم الثن ين لخ مس‬
‫بق ين من الش هر ونزل بباب الشما سية وو صل إل يه قر يش بن بدران صاحب‬
‫الموصممل وكان فممي طاعتممه فممي هذا الوقممت على ممما ذكرناه ‪.‬‬
‫ذكر وثوب العامة ببغداد بعسكر السلطان طغرلبك وقبض الملك الرحيم‬
‫ل ما و صل ال سلطان طغرل بك بغداد د خل ع سكره البلد للمتيار وشراء ما‬
‫يريدونه من أهلها وأحسنوا معاملتهم فلما كان الغد وهو يوم الثلثاء جاء بعض‬
‫الع سكر إلى باب الزج وأ خذ واحدا من أهله ليطلب م نه تبنا و هو ل يف هم ما‬
‫يريدون فاشتغاث عليهمم وصماح العاممة بهمم ورجموهمم وهاجوا عليهمم وسممع‬
‫الناس ال صياح فظنوا أن الملك الرح يم وع سكره قد عزموا على قتال طغرل بك‬
‫ج البلد من أقطاره ‪ ،‬وأقبلوا من كل حدب ينسلون يقتلون من الغز من وجد‬
‫فارت ّ‬
‫فمي محال بغداد إل أهمل الكرخ فإنهمم لم يتعرضوا إلى الغمز بمل جمعوهمم‬
‫وحفظو هم ‪ ،‬وبلغ ال سلطان طغرل بك ما فعله أ هل الكرخ من حما ية أ صحابه‬
‫فأمر بإحسان معاملتهم فأرسل عميد الملك الوزير إلى عدنان بن الرضي نقيب‬
‫العلوييمن يأمره بالحضور فحضمر فشكره عمن السملطان وترك عنده خيل‬
‫بأممر السملطان تحرسمه وتحرس المحلة وأمما عاممة بغداد فلم يقنعوا بمما عملوا‬
‫حتمى خرجوا ومعهمم جماعمة ممن العسمكر إلى ظاهمر بغداد يقصمدون العسمكر‬
‫السلطاني ‪ ،‬فلو تبعهم الملك الرحيم وعسكره لبلغوا ما أرادوا لكن تخلفوا ودخل‬
‫أعيان أصحابه إلى دار الخلفة وأقاموا بها نفيا للتهمة عن أنفسهم ظنا منهم أن‬
‫ذلك ينفع هم وأ ما ع سكر طغرل بك ‪ ،‬فل ما رأوا ف عل العا مة وظهور هم من البلد‬
‫قاتلوهم فقتل بين الفريقين جمع كثير وانهزمت العامة وجرح فيهم وأسر كثير‬
‫ونهب الغزّ درب يحيى ودرب سليم وبه دور رئيس الرؤساء ودور أهله فنهب‬
‫الجميع ‪ ،‬ونهبت الرصافة وترب الخلفاء وأخذ منها من الموال ما ل يحصى ‪،‬‬
‫لن أ هل تلك ال صقاع نقلوا إلي ها أموال هم اعتقادا من هم أن ها محتر مة وو صل‬
‫النهمب إلى أطراف نهمر المعلى ‪ ،‬واشتمد البلء على الناس ‪ ،‬وعظمم الخوف‬
‫ون قل أموال هم إلى باب النور وباب العا مة وجا مع الق صر ‪ ،‬فتعطلت الجمعات‬
‫لكثرة الزحمة وأرسل طغرلبك من الغد إلى الخليفة يعتب وينسب ما جرى إلى‬
‫من‬
‫ماحتهم وإن تأخروا عم‬
‫مم وأجناده ويقول ان حضروا برئت سم‬
‫الملك الرحيم‬
‫الحضور أيقنت أن ما جرى إنما كان وضع منهم وأرسل للملك الرحيم وأعيان‬
‫أ صحابه أمانا ل هم فتقدم إلي هم الخلي فة بق صده فركبوا إل يه وأر سل الخلي فة مع هم‬
‫رسولً يبرئهم مما خامر خاطر السلطان ‪ ،‬فلما وصلوا إلى خيامه نهبهم الغزو‬
‫نهبوا رسل الخليفة معهم وأخذوا دوابهم وثيابهم ‪ .‬ولما دخل الملك الرحيم إلى‬
‫خي مة ال سلطان ‪ ،‬أ مر بالق بض عل يه ‪ ،‬وعلى من م عه فقبضوا كل هم آ خر ش هر‬
‫رمضان وحبسموا ثمم حممل الرحيمم إلى قلعمة السمير وإن وكانمت وليمة الملك‬
‫الرحيم على بغداد ست سنين وعشرة ايام ونهب أيضا قريش بن بدران صاحب‬
‫المو صل و من م عه من العرب ون جا م سلولً فاحت مى بخي مة بدر بن المهل هل‬
‫فألقوا عليه الزللي حتى أخفوه بها عن الغز ‪ ،‬ثم علم السلطان ذلك فأرسل إليه‬
‫وخلع عليممممه وأمره بالعود إلى أصممممحابه وحلله تسممممكينا له ‪.‬‬
‫وأر سل الخلي فة إلى ال سلطان ين كر ما جرى من ق بض الرح يم وأ صحابه‬
‫ونهمب بغداد وبقول إنهمم خرجوا إليمك بأمري وأمانمي فان أطلقتهمم وإل فإنما‬
‫أفارق بغداد فإنمي إنمما اخترتمك واسمتدعيتك اعتقادا منمي أن تعظيمم الواممر‬
‫الشريفة تزداد وحرمة الحريم تعظم ‪ ،‬وأرى المر بالضد فأطلق بعضهم وأخذ‬
‫مممممم‬
‫مممممم وأمرهم‬
‫مممممكر الرحيم‬
‫مممممع أقطاعات عسم‬
‫جميم‬
‫بال سعي في أرزاق يح صلونها لنف سهم فتو جه كث ير من هم إلى الب ساسيري‬
‫ولزموه فك ثر جم عه ون فق شو ته وأ مر طغرل بك بأ خذ أموال التراك البغدادي ين‬
‫وأر سل إلى نور الدولة دب يس يأمره بإبعاد الب ساسيري ع نه فف عل ‪ ،‬ف سار إلى‬
‫رح بة مالك بالشام على ما نذكره ‪ ،‬وكا تب الم ستنصر صاحب م صر بالدخول‬
‫في طاع ته وخ طب نور الدولة لطغرل بك في بلده وانت شر الغزّ ال سلجوقية في‬
‫سواد بغداد فنهبوا من الجانب الغربي من تكر يت إلى الن يل ومن الشر قي إلى‬
‫النهروانات وأسمافل العمال وأسمرفوا فمي النهمب حتمى بلغ ثممن الثور ببغداد‬
‫خم سة قراريط إلى عشرة والحمار بقيراط ين إلى خم سة وخرب ال سواد وأجلى‬
‫أهله عنه وضمن السلطان طغرلبك البصرة والهواز من هزارسب بن بنكير‬
‫بمن عياض بثلثمائة ألف وسمتين ألف دينار وأقطعمه أرجان وأمره أن يخطمب‬
‫لنفسه بالهواز دون العمال التي ضمها وأقطع المير أبا علي بن أبي كاليجار‬
‫الملك قرميسمين وأعمالهما وأممر أهمل الكرخ أن يؤذنوا فمي مسماجدهم سمحرا‬
‫الصلة خير من النوم وأمر بعمارة دار المملكة فعمرت وزيد فيها وانتقل إليها‬
‫فممممممممممممممممممممممممممممممممممي شوال ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫فمي هذه السمنة وقعمت الفتنمة بيمن الفقهاء الشافعيمة والحنابلة ببغداد ومقدم‬
‫الحنابلة أبو علي بن الفراء وابن التميمي وتبعهم من العامة الجم الغفير وأنكروا‬
‫الج هر بب سم ال الرح من الرح يم ومنعوا من الترج يع في الذان والقنوت في‬
‫الف جر وو صلوا إلى ديوان الخلي فة‪ ،‬ولم ينف صل حال وأ تى الحنابلة إلى م سجد‬
‫بباب الشع ير فنهوا إما مه عن الج هر بالب سملة فاخرج م صحفا ‪ ،‬وقال أزيلو ها‬
‫من الم صحف ح تى ل أتلو ها ‪ .‬وفي ها كان بم كة غلء شديد وبلغ الخ بز عشرة‬
‫أرطال بدينار مغربممي ثممم تعذر وجوده فأشرف الناس والحجاج على الهلك‬
‫فأر سل ال تعالى علي هم من الجراد ما مل الرض فتعوض الناس به ثم عاد‬
‫الحاج فسمهل الممر على أهمل مكمة وكان سمبب هذا الغلء عدم زيادة النيمل‬
‫بمصمممر عمممن العادة فلم يحممممل منهممما الطعام إِلى مكمممة ‪.‬‬
‫وفيهما ظهمر باليممن إنسمان يعرف بأبمي كاممل علي بمن محممد الصمليحي‬
‫واسمتولى على اليممن وكان معلما فجممع إلى نفسمه جمعا وانتممى إلى صماحب‬
‫مصر وتظاهر بطاعته فكثر جمعه وتبعه واستولى على البلد وقوي على ابن‬
‫سادل وا بن الكريدي المقيم ين ب ها على طا عة القائم بأ مر ال ‪ ،‬وكان يتظا هر‬
‫مممي‬
‫مممب محمود الخفاجم‬
‫ممما خطم‬
‫مممة ‪ .‬وفيهم‬
‫مممب الباطنيم‬
‫بمذهم‬
‫للمسمتنصر العلوي صماحب مصمر بشفانما والعيمن صمار فمي طاعتمه ‪.‬‬
‫وفي ها في شوال تو في قا ضي القضاة أ بو ع بد ال الح سين بن علي بن‬
‫ماكول ‪ ،‬ومولده سنة ثمان و ستين وثلثمائة وب قي في القضاء سبعا وعشر ين‬
‫سنة ‪ ،‬وكان شافعيا ورعا نزها أمينا وولي بعده أبو عبد ال محمد بن علي بن‬
‫الدامغاني الحنفي ‪ .‬وفيها في ذي القعدة توفي ذخيرة الذين أبو العباس محمد بن‬
‫أميمر المؤمنيمن ومولده فمي جمادى الخرة سمنة إحدى وثلثيمن وأربعمائة ‪.‬‬
‫وفيها قبض الملك الرحيم قبل وصول طغرلبك إلى بغداد على الوزير أبي‬
‫عبد ال عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الرحيم وطرح في بئر في دار المملكة‬
‫وطم عل يه ‪ ،‬وكان وزيرا متحكما في دول ته ‪ .‬وفي ها في المحرم تو في القاضي‬
‫أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي (‪ )1‬ومولده بالبصرة سنة خمس‬
‫و ستين وثلثمائة وخلف ولدا صغيرا وهو أبو الحسن محمد بن علي ثم توفي‬
‫في شوال سنة أربع وتسعين وأربعمائة وانقرض بيته بموته ‪ ،‬قال القاضي أبو‬
‫ع بد ال بن الدامغا ني دخلت على أ بي القا سم ق بل مو ته بقل يل فأخرج إل يّ ولده‬
‫هذا ممن جاريتمه وبكمى فقلت تعيمش إن شاء ال وتربيمه فقال هيهات وال مما‬
‫يتربممممممممممممممى إل يتيما وأنشممممممممممممممد ‪:‬‬
‫لقممد سممعد المممذي أمسممى عقيممما‬ ‫‪#‬أرى ولد الفتى كل عليه‬
‫مما‬
‫ممخلفمه يتيممم‬
‫ممما أن تمم‬
‫وإممم‬ ‫‪#‬فإمما أن تربيه عمدوا‬
‫فتر بى يتيما ك ما قال ‪ ،‬و في جمادى الولى تو في أ بو مح مد الح سن بن‬
‫رجاء الدهان اللغوي ‪.‬‬
‫و في جمادى الخرة في ها تو في أ بو القا سم من صور بن حمزة بن إبراه يم‬
‫الكرخي من كرخ حدان ‪ ،‬الفقيه الشافعي ‪ .‬وفي رجب توفي أبو نصر أحمد بن‬
‫محمد الثبتي الفقيه الشافعي وهما من شيوخ أصحاب أبي حامد السفرايني ‪.‬‬
‫وفي شعبان توفي أبو البركات حسين بن علي بن عيسى الربعي النحوي‬
‫وكان ينوب عمممممممممممممممممممممممن الوزراء ببغداد ‪.‬‬
‫(‪ ) 1‬ن سبة إلى تنوخ ‪ :‬ا سم لعدة قبائل اجتمعوا بالبحر ين وتحالفوا على‬
‫التناصممممممممممممر والتآزر فسممممممممممممموا تنوخا ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة ثمان وأربعين وأربعمائة‬

