التنصيـر

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 93

‫التنصيـر‬

‫تعريفه أهدافه‬
‫وسائله‬
‫حسرات‬
‫المنصرين‬

‫تأليف‬
‫د‪ .‬عبد الرحمن بن‬
‫عبد الله الصالح‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫وبه نستعين‬
‫مقدمة‬
‫الحمد لله الذي كتب النصر والتمكين لدينه ولوليججائه فقججال جججل‬
‫‪     ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫ثنججججاؤه‪} :‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪        ‬‬ ‫وقججججال‪} :‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫{‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪      ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫وكتب الذلة والصغار علججى أعججدائه‬ ‫)‪(2‬‬


‫{‬ ‫‪      ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫فقجججججال‪} :‬‬


‫‪     ‬‬ ‫‪       ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪    ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده‬ ‫)‪(3‬‬


‫{‬ ‫‪     ‬‬

‫ل شججريك لججه لججم يتخججذ صججاحبة ول ولججدا‪ ،‬وأشججهد أن محمججدا عبججده‬


‫ورسوله ‪ ‬تسليما كثيرا‪ ،‬أرسله بالهدى ودين الحججق ليظهججره علججى‬
‫الدين كله وكفى بالله شهيدا‪ ،‬أرسله بالحق بين يدي الساعة بشججيرا‬
‫ونذيرا‪ ،‬وداعيججا إلججى اللججه بججإذنه وسججراجا منيججرا‪ ،‬أرسججله إلججى جميججع‬
‫الثقلين الجن والنس‪ ،‬عربهم وعجمهم أميهم وكتابيهم‪ ،‬وأنزل عليججه‬
‫أحسن الحديث كتابا متشابها يهدي به الله مججن يشججاء‪ ،‬ومججن يضججلل‬
‫الله فما له من هاد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)( سورة المجادلة ‪ ،‬الية ‪. 21 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( سورة غافر ‪ ،‬الية ‪. 51 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( سورة آل عمران ‪ ،‬الية ‪. 112 :‬‬

‫‪2‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫مراحل الصراع بين النصرانية والسلم‬


‫أما بعد‪ :‬فمنذ أن التقت جيوش التوحيججد ‪ -‬تحمججل رايججة ل‬
‫إله إلج الله محمد رسول الله‪ -‬بجيوش التثليججث ‪ -‬تحمججل رايججة‬
‫الصليب ‪ -‬على أرض الشام‪ ،‬منذ ذلك الوقت والصراع محتدم‬
‫بين المسلمين والنصارى ولج يزال كذلك حججتى ينججزل المسججيح‬
‫عليه السلجم فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويحكم بالجسلجم‪،‬‬
‫مصداقا لقججوله ‪ } : ‬والججذي نفسججي بيججده ليوشججكن أن ينججزل‬
‫فيكم ابن مريججم ‪ ‬حكمججا مقسججطا فيكسججر الصججليب‪ ،‬ويقتججل‬
‫الخنزيجججر‪ ،‬ويضجججع الجزيجججة‪ ،‬ويفيجججض المجججال حجججتى لج يقبلجججه‬
‫‪.‬‬ ‫) ‪(2 ) (1‬‬
‫أحد {‬
‫وقد مر هذا الصراع بأربع مراحل ذكرهججا الديججب الريججب محمججود‬
‫شاكر ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬وهي‪:‬‬
‫المرحلة الولــى‪ :‬صججراع الغضججب لهزيمججة المسججيحية فججي أرض‬
‫الشججام‪ ،‬ودخججول أهلهججا فججي السججلم‪ ،‬فبالغضججب أملججت اخججتراق دار‬
‫السلم لتسترد ما ضاع‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬صراع الغضب المتفجر المتدفق من قلب أوربججا‬
‫مشحونا ببغضاء جاهلة عاتية مكتسحة مدمرة سفاحة للدماء جاءت‬
‫تريججد ‪ -‬هججي الخججرى ‪ -‬اخججتراق دار السججلم‪ ،‬وذلججك عهججد الحججروب‬
‫الصليبية الذي بقي في الشام قرنين‪ ،‬ثم ارتد خائبا إلى موطنه فججي‬
‫قلب أوربا‪.‬‬
‫‪ ()1‬البخججاري أحججاديث النبيججاء )‪ ، (3264‬مسججلم اليمججان )‪ ، (155‬الترمججذي الفتججن )‬
‫‪ ، (2233‬أبو داود الملحم )‪ ، (4324‬ابن ماجه الفتن )‪ ، (4078‬أحمد )‪. (2/483‬‬
‫‪ () 2‬صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب اليمان حديث ‪ ، 242 :‬وانظر كتاب الفتن وأشراط الساعة‬
‫منه حديث ‪. 111 ، 110 ، 37 ، 34‬‬

‫‪3‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬صججراع الغضججب المكظججوم الججذي أورثججه انججدحار‬


‫الكتائب الصليبية‪ ،‬من تحته بغضاء متوهجججة عنيفججة‪ ،‬ولكنهججا مججترددة‬
‫يكبحها اليأس من اختراق دار السلم مرة ثالثة بالسججلح والحججرب‪،‬‬
‫فارتدعت لكي تبدأ في إصلح خلل الحياة المسيحية بالتكاء الشديد‬
‫الكامل على علوم السججلم‪ ،‬ولكججي تسججتعد لخججراج المسججيحية مججن‬
‫مأزق ضنك موئس‪.‬‬
‫وهذه المراحل الثلث كانت ترسف في أغلل القججرون الوسججطى‬
‫أغلل الجهل والضياع ولم تصنع هذه المراحل شيئا ذا بال‪.‬‬
‫المرحلـــة الرابعـــة‪ :‬صجججراع الغضجججب المشجججتعل بعجججد فتجججح‬
‫القسججطنطينية‪ ،‬يزيججده اشججتعال وتوهجججا وقججود مججن لهيججب البغضججاء‬
‫والحقد الغائر في العظام على الترك )أي المسججلمين(‪ ،‬وهججم شججبح‬
‫مخيف مندفع في قلب أوربا‪ ،‬يلقي ظله على كل شيء‪ ،‬ويفزع كججل‬
‫كائن‪ ،‬وإذا كانت المراحل الثلث الول لم تصنع للمسججيحية شججيئا ذا‬
‫بال‪ ،‬فصراع الغضب المشتعل بلهيب البغضاء والحقد هو الذي صنع‬
‫لوربا كل شيء إلى يومنا هذا‪ ،‬صنع كججل شججيء لنججه هججو الججذي أدى‬
‫بهم إلى يقظة شاملة قامت على الصرار وعلى المجاهدة المثابرة‬
‫على تحصيل العلم وعلى إصلح خلل الحيججاة المسججيحية‪ ،‬ولكججن لججم‬
‫يكن لها يومئذ من سبيل ول مدد إل المجدد الكجائن فجي دار السجلم‬
‫من العلم الحي عند علمججاء المسججلمين‪ ،‬العلججم المسججطر فججي كتججب‬
‫أهل السلم‪ ،‬فلم يترددوا‪ ،‬وبالجهاد الخارجي وبالحماسة المتوقججدة‪،‬‬
‫وبالصبر الطويل؛ انفكججت أغلل القججرون الوسججطى بغتججة عججن قلججب‬
‫أوربا وانبعثت نهضة العصور الحديثة مستمرة إلججى هججذا اليججوم‪ .‬مججن‬

‫‪4‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫يؤمئذ‪ ،‬عند أول بدء اليقظة‪ ،‬تحججددت أهججداف المسججيحية الشججمالية‪،‬‬


‫وتحددت وسائلها‪ ،‬لم يغب عن أحد منهم قط أنهم في سبيل إعججداد‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫أنفسهم لحرب صليبية رابعة‬
‫وبما أن المة تمر بالمرحلجة الرابعجة مجن مراحجل الصجراع الجذي‬
‫يعتمد على العلم والدين والعقل واستخدام الساليب المؤثرة علججى‬
‫الديان والعقول‪ ،‬فإن من أبججرز أسججاليب هججذه المرحلججة " التنصججير"‬
‫الذي تدفقت جحافله اليسة ‪ -‬من رحمة الله ومججن نجججاح أعمالهججا ‪-‬‬
‫على أقطار المة السلمية يبشرونها بالكفر‪ ،‬ويدعونها إلى الضججلل‬
‫والخبال‪ ،‬ويعدونها الغنى إن هي آمنت بالصليب‪ ،‬ومججن صججدق بهججذه‬
‫الوعججود الكاذبججة فججاز بنسججخة مججن النجيججل المحججرف‪ ،‬وأخججذ منججه‬
‫المنصرون كل شيء حججتى نفسججه‪ ،‬يقججول جججاك مندلسججون‪) :‬حينمججا‬
‫تكون صحة الشبان الفريقين سجعيدة‪ ،‬فججإنهم ل يتعبجون مججن ترديجد‬
‫القصججة القديمجججة‪ :‬إن المبشججرين جججاءوا إلينججا وقججالوا‪ :‬إننججا نريججد أن‬
‫نعلمكم العبادة‪ .‬وقلنججا‪ :‬حسججنا إننججا نريججد أن نتعلججم العبججادة‪ .‬وطلججب‬
‫المبشرون منا أن نغلق أعيننا‪ ،‬وفعلنجا ذلك وتعلمنججا التعبججد‪ ،‬وحينمججا‬
‫فتحنجججا أعيننججا وجججدنا النجيججل فججي أيججدينا‪ ،‬ووجججدنا أراضججينا قججد‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫اغتصبت (‬
‫التنصير امتداد للحروب الصليبية‬
‫وهذا التنصير الذي يلبس لبوس الشفقة ويظهر الرحمجة‪ ،‬ويقججدم‬

‫‪1‬‬
‫)( رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ‪ ،‬تأليف الستاذ محمود محمد شاكر ‪ .‬نشر مكتبججة‬
‫الخانجي ودار المدني ‪ 1417 ،‬هج ‪ ،‬ص ‪ ، 46-44 :‬ويحسن بالقججارئ الكريججم الطلع‬
‫على هذه الرسالة؛ لنها تكشف حقيقة الصججراع بيججن المسججلمين والنصججارى ‪ ،‬ولنهججا‬
‫تذكي في المسلم عقيدة الولء والبراء ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( حقيقة التبشير تأليف أحمد عبد الوهاب ‪ ،‬نشر مكتبة وهبة ‪ ،‬ص ‪. 133 :‬‬

‫‪5‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫الدواء‪ ،‬ويعلجم الصغار القراءة والكتابججة لينهلججوا مججن كفججر النصججارى‬


‫ومجونهم وخلعتهم‪ ..‬ما هو إل وججه من وججججوه الحججروب الصججليبية‬
‫ومظهر من مظاهرها يوضح ذلك ما وصف بجه الب اليسوعي مييججز‬
‫سياسية فرنسا الدينية في الشرق حينما قال‪ ) :‬إن الحرب الصليبية‬
‫التي بدأها مبشرونا في القرن السابع عشر ل تججزال مسججتمرة إلججى‬
‫أيامنججا‪ ..‬ولقججد احتفظججت فرنسجججا طججويل بججروح الحججروب الصججليبية‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫وبالحنين إلى تلك الحروب حية في نفسها (‬
‫ويقول اليسوعيون فججي عججرض نشججاطهم التنصججيري‪ ) :‬ألجم نكججن‬
‫نحن ورثجة الصجليبين‪ ،‬أو لججم نرجججع تحججت رايجة الصججليب لنسجتأنف‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫التسرب التبشيري والتمدين المسيحي (‬
‫ولقد اجتهجد النصجارى في فجرض نصرانيتهجم بجالقوة في العجججالم‬
‫السجلمي تحت مظلة السجتعمار حينجججا‪ ،‬وتحجججت مظلجججة الضغجججوط‬
‫القتصادية والسياسية حينا آخر يقجول القجججس بجججيرس بيفججر‪ ) :‬فججي‬
‫القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كانت الحضارة الوربيججة‬
‫والسيطرة السياسججية والقجججوة العسججكرية تجتجججاح العجججالم‪ ،‬وكجججانت‬
‫النصرانيجة تتسنم غارب هذا المد‪ ،‬وأصبحت الطريجججق ممهججدة أمججام‬
‫المبشرين‪ ،‬فانتشرت النصرانية مجع اتسجاع السجيطرة الوربيجة فجي‬
‫العالم‪ ،‬ولقجد قجام السججتعمار والسججيطرة العسججكرية بججدورهما فججي‬
‫‪ .‬يرجججون مجججن وراء ذلجججك وقجججف نمجججو المجججد‬ ‫)‪(3‬‬
‫نشججر النصججرانية(‬

‫‪1‬‬
‫)( التبشير والستعمار ‪ ،‬تأليف د ‪ .‬مصطفجى خالدي ‪ ،‬ود ‪ .‬عمر فروخ ‪ ،‬نشر المكتبة‬
‫العصرية ص ‪. 127 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 115 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( من الرسججاليات المتعجججددة إلججى الرسجججالية الموحجججدة ص ‪ . 13-11 :‬نقجججل مجججن‬
‫المصدر السابق ص ‪. 255 :‬‬

‫‪6‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫وأن يكفجججر المسجججلمون بربهجججم‬ ‫)‪(1‬‬


‫السجلمي في أرججاء المعمجورة‬
‫‪     ‬‬ ‫}‬
‫وأن يلحججق الموحججدون‬ ‫)‪(2‬‬
‫{‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫بركججججب أهججججل الصججججليب‪} :‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫غجايتهم من ذلك الصد عن‬ ‫)‪(3‬‬


‫{‬ ‫‪  ‬‬

‫سبيل الله‪ ،‬وأن تكجون سبيل الله عوججا‪ ،‬كمجا ذكجر الله ذلججك عنهججم‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫في سورتي هود وإبراهيم‬
‫لهججذا ولغجججيره ممجججا يتججججدد فججي سجججاحة المججة السجججلمية مججن‬
‫حمجلت تنصيرية نصرانية غاشمة حجاقدة أقلقهجججا وأقجججض مضجججعها‬
‫صمود السجلم وصمود المسلمين أمام جهودهم التنصججيرية الهائلججة‬
‫التي لم تجن إل أقل القليل مما كانت تطمح إليه ‪ -‬رأيت لزاما علي‬
‫أن أدون تذكجججرة مختصججرة توضجججح أهجججداف المنصججرين وبعجججض‬
‫وسجائلهم الجتي ينفجذون من خللهجا إلى المة السلمية‪ ،‬ول أزعجججم‬
‫أنجني أحطت بكجل ذلجك‪ ،‬ول أنجني قضيجت مجا فججي النفججس‪ ،‬ولكجججن‬
‫حجاولت أن تكجون موقظة مجوجزة تذكججر الغججافل‪ ،‬وتنبججه الناسجي‪،‬‬
‫وتعين الداعي‪ ،‬وتفضح الدعي‪ ،‬وتحذر من كيد الفجار‪.‬‬
‫وسأتناول في هذه الرسالة إن شاء الله ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف التنصير‪.‬‬
‫‪ -‬أهداف التنصير‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫انظر التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪. 310 :‬‬ ‫)(‬
‫‪2‬‬
‫سورة النساء الية ‪. 89 :‬‬ ‫)(‬
‫‪3‬‬
‫سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪. 120 :‬‬ ‫)(‬
‫‪4‬‬
‫انظر سورة هود ‪ ،‬الية ‪ ، 19 :‬وسورة إبراهيم ‪ ،‬الية ‪. 3 :‬‬ ‫)(‬

‫‪7‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪ -‬وسائل التنصير‪.‬‬
‫‪ -‬حسرات المنصرين‪.‬‬
‫وأسأل المولى عز شأنه أن يجعلها خالصة لوجهجججه الكريجججم‪ ،‬وأن‬
‫ينفعني بها في الدنيا والخرة‪ ،‬وأن يجعلها مجن العلجججم الججذي ينتفجججع‬
‫به‪ ،‬وأن يجزي خيججرا مججن أعجججان علججى إخراجهجججا وطبعهججا وتوزيعهججا‪.‬‬
‫وآخجر دعوانا أن الحمد لله رب العجالمين وصججلى اللججه وسججلم علججى‬
‫خجاتم النبياء والمرسلين‪.‬‬
‫حرر في ‪ 1419/ 9/ 13‬هج‬

‫‪8‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫تعريف التنصير‬
‫هو‪ :‬دعوة الناس للدخجول في النصرانية‪ ،‬فجججإن لججم يججدخلوا فيهججا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫فليخرجوا من دينهم وبخاصة المسلمون‬
‫وورد تعريفججه فججي الموسجججوعة الميسججرة بججأنه حركجججة دينيججة‬
‫سياسجججية )نصجججرانية( بجججدأت فجججي الظهجججور إثجججر فشجججل الحجججروب‬
‫؛ بغيجة نشجر النصجرانية بججين المجم المختلفجة فجي دول‬ ‫)‪(2‬‬
‫الصليبية‬
‫العالم بعامة‪ ،‬وبين المسلمين بخاصة بهدف إحكام السججيطرة علججى‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫هذه الشعوب‬
‫أهداف التنصير‬
‫أخبر الله عججن أهججل الكتججاب أنهججم كفججروا بآيججات ربهجججم‪ ،‬ونقضججوا‬
‫‪‬‬ ‫ميثاقه‪ ،‬وقتلوا النبياء فطبع على قلوبهم قال تعجججالى‪} :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫)( أصول التنصير في الخليج ‪ ،‬تأليف هج ‪ .‬كونوي زيقلر ‪ ،‬ترجمجججة مججازن مطبقججاني ‪،‬‬
‫نشر مكتبة ابن القيم في المدينة المنورة ‪ ،‬ص ‪. 7 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( يظن البعض أن التنصير موجود منذ القدم وأنججه فججي الججوقت الراهججن أصججبح عمل‬
‫منظما أكثر من ذي قبل ‪ .‬والحق أن النصرانية كجانت كجأي نحلة أو مذهب له دعججاته‬
‫الذين يدعون إليجه ويبشرون به ‪ ،‬ولم يكن لهذه الججدعوة الغايججات الججتي تطلجججع إليهججا‬
‫المنصرون في القرون المتأخرة ‪ .‬أما التنصير في العصر الحاضر فلم تكججن حقيقتججه‬
‫الدعوة المججردة إلى النصرانية‪ -‬كما كججان يفعججل ذلججك دعججاة النصججرانية سججابقا‪ -‬بججل‬
‫كججانت دعججوة إلججى النصججرانية تسججتهدف مججن وراء ذلججك بسججط الهيمنججة النصججرانية‬
‫والستحواذ الستعماري على المة السلمية وعلى غيرها‪ -‬دون الحاجججة إلججى سججفك‬
‫الدماء ‪ ،‬والحيلولجة دون أن ترفجع راية الجهاد التي تعيد إلججى المسججلمين بعججون مججن‬
‫الله عزهم ومجدهم وتلزم النصارى الذلة والصغار ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫)( الموسوعة الميسرة ‪ ،‬إحججدى إصججدار النججدوة العالميججة للشججباب السججلمي ‪ ،‬ص ‪:‬‬
‫‪. 159‬‬

‫‪9‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫فغاية أهججل‬ ‫)‪(1‬‬


‫{‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الكتاب تتلخص في المور التالية‪:‬‬


‫‪‬‬ ‫‪ - 1‬الصججججد عججججن سججججبيل اللججججه تعججججالى‪} :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫{‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ - 2‬أن تكون سبيل اللججه عوجججا مائلججة عائلججة‪ ،‬وهججي مسججتقيمة فججي‬
‫‪‬‬ ‫قال جججل ثنججاؤه‪} :‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫نفسها ل يضرها من خالفها ول من خذلها‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫{‬ ‫‪      ‬‬

‫)‪.(4‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ - 3‬أن يتبججججع المسججججلمون ملتهججججم‪ ،‬قججججال تعججججالى‪} :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫{ )‪.(5‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ - 4‬أن ترتد المة السلمية وترجع على أدبارها قال تعججالى‪} :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫)( سورة النساء ‪ ،‬الية ‪. 155 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( سورة النساء ‪ ،‬الية ‪. 44 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر تفسير القرآن العظيم ‪ ،‬تأليف أبي الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي ‪ ،‬جججج‬
‫‪ ، 2‬ص ‪. 522 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)( سورة إبراهيم ‪ ،‬الية ‪. 3 :‬‬
‫‪5‬‬
‫)( سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪. 120 :‬‬

‫‪10‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪‬‬ ‫‪ .‬قال تعجالى‪} :‬‬ ‫)‪( 1‬‬


‫{‬ ‫‪  ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪     ‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪( 2‬‬


‫{‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 5‬الحججرص علججى مججا يعنججت المسججلمين ويشججق عليهججم ويضرهجججم‬


‫‪‬‬ ‫ويفسجججججد عليهججججم أمرهججججم قججججال تعججججالى‪} :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪    ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫{‬ ‫‪   ‬‬

‫‪ - 6‬فتنججة المسججلمين والكيججد لهجججم وخذلنهجججم وخجججذلن دينهجججم‬


‫‪‬‬ ‫قججال تعججالى‪} :‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫وإخمجججاده مججدة طويلججة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫{‬ ‫‪‬‬

‫وحينما تستعرض ما كتبه المنصرون عججن أهججدافهم‪ ،‬أو مجججا كتبجججه‬


‫من تنججاول هججذا الموضججوع مججن المسججلمين‪ -‬تجججد أن الهججداف الججتي‬
‫ذكرهجا هؤلء وهؤلء ل تخرج عن ذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سورة النساء ‪ ،‬الية ‪. 89 :‬‬ ‫)(‬
‫‪2‬‬
‫سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪. 109 :‬‬ ‫)(‬
‫‪3‬‬
‫سورة آل عمران ‪ ،‬الية ‪. 118 :‬‬ ‫)(‬
‫‪4‬‬
‫انظر تفسير القرآن العظيم ‪ ،‬جج ‪ ، 2‬ص ‪. 361 :‬‬ ‫)(‬
‫‪5‬‬
‫سورة التوبة ‪ ،‬الية ‪. 47 :‬‬ ‫)(‬

‫‪11‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫فقد ذكروا من أهدافهم ما يلي‪:‬‬


‫‪ - 1‬تفريق الوحدة السلمية‪.‬‬
‫‪ - 2‬إخضاع العالم السلمي للسيطرة الغربية النصججرانية والتحكجججم‬
‫في خيراته ومدخراته‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ - 3‬السيطرة السياسية والتوسع الستعماري‬
‫وهذه الهداف كما ترى ل تخرج عن الهجداف التي أشجارت إليها‬
‫اليات الكريمة السابقة‪.‬‬
‫والتنصير في حقيقته هو المتجداد الحقيقججي للحجججروب الصليبيجججة‪،‬‬
‫فلئن كججانت الحججروب الصججليبية حروبججا وحملت عسججكرية‪ ،‬فجججإن‬
‫التنصير حملت صليبية سلمية تستهدف الغرض نفسججه‪ .‬يؤكججد ذلججك‬
‫مجا صرح به مخططو العمل التنصيري فقجد أخجبر المؤرخ ججججان دي‬
‫جوانفيجل ‪ -‬الذي رافق الملك لويس التاسع عشر ملك فرنسججا فججي‬
‫حملته الصليبيجة السابعة ‪ -‬عن ما انتهجى إليجه لويجس التاسجع عشججر‬
‫في خلوتجه في معتقلجه بالمنصورة الججتي أتججاحت لججه فرصججة هادئجججة‬
‫ليفكجر بعمق في السياسة الجتي كجان أججدر بجالغرب أن يتبعهجا إزاء‬
‫المسلمين‪ ،‬وقد انتهى به التفكجججير إلججى مججا أفضججى بججه إلججى أعججوانه‬
‫المخلصين أثناء رحلتجه إلى عكججا متوجهججا إليهججا مجن دميجاط حيجث‬
‫قال‪ :‬إنه لم يعد في وسع الكنيسة أو فرنسجا مواجهجة السلم‪ ،‬وإن‬
‫هذا العبء ل بد أن تقوم به أوربا كلها لتضييق الخنجاق على السلم‬
‫ثم تقضي عليه‪ ،‬ويتججم لهججا التخلججص مججن الحججائل الججذي يحجججول دون‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر التبشير والستعمار ‪ ،‬ص ‪ 34 :‬وما بعدهجا ‪ ،‬وحقيقجججة التبشجججير ‪ ،‬ص ‪153 :‬‬
‫مجججا بعدهجججا ‪ ،‬والتنصجججير مفهججومه وأهدافجججه ‪ ،‬تجججأليف د ‪ .‬علججي النملجججة ‪ ،‬نشججر دار‬
‫الصحجوة ‪ :‬القاهرة ‪ ،‬ص ‪. 33 :‬‬

‫‪12‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫ويقججدر رينيججه جروسججيه أحجججد المؤرخجججين‬ ‫)‪(1‬‬


‫تملكها لسججيا وأفريقيججا‬
‫النصارى هذا التوجه الستراتيجي للملجك لويس التاسجع بقوله‪ ) :‬إن‬
‫الملك لويس التاسع كججان بججذلك فججي مقدمججة كبجججار ساسججة الغججرب‬
‫الذين وضعوا للغرب الخطوط الرئيسججة لسياسججة شججملت مسججتقبل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫أسجيا وأفريقيجا بأسرهما (‬
‫وكان من ضمن ما تضمنته خطة لويس التاسع ما يلججي‪) :‬تحويججل‬
‫الحملت الصليبية العسكرية إلى حمجلت صليبيجة سججلمية تسججتهدف‬
‫الغرض نفسه‪ ،‬ل فرق بجججين النوعجججين إل مججن حيجججث نجججوع السجججلح‬
‫المسججتخدم فججي المعركججة‪ ،‬وتجنيججد المبشججرين الغربييججن فججي هججذه‬
‫المعركة السلمية لمحاربة السلم‪ ،‬ووقف انتشاره ثم القضاء عليججه‬
‫معنويجججا‪ ،‬واعتبجججار هجججؤلء المبشجججرين فجججي تلجججك المعجججارك جنجججودا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫للغرب(‬
‫وتبنت الدول العظمى هذه السياسججة فحملجججت رايجججات التنصججير؛‬
‫لنه يحقججق لهججا الهججداف الججتي تتطلججع إليهججا سججواء كججانت دينيجججة أم‬
‫سياسية أم اقتصادية‪ ،‬إذ فججي عججام ‪1920‬م أصججدرت لجنججة التبشججير‬
‫المريكي‪ -‬التي تهتم بالستفادة مجججن مناسججبات الحججروب للتنصججير‪-‬‬
‫كتابا ذكجرت في مطلع مقدمته ما يلجي‪) :‬من أبرز المججور المتعلقججة‬
‫بدخجول الوليجججات المتحججدة فججي الحججرب العالميججة الولججى أن الراء‬
‫والمبادئ التي كانت تهجدف إليهججا الرسججاليات التبشججيرية قججد تبنتهججا‬
‫المة المريكية‪ ،‬ثجم أعلنجت أنها هي أهدافها الخلقيججة وغايتهججا مججن‬

‫‪1‬‬
‫)( حقيقة التبشير ‪ ،‬ص ‪. 153 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 153 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( حقائق عن التبشير ‪ ،‬تأليف عماد شرف ‪ ،‬ص ‪. 10 -9 :‬‬

