Professional Documents
Culture Documents
الحركة الإسلامية السودانية - دائرة الضوء - خيوط الظلام
الحركة الإسلامية السودانية - دائرة الضوء - خيوط الظلام
Uploaded by
Murtada AbdelrazigOriginal Description:
Original Title
Copyright
Available Formats
Share this document
Did you find this document useful?
Is this content inappropriate?
Report this DocumentCopyright:
Available Formats
الحركة الإسلامية السودانية - دائرة الضوء - خيوط الظلام
الحركة الإسلامية السودانية - دائرة الضوء - خيوط الظلام
Uploaded by
Murtada AbdelrazigCopyright:
Available Formats
ا
ب ام
َدا ِ
ِ ا
َ
َ َآ ا ْ
ا َ
م
َ
ُط ا َ
ءُ ..
دا ُة ا ّ
)* ا.وَ + ,ر ِة ا 12ذ(
ت (' ا َ& ْ
)ٍ "#
ﺍﺗﺒ ﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﺍﻹﻣﻼﺋﻲ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠّﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻷﺻﻮﺏ،
ﻣﺜﻞ ﻟﻔﻆ )ﻫﻴﺄﺓ( ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻭﺯﻥ ﻟﻔﻆ )ﻓﺠﺄﺓ( ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﺧﻄﺄ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ،ﻭﲨﻌﻬﺎ
ﻫﻴﺂﺕ .ﻛﻤﺎ ﺣﺎﻓﻈﻨﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻟﻔﻆ )ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ( ﺑﺮﲰﻪ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﱐ ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ )ﻗﺮﺀﺍﱐ(
ﻭﱂ ﻧﻠﺠﺄ ﺇﱃ ﺭﲰﻪ ﺍﻹﻣﻼﺋﻲ )ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ( .ﻭﺣﺎﻓﻈﻨﺎ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻣﺜﻞ )ﺷﺆﻭﻥ( ﻭ)ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ(
ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﳍﻤﺰﺓ ﺍﳌﻀﻤﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﻜﻮﻥ ،ﺃﻭ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻣﻀﻤﻮﻣﹰﺎ.
ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻔﻆ )ﻣﺌﺔ( ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻔﻆ )ﻓﺌﺔ( ﺟﺎﺀ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻘﺮ
ﺍﻟﺮﺳﻢ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﱐ ﻋﻠﻰ )ﻣﺎﺋﺔ( .ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﳌﻌﺮﺑﺔ ﻓﻘﺪ ﹸﻛﺘﺒﺖ ﻗﺮﻳﺒﹰﺎ ﻣﻦ ﻧﻄ ﻘﻬﺎ ﻣﺜﻞ
)ﺍﻟ ﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ( ﻭ)ﺍﻟﱢﻠﺒﺮﺍﻟﻴﺔ( ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ )ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ( ﻭ)ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ( ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺷﺎﻋﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﲢﻮﻳﻞ
ﺍﻟﻜﺴﺮﺓ ﺇﱃ ﻣ ﺪ ﻳﺎﺋﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺘﺰﻣﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺷﺄﻥ )ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ( ﻭﻟﻴﺲ )ﺃﻣﲑﻛﺎ(،
ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ )ﺑﺎﳍﻤﺰﺓ ﺍﳌﻔﺘﻮﺣﺔ( ،ﻭﺃﺛﺒﺘﻨﺎ ﳘﺰﺓ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﺑﺎﻟﻜﺴﺮﺓ.
ﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻳﻒ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ،ﻣﺜﻞ ﻟﻔﻆ )ﺍﻟﺮﻭﺡ( ﺍﳌﺬﻛﺮ ﰲ ﻟﺴﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﻣﻼﺣﻈﺎ
ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻭﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﺗﺄﻧﻴﺜﻪ ﰲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻭﺻﻴﻐﺔ )ﹶﻓﻌﻮﻝ( ﺻﻔ ﹰﺔ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﹸﺬﻛﱠﺮ ﻭﺍﳌﹸﺆﻧﺚ ﰲ
ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻭﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ﺗﺄﻧﻴﺜﻬﺎ ﰲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻭﳒﺪﻫﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺘﲔ .ﻛﻤﺎ
ﺟﺎﺀﺕ ﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﻣﺜﻞ )ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻄﻼﱠﺑﻴﺔ( ﻭ)ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ( ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﱃ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﳉﻤﻊ
ﺼﺤﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﰲ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﻣﻬﻨﺘﻪ ﻭﱂ ﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻧﺎ ﰲ ﺻﻮﺍﺏ ﺫﻟﻚ ،ﻛﻤﺎ ﲰﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﳝﺎﺭﺱ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟ
ﺻﺤﻔﻲ(. ﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺍﳋﺎﻃﺌﺔ )
ﺼﺤﻒ ﻓﻀ ﹰﺤ ﻔﻴﺎ ﻧﺴﺒ ﹰﺔ ﺇﱃ ﺍﻟ
ﺻ
ﻧﺴﻤﻪ
.ول
9ا َْم ا َ
َا ِ
..,7أوَ ..
ا1َ 4.ء َ6َ 5َ #ا َ
ﺼ ﺮﺕ
ﻕ ﹶﻛﺘ ﲑﺓ ﻭﹶﻗ
ﺐ ﺃﺷﻮﺍ ﻣ ﺪﻳﺖ ﻋﹶﻠﻰ ﺍﻷ ﻣﻞ ﺍﻟ ﹶﻘ ﹺﺮﻳ
ﺠﹺﻴﻚ ﹺﺑﻴ ﻌ ﺮﹶﻓﻚ
ﻚ ﻭ ﹶﻻ ﺍﻟﹺﺒﻴ ﹺ
ﺠﻴ ﻑ ﺍﻟ ﺰﻭ ﹶﻝ ﺍﻟﹺﺒ ﹺ
ﻻ ﺑﺘ ﻌ ﹺﺮ
ﺱ ﻭﺍﻟ ﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )ﺃﻳﻠﻮﻝ( ﻋﺎﻡ ﺃﻟ ﹶﻔﻴﻦ.. ﺴﺎ ﺩ ﹺﺡ ﺍﻟﱡﺜﻼﺛﺎﺀ ﻳﻮ ﻡ ﺍﻟ ﳋﺮﻃﻮﻡ ﺻﺒﺎ ﻣﻄﺎ ﺭ ﺍ ﹸ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻁ ﺍﳉﻮﻳﺔ ﺍﻟ ﳋ ﹸﻄﻮ ﺤﺎ ﹺﺭ ﺟﺔ ﺷﻜﺴﺒﲑﻳﺔ) ..ﻧﻜﻮ ﹸﻥ ﺃﻭ ﻻ ﻧﻜﻮﻥ( ،ﻭﻃﺎﺋﺮﺓ ﺍ ﹸ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﺘ
ﻒ ﺍﻹﻗﻼﻉ ..ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺑ ﺪﺕ ﺃﻗ ﺮﺏ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﹸﺃﻣ ﺪﺭﻣﺎﻥ )ﻭﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ( ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺻﻼﺡ ﺭﺻﻴ
ﻼ( ،ﻛﻤـﺎ ﻳﻘـﻮﻝ ﺐ ﺟﺪﹰﺍ ،ﻭﺍﻟﻨﻴ ﹸﻞ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺟﻮ ﺩ ﺃﺻ ﹰ ﺃﲪﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ) ..ﻭﺍﻟﻨﻴ ﹸﻞ ﺑﻌﻴ ﺪ ﺟﺪﹰﺍ ،ﻭﻗﺮﻳ
ﳋﺮﻃﻮﻡ ﺁﺧﺮ ﻣ ﺮ ﺓ ﻋﺎﻡ 1987ﻡ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻏﺎﺩ ﺭ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ..ﺍﻷ ﺳﻰ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺻﺎﱀ ،ﺳﺎ ﻋ ﹶﺔ ﹶﻏﺎ ﺩ ﺭ ﺍ ﹸ
ﺡ ﻛـ ﱠﻞ ﻣﺴـﺎﺣﺔ، ﻑ ﺍﻟﺒﺘﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻷ ﺳﻰ ﺍﻣﺘ ﺪ ﻭﺍﺟﺘﺎ ﻕ ﺍﳋﻮﻑ ﺑﻜﺜﲑ ،ﺑﻞ ﻻ ﺧﻮ ﰲ ﻗﻠﱯ ﻳﻔﻮ
ﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻭﻻ ﺷﺊ ﻏﲑ ﻩ ﻑ ﰲ ﻗﻠﱯ ﻣﺜﻞ ﲰﺎﺀ ﺍ ﹸ ﺸﺎﺑ ﻬﺖ ﻋﻠ ﻲ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﺧﺘﹶﻠ ﹶﻄﺖ ،ﺍﻷﺳﻰ ﺻﺎ ﻓﺘ
ﻂ ﺍﻷﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒ ﺮﻧﺎ ﺃ ﱠﻻ ﺃﲰﺎﺀ ﳏﻈﻮﺭ ﹰﺓ ﻟﺪﻳﻬﻢ ،ﻭﺃ ﹸﻢ ﻣﺸـﻐﻮﻟﻮﻥ ﺟـﺪﹰﺍ ﰲ ﻗﻠﱯ ..ﺿﺎﺑ ﹸ
ﲟﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﲰﺮﺍ ،ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺟ ﻤ ﻌ ﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳌﲑﻏﲏ ،ﻭﺃﺧﺒ ﺮ ﻩ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻪ
ﺲ ﻳـﺆ ﺩﻱ ﺩﻭ ﺭ ﻩ ﰲ ﻣﻘﻄﻮﻋـﺔ ﺼﺎ ﺩﺭ ﳑﺘﻠﻜﺎﺗﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﹶﻓ ﻌ ﹶﻞ ﻫﻮ )ﺷﻴﺦ ﺣﺴﻦ( ..ﺍﻟﺮﺋﻴ ﱂ ﻳ
ﺕ ﺍﳌﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺃ ﺩﻯ ﺎ ﻛ ﱠﻞ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺴـﺎﺑﻘﺔ ﰲ ﺳـﻴﻤ ﹸﻔﻮﻧﻴﺔ ﺴ ﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻫﻲ ﺫﺍ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﲟﻬﺎﺭ ﺓ ﻳﺤ
ﻂ ﺍﳉﻮﺍﺯﺍﺕ ﺗﺄ ﻣﻞ ﰲ ﺟﻮﺍﺯﻱ ﻟﻠﺤﻈﺔ ،ﻭﺳﺄﻝ) :ﹸﻓﻼﻥ ﺫﺍﺗﻪ ﻭ ﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ..ﺃﻳﻦ )ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ( .ﺿﺎﺑ ﹸ
ﺐ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ،ﻭﺭﺃﻳﻨﺎ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻛﺴﺒﹰﺎ ﻟﻠﺰﻣﻦ() ..ﺇﺫﺍ ﻫﻮ!؟( ) ..ﹶﺫ ﻫ
ﺴﻨﺎ( ..ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺒﺎ ﺭﺍﺗﻨﺎ ﺍ ﹸﳌﺤﺒﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻗﺘﺒﺴﻨﺎﻫﺎ ﻣـﻦ ﺻﻨ ﹺﻊ ﺃﻧ ﹸﻔ ِ
ﹸﻛﻨﺎ ﺃﻛﺎﺫﻳﺐ ،ﻓﻨﺤ ﻦ ﺃﻛﺎﺫﻳﺐ ﻣﻦ
ﺭﻭﺍﻳﺔ ) ﻣﻮ ﺳﻢ ﺍ ﳍﺠ ﺮﺓ( ﻭﻭ ﱠﻇﻔﻨﺎﻫﺎ ﰲ ﺳﺨ ﹺﺮﻳﺘﻨﺎ ﺿ ﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜ ﺬﺑﻮﻥ ،ﻓﻨﺤ ﻦ ﻻ ﻧﻜ ﺬﺏ ،ﻭﳌـﺎﺫﺍ
ﺤﻴﺎ، ﺍﻟ ﹶﻜ ﺬﺏ ﰲ ﺑﻼ ﺩ ﳕﻠ ﹸﻜﻬﺎ ﻭﻻ ﲤﻠ ﹸﻜﻨﺎ ..ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻣﻮﻋ ﺪ ،ﺣﻴﺎﱐ ﲟ ﻮ ﺩﺓ ﻣﺘ ﺪﱢﻓ ﹶﻘ ﺔ ﺟﻨﺮﺍ ﹲﻝ ﹶﻃ ﹾﻠ ﻖ ﺍ ﹸﳌ
ﺴﻴﻮﻑ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻼ ﻣ ﻊ ﺕ ﺇﱃ ﻛﺘﻔﻪ ﻓﺮﺍ ﻋﲏ ﻋﺪ ﺩ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﺍﻟ ﻻ ﺃﺫﻛ ﺮ ﺃﱐ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﹶﻗﺒﻞ ،ﻭﻟﻜﲏ ﻧﻈﺮ
ﺕ ﰲ ﳊﻈـ ﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺑﲔ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻀﺎﻓﻴﺔ ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺻﻔﺤ ﺔ ﺍﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﹶﻜﺘﻔﲔ ،ﻗﺮﺃ
ﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﰲ ﺗﺸﹺﺒ ﻪ ﳌﻌﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﺗﺮﺍﺟﻴﺪﻳﺎ ﳊﻈﱵ ..ﻣﻨ ﹸﺬ ﻋﺸ ﹺﺮ ﺳﻨﻮﺍ
ﺖ ﺻﺎﻟﺔ ﺍ ﹸﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻷ ﻭﻝ ﻣـ ﺮﺓ، ﻀﺎﻥ( ..ﺩ ﺧﻠ 1999/12/12ﻡ ،ﺍ ﹸﳌﻜﻨﻰ ﺑـ)ﺍﻟﺮﺍﺑ ﹺﻊ ﻣﻦ ﺭ ﻣ
ﺏ ﺃﺧـﺮﻯ ،ﻭﺍﻟﻨﻴـ ﹸﻞ ﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﳍﺎ ﺃﻟﻘﺎ ﺕ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺻﺎﻻ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﲏ ﺃﺳﺎﻓ ﺮ ﰲ ﻛ ﱠﻞ ﻋﺎ ﹴﻡ ﻣ ﺮﺍ
ﺑﻌﻴﺪ ..ﺑﺪﻟﱵ ﰲ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻴﺪ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺭﺑﻄ ﹸﺔ ﺍﻟ ﻌﻨﻖ ،ﺣﱴ ﺃﺑﺪﻭ ﻋﺎﺩﻳﹰﺎ ﹶﻛ ﻤﻦ ﻻ ﻳ ﻬ ﻢ ﺑﺴـﻔ ﹴﺮ..
ﺕ ﺇﱃ )ﺑ ﻮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ( ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻌﻴﺪ ﺑﻌـﺪ ﺃﻥ ﹶﺃﻛﻤـ ﹶﻞ ﺖ ﺻﺪﻳﻘ ﻲ ﻭ ﻋﺒﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﺠ ﹴﻞ ،ﻭ ﺩﻋ
ﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ-: ﳋ ﱠﻄﺔ ..ﺷﺎﻋ ﺮ ﻣﻦ ﹸﺃﻣ ﺪﺭ ﻣﺎﻥ ﻭﻻ ﺭﻳ ﻀﻰ ﺍ ﹸ ﻉ ﹺﻭ ﹾﻓﻘﹰﺎ ﹸﳌﻘﺘ
ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﻻ ﻭ ﺩﺍ
ﻣﻨﻮ ﺍﻟ ﻌ ﻤﻖ ﺟ ﹸﺬﻭﺭ ﺍﻟ ﻌ ﺰﺓ ﺟ ﻮﻩ ﺍﻟ ّﻄﲔ
ﻭﻣﺎ ﻫ ﻤﺎ ﻫﻮ ﺳﺎﻋ ﹶﺔ ﺍﻟ ّﹺﺮﺣﹶﻠﺔ ﻟﻠﻤﺠﻬﻮﻝ
ﺻﻐﺎ ﺭﻭ ﺍﻟ ﻐﻮﻝ ﺴﱠﻠﻢ ﻣﻨﻮ ﺍﻟ
ﺸﻪ ﱂ ﻳﺘﺄ ﻣﻞ ﺍﻟ ﻌﻴﺶ ﺍ ﹶﳌﹶﻠﻰ ﺍﻟ ﹶﻘﻨ ﺪﻭﻝ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺗ ﻐ
ﳏﻤﻮﺩ ﺩﺭﻭﻳﺶ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ) :ﻫﻲ ﻫﺠ ﺮﹲﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻼ ﺗﺬ ﻫﺐ ﲤﺎﻣﹰﺎ( ..ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻷﺳـﻰ
ﺸﺄ ﺃﻥ ﻳ ﻌﺒﺮ ﻋـﻦ ﻧﻔﺴـﻪ ﺃﻣـﺎﻡ ﳊﺐ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳ ﳊﺐ ..ﻭﺍ ﹸ ﺐ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍ ﹸ ﺃﻏ ﻠ
ﻒ ﳓﻮﻱ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭ ﻋﻴﻨﺎ ﻩ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻼﻣﻌﻘﻮﻝ ..ﺭ ﺟ ﹸﻞ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺩﹶﻟ
ﺴ ﺮ ﻣﺴ ﹺﺮﻋﹰﺎ ﺑﺈﺷﺎﺭ ﺓ ﻣﻦ ﻋﻴﹺﻨﻲ ﺍﻟﻴﻤﲎ. ﺴﺆﺍﻝ :ﻫﻞ ﱠﲦﺔ ﺧﺪﻣﺔ؟ ﻟﻜﻨﻪ ﺍ ﹶﳓ ﺴ ﹶﻄﺎﻥ ﺍﻟ ﻭﻳﺪﺍ ﻩ ﺗﺒ ِ
ﺲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ،ﺃﻋـ ﺪﻯ ﳓ ﻦ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﳓ ﻦ ﺳﻨ ﺪﻩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋ ﺪﻱ ﻭﺍﻟ ﻔﻜ ﹺﺮﻱ ..ﻟﻜﻦ ﰲ ﻧﻔ ﹺ
ﺤﲏ ﺩﻓﻘﹶـ ﹸﺔ ﺝ ﺍﳌﻄﺎﺭ ،ﻭﺗﻠﻔ ﺃﻋ ﺪﺍﺋ ﻪ ﻭ ﻛﺒﺎ ﺭ ﺍ ﹸﳌﺘﺂ ﻣﺮﻳﻦ ﻭ ﻣﻜ ﻤ ﻦ ﺍﳋﻄﺮ ..ﺃﲰ ﻊ ﺃﺯﻳ ﺰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﰲ ﻣ ﺪ ﺭ ﹺ
ﺡ ﺣﺎ ﺭﺓ ﲝﺒﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟ ﺮ ﻣ ﹺﻞ ،ﻭﻻ ﺷﺊ ﻳﺨ ﹺﺮ ﺟﲏ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﻗﻲ ﰲ ﺗﺄ ﻣﻞ ﻫﺪﻳﺮ ﺍﻟ ﻌ ﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻ ﻐﻰ ﺭﻳﺎ ﹴ
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍ ﹸﳌﺘﻮ ﺳﻂ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺄ ﻣ ﹸﻞ ﺍﳌﻮﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﺘﹶﻠ ﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﺑﻨﺎ َﺀﻩ ﰲ ﺣﺎﺩﺙ
ﺕ ﻭﺍﻟ ﺪﻳـﻪ ﻕ ﺑـﻪ ..ﻣـﻮ ﺤﺎ ﹺ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭ ﻫﻢ ﻳﻘﻄﻌﻮﻥ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ ﺇﱃ ﻣﺼ ﺮ ﻟّﻠ
ﺸ ﹺﺮﻱ ﻭﺗﻔﺎ ﻫﺘـﻪ، ﺸﺎ ﺷﺔ ﺍ ﹶﳌﺴ ﻌﻰ ﺍﻟﺒ ﻕ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻋ ﻤﻖ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﹺﺑ ﻬ ﺑﺎﻟﻄﺎ ﻋﻮﻥ ،ﻭ ﹶﻏ ﺮ
ﺻ ﺮﻭﻑ ﺍﻟ ﺪﻫﺮ ..ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻟﱠﻠ ﹺﺰﺝ ﺍﻣﺘـ ﺪ ﲎ ﻋﻠﻰ ﻉ ﺃﻥ ﻳﺴﹺﺒ ﹶﻎ ﻣﻌ ﺳ ﻮﻯ ﺃ ﱠﻥ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﺑﺎﷲ ﹶﺛﺒﺘ ﻪ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎ
ﺕ ﳊﻈ ﺔ ﺍ ﹶﳌﻌ ﹺﺮ ﹶﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﻼ ﺣﻢ ﻭ ﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻓ ﺮ ﹸﻏﻮﺍ ﻋﻤ ﺮ ﻫﻢ ﺴ ﺮﻃﺎﻥ ﻭﺍﺣﺘﻮﺍﻧﺎ ﻓﺮﻭﻉ ..ﰲ ﺫﺍ ﻣﺜﻞ ﺍﻟ
ﺏ ﺃﺳﺎﺳﹰﺎ ﱂ ﺗ ﹸﻜﻦ ﺑـﲔ ﻋـ ﺪ ﻭﻳﻦ، ﳊﺮ ﻳ ﻌ ﺪﻭﻥ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﺪ ﺍﳓﺎﺯﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟ ﹶﻄ ﺮﻑ ﺍ ﹸﳌﻘﺎﹺﺑﻞ ،ﻓﺎ ﹶ
ﺼ ﺮﺕ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﺭﹶﻗﺔ ﻣﺜﻞ ﻭﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﹶﻛﺎﺑ ﺪ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺭ ﻭﺎ ﺩﻣﺎ ٌﺀ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﺍﺧﺘ
ﳉﻬﺎ ﺩ ﺍ ﹸﳌ ﹶﻘ ﺪﺱ ..ﺍﻷﺟﻴﺎ ﹸﻝ ﺍﻟﱵ ﹶﻛﺎﺑ ﺪﺕ ﻣـﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻋﺼﺎﺭﺓ ﺍﻟ ﻜﺘﺎ ﹺ
ﺏ ﺍ ﹸﳌ ﹶﻘ ﺪﺱ ﻭﺍ
ﻑ ﻭﺍﺿﺢ ،ﻭﺑﻌﻀـﻨﺎ ﻻ ﺯﺍ ﹶﻝ ﺸ ﻬﺪﺍ ُﺀ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻟﻐﲑ ﻣﺎ ﻫﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﱂ ﺗ ﹸﻜﻦ ﺗﺪ ﹺﺭﻱ ﳌﺎﺫﺍ ﹶﻛﺎﺑ ﺪﺕ ﻭﺍﻟ
ﺉ ﺙ ﻫﻮ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺷﻴﻄﺎ ﻥ ﻫﺎﺯ ﹴ ﻳﺠﺎ ﻫ ﺪ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺘﻘ ﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻻ ﺗﺰﺍ ﹸﻝ ﻗﺎﺋﻤﺔ ،ﻣﺎ ﳛ ﺪ ﹸ
ﳉﺒﱠﻠﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﻐ ﹺﺮﹸﻗﻬﺎ ﻋﻨ ﹸﻔﻮﺍﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺻﻤﻴ ﻢ ﺍ ﲔ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﺙ ﻫﻮ ﻋ ﺳﺎ ﺧﺮ ﻭﻣﺎ ﳛ ﺪ ﹸ
ﺕ ﺑﻐ ﹺﲑ ﻋﻠ ﹴﻢ ﻗﺎﺩ ﹴﺭ ﻭﺟﻬﺎ ﺩ ﻇﺎﻫﺮ ..ﺷﻌ ﺮ ﹸﺓ ﻣﻌﺎ ﹺﻭﻳﺔ ﺗﻨﻘﻄـ ﻊ ﻭﻳﺘﺤـ ﻮﻝ ﺕ ﻭﺳﻨﻮﺍ ﻭ ﺳﻜ ﺮﺗ ﻪ ﺳﻨﻮﺍ
ﺕ ﺑ ﻌﹸﺜﻮﺍ ﻻﻋﺘﻘﺎﻟﻨﺎ ..ﳊ ﹶﻈﺘﻨﺎ ﻫﻲ ﳊﻈ ﹸﺔ ﺸﺄﻭﺍ ﲢﺖ ﺃﻋﻴﹺﻨﻨﺎ ﺳﻨﻮﺍ ﺍﻻﺑﺘﻼ ُﺀ ﺇﱃ ﻟﻌﻨ ﺔ ،ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧ
ﻀﻪ ﺣﺎﺿﺮﺍﻥ ﰲ ﺏ ﺍﻟ ﻜﺒﺎ ﺭ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌ ﹶﻔ ﱢﻜﺮﻳﻦ ﻭﺍ ﹸﳌﺒ ﺪﻋﲔ ﻓﻴﻜﻮ ﹸﻥ ﺍﻟﺸﻲ ُﺀ ﻭﻧﻘﻴ ﳊﻴ ﺮﺓ ﺍﻟ ﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘﺎ ﺍﹶ
ﻼ ﻋﻠﻤﻲ( )ﺃﺑﻮ ﻼ ﺟ ﻬﻠﻲ ﻭ ﻋﻠ ﻤﻲ ﹶﻛ ﹶ
ﺠ ﻬﻠﻲ ﹶﻛ ﹶﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﰲ ﳐﺎﻟﻔ ﺔ ﻣﺄﺳﺎ ﹺﻭﻳﺔ ﻟﹺﺒ ﺪﺍﺋﻪ ﺍ ﹶﳌﻨ ﻄﻖ) ..ﻓ ﺫﺍ
ﺖﻚ ﰲ ﺍﻟﻴﻘﲔ( )ﺑﺪﺭ ﺷﺎﻛﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ() ..ﳌﺎﺫﺍ ﹺﺟﹾﺌ ﺴﻰ ﻭ ﺷ ّ ﺕ ﻻ ﺃﻧ ﺖ ﻭ ﻛﺪ ﻧ ﻮﺍﺱ() ..ﻋ ﻤﺎ ﻧﺴﻴ
ﺐ ﺍﻷﺭﺽ ﺼﺎ ﺣﺐ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺻﺎﺣ ﺨ ﺮﺏ ..ﺍﻟﺪﺧﻴ ﹸﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎ ﹶﻝ ﺫﻟﻚ ﻟ ﺐ ﻭﺗ ﺇﱃ ﺃﺭﺿﻲ ﺗﻨ ﻬ
ﻃﺄﻃﺄ ﺭﺃ ﺳﻪ ﻭﱂ ﻳ ﹸﻘﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ( )ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺻﺎﱀ() ..ﻭﻫﻞ ﺍﻟ ﻐﻨﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﺗﺴﺎﹶﻗ ﹶﻄﺖ ﺍﻟ ﺪﻣﻮﻉ ﻫﻮ ﺍﻟ ﻐﻨـﺎ ُﺀ(
)ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ( ..ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻫﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﺝ ،ﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﺝ ﻫﻮ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ..ﻭﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﺝ ﻭﻋﻠﻲ
ﺲ ﺍﻟﺸـﻌﺐ ﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺘﻮﻱ ﻧ ﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺃﺑ ﹶﻄﹶﻠ ﻪ ﺭﺋـﻴ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﹸﳍﻤﺎ ﺍﻟﺒﺘﺔ ..ﺍﻠ
ﺏ ﺍﳊﺎ ﻛﻢ ﻋ ﱠﻄﻠﺘﻬﺎ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﻭﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮﺭ ﱂ ﻳ ﹶﻘ ﺮ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﳓـ ﹴﻮ ﻳﻮﺍﻓـ ﻖ ﳊﺰ ﹺ ﺕﺍ ﺑﻘﺮﺍ ﹴﺭ ،ﻭﺃﻣﺎﻧﺎ
ﺨﺐ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻳﻮﻣـﹰﺎ ﺣ ﹸﻜﻮ ﻣﺘﻨـﺎ ﹸﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻨﺎ ﻭﺃﺷﻮﺍﻗﻨﺎ ،ﻭﺍﻠﺲ ﺍ ﹸﳌﻨﺘﺨﺐ ﱂ ﻳﻨﺘ
ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺭ ﻭﻳﻨﺎ ﺷﺠﺮﺎ ﺑﺪﻣﺎ ٍﺀ ﻏﺰﻳﺮﺓ.
ﻣﻄﺎ ﺭ ﺷﺎﺭﻝ ﺩﳚﻮﻝ ﻫﻮ ﻣﻄﺎ ﺭ ﺷﺎﺭﻝ ﺩﳚﻮﻝ ،ﻭﺑﺎﺭﻳﺲ ﻫﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ،ﻭﻟﻴﱪﺍﺳﻴﻮﻥ ﻭﹸﻟﻮ ﻣﻨﺪ
ﺐﺤﻒ ﰲ ﻣﻘﻬﻰ ﺍﳌﻄﺎﺭ) ..ﻃﺮﻳـ ﻖ ﺍﻟﺸـﻌ ﹺ ﺼﻣﺎ ﺗﺰﻻﻥ ﺗﺼ ﺪﺭﺍﻥ ﻭﺗﺼﻄ ﱠﻔﺎﻥ ﲜﺎﻧﺐ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟ
ﺸ ﻌﺐ ﹸﻛﻞ ﺣﻠـ ﹴﻢ ﺾ ﺍﻟ ﺐ ﻣﻦ ﹺﺭ ﺣﺎﺏ ﺍﻟﻀﻮﺀ ،ﻭﻧﺒ ﺐ ﺃﺭ ﺣ ﺸ ﻌ ﹺ ﺐ ﺍﻟ ﻀﻴ ﹺﻖ ،ﻭﻗﻠ ﺃﻭ ﺳ ﻊ ﻣﻦ ﹺﺯ ﺣﺎﻡ ﺍﻟ ّ
ﻼ ..ﻃﻠﻌﻨﺎ ..ﻃﻠﻌﻨـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻼ ﻃﻮﻳ ﹰ ﺼﺎ ﻋ ﺪ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻃﻮﻳ ﹰ ﺑ ﺪﺍ ﻩ ﹺﺑﺘﻢ( )ﳏﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ( .ﻭﻓﲑﻭﺯ ﺗ
ﳋﺮﻃﻮﻡ ﺃﺧﺘﹺﺒ ﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺘﻄ ﻬﺮ ﺍﻟﻀﻮﺀ ..ﻃﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻳﺎ ﺣﺮﻳﺔ ..ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺻﺎﻟﺔ ﻣﻄﺎﺭ ﺍ ﹸ
ﻒ ،ﺃﻋﻮ ﺩ ﺇﱃ ﹸﻃ ﹸﻘﻮﺳﻲ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻠﺒﺴﻨﺎ ﺷﻴﻄﺎ ﹸﻥ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ ،ﺃﺷـﺘﺮﻱ ﻗﻬـﻮﰐ ﻣﻦ ﺍﻟ ﺰﻳ
ﺕ ﻣﻮﻇﱠﻔﻲ ﺍﳉﻮﺍﺯﺍﺕ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﲰﻴﺎﺕ ﻣـﺎ ﺲ ﰲ ﺍﳌﻘ ﻬﻰ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺟﺘﺰ ﻭﺻﺤﻴﻔﱵ ،ﻭﺃﺟﻠ
ﺴﻠﻄﺔ ﻫﻢ ﱄ ﻣﻦ ﺣﺒ ﹺﻞ ﺍﻟ ﻮﺭﻳﺪ ..ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺠﱠﻠﻰ ﻓﻴﻬﻢ ﻛ ﱡﻞ ﺃﺷﺒﺎﺡ ﺍﻟ ﺏﺇﱠ ﺗﺰﺍ ﹸﻝ ﺃﻗ ﺮ
ﺕ ﻋﻦ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺍ ﳌﺘ ﺮﻭ ﻭﺍﻟﺴـﻮﺭﺑﻮﻥ ﻭﺍﳊﹶـ ﻲ ﺸ ﹺﺮ ﺳﻨﻮﺍ ﺴﻬﻢ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﹶﻗ ﹶﻄ ﻌﻮﱐ ﹸﳌ ﺪﺓ ﻋ ﺃﻧ ﹸﻔ
ﲪﹸﻠﻬﺎ ،ﺳﻮﻯ ﺃﻧﲏ ﺃﲪ ﹸﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺼ ﹶﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺃ ﺍﻟﻼﺗﻴﲏ ﺇﱃ ﺳﻴﺎﺭﺍﻢ ﻭﺑﻴﻮﻢ ﻭﻣﻜﺎﺗﺒﻬﻢ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗ ﹸﻜﻦ ﺍﻟ ّ
ﺏﻂ ﺍﻷﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻷﻗﺮ ﺻ ﹶﻔﺔ ) ﻣ ﻌﺎ ﹺﺭﺽ( ..ﻭﻣﻦ ﺩﻭﻢ ،ﺑﻞ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺿﺎﺑ ﹸ
ﻼ ﻧﺘﺒﺎﺩ ﹸﻝ ﺣﻮﺍﺭﹰﺍ ﺑﺎﻟ ﹶﻎ ﺍﻹﺭﻫـﺎﻑ ﺻﺔ ..ﻧﻌﻢ ،ﻟﻘﺪ ﻗﻀﻴﻨﺎ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﻛﺎﻣ ﹰ
ﻟﻜﻞ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎ ﻣﺔ ﻭﺍﳋﺎ
ﻭﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ،ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﺍ ﹸﳌ ﹸﻜﻮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺮﺍﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺣﻮﻝ ﺭﺍﻣـﲑﺯ ﺳﺎﻧﺸـﻴﺰ
ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺑـ)ﻛﺎﺭﻟﻮﺱ( ،ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﻨﺎﺿ ﹲﻞ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﲢ ﻮﻝ ﺇﱃ ﻣﺒﺘ ّﹴﺰ ﺩﻭﱄ
ﻆ ﺑﻘﺎﺋﻤﺔ ﺃﻏﲎ ﻣﺌﺔ ﺭ ﺟ ﹴﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ؟! ﻫﻞ ﺍﻧﺘ ﻬﺖ ﻣﻮﺿﺔ ﻧﻀﺎﻝ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﺇﱃ ﻏﲑ ﺭﺟﻌ ﺔ، ﳛﺘﻔ ﹸ
ﻭﲢ ﻮﻝ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﺑﻄﺎ ﹸﳍﺎ ﺇﱃ ﲰﺎ ﺳ ﺮﺓ؟ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺠ ﲑ ،ﺃﻭ ﻫﻮ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﺴ ﻤﻮﻣﺔ؟ ﻭﻇﻠﻠﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ
ﺴﻴﺔ ،ﻭﻧﺰﻭ ﺭ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﲔ ﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟ ﹶﻔ ﺮﻧ ِ
ﻷﻋﻮﺍ ﹴﻡ ﻧﺘﺒﺎﺩ ﹸﻝ ﺩ ﻭﺍ ﹺﻭﻳﻦ ﺻﻼﺡ ﺃﲪﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﻭﺍﳌﻨ
ﻱ ﺍﻟ ﻌﺒـﺎ ﺭﺗﲔ ﺃﺻـ ﻮﺏ،ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﲔ ،ﺳ ﻮﻯ ﺃﱐ ﺃﻋﺸ ﻖ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﺟﺪﹰﺍ ،ﻭﻫﻮ ﺭ ﺳﺎ ﻡ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ!! ﺃ
ﻭ ﻛﻼ ﻫﻤﺎ ﻷﻭﺳﻜﺎﺭ ﻭﺍﻳﻠﺪ-:
1. Circumstances might alter cases, but circumstances can
never alter principles.
2. Good people doing bad things.
ﻚ
ﺸ ﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﹶﻇﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻋﺴﺎﻛﺮﻧﺎ ﺧ ﲑ ﻣﻦ ﺃﻭﹶﻟﺌـ ﻱ ﺍﻧ ﺴﻨﺎ ﺃ ﻭﻝ ﺣﺰﺏ ﻋﻘﺎﺋ ﺪ ﹴ ﹶﻟ
ﺐ ﻋﻠ ﹺﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺃ ﱠﻥ ﹸﳍﻢ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﰲ ﺍﻟﺰﺑﺮ ،ﺑﻞ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺴﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﺩ ﺭﺳﻨﺎ ﻩ ﰲ ﺯﺑﺮ ﺍﻟ ﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﹸﻛﺘ
ﺴﱢﻠﻢ ﺷﺮﻑ ﺍﻟ ﺪﻭﺍﻳﺔ ﻟﻠ ﻬﻮﺍ ﹺﺟﺲ ﺖ ﺑﹶﻠ ﻤﻠﻢ ﹸﻏﻨﺎﻱ ﻣﺎ ﲞﻮﻧﻮ ﻭﺃﺑﻴﻊ ﺍﻟﻜﻼﻡ ..ﻣﺎ ﺑ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ) ..ﻟﻮ ﻫ ﹺﺰ ﻣ
ﺼﺎﻡ() ..ﻣ ﺮﺓ ﺷﺎﹶﻓﺖ ﰲ ﺭﺅﺍﻫﺎ ﻃ ﲑﺓ ﺗﺎ ﹸﻛﻞ ﰲ ﺟﻨﺎ ﻫﺎ ..ﺣﻴﻄﺔ ﺗﺘ ﻤﻄﱠـﻰ ﻭﺗ ﹶﻔﻠﱢـﻊ ﰲ ﹶﻗﻔﹶـﺎ ﳋﻭﻟﻴ ﹶﻞ ﺍ
ﺠ ﺮﻭ ﻭ ﹶﻃ ﻌﻦ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺍﻟ ﺰﻭﻝ ﺍﻟﺒﻨﺎﻫﺎ() ..ﺟﺎﺑﻮﺍ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻳﺸ ﻬﺪ ..ﺷﻮﻑ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭ ﹶﻏ ﺪ ﺭﻭ ..ﻟ ﻮﺡ ﺧﻨ
ﺤ ﺰﻥ ﱄ ﺳ ﹸﻔﻦ ﺟﺎﻳـﺎﺕ ﻣـﺎ ﲪﺪ ﻭ ﺩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﰲ ﺍ ﹶﳌﺸﺎﹺﻧﻖ ﹺﻳﺸ ﻤﺖ() ..ﻭﺃﻧﺎ ﺑ ﺻﺪ ﺭﻭ() ..ﻭﺃ ﰲ
ﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒ ﹺﻬﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺻـ ﺪﺓ ﺍ ﳌﻠﻴﻮﻧﻴـﺔ ﺿﻴﺔ ﻭﺍﻟ ﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗ ﺮ ﻙ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﺮ ﺑﺘ ﹾﻠ ﹶﻘﻰ ﺍﻟﹺﺒﻼﻗﻴﻬﺎ( ..ﺑﻌ
ﺴﺖ ﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗ ﺮ ﻙ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺎﻟ ﻌ ﱪ ﹸﺓ ﻟﻴ ﻭﲢ ﻮﻝ ﺇﱃ ﹸﻗﻨﺒﻠﺔ ﰲ ﺳﺒﻴ ﹺﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﺑﻌ
ﻑ ﺍﳊ ﻖ ﺗﻌ ﹺﺮﻑ ﺃﻫﹶﻠ ﻪ( ،ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ )ﺍﻋ ﺮ
ﳉ ﺪﺩ )ﻭﺟﻮﻩ ﻭﺳﻴﻤ ﹲﺔ ﻧﺎ ﻋﻤﺔ ،ﻭﻭﺟﻮﻩ ﻭ ﺳ ﻤﺘ ﻬﺎ ﺍﻟﹺﻨ ﻌ ﻤﺔ(. ﺐ ﻭﻳﺮﺿﻰ ﻭﻳﺘﻘ ﻌﺮ ﺳﺎﺩ ﹸﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍ ﹸ ﺤ ﻳ
ﺕ
ﺴﻔ ﺮ ﻟﻴﺲ ﻗﺎﺻﺪﹰﺍ ﻭﻏﲑ ﻗﺮﻳـﺐ ..ﺫﺍ ﻭﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑ ﺪﺕ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺍﻟ
ﺖ
ﳊ ﺞ( ﻟ ﻌﻠﻲ ﺷﺮﻳ ﻌﱵ ،ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﹰﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﹶﻛﺘﺒ ﺏ )ﺍ ﹶ
ﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺎﱄ ﺃﺗﺮ ﹺﺟ ﻢ ﻛﺘﺎ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺳﹶﻠﺨ
ﻕ،
ﻭﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻢ) ..ﺇ ﱠﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﻃﺮﻳ ﹺﻖ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻗﺪ ﻳ ﻘ ﱡﻞ ﻭﻳﺘﻨﺎﹶﻗﺺ ﺑﲔ ﻳ ﺪﻳ ﻪ ﻭﻣﻦ ﺧﻠ ﻔ ﻪ ﺍﻟ ّﹺﺮﻓﺎ
ﺸﻮﻁ( ..ﻟﻜﻦ )ﺍﻟﻨ ﹶﻈ ﹺﺮﻳﺔ ﺭﻣﺎ ﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠ ﹺﺮﺑﺔ ﺧﻀ ﺮﺍﺀ( ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﻨﲔ ﻭﻗﺪ ﳝﺸﻲ ﻭﺣ ﺪ ﻩ ﺁ ﺧ ﺮ ﺍﻟ
_ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺟﻮﺗﻪ_ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺣ ﹶﻜ ﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻮﺯﻳﻒ
ﺴ ﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﲣﺬ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺭ ﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟ ﻌﺰﻟﺔ ﰲ ﻋﺎ ﻣ ﻪ ﺍﻷﺧﲑ ،ﻟﻜﻦ ﺟﻮﺯﻳﻒ ﺳﺘﺎﻟﲔ ﻫﻮ ﻧﻔ ﳊ ﺳﺘﺎﻟﲔ ﺍ
ﺑﺘﺤﻨﻴﻂ ﻟﻴﻨﲔ ﻭﺍﲣﺎ ﺫ ﺑﻴﺘ ﻪ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺣ ﺔ ﺟﻮﺭﻛﻲ ﻭﻣﻜﺘﹺﺒ ﻪ ﻭﻛ ﱢﻞ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻣﺘﺎ ﺣﻒ ﻣ ﹶﻘ ﺪﺳـﺔ ﺳـﺎﻋﺔ
ﺇﻋﻼﻥ ﻣﻮﺗﻪ ..ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻋ ﹾﻔﹶﻠﻖ ﻗﻀﻰ ﺃﻋﻮﺍﻣﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﱪﺍﺯﻳﻞ ،ﰲ ﻏﺮﻓ ﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﺓ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻃﻔﺎﻟـﻪ
ﳊﺰﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃ ﺳﺴﻪ ﻭﺍﺳﺘﻠﻢ ﹺﺯﻣـﺎ ﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﰲ ﻣﱰﻝ ﺧﺎﻟﻪ ،ﻭﺃﻋﻠﻦ ﺃﻥ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍ
ﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﺑﻠﺪﻳﻦ ﻋﺮﺑﻴﲔ ﻛﺒﲑﻳﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺍ ﺭ ﹶﻛ ﻪ ﺍﻟ ّﹺﺮﹶﻓﺎﻕ ،ﻭﻫـﻢ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ ﻳﺘـﺪﺍ ﺭ ﹸﻛﻮﻥ ﺍﻟ
ﺸﻄ ﺮ ﺍﻷﺧﲑ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﺷﺒ ﻪ ﻋ ﹶﻄﺎﹶﻟ ﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻓﻜﺮﻳﺔ ..ﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﻀﻰ ﺍﻟ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻟﻴﻘ
ﳊﻜﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ ،ﻭﻫﻮ ﺃ ﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺳﹶﻠ ﻢ ﻭ ﻫﻢ ﺍﻟ ﹸﻄﻠﻘـﺎ ُﺀ ﻭﺃﺑﻨـﺎ ُﺀ ﺃﺧﺬ ﺍﻷ ﻣ ﹺﻮﻳﻮﻥ ﺍ ﹸ
ﺍﻟ ﹸﻄﻠﻘﺎﺀ ،ﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻟﹺﺒﻴﲔ ﻭ ﻫﻢ ﻭﻗﻮﺩ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ ﻭﻓﻜ ﺮﻫـﺎ ﻭ ﺩ ﻣﺎﺅﻫـﺎ
ﻭ ﺷ ﻬ ﺪﺍﺅﻫﺎ ..ﹸﻗﻞ ﺳﲑﻭﺍ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ..
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ،ﻓﻼ ﺃﺗﻮﱠﻗ ﻊ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻋﻮﺩ ﹰﺓ ﻓﺈﱐ ﻻ ﺃﻋﻮ ﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ )ﺑﺎﺑﻠﻮ ﻧﲑﻭﺩﺍ( ،ﻭﻻ
ﲔ ﻣﻦ ﻂ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺷﻴﺎﻃ ﺠﻨﺎ ﻭﱂ ﺗ ﻬﹺﺒ ﹾ
ﺴﺻﻨﻌﻨﺎ ﹶﻗ ﺪ ﺭﻧﺎ ﻭﻣ ﺰﻗﻨﺎ ﻧ
ﻼ ..ﳓ ﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻉ ﻟﻸﻭﻫﺎﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﺒﻴ ﹰ ﺃ ﺩ
ﺴﻨﺎ ..ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﻛﺎﻥ ﺍﻷ ﻭ ﹸﻝ ﰲ ﲡﺮﻳـ ﺪ ﺻﻨ ﹺﻊ ﺃﻧ ﹸﻔ ِ
ﲔ ﻣﻦ ﺴﻤﺎﺀ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺷﻴﺎﻃ ﺍﻟ
ﺴﻴﻮﻑ ﻋ ﻮﺿﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ،ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﲪﺪ ﻋ ﻤﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﺒﺪﺍﻟﺒﺎﺳﻂ ﺳـﺒ ﺪ ﺭﺍﺕ ﺃ ﺩﻱ ﺩﻭ ﺭ ﺍﻟ
ﻼ ﻋﻠﻴﻨـﺎ ﳋﻄﻴﺐ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗ ﹶ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﰲ ﺗﺮﺍﺟﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ ..ﻭﺳﻴﺪ ﺍ ﹶ
ﺐ )ﺍﻟــﹺﺒﻼﻱ ﰲ ﺍﳌﺄﻓﻮﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎ ،ﻭﻟﻜ ﻦ ﻛﺎﺗ ﺸﺮﺓ( ﰲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﳊﺮﻳﻖ ..ﺍﻟﺼﺤﺎ ﹼ ) ﻣﺬ ﱢﻛﺮﺓ ﺍﻟ ﻌ
ﳊﻜﻢ ﻣ ﻄﻴﺔ.. ﺐ ﺇﱃ ﺍ ﹸ ﺸ ﻌ
ﺐ ﺍﻟ ﱴ ﻣﻨﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎ ﻳﺮ ﹶﻛ ﺐ ..ﻛﻢ ﻓ ﺑﻮﻱ( ﻣﻨﺎ ﻭ ﹶﻻ ﺭﻳ
ﺲ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺍ ﹶﳌﺠﺎ ﺫﻳﺐ ﻫ ﺪﻯ! ﺼﻮﺭ ﺧﺎﻟﺪ ﺳﺎ ﻋ ﹶﺔ ﹶﻗﺒ ﹴ ﺴ ﻦ ﺧﻮﺍﺗﻴﻢ ﻣﻨ ﻣﺎ ﺃﺣ
ﹺﺟ ﺪﺍ ﺭ ﺍﻟ ﺪ ﺟﻰ ﺃﻋ ﻤﻰ ﻋﻴﻮﱐ
ﻂ ﻣﺼﺒﺎ ﺣﻲ ﹺﺑ ﺪﻣ ﹴﻊ ﻣﺒ ﺪﺩ ﺴﺎﹶﻗ ﹶ
ﻭﰲ ﻳﺪﻱ ﺗ
ﻼ ﺩﻱ ..ﹸﻛ ﱡﻞ ﻭ ﺟ ﻪ ﺭﺃﻳﺘ ﻪ ﻗﻨﺎﻉ ﻭﺃﻳ ﻦ ﹺﺑ ﹶ
ﺠ ﺮﺩﻕ ﻭﺟ ﹺﻬﻲ ﺍ ﹸﳌ ﺻ ﺪ
ﺸﻰ ﻭﺃﺧ
ا
ب ام ا
ب
ﻟﻨﺪﻥ ﰲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ( 2000ﻡ
ُ<62ــ
ﹶﻓ ﻮ ﺭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺻﺒﺎﺡ 30ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1998ﻡ ﻋﻦ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺗﻄﱠﻠﻌﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻓﺌ ﺪﹲﺓ ﻛﺜﲑﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ،ﺗ ﻌﱢﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺁﻣﺎ ﹰﻻ ﻛﺒﲑﺓ ،ﻭﱂ
ﺴﻠﻄﺔ ﰲﺿ ﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟ ﻐﺾ ﻋﺒﺎﺭﺓ )ﺃ ﻭﻝ ﺣﺮﻛﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺒﹸﻠ ﹸﻎ ﺍﻟ
ﻳﻠﺒﺚ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺃﻥ ﻭ
ﺴﻨﻲ( ،ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﳒﺎﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺃﻭﻝ ﲨﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟ
ﺐ ﺇﱃ ﻋﺎﱂ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ. ﺴ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻨ
ﻭﺇﺫ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺛﻮﺭ ﹰﺓ ﲨﺎﻫﲑﻳ ﹰﺔ ﻇﺎﻫﺮ ﹰﺓ ﻏ ﱠﻄﺖ ﺃﻧﺒﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻧﻘﻼﺑﹰﺎ
ﻻ ﻳﻤﺎﹺﻳ ﺰﻩ ﺷﻲﺀ ،ﻷ ﻭﻝ ﻭﻫﻠﺔ ،ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟ
ﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻟﻘ ﻮﺓ ﺳ ﻮﻯ
ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﺍﳌﺴﺘﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺛﺒﺘﺖ ﻳﻘﻴﻨﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ.
ﳊ ﺪﺙ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻔﺮ ﻋﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻣﻮﺻﻮﻝ ﺑﻘﺼﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﲡﺎﻭﺯﺕ ﻓﺎ ﹶ
ﻋﻘﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ،ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﰲ ﺑﻠ ﺪ ﺷﺎﺳﻊ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﻣﺮﻛﺐ ﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ﻭﺍﻷﺻﻮﻝ ،ﻣﺘﻌﺪﺩ
ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ،ﱂ ﺗﺰﻝ ﻣﺸﻜﻼﺗﻪ ﺗﺘﻌﻘﺪ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﻻ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﻭﺍﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﱰﻭﺡ ،ﺗﺸﺮﻕ ﻓﻴﻪ ﻭﻣﻀﺔ ﺣﺮﻳﺔ ﻭﻳﺘﺄﺳﺲ ﻓﻴﻪ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﻌﺪﺩﻱ ،ﰒ ﳚﺘﺎﺣﻪ ﺍﻧﻘﻼﺏ
ﻋﺴﻜﺮﻱ ﺗﻄﻴﺢ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺩﻭﺭﺓ ﺧﺒﻴﺜﺔ.
ﻟﻜﻦ ﺣﺮﻛﺘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻭﻗ ﹴﻊ ﻭﲰﻌﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺻﻴﺖ ﻗﻴﺎﺩﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ،
ﰒ ﳒﺎﺣﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺟﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﺼﻔﻮﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﰲ ﻋﻘﺪﻳﻦ،
ﻟﺘﻘﻮﻡ ﺗﻴﺎﺭﹰﺍ ﳝﺜﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﻳﻨﺎﻓﺲ ﻗﻮ ﹰﺓ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳ ﹰﺔ ﺭﺍﺳﺨ ﹰﺔ ﰲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﴰﺎﳍﺎ
ﻂ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ،
ﻭﺷﺮﻗﻬﺎ ﻭﻏﺮﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻥ ،ﲤﻀﻲ ﺳﺮﺍﻋﹰﺎ ﲢﺼﺪ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﲣﻄﻴ
ﺡ ﺇﱃ ﳒﺎﺡ. ﻭﲤﺮﺣﻞ ﻣﺤﻜﻢﹴ ،ﻳﺴﻠﱢﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﳒﺎ ﹴ
ﻳﺘﺄﺳﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺟﺰﺎ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﳛﻤﻞ
ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ ﻳﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﻳﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻨﺎﺧﺎﺎ ﰲ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،ﻣﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺸﲑ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﺘﻤﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﺎﺋﺞ ﻗﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻑ ﰲ ﺗﺪﺍﻭﻝ ﻭﺷﻮﺭﻯ،
ﺗﻤﻌﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻓﺼﻮ ﹴﻝ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻣﺎﺛﻠ ﹰﺔ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﻛﺬﻟﻚ
ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺣﻴﺔ ﺗﻮﺍﱄ ﺇﺷﻌﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳛﺼﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻓﻴﻬﺎ ﳑﺎ ﻳﺒﺎﻋﺪﻩ ﻋﻦ
ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ،ﻭﻳﻘﻒ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ،ﻛﻤﺎ ﳚﻌﻞ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ
ﺑﺎﳊﻘﺎﺋﻖ ﳎﺮﺩﺓ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻄﺎﻭﻝ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﹰﺍ ﻋﺴﲑﹰﺍ ﺣﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ،ﻳﻌﻴﻨﻪ ﻛﺜﲑﻭﻥ،
ﺃﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭﻩ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﺃﻭ ﻳﺘﺪﱏ ﻋﻨﻪ ﺇﺳﻔﺎﻓﹰﺎ.
ﻼ
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺸﺮﻳﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺼﻮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻏﺎﻟﺐ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻤ ﹰ
ﺐ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﺩﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻠﺤﻤﺔ ﻣﺴﺮﺣﻪ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﺑﻼ ﺩ ﻭﺷﻌ
ﻭﻭﺍﻟﺖ ﻭﻗﻌﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﳚﻬ ﺪ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻌﺎﺷﻪ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻄﻌﻢ ﻣﻦ ﺟﻮﻉ ﻭﻳﺄﻣﻦ
ﻑ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﺸﻔﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﺑﺌﺔ ﻭﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ،ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺃﺑﻨﺎﺀﻩ ﳌﺪﺭﺳ ﺔ ﻓﺮﻳﺒﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺧﻮ
ﻳﻜﺎﺑﺪ ﻟﻴﺤﻔﻆ ﻭﺣﺪﺗﻪ ،ﻭﻳﺮﺳﺦ ﻫ ﹺﻮﻳﺘﻪ ،ﻭﳚﺪ ﺻﻴﻐﺔ ﳊﹸﻜﻢ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﺃﻥ ﻳ ﱠﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ
ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ،ﻭﻳﺸﺎﺭﻙ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻗﻄﺎﻋﺎﺗﻪ ﻭﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ
ﻭﺍﻟﻌﱪﺓ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﳉﻴﻠﻬﻢ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻭﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﻛﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺭﺗﺒﻄﻮﺍ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺗﻮﺍﺻﻠﻮﺍ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﳘﱡﻮﺍ ﺎ
ﻭﺩﻋﻤﻮﺍ ﺳ ﻌﻴﻬﺎ ﻣﺎﺩﻳﹰﺎ ﻭﺃﺩﺑﻴﺎﹰ ،ﺿﻤﻦ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﺃﻥ ﻳﻄﱠﻠﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺍﻟﱵ ﻋﻠﱠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻵﻣﺎﻝ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻢ ﺑﻐﺘ ﹰﺔ ﻭﺘﺔ ﺇﱃ ﺧﻴﺒ ﺔ ﰲ
ﺍﻷﻣﻞ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﺍﳋﺴﺎﺭﺓ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﻔﺎﺻﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺷﻘﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺠﺒﻮﺍ ﲟﻨﺎﻫﺠﻬﺎ
ﺍﻟﱵ ﺣﻔﻈﺖ ﻭﺣﺪﺎ ﻭﺑﻠﻐﺖ ﺎ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.
ﺑﻞ ﺇﻥ ﻋﱪﺓ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺷﺄﻥ ﺇﻧﺴﺎﱐ ﺗ ﻮﱠﻟﺘﻪ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ
ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﺐ ﰲ ﻣﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻪ ﻭﲨﺎﻋﺎﺗﻪ ،ﻭﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﲡﺘﻬﺪ ﻟﺘﺒﻠﻎ ﺑﻪ ﺃﻓﻀﻞ
ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ )ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ( ﺛﻮﺭ ﹰﺓ ﲨﺎﻫﲑﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺣﺮﻛﺔ ﺩﻳﻦ ﺃﻭ ﻓﻜﺮ ﺃﻭ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﲡﺎﺭﺏ ﰲ
ﺕ ﻭﻭﺛﺎﺋﻖ ﻭﺗﺄﺭﳜﹰﺎ.
ﺕ ﻭﻣﺬﻛﺮﺍ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎﺩﺓ ﺗﺼﻠﻬﺎ ﺗﺄﻣﻼ
ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﳚﻲﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺘﺄﺧﺮﹰﺍ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻳﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ
ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺍﻛﺘﻤﻞ ﺃﳘﱡﻬﺎ ﰊ ﻳﺪﻱ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻳﺮﺻ ﺪ ﺗﻄﻮﺭﻫﺎ
ﻭﻛﺴﺒﻬﺎ ﻭﻣﻨﻬﺠﻬﺎ ،ﰒ ﺗﺄﻣﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﳌﺴﲑﺓ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻋﻘﺪﻫﺎ
ﺍﻷﻭﻝ ،ﰒ ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻗﺼﺔ ﺍﳌﻔﺎﺻﻠﺔ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﻦ
ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ،ﻭﻣﺌﺎﺕ ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ ﻭﺍﳌﺴﺎﳘﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﻭﺗﺒﻠﻎ ﺑﻌﺾ ﻋﱪﺎ.
ﻼ ﻻ ﳚﺪ ﻣﺎ ﻳﻮﻓﺮ ﻟﻪ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻼ ﺃﻭ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺇﺫ ﳚﺊ ﻣﺘﺄﺧﺮﹰﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺃﻭ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﳉﻤﺎﻋﻲ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺸﺎﻓﻬﺔ ﺗﺘﻨﺎﺛﺮ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﺑﻐﲑ ﺗﻮﺛﻴﻖ،
ﺼ ﺪﻭﺍ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﹰﺍ ﻋﺎﺑﺮﹰﺍ ﻣﺎ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﻪ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﻭﻫﻲ ﺗﻀﻄﺮﺏ ﺧﺎﺻﺔ ﲟﻦ ﺗ
ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﰲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ،ﻭﺷﻮﺍﻏﻞ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺗﺘﻼﺣﻖ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ ﻟﺘﺒﻠﻎ ﺑﻌﺾ
ﺿﺮﻭﺭﺍﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﰒ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺜﻮﺏ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺒﺎﻏﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﺗﺼﻞ ﻋﺰﻣﻪ ﳌﺪﺍﻓﻌﺘﻬﺎ،
ﺸﺪ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﳉﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﻻ ﰲ ﺃﻋﻈﻢ ﺁﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨ
ﳛﲕ ﺇﻻ ﰲ ﻇﻼﳍﺎ.
ﺐ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ،ﻫﻮ ﺳﻌﺔ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻋﻴ
ﻣﻮﺍﺿﻴﻌﻬﺎ ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻋﻨﻪ ﺃﻳﻤﺎ ﻋﻤﻞ ﻓﻜﺮﻱ ﳝﺴﺢ ﻓﺘﺮ ﹰﺓ ﻭﺍﺳﻌ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،ﺃﻭ
ﳛﻴﻂ ﲜﻮﺍﻧﺐ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﺍﺗﺼﻞ
ﺑﻜﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻢ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﲑﺓ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﻻ
ﺼ ﺮ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻭﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ ،ﺳﻨ ﹲﺔﻳﺘﻴﺴﺮ ﹶﻗ
ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺃﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ.
ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﺇﺫﻥ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺧﺎﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺗﺄﻣﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﰲ
ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﻟﻔﻘﺮﺍﺗﻪ ﻛﺎﻓﺔ ،ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺴﺘﺼﺤﺐ ﻣﻮﻗﻔﹰﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺇﻥ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﺗﻨﺎﺻﺮﺕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺼﺔ
ﻭﲢﻠﻴﻠﻬﺎ ،ﻳﺘﺒﺎﻋﺪ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﳝﻠﻚ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﻥ
ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻬﺞ ﺗﺄﻣﻠﻲ ﻧﻘﺪﻱ ﻳﺴﺘﺼﺤﺐ ﺃﻛﱪ ﻋﱪﺓ ﻭﺩﺭﺱ ﺍﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﱪ ﺍﺑﺘﻼﺋﻨﺎ ﺍﻟﻜﺒﲑ،
ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ،ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻣﻠﻮﺍ ﰲ ﺗﺄﻣﻼﺗﻨﺎ ﻭﻳﻔﺤﺼﻮﺍ ﺻﻮﺍﺎ
ﻭﺧﻄﻠﻬﺎ ﻭﻳﻜﻤﻠﻮﺍ ﻧﻘﺼﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﺘﺬﺭ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ،ﰒ ﺇﱃ ﲨﻬﺮﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ.
ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﺫ ﻳﺼﺪﺭ ﻭﻳﻌﱪ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻭﺍﳋﻼﻑ ،ﻳﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﺰ،
ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ،ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻥ ﻳﺒﺴﻄﻮﺍ ﻛﺬﻟﻚ ﺭﺅﺍﻫﻢ
ﻭﺗﺄﻣﻼﻢ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﻠﻦ ،ﺭﺟﺎ ًﺀ ﳐﻠﺼﹰﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﺮﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﺛﻘﺎﻝ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﻐﺮﺽ،
ﻭﻣﻦ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺃﻏﻼﻝ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻭﺭﻫﺒﺘﻪ ﲟﺎ ﻳﻨﻔﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﳝﻜﺚ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ.
ﺕ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﻔﺼﻠﲔ ﲤﻬﻴﺪﻳﲔ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ
ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﺸﻬﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻬﺪ )ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ( ﺍﻟﺬﻱ ﺗﱰﱠﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﺮﺍﻣﺞ
ﺍﳋﻄﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﰒ ﻋﻬﺪ )ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ( ﺇﺫ ﲡﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﰲ ﳎﺘﻤ ﹴﻊ
ﻛﺒ ﹴﲑ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﰲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻭﻳﺘﺪﺍﻓﻊ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﲟﺎ ﺭﺳﻢ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ.
ﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻞ ﻟﻌﻬﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ،ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻮﺻﻞ ﺍﺧﺘﺮ
ﺳﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺇﺿﺎﺀﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ،ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺒﺴﻂ ﺃﺛﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ،ﻓﺠﺪ ﹸﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺐ ﺳﲑﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺖ ﺃﻭ ﺍﺿﻄﺮﺑﺖ.
ﺱ ﰲ ﹸﻟ
ﺃﺳﺎ
ﻟﻜﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﰲ ﺳﲑﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻳﻐﺸﺎﻩ ﺍﻟﺘﺸﺘﺖ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ،
ﻭﻣﻦ ﰒ ﻓﻘﺪ ﻋﺎﻧﻴﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﳒﻤﻊ ﻣﺘﻔﺮﻗﺎﺕ ﻓﺼﻞ )ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ( ،ﻧ ﺮ ﱢﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻢ ﻣﻼﳏﻪ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺮﺻﺪ ﻣﺆﺭﺧﲔ ﻟﻜﻞ ﺣﺎﺩﺛﺔ ،ﻓﺬﻟﻚ ﳎﺎ ﹲﻝ ﻟﻌﻤﻞ ﺁﺧﺮ ﻏﲑ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺄﻣﻼﺕ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻔﻮﺗﻨﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﻬﻢ ،ﻓﻨﺮﺟﻮ ﺍﳌﻌﺬﺭﺓ.
ﺟﺎﺀ ﻓﺼﻞ )ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ﺃ ﻭﻝ ﺗﻮﻏﹸﻞ ﳓﻮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﰲ ﻗﺼﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ
ﺑﻌﻼﻗﺎﺎ ﺍﳌﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﺑﲔ ﺑﺎﻃ ﹴﻦ ﻭﻇﺎﻫﺮ ،ﺑﲔ ﺣﺮﻛﺔ ﳎﺘﻤ ﻊ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺣﻜﻮﻣﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺣﺎﻟﺔ
ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻬﺪﺕ ﻟﻨﻄﺮﻕ ﻣﺎ ﻭﺳﻌﻨﺎ ﺑﻴﺴ ﹴﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ.
ﺃﻣﺎ ﻓﺼﻞ )ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ( ﻭﻣﺎ ﻳﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﺼﻞ )ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﳉﻴﺶ( ﻓﻜﻠﻬﺎ
ﻭﺟﻮﻩ ﻟﻘﺼﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻓﻘﻀﻴﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻱ ﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﲔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﲪﻠﺖ ﻗﺼﺔ
ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻣﻦ ﻣﻌﺎ ﻥ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗﻮﻏﻠﺖ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﺍﻟﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﻕ
ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﲡﻠﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ.
ﺃﻣﺎ ﻓﺼﻼ )ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ( ﻭ)ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ( ﻓﻬﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﹺﺟﺪﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺑﻠ ﺪ ﺧﺼﺐ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻘﲑ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﰲ ﺟﻮﺍﺭ
ﻛﺜﻴﻒ ﻳﺘﺠﺎﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﻭﻳﻀﻌﻪ ﰲ ﻣﻬﺐ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﲣﻮﻡ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ
ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﺍﻷﺧﺼﺐ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺎ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﱪﺯ ﺍﺑﺘﻼﺀ
ﲢﺪﻳﺎﺗﻪ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﺑﲔ )ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ( ﻭ)ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ(.
ﺾ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻟﻌﺸﺮ ﺃﻋﺎﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﺷﺘﺮﻙ ﰲ ﺣﻮﺍﺭﺍﺗﻪ ﺑﻌ
ﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻋﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺟﻨﻮﺩ ﳎﻬﻮﻟﻮﻥ ﹸﻛﺜﹾﺮ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺎﻧﻮﺍ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎ
ﰲ ﺍﻟﺘﺤﻀﲑ ﺍﻟﻔﲏ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﳊﻘﺖ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺻﻮﺭﺎ ﺍﳌﺘﺠﺪﺩﺓ،
ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﳔﺘﻤﺖ ﺑﺎﳌﻔﺎﺻﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﲑﺓ ،ﻓﺄﻏﻠﺒﻪ ﻋﻤ ﹲﻞ ﲨﺎﻋﻲ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻈ ﹺﻬ ﺮ ﺻﻮﺕ
ﻛﺎﺗﺒﻪ ﺧﺎﻟﺼﹰﺎ ﺇﻻ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻝ ﺍﳌﺜﺒﺖ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻣﺘﺜﺎ ﹰﻻ ﻟﺮﺃﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺧﻮﺓ ،ﻭﺇﺫ ﻳﺘﺮﺩﺩ
ﺿﻤﲑ ﺍﳉﻤﻊ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻭﻟﻜﲏ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﻛﺎﻣﻞ
ﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ،ﻭﻋﻦ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﹶﻠ ﻤﺴﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﻋﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﲔ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺃﺧﺮﻯ ﱂ
ﱄ ﻋﻮﻧﹰﺎ ﻛﺒﲑﺍﹰ ،ﻧﻔﺴﻴﹰﺎ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﹰ،
ﺗﺴﻌﻔﲏ ﺃﺩﻭﺍﰐ ﻹﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﳉﻨﻮﺩ ﺍﻬﻮﻟﻮﻥ ﲪﻠﻮﺍ ﺇ ﱠ
ﻭﺃﺗﻄﻠﻊ ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﺷﻜﺮﻫﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺑﺄﲰﺎﺋﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﺃ ﹶﺫﻯ ،ﻭﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺇﱃ ﺃﺟﻴﺎﳍﻢ
ﺃﻫﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ.
ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ :ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﲤﻮﺯ( 2009ﻡ
ا اول
Cِ 9
ا َ َ
َ َ1B
ُه َ ْ6ا َُ A
ﻼﺏﺕ ﻣﻦ ﹸﻃ ﱠ ﺲ ﹺﺑﻀ ﻊ ﻋﺸﺮﺍ ﺍﻟﻌﺎ ﻡ 1979ﻡ ،ﻏﲑ ﺑﻌﻴ ﺪ ﻣﻦ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ،ﺟﹶﻠ
ﺴﻤ ﻊ ﹸﳌﺤ ﺪﺛﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ،ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﺕ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻳﺮ ﻫ ﹸﻔﻮﻥ ﺍﻟ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﹺﺒﻀ ﹺﻊ ﺟﺎﻣﻌﺎ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻃﻪ ،ﺍﶈﺎﻣﻲ ﻳﻮﻣﻬﺎ) :ﳓﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﺑﺎ ﹸﳌﺆﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ
ﺸﺮ ﺍﻷﻭﺍﺧﺮ ،ﻳﺘﺤ ﺮﻯ ﻟﻴﻠ ﹶﺔ ﺍﻟ ﹶﻘ ﺪ ﹺﺭ ،ﻟﻘﺪ ﹶﻗ ﹶﻄ ﻌﺖ ﹶﻗ ﹶﻄ ﻊ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺻﻴﺎﻣﹰﺎ ﻭﻗﻴﺎﻣﹰﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺩ ﺧ ﹶﻞ ﰲ ﺍﻟ ﻌ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﺷﻮﺍﻃﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺘ ﹶﻘ ﺪ ﻡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺜﻴﺜﹰﺎ ﻟﺘﺸ ﻬ ﺪ ﻟﻴﻠ ﹶﺔ ﺍﻟ ﹶﻘ ﺪ ﹺﺭ(. ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟ
ﺕ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﺿﺤ ﹶﺔ ﺍﻟ ﺪﻻﻟﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﻔ ﹸﺔ ﺍﻟﺘﺮﻣﻴﺰ ﳊﺮﻛ ﺔ ﺧ ﺮ ﺟﺖ ﻟﺘ ﻮﻫﺎ ﺑ ﺪﺕ ﺑﺸ ﺮﻳﺎ
ﺸﻤﻮﱄ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ،ﻣﻨﺬ ﳊﻜﻢ ﺍﻟ
ﺕ ﲢﺖ ﹶﻗ ﻬ ﹺﺮ ﺍ ﹸ ﻣﻦ ﺃﺗﻮﻥ ﺍﶈﻨﺔ ﺍ ﹸﳌﻄﹺﺒ ﹶﻘﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺃﺣﺎﻃﺖ ﺎ ﺳﻨﻮﺍ
ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1969ﻡ ﻭﺣﱴ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1977ﻡ ،ﻭﻫﻲ ﺣﺮﻛ ﹲﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﺰﺍ ﹸﻝ ﰲ
ﻇﺎ ﻫ ﹺﺮ ﺃﻣ ﹺﺮﻫﺎ ﻧﺨﺒﻮﻳﺔ ،ﳏﺼﻮﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﺻﻮﻝ ﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻗﻄﺎﻉ ﺍﳌﺘﻌﱢﻠﻤﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲣ ﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ
ﻼﺑﺎﹰ ،ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗ ﻌ ﺪ ﻡ ﰲ
ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻪ ،ﳑﺘﺪ ﹰﺓ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﰲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﹸﻃ ﱠ
ﺠﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ. ﻉ ﺍﻟﺘ
ﻉ ﺍﻟ ﻌ ﻤﺎﻝ ﻭﻗﻄﺎ ﹺ
ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﲤﺘ ﺪ ﰲ ﻗﻄﺎ ﹺ
ﻛﺎﻧﺖ )ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ( 1ﺑﲔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳉﻨﺮﺍﻝ ﺟﻌﻔﺮ ﳕﲑﻱ ﻭﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﺉ ﻛﺒﲑ ﻳﻌ ﱢﻜﺮ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ )1977-1969ﻡ( ﻗﺪ ﻣﻀﺖ ﻟﻌﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺩﻭﻥ ﻃﺎﺭ ﹴ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ،ﺃﻭ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺧﻄ ﻮﺍﺎ ﺍﶈﺴﻮﺑﺔ ﺑﺪﻗ ﺔ ﰲ ﺇﻧﺰﺍﻝ ﻣﺮﺍﺣﻞ
ﺿ ﻌﺖ ﺧﻄﻮﻃﻬﺎ ﻭﻣﻼﳏﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎ ﻣﺔ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺼ ﻮﺑﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻭ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ﺍ ﹸﳌﺘ
ﺴﺠﻮﻥ ﻭﺍﶈﺎﺑﺲ ﺍ ﹸﳌﺘﻄﺎﻭﻟﺔ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻥ ﺗﻤ ﻌ ﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺕ ﺍﻟ
ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ،ﰒ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﺳﻨﻮﺍ
ﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍ ﹸﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ،ﺧﺎ ﻀ ﻌ ﻪ ﻟﻠ
ﺨ
ﰲ ﺧ ﱠﻄﺘﻬﺎ ،ﻭﺗﺤ ﻜ ﻢ ﹸﻓﺼﻮ ﹶﻝ ﻓﻜ ﹺﺮﻫﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ،ﻭﺗ
ﻑ
ﻑ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌ ﺮ ﺟﻮﻟﺔ ﺍﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘ ﺪﻣﺖ ﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺻﻔﻮ
ﳋﻄﺔ ﰲ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﺍﻷﻭﱃ، ﺑـ)ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﺎﻥ( 1973ﻡ .ﻭﺇﱃ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍ ﹸ
ﺡ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺇﱃ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺤ ﺪ ﻛﺒﲑ ،ﺳ ﺮﺕ ﺭﻭ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﳑ ﻬﺪﹰﺍ ﻻ ﻳﻌﻴﻘﻪ ﺗ
ﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺴﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﰲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﲜﻼ ٍﺀ ﻛﻠﻤﺎ
) 1ا 1BAا ( C9ا USاTي ا OEP7 QPRSأMENاب ا EIJKا EC9و 1Eم 1E2H *1Eدة EA EF&Gي
PNAPا12 QP# '5ء ز V7ا IJKا C9ا 6ا1Bدق ا6EIAي ZEر YEا1E Cم (H EC*6 'EرE#دان ('E
1977م.
ﺴﻠﻄﺔ
ﻣﻜﻲ ﻟﻮﺻﻒ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ) :ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻐﻴ ﹴﲑ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋ ﹴﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ(.2
ﲔ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟ ﻔﻜ ﹺﺮ ﻭﺍﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﺑﺎﻻﲢﺎﺩ
ﺲ ﺃﻣ
ﻏ ﲑ ﺑﻌﻴ ﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ،ﺟﹶﻠ
ﺴﻮﺩﺍﱐ -ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﻗﺘﻬﺎ -ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺪﺍﳊﻠﻴﻢ 3ﺑﻘﺎﻋﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟ
ﻼﺏ ﺿﻤﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﻳﻨ ﹸﻈ ﺮ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳ ﺔ ﺃﺧﺮﻯ: ﺿ ﺮ ﻟﻠﻄ ﱠ
ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﺑﺬﺍﺕ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻳﺤﺎ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍ ﹸﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﲤﻀﻲ ﻣﻊ )ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﰲ ﺍﻟ
ﺚ ﺍ ﹸﳌ ﺪﻥ ﺍﻟ ﹸﻜﱪﻯ ﻭﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ﻭﻻ ﺗﱰﻝ ﺇﻻ ﰲ ﺍﶈﻄﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ،ﺣﻴ ﹸ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺸﺎﺳﻊ ﻭﺍﳌﻌﺎﻫﺪ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ،ﺃﻭ ﺍﳌﺼﺎﻧﻊ ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ،ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﲤﺘﺪ ﰲ ﺍﻟ
ﺼ ﹶﻔ ﹺﻮﻱ .ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺳﺎﺩﺕ ﻫﻨﺎﻙ ،ﻓﻘﺪ ﺍﳌﺮ ﱠﻛﺐ ﺍ ﹸﳌﻌ ﱠﻘﺪ ﲝﻜﻢ ﺧﻄﺎﺎ ﺍﻟ
ﺟ ﻤ ﺪﺕ ﻭﲡﺎﻭﺯﻫﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ،ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﺤ ﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﺘﺨﹸﻠﻒ .ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﻣﺎﻳﻮ ﺃﻥ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺄﺯﻕ ﻭﺗﻌﻄﻲ ﺍﻷﻣﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ(. ﺗﺨ ﺮﺝ ﺑﺎﻟ
ﺕ ﻓﻘﻂ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ 1973ﻡ ،ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﹺﺑﻀ ﻊ ﺳﻨﻮﺍ
ﺴﻮﺩﺍﻥﺕ ﹶﻗ ﹶﻄ ﻌﺖ ﺎ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻋ ﺪﺓ .ﻷ ﻭﻝ ﻧﺸﻮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻟ ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺗﻄ ﻮﺭﺍ
ﺍﻟ
ﺴ ﺮ ﻣ ﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﻣﻌ ﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻱ ﰲ 25ﻣﺎﻳﻮ )ﺃﻳﺎﺭ( 1969ﻡ ،ﺍﳓ
ﺻ ﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﺪﱡﻓﻖ ﺍﻟﺘﻘ ﺪﻣﻲ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻋﱪ ﻼﺏ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻮﻯ %1ﻓﻘﻂ ،ﻳﺤﺎ %11ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﳊ ﻖ ﻭﺍﳌﻨ ﻄﻖ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .ﻫﺒﺔ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻣﺎ
ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺸﻌﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟ ﱪﺍﻗﺔ ﻭﺃﻋﻼﻣﻪ ﺍﳊﻤﺮﺍﺀ ﻭﻣﺰﺍﻋﻤﻪ ﺃﻧﻪ ﺍ ﹶ
ﳊﻜﻢ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﺍ ﹸﳌﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺍﳌﺮﺗ ﺪ ﻋﻦ ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻗﺘﻼﻉ ﺍ ﹸ
ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻷﹶﻟ ﻖ ﺑﺎﻫﺮﹰﺍ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑ ﺮﻣﻮﺯﻫﺎ ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺎ
2آ ب )آ ا ان ا ادان( و* %أو' & ا %آ ر
آ " #ا!
)* .
/ا-آ ا (
+,أن ا 123آن
ً و 2 5د*.ً4
3أ %78 %ا
(2004-1937) % -
5 -ر
ز ا Aوا ,ا دان ? #@ #ة D .ء إ
2
AFف اO-ب ا 8Nو% 8 GL Mة
IJ
K FJوز 2ا+ 8م ? A F G 8 5ف ? رة ا 4Rذ
P J
I
8ا!ول و SوًA, "Uا دان
./
ﺸﻤﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻨﻬﺠﹰﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ
ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺎ ﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ،ﻭﺃﻫ ﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻟ
ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﻤﻠﻪ.4
ﺖ
ﳋﻄﺔ ،ﺍﺳﺘﺜﻤﺮﺕ ﺍﳊﺮﻛ ﹸﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﻓﻮﺍﺝ ﺍﻟﱵ ﺃﻗﺒﹶﻠ ﹺﻭﻓ ﻖ ﺍ ﹸ
ﻼﺏ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ،ﻭﺑ ﺪﺕ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺴ ﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﰒ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﰲ ﺻ ﱢﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﻃ ﱠ
ﻭﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﰲ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺃﺎ ﺗﺪ ﺧ ﹸﻞ ﻣﺮﺣﻠ ﹰﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﹰﺓ ﻛﺒﲑ ﹶﺓ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ
ﺸﻤﻮﱄ ،ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﺩﺕ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﳊﻜﻢ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﺍﻟ ﺻ ﺮﻫﺎ ﺍ ﹸ
ﺣﺎ
ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ( 1964ﻡ ﰲ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ.5
ﻗﺒﻞ ﻋﺎ ﹴﻡ ﻭﺍﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﲔ ﻣﻦ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1976ﻡ،
ﺝ ﺧﺎﺹ ﺭﺳﺎﻟﺔ )ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ( ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﺗﻠ ﱠﻘﺖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ﻟﻼﲡﺎﻩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﺑﺘﻬﺎ ﹴ
ﻼﺏ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﺻﻔﺤﺎﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،ﻭﲢﻤﻞ ﺍﻟﺮﻗﻢ ) (8ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﻼﺏ ﻣﻨﺬ )ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ( ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1975ﻡ .6ﺣ ﻤﹶﻠﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ )ﻧﺸﺮ
ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻠﻎ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ( ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻼﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﹸﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﺎﻥ ،ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻋﻦ
ﻼﺏ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻻ ﲢﻤﻞ ﺐ ﻣﻘﺎﻃ ﻊ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺎ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮﺓ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻄ ﱠ ﻇﻬﺮ ﻗﻠ ﹴ
ﺍﺳﻢ ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ ،ﻓﺈﻥ ﻟﻐﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﻘﺎﺑﻊ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ -ﻳﻮﻣﺌﺬ ، -ﻭﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ﺃﺿﺤﻰ
ﺸﺮﹰﺍ ﺑ ﺪﻧ ﻮ ﺍﳌﻮﻋﺪ ﳓﻮ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺝ) :ﺇﺫﺍ
ﻣﻌﺮﻭﻓﹰﺎ ﻟﻠﻜﺜﲑﻳﻦ ،ﲢ ﺪﺙ )ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ( ﰲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﺒ
ﻒ ﻣﺮﺻﻮﺹ( ..ﻭ)ﺇ ﱠﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﹺﺒ ﹸﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻓﺎﺟﺄﺗﻨﺎ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻨﺎﻫﺎ ﺑﺼ
ﺶ ﻣﺪﺧﻮﺭ ﺍﻟ ﹸﻘ ﻮﻯ
ﺗﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﺛﺒﺎﺎ ﻭﻗ ﻮﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺘﺢ( ..ﻭ)ﺇ ﱠﻥ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﺗﺴﺘﺠﻴ
ﻭﻣﻜﻨﻮﻥ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ( ..ﻭ)ﺇ ﱠﻥ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﻭﺟﻮﻫﻪ ﺍﻟﱵ ﲡﺎﻭﺑﺖ ﻣﻊ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟ ﺪﺳﺘﻮ ﹴﺭ
ﺏ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺒﺴﻄﺖ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ(. ﺇﺳﻼﻣ ﹴﻲ ﻭﻧﺎﺻﺮﺎ ﰲ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺳﺘﺤﻴﺎ ﻭﺗﺆﻭ
% J8 4ا 4 8ل ا Vا W8 % ! 22ن
) (2003-1947ر X Yا -Uد + Zب 3
Dا[ Zم
وز 58ا^ 'A Rآن ه ف
%ارس ادان و %Y8 %Y8“ "U3
Dود ا ”.
EEEIJG ^EEE7 5ا1EEE+Aق ا ' EEEرا ZEEEGد .أ ^EEE1* `HEEEHا)6EEE2 _EEEH 'R2CEEEم 6EEEI&Aا6را1EEEت ا EEE2*(.
وا &1G *bا9aم.
cd 6ا6آ5ر ^ENا5ا 76E* 'EHإ ,EاE5ر ا EAP ' Eأة UEB5C TECا1CEAaت )Ef1ة اAآME
ا ' C*6AHاi 6Ejُ Vk ،(gH.راء) 'E( hر 1EاEAأة( .ول Eة ( 'Eا&1Eم 1972م ،و` ^Eأ(`1Eر ا 1E
<Nرت )H 2kاه 6اi2ن وا _*6واEة 6EB5ر ( 'Eا&1Eم 4 YPK '( Q)jري اآ ا و ُ
J&# 1977ر ^7 1ًAرأي اآ و *# 1*1j ^ 1IFjاAأة.
ﻭﻛﻤﺎ ﻓﺘﺤﺖ )ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ( ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﳓﻮ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺗﺠﺎ ﻭﺯﺕ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻘﺪ ﺗ ﻮﺟﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ )ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ( ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺩﻭ ﹺﺭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎ ﻣﺔ ﰲ ﺍﻟ
ﻼﺏ ﺑﺎﻟﻜﺎ ﻣ ﹺﻞ ﺗﻘ ﻊ ﺍ ﹸﳌﺘﺼﻞ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ .ﻓﺈﱃ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ )ﺷﻌﺒﺎﻥ( ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺐ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻳﺮﺃﺳﻪ ﺸﻌﺒﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﺎﻟ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟ
ﺃﻣﲑﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺃﺱ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﻜﺎﺗﺒﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺿﺎﻕ ﻭُﺳ ﻊ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄ ﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ
ﺻﺎﺣﺒﺖ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﰲ ﲡﻔﻴﻒ ﺍﻟﻨﺒﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﻳﺮﹸﻓ ﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ،
ﳋﻄﺔ ﺑﺈﺣﻜﺎ ﹴﻡ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﻛﺴﺒﻬﺎ ﻓﻴﻪ .ﹸﻃﺒ ﹶﻘﺖ ﺍ ﹸ
ﺍﻟﱵ ﻓﺎﺟﺄﺕ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺘﻪ ﺍﳌﺴﺘﻘ ﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1971ﻡ ،ﻭﺗﺼ ﻮﺏ ﺑﺄﺳﻬﺎ ﳓﻮ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ،ﺍ ﹶﳌﻮﺋ ﹸﻞ
ﻒﻑ ﺑـ)ﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺪ( .ﺟ ﱢﻔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻤﻰ ﻓﻴﻪ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺇﱃ ﺻ ﱢﻔﻬﺎ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌ ﺮ
ﻼﺏ ﺇ ﱠﻻ ﰲ ﻋﻄﻼﺕ ﺴ ﹶﻜ ﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻋﻦ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﻴ ﹸﺊ ﻭﺟﻮﺩﹰﺍ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻟﻠﻄ ﱠ ﺍﻟ
ﳋﻄﺔ ﻟﺘﻘﺼﲑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ،ﰒ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﺍ ﹸ
ﺕ ﺗﻀﻤ ﻦ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍ ﹸﳌﺘﺼﻞ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﺷﻬ ﹴﺮ ﺇﱃ ﺳﺘﺔ ،ﺗﺘﺨﱠﻠﻠﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎ
ﺤ ﹸﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﲢﺼﻴ ﹴﻞ ﺃﻛﺎﺩﳝﻲ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺍﺟ ﻪ ﺑﺎﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﻛﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ،ﻭﱂ ﺗﺴﹶﻠﻢ ﺣﱴ ﹸﻓﺴ
ﺲ ﻭﺃﺭﺑﻌﲔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺇﱃ ﺛﻼﺛﲔ ﻓﻘﻂ. ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻓﻨﻘﺼﺖ ﻣﻦ ﲬ ﹴ
ﳋ ﱠﻄﺔ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﳋ ﱠﻄﺔ ﺍ ﹸﳌﻨﺎﻭﺋﺔ ﹸﺑﺎ ﹸﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﺍﺳﺘﻔ ﺮ ﹶﻏﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺳﻌﻬﺎ ﰲ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﺍ ﹸ
ﻼﺏ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺇﱃ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻭﺃﺟﻬﺰﺗﻪ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺇﻋﻤﺎﻝ ﺁﻟﻴﺎﺎ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ،ﻓﺎﻧﺘﻘﻞ ﺟ ﱡﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺐ
ﺸ ﻌ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﲟﻜﺎﺗﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ،ﻗﺎﻣﺖ ﺇﱄ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﺍﻟ
ﻀ ﹺﺮ ﻩ ﻭﻛﺜ ﹴﲑ ﻣﻦ ﹸﻗﺮﺍ ﻩ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭ ﺣ ﺴﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﻣ ﺪﻥ ﺍﻟ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﻨﺒﱠﺜﺔ ﺣﻴﹸﺜﻤﺎ ﺗﻴ
ﻑ ﻋﻠﻰ ﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ،ﻳﺸﺮ ﻼﺏ ﺩﺍﺧﻞ ﺷ ﻌ ﹺ ﻭﺑﻮﺍﺩﻳﻪ ،ﻭﺗﺄ ﺳﺴﺖ_ ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ_ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﻟﻠﻄ ﱠ
ﺸﻌﺒﺔ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺸﻌﺒﺔ ﻟﻜﻦ ﺑ ﹾﺎﻣ ﹴﲑ ﻳﺮﺃ ﺳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ،ﻭﻳﺸﺎﺭ ﻙ ﰲ ﺃﻏﻠﺐ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺃﻣ ﲑ ﺍﻟ
ﻼﺏ .ﻭﺇﺫ ﺗﻨﺎﺻﺮ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺏ ﳓﻮ ﺍﻟﻄ ﱠ ﻁ ﺧﺎﺹ ،ﻳﺘﺼ ﻮ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺴﺘﻘ ﱡﻞ ﺑﻨﺸﺎ
ﻑ ﻟﺒﻀﻌﺔ ﻼﺏ ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺇﱃ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺿﻌﺎ ﻒ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻄ ﱠﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻘﺪﱘ ،ﺗﻀﺎ ﻋ
ﻼﺏ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺎﺕ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﲢ ﺮﺭ ﺍﻟﻄ ﱠ ﺃﺷﻬ ﹴﺮ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﻟ
ﻼﺏ( ﰲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻛﺎﻓﺔ. ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻟﺘﺼﹺﺒ ﺢ )ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﻼﺏ ،ﻟﻜﻦ ﻫﺪﻧﺔ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻫﻲ ﻓﺎﲢ ﹸﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍ ﹸﳌﺘﺒﺎﺭِﻙ ﰲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺨﹺﺒ ﻪ ﻛﺎﻓﺔ.
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻫﻴﺄﺕ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﺒﻞ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻱ ﳓﻮ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﻧ
ﺐ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ،ﺣﱴ ﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟ ﹸﺬﺑﻮﻝ ﻭ ﺧ ﻤﹶﻠﺖ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﺸ ﻌ
ﻓﺎﻧﺘﻌﺸﺖ ﺍﻟ
ﺐ
ﻓﻌﻤﺮﺕ ﺑﻌﻀﻮﻳﺔ ﺣﻴﺔ ﻧﺸﻄﺔ ،ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳓﺎﺯ ﻷ ﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺇﱃ ﺻ ﱢﻔﻬﺎ ﻣﺆﻣ ﻦ ﲟﺬﻫﺒﻬﺎ ﻣﻌﺠ
ﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻬﺎ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻮﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻭﺗﻀﻠﻴﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﰒ ﲟﻦ ﺧ ﺮ
ﻀ ﻬﻢ ﺩﺧﻞ ﺇﱃ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺏ ﰲ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﻭﻣﻨﺎﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﺑﻌ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻘﻼﺕ ،ﻭﻣﻦ ﻋﺎ ﺩ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎ ﹴ
ﻑ ﻓﺘﺒﺎ ﻋ ﺪ ﻋﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﻭﺩﻓﻌﺘﻪ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻟﻴﻌﻤﻞ )ﻣﺎﻳﻮ( ﻟﻴﺄ ﻣ ﻦ ﻣﻦ ﺧﻮ
ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺘﻀﺎ ﻣ ﻦ ﻏﺎﻟﺒ ﻬﻢ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻋﻠﻰ
ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺎﺑ ﹶﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻘﹸﺪﺍﻣﻰ ﰲ ﺍﻻﲢﺎﺩ
ﺴﻮﺩﺍﱐ ،ﰒ ﻓﻴ ﹺﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻋﻀﺎ ٌﺀ ﻣﻦ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﺍ ﹸﳌﺘﻌﱢﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﰲ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟ
ﺻ ﺮ ﻫﻢ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ. ﺍﻟﺘﺼ ﻮﻑ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﲔُ ،ﹸﻛﻠﱡﻬﻢ ﺟ ﺪﺩﻭﺍ ﺃﻭﺍ
****
ﺴﻮﻕ ﺃﻋﺪﺍ ﺩ ﻣﻦ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻃﺎﻟﺘﻬﻢ ﻳ ﺪ ﺍﻧﺒﱠﺜﺖ ﰲ ﺍﻟ
ﺼ ﻮﺏ )ﺍﻟﺘﻄﻬﲑ( ،ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎ ﻣﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗ
ﺏ ﺿﺎ ﺭﺓ ﻧﺎﻓﻌﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺟﱡﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﺃ ﻭﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻧﻈﺎﻡ )ﻣﺎﻳﻮ( ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ،ﻟﻜﻦ ﺭ
ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺑﺮﺃﺱ ﻣﺎ ﹴﻝ ﳏﺪﻭﺩ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺘﺠﺮﺑ ﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓ ﺔ ﺃﻭﺳﻊ ﳑﺎ ﻋ ﹺﻬ ﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ،ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﹺﺑﻀ ﻊ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﻳﺘﺸﺎﺭ ﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ،ﻣﻮﺻﻮﻟ ﹲﺔ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﺎ
ﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳋﻠﻴﺠﻲ ،ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺷﺮﻛﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ،ﻭﺃﺧﺮﻯ ﰲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﺑﺎﻟ
ﺕ ﻣﻦ ﺧ ﺮﳚﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﰲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺸﺮﺍ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎ ﻣﺔ ،ﻭﰲ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌ ﺪﺩﺕ ﻣﻦ ﻭﺍﺣ ﺪ ﺇﱃ ﺛﻼﺛﺔ ،ﻭﰲ ﺷﺮﻛﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ،ﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻨﻬﺎ .ﻟﻜﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺎﻝ ﺗﻀﺎ ﻋ ﹶﻔﺖ ﻣﻊ ﻧ ﻤﻮ
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺗﻮ ﺳﻌﻪ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﲟﺎ ﱂ ﻳﻌ ﻬ ﺪ ﰲ ﺳﺎﻟﻒ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻥ
ﻛﻞ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺕ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﻟﻌﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻐﻄﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﺰﻛﻲ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ
ﺼ ﺪﹶﻗﺔ ﻭﺗﻄ ﻬﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺷ ﺢ ﺍﻷﻧ ﹸﻔﺲ .ﺃ ﻣﺎ ﻭﻗﺪ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﻄ ﻮﺭﺕ ﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ﳋﹸﻠﻖ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟ ﹸ
ﻍ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﹸﻛ ﱢﻞ ﻭﺗﻜﱠﺜﻔﺖ ﺳﺒﻠﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻌﻀﻮﻳﺔ ﺗ ﹾﻔ ﺮ ﹸ
ﻫ ﹴﻢ ﺧﺎﺹ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﳌﺎﻝ ،ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺑ ﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﺘﺠ ﺮﺩﺓ ،ﺗﻜﺎ ﺩ ﺗﺼ ﹸﻞ ﻛﻞ ﺣﻴﺎﺎ ﺑﻌﻤﻞ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﺍ ﹸﳌﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﲡﻌ ﹸﻞ ﺣﺴﺎﺎ ﻣﻘ ﺪﺭﹰﺍ ﰲ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﰲ
ﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻟ ﺪﻋ ﹺﻢ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﻳﻘﻮ ﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻋﻀﺎ ٌﺀ ﺕ ﺧﺎ
ﺳﺎﺑﻖ ﲡﺎﺭﺎ ،ﻓﺘﺄ ﺳﺴﺖ ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ ﺷﺮﻛﺎ
ﻣﻨﻪ ،ﳝﻠ ﹸﻜﻮﺎ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻨﺎﹸﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺭﲝﻬﺎ ﺇ ﱠﻻ ﻧﺴﺒ ﹰﺔ ﳏﺪﻭﺩﺓ.
ﺑﺪﺃ ﰲ ﻋﻬﺪ ﻣﺎﻳﻮ ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ ﺍ ﹸﳍﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲝﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ
ﺝ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨ ﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺩ ﺭ
ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﻬﺪ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﺑﺰﻭﻍ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻮﺍ ﻋﺪ.
ﻟﻜﻦ ﺍﻟ ﻔﻘ ﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻇ ﱠﻞ ﻗﺎﺻﺮﹰﺍ ﻋﻦ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﻧ ﹸﻈﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻭﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻪ
ﺚ ﰲ ﺣﻴ ﹺﻞ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﻣﻼﺕﺍ ﹸﳌﺮ ﱠﻛﺒﺔ ،ﻓﺎﳌﺼﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﱂ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﺤ ﹸ
ﻑ ﺇﺳﻼﻣ ﻲ ﺘﻤ ﹴﻊ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ ﺃ ﱠﻻ ﺗﻘﻊ ﰲ ﻓﺎﺣﺶ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺼﺮ
ﻂ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺘﻜﺎ ﻣﻞ .ﺑﻞ ﺇﻥ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﺒ ﹸ
ﺠﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺗﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﱢﺜﻞ ﺟﺰ ًﺀ ﻂ ﰲ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﻋ ﱠﻔﺔ ﻭﺗﻘﻮﻯ ،ﰒ ﺗﺴ ﻭﺗﻨﻀﺒ ﹸ
ﺴﻮﻕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﺘﻮ ﺭﻁ ﻣﻬﻤﹰﺎ ﰲ ﺟﻤﻠﺔ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻗﺪ ﺗﺮﺍ ﺟ ﻌﺖ ﰲ ﻋﻤﻞ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟ
ﺴﻮﻕ ﺍ ﹸﳌﺠﺎﹺﻧﺒﺔ ﻟﻺﺳﻼﻡ، ﺤﺖ ﲤﱢﺜﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﻣﻀﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟ ﺑﺎﻟﺸﺮﳛﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺿ
ﻭ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﻋﻬ ﺪ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﺗﻘﻮ ﻡ ﻭﺗﻨﻬﺎ ﺭ
ﺑﺄﺳﺮﻉ ﳑﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ،ﻭﻻ ﺗﻮﺍﻓﻴﻬﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﺎﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻭﺍ ﹸﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﰲ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﺸﻞ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ
ﻳﺘﻌﱠﻠﻖ ﺑﻌﺎ ﻣﺔ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ,ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﰲ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺣﱴ ﻓﻴﻤﺎ ﻋ ﹺﻬ ﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ
ﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻧ ﺔ ﻭﺍﻧﻀﺒﺎﻁ ،ﻭﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻻﺣﻘﹰﺎ ﺍ ﹸﳌﻘﺘ ﺮ
ﺼﻜﻮﻙ ﺍﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ﻗ ﻮﺓ ﺇﻟﺰﺍ ﹴﻡ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻳﺼﹸﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ. ﺍﻟ
*****
ﺴﻮﹺﺑﻬﻢ ﰲ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﻭﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﲞﱪ ﺓ ﺟﻴﺪ ﺓ ﻋﺎﺩ ﻛﺬﻟﻚ ﺁﺣﺎ ﺩ ﳑﻦ ﺗﻨﺎﻣﺖ ﹸﻛ
ﺤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ،ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺍﻷﳑﻲ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟ ﱠﻄﻮ ﻋﻲ، ﺼﰲ ﻧ ﹸﻈ ﹺﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺍﻟ ﱠﻄﻮ ﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟ
ﻭﻣﻦ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﺻﻼﻢ ﻭﺗﻮﱠﺛﻘﺖ ﺻﺪﺍﻗﺎﻢ ﻣﻊ ﻭﺟﻮ ﻩ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟ ﻌ ﺮﺏ ﺍﻟﺜﺮﻳﺔ ،ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺯﻣﻼﺅﻫﻢ
ﺻﺔ ﻣﻦ ﹸﳍﻢ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻧﺘﻤﺎ ٍﺀ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﺧﺎ
ﺕ ﺍﳌﻨﺎﰲ ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﺔ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺒﺜﻮﺍ ﰲ ﺣﻮﺍﺿﺮ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺃﻭ ﺃﺻﻘﺎﻋﻬﺎ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﺳﻨﻮﺍ
ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻓﺘﺒﻠﻮﺭﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﻨ ﱠﻈﻤﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﲤﺘ ﺪ ﺑﻔﺮﻭﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺏ
ﺕ ﰲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ،ﺗﺼﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺑﺎﳋﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ،ﻭﺗﺒﱢﻠﻎ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﺮﺍﻛ ﺰ ﻭﳏﻄﺎ ﺍﻟ
ﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺴﺐ ،ﻭﻟﻜﻦ ﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌ ﻬ ﺪ ﰲ ﺳﻴ ﹺﺮ ﺍﳌﺒ ﺤﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻻ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓ
ﺃ ﺳﺴﻮﺍ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭﻭﺻﻠﻮﻫﺎ ﺑﺎﳌﺸﺎﰲ ﻭﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ،ﻓﻮﺻﻠﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲜﻬﺪ
ﺤﺔ ،ﻭﻣﻀﺖ ﹸﻗ ﺪﻣﹰﺎﺼﺻﹶﻠﺖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎﻟﺺ ،ﰒ ﲟ ﺪ ﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﲑ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ،ﻭ
ﲢ ﺮﺭ ﺍﻟ ﹸﻔﻘﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺻﻐﲑﺓ ﻣﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠ ﻤﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻨﺎ ﹺﺯﺡ ﻭﺍﻟﻼﺟﺊ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥ
ﻼﺟﺌﲔ ﻣﻦ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺃ ﻭﻝ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟ ﹸﻘﻄ ﺮ ﺍﻷ ﻭﻝ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺇﻳﻮﺍ ًﺀ ﻟ ﱠ
ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺷﺮﻗﻪ ،ﻭﺗﺸﺮﺩ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﰲ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ،ﻭﻧﺰﻭﺡ ﺍﺎﻋﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻣﻦ ﻏﺮﺏ ﺍﻟ
ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺑﻪ .ﺍﺗﺼﻞ ﻣ ﺪ ﺩ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺑﻜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ،ﻭﺗﻮﱠﻟﻰ ﻭﺯﻳ ﺮ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ
ﺺ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺃﻭ ﻛﺎﺩ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ.7 ﺨﹸﻠ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﻓ
*****
ﺸﺖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻨﺬ ﺃ ﻭﻝ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻇﱠﻠﺖ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻧﺘ ﻌ
ﺴﻠﻄﺔ ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﺔ ﻭﺣﺰﺎ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺻ ﱡﻔﻬﺎ ﺍﻷ ﻭﻝ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﲟﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﰲ ﻗﻤﺔ ﺍﻟ
ﺍﻷﻭﺣﺪ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ،ﻇﱡﻠﻮﺍ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﺃﻗﺴﺎﻃﹰﺎ ﻣﻦ ﺳﲑﻢ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﺸ ﹺﺮﹶﻗﺔ ﻭﻣﻦ ﺳﻤ ﻌﺔ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍ ﹸﳌﺠﺎﻫﺪﺓ ،ﻟﺘﺄﻣﲔ ﻧﺸﺎﻁ ﻣ ﺪﻫﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻘﻄﺐ ﻭﻳﺘﺴﻊ ﺑﺎﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ،ﻭ ﻣ ﺪﻫﺎ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﻬﺎ ﲜﺬﻭﺭ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﻇﺎﻫﺮﹲﺓ ﻓﻴﻪ ،ﰒ ﻣ ﺪﻫﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﳉﺪﻳﺪ.
ﺻﺎ ﺭ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺇﱃ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺷﻐﻞ ﻭﻇﻴﻔ ﹰﺔ ﻋﺎﻣﺔ
ﻣﻨﺬ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻋﻤﻴﺪﹰﺍ ﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﰲ 1964ﻡ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﺧﺎﺹ
ﻗﺴﻄﹰﺎ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﻷ ﻭﻝ ﻭﻫﻠﺔ ،ﻣﺎ ﻟﹺﺒﹶﺜﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺜ ﻤ ﺮﺕ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ،ﻓﺎﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﻗﺪ
ﺃﺿﺤﻰ ﺭﻣﺰﹰﺍ ﻳﺘﻤﱠﺜﻞ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﺣﺮﻛﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺼﻔﻮﻳﺔ ﻣﺘﻄﱢﻠﻌﺔ ﻟﻠﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻇ ﱠﻞ ﲟﺮﺍﺑﻄﺘﻪ
7ا6J7 6ANا 'E# 6A ^ANوزارة ا)oEون ا6ا EPوG 6Ejده 1EاEACي ^Eا) 9Eو` OECأ1Efف إ1EI
ا& cAا .'71A5Gpو(' 627 h6I7أول rG A#oا17 '( q5CAم 9a1H 1981م.
ﺕ ﰲ ﺳﺠﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﳜ ﺮﺝ ﻣﻦ ﺳﺒ ﻊ ﺳﻨﻮﺍ
ﺴﺪ
ﺻﻤﻮﺩﻫﺎ ﻭﺭﻓﻀﻬﺎ ﻟﻠﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺠ ﺴﺪ ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻇ ﱠﻞ ﺭﻣﺰﹰﺍ ﻟﻌﺎ ﻣﺔ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻳﺠ ﺍﻟ
ﺗﻄﱡﻠﻌﻬﺎ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺍﳊﻲ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﻗﺪ ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﻇﻬﻮ ﺭ ﳒﻤﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﺻﻌﻮﺩﻩ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ( ﻓﻘﺪ ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺷ ﺪﺓ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﻭ
ﺴ ﻤﺖ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻻﺻﻄﺒﺎﺭ ﻭﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﺻﻴﺮﺗﻪ ﺭﻣﺰﹰﺍ ﻗﻮﻣﻴﹰﺎ ﻭ ﺣ
ﻭﻻﺀ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﻟﻪ.
ﺧﺎﺿﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻷ ﻭﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﻭ ﺩﹶﻓ ﻌﺖ ﺑ ﺮﻣﻮ ﹴﺯ ﻣﻦ ﺻ ﱢﻔﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﻭﺟﻮ ﻩ ﻣﻦ ﺻ ﱢﻔﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﻣﺮ ﺷﺤﲔ ﰲ ﳓﻮ ﺛﻠﺚ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ )ﲢﺎﹸﻟﻒ ﹸﻗﻮﻯ ﺍﳌﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ( ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻞ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ،ﻭﻓﺎﺯﺕ ﰲ ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ .ﻭﰲ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺑﺎﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ،ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺃﺑﺮﺯ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷ ﻭﻝ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﳍﻴﺄﺓ
ﻀ ﻢ ﻛﺘﻠﺔ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﳌﻨﺘﻤﻴﺔ ﻟﻼﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﳊﺎﻛﻢ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﺑﺮﺯ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﱵ ﺗ
ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﻟﺼﻔﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ )ﺭﺍﺋﺪﹰﺍ( ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ،ﺃﻱ ﳑﱢﺜﻞ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺩﺍﺧﻞ
ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻮﱠﻟﻰ ﻋﺪ ﺩ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﰲ ﺍﻠﺲ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﱵ
ﺼ ﻌﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ.8
ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻤ ﹸﻞ ﺍﻠﺲ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍ ﹸﳌ
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺷﺘ ﺪﺕ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ،ﻓﺈﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﺄﻣﲔ
ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﺃﻫ ﺪﺕ ﺇﱃ ﺻﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷ ﻭﻝ ﺧﱪﺓ ﻣﻬ ﻤﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ،ﰲ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﻣﻼﻣﺴﺘﻬﺎ ﻛﻔﺎﺣﹰﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ،ﻭﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﺍﳋﱪﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻒ
ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﻭﺗ ﱠﱰﻟﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﰲ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﻋﱪ ﻧ ﹸﻈ ﹺﻢ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻭﻣﺆﲤﺮﺍﺗﻪ ﰲ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ.
A7 ^1* '# 8ا 1م tBCر 1ا"Iة اEC E1AJاب ا1E#pد ا5E4pاآ' و6Ejم EJ7ا"EIة 6E7دًا ^E
ا U2+5 u41CAاCاب ^ أهf1 1IAة ا6Eآ5ر ^ENا5ا E712H 'EHا1E71A5Gpت E&1KHاE9aم )ENل
HK#ا` Vا '( 'APjاEدان( .1982و1EA+7 'EP7 'E#ن tEBC OE9 6EAرا YEPK 6Eا) t&Eوآ1Eن
*د (' أد1Hت *1أن ذ* vازي tBCر Yازراء (' ا EA .اJPا Eا6&5د* Eأ1Eم ر tEjاYEPKA
اTي *ازي ز V7ا1&Aر. f
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺷ ﺮ ﻋﺖ ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟ
ﺕ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﲡﺮﺑ ﹶﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳉﺒﻬﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺎﻟﻒ ﻓﻴﻪ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﻣﻊ ﲨﺎﻋﺎ
ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻧﺎﻣ ﹴﺞ ،ﻣﻨﺘﻔﻌ ﹰﺔ ﺑﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ﻭﲢﺎﻟﻔﺎﺎ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -ﺭﻏﻢ
ﻣﻨﻄﻠﻘﺎﺎ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﻨﻴﻨﻴﺔ -ﻋ ﱪ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ 1964ﻡ ،ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺴ ﻤﺖ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﻔﻬﺎ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﲔ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﲞﻮﺽ ﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺣ ﻭﻗ
ﺻﺔ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺩﻭﻥ ﳐﺎﻟﻄﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻏﻤﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﻮ ﱡﻛﻼﹰ ،ﻭﺃﺧﺮﻯ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﺰﻛﻴﺔ ﳋﺎ
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﺗﻴﺎﺭﻳﻦ ﺷﺪﻳﺪﻱ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ،
ﻓﺈﻥ ﺃﻳﹰﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ -ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ -ﱂ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍ ﹸﳌﻨﻀﺒﻂ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺳﺎﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺳﲑﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟ
ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺧﺎﻟﻔﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺄﺛ ﹴﺮ
ﺏ ﺇﱃ ﺸﻌﻮﺭﻳﺔ( ﻭ)ﺍﺳﺘﻌﻼﺀ ﺍﻹﳝﺎﻥ( ،ﻭﺑ ﺪﺕ ﺃﻗﺮ ﻣﻦ ﻓﻜﺮ ﺳﻴﺪ ﹸﻗﻄﺐ ،ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ ﺇﱃ )ﺍﻟ ﻌﺰﻟﺔ ﺍﻟ
ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎ ﻣﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ،ﻣﺆ ﺳﺲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ.
ﻒ
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ )ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ( ﺃ ﺳﺲ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮ ﺩ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﻘﻮ ﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﺴﻠ ﻤﺔ ،ﻳﺘﺄﱠﻟ
ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺘﻤ ﻊ ﺍ ﹸﳌﺴﻠﻢ ،ﻓﺈﻥ ﻋﱪﺓ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ،ﲟﺪﺍﺭﺳﻪ ﻭﻣﻌﺎﻫﺪﻩ ﻭﻣﺼﺎﻧﻌﻪ ﻭﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺗﻪ،
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﱃ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳌﺼﺮﻱ ،ﺩ ﻋﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟ
ﺻ ﻮ ﹺﺭﻫﺎ ﺇﺑﺎﻥ ﻋﻬ ﺪ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ
ﺃﺧﺮﻯ ،ﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ )ﺍﻟﺘﻔﺎ ﻋﻞ ﻣﻊ ﺍ ﹸﳌﺠﺘﻤﻊ( ﺍﻟﱵ ﲡﱠﻠﺖ ﰲ ﺃﴰﻞ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ )ﻧﺒﺪﹸﺃ ﺣﻴﹸﺜﻤﺎ ﺃﺗﻔﻖ ﺗﻔﺎﻋﻼ ﻣﻊ ﺍﺘﻤﻊ( ،ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻣﻔ ﱢﻜﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﺃﻣﺎ
ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﱢﺜﻞ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﻣﺴﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ
)ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳉﺎﻫﻠﻲ( ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺮﺃﻱ )ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ( ﻭ)ﺃﺑﻮﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺩﻭﺩﻱ( ،ﻭﻟﻜﻦ ﳎﺘﻤ ﻊ ﻣﺴﻠﻢ ﺗﻘﻮﻡ
ﺻﺔ ﺣﻴﺎﺓﺏ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﺣﺮﻛ ﹸﺔ ﺇﺣﻴﺎ ٍﺀ ﻭﲡﺪﻳ ﺪ ﺷﺎﻣﻠﺔ ،ﺗﻮ ﺣﺪ ﺧﺎ ﻓﻴﻪ ﺟﻴﻮ
ﺍ ﹸﳌﺴﻠﻢ ﺇﱃ ﻋﺎ ﻣﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﺘﻤﻊ ،ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﹰﺍ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ،ﻓﺄﻛﱪ ﺍﻟ ﻌﱠﻠﺔ ﻭﺃﺧﻄﺮﻫﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﰲ ﺧﺎﺻﺔ
ﺷﻌﺎﺋﺮ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﻣﻨﺎﺳﻜﻬﻢ ،ﺇﺫ ﳚ ﺪﺩﻫﺎ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺃﻭ ﻳﺘﻮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ،ﺍﻟﻌﱠﻠﺔ ﺍﻷﺧﻄﺮ ﰲ
ﻣﺮﻭﻕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠ ﻤﺴﻠﻤﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺗﺆ ﺳﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤ ﺔ ﻭﺿﻌﻴ ﺔ ﺯﻣﺎﻧﻴﺔ.
ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻓﺈ ﱠﻥ ﻗﺮﺍ ﺭ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻗﺪ ﺑﺎ ﺩ ﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺴﻴﺪ
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﻭﺗﺪﺍ ﻭ ﹶﻝ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻻﺣﻘﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﻘﺎﺀ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺸﻬﲑ
ﺲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰲ 1977ﻡ ،9ﻟﻜﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺿﺔ ﻭﺭﺋﻴ ﹺ ﺑﲔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍ ﹸﳌﻌﺎ ﹺﺭ
ﺍﺳﺘﺜ ﻤ ﺮﺕ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﺭ ﺧﺮﻭﺝ ﻗﺎﺩﺎ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻘﻞ ،ﻭﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﺃﺛﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺟﺪ ﹴﻝ ﺗﺼﺎ ﻋ ﺪ ﻟﻴﺤ ﻤﻲ
ﺑﻌﺪ ﺍ ﹸﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﻨﻮﻁ ﺎ ﺍﲣﺎ ﹶﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻗﺪ ﺗﺪﺍﻭﻟﺖ ﺣﻮﻟﻪ ،ﻭﺭﺃﺕ ﺃﻥ
ﺍ ﹸﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻊ ﻧﻈﺎ ﹴﻡ ﺷﻤﻮﱄ ﻻ ﻳﻄﺒ ﻖ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﻔﻌﻬﺎ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺇﲦﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭ
ﻼﺏ- ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﹺﻭﻓ ﻖ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ .ﻓﺄﺣﻴﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ -ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭ ﳑﻦ ﰲ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺍ ﹸﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺮﹸﻓ ﺪﻫﺎ ﺑﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﳋﺮﳚﲔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟ
ﺚ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﰲ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺮﻛﻮﺩ ﰲ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﺧﺎﺭﺟﻪ ،ﰒ ﻫﻲ ﺗﺒﻌ ﹸ
ﺠﺒﻮﺍﻋﻬﺪ ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻷﻭﻝ ،ﰒ ﰲ ﻭﺟﻮ ﻩ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻘﻼﺕ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ،ﻓﹸﺄﻋ ﹺ
ﺑﻄﺮﺣﻬﺎ ﻭﺠﻬﺎ ،ﻓﺎﺳﺘﻮ ﻋﺒﺖ ﰲ ﺃ ﹸﻃ ﹺﺮﻫﺎ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ،ﻣﻨ ﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺣﺰﺑﻪ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻟﻴﻨﻀ ﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﻓﻴ ﹺﻬﻢ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﻢ ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ .ﻛﺬﻟﻚ ﲢ ﺮﻛﺖ ﻧﻮﻯ ﻗﺪﳝﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺳﻂ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟ ﻌﻤﺎﻝ،
ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻔ ﺰﻫﺎ ﻣﺒﻜﺮﹰﺍ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳌﺪ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻱ ﻋﺎﻣﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻔﺰﺗﻪ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﱪﻭﻟﻴﺘﺎﺭﻳﺎ
ﺡﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺎ ،ﻓﻜﱠﺜﻒ ﺟﻬﺪﻩ ﻟﻴﻠﻘﻰ ﻛﺴﺒﹰﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﳎﺎﻟﻪ ﺍﳊﻴﻮﻱ .10ﻭﻣﻊ ﻓﺴﺤﺔ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺎ
ﺲ ﺩﺳﺘﻮﺭﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﰊ ،ﲤ ﺪﺩﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻓﺎﺯﺕ ﰲ ﻋﺪ ﺩ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺆ ﺳ
ﻼﺏ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻨﺬ )ﺛﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﺎﻟﺲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻇﱠﻠﺖ ﲢﺘﻜ ﺮ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﲟﻘﺎﻋﺪ ﺍﲢﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺷﻌﺒﺎﻥ( 1973ﻡ ،ﺣﱴ ﺑﻠﻐﺖ ﺳﻴﻄﺮﺎ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﻋ ﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻜﻚ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ،ﺍ ﹶﳌﻮﺋ ﹸﻞ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻟﻠﺤﺰﺏ
ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭ ﺣﻠﻔﺎﺋ ﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﺃﻛﱪ ﺇﺿﺮﺍ ﹴ
ﺏ ﻋ ﻤﺎﱄ ﰲ ﻋﻬﺪ ﻣﺎﻳﻮ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺔ،
ﺕ ﻣﻦ ﻭﺯﺭﺍﺋﻬﺎ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﳕﲑﻱ.11 ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴ
ﺲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺟﺎﺀ ﺣ ﱡﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﲟﺒﺎﺩﺭﺍ
^7 9ا IJKا C9ادا 1977 -1970را ZGد U .ا 6A ^*6أ)C x _H - 6ANر <6Eُjم 6EI&A
ا6را1ت ا 2*(.وا &1G *bا9aم.
'( 10أوا cا& 62ا Q+&H ^Aaاآ ا EA7 ^E1* Eا 1Eم & cEAو uEا&1EAل (EJR7 EC*6 'Eة
EE# _EENد أآ6EE71j EEJة 'EE( EE1A7ه"EEة 6EE*6N v`EEاEEدان ،و 2H1EE ^EE tJEEHاًEE7 OEE1A5ا ( 'EEاMEEب
ا).'7
11و Zjاآ Jإfاب &1EAل ا `Eا1E7 'E( E*6*6م 1982م 1E2Hدة ر YEا1EJ7) EH12Cس ا (EaاE&Aوف
P O1A51Hآ ا .
ﺏ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻴﻮﺽ ﺍ ﹸﳌﺘﺒﺎ ﹺﺭ ﹶﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺗﺄ ﺳﺲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻲ ﻟﻠ ﻤ ﻬﻦ ،ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﺃﻣﺎﻧ ﹲﺔ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ،ﺗﺮﻋﻰ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻭﻋﻤﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻓﺈﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﳌﺮﺃﺓ
ﺠﺎﺭ ﻭﺍ ﹸﳌﻬﻨﺪﺳﲔ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻼﺏ ﻭﻣﻜﺎﺗﺒﻬﻢ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﻢ ،ﺗﻜ ﻮﻧﺖ ﺍﳌﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠ ﻌ ﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘ ﻭﺍﻟﻄ ﱠ
ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﲔ ﻭﻏﲑ ﻫﻢ ،ﻭﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍ ﹸﳌﻮﺍﺯﻱ ،ﻧﻔ ﻊ ﰲ ﻣﻘﹺﺒ ﹺﻞ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﰲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﳊﺎﺳﻢ ﰲ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺃﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎﻥ( 1985ﻡ ،ﺍﻟﱵ ﺃﻃﺎﺣﺖ ﺑﺎﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ
ﻒ
ﺼﻮﻣﺎﺗﻪ ﺍﳊﺎ ﺩﺓ ،ﻭﻣﺎ ﻳﺸﻮﺎ ﻣﻦ ﻋﻨ ﻛﺬﻟﻚ ﲟﻨﺎﻓﺴﺎﺗﻪ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﺎﻟﺲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ ﻭ ﺧ
ﰊ ﻭﻣﺎﺩﻱ ﻳﺴﺘﺒﻄ ﻦ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻟﻪ ،ﻻ ﺍﻟﺘﺪﺍ ﻭﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﻣﺆ ﺳﺴﺔ ﺃﺩ ﹴ
ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﳌﺴﺎﳏﺔ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﹸﻗﻮﻯ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ .ﺃ ﺩﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟ ﺮﻭﺡ
ﺥ ﺇﱃ ﺗﺒﺎ ﻋﺪ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻋﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﳓﻮ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮ ﺧﺺ ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺎﻁ ﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﹴ
ﺏ ﻭﻓﺼ ﹴﻞ ﻭﺗﺰﻭﻳﺮ. ﳋﺼﻮﻡ ،ﻭﻣﻬﺪﺕ ﻻﺣﻘﹰﺎ ﳌﺎ ﺷﻬﺪﻩ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻦ ﺇﺭﻫﺎ ﹴ ﰲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍ ﹸ
*****
ﻉ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﻷﻣﲏ
ﻉ ﺁﺧﺮ ﻭﺛﻴ ﻖ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎ ﻣﻞ ﻣﻊ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻫﻮ ﻗﻄﺎ ﻗﻄﺎ
ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﺍﻟﺬﻱ ﹸﺍﺳﺘﻨﹺﺒﺘﺖ ﺑﺬﻭﺭﻩ ﻗﺒﻞ ﻋﻬﺪ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﻄ ﻮﺭ ﺣﱴ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﰲ
ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﻡ.
ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ( 1964ﻡ ﺍﺳﺘﻘ ﺮ ﺭﺃﻱ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﹺﻭﻓ ﻖ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌ ﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻨﻊ ﻛﻞ ﺗﺪﺧﻞ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﺇﺫ ﹶﻗ ﺮ ﺭﺃﻳﻬﺎ ﺃﻥ
ﺍﳉﻴﺶ ﻟﻦ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺗﺴﱡﻠﻢ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﺬﻱ ﲡﱠﻠﻰ ﰲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻹﺧﺮﺍﺟﻪ ،ﻭﺛﺎﺭ ﺟﺪ ﹲﻝ
ﻣﺴﺘﻔﻴﺾ ﺑﲔ ﻗﻴﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻪ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻧﺘﻤﺎ ٍﺀ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻭﺑﲔ ﻋﺪ ﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﱵ
ﺠﺔﺷﺎﺭﻛﺖ ﰲ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ( ،ﻭ ﺟﱡﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ 12ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺣ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺃ ﱠﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﱴ ﻭ ﺟ ﺪﺕ ﻓﺮﺍﻏﹰﺎ ﻧ ﹶﻔ ﹶﺬﺕ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳉﻴﺶ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺗﻮﺑ ﹰﺔ ﻋﻦ
ﳊﻜﻢ ،ﻭﺃ ﱠﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺆ ﺳﺲ ﻟﻪ ﺫﺭﺍﻋﹰﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﹰﺎ ﺃﻣﻨﻴﹰﺎ ﻳﻔﺘﻘ ﺮ ﺇﱃﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺃﻭ ﻓﻄﺎﻣﹰﺎ ﻋﻦ ﺍ ﹸ
ﻚ )ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﻮﻥ( ﲟﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﺴ ﺍﳉ ﺪﻳﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻃﺮﺣﻪ ،ﻭﺑﺎ ﹸﳌﻘﺎﺑﻞ ﺍﺳﺘﻤ
ﺠﻪ ﰲ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺧﻼﻳﺎ ﺠﻟﻠﻮﺻﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻘﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ،ﻭﱂ ﺗﻔﻠ ﺢ ﺣ
A7 ^1* 12ا1.م.
ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﳉﻴﺶ .ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﻣﲔ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ،
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭ ﺟ ﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺃ ﻭﻝ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺘﺎﱄ ﻻﻧﻘﻼﺏ 25ﻣﺎﻳﻮ )ﺃﻳﺎﺭ( 1969ﻡ ،ﻗﺒﻞ
ﺽ ﻻ ﳝﻠﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺋﺒﲔ ﰲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔﺏ ﻣﻌﺎﺭ ﹴ
ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺣﺰ ﹴ
ﺤﺔ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺫﻭ ﺍﳋﻠﻔﻴﺔ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ،ﻭﺧﻄ ﹸﻞ ﻣﻨﻄﻖ )ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﲔ(. ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ،ﺗﺄ ﱠﻛﺪﺕ ﺻ
ﻑ ﻣﻦ ﻋﻨﻒ ﻣﺎﻳﻮﺗﺄ ﺳﺴﺖ ﺧﻼﻳﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺍﳉﻴﺶ ﲝﺬ ﹴﺭ ﺷﺪﻳﺪ ،ﻋﻠﻰ ﺧﻮ
ﳋﺼﺎﻡ ﻭﺍﻟ ﻔﺼﺎﻡ ﺑﲔ ﻣﺎﻳﻮ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ،ﰒ ﺇﻋﺪﺍﻡ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺍ
ﳋ ﹸﻄﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﱃ ﳓﻮ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭ ﹸﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍ ﹸ
ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺘﺤ ﻮﻻﺕ ﺗﺴﺮﻱ ﰲ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘﻤﻲ
ﺻﺔ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻮﺿﺔ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﲝﻜﻢ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍ ﹸﳌﺘﻌﱢﻠﻤﺔ ﺍﻵﻳﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺧﺎ
ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﰲ ﺍﻻﳓﺴﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺳﻴﺎﺩ ﺓ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ.
ﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﻟﺴﻠﻮﻙ ﺟﺎﺀﺕ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺗﺴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ
ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻭﻣﻜﺎﺗﺒﻬﻢ ﻭﺛﻜﻨﺎﻢ ،ﻭﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﻏﺎ ﺷﻴﺔ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ،ﻭﺑﺘ ﻮ ﱡﻃﺪ ﻋﻬﺪ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺩﺧﻠﺖ
ﺃﻋﺪﺍ ﺩ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﲞﻄﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺗﺪﺑﲑﻫﺎ ﺇﱃ ﳐﺘﻠﻒ ﺩﻓﻌﺎﺕ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻭﺗﺰﺍﻳﺪﺕ
ﳊﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﹸﻓﺘ ﺢ )ﺍﳌﺮﻛ ﺰ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﱪ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ .ﻭﻣﻊ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ )ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ( ﹸ
ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ( ﺃﺣﺪ ﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺛﻤﺎ ﺭ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮ ﺟﻪ ﳓﻮ
ﻀﻴ ﹺﻬﻢ ﰲ
ﺕ ﺗﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻭﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ،ﻭﻣﻊ ﻣ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ .ﻓﺘﺢ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺃﺑﻮﺍﺑﻪ ﻟﺪﻭﺭﺍ
ﺗﻌﻤﻴﻖ ﻓﻬ ﻤ ﹺﻬﻢ ﻭﺩﺭﺍﺳﺎﺗ ﹺﻬﻢ ،ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻭﻻﺅﻫﻢ ﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎ ﻣﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮ ﻡ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻜﺮﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ.
ﻛﺬﻟﻚ ،ﺩﻓﻌﺖ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ )1977–1970ﻡ( ﺑﺄﻋﺪﺍ ﺩ ﻣﻦ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﳋﺮﻃﻮﻡ ﻓﺠﺮ 2 ﻼﺏ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﺇﱃ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ،ﻭ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﻣﻄﺎ ﺭ ﺍ ﹸ ﰲ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺕ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻋ ﻤ ﺪﺕ ﻻﺣﺘﻼﳍﻤﺎ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﲤﻮﺯ( 1976ﻡ ،ﻭﻛﺬﺍ ﺩﺍ ﺭ ﺍﳍﺎﺗﻒ ﺑﺎﳋﺮﻃﻮﻡ ﳎﻤﻮﻋﺎ
ﺕ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺴﻠﻄﺔ .ﺑﻞ ﺇﻥ ﻗﻴﺎﺩﺍ ﺿﻤﻦ ﺧﻄﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻐﺰﻭ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺑﺎ ﺩ ﺭﺕ ﺇﱃ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﰲ ﻣﺎﻳﻮ 1969ﻡ ﻭﺍﻧﻀ ﻤﺖ ﺇﱃ
ﺸﻬﺎﺩﺓ ،ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳍﺎﺩﻱ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻭﺭﺍﻓﻘﺘﻪ ﰲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﻭﺍﻟ
ﻳﻄﻞ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﱀ ﻋﻤﺮ ،ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ،ﻭﺭﺍﺋ ﺪ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻨﺬ
ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﳉ ﻮﺍﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺃ ﺳﺴﺘﻬﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻨﺼﺮﺓ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﻜﺒﺔ 1948ﻡ ،ﰒ
ﺻ ﹶﻞ ﺟﻬﺎ ﺩ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻷﻓﺬﺍﺫ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻀﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ.13
ﺗﻮﺍ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻋﻮﺩﺓ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﳌﺪ ﺭﺑﺔ ﺇﱃ ﺍﻟ
ﳋ ﱠﻄﺔ
ﻗﺪ ﺍﻧﺘ ﹶﻘ ﹶﻞ ﺑﺄﺷﻮﺍﻕ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪﺓ ﺇﱃ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻷﻣﲏ ﺍ ﹸﳌﻨﻀﹺﺒﻂ ﺑﺎ ﹸ
ﺕ ﻭﻣﻜﺎﺗﺐ ﺕ ﻭﺃﻣﺎﻧﺎ
ﺲ ﺃ ﹸﻃ ﹴﺮ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻣﻴﻼ ﺩ ﻭﺍﺟﻬﺎ
ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ .ﻭﺇﺫ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺗﺄﺳﻴ
ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ ﺗﻮﺍﰲ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺘﻨﺎﻣﻲ ﺍ ﹸﳌﺘﺴﻊ ،ﺟﺎﺀ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻳﻮﺍﰲ ﻇﺮﻑ ﺍﳊﺮﺏ
ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺆ ﺳﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺣﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍﻵﺧﺮ
ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﻱ ،ﰒ ﻋﻘﻴﺪﺎ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍ ﹸﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ،
ﻑ ﺍ ﹸﳌﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﲡﺮﺑ ﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﺮﻛﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺻﺔ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﺍﻻﺳﺘﻬﺪﺍ ﺧﺎ
ﻼ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ.
ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠ ﹸﻘﻮﻯ ﺍﻟ ﻌﻈﻤﻰ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﺍﺿﺤﹰﺎ ﻣﺎﺛ ﹰ
ﺗﺪﺍﻋﻰ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺑﻌﺾ
ﺍ ﹸﳌ ﺪﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﻠ ﱠﻘﺖ ﺗﺪﺭﻳﺒﹰﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﹰﺎ ﺍﺟﺘﻬﺪﻭﺍ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﻭﻣ ﺪﻩ ﺑﺜﻘﺎﻓ ﺔ ﺗﺘﻌ ﻤﻖ ﰲ ﻋﻠﻮﻡ
ﺻﺔﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺇﺩﺍﺭﺍﺎ ،ﻭﲡﺎ ﻭﺑﺖ ﻣﻌ ﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔ ﹲﺔ ﺻ ﻮﺑﺖ ﻛﻞ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ ﺇﱃ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﻜﺎﺗﺐ ﺍﳋﺎ
ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺰﻝ ﻃﻮﺍﻗﻤﻬﺎ ﲝﻜﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ،ﻭﲢﺮﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠ ﱢﻘﻲ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ
ﻭﺃﺧﻼﻕ ﻭﲡﺎﺭﺏ ﺳﺎﺋﺪﺓ ﰲ ﺍﻷ ﹸﻃﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﰲ ﺛﻐﻮﺭ ﺍ ﹸﳌﻮﺍﺟﻬﺔ
ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺇﱃ ﺭ ﺩ ﺍﻟ ﻔﻌ ﹺﻞ ﺍﻷﻋﻨﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﻔﻌ ﹺﻞ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ .ﻭﻣﻦ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ
ﳋﺼﻮﻡ ،ﻳﺘﻤﱠﻠﻚ ﺃﻋﻀﺎ ُﺀ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻭﻏﲑﻫﺎ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻌ ﺮﺿﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳌﺴﺘﻤ ﺮﺓ ﻣﻊ ﺍ ﹸ
ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺃﺳﺮﺍ ﺭ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎ ﻣﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ،ﻭﻳﺘﻌﺒﺄﻭﻥ ﺿ ﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﺃﺷﺪ
ﺻﺔ ﺑﺘﺰﻛﻴ ﺔ
ﺻﺔ ﰲ ﺧﻄﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺗﺘﻌ ﻬﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﻜﺎﺗﺐ ﺍﳋﺎ ﻛﺬﻟﻚ .ﻭﺭﻏﻢ ﺗﺼﻮﻳﺐ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺧﺎ
ﺴﺮ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘ ﻮﺓ ﻭﱂ ﺗﺴﻌ ﹸﻔﻪ ﺿﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﺑﺘﻼ ٍﺀ ﻭﲢﺪ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﺫﺍ ﻳ
ﺐ ﻣﺎ ﻳﻌ ﹺﺮ
ﻭﻋﻠ ﹴﻢ ﻳﻨﺎ ﺳ
6EE&H 13ا1IEE)5د ا 1EEم ا1EEIدي ا6EEIAي ،وا15EE.ذ EEA7 {1EES 6EEAأ 'EE2ا 'EEP7 gJEE2ا)6EEA 6EEA zEE
ا1EEBدق ا`1EEروري و6EEJ7ا `H1EEH tPRAووا cEESا15EE.ذ 1EEA+7ن 6EE1وا15EE.ذ 6EEIي إEEHاه VوEE iون ر EEPN
ا1IKد إ ,إ 1Hkو.1J
ﻂ ﻓﻘ ﻪ ﺩﻗﻴﻖ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﻗﻴﺎﻡ
ﺴﹸ
ﺗﻘﻮﻯ ﺿﺎﹺﺑﻄﻪ ﻣﻦ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎ ﻭﺯ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺇﺫ ﱂ ﻳﺒ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ،ﺗﺘﻄﻮﺭ ﻗﻤﻌﻴﺔ ﻣﺎﺭﻗﺔ ﲤﺎﺛﻞ ﺃﺷﺒﺎﻫﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻳﺔ ﳑﺎ
ﺳﻨﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﻣﻘﹺﺒﻞ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.
ﺇ ﱠﻻ ﺃ ﱠﻥ ﲡﺎﻭﺏ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺭﻓﺪﻫﺎ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻭﺭﺍﺀ
ﺻﺔ ﺃﻥ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﻌﻈﻢ ﳒﺎﺣﻬﺎ ،ﱂ ﻳﻜﺴﺮ ﺣﺎﺟﺰ ﺍﻟﺘﻌﺎ ﺯﻝ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ،ﺧﺎ
ﻼ ﻋﻦ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍ ﹸﳌﺘﺒﺎﺩﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻗﺪ ﻳﺸﻤﻞ ﺣﱴ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ،ﻓﻀ ﹰ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﳌﻬ ﻤﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰒ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ.
ﺻﺔ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﲤﻴﺰﻫﻢ ﲟﺎ ﻳﺘﻮﱠﻓﺮ ﳍﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺑﺎ ﹸﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎ
ﺹ ﻭ ﺧﹸﻠﻖ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ ﺧﺎﺹ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺒﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻇﺎﻫﺮ ﺳﲑﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻼ ﹴ
ﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﺸﺬﻭﺫ ﻭ ﺟ ﺪﺕ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ،ﻭﻣﻨﺎﺧﹰﺎ ﻳﻬﻴﺊ ﻟﻠ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨ ﱡﻄﻊ ﻭﺍﻟ
ﻳﺴﻨﺪﻩ ﻭﳛﻤﻴﻪ.
****
ﺴ ﻤ ﹸﺔ ﺍﳌﺎﺋﺰﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻫﻲ ﺭ ﺳﻮﺥ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ،ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟ ِ
ﺤﻜﻢ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻂ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻟﻠ ﻭﺍﻓﻖ ﺗﻨﻈﻴ ﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤ ﹶ
ﻣﻀﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﺘﱰﻳﻞ ﺧ ﱠﻄﺘﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺆ ﺳﺴ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﻓﻘﺎﻡ ﰲ
ﺐ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﰲﺸ ﻌ
ﺴ ﹶﻄﺖ ﲢﺘﻬﻢ ﺍﻟ ﺐ ﺗﻨﻔﻴﺬﻱ ،ﻭﺍﻧﺒ ﲔ ﻋﺎﻡ ﻭﳎﻠﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﻭﻣﻜﺘ ﻛﻞ ﺇﻗﻠﻴ ﹴﻢ ﺃﻣ
ﺍﻟ ﹸﻘﺮﻯ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ،ﺗﻌﻘﺪ ﻣﺆﲤﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﻞ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﻭﺗﻨﺘﻈﻢ ﺷﻮﺭﺍﻫﺎ ﻛﻞ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ،
ﺗﺘﺪﺍﻭ ﹸﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﳌﺘ ﱠﱰﻟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﲝﺮﻳﺔ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﰲ
ﻒ ﻧﻈﺎ ﹴﻡ ﴰﻮﱄ ﻏﺎﻟﺐ ﺷﺆﻭﺎ ﺍﶈﻠﻴﺔ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻧﺸﻄﺖ ﺗﺮﺍ ﻋﻲ ﺳﺮﻳﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﹶﻛﻨ
ﻯ ﻣﻌﻠﻮﻡ. ﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﳌﺪ
ﺾ ﺍﻟ ﹶﻄ ﺮ
ﻑ ﺎ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﹰﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳ ﻐ ﻻ ﻳﻌﺘﺮ
ﻒ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ،
ﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻀ ﻌ
ﺸﻮﺭﻯ ﻭﻧﻔﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺎ ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﺴﺮ ﲤﺎﻡ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟ
ﻟﻘﺪ ﺗﻌ
ﺻﺔ ﺣﻮﻝ ﲤﺜﻴﻞ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﰲ ﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﺇﱃ ﺗﻮﺗﺮﺍﺕ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻬﺪ ،ﺧﺎ ﻭﺃ ﺩﺕ ﺍﻟ
ﺸﻮﺭﻯ ﻭﻳﻨﺘﺨﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻟﻜﻦ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ،ﻭﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺘﺎﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟ
ﺨﺖ ﺍﻟﻮﺟﻪﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ،ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﺎﺣﻪ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ،ﺭ ﺳ
ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻋﺎﻓﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﹶﻠ ﹺﻞ ﺍﻟﺼﻔﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﹶﻃﺒ ﻌﺖ ﺗﺎﺭﳜﻬﺎ ،ﻭﻫﻴﺄﺎ ﳌﺮﺣﻠﺔ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ.14
ﻗﺎﻣﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺪﺍ ﺩ ﻳﺘﻘﺎﺭﺑﻮﻥ ،ﻋﻤﺮﹰﺍ ﻭ ﻋﻠﻤﹰﺎ ﻭﲡﺮﺑ ﹰﺔ ،ﻻ ﻳﻘﻮ ﻡ ﻋﻠﻴ ﹺﻬﻢ
ﺷﻴ ﺦ ﺃﻭ ﻣﺮﺷ ﺪ ﺃﻭ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻘ ﺪﻡ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻬﻮ ﺩ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻧﺸﺄﺕ ﻣﺜﻴﻼﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺍﻟﺘﻘﻮﺍ ﺯﻣﻼ ًﺀ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻟ
ﻼﺑﹰﺎ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻭﲣ ﺮﺟﻮﺍ ﺇﱃ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺪﺭﺳﺔ ) ﺣﻨﺘﻮﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ( ،ﻭﺍﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﹸﻃ ﱠ
ﺻ ﹸﻞ ﳌﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ،ﻭﻳﻌﺒ ﺮ
ﺸﻮﺭﻯ ﲦﺮﺓ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺆ ﻭﺍﳌﻬﻨﺔ ،ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟ
ﻋﻨﻪ ﰲ ﻧ ﹸﻈﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺎ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺜﺎﺭ ﺍﳉﺪﻝ ﺣﻮﻝ ﻫﻞ ﻫﻲ ﻣﻠ ﹺﺰﻣﺔ ﺃﻡ ﻣﻌﻠﻤﺔ ،ﺫﻟﻚ ﺍﳉﺪﻝ
ﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺑﻠﻎ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴ ﺮﺏ ﻣﻦ ﹸﻛﺘﺐ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟ
ﺏ ﳕﻂ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺇﺫ ﺳﺎ ﺩﺕ ﻧ ﹸﻈ ﻢ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺎ ﹺﺭ
ﺥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﻗﺔ ﻼ ﻋﻦ ﻣﺮ ﺷ ﺪ ﺃﻭ ﺇﻣﺎﻡ ،ﻓﺸﻰ ﻣﻨﺎ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻻ ﺗﺴ ﻤﻴﻪ ﺃﻣﲑﹰﺍ ﺃﻭ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ،ﻓﻀ ﹰ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻨ ﺰﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺃﻭ
ﻭﺍﻟﺒﺤﺒﻮﺣﺔ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟ
ﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺷﺮﻋﻴ ﺔ ﻭ ﺷﻮﺭﻯ ﻣﻦ ﺃﺟﻬﺰﺎ، ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ،ﻭﻻ ﺗﻠ ﹺﺰ ﻡ ﺃﻋﻀﺎﺀﻫﺎ ﺇﻻ ﻣﻮﺍﻗ
ﺺ ﺃﻭ ﻋﻘ ﹴﻞ ﻭﻳﺘﺠﺎﻓﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻹﺗﺒﺎﻉ ،ﻭﻻ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ﻣﺘﻮ ﹶﻥ ﺍﻟ ﻔﻘﻪ ﻼ ﺻﺤﻴﺤﹰﺎ ﻣﻦ ﻧ ﹴ ﻓﺄﻋﻀﺎﺅﻫﺎ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺩﻟﻴ ﹰ
ﺍﻟﱵ ﺗﺮ ﺷ ﺪ ﺍ ﹸﳌﺘ ﻤﺬ ﻫﺐ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﻔﻌ ﹸﻞ ﻭﻣﺎ ﻳ ﺪﻉ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺘﺤﺮﻭﻭﻥ ﺍﻵﻱ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ .ﺃﻣﺎ
ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻭ ﺭ ﺷﻮﺭﻯ ﻭﺍﺳﻌﺔ ،ﻣﺎ ﻭ ﺳ ﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺃﺗﺎﺣﺖ
ﺍﳊﺮﻳﺔ .ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺳﻨ ﻦ ﺍﳉﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺭﺍﺗﺒ ﹰﺔ ﺗﺘﺪﺍﻭﻝ ﺣﻮﻝ ﺍ ﹸﳌﺮ ﺷﺢ ﺑﻐﲑ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ،
ﺐﺐ ﻭﺍﳌﻮﺟ ﺝ ﺍ ﹸﳌﺮ ﺷﺢ ﻭﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﺘﻤﻌﻮﻥ ﺍﻟﺴﺎﻟ ﻼﺏ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ .ﳜ ﺮ ﺻﺔ ﺑﲔ ﻃ ﱠ ﺧﺎ
ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﲏ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﳏﻞ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ .ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﰲ ﻣﻌﻬﻮﺩﺍﺕ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﰒ ﺗﻌ ﱠﻘﺪﺕ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﺎ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﲏ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﺇﺫ ﺳﺎﺩ ﻇ ﻦ
ﺐ ﺃﻣﲑﹰﺍ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ،ﻻ ﺗﺴ ﻤﻴﻪ ﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﺇﻻ ﺃﻣﻴﻨﹰﺎ ﻋﺎﻣﺎﹰ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺨ ﺷﺪﻳﺪ ﻳﺘﻮ ﻫﻢ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﰲ ﻣﻦ ﻳﻨﺘ
N 14ل ا آ '( *Mاآ ا :را ^N ZGا5ا 'Hآ15ب اآ Eا 'E( EاEدان :اER5ر
ا` tا.qICA
ﺐ
ﻒ ﻋﻠﻰ ﹸﻛﺘ ﹺ
ﳉﻠﺒﺎﺏ ،ﻭﺗﻌ ﻜ
ﺼﺮ ﺍ
ﺑﺄﺛ ﹴﺮ ﻣﻦ ﻏﺎﺷﻴﺔ ﺳﻠﻔﻴﺔ ﻋﱪﺕ ﻣﻮﺿ ﹰﺔ ﺗﻌﻔﻲ ﺍﻟﻠﺤﻰ ،ﻭﺗﻘ
ﺍﻟﻌﺼ ﹺﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ.15
ﺍﺗﺼﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﳑﺎ ﺟﺮﻯ ﰲ ﺃﻱ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ
ﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺭﺍﺗﺒ ﹰﺔ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ،ﻭﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﻫﻴﺄﺓ ﺕ ﺍﳌﻜﺘ ﹺ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﺮﻛﺔ .ﺗﻮﺍﹶﻟﺖ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎ
ﻑ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻮﺕ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺸﻮﺭﻯ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺔ ،ﻭﺗﻜﱠﺜﻒ ﺍﻟﻠﻘﺎ ُﺀ ﻣ ﺮﺓ ﻛﻞ ﻳﻮﻣﲔ ﻳﻄﻮ ﺍﻟ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺗﻮﺍﱄ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﺣﻮﻝ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻻ
ﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﺬ ﹸﻝ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺗﺪﺍﺑﲑ ﻣﺤ ﹶﻜ ﻤﺔ ﺗﻀﻤ ﻦ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﻋﻀﻮﹰﺍ ﰲ ﺳﻴﻤﺎ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟ
ﻑ ﺑﻪ ﻋﻠﻨﹰﺎ ﻭﻳﺴﺘﺘ ﺮ ﺑﻜﻞ
ﻣﻜﺎ ﻥ ﻭﺍﺣﺪ ،ﺭﻏﻢ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﻟﺘﻨﻈﻴ ﹴﻢ ﻻ ﻳﻌﺘ ﺮ
ﺤ ﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪ،ﺲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﲣﺎﺫ ﺃﻳﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗ ﺾ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ،ﱂ ﻳ ﻌ ﻤﺪ ﺭﺋﻴ ﻋﻤﻠﻪ ﺳﻮﻯ ﺑﻌ
ﺃﻭ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺃﺟﻬﺰﺗﻪ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻻ
ﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﺃﻥ ﲢ ﹸﻜﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻳﺴﺘﺸﻌ ﺮ ﺧﻄﺮﹰﺍ ﻣﺎﺛ ﹰ
ﺿﻰ ﻣﻨﺎﻓﺴ ﹰﺔ ،ﻓﺎﺣﺘﺎﺟﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺤ ﹸﻜ ﻢ ﻓﺮﺩﹰﺍ ﻻ ﻳﻘﺒ ﹸﻞ ﻣﺸﺎﺭﻛ ﹰﺔ ﻭﻻ ﻳﺮ
ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳ
ﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺃﻥ ﺗﺤ ﻜ ﻢ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﺗﻄ ﻮﺭ ﻭﻗﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺠ ﻤﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ،ﺧﺎ
ﺻﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺤ ﹺﺮ
ﺗﻘﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟ ﹸﻄﻐﺎﺓ ﻭﺍﻋﺘﻼ ﹸﻝ ﺃﻣﺰﺟﺘﻬﻢ ﺗﻌﺘﺮﻳﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻓ
ﺍ ﹸﳌﻨﺘﻈﻤﺔ ﺍ ﹸﳌﺘﺼﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺒﺎ ﺩ ﹸﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ،ﻭﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﰲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ
ﻟﻼﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ،ﻭﳎﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﰒ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ،ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ،
ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻮﺻﻒ ﻋﻀ ﹴﻮ ﺑﺎﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺃﺷﺒﻪ ﺑـﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ) ،(Gameﻗﺪ ﳚﺮﻱ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ
ﻫﺎﺩﺋﹰﺎ ﻣﻨﺘﻈﻤﹰﺎ ﺃﻭ ﺧﺸﻨﹰﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻘﻊ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﻭﻟﻜﻦ ﳛ ﹺﺮﺹ ﺍﳉﻤﻴﻊ
ﺿﻤﻨﹰﺎ.
ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﹸﻠﻌﺒﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ
EEN 15ل )"EEة اآ : EEراN) 'EE` ^EEN ZEEGآ EEا EEان ا 'EE( ^APEEAاEEدان( وEENل EE&J9ا1EE2دة
وا)EEEرى :را6EEEJ7 ZEEEGاه1ب ا6EEEC(.ي )EEEkرة ا5ا ، EEE*MPK 1H ('EEEHوEEENل أدب ا 1EEE5ر ا1EEE2دة :راZEEEG
6J7اAAد ر ا6ا Vا``' )ذآ* '( '#1ا1Jد* ( p12ت )C xرة.
ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟ ﻔﻜﺮﻱ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﺗﺒﻠ ﻮﺭ ﺍﻟﺜﱠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ
ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ،ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﺣﱴ ﻛﺄﺎ ﻻ ﺗﻘﺒ ﹸﻞ ﺟﺴﻤﹰﺎ ﻏﺮﻳﺒﹰﺎ ﺃﻭ ﺗﻔﺴ ﺢ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻳ ﹸﻜﻦ
ﻼ ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﻳﺴﺘﻨﻜﻒ ﻋﻦ ﺇﺑﻼﻏﻪ. ﺭﺃﻳﻪ ﻭﺟﻴﻬﹰﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﹰﺎ ﻭﺍﻗﺘﺮﺍﺣﻪ ﻣﻔﻴﺪﹰﺍ ،ﻗﺪ ﻻ ﳚﺪ ﺳﺒﻴ ﹰ
ﻭﺇﺫ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﺃﻥ ﻻ ﻣﻘﺎﻡ ﹸﳍﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍ ﹸﳌﺘﺴﻘﺔ ﺍ ﺍﻋﺘﺰﻟﻮﺍ ﻭﺍﻧﻌﺰﻟﻮﺍ ،ﻭ ﺣ ﹺﺮ ﻣﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﻣﻦ ﲤﺎﻡ ﺧﱪﺓ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﻃﺎﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻋﺪﹰﺍ ﰲ ﻋﻬﺪﻩ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ،
ﻭﻴﺄﺕ ﻟﻐﺎﻟﺒﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ ﻭﺇﺣﺮﺍﺯ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺏ
ﺠﻪ ،ﻭﺣﺮﻣﺖ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻼ ﻋﻨﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﻧﻀ ﹺ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﻭﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪﺍ ﻋﺎﻃ ﹰ
ﺐ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺼﻔﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ، ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻨﺒﻬﺎ ﺑﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟ ﻌﱠﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻴ
ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﺛﺮ ﺍ ﹸﳌﺠﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﳌﻨﺎﺻﺤﺔ ﻭﺍ ﹸﳌﺴﺎﻳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ،ﻓﺘﺆﱢﺛ ﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺍﺏ
ﺐ ﻣﻘ ﺪﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺐ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻗﺪ ﺃﺳﻬﻢ ﺑﻨﺼﻴ ﹴ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﻻ ﺭﻳ
ﺃﺯﻣﺎﺕ.16
****
ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺷﺘ ﺪﺕ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺃ ﻭﻝ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﻭﺑﲔ
ﻱ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﺎﻥ 1973ﻡ ،ﻓﻘﺪ ﲣ ﺮﺝ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻘﻞ ﺍ ﹸﳌﺘﻄﺎ ﹺﻭﻝ ﺃﻓﺬﺍ ﹲﺫ ﲪﻠﻮﺍ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ
ﺍﻟﻌﺼﺮ ،ﻭ ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻼﻣﺢ ﺟﻴ ﹴﻞ ﺟﺪﻳ ﺪ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺄﻥ ﻗﺪ ﻣﻀﺖ
ﺐ
ﺻﻮﻝ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺴﺘﻮ ﻋ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻋﱪ ﺃﺟﻴﺎ ﹴﻝ ﻟﺘﺴﱠﻠﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ،ﺟﻴﻞ ﺟﻴ ﺪ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ
ﺤﻒ ﺍﻟﱵ ﺼ ﺸ ﹺﻬ ﺪﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﶈﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺍ ﹸﳌﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟ ﻟ ﺮﻭﺡ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻣﺪﺭ ﻙ ﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺗﻪ .ﻓ
ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ،ﻛﻤﺎ ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ ،ﻧ ﹶﻔ ﹶﺬ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻋﻀﺎ ٌﺀ ﻣﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﻣ ﺪﻭﺍ
ﲡﺮﺑﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺇﱃ ﺧﺸﺒﺔ ﺍﳌﺴﺮﺡ ﺍﳊ ﺮﺓ ،ﻓﻈﻬﺮﺕ ﺻﻮﺭﹲﺓ ﻟﻸﺥ ﺍ ﹸﳌﺴﻠﻢ
ﺼﻮﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﺟﻠﺒﺖ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺣﺴﺪﹰﺍ ﻭﻏﲑ ﹰﺓ ﻣﻦ ﺧ ﻣﺒﺎﹺﻳﻨﺔ ﻟﻠ
1# 6I4 16ر* zاآ ا (' ادان وج g&Hا)1Baت اا6E7ة cEG ^Eا& 6E2ا6E&H ^EAa
ا)12ق 1954وN ^*`#آ Eا E*5ا ' Eا 'E5أ TEت ^Eأُو vEأ `H1EH.آEار ،أ 'ECx .اEBCي،
أ6J7.ا زآ* ،1د S1 .ا cG '( ^` .6ا& 62ا ^5وا QFPa# ^&Jأ1AEء tE& ^E7 EAIأدوار 1jد* E
ر ، EEأ1EE+ل أ .ر ^EEN ZEEHا ،6EEANأ (1EEN .ا) 6EEJ7 ،zEا ،'EEP7 VNد ،'EECx EEF&G .د .أ 6EEANإEEHاهV
ا5ا ،'Hد .اج ا6J7 ^*6ا1Jري ،د1IH .ء ا ،'FCN ^*6م ،C v1 .د2( 6A .ي ،د 'JRj .ا6EIAي،
أ .أ1A+7 6ANن `' وxه.V
ﻳﺆﺫﻳ ﹺﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻋﻀ ﻮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻔﻜﺮﻩ ﻭﺷﻜﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﺇﺫ ﺭﺃﺕ ﻓﻴﻪ ﻗﻴﺎﺩﺓ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﺸﺮﻯ ﺑ ﹸﻘﺮﺏ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﺘﻤﻊ ،ﺃﻫﺎﺟﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍ ﹸﳌﺘﺠ ﺪﺩﺓ ﺛﺎﺋﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ
ﻭﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺎﺳﺘﻨﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻳﺰ ﻋﻤﻮﻥ ﺃﺎ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﻟﻴﺲ
ﻉ ﺍﻟﹺﻨﺴﺎﺋﻲ ﺍﻟﻨﺎ ﺷﻂ ﺍ ﹸﳌﻤﺘﺪ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻴﺎﺭ
ﻁ ﺍﻟ ﻘﻄﺎ
ﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﺷ ﻤ ﹶﻞ ﺍﻟﻨﺸﺎ ﹸ
ﺮﺩ ﻣﺎ ﺃﻟ ﹸﻔﻮﺍ ،ﺧﺎ
ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺳﺎ ﺩ ﲟﺎ ﺗ ﺰ ﻭﺩ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻄﺮﺡ ،ﻭﲟﺎ ﲪﻞ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺎﺱ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﳌﻨﻌﺸﺔ.
ﺸﻮﺭﻯ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺇﺫ ﺗﻠﻘﻰ ﺍ ﹶﳌ ﺪ ﻛﺎﻥ ﻭﻗ ﻊ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻃﻴﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺥ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟ
ﺐﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪﻱ ﻣ ﺪ ًﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻷ ﳝﺎ ﺻﺎﺣ ﹺ
ﺸﺮﻳ ﻌﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺎ ﻫ ﻢ ﻣﻊ
ﺭﺃﻱ ﻣﻬﻤﺎ ﻳ ﹸﻜﻦ ﳏﺪﻭﺩﹰﺍ ﰲ ﻛﺴﺒﻪ ﺍﻟ ﻌﻠ ﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟ ﻌ ﻤﻠﻲ ،ﺍﻟ
ﺍﳉﻤﻴﻊ ﰲ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﳎﺘﻤﻊ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ،ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﳉﺎﻫﻞ ﺳﺆﺍ ﹰﻻ ﻳﺴﺘﻔﺰ ﺍﻟﻌﺎﱂ
ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺃﻭ ﻳﺜﲑ ﺧﻮﺍﻃﺮﻩ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎﺩ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺮﻯ ﺭﺃﻳﹰﺎ ﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻋﻠﻤﹰﺎ ﻣﻨﻪ ،ﻭﺣﱴ ﲞﻄﺌﻪ ﺍﻟﺬﻱ
ﻼ ﻻ ﳚﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻳﻌﺘﹺﺒﺮ ﺑﻪ ﻭﻳ ﺪﹶﻓﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻟﺘﺼﻮﻳﺒﻪ ،ﻓﺘﺜ ﻤ ﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﺍ ﹸﳌﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻜﺮﹰﺍ ﻭﻋﻤ ﹰ
ﺿﻼﻟﺔ .ﺗ ﹾﻠ ﹸﻜﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺅﻯ )ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ( ﺍﻟﱵ ﲤﱠﺜﻠﺘﻬﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍ ﹸﳌﺘﺠ ﺪﺩﺓ ،ﻓﺘﺪﺍﻓﻌﺖ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﺻﻮﺍﺕ
ﺸﻮﺭﻯ ﺳﻠﻮﻛﹰﺎ ﺭﺍﺳﺨﹰﺎ ﰲ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ،ﻭﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺤﺖ ﺍﻟ
ﳊﺮ ،ﻭﺃﺿ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍ ﹸ
ﺼﻮﻣ ﹰﺔ ﻭﻻ ﻳﺜ ﲑ ﺿﻐﻴﻨ ﹰﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻵﺭﺍﺀ. ﻭﺍﻟﺘﺪﺍ ﻭﻝ ﻭﺍ ﹸﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﺍ
ﳉ ﺪﺍﻝ ﺧﹸﻠﻘﹰﺎ ﻻ ﻳﺒﻌﺚ ﺧ
ﺸﻌ ﹺﺮﻱ ﻭﺍﻷﺩﰊ ﻭﺍ ﹶﳌﺴﺮ ﺣﻲ ﰲ ﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟ
ﺴﺠ ﹺﻦ ﻭﻟﻴﺎﻟﻴﻪ ﺃﺻﻮﺍ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺣﻴﺖ ﺃﻳﺎ ﻡ ﺍﻟ ِ
ﺸﻌﺮ )ﺍﳊﻠﻤﻨﺘﻴﺸﻲ( ﺑﲔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﺃﻭﺍﺋ ﹸﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﻇﺎﻫﺮ ﹶﺓ ﺍﻟ
ﻼﺏ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﻤﻰ ﻋﺪ ﺩ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺃﺷﻌﻠﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﺎﻥ 1973ﻡ ﻃﱠ
ﻼﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ 2ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﲤﻮﺯ( 1976ﻡ ،ﻭﻣﺎ ﺗ ﻮﺟﻮﺍ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺴﻮﺭ ﻟﻄ ﱠﻭﺍ ﹸﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳉ
ﺸﻌﺮﺍﺀﺕ ﺷﻌ ﹺﺮ ﺍ ﹸﳌﻘﺎ ﻭ ﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﻇﻬﺮﺕ )ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟ
ﺟﻬﺎ ﺩ ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ،ﺃﺷ ﻌﹶﻠﺖ ﺃﺻﻮﺍ
ﻉ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ( ﻗﺒﻞ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﰒ ﺍﺗﺼﻞ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ،ﻭﻇﻬﺮﺕ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻧﻮﺍ
ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﺍﻷﻣﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﰲ ﻣﺴﺎﺭﺡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ،
ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﻫﺪ ﻭﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ،ﻭﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ
ﺸﻌﺮﺍﺀ ،ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ ﻼﺏ ﺑﻮﺟ ﻪ ﺁﺧﺮ ،ﻫﻮ ﺗﻌﺎﻃﻴﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺣﺴﺒﺎﻢ ﰲ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﻟ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺤﻒ ﺍﳊﺎﺋﻂ ﻭﺍﻼﺕ ﺻﻀ ﻬﻢ ﻧ ﱠﻘﺎﺩﹰﺍ ﻟﻸﺩﺏ ﻭ ﹸﻛﺘﺎﺑﹰﺎ ﻟﻠﻘﺼﺔ ﻭﺍﳌﺴﺮﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ ﰲ ﺑﻌ
ﻼﺏ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ،ﻭﺑﺪﺍ ﻛﺄﻥ ﻛﻞ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼ ﺪ ﺭ ﻋﻦ ﺍﲢﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺃﺎ ﺣﺘﻤﹰﺎ ﺳﺘﺴﻮﺩ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺒﺄ ﺃﺣﺪ
ﻭﺍﻟ
ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ.17
ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ 1983ﻡ ،ﻗ ﺪﻡ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ
ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﳏﺎﺿﺮﺓ ) ﺣﻮﺍ ﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟ ﹶﻔﻦ( ﲟﺴﺠﺪ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭ ﺯ
ﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺮﻭﺭ ﹰﺓ ﰲ ﻼ ﻹﻋﻤﺎﺭ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻳﻮ ﺷ
ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﺇﱃ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺟﻬﹰﺎ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ،ﻭﺳﺒﻴ ﹰ
ﺚﺻ ﺮﺓ ،ﻭﺃﻥ ﺣﻮﺍ ﺭ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﳚﺊ ﰲ ﺫﻛﺮﻯ ﺑﺪﺭ ﺇﺫ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺍﳊ ﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎ ﻃﻞ ،ﻭﺣﻴ ﹸﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍ ﹸﳌﻌﺎ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﳊ ﻖ ﲡﺎﻭﺑﹰﺎ ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ.
ﻟﻜﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟ ﻔ ﺮﻕ ﻭﺍﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﱠﻴﺔ ﻭﺍﳌﺴﺮﺣﻴﺔ ﺗﺄ ﺧﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺭﻏﻢ ﺩﺧﻮﻝ ﺃﻋﺪﺍ ﺩ
ﺏ ﻣﻦ ﺷﻮﺍﻏﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺇﱃ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﳌﺴﺮﺡ ﻭﲣ ﺮﺟﻬﻢ ﻓﻴﻪ ،ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﺿﻪ ﺃﻱ ﺟﺰﺀ ﰲ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ ﻓﻘﺪ ﻇ ﱠﻞ ﻏﺎﺋﺒﹰﺎ ﻋﻦ ﻫ ﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ،ﻭﱂ ﺗﺸﻐﻞ ﻣﻌﺎ ﹺﺭ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻋﺪﺍ ﺩ ﻣﻘ ﺪﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﻫﻮﺑﲔ ﺍ ﹸﳍﻮﺍﺓ ﻭﺍﳋ ﱠﻄﺎﻃﲔ ﻭﺍ ﹸﳌﺼ ﻤﻤﲔ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭﻣﻌﺎﺭﺿﻬﺎ ﺍﳌﻮﲰﻴﺔ ،ﻭﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺸﻜﻴﻠﻴﲔ ﺭ ﻭﺍ ﺩ ﰲ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺤ
ﺻﳛﺮﺭﻭﻥ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﳋﻤﺴﻴﻨﺎﺕ.
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﲡﺪ ﻛﻔﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺃﺩﺏ ﺣﺮﻛﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ ﺍﻟ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍ ﳌﺼﺮﻳﺔ )ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ،ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻮﺩﺓ ،ﺍﻟﺒﻬﻲ ﺍﳋﻮﱄ ،ﺳﻴﺪ ﺳﺎﺑﻖ ،ﳏﻤﺪ
ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ،ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺿﺎﻭﻱ ،ﺳﻴﺪ ﹸﻗﻄﺐ ،ﳏﻤﺪ ﹸﻗﻄﺐ( ،ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺃﻭﺳﺎﻁ
ﻼ ﺇﱃ ﺛﻘﺎﻓﺔ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﺳﻴﺪ ﹸﻗﻄﺐ ﻭﻓﻜﺮﻩ ،ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻛﺘﺐ “ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﱯ” ﺳﺒﻴ ًﹰ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﻋﺎﻡ 1968ﻡ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺘﺐ ﺃﺑﻮ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺩﻭﺩﻱ، ﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﻟﻠ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺧﺎ
ﻭﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻨﺪﻭﻱ ،ﰒ ﻓﺘﺤﻲ ﻳﻜﻦ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺣﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ،ﻭﰲ ﺃ ﻭﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ
ﺗﻄ ﻮﺭ ﺍﲡﺎﻩ ﺳﻠﻔ ﻲ ﳏﺪﻭﺩ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﺍﻧﺘﺒﻪ ﻟﻜﺘﺐ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﺸﻮﻛﺎﱐ،
17ا&4 ^ I54اء 6A
5CAPNا1Kك اBاف ،د .أ 6EANا 6EA ،^E.ا .'EKCو( 'Eرا ERHا)&Eاء
ا ^ ا) ،cI O&AG (1N 6Iوا)1AP ^N 6Iن و& 6A 6 VIا^ ا ،tRaا6EA EA7 ^EH
أ ،6ANأ ^E1* `HEHا)6EJ7 ،^EN 6EA 'PGE ^EN ،'R2CEاAAد Eر ا6Eا Vا``E`H ،'Eي 1EA+7ن
&،6أ^ M*1( ,A7 ^Nة ا ،^.وxه.V
ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺘﻨ ﹸﻄﻊ ﻭﺍﻟ ﻐﻠﻮ،
ﺾ ﹸﻛﺘﺐ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭ ﹸﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ .ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻇﻬﺮﺕ ﺑﻌﺾ ﻭﺑﻌ ﹺ
ﺍﻟﱵ ﺷﺎﺑﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻳﻮﻣﻬﺎ ،ﻭﺍﻏﺘﺮﺑﺖ ﺎ ﻋﻦ ﺧ ﱢﻄﻬﺎ ﺍﳌﻨﻔﺘﺢ ،ﻭﺭﻏﻢ ﻓﺎﺋﺪ ﺓ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋ ﺮﻓﺖ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺭ ﻭﺍﺩﻫﺎ ﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻘﺼﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ
ﺐ ﻣﻦ ﻗﺼﻮﺭ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﻧﻄ ﹺﻖ ﺍﻟ ﹸﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﻣﻦ ﻓﻘ ﻪ ﻻﺯ ﹴﻡ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ،ﺑﺴﺒ ﹴ
ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻘﻞ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﺻﻘﻠﺖ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ،ﻭﻋ ﻤﻘﺖ ﻓﻜﺮﻫﻢ ،ﺧﺎﺻﺔ ﳑﻦ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻢ
ﺍﻷﻳﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ،ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺘﺎﺡ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺴﻊ ،ﻓﻔﺎﺽ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻜﻔﻮﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﺘﻌ ﻤﻘﺔ ﻠﺪﺍﺕ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﰒ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻓﺎﺿﻮﺍ
ﺑﺪﺭﻭﺳﻬﻢ ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺎﻢ ﺣﱴ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺼﻄﱪﻭﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺻﻄﺒﺎﺭ.
ﻛﻤﺎ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﳌﻌﺘﻘﻞ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﹰﺎ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﻣﻊ
ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺘﻘﻠﲔ ﲟﺨﺘﻠﻒ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﻢ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻠﱪﺍﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺯﺍﺩﹰﺍ ﻃﻴﺒﹰﺎ ﲡﱠﻠﻰ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﱵ
ﺸﻌﺐ ،ﺑﺪﺃﺕ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺍﻟ ﺃﻋﻘﺒﺖ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ .ﻭﻣﻊ ﺗﻘ ﺪﻡ
ﻛﻮﺭﺳﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﳌﻀﺒﻮﻃﺔ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ ،ﻭﺗﻄ ﻮﺭﺕ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ
ﻭﺍﻟﻀﺒﻂ ﻭﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﻘﻮﱘ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰒ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ .ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﹰﺍ ﻟﺜﻤﺎﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻘﻞ ،ﻭﻣﺎ
ﺃﺿﺎﻓﺖ ﻣﻦ ﺗﻄ ﻮ ﹴﺭ ﻧﻮﻋﻲ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1979ﻡ ﻣﻊ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﲜﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ
ﻼﺏ ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﺎﻥ 1973ﻡ ،ﻟﺼﺎﱀ ﲢﺎﹸﻟﻒ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺃﻏﻠﺐ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﲢﺎﺩ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﻑ ﺑـ)ﹸﻗﻮﻯ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﹺﻨﺴﹺﺒﻲ(، ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﲔ ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻷ ﻣﺔ ﻭﺍﻻﲢﺎﺩﻳﲔ ﻓﻴﻤﺎ ﻋ ﹺﺮ
ﻉ ﺳﻠﻔﻲ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﹶﻓ ﹸﻔﺮﻏﺖ ﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺫﺍﺕ ﻧﺰ ﹴ
ﺭﻣﻮﺯ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺇﱃ ﲤﺘﲔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺗﻌﻤﻴﻘﻪ ﻭﺗﻮﺳﻴﻌﻪ
ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ،ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﺃ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﺘﺪﻯ ﺣﺮ ﻳﻌ ﹶﻘ ﺪ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ،ﺍﺗﺴﻢ ﺑﺎﻟﻄﻼﻗﺔ
ﺝ
ﰲ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻭﺍﳊﻮﺍﺭ ،ﻭﺗﺼ ﻮﺏ ﳓﻮ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﻧﻘﺪ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ .ﻭﺭﻏﻢ ﲤﻠ ﻤ ﹴﻞ ﻭﺍﻧﺰﻋﺎ ﹴ
ﺻﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺻﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﻜﺎﺗﺐ ﺍﳋﺎ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﻨﺘﺪﻯ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺧﺎ
ﳊﻮﺍﺭ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﻗ ﺪﻡ ﻕﺍﺕ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ،ﻭ ﹶﻃ ﺮ ﺍﳌﻨﺘﺪﻯ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺳﻨﻮﺍ
ﻣﻌﻈﻢ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ،ﻭﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﺳﻨﺔ ﺍﻻﻧﺘﺪﺍﺀ ﺇﱃ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺣﻴﹸﺜﻤﺎ ﻭ ﹺﺟﺪ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟ
ﺱﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﺸ ﺮﻳﺎﺕ ﺟﻴ ﹴﻞ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﻔ ﱢﻜﺮﻳﻦ ،ﻛﺎﻥ ﻳﻘ ﺪﺭ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺜ ﻤﺮ ﺃﻋﻼﻣﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﻣﺪﺍﺭ
ﻉ ﺃﺑﻮﺍﺑﻪ ﻣﻔ ﱢﻜ ﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﰲ ﲡﺪﻳ ﺪ ﻓﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻳﻮﺍﰲ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺷ ﺮ
ﺻ ﺮﺓ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﺎ ﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻗﺪ ﺍﺗﺼﻞ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﳉﻴﻞ، ﺃﺻﻮ ﹰﻻ ﻭﻓﺮﻭﻋﹰﺎ ﻟﻴﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍ ﹸﳌﻌﺎ
ﻭﺍﻣﺘ ﺪ ﺑﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻋﺎﺩﻭﺍ
ﺠﻮﻥ ﻣﺎﻳﻮ ،ﻭﺑﺘﺄﺛ ﹴﲑ ﺃﺿﻌﻒ ﳑﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻰ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻭﱂ ﻳﺘﻘ ﺪﻣﻮﺍ ﺇﱃ ﺑﺮﺻﻴ ﺪ ﺃﻗﻞ ﳑﺎ ﺭﻓﺪﺕ ﺳ
ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊ ﱠﻘﺔ ،ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ.
ﻼﺏ ﻳﺼ ﺪ ﺭ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻬﺪ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﻭﺭﻗﺔ ﻋﻤ ﹴﻞ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻇ ﱠﻞ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺕ
ﻑ ﺑـ)ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ( ،ﺗﻬ ﺪﻱ ﻧﺎﺷﺌﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺇﱃ ﻗﺮﺍﺀﺍ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ،ﺗ ﻌﺮ
ﳐﺘﺎﺭﺓ ،ﺟﱡﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻣﻔﻜﺮﻱ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﲔ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻮ ﺳﻊ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ
ﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻋﺎﻣﺔ ،ﺃﻋﺠﺐ ﺎ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻴﺸ ﲑ ﺇﱃ ﹸﻛﺘ ﹴ
ﻉ ﺍﻟ ﹶﻘﹶﻠ ﻖ ﻭﺍﺑ ﺪﺃ
ﺍﳌﻔﻜﺮﻭﻥ ،ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻟﻴﻜﺴﻴﺲ ﻛﺎﺭﻝ )ﺍﻹﻧﺴﺎ ﹸﻥ ﺫﻟﻚ ﺍ ﻬﻮﻝ( ﻭﻛﺘﺎﺏ ) ﺩ ﹺ
ﺍﳊﻴﺎﺓ( ﻟﺪﺍﻳﻞ ﻛﺎﺭﻧﻴﺠﻲ ﻭ ﹸﻛﺘﺐ ﻟﱪﺗﺪﺭﺍﻧﺪ ﺭﺳﻞ ﻭﺑﺮﻧﺎﺭﺩ ﺷﻮ.
ﻼﺏ ﻭ ﺳﻌﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻓﺄﺿﺎﻓﻮﺍ ﹸﻛﺘﺒﹰﺎ ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﻟﻜﻦ ﺑﺘﻮ ﺳﻊ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺴﻨﺔ( ﺑﻨﺪﹰﺍ ﺛﺎﺑﺘﹰﺎ ﰲ ﹸﻛﻞ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ،ﰒ ﹸﻛﺘﺐ ﰲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻇ ﱠﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻴﺪ ﺳﺎﺑﻖ )ﻓﻘ ﻪ ﺍﻟ
ﺨﺺ ﺃﻫﻢ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺕ ﺗﻠ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ،ﰒ ﺃﺿﺎﻓﻮﺍ ﰲ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ ﺗﺎﻟﻴ ﺔ ﻣﺨﺘﺼﺮﺍ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟ ﹸﻜﺘﺐ ،ﻟﺘﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺻﻒ
ﻁ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻮﻝ ﻭﺍﳌﻮﺍﻫﺐ ﺩﻓﻊ ﺇﱃ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺎﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ، ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﺯﺩﺣﺎﻣﻪ ﺑﺄﳕﺎ
ﻭﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻗﺪ ﻳﺤﺎﺻﺮ ﺳﻌﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺗﻨﻮﻋﻪ ﳊﺮﻛ ﺔ ﺗﺮﻳﺪ
ﺃﻥ ﺗﻘﻮﺩ ﺍ ﹸﳌﺠﺘﻤﻊ ،ﻓﻠﻴﺨﺘﺎ ﺭ ﹸﻛﻞ ﻋﻘ ﹴﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﻓﺎﳌﻬﻢ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﻂ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﳊﻮﺍﺭ ،ﻓﺎﻟ ﻌﻠ ﻢ ﺷﻮﺭﻯ ،ﻳﻨﻤﻮ ﻭﻳﺘﻘ ﺪﻡ ﺑﺎﻟﺘﺪﺍ ﻭﻝ ﻭﺍﺎﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ.
ﻛﺬﻟﻚ ﲡﺎﻓﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋﻦ ﻓﻜﺮﺓ )ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻜﺎ ﺩﺭ( ﺍﻟﱵ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ
ﺐ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻛﻤﺎ ﺼﺐ ﻛﻞ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﻗﺎﻟ ﹴ ﻭﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ،ﲣﺸﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﺄﺯﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳ
ﺺ ﻛﻼﻡ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﳏﻤﻮﺩ ﳏﻤﺪ ﻃﻪ، ﳉﻤﻬﻮﺭﻳﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻔﻆ ﻧ ﹶﻛ ﹺﺮ ﻫﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍ ﹸ
ﺕ ﰲ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻳﺴﺘﻤ ﻊ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﺇ ﱠﻻ
ﻭﻳﻈﻞ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻣﻨ ﻬﻢ ﺻﺎﻣﺘﹰﺎ ﺳﻨﻮﺍ
ﻆ ﻟﻮ ﺣ ﻪ.
ﻭﻗﺪ ﺣ ﻔ ﹶ
ﺃﻣﺎ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷﻭﺳﻊ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﹰﺎ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﻣﻴﺜﺎﻗﹰﺎ ﺛﻘﺎﻓﻴﹰﺎ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺖ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻧﻪ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ،ﻳﺜﹺﺒ
ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻓ ﺬ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﲡﺪﻳﺪﻳﺔ ،ﻭﻳﺸﺮﺡ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﻳﻘﺘﺮﺡ ﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ،
ﰒ ﻳﺪﻉ ﻛﻞ ﺯﻫﺮﺓ ﺗﺘﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﻮﻫﺒﺔ ﻭﺍﳌﺰﺍﺝ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﻘﺘﺮﺡ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪﻱ
ﺑﺮﺯ ﰲ ﺳﺎﻋ ﺔ ﺍﺣﺘﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳉﺪﺍﻝ ﻭﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﲔ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺧﺼﻮﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﺪﻳﲔ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪ
ﺭﲰﻴﺎ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ.
****
ﺴ ﻢ
ﱂ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻬﺪ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘ ِ
ﺴ ﹺﻢ ﺍﻟﺼﻒ ﺟﺴﻤﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻳﺴﺘ ﻘ ﱡﻞ ﺑﻪ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻮﺍﺯﻉ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﳓﻮ ﹶﻗ
ﺻ ﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻤ ﹸﻞ ﺍ ﹸﳌﺘﺼﻞ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﳌﺘﺤ ﻤﺲ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ،ﻓﺘﻼﺷﺖ ﺳﺮﺍﻋﹰﺎ.ﻟﻜﻦ ﲡ ﺪﺩﺕ ﻷ ﻭﻝ ﺣﺎ
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘ ﱪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻼ ﰲ ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﻗﺒﻞ ﺃﺷ ﻬ ﹴﺮ ﻣﻦ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻣﺎﻳﻮ ،ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ
ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻟـ)ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ( ،ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺧﺎﺹ ﱂ ﻳﺸ ﻬﺮ ﺣﱴ ﻭﻗﻌﺖ )ﻣﺎﻳﻮ(،
ﻭﺍﺳﺘﺸﻌﺮﻭﺍ ﺍﳋﻄﺮ ﺍﻷﻛﱪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺬﺍﺑﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﱘ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺝ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺴﺠﻮﻥ ﺃﻋﻠﻨﻮﺍ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ،ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﺯﻳﺎﺭ ﺓ ﻗﺼﲑ ﺓ ﻟﻮﻓ ﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻟﻺﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﰒ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﻮﺍ ﺃﻥ ﺃﺣﻴﻮﺍ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ
ﻀﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳ ﻲ ﺣﻮﻝ ﺧ ﹶﻄ ﹺﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺃﺿﺎﻓﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﺩﺓ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺥ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﺑﻌ
ﺲ ﻟﺒﻮﺳﹰﺎ ﺷﺮﻋﻴﹰﺎ )ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﻣﺼﺎﳊﺔ ﺍﳊﺎ ﻛﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳛ ﹸﻜﻢ ﻀﻬﺎ ﻳﻠﹺﺒ
ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﻭﺑﻌ
ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ( ،ﰒ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀﺕ ﰲ ﺑﻌﺾ
ﺚ ﺍﻟ ﹸﺬﺑﺎﺑﺔ( ﺍﻟﺬﻱ
ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ )ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ( )ﺍ ﹸﳌﺮﺗ ﺪ ﹺﺭ ﺩ ﹰﺓ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﲝﺘﺔ ﻻ ﻳﻘﺘﻞ() ،ﺣﺪﻳ ﹸ
ﺴﻨﺔﺚ ﹸﻛﻠﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﳏﺎﺿﺮﺓ ﰲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺣﺪﻳ
ﺻﺔ ،ﰒ )ﺍﺳﺘﻤﺮﺍ ﺭ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺩﻭﻥ ﺯﻭ ﹺﺟﻬﺎ(ﰲ ﳏﺎﺿﺮﺓ ﺴﻨﺔ ﺍﳋﺎ
ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟ
ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ...ﺇﱁ .ﺧﻠ ﹶﻄﺖ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺑﺎﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭ ﺟﻮﻩ
ﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺴ
ﺕ ﺗﻨ ِ
ﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻭﰲ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ،ﻭﻛﺘﺒﻮﺍ ﻣﻨﺸﻮﺭﺍ ﺍﻟﺼ
ﺸﺬﻭﺫ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﻟﻠﻐﺮﺏ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﺿﻤﻦ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟ ﹸﳌﻮﺍﻻﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻭﺗﺼﻨ
ﻀﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍ ﹸﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﰲ ﺷﺄﻥ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻴ ﻌﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﺭﺍﺀ، ﺭﹶﻓ
ﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻗﺮﺍﺭ ﹶﻓﺼﻠ ﹺﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ.
ﺗﻮﱠﻟﺖ ﺷ ﻌ
ﳉ ﻬﺎﺩ( ،ﻳﺰ ﻋ ﻢ ﺃﻧﻪ
ﻗﺎ ﻡ ﻛﺬﻟﻚ ﺃ ﻭﻝ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺗﻨﻈﻴ ﻢ ﺻﻐﲑ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺑﺎﺳﻢ )ﺍ
ﻳﻘ ﺪﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻭ ﺣ ﱠﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﺫ ﺍﺧﺘﺮﻗﺘﻪ ﺃﺟﻬﺰﺓ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ،ﻭﺗﻄ ﺮﻓﺖ ﺷﻌﺒﺘﻬﺎ ﻓﺄﳊﻘﺖ ﻗﺮﺍﺭ ﻓﺼﻞ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﲟﻘﺎﻃﻌﺘﻬﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﹰﺎ.
ﻣﻬﻤﺎ ﻳ ﹸﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﻴﺔ ،ﻓﺈﺎ ﱂ ﺗﻔﻠ ﺢ ﺇ ﱠﻻ ﰲ ﺍﺳﺘﻤﺎﻟﺔ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ،ﻭﻇﻬﺮﻭﺍ ﺑﺎﺳﻢ )ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻼﺏ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟ ﺍ ﹸﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ،ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺍ ﹸﳌﺴﻠﻤﲔ( ،ﻳ ﺪﻋﻮﻥ ﺃﻢ ﺍﻷﺻﻞ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﻟﻴﺲ ﳍﺎ ﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ.
****
ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺇﻳﺮﺍﻥ 1979ﻡ ،ﺑﺄﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺎﻋﺪﺕ ﻟﺒﻀﻌﺔ
ﺃﺷﻬﺮ ،ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﳌﻈ ﱠﻔﺮﺓ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﳋﻮﻣﻴﲏ ﺇﱃ ﻃﻬﺮﺍﻥ ،ﲡﺎﻭﺑﹰﺎ ﺑﺎﻟﻐﹰﺎ ﰲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺨ ﺮ ﺟﺖ ﺃ ﻭﻝ ﺗﻈﺎ ﻫﺮﺓ ﺿﺨﻤﺔ ﺗﺆﻳﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺎﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﰒ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﻭﻓ ﺪ ﻣﻦ ﺍﲢﺎﺩ ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓ
ﰲ ﺍﻟ
ﻼﺏ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺃﻥ ﺯﺍﺭ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﺍﳋﻮﻣﻴﲏ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺍﻓﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺁﺣﺎ ﺩ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ، ﻃﱠ
ﻼﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺸﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﰲ ﺃ ﹸﻃﺮ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺃﻋﻀﺎ ٌﺀ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ.
ﺐ ﻣﻔ ﱢﻜﺮﻱ
ﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻧﺸﺮﺕ ﻋ ﱪ ﻩ ﹸﻛﺘ ﻛﻤﺎ ﺃ ﺳﺴﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻣﺮﻛﺰﹰﺍ ﺛﻘﺎﻓﻴﹰﺎ ﰲ ﺍ ﹸ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ )ﻋﻠﻲ ﺷﺮﻳﻌﱵ( ﻭ)ﺁﻳﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﻠﻘﺎﱐ( ﻭ)ﺁﻳﺔ ﺍﷲ ﻣﻄﻬﺮﻱ( ﻭﻏﲑﻫﻢ ،ﻓﺄﺣﻴﺖ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻫﻢ ﺭﻭﺣﹰﺎ
ﻼﺎ ﺃﻓﻜﺎﺭﹰﺍ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﺃ ﹶﳍ ﻤﺖ ﺑﻌﺾ ﺷﺒﺎﺎ ﻭﻃ ﱠ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟ
ﺕ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ( ﻭ)ﺇﺫﺍ ﺧﻴﺮ
ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ )ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﺗﻬ ﺰ ﻡ( ﻭ)ﺍﻟﺸﻬﻴ ﺪ ﺭﻭ
ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻓﺎﺧﺘﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ( ﻭ)ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﹸﻗﺼﻮﺭ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ( .ﻛﻞ
ﻼﺏ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ،ﺑﲔ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﺧﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻓﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺑﹰﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺳﻂ ﻃ ﱠ
ﺕ
ﱄ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺆ ﺳﺴﺎ ﺍ ﹸﳌﻨﺤﺎﺯ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻮﺍﻕ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻀﻌﻔﲔ ،ﻭﺑﲔ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﻄ ﻮ ﹴﺭ ﺭﺃﲰﺎ ﹴ
ﺕ ﻭﻣﺼﺎﺭﻑ ﺗﺪﻳ ﺮﻫﺎ ﻧﺨﺒ ﹲﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺗﺘﺠﱠﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ، ﻭﺷﺮﻛﺎ
ﻼﺏ ،ﰒ ﺗﻄ ﻮﺭﺕ ﺍ ﹸﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺒﻌﻀﻬﻢ ﺇﱃ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺗﺘﻄ ﺮﻑ ﺿﺪ ﺴﺒﺘ ﻪ ﺇﱃ ﺑﺆﺱ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻧ
ﺧﺎ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺷﻮﺍﻕ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﳌﺘﺪ ﺭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟ
ﻼ ﻋﻦﺍﻻﳓﻴﺎﺯ ﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻇﱠﻠﺖ ﺗﺪﻭﺭ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻭﱂ ﺗﺘﻄ ﻮﺭ ﺇﱃ ﺗﻴﺎﺭ ،ﻓﻀ ﹰ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻨﻈﻴﻤﹰﺎ.
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻓ ﺪ ﳝﺜﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻟﻺﺧﻮﺍﻥ ﺍ ﹸﳌﺴﻠﻤﲔ- ﻷ ﻭﻝ ﻋﻬﺪ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺯﺍﺭ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘﻼﺕ ﺴﺠﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺝ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟ ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ -ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟ
ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﻳﺮﻳ ﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻄﻠﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﻳﺴ ﹺﻬ ﻢ ﰲ ﺭﺗﻖ ﺍﻟﻔﺘﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ
ﺤﺖ ﻭﺳﺎﻃﺘﻪ ﰲ ﺠﺲ ﺃﺧﺬ ﺑﻴﻌ ﺔ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟ ﺪﻭﱄ .ﻭﺇﺫ ﻧ ﻭﲡ ﺪﺩ ﺑﻌﺪ ﻫﺪﻧﺔ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ،ﻭﻳﻠﺘﻤ
ﲨﻊ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ﻭﺇﺛﻨﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﳓﻮ ﺗﻨﻈﻴ ﹴﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ،ﻓﺈﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴ ﻌﺔ
ﻕ ﻛﺒﲑ ،ﻇ ﱠﻞ ﻳﻮﺍﱄ ﺃﺛﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻌ ﺮﺿﺖ ﻹﺧﻔﺎ ﹴ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻮﻡ.
ﺍﻟ
ﺺ ﰲ ﻻﺋﺤﺔ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻟﻌﺎﻡ 1948ﻡ ،ﻳﺘﻴ ﺢ ﺡ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻋﻠﻰ ﻧ ﹴ ﺍﺳﺘﻨ ﺪ ﻃﺮ
ﺡ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍ ﳌﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻷﻡ ﰲ ﻣﺼ ﺮ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺊ ﻓﺮﻭﻋﹰﺎ ﳍﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺇﺫ ﺍﻧﺪﺍ
ﺻﺔﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﶈﻨﺔ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﺃﺿﺤﻰ ﹸﳍﻢ ﻭﺟﻮ ﺩ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﺎ
ﻼ ﺇﱃ ﺣ ّﺪ ﻣﺎ ﻋﻦ ﻻﺋﺤﺔ ﻣﻜﺘﺐ ﺻ ﹶﻔﺔ )ﺍﻟ ﺪ ﻭﻟﻲ( ﻣﺴﺘﻘ ﹰ
ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ،ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪ ﹺﺭ ﻙ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻣﺒﺎﻳﻨ ﹶﺔ ﻃﺮ ﺣﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﻟ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍ ﳌﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﻭﺗﺸ ﻌ ﺮ ﺃﻥ ﻇﺮﻓﻬﺎ ﺍﳋﺎﺹ ﰲ ﺑﻠ ﺪ ﺷﺎﺳﻊ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ
ﺴﺮ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻹﺧﻮﺍﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻣ ﺮ ﱠﻛﺐ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﻴ
ﺣﱴ ﻳﺸ ﹺﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺃﻭ ﻳﻬ ﺪﻭﺍ ﻣﺴ ﲑﻩ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻨﻈﻴ ﹴﻢ ﻭﺍﺣﺪ ،ﰒ ﻫﻲ -ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ -ﺗﺘﺤ ﺮﺝ
ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﺧﺎﺹ ﻣﻦ ﹸﻗﺼﻮﺭ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﲔ ﻭﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ.
ﻼ ﻟﻠﺒﻴﻌﺔ ،ﻭﻗ ﺪﻣﺖ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻣﻜﺘﻮﺑﹰﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻜﺮﺓ )ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ( ﺑﺪﻳ ﹰ ﺍﻗﺘﺮ ﺣﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟ
ﺻﻮ ﹸﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ( ﺃ ﱠﻛﺪﺕ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ) :ﺍﻷ
ﻼ ﻭﻏﺎﻳﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺗﻄ ﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﱪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻃﻮﻳﻞ ﳓﻮ ﻣﻌﺎﺯﻝ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﻭﺣﺪﺓ ﺍ ﹸﳌﺴﻠﻤﲔ ﺃﺻ ﹰ
ﺐ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻇﺮﻭﻑ ﻛﻞ ﺑﻠ ﺪ ،ﺍﻟﱵ ﻳﻘ ﺪﺭﻫﺎ ﺤ
ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻓﻘﻬﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ،ﻳﺴﺘﺼ
ﺃﻫﻠﻪ ،ﻟﻜﻦ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺗﺘﻴ ﺢ ﺗﺒﺎ ﺩﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﻭﺗﻼﻗﺢ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻷ ﹸﻃﺮ
ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟ ﺪ ﻋ ﹺﻮﻱ ﻭﺍﳋﲑﻱ ﺗﺪ ﺭﺟﹰﺎ ﳓﻮ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﱂ ﺗﺜ ﻤ ﺮ ﰲ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺕ ﺍﻟ
ﺚ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷ ﻣﺔ .ﻟﻜ ﻦ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎ ﳊﺪﻭﺩ ﻭﺗﺒﻌ ﹸ ﻭﺣﺪ ﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﺮﻓ ﻊ ﺍ ﹸ
ﺐ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟ ﺪ ﻭﻟﻲ ﻭﻓﺮﻭﻋﻪ ﻧﻈﺎ ﹴﻡ ﺟﺪﻳ ﺪ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺴﺒ ﹴ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺧﺎﺭﺟﻪ ﹶﲡﺎ ﻭﺑﺖ ﻣﻊ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ،ﻭﺍﺳﺘﺤﺴﻨﻬﺎ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻧﺼﺮ ﹰﺓ ﻣﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟ ﺪ ﻭﻟﻲ ،ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟ ﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎﺩﺍ
ﺕ ﺃﻭ ﺇﻏﺎﺛ ﹲﺔ ﰲ ﺕ ﺃﻭ ﺍ ﹸﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﻣﻨﺘﺪﻳﺎ ﺸ ﻬﻮﺩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ
ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﹸﻛﱠﻠﻤﺎ ﺑﺴﻄﺖ ﳍﻢ ﺩﻋﻮ ﹰﺓ ﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﻭﻫﻴﺂﺕ ﺍﻟﻨﺎﺋﺒﺎﺕ ،ﰒ ﺗﻄ ﻮﺭﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﰲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﴰﺎﻟﻪ ﻭﺷﺮﻗﻪ ﻭﻏﺮﺑﻪ ،ﻓﺄﻧﺸﺄﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟ
ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ )ﺃﻣﺎﻧ ﹰﺔ ﻟﻠﺸﺆﻭﻥ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ( ﺗﺮﻋﻰ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺗﻌﻤ ﹸﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ.
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﰲ ﻼﺏ ﺍﻟ ﻛﻤﺎ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻋ ﱪ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﳍﻨﺪ ،ﻭﻋﺸﺮﺍﺕ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﺼﺮ ﻭﺷﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ،ﰒ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﰲ ﻼﺏ ﺍﻟ ﺍﳌﺒﻌﻮﺛﲔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ .ﻓﻜﺎﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻧﺒﱡﺜﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺇﱃ ﺏ ﻋﺪﺩ ﻫﻢ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍ ﳌﺼﺮﻳﺔ ﻳﻘﺎ ﹺﺭ
ﺃﺳﻮﺍﻥ ،ﻭﺃﺑﺪﻋﻮﺍ ﲡﺮﺑ ﹰﺔ ﻓﺮﻳﺪ ﹰﺓ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩﺓ ،ﻭﺃﺿﺎﻓﻮﺍ ﲡﺮﺑﺔ
ﻼﺏ ﺍﳋﺎﺭﺝ. ﺻﺔ ﺗﺮﻋﻰ ﺷﺆﻭﻥ ﻃ ﱠ ﻼﺏ ،ﻭﺑﺘﺰﺍﻳﺪ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﻭﺗﻄ ﻮﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺎﻣﺖ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺧﺎ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺕ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﺃ ﺳﺴﻮﺍ ﻟﻌﻼﻗﺎ ﺤﺔ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟ
ﲝﻜﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍ ﹸﳌﻨﻔﺘ
ﺍﳌﻨﺘﻤﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﱵ ﺍﻏﺘﺮﺑﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﱵ ﻭﺟﺪﺕ ﺇﱃ ﻗﺮﻢ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﺩﺧﻠﻮﺍ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﰲ ﺑﻌﻀﻬﺎﻛﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻭ ﹺﺟ ﺪﺕ ،ﻭﺗﺒ ﻮﺃ ﺍﻟ
ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺍﻷ ﻭﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﱂ ﲣ ﹸﻞ ﺃﺟﻬﺰﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ ،ﻓﺄﺳﻬﻤﻮﺍ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﳌﺴﺎﻓﺎﺕ
ﻭﺣ ﱢﻞ ﺍ ﹸﳌﺸﻜﻼﺕ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﺜ ﲑﻫﺎ ﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ .ﻭﺑﺎ ﹸﳌﻘﺎﺑﻞ ﺍﻣﺘﺪﺕ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﻭﺍﶈﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻴ ﻤﻬﺎ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻭﺗﺒﻮﺩﻟﺖ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟ
ﻭﺍﳋﱪﺍﺕ ﻭ ﻭﱢﻗ ﻌﺖ ﻣﺬ ﱢﻛﺮﺍﺕ ﺗﻔﺎﻫ ﹴﻢ ﻭﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ .ﻛﻤﺎ ﲤﻴﺰﺕ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ،
ﻕ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ،ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ ﺍﲰﻪ ﻣﻔ ﱢﻜﺮﹰﺍ ﻋﺎﳌﻴﹰﺎ ﺇﺳﻼﻣﻴﹰﺎ ﻳﺘﻘ ﺪﻡ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﺗﺘﻮ
ﺕ
ﻉ ﹸﳌﺤﺎﺿﺮﺍﺗﻪ ﺍﻵﻻﻑ ﺣﻴﹸﺜﻤﺎ ﺣ ﱠﻞ ،ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺗﻴﺎﺭﺍ ﻹﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻪ ﺍﳌﻨﺎﺑ ﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﻭﻳﻬ ﺮ
ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﺪﺍﺭﺱ ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ ﲢﻤﻞ ﺍﲰﻪ ﰲ ﺩﻭ ﹴﻝ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ.