‫ذكر نكاح الخليفة ابنة داود أخي طغرلبك‬


‫في هذه السنة في المحرم جلس أمير المؤمنين القائم بأمر ال جلوسا عاما‬
‫وح ضر عم يد الملك الكندري وز ير طغرل بك وجما عة من المراء من هم أ بو‬
‫علي بن الملك أبر كاليجار وهزارسب بن بنكير بن عياض الكرد يِ وابن أبي‬
‫الشوك وغيرهمم ممن المراء التراك ممن عسمكر طغرلبمك ‪ ،‬وقام عميمد الملك‬
‫وزير طغرلبك وبيده دبوس ثم خطب رئيس الرؤساء وعقد العقد على أرسلن‬
‫خاتون وا سمها خدي جة اب نة داود أ خي ال سلطان طغرل بك وق بل الخلي فة بنف سه‬
‫النكاح وح ضر الع قد نق يب النقباء أ بو عل يّ بن أ بي تمام وعدنان بن الشر يف‬
‫الرضي نقيب العلويين وأقضى القضاة الماوردي وغيرهم وأهديت خاتون إلى‬
‫الخليفمة فمي هذه السمنة أيضا فمي شعبان وكانمت والدة الخليفمة قمد سمارت ليلً‬
‫وتسمممممممممممملمتها وأحضرتهمممممممممممما إلى الدار ‪.‬‬
‫ذكر الحرب بين عبيد المعز بن باديس وعبيد ابنه تميم‬
‫في هذه السنة وقعت الحرب بين عبيد المعز المقيمين بالمهدية وعبيد ابنه‬
‫تم يم ب سبب مناز عة أدّت إلى المقاتلة فقا مت عا مة زويلة و سائر من ب ها من‬
‫رجال ال سطول مع عب يد تم يم فأخرجوا عب يد الم عز وق تل من هم كث ير وم ضى‬
‫الباقون منهمم يريدون المسمير إلى القيروان فوضمع عليهمم تميمم العرب فقتلوا‬
‫منهم جمعا غفيرا وهذه النوبة هي سبب قتل تميم من قتل من عبيد أبيه لما ملك‬
‫‪.‬‬
‫ذكر ابتداء الدولة الملثمين‬
‫في هذه ال سنة كان ابتداء أ مر الملثم ين و هم عدة قبائل ين سبون إلى حم ير‬
‫أشهر ها لمتو نة ومن ها ‪:‬أم ير الم سلمين علي بن يو سف بن تاشف ين ‪ ،‬وجدالة‬
‫ولمطمممممممممممممة ‪ .‬وكان أول مسممممممممممممميرهم‬
‫من اليمن أيام أبي بكر الصديق رضي ال عنه فسيّرهم إلى الشام وانتقلوا‬
‫إلى مصر ودخلوا المغرب مع موسى بن نصير وتوجهوا مع طارق إلى طنجة‬
‫فأحبوا النفراد فدخلوا الصمحراء واسمتوطنوها إلى هذه الغايمة فلمما كان هذه‬
‫ال سنة تو جه ر جل من هم ا سمه الجو هر من قبيلة جدالة إلى إفريق ية طالبا لل حج‬
‫وكان محبا للد ين وأهله ‪ ،‬ف مر بفق يه بالقيروان وعنده جما عة يتفقهون ق يل هو‬
‫أ بو عمران الفا سي في غالب ال ظن فأ صغى الجو هر إل يه وأعج به حال هم فل ما‬
‫انصمرف ممن الحمج قال للفقيمه مما عندنما فمي الصمحراء ممن هذا شيمء غيمر‬
‫الشهادتين والصلة في بعض الخاصة فابعث معي من يعلمهم شرائع السلم‬
‫فأر سل م عه رجلًا ا سمه ع بد ال بن يا سين الكزولي وكان فقيها صالحا شهما‬
‫فسار معه حتى أتيا قبيلة لمتونة فنزل الجوهر عن جمله وأخذ بزمام جمل عبد‬
‫ال بمن ياسمين تعظيما لشريعمة السملم فاقبلوا إلى الجوهمر يهنؤنمه بالسملمة‬
‫وسألوه عن الفقيه فقال هذا حامل سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم قد جاء‬
‫يعلمكمم مما يلزم فمي ديمن السملم فرحبوا بهمما وأنزلوهمما وقالوا ‪ :‬تذكمر لنما‬
‫شريعمة السملم فعرفهمم عقائد السملم وفرائضمه فقالوا ‪ :‬أمما مما ذكرت ممن‬
‫ال صلة والزكاة ف هو قر يب ‪ ،‬وأ ما قولك من ق تل يق تل و من سرق يق طع ر من‬
‫زنى يجلد أو يرجم فأمر ل نلتزمه ‪ ،‬اذهب إلى غيرنا فرحل عنهم نظر إليهما‬
‫شيخ كبير فقال ‪ :‬ل بد وأن يكون لهذا الجمل في هذه الصحراء شان يذكر في‬
‫العالم فانتهى الجوهر والفقيه إلى جدالة قبيل الجوهر فدعاهم عبد ال بن ياسين‬
‫والقبائل الذين يجاورونهم إلى حكم الشريعة فمنهم من أطاع ومنهم من أعرض‬
‫وعصى ‪ .‬ثم إن المخالفين لهم تحيزوا وتجمعوا فقال ابن ياسين للذين أطاعوا ‪:‬‬
‫قمد وجمب عليكمم أن تقاتلوا هؤلء الذيمن خالفوا الحمق وأنكروا شرائع السملم‬
‫واستعدوا لقتالكم فأقيموا لكم راية وقدموا عليكم أميرا ‪ .‬فقال له الجوهر ‪ :‬أنت‬
‫الميمر ‪ .‬فقال ‪ :‬ل إنمما أنما حاممل أمانمة الشريعمة ولكمن أنمت الميمر ‪ .‬فقال‬
‫الجوهمر ‪ :‬لو فعلت هذا تسملط قمبيلي على الناس ويكون وزر ذلك علي ‪ ،‬فقال‬
‫له ابن ياسين ‪ :‬الرأي أن نولي ذلك أبا بكر بن عمر رأس لمتونة وكبيرها وهو‬
‫ر جل سيد مشكور الطري قة مطاع في قو مه ف هو ي ستجيب ل نا ل حب الريا سة‬
‫وتتبعه قبيلته فنتقوى بهم ‪ .‬فأتيا أبا بكر بن عمر وعرضا ذلك عليه ‪ ،‬فاجاب‬
‫فعقدوا له البي عة و سماه ا بن ياسمين أم ير الم سلمين وعادوا إلى جدالة وجمعوا‬
‫إليهم من حسن إسلمه وحرضهم عبد ال بن ياسين على الجهاد في سبيل ال‬
‫وسماهم مرابطين ‪ ،‬وتجمع عليهم من خالفهم فلم يقاتلهم المرابطون بل استعان‬
‫ابمممن ياسمممين وأبمممو بكمممر بمممن عممممر على أولئك الشرار‬
‫بالمصلحين من قبائلهم فاستمالوهم وتربوهم حق حصلوا منهم نحو ألفي‬
‫رجل من أهل البغي والفساد‪ ،‬فتركوهم في مكان وخندقوا عليهم وحفظوهم ثم‬
‫أخرجوهمم قوما بعمد قوم فقتلوهمم ‪ ،‬فحينئذ دانمت لهمم أكثمر قبائل الصمحراء‬
‫وهابوهم فقويت شوكة المرابطين هذا وعبد ال ين ياسين مشتغل بالعلم ‪ ،‬وقد‬
‫صار عنده منهم جماعة يتفقهون ولما استبد بالمر هو وأبو بكر بن عمر عن‬
‫الجو هر الجدالي وب قي ل ح كم له تداخله الح سد وشرع سرا في ف ساد ال مر ‪،‬‬
‫فعلم بذلك منه وع قد له مجلس وثبت عليه ما ن قل عنه فحكم عل يه بالقتل ل نه‬
‫نكس البيعة وشق العصا وأراد محاربة أهل الحق فقتل بعد أن صلى ركعتين‬
‫وأظهمر السمرور بالقتمل طلبا للقاء ال تعالى ‪ ،‬فاجتمعمت القبائل على طاعتهمم‬
‫ومن خالفهم قتلوه ‪ .‬فل ما كان سنة خم سين وأربعمائة قحطت بلد هم فأ مر ابن‬
‫يا سين ضعفاء هم بالخروج إلى ال سوس وأ خذ الزكاة فخرج من هم ن حو ت سعمائة‬
‫رجمل فقدموا سمجلماسة وطلبوا الزكاة فجمعوا لهمم شيئا له قدر وعادوا ثمم إن‬
‫الصمحراء ضاقمت عليهمم وأرادوا إظهار كلممة الحمق والعبور إلى الندلس‬
‫ليجاهدوا الكفار‪ ،‬فخرجوا إلى السوس القصى فجمع لهم أهل السوس وقاتلوهم‬
‫فانهزم المرابطون وقتل عبد ال بن ياسين الفقيه فعاد أبو بكر بن عمر فجمع‬
‫جيشا وخرج إلى السوس في ألغي را كب فاجتمع من بلد السوس وزناتة اثنا‬
‫عشمر ألف فارس فأرسمل إليهمم وقال ‪ :‬افتحوا لنما الطريمق لنجوز إلى الندلس‬
‫ونجا هد أعداء ال سلم ‪ ،‬فأبوا من ذلك ف صلى أ بو ب كر ود عا ال تعالى وقال ‪:‬‬
‫اللهم إن كنا على الحق فانصرنا وإل فأرحنا من هذه الدنيا ‪ ،‬ثم قاتلهم وصدق‬
‫هو وأ صحابه القتال فن صرهم ال تعالى وهزم أ هل ال سوس و من مع هم وأك ثر‬
‫القتل فيهم وغنم المرابطون أموالهم وأسلبهم وقويت نفسه ونفوس أصحابه ‪،‬‬
‫و ساروا إلى سجلماسة فنزلوا علي ها وطلبوا من أهل ها الزكاة فامتنعوا علي هم ‪،‬‬
‫وسار إليهم صاحب سجلماسة فقاتلهم فهزموه وقتلوا ودخلوا سجلماسة واستولوا‬
‫عليهممممما ‪ ،‬وكان ذلك سمممممنة ثلث وخمسمممممين وأربعمائة ‪.‬‬
‫ذكر ولية يوسف بن تاشفين‬
‫ل ما ملك أ بو ب كر بن ع مر سجلماسة ا ستعمل علي ها يو سف بن تاشف ين‬
‫اللمتو ني و هو من ب ني ع مه القرب ين ور جع إلى ال صحراء فأح سن يو سف‬
‫السيرة في الرعية ولم يأخذ منهم سوى الزكاة ‪ ،‬فأقام بالصحراء مدة ثم عاد أبو‬
‫بكر بن عمر إلى سجلماسة فأقام بها سنة والخطبة والمر والنهي له واستخلف‬
‫عليهممما ابمممن أخيمممه أبممما بكمممر بمممن إبراهيمممم بمممن‬
‫عمر وجهز مع يوسف بن تاشفين جيشا من المرابطين إلى السوس ففتح‬
‫على يديمه وكان يوسمف رجلً دينا خيرا حازما داهيمة مجربا وبقوا كذلك إلى‬
‫سنة اثنت ين و ستين وأربعمائة ‪ .‬وتو في أ بو ب كر بن ع مر بالصحراء فاجتمعت‬
‫طوائف المرابطين على يوسف بن تاشفين وملكوه عليهم ولقبوه أمير المسلمين‬
‫وكانت الدولة في بلد الغرب لزناتة الذين ثاروا في أيام الفتن وهي دولة ردية‬
‫مذمو مة سيئة ال سيرة ل سياسة ول ديا نة ‪ .‬وكان أمير المسلمين وطائفته على‬
‫نهجِ السنة واتباع الشريعة فاستغاث به أهل المغرب فسار اليها وافتتحها حصنا‬
‫ح صناَ وبلدا بلدا بأي سر سعي فأح به الرعا يا و صلحت أحوال هم ‪ ،‬ثم إ نه ق صد‬
‫موضع مدينة مراكش وهو قاع صفصف ل عمارة فيه وهو موضع متوسط في‬
‫بلد المغرب كالقيروان في إفريقية ومراكش تحت جبال المصامدة(‪ )1‬الذين هم‬
‫أشمد أهمل المغرب كالقيروان فمي إفريقيمة ومراكمش ليقوى على قممع أهمل تلك‬
‫الجبال إن هموا بفت نة واتخذ ها مقرا فلم يتحرك أ حد بفت نة وملك البلد المت صلة‬
‫بالمجاز م ثل سبتة وطن جة و سل وغير ها وكثرت ع ساكره وخر جت جما عة‬
‫قبيلة لمتونة وغيرهم وضيقوا حينئذ لثامهم ‪ ،‬وكانوا قبل أن يملكوا يتلثمون في‬
‫الصحراء من الحر والبرد كما يفعل العرب ‪ .‬والغالب على ألوانهم السمرة فلما‬
‫ملكوا البلد ضيقوا اللثام ‪ ،‬وقيمل كان سمبب اللثام لهمم أن طائفمة ممن لمتونمة‬
‫خرجوا غائريمن على عدو لهمم فخالفهمم العدو إلى بيوتهمم ولم يكمن بهما إل‬
‫المشايخ والصبيان والنساء فلما تحقق المشايخ أنه العدو أمروا النساء أن يلبسن‬
‫ثياب الرجال ويتلثمن ويضيقنه حتى ل يعرفن ويلبسن السلح ففعلن ذلك وتقدم‬
‫المشايخ والصبيان أمامهن واستدار النساء بالبيوت فلما أشرف العدو رأى جمعا‬
‫م يقاتلون عنهمن قتال الموت‬
‫عظيما فظنمه رجالً فقال ‪ :‬هؤلء عنمد حرمهم ٍ‬
‫والرأي أن نسوق النعم ونمضي فإن اتبعونا قاتلناهم خارجا عن حريمهم فبينما‬
‫هم في جمع النعم من المراعي إذ قد أقبل رجال الحي فبقي العدو بينهم وبين‬
‫النسماء فقتلوا ممن العدو فأكثروا وكان ممن قتمل النسماء أكثمر فممن ذلك الوقمت‬
‫جعلوا اللثام سمنة يلزمونمه فل يعرف الشيمخ ممن الشاب فل يزيلونمه ليلً ول‬
‫نهارا وممممممممممما قيمممممممممل فمممممممممي اللثام ‪:‬‬
‫مم‬
‫مم هم‬
‫منهاجة فهم‬
‫وإن انتموا صم‬ ‫‪#‬قوم لهم درك العل في حمير‬
‫(‪ )1‬المصمامدة ‪ :‬وهمي قمبيلة بالمغرب فيمه موضمع يعرف بمه ‪.‬‬
‫‪#‬لما حووا إحراز كل فضيلة غلب الحياء عليهممممممممم فتلثموا‬
‫ونذكمر باقمي أخبار أميمر المسملمين فمي مواضعهما إن شاء ال تعالى‪.‬‬
‫ذكر تبييض أبي الغنائم بن المحلبان‬
‫في هذه ال سنة ب يض علء الد ين أ بو الغنائم بن المحلبان بوا سط وخ طب‬
‫فيهما للعلوييمن المصمريين ‪ .‬وكان سمبب ذلك أن رئيمس الرؤسماء سمعى له فمي‬
‫النظر على واسط وأعمالها فأجيب إلى ذلك ‪ ،‬فانحدر إليها فصار عنده جماعة‬
‫من أعيانها وجنّد جماعة عظيمة وتقوى بالبطائحيين وحفر على الجانب الغربي‬
‫من وا سط خندقا وب نى عل يه سورا وأ خذ ضري بة من سفن أ صعدت للخلي فة‪،‬‬
‫فسميّر لحربمه عميمد العراق أبمو نصمر فاقتتلوا فانهزم ابمن المحلبان وأسمر ممن‬
‫أصحابه عدد كثير ووصل أبو نصر إلى السور فقاتله العامة من على السور ‪،‬‬
‫ثم تسلم البلد وأمر أهله بطم الخندق وتخريب السور‪ ،‬ثم أصعد إلى بغداد فلما‬
‫قاربها عاد إليها ابن فسانجس ونهب قرية عبد ال وقتل كل أعمى رآه بواسط ‪،‬‬
‫وأعاد خطبة المصريين وأمر أهل كل محلة بعمارة ما يليهم من السور ومضي‬
‫منصور بن الحسين إلى المدار وأرسل إلى بغداد يطلب المدد فكتب إليه عميد‬
‫العراق ورئيمس الرؤسماء يأمرانمه أن يقصمد واسمطا همو وابمن الهيثمم وأن‬
‫يحاصمرانها فأقبل إليهما فيممن معهمما وحصمروها فمي الماء والبر ‪ ،‬وكان هذا‬
‫الحصار سنة تسع وأربعين فاشتد فيها الغلء حتى بيع التمر والخبز وكروش‬
‫الب قر كل خم سة أرطال بدينار ‪ ،‬وإذا و جد الخبازي باعوه كل عشر ين رطلً‬
‫بدينار ثم ضعفوا وضجروا من الحصار ‪ ،‬فخرج ابن فسانجس ليقاتل فلم يثبت‬