‫‪13‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫خجججوض تلججك الحجججرب‪ ..‬إن هججذه المبججادئ قججد سججميت الن أسججماء‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫سياسية فقط(‬
‫إذا فالحملت التنصججيرية‪ -‬الججتي تجججوب العججالم السججلمي اليججوم‪-‬‬
‫حملت صججليبية تحمججل الغججذاء والججدواء والكسججاء لتطعجججم وتعجججالج‬
‫وتواسي وتججؤوي مجن شججردتهم الحجروب الججتي افتعلهججا رسججل هججذه‬
‫الحملت قبل وصولها تمهيدا لمباشرتها لمهامها التنصيرية ولتحقيججق‬
‫أطماع الدول الجتي أرسلتها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪() missionary outlook p . xv . ff‬‬ ‫‪ .‬نقل من التبشير والستعمار ‪ ،‬ص ‪129 :‬‬

‫‪14‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫وسائل التنصير‬
‫اسجتغل المنصرون كجل وسيلة ممكنجججة لنشججر دينهجججم‪ ،‬وإشجججاعة‬
‫باطلهم؛ صدا عن سجبيل اللجه‪ ،‬وإرصجادا لمججن حججارب اللجه‪ ،‬وإضجلل‬
‫لعباد الله‪ ،‬واستعبادا لعباد الله‪ ..‬استغلوا لجل ذلك كل مرفجق مججن‬
‫مرافجق الحياة‪ ،‬وكل حاجة من حاجات البشر‪ ،‬بل ربما أشجعلوا نجججار‬
‫الحرب‪ ،‬وأوقدوا‪ ،‬الفتنة لتفتح لهم البواب‪ .‬فلم يمنعهججم عقججل عججن‬
‫استغلل آلم مريض‪ ،‬ولم يؤنبهم ضمير عججن مسجججاومة ججججائع علججى‬
‫لقمتجه ومجا يسجد رمقه‪ ،‬ولم تججدفعهم رحمججة لنقججاذ بججائس أو شججيخ‬
‫فجان أو عججوز حسيرة كسيرة‪ ،‬فمن لم يعلججن كفججره بربججه وإيمججانه‬
‫بآلهتهم التي يعبدونها من دون الله‪ ..‬فلن يلقى عنايتهم‪ ،‬ولججن ينجججال‬
‫أعطيتهجججم‪ .‬لقججد منحوهجججم كسجججرة الخججبز‪ ،‬ليسججلبوهم عقيدتهجججم‪،‬‬
‫ونجاولوهم الكسجاء؛ ليهتكجوا أعراضهجم ويشيعوا فيهم الزنججا والخنججا‪،‬‬
‫وعلموهم القراءة؛ ليتعلمججوا الكفججر واللحجججاد والزندقججة‪ ،‬وبنججوا لهججم‬
‫المعبد؛ ليقدسوا فيه الصليب ويعبدوا فيه الشججيطان‪ ،‬ودعججوهم إلججى‬
‫الحريجة الزائفة؛ ليخرجوهجم من عبوديجججة اللججه فيقعججوا فججي عبوديججة‬
‫الهوى والشجيطان‪ ،‬وصجوروا لهم استحالة أن يغفر الله لهم وسولوا‬
‫لهم أن القسيس يغفر الذنوب‪ ..‬وسججتجد فججي الوسججائل التاليججة مجججا‬
‫يؤكد ما ذكرت لك وهذه الوسائل هي‪:‬‬
‫فرض النصرانية بالقوة‬
‫إن العقول النصججرانية ‪ -‬الججتي ل ترقججب فججي مججؤمن إل ول ذمججة ‪-‬‬
‫تريجد أن تفرض النصرانية بجالقوة‪ :‬بقجوة الحديجد والنجار والنقلبجات‬
‫العسكرية مججع الشججعوب الججتي ل تسججتجيب إل لذلجججك‪ ،‬ولكجججن بجججأيد‬

‫‪15‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫خفيجة‪ ،‬ل تفقد النصرانية بريقها المتججدثر بلبججاس الشجججفقة والرحمججة‬


‫على النسجانية‪ ،‬وقجد تفرضها بقوة تفوق الغني على الفقير‪ ،‬وحاجة‬
‫الفقير إلى الغجني‪ -‬على الشججعوب الججتي ل تملججك لقمجججة عيشجججها أو‬
‫ستر عورتها‪ ،‬فتسجاومها علججى حياتهججا‪ ،‬وتخيرهججا بيججن المججوت جوعججا‬
‫على دينها‪ ،‬وبجين الحيجاة على دين النصرانية‪.‬‬
‫وقد تفرضهجا بقجوة المدارس والمعجاهد علججى الشججعوب الميجججة‪،‬‬
‫فتعلمها القراءة والكتابججة‪ ،‬لتتنصججر ولتقججرأ النجيججل‪ ،..‬فجججإن رفضججت‬
‫هجذه الشعوب النصرانيجة فلتبق على أميتهججا‪ ،‬فليسجججت الغايججة عنجججد‬
‫ورثجة الصليبيجين تعليجم الشججعوب وتثقيفهججا وتطويرهجججا إنمججا الغايجججة‬
‫تنصيرهجا فحسب‪.‬‬
‫وهي تبذل جهدها لتحول بين الشعوب الوثنية والسلم‪ ،‬وقد أنكر‬
‫‪‬‬ ‫الله علججى أهججل الكتججاب هججذا المسججلك فقججال جججل ثنججاؤه‪} :‬‬
‫‪    ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪     ‬‬

‫وقال عز‬ ‫)‪(1‬‬


‫{‬ ‫‪   ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫مججججججن قججججججائل‪} :‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫{‬ ‫‪    ‬‬

‫‪1‬‬
‫)( سورة آل عمران ‪ ،‬الية ‪. 99 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( سورة التوبة ‪ ،‬الية ‪. 34 :‬‬

‫‪16‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫أما شاهد فرضها بقوة الحديد والنار فكثير فمججن ذلجججك مجججا ججججاء‬
‫في خطاب المنصر جاير دنر من قوله‪) :‬وفي جزر الهنجججد الشججرقية‬
‫ذكرنجا وشجيكجا النشجاط الجديجد النجاجم عجن التسجهيلت المجتزايدة‬
‫للسجفر والتصال المتبادل‪ .‬إن إخواننا الهولنديين واللمججان يقومججون‬
‫بعمجل رائجع هنا في كسب المسلمين ومنع إسججلم غجججير المسججلمين‬
‫على حجد سواء‪ ،‬وكل ما يستطيع هذا المؤتمر العظيم أن يفعلججه أن‬
‫نشججعهم على بذل جهود أكبر باسم الرب‪ ،‬حتى نتمكن نحججن وهججم‬
‫من تقوية قبضتنا على بورينو‪ ،‬هذه الجزيرة الكبيرة‪ ،‬التي لججم يبججذل‬
‫فيهجا سوى القليل‪ ،‬وقجد أخبرت من المحترم ج‪ .‬ألن مبشججر جمعيججة‬
‫نشر النجيل هنجاك بأنهجا مليئجة بالمججاليزيين المسججلمين المتعصججبين‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ذوي النفوذ الكبير(‬
‫وقجال أيضجا‪ ) :‬أن تحتل‪ -‬أي بريطانيا‪ -‬بقوة كجل قجاعدة أو مركز‬
‫استراتيجيي من الجزء السلمي من شرق أفريقيججا؛ لكججي تخضعجججه‬
‫للمراقبة(‪.‬‬
‫أمجا شجاهد فرضهجا مجن خجلل النقلبجات العسكرية فقجول جاير‬
‫دنر أيضجا‪) :‬إن زعمجاء بختيجججاري الججذين أنججججزوا النقجججلب الحجججالي‬
‫وأصججبحوا حكججام المججر الواقجججع‪ ،‬كججانوا قبجججل أن يصججلوا إلججى هججذه‬
‫الشجججهرة المروعججة الصججدقاء الوفيججاء لرسججاليات جمعيججة التبشججير‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫الكنسية(‬

‫‪1‬‬
‫)( الوثيقة السلم الخطر ‪ ،‬نججص الخطججاب الججذي ألقججاه و‪ -‬هجج ‪ .‬ت‪ -‬ججججاير دنججر فججي‬
‫مؤتمر القاهرة التنصجيري المنعقجد فججي ‪ 1910‬م ترجمججة محمجججود الشجاذلي ‪ ،‬نشجر‬
‫المختار مصر ‪ ،‬ص ‪ 28 :‬وتأمل قوله ‪ :‬منع إسلم غيججر المسججلمين ‪ ،‬وقججوله ‪ :‬تقويججة‬
‫قبضتنا على بورينو ‪ ،‬تجد أنه فرض للنصرانية بقوة القبضة ل بقوة الحجة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ص ‪ . 26 :‬وانظر الغارة على العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪. 93 :‬‬

‫‪17‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫أما شاهد فرضهجا بقجوة المجدارس والمعاهد‪ .‬فقجد قجال المبشججر‬


‫جسب‪) :‬إن التعليم فججي مججدارس الرسججاليات المسججيحية إنمجججا هججو‬
‫واسجطة إلى غاية فقط‪ ،‬هذه الغاية هي قيادة النججاس إلججى المسججيح‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫وتعليمهجم حتى يصبحوا أفرادا مسيحيين وشعوبا مسيحية (‬
‫أمجا شجاهد فرضججها بقججوة تفججوق الغنججي علججى الفقيججر فقججد كجججان‬
‫المنصرون يعرضون على أسر المعتقلين في إندونيسيا اسججتعدادهم‬
‫لعالجة ذويهجججم وإعاشجججة أسججرهم شججريطة أن يوقعجججوا علججى صجججك‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫العجتراف بانضمامهم إلى الكنيسة‬
‫أما شاهد منع إسلم غير المسلمين من السلم فقججد تقججدم فججي‬
‫أول هججذا المبحججث حينمججا قججال المنصججر ججججاير دنججر‪) :‬إن إخواننجججا‬
‫الهولنديجين واللمان يقومون بعمل رائع هنا فججي كسججب المسججلمين‬
‫ومنع إسلم غجير المسلمين(‪.‬‬
‫وقد تفرض بقوة المستعمر وسجطوته كمجججا ذكجججر ذلجججك المنصججر‬
‫تشجارلس كرافجت حيجث قجال‪) :‬إن اسجتراتيجية التنصجججير الوروبيججة‬
‫المريكية كجانت عموما مرتبطة ارتباطجا وثيقجا بالعقلية الستعمارية‬
‫ولهججذا السججبب كججانت ناجحججة كلمججا تعرضججت الشججعوب إلججى التججأثير‬
‫القجوي وحتى إلى التخويف بواسججطة النججججازات الثقافيججة الوربيجججة‬
‫)‪(3‬‬
‫المريكيجة‪ ،‬لقد كنا تماما مثل المهودين(‬
‫إشاعة اللحاد بين المسلمين‬
‫علجم النصارى‪ -‬أخزاهجم اللججه‪ -‬أن النصرانيجججة ل قبجججول لهجججا فججي‬

‫‪1‬‬
‫)( حقيقة التبشير ‪ ،‬ص ‪. 166 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 186 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ص ‪. 166 :‬‬

‫‪18‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫المجتمعات المسلمة الملتزمة‪ ،‬فعلججى قججدر الججتزام المسججلم بججدينه‪،‬‬


‫يكون نفجوره من الكفر والضلل‪ ،‬ولما استيأس النصارى من خجروج‬
‫المسلمين إلى النصرانيجة رضجوا بجأن يخرججججوا المسججلم مججن دينجججه‬
‫وإن لم يعلن اعتناقجه للنصرانية يقول المنصر زويمججر‪) :‬مهمتكججم أن‬
‫تخرجججوا المسججلم مججن السججلم ليصججبح مخلوقججا ل صججلة لججه بججالله‪،‬‬
‫وبالتجججالي ل صلجججة تربطججه بججالخلق الجججتي تعتمججد عليهججا المججم فججي‬
‫حياتهجججا‪ ،‬ولجججذلك تكونجججون أنتججججم‪ -‬بعملكججججم هججججذا‪ -‬طليعجججة الفتجججح‬
‫الستعماري في الممجالك السلمية‪ ..‬إلى أن قجججال‪ :‬إنكجججم أعججددتم‬
‫نشئا ل يعرف الصلة بالله ول يريد أن يعرفها‪ ،‬وأخرجتم المسلم من‬
‫السلم ولم تججدخلوه فججي المسججيحية‪ ،‬وبالتججالي فقججد ججججاء النجججشء‬
‫السججلمي‪ -‬طبقججا لمججا أراده السججتعمار‪ -‬ل يهتججم بالعظججائم ويحجججب‬
‫الراحجة والكسل‪ ،‬فإذا تعلم فللشهوات‪ ،‬وإذا جمع المجال فللشهوات‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات(‬
‫فغجايتهم إفسجاد فججي الرض وصجججد عجججن سجججبيل اللججه‪ ،‬وإشجججاعة‬
‫‪ ‬‬ ‫للفاحشة في الذين آمنجوا‪ ،‬وصدق الله‪} :‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫{‬ ‫‪    ‬‬

‫مواجهة الدعوات السلمية والحركات الصلحية‬


‫التجديدية‬
‫أخبر النبي ‪ }: ‬أن الله يبعث لهذه المججة علججى رأس كججل مججائة‬

‫‪1‬‬
‫)( تنصججير المسججلمين ‪ ،‬تججأليف عبججد الججرزاق ديججار بكجججرلي ‪ ،‬نشججر دار النفجججائس ‪،‬‬
‫الرياض ‪ ،‬ص ‪. 20 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( سورة إبراهيم ‪ ،‬الية ‪. 3 :‬‬

‫‪19‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫وأعججداء اللججه وأعججداء رسججوله صججلى‬ ‫)‪(2) (1‬‬


‫سنة من يجدد لها دينها {‬
‫اللججه عليجججه وسججلم أعججداء المسجججلمين يدركجججون عظججم خطججر هججذه‬
‫الدعجوات الصلحية في تاريخ المسلمين‪ ،‬إذ يجعجل الله على يديهجا‬
‫تجديجد هذا الدين‪ ،‬وقمججع المفسججدين ومواجهججة الكجججافرين‪ ،‬وحمايججة‬
‫بيضججة المسجلمين‪ ،‬فلججذلك ترصجد عيججونهم‪ -‬المبثوثججة بجججين ظهرانججي‬
‫المسجلمين‪ -‬كجل مصلجح وداعية‪ ،‬وكل مظهر من مظاهر تجديد هججذا‬
‫الدين‪ ،‬وتحجدد السبل التي تمد المصلحين والدعاة‪ ،‬وتنجاصر الججدين‪،‬‬
‫وتقجترح أنججح الوسجائل الجتي تجتث تلك السبل من جججذورها يقججول‬
‫المنصر جاير دنر فججي مججؤتمر التنصجججير المنعقججد فججي القججاهرة عججام‬
‫‪1910‬م‪) :‬فإننججا نجججد أنفسججنا وجهجججا لوججججه أمجججام نهضججة إسججلمية‬
‫تعليمية ودينية تحتم علينا هذا التقدم التبشججيري‪ ،‬إذا كججان علينجججا أن‬
‫ولهجججذا‬ ‫)‪(3‬‬
‫نحجججافظ علججى العتبجججار الجججذي اكتسججبناه فججي المجججاضي‬
‫السبب فإنه من المؤكججد أن الججوقت قججد حججان لتحريججك العمججل إلججى‬
‫المجام بتخطيط حكيم وتنفيذ واع وجديجة مكثفجججة بجججين المسجججلمين‬
‫في سجوريا وفلسجطين‪ ،‬وتججوجيه انتبججاه كججل الجمعيججات )التنصججيرية(‬
‫الجججتي تعمججل حاليجججا فججي هججذا المجججال نحججو النجججاز السججريع لججذلك‬
‫إنجه حجث وتججوجيه لكججل الجمعيججات التنصججيرية‬ ‫)‪(4‬‬
‫التحجرك المتقجدم(‬
‫لمواجهة الصحوة السلمية‪.‬‬
‫ويقجول أيضججا‪ ) :‬وهجؤلء الطلب الذيججن يتججم إعدادهججم للقيججام‬
‫بالتنصججير بجججين المسججلمين يجججب أن يضججيفوا إلججى برامجهججم مهمججة‬
‫‪1‬‬
‫أبو داود الملحم )‪. (4291‬‬ ‫)(‬
‫‪2‬‬
‫رواه أبو داود في سننه ‪ ،‬في كتاب الملحم ‪ ،‬باب ما يذكر في قرن المائة ‪.‬‬ ‫)(‬
‫‪3‬‬
‫أي صياغة الدستور التركي العلماني ‪.‬‬ ‫)(‬
‫‪4‬‬
‫السلم الخطر ‪ ،‬ص ‪ ، 22 :‬بتصرف يسير ‪.‬‬ ‫)(‬

‫‪20‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫مراقبة ودراسجة ومواجهة هججذا السججلم الجديججد بكججل مظججاهره‪ ،‬ول‬


‫يمكن أن تججرى هجذه الدراسة إل في الدول العربية‪ ،‬وذلك المكججان‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫بدون جدال هو القاهرة (‬
‫إن الصجججحوة السجججلمية اضجججطرتهم أن يضجججيفوا إلجججى برامجججج‬
‫المنصرين مهمة مراقبة ودراسة ومواجهة هذا السلم‪.‬‬
‫وقد بين الستاذ محمود محمجد شجاكر ‪ -‬رحمه الله‪ -‬في رسجججالته‬
‫القيمجة الموسجومة بج " رسالة فججي الطريجججق إلججى ثقافتنجججا " كيججف‬
‫خطجط المستشججرقون وأذنججابهم لججوأد الججدعوة الصججلحية فججي نجججد‬
‫علجى يججد المجججام محمججد بججن عبججد الوهججاب ‪ -‬رحمججه اللججه‪ -‬لئل تهججدد‬
‫النصججرانية فقججال‪) :‬وثجججبت هججذا الطاغيجججة " محمجججد علججي " قواعججد‬
‫ملكجه‪ ،‬وازداد إطبجاق القنجاصل والمستشرقين علججى عقلججه وقلبجه‪،‬‬
‫وخاصجة الفرنسيون منهجم‪ ،‬وكجانت إنجلترا ومستشرقوها مججا فججتئت‬
‫تخوف الدولة التركية وتؤلبها على مهد اليقظة فججي جزيججرة العججرب‬
‫والتي قججام بهججا محمججد بججن عبججد الوهججاب ‪1206- 1115‬هجج ‪-1703‬‬
‫‪1792‬م‪ ،‬واستجابت دار الخلفججة بغفلتهججا إلججى هجججذا التججأليب‪ ،‬حججتى‬
‫جردت حملت متتابعة لقمع "اليقظة" الوهابية‪ ،‬وآبججت فججي جميعهججا‬
‫بالخفاق‪ .‬ثم منجذ ولي " محمججد علججى سرششجججمة " جعلججت تركيججة‬
‫تدعوه إلى تجريد جيوشه لقتال الوهجابيين‪ ،‬وتتجابع هذا الطلجب مججن‬
‫سجنة ‪1807‬م إلى سجنة ‪ 1810‬م ‪1225-1222‬هججج‪ ،‬فلجججم يسججتجب‬
‫لنداء تركية‪ ،‬ولكن "الستشراق " بقناصله زين أخيججرا لمحمججد علججى‬
‫سرششجمة أن يستجيب‪ ،‬ليحقجججق مججآربه فججي وأد "اليقظججة" الجججتي‬

‫‪1‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 24 :‬‬

‫‪21‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫كادت تعم جزيرة العرب‪ ،‬وأمدوه بالسلح الذي يعينه علجى خجججوض‬
‫الحرب‪ ،‬وذلجك فجي سجنة ‪1226‬هجج ‪1811‬م‪) ،‬أي بعجد وليتجه مصجر‬
‫بست سنوات(‪ ،‬وسارت الجيوش قجججاصدة جزيججرة العجججرب‪ ،‬ودارت‬
‫الحرب التي لم تنته إل بعد ثمان سنوات‪ ،‬في سنة ‪1235‬هجج ‪1819‬‬
‫م‪ ،‬وفقدت الجيوش المصرية آلفا من أبنائها‪ ،‬ولقيت هججزائم كججادت‬
‫تجودي بها وأخيرا تم النصر لمحمجد على شرششمة‪ ،‬بعد أن ارتكجب‬
‫مجن الفظائع ما ل يستحله مسلم‪ ،‬واستباح الديار والموال والنساء‪،‬‬
‫وهدم المدن‪ ،‬فكان هو وابنه إبراهيجم وسجائر أولده طغجاة من شججر‬
‫الطغجاة‪ .‬وكانت حربا طاحنة ل معنى لها‪ ،‬ول ينتفجع بهجججا إل مؤرثهجججا‬
‫من دهجاة المسيحية الشمالية‪.‬‬
‫وكججذلك أدرك " الستشججراق "‪ ،‬وأدركجججت المسججيحية الشججمالية‪،‬‬
‫مأربا من أكبر مآربها في وأد " اليقظة " التي كجججانت تهددهجججم بهجججا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫دار السلم في جزيرة العرب(‬
‫فجججانظر كيجججف رصججدت هججذه الدعجججوة الصلحيجججة مجججن قبجججل‬
‫المستشرقين‪ ،‬وكيف تآزر البريطانيون والفرنسيون للقضججاء عليهججا‪.‬‬
‫إنهجا صورة تتكرر في كل عصر ومصر‪ ،‬تتكرر حيثمججا ظهججرت بججوادر‬
‫دعوة إصلحية‪ ،‬أو برز عالم رباني تخشى منججه النصججرانية أن يججججدد‬
‫للمسلمين دينهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫)( رسجججالة فججي الطريجججق إلججى ثقافتنجججا ‪ ،‬ص ‪ . 138-137 :‬وانظججر أيضجججا ‪ :‬رؤيجججة‬
‫إسجلمية للستشراق ‪ ،‬تأليف أحمد غراب ‪ ،‬نشجر المنتدى السلمي ‪ .‬ط ‪1411 ، 2‬‬
‫هججج ص ‪ 162 :‬ومججا بعججدها ‪ .‬وانظججر التقريججر الججذي صججدر عججن " معهججد الدراسججات‬
‫الستراتيجية القوميجة " في الوليات المتحدة المريكية عن التحديات التي تواجههججا‬
‫أمريكجا مجن الحركجات السججلمية فجي الشجرق الوسجط وشجمال أفريقيجا ‪ ،‬وكيفيجة‬
‫التعامل معها ‪ .‬وقد حصلت مجلة المجتمجع على نسخة منه ونشرت ملخصا لججه فججي‬
‫عددها ‪ 1335‬في ‪ 1419 / 10 / 19‬هج ص ‪. 27-26 :‬‬

‫‪22‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫دراسة أحوال العالم السلمي وأوضاعه الداخلية‬


‫يبذل المنصرون جهودا دؤوبجة في التعرف علججى أحجججوال العجججالم‬
‫السججلمي واستقصججاء أخبجججاره ومعرفجججة ثغراتجججه‪ ،‬والتقججرب إلججى‬
‫العنجاصر المشبوهة فيه‪ ..‬حجتى يتيسجر لهججم التغلغجل فجي أوسججاط‬
‫المسلمين ونشر ضللتهم‪ ،‬واجتثججاث بججذور الخيججر والصججلح‪ ،‬وقطججع‬
‫ينججابيع الخجججير مهمجججا ضججعفت أو تججوارت فججي الدغججال أو فججي جججزر‬
‫المحيطات‪ ..،‬ولقجد رصدت دوائر التنصير بعض المناشججط اليسججيرة‬
‫التي تخشى منها أن تسهم في نشجر السلم والدعوة إليججه كإنشججاء‬
‫طريججق قطججار يربججط بيججن جمهوريجججة مسججلمة فججي روسججيا ببقيججة‬
‫الجمهوريات الخجرى‪ ،‬وكمجلة فصليجة إسلمية في اليابان وكبجاخرة‬
‫تنقل الحججيج من أقصى الشرق حيث يقول المنصر جاير دنر‪ ) :‬ول‬
‫شك أن حوادث كهذه سوف تحفز المسججلمين فججي روسججيا الوربيججة‬
‫ومناطق الفولجا واسيا الوسججطى الروسججية وربمججا سججيبريا نفسجججها‪،‬‬
‫لن الفكار كالكهرباء تنتقل بسجرعة ل سيما إذا مجا نقلتهجا خطججوط‬
‫السكك الحديدية‪ ،‬لذا فإن خط السكة الحديدية الججذي علججى وشجججك‬
‫أن يمر من التركستان الروسية إلى التركستان الصينية سينقل معه‬
‫الفكار‪ ،‬وعلى هذا فإن الطرق التجارية التاريخيججة الججتي تعججبر قلججب‬
‫القججارة السججيوية ستصججبح فججي الحججال أعصججابا تربججط وسججط آسجججيا‬
‫المسجلم في نظام محكجم لم يكن من قبل‪.‬‬
‫ونتحول إلى الصين‪ ،‬لو أن هناك قطرا في العجالم من المفروض‬
‫يقينججا أن المسججلمين فيججه غيججر مسججتجيبين للتججأثيرات مججن العججالم‬
‫الخارجي فإن ذلك القطر هو الصين‪ ،‬فهم المثل القائم لكثر الصججيغ‬

‫‪23‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫السلمية تمسكا بدينهم‪ .‬ومع ذلك نسمع عن إرسال مبعوث تركججي‬


‫ليكون أول مبشر مسلم مقيم في الصين‪ ،‬والكثر لفتجا للنظر‪ ،‬عججن‬
‫ثلثجين طالبجا صينيجا مسلما يتشربون الفكجار الغربيجة فججي جامعجججة‬
‫يابانية‪ ،‬ويحجررون مجلجة فصجلية لتوزيعهجا علججى إخججوانهم المتجدينين‬
‫فججي كججل أنحججاء الصججين بعنججوان ذي مغججزى "أيهجججا المسججلمون‬
‫استيقظوا"‪ .‬ولنتجه إلى المليو‪ ،‬إن التأثجير المعدل )المحور( هنا هو‬
‫البججاخرة الجججتي تمكجججن عججددا هجججائل مججن اليابجججانيين والسججومطريين‬
‫ومسلمي الهند الشرقية من أداء الحججج فججي مكججة وينتججج عجججن ذلججك‬
‫التحام السجلم في وحجدة كاملجة متضامنجة صلبجة فججي كجججل أنحجججاء‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ماليزيا(‬
‫ومججن اطلججع علججى الموضججوعات المقدمججة إلججى مججؤتمر القججاهرة‬
‫التنصيري عام ‪1906‬م ومججؤتمر كولججورادو عججام ‪1978‬م يججرى هججذا‬
‫المجر جليجا ل لبس فيجه‪ ،‬إذ مجن ضجمن الموضججوعات المناقشجة مجا‬
‫يلي‪:‬‬
‫السجلم في أفريقيجا‪.‬‬
‫السجلم في الصجين‪.‬‬
‫السجلم في المليجو‪.‬‬
‫النشرات التي ينبغي إذاعتها بين المسلمين المتنورين والمسجججلمين‬
‫العجوام‪.‬‬
‫الرسجال الذاعجي الحجالي الموججه إلى المسلمين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر الوثيقة السلم الخطر ص ‪ ، 17-16 :‬يتحجدث هذا المنصر في خطجابه عجن‬
‫أحجوال العجالم السجلمي ‪ ،‬ويستعرض المور التي يخشى منهجججا أن تسجججهم فججي رد‬
‫المسلمين إلى دينهم ‪ ،‬ولذلك تراه يتحدث عن التركستان ثم ينتقل إلجى الصجين ثجم‬
‫إلى المليو ‪. .‬‬

‫‪24‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫مقارنة بجين وضجع النصرانية والسلم في جنوب شرق آسيا‪.‬‬


