Professional Documents
Culture Documents
8 4
8 4
8 4
صفحة 265
أصبهان وأ سِر مقدّمهُم المير إسحاق بن ينال واستردّ نوّاب أبي كاليجار
مممممممممممممما كانوا أخذوه ممممممممممممممن كرمان .
وفيها توفي أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلل الحافظ ومولده
مممممممممممممممممممممممممممممممممممممنة
سم
اثنتيمن وخمسمين وثلثمائة سممع أبما بكمر القطيعمي وغيره وممن أصمحابه
الخطيمممممممب أبمممممممو بكمممممممر الحافمممممممظ .
وفي ها ق تل الفق يه أح مد الولوال جي و هو من أعيان الفقهاء الحنف ية ،إلّا أ نه
كان يُكثر الوقيعة في الئمة والعلماء وسلك طريق الرياضة وفسد دماغه فقتل
بيممممممن مرو وسممممممرخس فممممممي ذي الحجممممممة .
ثم دخلت سنة أربعين وأربعمائة
( ) 1وفيها دار السور على شيراز ،وكان دوره اثني عشر ألف ذراع ،
وارتفاعمممه ثمانيمممة أذرع ،وفيمممه أحمممد عشمممر بابممما .
وفيهما اقتتمل الروافمض وأهمل السمنة ،وجرت ببغداد فتمن عظيممة ،ولم
مممنة.
مممي هذه السم
مممل العراق فم
مممن أهم
مممد مم
مممج أحم
يحم
ثم دخلت سنة إحدى وأربعين وأربعمائة
(ا) يَزد :مدي نة متو سطة ب ين ني سابور وشيراز وأ صبهان معدودة في
أعمال فارس .
ذكر عود عسكر فارس من الهواز وعود الرحيم إليها
فمي هذه السمنة فمي المحرم عادت عسماكر فارس التمي ممع الميمر أبمي
ممممممن الهواز إلى فارس .
مممممماحبها عم
ممممممور صم
منصم
و سبب هذا العود أن الجناد اختلفوا وشغبوا وا ستطالوا وعاد بعض هم إلى
فارس بغ ير أ مر صاحبهم وأقام بعض هم م عه و سار بعض هم إِلى الملك الرح يم
و هو بالهواز يطلبو نه ليعود إلي هم فعاد في من عنده ممن الع ساكر وأر سل إِلى
بغداد يأمر العساكر التي فيها بالحضور عنده ليسير بهم إلى فارس فلما وصل
إلى الهواز لقيه العساكر مقرين بالطاعة وأخبروه بطاعة عساكر فارس وأنهم
ينتظرون قدو مه فد خل الهواز في ش هر رب يع ال خر فتو قف بالهواز ينت ظر
ما .
ما وأقام بهم
ماكر مكرم فملكهم
ما إلى عسم
مار عنهم
مم سم
ماكر بغداد ثم
عسم
ذكر استيلء زعيم الدولة على مملكة أخيه قرواش
في هذه السنة في جمادى الولى استولى زعيم الدولة أبو كامل بركة بن
المقلد على أخيمه قرواش وحجمر عليمه ومنعمه ممن التصمرف على اختياره ،
و سبب ذلك أن قرواشا كان قد أنف من تحكم أخيه في البلد وأنه قد صار ل
حكم له فعمل على النحدار إلى بغداد ومفارقة أخيه وسار عن الموصل فشق
ذلك على بركمة وعظمم عنده ثمم أرسمل إليمه نفرا ممن أعيان أصمحابه يشيرون
عل يه بالعود واجتماع الكل مة ويحذرو نه من الفر قة والختلف فل ما بلغوه ذلك
امتنمع عليهمم فقالوا أنمت ممنوع عمن فعلك والرأي لك القبول والعود مما داممت
الرغبمة إليمك فعلم حينئذ أنمه يمنمع قهرا فأجاب إلى العود على شرط أن يسمكن
دار المارة بالموصمل ،وسمار معهمم فلمما قارب حلة أخيمه زعيمم الدولة لقيمه
وأنزله عنده فهرب أصمحابه وأهله خوفا فأمنهمم زعيمم الدولة وحضمر عنده
وخدمه وأظهر له الخدمة وجعل عليه من يمنعه من التصرف على اختياره .
ذكر استيلء الغز على مدينة فسا
وفي ها في جُمادى الولى سار الملك ألب أر سلن بن داود أ خي طغرل بك
من مدينة مرو بخراسان وقصد بلد فارس في المفازة فلم يعلم به أحد ول أعلم
عمه طغرلبك فوصل إلى مدينة فسا ،فانصرف النائب بها من بين يديه ودخلها
ألب أرسمممممممممملن فقتممممممممممل مممممممممممن
الديلم بهما ألف رجمل وعددا كثيرا ممن العاممة ونهبوا مما قدره ألف ألف
دينار وأسروا ثلثة آلف إنسان وكان المر عظيما فلما فرغوا من ذلك عادوا
إلى خراسان ولم يلبثوا خوفا من طغرلبك أن يرسل إليهم ويأخذ ما غنموه منهم
.
ذكر استيلء الخوارج على عمان
فمي هذه السمنة اسمتولى الخوارج المقيمون بجبال عمان على مدينمة تلك
الول ية و سبب ذلك أن صاحبها الم ير أ با المظ فر بن الملك أ بي كاليجار كان
مقيما بها ومعه خادم له قد استولى على المور وحكم على البلد وأساء السيرة
في أهلها ،فأخذ أموالهم فنفروا منه وأبغضوه وعرف إنسان من الخوارج يقال
له ابن راشد الحال فجمع من عنده منهم وقصد المدينة ،فخرج إليه المير أبو
المظفمر فمي عسماكره فالتقوا واقتتلوا فانهزممت الخوارج وعادوا إلى موضعهمم
وأقام ا بن را شد مدة يج مع ويحت شد ثم سار ثانيا وقاتله الديلم فأعا نه أ هل البلد
لسوء سيرة الديلم فيهم ،فانهزم الديلم وملك ابن راشد البلد وقتل الخادم وكثيرا
من الديلم وق بض على الم ير أ بي المظفمر و سيره إلى جباله م ستظهرا عل يه
وسجن معه كل من خط بقلم من الديلم وأصحاب العمال وأخرب دار المارة
وقال :هذه أحمق دار بالخراب وأظهمر العدل وأسمقط المكوس واقتصمر على
رفع عشر ما يرد إليهم وخطب لنفسه وتلقب بالراشد بال ولبس الصوف بنى
موضعا على شكمل مسمجد ،وقمد كان هذا الرجمل تحرك أيضا أيام القاسمم بمن
مه .