‫وقتمل جماعمة ممن أصمحابه وانهزموا إلى سمور البلد واسمتأمن جماعمة ممن‬
‫الوا سطيين إلى من صور بن الح سين وفارق ا بن ف سانجس وا سطا وم ضى إلى‬
‫قصر ابن أخضر وسار إليه طائفة من العسكر ليقاتلوه ‪ ،‬فأدركوه بقرب النيل‬
‫فأ سر هو وأهله وح مل إلى بغداد فدخل ها في صفر سنة ت سع وأربع ين وش هر‬
‫على جممل وعليمه قميمص أحممر وعلى رأسمه طرطور بودع وصملب ‪.‬‬
‫ذكر الوقعة بين البساسيري وقريش‬
‫في هذه ال سنة سلخ شوال كا نت وق عة ب ين الب ساسيري وم عه نور الدولة‬
‫دبيس بن مزيد وبين قريش بن بدران صاحب الموصل ومعه قتلمش وهو ابن‬
‫عممممممممممم السمممممممممملطان طغرلبممممممممممك‬
‫وهمو جمد هؤلء الملوك أولد قلج أرسملن ومعمه أيضا سمهم الدولة أبمو‬
‫الف تح بن عمرو وكا نت الحرب ع ند سنجار فاقتتلوا واش تد القتال بين هم فانهزم‬
‫قريش وقتلمش وقتل من أصحابهما الكثير ولقي قتلمش من أهل سنجار العنت‬
‫وبالغوا فمي أذاه وأذى أصمحابه وجرح قريمش بمن بدران وأتمى إلى نور الدولة‬
‫جريحا فأعطاه خلعمة كانمت قمد نفذت ممن مصمر فلبسمها وصمار فمي جملتهمم‬
‫وساروا إلى الموصل وخطبوا لخليفة مصر بها وهو المستنصر بالته ‪ ،‬وكانوا‬
‫قد كاتبوا الخلي فة المصري بطاعتهم فأر سل إلي هم الخلع من مصر للب ساسيري‬
‫ولنور الدولة دب يس بن مز يد ولجابر بن نا شب ولمق بل بن بدران أ خي قر يش‬
‫ولبي الفتح بن ورام ونصير بن عمر وأبي الحسن بن عبد الرحيم ومحمد بن‬
‫حماد وانضاف إليهمممممممم قريمممممممش بمممممممن بدران ‪.‬‬
‫ذكر مسير السلطان طغرلبك إلى الموصل‬
‫لمما طال مقام السملطان طغرلبمك ببغداد وعمم الخلق ضرر عسمكره ‪،‬‬
‫وضاقت عليهم مساكنهم فإن العساكر نزلوا فيها وغلبوهم على أقواتهم وارتكبوا‬
‫منهم كل محظور ‪ ،‬أمر الخليفة القائم بأمر ال وزيره رئيس الرؤساء أن يكتب‬
‫إلى عميد الملك الكندري وزير السلطان طغرلبك يستحضره فإذا حضر قال له‬
‫عن الخليفة ليعرف السلطان ما الناس فيه من الجور والظلم ويعظه ويذكره فإن‬
‫أزال ذلك وفعمل مما أممر ال بمه وإل فيسماعد الخليفمة على النتزاح عمن بغداد‬
‫ليبعد عن المنكرات فكتب رئيس الرؤساء إلى الكندري يستدعيه فحضر فأبلغه‬
‫ما أمر به الخليفة وخرج توقيع من الخليفة إلى السلطان فيه مواعظ فمضى إلى‬
‫ال سلطان وعر فه الحال فاعتذر بكثرة الع ساكر وعجزه عن تهذيب هم وضبط هم‬
‫وأمر عميد الملك أن يبكر بالجواب إلى رئيس الرؤساء ويعتذر بما ذكره ‪ ،‬فلما‬
‫كان تلك الليلة رأى ال سلطان في منا مه ال نبي صلى ال عل يه و سلم ع ند الكع بة‬
‫وكأ نه ي سلم على ال نبي و هو معرض ع نه لم يلت فت إل يه وقال له ‪ :‬يحك مك ال‬
‫في بلده وعباده فل تراق به فيهمم ول ت ستحي من جلله عمز و جل في سموء‬
‫معاملتهم وتغتر بإمهاله عند الجور عليهم‪ .‬فا ستيقظ فزعا وأحضر عميد الملك‬
‫وحدثه ما رأى وأرسله إلى الخليفة يعرفه أنه يقابل ما رسم به بالسمع والطاعة‬
‫‪ ،‬وأخرج الجند من دور العامة وأمر أن يظهر من كان مختفيا وأزال التوكيل‬
‫عممن كان وكمل بمه فبينمما همو على ذلك وقمد عزم على الرحيمل عمن بغداد‬
‫للتخف يف عن أهل ها و هو يتردد ف يه إذ أتاه ال خبر بهذه الوق عة المتقد مة فتج هز‬
‫وسمممممممممممممممممممممممممممممممممممممار‬
‫عن بغداد عاشر ذي القعدة ومعه خزائن السلح والمنجنيقات وكان مقامه‬
‫ببغداد ثلثة عشر شهرا وأياما لم يلق الخليفة فيها فلما بلغوا أوانا نهبها العسكر‬
‫ونهبوا عكبرا(‪ )1‬وغيرهما ووصل إلى تكريت فحصرها وبها صاحبها نصر‬
‫بمن علي بمن خميمس فنصمب علي القلعمة علما أسمود وبذل مال فقبله السملطان‬
‫ور حل ع نه إلى البواز يج ينت ظر ج مع الع ساكر لي سير إلى المو صل فل ما ر حل‬
‫عن تكر يت تو فى صاحبها وكانت أ مه أ سيرة ب نت غر يب بن م قن فخا فت أن‬
‫يملك البلد أخوه أ بو الغشّام فقتل ته و سارت إلى المو صل فنزلت على دب يس بن‬
‫مزيد فتزوجها قريش بن بدران ولما رحلت عن تكريت استخلفت بها أبا الغنائم‬
‫بن المحلبان ‪ ،‬فرا سل الرؤ ساء وا ستعطفه ف صلح ما بينه ما و سلم تكر يت إلى‬
‫السممممممممممممملطان ورحمممممممممممممل إلى بغداد ‪.‬‬
‫وأقام السملطان بالبوازيمج إلى أن دخلت سمنة تسمع وأربعيمن فأتاه أخوه‬
‫ياقوتَي في الع ساكر ف سار ب هم إلى المو صل وأق طع مدي نة بلد لهزار سب بن‬
‫بنكير فأجفل أهل البلد إِلى بلد فأراد العسكر نهبهم ‪ ،‬فمنعهم السلطان وقال ل‬
‫يجوز أن تعرضوا إلى بلد هزارسب فلجوا ولهَالوا ‪ :‬نريد القامة فقال السلطان‬
‫لهزارسمب ‪ :‬إن هؤلء قمد احتجوا بالقاممة فاخرج أهمل البلد إِلى معسمكرك‬
‫لتح فظ نفو سهم ‪ .‬فف عل ذلك وأخرج هم إل يه ف صار البلد ب عد ساعة قفرا وفرق‬
‫ل وأركب من يعجز عن المشي وسيرهم إلى الموصل ليأمنوا‬
‫فيهم هزارسب ما ً‬
‫وتو جه ال سلطان إلى ن صيبين ‪ ،‬فقال له هزار سب ‪ :‬قد تمادت اليام ورأي أن‬
‫أختار ممن العسمكر ألف فارس أسمير بهمم إلى البريمة فلعلي أنال ممن العرب‬
‫غرضا ‪ .‬فأذن له في ذلك ف سار إلي هم فل ما قارب هم ك من ل هم كمينيِن وتقدم إلى‬
‫الحلل فل ما رأوه قاتلوه ف صبر ل هم ساعة ثم انزاح ب ين أيدي هم كالمنهزم فتبعوه‬
‫فخرج الكمينان فانهزم تَ العرب وك ثر في هم الق تل وال سر ‪ ،‬وكان قد انضاف‬
‫إليهم جماعة من بني نمير أصحاب حرّان والرقة وتلك العمال وحمل السرى‬
‫إلى ال سلطان فل ما أحضروا ب ين يد يه قال ل هم ‪ :‬هل وطئت ل كم أرضا وأخذت‬
‫ل كم بلدا ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فلم أتي تم لحر بي ؟ وأح ضر الف يل فقتل هم إِل صبيا‬
‫مملطان ‪.‬‬
‫ممه السم‬
‫مما عنم‬
‫ممن تتله عفم‬
‫ممل مم‬
‫ممع الفيم‬
‫مما امتنم‬
‫أمرد فلمم‬
‫(‪ ) 1‬ع كبرا ‪ :‬ا سم بلبدة من نوا حي دُج يل قرب صريفين وأوا نا‪ ،‬بين ها‬
‫وبيمممممممممممممن بغداد عشرة فراسمممممممممممممخ ‪.‬‬
‫ذكر عود نور الدولة دبيس بن مزيد وقريش بن بدران إلى طاعة طغرلبك‬
‫لمما ظفمر هزارسمب بالعرب وعاد إلى السملطان طغرلبمك أرسمل إلى نور‬
‫الدولة وقر يش ي سألنه أن يتو سط حاله ما ع ند ال سلطان وي صلح أمره ما م عه‬
‫فسعى في ذلك ‪ ،‬واستعطف السلطان عليهما فقال ‪ :‬أما هما فقد عفوت عنهما ‪،‬‬
‫وأمما البسماسيري فذنبمه إلى الخليفمة ونحمن متبعون أممر الخليفمة فيمه فرحمل‬
‫البسماسيري عنمد ذلك إلى الرحبمة وتبعمه التراك البغداديون ومقبمل بمن المقلد‬
‫وجماعة من عقيل وطلب دبيس وقريش أن يرسل طغرلبك إليهما أبا الفتح بن‬
‫ورام فأرسمله فعاد ممن عندهمما وأخمبر بطاعتهمما وأنهمما يطلبان أن يمضمي‬
‫هزار سب إليه ما ليحلفه ما فأمره ال سلطان بالم ضي إليه ما ف سار واجت مع به ما‬
‫وأشار عليهما بالحضور عند السلطان فخافا وامتنعا‪ ،‬فأنفذ قريش أبا السداد هبة‬
‫اللّه بمن جعفمر ‪ ،‬وأنفمذ دبيمس ابنمه بهاء الدولة منصمورا فأنزلهمما السملطان‬
‫وأكرمهمما وكتمب لهمما بأعمالهمما وكان لقريمش نهمر الملك وبادوريما والنبار‬
‫وهِيت ودُجيل ونهر بَيطر وعُكبرا وأوانا وتكريت والموصل ونصيبين وأعاد‬
‫الرسممممممممممممممل إلى أصممممممممممممممحابهم ‪.‬‬
‫ذكر قصد السلطان ديار بكر وما فعله بسنجار‬
‫ل ما فرغ طغرل بك من العرب سار إلى ديار ب كر ال تي هي ل بن مروان‬
‫وكان ابن مروان يرسل إليه كل يوم الهدايا والملح ‪ ،‬فسار السلطان إلى جزيرة‬
‫ابمن عممر فحصمرها وهمي لبمن مروان ‪ ،‬فأرسمل إليمه ابمن مروان يبذل مالً‬
‫يصلح حاله به ويذكر له ما هو بصدده من حفظ ثغور المسلمين وما يعانيه من‬
‫جهاد الكفار ‪ ،‬ولما كان السلطان يحاصر الجزيرة سار جماعة من الجيش إلى‬
‫عمراكممن وفيمه أربعمائة راهمب فذبحوا منهمم مائة وعشريمن راهبا‪ .‬وافتدى‬
‫الباقون أنفسهم ب ستة مكاكيك ذهبا وفضة ‪ ،‬ووصل إبراهيم ينال أخو ال سلطان‬
‫إل يه فلق يه المراء والناس كل هم وحملوا إل يه الهدا يا وقال لعم يد الملك الوز ير ‪:‬‬
‫ممن هؤلء العرب حتمى تجعلهمم نظراء السملطان وتصملح بينهمم ؟ فقال ‪ :‬ممع‬
‫حضورك يكون ما تريد فأنت نائب السلطان ‪ .‬ولما وصل إبراهيم ينال أرسل‬
‫هزار سب إلى نور الدولة بن مز يد وقر يش يعرفه ما و صوله ويحذره ما م نه‬
‫ف سار من ج بل سِنجار إلى الرح بة فلم يلت فت الب ساسيري إليه ما‪ ،‬فانحدر نور‬
‫الدولة إلى بلد بالعراق وأقام قريش عند البساسيري بالرحبة ومعه ابنه مسلم بن‬
‫قر يش ‪ ،‬وش كا قتل مش ا بن عم ال سلطان إل يه ما ل قي من أ هل شجار في العام‬
‫الماضممي لممما انهزم وأنهممم قتلوا رجالًا فسممير العسمماكر إليهممم‬
‫فأحاطت بهم وصعد أهلها على السور وسبوا وأخرجوا جماجم من كانوا‬
‫قتلوا وقلنسمهم وتركوهما على رؤوس القصمب ففتحهما السملطان عنوة وقتمل‬
‫أميرها مجلى بن مرجا وخلقا كثيرا من رجالها وسبى نساءهم وخربت وسأل‬
‫إبراه يم ينال في الباقين فترك هم فسلمها ير والموصل والبلد إلى إبراهيم ينال‬
‫ونادى في ع سكره من تعرض لن هب صلبته ‪ ،‬فكفوا عن هم وعاد ال سلطان إلى‬
‫بغداد على ما نذكره ‪ ،‬وكان ينب غي أن نذ كر هذه الحاد ثة سنة ت سع وأربع ين ‪،‬‬
‫وإنما ذكرناها هذه السنة لن البتداء بها كان فيها فاتبعنا بعضها بعضا وذكرنا‬
‫أنهممممما كانمممممت سمممممنة تسمممممع وأربعيمممممن ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫في هذه ال سنة انقط عت الطرق عن العراق لخوف الن هب فغلت ال سعار‬
‫وكثر الغلء وتعذرت القوات وغيرها من كل شيء وأكل الناس الميتة ولحقهم‬
‫وباء عظ يم فك ثر الموت ح تى د فن المو تى بغ ير غ سل ول تكف ين ‪ ،‬فبيع ر طل‬
‫لحمم بقيراط وأربمع دجاجات بدينار ‪ ،‬ورطلن شرابا بدينار ‪ ،‬وسمفرجلة بدينار‬
‫ورمانة بدينار وكل شيء كذلك ‪ .‬وكان بمصر أيضا وباء شديد فكان يموت في‬
‫اليوم ألف نفس ثم عم ذلك سائر البلد من الشام والجزيرة والموصل والحجاز‬
‫واليمممممممممممممممممن وغيرهمممممممممممممممما ‪.‬‬
‫وفيها في جمادى الولى ولدت جارية ذخيرة الدين بن الخليفة الذي ذكرنا‬
‫سمّي ع بد اللّه وك ني أ با القا سم و هو المقتدي ‪ .‬وفي ها في‬
‫وفا ته ق بل ولدا ذكرا ُ‬
‫الع شر الثا ني من جمادى الخرة ظ هر و قت ال سحر في ال سماء ذؤا بة بيضاء‬
‫طولهما نحمو عشرة أذرع فمي رأي العيمن وعرضهما ذراع وبقيمت كذلك إلى‬
‫نصف رجب واضمحلت وفيها أمر الخليفة بأن يؤذن بالكرخ والمشهد وغيرها‬
‫ال صلة خ ير من النوم وأن يتركوا حي على خ ير الع مل ففعلوا ما أمر هم به‬
‫خوف السلطنة وقوتها ‪ .‬وفيها توفي علي بن أحمد بن علي أبو الحسن المؤدب‬
‫المعروف بالفالي ممن أهمل مدينمة فالة بالقرب ممن أيذج روى الحديمث والدب‬
‫وله شعمممممممممر حسمممممممممن فمنمممممممممه قوله ‪:‬‬
‫‪#‬تصدر للتدريس كل مهوس بليممممد تسممممى بالفقيممممد المدرس‬
‫‪#‬فحق لهل العلم أن يتمثلوا بيممت قديممم شاع فممي كممل مجلس‬
‫م حتمى بدا ممن هزالهما كلهما وحتمى سمامها كمل مفلس‬
‫‪#‬لقمد َه َزلَت ْ‬
‫و في هذه ال سنة تو في مح مد بن الح سين بن مح مد بن سعدون أبو طاهر‬
‫البزاز الموصلي ولد بالموصل ونشأ ببغداد ‪ ،‬وروى عن ابن حبابة والدارقطني‬
‫وابممممن بطممممة وغيرهممممم وكان موتممممه بمصممممر ‪.‬‬
‫وفيها توفي أميرك الكاتب البيهقي في شوال وكان من رجال الدنيا ومحمد‬
‫بمن عبمد الواحمد بمن عممر بمن الميمون الدارممي الفقيمه الشافعمي ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة تسع وأربعين وأربعمائة‬