‫مقارنة بين وضع النصرانية والسلم في الصين‪.‬‬
‫مقارنة بين وضع النصرانية والسلم في شبه القارة الهنديجة‪.‬‬
‫مقارنجة بين وضع النصرانية والسلم في إيران‪.‬‬
‫مقارنة بين وضع النصرانية والسلم في تركيا‪.‬‬
‫مقارنجة بجين وضجع النصرانيجة والسلم في الشرق الوسجط‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫تحليجل المقاومة والستجابة لدى الشعوب المسلمة‬
‫ويشخص ماكري عجز المنصرين عن التغلغل في أوساط بعجججض‬
‫المجتمعججات السججلمية بسجججبب أن الجمعيجججات التنصيريجججة لججم تعججر‬
‫الفجوارق الطبقية أي اهتمام حيث يقول‪) :‬إن العمججل التنصججيري لججم‬
‫يكن فعال بين المسلمين‪ ،‬لنججه لججم يعججر تلججك الفججوارق للطبقيججة أي‬
‫‪ .‬ثجججم يمضججي متحججدثا عججن جهججود مراكجججز الدراسجججات‬ ‫)‪(2‬‬
‫اهتمججام(‬
‫التنصيريججججة فجججي استقصجججاء أحججججوال العججججالم السججججلمي حيججججث‬
‫يقجججول‪) :‬إن موظفجججي مركجججز الدراسجججات والتصججالت المتقدمججة‬
‫لرساليات التنصجير قجد قجاموا بإعججداد دراسجججات سججريعة عججن ‪253‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫مجموعة عرقية بين المسلمين(‬
‫بل ربما لجأت المنظمات التنصيرية إلى افتعال حروب وفجججتن أو‬
‫مجاعججات أو مشججكلت سياسججية أو اجتماعيججة‪ ..‬لتسججتطيع ممارسججة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫التنصجير في ظل هذه الجواء‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر حقيقة التبشير ‪ ،‬ص ‪، 159‬ج ‪ 160‬والتنصجير خطجة لغججزو العججالم السججلمي‬
‫ص ‪. 859 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 252 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ . 252 :‬وانظر أيضا ‪ ،‬ص ‪ 826 ، 300 ، 287 :‬منه ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫)( انظر المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 242 :‬‬

‫‪25‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫إن هذا التغلغجل في صفجوف المججة السججلمية وسجججبر أغوارهجججا‪،‬‬


‫واستقصاء أخبارها من قبل المنصرين يوجب على المة‪ -‬كل المججة‪-‬‬
‫الحذر الشديد من هؤلء مهما تبدلجت أقنعتهجم‪ ،‬وتنوعجت وسجائلهم‪،‬‬
‫كمجا يجوجب عليهجا أن تواجججه هجذا الكيجد بكججل الوسججائل المتاحججة‬
‫المشروعة‪.‬‬
‫رعاية ومؤازرة طلئع الفساد ورؤوس الشر في البلد‬
‫السلمية‬
‫لقيججت المججة السججلمية‪ -‬علججى مججر العصججور‪ -‬عنتجججا شججديدا مججن‬
‫المنججافقين الججذين يحبججون أن تشججيع الفاحشججة فججي الججذين آمنججوا‪،‬‬
‫ويصدون عجججن سججبيل اللججه‪ ،‬ويبغونهججا عوجججا‪ ،‬وقججد حججذر اللججه منهججم‬
‫وأوججب جهادهم‪ ،‬والغلظة عليهججم‪ ،‬إذ هججم العججدو‪ ،‬قججاتلهم اللججه أنججى‬
‫يؤفكون‪.‬‬
‫فكجم كجانوا طلئجع فسجججاد فججي المججة‪ ،‬وكجججم دعججوا إلججى إشجججاعة‬
‫الفواحش‪ ،‬وكجم أعانوا مججن أعججداء‪ ،‬وكججم فتحججوا أمججام العججداء مججن‬
‫أبواب موصدة وكم وكجم‪ ..‬ولذا استغلت الجماعات التنصججيرية هجججذا‬
‫الطججابور الخججامس فججي تحقيججق مآربهججا‪ ،‬وبلججوغ غاياتهججا‪ ،‬يؤكججد ذلججك‬
‫المنصر ججاير دنر حيث يقول عن مؤازرتهم لهذا الطابور الخجججامس‬
‫في بلد فجارس‪) :‬إن زعماء بختياري الذين أنجزوا النقلب الحجججالي‬
‫وأصبحجوا حكججام المجر الواقججع‪ ،‬كججانوا قبججل أن يصجلوا إلجى هججذه‬
‫الشهرة المروعجة‪ -‬الصدقجاء الوفيججاء لرسججاليات جمعيججة التبشجججير‬
‫الكنسية‪ ،‬أو ليسجت هذه الحقيقجة تجعل مججن الهميججة الحاسججمة أن‬

‫‪26‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫في تلججك البجججلد‬ ‫)‪(1‬‬


‫ندعم ونعجزز أولئجك العجاملين من أججل البشارة‬
‫ذات الهمية الكبجيرة في انشقاق السجلم السني‪ ،‬وكججانت الفرصججة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫أكبر من سجنين قليلة مضت عمجا هجي عليه اليوم(‬
‫كما يوصي جاير دنر الجمعيات التنصيرية بدعم ومساندة طلئجججع‬
‫)‪(3‬‬
‫الفساد في تركيججا بقججوله‪) :‬إن التجججاه الخفججي للشجججبان التجججراك‬
‫أنفسجججهم نحججو التسججامح الججديني هججو فججي الغججالب اتجججاه متقجججدم‪،‬‬
‫والحقيقة الفعلية بجأن المسيحية والمسيحيين فججي أعمججاق حركتهججم‬
‫إلى حد كبير ينبغي أن يؤدي نتائج هامة وبعيدة المججدى‪ ...‬أو ليسججت‬
‫هذه الحقائق دعجوة للجميعجات العاملجة في المبراطورية العثمانيجة‬
‫لتجججؤازر وتدعجججم عملهجججا لكجججي تكجججون مسجججتعدة لنتهجججاز فرصجججة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫الفجادة مجن الموقجف المتسع(‬
‫إن هذه الجمعيات التنصيرية تدعم وتساند هؤلء المنافقين رغبججة‬
‫في انتهاز الفرص المناسبة في الوقت المناسب لشججاعة الفاحشججة‬
‫والتبشير بالنصرانية‪.‬‬
‫إثارة الفتن والحروب‬
‫إذ هما الوسيلة الجتي تشجججغل المججة عججن أعججدائها‪ ،‬وتنسججى فيهجججا‬
‫حراسة تغورها‪ ،‬وتنهب فيها خيراتها‪ ،‬وتستهلك فيها طاقاتها‪ ،‬وتتعججدد‬
‫احتياجاتها ما بين جريجح ويتيجم وأرملججة‪ ،‬وتتضجججاعف عليهججا الججديون‪،‬‬
‫وتملى عليها الشروط‪ ،‬وتكبل فيها بالقيود‪ ..‬فإذا المة ميدان فسججيح‬

‫‪1‬‬
‫)( أي التبشير بالنصرانية ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( الوثيقة السلم الخطر ‪ ،‬ص ‪. 27-26 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( أي جمعية التحاد والترقي الذين تولوا الحكججم إثججر النقلب علججى السججلطان عبججد‬
‫الحميد ‪ -‬رحمه الله‪. -‬‬
‫‪4‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 21 -20 :‬‬

‫‪27‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫لكججل منصججر لكججي يسججاوم علججى اللقمججة‪ ،‬ويسججتحوذ علججى اليتججام‬


‫والرامل‪ ،‬ويفوز بالتفاقيات التي تخوله الوصول إلى مواقع ما كججان‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫يحلم بها قبجل ذلك‬
‫وانظر كيف دخلت الجمعيات التنصججيرية إلججى داخجججل أفغانسججتان‬
‫والعراق والبوسنة والهرسك وألبانيجا أثنجاء الحججروب الججتي سجفكت‬
‫فيهجا دماء المسلمين‪.‬‬
‫ولقججد تنبججه المججؤتمرون فججي مججؤتمر كولججورادو التنصجججيري إلججى‬
‫ضرورة وجود ظججروف خاصجججة تججدعو إلججى التحجججول الجمجججاعي نحججو‬
‫النصرانيجة إذ يقول ديفيد أ‪ .‬فريزر )ولكججي يكججون تحججول فل بججد مججن‬
‫وججججود أزمجججات معينججة ومشججكلت وعوامججل تججدفع النججاس أفججرادا‬
‫وجماعات خجارج حالة التوازن التي اعتادوها وقد تججأتي هججذه المججور‬
‫على شكل عوامل طبيعيجة كالفقر والمججرض والكججوارث والحججروب‪،‬‬
‫وقد تكججون معنويججة مثججل التفرقجججة العنصججرية أو الحساسججية بسججبب‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫تسجامح المجتمجع تججاه النفجاق أو الوضجع الجتماعي المتدني(‬
‫النقلبات العسكرية‬
‫تلججأ المنظمججات التنصيريجججة إلججى تدبجججير النقلبجججات العسجججكرية‬
‫والتواطؤ مع منفججذيها لتحقيججق أغراضججها فججي مكججان تجججراه منطلقجججا‬
‫للعمل السلمي‪ ،‬أو تعذر عليها فيه التنصير‪ .‬فيبدأ التخطيجط لقلجب‬
‫نظججام الحكججم فججي ذلججك الموقججع‪ ،‬وإحلل نظججام بججديل يججأذن لهججم‪.‬‬
‫بممارسة التنصجير‪ ،‬أو التضييق على المناشط السلمية المتواجججدة‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر التبشير والسججتعمار ‪ ،‬ص ‪، 124 :‬ج ‪، 153‬ج ‪ ، 154‬وحقيقججة التبشججير ‪ ،‬ص ‪:‬‬
‫‪. 178‬‬
‫‪2‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪. 242 :‬‬

‫‪28‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫في ذلك الموقع‪ ،‬أو محاربة الجمعيات السججلمية الججتي تنطلججق مججن‬
‫ذلجك المكجان إلججى أمججاكن أخججرى‪ .‬فقجد جججاء فجي إحجدى النشجرات‬
‫التنصيرية بأن المير النيجري ) أحمد بلججو ( رحمججه اللججه يعتججبر أكججبر‬
‫عقبة في شمال نيجيريججا ضججد التنصججير‪ ،‬بججل هججو الجججذي يفتججح البججاب‬
‫للسلم في نيجيريا‪ .‬وبعججد ذلجججك كجججان انقجججلب " أورنجججس " الججذي‬
‫تربجججى علججى أيجججدي المنصريجججن‪ ،‬وتجججولى خجججلل النقجججلب تلمججذة‬
‫المدارس التنصيرية المراكججز القياديججة هنججاك‪ ،‬كمججا جججاء فججي نشججرة‬
‫أخجرى في زمن سابق بأن السودان يتولى الحركات السلمية فججي‬
‫أواسط أفريقيجا‪ ،‬وعلينا أن نشد الحزام لئل تضججيع أواسججط أفريقيجججا‬
‫وججاء في خطاب جججاير دنجر‬ ‫)‪(1‬‬
‫فدبرت لذلجك ثورة جنوب السودان‬
‫الجذي ألقجججاه فججي مؤتمجججر القجججاهرة التنصججيري عججام ‪ 1910‬م‪) :‬إن‬
‫زعماء بختياري‪ ..‬الجذين أنججزوا النقججلب الحججالي‪ ،‬وأصجبحوا حكجام‬
‫المر الواقع‪ ،‬كججانوا قبجل أن يصجلوا إلجى هججذه الشججهرة المروعججة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫الصدقجاء الوفيجاء لرسجاليات جمعيجة التبشجير الكنسية(‬
‫التركيز على جزيرة العرب‬
‫إن المكانة التي تتمتع بها جزيرة العرب دينيا وسياسجيا ل تحتجججاج‬
‫إلى بيان‪ ،‬فهي مهد السلم‪ ،‬ومهبط الوحي‪ ،‬وفيها بيت الله‪ ،‬وفيهجججا‬
‫الحرمججان الشججريفان‪ ،‬وإليهمججا يججأرز اليمججان كمجججا تججأرز الحيججة إلججى‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫جحرهجا كما أخبر بذلك الرسول ‪‬‬

‫‪1‬‬
‫)( انظر غارة تبشيرية جديدة على إندونيسيا ‪ ،‬تأليف أبو هلل الندونيسي ‪ ،‬نشر دار‬
‫الشروق ‪ ،‬ص ‪. 13 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( الوثيقة السلم الخطر ‪ ،‬ص ‪. 26 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر الحديث في صحيح البخاري ‪ ،‬كتجاب فضائل المدينجة ‪ ،‬بجججاب اليمجججان يجججأرز‬
‫إلى المدينة ‪ ،‬وفي صحيح مسلم كتاب اليمان ‪ ،‬حديث ‪. 233 :‬‬

‫‪29‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫لذا ل غرو إن تعددت محاولت النصجارى اليائسجة لخججتراق هجججذه‬


‫البقاع الطيبة المباركجة‪ ،‬وهجم منذ أمد بعيد يحجاولون أن يكجون لهم‬
‫موطئ قدم فيها‪ ،‬فهذا أحد المنصرين يقجول في بحجث قدمجججه إلججى‬
‫مؤتمر القاهرة التنصججيري المنعقججد عججام ‪1910‬م‪) :‬وبالنتقجججال مججن‬
‫مصججر شججرقا نججأتي إلججى الجزيجججرة العربيجججة‪ ،‬مهجججد السججلم‪ ،‬وهجججي‬
‫محجججاصرة بالقطجججار السجججلمية حيجججث تتفجججاعل الفعجججال وردود‬
‫الفعجججال‪ ،‬أول ينبغجججي أن نحاصججرها نحجججن بفاعليجججة أكجججثر‪ ،‬وأود أن‬
‫أسجترعي انتبجاهكم أول‪ :‬إلى توصججيات اللجنججة رقججم )‪ (1‬بججأن عشججر‬
‫نقججاط هامجججة علججى طججول السجججاحل يجججب أن تحتلهجججا الرسجججاليات‬
‫الطبيجة مثل كثجير من مراكجز الشجعاع المحيطة‪ ،‬ثانيا‪ :‬إلججى رسججالة‬
‫التذكجير التي أعدهجا السيد ججارلند‪ ،‬المبشر اليهججودي بججأن السججلم‪،‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬يمكن استمالته بواسطة يهججود الجزيجججرة العربيججة الكججبرى‪،‬‬
‫وثالثججا‪ :‬إلججى الكلمججات التاليججة للججدكتور يونججج مججن عججدن‪" :‬أعتقججد أن‬
‫الكنيسة ينبغي أن تمسجك بالفرصة الحاليجة لدخول البججاب المفتججوح‬
‫للجزيرة العربية‪ ،‬وبصجفة خاصجة يجججب أن تحججاول إنشجاء إرسجالية‬
‫متحدة كبيرة في مكة أو المدينججة‪ .‬ولقججد يبججدو خياليججا مجججرد الحلجججم‬
‫بإنشاء إرسالية في مكة أو المدينة ولكن‪ ،‬ما لم يبذل جهد فجل أحجد‬
‫يمكنججه القججول إن كججان ذلججك ناجحججا أم ل‪ .‬وعلجججى أي حجججال فجججإنها‬
‫محاولة يجب القيججام بهجا لبججدء العمججل فججي جججدة )مينججاء مكجة(‪ ،‬وإن‬
‫مستشفى مجهزا على لئجق هنجاك سيؤدي الكثجير لتعليجم الحججججاج‬
‫معنى الحجب المسيحي‪ ،‬وأخبرني الججدكتور زويمججر أنججه يعتجججبر ججججدة‬

‫‪30‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫أكجثر أهميجة‪ ،‬إنها بالتأكيد أكثر عمليا من مكة(‬
‫وتتواصل هذه المحاولت فيجتمع لجل ذلك نفر مججن المنصريجججن‬
‫المريكجان في نيوجرسي في المعهد اللهججوتي ويؤسسججون البعثجججة‬
‫العربيجة وكان هدفها‪ ) :‬إن هدف البعثة ‪ -‬بناء على خطتهجا الصليجة‪-‬‬
‫الدعوة إلى النصرانية في البلد العربيججة‪ ،‬ويجججب أن نبجججذل جهودنجججا‬
‫مباشرة بجين المسلمين ومن أجلهم ومن ضمنهم الرقججاء‪ .‬سججتكون‬
‫طريقتنجا الرئيسة الدعججوة‪ ،‬وتوزيججع النججاجيل‪ ،‬والقيججام بججالجولت‬
‫التنصيريجة‪ ،‬والعمجل التعليمي‪ ،‬إن هدفنا هو احتلل وسط الجزيجججرة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫متخذين من الساحل قاعدة(‬
‫وأيضا جاء في كتاب أصول التنصير في الخليج‪) :‬وبنهايججة القجججرن‬
‫التاسججع عشججر ظججل الشججرق الوسجججط بججأكمله وبخاصجججة الجزيججرة‬
‫العربيجججة الميججدان المتبقججي الخيججر فججي خريطججة العججالم للجهججود‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫التنصيرية(‬
‫ولكن هججذه المحججاولت النصرانيجججة‪ -‬وللججه الحمججد‪ -‬ترتجججد خاسججئة‬
‫حسيرة‪ .‬بما حفظ الله هذه البلد‪ ،‬ثم‪ .‬بما حباهججا مججن قججادة وشججعب‬
‫وقفجوا سدا منيعا أمام هججذه الطمججاع النصججرانية‪ ،‬والموقججف التججالي‬
‫يبين ذلجك‪ :‬فججي العججوام الججتي تلججت ‪1914‬م تنقججل مجموعججة‪ ،‬مجججن‬
‫الطبجججاء داخجججل الجزيججرة العربيججة لغججرض العلج‪ ،‬والتعججرف علججى‬
‫مواطئ أقججدامهم فجي هجذه البلد‪ ،‬واعتججبروا هججذه الججولت مصجدرا‬

‫‪1‬‬
‫)( الوثيقة السلم الخطر ‪ ،‬ص ‪ . 26-25 :‬يلحظ القجارئ ضعجف الججتركيب اللغجججوي‬
‫للنصججوص المنقولججة مججن كتججاب الوثيقججة ‪ :‬فقججد يكججون مرجعججه إلججى ضججعف النججص‬
‫المترجم ‪ ،‬وقد يكون بسبب ضعف المترجم ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( أصول التنصير في الخليج ‪ ،‬ص ‪. 33 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 33 :‬‬

‫‪31‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫عظيما لتشجيعهم على )تحقيق هدفهجججم الصججل وهججو التنصججير فججي‬


‫الجزيججرة بواسججطة احتجججلل الداخجججل انطلقجججا مججن السججاحل الججذي‬
‫ولقججد حجاول القجائمون علجى هجججذه البعثججات‬ ‫)‪(1‬‬
‫اتخذوه قاعدة لهم(‬
‫لقجاء الملجك عبد العزيز رحمجه الله ليججأذن لهجججم فججي التنصجججير فججي‬
‫وقججال‪) :‬إن رجججال‬ ‫)‪(2‬‬
‫الجزيججرة العربيججة فرفججض ذلججك رفضججا شججديدا‬
‫وسجط الجزيرة ليسوا فقط من ديججن واحججد‪ ،‬بججل إنهججم مججن مججذهب‬
‫واحد من هججذا الججدين‪ ،‬وأنججا أعججرف جيججدا بججأن المنصججرين إذا دخلججوا‬
‫أرضي واستقروا فيها فإنكجم ستأتون برسالتكم الخاصججة وكتبكججم‪...‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫ل لن أقجدم حتى ذبابجة لي دين آخر(‬
‫فجزى اللججه الملجك عبججد العزيججز خيججر الجججزاء علججى هججذه الوقفججة‬
‫الرائعجة التي ل يزال يذكرها له التاريخ‪ ،‬ول يججزال أبنججاؤه مججن بعجججده‬
‫يقفجون هجذا الموقجف المشرف‪ -‬فجزاهجججم اللججه خجججير الججججزاء‪ -‬ول‬
‫تجزال‪ -‬أيضجا‪ -‬المحاولت النصرانية تحججاول أن تكسججر هججذا الحججاجز‪،‬‬
‫وأن تججدخل إلججى هجججذا الحصججن الحصججين‪ ،‬ولكججن يججأبى اللججه ذلججك‬
‫والمؤمنون‪.‬‬
‫مسابقة السلم ومنافسته على المواقع والقوام‬
‫يبذل المنصرون جهجودا متواصلججة؛ لتسججيطر النصرانيجججة وتهيمججن‬
‫علججى المواقجججع السجججتراتيجية والمجججاكن المهمجججة‪ ،‬ولتنتشججر بجججين‬
‫الجمجوع البشجرية‪ ،‬كمجا يولجون الشجعوب الوثنيجة عنايججة خاصججة‪ ،‬ل‬
‫لنقجاذهم من النار‪ ،‬فهم يعلمون أنهم وإياهم من أهججل النججار‪ ،‬ولكججن‬
‫‪1‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 65 -64 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( ذكر هذا الموقف كونوي زيقلر الذي رصد نشاط البعثة البروتسجتانية في الخليجججج‬
‫في المصدر السابق ص ‪. 66 ، 65 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( المصدر السابق ص ‪. 66-65 :‬‬

‫‪32‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫لتحقيجق هدفجين هما‪:‬‬


‫الول‪ :‬مسجججابقة السجججلم ومنافسججته علججى المواقجججع الجججتي لججم‬
‫يدخلهجا‪ ،‬وتخشى النصرانية أن تسلم تلك الشجعوب‪ ،‬فهججي تواصجججل‬
‫الخطى للحيلولة دون إسلمهم‪ ،‬يشهد لذلجك نجداء أحجججد المنصججرين‬
‫لخوانجه‪ .‬بمسارعة الخطى لتنصير غينيججا الجديجججدة لئل تسججلم حيججث‬
‫يقجول‪ ...) :‬وحتى غينيا الجديدة التي لم تتجأثر بالسجلم‪ -‬حتى الن‪-‬‬
‫على حجد علمي‪ ،‬فإننجججا نناشجججد بشجججدة بتعجيجججل تنصيرهجججا‪ ،‬وإل لججو‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫تلكأنجا فإنهجا ستصبح أيضا مثل جاوه وسومطره(‬
‫وجاء في المصدر نفسه‪) :‬بالضافة إلى هجذا كلجه لدينجججا التفهجججم‬
‫الجاد لبعض المليين من المنبوذين فججي البنغججال أو البنجججاب الججذين‬
‫قبجججل أن يمضججي وقججت طويججل ل بججد أن يطججالبوا إمجججا بالسججلم أو‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫الهندوسية‪ ،‬إذا لم تستقطبهم الكنيسة المسيحية إليها(‬
‫الثاني‪ :‬بناء حجاجز نصرانجي يحجججول دون انتشججار السججلم فججي‬
‫منجاطق الوثنيين حيث يقول جججاير دنججر‪) :‬حججتى الحيججن تبججدو شججمال‬
‫نيجيريا النقطة الكثر أهمية‪ ،‬يججب أن نقجوم بعمجل عظيججم وقججائي‬
‫ومباشر على حجد سججواء‪ ،‬إن هججذا العمججل ضججروري الن خاصججة بعججد‬
‫الربط المتقارب السريع للنيجر الدنى وهوسججلند وكالبججار بخطججوط‬
‫السجكك الحديديجة‪ .‬وهجل لي أن أذكركجججم أيضججا بمناشججدة الدكتجججور‬
‫ميلر لربعجين عالمجا تربويجا أو مبشرا لهوسلند؛ لن شعب الهوسجججا‬
‫قجد يكجون هو الحجاجز المنيجع في وقجف انتشجار السجلم‪ ،‬أيها الباء‬
‫والخججوة‪ ،‬إنجججني ألججججأ بجديجججة إلججى شججعاري‪ ،‬إن اللججبيب بالشججارة‬
‫‪1‬‬
‫)( الوثيقة السلم الخطر ‪ ،‬ص ‪. 28 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬

‫‪33‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫يفهم! (‬
‫هذا بالضافة إلى حرصهم الشديد الدؤوب على السججيطرة علججى‬
‫المواقججع السججتراتيجية الججتي تحقججق لهججم الهيمنججة السياسججية فججي‬
‫محاصرة الشعوب ومضايقة الدول كما جاء في التقرير الجذي قجججدم‬
‫إلى المؤتمر التنصجيري المنعقجد فججي القججاهرة عجججام ‪1906‬م حيججث‬
‫ججاء فيجه‪) :‬وينصجح التقريجر بججتركيز الجهججد المسججيحي علججى مراكججز‬
‫استراتيجية معينجة معروفجة‪ ،‬وتوفجير الرجال من أجل هججذا الغججرض‪،‬‬
‫وهجؤلء العجاملون يحتججاجون إلججى معرفجججة بكججل مججن اللغججة الصججينية‬
‫واللغة العربية‪ ،‬وهذه دللة تؤكد الحاجة إلى أنه ل بد أن يكون لججدينا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫معهد عربي في مركز ما مثل القاهرة(‬
‫المطالبة بالحرية الدينية والسياسية والفكرية‬
‫الصل في الخلق العبوديجة للججه رب العجججالمين‪ ،‬وادعجججاء التحجججرر‬
‫والتكجبر على الله والخروج على أحكجام الدين ارتكجججاس فججي هجججوة‬
‫الجهالة‪ ،‬ومصادمة للفطرة‪ ،‬ومحادة لله رب العالمين‪.‬‬
‫بل هذا الدعجاء شجججذوذ ونشجججاز عججن نظججام هجججذا الكجججون الجججذي‬
‫استسلم لملكوت الله وجبروته‪ ،‬ونفذ فيه أمجر الله وحكمه القجدري‬
‫دون أن يكون للخلق رأي أو اختيار‪ .‬ولجل ذلجك خلجججق اللججه الخلججق‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫لعبججادته فقججال تعججالى‪} :‬‬
‫وجعل‬ ‫)‪(3‬‬
‫{‬ ‫‪   ‬‬

‫أشرف مقامات الخلق مرتبة العبودية فقال جل ثنججاؤه ممتنججا علجججى‬

‫‪1‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 32 :‬بتصرف يسير ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 29 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( سورة الذاريات ‪ ،‬الية ‪. 56 :‬‬

‫‪34‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

: {    ‫رسجججوله‬


   

   

   

    

: { ‫وقججال‬ (1)
{   

   

   

‫وسخر هذا الكجون لججل النسججان فقجججال‬ (2)


{  

     } :‫تعججالى‬


     

   

    

      

:‫وقال أيضا‬ ( 3)
{     

     }


‫بججل جعججل هجججذا‬ (4)
{    

     } :‫الكجون كلجه مسبحا بحمد الله‬


   

  

1
. 1 : ‫ الية‬، ‫السراء‬ ‫سورة‬ ()
2
. 1 : ‫ الية‬، ‫الفرقان‬ ‫سورة‬ ()
3
. 20 : ‫ الية‬، ‫لقمان‬ ‫سورة‬ ()
4
. 13 : ‫ الية‬، ‫الجاثية‬ ‫سورة‬ ()

35
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫سججاجدا لعظمتججه كمجججا أخجججبر اللججه‬ ‫)‪(1‬‬


‫{‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪     ‬‬ ‫بقوله‪} :‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪     ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ولكججن لن هججؤلء‬ ‫)‪(2‬‬


‫{‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الكفار يستحبون الحياة الدنيا على الخرة ويصدون عن سججبيل اللججه‬


‫ويبغونها عوججا وهجم في ضجلل بعيد كمججا أخجججبر اللجه عنهججم بقجوله‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫جججججججججل ثنججججججججاؤه‪} :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪    ‬‬

‫‪‬‬ ‫ويريدون أن نكون مثلهم‪} :‬‬ ‫)‪( 3‬‬


‫{‬ ‫‪  ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪( 4‬‬


‫{‬ ‫‪  ‬‬

‫ولجججذا فقجججد أشجججاعوا بجججين ظهرانجججي المسجججلمين الججدعوة إلججى‬


‫الحريجة الدينية والسياسية والدعوة إلججى الباحيججة وإشججاعة الرذيلججة؛‬
‫لنهم يعلمون أن لعبة المباحث النظريججة ل تججؤدي إل إلججى الضججعف‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫الجمعة ‪ ،‬الية ‪. 1 :‬‬ ‫سورة‬ ‫)(‬
‫‪2‬‬
‫الحج ‪ ،‬الية ‪. 18 :‬‬ ‫سورة‬ ‫)(‬
‫‪3‬‬
‫إبراهيم ‪ ،‬الية ‪. 3 :‬‬ ‫سورة‬ ‫)(‬
‫‪4‬‬
‫النساء ‪ ،‬الية ‪. 89‬‬ ‫سورة‬ ‫)(‬

‫‪36‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫وأن دعاوى الحريجة والتقدم إنما هججي شججرك يكفججل تججردي البشججرية‬
‫‪ ،‬ويعلمججون ‪ -‬علججم‬ ‫)‪(1‬‬
‫لصالح فئة منها في مهجاوي التخلجف والتنججاحر‬
‫اليقجين ‪ -‬أنجه ل قبول لفكجارهم ومبادئهم في أجواء تحوطها أحكام‬
‫الشجريعة‪ ،‬وتحفظهجا‪ -‬بحفجججظ اللججه‪ -‬قواعججد الملججة‪ ،‬وتسججيطر عليهججا‬
‫نواميس الديانة‪ ،‬ويعلمون‪ -‬أيضججا‪ -‬أن هججذه الججدعوة سيسججتجيب لهججا‬
‫ضعجاف اليمجان وأصحجاب الهواء ويزينونهجا للناس‪ ،‬ويهيئون البيئجة‬
‫المناسججبة الجججتي يسججتنبت فيهججا اللحجججاد والزندقجججة‪ ،‬وتسججتعلن فيهججا‬
‫رؤوس الكفر مطالبة بحرية الدين والفكر والكفر والعهر والفجججور‪..‬‬
‫ومن ثم يتلصججص المنصجججرون فججي هججذه الججججواء مطجالبين‪ -‬باسججم‬
‫الحريجججة الدينيجججة والفكريجججة‪ -‬بجججالكفر الصججراح وبفتجججح الكنجججائس‬
‫والمدارس الججتي تججدعو إلججى النصججرانية‪ ،‬والذن لهججم بججدعوة النججاس‬
‫علنية إلى دينهم عبر وسائلهم المختلفة‪.‬‬
‫ويؤكد المنصججر جججاير دنججر ‪ -‬فججي بحثججه الججذي قججدمه إلججى مؤتمجججر‬
‫القجاهرة التنصيري عجام ‪1910‬م‪ -‬أهمية هجذا المر في تأثيره علججى‬
‫الديجن‪ ،‬وتحقيقججه لغايججاتهم بقججوله‪) :‬وإذا بججدأنا بعججدئذ بالمبراطوريججة‬
‫العثمانية نججججد حركججة يمكججن وصججفها بشججكل عججام بأنهججا تتججججه إلججى‬
‫الحريجة السياسية أول ثم الفكرية‪ ،‬وفي النهاية فإن حركة مزدوجججة‬
‫بهججذه الطبيعججة ل بججد أن تججؤثر علججى الججدين تججأثيرا بطيئا ولكنججه أكيججد‬
‫التأثير‪ ،‬إن التججاه الخفي للشباب التججراك أنفسججهم نحججو التسججامح‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫الديني‪ -‬هو في الغالب‪ -‬اتجاه متقدم(‬

‫‪1‬‬
‫)( المعتزلة بين القديم والحديث ‪ ،‬محمد العبججدة ‪ ،‬وطججارق عبججد الحليججم ‪ ،‬نشجججر دار‬
‫الرقجم ‪ ،‬ص ‪. 142-141 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( الوثيقة السلم الخطر ‪ ،‬ص ‪ ، 20 :‬وانظر أيضا ص ‪ 23 :‬منه ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫التركيز على المرأة المسلمة‬


‫يهتم المنصرون بالمرأة اهتمامجا شديدا‪ ،‬إذ نصجججف البشججرية مججن‬
‫النساء‪ ،‬ولن المججرأة تتعججرض للفقججر والفاقجججة والجججترمل أكجججثر مججن‬
‫الرجل‪ ،‬ولنتشار الجهل بينهججن ولنهججا هججي المحضججن الججذي يججترعرع‬
‫فيها النشء فإن كجانت صالحة أنتجت ذريججة صججالحة كالبلججد الطيججب‬
‫يخرج نباته بإذن ربه‪ ،‬وإن كانت غير ذلججك فالججذي خبججث ل يخججرج إل‬
‫نكدا‪.‬‬
‫فإذا تمكنججت منهججا الجمعيججات التنصيريجججة‪ ،‬أو وصججلت إليهججا‪ ،‬فقججد‬
‫وصلت إلى الحصن الحصين والمكان المين‪ ،‬بل وصججلت إلججى قلججب‬
‫المة ولذا‪) :‬يصفق المنصججرون بجججاليدين لن المججرأة المسججلمة قجججد‬
‫تخطججت عتبجججة دارهججا‪ ،‬لقججد خرجججت إلججى الهججواء‪ ،‬لقججد نزعججت عنهججا‬
‫حجابها‪ ،‬ولكنهجم ل يصفقون لن المرأة المسججلمة قججد فعلججت ذلججك؛‬
‫بجل لن فعلهجا هجذا يتيجح للمنصرين أن يتغلغلوا عن طريق المجججرأة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫في السرة المسلمة بتعجاليمهم التنصيرية(‬
‫ول يخفي المنصرون كيدهجم بجالمرأة المسلمة‪ ،‬واعتقجادهم قجوة‬
‫تأثيرهجججا علجججى أبنائهجججا‪ ،‬ورغبتهجججم فجججي اسجججتغلل ذلجججك‪ ،‬إذ يقجججول‬
‫قائلهم‪) :‬بما أن الثجر الجذي تحدثه الم في أطفالها‪ -‬ذكجججورا وإناثججا‪-‬‬
‫حتجى سجن العاشرة من عمرهم بالغ الهمية‪ ،‬وبمججا أن النسججاء هججن‬
‫العنصر المحافظ في الدفاع عن العقيججدة‪ ،‬فإننججا نعتقججد أن الهيئجججات‬
‫التبشيرية يجب أن تؤكجد جانب العمل بين النساء المسججلمات علججى‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫أنه وسيلة مهمجة في التعجيل بتنصير البلد السلمية(‬
‫‪1‬‬
‫)( التبشير والستعمار ‪ ،‬ص ‪. 203 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬نقل من التبشير والستعمار ‪ ،‬ص ‪() christia workers 40 203 :‬‬

‫‪38‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫ومن أجل ذلك اهتم المنصرون بجالمرأة اهتمامجججا شججديدا فقلمجججا‬


‫عقد مؤتمر تنصيري دون أن يكون موضوع تنصير المجرأة المسججلمة‬
‫هجو أحد الموضوعات الرئيسة لهججذا المججؤتمر‪ ،‬وكشججاهد علججى ذلجججك‬
‫فقجد كجان موضوع )المداخل النصرانية للمرأة المسجلمة وأسججرتها(‬
‫أحجد البحججاث المقدمجة إلجى مججؤتمر التنصجير المنعقججد فججي وليججة‬
‫أمججا مؤتمجججر القجججاهرة‬ ‫)‪(1‬‬
‫كولججورادو فججي أمريكجججا عجججام ‪1978‬م‬
‫التنصججججيري المنعقجججد عججججام ‪1906‬م فقججججد وجهجججت المنصججججرات‬
‫المشجججاركات فيججججه النجججداء التجججالي )ل سجججبيل إل بجلججججب النسجججاء‬
‫المسلمات إلى المسيح‪ ،‬إن عجدد النسجاء المسلمات عظيجم ججدا ل‬
‫يقل عن مائة مليججون‪ ،‬فكججل نشججاط مجججد للوصججول إليهججن يجججب أن‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫يكجون أوسع مما بذل إلى الن(‬
‫وتختلف أساليبهم ووسجائلهم نحو تحقيجق هججذا الهججدف‪ ،‬ولكجججن ل‬
‫تختلف غايتهم‪ ،‬فغايتهم أن تتنصر المرأة المسلمة فجإن لججم يتيسجججر‬
‫ذلجك فل أقل من أن تهجر دينها‪ ،‬وتعلجن إفلسجها وكفرهجا‪ ،‬وترضجى‬
‫بجأن تكون تابعة ذليلة للقافلة التي تولت استعبادها‪ ،‬وسججلب دينهجججا‪،‬‬
‫ونهب خيراتها والستحواذ عليها‪ ..‬ولجل ذلك تتعالى صججيحاتهم نحججو‬
‫تحريجر المجرأة المسلمة فحينجا تعلججن المنجججابر الغربيججة الكجججافرة أن‬
‫)‪(3‬‬
‫المرأة المسجلمة مسلوبة الحقوق‪ ،‬وحينججا تعلججن أن دينهججا ظلمهججا‬
‫وحينجا تمجارس تلك المنجابر ضغوطجا على الجدول المسلمة لجبارها‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر التنصير خطة لغزو العالم السلمي ص ‪ 811 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( التبشير والستعمار ص ‪ ، 204 :‬وانظر أيضا حقيقة التبشير ص ‪. 187 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( في إحصائيجة للمسلمين الداخلين في السلم في الغرب تبجين أن عجدد النسجججاء‬
‫المعتنقات للسلم أكثر من الرجال الداخلين في السلم ‪ .‬فهل تسجاءل هججؤلء عججن‬
‫سبب ذلك ‪ .‬إن السبب الذي ل مفر من العتراف به أن المججرأة الغربيججة وجججدت أن‬
‫هذا الدين متفق مع فطرتها ‪ ،‬محقق لمالها ‪ ،‬حافظ لحقوقها ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫فججي موقججف مماثججل‬ ‫)‪(1‬‬


‫على تغريجب المجرأة المسلمة‪ ،‬ونزع لباسها‬
‫لموقف إبليس مججن أبوينججا آدم وحجججواء كمجججا أخجججبر اللججه عججن ذلجججك‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫بقولجججججه جججججل ثنجججججاؤه‪} :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إلى آخججر‬ ‫)‪(2‬‬


‫{‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الفتراءات التي ل تتوقججف؛ رغبجججة فججي أن تفتجججح المججرأة المسججلمة‬


‫لهذه الصيحجات آذانها‪ ،‬فتكون بداية لتلقي المبادئ التنصيرية‪.‬‬
‫والمجرأة المسلمة العاقلجة تجدرك أن هجذه النجججداءات والمزاعجججم‬
‫لنهجججا تججرى‬ ‫)‪(3‬‬
‫والدعوات المطالبججة بتحريججر المججرأة دعججوات هادمججة‬
‫أختهجا المسجلمة يسجتباح عرضهجا ويسجفك دمهجججا فججي بجججلد كثجججيرة‬

‫‪1‬‬
‫)( فججي حيججن أن تقججارير اليجججوم العججالمي لحقججوق المججرأة تنججدد بجججالمرأة النجليزيججة‬
‫والمريكية لمزاحمتها الرجال ‪ ،‬وتشيد هججذه التقججارير بججالمرأة السويسجججرية لعودتهججا‬
‫إلى المنزل ‪ ،‬وقجد تضمن التقرير أنه أقيم حفجل في سويسججرا‪ -‬معقججل المنظمجججات‬
‫المنافجحجة عن حقجوق المرأة‪ -‬لتكريم المرأة السويسرية لتفانيها فججي أداء واجباتهججا‬
‫المنزلية ‪ .‬كما عرض التقرير دراسة علمية خلصت إلى أن عمل المرأة يخلف آثجارا‬
‫وخيمجة على نشأة الجيل وتربيته ‪ ،‬وأثبتت الدراسة أن أبناء المهات العججاملت أكججثر‬
‫إخفاقا وارتكابا للشججغب والججرائم ‪ .‬وحينمجا تنجاول التقريجر حجال المجرأة المسجلمة‬
‫وصجف عدم اختلطهجا وعملها بجين الرجججال بججالتخلف ‪ ،‬مجلججة السججرة ‪ ،‬العججدد ‪، 67‬‬
‫شوال ‪ 1419‬هج ‪ ،‬ص ‪. 52 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( سورة العراف ‪ ،‬الية ‪. 27 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( في الوقت الذي نشرت فيجه مجلجججة " مجججاري كجججير " الفرنسججية نتيججججة اسججتفتاء‬
‫للفتيات الفرنسيات شمل ‪ 5 . 2‬مليون امرأة وكان السججتفتاء عجججن قبجججول الججزواج‬
‫من العرب ولزوم البيت فأجاب ‪ %90‬بنعججم وأرجججأن أسججباب ذلجججك إلججى أن المججرأة‬
‫الغربية ملجت المساواة الكاذبة وملت الستيقاظ عند الفجر للركججض وراء القطججار ‪،‬‬
‫وسئمت الحيجاة العائلية الجتي ل ترى فيهجا الولد إل على مجائدة الطعججام ‪ ،‬وضججاقت‬
‫ذرعجججا بالحيجججاة الزوجيججة الججتي ل تججرى الججزوج إل عنججد النججوم ‪ .‬وكججان عنججوان هججذا‬
‫الستفتاء " وداعا عصر الحرية وأهجل بعصججر الحريجججم " ‪ .‬الفتججاة ألججم وأمججل شججريط‬
‫كاسيت للشيخ إبراهيجم الدويش ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫كالبوسجنة والهرسك وكوسوفو وبورمجا والفلبين والهنجججد وأفريقيجججا‪-‬‬


‫على أيجدي هؤلء النصارى‪ ،‬فأين هذه الرحمة التي استبطنت الكفر‬
‫وأطلقت تلجججك الججدعوات مججن هججذه المذابججح والنتهاكججات للعججراض‬
‫والنفس‪ .‬وتججدرك‪ -‬أيضججا‪ -‬أن إخوانهججا المسججلمين يتعرضججون للبججادة‬
‫علجى أيجدي النصجارى‪ ،‬وتنزل بهم البأساء والضراء والمجاعات فججي‬
‫كل صقع ول تتحجرك قوافجل الغاثة النصرانية ما لم تكججن الكججوارث‬
‫قد حلت في ديار النصججارى‪ ،‬أمججا إن حلججت تلججك الكججوارث فججي ديججار‬
‫المسججلمين فل تقججدم لهجججم العانجججات إل علججى طبججق مججن المبججادئ‬
‫التنصيرية‪ ،‬ول تسلم لهم إل إذا كفروا بربهجم وآمنوا بالمسيح ‪ -‬عليه‬
‫السلم‪ -‬إلها مخلصا‪.‬‬
‫فأين تلك القلوب التي تتمظهر بالشججفقة والرحمججة وهجججي تنججادي‬
‫بحقوق النسان أو حقوق المرأة؟؟! إنها قلجوب خبيثجة ل تظهر بهذا‬
‫المظهر إل إذا أرادت الطعججن فججي ديججن اللججه وإقصججائه عججن توجيجججه‬
‫البشججرية‪ ،‬أمججا إذا تمكنججت هججذه القلججوب مججن رقججاب المسججلمين‬
‫وأعراضهجم وأموالهم فهي قلججوب ل تعججرف رحمججة‪ ،‬ول ترقججب فججي‬
‫مؤمن إل ول ذمة يرضونكجم بأفواههم وتأبى قلوبهم‪.‬‬
‫تحريف القرآن الكريم والساءة إليه‬
‫لدى المنصرين والمنظرين للعمجل التنصجيري قناعجة تامجججة بأنجججه‬
‫ل يمكججن القضجججاء علججى السجججلم إل إذا تججم القضججاء علججى القججرآن‬
‫ولذلجك تتجدد المحاولت بين آونة وأخرى من قبل هؤلء المنصججرين‬
‫وأعوانهجم على الساءة للقرآن الكريم أو تحريف سور منججه يقجججول‬
‫جججون تججاكلي‪) :‬يججب أن نسجتخدم كتجابهم )القجرآن( وهججو أمضجى‬

‫‪41‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫وقججد‬ ‫)‪(1‬‬
‫سجلح في السجلم ضد السلم نفسه لنقضي عليججه تمامججا(‬
‫افججترت ونشججرت إحججدى الهيئات عججبر شججبكة النججترنت نصوصججا‬
‫مضبوطجة بالشكل‪ ،‬مختومجة كجل فقرة منهجا برقجم‪ ،‬مكتوبجة بخجججط‬
‫متميز‪ ،‬محاكيججة بذلجججك سججور القججرآن الكريججم وسججميت إحججدى تلججك‬
‫المفتريات "سورة الوصايا"‪.‬‬
‫وفي اليمن حجدث في عجام ‪1419‬هج في أحجد المواقجججع تمزيجججق‬
‫للمصججاحف ووضججعت أوراقهججا فججي أمججاكن نجسجججة وذكجججرت مجلججة‬
‫المجتمجججع حينمججا أوردت الخججبر أن هججذه المحججاولت بجججدأت عجججام‬
‫‪1992‬م وذكجججرت أنججه يعتقججد أن خلججف هججذه الحججوادث "مستشججفى‬
‫جبلجة المعمدانجي " حيجث ينتشججر التنصججير فججي اليمججن تحججت غطججاء‬
‫الخججدمات الطبيججة‪ ،‬كمجججا ذكجججرت أن الغججرض مجججن هججذه الجرائجججم‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫تجريجب المرتديجن ومدى ولئهجم لدينهجم الجديد‬
‫بناء أكبر عدد من الكنائس والهتمام بمظهرها‬
‫يحرص المنصرون على بناء الكنججائس فججي البلد السججلمية حججتى‬
‫في المجاكن الجتي ل يعيجججش فيهجججا أي نصرانجججي؛ لتكجججون منطلقجججا‬
‫للعمجل التنصيري في المنطقجة‪ ،‬ولتحقجججق بعجججض مجججا أنشججئت مججن‬
‫أجلججه ولذلجججك يحججرص المنصجججرون أن تكجججون مبجججاني الكنجججائس‬
‫والرسجاليات والمجدارس شجججاهقة غريبجججة المظهجر حجتى تججؤثر فججي‬
‫عقجول الزائرين وفي عواطفهجم وخيجالتهم‪ ،‬إن ذلجججك فججي اعتقجججاد‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫المنصريجن يقرب غجير النصجارى إلى النصرانية‬
‫‪1‬‬
‫)( حقيقة التبشير ‪ ،‬ص ‪. 165 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر مجلة المجتمع ‪ ،‬العدد ‪ 1316‬في ‪1419 5 / 23‬هج ص ‪. 18 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظجججر التبشججججير والسججججتعمار ‪ ،‬ص ‪ ، 208 :‬وحقيقجججة التبشججججير ‪ ،‬ص ‪، 178 :‬‬
‫والتنصجير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪ . 698 :‬وانظر كتاب حكم بناء الكنائس‬

‫‪42‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫التعليم‬
‫إن شرف هذه الوسيلة لم يمنع المنصرين من أن يجعلوهجا سبيل‬
‫إلى الكفر‪ ،‬وميدانا للصد عن سبيل الله‪ ،‬ودعوة إلى الضللة‪ ،‬يقجول‬
‫المنصججر هنججري جسججب‪) :‬إن التعليججم فججي مججدارس الرسججاليات‬
‫المسيحية إنمجا هو واسطة إلى غاية فقجط‪ ،‬هجذه الغايجة هي قيجججادة‬
‫النجججاس إلججى المسججيح وتعليمهججم حججتى يصججبحوا أفججرادا مسججيحيين‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫وشعوبا مسيحية(‬
‫وقد تعددت أساليبهم في استغلل هذه الوسججيلة‪ ،‬فتججارة يكججون‬
‫مججن خلل مججدارس الرسججاليات التنصججيرية الجججتي تتخجججذ التدريجججس‬
‫وسجيلة للدعوة إلى النصرانية وبجث سمومها فججي عقججول الطفجججال‬
‫فقد ججاء في كتاب أصول التنصير في الخليج‪) :‬كججان تعليججم العلججوم‬
‫الحديثة وتدريسها باللغة النجليزية الذي قدمته البعثة كججان مطلوبججا‬
‫جدا وبخاصة في فترة ما بعد الحرب العالمية الولى‪ ،‬ولذلجك كجانت‬
‫مدارس البعثجة تججد قبول حسججنا فججي العججراق والبحريججن والكججويت‪،‬‬
‫فقد واصل اللف من خريججججي مدرسججة البصججرة ليججدخلوا مجججالت‬
‫عمليججة بنجججاح فججي العمججال والسياسجججة‪ ،‬وتزعججم تقججارير البعثججة أن‬
‫اللفي طفل الذين تخرجوا في مدرسة البعثجججة حججتى عججام ‪1938‬م‬
‫قد أصبح بعضهجم أطبجاء‪ ،‬وأطبجاء أسنان ومججدراء ورؤسجججاء وكتجججاب‬
‫ومججججترجمين ومعلميجججن إنهججججم يحصجججلون علجججى مرتبججججات جيجججدة‪،‬‬
‫وباستثناءات قليلجججة ججججدا‪ ،‬فجججإنهم جميعجججا قجججد ارتقججوا فججي السججلم‬

‫والمعجابد الشركية في بلد المسلمين ‪ ،‬تأليف إسماعيل بن محمد النصججاري رحمججه‬


‫الله ‪ ،‬نشر رئاسة إدارة البحوث العلمية والفتاء‪ -‬الرياض ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)( حقيقة التبشير ‪ ،‬ص ‪. 166 :‬‬

‫‪43‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫القتصادي‪ ،‬وكثير منهم قد أصبحوا قادة في دولهم(‬
‫وقد وصف أبو العلى المودودي أثجر هجذه المججدارس التنصيريجججة‬
‫فقال‪) :‬فالمؤسسات التعليمية للمبشرين تخجرج طبقجة جديجدة مجن‬
‫النجاس‪ ،‬طبقة ل تتمسك بالنصججرانية ول تظججل علججى ديججن السجججلم‪،‬‬
‫وإنمجا تفصل نفسها عججن تراثهججا ول تطبججق أي تججراث أخلقججي آخججر‪،‬‬
‫والنتيججة هجي أن تصبح نموذججا غريبجا مججن الجنجججس البشجججري فججي‬
‫مواقفهجا الخلقيجة ومعاييرها الثقافية وكذلك في أخلقها وتصرفاتها‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫وفي لغتها وعاداتهجا الجتماعية(‬
‫وتارة يكون بالتداخل المباشر في المدارس الحكومية‪ -‬كما كججان‬
‫يحدث إبان الحتلل‪ -‬وذلك من خجلل تفريجغ المناهججج العلميجججة مججن‬
‫مضامينها وصرفها عن وجهتها‪ ،‬أو من خجلل تعيين المعلميججن الججذين‬
‫يفسججدون فججي الرض ول يصججلحون فقججد جججاء فججي جريججدة الهججرام‬
‫الصجادرة في ‪ 1897/ 3/ 17‬م )قضي المر‪ ،‬وصجدر المر العجالي‬
‫بتعيجين المسجتر دنلوب سكرتيرا عامجا لنظجارة التعليجم‪ ،‬وقجد شجرع‬
‫المسجتر دنلوب بعجد التفاق مع اللورد كرومجججر فججي هججدم الدراسججة‬
‫وقال السججتاذ محمججود‬ ‫)‪(3‬‬
‫الثانويجة التي هجي أعظم أركان المعارف(‬
‫شجججاكر‪) :‬ونقججول نحججن أيضجججا " قضججي المجججر" وججججاء الستشججراق‬
‫النجليججزي ليحجججدث فججي ثقافجججة المججة المصريجججة صدعجججا متفاقمجججا‬
‫أخبجث وأعججتى مججن الصججدع الجججذي أحدثجججه الستشججراق الفرنسجججي‪،‬‬
‫ووضجع دنلوب أسس التفريجغ الكجامل لطلبجة المجدارس المصريجججة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫)( أصول التنصير في الخليج ‪ ،‬ص ‪. 155 -154 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( طائفججة مججن قضججايا المججة السججلمية فججي القججرن الحاضججر ‪ ،‬تججأليف أبججو العلججى‬
‫المودودي ‪ ،‬نشر مكتبة الرشد ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ص ‪. 242 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( نقل عن رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ‪ ،‬ص ‪. 148 :‬‬

‫‪44‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫أي تفريجغ الطلبة من ماضيها المتدفق في دمائهجا مرتبطججا بالعربيججة‬


‫والسلم‪ ،‬ومهد إلى ملئجه بمجاض آخر بجججائد فججي القججدم والغمججوض‪،‬‬
‫لم يبق من ثقافته شيء البتة‪ ،‬ليزاحم هجذا المجججاضي الفجججارغ بقايججا‬
‫الماضي المتدفق الحجي الجذي يوشك أن يتمزق ويختنجججق بجججالتفريغ‬
‫المتواصل‪ ،‬ويجعل أجيال طلبة المججدارس فججي حجججيرة مججدمرة بجججين‬
‫انتماءين‪ ،‬بين النتماء إلى الثقافة العربيججة السججلمية الواضججحة فججي‬
‫كتب أسجججلفهم‪ ،‬وبيججن النتمججاء إلججى الفرعونيججة الججتي بججادت وبججادت‬
‫ثقافتها ولم يبق منها إل أطلل من الحجارة مهما بلغت في العظمة‬
‫والججلل فهي فارغة من ثقافة حيججة تتججدفق فججي القلججوب والعقججول‬
‫واللسنة‪ ،‬إنمجا هجي آثجار ل تغني شيئا ول تججؤتي ثمججرة‪ ،‬وأيضججا فججإن‬
‫هذا التفريغ سجوف ينشئ أجيجال من تلميذ المدارس تتهتك علئقهججا‬
‫التي تربطها بثقافتها العربيجججة السجججلمية اجتماعيججا وثقافيججا ولغويججا‪،‬‬
‫حتى يتم تفريغها تفريغا كامل مجن مجاضيهم كله‪ ،‬ثم يمل هذا الفراغ‬
‫علججوم وآداب وفنجججون ل علقجججة لهججا بماضججيهم‪ ،‬وإنمجججا هجججي علججوم‬
‫الغجججزاة‪ ،‬وفنججون الغججزاة وآداب الغججزاة وتجججاريخ الغجججزاة ولغججات‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫الغزاة(‬
‫وقال شاتليه ‪ -‬أحد منظري التنصججير‪) :‬ومجججن هججذا يتبجججين لنجججا أن‬
‫إرسججاليات التبشججير الدينيججة‪ -‬الججتي لججديها أمجججوال جسججيمة‪ ،‬وتجججدار‬
‫أعمالها بتدبير وحكمة‪ -‬تأتي بالنفع الكججثير فججي البلد السججلمية مججن‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫حيث إنهجا تبث الفكار الوروبية(‬
‫وإليك هذه الحقيقة الججتي تؤكججد ذلججك ففججي عجججام ‪1863‬م طججرح‬
‫‪1‬‬
‫)( رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ‪ ،‬ص ‪. 149-148 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( الغارة على العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪. 16 :‬‬

‫‪45‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫المنصر هاملين على صججديقه اليهججودي الفرنسججي روبجججرت ‪ -‬فكجججرة‬