مره وأزال طمعم
مه وحصم
من منعم
مم مم
مو القاسم
مه أبم
مير إليم
مكرم فسم
ذكر دخول العرب إلى إفريقية
في هذه ال سنة دخلت العرب إلى إِفريق ية و سبب ذلك أن الم عز بن باد يس
كان خ طب للقائم بأ مر ال الخلي فة العبا سي ،وق طع خط بة الم ستنصر العلوي
صماحب مصمر سمنة أربعيمن وأربعمائة فلمما فعمل ذلك كتمب إليمه المسمتنصر
العلوي يتهدده فاغلظ المعز في الجواب ،ثم إن المستنصر استوزر الحسن بن
علي اليازوري ولم يكن من أهل الوزارة إنما كافي من أهل التبانة والفلحة فلم
يخاطبمه المعمز كمما كان يخاطمب ممن قبله ممن الوزراء كان يخاطبهمم بعبده
فخا طب اليازوري ب صنيعته فع ظم ذلك عل يه وعات به فلم ير جع إِلى ما ي حب ،
فأكثر الوقيعة في المعز وأغرى به المستنصر وشرعوا في إرسال العرب إِلى
الغرب فأ صلحوا ب ني زغ بة ورياح وكان بين هم حروب وحقود وأعطو هم
مالً وأمرو هم بق صد بلد القيروان وملكو هم كل ما يفتحو نه ووعدو هم بالمدد
والعدد فدخلت العرب إلى إفريق ية وك تب اليازوري إلى الم عز ،أ ما ب عد :ف قد
أرسملنا إليكمم خيولً فحول وحملنما عليهما رجالًا كهولًا ليقضمي ال أمرا كان
مفعولًا ،فل ما حلوا أرض بر قة و ما وال ها وجدوا بلدا كثيرة المر عى خال ية
من الهل لن زناتة كانوا أهلها فأبادهم المعز فأقامت العرب بها واستوطنتها
وعاثوا في أطراف البلد ،وبلغ ذلك الم عز فاحتقر هم ،وكان الم عز لمّا رأى
تقاعد صنهاجة عن قتال زناتة اشترى العبيد وأوسع لهم في العطاء فاجتمع له
ثلثون ألف مملوك .
وكانت العرب زغبة قد ملكت مدينة طرابلس سنة ست وأربعين فتتابعت
رياح والسمبج وبنمو عدي إلى إفريقيمة وقطعوا السمبيل وعاثوا فمي الرض
وأرادوا الوصمول إلى القيروان ،فقال مؤنمس بمن يحيمى المرداسمي :ليمس
المبادرة عندي برأي ،فقالوا :ك يف ت حب أن ت صنع فا خذ ب ساطا فب سطه ،ثم
قال لهم ة من يدخل إلى وسط البساط من غير أن يمشي عليه ؟ قالوا :ل نقدر
على ذلك ،قال :فهكذا القيروان خذوا شيئا فشيئا حتمى ل يبقمى إل القيروان
فخذوها حينئذ فقالوا :إنك لشيخ العرب وأميرها وأنت المقدم علينا ولسنا نقطع
أمرا دونمك ،ثمم قدم أمراء العرب إلى المعمز فأكرمهمم وبذل لهمم شيئا كثيرا ،
فلمما خرجوا ممن عنده لم يجازوه بمما فعمل ممن الِإحسمان بمل شنوا الغارات
مروا المدن فضاق
مدوا الزروع وقطعوا الثمار وحاصم
مق وأفسم
وقطعوا الطريم
بالناس المر ،وساءت أحوالهم وانقطعت أسفارهم ونزل بافريقية بلء لم ينزل
بهما مثله قمط فحينئذ احتفمل المعمز وجممع عسماكره فكانوا ثلثيمن ألف فارس
ومثلهما رجالة وسمار حتمى أتمى جندران وهمو جبمل بينمه وبيمن القيروان ثلثمة
ماكر
ما رأت العرب عسم
مة آلف فارس ،فلمم
مت عدة العرب ثلثم
أيام ،وكانم
صنهاجة والعبيد مع المعز هالهم ذلك وعظم عليهم ،فقال لهم مؤنس بن يحيى
:مما هذا يوم فرار ،فقالوا :أيمن نطعمن هؤلء وقمد لبسموا الكذاغندات
والمغافمر ؟ قال :فمي أعينهمم ،فسُممّي ذلك اليوم ( يوم العيمن ) والتحمم القتال
واشتدت الحرب ،فاتف قت صنهاجة على الهزي مة وترك الم عز مع العب يد ح تى
يرى فعلهم ويقتل أكثرهم ،فعند ذلك يرجعون على العرب فانهزمت صنهاجة
وثبت العبيد مع المعز فكثر القتل فيهم ،قتل منهم خلق كثير وأرادت صنهاجة
الرجوع على
العرب فلم يمكنهم ذلك واستمرت الهزيمة ،وقتل من صنهاجة أمة عظيمة
ودخمل المعمز القيروان مهزوما على كثرة ممن معمه وأخذت العرب الخيمل
والخيام وممما فيهمما مممن مال وغيره ،وفيممه يقول بعممض الشعراء :
ولكمن لعمري مما لديمه رجال #وإن ابن باديس لفضل مالك
ثلث آلف إن ذا لمحال #ثلثون ألفا منمهم غلبمتهم
ولما كان يوم النحر من هذه السنة جمع المعز سبعة وعشرين ألف فارس
وسار إلى العرب جريدة وسبق خبره وهجم عليهم وهم في صلة العيد فركبت
العرب خيول هم وحملت فانهز مت صنهاجة ،فق تل من هم عالم كث ير ،ثم ج مع
الم عز وخرج بنف سه في صنهاجة وزنا تة في ج مع كث ير .فل ما أشرف على
بيوت العرب وهمو قبلي جبمل جندران انتشمب القتال واشتعلت نيران الحرب ،
وكانت العرب سبعة آلف فارس فانهزمت صنهاجة وولى كل رجل منهم إلى
منزله وانهز مت زنا تة وث بت الم عز في من م عه من عبيده ثباتا عظيما لم ي سمع
بمثله ،ثم انهزم وعاد إلى المنصورية وأحصي من قتل من صنهاجة ذلك اليوم
فكانوا ثلثمة آلف وثلثمائة ،ثمم أقبلت العرب حتمى نزلت بمصملى القيروان
ووقعت الحرب فقتل من المنصورية ورقادة خلق كثير ،فلما رأى ذلك المعز
أباحهم دخول القيروان لما يحتاجون إليه من بيع وشراء ،فلما دخلوا استطالت
عليهم العامة ووقعت بينهم حرب كان سببها فتنة بين إنسان عربي وآخر عامي
؛ وكا نت الغل بة للعرب و في سنة أر بع وأربع ين ب نى سور زويلة والقيروان .