‫ذكر عود السلطان طغرلبك إلى بغداد‬


‫ل ما سلم ال سلطان طغرل بك المو صل وأعمال ها إلى أخ يه إبراه يم ينال عاد‬
‫إلى بغداد ‪ ،‬فل ما و صل إلى الق فص خرج رئ يس الرؤ ساء إلى لقائه فل ما قارب‬
‫القفص لقيه عميد الملك وزير السلطان في جماعة من المراء ‪ ،‬وجاء رئيس‬
‫الرؤساء إلى السلطان فابلغه سلم الخليفة واستيحاشه فقبّل الرض وقدم رئيس‬
‫الرؤساء جاما من ذهب فيه جواهر وألبسه فرجية جاءت معه من عند الخليفة‬
‫وو ضع العما مة على مخد ته ‪ ،‬فخدم ال سلطان وق بل الرض وو صل إِلى بغداد‬
‫ولم يم كن أحدا من النزّول في دور الناس ‪ .‬وطلب ال سلطان الجتماع بالخلي فة‬
‫فأذن له في ذلك وجلس الخلي فة يوم ال سبت لخ مس بق ين من ذي القعدة جلو سا‬
‫عاما وح ضر وجوه ع سكر ال سلطان وأعيان بغداد‪ ،‬وح ضر ال سلطان في الماء‬
‫وأصحابه حوله في السميريات فلما خرج من السميرية أركب فرسا من مراكب‬
‫الخليفة فحضر عند الخليفة ‪ ،‬والخليفة على سرير عال من الرض نحو سبعة‬
‫أذرع وعل يه بردة ال نبي صلى ال عل يه و سلم وبيده القض يب الخيزران ‪ ،‬فقبّ ل‬
‫السلطان الرض وقبّل يده وأجلس على كرسي فقال الخليفة لرئيس الرؤساء قل‬
‫له إن أمير المؤمنين شاكر لسعيك حامد لفعلك مستأنس بقربك وقد ولك جميع‬
‫مما وله ال ممن بلده ورد عليمك مراعاة عباده فاتمق ال فيمما ولك واعرف‬
‫نعمته عليك في ذلك واجتهد في نشر العدل وكف الظلم وإصلح الرعية ‪ ،‬فقبل‬
‫الرض وأمر الخليفة بإفاضة الخلع عليه فقام إلى موضع لبسها فيه ‪ ،‬وعاد قبل‬
‫يمد الخليفمة ووضعهما على عينيمه وخاطبمه الخليفمة بملك المشرق والمغرب‬
‫وأعطى العهد وخرج وأر سل إلى الخلي فة خدمة كثيرة من ها خم سين ألف دينار‬
‫وخم سين مملوكا أتراكا من أجود ما يكون ومع هم خيول هم و سلحهم إلى غ ير‬
‫ذلك مممممممممممممممن الثياب وغيرهمممممممممممممما‪.‬‬
‫ذكر الحرب بين هزارسب وفولذ‬
‫كان ال سلطان قد ض من هزار سب بن بنك ير بن عياض الب صرة وأرجان‬
‫وخوزسمتان وشيراز‪ ،‬فتجرد رسمول تكيمن ابمن عمم السملطان ومعمه فولذ‬
‫لهزارسمب وقصمدا أرجان ونهباهما وكان هزارسمب ممع طغرلبمك بالموصمل‬
‫والجزيرة ‪ ،‬فل ما فرغ ال سلطان من تلك الناح ية رد هزار سب إلى بلده وأ مر‬
‫بقتال رسول تكين وفولذ فسار إلىَ البصرة وصادر بها تاج الدين بن سخطة‬
‫العلوي وا بن سمحا اليهودي بمائة ألف وعشر ين ألف دينار ‪ ،‬و سار من ها إلى‬
‫قتال فولذ ر سول تك ين فلقيه ما وقاتله ما قتالًا شديدا فق تل فولذ وأ سر ر سول‬
‫تك ين ا بن عم ال سلطان فأب قى عل يه هزار سب ف سأل ر سول تك ين هزار سب‬
‫ليرسمله إلى دار الخلفمة ليشفمع فيمه الخليفمة ففعمل ذلك ‪ ،‬ووصمل بغداد ممع‬
‫أصحاب هزارسب فاجتاز بدار رئيس الرؤساء فهجم ودخلها واستدعى طعاما‬
‫إيجازا للحر مة فأ مر الخلي فة بإحضار عم يد الملك وأعل مه بحال ر سول تك ين‬
‫ليخاطمب السملطان فمي أمره فلمّام حضمر عميمد الملك وقيمل له ذلك قال ‪ :‬إن‬
‫السملطان يقول إن هذا ل حرممة له يسمتحق بهما المراعاة وقمد قابمل إحسماني‬
‫بالعصيان ويجب تسليمه ليتحقق الناس منزلتي وتتضاعف هيبتي فاستقر المر‬
‫بعمد مراجعمة على أن يقيده وخرج توقيمع الخلفمة أن منزلة ركمن الديمن يعنمي‬
‫طغرلبك عندنا اقتضت ما لم نفعله مع غيره لنه لم تجر العادة بتقييد أحد في‬
‫الدار العزيزة ول بد أن يكون الرضا في جواب ما فعل فراسله رئيس الرؤساء‬
‫ح تى ر ضي و قد كا نت دار الخل فة أيام ب ني بو يه مل جأ ل كل خائف مت هم من‬
‫وزير وعميد وغير ذلك‪ ،‬ففي اليام السلجوقية سلك غير ذلك وكان أول شيء‬
‫فعلوه هذا ‪.‬‬
‫ذكر القبض على الوزير اليازوري بمصر‬
‫في هذه السنة في ذي الحجة قبض بمصر على الوزير أبي محمد الحسن‬
‫بن عبد الرحمن اليازوري وقرر عليه أموال عظيمة منه ومن أصحابه ووجد‬
‫له مكاتبات إلى بغداد ‪ ،‬وكان في ابتداء امره قد حج ‪ ،‬فل ما ق ضى ح جه أ تى‬
‫المدي نة وزار م سجد ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف سقط على من كبيه قط عة‬
‫ممن الخلوق الذي على حائط الحجرة فقال له أحمد القوام ‪ :‬أيهما الشيمخ إنمي‬
‫أبشرك ولي الحباء والكرامة إذا بلغتك أنك تلي ولية عظيمة وهذا الخلوق دليل‬
‫على ذلك فلم يحمل عليمه الحول حتمى ولي الوزارة وأحسمن إلى ذلك الرجمل‬
‫وراعاه ‪ ،‬وكان يتفقمه على مذهمب أبمي حنيفمة ‪ ،‬وكان قاضيا بالرملة يكرم‬
‫العلماء‬
‫ويح سن إلي هم ويجال سهم ‪ ،‬وكان ابتداء أمره كابتداء أ مر رئ يس الرؤ ساء‬
‫الشهادة والقضاء ‪ ،‬وكانممت سممعادتهما متفقممة ونهايتهممما مقاربممة ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫في هذه السنة زاد الغلء ببغداد والعراق حتى بيعت الكارة الدقيق السميد‬
‫بثلثة عشر دينارا والكارة من الشعير والذرة بثمانية دنانير وأكل الناس الميتة‬
‫والكلب وغيرها وكثر الوباء حتى عجز الناس عن دفن الموتى فكانوا يجعلون‬
‫الجماعممممممممممممممة فممممممممممممممي الحفيرة ‪.‬‬
‫وفيهما فمي ربيمع الول توفمي أبمو العلء أحممد بمن عبمد ال بمن سمليمان‬
‫المعرى الد يب وله ن حو ست وثمان ين سنة وعل مه أش هر من أن يذ كر إل أن‬
‫أك ثر الناس يرمو نه بالزند قة و في شعره ما يدل على ذلك حُ كي أ نه قال يوما‬
‫ل بي يو سف القزوي ني ‪ :‬ما هجوت أحدا فقال له القزوي ني ‪ :‬هجوت ال نبياء ‪،‬‬
‫فتغير وجهه وقال ‪ :‬ما أخاف أحدا سواك ‪ .‬وحكى عنه القزويني أنه قال ‪ :‬ما‬
‫رأيت شعرا في مرثية الحسين بن علي يساوي أن يحفظ ‪ ،‬فقال الفزويني ‪ :‬بلى‬
‫قمممممممد قال بعمممممممض أهمممممممل سممممممموادنا ‪:‬‬
‫للمسممملمين على قناة يُرفمممع‬ ‫‪#‬رأسُ ابن بنت محمد ووصيه‬
‫ممممع‬
‫ممممم ول مُتفجم‬
‫‪#‬والمسلمون بمنظر وبمسمعٍ ل جازع منهم‬
‫تكنم بمك تهجمع‬
‫ْ‬ ‫م عينا لم‬
‫وأنمت َ‬ ‫‪#‬أيقظتَ أجفانا وكنتَ لها كرى‬
‫م تسممع‬
‫وأصممَ نعيُمك كمل أذن ٍ‬ ‫عكَ العيونَ عماية‬
‫ت بمصر ِ‬
‫‪#‬كحل َ‬
‫لك مضجعممٌ ولخطممِ قممبرِك موضممع‬ ‫‪#‬ما روضةٌ إِل تمنتْ أنها‬
‫وفيهما أصملح دبيمس بمن علي بمن مزيمد‪ ،‬ومحمود بمن الخرم الخفاجمي‬
‫حالهما مع السلطان فعاد دبيس إلى بلده فوجدها خرابا لكثرة من مات بها من‬
‫الوباء الجارف ليس بها أحد ‪ .‬وفيها كثر الوباء ببخارى حتى قيل إنه مات في‬
‫يوم واحد ثمانية عشر ألف إنسان من أعمال بخارى وهلك في هذه الولية في‬
‫مدة الوباء ألف ألف وستمائة ألف وخمسون ألفا ‪،‬وكان بسمرقند مثل ذلك ووجد‬
‫ميت وقد دخل تركي يأخِذ لحافا على فمات التركي وطرف اللحاف بيده وبقيت‬
‫أموال الناس سائبة ‪ .‬وفي ها نه بت دار أ بي جع فر الطو سي بالكرخ و هو فق يه‬
‫المامية وأ خذ ما فيها وكان لَ هد فارقها إلى المشهد الغربي ‪ .‬وفي ها في صفر‬
‫توفممي أبممو عثمان إسممماعيل بممن عبممد الرحمممن الصممابوني مقدم‬
‫أصمحاب الحديمث بخراسمان ‪ ،‬وكان فقيها خطيبا إماما فمي عدة علوم ‪.‬‬
‫وفيها في ربيع الول توفي أياز بن أيماق أبو النجم غلم محمود بن سبكتكين‬
‫وأخباره معه مشهورة ‪ .‬وفيها مات أبو أحمد عدنان بن الشريف الرضي نقيب‬
‫العلوي ين ‪ ،‬وفي ها تو في أ بو الح سين ع بد الوهاب بن أح مد بن هارون الغ ساني‬
‫المعروف بابمممممممممممممممممممممممممممن الجندي ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة خمسين وأربعمائة‬