ﺾﺇﱃ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻫﺪﻧﺔ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻨ ﱢﻔ ﹸﺬ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋ ﱪﻫﺎ ﺑﻌ
ﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮ ﺳﻊ ﻋﻤﻞ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘ ﱠﻞ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ،
ﻭﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﻭﻛﺎﻟﺘﻬﺎ ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ ﺣﱴ ﺑﻴﺸﺎﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺗﺄ ﺳﺴﺖ
ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﹰﺓ
ﺑﻘﺮﺍ ﹴﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﻟﻜﻞ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺭﻣﻮﺯﻩ
ﻭﻭﺟﻮﻫﻪ ﻭﺑ ﺪﺕ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺇﺧﻮﺍﻧﻴﺔ ،ﺷﺄﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲢﺮﺹ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻭﻓﻖ ﺭﺅﻳﺔ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ .ﻭﻛﺎﻧﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻧﺎﻓﺬ ﹰﺓ ﻟﻠ ﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ﺻﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ .ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻄﱠﻠﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳋﺎ
ﺷﻬﺪﺕ ﺃﻳﺎﻡ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﻗﻴﺎﻡ )ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ( ﺗﺴﺘﻠﻬ ﻢ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻹﻳﺮﺍﱐ ﰲ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻃﺎﻗﺎﺕ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ،ﺑﻌﺪ ﺑﺬﳍﺎ ﰲ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﻭﺇﱃ ﺟﻮﺍﺭﻫﺎ ﻣﻨﻈﻤﺔ )ﺭﺍﺋﺪﺍﺕ
ﺨﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺑﺄﻭﺳﻊ ﳑﺎ ﺼ ﺪﺕ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟّﹺﻨﺴ ﹺﻮﻱ ،ﺗﺴ
ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ( ﺍﻟﱵ ﹶﻗ
ﻋ ﹺﺮﹶﻓﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﲡﺮﺑﺔ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﱵ ﺃﺳﺴﺖ ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ
ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ.
ﻗﺮﻳﺒﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻼ ﻗﺮﺍﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ )ﺟﻌﻔﺮ ﳕﲑﻱ( ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﻮﺍﻧﲔ
ﺕ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝﺼﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﻤﺘ ﺪﺓ ﺑﻀ ﻊ ﻋﺸﺮﺍ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺩ ﻋﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑ
ﺴﻮﺩﺍﻥ( .ﻭﺑﺈﻋﻼﻥ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﺳﻢ ﻭﺍﺟﻬﺔ )ﺃﺧﻮﺓ ﺍﻟ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟ ﻌ ﺮﺏ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﺍﻟ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺗﻀﺎﻋﻒ ﺍﳊﻤﺎﺱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻹﳒﺎ ﹴﺯ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻳﺪﻋﻢ ﺍﳌﺴﲑﺓ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻭﻳﺆﻳﺪ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﰲ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺻ ﻌﺪﺕ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ
ﺿﺪﻩ.
****
ﺃﺗﺎﺡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1982ﻡ ﻓﺮﺻﺔ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻹﺣﺪﻯ
ﺴﻮﺩﺍﱐ( ﻭﻻ ﻳﺼ ﺪ ﺭ ﻏﲑ ﻫﻤﺎ ﰲ
ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺘﲔ ﺍﻟﻠﺘﲔ ﳝﺘﻠﻜ ﻬﻤﺎ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﳊﺎﻛﻢ )ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻥ .ﻭﰲ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﻓﻴﻪ ﺧﻄﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ )ﳕﲑﻱ( ﺑﻌﺪ ﺇﻋﻼﻥ )ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺳﺒﺘﻤﱪ ﺍﻟ
)ﺃﻳﻠﻮﻝ( 1983ﻡ( ،ﺃ ﺩﺕ ﺻﺤﻴﻔﺔ )ﺍﻷﻳﺎﻡ( ﺩﻭﺭﹰﺍ ﻣ ﹺﻬ ﻤﹰﺎ ﰲ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﱐ
ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲪﻠﻬﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺗﻼﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ
)ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪﺓ( ﺍﻟﱵ ﺣ ﺪﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﺧﹸﻠﻖ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻓﻜﺮﻩ ﺷﺮﻃﹰﺎ ﳌﻦ ﻳﺘﻮﱠﻟﻰ
ﻣﻨﺼﺒﹰﺎ ﺳﻴﺎﺩﻳﹰﺎ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺃﻭ ﺣﺰﺑﻪ .ﻭﺇﺫ ﱂ ﻳ ﹸﻄﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﲔ ﻗﻀﺎﳘﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ
ﻳﺎﺳﲔ ﻋﻤﺮ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﺃﻗﻼﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻷﻭﻝ
ﺺ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ،ﺑﺎﺩﺭﻭﺍ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺻﺤﻴﻔﺔ )ﺃﻟﻮﺍﻥ( ،ﺑﺘﺮﺧﻴ ﹴ
ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﺴ ﻤﻴﻬﺎ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺧﺎﺿﺖ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﰲ ﻛﻞ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ،
ﻭﺗﻘ ﺪﻣﺖ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺘﺐ ﺻﺤﻒ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻟﺘﻜﺘﺐ ﺻﺤﻒ ﺍﺘﻤﻊ.
ً
ﰲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺟ ﺪﺩ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻟـ)ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺳﺒﺘﻤﱪ )ﺃﻳﻠﻮﻝ( (1983ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ
ﺻﺔ
ﺍﻷﻭﱃ ﺑﲔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﻣﻦ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﺧﺎ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ،ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﳉﻮﻻﺕ ﺗﻘﻊ ﰲ ﺍﻷﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﳊﺰﺏ ،ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﺔ ﻗﺪ ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﻓﺼﻮ ﹰﻻ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺑﲔ ﻣﻦ ﱂ ﳛﺘﻤﻞ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ
ﺍ ﹸﳌﻨﻘﺴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ.18
ﻟﻜﻦ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﳋﻤﺴﺔ ،ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪﺓ ،ﻭﻣﺎ ﺳﺒﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻧﺘﺤﻰ ﺑﺎﳌﻌﺮﻛﺔ ﻣﻨﺤ ﻰ ﺁﺧﺮ ،ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﹸﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ .ﻓﻘﺪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ
ﻋﻦ ﲡﺎﻭﺑﻪ ﺍﳌﺘﺤ ﱢﻔﻆ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺃ ﻭﻝ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺑﻘﺮﺍﺭ
18اI54ت * 1Iا G1Aت ^Hا15.ذة 1iل 1J7س وا15.ذ 2&* ,ب ( UES 'Eا1E#pد ا5E4pاآ'
ادا'.
ﻒ
ﺤ ﺼﺗﻜﻮﻳﻦ ﳉﻨﺔ )ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻟﺘﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ( ﰲ 1978ﻡ ،ﻭﲪﻠﺖ ﺍﻟ
ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﺔ -ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ -ﺧﱪﹰﺍ ﳛﻤﻞ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ
ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻠﺒﺚ ﺣﱴ ﹸﺃﻋﻠﻦ ﻧﺎﺋﺒﹰﺎ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﻭﻭﺯﻳﺮﹰﺍ ﻟﻠﻌﺪﻝ .ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍﺕ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﲢ ﻮﻝ ﺷﺨﺼﻲ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﳑﺎ
ﻱ ﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﰲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮ ،ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﰲ ﺗﺒﺪﻳ ﹴﻞ ﺟﻮﻫﺮ ﹴ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟ
ﳓﻮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﺇﺫ ﺿ ﻤﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﲰﺎﺀ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﻦ ﹸﻓ ﹶﻘ ﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﻭﺟﻮﻫﹰﺎ
ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻗﺎﻣﺖ ﲟﺮﺍﺟﻌﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟ ﹸﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺴﺎﺭﻳﺔ ،ﻭﺍﻗﺘﺮﺣﺖ
ﺡ
ﺕ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﻣﺘﺪ ﺭﺟﺔ ،ﺁﺧﺬﻳﻦ ﺑﺮﺃﻱ )ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ( ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘ ﺪ ﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﱂ ﻳﻔ ﻮﺿﻬﻢ ﻹﺻﻼ ﹴ ﺗﻌﺪﻳﻼ
ﱐ ﺟﻮﻫﺮﻱ ،ﻗﺪ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺇﺻﻼﺣﹰﺎ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﹰﺎ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﺻﺪﺭﺕ )ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻗﺎﻧﻮ ﹴ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ( ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻌﺘﻤﺪﻩ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺇﻻ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺆﻗﺖ ﰲ ﻋﺎﻡ 1983ﻡ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﻮﺍﻧﲔ
ﺳﺒﺘﻤﱪ )ﺃﻳﻠﻮﻝ( ،ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﻀﺎﺽ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﻋﺪﺓ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ
ﻟﻠﺘﺪﺭﺝ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻣﺜﻞ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﳋﻤﺮ )ﺗﻌﺰﻳﺮﻳﺔ( ،19ﻭﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺇﺑﺪﺍﻝ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﺎﳉﻠﺪ ﰲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ،ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﱂ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻨﺼﻪ ﺃﻭ ﺣﻜﻤﺘﻪ )ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ( ﰲ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻗﻮﺍﻧﲔ
1983ﻡ.
ﺐ ﺍﻟﺘﺤ ﻮﻻﺕ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﳓﻮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺮﹸﻗ
ﻼﺏ ،ﻭﻣﺎ ﲢﻤﻠﻪ ﻟﻪ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺃﺟﻬﺰﺗﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﺯ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﻁ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻜﺎﺳﺢ ﻷﳝﺎ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺜﻮﺍ ﻣﻦ ﻧﺸﺎ
ﻭﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻭﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ،ﰒ ﻫﻮ ﻳﺰﺩﺍ ﺩ ﺗﺪﻳﻨﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ﻭﺗﻘ ﱡﻞ ﻣ ﱪﺭﺍﺕ ﻧﻈﺎﻣﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺑﻌﺪ
ﲡﺮﻳﺐ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻭﺣﺎﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﱠﰒ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ،ﰒ
ﳊﺪﻭﺩ ﺣﱴ ﺑﻠﻐﺖ ﳏﺎﻓﻈﺔ ﳋﻤﻮﺭ ﻭﺗﻘﻴ ﻢ ﺍ ﹸ
ﺗﻮﺍﻟﺖ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺗﺮﻳ ﺪ ﺃﻥ ﲢ ﺮﻡ ﺍ ﹸ
1978 '( 19م 6jم ا1#د 9ب &1Gأ6ر1ن ا ا6آ5ر ^Nا5ا 'Hوا6آ5ر zE4 EF&Gإدر*YE
وا6آ5ر 6 '( 'Cx F&Gوة Nل ا6E5رج ( EJR# 'Eأ1E`Nم ا) &*Eا . Eو(6Ej 1EAم ا5ا1ًNE4 'EH
وا( EA` 1ًEا6E5رج TECأول ا 'E( Z*EE)5ا OEP7 cEAN EC*6Aا6EEآ5ر ً6IE)5 'ECx EF&Gا E*b1Hا`* EEA
EA1H E ERC) :أو p' ً 1Ej
)ودوا 6#ه^ (6هCن( ^` ،ا6آ5ر z4 F&Gإدر* Yوا( ا6آ5ر ا5اً EH
'4ء&* RC ،ز hا O2Fو&#ز hا *.( H1K
)ﺃﻣ ﺪﺭﻣﺎﻥ( ﺍ ﹸﳌﺘﺎﲬﺔ ﻟﻌﺎﺻﻤﺘﻪ .20ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻪ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﳉﻨ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ
ﺹ ﰲ ﺍﻧﺘﻘﺎﺋ ﹺﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺑﻌﻴﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺷﺒ ﻬﺔ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﲔ ،21ﺣ ﹺﺮ
ﻭﻓﻮﺭ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻋ ﹶﻔﻲ “ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ” ﻋﻦ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﳌﻨﻮﻁ ﺑﻪ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ
ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﻟﻴ ﻌﻴﻨﻪ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﹰﺍ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺟﻲﺀ ﺑﺄﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﱃ ﺫﺍﺕ
ﺍﳌﺆ ﺳﺴﺔ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ،ﺗﺠﺎ ﹺﻭ ﺭ ﻣﻜﺎﺗﺒﻬﻢ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ “ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ” ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﲢﺬﻳ ﹴﺮ ﺷﺪﻳﺪ،
ﺃ ﱠﻻ ﻳﻘ ﺮﺑﻮﻩ ،ﺳﺮﹰﺍ ﻭﻻ ﻋﹶﻠﻨﹰﺎ.
ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﺭﺩﻭ ﺩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺇﺯﺍﺀ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳊ ﺪﻳﺔ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﰲ ﺳﺒﺘﻤﱪ )ﺃﻳﻠﻮﻝ( 1983ﻡ،
ﻓﺎﺻﻄ ﱠﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻣﻌﺎﺭﺿ ﹲﺔ ﻭﺍﺳﻌ ﹲﺔ ﺿ ﺪﻫﺎ ﺑﺪﻭﺍﻓﻊ ﳐﺘﻠﻔﺔ ،ﻓ ﺮﻣﻮﺯ )ﻧﻈﺎﻡ ﳕﲑﻱ( ﻧﻔﺴﻪ
ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺗﺆ ﻣ ﻦ ﺑﻔﺼﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻭﺗﺮﻯ ﰲ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺎﻳ ﹰﺔ ﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺿﻤﻨﹰﺎ ﺩﺳﺘﻮ ﺭ 1973ﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤ ﹸﻜﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺑﺪﺍﻳ ﹰﺔ ﻻﺳﺘﻼﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﺍﻟﱵ ﻧ
ﺴﻠﻄﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻋﺎﺭﺿﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﺭ ﺇﻋﻼﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺭﻕ ﻧﻈﺎﻡ ﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟ
ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻋﺎﺩ ﻣﻌﺎﺭﺿﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﺪﻧﺔ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﰒ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﳏﻤﻮﺩ ﳏﻤﺪ ﻃﻪ
ﺐ ﺭﺳﺎﻟ ﺔ ﺛﺎﻧﻴ ﺔ
ﻼ ﺻﺎﺣ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻳﺪﹰﺍ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﰲ ﺃﺷ ﺪ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺑﻄﺸﹰﺎ ﻭﺩﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﺃﺻ ﹰ
ﺏﺿﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ،ﺍﳊﺰ ﺗﻨﺴ ﺦ ﻛﻞ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟ ﹸﻘﺮﺀﺍﻥ ﺍ ﹶﳌ ﺪﱐ .ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳓﺎﺯﺕ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭ
ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻭﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ،ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﻣﻦ
ﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﻯ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟ ﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋ ﻢ ﳉﻮﺍ ﹺﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟ ﺩ ﻭ ﹺﻝ ﺍ
ﻉ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ.
ﺻﺮﺍ ﹺﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺗﻀﻌﻪ ﺿﻤﻦ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﰲ
ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﰲ ﺭﻓﻘﺔ )ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ( ﻭﹶﻓﻬ ﹺﻢ ﺩﻭﺍﻓ ﻌ ﻪ ﻭﺗﻮ ﺟﻬﺎﺗ ﻪ،
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠ ﻢ ﺧﻮﻓﻪ ﻭ ﹶﻏ ﲑﺗ ﻪ ﻣﻦ ﹺﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺘﺤ ﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻣﻨﻪ ،ﺇﻻ ﺃﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤ ﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﲜﻬﺪﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﻓﻌﹰﺎ ﺭﺋﻴﺴﻴﹰﺎ ﻹﻋﻼﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ.
20أ6Sر ا YPKAا (1A '&*)5أ6ر1ن jارا V*5Hا cEJj EAaأ ^E IE4إ E7ن Ejا^ 1983JA5JEإp
أن اACي أ ,ا2ار (رًا ) أن * OP7 6Fا V Mا '1وا 2P ' 7ا^ ا '5آ1ن *&ً 1I 6ا.
21ا) zا cCأj Hون ^ & '(S QHوف ( 'EاEدان وE7 1Epض ا 6EA 6EKو6H 1Epر*1APE Eن
و( 1EAا.ول واTEE # ^E '1E+ة ا6Eآ5ر ا5ا EP`H 'EHا1EE2ن E&1GاE9aم E+1+1( ،آ1EE)5 OE& cEA&# QEE1رة
*6Hان ا t1Cا&1م.
ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﲡﺎ ﻭﺏ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻊ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﻣﺴﺘﻤ ﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ
ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺑﻴﺎﻥ ﺇﻋﻼﺎ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻧﻔﺴﻪ .ﺇﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﻨﻔ ﻌﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﳓﻮ ﺃﻭﺑﺔ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺮﻫﺎ )ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺪﺭﺕ( ﻣﺸﻮﺑ ﹰﺔ ﺑﺎﻟ ﹸﻘﺼﻮﺭ ﻭﺍﳋﻄﺄ ﻛﻤﺎ
ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﰲ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻭﻣﻀﻤﻮﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟ
ﺴﻨﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺳﺘﻤﻀﻲ ﻣﺘﺪ ﺭﺟﺔ ﳓﻮ ﺻﻴﺎﻏﺔ
ﺃﺣﻜﻢ ﻭﻣﻀﻤﻮﻥ ﺃﻋﺪﻝ ،ﺷﺄﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺟ ﺮﺑﺘﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ
ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺗﻄﻬﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻟ ﹺﺮﺑﺎ ،ﺃﻭ ﺷﺄ ﹸﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻪ ،ﺃﻭ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻪ ،ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ.
ﺐ ﻣﻦ ﺍﻧﻄﺒﻖ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍ ﹸﳌﺘﺪ ﺭﺝ ﻭﻓﻘﻬﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ،ﺇﺫ ﻃﻔﻖ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻳﻄﹸﻠ
ﺴ ﻤﻴﻪ )ﺇﻣﺎﻣﹰﺎ( ﻭﺗﺆﻳﺪﻩ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻀﻮﺭ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺗﻪ ﺍﳊﺎﺷﺪﺓ ﺑﻌﺪ ﺇﻋﻼﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ )ﺑﻴﻌ ﹰﺔ( ﺗ ﺣ
ﺼﻬﺎ ﻟﻠﻨﻤﲑﻱ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺒﻴ ﻌﺔ، ﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻄﻠﻘﹰﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻗ ﺪﻣﺖ ﻓﻘ ﹺﻬ ﻬﺎ ﻭﻧ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻻ ﺗﺸﺘ ﺮ ﹸ
ﻀﺖ ﺗﺒﺎﹺﻳ ﻊ ﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻭﻻ ﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻟﻠ ﻤﺴﻠﻤﲔ ﻗﺪ ﻣ ﺤ ﹰﺔ ﺃﻥ ﺍﻟ
ﺿ
ﻓﺎﻋﺘ ﻤ ﺪ ﻩ ﰲ ﺑﻴ ﻌﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﻣﻮ
ﳊﻖ ﺍﳌﺆ ﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧ ﺬ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺒﻴ ﹺﻊ ﰲ ﻣﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ،ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺗﻘﻴ ﻢ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺒﻴ ﻌ ﺔ ﺍ ﹶ
ﻂ ﻭﺍ ﹶﳌﻜ ﺮ ﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗ ﻘﻴ ﻢ ﺍﻟ ﺪﻳﻦ
ﺸ ﺴﻤ ﹺﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎ ﻋﺔ ﰲ ﺍ ﹶﳌﻨ
ﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ) :ﹸﺃﺑﺎﹺﻳ ﻌ
ﱀ ﺍﻷ ﻣﺔ(.
ﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻟ ﻌﺪﻝ ﻭﲡ ﻬ ﺪ ﰲ ﻣﺼﺎ ﹺ ﻂ ﺍﻟ
ﺴﹶ
ﻭﺗﺒ ِ
ﲡﺎ ﻭﺑﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻗﺎﻋﺪﺎ ﻣﻊ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﰲ
ﳋﻤﻮﺭ،ﺱ ﰲ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺗﺄﻳﻴﺪﻫﺎ ﻭﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺇﺭﺍﻗﺔ ﺍ ﹸﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ،ﻭﺷﺎ ﺭ ﹶﻛﺖ ﲝﻤﺎ ﹴ ﻧ
ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﻭﺍ ﹸﳌﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﻤﻨﺎﺭﺍﺕ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ ﻭﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻭﺍﳌﺴﺎﺟﺪ،
ﺸ ﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤ ﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ.
ﻒ ،ﺗﺒ
ﺤ
ﺼﻭﺑﺎﳌﻘﺎﻻﺕ ﰲ ﺍﻟ
ﺟﺎﺀﺕ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺳﺒﺘﻤﱪ 1983ﻡ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺃﺯﻣ ﺔ ﺣﺎ ﺩﺓ ﺑﲔ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﻭﺑﲔ
ﺕﻕ ﺣﻘﻴﻘﻲ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ،ﻓﺘﻮﱠﻟﻰ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺷﺨﺼﻴﹰﺎ ﺍﻟﺘﺼ ﺪﻱ ﹸﳍﻢ ﻭﺩﻓﻊ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﳓﻮ ﻣﺄﺯ ﹴ
ﺴ ﹸﻄﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎﺗﻪ ﺍ ﹸﳌﺨﺘﻠﻔﺔ،ﻣﻮﺿﺤﹰﺎ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴ ﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺒ ِ
ﺹ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﰒ ﺗﺮﺍ ﹸﻛﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ،ﻛ ﹸﻞ
ﺃﻥ ﺧ ﹶﻄ ﹶﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭ ﹸﻇﻠ ﻤﻬﺎ ﻭﲤﻴﻴﺰﻫﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﹸﻓ ﺮ ﹺ
ﺏ ﻓﻘﻂ ﳌﻄﺎﻟﺐ ﻂ ﻋﺪﺍﻟ ﹰﺔ ﻧﺎﺟﺰ ﹰﺓ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺍﺳﺘﺠﺎ
ﺴﹸ
ﺝ ﻟﺜﻮﺭ ﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺗﺒ ِ ﺫﻟﻚ ﳛﺘﺎ
ﲢﺴﲔ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟ ﹸﻘﻀﺎﺓ ﻭ ﺷﺮﻭﻁ ﺧﺪ ﻣﺘ ﹺﻬﻢ ,ﻭﻣﻊ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﺍﺳﻢ )ﺍﻟ ﻌ ﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﺎ ﹺﺟ ﺰﺓ( ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠﺔ
ﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘ ﻤ ﺪﻫﺎ ﻹﻧﻔﺎﺫ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺗﻄﺒﻴ ﹺﻖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﳋﺎ
ﺿﺔ ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﺍ ﹶﳌﺘ ﻬﻮ ﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺻﺔ ﺍﳌﻌﺎ ﹺﺭ
ﺕ ﰲ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺭﻣﻮﺯ ﻧﻈﺎﻣﻪ ﺧﺎ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺧ ﹸﻄﻮﺍ
ﺼ ﻌﻮﺩ ﺭ ﻣﻮﺯ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻳﺔ ﺡ ﺍﺎﻝ ﻭﺍﺳﻌﹰﺎ ﻟ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﰒ ﺃﺗﺎ
ﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻣ ﺮﱢﻗﻴﹰﺎ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﻣﺴﺎ ﻋﺪﹰﺍ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍ ﹸ
ﻟﻠﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ.
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺣﻠ ﹸﺔ ﺍﻟ ﻌ ﺪﺍﹶﻟ ﺔ ﺍﻟﻨﺎ ﹺﺟ ﺰﺓ ﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘ ﻤ ﺪﺩ ﺍﻷﻛﱪ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﺎﺻﺐ
ﺿﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔﺻ ﺮﺓ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﺗﺼﺎ ﻋﺪ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭ ﻧﻈﺎﻡ ﳕﲑﻱ ،ﺇﺫ ﺍﺳﺘﺸ ﻌ ﺮ ﺣﺎﺟﺘ ﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠ ﻤﻨﺎ
ﺼ ﻮ ﹴﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻻ ﺗﺮﺿﺎﻫﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻟﻨﻬﺠﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺗﺒﻨﻴﻪ ﻟ
ﺻﺔ ﳎﺎﻟﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮ ﺟﻪ ﻧﻘ ﺪﻫﺎ ﻟ ﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﻇﱠﻠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺗﻬ ﺪﻳ ﻪ ﺍﻟﻨﺼ ﺢ ﰲ ﺧﺎ
ﺍﻟﻌﺎ ﻣﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺒﺄﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﺼﺎﱀ
ﺍﻟﺘﺤ ﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ،ﻭ ﺟ ﻌﹶﻠﺖ ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﺳﺒﺔ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﲟ ﺮﻭﺭ ﻋﺎ ﹴﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ
ﺕ ﻣﻦ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺴ ﹶﻄﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻟﻌﺸﺮﺍ ﺸ ﺪﺕ ﳍﺎ ﻛ ﱠﻞ ﻃﺎﻗﺎﺎ ،ﻭﺑ ﻣﻨﺎﺳﺒ ﹰﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﺣ
ﳋﺮﻃﻮﻡ ﳌﺪﻯ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻟﻴﺸ ﻬ ﺪﻭﺍ ﺍ ﹸﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻟﺒﻰ ﻣﻌﻈ ﻤ ﻬﻢ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ،ﻭﺿ ﻤﺖ ﺍ ﹸ
ﺏ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺭﺅﺳﺎ َﺀ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﲟﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺍ ﹸﳌﺮ ﺷ ﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﳉﻤﺎﻋﺔ ﻳﻘﺎ ﹺﺭ
ﺴﺎﱐ -ﺭﲪﻪ ﺍﷲ -ﻭﻭﻓ ﺪ ﻛﺒ ﲑ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍ ﹸﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻣﺮ ﺷ ﺪ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟ ﺪﻭﻟﻲ ،ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋ ﻤﺮ ﺍﻟﺘﻠ ﻤ
ﻣﻨﻬﻢ ،ﻛﻤﺎ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻟ ﺮﻣﻮ ﺯ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ،ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ،
ﻭﳏﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻱ ﻣﻦ ﻭ ﺟﻮﻩ ﺍﻹﺳﻼ ﹺﻡ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ،ﻭﺍ ﹸﳌﻼﻛﻢ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻋﺎﻡ
ﺠﻞ ﺭﺣﻴﻞ ﺃ ﻫﻢ ﺭ ﻣﻮﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﻗﺪ ﺳ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﻴﺠﺎﱐ ﺃﺑﻮﺟﺪﻳﺮﻱ ،ﻗﺒﻞ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ،ﺇﻻ ﺃ ﱠﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟ
ﺏ ﺍﻟﻜﺒﲑ.22
ﳊﺰﻥ ،ﻭ ﻭﱢﻓ ﹶﻘﺖ ﰲ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﻙ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﱠﻠﻔﻪ ﺍ ﹸﳌﺼﺎ
ﲡﺎﻭﺯﺕ ﺻﺪﻣﺔ ﺍ ﹸ
22ا6EEآ5ر ا '1EEK5أ*6EEG EEHي EEa#ج (1EE7 'EEم 'EE( 1962آ EEPاMرا EE&1KH EE7اEE9aم وذه EE+&H 'EE( tEE
درا إ' أ*` 1و. 1I( '2Hآ1 _N ^*627 ^ +ه YE"# 'E( Vأ tEPxا1EA CAت وا1E&AKت ذات ا PEB
cA&1Hاآ' ا ' ه1Cك ،و1o g&Hت ا& cAا 'Aا& 'Hوا ' .آ1E 1Aه"EH Vدوار EFP5a
ﻭﻛﻤﺎ ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺻﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ
ﻑ ﺑـ)ﺍ ﹶﳌﺴﲑ ﺓ ﺍ ﳌﻠﻴﻮﹺﻧﻴﺔ( ﺍﻟﱵ ﺗﺪﺍ ﻋﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﲨﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟ ﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ،ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﺧﺮﻭﺝ ﻣﺎ ﻋ ﹺﺮ
ﻂ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﰲ ﺣﺸ ﺪ ﺻ ﻮﺏ ،ﻭﲡﺎ ﻭ ﺯﺕ ﺍﻟﻨﻤ ﹶ ﺏﻭ ﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﲨﺎﻫﲑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﹸﻛ ﱢﻞ ﺣ ﺪ ﹴ ﺍﻟ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻮﺳﺎﺋ ﹺﻞ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ،ﻓﺠﺎﺀﻭﺍ ﻋﻔﻮﹰﺍ ﺑﻐﲑ ﺣﺎﻓ ﹴﺰ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﺒ ﲑ ﻋﻦ ﻓﺮ ﺣﺘ ﹺﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ،
ﻭﺭﻏﻢ ﲣﺬﻳ ﹴﻞ ﻛﺒ ﹴﲑ ﺗﻮﱠﻟﻰ ﻛ ﱪ ﻩ ﹸﻛﱪﺍ ٌﺀ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺫﺍﺗﻪ .ﻭﺇﺫ ﱂ ﻳ ﹸﻜﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﺒﺮﻭﺍ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﰲ
ﺼﻐﺮﻯ ﺧﻠﻒ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ، ﻉ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﻯ ﺍﻟ ﹸﻜﱪﻯ ﻭﺍﻟ ﺻﺮﺍ ﹺ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻋ ﻤﺎ ﻳﺪﻭ ﺭ ﻣﻦ
ﻭﺃﻢ ﲞ ﹸﻄﻮﺍﺗ ﹺﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺳﻴﻀﻌﻮﻥ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﺧﻴﺎ ﹺﺭ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﻜﺮﺳﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
ﻀ ﻊ ﺎﻳ ﹰﺔ ﻟﺘﺤﺎﹸﻟ ﻔ ﻪ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﻱ ﳕﲑﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳ ﻭ ﺭ ﻣﻮﺯﻫﺎ ،ﻭﱂ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﺇ ﱠﻻ ﻭﻗﺪ ﹶﻗ ﺮ ﺭﺃ
ﺴ ﻪ.
ﳊﻜ ﹺﻢ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻧﻔ ِ ﻼ ﻭﺷﻴﻜﹰﺎ ﹸ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻗ ﺮﺕ ﺃﻗﺪﺍ ﺭ ﺍﷲ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱄ -ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺃﺟ ﹰ
****
ﻗﺒﻞ ﺃﺷ ﻬ ﹴﺮ ﻣﻦ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﰲ ﻣﺎﻳﻮ)ﺃﻳﺎﺭ( ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍ ﹸﳍﺪﻧﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﺠﺮﺕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ ﺍﳊﺮ 1983ﻡ ﺗﻔ
ﺕ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ 1973ﻡ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﳍﺎ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺧﺎﲤ ﹰﺔ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳ ﹰﺔ ﻟﻌﺸ ﹺﺮ ﺳﻨﻮﺍ
ﺼﻮﺻﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎ ﹴﺭ ﳋﻄﺮ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍ ﹸﳌﺤﻴﻄﺔ ﺎ ،ﻭﺩﻭﻥ ﻕ ﻧ
ﲤﱠﺜﻠﺖ ﰲ ﲡﺎ ﺳ ﹺﺮ ﻩ ﺍﻷﲪﻖ ﻋﻠﻰ ﺧﺮ ﹺ
ﺡ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺖ ﺑﻮﺿﻮ ﹴ ﳊﺮﻣﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀ ﻤﻨﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠ ﹰﺔ ﰲ ﻓﺼﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺜﹺﺒ ﺗﻘﺪﻳ ﹴﺮ ﹸ
ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ.
ﺕ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃ ﺳﺴﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ ﺃﻣﺎﻧ ﹰﺔ ﺧﺎﺻ ﹰﺔ ﻗﺒﻞ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮﺍ
ﺺ ﺇﻗﻠﻴ ﻢ ﺃﻭ ﻧﺎﺣﻴ ﹲﺔ ﺑﺄﻣﺎﻧ ﺔ ﻣﺴﺘﻘﱠﻠﺔ،
ﺑﺎﳉﻨﻮﺏ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍﻷﻋﻠﻰ .ﻭﺇﺫ ﱂ ﻳﺴﹺﺒ ﻖ ﺃﻥ ﺍﺧﺘ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﺼﺎﺋﺮ ﻓﻘﺪ ﺯﺍﺩ ﻭﻋ ﻲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﲞﺼﻮﺹ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺑﲔ ﺟﻤﻠﺔ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟ
ﺙ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻨﺬ )ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳌﺎﺋ ﺪﺓ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﺪﻳﺮﺓ( ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﳓﻮ ﺍﻟﻘﺎ ﺭﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،ﳛ ﱢﻔﺰﻫﺎ ﺗﺮﺍ ﹲ
ﳊﻜﻢ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ(، ﺡ )ﺍ ﹸ1964ﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎ ﺭ ﹶﻛﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻗ ﺪﻡ ﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻘﺘﺮ
ﲦﺮﺓ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﻓﻘ ﹺﻬ ﻪ ﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻠ ﻤ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﰲ ﺣﻜﻢ ﺑﻼ ﺩ ﻣﺘﺮﺍﻣﻴ ﺔ
(' آS ^ +ر ا& cAا ' ^APAPا1`*.ن ا1(.ر jوا17 .gJد إ ,EاEدان 1E7م 1980و,E#
oو أول أ cA&P 1ا1aر O# S tJH 'Gا& A1اا& .
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﺇﺫ ﺗﺴﻮ ﺩ ﻟﺪﻯ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﲔ ﺍﻟ
ﻑ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ،ﻭﻃﺒﻘﻪ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌ ﻤ ﺪ
ﺿﻴﺖ ﺑﻪ ﺃﻃﺮﺍ ﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺭ ﳊﻜﻢ .ﻭﻫﻮ ﺫﺍ ﺍﹸ
ﺴﻢ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺇﱃ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺎﻟﻴﻢ ﺑﺪ ﹰﻻ ﻋﻦ ﻑ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻱ ﺭﻗﻢ ) (1ﺍﻟﺬﻱ ﻗ ﳋﺮﻗﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻋ ﹺﺮ
ﻱ ﻳﻮﺍ ﹺﺟ ﻪ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ .ﻭﻣﻊ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﻳﺔ ﻭﺍﳋﲑﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﻮﺏ، ﺇﻗﻠﻴ ﹴﻢ ﻭﺍﺣ ﺪ ﹶﻗ ﹺﻮ
ﺡ ﻣﻦ ﺐ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺑﻘﺮﺍ ﹴﺭ ﻭﻣﻘﺘﺮ ﹴ ﻭﺍﺟﻬ ﹰﺔ ﺗﺴﺘﻮﻋ
ﻼﺏ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﻭ ﻭﺻﻠ ﹺﻬﻢ ﺑﺎﻟﹸﻠﻐﺔﺐ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻄ ﱠ ﺴ ﹺﰊ ﻣﻦ ﹶﻛ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺑﺘﻤﻮﻳ ﹴﻞ ﻋﺮ ﹴ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺭ ﺳ ﺦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎ ﻡ ﺑﺎﳉﻨﻮﺏ ﺑ ﻮﺍﺑ ﹰﺔ ﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻭ ﻣﻌﹺﺒﺮﹰﺍ ﻟﻺﺳﻼﻡ ,ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﻭﹸﻓﻮﺩ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﳓﻮ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﻗ ﺮﺕ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﰲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ،ﻭﺃ ﺳﺴﺖ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻄﻼﰊ ﰲ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻮﺑﺎ ﺷﺄﻥ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ.
ﺃﺧﲑﹰﺍ ،ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﲡﻨﻴﺐ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻐﺒﺔ ﺧﺮﻕ ﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺗﻘﻮﻳﺾ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﻓﻘ ﺪﻡ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﹰﺎ ﻣﻜﺘﻮﺑﹰﺎ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﲟﺎ ﻻ ﳚﻌ ﹸﻞ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﻭﺿﻌﹰﺎ ﺷﺎﺫﹰﺍ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺋﺪﹰﺍ ﲟﻮﺟﺐ ﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﻭﺗﺒﻨﻰ ﺍ ﹸﳌﻘﺘﺮﺡ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺟﻮﺯﻳﻒ ﻻﻗﻮ ﻧﺎﺋﺐ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻭﺃﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺃﰉ ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﳝﻀﻲ ﺑﻘﺮﺍﺭﻩ ،ﻣﻤ ﻬﺪُﹰﺍ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻣﺎﳓﹰﺎ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﻟﻘﺘﺎ ﹴﻝ ﺩﺍ ﹴﻡ ﺟﺪﻳﺪ ،ﺗﻘﻮ ﺩ ﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﺩﻱ ﻣﺎﺑﻴﻮﺭ. ﺍﻟ
ا ا"#$%
ِ ا ِ َ2
َIJْ Kا ْ
ا َ
ﱂ ﺗﻜ ﻤﻞ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿ ﹸﺔ ﺃﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎﻥ( 1985ﻡ ﺍﻟﱵ ﺃﺳ ﹶﻘ ﹶﻄﺖ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻌﻔﺮ ﳕﲑﻱ
ﺃﺳﺒﻮ ﻋ ﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺣﱴ ﺃﻛ ﻤﹶﻠﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﺍﻷﰎ ﹸﳌﺆﲤﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ
ﺍﻟﺬﻱ ﹶﻗ ﹶﻄ ﻌﺖ ﻟﻪ ﻣﻮﻋﺪﹰﺍ ﰲ ﺑﻴﺎﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ )ﺷﻌﺒﺎﻥ( ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﻣﺎﻳﻮ )ﺃﻳﺎﺭ(.
ﺾ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﺑﻌ ﹺ ﰲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻷ ﻭﻝ ﻟﻼﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺗﺄ ﺧﺮ ﻷﻳﺎ ﹴﻡ ﺇﻃﻼ
ﻼ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃ ﺳ ﹺﻬﻢ ﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭ ﺩ ﻋ ﻪ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻣﻌﺘ ﹶﻘ ﹰ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﺑﻴﺾ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻇﻨﺘﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺗﺒﺎﻃﺆﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ
ﻑ ﺑـ)ﺍﻟﺘﺠ ﻤﻊ ﺸ ﺪﻭﺍ ﲨﻴﻌﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻋ ﹺﺮ ﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻷ ﻣﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺣﺘ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺑﻀﻐﻮ
ﺼﺎﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳊ ﺍﳊﺰﰊ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﰊ ﻟ ﹸﻘﻮﻯ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ( ،ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﻢ ﺑ ﺪﻭ ﹺﺭﻫﺎ
ﺚ ﺃﻥ ﺃﻧ ﹶﻔ ﹶﺬ
ﲤﻬﻴﺪﹰﺍ ﻹﻗﺼﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﱂ ﻳﻠﺒ ﹾ
ﳊﻴﺎﺩ ﻣﻔ ﹺﺮﺟﹰﺎ ﻋﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺴﺠﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍ ﹺﻡ ﺍ ﻗﺮﺍ ﺭ ﻩ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﲨﻴﻊ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻘﻠﲔ ﻭﺍﻟ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻭﻓﺎﲢﹰﺎ ﺍﺎﻝ ﻷﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﹸﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ
ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ِﺳ ﻮﺍ ﺭ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺯﻳ ﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﳕﲑﻱ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺩﺓ،
ﻼ ﻣﻊ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻛﺎﻓﺔ. ﺃﺳﻮ ﹰﺓ ﲟﺎ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺎﻝ ﻗﺒ ﹰ
ﺠ ﹸﺔ ﹸﻗﻮﻯ ﲡ ﻤﻊ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻇﺎﻫﺮ ﹰﺓ ﻋﺎﻟﻴ ﹰﺔ ،ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳑﱠﺜﻠﺔ ﰲ ﺃﺭﻓﻊ
ﻛﺎﻧﺖ ﺣ
ﺭ ﻣﻮﺯﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﰲ ﺃﺭﻓﻊ ﻣﻨﺎﺻﺒﻪ ﺣﱴ ﻗﺒﻞ ﺷﻬ ﹴﺮ ﻭﺍﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺳﻘﻮﻃﻪ،23
ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﱠﰒ ﳚﺐ ﻋﺰ ﹸﳍﺎ ﻭﺇﻗﺼﺎﺅﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻟﻮ ﺑﻘ ﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ .ﻭﻣﻊ ﹸﻇ ﻬﻮﺭ ﺍﻷﲰﺎﺀ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﺷﺎﺋﺞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﻟﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﰲ ﻛﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻭﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﺆ ﺳﺴﺎﺕ
ﺴﺒﹰﺎ ﳌﻌﺮﻛ ﺔ ﻛﺒﲑ ﺓ ﻭﺷﻴﻜﺔ ،ﻻ ﺗﻌﹶﻠ ﻢ
ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ ،ﺍﺳﺘﺪ ﻋﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛ ﱠﻞ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ ﺍﳌﺬﺧﻮﺭﺓ ﲢ
ﺐ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺪ ﹺﺭ ﻙ ﺩﻭﺍﻓﻌﻬﺎ ﻭ ﺗﻘ ﺪﺭ ﺷﺮﺍ ﺳﺘﻬﺎ.
ﹶﻏﻴ
1آ QEE1اآ EEا 'EE( EEا` cEEJj EEاEE .ة EEACPي 6EE1H EEP+Aآ5ر ^EENا5ا 671EE 'EEHرYEE
اIAKر*oEE)P Eون ا1aر ، EEGأ6EEJ7 6EEANا 6EEA ^ANوز* EEا)oEون ا6ا 1EEA+7 'EEP7 , EEPن OEE9 6EEAرا6EE
YPKا)& ،tد .إHاه 6J7 Vا ر Yا CKPا1B5jpد* A7 ^1* ،ا 1م 7ا tE5`Aا1E# 'E1د
ا54pاآ' ،د6J7 .اه1ب أMEAN 6EANة وز* Eا6و ^E1* EA7 ، E1A1H Eا FEاEK5Aل E1HاIAKر* E
وxه.V
ﺏ ﺷﺪﻳﺪ ،ﻓﻘﺪ ﺑﺎ ﺩ ﺭ ﻟﻔﺮﺽ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﰲ ﺍﻟﹸﺜﹸﻠﺚ ﺍﺗﺴﻢ ﺍﻟﻌﺎ ﻡ ﺍﻷﺧﲑ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺑﺎﺿﻄﺮﺍ ﹴ
ﺺ ﻣﻦ ﻛﺒﺎ ﹺﺭ ﳊﻖ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﲣﱠﻠ ﺍﻷ ﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻌﻠﻨﹰﺎ ﻋﺰﻣﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳ ﺮ ﺩ ﰲ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﻣﺎ ﻳﺮﺍ ﻩ ﺷﺮ
ﻉ ﺍﷲ ﺍ ﹶ
ﺴ ﻌﺔ
ﺲ ﻧﺼ ﺮﺎ ﰲ ﻣﻌﺮﻛﺘﻪ ﺍ ﹸﳌﺘ ِ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻪ ﻭﹶﻓﺘ ﺢ ﺍﺎ ﹶﻝ ﻭﺍﺳﻌﹰﺎ ﻟ ﺮﻣﻮﺯ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻗﻮﺍ ﻋ ﺪﻫﺎ ﻳﻠﺘﻤ
ﳉﻮﺍ ﹺﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺣﱴ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﻯ ﺍﻟ ﻌﻈﻤﻰ .ﻟﻜﻦ ﺍﳉﺒﻬﺎﺕ ،ﺍ ﹸﳌﻤﺘ ﺪﺓ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﹺﻧﻈﺎ ﻣﻪ ﺇﱃ ﹸﻗﻮﻯ ﺍ
ﳉﻤ ﻬﻮﺭﻱ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺲ ﺍﳊﺰﺏ ﺍ ﹸﺚ ﺃﻥ ﺗ ﻮﺍﹶﻟﺖ ﺣﻴﺚ ﺃﻗ ﺪ ﻡ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺪﺍ ﹺﻡ ﺭﺋﻴ ﹺ
ﺍﻻﻧﺘﻜﺎﺳﺎﺕ ﱂ ﺗﻠﺒ ﹾ
ﳏﻤﻮﺩ ﳏﻤﺪ ﻃﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻋﺎ ﺩ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳏﻤﺪ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺇﱃ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻭﺯﻳﺮﹰﺍ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻘﺼﺮ،
ﻭﻣﻊ ﻭﻗ ﹺﻊ ﺧﻄﻰ ﺍﻵﻻﻑ ﺍﻟﱵ ﺧ ﺮ ﺟﺖ ﰲ )ﺍﳌﺴﲑﺓ ﺍﳌﻠﻴﻮﻧﻴﺔ( ﺍﺣﺘﻔﺎ ﹰﻻ ﲟﺮﻭﺭ ﻋﺎ ﹴﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
ﺼ ﹸﻔﻬﺎ ﺑﺄﺎ ﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳ ﺍﺳﺘﺸ ﻌ ﺮ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺣﻘﻴﻘ ﹶﺔ ﺧﻄ ﹺﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺒﺪﺃ ﻫﺠﻮﻣﹰﺎ ﻏﲑ ﻣﺴﺒﻮ ﹴ
ﻼ ﺷﺎ ﻭﺍﺳﺘﺸﺮﺍﺀ ﺍﺎﻋﺔ ﰲ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺷﺮﻗﻬﺎ، )ﺇﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ( ،ﻭﻣﻊ ﹸﻇﻬﻮﺭ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺗﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟ ﻔ ﹶ
ﺻﺔ،ﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺫﻭ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﻫﺠﻮ ﻣﻪ ﺍ ﹸﳌﻀﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﺍﻟﻌﺎ ﻣﺔ ﻭﺍﳋﺎ ﺑﺪﺃ ﺃﻣ
ﺻ ﺪ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮ ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪﻳ ﺮ ﺷﺪﻳ ﺪ ﺍﻟ ﻌﺪﺍﺀ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﺑﺮﺯ ﺗﻨ ﹸﻘﻠﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻣﺮﺍ
ﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ.24
ﺿﺔ ﻟﺘﺤ ﺮ ﻛ ﻪ ﳓﻮ ﺇﻧﻔﺎ ﺫ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺃﻭ ﲤﻜ ﹺ
ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍ ﹸﳌﻌﺎ ﹺﺭ
ﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ،ﺟﻮﺭﺝ ﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴ ﹺ ﳋﺮﻃﻮﻡ ﻧﺎﺋ ﻣﻊ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺯﺍ ﺭ ﺍ ﹸ
ﳉﻮ ﻋﻰ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﺍﱠﻟ ﹶﺬﻳﻦ ﺍﺷﺘ ﻬﺮﺍﺑﻮﺵ ﺍﻷﺏ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﱃ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ،ﻭﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﲪﻠﺔ ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺍ ﹶ
ﻑ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ .ﻭﺑﻌﺪ ﻳﻮ ﹴﻡ ﻭﺍﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺳ ﹶﻔ ﹺﺮﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﻌ ﹺﺰ ﻳﻮ ﻣﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﺍﻟ
ﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﺡ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﺭﺱ )ﺁﺫﺍﺭ( 1985ﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻻﻧﻘﻼ ﹺ ﻣﺎﺭﺷﺎﺗﻬﺎ ﺻﺒﺎ
ﺴﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺕ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻣﻌﻠﻨﹰﺎ ﺧﺎﲤﺔ ﻋﻼﹶﻗﺘ ﻪ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﹺﺒ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺃﻣ ﺪﺭﻣﺎﻥ ،ﻭﻟﻴﺠﺊ ﺻﻮ
ﺡ ،ﻭﺑﻌﺪ ﻟﻴﻠ ﺔ ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﲨﻠ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻷﻏﻠﺐ ﻂ ﺍﻟ ﹶﺬ ﻡ ﺑﺎ ﹶﳌﺪ ﹺ
ﺏ ﳜﻠ ﹸ
ﺏ ﻣﻀ ﹶﻄ ﹺﺮ ﹴ
ﺧﻄﺎ ﹴ
ﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ.25
ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨ ﻬﻢ ﹶﻏﺎﻟ
2آ t5ا cا.و (*MHا ZE OE EPH12 'P7 12P& 1R*Jا6Eآ5ر ^ENا5ا cEJj 'EHا"EH cEP2H Ef1F5pن
ا5ا EE 'EEHآ1EEن وز*ًEEا (1EE CP h6EE2 tJEEH O5PEEBF EE)#1# EE`N 'EEم .آEES 1EEAح ا5ا 'EE( 'EEHا1EEA5Gع YEEPK
ازراء أن ا1A&5Eل ا`1E*1Cت وا1&5Epرات 6EK* pي ( 'Eو UESا E71KAا1EFG 1EI"H ECN1Rف و .EB#و6Ej
QP2أMIGة ا R O#1*B# ^.ب ا &1Kأن cN#ا 1 14 Fا& Hوا .
QPAEEE4 3اp1EEE257pت ^EEENا5ا EEEA7 ^EEE1* ،'EEEHا 1EEEم ،إEEEHاه Vأ1EEES 6EEEA ،OEEE9 EEE(# ،EEEA7 6EEEANدق
آ1روري1EEA+7،ن EE 6EE1ي وأ( 1EEIC QEEPأ1EE7ء ا tEE5`AاTEEFC5ي 1EEA+7 'EEP7ن6EEI ،ي إEEHاه ،VإEEHاهV
ا1A+7 ,'Cن 6J7اه1ب1& ،د ا.{#1F
ﻗﺒ ﹶﻞ ﳓﻮ ﺃﺳﺒﻮﻋﲔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ،ﺃﺻ ﺪ ﺭ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻣﻨﺸﻮﺭﹰﺍ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ:
ﻕ ﻭﺍﺳ ﹴﻊ ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﻝ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﻳﺰﻋ ﻢ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ ﺃﻥ ﻉ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎ ﹴ ﺸﺮ( ،ﻟﻜﻨﻪ ﻭ ﺯ
ﺕ ﺍﻟ ﻌ
)ﺍ ﹸﳌﻮﹺﺑ ﹶﻘﺎ
ﺏ
ﺸﺮﹰﺍ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺜﻮ ﺕ ﻋ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻗﺪ ﺍﻗﺘ ﺮﹶﻓﺖ ﻣﻮﹺﺑﻘﺎ
ﻋﻨﻬﺎ ﺣﱴ ﺗﻘﺒ ﹶﻞ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .ﺩﺍ ﺭﺕ ﳏﺎﻭﺭ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ ﺣﻮﻝ ﻋﺪ ﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ،ﻣﻨﻬﺎ
ﻼ ﺷﺎ ،ﻭﺍﺎﻋﺔ ،ﰒ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻣﻦ )ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻛﺎﻣﺐ ﺩﻳﻔﻴﺪ( ﺑﲔ ﻣﺼ ﺮ ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ،ﻭﺗﺮﺣﻴ ﹸﻞ ﺍﻟ ﻔ ﹶ
)ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺳﺒﺘﻤﱪ( ﺍﻟﱵ ﺃﻳ ﺪﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻐﲑ ﲢ ﱡﻔﻆ ،ﻭﺭﻓﻀﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ
ﺸﺮ ﱂ ﺗ ﹸﻜﻦ ﺇﻻ ﺇﻋﻼ ﹶﻥ ﺍﳋﺘﺎﻡ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺴﺠﻦ .ﻭﺍﳊ ﻖ ﺃﻥ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﳌﻮﺑﻘﺎﺕ ﺍﻟ ﻌ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺇﱃ ﺍﻟ ِ
ﻀﺎﺽ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﺇﻋﻼﻥ ﺍ ﹸﳌﺘﺒﺎ ﻋ ﺪﺓ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻧ ﻔ
ﺼﺎ َﺀﻫﺎ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻮﺍﺟ ﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﺼﺎ ﺭﻩ ﺧﻮﻓﹰﺎ )ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ( .ﻓﻬﻲ ﲢﻤ ﹸﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻗ
ﳊﻜﻢ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻰ ﳍﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﰒ ﻋ ﺰﻟﹶﻪ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﰲ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍ ﹸ
ﺤﺖ ﻏﺰﻭ ﹸﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﰲ 2ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﲤﻮﺯ( 1976ﻡ ،ﺑﻞ ﺣﱴ ﲤﻀﻰ ﺇﻥ ﹶﳒ
ﰲ ﻣﻨ ﻌ ﹺﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻣﺆﱢﺛﺮﺓ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ،ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﲢﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ
ﻟﻘﺎ َﺀﻩ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﳕﲑﻱ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﺎﻡ 1977ﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺨ ﻄﺮ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺃﺳﻪ.
ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳ ﹸﻜﻦ ﻭﻗ ﻊ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﺍ ﹸﳌﻮﺑﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﻓﻘﺪ ﺣ ﺪﺩﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻨ ﹸﺬ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺍﻷ ﻭﻝ ،ﺃﺎ
ﻫﺪﻧ ﹲﺔ ﻟﺘﻘﻮ ﹺﱘ ﻣﻮﻗ ﻔﻬﺎ ﻭﺇﻧﻔﺎ ﺫ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﹺﺒﻨﺎﺀ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ ﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ
ﳊﻜﻢ ،ﻭﺃﻤﺎ -ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺮ ﺟﻮ ﲢ ﻮ ﹰﻻ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ ﳕﲑﻱ ،ﻳﺘﻴ ﺢ ﻟﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﺍ ﹸﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺍ ﹸ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ -ﻗﺪ ﲤﺎﻳﺰﺍ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻀﺖ.26
ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺘﻘﻞ ﰲ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﲤﻮﺯ( 1977ﻡ ﺃﺎ ﻗﺪ ﺍﻧﻔ
1EGء (1ER 'Eب اEACي أن ا Eان ا1EEJ ^E ^APEAد VIا Eص واEK5د وا E2+وآ1Eن 6EjاEEH cEB#ز*
إ O 7ا15.ذ A4 'P7اTي 2H1 Oا1A5ء Pآ ،و OC tP9آ1J ^7 B5a H15دئ ا ان ا.^APA
S 4ح د ^N .ا5ا FB 'Hا1*.م (' أول 6&H O& FS PH12و ^ OGا c25&Aأن ا EIJKا EC9
6jا 1A( ،QFأ ^P7ا 6ا1Bدق ا6IAي (' أول 12ء '*MFP#أ Zj5* Oا1H1a5ت cJjا U*aا.cJ2A
ﰲ ﺃ ﻭﻝ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺃﺑﺮﻳﻞ )ﻧﺴﻴﺎﻥ( 1985ﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻟﺘ ﻮ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻘﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮ ﺯﻋﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺇﱃ ﺷﺎ ﹶﻻ ﰲ ﻏﺮﺏ
ﳊﻜﻮﻣﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ،ﻛﺎﻧﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﰲ ﻣﱰﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﲟﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻨﻬﺮﻱ )ﺍﳌﱰﻝ ﺍ ﹸ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻘﻴ ﻢ ﻓﻴﻪ( ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻤﻞ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﻳﻘﻮ ﹸﻝ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ) :ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺗﺄ ﺳﺴﺖ ﻋﻠﻰ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻛﻴﺎ ﹲﻥ ﺟﺪﻳﺪ ﺴﻊ ﺃﻫ ﹶﻞ ﺍﻟ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻓﻬﻲ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺗ
ﻳﻘﻮ ﻡ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮ ﺓ ﺳﺎﺑﻘ ﺔ ﻣﺘﺠ ﺪﺩﺓ ﻻ ﺗﺮ ﻫ ﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻸﲰﺎﺀ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﺤ ﻮﺭ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ ﺣﻴﺜﻤﺎ
ﺻﻮﳍﺎ ،ﺗﺼ ﹸﻞ ﻋﺎ ﻣﺔﲰﻬﺎ ﻭﻃﺮ ﺣﻬﺎ ﻻ ﺗﺒ ﺪﻝ ﺃ ﲡ ﺪﺩ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤ ﺪﻱ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻳ ﹸﻜﻦ ﺍ
ﺐ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺐ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻛﻠﻪ ﺇﺳﻼﻣﹰﺎ ﷲ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ،ﺗﻨﻔﺘﺢ ﻟﻨﺨ ﹺ ﺻﺔ ﻛﺴ ﹺﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ﲞﺎ
ﺴﺒﻖ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺃﻫ ﹺﻞ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻭﻋﺎ ﻣﺘﻪ ،ﻷﻫﻞ ﺍﳊﻀﺮ ﻭﺍﻟﺮﻳﻒ ﻭﻷﻫﻞ ﺍﻟ
ﺏ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻟﻐﲑ ﺍ ﹸﳌﺴﻠﻢ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻡ ﲞﹸﻠﻖ ﺍﻟﺘﺼ ﻮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟ ﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﲡﺎ ﹺﺭﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﻣﹶﻠ ﹴﻞ ﻭﺃﺣﺰﺍ ﹴ
ﺴﻮﺩﺍﻥ .ﺗﺘﺄ ﺳﺲ ﰲ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﺍ ﹸﳌﺆﻣﻦ ﺑﱪﻧﺎﳎﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺧﻼﺻﹰﺎ ﻷﻫﻞ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭ ﻋ ّﺰﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼ ﹺﻝ ﻗﺮﺍﺭﻩ، ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺆﻣ ﻦ ﺑ ﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟ
ﻭﺗﺪﻋﻮ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺃ ﺳ ﹺﺮ ﺍﻟ ﻮﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﳓﻮ ﺑﻨﺎ ٍﺀ ﻣﺆ ﺳﺲ ﻋﻠﻰ
ﺾ ﺑﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤ ﺰﻕ ﻭﺍﻻﻧﺸﻄﺎﺭ ،ﻭﻳﻨﻬ ﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻹﲨﺎﻉ ،ﳛﻔﻆ ﺍﻟ ﺍﻟ
ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ( .ﻭ ﻭﱢﻗﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺑﺎﺳﻢ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ.
ﺺ ﻓﻴﻪ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺎﳋﺮﻃﻮﻡ ﲟﺌﺎﺕ ﺍ ﹸﳌﺘﺪﺍﻋﲔ ﳉﻠﺴﺔ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﺡ ﰲ ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻏ
ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﺑﺪﺍ ﻭﺍﺿﺤﹰﺎ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺑﺎﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﳌﺆﲤﺮ
ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﳉﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1964ﻡ ﺃﻥ ﲢﻮ ﹰﻻ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻐﲑﺓ
ﺻﻔﻮﻳﺔ ﻓﺄﺿﺤﺖ ﻛﻴﺎﻧﹰﺎ ﺟﺎﻣﻌﹰﺎ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﻣﻮﺻﻮ ﹰﻻ ﲜ ﹸﺬﻭﺭ ﺍﺘﻤﻊ the grassrootsﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺍﺻﻄ ﱠﻔﺖ ﺃﺟﻴﺎ ﹲﻝ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ،ﻭﺗﺮﺃﺱ ﺍﳉﻠﺴﺎﺕ ﻣﺴﻠ ﻢ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟ ﻟﻮﺣﺔ ﺍﻟ
ﺏ ﻭﺷﻴﻮﺥ ،ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﻓﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺷﻘﺎﺋ ﻖ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ،ﺷﺒﺎ
ﻀﻖ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺗﺄﺑﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﳍﺎ ﻋﹶﻠﻤﹰﺎ ﺧﺎﺻﹰﺎ ﺳﻮﻯ ﺷﻌﺎ ﹺﺭ ﺍﳊﺰﺏ ،ﱂ ﺗ
ﺳﺎﺣﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺭﺍﻳﺎﻢ ﻭﺃﻧﻐﺎ ﻣ ﹺﻬﻢ.
ﻕﰲ ﺗﺪﺍ ﻭ ﹶﻝ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﻭﺣﻮﻝ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻭﺭﺍ ﹴ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍ ﹸﳌﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻷﻣﻦ ،ﻭﺃﻓ ﺮ ﺩ ﻭﺭﻗ ﹰﺔ ﺧﺎﺻ ﹰﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺸﻜﻠﺘﻪ
ﺡ )ﺍﻟﻔﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﰲﺗﺘﻔﺎﻗ ﻢ ﻣﻊ ﺗﺼﺎ ﻋﺪ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟﱵ ﲪﻠﺖ ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ ﻣﻘﺘﺮ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺃ ﻭﻝ ﺍﳉﻨﻮﺏ( ﻣﻊ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳ ﺔ ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟ
ﺏ ﺣﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ )ﺍﻟﻔﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ( ﻗﺒﻞ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺿ ﹺﺮ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﻜﺴﺮ )ﺍﻟﺘﺎﺑﻮ( ﺍﻟﺬﻱ ﺏ ﰲ ﺍﻟ ﺣﺰ ﹴ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﻋ ﱪ ﻩ.
ﺍﻟ
ﺾ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ ﻟﻴﺎ ﹴﻝ ﻭﻗﺪ ﺃﻛﻤﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ .ﻭﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻧﻔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﻄﻌﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻊ
ﻼﺏ؛ ﻭﲨﺎﻋ ﹲﺔ ﻣﻘ ﺪﺭﺓ ﻣﻦ ﺏ ﻭﻃ ﱠﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ؛ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﻣﻦ ﻧﺴﺎ ٍﺀ ﻭﺷﺒﺎ ﹴ
ﻀ ﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﺟﺰ ًﺀ ﻣﻦ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟ ﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺃﻭ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﺑﻌ
ﺻﺔ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻤﻦ ﳝﱢﺜﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺛﺎﺑﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﰲ ﺧﺎ
ﺼﹸﻠﻮﻥ ﺗﺪﻳﻨﻬﻢ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﻟﻌﺎﻡ ﲟﺎ ﺍﻛﺘﺴﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪﻳﺔ؛ ﻭﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﲔ ﻳ
ﺼ ﹾﻔ ﹺﺢ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎ ﻭﺯ ﻋﻦ
ﺸﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻬﻢ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟ ﺍﺳﺘﻮ ﺣ
ﹸﻏﺒﹺﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ؛ ﰒ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﺳﺘﻨﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟ ﹸﻄ ﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ،ﺍﺳﺘﺸﻌﺮﻭﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ
ﺐ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﺑ ﺪﺕ ﹸﳍﻢ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ ﻳﺮﻛ ﺗﻌﺎ ﹸﻇﻢ ﺍﳋﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ
ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺑﺼﲑﺓ ﻭﻳﻠﺘﻤﺲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﳋﺎﲤﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﻧﺘﺨﺒﻪ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺃﻣﻴﻨﹰﺎ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺍﻹﲨﺎﻉ ،ﻣﺘﺠﺎﻭﺯﻳﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺿﺮﺍﻭﺓ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ
ﺻﺔ ﻣﻦ ﹸﻗﻮﻯ ﺍﻟﺘﺠ ﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﲨﻊ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﻭﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺻ ﻮﺑﺖ ﳓﻮﻩ ﺗﺮﻳ ﺪ ﺇﻗﺼﺎﺀﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ،ﺧﺎ
ﺐ ﺍ ﹸﳌﺆﲤﺮ ﺛﻼﲦﺌﺔ
ﺨ
ﺼ ﹸﻔﻮﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﺑﺄﻧﻪ )ﺍ ﹸﳌﺴﺘﺸﺎﺭ( ،ﻛﻤﺎ ﺍﻧﺘ
ﻣﺘﻨﺎﺳﲔ ﲨﻴﻌﹰﺎ )ﻣﺎﺿﻴﻬﻢ( ﻣﻊ ﻣﺎﻳﻮ ﻳ
ﺸﻮﺭﻯ ،ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﲤﺜﻞ ﻛﻞ ﺃﻗﺎﻟﻴﻢ ﻋﻀﻮﹰﺍ ﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻥ. ﺍﻟ
ﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﻭﻓﻮﺩ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺇﱃ ﺃﻗﺎﻟﻴﻤﻬﺎ ،ﺗ ﻌ ﺪ ﺍﻟ ﻌ ﺪﺓ ﻟﻌﻘﺪ
ﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ،ﻭﻣﻦ ﱠﰒ ﺗﻜ ﻤ ﹸﻞ ﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﻣﺆﲤﺮﺍﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﺎ ﻳﻨ
ﺴ ﹺﻖ ﺍﻟﹺﺒﻨﺎ ِﺀ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ.
ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻧ
*****
ﳊﻀﻮﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﺍﺳﺘﺸ ﻌ ﺮﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﺇﱃ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺭﻏﻢ ﺍ ﹸ
ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﺍﳌﺆﲤﺮ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻭﺣﱴ ﻣﻦ
ﻼ ﻟﻠﻴﺴﺎﺭ .ﻓﺎﲣﺬﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺮﺍﺭﹰﺍ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻳﻮﻣﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼ ﹺﻡ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﻣﺎﺋ ﹰ
ﺕ
ﻧﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﲰﻬﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﻛﺎﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﰲ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﲣ ﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍ
ﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺗﻮﻗﻴﻒ ﺻﺤﻴﻔﺔ )ﺃﻟﻮﺍﻥ(، ﻋﻠﻰ ﺃﻫﺒﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ،ﺧﺎ
ﺠﺔ ﺃﺎ ﺗﺘﺠﺎﻭ ﺯ ﺗﺼﺪﻳﻘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﳓﻮ ﺕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍ ﹸﳌﻨﺎﻓﺢ ﻋﻦ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﲝ ﺍﻟﺼﻮ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﰒ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﳓﻮ ﲬﺴﲔ ﻣﺜﻘﻔﹰﺎ ﻭﻛﺎﺗﺒﹰﺎ ﻭﺷﺎﻋﺮﹰﺍ ﻣﻦ ﹸﻗﻮﻯ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺬ ﱢﻛﺮﺓ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺗﻄﺎﻟﺒﻪ ﲝﻈﺮ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﺃﻛﻤﻠﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﺟﻬﺰﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻷﻣﺎﻧﺎﺗﻪ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ،ﻭ ﹶﻇ ﻬ ﺮ ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ :ﺃﲪﺪ
ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﻳﺎﺳﲔ ﻋﻤﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ،ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ،ﳏﻤﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﻟﻜﺎﺭﻭﺭﻱ ،ﻣﻮﺳﻰ ﺣﺴﲔ
ﺿﺮﺍﺭ ،ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻀﻮﻱ ،ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﺝ ﳏﻤﺪ ..ﰒ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ :ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ،ﻋﻠﻲ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻃﻪ ،ﺃﲪﺪ ﳏﺠﻮﺏ ﺣﺎﺝ ﻧﻮﺭ ،ﻋﺒﺪﺍﳉﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﺬﻳﺮ ﺍﻟﻜﺎﺭﻭﺭﻱ ،ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻣﺎﻡ،
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ،ﻭﻏﲑﻫﻢ ،ﺿﻤﻦ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ .ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ
ﻼ ﻭﺍﺳﻌﹰﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﻻﺕ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﻌﺪﻳ ﹰ
ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﰲ 9ﻣﺎﺭﺱ )ﺁﺫﺍﺭ( 1985ﻡ ،ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻣﺜﻞ :ﻳﺎﺳﲔ ﻋﻤﺮ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ،ﳏﻤﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﻟﻜﺎﺭﻭﺭﻱ ،ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻃﻪ ،ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻷ ﻭﻝ ﻣﺮﺓ :ﻋﻮﺽ
ﺏ،
ﺍﳉﺎﺯ ،ﻭﺃﻣﲔ ﺣﺴﻦ ﻋﻤﺮ ،ﻭﺍﻟﺰﺑﲑ ﺑﺸﲑ ،ﻭﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ،ﻭﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺟﻴ ﹴﻞ ﻣﻘﺎﺭ ﹴ
ﺏ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺮﻯ ﺷﺄﹾﻥ :ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻃﻪ ،ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﲪﺪ ﻋﻤﺮ .ﻭﻗﺪ ﺗﺄ ﱠﻛﺪ ﺻﻮﺍ
ﺕ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﺎﺭﺱ )ﺁﺫﺍﺭ( ﻟﺘﺸ ﻤ ﹶﻞ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟ ﻮﺟﻮﻩﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻻ
ﺲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﹶﳒﺖ ﻛﻞ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ،ﺳﻮﻯ ﺭﺋﻴ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ،ﺇﺫ ﺍﲡﻬﺖ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺗ ﺮ ﱢﻛﺰ
ﺤﺔ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻛﺎﻓﻴﹰﺎ ﻻﺧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ.
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﺎ ﺳ
ﻟﻜﻦ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﺄ ﺳﺴﺖ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﻠﲏ ﻭﻓﻖ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳ ﻘ ﺮ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ،ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﺩ ﹰﺓ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻱ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻟﺘﺴﺘﻮﻋﺐ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻛﺎﻓﺔ ،ﺑﻞ
ﺇﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﺣﱴ ﻳﻮﺍﰲ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﻭﺟﻮﻫﹰﺎ ﻗﻮﻣﻴﺔ ،ﺑﺪﺕ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﳍﺎ ﰲ
ﺇﻃﺎﺭ ﻋﻤﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﻴﺪﺍﻧﻪ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﻣﺴﺎﺣﺘﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺎﻧﻔﺘﺢ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﰲ ﺃﻗﺎﻟﻴﻢ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﻷﻋﻴﺎ ﻥ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﳑﻦ ﺍﳓﺎﺯﻭﺍ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ،ﻭﺳﻌﺪﺕ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻋﺒﺪﻭﻥ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ،ﺑﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﻭﺳﺎﺑﻖ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ
ﲝﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻌﻔﺮ ﳕﲑﻱ ،ﻭﻻﺳﻢ ﺃﹸﺳﺮﺗﻪ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ،ﻭﻣﺜﻠﻪ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻄﻴﺐ،
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﱃ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ،ﰒ ﺑﺎﻧﻀﻤﺎﻡ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﲪﺪ
ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﶈﺎﻣﻲ ،ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺍﻵﻳﺐ -ﻣﻨﺬ ﺃﻋﻮﺍﻡ -ﺇﱃ ﺭﺣﺎﺏ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻣﻦ
ﻓﻮﺭ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
ﻼ ﺟﻮﻫﺮﻳﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﻗﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺗﻌﺪﻳ ﹰ
ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺪﺳﺘﻮﺭ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ،ﺳﺎﺫﺟﺔ ﺍﳌﻌﺎﱐ،
ﺧﺎﻃﺒﺖ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﹺﺒﹶﻠﻰ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ،ﻭﻇﻠﺖ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻧﻈﺮﻱ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ
ﺍﳋﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﺃﺛ ﺮ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﺄﻡ ﺳﺮﹰﺍ ﰲ ﻋﺎﻡ 1982ﻡ ،ﻭﺍﻧﺘﺨﺐ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ
ﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺭﺑﻌﲔ ،ﻭﻳﺴﺘﻜ ﻤ ﹸﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ )ﳎﻠﺲ ﺳﺘﻴﲏ ﻳﻨﺘﺨ
ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ( ،ﺃﺟﺎﺯ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺇﱄ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻟﻐﻰ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ
ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﳌﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻳﺘﻮﱃ
ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻳﻌﻬﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ،ﺷﺄﻥ
ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻣﻮﺍﻻ ﹰﺓ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﺭﺿ ﹰﺔ ،ﻭﺷﺄﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻨﻬﺎ .ﻭﻣﻊ ﺻﺪﻭﺭ
ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺗﻜﺎﻣﻞ ﺃﺟﻬﺰﺎ ،ﺣﺎﻓﻈﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ
ﻫﻴﺎﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺃﻗﺮﻫﺎ ﺩﺳﺘﻮﺭﻫﺎ ﻣﺴﺘﻮﺭﺓ ﺑﺎﻃﻨﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﺎﺯ ﳎﻠﺲ ﺷﻮﺭﺍﻫﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻣﻘﺘﺮﺡ
ﻗﻴﺎﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﺳﺒﻮﻋﲔ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ،ﺩﻓﻊ ﺑﻐﺎﻟﺐ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻭﺍﺣﺘﻔﻆ ﺑﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﳌﺎﻝ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺑﻌﺾ
ﺃﻣﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ،ﻭﻭﺍﺻﻞ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﰲ )ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ(
ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﰲ )ﺭﺍﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ( ،ﰲ ﺷﺒﻪ ﺍﺳﺘﻘﻼ ﹴﻝ ﻋﻦ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﻇﻠﺖ ﺗﺆﻣﻦ
ﺑﻘﺴﻂ ﺃﻭﻓﺮ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ،ﺍﻟﱵ ﲢﺘﺎﺝ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺇﱃ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺗﺰ ﱢﻛﻲ ﻓﻴﻬﻢ
ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺗﻌﱢﻠﻤﻬﻢ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ .ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﲡﺎﻭﺯﻭﺍ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺮﻯ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﳉﺒﻬﻮﻳﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﲔ ،ﻓﻘﺪ
ﺗﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ،ﻻ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﺿﺮﺑﺖ
ﺧﺎﻟﺺ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺁﺫﻯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ
ﺍﻟﻠﻴﺎﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﱪﳌﺎﻥ )ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ( ﻭﰲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻭﺛﺎﺭﺕ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻐﲑﺓ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻬﻢ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ،ﻭﺃﺛﺎﺭﻭﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺑﻨﺎﺀ
ﻣﻜﺘﻤﻞ ﺍﳌﻌﺎﱂ ﺃﻭ ﻳﻜﺎﺩ ،ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻣﺰﹰﺍ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻐﺎﻟﺐ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻨﺎﺯﻋﻪ ﺃﺣﺪ ،ﻭﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻣﻌﺠﺐ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺒﺤﺖ
ﰲ ﻛﻨﻒ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﺃﻣﺎ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﻛﺬﻟﻚ
ﻏﺮﺑﺔ ﺃﻭ ﻧﻔﻮﺭﹰﺍ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻣﻨﺬ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ،ﻭﺷﻬﺪ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻊ
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﺔ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﻛﺜﲑﹰﺍ
ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﳓﺎﺯﻭﺍ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺭﻓﺎﻕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺃ ﱠﻛﺪ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﺬ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ
ﻭﺍﳉﻬﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻭﺇﺧﻼﺹ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﱪﺍﻣﺞ .ﻭﻇﻞ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ -ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰒ ﺍﳉﺒﻬﺔ -ﻳ ﱠﺬ ﻛﺮ ﺑﻌﱪﺓ ﺍﳉﻤﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﻘﺎﺻﺪ
ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻌ ﻮﻕ ﻛﻴﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﺘﺠ ﺪﺩ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﳊﺎﻝ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺟ ﻤ ﺪﺕ ،ﺗﻌ ﻮﻕ -ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ -ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ .ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺍﻧﺴﺠﻤﺖ
ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﺗﺴﻖ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﺘﺠﺎﻭﺯﹰﺍ ﺗﻮﺗﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ،ﻓﺎﻥ ﺍﳌﺸﻮﺍﺭ ﱂ ﳝﺾ
ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻴﺒﻠﻎ ﺗﺬﻭﻳﺐ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﺎﻃﻦ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﻊ ﻇﺎﻫﺮ ﻋﻤﻞ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ،ﻭﻇﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺧﺼﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻫﺪﻓﹰﺎ
ﺗﻮﺧﻴﹰﺎ ﳋﻠﻖ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺑﺮﻛﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﲡﻨﺒﹰﺎ ﳊﻴﻞ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﺔ ﻭﺍﳌﺨﺎﺩﻋﺔ ﻣﻬﻤﺎ
ﺩﱠﻗﺖ ،ﳓﻮ ﻣﺜﺎﻝ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻬﺪ ﺑﻮﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺑﲔ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ،ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺍﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﺑﻔﻘﻪ ﻳﺮﺍ ﻋﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻘ ﺪﻡ ﳓﻮ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳛﻔﻆ ﻛﻴﺎﻧﹰﺎ
ﺳ ﺮﻳﹰﺎ ﺧﺎﺻﹰﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ،ﻭﺭﲟﺎ ﻟﻮ ﺗﻘ ﺪﻡ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﻌﻤﺮ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﺘﻘ ﺪﻣﺖ
ﻟﺘﻮﺍﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺜﺎﻝ.
*****
ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ
ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﺔ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻫﺎ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻱ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ
ﻭﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ﻟﺘﺒﻠﻎ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ،ﺗﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻖ ﻛﺴﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﺆ ﺳﺲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ .ﺃﻣﺎ ﻭﻓﻮﺩ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻓﻘﺪ ﻇﻠﺖ ﺗﻄﻮﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﺘﺸﻬﺪ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ،
ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻋﻀﻮﻳﺔ ﺃﻣﻨﺎﺀ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﻟﺘﺨﺎﻃﺐ ﺷﻌﺐ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﰲ
ﻧﺪﻭﺍﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﰲ ﻣﺪﻧﻪ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰﻩ ﺍﳊﻀﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻮﺟﻪ ﲞﻄﺎﺏ ﺧﺎﺹ
ﰲ ﺃﻧﺪﻳﺔ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻭ ﹺﺟ ﺪﺕ ،ﻭﺗﺰﻭﺭ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻭﻭﺟﻮﻫﻪ ﻣﻦ
ﺠﺎﺭ ،ﰒ ﺗﻔﺮﺩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﳌﺮﺍﻛﺰ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﺘﺼ ﻮﻑ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘ
ﺨﺎ ﹶﻃﹺﺒﲔ ﻓﻠﻜﻞ ﻣﻘﺎ ﹴﻡ ﻣﻘﺎﻝ ،ﻭﺗﻄﺮﺡ ﺑﺮﺍﳎﻬﺎﻭ ﹸﻃ ﺮﻗﻪ ،ﺗﺒﺴﻂ ﺧﻄﺎﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﻓﻖ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍ ﹸﳌ
ﺴ ﺢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﳉﺪﺍﻝ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﺸﺘ ﺪ ﺗﺼﻄﹺﺒ ﺮ ،ﻓﻬﻲ ﳏﺎﺻﺮﺓ ﺑﺘ ﻬﻢ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻗﺮﻳﺒﺔ
ﻭﺗﻔ ِ
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺩ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﰲ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﲢﻤﻞ ﺭﻣﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﲤﱢﺜﻠﻪ ﻭﳚﺪ ﻋﻨﺪﻫﺎ
ﺻﺪﻗﻴﺔ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻜﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﺒﻪ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺟﻮ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ
ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﳌﻨﺎﺻﺮﺓ.
ﻣﺴﺤﺖ ﻭﻓﻮﺩ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﺫﻥ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﻛﺎﺩﺕ ،ﻋﺎﺯﻣﺔ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﺻﻮﺎ
ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪﺕ ،ﻭﺃﻥ ﺗ ﻌ ﺮﻑ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻟﻘﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ،
ﻭﻗﺪ ﺗﺒﻠﻮﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺒﻜﺮﹰﺍ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﰲ ﻛﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻣﺮﺷﺤﹰﺎ ﺣﱴ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﺪﻫﺎ ﺍﳊﻖ
ﻭﺣﺠﻤﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﺪﻯ ﻭﻗﻌﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ،ﻓﺒﻠﻐﺖ ﻭﻓﻮﺩﻫﺎ ﺣﱴ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ
ﻼ ﻋﻦ ﺃﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻨﻴﻠﲔ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ،ﺍﻟﻘﺼﻲ ،ﺣﱴ ﻏﺮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ،ﰒ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ،ﻓﻀ ﹰ
ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺭﻑ ﻭﻛﺴﻼ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﲪﺮ ،ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ
ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﻭﺍﻋﺘﻤﺪﻩ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ -ﺧﺎﺻﺔ -ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﳓﻮ ﺗﺄﺳﻴﺲ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺴﺒﻘﻬﺎ ،ﺇﺫ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﺳﻢ ﻭﻣﻀﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﺣﱴ
ﻭﺻﻠﺘﻬﺎ ﺑﺸﺮﻯ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻓﻤﻀﺖ ﺗﺆ ﺳﺲ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻭﺗﺰﺍﻭﻝ ﺍﳌﻨﺎﺷﻂ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺆﲤﺮ
ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﺨﺐ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﻏﲑ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﰒ ﺍﲣﺬﺕ ﳍﺎ ﻋﻠﻤﹰﺎ ﺧﺎﺻﹰﺎ،
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﻀﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺮﻛﺰ .ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﻏﺮﺱ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻇﻞ ﻣﺘﻨﺎﻣﻴﹰﺎ
ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻣﻨﺬ ﺍﳋﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻟﻠﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﰒ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻭﺍﺷﺘﺪ ﻋﻮﺩﻩ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﺇﱃ
ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺗﺎﺡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺳﺎﳓﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻴﻦ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﻣﺸﺮﻓﹰﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ،ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﻳﻮ ﺯﻉ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﻜﺘﺐ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻼﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻣﺸﺮﻓﲔ ﺳﻴﺎﺳﻴﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ .ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺩﻭﺭ ﻛﺒﲑ ﻓﺎﻋﻞ ﰲ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻃﺎﺣﺖ ﲝﺎﻛﻢ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻭﺃﺣﱠﻠﺖ ﳏﻠﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﲪﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﺩﺭﻳﺞ ﰲ ﻋﺎﻡ 1981ﻡ .ﻭﻋﻨﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺪﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻷﻓﻀﻞ
ﻣﻬﺎﺩﹰﺍ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ.
*****
ﰲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺮﲰﻲ ،ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﻳﺒﺬﻝ ﺟﻬﺪﹰﺍ ﻣﻘ ﺪﺭﹰﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﳊﻴﺎﺩ
ﺝ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻭﻣﻊ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﲡﺎﻩ ﻣﺎ ﲤﻮ
ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ،ﻭﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﻭﺻﻒ )ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ( ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺮﺍﻻﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻣﻊ
ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺑﺪﺃ ﺧﻂ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ
ﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ، ﺻ ﻮﺑﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺻﻮﺍ ﻳﺘﻘﺎﺭﺏ ﻣﻊ ﺧﻂ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻨﻪ
ﺗﺼﻔﻬﻢ ﺑﺄﻢ )ﺟﺒﻬﺔ(.
ﺃﻣﺎ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﳑﺜﻠﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻔﺰ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ
ﺑﺄﻱ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻣﻨﻪ ﺳﻮﻯ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﳉﻨﺎﺡ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺰﻋﻤﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﻋﺒﺪﺍﳌﺎﺟﺪ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺠ ﻤﻊ
ﻑ ﺑـ)ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺳﺒﺘﻤﱪ( ﺍﳊﺰﰊ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﰊ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌ ﺮ
ﱂ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺟﺘﻪ ،ﻭﻇﻞ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﻳﻨﺎﻭﺅﻭﻥ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ،
ﺏ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﳉﺰﻭﱄ ﺩﻓﻊ ﺍﷲ ﻭﻳﻮﺍﻟﻮﻥ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺟﻬﺮﹰﺍ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻧﺘﺴﺎ ﹴ
ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﺧﻄﺎﻫﺎ ﺑﺪﻓ ﹴﻊ ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﺍﲢﺎﺩ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻋﲔ
ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ ﻣﺎﺭﺱ )ﺁﺫﺍﺭ( 1985ﻡ ،ﻓﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻌﻬﺎ ﻃﻼﺏ
ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﰲ ﺻﻔﻬﺎ ﰒ ﺍﳓﺎﺯ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷ ﻌﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ
ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺷﺎﺭﻙ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﰲ ﺇﺿﺮﺍﺏ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ،ﺇﺫ ﺳﺎﻫﻢ
ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ﰲ ﺇﻓﺸﺎﻝ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﺍﻟﱵ ﻧﺸﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺇﻋﻼﻥ ﻗﻮﺍﻧﲔ
ﺳﺒﺘﻤﱪ .ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﱪ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﻣﻬﻨﺪﺳﻲ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ،ﺇﺫ
ﻼ ﺣﺎﲰﹰﺎ ﰲ ﳒﺎﺡ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ. ﺃﺿﺎﻑ ﻗﻄﻌﻬﻢ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻋﺎﻣ ﹰ
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﳎﻤﻞ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﳓﻮ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻫﺎ
ﺳﻠﺒﻴﹰﺎ ﻏﲑ ﳏﺎﻳﺪ .ﺑﻞ ﺇﻥ ﺗﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺗﻌﺎﻃﻒ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ
ﺍﳊﺰﰊ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﰊ ﻟﻌﺰﻝ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺗﺼﻤﻴﻢ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ
ﺴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺇﱃ ﻣﻌﺴﻜﺮﻳﻦ ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﲔ .ﻭﲞﺮﻭﺝ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﰲ ﻣﻮﻛﺐ )ﺃﻣﺎﻥ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ ،ﻗ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ( ﰲ ﻭﺟﻪ ﺗﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻣﺴﺘﻤ ﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺿﺪ ﺫﺍﺕ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﰒ ﺿﺪ ﻣﺼﺮ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ
ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﺃﻭ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺃﻭ ﺿﺪ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺳﺒﺘﻤﱪ ،ﺍﺣﺘﺸﺪﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ ﻃﺮﺣﻬﺎ ،ﻭﻏ ﱠﻄﺖ ﺃﻓﻖ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻣﻦ ﻭﺳﻄﻬﺎ ﺇﱃ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻌﻠﻨﺔ ﺗﻀﺎﻣﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ،ﻭﺃﻛﺪﺕ ﺃﺎ ﻗﻮﺓ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺇﻻ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺎ .ﻭﻣﻊ
ﺍﳋﺬﻻﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ
ﲝﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻭﻗﻒ ﺍﳊﺮﺏ ،ﰒ ﺳﻘﻮﻁ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺍﳋﻄﻮﻁ ﺍﳉﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﲢﻤﻞ ﺳﺘﲔ ﻣﺪﻧﻴﹰﺎ ﺑﺼﺎﺭﻭﺥ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﻗﻮﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺗﻀﻌﻀﻌﺖ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﻟﻼﺣﺘﺸﺎﺩ ﺿﺪﻫﺎ.
ﺗﺼﺎﻋﺪﺕ -ﺇﺫﻥ -ﻗﻮﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﱪ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻣﺆﲤﺮﺍﺎ ﻭﻧﺪﻭﺍﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻭﺗﻄ ﻮﺭﺕ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﳊﺰﰊ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﰊ ﳓﻮ ﺃﻓﻖ ﻏﲑ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ،
ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺗﺒﺎﻋﺪﺕ ﺧﻄﻰ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﺍﺷﺘﺪﺕ ﲪﻠﺔ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﻟﻨﺸﺎﻃﻬﺎ،
ﺐ ﺍﳌﺘﺤ ﺪﺛﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﺑﺎﳊﺠﺎﺭﺓ ،ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﳌﺪﻯ ﺳﺎﻋﺘﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﺼ ﺤ ﻓ
ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻧﻔﻮﺫ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ )ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﻛﺮﺩﻓﺎﻥ( ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ
)ﺍﳉﻨﻮﺏ( ،ﻭﺑﺎﳍﺘﺎﻑ ﺍﳌﻌﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﺤﻢ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ،ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺇﻻ ﺑﺈﻓﺸﺎﻟﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮ
ﺸﺪﻭﻥ ﺑﺘﺪﺑ ﹴﲑ ﺳﺎﺑﻖ،ﺤ ﺻ ﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺘﺤﻤﺴﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻳﺘﻨﺎ
ﺠﺔ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﳊﻮﺍﺭﻱ ،ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﻭﻓﻮﺩ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﻳﺴﺘﺄ ﺟ ﺮ ﻣﺘﺒﻠ ﻄ
ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺑ ﻘ ﹶﻄ ﹺﻊ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺍﳊﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﳋﲑﺍﻥ ،ﺗﻘﻄﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ
ﺍﳌﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﺘﺼﻞ ﺑﺼﻮﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺭ ﺷ ﹺﻖ ﺳﻴﺎﺭﺍﻢ ﺑﺎﳊﺠﺎﺭﺓ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ.
ﻭﻗﺪ ﺣﻮﺻﺮ ﻭﻓﺪ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﻬﻢ ﲟﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﻨﻄﻘﺔ )ﺃﺑﻮﺟﺒﻴﻬﺔ( ﰲ
ﻏﺮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ،ﻭﱂ ﺗﻔﻚ ﺧﻨﺎﻗﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﻧﲑﺍﻥ ﺍﻟﺬﺧﲑﺓ ﺍﳊﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ،
ﻭﹸﻗﺘﹶﻠﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺻﻮﻝ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺇﱃ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍ ﹸﳌﺠﹶﻠﺪ ،ﻭﺣﺪﺛﺖ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺃﺧﺮﻯ
ﳌﻮﺍﻃﻦ ﻓﻮﺭ ﺧﺮﻭﺝ ﻣﻮﻛﺐ ﺃﻣﲔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﺭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﻭ ،ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻠﻬﺎ ﻟﻴﺸﻬﺪ ﻣﺆﲤﺮ ﺇﻗﻠﻴﻢ
ﲝﺮ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ،ﻭﰲ ﻛﻼ ﺍﳊﺎﺩﺛﲔ ،ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺗﻮﺍﻃﺆ ﺟﻬﺎﺕ ﺭﲰﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﲢﺸﺪﻫﺎ
ﺴﹶﻠﻢ ﺣﱴ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﺣﻴﺚﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺮﺣﻴﺒﹰﺎ ﺑﻮﻓﺪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻭﱂ ﺗ
ﺛ ﹶﻘ ﹸﻞ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻭﳏ ﱡﻞ ﻣﻘﺪﺭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﲔ ﻗﺎﺩﺎ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﺎ.27
ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺣﺠﺔ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﰲ ﲪﻠﺘﻬﺎ ﻏﲑ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻫﻲ )ﺍﻟﺴﺪﺍﻧﺔ( ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺟﻌﻔﺮ ﳕﲑﻱ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺩ ،ﻭﺃﻥ ﻋﻨﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ
ﻟﻼﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻟـ)ﻛﻨﺲ ﺁﺛﺎﺭ ﻣﺎﻳﻮ( .ﻭﺇﺯﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺑﺪﺃ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺜﻠﻪ
ﺭﲰﻴﹰﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ )ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ( ،ﻭﺻﺤﻴﻔﺔ )ﺃﻟﻮﺍﻥ( ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺭﺋﻴﺲ ﲢﺮﻳﺮﻫﺎ ﺃ.ﺣﺴﲔ ﺧﻮﺟﻠﻲ ﳏﻤﺪ
ﺣﺴﻦ( ﺗ ﻮﱢﻟﻲ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﳌﻀﺎ ﺩﺓ ،ﻭﻗﺪ ﲡﺎﻭﺑﺖ ﻣﻊ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﻬﺘﻤﲔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺛﻴﻖ،
ﻓﻄ ﻔ ﹶﻘﺖ ﺗﻔﺎﺟﺊ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻭﺍﻟﻴﻤﲔ ﺑﺎﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﻛﺪ ﺳﺪﺍﻧﺘﻬﻢ ﳌﺎﻳﻮ ،ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﺍﳌﻌﺘﻘﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﱠﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﰲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﰒ ﳎﺎﺯﺭ
ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ،ﻭﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ،ﻭﻭﺩﻧﻮﺑﺎﻭﻱ ﺃﻳﺎﻡ ﲢﺎﻟﻒ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ.
ﱂ ﳜ ﹸﻞ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﺮﺍﻳﺔ )ﻟﻜﻲ ﻻ ﻧﻨﺴﻰ( ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻟﻼﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ،
ﺻﺒ ﹴﺢ ﺟﺪﻳﺪ
ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ،ﻭﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﳌﺪﺡ ،ﻭﺣﻔﻼﺕ ﺍﻷﻭﲰﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﺮﱘ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻛﻞ
ﳛ ﻤ ﹸﻞ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﻟﻠﺘﺠ ﻤﻊ .ﻭﻣﻊ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺗﺰﺍﻳﺪﺕ ﲪﻠﺔ
ﳊ ﻖ
ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻷﺩﰊ ﻣﻦ ﺻﺤﺎﻓﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﻛﻼ ﺍﳌﻮﻗﻔﲔ ﺳﺎﳘﺎ ﻓﻴﻤﺎ
ﻯ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺎﺕ ،ﻭﻟﻜﻦ ﲟﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﺫ
ﺻﺤﺎﻓﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﻘ ﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲝﻜﻢ ﺩﻋﻮﺎ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻟﻪ
ﺖﺕ ﻭﻟﻔ
ﺇﻟﺰﺍ ﻡ ﺃﺷﺪ ﺃﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﻬﻤﺎ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﲪﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎ
ﻧﻈ ﹴﺮ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺗﻘﺮﻳﻌﹰﺎ ﻭﻋﻘﻮﺑ ﹰﺔ.
ﺍﺗﺴﻢ ﺍﳋﻂ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺷﺪﻳﺪ.
6H 5أت و(د اآ ا 5#ك (' ^E 6E)Nا tE#1`Aا ^E ES1aاE2P# ^*TEا 6E#ر*6E 1ً*`E7 1ًJودًا
1j *1Aدة ا IJKو 6jا5jح VIP7ا ^.ا&1م ا1a#ذ دروع N '2#ر ا6ECوات و ZEjا1EKرة وA5E* ,E5N
اk65Aن 671B# 1AIاKIم.
ﺃﻭ ﹰﻻ :ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﳊﺎﲰﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻷ ﺟﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣ ﺪﺩﻩ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﰲ
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﻋﺎ ﹴﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﻣﻦ ﺗﻮﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﺃﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎﻥ( 1986ﻡ،
ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ ﶈﺎﻭﻻﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺗﺴﻮﻳﻒ ﺍﳌﻮﻋﺪ ﻭﺗﺄﺟﻴﻠﻪ ﲝﺠﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﻣﻦ
ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﺃﻭ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻟﻮﻗﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻼﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ،ﺃﻭ ﳊﲔ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺳﻼ ﹴﻡ ﺃﻭ ﻗﻴﺎﻡ
ﻣﺆﲤﺮ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ .ﻓﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ،ﲤﻨ ﺢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﳉﻬﺔ ﻣﺎ ﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﺘﻔﻮﻳﺾ
ﺴﺮ ﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ.
ﺍﻟﺸﻌﺐ ،ﻭﲢ ﺪﺩ ﺍﳊﺠﻢ ﺍﳊﻖ ﻟﻜﻞ ﺣﺰﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﺗﻴ
ﺛﺎﻧﻴﹰﺎ :ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴ ﻤﻴﻬﺎ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ )ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺳﺒﺘﻤﱪ( ﺣﱴ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ
ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ،ﻭﺗﻨﺴﺒﻬﺎ ﻟﺼﻮﺭﺗﻪ ﺍﻟﺸﺎﺋﻬﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﺃﻭ ﺷﺎﺋﻬﺔ،
ﺗ ﹶﻜ ﻤﻞ ﻭﺗﻌ ﺪﻝ ﻭﻻ ﺗﻠﻐﻰ ،ﻷﺎ ﺃﺿﺤﺖ ﺧﻄﻮﺓ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻻ ﻳ ﺮﺗ ﺪ ﻋﻨﻬﺎ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺘ ﹶﻘ ﺪ ﻡ ﺎ .ﻭﻗﺪ ﳒﺢ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻧﺼﺒﻬﺎ ﺭﻣﺰﹰﺍ ﻳﺘﻮﺍﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻴﺎ ﺭ ﺇﺳﻼﻣ ﻲ
ﻋﺮﻳﺾ ،ﻭﺣﺎﺻﺮ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﳍﺎ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻼﺩﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ.
ﺛﺎﻟﺜﹰﺎ :ﺃﻣﺎ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻷﺧﲑ ﺍﳌﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻬﻮ ﺩﻋﻢ
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﰲ ﺣﺮﺎ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ،ﰒ
ﺭﻓﺾ ﳑﺎﻷﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﳍﺎ ،ﰒ ﻛﺸﻒ ﺃﺟﻨﺪﺎ )ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ( ﻭ)ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ(،
ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺫﺭﻭﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺑﺘﺴﻴﲑﻫﺎ ﳌﻮﻛﺐ )ﺃﻣﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ(.
ﺭﺍﺑﻌﹰﺎ :ﺃﺧﲑﹰﺍ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ
ﰲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﺑﻌﺜﺖ )ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ( ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ ﻛﻮﺵ ﻭﻣﺮﻭﻱ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﰲ
ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺣﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﺼ ﺮ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻣﻮﻗﻔﹰﺎ
ﻣﻦ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﺠ ﻤﻊ ﺇﱃ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻌﻼﺋﻖ ﻣﻌﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﺴﱢﻠﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ
)ﺟﻌﻔﺮ ﳕﲑﻱ( ﺍﻟﺬﻱ ﳉﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺎﻳﺔ ﺣﻜﻤﻪ ،ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﻋﻦ ﺭﻓﻀﻬﺎ
ﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﺰﻣﻪ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻗﻮﻯ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ،ﻭﺃ ﱠﻛﺪﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻔ ﻬ ﻤﻬﺎ
ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺑﺈﻳﻮﺍﺋﻪ ،ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻼﺟﺌﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻭﱂ
ﺗﻘﻒ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﶈﺎﻛﻤﺘﻪ ﺃﻭ ﳏﺎﻛﻤﺔ ﺭﻣﻮﺯ ﻣﺎﻳﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﳊﻤﺎﺳﺔ ،ﻓﻘﺪ
ﺍﳓﺎﺯ ﺇﱃ ﺻ ﱢﻔﻬﺎ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﲔ.
*****
ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﺳﻢ ﻫﻮ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺒﺄﺕ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺷﺒﺎﺎ
ﻭﺷﻴﻮﺧﻬﺎ ،ﻧﺴﺎﺋﻬﺎ ﻭﺭﺟﺎﳍﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺣﺘﺸﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴ ﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﳌﻌﺮﻛ ﺔ ﺣﺎﲰﺔ ،ﺑ ﺪﺕ ﻳﻮﻣﺌﺬ
ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻨﺎﺻﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺍﳌﺘﺠﺎﻭﺯﺓ ﻟﻨﺨﺒﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ،ﺍﳌﺘﺼ ﺪﻳﺔ ﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﲟﺎ ﻳﺒﻄﻞ ﻣﻜﺎﻳﺪﺍﺕ ﺣﺼﺎﺭﻫﺎ ﻭﻋﺰﳍﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﻘﻴﻘﺔ
ﻑ
ﺴﺮ ﲡﺎﻭﺯﻫﺎ ﰲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻓﻬﻲ -ﰲ ﻧﻈﺮ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ -ﺗﺴﺘﺸﺮ ﻛﱪﻯ ﲝﺠﻢ ﺍﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﺘﻴ
ﲤﺎﻡ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﻭﺑﻠﻮﻍ ﻣﺜﺎﳍﺎ ﻭﻧﺼﺐ ﻗﺪﻭﺎ ﰲ ﺃﹸﳕﻮﺫﺝ ﺣﻀﺎﺭﻱ ﻋﺎﳌﻲ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺍﳌﺘﺠ ﺪﺩ.
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﺴﻂ ﻣﺮﺷﺤﻴﻬﺎ ،ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﻣﺮ ﺷ ﺢ ﻟﻜﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ،ﺃﻛﻤﻠﺖ ﻋ ﺪ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ،
ﺴﺒﺖ ﻣﻦ ﺧﱪﺓ ﰲ ﺗﱰﻳﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺖ ﲟﺎ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺻﺪ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ،ﻭﻣﺎ ﹶﻛ ِ
ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻐﺖ ﺣﺪﻭ ﺩﻩ ﺣﺪﻭ ﺩ ﺍﻟﻮﻃﻦ ،ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﺪﺛﺖ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳊﺎﺳﻮﺏ
ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﱪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺃﺩﺭﻛﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟ ﻪ ﻳﻘﺎ ﹺﺭﺏ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻭﻭﺍﻗﻌﻬﺎ.
ﻇﱠﻠﺖ ﲪﻼﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﳓﻮ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﻭﻇﱠﻠﺖ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻼ ﳓﻮ ﺃﻛﱪ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﰲ ﺼﺎ ﻋ ﺪ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻔﲏ ﺇﱃ ﻣﺪﺍﻩ ،ﺇﺣﺼﺎ ًﺀ ﻭﺗﻮﺛﻴﻘﹰﺎ ﻭﺗﺄﻣﻴﻨﹰﺎ ﻭﲤﻮﻳ ﹰ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺗ
ﻑ ﻛﻞﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ﻭﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﺗﻄﻮﻳﺮﹰﺍ ﻟﺴﺠﻠﻬﺎ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳋﺎﺹ ،ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻌ ﹺﺮ
ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﳛﻴﻂ ﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺃﺧﻮﺍﻥ ﻭﺃﺧﻮﺍﺕ ،ﻭﻣﺎ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﲑﻫﻢ ،ﻭﻻ ًﺀ
ﺐ
ﺐ ﻣﺎﺩﻱ ،ﺃﻭ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﻟﻘ ﹴ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ،ﺃﻭ ﺗﻌﺎﻃﻔﹰﺎ ،ﺃﻭ ﺣﻴﺎﺩﹰﺍ ،ﺃﻭ ﺧﺼﻮﻣ ﹰﺔ ،ﻭﻣﺎ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﺴ ﹴ
ﳊﺖ ﻛﱠﻠﻤﺎ ﺗﻘﺎﺭﺑﺖ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ،ﺑﻞ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻤﻲ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃ ﱠ
ﺍﳌﺎﻝ ﻋﻨﺼﺮﹰﺍ ﺫﻭ ﻭﻗﻊ ﺑﺎﻟﻎ ﰲ ﻣﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ،ﻭﺑﺪﺍ ﻭﺍﻓﺮﹰﺍ ﰲ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﺧﺼﻮﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ .ﻓﺘﺼﺎﻋﺪ
ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻴﻮﺍﰲ ﺃﻭﺳﻊ ﻧﺸﺎﻁ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻣﻴﻼﺩﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ،
ﺗﺘﻮﱃ ﻏﺎﻟﺒﻪ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺍﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺍﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ،ﻭﺗﻠﺘﻤﺲ ﻋﻮﻧﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ
ﺴﺮ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺟﺎﺀ ﺃﻏﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﻓﺬﺍﺫﻫﺎ ﺍﻷﺛﺮﻳﺎﺀ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺗﻴ
ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺧﺎﻟﺺ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ .ﻭﺗﺮ ﺧﺼﺖ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﺎ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﻭﺽ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺣﱴ ﻳﻮﺍﻓﻮﺍ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺝ ﺍﻟﺼﺮﻑ
ﺍﳌﺘﺼﺎﻋﺪ .28ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﳕﺎﻃﹰﺎ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﻨﻔﻘﲔ ﺗ ﱪﻋﻮﺍ ﺑﺴﺨﺎ ٍﺀ ﻭ ﻫﻢ ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ
ﻳﻈ ﹺﻬ ﺮﻭﻥ ﺍﻧﺘﻤﺎ ًﺀ ﻣﻌﻠﻨﹰﺎ ﳍﺎ ،ﺃﻭ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺑﺴﺎﺑﻖ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺗﺼ ﺪﻗﻮﺍ ﺳﺮﹰﺍ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﺟﺮ
ﺍﻷﻛﱪ ،ﺃﻭ ﳜﺸﻮﻥ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺿﻤﻦ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻻﳓﻴﺎﺯ
ﻼ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ. ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﱐ ﺷﻬﺪﺎ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﻨﺘﻤﻮﺍ ﺃﺻ ﹰ
ﻇﱠﻠﺖ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺛﻴـﻖ
ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻣﺴﺘﺘﺮﺓ ﻣﻮﺻﻮﻟ ﹰﺔ ﺑﺎﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﲟﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ،ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻮﺻﻮ ﹰﻻ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ
ﺍﻟﺮﺍﺗﺒﺔ ﻠﺲ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﳚﺘﻤﻊ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌـﺪ ﺗﺼـﺎﻋﺪ
ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﺫ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻳﺮﺍﺟﻊ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻭﻳﺘﺪﺍﻭﻝ
ﻼ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﲨﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻭﻓﻖ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﺎﺯﺓ ﻗﺒ ﹰ
ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻣﺴﲑﺎ ﲢ ﺮﺭﺕ ﻣﻦ ﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺷﺎﺑﺖ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲜﺒﻬـﺔ
ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺍ ﹶﺎﻧﺒﺔ ﺃﻥ ﲣﺘﻔﻲ ﰲ ﺷﻌﻮﺭ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﲔ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ
ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﻢ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻣﺘﺪ ﻭﻗﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﺗﺴﻊ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﺗﻮﱠﻟﻰ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻋﻀـﺎﺀ ﺍﻟﺸـﻮﺭﻯ
ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻧﺼﺮﻓﻮﺍ ﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻈـﻴﻢ ،ﻭﻟﻜﻨـﻬﺎ
ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﻣﻨﺴﻘﺔ ﻣﻊ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ.
6آ62# 1Aم( ،ن Idر ا1BAرف وا)آ1ت ا ا*6# '5ه ^ S1C7 1اآ671ES Eت ا6Ef E*176
kاء ا IJKا (' 6*64 J1Kة 22أو1fع ا IJKا 6E* ^H S1ي ا1EH1a5pتQEPd 6E2( ،
ا j6H 1IH1N uJ# IJKوNص أ MK&# pاز ^7 1I5اAا(1ة 1IG15N1HاM5Aا* ،6وه6EN 1E Eث أآ^E E+
ة وا6# '765ا9 Hارئ 12ذ اAاز .و 6jروج ا1ر 1C 71)H 5 -خ ا '( 71KAأ *1Eت 6EI7
176 *1أن اCJك ا QMاTرة وأ Q71Gا)& .tوا أن اآ ا Eآ 1ًE+ُ QE1أ1ًE1
(' ا A C J7 71KAا76ة ا و1J4ب ا1CJء ورا6ات ا ، S1 ICأEP E*( 1Eك ا&6Ef
E
) cB( vCHا '( ( 62أ6Sر ا vCJآ* 1J5د ( 'EP7 Oه hTEا E*176و*1EJH 1IEN6ن ا.ر1Ejم ا1E 'E5ه1EIH V
pوMNب ا ^ 1ً1k .اMIG.ة ا&j 6روا 'P7اEFر 1EK ^*E`#ن (' إ k1xا . 71KAو ^`A# Zا1ر أو ً
ا1EEN 'EE( EE25ب ا1EEBAرف ا EEوHESا أآ cEEB( vEECH 'EEP7 EE+ا ' EEوآ QEE1ا"EEG1FAة أن أآEEJ
)7ة '( ^*A+5ا6F5* vCJون ^ ا O#1Hو)1رآ O#1ه ^ Vرز اMN.اب ا Z *6P25وا 6Nأو ا^Ck
^ اآ ا .
ﺃﻣﺎ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﳍﻢ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ
ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻔﺔ ﻭﺭﺿﻰ ﻭﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﰲ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﰲ
ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭﺍﳌﺨﺎﺻﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﺳﻢ )ﺍﳉﺒﻬﺔ( ﰲ ﻭﺻﻒ ﺗﻴﺎﺭ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻗﺪﺍﻣﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺍﺧﺘﻔﻲ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﻘﺪﱘ
)ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ( ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ،ﺣﱴ ﺃﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﻨﻤﺤﻲ ،ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺃﻥ ﲣﺘﺺ
ﺑﻪ ﻋﻠﻨﹰﺎ )ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ( ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﻋﺒﺪﺍﳌﺎﺟﺪ.
ﺃﺛﺎﺭﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳌﺮﺷﺤﲔ ﻟﻠﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﳋﺮﳚﲔ ،ﺍﻟﱵ ﻓﻮﺿﺘﻬﺎ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺝ ﺿﻤﻦ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺇﱃ ﳉﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻟﺘﺪ ﺭ
ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﻗ ﺔ ﻭﺗﻮﺗ ﹴﺮ ﻟﺪﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺸﻤﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻣﺮﺷﺤﲔ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺮﺷﺤﻲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
ﱂ ﻳ ﹺﱪﺯ ﺧﻼﻓﹰﺎ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﺑﲔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ،ﺑﻞ ﲡﺎﻭﺑﺖ ﺃﻏﻠﺐ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻣﻊ ﺭﺳﻞ ﺍﳌﺮﻛﺰ
ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭ ﺷﺤﺘﻬﻢ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ .ﻓ ﻬﻢ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺭﻣﻮﺯﹰﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ
ﲝﻜﻢ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺃﻭ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﳝﱢﺜﻠﻮﻢ ﰲ ﲨﻌﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺗﻀﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﻟﻜﻦ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﳋ ﺮﳚﲔ ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻳﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺼ ﻮﺏ ﺟﻬﺪ
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﳓﻮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺟﻮﻩ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﳋﺮﳚﲔ ﲤﺜﻞ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺃﻻ ﲢﺘﻜﺮ
ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ،ﻓﻀﺎﻗﺖ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ
ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ،ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ،
ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺗﺄ ﺧﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭﻋﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﳌﺘﺴﺎﺭﻉ ﺍﳌﺘﻌﺎﻇﻢ ،ﻓﻠﻢ
ﻳﺘﻮﻟﻮﺍ ﰲ ﻋﻬﺪ ﳕﲑﻱ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ،ﻭﻇ ﱠﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻏﺎﺋﺒﹰﺎ ﰲ ﺩﻭﻝ
ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻭﱂ ﻳﻨﺸﻄﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺷﺄﻥ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻇﻠﻮﺍ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﰲ
ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ
ﺟ ﺪﺩﻭﺍ ﻛﺴﺒﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺭﺷﺤﻬﻢ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺮﺣﺘﻬﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ.29
7آ1ن ا ^.ا IJKP '1ا أ6J7 6ANا 6A ^ANاI)Aر 1 O# ِS &Hرج أ 9اآ
Vf 'P7 1ًB*Nا1A.ء ا 2إ' '4 A1jا6 IJKوا ا "( ،^K*aج ر ^N ZHأ 6ANا12دي
ﺍﳋﻼﺻﺔ ﺃﻥ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻔﺘﺎﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ
ﻭﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﺻﻒ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻴﻀﻢ ﻭﺟﻮﻫﹰﺎ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺭﻣﻮﺯﹰﺍ ﰲ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻭﺷﺒﺎﺑﹰﺎ
ﻳﺼﻌﺪ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺮ ﺳﺦ ﺇﱄ ﺣ ﺪ ﻛﺒﲑ ﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻠﻮﺭ ﰲ ﻋﻬﺪ
ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺩﻣﻮﻥ ﻇﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻭﺇﻋﺠﺎﺏ ﺑﻄﺮﺡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﲡﱠﻠﻰ
ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﻭﳎﺎﻫﺪﺓ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺗﻮﱠﺛﻘﺖ ﺍﻟﺼﻠﺔ، ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ،ﻭﻣﻊ ﺍﳌﻼﺯﻣﺔ ﰲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭ
ﻭﺍﺳﺘﺸﻌﺮﻭﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺃﻥ ﺻﻮﻢ ﻣﺴﻤﻮﻉ ﲟﻮﺍﻗﻒ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻭﺗﻌﺒﲑﻫﺎ .ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺿﺎﻋﻔﺖ ﻋﺰﻟﺘﻬﻢ ﻭﺃﺣﺮﺟﺘﻬﻢ
ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻏﺮﺑﺎﺀ ،ﰲ ﳊﻈ ﺔ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻒ ﻛﻠﻪ ﳏﺘﺸﺪﹰﺍ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺣﺼﺎﺭ ﺍﳋﺼﻮﻡ ،ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻢ
ﺁﺛﺮﻭﺍ ﺃﻻ ﳚﻬﺮﻭﺍ ﲟﻮﻗﻒ ﻭﻻ ﺭﺃﻱ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﹰﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﰲ ﺇﺻﻼﺡ ﺳﺒﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻧﻈﻤﻬﺎ
ﰲ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻭﱂ ﻳﻄ ﻮﺭﻭﺍ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﲨﺎﻋﺔ ﺿﻐﻂ ﲟﺎ ﻗﺪ ﻳﻔﻬﻢ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ
ﺍﳊﺮﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﺗﺸﺮ ﹸﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ،ﻓﻴﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﰲ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﺸﻖ ﺍﻟﺼﻒ ،ﺇﺫ
ﺻ ﺮﺕ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺭﳛﻬﺎ.
ﺣﻮ
ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺮﻧﺎﳎﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﰊ ﻗﺒﻞ ﺑﻀﻊ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ
ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻧ ﻮﺍﺏ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ،ﻓﺒﺴﻄﺖ ﻓﻴﻪ ﲨﻠﺔ ﺭﺅﺍﻫﺎ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﳓﻮ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ .ﻋ ﹶﻜ ﹶﻔﺖ
ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﳉﻨ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺗﺪﺍﻭﻟﺖ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ
ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﲡﻴﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻘ ﺪﻡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﺸﻌﺐ ،ﻭﺑﺮﻧﺎﳎﻬﺎ
ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﺤﻜﻢ ﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﻓﺎﺯﺕ ﺃﻭ ﻏﻠﺒﺖ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﻮﺷﻴﻚ .ﺃﺑﺎ ﹶﻥ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ )ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ( ،ﻭﺃﻛﺪﺕ ﻣﺎ ﺻﺪﺭ
ﰲ ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﻣﺆﲤﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﺆﲤﺮﺍﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻓﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ،ﻭﻻ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﰲ ﻛﻞ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .ﻛﻤﺎ ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﰒ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ
ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻭﲨﻌﺖ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺸﺮﻩ ﰲ ﺧﻄﺎﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﳋﺎﺹ ﻣﻦ
ا ا' ا&Aوف 1J7 {1Bس إHاه VاCر ذو ا FPaا A1j ^ *S1Cا6 ^K*aوا و *pا*MKة.
آ15a# V 1Aر ا CKPأ1Aء c+إHاه Vأ A7 6ANو` '` ^Nا ،^4و17 6jدت ا CKPوا6A57ت
ا Vا.ول c 6ا &AKا c+ 1A( ، "5ذ vا1K5وز 1( R2ر '( jاAة ا 1وا.'1+P A C5
ﺭﺅﻯ ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﰊ ﱂ ﳚﺪ ﺣﻈﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻃﻼﻉ
ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺣﱴ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﻒ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﱂ ﻳﺴﺘﺤﻮﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﺘﻤﺎ ﹴﻡ ﻛﺒﲑ
ﰲ ﻏﻤﺮﺓ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﳓﻮ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻧﻀﺞ ،ﺑﻌﺪ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺧﻠﻮﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻹﻃﻼﻉ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺓ
ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﻋﻨﺪ ﺎﻳﺔ ﲡﺮﺑﺔ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ
ﻓﻬﻲ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﳊﺮﻛﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺻﻔﻮﻳﺔ ،ﰒ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺗﺘﺮﱠﻗﻰ ﳓﻮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﺪ ﺭﺟﹰﺎ.
ﺃﺳﻔﺮﺕ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1986ﻡ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺤﻮﺍﺫ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﳋﺮﳚﲔ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻋﺪﺍ ﺛﻼﺙ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﻃﻮﺍﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺣﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻻﻋﺘﻤﺎﺩ
ﻧﻈﺎﻡ )ﺻﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻜﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ( ،ﻭﻇﻠﺖ ﺗﺆ ﱢﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻣﻨﺎﺑﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﻭﰲ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻣﺆﻛﺪﺓ ﺃﺎ ﺣﻘﹰﺎ
ﻭﺻﺪﻗﹰﺎ ﻣﻊ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﳊﻖ ،ﻻ ﺗﺸﻘﻖ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﱃ ﻋﺎﻣﺔ
ﻭﻣﺘﻌﻠﻤﲔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻨﺔ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﺑﲔ ﺍﳌﺜﻘﻔﲔ ﲟﺪﺍﺭﺳﻬﻢ ﻭﺃﺣﻴﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﻧﺪﻳﺘﻬﻢ
ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﺑﻴﺌﺘﻪ ﺍﳌﺘﺨﻠﻔﺔ ،ﺭﻏﻢ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﰊ
ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺃﻥ ﺗﺘﻨﺎﺻﻒ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﻋﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ،
ﲣﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺴﺤﻬﺎ ﺍﳌﺪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻓﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﳌﻬﻦ.
ﺇﺯﺍﺀ ﺍﳌﻮﻗﻔﲔ ﺍﳌﺘﺒﺎﻳﻨﲔ ﺑﲔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠ ﻤﻊ ،ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﻟﻠﺨﺮﺟﲔ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ
ﻋﻦ ﻧﺴﺒﺔ %15ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ،ﻳﺘﺮﺷﺢ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺃﻭ ﻣﻌﻬﺪ ﻋﺎﱄ ،ﻭﺣﻖ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﳌﻦ ﺣﺎﺯﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﺆﻫﻞ ﻓﻘﻂ ،ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺛﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺒﺎﺩ ،ﳚﻌﻞ ﻟﻜﻞ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺑﻀﻊ
ﻣﺮﺷﺤﲔ ﻳﺰﻳﺪﻭﻥ ﻭﻳﻨﻘﺼﻮﻥ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺴﻌﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻭﻋﺪﺩ ﺳﻜﺎﻧﻪ.
ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﺍﳌﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ
ﺴﺐ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﰲ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﻟ ﺪﺕ ﻭﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻇﻠﺖ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﻓﻴﻪ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﺤ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ،30ﻭﺃﻋﻤﻠﺖ ﺁﻟﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺭﺻﻴﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺣﺴﺎﺏ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ
ﺍﳌﻘﺘﺮﻋﲔ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻻﺋﺤﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﻭﺍﻃﻤﺄﻧﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒﹰﺎ ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺃﻥ ﻛﺴﺒﻬﺎ
ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺣﺎﲰﹰﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ،ﻭﺇﺫ ﺑﺪﺃ ﺳﺠﺎﻝ ﺍﻟﻄﻌﻮﻥ ﰲ ﺫﺭﻭﺗﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﳋﺮﳚﲔ،
ﻇﻨﺖ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﺎ ﺃﺣﻜﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﺚ
ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺃﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﻥ ﺍﻷﺧﲑ ﳌﺎﻳﻮ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤ ﻤﻞ
ﻭﺯﺭ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺳﺒﺘﻤﱪ ﻭﺇﻋﺪﺍﻡ ﳏﻤﻮﺩ ﳏﻤﺪ ﻃﻪ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﺎ ﳑﻦ ﺳﻮﺀﺍﺕ ،ﻭﺃﻳﻘﻨﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺃﺎ ﺑﺈﻋﻼﻣﻬﺎ ﺛﺒﺘﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﻗﻤﻴﺌﺔ ﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﻣﺘﻔﻠﺘﺔ ،ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ
ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺎ ﲤﺎﻟﺊ ﻭﺗﻮﺍﱄ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ )ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ(.
ﺐ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﰲ ﺴ
ﻭﺑﻈﻬﻮﺭ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﳋﺮﳚﲔ ،ﺍﺗﻀﺢ ﺃﻥ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﹶﻛ ِ
ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﺚ.
ﻣﻊ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﳓﻮ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﺃﻋﺎﺩ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻘﻮﳝﻪ
ﳌﻮﻗﻔﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ،ﻳﻤ ﻌ ﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺘﻮﱠﻓﺮ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﻋﻠﻰ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ،ﻭﺇﺫ ﺑﺴﻄﺖ ﻣﺮﺷﺤﻴﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻓﻘﺪ ﺃﻣﻌﻨﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ
ﺍﳌﺮﺷﺤﲔ ﲣﺘﺎﺭ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﻭﺍﻷﻭﻓﺮ ﺣﻈﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻮﺯ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻌ ﺪ ﻡ ﻭﺟﻬﹰﺎ ﻣﻘﺒﻮ ﹰﻻ ﰲ ﺃﺷﺪ ﻣﻌﺎﻗﻞ
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺣﺼﺎﻧ ﹰﺔ ،ﻭﻣﻊ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﳌﻮﺳﻢ ﺍﳌﺮﺗﻘﺐ ،ﺷﻬﺪﺕ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﳊﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ
ﻭﺍﳊﺰﺏ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺗﺪﺍﻓﻌﹰﺎ ﺣﺎﻣﻴﹰﺎ ﻣﻊ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺣﱴ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ،
ﺣﻴﺚ ﺻﻤﺘﺖ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﲟﻜﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺕ ،ﻟﺘﺒﺪﺃ ﺣﺮﻛﺔ ﻻ ﺪﺃ ﻭﻻ
ﺗﻨﺎﻡ ،ﺗﻨﺸﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺍﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﻤﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ،
12 '( 8ء 6Hار MNب ا ^E IE4 cJj .ا1EH1a5pت 6E#ث ا 6Eا1EBدق ا6EIAي إ 'EK* 'EاMEب ا^*TE
أ1Ekروا & EER OEEا EIJKا EB( ،VIHMEEN 'EEP7 EEح ا6EEIAي أن 1EERjع ا ^K*EEaوMEEN 'EE( h6ENب ا EE.
*1وي ا IJKا 1IRHو.1If7
ﺗﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ .ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﱂ ﻳﻬﺪﺃ ﺃﻭﺍﺭﻫﺎ ﺑﻌﺪ
ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﺗﺼﻞ ﺣﱴ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺘﻌ ﺪﺩﻱ ﺍﳊﺰﰊ ﳌﺎ ﻳﻌ ﺮ
ﻑ ﺑـ)ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ(.
ﻓﻔﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻮﺩ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﹰﺎ ﰲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ،ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ
ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻣﻌﺎﻗﻞ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ ﺗﺎﺭﳜﻴﺎﹰ ،ﺍﻧﺘﻌﺸﺖ ﺁﻣﺎﻝ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﺎ
ﺭﲟﺎ ﺗﻠﺤﻖ ﻫﺰﳝﺔ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﲝﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ،ﳛ ﱢﻔﺰﻫﺎ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻭﺟﻮ ﺩ ﻏﺎﻟﺐ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ،ﺍﻣﺘﺪ ﻣﻨﺬ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ
ﺃﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﰒ ﺍﺗﺼﻞ ﻭﺍﺯﺩﻫﺮ ﰲ ﻋﻘﺪﻱ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﺣﱴ ﻛﺄﻥ ﱂ ﻳﻔﻠﺖ ﻣﻦ
ﺕ ﻛﺒﲑﺓ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻧﺪﻭﺍﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔﺗﺄﺛﲑﻩ ﺃﺣﺪ ،ﻭﻗﺪ ﲪﻠﺖ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﳌﺘﻮﺍﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺑﺸ ﺮﻳﺎ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻭﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ،ﻫﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﻀﻮﺭﹰﺍ ﻭﺍﻷﺷﺪ ﲪﺎﺳﹰﺎ ﻭﺍﻷﻋﻠﻰ
ﺻﻮﺗﺎﹰ ،ﻭﻗﺪ ﺳﻠﻒ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﱃ ﻧﺸﺎﻃﹰﺎ ﻗﺒﻞ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳌﺮﻛﺰ
ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ.
ﺐ ﳑﺎ ﺣﺪﺙ ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻄﺎﺋﻔﺔﻗﺮﻳ
ﺍﳋﺘﻤﻴﺔ ،ﻭﻧﻔﻮﺫ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ،ﳜﺮﺝ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻃﺮ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺘﺤ ﻤﺴﲔ ﻟﱪﺍﳎﻬﺎ ﻭﻣﻨﺎﻭﺋﲔ ﻟﺬﻭﻱ ﻗﺮﺑﺎﻫﻢ ،ﳑﺎ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪ
ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺍﳊﻨﻖ.
ﺕ ﻣﻦﺕ ﺣﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1968ﻡ ،ﻭﻗﺒﻞ ﺳﺎﻋﺎ ﻋﺸﻴﺔ ﺧﺘﺎﻡ ﺃﻭﻝ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎ
ﺑﺪﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﺮﺯ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ،ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲝﻀﻮﺭ ﻛﺎﺩﺭ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ ﲜﺮﻳﺪﰐ )ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ( ﻭ)ﺃﻟﻮﺍﻥ( ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ،
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ،ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻝ ﺣﻮﻝ ﺃ ﻭﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻠﻲ ﺇﻋﻼﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﺃﻱ ﺗﺸﻜﻴﻞ
ﺿﺢ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺃﻭﺯﺍﻥ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺮﺳﻢ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﺣﻴﺚ ﺳﺘﻮ
ﺍ ﹸﳌﻘﺒﻠﺔ.
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻓﻘﺪ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﲝﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﳓﻮ
ﺟﺬﻭﺭ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻇﺎﻫﺮ ﹰﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺤﻪ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﺍﻋﺖ ﻟﻪ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻛﺎﻓﺔ ﺿﺪ
ﺕﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺟﱪﺓ ﺩﻟﻴ ﹲﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘ ﺪﻣﺔ ﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎ
ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺿﺪﻫﺎ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﻗﻮﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺣﺘﺸﺪ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﺇﺿﻌﺎﻓﻬﺎ .ﺃﻣﺎ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ
ﻛﺴﺐ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺧﺴﺎﺭﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﺎﻥ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﺴﺐ ﻛﺴﺒﹰﺎ
ﻛﺒﲑﹰﺍ ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ،ﻭﻗﺪ ﲣﺴﺮ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺑﻔﺎﺭﻕ ﺿﺌﻴﻞ ﻭﻗﺪ ﲢﺼﺪ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﳏﺪﻭﺩﺓ ،ﻋﻨﺪﺋﺬ
ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﹰﺎ ﻗﻮﻳﹰﺎ ﻋﺎﻟﻴﹰﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺘﻮ ﺳﻂ ﰲ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﺪﻝ ﰲ
ﺍﳋﻄﺎﺏ ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﻣﻮﻗﻌﹰﺎ ﻣﺘﻘﺪﻣﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺧﻔﺾ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﺗﻮﻃﺌﺔ
ﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺗﻨﻘﻴﺘﻬﺎ ﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺭﺷﻴﺪﺓ. ﺍﻷﻛﻨﺎﻑ ﻭﲤﻬﻴﺪ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎ
ﲪﻠﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﺎﻡ 1986ﻡ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻗﺎﻋﺪﺎ
ﺸﺮ ﺃﺎ ﺻﻮﺕ ﺤﺖ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﳋﺮﳚﲔ ﲟﺎ ﻳﺒ ﺴ
ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﺰﺩﻭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻛﺘ
ﺴﺒﺖ ﳓﻮﹰﺍ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭ ﹶﻛ ِ
ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ،ﻭﻗﺎﺭﺏ ﳎﻤﻮﻉ ﻛﺴﺒﻬﺎ ﰲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﺭﺻﻴﺪ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﺍﻟﻜﺒﲑ
ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﺯ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﻭﺳﺘﲔ ﺩﺍﺋﺮﺓ ،ﻭﺣﺼﻠﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﻑ ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﺋﺮ
ﺇﺣﺪﻯ ﻭﲬﺴﲔ ﺩﺍﺋﺮﺓ ،ﻭﺑﻠﻐﺖ ﺣﺪﺓ ﻣﻨﺎﻓﺴﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﰲ ﺃﺷﺪ ﻣﻌﺎﻗﻠﻪ ﻗﻮﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌ ﺮ
ﺍﳌﻐﻠﻘﺔ ﺇﱃ ﻧﺴﺒﺔ ﻧﺼﻒ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﳌﻘﺘﺮﻋﲔ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﻗﺪ ﺟﻠﺒﺖ ﳍﺎ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ،ﻓﺎﻧﻌﻄﻒ ﳓﻮﻫﺎ ﺭﻣﻮ ﺯ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ،ﺍﺳﺘﻔ ﺰﻫﻢ ﺣﺼﺎﺭﻫﺎ
ﻭﻣﺼﺎﺑﺮﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺧﺎﻃﺒﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ.
ﻛﻤﺎ ﺍﻧﱪﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻮﺍﻟﲔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﳛﻤﻮﺎ ﻭﻳﺘﺼ ﺪﻭﻥ ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻓﺘﺤﻮﺍ
ﺑﻴﻮﻢ ﳚﲑﻭﻥ ﻭﻓﻮﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﻏﺎﺋﻠﺔ ﻗﻮﻣﻬﻢ .ﻭﻛﻤﺎ ﺗﻌﺒﺄﺕ ﰲ ﺻﻔﻬﺎ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ،ﺗﻌﺒﺄ ﻣﻌﻬﻢ
ﺃﻫﻞ ﺑﻴﻮﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﲔ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻭﺣﱴ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺍﻷﻗﺎﺭﺏ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺷﺎﺏ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻒ ﻣﺎﺩﻱ ﻭﻣﻌﻨﻮﻱ ﻗﺪ ﺧﱠﻠﻒ ﻭﻗﻌﹰﺎ ﺑﺎﻟﻐﹰﺎ ﰲ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﻋﻀﺎﺀﻣﺴﲑﺓ ﻋﺎﻡ ﳓﻮ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻨ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻫﺘﺰﺕ ﺛﻘﺘﻬﻢ ﰲ ﺻﻮﺭ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ
ﻭﻧﺰﺍﻫﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﻭﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻣﻢ ﻭﺩﺧﻮﻝ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ
ﻋﻨﺼﺮﹰﺍ ﺣﺎﲰﹰﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ،ﻭﻣﺎ ﻇ ﱠﻞ ﻳﺆﻛﺪﻩ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑ
ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﲔ ﺍﻷﺑﻌﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﻗﺮﺑﲔ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺇﻻ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﰒ ﻣﺎ ﲰﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺑﻌﺾ
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺴﺎﺩﹰﺍ ﻫﻮ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺗﻘﺘﻀﻴﻬﺎ
ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ.
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺟﻠﺴﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺗﻘ ﻮﻡ ﻛﺴﻮﺎ ﰲ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﺍﻟﱵ
ﺷﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺇﱃ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﻭﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﺃﻏﻠﺐ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺇﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻣﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻟﺪﺍﺋﺮﺗﻪ ﰲ ﻇﺮﻑ ﻣﺜﱠﻞ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻭﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ،ﻛﺬﻟﻚ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺩﺍﺋﺮﰐ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ
ﺣﻴﺚ ﻣﺮﻛ ﺰ ﺛﻘ ﹴﻞ ﻟﻠﻮﻋﻲ ﺍﳊﻀﺮﻱ ،ﻭﺣﻴﺚ ﻏﺮﺳﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻧﻮﺍﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ
ﻧﺎﺩﻱ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻣﻨﺬ ﺍﳋﻤﺴﻴﻨﺎﺕ .31ﰒ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺩﺍﺋﺮﺗﲔ ،ﻭﻛﺴﺐ
ﺏ ﻭﺩﻋﻮﺓ ،ﻭﻟﺌﻦ ﺗﻮ ﺯﻉ ﺍﳉﻬﺪ ﻋﱪ ﻛﻞ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﳋﺮﺟﲔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻣﻮﺳﻢ ﺧﻄﺎ ﹴ
ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﱂ ﻳﺘﺮﻛﺰ ﻭﻳﺘﺼ ﻮﺏ ﻟﻠﻔﻮﺯ ﺑﺪﻭﺍﺋﺮ ﳏﺪﻭﺩﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻋﺪﺍ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻭﻋﺪﻫﺎ ،ﺑﻼﻍ ﺩﻋﻮﺎ ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺏ ﻗﺪﻭﺎ .ﻟﻜﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺑﻼ ﻣﻨﺎﻓﺲ ﺃﺩﱏ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﻣﻊ ﻣﻨﺎﻓﺲ ﺃﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺐ ،ﰲ ﺗﺒﺎ ﹴﺭ
ﺏ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻛﻴﺎﻥ ﺟﺎﻣﺪ.
ﳚﺮﻱ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺎﻟﺰﻣﻦ ﺣﺮ
ﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﱘ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﶈﻠﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺼﺮﹰﺍ ﺣﺎﲰﹰﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﻭﻻ
ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻘﻂ ﻓﻜﺮ ﺍﳊﺰﺏ ﺃﻭ ﻃﺮﺣﻪ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﺮﻗﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺪﺍﺋﺮﺗﲔ ﰲ ﺑﺎﺩﻳﺔ
ﺍﻟﻜﺒﺎﺑﻴﺶ ،ﻭﺩﺍﺋﺮﺓ ﰲ ﺭﻳﻒ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﱄ ،ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻦ ﻋﺰﺓ ﺍﳌﺮﺷﺤﲔ ﰲ ﻗﻮﻣﻬﻢ ،ﻭﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ
ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﻣﺮﺷﺤﻲ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺗﺒﺪﺩ ﺃﺻﻮﺍﻢ ﻓﻜﺴﺒﺖ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﰲ ﺟﻨﻮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ،
ﻭﺣﺼﺪﺕ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺩﻧﻘﻼ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﳊﺴﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﳌﺮﺷﺤﲔ ﻭﻷﺛﺮ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺻﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻬﻢ ،ﻓﻮﺻﻠﻮﺍ ﺑﻪ ﺃﻫﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ. ﻓﺌﺔ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﳌﻐﺘﺮﺑﲔ ﻭﻗﺪ ﺣ ﹺﺮ
ﻭﻛﺴﺒﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺩﺍﺋﺮﰐ ﺑ ﺮﻱ ﻭﲝﺮﻱ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻧﻔﻮﺫ ﺗﻠﻴﺪﺓ ﻟﻼﲢﺎﺩﻳﲔ
1 9دي أ6ر1ن ا17 Y"# '(12+م 1954وا1) V & O( cB#ط اآ ا1aص وا&1م 1C7 tP2# Zو*^ OC
أ1Nء QHا1Aل إ' ا& . fو`^ t1x QPdو hGاآ اi '5ل إ 1Iآ cأ اآ و6*6K#ه,5N 1
IJGا1+Aق1## QPd ،د هTا ا65CAى اTي c`4آMا 1&4ع ا`Fي وا '(12+ا V&* PRآ cادان.
ﻷﻥ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺪﺍﻩ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺧﺐ ﺍﳊﻀﺮﻱ ﺍﳌﺪﱐ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﳓﻮ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻋ ﺰﺓ
ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺃﻣﻨﻪ ﻭﺩﻓﺎﻋﻪ ،ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻠﻖ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ.
ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﺧﺴﺮﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﳌﺮ ﺷﺤﲔ ﻇﻨﺖ ﺃﺎ ﻭﱢﻓ ﹶﻘﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﹰﺃﻳﻤﺎ
ﺐ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﳉﻴﺪ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ ﺍﶈﻠﻲ ،ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﻋﺰﺓ ﰲ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﻭﲦﺔ ﺃﻳﺎ ﺩ ﺑﻴﻀﺎﺀ
ﺗﻮﻓﻴﻖ ،ﺑﺴﺒ ﹴ
ﺳﺎﺑﻘﺔ ﳍﻢ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ،ﻧﺎﻓﺴﻮﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻏﻠﺒﺘﻬﻢ ،ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺋﻤﺔ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻭﺣﻔﻈﺔ ﻗﺮﺀﺍﻥ
ﻀﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔﺘﻪ ﺃﻭ ﻣﻀﻰ ﻣﻊ ﻓﻬﻤﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺭﻣﻮﺯ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﺧﺐ ﺍﶈﻠﻲ ﻓ
ﻳﺠﺎﻧﺐ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻳﲏ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1986ﻡ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺷﺤﲔ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻮﻣﹰﺎ ﰲ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﰒ ﲣﻠﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ،ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟﺸﺎﺭﺓ
ﻼ ﳝﺘﺜﻞ ﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺎﻳﺪ ﻣﺮﺷﺤﹰﺎ ﻣﺴﺘﻘ ﹰ
ﻳﻨﻀﻢ ﲟﻮﺍﻓﻘﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ.
ﲤﺜﻠﺖ ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺇﺫ ﻇﻠﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﺮﺳﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ
ﰲ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮﻫﺎ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺃﻭﺍﻥ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ
ﺺ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻗﺪ ﻳﺸ ﱢﻜﻞ ﺧﻄﺮﹰﺍ ﺇﺯﺍﺀ ﺛﺮﺍﺀ ﺧﺼﻤﻬﺎ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ،ﻭﻇﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﺷﺘﻜﺖ ﻣﻦ ﻧﻘ ﹴ
ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻗﺪ ﺣﺴﻤﺖ ﺃﺻﻮﺍﺗﹰﺎ ﻛﺜﲑﺓ ﻟﺼﺎﳊﻪ ،ﻓﺎﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺍﻟﱵ ﻧﻀﺠﺖ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻣﺎﻳﻮ ،ﲟﻌﺰ ﹴﻝ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﲑﺍﺕ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺳﻮﻯ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ
ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﺑﻌﺾ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ،ﻭﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﻓﺈﻥ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻗﺪ
ﻭﺟﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﲡﺎﻭﺑﹰﺎ ﻓﻤﺎﻟﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻷﻭﻝ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ،ﰒ ﺗﻮﺍﱃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ
ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺸﲑﺓ ﻓﺎﳓﺎﺯﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ.
*****
ﺇﺫﻥ ﺟﺎﺀ ﻧﻮﺍﺏ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺃﻋﻀﺎ ًﺀ ﰲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ
ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻣ ﻌﺒـﺄﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ،ﺇﺫ ﻧﺎﻓﺴﺘﻬﻢ ﻛﺘﻔﹰﺎ
ﺑﻜﺘﻒ ﺣﱴ ﰲ ﻣﻌﺎﻗﻠﻬﻢ ﺍﳊﺼﻴﻨﺔ ﻭﻫ ﺪﺩﺕ ﻓﻮﺯﻫﻢ ﻓﻜﺄﻢ ﺍﺳﺘﻨﻘﺬﻭﻩ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﺛﻨﻬﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻧﻮﺍﺏ
ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻫﻢ ﺍﻷﺷﺪ ﺍﻧﻔﻌﺎ ﹰﻻ ﺭﻏﻢ ﻓﻮﺯﻫﻢ ﺍﻟﺴﺎﺣﻖ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﻭﺛﻼﺛﲔ ﻣﻌﻘﺪﹰﺍ ﻣﻦ
ﳎﻤﻮﻉ ﺍﳌﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ،ﲟﺎ ﻏﺎﻇﺘﻬﻢ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻳﺰﻳﺪﻫﻢ ﺗﻮﺗﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﰲ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺑﲔ ﻗﻴﺎﺩﻢ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ ﻣﺪﺍﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ
ﺗﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻫﻮ )ﺍﻟﻔﻴﺘﻮ(ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻪ ﻧﻮﺍﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻹﺷﺮﺍﻙ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﺿﺪ ﺭﻏﺒﺔ ﺭﺋﻴﺴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻭ ﺩ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﺼﺤﺐ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ
ﺃﻧﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﳊﻤﺎﺱ ﳊﻠﻴﻔﻪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻭﺧﺼﻤﻪ ﺍﻟﻠﺪﻭﺩ ﰲ ﻛﻞ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻻﺋﺘﻼﻑ ﺍﻟﱵ ﺷﻬﺪﻫﺎ
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ.32
ﺕ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﻄﻘﹰﺎ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺑﻮﻗﺖ ﻗﻠﻴﻞ ،ﺑﻠ ﻮ ﺭﺕ ﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎﺩﺍ
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻜﺴﺮ ﺑﻪ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺒﺎﻥ ﺟﻠﻴﹰﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣ ﹺﻬ ﻢ ﰲ ﻛﻞ ﲡﺮﺑﺔ ﻟﻴﱪﺍﻟﻴﺔ ﺗﻌ ﺪﺩﻳﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺑﻠﺪ ﻣﻌ ﱠﻘﺪ ﻭﻣﺮ ﱠﻛﺐ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺷﺘﺪ ﺍﳋﺼﺎﻡ ﻣﻊ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺷﺮﺍﺳﺔ ﻭﺗﻄ ﻮﺭﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﻹﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﰲ ﺍﻟﺘﺠ ﻤﻊ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪﺓ ﳌﺼﺮ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻄﻖ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﻗﻄﺎﻉ ﺣﺪﻳﺚ ﻧﺸﺄﺕ ﻭﺗﻄ ﻮﺭﺕ ﰲ
ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﻨﻴﻠﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﱄ ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻏﻠﺐ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﻢ ﻭﻗﻴﺎﺩﻢ ،ﻭﻫﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻵﺑﺎﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﰲ
ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ،ﻏﺎﻟﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺍﳋﺘﻤﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﺫ ﺗﺘﻬ ﺪﺩﻩ
ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺑﺎﻟﺘﻤ ﺮﺩﺍﺕ ﻭﺗﺒﺎ ﻋﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻋﻤﻮﺩ ﻓﻘﺮﻱ ﳛﻔﻆ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻭﳝﺴﻚ ﻭﺣﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺸﻄﺎﺭ .ﻭﺯﺍﺩ ﺁﺧﺮﻭﻥ ،ﻳﺘﺄﻣﻠﻮﻥ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻣﻊ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ،ﺃﻥ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ
ﻣﻌﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺰﺑﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﻣﻊ ﻏﲑ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ،ﻭﻣﺸﻜﻠﺔ
ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻣﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻐﲏ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻘﲑ ،ﻭﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻟﻘﺎﺀ ﺧﺎﺹ ﻣﻊ
ﺭﺍﻋﻲ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﳋﺘﻤﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺴﻂ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻨﻄﻖ،
ﲢﺎﻟﻔﹰﺎ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻴﹰﺎ ﳏﺪﻭﺩﹰﺍ ﻳﻔﺴﺢ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﲑﻏﲏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳜﻠﻲ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ
ﻣﺮ ﺷﺤﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺮ ﺷﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻳﺪﻋﻢ ﻛﻞ ﺣﺰﺏ ﺑﺄﺻﻮﺍﺗﻪ
MN cBN 10ب ا 'P7 .وا 6Nو ً6&2ا.
ﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺗﲔ .ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻭﱂ ﳛﺘﺎﺝ
ﺇﱃ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺃﺧﻴﻪ ،ﺑﺎﺩﺭ ﻭﻭﺿﻊ ﺑﺪﻭﺭﻩ )ﻓﻴﺘﻮ( ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ.33
ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺇﺫﻥ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﺋﺘﻼﻓﻴﺔ ﺑﲔ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﳊﺰﺏ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ،ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ
ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﻭﺭﺋﺎﺳﺔ ﳎﻠﺲ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻟﻠﺴﻴﺪ
ﺃﲪﺪ ﺍﳌﲑﻏﲏ ،ﻭﺍﻧﻔﺴﺢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻃﺮﻳ ﻖ ﻭﺍﺣﺪ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺗﺄﺑﺎﻩ ﺃﻭ ﲣﺸﺎﻩ ،ﺯﻋﺎﻣﺔ
ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﰲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﻭﲬﺴﲔ ﻧﺎﺋﺒﹰﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﲜﻼﺀ ﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﺳﲑﻢ ﻭﻣﺴﲑﺓ
ﺣﺰﻢ ﺃﻢ ﳛﺴﻨﻮﻥ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻀﻤﺎﺭ .ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﱃ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ
ﻫﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺯﻋﻴ ﹴﻢ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄ ﱠﻛﺪ ﳍﺎ ﺃﺎ ﲡﻠﺲ ﰲ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﺎ ،ﻭﻓﻖ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ
ﺼﺒﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﻭﻳﻌﻬﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﳌﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺘﻌ ﺪﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻛﺎﻓﺔ .ﺍﳓﺼﺮ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﲔ ﺑﻀﻊ ﳏﺪﻭﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﲰﺎﺀ ،ﻓﻘﺪ ﺧﺴﺮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻠﻲ
ﺍﳊﺎﺝ ﳏﻤﺪ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﰲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻧﻴﺎﻻ ،ﻭﻓﺎﺯ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻀﻮﻱ
ﺑﺪﻭﺍﺋﺮ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ .ﻭﻓﺎﺯ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ﲟﻘﻌﺪ ﻟﻠﺨﺮﳚﲔ
ﰲ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻭﻫﻲ ﲨﻠﺔ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﻦ ﻳﻐﺎﺩﺭﻫﺎ.
ﺇﺑﺎﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﻓﺎﺯ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻃﻪ ﺍﶈﺎﻣﻲ ﰲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﳎﻠﺲ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻢ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﻭﺭﺟﺎﻝ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺑﺪﺍ ﻭﺍﺿﺤﹰﺎ ﺃﻧﻪ ﳛﻈﻰ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻛﺒﲑ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺳﻂ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜ ﺮﺭ ﰲ
ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻧﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮﻩ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺍﺋﺪ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻇ ﱠﻞ ﻳﻮﺍﱃ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻗﺎﺿﻴﹰﺎ ﰒ ﳏﺎﻣﻴﹰﺎ ﻭﱂ ﺗ ﹸﻄﻞ ﺑﻪ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﰲ
ﻋﻬﺪ ﻣﺎﻳﻮ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﲝﻜﻢ ﺳﻨﻪ ﺃﺑﺮﺯ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻜﻨﻪ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﰲ
ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﰲ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ .ﺍﳓﺼﺮﺕ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﲔ ﺃﻛﱪ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ
ﺳﻨﹰﺎ ،ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﳏﻤﺪ ،ﻭﺃﺻﻐﺮﻫﻢ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻃﻪ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻞ
EId 6E&H 11ر q1EE5ا1EH1a5pت ا1EEj QE25دة ا1E#pدي ا2A*6Eا '9و1Ejدة ا EIJKا EEووE&jا ا 1ًEj1F#أp
*)1رك أ* ^ 1ا V# p `N '( ^HMا ^7 . bا IJKا Eا6Eآ5ر ^ENا5ا 'EHو ^E7ا1E#pدي
ا2A*6ا '9أ OCا&1م ا)* Uز* ^Eا& ،^*6EH1و` ^EرMEN YEب ا E.أ1Ej EPHدة ا EIJKا Eأن ا6E
1)# pرك ا IJKا ،ر Vxا Oآ1ن 14ه Zj# 'P7 6ا1F#pق. 1A+7 6Aن ا 'CxAا54ط )1رآ "H VI5
ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺑﲔ ﺟﻴﻠﲔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻳﺮﻣﺰ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻭﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﺯﻋﻴﻤﹰﺎ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﺔ
ﺍﳓﺴﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﹰﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺧﻼﻓﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﻇﱠﻠﺖ ﺗﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻓﻖ
ﺡ ﻟﻪ ﻣﻦ ﹶﺛ ﻢ ﺃﻥ ﻳﺮﺑﻮ
ﺺ ﻣﺎ ،ﺃﻭ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻭﻳﺘﺎ
ﺭﺅﻳﺔ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻓﻖ ﺃﻥ ﻳ ﻬﻴﺄ ﺷﺨ
ﰲ ﻇﻞ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﻭﲤﺎﻡ ﻃﺎﻗﺘﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﻭﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍ ﹸﳌﺨﻀﺮﻡ ﲡﺎﺭﻢ
ﻭﺧﱪﺍﻢ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻘ ﺪﻡ ﻢ ﺍﻟﻌﻤﺮ ،ﺃﻭ ﺗﺼﺮﻓﻬﻢ ﺻﺮﻭﻑ ﺍﳊﻴﺎﺓ.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻐﺎﻟﺐ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻗﺎﻋﺪﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ
ﺟﺎﺀ ﻣﻨﺎﺳﺒﹰﺎ ﻣﻮﱠﻓﻘﺎﹰ ،ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻓﻬﻮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺮﻳﺢ ،ﻷﻧﻪ ﺣﺴﻢ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﳌﻘﺒﻠﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ
ﺑﺎﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻭﲝﻀﻮﺭ ﻧﻮﺍﺏ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﰲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺭﻣﻮﺯﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺭﺃﺕ ﺃﻥ )ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ( ،ﺭﻏﻢ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ
ﺕ ﺣﺴﻤﺖ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻟﺼﺎﱀ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻄﱠﻠﻊ ﻟﻠﻤﻨﺼﺐ ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﺷﺎﺭﺍ
ﺴﻬﺎ ﺑﺄﺛﺮ ﺳﺎﻟﺐ .ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﻴﻞ ﺍﳌﺮ ﺷﺢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺃﻥ ﺣﺴﻢ ﺇﺫ ﻣ
ﺯﻋﺎﻣﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﺼﺎﳊﻪ ﻻ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻭﻻ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﳌﺎ ﻋﻬﺪﻭﺍ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﺇﻻ
ﺃﻢ ﱂ ﻳﻌﺒﺮﻭﺍ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻋﻠﻨﹰﺎ ،ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻇ ﱠﻞ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ. ﱂ ﲢﻆ ﺁﺭﺍﺅﻫﻢ ﺑﺎﻟﺸﻴﻮﻉ ﻓﻀ ﹰ
ﻟﻜﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺑﻌﻴﺪ
ﺁﺧﺮ ،ﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺸ ﱢﻜﻼ ﻣﻌﹰﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﺍﻟﱪﳌﺎﱐ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﱄ ﺍﺗﺼﺎﻻﺗﻪ ﻣﻊ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻳ
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻭﺭ ﻣﻌﺎ ﻥ ﻭﻣﻐﺎ ِﹴﺯ ﻛﺜﲑﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳉﺒﻬﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﺃﻥ
ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺧﻄﻮﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ،ﱂ ﻳ ﺮ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻜﺎﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺩ.
ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺼ ﻐﺮ ﻣﻦ ﻳﻘﺎﹺﺑﹸﻠﻪ ،ﻭﻇ ﱠﻞ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﻳﻮﺍﱄ ﺍﺗﺼﺎﻻﺗﻪ ﻣﻊ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻟﻘﺪﱘ،
ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﱵ ﺃﻟ ﹶﻔﻬﺎ ﰲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﻭﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﺃﲪﺪ
ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ،ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻳﻜﺒﺮﺍﻥ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﲟﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﳌﻦ
ﺼﹸﻠﻪ ﺑﺎﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﻳ
ﺏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻭﻣﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ ،ﺍﺧﺘﱠﻠﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﻃﺮﰲ ﺍﳌﻌﺎﺩﻟﺔ، ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺘ ﹺﻖ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺘﺔ .ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺃﺿﺎﻑ ﺃﺛﺮﹰﺍ
ﺳﺎﻟﺒﹰﺎ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﲨﻠﺔ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ،ﺇﺫ ﺃﺩﻯ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﻓﻴﻬﺎ.
*****
ﻣﺜﱠﻞ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﳌﻮﺳﻢ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﰊ ﻓﺮﺍﻏﹰﺎ ﻟﻐﺎﻟﺐ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺭﻏﻢ ﺩﺳﺘﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ
ﺼﺐ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﺇﱃ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﳌﻮﺟﺐ ﻼ ﻟﻜﻞ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﱂ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﻟﺘﻨ
ﻳﺼﻔﻬﺎ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﺷﺎﻣ ﹰ
ﺩﻋﻮ ﹰﺓ ﻻ ﻣﺪﺍﻓﻌﺔ ﻭﻗﺪﻭﺓ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻻ ﻣﱠﻠﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ
ﺍﻟﱵ ﻓﺎﺿﺖ ﻣﻮﺍﺟﻬ ﹰﺔ ﻭﳐﺎﻃﺒ ﹰﺔ ﻭﳎﺎﺩﻟ ﹰﺔ ،ﰒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﳓﻮ ﺭﺻﺪ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺇﺣﺼﺎﺀ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﻭﺭﻓﻊ
ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ .ﻭﺇﺫ ﱂ ﺗﺒﺴﻂ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ،ﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺿﻤﻦ
ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﻓﺮﻭﻉ ﳍﺎ ﰲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻭﺇﺫ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﺇﱃ ﻣﺄﻟﻮﻑ
ﺣﻴﺎﻢ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﱂ ﺗﻠﺒﺚ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﻥ ﲡ ﺪﺩﺕ ،ﺇﺫ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﺍﳊﻜﻢ
ﺍﳊﺰﰊ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ 34ﰲ ﻇﻞ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺗﻌﻘﻴﺪﹰﺍ:
• ﺃﻭ ﹰﻻ ،ﺗﺼﺎﻋﺪﺕ ﻗﻮﺓ ﲤﺮﺩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﻇﻬﺮ ﻣﺪ ﺩ
ﻳﻮﺍﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺘﻨﺎﻣﻰ ﰲ
ﺟﻴﻮﺏ ﺍﻟﱰﻭﺡ ﰲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺕ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﺏ ﻣﻨﺬﺭ. ﻑ ﺑﺘﺠﺎﻭ ﹴ ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺎ ﻭﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺑﺜﻬﺎ ﺍﻵﻻ
• ﺛﺎﻧﻴﹰﺎ ،ﲡ ﺪﺩﺕ ﺑﻮﺟﻪ ﺃﺷﺪ ﻗﻮﺓ ﻭﺳﻔﻮﺭﹰﺍ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﳌﻬ ﻤﺸﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻨﺬ
ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﺒﺠﺔ ﻭﺳﻮﱐ ﻭﺟﺒﻬﺔ ﻀﺔ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺍﲢﺎﺩ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺩﻓﻊ
ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﺒﺠﺔ ﺑﻨﺤﻮ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻧﻮﺍﺏ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ،ﻭﻛﺴﺐ ﺍﻷﺏ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻋﺒﺎﺱ
ﻏﺒﻮﺵ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﲟﻨﻄﻘﺔ ﺍﳊﺎﺝ ﻳﻮﺳﻒ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻄ ﺮﻑ ﲞﻄﺎﺑﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻣﺘﺠﺎﻭﺯﹰﺍ ﻣﺎ ﺃﻟﻔﺘﻪ
ﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻷﺫﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺣﱴ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﰒ ﺗﻜﺘﻞ ﻧ ﻮﺍ
ﺴﻘﻮﻥ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ،ﰲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﱂ ﺗﺄﻟﻔﻬﺎ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ. ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻳﻨ
1( 12ز MPب ا) '7آ 6A ^ cإHاه) 62 Vداة ا&1Aرات وا*6Eم( وM7ا 1E7 'EP7 ^*6Eو^E _E1k tE1
دوا اCK1H ^K*aب ،وMA#ت 1& ^7ر fا IJKا 9Hق ا Vا1&Aر fا1ر* .
• ﺛﺎﻟﺜﹰﺎ ،ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻌﺪ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ
ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ،ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﻮﺳﻮﻣﺔ ﺑﻘﻮﺍﻧﲔ ﺳﺒﺘﻤﱪ ،ﰒ ﺇﻗﺮﺍﺭ
ﺩﺳﺘﻮ ﹴﺭ ﺩﺍﺋ ﹴﻢ ﻟﻠﺒﻼﺩ ،ﺍ ﹶﳌ ﻬ ﻤﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ.
ﻓﻤﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ،ﲡﺎﻭﺯ ﻃﺮﺡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ
ﻗﻮﺍﻧﲔ )ﺳﺒﺘﻤﱪ( ﻛﻮﺎ ﳏﺾ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺗ ﹶﻘ ﺮ ﻭﺗ ﻌ ﺪﻝ ،ﺇﱃ ﻣﻮﻗﻒ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻹﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﲟﻮﻗﻒ
ﻓﻜﺮﻱ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻬﺪﻑ ﻹﻗﺮﺍﺭ ﻃﺮﺣﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻳﻤ ﺮﻕ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺑﻌﺪ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﺗﻨﺎﺻﺮﻩ
ﻭﺟﻮﻩ ﻭﺭﻣﻮﺯ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺇﺫ ﻣﱠﹰﺜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻣﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ،ﱂ
ﺴﺮ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﺃﻥ ﲣﻀﻊ ﻟﻠﻤﺪﺍﻭﻟﺔ ﳓﻮ ﺇﺻﻼﺣﻬﺎ ﺣﱴ ﺑﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺼﻼﺣﻴﺔ ﺣﻜﻢ ﻳﺘﻴ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻟﻜﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ ،ﻭﱂ ﺗﺴﺘﺒﺪﻝ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﻳﺴﺘﺪﺭﻙ ﻧﻘﺼﻬﺎ ﻭﻳﺴ ﺪﺩ ﻋﻴﻮﺎ ﺇﻻ ﳓﻮ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﰲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺩﻋﻪ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﰲ
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ،ﻭﻗﺪ ﺁﻝ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺇﱃ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﺃﻣﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﺘﺼﺮﳛﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﲔ
ﻓﻮﺭ ﺇﻋﻼﺎ ﰒ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻻﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﺼﺮﳛﺎﺗﻪ ،ﻭﻋﻨﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻭﺍﻧﻔﺴﺎﺡ ﺍﳊﺮﻳﺔ
ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺟﻌﻞ ﻛﻨﺲ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﺔ ﳘﹰﺎ ﺭﺋﻴﺴﻴﹰﺎ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻭﺑﺮﻧﺎﳎﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﻬﻮ ﻻ
ﻳﺆ ﺳﺲ ﳌﻮﻗﻒ ﺇﻻ ﻣﺒﺎﻳﻨﹰﺎ ﻣﻨﺴﻮﺑﹰﺎ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎﻳﻮ .ﻫﻜﺬﺍ ﱂ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ -
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺭﺍﻓﻌﺔ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﱃ ﺞ ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ،
ﻭﺍﳌﲑﻏﲏ ﺍﳌﺘﻄﱢﻠﻊ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﱂ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻒ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻱ ﺣﻮﺍﺭ
ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﲡﺎﻭﺯ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺇﱃ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﰲ
ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻹﲨﺎﻉ ،ﺃﻭ ﺗﺪﺍﻭ ﹰﻻ ﻓﻜﺮﻳﹰﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﹰﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﳌﻌﻘﺪﺓ ﺑﲔ
ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ.
ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ،ﺍﳌﺆ ﺳﺲ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻭﻻﺀ ﺩﻳﲏ ،ﻓﻘﺪ ﻭﻗﻒ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﰲ ﺍﳌﱰﻟﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﱰﻟﺘﲔ ،ﻓﻘﺪ ﺧﺸﻲ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺴﱢﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻋﺎﻳﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻳﺜﲑ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻀﺐ ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺳﻴﺠﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻀﺐ
ﺣﻠﻔﺎﺋﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﺠ ﻤﻊ ﺍﳊﺰﰊ ﺍﻟﻨﻘﺎﰊ ،ﻭﻳﻬ ﺪﺩ ﺍﺋﺘﻼﻓﻪ ﺍﳌﺎﺛﻞ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ.
ﺩﻭﻥ ﺍﳌﺪﺍﻓﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﺼﺎﻋﺪﺓ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮﺓ ،ﺩﺍﺭﺕ ﺣﻮﺍﺭﺍﺕ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﰲ
ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺩﺕ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﺑﻄﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺼﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﰒ ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﰲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﱵ
ﺗﺮﻱ ﺃﻥ ﻋ ﺰﺎ ﻭﺑﺬﻭﺭ ﻀﺘﻬﺎ ﰲ ﺃﺻﻮﳍﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰﻫﺎ ﺃﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،ﻭﻣﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻻ
ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺎ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ .ﻋﺎﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺗﺰﺍ ﹺﻭﻝ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﻘﺒﻞ ﺃﺻﻮﻝ
ﻼ ﰲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﳊﺰﰊ ﺍﻟﺘﻌ ﺪﺩﻱ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺃﺻ ﹰ
ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﺗﻌﻄﻲ ﺍﺘﻤﻊ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺄ ﺳﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻠﻴﱪﺍﱄ
ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻩ ﺍﳊﺮ.
ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﺍﺟﺘﻬﺪﺕ ﻓﺌﺔ ﺍ ﹸﳌﺤﺎ ﹺﻭﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﺍﻷﺻﻮﻝ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﳌﺴﻠﻢ ،ﻭﺑﻌﺾ ﺯﺍ ﺩ ﻗﻠﻴ ﹴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ :ﻣﺎ ﹶﻛﺘﺒﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻣﻨﺬ
ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ )ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ( ،ﻭﻣﺎ ﺃﺳﻬﻢ ﺑﻪ ﺍﳌﻮﺩﻭﺩﻱ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﻧﱯ ﰲ ﺗﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ
ﺍﳊﻴﺔ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌﻴﺘﺔ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻼﺯﻡ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﰒ ﻣﺎ ﺩﺭﺳﺖ ﻣﻦ
ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ،ﺷﺄﹾﻥ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ
ﻋﺼﻤﺖ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻗﺴﻄﻨﻄﲔ ﺯﺭﻳﻖ .ﻭﺟﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻃﺮﻳﻘﹰﺎ ﺇﱃ ﺻﻔﺤﺎﺕ )ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ( ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ
ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ ،ﺍﻟﱵ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻳﻮﻣﻴﺔ،
ﺃﻏﻨﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﻓﻜﺮﻱ ﻭﺛﻘﺎﰲ ﻛﺜﲑ .ﻭﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻮﺍﺭﺍﺕ -ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ -ﻗﺒﻞ
ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﻨﺎﺑﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺇﺑﺎﻥ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻋﺎﻧﺖ
ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﹶﻠ ﻤﺲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﰲ ﻭﺍﻗﻊ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍ ﹸﳌ ﺮ ﱠﻛﺐ ﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ﺍﳌﺘﻌ ﺪﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺃﻋﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻧﺎﺷﺌﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻄﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻓﻖ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﳊﺴﲎ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺎﻕ ﺑﺪﺍ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻏﺮﻳﺒﹰﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺮﻯ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﳎﺎﺩﻟﺘﻪ ﺑﺎ ﹸ
ﺥ ﱂ ﻳ ﹶﻘ ﺪﺭ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻛﺖﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺣﺎﺻﺮﻫﺎ ﰲ ﺣﺎ ﺩ ﻣﻨﺎﻓﺴﺎﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻨﺎ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﺰﻭﻍ ﻓﺠﺮ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻨﺎﺑﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﺘﺤﺮﺱ ﹸﺛﻐﻮﺭ ﺍﺘﻤﻊ ﺃﻻ ﺗﺆﺗﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﺎ.
ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺇﺻﺪﺍﺭﺍﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﻨﺎﺑﺮﻫﺎ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺇﱃ
ﺼ ﺪ ﺭ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺎﹰ ،ﻭﺗﻮ ﺳﻌﺖ ﰲ ﺗﻐﻄﻴﺔ
ﺼ ﺪ ﺭ ﺷﻬﺮﻳﹰﺎ ،ﻭﺃﺧﺮﻯ ﺗ
ﺟﺎﻧﺐ ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﳎﻼﺕ ﺗ
ﺛﻐﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﱵ ﻃﻐﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻣﻨﺎﺑﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ ﺍﲢﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻜﹸﺘﺎﺏ ﻭﻣﺴﺎﺭﺡ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ
ﻭﻣﻨﺎﺑﺮ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﻣﻌﺮﺽ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﻓﺮﻕ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﳓﺴﺮﺕ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﺎ ﻭﻋﻮﺩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ
ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﺘﺴﻮﺩ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺗﺰﺣﻒ ﳓﻮ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺣﺜﻴﺜﹰﺎ .ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪﺕ
ﲪﺎﺳﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻭﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﻔﺘﻘﺪﻫﺎ ﺃﳝﺎ ﻧﺪﻭﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻭﺟﻮﻩ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺎﻝ ﺑﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﻡ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺳﻜﺘﺖ
ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻋﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﰲ ﻣﺪﺍﻓﻌﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﳌﺴﺎﳌﺔ ﰒ ﺗﻼﺷﺖ ﰲ
ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮ ﹸﺓ ﳍﺎ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﻣﻊ
ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﳏﺎﺿﺮﺓ ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1983ﻡ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺖ
ﻧﺎﺿﺠﺔ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﳊﺰﰊ 1987ﻡ ،ﺇﺫ ﺑﻠﻎ ﻣ ﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﳌﺴﺮﺡ ،ﻭﺷﻜﻞ ﺧﺮﳚﻮﻩ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﳌﺒﺪﻋﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ،
ﺗﻨﺎﺻﺮﻫﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺫﻭﻱ ﺍﳌﻮﻫﺒﺔ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﰲ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ
ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ،ﺑﺪﺃ ﻋﻄﺎﺅﻫﻢ ﻣﺘﻘﺪﻣﹰﺎ ﲟﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ،ﻭﻗ ﺪﻣﻮﺍ ﻋﺮﻭﺿﻬﻢ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺳﻂ
ﺩﻫﺸﺔ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ،ﰒ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺍﱄ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﺭﺗﺎﺑﺔ ﺍﻷﳊﺎﻥ،
ﻭﺍﺷﺘﻜﺖ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﳍﺎ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺍﳌﺪﺩ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﺍﳌﺘﺮﺗﺐ ﻟﺰﻭﻣﹰﺎ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺍﳍﻢ ﺑﺎﻟﻔﻦ،
ﻭﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺩﻭﺭﻩ ﰲ ﻭﺳﻂ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺮﺑﺖ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﺸﺮﻳﺔ ﰲ
ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﺎﳓﺴﺮﺕ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ
ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﳓﻮ ﺍﳊﺮﻓﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ.
*****
ﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺼ ﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ
ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ،ﺗﻌ
ﺍﳊ ﺪﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﰲ ﺳﺒﺘﻤﱪ )ﺃﻳﻠﻮﻝ( 1983ﻡ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻪ
ﺽ ﺍﻟﺘﺠ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﰊ ﻭﺍﳊﺰﰊ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ ﻟﻠﻮﺯﺍﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺗﺮ ﺩﺩ ﻃﻮﻳﻞ ،ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﺮ ﹺ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﳉﻨﺔ ﲢﻘﻴﻖ ﺗﻨ ﱢﻘﺐ ﰲ ﺳﲑﺓ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﺘ ﻬﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺑﺄﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺭﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ
ﺩﻋﻤﹰﺎ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺴﻌﻲ ﻭﺟﻬﻮﺩ ﺍﻷﻣﲑ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﳒﺎﺣﹰﺎ
ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﻐﲑﺓ ﻭﺍﳊﺴﺪ ﺍﳊﺰﰊ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﺪﺛﻨﺎ ﻋﻨﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﳉﻨﺔ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﱂ
ﺐ ﳒﺎﺣﹰﺎ ،ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺑﻼ ﺇﺩﺍﻧﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺑﺪﺍ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻛﻠﻪ ﻋﺒﺜﻴﹰﺎ.35 ﺼ
ﺗ
ﺃﻣﺎ ﻋﻬﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺍﻻﺋﺘﻼﻓﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮ ﺟﻬﺖ ﺇﱃ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ
ﻭﺍﳋﲑﻱ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﻭﺍﻟ ﺪ ﻋ ﹺﻮﻱ ،ﻓﺄﺻﺪﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻗﺮﺍﺭﹰﺍ ﳝﻨﻊ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻠﺲ ﺃﻣﻨﺎﺀ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﲦﺎﻥ ﺩﻭﻝ
ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻟﻠﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻓﻮﺟﺌﻮﺍ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﻨﻊ .ﻭﻣﻊ ﺣﺮﺹ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻷﺳﺲ
ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺍﳋﲑﻱ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘﺪ ﺷﺒﻜﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﰲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺑﻌﺾ ﺩﻭﻝ
ﺾ ﺣﺠﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺠﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳊﺰﰊ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﱂ ﲡ ﺪﺩ ﺭﺧﺼﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﳏ ﺁﺳﻴﺎ ،ﺑﺪﺕ ﺣ
ﺼ ﱢﻔﻲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﻭﺗﻌﲑﻫﺎ ﺃﺫ ﺭﻋﹰﺎ ﳍﻢ .ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺿﻐﻮﻁ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗ
ﺿﻴﻮﻑ ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﻭﺗﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ
ﺣﻴﺚ ﻣﹺﻨﻌﺖ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﺡ ،ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﻛﺴﺒﺖ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﲰﻌ ﹰﺔ ﻭﻗﻮ ﹰﺓ.
*****
ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﲣﻄﻮ ﳓﻮ ﻋﻘﺪ ﻣﺆﲤﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ،
ﻼ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﲔ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﺪﺍﻡ ﻭﺍﳌﺪﺍﻓﻌﺔ .ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪ ﻣﺆ ﹶﲤﺮﻫﺎ ﺣﻀﻮ ﺭ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻭﻫﺪﺃ ﺧﻄﺎﺎ ﻗﻠﻴ ﹰ
tBC cd 13وز* ا&6ل E5F 11ة c`E)# 6E&Hا` Eا 'E4 ^E E125pا1EH12Cت ا'<AEُ VEk ، ECIA
ا15.ذ 6J7 A7ا& '91اTي ( "G1ا O(H ZAK5إ1ء Ejا^ ،JA5JEوEAH VI5Eُ* cEdاpة ا EIJKا ، E
وا Eأ6EES 'EP7 uEE2( OEا jإ 1Eو ZEE ECIأ1EE7 ^Eم ا EIJKا TEEC Eأ*1Eم درا O5EEا1E2ن EE&1KH
ا9aم ،أ 1ا CKPا ^ 1IP`4 '5د*ان ا t1Cا&1م ( 62ا QI5إ' "#آ 6أن آ1Jر اcEB( vECH 'E( ^*A+5EA
ا ' ه ^ Vرز ا ^HMا.^*6P25
ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺗﻪ ،ﻭﺃﻋﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ،
ﺸﻌﺒﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻘﺪ ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪ ﺍﳌﺆﲤ ﺮ ﺣﻀﻮ ﺭ ﻭﻓﻮ ﺩ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳑﺜﻠﲔ ﻟ
ﺍﻧﺒﺴﻄﺖ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺗﺄﺳﺴﺖ ﰲ ﺩﻭﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ،ﰒ ﰲ ﻣﺼﺮ ﺇﺫ ﺍﺳﺘﻮﻋﺐ ﺍﳋﺮﳚﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﻋﻤﻞ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻭﻭﻛﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻹﻏﺎﺛﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺧﱪﻢ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ،ﻓﻬﻢ ﺍﻷﺩﺭﻯ
ﺑﺸﻌﺎﺏ ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﺔ .ﰒ ﻣﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﻗﺪﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﻭﺳﻊ ﻣﻨﺬ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﺒﻌﻮﺛﲔ ﺑﺎﳌﻨﺢ ﺍﻟﱵ ﻫﻴﺄﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﻼ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻐﺎﻟﺐ ﺩﻭﻝ ﻏﺮﺏ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻭﺷﺮﻗﻬﺎ.
ﻟﺼﻔﻮﺓ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ .ﻛﻤﺎ ﱂ ﺗﻌﺪﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﳑﺜ ﹰ
ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮ ،ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻓﺴﺤﺔ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ
ﺴﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻡ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭﻭﺍ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻳﺘﺤ
ﻛﻤﺎ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺃﻥ ﲡ ﺪﺩ ﺩﻋﻮﺎ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺗﻼﻗﺢ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﻋﻠﻰ
ﳓﻮ ﻣﻨﻈﻢ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺭ ﺣﺒﺖ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻭﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ
ﺼ ﻮ ﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻛﺄﺎ ﲝﺚ ﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻷﻣﲔ ﻋﺎﻡ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،ﻛﺘﺒﺖ ﳎﻼﺕ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺗ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ،36ﳑﺎ ﻋ ﱠﻄﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1992ﻡ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ
ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻷﻭﺳﻊ.
ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﻧﺸﻄﺖ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﻓﺘﺘﺎﺑﻌﺖ
ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﻓﻮﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺁﺳﻴﺎ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ .ﻛﻤﺎ ﺯﺍﺭ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﻣﺼﺮ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻟﻴﻬﻨﺊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ،
ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﺎﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﳎﻠﺲ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﲪﺪ ﺍﳌﲑﻏﲏ.
ﻭﺟ ﺪﺩﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺛﻘﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍ ﹸﳌﻘﺎ ﹺﻭﻣﺔ
ﻭﺍﳉﻬﺎﺩﻳﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻄﲔ ﻭﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ ﻭﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﺗﺸﺎﺩ ،ﻭﻛﻠﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻗﺪﳝﺔ
PK 14ا ZA5KAا`* - 5أآ ^*)#) H5ا.ول( 1986.
ﺭﻋﺘﻬﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺇﳘﺎﻝ ﺃﻭ ﺗﻘﺎﻋﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺎ
ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﲪﺎﺳﻬﺎ ﻟﺪﻋﻢ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ،ﻭﻇﻠﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ
ﻭﻇﻴﻔﺔ ﰲ ﺃﻃﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺇﻻ ﻣﺎ ﲢﺘﺎﺟﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﻣﻦ ﺩﻋﻢ ﻋﻠﲏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ
ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻢ ﰲ ﺃﻃﺮ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ.
ﻻﺑﺪ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻗﺘﺮﺍﺎ ﺍﳌﺘﺼﻞ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺑﻌﻼﻗﺎﺎ
ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻣﻊ ﺩﻭﻝ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،ﻭﰲ ﺁﺳﻴﺎ
ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺍﻟﻨﺎﻫﻀﺔ ﺑﻐﲑ ﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﺃﻭ ﺇﺭﺙ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ،ﰒ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺻﻞ ﺣﺒﺎﻝ
ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺳﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻘﺪﱘ ،ﻭﺣﻴﺚ ﻋﺎﺵ ﻭﺩﺭﺱ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﳌﺘﺤ ﱢﻜﻤﺔ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﱵ
ﻭﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻪ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻴﻪ ﻧﺬﺭ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺑﺸ ﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻲ ﻣﻮﻗﻌﻪ
ﻗﻮﺓ ﻋﻈﻤﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﻭﺗﻮﺍﺯﻥ ﻛﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ.
ﺯﺍﺭ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺼﺮ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﺯﻫﺮ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻧﻔﺘﺢ
ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻟﻴﺰﻭﺭ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﳌﺜﻘﻔﲔ ﻭﺍﻟﻄﻼﺏ ،ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻷﻛﱪ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺗﻪ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺇﳚﺎﰊ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ،ﻓﺮﻓﻀﺖ ﺃﻥ
ﺗﻨﻀﻢ ﺇﱃ ﺟﻮﻗﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ )ﳕﲑﻱ( ،ﻭﱂ ﺗﻌﺘﱪ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ
ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ ﲢﻈﻰ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﺎﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ،ﻓﺎﳌﻮﻗﻒ ﺍﳌﻌﺘﺪﻝ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ
ﺗﻮﺗﺮ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺑﲔ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﺴﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﻟﻴﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﺴﲏ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﳌﺪﻯ ﺳﺎﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺧﺎﻃﺐ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﰲ ﺍﳊﺰﺏ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﳊﺎﻛﻢ .ﻭﻛﺎﻥ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻪ ﺟﻴﺪﹰﺍ ﻃﻴﺒﹰﺎ.
ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻠﻴﱯ ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ،ﻭﺧﺎﻃﺐ ﺣﺸﻮﺩﹰﺍ
ﻧﻈﻤﻬﺎ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ،ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺘﺠ ﻤﻊ ﺍﳊﺰﰊ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﰊ ،ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻓﻮﺩﹰﺍ ﻟﻴﺒﻴﺔ
ﺻﻮﺭﹰﺍ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻘﻠﻖ ،ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﺼﻞ ﲞﻼﻳﺎﻣﺘﺼﻠﺔ ،ﻭ
ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ .ﻛﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺃﻭﺯﻭ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﺣﺴﲔ ﺣﱪﻱ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻼﻗﺔ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﱯ ﻣﻨﺬ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﺎﺩﺓ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﰲ
ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ،ﻭﺍﺗﺼﺎﻝ ﺣﻮﺍﺭﺍﺕ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻘﺬﺍﰲ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ
ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﻓﻜﺮﻱ ،ﻓﺈﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲡﺎﻩ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﺗﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﻔﻆ ﺇﺯﺍﺀ ﺩﻋﻮﺓ
ﺍﻟﻘﺬﺍﰲ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ،ﻭ ﺩ ﻋﺖ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻮ ﺣﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺷ ﻤﹶﻠﻪ ﺃﻭﻻﹰ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻭﳓﻮ ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ
ﺍﳊﺰﰊ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1989ﻡ ،ﺯﺍﺭ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺼﺤﺒﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺧﺎﻟﺪ
ﻣﻀﻮﻱ ،ﺃﻗﺪﻡ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻼﻗ ﹰﺔ ﻣﻊ ﻟﻴﺒﻴﺎ ،ﻭﺍﺗﺼﻠﺖ ﺣﻮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﻭﺍﻟﻘﺬﺍﰲ
ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﰒ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳌﺎﺛﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﲡﺊ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻭﻓﺪ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﲔ ﻋﺎﻡ 1988ﻡ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﳊﺰﺏ
ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺼﻴﲏ ﻣ ﻌﹶﻠﻤﹰﺎ ﻣ ﹺﻬ ﻤﺎﹰ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺼﲔ ﰲ ﺗﻘﻮﱘ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ -ﻳﻮﻣﻬﺎ -ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﳌﻘﺒﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻳﺮ ﺟﻰ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺃﻱ
ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺘﺤ ﺮﺭﺓ ﺣﺎﻟ ﹶﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺆ ﺳﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﱄ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ
ﺍﻷﻭﺭﰊ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻭﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻪ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺪﺕ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺗﻄﻠﻌﻬﺎ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺣﻜﻢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺃﻭ ﻧﻈﺎﻡ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻣﻌﺎﺻﺮ ﺿﻤﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﺎﳌﻲ ﻃﺎﻍ
ﻣﺴﺘﻜﱪ ﻳﺘﺰﺍﻳﺪ ﺣﺬﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﰲ ﺑﻼﺩ ﺗﻘﻊ ﰲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻘﺴﻤﺔ
ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﱂ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻷﻛﱪ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﻮﺻﻮﻝ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎﻩ ﻣﻨﺤﺎﺯ ﳊﻖ ﺷﻌﻮﺑﻪ
ﺍﳌﺴﺘﻀﻌﻔﺔ ﻭﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﺍﶈﺘﻠﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﳓﻮ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﳛﺮﺹ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺍﺳﺘﻬﺎ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺼﲔ ﺑﻮﻓ ﺪ ﻛﺒﲑ ﻣﺜﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﳐﺘﻠﻒ ﺷﻌﺎﺏ
ﳘﻬﺎ ،ﻭﻋﺒﺮﺕ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺇﳝﺎﺎ ﺑﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺗﺘﺼﻞ ﺃﺣﺰﺍﺑﹰﺎ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﻭ ﱢ
ﻭﻃﻼﺑﹰﺎ ﻭﺷﺒﺎﺑﹰﺎ ﻭﻧﺴﺎ ًﺀ ﻭﺭﺟﺎ ﹶﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻭﺭﺟﺎ ﹶﻝ ﻋﻠﻢ ،ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﻷﺷﺒﺎﺡ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ
ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﻨﻜﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﳊﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ .ﻣﱠﺜﻞ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﻛﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ،ﻭﺃﲦﺮﺕ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﲦﺎﺭﹰﺍ ﻃﻴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ.
ﻃﺎﻑ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﻇﻞ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺪﻯ ﻋﻤﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ ﺩﻭﻝ ﰲ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﰒ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ،ﳏﺎﺿﺮﹰﺍ ﺃﻭ ﺷﺎﻫﺪﹰﺍ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮﺍﺕ ﻭﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺪﻋﻰ
ﳍﺎ ﻫﻨﺎﻙ ،ﻭﱂ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﺳﻨﺘﻪ ﺭﻏﻢ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺿﻄﺮﻩ ﺇﱃ ﺧﻔﺾ
ﻧﺴﺒﺔ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺇﱃ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰲ ﻣﺪﻱ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ .ﻛﻤﺎ ﺯﺍﺭ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳊﺰﰊ ﺑﻌﺪ ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻑ
ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﳏﺎﺿﺮﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌ ﺮ
ﺴﹺﻨﻴﺔ( ﰲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻣﻨﺬ
ﳊﺑـ)ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍ ﹶ
ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻣﻊ ﺭﻣﻮﺯ ﻣﺜﻞ) :ﻋﺒﺪﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺎﺳﲔ( ﺯﻋﻴﻢ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ
ﻭ)ﻋﺒﺪﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﳋﻄﻴﺐ( ﻣﺆ ﺳﺲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺍﳌﻐﺮﺏ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﻮﺟﻮﻩ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﺃﻣﺜﺎﻝ) :ﻋﺒﺪ ﺍﻹﻟﻪ ﺑﻦ ﻛﲑﺍﻥ( .ﰒ ﺯﺍﺭ ﻧﻴﺠﲑﻳﺎ ﻭﺃﻭﻏﻨﺪﺍ ﻭﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﰲ ﺃﻃﺮ
ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ،ﻭﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﻛ ﱢﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﲟﺤﺎﺿﺮﺓ ﺃﻭ ﺑﻮﺭﻗﺔ ﻋﻤﻞ ،ﻭﺗﻘﺪﻡ ﰲ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺕ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺻﻼﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ. ﺫﻟﻚ ﲞﻄﻮﺍ
*****
ﺲ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ، ﰲ ﻣﺪﻱ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﺷ ﱠﻜﻞ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﲬ
ﺷﺎﺭﻛﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺘﲔ ﻣﻨﻬﺎ ﳌﺪﺓ ﺗﺰﻳﺪ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﳘﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ
ﺑﲔ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﰒ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﺔ
ﻭﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺠﺎﻝ ﺑﲔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺣﺎﻣﻴﹰﺎ ﺣﻮﻝ
ﺻ ﺮﺕ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻹﺧﻔﺎﻗﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺣﺎ
ﺍﻟﱪﳌﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﺍﻹﺧﻔﺎﻗﺎﺕ ،ﳑﺎ ﺍﺿﻄﺮﻫﺎ
ﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ.
ﻓﻘﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﳊﺮﺏ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺍﻧﻔﺘﺤﺖ
ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺧﻄﲑﺓ ﰲ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ،ﻭﺑﻠﻐﺖ ﻫﺰﺍﺋﻢ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ
ﺣﺪﹰﺍ ﻣﻔﺰﻋﹰﺎ ،ﻭﺑﺮﺯﺕ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﺼ ﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﺗﻼﰲ
ﺗﻮﺍﱄ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﳌﺪﻥ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻛﻠﻪ ﰲ ﻳﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻴﻨﻔﺼﻞ .ﻭ ﹶﻃ ﺮ ﺣﺖ
ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺑﺘﺴﻠﻴﺢ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺨﻮﻡ ﻣﻊ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
ﺃﻣﺎ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺃﻋﻘﺎﺏ )ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ( ) 20ﻓﱪﺍﻳﺮ
ﺷﺒﺎﻁ 1989ﻡ( ﺍﻟﱵ ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺑﺪﻋﻢ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ،ﰒ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺃ ﺩﺕ ﺇﱃ ﻋﺰﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ
ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﳓﻮ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺴﻼﻡ .ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ
ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺪﻭﱄ -ﰲ ﺍﳌﺬﻛﺮﺓ -ﻫﻮ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻭﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﺒﺎﻃﺆ ﰲ
ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻌﲏ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﲢﺎﻟﻒ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻷﻥ ﻧ ﻮﺍﻤﺎ ﺻ ﻮﺗﻮﺍ ﻣﻌﹰﺎ ﺿﺪ
ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺑـ)ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳌﲑﻏﲏ/ﻗﺮﻧﻖ( ،ﻭﻣﻦ ﹶﺛ ﻢ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻢ
ﺑﺎﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻭﺯﺭﺍﺋﻪ ﰲ 29ﺩﻳﺴﻤﱪ )ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ( 1988ﻡ.
ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺿﻄﺮﺑﺖ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳊﺰﰊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﻓﺎ ﱠﻃﺮﺩﺕ ﻗﻮﺍﻓﻠﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﻣﺆﲤﺮﺍﺎ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ .ﰒ ﺃﺻﺪﺭﺕ
ﺻﻞ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺃﺳﺎﺳﹰﺎ ﰲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ( 1987ﻡ ﻭﺭﻗﺔ )ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ( ﺍﻟﺬﻱ ﺃ
ﺏﺐ ﻋﺎﻡ ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﳊﻜﻢ ،ﻭﺃ ﱠﻻ ﻳ
ﺤ ﺮ ﻡ ﺃﻳﻤﺎ ﺳﻮﺩﺍﱐ ﻣﻦ ﺗﻮﱢﻟﻲ ﻣﻨﺼ ﹴ
ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺮﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ .ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺼﺤﺐ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﲨﻠﺔ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳌﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻟﻴﺘﻮﺍﺛﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ،
ﺥ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﻳ ﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﱠﺜﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﰲ ﻧﻀ ﹺﺞ ﻭﱂ ﻳﺘﻮ
ﺍﻟﻄﺮﺡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﳊﻜﻢ ﺑﻠ ﺪ ﻣﻌ ﱠﻘﺪ ﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ،ﻣﺮ ﱠﻛﺐ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ،ﻣﺘ ﻌ ﺪﺩ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ،ﻛﺜﲑ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ.
ﻟﻘﺪ ﺑ ﺪﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﻡ ﺃﻓﻀﻞ ﻃﺮﺣﹰﺎ
ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﳛﻜﻤﻬﺎ ﲢﺎﻟﻒ ﺣﺰﰊ ﻋﺮﻳﺾ ،ﳝﺘ ﺪ ﻣﻦ ﳝﲔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺇﱃ ﻳﺴﺎﺭ
ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ،ﻭﺑﺮﻏﻤﻪ ﱂ ﻳﻔﻠ ﺢ ﰲ ﺳ ﺪ ﺛﻐﺮﺍﺕ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﺘﻔﺎﻗﻤﺔ ﻣﻔﺴﺤﹰﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﳓﻮ ﺍﳊﺰﺏ
ﺍﻷﻗﻮﻯ ﲤﺎﺳﻜﹰﺎ ﻭﺍﻷﻗﺮ
ﺏ ﳌﻞﺀ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ،ﻛﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﲡﺮﻱ ﺳﻨ ﻦ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.
ا ا&$%
ب
َ 2ِ p
ا ِ
َ ْ
ﰲ ﺍﻷﺷ ﻬ ﹺﺮ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻣﻦ ﻋﻤ ﹺﺮ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺗﻄﺎﺑ ﹶﻘﺖ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺺ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﺑﻪ
ﺴﺘﺘﺮ ﺍﳋﺎﺹ( ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﱠﻠﻖ ﲟﺼﲑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳊﺰﰊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﳜ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍ ﹸﳌ
ﺸﻮﺭﻯ ﺑﺎﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺴﻮﺩﺍﻥ .ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟ ﳊﻜﻢ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺍﻟ ﱠﰒ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺘﺆﻭ ﹸﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﹺﺑﻨﻴﺔ ﺍ ﹸ
ﻉ ﺇﱃ ﺍ ﹸﳌﻨﺘﻬﻰ -ﺃﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺪﺍ ﹸﳍﻢ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺃﺕ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺄ ﺯﻣﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻭﺿﺎ
ﳊﻜﻮﻣﺔ، ﺴﻮﺩﺍﻥ :ﻋﻮﺩ ﹸﺓ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻭﹸﻗﻮﻯ ﺍﻟﺘﺠ ﻤﻊ ﺇﱃ ﺍ ﹸ ﺍﻷﻣﺮ -ﻭﺗﺪﺍ ﻭﹶﻟﺖ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﶈ ﺪﻗﺔ ﺑﺎﻟ
ﳉﻴﺶ( ﰲ 20ﻓﱪﺍﻳﺮ ﻭﻧ ﹸﺬﺭ )ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﳌﲑﻏﲏ/ﻗﺮﻧﻖ( ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴ
ﺠ ﻤﺪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﰒ ) ﻣ ﹶﺬ ﱢﻛﺮﺓ ﺍ ﹶ
)ﺷﺒﺎﻁ( ﺍﻟﱵ ﺧ ﺮﹶﻗﺖ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻭﺃﺧﺮﺟﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻷﺧﲑﺓ
ﻣﻊ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ،ﻭﺃﺧﲑﺍ ﺗﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﻘﺼﺮ ،ﳑﺜﻠﺔ ﰲ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻋ ﱠﻄﻠﺖ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ.
ﺫﺍﺕ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺃﻭ ﻗﺮﻳﺒﹰﺎ ﻣﻨﻪ ﺗﻜ ﺮﺭ ﰲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﳎﻠﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﺫﻱ
ﺍﻟﺴﺘﲔ ﻋﻀﻮﹰﺍ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺭﺑﺎ ﺃﻋﻀﺎ ُﺀ ﻫﻴﺄﺓ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﲦﺌﺔ .ﻭﻓﻴﻤـﺎ
ﻳﺄ ﺧ ﹸﺬ ﺍﻟﺘﺪﺍ ﻭﻝ ﰲ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺻﻴﻐﺔ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲢﻤ ﹸﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻧﺸﺎ ﻃﻬﺎ ﻭ ﺧﻼﺻـﺔ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻗﺎﻃﺒﺔ ،ﻓﺈﻥ ﳎﻠﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ،ﻭﻳﺘﻨﺎﺩﻯ ﻟﻪ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﻟ
ﻁ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﺧﺎﻟﺼ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺳ ﱠﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﻭﻻ ﻏ ﺮ ﻭ ﻓﻘـﺪ ﺲ ﻣﺮﻛﺰﻱ ﻳﺸﺘ ﺮ ﹸ ﻫﻮ ﳎﻠ
ﺐ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻋﺴﲑﺓ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﳋﺮﻃﻮﻡ ﻫﻲ ﻣﻮﺋ ﹸﻞ ﻏﺎﻟ ﹺ ﻛﺎﻧﺖ ﺍ ﹸ
ﺤﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﳎﻠﺴﹰﺎ ﻋـﺎﱄ ﺍﻟﻜﻔـﺎﺀﺓ، ﳉﻤ ﹺﻊ ﺍﻠﺲ ﺩﻭﺭﻳﹰﺎ ﺃﻭ ﻃﺎﺭﺋﹰﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﻛﺜﲑ ﹰﺓ ﻣﻠ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﹶ
ﺨﻀﺮﻣﲔ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺤﺒﻮﺍ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻌﻬ ﺪ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﳚ ﻤ ﻊ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺍ ﹸﳌ ﺻ ﺃﻋﻀﺎﺅﻩ ﻏﺎﻟﺒﻬﻢ ﻣ ﻤﻦ
ﻋﺎﺻﺮﻭﺍ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻭﺍﳉﻴ ﹶﻞ ﺍﻟﺘﺎﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺍ ﻭ ﹶﻝ ﺍﻟﹺﺒﻨﺎﺀ ،ﻭ ﻫﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﲑ
ﺍﻟ ﻌﻔ ﹺﻮ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻓ ﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﻋ ﹴﻲ ﺃ ﹼﰎ ﲞﻄﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﳓﻮ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ.