وفي سنة ست وأربعين حاصرت العرب القيروان وملك مؤنس بن يحيى
مدينة باجة وأشار المعز على الرعية بالنتقال إلى المهدية لعجزه عن حمايتهم
ممن العرب ،وشرعمت العرب فمي هدم الحصمون والقصمور وقطعوا الثمار
وخربوا النهار ،وأقام المعمز والناس ينتقلون إلى المهديمة إلى سمنة تسمع
وأربعين فعندها انتقل المعز إلى المهدية في شعبان فتلقاه ابنه تميم ومشى بين
يد يه ،وكان أبوه قد وله المهد ية سنة خ مس وأربع ين ؛ فأقام ب ها إلى أن قدم
أبوه الن ،وفي رمضان من سنة تسع وأربعين نهبت العرب القيروان ؛ وفي
سنة خمسين خرج بلكين ومعه من العرب لحرب زناتة فقاتلهم فانهزمت زناتة
وقتمل منهما عدد كثيمر ،وفمي سمنة ثلث وخمسمين وقعمت الحرب بيمن العرب
وهوارة فانهزمت هوارة وقتل منها الكثير؛ وفي سنة ثلث وخمسين قتل أهل
تقيوس مممممممممممممممممممممممممممممممممممن
العرب مائتين وخمسين رجلً وسبب ذلك أن العرب دخلت المدينة متسوقة
فق تل ر جل من العرب رجلً متقدما من أ هل البلد ل نه سمعه يث ني على الم عز
ويدعمو له فلمما قتمل ثار أهمل البلد بالعرب فقتلوا منهمم العدد المذكور ؛ وكان
ينب غي أن يأ تي كل ش يء من ذلك في ال سنة ال تي حدث في ها ،وإن ما أوردناه
متتابعا ليكون أحسن لسياقته فإنه إذا انقطع وتخللته الحوادث في السنين لم يفهم
.
ذكر عدة حوادث
فيهما سمار المهلهمل بمن محممد بمن عناز أخمو أبمي الشوك إلى السملطان
طغرلبمك فأحسمن إليمه وأقره على أقطاعمه وممن جملتمه السميروان ودقوقما
وشهرزور وال صامغان ،وشف عه في أخ يه سرخاب بن مح مد بن عناز وكان
محبوسا عند طغرلبك وسار سرخاب إلى قلعة الماهكي وهي له وأقطع سعدي
بن أ بي الشوك الراوند ين .وفي ها ق بض الم ستنصر بم صر على أ بي البركات
عم أبي القاسم الجرجراني واستوزر القاضي أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن
اليازوري ويازور من أعمال الرملة ،وفيها توفي محمد بن أحمد بن عبد ال
بمن عبمد الصممد بمن المهتدي بال أبمو الحسمين ،ومولده سمنة أربمع وثمانيمن
وثلثمائة وفي ها في شعبان تو في أ بو الح سن علي بن ع مر القزوي ني الزا هد
وكان من الصالحين ،روى الحديث والحكايات والشعار وروى عن ابن نباتة
شيئا ممممممن شعره فممممممن ذلك قال ابمممممن نباتمممممة :
مزاج وفاق
مه إن الممم
من العدو فداره وامزج لمم
#وإذا عجزت عم
#فالنار بالماء الذي همو ضدهما تعطمي النضاج وطبعهما الحراق
وفيهما فمي ذي القعدة توفمي أبمو القاسمم عممر بمن ثابمت النحوي الضريمر
المعروف بالثمانينمممممممممممممممممممممممممممي (ا).
( )1الثماني ني النحوي الضر ير :شارح " الل مع " كان فى غا ية العلم
بالنحمممممممممممممممممممممممممممممممممممو .
ثم دخلت سنة ثلث وأربعين وأربعمائة
ذكر استيلء الملك الرحيم على شيراز وقطع خطبة طغرلبك فيها
فمي هذه السمنة فمي المحرم سمار قائد كمبير ممن الديلم يسممى فولذ وهمو
صماحب قلعمة اصمطخر إلى شيراز فدخلهما وأخرج عنهما الميمر أبما منصمور
فولستون ابن الملك أبي كاليجار فقصد فيروزاباذ ،وأقام بها وقطع فولذ خطبة
ال سلطان طغرلبك في شيراز وخ طب للملك الرح يم ولخ يه أ بي سعد وكاتبه ما
يظهر له ما الطا عة فعل ما أ نه يخدعه ما بذلك ف سار إل يه أبو سعد وكان بأرجان
ومعه عساكر كثيرة ،واجتمع هو وأخوه المير أبو منصور على قصد شيراز
ومحاصرتها على قاعدة استقرت بينهما من طاعة أخيهما الملك الرحيم فتوجها
نحوه ما في من معه ما من الع ساكر وح صرا فولذ في ها وطال الح صار إلى أن
عدم القوت فيهما .وبلغ السمعر سمبعة أرطال حنطمة بدينار ومات أهلهما جوعا
وكان ممن بقمي فيهما نحمو ألف إنسمان وتعذر المقام فمي البلد على فولذ فخرج
هاربا مع من في صحبته من الديلم إلى نواحي البيضاء وقلعة اصطخر ودخل
المير أبو سعد والمير أبو منصور شيراز وعساكرهما وملكوها وأقاموا بها .