‫ذكر مفارقة إبراهيم ينال الموصل واستيلء البساسيري عليها وأخذها منه‬
‫في هذه السنة فارق إبراهيم ينال الموصل نحو بلد الجبل فنسب السلطان‬
‫طغرل بك رحيله إلى الع صيان فأر سل إل يه ر سولً ي ستدعيه و صحبته الفرج ية‬
‫ال تي خلع ها عل يه الخلي فة ‪ ،‬وك تب الخلي فة إل يه أيضا كتابا في المع نى فر جع‬
‫إبراهيمم إلى السملطان وهمو ببغداد فخرج الوزيمر الكندري لسمتقباله وأرسمل‬
‫الخليفة إليه الخلع ‪ ،‬ولما فارق إبراهيم الموصل قصدها البساسيري وقريش بن‬
‫بدران وحاصراها فمل كا البلد ليو مه وبقيت القلعة وب ها الخازن واردم وجماعة‬
‫من الع سكر فحاصراها أرب عة أشهر ح تى أكل من فيها دوابهم ‪ ،‬فخاطب ابن‬
‫موسك صاحب إربل قريشا حتى أمنهم فخرجوا فهدم البساسيري القلعة وعفى‬
‫أثرهما ‪ ،‬وكان السملطان قمد فرق عسمكره فمي النوروز وبقمي جريدة فمي ألفمي‬
‫فارس ح ين بل غه ال خبر ‪ ،‬ف سار إلى المو صل فلم ي جد ب ها أحدا ‪ ،‬كان قر يش‬
‫والبساسيري قد فارقاها ‪ ،‬فسار السلطان إلى نصيبين ليتتبع آثارهم ويخرجهم‬
‫من البلد ففارقمه أخوه إبراه يم ينال و سار نحمو همذان فو صلها فمي ال سادس‬
‫والعشريمن ممن رمضان سمنة خمسمين ‪ ،‬وكان قمد قيمل إن المصمريين كاتبوه‬
‫والبساسيري قد استماله وأطم عه في السلطنة والبلد فل ما عاد إلى همذان سار‬
‫السممممممممممممممملطان فمممممممممممممممي أثره ‪.‬‬
‫ذكر الخطبة بالعراق للعلوي المصري وما كان إلى قتل البساسيري‬
‫لمما عاد إبراهيمم ينال إلى همذان سمار طغرلبمك خلفمه ورد وزيره عميمد‬
‫الملك الكندري وزوجته إلى بغداد وكان مسيره من نصيبين في منتصف شهر‬
‫رمضان ‪ ،‬ووصل إلى همذان وتحصن بالبلد وقاتل أهلها بين يديه وأرسل إلى‬
‫الخاتون زوجته وعميد الملك الكندري يأمرهما باللحاق به فمنعهما الخليفة من‬
‫ذلك تمسكا بهما وفرق غللً كثيرة في الناس وسار من كان ببغداد من التراك‬
‫إلى السممممممممبطان بهمذان ‪ ،‬وسممممممممار عميممممممممد‬
‫الملك إلى دبيمس بمن مزيمد فاحترممه وعظممه ‪ ،‬ثمم سمار ممن عنده إلى‬
‫هزارسب وسارت خاتون إلى السلطان بهمذان ‪ ،‬فأرسل الخليفة إلى نور الدولة‬
‫دبيس بن مزيد يأمره بالوصول إلى بغداد فورد إليها في مائة فارس ونزل في‬
‫النجمي ثم عبر إلى التانين وقوي الرجاف بوصول البساسيري ‪ ،‬فلما تحقق‬
‫الخلي فة و صوله إلى ه يت أ مر الناس بالعبور من الجا نب الغر بي إلى الجا نب‬
‫الشرقي فأرسل دبيس بن مزيد إلى الخليفة وإلى رئيس الرؤساء يقول ‪ :‬الرأي‬
‫عندي خروجكما من البلد معي فإنني اجتمع أنا وهزارسب ‪ ،‬فانه بواسط على‬
‫دفع عدوكما‪ ،‬فأجيب ابن مزيد بأن يقيم حتى يقع الفكر في ذلك ‪ .‬فقال ‪ :‬العرب‬
‫ل تطيع ني على المقام وأ نا أتقدم إلى ديالى فإذا انحدر تم سرت في خدمت كم ‪،‬‬
‫وسممار وأقام بديالي ينتظرهممما فلم نرَ لذلك أثرا فسممار إِلى بلده ‪ ،‬ثممم إن‬
‫البسماسيري وصمل إلى بغداد يوم الحمد ثاممن ذي القعدة ومعمه أربعمائة غلم‬
‫على غاية الضر والف قر ‪ ،‬وكان معه أبو الحسن بن عبد الرحيم الوزير فنزل‬
‫الب ساسيري بمشر عة الروا يا ‪ ،‬ونزل قر يش بن بدران و هو في مائ تي فارس‬
‫عند مشرعة باب البصرة ‪ ،‬وركب عميد العراق ومعه العسكر والعوام وأقاموا‬
‫بإزاء عسمكر البسماسيري وعادوا وخطمب البسماسيري بجاممع المنصمور‬
‫للمستنصر بال العلوي صاحب مصر ‪ ،‬وأمر فأذن بحيّ على خير العمل وعقد‬
‫الجسر وعبر عسكره إلى الزاهر وخيموا فيه وخطب في الجمعة من وصوله‬
‫بجا مع الر صافة للم صري ‪ ،‬وجرى ب ين الطائفت ين حروب في أثناء ال سبوع‬
‫وكان عميمد العراق يشيمر على رئيمس الرؤسماء بالتوقمف عمن المناجزة ويرى‬
‫المناجزة ومطاولة اليام انتظارا لما يكون من السلطان ولما يراه من المصلحة‬
‫بسبب ميل العامة إلى البساسيري ‪ ،‬أما الشيعة فللمذهب ‪ ،‬وأما السنية فلما فعل‬
‫بهمممممممممممممممممممممممممممممممممم التراك ‪.‬‬
‫وكان رئيس الرؤساء لقلة معرفته بالحرب ولما عنده من البساسيري يرى‬
‫المبادرة إلى الحرب فات فق أن في ب عض اليام ح ضر القا ضي الهمذا ني ع ند‬
‫رئ يس الرؤ ساء وا ستأذنه في الحرب وض من له ق تل الب ساسيري فأذن له من‬
‫غيمر علم عميمد العراق فخرج ومعمه الخدم والهاشميون والعجمم والعوام إلى‬
‫الحلية وأبعدوا والبساسيري يستجرهم فلما أبعدوا حمل عليهم فعادوا منهزمين‬
‫وق تل من هم جما عة ‪ .‬ومات في الزح مة جما عة من العيان ون هب باب الزج‬
‫وكان رئيس الرؤساء واقفا دون الباب فدخل الدار وهرب كل من في الحريم ‪،‬‬
‫ولمما بلغ عميمد العراق فعمل رئيمس الرؤسماء لطمم على وجهمه كيمف‬
‫اسمتبد برأيمه ول معرفمة له بالحرب ‪ .‬ورجمع البسماسيري إِلى معسمكره‬
‫وا ستدعى الخلي فة عم يد العراق وأمره بالقتال على سور الحر يم فلم يرع هم إل‬
‫الزعقات وقد نهب الحريم وقد دخلوا بباب النوبى فركب الخليفة لبسا للسواد‬
‫وعلى كث فه البردة وبيده سيف وعلى رأ سه اللواء وحوله زمرة من العبا سيين‬
‫والخدم بال سيوف الم سلولة فرأى الن هب قد و صل إلى باب الفردوس من داره‬
‫فر جع إلى ورائه وم ضى ن حو عم يد العراق فوجده قد ا ستأمن إلى قر يش فعاد‬
‫وصمعد المنظرة ‪ .‬وصماح رئيمس الرؤسماء ‪ :‬يما علم الديمن يعنمي قريشا أميمر‬
‫المؤمن ين ي ستدنيك ‪ ،‬فد نا م نه فقال له رئ يس الرؤ ساء ‪ :‬قد أنالك ال منزلة لم‬
‫ينل ها أمثالك وأم ير المؤمن ين ي ستذم م نه على نف سه وأهله وأ صحابه بذمام ال‬
‫تعالى وذمام رسوله صلى ال عليه وسلم وذمام العربية فقال ‪ :‬قد أذم ال تعالى‬
‫له قال ‪ :‬ولي ولممن معمه قال ‪ :‬نعمم وخلع قلنسموته فأعطاهما الخليفمة وأعطمى‬
‫مخ صرته رئ يس الرؤ ساء ذماما فنزل إل يه الخلي فة ورئ يس الرؤ ساء من الباب‬
‫المقابل لباب الحلبة وصارا معه ‪ ،‬فأرسل إليه الب ساسيري ‪ :‬أتخالف ما استقر‬
‫بيننما وتنقمض مما تعاهدنما عليمه ؟ فقال قريمش ‪ :‬ل ‪ ،‬وكانما قمد تعاهدا على‬
‫المشاركة في الذي يحصل لهما وأن ل يستبد أحدهما دون الخر بشيء فاتفقا‬
‫على أن ي سلم قريش رئيس الرؤساء إلى الب ساسيري لنه عدوه ويترك الخليفة‬
‫عنده فأرسمل قريمش رئيمس الرؤسماء إلى البسماسيري فلمما رآه قال ‪ :‬مرحبما‬
‫بمُهلِك الدول ومُخرب البلد ‪ ،‬فقال ‪ :‬الع فو ع ند المقدرة فقال الب ساسيري ‪ :‬ف قد‬
‫قدرت ف ما عفوت وأ نت صاحب طيل سان ورك بت الفعال الشني عة مع حر مي‬
‫وأطفالي فك يف أع فو أ نا وأ نا صاحب سيف ‪ .‬وأ ما الخلي فة فإ نه حمله قر يش‬
‫راكبا إلى معسمكره وعليمه السمواد والبردة وبيده السميف وعلى رأسمه اللواء‬
‫وأنزله في خيمة وأخذ أرسلن خاتون زوجة الخليفة وهي ابنة أخي السلطان‬
‫طغرل بك ف سلمها إلى أ بي عبدال بن جردة ليقوم بخدمت ها ونه بت دار الخل فة‬
‫وحريمها أياما وسلم قريش الخليفة إلى ابن عمه مهارش بن المجلي وهو رجل‬
‫فيه دين وله مروءة فحمله في هودج وسار به إلى حديثة عانة فتركه بها وسار‬
‫من كان مع الخليفة من خدمه وأصحابه إلى السلطان طغرلبك مستنفرين ‪ ،‬فلما‬
‫وصمل الخليفمة إِلى النبار شكما البرد فأنفمذ إلى مقدمهما يطلب منمه مما يلبسمه‬
‫فأرسممممممل له جبممممممة فيهمممممما قطممممممن ولحافا ‪.‬‬
‫وأ ما الب ساسيري فا نه ر كب يوم ع يد الن حر و عبر إلى الم صلى بالجا نب‬
‫الشرقمي وعلى رأسمه اللويمة المصمرية فأحسمن إِلى الناس وأجرى الجرايات‬
‫على المتفقهمممممممممممممممممممممممممممممممة ولم‬
‫يتعصمب لمذهمب ‪ ،‬وأفرد لوالدة الخليفمة القائم بأممر ال دارا وكانمت قمد‬
‫قاربمت تسمعين سمنة وأعطاهما جاريتيمن ممن جواريهما للخدممة وأجرى لهما‬
‫الجرايمة ‪ ،‬وأخرج محمود بمن الخرم إلى الكوفمة وسمقي الفرات أميرا ‪ .‬وأمما‬
‫رئيمس الرؤسماء فأخرجمه البسماسيري آخمر ذي الحجمة ممن محبسمه بالحريمم‬
‫الطاهري مقيدا وعل يه ج بة صوف وطرطور من ل بد أح مر و في رقب ته مخن قة‬
‫جلود بعير وهو يقرأ { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك‬
‫ممن تشاء }(‪ )1‬الية وبصق أهل الكرخ في وجهه عند اجتيازه بهم لنه كان‬
‫ش ّهرَ إلى حد النج مي وأع يد إلى مع سكر الب ساسيري و قد‬
‫يتع صب علي هم ‪ ،‬و ُ‬
‫ن صبت له خش بة وأنزل عن الج مل وأل بس جلد ثور وجعلت قرو نه على رأ سه‬
‫وجعمل فمي فكيمه كلبان ممن حديمد وصملب فبقمي يضطرب إلى آخمر النهار‬
‫ومات ‪ ،‬وكان مولده في شعبان سنة سبعين وثلثمائة ‪ ،‬وكانت شهادته عند ابن‬
‫ماكول سمنة أربمع عشرة وأربعمائة ‪ ،‬وكان حسمن التلوة للقران جيمد المعرفمة‬
‫بالن حو ‪ .‬وأ ما عم يد العراق فقتله الب ساسيري وكان ف يه شجا عة وله فتوة و هو‬
‫ممممممممممممخ الشيوخ ‪.‬‬
‫ممممممممممممى رباط شيم‬
‫الذي بنم‬
‫ولمما خطمب البسماسيري للمسمتنصر العلوي بالعراق أرسمل إليمه بمصمر‬
‫يعر فه ما ف عل ‪ ،‬وكان الوز ير هناك أ با الفرج ا بن أ خي أ بي القا سم المغر بي‬
‫وهو ممن هرب من البساسيري وفي نفسه ما فيها فوقع فيه وبرد فعله وخوف‬
‫عاقب ته فتر كت أجوب ته مدة ثم عادت بغ ير الذي أمله ورجاه و سار الب ساسيري‬
‫ممن بغداد إلى واسمط والبصمرة فملكهمما ‪ ،‬وأراد قصمد الهواز فانفمذ صماحبها‬
‫هزار سب بن بنك ير إلى دب يس بن مز يد يطلب م نه أن ي صلح ال مر علق مال‬
‫يحمله إليه فلم يجب الب ساسيري إلى ذلك ‪ ،‬وقال ‪ :‬ل بد من الخطبة للمستنصر‬
‫والسمكة باسممه ‪ ،‬فلم يفعمل هزارسمب ذلك ورأى البسماسيري أن طغرلبمك يمدّ‬
‫هزارسب بالعساكر فصالحه وأصد إلى واسط في مستهل شعبان من سنة إحدى‬
‫وخم سين وفار قه صدقة بن من صور بن الح سين ال سدي ول حق بهزار سب ‪،‬‬
‫وكان قد ولي ب عد أب يه على ما نذكره وأ ما أحوال ال سلطان طغرل بك وإبراه يم‬
‫ينال فإن ال سلطان كان في قلة من العسكر كما ذكرناه وكان إبراه يم قد اجتمع‬
‫معمه كثيمر ممن التراك وحلف لهمم أنمه ل يصمالح أخاه طغرلبمك ول يكلفهمم‬
‫المسير إلى العراق وكانوا يكرهونه لطول مقامهم وكثرة إخراجاتهم فلم يقو به‬
‫ممه‬
‫مما أخيم‬
‫ممد ابنم‬
‫ممد وأحمم‬
‫ممم محمم‬
‫ممى إلى إبراهيم‬
‫ممك وأتم‬
‫طغرلبم‬
‫‪. 26‬‬ ‫مممورة آل عمران‬
‫‪ ) 1‬سم‬ ‫(‬
‫أرتاش فمي خلق كثيمر فازداد بهمم قوة وازداد طغرلبمك ضعفا فانزاح ممن‬
‫بين يديه إلى الري وكاتب ألب أرسلن وياقوتي وقاورت بك أولد أخيه داود ‪،‬‬
‫وكان داود قد مات على ما نذكره سنة إحدى وخمسين إن شاء ال تعالى وملك‬
‫خراسان بعده ابنه ألب ارسلن ‪ ،‬فأرسل إليهم طغرلبك يستدعيهم إليه فجاؤوا‬
‫بالعساكر الكثيرة فلقي إبراهيم بالقرب من الري فانهزم إبراهيم ومن معه وأخذ‬
‫أ سيرا هو مح مد وأح مد ولدا أخ يه فأ مر به فخ نق بو تر قو سه تا سع جمادى‬
‫الخرة سنة إحدى وخمسين وقتل ولدا أخيه معه ‪ ،‬وكان إبراهيم قد خرج على‬
‫طغرلبك مرارا فعفا عنه وإنما قتله في هذه الدفعة لنه علم أن جميع ما جرى‬
‫على الخلي فة كان ب سببه ‪ ،‬فلهذا لم ي عف ع نه ول ما ق تل إبراه يم أر سل طغرل بك‬
‫إِلى هزارسمب بالهواز يعرفمه ذلك وعنده عميمد الملك الكندري فسمار إِلى‬
‫السممممملطان فجهمممممز هزارسمممممب تجهيمممممز مثله ‪.‬‬
‫ذكر عود الخليفة إلى بغداد‬
‫لما فرغ السلطان من أمر أخيه ابراهيم ينال عاد يطلب العراق ليس له هم‬
‫إل إعادة القائم بأممر ال إلى داره فأرسمل إلى البسماسيري وقريمش فمي إعادة‬
‫الخليفة إلى داره على أن ل يدخل طغرلبك العراق ويقنع بالخطبة والسكة ‪ ،‬فلم‬
‫يجمب البسماسيري إلى ذلك فرحمل طغرلبمك إلى العراق فوصملت مقدمتمه إلى‬
‫ق صر شير ين فو صل ال خبر إلى بغداد فانحدر حرم الب ساسيري وأولده ور حل‬
‫أ هل الكرخ بن سائهم وأولد هم في دجلة وعلى الظ هر ون هب ب نو شيبان الناس‬
‫وقتلوا كثيرا منهمم ‪ .‬وكان دخول البسماسيري وأولده بغداد سمادس ذي القعدة‬
‫سنة خم سين وخرجوا من ها سادس ذي القعدة سنة إحدى وخم سين ‪ ،‬وثار أ هل‬
‫تاب البصمرة إلى الكرخ فنهبوه وأحرقوا درب الزعفران وهمو ممن أحسمن‬
‫الدروب وأعمر ها ‪ ،‬ووصمل طغرلبمك إلى بغداد وكان قد أرسمل من الطريمق‬
‫المام أ با ب كر أح مد بن مح مد بن أيوب المعروف با بن فورك إلى قر يش بن‬
‫بدران يشكره على فعله بالخليفة وحفظه على صيانته ابنة أخيه امرأة الخليفة ‪،‬‬
‫ويعرفه أنه قد أرسل أبا بكر بن فورك للقيام بخدمة الخليفة لحضاره لحضار‬
‫أرسملن خاتون ابنمة أخيمه امرأة الخليفمة ‪ ،‬ولمما سممع قريمش بقصمد طغرلبمك‬
‫العراق أر سل إِلى مهارش يقول له ‪ :‬أودع نا الخلي فة عندك ث قة بأمان تك ل َينْكَف‬
‫بلء ال غز ع نا والن ف قد عادوا و هم عازمون على ق صدك فار حل أ نت وأهلك‬
‫إلى البرية فانهم إذا علموا أنّ الخليفة عندنا في البرية لم يقصدوا العراق وتحكم‬
‫عليهمم بمما تريمد ‪ .‬فقال مهارش ‪ :‬كان بينمي وبيمن البسماسيري عهود‬
‫ومواثيمق نقض ها وإن الخلي فة قمد اسمتحلفني بعهود ومواثيمق ل مخلص منهما ‪.‬‬
‫وسمار مهارش وسمه الخليفمة حادي عشمر ذي القعدة سمنة إحدى وخمسمين‬
‫وأربعمائة إلى العراق وجعل طريقهمما على بلد بدر بمن مهلهمل ليأمنما ممن‬
‫يقصدهما ووصل ابن فورك إلى حلة بدر بن مهلهل وطلب منه أن يوصله إلى‬
‫مهارش فجاء انسمان سموادي إلى بدر وأخمبره أنمه رأى الخليفمة ومهارشما بتمل‬
‫عُكمبرا فسمر بذلك بدر ‪ ،‬ورحمل ومعمه ابمن فورك وخدماه وحممل له بدر شيئا‬
‫كثيرا وأوصل إليه ابن فورك رسالة طغرلبك وهدايا كثيرة أرسلها معه ‪ ،‬ولما‬
‫سممع طغرلبمك بوصمول الخليفمة إلى بلد بدر أرسمل وزيره الكندي والمراء‬
‫والحجاب وأصحبهم الخيام العظي مة وال سرادقات والت حف من الخ يل بالمراكب‬
‫الذ هب وغ ير ذلك ‪ ،‬فو صلوا إلى الخلي فة وخدموه ورحلوا وو صل الخلي فة إلى‬
‫النهروان فمي الرابمع والعشريمن ممن ذي القعدة وخرج السملطان إلى خدمتمه ‪،‬‬
‫فاجتممع به وق بل الرض ب ين يد يه وهنأه بال سلمة وأظهمر الفرح بسملسته ‪،‬‬
‫واعتذر من تأخره بع صيان إبراه يم وا نه قتله عقو بة ل ما جرى م نه من الو هن‬
‫على الدولة العبا سية ‪ ،‬وبوفاة أخ يه داود بخرا سان ‪ ،‬وأ نه اض طر إلى التر يث‬
‫ح تى ير تب أولده بعده في الممل كة وقال ‪ :‬أ نا أم ضي خلف هذا الكلب يع ني‬
‫البساسيري واقصد الشام وأفعل في حق صاحب مصر ما أجازي به فعله وقلده‬
‫الخليفة بيده سيفا ‪ ،‬وقال ‪ :‬لم يبق مع أمير المؤمنين من داره سواه وقد تبرك‬
‫به أمير المؤمنين فكشف غشاء الخركاه حتى رآه المراء فخدموا وانصرفوا ‪،‬‬
‫ولم يبمق ببغداد ممن أعيانهما ممن يسمتقبل الخليفمة غيمر القاضمي أبمي عبدال‬
‫الدامغا ني وثل ثة ن فر من الشهود وتقدم ال سلطان في الم سيرة و صل إلى بغداد‬
‫وجلس في باب النو بى مكان الحا جب ‪ ،‬وو صل الخلي فة فقام طغرل بك وأ خد‬
‫بلجام بغل ته ح تى صار على باب حجر ته ‪ ،‬وكان و صوله يوم الثن ين لخ مس‬
‫بق ين من ذي القعدة سنة إحدى وخم سين و عبر ال سلطان إلى مع سكره وكا نت‬
‫السمنة مجدبمة ولم يمر الناس فيهما مطمر فجاء تلك الليلة وهنمأ الشعراء الخليفمة‬
‫والسملطان بهذا الممر ودام البرد بعمد قدوم الخليفمة نيفا وثلثيمن يوما ومات‬
‫بالجوع والعقوبمة عدد ل يحصمى ‪ ،‬وكان أبمو علي بمن شبمل مممن هرب ممن‬
‫طائفمممة ممممن الغزٌ فوقمممع بمممه غيرهمممم فأخذا ماله فقال ‪:‬‬
‫‪#‬خرجنا من قضا ِء اللّه خوفا فكان فرارنمممما منممممه إليممممه‬
‫مصممائبه عليممه مممن يديممه‬ ‫‪#‬وأشقى الناس ذو عزمٍ توالتْ‬
‫مَ‬
‫مه عليهم‬
‫مُ راحمم‬
‫مو قلبم‬
‫ويقسم‬ ‫‪#‬تضيق عليه طرقُ العذر منها‬
‫ذكر قتل البساسيري‬
‫أنفمذ السملطان بعمد اسمتقرار الخليفمة فمي داره جيشا عليهمم خمارتكيمن‬
‫الطغرائي في ألفي فارس نحو الكوفة فأضاف ‪-‬إليهم سرايا بن منيع الخفاجي ‪،‬‬
‫وكان قمد قال للسملطان أرسمل معمي هذه العدة حمق أمضمي إلى الكوفمة وأمنمع‬
‫البساسيري من الصعاد إلى الشام وسار السلطان طغرلبك في أثرهم فلم يشعر‬
‫دبيس بن مزيد والبساسيري إل والسرية قد وصلت إليهم ثامن ذي الحجة من‬
‫طريق الكوفة بعد أن نهبوها وأخذ نور الدولة دبيس رحله جميعه وأحدره إلى‬
‫البطي حة ‪ ،‬وج عل أ صحاب نور الدولة دب يس يرحلون بأهلي هم فيتبع هم التراك‬
‫فتقدم نور الدولة ليرد العرب إلى القتال فلم يرجعوا فممض ووقمف البسماسيري‬
‫في جماع ته وح مل عل يه الج يش فأ سر من أ صحابه أ بو الف تح بن ورام وأ سر‬
‫منصور وبدران وحماد بنو نور الدولة دبيس وضرب فرس البساسيري بنشابة‬
‫وأراد قطع تجفافه (ا) لتسهل عليه النجاة فلم ينقطَع وسقط عن الفرس ووقع في‬
‫وجهمه ضربمة ودل عليمه بعمض الجرحمى فأخذه كمشتكيمن دواتمي عميمد الملك‬
‫الكندري وقتله وحمل رأسه إلى السلطان ودخل الجند في الظعن فساقوه جميعه‬
‫وأخذت أموال أهل بغداد وأموال البساسيري مع نسائه وأولده وهلك من الناس‬
‫الخلق العظيمم وأ مر ال سلطان بحممل رأس الب ساسيري إلى دار الخل فة فح مل‬
‫إلي ها فو صل منت صف ذي الح جة سنة إحدى وخم سين ‪ ،‬فن ظف وغ سل وج عل‬
‫على قناة وط يف به و صلب قبالة باب النو بى ‪ ،‬وكان في أ سرى الب ساسيري‬
‫جما عة من الن ساء المتعلقات بدار الخل فة فأخذن وأكر من وحملن إلى بغداد ‪.‬‬
‫ومضى نور الدولة دبيس إلى البطيحة ومعه زعيم الملك أبو الحسن عبد‬
‫الرحيمم ‪،‬وكان ممن حمق هذه الحوادث المتأخرة أن تذكمر سمنة إحدى وخمسمين‬
‫وإنمما ذكرناهما ههنما لنهما كالحادثمة الواحدة ليتلو بعضهما بعضهما ‪ ،‬وكان‬
‫البسماسيري مملوكا تركيا ممن مماليمك بهاء الدولة بمن عضمد الدولة تقلبمت بمه‬
‫المور ح تى بلغ هذا المقام المشهور وا سمه ار سلن وكني ته أ بو الحرث و هو‬
‫منسممموب إِلى بَسمممَا مدينمممة بفارس والعرب تجعمممل عوض الباء‬
‫(‪ ) 1‬التجفاف ‪ :‬آلة حربية معن حديد أو غيره يلبسها الفرس أو النسان ‪.‬‬
‫فاء فتقول فَسمَا والنسمبة إليهما فسماوي ومنهما أبمو علي الفارسمي النحوي‬
‫وكان سيد هذا المملوك أولً من ب سا فق يل الب ساسيري لذلك وج عل العرب الباء‬
‫فاء فقيمممممممممممممممل فسممممممممممممممماسيري‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫في هذه السنة أقر السلطان طغرلبك مملن بن وهسوذان بن مملن على‬
‫وليمة أبيمه بأذربيجان ‪ .‬وفيهما مات شهاب الدولة أبمو الفوارس منصمور بمن‬
‫الحسين ال سدي صاحب الجزيرة ع ند خوزستان واجتم عت عشيرته على ولده‬
‫صمممممممممممممممممممممممممممممممممممدقة ‪.‬‬
‫وفيها توفي الملك الرحيم آخر ملوك بني بويه بقلعة الري وكان طغرلبك‬
‫مي بهمما ‪.‬‬
‫مة السمميروان ثممم نقله إلى قلعممة الري فتوفم‬
‫سممجنه أولًا بقلعم‬
‫وفي ها عصى أ بو علي بن أبي ال جبر بالبطائح وكان متقدم ب عض نواحي ها‬
‫فأر سل إل يه طغرل بك جيشا مع عم يد العراق أ بي ن صر فهزم هم أ بو علي ‪.‬‬
‫وفيهما يوم النوروز أرسمل السملطان ممع وزيره عميمد الملك إلى الخليفمة‬
‫عشرة آلف دينار سمموى ممما أضيممف إليهمما مممن العلق النفيسممة ‪.‬‬
‫وفي ها في صفر تو في أ بو الف تح بن شي طا القاري الشا هد وكا نت شهاد ته‬
‫سممممممممنة خمممممممممس وأربعيممممممممن وأربعمائة ‪.‬‬
‫وفي ها فمي شهمر ربيمع الول توفمي القاضمي أبمو الطيمب الطمبري الفقيمه‬
‫الشافعمي وله مائة سمنة وسمنتان وكان صمحيح السممع والبصمر سمليم العضاء‬
‫يناظر ويفتي ويستدرك على الفقهاء وحضر عميد الملك جنازته ودفن عند قبر‬
‫أح مد وله ش عر ح سن و في سلخه تو في قا ضي القضاة أ بو الح سين علي بن‬
‫محمد بن حبيب الماوردي الفقيه الشافعي وكان إماما وله تصانيف كثيرة منها‬
‫الحاوي وغيره مممن علوم كثيرة وكان سممره سممتا وثمانيممن سممنة ‪.‬‬
‫وفمي آخمر هذه السمنة توفمي أبمو عبدال الحسمين بمن علي الرفما الضريمر‬
‫الفرضمممممي وكان إِماما فقيها على مذهمممممب الشافعمممممي ‪.‬‬
‫وفيهما فمي شوال كانمت زلزلة عظيممة بالعراق والموصمل ووصملت إِلى‬
‫همذان ولب ثت ساعة فخر بت كثيرا من الدور وهلك في ها ال جم الغف ير ‪ .‬وفي ها‬
‫توفي أبو محمد عبدال بن علي بن عياض المعروف بابن أبي عقيل وكان قد‬
‫سمع الكثير من الحديث ورواه وتوفي أيضا القاضي أبو الحسن علي بن هندي‬
‫قاضمممممممي حممممممممص وكان وافمممممممر العلم والدب ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة إحدى وخمسين وأربعمائة‬