‫إنشاء مدرسة ثانوية قججرب قلعججة الروملججي‪ ،‬وقججال هججاملين مشجججيرا‬
‫بيججده إلججى قلعجججة الروملججي‪ ) :‬لقججد أنشججأ التججراك هنججا حصججنا لفتججح‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫استنبول‪ ،‬وأنجا سأنشئ هنا مدرسة لهدمهم (‬
‫وقد تحقق شيء من حلجججم هججذا اليهججودي فقججد تججرأس العصيجججان‬
‫والتمرد على الدولة العثمانية فجي بلغاريجا أول الخريجيجن فجي هجذه‬
‫المدرسة‪ ،‬وقال بعد ذلك لقد كان د‪ .‬هاملين يريد فتح مدرسة فججوق‬
‫أعلى بجرج من أبراج قلعة الروملي وذلك كي تدخل النصرانية مجججن‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫نفجس الباب الذي دخل منه السلم إلى إستنبول‬
‫وتارة يكون ‪ -‬استغلل هذه الوسيلة ‪ -‬مججن خجججلل إيججججاد فجججرص‬
‫البتعاث لبناء المسلمين الذين تعجذرت عليهجججم مواصججلة دراسججتهم‬
‫في بلدانهم‪ ،‬ومن ثم محاولة تنصيرهم في البلد التي يتججم ابتعججاثهم‬
‫إليها‪ ،‬فإن لم يتحقق ذلك فليتحقججق مجججا دون ذلجججك وهججو إخراجهجججم‬
‫من دينهجم وإغراقهم بالشهوات المحرمة في تلك البلد‪.‬‬
‫وتارة يكون من خلل تعليم اللغجة النجليزيججة إذ تسججتخدم كطعججم‬
‫يقدم للفريسججة ممججزوج معججه الججدعوة إلججى الباحيججة والدعجججوة إلججى‬
‫النصرانيجة‪ ،‬فقد جاء في بحث " الرسججال الذاعججي الحججالي المججوجه‬
‫إلى المسلمين " المقدم من فريد د‪ .‬أكججورود إلججى مججؤتمر التنصجججير‬
‫المنعقد في كلورادو مجا يلي‪) :‬إن اللغة النجليزية مهمة لكل عربي‬
‫يرغب في متابعة دراسته‪ ،‬أو يجججود الهجججرة‪ ،‬ولقججد كتبنججا إلججى هيئجججة‬
‫‪1‬‬
‫)( نشججاطات المنصججرين فججي تركيججا ‪ ،‬اسججتنبول ‪1963‬م ‪ .‬ص ‪ 48 :‬نقل عججن تقريججر‬
‫بعنجججوان ‪ :‬المججدارس التنصججيرية ‪ ،‬إعججداد نججديم هججزار ‪ ،‬مركججز البلقججان للدراسججات‬
‫والبحجاث العلميجة ‪ ،‬ص ‪. 19 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 19 :‬‬

‫‪46‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫الذاعة البريطانيجة‪ -‬الجتي لديها سلسلة ممتازة مجن برامجججج تعليجججم‬


‫النجليزية للناطقين بالعربيجججة‪ -‬ولقججد منحتنجججا السلسججلة وأذنججت لنججا‬
‫بتقديمها عبر إذاعتنا‪ ،‬وقججد أجرينججا بالفعججل تعججديلت علججى السلسجلة‬
‫استخدمناها " كطعم " وفي الختام كنجا نتوججججه بالسجججؤال‪ :‬عمججا إذا‬
‫كان المستمع يرغب فججي نسججخة مجانيججة مججن كتجججاب يحتجججوي علججى‬
‫العربية والنجليزية جنبا إلججى جنججب‪ ،‬وعنججدئذ نرسججل لجه نسججخة مججن‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫النجيل بالعربية والنجليزية(‬
‫وتججارة يكجججون مججن خجججلل التحجججيز ضججد أبنججاء المسجلمين‪ ،‬وقصججر‬
‫التعليججم علججى أبنججاء القليججة النصججرانية‪ -‬فججي البلد الججتي يوجججد فيهججا‬
‫مسججلمون ونصججارى‪ -‬ليتحقججق لهججم التفججوق فججي المججججال العلمججي‬
‫والداري في المنجاطق الججتي تعيججش فيهججا القليججات النصججرانية بيججن‬
‫المسجججلمين‪ ،‬فقجججد شجججكا أبجججو العلجججى المجججودودي مجججن ذلجججك‬
‫بقوله‪ ) :‬فأسلوب العمل الذي يتبعججه مبشججرو النجيججل هججؤلء شججنيع‬
‫للغايججة‪ ،‬ويعتججبر مصجججدرا مججن مصججادر الشججقاق والخجججلف‪ ،‬وتتمثججل‬
‫شكوانا في أنهجم ل يقصرون نشجاطاتهم على نشر الديجن فحسججب‪،‬‬
‫ولكنهم بدل مججن ذلججك يلجئون إلججى أسججاليب وسجججبل ل منجججاص مججن‬
‫اعتبارهجججا وسججائل للضغجججط السياسجججي والسجججتغلل القتصجججادي‪،‬‬
‫والتخريب للخلق والدين‪ ،‬ويشهد على ذلك مجا رأينجججا بجججأم أعيننجججا‪،‬‬
‫وما يشاهد في بقية أنحججاء العججالم السججلمي‪ ،‬فل يمكجججن لي عقججل‬
‫مهمجا كان محجججدودا‪ ،‬ول يليجججق بجججأي إنسجججان كريججم أن يعتججبر تلجججك‬
‫السجاليب وسائل مناسبة ومباحة لنشجر أي دين من الديجججان‪ ،‬فقججد‬

‫‪1‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪. 546 :‬‬

‫‪47‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫قجام هؤلء المبشرون في منججاطق شاسجججعة مجججن أفريقيججا بحرمججان‬


‫المسلمين من كافجة الخدمات التعليمية وذلك بججالتواطؤ مججع الججدول‬
‫السججتعمارية وتغافلهججا عججن جرائمهججم فججي الججوقت الججذي كججانوا‬
‫يسيطرون فيه على تلججك المنججاطق‪ ،‬فقجججد أوصججدوا أبججواب المعاهججد‬
‫التعليمية أمام كل شخص ل يديجن بالنصرانيجة أو علججى القججل ليججس‬
‫لديه استعداد لتغييججر اسججمه السججلمي واسججتبداله باسجججم نصججراني‪،‬‬
‫وبهذه الكيفية قويت شوكة القلية النصرانية وأصبحت هجي الطبقججة‬
‫الحاكمجججة‪ ،‬وهججذه الفئة المنبتجججة القويجججة النفججوذ هججي الجججتي تولجججت‬
‫السلطات السياسية والعسكرية والقتصاديجججة بعجججد السججتقلل فججي‬
‫كثجير مججن الججدول الفريقيججة الججتي تعيججش فيهججا أغلبيججة سججاحقة مججن‬
‫المسلمين‪ ،‬وهجذا ظلم صارخ نزل بالمناطق الفريقية التي تقطنهججا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫أغلبية من المسلمين(‬
‫وتارة يكون من خلل إضججعاف المؤسسجججات التعليميججة الشججرعية‬
‫بمصجادرة أوقافهجا ومحاربجة طلبهجا‪ ،‬وإضجعاف تأثيرهجا وقجد تحجدث‬
‫الفصجججل الرابججع مججن كتججاب‪ " :‬وسججائل التبشجججير بالنصججرانية بجججين‬
‫المسججلمين " الجججذي نشجججره المبشججر المريكجججي " فلمنجججج " عججن‬
‫الزهجر ودوره ومجا اقترحجه المبشرون من ضرورة إنشجاء مدرسجججة‬
‫جامعة نصرانيجة تقوم الكنيسجة بنفقاتها وتكججون مشججتركة بيججن كجججل‬
‫الكنجائس المسيحية في الدنيجا علججى اختلف مججذاهبها‪ ،‬لتتمكججن مججن‬
‫مزاحمة الزهر بسججهولة‪ .‬وتتكفججل هجججذه المدرسججة الجامعججة بإتقججان‬
‫تعليججم اللغجججة العربيججة‪ .‬ثجججم قجججال‪ :‬إن فججي المكجججان مباشججرة هجججذا‬

‫‪1‬‬
‫)( طائفة من قضايا المة السلمية ‪ ،‬ص ‪. 241 :‬‬

‫‪48‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫العمجل في دائرة صغيرة وهجججي أن تختججص أول بتعليججم المسجلمين‬


‫المتنصرين وتربيتهم ليتمكن هؤلء من القيام بخدم جليلة في تنصير‬
‫المسلمين الخرين‪.‬‬
‫وختم فلمنج كلمه قائل‪) :‬ربما كججانت العججزة اللهيجججة قجججد دعتنجججا‬
‫إلججى اختيججار مصججر مركججز عمججل لنججا لنسججرع بإنشجججاء هججذا المعهججد‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫المسيحي لتنصير الممالك السلمية(‬
‫وقال جاير دنر‪) :‬إن من سجججداد الجججرأي منجججع جامعجججة الزهججر أن‬
‫تنشر الطلبة المتخرججين فيهجا في جنجججوب أفريقيجججا؛ اتباعجججا لقججرار‬
‫مججؤتمر التبشججير العججام؛ لن السججلم ينمججو بل انقطججاع فججي كججل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫أفريقيا(‬
‫العلم‬
‫يعتججبر العجججلم بوسجججائله المتعججددة‪ -‬مجججن مقجججروءة ومسججموعة‬
‫ومرئيججة ‪ -‬الوسججيلة الهامججة فججي نظججر المنصججرين ‪ -‬إذ يتمكنججون مججن‬
‫خللجه من بث الفكار والمعتقدات الباطلجة والجترويج لها‪ ،‬والدعجوة‬
‫إليها‪ ،‬كما يتمكنون من خلله من اجتيججاز الحججواجز وتخطججي الحججدود‬
‫والوصجججول إلججى المسججلمين فججي بلججدانهم المغلقججة أمججام الحملت‬
‫التنصجيرية المباشرة إذ يقول فريد أكورود‪) :‬يبدو أن الذاعججة اليججوم‬
‫هي إحدى الوسائل الرئيسججة الججتي يمكججن بواسججطتها الوصججول إلججى‬
‫المسلمين في بلدان الشججرق الوسججط وشججمال أفريقيجججا المغلقجججة‪،‬‬
‫حيججث إن الذاعجججة يمكنهجججا ‪ -‬كمجججا نعلجججم ‪ -‬أن تخجججترق الحججواجز‬
‫الحدوديجججة وأن تعججبر البحجججار وتقفججز الصحجججاري وأن تنفججذ إلججى‬
‫‪1‬‬
‫)( حقيقة التبشير ‪ ،‬ص ‪. 169 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 169 :‬‬

‫‪49‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫مجتمعات المسلمين المغلقة(‬
‫‪ -‬أشجججهر مججن أن يذكجججر أو تسجججرد‬ ‫)‪(2‬‬
‫وهججذا المججر‪ -‬أعنججى العلم‬
‫الدلة والشججواهد علججى اسججتغلله فهججا هججي قنججواتهم الفضججائية تغججزو‬
‫العجججالم السججلمي‪ ،‬وهججذه إذاعججاتهم تنشججر زيفهجججا فججي أوسججاط‬
‫المسجلمين‪ ،‬وهذه كتبهم ومراسلتهم تجوب العالم‪ ،‬وهذه صفحاتهم‬
‫المتعججددة ومواقعهجججم المتنوعججة علججى شججبكة النججترنت تججدعو إلججى‬
‫الباطل وتنشر الضجلل‪ ..‬ول أدل من عنايتهم بذلك من هذا التدافجججع‬
‫المحمجوم نحجو اسجتخدام هججذه الوسجائل العلميجة‪ ،‬ومجن مناقشجة‬
‫خمسة أبحاث ضمن المؤتمر التنصججيري المنعقججد فججي أمريكججا وليججة‬
‫كولورادو عام ‪ 1978‬م وهذه البحاث هي‪:‬‬
‫‪ - 1‬الوضججججع الحججججالي للمطبوعججججات ووسججججائل العلم الموجهججججة‬
‫للمسلمين‪.‬‬
‫‪ - 2‬الوضع الراهن لترجمات النجيل إلى لغات المسلمين‪.‬‬
‫‪ - 3‬الرسال الذاعي الحالي الموجه إلى المسلمين‪.‬‬
‫‪ - 4‬مراجع مختارة للمنصرين العاملين بين المسلمين‪.‬‬
‫‪ -5‬الحاجججة إلججى مجلججة جديججدة خاصجججة بالرسججاليات التنصيريجججة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫الموجهجة للمسلمين‬
‫كما جاء ضمجن الموضوعجات التي نوقشت في مججؤتمر القجججاهرة‬
‫التنصيري المنعقد عام ‪ 1906‬م الموضوعات التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪. 532 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( جججاء فججي إحصججائيات ‪ 1986‬إن المبججالغ المنفقججة فججي العلم والتصجججال بلغججت‬
‫‪ 11865‬مليون دولر منهججا ‪ 515‬مليججون للوليجججات المتحججدة ‪ ،‬و ‪ 267‬لوربجججا و ‪253‬‬
‫لليابجان ‪ ،‬انظر مجلة الدعوة السعودية العدد ‪ 1419/ 7/ 2 ، 1664‬هج ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫)( انظر هذه البحاث في التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪ -1‬النشججرات الججتي ينبغججي إذاعتهجججا بجججين المسججلمين المتنوريجججن‬


‫والمسلمين العوام‪.‬‬
‫‪ -2‬وسائل إسعاف المتنصرين المضطهدين‪.‬‬
‫‪ -3‬تربية المبشرين والعلقات بينهم‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ -4‬كيفية التعليم في السلم‬
‫التطبيب‬
‫اسججتغل أدعيجججاء الرحمججة ججججراح الشججعوب وأمراضججها وأزماتهجججا‬
‫ومآسيها؛ لتكون الفرصة السانحة لرغججامهم علججى النصججرانية‪ ،‬فمجججا‬
‫تحججل بشججعب كارثججة أو تنججزل بججه مصججيبة مججن حججرب أو زلزل أو‬
‫فيضانجججات إل ورأيججت الجمعيجججات التنصيريجججة تنتقجججل إلججى الموقجججع‬
‫المنكجوب لتقجدم للمحتاجين النصرانيجة مجع قرص الجججدواء‪ ،‬ولقمجججة‬
‫العيجش‪ ،‬وقطعجة الكساء‪ ..‬ول تظن أن هذا التدافجع النصراني علججى‬
‫مواقجع الحجداث رحمة بالشججعوب‪ ،‬بججل يعتججبرون الجججراح والمآسججي‬
‫البوابة الذهبية للنصرانية )حيث تجد بشرا تجد آلمججا‪ ،‬وحيججث تكجججون‬
‫اللم تكجججون الحاججججة إلججى الطبيجججب وحيججث تكجججون الحاججججة إلججى‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫الطبيجب فهنجاك فرصجة مناسجبة للتبشير(‬
‫وقد واجهت المنصرين‪ -‬من أطباء ومعلمين‪ -‬في منطقججة الخليججج‬
‫العربججي مشججكلة‪ :‬هججل جججاءوا هنججا للتطججبيب والتعليججم بمعجججزل عججن‬
‫التنصجير ؟ فكجانت إجابجة الجميجع بجالنفي‪ .‬وقجججد حجججدد ججججون فجججإن‬
‫إس البجاحث المعروف في الشؤون العربيججة هججذه المشججكلة للبعثججة‬
‫العربيجة في الجزيرة في رسالة كتبها عام ‪1913‬م قال فيها‪ :‬لمججاذا‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر حقيقة التبشير ‪ ،‬ص ‪. 160-159 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( التبشير والستعمار ص ‪. 595 :‬‬

‫‪51‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫)‪(1‬‬
‫نحن هنجا ؟ لي شججيء نحجججن هنججا ؟ لنعيجججد المليجججك إلججى عرشججه‬
‫وكجل مجا عجدا ذلجك فجأمر مسجاعد وثانوي‪ ،‬إنما هو وسججيلة للهججدف‪،‬‬
‫إذا كججان هجججدف الطبيجججب والمستشجججفى فججي مجججال كمجالنججا هججو‬
‫لتخفيججف آلم الجسججد‪ ،‬فهججذا الهججدف عجججائق وليججس مسجججاعد؛ لن‬
‫العمجال المجيجدة هجي الساس فججي محاربجججة السججلم‪ ،‬ول نتحمججل‬
‫ثمن هذه الفكرة‪ .‬فالمدرسة مهما كانت مجهزة فججي بلججد مثججل هججذا‬
‫فهي أسوء من أن تكون غير ذات قيمة إذا كانت تثقف العقل‪ ،‬لنهججا‬
‫تنتجج متعلمجين أوغجادا يجججأخذون عيوبنججا ويشججوهون فضائلنجججا‪ ،‬لدينجججا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫مستشفيات ممتازة‪ ،‬ونحن فخورون بأطبائنا(‬
‫إذا الهدف الهم من هذا هو محاربة السلم‪.‬‬
‫وقال الطبيب بول هاريسون‪) :‬إن المبشجر ل يرضى عججن إنشجججاء‬
‫مستشججفى ولججو بلغججت منججافع ذلججك المستشجججفى منطقجججة )عمججان(‬
‫بأسرها‪ ،‬لقد وجدنا نحججن فججي بلد العججرب لنجعججل رجالهجججا ونسججاءها‬
‫وهججم يعلمججون أن المريججض المسججلم ل يتقبججل كلمهججم‪،‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫نصجارى(‬
‫ويكره مججا معهججم مجججن الكفججر والضجججلل يقجججول رشججتر‪) :‬فججي هجججذه‬
‫المناسبات من التطبيجب مستوصف أو مستشجفى يمكجن للطبيجججب‬
‫أن يخجاطب المسلمين بكجلم كثير لو سمعوا بعضه في مكججان غيججر‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫المستشفى ومججن شججخص غيججر الطيججب لمتلوا غيظججا وغضججبا(‬
‫وفي النص التالي تججدرك كيججف تمججتزج الصججفاقة بالتججدجيل‪ ،‬ويمججتزج‬
‫الجهل بموت الضمير لدى أدعياء الرحمة‪ ،‬قالت إيجرا هاريس تنصججح‬
‫‪1‬‬
‫أي جئنا هنا لنحقق سيادة النصرانية في هذا المكان ‪.‬‬ ‫)(‬
‫‪2‬‬
‫أصول التنصير في الخليج العربي ‪ ،‬ص ‪. 47 :‬‬ ‫)(‬
‫‪3‬‬
‫الطبيب في بلد العرب ‪ ،‬ص ‪ ، 277 :‬نقل من التبشير والستعمار ‪ ،‬ص ‪. 59 :‬‬ ‫)(‬
‫‪4‬‬
‫التبشير والستعمار ص ‪. 62 :‬‬ ‫)(‬

‫‪52‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫الطبيب المنصر‪) :‬يجب أن تنتهز الفرصة لتصل إلى آذان المسلمين‬


‫وقلوبهججججم فتبشججججر بججججالنجيل‪ ،‬إيججججاك أن تضيججججع التطبيججججب فجججي‬
‫‪ .‬أرأيجججت‬ ‫)‪(1‬‬
‫المستوصفات والمستشفيات‪ ،‬فإنجججه أثمججن مججن ذلجججك(‬
‫كيجف يرون اللم والجراح الفرصة المواتية لفرض النصرانية‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أصحاب الخيام‬
‫يعمل أصحاب الخيام على نشر النصرانية والججدعوة إليهجججا‪ ،‬أثنجججاء‬
‫تواجدهجججم فججي البجججلد السججلمية‪ ،‬مججن خجججلل أعمجججالهم الجججتي‬
‫يمارسونها كالتطبيب والتعليم‪ ،‬وتولي الهيئات التنصججيرية هججذه الفئة‬
‫أهمية بالغجة‪ -‬حيث عبر عججن ذلججك ويلججدرون أسججكوت الميججن العججام‬
‫للرابطجة التنصيريجة العالمية بقوله‪) :‬أشججعر فججي نفسججي بججأن هجججذه‬
‫ربمجا تكجون الحركجة الخلقجة العظيمجة التالية التي سججوف يوجججدها‬
‫روح الرب في جهود العمجل التنصيري‪ ..‬إننا نتحدث عن مشروع هو‬
‫على القجل في حججم مجمل الحركة التنصججيرية اليججوم وربمججا أكججبر‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫بكثير(‬
‫وهذه الفئة تنقسم إلى مجموعتين‪ :‬الولى‪ :‬تتكون من النصجججارى‬
‫الذين وجدوا أنفسهم في الخارج مرسلين للعمل من قبل شججركات‬
‫عالمية ووكالت حكومية أو مؤسسات خاصة أو معاهد تعليميجة مججن‬
‫غير أن يكونوا‪ -‬بالضرورة‪ -‬قد سجعوا للذهجججاب إلججى الخجججارج بهججدف‬

‫‪1‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 62 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( يقصد بهذا المصطلجح الشخاص النصارى الذين يعملججون فججي الججدول السججلمية ‪،‬‬
‫ويقومون بمهام تنصيرية إلى ججانب عملهجم الرسمي ‪ ،‬وهجم غيججر متفرغيججن للعمججل‬
‫التنصيري كالطباء والمهندسين والمدرسين والعمال ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬بحث ‪ " :‬مهام تنصيرية يقوم بهججا منصججرون‬
‫غيججر متفرغيججن إلججى جججانب عملهججم فججي دولججة إسججلمية ‪ ،‬مقججدم مججن ج ‪ .‬كريسججتي‬
‫ويلسون " ص ‪. 692 :‬‬

‫‪53‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫التنصير‪ .‬الثانية‪ :‬أعداد قليلة من أصحجاب الخيام الذين يذهبجون إلى‬


‫مناطق مختلفة من العالم السلمي تحت مسميات مهنيجججة لنججججاز‬
‫مهمجة تنصيرية‪.‬‬
‫وترى المؤسسجات التنصيريجة ضججرورة التنسججيق والتعجججاون بجججين‬
‫أصحاب الخيام وبين وكالت التنصير؛ ليكون عملهم فعججال كمجججا هججو‬
‫الحججال فججي المدرسججين العججاملين فججي المججدارس الحكوميجججة فججي‬
‫إندونيسيا تحجت وصاية رابطة التنصير لما وراء البحار‪ ،‬وفجي نيجريججا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫تحت توجيه إرسجالية السودان الداخلية‬
‫وتشكل هذه الفئة‪ -‬أصحجاب الخيجام‪ -‬خطورة بالغجججة علججى المججة‬
‫السلمية لما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬أنهججم يججدخلون منججاطق مغلقججة فججي وججججوه العمججل التنصجججيري‬
‫المباشجر ويقومجون بنفجس المهجام الجتي يقجوم بهجا المنصجر‪ ،‬تقجول‬
‫ميلجدرد كجابل التي عملت عدة سنوات في وسججط المسججلمين‪) :‬إذا‬
‫نظرنجا حولنجا فإننا سوف نجججد أنججه حججتى ولججو كججان البججاب المججامي‬
‫مغلقا فإن بابجا خلفيججا قججد يكجون مفتوحججا‪ ،‬كجججل مجججا نحتاجججه إنججارة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫جديدة لجروح الحكمة لنرى أين توجد الثغرة وكيف نغتنمها(‬
‫‪ - 2‬الغفلججة عججن أدوارهججم المشججبوهة الجججتي يقومججون بهجججا بجججين‬
‫المسلمين تحت مظلة رسمية ل تتوافر للمنصرين المباشرين ولجذا‬
‫يقول ج‪ .‬كريستي ويلسون‪) :‬ولهذا فعندما سججمح لصحجججاب الخيججام‬
‫هججؤلء بججدخول الباكسججتان كججان يشججار إليهججم علجججى أنهجججم أطبجججاء‬
‫وممرضجين وعمال نصارى‪ ،‬وليس على أنهم منصجرون‪ ،‬وحيجججث إن‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 700 -699 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 691 :‬‬

‫‪54‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫معظجم المسؤولين في الدول السجججلمية ل يعرفجججون الفججرق بجججين‬


‫النصرانجي والمنصر‪ ،‬فإن هؤلء الذين يحملون المؤهجججلت لمناصججب‬
‫في هجذه البلد تم الترحيب بهم ( )‪.(1‬‬
‫الحوار‬
‫وسججيلة اسججتغلها المنصججرون لتحقيججق آمججالهم ومججا تصججبو إليججه‬
‫أنفسجججهم مججن زعزعججة عقججائد المسججلمين‪ ،‬وصرفهجججم عججن دينهجججم‪،‬‬
‫وإثجارة الشكوك وبعججث الشججبه مججن خلل اجتماعججات سججبق العججداد‬
‫والترتيب لها بيججن نفجججر مججن المنصججرين مججن ذوي الخججبرة فججي هججذا‬
‫الباب‪ ،‬وبين نفججر مججن المسججلمين أو مججن المنتسججبين إلججى السججلم‪-‬‬
‫غايتها مناقشات علنية ل تمججت بظاهرهجججا إلججى التبشججير‪ ،‬وإن كججانت‬
‫تهدف في الحقيقة إلى زعزعة العقائد‪ ،‬مجن خجلل النقاش وعججرض‬
‫القوال والردود ثم النفجوذ مجن خلل الخطججاء والجمجججل المتشججابهة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫إلى التأثير على ذوي النفوس الضعيفة‬
‫وقد لججأت إلى الحجوار الهيئجات التنصيريجججة منججذ عجججام ‪1960‬م‪،‬‬
‫وأصججدر مجلججس الكنججائس العججالمي مطبوعججات كججثيرة توثججق هجججذا‬
‫‪ .‬وتتضمن شججرحا لمعنججى الحججوار وأهججدافه وغايججاته الججتي‬ ‫)‪(3‬‬
‫الحجوار‬
‫يطمح أن يصل إليها المنصجرون‪ ،‬ومن أبرزهجا وأهمهجا مجججا ورد فججي‬
‫الكتجاب الموسجوم بج " توجيهات من أجججل حجججوار بجججين المسججيحيين‬
‫والمسلمين " الصجادر عن الفاتيكان عام ‪1969‬م‪ ،‬ومما جاء فيه‪:‬‬
‫‪ -‬هناك موقفان ل بد منهمجا أثناء الحجججوار‪ :‬أن نكجججون صرحجججاء‪ ،‬وأن‬

‫‪1‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 696 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر التبشير والستعمار ‪ ،‬ص ‪ . 257 :‬وحقيقة التبشير ‪ ،‬ص ‪. 173 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪. 724 :‬‬

‫‪55‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫نؤكد مسيحيتنا وفقا لمطلب الكنيسة‪.‬‬


‫‪ -‬أخطر ما يمكن أن يوقف الحوار‪ :‬أن يكتشججف مججن نحجججاوره نيتنجججا‬
‫في تنصيره‪ ،‬وإذا ما قجد تم استبعاد هذا الموقجف بجججين الكجججاثوليكي‬
‫وغجير الكجاثوليكي‪ ،‬فإنجه لم يستبعد بعد بجين المسججيحي والمسجججلم‪،‬‬
‫وإذا مجا تشكك مجن نحجاوره فججي هججذه النيججة علينجججا بوقجججف الحججوار‬
‫فجورا‪ ،‬وهجذا التوقف المؤقت ل يعفينا من تأكيد مواقفنا بوضوح‪.‬‬
‫‪ -‬سيفقد الحججوار كججل معنججاه إذا قججام المسجججيحي بإخفجججاء أو بتقليججل‬
‫قيمجة معتقداته التي تختلف مع القرآن‪.‬‬
‫‪ -‬يجب تفججادي الججدخول فججي مناقشججات حججول مججا يجججرد فججي القججرآن‬
‫بشجأن المسيح والمسيحية‪ ،‬ولنترك المسلم يتساءل عنهججا كيججف مججا‬
‫شاء وعلينا أن نتذكر أن قبولنا لسر المسيح يمثل سر إيماننا‪.‬‬
‫‪ -‬على جميع المسججيحيين المهتميججن بججالحوار تفجججادي الحديجججث عججن‬
‫محمد بأي استخفاف وأل يبدو عليهم أبدا ازدراء ذلك الحماس الذي‬
‫يحيطه به السلم وعدم إنكار دوره الديني كمبشر وشجاع للتوحيجد‬
‫الجذي نشره المسلمون فيما بعد‪.‬‬
‫‪ -‬من أهجم عقبجات الحجوار مجا قمنجا بجه في المجاضي ضد السجججلم‬
‫والمسلمين وهذه المرارات عججادت للصججحوة حاليجججا‪ ،‬وقجججد أضججيفت‬
‫الن قضية إسرائيل وموقف العرب منها‪ ،‬ونحن كمسججيحيين نعججرف‬
‫مجا هي مسئوليتنا حيججال هججذه القضججية وعلينججا أن نبحججث دائمججا عججن‬
‫توجه إنساني خاصة أن حل هذه المشكلة ليس في أيدينا‪.‬‬
‫‪ -‬ل يكفي أن نتقرب مجن المسلمين‪ ،‬بجل يججب أن نصل إلى درججة‬