ذكر قتل أبي حرب بن مروان صاحب الجزيرة
في هذه ال سنة ق تل الم ير أ بو حرب سليمان بن ن صر الدولة بن مروان
وكان والده قد سلم إليه الجزيرة وتلك النواحي ليقيم بها ويحفظها ،وكان شجاعا
مقداما فاستبد بالمر واستولى عليها فجرى بينه وبين المير موسك بن المجلي
بن زع يم الكراد البخت ية وله ح صون مني عة شر قي الجزيرة نفرة ،ثم را سله
أبو حرب واستماله وسعى أن يزوجه ابنة المير أبي طاهر البشنوي صاحب
قلعة فنك وغيرها من الحصون وكان أبو طاهر هذا ابن أخت نصر الدولة بن
مروان فلم يخالف أبمو طاهمر صماحب فنمك أبما حرب فمي الذي أشار بمه ممن
تزويج المير موسك فزوجه ابنته ونقلها إليه فاطمأن حينئذ موسك وسار إلى
سليمان فغدر به وقبض عليه وحبسه ووصل السلطان طغرلبك إلى تلك
العمال لمما توجمه إلى غزو الروم على مما ذكرناه ،فأرسمل إلى نصمر الدولة
يش فع في مو سك ،فأظ هر أنه تو في ف شق ذلك على حم يه أ بي طا هر البشنوي
وأرسل إِلى نصر الدولة وابنه سليمان فقال لهما حيث أردتما قتله ،فلم جعلتما
ابنتمي طريقا إلى ذلك وقلدتمونمي العار وتنكمر لهمما ،وخافمه أبوحرب فوضمع
عل يه من سقاه سما فقتله وولى بعده اب نه عب يد ال فاظ هر له أ بو حرب المودة
استصلحا له وتبرأ إليه من كل ما قيل عنه واستقر المر بينهما على الجتماع
وتجديد اليمان فنزلوا من فنك وخرج إليهم أبو حرب من الجزيرة في نفر قليل
فقتلوه وعرف والده ذلك فأقلقه وأزعجه وأرسل ابنه نصرا إلى الجزيرة ليحفظ
تلك النوا حي ويأ خذ بثأر أخ يه و سير م عه جيشا كثيفا وكان الم ير قر يش بن
بدران صماحب الموصمل لمما سممع قتمل أبمي حرب انتهمز الفرصمة وسمار إلى
الجزيرة ليملكهما وكاتمب البختيمة والبشنويمة ،واسمتمالهم فنزلوا إليمه واجتمعوا
معمه على قتال نصمر بمن مروان فالتقوا واقتتلوا قتالً شديدا كثمر فيمه القتلى
و صبر الفريقان فكا نت الغل بة أخيرا ل بن مروان وجرح قر يش جرا حة قو ية
بزوب ين ُرمِ يَ به وعاد ع نه ،وث بت أ مر ا بن مروان بالجزيرة وعاود مرا سلة
البشنويممة والبختيممة واسممتمالهم لعله يجممد فيهممم طمعا فلم يطيعوه .
ذكر وثوب التراك ببغداد بأهل البساسيري والقبض عليه
ذكر مفارقة إبراهيم ينال الموصل واستيلء البساسيري عليها وأخذها منه
في هذه السنة فارق إبراهيم ينال الموصل نحو بلد الجبل فنسب السلطان
طغرل بك رحيله إلى الع صيان فأر سل إل يه ر سولً ي ستدعيه و صحبته الفرج ية
ال تي خلع ها عل يه الخلي فة ،وك تب الخلي فة إل يه أيضا كتابا في المع نى فر جع
إبراهيمم إلى السملطان وهمو ببغداد فخرج الوزيمر الكندري لسمتقباله وأرسمل
الخليفة إليه الخلع ،ولما فارق إبراهيم الموصل قصدها البساسيري وقريش بن
بدران وحاصراها فمل كا البلد ليو مه وبقيت القلعة وب ها الخازن واردم وجماعة
من الع سكر فحاصراها أرب عة أشهر ح تى أكل من فيها دوابهم ،فخاطب ابن
موسك صاحب إربل قريشا حتى أمنهم فخرجوا فهدم البساسيري القلعة وعفى
أثرهما ،وكان السملطان قمد فرق عسمكره فمي النوروز وبقمي جريدة فمي ألفمي
فارس ح ين بل غه ال خبر ،ف سار إلى المو صل فلم ي جد ب ها أحدا ،كان قر يش
والبساسيري قد فارقاها ،فسار السلطان إلى نصيبين ليتتبع آثارهم ويخرجهم
من البلد ففارقمه أخوه إبراه يم ينال و سار نحمو همذان فو صلها فمي ال سادس
والعشريمن ممن رمضان سمنة خمسمين ،وكان قمد قيمل إن المصمريين كاتبوه
والبساسيري قد استماله وأطم عه في السلطنة والبلد فل ما عاد إلى همذان سار
السممممممممممممممملطان فمممممممممممممممي أثره .