‫ذكر وفاة فرخ زاد صاحب غزنة وملك أخيه إبراهيم‬


‫في هذه ال سنة في صفر تو في الملك فرخ زاد بن م سعود بن محمود بن‬
‫سبكتكين صاحب غز نة وكان قد ثار به ممال كه سنة خم سين واتفقوا على قتله‬
‫فقصدوه وهو في الحمام وكان معه سيف فأخذه وقاتلهم ومنعهم عن نفسه حتى‬
‫أدر كه أ صحابه وخل صوه وقتلوا أولئك الغلمان ‪ ،‬و صار ب عد أن ن جا من هذه‬
‫الحاد ثة يك ثر ذ كر الموت ويحت قر الدن يا ويزدري ها وب قي كذلك إلى هذه ال سنة‬
‫فأصابه قولج فمات منه وملك بعده أخوه إبراهيم بن مسعود بن محمود فاحسن‬
‫ال سيرة فا ستعد لجهاد اله ند فف تح ح صونا امتن عت على أب يه وجده وكان ي صوم‬
‫رجبا وشعبان ورمضان ‪.‬‬
‫ذكر الصلح بين الملك ابراهيم وجغري بك داود‬
‫في هذه السنة استقر الصلح بين الملك إبراهيم بن مسعود بن محمود بن‬
‫سبكتكين وبين داود بن ميكائيل بن سلجوق صاحب خراسان على أن يكون كل‬
‫وا حد منه ما على ما بيده ويترك مناز عة ال خر في مل كه وكان سبب ذلك ان‬
‫العقلء من الجانبين نظروا فرأوا أن كل واحد من الملكين ل يقدر على أخذ ما‬
‫بيد الخر وليس يحصل غير انفاق الموال وإتعاب العساكر ونهب البلد وقتل‬
‫النفوس ف سعوا في ال صلح فو قع التفاق واليم ين وكت بت الن سخ بذلك فا ستبشر‬
‫الناس وسممممرهم لممممما أشرفوا عليممممه مممممن العافيممممة ‪.‬‬
‫ذكر وفاة داود وملك ابنه ألب أرسلن‬
‫في هذه السنة في رجب توفي جغري بك داود بن ميكائيل بن سلجوق أخو‬
‫السلطان طغرلبك وقيل كان موته في صفر سنة اثنتين وخمسين وعمره نحو‬
‫سبعين سنة ‪ .‬وكان صاحب خراسان وهو مقابل آل سبكتكين ومقاتلهم ومانعهم‬
‫عممممممممممن خراسممممممممممان ‪ ،‬فلممممممممممما‬
‫توفي ملك بعده خراسان ابنه السلطان ألب أرسلن وخلف داود عدة أولد‬
‫ذكور من هم ال سلطان ألب أر سلن وياقو تي و سليمان وقاروت بك ‪ ،‬فتزوج أم‬
‫سليمان السلطان طغرلبك بعد أخيه داود ووصى له بالملك بعده وكان من أمره‬
‫ما نذكره ‪ .‬وكان خيّرا عادلًا حسن السيرة معترفا بنعمة ال تعالى عليه شاكرا‬
‫عليهما ‪ ،‬فممن ذلك أنمه أرسمل إلى أخيمه بمن طغرلبمك ممع عبمد الصممد قاضمي‬
‫سرخس يقول له ‪ :‬بلغني إخرابك البلد التي فتحتها وملكتها وجلء أهلها عنها‬
‫وهذا ما ل خفاء به في مخالفة أمر ال تعالى في عباده وبلد ‪ ،‬وأنت تعلم ما‬
‫ف يه من سوء ال سمعة وإيحاش الرع ية و قد عل مت أن نا لقي نا أعداء نا ون حن في‬
‫ثلثين رِجلًا وهم في ثلثمائة فغلبناهم ‪ ،‬وكنا في ثلثمائة وهم في ثلثة آلف‬
‫فغلبناهم وكنا في ثلثة آلف وهم في ثلثين ألفا فدفعناهم ‪ ،‬وقاتلنا بالمس شاه‬
‫ملك وهو في أعداد كثيرة متوافرة فقهرناه وأخذنا مملكته بخوارزم وهرب من‬
‫بيمن أيدينما إلى خمسممائة فرسمخ ممن موضعمه فظفرنما بمه وأسمرناه وقتلناه ‪،‬‬
‫وا ستولينا على ممالك خرا سان وطبر ستان و سجستان و صرنا ملوكا متبوع ين‬
‫ب عد أن ك نا أ صاغر تابع ين و ما تقت ضي ن عم ال علي نا أن نقابل ها هذه المقابلة ‪.‬‬
‫فقال طغرلبمك ‪ :‬قل له في الجواب يما أخمي أ نت مل كت خراسمان وهمي بلد‬
‫عامرة فخربتهما ووجمب عليمك ممع اسمتقرار قدممك عمارتهما وأنما وردت بلدا‬
‫خرب ها من تقدم ني واجتاح ها من كان قبلي ف ما أتم كن من عمارت ها والعداء‬
‫محيطة بها والضرورة تقود إلى طرقها بالعساكر ول يمكن دفع مضرتها عنها‬
‫وله مناقممممممب كثيرة تركناهمممممما خوف التطويممممممل ‪.‬‬
‫ذكر حريق بغداد‬
‫في هذه ال سنة احتر قت بغداد الكرخ وغيره وب ين ال سورين واحتر قت ف يه‬
‫خزانة الكتب التي وقفها أردشير الوزير ونهبت بعض كتبها وجاء عميد الملك‬
‫الكندري فاختار من الك تب خَيرَ ها وكان ب ها عشرة آلف مجلد وأربعمائة من‬
‫أصمناف العلوم منهما مائة مصمحف بخطوط بنمي مقلة وجمان العاممة قمد نهبوا‬
‫بعضها لما وقع الحريق فأزالهم عميد الملك وقعد يختارها فنسب ذلك إلى سوء‬
‫سميرته وفسماد اختياره وشتان بيمن فعله وفعمل نظام الملك الذي عممر المدارس‬
‫ودون العلم فممي بلد السمملم جميعهمما ووقممف الكتممب وغيرهمما‪.‬‬
‫ذكر انحدار السلطان إلى واسط وما فعل العسكر وإصلح دبيس‬
‫في هذه ال سنة انحدر ال سلطان طغرل بك إلى وا سط ب عد فرا غه من أ مر‬
‫بغداد فرآها قد نهبت وحضر عنده هزارسب بن بنكير وأصلح معه حال دبيس‬
‫بمن مزيمد وأحضره معمه إلى خدممة السملطان وأصمعد فمي صمحبته إلى بغداد‬
‫وكذلك صمدقة بمن منصمور بمن الحسمين وضممن واسمطا أبمو علي بمن فضلن‬
‫بمائ تي ألف دينار وض من الب صرة ال غر أ بو سعد سأبور بن المظ فر ‪ ،‬و عبر‬
‫ال سلطان إلى الجا نب الشر قي من دجلة و سار إلى قرب البطائح فن هب الع سكر‬
‫ما ب ين وا سط والب صرة والهواز ‪ ،‬وأ صعد ال سلطان إلى بغداد في صفر سنة‬
‫اثنتيمن وخمسمين ومعمه أبمو الفتمح بمن ورام وهزارسمب بمن بنكيمر بمن عياض‬
‫ودب يس بن مز يد وأ بو علف بن الملك أ بي كاليجار و صدقة بن من صور بن‬
‫الحسمين وغيرهمم واجتممع السملطان بالخليفمة وأممر الخليفمة بعممل طعام كثيمر‬
‫حضره السلطان والمراء وأصحابهم وعمل السلطان أيضا سماطا أحضر فيه‬
‫الجما عة وخلع علي هم و سار إلى بلد الج بل في ش هر رب يع الول سنة اثنت ين‬
‫وخمسمين وجعمل ببغداد شحنمة الميمر برسمق وضمنهما أبمو الفتمح المظفمر بمن‬
‫الحسممممممين ثلث سممممممنين بأربممممممع مائة ألف دينار ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫في هذه السنة عزل أبو الحسين بن المهتدي من الخطابة بجامع المنصور‬
‫لنه خطب للعلوي ببغداد في الفتنة وأقيم مقامه بها الشرف أبو علي الحسن بن‬
‫ممممممممممممن المهتدي بال ‪.‬‬
‫ممممممممممممد الودود بم‬
‫عبم‬
‫وفي ها تو في علي بن محمود بن إبراه يم الزوز ني أ بو الح سن صحب أ با‬
‫الح سن الح صري وروى عن أ بي ع بد الرح من ال سلمي و هو الذي ن سب إل يه‬
‫رباط الزوزنمممممي المقابمممممل لجاممممممع المنصمممممور ‪.‬‬
‫وفيها في جمادى الولى توفي محمد بن علي بن الفتح بن محمد بن علف‬
‫أبمو طالب العشاري ومولده فمي المحرم سمنة سمت وسمتين وثلثمائة وسممع‬
‫الدارقطنممممممممممممممممممممممممممممممي وغيره ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة‬

‫ذكر عود ولي العهد إلى بغداد مع أبي الغنائم بن المحلبان‬


‫في جمادى الخرة ورد عدة الدين أبو القاسم المقتدي بأمر ال ولي العهد‬
‫وم عه جد ته أم الخلي فة وخرج الناس ل ستقباله وجلس في الزبزب وعلى رأ سه‬
‫أبمو الغنائم بمن المحلبان وقدم له بباب الغربمة فرس فحمله ابمن المحلبان على‬
‫كت فه وأرك به و سلمه إلى مجلس الخلي فة فشكره وخرج ا بن المحلبان فر كب في‬
‫الزبزب وانحدر إلى دار أفردت له بباب المرا تب ‪ ،‬ود خل إلى الخلي فة واجت مع‬
‫به ‪ .‬وكان سبب مسير ولي العهد مع ابن المحلبان أنه دخل داره فوجد زوجة‬
‫رئ يس الرؤ ساء وأولده ب ها و هم مطلوبون من الب ساسيري فعرفوه أن رئ يس‬
‫الرؤ ساء أمر هم بق صده فأدخل هم إلى أهله وأقام ل هم من حمل هم إلى ميافارق ين‬
‫فساروا مع قرواش لما أصد من بغداد ‪ ،‬ولم يعلم بهم ثم لقيه أبو الفضل محمد‬
‫بن عا مر الوك يل وعر فه ما عل يه ولي الع هد و من م عه من إيثار الخروج من‬
‫بغداد وما هم عليه من تناقص الحال فبعث ابن المحلبان زوجته فاتته بهم سرا‬
‫فترك هم عنده ثمان ية أش هر وكان يح ضر ا بن الب ساسيري وأ صحابه ويع مل ل هم‬
‫الدعوات وولي العهد ومن معه مستترون عنده يسمعون ما يقول أولئك فيهم ‪،‬‬
‫ثم اكترى ل هم و سار هو في صحبتهم إلى قر يب سنجار ثم حملوا إلى حران‬
‫وسار مع صاحبها أبي الزمام منيع بن وثاب النميري حين قصد الرحبة وفتح‬
‫قرقيسمميا وعقممد لعدة الديممن على بنممت منيممع وانحدروا إلى بغداد‪.‬‬
‫ذكر ملك محمود بن شبل الدولة حلب‬
‫في هذه السنة في جمادى الخرة حصر محمود بن شبل الدولة بن صالح‬
‫بن مرداس الكلبي مدينة حلب وضيق عليها واجتمع مع جمع كثير من العرب‬
‫فأقام عليهمممممممممممممممممممممممممممممممممما‬
‫فلم يت سهل له فتح ها فر حل عن ها ثم عاود ها فح صرها فملك المدًي نة عنوة‬
‫في جمادى الخرة بعد أن حصرها ‪ ،‬وامتنعت القلعة عليه وأرسل من بها إلى‬
‫المستنصر بال صاحب مصر ودمشق يستنجدونه فأمر ناصر الدولة أبا محمد‬
‫الح سين بن الح سن بن حمدان الم ير بدم شق أن ي سير ب من عنده من الع ساكر‬
‫إلى حلب يمنعها من محمود فسار إلى حلب فلما سمع محمود بقربه منه خرج‬
‫من حلب ودخلها عسكر ناصر الدولة فنهبوها ثم إن الحرب وقعت بين محمود‬
‫وناصمر الدولة بظاهمر حلب واشتمد القتال بينهمم فانهزم ناصمر الدولة وعاد‬
‫مقهورا إلى مصمر وملك محمود حلب وقتمل عممه معمز الدولة واسمتقام أمره‬
‫بهممما ‪ ،‬وهذه الوقعمممة تعرف بوقعمممة الفنيدق وهمممي مشهورة ‪.‬‬
‫ذكر عدّة حوادث‬
‫فمي هذه السمنة خلع السملطان طغرلبمك على محمود بمن الخرم الخفاجمي‬
‫وردت إليمه إِمارة بنمي خفاجمة ووليمة الكوفمة وسمقي الفرات وضممن خواص‬
‫ال سلطان هناك بأرب عة آلف دينار كل سنة و صرف عن ها ر جب بن من يع ‪.‬‬
‫وفي ها تو في أ بو مح مد الن سوي صاحب الشر طة ببغداد و قد جاوز ثمان ين‬
‫ممممممممممممممممممممممممممممممممممممنة ‪.‬‬
‫سم‬
‫وفيهما سمد بنمو ورام بثمق الهرواتات وشرع العميمد أبمو الفتمح فمي عمارة‬
‫بثوق الكرخ ‪ .‬وفيهما فمي ذي القعدة توفيمت خاتون زوجمة السملطان طغرلبمك‬
‫بزنجان فو جد علي ها وجدا شديدا وح مل تابوت ها إلى الري فدف نت ب ها ‪ .‬وفي ها‬
‫ثالث جمادى الخرة انقمض كوكمب عظيمم القدر عنمد طلوع الفجمر ممن ناحيمة‬
‫المغرب إلى ناحيمة المشرق فطال لبثمه ‪ .‬وفيهما جممع عطيمة بمن صمالح بمن‬
‫مرداس جمعا وحصر الرحبة وضيق على أهلها فملكها في صفر من هذه السنة‬
‫‪.‬‬
‫وفي ها توف يت والدة الخلي فة القائم بأ مر ال وا سمها ق طر الندى ‪ ،‬وق يل بدر‬
‫الدجى وقيل علم وير جارية أرمينية ‪ .‬وفيها توفي محمد بن الحسين بن محمد‬
‫بمن الحسمن أبمو علي المعروف بالجازري النهروانمي وكان مكثرا ممن الروايمة‬
‫( الجازري بالجيم وبعد اللف زاي ثم راء أوفيها توفي بأي أبو منصور الفقيه‬
‫الجبلي بالباء الموحدة وب عد اللف ياء تحت ها نقطتان ومح مد بن عب يد بن أح مد‬
‫بممن محمممد أبممو عمرو بممن أبممي الفضممل الفقيممه المالكممي ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة ثلث وخمسين وأربعمائة‬