‫‪56‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫على أنه يمثل قيمة إنسانية عاليجججة وتقدمجججا فججي‬ ‫)‪(1‬‬


‫احترام السلم‬
‫التطور الديني بالنسبة للوثنية‪.‬‬
‫‪ -‬مراعججاة سججوء فهججم المسججلم للعقيججدة المسججيحية‪ ،‬لن العبججارات‬
‫الواردة في القرآن عججن المسججيحية تشججوهها‪ ،‬فهججم ينفجججون التثليججث‬
‫وتجسججد اللججه فججي المسججيح‪ ،‬وأي حججوار فججي هججذا المجججال سججيواجه‬
‫بالفشجل مجا لم يغير المسجلم من موقفه‪.‬‬
‫‪ -‬فججي أي حججوار يجججب علججى المسججيحي أن يقنجججع المسججلم بجججأن‬
‫المسيحية قجائمجة علججى التوحيججد وأل ينجججاقش أيجججة تفجججاصيل‪ ،‬فجججأي‬
‫كجلم سجيقوله المسججيحي تججبريرا للعقيججدة لججن يمكنججه أن يقنجججع بجججه‬
‫المسلم الجذي ل يجرى فججي الثججالوث إل المسججاس بالتوحيججد ويسججتند‬
‫في ذلك إلى سورة التوحيد‪.‬‬
‫‪ -‬ضججرورة القيججام بفصجججل المسججيحية فججي حجججد ذاتهججا عججن العجججالم‬
‫الغربجي ومواقفه المادية ومواقفه الستعمارية فالمسججلم لججم ينججس‬
‫ذلك بعد‪.‬‬
‫‪ -‬على من يقوم بالحوار من المسيحيين فصل مججا هججو دنيججوي عمجججا‬
‫هو دينججي فجي المواقججف السجابقة للكنيسجة والغججرب مججن السججلم‬
‫والبحجث عن نقاط مشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬ما زال المسلم يشك إلى الن في نوايا المسججيحي‪ ،‬وهججي أصججعب‬
‫نقطة في الحججوار‪ ،‬لججذلك ل يجججب علججى المسججيحي أن يعججرب عجججن‬
‫عجججدم اكتراثجججه بججذلك فحسججب‪ ،‬وإنمججا عليججه أن يسججتمع إلججى نقججاط‬
‫العجتراض مجع تمسكه في قرارة نفسه بكل عقائده الكنسية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)( وصدق الله حيث يقول ‪) :‬وإذا جاءوكم قججالوا آمنججا وقججد دخلججوا بججالكفر وهججم قجججد‬
‫خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون ( ‪ ،‬سورة المائدة ‪ ،‬الية ‪. 61 :‬‬

‫‪57‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪ -‬يجججب العتمججاد علججى الغججرس الثقجججافي ول يجججب إغفجججال الجججدور‬


‫الجذي يقوم به الغرب في العالم الثالث من تغيير حضاري‪.‬‬
‫‪ -‬لقد سبق لمثل هذا الحوار بين العرب المسيحيين والمسججلمين أن‬
‫بجدأ في الماضي‪ ،‬فججي دمشججق )القججرن الثجججامن( وقرطبجججة )القججرن‬
‫الثجاني عشر( وأقرب منجججا فججي الشججرق الوسجججط )القججرن التاسجججع‬
‫عشر( وهجو مازال يتواصل ونأمل أن يزداد فججي كججل مكججان تتواجججد‬
‫فيه المسجيحية والسجلم ولن نكججف أبججدا عججن تأكيججد أهميججة الحججوار‬
‫الثقافي‪.‬‬
‫‪ -‬إن الحوار بالنسبة لكنيسة هو عبارة عجن أداة‪ ،‬وبجالتحديد‪ ،‬عبجججارة‬
‫كمججا اشججتمل‬ ‫)‪(1‬‬
‫عججن طريقججة للقيججام بعملهججا فججي عججالم اليججوم‪.‬‬
‫بحث " الدعجوة إلى التججدد الروحجججي " علججى دروس مججن الماضججي‬
‫وتوقعات المستقبل وكان من بينها‪:‬‬
‫‪ - 3‬يججب استبدال تشويه سمعجة السجلم بالتعجايش والحجوار دون‬
‫إضعاف التنصير على الرغم من زيف السلم وعجزه‪.‬‬
‫‪ - 4‬يجب الهتمجام بدراسجة اللهججوت السججلمي‪ ،‬كمجججا يججججب بججذل‬
‫الجهود لتدعيم الرضية المشتركة‪ ،‬بالضافة إلى الشجارة الملئمجججة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫والمناسبة إلى المسيح‬
‫والنصارى يؤملججون مججن وراء هججذه الحججوارات والمناقشججات أن‬
‫يتجم اعتراف المسلمين بصحة دينهم‪ ،‬وأنهم على شيء مججن الحججق‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫)( نقل عن مؤامرة الفاتيكان على السلم ‪ ،‬ص ‪ . 172-169 :‬وانظر أيضجا كتجاب ‪:‬‬
‫تنصير العالم ‪ ،‬ص ‪ ، 106 :‬وما بعدها موضوع ‪ :‬الحوار أداة لفرض الرتداد واعتنجاق‬
‫المسيحية ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( التنصير خطججة لغججزو العججالم السججلمي ‪ ،‬ص ‪ . 598 :‬وقجججد تركجججت نقججل الفقججرة‬
‫الولى والثانية لعدم تعلقهما في هذا الموضوع ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫وأن هناك نقاطا ومسائل مشتركة بينهم يمكججن اسججتثمارها للتفججاق‬


‫بين الطرفين‪.‬‬
‫وهذا من أهداف جمعيجات الحجججوار وهججو مجججا أشجججار إليجججه بعجججض‬
‫الباحثين بقججوله‪) :‬وجوهرهججا وهدفهجججا فججي الحقيقججة هججو أن يكسجججب‬
‫اليهود والنصججارى فججي هججذا العصججر اعترافججا مججن المسججلمين بصججحة‬
‫دينهم‪ ،‬وهذا لجه دور كبير في صد النصارى واليهود عن الدخول فججي‬
‫السجلم‪ ،‬وذلجك لن كثيرا من النصججارى وبعججض اليهججود متعطشججون‬
‫إلى دين شامل كامل كالسججلم‪ ،‬وقججد سججئموا ممججا يسججمى عندهجججم‬
‫بالمسيحية أو اليهوديجة الجتي هي من صنع الحبار والرهبان وليست‬
‫الدين الصحيح الذي أنزله الله على موسى وعيسى عليهما السلم‪،‬‬
‫فإذا سمع هؤلء تلك الشنشجنة‪ -‬الججتي تصججدر مججن أشججخاص يطلجججق‬
‫عليهجم ألقجاب علميجة ودينيجة كبجيرة‪ -‬المتضججمنة لعججترافهم بالججدين‬
‫النصججراني والججدين اليهججودي المحرفيججن‪ ،‬وسمعجججوا حجججرص أولئجججك‬
‫العلمجاء الكجابر إلى مد أيديهجم إلى ديجن النصجارى واليهود والبحث‬
‫عن مزاملتجه بجأي ثمن ومحاولجة تقريبجه مججن السججلم خججاب ظنهججم‬
‫وقالوا لماذا ننتقل إلى السلم وهو كديننا الذي نشعر فيه بالتعاسة‪،‬‬
‫بل إن ديننا أفضل منه بدللة حججرص أصحابججه علجى تقريبنججا إليهجم‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ليكسبوا بذلك عزا وشرفا (‬
‫ذكر كججل مججن د‪ .‬مصججطفى خالججدي و د‪ .‬عمججر فججروخ غايجججة هجججذا‬
‫الحوار في العصر الحاضر حيث قال‪ :‬والحوار بيججن المبشججرين وبيججن‬
‫أتبجججاع الديججان غيججر المسججيحيين أمججر قججديم‪ ،‬فججإن عججددا كججبيرا مججن‬
‫‪1‬‬
‫)( أهمية الجهاد في نشر الدعوة السلمية والرد على الطوائف المغاليجة فيجججه ص ‪:‬‬
‫‪ ، 449‬تأليف د ‪ .‬علي بن نفيع العلياني ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫المؤسسججات الغربيججة كجججالمدارس والنججوادي وجمعيججات الشججبان‬


‫والشابات وسائل لحجوار مسججتتر كججثيرا أو قليل‪ -‬وغايججة هججذا الحججوار‬
‫زعزعة العقائد على ألسنة أشجخاص معروفين في قومهم‪.‬‬
‫والحوار كالمعاهدات يظفر بالغنجائم فيهجا مججن كجججان أقجججوى يجججدا‬
‫وأرفع صوتا‪ .‬ومما يؤسف له أن نفرا قد حملهجم تيجججار هجججذا الحججوار‬
‫إلى حيث ل يريدون‪ .‬وعلى كل فإن النتائج العملية لذلك الحجوار لم‬
‫تكجن بعيدة الثر فججي تحقيججق الهجججدف الججذي نصجججب لهججا‪ ،‬ذلجججك لن‬
‫المخلصجين أدركوا أن هذا الحوار هججو وسججيلة جديجججدة مججن وسجججائل‬
‫التبشجير الديجني والسياسي معا‪ .‬ثم إن كثيرا من المخلصجين كجججانوا‬
‫يتتبعجون الحركجات العامة في العالم فعلمججوا بأهججداف هججذا الحججوار‪.‬‬
‫أما الذين ليس لهم تتبع لمججا يجججري فججي العججالم فقججد ظنججوا أن هججذا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫الحوار فرصة لتبيين آرائهم‪ ،‬وكجانوا في ذلك مخطئين(‬
‫وقد خفي على هؤلء المتحمسين هذا البجاب من المسجججلمين أن‬
‫كل المسائل التي يزعمون أنه يمكنهم اللتقاء فيها مجع النصجارى ل‬
‫وجود لها بل ل حقيقججة لهججا فججي واقجججع المججة النصرانيجججة؛ ذلجججك لن‬
‫اللجه الذي يدين له النصارى باليمان يختلف عججن اللججه الججذي يعبججده‬
‫المسججلمون‪ ،‬بججل اللججه فججي النصججرانية جججزء مججن الوثنيججة النصججرانية‬
‫المثلثة‪ ،‬والمسيح الجذي يؤلهه النصارى يختلف عججن المسججيح الجججذي‬
‫يؤمن بنبوتجه المسججلمون؛ إذ مسججيح الهججدى غجججير مسجججيح الضجججلل‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫قججججال تعجججالى‪} :‬‬
‫‪    ‬‬

‫‪1‬‬
‫)( التبشير والستعمار ‪ ،‬ص ‪. 258 :‬‬

‫‪60‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪     ‬‬

‫‪     ‬‬

‫‪       ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫{‬ ‫‪‬‬

‫وكذلك النجيل الذي تنزل على المسيح عليه السججلم ويججؤمن بججه‬
‫المسججلمون يختلججف عججن هججذه السججاطير الججتي يتججداولوها النصججارى‬
‫ويؤمنجون بها‪.‬‬
‫وهذا الحوار الذي دلف من خلله المنصرون إلججى سججاحات المججة‬
‫يشككون تجججارة ويتمسججكنون تجججارة‪ ،‬ويهجججاجمون تجججارة‬ ‫)‪(2‬‬
‫السلمية‬
‫ويسججالمون أخجججرى‪ ..‬نراهجججم يعيجججدون النظججر فججي ججججدوى هجججذه‬
‫الوسجيلة ومدى تحقيقها للغايججات الججتي قججدرت لهجا‪ ،‬ففججي المؤتمجججر‬
‫التنصجججيري المنعقجججد فججي كلججورادو عججام ‪ 1978‬م قججدم دانيججل آر‬
‫بروستر بحثا بعنجوان‪ " :‬الحوار بيججن النصجججارى والمسججلمين وصلتجججه‬
‫الوثيقجة بالتنصجججير" وبجججين فيجججه تجججاريخ الحججوار ومسججتوياته والدوار‬
‫المتغيرة للحوار في كل فترة‪ ،‬كما قجدم فيجججه قلججق المنصججرين مججن‬
‫أن يتحول الحجوار إلجى وسججيلة لسججلم المحججاورين مجن النصجارى‬
‫حيجججث قجججال‪) :‬والمجججر الجججذي يقلجججق المنصريججججن‪ -‬كمجججا أقلقتهججججم‬
‫الموضججوعات السججابقة‪ -‬وربمججا كججان أكججثر المججور الججتي تبعججث علججى‬

‫‪1‬‬
‫)( سورة النساء ‪ ،‬الية ‪. 157 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( انظر البطال لنظرية الخلط بين دين السلم وغيره مججن الديججان ‪ ،‬د ‪ .‬بكجججر أبجججو‬
‫زيجد ‪ ،‬ص ‪. 101 :‬‬

‫‪61‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫القلق‪ -‬هو مفهوم المحاورة الذي أتقنججه مجلججس الكنججائس العججالمي‬


‫والذي يقول‪ :‬إن المحاورة التي تتم بأمانة وصراحة وبدون عداوة أو‬
‫حلجججول مسججبقة‪ ،‬قجججد تقججود إلججى كسججب النصججراني إلججى جججانب‬
‫المسلم( )‪.(1‬‬
‫ورغم هذه المراوحة من جانب النصارى تجججاه هججذا المججر‪ ،‬إل أن‬
‫الكثير من الباحثين المسججلمين فرحججوا بهججذا المججر‪ ،‬وتهججافتوا عليججه‪،‬‬
‫وظنجوه بابا من أبواب الدعوة إلى السججلم‪ -‬فهل كججان هججذا قبججل أن‬
‫يدعو إليجه النصارى‪ -‬ولن نكون أئمة هدى خيرا من أن نكون تابعين‬
‫للنصارى في طروحاتهم فنحقق لهم ما يريدون دون أن نشعر‪.‬‬
‫وهذا المر‪ -‬على أهميتججه البالغججة‪ -‬لججم يأخججذ حقججه مججن الدراسجججة‬
‫والتمحيص والتحقيق‪ ،‬وإيضاح الحكجم الشرعي فيه‪ -‬حسب علمجي‪-‬‬
‫وإن كجانت أفجردت لذلجك دراسجات لكنها وقعجججت فججي خطججأ‪ -‬فيمجججا‬
‫أعتقد‪ -‬حيث نزلت اليات القرآنية والحاديث النبوية وسججير السججلف‬
‫والعلماء المتعلقة بمجادلة أهل الكتاب على الحوار الججذي دعججا إليججه‬
‫مجلس الكنائس العالمي لغججرض معجججين وهججو تنصجججير المسجججلمين‪،‬‬
‫وإن لججم يتحقجججق ذلججك‪ ،‬فليتحقججق مججا دون ذلججك وهججو أن يظفججروا‬
‫باعتراف‪ ،‬أو يخرجوا من هذا الحوار أو ذاك بتوصيات ونتججائج تكجججون‬
‫حجة لمشكك‪ ،‬ودليجل لمنصر‪ ،‬ومستندا لضغط سياسي كما وقع في‬
‫مججؤتمر لبنجججان المنعقججد عجججام ‪1972‬م بتحريجججض مججن أمانجججة سججر‬
‫الفاتيكجان الجذي حضجره خمسجة وعشرون منصرا وعشرون مسلما‬
‫من عشرين دولة‪ ،‬وكجان موضوعجججه " مججن أجججل التفججاهم والتعامججل‬

‫‪1‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪. 728 :‬‬

‫‪62‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫النساني " وناقش الموضوعات التالية‪:‬‬


‫)‪ (1‬الديان والمم‪.‬‬
‫)‪ (2‬عبادة وصلة‪.‬‬
‫)‪ (3‬العلقات النصرانية السلمية‪.‬‬
‫)‪ (4‬العلقات السلمية النصرانية‪.‬‬
‫)‪ (5‬الوحي الحقيقة والخضوع‪.‬‬
‫وخرج بنتيججة‪ :‬أن على النسجان أن يعيش مع أخيه النسججان وحججتى‬
‫في نفس العائلت بإيمان قوي بالله ولو اختلججف التعججبير اللهوتجججي‪،‬‬
‫وتضجاربت الراء في العقجائد‪ .‬وانتهجى إلى التوصيات التالية‪-:‬‬
‫‪ - 1‬شهادة صريحة بتجنب الخوف والشك‪.‬‬
‫‪ - 2‬الحترام المتبادل‪.‬‬
‫‪ - 3‬رفض جميع المقارنات بين مجا في الديجانتين من ركجججائز قويجججة‬
‫هنجا ومسائل ضعف في الجانب الخر‪.‬‬
‫وكمجججا وقجججع فججي الحججوار الجججذي أعقجججب زيجججارة السجججادات إلججى‬
‫الفاتيكجججان ومقججابلته للبابججا وتباحثجججا حجججول موضجججوع السجججلم فججي‬
‫الشرق‪ ،‬ورأيجا أن الحوار ممكن أن يساعد على مشججروع السججلم‪...‬‬
‫فججدعا الزهججر أمانججة سججر الفاتيكججان إلججى حججوار بينهمججا وكجججانت‬
‫موضوعاتجه‪:‬‬
‫)‪ (1‬اليمان بالرسجل دون تفرقة‪.‬‬
‫)‪ (2‬السلم من السلم‪.‬‬
‫)‪ (3‬التعجامل والتعجاون وانعجدام التعصب في السلم‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫)‪ (4‬الجديد في حوار الكنيسة مع السلم‬
‫وفي ختام هذه الفقرة أقول‪ :‬إن أي ججدل ديجني مجججع النصجججارى‬
‫‪‬‬ ‫ينبغججججي أن يكججججون منطلقججججا مججججن قججججوله تعججججالى‪} :‬‬
‫‪   ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪      ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪   ‬‬

‫ووفق سنة رسججول اللججه ‪ ‬وعلججى‬ ‫)‪(2‬‬


‫{‬ ‫‪ ‬‬

‫ضوء جدال السلف الصالح لهل الكتاب‪.‬‬


‫إيقاظ اللغات واللهجات المحلية‬
‫لمججا كججانت اللغججة العربيججة وعججاء للقججرآن الكريججم وسججنة سججيد‬
‫المرسجلين ‪ ‬وحاوية لعلم علماء المسجلمين فججي مشجججارق الرض‬
‫ومغاربهججا مججن بخججارى إلججى قرطبججة‪ ،‬وكججان شججيوعها فججي العجججالم‬
‫السلمي سبيل ميسرا ليتلقى المسلمون السججلم غضججا طريججا مججن‬
‫مصادره الولى‪ ..‬لهذا ولغيججره جهججد أعججداء اللججه فججي إحيججاء اللغججات‬
‫القومية وفصجل الشعوب السجلمية عن اللغة العربيججة لغججة القججرآن‬
‫فكانت المهمة الولججى لكججل مسججتعمر غاشججم‪ ،‬ولكججل طاغيججة ظججالم‬
‫اسجتبدال اللغجة العربيجة بغيرهجا‪ ،‬واسجتبدال الحجرف العربججي بغيججره‬

‫‪1‬‬
‫)( المناظرات بين المسلمين والنصارى ‪ ،‬رسجالة الدكتجوراه ‪ ،‬إعجداد الباحثة فجججايزة‬
‫بنجت محمد خاطر ‪ .‬ص ‪. 81-72 ، 80-71 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( سورة آل عمران ‪ ،‬الية ‪. 64 :‬‬

‫‪64‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫كما في أفريقيا والجمهوريات السججلمية وتركيججا وغيرهجججا‪ .‬ول تججزال‬


‫هجذه الحلقجات متواصلجة ول تجزال الشعوب السجلمية ولله الحمججد‬
‫تعود أدراجها إلى دينها ولغتها‪.‬‬
‫وقججد تضمجججن مججؤتمر التنصجججير المنعقجججد فججي كلججورادو بحثجججا‬
‫بعنجججوان‪ " :‬الوضججججع الراهجججن لترجمججججات النجيجججل إلجججى لغججججات‬
‫المسلمين " وججاء فيجه‪) :‬ونظرا لتعجدد اللهججات في اللغجة العربيجة‬
‫يججري العمجل على ترجمجة النجاجيل الربعججة إلججى اللهججججة العربيججة‬
‫اللبنانيجة‪ ،‬وقجد نشرت الكتجب المقدسجة أيضجا باللغجججات الجزائريجججة‬
‫والتشججججادية والمصريججججة والفلسججججطينية والسجججودانية إل أن تلجججك‬
‫الترجمات لم تجد قبججول يججذكر‪ ،‬وعلججى الرغججم مجججن أن هنججاك دائمججا‬
‫اهتمامججا ثقافيججا أو قوميججا باللهجججات المحليجججة إل أن سججيطرة اللغججة‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫الفصحى لم تتأثر بأية محاولة في هذا الصدد(‬
‫تطبيق المقاييس العلمية‬
‫إن الدعوة إلى النصرانية دعجوة تعتمجد علجى الوسجائل البشجرية‪،‬‬
‫لنها تفتقر إلى التأييججد اللهججي‪ ،‬وتبججذل المسججاعي‪ ،‬وتنفججق المججوال‪،‬‬
‫وتججدد في الساليب والوسائل‪ ،‬وتخضع كل ما تعلمه علماؤهجا فججي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫معجاهدهم التطبيقية لخدمة هذا الدين الوضعي‬
‫ومن ذلجك استخدام المقاييس العلمية والتجججارب المعمليجة فجي‬
‫ميجججدان الججدعوة إلججى النصججرانية‪ ،‬فقجججد قجججدم بحجججث إلججى مؤتمجججر‬
‫كلجورادو التنصيري المنعقجد عجام ‪1978‬م قجارن فيجه المنصر بجججين‬

‫‪1‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪. 546 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( ومع كل هذا الجلب بخيل الباطل ورجلججه فل تججزال النتججائج الججتي تتحقججق لهججم ل‬
‫تقابل عشر معشار الجهود المبذولة والموال المنفقة ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫تجربجججة الرض المزروعججة وكيفيججة اختبججار التربججة وتهيئتهججا ومتابعجججة‬


‫الزرع حتى الحصاد وبين طريقة المنصججر فججي بججث دعججوته وتعهججدها‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ومتابعتها‬
‫كمججا قججدم فججي هججذا المججؤتمر بحججث بعنججوان تطججبيق‪ " :‬مقيججاس‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫إينكل " في عملية تنصير المسلمين‬
‫وبعد هذا العرض الموجز لهداف النصجارى ووسجائلهم فجي نشجر‬
‫‪‬‬ ‫دينهجم وترويجج بجاطلهم نتذكجر قجول الله تعججالى‪} :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ونحن علجججى‬ ‫)‪(3‬‬


‫{‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫يقجججججين‪} :‬‬


‫‪‬‬ ‫وأن }‬ ‫)‪(4‬‬
‫{‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .‬وندرك أن غايتهم وهي إطفاء‬ ‫)‪(5‬‬


‫{‬ ‫‪  ‬‬

‫نور الله والصد عن سبيله لن تتحقججق‪ .‬وقججد ظججن أوليجججاء الشججيطان‬


‫مجن النصجارى أن القضجاء علججى السججلم وتنحيتججه عججن وجججه الرض‬

‫‪1‬‬
‫المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 44 -29 :‬‬ ‫)(‬
‫‪2‬‬
‫المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 247-225 :‬‬ ‫)(‬
‫‪3‬‬
‫سورة النمل ‪ ،‬الية ‪. 51-50 :‬‬ ‫)(‬
‫‪4‬‬
‫سورة يونس ‪ ،‬الية ‪. 81 :‬‬ ‫)(‬
‫‪5‬‬
‫سورة النساء ‪ ،‬الية ‪. 76 :‬‬ ‫)(‬

‫‪66‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫أمر ممكجن‪ ..‬وقجد جهل هؤلء أن الله تكفل بحفظ هذا الديجن‪ ،‬ولججم‬
‫يكجل ذلجك إلى البشر‪ ،‬وقجد كتجب البقاء والنصجججر لهججذا الديجججن إلججى‬
‫قيجام الساعة‪ ،‬وأن شمس السجلم وإن غربججت عججن قطججر أو قججارة‬
‫فإنها ل تغرب إل لتشرق على قطر آخر أو قارة أخرى‪ ،‬وانظر كيف‬
‫تواطأ الغرب النصراني على إزاحة المعسجكر الشيوعي ليخرج مججن‬
‫تحت أركانه السلم مرة أخججرى فججي تلججك المنججاطق‪ ،‬فججإذا مججا كججان‬
‫يعرف بالتحاد السوفيتي أصبجججح الجمهوريجججات السججلمية‪ ،‬وعجججرف‬
‫العججججالم السججججلمي واتصججججل بمسججججلمي تلججججك الجمهوريججججات‬
‫وبجمهوريات أوربا الشرقية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫حسرات المنصرين‬
‫يخبر المولى ججل ثناؤه وتقدست أسمجاؤه أن الكجافرين ينفقججون‬
‫أمججوالهم ليصججدوا عججن سجججبيل اللججه‪ ،‬وأنهجججم سججيغلبون ثجججم تكجججون‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫نفقجججاتهم عليهججم حسججرة قججال تعججالى‪} :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪   ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫قجال ابن كثير رحمججه اللججه‪) :‬أخجججبر تعجججالى أن الكفجججار‬ ‫)‪(1‬‬


‫{‬ ‫‪‬‬

‫ينفقجون أموالهجججم ليصججدوا عججن اتبجججاع الحجججق فسججيفعلون ذلججك ثججم‬


‫تذهب أموالهم‪ ،‬ثم تكجون عليهجم حسجرة أي ندامجة؛ حيجث لجم تججد‬
‫شيئا‪ ،‬لنهجم أرادوا إطفجاء نجور اللجه‪ ،‬وظهججور كلمتهجججم علجى كلمججة‬
‫الحجق‪ ،‬والله متجم نوره ولو كجره الكجافرون‪ ،‬ونجججاصر دينجججه ومعلججي‬
‫كلمته‪ ،‬ومظهر دينه على كججل ديججن‪ ،‬فهججذا الخججزي لهججم فججي الدنيجججا‪،‬‬
‫ولهم في الخرة عذاب النار‪ ،‬فمججن عججاش منهججم رأى بعينججه وسججمع‬
‫بأذنه ما يسجوؤه‪ ،‬ومن قتجل منهجججم أو مججات فجججإلى الخججزي البجججدي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫والعجذاب السرمدي(‬
‫وقججول اللججه حججق‪ ،‬وخجججبره صججدق‪ ،‬آمنجججا بجججه وصدقنجججاه‪ ،‬ورأينجججا‬
‫شواهده أمامنا‪ ،‬وأثناء قراءتي فججي وثججائق المنصججرين عججن التنصججير‬
‫عثرت على أقوال كثيرة لهجم تجبين حسجراتهم علجى جهجودهم الجتي‬
‫‪1‬‬
‫)( سورة النفال ‪ ،‬الية ‪. 36 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( تفسير القرآن العظيم ‪ ، 2‬ص ‪. 307 :‬‬