ذكر الخطبة بالعراق للعلوي المصري وما كان إلى قتل البساسيري
لمما عاد إبراهيمم ينال إلى همذان سمار طغرلبمك خلفمه ورد وزيره عميمد
الملك الكندري وزوجته إلى بغداد وكان مسيره من نصيبين في منتصف شهر
رمضان ،ووصل إلى همذان وتحصن بالبلد وقاتل أهلها بين يديه وأرسل إلى
الخاتون زوجته وعميد الملك الكندري يأمرهما باللحاق به فمنعهما الخليفة من
ذلك تمسكا بهما وفرق غللً كثيرة في الناس وسار من كان ببغداد من التراك
إلى السممممممممبطان بهمذان ،وسممممممممار عميممممممممد
الملك إلى دبيمس بمن مزيمد فاحترممه وعظممه ،ثمم سمار ممن عنده إلى
هزارسب وسارت خاتون إلى السلطان بهمذان ،فأرسل الخليفة إلى نور الدولة
دبيس بن مزيد يأمره بالوصول إلى بغداد فورد إليها في مائة فارس ونزل في
النجمي ثم عبر إلى التانين وقوي الرجاف بوصول البساسيري ،فلما تحقق
الخلي فة و صوله إلى ه يت أ مر الناس بالعبور من الجا نب الغر بي إلى الجا نب
الشرقي فأرسل دبيس بن مزيد إلى الخليفة وإلى رئيس الرؤساء يقول :الرأي
عندي خروجكما من البلد معي فإنني اجتمع أنا وهزارسب ،فانه بواسط على
دفع عدوكما ،فأجيب ابن مزيد بأن يقيم حتى يقع الفكر في ذلك .فقال :العرب
ل تطيع ني على المقام وأ نا أتقدم إلى ديالى فإذا انحدر تم سرت في خدمت كم ،
وسممار وأقام بديالي ينتظرهممما فلم نرَ لذلك أثرا فسممار إِلى بلده ،ثممم إن
البسماسيري وصمل إلى بغداد يوم الحمد ثاممن ذي القعدة ومعمه أربعمائة غلم
على غاية الضر والف قر ،وكان معه أبو الحسن بن عبد الرحيم الوزير فنزل
الب ساسيري بمشر عة الروا يا ،ونزل قر يش بن بدران و هو في مائ تي فارس
عند مشرعة باب البصرة ،وركب عميد العراق ومعه العسكر والعوام وأقاموا
بإزاء عسمكر البسماسيري وعادوا وخطمب البسماسيري بجاممع المنصمور
للمستنصر بال العلوي صاحب مصر ،وأمر فأذن بحيّ على خير العمل وعقد
الجسر وعبر عسكره إلى الزاهر وخيموا فيه وخطب في الجمعة من وصوله
بجا مع الر صافة للم صري ،وجرى ب ين الطائفت ين حروب في أثناء ال سبوع
وكان عميمد العراق يشيمر على رئيمس الرؤسماء بالتوقمف عمن المناجزة ويرى
المناجزة ومطاولة اليام انتظارا لما يكون من السلطان ولما يراه من المصلحة
بسبب ميل العامة إلى البساسيري ،أما الشيعة فللمذهب ،وأما السنية فلما فعل
بهمممممممممممممممممممممممممممممممممم التراك .
وكان رئيس الرؤساء لقلة معرفته بالحرب ولما عنده من البساسيري يرى
المبادرة إلى الحرب فات فق أن في ب عض اليام ح ضر القا ضي الهمذا ني ع ند
رئ يس الرؤ ساء وا ستأذنه في الحرب وض من له ق تل الب ساسيري فأذن له من
غيمر علم عميمد العراق فخرج ومعمه الخدم والهاشميون والعجمم والعوام إلى
الحلية وأبعدوا والبساسيري يستجرهم فلما أبعدوا حمل عليهم فعادوا منهزمين
وق تل من هم جما عة .ومات في الزح مة جما عة من العيان ون هب باب الزج
وكان رئيس الرؤساء واقفا دون الباب فدخل الدار وهرب كل من في الحريم ،
ولمما بلغ عميمد العراق فعمل رئيمس الرؤسماء لطمم على وجهمه كيمف
اسمتبد برأيمه ول معرفمة له بالحرب .ورجمع البسماسيري إِلى معسمكره
وا ستدعى الخلي فة عم يد العراق وأمره بالقتال على سور الحر يم فلم يرع هم إل
الزعقات وقد نهب الحريم وقد دخلوا بباب النوبى فركب الخليفة لبسا للسواد
وعلى كث فه البردة وبيده سيف وعلى رأ سه اللواء وحوله زمرة من العبا سيين
والخدم بال سيوف الم سلولة فرأى الن هب قد و صل إلى باب الفردوس من داره
فر جع إلى ورائه وم ضى ن حو عم يد العراق فوجده قد ا ستأمن إلى قر يش فعاد
وصمعد المنظرة .وصماح رئيمس الرؤسماء :يما علم الديمن يعنمي قريشا أميمر
المؤمن ين ي ستدنيك ،فد نا م نه فقال له رئ يس الرؤ ساء :قد أنالك ال منزلة لم
ينل ها أمثالك وأم ير المؤمن ين ي ستذم م نه على نف سه وأهله وأ صحابه بذمام ال
تعالى وذمام رسوله صلى ال عليه وسلم وذمام العربية فقال :قد أذم ال تعالى
له قال :ولي ولممن معمه قال :نعمم وخلع قلنسموته فأعطاهما الخليفمة وأعطمى
مخ صرته رئ يس الرؤ ساء ذماما فنزل إل يه الخلي فة ورئ يس الرؤ ساء من الباب
المقابل لباب الحلبة وصارا معه ،فأرسل إليه الب ساسيري :أتخالف ما استقر
بيننما وتنقمض مما تعاهدنما عليمه ؟ فقال قريمش :ل ،وكانما قمد تعاهدا على
المشاركة في الذي يحصل لهما وأن ل يستبد أحدهما دون الخر بشيء فاتفقا
على أن ي سلم قريش رئيس الرؤساء إلى الب ساسيري لنه عدوه ويترك الخليفة
عنده فأرسمل قريمش رئيمس الرؤسماء إلى البسماسيري فلمما رآه قال :مرحبما
بمُهلِك الدول ومُخرب البلد ،فقال :الع فو ع ند المقدرة فقال الب ساسيري :ف قد
قدرت ف ما عفوت وأ نت صاحب طيل سان ورك بت الفعال الشني عة مع حر مي
وأطفالي فك يف أع فو أ نا وأ نا صاحب سيف .وأ ما الخلي فة فإ نه حمله قر يش
راكبا إلى معسمكره وعليمه السمواد والبردة وبيده السميف وعلى رأسمه اللواء
وأنزله في خيمة وأخذ أرسلن خاتون زوجة الخليفة وهي ابنة أخي السلطان
طغرل بك ف سلمها إلى أ بي عبدال بن جردة ليقوم بخدمت ها ونه بت دار الخل فة
وحريمها أياما وسلم قريش الخليفة إلى ابن عمه مهارش بن المجلي وهو رجل
فيه دين وله مروءة فحمله في هودج وسار به إلى حديثة عانة فتركه بها وسار
من كان مع الخليفة من خدمه وأصحابه إلى السلطان طغرلبك مستنفرين ،فلما
وصمل الخليفمة إِلى النبار شكما البرد فأنفمذ إلى مقدمهما يطلب منمه مما يلبسمه
فأرسممممممل له جبممممممة فيهمممممما قطممممممن ولحافا .