‫ذكر وزارة ابن دارست للخليفة‬


‫ل ما عاد الخلي فة إلى بغداد ا ستخدم أ با تراب الثيري في النهاء وحضور‬
‫الموا كب ولق به حا جب الحجاب وكان قد خد مه بالحدي ثة وقرب م نه فخا طب‬
‫الشيمخ أبمو منصمور بمن يوسمف فمي وزارة أبمي الفتمح منصمور بمن أحممد بمن‬
‫دار ست وقال إ نه يخدم بغ ير إقطاع ويح مل مال فأج يب إلى ذلك فاح ضر من‬
‫الهواز إلى بغداد وخلع عل يه خل عة الوزارة منت صف رب يع ال خر وجلس في‬
‫من صبه ومد حه الشعراء فم من مد حه وهنأه أ بو الح سن الخباز بق صيدهَ من ها ‪:‬‬
‫‪#‬أمن الملك بالمين أبي الفتح وصمممدّت عمممن صمممفوه القذاء‬
‫الرأي فيهمممممما لدولة غراء‬ ‫‪#‬دولة أصبحت وأنت ولي‬
‫وهممممممممممممممممممممممممممممممي طويلة ‪.‬‬
‫وكان ابممن دارسممت فممي أول أمره تاجرا للملك أبممي كاليجار ‪.‬‬
‫ذكر موت المعز بن باديس وولية ابنه تميم‬
‫في هذه ال سنة تو في الم عز بن باد يس صاحب إفريق ية من مرض أ صابه‬
‫و هو ض عف الك بد وكا نت مدة مل كه سبعا وأربع ين سنة وكان عمره ل ما ملك‬
‫إحدى عشرة سمنة وقيمل ثمان سمنين وسمتة أشهمر ‪ ،‬وكان رقيمق القلب خاشعا‬
‫متجنبا لسمفك الدماء إل فمي حدّ ‪ ،‬حليما يتجاوز عمن الذنوب العظام حسمن‬
‫ال صحبة مع عبيده وأ صحابه مكرما ل هل العلم كث ير العطاء ل هم كريما و هب‬
‫مرة مائة ألف دينار للمسممتنصر الزناتممي وكان عنده وقممد جاءه هذا المال‬
‫فاستكثره فأمر به فأفرغ بين يديه ثم وهبه له فقيل له ‪ :‬لم أمرت بإخراجه من‬
‫أوعيته ؟ قال ‪ :‬لئل يقال لو رآه ما سمحت نفسه به ‪ .‬وكان له شعر حسنَ ولما‬
‫مات رثاه‬
‫مممق فقال ‪:‬‬
‫مممن رشيم‬
‫مممن بم‬
‫مممو الحسم‬
‫مممم أبم‬
‫الشعراء فمنهم‬
‫ع ّز مملكمممة يبقمممى ول ملك‬
‫ل ِ‬ ‫‪#‬لكلّ حي وإن طالَ المدى هلك‬
‫‪#‬ولى المعزّ على أعقابه فرما أو كادَ ينهدّ ممممممن أركانمممممه الفلك‬
‫‪#‬مضى فقيدا وأبقى في خزائنه هامممَ الملوكممِ وممما أدراكممَ ممما ملكوا‬
‫مي الرض وانهمكوا‬
‫من بغوا فم‬
‫ملهُ قدرٌ على الذيم‬
‫ماما سم‬
‫ما كان مَ إلّا حسم‬
‫‪#‬مم‬
‫خضممر البحارِ إذا قيسممتْ بممه برك‬ ‫‪#‬كأنه لم يخضْ للموت بحرَ وغى‬
‫قمد أرعيمت باسممه إبريزهما السمكك‬ ‫‪#‬ولم َيجُد بقناطي َر مقنطرةٍ‬
‫م الشممس قمد قبضما فانظمر بأي ضياءٍ يصمع ُد الفلك‬
‫م المعمز وروح ُ‬
‫‪#‬روح ُ‬
‫ولما توفي ملك بعده ابنه تميم وكان مولد تميم بالمنصورية التي هي مقره‬
‫منت صف ر جب سنة اثنت ين وعشر ين وأربعمائة ووله المهد ية في صفر سنة‬
‫خ مس وأربع ين فأقام ب ها إلى أن وافاه أبوه الم عز ل ما انتزح عن القيروان من‬
‫العرب وقام بخدمة أبيه وأظهر من طاعته ويره ما بان به كذب ما كان ينسب‬
‫إليه ‪ ،‬ولما استبدّ بالملك بعد أبيه سلك طريقه في حسن السيرة ومحبة أهل العلم‬
‫‪ ،‬إل أ نه كان أ صحاب البلد قد طمعوا ب سبب العرب وزالت الهي بة والطا عة‬
‫عنهم في أيام المعز ‪ ،‬فلما مات ازداد طمعهم وأظهر كثير منهم الخلف فممن‬
‫أظ هر الخلف القائد ح مو بن مل يك صاحب سفاقس وا ستعان بالعرب وق صد‬
‫المهدية ليحاصرها فخرج إليه تميم وصافه فاقتتلوا فانهزم حمو وأصحابه وكثر‬
‫الق تل في هم وم ضى ح مو ون جا بنف سه ‪ ،‬وتفرّ قت خيله ورجاله وكان ذلك سنة‬
‫خمس وخمسين وسار تميم إلى سوسة وكان أهلها قد خالفوا أباه المعز وعصوا‬
‫عليمممممه فملكهممممما وعفممممما عمممممن أهلهممممما ‪.‬‬
‫ذكر وفاة قريش صاحب الموصل وإمارة ابنه شرف الدولة‬
‫في هذه ال سنة تو في قر يش بن بدران صاحب المو صل ون صيبين أ صابه‬
‫خروج الدم من فيه وأنفه وعينينه وأذنيه فحمله ابنه شرف الدولة إلى نصيبين‬
‫حتى حفظ خزانته بها وتوفي هناك وسمع فخر الدولة أبو نصرِ محمد بن محمد‬
‫بن جه ير حاله ف سار من دارا إلى ن صيبين وج مع ب ني عق يل على أن يؤمروا‬
‫ابنمه أبما المكارم مسملم بمن قريمش عليهمم وكان القائم بأمره جابر بمن ناشمب‬
‫فزوجمه فخمر الدولة بأخمت مسملم وزوج مسملما بابنمة نصمر بمن منصمور ‪.‬‬
‫ذكر وفاء نصر الدولة بن مروان‬
‫في هذه ال سنة تو في ن صر الدولة أح مد بن مروان الكردي صاحب ديار‬
‫بكر ولقبه القادر بال نصر الدولة وكان عمره نيفا وثمانين سنة وإمارته اثنتين‬
‫وخمسين سنة واستولى على المور ببلده استيلءً تاما وعمر الثغور وضبطها‬
‫وتنغم تنعما لم يسمع بمثله عن أحد من أهل زمانه وملك من الجواري المغنيات‬
‫م ما اشترى بعض هن بخم سة آلف دينار وأك ثر من ذلك وملك خم سمائة سرية‬
‫سوى توابعهن وخمسمائة خادم وكان في مجلسه من اللت ما تزيد قيمته على‬
‫مائتمي ألف دينار وتزوج ممن بنات الملوك جملة ‪ ،‬وأرسمل طباخيمن إلى الديار‬
‫المصمرية وغرم على إرسمالهم جملة وافرة حتمى تعلموا الطبمخ ممن هناك‬
‫وأرسل إلى السلطان طغرلبك هدايا عظيمة من جملتها الحبل الياقوت الذي كان‬
‫لبني بو يه اشتراه من الملك العزيز أبي من صور بن جلل الدولة وأر سل معه‬
‫مائة ألف دينار سوى ذلك ووزر له أ بو القا سم بن المغر بي وف خر الدولة بن‬
‫جهير ورخصت السعار في أيامه وتظاهر الناس بالموال ووفد إليه الشعراء‬
‫وأقام عنده العلماء والزهاد ‪ ،‬وبلغمه أن الطيور فمي الشتاء تخرج ممن الجبال‬
‫إلى القرى فتصماد فأمران يطرح لهما الحمب ممن الهراء التمي له فكانمت فمي‬
‫ضياف ته طول عمره ول ما مات ات فق وزيره ف خر الدولة بن جه ير واب نه ن صر‬
‫فرتب نصرا في الملك بعد أبيه وجرى بينه وبين أخيه سعيد حروب شديدة كان‬
‫‪ .‬الظفر في آخرها لنصر فاستقر في المارة بميافارقين وغيرها وملك أخوه‬
‫سمممممممممممممممممعيد آممممممممممممممممممد ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫فمي رجمب خلع على الكاممل أبمي الفوارس طراد بمن محممد الزينمبي وقلد‬
‫نقابة النقباء ولقب الكامل ذا الشرفين ‪ .‬وفيها تولى شمس الدين أسامة بن أبي‬
‫ع بد ال بن ‪ ،‬علي نقا بة العلوي ين ببغداد ول قب المرت ضى ‪ .‬وفي ها في جمادى‬
‫الولى انكسمفت الشممس جميعهما فظهرت الكواكمب وأظلممت الدنيما وسمقطت‬
‫الطيور الطائرة وفيها في شهر رمضان توفي شكر العلوي الحسيني أمير مكة‬
‫مممممممممه ‪:‬‬
‫مممممممممن فمنم‬
‫مممممممممر حسم‬
‫وله شعم‬
‫وجانممممب الذل إن الذل مجتنممممب‬ ‫‪#‬قوض خيامك عن أرض تضام بها‬
‫‪#‬وارحمل إذا كان فمي الوطان منقصمة فالمندل الرطمب فمي أوطانمه حطمب‬
‫وفيها توفي أبو القاسم علي بن محمد بن يحيى الشمشاطي بدمشق وكان‬
‫عالما بالهند سة والرياضيات من علوم الفل سفة وإل يه ين سب الرباط الذي ع ند‬
‫جامممممممممممممممممع دمشممممممممممممممممق ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة أربع وخمسين وأربعمائة‬

‫ذكر نكاح السلطان طغرلبك ابنة الخليفة‬


‫في هذه ال سنة ع قد ال سلطان طغرل بك على اب نة الخلي فة القائم بأ مر ال ‪،‬‬
‫وكانت الخطبة تقدمت سنة ثلث وخمسين مع أبي سعد قاضي الري فانزعج‬
‫الخليفة من ذلك وأرسل في الجواب أبا محمد التميمي وأمره أن يستعفي ‪ ،‬فإن‬
‫أعفي وإل تمم المر على أن يحمل السلطان ثلثمائة ألف دينار ويسلم واسطا‬
‫وأعمال ها ‪ ،‬فل ما و صل إلى ال سلطان ذ كر لعم يد الملك الوز ير ما ورد ف يه من‬
‫الستعفاء فقال ‪ :‬ل يحسن أن يرد السلطان وقد سأل وتضرع ول يجوز مقابلته‬
‫أيضا بطلب الموال والبلد ف هو يف عل أضعاف ما طلب م نه ‪ .‬فقال التمي مي ‪:‬‬
‫المر لك ومهما فعلته فهو الصواب ‪ ،‬فبنى الوزير المر على الجابة وطالع‬
‫به السلطان فسر به وجمع الناس وعرفهم أن همته سمت به إلى التصال بهذه‬
‫الجهمة النبويمة وبلغ ممن ذلك مما لم يبلغمه سمواه ممن الملوك ‪ ،‬وتقدم إلى عميمد‬
‫الملك الوز ير أن ي سير وم عه أر سلن خاتون زو جة الخلي فة وأن ي صحبها مائة‬
‫ألف دينار يرسم الحمل وما شاكلها من الجواهر وغيرها ‪ ،‬ووجه معه فرامرز‬
‫بمن كاكويمه وغيره ممن وجوه المراء وأعيان الري ‪ ،‬فلمما وصمل إلى المام‬
‫القائم بأممر ال وأوصمل خاتون زوجمة الخليفمة إلى دارهما وأنهمى حضوره‬
‫وحضور من معه وذكر حال الوصلة فامتنع الخليفة من الجابة إليها ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫إن أعقبنا وإل خرجنا من بغداد ‪ ،‬فقال عميد الملك ‪ :‬كان الواجب المتناع من‬
‫غير اقتراح وعند الجابة إلى ما طلب فالمتناع معي على دم ‪ ،‬وأخرج خيامه‬
‫إلى النهروان فاستوقفه قاضي القضاة والشيخ أبو منصور بن يوسف وأنهيا إلى‬
‫الخلي فة عاق بة ان صرافه على هذا الو جه و صنع له ا بن دار ست وز ير الخلي فة‬
‫دعوة فحضمر عنده فرأى على مسمجد مكتوبا معاويمة خال علي فأممر بحكمه‬
‫وكتمب ممن الديوان إلى خمارتكيمن الطغرائي كتابا يتضممن الشكوى ممن عميمد‬
‫الملك ‪ ،‬فورد الجواب عليممممممه بالرفممممممق ‪ .‬وكتممممممب‬
‫الخلي فة إلى عم يد الملك ‪ :‬ن حن نرد ال مر إلى رأ يك ونعول على أمان تك‬
‫ودينك ‪ ،‬فحضر يوما عند الخليفة ومعه جماعة من المراء والحجاب والقضاة‬
‫والشهود فاخذ المجلس لنفسه ولم يتكلم سواه ‪ ،‬وقال للخليفة ‪ :‬اسأل مولنا أمير‬
‫المؤمن ين التطول بذ كر ما شرف به الع بد المخلص شاهنشاه ر كن الد ين في ما‬
‫رغب فيه ‪ ،‬ليعرفه الجماعة فغالطه ‪ ،‬وقال قد سطر في المعنى ما فيه كفاية‬
‫فانصرف عميد الملك مغيظا ورحل في السادس والعشرين من جُمادى الخرة‬
‫وأ خذ المال م عه إلى همذان‪ .‬وعرف ال سلطان أن ال سبب في اتفاق الحال من‬
‫خمارتكين الطغرائي فتغير السلطان عليه فهرب في ستة غلمان وكتب السلطان‬
‫إلى قا ضي القضاة والش يخ أ بي من صور بن يو سف يع تب ويقول ‪ :‬هذا جزائي‬
‫من الخلي فة الذي قتلت أ خي في خدم ته وأنف قت أموالي في ن صرته وأهل كت‬
‫خواصممي فممي محبتممه وأطال العتاب وعاد الجواب إليممه بالعتذار ‪.‬‬
‫وأما الطغرائي فإنه أدرك ببروجرد فقال أولد إبراهيم بنال للسلطان ‪ :‬إن‬
‫هذا ق تل أبا نا ون سأل أن نم كن من قتله وأعان هم عم يد الملك فأذن ل هم في قتله‬
‫فساروا إلى طريقه وقتلوه وجعل مكانه ساوتكين وبسط الكندري لسانه ‪ ،‬وطلب‬
‫طغرل بك اب نة أخ يه زو جة الخلي فة لتعاد إل يه وجرى ما كاد يف ضي إلى الف ساد‬
‫الكلي ‪ ،‬فلمما رأى الخليفمة شدة الممر أذن فمي ذلك وكتمب الوكالة باسمم عميمد‬
‫الملك و سيرت الك تب مع أ بي الغنائم بن المحلبان وكان الع قد في شعبان سنة‬
‫أر بع وخم سين بظا هر تبريز وهذا ما لم ي جر للخلفاء مثله فإن ب ني بو يه مع‬
‫تحكمهمم ومخالفتهمم لعقائد الخلفاء لم يطمعوا فمي مثمل هذا ول سماموهم فعله‬
‫وحممل السملطان أموالً كثيرة وجواهمر نفيسمة للخليفمة ولولي العهمد وللجهمة‬
‫المطلوبمة ولوالدتهما وغيرهمم وجعمل يعقوبما ومما كان بالعراق للخاتون زوجمة‬
‫مممة ‪.‬‬
‫مممة الخليفم‬
‫ممميدة ابنم‬
‫مممت للسم‬
‫مممي توفيم‬
‫ممملطان التم‬
‫السم‬
‫ذكر عزل ابن دارست ووزارة ابن جهير‬
‫في هذه ال سنة عزل أ بو الف تح مح مد بن من صور بن دار ست من وزارة‬
‫الخلي فة و سببه أ نه و صل م عه إن سان يهودي يقال له ا بن علن فض من أعمال‬
‫الوكلء التي لخاص الخليفة بستة آلف كرغلة ومائة ألف دينار فصح منها ألفا‬
‫ك ّر وثلثون ألف دينار وانك سر البا قي فظ هر ع جز ا بن دار ست ووه نه فعزل‬
‫وعاد إلى الهواز فتوفي بها سنة سبع وستين ‪ .‬وكان فخر الدولة أبو نصر بن‬
‫جهيممر وزيممر نصممر الدولة بممن مروان قممد أرسممل يخطممب الوزارة‬
‫وبذل فيهما بذولً كثيرة فأجيمب إليهما ‪ ،‬وأرسمل كاممل طراد الزينمبي إلى‬
‫ميافارقين كأنه رسول فلما عاد سار معه ابن جهير كالمودع له فتمم السير معه‬
‫وخرج ا بن مروان في أثره فلم يدر كه ‪ ،‬فل ما و صل إلى بغداد خرج الناس إلى‬
‫اسمتقباله وخلع عليمه خلع الوزارة يوم عرفمة ولقمب فخمر الدولة واسمتقرّ فمي‬
‫الوزارة ومدحمممه وهنأه ابمممن الفضمممل وغيره ممممن الشعراء ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫في هذه ال سنة عم الر خص جم يع ال صقاع فبيع بالب صرة ألف ر طل من‬
‫التمممممممممممر بثمانيممممممممممة قراريممممممممممط ‪.‬‬
‫وفي ها تو في القا ضي أ بو ع بد ال مح مد بن سلمة بن جع فر القضا عي‬
‫بمصمممممممممممممممممممممممممممممممممممر ‪.‬‬
‫وفي ها سار ال سلطان طغرل بك إلى قل عة الطرم من بلد الديلم وقرّر على‬
‫مسمافر ملكهما مائة ألف دينار وألف ثوب ‪ .‬وفيهما مات أبمو علوان ثمال بمن‬
‫صالح بن مرداس المل قب م عز الدولة بحلب وقام أخوه عط ية مقا مه ‪ .‬وتو في‬
‫الحسمن بمن علي بمن محممد أبمو محممد الجوهري ومولده سمنة ثلث وسمتين‬
‫وثلثمائة وكان من الئمة المكثرين من سماع الحديث وروايته وهو آخر من‬
‫حدث عممن أبممي بكممر القطيعممي والبهري وابممن شاذان وغيرهممم ‪.‬‬
‫ثم دخلت سنة خمس وخمسين وأربعمائة‬