‫‪68‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫ضججاعت هبججاء‪ ،‬وعلججى أمججوالهم الججتي ذهبججت أدراج الريججاح‪ ،‬وعلججى‬


‫أعمججارهم الججتي انقضجججت فججي عمججل ل ينتجججج‪ ،‬ودعججوة ل تثمججر إل‬
‫الحسجرة في قلجوب أربابهجججا‪ ...‬فججأحببت أن أجمججع هججذه الحسججرات‬
‫وأوثقهججا مججن مصججادرها وأعرضججها أمجججام القججارئ المسججلم؛ لتشججفى‬
‫‪‬‬ ‫صدور المؤمنين وليزداد الذين آمنوا إيمانا كمجا قال تعججالى‪} :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬‬ ‫) ‪(1‬‬
‫{‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد رأيجججت أن أجعججل هججذه الحسججرات فججي عنججاوين جانبيجججة وأن‬


‫أدون تحجت كجل عنججوان مجا يناسجبه مجن أقجوالهم فججإلى أولجى هججذه‬
‫الحسرات‪:‬‬
‫الحسرة الولى هوان النصرانية‬
‫‪‬‬ ‫ارتبطت النصرانية في ذهن المسلم بجالكفر قجال تعججالى‪} :‬‬
‫‪     ‬‬

‫‪      ‬‬

‫وارتبطت النصرانيجة‪ -‬أيضجا‪ -‬فججي‬ ‫)‪(2‬‬


‫{‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وججدان المؤمجن بالتطجاول على اللججه تطججاول كججادت السججماوات أن‬


‫‪‬‬ ‫تتفطر منه وأن تنشق الرض وتخر الجبجال هدا قال تعالى‪} :‬‬
‫‪    ‬‬

‫‪1‬‬
‫)( سورة المدثر ‪ ،‬الية ‪. 31 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( سورة المائدة ‪ ،‬الية ‪. 73 :‬‬

‫‪69‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪   ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ ،‬وهجججانوا علجججى‬ ‫)‪(1‬‬


‫{‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫أنفسجهم ليقينهم بفساد عقيدتهم‪ ،‬وعجز ملتهم أن تقدم لهم نظامججا‬


‫يحقق الرقجي النساني للنسان‪ ،‬ويكفل لهجم سمو الخجججلق يقجججول‬
‫المنصر فالجيري هوفمان‪ ) :‬ل يزال معظم النجاس في جميجع أنحجاء‬
‫العجالم يقرون التفجوق التقني للحضارة الغربيجة‪ ،‬فجإن هجذا التفجججوق‬
‫على المستوى الخلقجي مشكوك فيه ومحل تساؤل‪ ،‬واليوم وعلججى‬
‫ضوء الواقع الحالي في تفكك السرة في مجتمعنا الغربي‪ ،‬وارتفججاع‬
‫معجججدلت الججججرائم وحجججالت الطلق والزيجججادة المسجججتمرة فجججي‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫النحرافات الجنسية‪ ،‬لم يتبق لنجا إل القليجل الجذي نفخر به(‬
‫وججججاء فجججي كتججججاب صجججدر عجججن الفاتيكججججان عججججام ‪1969‬م‬
‫بعنجوان‪ " :‬توجيهات من أجل حوار بين المسيحيين والمسلمين " ما‬
‫يؤكد يقينهجم بفساد عقيججدتهم وعجزهججا مججن مواجهجججة الحجججق حيججث‬
‫ججاء فيجه )في أي حججوار يجججب علججى المسججيحي أن يقنجججع المسجججلم‬
‫بجأن المسيحية قائمجة على التوحيد وأل ينججاقش أيججة تفاصججيل‪ ،‬فججأي‬
‫‪1‬‬
‫)( سورة مريم ‪ ،‬الية ‪. 93 -88 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( التنصر ‪ ،‬ص ‪. 812 :‬‬

‫‪70‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫كجججلم سججيقوله المسججيحي تجججبريرا للعقيججدة لججن يمكنججه أن يقنججع بججه‬


‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫المسلم الذي ل يرى الثجالوث إل المسجاس بالتوحيد(‬
‫وأختم هذه الفقرة بحسرة جون فجججان إس علججى ضيجججاع الجهججود‬
‫التعليمية في طلب يتعلمون في مدارسججهم التنصججيرية ثججم يججذيعون‬
‫خزيهجججم وينضجججرون عيجججوبهم إذ يقجججول متحدثججججا عجججن التطبيججججب‬
‫والتدريجججس‪) :‬فهجججذا الهججدف عججائق وليججس مسجججاعدا‪ ،‬لن العمجججال‬
‫المجيدة هجي السجاس في محاربة السلم‪ ،‬ول نتحمجل ثمججن دعجججم‬
‫هجذه الفكجرة‪ ،‬فالمدرسة مهمجا كانت مجهزة في بلد مثل هذا فهي‬
‫أسوأ من أن تكون غجججير ذات قيمجججة إذا كججانت تثقججف العقججل؛ لنهججا‬
‫فهججل‬ ‫)‪(2‬‬
‫تنتجج متعلمجين أوغجادا يجأخذون عيوبنجا ويشوهون فضججائلنا(‬
‫‪‬‬ ‫كنجت تعلجم الرذيلجة؟ أم كنجت تشيع الفاحشة؟ ولكججن }‬
‫وقد‬ ‫)‪(3‬‬
‫{‬ ‫‪      ‬‬

‫اعجترف أرباب النصرانية أنها عاجزة في نفسها‪ ،‬عجججاجزة أن تقجججدم‬


‫لهلهجا مجا يسعدهم‪ ،‬بل من تدرسهم في مدارسها يصبحون أوغادا‪،‬‬
‫لنهم عرفوا عيوبهجا وهجروهجا‪ ،‬فهل يرججو المنصر ممجن مججن اللججه‬
‫عليجه بجالعقيدة الصججافية والمنهججج الكامججل والشجججريعة الشجججاملة أن‬
‫يهججر التوحيد ليعتنجق التثليث‪ ،‬ويهجر الطهر والعفاف لجيرتكس في‬
‫حمجأة الرذيلجة والفججور ويتخلى عن اليقين ليعيش الحيججرة والشججك‬
‫والضطراب‪.‬‬
‫الحسرة الثانية جرائم النصارى السابقة في حق المة‬

‫‪1‬‬
‫)( نقل عن مؤامرة الفاتيكان على السلم ‪ ،‬د ‪ .‬زينب عبد العزيز ص ‪. 170 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( أصول التنصير في الخليج العربي ‪ ،‬ص ‪. 47 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( سورة العراف ‪ ،‬الية ‪. 58 :‬‬

‫‪71‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫السلمية‬
‫منذ أن تخلت هذه المة عن الجهاد في سبيل اللججه لعلء كلمجججة‬
‫الله ونشر ديجن الله‪ ،‬والدفجاع عن حرمجات المسجلمين وأعراضهجججم‬
‫ودمجائهم‪ -‬تججرأت علجى المجة السجلمية أيجد كجانت صجاغرة تدفججع‬
‫الجزية وهي ذليلة‪ ...‬فاسججتباحت الججديار وسججفكت الدمجججاء وهتكجججت‬
‫العجراض وسججلبت المججوال واحتلججت الوطججان ول تججزال هججذه اليجججد‬
‫النصرانيجة الثمجججة الغاشججمة فججي سججاحات المجججة السججلمية فهجججذه‬
‫سجيوفهم تقطججر مججن دمائنججا فججي كججل واد فججي البوسججنة والهرسجججك‬
‫وكوسجججوفو وبورمجججا والفلبجججين والصومجججال وفلسجججطين ول تجججزال‬
‫تسجججمع دوي النفججججارات وأزيجججز الطججائرات فججوق رؤوس الضججعفاء‬
‫والمساكين‪.‬‬
‫وهذا المر‪ -‬رغم شدته لم يكن شرا محضججا‪ -‬بججل كججان فيججه خجججير‬
‫للمة السلمية إذ أورثها بغجض النصجارى ومنجافرتهم وعدم قبولهجم‬
‫دينهججم حيججث ارتبطججت النصرانيجججة فججي ذهججن المسجججلم بجججالحروب‬
‫الصليبيجة وبالستعمار وارتبطجت فججي العصججر الحجججاضر بالسجججتحواذ‬
‫السججججتعماري علججججى خججججيرات المججججة‪ ،‬والسجججتبداد السياسجججي‪،‬‬
‫والتطفيجف في الجوزن في القججرارات الدوليججة وفججي الخلل بجججودة‬
‫الصادرات إلى المسلمين‪ ...‬فأنتج كل ذلك شعورا بمقججت النصججارى‬
‫مقتجا لمسجه النصارى أثنجاء دعوتهجم للمسلمين إلى النصرانية فقججد‬
‫كتب نورمان دانيال‪ ) :‬لقد كان أكجثر مجا أصيب بالضرر هو التصججال‬
‫وإمكانية التخاطب مع هؤلء الناس نتيجججة للعلقججة السججتبدادية غيججر‬
‫المحتملجججة مجججن قبججل الغججزاة تججججاه المغلوبجججين والجججتي يسججتحيل‬

‫‪72‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫التخفيف من آلمهججا‪ ...‬وقجججد بججدأ التشجويش علجى التصجججال عنجدما‬


‫رفض الوربيون أن يقتنعوا بأن العالم مثله كمثل أوربا له الحق في‬
‫أن تكون له ثقافته الخاصة‪ ،‬لقد كجانت مأسجاة الكنيسجججة النصججرانية‬
‫وممجججا يوججججه إليجججه‬ ‫)‪(1‬‬
‫هي الخلجط بجين حقجججائق الديجججن والثقافجججة(‬
‫المحجاور النصجراني فجي حجواره مجع المسجلمين " ضججرورة القيججام‬
‫بفصجججل المسججيحية فججي حججد ذاتهججا عجججن العجججالم الغربججي ومججواقفه‬
‫وفججي‬ ‫)‪(2‬‬
‫الماديجة ومواقفه الستعمارية‪ ،‬فالمسلم لم ينس ذلك بعججد‬
‫تحليججل لشججارلي عجججن البيئجججة السجججلمية ومججدى قبولهججا للنصججرانية‬
‫قججال‪) :‬إن تاريججخ العلقججة بيججن السججلم والنصججرانية تاريججخ حافججل‬
‫بالحروب التي لم تنقطجع‪ ،‬فهنجالك فتوحجات المسجلمين في شججمال‬
‫أفريقيا وأسجبانيا والحجروب الصليبيجة والحجججروب الجججتي دارت بجججين‬
‫الطرفين في العصجور الوسطى وفي عصججر النهضجججة وفججي وسجججط‬
‫وشرق أوربا والتوسع السجتعماري للقوى النصرانيجة الغربية داخجججل‬
‫أراضججي المسججلمين هججذا بالضججافة إلججى المواجهججات الراهنججة حجججول‬
‫الصهيونيجججة ولبنجججان والنفججط‪ ،‬وعججبر هججذا التاريججخ الطويججل تصججرف‬
‫النصجارى بصجورة ل تمجت إلى تعاليم النصرانية بصلة‪ ،‬وكجججان لتلججك‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫التصرفجات أثرهجا في تشجويه رسالة النجيل وإحباط مراميها(‬
‫يريد النصارى أن ينسى المسلمون الحروب الصليبية حتى تججزول‬
‫الحواجز النفسججية الججتي يظنججون أنهججا هججي الججتي تحججول بينهججم وبيججن‬
‫النصرانيججججة‪ ،‬ومجججن أججججل ذلجججك انطلقجججت مجججن أوربجججا‪ " .‬مسجججيرة‬
‫‪1‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ص ‪. 254 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( توجيهات من أجل حجوار بجججين المسججيحيين والمسجججلمين ‪ ،‬صججادر عججن الفاتيكجججان‬
‫عجام ‪ 1969‬م ‪ ،‬نقل عن مؤامرة الفاتيكان على السلم ‪ ،‬ص ‪. 170 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪. 201 :‬‬

‫‪73‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫مصالحة " نصرانية للعتجذار للمسججلمين عجن الحمججلت الصليبيججة‪،‬‬


‫وقجد بجدأت هجذه المسجيرة عجام ‪1996‬م في فرنسجا‪ ،‬ثم تبعهجا في‬
‫ألمانيجا حجوالي ‪ 1000‬شجججخص عججام ‪ 1997‬معظمهججم مجججن سججللة‬
‫الصليبجين‪ ،‬وقجد زارت هذه المسجيرة تركيا ولبنججان‪ ،‬والتقججت ببعججض‬
‫المسججؤولين وببعججض المججارة وقججدما لهججم بعججض الهججدايا مججع اعتججذار‬
‫شفهي عن جرائجم أجدادهجم الصليبجين الذيجن غزوا المنطقججة قبجججل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫تسجعمائة سنة وارتكبوا فيهجا المججازر وألحقجوا بجالبلد الدمار‬
‫فهل يظن النصارى السذج أن المسلمين ينسجون ذلجججك التجججاريخ‬
‫بهدية تافهة‪ ،‬واعتذار بجارد‪ ...‬فهل أقججاموا مججدنا فجي بلد المسججلمين‬
‫عمجا دمروه‪ ،‬وهل قدموا إعانات مالية لبناء المسلمين‪ ،‬وهل قججدموا‬
‫تدريبجا تعليميا وتقنيا‪ ،‬وهجل قدموا رعايجة ماليجة للمعوزين واليتجام‪..‬‬
‫كمجا يقججدمون اليججوم لليهججود ضججريبة لمججا ارتكبججوه فججي حقهججم‪ -‬كمججا‬
‫افجترى ذلجك عليهم اليهود‪.‬‬
‫ولكن هل نسيت تلك المسيرات النصرانيجة أن دماءنجججا ل زالجججت‬
‫راعفججة فججي البوسججنة والهرسججك‪ ،‬وأن جراحنججا ل زالججت داميججة فججي‬
‫كوسوفو‪ ،‬وأن إخواننا المسججلمين فججي تلججك البلد يسججكنون الخيجججام‬
‫بعجد أن دمرت النصرانية بيوتهم‪ ..‬فمتى ستتجول مسجيرة مصالحجة‬
‫أخرى عن هجذه الجرائم ؟؟‬
‫الحسرة الثالثة الوسائل الفاشلة‬
‫كثير من وسائل النصارى لنشر نصرانيتهم وسججائل فاشججلة‪ ،‬فهججي‬
‫وإن أبرقت وأرعدت زبد ل ينفع الناس فضجل عن أن يغريهجم بهجججر‬
‫‪1‬‬
‫)( انظر جريجدة الشججرق الوسججط العجججدد ‪ 7225‬الصفحجججة الولججى ‪ ،‬والعجججدد ‪7232‬‬
‫الصفحة التاسعة ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫الحق‪ ،‬وذلك لنها من عمل مفسد كجافر‪ ،‬وتحمل في طياتها بجاطل‪،‬‬


‫وتدعو إلى كفر‪ ،‬وتواجه حقا‪ ،‬وتدعو مؤمنجين‪ ...‬مثلهجا مثل سجججحرة‬
‫فرعون الذين قال لهم موسى عليججه السججلم‪ -‬كمججا أخجججبر اللججه عججن‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ذلجججججك فججججي محكجججججم تنزيلجججججه‪} :‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫{‬ ‫‪ ‬‬

‫إن الذي حكم على كثير من وسججائلهم بالفشججل منصججرون جربججوا‬


‫كثيرا مججن الوسجائل فججي تنصجير المسجلمين‪ ،‬فكجججانت نتيجتهجا هبججاء‬
‫وخسارة وحسرة في قلوبهم يقول أحجد المجججبرمجين‪) :‬إن الحاججججة‬
‫الماسجة هجي إلى برمجة فعالة مؤثرة إن حوالي ‪ %95‬من الجبرامج‬
‫النصرانيجججة الموجهجججة إلججى المسجججلمين ل تججججد قبججول لججدى أغلبيجججة‬
‫فالحمد لله الذي رد كيد الفجججار‪،‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫المسجتمعين في هجذه البلجدان(‬
‫وحفظ المة مجن أن تؤثر فيهجا ألعيب أولياء الشيطان‪.‬‬
‫كما أكد دونالدر في بحثه المعنجججون بجج " تطججوير وسججائل جديجججدة‬
‫لتساعد في تنصير المسلمين " أن الجمعيجات التنصيريجة لم تشجهد‬
‫تحجول نحو النصرانية إذ يقول‪) :‬إن جمعيجات التنصير الجججتي عجججبرت‬
‫عن هجذا الهدف )أي كسججب المسججلمين إلججى النصججرانية( لججم تشججهد‬
‫تحول كبجيرا نحجو النصرانية من قبل المسلمين‪ ،‬ولم تستطع إنشججاء‬
‫‪1‬‬
‫)( سورة يونس ‪ ،‬الية ‪. 82 -81 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪. 534 :‬‬

‫‪75‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫ولم تنعجم كذلجك بتكجججاثر المؤمنجججين‪ ..‬إلججى‬ ‫)‪(1‬‬


‫كنيسجة محليجة قويجة‬
‫أن قجال‪ :‬ولكجن مثجل هجذه الجمعيات لم تر أبدا عظمججة الججرب فججي‬
‫وهذا منصججر آخججر قججال بعججد أن سججرد الحججواجز‬ ‫)‪(2‬‬
‫كسب المسلمين(‬
‫التي تحول بين المسلمين وبين النصرانية‪) :‬إن نموا هامججا للكنيسججة‬
‫على حساب المجتمجع المسلم غجير محتمججل حججتى يمكججن اسججتنباط‬
‫وهججذا منصججر آخججر‬ ‫)‪(3‬‬
‫بعض الوسائل لكسب أججزاء متجاوبجججة منجججه(‬
‫قال بعد أن أمضى أربعين سنة يزرع اليجأس ويحصد الهم والغم في‬
‫محاولة تعيسة لتنصير المسلمين‪) :‬وبعد خجبرة أربعين عامجججا كججانت‬
‫بعضهججا تجربججة قاسججية وحزينججة فجي بججذر البجججذور فجججوق الصخججور‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫ومشاهدة الطيور تلتقطها عن آخرها(‬
‫ونحن نقول لهذا المنصر وغجيره ججرب مجا شججئت مججن الوسجججائل‬
‫واجلب بخيلك ورجلك وأبشر بالفشل الججذريع وبسججوء العاقبججة فجججإن‬
‫الله كتب النصر والتمكين لهذا الدين فأنت وأمثالك ممجن قجال الله‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫فيهجججم‪} :‬‬
‫‪    ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬‬ ‫) ‪(5‬‬
‫{‬ ‫‪ ‬‬

‫ومما يؤكد فشل أسجاليبهم مجا ورد في الخطاب الرئيججس الجججذي‬


‫قججدمه و‪ .‬سججتانلي مونيهججام إلججى المؤتمجججر التنصججيري المنعقججد فججي‬
‫‪1‬‬
‫)( يقصد بالكنيسة المحلية التي يديرهجا ويشرف عليهجا رهبان من أبنجاء البلد المراد‬
‫تنصيره ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 604 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 1143 :‬‬
‫‪4‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 556 :‬‬
‫‪5‬‬
‫)( سورة التوبة ‪ ،‬الية ‪. 32 :‬‬

‫‪76‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫أمريكجججا عجججام ‪1978‬م إذ جججاء فيججه )إن مطبوعججات الرسججاليات‬


‫التنصيريجججة الجججتي تعمججل فججي صججفوف المسججلمين مليئة بإشججارات‬
‫وعبججارت مثجججل "عجججدم السججتجابة" أو "منطقججة صججعبة" أو "نمججو‬
‫بطيء " أو "أرض وعرة"‪.‬‬
‫أما السعادة التي يدعون إليها ويبشرون بها فقججد ظهججرت آثارهجججا‬
‫في تايلند كما في الخطاب السابق‪ :‬حيث جاء فيه ) كنا منذ شججهور‬
‫في حملة تنصير في أرجاء مدينة " شججينك مججاي " وكجججانت الحملجججة‬
‫ججزءا من احتفال يشمل البلد برمتهجا بذكجرى مججرور )‪ (150‬عامجججا‬
‫على بجدء التنصير فيها‪ ،‬وتعتبر هذه المدينججة المركججز النصججراني فججي‬
‫شمال تايلند‪ ،‬وقد وصلها الكتاب المقدس منججذ )‪ (110‬أعججوام ومججع‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ذلك فإن النصارى في هذه المدينة لزالوا أقلية صغيرة مكتئبة(‬
‫الحسرة الرابعة محاولت يائسة‬
‫يقججوم المنصججرون بجججين آونجججة وأخججرى بتججججارب جديجججدة لدعجججوة‬
‫المسججلمين إلججى النصججرانية‪ ،‬ثججم مججا يلبثججون أن يكتشججفوا أن هجججذه‬
‫التججارب محاولت يائسة‪ ،‬ومن ذلك ما قام به أحد القساوسججة فججي‬
‫منطقة الشرق الوسط من تغيير لطريقة دعوته ومظهره وأسلوب‬
‫خطابه ونججوع أدلتججه ليحججاكي بذلجججك الداعيجججة المسجججلم إذ وعظهجججم‬
‫بأسجججلوب حماسجججي ولبجججس ملبجججس مشجججابهة لملبجججس الداعيجججة‬
‫وطلجب من الحضور رفجع أيديهم أثناء الصلة كما يفعل‬ ‫)‪(2‬‬
‫المسجلم‬
‫المسلمون‪ ،‬كما طلجب منهجم الوقجوف لداء الصلة‪ ..‬ثم قججدم هججذه‬
‫التجربة في بحجث إلى المؤتمر التنصججيري فجي أمريكججا‪ -‬كلجججورادوا‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪ 30 :‬وانظر أيضا ص ‪ 31 :‬منه ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( ليس للداعية المسلم ملبس خاصة ‪ ،‬ولكنه ظن ذلك فاجتهد في تغيير ملبسه ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫زاعمجججا أنججه بهججذه الطريقجججة يججؤثر علججى المسججلمين وينقلهججم إلججى‬


‫النصرانية‪ ..‬ومما استقبلت به هذه التجربة في ذلجك المججؤتمر قججول‬
‫أحدهم‪) :‬إذا كانت طريقة القجس إبراهيجم مججؤثرة إلججى مثجججل هجججذه‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫الدرجة فأين هؤلء الذين استطاع أن يحولهم عن دينهم(‬
‫ومن ذلك‪ -‬أيضا‪ -‬مججا قججدمه دونالججدر ريكججاردز مججن اقججتراح إيججججاد‬
‫مسجد عيسججوي ليكججون وسججيلة لججدعوة المسججلمين إلججى النصججرانية‬
‫وتتلخص الفكار الرئيسة في هذه التجربة بما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬القرارات الخاصة بما ينبغي عمله خلل شهر رمضان‪.‬‬
‫‪ - 2‬التقويم النصرانجي للنجاس الذين لديهجم استعداد للتقبججل وذلجججك‬
‫بمراعاة أن يبدأ السبوع من يوم الجمعة بدل من يوم الحد‪.‬‬
‫‪ - 3‬الصرار على البقاء على الخلفية الثقافية‪.‬‬
‫‪ - 4‬وضع الحذية خارج المسجد وأن تكجون هنجاك أوضججاع متعججددة‬
‫للصلة كالركوع ورفع اليدي واستعمال الحصر للصلة‪.‬‬
‫‪ - 5‬عدم إلزام المصلين بالتجاه شرقا‪.‬‬
‫وبعد تدارس هذه التجربة في المججؤتمر السججابق واعججتراض كججثير‬
‫مجن المؤتمرين عليها كان رد الكاتب كالتججالي‪) :‬ليججس مججن الحكمججة‬
‫القرار بأن ‪ %99‬من الستجابات كانت متوقعة‪ ،‬لقد كججانت‪ -‬مذلجججة‬
‫أن أقجرأ آراء زملئي حول الوسائل الجديدة على الرغم مججن الجهججد‬
‫الذي بذلتجه فيها‪ ،‬ومن جهة أخرى فقد كججان مزعجججا حقججا أن تكججون‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫هناك مقاومجة كبيرة كهذه(‬
‫ومن هذه التجارب التي طرحت أمجام المنصرين تجربجججة الحججوار‬
‫‪1‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 124-119 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 618 :‬‬

‫‪78‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫وبعججد اسججتعراض نتججائجه قججال دانيججل آربججر‬ ‫)‪(1‬‬


‫النصججراني السججلمي‬
‫وسجتر‪) :‬والمر الذي يقلق المنصريجن‪ -‬كمجا أقلقتهجم الموضوعجججات‬
‫السجابقة‪ ،‬وربما كان أكثر المور التي تبعجث على القلق‪ -‬هو مفهوم‬
‫المحجاورة الذي أتقنه مجلججس الكنججائس العججالمي والججذي يقججول‪ :‬إن‬
‫المحجججاورة الجججتي تتجججم بأمانججة وصججراحة وبججدون عججداوة أو حلججول‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫مسجبقة قجد تقجود إلى كسجب النصراني إلى جانب المسلم(‬
‫الحسرة الخامسة قوة السلم‬
‫الله أكبر‪ ،‬والعزة لله ولرسوله وللمؤمنجججين‪ ،‬هجججذا الديجججن الجججذي‬
‫أنزلججه اللججه وأكملججه وأظهججره علججى الججدين كلججه‪ ،‬وأخججبر أن أعججداءه‬
‫يكيجدون لهذا الججدين كيججدا للقضججاء عليججه‪ ،‬ولطمججس معججالمه؛ ولكججن‬
‫يريدون ليطفئجججوا نججور اللججه واللججه متججم نججوره ولججو كججره الكججافرون‪،‬‬
‫فمهمجا حجاولوا‪ ،‬ومهمجا أجلبوا بخيلهججم ورجلهججم‪ ..‬يبقججى هججذا الججدين‬
‫راسججخا رسججوخ الجبججال يعجججز الكفججار أن ينججالوا منججه حججتى يقججول‬
‫قجائلهم‪) :‬إنجججني أميجججل إلججى التفجججاق مجججع فانججدر وزويمججر ومزيتججاك‬
‫معاديججة‬ ‫)‪(3‬‬
‫وآخرون فيما ذهبججوا إليججه مججن أن السججلم حركجججة دينيججة‬
‫)‪(4‬‬
‫للنصرانية مخططة تخطيطا يفجوق قجدرة البشر لمقاومجة إنجيجل‬
‫ربنجا يسوع المسيح‪ ،‬إن السجلم هججو الججدين الوحيججد الجججذي تناقجججض‬
‫مصججادره الصججلية أسججس النصججرانية‪ ،‬وترفججض بكججل وضججوح صحجججة‬