وأ ما الب ساسيري فا نه ر كب يوم ع يد الن حر و عبر إلى الم صلى بالجا نب
الشرقمي وعلى رأسمه اللويمة المصمرية فأحسمن إِلى الناس وأجرى الجرايات
على المتفقهمممممممممممممممممممممممممممممممة ولم
يتعصمب لمذهمب ،وأفرد لوالدة الخليفمة القائم بأممر ال دارا وكانمت قمد
قاربمت تسمعين سمنة وأعطاهما جاريتيمن ممن جواريهما للخدممة وأجرى لهما
الجرايمة ،وأخرج محمود بمن الخرم إلى الكوفمة وسمقي الفرات أميرا .وأمما
رئيمس الرؤسماء فأخرجمه البسماسيري آخمر ذي الحجمة ممن محبسمه بالحريمم
الطاهري مقيدا وعل يه ج بة صوف وطرطور من ل بد أح مر و في رقب ته مخن قة
جلود بعير وهو يقرأ { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك
ممن تشاء }( )1الية وبصق أهل الكرخ في وجهه عند اجتيازه بهم لنه كان
ش ّهرَ إلى حد النج مي وأع يد إلى مع سكر الب ساسيري و قد
يتع صب علي هم ،و ُ
ن صبت له خش بة وأنزل عن الج مل وأل بس جلد ثور وجعلت قرو نه على رأ سه
وجعمل فمي فكيمه كلبان ممن حديمد وصملب فبقمي يضطرب إلى آخمر النهار
ومات ،وكان مولده في شعبان سنة سبعين وثلثمائة ،وكانت شهادته عند ابن
ماكول سمنة أربمع عشرة وأربعمائة ،وكان حسمن التلوة للقران جيمد المعرفمة
بالن حو .وأ ما عم يد العراق فقتله الب ساسيري وكان ف يه شجا عة وله فتوة و هو
ممممممممممممخ الشيوخ .
ممممممممممممى رباط شيم
الذي بنم
ولمما خطمب البسماسيري للمسمتنصر العلوي بالعراق أرسمل إليمه بمصمر
يعر فه ما ف عل ،وكان الوز ير هناك أ با الفرج ا بن أ خي أ بي القا سم المغر بي
وهو ممن هرب من البساسيري وفي نفسه ما فيها فوقع فيه وبرد فعله وخوف
عاقب ته فتر كت أجوب ته مدة ثم عادت بغ ير الذي أمله ورجاه و سار الب ساسيري
ممن بغداد إلى واسمط والبصمرة فملكهمما ،وأراد قصمد الهواز فانفمذ صماحبها
هزار سب بن بنك ير إلى دب يس بن مز يد يطلب م نه أن ي صلح ال مر علق مال
يحمله إليه فلم يجب الب ساسيري إلى ذلك ،وقال :ل بد من الخطبة للمستنصر
والسمكة باسممه ،فلم يفعمل هزارسمب ذلك ورأى البسماسيري أن طغرلبمك يمدّ
هزارسب بالعساكر فصالحه وأصد إلى واسط في مستهل شعبان من سنة إحدى
وخم سين وفار قه صدقة بن من صور بن الح سين ال سدي ول حق بهزار سب ،
وكان قد ولي ب عد أب يه على ما نذكره وأ ما أحوال ال سلطان طغرل بك وإبراه يم
ينال فإن ال سلطان كان في قلة من العسكر كما ذكرناه وكان إبراه يم قد اجتمع
معمه كثيمر ممن التراك وحلف لهمم أنمه ل يصمالح أخاه طغرلبمك ول يكلفهمم
المسير إلى العراق وكانوا يكرهونه لطول مقامهم وكثرة إخراجاتهم فلم يقو به
ممه
مما أخيم
ممد ابنم
ممد وأحمم
ممم محمم
ممى إلى إبراهيم
ممك وأتم
طغرلبم
. 26 مممورة آل عمران
) 1سم (
أرتاش فمي خلق كثيمر فازداد بهمم قوة وازداد طغرلبمك ضعفا فانزاح ممن
بين يديه إلى الري وكاتب ألب أرسلن وياقوتي وقاورت بك أولد أخيه داود ،
وكان داود قد مات على ما نذكره سنة إحدى وخمسين إن شاء ال تعالى وملك
خراسان بعده ابنه ألب ارسلن ،فأرسل إليهم طغرلبك يستدعيهم إليه فجاؤوا
بالعساكر الكثيرة فلقي إبراهيم بالقرب من الري فانهزم إبراهيم ومن معه وأخذ
أ سيرا هو مح مد وأح مد ولدا أخ يه فأ مر به فخ نق بو تر قو سه تا سع جمادى
الخرة سنة إحدى وخمسين وقتل ولدا أخيه معه ،وكان إبراهيم قد خرج على
طغرلبك مرارا فعفا عنه وإنما قتله في هذه الدفعة لنه علم أن جميع ما جرى
على الخلي فة كان ب سببه ،فلهذا لم ي عف ع نه ول ما ق تل إبراه يم أر سل طغرل بك
إِلى هزارسمب بالهواز يعرفمه ذلك وعنده عميمد الملك الكندري فسمار إِلى
السممممملطان فجهمممممز هزارسمممممب تجهيمممممز مثله .