‫ذكر ورود السلطان بغداد ودخوله بابنة الخليفة‬


‫في هذه ال سنة في المحرم تو جه ال سلطان طغرل بك من أرمين ية إلى بغداد‬
‫وأراد الخلي فة أن ي ستقبله فا ستعفاه من ذلك وخرج الوز ير ا بن جه ير فا ستقبله‬
‫وكان مع ال سلطان من المراء أ بو علي بن الملك أ بي كاليجار و سرخاب بن‬
‫بدر وهزار سب وأ بو من صور فرامرز بن كاكو يه فنزل ع سكره في الجا نب ‪،‬‬
‫الغربمي فزاد بهمم أذى ووصمل عميمد الملك إلى الخليفمة وطالب بالجهمة وبات‬
‫بالدار فق يل له ‪ :‬خ طك موجود بالشرط وأن المق صود بهذه الو صلة الشرف ل‬
‫الجتماع وأ نه إن كا نت مشاهدة فتكون في دار الخل فة ‪ ،‬فقال ال سلطان نف عل‬
‫هذا ولكمن نفرد له ممن الدور والمسماكن مما يكفيمه ومعمه خواصمه وحجابمه‬
‫وممالي كه فإ نه ل يمك نه مفارقت هم ‪ ،‬فحينئذ نقلت إلى دار الممل كة في منت صف‬
‫صفر فجل ست على سرير مل بس بالذ هب ود خل ال سلطان إلي ها وق بل الرض‬
‫وخدم ها ولم تك شف الخمار عن وجه ها ول قا مت ير له وح مل ل ها شيئا كثيرا‬
‫من الجواهر وغيرها‪ ،‬وبقي كذلك يحضر كل يوم ويخدم وينصرف وخلع على‬
‫عميمد الملك وعممل السممط عدة أيام وخلع على جميمع المراء وظهمر عليمه‬
‫سرور عظ يم وع قد ضمان بغداد على أ بي سعيد القاي ني بمائة وخم سين ألف‬
‫دينار ‪ ،‬فأعاد مما كاد أطلقمه رئيمس العراقيمن ممن المواريمث والمكوس وقبمض‬
‫على العرا بي سعد ضا من الب صرة وع قد ضمان وا سط على أ بي جع فر بن‬
‫صمممممممممممممقالب بمائتمممممممممممممي ألف دينار ‪.‬‬
‫ذكر وفاة السلطان طغرلبك‬
‫فمي هذه السمنة سمار السملطان ممن بغداد فمي ربيمع الول إلى بلد الجبمل‬
‫فوصل إِلى الريّ واستصحب معه أرسلن خاتون ابنة أخيه زوجة الخليفة لنها‬
‫شكمممممممممممممممممممممممممممممممممت إطراح‬
‫الخلي فة ل ها فأخذ ها م عه فمرض وتو في يوم الجم عة ثا من ش هر رمضان‬
‫ونهان عمره سمبعين سمنة تقريبا وكان عقيما لم يلد ولدا وكان وزيره الكندري‬
‫على سبعين فرسخا فأتاه الخبر فسار ووصل إليه في يومين وهو بعد لم يدفن‬
‫فدفنه وجلس له الوزير فخر الدولة بن جهير ببغداد للعزاء وحكى عنه الكندري‬
‫أ نه قال ‪ :‬رأ يت وأ نا بخرا سان في المنام كأن ني رف عت إلى ال سماء ‪ ،‬وأ نا في‬
‫ضباب ل أب صر م عه شيئا غ ير أ ني أ شم رائ حة طي بة وأن ني أنادي إ نك فر يب‬
‫من الباري جلت قدر ته فا سأل حاج تك لت قض فقلت في نف سي ا سأل ال طول‬
‫العمر فقيل لك سبعون سنة فقلت ‪ :‬يا رب ما يكفيني فقيل لك سبعون سنة فقلت‬
‫يما رب مما يكفينمي فقيمل لك سمبعون سمنة فقلت يما رب ل يكفينمي ‪ .‬فلمما مات‬
‫حسب عميد الملك عمره على التقريب فكان سبعين سنة وكانت مملكته بحضرة‬
‫الخلفممة سممبع سممنين وأحممد عشممر شهرا واثنممي عشممر يوما ‪.‬‬
‫وأ ما الحوال بالعراق ب عد وفا ته فإ نه ك تب من ديوان الخل فة إلى شرف‬
‫الدولة م سلم بن قر يش صاحب المو صل إلى نور الدولة دب يس بن مز يد وإلى‬
‫هزارسب وإلى بني ورام وإلى بدر بن المهلهل بالستدعاء إلى بغداد ‪ ،‬وأرسل‬
‫لشرف الدولة تشريِفا وع مل أ بو سعد القاي ني ضا من بغداد سورا على ق صر‬
‫عيسى وجمع الغلت فانحدر إبراهيم بن شرف الدولة إلى أوانا وتسلم أصحابه‬
‫النبار وانتشرت الباديمة فمي البلد وقطعوا الطرقات وقدم إلى بغداد دبيمس بمن‬
‫مزيمد وخرج الوزيمر ابمن جهيمر لسمتقباله وقدم أيضا ورام وتوفمي ببغداد أبمو‬
‫الفتمح بمن ورام مقدم الكراد الجاوانيمة فحممل إلى جرجرايما ‪ ،‬وفارق وشرف‬
‫الدولة مسلم بغداد ونهب النواحي ‪ ،‬فسار نور الدولة والكراد وبنو خفاجة إلى‬
‫قتاله ثم أر سل إل يه من ديوان الخل عة ر سول م عه خل عة له وكو تب بالر ضا‬
‫ع نه ‪ ،‬وانحدر إليه نور الدولة دبيس فع مل له شرف الدولة سماطا كثيرا وكان‬
‫في الجماعة الشراف أبو الحسين بن فخر الملك أبي غالب بن خلف كان قصد‬
‫شرف الدولة م ستجديا فم ضغ لق مة فمات من ساعته وح كى ع نه ب عض من‬
‫صحبه أنه سمعه ذلك اليوم بقول ‪ :‬اللهم اقبضني فقد ضجرت من الضافة فلما‬
‫توفي ورفع من السماط خاف شرف الدولة أن يظن من حضر أنه تناول طعاما‬
‫مسمموما قصمد بمه غيره ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا معشمر العرب ل يرح منكمم أحمد ونهمض‬
‫وجلس مكان ا بن ف خر الملك المتو في وج عل يأ كل من الطعام الذي ب ين يد يه‬
‫فاسمتحسن الجماعمة فعله وعادوا عنمه وخلع على دبيمس وولده منصمور وعاد‬
‫إلى حل ته ول ما رأى الناس ببغداد انتشار العراب في البلد ونهب ها حملوا‬
‫مدين ‪.‬‬
‫من وانتشار المفسم‬
‫مببا لكثرة العياريم‬
‫مم ‪ ،‬وكان ذلك سم‬
‫ملح لقتالهم‬
‫السم‬
‫ذكر شيء من سيرته‬
‫كان عاقلً حليما ممن أشمد الناس احتمالً وأكثرهمم كتمانا لسمره ‪ ،‬ظفمر‬
‫بملطفات كتبها بعض خواصه إلى الملك أبي كاليجار ‪ ،‬فلم يطلعه على ذلك ول‬
‫تغيمر عليمه ‪ ،‬حتمى أظهره بعمد مدة طويلة لغيره ‪ ،‬وحكمى عنمه أقضمى القضاة‬
‫الماوردي قال ‪ :‬ل ما أر سلني القائم بأ مر ال إل يه سنة ثلث وثلث ين كت بت كتابا‬
‫إلى بغداد أذكر فيه سيرته وخراب بلده وأطعن عليه بكل وجه ‪ ،‬فوقع الكتاب‬
‫من غلمي فحمل إليه فوقف عليه وكتمه ولم يحدثني فيه بشيء ول تغير عما‬
‫كان عل يه من إكرا مي وكان رح مه ال يحا فظ على ال صلوات وي صوم الثن ين‬
‫ميا ‪ ،‬وكان‬
‫مه الثياب البياض وكان ظلوما غشوما قاسم‬
‫مس ‪ ،‬وكان لبسم‬
‫والخميم‬
‫عسمكره يغصمبون الناس أموالهمم وأيديهمم مطلقمة فمي ذلك نهارا وليلً ‪ .‬وكان‬
‫كريما ‪ ،‬فممن كرممه أن أخاه إبراهيمم ينال أسمر ممن الروم لمما غزاهمم بعمض‬
‫ملوك هم فبذل في نف سه أربعمائة ألف دينار فلم يق بل إبراه يم م نه ‪ ،‬وحمله إلى‬
‫طغرل بك فأر سل ملك الروم إلى ن صر الدولة بن مروان ح تى خا طب طغرل بك‬
‫في فكاكه ‪ ،‬فلما سمع طغرلبك رسالته أرسل الرومي إلى ابن مروان بغير فداء‬
‫و سير م عه رجلً علويا فأن فذ ملك الروم إلى طغرل بك ما لم يح مل في الزمان‬
‫المتقدّم وهمو ألف ثوب ديباج وخمسممائة ثوب أصمناف وخمسممائة رأس ممن‬
‫الكراع إلى غيمر ذلك ‪ ،‬وأنفمذ مائتمي ألف دينار ومائة لبنمة فضمة وثلثمائة‬
‫شهري وثلثمائة حمار مصرية وألف عنز بيض الشعور سود العيون والقرون‬
‫وأنفمذ إلى ابمن مروان عشرة أمناء مسمكا وعممر ملك الروم الجاممع الذي بناه‬
‫مسلمة بن عبد الملك بالقسطنطينية وعمر منارته وعلق فيه القناديل وجعل في‬
‫مممممة ‪.‬‬
‫مممممة وأشاع المهادنم‬
‫ممممما ونشابم‬
‫مممممه قوسم‬
‫محاربم‬
‫ذكر ملك السلطان ألب ارسلن‬
‫لما مات السلطان طغرلبك أجلس عميد الملك الكندي في السلطنة سليمان‬
‫بن داود جغري بك أخي السلطان طغرلبك ‪ .‬وكان طغرلبك قد عهد إليه بالملك‬
‫‪ ،‬وكا نت والدة سليمان ع ند طغرل بك فل ما خ طب له بال سلطنة اختلف المراء‬
‫فمضى باغي سيان وأردم إِلى قزوين وخطبا لعضد الدولة ألب أرسلن محمد‬
‫بمن داود جغري بمك ‪ ،‬وهمو حينئذ صماحب خراسمان ومعمه نظام الملك وزيره‬
‫والناس مائلون إليممممممممممممه ‪ ،‬فلممممممممممممما رأى‬
‫عميمد الملك الكندري انعكاس الحال عليمه أممر بالخطبمة بالرأي للسملطان‬
‫ألب أرسممممممملن ‪ ،‬وبعده لخيمممممممه سمممممممليمان ‪.‬‬
‫ذكر خروج حمو عن طاعة تميم بن المعز بإفريقية‬
‫في هذه ال سنة خالف ح مو بن مل يك صاحب مدي نة سفاقس بإفريق ية على‬
‫الم ير تم يم بن الم عز بن باد يس فج مع أ صحابه وا ستعان بالعرب و سار إلى‬
‫المهدية ‪ ،‬فسمع تميم الخبر فسار إليه بعساكر ومعه أيضا طائفة من العرب من‬
‫زغ بة ورياح وو صل ح مو إلى سلقطة والت قى الفريقان ب ها وكان بينه ما حرب‬
‫شديدة فانهزم ح مو و من م عه وأخذت هم ال سيوف ‪ ،‬فق تل أك ثر حما ته وأ صحابه‬
‫ونجما بنفسمه وتفرقمت رجاله ‪ ،‬وعاد تميمم مظفرا منصمورا ثمم قصمد بعمد هذه‬
‫الحادثمة مدينمة سموسة وكان أهلهما قمد خالفوا عليمه فملكهما وعفما عنهمم وحقمن‬
‫دماءهمممممممممممممممممممممممممممممممممممم ‪.‬‬
‫ذكر عدة حوادث‬
‫فمي هذه الهشمة فمي المحرم قبمض بمصمر على الوزيمر أبمي الفرج بمن‬
‫المغربمي ‪ .‬وفيهما دخمل الصمليحي صماحب اليممن إلى مكمة مالكا لهما فأحسمن‬
‫السيرة فيها وجلب إليها القوات ورفع جور من تقدم وظهرت منه أفعال جميلة‬
‫‪ .‬وفيها في ربيع الخر انقض كوكب عظيم وكان له ضوء كثير ‪ .‬وفيها في‬
‫شعبان كان بالشام زلزلة عظيممة خرب منهما كثيمر ممن البلد وانهدم سمور‬
‫طرابلس‪.‬‬
‫وفي ها ملك أم ير الجيوش بدر دم شق للم ستنصر صاحب م صر ‪ ،‬فو صل‬
‫إليها في الثالث والعشرين من ربيع الخر وأقام بها واختلف هو والجند فثاروا‬
‫به ووافقهم العامة فضعف عنهم ففارقها في رجب سنة ست وخمسين ‪ .‬وفيها‬
‫تو في سعيد بن ن صر الدولة بن مروان صاحب آ مد من ديار ب كر وزه ير بن‬
‫الحسمين بمن علي أبمو نصمر الجذاممي الفقيمه الشافعمي تفقمه على أبمي حاممد‬
‫السممفرايني وسمممع الحديممث الكثيممر ورواه وكان موتممه بسممرخس ‪.‬‬

You might also like