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺘ ﺮﻕ ﺍﻟ ﹸﻄ ﺮﻕ.ﻧﺎﻗﺶ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎ ﻥ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟ
ﻱ ﺃﻣ ﹴﻞ ﰲ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻳﻤ ﻜ ﻦ ﺃﻥ ﳛﻤﻠﻪ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﳊﺰﰊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺍﻟﻴـﻮﻡ ﻛﻼ ﻫﻤﺎ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻳﺄ ﺳﻪ ﻣﻦ ﺃ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍ ﹸﳌﺘﻤ ﱢﻜﻦ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻭ ﻛﻼ ﻫﻤﺎ ﻳﺮﻱ ﰲ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟ ﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴـﻴﺪ ﺍﻟﺼـﺎﺩﻕ
ﺴﺨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻧ ﻌ ﻤﺖ ﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﺳﻴﺎﺳﻴﹰﺎ ﺗﻌﻮ ﺯﻩ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻨ ﹶﻔ ﺪ ﹸﻛﻞ ﺍﻟ ﹸﻔ ﺮﺹ ﺍﻟ
ﺹ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻞ. ﺃﻗﺪﺍ ﺭ ﺍﷲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﻼ ﹴ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﺣ ﻤﹶﻠﺖ ﺗﻘﺎﺭﻳ ﺮ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺗﺪﻫ ﻮﺭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﰲ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﱂ ﻳﺸ ﻬﺪﻩ ﺍﻟ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﹸﻛ ﻮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺷ ﺮﻉ ﺍ ﹸﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ
ﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻭ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻀﺎ ﻋ ﹶﻔﺖ ﺃﻋﺪﺍ ﺩ ﺍﻨﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﰲ ﺍﳉﻴ ﹺ
ﻁ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﻓﻜﺄﳕـﺎ ﺃﻭﰐ ﺍﳉـﻴﺶ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻗ ﻮﺓ ﺫﺍﺕ ﻭﺯﻥ ﰲ ﻣﻨﻄﻘ ﺔ ﱂ ﻳﻌ ﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺸﺎ
ﺴﺐ ﻭﹸﺃ ﺧ ﹶﺬﺕ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺣﲔ ﻏ ﺮﺓ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳ ﺪ ﺚ ﻻ ﳛﺘ ِﺴﻮﺩﺍﱐ ﻣﻦ ﺣﻴ ﹸ ﺍﻟ
ﻼ ﰲ ﺍ ﹸﳌ ﺪﻥ ﺍﻟ ﹸﻜﱪﻯ ،ﻛﺎ ﺩﻗﻠﻲ ﻭﺍﻟ ﺪﻟﻨﺞ ﻭﹶﻟ ﹶﻘﺎ ﻭﺓ ﻭﺍﳉﺒﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ .ﺍﺗﺼﻞ ﺪﻳ ﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ﻣﺎﺛ ﹰ
ﺴ ﹺﲑﻳﺔ ﻭﹸﻗ ﻮﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﺱ ﺑﲔ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍ ﳌ ِ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺍﻣﺘ ﺪ ﰲ ﺟﻨﻮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﳓﻮ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘ ﻤﺎ
ﺙ ﺍﻻﺧﺘﻄﺎﻑ ﺍ ﹸﳌﺘﺒﺎ ﺩﻝ ﻋﱪ ﺃﺑﻴﻲ ،ﻭﺇﱃ ﺍ ﹶﳌﲑﻡ ﻭﺍ ﹸﳌﺠﹶﻠﺪ ﻭﺑﺎﺑﻨﻮﺳﺔ .ﻭﻓﻴﻤـﺎ ﺕ ﻭﺣﻮﺍﺩ ﹸ ﻭﺗﻮﺍﹶﻟﺖ ﺍ ﹶﳍ
ﺠﻤﺎ
ﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﺍﺳﺘﺸ ﻌ ﺮ ﺳ ﱠﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻂ ﻛﺄﻭﺭﺍﻕ ﺍﳋﺮﻳﻒ ﰲ ﻳ ﺪ ﺍﳉﻴ ﹺ ﺴﺎﹶﻗ ﹸ
ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍ ﹸﳌﺪﻥ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺗﺘ
ﺼﺮﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺧﻄﺮﹰﺍ ﱂ ﻳﻼ ﻣﺴ ﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﺇﺫ ﺗﻮﺍﺗ ﺮﺕ ﺃﻧﺒﺎ ُﺀ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﺍ ﹸﳌﺘﻔ ﺮﻗﺔ ﻭﻧ ﹸﺬﺭ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟ ﻌﻨ
ﳋﺮﻃﻮﻡ ﺗﻨـﺎ ﻡ ﻋﻠـﻰ ﺴﺖ ﺃﺣﻴﺎ ٌﺀ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﰲ ﺍ ﹸ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﻭﻣﻈﺎﻫ ﺮ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻲ ،ﻭﺃﻣ
ﳊﻲ.ﺏﺍ ﹶ ﺩﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﳊﺮﺍﺳﺔ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺸ ﱢﻜﻠﻬﺎ ﺷﺒﺎ
ﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﹶﻓ ﹺﻬ ﻢ ﺟﻮﻫ ﺮ ﺍﻟ ﹶﻄﹶﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘ ﺪﻣﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺩﺓ ﺃﻣﺎ ﳎﻠ
ﻟﺘﻔﻮﻳﻀﻬﺎ ﰲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻣﺎ ﺗﺮﺍ ﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒﹰﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﺗﻄ ﻮﺭ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﺃﻥ ﻗﺪ ﺍﻛﺘ ﻤﹶﻠﺖ ﻋ ﺪﺓ ﺍﻟﺘﻐـﻴﲑ
ﺿﻬﺎ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﺔ ﻭ ﻋﺘﺎ ﺩﻩ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﻫﻴﺄﺓ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍ
ﻼ ﻏﲑ ﺁﺟﻞ ،ﻓﻄ ﻮﻗﺖ ﻋﻨـﻖ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺩﺓ ﺻ ﻮﺑﺖ ﳓﻮ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﺎﺟ ﹰ ﺍ ﹸﳌﻮﺋﺴﺔ ﺍ ﹸﳌﻨ ﺬ ﺭﺓ ﺑﺎﳋﻄﺮ ،ﻭ
ﻼ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪﺑﺎﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻭﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺒﺘﻪ ،ﺃﻣ ﻌﻨﺖ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﺗﻐﻴ ﹴﲑ ﻛﺒ ﹴﲑ ﰲ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺳﲑﺓ ﺍﻟ
ﺃ ﺩ ﺭ ﹶﻛﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺟﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺍﺳـﺘﺪ ﺭﻛﻮﺍ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﺘﺄﻣﻠﻮﻥ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ )ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ(:
• ﺃﻭ ﹰﻻ :ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺃﺻ ﹲﻞ ﻟﻺﳝﺎﻥ ،ﻭﺳﺎﺑﻘ ﹲﺔ ﻟﻠﻮﺣﺪﺓ ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﻓﻘﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻨ ﹸﺬ ﻣﻴﻼﺩﻫﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺇﺫﻥ
ﺾ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﻟﻮ ﻣﺆﻗﺘﹰﺎ.
ﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺳﻴﻘﹺﺒ ﻣﺒﺪﹲﺃ ﺃ ﻭﻝ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻻﻧﻘﻼ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺤﻴﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ • ﺛﺎﻧﻴﹰﺎ :ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺻﺤﺎﺋ ﻔﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟ ﺪﻧﻴﺎ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﺮﺍﻓﻪ.
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴـﻴﺔ ﰲ • ﺛﺎﻟﺜﹰﺎ :ﻇﱠﻠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺧ ﹶﻄﺎﹺﺑﻬﺎ ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺧ ﹶﻄ
ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟ ﹸﻜﱪﻯ ﺗﺆ ﱢﻛ ﺪ ﺃﻥ ﺍﳉﻴﺶ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﺎ ﻋﺪ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻭﺃ ﱠﻻ
ﺗﺪﹶﻓ ﻊ ﺍ ﹸﳌﻐﺎﻣﺮﺓ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﺃﻭ ﻓﺮﺩﹰﺍ ﻻﺭﺗﻴﺎﺩ ﺍﶈﻈﻮﺭ .ﺃﻣﺎ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﻟﻮ ﻋﻨﺼﺮﹰﺍ ﺿﺎﺑﻄﹰﺎ ﻳﺠﻨ
ﺐ ﺍﻟﺒﻼﺩ
ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ،ﺃﻭ ﻋﻀﻮﹰﺍ ﻣﻠﺘﺰﻣﹰﺎ ﻳﻮﰲ ﺧ ﹸﻄﻮﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ،ﻓﻴﻘﺘﻀﻲ ﺣﺬﺭﹰﺍ ﻭﻧﻈﺮﹰﺍ ﺃﻋﻤﻖ.
ﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ-: ﺠ ﺞ ﺍ ﹸﳌﻀﺎﺩﺓ ﺗﻔ ﹺﺮ
ﳊ• ﻭﰲ ﺍ ﹸﳌﻘﺎﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍ ﹸ
-ﺃﻭ ﹰﻻ :ﰲ ﺍﻟﻌﺎﹶﻟﻢ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍ ﹸﳌﺴﻴ ﻄﺮ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻜﹺﺒﺮ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﻗﻴﻤـﺔ ،ﻭﻟﻜـﻦ
ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﻗﻴﻤ ﹲﺔ ﺃﻋﻠﻰ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻭﹶﻟ ﺪﺕ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺇﺳﻼﻣﹰﺎ ﻓﻘﺪ ﻫ ﺪﺩﺕ ﺍﻟﻘﻴﻤ ﹸﺔ ﺍﻷﺩﱏ ﺍﻟﻘﻴﻤ ﹶﺔ
ﺖ ﺍ ﹸﳌﻄﹺﺒﻖ
ﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺍﻟﺼﻤ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻻﺿ ﻄ ﻬﺎ ﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻧﻴﻪ ﺣﺮﻛﺎ
ﺐ ﺇﺳﻼﻣﹰﺎ ﺳﺘﻮﺃ ﺩ ﻓﻮﺭﹰﺍ.
ﺠ ﳊﺮ ﻳﺆ ﱢﻛ ﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨ ﹺ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺎ ﻳﻌ ﺮ
ﻑ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺍ ﹸ
-ﺛﺎﻧﻴﹰﺎ :ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺳﺎﺩﺕ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﳊﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﳓ ﻦ ﻧﺮﻳ ﺪ ﳍﺎ
ﺃﻥ ﺗﺴﻮﺩ ﺑﺜﻮﺭ ﺓ ﺑﻴﻀﺎﺀ ،ﻭﰲ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﺳﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻣﻮﺻـﻮﻟﺔ ﺑﺴـﻴﺎﻕ ﺍﳊﻜـﻢ،
ﻓﺎﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ﻣﱵ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺮﺑﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﺍﳉﻬﺎﺩ.
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑـ) ﻣ ﹶﺬ ﱢﻛ ﺮﺓ ﺍﳉﻴﺶ( ﻭﺍﻷﺟـ ﹸﻞ ﺍﻟـﺬﻱ ﻕ ﻋﻬ ﺪ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﺍﻟ -ﺛﺎﻟﺜﹰﺎ :ﻟﻘﺪ ﺧ ﹺﺮ
ﺴ ﻢ ﺍﳉـﻴﺶ ﻕ ﻛﺬﻟﻚ ﹶﻗ ﺏ ﻛﺎﻣ ﹸﻞ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺧ ﺮ ﺷ ﺮ ﹶﻃﺘ ﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻫﻮ ﺍﻧﻘﻼ
ﺑﺎﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ.
ﺽ
ﻭﺑﲔ ﺟ ﺪ ﹺﻝ ﺍﻟﻨ ﹶﻈﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻭ ﺭ ﰲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭ ﻣﺠﺎ ﺩﹶﻟﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ،ﻛﺎﻥ ﺟ ﺪ ﹸﻝ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﻔـ ﹺﺮ
ﻣﻨ ﻄ ﹶﻘﻪ ،ﻓﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺷ ﺪ ﺗﻨﻈﻴﻤﹰﺎ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻛﺎﻓﺔ ،ﺑﻞ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ
ﻍ
ﻀﺖ ﺳﻨ ﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺷﺎﻫﺪﺓ ﺃﻥ ﺍﳉﻴﺶ ﻳﺘﻘ ﺪﻡ ﳌﻞﺀ ﻓـﺮﺍ ﹺ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻭ ﻭﺯﺭﺍﺋﻬﺎ ﻭﺟﻴﺸﻬﺎ .ﻭﺇﺫﺍ ﻣ
ﺖ ﻋ ﱪﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﺛﺒ
ﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﻷﻧﻪ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﻭﺍﻷﺣﺴﻦ ﺗﻨﻈﻴﻤﹰﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺣﻜ ﻢ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﰲ ﺍﻟ ﺍﻟ
ﺠ ﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﲟﺎ ﲢﻤ ﹸﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﰲ ﹺﺟﺴـ ﻤ ﻬﺎ ﻣـﻦ ﺸ ﹸﻞ ﺍﻷﺩﻋﻰ ﻟﻠ ﹶﻔ ﺙ ﲡﺎ ﹺﺭﺏ ﺃﻧﻪ ﺍﻷﻓ
ﺛﻼ
ﺟﺮﺍﺛﻴﻢ ﺍﻟﺘﻨﺎ ﺯﻉ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎ ﹸﻛﺲ ،ﻭﲟﺎ ﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﹸﻛ ﹴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﹶﻠ ﹺﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴـﺔ ﺍ ﹸﳌﻨﺎﻓﻴـﺔ
ﻚ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﺃ ﺳﺴﺖ ﺑﻨﺎ َﺀﻫﺎ ﺸﻲﺀ( ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻠ ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ )ﻓﺎﻗ ﺪ ﺍﻟ
ﺏ ﺍﻟ
ﻟﻠﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻓﺎﻷﺣﺰﺍ
ﺸﻮﺭﻯ ﻭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﺍﻟ ﻌﱠﻠﺔ ﻟﺘﺼﻴﺐ ﺍ ﹸﳌﺆ ﺳﺴﺔ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟ
ﺐ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺗﻞ ،ﻭ ﺟﻨﻮﺩﻫﺎ ﰲ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻓﻘﻴﺎﺩﺎ ﺗﻄﺎﻟ
ﺫﺍﺎ ،ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍ ﹸﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﺍﻟ
ﳋﺬﻻﻥ. ﺃﺩﱏ ﺩﺭ ﻙ ﻣﻦ ﻫﺒﻮﻁ ﺍﻟ ﺮﻭﺡ ﻭﺗﺪﻫ ﻮﺭ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺎﺕ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺘﺎﱄ ﺍﳍﺰﺍﺋﻢ ﻭﺗﻮﺍﱄ ﺍ ﹸ
ﺴ ﻦ
ﺏ ﺍﻷ ﻣﺔ ﺃ ﻭﻝ ﻣﺒﺎﺩ ﹴﺭ ﻳ
ﻟﻘﺪ ﻗﺎﺭﻓﺖ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﻛﺎﻥ ﺣﺰ
ﺸﻴﻮﻋﻲ ﻣ ﺮﺗﲔ ،ﰲ ﻣﺎﻳﻮ )ﺃﻳـﺎﺭ( ﺏ ﺍﻟ
ﺼﻴﺔ ﰲ 17ﻧﻮﻓﻤﱪ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ( 1958ﻡ ،ﻭﺍﳊﺰ ﺍ ﹶﳌﻌ
ﺱ ﺍﻟ ﺮﻣﺢ ﰲ ﻏـﺰﻭﺓ 1976ﻡ 1969ﻭﻳﻮﻟﻴﻮ )ﲤﻮﺯ( 1971ﻡ ،ﰒ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺭﺃ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻏ ﲑ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻳﺪﻳ ﺮﻩ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﺗﺘﺤ ﱠﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘـﻮﺍﺕ ﳊﻜ ﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﺍﻟ
ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ،ﻭﺍ ﹸ
ﺍ ﹸﳌﺴﻠﺤﺔ ﺷﺄ ﹸﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻷﺟﻨﱯ.
ﺤﺖ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﻧﻈﺎ ﻡ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﻭﺷﺎ ﺭ ﹶﻛﺘ ﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺃ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳ ﹺﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ،ﻓﻘﺪ ﺻﺎﹶﻟ
ﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﺴﻮﺩﺍ ﹸﻥ ﲝﺰ ﹴ ﻭﱠﻗﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟ ﹶﻔﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳ ﻘ ﺮ ﺃﻥ ﻳﺤ ﹶﻜﻢ ﺍﻟ
ﺴﻂ.ﳊﺮﻳﺔ ﻭﺗﻘﺒﺾ ،ﰒ ﺗﺒ ﺣﱴ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻭﳝﻜ ﻦ ﺇﺫﻥ ﻣﻦ ﹶﺛ ﻢ ﺃﻥ ﺗ ﻌ ﱠﻄ ﹶﻞ ﺍ ﹸ
ﺨﹺﺒﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﹶﻗﺒﻀـﺖ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ
ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺠﺘﻤﻊ ،ﻋﺎ ﻣﺘﻪ ﻭﻧ
ﻱ ﻭﺍﻓ ﹴﺮ ﻣﻮﺟﻮ ﺩ ﻣﻦ
ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻱ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻨﺠﺎﺡ ﺃﻱ ﲢ ﺮﻙ ﻋﺴﻜﺮ ﹴ
ﲨﺎﻫﲑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﳉﺒﻬﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﲨﺎﻫﲑ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﲟـﺎ ﰲ ﺫﻟـﻚ ﻋﻀـﻮﻳﺔ
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﱵ ﹶﻛ ﹺﺮ ﻫﺖ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺳﺘﺆﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤ ﺮﻙ ﻷ ﻭﻝ ﺇﻋﻼﻧﻪ.
ﳊﻜﻢﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻ ﺮ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍ ﹸ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﺈ ﱠﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﺍﹶﻓ ﺮ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟ
ﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﱂ ﻳﺴﹺﺒﻖ ﻗﻂ ﺃﻥ ﻴﺄ ﳊﺮﻛﺔ ﺣﺰﺑﻴﺔ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺃﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﱡﻠﻢ ﺍﻟ
ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺃﻭ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻫﻴﺄﺕ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ ﰲ ﻛ ﱢﻞ ﳎﺎ ﹴﻝ ،ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﳉ ﻬﺎﺩ.
ﺇﱃ ﺍﻟ ﹸﻔﻨﻮﻥ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍ
ﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺣﻴـﺚ ﺩﺍ ﺭ ﺷﻲ ٌﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﰲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﳌﻜﺘ ﹺ
ﻳﺘﻴ ﺢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﻟﻠﻌﻀﻮﻳﺔ ﻭﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟ ﺮﺅﻯ ﺃﻥ ﲡﺪ ﺣﻈﹰﺎ ﺃﻭﻓﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍ ﻭﻝ ،ﺑﺄﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺃﻥ ﺗﺸ ﻬ ﺪ ﻩ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺷﻮﺭﻱ ﺍﳊﺮﻛﺔ.
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﹶﻇ ﻬ ﺮ ﺍﻧﻘﻼﺑﻴﻮﻥ ﺑﺮﺍﻏﻤﺎﺗﻴﻮﻥ ،ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘ ﻮﺓ ﺍﳊﺎﲰﺔ ﺩﻭﻥ ﻋﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻜـﺮ ﺃﻭ ﺍﻷﺻـﻮﻝ ﺃﻭ
ﺻﻮﳍﺎ ﺍﻟ ﻔﻜ ﹺﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﻳﺔ ﻭﺳـﲑﺎ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﲢ ﱠﻔﻆ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﻷﻭﹶﻓ ﻖ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃ
ﺻﻞ ﻋ ﻤﹶﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﺣﱴ ﻳﻘ ﺪﺭ ﺍﷲ ﳍﺎ ﻧﻀﻮﺟﹰﺎ ﻭﻋﻄﺎ ًﺀ ﺃﻭﻓﺮ ﰲ ﻧﺎﺭ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﺗﻮﺍ
ﺴﻠﻄﺔ ﻭ ﻣﻮﺍ ﺟ ﻬﺔ ﻣﺸـﺎﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ ﻕ ﺍﳌﺮﺍ ﺣﻞ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﺍﻟﻘﻔﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ
ﻫﺎﺩﺋﺔ ،ﺑﺪ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺣ ﺮ ﹺ
ﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎ ﻣﺔ
ﺾﺍ ﹸ ﳊﻜﻢ ﺑﺄﺯﻣﺎﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻋﻼﻗﺎﺎ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﳌﻌﻘﺪﺓ ،ﰒ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼ ﹴ
ﺏ ﻭﹶﻗﺒ ﻭﺍ ﹸ
ﻒ ﻭ ﻋﻨﻒ ﻣﻀﺎﺩ.
ﺏ ﻭﺃﺣﻘﺎﺩ ،ﻭﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﻦ ﻋﻨ ﻭﻣﺎ ﺳﺘﻔ ﹺﺮ ﺯﻩ ﻣﻦ ﺍﺿﻄﺮﺍ ﹴ
ﺗﺼﺎ ﺩ ﻣﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟ ﺮﺅﻯ ﰲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺑﹶﻠ ﻐﺖ ﺍ ﹶﳌ ﺪﻯ ﰲ ﺍ ﹸﳌﻔﺎ ﺭﹶﻗﺔ ﻭﻏـﺎ ﺩ ﺭ
ﺾ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻏﺎﺿﺒﲔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻐﲑ ﻗﺮﺍﺭ ﹺﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟ ﺪﺳـﺘﻮﺭ ﺍﳉﺒﻬـﺔ ﺍﻟﺒﻌ
ﻀﺮ ﺍ ﹸﳌﻘﺘ ﺮﺡ ﻭﻳﺮﻓﻌﻪ ﺇﱃ ﺃﻋﻠﻰ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻣﺎﻧـﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـﺔ ﺤﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻻﺋﺤﺘﻬﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺪﺍﻭ ﹸﻝ ﻭﻳ
ﺕ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳛ ﻤﻠﻮ ﹶﻥ ﻋﻀـ ﹺﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭ ﻋﻀـ ﹺﻮﻳﺔ ﺸﻮﺭﻯ ،ﻭﻗﺪ ﺣ ﻤﹶﻠﺖ ﺫﺍ ﻭﺍﻟ
ﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﹸﻠﺐ ﲟﺎ ﳊﻮﺍ ﺭ ﺃﻫﺪﺃ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺇﲨﺎﻻﹰ ،ﻭﻭ ﺟ ﺪﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﺩﺍ ﺭ ﺍ
ﺾ ﺻﻔﻮﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺑﺎﻹﲨـﺎﻉ ﰲ ﻫﻴـﺄﺓ ﺸﻮﺭﻯ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺍ ﺟ ﺪ ﺑﻌ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟ
ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻮﺩ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺟﺬﻭﺭ ﺍﺘﻤﻊ.
*****
ﳉ ﺪﺍﻝ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﳝﻀـﻲ ﻻ ﻚ ﲢﻀ ﲑ ﳐﺘﻠﻒ ﻻ ﻳﻜﺜ ﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍ ﻯ ﺁﺧﺮ ،ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟ ﰲ ﻣﺴﺘﻮ
ﺻﺔ ﺍ ﹸﳌﻨﻀﺒﻂ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰ ﻡ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟ ﻜﺘﻤـﺎﻥ ﻳﻠ ﹺﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ،ﻣﺴﺘ ﻮﻯ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎ
ﺚ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌـﺎﻣﻠﲔ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﻐﻠﻴﻆ ﻭﺍﳌﺴﺘﻮﺭ ﹸﻛﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟ ﻌﹶﻠﻦ ﺍ ﹸﳌﺘﺤ ﱢﻔﺰ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﺘﺤ ﺪﻱ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺒﺎ ﻋ ﹸ
ﺿﻰ. ﺷﻌﻮ ﺭ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟ ﹺﺮ
ﻓﻤﻨ ﹸﺬ ﺃ ﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ،ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﳓﻮ ﺍﻟﺸﻬ ﺮ ﺍﻷﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1981ﻡ ،ﺍﺳﺘﺸـ ﻌ ﺮﺕ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻧ ﹸﺬﺭ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﻓ ﹶﻄ ﻔ ﹶﻘﺖ ﺗﺮﺍ ﹺﺟ ﻊ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺎ ﻭ ﺣﺴـﺎﺑﻬﺎ
ﻟﻠ ﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻴﻪ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﰲ ﺩﻳﺴﻤﱪ )ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ( ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﺷـﻮﺍﻇﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺣﺰﺑﻪ ﻭﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ،ﻓﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﲢﺎ ﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﻭﺍﻧﺘ ﹶﻘ ﺪ ﻣﺴﺎ ﺭ
ﺼ ﹺﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﻴﲔ ﰲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ ﺑﺎﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍ ﺟﺘ ﻤ ﻌﺖ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺃﻛﻤﻞ ﳎﺰﺭ ﹰﺓ ﻣﻦ ﺍﻟ ﹶﻔ
ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﻭﺗﺪﺍﻭﻟﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺣﻮﺍ ﹸﻝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺃﺑﻠﻐﻮﺍ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺑﺂﺭﺍﺋ ﹺﻬﻢ ،ﻋـ ﺰ ﻡ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﱡﻠﺺ ﻣﻨﻬﻢ.
ﺍﺳﺘﻘﺮﺃﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻳﻮﻣﺌﺬ ،ﻭﺍﺗﺼﻠﺖ ﲢ ﱢﻔﺰ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠـﺮﺋﻴﺲ ﻭﻭﺯﻳـ ﺮ
ﻕ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﻭﺇﺫ
ﺴﻠﻄﺔ ﻭﲣﻠﻴﺺ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﻧ ﺰ ﹺ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻋﺒﺪﺍﳌﺎﺟﺪ ﺣﺎﻣﺪ ﺧﻠﻴﻞ ﻻﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟ
ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﺩﻋﺘﻪ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺗﻐﻴﲑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ،ﴰﻠﺘﻪ ﻣﺼـﻴﺪﺓ
ﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﺗﺼﻴﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﻴﺄﺓ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﻴﺶ .ﻛﺎﻥ ﺣﺴﺎ
ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺃﺎ ﱂ ﺗﻜ ﻤ ﹾﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﺷﻮﺍﻁ ﺧ ﱠﻄﺘﻬﺎ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﻭﺃﺎ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ
ﳊﺮﻳﺔ ﻭﻟـﻴﺲ
ﻕ ﻣﻌﻪ ،ﻣﺮﺣﻠ ﹲﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍ ﹸ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺣﻜ ﹴﻢ ﺗﻜﻮ ﹸﻥ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻨﻪ ،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﺎ ﹴ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﺍﻷﰎ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺷﺮ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻜﺮ ﹸﺓ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍ ﹸﳌﻨﻔﺮﺩ ﻧﻮﻗﺸﺖ.
ﺐ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺑـﺪﺃ ﻛﺬﻟﻚ ،ﰲ ﹸﺃﺧ ﺮﻳﺎﺕ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧ ﹶﻘﹶﻠ
ﳋﺮﻭﺝ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﺍﻟﱵ ﺃﻋ ﺪ ﻡ ﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﳏﻤﻮﺩ ﺠﺞ ﺍ ﹸ ﻳﻬﻴﺊ ﺍ ﹸﳌﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ﻹﻋﺪﺍﻡ ﻗﺎ ﺩﺗﻬﺎ ،ﺑﺬﺍﺕ ﺣ
ﳏﻤﺪ ﻃﻪ ،ﺭﺍ ﺟ ﻌﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻣﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﻛﺎ ﺩﺕ ﺃﻥ ﲤﻀﻲ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻟﻜـﻦ ﻳﺴـﺮ ﺍﷲ
ﺍ ﹶﳌﺨ ﺮﺝ ﺑﺎﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺃﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎﻥ( .1985
ﳊ ﻮﺍﺭ ﻗﺪ ﺍﺗﺼﻞ ﰲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﺪﺃ ﺍﳌﺸﻬ ﺪ ﳐﺘﻠﻔﹰﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ،ﻛﺎﻥ ﺍ
ﺴﻄﻮﺭ ،ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭﻫﺎ ﺍﻷﻭﺳﻊ - ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻗﺮﺃ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟ
ﳊ ﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺸـﻮﺭﻯ ﺴﻠﻄﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗ ﱠﱰﻝ ﺑﺎ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ -ﺳﺘﺘ ﹶﻘ ﺪ ﻡ ﳓﻮ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟ
ﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻬـﺰﺓ ﺇﱃ ﺃ ﹸﻃ ﹴﺮ ﺃﺩﱏ ﻭﺍﺗﺴ ﻊ ﺑﻪ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺃﻋﻴﺎﻧﹰﺎ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻣﻨ ﻬﻢ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﱂ ﻳﺪ ﺧﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺃ ﹴ
ﻀ ﻬﻢ ﰲ ﻣ ﻬﺎ ﹺﺟ ﹺﺮ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ،ﺯﺍ ﺭ ﻫﻢﺐ ﻭﺍﻟﺒ ﹾﺬ ﹺﻝ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺑﻌ ﺴ ﹺﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟ ﹶﻜ
ﻂ ﺃﻣﺎﻣ ﻬﻢ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺒﲎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ-: ﺴﹶ ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﺑ ﺍﻷﻣ
ﳊﻜﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﱵ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ • ﻟﻘﺪ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )ﺑﺮﻭﻓﺔ( ﺍ ﹸ
ﺴ ﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﻴﺄﺕﺸﻤﻮﻝ ﻭﺍﻟ ﺏ ﻣ ﹺﻬ ﻤﺔ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﳕﲑﻱ ﻭﻟﻜﻦ ﱂ ﺗ ﹸﻜﻦ ﺑﺎﻟ ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﺑﻌﺪ ﲡﺎ ﹺﺭ
ﻟﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮ ﱠﻻﻫﺎ ﻭ ﺯ ﺭﺍ ُﺀ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ.
ﳉﻮﻉ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ،ﻭﺍﺗﺼﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺕﺍﹸ • ﻟﻘﺪ ﺍﺧﺘﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﺯﺍﺀ ﺃﺯﻣﺎ
ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﺑﺄﻭﺳﻊ ﳑﺎ ﺃﺗﺎﺡ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻣﻄﻠﻘﹰﺎ ،ﻭﺍﺗﺼﻠﻨﺎ ﺑﺴﺒﻞ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻦ ﻭﻗﺪﻡ ﻭﺯﺭﺍﺀ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻠﻮ ﹰﻻ ﳌﺸﻜﻼﺎ.
• ﰲ ﺣﺮﺏ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﻣﺘﻘ ﺪﻣﺔ ﻭﺧﱪﹲﺓ ﻣﻨ ﹸﺬ ﻣﺆﲤ ﹺﺮ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ،ﻭﲡﺮﺑـ ﹲﺔ
ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ.
• ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﹸﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﻬﻴﺌ ﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﳌﺆ ﺳﺴﺔ ﻣﻦ ﻗﺪﱘ.
ﺐ
ﺻ ﹸﺔ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻏﲑ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﳚﺎﺑﻴـﺔ ﺇﺫ ﻣﻀـﺖ ﻏﺎﻟـ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻼ
ﺏ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎ ﹴﻡ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻀﺖ ﺍﻟـ ﺮﺩﻭ ﺩ ﺃ ﱠﻥ ﺍﻟﺘﺤ ﱡﻔﻈﺎﺕ ﳓﻮ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼ ﹺ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻏﲑ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺑﻞ ﻭ ﻣ ﻬ ﺪ ﺩ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﹸﻛﱢﻠﻬﺎ ،ﺃﻥ ﺗﻨﻔـﺮﻁ
ﺍﻹﻃﺎ ﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻤ ﹸﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟ
ﺺ ﻣﻦ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ.ﻭﺣ ﺪﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻨﺎﹶﻗ
ﺻﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﻠ ﱠﻘﺖ ﻧ ﹸﺬﺭ ﺍﻟﹸﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﺧﻴﺎ ﹺﺭ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺃ ﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ،
ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎ
ﺸﻤﻮﱄ ﺍﳌـﺎﻳﻮﻱ ﺇﱃ ﻭﺃﻋﺎﺩﺕ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺃ ﹸﻃ ﹺﺮﻫﺎ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟ
ﺤﺖﺳ ﻌ ﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳊﺰﰊ ﺍ ﹸﳌﺘﻌ ﺪﺩ ،ﻭﰲ ﻇ ﱢﻞ ﺍﻴﺎﺭ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣ ﹺﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃ ﺳﺴﺘﻪ ﻣﺎﻳﻮ ،ﻭﺍﻧ ﹶﻔﺘ
ﺕ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻟﻜﻞ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻭﺗﻄـ ﻮﺭﺕ ﺣﺮﻛـﺎ
ﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﻋﺘ ﻤ ﺪﺕ ﺧﻄﺎﺑﹰﺎ ﻋﻨﺼﺮﻳﹰﺎ ﻣﻔ ﹺﺰﻋﺎﹰ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺼ ﺪﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﳍﺎ ﻣﺶ ﰲ ﺍ ﹸ
ﺿ ﺪﻩ.
ﺏ ﺩ .ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﺑ ﺪﺕ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﳋﻄﺎ ﹺ
ﺻ ﹸﺔ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺃﻥ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﹶﻏ ﺪﺕ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺃﻣﻨﻬﺎ ﻭﺃﻣ ﹺﻦ ﻗﺎ ﺩﺗﻬـﺎ ﰲ ﻇـ ﱢﻞ ﺧﻼ
ﺏ ﻋﺴـ ﹶﻜﺮﻱ ﺴﺎﹺﺑﻖ ،ﺃ ﻣﺎ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻻﻧﻘﻼ ﹴ
ﺗﺼﺎ ﻋ ﺪ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻗ ﺪﻣﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟ
ﺻﺔ ﻭﻋﻘﻠﻬﺎ ﺃﺎ ﺍﳉﻬﺎ ﺯﺴﻠﻄﺔ ﺣﺮﺑﹰﺎ ﻻ ﺳﻠﻤﹰﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻭﹶﻗ ﺮﺕ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎ ﻳﺄ ﺧ ﹸﺬ ﺍﻟ
ﺍﻟﻔﲏ ﺍ ﹶﳌﻨﻮﻁ ﺑﻪ ﺗﺴﺮﻳ ﻊ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.
ﺻﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻗﺎﻋﺪﹲﺓ ﻭﺍﺳﻌ ﹲﺔ ﻣﻦ ﻋﻀ ﹺﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ﺍﳌﺒﺜﻮﺛـ ﺔ ﺗﻌﺎ ﻭﻧﺖ ﻣﻊ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎ
ﻚ ﺗﺘﻮﱠﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﱪ ﻣ ﺪ ﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻳﺘﺪﱠﻓﻖ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﻣـﻦ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ،ﻓﻬﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﱏ ﺷ
ﺍﻷﺳ ﹶﻔﻞ ،ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟ ﻌﻘﻴ ﺪﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗ ﺰ ﻭ ﺭ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻭﻻ ﺗﺄﺧ ﹸﺬ ﺃﺟﺮﹰﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻬـﻲ ﺃﺻـ ﹶﻔﻰ
ﳊﻜـﻢ ﲢـﺖ ﺳـﻤ ﻌ ﻬﺎ ﺐ ﻗﺎﺩﺓ ﺍ ﹸ
ﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺣﱴ ﺃﺻﺒ ﺢ ﻏﺎﻟ ﺾ ﻭﻗ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺃﺻ ﺪﻗ ﻬﺎ ،ﻓﻠﻢ ﳝ ﹺ
ﺼ ﹺﺮﻫﺎ ﺷﺒ ﻪ ﺍ ﹸﳌﺒﺎ ﺷﺮ ﻭ ﹶﻏ ﺪﺕ ﲢ ﺮﻛﺎﻢ ﻣﻌﺮﻭﻓ ﹰﺔ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍ ﹸﳌ ﹺﻬ ﻤﺔ ﻧﺼ
ﻒ ﻭﺑ
ﳋﻄﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ. ﳉﺰﺀ ﺍﻟﺘﺎﱄ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍ ﹸ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﺍﻟﻨﺼ
ﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﳌﻮﺍﻗ ﻊ ﺍ ﹸﳌﻬ ﻤﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻲ ﺇﺣﻜﺎ ﻡ ﺍ ﹸ
ﺻﺔ ﻟ ﹶﻜ ﻤﺎﻝ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﻢ ﻭ ﺣﺴﹺﻨﻪ ،ﺗﺼـﺎ ﻋ ﺪﺕ ﺭﻏﺒـﺘ ﻬﻢ ﰲ ﺑﺎﺳﺘﺸﻌﺎ ﹴﺭ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎ
ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ،ﹺﻭﻓ ﻖ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﻭ ﻧﺰﻭ ﻋ ﹺﻬﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑ ﹺﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮ ﺳﺨﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻹﻋﻤـﺎﻝ
ﺍﻟﻘ ﻮﺓ ﰲ ﺣ ﱢﻞ ﻣﺸ ﻜﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .ﻭﺇﺫ ﻭ ﺟ ﺪﻭﺍ ﰲ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣ ﺪﺩﹰﺍ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﻳ ﻐ ﱢﺬﻱ
ﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﳓﻮ ﺍ ﹸﳌﺴﺎ ﺭ ﻋﺔ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮ .ﺇ ﱠﻥ ﺣﺎﻟ ﹶﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﺩﻋﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺰ ﻋ ﻬﻢ ﻭﻳﺮ ﻫ
ﳊﻜﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻬ ﺪﺩ ﺫﺍﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺑـﺪﺍ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ،ﻓﺎﻻﻴﺎ ﺭ ﺍﻟﺸﺎ ﻣﻞ ﻻ ﻳ ﻬ ﺪﺩ ﹺﺑﻨﻴﺔ ﺍ ﹸ
ﺃﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﺑﺄﺯﻣﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺧﻄﺮﻩ ﺣﺘﻤﹰﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ،ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻣـ ﺪﺩﹰﺍ ﺁﺧـﺮ ﰲ
ﺴﻠﻄﺔ ﺑﻠﻴ ﹴﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺒـﻴﻦ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺴﺎﺑ ﻖ ﳓﻮ ﺗﺴﱡﻠﻖ ﹺﺟﺪﺍ ﹺﺭ ﺍﻟ
ﻂ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻴﺾ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﳑﺜﻠ ﹰﺔ ﰲ ﻭﻋﺎﺋﻬﺎ ﺍﳉـﺎﻣﻊ ﺍﳉﺒﻬـﺔ ﺍﳋﻴ ﹸ
ﺕ ﺍ ﹸﳌﺒﺎ ﺷ ﺮﺓ ﻣـﻦ ﺟﻬـﺎﺯ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺣﱴ ﻣﻄﻠ ﹺﻊ ﺍﻟﻔﺠﺮ ،ﻓﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎ
ﳊﺴ ﹺﻢ ﺍﻟﻔﻮﺿـﻰ ﺍﻟـﱵ ﺣﺰﺏ ﺍﻷ ﻣﺔ ﺍﳊﺎ ﻛﻢ ﺗﺆ ﱢﻛ ﺪ ﺃﻥ ﻗﺎ ﺩﺗ ﻬﻢ ﺗﺨﺎ ﻣ ﺮ ﻫﻢ ﺑﺸ ﺪﺓ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﹶ
ﺴﻠﻄﺔ ،ﻭﻳﺒﺪﺃﻭﺍ ﺑﺴﻄﻬﺎ ﺑﺮﻭﻳﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ. ﳊﻜﻢ ﺍﻻﺋﺘﻼﰲ ،ﺭﻳﹸﺜﻤﺎ ﻳﻘﺒﻀﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﻟ ﺗﻔﺎﻗﻤﺖ ﰲ ﻇﻞ ﺍ ﹸ
ﺺ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺏ ﻳﺨﱢﻠ ﺕ ﰲ ﻣﺎﻳﻮ ﺍ ﹸﳌﺒﺎ ﺩﺓ ،ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻘﺘﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﺍﻧﻘﻼ ﹴ ﰒ ﺍﺗﺼﺎ ﹲﻝ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍ
ﺐ ﰲ ﺍﻟﺘﻌـﺎ ﻭﻥ ﻣـﻊ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﲔ ﰲ ﻂ ﴰﻮﻟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﻳﺮ ﹶﻏ ﺴﹸ
ﺣﻜ ﹺﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻭﻳﺒ ِ
ﳊﻜﻢ ﳌﺪﻯ ﺃﺑﻌﺪ. ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﰲ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍ ﹸ
ﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳ ﻌ ﺪ ﻟﻪ ﺣﺰﺏ
ﰒ ﺍﳋﻄ ﺮ ﺍﻷﻛﱪ ،ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻘﻼ ﹺ
ﺨﺐ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ،ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺃﻭﺳ ﻊ )ﺍﻟﺒ ﻌﺚ( ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺿﺒﺎﻃﻪ ﰲ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻨ
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺧ ﱪ ﹰﺓ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﻭﺃﻛﺜ ﺮﻫﺎ ﲤﱡﻠﻜﹰﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺣﺘﻤﺎ ﺳﻴﺠ ﺪ
ﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﺩﻭ ﹴﻝ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺴﻨ ﺪ ﺍ ﹸﳌﺒﺎ ﺷﺮ ﰲ ﻃﻮﺭ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﳒﺎﺣﻪ ﰲ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟ ﺍﻟ
ﺏ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﲔ ﻫـﻮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺛﺮﺍ ٍﺀ ﻭﻧﻔﻮ ﺫ ﻭ ﺧ ﱪﺓ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﲏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻧﻘﻼ ﹺ
ﺙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺴﻠﻄﺔ ،ﻳﺆ ﱢﻛﺪ ﻛ ﱠﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﲑﺍ ﹸ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﹸﻓﻬﺎ ﺍ ﹸﳌﺒﺎ ﺷﺮ ،ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎ ﹸﳍﺎ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﺍﻟ
ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﻭﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﲔ ،ﺍﻟﻠ ﹶﺬﻳﻦ ﺗﻘﺎﺑﻼ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﰲ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ
ﻚ ﺍﻟ ﺪ ﻣﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻜﻴﻞ ﺑﺎﻹﺳﻼﻣﻴﲔ.
ﺴﻔ
ﻟﻠﺜﺎﱐ ﺷﻬﻴ ﹲﺔ ﻋﺎﺭﻣ ﹲﺔ ﻟ
ﺚ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴـﻴﺊ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺳﺎﻋﺘﺌﺬ ،ﻓﺈﻥ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻭﺍﻟﺒ ﻌ ﹶ
ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺎﻝ ﰲ ﺍﻟ
ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﻭﺃﺿﺎﻓﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻣ ﺪ ﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ،ﻟﻴﺲ ﺃﻗﱡﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﺎﹸﻟﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑـﲔ
ﺕ ﺍ ﹸﳌﺘﺒﺎ ﺩﻟﺔ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻧﻈﺎ ﹺﻡ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺠ ﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻜﻴﻞ ﹺﺑ ﹺﻬﻢ ،ﱠﰒ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻗﺎ
ﺑﲔ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﹸﻛﻞﱟ ﻣﻨ ﻬﻤﺎ ،ﻭﻣﺎ ﺃﺗﺎﺡ ﺫﻟﻚ ﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﻧﻮﺍﻳﺎ ﻫﻢ ﳓﻮﻫﺎ.
*****
ﺾ ﳎﻠﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﰒ ﻫﻴـﺄﺓ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﺎﻥ ﺗﻔﻮﻳ
ﺇﱃ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎ ﺭ ﺳﺘ ﹰﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎ ﹺﺭ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺃﻋﻼ ﻣﻬﺎ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﲔ ﺑﺴﺎﹺﺑ ﹶﻘﺘ ﹺﻬﻢ ﻭ ﹶﻛﺴﹺﺒ ﹺﻬﻢ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍ ﹸﳌﺘﺼﻞ ،ﻣﱠﺜﻞ ﺳﺒﻌﺘ ﻬﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻻﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻘـ ﹸﺬ
ﺐ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺤ
ﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺼ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻳ ﻤ ﱢﻜ ﻦ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻭﲟﻮ ﹺﺟ ﹺ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛـﺎﻥ ﻗـﺮﺍ ﺭ ﺍﻻﻧﻘـﻼﺏ ﻻﺳـﺘﻼﻡ ﺸﻮﺭﻯ ﻏ ﲑ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮ ﱠﻻﻫﺎ ﺍﻷﻣ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭﺍﻟ
ﺴﻠﻄﺔ.37
ﺍﻟ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳏﺪﻭﺩﹰﺍ ﰲ ﺍﻷﺩﱏ ﺍﻟـﻼﺯﻡ ﻹﻧﻔـﺎ ﺫ ﺍﻟﺘﺤـ ﻮﻝ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ،ﺍﺳﺘﻼ ﻡ ﻣ ﹶﻘ ﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ ،ﻭﺍﻟ ﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻـﻤﺔ
ﻭﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ،ﻭﺍﻋﺘﻘﺎ ﹸﻝ ﻋﺪ ﺩ ﳏﺪﻭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ .ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻓﻜﺎ ﺭ ﺍﻟﱵ ﺧﺎ ﻣ ﺮﺕ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟ ﻌﻘﻮﻝ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﺍ ﹸﳌﻨ ﹶﻔ ﻌﻠﲔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍ ﹸﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ
ﺏ ﺃﺑـﻴﺾ ﻀﺖ ﲤﺎﻣﹰﺎ ،ﻓﺎﳌﻄﻠﻮﺏ ﺍﻧﻘـﻼ ﳊﺴﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻓﻘﺪ ﺭﻓ ﻚ ﺍﻟ ﺪﻣﺎﺀ ﻭﹶﻗﻄ ﹺﻊ ﺍﻟ ﺮﺅﻭﺱ ﹶ ﺳﻔ
ﺴﻠ ﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮ ﺟﻰ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻣﺴﺎﺭ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻘﺒ ﹺﻞ ﻟﻠﺘﺪﺍﺑﲑ ﳏﺪﻭﺩ ،ﻳ ﻌﺒ ﺮ ﺑﺸﻜﻠ ﻪ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻟ
ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺨﻄﱠـﺔﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﱠﻠﻖ ﲟﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣـﻦ ﻣﺮﺍﺟﻌـ ﺔ ﺟﺪﻳـﺪﺓ ﻟﻠ
ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﱃ ﺃﻭﺍﻥ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﲤﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻰ ﻭﺋﻴﺪﺓ ﻭﻣﺮﺍﺣﻞ ﻣﻤﺘـ ﺪﺓ ،ﺃﻣـﺎ
ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻓﻴﻘﺘﻀﻲ ﻣﺪﻫﺎ ﻟﺘﺴﻊ ﺃﻭﺿـﺎﻉ ﺍﻟـﺒﻼﺩ ﻛﺎﻓﱠـﺔ،
ﺑﺄﺣﺰﺍﺎ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻋﻼﻗﺎﺎ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﱠﰒ ﻭﺿ ﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ.
1أدى ا1j ^ 5 V2دة ا UEBا.ول Pآ Eا Eأ1Eم ا ^E.ا&1Eم 1EA5`Hن Eا E5وأداء أVI#1E1
ور 6I7 *17اآ ا 1AIا '( VIP7 654ا 5Hpء ،وه1EA+7 'EP7 :Vن 'EP7 ،OE9 6EAا1Eج ،6EA
* A7 ^1ا 1م7 ،ض أ 6ANا1Kز6J7 ،ا ^Nأ 6ANوإHاه 6A Vا.'C
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﹸﺛﻢ ﺍﻟﺘﺪﺍ ﻭﻝ ﻟﻮﺿـﻊ ﺴﺘﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﺴ ﹺﻢ ﺍ ﹸﳌﻐﱠﻠﻆ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟ ِ
ﺑﻌﺪ ﹰﺃﺧﺬ ﺍﻟ ﹶﻘ
ﺧ ﱠﻄﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻋﻀﺎ ِﺀ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﻈﻬﺮﻭﻥ ﻭﻳﺸـﻬﺮﻭﻥ
ﲰﻬﺎ ،ﻳﺘﻘ ﺪﻣﻮﻥ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﺃﻣﺎ ﻭﺟ ﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍ ﹸﳌ ﺪﺑﺮ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟـﻚ ﺍ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺳﻴﻌﺘ ﹶﻘ ﹸﻞ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ
ﺴِﺘ ﺮ ﻭﻳﺠ ﹺﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﺋ ﺮ ﻣﺎ ﻳﺠ ﹺﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻓﺎﻷﻣ ﻓﻴﻨ
ﺚ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻭﺳﻴﺒﺎ ﺷ ﺮ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻆ ﺛﺎﻟ ﹲ
ﺴﺘﺔ ،ﻭﺳﻴﺤ ﹶﻔ ﹸ
ﺍﻷ ﻭﻝ ﻣﻦ ﹸﻛ ﱢﻞ ﺣﺰﺏ ﻭﻣﻌﻪ ﻭﺍﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟ ِ
ﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ. ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺳﺮﹰﺍ ﻣﻊ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﺍ ﹸﳌﻠﺘ ﹺﺰﻣﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ،ﻟﻴﺒﻘﻰ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻟﻠ
ﳋﻄﺔ ،ﺃﻥ ﻳﺒ ﹶﻘﻰ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺷﻬﺮﹰﺍ ﰲ ﺍ ﹸﳌﻌﺘ ﹶﻘﻞ ،ﺗﺆﻭ ﹸﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﺗ ﻔ ﻖ ﻛﺬﻟﻚ ،ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍ ﹸ
ﺾ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭ ﹺﻭﻻﻳﺘ ﻪ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ﻛﻞ ﺳﻠﻄﺘﻪ ،ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺗﻔﻮﻳ
ﺱ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸـﻦ ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺳﲑﺃ ﻭﺍﳌﺎ ﹺﻝ ﺇﱃ ﻧﺎﺋ ﹺ
ﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﻠﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ،
ﺐ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻔﺎﺫﻩ.ﺤﺎ ﺳ
ﻓﺈﻥ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺗﺘﻮﱠﻟﻰ ﺍﲣﺎﺫﻩ ﻭﺗ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍ ﹸﳌﺘﻔﺎﻗ ﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺪﻫ ﻮﺭ -ﻳﻮﻣﺌﺬ -ﺃﻭﺣﺖ ﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺩﺭﺍﺳ ﹸﺔ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟ
ﺚ ﻳﺸ ﲑ ﺍﻻﺳﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﻣﺮﺣﻠﻴـﺔ ﺍﻹﺟـﺮﺍﺀ ﺍﺳﻢ )ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ( ﻋﻨﻮﺍﻧﹰﺎ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ )ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ( ،ﺣﻴ ﹸ
ﳋ ﹾﻄﻮ
ﺴﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍ ﹶ ﺍﳌﺆﱠﻗﺖ ﻭﺃﺟﻠﻪ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ،ﺇﺫ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻓﻌ ﹸﻞ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟ ِ
ﺐﺸﻌ ﹺ ﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻔﻮﻳﻀﻲ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟ ﺠ ﻪ ﺧ ﹲ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻘ ﺪﻡ ﺍﻹﳚﺎﰊ .ﺍﺗ
ﻳﺴﺘﺸ ﻌ ﺮ ﺧﻴﺒﺔ ﺃﻣ ﹴﻞ ﺿﺨﻤﺔ ﰲ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﲡﺮﺑﺘﻬﺎ ﻭﺳﻴ ﺮ ﺣﺐ ﺣﺘﻤﹰﺎ ﺑﻜﻞ ﺗﻐـﻴﲑ ،ﻓﺎﺳـﺘﻘﺒﺎ ﹸﻝ
ﳋﻄﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ﰒ ﺗﻄ ﻮﺭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻣﺮﻭﻧﺔ ﰲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍ ﹸ
ﳊﻜـﻢ ،ﻓﻤﻬﻤـﺎ ﺻﻮﻟﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺸـﻮﺭﻯ ﻭﺍ ﹸ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻘ ﺮﺭ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎ ﺩﺋﻬﺎ ﻭﺃ
ﺃﹸﺧ ﹺﺮ ﺟﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﳏﺎﻳﺪﺓ ﲞﻄﺎﺎ ﻭﻭﺟﻬﻬﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﺘﻈﻞ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﻟﺮﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ،ﺇﺳﻼ ﹺﻡ
ﺍﳊﻴﺎﺓ ﷲ ،ﻭﻣﻬﻤﺎ ﹶﻗﺒﻀﻨﺎ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻓﻬﻲ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗ ﹶﻘ ﺪ ﺭ ﺑﻘﺪﺭﻫﺎ ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﺳﺘﺘﺒﺎﺏ ﺍﻷﻣﻦ،
ﺴﺐ ،ﺗﻘ ﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﹺﻭﻓ ﻖ ﻫﺬﻩ ﺗ ﺮ ﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻴﺨﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﳛ ﹸﻜﻤﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻷﻗ ﺮﺏ ﺍﻷﻧ
ﻑ ﻏﲑ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﻴﲔ ﺇﱃ ﺃﻋﻤﺎﻟ ﹺﻬﻢ، ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﻳ ﻌﻮ ﺩ ﺍ ﹸﳌﻜﱠﻠﻔﻮﻥ ﺑﺈﻧﻔﺎﺫ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻋﺴﻜﺮﻳﹰﺎ ﻟﺜﻜﻨﺎﻢ ،ﻭﻳﻨﺼﺮ
ﺠ ﻬﺎ ﻭﻛ ﱢﻞ ﻭ ﺟﻮ ﻫ ﻬﺎ ﺛﻼﺛ ﹸﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ.
ﺝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑ ﹸﻜ ﱢﻞ ﺑﺮﻧﺎ ﻣ ﹺ
ﻭﻟﻜ ﻦ ﺍﻷﺟ ﹶﻞ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻟﺘﻤﺎ ﹺﻡ ﺧﺮﻭ ﹺ
ﺡ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺃﻥ ﻳﺪﹶﻓ ﻊ ﲟﺸﺎﺭﻛ ﺔ ﻭﺍﺳﻌ ﺔ ﻀﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷ ﱢﰎ ﻟﻨﺠﺎ ﹺ ﺍﻗﺘ
ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻳﺆ ﻣﻨﻮﻥ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍ ﹸﳌ ﹺﻬ ﻤﺔ ﺭﻳﹸﺜﻤﺎ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺍ ﹶﳌﻬ ﻤﺔ ﰒ ﻳﻨﺴﺤﺒﻮﻥ ﺩﻭﻥ
ﲔ ﺍﳌﺮﺍﻓﻖ ﺍ ﹸﳌﻬ ﻤﺔ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎ ﹶﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻱ ﺇﻋﻼ ﻥ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﺍﳊﺮﻛﻲ ،ﻭﻳﺸﻤ ﹸﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺄﻣ
ﲔ ﺣﺮﻛـﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ،ﰒ ﺗﻌﻄﻴ ﹶﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﻭﺇﻧﻔﺎﺫﻫﺎ ﻭﺗﺸﻐﻴ ﹶﻞ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ،ﻭﺗـﺄﻣ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍ ﹸﳌﻬ ﻤﺔ ﰲ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﺗﻘﺪﳝﻬﻢ ﺇﱃ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻨﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮ .ﻭ ﹸﻛﻠﻬﺎ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎ
ﺕ
ﺴﻢ ﺍﻟﻐﻠﻴﻆ ﺑﺎﻟ ﻜﺘ ﻤﺎﻥ
ﺻﺔ ﺃﻥ ﺗﺠ ﹺﺮﻱ ﺑﺮﻭﻓﺎﺎ ﻋ ﺪﺓ ﻣ ﺮﺍﺕ ،ﲢﺖ ﺍﻟ ﹶﻘ ﺴ ﺮ ﻟﻠﻤﻜﺎﺗﺐ ﺍﳋﺎ
ﻭﺗﺪﺍﺑﲑ ﺗﻴ
ﻁﺴﺮ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﻈﹸـﺮﻭﻑ ﻣـ ﺪﻯ ﺍﻧﻀـﺒﺎ ﻆ ﺍﻟ
ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺷﺘ ﺪﺕ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺣﻔ
ﺡ،ﳊﺰ ﹺﻡ ﻭﺍﻟ ﺪﱠﻗﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﱐ ﺑﻮ ﹴﺕ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺃﺩﺍﺀ ﻣﻬﺎ ﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍ ﹶ ﻋﺸﺮﺍ
ﻼ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﺜﺮﺛﺮﺓ. ﻓﻀ ﹰ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺳﺎﻋﺘﺌ ﺬ ،ﻓﻠﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻧﺘﺸﺎ ﺭ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﰲ ﹸﻛﻞ ﳎـﺎ ﹴﻝ ﺑﺎﻟﺘﺄ ﻣﻞ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟ
ﻂ ﺳﻴﻄﺮﺎ، ﻭ ﻋ ﱪ ﹸﻛﻞ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ،ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻔﻴ ﺪ ﻣﻨ ﻬﻢ ﻷ ﻭﻝ ﻋﻬ ﺪ ﻫﺎ ﰲ ﺗﺄﻣﲔ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻭﺑﺴ
ﺩﻭﻥ ﺇﻋﻼ ﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﻋﻼﻗ ﺔ ﺃﻭ ﻫ ﹺﻮﻳﺔ ﻟﻼﻧﻘﻼﺑﻴﲔ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﶈﻠﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﱄ ﻓﺴﻴﺠﺪ
ﺠﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ،ﺇﺫ ﲡ ﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﺣ
ﺼﻮﻣﻬﺎ ،ﻓﺎﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ( ﻟﻦ ﲣﺮﺝ ﲟﻮﻗﻒ ﻣﺆﻳـﺪ ﺃﻭ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻃ ﻮﺡ ﲞ
ﻣﻌﺎ ﹺﺭﺽ ﺑﻞ ﺳﻴﻘ ﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻘ ﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﺑﺎﻟﺴﻮﻳﺔ ،ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳊـ ﱢﻞ ﺍﻟﺮﲰـﻲ
ﺾ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺐ ﺃﻭﺍ ﻣ ﹺﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺤ ﺮﻙ ﺑﻌ
ﺤ ﻔ ﻬﺎ ،ﲟﻮ ﹺﺟ ﹺ
ﺻﻭﺗﻌﻄﻴﻞ ﻣﻘﺎ ﺭﻫﺎ ﻭ
ﻒ ﺑﺎﺳـﻢ ﻋﻔﻮﹰﺍ ﻣﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ،ﺃﻭ ﻳﺒﺎ ﺩ ﺭﻭﻥ ﹸﳌﺴﺎ ﻋ ﺪﺗﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺴ ﻤ ﺢ ﳍﻢ ﺑﺘﺒﻨﻲ ﻣﻮﻗـ
ﺝ ﺇﱃ ﻋﻮ ﻥ ﺃﻭﺳﻊ ﺇﺫﺍ ﺑﺎ ﺩ ﺭﺕ ﻋﻨﺎﺻ ﺮ ﻣﻨﺎﻭﺋﺔ ﺇﱃ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺤﺘﺎ
ﺸﻞ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﺍ ﹸﳌﻀﺎﺩ ،ﻭﺇﺫﺍﺑﺎﻟ ﻌﺼﻴﺎﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﺍﻹﺿﺮﺍﺑﺎﺕ ،ﻋﻨﺪﺋ ﺬ ﺳﺘﻨ ﱢﻈﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺻ ﱠﻔﻬﺎ ﺳﺮﹰﺍ ﻟﺘﻔ
ﺍﺣﺘﺎﺟﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﻟﻌﻀ ﹴﻮ ﰲ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺃﻥ ﻳـﺆ ﺩﻱ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﻳﻘﺘﻀـﻲ
ﺴ ﻤﻪ.
ﺐ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﲢﺖ ﻋﻬ ﺪ ﺍﻟ ﻜﺘﻤﺎﻥ ﻭﹶﻗ ﻣﻜﺎ ﺷ ﹶﻔﺘﻪ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻄﹶﻠ
ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍ ﹶﶈﺾ ،ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﹺﺒﻨﺎ ِﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﳓﻮﹰﺍ ﻣﻦ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ
ﺿ ﻌﺖ ﺑﺬﺭﺗﻬﺎ ﻷ ﻭﻝ ﻳﻮ ﹴﻡ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺆ ﺳﺴﺔ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﺃﻥ ﻳﺆ ﺩﻱ ﺍ ﹶﳌﻬ ﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻭ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒ ﺪﺩ.ﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲪﺎﻳ ﹸﺔ ﺍﻟ ﳋ ﹶﻄ ﹺﺮ ﺍ ﹶﳌﺎ ﺣﻖ ،ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺪ ﹸﺃﺿﻴ
ﺃﺟﻠﻬﺎ ،ﲪﺎﻳ ﹸﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍ ﹶ
ﺝ ﻓﻴﻪﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺍ ﻭ ﻀﻮﺭﻩ ،ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﳎﻠ ﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺭﺗﺐ ﺣ ﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺭﺋﻴ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﳌﻜﺘ
ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍ ﹸﳌﻠﺘ ﹺﺰﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻟﻼﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻨﻬﺞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ،ﻭﺭﺍﻋﻰ ﺃﻥ ﻳﻤﱢﺜﻞ ﺃﺟﻴﺎﻝ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺄﻃﺮﺍﻓﻪ ﻭﻭﺳﻄﻪ ،ﺟﻨﻮﺑﻪ ﻭﴰﺎﻟﻪ ﻭﻏﺮﺑـﻪ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ،ﻭﺃﻥ ﳝﱢﺜﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻟﻴﻄﺮﻕ ﻭﺷﺮﻗﻪ ،ﰒ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷ ﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋ ﺪﻩ ﻧﺎﺋ
ﺝ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺎﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎ ﺩ ﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﺎ ﻛﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﲔ ﰲ ﺳﻨ ﹺﻦ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍ ﹸﳌﺘﻮﺍﻟﻴـﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﺩ ﺭ
ﺐ ﺭﻳﹸﺜﻤﺎ ﺗﺴﺘ ﻘ ﺮ ﺍﻷﻭﺿـﺎﻉ. ﺸﻌ ﹺ ﺴﻠﻄﺔ ﻟﻠ ﺸ ﺮ ﺑﺎﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻭﻳﺒ
ﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﺠﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻛﻤﺎ ﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻼﻩ ﺭﺋﻴ ﳋ ﹶﻄﺎ ﹺﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﱂ ﺗ ﹺﺮ ﺩ ﰲ ﺍ
ﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺎﺎ. ﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺎ ﺳ ﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻓﻀ ﹰ ﱂ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﺍﳌﻜﺘ
*****
ﺻﻮﻝ ﻓﻜ ﹺﺮ ﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﰲ ﺧﻄﺎﺑﻪ -ﻻ ﺡﰲﺃ ﹶﻇ ﱠﻞ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﻄ ﺮ
ﳊ ﹶﺬ ﺭ ﻣﻦ ﺗﻜﱡﻠﺲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺗﺒ ﺪﳍﺎ ﺻﺔ ﺃﺭ ﹺﻭﹶﻗ ﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ -ﺍ ﹶ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﰲ ﺧﺎ
ﺇﱃ ﻃﺎﺋﻔﻴ ﺔ ﺗﻌﻴ ﻖ ﻣ ﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍ ﹸﳌﺘﺠ ﺪﺩ .ﻭ ﻣﻨ ﹸﺬ ﹶﻃ ﺮ ﺣ ﻪ ﺍﻷ ﻭﻝ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳉﺒﻬﻮﻱ ﻣﻊ ﺍﳌﻴﺜـﺎﻕ
ﺴﺘﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﺃ ﱠﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﰲ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻗﺘـﺮﺍﺏ ﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟ ِ ﺼ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻣﻨﺘ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍ ﹸﺘﻤﻊ ﻣﻈﻬﺮﹰﺍ ﻭﺟﻮﻫﺮﹰﺍ ﻟﺘﻘﺘﺮﺏ ﺣﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ،ﳑﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺑﺬﺍﺕ ﺍ ﹸﳌﻨﻄﻠﻘﺎﺕ ﺃﻥ
ﺚ ﺩﻋﻮﺎ ﻭﺭﺳﻮﺧﻬﺎ ﰲ ﺿـﻤﲑ ﻳﺮﹸﻗﺐ ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻓﻜ ﹺﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭ ﻣ ﺪﻯ ﳒﺎﺣﻬﺎ ﰲ ﺑ ﱢ
ﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﺘﻤـﻊ ﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﳌﺎ ﺳﺢ ﻭﺍ ﹸﳌﻘﺎ ﹺﺭﻥ ﻟ ﺍ ﹸﳌﺠﺘﻤﻊ ﻗﺒﻞ ﻭﺟ ﹺﻬ ﻪ ﻭ ﻣﻈ ﻬ ﹺﺮ ﻩ .ﻭﻻ ﺭﻳ
ﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ .ﺳﺎ ﺩﺕ ﻣﻈـﺎﻫ ﺮ ﺍﳉﻤﺎﻋـﺎﺕ ﰲ ﺃﺩﺍﺀ ﺴﻮﺩﺍﱐ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﻤ ﹸﻞ ﺑﺸﺮﻳﺎ ﺍﻟ
ﳉ ﻤﻊ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ،ﻭﺑﻠـﻎ ﻒ ﻋﺪ ﺩ ﺍ ﹸﳌﺼﱢﻠﲔ ﻋﺎ ﻣﺔ ﻭ ﺷ ﻬﻮﺩ ﺍ ﹸ ﺼﹶﻠﻮﺍﺕ ﻭﺗﻜﺎﹶﺛ ﺮﺕ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﺗﻀﺎ ﻋ ﺍﻟ
ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﺻﻔﻮ ﹰﺓ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺎﰲ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻣﺠﺎ ﻫﺮ ﹰﺓ ﲟﺎ ﻳﻨﺎﻗﻀـﻪ.
ﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺑﻠﻎ ﻭﻗ ﻊ ﺏ ﺗﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻓﺎﹶﻗﺖ ﺃﻋﺪﺍﺩﻫﻦ ﺍﻟ ﹺﺮﺟﺎﻝ ﰲ ﻛﺜ ﹴﲑ ﻣﻦ ﺷ ﻌ ﹺ ﺗﻘﺎ ﺭ
ﺤ ﻤﺖ ﻏﻤﺎ ﺭ ﻣﻴﺎﺩﻳﻨﻬﺎ.ﺸﻴﺖ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎ ﻣﺔ ﻭﺍﻗﺘ ﻼ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻭﻏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﲢ ﺮﺭﺕ ﻓﻌ ﹰ
ﻑ
ﺗﺒﺎ ﺭ ﻙ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟ ﹸﻘﺮﺀﺍﻥ ﻭﺗﺄ ﺳﺴﺖ ﲨﻌﻴﺎﺗﻪ ﻭﲨﺎﻋﺎﺗﻪ ،ﻭﺗﻀﺎﻋﻒ ﻋﺪﺩ ﺍﳊﺠﻴﺞ ﻭ ﻋ ﹺﺮ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟ ﻌﻤﺮﺍﺕ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺷﻌﺒﺎﻥ ﻭﺭﺑﻴﻊ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻇﺎﻫﺮ ﹰﺓ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﺘﻤـﻊ .ﻛـﺬﻟﻚ
ﻉ ﻣﻦ ﺟﻬ ﺪ ﺍﻷﺑ ﻮﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ،ﻭﻇﻬﺮ ﺻﻐﺎ ﺭ ﳛﻔﻈﻮﻥ ﻣـﻦ
ﺗﺰ ﱠﻛﺖ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﺶﺀ ﺑ ﺪﻓﻮ ﹴ
ﺱ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻤﺪﺓ ﰲ ﺗﻌﻠـﻴﻢﻆ ﺃﻫﻠﻬﻢ ،ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗ ﺪ ﺭ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﳛﻔ ﹸ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟ ﹸﻘﺮﺀﺍﻥ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ،ﺳﺎﺩ ﺟﻴ ﹲﻞ ﺍﻟ
ﺤﺶ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﳑﺎ ﺻﱠﻠﻰ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ،ﻭﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟ ﹸﻘﺮﺀﺍﻥ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﳑﺎ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ،ﺃﻣﺎ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﻔ
ﺕ ﰲ ﺍ ﹸﳌ ﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘﹸـﺮﻯ ﻓﻘـﺪﺨﺐ ﺃﻭ ﳎﺘﻤﻌﺎ ﺸﻴﺖ ﺟﻴﻮﺑﹰﺎ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨ ﰲ ﺍﻟ ﹸﻔﺠﻮﺭ ،ﺍﻟﱵ ﹶﻏ
ﺴ ﺮﺕ ﻛﺄﺎ ﺗﻼ ﺷﺖ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺘ ﺮﺕ ﻣﻨﻜﺮﺓ.ﺍ ﹶﳓ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺮﰉ ﻣﻦ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤ ﻮﺭ ﺍﳍ ﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻋﺸﻴﺔ ﺇﻋـﻼﻥ ﺍﻟـﻨﻤﲑﻱ
ﺏ ﺍﻷﻣـﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﺇﻧﻔﺎﺫﻩ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﳋﻤﺲ ،ﻛﻤﺎ ﻣﱠﺜﻞ ﻋﻨﺼﺮﹰﺍ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﰲ ﺣﺴﺎ ﹺ
ﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﺘﻮﻳ ﺞ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔﺍ ﹸﳌﺘﻔﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺓ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻓﺎﺳﺘﻼ ﻡ ﺍﻟ
ﺐ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﺬﻭﻳ ﲔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﻋﻨﺪﺋ ﺬ ﻓﻮﺍﺟ
ﳓﻮ ﲤﻜ ﹺ
ﺝ ﰲ ﻇﺮﻑ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﺘﻤﻊ ﻛﺎﱠﻓﺔ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻨﻪ ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻻ ﲢﺘﺎ
ﺐ
ﺃﻥ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﲢﺘﻜﺮ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ،ﺑﻞ ﺍﻷﻭﻓﻖ ﺃﻥ ﲢﻔﻆ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﺍﳌﺮﻛﺰ ،ﺗﺮﻗﹸـ
ﺐ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﻣﺎﻝ ﻣﻨﺤﺮﻓﹰﺎ
ﹸﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﺗﻬﺪﻱ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺑﻄﺄ ﺃﻭ ﺍﺧﺘ ﱠﻞ ﰲ ﺟﺎﻧ ﹴ
ﳓﻮ ﳏﻮ ﹴﺭ ﻻ ﺗﺮﻳﺪﻩ.
ﺐﻓﺄﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺓ ﻫﻲ ﻗﻴﺎ ﻡ ﻣﺜﺎﻝ ﺍ ﹸﳌﺠﺘﻤﻊ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺩﺭ ،ﻭﺃﳕﻮﺫﺝ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻮ ﱠﻻﻫﺎ ﺍﻟﺸﻌ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑ ﻌﹶﺜﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟ ﺮﻭﺡ .ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻋ ﻤ ﺪﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺇﱃ ﺍﻻﻧﻐﻼﻕ ﺃﻭ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﺭ
ﻓﺴﺘﻐﺘ ﹺﺮﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻳﺠ ﻤ ﺪ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﻭﺗﺴ ﹸﻘﻂ .ﻭﻣﺎ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺇﻻ ﻣﺮﺣﻠـﺔ
ﳋﻄﺔ ﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻹﲨﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍ ﹸ ﻣﻮﻓﻘﺔ ﻧﻘﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳕﻮ ﹶﺫ ﺟﻬﺎ ﰲ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟ
ﺻﺔ ﻭﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺇﱃ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻛﻤﺎ ﻃﻤﺄﻧﺖ ﰲ ﺍﻧﺴﺠﺎﻣﻬﺎ ﺑﲔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎ
ﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻌ ﹺﺰﻟﹶـﻪ ﻭﺗﺘﺴـﻠﻂ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ،ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﻌﺘﺰﻝ ﺍﺘﻤﻊ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺎ ﻟﻠ
ﻀﺖ ﲟﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺭ ﻭﺍﺩﻫﺎ ﲟﺎ ﻣﻀﻰ ﺳﻨ ﹰﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ. ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗ ﹶﻔ ﻌﹸﻠﻪ ﺷﺄﻥ ﻛﻞ ﺍﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﹶ
*****
ﻒ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﳓﻮ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﺑـﺪﺃﺕ ﺗﺘﺒﻠـﻮ ﺭ ﺭﺅﻳـﺔ ) ﻣﺒـﺎ ﺩ ﺭﺓ ﻚ ﰲ ﹶﻛﻨ ﻫﻨﺎﻟ
ﻒ ﻳﻌﲏ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻐﺎ َﺀ ﺏ ﺍﻷﺷ ﻬﺮ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻮﻗ ﺏ ﻗﺎ ﺭ
ﺍﳌﲑﻏﲏ/ﻗﺮﻧﻖ( ﺑﻌﺪ ﺍﺿﻄﺮﺍ ﹴ
ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻳﻤﱢﺜ ﹸﻞ ﺧﻄﹰﺎ ﺃﲪ ﺮ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﻭﺃﻛ ﱪ ﳏ ﱢﻔﺰ ﻟﺸـﻴﻮﺧﻬﺎ ﻭﻧﺴـﺎﺋﻬﺎ
ﺴ ﻮﻏﺎﺕ ﺍﻻﻧﻘـﻼﺏ، ﻭﺷﺒﺎﹺﺑﻬﺎ ﻟﻠ ﻤﻮﺍﺟﻬﺔ .ﻭﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣ
ﺻﺔ ﰲ ﻧﺪﻭﺍﺕ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻭﺗﻠ ﱠﻘﺖ ﻣ ﺪ ﺩﹰﺍ ﺇﺿﺎﻓﻴﹰﺎ ﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﻋﻀ ﹺﻮﻳﺘﻬﺎ .ﻭﻣﻊ ﺗﺼﺎ ﻋﺪ ﺧﻄﺎﹺﺑﻬﺎ ﺧﺎ
ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﺃﻋ ﻤ ﹶﻞ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺍﻟﺘﻌﺒﻮﻳﺔ ﺇﱃ ﻣ ﺪﺍﻫﺎ ،ﻣ ﻬﻴﺌﹰﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﳌﺎ
ﺐﺼﺎ ﺣﻒ( ﺍﻟﱵ ﺧ ﺮ ﺟﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎ ﹺﺟ ﺪ ﻋﻘـ ﻑ ﺑـ)ﺛﻮﺭ ﺓ ﺍ ﹶﳌ ﻋ ﹺﺮ
ﻒ ﻋﻨﻮﺍﻧﹰﺎ ﹸﳍﻮﻳﺘـﻬﺎ ﳋﺮﻃﻮﻡ ﺗ ﻌﱢﻠﻲ ﺍﳌﺼﺎ ﺣ ﺻﻼ ﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻃﻴﻠﺔ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ،ﺗﺘﻈﺎ ﻫ ﺮ ﰲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍ ﹸ
ﺾ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﲡﻤﻴﺪﻫﺎ. ﻭﺍﲡﺎ ﻫ ﻬﺎ ﻭﺗﺮﻓ ﻊ ﺣﻨﺎﺟﺮﻫﺎ ﺑﺎ ﹸﳍﺘﺎﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﹸﻓ
ﺝ ﺑﻴﻦ ﻋـﻦ ـﺞ ﺑ ﺪﺕ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﳌﺼﺎ ﺣﻒ ﺑﺎﺣﺘﺪﺍ ﻣﻬﺎ ﺍﻟ ﺪﺍﻋﻲ ﻟﻼﺣﺘﺸﺎﺩ ﻭﺍ ﹸﳌﻮﺍ ﺟ ﻬﺔ ﺃ ﻭﻝ ﺧﺮﻭ ﹴ
ﻱ ﱂ ﻳﺮﹶﻓ ﻊ ﺍﻟﺴـﻼﺡ ﺃﻭ ﻳﺒـﺎ ﺩ ﺭ ﻱ ﺟﻬﺎﺩ ﹴ ﻂ ﺛﻮﺭ ﹴ ﺴﻠ ﻤﻴﺔ ،ﳓﻮ ﺧ
ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍ ﹸﳌﺘﺪ ﺭﺝ ﻭﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟ ِ
ﻟﻠﻌﻨﻒ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻴﺎﺭ ﻗﻮﺍ ﻋﺪ ﺍ ﹸﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻳﺪﻓ ﻊ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺄ ﺳﺴﺖ ﻋﻠـﻰ
ﻉ ﻋﻦ ﺸﻌﺎ ﹺﺭ ﺍﻟ ﺪﻓﺎ ﹺ
ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍ ﹸﳌﺘﺪ ﺭﺝ ﻭﺍﻻﺻ ﻄﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺫﻯ ﻭﺍ ﹸﳌﺴﺎﹶﻟ ﻤﺔ ﳓﻮ ﺃﻓ ﹴﻖ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻔ ﻌ ﹴﻢ ﺑ
ﻕ ﺞ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻋﻮﺎ ﻟﻺﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﻔﺎ ﹺﺭ
ﻒ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻡ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻗﻮﺍﻋـﺪﻩ ﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼ ﺼﺎ ﺣﻒ ﺍﻟﱵ ﺧ ﺮ ﺣﺴﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .ﻭﺇﱃ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺛﻮﺭ ﺓ ﺍﳌ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﺗﻌﺒﺌ ﺔ ﹸﻗﺼﻮﻯ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻭﺇﻋﻼﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﰒ ﺍﳓﺴﺎﺭﻫﺎ ﻣـﻊ ﺗﻄـﺎ ﻭﻝ
ﺻ ﻮ ﺭ ﺍ ﹸﳌﻔﺎ ﺭﹶﻗﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﲔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺣﱴ ﰲ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻒ ﺍ ﹸﳌﻠﺘ ﹺﺰﻡ ﻧﺴﺘﻄﻴ ﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﺮﺃ
ﺾ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﻗﻠﹺﺒﻬﺎ ﺍ ﹸﳌﺤ ﺮﻙ )ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ( ،ﻭﺑﲔ ﻧﺒ ﹺ
ﻼ ﺇﱃ ﺁﻣﺎ ﹰﻻ ﻋﺮﻳﻀ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺷ ﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺣﻜﻤﺘﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﳚﺪ ﰲ ﺭﻭﺣﻪ ﻣـﻴ ﹰ
ﺭﺅﻳﺔ ﺣﻠﻢ ﺳﻼﻡ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻗﺪ ﲢ ﱠﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺎﻳﺔ ﺣﺮﺏ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳـ ﺪ ﺃﻥ
ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺟﺎ ﻭﺑﺖ ﺗﻄﱡﻠﻌﻪ ﻟﻼﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭ ﻭﺍﹶﻓﺖ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ .ﻭﻟﻜﻦ ﺛﻮﺭ ﹸﺓ
ﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺼﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﻴﺮﻩ ﺑﲔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﺧﺎ ﺼﺎ ﺣﻒ ﻛﺄﺎ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﰲ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟ ﺍﳌ
ﳊﺮﺏ. ﺼ ﻮ ﺭﻫﺎ ﻗﺎﺭﻋ ﹰﺔ ﻟ ﹸﻄﺒﻮﻝ ﺍ ﹶ
ﺼﻮﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺤﺎﺻﺮﺎ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗ ﻭﺍﺻﻞ ﺧ
ﻭﺇﱃ ﺫﺍﺕ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎ ﺯﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﹶﻇ ﻬ ﺮ ﺑﲔ ﺛﻮﺍﺭ ﺛﻮﺭ ﺓ ﺍ ﹶﳌﺼﺎ ﺣﻒ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟـﱪﻭﺩ
ﺴﻮﺩﺍﱐ ﺇﻋﻼ ﹶﻥ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ 30ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳـﺮﺍﻥ( 1989ﻡ ،ﺇﺫ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺑﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟ
ﺃﻳﻘﻈﺖ ﻓﻴﻪ ﳐﺎﻭﻑ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍ ﹸﳌﺆﺳﻔﺔ ﻣﻊ ﺍﻟ ﻌﺴ ﹶﻜﺮ ﺍﻟﱵ ﹶﻏﺎ ﺩ ﺭ ﳏ ﱠﻄﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌـﺔ
ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﻊ ﺛﻮﺭﺓ ﺭﺟﺐ ،ﳑﺎ ﻳﻨﺬﺭ ﺑﺘﻮﺭﻁ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﳋﺒﻴﺜﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺿـﻄﺮﺑﺖ ﺑﺎﺳـﺘﻘﺮﺍﺭ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﲔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﺰﺑﲔ ﺍﻟﻜﺒﲑﻳﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﲔ ﺍﻷ ﻣﺔ ﻭﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﻣﻮﺍﻗﻔ ﻬﻤﺎ
ﻣﻦ ﺗﻄ ﻮﺭ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺧﻄﺎﺎ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻐـﺎ ﺩﺭ ﺍﻟﺴـﻴﺪ
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺣﻠﻤﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﰲ ﺃﻥ ﳚﻤﻊ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﹸﻛﱠﻠﻪ ﲢﺖ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻘـ ﺪﻣﺖ
ﳊﻠﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺮﺍ ﺟ ﻌﺖ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﳓـﻮ ﺇﻛﻤـﺎﻝ ﻋﻘـﺪ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺧﻄﻮﺓ ﳓﻮ ﺍ ﹸ
ﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺧ ﹸﻔﻮﺕ ﻧﱪﺓ ﺍﻟﺤ ﺪﺓ ﺕ ﺣﺰﺏ ﺍﻷ ﻣﺔ ﻣﻊ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﺎ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ،ﺗﻮﺍﹶﻟﺖ ﺍﺗﺼﺎﻻ
ﻭﺍﻟ ﻌﻨﻒ ﰲ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ،ﻭ ﻫ ﺪﻭﺀ ﺛﺎﺋﺮﺓ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﰲ ﻧ ﹸﻔﻮﺱ ﻧ ﻮﺍﺏ ﺍﻷ ﻣﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﻌـﺎﻡ
ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﻲ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﱃ ﻣﻨﺎﺥ ﺍ ﹸﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳊﺎ ﺩﺓ
ﺠﻤـﺪ ﺑﻌﺪ ﻣﺬ ﱢﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﻭﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﰒ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳌﲑﻏﲏ ﺍﻟـﱵ ﺗ
ﺸﻴﻮﻋﻲ ﰲ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺣﺰﺏ ﺍﻷ ﻣﺔ ،ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﲤﺜﻴﻞ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟ
ﺭﺋﻴﺴﻪ ﻭﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﲔ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﲪﹰﺎ ﻭﻓﻜﺮﺓ ،ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺒﺎ ﺭﻙ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻇﻨـﻮﺍ ﺃﻥ ﻣﻮﻗـﻒ
ﺐ ﻋﻠﻰ ﻃﺮ ﺩ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﱡﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﻌﺒ ﲑ ﻋﻦ ﳏﺾ ﻏﻀ ﹴ
ﻑ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻻ ﺑ ﺪ ﻣﻦ ﺩﻓﻊ ﹸﻛ ﺮﺗﻬﺎ ﳓﻮ ﻣﻀ ﻤﺎﺭ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺟﺬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻌ ﹺﺮ
ﺿﻤﻦ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻣ ﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺣﺰﺏ ﺍﻷ ﻣﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ
ﻳﻔ ﻬﻢ ﻃﺮ ﺣﻬﺎ ﺃﺭﺿﹰﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﳉﺒﻬـﺔ
ﺻﺔ ﺃﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﺒ ﻌﺪﺓﺴﻠﻄﺔ ﻭﺇﺟﻬﺎﺽ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺧﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻴﺊ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ
ﺏ ﰲ ﲢﻠﻴﻞ ﺣﺰﺏ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ﻗﺪ ﺗﻠﺒﺴﺖ ﻣﺪﻳﺮ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﹶﻓ ﺮﺡ ،ﻓﺎﻻﻧﻘﻼ
ﳊﻜـﻢ ﰲ ﻣـﺎﻳﻮ ﺍﻷ ﻣﺔ ﺳﻴﺄﰐ ﻗﻄﻌﹰﺎ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻏﺘﺼـﺒﻮﺍ ﺍ ﹸ
ﺽ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﱐ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻳﻜﺴﺐ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺃﺭﺍ ﹴ 1969ﻡ ،ﺃﻣﺎ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻨﻈﻴ ﻢ ﻣﺪ ﹲ
ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺗﻘﻮ ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻴﺎﺩﹲﺓ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺗﺪ ﹺﺭ ﻙ ﺟﻴﺪﹰﺍ ﻣﻌﲏ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ،ﻭﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺃﻥ ﺗﻘ ﺪ ﻡ
ﻋﻠﻰ ﺇﺟﻬﺎﺿﻬﺎ ﲟﻐﺎﻣﺮ ﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ .ﻭﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺭ ﺩﻭﺩ ﻓﻌـﻞ
ﺏ
ﺏ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﻌﺪ ﺟﻼ ِﺀ ﻣﺴﺘﻮ ﹺﺭﻩ ﰲ ﺃﻧﻪ ﺍﻧﻘﻼ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺣﺰﺏ ﺍﻷ ﻣﺔ ﺃﺷ ﺪ ﺣ ﺪﺓ ﻭﺷﺮﺍﺳ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﻧﻘﻼ ﹺ
ﳋﺪ ﻋﺔ ﺃﺷ ﺪ ﻣﺮﺍﺭ ﹰﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻـﺮ ﺍﻟـﱵ
ﺩﺑﺮﺗﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﺸﻌﺎ ﺭ ﺍ
ﺏ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.38
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻗﺮ
ﺴﻠﱯ ﻣﻦ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻫﻮﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺼﻞ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺍﻟ
ﺏ ﺍﻻﲢﺎ ﺩ
ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺰ
ﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺑﺮﻭﺯ ﺍﲰﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ
ﻒ ﻣﻮﺻﻮ ﹲﻝ ﻣﻨﺬ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﺎ ﻣﻮﻗ
ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻇ ﱠﻞ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺯﻋﺎﻣﺔ ﺍﳋﺘﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜـﺎﻕ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻲ ،ﻭﺇﺫ
ﺃﺳﻬﻤﺖ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﻋﹸﻠ ﻮ ﺻﻮﺎ ﰲ ﺭﻓﺾ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳌﲑﻏﲏ/ﻗﺮﻧﻖ ﰲ ﺍﳌﻮﻗـﻒ
ﺍﳌﺘﺮﺩﺩ ﳊﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻕ ،ﻋﺒﺮ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﳊﺰﺏ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻋﻦ ﺭﻳﺒﺘ ﻪ 39ﻣﻦ ﺗﻄـ ﻮﺭﺍﺕ ﻣﻮﻗـﻒ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻰ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﺆ ﱢﻛﺪﹰﺍ ﺃﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺳـﻘﻮﻁ
ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎ ﹸﳌﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺰﺩﺍ ﺩ ﻛﻞ ﻳﻮ ﹴﻡ ﻋﺰﻟ ﹰﺔ ﻳﻌﲏ ﺃﻢ ﻳﻔ ﱢﻜﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ.
ﻭﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﳍﻨﺪﻱ -ﺭﲪـﻪ
ﺍﷲ -ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎ ﻙ ﲞﻄﺎﺑﻪ ﺍﻷﺧﲑ ﰲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻛﻔﻦ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍ ﹶﳌﻨ ﻌﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺜﱠـﻞ
ﻒ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﺍﻟﻴﺎﺋﺲ ﻣﻦ ﹸﻛﻞ ﺧ ﹴﲑ ﰲ ﺯﻋﺎﻣ ﺔ ﻃﺎﺋﻔﻴ ﺔ ﺗﺪﻳ ﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﲟﻴﻮﻋ ﺔ ﻣﻮﻗ
ﺥ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻇﱠﻠﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻣﺴﺘﻤ ِ
ﺴ ﹶﻜ ﹰﺔ ﲟﺒﺎ ﺩ ﺭﺗﻬﺎ ﻭﺗﺮﺍ ﹴ
ﺴﻮﺩﺍﱐ ،ﺭﻏﻢ ﻣﻀـﻲ ﺃﺷـﻬ ﹴﺮ ﺿ ﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﹸﻛ ﱠﻞ ﺁﻣﺎﳍﺎ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺃﻣ ﹺﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟ ﺍﻟﱵ ﻭ
ﺡ ﻣﻜﺎﺎ ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻗﻴﻌﻬﺎ ﰲ ﻧﻮﻓﻤﱪ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ( ،ﺟ ﺮﺍﺀ ﺍﳋـﻼﻑ ﻃﻮﺍﻝ ﻇﱠﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﺮﺍ ﹺﻭ
ﺣﻮﳍﺎ ﺑﲔ ﺍﳊﺰﺑﲔ ﺍﻟﻜﺒﲑﻳﻦ.
*****
ﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﱂ ﻳﺸ ﻬ ﺪ ﺍﻟﺘﻄ ﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍ ﹸ ﺍﳌﺸﻬ ﺪ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮ ﺟﻮﻩ ﻣ ﹶﺬ ﱢﻛ ﺮﺓ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻ ﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ
ﺲ ﺍﻟ ﻮﺯﺭﺍﺀ ﺗﻌ ﱠﻘﺪ ﺑﺰﻳﺎﺭﺗﻪ ﻹﻳﺮﺍﻥ ﰒ ﲝﺪﻳﺜـﻪ ﻋـﻦ ﻋﺠـ ﹺﺰ ﻒ ﺍ ﳌﺼ ﹺﺮﻱ ﻣﻦ ﺭﺋﻴ ﹺ ﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﻓﺎﳌﻮﻗ ﺍﹸ
ﺕ ﻣﻦ ﺍ ﳌﺼﺮﻳﲔ ﻋﻦ ﹶﻓﻬ ﹺﻢ ﺃﻛ ﹺﱪ ﺛﻮﺭ ﺓ ﺣ ﺪﹶﺛﺖ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ،ﻭﺍﻣﺘ ﺪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺃﺛ ﺮ ﻗﻄﺎﻋﺎ
2را )7 '( cB( ZGا`1ر2 - kط ا '5( - &Cj.ا 6Aص14.
E S 3ح ا1EEA+7 6EEA 6EEن ا6EE*K 'EECxAة ا)EEق ا.و 'EE( uEEأ1EE cEE*Hن ) : 1EEj 1989آEE2* UEEل
ا5ا 'Hإن ا1 Aهات اM# '5داد آ* cم u25 َ M7ا` إ pإذا آ1ن * '( `Fا 2pب(.
ﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭ ﺩ ﻭ ﹺﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ،ﺃﻱ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺍﻟـﺬﻱ ﻒ ﺍ ﳌﺼ ﹺﺮﻱ ﺑﺘ ﻤﺎ ﻣ ﻪ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺇﱃ ﺍﻟ
ﺍﳌﻮﻗ
ﻳﺘﻄﱠﻠ ﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﻧﺼ ﹺﺮﻩ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻻﳓﻴﺎﺯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﺃﻭﻏﻨﺪﺍ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ،
ﺕ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﻯ ﺍﻟ ﻌﻈﻤﻰ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻣﻊ ﺩ .ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ،ﲟﺎ ﳝﱢﺜﻠﻪ ﻣـﻦ ﲢـ ّﺪ ﻹﳒـﺎﺯﺍﺕ ﰒ ﺛﺒﺎ
ﺐ ﺩ ﻭﻝ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜـﺎ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﳓﻮ ﺍﻟ ﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻗﺪ ﺭ ﻫﻨﺖ ﻏﺎﻟ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟ
ﺍﻟﺘﻌﺎ ﻭﻥ ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻋﻠﻲ ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
ا ا)ا('
ا ْ َ12ذ ا.وَ,
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻬﺪﹰﺍ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﺑﺈﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷ ﻭﻝ ﺡ 30ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﻡ ﺑﺪﺃ ﺍﻟ ﰲ ﺻﺒﺎ ﹺ
ﻀﺒﺎﻁ ﺕ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻼ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ .ﹺﺑﻀ ﻊ ﻣﺌﺎ ﻟـ)ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻃﲏ( ,ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺷﻜ ﹰ
ﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻣﲔ ﻳﻌ ﻤﹸﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﺍ ﳌﺌﺎ
ﺻﹸﻠﻮﻥﺤﺒﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟ ﻈ ﱢﻞ ﻳﻮﺍ ﺴ ﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻧ ﺃ ﺩﻭﺍ ﺃﺩﻭﺍﺭﻫﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ ﻋ ﻤﻠﻴﺔ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟ
ﻼﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺪﻧﻴﹰﺎ ﺠﱠﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﰲ ﺳ ﹺ ﻋ ﻤﹶﻠ ﻬﻢ ﰲ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺌﺎ
ﺠ ﱡﻞ ﺇﱃﺴﹺ ﺃﻭ ﻋﺴﻜﺮﻳﹰﺎ ﺿﻤﻦ ﺍ ﳌ ﻬ ﹺﻦ ﺍﳊﺎﲰﺔ ،ﻛﺎﻟ ﱢﻄﺐ ﻭﺍﳍﻨﺪﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ،ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘ ﺪ ﺍﻟ
ﳊﺪﻭﺩ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﺎ ﹸﳌﻠﺘﺰﻣﲔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠ ﻤﻮﺍ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟ ﹶﻄﹶﻠﺐ ﺃﻭ ﺍ ﹸﳌﻬ ﻤﺔ ﻭﻟﻜﻨ ﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﹸﺃﻫﺒﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍ ﹸ
ﺿﻤ ﻦ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﹸﻛﻞ ﹺﺭ ﺩﺓ ﳏﺘﻤﻠﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﹸﳌﺠﺎ ﻭﺑﺔ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ
ﺗﻔ ﺮﻏﺖ ﻗﱠﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻹﺣﻜﺎﻡ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻹﺧﻔﺎﺀ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺘﺎﺑ ﹰﺔ ﻭﻧﺸﺮﹰﺍ
ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ.
ﺴ ﻢ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺇﱃ ﺑﻀ ﹺﻊ ﳉﺎ ﻥ ،ﳉﻨ ﹲﺔ ﻟﻸﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺘ ﺮﺕ ﰲ
ﺍﻧ ﹶﻘ
ﻼ ،ﻳﺮﺃ ﺳﻬﺎ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻳ ﹾﻔ ﺮﻍ ﳍﺎ ﺃﺷ ﺪ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﲪﺎﺳ ﹰﺔ ﻭﻧﺸﺎﻃﹰﺎﻣﺒﺎﱐ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻴ ﹰ
ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍ ﹸﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﻭﺍﻷﺻﻐﺮ ﺳﻨﺎﹰ ،ﰒ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲡ ﻬ ﺮ ﺑﻨﺸﺎﻃﻬﺎ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﺒﲎ
ﺎﺭﹰﺍ ،ﻳﺮﺃ ﺳﻬﺎ ﺃﻛﱪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻠﺲ ﺭﺗﺒ ﹰﺔ ﻭﻗ ﺪ ﻣﹰﺎ ﻭ ﺭ ﺳﻮﺧﹰﺎ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻠﺠﻨﺔ
ﳋ ﺪﻣﺎﺕ ،ﻭﳉﻨﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ. ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﳉﻨﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍ
ﺐ
ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﺗ ﹸﻜﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻣﲔ ﺃﻭ ﻋﻤ ﹸﻞ ﳉﺎﻥ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻓﺈﻥ ﻗﻠ
ﺽ ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺔ ﻧﻈ ﹺﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻭ ﺟﻮﻫﻪ ﺍ ﹸﳌﺘﻜﺎﺛﺮﺓ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﻭﺿﺒﻄﻬﺎ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘ ﺮ
ﻁ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﺤﺎ ﹲ
ﻂﺍﹸ
ﻭﺗﻨﺴﻴﻘﻬﺎ ﻳﻜ ﻤﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﰲ ﻣﻘ ﹴﺮ ﻏ ﹺﲑ ﺑﻌﻴ ﺪ ﻣﻦ ﻭ ﺳ
ﺚ ﳚﻠﺲ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺿ ﻢ ﺍ ﹸﳌﻌﺘ ﹶﻘ ﹸﻞ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟ ﻜﺘﻤﺎﻥ ،ﺣﻴ ﹸ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺃﻛﱪ ﻣﺴﺆﻭ ﹴﻝ ﺳﺎﺑ ﹴﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﳋﺎﺹ، ﺍﻟ ﹸﻜﻮﺑ ﹺﺮﻱ ) ﺳﺠ ﻦ ﹸﻛﻮﺑﺮ( ﺍﻷﻣ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﻨﺘﻈ ﺮ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ،ﻭﺑﻘﻰ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﰲ ﺍﻟ ﱢﻈﻞ ﻳﺮﹸﻗﺒﺎ ﻥ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﺚ ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟ ﻭﺳﺎﹶﻓ ﺮ ﺛﺎﻟ ﹲ
ﺼ ﺮﺕ ﺇﺩﺍﺭ ﹸﺓ ﺍﻷ ﻣﻮﺭ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟ ﻮ ﺟﻮﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﳌﻬﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﺛﻨﲔ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍ ﹶﳓ
ﺃﻤﺎ ﻭﺟﻬﺎ ﻥ ﻟ ﻌﻤﹶﻠ ﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ.
ﻭ ﻣﻦ ﺍ ﹶﳌ ﹶﻘ ﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺗﻌﱠﺜﺮﺕ ﺃﻭﱃ ﺧﻄﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺇﺫ ﺗﺄ ﺧﺮ ﺇﻋﻼ ﹸﻥ
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﳎﻠﺲ ﺍﻟ ﻮﺯﺭﺍﺀ ﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﻻ ﺗﺸﹺﺒ ﻪ ﻭﻗ ﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍ ﹸﳌﺘﺴﺎﺭﻉ ،ﻭ ﻋﺒ ﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻳﺔ
ﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍ ﹸﳌﻔ ﻮﺽ ﺧﻄﺄﻩ ﺍﻷ ﻭ ﹸﻝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ،ﺇﺫ ﺿ ﻤﺖ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺃﲰﺎﺀ ﻣﻐﻤﻮﺭﺓ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺐ ﺍﳌﻜﺘ
ﺍﺭﺗ ﹶﻜ
ﻣﺸﻬﻮﺭﹲﺓ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﰲ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﰲ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ،ﺣﻴﺚ
ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻭﻋﺎﺷﻮﺍ ﻟﻌﻘﻮﺩ.
ﺡ ﺍﻵﺧﺮ ﺍ ﹸﳌﻬﻢ ﰲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻛﺎﻥ ) ﺳﺠ ﻦ ﹸﻛﻮﺑﺮ( ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﳏﺒﻮﺳﹰﺎ ﺍﳌﺴﺮ
ﻀﺖ ﻟﺘ ﻮﻫﺎ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﻔ ﺍﻷﻣ
ﺿ ﻢ
ﺴﺠ ﻦ ﺃﻥ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺣﱠﻠﺖ ﺭﲰﻴﹰﺎ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺷﺄﻥ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻭﱂ ﻳﻠﺒﺚ ﺍﻟ ِّ
ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ ،ﺯﻋﻴ ﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺍﳋﺘﻤﻴﺔ ﻭﺭﺍﻋﻲ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ،
ﺸﻴﻮﻋﻲ ،ﻭﺭﺋﻴﺲ ﲢﺮﻳﺮ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ،ﰒ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﺋﻴﺲ ﺏ ﺍﻟ
ﻭﺳﻜﺮﺗ ﲑ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺰ
ﺸﻴﺘ ﻪ ﹸﻇﻨﻮ ﹲﻥ ﺗﺮ ﺟﺢ ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺐ ﺃﻥ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻗﺪ ﹶﻏ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻷ ﻣﺔ .ﻭﻻ ﺭﻳ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺯﻋﻴﻤﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺭ ﺟﺢ ﺍﻟﻈﻦ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺃﻥ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻗﺎﻡ
ﺴﻠﻄﺔ ﺃﻭ ﻣﺪﻓﻮﻋﲔ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﱠﻠﻔﻪ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻻ ﻁ ﻭﻃﻨﻴﻮﻥ ،ﻃﺎﻣﻌﻮﻥ ﰲ ﺍﻟ ﺿﺒﺎ ﹲ
ﺑﻪ
ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ.
ﳉﻮﺍﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﺼ ﺮ
ﻷ ﻭﻝ ﻭﻫﻠﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻧ ﹶﻄﹶﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺍ
ﺕ ﻣﻨﺬﳊﻜﻢ ﺍﳊﺰﰊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﱵ ﺑﺎ ﺩ ﺭﺕ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻳﺪﻓ ﻌﻬﺎ ﺗﺮ ﺩﻱ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍ ﹸ
ﻉ ﺍ ﹸﳌﺸﺘ ﺮﻙ( ،ﻭﺑﺮﻭﺯ ﺍﺳﺘﻘﻼ ﹴﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻹﻟﻐﺎﺀ )ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟ ﺪﻓﺎ ﹺ
ﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﺎﺑﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﺧﺎ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍ ﳌﺼ ﹺﺮﻱ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟ
ﳉ ﻮﺍ ﹺﺭ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺒﺢ ﺣﻜ ﹴﻢ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃ ﹴﻲ ﻑﺍ ﻣﺘ ﻮﺟ ﹲﺔ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﳌﻘﻠﻮﺏ ،ﰒ ﺧﻮ
ﺐ ﹺﺑ ﻌﺪ ﻭﻯ.
ﺐ ﻣﺜﺎ ﹰﻻ ﻭﹸﻗﺪﻭﺓ ،ﺃﻭ ﻳﺼﻴ ﺼ ﻱ ﺇﱃ ﹺﺟ ﻮﺍ ﹺﺭﻩ ،ﻗﺪ ﻳﻨ
ﺗﻌ ﺪﺩ ﹴ
ﺴ ﻬﺎ ،ﻭ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻮﺍﹶﻟﺖ ﺴﺒﻬﺎ ﺇﱃ ﻧﻔ ِ
ﺍﻋﺘ ﺮﹶﻓﺖ ﻣﺼ ﺮ ﺇﺫﻥ ﺑﺎﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺗﻨ ِ
ﺕ ﺍﻟ ﺪﻭ ﹺﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ .ﻭﺇﺫ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺪﺧﻮ ﹸﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﳑ ﻬﺪﹰﺍ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﻯ
ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎ
ﺍﻟ ﻌﻈﻤﻰ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺁﻧﺬﺍﻙ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﻟﺘﺰﻣﺘﺎ
ﺠﻞ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﳒﺎﺣﻪﳊﻜﻢ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ .ﻭﺇﺫ ﺳ ﻆ ﻇﺎﻫ ﹴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸ
ﺖ ﰲ ﲢ ﱡﻔ ﺼﻤ
ﺍﻟ
ﺍﻷ ﻭﻝ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺃﻓﹶﻠ ﺢ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎ ﺭ ﺍﻷ ﻭﻝ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﰲ ﳎﻠﺲ
ﺕ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ
ﳉ ﻮﺍﺭ ،ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﺇﺷﺎﺭﺍ
ﺍﻟ ﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﻭﺣﻮﻝ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﰲ ﺍﳉﻴﺶ ﰲ ﻃﻤﺄﻧﺔ ﺫﻟﻚ ﺍ
ﺍﻟ ﹸﻘﻮﻯ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ.
ﺖ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺼﻤ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘ ﺰ ﻣﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟ
ﻟ ﻌ ﺪﺓ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ،ﻭﺑﺪﺍ ﻭﺍﺿﺤﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﹸﺍﺧﺘﲑﺕ ﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺣ ﻤﹶﻠﺖ
ﻒ
ﺼﻤﺖ ﻭﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺑﺎ ﺩ ﺭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﻟ ﻮﺻ ﺩﻻﻟ ﹰﺔ ﻣﺎ ،ﺩﹶﻓ ﻌﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻠ
ﻒ ﺍﻟﺒﺸﲑ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺘﻤ ﺮ ﺩ ﻣﺜﻠﻬﻢ،
ﺻ
ﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1985ﻡ ﺑـ)ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ( ،ﻭ ﺍﻠ ﹺ
ﻒ ﺍﳊﺮﺏ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻟﻴﺤ ﺪﺩﻭﺍ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ. ﻭﺃﻧ ﻬﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻣﻊ ﻣﹶﻠ
ﺏ ﲟﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩ
ﺴﻮﺩﺍﱐ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻘﺒ ﹶﻞ ﺍﻻﻧﻘﻼ ﺐ ﺍﻟ
ﺃ ﻣﺎ ﺍﻟﺸﻌ
ﺕ ﻭﺍﺳﻌ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﱂ ﺗ ﹸﻜﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻮ ﺟﺲ ،ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻗﻄﺎﻋﺎ
ﻭﺭﺍﺀﻩ ،ﻭﰲ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻣﻊ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ،
ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻌﺎ ﺩﺕ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ،ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺍﶈﻔﻮﻇﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ
ﺍﻟﺸﻤﻮﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﺗ ﻐﺐ ﻋﻨﻪ ﺳﻮﻯ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ،ﻭﻋﺎ ﺩﺕ )ﻛﺎﻣﲑﺍﺎ( ﺗﺘﺎﹺﺑ ﻊ ﻧﺸﺎﻁ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ
ﺲ ﺍﻟ ﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ .ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺎﹺﺑ ﻊ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻭﻧﺸﺎﻁ ﺭﺋﻴ ﹺ
ﺃﺣﺎﻃﺖ ﺑﺎﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺍﱄ ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ﻃﻴﻠﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺘﻌ ﺪﺩﻱ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ،
ﻓﻠﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎ ﻭﺏ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻣﻊ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺇﻻ ﺑﺎﻻﳓﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺪﺭﳚﻲ ﻟﻠ ﻐﻤﻮﺽ ﺍﻟﺬﻱ
ﺏ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭ ﹸﻇﻬﻮﺭ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﳍﺎ ﻭﺗﻄ ﻮﺭ ﺧﻄﺎ
ﺤ ﹺﻬﻢ.
ﻟﻴﺘﺒﻨﻰ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻫﻢ ﻭﻳﺴﺘﻌﻤ ﹶﻞ ﹸﻟﻐﺘﻬﻢ ﻭ ﻣﺼ ﹶﻄﹶﻠ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ، ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﻣﻌ ﻬﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﻏﲑ ﺍﻟ
ﳊ ﺪﻭﺩ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍ ﹸ
ﺃﻣﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣِﻴﻮﻥ ﺍﻟ
ﻑ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﺑﲑ ﺗﺼﻔﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺴﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﰲ ﺣﻴﺮ ﺓ ﻣﻦ ﺃﻣ ﹺﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﰲ ﺧﻮ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺘﺒ
ﺕ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﻗﺎﺩ ﺓ ﻣﻨ ﻬﻢ ﺻﹶﻠﺖ ﺗﻄﻤﻴﻨﺎ
ﺗﻄﺎ ﹸﻝ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ ،ﻓ ﻮ
ﺕ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺻﹶﻠﺖ ﺇﺷﺎﺭﺍ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﺗﻌﺎﻃﻔﹰﺎ ﻣﻌﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻭ ﺻﺔ ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟ ﳍﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﺧﺎ
ﺻﻼﺗ ﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﻮ ﱠﻃﺪﺕ ﻣﻊ ﺕ ﻭ ﺭ ﻣﻮﺯ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟ ﻌﺮﻭﰊ ﻛﺎﻧﺖ
ﺇﱃ ﻗﻴﺎﺩﺍ
ﺴﻮﺩﺍﻥﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺃﻭﹶﻟﺌﻚ ﰲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﺍﻟ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟ
ﺿ ﻐﻮﻁ ﺣﺮﻛﺔ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺧ ﹶﻄﺮ ﺍﻟﺘﻤ ﺰﻕ ﺑﺘﻮﺍﱄ ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺘﺤ ﺮﺭﻱ ،ﻭﺇﻧﻘﺎ ﺫﻫﺎ ﺍﻟ
ﺍﻟﺘﻤ ﺮﺩ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﻗﻴﺎﺩﺎ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ .ﻭﻫﻮ ﺍﻟ ﹶﻔ ﻬ ﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎ ﻫ ﻢ ﺇﻋﻼ ﻡ
ﺴﱠﻠﻤﺔ ﺛﺎﺑﺘ ﹰﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﺤﻰ ﻣ ﺨ ﻪ ﺣﱴ ﺃﺿ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﺳﻴ
ﻭﺑﺰﻳﺎﺭ ﺓ ﻷﲰﺎ ٍﺀ ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺘﻮ ﺟ ﹺﻬ ﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻮﺭ ﺍﺳﺘﺘﺒﺎﺏ
ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻓﻬﻤﻲ ﻫﻮﻳﺪﻱ ﻭ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺎﺩﻝ ﺣﺴﲔ ﻭﺃﲰﺎ ٌﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﰲ
ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﱡﻠﺒﻨﺎﱐ ﻭﺍﻷﺭ ﺩﱐ ﻣﻌﺮﻭﻓ ﹲﺔ ﺑﺘﻮ ﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﺍﺷﺘ ﻬ ﺮﺕ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻓﻬﻤﻲ ﻫﻮﻳﺪﻱ
ﺴﻮﺩﺍﻥ( ،ﺇﺷﺎﺭ ﹰﺓ ﺇﱃ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﻣﻘﺎ ﹸﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺎﺩﻝ ﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﳛ ﹸﻜ ﻢ ﺍﻟ ﺼ
ﺲ ﺍﻟ
)ﳎﻠ
ﺡ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺄﹾﻳﻴﺪ ﻭﺍﻹﺷﺎﺩﺓ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺣﺴﲔ )ﻫﻞ ﻫ ﺆﻻﺀ ﺍﻟ ﹺﺮ ﺟﺎﻝ ﺟﺒ ﻬﺔ( ,ﻭﺗﻮﺍﹶﻟﺖ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍ ﹶﳌﺪ ﹺ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻴﺲ ﳎﻬﻮ ﹶﻝ ﺍ ﹸﳍ ﹺﻮﻳﺔ. ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟ
ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺎ ﻫ ﻢ ﺍﻹﻋﻼ ﻡ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳋﻠﻴﺠﻲ ،ﰲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﲔ ﺍﻷ ﻭﹶﻟﲔ ﺑﻌﺪ ﳒﺎﺡ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﲤﱡﺜﻼﻢ ﰲ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻣﻨﻄﻠﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﻧﱪﺓ ﻋﺪﺍ ٍﺀ ﻭ ﺳ ﻤﺖ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﰲ ﺍﻟ
ﻀ ﻬﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎ ﹶﻝ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﻒ ﺑﻌ ﺻ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻮﻳﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭ ﻭ
ﻚ ﻣ ﹶﻞﺀ
ﺴ ﻪ ﻳﻀﺤ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﳎ ﺮﺩ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻭﲤﻮﻳﻪ ﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﺃﻧﻪ ﰲ ﺳﺮﻳﺮﺓ ﻧﻔ ِ
ﺻﻠﺖ ﲟﻨﻬﺠﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﺻﻴﻨﺔ ﺇﱃ ﺤﻒ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮ ﺼﺷﺪﹶﻗﻴﻪ ﻣﻦ ﺯﻣﻼﺋ ﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟ
ﺤﻒ ﺼﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﳓﻮ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﻋ ﻤ ﹺﺮﻩ ،ﻭ ﹶﻛﺘﺒﺖ ﺍﻟـ)ﹸﻟﻮ ﻣﻮﻧﺪ( ،ﹸﻛﱪﻯ ﺍﻟ
ﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺴ ﺪﻩ ﺃﻣ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ،ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﳋﺎﱄ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﻋﻦ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺟ
ﺾ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺤ ﹺ ﺴﺠﻦ ﲟ ﺿ ﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﺪ ﺧﻞ ﺍﻟ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭ
ﺴﻠﻄﺔ ،ﰲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻧﺎﺩﺭ ﺓ ﻻ ﻳﻌﺮﹸﻓﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.
ﺍﺳﺘﻴﻼﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﲤﺎﻡ ﺍﻟ
*****
ﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ
ﺇﺫﻥ ﺁﻟﺖ ﻛ ﱡﻞ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭ ﺳﻠﻄﺎﺎ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺘ ﹺ
ﻂ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ
ﺴﹶﺨﺺ ﰲ ﳒﺎﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺗﺄﻣﻴﻨﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺑ ﺻﻔﻨﺎ ،ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﻣ ﹺﻬ ﻤﺘﻪ ﺗﺘﻠ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭ
ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ،
ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻇﱠﻠﺖ ﳏﺠﻮﺑ ﹰﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟ ﻜﺘﻤﺎﻥ ﻭﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﺄﺟﻬﺰﺎ ﻭ ﻋﻀ ﹺﻮﻳﺘﻬﺎ ﻋﱪ ﺗﻘﱡﻠﺒﺎﺕ
ﺴ ﻬﺎ ﰲ ﺍﻟ ﻌﹶﻠﻦ ﻭﻻ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺍ ﹸﳍﺪﻧﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻻ ﺗﻜﺎ ﺩ ﺗﻜ
ﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﻔ ِ
ﺗﻀ ﺮﻫﺎ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﺗﻘﱡﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺃﺣﻮﺍﳍﺎ ﺇﻻ ﰲ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﻣﺮﻭﻧﺘﻬﺎ ﻭﻛﻔﻜﻔﺔ ﻋ ﻤﻠ ﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﺴ ﻄ ﻪ
ﺐ ﺁﻟﻴﺎﺎ ﺃﻭ ﻓ ﱢﻜﻬﺎ ﹺﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟ ﹸﻈﺮﻭﻑ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ.
ﻭﺗﺮﻛﻴ ﹺ
ﳉ ﺪﺩﻼ ﻗﺎﺩ ﹸﺓ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﲰﻴﲔ ﺍ ﹸ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﻐﺸﺎ ﻩ ﻟﻴ ﹰ ﻓﺎ ﹶﳌ ﹶﻘ ﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺎ ﻡ ﻓﻴﻪ ﻧﺎﺋ
ﺕ ﻣﺆ ﻣﻨﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺕ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻘﻨﻮﺍ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﻦ ﺍﻟ ﹸﻘﺪﺍﻣﻰ ،ﻭﺗﺼ ﺪ ﺭ ﻋﻨﻪ ﺎﺭﹰﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍ
ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻮﱠﻟﻰ ﺇﺻﺪﺍ ﺭﻫﺎ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻭﺇﻋﻼﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻹﺷﻬﺎﺭ .ﻭﺗ ﹺﺮ ﺩ ﺇﻟﻴﻪ
ﲔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺼ ﹸﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﻣﻴﹰﺎﻼ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﳋﻮﻑ ﰲ ﻣﺴﲑﺓ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﲤﻜ ﺷﻔﺎﻫﺔ ﻟﻴ ﹰ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺐ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻭﺗﻘﺎﺭﻳﺮﻫﺎ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺎ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟ ﻏﺎﻟ
ﺠﻮﺏ ﺍ ﹸﳌﻮﺍﺯﻱ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍ ﹸﳌﻌﻠﻦ ﻣﻨﺬ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﻭﻣﻨ ﱠﻈﻤﺎﺎ، ﻑ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﶈ ﻇﱠﻠﺖ ﺗﻌ ﹺﺮ
ﻭﺇﱃ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻭﺍﺟﻬﺎﺎ ،ﻓﺈﻥ ﲤﺤ ﻮﺭ ﻛﻞ ﺣﺮﺍ ﻙ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺣﻮﻝ ﻧﻮﺍﺓ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ
ﻣﺴﺘﻮﺭﺓ ،ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺑ ﺪﺕ ﲡﺮﺑ ﹰﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻣﺴﺘﺴﺎﻏﺔ ﻷ ﻭﻝ
ﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﺆﱠﻗﺖ ﻭﳏﺪﻭﺩ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﻷﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﳚﺐ ﺠ ﹺﺞ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﳌﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﲝ
ﺴ ﻢ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﺍﻟﻔﻮﺿﻮﻱ ﺍﳌﺘﺒﺎﻃﺊ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻮﻡ. ﺿ ﻌﺖ ﻣﻴ ﻭ ﻭ
ﻁ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻤ ﹸﻞ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺑﺎﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﺗﻮﱠﻟﻰ ﺃﺣﺎ ﹶ
ﺃﻋﻀﺎﺅﻩ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﺣﺮﺍﺳ ﹶﺔ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟ ﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ ﻛﺒﺎ ﹺﺭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﻛﺎﻓﺔ ﰲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ
ﻭﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ )ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ( ،ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻭﻇﻴﻔ ﹸﺔ ) ﻣﺪﻳﺮ ﺍ ﹶﳌﻜﺘﺐ( ﺣﻜﺮﹰﺍ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ
ﻼ ﻋﻦ ﻃﻤﺄﻧﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺑﺄﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﳚﺮﻱ ﺃﻣﺎﻡ ﲰﻌﻬﺎ ﻭﺑﺼﺮﻫﺎ، ﺻﺔ ﺑﻼ ﻣﻨﺎ ﹺﺯﻉ ،ﻓ ﻬﻢ ﻓﻀ ﹰ ﺍﳋﺎ
ﺐ
ﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﰲ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻄﻠ ﻳﺆ ﻣﻨﻮﻥ ﻗﻨﻮﺍ
ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻗﺼﻰ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺗﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﺮ ﺳﺨﹰﺎ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﺠﺎﻓﻴﺔ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺸﻮﺭﻳﺔ.
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﺘﺤ ﺮﺭﺓ ﺍﻟ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟ
ﺿﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻔﺎﻗﺖ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻹﺳﻘﺎﻁ ﻷ ﻭﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﻊ ﺗﺼﺎ ﻋﺪ ﺷﻬﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﻌﺎ ﺭ
ﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍ ﹸﳌﻨﺎ ﹺﻭﹶﺋﺔ ،ﻭﺍﹶﻓﺖ ﺭﻏﺒ ﹰﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﻨ ﱢﻈﺮﻳﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ،ﻧﺸﻄﺖ ﲪﻠ ﹲﺔ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍ
ﻚ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﻼ ﻳﺴﺘﻬﻠ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﲔ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﰲ ﲢﺠﻴﻢ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺑ ﺪﺃ ﻣﺘﺮ ﻫ ﹰ
ﻳﻨﺘﺞ .ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺍﳉﺪﻭﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﺘﺨﻔﻴﺾ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻓﺈﻥ ﻓﺼﻞ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺯ
ﺱ ﻣﻌ ﻤﻖ ﻟﺘﺄﻣﲔ ﺧ ﹸﻄ ﻮﺍﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﻐﺪﻭ ﺿﺮﻭﺭ ﹰﺓ ﺝ ﰲ ﺇﻗﺮﺍ ﹺﺭﻩ ﻭﺇﻧﻔﺎ ﺫﻩ ﺇﱃ ﺩﺭ ﹴ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺎﻥ ﳛﺘﺎ
ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﻻﺕ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺷﺘﺒﺎﻙ ﺍﻟﺮﻏﺒﺘﲔ ﺃ ﺩﻯ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ )ﺍ ﹶﳌﺠ ﺰ ﺭﺓ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ( ﰲ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ،
ﻓﻜﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺃﻭ ﺩ ﻋﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺋﻢ ﺑﺪﻭﺍﻓﻊ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﳍﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺑﺘﺄﻣﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻟﻜﻦ ﺑﻐﻀﺐ
ﺑﻌﺾ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺧﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻣﻌ ﻬﻢ ،ﺃﻭ ﹸﳍﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺻﻮﻟﻴﲔﲢ ﱡﻔﻆ ﺣﺰﰊ ﺃﻭ ﻣﻮ ﹺﺟ ﺪﺓ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺋﻢ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺑﻼ ﲤﺤﻴﺺ ،ﻭﺗﺴﻠﱠﻘﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟ ﻮ
ﺴﻬﻢ ﺍﻟﻨﻔﻌﻲ ﻭ ﺳﻠﻮ ﻛ ﹺﻬﻢ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺯﻱ ،ﻳﺘﺪﺧﻠﻮﻥ ﺑﺎﳌﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻳﺼﻔﻮﻥ ﻳﺴﺘﻐﻠﻮﻥ ﺳﺬﺍﺟﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﲝ
ﺣﺴﺎﺑﺎﻢ ﺑﺎﻟﺘﺄﹾﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺇﳕﺎ ﺗﺴﺘﻘﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ
ﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟ ﻌﺎﻡ(. ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ .ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﻛﻞ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﲢﺖ ﺍﺳﻢ )ﺍﻟ
ﺐ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍ ﹸﳌﺨﺘﺺ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﺿﻤﻦ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﺘ ﺮﺓ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺷ ﱡﻘﻪ ﺍﻷﻣﲏ ﻭﺇﺫ ﺗﻮﱠﻟﻲ ﻣﻜﺘ
ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﰐ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻘﺼﻲ ﺃﺣﻮﺍ ﹶﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﰲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﻛﻞ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ
ﺕ ﺍﲢﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍ ﳌ ﻬﻦ ﻣﻨﺬ ﺃ ﻭﻝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﰒ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﻭﺍﺗﺼﻞ ﺑﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎ
ﻣﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺑﻌﺪ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﺑﺪﺃ ﰲ ﻋﻬ ﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﺮﺣﻠ ﹰﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﹰﺓ ﺃﺷ ﺪ
ﺱ ﲜﻮﻫﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺄﻣﲔ ﺴﺎ ﹺﺐ ﺍﳌﻘﺎﻋﺪ ﰲ ﻧﻘﺎﺑ ﺔ ﺃﻭ ﺍﲢﺎﺩ ،ﺇﱃ ﺍ ﹶﳌ
ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺧﻄﺮﹰﺍ ﻋﻦ ﳎ ﺮﺩ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑ ﹶﻜﺴ ﹺ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻓﻮ ﺟ ﺪﺕ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﱰﻉ ﺍﻷﻣﲏ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﰐ ﰲ ﻗﻮﺍﺋﻢ )ﺍﻟ
ﺼﺎﹶﻟﺢ ﺍﻟ ﻌﺎﻡ(
ﺳﺎﳓ ﹰﺔ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﳊﺴﻢ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﳌﻬﲏ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﰊ ،ﲟﺎ ﻳﺠﺎﰲ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍ ﹸﳌﻘ ﺪﺭﺓ
ﺑﻘﺪﺭﻫﺎ ،ﻭﱂ ﲡﺪ ﺃﻧﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﺋﻢ ﻭ ﺷ ﹶﻜﺎ ﻭﺍ ﻫﻢ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺍﳌﺮﻳﺮﺓ ﻣ ﻤﻦ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﻣﺼﺪﺭ
ﳉﻮﻉ ﻭﺍﻟﻔﺎﻗﺔ ﻼ ﻳﻠﺠﺄﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﺆ ﻣﻦ ﳍﻢ ﻛﺴﺒﹰﺎ ﻳﺠﻨﺒﻬﻢ ﺍ ﹸ ﺭﺯﻗﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﺵ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺃ ﹸﺫﻧﹰﺎ ﺻﺎﻏﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺪﻳ ﹰ
ﺤﺘﻬﻢ ﻭﺗﻌﻠﻴ ﻤﻬﻢ .ﻓﻘﺪ ﺗﻮﱠﻟﻲ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻛﺒﺎ ﺭ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺻﻆ ﻭﻳﺴﺘﺮ ﻋﺎﹶﻟﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻭﳛﻔ ﹸ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﻨ ﱢﻔﺬﻳﻦ ﻛﺒﺎ ﺭ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻓﺄﺿﺤﻮﺍ ﻣﺘﻨ ﱢﻔﺬﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﱂ ﻳﺒﺎﻟﻮﺍ ﺣﱴ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍ ﹸﳌﻨﺎﻓﺴﺎﺕ
ﺻﻮﻝ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟ ﹸﻘﺪﻭﺓ ،ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳﺘﻮ ﺭﻋﻮﺍ ﰲ ﺍﳊ ﺮﺓ ﺑﺄ
ﺿﺘﻬﻢ. ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺴﺆﻭ ﹲﻝ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺵ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺗ ﹸﻜﻦ ﻣﻮﺍﻻﻢ ﺃﻭ ﻣﻌﺎ ﺭ
ﻭﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﺗﺴﱠﻠﻠﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ
ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺷ ﺪ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻭﺗﺄﺛﲑﹰﺍ ،ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺗﺄﻫﻴ ﹴﻞ ﺟﻴﺪ
ﺳﻠ ﻤﺖ ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻻﻴﺎﺭ .ﻭﰲ ﻏﻤﺮﺓ ﺧﹸﻠ ﻮ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻣﻦ
ﺸﻮﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﱂ ﺗ ﹶﻄ ﻮﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﳍﺠﺮﺍﻥ ﻭﻧ ﺷﺎﻏﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟ
ﺱ
ﺻﺔ ﲢ ﹺﺮ ﺿﻮﺍﺑﻄﻬﺎ ﻭﻣﻌﺎﻳﲑﻫﺎ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﰲ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺍ ﺟ ﺪﺕ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﻜﺎﺗﺐ ﺍﳋﺎ
ﺻ ﹺﺮﻫﺎ ﻏﲑ ﺍﳌﺆﻫﻠﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊﺃﻳﻀﹰﺎ ﺑ ﻮﺍﺑﺔ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ،ﺗﺪﻓ ﻊ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﻛﺜﲑ ﹰﺓ ﺑﻌﻨﺎ
ﺍﻷﺷﻬﻰ ،ﻭﺗﺼ ﹶﻄ ﻔﻲ ﻣﻦ ﻳ ﺮ ﺷ ﺢ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺗﻨﺼﺐ ﺃﻣﺎﻣﻪ )ﻓﻴﺘﻮ( ﺃﻣﲏ ﻳﻌﻄﻠﻪ ،ﲟﺎ
ﻳ ﻌ ﱢﻘﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺯﻣﺔ )ﺍﻟﺮ ﺟ ﹺﻞ ﺍ ﹸﳌﻨﺎ ﺳﺐ ﰲ ﺍ ﹶﳌ ﹶﻜﺎ ﻥ ﺍ ﹸﳌﻨﺎ ﺳﺐ( ،ﻓﻈﱠﻠﺖ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﳝﻸ ﺍ ﳌﻘﻌﺪ ﻭﳛﺘﻞ
ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻣﺆ ﺷﺮﹰﺍ ﺻﺮﳛﹰﺎ ﳓﻮ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﳛﻤﻞ ﻗﺼﺔ ﳒﺎﺡ ﺃﻭ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﱃ ﻛﺎﺭﺛﺔ.
ﺿﺢ ﰲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﻪ ﺣﻮﻝ ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻣﻦ ﻣ ﹶﻘ ﺮﻩ ﺍﳊﺼﲔ ،ﹶﻃ ﻔ ﻖ ﻳﻮ ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻧﺎﺋ
ﺹ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻌ ﻤ ﹶﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﳋﺪ ﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺣﺮ
ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍ
ﻭﻟﻴﺲ ﺧﻠﻖ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﻣﻮﺍﺯﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻏﲑ ﺍﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻭﺍﻗ ﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ
ﻑ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﲟﺎ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﲟﺎ ﻳﻮﺍﰲ ﺃﻫﺪﺍ ﻀﻰ ﰲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟ ﻣ
ﻳﺠﺎﰲ ﺃﺻﻮ ﹶﻝ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺬﻭﺏ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻓﺤﺎ ﻭﹶﻟﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻥ ﹸﲤﺪ
ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﻟﺘﺤﻴﻂ ﲜﺪﺍﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻴﻬﺎﺕ.
ﳋ ﱠﻄﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺸﺎﺭﻙ ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍ ﹸ
ﺏ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ﻗﺪ ﻏﺎ ﻣﺖ ﰒ ﻏﺎﺑﺖ، ﺴﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﹸﻛ
ﻓﺈﻥ ﺗﻘ ﺪﻡ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻺﻣﺴﺎﻙ ﺑﻜﻞ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﺃﺿﺤﻰ ﺃﻣﺮﹰﺍ ﻭﺍﻗﻌﹰﺎ ،ﻭﻻ
ﻳﺰﺍﻝ ،ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﺎ ﺗﺼﻔﻪ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍ ﹸﳌﻌﺎ ﺭ
ﺿﺔ ﺍﳌﺘﻄ ﻮﺭﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺮﺍ ﺟﻊ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ) ،ﺗﻘﺪ ﱘ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ(.
ﳊﺮﻳﺔ
ﺤ ﻮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﺣﻮﻝ ﻣﺒﺪﺃ )ﻫﻞ ﺍ ﹸ
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻷﺷ ﺪ ﲡﺴﻴﺪﹰﺍ ﻟﻠ
ﻂ ﲟﻘﺪﺍﺭ( ،ﻭﺇﺫ ﺑ ﺮ ﺯ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺴﹸ ﺾ ﻭﺗﺒ
ﺃﺻ ﹲﻞ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻡ ﻗﻴﻤ ﹲﺔ ﺗﻘﺒ
ﳊﻮﺍﺭ ﺣـﻮﻝ ﻭﺍﲰﲔ ﺧ ﱠﻄﻬﺎ ﻭﺗﻮ ﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ ﺑﺄﺎ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺍ ﺟ ﻪ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﲔ ﻣﻨ ﻬﻢ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍ
ﺐ ﻛﺜﺎﻓ ﹲﺔ
ﺼ ﺪﻭﺭ .ﻓﻘﺪ ﻋ ﹺﻬ ﺪﺕ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺇﱃ ﻗﺮﻳ ﹴ
ﻒ ﻣﺴﺘﻘﱠﻠﺔ ﺑﺎﻟ
ﺤ
ﺼﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺳﺆﺍ ﹸﻝ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻟ
ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍ ﹸﳌﺴﺘﻘﱠﻠﺔ ،ﻭﺇﺫ ﺩﺍﺭﺕ ﺃﻏﻠﺐ ﺳﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻳﻮﻣﺌـ ﺬ ﻋﻠـﻰ
ﺴ ﺮﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺇﱄ ﺻﺤﻴﻔﺘﲔ ﻧﺎﻃﻘﺘﲔ ﺑﺎﺳﻢ )ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ(. ﺤﻒ ،ﻓﻘﺪ ﺍ ﹶﳓ ﺼ
ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟ
ﺐ ﺍﻟﻔﲏ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑ ﲑ ﺍﻟ ﻌﺠﻠﻰ ﻹﻧﻔﺎﺫﻩ ﻭﺗﺄﻣﻴﻨﻪ ﺍﻟـﱵ ﺴ ﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴ ﹺ ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻷ ﺣ
ﺾ
ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﰒ ﺍﻷﻣﲏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺪﺍ ﻭﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﻌـﺪ ﻗﹶـﺒ ﹺ
ﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﻠﻪ ،ﻓﺈﻥ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺻﻮﻟﺘﲔ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﺑﺎﻟﺮﺃ ﹺ ﺠﺎ ﺣ ﻪ ﻭﺍﳌﻮ
ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﳊﺎ ﺳ ﻤﺘﲔ ﻟﻨ
ﻀﻲ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣـﻦ ﻳـﻮﻡ ﺾ ﺇﱄ ﺍﻷﺩﱏ ﰲ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺘ ﺪﺍ ﻭﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣ ﺗﻨﺨﻔ
ﺴﻢ ﺑﻮﺿﻮﺡ ،ﺇﺫ ﱂ ﺤﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺈﺻﺪﺍ ﹺﺭ ﺻﺤﻴﻔﺘﲔ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻐﺰﻯ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﱂ ﻳ
ﺤﺴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ ﻷﻱ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺳ ﻮﻱ ﺃﹸﻤﺎ ﺗﺪ ﻋ ﻤﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﻭﺗﻨﺎﻓﺤـﺎﻥ ﻋﻨـﻬﺎ ﺗ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺈﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻭﺟ ﹺﻬ ﻬﺎ ﺍ ﹸﳌﺤﺎﻳـﺪ ﺸﺮﺍﻥ ﲞﲑﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﻤﻠﻪ ﻟﻠ ﻭﺗﺜﺒﺘﺎﻥ ﺃﺭﻛﺎﺎ ﻭﺗﺒ
ﺍ ﹸﳌﻨﻘﺬ ﺑﻐ ﹺﲑ ﺃﺟﻨﺪ ﺓ ﺣﺰﺑﻴﺔ ﺑ ﺪﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻻﺳﻢ ﻷﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺘﲔ .ﻭﺭﻏﻢ ﺗﺴﺎ ﺭﻉ
ﺐ ﺍﲰﻪ ﻟﻜﻦ ﺠ
ﻀ ﻬﻢ ﳛ ﹺ
ﺍﻷﻗﻼﻡ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﻬﺎ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﺑﻌ
ﻗﺪ ﻳﻜﺸﻔﻪ ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ،ﰒ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﻮﺥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﳍﺎ ﺭﻏﻢ ﺑﺰﻭﻍ ﺗﻮ ﺟ ﹺﻬ ﻬﺎ
ﻆ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﰲ ﺻﺤﺎﻓﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﺍﺣـﺘ ﻔ ﹶ
ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻷﲰﺎ ٍﺀ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﻟﻒ ﺇﱃ ﹸﻗﻮﻯ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ،ﺿﻤﻦ ﺧ ﱠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ
ﺲ ﰲ ﻭﻻﺋﻪ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ.40
ﻷ ﻭﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺍﺳ ﻢ ﺁﺧﺮ ﻳﻠﺘﹺﺒ
ﺤﻒ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻟﺘﺤ ﺪﻱ ﺻ
ﺤﻒ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺻ ﻑ
ﱂ ﺗﻮﺍ
ﺤﻔﱢـﺰ،
ﻭﺍ ﹸﳌﺪﺍﻓﻌﺔ ﺍﻟﻼ ﻫﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻭ ﺳ ﻢ ﺃﻳﺎﻣﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺩﺕ ﺻﻮﺗﹰﺎ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ﺑﻼ ﻣﻨﺎﻓﺲ ﻳﺴﺘﻔ ﺰ ﻭﻳ
ﺾ ﺇﺳﻼﻣﻴﲔ ﻣﻌﺮﻭﻓﲔ ﺇﱄ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻣﻬﻤـﻮﻣﲔ ﺑﺘﻮﻗﱡـﻒ ﺇﺻـﺪﺍﺭﺍﻢ ﻭﺭﻏﻢ ﺩﻋﻮﺓ ﺑﻌ ﹺ
ﺻﺔ ﲡﺮﺑـﺔ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺻﺔ ،ﻓﺎﻥ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺧﺎ ﺍﳋﺎ
ﺻ ﻮﺑﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳍﺠﻮﻡ ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﳊﺎﺋﻄﻴـﺔ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌـﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﺇﺫ
1آ ن ا! ,ذ
3
%3 , % -وف ر) 2- ً Yا دان ا (a2% -وآ ن ا! ,ذ اb K @Jدم * ا 2%
ر) 2-U XYا4Rذ ا.( JZ
ﺻ ﻤﻲ ﺇﺑﺎﻥ ﺷ ﺪﺓ ﺍ ﹸﳌﻨﺎﻓﺤﺔ ﰲ )ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﺎﻥ( ﻭﻏﲑﻫـﺎ، ﻭ ﺭ ﱠﻛ ﺰﺗ ﻪ ،ﻭﻣﱠﺜﻠﺖ ﻣﻨ ﹶﻔ ﹶﺬﹰﺍ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎ
ﺴﻠﻄﺔ
ﺼ ﺪﻭﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎ ﺭ ﺳ ﹶﻜﹺﻨ ﹺﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻟﻴﻘﺮﺃﻭﺍ ﺍ ﹸﳍﺠﻮﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﻟ
ﺸﻮﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻋﻤﻠ ﹺﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﻘ ﻳﻐ
ﺠﺒﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ .ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﰲ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﻟﻮ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺣﺎﺋﻄﻴﺔ ،ﺩﻓﻌـﺖ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻭﻳﻌ
ﺍ ﹸﳌﺘﻨ ﱢﻔﺬﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﺒ ﻄﺌﻮﺍ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﰲ ﺧﻄﻮﺓ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ،ﻭﻫﻢ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔ
ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻟﻴﺸﺘ ﺪ ﻭﻳﺴﺘﻮﻱ ﻋﻮﺩﻩ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻛﻼ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺘﲔ ﻗﺪ ﻣﻸﺗﺎ ﻓﺮﺍﻏﹰﺎ ﻣﻬﻤﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻺﻧﻘـﺎﺫ ،ﻓﻘـﺪ
ﺍﻓﺘﻘﺪﺗﺎ ﻗ ﻮﺓ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻭﻭﺿﻮﺣﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭ ﺳ ﻢ ﺻﺤﺎﻓﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﱂ ﲢﻆ ﺑـﺎﻷﻗﻼﻡ
ﺖ ﻣﻊ ﻓﺠـﺮ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺃﻭ ﺍ ﹸﳌﺪ ﺭﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰﺩﺣﻢ ﺃﻭﺍﻥ ﺍﻟﺸ ﺪﺓ ﻭﺍ ﹸﳌﺪﺍﻓﻌﺔ ،ﰒ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺒﺘ
ﺸﺔ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻋﺪﺍ ﺩ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﺃﻥ ﺤ ﺮ ﻡ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺎﺱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﻨ ﻌ ﺍﻟﻨ ﻐ ﹺﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﻓ
ﳋﹶﻠ ﹸﻞ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺳـ ﻢ ﺴ ﺮﺕ ﻋﻦ ﻣﻌﺸﺎﺭ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﺒ ﻊ )ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ( ﻭ)ﺃﻟﻮﺍﻥ( ،ﻭ ﹶﻇ ﻬ ﺮ ﺍ ﹶ
ﺍ ﹶﳓ
ﻣﺴﲑﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﱄ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﺑﻨﺰﻭﺡ ﹸﻛﺘﺎﺎ ﺇﱄ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻻ ﺳـﻴﻤﺎ ﺍﻷﻣـﻦ
ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻓ ﹶﻔ ﹶﻘ ﺪﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻗﻼﻣﹰﺎ ﻛﺒﲑ ﹰﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﻘ ﺪ ﺭ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﺘﻤﻊ،
ﺱ ﹸﺛﻐﻮﺭ ﺍﺘﻤﻊ. ﺿﻴﺖ ﺑﺎﻟ ﹸﻘﻌﻮﺩ ﲢ ﹺﺮ
ﺇﺫ ﺁﺛﺮﺕ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﺑﱪﻳﻘﻬﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻒ ﺃﻭ ﺭ
ﺻ ﺪ ﺭﺗﺎ ﺑﺈﺫ ﻥ ﺧـﺎﺹ ،ﻓﻘـﺪ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺘﲔ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻘﱠﻠﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﻠﺘﲔ
ﺻ ﺪﻭﺭﻫﺎ ﰲ ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ ﺨﺮﺕ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻘﺪﺭﺎ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﻭﻧﺔ ﻣﻊ ﺣ ﺪﺎ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﻣﻨﺬ ﺳ
ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ،ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﻬﺎ ﺑﺎﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﻛﺎﻓـﺔ ﻣﻨـﺬ
ﺡ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻭﺗﺼﻞ %60ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﻛﺜﲑﺓ. ﻳﻮﻣﺌﺬ ،ﻓﺤﺎﻓﻈﺖ ﻋﻠﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﳒﺎ ﹴ
ﺱ،
ﻕ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ،ﻳﺆﻳﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﲝﻤـﺎ ﹴ ﺴﺎ ﹴ
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻟﻮﺍﺎ ﺍ ﹸﳌﺘﻌ ﺪﺩﺓ ،ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻠﻲ ﻣ
ﻭﻳﻨﺘﻘﺪ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﲝ ﺪﺓ .ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﲨﺎﻝ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﻉ ﻗﺼﲑ ﲟﺪ ﺩ ﻻ ﺗﻮﱢﻓﺮﻩ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﱂ ﲡﺪ ﻋﻨﺘﹰﺎ ﰲ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻣﺸﻮﺍﺭﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻄﺎ ﹴ
ﺼﺖ ﳍﺎ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ ،ﻓﺪﺍﹶﻓ ﻌﺖ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄﺟﻬﺰﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺧﹸﻠ
ﺠ ﻢ ﻣـﺮﺓ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺘﲔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺘﲔ ،ﻭﺳﺎ ﻫ ﻤﺖ ﰲ ﺳ ﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧ
ﺃﺧﺮﻯ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﻌﺪ ﺧﻔﻮﺕ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﻣﻸﺕ ﺇﱃ ﺣ ﺪ ﻛﺒ ﹴﲑ ﻣﺄﺯﻕ
ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻷﻭﻝ .ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﺄﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭﺍﻟ ﻌﻨﻒ ﺍﻟﱵ ﺷﺎﺑﺖ ﻋﻼﻗـﺔ ﺍﳉﺒﻬـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻳﺴﺎﺭﹰﺍ ﻭﳝﻴﻨﹰﺎ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺇﺫ ﺃﺿﺤﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﺿﺔ ،ﱂ ﺗﺴﺘ ﻄﻊ )ﺃﻟﻮﺍﻥ( ﺃﻥ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﺇﱄ ﺍﻟﺮﺻﺎﻧﺔ ،ﻭﺃﺿﺤﺖ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻣ ﻌﺎ ﺭ
ﺳ ﻤ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﻨﻴﻔ ﹰﺔ ﺩﻋﺎﺋﻴ ﹰﺔ ﻣﺆﺩﳉﺔ.
ﺼﺪﻭﺭ ﳏﻠﻴﹰﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻄﱠﻠﻊ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑ ﹸﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻘﱠﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﹸﺃ ﺫ ﹶﻥ ﳍﺎ ﺑﺎﻟ
ﺤﻒ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﱵ ﻏﺎ ﺩ ﺭﺎ ﺇﱄ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿـﺔ ﰲ ﺍﳋـﺎﺭﺝ ﺻ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺗﻮﺯﻳﻌﹰﺎ ﻳﻨﺎﻓﺲ
ﻂ ﺍ ﹸﳌﻐﺘ ﹺﺮﺑﲔ .ﻓﺄﺑﺎﺣﺖ )ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ( ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻗﻼ ﹴﻡ ﺃﻥ ﲡﻮﺯ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻷﲪﺮ ﰲ ﻭﺭﺍ ﺟﺖ ﻭ ﺳ ﹶ
ﺐ ﻋﻠـﻲ ﻗﺎﺩـﺎ ﺍﳌـﺪﻧﻴﲔ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺳﺎﺩﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﻣﺰﺍﺟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﹶﻏﻠﹶـ
ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ،ﻓﹸﺄ ﹾﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜ ﻤﻞ ﻋﺎﻡ ﺻﺪﻭﺭﻫﺎ ﻭﺍﻋﺘ ﻘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﳏ ﺮﺭﻫﺎ ﻓﻮﺭ
ﺐ
ﺐ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻧﺎﺋـ ﺲ ﻛﺎﺗ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﹺﺟﺪﺓ ،ﻓﻘﺪ ﻣ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺇﺫ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺳﻨﺘﻪ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﰲ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺠﺎ ٍﺀ ﻣﻘﺰﹺﻉ ﻭﺍﻣﺘ ﺪ ﺑﻌﻨﻔﻪ ﺇﱄ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﺸ ﺪ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﻴﺄﺓ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﻋﺒﺄﻫﻢ ﺿﺪ ﺍﻟﺼـﺤﻴﻔﺔ، ﺍﻟﺘﻌ ﱡﻔﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺩ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎ ﻫﻞ ،ﺣ
ﻀﻬﻢ ﰲ ﻟﻴ ﹴﻞ ﻴﻢ ﺇﱄ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻘﺘ ﹺﺮﺣﹰﺎ ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﻣﻘ ﺮﺭﹰﺍ ،ﺇﺫ ﻛـﺎﻥ ﺻـﺎﺣﺐ ﻭﺃﺧﺬ ﺑﻌ
ﺐ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﻴﺎﻧﹰﺎ )ﺛﻮﺭﻳﹰﺎ( ﳛﻤ ﹸﻞ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﺃﻥ ﺗﻌ ﱠﻄﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﻭﻳﻠ ﻐﻰ ﺗﺼﺮﳛﻬﺎ ،ﰒ ﹶﻛﺘ
ﲨﺎﻫﲑ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﻧﺸﺮﺓ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ.
ﻼﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ،ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﻟﺒﻌﺾ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﰲ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ، ﲡﺮﺑﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﻒ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻭ ﺳ ﻤﺖ ﺻﺤﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻣـﻊ ﺃﻭﻝ ﺑـﺎﺩﺭﺓ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨ
ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﱯ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺃﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺣ ﻤﹶﻠﺖ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﺳﻢ
ﻼﰊ ﺍﻟﺸﺎﺏ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﺎ ﺣ ﻤﹶﻠﺖ ﻣﻦ ﺕ ﺍﻟﺘﻄ ﺮﻑ ﺍﻟﻄ ﱠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻮ ﺻﻮﺕ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑ ﻭﻟﻜﻦ ﹶﻏﹶﻠ
ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻘﻪ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭﺷﺒﻪ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﺧﺒﺎ ﺭ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﺍﳉﻬﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﰲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻗﺎﻃﺒﺔ ،ﺑﻞ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭ
ﺩﻭﳍﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻴﺸﺎﻥ ﻭﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ،ﺗﺴﺘﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻣﻜﺎﺗﺒﻬﺎ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺘﺮﺓ
ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﻭﺛﻴﻘﹰﺎ ﺑﻜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺣ ﻤﹶﻠﺖ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﻫﺠﻮﻣﹰﺎ ﻻﺫﻋﹰﺎ ﻋﻠﻲ ﺭﻣﻮ ﹴﺯ ﰲ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ
ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺳﻼﻣﻴﲔ ﻣﻌﺮﻭﻓﲔ ،ﺇﺫ ﺭﺃﺕ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻭﺗﺼﺮﳛﺎﻢ ﻻﻧﺖ ﻋﻤـﺎ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﺃﻥ
ﺻ ﻮ ﹺﺭﻩ ﻣـﻊ ﺗﻘـﺪﻣﻬﺎ ﰲﻒ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭ ﺟﻨﻮ ﺣﻬﺎ ﻟﻺﺛﺎﺭﺓ ﰲ ﺃﻛﺜﻒ ﻳﻜﻮﻥ .ﻛﻤﺎ ﲡﱠﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨ
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍ ﹸﳌﺘﺤ ﻮﻟﺔ ﺇﱄ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﺻﱪﹰﺍ ،ﻓﺄﻭﻗﻔﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﺃﻋﺪﺍ ﺩ ﻧﺎﺟﺤـﺔ،
ﻭﺃﻧﺰﻟﺖ ﺍﻟ ﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﳏ ﺮﺭﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﲔ.
ﺚ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻐ ﱢﻄﻲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﳋﹸﺮﻃـﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﻱ ﺑ ﱡ
ﺤﻄﺎﺕ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺚ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣـﻦ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ )ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ( ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮﱠﻗﻔﺖ ﻣ
ﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﰲ ﺩﻭﻝ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺟﹶﻠ
ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ،ﰒ ﺑﻠﻴﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺑﺎﻹﳘﺎﻝ ﺍ ﹸﳌﺘﻄﺎ ﹺﻭﻝ ﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺣـﱴ ﻛﺄـﺎ
ﺠﹶﻠﺒﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻗ ﹶﻄ ﻊ ﺍﻟﻐﻴﺎﺭ ﲟﺒﺎﻟﻎ ﱂ ﺗ ﹸﻜﻦ ﺗﻌ ﹺﺮﹸﻓﻬﺎ ﻣﻮﺍﺯﻧـﺎﺕ ﺍﻹﻋـﻼﻡ ﺗﻌ ﱠﻄﻠﺖ ﲤﺎﻣﹰﺎ ،ﻓ
ﺐ ﺍﻟﺒﻼﻍ. ﻳﻮﻣﺌﺬ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻋﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻓﺬﺍ ﹲﺫ ﻭ ﻣﺆ ﺳﺴﺎﺕ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺭﺳﺎﻟ ﹰﺔ ﻭﺻﻮﺗﹰﺎ ﻳﻮ ﹺﺟ
ﰒ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﻗﻢ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﻌﻴ ﺪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﶈ ﱠﻄﺎﺕ ﻣﻦ ﺭﻳﺒﺎ ﰲ ﺩﺍﺧﻠـﺔ ﺍﻟﻨﻴـﻞ
ﺴﻴﺖ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳـﺔ ﺍﻹﺫﺍﻋﻴـﺔ ﺚ ﻧ ِ
ﺍﻷﺯﺭﻕ ﺇﱃ ﻋﻮﺍﺻﻢ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﰲ ﺟﻮﺑﺎ ،ﻭﺍ ﻭ ﻭ ﻣﹶﻠ ﹶﻜﺎﻝ ﺣﻴ ﹸ
ﺕ ﺍﻟﺒﺚ ﺍﻹﺫﺍﻋﻲ ﻣﺪﻯ ﻃﺎﻗـﺔ ﺗﻠـﻚ ﺍﻷﺟﻬـﺰﺓ ﺚ ﺃﻥ ﻏ ﱠﻄﺖ ﻣﺴﺎﺣﺎ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ،ﻭﱂ ﺗﻠﺒ ﹾ
ﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺟﺰﺍ ًﺀ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺘﺠ ﺪﺩﺓ ،ﻓﺸﻤﻠﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺑﻠﻐﺖ ﺃﻃﺮﺍﻓﹰﺎ ﻣﻦ ﺁﺳﻴﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﲔ ﻭﻣ
ﺼ ﺪﻭﺭ ﻗﺮﺍ ﹴﺭ ﻣﻦ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﻔﻀﺎﺀ ،ﻭﻓﻘـﹰﺎ ﳌﹸﻘﺘـﺮﺡ ﺃﻭﺭﺑﺎ ،ﻭﺑ
ﳎﻠﺲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﳋﺎﺹ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺚ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺇﺫﺍﻋ ﹰﺔ ﺃﻭ
ﺗﻠﻔﺎﺯﺍﹰ،ﻛﻤﺎ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﻋﱪﻫﺎ ﺧ ﱠﻄﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﻬﺪﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﺘﻘ ﺪﻡ ﺍ ﹸﳌﺘﺼﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﲞﻄ ﻰ ﺣﺜﻴﺜﺔ.
ﻣﺜﱠﻠﺖ ﻣﺆ ﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﲢﺪﻳﹰﺎ ﺁ ﺧﺮ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﻟﻺﻧﻘـﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻓﻘـﺪ ﹸﺃ ﺳﺴـﺖ
ﻭﺗﻄ ﻮﺭﺕ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﻨﻄﻘﻬﺎ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺎ ﺩ ﻳﻠﻔﻆ ﻛ ﱠﻞ ﻏﺮﻳﺐ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻃﻼﺋـﻊ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮ ﻫﻤﻮﻥ ﺗﻐﻴﺮﹰﺍ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ ﺟﺬﺭﻳﹰﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﺯﺍﺣﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻛﻠﻪ ﻭﻋ ﱠﻄﻠﻮﺍ
ﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻟﻦ ﺗﺴﺘﻌﺼﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺆ ﺳﺴﺔ ﻣﻦ ﻣﺆ ﺳﺴﺎﺗﻪ .ﻭﰲ ﺍﻟﺘﺪﺍﹸﻓﻊ ﺑﲔ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻐـﻴﲑ
ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺳﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﺆ ﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺒﲑﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﺍﺎ ،ﺑ ﺪﺕ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺃﻭﻓﺮ ﺣﻈﹰﺎ ﰲ ﺍ ﹸﳌﻤﺎﻧﻌﺔ
ﺼﻤﻮﺩ ،ﻓﻠﻴﺲ ﳌﻦ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻋﻀﺎ ًﺀ ﺷﺒﺎﺑﹰﺎ ﺗﺮﺑﻮﺍ ﰲ ﻛﻨﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺍﻟ
ﻟﻴﺲ ﹸﳍﻢ ﺃﻳﺔ ﺧﱪﹲﺓ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺃﻭ ﻋﻤ ﹲﻞ ﰲ ﺟﻬﺎ ﹴﺯ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ،ﺑﻞ ﻣﻨ ﻬﻢ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺪ ﺧﻞ ﺃﺳﺘﻮﺩﻳﻮ
ﺃﻭ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻛﺎﻣﲑﺍ ﻗﻂ ،ﻭﻣﻊ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﰲ ﺑﺴﻂ ﻏﻼﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﻋﻠﻲ ﺟﻬﺎ ﹴﺯ ﻣﻬﹺـﻢ ،ﹸﺍﺧـﺘﲑ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺒﻠ ﻐﻪ ﺑﻨﻔﺴـﻪ
ﻟﻠﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻣﺪﻳ ﺮ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﲔ ﺍ ﹸﳌﺨﻀ ﺮﻣﲔ ،ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﻧﺎﺋ
ﺠﺐ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﻋﻠﻲ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻼ ﺣ
ﻧﺒﺄ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺰﺍﺣﺖ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﻼ ﱂ ﻳﻜـﻦ ﰲ ﻣﻬﻤﺎ ﺗ ﹸﻜﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺍ ﹸﳌﺪﻳﺮ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻤﻮﻣﹰﺎ ﻭﺗﻔﺼـﻴ ﹰ
ﻭﺳﻌﻪ ،ﻓﻨﺸﻄﺖ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﻦ ﲢﺘﻪ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻴﲔ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺔ
ﰲ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻥ ﺗﺄﰐ ﲟﺪﻳ ﹴﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺼﻒ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻡ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ
ﺭﺅﻳﺔ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﱂ ﺗ ﺮﻕ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻧ ﻮﺍﺑﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﹸﺃﻋ ﻔ ﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻭﻋﺎﺩ
ﻣﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ ﻣﺪﻳ ﺮ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺷ ﹶﻔ ﻌﺖ ﻟﻪ ﺳﺎﺑﻘ ﹸﺔ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﻟﻠﻤﺆ ﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﺩﺕ ﺣﺎﻛﻤﺔ.41
ﻭ ﺳ ﻮﻯ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺑﲔ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﺑـﲔ ﺭﺅﻯ ﻣﺜﻘﻔـﻲ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﺸﺒﺖ ﺃﻭﱃ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﻳﻨﺔ ﺑـﲔ ﻫـﺆﻻﺀ ﺼﲔ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺭﺃﻱ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﳑﱠﺜﻠﺔ ﰲ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ،ﻧ ﺍ ﹸﳌﺨﺘ
ﺾ
ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ،ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺆ ﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ،ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺭﺃﻱ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺑﻌ
ﺻﻮﺭﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍ ﹸﳌﺪﻳ ﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻤ ﹸﻞ ﲝـ ﹴﻖ ﺏ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍ ﳌ ﻬﻨﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ
ﻣﻦ ﺣﺮ ﹺ
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﰲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺟﻬﺎ ﺯ ﻟﻠﺘﺮﻓﻴﻪ ﻻ ﳛﺘﻤ ﹸﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﳌﺆﳌـﺔ
ﺑﺎﳌﻠﻞ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺆ ﺩﻱ ﻭﻇﻴﻔ ﹰﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻟﻜـﻦ ﳒـﺎﺡ
ﺏ ﻣﻤﺘﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ .ﻟﻜﻦ ﺍﻻﺷـﺘﺒﺎﻙ ﺑـﲔ ﺍﻹﻋـﻼﻡ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﻳﺒﺴﻂ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺛﻮ ﹴ
ﻭﺍﳌﺆ ﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺫﻭ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺃﺛﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﳊﺮﺏ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻋ ﱪ ﺑﺮﻧـﺎﻣﺞ
ﺕ ﺍﻟ ﻔﺪﺍﺀ( ،ﻓﺎﻟﺘﻌﺒﺌ ﹸﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺆ ﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺇﳕﺎ ﻫﻲ ﺣﺼﺮﹰﺍ ﻣﻦ ﻋﻤـﻞ )ﰲ ﺳﺎﺣﺎ
ﻉ)ﻓﺮﻉ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍ ﹶﳌﻌﻨ ﹺﻮﻱ( ﻟﻠﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ،ﻭﻻ ﻳﻔ ﻬ ﻢ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻬﺔ ﻣﺪﻧﻴـﺔ )ﺍﻟـﺪﻓﺎ
ﻀﺒﺎﻁ ﻣ ﻤﻦ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺇﱄ ﺍﳌﺆ ﺳﺴﺔ ﺇﺟﺎﺑـﺔ ﻟـﺪﺍﻋﻲ ﺍﻻﻟﺘـﺰﺍﻡ ﺍﻟﺸﻌﱯ( ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺖ ﺑﺼﻐﺎﺭ ﺍﻟ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟ ﺮﻭﺡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﻜﺎ ﺩ ﺗﺘﻔ ﻬﻢ ﺃﻭ ﲢﺘ ﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘ ﺪ ﺃﻧﻪ ﺃﺳﺮﺍ ﺭ ﻋﺴـﻜﺮﻳﺔ
ﻗﺪ ﻳﺒﱡﺜﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼ ﻡ ﺿﻤﻦ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
ﺡ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴـﺔ ﺍﻟـﱵ
ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻣﺒﺎﻳﻨ ﹰﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺇﺫ ﺑ ﺪﺕ ﺭﻭ
ﺳﻴﻄﺮﺕ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻷﺩﳉﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﻏﲑ ﺍ ﹸﳌﺆﺩﳉﺔ ﺍﻟﱵ ﻣـﺎ ﻋﻬﹺـ ﺪﺕ
2أ ,F7ا Yا6آ5ر 1AGل 1A+7نo5 ،ول إدارة ا*MFP5ن إ' ا&A 6Aد 1AGل.
ﺕ ﺍﻟﻔـ ﺪﺍﺀ(
ﺕ ﺑﺮﻧـﺎﻣﺞ )ﰲ ﺳـﺎﺣﺎ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺇﻻ ﺃﺩﺍ ﹰﺓ ﻟﻺﻣﺘﺎﻉ ﻭﺍ ﹸﳌﺆﺍﻧﺴﺔ ،ﻭﺇﺫ ﺟﹶﻠﺒﺖ ﺣﻠﻘﺎ
ﺕ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﰲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺚ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﻲ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﺳﻢ )ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻳﻮﻧﺲ ﳏﻤﻮﺩ( ﻭﺣﻠﻘﺎ ﻭﺍﳊﺪﻳ ﹸ
ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ،ﺟﹶﻠﺒﺖ ﺗﻌﺎ ﹸﻃﻔﹰﺎ ﻭﺗﺄﻳﻴﺪﹰﺍ ﺑﺎﻟﻐﹰﺎ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻊ ﺗﺼﺎ ﻋﺪ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﺃﻓ ﺰ ﻋﺖ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﺎ ﻣﺔ ﺍ ﹸﳌﺜﻘﻔﲔ ﺑﺎﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﱐ ﺍ ﹸﳌﻌﺘ ﺪﻝ ﺍ ﹸﳌﺘﺤ ﱢﻔﻆ ، ،ﻓﺘﺮﻙ ﺑﻌﻀﻬﻢ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻫﺮﻭﺑﹰﺎ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ،ﻭﺗﻄﺮﻑ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﲨﻠ ﹰﺔ ﻳﻌﺘﱪ ﻫﺠﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟ
ﺑﻌﻘﺎﺋ ﺪ ﻫﻢ ﺃﻭ ﺃﻣﺰﺟﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺧﺎﺕ )ﺍ ﹶﳍ ﻮﺱ ﺍﻟﺪﻳﲏ( ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻞ ﺎ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺇﱃ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻴﻮﻢ.
ﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﺇﺫ ﺭﻓ ﻊ ﺷﻌﺎ ﺭ ﻳﺒﻐـﻲ ﻭ ﺳ ﻤ
ﺍﻟ ﺮﺷ ﺪ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻳﻄ ﻬﺮﻩ ﳑﺎ ﺭﺍﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﺴﺎ ﺩ ﻭﺗﺮ ﻫﻞ ﻭ ﺧﻤﻮﻝ ،ﻭ ﹸﻛ ﻮﻧﺖ ﳉﻨ ﹲﺔ ﻋﻠﻴﺎ
ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻨ ﹸﻈﺮ ﰲ ﺟﻤﻠﺔ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﱵ ﺗﻄ ﻮﺭﺕ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ
ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺧﱪﺎ ﻋﻠ ﻤﺎﹰ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻃﻐﻰ ﺍﻟ
ﺸ ﻌﺎ ﺭ ﺍ ﹸﳌﺒﺎ ﺷﺮ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﳌﻬ ﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍ ﹸﳌﻌ ﱠﻘﺪﺓ ،ﻓﺎﻗﺘﺤﻢ
ﻭﺯﻳ ﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﺼﺎﳊﻬﺎ ﺑﻜﺎﻣﲑﺍ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﺍ ﹸﳌﺒﺎ ﹶﻏﺘ ﺔ ﺍ ﹸﳌﺼـ ﻮﺭﺓ ﺗﺮﺻـ ﺪ
ﺻ ﻮ ﺭ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻟﺘﺮ ﻫﻞ ،ﻭﺗﻌﻠﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﳑﺎ ﺃﺣﻴﺎ ﺍ ﹸﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺑﲔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ
ﻭﻣﺰﺍﺝ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﳌﺪﻳﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺮ ﻩ ﺍﻟ ﻌﻨﻒ ﻭﺍ ﹸﳌﺒﺎﻏﺘﺔ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺳﻠﻮﻙ ﻗﺎﺩﺓ
ﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺳﻠﻮﻙ ﻭﻻﺓ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺣﻴﺚ ﺗ ﻌ ﻢ ﻓﻮﺿﻰ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﻗﺮﻳ
ﺠﺎﺝ ﻭﺍﱄ ﺍﻷﻣﻮﻳﲔ ﳊﺴﻮﺩﺍﱐ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍ ﹶ ﻉ ﺍﻟ
ﺴ ﻤ ﻊ ﺍﻟﺸﺎﺭ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺮﺧﻮﺓ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ،ﻓ
ﺴﻮﻕ. ﺾ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﰲ ﳏﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﻌﺮﺍﻕ ،ﻭﺑﻌ
*****
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﺮ ﱠﻛﺰﺕ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺑﺆﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﺘﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﻧﺎﺋ ﹺ
ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﻋﻴﻦ ﺍﻟ ﻮﻛﻼﺀ ﻭ ﻣﺪﻳﺮﻱ ﺍﳌﺆ ﺳﺴﺎﺕ ﻭﺭﺅﺳﺎﺀ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻭﺗﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ
ﺴﻔﺮﺍﺀ ،ﻭﻫﻲ ﺳﻨﺔ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺤﻒ ﻭﺍﻟ ﺼ
ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﻭﻣﺪﻳ ﺮ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﻣﺪﻳ ﺮ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻭﺭﺅﺳﺎ َﺀ ﺍﻟ
ﺻﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺕ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳋﺎ ﻟﺴﻨﻮﺍ
ﻑ ﺑـ)ﳉﻨﺔ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍ ﹸﳌﺤﺎ ﺳﺒﺔ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ( ،ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﺠﺎﻭ ﺯ ﹸﺃﺿﻴﻒ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍ ﹸﳌﺤﺎﺳﺒﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻋ ﹺﺮ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺧ ﱪﺗ ﻪ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﳋﻤﺴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺋ
ﺕ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍ ﹸﳌﻄﻠﻖ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﻷﻓ ﹴﻖ ﻏﲑ ﻣﻨﻈﻮﺭ. ﺴﺪﹰﺍ ﺳﻤﺎ ﺠﻭﺫﺍ ﻛ ﺮﺗﻪ ﻣ
ﺕ ﻣﻦ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ،ﺍﻟﺜﻐﺮﺓ ﺍﻷﺧﻄﺮ ﻃﺎﹶﻟﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻳ ﺪ ﺍﻟ ﻌﻔﻮ ﻟﻠ ﻤ ﻌﺎﺵ ﻋﺸﺮﺍ
ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮﱠﻟﺖ ﳉﻨﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ
ﺐ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻃﺎﺭﺕ ﺃﺧﺮﻱ ،ﰒ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺇﱃ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻓﺘﺪﻧﺖ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﹰﺎ ﺍﻟ ﺮﺗ
ﳊﺠﺔ ،ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﻋ ﻤﹶﻠﺖ ﺍﳌﺸ ﺮ ﺣ ﹸﺔ ﳓﻮ ﺍﻷﺩﱏ ﲜﻤﻠﺔ ﻣﻌﺎﻳ ﹴﲑ ﺻﺎ ﹶﻏﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﻮﻥ ﺑﺬﺍﺕ ﺍ ﹸ
ﺍﻷﰎ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ .ﻟﻜﻦ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺧ ﱠﻄﺘﻬﺎ ﻣﺄﺯﻕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺶ ﺍﻟ ﺶ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺟﻴ ﹺ ﻀﻲ ﳓﻮ ﺍ ﹸﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ﺑﲔ ﺟﻴ ﹺ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺩﻭﻟﺘﻬﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍ ﹸﳌ ﺍﻟ
ﺶ
ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻣﱠﺜﻞ ﻣﺄﺯﻗﹰﺎ ﺃﺷ ﺪ ﺗﻌﻘﻴﺪﹰﺍ .ﻓﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳍﺎ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﺟﻴ ﹴ
ﻳﻤﱢﺜﻞ ﺍﻷ ﻣﺔ ﻭﻳﺠﺎ ﻫ ﺪ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﱵ ﹸﺃﻋ ﻤﹶﻠﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ،ﰒ
ﺗﺎﻟﻴﹰﺎ ﺍﻟﺘﻮ ﺟﺲ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ ﺫﺍﺕ ﻋﻀﻮﻳﺔ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﻴﺶ ﲟﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﹸﺃ ﺩ ﺧﻠﻮﺍ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟ ﺪﹶﻓﻊ،
ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﺃﺿﻼﻉ ﺍ ﹸﳌﺜﱠﻠﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓ ﺮ ﺯ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﺧﻄﺮ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺻﺔ ﳑﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﻓﻴﻪﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋ ﹺﺰﹸﻟﻮﺍ ﺃﻭ ﹸﺍﻋﻔﻮﺍ ﻟﻠﻤﻌﺎﺵ ﺗﺮﺍ ﹶﻛ ﻤﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺮﺍﺭﹲﺓ ﺧﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﺎﻟ
ﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﱵ ﺁﻟﺖ ﺍﻏﺘﺼﺎﺑﹰﺎ ﳌﺆ ﺳﺴﺘﻬﻢ ﻭﺇﻫﺎﻧ ﹰﺔ ﹸﳍﻢ ،ﻭﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﺭﺃﻱ ﰲ ﺍﻟ
ﺼ ﻐﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ) ﻋﺮﺑ ﺪ ﹰﺓ( ﱂ ﻳﻌ ﻬ ﺪﻫﺎ ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺘﻪ ﺍ ﹸﳌﻨﻀﺒﻄﺔ ﺍ ﹸﳌﺘﺮﺍﺗﺒﺔ ،ﻓﺮﺿﻲ ﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟ
ﻟﻠ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺎﳌﻌﺎﺵ ﻭﺍﻻﻋﺘﺰﺍﻝ ،ﻭﲡﺎﻭﺏ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻣﻊ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻔﻊ
ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ ﳌﻘﺎﺗﻠﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ .ﺃﻣﺎ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻵﺧﺮ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﹺﺒﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﳊﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺿﺒﺎﻃﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﺎﺩﺎ ﺍﻟﱵ ﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺗﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺭ ﺍ ﹸ
ﺐ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺧﱠﻠﻒ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﻦ ﺷﺄ ﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﺃﻣﺎ ﺍﳉﻴﺶ ﻓﻬﻮ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ،ﻭﻻ ﺭﻳ
ﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﲔ )ﺍﻟﻘﺼﺮ( ﻭ)ﺍﳌﻨﺸﻴﺔ(، ﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺣﱴ ﺳﺎﺣﺎ ﻛﻮﺍﺭﺛﻪ ﺑﺪ ًﺀ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﺎ
ﺺ ﻧﻌﻮ ﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﲟﺄﺳﺎﺓ )ﺭﻣﻀﺎﻥ 1999ﻡ( ,ﻭﺗﻠﻚ ﻗﺼ
ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺆ ﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻷﻭﺛﻖ ﺑﺎﺘﻤﻊ ﻭﻧﺸﺎﻃﻪ ﺍﳌﺪﱐ ،ﻓﻬﻲ
ﺟﻬﺎ ﺯ ﺍﻷﻣﻦ .ﻓﻘﺪ ﻭﺍ ﺟ ﻬﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻰ ﻟﻪ ﲪﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﲟﻬﻨﻴﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻨ ﹸﺬ ﻗﺮﺍ ﹺﺭ ﺣ ﱢﻞ ﺟﻬﺎ ﹺﺯ ﺃﻣ ﹺﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺃﺑﺮﻳﻞ
)ﻧﻴﺴﺎﻥ( 1985ﻡ ﱂ ﻳ ﹸﻘﻢ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻐ ﺮﹶﻗﺖ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻋﺎ ﻣ ﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺍﻷﻭﻝ
ﺴﺮ ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ ﺃﻥ ﺗﻜ ﻤﻞ ﺍ ﹸﳌﻬﻤﺔ .ﻓﺘﻮﱠﻟﻰ ﺷﺄ ﹶﻥ ﺍﻷﻣﻦ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﲢﺎ ﹺﻭ ﹸﻝ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺩ ﻭﱂ ﻳﺘﻴ
ﺃﻭ ﹰﻻ ﺃﺣ ﺪ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒ ﺢ ﻋﻀﻮﹰﺍ ﲟﺠﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﰒ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﺘﻪ
ﻂ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻛﺒ ﹴﲑ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺩﻓ ﻌﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﰒ ﻋﻴﻦ ﺃﺳﺘﺎ ﹲﺫ
)ﺑﺆﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳋﻔﻴﺔ( ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ ﺑﻀﺎﺑ
ﺟﺎﻣﻌﻲ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻧﺎﺋﺒﹰﺎ ﻟﻪ ،ﻟﺘﺒﺪﺃ ﻗﺼﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺟﻬﺎﺯ
ﺍﻷﻣﻦ.42
ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍ ﹶﳌﺸ ﻬﺪ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻗﺪ ﺃﻛ ﻤﻠﺖ ﺗﻘﻮﳝﻬﺎ ﳊﺪﺙ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ،
ﻭﺧﹸﻠﺼﺖ ﺇﱃ ﻧﺘﻴﺠﺘﲔ ﻣﻬﻤﺘﲔ :ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻣﻦ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺃﻧﻪ
ﻣﻌﺰﻭ ﹲﻝ ﺷﻌﺒﻴﹰﺎ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﹰﺎ ،ﺃﻣﺎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧ ﱠﻔﺬﻭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﻓﻼ ﻳﺘﺠﺎﻭ ﺯ
ﺍﳋﻤﺴﲔ ﻭﺍﳌﺌﺔ ،ﰒ ﺣ ﻮﻟﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺘﲔ ﺇﱃ ﻣﻘ ﺪﻣﺘﲔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺘﲔ ﻳﻠ ﹺﺰﻣﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﺤ ﺮﻙ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻹﺳﻘﺎﻁ
ﺼﺎﹺﺑﻬﺎ ،ﻭﺇﻻ ﻓﺈﺎ ﺳﺘﺤ ﻜ ﻢ ﺇﻣﺴﺎﻛﻬﺎ ﺑﺎﻷﻣﻮﺭ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﱃ ﹺﻧ
ﺴﻠﻄﺔ ﻭ ﺳﺤ ﹺﻖ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ. ﻭﺗﻄﺒﻖ ﺑﺮﻧﺎﳎﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻼﳏﻪ ﻭﺍﺿﺤ ﹰﺔ ﰲ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟ
ﻉ ﻋ ﹺﻦ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ( ﺑﺎﻟ ﻌﺼﻴﺎﻥ ﺍﳌﺪﱐ ﺹ )ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺪﻓﺎ ﹺ
ﺼﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﺣ ﻤﹶﻠﺘﻬﺎ ﻧ
ﺍﻟﺸﺎ ﻣﻞ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻭﱠﻗ ﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﻧﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﺘﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ
ﺕ ﻳﻘﺎ ﹺﻭ ﻡ ﹸﻃﺒﻮ ﹶﻝ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺁﻻﺎ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ﻓﺠ ﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﺑﻼ ﺻﻮ
ﺏ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﰲ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﻡ .ﻭﺑ ﺪ ﺧﻮﻝ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺇﱃ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻘﻞ ،ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻷﺣﺰﺍ
ﻒﻻ ﺴ ﺮﻱ ﺗﻌﻴ ﺪ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻷﺟﻬﺰﺎ ﹸﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻭ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺒﻠﻮﺭ ﲢﺎﻟ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟ ِ
ﻕ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻹﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﹸﻗﻮﻯ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﲨﻴﻌﺎﹰ ،ﺃﻋ ﹶﻘﺒﺘ ﻪ ﳏﺎﻭﻟ ﹲﺔ ﻟ ﻌﺼﻴﺎ ﻥ ﻣﺪﱐ، ﳛ ﹸﻜﻤﻪ ﻣﻴﺜﺎ
ﻉ ﺍﻟ ﻄﱯ
ﻂ ﺍﻟ ﻘﻄﺎ ﹺ
ﺻ ﺮﺗ ﻪ ﺃﺟﻬﺰ ﹸﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﻓﺸﻠﺖ ﺇﺿﺮﺍﹴﺑﹰﺎ ﳏﺪﻭﺩﹰﺍ ﻭ ﺳ ﹶ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺣﺎ
ﺐ ﺍﻷﺷﺪ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺃﺣﺪ ﻣﻌﺎﻗ ﹺﻞ ﺍﳊﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺠﻴ ﺪ ﺍﻟﺘﺤ ﺮﻙ ﺍﻟﺴﺎﻟﺐ ﻭﺍ ﹸﳌﻮ ﹺﺟﺐ ﻓﻴﻬﺎ .ﺃﻣﺎ ﺍﳉﺎﻧ
ﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ،ﻓﻬﻮ ﺍﺗﺼﺎ ﹸﻝ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻭﺳﻴﻄﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺑ
ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ،ﻣ ﻤﻦ ﺳ ﺮﺣﻮﺍ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻭ ﻣ ﻤﻦ ﻻ ﻳﺰﺍ ﹸﻝ ﰲ ﺍﳋﺪﻣﺔ ،ﻭﺗﻴﺴ ﲑ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳌﺄﻣﻮﻥ
ﻢ ،ﻳﻐﺮﻳ ﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤ ﺮﻙ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟﻮﺃﹾﺩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺎﻧﻘﻼﺏ ﻣﻀﺎﺩ.
d8د. R .
c
U 3و ا!
!ول اWرة ا % 3إ#اه G2R 5إ%2ام "A [ ،ا % -
g2Aاُ 5? ، ,J
." ً7YR .R 8
ﺑﺎﳌﻘﺎﺑ ﹺﻞ ،ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﺸﻌﺎ ﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﻭﺗﻮﺍﱄ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ
ﺴﻨﺖ ﺍﺳﺘﻐﻼ ﹶﻝ ﺁﻟﻴﺎﺎ ﺇﱃ ﺣ ﺪﻫﺎ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻭﺃﺣﺎﻃﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒﹰﺎ ﺑﻜﻞ ﲢ ﺮﻛﺎﺕ ﺍ ﹸﳌﻌﺎ ﺭﺿﺔ ،ﰒ ﺃﺣ
ﺻﺔ ،ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﺿﺒﺎﻁ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺩﻓﻌﺖ ﺇﱃ ﺍ ﹸﳌﺴﺎﺭﻋﺔ ﺑﺈﺣﻼﻝ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎ
ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻭﻋﺴﺎﻛﺮﻩ ،ﻭﺇﺫ ﺑﺪﺃﹶﺕ ﳉﻨﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺗﺪﱡﻓﻖ
ﻑ
ﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻋ ﹺﺮ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻗﺎ ﻣﺖ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻋﺘﻘﺎ ﹴﻝ ﺧﺎ
ﺡ( ،ﲤﺪﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻻﺕ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﺩﱏ ﺷﺒﻬﺔ ﺕ ﺍﻷﺷﺒﺎ ﹺ
ﻻﺣﻘﹰﺎ ﺑـ)ﺑﻴﻮ
ﺐ ﻭﺇﻫﺎﻧ ﺔ ﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳ ﻘ ﺮﻫﺎ ﻣﻄﻠﻘﹰﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﺭﻏﻢ
ﺑﻼ ﲢﻘﻴ ﹴﻖ ﺃﻭ ﳏﺎﻛﻤﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺘﻌﺬﻳ ﹴ
ﺃﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﱂ ﻳﻌ ﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﻳﻔﱵ ﳍﻢ ﲜﻮﺍ ﹺﺯ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﻣﺄﺳﺎ ﺓ ﻓﻜﺮﻳ ﺔ
ﻑ ﻟﻠﻤﺄﺳﺎﺓ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎﻫﺖ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﺍﳌﻔﺰﻋﺔ ﻟﻠﺼﻔﻮﻑ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺗﻀﺎ
ﺍﻷﻗﺮﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﺑﻠﻐﺖ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻟﻘﺎﺀﺍﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ
ﻭﻏﲑﻫﻢ ﰲ ﺭﺣﻼﻢ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ .
ﺡ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﺷﺎﺭﻛﺘ ﻬﻢ ﺕ ﺍﻷﺷﺒﺎ ﹺ ﺐ ﰲ ﺑﻴ ﻮ
ﺯﺍ ﻭ ﹶﻝ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳ
ﺾ ﻣﺸﺎ ﻫ ﺪﻩ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟ ﻜﺒﺎﺭ ﻣﻦ
ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ،ﻭ ﺟ ﺮﺕ ﺑﻌ
ﺻﺔ .ﻭﺍﺳﺘﻨﻜﺮﺗﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺌ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ، ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻣﲔ ﻭﻗﺎﺩ ﺓ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎ
ﺿﺖ ﺑﺎﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﱂ ﺗﺮﹶﻓ ﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﻭﺍﻋﺘ ﺮ
ﳊﻘﺒﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻭﹶﻗ ﻊ ﻋﻠﻴ ﹺﻬﻢ ﺍﻟ ﹸﻈﻠﻢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﻗﺎﺩﺓ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍ
ﺻ ﻐﺎ ﹺﺭ ﻫﻢ.
ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭ
ﻟﻜﻦ ﰲ ﻏﻤﺮﺓ ﺍﻟﺘﺪﺍﹸﻓﻊ ﺍﳊﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺼﻞ ﻣﻨﺬ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺑﻮﺍﻛﲑ ﺃﻳﺎﻡ
ﺼﻮﻣﻬﺎ ،ﺗﻄ ﻮﺭﺕ ﻋﻘﻴﺪﹲﺓ ﻏﺮﻳﺒ ﹲﺔ ﻋﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺧ
ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎ ﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﰲ ،ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻮﱠﻟﻰ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﰲ
ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﻳﻮﻣ ﹴﻲ ﺑﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﳉﻨﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ،
ﻭﻫﻲ ﺍﻋﺘﻤﺎ ﺩ ﺍﻟ ﻌﻨﻒ ﺍﳊﺎ ﺳﻢ ﻹﺳﻜﺎﺕ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﱰﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﻭﻣﺪﻩ
ﻟﻴﻮﺍﰲ ﻣﻈﺎﻫ ﺮ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻴﻀﹺﺒ ﹸﻄﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺣﺎﲰﺔ ﻛﺬﻟﻚ.
ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻣﺎ ﻟﹺﺒﹶﺜﺖ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺸ ﺮﺕ ﺭﻭﺣﹰﺎ ﺳﺎﺋﺪ ﹰﺓ ﰲ ﺃﺭ ﹺﻭﹶﻗﺔ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ،
ﺱ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻹﻋﺪﺍ ﹺﻡ ﻛﺒﺎ ﹺﺭ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻳﻤ ﻜ ﻦ ﺃﻥ ﺗﻔ ﻬ ﻢ ﺍﳉﺮﺃﺓ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻻﲣﺎﺫ ﺑﻌﺾ ﻗﺮﺍﺭﺍﺎ ﻭﺍﳊﻤﺎ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷ ﺮ ﻋﻮﺍ ﰲ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻟﻺﺿﺮﺍﺏ ،ﺃﻭ ﺗﻮ ﺭﻃﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺃﻭ ﻣﺎ ﻭ ﹶﻗ ﻊ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍ ﹴﻡ ﻟﺒﻌﺾ
ﺍ ﹸﳌﺘﺎﺟﺮﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﺟﻨﱯ ،ﲟﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﻹﳚﺎﺯﻳﺔ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺃﻧﻪ
ﻆ ﺍﳌﺎﻝ ﹺﻭ ﺭﺛﹰﺎ ﻻ ﺗﺼ ﺮﻓﹰﺎ ﻭﺑﻴﻌﺎﹰ ،ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺑﻨﺎ ٌﺀ ﻟﺮﻣﻮﺯ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﳛﻔ ﹸ
ﻆ ﻣﻌ ﻬﻢ ﻋﻬﺪﹰﺍ ﻭﺩﻭﺩﹰﺍ ﻳﻨﻔﻌﻬﺎ ﰲ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻭﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭ ﳑﺎ ﺣ ﹺﺮﺻﺖ ﲢﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﲢ ﹶﻔ ﹶ
ﺴﻦ ﺭﻋﺎﻳﺘﻪ .ﻭﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺳﺎﻟﻒ ﲡﺮﺑﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺤ ِ
ﺠﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻬﺎ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻤﱠﺜﻠﺔ ﰲ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﻌ ﺰﻯ ﺍ ﹶﳌﺠ ﺰﺭﺓ ﺍ ﹸﳌﺘﻌ
ﺼﻒ، ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟ ﻑ ﺍﻟ ﻌ ﺪﺩ ﻣﻦ
ﰲ ) (28ﻣﻦ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ -ﺭ ﺣ ﻤﻬﻢ ﺍﷲ -ﻭﺃﺿﻌﺎ
ﺑﻌﺪ ﳏﺎﻭﻟ ﺔ ﺍﻧﻘﻼﺑﻴ ﺔ ﻓﺎﺷﻠﺔ ﺣﺎ ﻭ ﹶﻝ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻥ ﻳ ﱪﺭﻭﺍ ﺍﺳﺘﻴﻼﺀ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﲔ
ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﳋﻄﺮ ،ﺑﺄﺎ ﺗﺮﻛﺘ ﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﺣﱴ ﻳﺘﻮ ﺭﻃﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ
ﺠ ﹺﺮﻣﲔ .ﻭ ﺳﻮﻯ ﳎﺎﻓﺎﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻋ ﻢ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ،ﻓﺈﻥ ﳎﺎﻓﺎﺗﻪ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣ ﻭﻳﻘﺒ
ﺑ ﺪﺕ ﻏﺎﻟﺒﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻗﺪ ﺍﻧﻔﻠﺘﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻭ ﻋ ﻮﺿﹰﺎ ﻋﻦ ﺇﻋﻤﺎ ﹺﻝ ﺁﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺪﱠﻗﺔ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺮﺍﻗﺒﺔ ﺃ ﻋ ﻤﹶﻠﺖ ﺁﻟﺔ ﺍﻟ ﻌﻨﻒ ﰲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ،ﻣﺎ ﺯ ﻋ ﻢ ﺃﻧﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﻟﺘ ﹸﻜﻒ ﻋﻦ
ﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﱂ ﺗﻔﻌﻞ ﻭﺑ ﻘﻴﺖ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﰲ ﻋﻨﻖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﱃ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﺃﻥ ﺗﺨ ﻄ ﺮ ﺫﻭﻱ ﺍﻟ
ﻛﻴﻒ ﱠﲤﺖ ﺍ ﹸﶈﺎﻛﻤﺔ ،ﻭﺑﺄﻱ ﻗﺎﻧﻮ ﻥ ،ﻭﺃﻳﻦ ﺩﻓﻨﻮﺍ ،ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﻣﻦ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﻭ ﻣﺘﻌﱢﻠﻘﺎﺕ ﺷﺨﺼﻴﺔ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﳌﻮﺳﻮﻣﺔ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟ ﻌﻨﻒ ﺣﺎﺩﺛ ﹰﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﰲ
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺬ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺣﻜ ﻢ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﰲ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺴﻤﺖ ﺍﻟﺴﲑ ﹸﺓ
ﺏ ﺷﺪﻳﺪ ،ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻠﻤﻬﻨﺪﺱ ﺩﺍﺅﻭﺩ ﳛﻲ ﺑﻮﻻﺩ -ﺭﲪﻪ ﺍﷲ -ﺑﺎﺿﻄﺮﺍ ﹴ
ﻼﺑﻴﹰﺎﺍﻟﻘﻼﺋﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﱃ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻓﻮﺭ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪﹰﺍ ﻃ ﱠ
ﻣﻬﻤﹰﺎ ،ﻧﺎﻝ ﺃﺭﻓﻊ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﱠﻗﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻃﺎﻟﺐ ،ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﻭﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﳑﺎ
ﻳﺆ ﻫﻠﻪ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﹰﺎ ﻟﻠﺘﺮﱢﻗﻲ ﳓﻮ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﺠﺬﻭﺭ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﰲ ﻋﻦ
ﺕ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻌﲏ ﺷﺬﻭﺫﹰﺍ ﺃﻭ ﳋﺮﻃﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻮﻯ ﺗﺒﺎﻳﻨﺎ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍ ﹸ
ﺧﺮﻭﺟﹰﺎ ﻓﺎﺣﺸﹰﺎ ،ﺑﻞ ﺍﺧﺘﻼﻓﹰﺎ ﰲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ
ﲢ ﻮﻝ ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ﺑﻮﻻﺋﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ 1986ﻡ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺷﺤﹰﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻧﻴﺎﻻ ،ﻭﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﺪﺓ ﻭﺗﺪﺍﻓﻊ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ
ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﲢ ﻮﻝ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺧﺎﻟﻌﹰﺎ ﻭﻻﺀﻩ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻴﺎﺭ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ .ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﲰﻪ ﰲ ﺭﺃﺱ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﺍ ﹸﳌﺘﻌﺎﻭﻧﲔ ﻣﻊ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﺇﺑﺎﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺎﻣﺖ ﳉﻨﺔ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺟﻬﺎﺯ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻃﺎﺭﺣﹰﺎ ﻗﺮﺍﺀ ﹰﺓ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻣ ﺮ ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ﻣﺮﻭﺭﹰﺍ ﻋﺎﺑﺮﹰﺍ ﺑﺎ ﹸ
ﺏ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﻣﻦ ﺻﺔ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﲡﺎ ﻭ ﺏ ﻛﺘﺒﻪ ﻃﺎﻟﺒﹰﺎ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﰲ ﺃﻃﺮ ﺧﺎ ﻛﺘﺎ ﹴ
ﺼﺪﻭ ﺩ ﻭﻣﻌﺎﻧﻔﺔ ،ﻓﻐﺎﺩﺭ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﻴﻠﻪ ﻣ ﻤﻦ ﺍﺭﺗﻘﻮﺍ ﺇﱃ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻗﺎﺑﹶﻠﻪ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺑ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﳏ ﱢﻘﻘﹰﺎ ﺣﹸﻠﻤﹰﺎ ﺭﺋﻴﺴﻴﹰﺎ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻧﻀ ﻢ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟ ﺍﻟ
ﺻﺔ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ،ﻓﻮ ﺟ ﺪ ﻣﻦ ﱠﰒ ﺩﺧﻮ ﹸﻝ ﺑﺎﳔﺮﺍﻁ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍ ﹸﳌ ﻬ ﻤﺸﺔ ﻏﲑ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﰲ ﻧﻀﺎﻝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺧﺎ
ﺑﻮﻻﺩ ﺇﱃ ﺻﻔﻮﻓﻬﺎ ﺗﺮﺣﻴﺒﹰﺎ ﻛﺒﲑﹰﺍ ،ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻄﻠﺒﻪ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﲤ ﺮﺩ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻋﻠﻰ
ﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺗﺼﺎ ﹰﻻ ﻭﺍﺳﻌﹰﺎ ﻼ ﻣﻦ ﺍ ﹸ ﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻭﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻩ ﻋﻤ ﹰ ﺴﻠﻄﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﺍ ﹸ ﺍﻟ
ﺶ ﻭﻃﻠﻴﻌ ﺔ ﻣﻘﺎﺗﻠ ﺔ ﺑ ﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺑﻌﺾ ﺍ ﹸﳌﺘﻌﱢﻠﻤﲔ ﳓﻮ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺟﻴ ﹴ
ﺗﺘﺒﻨﻰ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍ ﹸﳌ ﻬ ﻤﺸﺔ ،ﹺﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ .ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﻧﺸﺎﻃﻪ
ﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﺟ ﺮﺩ ﻣﺪﻳ ﺮ ﻋﺎﻡ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺿﺒﺎﻃﻪ ﻣ ﻤﻦ ﺯﺍﻭﻟﻮﺍ ﻧﺸﺎﻃﹰﺎ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﰲ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﺑﺎ ﹸ
ﺻﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺇﱃ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ،ﺣﻴﺚ ﹸﺍﻟ ﻘ ﻲ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﰲ ﺃ ﹸﻃﺮ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎ
ﺍﳌﻴﺪﺍﱐ ،ﻭﺃﺟ ﺮﻯ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻣﻘﺎﺑﻠ ﹰﺔ ﻗﺼﲑﺓ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻗﺒﻞ ﺇﻋﺪﺍﻣﻪ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﰲ ﳏﺎﻛﻤﺔ
ﺿﺒﺎﻁ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﳎﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ،ﺍﻷﺭﺟﺢ ﺃﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺇﺑﺎﻥ ﺗﻮﱢﻟﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ
ﺐ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺑﻌﺪ ﲪﻠ ﺔ ﻭﺍﺳﻌ ﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﳉﻤﻊ ﺳﻼﺡ ﻣﺎ ﻋ ﹺﺮﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻨﺼ
ﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄ ﻣﻞ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﺍﳉﺎﺩ ﰲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ﺑـ)ﲨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬ ﹺ
ﺐ ﺍ ﹸﳌﺴﱠﻠﺢ( ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ .ﻭﻻ ﺭﻳ
ﺴﻠﻄﺔ ﺕ ﳓﻮ ﺭﻓ ﹺﻊ ﺍ ﹶﳌﻈﺎ ﳌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﻌﺎﺩﻟ ﺔ ﻟﻠ ﻀﻲﺀ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍ ﺑﻮﻻﺩ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘ
ﻁ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺪﺍﺭﻓﻮﺭ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2003ﻡ. ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺄﺳﺎﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗ ﻮ ﺭ ﹶ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﲢﻔﻆ ﺍﻟ
ﺼﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳉﻬﺎﺯ ،ﺃﻥ ﻳﻠ ﻢﺣﺎﻭﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎ ﹸﺫ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﱠﻗﻰ ﺇﱄ ﻣﺪﻳ ﹴﺮ ﻋﺎﻡ ﻭ ﺧﹸﻠ
ﺻﺔ ﻭﰲ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﳌﻮﺍﺻﻼﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻮﺣﺪﹰﺍ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺗﻨﺎﺳﻠﺖ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ ﰲ ﺍﳌﻘ ﺮﺍﺕ ﺍﳋﺎ
ﻼﺏ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﻗﻀﺎ ًﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ،ﺇﺫ ﲨﻌﻬﺎ ﲢﺖ ﻭﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﻭﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﻭﰲ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺕ ﰲ ﺿﺒﻂ ﲡﺎﻭﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺇﻣﺮﺓ ﺟﻬﺎ ﹴﺯ ﺭﲰﻲ ﻭﺍﺿﺢ ﳏﺎﺳﺐ ﻣﺴﺆﻭﻝ ،ﻛﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﺧ ﹸﻄﻮﺍ
ﻁ ﺃﻭ ﺃﻓﺮﺍﺩ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﳜﻄﻮ ﺿﺒﺎ
ﺕ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺎﺭﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺃﻭﻗﻊ ﻋﻘﻮﺑﺎ
ﻼ ﻋﻦﺻﺮﺓ ﻓﻀ ﹰﲔ ﻣﻔﻬﻮ ﻡ ﺍﻷﻣﻦ ﰲ ﺩﻭﻟ ﺔ ﻣﻌﺎ ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﳊﺎﲰﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻴ ﻊ ﺭﻭﺣﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﺗﺴﺘﺒ
ﺡ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺎﹺﻳ ﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﺻ ﺮﺓ ﺗﻘ ﺪﺱ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻓ ﺮﻭ
ﺩﻭﻟ ﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻌﺎ
ﺻﺔ ﺃﻥ ﻳﻐﺮﺩ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺳﺮﹺﺑﻪ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺷﻌﻮﺭﻩ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﲪﺎﻳﺔ ﻳﺘﻮﱠﻗﻊ ﳌﻦ ﻳﺘﺒ ﻮﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻊ ﺧﺎ
ﺼ ﺮ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﹸﻓﻖ ،ﰒ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺟﻬﺎﺯﻩ ﻭﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﻭﲤﻜﲔ ﺛﻘﺘﻬﻢ ﰲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻗﺪ ﹶﻗ
ﺨﱠﻠﺔ ﰲ ﺗﻔﻜﲑﻩ ﻛﺸﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ. ﻣ
ﳊﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺮ ﺣ ﻪ ﺳﺠ ﻦ ﺍ ﹶﳌﺸ ﻬ ﺪ ﺍﻷﺧﲑ ﰲ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﲔ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺍ ﹸ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺧﻠﻮﺍﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻋﻴﻤﲔ ﺍﻟﻜﺒﲑﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﻦ ﹸﳍﻢ ﺍﻟﺘﻮﺍﹸﻓﻖ ﺛﻼﺛﺘﻬﻢ ﹸﻛﻮﺑﺮ ،ﺇﺫ ﺣﺎﻭ ﹶﻝ ﺍﻷﻣ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺪﻋﺎ ﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺰﻟﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﻉ ﻳﺮ ﺳ ﻢ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟ ﻋﻠﻰ ﺇﲨﺎ ﹴ
ﺴﻠﻄﺔ ،ﰒ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨ ﹰﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺍ ﹸﳌﺒﺎ ﺷ ﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨ ﹰﺔ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ
ﻉ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﻣﻨﺎﻭﺭﺍﺎ ﻭﻣﺰﺍﻭﺩﺎ ﺑﺄﻢ ﺃﺧﲑﹰﺍ ﻓﺎﺀﻭﺍ ﺇﱃ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻮﺍﺀ ،ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺻﺮﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻛ ﹺﺮ ﻩ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻋﻘﻴﺪ ﹰﺓ ﻭﺍﺣﺪ ﹰﺓ ﻭﺇﳝﺎﻧﹰﺎ ﻭﺷﺮﻳﻌ ﹰﺔ ﺗﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻓﻴﺘﻮﺍﻓﻘﻮﺍ ﻣﻌﻪ
ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻣﻦ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺻﺎ ﹰﻻ ﺑﻴﻨ ﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﹺﺟﻮﺍ ﹺﺭﻫﻢ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ .ﻭﻟﻜﻦ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺣﱴ ﲢﻤﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﲔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺜﻴﲔ ﻭﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﲔ. ﺍﻟﺰﻋﻴﻤﲔ ﱂ ﻳﻮﺍﻓﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﺠ ﺪﺩ ﻋﻦ ﺍ ﳌﺤ ﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺍﻟﺬﻱ ﺿ ﻢ ﲨﻴﻊ ﻣﻦ ﰲ ﺑﻞ ﻭﰲ ﺫﺍﺕ ﺍ ﹸﳌﻌﺘ ﹶﻘﻞ ،ﺗﺒﻠﻮﺭ ﺍ ﳌﺤ ﻮ ﺭ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍ ﹸﳌﺘ
ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻘﻞ ﻣﺎﻋﺪﺍ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻴﻘﻨﻮﺍ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻣﻦ ﺗﺪﺑﲑ
ﻕ ﻣﱠﺜﻞ ﻧﻮﺍ ﹰﺓ ﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺘﺠ ﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻛﺘﻤﻞ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ. ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻭﱠﻗﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻝ ﺍﺗﻔﺎ ﹴ
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻬﺎ ﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﱂ ﻳﺄﻟﻮ ﺟﻬﺪﹰﺍ ﻳﻘﻄ ﻊ ﺑﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﺼﻒ
ﳊ ﻖ ﺑﻪ ﺇﺳﺎﺀ ﹰﺓ
ﻼ ﻭﺃ ﹶ
ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﲨﻴﻌﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺘﻘﻞ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻓﺎﻗﺘﺎﺩ ﺯﻋﻴﻢ ﺣﺰﺏ ﺍﻷ ﻣﺔ ﻓﺠﺄﺓ ﻟﻴ ﹰ
ﺑﺎﻟﻐ ﹰﺔ ،ﻫﻲ ﰲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺭﺳﺎﻟ ﹲﺔ ﺑﺎﻟﻐ ﹲﺔ ﻟﻪ ﻭﻟﺼﻬﺮﻩ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﳏﻮﺭ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﺑﺎﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﺎﺿﻴ ﹲﺔ ﻻ ﺗﻨ ﹸﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻭﻟﻦ ﺗﺼﻄﻠﺢ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ.
ﳋﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺃﻣﺎ ﹸﻗﻮﻯ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﺎﻥ ﳍﺎ ﲢﻠﻴﻠﻬﺎ ﺍ ﹸﳌﺘﻌ ﻤﻖ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺃﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﳊﺰﺑﲔ ﺍﻟﻜﺒﲑﻳﻦ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺣﺘ ﺪﺕ ﺧﺼﻮﻣﺘﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﺖ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﺑﺰ ﺑﺎﻷﻟﻘﺎﺏ،
ﺻﻮﻝ ﻓﺎﺳﺘﻔﺮﻏﻮﺍ ﻭﺳﻌﻬﻢ ﺃﻻ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ، ﻑ ﺟﻮﻫﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭﺃ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﲞﻼ
ﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﺍﳊﺰﺑﲔ ﻭﻛﺎﻥ ﹸﳍﻢ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺑﺜﻤ ﹴﻦ ﺑﺎﻫﻆ ﺍﺻﻄﱪﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎﹸﻗﻀﺎ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻦ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻨﻔ ﹺﺮ ﺩ ﻧﻈﺎ ﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑ ﺰ ﻋ ﻤﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻣﻜﺸﻮﻓﲔ.
*****
ﻼ
ﺚ ﺃﻥ ﲢ ﺮﻙ ﻣﺘﻔﺎﻋ ﹰ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺟﻪ ﱂ ﻳﻠﺒ ﹾ ﺑﻘﻴﺔ ﺟﺴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟ
ﺸﺮﻳﻦ ﲟﺸﺮﻭﻋﻬﻢ ﺸ ﺪ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻃ ﻮﻓﻮﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﺒ ﺡ ﻭ ﺣ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻫﻴﺄ ﺍﳌﺴﺎ ﹺﺭ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻪ ﰒ ﺇﺳﻼﻣﻪ ،ﻛﻤﺎ ﹶﻇ ﻬ ﺮ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﰲ ﳐﺎﻃﺒـﺎﺕ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟ
ﻼ ﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﻗﻴـﺎﺩﺓ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .ﻭﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ،ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﺳﺒ ﹰ
ﺴﻤﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺃ ﻭﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﳌﹸﻌﻠﻦ ﺍ ﹸﳌﺸﺘﺮﻙ ﺑﲔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍ ﹸﳌﻘ
ﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ ﳉﺎ ﹸﻥ ﺍﻠﺲ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻫﻮ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍ
ﺤﺔ ﳌﻞﺀ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻔﻖ ﳜﻴﻢ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺑﺮﻧﺎﻣ ﹴﺞ ﺳﻴﺎﺳـﻲ ﻭﻗﺪ ﺑ ﺪﺕ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻣﻠ
ﺡ ﻳﻌﺒﺊ ﲡﺎ ﻭﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿـﻮﻋﻪ ﻉ ﺃﻭ ﻃﺮ ﹴ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺃﻭ ﻣﺸﺮﻭ ﹴ
ﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ﺑﻨﺪﹰﺍ ﻣﻬﻤﹰﺎ ﰲ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﺤﻀﲑ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ،ﺇﺫ ﺗﻌﺮﻑ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛـﺔ )ﺍﳌﺸﺮﻭ
ﺸ ﹶﻞ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻔﺮﻳـﻖ ﺇﺑـﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒـﻮﺩ )-1958 ﺖ ﺍﳊﹸﺮﻳﺎﺕ ،ﻣﺎ ﺃﻓ ﻋﱪﺓ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭ ﹶﻛﺒ
1964ﻡ( ﻭﺍﻧﺘﻬﻲ ﲝﻜﻢ ﺍﳌﺸﲑ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ.
ﺼ ﻮﺑﹰﺎ ﳓﻮ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﺧﻄﺮ ،ﺍﳊﺮﺏ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﳏﱠﻠﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﳉﻨﺔ ﺡ ﺍﻷﻭﻝ ﻣ ﺟﺎﺀ ﺍ ﹸﳌﻘﺘ ﺮ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺃ ﺳﻬﺎ ﻋﻀ ﻮ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﻣﻊ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍ ﹸﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻄﻴﻒ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﺍﺳﺘﺒﺎ ﹶﻥ ﻭﺟ ﻪ ﻣﻨﻔﺘ ﺢ ﻣﺘﺴﺎﻣ ﺢ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻳﻨﺎﻗﺾ
ﺝ ﻋ ﱪ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ
ﺡ( ﻭﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻘﻠﲔ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﰲ ﺍﻟ ﺮ ﻭﺍ ﹺ ﺕ ﺍﻷ ﺷﺒﺎ ﹺﺇﱃ ﺣ ﺪ ﻛﺒﲑ ﲰﻌﺔ )ﺑﻴﻮ
ﻣﻨ ﱠﻈﻤﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﰲ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻋ ﱪ ﺃﻛﱪ ﻣﺆ ﺳﺴﺎﺕ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ.
ﺥ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳍﺪﻭﺀ
ﺗﺪﺍﻭﻝ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﺮﺏ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﲝﺮﻳ ﺔ ﻭﺍﺳﺘﻔﺎﺿ ﺔ ﰲ ﻣﻨﺎ ﹴ
ﻭﺍﻟﺘﺴﺎ ﻣﺢ ،ﻭﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻟﺘﺄﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﴰ ﹸﻞ ﺍﳌﺆ ﲤﺮﻳﻦ ﻹﺟﺎﺯﺓ ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺫﺍﻋﺔ
ﺃﻣ ﺪﺭﻣﺎﻥ ﺗﺘﻠﻮ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﹸﺃﻋ ﺪﻣﻮﺍ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍ ﹸﳌﺆﲤﺮﻳﻦ ﲟﺎ ﺃﳒﺰﻭﺍ،
ﻭﻫﻮ ﺟﻬ ﺪ ﻳﺴﺘﺤ ﻖ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻟﻠﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﻭﺗﻘﺪﳝﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﻗﺪ ﻴﺄﺕ ﳍﺎ ﺻﺨﺮﺓ
ﺍﻻﺭﺗﻄﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺒ ﺪﺩ .ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺃﻓﹶﻠ ﺢ ﰲ ﻛﺴﺮ ﺟﻤﻮﺩ ﲡﺎ ﻭﺏ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻣﻸ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻓﻖ ﻋﻘ ﺪﻂ ﺃﻓﻜﺎﺭﹰﺍ ﻣﻬﻤﺔ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﺍﻟ ﺴﹶﻍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺑ ﺍﻟﻔﺮﺍ ﹶ
ﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﳑﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺤﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻣﻊ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﻳﻬﻴﺊ ﻟﻠﻘﺴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﻟﻠ
ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻗﺪ ﻴﺄﺕ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ .ﻛﻤﺎ ﺃﺗﺎﺡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻣﺎﺩ ﹰﺓ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻭﺳﻂ ﺟﺎﻟﻴﺎﺕ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﻛﻤﺎ ﲪﻞ ﻗﺮﺍ ﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺘﺒﻨﻲ ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟ
ﺿﻪ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻮﻗﻒ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﹸﻗﺒﻮﻝ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﻠﺘﻌ ﺪﺩ ﺃﺳﺎﺳﹰﺎ ﻟﺘﻔﺎ ﻭ
ﰲ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺑﻞ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﻹﲨﺎﻉ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻐﲑ ﺳﻠﻄ ﺔ ﺃﻭ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ.
ﳊﻮﺍﺭ(ﺗﻮﺍﹶﻟﺖ ﺍ ﹸﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻋﱪ ﺳﻨﻮﺍﺎ ﺍﻷﻭﱃ ﻭ ﺣ ﻤﹶﻠﺖ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻛﻠﻤﺔ )ﺍ
ﰲ ﻋﻨﻮﺍﺎ ،ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍ ﹸﳌﺘﺴﺎﻣﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻬﺠﻪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻳﺘﺠﱠﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ
ﺳﻠﻮﻙ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﺍﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ) ،ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳌﺮﺃﺓ ،ﻣﺆﲤﺮ
ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ،ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ(.
ﺸ ﻤﹶﻠﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺆﲤﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺗﺘﻮ ﺳﻊ ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ،ﻓ
ﺼﺼﺎﻢ ،ﻭﻇﱠﻠﺖ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﲢﺘﻔﻆ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮ ﺯﻋﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺘﺨ
ﻼ ﺃﻭﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻴ ﹰ ﺑﻮﺟﻮ ﺩ ﺩﺍﺋﻢ ﰲ ﳉﺎﻥ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ،ﻭﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺎﺡ ﳍﺎ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻣﻘ ﺮ ﻧﺎﺋ ﹺ
ﺎﺭﹰﺍ ،ﻭﺇﻓﺎﺩﺗﻪ ﲟﺎ ﺟ ﺮﻯ ﻭﺳﻴﺠﺮﻱ ﻭﺃﺧ ﹶﺬ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍ ﹸﳌﻄﻠﻘﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﺩﺭ ﻙ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﻭﻗﺪ ﹸﺃﻃﻠ ﻖ ﺳﺮﺍ ﺣﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﳌﱰﱄ ﺍﻷﻣ
ﺿ ﻊ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭ ﹺﺟﻪ ﻣﻦ ﺳﺠ ﹺﻦ ﹸﻛﻮﺑﺮ ،ﻭﲞﺮﻭﺟﻪ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻭ
ﺻﺔ ﺇﺫﺍﻼ ﰲ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﺧﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﻭ ﻣﻘ ﺮﺭﺍﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻻ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﺏ ﻧﻘﺎﺷﻪ ﰲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺇﱃ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﳊﺬﺭ ﺼ ﻮ
ﹸﻗﻮﺭﻧﺖ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻧﺎﺋﺒﻪ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﺄﺑﻪ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﳋﻄﺮ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ.
ﻣﺆﲤ ﺮ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮﺓ ﻟﻮﻻ ﻭﺟﻮﺩ
ﺻﻞ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻣﻌﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺑﻮﺻﻔﻪ )ﻣﺆﲤ ﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍ
ﻀﻢ ﺍﻵﻻﻑ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﻏ ﱠﻄﺖ ﺳﺎﺋﺮ ﺍ ﹸﳌﺆﲤﺮﺍﺕ( ،ﻭﺍﺗﺴﻌﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍ ﹸﳌﺸﺎﺭﻛﲔ ﻟﺘ
ﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺼ ﺪﻯ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺏ ﺍﳊﻴﺎﺓ .ﻓﻮﺍﺟﻬﺖ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍ ﹸﳌﻌﻀﻼ ﺷﻌﺎ ﹺ
ﺴﻮﺩﺍﻥ .ﻓﻜﻠﻤﺔ )ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ( ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﺪ ﳋ ﱠﻄﺔ ﻋﻈﻤﻰ ﲤﺘ ﺪ ﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻗﻄ ﹴﺮ ﲝﺠﻢ ﺍﻟ ﹸ
ﻭﻟ ﺪﺕ ﻭﺗﻄ ﻮﺭﺕ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﻭﻫﻲ ﺗﻀﻊ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﻫﺪﹶﻓﻬﺎ ﰲ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣ ﺪ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﰲ ﺩﻭﻟ ﹰﺔ ﻭﳎﺘﻤﻌﹰﺎ ﻣﺆﻣﻨﹰﺎ، ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ) ,(survivalﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣ
ﺴﻠﱯ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ.
ﻣﺆ ﺳﺴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻓﻐﺎﻳﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻫﻲ )ﺍﻟ ﻌ ﺰﺓ( ﻭﻟﻴﺲ ﳎ ﺮﺩ ﺍﳌﻌﲏ ﺍﻟ
ﻓﻤﻨﺬ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻭﺑﺈﳍﺎﻡ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻧﻈﺮﻳﹰﺎ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ
ﺍﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻓﺎﺘﻤﻊ ﻫﻮ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻻ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼ ﺪﺭ
ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭ ﻭﲤﻜﲔ ﻣﻨﻈﻤﺎﺗﻪ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺷﻌﺎﺏ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ
ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﳓﻮ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺗﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﻨﺼﺮﻡ .ﻓﺎﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ
ﺼﺖ ﲜﻼ ٍﺀ ﺃﻥ ﺍﺘﻤﻊ ﺍ ﹸﳌﺆﻣﻦ ﳎﺘﻤﻊ ﻣﺒﺎﺩﺭ ﻳﻘﻮ ﻡ ﺑﻐﺎﻟﺐ ﻭﻇﺎﺋﻔﻪ ،ﻭﻳﺘﺮﻙ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻧ
ﺴﻠﻄﺎﻥ.ﳏﺪﻭﺩﺓ ﻟﻠ
ﺼﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺸﻒ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻟﻠ ﻤﺨﺘ
ﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﺠﺎﺀ ﺗﺼ ﻮﺭﻫﻢ ﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺣﱴ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﺑﻮﺍ ﰲ ﹶﻛﻨ
ﺳﺎﺫﺟﹰﺎ ﻗﺎﺻﺮﹰﺍ ﻋﻦ ﳏﺘﻮﻱ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﻬﺪﻓﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎ ﹸﳌﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺣ ﻮﻟﺘﻬﺎ ﺇﱃ
ﺕ ﺗﻨ ﻢ ﻋﻦ ﻓﻘﺮ ﻓﻘ ﹺﻬ ﹺﻬﻢ ،ﻓﺎﺳﺘﺪ ﺭ ﹶﻛ ﻬﺎ ﺍﻷﻣ
ﻭﺃﺛﺎﺭﻭﺍ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﺎ
ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻷﺧﻼﻕ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺗﺪﻳﻨﻪ ،ﺑﻞ ﻭﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ
ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﳑﺎ ﻻ ﻳﺄﺑﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﱐ ﻭﻳﻌﺘﱪﻩ ﺷﺆﻭﻧﹰﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ
ﳍﺎ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺍﳉﻬ ﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑ ﺬ ﹶﻝ ﰲ ﻭﺿﻊ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺇﺿﺎﻓﺔ
ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺃﺻﻴﻠﺔ ﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻭﻟﻴﺲ ﳏﺾ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ
ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪﻱ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﱂ ﲡﺪ ﺣﻈﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻫﺎﺩﻳﹰﺎ ﳉﻤﻠﺔ ﻛﺴﺐ
ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻓﺎﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺸﻄﻮﻥ ﻳﺪﻳ ﺮﻭﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻻ ﲢﻈﻰ ﺍﻷﻓﻜﺎ ﺭ ﻋﻨ ﺪ ﻫﻢ
ﳋﻄﺔ ﺍﻟ ﻌﻈﻤﻲ ﻗﺪ ﻟ ﻘﻴﺖ
ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺣﱴ ﻳﺼﻄﱪﻭﺍ ﻣﻊ ﻗﺮﺍﺀﺍﺎ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍ ﹸ
ﻋﻨﺘﹰﺎ ﻋﺼﻴﹰﺎ ﰲ ﲢﺼﻴﻞ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻋﺎﻗﻬﺎ
ﻒ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀ ﻭ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻓﺎﻧﺴﺤﺐ ﺫﻟﻚ ﺿﻌﻔﹰﺎ ﰲ ﺩﻗﺔ ﺿﻌ
ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺭﻏﻢ ﺍﳉﻬﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻳﻮﺍﻟﻴﻪ
ﺴﻮﺩﺍﻥ. ﳋﻄﺔ ﻋﱪ ﻛﻞ ﺷ ﻌﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﰲ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍ ﹸ
ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭﻳﺔ ﺑﺘﻮﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﱂ ﺗ ﺪﻉ ﺍﲰﹰﺎ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﹰﺎ
ﺏ
ﻗﻮﻣﻴﹰﺎ ﳏﺎﻳﺪﹰﺍ ﺃﻭ ﺣﱴ ﻣﻌﺎ ﹺﺭﺿﹰﺎ ﺇﻻ ﻭﺍﺣﺘﻮﺗﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﻘﺎ ﹺﺭ
ﺠﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷ ﹺﻬﺪﻭﺍ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺸ ﻬﺪﻭﺍ ﳊﺮ ﻗﺪ ﺷ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍ ﹸ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺇﺫﺍ ﹸﻛ ﺮ ﺭﺕ ﳍﻢ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻣﱠﺜﻠﺖ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺃﻛﱪ ﲪﻠﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ
ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ،ﻗ ﺪﻣﺘﻬﺎ ﻟﻠﻨﺨﺒﺔ ﻭﻋ ﺮﻓﺘﻬﺎ ﲝﻘﻴﻘﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ،ﻛ ﻤﺎ ﺑﺮﻣﻮﺯﻫﺎ ﻭﺷﺨﺼﻴﺎﺎ .ﻟﻜﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ
ﺕ ﻣﺸﺎ ﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻛﻠﻪ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎ ﻭﺯ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺝ ﺧ ﹸﻄﻮﺍ
ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺘﺎ
ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍ ﹸﳌﻐﻠﻘﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻔﻠﺢ ﻓﻴﻪ ﺣﱴ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﻔﻴﻤﺎ ﳒﺢ ﺍﳌﺆﲤﺮ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﰲ ﲤﻜﲔ ﻣﻘ ﺮﺭﺍﺗﻪ ﻭﺗﻮﺻﻴﺎﺗﻪ ﻓﻠﺴﻔ ﹰﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﱂ ﻳﻔﻠ ﺢ
ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﺘﻔﻌﻴﻞ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ
ﻑ ﺑﲔ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ ﺗﻌﱠﺜﺮ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﳊ ﺮﺓ ﻭ ﺣ ﻤﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﳋﻼ
ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﲣﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﳊ ﺮﺓ ،ﺩﺍﺭﺕ ﺃﻭﱃ ﺳﺠﺎﻻﺕ
ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﹶﻃﺒ ﻌﺖ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﺧﲑﺓ.
ﺃﻓﻠﺤﺖ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻭﻋﻲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻘﺼﻮﺭ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﻋﻦ
ﺍﺣﺘﻮﺍﺀ ﻛﻞ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺩﻭﻟ ﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﹸﻗ
ﺼﻮﺭ ﲡﺮﺑﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻠﺘﻬﺎ ﲜﺬﻭﺭ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﺃﺗﺎﺣﺖ ﳍﺎ ﲡﺮﺑﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗ ﹸﻜﻦ ﻗﺼﲑﺓ.
ﺲ ﻟﻮﻃ ﹴﻦ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰﺃﻣﺎ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻓﻘﺪ ﻭﺍ ﺟ ﻬﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﺳﻴ ﹴ
ﺏ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍ ﹸﳌﺸﻜﻼﺕ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﹰﺓ ﻒ ﻗﺮﻥ ،ﻭ ﹶﻇ ﻬ ﺮﺕ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺷﻌﺎ
ﺏ ﻧﺼ
ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺎ ﹺﺭ
ﻣﻦ ﻗﺒ ﹸﻞ ،ﻛﻤﺎ ﻋ ﺮﹶﻓﺖ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﻨﻔﺘﺤﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﻮﺟﻮ ﻩ
ﺴﺐ .ﻭﻟﻜﻦ ﺫﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﺘﻤﻊ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺗﻐﺸﻰ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﻋﻠ ﹴﻢ ﻭﺟﻬ ﺪ ﻭ ﹶﻛ
ﺤﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻴ ﺢ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﺟ ﺪﺩ ﻟﻴﻘﻮﺩﻭﺍ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﺍ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍ ﹸﳌﻨﻔﺘ
ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻃﻴﺎﻑ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﻣﺪﺍﺭﺳﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﻣﺸﺎﺭﺑﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﺗﻌﱠﺜﺮﺕ ﻋﻨﺪ ﺭﻏﺒﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ
ﳊﻜﻢ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺨ ﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻋ ﻮﻕ ﲡﺮﺑﺔ ﺖ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻘﺎ ﹸﻝ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﰲ ﺍ ﹸ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺃ ﱠﻻ ﻳﻔﻠ
ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﻮ ﺟﻪ ﻣﻦ ﻧﻮﺍ ﺓ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻗﺎﺑﻀﺔ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ،
ﺸﻮﺭﻳﺔ( ﺍ ﹸﳌﺴ ﻤﻰ )ﺍ ﹸﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ(.
ﻑ ﻻﺣﻘﹰﺎ ﺑـ)ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟ ﻓﻴﻤﺎ ﻋ ﹺﺮ
ﺻ ﺪ ﺭ ﻣﺮﺳﻮ ﻡ ﻣﺆﱠﻗﺖ ﻣﻦ ﳓﻮ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ،
ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻠﺠﺎ ﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﻌ ﻤ ﹶﻞ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ،ﻓﺎﺳﺘﻮ ﻋﺒﺖ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺐ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﱠﻠﻔﻪ ﺣ ﱡﻞ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻮ ﻋ
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻫﻲ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﲡﺎﻭﺏ ﺇﳚﺎﺑﹰﺎ ﻣﻊ ﻗﺮﺍ ﹺﺭ
ﺸ ﺮ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﰲ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﺃﺎ ﺃﺟﻬﺰﺗﻪ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﹼﻠﺖ ﺍﳊﻞ ﻭﻧ
ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﹰﺎ ﳏﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺩ .ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﻓﻖ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ
ﻟﻠ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭﺧﺮﻭﺝ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﳊ ﱢﻞ
ﺻﻮﻟﻴﲔ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺔ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍ ﹶﳌﻌﺎﺵ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻷﻣﻦ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺯﻳﲔ ﻭﺍﻟ ﻮ
ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﺒﻐﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺃ ﻭﻝ ﻳﻮﻡ ،ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﱠﻠﺖ ﰲ
ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﲢﻤ ﹸﻞ ﺭﺻﻴﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﻛﺴﺒﻬﺎ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﺴﺘﻮ ﻋﺒﹰﺎ
ﳊ ﱢﻞﺸﺮﹰﺍ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﳛ ﺮﻙ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﻛﺎﻓﺔ ﹶ ﻟﻠ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﺍﻟﺮﻳﻔﻲ ﻣﺒ
ﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻏﲑ ﻣﻨﺘﻤﲔ ،ﺑﻞ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﲟﻨﻈﺮﻳﻦ ﺴﻤ ﻬﻢ ﺇﱃ ﻣﻨﺘﻤﲔ ﻷﺣﺰﺍ ﹴ ﻣﺸﺎ ﻛﻠ ﹺﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﻘ
ﻀ ﻢ ﺍﳉﻤﻴﻊﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﺼﺎﱀ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗ ﺳﻴﺎﺳﻴﲔ ﻛﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺗﻮﱠﻗﻌﻮﺍ ﺎﻳﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﰲ ﺍﻟ
ﻭﺗﺒﺎﺷﺮ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻼﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﻭﱂ ﻳ ﹸﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ.
ﺑ ﺪﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﲨﻠﺘﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻤﹰﺎ ﺷﺪﻳ ﺪ ﺍﳌﺮﻭﻧﺔ ﰲ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ
ﻭﲤﱡﺜﻠﻬﺎ ﻭ ﻣﻮﺍﺟﻬ ﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺠ ﺪﺩﺓ ﻭﲡﺎ ﻭﺯﻫﺎ ،ﳑﺎ ﳚﻌﻞ ﻣﻘﻮﻟﺔ )ﺣ ﱡﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ( ﺃﻭ )ﺣ ﱡﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ(
ﺍﻟﱵ ﺭﺍﺟﺖ ﻻﺣﻘﹰﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﺴﺎﺟﻼﺕ ﻣﻔﺎﺻﻠﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺴﺬﺍﺟﺔ ،ﺇﺫ ﱂ ﺗﻌ ﹺﻦ ﲢﺪﻳﺪﹰﺍ
ﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ( ،ﺃﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺫﻭ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻴﺴﺘﻌﺼﻲ ﻋﻠﻰﺇﻻ ﺣ ﱠﻞ )ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟ
ﺍﳊ ﱢﻞ ﲝﻜﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮ ﻋﺒﺘ ﻪ ﺃﻭ ﺟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻔﻨﺎ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﻣﻘﺎ ﻡ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻭﲢﺪﻳﺎﺗﻪ ﻗﺪ ﻣ ﺪ ﻩ ﺑﻄﺎﻗ ﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻓﺄﺑﺮﺯ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺍﺗﺴﻊ
ﻭﺗﻀﺎﻋﻒ ﺑﻌﺪ )ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ( ،ﺇﺫ ﺍﻧﺒﹶﺜ ﻖ ﻣﻨﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ.
ﺕ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﺍﻟﻌﻤ ﹸﻞ ﺍﻟ ﹶﻄﻮ ﻋﻲ ﺑﺮﻋﺎﻳ ﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﹶﻓﻐﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﺍ
ﻼ ﻟﻪ ﺧ ﹶﻄ ﺮ ﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈ ﻬ ﺮ
ﺗﺄﻫﻴ ﹸﻞ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﲔ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﻢ ﰲ ﺍﻷﺣﺰﻣﺔ ﺍ ﹸﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎ ﹸﳌ ﺪﻥ ﻋﻤ ﹰ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ،ﻓ ﻤﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﱰﻭﺡ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﻭﻱ
ﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻀﻌﺎﻑ ﻟ ﻌﻮ ﻥ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻭﺍﻟﺼ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍ ُﻷ ﺳ ﺮ ﺑﺄﻃﻔﺎﳍﺎ ﺍﻟ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺑﺎﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺳ ﹾﻠﻤﹰﺎ ﺃﻭ
ﺣﺮﺑﺎﹰ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻃﺎﻗﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﻂ ﰲ
ﺺ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ. ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﺴﺮﺓ ﻭﺍﳌﺸ ﱠﻘﺔ ﻭﺍﺣﺘ ﻤ ﹶﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﻴﺔ ﲣﹸﻠ
ﺸ ﹶﻄﺖ
ﻼﺏ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ،ﹸﻛﱡﻠﻬﺎ ﻧ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺄ ﹸﻥ ﰲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺏ ﻣﻴﺎﺩﻳ ﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺇﱃ ﻼ
ﲢﻤﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﺎﺳﺘﻮ ﻋﺒﺖ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺑ ﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻻ ﻳﻠﻮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻲ ٍﺀ ﺳ ﻮﻯ ﺍ ﹸﳌﺪﺍﻓﻌﺔ ﻗﺘﺎ ﹰﻻ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ.
ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺼﻞ ﻋﻤﹸﻠﻬﺎ ﻭﱂ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻣﻨﺬ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻣﺮﻭﺭﹰﺍ ﺑﺎﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻣﻮﺻﻮ ﹰﻻ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭ ﻣﺘﺠﺎﻭﺯﹰﺍ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺣ ﻤﻼﺕ
ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﳌﻮﲰﻴﺔ ﻟﻠﻔﻮﺯ ﺑﺎﳌﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ ،ﺇﱃ ﻏﺮﻓﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﻣﺘﺄﻫﺒﺔ ﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ.
ﺼﻮ ﹴﺭ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺒ ﺮ
ﺼﻮﺭ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺟﺪﻳﺮﹲﺓ ﺑﺎﻟﺘﺄ ﻣﻞ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﳌﺎ ﺷﺎﺎ ﻣﻦ ﹸﻗ ﹸﻛ ﱡﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟ
ﻱ ﺍ ﹸﳌﺤﺘﺸﻢ ﱂ ﻣﺮﺣﻠﺔ )ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ( ﺇﱃ )ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ( ،ﻓﺎﻧﺘﻈﺎ ﻡ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍ ﻡ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺎﻟ ﹺﺰ
ﻳﻮﺍﻓﻴﻪ ﺗﻘ ﺪ ﻡ ﰲ ﺍﻟ ﻔﻜﺮ ﺍ ﹸﳌﻮ ﹺﺟﺐ ﻟ ﻌ ﻤﻠ ﹺﻬﻦ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ
ﺡ ﺑﺘﻤﺎﻡ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺼ ﹸﻞ ﺍﻟﻨﺎ ﹺﺯ
ﺍﳌﻴﺘﺔ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌﺴﺘﻮﺭﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ،ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﱂ ﻳﻬ ﺪﻫﺎ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳ
ﳉ ﻬﺎ ﺩ ﺍﺳﺘﺒﺎﻧ ﹲﺔ ﻟﻸﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟ ﻘﻴﻢ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﺎﺗ ﹸﻞ ﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ، ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳﺴ ﻌﻒ ﺍ
ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﺗﻌ ﱠﻄﻠﺖ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﺘﻤﻊ ﻟﻴﻀﺎﺑﻂ ﹸﻃﻐﻴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﻭ ﹸﻛﱡﻠﻬﺎ
ﺃﺧﻄﺎ ُﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻐﲑ ﺳﺎﹺﺑﻘﺔ ﲡ ﹺﺮﺑﺔ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻋﻦ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﲑ،
ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻍ ﺍﳊ ﱢﻞ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ.
ﺗﻜ ﻮﻧﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﻮﻝ ﺍﻟ ﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻣﲔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻣﲔ ﻣﻦ
ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ،ﳎﺎﻟﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﺳﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺫﻭﻱ
ﺱ ﺍﻠﺲ ﺃ ﻭﻝ ﻋﻀ ﹴﻮ ﻣﻠﺘﺰﻡ ﻳﻠﻲ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﰲ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﻠﺘﺰﻣﹰﺎ ﻳﺮﺃ
ﺻﺔ ﳌﺎ ﳛﻴﻂ ﲟﺠﺎﻟﻴﻬﻤﺎ ﰲ ﺗﺮﺍﺗﺐ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻧﺸﻂ ﳎﻠﺲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺧﺎ
ﻼ ﻟﻠﻨﻔﺎﺫ ،ﻭﱂ ﺗﻜﻦ ﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺼ ﺪ ﺭ ﻋﻦ ﺍﺎﻟﺲ ﲡﺪ ﺳﺒﻴ ﹰ ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﻳﻮﻣﻴﺔ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻏﻠ
ﺕ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﳍﻴﺎﻛﻞ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺗﺴﺘﺜﲏ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﺇﻻ ﺑﻌﺾ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﻗﺮﺍﺭﺍ
ﻭﺇﺟﺎﺯﺓ ﺃﲰﺎﺀ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼ ﺪﺭ ﻣﻦ ﻣﻘﺮ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ
ﺡ ﻟﻠﻤﺠﺎﻟﺲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ. ﺴﻠﻄ ﺔ ﻣﻄﻠﻘ ﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ،ﻭﲟﻌﺎﻳﲑ ﻳﻘ ﺪﺭﻫﺎ ﻫﻮ ،ﻻ ﻳﺘﺎ
ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻘﻞ ﻭ ﻣﺰﺍ ﻭﹶﻟﺘ ﻪ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﻓﻘﺪ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺒﺪﻳ ﹲﻞ ﲞﺮﻭﺝ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺭﺋﻴ ﻀﻢ ﻧﺎﺋ
ﺐ ﺑﺮﺋﺎﺳﺘﻪ ﻳ ﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻓﺎﻧﺘﻈﻢ ﻣﻜﺘ
ﺻﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﳉﻨﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺸﻬﺪﻩ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟ ﻮﺯﺭﺍﺀ ﺃﻭ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ،ﺧﺎ
ﻼ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﲔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﺷﻜ ﹰ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺄ ﹺﺯ ﻣﺔ ﺍﻷﻣﻮﺭ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺴﻚ ﻓﻴﻪ ﻧﺎﺋ
ﺑﲔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ ﹸﺃﻋﻠﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﺭﲰﻲ ﻣﻦ
ﺻﺔ ﺃﻥ ﺐ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﹼﺛ ﻢ ﻣﺴﺘﺘﺮﺓ ،ﺧﺎ ﺕ ﺍﳌﻜﺘ ﹺﺃﻱ ﻣﺼﺪ ﹴﺭ ﰲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﻘﺎﺀﺍ
ﺺ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﺎﺿﻄ ﺮﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳜﻔﻲ ﻇﻠﻪ ﻛﻞ ﻇﻬﻮﺭ ﺇﻻ ﺷﺨ
ﹸﳌﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﰲ ﺃﻳﻤﺎ ﺍﺗﺼﺎ ﹴﻝ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﳑﺜﻠﺔ ﰲ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺎ ﺃﻭ ﳎﻠﺲ
ﺴﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺃﻥ ﳚﺘﻤﻊ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻮﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻁ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻴ
ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎ ﹴﻡ ﻗﺪ ﺃﺧﻠﺺ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﲞﻴﻮﻁ
ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﱠﻟﻰ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺇﺑﻼﻍ ﺍﳌﻌﻨﻴﲔ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ
ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭﻫﻢ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ،ﻭﻗﺪ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﺘﻠﻘﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﺑﺄﻭﺭﺍﻕ
ﺻﺔ.
ﺳﺮﻳﺔ ﺗﺼﻠ ﻬﻢ ﻋﱪ ﺳﻜﺮﺗﺎﺭﻳﺘﻪ ﺍﳋﺎ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ،ﻳﻤ ﻜ ﻦ ﻣﻼﻣﺴﺔ ﺍ ﹸﳌﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﲔ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﻑ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﺑﺈﻃﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﻮ ﺩ ﺎ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،1987ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺒﺎﻥ ﺧﻼ
ﻆ ﻣﱰﱄ ﰲ ﺖ ﲢ ﱡﻔ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺷﻬ ﹴﺮ ﻭﺍﺣ ﺪ ﺇﱃ ﺳﺘﺔ ﺃﺷ ﻬﺮ ،ﰒ ﺇﺑﻘﺎﺋﻪ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺗﺤ ﺃﻣﺪ ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﺤﺔ ﰲ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧ ﱠﻔﺬﻭﺍ ﳐﺎﻟﻔ ﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﳉﻨﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﳌﻔ ﻮﺿﺔ ،ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﰲ ﺍ ﹸﳌﻤﺎﻃﻠﺔ ﺍ ﹸﳌﻠ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﳉﻨﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﱂ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﹸﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻗﺎﺑﻠﻬﺎ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺑﻀﻴ ﹴﻖ ﺷﺪﻳﺪ. ﻳﺘﺢ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺇﻻ ﺑﻀﻐﻮ
ﻋﻤﻮﻣﹰﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﳌﺘﺄ ﻣﻞ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻘﺐ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺴﹸﻠﻄﺎﺕ ﺍ ﹸﳌﻄﻠﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼ ﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻗﺪ ﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟ ﺤﹸﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﻘﻞ ﻳﻠ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻭﻗ ﻌ ﻪ ﻏ ﲑ ﺍ ﹸﳌﺮﻳﺢ ﻋﻠﻴ ﹺﻬﻤﺎ ﻭﺍﺿﺤﹰﺎ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻧﺎﺋ
ﺏﺸ ﹶﻔﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻷﻳﺎﻡ .ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺑ ﺪﺕ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺗﺘﻀﺎﺭ ﻑ ﺇﱃ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﹶﻛ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻀﺎ
ﻑ ﺍﻟ ﹶﻜﹶﻠﻞ ﻭﺍﻟﱵ ﻇﱠﻠﺖ ﺗﻮﺍﱄ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﺑﲔ )ﺍﻟﺸﻴﺨﲔ(، ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﰲ ﺧﻄﻰ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﲔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻌ ﹺﺮ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﻘﺴﻴﻤﹰﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﳚﻌ ﹸﻞ ﻛ ﱠﻞ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻃﻮﺍﻓﻬﺎ ﻣﻮ ﺣﺪﹰﺍ ﺣﻮﻝ ﻣﻘ ﺮ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ،ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺍﻷﻣ
ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﳊﻜﻮﻣﻲ ﺑﻴ ﺪ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ،ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻭﻳﻔ ﺮﻍ ﻫﻮ ﻟﻠﺸﺄﻥ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﱯ.
ﺖ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺃﳘﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﺸﻜﻠﻪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻳﻮﺍﱄ ﺍﻟﺒ ﻇ ﱠﻞ ﺍﳌﻜﺘ
ﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ( ،ﰒ ﺃﺯﻣ ﹲﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ،ﻫﻲ ﺍﻷﻭﱄ ﰲ ﳘﻬﺎ )ﺣﺮ ﲡﺘﺎﺣﻪ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺫﺍﺕ ﺃﳘﻴﺔ ﹸﻗﺼﻮﻯ ،ﺃ ﱡ
ﺻﻒ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﻣﻮﺣﺪﹰﺍ ﺷﺪﻳ ﺪ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ،ﲤﺤ ﻮ ﺭﺕ ﺣﻮﻝ ﻋﻀﻮ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻗﺪﻡ
ﺱ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﰲ ﺍﳉﻴﺶ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﹰﺎ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻷﺭﻓ ﻊ ﺭﺗﺒ ﹰﺔ ﺑﻌﺪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺭﺃ
ﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺰﻭ ،ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺃﻳﻪ ﳐﺎﻟﻔﹰﺎ ﻹﲨﺎﻉ ﺁﺧﺮ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺭﲰﻲ ﻳﺰﻭ ﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻗﺒﻞ ﺳﺎﻋﺎ
ﺭﺃﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻏﺎﻟﺐ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﰲ ﺍﻹﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﺼﺮﳛﺔ ﻟﻠﻐﺰﻭ ﻭﻛﺒﺢ ﻛﻞ
ﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺮﳛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻈﺎ ﻫﺮﺍﺕ ﺍ ﹸﳌﺆﻳﺪﺓ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺻ ﺪﺍﻡ ﺣﺴﲔ .ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳ ﹸﻜﻦ ﺍﻟﺴﺒ
ﳊﻜﻢ ،ﺇﺫ ﻇ ﱠﻞ ﺭﺍﻓﻀﹰﺎ ﻟ ﻮﺟﻮﺩ ﺍﶈﻮﺭ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﺘﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﻔﻈﺎﺗﻪ ﺍﳌﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍ ﹸ
ﻳﺼ ﺪ ﺭ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻓﻴﻘﻮﻡ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺑﺈﻧﻔﺎﺫﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻛﻮﺍ
ﺡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻜﺘﺐ ﺃﻭ ﻫﻴﺄﺓ ﲡﻤ ﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﲔ، ﰲ ﻣﺪﺍﻭﻟﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺘﺮ
ﻣﻬﻤﺎ ﻳ ﹸﻜﻦ ﺷﻜﻠﻪ ،ﻓﻬﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ )ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ( .ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﻣﻊ ﺗﻄ ﻮﺭ ﺭﺃﻳﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ
ﺤﺖ ﻋﻦ ﻭﺟ ﹺﻬ ﻬﺎ ﺍ ﹸﳌﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺩﻋﺎ ﺇﱃ ﻗﻴﺎﻡ ﺼﺼﺎﺭ ﹸﻛﱠﻠﻤﺎ ﺃﻓ ﳊ ﺗﻘﺎﺑ ﹸﻞ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﻭﺍ
ﺕ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺿﺢ ﻟﺪﺍﺋﺮ ﺓ ﺻﻐﲑ ﺓ ﻣﻦ ﻑ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺆﱠﻗﺘﺔ ﺗﺸ ﹺﺮ
ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻣﲔ ﺃﻧﻪ ﻇ ﱠﻞ ﻗﻠﻴ ﹶﻞ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﹶﻠﺖ
ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺃﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎﻥ( 1985ﻡ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩ ﻋﺖ ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺑﺎﻗﺘﺮﺍﺡ
ﺕ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺏ ﻭ ﹺﺟ ﻬﺎ
ﺖ ﺃﺎ ﺫﺍﺕ ﻭﻻ ٍﺀ ﻷﺣﺰﺍ ﹴ ﺿﻢ ﺃﲰﺎﺀ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﹶﺛﺒ
ﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺸﻌﺎﺭﺍ
ﺕ ﺑﺎﻟ
ﺼﻮ ﻣﻦ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺭﻓ ﻊ ﺍﻟ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ( 1991ﻡ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﻗ ﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺗﻌﺘ ﱪ ﺃﺧﻄﺎﺀ
ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺃﺩ ﺧﹶﻠﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﻣﺄﺯﻕ ﺍ ﹸﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺃ ﱠﻻ ﺧﺮﻭﺝ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﲝﻜﻮﻣﺔ ﳏﺾ
ﻋﺴﻜﺮﹴﻳﺔ ﺗﻌﻴ ﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺩ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻗﻮﻣﻴﺔ ﻋﺴﺎﻛﺮﻫﺎ .ﺗﺒﻠ ﻮ ﺭﺕ ﹸﻛ ﱡﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ
ﻟﺪﻯ ﻋﻀﻮ ﺍﻠﺲ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ،ﻭﻣﻌﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺑﺪﺍ ﺃ ﹸﻤﺎ ﻳﻮﺍﻓﻘﺎﻧﻪ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺇﻥ
ﱂ ﻳ ﹸﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ﰲ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ.43
*****
ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺬ ﻛﺮ ﺧ ﱠﻄﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍ ﹸﳌﺠﺎﺯﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﲔ،
ﻭﻫﻲ ﹸﻇﻬﻮ ﺭ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﻌﺪ ﹸﻇﻬﻮ ﹴﺭ ﺗﺪﺭﳚ ﹴﻲ ﻟﱪﺍﳎﻬﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺒﻌﺪ
ﳋﻄﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﳉﺰ ِﺀ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍ ﹸ
ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﳝﻀﻲ ﳓﻮ ﺍ ﹸ
ﳊﻜﻢ ﻭﺷﺮﻋﻴﺘﻪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻭﺧﻠﻊ ﺍﻟﺒ ﺰﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﳓﻮ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺍ ﹸ
ﺵ
ﻆ ﻛﺒﲑ ﺃﻭ ﻧﻘﺎ ﹴ ﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ .ﻭﺇﺫ ﱂ ﻳﻮﺍ ﹺﺟﻪ ﻗﺮﺍ ﺭ ﺇﻋﻼﻥ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺘﺤ ﹸﻔ
ﳋﻄ ﻮﺓ ﺍ ﹸﳌﻬ ﻤﺔ ،ﻇﻬﺮﺕ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﺃﻭﱃ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺤ ﹸﻘﻪ ﻫﺬﻩ ﺍ ﹸﺾ ﺗﺴﺘ ﻣﺴﺘﻔﻴ ﹴ
ﳋ ﱠﻄﺔ،
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﳊ ﱢﻞ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﹸﳌﻘﺘﻀﻰ ﺍ ﹸ
ﺡ ﺍﻷﻣ
ﳊﻜﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﹶﻃ ﺮ ﻭﺍﻟﺘﺸﺒﺚ ﺑﺎ ﹸ
G 4ذات #ن ر X @
XYا Wرة ا Pي أ " A8ا W8 % 3ن ا * %ارًا A8h#ء اG / % 3
[
R%ر وا G/ % 3أ * X @
2 k8
&F#دة ا Wرة ،آ G Mا! اK /J
A3
وز 2ا%ا .
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻘﺪ ﺗﻮﱠﺛﻘﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﻧﺎﺋ ﹺ
ﺻﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺧﺎ
ﳋ ﱠﻄﺔ ﻭﺑ ﺪﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔﻀﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﲤ ﱡﻜﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺗﺼﺎ ﻋﺪ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﳍﺎ ﻏﺎ ﻣﺖ ﻣﻼﻣﺢ ﺗﻠﻚ ﺍ ﹸ ﻣ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭ ﹸﻝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻷ ﻭﻝ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺭﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺧﻀﺮﺍﺀ ،ﻓ ﹶﻈ ﻬ ﺮ ﻧﺎﺋ
ﺲ ﺍﻧﺘﻘﺎﱄ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻳﺘﺤ ﱠﻔﻈﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺣ ﱢﻞ ﺍﻠﺲ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎ ﺯﻝ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻠ ﹴ
ﺨﺐ ﻳﺼ ﺪ ﺭ ﻋﻨﻪﻀ ﻢ ﺍﻟ ﻮ ﺟﻮﻩ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻳﻤ ﻬ ﺪ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﳎﻠﺲ ﺗﺸﺮﻳﻌﻲ ﻣﻨﺘ ﻣﻌﻴﻦ ،ﻳ
ﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮ ﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻟﻠﺒﻼﺩ.
ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﳊﺎﲰﺔ ،ﺍﹸﻣﺘﺜﻞ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﻓ ﻖ ﺧ ﱠﻄﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺨﹶﻠ ﻊ ﺍﻟﺒ ﺰﺍﺕ
ﺿ ﻲ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻔﺎ ﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘ ﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﻀ ﹴﻮ ﻭﺍﺣ ﺪ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺭ
ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ ﻟﻴﻌﻴﻨﻪ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﺣﺘﻔﻈﺎ ﲟﻨﺼﺒﻴﻬﻤﺎ
ﺴﹸﻠﻄﺎﺗ ﹺﻬﻤﺎ ،ﺇﺫ ﺃﺻﺒﺢ ﺭﺋﻴﺲ ﻒ ﺑﺪﺍ ﻛﺄﻧﻪ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺯﻳﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﻊ ﺗﻐﻴ ﹴﲑ ﻃﻔﻴ
ﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍ ﹸﳌﻌﻴﻦ ﲟﺮﺳﻮ ﹴﻡ ﻣﺆﱠﻗﺖ ،ﻭﻧﺎﺋﺒ ﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻫﻮ ﻧﺎﺋﺒ ﻪ ﺍﳊﺎﱄ ﺲﺍﹸ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻫﻮ ﺭﺋﻴ
ﳊﻜﻢ ﺇﱃ ﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ .ﰒ ﺗﻮﺯﻉ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻠﺲ ﻭ ﺯ ﺭﺍﺀ ،ﱂ ﻳﻐﺎ ﺩ ﺭ ﻣﻨ ﻬﻢ ﺃﺣ ﺪ ﺣﻠﺒﺔ ﺍ ﹸ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍ ﹸ
ﺛﻜﻨ ﺔ ﺃﻭ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻪ ،ﻭﻟﺘﺒﺪﺃ ﲰ ﹲﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭ ﺳ ﻤﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﺪﻯ ﻋﻤ ﹺﺮ ﻫﺎ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ،
ﺻﹶﻠﺖ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻢ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﻡ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃ ﱠﻻ ﻳﻐﺎ ﺩ ﺭ ﺃ ﱠﻥ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻭ
ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺣ ﺪ ﺭﻗ ﻌﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺒﺎﺩ ﹸﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻼﻋﺒﻮﻥ ﺍ ﹶﳌﻮﺍﻗ ﻊ ﻭﻻ ﳜ ﺮ ﺟﻮﻥ ﺇ ﱠﻻ ﺑﺄﻗﺪﺍﺭ ﺍﳌﻮﺕ
*****
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﻮ ﺗﻌ ﺮﺿﻪ ﺴﺎ ﹺﺭ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺑ ﺪﺃ ﻩ ﺍﻷﻣ ﺙ ﺁﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﻗ ﻌ ﻪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ ﻣ ﺣﺎﺩ ﹲ
ﻑ ﺑـ)ﺣﺎﺩﺙ ﻛﻨﺪﺍ( ﺇﺷﺎﺭ ﹰﺓ ﺇﱃ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﹸﺃﻭﺗﻮﺍ ﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻏﺘﻴﺎ ﹴﻝ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1992ﻡ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻋ ﹺﺮ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺳ ﹶﻔ ﹺﺮ ﻩ ﺑ ﹶﻜﺴ ﹺﺮ ﺍﻟﻘﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﺿﺮﺎ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺣﻮ ﹶﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﻌﻴﻴﻨﻪ ﺍﻟﻜﻨﺪﻳﺔ .ﻓﻘﺪ ﺃﻓﹶﻠ ﺢ ﺍﻷﻣ
ﺴﺮﳋ ﱠﻄﺘﻪ ﻭﻣﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺛ ﺮ ﺍﻟ ﻜﺘ ﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟ ِ ﻋﻀﻮﹰﺍ ﰲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ،ﳑﺎ ﺑ ﺪﺍ ﺇﺭﺑﺎﻛﹰﺎ ﹸ
ﻭﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﺛ ﺮ ﺍﻟﺒﻂﺀ ﻭﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ .ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻭﻝ ﺟﻮﻟﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤ ﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ
ﺲ ﻟﻨﻈﺎ ﹴﻡ ﺇﺳﻼﻣ ﹴﻲ ﻟﻪ ﻓﻜ ﺮ ﻭ ﺧ ﱠﻄ ﹲﺔ ﻭﺗﻮ ﺟﻪ ،ﻳﺴﺘﻄﻴ ﻊ ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺭﻣﺰﹰﺍ ﻋﺎﳌﻴﹰﺎ ﻳﺆ ﺳ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﺼﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﺍﻓ ﻊ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﻣ ﹶﻘ ﺮ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﻟﻠ ﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﰲ ﻟﻨﺪﻥ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻋﱴ ﺣ
ﺍﻹﻣﱪﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﻻ ﻳﺴ ﻤ ﺢ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﰲ ﻣﻨﺒ ﹺﺮ ﻫﺎ ﺇﻻ ﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﻭﺍ ﹸﳌﻔ ﱢﻜﺮﻳﻦ ،ﺇﱃ ﺟﻠﺴﺔ
ﺸﺆﻭﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،ﰒ ﺍﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻉ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻨ ﻮﺍﺏ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺑﺪﻋﻮ ﺓ ﻣﻦ ﳉﻨﺔ ﺍﻟ ﺍﺳﺘﻤﺎ ﹴ
ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻟﻠﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻛﱪﻱ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﰲ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﺍﻟﱵ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺣﻮﻝ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﻟ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﺇﱃ ﻛﻨﺪﺍ ﺧﹶﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻘﺎ ﺩ ﻣﺮﻳ ﹴﺮ ﻭﺍﺟﻬ ﻪ ﺍﻷﻣ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﳊﻜﻢ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻣ ﳊ ﹶﻘﺖ ﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﺻﻮﻝ ﻧﻈﺎ ﹺﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﱃ ﺍ ﹸ ﻭﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺍﻟﱵ
ﺐ ﺍﻷ ﻣ ﹶﻞ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻘ ﹸﻞ ﺡ ﺗ ﻐﱢﻠ
ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ﺑﺮﻭ ﹴ
ﺡ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻓﻘﺪ ﺃ ﺩﻯ ﳊﻜﻢ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﺭﻏﻢ ﳒﺎ ﹺ ﺑﺎ ﹸ
ﺧﺘﺎ ﻣﻬﺎ ﺇﱃ ﲢ ﻮ ﹴﻝ ﺑﻌﻴ ﺪ ﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻷ ﻣﻮﺭ ﺇﱃ ﺳﲑﺎ ﺍﻷﻭﱃ.
ﺖﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﺑﺼﻤ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﺳﺘﻘﺒﹶﻠﺖ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻷﺿﻴﻖ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻧﺎﺋ ﹺ
ﺻ ﺪ ﺭﺕ
ﻣﻄﹺﺒﻖ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﲢ ﺮﻛﺖ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﳛ ﱢﻔﺰﻫﻢ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﺍ ﹸﳌﺮﻳﻊ ،
ﺻ ﹶﻞ
ﺕ ﻭﺍﺿﺤ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﲤﻨ ﻊ ﺧﺮﻭﺝ ﺃﻱ ﺑﻴﺎ ﻥ ﻣﻦ ﺟﻬ ﺔ ﺭﲰﻴ ﺔ ﺗﺪﻳ ﻦ ﺍﳊﺎﺩﺙ ،ﻭﺇﺫ ﻭﺍ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎ
ﺸﺮ ﺟﻬﺎﺯﺍ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻭﺯﺭﺍ ُﺀ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋ ﻤﹶﻠ ﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤ ﹺﻮ ﺍ ﹸﳌﻌﺘﺎﺩ،ﱂ ﻳ
ﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﻛﺎﻥ ﺍﳋ ﱪ ﺍﻷ ﻭﻝ ﰲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﲰﻴﲔ ﺇﱃ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﺑﺄﻱ ﻣﺴﺘﻮ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ ﺃﻥ ﻳﻌﻴ ﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ .ﺃﻭﺷﻚ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺸﻬ ﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻀﺎ ﻩ ﺍﻷﻣ
ﺕ ﻛﺜﲑﹲﺓ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺇﱃ ﻣﺴﺎ ﹺﺭ ﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷ ﻭﻝ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻧ ﹶﻔ ﻌﹶﻠﺖ ﻭﺗ ﹶﻔﺎ ﻋﹶﻠﺖ ﹺﺟﻬﺎ
ﺐ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﺫ ﺗﺒ ﺪﺕ ﹺﺭﻳ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﻭ ﻋ ﻤﹶﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺳ ﹶﻔ ﹺﺮ ﺃﻃﺒﺎ ٍﺀ ﻣﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻋ ﺮﺏ ﻳﺸ ﹺﺮﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﺝ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﻛﺜﻴﻔ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺩﻭ ﹴﺭ ﻛﻨﺪﻱ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺆﺍﻣﺮﺓ ،ﻇﱠﻠﺖ ﺟﻬ ﹲﺔ ﻭﺍﺣﺪﹲﺓ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺳﺎﻛﻨ ﹰﺔ ،ﻛﺄ ﱠﻥ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﱂ ﻳ ﹸﻜﻦ ،ﻫﻲ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺩﻓﻌﹰﺎ ﺇﱃ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻴﺎ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟ ﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﹶﻓ ﻌ ﻬﻢ ﺍﻷﻣ
ﻳﺄﻣﻨ ﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻹﻧﻘﺎﺫ .ﻭﺍﻗ ﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﱂ ﻳﺤ ﺮﻙ
ﺳﺎﻛﻨﹰﺎ ﺇﻻ ﻟﻴﻤﻨﻊ ﻣﺴﺎﻋ ﺪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻟﱢﻠﺤﺎﻕ
ﺕ ﺍﳊﻤﺎﺱ ﻟﻴﻤﻨ ﻊ ﺳ ﹶﻔ ﺮ ﺍﻻﺑﻦ ﺐ ﺑﺬﺍ ﺑﺎ ﹸﳌﺠﺘ ﻤ ﻌﲔ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎ ﹸﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ ،ﰒ ﲢ ﺮﻙ ﺍﻟﻨﺎﺋ
ﺠﹰﺎ ﻭﺟﻴﻬ ﹰﺔ ﺠﺐ ﺣ ﻂ ﺍﻟﻨﺎﺋ
ﺴﹶ
ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟ ﹸﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﰲ ﳏﻨﺘﻪ .ﻭﰲ ﻛﻼ ﺍﳊﺎﻟﺘﲔ ﺑ
ﺃﻣﺎ ﻡ ﺍﳌﻌﻨﻴﲔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺮﻛﺘﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﺒﺔ ﳓﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺣﺪﻩ ﺃﺿﺎﻓﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﺍﻭﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺍ ﹸﳌﻘ ﺮﺑﻮﻥ
ﻣﻦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﺏ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﻭﺩﺍﺋﺮﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻭﻓﱠﺮﺕ ﳍﺎ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﲤﺎﻡ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﺰﻣﺎﻡ
ﺻﻔ ﻮ ﺍ ﹸﳍ ﺪﻭﺀ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﹸﻗﻮﹺﺑﹶﻠﺖ ﺑﻪ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ.
ﻑ ﻣﻔﺎﺟ ﺊ ﻳﻌ ﱢﻜ ﺮ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻻ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﰲ ﺗﺼ ﺮ
ﺴ ﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺘﻪ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻟ ﹺﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﺮﺯﺗﻪ ﺗﺼ ﺮﻓﺎﺕ ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔ ﺍﻷﻣ
ﺕ ﺳ ﹶﻔ ﹺﺮﻩ
ﺠ ﺰﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ،ﺑﺎ ﺷ ﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﺒﺎ ﺷ ﺮ ﹰﺓ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎ
ﻧﺎﺋﺒﻪ ،ﹶﻓ ﹶﻔﻮ ﺭ ﻋﺎﻓﻴﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺣ ﺪﹶﺛﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺍ ﹸﳌﻌ ﹺ
ﺱ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺨﺮﻃﻮﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﳜﻄﺮﻫﻢ ،ﰲ ﻣﻔﺎﺟﺄ ﺓ ﺷﺪﻳﺪ ﺓ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﺗ ﺮ ﹶﻛ ﻬﺎ ﲢ ﹺﺮ ﻟﻠ
ﺠ ﹺﺞ ﺍﻟﻨﻘﺎﻫﺔ.
ﺗﺮﺗﺐ ﻟﻪ ﺇﻗﺎﻣ ﹰﺔ ﻃﻮﻳﻠ ﹰﺔ ﰲ ﻋﺎﺻﻤ ﺔ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﲝ
*****
ﳋﻼﻑ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺑﲔ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻉﺍ ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻧﺪﻻ
ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ،ﻓﻘﺪ ﻃﺎﻟﺖ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﺼﻒ
ﺏ ﻻ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺘﺄﻣﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻷﺳﺒﺎ ﹴ
ﺕ
ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﲟﺤﻮﺭ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﲤﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ .ﻛﻤﺎ ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﺫﺍ
ﺕ ﺧﻄﲑﺓ ﻣﻦ ﻋﺴﻜﺮﻳﲔ ﻣﻠﺘﺰﻣﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻧﻴﲔ ﻗﻴﺎﺩﻳﲔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮﱠﻟﻰ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﲡﺎﻭﺯﺍ
ﺠ ﹴﺞ ﻭﺍﻫﻴﺔ ،ﻭ ﲜﺮﺃﺓ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻠ ﹸﻜﻬﺎ ﳋﺮﻃﻮﻡ ﲝ ﺐ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺍ ﹸ ﻂ ﻣﻠﺘ ﹺﺰﻡ ﺗﻌﺬﻳ ﺿﺎﺑ ﹲ
ﻟﻮﻻ ﺗﻮﱡﻓﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﻨ ﺪ ﻳﻘﺼﺪ ﺃﻥ ﻳﺼ ﱢﻔﻲ ﺣﺴﺎﺑﹰﺎ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮ ﻫﻢ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻪ
ﺃﻥ ﺍﻧﻘﻼﺑﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻗﺪ ﹶﳒ ﺢ ﻭﺃﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻻﺕ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻛﺔ .ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺍﳊﺎﺩﺙ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﲔ
ﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﹰﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﳒﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻄﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻭ ﺳ ﻮﻑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍ ﹸ
ﻗﺮﺍ ﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻳﹸﺜﻤﺎ ﻳﻬﺪﺃ ﻭﻳﻨﺴﻰ.
ﺕ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺒ ﺢ ﺍﻟﺘﻄﱡﻠﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳ ﻤ ﹰﺔ ﻟﻨﺨﺒﺔ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻨﺎﻓﺴﺎ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻌﺎﺩ ﹰﺓ ﻣﺎ ﻳﺄﰉ ﺍ ﹸﳌﻜﱠﻠﻒ ﺍﳌﻮﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺭ ﺷﺢ ﻟﻪ ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻐﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﺸﺒﺚ ﺑﻪ
ﺶ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﹸﺃﻃﻴ ﺢ ﺑﻪ ﺻﺎﺭﺕ ﺗﻠﻚ ﻗﻀﻴﺔ، ﻫﺪﻓﹰﺎ ﺑﻞ ﻣ ﺮﺿﹰﺎ ﻧﻔﺴﻴﹰﺎ ﻳﻮ ﻫ ﻤ ﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﺎ ﺩ ﻳﻌﻴ
ﺡ ﺑﻪ ،ﺭﻏﻤﹰﺎ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺷﺎﻏﻠﻲ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﺻﺒﻪ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﺎ ﻒ ﻧﺎ
ﻓﺈﺫﺍ ﺧﻠﻔﻪ ﺧﺎﻟ
ﺴﻠﻄﺔ ﻭ ﻃﻴﹺﺒ ﻬﺎ،
ﻳﺮ ﺷﺤﻮﻥ ﳍﺎ ﻭ ﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ .ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻣﻊ ﺗﻜﺎﹸﺛﺮ ﲦﺮﺍﺕ ﺍﻟ
ﻑ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍ ﹸﳌﻠﺘ ﹺﺰﻡ ﻭﺍﻟﻮﻛﻴ ﹺﻞ ﺍ ﹸﳌﻠﺘ ﹺﺰﻡ ﻭﺍ ﹸﳌﺪﻳ ﹺﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﺆ ﺳﺴﺔ ﺳﻨﺔ ﺳﻴﺌ ﹰﺔ ﺳﺎﺋﺪﺓ
ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﳋﻼ
ﻑ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺳﻠ ﻤﺖ ﻣﺆ ﺳﺴ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻼ
ﻛﺄﻧﻪ ﻣﻘﺴﻮ ﻡ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﰲ ﺃﺻﻞ ﻃﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟ
ﻼ ،ﺩﻋﻮ ﹰﺓ ﻭﺇﺣﻴﺎ ًﺀ ﻟﻪ.
ﻕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎ ﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﺻ ﹰ ﻓﺬﻟﻚ ﺷﺬﻭ ﹲﺫ ﻳﻮﺍﰲ ﺃﺧﻼ
ﺱ
ﺑﺮﻏﻢ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﰲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﻜﺮﺭﻫﺎ ﺍﳌﺘﺼﻞ،ﱂ ﺗﺪ ﺭ
ﺼ ﹸﻞ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ،ﻓﻘﺪ ﻳﻘﻊ ﺣﺴﻤﻬﺎ ﰲ ﺠ ﺮﺩ ﳍﺎ ﺟﻬﺎ ﺯ ﺣﺎﻛﻢ ﻳﻨ ﹸﻈﺮ ﻭﻳﻔ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻭﱂ ﻳ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻣ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺑﺘﺪ ﺧﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻘﺮﺍ ﹴﺭ ﲣﻮﻟﻪ ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ،ﺃﻭ ﻗﺪ ﻳﻔ
ﺨ ﻮﻝ ﹸﳍﻢ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺘ ﺮ ﻙ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﳋﻼﻑ ﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﻭﺃﺷ ﻬﺮ ﺗﺘﻌﻄﱠﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﻧﺎﺋﺒ ﻪ ﲟﺎ ﺗ
ﺴ ﻮﻯ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻌﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺣﱴ ﻳﻘﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﹶﻗ ﺪ ﺭﹰﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﻌﻮ ﹰﻻ .ﻓ ِ
ﻗﻴﺎﻡ ﳉﻨﺔ ﻟﻠﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍ ﹸﳌﺤﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﱂ ﻳﻨﺘ ﻈ ْﻢ ﻋﻤﹸﻠﻬﺎ ﻭﻳﻨﻔﺬ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ،
ﳊﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﻳﻌ ﱢﻄﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺎ ﻟﺼﺎﱀ ﺻﺪﺍﻗ ﺔ ﺃﻭ ﻗﺮﺍﺑ ﺔ ﺃﻭ ﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﺍ ﹸ ﺴﻮﺑﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﹶﺫ ﹺﻭﻱ ﺍﻟ
ﺾ ﻣﻨ
ﻉ ﺑﻌ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎ
ﺯﻣﺎﻟ ﺔ ﺩﻓ ﻌﺔ ،ﺭﺍﻭﺣﺖ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﻣﻜﺎﺎ ﻭﺗﺴﺮﺑﺖ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﺎﺋﻬﺎ ﺇﱃ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺇﱃ ﺍﻹﻋﻼﻡ .
*****
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺣﻴﺎ ﹰﺓ ﺚ ﰲ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﱄ ﺧ ﹾﻄ ﻮ ﺳﲑﺎ ﺍ ﹸﳌﺒ ﺪ ﻋﺔ ،ﻓﺘﺒﻌ ﹸ
ﻉﺴﻠﻄﺔ ،ﰲ ﺑﻠ ﺪ ﻛﺒ ﹴﲑ ﻣﺘﻨ ﻮ ﹴﲔ ﺳﻬ ﹴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﺴﺮ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﳍﺎ ﻣﻦ ﲤﻜ ﹴ ﻭﻀ ﹰﺔ ﲟﺎ ﻳ
ﺝ ﳌﻦ ﻳﺮ ﹺﻭﻱ ﺑﺬﻭﺭ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻜﻨﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘ ﺔ ﻭﻛﺎﻻﺕ ﺍ ﹸﳌﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﺛﺮﻱ ،ﳛﺘﺎ
ﳍﺎ ﹺﺭﻳﺎ ﺩﺓ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﻓﻘﺎ ﻡ ﰲ ﺷ ﻌﺎﺏ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻛﺎﻓﺔ ﺭ ﻭﺍ ﺩ ﻣﺒ ﺪﻋﻮﻥ ﻳﺘﻌ ﻬﺪﻭﻥ
ﻭﻳﻔ ﺮ ﹸﻏﻮﻥ ﳍﺎ ،ﻭﻳﻨ ﱢﻈﻤﻮﻥ ﺟﻬﺪﻫﻢ ﻭﻳﺘﻜﺎﻣﻠﻮﻥ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﺎﻢ ﰲ ﳎﺎﻝ ﻋﻠﻤﻬﻢ ،ﺃﻭ
ﲣﺼﺼﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﻮﻫﺒﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ،ﻳ ﻬ ﻤ ﻬﻢ ﺍﻹﳒﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴ ﹺﻬ ﻢ ﰲ ﺗﻘ ﺪﻡ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺸﻴﻊ
ﺸﻬ ﺮﺓ ﻭﺍﳌﺎﻝ ،ﺃﻭ ﻳ ﺪﻋﻮﻥ ﻣﺌﺔ ﺯﻫﺮﺓ ﺗﺘﻔﺘﺢ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ،ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻟﻮﺛﺔ ﺍﻟ
ﻒ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃ ﹶﲦ ﺮﺕ ﺑﻠﺪﹰﺍ ﺣﺪﻳﺜﺎﹰ ،ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﺃﻥ ﺷﺎﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﺿﻰ ﻭ ﻋﻨ
ﺾ ﲟﻌ ﹶﻈ ﹺﻢ ﻭﻇﺎﺋﻔﻪ.
ﺍﺘﻤﻊ ﺍ ﹸﳌﺴﻠﻢ ﻳﻨﻬ
ﻟﻜﻦ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍ ﹸﳌﺜﻤﺮﺓ ﹸﻛﹺﺒﺘﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺢ ﳉﻬﺎ ﹴﺯ ﺁﺧـﺮ
ﻳﻘﻮ ﻡ ﺷﻌﺒﻴﹰﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻳﻨ ﱢﻈﻢ ﺗﺪﱡﻓﻖ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﹰﺎ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﹰﺎ ﻭﻳﺼﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﲝﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻛﺎﻥ ﺃ ﻭ ﹶﻝ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟ
ﰲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻛﻨﺪﺍ ،ﺇﺫ ﻗﺎﻣﺖ ﳎﻤﻮﻋ ﹲﺔ ﺷﺪﻳﺪ ﹸﺓ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎ ﻫﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺃﻫ ﹸﻞ ﹶﻛﻨ ﻔﻬـﺎ،
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪ ﹸﺓ ﺍ ﹸﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﻤﹶﻠﺖ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﺮﲰﻲ ،ﻭﻟﻜـﻦ ﺛﻤـﺎﺭ
ﺸﻮﺀ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟـﱵ ﻗـﺪ ﻑ ﻣﻦ ﻧ ﺻ ﺮﺕ ﻭﹸﺃﺗﻠ ﹶﻔﺖ ﲟﺰﺍﻋﻢ ﺗ ﺪﻋﻲ ﺃﺎ ﲣﺎ ﳒﺎﺣﻬﺎ ﺣﻮ
ﺙ ﰲ ﲡﺎﺭﺏ ﻻ ﺗﺼﹸﻠﺢ ﻟﻠ ﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﰒ ﺑﱰﻭﻉ ﺑﻌﺾ ﻗﺎﺩـﺎ ﺗﻄﺮﻓـﹰﺎ ﺗﺘﻄ ﺮﻑ ﻭﺗﺘﻔﱠﻠﺖ ﻛﻤﺎ ﺣ ﺪ ﹶ
ﻳﺘﻌﺠﻞ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﻳﺘﻄﻠﻊ ﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﰲ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻻ ﺳـﻴﻤﺎ
ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ،ﻭﲟﺎ ﻻ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻷﻣﲏ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﰐ .ﻛﻤﺎ ﳊﻖ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﻭﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﲟﺒـﺎﺩﺭ ﺓ
ﻱ ﺗﺘـﻴ ﺢ
ﺼ ﺪ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺟﻬﺎﺯ ﻣﺮﻛﺰ ﹴ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺒ ﺪ ﻋﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺗﺼـﹸﻠ ﻬﻢ ﲨﻴﻌـﹰﺎ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻔﺘ ﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻄ ﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﲏ ،ﻣ ﺪ ﺷﺒﻜﺘﻪ ﻟ ﹸﻜ ﱢﻞ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟ
ﻀ ﹺﻬﺎ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻣـﺆﲤ ﺮ ﺑﺎﳌﺮﻛﺰ ﻣﻮﺍﻓﺎ ﹰﺓ ﳌﻘﺘﻀﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﹺﺑﺒﻌ
ﺟﻬﺎ ﹺﺯ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻫﻮ ﺍ ﹸﳌﺆﲤ ﺮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺬﻱ ﹸﺃﻟﻐـ ﻲ ﹶﻓﺠـ ﺮ
ﺍﻧﻌﻘﺎﺩﻩ ﻣ ﻦ ﺍ ﹸﳌﺘﻨ ﱢﻔﺬﻳﻦ ﺍﻟ ﻜﺒﺎﺭ ،ﳜﺸﻮﻥ ﻓﻮﺍﺕ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻲ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻠﻮﺍ
ﺳﻠﻄﺘ ﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﺂﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.
ﺷ ﹺﻬ ﺪﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺛﻐﻮﺭ ﺍﺘﻤﻊ ﻟ ﻌﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﺷﺪ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ
ﻂ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺸﹶﺚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻨ ﻂ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﹶﻗﻠﹺﺒ ﻪ ﺣﻴ ﹸ ﺠ ﻢ ﻋﻨﻪ ﻣﺒﺎ ﺷ ﺮﺓ ﻓﺮﺍﻍ ﰲ ﻭ ﺳ ﻭﺃﺛﺮﺍﹰ ،ﳑﺎ ﻧ
ﺴﻮﺩﺍﱐ ﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺗ ﹸﻈ ﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﺎ ﲡﺎ ﻭ ﺯﺕ ﺑﺎﺘﻤﻊ ﺍﻟ ﻍ ﲨﺎﻋﺎ ﺚ ﻣﻸﺕ ﺍﻟﻔﺮﺍ ﹶ ﻭﺍﻟ ﹸﻘﺪ ﻭﺓ ،ﻭﺣﻴ ﹸ
ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺎ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ .ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺗﻮ ﺯﻋﺖ ﺑﻄﺎﻗﺎﺎ
ﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﰒ ﺍﳉﻤﺎﺭﻙ ﺸﺮﻃﺔ ﻭﺍﻟ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﰲ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟ
ﺐ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﻭﺍﺳﺘﻮ ﻋﺒﺖ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﻏﺎﻟ ﳊﺪﻭﺩ ،ﰒ ﺍﻟ ﻭﺍ ﹸ
ﺤﻒ ﻭﺍ ﹸﳌﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍ ﹸﳌﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻛﻤﺎ ﺧﹶﻠﺖ ﺼ ﺨﹶﻠﺖ ﺍﻟ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﳋﻄﺎﺏ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻓ
ﺕ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﳉﻬﺎﺩ ﰲ ﹸﺛ ﻐﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻭﻏﺎﺑﺎ ﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﳓﻮ ﺍ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ،ﻓﻘﺪ ﺗ ﺪﺍﹶﻓ ﻊ ﺷﺒﺎ
ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ ﺑﻔﻘ ﻪ ﻋﻤﻠﻲ ﰲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺍ ﹸﳌﺪﺍﻓﻌﺔ ﻭﺭﻭﺡ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﺼﹸﻠ ﺢ ﰲ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﳌﺆ ﺳﺴﺎﺕ
ﻉ ﻟﻠﺮﻓﺾ ﻭﺍﻟﺘﻤ ﺮﺩ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﳊﺴﲎ ﻭﺗﱰ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺇ ﱠﻻ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺑﺎ ﹸ
ﻀ ﺞ ﲦﺮﺗﻪ ﻟﺘﻐ ﱢﺬﻱ ﲡﺮﺑﺘﻪ ﻭﺗﻨﻔﻊ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻟﻺﺳﻼﻡ. ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺎ ﺃﺳ ﻌ ﹶﻔﻪ ﻋﻠ ﻢ ﻳﻨ ﻼﺏ ،ﻓﺎﻛﺘﺴﺒﻮﺍ ﻭﻋﻴﹰﺎ ﺑﺎﻟ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﺐ ﻋﻠﻰ ﺛﻐﻮﺭ ﻫﻜﺬﺍ ﺧﻠﺖ ﺳﺎﺣ ﹸﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺻﻮﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺍﳌﻮ ﹺﺟﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻨﺼ ﹺ
ﻼ ،ﻭﺗﻠﻚ ﻗﻀﺎﻳﺎ
ﻒ ﺇﻻ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﺍﳊﺮﺍﺳﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻳ ﹸﻜﻦ ﺃﺟ ﺮ ﻩ ﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﻳﺒﻘﻲ ﺳﺎﻟﺒﹰﺎ ﻻ ﻳﻀﻴ
ﻧﻌﻮ ﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ا ا*+$,
َ'ِ1
ِ^ ا َ V Cْ 5إَ ,ا ِ1َ Cم ا <
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺳﺠﻦ ﹸﻛﻮﺑﺮ ﺇﱃ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎ ﹺﻝ ﺍﳌﱰﱄ، ﻓﻮ ﺭ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﺼﻠﹸﻬﺎ ﺑﺎﳌﹸﺠﺘﻤﻊ ،ﺑﻞ ﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻳ ﻉ ﰲ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺗﺼﻮﺭﻩ ﻟﺒﻨﺎ ٍﺀ ﺳﻴﺎﺳ ﹴﻲ ﻳﺴﺘﻮﻋ ﺷ ﺮ
ﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﹸﺘﻮﺍﻟﻴﺔ
ﻉ ،ﻳﺨ ﹺﺮ
ﻉ ﻭﻣﺒ ﺪ ﹴ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻗﺎﻃﺒ ﹰﺔ ﰲ ﺑﻨﺎ ٍﺀ ﺳﻴﺎﺳ ﹴﻲ ﻣﺒﺘ ﺪ ﹴﻭﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﻃﺎﻗﺔ ﺷﻌﺐ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﰒ ﳉﻬﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻭ ﺳﻤﺖ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟ ﺍﹶ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻗﺪ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﺭ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﱃ ﺣﻮﺍ ﹺﺭ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻌﱪﺓ ﺗﺎﺭﳜﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻭﺧﻠﱠﻔﺖ ﰲ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺗﺮﺍﺛﹰﺎ ﺛﺮﹰﺍ ﳛﻤﻞ ﺭﺅﻳﺔ ﻧﺨﺒﺔ ﺍﻟ
ﺍﳌﹸﻌﺎﺻﺮ ﺍﳌﹸﻀﻄﺮﺏ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﺎ ﰲ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﺯﻫ ﺪ ﺷﺪﻳﺪ ﰲ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻌ ﺪﺩﻳﺔ
ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺍﳌﺎﺛﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﱃ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﳊﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺗﻌﺪﺩ
ﳘﹰﺎ ﺃﺑﺪﻯ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮﻳﻦ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺣﺮﺻﻬﻢ ﻭﺟﻮﻫﻪ ﻛﺎﻥ ﹼ
ﻋﻠﻴﻪ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻌﹰﺎ ﻗﺪ ﺭﺍﻗﺒﻮﺍ ﺟﻴﺪﹰﺍ ﻣﺴﺎﺭ ﺍ ﹸﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﻓﺈﻢ ﺗﺮﻛﻮﺍ
ﻟﻌﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﰒ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻭﱂ ﺗﺸﻬﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺃﻳﺔ ﳏﺎﻭﻻﺕ
ﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺆﲤﺮﻭﻥ ﻑ ﻣﻌﻴﻦ ﺑﻞ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻳﹺﺒ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻀﺒﻄﻬﺎ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﺇﱃ ﻫﺪ
ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻭﺭﺃﻭﺍ ،ﻭﱂ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﻧﻘﺎﺷﹰﺎ ﺣﺎﺩﹰﺍ ﺃﻭ ﺧﻼﻓﹰﺎ ﻣﺘﻄﺮﻓﹰﺎ ﺃﻭ ﺗﻘﺎﻃﻌﹰﺎ ﺣﺎﻣﻴﹰﺎ ﰲ ﺍﻵﺭﺍﺀ
ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺑﲔ ﺍﻟﺼﻒ ﺍ ﹸﳌﺆﺗ ﻤﺮ ﺃﻭ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺑﺴﻂ
ﺼﺤﻒ ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟ
ﺗﺒﺎﻳ ﹴﻦ ﺑﲔ ﺍﻟ ﻌﻠﻤﺎﻧﻴﲔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ.
ﺸﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ( ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻠﻬﻢ ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﰲ ﳐﻄﱠﻂ )ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟ
ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻷﻣ
ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﳍﻴﻜﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺻﻮﺏ ﳘﱠﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﱵ
ﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺑﻼ ﺍﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺗﺬﻳ
ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ,ﺍﳌﻨﺨﺮﻁ ﻛﻠﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻣﺴﺘﺬﻛﺮﹰﺍ ﻋﱪﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﺍﳌﹸﻮﻓﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ،ﺇﺫ ﲡﺎﻭﺯ ﻋﻤﻠﻬﺎ
ﺴﻌﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﳎﺎﻝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﺍﻣﺘﺪ ﻟ
ﻒ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭﺓ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺸ ﻛﺎﻓﺔ .ﺑﻞ ﺇﻥ ﹸﺃﻓﹸﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻮﺭ ﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻓﻪ ﹶﻛ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﳛﺘﺎﺝ ﺍﺭﺗﻴﺎﺩﻫﺎ ﻻﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻧﻈﺮ ﻣﺒﺪﻉ ﳚﻌﻠﻬﺎ ﻣﻴﺪﺍﻧﹰﺎ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﷲ.
ﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺮ ﻩ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻭﻳﺮﹸﻓﻀﻬﺎ ﻭﻳﺘﺼ ﻮ ﺭ ﻛﻞ
ﺍﻛﺘﻤﻞ ﺍﳌﹸﺨﻄﱠﻂ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺎﻣﻰ ﺍﻟﺮﻭ
ﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﳊﻜﻢ ﹺﺭﺩﺓ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺠﺘﻨﺐ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻃﱠﺪﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺣﺪﻳ
ﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻬﻤﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﲡﺎ ﻭﺑﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﻜﻞ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ ﻭﺍﳓﺎﺯﺕ ﳍﺎ ﻗﻄﺎﻋﺎ
ﺴﻮﺩﺍﱐ ،ﻭﺑﺪﺕ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﳋﲑ ﰲ ﺣﻜ ﹴﻢ ﺧﺎ ﹴﻝ ﻣﻦ ﻧﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻭﺭﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ.
ﺍﻟ
ﺏ ﻛﻞ ﻓﺮ ﺩ ﰲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎ
ﺍﺘﻤﻊ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﻛﺴﺒﻪ ﻭﻧﺸﺎﻃﻪ ﻭﻛﻴﻔﻤﺎ ﺗﺸﻜﱠﻠﺖ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﻼ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ،ﻓﺎﳌﹸﺠﺘﻤﻊ ﺍﳌﹸﺆﻣﻦ ﺍﻷﳕﻮﺫﺝ ﺃﻭ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺃﻥ ﳚﺪ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﳎﺎ ﹰﻻ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﺳﺒﻴ ﹰ
ﺠ ﺪﻫﺎ ﺃﻭ ﺷﻮﺭﻯ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻨﱯ )ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﱂ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺘﻜﺮ ﻓﺌ ﹲﺔ ﻣﻨﻪ ﺻﻼ ﹶﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﻣﺴ ﹺ
ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭﺑﻴﻌﺔ ﺍﻷﻣﲑ ﺃﻭ ﲢﺘﻜ ﺮ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﺃﻭ ﺗﻌﺎ ﹺﺯ ﹸﻝ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﳌﺴﺠﺪ ،ﺃﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻔﺼﺎﻡ ﺍﻟﻨ ﻜِﺪ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﹸﺴﻠﻤﲔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ.
ﻗﺎﻣﺖ ﳉﻨﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻣﺼﻐﺮﺓ ﻣﺴﺘﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﹺﻀ ﹺﻊ ﺃﻋﻀﺎ ٍﺀ ﺗﺪﺍﻭﻟﺖ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﹸﻘﺘﺮﺡ ﺍﳌﹸﻔﺼﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﳌﹸﻘﺘﺮﺡ ﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺇﻟﻴﻪ
ﻋﺪﺓ ﺟﻠﺴﺎﺕ ،ﰒ ﺗﻮﺳﻌﺖ ﺑﺎﳊﻮﺍﺭ ﳉﻠﺴﺎﺕ ﺳﺮﻳﺔ ﺿﻤﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺧﺎﺿﻮﺍ ﻏﻤﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ،ﺇﺫ ﻭﺿﻊ ﺍﳌﹸﻘﺘﺮﺡ
ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﲢﺪﻳﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﺃﻟﻔﻮﺍ ﻣﻦ ﲡﺎﺭﺏ ﰲ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻭ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﺴﻮﺩﺍﱐ ،ﰒ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ .ﻓﺎﳉﺒﻬﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺎﻟﹸﻔﹰﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻳﺮﻓ ﻊ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺗﺘﻮﺍﺛ ﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ
ﻭﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻳﺘﺴﻊ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺷﻴﻮﺥ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺇﱃ ﺳﻠﻔﻴﲔ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺗﻘﻮﻡ ﰲ ﻭﺳﻄﻪ ﻛﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺴﻨﺔ ﺍﳌﹸﺤﻤﺪﻳﺔ ﰲ ﺍﻟ
ﻣﻦ ﺗﻴﺎﺭ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟ
ﺣﱴ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﺍﳌﻀﺒﻮﻁ ﻭﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﺍﳌﹸﻠ ﹺﺰﻣﺔ .ﻓﻜﱡﻠﻬﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺻﻔﹰﺎ
ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ﹰﺃﻭﺍﻥ ﺣﻤﻼﺕ ﺍﳌﹸﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﺍﳋﹸﺼﻮﻡ ﺍﻟ ﻌﻠﻤﺎﻧﻴﲔ ﻭﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﲔ ﻭﺣﲔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﹸﺲ ﺍﳊﺎﻣﻲ ﺣﻮﻝ
ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﻓﻘﺪ ﲪﻞ ﻭﺳﺎﻡ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﳊﺎﻛﻢ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴ ﻌ ﹶﻔﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺑﺼﻼﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻪ ،ﻓﻘﺪ
ﺑﺪﺃ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻭﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﻭﺍﻧﺘﻬﻲ ﻫﺎﻣﺸﹰﺎ ﻳ ﺰﻳﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻳﺘﺤﻤﺲ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﺑﺎﻟﺘﺄﻳﻴﺪ
ﺡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻗﻀﻪ .ﻭﺍﳌﹸﻘﺘﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ،ﻭﻻ ﳝﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺭﹺﺿﻪ ﻓﻀ ﹰ
ﺼﻮﺏ ﳘﱠﻪ ﺇﱃ ﳏﺾ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻻ ﳛﺼﺮ ﺍﺘﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﳝﺘﺪ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺑﻨﻈﺎﻣﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻓﻼ ﻳ
ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﰲ ﺧﺎﻟﺺ ﻋﻤﻠﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻲ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳊﻖ
ﻋﻨﺪ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﶈﺘﺠﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻦ.
*****
ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻨﻈﺎﻡ )ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ( ،ﺃﺑﺪﻯ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﲢﻔﱡﻈﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺗﻨﻈﻴ ﹴﻢ ﺳﻴﺎﺳ ﹴﻲ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻟﺼﺎﱀ
ﲤﺎﻡ ﻋﺴﻜﺮﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﰒ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﻝ ﺷﺒﻬﺔ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻣﺮ
ﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺗﺄﻭﻳﻼﻢ ﺑﲔ ﻣﻄﻤﺌ ﹴﻦ ﺇﱃ ﺃﻥ
ﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﺪﺑﲑ ﳍﹸﻢ ﲨﻴﻌﺎﹰ ،ﻭﺑﲔ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻳﻈﹸﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺟﻨﺎﺣﹰﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﲢﹶﺎﹶﻟ
ﺳﻄﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ.
ﺍﻟﺘﺤﻔﱡﻆ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﹸﻘﺘﺮﺡ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ،ﺇﺫ ﺭﺃﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﳎﺎ ﹰﻻ
ﻭﺍﺳﻌﹰﺎ ﻟﻼﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﳉﹸﻤﻠﺔ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ
ﻭﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﳌﺎﻫﺮﺓ ﰲ ﺍﳌﹸﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺗﺪﺍﺑﲑﻫﺎ ﺍﳌﺎﻛﺮﺓ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﲜ ﺪ ﻗﺪ ﺗﻜﺴﺐ
ﺟﻮﻻﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺪ ﻋﻮﺩﻫﺎ ﻭﺗﻨﻀﺞ ﲡﺮﺑﺘﻬﺎ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ
ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺃﺑ ﻌﺪﺕ ﺍﻟﻨﺠﻌﺔ ﺗﻬﻴﺊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﳌﻌﺎﺭﻙ ﺍﳊﺮﺏ
ﻻ ﻣﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻣﲏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺘﻤﻜﲔ.
ﻭﺟ ﻪ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ﻫﻮ ﺗﻄﺎﺑﻖ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ
ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﻊ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ )ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ( ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍ ﹸﳌﻘﺘﺮﺡ ﻗﺪ ﺣﻤﻞ
ﺑﺮﻣﺘﻪ ﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﳉﺎﻧﻪ ﺑﲔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ
ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﳍﻴﻜﻞ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻴﱯ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﲟﻘﺪﻣﺘﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﰲ ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ
ﺍﻟﻠﻴﱪﺍﻟﻴﺔ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،44ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ
ﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻧﺼﻴﺒﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﰲ ﺍﳉﻠﺴﺎﺕ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﳌﹸﻘﺘﺮﺡ ﺇﱃ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﻧﻘ ﺪ ﻩ ﻟﻠﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﱪﺍﻟﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮﺩ ،ﺃﺑﺎ ﹶﻥ ﺍﻟﻮﺟﻪ
ﺃﺭﻭﻗﺔ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ،ﻓﺎﻷﻣ
ﺍﻟﺴﺎﻟﺐ ﳌﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﲔ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ %51ﻭﺃﻗﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ،%49ﻟﺘﻜﺮﺱ ﻓﻜﺮﺓ
ﺍﳌﹸﻐﺎﻟﺒﺔ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﺘﻤﻊ ﻧﺼﻔﲔ ﻛ ﹲﻞ ﳛﻤﻞ ﻣﺮﺍﺭﺗﻪ ﲡﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮ ،ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﰲ
ﺡ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻭﺗﻔﺊ ﺇﱄ ﺇﲨﺎﻉﹴ، ﺴ ﺢ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﺍﳌﹸﺪﺍﻭﻟﺔ ﺣﱴ ﺗﻨﺸ ﹺﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔ ِ
ﺑﺪ ﹰﻻ ﻋﻦ ﺍﳌﹸﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﲔ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﻣﻮﺍﻻﺓ.
ﻛﺬﻟﻚ ﻭ ﺟﺪﺕ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺗﺪﺍﻭ ﹰﻻ ﻭﺍﺳﻌﹰﺎ ﻳﻨﺘﻘﺪ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﳓﺮﻑ ﺑﻔﻀﻴﻠﺔ ﺗﻨﻈﻴ ﹴﻢ
ﺭﺃﻱ ﺍﺘﻤﻊ ﰲ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺣﱴ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺗﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺇﱄ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ
ﻭﺭﺃﻱ ،ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﻓﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ،
ﺐ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻴﺲ ﺣ ﻖ ﻓﻘﻂ ﳌﻦ ﺷﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ،ﻓﻨﻈﺎ ﻡ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﺟ
ﻳﺸﻤ ﹸﻞ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻭﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘﻈﻢ ﰲ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺃﺎ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ،
ﻓﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﺘﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺗﻨﺎﻓﺴﹰﺎ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﺍﺘﻤﻊ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ
ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﻫﻮ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ.
ﻣﻀﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺇﱄ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺣﻈﹰﺎ ﻃﻴﺒﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﻮﺍﺭ ،ﺗﺮﹸﻓﺪﻫﺎ
ﺖ ﻗﺼﲑ ﻟﺘﻘﺪﻡ ﺃﻭﺭﺍﻗﹰﺎ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ ﻓﺎﺋﺪ ﺓ ﻛﺒﲑﺓ ﻹﺛﺮﺍﺀ ﺕ ﹸﺃ ﻋﺪﺕ ﰲ ﻭﻗ ﺩﺭﺍﺳﺎ
ﺕ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮﻳﻦ ﻣﻮﺳﻮﻣﺔ ﲜﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻭﲪﺎﺳﺔ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ،ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻣﺪﺍﻭﻻ
ﺳﻴﺤﻤ ﹸﻞ ﺍﳋﻼﺹ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳋﺒﻴﺜﺔ .ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﻋﻤ ﻖ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺛﺮﺍﺅﻫﺎ
ﻭﺑﺮﺍﻋ ﹸﺔ ﺍﳌﹸﺨﻄﱠﻂ ﻭﳒﺎﻋﺘﻪ ،ﱂ ﺗﻨﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺣﻈﱠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺘﺴﺘﻘﺮ ﰲ ﻭﺟﺪﺍﻥ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺃﻭ ﺗﺸﺘﻬﺮ ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺃﺻﻮﳍﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ،ﺭﻏﻢ ﺃﺎ ﻭﺟﺪﺕ
ﺱ ﺣﱴ ﻣﻦ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻤﻬﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﹸﻛﺮ ﻩ ﻟﻠﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ،ﺑﻞ ﻭﻣﻦ ﲪﺎ ﹴ
Eا اآ Eا EاُEدا ( UEB5C 'Eا& 6E2ا.ر^E&H 1ار QRJ#أ1Aء 1EBa4 g&Hت ^Eا ^*TEأ
* C1Hا ، +1+إذ E#دد أ VEIوراء ا6EُAاوpت ا 'E5ا 6E121H QEI5ا1E 'E<CJ5 'EJPم اA#oEAات ا) ، J&Eو^E
1# '( tر ا1KPن ا+ر* .
ُ
أHزه Vز 1IA7ا.ول `H1Hآ ار وا6J7 6ا زآ* 1اTي M* 1ال ُ* َ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺬﻛﺮﺕ ﺃﻭ ﹸﺫ ﱢﻛﺮﺕ ﺑﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،1977-1970ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎ
ﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﻳ ﻬﻴﺊ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﺪﺭﺟﹰﺎ ﳌﹸﻮﺍﻓﺎﺓ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﻌﺪ
ﺇﱄ ﺿﻢ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﰲ ﺣﺰ ﹴ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﺇﱄ ﺍﳋﻴﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﰒ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ.
*****
ﲪﻞ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻌﻘﺪ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻣﻘﺘﺮﺡ ﺍﳍﻴﻜﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮﺍﺕ
ﻟﻌﻨﺼ ﹴﺮ ﺫﻱ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻳﺴﺎﺭﻳﺔ ﻟﻴﺘﻮﱃ ﺗﻘﺪﳝﻪ ﻟﻠ ﻤﺆﲤﺮﻳﻦ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻳﺴﺘﻠﻬﻢ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺪﺍﻭﻻﻢ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺗﺘﻮﱃ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺗﺄﻳﻴﺪﻩ ﻭﺑﺴﻂ ﺃﺻﻮﻟﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ
ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﻌﻘﺪﺕ ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻝ ﺣﻮﻟﻪ ،45ﻭﺟﺮﻯ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﺭﺗﺐ ﻟﻪ ،ﻭﺃﺟﺎﺯ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺑﺎﻹﲨﺎﻉ
ﺼ ﺪ ﺭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺮﺍ ﹴﺭ ﻣﻦ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﻟﻴﺼﹺﺒ ﺢ ﻧﺎﻓﺬﹰﺍ ﻳﺘﻨﺰﻝ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﺍﳌﹸﻘﺘﺮﺡ ﻟﻴ
ﱂ ﺗﻠﺒﺚ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻣﻘﺘﺮﺡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﲝﻤﺎﺱ ﻭﺗﻔﺎﻋﻞ،
ﲢﻤﻠﻪ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﺸﺮﺣﻪ ﻭﺗﺒﺸﺮ ﺑﻪ ﻭﺗ ﻬﻴﺊ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺇﻃﺎ ﹴﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ ﳍﺎ ،ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰﻫﺪ ﰲ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ،ﰒ
ﺑﻌﺾ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺌﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺜﱢﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﻴﺄﺕ ﻟﻠﺠﺪﻳﺪ.
ﻛﺬﻟﻚ ﲡﺎﻭﺑﺖ ﻣﻊ ﺍﳌﹸﻘﺘﺮﺡ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺤﺎ ﺯ ﺇﱄ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﳊﺎﻛﻢ -ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ -ﲝﻜﻢ
ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺯﻋﺎﻣﺘﻬﺎ ﺑﺎﳊﹸﻜﻢ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻭﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺴﺘﻘ ﱡﻞ ﲝﺎﺟﺎﺎ
ﺾ ﻫﻮﺍﺓ ﻭﳏﺘﺮﻓﲔ ﰲ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻬﺎﺯﻳﲔ ﻳﻨﺸﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳊﺎﻛﻢ ،ﰒ ﺑﻌ
ﻣﺼﺎﳊﻬﻢ ﺑﻐﲑ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎﺽ ٍ ﺃﻭ ﻗﺎﺩﻡ.
ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎ ﹸﻝ ﻋﺴﲑﹰﺍ ﻋﻠﻲ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻭﻃﱠﺪﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺿﺎﺀﻟﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻻﺯﻣ ﹰﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ
ﻭﺗﺄﻛﱠﺪ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻟﻺﺳﻼﻡ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻗﻮﺓ ﻭﻗﻌﻬﺎ ﻭﺑﺮﻳﻖ
6 j 2م 52ح 1م اA#oAات إ A#o ,اار ا '1ا15.ذ 6J7ا6J u1Jرات.
ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺒﻨﺎﺀ )ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ( ،ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﺭ ﺑﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻗﺪ ﺃﺛﱠﺮ ﻋﻠﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﻨﻈﻴ ﹴﻢ ﺷﺎﻣﻞ ﻳﻨﻈﱢﻢ ﻧﺸﺎﻁ ﳎﺘﻤ ﹴﻊ ﻭﻳﺪﻓ ﻊ ﻣﺒﺎﺩﺭﺗﻪ ،ﻓﺎﹾﳓﺴﺮﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ
ﺶ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﲔ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﺳﻌﺔ ﺩﻭﺭﻩ ﻭﴰﻮﻝ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﺇﱄ ﻫﺎﻣ ﹴ
ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻭﺍﳌﹸﺤﺎﻓﻆ ﻭﺍﳌﹸﻌﺘﻤﺪ ﻭﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﰒ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﻣﺪﻳﺮﻱ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ
ﺕ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﱂ ﻳﺤﻴﺎ ﻣﻊ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮﺍﺕ ﻭﻏﲑﻫﻢ ،ﻓﺘﺨﻠﱠﻔﺖ ﻟﺴﻨﻮﺍ
ﺡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟ ﱢﻄﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻭﻧﺸﺎﻃﻪ ،ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻭ
ﺻ ﻮ ﹺﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻗﺪ ﺍﺯﺩﻫﺮﺕﺗﺒﺎﺷﺮﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﻭﳒﺎﻋﺔ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ
ﺷﻴﺌﹰﺎ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺎ ،ﻭﻇﻠﱠﺖ ﺣﱴ ﲨﻌﻴﺎﺕ ﺍﳋﹶﲑ ﻭﺍﻟﻄﹶﻮﻉ ﺗﻨﺘﻈ ﺮ ﻣﺪﺩ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﺮﺟﻮ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻭﻋﻮﺎ.
ﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ
ﰲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﻮﻟﱠﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺿﺎﺑ ﹲ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ،46ﰲ ﻇﻞ ﳉﻨﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺿﺎﺑ ﹲ
ﻂ ﻋﻀﻮ ﲟﺠﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣ
ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻘﺮﺭﹰﺍ ﳍﺎ .ﻛﺎﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺑﺎﻟﺘﻌﻴﲔ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺇﺫ ﻣﺎ ﺗﺰﺍ ﹸﻝ ﻛﻞ ﺃﻭﺿﺎﻉ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻭﺟﻮﻫﻪ ﳛﻤ ﹸﻞ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﺇﺫ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﲡﺎ ﻭ ﹴﺯ
ﳏﻤﻮﺩ ﻹﺣﺪﻯ ﺭﻛﺎﺋﺰ ﺍﻟﻔﺼﺎﻡ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ،ﺃﻱ ﺍﻧﻘﺴﺎﻣﻪ ﺇﱄ ﻣﺪﻧﻴﲔ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﲔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ
ﴰﺎﺋﻞ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺪﺕ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻤﺪﻥ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﻴﲔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮ ﻩ
ﱐ ﺃﺻﻴﻞ، ﺃﺧﺮﻯ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻫﻮ ﳎﺎ ﹲﻝ ﻣﺪ ﹲ
ﻒ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﲝﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﱄ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﺪﱐ ،ﻭﻋﺴﺮ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ -ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺃﺿ ﻌ
ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮﺭ -ﻣﻮﺍﺟﻬ ﹶﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﺃﻭﺍﻥ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻳﻘﺘﻀﻲ
ﺣﻴﺎﺩﹰﺍ ﺃﻗﻠﻪ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﳊﺰﰊ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﲔ ﻣﻦ
ﺴ ﹺﻬﻢﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺩﻣﻨﻮﺍ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1998ﻡ ﺫﺍ ﻭﻗﻊ ٍ ﻃﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻧ ﹸﻔ ِ
ﺃﻭ ﻋﻠﻲ ﺷﻴﻌﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ .ﻛﻤﺎ ﺃﻛﱠﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻌﻴﲔ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﻬ ﺔ ﰲ
ﻗﻴﺎﺩﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺍﻷﺗﻢ ﲟﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺗﻌﻄﻴ ﹺﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﳌﹸﺴﺎﺭﻉ ﳓﻮ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﳌﺪﱐ ،ﻻ
3ا&.^*6AN ^N 6A
ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺜﲑ ﺣﺎﻟ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﻭﺍﻟﻀﻴﻖ ﰲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ
ﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﱰﱠﺍﻉ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ
ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﺤﻰ ﻋﺴﻜﺮﻳﹰﺎ ﻣﺪﻧﻴﹰﺎ ﻳﻐﹸﻠ
ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﻐﻞ ﻓﻜﺮﻩ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺃﻭﺿﺎﻋﻪ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ،ﻟﻮﻻ ﻋﺰﻡ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳌﹸﺴﺘﻤﺮ
ﻋﻠﻲ ﺍﳌﹸﻀﻲ ﹸﻗﺪﻣﹰﺎ ﳓﻮ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳋﹸﻄﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺫﺍﺎ.
ﺕ ﳓﻮ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺑﻌﺪ ﺣ ﹼﻞ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺗﻮﱃ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﹺﺑﻤﻀﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺧﻄﻮﺍ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﻋﻀ ﻮ ﻣﻦ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﻴﻞ )ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ( ،ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪ
ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻭﻗﻀﻰ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻠﻤﺼﺎﳊﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺰﺍ ﹸﻝ
ﺴﻦ ﻧﺴﺒﻴﹰﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﲡﺮﺑﺔ ﻭﻧﻀ ﹴﺞ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
ﻓﻴﻬﺎ ﻃﺎﻟﺒﺎﹰ ،ﻓﻬﻮ ﺟﻴ ﹲﻞ ﺻﻐ ﲑ ﺍﻟ ِ
ﺑﺮﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺑﺎﳌﻴﻼﺩ ﻭﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻷﻗﺼﻰ )ﻭﻻﻳﺔ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ(
ﻱ ﻛﺒﲑ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﹸﻦ ﻭﺟﻬﹰﺎ ﻣﻌﺮﻭﻓﹰﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺣﻴﺚ ﳝﺘ ﺪ ﻭﻻ ٌﺀ ﺇﻧﻘﺎﺫ
ﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﻬﻮﺭﹰﺍ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﳑﺎ ﲪﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭ ﻭﻻﻳﺘﻪ ﺍﻷﻡ ﻓﻀ ﹰ
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﻫﺎﻣﺸﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺃﻛﺪ ﻭﺿﻌﻪ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ.
ﻓﺎﻹﻧﻘﺎﺫ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﺸﻜﱠﻞ ﺑﺄﲰﺎ ٍﺀ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭ ﹶﻇ ﻬﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻟﻠﻘﹸﻮﻯ ﲤﻠﻚ
ﻧﻔﻮﺫﹰﺍ ﻭﺳﻠﻄﺔ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﻭﲡﺪ ﹸﻃﺮﻗﹰﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻷﺧﺬ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ
ﻟﻠﻌﻤﻞ ،ﻭﺇﺫ ﱂ ﻳﻜﹸﻦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﱂ ﻳﻜﹸﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﳊﺎﺟﺔ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﰲ
ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺎﻛﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﱂ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﺟﻬﻮ ﺩ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ
ﺼﺤﻒ ﺍﻟﱵ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﳌﻞﺀ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺗﻜﺜﻴﻒ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ .ﻓﺎﻟ
ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻧﺎﻃﻘ ﹰﺔ ﺑﺎﲰﻪ ،ﻇﻠﱠﺖ ﺻﻔﺤﺎﺎ ﺍﻷﻭﱃ ﲢﻤﻞ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺟﺰ ًﺀ ﻣﻦ ﻭﻧﺸﺎﻃﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﺷﺄﻥ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ،ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳﺼﻌﺪ ﺍﻷﻣ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﳊﺎﻛﻤﺔ ﻭﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﳌﹸﺤﺎﺳﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ .ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳﺴﺘﺤﻮﺫ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﻦ ﳒﻮ ﹴﻡ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﲔ ﻳﺘﻌﻬﺪﻭﻥ ﺑﺮﺍﳎﻪ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻼ ﻳﺸﺎ ﹺﺭ ﻙ ﻓﻴﻪ
ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﺄﻥ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ،ﻓﻬﻮ ﻭﺇﻥ ﱂ ﳚﺪ ﺳﺒﻴ ﹰ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﳕﲑﻱ ﺍﳊﻜﻢ ،ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻳﻘﻪ ﻛﻤﻨﱪ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺗﺆﻣﻪ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻷﺑﺮﺯ ،ﻭﺗﺼﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ
ﺕ ﻣﻬﻤﺔ ،ﻭﳛﻈﻰ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎ ﹴﻡ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍ ﹴﻡ ﱂ ﻳﺘﻮﻓﱠﺮ ﻗﻂ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ.
ﻣﻘﺘﺮﺣﺎ
*****
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﺗﻄﺎﺑﹺﻖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺃﻥ
ﲤﻀﻲ ﺗﺪﺭﺟﹰﺎ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ ﻭﻓﻖ ﺧﻄﺔ ﻣﻮﻗﻮﺗﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﲞﺮﻭﺝ ﺟ ﱢﻞ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺍﳊﺰﺏ ﺍﳊﺎﻛﻢ ،ﺗﻘﻮ ﻡﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻫﻮ ﺍﻷﻣ
ﺇﱃ ﺍﻟ ﻌﻠﹶﻦ ،ﻟﻴﺼﹺﺒ ﺢ ﺍﻷﻣ
ﺕ ﺍﳊﺰﺏ ﻇﺎﻫﺮ ﹰﺓ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﺗﻮﺍﱄ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻃﻨ ﹰﺔ ﰲ ﺳﺘ ﹺﺮ ﺇﱄ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺃﻣﺎﻧﺎ
ﺐ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺘﺮﻫﺎ ﺇﱃ ﺣﲔﹴ ،ﺷﺄﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺇ ﱠﻻ ﻭﻇﻴﻔ ﹰﺔ ﺃﻭ ﺍﺛﻨﺘﲔ ﺗﻮ ﹺﺟ
ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺷﺄﻥ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳋﺎﺹ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ.
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻘﺘﺮﺣﹰﺎ ﻃﺮﻳﻔﹰﺎ ﻋﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﻋ ﹺﻬﺪﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﻗﺪﻡ ﺍﻷﻣ
ﺴ ﺮ ﺇﱃ ﺍﻟ ﻌﻠﹶﻦ ،ﺇﺫ ﱂ ﻳﺸﻬﺪ ﺗﺎﺭﳜﻬﺎ ﻋﻬﺪﹰﺍ ﺍﻧﺒﺴﻄﺖ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﺍﻋﺪﻫﺎ ﻭﻗﻴﺎﺩﺎ ﻛﺜﻴﻔ ﹰﺔ ﰲ ﺷﻌﺎﺏ ﺍﻟ ِ
ﳊﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻭﺍﺘﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ ،ﺃﻭ ﲤﻜﱠﻨﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍ ﹸ
1994ﻡ ،ﺃﻭ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﺭﺅﻯ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﻴﺌﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﹸﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻟﺘﻼﺷﻲ ﻓﻴﻪ
ﻼ ﺑﺎﻟﺴﻮﻳﺔ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ،ﻣﺘﻀﺎﻣﻨﹰﺎ ﻟﹺﻨ ﻌﻤﺎ ﻩﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻣﺞ ﺟﺴﻤﹰﺎ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ،ﻣ ﻮﺣﺪﹰﺍ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻣﺘﻜﺎﻓ ﹰ
ﺡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﳊﻤﻰ .ﺃﺳﺲ ﺍﳌﹸﻘﺘﺮ ﻭﺑ ﹾﻠﻮﺍﻩ ،ﺳﺎﻫﺮﹰﺍ ﻛﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﺷﺘﻜﻰ ﻓﻴﻪ ﻋﻀ ﻮ ﺑﺎ ﹸ
ﻀﻢ ﳓﻮﹰﺍ ﻣﻦ ﻣﺌﺔ ﻭﲬﺴﲔ ﻋﻀﻮﹰﺍ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﺴﺘﻮﺭﺓ ،ﺃﺧﺬﺕ ﺷﻜﻞ ﻫﻴﺄﺓ ﺷﻮﺭﻯ ﺗ
ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎﻟﺺ ﺍﳌﹸﻠﺘﺰﻡ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻋ ﹺﻬ ﺪ ﺍﻟﺴِﺘﺮ ﻭﺍﻻﺧﺘﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳋﺎﺹ
ﺴﻠﻢ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻓﻴﻌ ﻤ ﺪ ﺇﱄ ﺑﺎﻃﻦ ﻭﺍﻟﺴﺮﻱ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳ ﹶﻘﺪﺭ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﳋﻄﺮ ﺃﻭ ﺍﻟ ِّ
ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭ ﻳﱪﺯ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﻭﹺﻓ ﻖ ﺻﺮﻭﻑ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﺧﺘﺎﺭﻫﺎ ﺍﳌﻜﺘﺐ
ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﳋﺎﺹ ﺗﻀﻢ ﻓﻘﻂ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﰲ ﺍﳌﺌﺔ ﻣﻦ ﹸﻗﺪﺍﻣﻲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﻭﺳﺘﲔ ﰲ ﺍﳌﺌﺔ ﻣﻦ
ﻗﺎﺩﻣﲔ ﺟﺪﺩ ﱂ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﻗﻂ ﻣﻠﺘﺰﹺﻣﲔ ﰲ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ.
ﻼ ﺣﻮﻝ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭﻇ ﱠﻞ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﻮﺭ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﺿ ﻤﺖ )ﻫﻴﺄﺓ ﺷﻮﺭﻱ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔﻳﺪﻳ ﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﳌﺪﻯ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ،
ﺍﳋﺎﺻﺔ( ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﺿﻤﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻭ
ﺻﻔﱢﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻨﺬ ﻫﺪﻧﺔ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ
ﺶﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﲨﻌﺖ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻇ ﱠﻞ ﺍﳉﻴ
ﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﺷﺄﻧﹰﺎ ﺑﺎﻟﻎ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﰲ ﺃ ﹸﻃ ﹴﺮ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻓﻀ ﹰ
ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ﻣﻘﺒﻮﺿﹰﺎ ﻟﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭ ﻣﺮﻛﻮﺯﹰﺍ ﻟﺪﻱ ﻧ ﹸﻈﻤﻪ
ﺸﺮﻃﺔ ﺫﺍﺕ ﺸﻮﺭﻯ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﺳﺘﻮ ﻋﺒﺖ ﺃﻓﺬﺍﺫﹰﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ .ﻛﻤﺎ ﺿﻤﺖ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺯﺭﺍ َﺀ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ،
ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﻭﻣﻦ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﺯﻳﺮﺍﹰ ،ﹸﻛﻠﱡﻬﻢ ﺃﺿﺤﻮﺍ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﰲ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺇ ﱠﻻ ﻣﻦ
ﺑﺎﻳﻦ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻨﻘﺪﻩ ﺃﻭ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻣﺒﺎﻳﻨ ﹰﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ.ﻛﻤﺎ ﺿﻤﺖ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﻭﺟﻮﻫﹰﺎ
ﻣﺸﻬﻮﺭ ﹰﺓ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﲔ ،ﻭﻛﺒﺎﺭﹰﺍ ﰲ ﺍﻟ ﹸﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﳍﹸﻢ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻼﻗﺔ
ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺗﻮﻃﱠﺪﺕ ﺻﻼﻢ ﺑﺎﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻀﻲ ،ﻭﻣﺜﻘﱠﻔﲔ ﺃﻫﻞ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﰲ
ﺸﻮﺭﻯ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﰲ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ .ﻛﻤﺎ ﺭﺍﻋﺖ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻠ
ﲨﻠﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﹺﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﰒ ﲤﺜﻴﻞ ﺃﺟﻴﺎﳍﺎ ﻭﲤﺜﻴﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ.
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻋﻤﻞ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻻﺋﺤﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺻﺎﻏﻬﺎ ﺍﻷﻣ
ﺑﺈﺣﻜﺎ ﹴﻡ ﺷﺪﻳﺪ ،ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﲞﻄﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﹸﺘﺪﺭﺟﺔ ﳓﻮ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ،ﺗﻮﺣﻴﺪ ﹸﺃﻃﹸﺮ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﰲ ﺣﺰﺏ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻠﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﹰﺎ
ﻋﻠﻲ ﺃﺻﻞ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﱯ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ.
ﻛﻤﺎ ﻏﻄﱠﺖ ﺍﳋﹸﻄﺔ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﺎﻓﱠﺔ ،ﳓﻮ ﺑﺴﻂ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ
ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﳓﻮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺰﻛﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺇﻋﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻼﺕ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﺭﺷﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺟﻮﺍﺭﹰﺍ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﺩﻭﻟﻴﹰﺎ ﺃ ﻣ ﻤﻴﹰﺎ.
ﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻼﺋﺤﺔ ﻭﺍﳋﹸﻄﺔ ﻭﺃﺟﺎ ﺯﻫﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺍﻹﲨﺎﻉ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺬ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﹶﻗﺴﻤﹰﺎ ﺷﺪﻳ ﺪ ﺍﻟﻐﻠﻈﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻛﺎﻓﺔ ،ﺑﺎﻟ ﹶﻎ ﺍﻹﻟﺰﺍﻡ ﺣﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﳌﹸﺠﺮﺩ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺠﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰒ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﺳﺮ ﻋﻤﻞ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﻭﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ
ﺾ ﻗﺪﺍﻣﻰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﲢﻔﱡﻈﹰﺎ ﺣﻮﻝ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻭﻣﺪﺍﻭﻻﺎ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺎ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ .ﻭﺇﺫ ﺃﺛﺎﺭ ﺑﻌ
ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻟﻠﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﺗﻮﱄ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻷﻣﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻟﱠﻰ ﳏﺎﺳﺒﺘﻬﻤﺎ ﺑﻮﺻﻔﻴﻬﻤﺎ ﻋﻀﻮﻳﻦ ﰲ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟ
ﺴﻨ ﻦ ﺍﻟﺮﺍﺗﺒﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ
ﻃﺮﺍﻓﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﻣﺎ ﲨﻌﺖ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﺏ ﻭﳐﺘﻠﻔﺔ ﺍﳌﺸﺎﺭﺏ ﻭﻣﺎ ﻗﺪ
ﺼﻴﻎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﺜﲑﻩ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﻭﲢﻔﻈﺎﺕ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟ
ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﰲ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺃﻭ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺳﻠﻄ ﺔ ﺣﺎﻛﻤ ﺔ
ﻣﺘﻤﻜﱢﻨﺔ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺗﺴﺘﺸﻌ ﺮ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻋﻦ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﱵ ﺿﻤﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻭ ﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺣﺎﻛﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ
ﻉ ﻷﻭﻝ ﺍﻧﻀﻤﺎﻣﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﻠ ﺰﻣﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎﺀ ﻟﻘﺴﻢ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺍﻟﺴﺘﺮ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺘ ﺮ
ﻣﺮﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﰲ ﻛﻞ ﻃﻮ ﹴﺭ ﺟﺪﻳﺪ ﹶﻗﺪﺭ ﰲ ﺍﻟﻼﺋﺤﺔ ﺍﻷﻭﱃ
ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻟﱠﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻮﻟﱠﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺟﻠﺴﺎﺎ ﻭﹺﻓ ﻖ
ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺎﺯﺗﻪ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺫﺍﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﺪﻩ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻓﺎﻷﻭﻓﻖ ﺃﻥ ﲡﺪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻘﺎ ﺩﻣﺔ ﲟﺎ ﲢﻤﻞ ﻣﻦ ﲡﺮﺑﺔ ﻭﻭﺯﻥ ،ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺑﹺﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﻢ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻭﻣﺎ ﺗﻌﺮﹺﻑ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،ﰒ ﻳﺘﺪﺭﺝ ﺎ ﳓﻮ ﺑﻘﻴﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺣﱴ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻷﺷﺪ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﲤﻬﻴﺪﹰﺍ ﻹﺧﺮﺍﺝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻠﻌﻠﻦ ﺑﺘﻠﻴﺪﻫﺎ ﻭﻃﺎﺭﻓﻬﺎ.
*****
ﺸﻮﺭﻯ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﺣ ﱢﻞ ﺍﻠﺲ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻫﻢ ﺳﻴﺎﺳﻴﹰﺎ ﰲ ﺍﳋﹸﻄﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺟﺎﺯﻫﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺑﻌﺪ ﺣ ﱢﻞ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺿ ﻢ ﰲ
ﻼ ﻭﺍﺳﻌﹰﺎ ﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﲤﺜﻴ ﹰ
ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺸﺎﺭﹺﻛﲔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺟﻬﺎﺯ ﺭﲰﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺻﺎﺭﺕ ﲤﺜﱢﻠﻬﻢ ﻭﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﻢ،
ﻛﻤﺎ ﺿﻢ ﺍﻠﺲ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .ﻛﺬﻟﻚ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺘﻌﻴﲔ
ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮﻩ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﲤﺜﻴ ﹶﻞ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﺘﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ :ﺍﳌﻬﻨﻴﻮﻥ
ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﻮﻥ ،ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ،ﻭﺍﳌﻬﻨﺪﺳﻮﻥ ،ﻭﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ،ﻭﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻮﻥ ،ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ،ﻭﺷﻴﻮﺥ
ﻕ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ،ﻭﺭﺟﺎ ﹸﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺳﻴﺪﺍﺎ ،ﻭﺃﻓﺬﺍ ﹲﺫ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ.ﹸﻃ ﺮ ﹺ
ﻛﻤﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺗﻄﻮﺭ ﺁﺧﺮ ﻣﻬﻢ ،ﻫﻮ ﺧﺮﻭﺝ
ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﻃﻪ ،ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﻮﻗﻌﺘﻪ ﺍﳊﺼﻴﻨﺔ ،ﻟﻴﺼﺒﹺﺢ
ﻋﻀﻮﹰﺍ ﰲ ﺍﻠﺲ ﺿﻤﻦ ﲨﻠﺔ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻇﻬﺮﺕ ﰲ ﺍﻠﺲ ،ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ
ﺕ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻣﺤﺘﺠﹺﺒﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼﹰ ،ﻭﻣﻮﺻﻮ ﹰﻻ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺳﻨﻮﺍ
ﺐ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻠﻲ ﳓ ﹴﻮ ﻳﻮﻣﻲ .ﻭﻻ ﺭﻳ
ﺏ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻘﻮﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﺛ ﺮ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺪﻩ ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﻭﻳﻤﻜﱢﻨﻪ ﺣﺎﻛﻤﹰﺎ ﺷﺒﻪ ﻣﻄﻠﻖ .ﻭﺇﺫ ﻭﹶﻗ ﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ -ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﰲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ
ﺿﻤﻦ ﺛﻼﲦﺌﺔ ﻧﺎﺋﺐ -ﻭﻗﻌﹰﺎ ﺛﻘﻴﻼﹰ ،ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺇﻻ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻐﻴﺚ ،ﺇﺫ ﺗﻼﻩ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻭﺯﻳﺮﹰﺍ ﰲ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﻫﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﻣﺒﺘﻜﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﻘﺪﺭ ﳍﺎ ﺷﺄﻧﹰﺎ ﻋﻈﻴﻤﹰﺎ ﳊﺮﻛ ﺔ
ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﲡﺪﻳﺪ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺗﺒﺪﻳﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﳓ ﹴﻮ ﺷﺎﻣﻞ ،ﻭﻓﻖ ﺃﺻﻮﻝ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺇﺫ ﺃﺎ
ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﳌﻨﻮﻁ ﺎ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﳌﹸﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻲ ﺍﺘﻤﻊ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺗﻪ
ﻭﻟﻴﺲ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺜﱠﻠﺖ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﻳﻨﺔ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﺍﶈﺠﻮﺑﺔ ﺑﲔ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﻣﺮ ﺣﺒﹰﺎ ﺑﻈﻬﻮﺭﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻮﻓﱢﺮﹰﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺪﻭﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ،ﺑﻞ ﻇ ﱠﻞ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺇﳝﺎ ﻥ ﻛﺒ ﹴﲑ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘ ﻬ ﺮ
ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺗﻘﻮﺩﻩ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﳌﹸﺒﻜﱢﺮﺓ ﻟﻠﻔﺮﺯ ﳓﻮ ﺍﳋﻼﻑ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ،
ﺡ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﰲ ﻛﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺡ ﺑﻮﺿﻮ ﹴﻳﻄﺮ
ﺳﺆﺍ ﹰﻻ ﺣﺎﲰﹰﺎ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﻳﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺮﺍﺣ ﹰﺔ
ﲡﺎﻭﺑﻪ ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﺇﱄ ﺩﻋﻢ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻭﺍﻷﺩﰊ .ﻭﺍﻗ ﻊ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﱂ ﻳﺒ ﺪ ﲡﺎﻭﺑﹰﺎ ﻣﻊ
ﺕ ﻣﻦ ﺗﻮﻟﱢﻴﻪ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،47ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍ
ﺕ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻣﺪﺧﻞ
ﻣﺘﺒﻨﺎﺓ ﻭﻣﺪﺭﺟ ﹰﺔ ﰲ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍ
ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺃﻗﺮﻫﺎ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1992ﻡ.
ﻛﺎﻥ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﻣﻨﻀﺒﹺﻄﹰﺎ ﰲ ﺃﺩﺍﺋﻪ ،ﻣﺘﻮﺍﺯﹺﻧﹰﺎ ﰲ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ،ﺟﺎﻣﻌﹰﺎ
ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﺣ ﻤﻠﹶﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﻭ ﺣ ﻤﻠﹶﺔ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ
ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻛﻠﻪ ﻣﻌﻴﻨﹰﺎ ﺗﻌﻴﻴﻨﹰﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻨﺘﺨﺒﺎﹰ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﻗﻮﺗﻪ
EE 4ا&1EEم ا1EEEدس EE+Pرة 'EE# ،ا15EEE.ذ 1EEEA+7 'EEP7ن OEE9 6EEAوزارة ا1aر 6EE&H EEEGوزارة اuEEERa5
ا ^Af ،'71A5Gpرؤ* ٍ ^ ا&1م ا ^EH OJP2# Q5jاEزارات1EA5 ،م اEJaة ،وه 6E&2 '<E5 "EIَ *ُ Eا^E.
ا&1م Pآ ا (' ا cJ25ُAا CAر.
ﺿ ﻌﻔﻪ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﺎﺡ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﻫﻮ ﻣﺼﺪﺭ
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﺑﻞ ﱂ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﺃﻋﻀﺎﺅﻩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻛﺎﻣﻞ ﺣﻘﱢﻬﻢ ﰲ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﻭﺯﺭﺍﺋﻬﺎ،
ﻓﻬﻲ ﺍﻟﱵ ﻋﻴﻨﺘﻬﻢ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﺮﺩﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﳎﻠﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ
ﻫﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ.
ﺲ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺹ ﰲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﺮﺍﺭ ﺣ ﱢﻞ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﲣﺬ –ﺇﺫﻥ -ﳎﻠ
ﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺭﺋﺎﺳﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﴰﻠﺖ ﺍﳋﻄﺔ ﺑﻘﻴﺔ ﳋﻄﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﻭﺃﺟﺎﺯ ﺍ ﹸ
ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﳓﻮ ﲤﺎﻡ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺸﻤ ﹸﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﰲ
ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺣﺮﺓ ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﲤﻬﻴﺪﹰﺍ ﻹﺟﺎﺯﺓ ﺩﺳﺘﻮ ﹴﺭ ﺩﺍﺋ ﹴﻢ ﻟﻠﺒﻼﺩ .ﻛﻤﺎ ﴰﻠﺖ ﺍﳋﻄﺔ
ﺏ ﺳﻴﺎﺳ ﹴﻲ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎ ﹴﺭ ﺣ ّﹴﺮﺧﺮﻭﺝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻠﻌﻠﻦ ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ ،ﰲ ﺣﺰ ﹴ
ﲔ ﻣﺼﻄﻠﺢ )ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ﺗﻄﻠﻌﹰﺎ ﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﳌﹸﺼ ﹶﻄﻠﹶﺢ ،ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺪﺩﻱ ،ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻟﻪ ﺍﻷﻣ
ﻂ ﻛﺒﲑ ﰲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻷﻳﺎﻡ. ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟ ﹺﺮﻳﺐ ﰲ ﺻﻒ ﺍﳌﹸﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺇﱃ ﹶﻟ ﻐ
ﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺹ ﻋﻦ ﲢ ﻮ ﹴﻝ ﺁﺧﺮ ﻣﻬﹺﻢ ﰲ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﳋﻄﺔ ﺍﺎﺯﺓ ﻣﻦ ﳎﻠﺲ ﺍﻟ ﻋﺒﺮﺕ ﺍ ﹸ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ،ﺍﻟﱵ ﲪﻠﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻭﻫﻴﺎﻛﻞ ﺍﳌﺆﲤﺮ
ﻑ ﳊﺸﺪ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﺘﻤﻊ ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﺣﺰﺏ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﺗﺘﺤﺮﻯ ﰲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺎ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺪ
ﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓﺼﺤﺖ ﺳﻨﻮﺍ ﺡ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﺑﻌﺪ ﲤﺎﻡ ﺍﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻓ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺸﺮ
ﺍﻷﻭﱃ ﻋﻦ ﻋﻤﻴﻖ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﰲ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻋﻦ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﳊﺮﻳﺔ،
ﺍﳌﺒﺪﺃ ﺍﻷﻭﻝ ﳋﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺻﺮﻳﺢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،ﻭﻋﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻟﻠﺠﻬﺎﺕ
ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ،ﰒ ﻟﻠﻤﻬﻨﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﳌﹸﺘﻄﺮﻓﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﻮﻗﺖ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ
ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ،ﰒ ﻋﻦ ﻗﻠﻴﻞ ﺭﺳﻮﺥ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻐﺮﺽ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺀ
ﰲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋﱪ ﺻﻔﻮﻓﻬﺎ ﺍﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ﺣﱴ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ
ﺍﻟﱵ ﺍﳓﺎﺯﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.
ﻂ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺇﻧﻔﺎﺫ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﳌﻨﻄﻘﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺴﻟﻘﺪ ﺗﻠﺨﺼﺖ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﳋﹸﻄﺔ ﻭﻓﺼﻮﳍﺎ ﰲ ﲤﺎﻡ ﺑ
ﺍﳌﹸﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺷﻜﻠﻪ ﺑﺴﻄﹰﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﻓﺎﻟ ﻔ ﺪ ﺭﺍﻟﻴﺔ ﻭﺣ ﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﲑ ﻗﺪ
ﺃﹸﻗ ﺮﺍ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﻣﻨﺬ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭ ﻋ ﱪ )ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ
ﻓﺮﺍﻧﻜﻔﻮﺭﺕ 1992ﻡ( ،ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻧﺬﹸﺭ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﰲ ﺃﻗﺎﻟﻴﻢ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳌﹸﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﻛﺔ ﺩﺍﺅﻭﺩ ﳛﲕ ﺑﻮﻻﺩ ،ﻭﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺷﺮﻕ ﺍﻟ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻀﻤﺎﻡ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﺇﱄ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ .ﻓﺎﻷﻭﻓﻖ ﺃﻥ ﺗﺮﹶﻓ ﻊ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ
ﻛﺎﻓﱠﺔ ﺍﳌﹸﻘﻴﺪﺓ ﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺃﻥ ﺗﻨﺎﻝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻜ ﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻟ ﹺﺮﺿﻰ ،ﺑﻌﺪ
ﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻹﻛﺮﺍﻩ.
ﺃﻥ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟ
ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﳓﻮ ﺍﻟ ﻔ ﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﻌﺎﻣﲔ ﺇﺫ ﹶﻗﺴﻢ
ﺃﻣ ﺮ ﺭﺋﺎﺳ ﻲ ﻣﺆﻗﺖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﱄ ﺳﺖ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ) (26ﻭﻻﻳﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺖ ﻋﺸﺮﺓ ) (16ﰲ
ﲔ ﻋﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﻋﺸﺮ ) (10ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻳﻘﻮ ﻡ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺔ ﻭﺍ ﹴﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺃﻣ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻳﺮﺃﺱ ﺷﻌﺒﺘﻪ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺍﻧﺒﺜﻖ ﲢﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻧ ﹸﻈ ﹴﻢ ﺃﺩﱐ ،48ﻓﻀﻤﺖ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﰲ
ﺗﻄﻮﺭﻫﺎ ﻛﻞ ﻭﻻﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺃﻣﻨﺎﺀ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺘﻀﺎﻋﻒ ﻋﺪﻫﺎ ،ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ
ﻋﻘﺪﻫﺎ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﺎﻋﺪ ﻣﻮﺍﻗﻴﺘﻬﺎ ﺇﺫ ﻻ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻷﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﻓﺪﻭﺍ ﺇﱄ
ﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻠﻬﻴﺄﺓ ﺃﻥ ﺗﻀﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﰲ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻟ
ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺃﻋﺪﺍﺩﹰﺍ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﰲ ﺧﺘﺎﻡ ﻛﻞ ﺩﻭﺭﺓ ،ﻓﺘﻀﺎﻋﻒ ﻋﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﲬﺴﺔ ﻭﲦﺎﻧﲔ )(85
ﻉ ﺇﱃ ﳓﻮ ﺛﻼﲦﺌﺔ ) (300ﻋﻀﻮﺍﹰ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻋﻀﻮﹰﺍ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎ ﹴ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺣﺪﺩﺎ ﺍﳋﹸﻄﺔ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﳎﻠﺲ ﺷﻮﺭﻱ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ.
ﻣﺜﱠﻠﺖ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻣﺮﺣﻠ ﹰﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺧﻄﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ
ﻭﺍﻟ ﻌﻠﹶﻦ ﻭﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺣﺰﺏ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺳﻮﺩﺍﱐ ﻣﺘﺤﺮﺭ
ﺙﺣﱴ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻓﻬﻲ -ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ -ﺃﻭﻝ ﻛﻴﺎﻥ ﻗﻴﺎﺩﻱ ﻣ ﻮﺳﻊ ﻳ ﺮ ﹸ
ﳎﻠﺲ ﺷﻮﺭﻱ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﺤﻠﻮﻝ ﻣﻨﺬ 1989ﻡ ﻭﻫﻴﺄﺓ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﶈﻠﹸﻮﻟﺔ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺎﹺﻳ ﻦ ﻛﻼﳘﺎ ،ﺇﺫ ﻗﺎﻣﺘﺎ ﺑﺎﻟﻄﻮﻉ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭ ﻋ ﱪ ﺗﻔﺎ ﻋ ﹴﻞ
ﻃﻮﻳ ﹴﻞ ﻷﻋﻀﺎﺋﻬﻤﺎ ﰲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺷﻮﺭﻱ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺿ ﻤﺖ ﺃﺭﺑﻌﲔ ﰲ ﺍﳌﺌﺔ
5را cB( ZGا` Vا1#pدي واCKب.
ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﺭﻭﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺃﻭ ﺿﻤﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﻗﺒﻞ
ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎ ﹺﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎﻳﻌﻮﺍ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻷﻭﻝ ﻋﻬﺪﻫﺎ ﺃﻭ ﺍﳓﺎﺯﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ
ﺹ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﻟ ﹸﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ،ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺃﻋﻀﺎ ٌﺀ ﺍﻟﺘﺰﻣﻮﺍ ﰲ ﺧﺎ
ﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺛﻠﱠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺍﳌﹸﻠﺘﺰﻣﲔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺗﺒﻮﺃﻭﺍ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟ
ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﳍﹸﻢ ﺃﻥ ﺟﻠﺴﻮﺍ ﰲ ﺇﻃﺎ ﹴﺭ ﺧﺎﺹ ﳚﻤﻌﻬﻢ ﺇﱄ ﺟﺎﻧﺐ
ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ،ﻓﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﻋ ﹺﻬﺪﻭﺍ ﺑﻌﺾ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﲡﻤﻌﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﻣﻦ
ﻣﺴﺆﻭﱄ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ،ﱂ ﳛﺪﺙ ﺃﻥ ﺷ ﹺﻬﺪﻭﺍ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ،
ﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺇﱄ ﺟﻮﺍﺭ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ،ﻣﻦ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺘﻈﻤﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﰒ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺑﻌﺾ ﻛﺒﺎﺭ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﺘﻤﻊ
ﻑ ﳍﻢ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﱄ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻣﻤﻦ ﱂ ﺗﻌ ﺮ
ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻣﺪﻯ ﻏﹸﺮﺑﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﹸﻠﺘﺰﻣﲔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﻟﻮﺍ
ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻋﻦ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﳌﺪﱐ ،ﻭﻓﺪﺍﺣﺔ ﲣﻠﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ.
ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺇﺫﻥ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻋﻦ ﲡﺎﺭﺏ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﰲ ﺃﻭﻝ
ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭ ﺟ ﻤﻌﺖ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﺘﻤﻊ ﰲ ﻛﻞ ﳎﺎ ﹴﻝ ﺇﱄ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﻠﺘﺰﻣﲔ ،ﻛﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ
ﻋﻦ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺇﺫ ﺍﻧﻌﻘﺪ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻦ ،ﻭﺗﻨﺎﺩﻯ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺑﺘﻌﻴﲔ ﺍﻷﲰﺎﺀ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﻬﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ،ﻫﻲ )ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ( .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺟﺮﺕ ﰲ ﺇﻃﺎ ﹴﺭ ﺳﺮﻱ،
ﻭﺃﹸﻋ ﻄﻴﺖ ﰲ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ،ﻭﻛﻤﺎ ﺿﻤﺖ
ﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﺇﱃ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻳﻠﺘﻘﻮﻥ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ،ﻭﺍﺣﺘﺎﺟﺖ ﻣﻦ ﹶﺛ ﻢ ﻟﻮﻗ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻳﻌﺮﹺﻓﻮﻥ ﺑﻌ
ﻼ ﻣﻨﺘﺠﹰﺎ ﰲ ﺍﳌﹸﺪﺍﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻓﺎﻷﻋﻀﺎﺀ ﰲ ﻇﺎﻫﺮ ﺟﻠﺴﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻖ ﻧﺴﻴﺠﻬﺎ ﻭﻳﻐﺪﻭ ﻓﺎﻋ ﹰ
ﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺪﺍﻭﻝ ﺏ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ،ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟ
ﻁ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﺏ ﻭﺃﻋﻤﺎﺭ ﻭﲡﺎﺭﺏ ﻭ ﹸﻛﺴﻮ ﹴ ﺃﺧﻼ ﹲ
ﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺨﻄﱢﻂ ﻭﺗ ﹶﻘﺮﺭ ﰲ ﻛﻞ ﺷﺄﻥ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻓﻬﻲ ﺃﻣ ﻭﺗ
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑﺜﻘﻠﻴ ﹺﻬﻤﺎ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﲔ ﺇﱃ ﺣ ﺪ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺴﻄﺖ ﻇﻠﱡﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ
ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭﺗﻘﻠﱠﺼﺖ ﺑﻄﻴﺌﹰﺎ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ ﻣﻊ ﻣﻀﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ .ﻓﺈﺿﺎﻓﺔ ﺇﱄ ﺣﺪﺍﺛﺔ ﻋﻬﺪ ﺳﺘﲔ
ﰲ ﺍﳌﺌﺔ ) (%60ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺑﺄﻃﹸﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻴﺲ ﳍﻢ
ﻕ ﺧﺎﺻﺔﻋﻬ ﺪ ﺑﺄﻳﺔ ﲡﺮﺑﺔ ﰲ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﳊﺰﰊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺍﻹﻃﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ،ﻓﻘﺪ ﺩﻋﻮﺍ ﺑ ﹸﻄ ﺮ ﹴ
ﺴ ﻢ ﻏﻠﻴﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﺴﺮ ،ﰒ ﺇﱄ ﺇﻃﺎ ﹴﺭ ﺧﺎﺹ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﺒﻮﺍ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﹸﺃ ﺧ ﹶﺬ ﻣﻨﻬﻢ ﹶﻗ
ﺕ ﻣﻘﺒﻠﺔ .ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻂ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﳌﺪﻯ ﺳﻨﻮﺍ ﺴﻄﹶﺖ ﺑﲔ ﺃﻳﺎﺩﻳﻬﻢ ﺧ ﹶﻄ ﹸﺑ ِ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﳌﹸﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻭﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﻭﺧﻄﺘﻪ ،ﻭﻻ ﺭﻳﺐ
ﺃﻧﻪ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﻻﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺣﻜﻤﺔ ﺧﱪﺗﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ.
ﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ،ﺧﺎﺿﺖ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺃﻭﻝ ﲡﺮﺑﺔ ﺣﻘﱠﺔ ﰲ ﺍﳌﹸﻤﺎﺭﺳﺔ ﻣﻊ ﺗﻄ ﻮﺭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟ
ﺏ ﻫﻴﺄﺓ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ﺗﺪﻳ ﺮ ﺷﺄﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺣﻖ ،ﺇﺫ ﻇﻠﱠﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻧﺘﺨﺎ
ﻫﻴﺂﺕ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﳎﺎﻟﺴﻬﺎ ،ﻣﻦ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺇﱃ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺗﺴﺘﺸ ﻌ ﺮ
ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﻭﻫﻲ ﲤﺎﺭﺱ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﻬﺔ ﻣﺴﺘﺘﺮﺓ ﺗﻮﺍﱄ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺷﺄﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﻣﻊ ﻗﻴﺎﻡ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﺗﺄﺳﺲ ﻛﻴﺎﻥ ﻳﺘﻮﻟﱠﻰ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﻙ ﺍﻟﻨﻘﺺ
ﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺃﺷﺨﺎﺹ ،ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺠ ﻢ ﻋﻦ ﺗﺮﻛﱡﺰ ﺍﻟ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺬﻱ ﻧ
ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻳ ﺪ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﻭ ﳏﺎﺳﺒﺔ.
ﺸﻮﺭﻯ ﻫﻴﺄﺓ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻀ ﹴﻊ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﻀﻮﺍﹰ ،ﻭﺃﺗﺎﺣﺖ ﳍﹸﻢ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟ
ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺑﺒﻀﻊ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻣﻤﻦ ﱂ ﻳ ﹶﻘﺪﺭ ﳍﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻭﻳﺸﺘ ﹺﻬﺮﻭﺍ ﻟﻴﻨﺘﺨﺒﻮﺍ.
ﺟﺮﻱ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺑﺎﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﻛﻞ ﻋﻀ ﹴﻮ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﹸﺮﺷﺤﲔ ،ﻭﹸﻓ ﹺﺮﺯﺕ
ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻋﻤ ﹴﻞ ﺗﺘﻮﻻﱠﻩ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﻋﱪ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭﺑﻜﺎﻣﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ،ﺇﺫ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﺘﻠﻘﻰ
ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺍﳌﹸﺪﺍﻭﻟﺔ ﻭﺗﺴﺘﻤﻊ ﺇﱄ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﺗ ﹶﻘ ﺮﺭ .ﻟﻜﻦ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ
ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﺒﺮ ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﺇﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻓﻘﺪ
ﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﰲ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺇﱄ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﻋﱪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﱂ ﻀ
ﻣ
ﺗﻨ ﹾﻞ ﺛﻘﺔ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺃﲰﺎ ٌﺀ ﻛﺒﲑﺓ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﺆﺩﻱ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﰲ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﻗﺮﺍﺭ
ﺾ ﺃﲰﺎ ٍﺀ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻈﻬ ﺮ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﺎﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﳌﹸﺘﺎﺣﺔ ﳌﺴﺆﻭﱄ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ.
ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺒﺮﺕ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻋﻦ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺧﻄﺔ
ﺩﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺇﻛﻤﺎﻝ ﺃﺟﻬﺰﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ،ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ
ﻣﻀﻰ ﺣﱴ ﺍﻛﺘ ﻤ ﹶﻞ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ 1999ﻡ ﹸﻗﺒﻴ ﹶﻞ ﺍﳌﹸﻔﺎﺻﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﲑﺓ ﺑﲔ ﺟﻨﺎﺣﻲ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻨﺘﺨﺒ ﹰﺔ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺷﺨﺼﲔ ،ﳘﺎ:
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺧﺮﺟﺖ ﻛﻞ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﺍﻟ
ﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ.49
ﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺋ
ﺍﻟﻨﺎﺋ
*****
ﺷ ﹺﻬﺪﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﳓﻮ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﺒﻠﻮﺭ
ﺍﳌﹸﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﶈﺎﻭﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﳌﺤﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﱢﻠﻪ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ
ﺐ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﹸﻃ ﹺﺮﺣﺖ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻛﻨﺪﺍ ،ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻮﻋﺐ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮ ﻋ
ﹸﻃ ﹺﺮﺣﺖ ﺑﻌﺪ ﺇﻃﺎﻟﺔ ﺃ ﻣ ﺪ ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻷﻭﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ،ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺄﺳﻴﺲ
ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﲤﻬﻴﺪﹰﺍ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺻﻠﺒﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﳌﻔﺘﻮﺡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﱂ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺑﺄﻱ
ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ،ﻓﺎﻥ ﻧﺬﹸﺭ ﺍﳋﻼﻑ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻠﺒﺪ ﰲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻌﻴﺪ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ،
ﺍﻟﱵ ﺃﺿﺤﺖ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1995ﻡ ،ﻭﺣﺪﻳﺜﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻋﻦ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﻣﻌﲎ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﰲ
ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ، ،ﰒ ﻧﻈﹸﻤﻬﺎ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺎ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ ،ﰒ ﻋﺰﻣﻪ ﺗﻘﺪﱘ
ﺼﺤﻒ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ. ﻣﻘﺘﺮﺡ ﻗﺮﺍ ﹴﺭ ﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻳﺒﻴ ﺢ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻟﻠ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﻳﺪﻳ ﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻃﺮﺡ ﺍﻷﻣ
ﺍﻷﻋﻠﻰ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﺨﺐ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ،ﻣﺘﺰﺍﻣﻨﹰﺎ ﻣﻊ ﺩﻋﻮﺗﻪ
ﻟﺘﺨﻠﱢﻲ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳌﹸﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﹺﺯﻳ ﻪ ﻭﺭﺗﺒﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﻘﺪﳝﻪ ﻣﺮ ﺷﺤﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﺆﲤﺮ
ﺍﻟﻮﻃﲏ .ﰒ ﻣﻊ ﲢﺎﻣﻰ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻜﻔﱠﺔ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻌﺪ
ﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻹﺻﻼﺡ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﺤﺔ، ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮﺓ ،ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺻﻮ
ﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻭﺇﱃ ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻭﻻ ﺭﻳ
ﻳﻘﻮﺩﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣ
ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺭﺋﻴﺴﹼﺎ ﻣﺪﻧﻴﺎﹰ ،ﰒ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻺﺻﻼﺡ
6ا t1Cا.ول 1A+7 'P7ن O9 6Aوا tE1CاEG '1E+رج آE2Cر إذ 'E( Edا"EIة ا12د* A#oEAP Eا'C9E
.1IJBC V`H
ﺍﳉﺬﺭﻱ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﰲ ﺍﳉﻴﺶ ﺗﺼﺎ ﺩ ﻡ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻟﻠ ﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍ ﳌ ﻬﹺﻨﻴﺔ ﰲ ﺃﻣﺜﻞ ﲡﻠﻴﺎﺎ ﻟﺪﻯ
ﺐ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃ ﺳﻬﹺﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ.
ﻏﹶﺎﻟ ﹺ
ﺼ ﺢ ﻋﻨﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭ ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺣﻴﻨﻬﺎ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓ ﺃﻣﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﻧﺎﺋ ﹺ
ﺻﻌﻮ ﺩ ﻩ ﺇﱃ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﻨﺐ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ،ﻣﻠﺘﺰﻣﹰﺎ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﻣﻨﺬ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻬﻮ :ﺇﻥﱠ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﳌﹸﺆﻗﺘﺔ ﺍﳌﹸﻘﻴﺪﺓ ﻟﻠﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﺘﻔﺘﺢ ﺍﺎﻝ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﻟﻌﻮﺩﺓ
ﺕ ﺗﺮﺍ ﹶﻛﻤﺖ ﻣﻨﺬ ﺍﻗﺘﻼﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﹸﻗﻮﻯ ﺍﳌﹸﻌﺎ ﺭﺿﺔ ،ﻣﺪﻓﻮﻋ ﹰﺔ ﲟﺪ ﺩ ﺃﺟﻨﱯ ﻛﺒﲑ ،ﻭﺑﺄﺣﻘﺎ ﺩ ﻭﻣﺮﺍﺭﺍ
ﺐ ﻭﺇﻋﺪﺍﻣﺎﺕ ،ﻭﺳﺘﻌ ﻤ ﺪ ﻓﻮﺭ ﻋﻮﺩﺎ ﻟﺴﻠ ﹺﻖ ﺕ ﻭﺗﻌﺬﻳ ﹴﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﰒ ﻣﺎ ﺗﻼ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﻻ
ﺐﺻﺮﻩ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﺍﶈﺎﻛﻢ ،ﰒ ﺇﺫﺍ ﻓﺎﺯﺕ ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻓﺴﺘﻨﺼ ﺴﻨ ﺔ ﺣﺪﺍﺩ ،ﻭﺳﺘﺤﺎ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺄﻟ ِ
ﻕﺼ ﺪ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺑﻀ ﻊ ﺃﻋﻮﺍ ﹴﻡ ﺗ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫﻳﲔ ﻣﺸﺎﻧﻖ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ .ﻓﺎﻷﻭﻓﻖ ،ﻋﻨﺪ ﻧﺎﺋ ﹺ
ﺾ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ،ﰒ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺾ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌ ﻓﻴﻬﺎ ﺁﻣﺎ ﹸﻝ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺕ ﻭﺍﻋﺪﺓ ،ﻭﻳﻔﻴ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎ ﺧﺼﺔ ﳓﻮ ﺍﳊﹸﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻭﺇﺫ ﺍﺗﺴﻖ ﻣﻮﻗﻒ ﻧﺎﺋ ﹺﻧﻨ ﹸﻈ ﺮ ﰲ ﻣﺜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﹸﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ )ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ،
ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ،ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ،ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ( ،50ﺍﺗﺴﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻊ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ
ﻱ ﺣﺎﺳﻢ ﻧ ﹶﻘﹶﻠ ﻪ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺷﺆﻭﻥ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺇﱄ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻟﺬﻱ ﴰﻠﻪ ﺗﻌﺪﻳ ﹲﻞ ﻭﺯﺍﺭ
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ،51ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻟﱠﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻮﺽ ﺃﲪﺪ ﺍﳉﺎﺯ ﻣﻨﺼﺐ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻮﻗ
ﺖ
ﻗﻠﻴﻞ ،ﰒ ﺑﻌﺪ ﺧﹸﻠ ﻮ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺑﺘﻮﻟﱢﻲ ﻭﺯﻳﺮﻫﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﳏﻤﺪ ﺧﲑ
ﳌﻨﺼﺐ ﻭﺍﱄ ﴰﺎﻝ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ،ﻋﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻮﺍﺻﻞ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃﻩ
ﺽ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺡ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﻘﺘﺤ ﻢ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﳌﻜﺎﺗﺐ ﻭﺗﻌ ﹺﺮ ﺳﻠﻔﻪ ﺑﺮﻭ ﹴ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﺍﳌﹸﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻷﻋﻠﻰ .ﻭﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﳉﻨ ﺔ ﰲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﺷﺔ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟ
ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺑﺘﻤﺜﻴ ﹴﻞ ﻭﺍﺳﻊ ﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺎﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﱂ ﻳﻠﺤﻖ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺑﻞ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺞ ﺳﻠﻔﻪ ﺗﻄﻮﺭﹰﺍ ﺟﻮﻫﺮﻳﹰﺎ ﰲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﻟ
ﻉ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﺇﱃ ﺗﺮﺅﺱ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻛﱢﺰ ﻋﻠﻰ ﺭﻭ ﹺ
ﺡ ﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ،ﰒ ﺷ ﺮ
ُ 7ه A7 :Vا ،)Jا6J7 ،{1S 6A HMا ^N 6A VNو`Hي .{1S ^N
8ا6آ5ر 7ض ا1Kز.
ﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﺍﺭﺗﻪ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﹺﺒﻪ ﲤﺜﻠﻪ ﻟﺪﻭﺭ ﰲ ﻭﺯﺍﺭﺍ
ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﻣﺴﺘﻨﺒﹺﻄﹰﺎ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻭﻻﻳﺘﻪ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ.
ﻭﻣﻊ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻚ ﺍﳌﹸﺘﺠﺎ ﹺﻭﺯ ﺟﺎﺀ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺑﺈﺻﺮﺍ ﹴﺭ ﻣﻦ
ﻼ ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺘﻪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﲟﺎ ﻳﺸﺒ ﻪ ﺍﻟ ﻌﻘﻮﺑﺔ ﻓﺄﺿﺎﻑ ﺳﺒﺒﹰﺎ ﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،52ﻓﻀ ﹰ
ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺑﺄﻃﺮﻭﺣﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺃﺻﻮﳍﺎ ﰲ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ.
ﺃﺛﺎﺭﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﳉﻨ ﹸﺔ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﳌﹸﺤﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﱵ ﹸﻛ ﻮﻧﺖ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺑﻘﺮﺍ ﹴﺭ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺘﺐ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻭ ﺷﻤﻠﹶﺖ ﲬﺴﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻣﻨﻪ ،ﺇﺛﺮ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺑﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﺍﳌﹸﻠﺘﺰﻣﲔ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ
ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﺍﻟﻨﻤﻄﻲ ﰲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﻗ ﹴﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭﻣﺪﻳﺮﻱ
ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻮﺯﺍﺭﺗﻪ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﻓﺒﻠﻐﺖ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺇﻏﻼﻕ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﳌﺪﻳﺮ ﻭﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ
ﺐ
ﺩﺧﻮﻝ ﻣﺆﺳﺴﺘﻪ ﺃﻭ ﺃﺧﺬ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻋﻨﻮ ﹰﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻬﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻟﻴﻼﹰ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺫﻭ ﻧﺴ ﹴ
ﻋﺴﻜﺮﻱ ﺃﻭ ﺃﻣﲏ .ﺃﺛﺎﺭ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻣﺸﻜﻼﺕ )ﺣﺎ ﻛ ﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ( ﺃﻡ )ﺣﺎ ﻛ ﻤﻴﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ(،
ﻓﻘﺪ ﻣﻀﺖ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ،ﺍﳌﹸﺤﺘ ﹶﻜﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ
ﺕ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﺸﹺﺒ ﻪ ﻭﺿﻊ )ﺍﻟﻔﻴﺘﻮ( ﺷﺒﻪ ﻛﺎﻣ ﹴﻞ ﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﰒ
ﳊﻘﹶﺘﻬﺎ ﺗﺪﺧﻼ
ﺸﻮﺭﻯ ﻓﺘﻀﻢ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﺘ ﻘ ﺪ ﺃﺎ ﻻ ﺗﺼﻠﹸﺢ ﳍﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻊ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ،ﰒ ﻗﺪ ﺗﺘﻮﺳﻊ ﺍﻟ
ﻯ ﻭﺍﺳﻌﹰﺎ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻴﲔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻣﺴﺘﻮ
ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﻭﺗﻌﻴﲔ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﱠﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺗﻌﻴﲔ ﻣﺪﻳﺮﻱ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ.
ﺗﻮﺍﻟﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ )ﻟﻮﰊ( ﺻﻐﲑ ﻟﻜﻨﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ،
ﻀ ﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﺇﺫ ﻳﺘﻌﺴﺮ ﻋﻠﻰﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭ ﹸﻝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻳ ﻳﺤﺮﻛﻪ ﻧﺎﺋ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻓﺾ ﺇﲨﺎﻋﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻣﻨﺎﺟﺎ ﹰﺓ ﻣﻊ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻤﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻮﺍﹶﻓﻘﹶﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ
ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳌﹸﺴﺘﺒﻘﹶﺔ ،ﺃﻭ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﺄﻋﻀﺎﺋﻪ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ،ﻣﻀﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﻗﺮﺍﺭﺗﻪ ﻧﺎﻓﺬﺓ
ﻋﱪ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺳﻮﻣﺔ
9آ1ن ا ^.ا&1م *oآ '( 6أ1Nد* O+ا S1aأن ا6آ5ر 7ض ا1Kز ِ 6ُ* Vرك أن و Fdوز* YPKاEزراء
1EEJ# ^AEE5 ،uEE2( 2EEC#دل ا1EEP&Aت وا.وراق ^EEHاEEزراء 1EEA( ،وزارة ا 'EEC&# E j1Rا 'EEP7 E *pأآEEJ
)وع ا1B5jدي 1# J7ر* zادان.
ﺴ ﻤﻬﹺﻢ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻗﺮﺍ ﹴﺭ ﻳﺼ ﺪ ﺭ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﺰﻝ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺃﻭ ﺃﻳﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻬﺰﺗﻪ
ﺑﻮﺿﻊ ﻣﻴ
ﺩﻭﻥ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﻭ ﻧﻘﺎﺵ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻊ ﻣﻀﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺑﺰﻭﻍ ﺍﳋﻼﻑ ﺇﱃ ﺭﻓﺾ ﻗﺮﺍﺭﺍ
ﺕ
ﲔ ﻣﺤﺪﺩ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺗﻌﻄﻴﻠﻬﺎ.53ﺗﺼ ﺪ ﺭ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﺘﻌﻴ ﹴ
ﻱ ﺻﺎﻋﻖ، ﺙ ﻋﺴﻜﺮ ﹴ ﻂ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﻊ ﺣ ﺪ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺒﺴ
ﺗﺰﺍ ﻣﻨﺖ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﻉ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻁ ﻣﺪﻳﻨﱵ ﺍﻟﻜﹸﺮﻣﻚ ﻭﻗﻴﺴﺎﻥ 54ﰲ ﺷﺘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،1997ﻗﺒﻞ ﳓﻮ ﺃﺳﺒﻮ ﹴ ﻫﻮ ﺳﻘﻮ ﹸ
ﻣﻴﻘﺎﺕ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﰲ ﻳﺪ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻊ ﻗﻮﺍﺕ
ﺕ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺘﺠ ﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺑﺈﺳﻨﺎ ﺩ ﺃﺛﻴﻮﰊ ﺳﺎﻓﺮ ،ﻣﺜﱠﻞ ﻗﻤﺔ ﺗﺄ ﺯﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﹸﻒ ﻭﻗﻮﺍ
ﻁ ﺍﳌﺪﻳﻨﺘﲔ ﻣﺜﱠﻞ ﺣﺪﺛﹰﺎ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﹰﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﲢﻤﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﲔ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﻧﻈﺎ ﹺﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ .ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺳﻘﻮ ﹶ
ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺎﺩ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﲪﻠﻬﺎ ﺇﱄ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺑﻌ ﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﳌﹸﻮﺍﺋ ﹺﻢ
ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﺇﱄ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻟﻮ ﺑﹶﻠ ﹶﻎ ﺣ ﺪ ﺍﳌﹸﻨﺎﻓﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺣ ّﻘ ﻪ ﰲ
ﺐ ﰲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ .ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺃﻣﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺣ ﱠﻜﺎﻣﻪ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﹶﻏﹶﻠ
ﲔ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﱠﰒ ﺃﻣﲔ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ،ﺣﻴﺚ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﱵ ﺷ ﹺﻬﺪﻫﺎ ﺍﻷﻣ
ﻟﻠﺸﻮﺭﻯ ﺻﻮﺭ ﹰﺓ ﻣﺮﻳﻌﺔ ﻟﻘﺘﻞ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﻗﺘ ﹺﻞ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﳌﹸﻮﺍﻃﻨﲔ ﻭﺃﺧ ﺬ ﻃﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ
t1 cRا Yا.ول ا E*Fا6EA EHM '( 10اMCاع ^Hوز* اRان ا '6Aو *6اRان ا 7 '6A
j {1Sار CKا1J1Aت ا&E&H 1Pدة ا *6EAإ 'Eو OE5Fdو QAESا tE5`Aا6< E2 6E12رًا أن اEز* واtE1C
أ1CHء د(& .آ6S 1Aر jار ^ ا41J B2ة دون ا&دة t5`APا12دي أو CKا1EC&5ت ا& cEBFH 1EPوز*E
ا VP&5ا&6EJ7) '1اه1ب EHب( إ E Ekف ( 'Eا YEPKAا 'C9Eوأ 6E7اJو(Eر إEHاه Vأ EA7 6EANإ'E
EId 6E&H O&jر OEj1C#ا ZE 'E1.ا ^E.ا&1Eم اTEي i ^E7 EJ&* cEdرا OEاEk TEFC# E2*9 'E( JPEرة
ا VP&5ر Vxأن ا ^.ا&1م ه tN1Sاؤ* ا5Epا *ER5 K#ا E VEP&5ا tE*&5وا qICEAاTEي *uHE
ا& ،cEA&1H VEPآ6IE4 1EAت vEP#اE5Fة ^E&#ا6EEآ5ر 6EJ7اه1ب 1EA+7ن ر YEا1ER2ع ا1EB5jpدي ( 'Eاآ EE
وز*ًا 1APر Vxا57اض ا ^.ا&1م 'P7ذ G1N 1ًBa4 O 1ًf vوزارة اE 1Aز* Ejي اEJ&5
)ح ا11ت ا 1Aوا1(6ع .1IC7آ cEd 1EAاEPاء 6EJ7اً6E ^EN 6EA VNا 1ًE&Cأ1Eم أي 1و^E E
اآ o *R5ر 1اIAKر* 1EK 'E( ^E`# 1EAIل ا1EP&Aت أو ا E7م أو ,E5Nا دارة ES1 ،
إذا ار1Ba)H QRJ#ت ^ *jاآ )د .ا1Bدق ا ،O2Fد .أ^ ،A7 ^Nد ،^*6H17 Y* .د6EA UE .
أ (6ANو 6jآ1Eن EBا.وا 1ًE&AG cEا VEk E*&5ا 1EF7ء ،أ 1Eا ،E .د 6EA UE .أ 6E2( 6EANر(tEP9 gE
ا ^.ا&1م 1)5 OC&5Hرًا 1HاIAKر* ،ور( K gد 1E2ش YEPK ^*E`5H OEN52أ'EP7 'Ej ^E
ا ECا.آ ZEEA5K* 'EEإ OEEا YEرا 'EE( 1ًEJ#أول *EEم ا& OE591N cEEAو1EEP&A1H h*EEC#ت واEER5رات ،أ1EE
cE RآcEE
وز* EEا1aر EEGا6EEآ5ر 1EEA+7 'FREEBن اTEEي ا 1EES 'EE( OEEP 65H I5EE4ا دارة وآ1Jه< &*ُ cEE ( 1EE
ا1A.ء ا# '5د إ ^ Oاآ 'E( VIC&5وزار 1AE p ،OE#اُFEاء ،دون اٍ 1EJ57ر E ،'7Efى (OE
^ آ.^PA5 ^(1C VI
11ا ُ` ُ vو1jن 15C*6ن 6Nود*15ن ُ1A 15#ن أ.1Hk
ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺳﺒﺎﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﳏﺎﻓﻆ
ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﰲ ﺑﺴﺎﻟ ﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ.
ﻟﻜﻦ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺣﺮﺟﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﱂ ﲤﻨﻊ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ
ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻟﺒﺴﻂ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﻓﻘﺪﻡ ﺃﻃﺮﻭﺣﺘﻪ ﻟﻠﺸﻮﺭﻯ ﲜﻼﺀ ﺗﺎﻡ ،ﻣﺆﻛﱢﺪﹰﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﺳﺲ
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟ ﹺﺮﺿﻰ ،ﻭﺃﻥ ﻋﱪﺓ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﺣﺎﺟﺘﻨﺎ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ
ﺕ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﳓﻮ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ .ﻭﺑﺎﳌﹸﻘﺎﺑﻞ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺴﺎﳓﺔ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺭﻭﺍ ﺩ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻴ ﻌﺒﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﺃﺯﻣﺘﻬﻢ ﰲ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻗﺼﻮﺭ ﻓﹶﻬ ﻤﻬﹺﻢ ﻷﺻﻮﻝ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺸﻴﺌﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺭﻏﻢ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻘﹸﺮﺁﻥ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻔ ﺰﻫﻢ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﳌﹸﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺃﺣﻴﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﳌﺮﺍﺭﺓ
ﻭﺍﻟ ﻌﻨﺎﻓﹶﺔ ﺍﻟﱵ ﹶﻃﺒﻌﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ .ﻭﺗﻮﻟﱠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻷُﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﳌﹸﻌﺎ ﹺﺭﺿﺔ ﻷُﻃﺮﻭﺣﺔ
ﺐ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺠﺔ ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﺇﱃ ﻫﺠﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻣﻦ ﻗﺪ ﹴﱘ ﺿﺪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﲞ ﹶﻄ ﹴ
ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺰﻋﻴﻤﲔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﲔ ﺍﻟﻜﺒﲑﻳﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﳌﲑﻏﲏ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺑﺘﺒﻨﻲ ﺍﳍﺠﻮﻡ ﺍﳌﺴﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻳﻨﺘﲔ ﺍﳊﺪﻭﺩﻳﺘﲔ ﺿﻤﻦ ﲢﺎﻟﹸﻔﻬﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠ ﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ،ﺇﺫ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﺴﻬﻞ
ﺑﲔ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻠﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺜ ﻤ ﺮ ﻣﻴﻼﺩﹰﺍ
ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﻷﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ .ﻭﺗﻮﻟﱠﺖ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺞ ﺇﱃ ﻣﺪﺍﻩ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺼﻴﺢ) :ﻟﻘﺪ
ﺍﻏﺘﺼﺒﻮﺍ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ( ،ﻓﺎﻧ ﹶﻜﻔﹶﺄﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﲢﺖ ﺳﻨﺎﺑﻚ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﻳﻄﺒ ﻊ ﻋﻼﻗﺎﺕ
ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﰒ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻊ ﺍﳌﹸﺠﱰﺭﺍﺕ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻓﺘﺄﺧﺮﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﲔ.55
ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﹸﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻜﻦ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻬﻤﺔ ،ﻫﻲ ﺩﻓ ﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻛﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟ ﻌﻠﹶﻦ ﰒ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺣﺎ ﻛ ﻤﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺎﱄ ﻟﻠﺸﻮﺭﻯ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ
ﺃﺷ ﻬ ﹴﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﹰﺎ ﺭﺋﻴﺴﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ،ﻫﻮ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ
ﺣﺰﺑﹰﺎ ﺃﻭﺣﺪﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺷﺤﻨﺔ ﺳﺨﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﺗﺮﺍﺕ ﻗﻀﻴﺔ
ﺣﺎ ﻛ ﻤﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ .ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻣﺮﺍﻓ ﻖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
TC 12ا&1م 1995م 15* Vح 2Pأن R#ح 6Kدًا إ17 '( pم .1998م.
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﳉﻮﺍ ﺑﺎﺏ ﺍﳉﻨﺪﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ
ﻟﻴﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺇﱃ )ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺎﻣﻴﺔ( ،56ﻓﺎﻧﻌﻘﺪﺕ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺩﻭﻥ ﺣﻀﻮ ﹺﺭﻫﻤﺎ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ
ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ،ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﱀ .ﻭﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﳉﻴﺶ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﱵ ﺍﻟﻜﹸﺮﻣﻚ
ﻭﻗﻴﺴﺎﻥ ﻭﺟﻪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﹰﺍ ﺷﺪﻳﺪﹰﺍ ﻟﻠ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ﰲ ﺣﻀﻮﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺄﺓ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺃﺭﻛﺎﻥ
ﺍﳉﻴﺶ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻡ ﺷﺮﺣﹰﺎ ﳌﺎ ﺣﺪﺙ ،ﺑﺪﺍ ﻏﲑ ﻣﻘﺒﻮ ﹴﻝ ﻟﺪﻱ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻭﺯﺭﺍ ٍﺀ
ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﲔ ﰲ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺬﹸﺭ ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮﺍﺕ ﻗﺪ ﺗﻮﺍﻟﺖ
ﺕ ﺗﺆﻛﱢﺪ ﺍﳍﺠﻮﻡ ﺍﻟﻮﺷﻴﻚ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﱂ ﲢﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﹰﺎ. ﻟﺪﻯ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﲟﻌﻠﻮﻣﺎ
ﺲ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﺍﺻ ﹶﻄﺒ ﺮ ﺇﱃ ﺍﳋﺘﺎﻡ ﳓﻮ ﻣﻐﺮﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﻴﺒﺪﺃ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﺍﺳﺘ ﻤ ﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴ
ﻣﻔﻌﻤﹰﺎ ﺑﺎﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭ ﺟ ﻪ ﻟﻠ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﻟﻔﺸﻠﻬﺎ ﰲ ﺻ ﺪ ﺍﳍﺠﻮﻡ
ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ،ﻭﺍﺳﺘﺮﺳﻞ ﰲ ﻣﺮﺍﻓﻌ ﺔ ﻭﺍﺿﺤ ﺔ ﺗﺸ ﲑ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﻋﻤﻠﻪ
ﺲ ﺍﳌﺪﻧﻴﻮﻥ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻓﺸﻠﻮﺍ ﰲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻛﻤﻞ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺐ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﺎ ﻋ
ﺡ ﺧﻄﺎﺏ ﺏ ﺧﺎﺹ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎ ﹴﺭ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺭﻭ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻣﺴﺘﺪﻋﻴﹰﺎ ﰲ ﺧﻄﺎ ﹴ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﱪﻳﺮﻱ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺃﻥ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ﺃ ﹶﳒﺰﺕ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮ ﰲ
ﻼ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ )ﺻﻴﻒ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ( ،ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻮﻗﻒ ﺍ ﹶﳌﺪﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﱄ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻤﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻣﺘ ﻤﱢﺜ ﹰ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺗﻌﺎﻗﹸﺐ ﺍﳍﺰﺍﺋﻢ ﻭﺳﻘﻮﻁ ﺍ ﹸﳌ ﺪﻥ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺣﱴ ﺑﻠﻎ ﺧﺎﺻﺮﺓ
ﺍﻟﻮﻃﻦ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻕ.
ﳉ ﻢ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﺃﻣﺎ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺟﺄﻫﻢ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﺃ ﹶ
ﻟﺴﺎ ﹶﻥ ﺍﻟ ﹸﻘﺪﺍﻣﻰ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻏﹶﻀﺒ ﹸﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﹸﺘ ﻌﺼﺒﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ
ﺏ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﻤ ﻖ ﺍﳋﻼﻑ ﻭﺗﻨﺎﺯﻟﻪ ﺍﻟﻀﻤﲏ ﻋﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻪ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﻟﻜﻞ ﺷﻌﺎ ﹺ
ﺡ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﺣﱴ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻛﻴﺎﻧﹰﺎ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ﺡ ﻣﺪﱐ ﻭﺟﻨﺎ ﹴ
ﺑﲔ ﺟﻨﺎ ﹴ
ﺴ ﻤﹰﺎ ﻣ ﻮﺣﺪﹰﺍ ﺇﻥ ﺍﺷﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ ﻋﻀ ﻮ ﺗﺪﺍﻋﺖ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ.57
ﻭ ﹺﺟ
13ا6CIAس 6J7ا.^N 6A VN
14را cB( ZGا Kوا1IKد.
ﺚ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﰲ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻧﺒﻬﺎ ﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻣﺮﺍﻓﻘﻪ ﻋﻦ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺣﺪﻳ ﹸ ﻏﻴﺎ
ﻉ ﰲ ﻗﻤﺔ ﺖ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﻫﻢ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺻﺮﺍ ﹴ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ ﹸﻘﺪﺍﻣﻰ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﻭﹶﻟ ﹶﻔ
ﻫﺮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﺴﺘﺒﻴﻨﻮﺍ ﻣﺎﺩﺗﻪ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻋﺘﺮﺕ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮﺍﺕ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ،ﻇﻠﱠﺖ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﳊﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ
ﻣﺘﺤﺪﺓ ﻣﺘﺠﺎﻧﹺﺴﺔ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺻ ﱢﻔﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺎ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ .ﺃﻣﺎ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ
ﺕ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻤﺜﱠﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﻣﺎﺩﺗﻪ ﻣﻦ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳋﺎﺹ ﺩﻭﻥ ﺍﻟ ﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺃﻭ ﺑﺘﻮﺍﻃ ﹴﺆ ﺧﻔﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺋ ﹺ
ﴰﹶﻠﺖ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﺜﻞ ﻓﺼﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺇﻃﻼﻉ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،
ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺃﻭ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻭﺯﻳﺮﹰﺍ ﻟﻠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﻷﻣﲔ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰒ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻑ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭﺍﳋﻼﻑ ﰲ ﺗﱰﻳﻞ ﺭﺅﻯ ﻭﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟ ﻔ ﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﳊﻘﱠﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳋﻼ
ﻑ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ، ﺣﻮﻝ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﳉﺬﺭﻱ ﻟﻠ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻬ ﻪ ﻣﻦ ﺧﻼ
ﻭﺗﺒﺎﻳﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﲔ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺃﻭ ﺍﳌﹸﻮﺍ ﺩﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﻄ ﺮ
ﺡ ﰲ ﺣﻴﺎ ٍﺀ ﻭﻣﻮﺍ ﺭﺑﺔ
ﰲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ.
ﺹ
ﻟﻜﻦ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﳋﻼﻑ ﲡﻠﱠﺖ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ )ﺣﺎ ﻛ ﻤﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ( ﺃﻡ )ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ( .ﻭﺇﺫ ﺣ ﺮ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺧﻠﻮﺹ ﺍﳊﺎ ﻛ ﻤﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ،ﺗﻨﺤﺎ ﺯ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺗﻌﺎﺿﺪﻩ ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﻣ
ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺃﻭ ﺃﺫﺭﻋﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺿﺎﺀﺕ ﻟﻪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﻂ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﻓﺘﺢﺴﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳊﻜﻢ ﻭﺃﻛﱠﺪﺕ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﳌﹸﺴﺎﺭﻋﺔ ﳓﻮ ﺑ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻓﻘﺪ ﴰﻠﺖ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﹸﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ،ﻭﺿﺒﻂ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺑﲔ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﻟ
ﺍﳋﹸﻄﺔ ﺍﻟﱵ ﺩﻓﻌﺖ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟ ﻌﻠﹶﻦ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﹰﺎ ﺑﺎﺳﻢ )ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ( ﺭﺅﻯ ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﻛﻠﻪ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺗﻮﺍﻟﻴﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺇﺑﺎﺣ ﹰﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ،ﻭﻻﻣﺮﻛﺰﻳ ﹰﺔ ﺗﺮﺩ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻬﺎ.
ﻣﺜﱠﻞ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟ ﻌﻠﹶﻦ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﹰﺍ ﺁﺧﺮ ﳌﺪﻯ ﺗ ﻬﻴﺌﻬﺎ ﻟﻠﺸﻔﺎﻓﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻣﺮﺷﺤﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﳌﻨﺼﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ،
ﻕ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﳓﻮ ﺣﺎ ﻛ ﻤﻴﺔ )ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ﻭﻫﻴﻤﻨﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﳊﻜﻢ ،ﻭﳛﺴ ﻢﺴ ﺪ ﺻﺪ
ﺠﻳ
ﺐ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻇﺎﻫ ﺮ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﰲ ﺣﺰﺏ
ﺍﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻟﺼﺎﱀ ﺗﻮﺣﻴﺪﳘﺎ ،ﺣﺮﻛ ﹰﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴ ﹰﺔ ﻏﺎﻟ
ﺳﻴﺎﺳﻲ ،ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣﻊ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺃﺧﺮﻯ ﰲ ﺇﻃﺎ ﹴﺭ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺗﻌﺪﺩﻱ.58
ﺡ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪﻩ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1997ﻡ، ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺮ
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﺮﺷﺢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳌﻨﺼﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺪ ﹸﺍﺗ ﻔ ﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﺇ ﱠﻻ
ﺃﻥ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻛﺘﻠﺔ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﻘﺘﺮﺡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻗﺪ ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﱂ ﺗ ﻌﺘﺪﻫﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺎ ﻭﺗﺪﺍﺑﲑﻫﺎ ﻟﻠﻌﻠﻦ ،ﺇﺫ ﻇﻠﱠﺖ ﲤﻀﻲ ﻛﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﻳﺨﻄﱠﻂ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﰲ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﻭﻳﺴﺮ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ.
ﺐ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟ ﹸﻘﺪﺍﻣﻰ ﻱ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﻓﻴﻪ ﻏﺎﻟ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﳌﹸﻘﺎ ﻭﻣﺔ ﺷﻜ ﹶﻞ ﺗﻜﺘ ﹴﻞ ﺟ ﻬ ﹺﻮ ﹴ
ﺴﺒﻮﻥ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻣﻤﻦ ﲨﻌﻬﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺇﻃﺎ ﺭ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﻣﻦ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺍﳌﹸﻜﺘ
ﻒ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﹰﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﺏ ﻣﻮﻗ ﺍﻟﻮﻃﲏ .ﻭﺇﺫ ﺑﻠﻐﺖ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺑﻀﻌﺔ ﺁﻻﻑ ،ﻓﻘﺪ ﺟ ﹶﺬ
ﻒﻻ ﺕ ﺍﳉﻨﻮﺏ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﲢﺎﹸﻟ ﻧﻈﺮﺍﺋﻬﹺﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻷﺷﺪ ﻤﻴﺸﹰﺎ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﻻﻳﺎ
ﺤﺪﺩﻩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎ ﻭ ﻡ ﺑﺎﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﰊ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻛﻤﺎ ﻳ
ﺝ ﳌﻨﻈﻮﻣ ﺔ ﻭﺍﺳﻌ ﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﹸﻔﺎﺕﺗﻨ ﱢﻈ ﻤ ﻪ ﻟﻮﺍﺋﺤﻪ ،ﻓﺘﻜﺘﻞ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﺃﻏﻠﺒﻴ ﹰﺔ ﲢﺘﺎ
ﺣﱴ ﺗﻬﺰﻡ ﺑﺎﻟ ﻐﹶﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩﻳﺔ.
ﻟﻘﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﳊﻈﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﲟﺎ ﲪﻠﺖ ﻣﻦ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﳍﺸﺎﺷﺔ ﻭﺍﳋﻠﻞ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ،
ﻓﺎﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻇﻠﱠﺖ ﲣﺘﺎﺭ ﻭﺗﻘﺮﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﻮﺍﻓ ﻖ ﻭﺗ ﻘ ﺮ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﺎﻓﻠ ﹲﺔ ﻋﻤﺎ ﲤﻮ
ﺝ ﺑﻪ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ
ﺐ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﺣﱴ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺼﻒ ﻣﻦ ﺣﺮﻛ ﺔ ﻭﺍﻧﻔﻌﺎﻝ ﻳﺴﺘﺸﻌ ﺮ ﻇﹸﻠﻤﹰﺎ ﻭﻤﻴﺸﹰﺎ ﻭﻳﻄﹸﻠ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ .ﻓﻘﺪ ﻇ ﱠﻞ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻣﻦ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺧﺎﺻﺔ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﻣﺮﺍﺭ ﹰﺓ
ﺹ ﻭﺍﳌﻐﺎﱎ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﲡﺎﻩ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺁﻟﻴﺔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟ ﹸﻔ ﺮ ﹺ
ﳏﺪﻭﺩﺓ .ﻭﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺫﺍﺕ
15ا 15رت ا"Iة ا12د* ا6آ5ر 1xزي Sح ا ^*6ا& tEBCA 1ًE4 '1J5ا ^E.ا&1Eم A#oEAPا1ًEFP ،'C9E
15ذ ا) ZFأ .6EA 6ANوإذ أن ا.ول tEBC cE4وز* Eا6وoE)P Eون ا E1H E1اIAKر* EوtEBC
وز* Eدو1a1H Eر EEGو( 'Eا E9.اP EES1aآ ,EE# Eو<E2 EFdر YEEPKا)Eرى و E7ا tEE5`AاVEEk ،6E12
EE7ا"EEIة ا12د*6EE OEE4# cEEAN ، EEى EE*6Gاآ EEا "# 'EE( EEآ 6EEا6EEور اEEAري A#oEEAPا'EE( 'C9EE
Cا` Vواآ 1R5 PN 6&H ،و cdدور ا 1I( A#oAه1`* p 1ً)1د *Tآ.
ﺕ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ،ﺇﺫ ﺻﻤﻲ ﺍﳋﹸﺮﻃﹸﻮﻣﻲ ﺑﺎﺧﺘﺮﺍﻗﺎ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﻭﺍﻟﺘﻮ ﺟﻪ ﺍﻟﺸﻤﺎﱄ ﺍﻟﻌﺎ
ﺃﻥ ﺑﻘﺎﺀﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﺑﺘﺼﻤﻴ ﹴﻢ ﻭﺇﺭﺍﺩ ﺓ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﻣﺜﺎﺑﺮ ﹰﺓ ﻭﺍﺻﻄﺒﺎﺭﹰﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ،
ﻭﻗﺪ ﲪﻠﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳌﻬﻨﺪﺱ ﺩﺍﺅﻭﺩ ﺑﻮﻻﺩ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻧﺬﹸﺭﹰﺍ ﻣﺒﻜﱢﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﳌﹸﻠﺤﺔ
ﻟﻀﺒﻂ ﺍﳌﹸﻌﺎﺩﻟﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺣﱴ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻤﺎ
ﺏ
ﻳﻌﺘ ﻤ ﹸﻞ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺭ ﺓ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﺳﺎﻟﺒﺔ ،ﻻ ﺗﺘﻴ ﺢ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﲟﺎ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻣﻦ ﺃﺩ ﹴ
ﺼ ﺢ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺜﲑﹰﺍ .ﻭﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﱵ ﲡﻠﱠﺖ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺑﺎﻻﳓﻴﺎﺯ ﺍﻟﺪﺍﺭﻓﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍ ﹴﻡ ﺃﻥ ﻳﻔ
ﺍﳌﹸﻄﻠﻖ ﳓﻮ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﳛﺎﻟﻔﻪ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﳉﻨﻮﰊ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﳓﺎﺯ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ
ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻤﻊ ﺑﲔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﲔ ﻭﻳﻮﺣﺪﻫﻤﺎ ﺿﺪ ﺷﺨﺺ ﺍﳌﹸﺮ ﺷﺢ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺠﻠﱠﻰ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﲰﺎﺕ
ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﻳﲏ ﺑﺘﻨ ﻮ ﻋ ﻪ ﻭﺗﻘ ﺪﻣﻪ ﺍﻟﺒﺎﺋﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ .ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﱪﻫﺎ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ
ﺍﺻﻄﻔﺎﻑ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﲟﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻷﻛﱪ ﻭﺍﻷﻗﺪﻡ ﻣﻦ
ﺱ ﻻ ﻳﻀﺎﻫﻰ. ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ ﻣﻊ ﻣﻮﺍ ﻃﹺﻨﻬﹺﻢ ﰲ ﲪﺎ ﹴ
ﻛﻤﺎ ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﲢﺪﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﺍﳌﹸﺒﻜﱢﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻣﺪﻯ ﺿﻴﻖ
ﺃﻭﻋﻴﺘﻪ ﲝﺮﻛﺔ ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ ﻭﻃﻼﻗﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ،ﻭﻣﺜﱠﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﹰﺍ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ
ﺕ ﻗﻼﺋﻞ ﺇﱃ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﻗﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﺑﺎﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ،ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﱵ ﺃﺩﺕ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍ
ﺡ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺍﳌﹸﻀﺎﺩﺓﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﲡﻠﱠﺖ ﰲ ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﲢﺎﻟﹸﻒ ﺍﳍﺎﻣﺶ ﺭﻭ
ﺍﳌﹶﺸﻮﺑﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﻼﺀ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻋﻠﻲ
ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ،ﻓﻈﻬﺮﺕ ﻋﻠﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺭﻏﻢ ﺃﺩﺑﻪ ﻭﻭﺛﺎﺋﻘﻪ ﻭﻧﻈﹸﻤﻪ ﺍﳌﹸﺆﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺍﳊﺮﺍﻡ ﺍﻟﱵ ﺃﺷﻌﻠﺖ ﻗﻲ ﻣﻘﹺﺒ ﹺﻞ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ.
ﺃﺧﲑﹰﺍ ﳉﺄﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﺎ ﺍﻟﻀﺮﻭﺱ ﻟﻔﻮﺯ ﻣﺮﺷﺢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﻫﺰﳝﺔ ﲢﺎﻟﹸﻒ
ﺍﳍﺎﻣﺶ ﺇﱃ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺧﹸﻠ ﻖ ﺍﺳﺘﺸﺮﻯ ﺑﻐﲑ ﻓﻘ ﻪ ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻯ ﰲ ﻣﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺕ ﺍ ﳌﻬﻦ ﻭﺑ ﺮﻋﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﰲ ﺍﲢﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄﻼﱠﺏ ﻭﻧﹺﻘﺎﺑﺎ
ﻒ ﻹﻧﻔﺎﺫﻩ ﻭﲤﺎﻡ ﳒﺎﻋﺘﻪ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﻦ ،ﻭﻇﻠﱠﺖ ﺗﺘﺤﺎﻟ
ﺐ ﺑﻪ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﻻﲢﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ،ﺭﻳﺜﹸﻤﺎ ﺗﺴﺘﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﻔﻮﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﺘ ﺰﻭﺭ
ﻭﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﺘﻜﹶﺴ
ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻗﺎﻋﺪﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺰﺎ ﻟﺼﺎﱀ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ .ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﻇ ﱠﻞ ﺳﺮﻳﹰﺎ ﻭﻣﻜﺘﻮﻣﹰﺎ ﺣﱴ ﻋﻦ
ﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻣﻨ ﹶﻜ ﹺﺮ ﻩ ﻭﳏﺎﺳﺒﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﱂ ﻳﺘﺢ ﻷ ﹴ
ﻣﻘﺘﺮﻓﻴﻪ ،ﺑﻞ ﺩﺃﺑﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﺔ ﻹﻧﻜﺎﺭﻩ ﺣﱴ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﺟﻬﺰﺎ ﺿﻤﻦ ﺳﻨ ﹺﻦ ﺍﷲ ﰲ
ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺪﻳ ﺮ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺇﱃ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ.
ﻑ ﻫﺎﺭ ﻣﻦﻟﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻋﻬﺪﻩ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺑﻐﲑ ﺗﻘﻮﻯ ﻭﺃﺳﺲ ﺑﻨﻴﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ ﺟﺮ
ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ،ﻭﺑﺘﻮﺍﻃ ﹴﺆ ﺗﺎ ﹴﻡ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩ ﺓ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻣﻊ ﳉﺎﻥ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ،ﹶﻓ ﻮ ﺯ ﻣﺮ ﺷ ﺢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭ ﻫ ﺰ ﻡ ﲢﺎﻟﹸﻒ
ﺐ ﻛﺒﲑ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺴ ﺍﳍﺎﻣﺶ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﰲ ﻭﺟﻪ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺑﺎﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﳌﹸﺮ ﺷ ﹴﺢ ﱂ ﻳﻜﹸﻦ ﻟﻪ ﹶﻛ
ﻋﻤﻞ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﰲ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻟﱠﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺣﱴ ﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﳍﺎﻣﺶ ،ﻭﻗﺪ ﻓﺎﺯ ﻣﺮﺷﺤﻬﻢ
ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ.59
*****
ﲔ ﻋﺎ ﹴﻡ ﺟﺪﻳﺪﻭﺍﰱ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱄ ﺍﻟﻌﻠﻦ ﺑﺎﺳﻢ )ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ( ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻣ ﹴ
ﺗﺘﻤﺜﱠﻞ ﻓﻴﻪ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻗ ﻮ ﹸﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻋﻤ ﹸﻘﻬﺎ ،ﻭﺍﰱ ﺍﳓﺴﺎﺭ ﻣﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟ ﺪ ﻋﻮﹺﻱ ﻟﺼﺎﱀ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ .ﻓﺎﻷﻣ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺭﻏﻤﹰﺎ ﻋﻦ ﲡﺬﱡﺭﻩ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺇﺷﺎﺭﺓ ﺍﺻﻄﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺪﺍﻟﱠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ
ﺍﳉﺪﻱ ﺍﳊﺎﺳﻢ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﲢﺖ ﻣﻈﻠﺔ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﻠﲏ ،ﻳﻨﻈ ﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺭﻣﺰﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﹰﺎ ﻣﻦ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ،ﺇﺫ ﱂ ﻳﺸﺘﻬﺮ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﲞﻮﺽ
ﺐ
ﺕ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﻐﻠ ﻏﻤﺎﺭ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﺍﳋﲑﻱ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺳﻤﺎ
ﺼ ﺢ ﻋﻦ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻼﺣﻈ ﹰﺔ ﱂ ﺗﻔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﳊﺰﰊ .ﻭﻗﺪ ﺃﺑﺪﻯ ﻧﺎﺋ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺲ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﰲ ﻋﺪﻡ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻷﻣ ﹺ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﻌﲏ ﻭﻫﻮ ﻳﻬ ﻤ
ﻼ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﲣﻠﱠﻰ ﻣﺒﻜﱢﺮﹰﺍ ﻋﻦ ﺯﻳﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻝ ﻀﹰ
ﻟﻠﻤﻨﺼﺐ ،ﻣﻔ
ﺡ ﱂ ﳚﺪ ﺐ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﳌﻨﺼﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻗﺘﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻠﺲ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺘﺮﺗﻴ ﹴ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﻳﺰ ﻫ ﺪ ﰲ ﺍﳌﹸﺠﺎﺩﻟﺔ ﻭﺍﳌﹸﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﺆﺛﺮﹰﺍ ﺍﳌﹸﺴﺎﻳﺮﺓ ﺍﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﻵﺭﺍﺀ
ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺇﺫ ﻇ ﱠﻞ ﻧﺎﺋ
16أ CK QCP7ا1H1a5pت (ز ا6آ5ر 1xزي Sح ا ^*6ا& '1J5دون إ14رة إ' 67د اS.ات.
ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱄ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ ﳑﺎ ﻳﺰ ﻫﺪﻩ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﰲ ﺧﻮﺽ
ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﻭﺍﳌﹸﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
ﻓﺤﺮﻛﺔ ﲢﺮﻳﺮ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ،ﺍﻟﱵ ﺷﺮﻋﺘﻬﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ
ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ،ﻗﺪ ﺁﺗﺖ ﺃﹸﻛﹶﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﲔ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﳑﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺟﻮ ﺧﻄﱠﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ .ﻭﻟﻜﻦ
ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﲢﺮﺭﻥ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻭﻴﺄﻥ ﻟﻠﻌﻤﻞ ،ﻓﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﻋﺘﻪ ﰲ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺭﺑﻄﺘﻪ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ،ﺭﻏﻢ ﺳﻮﺍﺑﻘﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟ
ﻼ ﺳﺎﻟﺒﹰﺎ ﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﺍﻟﱵ ﺣﺸﺪﺕ ﻟﻪ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﺍﻟﻠﻴﱪﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ،ﻇ ﱠﻞ ﻓﻌ ﹰ
ﺇﻻ ﲟﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﳓﻮ ﻣﺜﺎﻻﺕ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻟﺪﻭﺭﻫﺎ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.
ﻓﺎﳋﺮﻭﺝ ﺇﱄ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﺍﻗﺘﺤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﺩﻭﺭﻩ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﺍﳊﹸﺮ ،ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺔ
ﰲ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﳌﹸﺴﺎﻭﺍﺓ ﰲ ﺍﻟ ﹸﻔﺮﺹ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﰲ ﺍﻷﺟﺮ ﻭﺍﻟﺘﺮﻗﻲ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ،ﻛﻠﻬﺎ ﻗﺪ
ﺝ ﰲ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﲤﻜﲔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺗﺄﺻﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﻭ
ﺕ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺑﻌﻘﻮﺩ ،ﰒ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﰲ ﺍﳊﻘﺒﺔ ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻟﱠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻴﺎﺩﺍ
ﺕ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ )ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ( ،ﻓﺄﻋ ﻤ ﹶﻞ ﺗﻌﺪﻳﻼ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻭﺗﻮﻟﱠﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻣ
ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﳓﻮ ﲤﺎﻡ ﲤﻜﲔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ،ﻓﺘﻮﻟﱠﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ
ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻭﻧﻔﺎﺫ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﰲ ﺍﻟ ﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ .ﺃﻣﺎ ﰲ ﺧﺎﺻﺔ
ﻧﺸﺎﻁ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺳﻌﺖ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﲨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟ ﺪ ﻋﻮﹺﻱ ﻭﺍﳋﲑﻱ
ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ،ﻭﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺣﺔ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺃﺭﺗﺎ ﹸﻝ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺎﺕ ﺑﺰﻳﻬﻦ
ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﰲ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﱰﻭﺡ ﻋﻠﻲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍ ﹸﳌﺪﻥ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﳎﺎﻋﺔ ،1983ﺑﻞ
ﺏ ﺟﺪﻳﺪ ﻧﻈﺮﻱ ﻭﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻭﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ ﻳﺪﺭﺑﻦ ﺃﻭ ﻳﺪﺍﻭﻳﻦ ﺃﻭ ﻳﻌﻠﱢﻤﻦ ،ﻭﺍﻧﺒﺜﻖ ﺃﺩ
ﻀﻬﻦ ﻳﻌﻤﻠﻦ ﻭﻋﻤﻠﻲ ،ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﲔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻏﲑ ﺍﳌﹸﺴﻠﻤﲔ ﻣﻨﻬﻢ ،ﺇﺫ ﻇ ﱠﻞ ﺑﻌ
ﺴﻬ ﻦ
ﻼ ﺃﻭ ﺎﺭﹰﺍ ﻻ ﳝ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﰲ ﺍﳌﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﻳﺪﺧﻠﻦ ﻭﳜﺮﺟﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺃﻳﻤﺎ ﺳﺎﻋﺔ ﻟﻴ ﹰ
ﺇﻻ ﺧ ﲑ.
ﻟﻜﻦ ﺑﺘﺴﻠﱡﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ﰲ 1989ﻡ ﺍﻧﺘﺼﺒﺖ ﲢﺪﻳﺎﺕ
ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻧﻘﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ،ﻓﻘﺪ ﲤﻴﺰﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻜﻴﺎ ﻥ ﺧﺎﺹ
ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﺮﺃﺓ 1990ﻡ ،ﻫﻮ )ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ( ﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﺃﻱ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻧﻘﺎﰊ ﺃﻭ ﺷﺒﺎﰊ ،ﻃﻮﻋﻲ ﺃﻭ ﺛﻘﺎﰲ ﳜﻠﻒ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻟ
ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﴰﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﺭﻉ ﺇﱃ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ،
ﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺑﹰﺎ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻡ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ ﻓﻴﺘﺼﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﹰﺎ ﻭﺗﻌﻤﺮ ﺍﳌﻨﺎﺷﻂ ﻓﻮﺭﹰﺍ.
ﻟﻜﻦ ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﺍﳌﻨﻘﻮﺻﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﻤﻮﱄ ﺟﺎﺀﺕ ﺧﺼﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﹸﻮﺍﺕ ﺍﺭﺗﻴﺎﺩ ﺍﻵﻓﺎﻕ
ﺍﳌﺘﺠﺪﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻓﺎﻧﻜﻔﺄ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﺎﻟﻒ ﻳﺠﺘ ﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﻐﺮﻱ ﲜﺪﻳ ﺪ ﻟﻴﺤﻔﱢﺰ
ﲨﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻋﻤﺮﹰﺍ ﻭﺍﻷﻛﺜﻒ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﺑﺘﺪﺭ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺳﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻟﻼﲢﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﲜﻬﺎﺯ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺣﺰﺎ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺃﺿﻌﻒ ﺍﳊﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺗﺴﻢ ﺎ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻟﺒﲑﻭﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻭﲢﻮﺭﺕ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻺﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﹸﺒﺎ ﺩﺭﺓ ﺍﳌﹸﺘﻘﺸﻔﺔ
ﺍﳌﹸﺘﻮﻛﱢﻠﺔ ﺇﱃ ﳕﻄﻴﺔ ﺍﻷﺷﺒﺎﺡ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﺗﻴﲏ ﺍﻟﻌﺎﻃﻞ ﻋﻦ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ.
ﻱ ﻣﻦ ﺃﳕﺎﻃﻪ ﺍﳌﹸﻨﺎﻭﺋﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺃﻭ
ﺃﻣﺎ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﳌﻨﺎﻓﺲ ﺇﺫ ﱂ ﺗﻔﺴِﺢ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻷ
ﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺩﻓﻊ ﺑﺎﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻓﺎﺳﺘ ﻌﺮﺕ ﺍﳌﹸﺸﺎ ﹶﻛﺴﺎﺕﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻓﻀ ﹰ
ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﻭﻛﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ،ﻭﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺸﺎﺷﺔ ﺍﻷﺷﺪ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ
ﻼ ﰲ ﻛﻞ ﰲ ﳎﺎﻝ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺻﻮﺭ ﹰﺓ ﻣﺒﻜﱢﺮﺓ ﳌﺎ ﺳﺘﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒ ﹰ
ﳎﺎﻝ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﻋﻤﺎﺭﻩ ﺫﻛﻮﺭﹰﺍ ﺃﻭ ﺇﻧﺎﺛﺎﹰ ،ﺳﻮﻯ ﻣﺎ ﺇﳕﺎﺯﺕ ﺑﻪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﹰﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ
ﺍﻟﻐﲑﺓ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ .ﻭﲡﻠﱠﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻷﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﻨﺎﻇﺮﺓ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﹸﻮﺍﻻﺓ
ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺎﺕ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺳﻨﹰﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﳉﺘﻬﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﱪ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﻓﺠﻠﺒﺖ ﺇﻧﻘﺎﺫﻳﺎﺕ ﻟﻴﺲ ﳍﹸﻦ
ﺏ ﺑﺼﻮﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺍﳓﻴﺎ ﺯ ﻟﱪﺍﳎﻬﺎ.
ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺳﻮﻯ ﺇﻋﺠﺎ
ﻁ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺴﻊ ﻭﺍﺷﺘ ﺪ ﺃﺛﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﺍﺎﻝ ﺍﻟﻨﺴﻮﻱ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤ ﹸﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎ ﹸ
ﻓﻠﻢ ﻳﻠ ﻖ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳ ﹶﻘ ﺪ ﺭ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﲤﻜﱠﻨﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻜﻤﹰﺎ ﻭﺩﻭﻟ ﹰﺔ ﰲ ﺗﻮﺳﻊ ﻭﺗﻜﺜﻒ ،ﻓﺎﻟ ﻮﺟﻮﻩ
ﻉ ﻣﺘﺼ ﹴﻞ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﻣﻨﺬ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﺇﺫ
ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰﻭ ﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺇﻳﻘﺎ ﹴ
ﹶﻗ ﺪﻣﺖ ﺭﻣﻮ ﺯ ﺍﻟﺮﻋﻴﻞ ﺍﻹﺧﻮﺍﱐ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﳌﹸﺤﺮﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺳﺠﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ )ﺯﻳﻨﺐ ﺍﻟﻐﺰﺍﱄ ﻭﲪﻴﺪﺓ ﻗﻄﺐ
ﻭﻏﲑﻫﻦ( ،ﰒ ﺑﻌﺪ ﳒﺎﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺍ ﹶﳌ ﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺍﳌﹸﺘﺠﺎﻭﹺﺏ ﻣﻌﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ،
ﺸ ﹺﻬﺪﺕ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﺭﺍﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻼﺋﻲ ﺟﺒ ﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﳛﺎﺿﺮ ﹶﻥ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﹶﻥ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ
ﻓ
ﺸﺌﹾﻦ ﺍﳌﹸﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ.60
ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﱰﻭﺡ ،ﺑﻞ ﻭﻳﺆﺳﺴﻦ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭﻳﻨ
ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻀﺎﺀﻟﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟ ﹶﻘ ﻮﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﺭﺳﺎﻟﺔ
ﺼﺤﻒ ﻭﳎﻼﱠﺕ ﺕ ﰲ ﺍﻟ
ﺸﺮﺕ ﻣﻘﺎﻻ ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ )ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﲔ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﺘﻤﻊ( ،ﻭﻧ
ﺍﻷﻣ ﹺ
ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭ ﺭﺳﺎﻟ ﹲﺔ ﻭﺍﺣﺪﹲﺓ ﰲ ﹸﻛﺘﻴﺐ.61ﻛﻤﺎ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺳﻂ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺎﺕ،
ﻓﺘﻘﺪﻣﺖ ﺷﺎﻋﺮﺍﺕ ﳎﻴﺪﺍﺕ ﻭﻛﺎﺗﺒﺎﺕ ﻟﻠﻘﺼﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﺩﰊ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻨﺬ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻒ ﻧﺸﺮﻩ ،ﻭﱂ ﺗﻀﻒ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺳﻮﻯ ﺷﺎﻋﺮ ﹰﺓ ﺃﻭ ﺍﺛﻨﺘﲔ ﺟﺬﻦ ﺿ ﻌ
ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭ
ﻣ ﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﺎﻫﺪﺓ ﻗﺘﺎ ﹰﻻ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ،ﻓﺄﺑﺪﻋﻦ ﻭﲡﺎﻭﺏ ﻣﻌﻬﻦ ﲪﺎﺳﹰﺎ
ﺍﳉﻴﻞ ﺍﳌﹸﺴﺘﻨﻔﹶﺮ ﻛﻠﻪ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺛﺎﺭﺕ ﺣﻮﳍﻦ ﺃﻭ ﺣﻮﻝ ﲨﻠﺔ ﺃﺩﺏ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﺎ ﺛﺎﺭ ﻟﺪﻯ
ﻃﻼﺋﻊ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﳌﹸﺒﺸﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎ ﹴﻡ ﻳﺘﻌﻬﺪﻩ ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ.
ﻭﺭﻏﻢ ﻭﺿﻮﺡ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﰲ
1991ﻡ ﻭﺍﻟﱵ ﲡﺎﻭﺑﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﳌﺒﺎﺩﺉ ﲤﻜﲔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ،
ﱂ ﻳﻨﺸﻂ ﺍﻟﺘﻨﻈﲑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﹸﶈﻔﱢﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻟﺪﻯ ﲡﺮﺑﺔ ﺣﻜ ﹴﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺗﺰﻋﻢ
ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺗﻘﺪﻣﹰﺎ ﺧﺎﺻﹰﺎ ﰲ ﻋﻤﻞ ﲢﺮﻳﺮ ﺍﳌﺮﺃﺓ .ﻭﻣﻊ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺗﻌﺎﻇﻢ ﺍﺑﺘﻼﺀﺍﺕ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺍﶈﺎﺻﺮﺓ
ﺐ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺣﺎﻃﺖ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻫﻲ ﲣﻄﻮ ﳓﻮ ﻋﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ،ﺟﹶﻠ
ﻁ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺗﻌﺎﻃﻔﹰﺎ ﻋﺮﺑﻴﹰﺎ ﻭﺇﺳﻼﻣﻴﹰﺎ ﻋﺎﳌﻴﹰﺎ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻧﺴﺎﺋﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻧﺸﺎ ﹸ
ﰲ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﺘﺄﺳﺴﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻧﺴﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻘﺮﹰﺍ ﳍﺎ ،ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺩﺍﻭﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﻮﺭ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻻﻧﻌﻘﺎﺩ
ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺎﺕ ﻗﻮﻣﻴﺎﺕ ،ﻭﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
'EE( 17اEE7.ام 1980م1981-م زارت ا Eدان ا EECHا EE`FAا) EE*i 6IEEا ا ،'1EE2PRو6EEFNة ا ،'EECAaآ1EEA
f1Nت (' ا1&1Kت 1C(1Sز آ12H1 ^ Vd1ت آادر ا1ر اBAي ا '5ا1زت ^E E71AG ZEا`1E5ب
وا ^*`FAإ 6 ,ا+رة ا *ا 6&Hا1B5ره ،1وأIdوا اM5اً 1آًJا 1Hم.
tهTا ا` '( t#1ا&1م اا ^ ZHدرا O5ا1980 &1Kم ر Zٍ H '( 1وC&H FS ^*)7ان 18آَ 5
"ا *5ا ' APأة ادا " Nت Sأ(`1ر ذ vا *# j ^7 cKاAأة ،و ُو <ز'( Q7
ا1&1Kت.
ﻧﺸﻄ ﻦ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﰲ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺟﻠﱭ ﳍﺎ ﺗﺄﻳﻴﺪﹰﺍ ﻭﻣﻨﺎﺻﺮﺓ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﺃﺩﺑﻴﺔ ﻋﱪ
ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﰒ ﺍﻣﺘﺪ ﻧﺸﺎﻃﻬﻦ ﻟﻴﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺷﺄﻥ ﺣﺼﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﻌﺪ
ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﺣﺼﺎﺭ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﳎﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ.62
ﺴﹶﻠﻜﹶﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎ ُﺀ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﰲ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻊ ﺷﺪﺓ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺍﻧ
ﻟﻸﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻟﻨﺎﺯﻻﺕ ،ﲡﻨﻴﺪﹰﺍ ﳛﺸﺪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﻠﻪ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﹰﺍ ﳌﺎ ﻗﺪ ﻳﻨﺠﻢ ﻣﻦ
ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮﻫﺎﺕ ﺍﳊﺼﺎ ﹺﺭ ﻭﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭﻗﹶﻄ ﹺﻊ ﺍﻹﻣﺪﺍﺩ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﻭ ﺍﳉﻮ ،ﻓﻘﺎﺭﺑﺖ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ
ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻴﺪﺍ ﹶﻥ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻓﺪﻓﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻹﺣﻴﺎﺀ ﻓﻘﻬﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑ ﺮﺩﺕ ﻓﻴﻪ
ﺿﹰﺎ ﰲ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ،ﺇﺫ ﱂ ﺗﺜﹶﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺟﻬﺎﺩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺇﻻ ﻋ ﺮ
ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﱪ ﺳﲑﺓ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺣﺸﺪﺕ
ﺕ ﻣﻨﻬﻦ ﻟﻴﺠﺎ ﻫ ﺪ ﹶﻥ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻗﺘﺎ ﹰﻻ ﰲ
ﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﰲ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻭﺳﺎﻓﺮ ﻋﺸﺮﺍ ﻣﺌﺎ
ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ،ﻓﺜﺎﺭﺕ ﺍﳌﺨﺎﻭﻑ ﻭﺍﻟﺘﺤ ﱡﻔﻈﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ،ﻭﻟﻜﻦ ﰲ
ﺻﺤﺒ ﺔ ﱂ ﺗﺄﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺃﻭ ﺗﺪﺭﺟﻪ ﰲ ﻛﻤﺎﻝ ﺗﺪﻳﻦ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﺇﺫ ﺍﳓﺴﺮﺕ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ
ﺖ ﻓﻘﻬﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ،ﺑﻘﻴﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺠﻨﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﲤﻸ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻻ ﺻ ﻤ
ﻭ
ﻼ ﻣﺜﲑﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻟﻴﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻣﺰﺍ ﹺﺟﻬﺎ ﺍﻹﺭﻫﺎﰊ.
ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻐﺮﰊ ،ﺩﻟﻴ ﹰ
ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﱠﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺃﻥ ﺗﺒﺴﻂ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﻭﺗﺒﺎﺡ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ،
ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻄﻼﱠﺏ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺘ ﺪﺭﺝ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﳓﻮ ﲤﺎﻡ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﰲ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﻭﺗﻮﺍﻟﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﺗﻨﻈﻴﻤﹰﺎ .ﻭﺇﺫ ﻇ ﱠﻞ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﳋﻄﺔ ﻭﻣﺪﺍﻭﻻﺎ ﳏﺼﻮﺭﹰﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ
ﻭﻣﺴﺘﻮﺭﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺎ ﰲ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﺩﱏ ﻭﺩﺍﺧﻞ ﺃﻃﹸﺮﻫﺎ ﺑﺪﺍ
ﻼﺏ ﻀ ﻢ ﺍﳌﺪﺍﻓﻌﺔ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﻏﺎﺋﻤﹰﺎ ﺃﻭ ﻏﺎﺋﺒﺎﹰ ،ﻭﻟﺌﻦ ﺑﺪﺕ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﰲ ﺧ
ﳉﻬﺎﺩ ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺗﻪ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻪ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺠ ﺪﺩﺑﻌﻴﺪ ﹰﺓ ﻋﻦ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﻣﻮ ﻏﹶﻠ ﹰﺔ ﰲ ﺃﺩﺏ ﺍ
ﻉ
ﺑﲔ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳊﻖ ﻭﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻣﻦ ﰒﱠ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﳌﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺇﱄ ﻋﺪ ﹴﻭ ﻣﻘﺎﺗﻞ ،ﲢﺮﻙ ﻗﻄﺎ
Qد H1J .ا Z cFا (1Bا6EAN 1CJPة & ZECو1EBa4ت E Ej 1Eدا EA Cا1EHط
19أ
ا '1Cا&.'A1
ﺁﺧﺮ )ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ( ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﳓﻮ ﻣﺰﻳ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌ ﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺑﻞ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ
ﺿﻤﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍ ﹸﳌﺘﺴِﻊ.
ﻉ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﺒﺪﹰﺃ ﺗﻠﻴﺪﹰﺍ ﰲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ )-1977 ﺍﺳﺘﺜﻤﺮ ﻗﻄﺎ
ﻂ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻭﺍﳌﺴﺎﻓﺔ ﻋﻦ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭﺧﻄﻬﺎ ﺍﳌﻨﻀﺒﻂ ﻭﺧﻄﺎﺎ 1985ﻡ( ﻭﻫﻮ ﺑﺴ ﹸ
ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﻟﺒﻌﺾ ﻭﺍﺟﻬﺎﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺎﺘﻤﻊ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﻲﺀ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺌﺎﺗﻪ ﺍﻟ ﻌ ﻤ ﹺﺮﻳﺔ ﺍﻷﺻﻐﺮ
ﺳﻨﹰﺎ ،ﻓﻔﻲ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻄﻼﰊ ﻇﻠﱠﺖ ﺍﲢﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻣﺴﺘﻘﻠﱠﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﳊﺎﻝ ﰲ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻮ ﺟﻪ
ﻭﺗﺪﻳﺮ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺃﻣﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﺗﻘﺪﺭ ﻇﺮﻓﻬﺎ ﺍﳋﺎﺹ ﰲ
ﺇﻃﺎﺭ ﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ .ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﻘﺪ ﺃﹸﺗﻴﺢ ﻟﻠﻄﻼﱠﺏ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻬﺪ
ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ،ﻓﺮﻏﻢ ﺩﻗﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻭﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ،
ﻭﺍﺳﺘﺌﺜﺎﺭ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﻢ ﺑﻐﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﺍﻧﺰﻋﺎﺝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ،ﻓﺈﻥ
ﺗﻌﻮﻳﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﳌﻘﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ
ﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭ.ﻀ
ﲔ ﻣﻬﻤﺎ ﺃ ﹶﻏ ﺽﻋ ﹴ ﺑﺪﺍ ﻓﹶﺮ
ﺍﺳﺘﺜﻤﺮ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻛﺬﻟﻚ ﳌﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﺒﺪﹰﺃ ﺁﺧﺮ
ﻣﺸﺘﺮﻋﹰﺎ ﻋﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﲪﻠﺘﻪ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ )-1992
(2002ﰲ ﺃﻭﻝ ﻣﺒﺎﺩﺋﻬﺎ )ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﻐﺎﻟﺐ ﻭﻇﺎﺋﻔﻪ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻻ
ﺑ ﻌ ﺪ ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ( ،ﻓﺎﻗﺘﺤﻤﻮﺍ ﻋﱪ )ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ( ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﺘﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ
ﻉ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﳌﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻟﺘﺼﺎﳊﹸﻲ ﲟﺪﺍﺧﻞ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﳊﹸﺮ ﺣﻮﻝ ﻉ ﻣﺌﺔ ﺯﻫﺮﺓ ﺗﺘ ﹶﻔﺘﺢ( .ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﻗﻄﺎ
) ﺩ
ﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﺴﺮ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﺯﻝ ﺑﲔ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﲨﺎﻋﺎﺗﻪ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺃﻭﺳﺎﻁ
ﻼ ﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻔﲏ ﻭﺍﻟﱵ ﻇﻠﺖ ﻟﻌﻬﺪ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻮﺋ ﹰ
ﻭﲨﺎﻋﺎﺗﻪ ،ﳓﻮ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﻄﻤ ﺢ ﳌﺎ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﳊ ﺪ ﺍﻷﺩﱏ ﻟﺼﺎﱀ ﺑﻨﺎﺀ ﻭﻃ ﹴﻦ ﻋﻠﻰ
ﻉ ﺇﺳﻼﻣ ﹴﻲ ﻟﻠﺘﺤﻮﻝ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ. ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﻭﺍﳌﹸﺴﺎﳏﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ،ﻭﻟﻮ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﻣﺸﺮﻭ ﹴ
ﻭﺇﺫ ﻳﺪ ﹺﺭ ﻙ ﻗﺎﺩﺓ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﺪﻯ ﳏﺪﻭﺩﻳﺔ ﺻﻼﺣﻴﺎﻢ ﻭﺗﻔﻮﻳﻀﻬﻢ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻌﺎﺩﻻﺕ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳌﺘﻌﻘﺪﺓ -ﻳﻮﻣﺌﺬ -ﺑﺎﺩﺭﻭﺍ ﺑﺎﳊﻮﺍﺭ ﳓﻮ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻷﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃﺕ
ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﲝﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﳊﹸﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ
ﺴﻠﹸﻄﺎﺕ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﻭﲢﺘﺸﺪ ﳓﻮ ﲤﺎﻡ ﺍﳌﹸﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ .ﻭﻟﺌﻦ ﺑﺪﺍ ﻗﻄﺎﻉ ﻭﺗﻔﻮﻳﺾ ﺍﻟ
ﻼ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﺎ ﻋﻦ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺻﺮﺍﻋﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ،ﻓﺈﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻣﺴﺘﻘ ﹰ
ﳑﺜﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﺎﻻﺕ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻳﻨﻄﻮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻌﻠ ﻦ ﺇﱃ ﺣﺪ
ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﻨﻀﺎﱄ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﺨﻔﹶﻰ ﻭﻳﺴﺘﺘﺮ .ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺣﻮﺍﺭ ﺇﲢﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﻗﺪ ﺗﻮﺟﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ ،ﻓﺈﻥ ﳑﺜﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﲨﻴﻌﻬﻢ ﺣﺪﻳﺜﻮ ﺍﻟﻌﻬﺪ
ﺐ
ﲟﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻷﺷﺪ ﺍﺣﺘﺪﺍﻣﹰﺎ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺎﻢ ﻭﻣﻌﺎﻫﺪﻫﻢ ﺍﻟﱵ ﲣ ﺮﺟﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ .ﻓﺈﺫ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻛﺴ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﺩﰊ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﺧﺎﻟﺼﹰﺎ ﳍﺎ ﰲ ﻗﹶﻮ ﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﻘﺒﺖ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻛﻤﺎ
ﻒ
ﺝ ﻣﻦ ﻋﻨ ﻭﺻﻔﻨﺎﻫﺎ ﰲ ﻓﺼ ﹴﻞ ﺳﺎﺑﻖ ،ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﺍﻟﻴﺴﺎ ﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﻣﻴﺪﺍ ﹶﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﳝﺪﻩ ﻭﻗﻮ ﺩ ﻃﺎﺯ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻣﲏ ،ﺃﺷ ﻌ ﹶﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺃﳕﺎﻃﻪ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﺆﺛﱢﺮﺓ ﺑﺈﺑﺪﺍﻋﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻻ
ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ.
ﺏ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻘﺼﺼﻲ ﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭ ﹸﻛﺘﺎ ﹺ
ﻟﻜ ﻦ ﺣﻮﺍ ﺭ ﺍﲢﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﲦﺮ ﺟﻴﺪﹰﺍ ﻣﻊ ﺍﳌﺴﺮﺣﻴﲔ ﻭﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺘﺠﺎﻭﺑﺖ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﻭﺍﳌﺴﺮﺣﻲ ،ﻭﺍﻧﻔﺘﺢ ﳓﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟ
ﺍﳌﺴﺮﺣﻴﲔ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ،ﻭﺑﺪﺕ ﺃﻗﻞ ﺗﺴﻴﻴﺴًﹰﺎ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺣﺎﺟ ﹰﺔ ﳌﻦ ﻳﻘﺒﹺﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﳏﺎﻭﺭﹰﺍ ﺃﻭ ﺩﺍﻋﻤﹰﺎ
ﺴﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎ ﹴﻡ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﳋﹸﺮﻃﹸﻮﻣﻲ ﻭﻧﻈﹸﻤﻪ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺁﻳ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭﺍﺕ ﺑﲔ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻷﺷﺪ ﺗﺄﺛﲑﹰﺍ ﻭﻟﻮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺴﺒﺖ
ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﻤﻴﲏ ﺃﻭ ﺍﳌﺘﺄﺛﺮﻳﻦ ﺑﺘﻴﺎﺭﻩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺧﺎﺋﺒﺔ ﺃﻭ ﺻﻔﺮ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ،ﺑﻞ ﹶﻛ ِ
ﺻ ﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺯ ﻫﺪﺕ ﰲ ﺟﺪﻭﻯ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﻋﻨﺎ
ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻟﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻧﻔﻌﻞ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺷﺄﻥ ﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ
ﻃﺮﻕ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺒﺪﻋﲔ ﺍﻷﺥ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ،
ﻛﻤﺎ ﺑﺪﺍ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﹶﺛ ﻢ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺟﺬﺭﻱ ﺑﲔ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﻨﻬﻀﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺭ.
ﺾ ﺁﺧﺮ ﲪﻠﺘﻪ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﰊ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺼﺎ ﻋﺪﺕ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1995ﻡ ﺣﺪﺓ ﺗﻨﺎﻗ
ﺍﳌﹸﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﲔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﱵ ﻳ ﹶﻘ ﺪ ﺭ ﳍﺎ ﺃﻥ ﲢﻜﹸﻢ
ﻣﺴﺎﺭﻩ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺪ ﺃﻋﻠﹶﺖ ﺷﺄﻥ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺩﻭﺭﻩ ،ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ
ﺐ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻮﺃ ﻣﻨﺼﺐ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻤﻴﺸﹰﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﺼﻐ ﺮ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺋ
ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ،ﻓﺄﻋﻤﻠﻮﺍ ﻭﺳﺎﺋﻠﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﳍﺰﳝﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﰲ ﺍﲢﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﳌﺜﺎﻟﻴﺔ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﲟﺎ
ﲤﻠﻚ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﳌﺎﻝ ،ﺇﺫ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟ ﺪﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻭﻓﻖ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﳊﻴﻮﻱ ﺍﳊﺎﺳﻢ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ ،ﻭﺇﺫ ﻭﺟﺪﺕ
ﻼ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺍﳌﹸﻨ ﱢﻈﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﺘﻠﻚ ﺩﻋﻤﺎ ﻛﺎﻣ ﹰ
ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ،ﺑﺎﺳﻄﹰﺎ ﺗﺄﻳﻴﺪﻩ ﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﻤﻞ ﺍﲢﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﲤﻬﻴﺪﹰﺍ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻋﻠﻲ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻋﺎﺭﺽ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﻛﻞ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻹﻋﻼﺀ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺮﲰﻲ ،ﻣﻨﺤﺎﺯﹰﺍ ﻟﺪﻭﺭ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺷﺄﻥ ﺍﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ،ﻓﻄﺮﺡ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﺒﻜﺮﺍﹰ ﻭﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺯﻡ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ
1998ﻡ ،ﻭﻋﻨﺪ ﺍﳌﻔﺎﺻﻠﺔ 1999ﻡ :ﺃﻳﻦ ﻳﻘﻒ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻭﺇﳒﺎﺯﻩ ﻭﺣﻮﺍﺭﺍﺗﻪ ﺍﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ؟ ﻣﻊ ﺍﺘﻤﻊ ﺃﻡ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ؟ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﲰﻲ
ﺃﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﱯ؟ ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﲢﺪﺩ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻭﺍﳌﺴﺎﻧﺪﺓ
ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﺴﻜﲔ ﺑﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﻲ ﳉﻬﺎﺯ ﺷﻌﱯ ﻳﻘﻮﻡ ﺫﺭﺍﻋﹰﺎ -ﻭﻟﻮ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ-
ﳊﺰﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ.
ﺽ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ
ﲡﻠﱠﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺍﲢﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺭﻏﻢ ﺟﺴﺎﺭﺓ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻣﺮﺍ
ﻯ ﺁﺧﺮ ﻭﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﳐﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺍﳌﹸﺒﺎﻳﻨﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺫﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﻣﺴﺘﻮ
ﺍﳋﻠﻔﻴﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﳌﻨﻔﺘﺤﺔ
ﺴﺠﹺﻢ .ﻛﻤﺎ ﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺪﺭ ﳍﺎ ﺃﻥ ﲡ ﻤ ﻊ ﻭﺗﻨ ﻭﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺭﻏﻢ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ
ﻉ ﺍﻷﻣﲏ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮﹺﻱ ﺍﳌﹸﻨﻔﺘﺢ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻉ ﻟﻠﺼﺮﺍ ﹺﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﻓﺮﻭ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﺻﺮﺍﻋﺎ
ﺾ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﰲ ﻣﻌﺎﻫﺪ ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﻋﻘ ﺪﺗ ﻪ ﺩﺍﺧﻠ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺎ
ﺕ ﻭﺍﻓﺪ ﺓ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺑﻌ
ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﻭﻋﺎﺩ ﺍﳌﹸﺨﻠﺼﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﻠ ﹴﻢ ﻭﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻳﻨﻔﻌﻮﻥ ﺎ ﺟﻤﻮ ﺩ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﳛﺮﻛﻮﻧﻪ
ﳊﻴﻞ ﻭﺍﳌﺆﺍﻣﺮﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﺗﻘﻮﻯ ﺃﻭ ﺃﻣﺎﻧﺔ.ﻑ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍ
ﻭﻋﺎﺩ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺑﺼﻨﻮ
ﲡﺎﻭﺑﹰﺎ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1998ﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗ ﺮ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﺃﺟﺎﺯ ﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﺍﻟﺘﻤﺴﺖ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ
ﺍﲢﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻃﺮﻳﻘﹰﺎ ﺇﱄ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻊ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮ ﰲ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺒﻌﺜﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺣﺮﻛﺔ )ﺣﻖ( ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺰﺏ
ﻱ ﻟﻠﺘﻨﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺑﺮﻧﺎﻣ ﹴﺞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ ،ﻓﺈﺫ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻉ ﻓﻜﺮ ﹴ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﲟﺸﺮﻭ ﹴ
ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﱢﻠﻘﺎﺀ ﻭﺇﻋﻤﺎﻝ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺑﻖ ﻭﺍﳌﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﳓﻮ ﺍﳊﺪ
ﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﺘ ﻦ ﺍﻟﱰﺍﻉ ،ﲡﺎﻭﺑﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻷﺩﱏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻨ
ﻒ ﺣﺰﰊ ﺭﲰﻲ .ﻭﺇﺫ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﻭﻣﺒﺪﻳﺔ ﺣﺴ ﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﻟﻮ ﻋﻔﻮﹰﺍ ﺑﻐﲑ ﺗﻜﻠﻴ
ﺃﻗﺮﺕ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺭﲰﻴﹰﺎ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ
ﺴﻜﹶﺔﺑﻌﺾ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺍ ﹸﳌﺤﺎ ﻭﺭ ،ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﳌﹸﻤ ِ
ﳊﻮﺍﺭﻳﺔ ﻣﻊ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﲟﻠﻒ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﻝ ﻋﻨﺎﺻﺮ )ﺣﻖ( ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﺠﻮﻯ ﺍ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻣﺴﺘﻐﻠﱠﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻘﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺩ ﻋﻴﺖ
ﳍﺎ ﻟﺘﻌﲔ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ،ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺼﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺣﺴﺐ.
ﳎﺎ ﹲﻝ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻤ ﹺﻞ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻫﻮ ﺍﻟ ﻌ ﻤ ﹸﻞ ﺍﳋﲑﻱ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﻨﺼﺮﻡ، ﺷ ﺮﻋﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟ
ﺼ ﹶﻔﻮﹺﻱ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺳﻌﺖ ﻓﻴﻪﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺪﻯ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﹺﻱ ﻭﺗﺄﺛ ﹺﲑﻫﺎ ﺍﻟ ﻭﺗﻮﺳﻠﺖ ﺑﻪ ﻟﻘﻄﺎﻋﺎ
ﳊﺪﻭﺩ .ﻟﻜﻦ ﳎﻲﺀ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺃﳊﻖ ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺃﺻﻘﺎﻋﻪ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻭﺍﺟﺘﺎﺯﺕ ﺑﻪ ﺍ ﹸ ﻓﺒﹶﻠﻐﺖ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﺗﺪﺭﳚﻴﹰﺎ ﺑﺂﻟﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺣﱴ ﺃﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﳛﺘﻜﺮﻩ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﳚﻌﻠﻪ ﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﻓﺮﻋﹰﺎ
ﻟﻨﺸﺎﻃﻬﺎ ﺫﻱ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻘﹶﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻭﻛﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻹﻏﺎﺛﻴﺔ ﺇﱃ
ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺇﱃ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺇﱃ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻷﻧ ﹶﻘﺴﻨﺎ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﺑﻌﺪ ،ﺃﻱ ﺫﺍﺕ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﻟﱵ
ﺃﺿﺤﺖ ﻣﻊ ﺗﺼﺎ ﻋ ﺪ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﳌﹸﻀﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺎ ﹺﻭﻣﻬﺎ ﺇﱃ
ﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ .ﻭﺇﺫ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﺍﳌﻨﻈﱠﻤﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺷﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﺻ
ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﲤﺎﻫﻴﹰﺎ ﻣﻊ ﺭﻏﺒﺘﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ
ﻼ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﳌﹸﺒﺎﺷﺮ ،ﻭﻟﻮ ﻗﺘﺎ ﹰﻻ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ.
ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺑﻞ ﻭﻣﻨﻔﹶﺬﹰﺍ ﻭﺳﺒﻴ ﹰ
ﻂ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﻛﺎﻧﺖ ﲡﺮﺑ ﹰﺔ ﺭﺍﺋﺪ ﹰﺓ ﺴ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺑ
ﻓﺮﻳﺪﺓ ،ﻓﺈﻥ ﳎﻲﺀ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻗﺮﻳﺒﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻜﻮﻳﺖ،
ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﻧﺬﹸﺭﹰﺍ ﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻓﱠﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﳓﻮ
ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﱪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ
ﺍﻷﻭﻓ ﻖ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻸﻣﻮﺭ ﺃﻥ ﺗﻘﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺘﻘﻮﱘ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﲤﻬﻴﺪﹰﺍ ﻻﺳﺘﺸﺮﺍﻑ
ﺠﺮﺩ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺪ ﺩ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﺳﺨﻲ ﻭﻟﻴﺘﺤﺴﺲ ﺃﻓ ﹴﻖ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟ ﺪ ﻋﻮﹺﻱ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ،ﻳﺘ
ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﳚﺪﺩ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ﻭﻳﺘﻮﺳﻊ ﰲ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺗﻪ .ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺣﺪﺓ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ
ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻧﺴﻠﻜﺖ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﻭﻭﻛﺎﻻﺎ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﰲ ﺻﻒ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻷﻣﻞ ﺃ ﱠﻻ
ﳛﺎﺻﺮ ﻭﻻ ﻳﺴﻘﹸﻂ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺿﺤﺖ ﺍﳌﺪﺍﻓﻌﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﻛﺄﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻟﻌﲔ
ﺼ ﹶﻔﻬﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺑﺎﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﻓﻠﻢ ﲣﺮﺝ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻻ ﲤﻴﺰ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﻭﺇﳕﺎ ﺗ
ﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺇﳕﺎ ﺍﳓﺼﺮﺕ ﰲ ﺍﻬﻮﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﺗ ﻤﺪﻩ ﺑﺎﻟﺪﻋﻢ ﺠﺪﺩﺓ ﻟﺘﺒﻠﻎ ﺳﺎﺣﺎ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻣﺘ
ﺴﺨﺮ ﻛﻮﺍﺩﺭﻫﺎ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺎ ﺑﻞ ﻭﻋﻼﻗﺎﺎ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﺑ ﺮﺯﺕ ﺍﻟﻠﻮﺟﺴﱵ ﻭﺍﻟﻔﲏ ﻭﺗ
ﺴ ﺮ
ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺷﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﳌﺎ ﺧﻔﱠﺖ ﲪﻠﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﰒ ﻛﻔﱠﺖ ﺍﻧﻜﻔﺄﺕ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟ ﺪﻋﻮﻱ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻭﺍ ﹶﳓ
ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻭﲣﻠﱠﻔﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﲡﺮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ﻋﻦ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ
ﺴﻴﺔ( ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻧﲔ ﺍﳌﺎﺿﻴﲔ ،ﺍﻟﱵ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺇﱄ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺠ ﺪﺩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺗﺘﻄﻮﺭ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ، )ﺍﻟﻜﹶﻨﻴ ِ
ﺴ ﻤ ﺔ ﻣﺎﺋﺰ ﺓ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﺧﻔﻮﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲﻭﺑﺮﺯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻛ ِ
ﻭﺍﳌﺬﻫﱯ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳛ ﹸﻜ ﻢ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﰲ ﺍﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ.
ﺗﻄ ﻮ ﺭ ﺁﺧﺮ ﰲ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﻨ ﱠﻈﻤﺔ ﻭ ﺳ ﻢ ﺳﲑﺎ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﻫﻮ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺳﻂ
ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﲔ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﺎﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﲪﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﺫﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ
ﻣﺆﺳﺲ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻴﺄﺕ ﻟﻪ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﺧﱪﺗﻪ ﺍﳌﹸﺘﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺇﱃ
ﺴﻜﺎﻥ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﺎﻝ ﺍﻟﻄﱯ ﺃﻥ ﻳﺪ ﹺﺭ ﻙ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻹﺩﻣﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺑﲔ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻹﺳﻜﺎﻥ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﳊﹸﻜﻢ ﺍﻟ
ﻭﺍﻓﻘﺖ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭﲣﺼﺼﻪ ﺍﳍﻨﺪﺳﻲ ﻭﺇﳝﺎﻧﻪ ﺍﳌﹸﻄﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﺎﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻥ
ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﳋﹸﻄﺔ ﺇﺳﻜﺎ ﻥ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﲔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﻭ ﺟﱡﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﰒ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﳉﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ .ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﳋﻤﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠ
ﺱ ﺑﲔ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳌﻨﻈﱠﻤﺔ ﻳﺴﺎﹺﻧﺪﻩ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻹﺳﻜﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺣﺮﺑﹰﺎ ﺻﺎﻣﺘ ﹰﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺿﺮﻭ
ﳊﻴﻞ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻭﺍﳌﹸﻮﺍﺯﻧﺔﺍﳋﹸﺮﻃﹸﻮﻣﻲ ﻭﺑﲔ ﻭﺍﱄ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﺍ
ﺴﻦ ﺗﻮﻓﲑﻫﺎ ﰒ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﲏ ﺍﳌﹸﻀﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﲔ ﲟﺎ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺤ ِ
ﻳﻐﺮﻳﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﺳﺎﻛﻨﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ .ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺸﺮﺕ ﺳﺮﹰﺍ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻧﻈﹸﻢ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻣﻜﺎﺗﺒﻬﺎ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺎ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﱵ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻭﺍﱄ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﺎ
ﺍﳋﻔﻴﺔ ﺍﳌﹸﻮﻏﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ ﻗﺪ ﺳﺘﺮﺎ ﻋﻦ ﻋﻴﻮﻥ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜ ﻦ ﳍﺎ ﺇﻥ ﻭ ﻋﻴﺖ ﺎ
ﺔ ﳍﺎ ﺑﺎﳊﻖ.
63
ﺃﻥ ﺗﻘﻮ ﻡ ﻣﻘﺎ ﹺﻭ ﻣ
ﻣﻴﺪﺍ ﹲﻥ ﺁﺧﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻏﲑ ﺍﻟﺮﲰﻲ ،ﻫﻮ ﺳﲑﺓ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﻋ ﱪ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺗ ﻮﻟﱢﻲ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳌﹸﻨﺘﺨﺐ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟ
ﺡ ﺍﳌﻨﻄﻘﻲ ﻋﱪ ﺭﺻﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻏﲑ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻄﻠﱡﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻄﹸﻤﻮ
ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻳﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﲟﺎ ﲪﻞ ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻛﺜﺎﻓﺔ
ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﲟﺎ ﺑﺴﻂ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺔ ﺷ ﺮﻋﺖ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﳊﺮﻛﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻜ ﹺﺮ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﻼ .ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻂ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻧﻈﺮﹰﺍ ﻭﻋﻤ ﹰ ﺸﹶﻣﻦ ﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻗﺎﻃﺒﺔ ،ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻨ
ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺁﻣﺎ ﹴﻝ ﻭﺍﻋﺪﺓ ﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺎ
ﺿﺠﺖ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﺎﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺻﻔﻮﺎ ﺍﳌﻔﻜﺮﺓ ﱂ ﻳﺘﺠ ﱠﻞ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﳉﹶﺴﺎﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺗﻨﺘﻈ ﺮ ﺍﻟﻔﻜ ﺮ ﺍﳉﺪﻳﺪ :ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﻭﻓﻖ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ
ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻷﻋﺪﻝ ﺑﲔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ،ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺻﻮﳍﺎ ﺟﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻳ ﻬﻴﺊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺎ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍ ﹸﳌﻤﻬﺪ ﳍﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ،ﰒ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﺻﻮﳍﺎ ﻭﺑﺴﻂ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﻭﻓﻘ ﻪ
20ا&5ت ا6Aا(& ^Hد.ا1A+7 6A ^.ن أ^ 17م A Cا76ة ا ود4 .ف ا 121H ^*6وز*
ا `1ن *pHا9aم ^ tE1Gووا 'EاE9aم دTEK.وب ا ،E i tE1G ^E EFPaإذ 1Ejوم ا6E)H E .ة
1وpت ا .وَ^ ^95ا1Cز '( ^Nا& AS1و( إGاءات ر VI {5# Aإ 1jآ*. A
ﺼ ﺪ ﻟﻪ ﲟﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﺇﻓﺮﺍﻍ ﺍﻟ ﻮﺳﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﺬﺍﻫﻦ ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺗﱰﻳﻠﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﱂ ﻳﺘ
ﺍﻟﺒﺤﺜﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺪﻳﻪ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﻳﻄﻮﺭﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ،ﰒ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﱵ
ﻭ ﺟﺪﺕ ﺗﻮﻓﻴﻘﹰﺎ ﻃﻴﺒﹰﺎ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﳑﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺪ ﻭﻳﻨﺘﻜﺲ ﺎ
ﺍﳋﻼﻑ ﺣﱴ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﺍﻟﺮﹺﺑﺎ ،ﰒ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻓﻘ ﻪ ﺍﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻋﻪ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺣﱴ ﺗﺪﻳﻨﹺﻪ ﻭ ﺫ ﹾﻛﺮﹺﻩ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻪ
ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻭﹶﻓﻨﻪ ،ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺎﻧﻌﺔ ﺍﳉﺬﻭﺭ ﻳﺮﺟﻰ ﻟﺸﺠﺮﺎ ﲦﺎﺭﹰﺍ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻨﲑﺓ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ
ﺣﺎﺻﺮﺎ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﲢﺪﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﺎﺧﺼﺔ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺘﺼﻞ ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ
ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺜﻴﻔ ﹰﺔ ﻗﺒﻞ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﺍﻣﺶ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ
ﺐ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﺇﱃ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩﻩ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺷﺄﻥ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﹶﻠ
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳍ ﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﶈﻠﻲ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻏﻠﺐ ﻭﺍﺣﺘﺪﻣﺖ ﲢﺪﻳﺎﺗﻪ ﺑﻌﺪ
ﺣﺮﻭﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ،ﻭﻣﻦ ﱠﰒ ﻏﻠﺒﺖ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﺍ ﹸﳌﻠﺢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﳌﹸﻔﻜﱢﺮﻳﻦ ﻭﲝﺜﻬﻢ
ﺻﻞ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻓﺠﺎﺀﺕ ﳏﺎﺿﺮﺍﻢ ﻭﻧﺪﻭﺍﻢ ﺍﻟﱵ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺪﺩ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻭﻳﺆ
ﳊﻀﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﻨﺎﺛﺮﺕ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪ ﹰﺓ ﺩﻭﻥ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﳌﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﲣﺎﻃﺐ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﺔ ﺫﺍﺕ ﺍ ﹸ
ﳉ ﺰ ﹺﺭ ﺍﶈﻠﻲ ﻭﺍﳍ ﻢ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﺍﳌﹸﺘﺸﻌﺐ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳛﻴﻂ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺫﺍﺕ ﺍ ﹶ
ﺴﻮﺩﺍﱐ ﺍﳋﺎﺹ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﲡﺪ ﻭﻗﺘﹰﺎ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﰲ ﻇﻞ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻭﺯﻣﻨﻬﺎ ﺍﶈﺪﻭﺩ. ﺍﻟ
ﺐ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺇﱃ ﻛﺎﻥ ﳌﺮﻛ ﹺﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺭﲰﻴﺔ ﺗﻨﺘﺴ
ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﺍﻟﺪﻭ ﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻭﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﰲ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ،
ﺻ ﺪﺭﺕ ﰲ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻭﺍﳌﺪﺍﻭﻻﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺣﻮﳍﺎ ﺍﺳﺘﻠ ﻬﻤﺖ ﺧﻼﺻﺔ ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﱵ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻓﻜﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻫﺎ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﳎﺘﻤﻊ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟ
ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﻭﲢﻀﲑ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺻﻄﻔﺎﺀ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﲔ
ﻗﺪ ﻗﺎﺩﻩ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺗﻮﻟﱠﻰ ﺇﺧﺮﺍﺟﻪ ﻋﱪ ﻭﺍﺟﻬﺘﻪ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺳﺎﳘﺖ
ﺻ ﺪﺭﺕ ﻋﻦ ﺍﳌﺆﲤﺮ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺴﺎﳘﺔ ﳎﻠﺲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺐ ﺟﻴﺪ ﰲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﻨﺼﻴ ﹴ
ﺐ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺿ ﻢ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ﺍﳌﹸﺘﻘﺎﻋﺪﻳﻦ ،ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺳﺎﺑ ﻖ ﻭﻧﺼﻴ
ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺧﱪﺓ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﲔ ﻓﻜﺮ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﰲ ﳉﻨﺔ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ
ﺃﻫ ﹺﻞ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﲡﺮﺑ ﹰﺔ ﻃﺮﻳﻔ ﹰﺔ ﳌﺪﻯ ﺗﻮﺍﹸﻓ ﹺﻖ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﳊﺮﻛﻲ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﺪﻯ ﺍﺧﺘﻼﻓﻪ.
ﺐ
ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻤﻞ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﺗﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﻨﺘﺼ
ﺃﻣﺎﻡ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﺑﻌﺪ ﺃﺛﺮﹰﺍ ﻭﺧﻄﺮﹰﺍ :ﻫﻞ
ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴَﺔ ﺃﻡ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﲡﺘﻬﺪ ﻟﺒﻠﻮﻍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺗﺪﺭﺟﺎﹰ؟ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺻﻮ ﹸﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﺳﻼﻣﻴﹰﺎ ﻟﻴﻨﻬﺾ ﻭﻓﻖ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؟ ﻭﻣﺎ ﺍﳍﺎﺩﻳﺔ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟ
ﻫﻮ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺤﻜﻢ؟ ﰒ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻌﺮﰊ
ﻭﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ،ﻭﺍﶈﻴﻂ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻷﺑﻌﺪ :ﻛﻴﻒ ﻧﺆﺳﺲ ﻟﺘﺠﺮﺑﺘﻨﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻌﻮﳌﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﺘﻔﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ :ﻣﺼﺎﳊﺔ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ،ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱄ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺐ ﺃﳕﻮﺫﺟﻪ ﻭﻗﹸﺪﻭﺗﻪ ﰲ ﻇﻞ ﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳌﹸﺘﻔﺎﻗﻤﺔ ﺿﺪ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﻭ)ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ( ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ؟ ﺼ
ﻭﻧ
ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺍﳌﺮﻛﺰ .ﻛﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﻣﺮﻛ ﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ
ﺃﻥ ﳝﺘﺪ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﳓﻮ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺒ ﻊ ﳍﺎ ﺭﲰﻴﹰﺎ ﻭﺍﻟﱵ ﻳ ﹶﻘﺪﺭ ﳍﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﺗﺒﺎﺷﺮ ﺇﻧﻔﺎﺫﻩ ،ﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﹺﻓﻘﹰﺎ ﻟﻺﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺴﹸ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﻌﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﲤﺎﻡ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﺗﺒ ِ
ﻛﺎﻓﱠﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﲢﺼ ﺮ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ .ﻭﺇﺫ ﹸﻗﹺﺒ ﹶﻞ ﺍﳌﹸﻘﺘﺮﺡ
ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍ ﺭ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻓﻮﺭ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﻘﺘﺮﺡ ،ﺑﻞ ﰲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ ﺑﻴﺴ ﹴﺮ ﻭ
ﺕ ﺑﺎﻟﻐ ﹸﺔ ﺍﳋﻄﺮ ﰲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﳓﻮ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺻﺪﻭ ﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﻧﻔﺎﺫﻩ ﲨﻠ ﹸﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍ
ﻭﺃﻋﻘﺐ
ﺍﻟﻨﻮﺍﺓ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻻﲢﺎﺩﻳﺔ ﻭﺩﻓ ﹺﻊ ﻏﺎﻟﺐ ﻣﻮﻇﻔﻴﻬﺎ ﻣﻨﻘﻮﻟﲔ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﲟﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﻣﺎﺿﻲ
ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟ ﻌﺠﻠﺔ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺁﻟﻴﺔ
ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻓﺪﺍﺭﺕ ﺃﻏﻠﺐ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ
ﻒ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻨﺎ ﹺﺟ ﹺﺰﻳﺘﻪ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩﺓ ،ﻭﺑﲔ ﺟﺴﻢ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟ
ﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺭﺃﻭﺍ ﰲ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﻜﻠﻴﻔﹰﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻘﻪ ﺍﻟﺒﻼﺩ.64
ﺐ
ﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﻜﺘ ﹺ ﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﳌﹸﺒﺎﻳﻨﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺼ
ﳓ ﻮ ﺍﻟﻨﺼ
ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺗﺄﺳﻴﺴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻨﺎﺕ ﺃﺧﻔﻘﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺫﺍﺕ
ﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺭﻏﻢ ﺛﺒﺎﺗﻪ ﺑﻐﲑ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﻄﺎ ﹸﻝ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﱰﻭﻉ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ ﺍﳉﺬﺭﻱ ،ﻓﻤﺠﻠ
ﺼ ﺪ ﺎ ﲤﻮﻳﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﻌﺪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﹸﻗ
ﻋﻦ ﺟﺬﹸﻭﺭ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺍﺟﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﺄﺯﻗﲔ :ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﺭﺛﺔ
ﺿﻌﺖ ﹸﺃﺻﻮ ﹶﻝ ﻧ ﹸﻈﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺗﻠﺒﻴﺔ ﹺﺭﺿﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﺇﺫ ﻭ
ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﳊﺎ ﹸﻝ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﳉﻴﺶ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﺎﻳﻮﻳﺔ
ﳝﺪﻫﺎ ﺭﺿﻰ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻈ ﻬ ﺮ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻬﻴ ﻤ ﻦ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺗﺼﻠﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻠﻴﺪﺓ ﲟﺎﻳﻮ ﺍﻟﱵ ﺩﺧﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﻧﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ
ﺏ ﻻ ﻳﺨﻔﻴﻪ. ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﺑﻠﻎ ﺃﺭﻓﻊ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﺎ ﺇﺑﺎﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻟﻪ ﺎ ﺇﻋﺠﺎ
ﻕ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﳌﺆﺳﺴﺔ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻫﻮ ﺫﺍﺕ ﲤﻜﱡﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﳌﺄﺯ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﳌﹸﺘﻨﺎﻣﻲ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻠﺲ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﳌﻨﻘﻮﺻﺔ ،ﻛﻞﱞ ﰲ ﺍﻹﻃﺎﺭ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺃﻥ
ﺕ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﳉﺬﺭﻱ ﺕ ﺍﳊﻤﺮﺍﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﲟﻘﺘﺮﺣﺎ ﻳﻠ ﺞ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺸﺘﻌ ﹸﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍ
ﺲ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻗﻼﺩﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻟﻌﻤﻞ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﲟﺎ ﳝﻜﱢﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻭﲟﺎ ﻳﻠﹺﺒ
ﰲ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﻓﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻣﺴﺆﻭ ﹲﻝ ﻋﻦ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﳌﹸﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﲤﺎﻡ ﻧﻔﺎﺫﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺃ ﱠﻥ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﺴﺆﻭ ﹲﻝ ﻋﻦ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻭﻋﻦ ﳒﺎﺯﺓ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﱄ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ.
ﱂ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﺃﻭ ﲡﺪ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ،ﻓﺒﻘﻴﺖ ﻣﺎﺩﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻷﺿﺎﺑﲑ ،ﻭﺍﻛﺘﻤﻞ ﺍﻟﺮﻓﺾ
ﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﺣﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪﻱ ﺍﳌﺪﻳﺮ ﺇﺣﻜﺎﻡ ﺷﺒﻜ ﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺣﻮﻝ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻧﻮﺍﺎ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﻓﻨﺸﻄﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺫﺍﺕ
21رأى وز* EEاMرا EE7وH 1EEI5jو(EEر أ F71EE UEECj 'EEP7 6EEANا N1EEAاMAرو 1ًE Aj EE7إEE)7 ,EEة
أ1&fف (ق ) j19وع ا*MKة.
ﺍﻟﱰﻉ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﺍﻷﻣﲏ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﰐ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺑ ﺪﺕ ﺛﻴﺎﺎ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﻳﺴﺒﻖ ﺍﲰﻬﺎ ﻟﻘﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻟﺘﺒ ﻄ ﹶﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ.65
ﺣﺎﻭﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺣﺪﺓ ﺍﳌﹸﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ،
ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺃﻥ ﻳﺪ ﺧﻞ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺇﱃ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ
ﺑﺎﻗﺘﺮﺍﺡ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﳎﻠﺲ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻳﺴﺘﻠﻬ ﻢ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻷﻣﲑﻛﻲ ﰲ ﺇﺣﺎﻃﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺇﻃﻼﻋﻪ ﺍﻟﻨﺎﺟﺰ
ﺡ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻳﻮ ﹺﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻴﺌﺘﻪ ﻻﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﱪ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﺻﺒﺎ ﹴ
ﺍﳌﹸﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻥ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﲪﺮﺍﺀ ﻓﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﹶﻏﺪﺕ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻓﺎﻗ ﻊ ﻟﻮﺎ ﺑﺎﳊﺬﺭ
ﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺍﳋﻄﺮ ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻃﱠﺪ ﺩﻭ ﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﰲ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﲬ ﹺ
ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻼ ﺯﻣﺘﻪ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺃﺩﺑﹰﺎ ﺷﻌﺒﻴﹰﺎ ﺗﻄﹶﻠ ﻖ ﺍﻟﻨﻜﺎﺕ ﺣﻮﳍﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﺆﻛﱢﺪ ﻋﻠﻰ
ﺟﺪﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﻧﻔﻲ ﻋﻔﻮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻳﻔﻀﺢ ﺧﻄﱠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺻﺪﺓ ﻟﻺﺣﺎﻃﺔ ﻭﺍﳌﹸﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﻌﺰﻝ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ.66
ﺗﺄﺳﺴﺖ ﳓﻮ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﰒ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﳓﺴﺮ
ﺩﻭﺭﻩ ﳓﻮ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﻣﺮﻛﺰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄ ﻟﺴ ﺪ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﳌﹸﺴﺘﺸﻌﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ
ﺍﺎﻝ .ﻟﻜﻦ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺑﺮﺯﺕ ﻋﱪ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﻮﺍﱄ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﲨﺔ
ﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ،ﰒ ﻣﻊ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺍﺗﺴﺎﻉ ﺍﻟﺪﻭﺭ
ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﻣﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻳ ﺮ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ
1j 22م ا6آ5ر 7ض أ 6EANا1EKز وز* YEPK EاEزراء *1EH 1EIء `JE4 A#oEا1EP&Aت اTEي أE4ف
EEA7 OEEP7أ cEE( 6EEANا أ671EE 6EENي آ MEEا6را1EEت ا 5EEا# 6EE&H ، K#ز* ZEEا76EEات ^*A#oEEAP
واEف cEEH ،ه EEا A#oEAا 6EENاTEEي أ JEES 'Eا&1EE2د1EE# 'E( hر* zا 1EE2ذ .واTEE1H *6EKآ أن ا6EEآ5ر
ا1Kز 6Ej OFأ ,EPHأ EH ^ENء ( TEFC# E&H15 'Eا5Epا K#ا E2ا) P1Eا QE# ZE2# 'E5إE4اف وزارOE#
و`^ ا1G JPءت (' إ1ء ا A#oAا6EC H1K5Eاءات أه cEا E&J2اE .ى ذوي ا1Eوس .آ Q2JE 1EAا 1E4رة
(' ا cBFا.H1
23ر( gاPاء 6EJ7ا ^EN 6EA VNوز* Eر E1اIAKر* ،1EICN Eو +Eث Eات 5ا ، Eإ1EFذ tEP9
ا ^.ا&1م Pآ ^&5Hا6آ5ر Uا 6EA ^*6أ 6EANأ15Eذ ا6را1Eت ا5Epا E&1KH K#إ1ً2H1E 11*6E
و *6آ Mا6را1ت ا5pا1)5 tBC '( K#ر 1HاIAKر* 1Fذ (`ة YEPKا ^E.ا،'E2
آ g(* cd 1Aآ1 cوpت ا Sح oAا 1ا 1ITEH 'E5أه cEا 'E( E`Fاآ Eا ، Eد .أ^E
،A7 ^Nد1S .دق ا O2Fود ^*6H17 Y* .وأ ^ ^Jf1 1ً&AG VIGا EB2اEIAKري .و ^EاRاUE
YEEF 'E( ^JEEBC 'E( ^<E7ا1EE OE&(6 QEjرج ر E1اIAKر* EEاE5F ,EE# 'E5ة REEH أن دُ ^*6EH17 YE* .
tBCوآ.1IP
ﶈﺎﺿﺮﺍﺗﻪ ﻭﺃﻭﺭﺍﻗﻪ .ﻭﻗﺪ ﻗﺎﺩ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻨﺬ ﺧﻮﺍﺗﻴﻢ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﺣﻮﻝ
ﺕ ﺣﻮﻝ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﹸﺮﺀﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺇﱃ ﻣﺪﺍﻭﻻ
ﲟﻘﺘﺮﺡ ﻗﻴﺎﻡ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﻘﹸﺮﺀﺍﻥ ،ﻇﻠﱠﺖ ﲡﺘﻤﻊ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﹰﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﺎﺛﻔﺖ ﺷﻮﺍﻏﻞ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺗﻜﺎﺛﺮﺕ ﺍﺑﺘﻼﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﺃﲦﺮﺕ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻱ ﻟﻠﻘﹸﺮﺀﺍﻥ.67.
ﻗﺎﻣﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ
ﻛﺎﻥ ﻳ ﹶﻘ ﺪ ﺭ ﳍﺎ ﻧﻈﺮﻳﹰﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﻬﺪ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺑﺎﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ،ﻭﺗﻮﻻﱠﻫﺎ ﻷ ﻭﻝ
ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ،
ﻭﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻭﺟﺪ ﻳﺴﺮﹰﺍ ﰲ ﻓﻬﻢ ﻭﺇﻧﻔﺎﺫ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ،ﻓﺈﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻳ ﺔ
ﻟﻠﺘﺄﺻﻴﻞ ﱂ ﺗﻜﹸﻦ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ،ﻓﺈﻧﻔﺎ ﹸﺫ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻋﺰﳝﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ
ﻣﺎﺿﻴﺔ ﻻ ﺗﺸﹺﺒ ﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻌﺮﻳﺐ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺃﻭ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﻣﺒﺎﱐ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﳌﻌﺎﻫﺪ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﻛﻞ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﻋﻮﺩﺓ ﻃﻼﱠﺏ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﺇﱃ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﰲ ﺿﻮﺀ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺗﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟ
ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻭﳎﺘﻤﻊ ﻣﺴﻠﻢ ﺣﺪﻳﺚ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺑﺪﺍ ﻋﺼﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻭ ﺣﻜﱠﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﲔ ،ﻭﻋﻠﻲ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﹸﺃ ﻋﺪﺕ ﳌﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ.
ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﳓﺴﺮ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﺩﻭﻥ ﺗﻄﻠﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻭﺩﻭﻟﺘﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻓﻠﺤﺖ ﻣﺴﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺑﺴﻂ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﻣﻀﺎﻋﻔ ﹰﺔ ﻛﺜﲑ ﹰﺓ ﻟﻌﺪﺩ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﳌﻌﺎﻫﺪ
ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻋﱪ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻓﺘﺒﺪﻟﺖ ﺟﺬﺭﻳﹰﺎ ﰲ
ﺍﻟﻌﺎﻣﲔ ﺍﻷ ﻭﻟﹶﲔ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﲟﺎ ﺑﻠﻎ ﻛﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﻗﺮﻳﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻨﺎﺀﺕ
ﻭﺍﻧﻌﺰﻟﺖ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﺃﺿﺤﺖ ﻗﺮﻳﺒ ﹰﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻮﺩﺍﱐ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﳍﺎ ﺃﻛﺒﺎﺩ ﺍﳌﺴﺎﻓﺎﺕ ﲝﺜﹰﺎ
ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ.ﻛﻤﺎ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭﻃﻼﺏ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﲟﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﳛﻤﻞ
ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .ﻭﺇﺫ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻓﻘﻴﹰﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻭﺗﻮﺣﺪ ﻛﻠﻪ
ﺏ ﻭﺗﻮﻓﱠﺮ ﺍﻟﻌﻨﺼ ﺮ ﺍﻷﻫﻢ ﻟﺸﻌﻮﺑﻪ ﰲ ﲝﺜﻬﺎ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻐ ﹶﺔ ﺃ ﻡ ﺃﻭ ﻟﻐ ﹶﺔ ﺧﻄﺎ ﹴ
ﹸﺃﻣﺔ ﺫﺍﺕ ﻫ ﹺﻮﻳﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﺍﲡﺎﻩ ﻗﺎﺻﺪ ﳓﻮ ﻫﺪﻑ .ﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﺿﺎﻋﻔﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ
24را ZGا 6IA5اTي آ OJ5هTا ا` 6PKAP t#1ا.ول F5Pا6N5ي دار ا6C 'j1ن .2003
ﺍﻧﺘﺼﺒﺖ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻩ ﻣﻮﺍﻃﻨﹰﺎ ﻋﺼﺮﻳﹰﺎ ﺻﺎﳊﹰﺎ ﻭﻣﺎ
ﳛﺘﺎﺟﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻓﻜﺮﻱ ﳎﺘﻬﺪ ﻣﺒﺪﻉ ﻭﺗﺄﺻﻴﻞ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺟﺪﻳﺪ ،ﰒ ﻣﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ
ﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﺒﺎﱐ ﻭﺟﻠﺐ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﱡﻢ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﳓﻮ ﺃﻓﻖ ﺟﺪﻳﺪ ﲟﺎ
ﱂ ﺗﻜﻦ ﺗﻄﻴﻘﻪ ﻇﺮﻭﻑ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳌﺘﻮﺭﻃﺔ ﰲ ﻣﺸﻜﻼﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺍﳌﻠﺤﺔ ﻭﺍﶈﺎﺻﺮﺓ ﻣﻦ
ﺍﳋﺎﺭﺝ .ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺃﲦﺮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺣﺼﺎﺩﹰﺍ ﻃﻴﺒﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﲑ ﻟﻸﻣﺔ ﻭﺃﻧﻘﺬﺕ ﺍﳌﻼﻳﲔ ﻣﻦ ﺿﻴﺎﻉ
ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭﺍﳉﻬﻞ ﻓﻘﺪ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺟﺪ ﹰﻻ ﻭﺃﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﳋﺮﳚﲔ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ
ﺕ
ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﶈﻠﻲ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺿﺎﻋﻔﺖ ﺑﺄﻋﺪﺍﺩ ﺍﳋﺮﳚﲔ ﺍﳌﺘﻀﺎﻋﻔﺔ ﻣﺸﻜﻼ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻓﹶﻌﻘﱠﺪﺕ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳊﺮﺏ ﺿﺪ ﺷﺒﺢ ﺍﻟﻌﻄﺎﻟﺔ.
*****
ﺏ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﺨﻄﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺟﺎﺯﺎ ﻫﻴﺄﺓ ﻭﺍﰱ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻧﺘﺨﺎ
ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﰒ ﺗﻌﻘﱡﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ،ﺇﺫ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﳋﻄﺔ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺇﱃ
ﺧﺮﻭﺝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﻜﻞ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﻭﻏﺎﻟﺐ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟ ﻌﻠﹶﻦ ﺑﺘﻮﻟﱢﻲ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﰒ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ،
ﺴﻢ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺑﲔ ﺣﺎ ﻛ ﻤﻴﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﺣﺎ ﻛ ﻤﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺎﻳﺔ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﹸﺘﻄﺎﻭﻟﺔ ﻣﻦﻭﻣﻦ ﱠﰒ ﺣ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﲞﺮﻭﺝ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﲤﺎﻣﹰﺎ.
ﻒ ﺍﻠﺲ ﻛﻤﺎ ﺷ ﻤﻠﹶﺖ ﺍﳋﹸﻄﺔ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﳎﻠﺲ ﻭﻃﲏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﳜﻠ
ﺏ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ،ﻭﻳﻀﻊ ﺩﺳﺘﻮﺭﹰﺍ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻟﻠﺒﻼﺩ ،ﻳﻌ ﹸﻘﺒﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﹰﺓ ﺍﻧﺘﺨﺎ
ﺃﻣﻴﻨﹰﺎ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻭﺇﻋﺪﺍ ﺩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﺗ ﻢ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ
ﺟﻮﻻﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺣﱴ ﺑﻌﺾ ﹸﻗﺮﺍ ﻩ ﻭﺑﻮﺍﺩﻳﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ
ﻣﺮﺷﺤﹰﺎ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻗﺪ ﻻﻗﹶﺖ ﳒﺎﺣﹰﺎ ﻛﺒﲑﺍﹰ ،ﻓﺈﻥ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻻﺣﺘﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﻟﻜﺒﺎﺭ
ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺣﻠﱡﻮﺍ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻌﻄﻲ ﻃﹸﻤﺄﻧﻴﻨ ﹰﺔ ﺻﺎﺩﻗ ﹰﺔ ﳌﺪﻯ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﻟﻠﱪﻧﺎﻣﺞ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺸﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺃﻭ ﺣﱴ ﻟﺸﺨﺼﻪ ﺭﻣﺰﹰﺍ ﻟﺘﺤ ﻮ ﹴﻝ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺣﻀﺎﺭﻱ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻬﺎ ﺣﱴ
ﺑﺎﻻﺣﺘﺸﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻘﺎ ﻩ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﺗﻄﻮﺍﻓﻪ ﺍﳌﹸﺘﺼﻞ ﻋﱪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺃﺑ ﺮﺯﺕ ﲨﺎﻫﲑﻳﺔ ﺃﻭﺳﻊ
ﺑﻜﺜ ﹴﲑ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ،ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻠﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺑﲔ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻬﻢ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ،ﻭﺩﻋﺎ ﺓ ﺑﺴﻂ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺣﺎ ﻛ ﻤﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﻭﺣﺰﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﰲ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ.
ﺡ ﻃﻴﺐ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺃﻣﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻭﺿﺒﻂ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ، ﺭﻏﻢ ﳒﺎ ﹴ
ﻭﺍﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻄﻼﺏ( ﻷﻭﻝ
ﺕ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﻛﻤﺎ ﻣﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻥ ﳍﻢ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﻭﻗﺎﺋﺪﺍﹰ ،ﻓﺈﻥ ﺳﻤﺎ
ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺸﻤﻮﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻠﻪ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ﺣﺎﻛﻤﹰﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻠﱠﺖ
ﺼ ﻮﺏ ﳓﻮ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻭﺍﶈﺎﻓﻆ ﻭﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﻗﺎﺋﺪ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺗ ﺯﻳﺎﺭﺍ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻭﻓﺪﻩ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡﻭﻳﺄﰐ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﺫﻳﻞ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﺼﺪﻩ ﰲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ،ﻛﻤﺎ ﺍﺗﺴﻢ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻚ ﻓﻴﻜﻮﻥﻉ ﻣﺜ ﱠﻘﻒ ﻣﺘﻤﺎﺳ ﺑﺎﻟﻔﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻴﺾ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺃﻭ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻷﻳﻤﺎ ﻗﻄﺎ ﹴ
ﺼﻮﺑﹰﺎ ﳓﻮ ﹸﺃ ﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ.
ﻣ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﱠﺔ ﻃﺎﺭﺣﹰﺎ ﻷﻭﻝ ﻑ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻋ ﱪ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﺟﺎﺀ ﻃﻮﺍ
ﺴﻠﻄﺎﺕ ،ﺷﺎﺭﺣﹰﺎ ﻣﺮﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻟ ﻔ ﺪﺭﺍﱄ ﻭﻋﺰ ﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻋﻠﻲ ﺑﺴﻂ ﺍﻟ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﻣﻦ ﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺗﺆﺳﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ ﺍﳌﺴﺘﺪﻳﺮﺓ
1964ﻡ ﰲ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﳌﹸﺘﺮﺍﻣﻲ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ
ﺻﺪﻗﺘﻪ ﺍﳌﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﻟ ﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﻣﻨﺬ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺲ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﰲ
1991ﻡ ،ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻮﻯ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﺴﻼﻡ ﺍﳉﻨﻮﺏ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻘﻮﺓ ﻻ ﺗﻀﺎﻫﻰ ﺇﱃ ﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ .ﻛﻤﺎ ﻃﺮﺡ ﺍﻷﻣ ﻭﺃ ﱠﰎ ﺑﺴ ﹶ
ﺳﺎﺑﻘﺎﺕ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﳌﺸﻴﺌﺔ ﺇﳝﺎﻧﹰﺎ ﻭﻛﹸﻔﺮﹰﺍ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﺤﻜﹶﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻭﺃﺻﻮﻝ
ﻓﻘﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﳓﻮ ﲤﺎﻡ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﹰﺎ .ﻭﺑﺪﻋﻮﺓ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﳉﻤﺎﻫﲑ ﺍﻟﱵ ﺍﺣﺘﺸﺪﺕ ﻟﺴﻤﺎﻋﻪ ﰲ ﺃﻳﻤﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﺣﻀﺮﻱ ﺃﻭ ﺭﻳﻔﻲ ﺣ ﱠﻞ ﻓﻴﻪ ﻋﱪ ﺳﻮﺡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺤﺬﺭ ﻭﺍﳋﻄﺮ ﻣﺜﱠﻠﺖ ﻣﺎﺩ ﹰﺓ ﺟﺪﻳﺪ ﹰﺓ ﻟﻠﺘﺒﺎﻳﻊ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ،ﺃﺿﺎﺀﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺷﺎﺭﺍ
ﺙ ﻣﺸﺎﺑﻪ ﺗﻐﺬﱢﻱ ﺑﻪ ﳐﺎﻭﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻷﻭﻝ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﺘﺮﺑﺺ ﺑﻜﻞ ﺣﺪ ﻟﻘﻴﺎﺩﺍ
ﺹ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺒﺎﻳﻌﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺡ ﻓﻘﻬﻪ ﻟﻠﺒﻴ ﻌﺔ ﺃﻭ ﻓﻘﻪ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺣﻮﻟﻪ .ﻭﺭﻏﻢ ﺣﺮ ﹺ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﹸﺠﺎﺯ ﻣﻨﺬ ﺑﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻠﹸﻬﺎ ﻋﻘﺪﹰﺍ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ﺃﻭ ﺗﻌﺎﻫﺪﹰﺍ ﺑﲔ
ﲨﺎﻋﺔ ،ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ؛ ﻓﺎﳉﻤﻴﻊ ،ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻭﻗﺎﻋﺪﺓ ،ﻳﺘﻌﺎﻫﺪﻭﻥ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻭﻳﺘﺤﺎﻟﻔﻮﻥ ﻛﺎﻓﺔ
ﻂ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺴﻭﻳﺘﻮﺍﺛﻘﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺎﻣ ﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺗﻜﺎﻟﻴﻔﻪ ﻭ ﻋﻈﹸﻢ ﺑﻼﺅﻩ ،ﻭﺑ
ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ؛ ﻓﺎﻟﺒﻴﻌﺔ ﺇﳕﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﲰﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻱ ﻭﺍ ﹸﳌﺸﺘﺮﹺﻱ ،ﻓﺈﺫﺍ
ﺃﺧﺬ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﺍﺷﺘﺮﻃﺖ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ ﻟﻠﺘﻮﺍﱄ ﻣﻊ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺭﻏﻢ ﺟﻼﺀ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺩﻓﻌﺖ ﺟﻮﻻ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﳌﹸﺘﺤﻔﱢﻆ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻧﺎﺋ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﻣﺒﺎﻳﻌﺎﺗﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴ
ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﻋﻠﻰ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﳍﻢ ،ﺇﱃ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻣﻨﺎﻓﺴﹰﺎ ،ﺑﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘ ﻮﻗﱠﻊ ﻣﻦ ﻣﺄﻣﻨﻪ
ﺐ ﺍﳊﺬﺭ ﻭﺍﳌﻜﺮﻭﻩ ،ﻓﻤﻀﻮﺍ ﺇﱃ ﳏﺎﺻﺮﺓ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺇﻣﺴﺎﻙ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﳌﹸﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻏﺎﻟ
ﻹﻧﻔﺎﺫ ﺑﺮﺍﳎﻪ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺇﱃ ﻋﺰﻝ ﺃﻣﻴﻨﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﳚﺪ ﺑ ﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﲔ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻭﺗﻘﺎﺳﻢ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﻣﻌﻪ ،ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﳌﹸﺘﻨ ﱢﻔﺬﹶﺓ ﺍﳌﹸﻨﺎ ﹺﻭﺋﹶﺔ ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﳉﻨﺔ
ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﶈﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺣﺮﻣﺘﻪ ﺣﱴ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﳊﹸﻜﻢ،
ﺻ ﺪﻓﺠﻌﻠﺖ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﱪﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺪﻕ ﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ ﻣﺴﺎﳘ ﹰﺔ ﰲ ﲪﻠﺔ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻜﹸﺮﻣﻚ ﻭﻗﻴﺴﺎﻥ ﰲ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﹺﺑﻴ ﺪ ﻭﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﺷ ﺪ ﺗﺼﺪﻳﹰﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﻟ
ﺏ ﻣﻊ ﹸﳌﺨﻄﱠﻄﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺑﺮﺍﳎﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻭﲡﺎ ﻭ
ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻭﺯﻳ ﺮ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﻼ ﹺﺯ ﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺃﺷ ﺪﻫﻢ ﹶﻓﺮﻗﹰﺎ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﻝ ﺳﻠﻄﺘﻪ ،ﻓ ﺪﹶﻓ ﻊ ﺑﺄﻣﲔ
ﻋﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺇﱃ ﺫﻳﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻟﱪﻭﺗﻮﻛﻮﻟﻴﺔ ،ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﻭﺯﺭﺍﺀ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﲔ ،ﻭﻫﻮ ﺭﲰﻴﹰﺎ ﺳﻜﺮﺗﲑ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺇﺫﺍ ﻧﺎ ﺳﺒﺘ ﻪ ﺇﱃ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﳊﺰﺏ
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻌﻪ ﺑﺎﻃﻤﺌﻨﺎ ﻥ ﺣﺎﻛﻤﹰﺎ ﺃﻋﻠﻰ ﺣﱴ ﻋﻠﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ.
ﺐ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺠ
ﺸﻜﻮﻙ ﺣ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺍﳌﺨﺎﻭﻑ ﻭﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﱐ ،ﺇﺫ ﲪﻠﺖ ﺟﻮﻻﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻐﺖ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﻭﺍﳉﹸﺬﻭﺭ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﱐ ﺑﻜﻞ ﺃﻃﻴﺎﻓﻪ ﻣﻊ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺍﺿﺤ ﹰﺔ ﳌﺪﻯ ﺍﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟ
ﺠ ﺪ ﰲ ﺍﻟﺴﲑ ،ﲢﻤ ﹸﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺑﺸ ﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ،
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ،ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺕ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﺗ ﹺ
ﻭﺗﺪﻋﻮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﺰﻫﺪﻭﺍ ﰲ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﺍﳌﺎﺿﻮﻱ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﻣﺎ ﳛﻤﻠﻪ ﻣﻦ
ﻭﺷﺎﺋﺞ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﺴﻮﺍﺑﻖ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﺍﻟﱵ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﺃﻫﻞ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺣﺰﺍﺑﻪ.ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﺘﻮ ﺟﻪ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﺴﻤﺖ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟ
ﻭﺇﺫ ﺑﺪﺕ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﻛﺄﺎ ﺣ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﻟﺼﺎﱀ ﺭﻣﻮﺯﻩ ،ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺗﺄ ﻣﹶﻠﺖ ﺩﺭﺍﺳ ﹲﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ
ﻣﻨﻈﱢﺮﻱ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﻓﻜﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﳓﻮ ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ )-1996
1998ﻡ( ﺑﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺟﻠﻴﺔ ﺇﱄ ﺣ ﺪ ﻛﺒﲑ ﺃﻥ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺃﻭﺷﻜﺖ ﺃﻥ ﲡﺘﺎﺡ ﻟﺼﺎﳊﻬﺎ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺃﻭﻝ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺇﱃ ﺣﲔ ﺑﺮﻭﺯ ﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﺭﻳﺎﻑ ﺍﻟ
ﺻﻔﱡﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ ﻣﻮﺣﺪﹰﺍ ﻭﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﺧﻄﺎﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻷﻣﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ،ﻭﺑﺪﺍ
ﻣﻨﺴﻘﹰﺎ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﺭﻳﺐ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ،ﲟﺎ ﻳ ﹶﻘ ﻮﻱ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ
ﻭﺇﺧﻼﺻﻬﺎ ﻭﲡﺮﺩﻫﺎ ﻭﺣﻜﻤﺘﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﱄ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻨﺤﺴ ﺮ ﰲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻧﻔﻮﺫﻫﺎ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ )ﺍ ﹸﳌﺪﻥ ﻭﺍﻟﻄﻼﱠﺏ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ( ﺑﺴﺒﺐ
ﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﺳﺘﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﳌﹸﻌﺎﻧﺎﺓ ﺃﻋﺮﺍﺿﹰﺎ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﰒ ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﻛﻔﺎﺀﻢ ﳌﺎ ﺑﺎﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟ
ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻭﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ،ﻭﻟﺌﻦ ﺭﻓﻌﺖ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﻘﹸﺪﻭﺓ ﰲ ﺍﻟﱰﺍﻫﺔ
ﺝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺸﻒ ﺃﻣ ﺮ ﻻﺯﻡ ،ﻭﻟﻮ ﺑﺘﺤ ﻮ ﹴﻝ ﺛﻮﺭﻱ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻳﺨ ﹺﺮ
ﺐ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﳛﻔﻆ ﺣﻴﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻫﻞ ،ﻭﺇ ﱠﻥ ﺃﻟﺰﻡﻭﲡﺮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﰲ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻣﻦ ﹺﺭﻳ ﹺ
ﻂ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺑﻐﲑ ﻗﻴﻮﺩ.ﻟﺰﻭﻣﻴﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻫﻮ ﺑﺴ ﹸ
ﻛﻤﺎ ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻃﹸﻤﺄﻧﻴﻨ ﹰﺔ ﻣ ﹺﻬﻤﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﺟﻠﻴﹰﺎ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻗﺪ ﺃﻛ ﻤ ﹶﻞ ﻋﺰﻣﻪ ﻭﺗﻮ ﱠﻛﻠﻪ ﳓﻮﻩ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﻣ
ﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﺇﱄ ﻣﻮﻗﻒ ﺟﺬﺭﻱ ﺣﺎ ﺩ ،ﺷﺄﻥ ﺍﳌﹸﺤﺎﺫﺭﺓ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺴﺘﻮ
ﺍﻟﺘﻠﻮﻳﺢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﳉﻴﺶ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻷﺟﻨﱯ ،ﻭﻛﻠﻬﺎ ﳑﺎ ﻭ ﺭ ﺩ ﰲ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ
ﺏ ﺣﺮ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻫﻮ ﻣﻮﺍﻻﺓ ﺍﳌﹸﻀ ﹶﻄﺮﹺﺑﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺯ ﻋﻤﺖ ﺃﻥ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﰲ ﺍﻧﺘﺨﺎ ﹴ
ﻭﺣﺪﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﶈﺎﻓﻈﺔ ﺍﻷَﰎ ،ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻈﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺻﻮﺭﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺘﺠﱢﻠﻴﺔ
ﻳﻮﻣﺌﺬ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ .ﻭﺭﻏﻢ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﱄ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﻮﺿﻌﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ
ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﺮﺍﺟﹺﻊ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻈ ﹺﻬ ﺮ ﳏﺪﻭﺩﻳ ﹰﺔ ﰲ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺒﺎﺳﺘﺜﻨﺎ ٍﺀ ﻭﺍﺣﺪ ،ﱂ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻐﻠﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳚﻴﺶ ﰲ ﺟﻮﻑ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﺍﻟ
ﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ.68
ﺐ ﰲ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ،ﻓﻀ ﹰ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻧﺼﻴ
ﻳﻜﹸﻦ ﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟ
ﺾ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺃﺧﺮﻱ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺇﱄ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ،ﻫﻲ ﺭﻓ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﰲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺫﻫﺐ ﺭﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻠﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﺍﻷﻣ ﹺ
ﺃﻧﻪ ﺃﺿﺤﻰ ﺭﻣﺰﹰﺍ ﻋﺎﳌﻴﹰﺎ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻳﺴﻴﺌﹸﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﳋﻴﺎﺭ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ﺍﶈﻠﻲ ﰲ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﳏﺾ
ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻇ ﱠﻞ ﻳﻌﺮﺽ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺍﻓﹸﻌﺎﺕ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﻓﺎﻷﺟﺪﻯ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﳛﻔﻆ ﺍﲰﻪ ﻭﺭﻣﺰﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺟﺘﺎﺯ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮﺩ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ
ﺴ ﺢ ﻟﻪ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﺃﻭ ﻭﻓﻖ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺒﻪ ﻣﺮﺷﺤﹰﺎ ﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻔ ِ
ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴ ﻘ ﺮ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﺑﻌﺪ ﻓﻮﺯﻩ ﺷﺒﻪ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ
ﺟﻮﻫﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺒﻠﻮﺭ ﺣﻮﻝ ﲝﺚ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻦ ﺻﻴﻐ ﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒ ﺔ ﻟﻮﺿﻊ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﲔ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺭﻳﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻀﺎﻫﻰ ﻭﺷﻬﺮﺗﻪ ﺍﻟﱵ
ﺐ ﺣﺮﻛﺘﻪ. ﺴ ﹺ
ﻃﺒﻘﺖ ﺍﻵﻓﺎﻕ ،ﰒ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﹶﻛ
ﻛﺎﻥ ﺇﺫﻥ ﻛﹸﺮﺳﻲ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﳊ ﱠﻞ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻟﺘﺄﻃﲑ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺣﱴ
ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻠ ﺰﻭﺍﺭ ﺍﻟﺮﲰﻴﲔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ،ﻭﺣﱴ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﺣﻮﻝ ﻣﺪﻯ ﻧﻔﻮﺫﻩ
ﻼ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻘﻮ ﹰﻻ ﻣﻘﺒﻮ ﹰﻻ.
ﻭﺩﻭﺭﻩ ﰲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺷﻜ ﹰ
ﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺭﺃﻱ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻠﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺑﺮﺭ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﺑﻘﺒﻮﳍﻢﻛﺎﻥ ﺭﺃ
-ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ -ﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻇ ﱠﻞ ﻳ ﹺﱰﳍﹸﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ )ﺣﻞ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺧﺮﻭﺝ ﻧﺎﺋﺐ
ﺐ ﰲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﰒ ﻭﺯﻳﺮﹰﺍ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺣﺎﻛ ﹴﻢ ﺧﻔﻲ ﻣﻄﻠﹶﻖ ﺇﱄ ﻧﺎﺋ ﹴ
ﰒ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ( .ﻟﻜﻦ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻠﺲ
25أ1EE4رت ا6را EEإEEf ,EEورة اEES ,EEP7 EE (1Aرة و6EENة 1EEjدة اآ EEا EEآ 1EEAه 'EEرا'EE( aEE
و6Gان اأي ا&1م ،و ^*`7 ^ V# 1AHو) ^6ا) ^N zا5ا ،'Hا A7 Yا ،E)Jا tE1Cا.ول
ا t1 ،{1S 6A HMا ^.ا&1م ا15.ذ 1A+7 'P7ن ورز ا 1E2ذ E7ض ا1EKز1Ex ،زي ESح ا،^*6E
'P7ا1ج وxه (Vوذ1A vن اFز (' أي ا1H1a5ت د*2Aا. 9
ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﰒ ﺗﺒﻮﺃﻩ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻠﺲ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺇﱄ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ
ﺝ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﻴﺆﻩ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﺨﻄﺔ ﻟﺘﻮﱄ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻭﺧﺮﻭ
ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻌﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻠﻦ ،ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻘﻂ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺭﺃﺱ ﺟﺒ ﹺﻞ ﺍﳉﻠﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﻔﻲ
ﲢﺘﻪ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﳋﻼﻑ ﻭﺣﻘﺎﺋﻘﻪ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ .ﻭﺑﺪﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ
ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻀ ﻊ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﺍﻟﻄﺮﻕ :ﺑﲔ ﺣﺎ ﻛ ﻤﻴﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻭﺑﲔ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻔﱠﺬﻭﺍ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ ﻭﺗﺒﻮﺃﻭﺍ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﹸﻌﻠﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻳﺔ؛ ﻭﺑﲔ ﳎﻠﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﺧﺎﺹ ﻟﻪ
ﻚ ﺑ ﹺﺰﻣﺎﻣﻬﺎﺴ
ﺭﲰﻴﹰﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺑﲔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺭﲰﻴﺔ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻳﻤ ِ
ﻂ ﺍﳊﹸﺮﻳﺎﺕ ﺴ
ﺃﻋﻀﺎ ٌﺀ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻠﺲ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﲞﻄﱠﺘﻪ ﺍﺎﺯﺓ ﻭﻻ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﳓﻮ ﺑ
ﺝ ﺍﻟﻌﺴﻜﹶﺮﻳﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻋﻮﺩﺓ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﲔ ﺇﱄ ﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ؛ ﰒ ﺧﺮﻭ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺇﻧﻔﺎ ﺫ ﺍ ﹸ
ﻂ ﺛﺮﻭﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﰲ ﻗﺴﻤﺔ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻓﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺠﺮﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺃﻭ ﺑﺴ ﹸ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﻢ ﻣﺘ
ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ﻋﱪ ﻭﻻﻳﺎﺗﻪ ﻛﺎﻓﺔ؛ ﻭﺑﲔ ﺃﻥ ﻳﻈﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑ ﹺﺰﻳﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻳﺴﺘﻤ ﺮ ﻗﺎﺋﺪﹰﺍ ﻟﻠﺠﻴﺶ
ﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﻠﱢﻪ ﻻ ﳛﺼ ﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱄ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺑﲔ ﺃﻥ ﻳﱰﻝ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺭﺋﻴ
ﺍﻟﺸﻌﺐ؛ ﻭﺑﲔ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻧﻈﺮﻳﹰﺎ ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﳉﻴﺶ ﻃ ﻮﺭﺕ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﺐ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﹶﻗﹺﺒ ﹶﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﻷﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳉﻴﺶ، ﻣﻊ ﺗﺒﻠﻮﺭ ﺍﳋﻼﻑ ﻋﻘﻴﺪ ﹰﺓ ﺗﺬﻫ
ﻒ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺴﺎﻧﺪﹰﺍ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﻮﺿﻰ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻊ ﻭﻫﻮ ﻳﻘ
ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺴﻤﻲ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﺣﺎﻛﻤﹰﺎ.
*****
ﻛﻤﺎ ﺑﻠﻮﺭﺕ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﳊﺮﺟﺔ ،ﻓﻘﺪ
ﺳﺎﳘﺖ ﻋﺪﺓ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﻭﻧﻮﺍﺯﻝ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﰲ ﺗﻌﻘﻴﺪﻩ ﻭﺗﺸﻌﺐ ﺩﺭﻭﺑﻪ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎﻩ :ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﲏ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﰲ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﰲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﻘﻤﺔ
ﺕ ﻭﺣﺼﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﺃﻓﺮﺯﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﰲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1995ﻡ ،ﻭﻣﺎ ﺟﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺗ ﻬ ﹴﻢ ﻭﻋﻘﻮﺑﺎ
ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻋﻘﱠﺪﺕ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﻗﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ .69ﰒ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﲪﻠﺔ
ﻕ ﰲ ﺃﲰﺮﺍ ﻭ ﹶﻃﻔﻘﻮﺍ ﻳﻔﺘﺤﻮﻥ ﺟﺒﻬﺎﺕ
ﺍﳌﹸﻌﺎﺭﺿﺔ ،ﻳ ﻤﺪﻫﺎ ﻋﻮ ﹲﻥ ﺩﻭﱄ ،ﻭﻗﺪ ﲢﺎﻟﻔﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻴﺜﺎ ﹴ
26را cB( ZGا 1ا1aر - Gا1FR&CAت ا`Jى.
ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻳﻜﺜﱢﻔﻮﻥ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﰒ ﺗ ﻌﻘﱡﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﰲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ،
ﱀ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ
ﺇﺯﺍﺀ ﺍﳍﺰﺍﺋﻢ ﺍﳌﹸﺘﻼﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻴﺶ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ،ﰒ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺼﺎ ﹸ
ﻑ ﺑﺎﳌﹸﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻟﺘﻜﻮﻥ
ﻣﻦ ﻭﺳﻄﺎﺀ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ،ﻭﺗﺒﻠﻮﺭ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻋ ﹺﺮ
ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻟﻴﺒﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ،ﰒ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﳊﺬﺭ ﻭﺍﳋﻮﻑ ﰲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﺑﻌﺪ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﳊﻤﻠﺔ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﻼﺟﺌﲔ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ،
ﻭﺗﻌﻠﱡﻖ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺑﺮﻣﺰﻳﺔ ﺃﻣﻴﻨﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﺄﻧﻪ )ﺟﻨﺔ
ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﲔ( ﺃﻭ )ﻣﻼ ﹸﺫ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﲔ(.
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﱄ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻘﺪ ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ 1997ﻡ ﺍﻷﻣ
ﺨﺒﹰﺎ ﻛﻠﻪ ﺧﻠﹶﻔﹰﺎ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻛﻠﻪ ﻣﻌﻴﻨﺎﹰ ،ﻭﺇﺫ ﺍﺳﺘﻜ ﻤﻠﹶﺖ ﺍﳌﹸﻌﺎﺭﺿﺔ ﺟﺎﺀ ﻣﻨﺘ
ﺕ ﳚﺮﻳﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻴﺄ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺑﺮﻓﻀﻬﺎ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺃﳝﺎ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎ
ﺗﺪﻓﻊ ﺑﻐﺎﻟﺐ ﻣﺮﺷﺤﻴﻬﺎ ﺇﱄ ﺍﻠﺲ ﻧﻮﺍﺑﹰﺎ ﻓﺎﺋﺰﻳﻦ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺸﻜﱠﻞ ﻣﻦ ﱠﰒ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﺘﻬﻲ
ﳌﹸﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻟﻠﺒﻼﺩ .ﺟﺎﺀ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﹺﻀ ﻊ
ﻼ ﻓﻮﻕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ،ﻭﺍﻟﺴﻮﺍ ﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻗﲔ ﳛﻤﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ، ﺕ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﻣﺆ ﻫ ﹰﻋﺸﺮﺍ
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻷﻫﻞ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﰲ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﳜﺘﺎﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺎﻟﻮﺍ
ﻗﺴﻄﹰﺎ ﻳﺸﺮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻧﻮﺍﻢ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺟﻴﺪ
ﰲ ﺃﻓﺬﺍﺫ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ،ﻓﺈﻥ ﺷﻌﻮﺭﻫﻢ ﺑﺄﻢ ﳚﻠﺴﻮﻥ ﰲ ﻣﻘﺎﻋﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻴﲔ ﺿﺎﻋﻒ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ
ﺑﺎﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﻨﻘﻮﺻﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻭ ﺳﻤﺖ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻠﺲ ﺍﳌﻨﺘﺨﺐ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﲤﺘﻌﻮﺍ ﺑﺘﻤﺎﻡ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺃﻢ ﳝﺜﻠﻮﻥ ﺩﻭﺍﺋﺮﻫﻢ ،ﻭﺃﻢ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ
ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻋﻤﻘﻬﺎ ﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﻌﻴﻨﲔ ﻭﻻ ﻃﺎﺭﺋﲔ .ﻭﻗﺪ ﻣﺜﱠﻠﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ
ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﻢ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱄ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﻭﺷﻌﻮﺭﻫﻢ ﺑﺎﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﺆﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻨﻴﺎﰊ ﺗﻄﻮﺭﹰﺍ
ﺐ ﻗﺎﺋ ﺪ ﳏﺪﻭﺩ ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ، ﰲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﱵ ﻣﻀﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﺷﻮﻃﻬﺎ ﲟﻜﺘ ﹴ
ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺃﺣﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﳌﹸﻔﺎﺻﻠﺔ.
ﻁ ﻧﻮﺍﺑﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﳌﹸﺘ ﻐﻴﺮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳌﹸﺘﻮﺍﺯﻳﺔ
ﻟﻜ ﻦ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﻧﺸﺎ ﹸ
ﻭﺍﳌﹸﺘﺮﺍﺗﺒﺔ ﻭﻫﻲ ﲣﻄﻮ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1998ﻡ؛ ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺃﻣﻴﻨﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ
ﻂ ﺍﳊﹸﺮﻳﺎﺕ ﺴ ﻳﻘﻮﺩ ﻛﻞ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻦ ﲤﻬﻴﺪﹰﺍ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﺑ
ﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ؛ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﳌﺆﲤ ﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺜﱠﻞ ﻂ ﺍﻟ
ﺴﻭﺑ
ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺮﻣﺢ ﰲ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺸﻴﻄﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﳝﺜﱢﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻜ ﻤ ﻦ ﺍﳊﺬﺭ ﻭﺍﳋﻄﺮ
ﺴﻠﻄﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻷﳑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺸﻰ ﻣﻨﻪ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ؛ ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﰲ ﻗﺼﺮ ﺍﻟ
ﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺘ ﹶﻈ ﺮ ﳍﺎ ﺃﻥﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﳉﻴﺶ ﻭﺍﻷﻣﻦ؛ ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟ
ﺗﺠﻴﺰ ﺍﳋﹸﻄﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻠ ﻌﻠﹶﻦ ﻓﺘﺼﺒﺢ ﻫﻴﺄﺓ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳊﺰﺏ؛ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ
ﻚ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﺇﺫ ﺻﺔ ﻭﳝﻠ ﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﺨﺒﺘﻪ ﺍﻟ
ﺽ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﻠﹸﻄﺎﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﰲ ﻏﻴﺎﺎ؛ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﳉﻨﺔ ﺍﶈﺎﺳﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍ ﹸﳌ ﹶﻔﻮﺿﺔ ﻣﻦ ﺗ ﹶﻔ ﻮ
ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ.
ﻟﻜﻦ ﺍﳋﻼﻑ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺣﻮﻝ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺜﱠﻠﻬﺎ ﺧﻄﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻟﻠﺘﻤﻜﲔ ﻭﺑﺮﻧﺎﳎﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺑﻠﻮﺭ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ
ﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﺫﺭﻭﺗﻪ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟ ﹼﺬﺭﻭﺓ ﺣﻮﻝ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟ
ﻼ ﻭﺃﺷﻌﻞ ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﺃﺻﻮﻝ ﻓﻜﺮﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻛﺎﻣ ﹰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺇﱄ ﺍﳌﻔﺎﺻﻠﺔ .ﻓﺎﻷﻣ
ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ،ﺩﺍﻋﻴﹰﺎ ﺇﱃ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ
ﻼﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺳﲑﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﻣﺴﺎﺭﻫﺎ ﺇﱃ ﺣﲔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺑﻼ ﺗﻮﻗ ﹴﲑ ﺧﺎﺹ ﻟﺮﺃﻱ ﻓﺮﺩ ﻓﻀ ﹰ
ﻋﻦ ﺇﺣﺎﻃﺘﻪ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻭﺍﳊﺼﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺪ ،ﻭﺇﱃ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﺴﺎﺋﺮ ﻭﺟﻮﻩ
ﺲ ﻓﺮﻋﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻳﺘﺄ ﺳ
ﺴﹸﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﱪ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﹶﻓﺒ
ﺴﻠﻄﺎﺕ ﺣﱴ ﺗﺼﲑ ﺍﳌﹸﻈﺎﹶﻟﻤﺔ ﺇﱃ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ،ﻭﺑﲔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻂ ﺍﻟ
ﺗﻀﺎﹺﺑ ﹸ
ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺃﺟﻬﺰﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ
ﻒ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻓﻜ ﺮ ﺍﻷﻣﲔﻭﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻜﺎﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴ ﲑ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻘ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺟﻬﺪﻩ ،70ﻓﺈﻥ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟ
ﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﰲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻣﺴﺎﺭ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺿﺒ ﻄ ﹺﻬ ﻤﺎ ﺑﺪﺕ ﺟﻬﺎﺯﹰﺍ ﺷﺪﻳ ﺪ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﲟﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ،ﻓﺎﻷﻏﻠﺒﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﺜﱢﻞ ﺳﺘﲔ ﰲ ﺍﳌﺌﺔ ) (%60ﻣﻦ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﻟﱠﻮﺍ
ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻋﻠﻴﺎ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ
ﺍﳊﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﳊﻬﺎ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﺧﻄﺮ ﺩﻭﺭ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺍﳌﺮﻫﻮﻧﺔ ﰲ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﻭ ﺧ ﺪ ﻣﺎﺎ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ،ﻛﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎ ﹺﺭﻫﻢ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﻢ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﺻﻮﺗﻮﺍ ﻟﺼﺎﱀ
ﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﺠﺎﺀ ﺍﳌﻜﺘ
ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻤ ﹸﻞ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺗﻠﻚ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﻭﺗﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﻠﻄﺎﺎ ﰲ ﻏﻴﺎﺎ ﺍﳌﹸﺘﻄﺎﻭﻝ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻨﺴﻖ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺎ
ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ،ﺟﺎﺀ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺇﻧﻘﺎﺫﻳﹰﺎ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺒ ﻖ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﻻ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭ ﺧﻄﱠﺘﻬﺎ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺿﺤﺖ
ﺡ ﺳﻮﻯ ﻧﺼﺎﻋﺔ ﻃﺮﺣﻪ ﺣﺎ ﻛ ﻤﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﺒﺪﹰﺃ ﺧﻼﻓﻴﹰﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﻧﺎﺋﺒﻪ ،ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺳﻼ ﹴ
ﺍﳌﹸﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮ ﹴﻝ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭ ﻣﻀﺎ ُﺀ ﻣﻨ ﻄﻘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻘﻠﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ،ﻭﺭﻣﺰﻳﺔ ﺍﲰﻪ
ﺐ ﲨﺎﻫﲑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﰒ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ. ﺍﻟﱵ ﺗﺄﻭﻱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻏﺎﻟ
ﻑ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﻛﻞ ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﺮﲰﻲ ،ﺷ ﻤ ﹶﻞ ﺍﳋﻼ
ﺷﻲﺀ ،ﻓﺪﺍﺧﻠﻴﹰﺎ ﱂ ﺗﻌﺪ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻳﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ،ﺃﻭ
ﻋﺰﳍﻢ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺎﻗﺒﺖ ﺗﻌﺪﻳﻼﺎ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ(
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻭﺳﻮﻯ ﺷﻮﺭﻯ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﻗﺪ ﲡﺮﻱ 1989ﻡ ،ﻳﺘﺤﻜﱠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺎﺋ
ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﲔ ،ﻓﺈﻥ ﺁﺧﺮ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺑﻌﺪ ﻓﻮﺯ ﻣﺮﺷﺢ ﺍﳌﺆﲤﺮ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﲟﻨﺼﺐ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ 1996ﻡ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘ ﻮﻗﱠﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺳﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ
27را FP( ZGا ^.ا&1م (' ا V C5ا6ا P 'Pآ أول هTا ا.cBF
ﲤﻬﻴﺪﹰﺍ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺘﻪ ،ﴰﻞ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻭﺯﻳﺮﹰﺍ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎﹰ ،ﻭﻫﻮ ﺗﻘﺮﻳﺒﹰﺎ ﺍﻠﺲ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻐﺎﻟﺐ ﻭﺟﻮﻫﻪ ﺇﱄ ﺣﲔ ﺗﻄﻮﺭ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻷﺯﻣﺔ.71
ﻑ ﺣﻮﻝ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻛﻤﺎ ﺍﺗﺼﻞ ﺍﳋﻼ
ﻟﻠﺴﻼﻡ ﰒ ﺣﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ﻭﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺧﻠﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟ ﹺﺰﻳﻪ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﲣﻠﱢﻴﻪ ﻋﻦ ﻣﻨﺼﺐ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﳉﻴﺶ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ .ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ -ﻛﺬﻟﻚ-
ﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻑ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ،ﻭﺗﻌﺪﻳﻪ ﻋﻠﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳌﹸﻮﺍﻃﻨﲔ ،ﻭﻋﺮﺑﺪﺗﻪ ﰲ ﳎﺎﻻ ﺍﳋﻼ
ﺐ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ .ﻛﻤﺎ ﺑﻐﲑ ﺭﻗﻴﺐ ،ﻭ ﻋ ﺰ ﻡ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺗﻨﺼﻴﺐ ﻭﺯﻳ ﹴﺮ ﻟﻸﻣﻦ ﻳﺤﺎﺳ
ﴰﻞ ﺍﳋﻼﻑ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﻓﺎﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﱂ ﻳﺒﻠﻎ ﺫﻟﻚ ﺍﺎﻝ ﻛﻤﺎ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ،72ﻭﺃﻥ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭ
ﺻﻴ ﹶﻎ ﺍﳌﹸﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﻭﺽ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﺏ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻌﻄﱠﻠﺖ ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﳋﻼﻑ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻪ ﻭﺗﻜﺘﻴﻜﺎﺗﻪ ﺗﺒﺪﻭ ﺃﻋﻤﻖ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﲔ
ﻑ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻇﻬﺮ ﰲ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻣﻦ )ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ( ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺔ .ﻓﺎﳋﻼ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻃﲏ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﲡﻠﱢﻴﺎﺕ
ﺭﻓﻊ ﺗﺄﺷﲑﺍﺕ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟ
ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺗﺼﺮﳛﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗ ﻬﻴﺞ ﺛﺎﺋﺮﺓ ﺍﳉﻮﺍ ﹺﺭ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ
ﺍﻟﻤﺼﺮﹺﻱ.
*****
ﻟﻘﺪ ﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﳋﻼﻑ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﰒ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ
ﺍﳌﻨﺘﺨﺐ ﰲ ﳏﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﻓﺎﻛﺘﻤﻠﺖ ﺧﻄﺔ ﺍﳌﺆﺍﻣﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻃﻠﺒﺖ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﺗﻨﺤﻲ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﻟﻨﺎﺋﺒﻪ )ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ( ،ﻓﺠﺎﺀﺕ
ﻼ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻭﱂ ﻳﺴﻤﻲ ﻭﺯﻳﺮﹰﺍ
ﺣﺠﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺒﺎﺷﺮ ﻣﻄﻠﻘﹰﺎ ﺗﺪﺧ ﹰ
ﳌﻨﺼﺒﻪ ﻭﱂ ﻳﺰﺭ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﰲ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺃﻭ ﳛﺎﺩﺛﻪ ﰲ ﺍﳍﺎﺗﻒ ،ﺑﻞ ﻓﻮﺽ ﻏﺎﻟﺐ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ﻟﻨﺎﺋﺒﻪ ﻭﻟﻸﺟﻬﺰﺓ
28و c*6&# Zjوا VI 6Nه 7دة اJو(ر إHاه Vأ tBCA A7 6ANوز* ا VP&5ا& 6&H '1إ E1jدرا E
Pز* ا 612# OJ)# p H1ا 12ذ (' ا 'P7 (1Aر &jا) 'P7 B&5 qRوج أي .t7p
&C 29ض ` ^ +ه hTا cBF5H 1*12أآ '( +ا ^PBFا12د^ وا cBFا _1+اTي *.1AIP
ﻀﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﰲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻠ ﹶﻄ ﹺﻮﻳﻮﻥ ﻣﺮ ﹶﻛ ﹺﺰﻳﻮﻥ ﲝﻜﻢ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ،
ﺍﻟﱵ ﺗ
ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻗﺮﻫﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻘﹰﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ،ﰒ ﻫﻢ ﺷﻤﻮﻟﻴﻮﻥ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﻨﺤﺼﺮﻭﻥ
ﰲ ﻭﻻﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻱ.
ﺇﺫﻥ ،ﺑﻠﻮﺭﺕ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1995ﻡ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﺮﺍﻉ ﺳﻠﻄﺔ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺑﺪ ًﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1996ﻡ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳊﺎﻛﻤﺔ ﺗﺴﺘﺸ ﻌ ﺮ ﺃﻥ
ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﳌﹸﻄﻠﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻟﱠﻰ ﻋﻨﻬﻢ
ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻷﺫﻯ ﺍﶈﻠﱢﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺩﻭﻥ ﻗﺒﻮﻝ ﺇﺻﻼﺣﺎﺗﻪ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ،
ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﻄﻊ ﺷﻜﱠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻋﻠﻦ ﳍﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻈ ﱠﻞ ﺃﻣﻴﻨﹰﺎ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﳊﺮﻛ ﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴ ﺔ
ﺗ ﹶﻘﺪﻡ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺩﺳﺘﻮﺭﹰﺍ ﺗﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﻋﺎ ﹴﻡ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﺓ ،ﻭﻻ
ﺐ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺩﺍﺭﹰﺍ ﺼ ﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﹸﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷ ﳝﺎ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻬﺎ ،ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﺎﹰ ،ﻭﻟﻮ ﻧ ﻳﻨ
ﺴﻠﻄﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺗﻠﻪ ﺃﻭ ﺗﻌﺘﻘﻠﻪ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺏ ﻭﺃﲰﺎﻩ )ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ( ،ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠ ﳊﺰ ﹴ
ﺴﹶﻠﻜﹸﻪ ﺣﱴ ﻻ ﺗﻐﻮﻳ ﹺﻬﻢ ﺿﻼﻟﺘﻪ. ﻭﺣﺰﹺﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺠﺎ ﺩﹶﻟﻪ ﺃﻭ ﺗﺘ ﻮﺟﻪ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﺗﻨﻘﹸﺪ ﻣ
ﺨﻨﺪﻗﹰﺎ ﺿﺪ ﺁﺭﺍ ِﺀ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺴﻠﻄﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﻣﺘ ﺃﻣﺎ ﳏﻮﺭ ﺍﻟ
ﺴﻠﻄﺔ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺗﺮﻏﻴﺒﹰﺎ ﻭﺗﺮﻫﻴﺒﹰﺎ ﰲ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌ ﻤ ﹸﻞ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟ
ﳋﺼﻮﻡ ،ﻓﻘﺪ ﺣﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺑﺎﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺧﻄﱠﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻸﻋﻮﺍﻡ ﰲﺍﹸ
ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﳌﻘﺒﻠﺔ ،ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﺇﱄ ﺃﻣﻨﺎﺀ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺇﱃ ﻭﻻﺓ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﲨﻴﻌﻬﻢ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﰲ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﱵ ﺳﺘﻨﺎﻗﺶ ﺍﳋﹸﻄﺔ ،ﲪﻠﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻊ ﻧﺼﻴﺤﺔ
ﺠﺒﺔ ﺑﺎﳋﻄﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺗﺮﻳﺪ ﺴﻠﻄﺔ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣ ﻌ ﻑ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ ﺍﳌﻐﻠﻘﺔ ﰲ ﺩﻭﺍﻭﻳﻦ ﺍﻟ
ﳏﻀﺘﻬﺎ ﹸﻏ ﺮ
ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻲ ﺑﻨﺪﻫﺎ )ﺍﳋﺎﻣﺲ( ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺜﺒﺖ ﻣﻘﻮﻟﺔ )ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ(.
ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﱠﺔ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﲤﺴ ﺢ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻨﺎ ًﺀ ﻋﻠﻲ ﻛﹶﺴﺒﹺﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﻟﻒ ﻭ ﺧﻄﱠﺘﻬﺎ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺧﻄﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ
ﳋﻄﱠﺔ ﰲ ﺎﻳﺔﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻼﺋﺤﺔ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺗﻘﺪﱘ ﻫﺬﻩ ﺍ ﹸ
ﻂ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑﺴﹶﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﺘﺘ ﻢ ﺑﻪ ﺍﳋﻄﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .ﻟﻜﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ )ﺑ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ( ﺟﻌﻠﺖ ﻛﻞ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﳋﻄﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻏﲑ ﺫﺍﺕ ﻣﻮﺿﻮﻉ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺰﻡ ﺍﻷﻣ
ﺸ ﹴﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺃﻥ ﻳﻘ ﹶﻄ ﻊ ﻃﺮﻳﻖ ﺍ ﹸﳌﺴﺎﻳﺮﺓ ﳓﻮ ﺍﳌﹸﺠﺎ ﻫﺮﺓ ﻭﺍﳌﹸﻮﺍ ﺟﻬﺔ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻩ ،ﻭﻟﻮ
ﺕ ﻋ
ﺳﻨﻮﺍ
ﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻭ ﺳ ﻢ ﺗﺎﺭﻳﺦﺼﺮﺍ
ﺑﻠﻎ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺸﻒ ﺗﺪﺍﻓﹸﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟ ّ
ﺴﻠﻄﺔ؟ ﻭﻣﻦ ﺡ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ) :ﳌﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺎﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ،ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻄﺮ
ﺴﻠﻄﺎﻥ؟(.
ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺘﺎﺭ ﺍﻟ
ﲔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﹸﺛﱠﻠ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﺍﻧﺘﻈﻢ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺃﻣ
ﺗﺆﺳﺲ ﻣﻮﺍﻗ ﹶﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ،ﻭﻭﻗﻒ ﺿﺪﻩ ﹺﺑﺴﻔﻮ ﹴﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﺗﻮﻟﱠﻰ ﻣﺪﻳﺮ
ﺼﹺﺒ ﻪ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺼﻔﹶﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻨ ﻋﺎﻡ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻋ
ﺿﺒﺎﻃﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ، ﺍﳌﺼﺮﹺﻱ ،ﻭﻣﻌﻪ ﹸﺛﱠﻠ ﹲﺔ ﻣﻦ
ﻭﻗﺪ ﻇ ﱠﻞ ﻏﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﻗﻮﻗﻌﺎﻢ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﳊﺼﻴﻨﺔ ،ﻭﻇﻠﱠﺖ ﻏﺎﻟﺐ
ﻃﺎﻗﺎﻢ ﻣﺼﺮﻭﻓ ﹰﺔ ﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﳍﺎ ،ﻓﺠﺎﺀ )ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ﻣﺒﺎﻏﺘ ﹰﺔ ﻏﲑ ﺳﻌﻴﺪﺓ
ﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻻ ﻋﺪﻭﹰﺍ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﻻ ﺑﺎﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ .ﻭﻗﺪ ﺣ ﻖ ﳌﻨﺎﺧﺎﻢ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻌﺮ
ﳍﻢ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺣﻮﺍ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺸ ﹺﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺃﺭﺟﻠﻬﻢ ﻃﻠﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﻘﻤﻌﻬﺎ
ﻗﺎﻧﻮ ﹲﻥ ﻭﻻ ﲢ ﺪﻫﺎ ﳏﺎﺳﺒﺔ :ﻫﻞ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻣﺒﺪﺃ ﺃﻡ ﻗﻴﻤﺔ؟ ﻫﻞ ﳚﻮﺯ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﳊﺮﻳﺔ؟ ﻭﺇﻥ ﺟﺎﺯ ﺫﻟﻚ
ﳌﺪﻯ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺑﺴﻄﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﺎ ﺗﺰﺍ ﹸﻝ ﻣﺤﺎﺻﺮﺓ ﺑﺎﳌﹸﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﻭﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﰒ ﺑﺎﳊﺮﺏ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ؟ ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﺩﻭﻟﺔ ﰲ
ﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺣ ﻖ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ؟
ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮﺏ ﺣﻘﻮ
ﺥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﻒ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺩﻋﺎﺓ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺷﻴﻮ ﻛﻤﺎ ﺍﺻﻄ
ﺶ ﺍﻟﻄﹸﻐﻴﺎﻥ ﻭﻳﻜ ﺮ ﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻳﺮﺿﻰ ﻋﻦﻳﺴﺘﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟ ّﹺﺮﻛﹶﺎ ﻡ ﺍﳍﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﹺﻳ
ﺐ ﻣﻦ ﻣﺜﻘﻔﻲ ﺍﳊﺮﻛﺔ، ﺧﻼﻓﺔ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻭﺍﻟﻐﻠﺒﺔ.ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺮﺩﺩﺕ ﺇﺯﺍﺀ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻧﺨ
ﺃﹸﻭﻟﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ،ﳜﺸﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺇﱄ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﻭﺍﻴﺎﺭ ﺣﻜ ﹺﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﹸﺴﻠﻤﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻛﱠﺪﺕ ﳍﹸﻢ ﻋﱪﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻋﺎﺩﺕ ﻓﺎﺋﺰ ﹰﺓ ﺑﺄﻏﻠﺐ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﺔ ،ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﻭﺃﺻﻮﺍﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟ
ﳚﺪﻭﻥ ﺍﳊﻜﻤﺔ ﰲ ﺇﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻄﲑ ﲦﺎﺭ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻴﺄﺕ ﻟﻘﻄﺎﻑ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ.
ﻉ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﳊﺴﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﹸﻮﺣﺪﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺨﺬ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻭﻇﻠﱠﺖ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﺍﳌﺘﺤﻔﱢﻆ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻋﻀﺎﺀﻩ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ
ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺼﺒﻮﻥ ﻭﻳﻌﺰﻟﻮﻥ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﻭﻫﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﳛﺘﺎﺟﻮﻥ ﻟﻘﺪ ﹴﺭ
ﻛﺒ ﹴﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻭﺍﳌﺒﺪﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻭﻣﺎ ﺍﻋﺘﺮﺍ ﻩ ﻣﻦ ﺍﳓﺮﺍﻑ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋ ﹺ
ﺣﱴ ﻳﺒﺪﻟﻮﺍ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳌﹸﺨﺎﻟﻒ ﳌﻮﻗﻒ ﻧﺎﺋ ﹺ
ﺚ ﺍﻠﺲ ﻧﻔﺴﻪ .ﻭﺣﱴ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﺝ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﹸﺛﹸﻠ ﹸ
ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻣﻌﺘﺬﺭﻳﻦ ﺑﺎﻷﺳﻔﺎﺭ ﻭﻏﲑﻫﺎ ،ﻭ ﹸﻏﻠﺒﺖ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺍﳊﺎﺳﻢ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮ
ﺻﻮﺗﹰﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﻂ ،ﺭﻓﻌﻮﺍ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﲜﻼ ٍﺀ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻔﻜﱢﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ
ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ.
ﺍﻗﺘ ﺮﺣﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﳌﹸﻨﺘﺼﺮﺓ ﰲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻣﻘﺘﺮﺣﹰﺎ ﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ
ﺫﺍ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺃ ﱠﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺇﻥ ﹸﻃ ﹺﺮﺣﺖ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺻﺪﺭﺕ
ﺑﺸﺄﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ
ﺼﻮﺑﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻓﺈﻧﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪ ﻻ ﻏﲑ.
ﺃﻭ ﺿﺪﻩ .ﻭﺇﺫ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣ
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺯﺍﺩﺕ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﳍﺠﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻟﺘﻌﺎﺯﻝ ﻭﺍﻟﺘﱪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻤﻖ ﻣﻨﺬ ﺃﺯﻣﺔ
ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﻣﺎﺩﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ
ﺪﻳﺪﻩ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ،ﻭﺃﻃﻠﻖ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﻌﺒﲑﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﻴﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﲝﻤﺎﻳﺔ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺻﺔ ﺣﻮﻝ ﻛﺜ ﹴﲑ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺍﻟﺘﻘﺼﲑ ﻭﺍﻹﳘﺎﻝ ،ﺍﻟﺬﻱ
ﺷﺎﺏ ﻋﻤﻞ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﳓﻮ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ .ﻛﻤﺎ ﺑﺪﺕ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ
ﺍﶈﺠﻮﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻤﺔ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﻈﻬﺮ ﺗﺪﺭﳚﻴﹰﺎ ﻟﻺﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﻠﻦ،
ﻭﺑﺪﺕ ﳊﻈﺔ ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻟﻦ ﺗ ﹶﻈ ﱠﻞ ﺍﻷﻣﻮ ﺭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻓﺎﳌﹸﺒﺎﻳﻨﺔ ﰲ ﻋﻤﻘﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺪﺕ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺣﻮﻝ ﺇﺧﻔﺎﻕ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻥ
ﻳﻄﺒﻖ ﻭﺣﺪﻩ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﻭﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺇﺳﻼﻣﻴﹰﺎ،
ﺍﳊﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍ ﻭ ﺩ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ،ﺣﱴ ﺭﺃﻭﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ،ﺑﺪﺍ ﻣﺴﺘﻌﺼﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﰲ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟﺸﻤﻮﱄ.
ﺻﺔ ،ﺍﳌﺴﺮﺡ ﺍﻷﺧﲑ ﳊﺴﻢ ﺍﳌﹸﺒﺎﻳﻨﺔ ،ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎ ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎ ﹴﻡ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﱰﻉ ﻓﺘﻴﻞ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﺒ ﺪﻝ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﰲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﺈﻋﻤﺎﻝ ﻧﻔﻮﺫﻩ ﻧﺎﺋ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﺤﻰ ﺷﺒﻪ ﻛﺎﻣ ﹴﻞ ﻋﻠﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﻓﺈﺫ ﺭﺟﺤﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﻭﺑﺪﺩﺕ ﻋﻨﻪ ﺍﳌﺨﺎﻭﻑ ﻭﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪﻱ ﺻﺮﺍﻋﻪ ﺿﺪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ
ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻤﺎﻝ ﳓﻮﻩ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﳊﺴﻢ ﻳﺮﺍﻩ ﺧﻴﺎﺭﹰﺍ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﲑ ﺃﻥ ﻳﺄﰐ
ﺿﻪ ﻣﺪﺍﻓﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﹰﺎ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﹰﺎ .ﻭﻗﺒﻞ ﻳﻮ ﹴﻡ ﻭﺍﺣ ﺪ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ
ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻔ ﹺﺮ
ﺠﺠﻪ ﻟﺪﻋﻢ )ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ( ،ﻭ ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﺑﺸﺮﺍ ﻩ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺃﻋ ﺪ ﺣ
ﺱ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻐﺪ ﺳﻴﻠﺘ ﹺﺰ ﻡ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﲑﺃ
ﺍﳊﻴﺎﺩ ﰲ ﺍﳉﻠﺴﺔ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻳﺰﺍ ﹸﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪﻩ ﰲ ﻃﺎﻋﺔ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ.
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﺟﻠﺴﺎﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺸﺮﻓﺖ ﺃﻓﻘﹰﺎ
ﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔﺟﺪﻳﺪﺍﹰ ،ﺇﺫ ﺗﻼﺷﺖ ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﻫﻴﺄ ﺓ ﻳﺮﺃﺳﻬﺎ ﺭﺋﻴ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ،ﻛﻤﺎ ﺃﻟﻔﹶﺖ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ ﹸﻘﺪﺍﻣﻰ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﺇﺧﻮﺍﻢ ﻭﻣﻘﺮﺭﻫﺎ ﺍﻷﻣ
ﺴﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪ ﰲ
ﻒ ﹶﻛ
ﺴﻠﹾﺐ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺄﺎ ﺗﺴﺘﻨﻜ ﺮ ﺃﻥ ﻳﺼﻄ ﳉﺪﺩ ﻭﺯﺍﻟﺖ ﲡﺎﻫﻬﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟ ﺍﹸ
ﺐ ﺍﻟﻄﺎﺭﺉ ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺴ ﹺ ﻫﻴﺄ ﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻊ ﹶﻛ
ﺴﺮﻳﺔ ﺍﳋﺎﲤﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺘ ﹶﻈ ﺮ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﲣﺮﺝ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﱄ ﻋﹶﻠ ﹺﻦ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ،
ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ،ﻫﻲ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﻟ ِّ
ﺍﳊﺰﺏ ﺍﳊﺎﻛﻢ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﻘ ﺮﺭ ﺑﺸﻮﺭﺍﻫﺎ ﺃﻥ ﲢﻔﻆ ﻟﻪ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻂ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻭﺗﻄﺮﺣﻪ ﺧﻴﺎﺭﹰﺍ ﺑﲔ ﻣﺘﻌﺪﺩﻳﻦ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﳊﺮﺓ. ﺴﹶ ﻭﺣﺪﻩ ﺑﻼ ﺷﺮﻳﻚ ،ﺃﻡ ﺗﺒ ِ
ﰲ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺍﳊﺎﲰﺔ ﺃﻭﰲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﲟﺎ ﻭ ﻋ ﺪ ﻣﻠﺘﺰﹺﻣﹰﺎ ﺍﳊﻴﺎﺩ ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ﺑﺎﺳﻄﹰﺎ ﺍﻟﻔﹸﺮﺹ ﺑﺎﻟﺴﻮﻳﺔ
ﳌﻦ ﺷﺎﺀ ﻻ ﳜﺘﺼﺮ ﻭﻻ ﻳﻘﺎﻃﻊ ،ﻭﺇﺫ ﺗﻮﺍﱃ ﻭﻻﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺃﻣﻨﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺼﺔ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ
ﺴﻠﻄﻮﻱ ،ﻓﹸﻮﺟﺌﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﻳﺸﻴﺪﻭﻥ ﺑﺎﳋﹸﻄﺔ ﻭﻓﻖ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ ﺍﻟ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﱠﺪ ﹸﳍﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻫﻮ ﻳﻌﺮﹺﻓﻮﺎ ﻗﺪ ﲢﺪﺛﺖ ﺩﺍﻋﻴ ﹰﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻷﻣ
ﻋﺰﺍﹶﺋ ﻢ ﺃﻣ ﹺﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻔﺎ ﹺﺭﻗﹶﺔ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺃﻧﻪ
ﺇﺫ ﺧﺮﺝ ﺑﻄﹶﻮ ﻋﻬﹺﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧ ﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ﻳﺠﺰﻳ ﹺﻬﻢ ﺧﲑﹰﺍ ﺃﻢ ﺑﺴﻄﻮﺍ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ،
ﺴﻠﻄﺔ ﳍﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻏﺘﺼﺒﻬﺎ ﺍﻟﻄﹸﻐﺎﺓ ﻭﺭﺍﺛ ﹰﺔ ﺃﻭ ﺳﻠﺒﹰﺎ ﻭﻗﻮ ﹰﺓ ،ﻭﺃﻥ ﺸﻮﺭﻯ ﰲ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﻟ ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟ
ﺸﺠﺎﻉ ﰲ ﺗﻘﻮﱘ ﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ﺍﳌﹸﺘﻄﺎﻭﹺﻝ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﻳﺴﻬﹺﻤﻮﺍ ﺑﺎﳌﻮﻗﻒ ﺍﳌﹸﺘﻮﻛﱢﻞ ﺍﻟ
ﺤﺪﻭﻥ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﺓ ،ﻭﺃﻢ ﺇﻥ ﱂ ﻳﺄﺗﻬﹺﻢ ﺷﻴﻄﺎ ﹲﻥ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻳﺘ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﱃ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺨﺮﺏ ﻭﺣﺪﻢ ﺑﺎﳌﻨﺎﺯﻋﺔ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ .ﻛﻤﺎ ﺩﻋﺎ ﻧﺎﺋ ﺳﺘﻘﻮﻡ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﺗ
ﺴﻮﺩﺍﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺑ ﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﻭﺍﺻ ﹶﻄﺒﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟ
ﳋ ﺪﻣﺎﺕ ،ﻭﺃﻧﻪ ﺟﺪﻳ ﺮ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻓﺈﻥ ﱂ ﺗﻘﻨﹺﻌﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺺﺍ ﻭﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﻐﻼﺀ ﻭﻧﻘ ﹺ
ﺕ ﺑﺼﻼﺡ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻓﻠﺘﺬﻫﺐ ﻏﲑ ﻣﺄﺳﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺸ ﹺﺮ ﺳﻨﻮﺍ
ﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﰲ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻭﺇﺯﺍﺀ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﲔ :ﺗﻘﺪﻡ ﺑﺎﻷﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﺋ
ﲔ ﻋﺎﻡ
ﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻫﻮ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ،ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺑﺎﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺃﻣ ﺍﻟ
ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺃﻥ ﻳ ﻘ ﺮ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ )ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﱄ( .ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺃﻣﲔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻗﺪ
ﺻﻔﹶﺖ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﰲ ﺍﳋﻄﺔ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﱵ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺐ ﻛﻠﻤﺔ )ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ﺍﻟﱵ ﻭ ﺤ ﺳ
ﺍﳌﻘﺘﺮﺡ ﺍﳌﻌﺪﻝ ﻳﻔﺴﺢ ﺍﺎﻝ ﳊﺮﻳﺔ ﺃﺭﺣﺐ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻗﺼﺪﻩ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﺪﺋﺔ ﺛﺎﺋﺮﺓ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ
ﻗﺪﺍﻣﻰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﺍﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﱪ ﻳ ﻬﺠﻮﻥ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﻳﺬﻛﱢﺮﻭﻥ ﺑﺘﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﻭﻳﺤﺬﱢﺭﻭﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺒﻌﺜﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﹸﺒﻮﺭ.73
ﺸﻮﺭﻯ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻭﻓﺎﺯﺕ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﲬﺴﲔ ﺻﻮﺗﹰﺎ ﰲ ﺴﻤﺖ ﺍﻟ
ﺣ
ﺴﺒﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﻴﺎﺩ ﹰﺓ ﻭﻗﺎﻋﺪ ﹰﺓ ﰲ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲡﺎﻭﺯﻭﺍ ﺍﳌﺌﺘﲔ ،ﻭ ﹶﻛ ِ
ﺾ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻣﻤﻦ ﺃﺳﺴﻮﺍ ﻣﻮﻗﻔﹰﺎ ﺝ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮﻫﺎ ﺑﻌ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﺮﺻ ﹰﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﲦﻴﻨﺔ ،ﺧ ﺮ
ﻀﹺﺒﻬﹺﻢ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃ ﺳﻬﹺﻢ ﺍﳌﹸﺪﻳ ﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ
ﺾ ﺍﳊﹸﺮﻳﺎﺕ ،ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻐﺎﺿﺒﲔ ﻣﺠﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑ ﻐ ﺛﺎﺑﺘﹰﺎ ﻳﺮﹸﻓ
ﳉﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻭﺍﱄ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﻌﺪﻭﻥ ﺍﻟ ﻌﺪﺓ ﳌﻌﺮﻛ ﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﺗﻌﻴ ﺪ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺇﱃ ﺧﻄﱢﻬﻢ ،ﳑﺎ
ﺸﺮﺓ(. ﺑﻠﻎ ﺫﺭﻭﺗﻪ ﻻﺣﻘﹰﺎ ﺑـ) ﻣ ﹶﺬ ﱢﻛﺮﺓ ﺍﻟ ﻌ
t1 30ر YاIAKر* ا *Fا ،{1ES 6A HMأ ^Eا A#oEAا 'C9Eد1Ex .زي ESح ا ،^*6Eو,E#
آ JاKIم ,P7اMN.اب ا)1S 6A zدق ا`1روري.
ا ا$دس
`ْ Vا1َ#ِ pدِي واCَKب
ا ُ
74
ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺍﻟ ﻔ ﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳊﹸﻜ ﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻱ ﲝﻠ ﹴﻢ ﻋﺰﻳـ ﹴﺰ ﰲ ﻭﺟـﺪﺍﻥ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﰲ ﺍﻟﺘﻄﱡﻠﻊ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﻟﻘﻴﺎﺩﺎ ،ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﺘﻤﻊ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻧﺴﻖ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ
ﺍﳋﺎﺹ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﻭﺇﺣﻼﻝ ﳕﻮﺫﺟﻬﺎ ﺑﻔﻠﺴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭﻫﻴﺎﻛﻠﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻴﻐﺪﻭ ﻧﻈﺎﻣﹰﺎ ﻟﻠ ﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍ ﹸﳌﺴﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻄﱠﻠﻊ ﺇﻟﻴﻪ .ﻓﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺇﺣﻴﺎ ٍﺀ ﻭﺑﻌـﺚ ﺗـﻮﺍﰲ ﺩﻭﺭﺓ ﰲ
ﲔ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﺪ ﲤﺎﻳﺰﺕ ﺃﻗﻄﺎﺭﹰﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻫﺒ ﹰﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺃﻭﺯﺍﻋﹰﺎ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻧ ﻬﹶﻠﺖ ﻣﻦ ﻣﻌ ﹴ
ﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎﺛﻞ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﺍﶈﻴﻂ ﻭﺗﺒﺎﻳﻦ ﻭﻗﻌﻬﺎ ﰲ ﺃﺻﻞ ﻣﻨﺸـﺌﻬﺎ ﲢ ﺪﻫﺎ ﺍ ﹸ
ﻭﻣﺴﺮﺡ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺑﻠﺪﻫﺎ ،ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛ ﱡﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺒﺎﻳﻨﹰﺎ ﰲ ﺍﻟـ ﺮﺅﻯ ﻭﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ
ﺐ ﻫﻴﺎﻛﻠﻬﺎ ﻭﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﻋﻤﻠﻬﺎ. ﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻠﺴﻔ ﹰﺔ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭ ﻫ ﺪﻳﹰﺎ ﰲ ﺗﺮﺍﺗ ﹺ
ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻭﻳﻠ ﹺﻬ ﻢ ﻛ ﹰ
ﻑ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻟﻺﺧـﻮﺍﻥ ﻭﻟﺌﻦ ﺛﺎ ﺭﺕ ﺛﺎﺋﺮﺓ ﺧﻼ
ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﻌﺪ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ 1977ﻡ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﺃ ﺷﺮﻧﺎ ﰲ ﻓﺼ ﹴﻞ ﺳﺎﺑﻖ ،ﻓﻘـﺪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺑﻠﻎ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍ ﹸﳌﺴﺘ ﻘﻞ ﺩﻭﻥ ﺑﻴ ﻌﺔ ﻭﻻ ٍﺀ ﻭﺗﺒﺎ ﻋ ﺔ ﻟﻠﻜﻴﺎﻥ
ﺍﻹﺧﻮﺍﱐ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻤ ﹸﻞ ﺍﺳﻢ )ﺍﻟﺪﻭﱄ( ،ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻭﻋﻲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﲞﺼﻮﺻـﻴﺔ
ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﶈﱢﻠﻲ ﻭﻇﺮﻓﻬﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﰲ ﻛﻨﻒ ﻭﻃﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﻧﺴﺒﻴﹰﺎ ﻳﻀﻢ ﺃﻗﻮﺍﻣﹰﺎ
ﻳﺘﻌﺎﺯﻟﻮﻥ ﻗﺒﺎﺋ ﹶﻞ ﻭﳍﺠﺎﺕ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺃﺩﻳﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﻌﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﻴﻞ ﻣﺮﺑﻊ.
ﺏ
ﺴﻜﺖ ﺑﺎﺳـﺘﻘﻼﳍﺎ ،ﺃﻭ ﺗﻔﺎﻋﻠـﺖ ﺑﺈﳚـﺎ ﹴ ﻟﻜﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﲤ
ﻭﲪﻴﻤﻴ ﺔ ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻋﱪ ﺗﺎﺭﻳ ﹴﺦ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻓﻘﺪ ﲢﺮﺭﺕ ﻣـﻦ ﻣـﲑﺍﺙ
ﺴﻚ ﺑﺎﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺭﻏﻢ ﻭﺳﺎﻋﺔ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﻭﺗﻌ ّﹸﺬﺭ ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺎ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻤ ِ
ﳊﻜﻢ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴـﺔ
ﻣﺮﻛ ﹴﺰ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻓﻘﺪ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﰲ ﺍ ﹸ
ﻂ ﳏﺪﻭﺩ ﺴﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﳌﺘﺄ ﺧﺮﺓ ﻋﻦ ﺧﱪﺓ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﺇﻻ ﻣﻦ ﺑ
ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﰲ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﶈﻠﻲ.
1آ) APو6Gان( (' ا 14رة إ ,ا1C& ck1A# p 6j 71AKه '( 1ا 14رة إ ,اFد أو آ6# 1AرEP7 1IEم ا،YFCE
و`EE5&* ^Eف VEEP7ا1EEA5Gpع 'EE&AG cEE2&Hوو6EEGان EE71AKPأو ا EE.أو ا) ^EE {EE OEE( 6EEG# t&EEأEE4ا1Ij
ِ6Gه.(1
و 1I#1NA9وأه6ا( 1Iا5)Aآ أو ) ََا ِ
ﺴﺮ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻃﺎﻗ ﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﲔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﲔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺗﻴ
ﺍﻷﺷﻬﺮ ،ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ( 1964ﻡ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﻂ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ
ﺇﱃ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﳌﺆ ﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﰒ ﻭﺻـﻠﻬﺎ ﺑﻘﻀـﻴﺔ
ﳊﻜ ﻢ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﻣﻘﺘ ﹺﺮﺣﹰﺎ ﺩﺭﺟ ﹰﺔ ﻣﻨﻪ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ ﺍﳌﺴﺘﺪﻳﺮﺓ 1964ﻡ ﻫﻲ ﺍ ﹸ
ﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺗﺪ ﺭﺟﹰﺎ ﳓﻮ ﺍﻟ ﻔ ﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻷﰎ .ﻓﻘﺪ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻟـﻪ ﺩﺭﺍﺳـﺘﻪ ﺍﻟ ﻌﻠﻴـﺎ ﰲ ﺴﹸ
ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻳﺒ
ﺼﺼﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ،ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺩﺭ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺑﺪﺍ )ﻓﺮﻧﺴﺎ( ﺑﺘﺠﺎ ﺭﺎ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻱ ﻭﲣ
ﻂ ﺳـﻠﻄﺔ ﺍﳌﺮﻛـﺰ ﺴﹸﻋﺼﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻳﻮﻣﺌﺬ ،ﻭﻫﻮ ﺑ
ﻟﻸﻃﺮﺍﻑ .ﻓﺮﻏﻢ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﺭﺕ ﻓﻴﻪ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﳉﻨﺔ ﺍﻹﺛﲏ ﻋﺸﺮ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ
ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﻌﺎﺻـﻤﻲ ﰲ ﺟﺎﻣﻌـﺔ
ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﳓﻮ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﻋﺒﺮﺕ ﰲ ﻭﺟ ﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﻋﻦ ﺗﺮﻗـﻲ ﺍﻟﻮﺟـﺪﺍﻥ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺩﺭﺟ ﹰﺔ ﳓﻮ ﺍﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﻟ ﹸﻘﻄﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ،ﺭﻏـﻢ ﺫﻟـﻚ
ﺏ ﻣﻦ ﺗﺄ ﺯﻡ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺷﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘ ﻌ ﺮﺕ ﻣﻨﺬ ﺇﺭﻫﺎﺻﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﰒ ﺗﻔﺎﻗﻤﺖ ﲟﻮﺍﻗﻒ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻧﺰﻭﻋﻬـﺎ
ﺴﻂ ﺳﻴﺎﺳ ﺔ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺗﻌﺘﻤـ ﺪ ﻣﻨـﻬﺠﹰﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻱ ﳓﻮ ﺇﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺒﻀﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ،ﻭﺑ
ﻀﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ﻳﺘﺒﲎ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﻟﻐﺔ ﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﻦ ،ﻭﻳ
ﺴﻲ ﻭﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﻭﻳﻐﻠ ﻖ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﺎ ﻭﻳﻄ ﺮ ﺩ ﻗﺴﺎﻭﺳﺘﻬﺎ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﲔ .ﺭﻏﻢ ﻛـﻞ ﺑﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﺸﲑ ﺍﻟ ﹶﻜﹺﻨﻴ ِ
ﺫﻟﻚ ،ﱂ ﺗﺴﺘﱭ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻫﻲ ﻭﺟ ﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﳊﻜـﻢ
ﺾ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﳌﺮﻛ ﹴﺰ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻳﺨ ﻔ ﻖ ﰲ ﻗﺴﻤ ﺔ ﻋﺎﺩﻟ ﺔ ﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒ
ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧ ﺔ ﻷﻗﺎﻟﻴﻤﻪ ﻛﺎﻓﺔ ،ﰒ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺘﻌ ﺪﺩ ﻣﻮﺍﺭﺩﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺗﺒﺎﻳﻦ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﻌـﺪ ﺛـﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘـﻮﺑﺮ )ﺗﺸـﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ(
1964ﻡ ،ﺣ ﻤﹶﻠﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ،
ﻣﺆ ﻫﻠﺔ ﲟﺎ ﲪﻠﺖ ﻣﻦ ﻋﻠ ﹴﻢ ﻣﻬﻴﺄﺓ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﱃ ﺍﺭﺗﻴﺎﺩ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ؛ ﻟﻜـﻦ ﺍﻟﺴـﺎﺣﺔ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﲟﺎ ﲪﻠﺖ ﻣﻦ ﳐﺎﻭﻑ ﻭﺃﺛﻘﺎﻝ ﱂ ﺗﺒﺎﺩﺭ ﺇﱃ ﺗﺒﲏ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﺑﻞ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻋﻨﻬﺎ
ﳊﻜﻢ ﺍﳊﺰﰊ ﺍﻟﺘﻌ ﺪﺩﻱ ،ﻭﻟﺘﺼ ﺪﺭ ﻋﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳊﺎﻛﻤﺔ
ﻟﺘﺸﺘﺪ ﺍﳊﺮﺏ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺍ ﹸ
ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻭﺗﺼﺮﳛﺎﺕ ﲢﺎﻛﻲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻭﺗﺼﺮﳛﺎﺕ ﺍﻟ ﻌﺴ ﹶﻜﺮ ،ﻭﻟﺘﻜﻮﻥ ﺣﺮﺏ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺳﺒﺒﹰﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﳊﻜﻢ ﻭﻣﻮﻋﺪﹰﺍ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﰲ 25ﻣـﺎﻳﻮ )ﺃﻳـﺎﺭ(
ﺼ ﻌﻮﺩ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺇﱃ ﺍ ﹸ
ﻟ
1969ﻡ.75
ﺨﺬ ﻋﻦ ﳏـﺾ ﻟﻜﻦ ﻭﻋﻲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﺟﺪﻭﺍﻩ ﱂ ﺗﺘ
ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺗﻄ ﻮﺭﺍﺕ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻓﻘﺪ ﺑـﺮﺯﺕ ﻇـﺎﻫﺮﺓ ﺗـﻮﺗﺮﺍﺕ
ﳊﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﲢ ﺮﺭﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌﻜﺒﻮﺗﺔ ﺑﻮﻃـﺄﺓ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻣﻊ ﺯﻭﺍﻝ ﺍ ﹸ
ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ،ﻭﻗﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻷﺩﱏ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺗﻨﻈﻴ ﻢ ﳉﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ )ﺍﲢﺎﺩ ﺃﺑﻨـﺎﺀ ﺟﺒـﺎﻝ
ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ( ،ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻐﻠﻆ ﻋﻮﺩ )ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﺒﺠﺎ( ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﺍﺳﺘﻮﺍﺅﻩ ﻣﻨﺬ ﺍﳋﻤﺴـﻴﻨﺎﺕ ﻭﻴـﺄ ﻣـﻊ
ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﰲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻟﻴﺤﺼﺪ ﺑﻀﻊ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﰲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﱵ ﻇﱠﻠﺖ ﳏﺘﻜﺮﺓ
ﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ؛ ﻟﻜ ﻦ ﻣ ﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﻛﱪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻷﻗﺼـﻰ )ﺩﺍﺭﻓـﻮﺭ( ،ﺇﺫ
ﻴﺄﺕ ﰲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻗ ﺪﻣﺘﻬﺎ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﻭﻣﻨﺎﺷﻄﻬﺎ ،ﻭﺍﳔﺮﻁ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺳﻮﺍﺩﹰﺍ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺍﳌﻠﺘﺰﻣـﺔ
ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺗ ﹸﻜﻦ ﺟ ﹸﺬﻭ ﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸـﻌﺎﺋﺮ
ﻭﺍﻟﻘﹸﺮﺀﺍﻥ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﳌﺰﺩﻫﺮﺓ ﻗﺪ ﻧﻔﻌﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭﻓﻮﺭﻳﺔ ،ﻓﻘـﺪ
ﻭﺟﺪﺕ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﲟﻈﺎﳌﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺃ ﹸﺫﻧﹰﺎ ﺻﺎﻏﻴﺔ ﻭﲡﺎﻭﺑﹰﺎ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍ ﹸﳌﻨﺘﺴِـﺐ
ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳌﺴﺘﺸﻌﺮ ﳌﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻷﻫﻞ ﰲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﳌﺘﺨﱢﻠﻒ ﻭﺍ ﹸﳌﺪﺭﻙ ﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ
ﺍﳌﺘﻌﱢﻠﻤﺔ ﺑﺘﺄ ﺧﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﺔ ﰲ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺩﻭﺍﻭﻳﻨﻬﺎ ،ﺑﻞ ﰲ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﺘﻤﻊ
ﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻭ ﺟ ﺪﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﺴﻮ ﻭﻗﻄﺎﻋﻪ ﺍﳋﺎﺹ ،ﺑﻞ ﻟﻌ ﱠﻞ ﹸﻛ
ﰲ ﻧﻔﻮﺭ ﺍﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﻂ ﺃﻫﻠﻬﻢ ﺑﺼﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﺍﳌﻮﺭﻭﺙ ﻣﻦ
ﺟﻬﺎﺩ ﺍﳌﻬﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﺍﳌﺘﺼ ﻮﻓﺔ ،ﺩﻓﻌﹰﺎ ﳓﻮﻫﺎ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺻﻮﺭﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﻭﺍﻹﳘﺎﻝ
p
MA# ^`A* 2ا Ujا1Eر 1E2Hدة اMEب ا)6E 'E( '7Eاوpت A#oEا6E1Aة ا*65EAة إذ 6EHا أآً EJj E+
^ 6*M uJاCKP RPب إjار V`Nذا '#إ .'APjوا* tأن 1EN52ت اآ Eا 'E( Eذات
ا JR5P 1I2*9 6K# V A#oAإ ZE pا Ej1F#أد* YEأ 1EH1Hا 'E5و 1EI&jا1E Cم ا*1EAي N ZEآ Eأ 1E1ا.و،,E
_NأCKP {#ب ا V`1H Z5A5ا 'APjاTا. '#ول ة.
ﺴ ﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻓﻼ ﲡﺪ ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻣﺘﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺮﻓﻮﻉ ﹸﳍﻢ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﳌﻨـﺎﻃﻖ
ﺗ ِ
ﻉ ﻳ ﺮ ﺩ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟ ﹸﻈﻠ ﻢ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺑﻌﺪ ﹸﻇﻠ ﹺﻢ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﻌ ﻤﺮ.76
ﺑﺪﻓﻮﻋﺎﺕ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺪﻓﺎ ﹴ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒ ﲑ ﺍﻷ ﻭﻝ ﻟﺪﺍﺭﻓﻮﺭ ﻣﻊ ﺍﻟ ﹶﻘ ﻮ ﻣﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﻘﺒﺖ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸـﺮﻳﻦ
ﻼ ﺎﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍ ﹸﳌ ﻬﻴ ﻤﻦ ﺍ ﹸﳌﺘﺴﱢﻠﻂﺍﻷﻭﻝ( 1964ﻡ ﻫﺒﺔ ﳓﻮ ﲪﻞ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﺷﺘﺮﺍﻉ ﺍﳊﺮﺏ ﺳﺒﻴ ﹰ
ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺎﻓﻞ ﺍﳌﺸﻐﻮﻝ ﻋﻦ ﳘﻮﻡ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻋﱪﺓ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤ ﺮﺩ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺩﻓﻌﺖ ﳔﺒﺔ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺍﳌﺘﻌﱢﻠﻤﺔ ﹸﳌﺴﺎﺭﻋ ﺔ ﺇﱃ ﺍﺣﺘﻮﺍﺀ ﲤﺮﺩ ﺣﺮﻛﺔ )ﺳﻮﱐ(ﳓـﻮ ﺍﻟﺒـﺪﻳﻞ
ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻱ )ﺟﺒﻬﺔ ﻀﺔ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ( ،ﻓﻴﻘﻮﻡ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻮﺍﺭﺩﻩ ﻭﻳﻨﺎﺿ ﹸﻞ ﻷﺧـﺬ
ﻼ ﻣﻈﻠﻮﻣﹰﺎ ﻻ ﻳﺮﻛ ﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻴﺌﺲ ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻋﻔﺘﻪ ،ﺣﱴ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻛ ﹾﻔﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻣﻬﻤﺎ ﻳ ﹸﻜﻦ ﺿﺌﻴ ﹰ
ﻼ ﻟﻼﺣﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺭﺑﻪ ﻣﻌﺎﺩﻟ ﹰﺔ ﺑﺴﺒﻞ ﺍ ﹸﳌﻀﺎﻏﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ؛ ﻓﺎﻟﻨﻬﻀﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺑﺪﻳ ﹰ
ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺃﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﺪ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﻫﻮﻳﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ،ﻭﺍﻟ ﻌ ﻤﺎ ﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﻨﻔﺲ ﺩﻭﻥ
ﺍﻋﺘﺰﺍ ﹴﻝ ﺃﻭ ﻣﻔﺎﺻﻠﺔ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ ﻭﻟﻮ ﻣﻄﺎﻟﺒ ﹰﺔ ﺑﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﲑ ،ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ
ﰲ ﻗﻠﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﳓﻮ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﻬﻀﺔ.77
ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻭﻝ ﲡﺮﺑﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﳉﺒﻬﻮﻱ ﰲ ﻧﻄﺎﻕ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺣﻴـﺎﺀ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﻨﺘﺴﺒﺔ ﰲ ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ ﺇﱃ ﺗﺮﺍﺙ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺬﻟﻚ
ﺃﻭﻝ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻠﻨﺨﺒﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﻭﻋﻠـﻰ ﺍﻣﺘـﺪﺍﺩ
ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘﻄﺮ ﴰﺎ ﹰﻻ ﻭﺷﺮﻗﹰﺎ ﻭﻏﺮﺑﹰﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﺗﻀﻊ ﺍﳊﺮﺏ ﺃﻭﺯﺍﺭﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪﺋـ ﺬ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ ﺍﻟﺴﺨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﻟﺪﻯ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺟﺒﻬﺔ
Q1 3دار(ر ا tBCا EAC# ^E cj.و 16Eت و 6EI7 'E( E5# ECHا1A&5Epر ا MEPKي اTEي آ1Eن 6*6E4
ا6GAة ،1IP7إذ ا1ز A 1I1RPر اpء ا ' اTي آ1ن * OP+Aا1RPن ا& 'E( '1EA+اEب ا EH
)ا& ( A1ا.و ،,وإذ و QFjا E( aا& ZE E1A+اEAر اEG '1EA.ت ,EP7دار(Eر JExا Jا9ر* E
ا 1R*Jا '5آ6B5# Q1ر ا1FPء.
,EEP7 ,EE# 4ا1EEج 6EEAا 'EE( tEE1Rا CEEا EEP`H EE1aا tEE1 tEEBC tEERر EEI EEIJG YEEدار(EEر
وآ Q1ا15 1ذ أ 6ANإHاه Vدر* qوأ( QPاA#o 627 '( IJKه 1Eا.ول EC*6AHا*1E 25 'E( E41F
)أ*1ر( 1965م ،ووP+A* 1ًJ1 24 Zjن دار(ر (' ا &AKا UEP5a ^E E"5اMEN.اب 6EI&5* 1ًEj1+ون (OE
j Z(6Hا` Vا آMي إ6EG ,ول ا6Aاو6E7 Eاد ا5E6ر ا6Eا JEP Vد .وME* 1Eال ا6Eآ5ر ,EP7ا1Eج
*H) C*6AH h1FC '( F5ن( اAH 1A.دة uRa5PاTي و OE O&Efأ1E7 ^Eم EIJGا1E+Aق ا6Eآ5ر ^EN
ا5ا FS ,P7 'Hور1*5A ( (1)َ) jت ا` VاAآMي وا` Vا 'APjوا` Vا ِْ6Fرا' وهOE2*9 'E( E
A#oAا1965 41Fم.
ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺇﺫ ﻃ ﻮﻓﺖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻗﺎﻃﺒﺔ ،ﻭﺍﺭﺗﺎﺩﺕ ﺳﺎﺣﺎﺎ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻷﺭﻳـﺎﻑ ﻭﻏﺸـﻴﺖ
ﻗﻴﺎﺩﺍﺎ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﻋﺸﺎﺋﺮﻫﺎ ﻭﺑﻄﻮﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻮﱠﻗﻔﺖ ﻟﺪﻯ ﺧﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟ ﹸﻘﺮﺀﺍﻥ ﻭﻣﺮﺍﻛـﺰ ﺍﻟﺸـﻴﻮﺥ
ﺍﳌﺘﺼ ﻮﻓﺔ ﻭﺗﻌ ﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻨ ﱠﻈﺎﺭ ﻭﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﻃﺮﻗﺖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺃﻧﺪﻳﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳊـﺪﻳﺚ،
ﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺑﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ ﺇﱃ
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﲪﻠﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ،ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﺑﺪﻋﻮﺎ ﺍﳊﺎ
ﺴ ﻤﻊ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺗﻌﻮﺩ ﻟـﺮﻱ ﺍﻟﺸـﺠﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻞ ﺁﺫﺍﻥ ،ﻭﺃﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﺒﺬﺭﺓ ﻭﺗﻀﻊ ﺍﻟﹶﻠﹺﺒﻨﺔ ﻭﺗ
ﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻘﹺﺒﹶﻠﺔ.
ﻭﻗﻄﻒ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﲪﻼ
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻄ ﻮﺭ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺫﺍﺕ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺟﺎﺀ ﻣـﻦ
ﺑﻌﺪ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺗﻄـ ﻮﺭ ﺍﻟﺒﻨـﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤـﻲ
ﺍﳌﻮﺳﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ؛ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﻣﻊ ﺃﻭﻝ ﻧﺴﻤﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻘـﺪ ﺍﳌﹸﺼـﺎﳊﺔ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ 1977ﻡ ،ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﹺﺑﻨﻰ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﻫﻴﺎﻛﻠﻪ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻮﺍﻓﻖ
ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﻀﺎﻩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ )ﲬﺴﺔ ﺃﻗﺎﻟﻴﻢ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ :ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻷﻭﺳﻂ
ﻭﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﻐﺮﰊ ﻭﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ( .ﻗﺎﻡ ﰲ ﻛﻞ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻣﺴﺆﻭ ﹲﻝ ﻭﳎﻠﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ،ﰒ ﻣﺴـﺆﻭ ﹲﻝ
ﺐ ﲢﺖ ﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻣﺴـﺆﻭﻟﻮﻥ ﺸ ﻌ
ﻟﻜﻞ ﳏﻠﻴﺔ ﻭﻣﻜﺘﺐ ﺗﻨﻔﻴﺬﻱ ،ﰒ ﺗﻨﺒﺴﻂ ﺍﻟ
ﻭﻣﻜﺎﺗﺐ ﺗﻨﻔﻴﺬ ،ﲡﺘﻤﻊ ﻛﻠﻬﺎ ﺩﻭﺭﻳﹰﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﺮﻓ ﻊ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮﻫﺎ ﻣﺘﺮﺍﺗﺒﺔ ﻣـﻦ ﺃﺩﱏ ﺇﱃ ﺃﻋﻠـﻰ
ﻭﺗﺒﺴﻂ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺗﺮﻓﻊ ﺣﺴﺎﺎ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻱ ،ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻮﻥ ﺍﳌﺮﻛﺰ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﺎﻑ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﺇﱃ ﺃﺻﻞ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺔ ﺃﻋﻀـﺎﺋﻬﺎ ﻭﺗ ﱪﻋـﺎﻢ ،ﺃﻭ ﺧﺎﺻـﺔ
ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﻢ ﺍﳋﺎﻟﺼﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ.
ﻭﺇﺫ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﲔ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﻫﻴﺎﻛﻠﻪ ﺍﻟﺸﻮ ﹺﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺷـﻮﺭﻳﺔ
ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ،ﻓﺈﺎ ﺗﺼ ﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺩﱏ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﳝﺜﻠـﻬﻢ ﰲ ﺍﻷﺟﻬـﺰﺓ ﺍﳉﺎﻣﻌـﺔ
ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﺇﱃ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗ ﻤﱠﺜﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻨـﺎﻃﻖ
ﻭﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﺎﺕ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻢ .ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗ ﹸﻜﻦ ﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺇﺑﺎﻥ
ﻋﻬﺪ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻨ ﻊ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﻘ ﺮ ﺩﺳﺘﻮﺭﹰﺍ ﺇ ﱠﻻ
ﺏ ﻭﺍﺣ ﺪ ﺣﺎﻛﻢ )ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ( ،ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻓﻈﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺃﺻـﻮﻝ ﲝﺰ ﹴ
ﻣﻨﻬﺠﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﳌﺆ ﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻷﻭﺳﻊ ﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﺴ ﻌﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻭﺗﻌ ﺪﺩ ﺷـ ﻌﺒﻪ
ﻳﺴﺘﻘﺒ ﹸﻞ ﺍﳌﺆﲤ ﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻓﻮ ﺩ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﻳ ﹸﻜﻦ ﻋ ﺪﻫﺎ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟ
ﺕ ﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ،ﺍﻟـﺬﻱ ﻭﻣﻨﺎﻃﻘﻪ ﻛﻞ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍ
ﺴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺳـﻊ ﰲ ﻋﻀـﻮﻳﺔ ﺗﺆﻭ ﹸﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺳﹸﻠﻄﺎﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻔﻀﺎﺿﻪ .ﻭﺇﺫ ﱂ ﻳﺘﻴ
ﺕ ﰲ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﺘﺤﺎﹸﻟﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭ ﺍﳉﱪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺇﺑﺎﻥ ﻣﺎﻳﻮ ،ﻇﱠﻠﺖ ﺃﺻﻮﺍ
ﺐ ﲟﺰﻳ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺎﺡ ﻟﻠ ﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻷﻃﻮﻝ ﻟﻠﺘﺪﺍ ﻭﻝ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺗﻄﺎﻟ
ﺣﱴ ﻳﺼ ﺪ ﺭ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻋﻦ ﺷﻮﺭﻯ ﺃﰎ ،ﻓ ﻤﻨ ﹸﺬ ﺃ ﻭﻝ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺷ ﻌﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻭﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺃﻭ ﰲ
ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ،ﻇﱠﻠﺖ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﻟﻠـﺮﺃﺱ
ﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍ ﹸﳌﺼﻄﻠﺢ -ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺮﺽ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺃﻣﲑ ﺍﻟﺸﻌﺒﺔ -ﰲ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺩ ﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﺸﻤ ﹸﻞ ﻛﻞ ﺍﻟ ﻌﻀﻮﻳﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸ ﻌﺐ ﺃﻭ ﳎﻠﺲ ﻣﻨﺘﺨﺐ ﻛـﺬﻟﻚ ﰲ
ﺼ ﺮ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹸﳌﻘﻴﻤﲔ ﰲ ﺃﺧﺮﻯ .ﻭﺇﺫ ﻇﱠﻠﺖ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﺗﻘ
ﺐ
ﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻇﱠﻠﺖ ﺍﻟﺸ ﻌ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻣﻦ ﺳ ﱠﻜﺎﻥ ﺍ ﹸ
ﻭﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺎﳌﺮﻛﺰ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻊ ﺗﻜﺎﹸﺛﻒ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﳊﺎﺟﺔ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﻭﺍﳌﺎﻝ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸـﻦ
ﺍﻟﺸﻌﺒﺔ ﻧﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺇﻗﻠﻴ ﹴﻢ ﺑﻌﻴﺪ ﺷﺄﻥ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺗﺴﻊ ﰲ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﳎﺘﻤﻊ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﺗﺴﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻮﺣﺪﺓ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﺍﻟ ﻌﺮﻯ ،ﻳﺘﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺇﺧﻮﺍﻧﹰﺎ ﰲ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﻭﻻ
ﺕ ﺃﻭ ﻋﻨﺎﺻ ﺮ ﻭﻗﺒﺎﺋ ﹶﻞ ،ﻭﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﺘﺴﺎﻭﻭﻥ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﰲ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟـﺐ.
ﻳﺘﻤﺎﻳﺰﻭﻥ ﻣﻨﺎﻃ ﻖ ﻭﺟﻬﺎ
ﻣﻬﻤﺎ ﹸﻗ ﺪﺭﺕ ﺑﻴﺌﺔ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﺣﻮﺍﻝ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺗﻘ ﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺑﻌـﺾ
ﺻﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﻟﻮﺳﻂ ،ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺩﻭﻥ ﺑﻌﺾ ،ﺃﻥ ﺗﻐﻠﺐ ﰲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻷ ﻭﻝ ﺧﺎ
ﺍﻟﺴﻮﺍ ﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻱ ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻦ ﺗﻌ ﺪﺩ ﺑﻴﺌـﺔ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ،
ﻭﺣﺎﻓﻆ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﺑﺎﻟ ﹺﻎ ﺍﳌﺘﺎﻧﺔ .ﻭﻗﺪ ﺗﻐﻠﺐ ﻛـﺬﻟﻚ ﰲ ﺑﻌـﺾ ﺍﻟﺸـ ﻌﺐ
ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﻷﺑﻌﺪ ﻭﺗﻘـﻞ ﻋﻨﺎﺻـﺮ ﺍﻟﻨﻴـﻞ
ﻭﺍﻟﻮﺳﻂ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،78ﻭﻟﻜ ﻦ ﺍﻟ ِّ
ﺴ ﻤ ﹶﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈـﻴﻢ ﺍﳌـﺪﻳﲏ
V E f 5ا tEE5`Aا1EE2دي 6EE&Hا1977 1EEBAم د '1EEK#.أ*6EEG EEHي و ا) zEEإEEHاه Vا ^EE 'EECآد(1EEن
ود ,P7.ا1ج ^ 6Aدار(ر وا ^ 2Jا uوا1+ ،cCل A7 Y* :ا 1Eم1EA+7 ،ن 6EJ7اه1ب ،إEHاهV
ﺼﺮ
ﻑ ﳎﺘﻤﻌﻪ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﻭﻳﺆﺩﻱ ﻭﺍﺟﺒﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﱏ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻠ ﻌﻨ
ﺍ ﹸﳌﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﺎﺭ
ﺴﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺟﺎﻫﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻴﺔ ،79ﺑﻞ ﺇﻥ ﻏﺎﻟﺒﻬﻢ ﺃﻭ ﺍﳉﻬﺔ ﺃﻭ ﹸﻗﺮﰉ ﺍﻟ ﺪ ﹺﻡ ﻭﺍﻟﻨ
ﻇﻠﻮﺍ ﻳﺘﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ﻟﻌﻘﻮ ﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﲔ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﻋﺎﻣﺔ
ﺏ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﱂ ﺗﻜـﻦ ﺗﺜـﺎﺭ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﻋﻼﻗﺎﻢ ﻛﺎﻓﺔ .ﻭﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﲣﻄﻴﻄﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍ ﹸﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺗـﺪ ﺭﺝ
ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﰲ ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﻇﱠﻠﺖ ﺗﺸﻬﺪﻩ
ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧـﺮﻯ ،ﻻ ﺳـﻴﻤﺎ ﺍﳌﻨﺎﻭﺋـﺔ ﺍﻟﻴﺴـﺎﺭﻳﺔ ﺃﻭ
ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ .ﻭﻟﺌﻦ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺗ ﻌ ﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻹﺧﻮﺍﱐ
ﺴﺠﻮﻥ ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﳋﺮﻭﺝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ
ﺻﺪﻭﺭ ﺃﻭﻝ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺣﻮﻝ )ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ( ،ﺃﺻﺪﺭﻫﺎ ﺍﲢـﺎﺩ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ 1977ﻡ
ﻼﺏ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻣﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﺿـﻮﻋﺎﺕ ﻃﱠ
ﺺ ﳍﺎﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﺇﺫ ﺍﻋﺘﹺﺒ ﺮﺕ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺧﹸﻠ
ﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ )ﻋﻀـﻮ ﺍﳌﻜﺘـﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻲ ﻟﻼﲢـﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻨﱪ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ ،ﺳﺎ ﻫ ﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻣ
ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ( ﺑﻜﻠﻤ ﺔ ﺣﻮﻝ ﺫﺍﺕ ﺍ ﹸﳍﻤﻮﻡ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﳍﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﺆﲤﺮ ،ﲪﻠﺖ
ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ ﻋﻤﻴﻖ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﺻﻠﺘﻪ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﺮﺅﻯ )ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ( ،ﻻ ﺳـﻴﻤﺎ
ﺃﺻﻮﳍﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
أ1S 6A ،O9 (# ،A7 6ANدق ا`1روري1& ،د ا {#1EFا6EJوي ،و6EJ7ا ^ENأ1E&# 1EACH ،6EANرف ,EP7
1jدات ا1&1Kت ( # 1Aا 1BAوا1J&4 f1F5ن أ1CHء xب ادان داؤود *pEH ,Eدi E)H ،دم ر، EAN
6J7 '1K#ا12در1( ،روق أi 6ANدم ،إدر* ،'* Yأ `HHد* &1G ^ Cا12هة 9a1Hم.
6أ14ر د6J7 '1K# .ا12در (' N O#p12ل “Mاع ا ^ (' ادان” 6E*KHة ا (1EBإ OE12 ,Eا.ول
ا Z 41JAا ^.ا&1م Pآ ا UB5C OMCAHا& 62ا ^E ^&JEاE2ن ا EJ7 _EN ،'Ef1Aا1E2Pء
&J9 ^7ا VE C5ا 'C*6EAإذ O"E* VEا ^E.ا&1Eم ^E7ا OAEأو OE5PJjأو ^E OE5IGاEدان ،أو ^E7دراO5E
ا &1Kو cH ،1I( O5PNا B5jا12Pء ,P7اfAع ا6Aد اTي fب ا .OEPG. 6E7Aآ 1EAأ1E4ر ( 'Eذات
ا1EE2Aل إ ,EEاEER5ر اTEEي EEGى ,EEP7اآ EEا EER# 16EEC7 EEرت TEEG QEEp EEj EE*7 EEIJGور
ا .(The Grass Roots) ZEA5KAوا Eأن E&J9ا VE C5ا25E# p 6Ej 'C*6EAأ 1E2 ^Eء وا 6ENو Eآ1Eن أ6EN
^7 pأ E1ا ERب أ9ا( Oا ^.ا&1م و`^ ^ إ14رة د '1K# .إ ,أ ,CJ# Oذات اPك 16C7أo {JSو ً
اAآ ^7 *Mا1&1Kت و OEPA7 *6E* cEdدون اE&5ف ,EP7ا E*Iا EPJ2أو اME E2RCAوار hا ERب وcEd
وا OPIG OP7 `C5* h6ذ vو(7 1ً2اف ا (12+وا. 71A5Gpه cادان.
ﲪﻠﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻄﻮﺭﹰﺍ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﺑﺮﺅﻯ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻭﰲ ﺍﳍﻴﻜﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﺳﺘﺘﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﺃﺟﻬﺰﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺳﺎﳘﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺑﺴﻂ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺕ ﺃﻭﺳﻊ ﰲ ﳎﺘﻤﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺃﺿـﺎﻓﺖ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺻﻠﺘﻬﺎ ﺑﻘﻄﺎﻋﺎ
ﺴﹺﺒ ﹺﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﰲ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﲡﱠﻠﻰ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﺟﻠﺴـﺔ ﺍﻻﻓﺘﺘـﺎﺡ ﹶﻛ
ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺇﺫ ﺃ ﱠﻛﺪﺕ ﺇﺳﻼﻣﻴﺘﻬﺎ ﺑﺄﻃﺮﻭﺣﺘـﻬﺎ ﻭﺭﻣﻮﺯﻫـﺎ
ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻓﺼﺤﺖ ﻋﻦ ﺗﻄﻠﻌﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﱪﻭﺯ ﺃﳕﺎﻁ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﺘﻤﻊ ﺑﻘﺒﺎﺋﻠﻪ ﻭ ﹸﻃ ﺮﻗﻪ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ،ﻛﺄﻢ ﻳﻘﺎ ﺳ ﻤﻮﻥ
ﻋﻀ ﹺﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻳﺔ ﺃﺯﻳﺎ َﺀﻫﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﺗﻌﺒﲑﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺒﺴﻂ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴـﺎﻟﻔﺔ ﻭﺍﻋﺘﻤﺪﺗـﻪ
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺑﻌﺾ ﺃﻗﺎﻟﻴ ﹴﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜ ﻤﻞ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻣﺆﲤﺮﻩ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﻭﻳﻨﺘﺨﺐ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ،ﻛﻤـﺎ ﺗـﺄ ﺧﺮ
ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﻫﻴﺎﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺃﻗﺎﻟﻴ ﹴﻢ ﺷـﺄﻥ ﺍﻟﺸـﺮﻕ
ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻷﻗﺼﻰ.
ﺴ ﻤﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺘﻄ ﻮﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ
ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟ ِّ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﳌﺪﻳﲏ ﺍﻟﺼﻔﻮﻱ ﺇﱃ ﺣﺰﺏ ﺷﻌﱯ ﻣﻤﺘ ﺪ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﺘﻤﻊ ﺇﱃ ﻗﻄﺎﻋﻪ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻓﻘـﺪ
ﺗﻘ ﺪﻡ ﺍﻟ ﻌﻤ ﺮ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﻣﺴﻮﺍ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﳊﺎﻝ ﺃ ﺳ ﻦ ﻣﻦ ﺯﻋﻤـﺎﺀ
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﺘﺼ ﻮﻑ ﻭﻧ ﱠﻈﺎﺭ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺃﻭ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻓﻠﺤﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﳌﺼـﺎﳊﺔ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺎﻳﻮ ﺇﱃ ﺫﻳﻮﻉ ﺻﻴﺘﻬﻢ ،ﻭﺗﺄﻛﺪﺕ ﻗﻴﺎﺩﻢ ﻟﻘﻄﺎﻉ ﻣﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺳـﻨﻮﺍﺕ
ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺭ ﺳﺨﺖ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺰﻋﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺛﺎﻟﺚ ﺛﻼﺛﺔ ﰲ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻟﻴﻜﺴﺮ ﹸﺛﻨﺎﺋﻴﺔ )ﺍﻟﺴﻴﺪﻳﻦ( ﺍﻟﱵ ﻗﺴـﻤﺖ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﲔ ﺯﻋﻴﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ )ﺍﳋﺘﻤﻴﺔ( ﻭﺯﻋﻴﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ )ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ( ،ﺑﻌـﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﻠﺤـﺖ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﺴﺮ ﲡﺎﻭﺯﻩ.
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺷ ﻖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺘﻴﺎﺭ ﺛﺎﻟﺚ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻻ ﻳﺘﻴ
*****
ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﱃ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﳓﻮ ﺣﻜ ﹴﻢ ﺭﺷﻴﺪ ﻣﺆ ﺳﺲ ﻋﻠـﻰ ﺷـﻮﺭﻯ
ﻭﻻﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ،ﻭﺿﻤﻦ ﺞ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﺃ ﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ،ﻫﻮ )ﻣـﺆﲤﺮ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﻫﻠﻲ( .ﻭﻋﻠﻰ ﻧﻘﻴﺾ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ )ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣـﻮﻝ ﻗﻀـﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴـﻼﻡ ﰒ
ﺍﻟ ﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﳌﺮﺃﺓ ...ﺇﱁ( ﺍﻟﱵ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻـﺮ ﺍﻟﻨﺨﺒـﺔ
ﺍﳌﺘﻌﱢﻠﻤﺔ ﺿﻤﻦ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻜﺴﺮ ﻋﺰﻟﺘﻬﺎ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﳓﻮ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻛﺎﱠﻓﺔ ،ﺟﺎﺀ )ﻣﺆﲤ ﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﻫﻠﻲ( ﺑﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﻧ ﱠﻈﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﻭﺣﻜﻤﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
ﺠﺎ ﻭﺍﻟﺒﺸـﺎﺭﻳﲔ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻨ ﻮﻉ ﻭﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻣﻦ )ﺻﺪﻳﺮﻳﺎﺕ( ﺍﻟﹺﺒ
ﳊﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺗﺪ ﺭﺟﹰﺎ ﳓﻮ ﺳ ﻬﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻕ ،ﰒ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺇﺫ ﻭﺍ ﹶﳍ ﺪﻧ ﺪ ﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﲏ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺍ ﹶ
ﲔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺗ ﹸﻜﻦ ﺃﺯﻳﺎﺅﻫﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﻛﻤـﺎ ﺸﹸﻠﻚ( ﺑﺜﻮﺑﻪ ﺍ ﹸﳌﺴ ﺪﻝ ﻭﺳﻼﻃ ﺙ ﺍﻟ
ﻀ ﺮ ) ﺭ ﱡﺣ
ﺷﻬﺪ ﺍﳌﺆﲤ ﺮ ﺯﻋﻤﺎ ُﺀ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻷﺩﱏ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ﻭﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ،ﻭﱂ ﺗ ﻐﺐ ﹸﻛﺮ ﺩﻓﺎﻥ ﴰﺎﳍﺎ ﻭﺟﻨﻮﺎ،
ﺏ ﺍﻟﺮﺯﻳﻘﺎﺕ ﻭﺍ ﹶﳌ ﻌﺎﻟﻴﺎ ﻭﻏـﲑ ﺫﻟـﻚ، ﻭﻣﻸﺕ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺁﺛﺎﺭ ﺳﻠﻄﻨﺎﺕ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ ،ﰒ ﻋﺮ
ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ؛ ﻓﹶﻠﺌﻦ ﺃﻓﻠﺤﺖ ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴـﺔ ﰲ
ﺻ ﹺﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲜﺬﻭﺭ ﳎﺘﻤﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ ﺑﺄﻧﻔﺴـﻬﻢ ﻭ
ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﻮﱠﻟﺖ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺭﺍﻓﻌﺔ ﺷﻌﺎﺭ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﺃﻣﺎ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪ ﺑﻌﺾ ﺟﻠﺴـﺎﺕ ﺫﻟـﻚ
ﺍﳌﺆﲤﺮ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺟ ﻬ ﹺﺮﻳﺔ ﻻ ﺳﺎﺑﻖ ﳍﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﻴﻼﺩ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻓﻘﺪ ﻭ ﺟ ﺪﺕ ﻧﻔﺴـﻬﺎ ﰲ
ﻑ ﻭﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﻣﻊ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻷﻫﻠﻲ ،ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺰﻱ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﺑﻌـﺪﹰﺍ ﺃﻭ ﺗﻌﺎ ﺭ
ﻏﺮﺍﺑﺔ ﰲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺃﻭ ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎﺗﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺎﺭﺑﺖ ﺳﻨﲔ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟ ﻌﻤﺮ ﻣﻨﺬ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ،ﺑﺎﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻭﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻜﱠﺜﻒ ﻭﺗﻔﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﻣ ﺮ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ،ﻗﺎ ﺭﺑﺖ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻗـﺎﺩﺓ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻭﺇﺫ ﱂ ﺗﻌﻬﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺗﺎﺭﳜﻬﺎ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻋﺪﺍ ٍﺀ ﲡﺎﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﳋﺼﻮﻣﺔ ﺻﺒﻬﺎ ﺍ ﹸ
ﺕ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺗﻨﺎ
ﺴﻮﹺﺑﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ،ﻛﻤﺎ ﻇﱠﻠﺖ ﺷﻌﺎﺭﺍ ﻭ ﹸﻛ
ﳉﻤﻮﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﱡﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﲢﺪﻳﺚ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﻋﻤﺪﺕ ﺇﱃ ﺣﻠﻬﺎ ﻭﺗﻔﻜﻴﻜﻬـﺎ ، ﻭﲡﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﺍ ﹸ
ﺍﺳﺘﺜﻤﺮﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﺍﻟﺘﺎﻟﺪﺓ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻔﺔ ﻟﺼﺎﱀ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﱠـﻊ
ﻟﺒﻨﺎﺀ ﳎﺘﻤﻊ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺭﺷﻴﺪ ،ﻣﺴﺆﻭ ﹲﻝ ﻭ ﻣﺒﺎﺩﺭ.
ﻟﻜﻦ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﺗﻌﺎﻃﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﺆ ﺳﺴﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﺏ ﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺃﻳﺪﻟﻮﺟﻲ ﺑﻞ ﺗﺤ ﹶﻔﻆ ﻋﻦ ﺟﻨﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟ ﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﰒ ﺃﻻ ﺗﺤﺎ ﺭ
ﺗﺪﹶﻓﻊ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﺇﳚﺎﺑﹰﺎ -ﻣﻊ ﺗﻘ ﺪﻡ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ -ﻣﻊ ﻧ ﹸﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜـﺔ ﻭﺍﳋﻀـﻮﻉ
ﺻﺔ ﻧ ﹸﻈ ﻤﻬﺎ ﰲ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻓﺼﻞ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ؛ ﻓﻘﺪ ﻣﻀﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻘﺎﻧﻮﺎ ،ﺑﻞ ﻭﲢﺪﻳﺚ ﺧﺎ
ﻀﻬﺎ ﺑﺎﳌﺘﻌﱢﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﺑﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟ ﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭ ﺩﹶﻓ ﻊ ﺑﻌ
ﺐ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻟﻨ ﱠﻈﺎﺭ ﻭﺍﻟ ﻌ ﻤﺪ ﻣﻦ ﺍ ﹸﳌﺘﻌﱢﻠﻤﲔ ،ﻓﺪﻓﻌﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﲟﺒﺪﺃ ﺃﺻﺒﺢ ﻏﺎﻟ
ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻮﺭﻱ ﻭ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﳊﺮ ﳉﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭﺍﻧﺘﺨـﺎﺏ
ﺲ ﻳﻤﱢﺜﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﲑﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳓﻮ ﻛﺴﺮ ﻗﻴﺎﺩﺎ ﺑﻞ ﺇﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻠ ﹴ
ﻉ ﺩﻭﻥ ﺷﻮﺭﻯ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟ ﹶﻔ ﺮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺭﺍﺛﺔ ﻭﻳﺼ ﺪ ﺭ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻋﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﻳﻄﺎ
ﻼ ،ﻭﳎﻠﺴﹰﺎ ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﺃﻭ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ،ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻷﻏﻠﺐ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺄﻫﻴ ﹰ
ﺴﺮ ﻭﻳﺘﻄ ﻮﺭ ﻣﺘﺠﺎﻭﺑﹰﺎ ﻣﻊ )ﺩﻣﻘﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ( ﺃﻭ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻹﲨﺎﻉ ﻭﻓﻘـﹰﺎ ﲟﺎ ﺗﻴ
ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻷﺻﻴﻞ .ﻛﻤﺎ ﳊﻖ ﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠـﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴـﺪﻱ
ﺸ ﺮﺍﰐ ،ﻭ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣـﺎ ﹸﻗﺒﹺـ ﹶﻞ ﺍﻟﺪﺍﺭﺝ ،ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﲑ ،ﻧﺰﻭ ﹰﻻ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻟ ﻌ ﻤﺪ ﻭﺍﻟ
ﺴﺮ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻭﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﺮﲨﺔ. ﺍ ﹸﳌﺼﻄﻠﺢ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﻓﺸﺎ ﻣﺘﺪﺍ ﻭ ﹰﻻ ﺑﻐﲑ ﻋ
ﺷﻬﺪﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﻋﻤ ﹺﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﺼﲑ )1989 -1985ﻡ( ﲤ ﺪﺩﹰﺍ ﺳﺨﻴﹰﺎ
ﺡ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﰲ ﳊﻜﻢ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻱ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﹸﻃ ﹺﺮ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻟﻔﻜﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍ ﹸ
ﺴﻂ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟ ﺮﺑﻮﻉ ،ﰒ ﺳﻴﺎﻗﺎﺕ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍ ﹸﳌﻠﺢ ﻟﻮﻗﻒ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺑ
ﻆ ﻭﺣﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺸﻄﺎﺭ ﺇﱃ ﺟﺰﺃﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺸ ﱢﻈﻲ ﺃﺷﺘﺎﺗﹰﺎ .ﻭﻟـﺌﻦ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﰲ ﻣﻌﺎﺩﻟ ﺔ ﲢﻔ ﹸ
ﻋﺒ ﺮﺕ ﻭﺭﻗﺔ )ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ( ﺍﻟﱵ ﹸﻗ ﺪ ﻣﺖ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ،ﻋﺒ ﺮﺕ ﺣﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﺘﺮ ﺩﺩ
ﺐ ﺑﻪ ﺣﺮﻛﺎﺗـﻪ ﻭﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﻃﺮﺡ ﻛﻠﻤﺔ )ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻟﻔﺪﺭﺍﱄ( ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺗﻄﺎﻟ
ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﻭﻇﱠﻠﺖ ﲣﺸﺎ ﻩ ﻭﺗﺄﺑﺎ ﻩ ﻧﺨﺒﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺛﺖ ﺍﳊﻜﻢ ﻣـﻦ ﺍﻻﺳـﺘﻌﻤﺎﺭ
ﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ( ﰲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ ﻭﻭﺭﹶﺛﺖ ﻣﻌﻪ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻀﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺧﻄﺎ )ﻣﻴﺜﺎ
ﺕ ﺣﺎﲰﺔ ﻻﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﺇﺳﻼﻣ ﹴﻲ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻳﻘﻴ ﻢ ﻣﻌﺎﺩﻟ ﹰﺔ ﻟﻠﺘﺮﺍﺿﻲ ﺍﻟـﻮﻃﲏ ﰲﺍﻟﺜﺎﱐ( 1987ﻡ ﺧﻄﻮﺍ
ﺴﻦ.
ﺳﻴﺎﻕ ﺑﻠ ﺪ ﻣ ﻌ ﱠﻘﺪ ﻣ ﺮ ﱠﻛﺐ ﻳﺘﺴﻊ ﻣﺴﺎﺣ ﹰﺔ ﻭﻳﺘﻌ ﺪﺩ ﺃﻟﻮﺍﻧﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍﻷﻟ
ﻟﻜﻦ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﻣﲔ ﺍﻷﺧﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺘﻌ ﺪﺩﻱ ﺍﳊﺰﰊ ،ﻗﺎ ﺭﺑﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ
ﲡﺮﺑ ﹰﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﹰﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺗﻮﱢﻟﻴﻬﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺑﻮﺯﻳ ﹴﺮ ﻣﻦ ﺻ ﱢﻔﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻷ ﻭﻝ .80ﻭﺇﺫ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﺍﺳﺘﻔﺮﺍ ﹶ
ﻍ ﺍﻟ ﻮ ﺳﻊ ﰲ
ﺴﻮﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻔﻘـﻪ ﺻ ﻮﺏ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻊ ﻗﱠﻠﺔ ﺍﻟ ﹸﻜ ﺗﹶﻠ ﻤﺲ ﺍﻷ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﺈﻥ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﺍ ﹸﳌﺘﻨ ﺰﻝ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﻌﺎﺵ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﻛـﺬﻟﻚ ﺑـﺬ ﹶﻝ
ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻭﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﻛﺎﻣﻞ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺧﱪﺎ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺣﻞ ﻣﺸﻜﻼﻢ،
ﻓﻌﻤﺪ ﺍﻟﻮﺯﻳ ﺮ ﺇﱃ ﺍﺑﺘﺪﺍﻉ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ 1988ﻡ ﰲ ﻛﻞ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻـﻤﺔ
ﻑ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﺟﻮﻟﺔ ﻣﺒﻜﱢـﺮﺓ ﻋﻠـﻲ ﻃﺒﻴﻌـﺔ ﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ،ﻭﻟﺘﺸ ﹺﺮ
ﺍﹸ
ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﲞﺎﺻﺔ ﻣﻌﺎﺵ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺧﺒ ﺰﻫﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ،ﻓﻘﺪ ﳏﻀﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺠـﺎﻥ
ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺍﳌﺨﺎﺑﺰ ،ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺇﱃ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻧﻘـﺺ ﺍﻟـﺪﻗﻴﻖ
ﻭﺧﻠﻄﻪ ﺑﺎﻟﺬﺭﺓ ﺍﶈﻠﻲ ،ﻭﺇﺫ ﳒﺤﺖ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﹰﺎ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﹰﺎ ﺭﻓﻴﻌُﹰﺎ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘﹸـﻮﻯ
ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻟﻔﺘﻬﺎ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺑﻠﺪ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﳊﻞ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻏﺬﺍﺋﻪ ،ﻭﻻ ﺭﻳـﺐ ﺃﻥ
ﻉ( ﻗﺪ ﻭ ﺟ ﺪ ﺇﳍﺎﻣﻪ ﺍﻷ ﻭﻝ ﻣـﻦ ﺗﻠـﻚ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﺒﻜﺮﹰﺍ )ﻧﺄ ﹸﻛ ﹸﻞ ﳑﺎ ﻧﺰ ﺭ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ.81
ﻟﻘﺪ ﺃﺣﻴﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻗ ﻮﺓ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﺎ ﳓﻮ ﺁﻓﺎﻕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﺭﺣﺐ
ﻭﺃﺻﻌﺐ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻮ ﻡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﻇ ّﹺﻞ ﺳﻠﻄ ﺔ ﺗﻮﱠﻟﺖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﺳ ﺮﺣﺖ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﺎﻓﺔ .ﻭﻟﻜﻦ )ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ( ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﻪ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻋﺘﻤﺪﻩ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭﹰﺍ ﻧﺎﻓﺬﹰﺍ ﻣﻸ ﺑـﻪ ﺍﻟﻔـﺮﺍﻍ
ﺼﺒﻪ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﺃﻭﺣﺪﹰﺍ ﺣﺎﻛﻤﹰﺎ .ﻭﺇﺫ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌـﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻧ
7د 'P7 .ا1ج .6A
8زار ا Fا9a1H '`*.م 1JA4 2RC 'N MH1aت &5ف ,P7ا RPaا '5د 1I 17از* ،و*^E`A
اEE2ل أن ور1EE+ EEjق اEEدان 1EE VEEkوpت EE*#اTEEاء QEEP&G 6EEjا& &EE)5* V1EEاEE5jاب ا 'EE( ^ EE
ادان ^ ا`12H Vدة ا IJKا ا. 2
ﻉ ﻣﻮﺍﻃﻨﹰﺎ ﻻ ﺗﺸﺒﻜﻪﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺘ ﱠﱰﻝ ﺧﻄﻮﺍﺎ ﺍﻷﻭﱃ ﳓﻮ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺪ
ﺤﻜﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﻴﺎﺓ ﺗﺮﻋﻰ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﻠﺠﻨـﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ﺇﱃ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﻨﻈﺎ ﹴﻡ ﺳﻴﺎﺳ ﹴﻲ ﻟﻠ
ﳋ ﺪﻣﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﺮﺍﻋﻲ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﻣﻊ ﳎﻠﺲ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻭﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻹﺷﺮﺍﻑ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺍ
ﺍﶈﺎﻓﻆ ،ﻭﻟﻜﻦ ﳉﺎﺎ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺇﱃ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﻣﻨﺎﺷﻂ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﻛﻤـﺎ
ﺗﺼﻞ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ،ﻭﲡﺘﻬﺪ ﰲ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﳌﻨﺎﺻﺤﺔ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ
ﺻﻮﺭ ﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺗﻠﺘﺰ ﻡ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻗـ ﺮﻩ ﻋﻦ ﺍ ﹸﳌﻨﻜﺮ ﻭﳏﺎﺭﺑﺔ
ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺗﻨﺒﺜﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﹰﺎ ،ﺃﻭ ﻣ ﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻲ ﺃﻭ
ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺟـﻞ
ﻣﻌﺎﳉﺔ ﳘﻮﻡ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ.
ﺇﺫﻥ ،ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺃﻥ ﺗﺨ ﹺﺮﺝ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ
ﺨﺮﺟﻪ ﻭﺗﻄﺒﻘﻪ ﻋﱪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﻋﱪ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ،ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗ
ﺍﻟﺸﻌﱯ )ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ(.
ﳊﹸﻠ ﻢ
ﺗﻌﱠﺜﺮﺕ ﺧﻄﹸﻮﺍﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﳋﺎﺹ ﺇﱃ ﺍ ﹸﳌﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﺮﺍﺟﻊ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﺎ ﺍ ﹸ
ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﻟﻘﺪﱘ ،ﺇﺣﻼﻝ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺇﺣﺎﻟﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﳌﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺗﻨﻈﻴﻢ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺬﺑﺖ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺁﻟﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﻬﺎﺯﹰﺍ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎﹰ ،ﺟﺬﺑﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ
ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺸﻂ ﰲ ﺃﻳﻤﺎ ﺁﻟ ﺔ ﺃﻭ ﳉﻨﺔ ﺃﻭ ﺟﻬﺎﺯ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﳏﻠﻲ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺗﺒﻄـﺖ ﺑﺎﳋـﺪﻣﺎﺕ
ﻭﺍﳌﻌﺎﺵ ﻫﻮﺍﻳ ﹰﺔ ﰲ ﻋﻤﻞ ﺍﳋﲑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻓﹰﺎ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺔ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﱭ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸـﻜﻞ
ﺍﳌﻄﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺃﻭ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺴﺘﺘﺮ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﲟﺮﺍﻣﻴﻪ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺳ ﻮﻯ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺒﺎﻥ ﰲ
ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﰲ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﳌﺆﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺪﺭﻩ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﲪﻞ ﺑﻌﺾ ﻣﻌﺎ ﻥ ﻭﲰـﺎﺕ
ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻗﺪ ﺗﺘﻮ ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﳏﺾ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺭﺍﺗﺒـﺔ
ﺼﺪ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ.ﺐ ﰲ ﺃﻳﻤﺎ ﻗﺮﺍﺭ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ﺃﻭ ﻻﺋﺤﺔ ﻣﺰﺍﻭﺩ ﹰﺓ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺘﻘ
ﺗﻜﺘ
ﺸ ﻖ ﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﺍﺳﺘﻮﺍﺀ ﺍﳌﻌﺎﺩﻟﺔ ،ﺍﻟ ﻌﻀﻮﻳﺔ ﺍﳋﺎﻟﺼﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲟﺎ ﺍﳒـﺬﺏ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍ ﺩ ﺇﺑﺎﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﳓﺎﺯ ﳓﻮﻫﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ،
ﻑ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﺘﻼﺷﻲ ﰲ ﺃﻧﻈﻮﻣﺘﻬﺎ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﺭﺃﺕ ﰲ ﺣﻞ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟـﱵ ﻓﻠﻢ ﺗﻮﺍ
ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺗﻨﻌﻘﺪ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﻋ ﻬ ﺪﺕ ﳍـﺎ ﻣـﻦ
ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﺃﺟﻮﺍﺀ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺜﺮﺕ ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺑﲔ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﻌﻤﻞ،
ﺍﻟﺴﺮﻱ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘ ﱠﱰﻝ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﺑﻼﻏﺎﺕ ﻋ ﱪ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﺍ ﹸﳌﺴﺘﺘﺮ ،ﰒ ﻣﺎ ﲪﻞ ﻋﻬﺪ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﳉﻬـﲑ ﺍ ﹸﳌﺘﻮﺳـﻞ
ﺑﺎﻹﻋﻼﻡ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻱ ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﳌﻌﻠﻨﺔ ﻭﻧﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﺍﳊﺸﺪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ.
ﻟﻘﺪ ﺃﺿ ﺮ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﺘـﻮ ﻋﻠﻴـﻪ ﺑـﺎﻟﺮﻓﺾ
ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻗﻮﺓ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ،ﺃﺿ ﺮ ﲝﺎﺟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻠﺔ ﺇﱃ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﻟﻠﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺑﺎﻏﺘﺘﻬﺎ
ﺴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺠ ﹺﺰﻡ ﲞﻠﻮﺻﻪ ﳍﺎ ﺑﻞ ﺭﺃﺗﻪ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻟﺘﺒ
ﻣﺤﺎﻟ ﹶﻔ ﹰﺔ ،ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ،ﻫﻴﹶﺄﻫﺎ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺧﺎﺻﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ
ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﻲ .ﻓﺈﺫ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﰲ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺎ ﻓﻤﺎ
ﺃﻟﺒﺴﺖ ﺍﳊﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﳔﺮﻃﻮﺍ ﰲ ﺧ ﱠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺤﻀﲑ ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻭﻻ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋـﻮﺍ
ﻓﻮﺭ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﳊﻤﺎﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﳐﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﺳﺘﻐ ﺮﹶﻗ ﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺍﳌﺜﲑ ﻭﱂ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮﺍ ﺇﱃ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍ ﹸﳌﻮ ﹺﺟﺐ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ،
ﻭﺗﺄ ﺧﺮﺕ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﻣﻬ ﻤﺔ ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﻊ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ .ﻟﻜـﻦ
ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﲢﺸﺪ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻬ ﻤﺔ،
ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﹸﻢ ﺩﻭ ﺭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﻧﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌـﺔ
ﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺉ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﻭﻋﱪﻭﺍ ﺑﺪﺭﺟﺎ ﺍﻟﱵ ﺍﺣﺘﺎﺟﺖ ﳍﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﺒﻜﺮﹰﺍ ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻃﻮﺍﺭ ﹴ
ﻭﺩﻭﺍﻓﻊ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺇﻗﺒﺎﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .ﻭﺇﺫ ﻇﱠﻠﺖ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﺩﺍﻋﻴـﺔ ﰲ
ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺇﱃ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻟﻴﺴﺘﻮﻋﺐ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭﺑﺮﺍﳎﻪ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻻ ﻳﻨﻐﻠﻖ ﻃﺎﺋﻔﻴـﺔ
ﺩﻭﻢ ﺃﻭ ﳔﺒﻮﻳﺔ ﻟﻠ ﻤﺜ ﱠﻘﻔﺔ ﻭﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ ،ﻓﺈ ﱠﻥ ﺃﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﺰﻛﻴﺔ ﺍﳌﺘﺰﺍﻣﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟـﺪﻯ
ﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﱂ ﺗ ﹸﻜﻦ ﰲ ﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﺤ ﺪﻱ ﺍﳌﻔﺎﺟﺊ ﺍﻟﻜﺒﲑ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺛﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻘﲑﺓ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ،ﻭﺑﲔ ﻫ ﻢ ﺗـﺄﻣﲔ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟـﺪﺍﺧﻞ
ﻭﺟﻠﺐ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻭﻣﻌﺎﳉﺔ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ،ﱂ ﻳﻨـﻞ ﻫـ ﻢ
ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳌﺘﻮﺍﱄ ﺍﳌﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ،ﺭﻏﻢ ﲡﺎ ﻭﺏ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﻋﻔﻮﹰﺍ ﻣﻊ ﺃﻭﻝ ﺑﻐﺘﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ.
ﺇﻻ ﺃﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﳊﻘﺖ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ )ﺻـ ﺪ ﺭ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ
1989ﻡ ﺑﺎﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻭ ﻋ ﺪﻝ ﰲ ﻓﱪﺍﻳﺮ 1992ﻡ( ﻟﺘﻮﺍﰲ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻓﻘﺪ ﲪﻞ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﰲ 4ﻓﱪﺍﻳﺮ 1991ﻡ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﳊﻜـﻢ
ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺜﱠﻞ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺣ ﺪﺩﺎ ﺧﻄﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ .ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﳋﻄﺔ ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻻ ﺗﻜﺒﺖ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋـﻮﺍﻡ ﻭﺃﻥ ﺃﻻ ﺗﺘـﻮﱃ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻻ ﻋﻦ ﺷﻮﺭﻯ ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ،ﻭﺃﻥ ﺗﻘ ﺪﻡ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺍﳌﺜﺎﻝ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆ ﺳﺲ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﳌﺆ ﺳﺴﺔ ﻟﻠﺨﻄﺔ
ﺑﺪﺃﺕ ﺭﻣﺎﺩﻳﺔ ﰲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﺍﻃﻤﺄﻧﺖ ﳊﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻣﺘﻤﺎﻫﻴ ﹰﺔ ﻣﻌـﻪ ﻗﻴـﺎﺩ ﹰﺓ
ﻭﻗﺎﻋﺪ ﹰﺓ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ ﺍﻷﻫﻢ ﰲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﻳـﻮﻣﻲ ﺑـﺎﻷ ﹸﻃﺮ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺕ ﻣﺮﺗﺎﺑﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﳌﺴﲑﺓ ﺍﻟﻘﺎﺻﺪﺓ ﻹﻧﻔﺎﺫ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ،
ﻭﺑﺴﻂ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻩ ،ﻗﺴﻤ ﹰﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ،ﻭﻟﻮ ﻗﺒﻞ ﲤﺎﻡ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ.
ﲪﻞ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻔﻬﻮﻣﹰﺎ ﻭﺩﻭﺭﹰﺍ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻋ ﺮﻓﻪ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ،ﻭﻣ ﻬﺪ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﶈﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺪﺭﻩ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ
1995ﻡ ﺑﻌﺪ ﺣﻞ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺷﻔﻊ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﲟﺬﻛﺮﺓ ﺗﻔﺴﲑﻳﺔ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺩﻳﺒﺎﺟﺘﻬﺎ
ﺑﺎﳉﻬﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﶈﱠﻠﻲ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻮﺍﱃ ﰲ ﺷﺄﻧﻪ
ﺇﳕﺎ ﺗﺒﲎ ﻋﻠﻰ ﺇﳚﺎﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﻭﺗﻌﺘﹺﺒﺮ ﺑﺄﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳ ﻬﻴﺄ ﻟﻪ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﳕﺎ ﻳﺸ ﱢﻜﻞ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﶈﻠﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺁﻟﻴﺎﺗﻪ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺍﳌﺸـﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ
ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺇﱃ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺃﺩﻧﺎﻫﺎ
ﺍﶈﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻷﻛﱪ ﺗﺄﺛﲑﹰﺍ ﰲ ﲤﺎﻡ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﻫـﺪﺍﻑ ﻭﻣﻘﺎﺻـﺪ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ
ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭ ﺗﱰﻝ ﲦﺮﺍﺗﻪ ﻭﴰﻮﳍﺎ ﻟﻠ ﻌ ﺪ ﺍﻷﻭﺳﻊ ﻣﻦ ﺍﻷ ﻣﺔ.
ﺴﺒﺔ ﻟﺘ ﻮﻫﺎ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ
ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍ ﹸﳌﻜﺘ
ﺱ ،ﻭﺑﻠﻎ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺟﺬﻭﺭ ﺍ ﹶﳍ ّﹺﻢ ﺍﻟﻴـﻮﻣﻲ ﻟﻘﻀـﺎﻳﺎ ﺍﶈﻠﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ﲝﻤﺎ ﹴ
ﺍﳌﻌﺎﺵ ،ﻭﻗﺪ ﻋ ﻮﺽ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻷﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻷﻳﻤﺎ ﻣﻮﺍﺯﻧ ﺔ ﰲ
ﺖ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻟﺮﻓﻊ ﺍﻟﻀـﺒﻂ ﻋـﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺗﺒﺴﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺧ ﹶﻔ
ﻼ ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺘﻌ ﺪﺩﻱ ﺍﳊﺰﰊ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻗﻨﻊ ﺣﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻓﻀ ﹰ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ ﻗﺎﺩﺓ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺮﺿﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋـﻦ ﺃﻃﺮﻭﺣـﺔ
ﺍ ﹸﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﺷ ﺮ ﻋﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﺗﻘﺪﳝﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺑﺮﻭﺯ ﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﳌﻮﺻـﻮﻝ
ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﺿﻌﻒ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍ ﹸﳌﺮﲡﻰ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌـﺆﲤﺮﺍﺕ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﺑ ﺪﺕ ﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ﲢﻤﻞ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ ﻭﺃﻃﺮﻭﺣﺘـﻬﺎ
ﺍﳌﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺎ ﺍﳌﺰﻫﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﻫﻲ ﺣﺰﺏ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳌﻘﺒﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﻤﻸ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ.
ﻭﺇﺫ ﺃﳍﻤﺖ ﲡﺮﺑﺔ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﶈﻠﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ﺗﻄﻮﺭ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﳓﻮ
ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻋﺎﻡ 1995ﻡ ﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭﳓﻮ ﲤﺎﻡ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺇﱃ 26ﻭﻻﻳـﺔ ،ﻭﺍﺑﺘﻜـﺎﺭ
ﻼ ﻟﻠﺼـﺮﺍﻉ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﻭﲡﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻭﻗﺴﻤﺔ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ،ﻓﺘﺤﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺳـﺒ ﹰ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﰲ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﺆ ﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺷﺪ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ،ﲟﺎ ﱂ ﻳﻌ ﻬﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﰲ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﳌﺘﺠ ﺮﺩ ﻣـﻦ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﳍﺎ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﺘﺸﺎ ﹸﻛﺲ ﻣﺎ ﺩﺓ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ ﻻ ﺳـﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﱂ
ﺗﺴﻌﻔﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻀﺎﺑﻄﺔ.
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻛﺬﻟﻚ ،ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﳓﻮ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻣﻊ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳌﻜﺘﺐ
ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺣ ﱠﻞ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺍ ﹸﳌﻌـﻴﻦ ،
ﻭﺇﺫ ﻣﱠﺜﻞ ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳊﻞ ﺃ ﻭﻝ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﳌﺪﻯ ﺗﻔﺎ ﻭﺕ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻭﺍﻟـﻮﻋﻲ ﲞﻄـﺔ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳓﻮ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺑﺎﳊﹸﻜﻢ ﻟﺒﺴﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﺑﲔ ﺫﺍﺕ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﺴـﺘﻮﻯ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺩﻱ
ﳊ ﻖ ﲟﻠﻒ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺣـﺖ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺗﻄﻮﺭﹰﺍ ﺁﺧﺮ ﺫﺍ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ِﹶ
ﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﺑﺴﻂ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺣﻮﻟﻪ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻣﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺍ ﹸ
ﺃ ﹸﻃﺮﻫﺎ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﺪ ﺧﻼﺕ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﻟﻨﻴﺠﲑﻳﺔ ﻭﺗﻘﺪﱘ ﻣﻘﺘ ﺮ ﺣﻬﺎ ﺍ ﹸﳌﺘﻜﺎ ﻣﻞ ﳊ ﱢﻞ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﻋﻠﻰ
ﻧﺴﻖ ﲡﺮﺑﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟ ﻔﺪﺭﺍﱄ؛ ﻓﺈﻥ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﰲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﻫﻲ ﻭﺟ ﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﺸﻜﻠﺔ
ﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﻓﺈﺫ ﺍﺳﺘﺪﻋﻲ ﺍﳋﻼﻑ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﹺﺑﺒﺴ
ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺑﲔ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﻋﻀﻮ ﻗﻴﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﻛـﺎﻥ
ﻚ ﲟﻠﻒ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﻭﺇﺫ ﻇ ﱠﻞ ﺫﺍ
ﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺴ
ﻣﺴﺘﻐﺮﹺﻗﹰﺎ ﺑﺎﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻭﺗﺸ ﻌﺒﺎﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻟﻴﻤ ِ
ﺴﻠﻢ ﺑـﺪ ﹰﻻﻆ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﺁﺛﺎﺭ ﺍ ﹸﳌﺸﻜﻠﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭ ﺟﻨﻮ ﺣﻬﺎ ﻟﻠﻨﻬﻀﺔ ﻭﺍﻟ ِّ ﳛﻔ ﹸ
ﻂ ﻣﻦ ﻧﻴﺠﲑﻳﺎ ،ﻗـﺪ ﻋﻦ ﺍ ﹸﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﺡ ،ﻓﺈﻥ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺃ ﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻮﺳﻴ
ﻫﻴﺄﺗﻪ ﻟﻺﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻭﺑﺴﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.82
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1993ﺍﺎﺭﺕ ﻣﺒﺎﺣﺜﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻴﻤﺎ
ﻑ ﲜﻮﻟﺔ ﺃﺑﻮﺟﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻡ )ﻳﻨﺎﻳﺮ (1993ﺗﺄﺳﺲ ﺩﻳﻮﺍ ﹸﻥ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻻﲢـﺎﺩﻱ ﻋ ﹺﺮ
ﻣﻌﺒﺮﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺍ ﹶﳍ ﻢ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ ﺗﻨﺴﻴ ﹴﻖ ﳏـﺪﻭﺩ ﻟﻠﻮﻻﻳـﺎﺕ ﺇﱃ
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﲢﺎﺩﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﳘﻴﺔ ﻗﹸﺼﻮﻯ ﻭﺑﻌ ﺪ ﺧﺎﺹ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺎ ﹶﳍ ﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪ ﻟﻠﺤﺮﻛـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺍﺘﻤﻊ ﻛﻠﻪ ﻟﻴﻐﺪﻭ ﺑﻨﺎ ًﺀ ﺇﳚﺎﺑﻴﹰﺎ ﻣﺸﺎﺭﻛﹰﺎ ﺣﺎﻛﻤﹰﺎ ﰲ ﺷﻮﺭﻯ ﻭﺣﺮﻳﺔ ،ﻭﻫﻲ
ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻘﻊ ﰲ ﺻﻠﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺭﺣﻠﺘـﻪ ﰲ ﺩﺭﺍﺳـﺔ ﺍﻟﻔﻘـﻪ
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻭﺗﺪﺭﻳﺴﻪ ﺇﱃ ﺃﻭﻝ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﰲ ﻣﺴﺎﺭﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﻣﻤﻜﻨﹰﺎ ﻭﻣﺘﺎﺣﹰﺎ
ﺇﻧﻔﺎﺫ ﲨﻠﺔ ﺑﺮﺍﳎﻪ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ -ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻛﺔ -ﺗﺎﻣ ﹰﺔ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺎﻥ
ﻭﺍﻷﻣﺮ؛ ﻭﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻮﺻﻮﻟ ﹲﺔ ﺑﺄﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﱠﺔ ﻭﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﳑﺎ
ﻳﺮﻓﻊ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﳋﻄﺮ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﺆﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﻗﻄﻌﹰﺎ ﺗﻠـﻚ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ
ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﳌﺒﺴﻮﻃﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻭﺯﺍﺭ ﹲﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺼﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻻﱠﻫﺎ ﺑﺎﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲤﻠـﻚ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ
ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ،ﺑﻞ ﺗﺼﻠﻪ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺃﳓﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﱠﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺳﻠﻄ ﺔ ﻭﺗﺄﺛﲑ ،ﺗﺜ ﲑ
,EE# 9ا YAEEG 6EEروEE#Hن 1EEN tEEBCآ 6EE&H 1EE*K Vأن أآ cEEAو 'EE( OEE5*pاEEدان `EEن ا#`EE
ا داري ا '1EER*Jا1953-1921 EE .م .و {EEB 6EEjاEE*KCن ا( 6EEا`1FA 'EEو1EEfت اEECKب ZEE
اآ Eا) EE*5 J&EاEدان E( 'EEُA1Hرًا uEEJا` VEو VE2#اEدان إ ,EEو1E*pت أآ6E7 EE+دًا ا1EEJ57رًا
1*K V2# '( VI5HK5Hإ 36 ,و *pوه' أ ^ N1 Sادان.
-ﻭﺃﺛﺎﺭﺕ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ -ﺍﳌﹶﻮﺟ ﹶﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻧﺰﺍﻉ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺑﻌﺪ ﺣ ﱢﻞ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺃﺯﻣﺔ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ
ﲟﻠﻒ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﰒ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﺃﻓﺮﺯﻫﺎ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ.
ﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،83ﺿﻌﻒ ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻭﺯﻳ ﺮ ﺍ ﹸ ﺻﺔ ﺍﻷﻣ ﺍﺳﺘﺸ ﻌ ﺮﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻷ ﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺧﺎ
ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ
ﻏﺎﻟﺐ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﳓﻮ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺻﺎﺩﺭ ﹰﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺗﻮﱠﻟﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ
ﺏ
ﻋﻠﻰ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺃ ﻭﻝ ﺟﻮﻻﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﱡﻓﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻘﺎ ﹴ
ﺭﲰﻴﺔ ﻭﺷﻌﺒﻴﺔ ،ﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺷﺮﺡ ﺃﺻﻮﻝ ﻭﻓﺮﻭﻉ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﻭﺍﻻﲢﺎﺩﻳﺔ ،ﻓﻘـﺪ
ﺗﺄﻛﺪ ﻟﺪﻯ ﺃ ﻭﻝ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﰲ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻫﻮ ﻓﻜ ﺮ ﻣﺮﻛﺰﻱ ،ﺗﺮﻛﱠـﺰ
ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺁﻝ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻏﺎﻟـﺐ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻴﲔ
ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﲔ ﰲ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷ ﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﺮﻛﺰﻳﻮﻥ ﻣﺘﺄﱢﺛﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻨﻈـﺎﻡ ﺍﻟﱪﻳﻄـﺎﱐ
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ ) ،(Local Governmentﺑﻞ ﺇﻥ ﺻـﺪﻣﺔ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺷ ﺪ ﻣﻦ ﺷﻜﻮﻯ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻔﻬﻢ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻇ ﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﲔ ﺍﳌﻨﺒﺜﲔ
ﳊﻜﻢ ﺍﻟﻔﺪﺭﺍﱄ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻭﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﳌﺎ ﹴﻡ ﺃﻓﻀﻞ ﺑﺎ ﹸﺑﻨﺴﺐ ﺟﻴﺪﺓ ﰲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺧﺎ
ﺱ ﰲ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻭﻧﻈﻤﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻻ ﺗ ﺪ ﺭ
ﰲ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﳏﺼﻮﺭ ﹰﺓ ﰲ ﺷﻌﺒﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
ﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻭﻭﺯﻳـﺮﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺗﻮﺍﱄ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺍﻟﻨﻴﺠﲑﻳﺔ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻷﻣ
ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺑﺎ ﹸﳌﻀﻲ ﳓﻮ ﲡﺎﻭﺯ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﺍ ﹸﳌﺘﺼﻞ ﻣﻨـﺬ
ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺇﱃ ) (26ﻭﻻﻳﺔ ،ﻋﻼﺟﹰﺎ ﺣﺎﲰﹰﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺩﻣﹰﺎ ﻓﻮﺭﻳﹰﺎ ﻻ ﻳﺘـﺪﺭﺝ .
ﺃﺟﺎﺯ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﰲ ﺟﻠﺴﺘﻪ ﺭﻗﻢ ) (81ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 9ﺃﻏﺴـﻄﺲ )ﺁﺏ( 1995ﻡ
ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ ﰲ )ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ ﻧ ﹸﻈﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ( ،ﻭﻗﺪ
,# 10د 'P7 .ا1ج tBC 6Aوز* د*Eان ا` VEا1E#pدي ( 'Eأi) YRExب( ^E7 OEPa# 6E&H ،1993
إدارة 1F UEEPو1EEfت اEECKب ،وآ1EEن ا h1EEK#اEEأي اTEEي 1EEد ( 'EEا tEE5`Aا 6EE12أ tEEBC ,5EE OEEوز*EE
ا1aر UPAH O5PB Gاب وا م و`^ اi tBCAل إ ,ا15.ذ 1A+7 'P7ن .O9 6A
ﺺ ﺻﺮﺍﺣ ﹰﺔ ﰲ ﺑﻨﺪﻩ ﺍﻷ ﻭﻝ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ) :ﺗﺤﻜ ﻢ ﲨﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠـﻰ ﺃﺳـﺎﺱ ﺍﳊﹸﻜـﻢ ﻧ
ﳊ ﻖ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﲞﺮﻳﻄـﺔ ﺗﻮﺿـﺢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ( ،ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺩ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﻋﻮﺍﺻﻤﻬﺎ ﻭﹸﺃ ِﹾ
ﺺ ﰲ ﻣﺎﺩﺗﻪ ) (3/5ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺇﱃ ﳏﺎﻓﻈﺎﺕ ﻳﺤ ﺪﺩ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﳊﺪﻭﺩ ﻷﻳﺔ ﻭﻻﻳﺔ ،ﻭﻧ ﺍﹸ
ﺐ ﰲ ﻋﺪﺩ ﺍ ﹸﳌﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﻳﻨﺘﻘ ﹸﻞ ﺍﲢﺎﺩﻱ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻭﻋﻮﺍﺻﻤﻬﺎ ،ﻣ ﻤ ﻬﺪﹰﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻻﻧﻔﺠﺎ ﹴﺭ ﻗﺮﻳ ﹴ
ﺑﺎﻟﻌﺪﺩ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻨﺬ ﺃ ﻭﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﳊﺎﻛﻤﺔ ﺇﱃ ﻋﺪ ﺩ
ﻒ ﺟﺪﻳﺪ ﳛﻤ ﹸﻞ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺟﺪﻳﺪ ﹰﺓ ﳌﻌﲎ ﺍ ﹸﶈﺎﻓﻈﺔ ﻭﺩﻭﺭ ﺍ ﹸﶈﺎﻓﻆ ﻻ ﳝﱢﺜﻞ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺃﻫﻢ ﻣﻐﺎﺯﻳﻬﺎ، ﻣﻀﺎﻋ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻜ ﻤ ﻦ ﰲ ﺟﻮﻫﺮ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﺘﻄﱢﻠﻌﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻋﻲ ﺍﻷﴰـﻞ.
ﺲﺴﻠﹸﻄﺎﺕ ﺍﻻﲢﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﲜﻼﺀ ،ﰒ ﻻﻣـ ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ،ﺣ ﺪﺩ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟ
ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﳌﻌﲎ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻫﻲ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ،ﻭﻣـﻨ ﺢ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﻻﻳ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﺃﺭﺑﺎﺡ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭ ﺭ ﺳﻮﻡ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺿـﺮﻳﺒﺔ ﻣﺒﻴﻌـﺎﺕ ﺍﻷﺭﺍﺿـﻲ
ﻭﺇﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻣﻨﺢ ﺍﻠﺲ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻭﺍﳌﺒﻴﻌﺎﺕ ﻭﺑﻌﺾ ﺿﺮﻳﺒﺔ
ﺸﺄ
ﺺ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺃﻥ ﻳﻨ
ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﱐ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭ ﺭ ﺳﻮﻡ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻧ
ﻑ ﺑﺎﻟﻌﻮﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻷﻓﻘـﺮ ﻟﻀـﻤﺎﻥ ﻕ ﻗﻮﻣﻲ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻳﺴﺘﻬﺪ ﺻﻨﺪﻭ
ﻱ ﺑﻘﺎﻧﻮ ﻥ ﺍﲢﺎﺩ ﹴ
ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ.
ﺃﺛﺎﺭ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ ،ﲟﺎ ﺣ ﻤﻞ ﻣﻦ ﻧﻘﻠ ﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳ ﺔ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﳊﻜـﻢ
ﻀ ﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﲝﻜﻢ ﻣﺪﺍﻩ ﺍ ﹸﳌﺘﻄﺎﻭﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺍﻟ ﻌﻘﻮﻝ ،ﺍﻫﺘﻤﺎﻣـﹰﺎ ﺍ ﹸﳌﺘﻮﺍﺭﺙ ﺑﻌ
ﺠﺮ ﺟﺪ ﹰﻻ ﺑﺪﺍ ﻛﺄﻧـﻪ ﻻ ﻳﻨﺘـﻬﻲ ﺑـﲔ ﻭﺍﺳﻌﹰﺎ ﰲ ﺩﺍﺧﻞ ﺃ ﹸﻃﺮ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﻭﻓ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﲔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﲔ ،ﺇﺫ ﹶﲤﺤ ﻮ ﺭ ﺍﳋﻼﻑ ﳎﺪﺩﹰﺍ ﺑﲔ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﺍ ﹸﳌﻤﺴﻜﲔ
ﺑﺎﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ،ﳑﺎ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﲪﻠ ﹰﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺸﺮﺡ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﻈـﺮﻱ ،ﺇﱃ
ﺟﺎﻧﺐ ﺍﳊﺸﺪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻴﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﻋﻦ ﺇﳝﺎﻥ ﻭﲪﺎﺳﺔ.
ﺻﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺍﻧﻌﻘـﺪﺕ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺷﻬﺪﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎ
ﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﺗﻄ ﻮﺭﺍﺕ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ ﺇﱃ ) (26ﻭﻻﻳـﺔ
ﻓﻮﺭﹰﺍ ﺿﺮﺑﺔ ﻻﺯﺏ ،ﺗﻠﻚ ﺍﺎﺩﻟﺔ ﻏ ﱠﺬﺕ ﺟﺪ ﹰﻻ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻷﺭﻓﻊ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺴﻌﺖ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ،ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ 841995ﺣﻮﻝ ﻣﺪﻯ ﺍﺳـﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺩﻳـﻮﺍﻥ ﺍ ﹸ
ﳊﻜـﻢ
ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﻭﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻻﲢﺎﺩﻳﲔ ﻭﺍﻟﻮﻻﺋﻴﲔ ،ﻭﺇﺫ ﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ
ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻨﻪ ﺍﳌﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﳌﺘﻄ ﻮﺭﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﺮﺍﺑـﻊ ﺇﱃ ﺣـﲔ ﺇﺟـﺎﺯﺓ
ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻷﻓﻘﻴﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺮﺃﺳﻴﺔ ﺑﲔ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻮﻻﻳـﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻻﲢﺎﺩﻳﲔ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺿﺢ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﳌﻮﺻـﻮﻟﺔ
ﺻ ﺪ ﺭﺕ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ
ﺴﹸﻠﻄﺎﺕ ﺃﺻﻴﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰ .ﻭﺇﺫ ﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺑ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍ ﹸ
ﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻣﻠﺘﺰﻣـﹰﺎ
ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﻣﺮﺍﺳﻴﻤﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺷﺨﺼﻴﺎﹰ ،ﻇ ﱠﻞ ﺍﻷﻣ
ﻑ ﻣﻦ ﻋﻠ ﻤﻪ ﻭﲡﺎﺭﺑﻪ ﺃﺎ ﻻﺯﻣ ﹲﺔ ﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ،ﻣﺘﺤ ﻤﺴﹰﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌ ﹺﺮ
ﻭﺑﻠﻮﻍ ﻣﻘﺎﺻﺪﻩ ،ﻭﲢﻘﻴﻖ ﻣﻐﺎﺯﻳﻪ.
ﺴﻞ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﺗﻮﺍﱄ
ﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﳚﺎﺑﻴﹰﺎ ﻣﺘﺠﺎﻭﺑﹰﺎ ﻣﻊ ﺗﺴﻠ
ﺑﺪﺍ ﺍﻟﺮﺋﻴ
ﻣﺮﺍﺳﻴﻤﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺣ ﻤﻠﺖ ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ ﲨﻴﻌﺎﹰ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷ ﻭﻝ 85ﻗﺪ ﺍﻧﻐﻤـﺲ ﺑﺸـﻜ ﹴﻞ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻌ ﺮﻓـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﰲ ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺣ ﺮﻙ ﳓﻮﻫﺎ ﺍﻷﻣ
ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ﺑﺪﱠﻗﺔ ﻭ ﺣﺮﺹ .ﺃﻣﺎ ﻭﺯﻳ ﺮ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﻓﻘﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ
ﺗﺜﲑﻫﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﲔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﳉﻤﻬﻮﺭ ،ﻭﻇ ﱠﻞ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ
ﺧﻴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻞ ﰲ ﻋﺠﺰ ﺑﻌﺾ ﺭ ﻭﺍﺩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺷﻴﻮﺧﻬﺎ ﻋﻦ ﺗﻔﻬﻢ ﺍ ﹸﳌﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍ ﹸﳌﺴﺎﳘﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺟﻌﺔ ﰲ ﺣﱢﻠﻬﺎ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍ ﹸﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﺛﺎﺭﺎ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺗﻌﻴﲔ ﻋﻮﺍﺻﻤﻬﺎ ﺑﻘـﺎﻧﻮﻥ
ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﰲ ﻭﻻﻳﺔ ﺳﻨﺎﺭ ﻭﺃﺩﻱ ﺇﱃ ﺇﻗﺎﻟﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ،ﰒ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺍﶈﺎﻓﻈﺎﺕ ﻭﺍﶈﺎﻓﻆ ،ﻭﺩﻭﺭ ﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﺣ ﺪﺩﻫﺎ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﳋﺎﻣﺲ ).(1995
ﺃﺿﺎﺀﺕ ﺇﺫﻥ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﳊﻤﺮﺍﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺒﺮ ﻋﻨـﻪ
ﺫﺍﺕ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﹰﺍ) :ﳓﻦ ﻣﺮﻛﺰﻳﻮﻥ ﻧﺮﻳﺪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ( ،ﻓﻘﺪ ﺗـﻮﱃ
11ا *7 Q&#ا t5`Aا 612وأ ٍ ,P7 V# QJSرا :t#ا ^.ا&1م ،ر YEاIAKر* t1، EرYE
اIAKر* tEE1 , EEا ^EE.ا&1EEم 'EEP7 ،ا1EEج وز* EEا *6Eان1EEx ،زي EESح ا ^*6EEا1EE)5Aر ا EE1H 'EE1
اIAKر* ،إHاه Vاo 'Cول ا& 1jت ا1aر EGا) 'E( J&Eاآ6EJ7 ، Eا ^EN 6EA VNوز*E
ر 1اIAKر* 7 ،ض ا1Kز وز* ا j1RواoAول ا1aص.
12ا *Fا.{1S 6A HM
ﻭﺯﻳﺮ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ 86ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ،ﻣ ﻌﺒﺮﹰﺍ ﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺔ
ﺴ ﻢ ﺧﺎﺭﺝ ﳎﻠـﺲ ﺶ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﺗﺤ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺭﺃﻳﻪ ﻭﻫﻮ) :ﺃ ﱠﻻ ﺗﻨﺎﻗ
ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ( ،ﻓﻘﺪ ﺍﺗﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺸﻜﻠﻪ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﺳﻴﻮﺍﱄ ﺩﻓ ﻌ ﻪ ﻟﺘﺮﺳﻴﺦ ﺍﳊﹸﻜـﻢ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺻﺎﺣﺐ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺇﳚﺎﰊ ﻭﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟـﺮﺋﻴﺲ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺳﹸﻠﻄﺎﺗﻪ ،ﻓﺎﻷﻣ
ﻳﻮﺍﱄ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ،ﰒ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋ ﺪ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻷﻭﱃ ﰒ
ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻛ ﻤﻠﹶﺖ ﺍﻷﺷﻮﺍﻁ ﳓﻮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ .ﻓﺮﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳﺪﻳ ﺮ
ﺼﻠﻴﺔ ﺍﻟ ﹸﻜﱪﻯ ،ﻓـﺈﻥ ﻣﻨـﺎﻫﺞ ﻋﻦ ﺣ ّﹴﻖ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻭﺗﺼ ﺪﺭ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍ ﳌﻔ
ﺍ ﹸﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﺫﺍﺕ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍ ﹸﳌﺴﺎﻳﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻨـﺬ ﻣﺮﺣﻠـﺔ
ﺍ ﹸﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ )1985 -1977ﻡ( ﻭﺯﺍﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﻨﺐ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﺍﳌﺼﺎﺭﺣﺔ
ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﻟﺪﻯ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻭﺇﺫ ﻣﱠﺜﻠﺖ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺣﺎﻟ ﹰﺔ ﻣﺜﺎﻟﻴـﺔ ﻟﻠﻘـﺮﺍﺭ
ﳊﻜـﻢ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﱢﻓﺮ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺟـﻮﻩ ﻟﹺﺒﻨﻴـ ﺔ ﺍ ﹸ
ﻑ ﻣﺜﺎﱄ ﻳﺘﻴ ﺢ ﳍﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻔ ﺮ ﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻴ ﺢ ﳍـﺎ
ﻭﻫﻴﺎﻛﻠﻪ ﺍﳉﺎﻣﺪﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ،ﰲ ﻛﻨﻒ ﻇﺮ
ﲤﺎﻡ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ،ﻓﺈﻧﻪ ﳝﺜﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺻﺮﻳ ﺢ ﺍ ﹸﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﻭﻋﻤﻴ ﻖ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ،
ﺑﻞ ﻭﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﳌﱰﱄ ﺩﺍﺧﻞ ﲡﺎﺭﺏ ﺑﻴﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﲡـﺎﺭﺏ ﺍﳊﻜـﻢ ﰲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﺎﻣﺔ؛ ﻟﻜﻦ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻛﺄﻧﻪ ﺗ ﹺﺮ ﻙ ﻛﻠﻪ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻘﻨﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ
ﻭﺧﱪﺗﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ.87
*****
cd 13اPاء 6J7ا ^N 6A VNوز* ر 1اIAKر* *&1a ^7 <Jوف t1ا ^.ا&1م 1EA+7 'P7ن
OEE9 6EEAور ^EE ^*EE i 1EEAHوEEGد EE*j EEBa4وTEE(1ة "EE4ن ا6EEآ5ر 'EEP7ا1EEج ( tEEBC 'EEوز* EEا`VEE
PES1F 6E&Hاآ Eا 'E( E ا1#pدي و1Ej IJ4م 1RPEت 1E P25Eرج ،VI#1RPEو"# 6Ejآ 6Eذً E&( vE
ا 15ر ازراء اJj1&# ^*Tا 'P7د*ان ا` Vا1#pدي.
ً6&H Y pا vEP# ^E7اEG.اء ENل ا E2AاTEي oEوي `tE#1 14ا U*Rأن د*ان ا` Vا1#pدي ً 6G 6I4
ا` Vا1#pدي ،وإذ ا {PB5از* د 'EP7.ا1Eج ,ECJوزارة ا1E4.ل ا H1Eا EB2P ES AاEIAKري
6H ،6G 'P7ت ازارة ا6*6Kة آ" 1Iا65اد 1Pدة ا 1IP+A# '5ر 1اIAKر* 1AE p ،أ1ًEJ5` VE# 1EI
t1CPا.ول YاIAKر* ر YEا*6Eان ،و 6Ejو UESد 'EP7 .ا1Eج ا&Aآ Eا 'E5أداره 1Eوز* Eر E1
اIAKر* 6EG 1I"Hل ENل )ا (,ECJAوEN YEل )اًEJ&# (,EC&Aا U&Ef 'E( OE5J ^E7إدراآ VEIور(VIE
ا125pل uJا RPوا+وة ا1#د*ً.1
ﺻﺪﻭ ﺭ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ ﲝﻤﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﻟﺼـﺎﱀ ﺍﻗﺘﺮﻥ ﻛﺬﻟﻚ
ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺃﺻﻮﻝ ﻭﳑﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﹸﺍﺧﺘﲑ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺤـﺎﻁ ﺎﻟـ ﺔ
ﺐ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ 1414ﻫـ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ 14ﻓﱪﺍﻳـﺮ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ،ﻭﺗﺤ ﺮﻙ ﻣﻮﻛ
ﳉﻤﻬﻮﺭﻱ ﺍﺣﺘﻔﺎ ﹰﻻ ﺑـ)ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﻤـﺎﻫﲑ ( ،ﰒ )ﺷﺒﺎﻁ( 1994ﻡ ﺇﱃ ﺑﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍ ﹸ
ﺗﹶﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺟﻮﻻﺕ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺭﻣﻮ ﹴﺯ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣـﻦ
ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ )ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﳏﻤﺪ ﺇﺑـﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﳏﻤـﺪ
ﺩﺍﺅﻭﺩ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ( ،ﰒ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﰲ ﺃﺑﺮﻳـﻞ )ﻧﻴﺴـﺎﻥ( 1996ﻡ
ﺐ ﺩ .ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﺝ ﺩ .ﺭﻳﺎﻙ ﻣﺸﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﳌﻨﺎﺻﲑ ،ﺣﻴﺚ ﺃﺩﱄ ﻣﺸﺎﺭ ﺤ
ﺍﺻﻄ
ﺖ ﻋﻠـﻰ ﺑﺘﺼﺮﳛﻪ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ) :ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﴰﺎﻟﻴﲔ ﻣ ﻬﻤﺸﲔ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻟ ﻌﻤﻠ
ﺿﻤﻬﻢ ﻟﺘﻤﺮﺩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﻟﻨﺠﺤﺖ(.
ﻟﻜﻦ ﺟﻮﻻﺕ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﳐﺎﻭﻑ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ
ﺲ ﻟﻠﺪﻳﻮﺍﻥ ﺗـ ﺪﻭ ﹺﻭﻝ ﺃﻥ ﻳـﺆﻭﻝﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻭ ﹸﻃ ﹺﺮ ﺣﺖ ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻌﻴﲔ ﺭﺋﻴ ﹴ
ﺍﳌﻨﺼﺐ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﰒ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳌﻨﺘﻤﻲ ﺇﱃ ﴰﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﰒ ﺗﺒﻨـﻰ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻘﺘﺮﺡ ﺃﻳﻠﻮﻟﺔ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﻨﺘﻤﻲ ﺇﱃ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ، ﺍﻷﻣ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺎﻋﺪﺕ ﳓﻮﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﺷﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﶈﻮﺭ ﺗﺰﻋﻢ ﲡﻤﻊ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﺃﻧﻪ
ﻳﺼﺮﻑ ﻛﻞ ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺇﺫ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺑـﻼ
ﺡ ﺍﻷﻣﲔ ﺤ ﺪ ﻣﻦ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻧﺼﺮﺍﻓﻪ ﺇﱃ ﺃﻫﻠﻪ ،ﺗﻠﻘﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﻘﺘﺮ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺘ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﺗﻮﱠﻟﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺇﺑﻼﻍ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ.88
ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺇﺫ ﺗﺒﺎﻃﺄ ﻋﻦ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻱ ﺑﺈﻧﺸـﺎﺀ
ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﻭﺗﻌﻴﲔ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺈﻳﻌﺎ ﹴﺯ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﶈﻮﺭ ،ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻭﺯﻳﺮ
ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺑﺎﳌﻨﻬﺞ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺩﻭﻥ ﺇﺭﺟﺎ ٍﺀ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺍﻟـﺬﻱ ﺗﺒﱠﻠﻐـﻪ
ﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻋـﱪ ﺤﺒﹰﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻟﻠﺪﻳﻮﺍﻥ ﰲ ﺟﻮﻻ ﻛﻔﺎﺣﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣﺼ ﹶﻄ
15ا t1CاG YP '1+رج آ2Cر.
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺿﺎﻋﻔﺖ ﳐﺎﻭﻑ ﺍﶈﻮﺭ ،ﺇﺫ ﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﻣﻼﻣﺢ ﺳﻠﻄ ﺔ ﻣﺴﺘﻘﱠﻠﺔ ﺫﺍﺕ ﻗﺮﺍ ﹴﺭ ﻳﻨﺸﺄ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻋﻦ
ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﺍﹸﻟﻤﺪﺍﻭﻻﺕ ﻭﺗﺼ ﺪﺭ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺑﺈﺷﺮﺍﻓﻪ ﺍ ﹸﳌﺒﺎﺷﺮ
ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻧﺎﺋﺒﹰﺎ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻭﺭﻏﻢ ﺣﺮﺹ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺃﻥ ﺗﺸﻤﻞ ﺟﻮﻻﺗﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻣﺎ
ﻋﺪﺍ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ،ﱂ ﻳﺼﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﱵ ﻃﻔﻘﺖ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﶈﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳـﻄﻲ
ﺲ ﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺍﻟﻨﻴﻠﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﱄ ،ﻓﻘﺪ ﺟ ﻤ ﻊ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍ ﹸﳌﻨﺘﻤﻲ ﺇﱃ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺭﺋﻴ
ﺇﱃ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﰲ ﺍﺳﺘﻬﻼﻟ ﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﳋﻄﺮ ﻣﻊ ﻓﺎﲢﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻱ ،ﻭﻟﻴ ﱪﺯ ﻷ ﻭﻝ ﻣـﺮﺓ ﰲ
ﻉ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﳉﻬﺔ ﰲ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻜ ﻦ ﺯﻣﺎﻧـﹰﺎ ﺻﺮﺍ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ
ﻛﺄﻧﻪ ﻣﻌﺪﻭ ﻡ ﰒ ﱂ ﺗﻠﺒﺚ ﻧﲑﺍﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﳐﺒﺌﻪ ﻣﺘﻘﺪﹰﺍ.89
ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ،ﻓﻘﺪ ﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻓﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﻣـﻊ ﺃﻃﺮﻭﺣـﺔ
ﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﰲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﺒ ﱢﻜﺮﺓ ،ﻓﻤﻨﺬ ﺍﺑﺘﺪﺍﻉ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﰲ ﺑﺴ
ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﶈﻠﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﻮﻯ ﲨﻠﺔ ﺗﻄﱡﻠﻌﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟـﱵ
ﺨﺺ ﹸﻗﺪ ﻭﺎ ﻭﻳﻨ ﱢﻔﺬ ﻣﺸـﺮﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣـﻲ ﺸ ﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﶈﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻤﻞ ﻓﻜﺮﻫﺎ ﻭﻳﺸ ﺗﻨ
ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﻬﻮ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭ
ﻳﺨﺘﺎ ﺭ ﺑﻘﺮﺍ ﹴﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻟﻴ ﻤﱢﺜﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﲢﺎﺩﻳـﺔ
ﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤـﺆﲤﺮﺍﺕ، ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺭﺋﻴﺲ ﳎﻠﺲ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻧ
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟ ﺪ ﻋ ﹺﻮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒ ﹺﻮﻱ ﻟﻴﺪﻓﻊ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻳﻌﺒﺊ ﻃﺎﻗـﺎﺕ
ﺍﳉﻤﺎﻫﲑ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ﻭﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻭﺍﻟﻨﻔﲑ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﳌﻨﺸﺂﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼ ﺪﻱ
ﻟﻠﻜﻮﺍﺭﺙ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ،ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺼﺐ ﻗﺪﻭ ﹰﺓ ﺩﺍﻋﻴﹰﺎ ﻟﻠﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭ ﺃﻥ ﻳﻌ ﺰﺯ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻠـﻮﻃﻦ
ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻳﺴﺎﺭﻉ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑ ﹰﺔ ﻟﺪﺍﻋﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﰒ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺮ ﻋﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﻫﻠـﻲ
ﺸ ﺮﺍﰐ ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺎ ﺩﳍﻢ ﰲ ﺃ ﳝﺎ ﻭﻻﻳـﺔ؛ ﻭﻛﻤـﺎ ﺗﻜﱠﺜﻔـﺖﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟ ﻌ ﻤﺪ ﻭﺍﻟ
Y712# 16أ 6ANإHاه Vا1Rه ا1)5Aر ا 1H '12اIAKر* ^7إ6Sار jار ر E1ا*6Eان و^E&#
اPاء Gرج آ2Cر رً# '( OP7 1ا1d oٍ 9ه tE1 ZEا ^E.اIE)Aر O7EaHا1E5م # TEC OEز1EAI
(' ا6را ا . &1Kوا U*Rأ Oإ ,ام 6EG# pوEj cEA# E2kاراً TEIا ا ،tEBCAر VExأ* 6E&H OE5PذvE
t1CPا.ول ا) '1Aو1)CH O1jط وا O5P Q# Zو OFSا1N 6&H OF Yد kا1IE)5د OE"H hآ1Eن اUEPA
ا.آ '( Jر 1اIAKر* .
ﺳﹸﻠﻄﺎﺗﻪ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﻜﱠﺜﻔﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻳﻨﺴـﻖ ﻧﺸـﺎﻁ ﺍﳌﻨﻈﻤـﺎﺕ
ﺴﻖ ﺑﲔ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﺑﺎﶈﺎﻓﻈﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺴـﻖ ﺣﺮﻛـﺔ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻳﻨ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺑﺎﶈﻠﻴﺔ ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮﻫﻢ.
ﻓﺎﶈﺎﻓﻆ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻤﻬﺎﻡ ﺍﳌﻨﻮﻃﺔ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﲪﻠـﻪ ﻧـﺺ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ
ﺴ ﺪ ﺣﹸﻠﻤﹰﺎ ﺁﺧﺮ ﻣ ﹺﻬ ﻤﹰﺎ ﰲ ﺃﺷﻮﺍﻕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺣﺮﻛ ﹲﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﳚ
ﻼﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻏﺎﻳﺎﺎ ﺗﺘﺨ ﺮﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻷﺎ ﲣﺘﺎ ﺭ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﰲ ﺍﻟﻄ ﱠ
ﻣﻦ ﺗﺘﻮ ﺳﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺸﻤﻞ ﺑﺎﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺃﻋـﺪﺍﺩﹰﺍ ﻣـﻦ ﻣﺘﻮﺳـﻂ
ﻀﻨﹰﺎ ﻣ ﹺﻬ ﻤﹰﺎ ﻟﻠﻤﻮﻫﻮﺑﲔ ﺗﻨ ﻤﻲ ﻣﻘ ﺪ ﺭﺍ ﻢ ﻭﺗﻮ ﺟﻪ ﻋﻄـﺎﺀ ﻫﻢ
ﺤ
ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﲤﺜﻞ ﻣ
ﻟﻴﻘﻮﺩﻭﺍ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﻳﺴﺎﳘﻮﺍ ﰲ ﺻﻨﻊ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻷﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ،ﻓﺎﶈﺎﻓﻆ ﻫﻮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟ ﹸﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﱵ
ﺗﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﺴﺐ ﺎ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﰲ ﻣﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺃﻭ ﲡﺎ ﹸﺫﺑﺎﺕ ﺍﺘﻤﻊ .ﻭﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴـﻴﺎﻕ
ﺼﺪﻭﺭ )ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻧﻈﹸﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ( ﳊﻖ ﺑﺎﶈﻠﻴﺎﺕ ﺗﻄ ﻮﺭ ﺟﺪﻳـﺪ ﺍﳌﺘﺪ ﺭﺝ ﺍﳌﺘﻄ ﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻛﺘ ﻤ ﹶﻞ ﺑ
ﺠﻌﺖ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻨـﺬ 1991ﻡ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﶈﻠﻲ ﺍ ﹸﳌﻌ ﺪﻝ ﻟﺴﻨﺔ ،1995ﺇﺫ ﺷ
ﻭﺍ ﹸﳌﺪﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﺩﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺩﻭﺭ ﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ﲟ ﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺗﻔﻮﻳﺾ ﺑﻌﺾ
ﻼ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺟﻮ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻨﻈﺎ ﹴﻡ ﻴﺄ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﻭﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﳓ ﹺﻮﻫﺎ ﳑﺎ ﺃ ﱠﻛﺪ ﻓﻌ ﹰ
ﳊﻜﻢ ﻭﺍ ﹸﳌﻌﺎﺭﺿﺔ.ﻟﺘﺠﺎ ﻭﺯ ﺍﻟﺘﻌ ﺪﺩﻳﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺆ ﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍ ﹸ
ﺇ ﱠﻻ ﺃﻧﻪ ﺭﻏﻤﺎﹰ ﻋﻦ ﺩﻳﺒﺎﺟﺔ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻳﺰﻳﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﹶﻟﻠﺒﺲ
ﺼﺮﺍﻉ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻟﻜﻠﻤﺔ )ﺍﳌﹶﺤﻠﻴﺔ( ﻭ)ﺍﻠﺲ ﺍﳌﹶﺤﻠﱢﻲ( ،ﻓﻘﺪ ﺍﺣﺘ ﺪ ﺍﻟ ّ
ﻼ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﱄ ،ﻭﺑﲔ ﺍﶈﻠﻴـﺔ ﺍ ﹸﳌﺤﺎﻓﻆ ﺍﳌﻤﺘﻠﺊ ﺑﻜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭﺍ ﹶﳌﻬﺎﻡ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻭﺍﻗ ﻊ ﻓﻌ ﹰ
ﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻳﻤﱢﺜﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺟﺐ ﲤﺜﻴﻠﻬﺎ ،ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺴﺆﻭ ﹸﻝ ﻭﳎﻠﺴﻬﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻛﻤﺎ ﻳﻨ
ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺘﻮﱠﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﲑﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻓ ﹺﺮﻑ ﺃﻣﺎﻡ
ﺴﺪﹰﺍ ﺳﹸﻠﻄﺘﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻠﻚ ﺍﻟ ﹶﻘﹶﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻗﱢﻊ ﺑﻪ ﳎﻠﺲ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ 90ﻭﺍﻟـﺬﻱ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻣﺠ
ﺻﻮﻑ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻋﺒﺮ ﰲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉﺲ ﻣﻌﺎﺵ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺣﻴﻮﺍﺗ ﹺﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍ ﹸﳌﺤﺎﻓﻆ ﺍﳌﻮ ﻳ ﻤ
t1x '( 17و1*pت ادان آ1ن ا ZEA5KAا 1EA7 E<J&* 'EPAأ VEI( ^E OEP7 c`E4دور ا (1EAاE( 6E*6Kد
ا*6ان أن ا VP7) (1Aو ،(VPjوأ1`* p VIدون *&(ن x 1ً (1ذً6A5& vا ٍ j ,P7ة & *Cو(`* .
ﺻﺔ ﺍﶈﻠﻴﺔ ،ﻋﺒـﺮ ﻋـﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘ ﺪ ﻭﺍﺗﺼﻞ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻭﺍﶈﻠﻴﺔ ﻭﺧﺎ
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺟ ﺮﺍﺀ ﺣﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ ،ﻭﻫـﻲ
ﺍﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﻫﻢ ﺃﻥ ﹸﳍﻢ ﺳﻬ ﻢ ﺧﺎﺹ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﲝﻜﻢ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﺤﺮﻛـﺔ ﻋﻠـﻰ
ﺴﹸﻠﺲ ﰲ ﺴﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺗ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﹶﻓﺪﻭﺍ ﻣﻊ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺃﻢ ﺃﻫ ﹸﻞ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ،ﻭﺇﺫ ﺗﺘﻴ
ﻱ ﻣﻦ ﺃﺟﻬﺰﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻷﺩﱏ ﻣﻊ ﺍﶈﻠﻴـﺔ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳌﻦ ﺗ ﹶﻘ ﺪﻣﻪ ﺷﻮﺭﺍﻫﺎ ﰲ ﺃ ّﹴ
ﻭﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﻭﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺘﻌﺎﻃﻰ ﻣﻊ ﺍ ﹸﳌﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺤﻮ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻣﻊ
ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻓﻘﺪ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﺇﻻ ﺭﺋﺎﺳﺘﻪ ﺍ ﹸﳌﻄﻠﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎﹰ،
ﺷﺄﻥ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺩﻓ ﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺄﻭﻟﺌﻚ ﺣﻜﺎﻣﹰﺎ.
ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺃﻥ ﻭﻓﻮﺩ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻇﱠﻠﺖ ﺗﺘﺮﻯ ﳓﻮ ﺍﻟﻮﻻﻳـﺎﺕ
ﻹﻃﻔﺎﺀ ﺍﳊﺮﺍﺋﻖ ﻭ ﳏﺎﺻﺮﺓ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻷ ﻭﻝ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺑﲔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﻭﺑﲔ
ﺐ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻣـﻦ ﻋﻀـﻮﻳﺔ ﻀﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭ ﺟ ﻤ ﻊ ﻏﺎﻟ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺴﻊ ﻟﻴ
ﻉ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﻣﻊ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﱄ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻨﺎ ﻗﺒـﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ؛ ﻓ
ﺼﺮﺍ
ﻗﻠﻴﻞ ،ﻫﻮ ﻭﺟ ﻪ ﻣﻦ ﺃﻭ ﺟﻪ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻟﻜـﻦ ﰲ ﺑﻌـﺾ ﺍﻟﻮﻻﻳـﺎﺕ
ﺍﺳﺘ ﻌ ﺮﺕ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻭﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ )ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺍ ﹸﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ( ،ﻭﺍﺳﺘﺨﻠﺼﺖ
ﻒ
ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﱪﺓ ﺍﻟﱵ ﺳﺒ ﻖ ﺃﻥ ﻗﺮﺃﺎ ﰲ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﳌﺮﻛﺰ ،ﻭﻫـﻲ ﺿـ ﻌ
ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺄﻃﺮﻭﺣﺔ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﻓﺎﻟ ﻮﻻﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮ ﹶﻛ ﹺﺰﻳﻮﻥ ﰲ ﺇﻃـﺎﺭ
ﺚ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻨﻈـﺮﻱ ﻭﻻﻳﺎﻢ ،ﻭﻏﺎﻟﺒﻬﻢ ﻻ ﻳﻬﺘ ﻢ ﺑﺎﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﰲ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﻟﺒ ﱢ
ﺑﺎﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻭﻳﺒﺸﺮ ﺑﺄﻃﺮﻭﺣﺎﺎ ،ﻭﺑﻌﻮﺩﺓ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ
ﺕ ﺑﲔ ﻃﻮﺍﺋـﻒ ﳎﺘﻤـﻊ ﺍﳌﺪﻳﻨـﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎ ﺇﱃ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺃ ﺳﺲ ﺎ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻟﻜﺮﱘ
ﺸﺮ ﺑﺄﻥ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ )ﺍ ﹸﳌﺆﻣﻨﻮﻥ ،ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ،ﺍﻷﻭﺱ ،ﺍﳋﺰﺭﺝ .ﺇﱁ( ﻭﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ،ﻇ ﱠﻞ ﻳﺒ
ﺐ
ﺍﳌﺆ ﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺍ ﹸﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻷﺗﻢ ﰲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﻭﺇﺫ ﱂ ﺗﺴﺘﻮ ﻋ
ﺏ ﺣ ﻮﻯﻣﻘﻮﻻﺕ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ،ﱂ ﺗﻘ ﺮﹸﺃ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﰲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺎ ﹴ
ﺕ ﻭﺯﻳﺮ ﺩﻳـﻮﺍﻥ ﺕ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﻭﺧﻄﺎﺑﺎ ﺍﳌﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﳌﺬﻛﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑﻳﺔ ﻭﺧﻄﺎﺑﺎ
ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﲪﻠﺘﻪ ﻭﺷﺮﺣﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ،ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ
ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﺇﱃ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﲢﺎﺩﻱ ﺫﺍﺗﻴﹰﺎ ﺷﺨﺼﻴﹰﺎ ﻳﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻭﻣﻘﺎﺭﺑﺘﻪ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ
ﻭﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ﰲ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﹰﺎ ﻣﺆ ﺳﺴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﻣﻠﺘﺰﻣﹰﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ .ﻭﺇﺫ
ﻗﻀﻰ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺳـﺎﺱ ﻟﻠﻌﻤـﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻲ
ﳋ ﺪﻣﻲ ،ﻭ ﺣ ﺪﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻃﺎﻗﺎﺎ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻭﺣﻜﻮﻣﺘﻪ.
ﺍ
ﺇﺫﻥ ﺑﺪﺍ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺻﻌﺒﹰﺎ ،ﻭﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭﺍﻟـﺪﻣﺎﺯﻳﻦ
ﺴﹶﻠ ﻢ ﻭﻻﻳ ﹲﺔ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻭﺣﺴﺎﺳﻴﺎﺗﻪ ،ﻓﻘ ﺪﻣﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳـﺎﺕ ﻭﴰﺎﻝ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻭﱂ ﺗ ﹶﻜﺪ ﺗ
ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺼ ﻐﺮﺓ ﳌﺎ ﺷﻬﺪﻩ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍ ﹸﳌﻔﺎﺻﻠﺔ ﺍﻟ ﹸﻜﱪﻯ؛ ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ
ﳉﺎﹺﻧﻬﺎ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﺗﺰ ﻭﺩﺕ ﺻﻮ ﹶﺴﻠﻄﺎﺎ ﻭ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﺑ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻛﺎﻓﺔ ﺑﻮﺯﺭﺍ ٍﺀ ﻣﻦ ﺻﻠﺐ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳓﺎﺯ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﺭﺋﻴﺴـﻬﻢ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴـﺬﻱ
ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﻭﺑﺪﻭﺍ ﻣﻨﺎﺻﺮﻳﻦ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﻢ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ ﻭﺻﺎﻳﺎ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺗﻪ ﲢﺎﻭﻝ
ﳉﺪﺩ ﻭﺗﺒﺬﻝ ﳍﻢ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﹰﺎ ﺯﺍﺋﺪﹰﺍ ﺣﱴ ﻳﻄﻤﺌﻨﻮﺍ ﻭﻳﺜﻘﻮﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻳﻀﻔﻮﺍ ﻋﻠـﻰ ﳊﻜﺎﻡ ﺍ ﹸ
ﺃﻥ ﺗﻮﱢﻓﺮ ﺍ ﹸ
ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﺍﳉﻬﻞ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﻪ ﻗﺪ ﻳﺰ ﻭﺩ
ﺡ ﺃﻛﱪ ﳓﻮ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﰒ ﺷـﻬﺪﻩ ﺍﻟﺘﻮﻗﲑ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍ ﹸﳌﻄﻠﻖ ﲜﻨﻮ ﹴ
ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻻﺣﻘﹰﺎ .ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﺃﻣﲔ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳـﺘﻮﻋﺐ ﺍﳌـﺆﲤﺮ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻣﻬﻴﻤﻨﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﻭﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘ ﻮﺓ )ﻗﻬﺮﻫﺎ ﻭﻣﺎﳍﺎ( ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺣﻴﺜﻤﺎ
ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﻭﺗﻔﺎﻗﻢ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻭﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳌﺆﲤﺮ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ،ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺭﻑ ﰒ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻠﺘﲔ ﺗﻮ ﱠﻻﳘﺎ ﻭﺍ ﹴﻝ ﻣﻦ ﻋﻤﻖ ﻋﻀـﻮﻳﺔ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺸﺘﺪ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻋﺴﻜﺮﻳﹰﺎ.91
ﺛﺎﺭﺕ ﰲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻛﺬﻟﻚ ﻷ ﻭﻝ ﻣ ﺮﺓ ﺗ ﻬ ﻢ ﺍﻟﺘﻌ ﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺗﺮﺩﺩﺕ ﺷـﺒﻬﺎﺗﻪ ﰲ
ﳉﻨﻮﺡ ﺍﻟﻔﻮﺿﻮﻱ ﳓﻮ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ ﺍﳌﻮﺻـﻮﻟﺔ ﺻﺔ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍ ﹸ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺧﺎ
EEj &P pا AKEECA
,EE# 18ا6EEآ5ر إEEHاه 6EEJ7 Vا tEEBCوا 'EEا1EE2رف VEEkوا 'EEاEE*MKة وآ1EEن ً 1EE+
اA+Aة ^Hا` وا Ba4 Q1`( ،V C5اا' ه' ا1.س (' 1x cdب اME5pام 6EAHدات ا& Ejآ1EA
1I#Nا2ا^ وا.1k
ﺑﺄﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ؛ ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺑﻐﲑ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳋـﺎﺹ
ﳋﺴﺮﺍﻥ ،ﴰﻠﺖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﻭﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺇﱃ ﺍ ﹸ
ﺱ ﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺍﱃ ﺧﺴﺮﺍﹺﻧﻬﺎ ﻭﻃﻔﺤﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺴﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺂﻛﻞ ﺭﺃ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻓ
ﺏ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑـﲔ ﺗ ﻬ ﻢ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺃﻭ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﹸﻠﻎ ﺣ ﺪ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻭﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍ
ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﱂ ﺗﻌﻬ ﺪﻫﺎ ﻋﻼﻗﺎﻢ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﺍﻟﺘ ﹶﻄ ﻬ ﹺﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﻌﺮﻑ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﳌـﺎﻝ
ﻭﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﱂ ﺗ ﻌ ﻬ ﺪ ﻧ ﹸﻈﻤﻪ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺍ ﹸﳌﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻨﺠﻮ ﺍﳉﺎﱐ ﺑﻐﲑ
ﳉﺮﺍﺡ ﺍﻟﱵ ﻋﻠ ﹶﻘﺖ ﺑﺎﻟﻮﺷﺎﺋﺞ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻠﻪ ﻣﻊ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﻭﺇﺧﻮﺍﻧﻪ.
ﺐ ﻭﺍ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺍﻟ ّﹺﺮﻳ
*****
ﺍﺟﺘ ﻬ ﺪ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﰲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﳊﻠﻬﺎ ﺑﲔ ﻣﺴـﺘﻮﻳﺎﺎ ﺍﻷﺩﱏ
ﻭﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ ﺍﻟﱵ ﺻﺎﺣﺒﺖ ﺇﻗﺎﻟﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻭﻻﻳﺔ ﺳﻨﺎﺭ ،92ﻓﺈﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ
ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﰲ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃ ﺩﺍﻩ ﺍﻟـﺪﻳﻮﺍﻥ ،ﰒ
ﺣﻴﺎﺩﻳﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﻷﻭﻝ )ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ،ﺟﻮﺭﺝ ﻛﻨﻘﻮﺭ( ﻭﺭﺣﺎﺑﺔ ﺃﺧﻼﻕ ﻧﺎﺋـﺐ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺩﱠﻗﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ )ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﱀ( ،ﺳﺎ ﻫﻤﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺣﻞ ﻛﺜﲑ ﻣـﻦ
ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺈﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﻤﺴـﻜﺔ
ﻉ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺣﻮﻝ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﻣـﺪﻯ ﲟﻠﻒ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎﺩﺓ ﻟﺼﺮﺍ ﹴ
ﻑ )ﺍﻟﺒﺎﺀ( ﰲ ﺫﺍﺕ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻓﻬﻮ ﻭﺯﻳ ﺮ ﺑـﺪﻳﻮﺍﻥﳊ ﻖ ﺣﺮ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻓﻘﺪ ﹸﺃ
ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﻟﻴﺲ ﻭﺯﻳ ﺮ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺷﺄﻥ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﻮﺻﻮﻟﲔ ﺑـﻮﺯﺍﺭﺍﻢ ﺑﻐـﲑ
ﺣﺮﻑ ﻭﺻﻞ؛ ﻭﺇﺫ ﺍﺳﺘﻠ ﻬ ﻤﺖ ﻛﻠﻤﺔ )ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ( ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﳊﺮﻑ ﺍ ﹸﳌﻠﺤـﻖ ﻻ
ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺴﺘﻠﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﺍﳋﻮﻑ ،93ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻟﻠﺪﻳﻮﺍﻥ ﺭﺋﻴ
ﺲ ﺑﻐﲑ ﻗﺎﻧﻮﻥ ،ﰒ ﺗﺒ ﺪﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣـﻦ
. 19ول 6Sور 1jن إ17دة V C#ا1*pت1E( QJE) ،ت ENل 6E7د ^Eا&ا VESا 'E5اُ E5ت 1E*pPت،
ح آ( Jن (ات اAآ g&H ^7 Mا6Aن ذات ا &Aا15ر* aأ(gE&H ^E7 {B وإذ cHjا1H OF V25رٍ 1#
ردود ا c&Fا ، Jf1وا1+Aل ا.و {fآ1ن ا 15ر 1CE E*p ً AS17 KC C*6ر ،إذ ُ17Eن c`E)# 1Eو(6E
^ أه1C cر )ا PH12A ( C*6Aر YEاIAKر* ، Eو1K# 6Ejو E`N VEI& QEHا ، E*pواEP25ا (& 1ًEPإ1CE ,Eر
MُAاو أ ^*6C5 ،VI1A7إ ,و ^E 6E7ا c*6EJ5H YEاE2ار وإ1E7دة ا& AES1إ1CE ,Eر .وإذ أن ا VEا E*p
و 1I5AS17و6Nوده6 1دة 121Hن 6&# pل إ c*6&5H pاAم ا56ري ،اTE57ر ا OER ^E7 YEو6ESر
jارٌ IAGري 1jHآ `N cا67 1 ، *pا وز* وا 6Nر( gاTه1ب إ1C ,ر.
20آ J&# vTآ APا*6ان وNف ا1EJء اESAل ME ^E7اج إ1E2ذي E E iروث EJ2N ^Eا` VEا*1EAي
1985 –1969م وهE &E# Eا ^7ا t75E5 U1Edأ1AEء 6E*6Gة و EG1N EH Eو1EIم E5P 1ًEJP9ازن
ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﳉﻨﻮﰊ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷ ﻭﻝ ﺍﻟﺸﻤﺎﱄ ،ﺭﻏﻢ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﺍ ﹸﳌﺴـﺘﻘ ﺮﺓ ﺍﳉﺎﳓـﺔ
ﺠ ﻤﻮﺩ ﺑﺎﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻣﻨﺬ ﺃ ﻭﻝ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ.94
ﻟﻠ
ﺐ ﻫﻴﺎﻛﻠﻪ ﲢﺪﻳﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﺃﻣـﺎﻡ ﺼ
ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺿﻊ ﺗﻘﺪﻡ ﲡﺮﺑﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﻧ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻭﻛﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﱂ ﻳـﺪ ﹺﺭﻛﻮﺍ
ﺃﻥ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﺴ ﲑﻫﺎ ﺧ ﹸﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤ ﻮﻝ ﺇﱃ ﲤﺎﻡ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺳـﺘﻨﺘﻬﻲ ﺣﺘﻤـﹰﺎ
ﻂ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻷﻭﺳﻊ ﳉﻤﻠﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﹰﺎ ﻭ ﻣﺪﺍﻭﻟﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﳌﺌﺎﺕ ﳌﻞﺀ ﹺﺑﺒﺴ
ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺍﳌﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻭﺍﻠﺲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﻟﻠﻮﻻﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﻭﳎﻠﺲ ﺍﶈﻠﻴﺔ ،ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ
ﳊﻜﻢ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﻘﻊ ﺩﻭﻥ ﺷﻮﺭﻯ ﺣ ﱠﻘﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺳﺘ ﻤﱢﺜﻞ ﺍﻟﻨﻘﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﳓﻮ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍ ﹸ
ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟ ﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺤﺎﺕ ﻟﻠﻤﻨﺎﺻﺐ -ﻷ ﻭﻝ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ -ﺗﺼ ﺪ ﺭ ﻣﻦ ﳐﺒﺄ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ،
ﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﺍﻛﺒﻬﺎ ﺗﻄ ﻮﺭ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺘـﺐ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻄ ﻮﺭﺍﺕ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍ ﹸ
ﺻﺔ ) %60ﻟﻠﻘﺎﺩﻣﲔ ﻭ %40ﻟﻠﻘﺪﺍﻣﻰ( ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺗـﺮﻭﻳﺾ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺍﳋﺎ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺁﻟﻴﺘﻬﺎ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻋﻜﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺪﻯ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺍﳌﻜﺘـﺐ
ﺻﺔ ﺍ ﹸﳌﺠﺎﻧﺒﺔ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ،ﻓﻘـﺪ
ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﹶﻓﻬﻢ ﺍﻟﺘﻄ ﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻪ ﺧﺎ
ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﲔ ﺑﻘﺮﺍ ﹴﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﻮﱃ ﺗﻘﺪﳝﻪ ﻭﺇﺑﻼﻏﻪ ﻧﺎﺋﺐ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﳌﻨﺘﺨﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻗﺪ ﺃﻧﺎﻁ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻭﻧﺎﺋﺒـﻪ
ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﻭﺃﻣﲔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،95ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ ﻳﻤﱢﺜﻠﻮﻥ ﳉﻨﺔ ﺍ ﹸﳌﺤﺎﺳﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴـﺎ
ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺳﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳋﺎﺹ ﳌﻞﺀ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺗﻜـﻮﻳﻦ ﳉﻨـﺔ
ﺟﺪﻳﺪﺓ ﲟﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺘﺪﺑ ﹴﲑ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺇﺫ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﻭﺯﻳـﺮ
ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﻟﻴﻘﻄﻊ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﻳﻨﻀﻢ ﺇﱃ ﳉﻨﺔ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﲔ
اTEEي OEE52* 6EEjا EEف ا 'EE1ا 'EEPAأو ا ،'C9EEو QEEf1( 6EEjا 1EE2ذ و ,EEP7 QEEjF#ا EE**1Aإذ اQ&EE#
U1d1Hأ 6&H 1A p F71 1ً(1&fا PS1FAو617 (6#ات ا.uFC
t1 ,# 21ا ^.ا&1م ا15.ذ 1A+7 'P7ن O9 6Aإ Hغ وز* ا` Vا1#pدي د 'P7 .ا1ج ا'E( EJx
#ر 1ا*6ان ^ )آ2Cر( إ) ,ا 671EB# tJEH (HMر( gEا)1JEب ،و 6Ejدرج tE1ا ^E.ا&1Eم إ,E
ا1A&5EEل cEE+ه hTEEا 1EE4رات 6EE&5رأ* OEEو 'EEC&#آ EEAPا)1JEEب ا& EES1Cا& *`EEا 'EE5أEEF cEE+A# QJEESذ
ا+رة )6J7ا`H ،^N 6A VNي ،{1S ^NإHاه YA4 Vا ^*6وأ.(VI1+
22أ^ ا A#oAا 'C9د1x .زي Sح ا.^*6
ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻭﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﺳﺘﺤﻮﺫﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ
ﻣﻊ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎ ﺩ ﻣﺘﻌ ﻤﺪ ﻷﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ.96
ﺐ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﳌﻨﺎﻫﺞ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ، ﺼ
ﱂ ﻳﻠﺒﺚ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻧ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺧﺘﻴـﺎﺭ ﻛﻠـﻪ ﻣﺮﻛﺰﻳـﹰﺎ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﳏﻮﺭ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻠﻪ ﻧﺎﺋ
ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻴﲔ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻨﺎﻩ ﰲ ﻓﻘﺮﺓ ﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﺇﺫ ﺷﻬﺪﺕ ﺃﻭﻝ
ﺗﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﻣﻨﻬﺠﹰﺎ ﳜﺘﺎﺭ ﻟﻠﻮﻻﻳﺔ ﻭﺍﻟﻴﹰﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ،ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﺍﻟـﺒﻌﺾ ﰲ ﳑﺎﺭﺳـﺔ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺫﺍﺕ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﺘﻄ ﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼـﺒﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﳉﻬﻮﻳﺔ ﻟﺼﺎﱀ ﺩﻣﺞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻭﺣﺪﺗﻪ ،ﺃﻭ ﲢﺎﺷﻴﹰﺎ ﺃﻥ ﻻ ﳛﻤﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺳﻮﺍﺑﻖ ﻣﻦ
ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﰲ ﺑﻴﺌﺘﻪ ﰲ ﻓﺎﲢﺔ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻻﲰﻬﺎ ﻭﻭﺟﻬﻬﺎ؛ ﻟﻜﻦ ﺍ ﹸﳌﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺑﺪﺀ ﺗﻨﻔﻴﺬ
ﺍﳌﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺃ ﺳﺴﺖ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﳓﻴﺎﺯ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺇﱃ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺑﻌﻴﻨـﻬﺎ
ﺻﺔ ﻭﻻﻳﱵ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻀﻰ ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭﻫﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼـﺮ ﺃﻭ ﺧﺎ
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﻧﺸﻮﺀ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ.
ﺻﺪﻭﺭ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ ﺃﻛﻤﻞ ﺃﺷﻮﺍﻁ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﳓﻮ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻜﻦ
ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﹰﺍ ،ﺑﺪﺃﺕ ﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻧﻈﻢ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻭﺳﻴﻠ ﹰﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭ
ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻗ ﺮ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺷـﻌﺐ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ ،ﰒ
ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﳎﻠﺲ ﻭﻃﲏ ﺗﺄﺳﻴﺴﻲ ،ﳏﻞ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ،ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ،ﰒ ﺣ ﺪﺩ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺨﻮﺹ
ﻉ ﺳ ﺮﻱ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﰲ ﺐ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﺎﻗﺘﺮﺍ ﹴ
ﺨ
ﻟﻜﻞ ﻭﻻﻳﺔ ﻟﺘﻮﱢﻟﻲ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻮﺍﱄ ،ﻭﻳﻨﺘ
QAEf 23ا EECKPا&EE`H 6EEAي ،{1EES ^EENا&6EEJ7 6EEAا ،^EEN 6EEA VNا& 6EEAد ،Z(1EE 'EEP7 Z(1EE .ود.
TKوب ا . EFPaو 6EC7ا1EK5Nج وز* Eا*6Eان tE# ,EP7أ1E7 ^Eم ا A#oEAا 'C9Eا6Eآ5ر 1Exزي ESح
ا ،^*6ذآ OEأ 6ENأ1E7ء ا ^E ECKPآ1EJر ا&1EAP`H ^*`Eت 6*6E4ة اE2ة أ6** p VEIو .OEو 6Ejآ1Eن أ^E
ا A#oAا tP9 ^ a* 'C9دTK .وب ا1N52 OC FPaت pة و ^ (1Eر O5*E7 VExا'E( PES.
CKا1C&5ت وا1JE1Aت ا& ،1EPو 6Ejا 'E( 65E4ه hTEا 6E2 EPNAأ ^Eا A#oEAا YEP 'C9Eو OEJ1ا.ول
و PAKا&`*^ (' ا12دة آ# 1Aآ Mه t1 'P7 OKا ^.ا&1م ووز* ا1aر1EA+7 'P7 Gن OE9 6EA
وآ vP# Q1ا1J .ر PJ#اKI1H ^C&Aم آ. P1
ﺼﻞ ﺃﻳﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﲨﻠﺔ ﺍﻷﺻـﻮﺍﺕ ﳚـﺮﻱ
ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻮﺍﱄ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﳛ
ﻉ ﺛﺎ ﻥ ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﲔ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﺍﺗﹰﺎ.
ﺍﻗﺘﺮﺍ
ﻛﺎﻥ ﺍﲡﺎﻩ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﺈﻳﻌﺎ ﹴﺯ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﺮﻛﺰ -ﰲ ﺍﳌﺮﻛﺰ -ﺃ ﱠﻻ ﻳﻌﺘ ﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﺷﻮﺭﺍﻫﻢ ﰲ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﳌﺮ ﺷﺤﲔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻘ ﺪﻡ ﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻠﺲ ﺍﻟﻮﻻﻳـﺔ،
ﻭﺍﺷﺘﺮﻃﻮﺍ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﻭﻻﻳﺎﺕ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ –ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺇﲨﺎﳍﺎ ﺍﻟﻌـﺪﺩﻱ )(16
ﻭﻻﻳﺔ ﺃﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ %60ﻣﻦ ﺇﲨﺎﱄ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ،ﺃ ﱠﻻ ﻳﺘﺎﺡ ﻷﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺗﺮﺷـﻴﺢ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟـﺪﻯﻭﺍ ﹴﻝ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﻻﻳﺎﻢ ،ﻭﺇﺯﺍﺀ ﺍﺣﺘﺠﺎﺝ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺗﺪ ﺧﻞ ﺍﻷﻣ
ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷ ﻭﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻜﻞ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﺗﺸـﺎﺀ ﻣـﻦ ﺍﳌﺮﺷـﺤﲔ،
ﻱ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﻣﻀﺖ ﻟﻮﺿﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﺁﺧﺮ ﳝﺜﻞ ﻓ ﻌ ﻤ ﺪﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﱃ ﺣ ّﹴﻞ ﻭﺳﻂ ﺑﻌﺪ ﻷ ﹴ
ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﳌﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻴﹰﺎ )ﻭﻗﻊ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺮﻳﲔ ﺍﻟـﺬﻳﻦ
ﺴﻨﻤﻮﺍ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ( ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺍﳌﺮﺷـﺢ ﺍﺷﺘﻬﺮﻭﺍ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺗ
ﺍﳌﻨﺘﻤﻲ ﺑﺎﻷﺻﻞ ﻟﻠﻮﻻﻳﺔ ﻭﺣﺮﻣﺖ ﻣﺮﺷﺤﻲ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﲟﻨﺼﺐ ﻭﺍﱄ ﺍﻟﻮﻻﻳـﺔ ،ﰲ
ﺼﻮﺭ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﳌﻐـﺎﺯﻱ ﺍﳊﻜـﻢ ﺍﻻﲢـﺎﺩﻱ ﺐ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﱃ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﹸﻗ
ﺱ ﻳﻘ ﺪﻣﻪ ﺷﻌ ﺃ ﻭﻝ ﺩﺭ ﹴ
ﻒ ﺇﳝﺎﺎ ﺑﺎﳊﺮﻳـﺔ ﻭﺍﻟﺸـﻮﺭﻯ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴـﺔ ﺿﻌ
ﻭ ﻣﺠﺎﻧﺒﺘﻬﺎ ﻟﺘﻄﱡﻠﻌﺎﺗﻪ ﻭﺃﻣﺎﻧﻴﻪ ،ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ
ﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮ ﺷ ﺢ ﻏﺮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻣـﻦ ﺃﺑﻨـﺎﺀ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﰲ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﱂ ﳛ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﺍﳌﻘﺘﺮﻋﲔ ﰲ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻋﺎﺩ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ
ﻭﺗﲑﺓ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻭﻧﺴﻘﻪ ﰲ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﻟﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺷـﺢ ﺍﳌﺮﻛـﺰ
ﻀﻞ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻳ ﹸﻜﻦ ﺍﳌﺮﺷـﺢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻭﺃ ﱠﻛﺪﺕ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺗﻔ
ﺿﻌﻴﻔﺎﹰ ،ﻭﺑﺪ ﹰﻻ ﻋﻦ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﺸﻠﻬﺎ ،ﺗﻮ ﻋﺪ )ﻣﺮﻛ ﺰ ﺍﻟ ﹸﻘ ﻮﺓ( ﺧﻠﻔﻬـﺎ ﺃﻥ:
)ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻟﻦ ﲢﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺩﻋﻢ( ﻋﻘﺎﺑﹰﺎ ﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﳊﹸﺮ.97
'( 24وx *pب آد(1ن (1ز دi )H .دم ر G '( ANا Q*B5ا {E4 ,P7 1+ا ECKPا& 6EAا'EPK
أ 6ANا)* .Uو(' و *pا9aم ُر<F t#ز دTK .وب ا ,P7 FPaا15E.ذ 6J7ا6JE uE1Jرات VCE# E2*RH
^7ء ا uRa5وا اج إذ cB* Vا ,P7 .أSات TE#آ وEaH ,EfاE( EPFN 'E( Oز ا{E4A
ا .VIAو(' ا12رف و(' آ u2اPاء أHا VE12إEHاه Vو(1Eز إEHاهEA Vد {E4ا ،1E7 'ECJو('E
1A4ل دار(ر (1ز 6J7ا '(1SاCر و u2ا& V#1N 6Aا PواPاء ر14د `'.
ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺒﺴﻂ ﻟﻌﺸﺮ ﻭﻻﻳﺎﺕ ،ﻓﻘﺪ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﳊﻜـﻢ ﺍﻻﲢـﺎﺩﻱ ﻛـﺬﻟﻚ
ﺴﺮﹰﺍ ﻭﻣﺼﲑﹰﺍ ﺃﺷﺪ ﻗﺘﺎﻣ ﹰﺔ ﻣﻦ ﻧﺰﺍﻋﺎﺕ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺠﺎﻭ ﺯ ﺍﻟﻌﺜـﺮﺍﺕ ﰲ ﺍﺳﺘﻬﻼ ﹰﻻ ﻣﺘﻌ
ﺧﺎﲤﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ ،ﻓﺮﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘ ﱪ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻷﻛﱪ ﺃﻣـﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻫﻲ ﻭﺟ ﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎ ﻋﺲ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﳊﻜﻢ
ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ )ﺍﻟ ﻔﺪﺭﺍﱄ( ،ﻓﺈﻥ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻗﺪ ﺗ ﱠﱰﻟـﺖ ﰲ ﻣﻨﺘﺼـﻒ ﺍﻟﻌﻘـﺪ
ﺏ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻳﻜﺎ ﺩ ﻳﻤﱢﺜﻞ ﺃﺭﺿﹰﺎ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴـﺔ،
ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭﺍﳉﻨﻮ
ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺷﻬﻴﺔ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﻻﻟﺘـﻬﺎﻡ ﲡﺮﺑـﺔ ﺍﳊﹸﻜـﻢ
ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﰲ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﻨ ﻌ ﻢ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺎ ﻭﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭﻫـﺎ ،ﻓـﺈﻥ
ﺍﻟﺘﺪﺍ ﺧﻞ ﰲ ﺷﺆﻭﻥ ﺗﱰﻳﻞ ﻧ ﹸﻈﻢ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺑﺪﺍ ﳍﻢ ﺃﻣﺮﹰﺍ ﺑﺪﻳ ﹺﻬﻴﹰﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﻃﻠـﺐ
ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﲏ ﻷ ﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻞ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻳﺰ ﻣ ﻊ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﻭﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠـﺎﻥ
ﻱ ﻣﺮ ﺷ ﹴﺢ ﻟﻠﺘﻌﻴﲔ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺇﺟـﺮﺍﺀﻭﺍﺎﻟﺲ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﻳﺒﱠﻠﻎ ﺃ
ﺻ ﺪﻭﺭ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺯ .ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﻣﻠﻒ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﲨﻠ ﹰﺔ ﺗﻄ ﻮﺭ ﳓﻮ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﺍﻷﻣﲏ ﻭ
ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭﹰﺍ ﻣﻬﻤﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺗﻮﺗﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﳌﺮﻛﺰ ،ﻓﺈﻥ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺑﻔﺤﺺ
ﺍﻷﲰﺎﺀ ﱂ ﺗ ﹸﻜﻦ ﺇﻻ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﺣﻮﻝ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﻠﻒ ،ﻓﺈﺫ ﺭﻓﺾ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺃﻥ ﺗﻜـﻮﻥ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﻟﻠﺠﻬﺎﺯ ،ﳏﺘﺠﹰﺎ ﺑﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻪ ﻭﺇﳕﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ
ﺿﺢ ﺍﳋﻠﻔﻴﺎﺕ ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺢ ﺍﳉﻬﺔ ﺻـﺎﺣﺒﺔ ﺟﻬﺎﺯﹰﺍ ﻓﻨﻴﹰﺎ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻳﻮ
ﺕ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﰲ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﰲ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻋ ﻤ ﺪﺕ ﺇﱃ ﺗﺪ ﺧﻼ
ﲝﺮ ﺍﳉﺒﻞ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ )ﺟﻮﺑﺎ( ﻭﰲ ﻭﻻﻳﺔ ﺟﻮﻧﻘﻠﻲ ﻭﻭﻻﻳﺔ ﴰﺎﻝ ﲝـﺮ
ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻳﻨﺤﺴﺮ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭ ﻣ ﻐﺎﺯﻳﻪ .98ﻛﻤﺎ ﺗﺰﺍﻣﻨﺖ
ﺴﺮ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﰲ ﺃﺑﻮﺟـﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻣﻊ ﺗﻮﻗﻴﻊ )ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ( ،ﻭﺗﻌ
ﺻﻞ ﻟﺘﺴﻮﻳ ﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺴﻚ ﺫﺍﺕ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺑﺮﻓﺾ ﺍﻟﺘﻮ
ﻭﻧﲑﻭﰊ ،ﻭﲤ
)ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺩ .ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ( ﻟﻮﻗﻒ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﻓﺄﺻﻴﺒﺖ ﺗﺮﺗﻴﺒـﺎﺕ ﺍﳊﻜـﻢ
25ا1IG c257ز ا vEP# '( ^.اE5Fة أ EH E`N ^Eا cEJKوأد 1N 'E( OEPو*6EA Eة 171E 4ت أE4ف (1EI
,P7اAت .آ1N 1Aول ا1257ل اا ) 1IFا6ة إ YCGآدو( .و( 'Eو1AE4 E*pل EHاMEال E 'ّFEُS
)7ة ^ اس ا1aص Pا'.
ﺕ ﺑﺎﻟﻐﺔ ،ﻭﲡﱠﻠﻰ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﳌ ﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻣﻦ ﺟ ﺮﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﺻﺎﺑﺎ
ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑﺘﻤﺎﻡ ﺑﺴﻂ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻛﻤﺎ ﺣ ﺪﺩﺗﻪ ﺍﳌﺮﺍﺳـﻴﻢ ﺍﻟﺪﺳـﺘﻮﺭﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﳉﺰﺀ ﺍ ﹸﳌﺘﺼﻞ ﺑﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑـ)ﺍﺗﻔﺎﻗﻴـﺔ ﺍﳋﺮﻃـﻮﻡ
ﻟﻠﺴﻼﻡ (1997ﻭﺑﲔ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﺤﻮﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌ ﺮﺓ ﺿﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑ ﻌﻬـﻮﺩ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﻠﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﻮﱢﻗﻌﺔ ،ﳑﺎ ﺳﻨﻌ ﹺﺮﺽ ﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻷﺧﲑ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ.
*****
ﺍﺳﺘﻮﻋﺐ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ ﻭﻧﺼﻮﺹ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺷﺄﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ
ﺕ ﻛﺒﲑ ﹰﺓ ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍ ﹸﳌﻠﺘﺰﻡ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﳓﺎﺯﻭﺍ ﻟﻠﺜـﻮﺭﺓ ﲟـﺎ ﺍﳌﻔﺼﻠﻴﺔ ،ﺍﺳﺘﻮﻋﺐ ﻃﺎﻗﺎ
ﺸﺮﺕ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﱂ ﻳﺒﻠـﻎ ﲤﺎﻣـﻪ ﺍﳌﻨﺸـﻮﺩ ﺇﺫ ﲪﻠﺖ ﻣﻦ ﺗﻐﻴ ﹴﲑ ﻭﲟﺎ ﺑ
ﺴ ﺮﺕ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺘﻮﺍ ﺯﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﲔ ﻣﻜ ﻮﻧﺎﺎ ﻭ ﻣﺴـﺘﻮﻳﺎﺎ ﻭﺑﻴﻨـﻬﺎ ﻭﺑـﲔ ﺍ ﹶﳓ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺭﺽ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻷ ﻭﻝ ﻃﺮﺣﻪ ﺃﻓﺬﺍ ﹲﺫ ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺍﻷﻭﻝ
ﺴﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﲡﺮﺑﺔ ﻛـﺒﲑﺓ ﻛﺎﻥ ﻳ ﻌ ﻮ ﹸﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﻧﻔﺎﺫﻩ ﲟﺎ ﳍﻢ ﻣﻦ ﻋﻠ ﹴﻢ ﻣﺨﺘﺺ ﰲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﲟﺎ ﹶﻛ ِ
ﳊﻜﻢ ﺍﶈﻠﻲ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻷﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﻤﻴﺸﹰﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ.99 ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻄﺮﺍﺋﻖ ﺍ ﹸ
ﻒ ﺻﺮﻳﺢ ﻣﺤ ﻮ ﺭ ﰲ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟـﱰﻉ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻭﻣﻪ ﺑﻐﲑ ﻣﻮﻗ
ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﻭﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ،ﰒ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﱠﻟﻮﺍ ﺃﺭﻓﻊ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﻐـﲑ
ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓ ﺔ ﻭﺇﺩﺭﺍ ﻙ ﺑﻔﻠﺴﻔﺘﻪ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻪ ﻭﺑﻐﲑ ﻭﻋﻲ ﻭﺗﺴﺎ ﻣﺢ ﲢﺘﺎﺟﻪ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ،
ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺷﺎﻗﹰﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤ ﻮﻝ ﺇﱃ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳ ﺔ ﺑﺎﺳﻄ ﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﻮ ﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻀﺔ،
ﺏ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﺻـﺮﻓﺘ ﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﺃﻫ ﹸﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﻌﻨﻴﻮﻥ ﲜﻮﻫﺮ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﻣﻐﺎﺯﻳﻪ ﺑﺘﺮﺣﺎ ﹴ
ﻧﺰﺍﻋﺎﻢ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﻋﻦ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﲦﺎﺭﻩ ﻏﲑ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ.
ﻟﻘﺪ ﻃ ﻮﻓﺖ ﻭﻓﻮﺩ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﳛﺪﻭ ﺭﻛﺒﻬﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ )ﺍﻟﻨﺎﺋـﺐ
ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ( ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ )ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷ ﻭﻝ( ،ﻃ ﻮﻓـﺖ
ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺃﳓﺎﺀﻩ ﻗﺎﻃﺒ ﹰﺔ ﺪﻑ ﻣﻼﻣﺴﺔ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻷ ﻭﻝ ﻋﻬﺪﻫﺎ ﻭﻟﻴﺘﻌ ﻬﺪﻭﺍ
JR# * V 26ا` Vا1#pدي 6*"5Hا) 6أ6EJ7 6ANا (6EA ^ANأ 6ENأه VEا دار* UES 'E( ^Eاآ E
ا.ول .إذ 'EE( EEBa#ا دارة و 'EE( cEEEA7أ1EEء اEEEدان ا 1ًRH1EEf EEFP5aAإدار* OEEC` ،ً1EEا1EEE)AH EE5ورات
P2CP gا G1FAإ 26 ,و. *p Uرا( ٍ و6اوpت V2#ا1*pت (' "5 PNة ،وأ(ٍ j ^7 {B
ﻟﻠﻘﺎﺋﻤﲔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ؛ ﰒ ﱂ ﻳ ﹾﺄ ﹸﻝ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺟﻬﺪﹰﺍ ﻳﺴﺘﻔ ﹺﺮ ﹸﻏﻪ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻟﻨﻈﻢ
ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﺗﻮﺛﻴﻘﻪ ﺑﺎﳌﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ،ﹸﻛﺘﺒﹰﺎ ﲢﻤﻞ ﺫﺍﺕ ﻧﺺ ﺍﳌﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﻟﺪﺳـﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺧﻄﹶـﺐ
ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﻭﻭﺯﻳﺮﻩ )ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺃﻭ ﹰﻻ) :ﺍﺳﺘﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻮﺩﻱ( ﰒ ﺻﺪﺭ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﳊﻜـﻢ
ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ( .ﻛﻤﺎ ﻗ ﺪﻡ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﻻﺗﻪ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺭﺋـﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳـﺔ،
ﻭﺃﺻﻄﺤﺐ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﻭﺟﻮﻫﻪ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﰲ ﺣﺮﻛﺔ ﺩﺍﺋﺒﺔ ﱂ ﺗﻔﺘـﺮ
ﺁﺛﺮﺕ ﺭ ﻫ ﻖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﺄﺟﻮﺭ ﺁﺧﺮ ﹰﺓ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﻭﻳﻦ.
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻘﻠﺔ ﺍﻟ ﹸﻜﱪﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻭﻋﻴﹰﺎ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ ﺇﱃ
ﺕ ،ﻣﺜﻞ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑ ،ﻭﲡﺎ ﻭﺯ ﺻﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤ ﻮﻝ ﺍﻟﱵ ﲪﻠﺘﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻗﺮﺍﺭﺍ
ﺍﳌﺪﻥ ﺍﻟﱵ ﺃﻟﻔﺖ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﹰﺎ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳ ﹸﻈﻨﻪ ﺃﻫﹸﻠﻬﺎ ﳑﻴﺰﺍﹰ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻫـﺪﺍﻑ
ﺽ ﺑﹺﻜ ﹴﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻮﺎ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﰲ ﻚ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺒﺴﻂ ﳓﻮ ﺃﺭﺍ ﹴﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺃﻥ ﻳ ﹾﻔﺘ
ﺕ ﻓﻴﻨﺘﻘ ﹸﻞ ﺇﻟﻴﻬـﺎ
ﺕ ﺃﻭ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﶈﺎﻓﻈﺎ ﻛﻞ ﻣ ﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻋﻮﺍﺻﻢ ﻟﻮﻻﻳﺎ
ﺾ ﻣ ﺪﻥ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺣﻀﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ.
ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﺗﻐﺸﺎﻫﺎ ﻭﻓﻮ ﺩ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻭﺗﻨﻬ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻘﻠﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺜﻮﺭﻳﺘﻬﺎ ﻭﻓﻮﺭﻳﺘﻬﺎ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻀﺎﹸﻓﺮ ﺍﳉﻬﻮﺩ ﻭﲨﻊ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﻛﺎﻓﺔ،
ﳊﻜﻢ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﻛﺜﺎﻓﺔ ﻭﻇﺎﺋﻔﻪ ﺗﺘﻄﱠﻠﺐ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺿﺨﻤﺔ ،ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻓﺈﻥ ﺗﺸ ﻌﺐ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺍ ﹸ
ﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺳﹸﻠﻄﺎﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﰲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺠ ﺰ ﻋﻦ ﲤﺎﻣﻬﺎ .ﻭﺇﺫ ﹸﺃﻋ ﻄ ﻲ ﺍ ﹸ
ﺃﻧﺎﻁ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﲟﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﲡﺊ ﹸﻛﱡﻠﻬﺎ ﻣـﻦ ﺍﳌﺮﻛـﺰ ﻻ ﺳـﻴﻤﺎ
ﻟﻠﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍ َﻷﻟـ ﺢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﻭﱃ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻋﻄﺎﻟﺔ ﺑﻌﺾ
ﺸﺢ ﺍ ﹸﳌﺮﺗﺒﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﳓﺴﺎﺭﻫﺎ ﻷﺷـﻬ ﹴﺮ ﺃﻏﻠـﻖ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ،ﺇﺫ ﺗﻌﺴﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑ
ﳊﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ﺳﻠﻄﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﳌﺘﻮ ﺳﻄﺔ ﻭﺃﺣﺒﻂ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺍ ﹸ
ﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻄﱠﻠﻊ ﳌﺴﺘﻘﺒ ﹴﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻣـﻊ ﻭﻋـﻮﺩ ﻳﻬ ﺪﺩ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﺟﻴﺎﳍﻢ ،ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﻣﻨﺼﺮﻓﺎ
ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﻋ ﺪﺓ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺟﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺗﱰﻳﻞ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ.100
'( 27ا A#oAا&1م ا A#oAP .ا cJj 'C9ا1999 PS1FAم ،آ Q1ر ,ENا&Aآ EاEوس 6E#ور ('E
ر ا12دة Nل *6&#ت ا1 Cم ا) :'1.ه c * cا ^.ا&1م رً"IP 1ة ا12د* أم E4 cEJ2#وط اYE
(' أن *`ن ر YEا"EIة ا12د* Eوا tE5`Aا 'E1ور YEاA#oEA؟!(؛ و` ECK 'E( ^Eا- E(12+إ6ENى 1EKن
ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺭﺗﺒ ﹶﻄﺖ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﳊﻜـﻮﻣﻲ ﺍﳌﺮﻛـﺰﻱ
ﺨﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻻﲢﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﳍﻴﺂﺕ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ،ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﻛﺒﲑﺓ ﺑﺎﻟﺘﻨﻘﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍ ﹸﳌﺘﻀ
ﺐ ﳍﺎ ﰲ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺿﺤﺖ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻻﲢﺎﺩﻳﺔ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ﻻ ﺗﻜﺘ
ﺕ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳ ﹲﺔ ﺇﻻ ﰲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﺷﺄﻥ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ .ﻭﻟﻜـﻦ ﻏﺎﻟـﺐ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺳﹸﻠﻄﺎ
ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ،ﻭﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ
ﻓﻘﺪﺕ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﳌﻮﺭﻭﺛﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ،ﻭﺍﻟﱵ ﲡﱠﻠﺖ ﺧﲑﹰﺍ ﻭﺑﺮﻛﺔ ﺑﻌـﺪ ﺍﻻﺳـﺘﻘﻼﻝ،
ﻭﺳﺎﳘﺖ ﰲ ﺩﻣﺞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ،ﻭﺻﻬﺮ ﺗﺒﺎﻳﻨﺎﻢ ﰲ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ،ﻭﻣـﻦ ﱠﰒ ﰲ ﻭﺣـﺪﺓ
ﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ.101
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﳓﻮ ﺍﺳﺘﺸﺮﺍﻑ ﺳﻤﺎ
ﺃﺧﲑﹰﺍ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻳﺘﻄﱠﻠﻊ ﻻﺳﺘﺠﺎ ﺷﺔ ﺍﻟﻄﺎﻗـﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨـﺔ ﺍﻟـﱵ
ﺃﻳﻘﻈﺘﻬﺎ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺎ ﺑﺎﻟﻌ ﺰﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺟﻬﺎﺩﻫﺎ ﻭﺷﻬﺪﺍﺋﻬﺎ ﻭﺩﻋﻮﺎ ﻟﻺﺳـﻼﻡ ،ﰒ
ﲣﻄﻴﻄﻬﺎ ﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟ ﻌﺸ ﹺﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﺴﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜـﺮﻭﺓ،
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻄﱠﻠﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﹸﳌﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﻗﻌﺔ ﺍﳌﺰﺭﻭﻋـﺔ ﻭﺗﻨﻮﻳـﻊ ﺍﶈﺼـﻮﻝ،
ﻼ ﻋﻦ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﳌﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﻟﻠﺸﺮﺏ،
ﺤﺔ ﻓﻀ ﹰ
ﻭﺗﻜﺜﻴﻒ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﺮﻗﻴﺘﻪ ﻭﺗﻌﻤﻴﻢ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺼ
ﳉﺴﻮﺭ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﳊﻤـﺔ ﰒ ﲣﻄﻴﻂ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﳌﺼﺎﻧﻊ ﻭﻣ ﺪ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺃﻣﻴﺎ ﹰﻻ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍ ﹸ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﳓﻮ ﻭﻃ ﹴﻦ ﻭﺍﺣ ﺪ ﻣﺘﻜﺎﻣ ﹴﻞ ﻭﺣﺮ؛ ﻟﻜﻦ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﻗﺼـﹰﺎ
ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤ ﺪﻱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺣﻪ ﻭﻃ ﻦ ﺑﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
*****
ا A#oAا - 5آ Q1و(د ا j UP 5A5 V1j.وا6Nة EN 'E( 1I5E)j1C tPR#ر وز* Eا VEP&5ا&1Eم،
وه' cR&#ا6Aارس (' و1*pت 1A4ل دار(ر وا cCا gH.وا cCا.زرق وCGب آد(1ن وxه.1
28آ Q1ا P2Cآk vTر* 5 ,P7ى gFa#ا2ى ا&5 ,P7 P1ى ا` VEا1E#pدي"E 6E2( ،ل ا^E.
ا&1م د .أ UECj 'EP7 6ANوز* EاMرا6E7 ^E7 E7د ا& 'E( ^P1Eوزارة اMرا1E2( . E7ل1E2( .( A5E) :ل ) :OEآVE
15#ج 1K c&F1Hز cA7ازارة ا 'RRa5آ6N 1Aد hاAم ا56ري ا'1+؟(1E2( ..ل^E` .(^5E E) :
71Cjا ^.ا&1م ا '5أ( '( 1IC7 {Bا ,P7 P&5ا Vjا .ه') :وا Zjا .أ15# Qج إ.( 5 ,
اCُ Kب
ﺟﺎﺀﺕ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﻡ ﻭﻗﺪ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﻋﻦ ﺟﻮﻫﺮ ﺃﻃﺮﻭﺣﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻭﺟﻬﹰﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺃﺯﻣـﺔ ﺍﳊﹸﻜـﻢ ﺍﻻﲢـﺎﺩﻱ
)ﺍﻟ ﻔ ﺪﺭﺍﱄ( ،ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺭﻭﺓ ﺳﻨﺎﻡ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﲔ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ 1956ﻡ
ﻫﻲ ﺇﻗﺮﺍ ﺭ ﺣﻖ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﰲ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻮﺿ ﹴﻊ ﻓ ﺪﺭﺍﱄ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ،ﻓﻠﻮ ﺍﺧﺘﲑ ﺗـﺎﺭﻳ ﺦ
ﺚ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺑﺈﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟ ﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟـﺬﻱ ﺃﻭﺩﻋـﻪ ﳌﺒﺘﺪﺃ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ 102ﻟﻜﺎﻥ ﺣﻨ ﹸ
ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﻮﻥ ﻟﻮﻓﺪ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻭﻭﻋ ﺪ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻟﻸﻭﱃ ﺑﻀﻤﺎﻥ ﺫﻟﻚ
ﰲ ﺃﳝﺎ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺗﺮﺳﻢ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻟﻠﻘﻄﺮ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ .ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻭﺍﻥ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻛﺎﻧﺖ
ﺏ
ﺡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻷﺣﺰﺍ ﹴ ﺚ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﺛﻮﺭ ﹰﺓ ﻣﺴﻠﺤ ﹰﺔ ﻳﻬﺪﻳﻬﺎ ﻃﺮ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻗﺪ ﻋﺒﺮﺕ ﺍﳊﹶﻨ ﹶ
ﺐ ﺑﺘﻤﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻟﻮﻃ ﹴﻦ ﺟﻨﻮﰊ ﻣﻨﻔﺼﻞ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﲤﺮﺩﹰﺍ ﻟﻜﺘﻴﺒ ﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻧﺎﺷﺌﺔ ﺗﻄﺎﻟ
ﺐ ﰲ ﺯﺭﻗﹶﺔ ﻓﺠﺮ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺇﱃ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺤ ﱢﻔﺰﻫﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﲢ ﺮﻛﻪ ﺍﻟ ﺮﹺﻳ
ﺡ ﺳﻴﺎﺳ ﻲ ﻣﺒﲔ. ﻃﺮ
ﺨﱢﻠ ﹸﻔﻬﺎ ﺍﳊـﺮﺏ ﻻ ﳏﺎﻟـﺔ، ﰒ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺭﻗﻌﺔ ﺍﳌﺂﺳﻲ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﱵ ﺗ
ﻭﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ )ﻣﺎﺋﺪﹲﺓ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮﺓ( ﻭﺩﻭﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ
ﺵ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻣﺮﺗﲔ ،ﺑـﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﺍﳌﹸﺆﲤﺮﺍﺕ ،ﻭﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺍﻟﱰﻭﺡ ﻭﺍﻟﺘﺸ ﺮﺩ ﻭﺍﻫﺘ ﺰ ﻋﺮ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1958ﻡ ،ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﺮﺗﲔ ﰲ 1964ﻭ1985ﻡ ﺑﺄﺳـﺒﺎ ﹴ
ﺏ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺮﺩﻱ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺑﺎﳊﺮﺏ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ .ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻭﻗﻮﺩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸـﺮﻳﻦ
ﺍﻷﻭﻝ( 1964ﻡ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﹸﻘﺒﹺﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻜﹸﻦ ﻣﻌﺮﻭﻓﹰﺎ ﻭﻗﺘـﻬﺎ ﺇﻻ
ﻟﻌﺪ ﺩ ﳏﺪﻭ ﺩ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻋﻤﻴﺪﹰﺍ ﻟﻜﻠﻴـﺔ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﲜﺎﻣﻌـﺔ
ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ) :ﺇﻥ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻫﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﻟﻦ ﺗﺤﻞ ﺇﻻ ﺑﺰﻭﺍﻝ ﺍﳊﻜـﻢ
ﺴﻠﹸﻄﺎﺕ ﻭﺑﺴﻄﻬﺎ( .103ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﻧﻈﺎﻡ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ﻳﺮﻋﻰ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟ
29أ6Sر ا 6Eأ cEHأ Eأول tE1 tEBC ,E5* 'HECGر YEاIAKر* EآEC&H 1ًEH15ان )ECGب اEدان:
ا1A5دي (' g2ا&Iد(.
30د ^N .ا5ا6 '( 'Hوة ))` PاCKب( E712Hا1E15pت E&1KHاE9aم &EH cEJjأ*1Eم ^Eاp6Eع
ا+رة (' أآ1964 H5م .و6H 6jأت 6E7 V 5EC#ة 6Eوات و1EPGت ENار MEF5HودE7ة ^Eا YEPKAا&`Eي
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻫﻲ ﻓﺎﲢﺔ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﱃ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ،ﻓـﺈﻥ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﹸﺃ ﻋ ﺪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﰲ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻗﺮﺃﻩ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ
ﻭ ﺳﺠﻞ ﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺎﻡ ،ﺣﻤﻞ ﻓﻘﺮ ﹰﺓ ﻛﺎﻣﻠ ﹰﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﹸﺸﻜﻠﺔ ﺍﳌﹸﺘﻔﺎﻗﻤﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺃﺳﻨ ﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺃﻛﱪ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ) :ﺟﺎﺀﺕ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻧﻴﲔ،
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺃﻭﻝ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﺩﻳﻦ ﺃﻭ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺇﻗﻠﻴﻢ
ﺐ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻈﻠﻮ ﻡ ﻭﻻ ﻣﻐﺒﻮﻥ ﻭﻻ ﻏﺎﻟـ
ﻣﻐﻠﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻩ ،ﺍﻟﺴﻼ ﻡ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ ﻗﹸﺼﻮﻯ ﻭﻛﺎﻥ ﺩﺍﻓﻌﹰﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﹰﺎ ﻟﺘﻔﺠﲑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ(.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﻟﻴـﺪﺓ ،ﻓـﺒﲔ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﹸﺴﺘﺘﺮﺓ ﰲ ﻳﺪ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣـﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ،
ﻧﺸﻄﹶﺖ ﺃﻭﱃ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﰲ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﺴﺎﺭﺡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ
ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺇﺫ ﻻ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﻜﺎﺗﺐ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﻳﱪﺯﻭﺍ
ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﺭﻏﻢ ﺗﻮﻟﱢﻴﻬﻢ ﺃﻛﱪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﹸﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻔﲏ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻷﻭﻝ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ،
ﻓﺈﻥ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﳌﹸﺘﺪﺍﻋﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﳊﻈ ﺔ ﺑﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﻗـﺎﺕ ﺍﻟـﱵ
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﺎﳉﻨﻮﺏ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﳉﺰﺀ ﻣـﻦ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ،
ﺴﺠﺖ ﻏﻼﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﲤﺎﻡ ﺗـﻮﺍﺭﻱ ﺍﻟﻮﺟـﻮﻩ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﻟﻴﻜﺴﺮﻭﺍ ﺃﻭﻝ ﺣﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻧ ِ
ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ104؛ ﻓﺒﲔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﲔ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﺑﲔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺃﻣﺎﻧـﺔ
ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋ ﹺﻬﺪﻭﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﻟ ﺪ ﻋﻮﹺﻱ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻓﻴﻪ ،ﰒ ﺑﲔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ
ﺹ ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﻭ ﺣﺠﺐ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺑﲔ ﻛﻞ ﺗﻠـﻚ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﳊﺮ ﹺ
ﻱ ﻷﺯﻣـﺔ ﺍﳉﻨـﻮﺏ ،ﻋـﱪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﹸﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﺗﻌﺜﱠﺮﺕ ﺧﻄﹸﻮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﳓﻮ ﺣ ﹴﻞ ﺟـﺬﺭ ﹴ
ا1EEآ VاTEEي د(& OEE5اEER5رات ا 'EE( O#1EE1 EE&*AاEECKب إ ,EEر( ZEEاEE2د EE*N ^EE7 1ًJEEا EEJ&5ودEE7ة
ا taCوا)&671AP tة (' cNا. P`)A
31آ1ن أjب ES1C7اآ Eا Eإ ,Eأ1E7ء YEPKاE+رة ه Eا) cE( 6IEا 6Eأ EBBjHو6Ej
*ت O5EBa4 Oا E5FCAا62Aا Eأن *Eا' OEPA7ا 'E( H1EاECKب PE"Hب ECK ZE 6E*6Gا Eم ا'E5
*أ 1IEEأ 6EENأ1EE7ء ا ،YEEPKAو 1EE 1ً&*EEأ {JEESأ 6EENأه VEEا& EEPA7 'EE( EES1Cا EEم ا 'EE5ه 'EE( 'EEا1EE.س
ت 1E5ر1ECAH 1EI Ej 7 p 7خ اF5E 1Fو1N RPEُ ^EH fآ EAوNآ<EA5 Eدة cEA#ا EحER 'E( ،ا ٍ
َAا PNAاM1Aة.
وا O*A5اTي آ1ن ِ
ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺷﺮﻋﺘﻬﺎ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﺒﻜﱢﺮﹰﺍ ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺧﻔﺎﻗﻬﺎ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﳒﺎﺣﻬـﺎ ﰲ ﻏﺎﻟـﺐ
ﺍﻷﺷﻮﺍﻁ ﻭﺍﳉﻮﻻﺕ.105
ﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﺟﻮﻥ
ﻗﺮﻧﻖ ﺩﻱ ﻣﺒﻴﻮﺭ ﻗﺪ ﻗﻄﻌﺖ ﺃﺷﻮﺍﻃﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﳉﺬﺭﻱ ﺑﺄﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴـﻼﻡ ،ﳓـﻮ
ﻣﻨﻔﺴﺘﻮ ﺑﻴﺎ ﻥ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻳﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﻨﻴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﻳﺼﻞ ﻋﱪ ﻣﻨﻬﺎﺟﻬﺎ ﺇﱃ ﲢﻠﻴ ﹴﻞ
ﺟﺪﻳ ﺪ ﻟﻸﺯﻣﺔ ،ﺃﻓﻀﻰ ﺇﱃ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ.
ﺾ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍ ﹸﳌ ﻬﻤﺸﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﱵ ﲤﺜﱢﻞ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴـﺔ ﺇﻥ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻫﻲ ﺑﻌ
ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻣﻦ ﺳﻜﱠﺎﻧﻪ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭﺟﺔ ﰲ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ
ﺚ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌـﺪﻝ ﰲ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﺤ ﹸ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﻭﺍﳌﻨﻬﺞ ﻫﻮ ﺛﻮﺭﺓ ﺍ ﹸﳌ ﻬﻤﺸﲔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﻟﻜﻦ
ﺑﺬﻭﺭﻫﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺎ ﹸﳌ ﻬ ﻤﺸﻮﻥ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻳﺘﻄﻠﱠﻌﻮﻥ ﺇﱃ ﺳﻮﺩﺍ ﻥ ﺟﺪﻳﺪ ﻻ ﺗﺴـﻴﻄ ﺮ
ﻋﻠﻰ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻭﺳﻠﻄﺘﻪ ﻧﺨﺒﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺃﻭ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻫـﻮ
ﺳﻮﺩﺍ ﹲﻥ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛ ﻲ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻧﺴﺨﺘﻬﺎ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﻨﻴﻨﻴﺔ.
ﺽﰲﺏ ﻭﺗﻔـﺎﻭ ﺴﻨﺎﻥ ،ﲢـﺎﺭ ﻭﺇﺫ ﻇﻠﱠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗ ﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟ ِّ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﺧﻂ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ
ﺍﻟﺬﻱ ﲤﺜﱢﻠﻪ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺃﹸﻭﱄ ﺍﻟﻘﺮﰉ ﰲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻬﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ
ﲔ ﺇﱃ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺸـﻴﻮﻋﻲ ﺃﻭ ﺇﱃ ﺭﻭﺍﻓـﺪﻩ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴـﺔ ﺃﻭ ﻫـﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻲ ﺍﳌﹸﻨﺘﻤ
ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﻮﻥ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱢﻠﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻐـﺮﰊ؛ ﺃﻣـﺎ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﺘﻤﺜﻴﻼﺎ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ 1989 –1985ﻡ
ﻓﻬﻲ ﺗﻤﺜﱢﻞ ﺧﻂ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﱵ ﲪﻠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴـﻼﺡ ﳌﻘﺎﻭﻣﺘـﻬﺎ ،ﻻ
N '( 32ا ٍر . U*9ول 12ر Hا+رة "AاCKب ،دار ^EHد 'EP7 .ا1Eج oE 6EAول أ E1اECKب
واPاء اi '1K5دم ا1Rه" ،ل اEPاء ا6Eآ5ر) :ه E2*9 VE` cEأ Eى P`E) cE 1EC52*9 ExاECKب؟(
Qإ ,EEاECKب وآ1EEن أول
ل) :و 1EهV`52*EE9 'E؟( (1E2ل اEPاء.) :ول 'EEGa#زُ EP2ُ ،1ًE ( Eد ا6Eآ5ر oEEHا ٍ
QGN6EE# 6EE2( QاEEؤوس ا1EEF5Nل EEHري ه tEEP9 EEا 6EE12أن أ EENاEEPى ^EEا ، EEG +و6EEC7هُ 1رو<ُ E 7
وا vP# ..VG1AKه' ..1C52*9وأر Gأن `#ن ` 2*9 Vأ ى(!
ﺗﺴﺘﺸﻌ ﺮ ﺳﻮﻯ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﲡﺎﻩ ﺭﻣﻮﺯﹺﻫﺎ ﻭﺷﺨﺼﻴﺎﺎ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﲡﺪﻳ ﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺛﺎﺭﺕ ﺿﺪﻫﺎ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺗﻄﺮ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﲑﻭﺭﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻌﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﺘﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ
ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ،ﻓﻤﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺑﺮﻭﺯ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ -ﻣﺎﻳﻮ )ﺃﻳـﺎﺭ( 1983ﻡ-
ﲢ ﺪﺛﹶﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺇﱃ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﱢﻠﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ،106ﺇﺫ ﺩﻓﻊ ﺇﻋﻼﻥ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻌﻔﺮ ﳕﲑﻱ ﺑﺒﺪﺀ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ﲟـﺪ ﺩ
ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﳏﻠﻲ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﻋﺎﳌﻲ ،ﻭﺑﻤ ﺪ ﺩ ﻣﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﶈﻴﻂ
ﻛﻠﻪ؛ ﻓﱪﻏﻢ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﺎﻟﺼﹰﺎ ﺑﻐﲑ
ﺷﺒﻬﺔ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺭﻣﻮﺯﻫﺎ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺒﻮﺃﻭﻥ ﻣﻨﺎﺻـﺐ
ﺭﻓﻴﻌﺔ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻭﻧﻈﺎﻣﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ،ﺗﺼﺪﻯ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟـﱵ ﺗﺒﻨﺎﻫـﺎ
ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺇﻧﺘﺎﺟﹰﺎ ﺧﺎﻟﺼﹰﺎ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺍﻟـﻨﻤﲑﻱ ﺇ ﱠﻻ ﻭﺍﺟﻬﺘـﻬﺎ ﻭﺃﺩﺍـﺎ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻮﻗﻒ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﻬﻮﺩ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺎﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻭﺗﻮﻟﱢﻲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﻟﻠﺴـﻠﻄﺔ ﻫـﻮ
ﺧﻴﺒ ﹸﺔ ﺍﻷﻣﻞ ﰲ ﺳﻼ ﹴﻡ ﺣﺎﺳ ﹴﻢ ﺳﺮﻳﻊ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺑﻮﺻﻔﻪ
)ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ( ﻭﺃﻥ ﺭﺋﻴﺴﻪ ﻭﺯﻳ ﺮ ﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﲤﺴﻜﺖ ﲟﻮﻗﻔﻬﺎ
ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻭﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣ ﺔ ﺑﺮﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﻣﻨﺘﺨﺐ ﱂ ﺗﺮﺿﻰ ﺑﻠﻘﺎﺋ ﻪ
ﺕ ﻣﺘﺼـﻠﺔ ﻒ ﻋـﻦ ﻟﻘـﺎﺀﺍ ﺇﻻ ﺑﻮﺻ ﻔ ﻪ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﳊﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﻜﺸ
ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ ﳐﺘﻠﻔﺔ ،ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﺈﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻌـﺪ ﻟﻘـﺎﺀ
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﰲ ﺃﻣﺒﻮ 1985ﻡ ﰒ ﺇﻋﻼﻥ ﻛﻮﻛﺎﺩﺍﻡ 1986ﻡ ،ﰒ ﻟﻘﺎﺀﺍﺎ ﻣﻊ ﺍﳊـﺰﺏ
ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﻀﻰ ﺇﱃ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﳌﲑﻏﲏ/ﻗﺮﻧﻖ ﰲ ﻧﻮﻓﻤﱪ 1988ﻡ ﻗﺪ ﹶﻛﺴِـﺒﺖ
ﺭﺻﻴﺪﹰﺍ ﻳﺮﺟﺢ ﺟﻨﻮﺣﻬﺎ ﻟﻠﺴﻼﻡ ،ﻴﺄﺕ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻌﻪ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ
ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺟﺄﻫﺎ ﻭ ﺑﺎﻏﺖ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
'( 33ا&1م 1985م ا ,25اJو(ر A7 6Aا) )Jر OANا( G 62&1Hن '( jا& AS1ا. Hk.
ﻭﺇﺫ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻛﺎﻓﺔ ﳑﺜﻠ ﹰﺔ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﳌـﺪﺍﻭﻻﺕ ﻣـﻊ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﻡ ،ﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐـﻴﲑ ﰲ
30ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﻡ ،ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﲡﻤﻴﺪ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺍﳌﻮﺍﺩ
ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﳊﹸﺪﻭﺩ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﱵ ﺃﻗﺮﻫﺎ ﳕﲑﻱ ﰲ ﺳـﺒﺘﻤﱪ )ﺃﻳﻠـﻮﻝ(
،(1983ﰒ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﱵ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﳌﹸﺸﺘﺮﻙ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻛﻞﱟ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎ
ﰲ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﰲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺃﻳﻠﻮﻝ( 1989ﻡ ﳊﹶﺴ ﹺﻢ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﹸﲤﻬﺪ ﻟﻌﻘﺪ ﺍﳌﺆﲤﺮ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ.
*****
ﺳﻌﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﺇﱃ ﻟﻘﺎ ٍﺀ ﻣﺒﻜﱢﺮ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ ﻋـ ﱪ ﺗﻜﺜﻴـﻒ
ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ،ﻭﺇﺫ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻓﺈﻥ
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﳐﺒﺄ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺪ ﺃ ﻭﻟﹶﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ
ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻭﺃﺷﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﺍﻷﺩﻕ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺒﺪﻯ ﻣﻨﻬﺠﻬﺎ ﺟﻠﻴﹰﺎ ﰲ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﻭﻃﺮﻳﻘـﺔ
ﻋﺮﺿﻪ ﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﺍﻟﺒﻨﻮﺩ ﺍﻟﱵ ﺷﻜﱠﻠﺖ ﺭﻭﺡ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻠﻤﻔﺎﻭﺿﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺃﻏﺴﻄﺲ )ﺁﺏ( 1989ﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ.
ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﳌﻜﺘﺒﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻴﺒﻠﻐﻬﻢ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﺱ ﺫﻟﻚ ﻟﻼﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻊ ﻭﻓ ﺪ ﳝﺜﱢﻞ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﳉﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻠﺲ ﺳﲑﺃ
ﺍﻟﻮﻓﺪ .ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﳌﹸﻤﺴِﻜﲔ ﲟﻠﻒ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻓﻘﺪ ﺣﹺﺒﺴﻮﺍ ﻋﻦ
ﻭﻓﺪ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭﻇﻬﺮﺕ ﰲ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺇﺿﺎﻓ ﹰﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﲦﺔ ﻭﺟﻮ ﻩ ﳏﺎﻳﺪﺓ ﺗﺘﻤﺤﻮ ﺭ ﰲ
ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﻭﺍﻟ ﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺗﻘﻒ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﺍﻟﺼﺎﺭﺥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﻻ ﲤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺇ ﱠﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻـﻬﺎ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﺃﻭ ﻣﻬﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ.107
VEEf 34و( 6EEاEE+رة ا.ول 1EEF5Pوض ZEEاآ EEا) ، J&EEإ (1EEfإ ,EEر YEEا( 6EEا& 6EEA 6EE2ا EEFP ^EE.
1j YPK 7دة ا+رة ور CK Yا م ^ ،YPKA1Hا&`*^ :ا& 6Aآ1Aل 15a 'P7ر وا&^EN 6E2
EEfي ،و ^EEا.آ1EEد*H :^Aو(EEر 6EEJ7 k6EEا ،VNو ^EEا6EEJ7 :^1EE2ا إدر* YEEو ^EEا:^EE1PH6
ﺐ ﻫ ﻢ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺇﺣﻜﺎ ﹺﻡ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﲨﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ،ﻭﺇﺫ ﺍﺗﱠﺠﻪ ﻏﺎﻟ
ﺧﺎﺻﺔ ﺷﻌﺒﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﺤﻮﺫ ﻋﻠﻰ ﻗﺪ ﹴﺭ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍ ﹶﳍ ﻢ ﺍﶈﻠﻲ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﱄ،
ﺡ ﺃﻭ ﻓﺸ ﹴﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺗﻮﻓﱡﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺳـﻴﺔ ﻭﺗﺘﻄﱠﻠ ﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﺗﺮﺻﺪ ﺃﻳﻤﺎ ﳒﺎ ﹴ
ﻭﺩﻗﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺗﺮﺗﻜ ﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﹸﻛﻨ ﻪ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ
ﻚ ﺷﻔﺮﺎ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺃﻟﻐﺎﺯﻫﺎ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﺷـﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﻭﻓ
ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﺜﱠﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﺜﻼﺛـﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟـﱵ
ﺳﺒﻘﺖ ﺟﻮﻟﺔ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺽ ﲢﻤ ﹸﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳊﻘﱠﺔ ﺍﻟﱵ ﹸ ﻤﻬﺎ
ﻭﺍﻟﱵ ﻗﻄﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺷﻮﺍﻃﹰﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻔﻨﺎ ،ﺇﺫ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺍﳊﺎﺟﺔ
ﺐ ﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﰲ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳉﺎﺩﺓ ﺾ ﺣ
ﺤ ﺇﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻣ
ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺄﺟﻨﺪﺓ ﺍﳊﺮﺏ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻷﺧﺬ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻨﻜﺴﺔ ﺍﳌﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻜـﻞ ﺗﻠـﻚ
ﺍﳌﺴﲑﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲤﺴﻚ ﺑﺘﻤﺎﻡ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﳉﺪﻳﺪ.108
ﺃﻏ ﹶﻔﻠﹶﺖ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳌﹸﻐﻠﻘﺔ ﻭﻫﻲ ﻴﺊ ﻟﺴﻔﺮ ﻭﻓﺪﻫﺎ ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺛﻮﺭﺎ ﺍﻟﻐﻀﺔ ،ﺃﻏﻔﻠﺖ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺗﺮﺍﺙ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﻬـﻢ ﺇﺯﺍﺀ ﻣﺸـﻜﻠﺔ
ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺎ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ،ﲟـﺎ ﰲ ﺫﻟـﻚ )ﻣﻴﺜـﺎﻕ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ( -ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ( 1987ﻡ -ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺲ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻳـﺔ ﻭﺍﳌﹸﻮﺍﻃﻨـﺔ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﺁﺧﺮ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘﱪﻫﺎ ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﹸـﺮﺍﻗﺒﲔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ؛ ﻟﻜﻦ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻮﺩﻫـﺎ ﻧﺎﺋـﺐ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺸﻌ ﺮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻟﺘﺎﺭﻳ ﹴﺦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺗﺪﻳ ﺮ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ ﻛﻠﻪ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗـﺪﻳﺮﻩ
1EEBر ،اEEPA
ا6EEJ7 'EEP7 FEEا ^ANاEEACي وا6EE*H UEE* EEA7 FEEو .و 6IEE4ا1EEPKت ا& `H1EEH 6EEA
ا&`ي Pدان Vk ،1Hk"Hا1A+7 Z(1 Fن F Z(1ادان "Hد* Yأ.1H1H
# 35أس و( 6اآ ا)& Jا6آ5ر pم أآل و Vfا 612ال د* ،Cد* Cأر1E* ^51G ،ك1E ،ل د*VEk ،EC
t1xا hGا) 1Aا '( AIAاآ ،دBC .ر 17 1* ،61ن1H 6& 6A ،زر ، E7إذ *1E5ج ا(6E
إ '( VI#J ,آ) Uا9.و Nا 1E ,5 *IJKا55Eت .و*` 'Eر YEو( 6Eا`{E<f# EF*9 EBj E
MGء ^ Rاآ `) 22N Uا E2pب ،إذ أ JES rGE( OEو. OESد* YEأ1EjR* ^H1E)H 1EH1Hن 1EHب
O5(xو* 6ن '( OP7دة و1N#ب ،و^ E7 1AIP`4ف اE 1EAIدا1ن ^Eأ1ECHء EPJjا 1`C*6EوZER2C# VE
7 1ACN O#Nف أ 1AIد* Cأر و1Eل د* ،ECأEjب ES1C7اآ Eإ ,Eا6Eآ5ر EGن ،EjوVE ZJR1EH
cو ,# 6jأ 6Nا.OA*62# ^F cوٍ I ZCA#ا .ق ادا أ*ً1C# ^ VIC 1ول 14ي ا1JBح (' أه ٍ
ﻚ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈـﻴﻢ ﻟﻸﺣـﺰﺍﺏ ﺑﻮﺟ ﻪ ﺧﺎﺹ ﻷﻳﻤﺎ ﺫﻛ ﹴﺮ ﻟﻠﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻨﻔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ)ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ( ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﳐﺘﻠﻔﺔ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﻫﻲ ﲢﺰﻡ ﺃﻣﺘﻌﺘﻬﺎ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ
ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺽ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻇﻬﺮﻳﹰﺎ ﺧﻄﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟـﱵ
ﻂ ﺍﳊﹸﺮﻳﺔ
ﺴ ﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻧ ﻮﺍﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺑﺴ ﹸ
ﻓﺎﺭﻗﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗ
ﻭﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﺗﺪﺍﻭ ﹴﻝ ﺳﻠﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﻣﺪﺓ ﺃﻗﺼﺎﻫﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ،ﻭﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﻧﻘﻄﺔ
ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﲔ ﹸﻃﻤﻮﺡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺧﻠﱠﻔـﺖ
ﺐ.ﺕ ﻣﻦ ﺟﻮﻻﺕ ﺍ ﹸﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﳍﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﻳ ﹴ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮﺍ
ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﺪﺧﻠﹸﻬﺎ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺽ ،ﻭﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺘﻜﺘﻴـﻚ ﺍﻟـﺬﻱ ﺃﻋﻤﻠﺘـﻪ
ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﺃﻱ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ
ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﳍﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻯ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﻗﻄﻊ ﺃﺷﻮﺍﻃﹰﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﻬﻤﺔ
ﺑﺘﺠﻤﻴﺪ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﱵ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﳌﹸﺸﺘﺮﻙ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﻋﻘﺪ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ
ﲟﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳉﻤﻴﻊ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﳉﺒﻬـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻟﱠﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻮﻥ ﰲ ﻭﻓﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻃﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﺧـﺮﻯ:
ﺤﺎﻓﻴﺔ.
ﺼﺍﳌﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ،ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟ
ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ،ﻋﺒﺮﺕ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﻭﻓﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﻦ ﲨﻠ ﺔ ﻣﻦ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﺍﻟﻄﻮﻳـﻞ ﺍﻟـﺬﻱ
ﺩﻟﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﰲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳـﺮﺍﻥ( 1989ﻡ ،ﻓﻘـﺪ
ﺩﻓﻌﺖ ﻗﻴﺎﺩﺎ ﺍﻟﹸﻤﺴﺘﺘﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿـﺎﺕ ﺑﺎﻟﻌﺴـﻜﺮﻳﲔ ﺣـﺪﻳﺜﻲ ﺍﻟﻌﻬـﺪ
ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻭﺑﺎ ﹸﳌﺴﺘﻘﻠﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺪ ﹺﺭﻛﹸﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺳﻮﻯ ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ ﺍﳌﻌﻠﻨـﺔ ﺩﻭﻥ
ﺇﻋﺪﺍ ﺩ ﺩﻗﻴﻖ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ﻭﻳﺴﺘﻘﺮﺉ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﲡﺴﺪﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻓﻼ ﺭﻳﺐ
ﺃﻥ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﳌﹸﻨﻌﺸﺔ ﻗﺪ ﺻﻮﺭﺕ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﹶﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺃﻥ ﻭﺿـﻊ
ﺍﺳﻢ ﺿﺎﺑﻂ ﺟﻨﻮﰊ ﻛﺒﲑ ﻣﻮﺻﻮﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﱰﻭﻉ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻲ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴـﹰﺎ ﺇﱃ ﲡـﺎﻭﺯ ﻳﻮﺗﻮﺑﻴـﺎ
ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳉﻨﻮﺡ ﳓﻮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺳﻴﺪﻓ ﻊ ﳎﻤﻮﻋـﺔ
ﺩﻭﻝ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺇﳚﺎﺑﹰﺎ ﻣﻊ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻛﻤﺎ ﺳﻴﻀ ﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮ
ﻕ ﳛﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ. ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻭﺳﻴﺠﱪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﺗﻔﺎ ﹴ
ﺗﻌﻘﻴ ﺪ ﺁﺧﺮ ﺑﺪﺃ ﻣﻨﺬ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺇﺫ ﻇﻬﺮ ﺟﻠﻴﹰﺎ ﰲ ﺧﻄﺎﺏ ﻭﻓﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ
ﳘﻬﺎ ﻭﻳﻨ ﹶﻜﺘ ﻢ ﻗﻮﻟﹸﻬﺎ ﰲ ﺣﺪﻭﺩ ﺫﻟـﻚ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﻳﻨﺤﺼ ﺮ ﱡ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﺃﲰﺎﻫﺎ ﻭﻓﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺔ )ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ،ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ،ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ،ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ(
ﲤﱠﺜﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﹸﻒ ﻣﻊ ﻗﹸﻮﻯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺍﻟﻘﺪﱘ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﺗﻮﻗﻴﻊ )ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺃﲰﺮﺍ( ﰲ 1995ﻡ؛ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻀـﺎﻳﺎ ﺍﻟـﱵ
ﺍﻋﺘﱪﻫﺎ ﻭﻓ ﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ )ﻭﻗﻒ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﺍﳌﻤﺮﺍﺕ ﺍﻵﻣﻨـﺔ
ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ ،ﺻﻔﻘﺔ ﻟﻘﺴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﻌﻄﻲ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﻧﺼﻴﺒﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ( ﻓﻘﺪ ﺳﺎ ﻫﻤﺖ
ﰲ ﺗﻄﺎﻭﻝ ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻟ ﱡﻄﺮﺷﺎﻥ ﻭﲣﻠﱡﻒ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻋﻦ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺭﺅﻳﺔ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﺍﳊﻞ ،ﺭﻏﻢ ﺗﻮﺍﱄ
ﺟﻮﻻﺕ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺔ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﻓﻬﻢ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺗﻌﻤﻘﻪ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ 109ﳓـﻮ ﺎﻳـﺔ ﺍﻟﻌﻘـﺪ
ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ.
ﻋﺎﺩ ﻭﻓ ﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﻝ ﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﻟـﺔ ﺍﻷﻭﱃ
ﺡﰲ ﺾ ﻻ ﺗﻠـﻮ ﻍ ﻋﺮﻳ ﹴ ﺑﺄﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺩﺧﻞ ﺑﺂﻣﺎﻝ ﺇﳒﺎﺯ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳊﺎﺳﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺇﱃ ﻓﺮﺍ ﹴ
ﺍﻷﻓﻖ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻨﻪ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺗﺒﺪﻭ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺎ ﻳﻔﺮﺿﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﺘﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﳌﹸﺘﻀﺎﺩﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺷﺒﻜﺔ ﻋﻼﻗﺎﺎ
ﺡ ﻣﻞﺀ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﳒﺎﺯﺎ ﺑﺮﺅﻳ ﺔ ﺗﻘﺘﺮ
ﺃﻋﻘﺐ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺑﻔﺘﺢ ﻣﻨﺎﺑﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ﰲ ﻃﺮﺡ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ
36آ tEE5ا6EEآ5ر 6EEJ7اه1ب ا6EEC(.ي ،ا EEPُAا 1FEEH 'EE 7رة اEEدان (6EEC 'EEن ،وا ZH1EE5ُAاUEEPA EEBP
6EE&H Qذ6EE& vEEة CEEات أ1EENول (1EEIG MEE VEE 9 vEEت EE1 1Fو1EEfت ا 1EE2ذ واآ EEا)ُ E PPd) : J&EE
Qا.خ 6E ,Eا- 6EANر OEANا -وآ1Eن *) tEBC cEا^E. ا` h1K#اCKب ( أ( ،{Pإ ,Eأن اُ E25
1E"( vEF tE&5# p : ا&1م YEPKAPا EP ,EP7.م ،و ذ OE QNE4 _EN 1997 'E( vEاً 1Ej 'CH1EG"( ، P`E)A
اoAول C# ^7اN 1ل اCKب وأ 1أؤآ v 6أ1Rj c`( ، 1 6G# p Oع (' ا` و6E7 ,E5Nد
^ ا171R2ت xا` N S1 1 Oل اCKب و1`* pد E9ف *E2* 1EAH VEPم OEHاE bون(6E*G .ة
ا62س ا& ،'Hا&6د 14 – 6023أآ ^*)#) H5ا.ول( 2008م اAا( 4 15ال 1429هـ.
ﺍﳊﻮﺍﺭ .ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻭ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﺳﻠﱠﻢ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ،
ﳊﻮﺍ ﺭ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﻫﻮ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻧﻌﻘـﺎﺩﹰﺍ ﰲ 9ﺳـﺒﺘﻤﱪ )ﺃﻳﻠـﻮﻝ( ﻭﻛﺎﻥ )ﻣﺆﲤ ﺮ ﺍ
1989ﻡ ،ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺷﻬ ﹴﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺩﺓ ﻭﻓﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﹸﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
ﺼ ﹾﻔ ﹺﺮ.
ﻚ ﺃﻥ ﺗﺆﻭﻝ ﺇﱃ ﺍﻟ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺃﻓﻀﺖ ﺇﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺗﻮ ﺷ
ﻣﺜﱠﻠﺖ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻄﻴﻒ ﻛﺎﻓﱠﺔ ﺃﻭﻝ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ
ﻉ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻏﺎﻟﺒﻪ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﹶﻓﻤﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﹰﺓ ﻣﻊ ﻗﻄﺎ ﹴ
ﺑﲔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻋﻠﻨﻮﺍ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪﺩﻫﻢ ) (106ﻋﻀﻮﹰﺍ ﱂ ﻳـﺰﹺﺩ ﺃﻋﻀـﺎﺀ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﲔ ﻋﻦ ) (10ﺃﻋﻀﺎﺀ ،ﻭﺇﺫ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮﺕ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻃﹸﻤﺄﻧﻴﻨـﺔ ﻭﻣـﻮﺩﺓ
ﻭﺻﺪﻗﹰﺎ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﳉﻨﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﲟﺠﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،110ﻭﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﺒ ﺮ ﻩ
ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺟ ﻪ ﺟﺪﻳﺪ ﺇﳚﺎﰊ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﳌﹸﺒﻬﻤﺔ ﻭﺍﻟ ﺮﺗﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﳌﹸﺘﺒﺎﻳﻨـﺔ،
ﺴﺒﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺗﻌﺎﻃﻔﹰﺎ ﻭ ﻣﺪﺩﹰﺍ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﰲ ﺍﳌﹸﺠﺘﻤﻊ ﻭﺃﺳـﺎﺗﺬ ﺓ ﻭﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﹶﻛ ِ
ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﻣﺜﻘﻔﲔ ﻭﻓﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﲔ ،ﺃﻛﻤﻠﻮﺍ ﲨﻴﻌـﹰﺎ ﻋﻤﻠـﻬﻢ ﻋﻨـﺪ
ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺯﻭﺩﻭﺍ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺑﱪﻧﺎﻣ ﹴﺞ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨـﺔ ﻟﻠﻮﻓـﺪ
ﺐ ﺇﱃ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺘﺸﻌ ﺮ ﺃﻧﻪ ﺃﺿﺤﻰ ﻳﺘﻮﻓﱠﺮ ﺍﳌﹸﻔﺎﻭﺽ ﰲ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﺇﺫ ﹶﺫ ﻫ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﺟﻴﺪﺓ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺃﹸﻓ ﹴﻖ ﻟﻠﺤ ﱢﻞ ﺑﺪﺍ ﻳﻮ ﻣﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒﹰﺎ.
ﺃﻓﺎﺽ ﺍﳌﺆﲤﺮﻭﻥ ﰲ ﲝﺚ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻋﱪ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺒﹶﺜﻘﹶﺖ ﻭﺗ ﻮﺯﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ
)ﳉﻨﺔ ﺍﳋﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ،ﳉﻨﺔ ﲝﺚ ﺍﳌﻌﺎﳉﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﳉﻨﺔ ﲝﺚ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﳊﺮﺏ ،ﳉﻨﺔ ﺍﳊﹸﻠـﻮﻝ
ﺾ ﳉﺎ ﻥ ﺗﻘﻄ ﻊ
ﺼﻴﻎ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﳊﹸﻜﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﳉﻨﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﳉﻨﺔ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ( ،ﻭﺇﺫ ﻣﻀﺖ ﺑﻌ ﻭﺍﻟ ّ
ﺾ ﳉـﺎ ﻥ ﺫﺍﺕ ﺃﺷﻮﺍﻃﹰﺎ ﺑﻐﲑ ﺣﺪﻭﺩ ﻭﻫﻲ ﲡﺘﻬ ﺪ ﰲ ﲤﺎﻡ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻭ ﱢﻛﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺑﺪﺕ ﺑﻌـ
ﺣﺪﻭ ﺩ ﺻﺎﺭﻣ ﺔ ﺃﻭ ﻣﺒﻬﻤﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺮ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰ ﺍﳌﹸﺴﺘﻨﲑ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﺭﺅﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﺟـﺬﻭﺭ
ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ،ﻭﺍﻥ ﺗﺤﺼﻰ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﳊﺮﺏ ﲟﺎ ﻳﺪﻣﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻳ ﹶﻔﺘ ﻖ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺣﻮﻝ ﻓﺪﺍﺣﺔ ﺍﳌﺄﺳﺎﺓ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ
ﺲ ﳊﹸﻜﻢ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﱄ ﻳﺆ ﺳ
ﻂ ﻧﻈﺎ ﹴﻡ ﻓﺪﺭﺍ ﹴ
ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳊﹸﻠﻮﻝ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﻟﺒﺴ
37ا& 6A (Tٍ *) 62ا. FP ^.
ﺐ ﺍﳌـﺆﲤﺮﻳﻦ ﰲ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻮﺑﻪ ﻣﺴﺎﺣ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻏﺎﻟـ
ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﻟﻘﹸﺮﺏ ﻋﻬ ﺪﻫﻢ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻱ ﺍﳊﺰﰊ ﻣﺪﻯ ﺧﺮﺍﻗﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﲟﺎ
ﲢﻤ ﹸﻞ ﺫﻛﺮﻳﺎﺎ ﺍﳌﺎﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﻓﻮﺿﻰ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ،ﻭﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﺩﻋﻮﺍ ﲜﻼ ٍﺀ ﰲ ﻣﺪﺍﺧﻼﻢ ﻭﺗﻮﺻﻴﺎﻢ ﺍﳋﺎﲤﺔ ﺇﱃ ﺿﺮﻭﺭﺓ
ﺑﺴﻂ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﻭﺃﺷﺎﺭﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﺍﳊﺘﻤﻲ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟ ﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ،ﺇ ﱠﻻ
ﺃﻥ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﳌﻄﺮﻭﺡ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻹﻧﻔﺎﺫ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻵﻣﺎﻝ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭﹰﺍ ﻭﻭﺍﺿﺤﺎﹰ ،ﻭﻗـﺪ
ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﳌﹸﻔﺎ ﻭﺿﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺭﺿ ﻰ ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﱠﺜ ﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ
ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ.
ﻟﻜﻦ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﳌﹶﻮﺳﻮﻡ
ﺑﺎﻟﺴﻠﹺﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﺘﻌﺴ ﻜﺮﺓ ﻗﺪ ﻣﻬﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳـﻖ
ﻟﺪﺧﻮﻝ ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣﺘﺎﻫﺎﺕ ﺣ ﻮﺍﺭ ﺍﻟ ﹸﻄ ﺮ ﺷﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺼﻞ ﻋﱪ
ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺟﻮﻻﺕ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ.
*****
ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺧﺘﺎﻡ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺷ ﹺﻬﺪﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺣﺮﻛ ﹰﺔ ﻣﺘﺼﻠ ﹰﺔ
ﺩﺅﻭﺑﹰﺎ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻋﱪ ﻭﻓﻮ ﺩ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻋﱪﻫـﺎ ﻣﻘـﺮﺭﺍﺕ
ﺴﻬﻢ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ ﺣﻜﱠﺎﻡ ﻭﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﻣﺆﲤﺮ ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺃﻧ ﹸﻔ َِ
ﺸﻮﺭﻯ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﹸﺠﺪﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﻨﻔﺘﺤﻮﻥ ﻟ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﻣ ﻬﻴﺌﹸﻮﻥ ﻹﻧﻔﺎﺫ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﱪ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻘﺮﺭﺍﺕ .ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ
ﺃﻗﻄﺎﺭﻫﺎ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﹸﺤﺎ ﺩﺩﺓ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﺟﻮﻻﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻣﻘـﺮﺭﺍﺕ ﺍﳌـﺆﲤﺮ
ﺑﺎﻫﺘﻤﺎ ﹴﻡ ﻭﺣﺮﺹ ،ﻋﺒﺮﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ،ﻋﻦ ﲢ ﱡﻔﻈﺎﺎ ﺍﻟﺸـﺪﻳﺪﺓ
ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﺻﺮﻓﺖ ﺃﻏﻠﺐ ﺧﻄﺎـﺎ
ﻣﻊ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺇﱃ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺭﻓﻊ ﺍﳊﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺑﺴﻂ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ
ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ،ﰒ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﳌﺘﺄﺛﱢﺮﺓ ﺑـﺎﳊﺮﺏ
ﺼﺪﺩ ﺍ ﹸﳌﻬﹺـﻢ
ﻭﺣﺎﺟﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻟﻼﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺇﱃ ﺗﻌﺎ ﻭ ﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟ
ﺕ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻘﺎﻉ. ﻂ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍ
ﺸﹸ
ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﲑ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﻨ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺑﻌﺾ ﺩﻭﻝ ﻏﺮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﻷﻗﺼﻰ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎﻫـﺖ ﺇﻟﻴﻬـﺎ
ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻣﻊ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﺘﺤﻔﱠﻈﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺴـﺘﻘﺒ ﹸﻞ
ﻭﻓﻮﺩ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ .ﻭﺇﺫ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺩ ﻭ ﹸﻝ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲢﺖ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﻬﺎ
ﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻭﺗﺮﺣﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻓﺈﻥ ﺩﻭﻝ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻇﻠﱠﺖ ﻣﻨ ﹶﻄ ﹶﻘ ﹰﺔ ﹸ
ﺗﺄﺛﲑﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﺍﳌﻮﺳﻮﻣﺔ )ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ( ،ﻓﺒﺪﺃ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺕ ﻭﺍﺳﻌ ﺔ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻓﻮﺭ ﺍﻧﺼﺮﺍﻑ ﻭﻓﻮﺩ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻋﻦ ﺗﻠـﻚ ﺩ .ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﺟﻮﻟﺔ ﲢﺮﻛﺎ
ﺴﺠﺎ ﹸﻝ ﻣﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ ﺑـﲔ ﺍﻷﳓﺎﺀ ،ﻟﻴﻌﻠ ﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1990ﻡ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻭﻟﻴﺒﺪﺃ ﺍﻟ ِّ
ﰊ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﹸﲤﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺴـﻼﺡ ﰊ ﺃﻭﺭﻭ ﹴ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﲟ ّﺪ ﻏﺮ ﹴ
ﻂ ﻣﻨﻪ ﺳﻴﺎﺳﻴﹰﺎ ﻭ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺎﹰ ،ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺸﹸ ﻼ ﺗﻔﺘ ﺢ ﺑﻪ ﻣﻜﺎﺗﺒﻬﺎ ﻭﺗﻨ
ﻭﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭﺗﻬﻴﺊ ﳍﺎ ﻣﻮﺋ ﹰ
ﲢﺎﻭﻝ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟ ﺮﺳﻞ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﳌﺒﻌﻮﺛﲔ ﻣﻦ ﻭﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ.
ﺑﻌﺪ ﺷﻬ ﹴﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﳌﻘﺮﺭﺍﺕ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊـﻮﺍﺭ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﻧﻮﻓﻤﱪ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ( 1989ﻡ ،ﻴﺄ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺃﻥ ﲡﻠﺲ ﺇﱃ ﺟﻮﻟﺔ ﺟﺪﻳـﺪﺓ ﻣـﻦ
ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻜﻴﻨﻴﺔ ﻧﲑﻭﰊ ﰲ ﺩﻳﺴﻤﱪ )ﻛﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻷﻭﻝ( 1989ﻡ ،ﲟﺒﺎﺩﺭ ﺓ ﻭﻭﺳﺎﻃ ﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻷﺳﺒﻖ )ﺟﻴﻤﻲ ﻛﺎﺭﺗﺮ(.
ﻭﺇﺫ ﺍﺗﺴﻊ ﻃﺎﻗﻢ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﻟﻴﻀﻢ ﻭﺟﻮﻫﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﳌﻠﺘـﺰﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )ﻏﺎﺯﻱ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﺑﻮﻗﺼﻴﺼﺔ ،ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻲ ﺳـﻠﻴﻤﺎﻥ( ،ﺍﻧ ﹶﻔﺴـ ﺢ
ﻛﺬﻟﻚ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﻗﺪﻣﻬﻢ ﻣﺆﲤﺮ ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﱃ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ )ﺩ .ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺇﺩﺭﻳـﺲ ،ﺩ.
ﻋﺒﺪﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﻋﻤﺮ ،ﺻﻼﺡ ﳏﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﻋﺒﺪﺍﻟﺒﺎﺳﻂ ﺳﺒﺪﺭﺍﺕ(.
ﻟﻘﺪ ﻋﺒﺮﺕ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻮﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻄﻌﺘﻪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﹶﺖ ﻣـﺆﲤﺮ
ﺿ ﺮﺑﺔ ﻻﺯﹺﺏ ،ﻭﺑـﺪﺃﺕ
ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﺇﺫ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ
ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﳌﹸﺴﺘﺘﺮﺓ ﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﺴﺘﺮﺧﻲ ﻗﺴﺮﹰﺍ ﺑﺎﺗﺴﺎﻉ ﺭﻗﻌـﺔ ﺍﻟﻌﻤـﻞ ﻭﺗﻜـﺎﺛﻒ
ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ،ﰒ ﺑﺈﺭﺳﺎﺀ ﻣﻼﻣﺢ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺃ ﱠﻻ ﹶﲢ ﹸﻜ ﻢ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﲟﻨﻬ ﹴﺞ ﻃﺎﺋﻔﻲﹴ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﺨﻴﺮ
ﺣﻠﻔﺎﺀَﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺑﺪﺕ ﲡﺎﻭﺑﹰﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ ﻭﺑﺮﺍﳎﻬﺎ،ﻛﻤﺎ ﻣﺜﱠﻠﺖ ﻭﺳـﺎﻃﺔ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﺃﻭﻝ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﳌﺪﻯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﰲ ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ
ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺭﺻﺪﻫﺎ ﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﺎ ﻟﻠﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﺍﻟﺘﺪﺧﻞ.
ﳊ ﱢﻞ ﻭﺍﻟ ﻌﻘﹾﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﻭﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﱪﺓ
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺗﺴﻊ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﻟﻴﻀﻢ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍ ﹶ
ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺃﻋﻀﺎﺅﻩ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃﻢ ﳝﺘﻠﻜﻮﻥ ﺑﲔ ﺃﻳـﺪﻳﻬﻢ
ﻼ ﻟﻠﺴﻼﻡ( ،111ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻼﻋﺐ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﰲ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻨ ﺮﺩ ،ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ )ﺑﺮﻧﺎﳎﹰﺎ ﻛﺎﻣ ﹰ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺟﺎﺀ ﳛﻤ ﹸﻞ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﰲ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺕ ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ
ﻣﻌﻬﺎ .ﻓﻘﺪ ﺃﻛﱠﺪﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻋﺒﺮﺕ
ﻋﻨﻬﺎ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ﺳﺒﺘﻤﱪ )ﺃﻳﻠﻮﻝ( 1983ﻡ ،ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﻀ ﻢ ﻛﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻭﻋﻘﺪ ﻣﺆﲤ ﹴﺮ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ، ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ،ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺗ
ﰒ ﺩﻣﺞ ﺟﻴﺶ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﻨﺴﺒﺔ %50ﻟﻜﻼ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ،ﰒ ﺭﻓﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ
ﺼﺤﻒ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ،ﻭﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﺍﳌﻌﺘﻘﻠﲔ.112
ﻭﺑﺴﻂ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟ
ﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜـﻲ ﺟﻴﻤـﻲ ﺇﺛ ﺮ ﺍﻴﺎ ﹺﺭ ﺍﳌﹸﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﺎ ﺩ ﺭ ﲟﻘﺘﺮﺣﻬﺎ ﻭﺍﳌﹸﺸﺎ ﺭ ﹶﻛ ﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴ
ﻛﺎﺭﺗﺮ ،ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﲟﺒﺎﺩﺭ ﺓ ﺗ ﻤ ﻬ ﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ،
ﻭﺿﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺻﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﳋﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺇﺫ ﺍﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟ ﻔ ﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟ ﺪ ﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﻠﹸﻐﺎ ﺎ ﺗﻠﻜﹸﻢ ﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ،ﻓﺎﳊﺮﻛﺔ ﺗﺮﻯ
ﺃﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺃﺳﺴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻻ ﲣﺎﻃﺐ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﻟﻜـﻦ
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛ ﱢﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻣﻦ ﱠﰒ ﻓﺈ ﱠﻥ ﺃﻱ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﲤﻬﻴﺪﻱ ﻟﻌﻘﺪ ﻣﺆﲤﺮ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ﻻ ﺑ ﺪ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ
ﻼ
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻛﺎﻓﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻬﻴﺄﺓ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻓﺎﻗﺘﺮﺣﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ ﻓﺼـ ﹰ
38را 6A ZGا ,Rُ ) FP ^.ا م ل 6I7ا 12ذ( ص .75
1C+51H 39ء ر Yو( 6اآ ا)& Jدp .م أآل (ن E2Hا() 6EدEBC .ر ،6E1أEP 1EKكEG ،ن آ،1E
،^1KCH 1H1Hدا1ل آدي17 1* ،ن( 6Hا ،OEK1JH 1ً`EA5را(1EAP 1ًEو ^E` .دp .م أآEل ر1EAH
OE5FP tJEHا1Aرآ6EH Eا زاهً6Eا ( 'EEا2A*6ا 1ً95E) E9ا1&J5EEد اMEN.اب ا) EF1Rا EE.وا1E#pدي( VEEk
MNب ا IJKا ا ^ 2أي !! j ` P`)#
ﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺇﱃ ﴰﺎﻝ ﺧﻂ ﺍﻟﻌﺮﺽ ) (13ﻭﻭﺿﻊ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﲢﺖ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺗﻨﺴﺤ
ﺾ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻜـ ﺮﺭ
ﺇﺷﺮﺍﻑ ﻣﺮﺍﻗﺒﲔ ﺩﻭﻟﻴﲔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﳌﹸﻘﺘﺮﺡ ﺍﻷﻣﲑﻛﻲ ﺭﻓ
ﺑﺬﺍﺕ ﺑﻨﻮﺩﻩ ﺗﻘﺮﻳﺒﹰﺎ ﰲ ﻣﺒﺎﺩﺭ ﺓ ﻣﻦ ﺍﳊﹸﻜﻮﻣﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ،ﻟﻴﺠﺪ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻛﺬﻟﻚ.
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1991ﻡ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﹸﻃﻠ ﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ )ﻋـﺎﻡ
ﺍﳌﹸﺒﺎﺩﺭﺍﺕ( ،ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ،ﻇﻬﺮﺕ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﻴﺒﻴﺔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﳌﻨﻈﱠﻤـﺔ
ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺳﺎﱂ ﺃﲪﺪ ﺳﺎﱂ ،ﻭﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ ﺗﺎﻳﲏ ﺭﻭﻻﻧﺪ ﺻـﺎﺣﺐ
ﳎﻤﻮﻋﺔ )ﻟﻮﻧﺮﻭ( ،ﰒ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻣﻴﺘﻼﻥ ﻣﺴﺆﻭ ﹸﻝ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﻘﺼـﺮ ﺍﻹﻟﻴﺰﻳـﻪ،
ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ﺍﻟﺘﻮ ﺳﻂ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺗﻘﻮﱘ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﺋﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ،
ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﻏﲑ ﳎﺪﻳﺔ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1991ﻡ ﺷﻬﹺ ﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺣﺪﺍﺛﹰﺎ ﻛﺒﲑﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،ﲪﻠﺖ ﺁﺛﺎﺭﻫـﺎ ﺍﳌﺒﺎﺷـﺮﺓ
ﻭﺍﳉﺴﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺃﻭ ﺑﲔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳـﺮ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺎﺭ ﻧﻈﺎﻡ )ﺍﻟﺪﺭﻕ( ﺍﻷﺛﻴﻮﰊ ﰲ 24ﻣﺎﻳﻮ )ﺃﻳﺎﺭ( 1991ﻡ ،ﲢﺖ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﹸﺛﻮﺍﺭ
)ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻟﺸﻌﻮﺏ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ( ﺑﺪﻋ ﹴﻢ ﻣﺒﺎﺷ ﹴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻹﺭﻳﺘﺮﻱ ﺍﻟﺘﻮﺃﻡ )ﺍﳉﺒﻬـﺔ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ( ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻮﱃ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺃﲰﺮﺍ ،ﻭﻣﻬـﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳـﻖ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣـﻞ
ﻟﻼﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻹﺭﻳﺘﺮﻱ ﻋﻦ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻣﻨﺠﹺﺴﺘﻮ ﻫﻴﻼ ﻣﺮﻳﺎﻡ ﺍﳌﹸﺒﺎﺩﺓ ﺍﳌﻼﺫ ﺍﻵﻣـﻦ
ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﺇﺫ ﻫﻴﺄ ﳍﺎ ﺑﻴﺎﺎ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴـﻲ
ﺍﻟﻠﻴﻨﻴﲏ ﻣﻮﻗﻌﹰﺎ ﻣﺘﻤﻴﺰﹰﺍ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺛﻴﻮﰊ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ،ﺍﳌﹸﺘ ﻤﺘﻊ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺿـﻤ ﻦ ﳏـﺎﻭﺭ
ﳊﻜﱠـﺎﻡ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﱵ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍ ﹸ
ﺍﳉﹸﺪﺩ ﻣﺎﺭﻛﺴﻴﲔ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻃﻼﺋﻊ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍ ﹶﳌ ﺪ ﺍﻟﺘﺤ ﺮﺭﹺﻱ ،ﻓﻘـﺪ ﺗﻼﺷـﻰ
ﳉﺪﺩ ﻗـﺪ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﱵ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺗﺎﺭﳜﺎﹰ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻫﻢ ،ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﺍ ﹸ
ﻇﻠﻮﺍ ﻣﺸﻤﻮﻟﲔ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺍﳊﻠﻒ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ،ﰒ ﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ
ﻉ
ﻉ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺇ ﱠﻻ ﺍ ﹶﳍ ﺮ
ﺍﳌﹸﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﺳﻮﺍ ﺭ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳ ﺪ
ﺕ ﺃﺧﺮﻯ .ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪ ﺃﻏﺴﻄﺲ )ﺁﺏ( ﻣﻦ ﺻ ﻢ ﺃﺧﺮﻯ ﺿﻤﻦ ﲢﺎﻟﹸﻔﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﺠﺌﻬﺎ ﺍﻵﻣﻦ ﺇﱃ ﻋﻮﺍ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1991ﻡ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻫﻢ ﺳﻴﺎﺳﻴﹰﺎ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﹰﺎ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
ﻑ ﺑﺎﻧﺸﻘﺎﻕ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ،113ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﻖ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻋ ﹺﺮ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﳓﻮ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ،ﻭﻟﻠﺤﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﰲ ﻋﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ) ،(1992ﻭﻗﺪ ﻴﺄ ﳍﺎ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﻟﺘﻔﻲ ﲟﻴﺜﺎﻕ ﺧﻄﱠﺘﻬﺎ
ﻂ ﺍﳊﹸﺮﻳﺔ ﻭﺗﻌﻴ ﺪ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺷﻮﺭﻯ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﻛﺎﻓﺔ.
ﺴﹶ
ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﺒ ِ
ﺗﺪﺍﻓﻌﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﳓﻮ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1992ﻡ ﻣﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﳊﹸﻜﻢ ﻟﻴﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ
ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﺭﻭﻳﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﳌﹸﺴﺘﺘﺮ ﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻻ ﺳـﻴﻤﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﻣﻠـﻒ ﺍﻟﺴـﻼﻡ
ﻭﺣﺮﻛﺘﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﺒﺔ ،ﺍﳌﹸﺴﺘﻮﻋﺒﺔ ﻟﻜﺜﲑﹴ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﺿﻤﻦ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ
ﻣﻦ ﻗﺪ ﹴﱘ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻀﻮ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩ ﺍﳉـﻮﻻﺕ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﺟﻮﻟ ﹲﺔ ﺟﺪﻳﺪﹲﺓ ﺑﻘﻴﺎﺩ ﺓ ﺭﻓﻴﻌ ﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺳﺎ ﺭﻋﺖ ﺗﺴﺘﺜﻤ ﺮ
ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﻟﺘﺒﺪﺃ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﹰﺓ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣـﻦ
ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻓﺮﺍﻧﻜﻔﻮﺭﺕ ،114ﻭﻟﺘﺼﻞ ﰲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ( 1993ﻡ
ﺇﱃ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﺎﺳﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ.
ﱄ
ﺧﺎﻃﺒﺖ )ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺮﺍﻧﻜﻔﻮﺭﺕ( ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻧﻈـﺎ ﹴﻡ ﻓـﺪﺭﺍ ﹴ
ﺣﻘﻴﻘﻲ ،ﻳﻮﺯﻉ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻸﺻﻮﻝ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺭ ﺳﺨﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠـﻮ ﻡ
ﺕ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭﻟﻮﻳ ﹰﺔ ﰲ
ﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﺮﻭﺍ ﻭﲡﺎﺭﺏ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﺃﻋﻄﺖ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺔ ﺗﺴﺘﻜ
ﺸ
ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺎ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺑﲔ ﺍﳊﻜﻮﻣـﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺣﻮﻝ )ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﲑ( ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻳﺘﻔ ﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ.115
ﻣﺜﱠﻠﺖ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1991ﻡ ﻭﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺮﺍﻧﻜﻔﻮﺭﺕ ﳊﻈ ﹰﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻓﱠﺮﺕ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ
ﺳﺎﳓ ﹰﺔ ﻧﺎﺩﺭ ﹰﺓ ﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﲨﻠﺔ ﻛﹶﺴﺒﹺﻬﺎ ﻭﺭﺳﻢ ﻣﻌﺎﱂ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﲤﺜﱢـﻞ ﻋﻤﻠﻴـ ﹸﺔ
40د .ر*1ك )1ر ،دp .م أآلj ،ردن آ.q
1j 41د ( Gا`Fرت د ,EP7 .ا1Eج ،6EAو( 'Eأ1E27ب ا tE1 _E&H EKا ^E.ا&1Eم 1EA+7 'EP7ن ًEا
6EE1Hآ5ر Z(1EE 'EEP7 Z(1EEوا6EECIAس 6EE ,EEأ 6EEANا EEPH12A tEERAاEEG 'EEf12ن EEك ،أ 6EENأEEHز وhEEG
ا12)pق ا 6*6Kدارة 1Fو1fت ^ وراء Idد 'P7 .ا1ج .6A
) QB 42ا( j1F#ا`Fرت( *) *1ECآ1Eن ا E*1I 6E&H) :,EP7 1993 ('1E+اE5Fة اEK* E125pي ا15F5Eء
17م (' CGب ادان R5pع iراء اAا ^C9اN ^HCKل 1Eم ا` VEاTEي * VI#1E&PR# tE1Cا E1
دون ا1&J5د أي 1ر(.
ﺐ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺸﻤ ﹸﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﳉﺎﻧ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ؛ ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﻓﺮﺍﻧﻜﻔﻮﺭﺕ ﺍﻟﱵ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ )ﺃﺑﻮﺟﺎ(،
ﺃﻟﺒﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﰲ ﲨﻠﺔ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻓﻘـﺪ ﺩﺧﻠـﺖ
ﺻﻠﹶﲔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺟﻨـﺪﺓ ﺍﻟﺘﻔـﺎﻭﺽ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺑﻮﻓﺪﻳﻦ ﻳﻤﺜﱢﻼﻥ ﺍﻟﻔﺼﻴﻠﲔ ﺍﳌﹸﺘﻔﺎ
ﺻﺮﺕ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻭﺣﺪﹸﻤﺎ ﺿﺪ ﻭﻓﺪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﻓﺈﺫ ﺗﻨﺎ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﺗﻌﺪﺩﺕ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺻـﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘـﺮﺍﺭ
ﺲ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺃﻃﹸﺮ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻭﻓ ﺪ ﻳﻔﺎﻭﺽ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳ ﻤ
ﺍﻛﺘﺴﺐ ﺧﱪﺓ ﺟﻴﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺔ ﻭﺃﺟﻨﺪﺎ ،ﳛﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺻـﻮ ﹰﻻ
ﺑﺎﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﲔ ﺑﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﰲ ﺍﳌﻴـﺪﺍﻥ ،ﰒ
ﺃﻋﺪﺍ ﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﻭﺩﺍﺧﻞ ﺃﻃﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺴﻜﺮﺗﺎﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺬﺍﺫ ﺍﻷﺷﺪ ﻧﻔﻮﺫﹰﺍ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﺗﺄﺛﲑﻫﻢ ﻳﺰﺣﻒ ﳓـﻮ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺧﺎﺻﺔ.
ﻣﺜﱠﻠﺖ ﺃﺑﻮﺟﺎ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭﲢﺪﻳﺪﺍﹰ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﲑ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﱵ ﻓﺘﺤـﺖ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴـﺔ
ﻓﺮﺍﻧﻜﻔﻮﺭﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻝ ﺣﻮﳍﺎ ،ﻣﺜﱠﻠﺖ ﲢﺪﻳﹰﺎ ﳉﹸﻤﻠﺔ ﻣﺴﺎﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻌـﺪﺩ
ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﻠﻢ ﲢﺴﻢ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﺍﳌﹸﻄﻠﻖ ﻷﳝﺎ ﳏﺎﻭﻟﺔ
ﻹﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ﰲ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ،ﻭﺑﲔ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺬﻫﲏ ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻝ ﺣﻮﳍﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻗـﺮﺍ ﹴﺭ
ﺐ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﺑﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟـﱵ ﻳﺴﺘﺼﺤ
ﻕ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ،
ﺍﻟﺘﻤﺴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﹰﺎ ﺟﻮﻫﺮﻳﹰﺎ ﻳﻔﺎ ﹺﺭ
ﻭﻟﻜﻦ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳌﻔﺎﻭﺽ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﺝ ﺃﻓﻠﺢ ﰲ ﺇﻟﺰﺍﻣﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺈﻃـﺎﺭ
ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ؛ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺳﺎﺭﻉ ﺇﱃ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻭﺃﻓﻠﺢ ﲟﺴـﺎﻋﺪﺓ
ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﻮﺳﻄﺎﺀ ﰲ ﺩﻓﻊ ﺍﻤﻮﻋﺘﲔ ﺇﱃ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﳌﻔﺎﻭﺽ ﺣﻮﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻀـﺎﻳﺎ ،ﻭﻋﻠـﻰ
ﺭﺃﺳﻬﺎ )ﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﲑ(.
ﺍﻧﻔﻀﺖ )ﺃﺑﻮﺟﺎ ﺍﻷﻭﱃ( ﺇﺫﻥ ﲟﺰﻳ ٍﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﰲ ﻣﻮﻗﻒ ﻭﻓﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﳌﻔﺎﻭﺿـﺎﺕ
ﻕ ﺟﺪﻳ ﺪ 116ﰲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺴﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﺑﺎﻧﺸﻘﺎ ﹴ
)ﺃﺑﻮﺟﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ( ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺃﻓﻘﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﻻ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﺿﻤﻦ
ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﺍﺳﻢ )ﺻﻴﻒ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ( ،ﻓﻔﻲ 3ﺃﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎﻥ( 1993ﻡ
ﺳﻘﻄﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ )ﺑﻮﺭ( ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﰒ ﻣﺪﻳﻨﺔ ) ﹶﻛﺒﻮﻳﺘﺎ( ﰲ
ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ﻭﻣﺠﺎ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻭﺗﻮﺍﱃ ﺗﺒﺎﻋﹰﺎ ﺍﻴﺎ ﺭ ﺍ ﹸﳌﺪﻥ ﺍﻷﻫﻢ ﰲ ﺷـﺮﻕ
ﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﳍﹸﻢ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﻤﻼﺕ ﺍﳌﹸﻨﺘﺼـﺮﺓ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ ﻭﻏﺮﺎ ﺣﱴ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗ
ﻉ ﺍﻷﻫﻢ ﻟﻸﺳﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ،ﰲ ﻣـﺎﺭﺱ )ﺁﺫﺍﺭ( ﻭﻻﻳﺔ ﺃﻋﺎﱄ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭ ﺳﻘﹸﻮﻁ )ﻓﺸﻼ( ،ﺍﳌﹸﺴﺘﻮ ﺩ
ﺕ ﰲ ﲝﺮ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ﻭﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﻌﺴﻜﺮﹰﺍ ﲜﻨﻮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ، 1992ﻡ ﺑﻌﺪ ﺗﺪﻣﲑ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍ
ﺻ ﺪ ﲪﻠﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﳌﻔﺎﺟﺌﺔ ﺇﱃ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻣﻄﻠﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﻭﺑﻌﺪ
ﺼ ﻮﺑﺖ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﳊﻜـﻮﻣﻲ ﺇﱃ ﻟﺪﻯ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﲔ ﺇﱃ )ﺃﺑﻮﺟﺎ( ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺗ
ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟﺴﻼ ﹴﻡ ﻋﺎﺩ ﹴﻝ ﻭﺷﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻔﺼﺎﺋﻠﻬﺎ ﺍﳌﺘﻌـﺪﺩﺓ ،ﺑﺎﻋﺘﺒـﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﳍـﺰﺍﺋﻢ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﳌﺘﻼﺣﻘﺔ ﰒ ﺍﻧﺸﻘﺎﻗﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﰲ
ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺗﻔﻀﻲ ﺇﱃ ﻭﻗﻒ ﺍﳊﺮﺏ ،ﻭﺇﺫ ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻊ ﺍﺳـﺘﺤﻤﺎﺀ
ﲪﻼﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭ ﺳﻔﹸﻮﺭ ﲪﻼﺕ ﺍﳌﹸﻌﺎﺭﺿﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ،ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﺩﻋﻮﺓ
ﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻭﻣﺪﺍﺧﻞ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﲔ ﺴﺑﺴﻂ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻣﻬﺎﺩﹰﺍ ﻟﺒ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻓﺼﺎﺋﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺗﻔﺎﺅﻝ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﲔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﲔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ
ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﲟﻘ ﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﳍﺎﺋﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻭﺯﻧﻪ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﰲ ﻭﺟـﻮﻩ ﺍﻟﺼـﻒ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻛﺎﻧـﺖ
ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ )ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ( ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺴـﻠﻤﺖ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣـﻞ
ﳊﻤﻼﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻴﻒ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﰲ ﳎﻠﺲ ﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﹶ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺎﺭﹺﺑﻮﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺍﻟﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﲪـﻼﺕ
ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﰲ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﺑﺪ ًﺀ ﻣﻦ ﲡﺪﻳﺪ ﺩﻋﻮﺓ ﻭﻗﻒ ﺇﻃﻼﻕ
43أ(EIG QPد ا` ECا E1A.ا 6EN# 'E( E*kPو( 6Eاآ Eا)1FA J&Eو1Efت أ 1EGHو` ^EاE57اض
دG.ن ,P7 jه hTاRaة ا QA# '5دون ا1)5ر O#د(& Qا 612و Vن إ ,ا12)pق .6*6G cBFH
ﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺗﻌﻄﱠﻞ ﻣﺴﺎ ﺭ ﺍﻟﺴـﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺣﱴ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻷﴰﻞ ،ﻭ ﻋﻠﹶﺖ ﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ
ﻭﺍﳓﺴﺮﺕ ﳊﻈﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﳓﺔ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻟﺘﻌﺒﺮ )ﺟﺴﺮ ﹺﻧﻤﻮﱄ( ﻭﻳﺴـﻠﱢﻢ
ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﻻ ﻳﺠﺪﻱ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺄﰐ ﺻﺎﻏﺮﺓ ﻣﺴﺎﳌﺔ ﺗﺬ ﻋ ﻦ
ﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ.117
ﺍﺧﺘﺘﻤﺖ ﺃﺑﻮﺟﺎ ﺟﻮﻻﺎ ﰲ ﺃﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎﻥ( 1993ﻡ ﺑﻌـﺪ ﺍﺳـﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﻧﺘﺼـﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻓﺸﻠﻬﺎ ﰲ ﻋﺒﻮﺭ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ )ﹺﻧﻤﻮﱄ( ،ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻨ ﺰﻓﹶﺖ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺗﺪﺧﻞ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺷﺨﺼﻴﹰﺎ ﰲ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﺴـﻼﻡ ،ﻓـﺎﻟﺘﻘﻰ ﺑـﺒﻌﺾ
ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﻬﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻨﺪﻥ ،ﰒ ﺗﻴﺴـﺮ
ﻟﻠﻤﻔﺎﻭﺽ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺩ .ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺑﻘﺎﺋﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺩ .ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﰲ )ﻛﻤﺒﺎﻻ( ﻗﺒﻞ
ﺠﻬﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﹰﺓ ﳓﻮ ﻗﺴﻤﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﺑﺸﻬﺮﻳﻦ ﰲ ﻓﱪﺍﻳﺮ )ﺷﺒﺎﻁ( 1993ﻡ؛ ﻭﺇﺫ ﺍﺗ
ﻕ ﻧﺸـﺮﺎ ﺑﻌـﺾ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺃﺣﺮﺯﺕ ﺗﻘﺪﻣﹰﺎ ﻻﺣﺖ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺍﻷﻓﹸﻖ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﺗﻔـﺎ ﹴ
ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﺄﻫﺎﺟﺖ ﳏﺎﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﳌﹸﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺍﺟﺘﻬﺪﺕ
ﺇﺩﺍﺭﺍﺎ ﲝﺰ ﹴﻡ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻹﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺻﻮﱄ ﺍﳌﺘﺤﻜﱢﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺣﻔﱠﺰ ﺍﻟﻨﺸ ﺮ ﺟﻬـﻮﺩ
ﺍﳌﹸﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﺿﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﺒﻠﻮﺭﺓ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ﺑـﺪﺧﻮﻝ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺇﱃ ﲢﺎﻟﹸﻒ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻮﺳﻮﻡ ﺑـ)ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ(.118
*****
2* 44ل أI4 6Nد vP#ا Kوا 91Cا V1H 'Aو( 6Eا 1E2ذ 1FAو1Efت أ) :1EGHو` ^EاERف ا`'E
^`* Vو 1I5jأآ1EF# 1ً1AN +ق ES1 ،وان ا`6EH 6Ej Eأت ( vEP# 'EاE5Fة 1EI5PANا& *`EاQ<AEُ 'E5
ن ^ د 'P7 .ا1ج أن oE#دي إ,E Hـ) USا&Jر( و6Hأت ا Zjا
Kا)& ..1ً71J# uj15# 'Jوآ1دت ِز ٍ 1
)`1j ^N Pل Pر (' ا1A5Gpع ا' اTي آ1ن *& 62آ1E cEء (1ECG 'Eح ر YEا( 6Eا` 'Eا&6E2
6Aا V` 1ًP& ^` : FP ^.أ V 1Cإ ,ه 62& 1Cا1F#ق "( ..j Zدى هTا إEk ,Eرة gE&H ^E
ار ,P7 ،رأ ^N VIأ {1S Hوز* ا1aر GاTي ا5ب أن *`ن هTا ا UjAو E2H OEH ERa* V
أ17ء ا( - (6د6EJ7 .اه1ب ا6EC(.ي – p1E2 PEPت 6E*KHة ا6E2س ا& 7 – 'EHأآ ^*E)#) HE5ا.ول(
2008م.
M# 45ا1F QCو1fت أ 1GHاEN 6E&H 1 PN Z 1+ب ا qEPaا E1+ا 'E5ا1E 1EI( VEI#م ا 1E2ذ 61EAHة
1Eم ا6ES YEام MEx 'E( ^ENو ،QE*`P hوإذ أ EJ57اEدان ( 'Eإ1E9ر ا E&1Kا&E 'E( EHر دول
ا 6ا 1A+ا '5أ67 671B# ،1I5M7 QA`Nاء ا6ول ا1 CP Hم اTي * hp5ا ن و*6Ef UE2ه'E( 1
1IHNا& . A1و 6jا A+5ا ZAK5ا 'C9ذ vا1CAخ ( 176إ N ,ا ح 1E ^E7م ا 1E2ذ وو UEjاE5Jول
و&J ^&#ث أ1 'Aص 2N UPAق ا 1ن (' ادان.
ﺼﺤﺮ )ﺇﻳﻘﺎﺩ( ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﹶﻓﺘ ﺢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﳌﹸﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﳉﻔﺎﻑ ﻭﺍﻟﺘ
)ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ( ﰲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1994ﻡ ،ﹸﻛ ﻮ ﹶﺓ ﺍﻷﻣﻞ ﰲ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﻣﺴﺎﺭ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﺇﺛﺮ
ﻣﺒﺎﺩﺭ ﺓ ﻭﲪﺎﺳ ﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻜﻴﲏ )ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﺃﺭﺍﺏ ﻣﻮﻱ( ،ﲢﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻈﻠﱠﺔ ﺍﻟﱵ ﲡﻤ ﻊ ﺳـﺒ ﻊ
ﺕ ﲤﺜﱢﻞ ﺷﺮﻕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻀﻤﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﺍﳌﹸﺴﺘﻘﻠﱠﺔ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻮﻟﺔ.
ﺣﻜﻮﻣﺎ
ﺍﻟﺘﺄﻣﺖ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ 23 -17ﻣﺎﺭﺱ )ﺁﺫﺍﺭ( 1994ﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻜﻴﻨﻴﺔ
ﻧﲑﻭﰊ ،ﺑﻌﺪ ﺟﻮﻟﺔ ﻟﻮﺯﻳﺮ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻛﻴﻨﻴﺎ ﺑﲔ ﻃﺮﰲ ﺍﻟﱰﺍﻉ )ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ(،
ﺙ ﺍﳌﹸﺸﻜﻠﺔ ﻭﻣﺴﺎﺭ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻭﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﺍﳊ ﱢﻞ ﻭﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺟ ﻤ ﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﰲ ﺗﺮﺍ
ﻋﱪ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﹸﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﺿﻤﺖ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻛﻴﻨﻴﺎ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﻳﻮﻏﻨﺪﺍ ﻭﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻭﺍﻟﱵ
ﻋ ﹺﺮﻓﹶﺖ ﺑـ) ﻭ ﺳﻄﹶﺎﺀ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ( .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻛﻴﻨﻴﺎ ﻭﻳﻮﻏﻨﺪﺍ ﺗﻘﺎ ﹺﺭﺑـﺎﻥ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ
ﻭﺗﻮﺍﻟﻴﺎﺎ ،ﻭﺍﻥ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻫﻤﺎ ﺣﻠﻴﻔﺘﺎﻥ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﻫﻲ ﺍﳌﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﺧﺘﱠﻠﺖ ﰲ
ﺝ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ ﺇﱃ ﺨ ﺮ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﱄ ﺑﺘﺤﻮﻝ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺍﳉﻬﲑ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﲢﻮﻝ ﻣ
ﻕ ﻋﻨﻖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﱂ ﺗﺜﻤﺮ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ ﺍﻷﻭﱃ ﺇﻻ ﺍﺗﻔﺎﻗﹰﺎ ﻳﻔﺼـ ﹸﻞ ﺍﳌﺴـﺎﺭ ﻣﺄﺯﹺﻕ ﻳ ﹶﻄ ﻮ
ﺼ ﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻭﺃﺳـﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﰒ ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺘ
ﺾ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﰒ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ. ﻓ
ﺕ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1994ﻡ ،ﻓﺎﻧﻌﻘﺪﺕ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﺎﻳﻮ )ﺃﻳـﺎﺭ( ،ﰒ ﺼﻠﹶﺖ ﺟﻮﻻ ﺍﺗ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﰲ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﲤﻮﺯ( ،ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﻜﻞ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻭﻓﺪﻫﺎ ﻟﻠﺠﻮﻟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺒـﺮ
ﺱ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﻋﻀﻮ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻋﻦ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﳓﻮ ﻣﺰﻳ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ،ﺗﺮﱠﺃ
ﻭﺿ ﻢ ﺩ .ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﺝ ﳏﻤﺪ ﻭﺩ .ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻠﻲ ﻧﺎﻓﻊ ﻭﺃﺟﹺﻨﺲ ﻟﻮﻛﻮﺩﻭ ﻭﺃﳒﻠﻮ ﺑﻴﺪﺍ؛ ﰒ ﺍﳉﻮﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﺍﻟﱵ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻟﺘﻀﻢ ﻭﻓﺪﹰﺍ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﻳﹰﺎ ﻭﺳﻜﺮﺗﺎﺭﻳﺎ ،ﺑﻠﻐﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﻀﻮﺍﹰ ،ﻋﺒﺮﺕ ﻛﺬﻟﻚ
119
ﻋﻦ ﺗﺸ ﻌﺐ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻣﺪﻯ ﺗ ﻌ ﱡﻘﺪ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺎ ﻭﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺎ.
ﺩﻓﻌﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺟﻮﻟﺘﺎ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ ﺑﻘﻀـﺎﻳﺎ
ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻷﺷﺪ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﲑ
U1`# PH12A Q7J# 46ه hTا1E+N1J ^ Kت ا Eم 25 1E1R*H :أ OECG UEإ ،'C5Eه6ECا 40أUE
دوpر ،اCو* 100 qأ Uدوpر.
ﻟﺸﻌﺐ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺇﺫ ﺍﳓﺎﺯﺕ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺑﺪﺍﻫ ﹰﺔ ﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻷﺎ ﲤﺜﱢﻞ ﻋﻘﻴﺪﺎ ﰲ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﺗﻈﹸﻨﻪ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋ ﱪ ﹰﺓ ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ
ﰒ ﺧﻮﻓﹸﻬﺎ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﻯ ﻧﻈﺎﻡ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻳﻘﻮ ﻡ ﺇﱃ ﺟﹺﻮﺍﺭﹺﻫﺎ ،ﻭﻗﺪ ﻳﺼ ﹸﻞ ﺃﻭ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻷﻗﻠﻴﺎﺕ
ﺍﳌﹸﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺍﳌﹸﺘﻮﻃﱢﻨﺔ ﰲ ﺃﻗﻄﺎﺭﻫﺎ ،ﻓﺈﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﱢﻞ ﺧﻼﺻﺔ ﲡﺮﺑـﺔ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﺪﻯ ﺇﳒﺎﺯﻫﺎ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺪ ﺃﺳﺲ ﺃﻃﺮﻭﺣﺘﻪ ﻭﺧﻄﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺩﻳﻨﹰﺎ
ﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟ ﻮﺟﺪﺍﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﺑﻌﺪ ﳚﻤﻊ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﳋﺎﺹ ﻭﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﻟ
ﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻣﻨﺬ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ 1987ﻡ ﰲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﳌﹸﻮﺍﻃﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻮﻕ
ﺍﳌﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻭﺑﺴﻂ ﺣﻜ ﹺﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺈﲨﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﺐ ،ﰒ ﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺧﺼﻮﺻـﻴﺔ ﻗﻄـﺮ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳌﹸﺮﻛﱠﺐ ﻣﻦ ﺗﻨﻮﻉ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ،ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺟﺘـﻬﺎﺩ
ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﲡﺮﺑ ﺔ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﺃﺣﺎﻟﺖ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳـﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺇﱃ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ،ﻓﻤﺎ ﺑﺪﺍ ﺑﺪﺍﻫﺔ ﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ ﺗﻠﻘﺘﻪ ﻭﻓﻮﺩ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﲟﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ
ﺻﺪﻣﺔ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﳍﺎ ﻭﳉﻤﻬﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺒﺎﺣﺜﺎﺎ.
ﺃﻣﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﲑ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻴﺴﻮﺭﹰﺍ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﳉﺮﻱﺀ ﺍﻟﺬﻱ
ﲪﻠﺘﻪ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺮﺍﻧﻜﻔﻮﺭﺕ ﻋﺎﻡ 1991ﻡ ،ﻭﺇﺫ ﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭ ﺭﺳﻮﺥ ﺍﳋﱪﺓ ﻟـﺪﻯ ﻗﻴـﺎﺩﺓ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻮﻛﱡﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳ ﻐﻠﱢﺐ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎﺀ ﳊﻖ ﺷﻌﺐ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﰲ ﺣﻖ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ ﰲ
ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﻭﰲ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟ ﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻮﻧﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻋﻼﻗ ﹰﺔ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺈﻥ ﻋﻘﺪﺓ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺻﻴﻐﺘﻪ ﻳﻮﻣﺌﺬ ،ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ
ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﰒ ﺍﻟﺪﻫﺎﻟﻴﺰ ﻭﺍﳌﻄﺒﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﺷﺎﺑﺖ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳـﺔ ﻭﻫـﻲ
ﺗﺘﻌﺎﻃﻰ ﻣﻊ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭ ﹶﻏﹶﻠﺒ ﹸﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﻛ ﱡﻞ ﺫﻟـﻚ
ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺧﺘـﺎﻡ ﺟﻌﻞ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﲑ ﻗﻀﻴﺔ ﻻ ﺗ ﻘ ﱡﻞ
ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻮﻻﺕ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺣﺜﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﲜﻮﻟﺔٍ ﺭﺍﺑﻌ ﺔ ﻗﺼﲑﺓ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻟﻴﻮ ﹴﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ 6ﺳﺒﺘﻤﱪ )ﺃﻳﻠﻮﻝ(
1994ﻡ ،ﺷ ﹺﻬﺪﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺩﻭ ﹸﻝ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻭﻭﻓ ﺪ ﳏﺪﻭﺩ ﻣﺜﱠﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ
ﺑﺄﺷ ﺪ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﺻﺮﺍﻣﺔ ﻳﻮﻣﺌﺬ ،ﺩ .ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻠﻲ ﻧﺎﻓﻊ ﻣﺪﻳﺮ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ،ﻭﺩ .ﻏﺎﺯﻱ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻟﻴﺒﻠ ﻐﺎ ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ ﺃ ﱠﻻ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋـﻦ
ﺼﺮﺓ ﻟﻮﺿﻊ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﲑ ﻋﻠـﻲ
ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﳌﹸﻨﺘ
120
ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ.
ﻣﻊ ﺗﻌﺜﱡﺮ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ ،ﺃﻓﹶﻠﺤﺖ ﺟﻬﻮ ﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﰲ ﻓﺘ ﹺﺢ ﻣﺴﺎ ﹴﺭ ﺟﺪﻳـﺪ،
ﻑ ﺑـ)ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ( ،ﻓﻤﻨ ﹸﺬ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﻀـﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴـﻼﻡ، ﻇ ﱠﻞ ﻳﻌ ﺮ
ﺍﻟﺘﻔﱠﺖ ﲨﺎﻋ ﹲﺔ ﻣﻦ ﻣﺜ ﱠﻘﻔﹶﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻪ ﻭﺳﻼﻃﻴﻨﻪ ﻭﺇﺩﺍﺭﺍﺗﻪ ﺍﻷﻫﻠﻴـﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔـﺔ ﺣـﻮﻝ
ﻒ ﻛـﺜﲑﻭﻥ ﺐ ﻣﻊ ﻗﻴﺎﺩﺎ ﻭﺭﻣﻮﺯﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﺄﻧ
ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺍﺗﺼﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺮﻳ ﹴ
ﻣﻨﻬﻢ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﻭﺗﻔﺎ ﻋﻠﹶﺖ ﻣﻌﻬـﻢ
ﺐ ﺃﻣﺎﻧﺔ
ﺴ
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﲨﺎﻋ ﹲﺔ ﻇﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺻﻔﻬﺎ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﻣﻨﺬ )ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ( ﻭﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ،ﰒ ﹶﻛ
ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺃﻋﺪﺍﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺭﻋﺖ ﺗﺄﻫﻠﻴﻬﻢ ﻭﺩﻓﻌﻬﻢ ﻟﺘﻮﻟﱢﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﰲ ﺍﳉﻨـﻮﺏ
ﻣﻨﺬ ﺇﻧﺸﺎﺋﻬﺎ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ.
ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﲨﻴﻌﹰﺎ )ﻣﺆﲤﺮ ﺟﻮﺑﺎ( ﻣﺎﻳﻮ )ﺃﻳﺎﺭ( 1994ﻡ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺸﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺪﻯ ﻣﻦ ﺟﻮﻟﺔ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭﺿﻤ ﻦ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﺗﻨﻔﻴـﺬ ﻓﻠﺴـﻔﺔ
ﻭﺇﺣﻜﺎﻡ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﳐﺎﻃﺒﺔ ﺟﻮﻫﺮ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﰲ ﻣﺤ ﻮﺭﻱ ﺑﺴـﻂ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺑﺴﻂ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﻭﺗﺼﺪﻳﹰﺎ ﳉﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻭﺳﺎﻃﺔ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﺭﻩ ﺍﻟﻮﺳﻄﺎﺀ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ
ﻼ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ ﺣﻘﱠﻪ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﲑ ،ﻓﻘﺪ ﺟـﺎﺀ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺳﺒﻴ ﹰ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﳋﺘﺎﻣﻲ ﺭﺍﻓﻀﹰﺎ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻼﻧﻔﺼﺎﻝ ﻭ)ﺍﳌﺆﺍﻣﺮﺍﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ( ﻣﺴﺘﻤﺴﻜﹰﺎ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ،
ﻣﻌﺒﺮﹰﺍ ﻋﻦ ﻋﺰﻡ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﳉﻨﻮﺑﻴﲔ ﺧﺎﺻﺔ ﻹﳒﺎﺡ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳊﹸﻜـﻢ ﺍﻻﲢـﺎﺩﻱ ﰲ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ،
47أ1kر إ 7ن ا1JAدئ اTي ا O#6A57و 91ا *12د آً+ا ^ اAا Ujواbراء ا CRJ5EAوا`EAت 'E( 1EIC7
EEH Uزارة ا1aر6EB# EEGى د .ا tEE<RإEEHاه) EE 6EEA VاTEEي
ع ٍ ES17ESاع ا1EE2دة ا 12ذ* ، EEو( 'EEاٍ 1EEA5G
tS1C ,#ر 'E( EAI Aا 1E2ذ ا.و - ,Eوز* YEPK EاEزراء و1ENآ Vو E*pدار(Eر ا`EJى( 6EB#ى
J&5Pا1IG# ^7 ِ(1ت ا 7AKAا&`* وا 6Aاِ`&5ُAة Nل t1ا ^.ا&1م 1ً<f ،أن وZEf
UPاCKب و jاب وا م (' * 6ا ^ ^Ckأه cEدار(Eر )ا& 6EA 6E2ا EFP ^E.ود 'EP7 .ا1Eج
ُ Tِ Cُ* (6Aر RaHا&H 5و Hادان *2# N {1Bا BAاTي أ hjأوA1H vEا( ,EP7 E2إ E7ن
ا1EJAدئ .آTEE* 1EEAآ د 6EA .ا 'E( EEFP ^EE.آ ,EER ) OEEH15ا Eم EEل 6EEI7ا 1E2ذ( أن EENار hاZEE MEEA5A
MA HCG Ba4ة )أروك 9ن أروك( 6jأ( OAIأن *2# N jا1EBF QE EBAل و6ENP pة
و` 25 i 1ICا6Nة ا 7Rإ ,ا 6H.وSرة ^ Sر ا* و Nأ2N ^ '1ق ا 1ن.
ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺳﺎﳓ ﹰﺔ ﻓﺮﻳﺪ ﹰﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻣﻄﻠﺒﹰﺎ ﺟﻨﻮﺑﻴﹰﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﺆﲤﺮ ﺟﻮﺑﺎ ﻋﺎﻡ 1947ﻡ .ﻭﺇﺫ
ﻧﺎ ﺷﺪﺕ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﻓﹸﺮﻗﹶﺎ َﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺃﻥ ﻳﺼﻐﻮﺍ ﺇﱃ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻋﺪﺩﺕ ﻭﻳﻼﺕ ﺍﳊﺮﺏ
ﻭﻧﺪﺩﺕ ﺎ ﻭﺭﺃﺕ ﰲ ﺧﺴﺎﺋﺮﻫﺎ ﻫﺰﳝ ﹰﺔ ﻟﻜﹸﻞ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ
ﺕ ﻣﺒﺎﺭﻛـ ﺔﺍﳉﻨﻮﰊ ﻭﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﺑﻞ ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻪ .ﺗﺄﺳﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﲦﺮﺍ
ﳋﻄﹸﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ )ﺍﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺴﻼﻡ( ﰲ 14ﻧـﻮﻓﻤﱪ )ﺗﺸـﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜـﺎﱐ( ﹸ
1994ﻡ ،ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭ 89ﻋﻀﻮﹰﺍ ﺗﻮﺯﻋﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﺋﺮ) :ﺍﻟﺘﻔـﺎﻭﺽ ﺍﳋـﺎﺭﺟﻲ،
ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﲔ ﻭﺍﻟﻼﺟﺌﲔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ،ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ( .ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺩﺕ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﺑﻌﺾ ﻭﺟﻮ ﻩ ﻣﻦ
ﺍﳊﻴﺎﺓ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺟﻮﺑﺎ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﳊﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘـﻞ
ﺾ ﺩﻭﺍﻟﻴﺐ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﻗـﺎﻡ ﻭﺍﳌﻮﺍﺻﻼﺕ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻨﻬﺮﻱ ،ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺑﻌ
ﺴّﻠ ﹺﻢ ﺍﻷﻫﻠـﻲ ﺑـﲔ ﻁ ﺗﺸﺮﻳﻌ ﻲ ﰲ ﺍﺎﻟﺲ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ،ﻭﺷﻬﺪﺕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﻭ ﺳﻌﻴﹰﺎ ﺧﺎﺻﹰﺎ ﻟﻠ ِ
ﻧﺸﺎ ﹲ
ﺍﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﺎ ﺯ ﹸﻝ ﻭﺗﺘﻘﺎﻃﻊ )ﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ ،ﺍﳉﻮﺭ ،ﺍﻟﻔﺮﺗﻴﺖ( ،ﻭﻫﺒﺖ ﻧﺴﻤﺔ
ﻋﺎﻓﻴﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﳏﺪﻭﺩﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺣﻴﺖ ﺍﻷﻣﻞ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﻮ ﺩ ﻣﻦ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﻭﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﰲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ.
ﺲ ﺍﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺴﻼﻡ ،ﺃﺣﻴﺖ ﺍﻷﻣﻞ ﺃﺣﻴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺛﻤﺎ ﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ،ﻭﺗﺄﺳﻴ
ﺏ ﺃﻭﺳﻊ ﳚﺘﻬ ﺪ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺍﻟﹸﻤﺠﺎﻧﹺﺒﲔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ )ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ( ﻛﺎﻓﱠﺔ ﺿـﻤ ﻦ ﰲ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎ ﹴ
ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﻠﺴﻼﻡ ،ﻓﻴﺴﺘﺸ ﻌ ﺮ ﺍﻟﻔﺼﻴ ﹸﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﳚﻨ ﺢ ﻟﻠﺴﻼﻡ ،ﺭﻏﺒ ﹰﺔ ﺃﻭ ﺭﻫﺒﺔ؛ ﻭﻣﻊ
ﻕ ﲨﺎﻋ ﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋﺎ ﻣ ﻪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ،ﺃﲦﺮﺕ ﺍﺗﺼـﺎﻻﺕ ﻓﺮﻳـﻖ ﺍﻟﺴـﻼﻡ ﻍ ﺍﻧﺸﻘﺎ ﹺﺑﻠﻮ ﹺ
ﻕ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﺑﲔ ﻳـﺪﻱ ﺍﻟﺰﻳـﺎﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﻋﻦ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻟﻠﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﻣﻼﻣﺢ ﻣﻴﺜﺎ ﹴ
ﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ )ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﱀ( ﺇﱃ ﻣﺪﻳﻨـﺔ ﺍﳌﻔﺘﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻡ ﺎ ﺍﻟﻨﺎﺋ
ﺚ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺩ .ﺭﻳﺎﻙ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﰒ ﺇﱃ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﰲ ﻣﺎﺭﺱ )ﺁﺫﺍﺭ( 1996ﻡ ،ﺣﻴ ﹸ
ﻉ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ
ﻣﺸﺎﺭ ﻭﻣﻌﺎﻭﻧﻮﻩ .ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﻗ ﻊ ﻛﺒ ﲑ ﻋﻠﻰ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﺭ ﺳ ﺦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻧﺰﻭ
ﺠ ﺪ ﳓﻮ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ ﻗﺎﺩﺎ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﻢ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ،ﺩﻓﻌﻬـﻢ ﺇﱃ ﺍﳌﹸﺴـﺎﺭﻋﺔ ﺍ ﹸﳌ ﹺ
ﻑ ﺑـ)ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ( ،ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﺤﺘ ﹶﻔ ﹸﻞ ﺑﻪ ﰲ ﺣﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻘﺼـﺮ ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋ ﹺﺮ
ﻑ ﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪ) ،ﳎﻤﻮﻋﺔ ﲝـﺮ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻱ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻭﻗﺪ ﻭﺍﻓﻖ ﻃﺮ
ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ( ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻛﺎﺭﺑﻴﻨﻮ ﻛﻮﺍﻧﲔ ،121ﰒ )ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻗﻮﺓ ﺩﻓﺎﻉ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ( ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
ﻼ ﻤﻮﻋﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺑﻮﺭ
ﺗ ﹾﻔﻠﹸﻮﺱ ﺃﻭﺷﺎﻧﻖ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻀﻤﺖ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﱠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻢ ﺃﺭﻭﻙ ﻃﻮﻥ ﳑﺜ ﹰ
ﻭﻋﺪ ﺩ ﻣﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ )ﺻﻤﻮﻳﻞ ﺃﺭﻭ ﻭﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﻛﻮﺕ ﻣﺎﺛﻴﻮﺱ(.
ﺐ ﺃﺻـﻮﻝ ﻕ ﺷﺎﻣﻞ ﻳﺨﺎﻃ
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﺃﻭﺍﻥ ﺗﱰﻳﻞ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﻭﺗﻔﺼﻴﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﺗﻔﺎ ﹴ
ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﺃﻭ ﺑﲔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﰲ ﺃﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎﻥ( 1997ﻡ ،ﻓﻴﻤـﺎ
ﻑ ﺑـ)ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ( ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳـﺔ ﻋ ﹺﺮ
ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ ﻭﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺎ ،ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﻋﻤـﺮ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ ﻭﻴـﺄﺕ ﻟﻠﺘـﺄﺯﻡ
ﻕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﺎﻣﺔ ﻇ ﱠﻞ ﻳﺜﲑ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﳌﹸﺒﺎﹺﻳﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﹶﻃ ﻔﻘﹶﺖ ﺗﺘﺠﻠﱠﻰ ﻭﺗـﱪﺯ ﺑـﲔ ﻭﺍﳌﻔﺎﺻﻠﺔ؛ ﻓﻤﺴﺎ
ﺍﳋﻄﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ،ﺑﲔ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﺍﳋﻄﺔ ﻭﻣﺪﻯ ﺇﳝﺎﻥ ﺍﻟﻘـﺎﺋﻤﲔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﱪﻧﺎﳎﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﳌﹸﺴﺎﺭﻋﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻻﺻﻄﺒﺎﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﺘﻼﺀﺍﺕ ﺍﻟﻮﻻﺀ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺜﻮﺭ ﻣﻄﺎﻣﺢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﻣﻄﺎﻣﻌﻬﻢ ﻭﳐﺎﻭﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ .ﻭﺇﺫ ﺃﺗﺎﺡ
ﻼ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﳌﻮﺩﺓ ﺑـﲔ ﺃﻃـﺮﺍﻑ ﺍﳌﻴﺜـﺎﻕ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺳﺒ ﹰ
ﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺗﻪ )ﻻﻡ ﺃﻛـﻮﻝ ،ﻛـﺎﺭﺑﻴﻨﻮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﺗﺘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍ
ﺏ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﻭﺍﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﺍﳊـﺮﺓ،ﻛﻮﺍﻧﲔ ،ﻭﻟﻴﻢ ﻧﻮﻥ ،ﺭﻳﺎﻙ ﻗﺎﻱ ،ﺗﻌﺒﺎﻥ ﺩﻳﻨﻖ( ،ﻭﺍﻧﻔﺘﺢ ﺑﺎ
ﻕ ﺷﺎﻣ ﹴﻞ ﻟﻠﺴﻼﻡ ،ﻭﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﳉﻨﻮﰊ ﺍﻷﺷﺪ ﺗﻄﺮﻓﹰﺎ ﻭﺍﺗﺼﻠﺖ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﺗﻔﺎ ﹴ
ﻭﺍﳌﹸﺘﺒﻨﻲ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﲑ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻋﻘﻴﺪ ﹰﺓ ﹸﲤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧـﻖ
ﺍﳌﹸﻤﺴِﻚ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ )ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ( ،ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻛﺄﻧﻪ ﺑﻌﺾ ﻛﻴﺎﻥ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ
ﺑﻌﺴﺎﻛﺮﻫﺎ ﻭﺑﺮﻣﻮﺯﻫﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﺛﺎﺭﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺃﺿﺤﺖ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺎﺕ
ﺍﳌﹸﺘﻮﻟّﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﳘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺘﺴﺒﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﲪﻠﺖ ﺑﺸﺎﺋﺮﻫﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﻮﺩ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺜﻘﺔ ،ﻓﻘﺪ ﲡﻠﱠﺖ ﰲ ﳊﻈﺔ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠـﻰ
)ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ( ﺟ ﹼﻞ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﰲ ﻋﺎﻣﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﳊﹸﻜـﻢ،
48و ,P7 Q&jا1+Aق ا6H '1ا ا9a1H B2م Nآ ا 25ل CGب ادانH 7AK ،
اMالj 7AK ،ة د(1ع ا5pا ،ا 7AKAا . P25Aوذ10 '( vأ1 ) c*Hن( 1996م.
ﺕ ﺭﻏﻢ ﺍﺣﺘﺸﺎﺩ ﺣﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺑﺎﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﲔ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﲔ، ﻭﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻟﺒﻀﻊ ﺳﺎﻋﺎ
ﺩﻋﺘﻬﻢ ﺃﺑﻮﺍﻕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﱃ ﻋﻴﺪ ﻛﺒﲑ ،ﻓﺠﺎﺀﻭﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓ ﺞ ﻋﺎﺻﻤ ﹴﻲ ﻋﻤﻴﻖ ﺑﻄﺒﻮﳍﻢ ﻭﻣﺰﺍﻣﲑﻫﻢ
ﺸﻬﹺﻢ ﻭﺯﺧ ﺮﻓﻬﹺﻢ ﻳﺮﻗﺼﻮﻥ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻭﻟﻴﺸ ﻬﺪﻭﺍ ﺃﺣﺪ ﺃﻫ ﻢ ﻓﺼﻮﻟﻪ.
ﻭﻧﺤﺎ ﺳﻬﹺﻢ ﻭﺭﹺﻳ
ﺲ ﺍﳌﺘﺬﺑﺬﺏ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺘﲔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺘﲔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺘﲔ ،ﺍﻗﺘﺮﺡ ﻃﺎﺑﻮﺭ ﺷﺮﻑ ﻟﻠﺮﺅﺳﺎﺀ ﻟﻜ ﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴ
ﺸﻬﻮﺩ ﺍﳊﺪﺙ ﺑﺪ ﹰﻻ ﻋﻦ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ،ﺗﺮﺩﻩ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﺘﻬﻢ ﺑﺪﻭﺭﻫﻢ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟ
ﺹ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﲪﻠﺘﻬﺎ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﻦ) :ﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼﲑ ،ﻗﻴﺎﻡ ﳎﻠـﺲ ﺗﻨﺴـﻴﻖ ﺃﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨﺼﻮ
ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳊﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺴﻼﺡ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻭﻧﺴﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴـﻠﺤﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ،ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺪﺳـﺘﻮﺭﻳﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻓﺴ ﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﰲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ( ،ﱂ ﺗﻜﹸـﻦ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﱵ ﻫﻴﺄﺕ ﳍﺎ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺒﻀﻊ ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺗﺆﺳﺲ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
ﻱ ﻓ ﺪﺭﺍﻟ ﻲ ﻳﺘﺸﺎﺭ ﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺮﻛ ﺰ ﻭﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ،ﻭﻳﺘﺴﻊ ﻟﻺﻧﻘـﺎﺫ ﻱ ﺍﲢﺎﺩ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻜ ﹴﻢ ﻻﻣﺮﻛﺰ
ﻭ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﺍﳌﹸﻘﺎﻭﹺﻣﲔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ،ﱂ ﺗﻜﹸﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﺜ ﲑ ﻗﻠﻖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﻭﻟﻜﻦ
ﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺴﺎ ﹴﺭ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺘﻬﺪﺩﻫﻢ ﺑﺎﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻗﺒﻀﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﲤﺎﻡ ﺱ ﺯﻣﻼﺋ ﻪ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻫﻮﺍ ﹺﺟ ﻭﺳﺎ ﹺﻭ
ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﺎﻟﻘﺎﺩﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ.