ذكر عود الخليفة إلى بغداد
لما فرغ السلطان من أمر أخيه ابراهيم ينال عاد يطلب العراق ليس له هم
إل إعادة القائم بأممر ال إلى داره فأرسمل إلى البسماسيري وقريمش فمي إعادة
الخليفة إلى داره على أن ل يدخل طغرلبك العراق ويقنع بالخطبة والسكة ،فلم
يجمب البسماسيري إلى ذلك فرحمل طغرلبمك إلى العراق فوصملت مقدمتمه إلى
ق صر شير ين فو صل ال خبر إلى بغداد فانحدر حرم الب ساسيري وأولده ور حل
أ هل الكرخ بن سائهم وأولد هم في دجلة وعلى الظ هر ون هب ب نو شيبان الناس
وقتلوا كثيرا منهمم .وكان دخول البسماسيري وأولده بغداد سمادس ذي القعدة
سنة خم سين وخرجوا من ها سادس ذي القعدة سنة إحدى وخم سين ،وثار أ هل
تاب البصمرة إلى الكرخ فنهبوه وأحرقوا درب الزعفران وهمو ممن أحسمن
الدروب وأعمر ها ،ووصمل طغرلبمك إلى بغداد وكان قد أرسمل من الطريمق
المام أ با ب كر أح مد بن مح مد بن أيوب المعروف با بن فورك إلى قر يش بن
بدران يشكره على فعله بالخليفة وحفظه على صيانته ابنة أخيه امرأة الخليفة ،
ويعرفه أنه قد أرسل أبا بكر بن فورك للقيام بخدمة الخليفة لحضاره لحضار
أرسملن خاتون ابنمة أخيمه امرأة الخليفمة ،ولمما سممع قريمش بقصمد طغرلبمك
العراق أر سل إِلى مهارش يقول له :أودع نا الخلي فة عندك ث قة بأمان تك ل َينْكَف
بلء ال غز ع نا والن ف قد عادوا و هم عازمون على ق صدك فار حل أ نت وأهلك
إلى البرية فانهم إذا علموا أنّ الخليفة عندنا في البرية لم يقصدوا العراق وتحكم
عليهمم بمما تريمد .فقال مهارش :كان بينمي وبيمن البسماسيري عهود
ومواثيمق نقض ها وإن الخلي فة قمد اسمتحلفني بعهود ومواثيمق ل مخلص منهما .
وسمار مهارش وسمه الخليفمة حادي عشمر ذي القعدة سمنة إحدى وخمسمين
وأربعمائة إلى العراق وجعل طريقهمما على بلد بدر بمن مهلهمل ليأمنما ممن
يقصدهما ووصل ابن فورك إلى حلة بدر بن مهلهل وطلب منه أن يوصله إلى
مهارش فجاء انسمان سموادي إلى بدر وأخمبره أنمه رأى الخليفمة ومهارشما بتمل
عُكمبرا فسمر بذلك بدر ،ورحمل ومعمه ابمن فورك وخدماه وحممل له بدر شيئا
كثيرا وأوصل إليه ابن فورك رسالة طغرلبك وهدايا كثيرة أرسلها معه ،ولما
سممع طغرلبمك بوصمول الخليفمة إلى بلد بدر أرسمل وزيره الكندي والمراء
والحجاب وأصحبهم الخيام العظي مة وال سرادقات والت حف من الخ يل بالمراكب
الذ هب وغ ير ذلك ،فو صلوا إلى الخلي فة وخدموه ورحلوا وو صل الخلي فة إلى
النهروان فمي الرابمع والعشريمن ممن ذي القعدة وخرج السملطان إلى خدمتمه ،
فاجتممع به وق بل الرض ب ين يد يه وهنأه بال سلمة وأظهمر الفرح بسملسته ،
واعتذر من تأخره بع صيان إبراه يم وا نه قتله عقو بة ل ما جرى م نه من الو هن
على الدولة العبا سية ،وبوفاة أخ يه داود بخرا سان ،وأ نه اض طر إلى التر يث
ح تى ير تب أولده بعده في الممل كة وقال :أ نا أم ضي خلف هذا الكلب يع ني
البساسيري واقصد الشام وأفعل في حق صاحب مصر ما أجازي به فعله وقلده
الخليفة بيده سيفا ،وقال :لم يبق مع أمير المؤمنين من داره سواه وقد تبرك
به أمير المؤمنين فكشف غشاء الخركاه حتى رآه المراء فخدموا وانصرفوا ،
ولم يبمق ببغداد ممن أعيانهما ممن يسمتقبل الخليفمة غيمر القاضمي أبمي عبدال
الدامغا ني وثل ثة ن فر من الشهود وتقدم ال سلطان في الم سيرة و صل إلى بغداد
وجلس في باب النو بى مكان الحا جب ،وو صل الخلي فة فقام طغرل بك وأ خد
بلجام بغل ته ح تى صار على باب حجر ته ،وكان و صوله يوم الثن ين لخ مس
بق ين من ذي القعدة سنة إحدى وخم سين و عبر ال سلطان إلى مع سكره وكا نت
السمنة مجدبمة ولم يمر الناس فيهما مطمر فجاء تلك الليلة وهنمأ الشعراء الخليفمة
والسملطان بهذا الممر ودام البرد بعمد قدوم الخليفمة نيفا وثلثيمن يوما ومات
بالجوع والعقوبمة عدد ل يحصمى ،وكان أبمو علي بمن شبمل مممن هرب ممن
طائفمممة ممممن الغزٌ فوقمممع بمممه غيرهمممم فأخذا ماله فقال :
#خرجنا من قضا ِء اللّه خوفا فكان فرارنمممما منممممه إليممممه
مصممائبه عليممه مممن يديممه #وأشقى الناس ذو عزمٍ توالتْ
مَ
مه عليهم
مُ راحمم
مو قلبم
ويقسم #تضيق عليه طرقُ العذر منها
ذكر قتل البساسيري
أنفمذ السملطان بعمد اسمتقرار الخليفمة فمي داره جيشا عليهمم خمارتكيمن
الطغرائي في ألفي فارس نحو الكوفة فأضاف -إليهم سرايا بن منيع الخفاجي ،