‫‪1‬‬
‫)( وقد تناولت هذه التجربة في هذه البحث انظر ص ‪ ، 62 :‬ولم أطل النفس فيها ‪،‬‬
‫ولم أوفها حقها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 728 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( السلم ليس حركة دينية بل دين إلهي ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫)( السلم ل يقاوم إنجيل المسيح عيسى ابن مريجم عليجه السجججلم بججل يججؤمن بججه ‪،‬‬
‫وإنمجججا يحكججم بتحريججف وفسججاد أناجيججل النصججارى الموجججودة اليججوم المملئة بججالكفر‬
‫والبهتان ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫النجيججل والثقججة بمججا فيججه‪ ،‬وأبججوة الججرب‪ ،‬وأن المسججيح ابنججه إلججى أن‬
‫يقول‪ ..‬إنججه الخلف الكججبر فججي النصججرانية وفججي الكتججاب المقججدس‪،‬‬
‫ولكجن محجرك هجذا الخجلف هجو السجلم‪ ،‬وليججس النصرانيججة وفجي‬
‫ذات الوقجت فالنظجام السلمي هو أكثر النظججم الدينيججة المتناسججقة‬
‫اجتماعيا وسياسجيا‪ ،‬ويفوق في ذلك النظام الشججيوعي‪ ،‬ولكججن هججذه‬
‫وسبق هؤلء جاير دنر في خطابه الذي ألقججاه فججي‬ ‫)‪(1‬‬
‫هي الحقيقجة(‬
‫مججؤتمر القججاهرة التنصججيري المنعقججد عجججام ‪1910‬م إذ قججال‪) :‬إن‬
‫)‪(2‬‬
‫مشججكلة السججلم هججذه مسججألة ل يمكججن أن نتغافلهجججا ببسجججاطة‬
‫ليسجت في مواجهجة الوضجاع العاجلجة بطريقجججة ل يمكجججن وصججفها‪،‬‬
‫والتي تواجهنا في الشجرق القصججى وهجججذه أول؛ لن السجججلم علججى‬
‫أبوابنا فمن أقصى الساحل الشمالي الفريقجي يواججججه أوربجججا‪ ،‬إنجججه‬
‫فعجل يلمسججها‪ ،‬ويمكجججن القجججول إنجججه يمسكجججها عمليجججا مججن طرفججي‬
‫البحجر المتوسط‪ ..‬فكروا في تلك الكتلة المركزية للعالم السججلمي‬
‫الصلب مجن شمال أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا إنه كإسفين ثابت‬
‫يحجب الغرب المسيحي عن الشرق الوثني‪ ..‬إلججى أن يقججول‪ :‬فجججإن‬
‫ذلجججك الوتجججد الغريجججب عنججا والمعججادي لنججا وهججو غيججر منسججججم أو‬
‫متعجاطف معنجا‪ ،‬سيقطع العجالم النصراني الشرقي والغربججي كليجججة‬
‫إلى نصفجين‪ ،‬فجاصل الثنجين‪ ،‬مظهرا ليس فتقا فحسججب بججل صججدعا‬
‫من القمة إلى القاع في ثوب الكنيسججة الججتي لججول السججلم لنتصجججر‬
‫عليهجا المسيح‪ ،‬فحقجا فلذلجك يججب أل نؤججل مشكلة السلم‪ ،‬إنهججا‬
‫‪1‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 566 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( هذه المشكلة في نظره تتلخص في أن وجود الحكومات المستقرة في أفريقيجججا‬
‫يفتح الطريق أمام انتشار السلم في كل الدول الفريقية لذلجك فل بجد من زعزعة‬
‫أمن هذه القارة ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫بل السجججلم هجججو العقبججة الكججؤود الججتي‬ ‫)‪(1‬‬


‫مشكلة اليوم كمجا رأينجا(‬
‫ستقف أمام الجهود التنصيرية بإذن الله‪.‬‬
‫يقججول شججارلي والحسججرة تمل قلبججه‪) :‬والسججلم نفسججه عقيججدة‬
‫نجحججت عججبر التاريججخ فججي ضججم العديججد مججن‬ ‫)‪(2‬‬
‫تبشججيرية عدوانيججة‬
‫الشجعوب‪ ،‬ونتيججة للتفاعل بين السججلم "الصججيل " وبيججن البيئجججات‬
‫المحليجججة المختلفجججة ظهججرت أمججور جديجججدة واسجججعة نجدهجججا فججي‬
‫السجلم المعجاصر‪ ،‬كمجا أن تجاريخ الحتكاك الطويل بين المسججلمين‬
‫والنصجارى جعجل المسلمين يشجعرون بأنهم يفهمون النصرانية على‬
‫‪ .‬فالحمججد للججه الججذي مججن علجججى أهججل التوحيججد بمعرفججة‬ ‫)‪(3‬‬
‫حقيقتها(‬
‫النصرانية على حقيقتهججا‪ ،‬وجعججل النصجارى يعلمجججون ذلجك مججن أهجل‬
‫التوحيد فيزيدهم ذلك يأسا وقنوطجا من دعوتهجم إلى النصرانية‪.‬‬
‫ومنذ ظهر السلم‪ ،‬وانتشر نججوره فججي أرجججاء الرض والنصججرانية‬
‫البائسة تحاول جاهدة أن توقف نموه‪ ،‬وأن تحجول بينجه وبجين عبجججاد‬
‫اللججه يقججول د‪ .‬مججاكس كيرشججو‪) :‬منججذ ظهججوره فججي القججرن السججابع‬
‫والسلم يمثجل تحديا لكنيسة يسوع المسيح‪ ،‬ولست بحاجججة لسججرد‬
‫التقججدم الججذي أحجججرزه السجججلم فججي قرونجججه الولججى أو تعجججداد‬
‫المحجاولت الجتي تمجت لوقجف المجد السججلمي بججالقوة العسججكرية‪،‬‬
‫وبصججورة عامججة كججانت الحملت التنصيريجججة غيججر فعالججة نسججبيا فججي‬
‫استعادة منجاطق إسجلمية إلى المسججيح بينمججا اسججتمر السججلم فججي‬
‫النتشججار علججى طججول آسججيا وإفريقيجججا وينتشججر اليجججوم فججي العجججالم‬
‫‪1‬‬
‫)( الوثيقة السلم الخطر ‪ ،‬ص ‪. 19-18 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( ليس السلم عقيدة عدوانية؛ بل هو ديججن الدعجججوة واليسجججر ‪ ،‬وانظججر إلججى قجججول‬
‫هجذا الكافر ‪ :‬السلم نفسه عقيدة تبشيرية ‪ .‬أي دين دعوة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪. 202 :‬‬

‫‪81‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫الغربي(‬
‫فالحمد لله الذي كتب النصجججر والتمكجججين والبقجججاء لهججذا الديجججن‪،‬‬
‫وجعله في منأى عججن كيججد الفجججار‪ ،‬وجعججل مهمججة مججن يججروم دعججوة‬
‫أتباعجه مهمة صعبة بل عسيرة ومثبطة للعزيمة‪ ،‬وانظججر إلججى قجججول‬
‫المنصججر الخججبيث زويمججر ‪ -‬بعججد أن أعيججاه هججذا المجججر‪) -‬إن تنصجججير‬
‫العجالم السلمي مهمجة عظيمة صعبة للغاية ومثبطة للعزيمججة إلججى‬
‫درججججة ل يمكجججن أن يشججججع عليهججججا إل تطلجججع المتسجججلقين إلجججى‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫العلى(‬
‫الحسرة السادسة مقاومة المسلمين للنصرانية‬
‫وبغضهم للمناشط النصرانية‬
‫أخجبر الله في محكجم تنزيله عن صفة هجججذه المجججة فججي الكتجججب‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫السابقة فقال جل ثنججاؤه‪} :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬


‫‪1‬‬
‫)( المصججدر السججابق ‪ ،‬ص ‪ . 315 :‬أكججثرت النقججل مججن هججذا المصجججدر ‪ ،‬لنججه جمجججاع‬
‫البحجاث التي قدمت إلى المؤتمر التنصيري في كولجورادو فجي الوليججات المتحججدة‬
‫المريكية عجام ‪1978‬م ‪ ،‬ولن هذه البحججاث قججدمت إلججى هججذا المججؤتمر فججي أجججواء‬
‫سرية مما صبغها بصبغة المصارحة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ 43 :‬وقصجد بقولجه ‪ :‬المتسججلقين إلججى العلججى ‪ :‬متسججلقي‬
‫الجبال الذي يبذل الواحد منهم جهده لتسلق الجبل ‪ ،‬ونججادرا مججا يججرى القمجججة ‪ ،‬لنججه‬
‫مشغول بالنظر إلى مواقع أقدامه ومتوجس من الهوة السحيقة التي تحتججه ‪ ،‬ولهججذا‬
‫يشعر بجالتعب المتزايد والعبء الثقيل والفشل المتوقع ‪ ،‬والخسارة العظيمة ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪    ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪     ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪  ‬‬ ‫وقججال عججز مججن قججائل‪} :‬‬ ‫)‪(1‬‬


‫{‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫فالحمججد للججه الججذي وفججق هججذه المججة‬ ‫)‪(2‬‬


‫{‬ ‫‪‬‬

‫للتمسك بدينها‪ ،‬وغرس فجي قلجوب أبنائهجا منجافرة أعجدائها‪ ،‬فمهمجا‬


‫ضعفجت المجة ومهما افتقججرت ومهمججا تنججاحرت فيمججا بينهججا‪ ،‬إل أنهججا‬
‫تبقى وفية لدينها‪ ،‬كافرة بمن كفر بربهججا‪ ،‬كارهججة لكججل كججافر يلبججس‬
‫لبوس الرحمة والشفقة ليقدم لها في يوم جوعها لقمة تسد رمقهججا‬
‫ولمججا ذكججر تشججارلس كرافججت‬ ‫)‪(3‬‬
‫ليسرق منها دينها‪ ،‬وينتهجك عفافها‬
‫أحجد أسجاليب فجرض النصرانيجة بجالقوة في المجتمعجات السجلمية‬
‫قجال معلقجا علججى ذلجججك‪ ) :‬لقججد قجججاوم المسججلمون بصجججورة عامججة‪-‬‬
‫بجالطبع‪ -‬هجججذا الكجججراه الثقجججافي وخاصججة فججي المسججائل اللهوتيججة‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫)( سورة الفتح ‪ ،‬الية ‪. 29 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( سورة المجادلة ‪ ،‬الية ‪. 22 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( خير شاهد علججى ذلججك موقجججف المسججلمين المستضججعفين فججي الصومجججال الذيجججن‬
‫شججردتهم الحججرب وأرهقهججم الجججوع والمججرض ولججم يمججدوا أيججديهم إلججى الجمعيججات‬
‫التنصيرية ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫وبهذا تركونجا بجدون اسجججتراتيجية تنصيريجججة‪ ،‬علينجججا لججذلك أن نتعلججم‬


‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫كيف نكسب أو ننال حق الصغاء إلينا(‬
‫وقال زويمر في كلمتجه التي ألقاهجا أثنجاء انعقجاد مؤتمر القججدس‬
‫التنصججيري عججام ‪1935‬م ردا علججى مججا أبجججداه المنصججرون مججن روح‬
‫اليجأس التي كانت مخيمة على المججؤتمرين‪) :‬إنججي أقركججم علجججى أن‬
‫الذين أدخلوا مججن المسججلمين فججي حظيججرة المسجججيحية لججم يكونجججوا‬
‫مسجلمين حقيقيجين‪ ،‬لقجد كانوا كما قلتم أحد ثلثة‪:‬‬
‫‪ - 1‬إما صغير لم يكن له من أهله من يعرفه ما هو السلم‪.‬‬
‫‪ - 2‬إما رجل مستخف بالديان ل يبغي غير الحصول على قوته‪ ،‬وقد‬
‫اشتد به الفقر‪ ،‬وعزت عليه لقمة العيش‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫‪ - 3‬وإما آخر يبغي الوصول إلى غاية من الغايات الشخصية‬
‫وهذا منصر آخججر بعجد أن ذكججر حسجد المنصجرين للمسججلم علججى‬
‫عبادته لربه وخضوعه واستسلمه لججه‪ ،‬وأن تقجججوى المسجججلم وولءه‬
‫لربجه ودينه كادت أن تجر المنصرين إلى ترك حقائق دينهججم لشجججدة‬
‫إعججابهم بتقوى المسلمين فيقول‪) :‬ويمكن أن يكون العجاملون في‬
‫مججججال التنصجججير فججي هججذه اليججام‪ -‬والججذين كيفتهججم الظججروف‪ -‬قجججد‬
‫تجأثروا كثجيرا بجالتقوى والججولء الججديني لكججثير مججن المسججلمين حججتى‬
‫كججادوا يهملججون حقججائق الشججهادة النجيليججة الواضججحة تمامججا‪ ،‬والججتي‬
‫تعرضنا لها قبل قليجل‪ ،‬وكجان تركجججيزهم منصججبا علججى هججذه التقججوى‬
‫المثيرة للعجاب بحيجث إنهجم جعلوهجا نقطة البداية في تفسيراتهم‬
‫اللهوتية حول المواجهة الدينية‪ ،‬لقد وقفوا بكجل رهبة أمام المسلم‬
‫‪1‬‬
‫)( التنصير خطة لغزو العالم السلمي ‪ ،‬ص ‪. 166 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( تنصير المسلمين ‪ ،‬ص ‪. 20 :‬‬

‫‪84‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫المنهمك في عبججادة اللججه وقججوته وعظمتجججه وتججججاوبوا مجججع الججتزامه‬


‫المحسجوس للخضوع لرغبة الله‪ ،‬إنهججم يحسججدون غججيرة المسججلم‬
‫علججى عبججادة الججرب الواحجججد الجججذي يتصججرف فججي ملكججوته‪ ..‬إلججى أن‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫يقجول‪ :‬سيكون غريبا ومزعجا أن تواجه مسلما ورعا(‬
‫وقد تضججمن البحجث الجذي قجدمه جججورج بيجججنرز بعنججوان‪) :‬نظجرة‬
‫شاملة عن إرسجاليات التنصير العاملججة وسجججط المسججلمين( أسججباب‬
‫قلجججة المسججلمين الججذين تحولججوا إلججى النصججرانية فقججال‪) :‬أول‪ :‬كججان‬
‫المسجلمون عجبر تاريخهم متدينين ومتشددين ومكججافحين‪ ،‬بججل أكججثر‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫المتدينين تعصبا(‬
‫وأقججول أبشجر بججالذي يسجؤوك؛ فكججل يجوم يمجر يكتشججف فيججه‬
‫المسججلمون النصججارى علججى حقيقتهججم‪ ،‬وتنكشججف أمججامهم غايججات‬
‫النصارى وأهدافهم ممجا يزيدهجم منجججافرة لكجججم ومقتجججا لعمجججالكم‪،‬‬
‫ووحشجة مجن طروحاتكم‪ .‬فالحمد لله الذي جعل إنفاقكجم لموالكم‬
‫في هذا السجبيل خسارة عليكم‪ ،‬وأعمالكم حسجرات عليكجججم‪ ،‬قجججال‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫تعججججججججججالى‪} :‬‬
‫‪    ‬‬
‫)‪(3‬‬
‫{‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وكما أن أعمالهم حسرات عليهم‪ ،‬فإن تكذيبهم بهذا القجرآن حسرة‬


‫‪‬‬ ‫عليهججججججم يججججججوم القيامججججججة قججججججال تعججججججالى‪} :‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 186 :‬‬
‫‪2‬‬
‫)( المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 556 :‬‬
‫‪3‬‬
‫)( سورة البقرة ‪ ،‬الية ‪. 167 :‬‬

‫‪85‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

    

   

‫ومجا ذاك إل لنهجم استحبوا الحياة الدنيا علجججى الخججرة‬ (1)


{ 

 } :‫وصجدوا عجن سبيل الله ويبغونها عوجا قجال تعجججالى‬


   

    

    

 } :‫وقال جل ثناؤه‬ (2)


{    

    

  

   

   

      

     

    

   

. (3 )
{ 

1
. 50 - 48 : ‫ اليات‬، ‫)( سورة الحاقة‬
2
. 3 : ‫ الية‬، ‫)( سورة إبراهيم‬
3
. 20 - 19 : ‫ اليتان‬، ‫)( سورة هود‬

86
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫فهرس المراجع والمصادر‬


‫* القرآن الكريم‪.‬‬
‫* السنة النبوية‪.‬‬
‫‪ - 1‬صحيح البخاري‪ ،‬تأليف محمججد بججن إسججماعيل البخجججاري‪ ،‬مكتبجججة‬
‫السلمية‪ ،‬إستانبول‪.‬‬
‫‪ - 2‬صحيح مسلم‪ ،‬تأليف مسلم بن الحجاج القشيري‪ ،‬تحقيق محمد‬
‫فؤاد عبد الباقي‪ ،‬إحياء التراث السلمي‪.‬‬
‫‪ - 3‬سنن أبي داود‪ ،‬تأليف سليمان بن الشعث السجستاني‪ ،‬تعليجق‬
‫محمد محي الدين عبد الحميد‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫* سائر المراجع‬
‫‪ - 4‬البطال لنظريجة الخلجط بجين دين السلم وغجيره من الديجججان‪،‬‬
‫تأليف معالي د‪ .‬بكر بن عبد لله أبو زيد‪ ،‬ار العاصمة‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ - 5‬أصول التنصير فججي الخليججج‪ ،‬تججأليف هججج‪ .‬كونججوي زيقلججر‪ ،‬ترجمججة‬
‫مازن مطبقاني‪ ،‬مكتبة ابن القيم‪ ،‬المدينة المنورة‪.‬‬
‫‪ - 6‬أهمية الجهاد في نشر الدعوة السلمية والرد علججى الطوائجججف‬
‫المغالية فيه‪ ،‬تأليف د‪ .‬علي نفيع العلياني‪.‬‬
‫‪ - 7‬التبشير والسجتعمار فججي البجججلد العربيجججة‪ ،‬تججأليف د‪ .‬مصطفجججى‬
‫خالدي و د‪ .‬عمر فروخ‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 8‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬تجأليف إسمججاعيل ابجن كثججير القرشجي‪،‬‬
‫دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 9‬التنصير خطة لغجزو العجالم السلمي‪ ،‬الترجمة الكاملة لعمجال‬
‫المؤتمر التنصيري الذي عقد في الوليات المتحدة‪ ،‬كولججورادو عجججام‬

‫‪87‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫‪1978‬م‪.‬‬
‫‪ - 10‬تنصير العالم‪ ،‬تأليف د‪ .‬زينب عبد العزيز‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ - 11‬تنصججير المسججلمين‪ ،‬تججأليف عبججد الججرزاق ديجججار بكجججرلي‪ ،‬دار‬
‫النفجائس‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ - 12‬التنصير مفهومه وأهدافه ووسجائله وسبل مواجهتجه‪ ،‬تججأليف د‪.‬‬
‫علي النملة دار الصحوة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ - 13‬حقيقججة التبشججير بيججن الماضججي والحاضججر‪ ،‬تججأليف أحمجججد عبججد‬
‫الوهجاب‪ ،‬مكتبة وهبة‪.‬‬
‫‪ - 14‬حكم بنججاء الكنججائس والمعابججد الشججركية فججي بلد المسجججلمين‪،‬‬
‫تججأليف الشججيخ إسججماعيل بجججن محمججد النصجججاري‪ ،‬رئاسجججة البحججوث‬
‫العلميجة والفتاء‪.‬‬
‫‪ - 15‬رسالة في الطريق إلى ثقافتنا‪ ،‬تأليف محمججود محمججد شججاكر‪،‬‬
‫مكتبة الخانجي ودار المدني‪.‬‬
‫‪ - 16‬رؤيجة إسجلمية للستشراق‪ ،‬تججأليف أحمجججد غجججراب‪ ،‬المنتجججدى‬
‫السلمي‪ ،‬لندن‪.‬‬
‫‪ - 17‬طائفة من قضايا المة السلمية‪ ،‬تأليف أبو العلى المودودي‪،‬‬
‫مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ - 18‬غججارة تبشجججيرية جديججدة علججى إندونيسجججيا‪ ،‬تججأليف أبجججو هجججلل‬
‫الندونيسي‪ ،‬دار الشروق‪.‬‬
‫‪ - 19‬الغججارة علججى العججالم السججلمي‪ ،‬تججأليف أ‪ .‬ل‪ .‬شججاتليه‪ ،‬نقججل‬
‫وتلخيص محب الدين الخطيب‪ ،‬ومساعد اليافي‪ ،‬الدار السعودية‪.‬‬
‫‪ - 20‬المجججدارس التنصججيرية‪ ،‬تججأليف م‪ .‬نديجججم هجججزار‪ ،‬مركجججز البلقجججان‬

‫‪88‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫للدراسات والبحاث العلمية‪ ،‬إستانبول‪.‬‬


‫‪ - 21‬المناظرات بين المسججلمين والنصججارى‪ ،‬رسججالة دكتجوراه‪ ،‬للباحثججة‬
‫فائزة بنت محمد خاطر‪.‬‬
‫‪ - 22‬مؤامرة الفاتيكجان علجى السجلم‪ ،‬تجأليف د‪ .‬زينجب عبجد العزيجز‪ ،‬دار‬
‫الحرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ - 23‬الموسوعة الميسرة‪ ،‬إصدار النججدوة العالميجججة للشججباب السجججلمي‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫‪ - 24‬المعتزلة بين القديم والحديث‪ ،‬تأليف محمد العبدة‪ ،‬دار الرقم‪.‬‬
‫‪ - 25‬الوثيقة‪ ،‬السلم الخطر‪ ،‬نص الخطابات الذي ألقاه و‪ .‬هججج‪ .‬ت‪ .‬جججاير‬
‫دنر في مؤتمر القاهرة التنصيري عام ‪1910‬م ترجمة‪ ،‬محمود الشججاذلي‪،‬‬
‫دار المختار‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫الدوريات‪:‬‬
‫‪ -26‬جريدة الشرق الوسط‪.‬‬
‫‪ -27‬مجلة السرة‪.‬‬
‫‪ -28‬مجلة الدعوة‪.‬‬
‫‪ -29‬مجلة المجتمع‪.‬‬
‫‪............................................................................................................................................................30‬‬
‫ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الرض والشمس‬
‫والقمر‪36.............................................................................‬‬
‫ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضللة ويريدون‪10......‬‬
‫ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الرض وأسبغ عليكم‬
‫‪35‬‬
‫أن دعوا للرحمن ولدا‪70.............................................................‬‬
‫أولئك لم يكونوا معجزين في الرض وما كان لهم من دون الله من أولياء ‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها‪68.. . .‬‬
‫إن كل من في السماوات والرض إل آتي الرحمن عبدا‪70...................‬‬

‫‪89‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الشهاد‪2.........‬‬
‫الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل‪66....‬‬
‫الذين يستحبون الحياة الدنيا على الخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها‬
‫‪86 ,36 ,19 ,10‬‬
‫الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالخرة هم كافرون‪86...‬‬
‫تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا‪35................‬‬
‫تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الرض وتخر الجبال هدا‪70.............‬‬
‫سبحان الذي أسرى بعبده ليل من المسجد الحرام إلى المسجد القصى‪. .‬‬
‫‪35‬‬
‫ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إل بحبل من الله وحبل من الناس‪2.......‬‬
‫فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين‪66.............‬‬
‫فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم النبياء بغير حق‪9..........‬‬
‫فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله ل‪,66...‬‬
‫‪75‬‬
‫قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أل نعبد إل‪64...........‬‬
‫قل ياأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم‪...‬‬
‫‪16‬‬
‫كتب الله لغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز‪2................................‬‬
‫ل تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الخر يوادون من حاد الله ورسوله‪83....‬‬
‫لقد جئتم شيئا إدا‪69..................................................................‬‬
‫لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلثة وما من إله إل إله واحد‪69..........‬‬
‫لو خرجوا فيكم ما زادوكم إل خبال ولوضعوا خللكم يبغونكم الفتنة‪11....‬‬
‫وإنا لنعلم أن منكم مكذبين‪85......................................................‬‬
‫وإنه لتذكرة للمتقين‪85...............................................................‬‬
‫وإنه لحسرة على الكافرين‪86......................................................‬‬
‫والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث ل يخرج إل نكدا كذلك‪71. .‬‬
‫ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من‪10. .‬‬
‫ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فل تتخذوا منهم أولياء‪,10 ,6. .‬‬
‫‪36‬‬
‫وسخر لكم ما في السماوات وما في الرض جميعا منه إن في ذلك ليات‬
‫‪35‬‬
‫وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك‪85.......‬‬
‫وقالوا اتخذ الرحمن ولدا‪69.........................................................‬‬
‫وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما‪61....‬‬
‫ولن ترضى عنك اليهود ول النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله‪,7...‬‬
‫‪10‬‬

‫‪90‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫وما خلقت الجن والنس إل ليعبدون‪34...........................................‬‬


‫وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا‪70................................................‬‬
‫ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم ل يشعرون‪66..................................‬‬
‫ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون‪75.................................‬‬
‫ياأيها الذين آمنوا إن كثيرا من الحبار والرهبان ليأكلون أموال‪16...........‬‬
‫يابني آدم ل يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما‪40. .‬‬
‫يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إل أن يتم نوره‪76..........‬‬
‫يسبح لله ما في السماوات وما في الرض الملك القدوس العزيز الحكيم‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪............................................................................................................................................................32‬‬
‫أن الله يبعث لهذه المة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها في دينها‪...‬‬
‫‪19‬‬
‫والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا‬
‫فيكسر الصليب‪3...................................................................،‬‬

‫‪91‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪2................................................................................‬‬
‫مراحل الصراع بين النصرانية والسلم ‪2......................................‬‬
‫التنصير امتداد للحروب الصليبية ‪5..............................................‬‬
‫تعريف التنصير ‪9....................................................................‬‬
‫أهداف التنصير ‪9....................................................................‬‬
‫وسائل التنصير ‪15....................................................................‬‬
‫فرض النصرانية بالقوة ‪15........................................................‬‬
‫إشاعة اللحاد بين المسلمين ‪18................................................‬‬
‫مواجهة الدعوات السلمية والحركات الصلحية التجديدية ‪19............‬‬
‫دراسة أحوال العالم السلمي وأوضاعه الداخلية ‪23........................‬‬
‫رعاية ومؤازرة طلئع الفساد ورؤوس الشر في البلد السلمية ‪26......‬‬
‫إثارة الفتن والحروب ‪27..........................................................‬‬
‫النقلبات العسكرية ‪28...........................................................‬‬
‫التركيز على جزيرة العرب ‪29...................................................‬‬
‫مسابقة السلم ومنافسته على المواقع والقوام ‪32........................‬‬
‫المطالبة بالحرية الدينية والسياسية والفكرية ‪34............................‬‬
‫التركيز على المرأة المسلمة ‪38................................................‬‬
‫تحريف القرآن الكريم والساءة إليه ‪41........................................‬‬
‫بناء أكبر عدد من الكنائس والهتمام بمظهرها ‪42...........................‬‬
‫التعليم ‪43............................................................................‬‬
‫العلم‪49.............................................................................‬‬
‫التطبيب ‪51..........................................................................‬‬
‫أصحاب الخيام )( ‪53...............................................................‬‬
‫الحوار ‪55............................................................................‬‬
‫إيقاظ اللغات واللهجات المحلية ‪64.............................................‬‬
‫تطبيق المقاييس العلمية ‪65.....................................................‬‬
‫حسرات المنصرين ‪68...............................................................‬‬
‫الحسرة الولى هوان النصرانية ‪69.............................................‬‬
‫الحسرة الثانية جرائم النصارى السابقة في حق المة السلمية ‪71.....‬‬
‫الحسرة الثالثة الوسائل الفاشلة ‪74............................................‬‬
‫الحسرة الرابعة محاولت يائسة ‪77.............................................‬‬
‫الحسرة الخامسة قوة السلم ‪79..............................................‬‬
‫الحسرة السادسة مقاومة المسلمين للنصرانية وبغضهم للمناشط‬
‫النصرانية ‪82.........................................................................‬‬

‫‪92‬‬
‫التنصير تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين‬

‫فهرس المراجع والمصادر ‪87......................................................‬‬


‫الفهرس‪92.............................................................................‬‬

‫‪93‬‬

You might also like