*****
ﻉ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﳊﻈﺘﺌﺬ ،ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ، ﺭ ﺳ ﺦ ﰲ ﺭ ﻭ ﹺ
ﻱ) :ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳊﹶﻖ ﻻ ﻳﺘ ﻢ ﺇﻻ ﺑﺎﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻘـﻮﺩﻩ ﻣﺎ ﺟﺎ ﻫ ﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺭﺃ ﹴ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﹸﻌﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﹰﺎ ﻭﺩﻭﻟﻴﹰﺎ )ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ( ﻭﺍﻟﻘﹶﺒﻴ ﹸﻞ ﺍﻷﻛ ﱪ ﺍﻷﻓﻌﻞ )ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ(،
ﺴﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻱ ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ ،ﻓﻐﺎﻟﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﹶﻗﺒﹺﻴ ﹴﻞ ﺷﺮﹺﺱ ﻭﻟﻜﻨـﻪ ﻟـﻴﺲ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻬﻴﺄﻭﻥ ﰲ ﺃﹸﻣ ِ
ﺍﻷﻭﻝ )ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﻮﻳﺮ( ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺸﻘﺎﻗﻬﺎ ﺗﺰﺩﺍ ﺩ ﻫﺎﻣﺸﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻘﹸﻮﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺎ ،ﻭﺃﺎ ﻣﺎ ﺟﻨﺤﺖ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺧﻴﺒﺔ ﺍﳌﹶﺴﻌﻰ ﺍ ﹸﳌﺘﺼﻞ ﰲ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠـﻰ
ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﻣﻨﺎﻓﺬ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺛﻴﻮﰊ ﺍﳌﹸﻮﺍﱄ ﻭﻗﺘﺌ ﺬ ﻟﻠﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ(.
ﺇ ﱠﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﻭﺟﺎﻫﺔ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻄﻖ ﺑﻪ ﻣﻌﺴ ﹶﻜ ﺮ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺑﻌـﺾ
ﺴﻄﹶﺖ ﻟﻠﻤﺪﺍﻭﻟﺔ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﺍﻟـﱵ ﻳﻘﻮﻣـﻮﻥ ﰲ ﻭﺟﻮﻫﻪ ﻓﺈﻥ ﳐﺎﻭﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﺑ ِ
ﻋﻤﻘﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﹶﻠﻜﹶﺖ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﺍﳋﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘ ﻘﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺗﺮﻫﻴﺒـﻪ ،ﰒ ﺩﻓﹾـ ﹺﻊ
ﺾ
ﻋﻀﻮ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﺍﳌﹸﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻳ ﺮ ﺍﳊﺮﺏ ﺃﻣﲑﹰﺍ ﳍﺎ ﻟﻴ ﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺭﺃﻱ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﺗﺮﹸﻓ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺰﻭﺩﺓ ﺑﺜﻘﻞ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺣﻘﺎﺋﻘﻬﺎ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄﻥ ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎﻡ
ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﳌﻌﺒﺄ ﺿﺪ ﻛﻞ ﺧﻄ ﻮ ﺓ ﳓﻮ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺝ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ،ﺍﻷﺣـ ﺪ ﰲ
ﺭﻓﺾ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﳌﹸﻌﻠﻦ ﺑﺮﺍﺀَﺗﻪ ﻭﲢﻠﱡﻠﻪ ﻣﻦ ﻛ ﱢﻞ ﺍﻟﺘﺰﺍ ﹴﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﻓﺪ ﺍﳌﹸﻔﺎﻭﹺﺿﲔ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻔﺮﻏﻮﺍ ﻭﺳ ﻌﻬﻢ ﰲ ﺗﻌﺒﻴﺪ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻭﺻـﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻨﺼـﻮﺹ ﻟـﺬﻟﻚ ﺍﻟﻴـﻮﻡ
ﺍﳌﺸﻬﻮﺩ.122.
ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﻮﻥ ﺍﳌﻮﻗﻌﻮﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴـﺔ
ﺡ ﻋﺎﻟﻴ ﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻷﰎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﰲ ﺇﳒﺎ ﹴﺯ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠ ﹴﻲ
ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﺑﺮﻭ ﹴ
ﻣﺸﺘﺮﻙ ،ﻓﻘﺪ ﺯﻭﺩﹸﻢ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﺣﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺃﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎﻥ( 1996ﻡ ﺑﺸـﻌﻠﺔ
ﺍﻷﻣﻞ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﰒ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﳌﹸﺪﺍﻭﻻﺕ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺇﻻ ﻭﺟﻬﹰﺎ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ،
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﲔ ،ﻭﺗﻌﺮﻓﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﻭﺭﺋـﻴﺲ
ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺍﺭ ﻣﻊ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﳌﹸﻮﻗﱢﻌﺔ ﺣﻮﺍﺭﹰﺍ ﺍﻟﺘﻤﺴﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﳊـﺮﺹ
ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻇﻠﱡﻮﺍ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺍﳊﻘـﺎﺋﻖ ﺃﻭ
ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻻ ﺗﻮﺍﰲ ﺭﺃﻳﻪ ﺃﻭ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺴﺎﻣﻰ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺕ ﺣﺰﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻠﻄﻮﻳﺔ ،ﻭﻇ ﱠﻞ ﻳﻨﺘﻘ ﺪ ﻋﻤﻞ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﰲ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺑـﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﻤﺎ ﲢﻴﺰﺍ
ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺎ ﺑﻌﺾ ﺁﺭﺍﺀ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ.123
49ا 14رة ZJR1Hإ' 1jدة UPا م ^ دار(ر 6EA ،ا EFP ^E.ود 'EP7 .ا1Eج 6EAوا6ECIAس iدم
ا1Rه 6ANون ،و^ اCKب ,ا vAآر ،وا N ُAأ 1&AG VIا1زوا A#oAPا)& 6&H 'Jا. PS1FA
ف 6EPآ5ر ر*1Eك )1Eر Ef1 ,EP7ة 1I6Ejا6Eآ5ر EGن AH Ejآ MEإ* E2RCAH cE*1A ٍ 1f tٍ 2&# '( 50
)6C '( (`PAHن 17م 2003م ،و 6jأوآ6EP cآ5ر )1Eر اEد ,EP7ا57ا1Efت ا12د* Eا) EA91( 7Eأ6EAN
إHاه Zj# ,P7 Vاآ ا)&TA Jآة 1F#هMN Z Vب ا A#oAا)&2002 UECG) 'Jم( ،أ1E4ر )1Eر إ,E
ًIE4 33 VI& Qا ( 'Eا tE#1`Aوا1FE.ر واA#oEAات أن1j :دة اآ ا وا 12ذ ا اءُ PG 62( ،
وا1J1CAت ا 71A5Gpوأ ZR5أن أjل *ُ ^`Aأن ُN *6ارًا Z 1ً7fد ^N .ا5ا 'Hأو د 'P7 .ا1Eج
^ أول ا cPإ ,ا1JBح ،و` 'ECأ"Eل ا :^*Ef1هEB5* cEر أ6ENآ Vأن *1E5ور ZEأ1aE4ص cE+ا6Eآ5ر
cا6آ5ر آ6EH ,`* j P5ور1ًE2P&# h
Z(1 'P7 Z(1أو Sح jش أو ا6آ5ر 1xزي ا&'1J5؟! و d 6j
^N z)Pا5اCH ,P7 'Hد ا j1F#اE9aم O"E 16EC7و& OEا6Eآ5ر )1Eر :أ'1Ej VE`& YE؟ و16EC7
ذآوا ا Vأ1j 6Nدة ا 12ذ اJ5C* ^*Tن إ ,ا12ن أ14ر ا5ا ,P7 'HاFر أن هTا ا12دي ^Eأ1E7ء OEHMN
&* pف ا12ن!!
ﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﰲ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪﻫﺎ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭﺇﺫ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻗﻄﺎﻋﺎ
ﺡ ﺫﻟﻚ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﺍ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺎﻟ ﹺﺮﺿﻰ ﻭﺍﳊﻤﺎﺱ ،ﺃﺗﺎ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺭﺍﺿﲔ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﱪﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻣﻮﺍﻓﻘﲔ ﻗـﺎﺩﺓ ﻣﻠـﻒ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﲔ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺒﻠﻎ ﻧﺴﺒﺔ %90ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻢ ﺑـﺄﻥ
ﻕ ﻣﺮﻳﻊ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻷﻣﲏ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ. ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺇﱃ ﺇﺧﻔﺎ ﹴ
ﺴﻄﹶﺖ ﳍﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﻭﺇﺫ ﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﺍﻧﺒ
ﲰﻴﲔ، ﺎ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻓﺄﺿﺤﻮﺍ ﺿﻴﻮﻓﹰﺎ ﺩﺍﺋﻤﲔ ﻷﻭﻝ ﻋﻮﺩﻢ ﰲ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﺮ
ﺐ ﴰﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺾ ﻣﻦ ﺷﻌ ﹺﺻﺤﻒ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻳﻮﻣﺌﺬ ،ﻓﺄﺿﺎﺀﻭﺍ ﳉﻤﻬﻮ ﹴﺭ ﻋﺮﻳ ﹴ ﻭﰲ
ﺐ ﻣﺜﲑﺓ ﻭﻣﻬﻤﺔ ﰲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﳌﺎﺛﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﹺﻧ
ﺍﻟﺘﺪﺍﻓﹸﻊ ﺍﳌﺆﱂ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺜﻠﱠﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠـﺔ ﺍﻟـﱵ
ﺕ
ﺃﺳﺴﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺷﺮﻋﺖ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ،ﻭﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﺃﻋﻠﻰ ﺳﻠﱠﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﻮﺍ
ﻭﺇﱃ ﻋﻬ ﺪ ﻗﺮﻳﺐ ،ﻭ ﺟﻠﱡﻬﻢ ﻳﺘ ﻘ ﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﺎﺵ ﺩﻫﺮﹰﺍ ﰲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭﻓﻨﻪ ،ﻭﻗـﺪ
ﻼ ﻟﻠﻜﺜﲑﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻬـﺪﺃ ﺃﻭﺍ ﺭ ﺕ ﺑﺎﻫﺮ ﺓ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺃﻣ ﹰ
ﻣﺜﱠﻠﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ،ﲟﺎ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎ
ﺚ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻳﻄﻤﺌ ﻦ ﺃﻥ ﳚﻤﻊ ﺃﻛﺜﻒ ﻭﺃﺑ ﺮ ﻙ ﳑﺎ
ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺗﺼﻤﺖ ﺍﳌﺪﺍﻓﻊ ﻭﻳﺘﻮﺣﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺤﺪﻳ ﹸ
ﻳﻔﺮﻕ ،ﻭﻳﺒﺪﺩ ﺃﻭﻫﺎﻣﹰﺎ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﺮﺳﺨﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﺑﲔ ﺷﻄﺮﻱ ﺍﻟﻮﻃﻦ.
ﺃﺧﲑﺍ ﺃﻫﺪﺕ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﳌﻮﻗﱢﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳋﺮﻃـﻮﻡ ﻟﻠﺴـﻼﻡ ﺃﻥ ﺭﻭﺡ
ﺕ ﻫﻲ ﺃﻫ ﻢ ﻣﻦ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﳌﻮﺍﺛﻴﻖ ﻭﺑﻨﻮ ﺩﻫﺎ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﻀﺎ ﻣ ﻦ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗ ﻮﱠﻗ ﻊ ﰲ ﻇﻠﱢﻬﺎ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎ
ﻍ
ﻷﻥ ﺗﻄﺒﻖ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺒ ﹸﻄ ﹸﻞ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻭﺗﺰﻳﻴﻒ ﺍﳌﻀﺎﻣﲔ ﺃﻭ ﺇﻓﺮﺍ ﹴ
ﻋﻦ ﳏﺘﻮﺍﻫﺎ ﺍﳊﻖ ﺃﻭ ﺣﺮﻓﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﺎ ،ﰒ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪﻫﺎ ،ﻓﻼ ﻳﺨﺎ ﹸﻥ ﻭﻻ ﻳـﻨﻔﹶﺾ،
ﻉ ﺣﺮﺑﺎﺋ ﹴﻲ ﻭﻣﻨﻬ ﹴﺞ ﺑﺮﺍﻏﻤﺎﰐ ﻇ ﱠﻞ ﺳ ﻤ ﹰﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﻗﺎﺩﺎ.124
ﺫﻟﻚ ﺭﻏﻢ ﻧﺰﻭ ﹴ
51ا 5دp .م أآل c1BF1Hا) Zj5H 1997/9/20 '( &<jAا)( j1F#دة( وأ {JSوز*ًا 6E&H ،c2CPأ*1Eم
^ هٍ Kم آ ,P7 {1ا1F#pق 6*KH O ^12AHة )ا1ة( ا1# 6CPءل () :Oأ ^E ^E`* VEا1EF# ^E`AAدي ار1EA#ء
ر*1ك )1ر ( 'Eأ1ENن E`Nا EIJKا E؟ 1E 6E2رس 1Eم ا EIJKأ ZE)HأEاع ا t*TE&5وا6Ef ZEA2
Vk (...1CJ&4أردف) :إن ا1F#ق ا9aم ه رد (& ^E 41J cا EIJKا ,EP7 EهMا 1EIAا&'EI( *`E
ﺗ ﻌ ﻮﻗﹶﺖ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺛﻐﺮﺓ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﳊﻴﺎﺓ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ
ﺼ ﺪ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﻨﻮﺩﻫﺎ ﻣﺘﺴِﻘﹰﺎ ﻣﻊ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﺍﳌﹸﺘﻮﺍﻟﻴﺔ
ﻒ ﺍﻟ
ﻭﻟﻜﻞ ﺣﻴﺎﺓ ،ﺇﺫ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺻ
ﻣﻊ ﻣﺤ ﻮ ﹺﺭ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺍﳌﹸﻨﺎﻭﺉ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﳉﹸﻤﻠﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ
ﺲ ﺍﳌﹸﻮﺍﺯﻧﺔ ﻋﻦ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺭﻓﺾ ﺩﻓﻊ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺕ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺼـﺎﺋﻞ ﻭﻃﻤﻮﺣﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺣﺒ
ﺲ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﰲ ﻗﺘﺎ ﹴﻝ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻭﻋﺎﺩ ﺑﻌﺾ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺝ ﻣﻦ ﺟﻨﻮ ﺩﻫﻢ ﺗﻠﺘﻤ
ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ،ﻓﻌﺎﺩﺕ ﺃﻓﻮﺍ
ﻼ ﻟﻼﺗﻔﺎﻕ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻼ ﻳﻨﻬﺎﺭ .125ﻛﻤﺎ ﻋﻄﱠﻠـﺖ ﻳﻠﺘﻤﺴﻮﻥ ﲤﻮﻳ ﹰ
ﻋﻄﹶﺎﹶﻟ ﹸﺔ ﺍﳌﹸﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﺇﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﳌﺘﺮﺑﺼﺔ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ ﻟﻼﺟﺌﲔ ﺇﱃ ﻣﺮﺍﻛﺰﻫﻢ
ﻭﻗﹸﺮﺍﻫﻢ ،ﺍﻟﱵ ﲤﺜﱢﻞ ﻋﻤﺎ ﺩ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﺑﺎﻷﺭﺽ ،ﻓﻴﺴﺘﺸ ﻌ ﺮ ﻩ ﺍﳌﹸﻮﺍﻃﻦ
ﺏ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻـﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﻱ ﻭﺍ ﹶﳌﺪﻳﲏ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ،ﻭﻟﻜ ﻦ ﻋﻤﻞﹸ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﳋﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻇ ﱠﻞ ﻣﻐﺮﻳﹰﺎ ﻻﻧﺴِﺮﺍ ﹺ
ﺿ ﹰﺔ ﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻃﹸﺮﻩ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺄﺭﺽ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﺍﳊﺮﺏ ،ﻛﻤﺎ ﻇ ﱠﻞ ﻋﺮ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻷﻣﲏ ﻭﺗﺄﺧﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ،ﻭﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﲏ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﳒﺎﺣﺎ ً ﻛﺒﲑﹰﺍ
ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺟﻬﺪﹰﺍ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﱂ ﻳﺘﺤﻤﺲ ﻟﻪ ،ﺑﻞ ﻟﻌﻜﺴﻪ.
ﱂ ﻳﻜﹸﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﹶﻗ ﺪ ﺭ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﺳﻌﻴﺪﹰﺍ ﰲ ﺃﻗﺪﺍﺭ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﰒ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ
ﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻨ ﺪ ﺍﻷﻫﻢ ﻟﻼﺗﻔﺎﻕ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺸ ﹺﻬ ﺪ ﺍﻟﻨﺎﺋ
ﺏ ﺷﺪﻳﺪﺑﻌﺪ ﺃﻗ ﹼﻞ ﻣﻦ ﻋﺎ ﹴﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ،ﻓﻔ ﹶﻘﺪﺕ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺣﻴﻠﻪ ﻣﺪﺩﹰﺍ ﻣﻬﹺﻤﹰﺎ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﰲ ﺩﺃ ﹴ
ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻗﺪ ﹴﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﰲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟ ﻌﺼﺒﺔ ﺃﻭﱄ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻕ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﻗﺪ
ﻋﺎﻭﺩﺕ ﹸﻗﺒﻴ ﹶﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﻘﻠﻴ ﹴﻞ ﹶﻏﹶﻠﺒ ﹸﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﲡﺪﺩ ﺍﳊﻠﻢ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻣﻨـﺬ 1993ﻡ
ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﹰﺍ ﺣﺎﲰﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺗﺒﹸﻠ ﹸﻎ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ﻭﺍﳌﹸﺠﺎﻫﺪﻭﻥ )ﻧﻘﻄﺔ ﹺﻧﻤﻮﱄ( ﻭﺗـﺆﻣﻦ
ﳊﺪﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﻌﺪﻭﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻭﺍﺭﺩﺍﺕ ﺩﻭﻝ ﺍﳉﻮﺍ ﹺﺭ ﻭﻏﺎﺯﻳﺎﺎ. ﺍﹸ
t 6*#ا1Jط ^ Q#أ6jام ا1&Aر6NH fاث 4خ (' ا& cAا&`ي (' ECGب اEدان و 'E( hE
ا)1Aل آ' ( 1ً2Np 1IP7 '2#ادى(6*G .ة )ا1ة( 6و.1997 JA5J 7
^ 52ء Z19ا j1F#ا9aم Pم أن 1xدر ا15.ذ 6J7ا ^Nا OJEBC ^E 6ANوز* EاhpE5 E1A
د6J7 .اه1ب 1A+7ن اTي ا1H 5آ Eا 'E( Eأوان ا EIJKا Eوآ1Eن أ 6ENا 'E( 1EIHا E&AK
. j1F#ا ، "5و 6jا Rfا 6A 6ا ZH ,P7 cA&P FP ^.ا` ا1K5ري *ً *A# YA5P
ﰒ ﺟﺮﺕ ﺍﻟ ﹶﻜﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺰﺑﲑ ﳏﻤﺪ ﺻﺎﱀ ﲝﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘـﻨ ﱡﻘﻼﺕ
ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻻﺕ ﻭﻟﻴﺮﺯﺃ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺒﻼ ٍﺀ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻓﺬﻫﺐ ﺭﺋﻴ
ﺲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﻣﲔ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺇﱃ ﻣﻮﻗ ﹴﻊ
ﰲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﻭﺫﻫﺐ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺩ .ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺎﺝ ﻣﺘﻔﺮﻏﹰﺎ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﳊـﺰﺏ،
ﺿ ﻊ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺍﻷﺛﺎﰲ ﺑﺘﻌﻴﲔ ﻣﺪﻳﺮ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺩ .ﻧـﺎﻓﻊ ﻋﻠـﻲ ﻧـﺎﻓﻊ ﻭ ﻭ
ﻀ ﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋـﻦ ﺍﳌﻨﺼـﺐ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﹰﺍ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺳﺎﳓﺔ ﺃﻋﺎﺩﺗﻪ ﺇﱃ ﺧ
ﺍﻷﻣﲏ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻟﻴﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺇﺷﻌﺎﳍﺎ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﻒ ﺍﳌـﺆﲤﺮ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﺾ ﺍﻷﺗﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ
ﱂ ﺗﻠ ﻖ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﺍﻟﺮﻓ
ﻉ ﻫﺠﻮ ﹴﻡ ﻛﺒ ﹴﲑ ﳓﻮ ﺟﻮﺑﺎ ﰲ ﻣﺎﺭﺱ
ﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻔﺰﺕ ﻗﻮﺍﻢ ﻻﺷﺘﺮﺍ ﹺﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﻓ
ﻼ ﻣﻦ ﺟﻮﺑﺎ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻠﺤﻖ )ﺁﺫﺍﺭ( 1997ﻡ ،ﺃﻭﻗﻔﺘﻪ ﻗﻮﺍﺕ ﺩ .ﺭﻳﺎﻙ ﻣﺸﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ 60ﻣﻴ ﹰ
ﻢ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﻻﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺣﺎﻣﻴﱵ )ﺍﻟﺒﻮﻧﺞ( ﻭ)ﺍﳌﺎﺑﺎﻥ( ،ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ )ﹸﻗﻮﻗ ﹺﺮﻳـﺎﻝ(،
ﻭﺃﻭﻗﻔﺖ ﺯﺣﻔﻬﺎ ﳓﻮ ﺃﻭﻳﻞ ﻭﻭﺍﻭ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻛﺎﺭﺑﻴﻨﻮ ﻛـﻮﺍﻧﲔ .ﻭﰲ ﺷـﺮﻕ ﺍﻻﺳـﺘﻮﺍﺋﻴﺔ،
ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺖ ﺑـ)ﻗﻮﺍﺕ ﺩﻓﺎﻉ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ( ،ﻭﰲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﲝﺮ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ﺍﻋﺘ ﻤﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﺕ ﻛـﺎﺭﺑﻴﻨﻮ
ﻭﻧﻜﻨﻮﺭﺍ ﻣﻘﺎﺭ ﺃﻭﺷﻴﻚ.
ﳉ ﺰ ﹺﻡ ﺑﺄﻥ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ
ﻭﺇﺫ ﺍﲡﻬﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﻭﻋﻮﺩ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﺇﱃ ﺍ ﹶ
ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﺳﻴﺴﻜﺖ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﳌﺪﺍﻓﻊ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ ﺑﺘﺠﺮﻳﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟـﺮﺋﻴﺲ ﻣـﻦ
ﻣ ﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﻳﺰ ﻭﺩﻫﺎ ﺑﺎﳉﻨﻮﺩ؛ ﻭﺑﺎﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﳒﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺯ ﻫﺪﻭﺍ
ﰲ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺁﻳﺴﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻻﻧﻌﻄﺎﻑ ﳌﹸﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﲡﺪﺩ ﺍﳊـﺮﺏ ﻭﺗﻄﻮﺭﻫـﺎ
ﺙ ﻋ ﱪ ﻟﺴﺎﻥ )ﺍﻟـﺮﺋﻴﺲ( ﻋﻘﺐ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺃﺑ ﺮ ﺯ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺻﻮﺍﺗﹰﺎ ﰲ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﺗﺘﺤ ﺪ ﹸ
ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﲪﺎﻳﺔ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺣﻔﻈﻬﺎ ﺣﱴ ﺍﳉﻨـﻮﺏ ﺍﻷﻗﺼـﻰ ﰲ ﹺﻧﻤـﻮﱄ ﻭﺗﺴـﺘﹾﺜ ﻘ ﹸﻞ
ﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﳌﹸﺘﻮﺗﺮ ﺑﺼﺮﺍﻋﺎﺗﻪ ﺍﳌﺘﻔﺠﺮﺓ ﺍﳌﺘﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭﲤﺮﺩﻩ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪ ﺿﺪ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﺗﺰﻫﺪ ﻋﻨﻪ ﺩﻓﻌﹰﺎ
ﻼ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ. ﻟﺒﺘ ﹺﺮ ﻩ ﻣﺴﺘ ﻘ ﹰ
ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﲡﻠﱠﻰ ﺯﻫﺪﹰﺍ ﰲ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻭﺇﳘﺎ ﹰﻻ ﻟﺒﻨﻮﺩﻫﺎ ،ﺗﺮﺩﺩﺕ ﺃﺻـﺪﺍﺅﻩ ﺑﻌـﺪ
ﺍﺻﻄﺒﺎ ﹴﺭ ﲨﻴﻞٍ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﰒ ﲤﻠ ﻤﻞ ﻣﺘ ﱪﻡ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﻗﹸﺒﻮﻥ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﻭﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﺾ ﺍﳌﹸﻮﺍﺯﻧﺔ
ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﺒﺪﺃﻭﺍ ﻣﻨﺎﺟﺎ ﹰﺓ ﺷﺎﻛﻴ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻷﻣﻨﻴﲔ ﲡﺎ ﻫﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳـﺔ
ﺝ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﳎﻠـﺲ ﺍﻟﺘﻨﺴـﻴﻖ ﺍﳌﹸﻨﺎﺻﺮﺓ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﰒ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎ
ﻭﻣﺴﺎﻋﺪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﰲ ﺗﻌﺒ ﹴﲑ ﻫﻮ ﺍﻷ ﺣ ﺪ ﻋﻦ ﻋ ﹶﻄﹶﻠ ﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﺗﺮﺍﺧﻲ ﺍﻟﻮﻓـﺎﺀ ﻟﻠﻤﻮﺍﺛﻴـﻖ
ﻼ ﻟﻸﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺍﻗﺘ ﹺﺮﻓﹶﺖ ﻭﺍ ﹸﳌ ﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻭﺿﺢ ﺇﺑﺎﻧﺔ ﻭﺗﻔﺼﻴ ﹰ
ﺼﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ.126
ﺍﻟﱵ ﻧ
ﻭﺇﺫ ﺗﺮﺍ ﺟ ﻊ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﺴﺎﻋ ﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺣﲔ ﺭﺍ ﺟ ﻌ ﻪ ﺑﻌﺾ ﻗـﺎﺩﺓ
ﺴﻨﺎﻥ ﻻ ﻛﻼﻣﹰﺎ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ، ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﺎﺫﻟﲔ ﻭﻋﻮﺩﹰﺍ ﺑﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﺴﺎﺭ ،ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ ﻟﺘﻐﺪﻭ ﻗﺘﺎ ﹰﻻ ﺑﺎﻟ
ﻓﻘﺪ ﻭﻇﱠﻒ ﺍﳌﺤ ﻮ ﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻷﻣﲏ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺎ ﳉ ﺮ
ﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﺗﺸ ﻐﹸﻠ ﻪ ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭﺗﻮﻃﻴﺪﻩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﹺﺭﻳﺎﻙ ﻣﺸﺎﺭ ﳊﺮ ﹴ
ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﺎﻟﺸﻖ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﺇﺫ ﺯ ﻋ ﻢ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻣـﻦ ﻭﺭﺍﺋـ ﻪ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺮﻳﻮﻥ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﻮﻥ ﲟﻠﻒ ﺍﳊﺮﺏ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﺯﻋﻤﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺃﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻳﺮﻳﺪ
ﻀ ﹰﺔ ﺑﻐﲑ ﺷﺮﻳﻚ ،ﻓﺎﺳﺘﻘﻄﺒﻮﺍ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﺺ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻣﺤ
ﺃﻥ ﺗﺨﹸﻠ
)ﺍﳌﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻊ ﺍﳉﻴﺶ ﺿﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ( ﺍﺳﺘﻘﻄﺒﻮﺍ ﳍﺎ ﻗﺎﺩ ﹰﺓ ﻭﺟﻨﻮﺩﹰﺍ ﻣﻦ
ﺫﺍﺕ ﻗﻮﺍﺕ ﹺﺭﻳﺎﻙ ﻣﺸﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻪ ،ﰒ ﻭﻇﱠﻔﻮﻫﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﹸﻗﺪﺍﻣﻰ ﻭﻗﺎ ﺩﻣﲔ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻘـﻮﺍﺕ
ﺍﳌﹸﺴﺎﳌﺔ ﺍﳌﹸﻮﻗﱢﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،127ﺭﻏﻢ ﺻﺪﻗﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ﰲ
ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻭﻓﺎﺋﻬﺎ ﳌﺎ ﻭ ﻋ ﺪ ﺑﻪ ﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﻗﺎﺩ ﹶﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺃﹸﻢ ﺧ ﲑ ﻣﻦ ﻳﺘﺼﺪﻯ ﻟﺬﻟﻚ .ﰒ ﺗﻄﻮﺭ
ﺍﻟﱰﺍﻉ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﺘﻘ ﹲﻞ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺷـﻌﺒﺔ ﺍﻻﺳـﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ
6# 53ث ا6آ5ر ر*1ك )1ر 671ر YاIAKر* ر YPK Yا12P C5دي ا 12ذي ا,E 'HCK
ا vَAآر ^7ا1K5وزات ا`CAة اMF5ُAة 6Pآ5ر Z(1 'P7 Z(1اTي O17651H '1Jُ* ^`* Vإ OEJ5` ,EرVEx
أن اAا VاJو#آ أ`# 1 FNن اً 1E7ة ( 'Eر E1اIAKر* 671E ^EH 1AE p Eا YEو1E)5ر
!!^* i ^H
54ا J57د .ر*1ك )1ر 1j tC#د O#وCGد
KP hادا' ُ`ًا ً 1و ، j1F# 1ً*S 1ًjو 6EjاREf
ع )Iدً)ُ ،ا إ ,اPاء (1و t#1 CاTي 1E2 ZEدة ا
EKAا IGا1I#p1H 1ًBa4 Yم (' اٍ 1A5G
ادا' وj Q1jا152H O#ل jات ر*1ك )1ر زار ^7ا C5Fا tPj '( PJ2ا.*C
ﺻﻔﱠﺖ ﻏﻴﻠ ﹰﺔ ﺍﳊﺮﺱ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻲ ﻟـﻮﺍﱄ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻏﺘﺎﻟﺖ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﲔ ،ﻭ
ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻬﺪﺩﻩ ﺃﺣﺪ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﻴﻔﺴِﺢ ﺍﳌﻜـﺎﻥ ﺳـﺎﺣﺒﹰﺎ ﺗﺮﺷـﻴﺤﻪ ﰲ
ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻣﺨﻠﻴﹰﺎ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺟﺒﻞ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻮﻡ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﻷﺣـﺪ ﺃﺻـﺤﺎﺏ
ﺍﳊﹶﻈﻮﺓ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ.128
ﻚ ﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﺑﺎﳉﻨﻮﺏ ﻭﺗﺮﻫﻴﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ،ﺇﺫ ﺗﻌـﻮﻕ ﺍﻣﺘ ﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺴﻠ
ﺩﺃﺑﻪ ﰲ ﺣﺮﺍﺳﺔ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﳌﹸﻮﺣﺎﺓ ﻣﻦ ﻋﻞﹴ ،ﻓﺘﻌﺮﺿﺖ ﻭﺍﻟﻴﺔ ﲝـﺮ ﺍﳉﺒـﻞ
ﺐ ﺻﺮﻳﺢ ﰲ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻷﺭﻓﻊ ﻭﰲ ﻗﻠﺐ ﻭﻻﻳﺘﻬﺎ ،ﺃﻥ ﺗﺆﺧﺬ ﻭﺗﺤﺒﺲ ﳌﱠﺎ ﱂ ﺗﻮﺍﻓـﻖ ﻋﻠـﻰ ﻟﺘﺮﻋﻴ ﹴ
ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﻭﺗﺬﻋﻦ ﻣﺴﺘﺠﻴﺒ ﹰﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﻢ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻀﺨﻤﻮﺍ ﻣﺘﻨﻔﱢﺬﻳﻦ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺩﻫ ﹴﺮ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ
ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺑﻐﲑ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻭﻻ ﻗﺎﻧﻮﻥ.
ﺾ
ﻛﻤﺎ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺑﻌ
ﺾ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ،ﻓﺈﺫ ﱂ ﻳﻔﻠﺢ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﰲ ﹸﻓﺮﺹ ﻣﺪﻳﺮﻱ ﺍﳌﻜﺎﺗﺐ ،ﺗـﻮﺍﺗﺮﺕ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﻭﺑﻌ
ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﲔ ﺍﳌﹸﻮﻗﻌﲔ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﻣﻜﺎﺗﺒﻬﻢ ﻣﻠﻐﻮﻣﺔ ﺑﺄﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻨﺼـﺖ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﹸﻟ ﻔ ﹶﻈﺖ ﻣﻮﻗﻌﹰﺎ ﰲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﳌﺒﲎ؛ ﻛﻤﺎ ﲡﻠﱠﺖ ﺫﺍﺕ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻖ ﻭﺍﳌﺆﺍﻣﺮﺓ ﰲ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩ
ﻑ ﻳﻮﻣﻴﺎﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻣﺎﺍﻟﺮﻭﺗﻴﲏ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ،ﻓﻼ ﲣﺮﺝ ﺟﻮﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﳌﻮﺍﻗﻴﺘﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺼ ﺮ
ﺕ ﺻﺮﳛ ﺔ ﺗﻌﻠﻦ
ﻋ ﹺﻬ ﺪ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﻭﻧﺠﺎﺯﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺮﺍﺋﻴﺎﺕ ﰲ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ،ﰒ ﰲ ﺗﺼﺮﳛﺎ
)ﺃ ﱠﻻ ﲤﻸﻭﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺑﺎﳉﻨﻮﺑﻴﲔ(.129
Y"# TC 55اآ ا)&H Jز 1J&#ن د*َ61j Cا 1ً*`7وM<A5 1ً1اً ،وا j1F#p VاE9aم EPم
1j ^Afدة ( cBر*1ك )1ر `^ (1و6E7 c5j t#1 Cدًا ^Eوزرا OEوأ1E cEPj QEj OEPIدر ا E*pرVEx
&( OEE5أن (1EEو 'EE( uH1EEf Cا
EEKاEEدا' .أ 'EE( 1EEاEE9aم 6EE2( ،ه6EدEE`H hي 'EEPaُ* ,EE5N {1EES ^EEN
ا6اة &6Jا6J u1Jرات و OEBأ 6EANإEHاه Vا1ERه 1E)5ر ا Eم 1EA1H 1EICNدرة وو(E4"# OE Eات
اaوج واT5اآ 617ا (' و 'HإFS ,ف اآ ا)& Jة أ Eى .و(6E 'Eوة آ" EA#1 1EIاEداع ('E
ر1J&# PNن د*6# ،Cث &1E)5 _*6EN ,EP7 1ًE2Pر ا Eم د E2AH Z(1E 'EP7 Z(1E .ا A#oEAا – 'C9Eا1ECدي
Qإ EEا' ('EE 1G 16EEC7) :ء 1EEا EE*Fا) 6IEEا 'EE( {1EES 6EEA EEHMاُ EEB EEH1
ا`ً 1EEj –1ً2H1EE '`k1EE
ا c1EEBFأن *j<6EBا EE2* 1EEل .ن ا6EEBق EEH1+AHا 'EE( EE*6KH.ا EEم ) ABCا EEم( ` 1EECG 16EEC7 ^EEإ,E
ا9aم و 1417ا1Cس QJkأن ذ Y vآ vTدا .1ًAأ 1أن *ب ا 1ن TEI( OEFPNا VEأ ^E OE(7ا&EPم
ا 1و '5HK# '( pو6G OH 1Ck<6# Vا '( 1C#أNاش اCKب(.
56ا6ة )إ YCGآدو( وا Hا cJKه6ده uH1f 1ا1257p1H ^.ل دا 1N cو* وأJ5` VIن ُ^ES
RHده ،1I&j ^ 1ور Vxا1KC5ده t1C1H 1ا.ول ،YPا ،{1ES 6A HMأدرآ 1EI5أ ًEا EIGد ا 1E2ذ
ا1 '5رع إ 1Iوز* ا` Vا1#pدي * ٍ Tد 'P7 .ا1ج.
ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ،ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﻔﻘﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﳌﹸﻮﻗﻌﲔ ﺣـﲔ
ﺑﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻛﺎﺭﺑﻴﻨﻮ ﻛﻮﺍﻧﲔ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﳋﺎﺭﺟﲔ ﻋﻮﺩﹰﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺍﳌﹸﺮ ﺣﺒﺔ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎﺿـﺒﲔ،
ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺧﻴﺒ ﹰﺔ ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﱠﻊ ﻃﺎﳏﹰﺎ ﳌﻨﺼـﺐ ﺭﺋـﻴﺲ ﳎﻠـﺲ
ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ،ﻭﻳﺮﻱ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻻﱠﻩ ،ﻓﻬﻮ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﻋﻨﺪ ﺳﺎﺣﺔ
ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﻳﺘﻘﺪﻣﻪ ﺃﻗﺪﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﱠﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺳﺴﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻷﻭﻝ ﻳﻮﻡ .ﻛﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ
ﻣﻦ ﺗﺬ ﻣ ﹺﺮ ﻩ ﺍﳌﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺒﻄﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﰲ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﳌﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﳎﻠـﺲ ﺍﻟﺘﻨﺴـﻴﻖ
ﺼ ﻢ ﺑﻘﻮﺍﺗﻪ ﺑﺒﺤﺮ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ،
ﻭﺗﻌﻄﱡﻠﻬﺎ ﻟﺴﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ،ﻭﱂ ﻳﺴﺘﺪﺭﻙ ﻣ ﹶﻄﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺇ ﱠﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺧﺮﺝ ﻭﺍﺳﺘﻌ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﳌﻬﺎﲨﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﻭ ،ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪﺓ ﻣﻌﻠﻨﹰﺎ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴـﺔ
ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ .ﻭﺭﻏ ﻢ ﺟﻬﻮ ﺩ ﺳﺎ ﺭﻋﺖ ﻻﺣﺘﻮﺍﺋﻪ ﻭﺇﻋﺎﺩﺗﻪ ﻣﺴﺎﳌﹰﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻃﺎﻗﻢ ﺍﻟﺴـﻼﻡ ﰲ
ﺻ ﹴﻞ ﺃﻭ ﺗﻌﺎ ﻣ ﹴﻞ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻗـﺪ ﺃﺑﻘـﺎﻩ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻓﺎﻥ ﺭﻓﺾ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﲔ ﻷﻱ ﺗﻮﺍ
ﻼ ﺣـﱴ ﺑﻌﻴﺪﺍﹰ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﺟﻬﻮ ﺩ ﺃﺧﺮﻯ ﳌﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻓﺎﻭﻟﻴﻨﻮ ﻣﺎﺗﻴﺐ ،ﺍﻟﱵ ﱂ ﻳﻠﺒﺚ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﹸﻗﺘ ﹶﻞ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻇﻠﱠﺖ ﻃﻼ ﺳﻤﻬﺎ ﳎﻬﻮﻟﺔ ﰲ ﺃﺩﻏﺎﻝ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ.
ﺃﺧﲑﹰﺍ ﺟﺎﺀ ﺧﺮﻭﺝ ﺩ .ﹺﺭﻳﺎﻙ ﻣﺸﺎﺭ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﻻﻴﺎ ﹺﺭ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻭﳒﺎﺣﹰﺎ ﻷﻋﺪﺍﺋﻬﺎ
ﻆ ﳍـﺎ ﻋﻬـﺪ ،ﻓﻘـﺪ ﺑﻠﻐـﺖ ﺾ ﻏﹶﺰﻟﻬﺎ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺴﹶﻠ ﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻨ ﺪ ﻭﱂ ﻳﺤ ﹶﻔ ﹾﺍﻟﺬﻳﻦ ﺛﺎﺑﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﻘ ﹺ
ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺫﹸﺭﻭﺎ ﰲ ﺗﻀﻴﻴﻖ ﺍﳋﻨﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺭﺋـﻴﺲ ﳎﻠـﺲ ﺍﻟﺘﻨﺴـﻴﻖ
ﻭﻓﺼﺎﺋﻠﻪ ،ﰒ ﻋﻀﺪﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﺍﳌﺎﱄ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻻﲢﺎﺩﻳﺔ .ﻭﺑﺈﻋﻼﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳـﺔ
ﺣ ﱠﻞ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﰲ 12ﺩﻳﺴﻤﱪ )ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ( 1999ﻡ ،ﻭﻣﺎ ﺗﻼﻩ ﻣـﻦ ﻋـﺰ ﹴﻝ ﻏـﲑ
ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ﻟﻮﻻﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ،ﺃﺭﺳﻞ ﺩ .ﹺﺭﻳﺎﻙ ﻣﺸﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﳌﺎﻧﻴﺎ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟ ﹰﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺴـﺆﻭﻟﻴﺎﺗﻪ ﰲ
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻋﺎﺋﺪﹰﺍ ﺇﱃ ﺻﻔﱢﻪ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳـﺮ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ ،ﰒ ﻣﻬـﺪﻳﹰﺎ ﰲ
ﺾ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﻭﺍﳌﻮﺍﺛﻴﻖ ،ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻧﻴﻔﺎﺷـﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻋﱪﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﺍﻟﺘﻤﺎﺩﻱ ﰲ ﻧﻘ ﹺ
ﺸﻌﺎﺏ ﻭﻳﺤﺪﺩ ﺃﺿﺒﻂ ﺍﳌﻮﺍﻗﻴﺖ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻕ ﺍﻟ ﻼ ﻳﺬ ﹸﻛ ﺮ ﺃﺩ
ﺼﹰﻟﻠﺴﻼﻡ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻛﺘﺎﺑﹰﺎ ﻣﻔ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺎﺣﻘـ ﹲﺔ،ﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﻓﺘﻨ،ﺃﻥ ﲡﻠﱠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻲ ﳓﻮ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ
.130ﻟﻘﹶﺔﺣﺎ
'($ا ا
ْK
َ د وا1َIK
ِ ا
6ْSَ واu
ِ Jَ َة وا2َة اMIِ Gأ
hدEA# 6E&H ^اE آCHر1Eدة آ1E7 إ,EP7 ارES' إE( ز17 ذ12 دة ا1j '( j1F# A7ا6 ا71AK اQ1 آ57
د1EE7 وإذ.vTE ^EE(ا را1EE' آHا6EE ا6EEANاء اEEP*^ وا6EE اYAEE4 VاهEEHم إ6E 2ُA ا،ر1EEJ`^ اEEC.دة ا1EE2 أن اpإ
OEP5j وCHر1Eرد آ19د وA# .دة ا1j 6N أن أcj و،t#1 Cو1( hIS ,P7 1ًFf لM و1 t ٍ #5H CHر1آ
لEN ىE ددت أE# 1EA آ، PEBض اEAx VEx`* رE&رات ا1Ja5Epع اPEf ^E7 ء1EJددت أE# و، H1(' ا
. أدH ^` ،Y اcBF اJ&)رط اآ ا#
^HECKة اpEل اME&H OE1R أENا6( ,E إYE اOJ ،H1ر ا م ا1)5 ون6AN ه1Rدم اi س6CIA اOJ
دةEE7 ,EEP7 1ًEC اهhارEEj ,EEP7 YEE اEES أ.vEE ذOEE {EE5* p ر5EE6P V Ef
ُ 'EE5 م اEEP مEE9aق ا1EEF#ن ا.
1ًEEB ، J&EE) اEE اآ6EE( وtEE1G ,EE' إEEH' وEE( رI 1EEH V"هEEG1( يTEE اEEC5 اYEEPK YEE `EE4و
QEEAP&# ,EE5) : ً 1EEj ون6EEAN س6EECIAP ى6E B# يTEEرات ا6JEE uEE1Jا6J7 ذ15EE.' اEE 7 اhر1EE)5 EEBC
.(!؟OH qG1# تS ,5N ن12ا
ﻷﻭﺍﺧﺮ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﳊﺰﰊ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﺛﺎ ﺭ ﺟ ﺪ ﹲﻝ ﻣﺤﺘﺪﻡ ﺣﻮﻝ ﻣﻐﺰﻯ
ﺻ ﺪﻋﺖ ﺎ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ،ﻣﻌﻠﻨﺔ ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ
ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ )ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ( ﺍﻟﱵ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﳍﺎ ﺻﻴﻐ ﹰﺔ ﺗﻬﻴﺊ ﻟﻠﻘﹸﻮﻯ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﺍﳌﹸﺪﺍﹶﻓﻌﺔ
ﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺴﻬﹺﻢ ﺃﻣﺎ ﻡ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺣﺰ ﻋﻦ ﺃﻧ ﹸﻔ ِ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﳝﻨ ﺢ ﻓﻜﺮﺓ )ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ( ﻛﺎﻣﻞ ﺗﺄﻳﻴﺪﻩ ،ﻣﺪﻓﻮﻋﹰﺎ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﳌﹸﻀﻄﺮﺩ ﻟﻘﻮﺍﺕ
ﺼ ﺪ ﻣ ﺪ ﹶﻥ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﺣﺪ ﹰﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﲤﻀﻲ ﴰﺎ ﹰﻻ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺨﻮﻡ، ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﲢ
ﺣﻴﺚ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﰲ ﺟﻨﻮﺏ ﻛﹸﺮﺩﻓﺎﻥ.
ﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻷﻛﱪ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﻕ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ )ﺍﳉﺒﻬﺔ ،ﺍﻷﻣﺔ ،ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ( ﻓﻘﺪ ﺻﺮﺡ ﺯﻋﻴﻤﻪ
ﺃﻣﺎ ﺍﳊﺰ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﳌﲑﻏﲏ) :ﺇﻥ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻳﻌﲏ ﺗﻘﻨﲔ ﺍﳌﻠﻴﺸﻴﺎﺕ( .131ﻓﺈﺫ
ﺐ ﲨﺎﻫﲑ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺷﻨﺪﻱ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﰲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﺻﻬﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﳌﲑﻏﲏ ﻳﺨﺎﻃ
ﺍﳋﻴﻮﻝ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻼﺡ ،ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻨﺎ ُﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﳓﻮ ﺗﺨﻮﻡ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ
ﺻﺮﻭﻥ ﻣﻘﹶﺎ ﺭ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻮﻻﺀ
ﻭﻭﻓﻮﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ،ﻳﺤﺎ
ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ.
ﻭﺇﺫ ﻋﺒﺮﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻋﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻓﺮﻳﻀ ﹰﺔ
ﻯ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﳌﻦ ﺍﻋﺘ ﺪ
ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ» :ﺃﺎ ﻛﻴﺎﻥﹲ ﻣﺘﻤ ﺮ ﺩ ﺍﻧﻔﺼﺎﱄ ﻣﻮﺻﻮ ﹲﻝ ﺑﺎﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ،ﰒ ﻫﻲ
ﻑ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ« ،ﺗﺼﺎﻋﺪﺕ ﲪﻠﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﱵ ﻣﺴﻬﺎ ﺍﻟ
ﻀ ﺮ ﰲ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪ
ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﻣﺘﻀﺎﻣﻨﲔ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﲟﺬﻛﺮﺓ ﺻﺎﺭﻣ ﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ
ﺩﺍﺭ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ) :ﳓﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﻴﺴﺎﻥ ﺷﺮﻗﹰﺎ ﺇﱃ ﺃﻡ ﺩﺍﻓﻮﻕ ﻏﺮﺑﹰﺎ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﺟﺎﺯﺓ
ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﻧﻨﺎﺩﻱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﻛﻞ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﳌﺘﺎﲬﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺃﺣﺰﺍﺎ ﺍﻟﱵ ﻻ ﲢﻤﻴﻬﻢ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺸﻜﱢﻠﻮﺍ
ﺿﻬﹺﻢ ﻭﺩﻳﻨﻬﻢ(.
ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻗﻮﺓ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﻋﻦ ﻭﻃﻨﻬﻢ ﻭﻋﺮ
) FS 1ادا'( 15Hر**MN) * 8 zان( .1986
ﻣﻊ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﳌﺬﻛﱢﺮﺓ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻟﺸﻬ ﹴﺮ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﺻﺮﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ،ﻋﻀﻮ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ) :ﺇﻥ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﺿﺪ ﻗﺮﻧﻖ ﻭﺃﻋﻮﺍﻧﻪ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﺆﻳﺪ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺗﻘ
ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ .ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺃﻋﻄﺘﻨﺎ ﺃﻣﻞ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﳌﻮﺕ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺃﺗﺒﺎﻉ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﳎﺎﻣﻴﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ(.
ﻭﺇﺫ ﺑﻠﻎ ﺍﺳﺘﺸﻌﺎ ﺭ ﺍﳋﻄﺮ ﺃﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﺗﺄﺳﺴﺖ ﰲ 15ﻣﺎﻳﻮ )ﺃﻳﺎﺭ( 1986ﻫﻴﺄ ﹲﺓ
ﺷﻌﺒﻴ ﹲﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ،ﺟ ﻤﻌﺖ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟ ﱡﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﻭﺍﺧﺘﲑ ﺍﳌﺸﲑ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﳍﺎ .ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻣﻘﺎﻣﹰﺎ ﺁﺧﺮ
ﻻﺣﺘﺪﺍﻡ ﺍﺎﺩﻟﺔ ﺑﲔ ﻣﻌﺴ ﹶﻜﺮﻱ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﻤﺎ ﻭﺍﳓﺴﻤﺖ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻤﺎ،
ﺱ ﺇﱃ ﺍﳌﺮﻛﺰ.ﻓﹸﺴﻄﺎﻃﹶﲔ ﻻ ﲣﻄﺌﻬﻤﺎ ﺍﻟ ﻌﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﻼ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺎ ﹺ
*****
ﺟﺎﺀﺕ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﺫﻥ ﰲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﻭﻗﺪ ﺗﻔﺎﺻﻠﺖ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻭﺍﻧﺘﻈﻤﺖ
ﺴﺒﻞﺑﲔ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﳌﹸﻮﺍ ﺩﻋﺔ ﻭﺍﳌﹸﻔﺎ ﻭﺿﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻣﻌﺴﻜﹶﺮ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻬﺎ ﺑﻜﹸﻞ ﺍﻟ
ﺐ ﺃﻥ ﻣﻨﺎﺻﺮﻱ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺮﻣﺢ ﰲ ﻗﺒﻞ ﻣﺴﺎﳌﺘﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﻔﺎﻭﺿﺘﻬﺎ .ﻭﻻ ﺭﻳ
ﺍﳌﹸﻌﺴﻜﹶﺮ ﺍﻷﺧﲑ ،ﺍﻧﺘﻈﺮﻭﺍ ﻣﻘ ﺪﻣﻬﺎ ﺑﺎﻻﺣﺘﺸﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻓ ﻊ ﺍﳌﹶﺼﺎﺣﻒ ﰲ
ﺽﺛﻮﺭ ﺓ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟ ﻌﺪﺩ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻣﺪﻯ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻷﺧﲑ ﺗﻌﺎ ﹺﺭ
)ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﳌﲑﻏﲏ/ﻗﺮﻧﻖ( ﻭﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ.
ﺚ ﺃﻥ ﻟﻜﻦ )ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ( ،ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻣﻔﻌﻤﹰﺎ ﺑﺎﳌﹸﺪﺍﹶﻓﻌﺔ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﱂ ﺗﻠﺒ ﹾ
ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺑﺎﳊﺮﺏ ﺇﱃ ﺃﹸﻓ ﹴﻖ ﺟﺪﻳﺪ ﱂ ﻳﺸﻬﺪﻩ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﻋﺎﻣ ﹴﺮ ﺑﺎﺎﻫﺪﺓ ﻭﺍﻹﺛﺨﺎﻥ
ﻀﺮﹺﻱ ﻭﺍﻟﺮﻳﻔﻲ ﺍﳌﹸﺘ ﻌﻠﱢﻢ ﻭﺍﳌﹸﺜﻘﱠﻒ ﻣﻦ ﳊﺕ ﺍﺘﻤﻊ ﺍ ﹶﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ،ﺍ ﹶﳔ ﺮﻃﹶﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﺄﻋﺪﺍﺩ ﻛﺒﲑﺓ ﻓﺌﺎ
ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ ﻛﺎﻓﺔ ،ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﻜﻦ ﺗﻐﺸﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻴﺎﺩﻳﻦ ﻗﻂ ﻭﻻ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﰒ ﻟﺘﺜﲑ ﻓﻘ ﻪ ﺍﳉﻬﺎﺩ
ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻮﺻﻮ ﹰﻻ ﺑﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺎ ،ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﺍﺧﺘﱪﺗﻪ ﰲ ﻣﺎﺿﻲ ﺳﻨﻮﺍﺎ ﰲ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﰲ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ.
ﺴﻌﺖ ﺗﺘﺠﺎﻭ ﺯ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﳌﻨﻘﻮﻻﺕ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﺗ
ﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺬ ﹸﻛ ﺮ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻣﻔﺮﻭﺿﹰﺎ ﻋﻴﻨﹰﺎ ﰲ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭﺍﳍﺠﻮﻡ ،ﻟﺘﺼﻠﻪ ﺑﺄﺻﻮﻝ ﺍﻟﺘﺮﺍ
ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺪﺕ ﻟﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﹸﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﻟﺸﻤﻮﻝ
ﺏ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﳋﺎﺻﺔ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺇﳝﺎﻧﹰﺎ ﻭﻓﻘﻬﹰﺎ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﹰﺎ ﻳﻮﺣﺪ ﺷﻌﺎ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻮﺣﺪﻩ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺑـ)ﺍﳉﻬﺎﺩ( ﻭﺗﺼﻠﻪ ﺑﺄﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﲨﻴﻌﺎﹰ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺘﺴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺐ ﻋﻠ ﹴﻢ ﺃﻭ ﻋﺎﻣﻞ ﺃﻭ ﹶﻓﻨ ﻲ ﺃﻭ ﻓﻨﺎﻥ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﰲ ﻛﻞ
ﺃﻭ ﺍﳋﱪﺓ ﺍﻟﱵ ﳛﻤﻠﻮﺎ ،ﻋﺎ ﹲﱂ ﺃﻭ ﻋﺎﻣ ﹲﻞ ﺃﻭ ﻃﺎﻟ
ﻱ
ﺻ ﺪ ﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻷﻭﻝ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﲟﺮﺳﻮ ﹴﻡ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﹴ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ) ﻣﺠﺎﻫﺪ( .ﻓﻘﺪ
ﻣﺆﻗﺖ ﺣﺎﲰﹰﺎ ﻟﻠﺠﺪﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻄﺎﻭﻝ ﺇﺑﺎﻥ ﺣﻜ ﹺﻢ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﻣﺴﺘﺠﻴﺒﹰﺎ ﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺭﺃﺕ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺴﻠﻴﺢ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺠﺰ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﳉﻴﺶ
ﺍﻟﺮﲰﻲ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺎﺳﻌﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻣﻊ ﺃﻭﻝ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﳓﻮ
ﻣﻔﻬﻮﻡ )ﺍﳉﻬﺎﺩ( ﺃﻭ ﲡﻴﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻩ ﻟﻸﺳﻮﺃ ،ﻓﺈﺫ ﺍﳓﺎﺯﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺬ
ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ﳉﺒﻬﺔ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﳌﻨﺎﻭﺉ ﻷﻃﺮﻭﺣﺘﻬﺎ ،ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ
ﻹﻗﺼﺎﺋﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺈﺎ ﺗﻨﻬﺾ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺩﻭﻟﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﺃﻭ
ﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﻭﺷﻴﻜﺎﹰ ،ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺆﺳﺲ
ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ.
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍ ﹸﶈﺘﺪﻡ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﹺﺪﻩ
ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﳌﹸﻨﻀﺒﹺﻂ ﻷﺟﻬﺰﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷ ﹸﻃﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﶈﻀﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ
ﻑ ﻛﺜﲑﺓ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﰒ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺃﻛ ﻤﻠﹶﺖ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻔﲏ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻣﺴﻨﻮﺩﺓ ﺑﺄﻃﺮﺍ
ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﺟﺴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺭﺅﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺧﻄﺘﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﲔ
ﺽ ﺣﺮﺑﹰﺎ ﺃﻫﻠﻴﺔ ،ﻛﻞ ﺫﻟﻚ
ﺐ ﳜﻮ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﳉﻴﺶ ﰲ ﺃﻃﹸﺮ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﻭﻃ ﹴﻦ ﻣ ﺮ ﱠﻛ ﹴ
ﲡﻠﱠﻰ ﰲ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﺿﻤﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ،ﺗﻨﻔﻌﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
ﺺ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ. ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﻳﺸﻮﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘ
ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﳏﺪﻭﺩ ﹰﺓ ﻭﻗﺎﺋ ﻊ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﻏﺰﻭ ﹰﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺣﺮﺍﺳ ﹰﺔ
ﻂﻟﺜﻐﻮﺭ ﳏﺼﻮﺭ ﺓ ﰲ ﻋﺎﺑﺮ ﻣﻬﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺗﺄﻣﲔ ﺷﺨﺼﻴﺎﺎ ﺍ ﹸﳌ ﹺﻬﻤﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﺑﻘﺴ
ﺐﻼ ﻳﺴﺘﻮﻋ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﻨﺬ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﰒ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﻟﻴﺒﻴﺎ ،ﻇ ﱠﻞ ﻣﺘﺼ ﹰ
ﺐ ﻋ ﱪ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻟﻴﻮﺍﰲ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻳﺘﺸ ﻌ
ﺿﺮﻭﺏ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺃﻭ ﲨﻊ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺭﺻﺪﻫﺎ ﺃﻭ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﳐﺘﻠﻒ
ﻱ ﻟﻴﻠﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ.
ﺫﻟﻚ ،ﻟﻴﺒﻠﹸﻎ ﻣﺪﺍﻩ ﺑﲔ ﻳﺪ
ﺐ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﱂ ﻳﺴﻌﻒ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘ ﻪ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻓﱢﺮﻩ ﹸﻛﺘ
ﱐ ﻛﺜﻴﻒ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﳏﻴﻄﺔ ،ﻓﺎﻧﻔﺘﺢ ﺍﺎ ﹸﻝ ﻭﺍﺳﻌﹰﺎ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﳎﺘﻤ ﹴﻊ ﻣﺪ ّﹴ
ﻭﳑﺎﺭﺳﺎﺎ ﻷﻭﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻧﻘﻼﺑﹰﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻳﻌﻄﱢﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ
ﳊﺠﺔ ﲪﺎﻳ ﹰﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﻏﻀﺒﹰﺎ ﻭﻳﻨﺴ ﺦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﻳﻐﺮﹺﻱ ﺃﻧﺼﺎﺭﻫﺎ ﺑﺎﳌﹸﺴﺎﺭﻋﺔ ﻟﻠﺤﺴﻢ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺍ ﹸ
ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺃﻭ ﳏﺾ ﻓﺮﻋﻨﺔ ﻭﻣﺰﺍﺝ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻔﲏ ﺍﳌﻌﻘﱠﺪﺓ
ﺍﳌﺘﻜﺎﺛﺮﺓ ،ﺍﻟﱵ ﺷ ﹺﻬﺪﺕ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻭﺃﺩﺕ ﺑﻌﺾ ﺃﺩﻭﺍﺭﻩ ،ﰒ ﹸﻗ ﺪ ﺭ ﳍﺎ ﺇﺯﺍﺀ
ﺴ ﺪ ﻓﺮﺍﻏﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﻭﺃﻥ ﺗﺘﺼﺪﻯ ﻋﻨﻴﻔ ﹰﺔ ﺺ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺃﻥ ﺗ ﺍﻟﻨﻘ ﹺ
ﳉﻴﻮﺏ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺩﺭﺑﺔ ﻛﺎﻓﻴ ﺔ ﺗﺘﺒﻴﻦ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻯ ﺿﺎﺑﻄ ﹰﺔ ﺑﻔﻘ ﻪ
ﺳﺪﻳﺪ ﺃﻭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﲢﺘﺮ ﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﻘﺪﺱ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ،ﺃﻭ ﺣﱴ ﻋﻬ ﺪ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﻭ ﻣ ﻬﹺﻨﻴﺘﻪ.
ﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﹺﻭ ﹾﻓﻘﹶﻪ ﺷﻌﺒ ﹲﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﹸﳌﻨﺴﻘﻴﺔ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻓﻔﻮﺭ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎ ﹺ
ﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻏﲑ ﺑﻌﻴ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ، ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺍﻟﱵ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﻓﺘﺢ ﺍﳌﹸﻌﺴﻜﹶﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠ ﺪّﻓﺎ ﹺ
ﺚ ﺑﺪﺃﺕ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﳌﹸﺘﺸﺎﹺﺑﻜﹶﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻜﺜﱠﻒ ﻭﺟﻮ ﺩ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺣﻴ ﹸ
ﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﶈﻀﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﳌﻨﺴﻘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎ ﹺ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﻴﺔ ﺍﳌﹸﻨﺘﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﺍﻣﺘﺪﺕ ﻣﻦ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺣﻴﺚ
ﺍﳌﹸﻌﺴﻜﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﱃ ﻣﺴﺎﺭﺡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ ﻭﺃﻋﺎﱄ ﺍﻟﻨﻴﻞ ،ﻋﺎﺋﺪ ﹰﺓ ﺇﱃ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ.
ﻉ ﺇﱃﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎ ﺭ
ﻭﺭﻏﻢ ﻭﺿﻮﺡ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺭﺍﺀ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟ ﺪّﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻓﺈﻥ ﺍﳊﻤﺎ
ﺇﺻﺪﺍﺭﻩ ﻭﺗﻄﻠﱡﻊ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﲡﻴﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻩ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ
ﺍﻟﻨﺬﹸﺭ ﻭﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﺘﺠﻠﱠﻰ ﰲ ﲤﺎﻡ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻺﻧﻔﺎﺫ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ،ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﹶﺖ ﺑﻪ ﻗﻮﺍ ﻋ ﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻗﻴﺎﺩﺎ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﲪﻠﺔ
ﻉ ﻋﻦ ﻛﻴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﺍﻟﻮﺍﻋﺪﺓ ،ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﳌﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟ ﺪّﻓﺎ ﹺ
ﺫﻟﻚ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﰲ ﺑﻼﻍ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻧﺸﺮ ﺩﻋﻮﺎ ،ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻵﻻﻑ ﺍﻟﱵ ﻴﺄﺕ
ﻉ ﺻﻮﺎ ﻭﻧﺼﺮﺓ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.132
ﺴﻤﺎ ﹺ
ﻟ
ﻭﺇﺫ ﺃﺣﻴﺖ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﻌﺴﻜﺮ )ﺍﻟ ﻘﻄﻴﻨﺔ( ﻟﺪﻯ ﺍ ﹸﳌﺨﻀﺮﻣﲔ ﻣﻦ ﻋﻀ ﹺﻮﻳﺘﻪ ﺫﻛﺮﻯ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﲤﻬﻴﺪﹰﺍ ﳉﻮﻟ ﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺿﺪ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﺑﻌﺪ ﻓﺸﻞ ﳏﺎﻭﻟﺔ 2ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﲤﻮﺯ( ،1976ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﲔ ﻭ ﺧ ﱪﺗﻬﹺﻢ ﰲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﳕﺎﻁ
ﻣﻦ ﳏﺎﺿﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ،ﻴﺌ ﹰﺔ ﻟﻠﺴﻜﹶﻦ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﰒ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺁﻟﻴﺎﺗﻪ
ﻭﺳﻼﺣﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜ ﹴﲑ ﳑﺎ ﻫﻴﺄﺕ ﺭﻭﺡ ﺍﳊﻤﺎﺳﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ
ﺸﺮﻭﺍ ﰲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﺒﻮﺍ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻣﺴﺎﺭﹺﻋﲔ ﻣﺘﻮﻛﱢﻠﲔ ،ﻓﻘﺪ ﺣ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺍﳌﺒﺎﱐ ﻭﺍﳌﺮﺍﻓﻖ ،ﲢﺖ ﺇﻣﺮﺓ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻭﺑﺈﺷﺮﺍﻓﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﻏﲑ ﻣﺎ
ﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻨﻮﺩﻫﺎ ﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﲔ. ﻋ ﹺﻬﺪﺕ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺭﻫﺎ ﻭﺛﻜﻨﺎﺎ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﺗ ﺪ ﺭ
ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻴﺌﺔ ﺍﳉﻨﺪﻱ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻄﻠﱠﺐ
ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻌﺴﻜ ﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺑﻜﺜ ﹴﲑ ﰲ ﹸﻛ ﱢﻞ ﺫﻟﻚ ،ﺿﻤ ﻦ
ﻣﻔﺎﺭﻗ ﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﲡﻠﱠﺖ ﰲ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﳌﺘﻄﻮﻋﲔ ﺍﳌﺘﺪﺭﺑﲔ ﻭﺷﺪﺓ ﺗﺒﺎﻳﹺﻨﻬﹺﻢ ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃﻋﻤﺎ ﹺﺭﻫﻢ
ﻭﻣﺴﺘﻮﻳﺎﻢ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺪﺍﻋﺖ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﺴﻜﺮ ﺛﻠﱠﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﳑﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺷﺒﺎﺑﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺮﺓ
ﺍﻷﻭﱃ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﻭﻗﺪ ﻻﻣﺴﻮﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺃﻭ
1C+51H 2ء 1j YPK 7دة ا+رة ر Yا CKPاE( 1ن ا1E2دة ا 12ذ* 1EI71AGH EآE) UEP QE1وع
ا1(6ع ا)& 'Jإذ ه ا9. PSو Nا IJKا cJjا 2pب 1ACH .رأى ا&1EA+7 6Aن أ ^EN 6EANأن
ا Iر )A1Hوع & U)`H cKه* ا+رة ا ،وه أ '52#ا vP# '( OJCK# 1ا. PNA
ﻀﻬﻢ ﻗﺎﺩﹲﺓ ﰲ ﺃﺣﻴﺎﺋﻬﹺﻢ ﺃﻭﺟﺎ ﻭﺯﻭﻩ ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﹸﺃ ﺳ ﹴﺮ ﻭﺁﺑﺎﺀ ﻣﻮﻗﱠﺮﻳﻦ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ،ﺑﻌ
ﺏ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺭﺟﺎ ﹸﻝ ﺃﻋﻤﺎ ﹴﻝ ﻣﻴﺴﻮﺭﻳﻦ ﺃﻭ ﻓﹸﻘﻬﺎ ٌﺀ ﳌﹶﺴﺎ ﹺﺟ ﺪﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺃﺻﺤﺎ
ﻣﻘﺪﻣﲔ ﰲ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﱃ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻻ ﻣﻨﺎﻫﻀﲔ
ﻼ ﻣﻦﳊﻜﻮﻣ ﺔ ﻃﺎﻏﻮﺗﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﳎﺎﻫﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻛﺬﻟﻚ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﺍﳌﹸﻌﺴ ﹶﻜ ﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﺮﻋﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺍﻣﺘ ﺪ ﻢ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﳓﻮ ﺍﳋﻤﺴﲔ ﻭﺍﻟﺴﺘﲔ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ
ﻼﰲ ﺗﺘﻘﺪ ﻓﻴﻬﻢ ﺟﺬﻭﺓ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﻨﻮﺍ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻧﻪ ﻭﻟﻮ ﻗﺘ ﹰ
ﺍﻷﺣﺮﺍﺵ ﻭﺍﻟﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻣﺪﺍﻓﻌﲔ ﻋﻦ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺍﳌﺘﺤﻘﱢﻖ ﻭﺷﻴﻜﹰﺎ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﳌﻨﺎﻝ.
ﻛﻤﺎ ﻋ ﻤﺮﺕ ﺍﳌﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻜﺜ ﹴﲑ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﺓ ﺍﻻﺣﺘﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪﻭﻥ ﺣﻴﺚ
ﺱ ﺑﺪﻭﺍﻓ ﻊ ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﳐﺘﻠﻔﺔ ،ﻗﺪ ﻳﻨﺴﺠﻤﻮﻥ ﻭﻳﺴﺘﻮﻋﺒﻮﻥ ﰲ ﺳﻬﻮﻟ ﺔ ﻭﻳﺴ ﹴﺮ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﺟﺘﻤ ﻊ ﺍﻟﻨﺎ
ﻕ ﳌﺎ ﳝﻸ ﻓﺮﺍﻍ ﺃﻭﻗﺎﻢ ﺃﻭ ﻓﺮﺍﻍ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ ﻭﻗﺪ ﻳﺒﻘﻮﻥ ﹸﻏ ﺮﺑﺎﺀ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻭﻣﻨﻬﻢﺑﺎﺣﺜﲔ ﺑﺼﺪ ﹴ
ﻣﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻐﺰﹰﺍ ﺑﺸﺨﺼﻪ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻪ ﲢﻮ ﻡ ﺣﻮﻟﻪ ﺷﺒﻬ ﹸﺔ ﺍﻟﺘﺠﺴﺲ ﻭﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻕ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﺍﳌﹸﻌﺴﻜﹶﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﺪﻓﹸﻖ ﺍﻷﻓﻮﺍﺝ ﺍﳌﹸﺘﺼﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪ ﻓﻮﻕ
ﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﺻ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﺩﻭﻧﻪ ،ﺧﺮﳚﲔ ﺑﺎﳌﺌﺎﺕ ﰒ ﻃﻼﺏ ﺑﺎﻵﻻﻑ ﻓﻴﻬﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﹰﺎ ﻛ ﱡﻞ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻗﺪ ﺯﺍﺩﻩ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﻣﻼﳏﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ،
ﺐ ﹸﻓﺼﻮﻝ ﻗﺼﺔ )ﺍﳉﻬﺎﺩ( ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺘ ﺪ ﻣﺪﻯ ﻋﺸﺮﻳﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ. ﻭﻗﺪ ﻣﺜﱠﻠﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻏﺎﻟ
ﻓﺌ ﹲﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻬﻤ ﹲﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻌﺴﻜﹶﺮﺍﺕ ﺍﻟ ﺪّﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮﻥ ﺍﳌﻬﻨﻴﻮﻥ ،ﺿﺒﺎﻁ ﻭﺟﻨﻮﺩ
ﻗﺎﺩﺓ ﻭﻣﺪﺭﺑﲔ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻈﻢ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﻧﻈﺮﻳﹰﺎ ﻛﻠﻪ ﲢﺖ ﺇﻣﺮﻢ ﻭﺇﺷﺮﺍﻓﻬﻢ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﹸﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﻆ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺗﻨﻔﻴ ﹸﺬ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻱ ﺍﳌﺆﻗﺖ ،ﻭﺗﻘ ﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺣﻔ ﹸ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ .ﻭﺇﺫ ﺭﻭ ﻋ ﻲ ﰲ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳌﻌﺴﻜﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ
ﺍﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺳﻠﻤﺖ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻷﻭﻝ ﻋﻬﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﺯﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﲔ ﳕﻂ ﺍﳌﺘﺪﺭﺑﲔ
ﳉﺪﺩ ﲞﻠﻔﻴﺎﻢ ﺍﳌﹸﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻭﻣﺴﺘﻮﻳﺎﻢ ﺍﳌﹸﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺩﻭﺍﻓ ﻌﻬﹺﻢ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﰲ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ، ﺍﹸ
ﺿﺒﺎﻁ ﻭﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﰲ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﳑﺎ ﱂ ﻳﻌ ﻬ ﺪ ﻩ
ﻀﺒﺎﻁ ﺣﱴ ﻻ ﺗﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺄﻭﺍﻣﺮﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ
ﺍﳌﺘﺪﺭﺑﲔ .ﻓﻘﺪ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟ
ﻀﻬﻢ ﺷﺪﻳ ﺪ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﲝﻜﻢ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭﺧﱪﺗﻪ ﻓﻠﻢ ﺠﺪﻳﻦ ﻫﻢ ﰲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻣﺪﻧﻴﲔ ﺑﻌ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﻣﺴﺘ ﹺ
ﺗﺒﻠﹸﻎ ﺍﳋﺴﺎﺋﺮ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ،ﻭﺍﺻ ﹶﻄﺒﺮ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻨﺪﻭﻥ ﺍﳌﺜﻘﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺺ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﳌﺮﺍﻓﻖ ﺍﳌﻌﺴﻜﺮ
ﻭﻗﻠﱠﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻭﺳﻮﺋﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎﹰ ﺩﻭﻥ ﺍﳊﺪ ﺍﻷﺩﱏ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪﺭﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ
ﺍﳌﻌﻠﱢﻤﲔ ﻭﺍﺣﺘﻤﻠﻮﺍ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻟﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻨﺘﻬﹺﻢ ﰲ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﻭﺍﳌﺮﺍﺑﻄﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﻭﺍﳌﹸﻌﺎﻗﺒﺔ.
ﺕ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔﲨﻌﺖ ﺇﺫﻥ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻣﻨﺬ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺃﺟﻴﺎ ﹰﻻ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻭ ﺧﱪﺍ
ﺥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﱡﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺡ ﰲ ﻣﻌﺘﺎﺩ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺃﻥ ﲡﺘﻤﻊ ﲟﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ،ﻭﰲ ﻣﻨﺎ ﹴ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻻ ﻳﺘﺎ
ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﺗﺴﺎﻕ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﳍﺪﻑ ،ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴ ﹰﺔ ﻛﺒﲑ ﹰﺓ ﳓﻮ ﻏﺎﻳﺔ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﺿﻤﻦ
ﺾ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻃﻠﻴﻌ ﹲﺔ ﻓﻴﻪ ﲢﻤﻲ ﺛﻐﺮﺗﻪ ﺍﻷﺧﻄﺮ ﺑﺎﻟ ّﺪﻣﺎﺀ ﻭﺍ ﹸﳌﻬﺞ. ﻉ ﻧﺒﻴ ﹴﻞ ﻟﻺﺳﻼﻡ ،ﻫﻢ ﺑﻌ ﻣﺸﺮﻭ ﹴ
ﺕ ﺇﳝﺎﻧﻬﻢﺇﻻ ﺃﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺒﺎﻳ ﻦ ﻭﻋﻴﻬﻢ ﺑﺎﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻬﻀﻮﻥ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﻭﺗﻔﺎ ﻭ
ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﻢ ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ
ﻆ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﻭﺟﻬﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺎ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣ ﹴﺞ ﻳﺰﻛﱢﻲ ﻭﻋﻴﻬﺎ ﻭﻳﺰﻳ ﺪ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﻭﺇﳝﺎﻧﻬﺎ ﻭﳛﻔ ﹸ
ﳉﻬﺎﺩ ﻗﺒﻞ ﺑﻐﺘﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﺍﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﱂ ﻳﻜﹸﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ،ﺇﺫ ﱂ ﺗ ﻬﻴﺄ ﺧﻄﺔ ﺍ
ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﳓﻨﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﻟﺘﺠﺘﻬﺪ ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ،ﰒ
ﻟﻨﻔ ﻌﻬﺎ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﺑﱪﻛﺔ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﻭﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺗﻼﻗﹸﺢ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﻔﻴﺾ ،ﻋﺎﺋﺪ ﹰﺓ
ﺻﻮﻻﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩ. ﻋﻠﻰ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﲟﺎ ﹶﻓ ﻘﻬﺖ ﰲ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭ
ﺿ ﻌﻔﹶﺖ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ،ﻻ ﺗﺴ ﻌﻔﹸﻬﺎ ﻣﻌﻬﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﺰﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﺇﺫ ﻗ ﱠﻞ ﺍﻟﻔﻘ ﻪ
ﻟﻌﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻨﻘﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺭﻓﻊ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺑﻌﺪ
ﺏ ﺇﱃ ﺃﺻﻮﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺼ ﻮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﳊﹸﺴﲎ ،ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻓﻘ ﻪ ﺩﻗﻴ ﹴﻖ ﻳﺘ
ﻭﹸﻓﺮﻭﻉ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﻳﺰﻭﺩ ﺍﺎﻫﺪ ﺛﺒﺎﺗﹰﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺍﳌﹸﻘﺎﺗﻠﹶﺔ ﻭﺗﻮﺍﺿﻌﹰﺎ ﲰﺤﹰﺎ ﺇﺫﺍ ﹶﻇ ﹶﻔ ﺮ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ،
ﻼ ﺻﺎﳊﺎﹰ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﺎﺩ ﳌﹸﺠﺘﻤﻌﻪ ﺩﺍﻋﻴ ﹰﺔ ﻭﻗﹸﺪﻭ ﹰﺓ ﻭﻣﻮﺍﻃﻨﹰﺎ ﻋﺎﻣ ﹰ
ﺿ ﺮ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﻭﻳﻼﺎ ﻭﱂ ﺗﻌ ﻬ ﺪ ﻣﻦ ﺧﹸﻠ ﹺﻖ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺇﻻ ﺍﻹﺛﺨﺎﻥ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﱂ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻦ
ﺍﳌﻘﺎﺗﻠﲔ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﺪﺓ.
ﺍﺗﺼﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳊﻮﺍ ﺭ ﻣﻨﺬﺋ ﺬ ﺣﻮﻝ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﳉﹸﻤﻠﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﳋﺎﺻﺔ ﻃﻼﺋﻌﻪ
ﺱ ﺃﺻﻮﳍﺎ ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺇﳝﺎﻧﹰﺎ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﺍﹰ ،ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺒﻘﻲ ﺟﺬﻭﺎ ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻛﻠﱠﻤﺎ
ﺍﺎﻫﺪﺓ ﻛﻴﻒ ﺗﻐ ﺮ
ﺍﺣﺘﺎﺟﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻻﺳﺘﺠﺎﺷﺔ ﻣﻜﻨﻮﻥ ﺍﻟﻘﹸﻮﻯ ﻭﻣﺬﺧﻮﺭ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ،ﺃﻥ ﺗﻨﺼﺐ
ﻣﺴﺘﻌﺪ ﹰﺓ ﺣﻴﺜﹸﻤﺎ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻭﺍﺗﺼﻞ ﺍﻟﺒﻼﻍ ،ﻭﺃﻥ ﺗﻨ ﺬ ﺭ ﻗﻮﻣﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ،ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﻟﻪ ﻫﻴﺠﺔ ﻋﺎﹺﺑﺮﺓ ﻭﻓﺎﻗﹰﺎ ﻟﻠﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﺃﻭ ﲡﺎﻭﺑﹰﺎ ﻣﻊ ﺭﻭﺡ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺗﺒﺎﻋ ﹲﺔ ﺑﻼ ﻭﻋﻲ.
ﺚ ﻋﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻟﻠﻨﻬﻀﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻬﻠﱠﻪ ﺍﻟﺒﺤ ﹸ
ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻭﺑﺪﺃ ﰲ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳌﻐﻠﻘﺔ ﻭﻣﺆﲤﺮﺍﺎ ﻭﻣﻌﺎﻫﺪﻫﺎ ،ﱂ ﻳﺘﺼﻞ
ﻭﻳﻜﺘﻤﻞ ﻟﻴﺒﻠﹸﻎ ﲨﺎﻋﺎﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻷﺷﺪ ﺍﻷﻃﻮﻝ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﹰﺍ ﻭﺑﻘﺎ ًﺀ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ،
ﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺇﺛﺨﺎﻥ ﻭﻳﺰﻭﺩﻫﻢ ﲟﺪ ﺩ ﺩﺍﺋ ﹴﻢ ﻳﺮﺳﺦ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻨﻬ ﺞ ﺳﻠﻮ ﻙ ﻭﺣﻴﺎﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻌﺎ ﺯﻟﹶﺖ ﻓﺌﺎ
ﺼﻮﺏ ﺍﳉﻬ ﺪ ﳓﻮ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺇ ﱠﻻ ﳓﻮ ﺧﺎﲤﺔ ﲔ ﻷﻋﺪﺍ ﺩ ﺃﻛﱪ ،ﻭﱂ ﻳ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ﻛﻞ ﺣ ﹴ
ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﻣﻌﻈﻢ ﺟﻮﻻﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻟﻪ ،ﻭ ﹶﻇ ﻬﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻓﺌﹶﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺗﻤﺘ ﹺﻬ ﻦ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺗﻌﺘ ﹺﺰ ﹸﻝ ﰲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻨﻬﺎ.
ﻟﻘﺪ ﺷ ﹺﻬﺪﺕ ﻣﻌﺴﻜﹶﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﹶﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻣﻨﺬ ﺃﻭﳍﺎ ﻭ ﻋ ﱪ ﺳﻮ ﺣﻬﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺍﻟﻜﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻌ ﻤ ﹺﻞ
ﻒ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﻔﻜ ﹺﺮ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺕ ﻭﻛﻼ ﻡ ﰲ ﳐﺘﹶﻠ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ،ﳏﺎﺿﺮﺍ
ﺿ ﹺﺮ ﻭ ﻣﺴﺘ ﻮﻳﺎﺕ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ،ﻓﻘﺪ ﲡﺪ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻪ ﻋﻬ ﺪ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮﻉ ﺃﻭ ﺍﳌﹸﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﹸﺤﺎ
ﺿ ﹺﺮ ﺃﻭ ﻫﻮ ﳎﺎﻝ ﲣﺼﺼﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻀ ﹶﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﹸﺤﺎ ﻣﻌﺮﻓ ﹲﺔ ﺩﻗﻴﻘ ﹲﺔ ﺑﻪ ﺃﻓ
ﺏ ﺇ ﱠﻻ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻛﱪ ﻭﻣﺎ ﻳﻘ ﺪ ﺭ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻣﺴﺘﻮﺍﻩ ﻭﻳﻠﺒﻲ ﺍ ﹸﳌﻨﺴﻘﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﹸﻌﺴﻜﹶﺮ ﻻ ﻳﺼ ﻮ
ﺐ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺼ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻠﱠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺗﺘﺠﻨﺐ ﺍﳌﺴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗ
ﺐ ﳕﻄ ﹴﻲ ﻭﺍﺣﺪ ،ﺷﺄﻥ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗ ﻬﻴﺊ ﻋﻀ ﹺﻮﻳﺘﻬﺎ ﻋ ﱪ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﰲ ﻗﺎﻟ ﹴ
ﺸ ﹸﺊ ﻋﻀ ﹺﻮﻳﺘﻬﺎ ﻋ ﱪ ﺍ ُﻷ ﺳ ﹺﺮ ﻭﺍﳊﻠﻘﺎﺕ.
ﺍﻟﻜﺎﺩﺭ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨ
*****
ﺸﻔﹶﺖ ﻣﻌﺴﻜﹶﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻋﻦ ﹸﻗﺼﻮﺭ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﰲ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕﻭﻛﻤﺎ ﹶﻛ
ﺸﻔﹶﺖ ﰲ ﻓﺘﺮ ﺓ ﻣﺒﻜﱢﺮ ﺓ ﻋﻦ
ﻭﺍﳋﻴﺎﻝ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻓﺎﺓ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﺘﺠﻴﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﲟﺨﺘﻠﻒ ﻓﺌﺎﺗﻪ ،ﹶﻛ
ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺑﲔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﻨ ﹸﻈﻤﻬﺎ ﻭﺿﻮﺍﺑﻄﻬﺎ ﻭﻋﻘﻴﺪﺎ ﺍﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻭﻣﻦ
ﻳﻤﺜﱢﻠﻬﺎ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺑﲔ ﻧﻈﺮﺍﺋﻬﹺﻢ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻭﺇﺫ ﱂ ﺗﻄﺮﺡْ
ﺻﺮﺍﺣ ﹰﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌﹸﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﻮﻝ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﲔ ﻛﻴﺎﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﳌﺘﺸﻌﺐ ﺍﳌﻌﻘﱠﺪ ﻛﻠﻤﺎ
ﺗﻄﻮﺭ ﻭﺍﻣﺘ ﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺑﲔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﲔ ،ﺿﻤﻦ ﺣﻮﺍ ﹴﺭ
ﺶ ﺃﺻﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻳ ﻬﻴﹸﺌﻬﺎ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ ،ﻇﻠﱠﺖ ﺍﻟﺘﺒﺎﺳﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺃﻭﺳﻊ ﻳﻨﺎﻗ
ﺿﻬﺎ ﺳﺒﺒﹰﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﹰﺍ ﻳﻌﻮﻕ ﲤﺎﻡ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟ ّﺪﻓﹶﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﳒﺎﺯﺓ ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻪ ،ﻓﻈﻠﱡﻮﺍ ﳏﺮﻭﻣﲔ ﺭﻏﻢ ﻭﻏﹸﻤﻮ
ﳉﻬﺎﺩ ﺃﻭ ﰲ ﺍﻟﹺﺒﻨﺎﺀ،
ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﻢ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭﹺﻓﻘﹰﺎ ﻟﺘﻜﻮﻳﹺﻨﻬﹺﻢ ﻭﻓﺌﹶﺎﻢ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺩﻭ ﹴﺭ ﺃﺳﺎﺳ ّﹴﻲ ﰲ ﺍ
ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﺒﻠﻐﻮﻥ ﺇ ﱠﻻ ﺣﺪﹰﺍ ﳏﺪﻭﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻻ ﻳﻼﻣﺴﻮﻥ ﺁﻻﺎ
ﺍﻷﺭﻗﻰ ﻭﺁﻟﻴﺎﺎ ﺍﻷﻗﻮﻯ ،ﻭﱂ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺍﳊﺎﻝ ﺇﻻ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ.
ﻭﺇﺫ ﺃﺧﻠﱠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳌﹸﻠﺘﹺﺒﺴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﳌﹸﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﺑﺴﲑﺓ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺗﺴﺒﺒﺖ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ
ﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻄﻮﺭﻫﺎ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻓﻀﺖ ﺇﱃ ﺍﳌﹸﻔﺎﺻﻠﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﳍﺪ
ﺭﺅﻳﺔ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﺍﻟ ّﺪﻓﹶﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻟﻴﺲ ﻣﺤﺾ ﺍﻟﺘﺠﻴﻴﺶ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﻘﻮ ﻡ ﺍﺘﻤﻊ ﻛﹸﻠﻪ ﻣﺆﻣﻨﹰﺎ
ﻚﺿ ﺮ ﹰﺓ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﰲ ﻣﻨﺎ ﺳ ﻼ ﻣﺘ ﺰﻛﱢﻴﹰﺎ .ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎ ﺣ ًﹸﺔ ﺣﺎ
ﻼ ﻓﹶﺎ ﻋ ﹰ
ﻀﺒﹺﻄﹰﺎ ﻋﺎ ﻣ ﹰ
ﻣﻨ
ﺐ ﻣﻦ ﺡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭﻛﺘﺎﺋﺐ ﺍﻟ ﻘﺘﺎﻝ ،ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺭﺍﺗ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﶈﺘﺸﺪﺓ ﰲ ﺍﳌﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﺳﻮ ﹺ
ﺴﻴﺮ ﻭﺍﳌﻐﺎﺯﻱ ﺃﻭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﺃﻭ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ ﻭﺍﻟ ﻚ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟ ﻘﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟ ّ ﺴ ﻧ
ﳊ ﺮﻛﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺭﺗﻴﺒﹰﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﹰﺎ ﱂ ﻳﺘﺠﺪﺩ ،ﻓﺈﻥ ﺍﺣﺘﺸﺎﺩ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﻣﻌﻬﻮﺩﺍﺕ ﹸﻛﺘﺐ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻹﺧﻮﺍﱐ ﺍ ﹶ
ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﺳﻮﺍﺩﹰﺍ ﺃﻋﻈﻢ ﻳﻔﻮﻕ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ،ﻗﺪ ﻣﺜﱠﻞ
ﺼﺮﺕ ﻋﻦ ﲤﺎﻡ ﻼ ﻣﺜﺎﻟﻴﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺪﺭﻙ ﺣﱴ ﺛﻐﺮﺍﺕ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﹶﻗ ﻣﻮﺋ ﹰ
ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﹺﻱ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ .ﻓﺎﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻌﺒﺄﺓ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ
ﻃﻮﻋﹰﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﻀﻢ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﺘﻤﻀﻲ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ
ﺐﺴ ﺼﻮﺏ ﻟ ﹸﻜ ﹴﻞ ﺣ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﳌﻮﺍﻫﺐ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ،ﻳﺘﺎﺡ ﳌﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋ ﹴﻞ ﻣﺸﺮﻓﹰﺎ ﺃﻥ ﻳ
ﻑ ﰲ ﺳﻨ ﹺﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻻ ﺗﺼﺐ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻣﻘﹶﻮﻟﹶﺒﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ ﻭﻭﻓﺎﻕ ﻣﻮ ﻫﺒﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭ
ﻂ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻟﻴﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﺘﻤﻊ ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺍ ﻫﺒﻬﺎ ﻭﺃﺧﻼﹸﻗﻬﺎ ﳕ
ﺗﻘﺪﻣﹰﺎ ﻭﺑﺮﻛﺔ.
ﻛﺬﻟﻚ ﱂ ﻳﺼﺎﺣﺐ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻋﻄﺎ ٌﺀ ﻓﻜﺮﹺﻱ ﺃﻭ ﺃﺩﰊ ﻳﻮﺍﰲ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ
ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺎ ﻋﺪﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻭ ﺷ ﻤﻠﹶﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻣﺘﺪﺕ ﳓﻮ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ
ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﰒ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺨﻮﻡ ﺃﻭ ﺩﺍﺧﻠ ﹰﺔ ﳓﻮ ﹺﺟﺒﺎ ﹺﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ،ﻓﺈﺫ ﺍﺷﺘ ﻬﺮﺕ ﺃﻧﺎﺷﻴ ﺪ
ﻉ
ﺴ ﺮ ﺟﻤﻮﺩﻩ ﻭﺗﻨﺸﻂ ﺍﻟﺮﻭﺡ ،ﺑ ﺮ
ﺴ ﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﺗﻜ ِ
ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭﺍﻟﱡﻠﺤﻮﻥ ﻭﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗ
ﺷﻌﺮﺍ ٌﺀ ﻣﺠﻴﺪﻭﻥ ﺑﻘﺼﺎﺋﺪ ﺭﺻﻴﻨﺔ ﺗ ﺮ ﺩ ﺩ ﺻﺪﺍﻫﺎ ﰲ ﻛﹸﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋ ﱪ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺻﻮﻻﺕ
)ﺃﻋﺮﺍﺱ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ( 133ﺃﻭ ﻟﺪﻯ ﺍﻻﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺍﱃ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ .ﻟﻜﻦ ﻛﻠﱠﻤﺎ ﺗﻜﺜﱠﻔﺖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ
ﻭﺍﺷﺘ ﺪ ﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺃﻭ ﻛﻠﱠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻝ ﺍﳌﻘﺎ ﻡ ﻭﺍﻻﺭﺗﻜﺎﺯ ،ﺗﺒﺪﺕ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ،
ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ )ﺍ ﹶﳌﺴﺎﺑﹺﺢ( ﰲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﺍﲣﺬ ﻛ ﹲﻞ ﻣﻨﻬﻢ ) ﹺﻭ ﺭ ﺩ ﻩ( ﻭ)ﻣﺄﺛﹸﻮﺭﺍﺗ ﻪ( ﻭﺩﺍﻭﻡ ﻛﺜﲑﻭﻥ
ﻋﻠﻰ )ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ( ﻭ)ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ( ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﺫﺍﺕ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﹸﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﻳﺆﺩﻭﻥ
ﺻ ﻮﺭﻩ ﺃﻭ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺫﻛ ﺮﻫﻢ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻵﺩﺍﻢ ،ﺑﻐﲑ ﲡﺪﻳﺪ ﻳﺼ ﹸﻞ
ﺑﻈﺮﻑ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﳌﺘﺤﺮﻙ ﺍﳌﺘﺠﺪﺩ ،ﻓﻜﻠﱠﻤﺎ ﺃﻭ ﹶﻏ ﹶﻞ ﺍﺎﻫﺪﻭﻥ ﰲ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ
ﺗﻀﺎﺀﻟﺖ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﳓﺴﺮﺕ ﻗﺮﺍﺀﺍﺗﻪ ﻭﻣﺪﺍﻭﻻﺗﻪ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﰲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ
ﻒ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺣﱴ ﰲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻭﺍﳉﻨﻮﺩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﲔ ﻛﺘﺐ ﻋﺼﻮﺭ ﺍﳉﻤﻮﺩ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ .ﻭ ﻋ ﹶﻜ
ﳛﻔﻈﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ،ﻓﺒﻌﺪ ﺭﺍﺗﺐ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﻋﻘﺐ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ،ﻗﺎﻣﺖ
ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﳊﻔﻆ ﻣﺜﺎﱐ ﻭﳎﻤﻮﻋﺎﺕ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﻋﻠﻮﹰﺍ ﰲ
ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﳉﻨﺎﺕ ﺑﻘﺪﺭ ﺣﻔﻈﻬﻢ ﻣﻦ ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻭ ﺳ ﻮﺭﹺﻩ ،ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﻘﺮﺑﻮﻥ ﹸﻛﺘﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﻼ ﻋﻦ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻛﺘﺒﻪ ،ﺑﻞ ﻳﻨﻔﺮﻭﻥ ﳑﻦ ﻳﻘﺮﺃﻫﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻀ ﹰ
ﺤﺮﻛﺎﺗﻬﹺﻢ.
ﻭﻳﻨﺄﹶﻭﻥ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺿﻴﻌﻬﺎ ﻭﻳﻨﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻣﺸﻜﻼﺎ ﰲ ﺛﻜﻨﺎﻢ ﻭﻣﺘ
ﺴﺮﺕ
ﻭﻣﻊ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺗﻮﺍﱄ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﻭﺍﳊﻔﻆ ﻭﺧﺘﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ،ﺍ ﹶﳓ
ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺃﻧﺎﺷﻴﺪﻩ ﻭﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﻟﺘﺴﻮﺩ ﺍﳌﺪﺍﺋﺢ ﻭﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ﻭﺍﻷﻭﺭﺍﺩ ﺍﳌﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﱃ
ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ،ﺗﻴﺠﺎﹺﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻤﺎﹺﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺷﺎﺫﹶﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺧﺘ ﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻧﺼﺎ ﹺﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ،
pو'E( ES1 1ًEBBj R# Z 3ر ا&1PAت وM#ا* 6ا1I)5pد ُ7 1 Idف Hـ)7س ا) (6IواTEي أ1Ekر ً 6EG
دوا ا1&Aر12 fذ ،و6H 6jأ .ول ة ^ cJjإ6Nى أ1Iت ا)6Iاء (' 2RCاE9aم ا 6IE)5ا'E( 1EICH
ذات ا1*.م ا '5آ 6E&# Q1ا&6Eة M cE1`1Hوا ،OEGوإذ cE`H QE1jاE2Rس واAا VEاEدا ( 'EاEم ا'1E+
1I2P5ا "JCو67 uد ^ 1jدة اآ ا 1EK# ،وب & 1EIاEf1ون وه&E)5* VEون أ Ekا,EP7 6EB
،1I#1(B#و`^ ا g&Jا bا6EAN CE hJ57ة ("ً6EP2# {JESا ( 'Eآ1EC cEزل ا)6IEاء إذ * Eا1KAه6Eون
و*ددون أ 641ا1IKد و1&4را O#أو *2Pن ا tRaوا`1APت UEFa# 'E( VIE* 1Aا1EBAب ,EP7أه cEا)،6IE
6EE EES1ى ا EE.ا tEE5C# p 'EE5إ ,EEاآ EEا EEو1EEIK1H 1EEI 6EEI7 pد وا1IEE)5pد .وvEEP# 6IEE)# VEE
ا1J1CAت j 627ان ,P7ار ا&E ^Eى أ1Nد*1E2 _Eدة اآECA5* Eن 6IE)Pأن *`Eن ( 'Eدار أEHك ^E
دار Z hا)6Iاء وا ^2*6Bوار ا&^ وا1 QP+ '5دة vTEا"5و* cEا vEP# 'E( 6E&JاEG.اء ا^EH E65A
ا 12ذ وا1&Aر. f
ﰒ ﺗﻘﺎﻟﻴ ﺪ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ ﰲ ﺧﺘﻢ
ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﳌﹸﻄﻮﻝ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻘﹸﺒﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﳌﺪﺍﺋﺢ ﻭﺍﻹﻧﺸﺎﺩ ،ﰒ ﺍﻟﻄﻌﺎ ﻡ ﺍﶈﺪﻭﺩ
ﺍﺣﺘﻔﺎ ﹰﻻ ﲞﺘﻢ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﳑﺎ ﻋ ﹺﻬ ﺪ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ )ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﺭ ﻭﺍﻟﺰﻻﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻱ( ،ﰲ
ﺫﺍﺕ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳛﺐ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﻳﺘﺸﺎﺋ ﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ.134
*****
ﳓﻮ ﺧﺎﲤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ،ﻧﻔﱠﺬﺕ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻗﺮﺍﺭﹰﺍ ﺭﲰﻴﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ
ﺤ ﱡﻞ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﺟﻬﺰﺎ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﻗﺎﺋﻤ ﹰﺔ ﺇﱃ ﺣﲔ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻳ
ﻚ ﰲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺷ ﺮﻋﺖ ﺴﻠ
ﺻ ﺮﻓﹶﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﻃﻮﺍﻗﻤﻬﺎ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻟﺘﻨ
ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺸﺎﹺﺑ ﻪ ﺑﻮﺟ ﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻋﻤﻠﹶﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺷﺄﻥ ﺍﻷﻣﻦ
ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
ﺾ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻭﻇﺎﺋ ﻔﻬﺎ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﲔ، ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﺒﻘﹶﺖ ﺑﻌ
ﺴﺠﻮﻥ ﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺷﺄﻥ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﻜﹸﻠﻴﺎﺕ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻣﻦ ﺃﻭ ﺍﻟ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﻐﺬﱢﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪ ،ﰒ ﺗﺸ ﻐ ﹸﻞ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺍﳌﻬﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻤﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ
ﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻆ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ،ﻻ ﻭﺟﻮﺩﹰﺍ ﻓ ﻹﲤﺎﻣﻪ ﻭﺗﺄﻣﻴﻨﻪ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﳊﻔ
ﺴﻘﹶﺔ ﻣﻊ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﻏﺎﻳﺎﺕ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻫﺪﺍﻓﹰﺎ ﻭﻏﺎﻳﺎﺕ ،ﺗﻨﻔ ﹸﺬ ﻣﺘ ِ
ﺾ ﻣﻊ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﱵﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺑﺮﺍ ﻣﺠﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﺘﻨﺎﻗ
ﻟﺪﻯ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺪﺍﺧ ﹸﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻫﺪﺍ
ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪ ﹰﺓ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ،ﻭ ﻟﺘﻌﺎﺩﻝ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﲟﺎ ﺭ ﺳ ﺦ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴ ﻢ
ﻁ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ،ﻭﺗﺪﺍ ﺧﻠﻬﹺﻢ ﻣﻊ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﺃﻭ ﻭﻧﻈﹸﻢ ﻭﺃﳕﺎ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ،ﰲ ﺗﻮ ﺳﻊﹴ ﻛﺒ ﹴﲑ ﻣﺒﺎﻏﺖ ﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ.
6 4ى PS1Fاآ ا ) (1999د g&H Q7اS.ات ا '5ا1زت E`Pا1KAه ^*6Eإ ,EاME5ام
EEIJGا1EEIKد ،واEEBpاف 1EEIدون MEEاع ا 'EE( RPEEاEE9aم .وإذ أن tEE1xا1KAهEEPd ^*6EEا ^EE7 ^*6EE&H
R#رات اBاع و ^7ا O2FاTي * c&Kا1IKد ^`A5أه6Eاف و VEjوE( RPE ,EP7 E (1 YEد أو MENب،
pو1I4دة (' cJEأESل و1EJدئ وVEj pوً 15j
6B#ي VIا1KAه6ون أه cا '7وا&Mا Vأن ا1IKد *2م ً 1K
cا1IKد.
َR
1IP7 Yo#دو ا م( ،ذا ا4 H 1ً19 QJP2رى وده* 1J Hدئُ Hَ ،
ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻫ ﻢ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ﻋ ﱪ
ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬﻢ ﻭﲣﺼﺼﺎﻢ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺩﺭﺟﺎﻢ ﺍﳌﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﰲ ﺍﳍﻴﻜﻞ
ﺖ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﻣﻌﺴﻜﹶﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﳌﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺪﻓﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﻣﻨﺬ ﻭﻗ
ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ،ﺟﺎﺀﺕ ﳎﻤﻮﻋﺎﻢ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ ﻣﺴﺘﺮﻳﺒ ﹰﺔ ﺃﻭ ﻛﺎﺭﻫ ﹰﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﹸﺒﺎﻏﺖ
ﺴ ﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎﺕ ﺣﻴﺎﺎ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻭﻳﺘﺪ ﺧ ﹸﻞ ﰲ ﺧﻮﻳﺼﺔ ﺃﻣﻮﺭﻫﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜ ِ
ﺴﻠﱠﻢ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﺃﻭ ﺃﻋﻼﻩ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻬ ﻮﺕ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺩﱏ ﺍﻟ
ﺴﺮﺕ ﺭﺗﺎﺑﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺍﳌﻜﺮﻭﺭ ﳓﻮ ﺣﻴﺎ ﺓ ﺟﺪﻳﺪ ﺓ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﳏﺼﻮﺭﺓ ﺏ ﺣﺎﻣﻠﻴﻬﺎ ،ﺇﺫ ﹶﻛ
ﻭﺃﻟﻘﺎ
ﻣﺘﻘﺸﻔﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﰲ ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻃﺮﻳﻔﺔ ،ﻓﺘﻮﺍﻟﺖ ﲨﺎﻋﺎﺕ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ
ﻣﻌﺴﻜﹶﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻭﺗﻮﺳﻌﺖ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺗﻘﻀﻲ ﻧﺤ ﻮ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﰲ
ﳉ ﺪ ﻭﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺒﺪﱐ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ،ﻭﺗﻌﺘﺎ ﺩ ﻋﻠﻰ ﺷﻲ ٍﺀ ﻣﻦ ﺍ ﹶ
ﺡﺕ ﰲ ﺍﻟﻔﻜ ﹺﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻭﺗﺴﺮﹺﻱ ﻓﻴﻬﻢ ﺭﻭ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻭﺗﺸ ﻬ ﺪ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺰﻛﻴﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﳏﺎﺿﺮﺍ
ﻁ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﹸﺲ ﰲ ﺍﻷﺩﺏ ﺃﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻨﺠﺎﺡ ﹸﻛ ﱢﻞ ﻋﻤﻞ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺒﺘ ﹶﻜ ﺮ ﺃﳕﺎ ﹲ
ﺤ ﱢﻔ ﺰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﻌ ﺪﻫﻢ.
ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ،ﰒ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺑﺬﻛﺮﻯ ﻃﻴﺒﺔ ﳛﻤﻠﻮﺎ ﺗ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟ ﱠﻄﻤﻮﺡ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻣﻲ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺭﺍﺀ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ،ﱂ ﺗ ﻬﻴﺄ
ﻁ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻷﳘﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﺩﻗﱠﺘﻬﺎ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﳍﺎ ﺍﻟﺸﺮﻭ ﹸ
ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﲡﺎﻭﺯﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﲪﺎﺳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﻔﻜ ﹺﺮ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﰒ ﺍﻟ ﺮ ﹺﻭﻳﺔ ﰲ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ.
ﺐ
ﺸﻄﹶﺖ ﻭﺍﻧﻀﺒﻄﹶﺖ ،ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺫﻟﻚ ﳓﻮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺯﺓ ﻭﺍﻹﳒﺎﺯ ﻳﺘﻄﻠ ﻓﺎﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻧ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﳍﺎ ﰲ ﺗﺄﻣﻼﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺇﺻﻼﺡ
ﺸ ﺪ ﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺘﻤﻊ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺳﻴﺴﺎﻫﻢ ﺑﻘﺪ ﹴﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨ
ﺻﺤﺘﻪ ﻭ ﺭﺧﺎﺋﻪ. ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﻮﺍﰲ ﻋﺪﻫﺎ ﻭﻭﻗﻌﻬﺎ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻭﰲ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻭ
ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺩﻋﻮ ﹰﺓ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭ ﺯ ﰲ ﺳﺎﻋﺔ
ﺇﻣﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﺪﻯ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻈﻬﺮ ﺍﳉﹶﻤ ﹺﻊ ﻭﺍﻻﺣﺘﺸﺎﺩ ﻭﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎ ﻭ ﺯ
ﳏﺾ ﻓﻜﺮﺓ ﲡﻴﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﻤﺎ ﰲ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﻄﻼﺋﻊ ﻭﺍﻟ ﺮﻭﺍﺩ ﺍﻟﱵ ﺳﻨﺘﻬﺎ ﻭﻣﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ،ﳓﻮ ﺻﻼﺡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺧﻼﺻﻪ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻍ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺼ ﺪ ﻭﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ،ﻭﳓﻮ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﻓﺮﺍﻍ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺇﱃ ﻣﺆﻣ ﹴﻦ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﺎﻋ ﹴﻞ ﻣﻔﻴﺪ ﻭﺍﺿ ﹴﺢ ﺍﻟ ﹶﻘ
ﻂ
ﺴﻮﻑ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺇﱃ ﺇﻧﺴﺎ ﻥ ﻣﻌﺎﺻﺮ ،ﻣﻨﻀﺒ ﺴﻴﺐ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻗﻴﺖ ﻭﺍ ﹸﳌﺘ ﳋﻠﹸﻖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﺍﳌﹸﺘ
ﺍﹸ
ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ ﻣﺴﺘﺜﻤ ﹴﺮ ﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻨﻔﻌ ﹴﻞ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻗﺎﺋ ﹴﻢ ﻟﻪ .ﻭﺇﺫ ﺣﺪﺩﺕ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ
ﺡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﲜﻼ ٍﺀ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻭﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﳋﻄﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺇﺻﻼ
ﺐ
ﺝ ﳉﻬ ﺪ ﺧﺎﺹ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎ ﺣ ﻋﱪ ﺇﺻﻼﺡ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﺘﻤﻊ ﻇ ﱠﻞ ﳛﺘﺎ
ﳋﻄﱠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﻭﺿﻤ ﻦ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﳌﹸﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃ ﺍﳊﻮﺍ ﺭ ﺣﻮﳍﺎ ﺍﻟﻌﻤ ﹶﻞ ﰲ ﺍ ﹸ
ﻭﺍﻟﺘﺪﺍ ﻭﻝﹸ ،ﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﻗﻂ.
ﻟﻜﻦ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺍﺘﻤﻊ ﻭ)ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ( ﻗﺪ ﻃﺮﺣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ
ﻇ ﱢﻞ ﻧﻈﺎ ﹴﻡ ﺷﻤﻮﱄ ﻭﺇﻃﺎ ﹴﺭ ﻻ ﻳﺴﺘﺬﻛ ﺮ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺇ ﱠﻻ ﻓﻮﺿﻰ ،ﺛﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ
ﺕ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﻛﺜ ﹴﲑ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻂ ﻭﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ .ﻓﻘﺪ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺒ
ﺍﻟﻔﻜ ﹺﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﹸﻨﺎ ﻭﺀَﺓ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ
ﺴﻬﹺﻢ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺇﺫ ﻷﻓﻜﺎﺭﹺﻫﺎ ﻭﺍﳌﹸﻌﺎ ﺭﺿﺔ ﺍﻷﺣ ﺪ ﳊﹸﻜ ﻤﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺸﻌﺮﻭﺍ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﻧﻔﻮﺭﹰﺍ ﺃﹸﺿﻴﻒ ﺇﱃ ﺗﻮ ﺟ ِ
ﻇﻠﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ ﰲ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳌﻮﺭﻭﺛﺔ ﻭﺃﻋﺮﺍﻓ ﻪ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪﺓ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺃﺩﻳﺎ ﹸﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺎﻢ
ﻚ ﺑﻪ .ﻭﺇﺫ ﻋﻄﱟﻠﺖ ﺍﳊﹸﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺿ ﻦ ﺍﻟﻜﺜﲑﻭﻥ ﺑﺎﳌﹸﺸﺎﺭﻛﺔ ﺴ
ﻆ ﻭﻳﺴﺘﻤ
ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤ ﻖ ﺃﻥ ﻳﺤ ﹶﻔ ﹶ
ﰲ ﺍﳌﹸﺪﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﺩﻋﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ،ﻣﻊ ﺳﻮ ِﺀ ﹶﻇﻨﻬﹺﻢ ﰲ
ﺻ ﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻓ ﹺﻬﻤﺘﻪ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭﹰﺍ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻘﺎ
ﻯ ﺃﻭ ﺳ ﻊ ﻣﻦ ﺍﳊﹸﺮﻳﺔ
ﻂ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﳌﺪ ﺴﹶﺍﻷﻭﹶﻓ ﻖ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺴ ﻤ ﻊ ﻟﻘﻮﻟﻬﹺﻢ ﻭﺃﻥ ﺗﺒ ِ
ﺣﱴ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺃﺎ ﻻ ﺗﻌ ﻤ ﺪ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻟﺘﺠﺘﺜﱠﻪ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻓ ﻊ
ﻕ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺇﺯﺍﺣﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌﻴﺘﺔ ﺍﳌﹸﻌﻴﻘﹶﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﻳﺒ ﻄ ﹶﻞ ﻣﻔﻌﻮ ﹶﻝ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌﹸﺴﺘﻮ ﺭﺩﺓ ﺃﺧﻼ ﹴ
ﺾﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻻ ﻳﻜﻮ ﹸﻥ ﺇ ﱠﻻ ﺑﺎﻟﺮﺿﻰ ﻻ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻭﺍﻟﻘﹶﻬ ﹺﺮ ﻭﺍﻟ ﹸﻘﻮﺓ ،ﻛﻤﺎ ﻇﻨﺖ ﺑﻌ
ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﳌﹸﺘﻌﺴ ﻜﺮﺓ.
*****
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺩ ﺧﻠﹶﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﻋﺪﺍ ﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﹸﻃﻼﱠﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﰲ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﺇﺫ ﻇ ﱠﻞ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﰲ ﻣﻨﺸﺄ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺐ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺴ ﺪ ﺍﻟﻌﻤﻮ ﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻟﻐﺎﻟ ﹺ ﺠﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻭ ﻋ ﱪ ﻣﺮﺍ ﺣﻠﻬﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗ
ﺿ ﹰﺔ ﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﳊﹸﻜﻢ، ﺐ ﻣﺮﺍ ﺣﻠﻬﺎ ﻣﻌﺎ ﹺﺭ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻗﺪ ﻇﻠﱠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺃﻏﻠ ﹺ
ﻳﺸﺘ ﺪ ﻭﻗ ﻊ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﰲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺷﺪﺓ ﺍﳌﻨﺎﻭﺀَﺓ ﻭﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺧﻔﱠﺖ ﺍﳌﹸﻌﺎ ﺭﺿﺔ ﺇﱃ
ﺐ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺜﱠﻠﻮﺍ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺏ ﺇﱃ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﻛﺴ ﹺ ﻼ
ﻑ ﺍﻟ ﹸﻄ ﱠﺼ ﺮ
ﺍﳍﹸﺪﻧﺔ ﻭﺍﳌﹸﺴﺎﳌﺔ ﺍﻧ
ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﻃﹸﺮ
ﺐ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﻠ ﹺﻢ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﻬﲏ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ،ﻓﺈﻥ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺍﺳﺘﻘ ﻄ
ﺕ ﺍﻟ ﺪّﺭﺍﺳﺔ ﻭﺩﺍﺧﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﹶﻦ ﺍﳉﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺧﻄﺔ ﺍﻟ ﻌﻤﻞ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﳓﻮ ﻭﻗﺎﻋﺎ
ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﻭﻴﺄﻭﺍ ﳍﺎ ﲟﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
ﻭﺇﺫ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﰒ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﲟﺆﲤﺮﺍﺎ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻭﻛﹶﺴﺒﹺﻬﺎ ﺍﻟﻨﻴﺎﰊ ﺍﶈﹸﺘﺮﻡ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
ﺴ ﺮ
ﻭﺍﻟﺴﻮﻕ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﺇﺯﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻧﻘﹶﺼﺖ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﰲ ﺃ ﹸﻃ ﹺﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍ ﹶﳓ
ﻭﻗ ﻌﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻐﹰﺎ ﰲ ﳎﺘﻤﻌﺎﻢ ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﺍﳌﺆﻗﱠﺘﺔ ﻟﺼﺎﱀ ﻭ ﹾﻗ ﹺﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺍﹸﺘﻤﻊ.
ﺴﺮﺕ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﰲ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺻﻮﺭﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻠﻮﺍ ﺭﺻﻴﺪﹰﺍ ﰲ ﺤﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﻧ
ﺍﺣﺘﻴﺎﻁ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﱢﻠﻮﻥ ﻛﻞ ﻋﺪﺗﻪ ﺍﻟﻮﺍ ﻋﺪﺓ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺃﻣﺎﻧﺔ
ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻋﻀﻮﹰﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻋ ﱪ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﱡﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻈﱡﺮﻭﻑ،
ﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺃ ﻫ ﻢ ﻛﻤﺎ ﻇ ﱠﻞ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﳜﻀ ﻊ ﻻﺧﺘﺒﺎ ﹴﺭ ﺩﻗﻴﻖ ،ﻓﺘﻌﺎﹶﻗ
ﺕ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﰲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻳﺘ ﻮﺧﻰ ﻓﻴﻪ ﻣﻘ ﺪﺭﺍ
ﺐ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﺭﺑﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﻭﻧﺼﺤﻬﺎ ،ﻳﻌﻴﻨﻪ ﻣﻜﺘ
ﻑ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ،ﺍﻟﱵ ﻗﻔﺰﺕ ﺑﺄﻋﺪﺍﺩ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺇﱃ ﺃﺿﻌﺎ
ﺏ ﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﺑﺄﻋﺪﺍﺩ ﹸﻃﻼﱠﺏ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺇﱃ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ، ﲡﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﻘﺎ ﹺﺭ
ﻭﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﳛﺘﺎ ﺟ ﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍ ﺩ ﻭ ﻋﺪﺓ ﺿﺨﻤﺔ ﱂ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﱢﺮﻫﺎ،
ﻓﺈﻥ ﻫ ﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺗﻮ ﺳﻌﺔ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺎﱄ ﻗﺪ ﹶﻃﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻫ ﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﻻﺓ
ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﰲ ﻛﺴﺐ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﺗﺰﻛﻴﺘﻬﹺﻢ ﻭﺗﺄﻫﻴﻠﻬﹺﻢ ،ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻋﻠﻤﹰﺎ ﻭ ﻋ ﻤ ﹰ
ﻼ ﻟﻘﻴﺎﺩﺗﻬﹺﻢ
ﺴ ﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺛﻐﺮﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺇﻋﺎﻧﺘﻪ ﺑﺎﻷﻓﻀﻞ ﺧﱪ ﹰﺓ ﻭﺗﺄﻫﻴﻼﹰ ،ﻭﺇﺫ ﱂ ﺗ
ﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﺍﳉﻬﺎ ﺩ ﺍﳌﺪ ﺧﻠﹶﲔ ﺍﳉﹶﺪﻳﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﱠﺬﻳﻦ ﻭﺍﹶﻟﻴﺎ ﺗﺄﺛﲑﹰﺍ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎ
ﺑﺎﻟﻐﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ،ﻓﺈﺫ ﺗﺪﺍﹶﻓ ﻊ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﺑﺎﻵﻻﻑ ﺇﱃ ﻣﻌﺴﻜﹶﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻭﳓﻮ
ﻉ ﻣﻊ ﺡ ﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻋﻨﺼﺮﺍﹰ ﻣﻬﻤﹰﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﺗﺘﺼﺎﺭ ﺳﻮ ﹺ
ﻉ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻭﺟﹺﻬﺎ ﺯ ﺍﻷﻣﻦ ،ﱠﰒ ﻫﻮ ﻣﻮﺻﻮ ﹲﻝ ﺑﺎﳉﻴﺶ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﻭﻧﻔﹸﻮﺫﻩ ﻣﻨﺴﻘﻴﺔ ﺍﻟ ﺪّﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﻗﻄﺎ
ﻀ ﻢ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ، ﻉ ﻧﺴﺒﻴﹰﺎ ﰲ ﺧ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ،ﻭﻣﻘﻄﻮ
ﺕ ﺃﺩﱏ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﺑﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﻗﻴﺎﺩﺍ ﻭﺭﻏﻢ ﺑﻼﺋ ﻪ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﰲ ﺍ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﻣﻮﺻﻮﻟ ﹲﺔ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺑﺎﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﱰﱠﺍﻋﺔ ﻟﻠ ﹸﻘﻮﺓ ﺑﻐﲑ ﻓﻜ ﹴﺮ ﻭﺣﺮﻳﺔ.
ﻉ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻫﻲ )ﺍﻻﺳﺘﻨﻔﺎﺭ( ،ﻓﻤﻨ ﹸﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻠ ﹸﻎ ﺃﺛﺮﹰﺍ ﰲ ﻗﻄﺎ ﹺ
ﺏ ﰲ ﻣﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﻭﺑﺘﻮﺍﱄ ﺍﻻﻧﺘﻜﺎﺳﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷ ﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﻼ ﻚ ﺍﻟ ﹸﻄ ﱠ
ﺴﹶﻠ
ﺍﻧ
ﺐ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ ﺴﺒ ﹺ
ﳏﺎﻭﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﹺﺑ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﻲ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺑﺎﻫﻈ ﹰﺔ ﺑﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ،
ﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﳌﹸﺒﺎﺩﺃﺓ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺸﻞ ﺛﻼﺙ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻋﺎﻡ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﺍﳉﻴ
) 1991ﺃﻋﺎﱄ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﲝﺮ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ﻭﻏﺮﺏ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ( ﻟﻴﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﰲ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ
ﺻﻴﻒ ﺍﻟ ﻌﺒﻮﺭ( ،ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺎﻣﺖ
ﳎﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺍﺷﺘ ﻬﺮﺕ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ )
ﺸ ﹺﻞ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﻣﻦ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ. ﺡ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﺑﻌﺪ ﹶﻓ ﻑ ﺍﻻﺟﺘﻴﺎ ﹺ ﻛﺬﻟﻚ ﳐﺎﻭ
ﻒ ﺍﻟ ﻌﺒﻮﺭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺘﺪﻓﹸﻖ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﹸﻃﻼﱠﺏ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﻫﺪ ﹶﻓﺘﺤﺖ ﺇﺫﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺻﻴ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻛﺜ ﹴﲑ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﺿﻤ ﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ
ﻻﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﳌﹸﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺗﺄﻣﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﰒ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻠﱠﺖ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﳉﻴﺶ
ﹸﲤ ﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﲢﺮﻳﺮ ﺍ ﹸﳌﺪﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﺣﺘﻼﳍﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﳉﻴﺶ
ﳉﻬﺎﺩ
ﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﰲ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﺑﺄﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺗﺼﺎ ﻋﺪﺕ ﺃﳘﻴﺔ ﺍ ﺸ ﻐ
ﺍﻟﺸﻌﱯ .ﻭﺇﺫ ﺗﺼﺎ ﻋ ﺪ ﺍﻟ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﺗﺼﺎ ﻋ ﺪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎ ﻡ ﺑﺎﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺗﺒﻴﻦ ﺟﻠﻴﹰﺎ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﺪﻯ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻫﻢ ﻟﻠﻔﺪﺍﺀ ﻭﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﻢ ﻟﻠﺘﻌﻠﱡﻢ ،ﻭﲡﺎﻭﻢ ﻣﻊ ﺍﳌﻬﺎﻡ
ﺍﻷﺻﻌﺐ ﺍﻟﱵ ﺗ ﻜﻠﹸﻬﺎ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﳍﹸﻢ.
ﺻﻴﻒ ﺍﻟ ﻌﺒﻮﺭﺏ ﺧﻄﱠﺔ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﳌﻌﺎﺭﻙ ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎ
ﺍﻷﻭﱃ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺍﶈﻮﺭ ﺍﻟﻨﻬﺮﹺﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺍﺧﺮ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﺔ )ﻣﺤﻮﺭ ﻣﹶﻠﻜﹶﺎﻝ/ﺑﻮﺭ( ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﺍﻟﻌﺪﺩ
ﺻﻴﻒ ﺍﻟ ﻌﺒﻮﺭ )ﳓﻮ 50ﺷﻬﻴﺪﹰﺍ ﰲ ﻫﺠﻮﻡ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺍﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﱪ ﻣﻦ ﺷﻬﺪﺍﺀ
ﺍﻟﱪ( ،ﻓﺈﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﱂ ﺗﺸ ﻬ ﺪ ﺳﻮﻯ ﺁﺣﺎ ﺩ ﻣﻦ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻀﻮﺍ ﺷ ﻬﺪﺍﺀ ،ﻟﻜ ﻦ ﺃﲰﺎ َﺀﻫﻢ ﺍﻟﱵ
ﺻ ﻮﺭﻫﻢ ﺍﻟﱵ ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺎ ﻣﻘﺎﻫﻲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ،ﰒ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺑﲔ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭ
ﳋﻄﹶﺐ ﰲ )ﺃﻋﺮﺍﺱ ﺍﻟﺸ ﻬﺪﺍﺀ( ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻠﻬﹺﻢ ﺃﻭ ﰲ ﻛﹸﻠﻴﺎﺗﻬﹺﻢ ﻭ ﻣﻌﺎ ﻫ ﺪﻫﻢ ،ﻛ ﱡﻞ ﺫﻟﻚ ﺩﹶﻓ ﻊﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﻭﺍ ﹸ
ﳉﻬﺎﺩ( ،ﻭﻣﻊ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﻟﻠﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﻨﻔﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﻟﹶﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﹶﻓ ﻊ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ )ﺣ ﻲ ﻋﻠﻰ ﺍ
ﺗﺒﺪﻝ ﻣﻨﺎﺧﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠ ﹺﻢ ﻭﺍﻟ ﺪّﺭﺍﺳﺔ ﺇﱃ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﳊﺮﺑﻴﺔ ﺗﻮﺍﱃ ﺗﺪﻓﱡﻖ ﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﺣﱴ ﺿﺎﻗﺖ ﻢ
ﺐ ﳏﺪﻭ ﺩ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﺍﹸﺎﻫﺪ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﲔ ﰲ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ .ﻭﺭﻏﻢ ﺗﺪﺭﻳ ﹴ
ﺻ ﹰﺔ ﺳﻮﺍﹺﻧ ﺢ ﺃﻓﻀﻞ ﻟﺘﺠﻮﻳﺪ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺇﺗﻘﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻓﺈﻧﻪ ﳚ ﺪ ﰲ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺧﺎ
ﺍﻟﺴﻼﺡ ،ﰒ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﻣﻊ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﻣﺎ ﺯ ﻭ ﺩ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﲟﻌﺮﻓ ﺔ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ
ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭﺗﻜﺘﻴﻜﺎﺕ ﺍﳍﺠﻮﻡ ﻭﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻭﺇﺧﻼﺀ ﺍﳉﺮﺣﻰ ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ.
ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﲢﺖ ﺇﻣﺮﺓ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻭﻭﹺﻓ ﻖ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪﺓ ﰲ ﺣﺮﺏ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺇﺫ
ﻀﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﱵ ﺩﺍﺭﺕ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍ ﹸﳌﺪﻥ ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﺎﻏﺘﺔﹰ ،ﻭﰲ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻀﻌ
ﻕ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ، ﺸﻘﹶﺎ ﹺ
ﻀ ﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺑﺎﻧ
ﻃﺎﻗﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳋﺴﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺍﳉﺮﺣﻰ ﻋﺎﻣﺔ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﻭﻫﻲ ﺃﻗ ﱡﻞ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﰲ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ .ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ
ﺗﺪﻓﱡﻖ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﻭﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ
ﻣﺪﻯ ﳒﺎﺯﺓ ﻣﺸﺎﺭ ﹶﻛﺘﻬﹺﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭ ﻣﹶﻠﻠﻬﹺﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺍﶈﺴﻮﺏ ﺍﻟﺒﻄﻲﺀ ﰲ ﻣﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﳉﻴﺶ،
ﻭﺷﻌﻮ ﹺﺭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎﻟﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻝ ﺍﻻﺭﺗﻜﺎﺯ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍ ﹶﳌﺪﺩ ﺃﻭ ﻳﺘﺤﻴﻦ ﺍﻟﻔﹸﺮﺹ ﻭﻣﻊ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺳﻤﻌﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ
ﻭﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﺃﻃﻠﱠﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺃﻭﱃ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﱵ ﺷﺎﺑﺖ ﲨﻠﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﺎﻫﺪﻳﻦ،
ﻭﻛﺜﺎﻓﺔ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﹸﺴﺘﺸﻬﹺﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﹺﻀ ﹺﻊ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻭﺍﳌﺌﲔ ،ﻣﻨﺬ ﺃﻭﺍ ﺧ ﹺﺮ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ
ﺻﻴﻒ ﺍﻟ ﻌﺒﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.135
ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ ﻭﻓﻮﺭ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ
2* 5ل ا& 6Aا Eأ 6&E 6EANر J&E4 YEا&1EPAت ا 'E( EHإدارة ا&1EPAت 1E21Hدة ا&1EPA7 ^E7 E1ت
ي (' ا1*.م ا.وG ,دي دا E( cEع ا&1EPAت ا EH USا&Jر ر"# 1ACN 1ً1A# QG( 62) :1 Vjآ 6 6
ﻛﺎﻥ ﲢﺮﻳ ﺮ ﺍ ﹸﳌﺪﻥ ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻫﺪﻓﹰﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﹰﺎ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﹶﻠ ﻦ ﰲ
ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﺗﺴﺘﺘﹺﺒ ﻌ ﻪ ﻓﻮﺭﺍﹰ ﻣﻈﺎﻫ ﺮ ﺍﻻﺑﺘﻬﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﻭ ﺳﻤﻮ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ
ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺎﻣﺖ ﻭﺍﺗﺴﻌﺖ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺂﺛﺎ ﹴﺭ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ
ﻗﺒ ﹺﻞ )ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ( ،ﰒ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻮﺻﻮ ﹲﻝ ﺑﺴﲑ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺍﻟﹶﺖ ﺟﻮﻻﺗﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺍﻟﹶﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ،
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ،ﺣﱴ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺳﻼ ﹴﻡ ﻗﺪ ﺗ ﻌﻄﱠﻞ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ
ﲤﺎﻣﻪ ،ﻳﻨﺘﻈ ﺮ )ﲢﺮﻳﺮ ﹺﻧﻤﻮﻟﻲ( .ﻓﺒﻌ ﺪ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ )ﺑﻮﺭ ،ﻳﺮﻭﻝ ،ﺷﺎﻣﺒﹺﻲ ،ﺗﻮﺭﹺﻳﺖ ،ﹶﻓﺸﻼ ،ﹶﻛﺒﻮﻳﺘﺎ(،
ﺳﺮﻋﺎ ﹶﻥ ﻣﺎ ﺍﻣﺘ ﺪ ﺍﻷﻣﻞ ﻭﺍﺗﺴﻊ ﻟﻴ ﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺿﻤﻦ ﺧﻄﺔ )
ﺻﻴﻒ ﺍﻟ ﻌﺒﻮﺭ (2ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍ ﹸﳌ ﺪ ﻥ ﺍ ﹸﳌ ﹺﻬﻤﺔ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺍﻟﱵ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﰲ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ) ﺟﺒ ﹸﻞ ﺑﻮﻣﺎ،
ﹺﻧﻤﻮﻟﻲ ،ﻛﹶﺎﻳﺎ ،ﻳﺎﻣﹺﺒﻴﻮ ،ﺃﻧﺰﺍﺭﺍ ،ﻃﹸﻤﺒﺮﺍ(.
ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﻣﺆﺳﺴﺘﻪ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻭ ﺭﺳﻮﺥ ﺗﻘﺎﻟﻴ ﺪ ﻫﻢ ﰲ ﺭﺳﻢ ﺍﳋﹸﻄﻂ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ
ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﻞ ﻭﻋﻘﻴﺪﻢ ﺍﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﺍﻋﺘﻴﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺏ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﻣﻦ ﱠﰒ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻮﺍﰲ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺭﻭﺣﻬﺎ ،ﺍﳌﺘﺤﻤﺴﺔ ﺍﳌﺘﻄﻠﱢﻌﺔ ﻟﻺﳒﺎﺯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﻭﺇﺫ ﻫﻢ ﻣﺆﺳﺴ ﹲﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ،
ﺍﻟﱵ ﻭﺿﻊ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎ ﺭ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﻭﻓﻖ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻩ ﻭ ﺧ ﹶﻄﻄﻪ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﰲ ﺍﳌﹸﺴﺘﻘﺒﻞ،
ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲨﻴﻌﹰﺎ )ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ( ﳓﻮ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ
ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﻭﺍﳉﹸﻤﻮﺩ ﰒ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻮﺍﱄ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﺗﺒﺪﻝ ﺍﳊﺎﻛﻤﲔ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﳌﺸﻬﺪ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ؛ ﻓﺈﻥ ﺳ ﺪ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻭﺍﺳﺘﺪﺭﺍﻙ ﺍﳌﹸﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺃﻏﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ
ﺍﻟ ﺪّﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺧﺎﺻﺔ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻟﺮﻓ ﺪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺑﺎﻷﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺍﻟﱵ
ﺡ
ﻼ ﺃﻓﻮﺍﺟﹰﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻛﻴﺎ ﻥ ﺩﻭﻟﹶﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﲢﺪﻭﻫﻢ ﺭﻭ ﲢﺘﺎﺟﻬﺎ ،ﻓﻬﻢ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺃﺻ ﹰ
ﺶ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺪ ﹺﺭ ﻙ ﺗﻠﻚ ﺸﻬﺎﺩﺓ ،ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺟﻴ ﹴ ﻕ ﺇﱃ ﺍﻟ ﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻮ
ﺕﺍ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻧﺪﺍﺀﺍ
ﺡ ﺍﻟﺰﻣﺎﻟﺔ
ﻁ ﺑﻌﺪ ﺩ ﻣﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﳌﹸﺴﻠﻤﲔ ﺑﻞ ﻭﺗﻘﻮ ﻡ ﻓﻴﻪ ﺭﻭ ﺍﻷﺷﻮﺍﻕ ،ﻳﻘﻮ ﻡ ﻓﻴﻪ ﺟﻨﻮ ﺩ ﻭﺿﺒﺎ ﹲ
أ ^`# V Oه1Cك 6B Rق 1IP7و&6A5ة ^ cJjا 612ا&1م (' ا12دة ا& 1و 'E( 1IC7 Q+H 62آ1E` cEن
'5FBHرًً6*6G 1ا )& Jا&1PAت ( VPأ 1I 6Gأًkا( .آ15ب ا Uوا1Rة ..ا
Kوا. 1
ﺴّﻼﺡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﻤﺘﻬﻢ
ﻕ ﺍﻟ ِ
ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻻ ﻳﻜﺎ ﺩ ﻳﺆﻣ ﻦ ﺑﺎﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻷﻣﺜﹶﻞ ﺇﻻ ﺑﲔ ﺭﹺﻓﺎ ﹺ
ﻕ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﻛﻮﺍ ﰲ ﺗﺪﺭﻳﺒﺎﺗﻪ ﻭﻳﺘﺸﺎﺭﻛﻮﻥ ﰲ ﺛﻜﻨﺎﺗﻪ. ﻓ ﺮ
ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﱂ ﳚﺪﻭﺍ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﹰﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻓﻘﺪ ﻇﻠﻮﺍ
ﻁ ﺍﻟﺼﻒ ﻭﺻﻐﺎ ﺭ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ، ﳜﻮﺿﻮﻥ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﻭﻳﺴﺘﺸﻬﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ،ﻟﻜﻦ ﺇﱃ ﺟﺎﹺﻧﹺﺒﻬﹺﻢ ﺿﺒﺎ ﹸ
ﻭﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ )ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ ،ﻗﻴﺎﺩﺓ ﲝﺮ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ،
ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﻋﺎﱄ ﺍﻟﻨﻴﻞ( ﻇﻠﱡﻮﺍ ﻣﻌﺰﻭﻟﲔ ﻋﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﳉﻴﺶ ﻭ ﺧ ﹶﻄﻄﻪ ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﺍﳌﹸﻘﺎﹺﺑ ﹺﻞ
ﻁ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻷﺻﻐ ﺮ ﺳﻨﹰﺎ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﲔ ﲟﻴﺪﺍﻥ ﺿﺒﺎ ﹸ
ﺏ ﻣﻌﻬﻢ ﻑ ﳍﹸﻢ ﻭﺗﺠﺎ ﻭ ﺍﻋﺘ ﺮ
ﺏ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﳉﺴ ﻢ ﺍﻷﻛﱪ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺳﺮﻋﺎ ﹶﻥ ﻣﺎ ﲡﻠﱠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ ﺍﳊﺮﺏ ،ﻛﻤﺎ ﲡﹶﺎ ﻭ
ﺽ ﳍﻢ ﻣﻦ ﳚﻤﻊ ﺏ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻋ ﺮ
ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺛﺮﻳﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺭﺃﲰﺎﻟﻴﻴﻬﺎ ،ﻛﺄﻢ ﻳﻨ ﻔﻘﹸﻮﻥ ﺑﻐﲑ ﺣﺴﺎ ﹴ
ﺍﻟﺼ ﺪﻗﹶﺎﺕ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ،ﻛﻤﺎ ﲡﻠﱠﻰ ﰲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺑﺎﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺿﺤﺖ ﻇﺎﻫﺮ ﹰﺓ ﰲ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ،
ﻓﺘﺄﺳﺴﺖ ﰲ ﻛﻞ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﺗﻮﺍﱄ ﺍﺳﺘﻨﻔﺎ ﺭﻫﻢ ﻭﺗﻘﻴ ﹸﻞ ﺗ ﻌﱡﺜ ﺮﻫﻢ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻲ ﻭﻟﻮ
ﲡﺎﻭﺯﹰﺍ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﻟﻮﺍﺋﺤﻬﺎ ،ﻭ ﹸﲤ ﺪﻫﻢ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﲟﺎ ﻭﺳ ﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﺍ ﺩ ﺗﺨ ﹺﺮ ﺟ ﻪ ﻣﻦ
ﺕ ﺧﲑﻳﺔ ﰲ ﺫﺍﺕ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ .ﻭﻣﺜﻞ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ،ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻫﻴﺂ
ﺕﺻ ﺪﻗﹶﺎ ﺤﺴﺐ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﺍﻟﺘﱪﻋﺎﺕ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﺏ ﳓﻮ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﹶﻓ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﺗ
ﺼ ﻮ
ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺭﻑ ﻭﺷﺮﻛﺎﺕ ،ﰒ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﳌﻨﺤﻨﻔﲔ
ﺴ ﹺﺮﻳﺔ ﺃﻭ
ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ،ﲝﺜﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻋﻦ ﺳﺒ ﹴﻞ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻬﻤﹰﺎ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﺳﺮﹰﺍ ﻭﺟﻬﺮﹰﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﹶﻛﺜﹸﺮ ﻭﻟﻮ ﻋﻮﻧﹰﺎ ﻟ
ﻛﺘﻴﺒﺔ ،ﺃﻭ ﹶﻗ ﱠﻞ ﻭﻟﻮ ﻭﺟﺒﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺒﻠﻎ ﺍﳉﹶﺮﺣﻰ ﰲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ.
ﺡ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻓﺌﺔ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﳌﻨﺴﻮﺑﲔ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﳌﹸﺘﻌﺎﻇﻢ ﺍﳋﺎﺹ ﲤﻴﺰﺕ ﰲ ﺳﻮ ﹺ
ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﺗﺘﺸﻌﺐ ﺇﻣﺎﺭﺍﻢ ﻣﻨﺴﻮﺑﲔ ﺇﱃ ﺟﺎﻣﻌﺎﻢ ﺃﻭ ﺇﱃ ﻗﻄﺎﻋﺎﻢ ﺃﻭ ﺇﱃ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ
ﺍﳉﻴﺶ ﺃﻭ ﺍﻟ ﺪّﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻳﱰﻟﻮﻥ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻏﲑ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﳉﻴﺶ ،ﺗﺄﺗﻴﻬﻢ ﺃﺯﻳﺎﺅﻫﻢ ﻭﻃﻌﺎﻣﻬﻢ
ﺶ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﻣﺪﻯ ﺭﹺﺑﺎﻃﻪ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭ ﺟﻨﻮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﳑﺎ ﻋ ﹺﻬ ﺪ ﺍﳉﻴ
ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ،ﻗﺪ ﻳﺄﲤﺮﻭﻥ ﺑﺄﻣﺮ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﺃﻭ ﻓﺼﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﺳﺮﺍﻳﺎﻫﺎ ﻷﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ
ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﻗﺘﺎﳍﻢ ﻭﺗﺒﻌﹰﺎ ﳍﻢ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﻳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺃﻭﺍﻣﺮﻫﻢ ﺇ ﱠﻻ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ
ﺿﺒﺎﻁ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟ ﺪّﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﰒ ﻫﻢ ﳜﻠﻮﻥ ﺟﺮﺣﺎﻫﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ
ﺴﻬﹺﻢ ،ﻻ ﻳﻌﺒﺄﻭﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﲜﺮﺣﻰ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﺎ ﻣﹸﻠﻬﻢ ﺑﺎﳌﺜﻞ.
ﻭﺷﻬﺪﺍ َﺀﻫﻢ ﺑﺄﻧ ﹸﻔ ِ
ﺲ
ﺨﻦ ،ﺗﻔﺮﻋﺖ ﺑﺆ ﺭ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﺗﺰﺍﻳ ﺪ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻏ ﲑ ﻣﻨﺴﻘﺔ ﺗﻼ ﻣ
ﻭﺇﺫ ﺍﻣﺘ ﺪ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺃﺛ
ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺣﺴ ﻦ ﺣﺎﳍﻢ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻛﻠﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺳﻮﺀ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺎﻭﹺﺭﻫﻢ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺪﻥ
ﻭﺍﳌﹸﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪ ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻷﲦﺎ ﹶﻝ ﻭﻳﻨﺘﻌﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻢ ﳍﹸﻢ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ
ﻭﺍﻓ ﺮ ﻳﺰﻳ ﺪ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﺒﻌﺾ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻣﺘ ﺪﺕ ﻢ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﰲ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻏﺎﺩﺭﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
ﺕ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻻ ﳝﻨﻌﻬﻢ ﻣﺎﻧﻊ ،ﻭﻫﻢ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﺑﺄﻡ ﻋﻴﹺﻨﻬﹺﻢ ﺟﻨﻮ ﺩ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻳﺒﻘﻮﻥ ﺳﻨﻮﺍ
ﻑ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﺋﺮ ﺑﻐﲑ ﻏﻴﺎ ﹴﺭ ﻳﺴﺘﺒ ﺪ ﹸﻝ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ﺑﺂﺧﺮ ﺃﻭ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﲟﺠﻤﻮﻋﺔ ،ﻓﻼ ﻳﻌ ﹺﺮ
ﹸﺃ ﺳ ﹺﺮﻫﻢ ﻓﻴﻨﻘﻄ ﻊ ﺑﻼ ﺃﻣ ﹴﻞ ﺳﻮﻯ ﺃﻓﹸﻖ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ.
ﻭﺇﺫ ﺍﺿﻄﺮﺑﺖ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﲡﻠﱠﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺃﺣﻮﺍﻝ
ﺡ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻭﺍﳌﺜﺎﺑﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺷ ﹺﻬﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺩ ﻓﻘﻂ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳ ﹶﻘ ﺪ ﺭ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﻭ
ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﺗ ﹶﺬﻣﺮ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎ ﺩﻫﻢ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﺷﻜﻮﺍﻫﻢ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﲤﻴﺰ
ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﲤﻴﻴﺰﻫﻢ ،ﻳﺘﺤﺪﻯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﺳﺎﺧﺮﹰﺍ ﺃﻭ ﻳﺘﺼﺪﻯ ﻟﻌﻀ ﹺﻮ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﻳﺘﻮﺍ ﺟ ﺪ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺪﻥ ﻳﺸ ﹺﺮ
ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ ،ﻭﻳﺘﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﻇﺎﻫﺮ ﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﳉﻴﺶ ﰲ
ﻀﺒﺎﻁ ﻣﻊ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺻﺮﺍﺣ ﹰﺔ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻳﺸﻜﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ
ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟ
ﺣﺎ ﹶﻝ ﺍﳉﻴﺶ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳉﻨﻮﺩ ،ﻭﻳﻨﺘﻘﺪﻭﻥ ﳍﻢ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﻢ .136
ﺇﺯﺍﺀ ﺗﻌﺎﻇﹸﻢ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﻭﺳﻂ
ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﻛﺎﻥ ﺍﺎﻫﺪﻭﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺭﻫﻦ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﻳﺘﺪﻓﱠﻘﻮﻥ ﺑﺎﳌﺌﺎﺕ ﳌﺴﺎﺭﺡ
6I4 6ت 1PA7ت USا&Jر اA# 1+دًا 6ودًا 1RPر*^ ا&`*^ ا ,P7 1ًG1K5Nا125ده cEJj ^ Vا1E2دة
ا& 1و c 6#ا& 6Aا7 {#1Fوة -اTي آ1ا *&J5و 1ً1 Oو VAES 'E( -1ً*`7 Yا&1EPAت ا&، *`E
و* ^ O#j 6A5و YPK 7 Zfا+رة اا 6EإEHاه YAE4 Vا ،^*6EاTEي *6EH cE+Aور1Ed hهة 1Eرج أE9
ا5ا t#اI&Aد 1N Vk .
KPد1E9 Ekة ) (130 'Eهآ MEا 'E5ا6IE)5ت *E 1EIC5 ,EP7آ1EI( EP1
qإ ،US uH1f pأآ6ت 1I4د O#أ "RaH QR2 1Iوا^E {f )1Jf (5ط و) US uH1f (126و6CGي ،وُ C* V
واEJIط ( 1EHG 'Eدون أن *`Eن ا1ERAر ،vTE ٌ"EIو 6Ejآ1Eن اE2H FEار ا1Rر اTي ُد ِ( ًَ E FP .1H Z
^EE 'EE1ا& ^*`EEا ،^EE1دون J&EE4 VEEP7ا&1EEPAت 1EE21Hدة ا& . EE1وأ ًEEا ا.ز 6EE1j ^EEH EEاEEAر
ا1PA7 '( Raت USا&Jر “) ”2ر 6Cروا( t1 Zر Yا.رآ1ن 1PA&Pت ..و xذ vآ.+
ﺏ ﱂ ﻳﺘﻠﻘﻮﺍ ﺍﳊﺪ ﺍﻷﺩﱏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ )ﻳﺮﹶﻓﻌﻮﻥ( ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺇﱃ ﻼ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﹸﻃ ﱠ
ﺐ ﳏﺪﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻣﻰ ﺣﺠ ﹴﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﺍﳊﺎﻣﻴﺔ ﺟﻮﺑﺎ ﻟﻴﻨ ﺪ ﻏﻤﻮﺍ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺗﺪﺭﻳ ﹴ
ﺍﳌﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ،ﰒ ﻟﻴﻌﹶﻠ ﻦ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎ ﺭ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺸ ﹺﻬ ﺪ ﺃﻛﺜ ﺮ ﻣﻦ ﹸﺛﹸﻠﺜﹶﻲ ﺍﳌﻘﺎﺗﻠﲔ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ
ﺻﻴﻒ ﺍﻟ ﻌﺒﻮﺭ
ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ )ﳓﻮ %75ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﳋﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ
ﻂ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ( ,ﻭﻟﺘﺒﺪﻭ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨ ﱢﻄ ﹸ
ﺿﺒﺎﻁﻼ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﺍﳋﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻭﻟﺘﺸﺘﻬﺮ ﺑﲔ ﻁ ﺍﳍﹸﺠﻮﻡ ﻣﺴﺘﻌﻤ ﹰ ﺑﺪﻗﱠﺔ ﻭﳜﺘﺎ ﺭ ﻧﻘﺎ ﹶ
ﺕ ﻣﺜﻞ) :ﺍﳊﺪﻳﺪ ﻣﺮﺗﺎﺡ ..ﻭﺍﳉﻴﺶ ﳝﻮﺕ(. ﺍﻟﺼﻒ ﻭﺍﳉﻨﻮﺩ ﻣﻘﻮﻻ
ﺡ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻪ ﻟﺪﻯ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﻘﻮﺩﻭﻥ ﺭﻏﻢ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺭﻭ ﹺ
ﻯ ﻣﺸﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻑ ،ﻳﺪ ﺭﺳﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺪﻗﺔ ﻭﻳﺨﻄﱢﻄﻮﻥ ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﲟﺴﺘﻮ
ﻭﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻭﳜﺘﺎﺭﻭﻥ ﹸﻃ ﺮﻗﹶﻪ ﻭﻣﻮﺍﻗﻴﺘﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺗﺰﺍﻳ ﺪ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻪ ﰲ
ﺐ ﳓﻮﻫﻢ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ،ﻭﺑﻄﺌﻬﹺﻢ ﻭﺗﻄﺎﻭﻝ ﺍﺭﺗﻜﺎﺯﻫﻢ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺪﻥ ﻭﺍﻟ ﱡﻄﺮﻕ ﺍﻵﻣﻨﺔ ،ﰒ ﺗﺴﺮﺏ ﺍﻟ ّﹺﺮﻳ ﹺ
ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻭﺍﳍﻤﺲ ﺍﳉﻬﲑ ﺑﺎﺎﻣﺎﺕ )ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻕ( ﻭ)ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﺍﳋﺎﻣﺲ(
ﺻﻴﻒ ﺍﻟ ﻌﺒﻮﺭ ﺍﻷﻭﱃ ،ﺇﺫ ﺃﻭﺷﻜﺖ ﺕ ﺐ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭﺍ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺍﳍﹸﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺑﺎ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎ ﺩ ﺃﻥ ﻳﺬ ﻫ
ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﹸﻂ ﰲ ﻳﺪ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻭﻣﻊ ﻓﻮﺿﻰ ﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﺇﺫ ﺃﺻﺒ ﺢ ﺍﳉﻬﺎﺩ
ﻣﻴﺪﺍﻧﹰﺎ ﺁﺧﺮ ﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺠﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﳌﹸﺴﺘﺸ ﹺﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻣﻴﺔ؛ ﺇﺯﺍﺀ ﻛﻞ
ﻑ ﻣﻦ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺕ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﺷﺮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ،ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻤﻠﻴﺎ
ﺡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﺘﺤﻴﻦ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﻔﹸﺮﺹ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﻣﻮﺻﻮ ﹰﻻ ﺩﺍﺋﻤﺎﹰ ﲟﺴﺎ ﹺﺭ ﹺ
ﻟﻴﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﺳﻬﻤﻬﺎ ﺍﳋﺎﻟﺺ ،ﻓﺄﻋﺪﺕ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻘﻴﺎﺩﺎ )ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ
ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﲰﺎ ٌﺀ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﳔﺒﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﰒ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﳉﻬﺎﺯ ،ﰒ ﺇﱃ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﻓﺎﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ،ﺇﱁ ,(..ﻓﻤﻊ
ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺭﻭﺡ ﺍﳌﹸﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﲔ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍ ﳌﻬﲏ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﰲ ﰲ ﲣﻄﻴﻂ
ﺻﻴﻒ ﺍﻟ ﻌﺒﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ،ﺗﻄﻮﺭ ﺍﳍﺠﻮﻡ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﹰﺎ ﺑﻐﲑ ﺩﺭﺍﺳﺔ ،ﻭﻟﺘﺸ ﻬ ﺪ ﺎﻳﺔ
ﺕ ﺍﺳﺘﺸ ﹺﻬﺪﻭﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﺍﻷﺷﺮﺱ ﰲ ﺃﻋﺎﱄ ﺍﻟﻨﻴﻞ ،ﻭﻟﻴﺪﻓﻊ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺑﺒﻀﻊ ﻣﺌﺎ
ﻣﺸﺎﺭﻑ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﺎﻟﻲ ،1997ﻓﻴﻬﻢ ﳓﻮ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ،
ﻂ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻋﻨﺼﺮﹰﺍ ﲔ ﻟﻺﻣﺪﺍﺩ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﻌﻪ ﺧ ﹶﻄ ﹸ ﺐ ﺑﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺩﻭﻥ ﺗﺄﻣ ﹴ ﺤ
ﺴﻭﻟﻴﻨ
ﺃﺳﺎﺳﻴﹰﺎ ﰲ ﺧﻄﱠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ.
ﺏ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻭﻓﻮﺿﺎﻫﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﳕﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍ
ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﺜﺎ ﹰﻻ ﻟﻠﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺑﲔ ﺍﳌﺘﻮﺍﻃﻨﲔ ﰲ ﻗﹸﻄ ﹴﺮ ﻭﺍﺣﺪ ،ﰒ ﻟﻘﹸﺪﻭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺿﻌﺖ ﺍﳊﺮﺏ ﺃﻭﺯﺍﺭﻫﺎ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻳﻌ ﻤ ﺮﻭﻥ ﻭﻣﺜﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺄ ﻣ ﺮ ﺑﺎﳉﻬﺎﺩ ﺇ ﱠﻻ ﺩﻓﺎﻋﺎﹰ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻭ
ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺇﺧﻮﺍﻧﹰﺎ ﻣﺘﻀﺎﻣﻨﲔ ،ﻓﻘﺪ ﺷﻬﹺﺪﺕ ﻭﻻﻳﺔ ﲝﺮ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ﺃﻓﻮﺍﺟﹰﺎ ﻣﻦ ﹸﻃﻼﱠﺏ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ،
ﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﻨﺪﺳﲔ ﻭﺍﳌﻌﻠﱢﻤﲔ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﻏﲑﻫﻢ ،ﻧﺸﻄﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻹﻋﻤﺎﺭ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳓﺎﺯ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻋﺸﺮﺍ
ﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺎﻟﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ )ﻭﺍﻭ( ،ﺇﺫ ﺃﺻﹶﻠ ﺢ ﺍﳌﻬﻨﺪﺳﻮﻥ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍ
ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻟﻠﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﹸﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ،ﻭﺍﻓﺘﺘﺤﻮﺍ ﺃﺧﺮﻯ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ،
ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﳌﹸﻌﻠﻤﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﺳﺘﻐﻠﻮﺍ ﻓﺼﻮﳍﺎ ﶈﻮ ﺃﻣﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻣﺪﻯ ﻋﺎ ﹴﻡ
ﺖ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻭ ﻋ ﻤﺮﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺩﺭﺍﺳ ﻲ ﻛﺎﻣﻞ ،ﻭﺑﺜﱠﺖ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ﻭ ﺳ ﻤ ﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﻤ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﲔ ﹸﻃﻼﱠﺏ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭ ﹸﻃﻼﱠﺏ ﻭﻃﺎﻟﺒﺎﺕ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﲝﺮ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ،ﻭﺍﺑﺘﻜﺮﻭﺍ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﰲ
ﺨﺼﺖ ﺻﻮﺭﹲﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﲑ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﻭﺍﳌﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﳌﺨﺘﻠﻒ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻦ ،ﻭ ﺷ
ﺕ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻭﻭﻋﻮﺩ ﺍﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﻟﻠﻌﺮﰊ ﻭﺍﳌﹸﺴﻠﻢ ﺍﻟﱵ ﻣﺜﱠﻠﻬﺎ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻏﺎﺩﺭﻭﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻔﻼ
ﺡ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﻏﲑ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺟ ﻌﻠﹶﺖ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ،ﻭ ﺳﺮﺕ ﺑﲔ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺃﻧﻔﹸﺴﻬﻢ ﺭﻭ
ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺧﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﺑﺪﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﳑﻜﻨﺔ ﻭﺟﺎﺫﺑﺔ.
*****
ﻛﺎﻥ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﺪ ﺧ ﹲﻞ ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ﻭﺃﺳﺎﺳ ﻲ ﰲ ﹸﻓﺼﻮﻝ ﻗﺼﺔ ﺍﳊﹶﺮﺏ ) ﹺﺟﻬﺎﺩ ﺍﳌﺮﺃﺓ( ،ﻓﻘﺪ
ﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻓﺼﺎﺋﻠﻬﻦ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺿﻤ ﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺿﺒﻂ ﺍﺘﻤﻊ ،ﺃﻭ ﺗﻔﻌﻴﻠﻪ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻮ ﻋﺒﺖ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍ
ﺇﻋﺪﺍﺩﻩ ﻟﻸﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺯﹺﻻﺕ .ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺷﻮﺍﹶﻗﻬﻦ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﻳ ﹸﻘ ﻤ ﻦ ﺷﻘﺎﺋ ﻖ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺣﻴﺜﹸﻤﺎ ﺗﻴﺴﺮ
ﻱ ﻣﻴﺪﺍﻥ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺴﺘﻮﻱ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤ ﹰﺔ ﺑﺎﺳﺘﻮﺍﺀ ﺠ ﺮ ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﺃ ﳍﹸﻦ ﻻ ﺣ
ﺟﻨﺎﺣﻴﻪ ﻭﺗﻌﻤﺮ ﻤﺎ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﺎﻻﺕ؛ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻗﻮﻣ ﹰﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻥ
ﺕ ﰲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻫﺠ ﺮ ﹰﺓ ﻭﻏﺮﺑ ﹰﺔ ﻭﺗﻌﺮﺿﹰﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮ .ﻭﺇﺫ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﳉﻬﺎ ﺩ ﳜﺮﺟ ﻦ ﻏﺎﺯﻳﺎ
ﻒ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ،ﺗﻄﻠﱠﻌﺖ ﺍﻟﻜﺜﲑﺍﺕ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎ ﺩ ﺣﺎﺿﺮﹰﺍ ﺷﺮﻳ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻼﺋﻲ ﱂ ﻳﺸﻬﺪ ﹶﻥ ﺳﻮﻯ ﻋﻬﻮﺩ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﰒ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﻭﱂ ﻳﺸﻬﺪ ﹶﻥ ﻣﺪﺍﹶﻓﻌﺎﺕ
ﻣﺎﻳﻮ ﻭﻻ ﺣﱴ ﻣﻌﺎ ﺭﺿﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ.
ﻭﺍﳊ ﻖ ﺃﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﻗﺪ ﺷ ﹺﻬﺪﺕ ﻗﺴﻄﹰﺎ ﳏﺪﻭﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﻊ
ﻗﺒﺎﺋﻠﻬﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻭﻟﻜﻦ ﳓﻮ ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1990ﻡ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻨﺴﻘﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ
ﳉﻬﺎﺩ ،ﺇﺫ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻌﺴﻜ ﺮ ﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﺎﻫﺪﺓ
ﺑﻌﺪ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍ
ﻭﺍﻧﻔﺘﺢ ﻣﻌﺴﻜﺮ )ﺧﻮﺭ ﻋﻤﺮ( ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﺎﻫﺪﺍﺕ ،ﻣﺰﺍﻣﻨﹰﺎ ﻟﻠﻤﻌﺴﻜﹶﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﰲ
ﺐ)ﺍﻟ ﻘﻄﻴﻨﺔ( ،ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩﻫﻦ ﳓﻮ ) (450ﳎﺎﻫﺪﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺇﻥ ﹶﻏﹶﻠ
ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﺕ .ﰒ ﻟﻴﺘﺨﺮﺟ ﻦ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ،ﺗﺰﺩﺍ ﹸﻥ ﲟﻮﺍﻛﺒﻬﹺﻦ ﻣﺸﺎﻫ ﺪ ﻋﻴ ﺪ
ﺐ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻗﺪ ﺍﺷﺘ ﻬﺮﺕ ﰲ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﺗﺪ ﻣ ﹸﻎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﻻ ﺭﻳ
ﺑﺎﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ.
ﻕ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﳓﻮ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻷﺑﻌﺪ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ، ﺃﻋﻘﺐ ﺍ ﹸﳌﻌﺴ ﹶﻜ ﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻧﻄﻼ
ﺃ ﻋﺪﺕ ﲜﻬ ﺪ ﺧﺎﺹ ﻭﺑﻠﻐﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﻮﺑﺎ ﻭ ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺯﺍﺩﹰﺍ ﻭﻛﺴﺎﺀً ،ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﹶﻥ ﺃﻧ ﻬ ﻦ
ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺒﺜﱠﺖ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﳓﺎﺀ ،ﻭﻟﺪﻯ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ
ﺐ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍ ﹸﳌﻨﺴﻘﻴﺔ ﲡﻠﱠﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ )ﺗﺄﺻﻴ ﹸﻞ ﺟﹺﻬﺎ ﺩ ﺍﳌﺮﺃﺓ( ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺃﻏﹶﻠ
ﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻧﻔﺴﻬﺎ.137
ﻒ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﰒ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎ ﹺ
ﺍﻟﺼ
ﺙﻓﻮ ﺭ ﳒﺎﺡ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻠﻲ ﻋ ﱪ ﻣﻨﺘﺪﻯ )ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺒﻨ ﺪﻗﻴﺔ( ،ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻭﻭﹺﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺛﻼ ﹸ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺷﺨﺼﻴﹰﺎ ﲟﺤﺎﺿﺮ ﺓ ﺣﻮﻝ )ﺗﺄﺻﻴ ﹸﻞ ﹺﺟﻬﺎﺩ ﺍﳌﺮﺃﺓ( ،ﰒ ﻗ ﺪﻣﺖ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺷﺎ ﺭ ﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻣ
ﺸﻮﺓ( ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ .ﻭﻓﻮﺭ ﻗﺎﺋﺪﺓ ﻧﺴﺎﺋﻴﺔ )ﺩ .ﺳ ﻤﻴﺔ ﺃﺑﻮ ﹶﻛ
ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻠﹶﺒﺲ ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺷﺎ ﺭﻛﹶﺖ ﺃﻭﻝ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﹸﺎ ﻫﺪﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1992ﺑﺎﻧﻀﻤﺎﻣ ﹺﻬ ﻦ
ﺇﱃ ﳎﺎﻫﺪﻱ ﻋﻤﻠﻴﺔ )ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺎﺕ ﺿﺒﺤﹰﺎ( ﻭﺷﻮﻫﺪ ﹶﻥ ﻋﻠﻰ ﻇﹸﻬﻮ ﹺﺭ ﺍﳋﻴﻞ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ )ﺑﺤﺮ ﺍﻟ ﻌﺮﺏ(،
ﻑ ﺑـ)ﺿﺮﺑﺔ ﺍﻟ ﹸﻜﺠﻮﺭ( ،ﰒ ﺷ ﹺﻬ ﺪ
ﰒ ﻟﻴﻘﹸﻤ ﻦ ﺑﺪﻭ ﹴﺭ ﺃﺳﺎﺳ ﹴﻲ ﰲ ﺗﺄﻣﲔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﹶﻠﻜﹶﺎﻝ ﺇﺑﺎﻥ ﻣﺎ ﻋ ﹺﺮ
QE1j 7ا EEP(12ا.و 6EEIKH ,Eأ ^EE 'EBa4 'EE1د EEH1J .ا ،cEFو671EEB#ت أEEjى ا57pا1Efت ^EEا)zEE
ا) 6IأK 6ANب 1Nج رj 61j ^ Vk ،ات ا1(6ع ا) 'J&Eا& 6EAا&1EJس ،اTEي 1ENول أن * EBدوره1E
دا cو *pا9aم.
ﺕ ﻣﻦ ﺍﺎﻫﺪﺍﺕ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1993ﺗﺴﻴﲑ ﺃﺭﺑﻊ ﳎﻤﻮﻋﺎ ﻣﻨﺘﺼ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺟﻬ ﺪ ﻛﺒ ﹴﲑ ﺑ ﺬ ﹶﻝ ﻹﻗﻨﺎﻉ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ،ﺣﱴ ﺷﺎﺭﻛ ﻦ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ
ﳉﺒﺎ ﹺﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﲜﻨﻮﺏ ﻛﹸﺮﺩﻓﺎﻥ،
ﻭﺍﻭ ﺇﱃ ﺃﻭﻳﻞ ﻭﺗﺄﻣﻴﻨﻪ ﻭﻓﺘﺤﻪ ﳌﺮﻭﺭ ﺍﻟ ﻘﻄﹶﺎﺭ ،ﰒ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﲟﻨﻄﻘﺔ ﺍ
ﳊﻘﹶﺖ ﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﳏﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻗﺎﺗﻠ ﻦ ﺑﺎﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﳋﻔﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ،ﻭ ﺳﹶﻠﻜﹶﺖ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﻭﻗﺪ ِﹶ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﻣﻠﱡﻮﻁ ﺑﺄﻋﺎﱄ ﺍﻟﻨﻴﻞ ،ﻭﺳﺮ ﹶﻥ ﻣﻦ ﻣﹶﻠﻜﹶﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻧﻚ ﻣﺸﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ،ﺃﻣﺎ
ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﳌﻘﺎﺗﻠﺔ ﻓﻘﺪ ﺑﹶﻠﻐﺖ ﺣﱴ )ﺧﻮﺭ ﻳﺎﺑﻮﺱ( ﰲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ.138
ﺐ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﳓﻮ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ،ﺗﻄﻮﺭ ﺗﺪﺭﻳ
ﻑ ﺑـ)ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺃﻡ ﺣﺮﺍﻡ( ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻭ)ﺃﻡ ﺳﻨﺎﻥ( ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺭﺍﻓﻘﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﻋ ﹺﺮ
ﺕ ﻣﻦ 20ﺇﱃ 40ﳎﺎﻫﺪﺓ ،ﻗﺪ ﳝﻜﹸﺜﻦ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀﺍﺕ ﺍﳌﺘﺤﺮﻛﺔ ﳓﻮ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﳎﻤﻮﻋﺎ
ﺑﻀﻌﺔ ﺃﺷ ﻬ ﹴﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﺪ ﹶﻥ ﻟﻠﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻳﺴﺘﺒﺪﻟ ﻦ ﲟﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺫﺍ ﺍﻟﻮﻗﻊ ﺍﻷﻛﱪ
ﻛﺎﻥ ﰲ ﺟﻬﻮ ﺩﻫﻦ ﰲ ﺍﻟ ﻄّﺐ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﻭﺗﻌﺒﺌﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﰲ
ﲪﻼﺕ )ﺯﺍﺩ ﺍﹸﺎﻫﺪ( ﺍﻟﱵ ﴰﻠﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻧﺰﻭ ﹰﻻ ﺇﱃ ﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺢ
ﺍﳉﹸﻬﻮﺩ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﳉﻬﺎ ﺩ ﻫ ﻦ ﰲ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻣﻨﺴ ﻘﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺑﻀﻊ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺇﱃ ﺛﻼﺙ ﻣﻨﺴﻘﺎﺕ،
ﺕ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺎﳉﻬﺎﺩ ،ﺷﺄﻥ )ﺳﻼﻡ ﺍﻟ ﻌﺰﺓ( ﻭ)ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻭﻟﺘﺴﺘﺜﻤﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻔﺎﺋﻀﺔ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺎ
ﺭﹶﻓﻴﺪﺓ( ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺪﻳﺪ.
ﺍﺗﺼ ﹶﻞ ﺟﻬﺎ ﺩ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﲜﻤﻠﺔ ﺇﺻﻼﺡ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﰲ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻭﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺣﻴﺚ ﺃﲦﺮ ﺇﺻﻼﺣﺎﹰ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ،ﺇﺫ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﻨﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ
ﺐ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻻ ﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻷﺩﱏ ﻟﻠ ﺮﺗ ﹺ
ﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﻓﺘﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺳﻘﻒ ﺍﻟﺮﺗ ﹺ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﺋﻴ
ﲢﺪﻫﺎ ﺇﻻ ﻛﻔﺎﺀﺎ ،ﻓﺒﻠﻐﺖ ﺭﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﰲ ﺃﻭﱃ ﺧﻄﹸﻮﺍﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻀﻰ ﻣﻴﺴﻮﺭﺍﹰ ،ﻋﻠﻰ
ﻏﲑ ﺳﲑﺓ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻷﻫﻢ ﻷﺻﻮﻝ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﺗﻠﻚ ﻗﺼﺔ ﻧﻌﻮ ﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
,P7 tj1&# 8ا12دة ا&`* vP5ا ^E k k 91CAأآ1JEf E+ط ا1E)A 1ًE1AN
EKرآ اEAأة ،ه :VEا&6E2
ا 6CKا Vk ،AN.ا& 6Aا)1C4 6Iن وأ ًا ا62Aم ا) 6IآMو E2RC QEPd 1EACH .ا5Epا ,EP7 E
1IGد اAأة 1AP&# tGAHت )6Eدة 1Ej YEPK E7 ^Eدة اE+رة اا 6EإEHاه YAE4 Vا ،^*6Eر VExاUEjA
ا 'AاTي ا A#o) h6A57اAأة وا.( j6CJ
*****
ﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﺘﻤﻊ ﻋﻨﺪ ﺫﺍﺕ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﳔﺒﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﹸﻃﻼﱠﺎ ﺑﻔﺌﺎ
ﺳﺎﺣﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﰲ ﻏﺮﺏ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻳﻌﻮ ﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻨﺸﺄ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳊﺰﰊ ،ﻓﺈﺫ ﻇﻠﻮﺍ ﻣﻮﺻﻮﻟﲔ ﻣﺪﻯ ﺗﺎﺭﳜﻬﻢ ﺑﺎﳉﻨﻮﺏ ﰲ
ﻒ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﰲ ﺭﺣﻠﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﺎﺷﻴﺘﻬﻢ ،ﻳﺒﻠﹸﻐﻮﻥ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﺪﻭﺩﻩ ﻣﻊ ﻳﻮﻏﻨﺪﺍ ﰲ ﺷﻬﻮﺭ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺇﺫ ﲡ
ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﳐﻀﺮﺓ ﺑﺎﻟﻜﻸ ﻫﻨﺎﻟﻚ ،ﻟﻜﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻣﻨﺬ
ﺴﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺷﺎﺋﺞ ،ﻭﺃﻫﺎﺟﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺗﺼﻔﻮﻳﺔ ،ﺑﻐﲑ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ﺃﻓ
ﻂ ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﷲ .ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺇﺫ ﻓﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﹸﻬﻢ ﳓﻮ ﲝﺮ ﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ،ﺍﻟﱵ ﺣﻮﺻﺮﺕ ﺿﺎﺑ
ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍ ﹶﳌﺪﺩ ﻟﻌﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ ،ﰒ ﺃﻣﻨﻮﺍ ﺍﻟﺴﻜﱠﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎﺭ ﺣﱴ ﺑﻠﻎ ﹶﺃﻭﹺﻳﻞ ﰒ ﻭﺍﻭ ،ﻭﻗﺪ
ﺻﻴﻒ ﺍﻟ ﻌﺒﻮﺭ ،ﻳﺒﹸﻠﻐﻮﻥ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ
ﻼ ﻣﻨﺬ ،1986ﻣﺴﺠﻠﲔ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﹰﺍ ﺑﺎﻫﺮﹰﺍ ﳌﹸﺒﺘﺪﺃ ﻇ ﱠﻞ ﻣﻌ ﱠﻄ ﹰ
ﹸﻇﻬﻮﺭ ﺟﻴﺎﺩﻫﻢ ،ﺳﺎﺑﻘﲔ ﳊﺮﻛﺔ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﻮﺋﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﶈﻮﺭ ،ﻭﻳﺪﻣﺮﻭﻥ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﳉﻴﺶ
ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﻮﺍ ﺍﳌﹸﺒﺎﻳﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺻﻔﻮﻑ
ﺾ ﺗﺼﺮﻓﺎﻢ ﻭﺗﻌﺒﲑﺍﻢ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺻﺎﺩﻣ ﹰﺔ ﻷﻭﻟﺌﻚ ،ﻗﺪﺭﻭﺍ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺑﺪﺕ ﺑﻌ
ﺇﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﻭﺷﺠﺎﻋﺘﻬﻢ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻖ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﻧﻔﻌﻮﺍ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﲞﱪﻢ ﰲ
ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻜﺘﻴﻚ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .ﻭﺑﺎﳌﹸﻘﺎﺑﻞ ﱂ ﺗ ﻬﻴﺊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻨﺨﺒﺔ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻜ ﻮ ﻥ ﻣﻬﹺﻢ ﰲ ﳎﺘﻤﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﻮﺭﻭﺍ ﻣﻌﺮﻓ ﹰﺔ ﻋﻨﻪ ﻭﻟﻴﻨﺬﺭﻭﺍ
ﻗﻮ ﻣﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺮﺑﺺ ﲟﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﺃﻭ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ
ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺋﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻮ ﻭﺗﹶﺜﺒﺖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ .ﻭﺍﳊ ﻖ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﻜﹸﻦ ﻣﻦ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﻪ
ﻭﺍﺣﺘﺪﺍﻣﻪ ،ﺭﻏﻢ ﻧﻮﺍﻳﺎ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺛﻠﱠﺔ ﻣﻦ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﲣﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻕ ،ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻮﺍ
ﺾ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺣﻴﺚ ﺭﺍﺑﻄﻮﺍ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻭﻳﺼﺎﻫﺮﻭﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻭﻳﻨﻔﻌﻮﺍ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻢ ﺑﻌ
ﻧﺴﻴﺞ ﺍﺘﻤﻊ ﻻ ﻭﺍﻓﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻤﻠﻮﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻬﺎﺟﹺﺮﻳﻦ
ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺍﺳﺘﻘﺮﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺍﻃﻨﲔ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﺎ ﺭﻋﺖ ﻟﻮﺃﺩ
ﺻ ﺮﻓﹶﺘﻬﻢ ﺭﺍﺷﺪﻳﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ.
ﻣﺸﺮﻭ ﻋﻬﹺﻢ ،ﻭ
ﺡ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻔﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﳓﻮ ﺍﳉﻨﻮﺏ، ﺃﺗﺎ
ﺶ ﺍﻟﺮﺏ( ﺍﻟﻴﻮﻏﻨﺪﻱ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﻭﻩ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ﻳﻘﺎﺗ ﹸﻞ ﰲ ﺿﺮﺍﻭ ﺓ ﻻ ﺗﻀﺎﻫﻰ ،ﺯﻭﺟﻲ ) ﺟﻴ
ﺍﳌﻘﺎﺗﻠﲔ ﺭﺟﺎ ﹰﻻ ﻭﻧﺴﺎ ًﺀ ﹸﻛﱡﻠﻬﻢ ﺃﺷﺪﺍﺀ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻫﺪﺍﻓﹰﺎ ﻳﻘﺎﺗﻠﹸﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ،ﻻ
ﺴ ﺪ ﺭ ﻣﻘﹶﻬﻢ
ﻋﻼﻗﺔ ﳍﺎ ﺑﺄﻫﺪﺍﻑ ﺍﳉﻴﺶ ﺃﻭ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﻗﺪ ﻳﻬﺎ ﹺﺟﻤﻮﻥ ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﻣﺤﺾ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗ
ﳋﻄﱠﺔ ﻗﻴﺎﺩﻢ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺎ ،ﻣﻨﻈﱠﻤﻮﻥ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺟﺮﳛﹰﺎ ﻭﺣﺎ ﺟﺘﻬﻢ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺷﺪﻳﺪﻭ ﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﹸ
ﺑﻐﲑ ﺇﺧﻼﺀ ﻭﺇﻥ ﹶﻓ ﻌ ﹶﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﹸﺎﻫﺪﻭﻥ ،ﻭﻻ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺟﺎﹺﻧﹺﺒﻬﹺﻢ ﺑﻐ ﹺﲑ ﺳﺆﺍ ﹴﻝ ﻭﳏﺎﺳﺒﺔ ﰒ ﺇﻧﺰﺍﻝ
ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺍﳌﺨﻄﺊ ،ﰒ ﻫﻢ ﺃﻭﻓﻴﺎ ٌﺀ ﺇﺫﺍ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻋﺸﺮﻢ ﰲ ﺃﺣﺮﺍﺵ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ ﻣﻊ
ﺍﳉﻴﺶ ﻭﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ﻭﹺﻓ ﻖ ﺧ ﱠﻄﺘﻬﹺﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ.
ﻋﻤﺮﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﺟﺒﻬ ﹸﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﺑﺄﻋﺪﺍ ﺩ ﻣﻦ ﻣﺠﺎ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﻓﹶﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ
ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺃﻓﹶﻠﺤﺖ ﺟﻬﻮ ﺩ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ
ﺗﻠﻚ ﺍﻷﳓﺎﺀ ﰲ ﺍﺳﺘﻨﻔﺎﺭﻫﻢ ﺑﺄﻋﺪﺍ ﺩ ﻛﺒﲑﺓ ،ﻟﻴﺸﺎﺭﻛﻮﺍ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﳓﻮ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻕ ،ﻣﺜﱠﻠﻮﺍ
ﻛﺬﻟﻚ ﺻﻔﻮ ﹰﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻨﻔﺼﻠ ﹰﺔ ﺑﺬﺍﺎ ،ﻻ ﻳﻤﺜﱠﻠﻮﻥ ﰲ ﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﹸﻃﻼﱠﺑﹰﺎ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺃﻭ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﻋ ﱪ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳊﹸﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﺳﻮﺍ ﺩﻫﻢ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﳏﺼﻮﺭﹰﺍ ﺇﱃ
ﲨﺎﻋﺘﻪ ﺑﻐﲑ ﺿﺠﺔ ﺃﻭ ﺇﻋﻼﻥ ،ﳝﺘﺎﺯﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﳉﻴﺶ ﺑﻄﻌﺎ ﻣﻬﹺﻢ ﻭ ﹺﺯﻳﻬﹺﻢ ﻭﺣﱴ ﺑﱪﺍﳎﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﻳﺘ ﻮﺧﻰ
ﻓﻴﻬﺎ ﳐﺎ ﹶﻃﺒﺘﻬﻢ ﻋ ﱪ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﹺﻢ ﺟﻬ ﹰﺔ ﺃﻭ ﻋﺮﻗﺎﹰ ،ﰲ ﺇﺿﺎﻓ ﺔ ﺃﺧﺮﻯ
ﳉﻬﺎﺩ.
ﺻ ﹶﻔﺤﺎﺕ ﺍ ﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﻭﺍﻟﺘﻔ ﹺﺮﻗﹶﺔ ﺍﻟﱵ ﺑ ﺮﺯﺕ ﻇﺎﻫﺮ ﹰﺓ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻋﻠﻰ
*****
ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1997ﻡ ﺣ ﻤﻲ ﺍﳉﻬﺎ ﺩ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﰲ ﺟﻮﻟ ﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺷ ﺪ ﺿﺮﺍﻭ ﹰﺓ ﻣﻦ
ﺳﻮﺍﺑﻘﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺟﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ
ﻭﺍ ﹸﳌﺪﻥ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﲡﺎﻭﺯﺕ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻕ ﻟﺘ ﺰﻭﺩ ﲟﺪ ﺩ ﺧﺎﺭﺟ ﹴﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺑﻌﺰﳝ ﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﺓ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ،
ﻓﻮ ﺭ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻭﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ.
ﺴﺮﺕ ﺩﻭﺍﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ،ﻋﺎ ﺩﻭﺇﺫ ﻗﻠﱠﺖ ﺃﻋﺪﺍ ﺩ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﻭﺍ ﹶﳓ
ﺕﺐ ﺃﻛﺜﻒ ﻭﺇﻣﺎﺭﺍ ﺍﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻴﻤﻸﻭﺍ ﺍﻟﺴﺎﺣﺎﺕ ﰲ ﺃﻋﺪﺍ ﺩ ﺃﻛﱪ ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﺗﺸ ﻌ ﹴ
ﺕ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﱪﺯ ﺃﺷﺪ ﺣﺪﺓ ﺑﲔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ،ﻭﺻﺮﺍﻋﺎ
ﳉﻬﺎﺩ ،ﻛﻞﱞ ﻳﺮﻳ ﺪ ﺃﻥ ﳛﺘ ﻜ ﺮ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ .ﻭﻣﻊ ﺇﻋﻼ ﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﺍﳋﺎﻟﺼﺔ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺎ
ﺴ ﺪ ﺛﻐﺮﺍﺕ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﰲ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻛﺎﻓﺔ ﻟﻔﻜﺮﺓ )ﺍﻟﺮﺑﻂ( ﺑﺎﻟﻌﺪﺩ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻟ
ﻉ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻣﻊ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟ ﺪّﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﻣﻊ ﺟﻬﺎﺯ ﺲ ﻗﻄﺎ
ﰒ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻕ )ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ( ،ﺗﻨﺎﹶﻓ
ﺍﻷﻣﻦ ﻟﺘﻮﻓﲑ ﺍﻟ ﻌﺪﺩ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻻﺣﺘﻜﺎ ﹺﺭ ﻩ ﻭﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻪ.
ﺕ ﺩﻭﻥ ﺟﺎﻣﻌﺘﻪ ﻀﻬﻢ ﺳﻨﻮﺍ ﻂ ﺑﻌ ﳉﻬﺎﺩ ﺑﻜﺜ ﹴﲑ ﻣﻦ ﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻭﺭﺍﺑ ﹶ
ﻭﺇﺫ ﺗﻄﺎ ﻭ ﹶﻝ ﻋﻬ ﺪ ﺍ
ﺕ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻷﻫﻞ ،ﰒ ﺤّﻴﹰﺎ ﰲ ﺗﻔﺎ ﻥ ﻭﻋﺰﳝﺔ ﲟﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺭﺟﺎﺀﺍ ﻀﻭﺃﻫﻠﻪ ،ﻣ
ﺻﻬﻢ ﻭﻋﻤ ﺮﻫﻢ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺧﱪ ﺓ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺳﻨﻮﺍﻢ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻭﻣﻌﺮﻓ ﹰﺔ ﻫﻴﺄ ﳍﹸﻢ ﺇﺧﻼ
ﺑﺎﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺩﺭﺍﻳﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﲟﻨﻄﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ،ﻛﻤﺎ ﺃﳍﻤﺘﻬﻢ ﻣﺜﹸﻞ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺿﻴﺌﺔ ﺍﻟﱵ
ﻗﺪﻣﻬﺎ ﺯﻣﻼﺅﻫﻢ ﺇﱃ ﺟﺎﹺﻧﹺﺒﻬﹺﻢ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ،ﻛ ﱡﻞ ﺫﻟﻚ ﺩﻓﻌﻬﻢ ﺇﱃ ﻣﻮﺍﺟﻬ ﺔ ﻣﻊ ﻧﻈﹸﻢ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺮﲰﻲ
ﺴﺮﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﹰﺎ ﻋﺰﻳﺰ ﹰﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳ ﻌﺪﻭﺎ
ﺐ ﺭﻭ ﺣﻬﻢ ﺍﻟﻮﺛﱠﺎﺑﺔ ﻭ ﺳﻠﹸﻮﻛﻬﻢ ﺍﳊﹸﺮ ،ﻭﺇﺫ ﺧ ِ ﺇﺫ ﻻ ﺗﻨﺎ ﺳ
ﻂ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﻭﺍﻹﻗﺤﺎﻡ ﳋ ﹶﻄ
ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﻤﻞ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﰒ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺫﺍﺎ ،ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻨﻘ ﺪ ﹸ
ﺿﻮﹺﻱ ﳍﹸﻢ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ،ﻓﻤﻀﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﰲ ﻛﻤﺎﺋﻦ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻔﹶﻮ
ﻕﻉ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﳌﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﻭﺍﻟ ﱡﻄ ﺮ ﹺ ﻭﰲ ﺍﻟﻘﹶﺼﻒ ﺍﳌﺪﹶﻓﻌﻲ ﻭﰲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﳌﹸﻘﺎﺗﻠﹶﺔ ﺍﳌﹸﺒﺎﺷﺮﺓ ﰒ ﺑﺎﻟﻀﻴﺎ ﹺ
ﺍﻟ ﻮ ﻋﺮﺓ ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺑﺎﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺍﳉﺮﺣﻰ ﻭﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺍﳌﻔﻘﻮﺩﻳﻦ.139
ﺸﺪﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﳍﹸﺠﻮﻡ ﺍﻟﻴﻮﻏﻨﺪﻱ ﳓﻮ ﺍﳌﻴﻞ ) (40ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﻮﺑﺎ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ
ﻭﹺﺑ
ﻒ )ﺍﻟ ﺪﺑﺎﺑﲔ(،
ﻭﺣ ﺪﻫﻢ ﻟﻠﺪﺑﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻏﻨﺪﻳﺔ ﺣﱴ ﺍﺷﺘﻬﺮﻭﺍ ﺑﲔ ﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﰲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﹺﺑﻮﺻ
ﺍﺳﺘﺸ ﹺﻬﺪﺕ ﺍﻷﲰﺎ ُﺀ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﻭﺍﻷ ﺷ ﺪ ﻭﻗﻌﹰﺎ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ،ﻓﻤﺜﱠﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﳌﻴﻞ
ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ،ﻛﻤﺎ ﻣﺜﻠﺖ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﳌﺒﺎﻳﻨﺔ ﺑﲔ ﻣﻨﻬﺠﲔ ﰲ ﺍﳊﺮﺏ
ﻭﻋﻘﻴﺪﺗﲔ ﰲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ،ﻓﻘﺪ ﺍﳓﺸﺪ ﳍﺎ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺻﻔﻮﺓ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻴﺄﻭﺍ ﰲ
ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺧﺎﺹ ﻳﺴﺘﻌﺪﻭﻥ ﳌﻌﺎﺭﻙ ﺑﺪﺕ ﻧﺬﺭﻫﺎ ﻭﺷﻴﻜﺔ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ،
ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺣﱴ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﻧﺬﺭﹰﺍ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺷﺪ ﺧﻄﺮﹰﺍ ﻋﻦ ﺣﺼﺎﺭ ﺁﺧﺮ ﻭﺷﻴﻚ
ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﻛﱪ ﺟﻮﺑﺎ ﻳﻬﺪﺩﻫﺎ ﺑﺎﻟﺴﻘﻮﻁ ﰲ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻭﲪﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻫﻢ ﺇﱃ ﺟﺒﻬﺔ
1EE 9زا QEEإ ,EEاEEم 1EEB EEIKأ6EE7اد 6EE2رة ^EEا1KAه ^*6EEا EERب اTEEي د EEPا ا1EE&Aرك و6EE* VEEد
tJ uJ1Hا .VI1F5آ 1Aأ ^P7ا6I4 g&Jاء &دوا أ1Nء ^ 1fع ا1H1ت.
ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﹸﺎﻧﺒﺔ ﺑﲔ ﻗﺎﺩﻢ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﳉﻴﺶ ﺧﻼﻓﹰﺎ ﺑﻴﻨﹰﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺼﻦ ﰲ
ﺤﻔﱢﺰﹰﺍ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺮﺃﻱ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺭﻓﻀﹰﺎ ﻣﺘ
ﺴﻠ ﻢ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﻌﺪﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﳛﺘﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻞ 170ﺣﱴ ﺑﻠﻎ ﺗﻘﺎﻋﺲ ﻣﺮﻳﻊ ﻳ
ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ .ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺪﺍﻓﻌﺔ ﻭﺍﳋﻼﻑ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺑﺪﺩﺗﻪ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﳌﺪﺭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻏﻨﺪﻳﺔ ﻋﻠﻲ ﺫﺍﺕ
ﺍﶈﻮﺭ ﻭﻟﺘﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪﺓ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﳊﻈﺔ ﻭﺻﻮﳍﺎ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻛﺄﺎ ﺑﻐﲑ ﺳﻼﺡ ﺇﻻ
ﻣﻦ ﻣﺪﺩ ﻳﺘﻌﺜﺮ ﰲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺯﻣﻼﺋﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ،ﻓﻤﻀﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻣﺴﺘﺸﻬﺪﻳﻦ
ﰲ ﺍﳌﻠﺤﻤﺔ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺑﻀﻊ ﺑﻘﻮﺍ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﻗﺼﺔ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ .ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ
ﺗﺄﰐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﳌﻘﺎﺗﻠﲔ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﺮﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﺃﺷﺪ ﰲ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮﺓ ،ﳑﺎ ﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺎ ﹸﻝ ﰲ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ )ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ(.
ﺕ ﺍﳌﹶﺸﺎﻫﺪ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ﳓﻮ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1998ﻡ ﺑﺎﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﳉﻴﺶ ﺗﻜﺮﺭﺕ ﺫﺍ
ﺍﻟﺸﻌﱯ ﳌﻨﺎﻃﻖ ﰲ ﺃﻋﺎﱄ ﺍﻟﻨﻴﻞ ،ﻭﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺇﻧﺸﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﻭﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍ ﹸﳌﻠﺤﺔ ﻟﺘﺄﻣﻴﻨﻬﺎ
ﺝ ﺍﻟﹺﻨ ﹾﻔﻂ ﻣﻦ ﺁﺑﺎ ﹴﺭ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ،ﺗﺪﺍﹶﻓ ﻊ ﺍﹸﺎﻫﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑ ﹰﺔ ﺗﻄﻠﱡﻌﹰﺎ ﻟﻮﻋ ﺪﻫﺎ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺑﺈﻧﺘﺎ ﹺ
ﻻﺳﺘﻨﻔﺎﺭﺍﺕ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﹸﻼﱠﺏ ﻭﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﰒ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ
ﺕﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ،ﺗﺘﻮﺧﻰ ﹸﻛﻠﱡﻬﺎ ﻋ ﺪ ﺩ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﻣﻦ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤ ﻜ ﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﺍ ﹺﺟ ﻪ ﺑﻪ ﻣﺒﺎﻏﺘﺎ
ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍ ﹸﳌ ﹺﻬ ﻤﺔ .ﻭﺑﺎﺷﺘﺪﺍﺩ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﰲ ) ﹸﻛﺠﻮﺭﻳﺔ( ﻭ)ﺍﻟﺒﻮﻧﺞ( ﰲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﹶﻇ ﻬﺮﺕ
ﻀ ﻢ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ،ﺇﺫ ﻓﻮﺟﹺﺊ ﺍﺎﻫﺪﻭﻥ ﻭﺍﳉﻴﺶ ﻑ ﺑـ)ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﺍﳋﺎﻣﺲ( ﰲ ﺧ ﺳﺎﻓﺮ ﹰﺓ ﺍﺧﺘﺮﺍﻗﺎ
ﺕ ﻣﺎ ﻳﻌ ﺮ
ﺖ ﻛﺎﺳﺢ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﰒ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﻨﺪﻭﻗﻬﻢ ﺍﻟﻘﺘﺎﱄ ﺠﻮ ﹴﻡ ﻣﺒﺎ ﻏ
ﺏ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﱠﻘﻪ ﺍﺎﻫﺪﻭﻥ ﰲ ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎ ﹺ
ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﻙ ،ﺃﺳ ﹶﻔﺮﺕ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﻋﻦ ﺷﺒﻬﺎ
ﺕ ﻛﺜﻴﻔ ﺔ
ﻟﻼﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﳌﹸﻀﺎﺩ ﰲ ﻋﻤ ﹺﻖ ﻣﻌﺴﻜﹶﺮ ﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﺍﳉﻴﺶ ،ﻭﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﹸﻗﻮﺍﺕ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ )ﺍ ﹶﳌﺮﺍﺣﻴﻞ(
ﺱ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺃﺿﻴﻔﻮﺍ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻋﻀﻮ ﺍﻟﱵ ﺷﺎ ﺭﻛﹶﺖ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﻣﻦ ﺟﻴﺎﺩﻫﺎ ﻭﺃﻋﺪﺍﺩ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺣ ﺮ ﹺ
ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺃﺿﺤﺖ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺛﻜﻨ ﹰﺔ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﰐ ﻣﺘﺸﺎﺑﹺﻚ ﻟﺮﺻ ﺪ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻕ )ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣ ﻦ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻭﺍﻷﻣ ﻦ ﺍﻟﺸﻌﱯ( ،ﰒ ﺃﻧﺒﺎ ٌﺀ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﹲﺓ
ﺕ ﺑﻼ ﻣﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ،ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ،ﻭﻋﻦ ﺍﳌﻘﺎﺑﺮ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﰒ ﺇﺣﺼﺎ ُﺀ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺗﺼﻔﻴﺎ
ﻉ ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﺍﳌﹸﻨﹺﺒﺌﹶﺔ ﻋﻦ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺐ ﺍﳌﺸﺒﻮﻩ ،ﻭﺑﺎﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺃﻋﺪﺍ ﺩ ﻣﻦ ﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ،ﻭﻧﻮ
ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﱰﻳﻒ ،ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺍﻹﺧﻼﺀ ﺑﻄﺎﺋﺮﺓ ﻋﻤﻮﺩﻳﺔ ﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻄﲑﺍﻥ ،ﺗﺼﺎ ﻋﺪﺕ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻣﻦ
ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻭﺗﺰﺍﻳ ﺪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﻔﻮﺿﻰ ﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﰒ ﻟﺘﻄﺮﺡ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺳﺌﻠﺔ :ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ
ﺍﳉﻬﺎﺩ؟ ﻭﻣﻦ ﻳﺮﺍﺟﹺﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭﻳﺤﺎﺳﺐ ﻋﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ؟ ﻭﻟﺘﺸ ﻬ ﺪ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺃﻭﻝ ﻣﺆﲤ ﹴﺮ ﻋﻦ
ﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﺗﺒﻨﺘﻪ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺗﻪ ﻭﻣﺴﺎﺭﺣﻪ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺣﺘﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻵﺭﺍﺀ
ﻭﺗﺼﺎ ﻋﺪﺕ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ،ﻭﺑﹶﻠﻐﺖ ﺑﺎﻟﻨﻘ ﺪ ﺍﳌﺮﻳﺮ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﲔ ﲜﻮﻫﺮ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﳉﹸﻤﻠﺔ ﺼﻴﹰﺎ ﻋﻦ ﺍ ﹶﳌﺲ ،ﺇﺫ ﺍﺗﺼﻞ ﻣﻨﺬ ﺣ ﹴ ﺻﻤﻲ ،ﻓﺈﻥ ﺟﻮﻫ ﺮ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﻇ ﱠﻞ ﻣﺴﺘﻌ ﺍﻟﻌﺎ
ﺠ ﺰ ﻋﻨﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﳌﺆ ﲤﺮﻭﻥ. ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﻳﻌ
*****
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻣﺪﺍﻭﻟﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﻧﺠﺎ ﺯﺗﻪ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﰲ ﻣﺪﺍﻭﻟ ﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺷ ﺪ ﺣﺴﺎﺳﻴ ﹰﺔ ﻭﺇﺭﻫﺎﻓﹰﺎ )ﺇﺻﻼ
ﺡ
ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ( ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳋﹸﻄﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺗﺄﺻﻴﻠﻬﺎ ﻟﺴﺎﺋﺮ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﺳﻼﻡ .ﻓﻤﻨ ﹸﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﳋﹸﻄﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻲ ،ﻭﻣﻊ ﻣﺸﺎ ﺭﻛﹶﺔ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻹﺻﻼﺡ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳉﻴﺶ ﻂ ﺍﻷﻣ ﺴﹶﺑﻌﺪ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ) (1985-1977ﺑ
ﻭﻣﺆﺳﺴﺘﻪ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﺘﻤﻊ ﺿﻤ ﻦ ﺗﺄﺻﻴﻠﻪ ﻟﺮﺅﻳ ﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴ ﺔ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ
ﺻ ﹸﻞ ﺑﲔﺍﻟﻨﺎ ﻇﻤﺔ ﻟﺪﻭﻟ ﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴ ﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ .ﻭﹶﻟﺌﻦ ﺃﺳﺲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳌﹸﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻻ ﻳﻔﺎ
ﺴﻠﱢﻤﻬﻤﺎ ﻣﻌﹰﺎ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧ ﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ، ﺃﺧﻼﻕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺃﺧﻼﻕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻳ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺃ ﱠﻻ ﺗﻨﻬﺾ ﻟﻔﺮﻭﺽ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻓﺌ ﹲﺔ ﳐﺼﻮﺻﺔ ﲤﹶﺤﺾ ﺣﻴﺎﺎ ﳍﺎ ﰒ ﻻ ﺷﺄﻥ ﳍﺎ ﺑﺴﺎﺋﺮ
ﺾ ﺟﻴﺶ ﳐﺼﻮﺹ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﻳﺪﹶﻓ ﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻳﻨ ﻬ
ﺿﺒﺎﻃ ﻪ ﻣﻮﺻﻮﻟﲔ ﺑﺴﺎﺋﺮ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻢ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻨﻮ ﺩ ﻩ ﻭ
ﺤﺴﺐ ﻭﻟﻜﻦ ﺾ ﻣﻨﻪ ،ﻓﺎﻷﻭﻓﻖ ﺃ ﱠﻻ ﺗﻨﺼﺮﻑ ﻓﺌ ﹲﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺗﺘ ﻘ ﻦ ﻋﻠﹸﻮﻣﻪ ﻭﺳﻼﺣﻪ ﻓ ﺑﻌ
ﺗﺘﻜﺎﻣ ﹸﻞ ﺣﻴﻮﺍﻢ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﺇﺫﺍ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﺄﺣﺪﻫﻢ ﰲ ﻧ ﹸﻈ ﹺﻢ ﺍﳉﻴﺶ ﻭ ﺭﺗﺒﹺﻪ ﻭﻣﻴﺎﺩﻳﻨﻪ
ﺐ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻩ ﻱ ﻭﺟ ﻪ ﻳﻨﺎ ﺳ
ﻼ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺃ ﺕ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﰲ ﺍﹸﺘﻤﻊ ﻋﺎﻣ ﹰ ﻭﺛﻜﻨﺎﺗﻪ ﻳﻌﻮ ﺩ ﺑﻌﺪ ﺑﹺﻀ ﹺﻊ ﺳﻨﻮﺍ
ﻍ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺁﺧﺮﻭﻥ. ﻭﺧﱪﺗﻪ ،ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﻌﻮ ﺩ ﺇﱃ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﳉﹸﻨﺪﻳﺔ ﻓﻴﻔ ﺮ ﹸ
ﺗﺪﺍ ﻭﻟﹶﺖ ﺭﺅﻯ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﳌﻮﺭﻭﺛﺔ ﻣﻨﺬ
ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻨﺴﻮﺑﻴﻬﺎ ،ﰒ ﰲ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻜﹸﻠﻴﺔ ﺍﳊﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ
ﻭﺩﻭﺭﺍﺎ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻛﹸﻠﻴﺔ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻭﺃﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﳊﺮﺏ ،ﺇﺫ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺛﻮﺭ ﺓ
ﺻ ﺪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺣﱴ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﳓﻮ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﰲ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﲟﻘﺎ
ﻂ ﰲ ﺍﻟﻌﻠ ﹺﻢ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ،ﻻ ﻳﻨﺸ ﺪ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺓ ﺇﻻ ﻣﻮ ﺣ ﺪ ﹰﺓ ﻷﻫﺪﺍﻑ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﳌﹸﺆﻣﻨﲔ ﻭﻗﻴﻤﻪ ﺸﹶﻳﻨ
ﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺃﻭ ﰲ ﺍﻷ ﺧﻮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎ ﻭﻥ ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ،ﻓﻼ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﲝﻴﺎ ﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﻌﺮ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺣﱴ ﻳﻌﻮﺩ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﺗﺴﺘﻮﻋﺒﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﻞ ﻳﺘﺪﺍﻭﻝ ﲝﻴﺎﺗﻪ ﰲ
ﺐﻛﹸﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﻇﱢﻒ ﺍﺘﻤ ﻊ ﺧﱪﺍﺗ ﻪ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹺﻮ ﻣﺎ ﺳﺒ ﻖ ﺫﻛﺮﻩ .ﻛﻤﺎ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺍﳌﹸﺪﺍﻭﻟﺔ ﺣﻮﻝ ﺗﺼﺎ ﻋ ﺪ ﺍﻟ ﺮﺗ ﹺ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻋﺪﺩﻫﺎ ﻭﻣﻮﺍﻗ ﻌﻬﺎ ﰲ ﺍﳍﻴﻜﻞ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺎﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻭﰲ ﺍﳍﻴﻜﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ،ﺇﺫ
ﺝ ﻟﻠﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﻭ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ. ﺟ ﻤﺪﺕ ﻭﺗﻘﺪﺳﺖ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﻴﻘ ﹰﺔ ﳌﺪﻯ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺜﻘﺎﻓ ﺔ ﻭﻗﻴ ﹴﻢ ﲢﺘﺎ
ﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻧﻘﻼﺑﹰﺎ ﻋﻄﱠﻞ
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺑﺪﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ،ﻭ ﺷ ﺮﻋﺖ ﺗﻮﺍﻓ ﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺇﺻﻼﺡ ﻗﺮﺭﺗﻪ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺳﺎﺋ ﹺﺮ
ﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻳﻌﺒ ﺮ ﺡ ﻟﻠﺠﻴﺶ ،ﻭﻇ ﱠﻞ ﺭﺋﻴ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﲤﺮﺩﺕ ﻣﺒﻜﱢﺮﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺇﺻﻼ ﹴ
ﺱ ﻛﹸﻞ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻛﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺃ ﻋﻦ ﻧﺴﺒﺘﻪ ﻟﻠ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ
ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻮﺍ ﹺﺟﺒﹺﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ،ﻭﺇﺫ ﺗﻌﺴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺨﻠﱢﻲ ﻋﻦ ﹺﺯﻳﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﰲ ﺃﻭﻝ
ﻕ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺇﱃ ﺣ ﱢﻞ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﹶﻇ ﻬﺮﺕ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻋﺼﺒﻴ ﹲﺔ ﳌﺆﺳﺴ ﺔ ﺗﻔﻮ
ﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻉ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺻ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﺎﹶﺛ ﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻧﻮﺍ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﰒ ﺇﺻﺮﺍﺭﻩ ﻣﺪﻯ ﻋﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺮﺗﺒﺘ ﻪ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭ ﹺﺯﻳﻬﺎ ﻭﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﰲ ﺳﻨﻮﺍﺕ
ﻼ ﻋﻦ ﺭﺋﺎﺳﺘﻪ ﻟﻪ ﻭﺭﺋﺎﺳﺔ ﻫﻴﺄﺗ ﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﰒ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﻌﻀﻮﻳ ﺔ ﰲ ﺣﺰﺑﻪ ﻓﻀ ﹰ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﲪﻠﺘﻬﺎ ﻻﺣﻘﹰﺎ ﻣ ﹶﺬ ﱢﻛ ﺮ ﹸﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ،ﺑﻞ ﺇ ﱠﻥ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ
ﻓﹶﺼﻠ ﻪ ﻋﻦ ﻋﻀ ﹺﻮﻳﺔ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﰲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﳌﹸﻮﺟﹺﺐ ﺑﺎﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﱠﻠﺤﺔ
ﺃﺻﺒ ﺢ ﺣﻴﺜﻴﺔ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﹰﺎ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﳓﻮ ﺍﳌﹸﻔﺎﺻﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1999ﻡ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳋﹸﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﳓﻮ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍ ﹸﳌﺘ ﺪﺭﺝ ﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗ ﻮﺟﻪ
ﺐ ﺍﻟﺼﺎﺭﹺﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ،ﺑﺎﻟﺪﻓ ﹺﻊ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﻠﺘ ﹺﺰﻣﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﺍﻷﺭﻓﹶﻊ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺍﺗ ﹺ
ﺷﺄﻥ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﻝ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻣﻀﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻌﻴﻢ ﻣﻴﺴﻮﺭﺓ ﰲ ﺗﻠﻚ
ﳋﺮﳚﲔ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ،ﺗ ﻌ ﻮﻗﹶﺖ ﺍﳋﹸﻄﺔ ﰲ ﺍﳉﻴﺶ .ﻓﻘﺪ ﺃﹸﺩ ﺧﻠﹶﺖ ﺩﻓ ﻌ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍ
ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﺒ ﻘﻴﺖ ﻣﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﳊﺮﺑﻴﺔ ﺃﻃﻮﻝ ﳑﺎ ﻳﻌ ﻬ ﺪ ﰲ ﺃﻋﺮﺍﻑ ﺍﳉﻴﺶ
ﺿ ﻊ ﳍﹸﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺳﻘﻔﹰﺎ ﺩﻭﻥ ﲤﺎﻡ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻬﹺﻢ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺿﺒﺎﻃﹰﺎ ﻓﻨﻴﲔ ،ﻭﻳﻮ
ﺐ ﺳﺎﻋﺔ ﲣﺮﺟﻬﺎ ﺿﻤ ﻦ ﺇﺫ ﺃﻛ ﻤﻠﹶﺖ ﺗﺪﺭﻳﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺗﺄﻫﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍ ﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﺘ
ﺴﻤﻮﻥ ﺣﺼﺮﹰﺍ ﻭﻭﺿﻌﹰﺎ ﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﺎﹺﻳ ﺰ ﺑﲔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻭﺑﲔ ﻣﻦ ﻳ ﺠ ﱢﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠ ﺴﹺﺍﻟ ِ
ﺑﺎﻟﻔﻨﻴﲔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﱂ ﳝﺾ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺨﺮﺝ ﺑﻞ ﺣ
ﺼﺮﻭﺍ ﻭﹺﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﺍﳌﹸﺆﺳﺴﺔ ﻓﻨﻴﲔ،
ﺼﹺﺒﻴ ﹲﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻜﺮﻳﲔ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻋ
ﺹ ﹺﺑﻬﹺﻢ ﻻ ﳜﻀ ﻊ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ ﳌﹸﺪﺍﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺷﺄ ﹶﻥ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ ،ﺃﻭ ﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﳉﻴﺶ ﺷﺄ ﹲﻥ ﺧﺎ
ﳜﺸﻮﻥ ﻣﺪﻓﻮﻋﲔ ﺑﻮﺳﺎﻭﹺﺱ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﲔ ﻢ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃ ﱠﻥ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ﺇﱃ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻗﺪ ﻳ ﻬ ﺪ ﺩ ﲤﺎﻡ ﺇﺣﻜﺎﻡ ﻗﺒﻀﺘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻳﺰ ﻋ ﺞ
ﺍﳊﺎﻝ ﺍﳌﹸﺮﻳﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺭﺛﺘ ﻪ ﳍﹸﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ.