وكان قمد قال للسملطان أرسمل معمي هذه العدة حمق أمضمي إلى الكوفمة وأمنمع
البساسيري من الصعاد إلى الشام وسار السلطان طغرلبك في أثرهم فلم يشعر
دبيس بن مزيد والبساسيري إل والسرية قد وصلت إليهم ثامن ذي الحجة من
طريق الكوفة بعد أن نهبوها وأخذ نور الدولة دبيس رحله جميعه وأحدره إلى
البطي حة ،وج عل أ صحاب نور الدولة دب يس يرحلون بأهلي هم فيتبع هم التراك
فتقدم نور الدولة ليرد العرب إلى القتال فلم يرجعوا فممض ووقمف البسماسيري
في جماع ته وح مل عل يه الج يش فأ سر من أ صحابه أ بو الف تح بن ورام وأ سر
منصور وبدران وحماد بنو نور الدولة دبيس وضرب فرس البساسيري بنشابة
وأراد قطع تجفافه (ا) لتسهل عليه النجاة فلم ينقطَع وسقط عن الفرس ووقع في
وجهمه ضربمة ودل عليمه بعمض الجرحمى فأخذه كمشتكيمن دواتمي عميمد الملك
الكندري وقتله وحمل رأسه إلى السلطان ودخل الجند في الظعن فساقوه جميعه
وأخذت أموال أهل بغداد وأموال البساسيري مع نسائه وأولده وهلك من الناس
الخلق العظيمم وأ مر ال سلطان بحممل رأس الب ساسيري إلى دار الخل فة فح مل
إلي ها فو صل منت صف ذي الح جة سنة إحدى وخم سين ،فن ظف وغ سل وج عل
على قناة وط يف به و صلب قبالة باب النو بى ،وكان في أ سرى الب ساسيري
جما عة من الن ساء المتعلقات بدار الخل فة فأخذن وأكر من وحملن إلى بغداد .
ومضى نور الدولة دبيس إلى البطيحة ومعه زعيم الملك أبو الحسن عبد
الرحيمم ،وكان ممن حمق هذه الحوادث المتأخرة أن تذكمر سمنة إحدى وخمسمين
وإنمما ذكرناهما ههنما لنهما كالحادثمة الواحدة ليتلو بعضهما بعضهما ،وكان
البسماسيري مملوكا تركيا ممن مماليمك بهاء الدولة بمن عضمد الدولة تقلبمت بمه
المور ح تى بلغ هذا المقام المشهور وا سمه ار سلن وكني ته أ بو الحرث و هو
منسممموب إِلى بَسمممَا مدينمممة بفارس والعرب تجعمممل عوض الباء
( ) 1التجفاف :آلة حربية معن حديد أو غيره يلبسها الفرس أو النسان .
فاء فتقول فَسمَا والنسمبة إليهما فسماوي ومنهما أبمو علي الفارسمي النحوي
وكان سيد هذا المملوك أولً من ب سا فق يل الب ساسيري لذلك وج عل العرب الباء
فاء فقيمممممممممممممممل فسممممممممممممممماسيري
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة أقر السلطان طغرلبك مملن بن وهسوذان بن مملن على
وليمة أبيمه بأذربيجان .وفيهما مات شهاب الدولة أبمو الفوارس منصمور بمن
الحسين ال سدي صاحب الجزيرة ع ند خوزستان واجتم عت عشيرته على ولده
صمممممممممممممممممممممممممممممممممممدقة .
وفيها توفي الملك الرحيم آخر ملوك بني بويه بقلعة الري وكان طغرلبك
مي بهمما .
مة السمميروان ثممم نقله إلى قلعممة الري فتوفم
سممجنه أولًا بقلعم
وفي ها عصى أ بو علي بن أبي ال جبر بالبطائح وكان متقدم ب عض نواحي ها
فأر سل إل يه طغرل بك جيشا مع عم يد العراق أ بي ن صر فهزم هم أ بو علي .
وفيهما يوم النوروز أرسمل السملطان ممع وزيره عميمد الملك إلى الخليفمة
عشرة آلف دينار سمموى ممما أضيممف إليهمما مممن العلق النفيسممة .
وفي ها في صفر تو في أ بو الف تح بن شي طا القاري الشا هد وكا نت شهاد ته
سممممممممنة خمممممممممس وأربعيممممممممن وأربعمائة .
وفي ها فمي شهمر ربيمع الول توفمي القاضمي أبمو الطيمب الطمبري الفقيمه
الشافعمي وله مائة سمنة وسمنتان وكان صمحيح السممع والبصمر سمليم العضاء
يناظر ويفتي ويستدرك على الفقهاء وحضر عميد الملك جنازته ودفن عند قبر
أح مد وله ش عر ح سن و في سلخه تو في قا ضي القضاة أ بو الح سين علي بن
محمد بن حبيب الماوردي الفقيه الشافعي وكان إماما وله تصانيف كثيرة منها
الحاوي وغيره مممن علوم كثيرة وكان سممره سممتا وثمانيممن سممنة .
وفمي آخمر هذه السمنة توفمي أبمو عبدال الحسمين بمن علي الرفما الضريمر
الفرضمممممي وكان إِماما فقيها على مذهمممممب الشافعمممممي .
وفيهما فمي شوال كانمت زلزلة عظيممة بالعراق والموصمل ووصملت إِلى
همذان ولب ثت ساعة فخر بت كثيرا من الدور وهلك في ها ال جم الغف ير .وفي ها
توفي أبو محمد عبدال بن علي بن عياض المعروف بابن أبي عقيل وكان قد
سمع الكثير من الحديث ورواه وتوفي أيضا القاضي أبو الحسن علي بن هندي
قاضمممممممي حممممممممص وكان وافمممممممر العلم والدب .
ثم دخلت سنة إحدى وخمسين وأربعمائة