ﻀﺒﺎﻁ ﰲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﳊﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰﺍﻟﻘﺮﺍ ﺭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺜﱠﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺩﻭﻥ ﺇﻣﻀﺎﺀ ،ﺣﺼ ﺮ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟ
ﺍﳋﺮﳚﲔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﲔ ،ﺇﺫ ﺗﻜﺜﱠﻔﺖ ﺃﻋﺪﺍ ﺩﻫﻢ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﻓﻬﻢ ﻳﻨﺎﺳﺒﻮﻥ ﲟﺎ
ﺴﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻠ ﹴﻢ ﻭﲡﺮﺑ ﺔ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﺃﺭ ﹺﻭﻗﹶﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻭﺣﻴﺎﺎ ﻧﻀﺠﺖ ﺃﻋﻤﺎ ﺭﻫﻢ ﻭﲟﺎ ﹶﻛ ِ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺭﺅﻳ ﹶﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﺘﻤﻊ ﺩﻭﻥ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﺍ ﳌﻬﻦ ﺃﻭ ﻣﺸﺎﻗﺎﺓ ﺍﳌﺪﱐ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ،
ﻭﺭﻏ ﻢ ﻗﺮﺍ ﺭ ﳑﺎﺛﻞ ﻧ ﱢﻔ ﹶﺬ ﻭ ﹸﻃﺒ ﻖ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﺈﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻗﻔﻮﺍ ﳝﻨﻌﻮﻥ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻟﻮ ﻟﺼﻼﹶﺡ ﺍﺘﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﺷﻔﺎﺋ ﻪ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺀ
ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ،ﻳﺠﺎﺩﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻻ ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﻤ ﺮ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻭﺍﳉﺴ ﻢ ﺍﻷﻃﻮﻉ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ ،ﻭﻟﻮ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﹺﺒﺮﺕ ﺭﺅﺍ ﻩ ﺍﳌﻤﺎﺛﻠﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭﹰﺍ ﺗﺄﺻﻴﻠﻴﹰﺎ ﻳﺆﻳﺪﻩ ﺍﻷﻣ
ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻋﻠﻴﺎ.
ﺴ ﺮ ﻭﺍﳋﺎﺹ ﳉﻬﺎﺩ ،ﺇﺫ ﺍﻟﻜﹶﺘ ﻢ ﻭﺍﻟ ِ ﺗﺪﺍ ﺧﻠﹶﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﺑﺎ
ﺡ ﻭﺑﻼﻍ، ﺾ ﺃﻋﺮﺍﻑ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻩ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺩﻋﻮﹲﺓ ﻭﻋﻠ ﻦ ﻭﺍﻧﻔﺘﺎ ﺍﶈﺼﻮﺭ ﺑﻌ
ﻚ ﻋﻦ ﺍﻹﻋﻼﻡ .ﻓﻘﺎ ﻡ ﻷﻭﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺏ ﺭﺳﺎﻟ ﺔ ﻻ ﺗﻨ ﹶﻔ ﺐ ﺃﺟﻴﺎﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﹸﻢ ﺃﺻﺤﺎ ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺄﺕ ﻏﺎﻟ
ﺐ ﳏﺪﻭﺩ ﻣﻮﺻﻮ ﹲﻝ ﲟﺠﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻳﻐﻄﱢﻲ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻄﻮﺭ ﺇﱃ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻨﺘ ﺞ ﻣﻜﺘ
ﺼ ﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻛﻞ ﻉ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﲢ ﺑﺮﻧﺎﳎﹰﺎ ﻟﻠﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺒ ﻊ ﻟﻔﹶﺮ ﹺ
ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﹶﺛﻘﹸﻞ ﺃﺛﺮﻩ ﻭﻭﻗﻌ ﻪ ﺩﺍﺧﻞ
ﺍﳉﻴﺶ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ﲟﺎ ﱂ ﻳﻌﻬﺪ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ )ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟ ﻔﺪﺍﺀ( ﻇﻠﱠﺖ
ﺼ ﹸﻞ ﺑﺬﺍﺕ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﹺﻓ ﻖ ﻣﻨﺎ ﻫ ﺞ ﰲ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﱂ ﻳﻌ ﻬﺪﻫﺎ ،ﻓﺈﺫ ﻣﻀﻰ ﺟﹺﺴﻤﹰﺎ ﺧﺎ ﹺﺭﺟﻪ ،ﻳﺘ
ﻳﻐﻄﱢﻲ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺛﺎﺭﺕ ﺣﺴﺎﺳﻴ ﹲﺔ ﰲ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻏﻄﱠﻰ ﺣﺮﻛﺔ
ﺐ ﺣﱴ ﻹﻋﻼﻥ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﹺﻓ ﻖ ﻧ ﹸﻈ ﹴﻢ ﻭﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﳉﻴﺶ ﺛﺎﺭﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺗ
ﻀﺒﻂ ﻭﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﺳﺎﺋﺪﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻌﻠﻦ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﲢﺮﻳﺮ ﺍ ﹸﳌﺪﻥ ﻉ ﹸﻛﻠﹼﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﳌﺘﺠﺬﱢﺭﺓ ﰲ ﺍﻟ ﺇﻥ ﱂ ﺗﺮﺍ
ﺱ ﺑﺘﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻣ ﺮ ﹰﺓ ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺔ.ﻭﻳﺤﺘ ﹶﻔ ﹸﻞ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ،ﻟﻜ ﻦ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ﻻ ﻳﺬﺍﻉ ﺣﱴ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎ
ﺕ ﻣﺪﻧﻴﺔ،
ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﲢﻔﱠﻈﺖ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻧﺸﺎﻁ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﻬﺎ
ﻀﺒﺎﻁ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﻭﺍﻋﺘ ﺮﹸﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﲑﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟ
ﳉﻬﺎﺩ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﺑﺄﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻋﻀ ﻮ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﺻﻐﺮ ،ﺑﺬﻟﻮﺍ ﲪﺎﻳ ﹰﺔ ﳉﹸﻤﻠﺔ ﺇﻋﻼﻡ ﺍ
ﳉﻬﺎﺩ ﻭﺗﺼﺎﻋﺪ ﺻﻴﺘ ﻪ ﻭﺳﻤ ﻌﺘ ﻪ ﺃﺻﺒ ﺢ ﺇﻋﻼ ﻡ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺫﺍ ﺃﺛ ﹴﺮﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ .ﻭﻣﻊ ﺣﻤﻰ ﺍ
ﺲ ﺍﳌﻼﻳﲔ ﳌﹸﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﺃﻣﺴﻴﺔ ﻛﻞ ﺠﻬﺎﺩ ﺃﻭ ﻟﻐﲑﻩ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﳚﻠ ﻛﺒﲑ ،ﻭﻭﻗ ﹴﻊ ﺑﺎﻟﻎ ﻟﻠﺘﻌﺒﺌﺔ ﻟﻠ ﹺ
ﺸ ﺮ ﻋ ﱪ ﺃﺷ ﹺﺮﻃﹶﺔ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﰲ ﻆ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﺗﻨ ﺟ ﻤ ﻌﺔ ،ﻭﻟﺪﻯ ﺇﻋﺎﺩﺍﺗﻪ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ،ﰒ ﺗﺤ ﹶﻔ ﹸ
ﻉ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺩﺍﺧﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻭﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟ ﺪّﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻮ ﺯ
ﻣﻬﺎ ﹺﺟ ﹺﺮ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺣﻴﺜﹸﻤﺎ ﻭ ﹺﺟ ﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﻳﺘﻮﻟﱠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻈﱢﻤﹰﺎ ﺷﻌﺒ ﹲﺔ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺃﻭ
ﻳﺘﻄﻮﻉ ﳍﺎ ﻣﺘﺤﻤﺴﻮﻥ ﺑﻐﲑ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﺳﻮﻯ ﺣﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻳﻮﻣﺌﺬ ،ﻭﺭﻏﺒﺘﻬﻢ ﰲ ﺃﻥ ﻳﺮﻣﻮﺍ
ﺑﺴﻬ ﹴﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﻣﻨﻌﺘﻬﻢ ﺃﻗﺪﺍ ﺭ ﻋﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺮﻣﻲ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﺎﺗﻪ.
ﳉﻬﺎﺩ ﺷﺄﻥ ﲨﻠﺔ ﺇﻋﻼﻡ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﱂ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﺍﳊﺎﺷﺪ ﺍﳌﺘﺤﻤﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻜﻦ ﺇﻋﻼﻡ ﺍ
ﻉ ﻳﺴﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺈﺫ ﺗﺒﺎﻳ ﻦ ﺍﳌﻨﻬ ﺞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻣﻊ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟ ﺪّﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻓﺈﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﺮﺍﻣﺞ
ﻫ ﺮ
ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﶈﻀﺔ ﺍﳌﹸﺒﺎﺷﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻛﺎﻥ ﺻﺪ ﻣ ﹰﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌ ﹰﺔ ﳌﹸﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﱂ ﻳﺘﻬﻴﺄﻭﺍ ﳊﻤﺎﺳﺔ
ﳉﻬﺎﺩ ﺇﺫﺍ ﻧ ﻘﻠﹶﺖ ﺭﺃﺳﹰﺎ ﳋﺎﺻﺔ ﺑﻴﻮﻢ ﻭﳎﺎﻟﺴﻬﻢ ،ﺑﻞ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﺘﻔﺠﺮﺓ ﰲ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍ
ﺕ ﺭﻗﻴﻘ ﹲﺔ ﻭﻏﻠﻴﻈﺔ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ
ﺾ ﺑﻘﻴﺔ ﺑﺚ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺑﺮﺍﳎﻪ ،ﻓﺄﹸﺩ ﺧﻠﹶﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻌﺪﻳﻼ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺗﻨﺎﻗ
ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻟﺘﻮﺍﺋ ﻢ ﺭﻭﺡ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺃﻧﺒﺎﺀَﻩ ﺍﳌﻠﺘﺰﻣﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻭﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ﻭﺟﻬﺎﺩﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ ﱂ ﺗﻬﻴﺊ
ﺼ ﹶﻞ ﹸﻛ ﱠﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔﲪﺎﺳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﻣﺸﺎ ﻏﻠﹸﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻭﻣﻮﺍﺯﻧﺎﺎ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﺃﻥ ﺗ
ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﳌﹸﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻳ ﹰﺔ ﻭﻫﺪﻓﹰﺎ ﳋﹸﻄﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺧﻄﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ
ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
ﳉﻬﺎﺩ ﺛﻮﺭﹲﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﱂ ﺗﺴﺠﻞ ﺳﺎﺣﺎﺗﻪ ﻭﻣﻌﺎﺭﻛﻪ ﻭﺇﺫ ﱂ ﺗﻮﺍﻛﺐ ﺫﻟﻚ ﺍ
ﻭﻣﻼﲪﻪ ﺗﺮﺍﺛﹰﺎ ﻳﻮﺍﰲ ﻣ ﺪ ﻩ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻳﻮﻣﺌﺬ ،ﻓﺈﻥ ﺧﻄﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟ ﻔﺪﺍﺀ ﺍﻷﻭﱃ ﱂ ﺗﺠﹺﺪ ﻣﺎﺩﺓ
ﺤﺮﻛﺎﺕ ،ﻟﺘﺼﹺﺒ ﺢ ﺍﳋﹸﻄﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ
ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﳌﹸﺘ
ﲟﺪ ﺩ ﻣﻦ ﻓﻜ ﹺﺮ ﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﺇﻧﺘﺎﺟﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﻔﲏ ﺷﻌﺮﹰﺍ ﺃﻭ ﻣﺴﺮﺣﹰﺎ ﺃﻭ ﻧﺪﻭﺍﺕ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﳏﺎﻭﻟﺔ
ﺾ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺳﺎﺧﻨ ﹰﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ،ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻴﻤﺔ ﺗﺼﺪﻯ ﳍﺎ ﺑﻌ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺷﺨﺼﻴﹰﺎ ﻭﺃﻭﻗﻔﻬﺎ.140
ﺍﺳﺘﺪ ﺭ ﹶﻛﻬﺎ ﻧﺎﺋ
*****
ﺼﺮﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﲟﺆﺳﺴﺎﺕ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺍ ﹶﳓ
ﺍﻟﻀﺒﻂ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ )ﺍﳉﻴﺶ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ( ﺑﺎﳌﻜﺘﺐ ﺍﳋﺎﺹ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﻗﻮﺍ ﻣ ﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ
ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻭﺳﻴﻄﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ )ﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﺍﳋﺎﺹ( ،ﻓﻬﻲ ﻣﻀﺒﻮﻃ ﹲﺔ
ﻛﺬﻟﻚ ﲝﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﳏﺼﻮﺭﹲﺓ ﺳ ﺮﹰﺍ ﺑﲔ ﺍ ﹸﳌﺘﻮﺍﻟﲔ ﰲ ﺍﻟﺴﻼ ﺳ ﹺﻞ ﺍﳌﻮﺻﻮﹶﻟ ﺔ ﲜﺴ ﹺﻢ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺗ ﹺﺮﻛﹶﺖ ﺭﹺﻋﺎﻳ ﹸﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺩﻗﺎﺋﻘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﹺﻴﹶﺌﺘﻬﺎ ﻷﻳﻤﺎ ﺗ ﻐﻴ ﹴﺮ ﻟﺬﻟﻚ
ﺍﳌﻜﺘﺐ ﻣﻌﺰﻭﻟ ﹰﺔ ﰲ ﺟﺴ ﹴﻢ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺟﺴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺃﻧ ﻈ ﻤﺘﻬﺎ.
10ا 15رت ^ 71AGا1KAه ^*6ا Rب 12Hدة )6EJ7 'EP7ا15Fح( ،اTEي آ1Eن ً6E1jا & 1ًEH 9و( 'E( 1ًEا1EIKد
وً714ا ًMA5ا Vkأً6I4 {JSا )Iراً ،ا 15رت أن 62#م 'E( 1ًEK1HاE*MFP5ن ا E1 1*1Ej
j1EC* 'E2
و(`* ، C 1EE EEوإذ t&EE)#ا1EE2Cش ًEENا ( 'EEأو ,Eا1EE2Pت ZEEا6EEآ5ر EEN 'EE` ^EENل ا EE2ا CREEPF
وا& ZEE EEjإEEا ،cا cEEB#ا15EE.ذ 1EEA+7 'EEP7ن *6EEAH OEE9 6EEAاEE*MFP5ن وأو UEjا q1EEJدون اEEGع
1.ا 7م ا. A C5
ﺐ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻄ ﻮ ﺭ ﺍﻷﻣ ﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ،ﻓﻤﻨ ﹸﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ﺩﹶﻓ ﻊ ﺍﳌﻜﺘ
ﺿﺒﺎﻃﹰﺎ ﺃﻭ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ ﻓﺎﻧﺴﻠﻜﻮﺍ ﰲ ﺃﺟﻬﺰﺎ ﻭﺃﺩﻭﺍ ﺫﺍﺕ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻹﻧﻔﺎﺫ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﺇﱃ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ
ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍ ﹸﳌﻬﹺﻢ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻜ ﹸﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻷﻭﻝ ﻋﻬﺪﻩ ﻳﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺘﺰﻛﻴﺔ
ﺴﺒﻬﻢ ﻣﻠﺘﺰﻣﲔﺏ ﳓﻮﻫﺎ ﻭﻳﻜ ﺼ ﻮ
ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮﻩ ،ﻭ ﻳﻮﺍﱄ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﻳ
ﻟﻌﻬﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭ ﺳﺮﻫﺎ ﻋ ﱪ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺍﳋﺎﺹ.
ﺚ ﺃﻥ ﺃﻋﻔﹶﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻫﻴﺄ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﺗﻄﻮﺭﹰﺍ ﻣﺘﻘﺪﻣﹰﺎ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﱂ ﻳﻠﺒ ﹶ
ﻀﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺍﳌﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ،ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﲟﻬﺎﻡ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ، ﺍﳌﺪﱐ ﻟﻴﺘﻮﻻﱠﻩ ﺍﻟ
ﻭﻳﺮﻋﻮﻥ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ .ﻭﻣﻊ ﺗﻮﺍﱄ ﺍﳋﺮﳚﲔ ﺍﳌﻠﺘﺰﻣﲔ ﻭﺗﺰﺍﻳﺪ ﺃﻋﺪﺍﺩﻫﻢ ،ﺃﺻﺒ ﺢ
ﻂ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﰒ ﻧﺸﺮ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﻣﺆﲤ ﺮ ﻋﺎﻡ ﻭﻫﻴﺄﺓ ﺷﻮﺭﻯ ﻭﻣﻜﺘﺐ ﻟ ﻪ ﲝﻜﻢ ﺍﻟﻼﺋﺤﺔ ﺑﺴ ﹸ
ﺐ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ﻛﺴﺒﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺍﻋﺘ ﻤﺪﺕ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟ ﺮﺗ ﹺ
ﺍﳌﹸﻘﺎﺭﺑﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺣﻴﺜﹸﻤﺎ
ﺗﻴﺴﺮ ﻭﺗﻮﺍ ﺟ ﺪ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ .ﻭﺣﻘﱠﻘﺖ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﻘﺪﻣﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﳝﺎﺛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ.
ﺩﺧﻠﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﳓﻮ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1990ﺩﻓﻌﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﳚﲔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﲔ )ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ
ﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎﻟﺺ ،ﺗﻄﺒﻴﻘﹰﺎ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﳚﹺﺪ ﺣﻈﹰﺎ ﻣﻦ (60ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﹰﺍ ﻣﻦ ﺻ
ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﰲ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻋﹶﻠ ﻦ ﺷﺮﻃﹰﺎ ﻟﻠﺘﻘﺪﱘ ﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻇ ﱠﻞ ﻭﺯﻳ ﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﺪﻯ
ﻋﻬﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻗﺎﺩﻣﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻷﻗﺮﺏ ،ﻋﺼﺒﻴ ﹲﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ
ﺍ ﳌﻬﻦ ﺍﳌﺘﻘﺎﺭﺑﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺷ ﺪ ﺣﺪﺓ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ،ﻓﻘﺪ ﻧ ﹶﻔﻌﺖ ﻧﺴﺒ ﹸﺔ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺇﱃ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺇﺫ ﱂ ﺗﺜﺮ ﻋﺼﺒﻴﺔ
ﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ.
ﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ
ﺟﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﺍﳋﺮﳚﻮﻥ ﺇﱃ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﺪﻓ ﹺﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﹸﺒﺎﺷﺮ ﲢﺪﻭﻫﻢ ﺃﻧﻔﺎ
ﺍﻷﻭﱃ ،ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺒﺬﻟﻮﺍ ﻃﺎﻗﺎﻢ ﻭﺗﺮﻳ ﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻥ ﺗﺴ ﺪ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻢ ﰲ ﺭﺳﺎﻟ ﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﲔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ﻭﲢﻤﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻮﺍﺋﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﺍﳌﺴﺘﻬﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻭﺭﻭﺣﹰﺎ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ ﺗﻌ
ﺴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺜﻜﻨﺎﺕ ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ .ﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﱂ ﺗﺴﺒﻘﻬﻢ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺗﺒ ﺪ ﹸﻝ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻧ ﹸﻔ
ﺚ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺑﻌﺾ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻳﺼﺮﻓﻮﻥ ﹸﺛﻠﹸﺜﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﰲ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺒﺪﱐ ،ﻭﺍﻟﺜﹸﻠ ﹶ
ﻭﰲ ﺑﻴﺌ ﺔ ﻋﺎﺩﺕ ﻢ ﺭﺟﻌﻰ ﺇﱃ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﺑﻐﲑ ﻃﻼﻗﺘﻬﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ.
ﺡ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﻻ ﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟ ﻌﻤﻞ ﺗﻮﺍﻟﹶﺖ ﺍﻟﺪﻓﻌﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺩﺧﻮ ﹰﻻ ﻭﲣﺮﺟﹰﺎ ﺑﻐﲑ ﺇﺻﻼ ﹴ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺨﺮﺝ ،ﻓﺈﺫ ﱂ ﳚﺪﻭﺍ ﻧﻔﻌﹰﺎ ﻟﻜﺜﲑﹴ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟ ﻌ ﻤﻠﻲ ،ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻛﺬﻟﻚ
ﺑﻮﺍﺭﹰﺍ ﻻ ﻳﻜﺎ ﺩ ﻳﺴﺘﺜ ﻤ ﺮ ﻣﺎ ﺩﺭﺳﻮﻩ ﻣﻦ ﻣﻮﺍ ﺩ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﻴﺪ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﺫﻱ ﺍﳋﱪﺓ ﻭﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ،
ﻒ ﺑﺸﻲﺀ ،ﺣﱴ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﹰﺎ ﰲ ﺃﺻﻞ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ.
ﻟﻜﻦ ﺍﳋﺮﻳﺞ ﻻ ﻳﻜﺎ ﺩ ﻳﺴ ﻌ
ﻒ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﹸﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﺗﺴﺘﻘﺒ ﹸﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻣﻦ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ ﻭﺇﺫ ﻇﻠﱠﺖ ﳐﺘﻠ
ﺇﱃ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﳉﻮﺍﺯ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ،ﰒ ﺣﺮﺱ ﺍﳊﹸﺪﻭﺩ ﻭﺣﺮﺱ ﺍﳌﹸﻨﺸﺂﺕ ﻭﺣﺮﺱ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭﺍﳉﻤﺎﺭﻙ،
ﳋ ﱠﻄﺔ
ﺻ ﺪ ﲣﺼﺼﺎﻢ ﻭﺗﺮﺍﻋﻲ ﻣﻮﺍ ﻫﺒﻬﻢ ﻭﻣﻴﻮﻟﹶﻬﻢ ﰲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﹸﻓﻠﻢ ﺗﺒﺴﻂ ﺧﻄﺔ ﺗﺮ
ﻀﻬﻢ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺀ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺃﻭ ﻗﻨﺎﻋ ﹰﺔ ﺑﺎﻟ ﻌﻤﻞ
ﺲ ﺑﻌ
ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ،ﻓﺂﻳ
ﺐ
ﻗﺪ ﹸﲤ ﺪﻫﻢ ﺎ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﻭﺑﻴﺌﺘﻪ ،ﺃﻭ ﺣﱴ ﺗﻄﻠﱡﻌﹰﺎ ﻷﻣ ﹴﻞ ﰲ ﺍﳌﹸﺴﺘﻘﺒﻞ ﻳﺴﺘﻮ ﻋ
ﻀﻬﻢ ﻋﻦ ﺟﻬ ﺪﻫﻢ ﻣﺪﻯ ﻋﻤ ﹺﺮﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻳﺮﻫﻨﻮﻧﻪ ﳊﻴﺎﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻓﺄﻧﻔﹶﺾ ﺑﻌ
ﲨﻠﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟ ﹰﺔ ﺃﻭ ﺇﻗﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺗﺮﻛﹰﺎ ﰲ ﺧﻴﺒ ﺔ ﻣﺒﻜﱢﺮﺓ ﳓﻮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺑﻘﻲ
ﺲ
ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺈﺧﻼﺹ ،ﻭﺗﺒﺪﻟﺖ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺒﺘﻐﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻮﳉﺎﻥ ﺃﻭ ﻳﻠﺘﻤ
ﹸﻛﺴﻮﺏ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ.
ﺖ ﻭﺍﺳﺘﺮﺧﺖ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻦ ﻣﻊ ﺍﺯﺩﻫﺎﺩ ﺍﳌﻠﺘﺰﻣﲔ، ﻭﺇﺫ ﹶﻛ ﺮ ﺍﻟﻮﻗ
ﺗﺴﺮﺑﺖ ﺷﺒﻪ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻕ ﻭ ﺧﺒﺖ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﱂ ﺗﺴﻌﻒ ﻣﻨﺎﻫ ﺞ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺘﺰﻛﻴﺔ،
ﺐ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺟﻮ ﺻﻼﺣﹰﺎ ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺻﻼ ﹰﺓ ﻭﻗﻴﺎﻣﹰﺎ ﻭﺻﻴﺎﻣﺎﹰ، ﺑﻞ ﹶﺛﺒﺘﺖ ﻣﻜﺎﺗ
ﺾ
ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻳﻮﺣﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺇﱃ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻳﺸﹺﺒ ﻊ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺑﺎﻟ ﹺﺮﺿﻰ ،ﻓﻤﻀﻰ ﺍﻟﺒﻌ
ﳉﻬﺎﺩ ،ﻳﻘﻮﺩﻭﻥ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﺕﺍ ﺐ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﺃﻭ ﻮﻯ ﻧﻔﹸﻮ ﺳﻬﻢ ﺇﱃ ﺳﺎﺣﺎ ﻳﺪﻳﺮﻭﻥ ﻣﻜﺎﺗ
ﻳﻤﺴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺡ ﻭﻳﺴﺘﺸ ﹺﻬﺪﻭﻥ ،ﺃﻭ ﻳﺮﺣﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻷﺑﻌﺪ ﰲ ﻣﺠﺎ ﻫ ﺪ ﺓ ﺃﺧﺮﻯ.
ﻟ ﻜ ﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺟﻬﺎ ﺯ ﻣ ﻬﹺﻨ ﻲ ﻳﺘﻄ ﻮ ﺭ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﻴﺪﺍﱐ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ،ﻭﻗﺪ ﻇ ﱠﻞ ﻛﺬﻟﻚ
ﻂ ﺟﺪﻳ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ،ﻳﻘ ﺪ ﻡ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻭﻳﻄﻐﻰ
ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﳕ ﹲ
ﺕ ﺑﺎﻟﻔﹶﺼ ﹺﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻹﺣﺎﻟﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﺵ ،ﺩﻭ ﹶﻥ ﺃﻥ ﺺ ﻓﻴﻪ ﺍﳋﱪﺍ
ﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻨﺎﻗ ﳊ ﻓﻴﻪ ﺍ
ﺡ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ ﳉﹸﻤﻠﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﺎﹸﺘﻤﻊ. ﻳﻮﺍﰲ ﺫﻟﻚ ﺛﻮﺭﺓ ﺗﺒﹸﻠ ﹶﻎ ﺍﻹﺻﻼ
*****
ﻉ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻨﺎ ،ﺑﺪﻝ ﺳﲑﺗﻪ ﺍﳉﻠﻴﻠﺔ ﰲ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻭﻗ ﻊ ﻛﺒ ﲑ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎ ﹺ
ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ،ﻓﺈﺫ ﺯﻭﺩ ﺍﳉﻬﺎ ﺩ ﺃﻋﺪﺍﺩﹰﺍ ﻛﺒﲑ ﹰﺓ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﻢ ﻭﻋﺎ ﻣ ﹶﺔ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﻢ
ﻕ ﺃﻋﻤﺎ ﺭﻫﻢ ﻭﻭﺿ ﻌﻬﻢ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻷﺷ ﺪ ﺃﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ،ﻭﺇﺫ ﻟﺒﻮﺍ ﻧﺪﺍﺀ ﺏ ﻛﺜﻴﻔ ﺔ ﺗﻔﻮ ﺑﺘﺠﺎﺭ
ﺴﺒﻮﺍ ﺷﻬﺪﺍ َﺀﻫﻢ ﺻﺎﺑﺮﻳﻦ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﻭﺍﺯﻭﺍ ﻗﺎﻣﺘﻪ ﻭﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﻣ ﹶﻜﺒﺮﻳﻦ ﻣﺴﺘﺒﺴِﻠﲔ ﻭﺍﺣﺘ
ﺍﺣﺘﻔﻠﺖ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﺘﺰﻣﻮﺍ ﻣﻌﺎ ﻫ ﺪﻫﻢ ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﻢ ،ﻭﺇﺫﺍ ﲡﺪﺩﺕ ﺍﳊﺮﺏ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ
ﻣﺒﺎﺩﺭﻳﻦ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ .ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺳﺪﻭﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﱡﻐﻮﺭ ﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﲢﻮ ﹴﻝ ﺩﻗﻴ ﹴﻖ ﻟ ﻘﻄﹶﺎﻉ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎ ﹸ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ،ﻓﻀ ﹰ
ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩﺓ ﻷﻳﻤﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﹸﺪﺍﹶﻓﻌﺔ ﻭﺍﺳﺘﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﻮﺳ ﹺﻊ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﻟﻮ ﺣﺮﺑﹰﺎ
ﻭﺟﻬﺎﺩﹰﺍ ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﹰﺍ .ﻭﺍﳊ ﻖ ﺃﻥ ﺍﻧﺪﻓﺎﻉ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺜﻐﻮﺭ ﻗﺪ ﺃﺿﻌﻒ ﻭﻗﻌﻬﺎ
ﰲ ﻭﺳﻂ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﻋﻤ ﹺﻖ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﹸﻗﻮﺍ ﻩ ﺍﳊﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺛﺮ ﻛﺎﻥ ﺃﺷ ﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﹶﺎﻉ
ﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻑ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻟﺘﻤﺘﻠﺊ ﺑﺄﺻﻮﺍ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ،ﺇﺫ ﻏﺎﺑﻮﺍ ﻋﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻌ ﹺﺮ
ﻋﺎﺩﺓ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﹸﻖ ﺍﻟ ﺮﺣﺐ ﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﺇﱃ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻩ
ﺍﳌﻴﺘﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻧ ﹶﻔﺘﺤﺖ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌﹸﺴﺘﻮ ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ .ﰒ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻭﻣﻌﺎﺭﻛﻬﺎ
ﻀﺒﺎﻁ ﻭﺍﳉﹸﻨﻮﺩ ﻭ ﺣﻴﻮﺍﻢ ﻼﺏ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻭﳎﺘﻤﻌﻬﺎ ،ﻭﺍﳌﻼﻣﺴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻟﻠ ﻘﻄﹶﺎﻉ ﺍﻷﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟ ﹸﻄ ﱠ
ﻭﺛﻘﺎﹶﻓﺘﻬﹺﻢ ،ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺡ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ،ﺑﺎ ﻋ ﺪﹸﻢ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﻢ
ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺑﲔ ﺃﺟﻴﺎﳍﻢ ﻭﻋﻦ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘ ﹶﻈ ﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ
ﺍﳊﺮﺏ ﻛﺄﻧﻪ ﳝﺘﻬﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﻭﻋﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﹸﻛ ﱡﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻐﺮﺑ ﺔ ﺣﱴ ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ
ﻀﻬﻢ ﻳﻜﺮ ﻩ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﻭﺗﺒﺎﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺣﻮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﺃﻭ ﺟﺪﳍﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭ ﹶﻇ ﻬ ﺮ ﺑﻌ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﺍ ﹶﶈﻀﻦ ﺍﻷﻫﻢ ﻟ ﺪ ﺭﺑﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ
ﳉﻬﺎﺩ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺑﻞ ﺕ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻃﹸﺮ ﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍ ﻭﺇﺯﻛﺎﺀ ﻭﻋﻴﻬﻢ ،ﻛﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻨﺘﻈ ﻢ ﰲ ﲨﺎﻋﺎ
ﻭﻳﺘﻮﺍﺟ ﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﲨﻴﻌﺎﹰ ،ﲢﺮﻛﻪ ﺃﺷﻮﺍﻕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭ ﺭ ﺩ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ،ﻭﺗﻀﺠ ﺮ ﻩ ﺍﺭﺗﻜﺎﺯﺍﺕ ﺍﳉﻴﺶ ﺃﻭ ﻣﺎ
ﺸﻴﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﲤ ﺪ ﺩ
ﻳﺮﺍﻩ ﹸﻗﻌﻮﺩﹰﺍ ﻭﺗﺮﻓﹰﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﺣﱴ ﺧ
ﳊ ﱢﻞ ﻭﺍﻟﻔﹶﻚ ﲨﻴﻌﹰﺎ.141
ﳉﻬﺎﺩ ﻓﺘﻌﻬﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺑﺎ ﹶ
ﻟﻨﻤﻮﺫﺝ )ﻃﹶﺎﻟﺒﺎﻥ( ﺍﻷﻓﻐﺎﱐ ﺑﲔ ﹸﻃﻼﱠﺏ ﺍ
َ
ﺕ ﺍﳊﺮﺏ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﺗﻜﺎﺛﺮﺕ ﺟﺒﻬﺎ
ﺕ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺕ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗ ﻐﺬﱢﻱ ﺍﳉﻴﺶ ﺑﺎﳉﹸﻨﻮﺩ ،ﻭﺍﺗﺼﻠﺖ ﻣﺸﻜﻼ ﻛﹸﺮﺩﻓﺎﻥ ﻭ ﺯ ﻫﺪﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎ
ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺒﻜﱢﺮﹰﺍ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﺗﺼﻠﺖ ﺃﺯﻣﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﳏﺎﻓﻈﻲ ﺑﻨﻚ
ﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺲ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻳﻄﹸﻠ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﺴﺒﺒﺖ ﰲ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ،ﻭﺇﺫ ﻇ ﱠﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋ ﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﺋﻴ
ﺠﺪﺩ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﳓﻮ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟ ّﺪﻓﹶﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ،ﻻ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ؛ ﺗ
ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﻠﺘﺰﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺍﻟﻮﺍ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻣﺪﻯ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ،
ﻼ ﻭﺃﻥ ﻳ ﺪﺭﺑﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺕ ﺃﻓﻀﻞ ﺗﺄﻫﻴ ﹰ ﺸﺪﻭﺍ ﰲ ﻣﻌﺴﻜﹶﺮﺍ ﻭﺍﻛﺘﺴﺒﻮﺍ ﻣﻨﻌ ﹰﺔ ﻭ ﺧﱪﺓ ،ﺃﻥ ﻳﺤ
ﺍﳌﹸﺘ ﹶﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ،ﻭﺃﻥ ﻳ ﹶﻔﺮﻏﻮﺍ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻟﺪﺭﺍﺳ ﺔ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﺘﻜﺘﻴﻚ ،ﻭﺃﻥ ﺗﻔﺘ ﺢ ﻧﺎﻓﺬ ﹸﺓ ﺍﻟﻌﻠ ﹺﻢ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﳌﹸﺘﻄﻮﺭ ﳌﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻓﻴﻬﻢ ،ﻭﻟﻮ ﺩﺭﺍﺳ ﹲﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻟﻠﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﺍﻟﻨ ﻮ ﹺﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ
ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﳌﹸﻮﺍﺯﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺍ ﳌ ﻬﻨﹺﻴﲔ ﻭﺍ ﹶﳌﺪﻧﻴﲔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﲔ
ﻋ ﺪﻟﹶﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﳓﻮ ﺣﺸ ﺪ ﻛﻞ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﺍﳌﹸﺘﻘﺪﻡ ﳓﻮ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﺪﻣﺔ
ﺴ ﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﰲ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺃﻭ ﺇﻋﺪﺍﺩﹰﺍ ﻷﺳﻮﺃ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ،ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻴﺌﺘﻪ ﻟ
ﺕ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻮﺣﺪﺍﹰ ،ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺩﻭﹶﻟﺘ ﻪ ﻣﺘﻜﹶﺎ ﻣﻠﹶﺔ. ﺗ ﻬ ﺪ ﺩ ﺫﺍ
ﺴﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﻀﺖ ﰲ ﻛﺜﲑ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﰲ ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟ
ﺕ ﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﰲ ﺍﻻﳓﺴﺎﺭ ﺑﺘﺨﻠﱢﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻬﻠﱠﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍ
ﻭﺇﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺗ ﹶﻔ ﻖ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﹸﻃﻼﱠﺏ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﲔ ﺇﱃ
ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﳓﻮ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺗﺪﺭﻳﺒﹰﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﹰﺎ ﺃﻭﻟﻴﺎﹰ ،ﻳﺘ ﹶﻄ ﻮ ﺭ ﻭﻓﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﻣﻘﺘﻀﻰ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ )ﳓﻮ
ﺴﺮﺣﻮﻥ ﺇﱃ ﺟﺎﻣﻌﺎﻢ ،ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺪﻋﻮﻥ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﺇ ﱠﻻ ﻟﻠﻤﻴﺪﺍﻥ ﲬﺴﺔ ﻭﺳﺘﲔ ﺃﻟﻔﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ( ﰒ ﻳ
6&H 11ا65اد ا1EB5pرات واًE*# 1I1EB#ا 6EAPن ا`EJى ،دارت دورة E55ا ,اMEIا ،Vوإذا E&#اEAر
ا.ه6CEE) VEEروا( 'ِE Aُ ِ EE*5اTEEي و1 ,EE5N cEER&* UEEjد1EEkت ا EEم6EEH ،أت أ1Nد* _EEا1KAه ^*6EEوو1*1EES
ا)6IEEاء 6EE5#ث ^EE7اٍ 5EEHء آEEد * ZEECAا6EE25م وا1EEB5pر 6EE&Hأن أJEESا أآ6EE# EE+ر* 1ًJودر ,EEP7 EEHاEEب،
j ,ءا 1ًEا1E) VI57EAKA 1ًAEن( *)ون إ `) ,ت (' ا12دة وا` ( Z(61( ،ج * VICن &ً C
*(Rن ,P7ا5Aآ1ت و*P 6ن ا1&Aرك *6EA&* VEk 1I625ون إ ,Eأ Eى1Ef"( ،ء ذ vEا 1E4رات اEAاء
12Pدة ا '( 1ا1IKد.
ﺐ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻐﻀﺔ ﻭﲡﺎﺭﻢ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ،ﺣﻔﻈﹰﺎ ﻟﺜﹸﻐﻮﺭ ﺍ ﹸﳌﺪﻥ ﺃﻭ ﺣﺮﺍﺳﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎ ﺳ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ .ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﺪ ﻋ ﻲ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﺍﳊﺮﺑﻴﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﳊﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﻮﺍﻟﻮﺍ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﺘﻼﻣﺬﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﻋ ﱢﻄﻠﹶﺖ ﺍﻟﻜﹸﻠﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺷﻬﺮ ،ﺣﱴ ﻳﺒﺎﻋﺪ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﺷﺪﺓ ﻋﻨﺎﺻﺮ )ﺍﳌﹸﻌﻠﱢﻤﲔ( ﰲ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ،ﰒ
ﰲ ﻳﻜ ﻤ ﹶﻞ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﻢ ﳉﻤﻠﺔ ﺣﻴﺎﻢ ﺍﳌﻘﺒﻠﺔ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ. ﻱ ﺛﻘﺎ ﹴ
ﺐ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺑﱪﻧﺎﻣ ﹴﺞ ﺗﺮﺑﻮ ﹴ ﺤ ﻳﺼ
ﳒﺤﺖ ﺧﻄﺔ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻷﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﲡﺎﻭﺏ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﲟﺎ ﲪﻠﺖ ﳍﹸﻢ ﻣﻦ ﺇﺛﺎﺭﺓ
ﳋﻄﱠﺔ
ﺥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍ ﹸ ﺤﻬﺎ ،ﺇﺫ ﱂ ﻳﺘ ﻮ ﺤ ﺪّ ،ﺭﻏﻢ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﰲ ﺍﳌﹸﻌﺴﻜﹶﺮﺍﺕ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﻔﺘﺘ ﻭﺗ
ﻹﻋﺪﺍ ﺩ ﻳﺴﺘﻘﹺﺒ ﹸﻞ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ،ﻛﻤﺎ ﻭﺍﻟﹶﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻤﻜﺘﺐ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳌﹸﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ
ﺕ ﺍﻷﻛﺒﺎﺩ ﻭﻗﺪ ﺃﻭ ﺩﻋﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺁﻣﺎ ﹸﻝ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺗ ﻌ ﻮ ﹸﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﹸﻞ ﺧﻄﱠﺔ
ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﺃ ﱠﻻ ﻳﻀﺎ ﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻠﺬﺍ
ﻑ
ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ .ﻓﻜﻤﺎ ﺍﻧﺘﻈﹶﻢ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﺍﻧﺒﺜﺖ ﺍﻷﲰﺎ ُﺀ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻄﻮ
ﻋ ﱪ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺗﻘﺪﻡ ﺍﶈﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺯﻋﺖ ،ﺗﺴﺘﻐﻞ
ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻭﻣﻘﺮﺍﺕ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﳍﺎ.
ﺸ ﺮ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﲟﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ) ﻋﺰﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ( ﺍﻷﻭﱃ ،ﺍﻟﱵ ﻭﺇﺫ ﺍﺳﺘﺒ
ﺼ ﺮ
ﺠ ﺪ ﺩ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺒ ﻫﻴﺄﺕ ﳍﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺑﺄﺟﻬﺰﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻋﻴﺪﹰﺍ ﻳ
ﺤ ﻤﺪﻭﻧﻪ،
ﺝ ﲢﺖ ﻟﻮﺍﺋﻬﺎ ﻭﻫﻢ ﻳ ﹶﻜﺒﺮﻭﻥ ﺍﷲ ﻭﻳ ﻼ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﺑﺘﻤﺎﻣﻪ ﻳﻨﺘﻈ ﻢ ﰲ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺎ ﻭﻳﺘﺨ ﺮ ﺟﻴ ﹰ
ﺴﻴﺊ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺴﻮﺩﺍﺀ ﻟﻠﺸﻤﻮﻟﻴﲔ ﻋﻦ ﻧﻘﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟ ﺗ ﹶﻔﺘﻘﹶﺖ ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟ
ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻭﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠ ﹸﻄﻼﱠﺏ.
ﺴ ﹸﻄ ﻪ
ﳉﻬﺎﺩ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﺗﺒ ﻓﻘﺪ ﺛﺎﺭ ﺟﺪ ﹲﻝ ﻣﻨﺬ ﺃ ﻭ ﹸﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺣﻮﻝ ﺃﺻﻮﻝ ﻓﻘﻪ ﺍ
ﺐ ﺍﻟﻔﻘ ﻪ ﺍﻟﻘﺪﱘ ،ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﺣﻮﻝ ﺍﻟ ﹶﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﻤﻊ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺍﻹﻟﺰﺍﻡ ﻟﻠﻔﹶﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻳﻪ، ﹸﻛﺘ
ﺼ ﻮﺑﺖ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﺍﳌﹸﺆﻣﻦ ﳝﻀﻲ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴ ﹸﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﻛﹸﻞ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺇﺫ ﺗ
ﺸ ﺪ ﻩ ﻗﻬﺮﹰﺍ ﻭ ﹶﻏﹶﻠﺒﺔ ،ﻭﺃ ﱠﻻ ﺗﺆﺧ ﹸﺬ
ﻃﻮﻋﹰﺎ ﻭﺭﹺﺿ ﻰ ﺑﺒﺬ ﹴﻝ ﻣﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎﻟﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﲢ
ﳉﻬﺎﺩ ،ﺑﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﻣﺘﺎﺣﹰﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﳉﺒﺎﻳﺎﺕ ﹶﻗﺴﺮﹰﺍ ﳌﹸﻘﺎﺑﻠﹶﺔ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎﺕ ﺍ ﺣﱴ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﺍ
ﺕﰲ ﺻ ﺮ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﻮﻓﺎﺀ ﺑﻔﹸﺮﻭﺿﻪ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ،ﺯﻛﺎ ﹰﺓ ﻭﺻﺪﻗﺎ ﻉ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎ
ﺑﺎﻟﻄﱠﻮ ﹺ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻠ ﹸﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﳌﹸﻨﺘ ﻈ ﹺﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.
ﺏ ﻗﺴﺮﹰﺍ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮﻙ ﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﺑﺪﺃ ﻋﻬ ﺪ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻳﺄ ﺧ ﹸﺬ ﺍﻟﺸﺒﺎ
ﻕ
ﻉ ﺍﻟﺮﺍﻛﺒﲔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺟﻠﲔ ﻭﻗﺪ ﺗﻄ ﺮ ﺐ ﺍﳊﻮﺍﺟﺰ ﰲ ﺍﻟ ﱡﻄﺮﻕ ﻭﻳ ﺮ ﻭ ﺼ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﳉﺎﻧﹺﺢ ﻟﻠﻌﻨﻒ ،ﻳﻨ
ﺺ ﹺﺑﻬﹺﻢ ﰲ ﺍﳌﻄﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﳌﻮﺍﻧﺊ ﳊﺮﻣﺎﺕ ﲝﺜﹰﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﳍﺎﺭﺑﲔ ،ﺃﻭ ﻳﺘ ﺮﺑ ﺤ ﻢ ﺍ ﹸ
ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺗﻘﺘ
ﻚ ﺷﻬﺎﺩﺍﺗﻬﹺﻢ
ﺴ
ﻳ ﻌ ﱠﻄ ﹸﻞ ﺣﻘﱡﻬﻢ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺃﻭ ﺗ ﻌﻄﱠﻞ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﹺﺑ ﻤ
ﺾ ﺟﹺﺒﺎﻳ ﺔ ﺗﺄ ﹸﻛ ﹸﻞ ﺃﻣﻮﺍ ﹶﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻐﺪﻭ ﹸﻛ ﱡﻞ ﺫﻟﻚ ﳏ
ﻒ ﰲ ﺍﹸﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﳌﹸﺴﺘﹺﺒﺪﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﳓ ﻮ ﺍﻟ ﻘﻄﹶﺎﻉ ﺍﻷﺿ ﻌ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺗﻘﻮ ﺩ ﻩ ﺫﺍ
ﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘ ﺮﻛﹸﻬﺎ،
ﺚ ﺍﻟﻮﻗﻊ ﻭﺍﻟﻨﻔﹸﻮﺫ ﺗﺒﺘﻐ ﹺﻲ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎ ﺭ ﳏﺾ ﹸﻗﻮﺗﻪ ﺍﳉﹸﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻻ ﺗﻌﺒﺄ ﺑﺎﳋﻠﻔﺔ ﺍﻟ ﺣﻴ ﹸ
ﻱ ﻟﻨﺠﻮ ﹺﻡ ﺍﻹﳒﺎﺯ.
ﳝﻨﻌﻬﺎ ﻧﻈ ﺮ ﻗﺎﺻﺮ ﻭﺗ ﹶﻄﱡﻠ ﹴﻊ ﻧﺨﺒ ﹺﻮ ﹴ
ﻭﺭﻏ ﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﺟﹶﻠﺒﻮﺍ ﺃﺑﻨﺎ َﺀﻫﻢ ﻃﹶﺎﺋﻌﲔ ﹶﻓ ﹺﺮﺣﲔ ،ﻳﺒﻐﻮﻥ ﺑﻨﺎ ًﺀ ﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺗﻬﹺﻢ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﲢ ﻮ ﹴﻝ ﻓﺎﺻﻠ ﺔ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﳓﻮ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ،ﰒ ﺍﳌﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘ ﹶﻈﻤﺖ ﻛﻞ
ﺨﺮﺟﲔ ﺑﺎﻟ ﹸﻘﻮﺓ ﺇﱃ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ، ﺐ ﻛﹸ ﱠﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﺸ ﺪ ﻟﻠﻤﺘ ﺍﻟﺴﺎﺣﺎﺕ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺞ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻋ ﹶﻘ
ﺼﺪﻣﻬﻢ ﰲ ﺍﳌﹶﻘﺼﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺆﺧﺬﻭﻥ ﹸﺛ ﻢ ﺇﱃ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ،ﳐﺎ ﺩ ﻋ ﹰﺔ ﱂ ﺗ
ﺸ ﹺﻬﺪﺕ ﺷﻮﺍﺭﹺﻉ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺃﺭﺗﺎ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﻓﻌﲔ ﻣﻄﺎﺭﺩﻳﻦ ،ﻭﻗﺪ ﻫ ﺮﺑﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓ
ﺴﻴﺌﺔ ﻟﺘﺠ ﹺﺮﺑﺔ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻛﻞ ﺃﳓﺎﺀ
ﹸﺃ ﻋﺪﺕ ﻟﺘﺤ ﻤﹶﻠﻬﻢ ﹶﻛ ﺮ ﻫﹰﺎ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﺏ ،ﻗﺒﻞ ﺗﺒﱡﻠ ﹺﻎ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟ
ﺴﻴﺊ ﺑﺄﻫﻠ ﻪ ﰲ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﻣﻌﺴﻜﹶﺮ )ﺍﻟﻌﻴﹶﻠﻔﹸﻮﻥ( ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄ ﹺﺮ ﻂ ﺍﳌﹸﻜ ﺮ ﺍﻟ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻟﻴﺤﻴ ﹶ
ﺍﳌﹸﺒﺎﺭﻙ ،ﰲ ﻣﺬﺑﺤ ﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺟﺪﺩﺕ ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺔ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﳌﻬﺮﺍﻕ ﰲ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ ﻗﺎﺩﺓ ﺛﻮﺭﺓ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟ ﻮ ﹶﻃﻨﹺﻲ.142
ﻉ
ﻟﻜﻦ ﺍﳌﹸﺨﺎ ﺩﻋﺔ ﺃﻓﻀﺖ ﺇﱃ ﺳﻤﻌ ﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﳉﻬﺎﺯ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺃﺳﺪﺕ ﺿﺮﺑ ﹰﺔ ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺔ ﻟﻘﻄﺎ ﹺ
ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﱂ ﺗﺜ ﻤ ﺮ ﻧﺼﺮﹰﺍ ﰲ ﺍﳊﺮﺏ ﺇﺫ ﱂ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻴﻔﱠﻊ ﺍﳌﻘﻬﻮﺭﻭﻥ ﲟﺎ
6Eِ)Nوا () `E& 'Eا E2RCAH (QPE x 1998/04/21 '( 12ق (' اُ (1162) ^EH ^ 1ًJ19 (70) cC
ا&َEُFPن وهُ1E* VEون اEIب A1Hاآ ,EP7 tEا FEا) 6E&H ،cECP jEEأن "#آ1a VI*6E 6Eد E7ا21EEH TE .ة
91CAا&1EPAت .و(ES 1EAح 6EJ7ا ^EN 6EA VNوز* Eا6ا FEB EPا)Eق ا.و ^E uEا1E2هة:
^E7أ VEIأEJGوا ,EP7د Eل اES (`E&Aح )*6Jو أن tJاEIوب ه EآEه1E52P VIل و ً E( OEC VI(E
وز* EEEا&6EEEل 6J7ا6JEEE uEEE1Jرات 6H ZEEEا* EEER TEEEFC# EEEا EEE6aا EEEC9وTEEEات FEEESا)EEEق ا.وuEEE
)) :(1997/12/02إن ادان k OJ&4ري ,C&AHإذا 6Nث وأ Tت أي hA7 a4أ17 18 ^ cjم ^E`A* p
أن * cJ2و* ^`Aأن *aج 1CP7ه و+H O5PJjرة 17 xد* (.
ﺕ ﺳﻤﻌﺔ ﺼ ﺪ ﻏﻮﺍﺋﻞ ﺍ ﹸﳍﺠﻮﻡ ﺍ ﹸﺘﻤﻊ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬ ﻳﺘﺒﻠﻮﺭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﳊﺪﻭﺩ ،ﻛﻤﺎ ﺃﹸﺿﲑﺕ ﺫﺍ ﻳ
ﺖﺏ ﺑﻞ ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﻭ ﺟ ﱠﻔ ﳊﻀﺎﺭﹺﻱ ،ﺇﺫ ﱂ ﻳﻌﻘﹸﺐ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍ ﹸﻝ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺍﻟ ﻌﻘﹶﺎ ﻉﺍﹶ ﺍﳌﺸﺮﻭ
ﺼﺤﻒ. ﺍﻟ
*****
ﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﻠﻎ ﲤﺎ ﻣ ﻪ ﻭﺍﺳﺘﻨ ﹶﻔ ﺪ ﺃﻏﺮﺍﺿﻪ ،ﺇﺫ ﺴ ﺮ ﺍﻟ ﺪﻓﹶﺎ
ﻣﻊ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍ ﹶﳓ
ﺗﺰﺍﻳﺪﺕ ﺃﻋﺪﺍ ﺩ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﲔ ﻭﺗﺪﻧﻲ ﺍﳌﹸﺴﺘﻮﻯ ﻋﻤﺎ ﻋ ﹺﻬ ﺪ ﰲ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﺳﻠﻮ ﻛﻬﹺﻢ ﻣﻨ ﹸﺬ
ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺘﺠ ﹺﺮﺑﺔ ،ﻭﺇﺫ ﱂ ﺗﻌﺪ ﲡ ﹺﺮﺑﺔ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻮ ﺍﳌﹸﺨ ﱢﻄﻄﹸﻮﻥ ﻭﺍ ﹸﳌﻨ ﱢﻔﺬﹸﻭﻥ ﳍﺎ،
ﺶ ﺟﺪﻳ ﺪ ﺑﺪﻳﻞ، ﺸﻜﱢﻞ ﻧﻮﺍ ﹰﺓ ﳉﻴ ﹴ ﺼﻒ ﺍﳌﹸﻠﺘﺰﹺﻡ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻴ ﲡﺪﺩﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺭﺅﻳﺔ ﺗﻬﹺﻴﺌﹶﺔ ﺍﻟ
ﳉﻬﺎﺩ، ﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﹸﻼﱠﺏ ﺍﹸﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﹶﻇﻠﱡﻮﺍ ﳜﺘﻠﻔﻮﻥ ﳌﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍ ﺐ ﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺑﹺﻀ ﻊ ﻣﺌﺎ ﺨ ﺍﻧﺘ
ﺴﺒﻮﺍ ﺧﱪ ﹰﺓ ﻭﲡﺮﺑﺔﹰ ،ﻭﺇﻥ ﻭﻳﺮﺗﺎﺩﻭﻥ ﺳﺎﺣﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﺩﺍﺋ ﹴﻢ ﻣﺪﻯ ﻋﺸﺮﻳﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺘ
ﳉﻬﺎﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻓﻤﻬ ﻤﺎ ﺭﺗﺒﺖ ﳍﹸﻢ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﹺﺑﻤﻮ ﹺﺟ ﺪ ﺓ ﻛﺒﲑ ﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍ
ﻼ ﺃﻫ ﻢ ﰲ ﻓﻘ ﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﺑﻔﻘ ﻪ ﺼﻮﺏ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻳﺮﺟﻮ ﳍﹸﻢ ﺗﺄﻫﻴ ﹰ ﺗﺄﻫﻴﻠﻬﹺﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﻓﻘﺪ ﺗ
ﳊﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺣﻮﻝ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ، ﺹ ﺍﻟﻌﻠ ﹺﻢ ﻭﺍ
ﳉﻬﺎﺩ ،ﻓﺎﻧ ﹶﻔﺘﺤﺖ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﹸﻌﺴﻜﹶﺮ ﻓﺮ ﺍ
ﻒ ﺍﶈﹸﺎﺿﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺘﻈﻤﻮﺍ ﰲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﳌﹸﻌﺴﻜﹶﺮ. ﻳﻘ ﺪﻣﻬﺎ ﳐﺘﻠ
ﳋﻄﱠﺔ ﻭﲤﺎ ﻡ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ،ﻓﺎﻧ ﺪﹶﻟﻌﺖ ﺃﺷ ﺪ ﺿﺮﺍﻭ ﹰﺓ ﻟﻜﻦ ﺍﳊﺮﺏ ﳓ ﻮ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺧﺎﺻﺔ ﱂ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻛﻤﺎ ﹶﻝ ﺍ ﹸ
ﻑ ﺑـ)ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺕ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﲤﺮﺩ ﻣﺎ ﻳﻌﺮ ﳓﻮ ﺧﺎﲤ ﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ ،ﻭﺇﺫ ﺗﺪﺍﺧﻠﺖ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍ
ﺸ ﺪ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﺟ ﻤﻌﺖ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﹶﺔ( ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﻨﻮﹺﻳﺮ ،ﺍﺭﺗ ﹶﻔ ﻊ ﺍﻟﹺﻨّﺪﺍ ُﺀ ﻟﻼﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﻳﺤ
ﻟﻺﻋﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺯﺍﺩﹰﺍ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﳌﹸﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻓﻤﻀﻮﺍ ﺭﺃﺳﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺴﻜﹶﺮ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﹸﺘﻘﺪﻡ
ﺇﱃ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﺑﻐﲑ ﺳﻼﺡﹴ ،ﻣﻮﻋﻮﺩﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻟ ﹸﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ﺳﺘﻮﺍﱄ ﺗﺰﻭﻳﺪﻫﻢ ﻓﻮ ﺭ ﻭﺻﻮﻟﻬﹺﻢ،
ﻀﻬﻢ ﲟﺎ ﻋ ﹺﻬﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﳉﻴﺶ ﻭﻣﺎ ﻋ ﹺﺮﻓﹸﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﹺﺑ ﻖ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ، ﻭﺇﺫ ﺗﺮﺩﺩ ﺍﹸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻭﺍﺣﺘ ﺞ ﺑﻌ
ﺠﻬﺎﺩ ﺗﻠ ﺢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺑﻐﲑ ﻋﺘﺎﺩ ،ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻟﹸﻘ ﻤ ﹰﺔ ﺳﺎﺋ ﻐ ﹰﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠ ﹺ
ﳉﻨﻮﹺﺑﻴﲔ ﺍﻷﺷ ﻬ ﺮ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻨ ﹶﻄﻘﹶﺔ.
ﺍﺳﺘﻄﻌﻤﺘﻬﺎ ﰲ ﺳﻬﻮﻟ ﺔ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﳌﹸﺴﺘﻌﺮ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪﻳﻦ ﺍ ﹶ
ﳊ ﺮﻛﹶﺔ ﰲ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﻀ ﹺﻞ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍ ﹶ
ﻭﺑﺈﻋﻼﻥ ﺃﲰﺎﺀ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻣﻌﺴ ﹶﻜ ﹺﺮ ) ﻫﻴﻜﹶﻞ( ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻓ
ﺏ
ﺸﺮﺍﺕ )ﳓ ﻮ ﻣﻦ ﻣﹶﺌﺘﻲ ﻣﺠﺎ ﻫ ﺪ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﳌﹶﻌ ﹺﺮﻛﹶﺔ ،ﻋﺎ ﺩ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﹺﻀ ﻊ ﻋﺸﺮﺍﺕ ،ﻣﻌ ﹶﻈ ﻤﻬﻢ ﻣﺼﺎ
ﺑﺎﻟ ﻌ
ﺕ ﻋﺰﻳ ﹴﺰ ﰲ ﺃﺩﻏﺎ ﹺﻝ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺋﻴﺔ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﻀﻰ ﺼﺘﻪ ﹺﺑ ﻤﻮ
ﳉﻬﺎ ﺩ ﻗ
ﺇﺻﺎﺑ ﹲﺔ ﺧﻄﲑﺓ( ﺍﺧﺘﺘ ﻢ ﺍ
ﺿﻔﱠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻗﺮﻳﺒﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﹶﻠ ﻦ ﻭﺷﻴﻜﹰﺎ ﻉ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﰲ ﺕ ﻗﻄﹶﺎ ﹺ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺫﹶﺍ
ﳊ ﺮﻛﹶﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻧﻔﺴِﻬﺎ ﰲ ﺧﺘﺎ ﹺﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﺧﺎﺗ ﻤ ﹸﺔ ﻗﺼﺔ ﺛﻮﺭ ﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻊ ﺍ ﹶ
ا ا/+$%
ْ َ12ذ
1Bد ا ِ
ا َْ 5ِ j
fـ,
َ Fإ ,ا ََ ْF
^ ا ََ Pْ F
ِ َ
ﺼ ﹶﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﲝﻴﺎﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﳌﹸﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﺍﺗ
ﺴ ﹺﺦ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﲞﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺍﺗﺼﺎﻟﻪ ﺑﻜﻞ ﺣﻴﺎﺓ .ﻭﺇﺫ ﱂ ﺗﺰﹺﺩ ﺍﳊﺎﺟﺎﺕ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻋﻦ ﻧ
ﺕ ﳏﺪﻭﺩﺓ ،ﺗﻄﻮﺭ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻏﹶﺎﺩﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻞ ﺕ ﺯﻫﻴﺪ ﺓ ﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎ ﺍﻟﻴﺪ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻧﻔﻘﺎ
ﺕ ﻋﺎﻣ ﺔ ﰲ ﺍﺘﻤﻊﺍﳊﺮﻛﺔ ﺣﺼﺎﺭﻩ ﰲ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻷﺭ ﹺﻭﻗﹶﺔ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﺷﺘﺮﺍﻉ ﲪﻼ
ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺄﺛ ﹴﺮ ﻣﻦ ﻣ ﺪ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳌﹸﺘﺼﺎﻋﺪ ﺣﻴﻨﺌ ﺬ ﰲ
ﳉﻤﻊ ﺍﳌﹸﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﶈﺪﻭﺩ. ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ ،ﻟﺘﺘﺒﲎ ﻛﺬﻟﻚ ﳕﻄﺎﹰ ﳏﺪﻭﺩﹰﺍ ﹶ
ﺐ ﳍﺎ ﰒ ﺑﺘﻘﺪﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻄﹸﻼﺑﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﳏﻴﻂ ﺍﻟﻜﹸﻠﻴﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻭﺍﻧﺒﺴﺎﻁ ﺑﻌﺾ ﺷ ﻌ ﹴ
ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﰲ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﲢﺖ ﺇﺷﺮﺍﻓﻬﺎ ،ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺎ ،ﺗﻌﺮﻓﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺄﺛ ﹴﺮ
ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﹸﻢ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﺗﺒﺔ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺃﺿﺎﻓﺖ ﺇﱃ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﺍﳌﹸﻜﺘﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﹸﻢ
ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﰒ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺗﺄﺛﱡﺮﻫﺎ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ،ﺃﺿﺎﻓﺖ ﺭﺍﻓﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﳌﹸﺘﻘﺪﻡ ﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻭﻟﻮﺍﺋﺤﻪ ﰲ ﻓﺮﺽ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺕ ﻭﲨﻌﻬﺎ
ﻂ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﻗﺪ ﳋ ﹶﻄ
ﻭﻭﺿﻊ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﹸ
ﻀﻬﻢ ﰲ ﹸﺃﻃﹸﺮ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎﹰ ،ﻛﻤﺎ ﺳﺒ ﹶﻘﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﺬﺍ ﺫ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺍﳔﺮﻁ ﺑﻌ
ﳊ ﻖ ﻢ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﺒﺸﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ.
ﻭ
ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﲡﺪﺩ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ( 1964ﻡ
ﺍﺳﺘﺜﻤﺮﺕ ﻛﻞ ﺧﱪﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﳌﹸﻮﺍ ﺟﻬﺔ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺣﻤﹶﻠﺘﻬﺎ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﳉﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ،
ﻼ ﻟﻨﺨﺒ ﺔ ﻣﺘﻌﻠﻤ ﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺟﺒ ﻬ ﹺﻮﻳﺔ ﺗﻨﻔﺘﺢ ﻟﻜﹸﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟ ﺪ ﻋ ﻮﺗﻬﺎ
ﻭﻗﺪ ﺃﺑﺮﺯﺎ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﻣﺴﺘ ﻘ ﹰ
ﻣﻴﺜﺎﻗﹰﺎ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .ﻓﺮﻏﻢ ﺗﻮﺳﻊ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ
) (1964-1958ﻭﻗﺒﻠﻪ ،ﻭﺇﺻﺪﺍﺭﻫﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﲢﻤﻞ ﺍﺳﻢ )ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ(
ﻓﺈﻥ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﻭﲪﻠ ﹰﺔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺧﻄﻮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﰲ
ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟ ﹶﻜﺴﺐ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ .ﻓﺈﺫ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ،ﺗﻨﺎ
ﺻﺮﺕ ﲟﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺗﺘ ﻌ ﻬ ﺪ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ
ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺟﹺﻪ ﺃﺣﺰﺍﺑﹰﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺿﺎ ﹺﺭﺑﺔ ﺍﳉﹸﺬﻭﺭ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﳑﺘﺪﺓ ﰲ ﺃﻃﺮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻩ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ
ﹺﺑ ﻮﺟﻮ ﻫ ﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﳌﻀﺒﻮﻁ ﺃﻭ ﺗﻮﺍﱄ ﺇﻟﺰﺍﻣﻪ ﺑﺎﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﺍﳌﺎﱄ
ﺗﱪﻋﹰﺎ ﻷﺣﺰﺍﺎ ﺇ ﱠﻻ ﻣﻦ ﻓﻴﻮﺽ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﲔ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﺑﺄﻃﹸﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ،
ﻭﳝﺜﻠﻮﻥ ﻋﻨﺼﺮﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﹰﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ،ﻭﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﻧﺴﻴﺠﻬﺎ ﺍﻷﺻﻴﻞ .ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺟﺒﻬﺔ
ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﻃﺮﻑ ﰲ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﳊﺰﺑﲔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﲔ ﺍﻟﻜﺒﲑﻳﻦ ،ﻓﺈﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﲤﻠﻚ
ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺑﻪ ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻮﻻﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺎ ﳝﺎﺛﻞ ﺛﺮﻭﺍﻤﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺍﻛﻤﺖ
ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ،ﻭﻻ ﻳﺠﺒﻰ ﺇﱃ ﻗﻴﺎﺩﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﲦﺮﺍﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺇ ﱠﻻ ﻣﻦ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ.
ﺻﺮﺍﻣﺔ ﳏﺪﻭﺩﻳﺘﻬﺎ ،ﺟﺎﺀﺕ ﺃﻭﻝ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺷ ﺢ ﺍﳌﹶﻮﺍﺭﹺﺩ ﻭ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻋﺒﺮﺕ
ﻋﻦ ﺗﻄﻮﺭ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺇﺫ ﺗﻄﻠﱠﻌﺖ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﳍﺎ ﻋﻤ ﹲﻞ ﻇﺎﻫ ﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﻂ ﰲ ﻣﺪﺍﻓﻌﺎﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺩﻋﻮﺓ ﻭﺑﻼﻍ ،ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳ ﹾﻠﺰﻡ ﻋ ﻤﻠﹸﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ، ﺕ ﺿﺎﻏ ﹲ ﻭﺻﻮ
ﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺑﻼﺀ ﺻ ﺺ ﻣﻦ ﻓﺠﺎﺀﺕ )ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ( ﲜﻬ ﺪ ﺧﺎﻟ ﹴ
ﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺗﻮﺛﱠﻘﺖ ﻣﻊ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﻻ ﺴﻌﻔﻬﻢ ﻋﻼﻗﺎ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ،ﱂ ﺗ
ﺳﻴﻤﺎ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻟﺒﻬﻢ ﳏﻨﺔ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﳓﻮ
ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻧ ﹶﻔ ﻌﻬﺎ ﺷ ﺪ ﹸﺓ ﻫ ﻢ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺑﺒﻼﻍ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ،
ﻀﻬﻢ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ،ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﺧﱪﺓ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ،ﻭﻭﺍﻟﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﺗﺼﻞ ﺑﻌ
ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﳐﺘﺼﲔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻄﺎﺑﻊ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﻣﻮﺍﻓﻴﺔ ﻵﺧﺮ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻳﻮﻣﺌﺬ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﱂ ﳝﺘﺪ
ﻼ ﺑﺎﳉﺒﻬﺔ ﻭﺍﳊﹸﺮﻳﺔ ،ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻣﺎﻳﻮ 1964ﻡ ،ﺻﺎﺩﺭ ﺍﳌﻄﺒﻌﺔ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻋﻨﻔﻪ ﺿ ﺪ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻃﻮﻳ ﹰ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ،ﻭﺃﳊﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺆﻣﻤﺔ ﻣﻠﻜﹰﺎ ﻋﺎﻣﹰﺎ.
ﻭﻛﻤﺎ ﺻﺎ ﺩﺭﺕ ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﱪ
ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ )ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ( ﰒ ﺗ ﻌﻬﺪ ﻓﻜﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺴﻠﱠﻢ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪﺋ ﺬ ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻨﺸﺮ ،ﺃﻋﻔﺖ ﻣﺎﻳﻮ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﰲ ﺍﻟ
ﺻﻔﻮﻑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻔﺼﻮﻟﲔ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﹺﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺯ ﻋﻤﺘﻪ ﺗﻄﻬﲑﹰﺍ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ
ﺷﻌﺎ ﺭ ﻇ ﱠﻞ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻳﺮﻓﻊ ﻟﻮﺍﺀﻩ ﻣﻨﺬ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ( 1964ﻡ )ﺍﻟﺘﻄﻬﲑ ﻭﺍﺟﺐ
ﺲ ﳍﺎ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ
ﺐ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘ ﻤ ﺴ
ﻭﻃﲏ( .ﻟﻜ ﻦ ﺫﻟﻚ ﻧ ﹶﻔ ﻊ ﹶﻛ
ﻼ ﺳﻮﻯ ﺍﳍﺠﺮﺓ ،ﺷ ﹺﻬﺪﺕ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺍﻟﻀﺮ .ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﻻ ﺗﺪﻋﺎﻥ ﺳﺒﻴ ﹰ
ﺍﻟﻌﺮﰊ ﰲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﳋﻠﻴﺞ ﺃﻭﻝ ﻃﻼﺋﻊ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻮﺍ ﺑﺎ ُﻷﻃﹸﺮ
ﺴﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺧﱪ ﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﺘ ﹶﻘﺪﻣﲔ ﻷﻭﻝ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﻢ ﲟﺎ ﺗﺄﻫﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴ ﹴﻢ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ،ﻭﲟﺎ ﹶﻛ ِ
ﺑﻌﺪ ﲣ ﺮ ﹺﺟﻬﹺﻢ ،ﻭﺯﺍﺩﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺪﺧﻮﻻﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﳓﺎﺀ ،ﻭﻣﺜﱠﻠﺖ
ﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲟ ﺪ ﺩ ﺳﺨ ﹴﻲ ﻋﻨﺪ ﺷﺪﺓ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﰲ ﻣﺪﺍﹶﻓﻌﺎﺕ ﻣﻘﺒﹺﻼﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ. ﺭﺻﻴﺪﹰﺍ ﺃ ﺳ ﻌ
ﻼ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﺍﳍﺠﺮﺓ، ﻭﻛﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻷﺟﻮﺭ ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ،ﹶﻓﺘﺤﺖ ﻣﻨﺎﰲ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺳﺒ ﹰ
ﻍ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺑﻜﹸﻞ ﻃﺎﻗﺘﻬﻢ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ، ﻀﻬﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ،ﻭﹶﻓ ﺮ ﹶ ﻓﻘﺪ ﺯﺍ ﻭ
ﺝ ﺑﻌ
ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ ﰲ ﻓﺴﺤﺔ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ 1977ﻡ ﲟﺬﺧﻮ ﹴﺭ ﻣﻦ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ،ﻭﻟﻜﻦ
ﺑﺬﺧﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺑﺄﳕﺎﻁ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﲡﺮﺑﺘﻬﻢ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﱂ ﺗ ﻌ ﻬﺪﻫﺎ ﺃﳕﺎﻁ
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻨﻔﹶﻌﻮﺍ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻷﻭﻝ ﻋﻮﺩﻢ .ﻭﺇﺫ ﺗﻨﺎﻣﺖ
ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺣﻜﻢ ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻟﱵ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺇﱃ 16ﻋﺎﻣﹰﺎ ﻭﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ،
ﺼﺼﺎﺎ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺗﻠﺘﺤﻖ ﻢ ،ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺕ ﻇﻠﱠﺖ ﺗ ﹾﻜﻤﻞ ﲣ ﺏ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﳎﻤﻮﻋﺎ
ﻭﺇﺫ ﺟ ﹶﺬ
ﻁ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﺗﺴﺎﻉ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ، ﺐ ﻷﳕﺎ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﳌﹸﻼﻣﺴﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳ ﹴ
ﻓﺪﺧﻞ ﺁﺣﺎ ﺩ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﺷﺮﻕ ﻭﻏﺮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻭﺍﺭﺗﺎﺩ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﴰﺎﳍﺎ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺣﱴ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﻭﺃﺳﺲ
ﺕ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ،ﻭﺑﺪﺕ ﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﻣﻼﻣﺢ ﺑﺮﺟﻮﺍﺯﻳ ﺔ ﻭﺍﻋﺪ ﺓ ﻳﻠ ﹺﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟ ﹶﻜﺴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻏﲑﻫﻢ ﺷﺮﻛﺎ
ﳉﺸﻊﻼ ﻋﻦ ﺍ ﹶﻭﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﺗ ﻌ ﻤ ﺮ ﺎ ﺳﺎﺋﺮ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻭﻟﻴﺲ ﳏﺾ ﺍﻟ ﹶﻜﺴﺐ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ﻓﻀ ﹰ
ﻭﺍﻟﺘﺮﻑ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﻷﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ
ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻭﻋ ﺪ ﱂ ﻳﻘﺪﺭ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻤﻞ ،ﻭﻟﻮ ﻧﺴﺒﻴﹰﺎ ﰲ ﺣﺪﻭﺩ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﶈﺪﻭﺩ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺷ ﹺﻬﺪﺕ ﻣﺮﺣﻠﺔ )ﻣﺎﻳﻮ( ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﳌﺴﲑﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ،ﺇﺫ ﲡﻠﱠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺿﺤﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻧﺨﺒﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻠﺘﺄﻫﻴﻞ ﰲ
ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ،ﻷﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﳋﹸﻄﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﳌﹸﻀﺎﻋﻔﺔ ﻋﻀﻮﻳﺔ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﻼﱠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ ﻟﻌﺸﺮﺓ ﺃﺿﻌﺎﻑ ،ﻭﺿﻌﻔﲔ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ،ﺳﺒﻘﺘﻬﺎ
ﺼﺮﻑ ﳌﹸﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺛﻮﺭ ﺓ ﺑﺪﺕ ﺷﺎﻣﻠ ﹰﺔ
ﺙ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺑﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺿﺎ ﻋﻔﹶﺖ ﻣﻦ ﺍﳌﹸﻨ
ﺃﺣﺪﺍ ﹸ
ﰲ ﻛﹸﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺗ ﹶﻜﱠﺜﻔﹶﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﰒ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﺟﺎﻭﺯﺕ
ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﳉﻴﺶ ،ﳝﺪﻫﺎ ﺇﻋﻼ ﻡ ﺃﻓﻠﺢ ﺳﺎﻋ ﹰﺔ ﰲ ﺑﺚ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﻏﻄﱠﺖ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،ﻭﺍﻋﺘﺼﺎ ﻡ
ﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﺣﺘ ﱠﻞ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻭﺍﻗﺘﻀﻰ ﺗﺰﻭﻳﺪ ﻃﻼﺎ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﳊﺼﺎﺭ.
ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﻜﹸﻦ ﳏﺾ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﺸﺮﻛﺎﺀ ﰲ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺖ ﺍﲢﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄﻼﱠﺏ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺎﺕ
ﲟﻮﺍﺯﻧﺎﺎ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺩﻓﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲝﺸﺪ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﺍﶈﺎﺻﺮﺓ ﺑﺎﳊﺬﺭ
ﻭﺍﳋﻮﻑ ﻟﺘﻮﺍﰲ ﺃﻣﻞ ﳒﺎﺡ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺒﺬﻝ ﻭﺳﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﺯﺍﺩﻫﺎ ﺍﳌﺎﱄ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ.
ﺍﺣﺘﺎﺟﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺇﺫﻥ ﺗﺪﺑﲑ ﲤﻮﻳﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻒ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﶈﻨﺔ ﻭﺷﺢ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ
ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﺼﻮﻝ ﺧﻄﱠﺘﻬﺎ ﺍﳌﺘﺪﺭﺟﺔ ﺍﳌﺘﻄﻮﺭﺓ ،ﻓﺰﻛﱠﺖ ﺻﻔﱠﻬﺎ ﲞﻠﹸﻖ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻳﺒﺬﻟﻪ ﻛﻞ ﻓ ﺬ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ،ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﻄﻼﱠﺏ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﹰﺎ ﳏﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺯﺍ ﺩﻫﻢ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻻ ﻳﻜﻠﱢﻒ ﺍﷲ ﻧﻔﺴﹰﺎ ﺇ ﱠﻻ ﹺﻭ ﺳﻌﻬﺎ،
ﻭﻳﻘﺘﻄﻊ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﳓﻮ %5ﻣﻦ ﺧﺎﺹ ﺃﺟﻮﺭﻫﻢ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ،ﻭﻳﺴﺘﻌﺎ ﹸﻥ ﲟﺪ ﺩ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺍﳌﹸﻐﺘﺮﻳﲔ ﻭﻣﻦ
ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺒﻌﻮﺛﲔ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﺃﻥ ﺍﻟ ﻜﻔﹾﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨ ﹶﻔ ﻖ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻗﻠﻴ ﹲﻞ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ
ﻂ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﺩﺧﻠﻬﺎ ﻭﺻﺮﻓﻬﺎ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻌﻢ ﺑﻜﻞ ﺍﳌﺎﻝ .ﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﺍﻟﺒﺬﻝ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ،ﺍﻧ
ﻀﺒ ﹶ
ﺴ ﻦ ﻧﻈﹸﻢ ﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ، ﺤِ ﻳﻘﻮ ﻡ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻌﺒﺔ ﻗﻄﺎﻉ ﺃﻭ ﺣ ﹴﻲ ﺃﻭ ﻣﺪﺭﺳ ﺔ ﺃﻭ ﺟﺎﻣﻌ ﺔ ﻣﺴﺆﻭ ﹲﻝ ﻣﺎﱄ ﻳ
ﻑ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﳌﺎﻝ ،ﻭﻟﻮ ﺗﻀﻴﻴﻘﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻨﻀﺒﻄﺔ ﺗﺮﻋﻰ ﺗﻘﻮﻯ ﺍﷲ ﰲ ﺃﻳﻤﺎ ﺻﺮ
ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃ ﱠﻻ ﻳﺬﻫﺐ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞ ﰲ ﻏﲑ ﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺗﻜﺎﻟﻴﻔﻬﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺗﺼﻞ
ﺴﺤﺖ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺯﺍﺩﺕ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻭ ﹶﻃ ﻔ ﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟ ﻮﺭﹺﻉ ﳓﻮ ﻣﺎﻝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧ ﹶﻔ
ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﳛﺜﱡﻮﻥ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺃ ﱠﻻ ﻳﻘﺘﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﲔ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻧﺠﺎ ﺯﺗﻪ.
ﺴﺤﺖ ﻣﻦ ﺍﳊﹸﺮﻳﺔ ،ﻭﻭﺍﻓﹶﻰ ﺫﻟﻚ ﺧﻄﱠﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻭﺍﻷﻣﻞ ﲟﺎ ﺃﻓ
ﻍ
ﺠ ﻦ ﻣﻦ ﻓﺮﺍ ﹴ
ﺴ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺭﻭ ﹺﺟﻌﺖ ﻭﺃﹸﺣ ﻜﻤﺖ ﹸﻓﺼﻮﳍﺎ ﻭﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﲟﺎ ﺃﺗﺎﺡ ﺍﻟ ِ
ﺼﻮﺑﻮﺎ ،ﻳﺴﺘﻘﺮﺅﻭﻥ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﳋﻄﱠﺔ ﻭﻳ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﹸﻌﺘﻘﹶﻠﲔ ،ﻓﻨﺼﺒﻮﺍ ﻳﺘﺪﺍﻭﻟﻮﻥ ﰲ ﺑﻨﻮﺩ ﺍ ﹸ
ﻭﻳ ﻌﺪﻭﻥ ﻟﻪ ﺍﻟ ﻌﺪﺓ .ﻭﺇﺫ ﺍﺳﺘ ﹾﻘﺒﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻭﻝ ﻓﻮﺝ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﰲ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﻭﺟﺒﻬﺔ
ﻚ ﻣ ﹶﻘﺪﺭ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺃ ﱠﻻ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ
ﺍﳌﹸﻘﺎ ﻭﻣﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ،ﺍﺗﺼﻞ ﺷ
ﺤ ﻔﻈﹶﺖ ﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎﺩ ﺓ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﺍﲡﻪ ﻭﻳﺮﺗ ﺪ ﻋﻦ ﺍﳊﹸﺮﻳﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓ
ﺕ ﺧﺎﻟﺼ ﺔ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﻣﺆﺳﺴ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﹸﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﺗ ﺮﻋﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ
ﺕ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺗﻘﻮﻡ ﲟﺎﻝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺗﻌﻮ ﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑﺎﺣﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﺷﺮﻛﺎ
ﻭﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺇ ﱠﻻ ﻧﺼﻴﺒﻬﻢ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ﺑﺎﳌﻌﺮﻭﻑ ﰲ ﻋﻘ ﺪﻫﻢ ﺍﳋﺎﺹ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ.
ﺤﻔﱢﺰﺓ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻟﻜﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﺎ ﻟﹺﺒﺜﹶﺖ ﻓﺼﻮﳍﺎ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﹸﺘ
ﺕ ﻭﺍﺳﻌ ﹲﺔ ﻟﻠﻨﺸﺎﻁ ،ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﺣ ﻔﻈﹶﺖ ﰲ ﳊﺒﺲ ،ﻓﺎﻧ ﹶﻔﺘﺤﺖ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﳎﺎﻻ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍ ﹶ
ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻭﲢﻮﻝ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻱ ﻏﺎﻟﺒﻪ ﺇﱃ
ﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﰲ ﲡﺮﺑ ﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻳﻐﹸﻠ
ﺍﻟﻄﻼﱠﺏ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ،ﺻﻮﻓﻴﺔ ﺗ ﺰﻫﺪ ﰲ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ،ﻭﳚﻲﺀ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﰲ ﺃﺩﱏ ﻫﻤﻮ ﻣﻬﺎ.
ﺕ ﻗﻠﻴﻠ ﺔ ﲡﺮﺑﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺳﺒﻘﹶﺖ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺴﻨﻮﺍ
ﺏﺤﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﹸﺘﺠﺪﺩ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﺠﺎ ﻭ ﺻ
ﺑﺪﻓ ﹴﻊ ﻣﻦ
ﻑ ﺇﺳﻼﻣ ﹴﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳋﻠﻴﺠﻲ ﺣﱴ ﺍﻷُﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﲔ ،ﻓﻮﺟﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻧﺼﻴﺒﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ
ﻫﻮ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ،ﻭﲡﺎﻭﺏ ﻣﻌﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻓﺄﻋﻔﺎﻩ ﺃﻭﻝ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻣﻦ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ
ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،ﲡﺪﺩﺕ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳌﺼﺮﻑ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﳌﹸﺒﺎﺩﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ،ﺍﳌﹸﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﲑ ،ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟ ﺮﻭﺍﺩ
ﰲ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﳋﻠﻴﺞ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺃﲦﺮﺕ
ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﺗﻮﻟﱢﻲ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻊ ﻏﻠﺒﺔٍ ﰲ ﳉﻨﺔ ﳎﻠﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ
ﻀ ﻢ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﳌﹸﺴﺎﳘﲔ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻴﺞ.
ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﳎﻠﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳ
ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﳌﺼﺮﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻓﻘﹾﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻷﺳﺌﻠﺔ
ﺍﻟﱵ ﺗﻠ ﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻟﻴﻮﺍﰲ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﻠﻐﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳌﹸﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﺗﺄﺳﺲ ﻛﻠﻪ
ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻟﻪ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻏﺎﻟﺐ ﻣﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺠﺎﹺﻧ
ﺐ
ﺃﺻﻮﳍﺎ ،ﻣﻊ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﳌﹸﺴﺎﳘﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻏﺎﻣﺖ ﺃﺻﻮﻝ ﻫﺪﹺﻳﻬﹺﻢ ﺣﱴ ﰲ ﺧﺎﺻﺔ ﳎﺘﻤﻌﺎﻢ ﻭﺃﺿﺤﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﳎﺘﻤﻌﹰﺎ ﺗﺎﺑﻌﹰﺎ.
ﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﳌﺪﺧﻞ ﺍﻟ ﻌﻤﻠﻲ ﺪﻳﻬﺎ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻧﻈﺮﻱ ﻗﻠﻴﻞ ،ﻋﻮﻟﺖ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﰿ ﺣﺮﺝ ﺍﳌﹸﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﱄ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﳕﺎﻃﻪ ﺍﻟﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ،ﰒ ﻣﺎ ﺃﺣﻴﺖ ﻣﻦ ﻓﻘﻪ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﺴﻠﹶﻢ ،ﻓﻌﻮﻟﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺻﻴﻎ ﺍﳌﹸﻀﺎﺭﺑﺔ ﻭﺍﳌﹸﺮﺍﲝﺔ ﰒ ﺍﳌﹸﺰﺍﺭﻋﺔ ﻭﺍﻟ
ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﻉ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﺎﺩﻳﹰﺎ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻭﻣﺤﻔﱢﺰﹰﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﳏﺪﻭﺩﹰﺍ ﰲ ﳉﺎﻥ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ
ﻭﳎﺎﻟﺴﻬﺎ ﻭﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ.
ﻭﻗﺪ ﺃﻏﺮﻯ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﹶﻟﻘﻴﻪ ﺍﳌﺼﺮﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﺫ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﲨﻬﻮ ﺭ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺇﱃ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻪ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﳌﺸﺪﻭﺩﺓ ﺑﻮﺻﺎﻝ
ﻑ
ﻓﻜﺮﻱ ﻭﺭﻭﺣﻲ ﻣﻊ ﺍﳌﺼﺮﻑ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺑﺘﻐﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﳌﻨﺎﻓﻊ ،ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻏﺮﻯ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﺼﺮ
ﱐ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﻪ ﺁﺧﺮ ﻗﺎﻡ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﻣﺘ ﺪ ﺑﻔﺮﻭﻋﻪ ﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺪﻓ ﹴﻊ ﺳﻮﺩﺍ ﹴ
ﺺ ﳍﺎ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻌﻼﻗﺎﺎ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺗﺘﻮﻻﱠﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺄﻧﻪ ﺧﺎﻟ
ﲡﺮﺑﺔ ﺳﺎﺑﻘﻪ ،ﻭﹶﻟ ﻘ ﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﰲ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻘﺘﺮﺏ
ﻣﻦ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﰒ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺣﱴ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﺼﺮﻑ ﻣﻄﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﺮﺑﻮﻳﺔ
ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺫﺍﺕ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻭﺇﺳﻬﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺼﻴﻎ ﻣﻌﺎﻣﻼﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ .ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﻳﹰﺎ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﳓﻮ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻛﹸﻠﻴﺔ
ﺗﺘﺄﺳﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺧ ﹸﻄﻮﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ
ﺏ ﻧﺰﻭ ﻋﻬﺎ ﺍﻟﻌ ﻤﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﺤﻢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺣﻴﺜﹸﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻞﻭ ﺧ ﹶﻄ ﻄﻬﺎ ﺗﻘﺎ ﹺﺭ
ﺍﻷﻛﱪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻄﻠﱠﻊ ﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﳌﹸﺘﻄﻮﺭ ،ﻓﻘﺪ ﺷ ﹺﻬﺪﺕ ﺑﻼﺩ
ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳌﺼﺮﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺮﺃﺱ ﻣﺎ ﹴﻝ ﺃﻛﱪ ﻭﻣﻌﺎﻣﻼﺕ ﻭﻭﺩﺍﺋﻊ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﺃﺿﻌﺎﻑ
ﻣﺎ ﺷﻬﺪﺕ ﺃﻭﻝ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻟﻜﻦ ﰲ ﺇﻃﺎ ﹴﺭ ﺳﻴﺎﺳ ﹴﻲ ﻻ ﻳ ﻜ ﻦ ﻣﻮﺩﺓ ﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺇﺫ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻓﺮﻋﹰﺎ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺪﺩ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ ﺍﻟﺸﻤﻮﱄ.
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺪﻱ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﻓﺮﻋﹰﺎ ﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ
ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻜﹸﻠﻲ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻷﺻﻮ ﹺﻝ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﺗﻠﻚ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺑﺪﺕ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ
ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﻟﺘﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺻ ﹸﻞ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﳋﺎﺻﺔ
ﺑﻌﺪ ﺃﻭﻝ ﺩﻋﻮﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺸﻤﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻋﻤﻮﻡ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻔﺎ
ﺃﻣﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﺎﻟﺼ ﹰﺔ ﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮ.
ﺇ ﱠﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺟﻬﻮﺩ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ،
ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ،ﻭﺍﺟﺘﻬﺪﺕ ﻟﻮﺍﺟﺒﻬﺎ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﻋﻤﻼﺋﻬﺎ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺃﺭﺑﺎ ﺣﻬﹺﻢ ﻋﻦ
ﺗﻜﺜﻴﻒ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟ ﹸﻜﻠﱢﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﺑﹺﻞ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳌﹸﻌﺎﺻﺮ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎﻩ
ﺼ ﻮﺑﺖ ﻣﻌﺎﻣﻼﺎ
ﻭﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻪ ﺍﳌﹸﻌﻘﱠﺪﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳉﻤﻬﻮ ﹴﺭ ﻭﺍﺳﻊﹴ ،ﻭﺗ
ﺤ ﺮﻓﻴﲔ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﱂ ﺗﺤﺘﻜﺮ ﻃﺎﺋﻔﻴ ﹰﺔ ﺼﻐﺎﺭ ﺍﳌﹸﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻭﻟﻠ
ﻟﻸﻋﻤﺎﻟﻴﲔ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﲔ ﻭﻟ
ﺻﻔﱢﻬﺎ ،ﺫﻟﻚ ﺭﻏﻢ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﻦ
ﺩﻋﺎﻳﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺿﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲝﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻏﻠﺐ
ﺍﳍﺠﻮﻡ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎﹰ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺘﻌﺒﺄ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺎﻟﻐﲑﺓ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﹸﻛﺴﻮﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﻛﺄﺎ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
ﻗﺎﻣﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﺟﺰﺋ ﹴﻲ ﻳﺘ ﹶﻄﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺣﺚ
ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻣﻔﻜﺮﻭﻥ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻮﻥ ﺃﻭ ﺃﻛﺎﺩﳝﻴﻮﻥ ﺇﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ،ﻳﻨﻔﻌﻬﺎ
ﳎﺎﻝ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻷﺿﻴﻖ ﻣﻦ ﺳﻌﺔ ﺍﳌﹸﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻴ ﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﻭﺗﻬﻴﺊ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻘﹸﻄﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﲟﺎ ﱂ ﺗ ﻌﻬﺪ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﹸﻞ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺗﻐﻄﱢﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﰲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ،
ﻉ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﺮﻭ
ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺃﻓﻠﺤﺖ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺟ ﹾﻠﺒﹺﻬﺎ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻓﱠﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ
ﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﰲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻣﺪﻳﺮﻱ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ،ﰒ ﻋﺪ ﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺻ
ﺍﳌﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻛﹸﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ.
ﺗﻌﺪﺕ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﲔ ﺃﻓﺬﺍ ﺫ ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺃﻭ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﻣﻦ
ﺼﻮﺏ ﳓﻮ ﲤﻮﻳﻞ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻭﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ﺍﳌﺘﺴﻌﺔ، ﺧﺎﺭﺝ ﺻﻔﱢﻬﻢ ،ﰒ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺗ
ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﺃﻋﻤﺎﻟﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻛﺄﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﺘﺄﺳﻴﺲ
ﺴﺒﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ﻭﻧﺼﻴﺒﹰﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﰲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻳﺪﹶﻓ ﻊ ﺑﺎﻟﺴﻬﻢ
ﻭﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻨﺎﻟﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﹺﻧ
ﺍﻷﻛﱪ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻓﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ،ﰒ ﻫﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﻌﻼﻗﺎﺎ
ﺐ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻣﺴﺘﺘﺮﺍﹰ، ﲔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﺮﺑﺢ ،ﻭﻳﻜﺘ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻌ
ﻆ ﻋﻬﺪﹰﺍ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻤﺜﱢﻠﻬﺎ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺃﻣﺎﻧﺎﺎ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﻭﻳﺤﻔ ﹸ
ﺃﺻﺤﺎﺑﹰﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﹸﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ.
ﻓﺒﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟ ﻌﻘﹾﺪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻣﻦ ﻧﺨﺒﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﺘﺼﻞ ﺑﻘﻄﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺡ ﺃﻭ ﺃﺟﻮ ﹴﺭ ﺭﺍﺗﺒ ﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻭﻣﺎ ﳚﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﺎ ﹴ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﺑﺪﺕ ﻭﺍﻋﺪﺓ ﻟﺮﺧﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﱠﺔ ﻭﺗ ﹶﻘ ﺪﻣﻪ
ﻼ ﲤﻮﻳﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﳓﻮ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺧ ﹶﻄﻄﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ،ﻻ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﻣﺘﺠﺎﻭﺯﺓ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺎ ﺭﻋﺖ ﺧﻄﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻟﺘﺒﻨﻲ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺇﻋﻼﻥ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻭﻻﻳﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻓﺘﺒﻨﺖ ﺫﺍﺕ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺭﺍﺀ ﻓﻜﺮﺓ
ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺩﻋﻮﺓ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍ ﹸﳌﺘﻮﺍﻟﲔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺼ ﺮ ﹰﺓ ﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺃﲰﺘﻬﻢ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﹸﺘﻌﺎﻃﻔﲔ ﻧ
ﻭ ﺣﻤﻠﻮﺍ ﺭﺃﺳﹰﺎ ﺇﱃ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﳓﻮ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻴﺸ ﻬﺪﻭﺍ
ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺧﺼﻮﺑﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻋﺪﺓ )ﺳﻠﺔ ﻏﺬﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ( ،ﻭﺗﻠﻚ ﻭﻋﻮ ﺩ ﱂ ﻳ ﹶﻘﺪﺭ ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻘﱠﻖ
ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳ ﹶﻘﺪﺭ ﻟـ)ﺑﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ( ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩﻭﺍ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﲔ.
ﻟﻜﻦ ﺗ ﻌﻬﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﳓﻮ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟ ﹸﻜﻠﱢﻲ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ
ﺍﳊﻠﻮﻝ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻭﺗﻘﺪﱘ ﳕﺎﺫﺝ ﺻﺎﳊﺔ ﰲ ﺍﳌﹸﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ،
ﻼ
ﺭﲟﺎ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﺣﱴ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﺍﳌﺘﻔﺎﻗﻤﺔ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﳉﺸﻊ ﺍﻟﺮﺑﻮﻱ ،ﺗﻄﻮﺭ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﰲ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺗﺄﺳﺲ ﻣﻌﻬ ﺪ ﻣ
ﺼ ﹺﺮﻓﻲ ﰲ
ﺱ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﻳﺪﺭﺏ ﹸﻗﱪﺹ ﲟﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﺼﺮﰲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻳ ﺪ ﺭ
ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ،ﻭﻳﻮﺍﱄ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺃﲝﺎﺙ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﻭﻣﺜﺎﺑﺮﺓ.
ﻛﻤﺎ ﱂ ﺗﺘﺼﻞ ﲝﻮﺙ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰒ ﻓﻜﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﳓﻮ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻭﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﻣﻨﺬﺋ ﺬ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻠﺒﻴﺔ ﺟ ﱢﻞ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ
ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻌﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ،ﺑﻞ ﺗﻌﻄﱠﻠﺖ ﻣﻨﺬ ﳎﺎﺩﻻﺕ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﰲ ﻣﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﺎ
ﻭﻣﺪﺍﺭﺳﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻠﻢ ﺗﺘﻌﻬﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻠﻚ
ﺠ ﺪ ﺭ ﺎ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ
ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﳌﺬﻫﺒﻬﺎ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﲟﺎ ﻳ
ﻭﲝﺚ ،ﻭﺗﺄﺧﺮﺕ ﺇﱃ ﺣﲔ ﻗﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺮﻳﺪ ،ﺫﻟﻚ ﺭﻏﻢ
ﺕ ﻣﺒﻜﱢﺮﺓ ﻟﻜﺒﺎﺭ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳌﹸﻌﺎﺻﺮ ،ﺇﺫ ﻛﺘﺐ ﺳﻴﺪ ﻗﹸﻄﺐ )ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ
ﻣﺒﺎﺩﺭﺍ
ﺍﻹﺳﻼﻡ( ﻭﻛﺘﺐ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺴﻮﺭﻳﺎ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺴﺒﺎﻋﻲ )ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ(
ﻭﺃﺻﺪﺭ ﺍ ﹸﳌ ﹶﻔﻜﱢﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻣﺎﻟﻚ ﺑ ﻦ ﻧﱯ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻛﺘﺎﺏ )ﺍﳌﹸﺴﻠﻢ ﰲ ﻋﺎﱂ
ﺼﺪﺭ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ )ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻧﺎ( ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻷﻭﻟﺌﻚ ﳓﻮ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ( ﰒ ﳏﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ ﺍﻟ
ﺐ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻣﻘﺮﻭﺀﺓ ﰲ ﹸﺃﻃﹸﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﱂ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ﻭ ﹸﻛﻠﱡﻬﺎ ﻛﹸﺘ
ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﻣﺪﻯ ﺧﻄﺮ ﻣﻮﺍﺿﻴﻌﻬﺎ ﻭﳎﺎﻻﺕ ﲝﺜﻬﺎ .ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ،ﺃﻥ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺎﺳﹰﺎ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ
ﻭﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺬﺍﺕ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻞ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ
ﻣﻊ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﱂ ﻳﺮﻯ ﺣ ﺮ ﺟﹰﺎ ﰲ ﻭﲰﻪ ﺑﺎﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺠﺔ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ.
*****
ﺟﺎﺀﺕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﺗﺼﻠﺖ
ﺗﻘﺎﺭﻳﺮﻫﺎ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺭﹺﺍﺗﺒ ﹲﺔ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺃﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺗﻮﺍﰲ ﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ﻣﻮﺍﺯﻧﺎﺎ ﻭ ﺧﻄﱠﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ
ﺼﻠﹶﺖ ﳍﺎ ﺍ ﹸﳌﺪﻭﺩ ﻣﻦ ﺷ ﻌﺒﹺﻬﺎ
ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﻭﺍﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺕ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ،ﻭﺍﺗ
ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﰲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﳋﻠﻴﺞ ،ﻭﺗﺰﻭﺩﺕ ﺑﺴﻬ ﹴﻢ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺎ
ﻭﺯﺍﺩﺕ ﺃﺳﻬﻢ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻣﻦ ﳔﺒﺔ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺗ
ﺤﺴﻦ ﹺﺭ ﺯﻗﹸﻬﺎ ﻭ ﹺﺭﺑﺤﻬﺎ ،ﻭﺃﺿﺤﻮﺍ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﲰﺎ ًﺀ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﰲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻟﻴﲔ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻟﻴﺎﺕ.
ﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﺍﻗﺘﺤﻤﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﺍﺭﺗﺎﺩﺕ ﻣﻴﺪﺍﻧﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﹸﺃ ﹸﻃﺮﹺﻫﺎ
ﺍﳊﺮﻛﻴﺔ ﺍﳌﺘﺒﺎﻋﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﰲ ﺃﻃﺮﻫﺎ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪﺓ ،ﻓﺘﺠﻠﱠﻰ ﳍﺎ
ﺍﺑﺘﻼ ٌﺀ ﺟﺪﻳﺪ ﳜﺘﱪ ﺗﻘﹾﻮﺍﻫﺎ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ،ﻛﻤﺎ ﺍﺧﺘﱪ ﻓﻜﺮﻫﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﰲ ﹸﺃﻃﹸﺮ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ
ﺚ ﰲ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺗﺄﺻﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﳌﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﱃ ﺍﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﺣﺪﻳ
ﻂ ﻟﻪ ﻟﻴﻮﺍﰲﺨ ﱠﻄ ﹸ
ﻭﻣﻨﺎﻫﺞ ﻓﻘﻬﻪ .ﻭﱂ ﺗﻨﺠﺢ ﺧﺎﺻﺔ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳ
ﺣﺎﺟﺔ ﻏﺎﻟﺐ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻭﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ،ﻭﺗﺪﺍﺧﻠﺖ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﳊﻘﻞ ﻭﺍﻟﺒﻴﺪﺭ ﻟﺪﻯ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﹸﻛﱢﻠﻔﹸﻮﺍ ﺑﺎﳌﹶﺴﻌﻰ ،ﻭﺍﺭﺗﺒﻜﹶﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﻌﺪ
ﺴ ﻌ ﹴﻲ ﺧﺎﺹ ﻣﻦ ﺑﺸﺮﻯ ﻣﺒﻜﱢﺮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ،ﻭﺍﻧﺘ ﹶﻜﺴﺖ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺎﺕ ﺣﱴ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﹺﺑ
ﲡﺎﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺿﻤﺖ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﺎﻟﻄﻮﺍ ﺇﺧﻮﺍﻢ ﰲ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎ ﹴﺭ ﺗﺸﺎﺭﻛﻲ ﺑﺪﺍ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺭﻭﺡ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﻨﻬﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻮﺍﺀﻣﺔ ﻷﳕﺎﻁ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪ ﻻ
ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺒﺪﺍﻭﺓ ﻭ ﺧﹸﻠ ﻘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺍﻟﻨﺎﺯﹺﻉ ﺇﱃ ﺍﳋﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﻛﹸﺲ ،ﻓﺘﺮﺍﺟﻊ ﻣ ﺪ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ
ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﻭﺍﻋﺪﹰﺍ ﻭﻓﺸﻠﺖ ﺣﱴ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﺧﻄﱢﻂ ﳍﺎ ﻃﻤﻮﺣ ﹰﺔ ﺗﺮﺗﺎﺩ ﻛﻞ ﻭﺳﺎﺋﻠﻪ
ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﳉﻮﻫﺮ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺒﻼﻍ ﻭﲤﻮﻝ ﻣﻦ ﺧﺎﺹ ﻣﺎﳍﺎ .ﺑﻞ ﺇﻧﻪ
ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﹶﻟ ﻘﻴﺘ ﻪ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺷﺮﻛﺎﺎ ﱂ ﺗﺼﺐ ﻣﺜﻞ ﳒﺎﺣﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺗﻮﺭﻃﺖ
ﺍﻟﱵ ﺩﻋﺖ ﺇﱃ ﻣﺴﺎﳘﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺷﺮﺍﻛﺔ ﺗﺒﻴﻊ ﺍﻷﺳﻬﻢ ﳌﻦ ﻃﻠﺐ ﻭﻓﻖ ﻭﺳﻌﻪ ﻭﺗ ﻌ ﺪ ﻩ ﺑﺎﻷﺭﺑﺎﺡ،
ﺻﻠﹸﻪ ﺑﺎﳔﻔﺎﺽ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺁﺫﺕ ﲰﻌﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻚﺃ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻃﹶ ﻔﻘﹶﺖ ﺗﺮ ﹺﺟﹾﺌ ﻪ ﻛﻞ ﻋﺎ ﹴﻡ ﺣﱴ ﻫﹶﻠ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺴﺐ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻭﻋﻤﻮﻣﹰﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﻔﻘﺖ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﰲ ﻛﺜ ﹴﲑ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ
ﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻭﺍﻹﳘﺎﻝ ﺍﳋﺎﺹ ،ﰒ ﺑﺄﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻷﺳﺒﺎ ﹴ
ﻋﺎﻣﺔ ،ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﳔﺒﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻘﻠﻴ ﹴﻞ ﻣﻦ ﻭﻋﻮﺩ ﺑﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ
ﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﱪﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻔﻬﺎ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻲ.
ﻟﻜﻦ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﲰﹰﺎ ﺧﺎﺻﹰﺎ ﻟﻠﻤﺪﺍﻓﻌﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﺸﺎﺩ ﺗﻌﺒﺄﺕ ﳍﺎ ﻛﻞ ﻃﺎﻗﺔ،
ﻓﻤﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﹶﻇ ﻬﺮﺕ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﳑﺘﺪﹰﺍ ﺇﱃ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﺘﻤﻊ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻱ ﰲ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻼ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻓﺎﻷﻭﻓﻖ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﺻﺮ ﺃﻋﻀﺎﺅﻫﺎ ﺍ ﹸﳌﺘ ﹶﻜﺜﱢﻔﲔ ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﻻ ﺗﻨﺼﺮﻑ
ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻌﺒﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﻋﺎﻡ ﻣﻀﺎﺭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﻕ ،ﻓﺎﺘﻤﻊ ﺍﳌﺆﻣﻦ
ﺼ ﺪﻗﹶﺔ ﺇﻧﻔﺎﻗﹰﺎ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﻭﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﻳ ﻤﻮﻝ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﺑﺎﻟ
ﺻﻮﺭﺓ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳌﹸﻘﺒﹺﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﰲ ﺳﻌﻴﻪ ﻟﺘﻤﻜﲔ ﺍﻹﺳﻼﻡ .ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺖ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺷﺄﻥ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻱ ﺧﺎﺹ ﺇﱃ ﺣﲔ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﺇﺫ
ﺗﻀﺎﻋﻒ ﻋﻄﺎﺀ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻭﺇﻧﻔﺎﻗﻬﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺻ ﺪﹶﻗ ﹰﺔ ﻧﺎﻓﻠﹶﺔ ﻣﻌﺎ ﻭﺿ ﹰﺔ ﻋﻦ ﺑ ﻌ ﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﳌﹸﺪﺍﹶﻓﻌﺔ ﺍﳌﹸﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﱵ
ﺿﺎﻋﻔﻮﺍ ﺳ ﻬ ﻤﻬﹺﻢ ﺍﳌﺎﱄ
ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﻛﹸﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻟﺘﻮﺍﰲ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺝ ﺍﳋﺎﺹ ﻟﻠﻤﻮﺳﻢ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﰊ ﺍﻟﺬﻱ
ﺑ ﺮﺯﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﳌﹸﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﺄﻣﻮﺍ ﹴﻝ ﻭ ﺳﻨﺪ.
ﺴ ﹴﺮ ﺃﳕﺎﻁ ﻧﻈﹸﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﰲ ﺭﺻﺪ ﺃﻣﺎ ﰲ ﻋﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﳌﺎﱄ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺑﻴ
ﺍﳌﹸﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻛﺬﻟﻚ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺔ ﲢﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺃﻏﻠﺐ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﻣﻦ
ﺸﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻜﺎﺛﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﰲ ﲤﻮﻳﻞ ﺠﺒﺮﻩ ﲜ ﻌ ﹴﻞ ﺗﻨ
ﲨﻌﻬﺎ ﺍﶈﻠﻲ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﺗ
ﳊﻤﻼﺕ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻠﻴﺎﱄ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﰒ ﺍﳌﺘﻔﺮﻏﲔ ﻭﺍ ﹶ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ ﻣﻀﺖ ﺑﻐﲑ ﻋﻴﻠﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺗﻌﻄﻞ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ،ﺗﻌﻴﻨﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ
ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻓﻖ ﻧ ﹸﻈ ﻤﻬﺎ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻌﺎﻣﻼﺎ.
*****
ﻛﺎﻥ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺌﺎﻣﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﳒﺎﺡ
ﺼﺒﺖﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﻡ ،ﻻ ﳝﺎﺛﻠﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﳎﻠﺲ ﺍﻹﻋﻼﻡ .ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘ
ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﰲ ﻣﺠﺎﹶﻟﻴﻬﹺﻤﺎ ﻣﻊ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻔﹾﺮ ﻭﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﰲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ،
ﺑﻞ ﺇﻤﺎ ﻋﺒﺮﺍ ﲜﻬﻮﺩ ﺍﳌﹸﺴﺎﺭﻋﺔ ﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﺴﻢ ﰲ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﲤﺎﻡ ﺧﻄﱠﺔ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ،ﻭﺧﺮﻭﺝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼ ﺪﻱ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ
ﻋﻤﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺇﱃ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻓ ﻤﺪﻯ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺠ ﹸﻞ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﳊﲔ ﺍﻧﺒﺴﺎﻃﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻣﻊ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻳﺴﺘ ﻌ ﹺ
ﺇﻟﻴﻪ ﺇ ﱠﻻ ﻣﻮﺍﺯﻧ ﹰﺔ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﺗﺪﺑﲑ ﺃﻣﻮﺍﳍﺎ ﲞﺎﺹ ﺟﻬﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ،ﻭﺇﻥ ﱂ
ﻳﻜﹸﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻓﺈﻤﺎ ﻋﺒﺮﺍ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﻘﺒﻠﺔ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﲡﺎﻭﺯﺕ ﻣﻮﺭﻭﺙ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻔﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﳊﺰﺏ
ﺍﳉﺒﻬﻮﻱ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺼﺪﻯ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻧﻘﻠ ﹰﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﺎﻟﺲ
ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﲡﻤﻊ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍ ُﻷﻃﹸﺮ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ
ﻼ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ، ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﳌﹸﻠﺘﺰﹺﻣﲔ ﺃﺻ ﹰ
ﺃﻭ ﺍﻟ ﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟ ﻮﻛﹶﻼﺀ ﻭﻣﻦ ﺩﻭﻢ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮﻱ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﻭ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﳌﹸﻮﻇﱠﻔﲔ ﻭﺻﻐﺎﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻣﻤﻦ ﺍﻧﺘﻈﻤﻮﺍ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﰲ ﺍﺎﻟﺲ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﳋﺎﺹ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﺭﺝ ﳓﻮ
ﺕ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ.
ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﺍﻹﺣﻼﻝ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍ
ﳋﻄﱠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪﻯ ﲡﺪﻳﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍ ﹸ
ﺿ ﻊ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﰲ ﺭﺃﺱ ﻣﺘﻄﻠﱠﺒﺎﺕ 1977ﻡ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭ
ﻴﺌﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻟﻨﺠﺎﺯﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺟﻮﻫﻪ ﰲ ﺍﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻓﺈﻥ
ﺴ ﺪ
ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﻣﻮﺍﻓﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﱂ ﺗﻜﹸﻦ ﻋﻠﻰ ﹶﻗﺪﺭ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﳌﹸﺒﺘﻐﻰ ﻟ
ﺴﻄﹶﺖ ﻭﺍ ﺳ ﻌ ﹰﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻓﺮﻏﻢ ﺗﻮﻓﱡﺮ ﻋﻀﻮ ﳎﻠﺲ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺒ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳌﹸﻠﺘﺰﹺﻡ ﰲ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﻋﻀﻮﻳﺔ ﺑﻠﻐﺖ ﳓﻮﹰﺍ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﲔ ﻋﻀﻮﹰﺍ ﰲ ﺍﻠﺲ
ﻼ ﲨﻊ ﺍﻷﻋﻤﺎﻟﻴﲔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﲔ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﳋﺎﺹ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺗﺴﻊ ﺇﻃﺎﺭﹰﺍ ﺷﺎﻣ ﹰ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ،ﰒ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﲔ ﰲ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﲔ ﻣﻦ
ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺧﻞ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ ﺍﻠﺲ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﳚﻤﻌﻬﻢ ﻣﻊ ﺃﻭﻟﺌﻚ ،ﻓﻮﺍﻟﻮﺍ
ﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﺮﺗﲔ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ،ﻭﺗﺼﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﻢ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﺗﺘ ﹶﻜﺮﺭ ﻏﹶﺎﻟ
ﺼﺪﺭ ﺭﲰﻴﺔ ﻋﱪﻫﺎ .ﻭﺇﺫ ﺿﻤﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﳓﻮﹰﺍ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﺒ ﺮ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ،ﰒ ﺗ
ﻋﺸﺮ ﻭﺯﻳﺮﹰﺍ ﺍﺷﺘﻤﻠﻮﺍ ﺣﱴ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﻣﺜﱠﻠﺖ ﺇﻃﺎﺭﹰﺍ ﺁ ﺧ ﺮ ﻭﺍ ﺳ ﻌﹰﺎ ﳌﹸﺠﺎﺔ
ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ،ﻭﺣﺎﺯﺕ ﻋﻠﻰ ﻏﹶﺎﻟﺐ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﱴ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﲤﺎﻡ ﺳﻴﻄﺮﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺎﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﳊﻈﺔ ﺍﳌﻴﻼﺩ.
ﺃﻣﺎ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﻨﻴﹰﺎ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺷﺄﻥ
ﻼ ﻣﻨﺼﺐ ﻭﻛﻴﻞ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺻﻮ ﹰﻻ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺇﺫ ﺷﻐﻞ ﻃﻮﻳ ﹰ
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ،ﻭﺍﺗﺼﻞ ﻣﻦ ﹶﺛ ﻢ ﲟﺠﺎﻝ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻣﻊ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ،
ﺧﺎﺻﺔ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ ،ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺣﺰﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﺍﻷﻭﱃ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﻮﺍﻓﻴﺔ
ﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ
ﺡ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﺤﻔﹸﻆ ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ ﺍﻟﺘﺎﻡ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ
ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﲟﻮﺍﻗﻒ ﺗﺘﺮﺍ ﻭ
ﺏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺾ ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻏﺎﺩﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﺽ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺟﻤﻠﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﻋﺮﺿﻬﺎ ﻟﻠﻨﻘﺎﺵ ﻭﺍﳌﹸﺪﺍ ﻭﻟﹶﺔ.143
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻌ ﺮ
ﺴ ﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺤِﻭﺇﺫ ﱂ ﺗﺰﻭﺩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻳ
ﻉ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﰲ ﺗﺒﻨﻲ ﺭﺅﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺳﺎ ﻋﺪﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﰲ ﻭﺍﻟﺘﻮ ﺟﻬﺎﺕ ،ﺷ ﺮ
ﺼ ﺪ ﺭ ﻧﺎﻓﺬ ﹰﺓ
ﻂ ﺭﺅﺍﻩ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﻭﺗ ﺴﹸ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﻇ ﱠﻞ ﺍﻠﺲ ﻳﺒ ِ
ﺤ ﻮ ﺭ ﺁﺧﺮ ﰲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﹸﺛ ﻢ ﻳﻮﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﳌﹸﺮﺍﺟﻌﺔ ﰲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﻪ ﺍ ﹸﳌﺘ
ﺼﻠﹶﺔ ،ﺃﻭﹶﻗ ﻊ ﻣ
ﺕ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﲣﺺ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﺟﻨﱯ ،ﺣﻴﺚ ﻧﻔﱢﺬ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻋﻘﻮﺑﺎ
ﺣﻜ ﻢ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﻋ ﱪ ﳏﺎﻛﻢ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ،ﺍﻤﻮﺍ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺎﺕ ﺑﺎﳊﻴﺎﺯﺓ
ﰒ ﺑﺎﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﻟﻠﻨﻘﺪ ﺍﻷﺟﻨﱯ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﺍﻷﻣﻨﻴﲔ ﺍﻟ ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ
ﺐ ﻣﻦ ﳘﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺼﺒﹰﺎ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻣﺒﺪﺃ ﺁﺧﺮ ﻗﹶﺮﻳ ﳍﻢ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﺟﻨﱯ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﱠ
ﺻ ﺮ ﺍﻟﻨﻈﹶﺮﻼ ﻗﺎ ﻧﻔﹸﻮ ﺳﻬﹺﻢ ﺍﳌﹸﺘ ﻌﻠﱢﻘﺔ ﺑﺎﻟ ﹸﻘﻮﺓ ،ﻫﻮ )ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ( ،ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺕ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﲑﺓ ﺣﺒ ﹰ
ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﺘﻬﹺﺰ ) ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ( ﻭﺗﻄﺒ ﻊ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﺎﻻﺿﻄﺮﺍﺏ.
1آ1ن أول وز* 6I7 '( 1ا 12ذ ه د 'P7 6 .زآ'.
ﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻮ ﺟﻬﺎﺕ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻷﻭﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﳓﻮ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻗﺮﻳ
ﺭﺳﺨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻣﻨ ﹸﺬ ﻭﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﺼﲑ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻃﱠﺪﺕ ﰲ ﻣﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻨﻘﺪ
ﺍﻷﺟﻨﱯ ﻓﺤﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺣﱴ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﳌﹸﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻋﱪ ﺍﳌﻮﺍﺳﻢ ﻭﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺷﺄﻥ
ﺐ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﳊﺎﺳﻢ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻭﻗﺪ
ﺤ
ﺼ
ﺴﺘ ﺕ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺗ
ﺼﺪﻉ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺸﻌﺎﺭﺍ
ﺍﳋﹸﻀﺮﻭﺍﺕ ﺛﹸﻢ ﺍﻟ
ﺼﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﹸﻞ ﺫﻟﻚ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺣﺮﺭﺗﻪ ﺑﺪﻟﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﺭﺗ ﺪ ﻋ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺣ ﺮﺭﺕ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﻟﻠﻨﻘﺪ ﺍﻷﺟﻨﱯ.
ﺃﺧﲑﹰﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻷﻫﻢ )ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ( ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺧ ﱠﻄﺔ ﻭﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺷﺒﻪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ
ﳋﻄﹶﺮ ﻣﻦ ﺭ ﺩ ﺿﻌﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﹸﻛﻠﱢﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﱠﺔ ﺍ ﹶ
ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻭ
ﱯ ﻣﻀﺎﺩ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺒﺲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺑﻌﺪ ﻭﻋ ﺪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺻﺮﻓﻬﺎ ،ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺩﻭﻥ ﻋﺎﺋﺪ ﺣﺎﺳﻢ ﺟ ﻢ ﻓﻌﻞٍ ﺷﻌ ﹴ
ﻉ ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ.ﺤﺮﻛﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻈﹶﺮ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻮﺿﻮ ﺼﻠﺢ ﻛﹸﺘﻠﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﻳ
ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻠﻢ ﻳ
ﻉ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻗﱠﻒﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍ ﺟﻬﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻊ ﻓﺠﺮﻫﺎ ﺃﻭﺿﺎ
ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟ ﻌﻮﻥ ﺍﻷﺟﻨﱯ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻓﹶ ﻊ ﺑﻪ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﺷﻬ ﹴﺮ ﻗﺒﻞ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﳊﹸﻜﻢ
ﺍﳊﺰﰊ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺮﺍﻛﹸﻢ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ .ﰒ ﺍﳉﻔﺎﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻘﺐ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﲟﺎ ﱂ ﺗﺸ ﻬﺪﻩ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ﺍﺎﻋﺔ ﺍﻷﺳﻮﺃ ﰲ 1984ﻡ .ﻭﺇﺫ ﺑﺪﺍ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻮﺍﻓﻘﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ
ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺑﺘﻌﻮﱘ ﺍﳉﻨﻴﻪ ،ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﻧﺎﺩﻱ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺍﻟﺬﻱ
ﺐ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﰲ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟ ﺪﻭﻝ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺸ ﻌﺮﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻳﺮﺍﻗ
ﳋﻨﺎﻕ ﻭﲤﺘﺪ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﺇﱃ ﲣﻔﻴﻒ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﻨﻔﻚ ﺍ
ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻷﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﲡﻨﻴﺐ ﻣ ﻬﺪﺩﺍﺕ ﺍﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻻﺣﺖ
ﳊﺼﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﻣﻦ ﱠﰒ ﻓﻘﺪ ﺍﲡﻪ ﺃﻛﱪ ﺍ ﹶﳍ ﻢ ﻹﳒﺎﺡ ﺍﳌﻮﺳﻢ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﺍﳌﻄﺮﻱ ﺃﺷﺒﺎﺡ ﺍ
ﻭﺍﳌﺮﻭﻱ ،ﻭﺇﺫ ﺃ ﱠﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﳌﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﺣﺘﺎﺟﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﺪﻓﻊ
ﻣﺎﺩﻱ ﻭﻣﻌﻨﻮﻱ ﳛﺮﻙ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﳌﹸﻌﻄﱠﻠﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ،ﻓﺎﺭﺗﻔﻊ ﻋﻔﻮﹰﺍ ﺷﻌﺎﺭ )ﻧﺄﻛﹸﻞ ﻣﻤﺎ ﻧ ﺰﺭﻉ(
ﻣﻮﺻﻮ ﹰﻻ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮﺕ ﺍﺳﺘﻘﻼ ﹰﻻ ﻭ ﻋﺰﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﲝﺴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻧﺬﹸﺭ
ﺍﳊﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﲟﺎ ﺣﻤﻞ ﻣﻦ ﻣﻐﺎ ﹴﺯ ﻭﺩﻻﻻﺕ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﹶﻃ ﻔﻘﹶﺖ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﻳﻮﻣﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ
ﻭﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻮﺗﲑﺓ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ )ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ( ﻫﻲ ﺃﻛﱪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻛﱪ ﺑﻨ ﺪ ﰲ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﺪﻋﻢ
ﺍﳊﹸﻜﻮﻣﻲ ،ﻭﺇﺫ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﻣﺪﻭ ﺩ ﺍﻟﹺﻨﻔﹾﻂ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﱂ ﻳﺴﻌﻒ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺇﱃ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﻧﺎﳎﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ
ﺍﻷﻭﻝ ﺇ ﱠﻻ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﺨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺍﱃ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻋﱪ 16ﺷﺤﻨﺔ ،144ﰒ ﻣﺎ ﺗﻼﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ
ﺴﻮﻯ
ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺢ ﺍﺳﺘﲑﺩﺍﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳋﺎﺻﺔ .ﻓ ِ
ﻑ
ﺽ ﻣﺎﻟﻴﺰﻱ ﻭﺁﺧ ﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﱯ ﺍﳌﹸﻨﻘﺬ ﱂ ﻳﺴﻌﻒ ﺍﳌﻮﺳﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺇ ﱠﻻ ﻗﺮ
ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻋﺎﳌﻲ ،ﰒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘﻤﺪﻫﺎ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ
ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ،ﳑﺎ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﺍﳉﻤﺎﺭﻙ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ،ﰒ ﻣﺪﺧﻼﺕ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺍﻭﺣﺖ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻣﻦ 300ﺇﱃ 500ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﲢﻮﻳﻼﺕ
ﺍﳌﻐﺘﺮﺑﲔ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﺎ ﻋﻔﹶﺖ ﻣﺘﺠﺎﻭﺑ ﹰﺔ ﻣﻊ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ.
ﺍﺳﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﰲ ﺃﺭﺍﺿﻲ
ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﳏﺘﻜﺮﺓ ﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﶈﺼﻮﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ )ﺍﻟﻘﻄﻦ( ﻛﻤﺎ ﺍﻣﺘﺪﺕ
ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺇﱃ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﳌﺮﻭﻳﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻷﻗﺼﻰ ،ﻭﳓﻮ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ
ﺏ ﻣﻔﺘﻮﺡﺍﳌﻄﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﲢﺎﺩ ﻣﺰﺍﺭﻋﻲ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺇﺿﺮﺍ ﹴ
ﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﺇﱃ ﺳﺎﻋﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﺍﻷ ﻭﻝ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﳌﻄﺎﻟﺒﻬﻢ
ﺕ ﻣﻊ ﳏﺎﻓﻆ ﺍﳌﺼﺮﻑ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ،ﻭﻗﺪ ﺁﻝ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺇﱃ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺍﻭﻻ
ﺍﻷﻭﻝ ،ﻓﻮﺟﻪ ﻣﻮﺍﺭﺩﻩ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﺇﱃ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﳌﻐﻠﻘﺔ ﰲ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻭﺍﺳﺘﲑﺍﺩ ﺍﳌﺒﻴﺪﺍﺕ.
ﺃ ﹶﳍﻤﺖ ﺑﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﰲ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺳﻌﺎﰲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﳒﺎﺣﹰﺎ
ﲡﻠﱠﻰ ﰲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﻋﺎﺋﺪﻩ ،ﺇﺫ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﺣﺼﺔ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻔﺪﺍﻥ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺣﱴ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗ ﻌ ﻬ ﺪ
ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﻤﺢ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻇﻬﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﻋﻠﻤﹰﺎ ﺃﻋﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺍﺏ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﺇﺫ
ﳋﻄﹸﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﲑ ﺓ ﳓﻮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ .ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺻﺮﺕ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺭﺗﺒﺖ ﺍ ﹸﺗﻨﺎ
ف اEEم EEHـ)EEHج
'EE( 2ا cEEH12Aأ 1EEJ QEER7أرا EE2*6N 'EEfاEEان 9a1EEHم ،وا6EE4 'EE5ت ُ EE&ُ* 1EE 1EEIP7
ا.({#1F
ﻭﺍﳌﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﻨﻘﻼﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳉﺬﺭﻳﺔ
ﺷﺄﻥ ﲢﻮﻳﻞ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﻄﻦ ﰲ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻘﻤﺢ ،ﻭﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﺃﻇﻬﺮﺕ
ﺍﳌﺂﻻﺕ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﰲ ﲤﺎﻡ ﺻﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻓﻘﺪ ﺃ ﺟﺪﺕ ﺍﳌﺆﺳﺴﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﳌﹸﻔﻀﻲ ﺇﱃ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﳛﺎﺻﺮ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻭﻳﻘﻠﱢﻞ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ،ﻓﻘﺪ ﺣﺮﻛﺖ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﹰﺍ ﺑﻼ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎﹰ ،ﻛﻤﺎ
ﳋﻠﹶﻞ ﰲ ﻗﻄﺎﻋﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﳌﻄﺮﻱ ﻭﺍﳌﺮﻭﻱ ﻭﰲ ﻗﻄﺎﻉ ﻋﺎﳉﺖ ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ،ﻭﺍﺳﺘﺪﺭﻛﺖ ﺍ ﹶ
ﺍﻟﻨﻘﻞ ،ﻛﻤﺎ ﺩﻋﺖ ﺇﱃ ﺩﻋﻢ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﻲ ﻭﻗﺎﺑﻠﺖ ﺍﺳﺘﲑﺍﺩﻩ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﺩﻳﻨﹰﺎ
ﺑﻼ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ،ﻭﻏﻄﱠﺖ ﻓﺮﻭﻕ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﺑﺪﻋ ﹴﻢ ﻣﻦ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ
ﺗﻮﻇﱢﻒ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺪﺃ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﳋﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﺍﳉﻤﺎﺭﻙ ،ﰒ ﰲ ﺗﺄﻣﻞ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺴﻠﹶﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰒ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﻃﺎﻗﺎﺎ ﻭﺗﻀﺨﻢ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ،ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺩﻋﻢ ﺍﻟ ِ
ﺍﳌﹸﻌﻄﱠﻠﺔ ﻭﺣﺠﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ،ﻭﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗ ﹶﻘﺪﺭ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﺎ ﺍﻻﻓﻀﻞ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺣﻤﻠﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﲡﻠﱠﺖ ﰲ
ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ.
ﺨ ﹶﺬ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ )ﺍﻠﺲ ﻗﺮﺍ ﺭ ﺁﺧﺮ ﻣﻬﻢ ﻷﻭﻝ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﺗ
ﺼﻮﺏ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﳓﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ( ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺇﺫ ﺗ
ﺨ ﹶﺬ ﺳﺒﻞ ﺍﳌﻌﺎﳉﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺃﻫﻢ ﳏﺎﻭﺭﻩ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﺎﺗ
ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﺑﺘﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﳓﻮ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﻣﺎﻳﻮ )ﺃﻳﺎﺭ( 1991ﻡ ،ﻭﺇﺫ ﺃﻥ
ﺴﺮﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﻮﱃ ﳏﺎﻓﻆ ﳒﺎﺡ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻻ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺇﻻ ﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﲤﺎﻡ ﺍﻟ ِ
ﺍﳌﺼﺮﻑ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺍﻛﺘﻤﻞ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﹶﻃ ﻮﺭﻫﺎ
ﻉ ﳜﺮﺝ ﺍﻷﻭﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﹶﻃﺒ ﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﻭﺻﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ،ﺑﺎﺳﻄﹰﺎ ﻣﻬﻠﹶﺔ ﺃﺳﺒﻮ ﹴ
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻛﻞ ﻧﻘ ﺪ ﱂ ﻳﺘﺒﺪﻝ ﻻ ﳛﻤﻞ ﺃﻳﺔ ﻗﻴﻤﺔ.
ﺸﺪﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﺎﻋﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺇﺫ ﺣ
ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ،ﻭﺍﻧﺒﺴﻄﺖ ﻧﻮﺍﻓﺬ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻼﺀ )ﳓﻮ 1000ﻧﻘﻄﺔ
ﺗﺒﺪﻳﻞ( ﻭﲢﻘﱠﻘﺖ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺴﻴﻮﻟﺔ ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ﲟﺎ
ﻼ ﺟﻨﻮﺡ ﺍﻟﺘﻀﺨﻢ ،ﰒ ﺇﳊﺎﻕ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﲝﺎﻣﻴﺎﺕ ﺠ ﻢ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﻋﺎﺩﻝ ﺛﻠﺚ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﹶﻟ
ﺍﳉﻴﺶ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﳑﺎ ﺃﺧﺮﺝ ﺑﻌﺾ ﲡﺎﺭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﺭﻏﻢ
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺒﺎﻃﺆ ﰲ ﺻﺮﻑ ﺍﳌﹸﻘﺎﺑﹺﻞ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻟﻸﻣﻮﺍﻝ ﺍﳌﻮﺩﻋﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﻗﺪ
ﻭﺍﰱ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﳌﻮﺳﻢ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﳓﻮ ﺍﳊﺼﺎﺩ ،ﺃﻇﻬﺮ ﳐﺎﺩﻋﺔ ﻻ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﳍﺎ ﺃﺯﻣﺖ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﺑﻌﺪ ﺍﳉﻤﻮﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﱂ ﺗﻨﻔﻚ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﺇﻻ ﳓﻮ ﺧﺘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻬﺮ ،ﻭﺧﻠﱠﻔﺖ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺛﻘ ﹰﺔ ﻣﻬﺘﺰﺓ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺇﱃ ﻋﻜﺴﻪ ﺳﻠﻮﻛﹰﺎ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﹰﺎ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﻳﻮﺩﻉ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻟﺪﻯ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﰲ ﻋﺎﱂ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳊﺪﻳﺚ.
ﺷ ﹺﻬﺪﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﻋﺎﻣﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﳌﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺑﻌﺪ
ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻗﺪ ﺗﺄﻛﱠﺪﺕ
ﻓﻴﻪ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺳﻘﻮﻁ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﹸﺮﻣﻚ ﰲ 30ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ( 1989ﻡ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺴﻄﹶﺖ ﳍﹸﻢ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺳﻮﺍ ﺩﻫﻢ
ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑ ِ
ﺍﻷﻋﻈﻢ ﲟﺎ ﳝﺜﱢﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺤ ﹶﻔ ﹴﻞ ﺩﻋﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ) 750ﻋﻀﻮﹰﺍ( ﴰﻠﻮﺍ ﻏﺎﻟﺐ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﻭﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮ ﺍﳌﹸﺸﺎﺭﻛﲔ
ﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻷﻫﻢ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ) 145ﺩ .ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺭﺋﻴﺲﻟﻜﻦ ﺗﻮﻟﱠﻰ ﺑﻌ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﳌﻮﺟﻬﺎﺕ ﻭﺃﲪﺪ ﺍﻟﺘﺠﺎﱐ ﺻﺎﱀ ﺭﺋﻴﺲ ﳉﻨﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﰒ ﺑﺪﺍﻟﺪﻳﻦ ﻃﻪ(.
ﻕ ﻣﺴﺒﻘﹶﺔ
ﺷﺄﻥ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﻛﺎﻓﱠﺔ ،ﺍﻧﻌﻘﺪ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍ ﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﻐﲑ ﺃﻭﺭﺍ ﹴ
ﺖ ﻓﺮﻋﻴﺔ( .ﺃﻣﺎ ﺧﻄﺎﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻛﻠﻪ ﻟﻠﺠﺎﻥ )ﺍﻟﱵ ﺑﻠﻐﺖ ﲦﺎ ﻥ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺳ
"4 3ن آ cاA#oAات (' ا 12ذ ا.و QPJ# ,ا&* ا76ة J7و c1ا 7م و QPA4ا ^ECkآ^EP25& 1E1
6ى أMIGة ^"#اE+رة ،ه :1EAدEBC .ر ا& tEKوا15E.ذ *6ESا6ECIي ،وا6EJ7 'H1E2Cا1EJ7 ^ANس اTEي
cJj '(#ا6&H A#oAة أ ،I4ووا ^ u2( 6NاMب ا) ،'7ه ا15E.ذ أHز* {1ES 6EA 6Eوز* Eا E6a
ا& 6A) 1ا) "( :^N zاTاآة ادا – ص (201آ 1Aأ Q2أ1AEء 1EB5jp EAIد*^ إ^ E
VIPA)# Vا A12ا.و c+ ,أ 6ANإHاه Vا5ا.'H
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻘﺪ ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺗﻀﺨﻢ
ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻳﻀﻊ ﻋﺒﺌﹰﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻘﻪ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺣﻤﻞ ﺧﻄﺎﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﺘﺒﻠﻮﺭ
ﰲ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﳋﺎﺹ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺑﺎﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻷﻣﻦ
ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ،ﰒ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ
ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ.
ﻼ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺼﹰﻭﺇﺫ ﺣﻤﻞ ﺧﻄﺎﺏ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺆﲤﺮﻭﻥ ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﻣﻔ
ﺤﻮﺍﺭ ﺍﻷﻫﻢ ﺑﲔ ﺭﺅﻯ ﺑﺪﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﺿﺤﹰﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ )ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ( ﻓﻘﺪ ﻓﺘﺢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻟﻠ
ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﻣﺎ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﻮﺍﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺛ ﹴﺮ ﺭﻏﻢ ﻣﻼﻣﺢ ﺑﻮﺍﺭﹺﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﰲ
ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻳﻮﻣﺌﺬ ،ﻭﺑﲔ ﻣﺎ ﻃﺮﺣﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﳌﹸﺘ ﺪﺭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺃﺻﻮﻝ
ﺍﳋﻼﻑ ﺑﲔ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﻭﺍﳌﻨﻔﻌﺔ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﳚﻌﻞ ﺍﳌﺎﻝ ﻛﻠﻪ ﷲ ﻟﻜﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺑﺎﺡ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺟﻌﻞ
ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﲪﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﻘﺪﻣﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﳏﺾ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﲟﺎﻟﻪ.
ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺗﺼﺪﻯ ﳌﹸﺸﻜﻼﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎ ﺩ ﻗﺎ ﹴﰎ ﺗﻠﺘﻤﺲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺸﺮﻉ ﻣﻦ
ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ،ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺃﺑﺪﻯ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮﻭﻥ ﲢﻔﱡﻈﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺻﻔﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺣﺎﺟﺔ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻟﻠﻜﻔﺎﻳﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻜﻔﺎﻑ ﻭﺣﺎﺟﺔ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺑﺪﺕ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺗﻮﺻﻴﺎﻢ ،ﰒ
ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺘﺪﺭﳚﻲ ﻟﻠﺘﺨﻠﹸﺺ ﻣﻦ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺨﺼﺎﺹ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻭ
ﺻﻴ ﹴﻎ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﲡﻠﱠﻰ ﻻﺣﻘﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ
ﺗﻌﻮﱘ ﺍﳉﻨﻴﻪ ﳓﻮ
ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ.
ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ،ﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﺭﺅﻳﺔ ﻭ ﺧﻄﱠﺔ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ
ﺍﳌﺪﺍﻭﻻﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﻠﻮﻟﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﹸﺨﻀﺮﻣﲔ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﻭﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺩ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺗﻮﻟﱠﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺟﻮﻫﺮ
ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﳌﻮﺳﻮﻡ ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ.146
ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺣﻪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﹸﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺳﺎﺑﻘﻪ ﰲ
ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺼﺪﻯ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺜﲑﻭﻥ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ،ﻻ
ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺧﱪﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻀﺎﻫﻰ ﰲ ﺃﻃﺮ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻨﻄﻘﻪ ﺍﻟﻘﻮﻱ ،ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺎﻹﻋﻼﻡ ﻭﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺿﺤﻰ ﺳﻴﺎﺳ ﹰﺔ ﺭﲰﻴ ﹰﺔ ﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﰲ 3ﻓﱪﺍﻳﺮ )ﺷﺒﺎﻁ( 1992ﻡ ﺑﺈﺟﺎﺯﺗﻪ ﻣﻦ ﳎﻠﺲ
ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ.
ﳋﻄﹸﻮﺍﺕ ﺍﳉﺬﺭﻳﺔﻭﺭﻏﻢ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﻓﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﰲ ﺗﱰﻳﻞ ﺍ ﹸ
ﻟﻠﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﳋﺎﺹ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺳﻌﻒ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺗﻮﺍﱄ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻒ ﻣﻦ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻟﻔﻴ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﲔ ﰲ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻟﻴﲔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺭﻏﻢ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺧﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺋﺐ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺃﺿﺤﺖ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻟﱠﻰ ﻋﻀﻮ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﺻﻐﺮ
ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺘﺸﻬﺪﹰﺍ ﺑـ)ﻋﺴﺎﻛﺮﻩ( ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳚﻬﺪﻭﻥ ﰲ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ )ﻛﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ( ﰒ
ﺍﳍﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﰲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻟﱠﺘﻪ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﻧﺎﺋﺐ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﻢ ،ﻭﺗﺼﺪﻯ ﳍﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻮﻥ ﻣﺮﻣﻮﻗﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﻠﺲ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ،ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺞ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﰒ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﻭﻗﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻷﺿﻌﻒ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﹰ ،ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺻﻮﺕ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﲢﺎﺩ ﻧﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ.147
ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﲢ ﻮ ﹰﻻ ﺟﺬﺭﻳﹰﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺟﺴﺎﺭﺓ ﻭﺧﱪﺓ ﻛﺎﻟﱵ ﲤﺘﻊ ﺎ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ،
,# 4وزارة ا 1Aا15.ذ 6J7ا6AN VNي 6P 1ًFPآ5ر 6زآ' .'P7
5د 1EE7د .إEEHاه 6EEJ7 Vا إ12A ('HEE) ^*EE`# ,EEو1EE1 EEت 6EEJ7ا6EEAN VNي و6EEB#ى 'EE( OEEاYEEPKA
ا 'C9ا6H '1E25pرا OE9 ^*6Eودا( OEC7 ZEد .أ 6EANإEHاه Vا5ا 'EHو6Hرا1APE ^*6Eن .أ1E# 1Eج ا6EH17 Eون
ر Yا1#د 1A7ل ادان ( 62أ14ر إ ,أن از* *1x c5ب ا* O#1E1 TEFC Eدون ا1E25د وE5&* pض
OP7ى ا&1Aل.
ﻉ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺪﺕ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﺑﻐﲑ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﻛﺜﻴﻔﺔ ،ﻭﻳ ﺪ
ﺴﹰﺎ ﻭﻗﻴﻤﹰﺎ ﻭﺿﻮﺍﺑﻂ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺴﻮﻕ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺑﺎﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﺃ ﺳ
ﺸﺪﻩ ﻛﻞ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺪﺭﻛﻪ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﺘﺄﺻﻴﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﹸﻞ ﻭﺍﻟﻄﻼﱠﺏ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻟﺘﻐﺪﻭ ﻋﻨﺼﺮ
ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﰲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﺘﻤﻊ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ
ﻯ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﺗﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﳎﺘﻤ ﹴﻊ ﻭﺍﻩ ،ﺑﻨﺎﺅﻩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻇ ﱠﻞ ﻳﺴﺘﻬﻠﻚ ﺿﻌﻒ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﳌﺪ
ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻄﻠﱠﻊ ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﺍﳉﺬﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻟﻌﻮﻥ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻣﺘﺜﻞ ﻟﻮﺻﻔﺎﺎ ﻭﻳﻨﺘﻈﺮ ﻭﻋﻮﺩﻫﺎ ،ﻭﻫﻲ ﻭﻋﻮ ﺩ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺃﺎ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﱠﻖ ،ﻻ
ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎ ﹴﻡ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﻮ ﺟ ﹺﻬ ﻪ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﺿﺎ ﻩ
ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﻭﺃﻭﻟﻴﺎﺅﻩ ﺍﻟﺪﺍﻋﻤﲔ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ.
ﺣﻮﺕ ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺟﺔ ﺍﻟﻀﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻜﺮﹰﺍ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﹰﺎ
ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻛﺎﻥ ﳛﺘﺎﺝ ﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﳌﹸﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ،ﺷﺄﻥ ﻛﻞ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ
ﺍﳉﺬﺭﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﲝﺴﻪ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﳛﺘﺎﺝ ﻻﺟﺘﻬﺎﺩ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﲡﺎﻭﺏ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻓﻘﺪ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺇﱃ ﺗﻜﺜﻴﻒ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ
ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻭﲤﺎﻡ ﺍﻷﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﻉ ،ﰒ ﺗﺒﺪﻳ ﹲﻞ ﻫﻴ ﹶﻜﻠﻲ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻣﻮﺍﺭﺩ
ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻳﺸﺠﻊ ﻣﺴﺎﳘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ،ﻭﻳﻠﻐﻲ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻛﺎﻓﺔ
ﻭﻳﺘﺨﻠﱠﺺ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻳﺪﻋﻮ ﻹﺻﻼﺡ ﺟﺬﺭﻱ ﰲ ﻫﻴﺎﻛﻞ
ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ .ﰒ ﻫﻮ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﹰ ﻳﺤﺮﺭ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﻳﺮﺳﻲ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ ،ﻭﻳﺰﻳﻞ
ﻋﻘﺒﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ.
ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻮﺳﻊ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﰲ ﺟﺒﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﺈﺯﺍﻟﺔ ﻋﺠﺰ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﻣﻊ ﺧﺘﺎﻡ ﺳﻨﻮﺍﺕ
ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ،ﻭﻳ ﺮﺷﺪ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﳊﻜﻮﻣﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﳋﺎﺹ ﻭﻻ ﳝﻮﻝ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭﻳﻄﺒﻖ ﺳﻌﺮﻳﻦ
ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ ﲪﺎﻳ ﹰﺔ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ،ﻭﻳﺮﺷﺪ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻤﻞ
ﳐﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﰲ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ،ﻳﺸﺠﻊ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻭﻳﺆﻫﻞ ﻓﺎﺋﺾ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ
ﻟﻌﻤ ﹴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻔﻴﺪ ﻭﻳ ﻌ ﺪ ﺩﺭﺍﺳ ﹰﺔ ﻋﺎﺟﻠ ﹰﺔ ﺗﺼﻠ ﺢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﱯ ﻭﲢﻘﱢﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺗ ﺪﹶﻓ ﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺩﺕ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺃﺳﺎﺳﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﲢﺮﻳﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ
ﻭﺩﻋﻤﻪ ،ﻭﺗﻮﻓﲑ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ
ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﺩﺍﺧﻠﻴﹰﺎ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﹰﺎ ﻭﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ،ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺜﲏ ﺫﻟﻚ ﺳﻮﻯ ﻗﻄﺎﻉ
ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺗﻨﻘﻴﺒﹰﺎ ﻭﺇﻧﺘﺎﺟﺎﹰ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺒﻴﻊ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﺎﺳﺮﺓ ﻭﺍﳌﹸﺘﻌﺜﱢﺮﺓ ﺃﻭ ﲢﻮﻳﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﻣﺴﺎﳘﺔ
ﻋﺎﻣﺔ ،ﰒ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﺍﳉﻤﺎﺭﻙ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻟﺘﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ
ﳓﻮ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻭﺇﺟﺮﺍﺀ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﳌﺼﺮﰲ ،ﻭﲢﺮﻳﺮ ﺃﺳﻌﺎﺭ
ﺴﻠﹶﻊ ﻭﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﻭﺗﺜﺒﻴﺖ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ. ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﰲ ﲢﺮﻳﺮ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟ ِ
ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺎﻡ ﻭﺍﺳ ﹴﻊ ﻟﻠﺘﻜﺎﻓﹸﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﻤﻜﱢﻦ ﳏﺪﻭﺩﻱ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ
ﺍﻟﺘﻀﺨﻢ ﺑﺎﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺼﺎﺣﺐ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺧﻄﹸﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ
ﳊﺴﻦ ﻭﻣﺮﺍﺟﻌﺔ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ،ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟ ﺮﺑ ﹺﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﹸﻌﺎﻣﻼﺕ ﻛﺎﻓﱠﺔ ،ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺻﻴﻎ ﺍﻟﻘﺮﺽ ﺍ ﹶ
ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﻌﺎﺷﺎﺕ ﻟﻴﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ.
ﺟﺎﺀ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻗﻮﻱ ﺍﻟ ﻮﻗﹾﻊ ﻷﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﺍﻟﺮﺍﻛﺪ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮﺩ،
ﻭﲡﻠﱠﺖ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺍﳌﹸﺘﻮﻗﱠﻌﺔ ﰲ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻀﺨﻢ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺣﺮﻙ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﰲ ﻣﻨﺎﺥ ﳏﺪﻭﺩ
ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻣﻬﻤﺎ ﳉﺄﺕ ﻟﻠﺘﻤﻮﻳﻞ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﺗﺮﺟﻮﻩ ﻣﺆﻗﺘﹰﺎ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﳝﻀﻲ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻭﺗﺴﺘﻘﺮ ﺃﺣﻮﺍﻝ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ .ﻭﺇﺫ ﹸﻓﺘﺤﺖ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻻﺳﺘﲑﺍﺩ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ،ﲣﻠﱠﺼﺖ ﺍﳋﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺐﺀ
ﺴﻠﹶﻊ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺗﺸﺠﻴﻌﹰﺎ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎﺭ، ﺍﻷﻛﱪ ﻭﹸﻓﺘﺤﺖ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻣﻊ ﲦﺎ ﻥ ﺩ ﻭ ﹴﻝ ﺑﻐﲑ ﻗﻴﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟ ِ
ﻓﺎﻧﻔﻜﱠﺖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻧﻘﺎﹰ ،ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻨﺪﺭﺓ ﺍﳊﺎﺩﺓ ﻭﺗﻼﺷﺖ
ﺻﻔﻮﻓﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺘ ﺪ ﰲ ﺍ ﹸﳌﺪﻥ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺃﻭ ﺍﳋﺒﺰ ،ﻭﻟﻮ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺳ ﻌﺮﻫﺎ
ﻋﺎﻟﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻷﺿﻌﻒ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﳌﹸﻌﺎﳉﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻭﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺩ ﻋ ﻢ
ﺴﻠﹶﻊ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺘﺤﺮﺭ ﺇ ﱠﻻ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ. ﺑﺸﻜ ﹴﻞ ﻣﻠﻤﻮﺱ ،ﹶﻃ ﻔﻘﹶﺖ ﺍﻟ ِ
ﺟﺎﺀ ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻮﺭﻳﹰﺎ ﻣﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﺳﺘﺸﻌﺎﺭﹰﺍ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ
ﺍ ﹸﳌﻠﺤﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻔﻆ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻀﺮﺭﺕ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺑﻴﻞ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳊﹸﺮ ،ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺗﺪﻧﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﻑ ﻭﺗﺒﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﺣﺪﹰﺍ ﺃﺩﱏ
ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳌﹸﺴﻠﻢ ﺍﳌﹸﺘﻜﺎﻓﻞ ،ﻓﺘﺄﺳﺲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻄﻼﱠﺏ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺳﻊ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ
ﻭﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻄﻼﱠﺏ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﻭﺍﻹﻋﺎﺷﺔ ،ﰒ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﹸﻞ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﺫﻭﻱ
ﺴﻠﹶﻊ ﺣﱴ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ،ﻭﴰﻞﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺼﺮﺕ ﺃﺟﻮﺭﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟ ِ
ﻧﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﳌﻮﻇﻔﲔ.
ﻛﻤﺎ ﲡﺪﺩ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺑﻌﺪﻩ،
ﺷﺄﻥ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﳌﻌﺎﺷﺎﺕ ﻭﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ ﺳﻴﺎﺳﺎﺎ ﻭﺗﻔﻌﻴﻞ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ،
ﻭ ﹸﻃﺒﻖ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻟﻌﻴﲏ ﻣﻮﺍﺩ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘﺪ ،ﻓ ﻤﹺﻨ ﺢ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺟﻮﺍﻻﺕ ﺫﺭﺓ )ﺟﻮﺍﻟﲔ
ﺴﻄﹶﺖ ﺍﳌﻮﺍﺩ ﻋﱪ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﰲ ﻟﻜﻞ ﻋﺎﻣﻞ( ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻋﻴﺖ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﻭﳒﺎﺯﺗﻪ ،ﻓﺒ ِ
ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺍﻟﱵ ﻇﻞ ﺍﺘﻤﻊ ﻳﺆﺩﻳﻬﺎ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺩﻳﻦ ﻭﻟﻮ ﺃﻓﺬﺍﺫﹰﺍ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻮﻥ ﺎ ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻓﻘﺪ
ﺍﺳﺘﻌﻴﺪﺕ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻟﻌﺎﻡ 1984ﻡ ،ﰒ ﲡﺪﺩﺕ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺪﺭﺗﻪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ
ﺼﻠﹶﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺑﺪﻳﻮﺍ ﻥ ﻣﺴﺘﻘﻞ ،ﻣﺴﺘﺪﺭﹺﻛﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1990ﻡ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﹶﻓ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﰲ ﻋﻬﺪ ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻟﱵ ﺃﻟﻐﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺩﻭﺎ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﺎ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻣﻊ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ
ﻓﺘﻀﺎﻋﻔﺖ ﺟﺒﺎﻳﺘﻬﺎ ﺃﺿﻌﺎﻓﹰﺎ ﻛﺜﲑﺓ ) 277ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺟﻨﻴﻪ ﻋﺎﻡ 1990ﻡ – 72ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺟﻨﻴﻪ ﻋﺎﻡ
1997ﻡ( ﻓﺈﻥ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺗﺄﰐ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﺍﺭﺓ ،ﺗﺘﺪﻧﻰ ﺩﻭﺎ ﺑﻜﺜﲑ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ
ﺼ ﺮ
ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﱂ ﻳﺘﻌﺒﺄ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻨﺎﺭﺓ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﹰﺎ ﻳﻨ
ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ،ﻇ ﱠﻞ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻻ
ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ،ﻭﻟﻮ ﺩﻳﻨﹰﺎ ﻓﺮﺽ ﻋﲔ ،ﰒ ﻗﺪ ﺗﻀﻄﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﳉﺒﺎﻳﺔ
ﻼ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳﺘ ﻌ ﻬ ﺪﻫﻢ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻳﻨﺸﺮ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﻨﻤﻲﺗﺪﺍ ﺧ ﹰ
ﳎﺘﻤﻌﺎﻢ ﺍﻟﺒﺪﻭﻳﺔ ،ﺃﻭ ﻳ ﻤﻠﱢﻚ ﻓﻘﺮﺍﺋﻬﻢ ﺃﺻﻮﻝ ﺃﻧﻌﺎﻡ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﳉﻔﺎﻑ
ﻼ ﺑﻔﻘﻪ ﻣﺼﺎﺭﻑ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓﺒﺪﺩ ﺛﺮﻭﺍﻢ .ﻟﻜﻦ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺗﻄﻮﺭ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳊﺎﺟﺎﺕ ،ﰒ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﺍﻟﺪﻋﻮﻳﺔ ﻭﻣﺼﺮﻑ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻞ
ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﰲ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻨﺼﺮﹰﺍ ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﲟﺎ ﳍﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺛﺎﺑﺘﺔ ،ﰒ
ﺑﺘﻤﻠﻴﻚ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻹﺧﺮﺍﺟﻬﻢ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﲡﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﱪ
ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻇﱢﻒ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺯﺡ ﺍﳌﻨﺘﺞ ﻭﺍﻟﻼﺟﺊ ﺍﳌﻨﺘﺞ،
ﻛﺬﻟﻚ ﺣﱴ ﺧﺎﺭﺝ ﺑﻼﺩﻩ .ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﻭﺍﳌﹸﺸﺮﺩﻳﻦ ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻭﺗﺜﺒﻴﺖ
ﺫﻟﻚ ﰲ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﳑﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﹰﺍ ﻣﺜﺎﺑﺮﺍﹰ ،ﻇ ﱠﻞ ﻓ ﹾﻘ ﻪ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻧ ﹸﻈ ﻤﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺓ
ﻋﻨﻪ ﻓﺘﺨﻠﱠﻔﺖ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻓﺎﺓ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ.
*****
ﻟﻜﻦ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺭﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻇ ﱠﻞ ﻗﻠﻴ ﹸﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﳒﺎﺡ ﺑﺮﺍﳎﻪ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻧﻈﻤﻪ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ،ﻣﺴﺘﺸﻬﺪﹰﺍ ﺑﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﲡﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﳒﺎﺣﹰﺎ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﹰﺎ ﻣ ﹶﻘﺪﺭﹰﺍ ﻣﻊ ﺷﺪﺓ
ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻠﱪﺍﻟﻴﺔ.
ﻭﺇﺫ ﻏﺎﺑﺖ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘﻘﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺗﻨﺼﺤﻬﺎ ﺗﺒﺘﻐﻲ
ﺍﻹﺻﻼﺡ ،ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻣﻨﺎﺧﺎﺕ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺸﻤﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻳﻬﺰﻡ
ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﺗﻠ ﹺﺰ ﻡ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻠ ﹺﺰ ﻡ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ
ﺤﺖ ﻻ ﳝﻨﻊ ﲡﺎﻭﺯﻫﺎ ﻣﺎﻧﻊ .ﻓﺴﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﻟﱵ ﺃﺿﺤﺖ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻣﺘﻨﻔﱢﺬﺓ ﻭﻻ ﺗﺮﺩﻉ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﱵ ﺃﺿ
ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﺍﳌﹸﻘﻨﻌﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ
ﻭﺍﻟﻀﺒﻂ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ،ﺗﺴﺘﻮﺭ ﺩ ﺳﻠﻌﹰﺎ ﻣﻌﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﺎﺭﻙ ﻭﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ،ﲤﺎﺛﻠﻬﺎ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﺑﻌﺪ ﺗﻄﻠﻴﻖ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﰒ ﲡﺎ ﺭ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻴﻮﻥ ﻳﻨﺸﻄﻮﻥ ﳋﺎﺹ
ﻼ ﲢﻤﻲ ﻣﺴﺘﻮﺭﺩﺍﻢ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ،ﻳﺴﺘﻐﻠﱡﻮﻥ ﺭﺍﺳﺦ ﺻﻼﻢ ﺑﺄﻃﹸﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻻ ﻳ ﻌ ﺪﻣﻮﻥ ﺣﻴ ﹰ
ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ )ﺿﺮﺍﺋﺐ ﻭﲨﺎﺭﻙ( ﻭﻣﺎﳍﺎ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺳﺪﺍﺩﻩ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ،ﻓﺄﹸﺿﲑﺕ
ﺴﻠﹶﻊ ﻭﺃﺻﻴﺒﺖ ﰲ ﻣﻘﺘﻞ .ﻭﺇﺫ ﺍﺣﺘ ﺞ ﺍﻠﺲ ﺐ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟ ِ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻳ ﹴ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺎﺛﹸﺮ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻣﺎ ﲪﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﳐﺎﻃﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﳌﺘﻨﺎﻗﻀﺔ
contradicting policiesﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ،ﺑﺪﺃ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺄﻃﹸﺮ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ
ﺍﳌﺆﺳﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﻘﻴﺖ ﺁﺧﺮ ﻣﻌﻘﻞ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﺍﳊﹸﺮ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺒﺎﱐ ،ﻓﺘﻮﻟﱠﻰ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻨﻔﺴﻪ
ﲢﺮﻳﺮ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﳌﺪﻋﻮﻳﻦ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻳﺘﺒﺎﻳﻨﻮﻥ ﳐﺘﻠﻔﲔ ﰲ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ،ﻓﻐﺎﺑﺖ
ﺍﳌﺆﺳﺴﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭ ﹶﻏﺪﺕ ﺷﻮﺭﻯ ﺑﺪﻭﻳﺔ ﺑﻐﲑ ﻗﺮﺍ ﹴﺭ ﻣﻠﺰﹺﻡ.
ﰒ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺮﺃﺱ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ،
ﺗﻜ ﻤ ﹸﻞ ﲢﺎﻟﹸﻒ ﺧﻴﻮﻁ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﳌﺎﻝ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﺳﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺳﺎﺭﺕ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ
ﺑﻐﲑ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ،ﻳﻤﻬﺪ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻈﻬﻮﺭ ﺗﻨﲔ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺟ ﻤﻌﺖ ﳍﺎ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻣﻦ
ﳉﻮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﻣﻦ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻳﻮﻇﱢﻒ ﺍﲰﻬﺎ ،ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍ
ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﺩﻭﻥ ﻋﻠ ﹴﻢ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺃﻭ ﺧﱪﺓ ﺑﻨ ﹸﻈﻤﻪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ
ﻭﺁﻓﺎﻗﻪ ﺍﻟﺮﺣﺒﺔ ،ﰒ ﺑﻐﲑ ﳏﺎﺳﺒﺔ ﻭﺇﻋﻼﻡ ﺣﺮ .ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺗﺪﻓﱠﻘﺖ ﺍﻟﺮﺳﺎﻣﻴﻞ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ
ﲔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻣ ﻦ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﺘﻘﺪﻡ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ.
ﲢﻤﻞ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻕ ،ﻭﻻ ﻳﻌ
ﻭﺇﺫ ﺑ ﺮﺯﺕ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﳕﻮﺫﺟﹰﺎ ﺻﺎﺭﺧﹰﺎ ﻟﺘﻨﺎﻗﹸﺾ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﺑﲔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﻟﱢﲔ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ
ﻭﻣﺪﻳﺮﻱ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﳍﹸﻢ ،ﺩﻋﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﺘﻌﻴﲔ ﳉﻨﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﱠﺔ
ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺗﺘﻮﻟﱠﻰ ﺍﳌﹸﺤﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﳏﻞ ﺍﳋﻼﻑ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ
ﺍﳌﹸﻘﺘﺮﺡ ﱂ ﻳﺸﺨﺺ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﻧﺎﻓﺬﹰﺍ ﺭﻏﻢ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﳌﹸﺸﻜﻼﺕ ﻭﺗﻮﺍﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﰲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻷﳘﻴﺔ.
ﰒ ﺗﺪﺧﻼﺕ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﳌﹸﺴﺘﻤﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻴﲔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﱏ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﳌﻌﺎﻳﲑ
ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ،ﻳﻀﻊ ﰲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺷﺨﺼﹰﺎ ﻏﲑ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ،
ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﺣﺪﻭﺩ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺄﰉ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﺡ
ﳚﺪﻫﺎ ﻟﺪﻯ ﻗﹸﺪﻭﻣﻪ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﻓﺘﺴﺘﻮﻋﺒﻪ ﲟﺎ ﳍﺎ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺔ ﺧﱪﺓ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ،ﺭﻏﻢ ﻣﻘﺘﺮ ﹴ
ﺁﺧﺮ ﻗﺪﻣﻪ ﺍﻠﺲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﺤﺪﺩ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻣﺪﻯ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺎ ﳉﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ،ﺑﻞ ﻇ ﱠﻞ ﺛﺎﺑﺘﹰﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻟﱠﻰ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺗ
ﳒﺎﺣﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻧﺪﻓﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﻔﺸﻞ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
ﺃﺧﲑﹰﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﹸﺾ ﺍﳌﹸﺰﻣﻦ ﺑﲔ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﳏﺎﻓﻆ ﺍﳌﺼﺮﻑ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﻣﻊ ﻣﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﺇﺫ ﺗﻀﻐﻂ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﻃﻮﺍﺭﺉ ﻣ ﻬ ﺪﺩﺍﺎ
ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻓﻴﻀﻐﻄﻮﻥ ﺑﺪﻭﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ
ﻭﺍﶈﺎﻓﻆ ﻳﺒﻐﻮﻥ ﺻﺮﻓﹰﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﹰﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﻗﺪ ﻳﻐﺪﻭ ﺑﻨﺪﹰﺍ ﺛﺎﺑﺘﹰﺎ
ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﳉﻴﺶ ﳌﹸﺮﺗﺒﺎﺕ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﹸﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺩﹶﻓ ﹺﻊ ﺍﳌﹸﺠﻨﺪﻳﻦ ﻭﺍﳋﺮﳚﲔ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ،ﻓﻼ ﺗﻐﺪﻭ
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺃﻭ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﳌﻮﺍﺯﻧﺘﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻓﻮﻗﻴﺔ
ﺿﺒﹰﺎ.
ﺗﻠﺒﻰ ﻃﻠﺒﺎﺎ ﻓﻮﺭﺍﹰ ،ﺃﻭ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺃﻭ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻣﻐﺎ
ﻛﻤﺎ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩﺍﺕ ﺍﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﲟﺒﺎﻟﻎ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ
ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺻﺔ ﻻﺳﺘﲑﺍﺩ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺎ ،ﺗﻌﻄﹶﻰ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻠﱠﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﳌﺪﻧﻴﻮﻥ
ﺍﳌﺘﻌﺴﻜﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﻮﻥ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻭﺑﺎﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺿﻊ ﺩﻳﺒﺎﺟﺔ
ﺼﻮﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺳﺮﺓ ﺍﻟﻴﻔﱠﻊﺴﺒﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺇﱃ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ،ﻳﻤﻬﺪﻭﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﻟ ﺗﻨ ِ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﺎﺛﺮﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﺗﺪﻓﹸﻖ ﺍﻟﻨﻔﻂ ،ﻻ ﻳﺸﺎﻮﻥ ﺻﻮﺭﺓ ﺑﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﻮﺍﻋﺪﺓ ،ﻭﻻ
ﳝﻠﻜﻮﻥ ﻣﺆﻫﻼﺎ ﻭﻋﻠﻤﻬﺎ ﻭﺧﱪﺎ ،ﺑﻞ ﻻ ﻳﺘﺤﻠﱡﻮﻥ ﺣﱴ ﺑﺄﺧﻼﻕ ﺍﻟﱪﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﺍﻟﱵ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﺒﹰﺎ ﻭﻣﻨﻘﺼﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ.
*****
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍ ﹸﳌﻬﹺﻢ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻮﺍﺯﻱ ﻛﻞ ﻛﺘﻠﺔ
ﺿ ﻊ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﰲ ﺧﻄﱠﺔ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻭ
ﺠﺪﺩﺓ ﻟﻌﺎﻡ 1997ﻡ ،ﻓﺮﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﺮﻋﹰﺎ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﻜﻨﻪ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﳝﺜﻞ ﺷﺮﻃﹰﺎ ﺍ ﹸﳌﺘ
ﺣﱴ ﻟﻨﻬﻀﺘﻪ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﻋﱪ ﺃﺭﺍﺿﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﺳﻌﺔ ﻭﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ.
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﻝ ﺗﻌﺎﻃﺖ ﻣﻌﻪ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺃﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺎ ﺑﺎﳉﺪﻳﺔ
ﺍﻷﰎ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻪ ﳝﺜﻞ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﻷﺿﺨﻢ ﰲ ﻛﻞ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﺍﻟﻌﺐﺀ ﺍﻷﺷﺪ ﺇﺭﻫﺎﻗﹰﺎ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ .ﺃﻣﺎ
ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ ﻓﻴﻘﻴﻢ ﺍﳌﹸﻌﺎﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻷﻳﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻨﺸﻮﺩ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﺇﺫ ﻳﻮﻓﺮ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﳌﹸﻠﺤﺔ ﻟﻠﻨﻘﺪ
ﺍﻷﺟﻨﱯ ﻭﻳﻌﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﲑﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻋﻦ ﺁﺧﺮ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻗﹸﻒ ﺷﺮﻛﺔ
ﺷﻴﻔﺮﻭﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ) ﹺﺭﺑﻜﹸﻮﻧﺎ( ﰲ ﻓﱪﺍﻳﺮ )ﺷﺒﺎﻁ( 1984ﻡ،
ﻓﻘﺪ ﺗﻴﺴﺮ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﱢﺮ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ ﻭﺯﻳﺮﹰﺍ ﺧﺒﲑﹰﺍ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﻛﻤﻞ
ﺴﺒﻞ ﻭﺃﺳﺮﻋﻬﺎ ﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻃﺎﻗﻤﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺫﺍ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟ
ﺣﻘﹸﻮﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳌﻌﻄﱠﻠﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ
ﺍﳌﻬﺪﻱ ،ﰒ ﺑﺪﺃﺕ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﻣﹺﺒﻜﱢﺮﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﺷﺮﻛﺔ ﺷﻴﻔﺮﻭﻥ ﱂ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
ﺗﻠﻚ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻭﺍﺟﻪ ﺣﺠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﻗﻔﺖ ﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﻠﻎ ﻣﺮﺍﺣﻞ
ﺼﻔﹶﺎﺓ ﻛﻮﺳﱵ.148
ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﺃﻭﺷﻜﺖ ﺍﳊﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺧﻂ ﺍﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ﻭ ﻣ
ﲨﻌﺖ ﳉﻨﺔ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﻨﺪﺳﲔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﲔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﲔ ﺑﻠﻐﻮﺍ
) (19ﺧﺒﲑﹰﺍ ،ﰒ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ،ﲟﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ
ﻭﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻛﺜ ﹴﲑ ﻣﻨﻬﺎ .ﻭﺇﺫ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﻳﻮﻣﻲ ﳌﺪﺓ ﻋﺎﻡ ﻭﻧﺼﻒ ،ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﲡﺎﻭﺯﻭﺍ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮﺧﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ
ﻯ ﻣﻦ ﲤﻠﱡﻚ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻫﻀﻤﻬﺎ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ،ﻓﺎﻧﺴﺠﻤﺖ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻣﺴﺘﻮ
ﻭﺁﻟﺖ ﺭﺋﺎﺳﺘﻬﺎ ﺇﱃ ﺧﺒﲑ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺗﻜﻤﻞ ﻣﺪﺍﻭﻻﺎ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺎ
ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﲡﺪ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺑﻴﺴ ﹴﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻛﻠﱠﻤﺎ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺍﻷﻣﺮ
ﺫﻟﻚ.149
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ :ﻋﻮﺩﺓ ﺷﻴﻔﺮﻭﻥ ﻫﻲ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺇﺫ ﺃﺎ ﺍﻷﺩﺭﻯ
ﻚ ﺛﺎﻟﺚ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﲔ ﺷﻴﻔﺮﻭﻥ ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻘﺪﻣﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺮﻳ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﰲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ
ﻣﻠﺠﺄ ﻏﲑ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﹰﺍ.
ﻭﺇﺫ ﻟﻮﺣﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺣﻀﺮﺕ ﺷﻴﻔﺮﻭﻥ ﰲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1991ﻡ ﺇﱃ
ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﻼﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻊ ﳑﺜﻠﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻮﻗﻌﹰﺎ ﻣﻦ ﻭﻓﺪ ﺷﻴﻔﺮﻭﻥ
ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﺬﹸﺭ ﺍﻟﺘﺄﺯﻡ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﲔ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ
ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﳉﻴﺪ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ ﺍﳋﹸﱪﺍﺀ ﻟﻠﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺃﻭﺻﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﺣﻮﻝ
ﺿﺤﺔ ﺃﺎ
ﹺﺟﺪﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺮﺩﺕ ﺷﻴﻔﺮﻭﻥ ﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪﺕ ﺧﻼﻝ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻮ
ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺘﺮﺣﻪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ.
c4 6ا6CIAس 6J7ا tBC 'PG V&CAأول وز* 6EI7 'E( j1RPا 1E2ذ CE 6E&Hات ^Eا& 'E( cEAإ1Eرة
أ '( 'Jd 'Hداة ا`1HIء وا.h1A
# 7أس ا CKPا6آ5ر 6J7ا1EA+7 6A ^ANن وه Eأ 6ENا`1EFءات اEدا ا1ECدرة (1EK 'Eل اE5Jول و6Ej
M7م وز* ا ,P7 j1Rا1F5pدة C 6&H OCات 1jه '( 1ا& 2RCAH cAا.qPa
ﻭﺇﺫ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺸﻴﻔﺮﻭﻥ ﺃﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﲟﺰﺍﻋﻢ ﺍﳌﻨﻊ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﻌﺮﻛﺔ ) ﹺﺭﺑﻜﹸﻮﻧﺎ( ﱂ ﺗﺰﺩ ﻋﻠﻰ ﺑﻀﻊ ﺩﻗﺎﺋﻖ ،ﻭﺃﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﰲ
)ﺃﻧﻐﻮﻻ( ﰲ ﻇﺮﻭﻑ ﺃﺳﻮﺃ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺮﻏﻢ ﺍﳊﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺘﻔﺠﲑﺍﺕ
ﰲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ .ﻃﻮﺭﺕ ﺷﻴﻔﺮﻭﻥ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﺗﻄﺮﺡ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﳊﻘﻮﻗﻬﺎ ﻟﻠﻄﺮﻑ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺪ ﹰﻻ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﺑﺪﺍ ﺟﻴﺪﹰﺍ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻹﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ
ﺍﻟﱵ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﰲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ( 1992ﻡ.
ﺕ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺣﻘﻮﻝ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻫﺠﻠﻴﺞ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻓﻮﺭ ﺧﺮﻭﺝ ﺷﻴﻔﺮﻭﻥ ،ﺑﺪﺃﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﳏﺎﻭﻻ
ﲝﻘﻠﻲ )ﺷﺎﺭﻑ( ﻭ)ﺃﰊ ﺟﺎﺑﺮﺓ( ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻠﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ
ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻫﻮ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺩ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ :ﳌﺎﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ
ﻑ ﲡﺎﺭﻳﹰﺎ ﺃﻡ
ﺷﻴﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻄﹸﻠﹶﺖ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻷﻣﲏ ،ﻓﻬﻞ ﺍﳌﺨﺰﻭﻥ ﻏﲑ ﻛﺎ
ﺃﻥ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻋﺎﻟﻴﺔ؟ ﻭﺇﺫ ﱂ ﺗﺘﻴﺴﺮ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ،ﻭ ﻋﺪﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ
ﺃﻥ ﺗﻮﻓﱢﺮ ﳓﻮﹰﺍ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﻟﺒﺪﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻇﺮﻑ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻛﺎﻥ ﻋﺴﲑﹰﺍ ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎﺀ ،ﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﺧﻼﻝ ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﻟﺮﺅﺳﺎﺋﻬﺎ ﺑﺘﻮﻓﲑ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﺃﻭ ﺑﻌﻀﻪ
ﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﱂ ﻳﺘﺤﻘﱠﻖ .ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﻭﻋﺪﺕ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺑﺪﻓﻊ ﻣﺒﻠﻎ
200ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻘﻮﻝ ،ﻭﻫﻮ ﻭﻋ ﺪ ﱂ ﻳ ﺮ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺃﺑﺪﹰﺍ.
ﺽ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻪ ﺷﺮﻛﺔ ﻛﻨﺪﻳﺔ )ﺳﺘﻴﺖ ﺑﺘﺮﻭﻟﻴﻮﻡ( ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻨﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﻭﺇﺯﺍﺀ ﻋﺮ ﹴ
ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻧﻴﺔ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﻛﻞ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﺷﻴﻔﺮﻭﻥ ،ﲢﺮﻛﺖ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺭﻏﻢ ﺭﻓﺾ ﺣﻜﻮﻣﺔ
ﻼ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻴﺪﻫﺎ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺄﺯﻕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻓﺎﻣﺘﻴﺎﺯ ﺷﻴﻔﺮﻭﻥ ﻳﻐﻄﱢﻲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﻛﺎﻣ ﹰ
ﻛﻞ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻮﺍﻋﺪﺓ )ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ( ،ﻓﺒﻌﺪ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ ﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺯﻳﻌﻪ ﺇﱃ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺻﻐﲑﺓ ﻟﺘﺒﺪﺃ ﲣﺼﻴﺼﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻟﻜﻦ ﺍﳌﺴﺘﺜﻤﺮ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ
ﲡﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﺃﻭﰱ ﻭﻋﺪﻩ ،ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺧﻼﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺃﻥ ﳛﻘﱢﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ،ﻓﺰﺍﺩ ﺣﺠﻢ ﺍﳌﺨﺰﻭﻥ ﻣﻦ 395ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﺇﱃ 635ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺑﺮﻣﻴﻞ ،ﻓﺄﺛﺒﺖ
ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﺨﺰﻭﻥ ،ﻭﺍﻓﺮﺓ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﲟﺎ ﻳﻮﺍﰲ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ،ﰒ ﺃﺗﺒﻌﺖ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ
ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺭﻏﻢ ﺿﻌﻒ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﳌﺎﱄ ،ﺇﺫ ﻋﺮﺿﺖ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﻣﻦ ) (40ﺷﺮﻛﺔ
ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺭﺍﻓﻌ ﹰﺔ ﻋﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗ ﹶﻘﺪﺭ ﲞﻤﺴﺔ ﻣﻼﻳﲔ ﺩﻭﻻﺭ.
ﺍﺣﺘﻔﻠﺖ ﺳﺘﻴﺖ ﺑﺘﺮﻭﻟﻴﻮﻡ ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ 25ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﲤﻮﺯ( 1996ﻡ ﺑﺈﻧﺘﺎﺝ
ﺣﻘﻞ ﻫﺠﻠﻴﺞ ،ﻭﻭﱠﻗﻌﺖ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻘﺪﹰﺍ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﳊﻘﻮﻝ ،ﺑﺴﻄﺘﻪ ﻟﻨﺤ ﹴﻮ ﻣﻦ )(12
ﺷﺮﻛﺔ ،ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺖ ﻋﺸ ﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗ ﹸﻈ ﻦ ﺃﺎ ﻭ ﺣﺪﻫﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘ ﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺃﲪﻰ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ.
ﻭﺇﺫ ﺗﺼﻮﺑﺖ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳋﱪﺍﺀ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ ﺗﺴﺘﺒ ﺪ ﲝﻘﻮﳍﺎ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ
ﺤﺮﹺﻫﺎ ،ﺍﲡﻪ
ﻋﱪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﻗﺪ ﻻ ﺗﺴﺎﺭﹺﻉ ﺑﺈﻧﺘﺎﺝ ﻧﻔﻂ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳌﻠﺪﻭﻍ ﳌﺪﻯ ﻋﻘﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺟ
ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻟﲑﺳﻮ ﻋﻨﺪ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺧﹺﺒﺮﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻇﺮﻭﻑ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻗﺴﻰ
ﺐ
ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻫﻲ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﳋﺎﺻﺔ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﰒ ﻧﺼﻴ
ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻟﺸﺮﻛﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﻓﻜﺮﺓ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻟﻠﺒﺘﺮﻭﻝ ،ﻓﺎﻟﺸﺮﻛﺔ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ
ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻱ ﺇﱃ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﻓﻼ ﺗﻀﻄﺮ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ.150
ﻁ ﺗﺎ ﹴﻡ ﻭ ﹺﺟﺪﻳﺔ ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﰲ ﺑﺎﻧﻀﺒﺎ
ﲏ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺑﺎﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﲔ 29ﻧﻮﻓﻤﱪ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﹰﺎ ﻭﻓﻖ ﺟﺪﻭ ﹴﻝ ﺯ ﻣ ﹴ
ﺍﻟﺜﺎﱐ( 1996ﻡ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﻋﺪ ﺍﳌﻀﺮﻭﺏ 30ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1999ﻡ ،ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ
ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﱪﻧﺎﻣﺞ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1998ﻡ ﻭﺍﺗﺼﻞ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻭﱂ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﺇﻻ ﻣﻮﻋﺪ
ﺏ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﺇﱃ ﺃﻏﺴﻄﺲ )ﺁﺏ( ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1999ﻡ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﶈﻄﺎﺕ ،ﺇﺫ ﱂ ﺗ ﻮﺿﺢ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﰲ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ،ﻭﻟﺘ
ﺼﺪﺭ ﺃﻭﻝ ﺷﺤﻨ ﺔ ﻣﻦ ﺑﺘﺮﻭﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺴﺘﺮﻳﺐ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳊﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ. ﻚ ﺷﺪﻳﺪٍ ﻳ ﻣﻦ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺳﻮﺩﺍﱐ ،ﺭﻏﻢ ﺷ
8ا EE5ت EE4آ .'EEإن .'EE .'EEH .ا CEEBوEE4آ 5Hو1EEس ا EE*M1Aور VEExأن 5Hو1EEس 1Nو QEEأن
4 tRB#آ 1##ل ( 62ر( Qا` ادا .ن 1E##ل uEF cER&# 'E( 2H1E 1EIاEدان ,E5Nدون
إ 7ن ا2ة ا12هة آF4 QP&( 1Aون وه' &و( آuJ1H vP5ء ا) 6*6و 6jآ1Eن و ZEjا ,EP7 g(Eا^EF
ً6*6EE4ا ً6EEGا إذ آ1EEا * EECن أن EE VEEIدة ZEE EES1اEEدان و6EE7 EE1N uEEاء EE2H ^EE 6*6EE4دول ا1EE#pد
.
ا.ورو 'Hآ 1Aأ Tت )ُدا ِ '( J (ْQHا&1Rء 6IHف 6#ر* tا`ادر ادا ,55ا&ً J25 cA
ﺼ ﹸﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ،ﰒ
ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﺑ ﺬ ﹶﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺎﻗ ﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗ
ﺍﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﻋﻠ ﻤ ﻲ ﺩﻗﻴﻖ ﻫﻴﺄ ﻟﻨﻔﻂ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻗﺪﻣﻪ ﺍﳌﺴﺘﺜﻤﺮ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ ﻭﺑﻌﺾ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺬﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳ ﹶﻘﺪﻡ ﳒﺎﺡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ
ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﱂ ﲣﺮﺝ ﻗﺼﺔ ﺍﻹﳒﺎﺯ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺳﺎﳌﺔ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﻓﹸﻌﺎﺕ ﻧﺨﺒﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ
ﳋﻄﹸﻮﺍﺕ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﹸﺪﺍﻭﻟﺔ ﻣﻊ ﺷﻴﻔﺮﻭﻥ ،ﻭﻣﻊ ﺃﻳﻠﻮﻟﺔ ﺏﺍ ﹸ ﺑﻌﻀﻬﺎ ،ﻓﺮﻏﻢ ﻭﺿﻮﺡ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻭ ﺣﺴﺎ
ﺺ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟ ﹴﻲ ﺭﺍﺋﺪ ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﻇﻠﱠﺖ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺨﺘ ﹴ
ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﱃ ﻣ
ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻣﻊ ﺗﻮﺍﱄ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﰲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺗﺘﻮﺍﱃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ
ﻉ ﺍﳌﹸﺴﺘﺘﺮ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﲔ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺇﻗﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﳌﺼﺎﱀ ،ﰒ ﺍﻟﺼﺮﺍ
ﺠﻠﹶﺪ ،151ﹸﲤﻬﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻟﺼﺮﺍﻉﺃﻭ ﺗﺜﺒﻴﺘﻬﻢ ،ﰒ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﰲ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﲟﻨﻄﻘﺔ ﺍ ﹸﳌ
ﺍﻟﻄﻔﻴﻠﻴﲔ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﰲ ﺍﺎﻝ ﺍﻷﺳﺨﻰ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺃﺭﻗﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ ،ﻻ ﻳ ﻌﺪﻣﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﱃ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﰒ ﻳﻀﻴﻔﻮﻥ ﺇﱃ ﲢﺎﻟﹸﻒ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﺼﺒﻴﺎﺕ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺸﲑﺓ ﰲ ﺳﻨ ﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺎﺿﻴﺔ ﻣﻊ ﻓﺴﺎﺩ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﺸﻤﻮﻝ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺎﺿﻴﺔ )ﻟﻌﻨﺔ
ﺤ ﻤ ﺪ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﹺﺑﻌﺪﻟﻬﺎ ﻭ ﺣﻘﱢﻬﺎ ،ﻣﻦ ﻣﺄﺳﺎﺓ )ﺑﻴﺎﻓﺮﺍ( ﺇﱃ ﻣﺄﺳﺎﺓ )ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ( ﰒ
ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗ
ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ.
*****
ﻣﻊ ﺗﺪﻓﱡﻖ ﺍﻟﹺﻨﻔﹾﻂ ،ﺑﺪﺃ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎﰱ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﻮﺍﲝﻪ ﺍﳌﹸﻌﻄﱠﻠﺔ ﻟﻴﺒﺪﺃ
ﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ،ﻳﻮﻇﱢﻒ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻟﺘﺤﺮﻳﻚ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻛﻠﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻻ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻋﻠﻰ ﺻﺮﺍ
ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺎ ﺍﳌﺬﺧﻮﺭﺓ ﺍﳍﺎﺋﻠﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺍ ﹸﳌ ﻬ ﺪﺭﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻘﺺ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ
ﳊﻠﹸﻢ ﺍﻟﺘﺎﻟﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻒ )ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻂ ﻳﺪﻓﻊ ﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍ ﹸ ﻳﺼﻠﻬﺎ ﺑ
ﺴﺒﻞ ﺍﳌﻴﻜﻨﺔ ﻭﺗﻜﺎﻟﻴﻔﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻫﻈﺔ ،ﻓﺎﻟﹺﻨ ﹾﻔ ﹸ
ﺳﻠﺔ ﻏﺬﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﳓﻮ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻷﰎ(.
,E# 9ا15E.ذ أ6EEJ7 6EANا 1EGر ا ^EE 'EJCرواد ا 'E( ^1EA7.اآ Eا EEدور اERف ا _E1+اTEEي
ا54ى ا15pز ^ 4آ F4ون و( ا1F#ق و ERات وا Efر 1EI5J#اآ Eا ،cE1`1H Eو`ZE ^E
R#ر 1PA7ت ا5Jول ا 654ا aف 4 ^Hآ) O5آ`رد( ووزارة ا . j1Rآ ,EP7 tEj1&# 1AاEزارة ا6ECIAس
6J7ا ،'PG V&CAد1A+7 .ن 6J7اه1ب ،ا& S 6Aح آار وأ ًا د7 .ض ا1Kز .و cd 6jا1ًE F5 E .
OC&# ,P7وز*ًا 6&H j1RPإ ^ O1F7وزارة YPKازراء ،و cdا ^.ا&1م *oآ O 6أن وزار O#اp 2H1
أه ،1I Aو` O5H OCوزارة ا UP U2* j1Rأآ) Jوع ا1B5jدي (' 1#ر* zادان.
ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺘﻮﺍﺯﻥ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭﺗﺘﱰﱠﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻣ ﻮﺻﻮﻟ ﹲﺔ ﺑﺎﳌﻮﺍﺭﺩ
ﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﹶﺔ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺤﻴﺤﺔ ﺴ ﺴﱠﻠﺤﺔ ﺑﺎﳌﹶﻘ ﺪﺭﺓ ،ﻧﺎﻓﺬﹶﺓ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻗ
ﺴﻤﺔ ﺍ ﹶﳌ ﻮﺍﺭﹺﺩ ﺑﻌﺪ ﺑ ﻣ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍ ﻋﺪﺓ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟ ﻘﺴﻂ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﱠﺔ .ﰒ ﻫﻮ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺗﻪ ﻣﻦ
ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳊﹸﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﻛﺘﻤﻞ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻣﺮﻛﺰﻳﹰﺎ ﻳﺘﻜﹶﺎ ﻣ ﹸﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻳﺘ ﻮﺧﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺗﻘﻮﻡ
ﻓﻴﻪ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺿﻲ ﻭﺍﻟ ﹺﻮﻓﹶﺎﻕ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﻔﹶﺎﺭ ﻭﻳﺘ ﹶﻄﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟ ﹸﻘﻌﻮﺩ.
ﳊ ﻤ ﺪ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻓﺈﻥ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺟﻰ ﻟﻪ ﺐﺍﹶﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺑﺸﺮﻯ ﺍﻟﹺﻨﻔﹾﻂ ﹺﻧ ﻌ ﻤ ﹲﺔ ﺗﻮ ﹺﺟ
ﺴﺒﹺﻪ ﳌﺪﻯ ﻋﻘﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﹸﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳊﹸﺮ ﺃﻥ ﻳﺜﻮﺏ ﺇﱃ ﺟﻮﻫﺮ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ، ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﹶﻛ
ﺐ ﺍﳌﹸﺆﻣﻦ ﻳﺒﺘﻐﻲ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻒ ﻹﻋﻤﺎﺭ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﻪ ،ﻓﺎﻟﺸﻌ ﺐ ﻣﺴﺘﺨﻠ ﻓﺎﳌﺎ ﹸﻝ ﻣﺎ ﹸﻝ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺸﻌ
ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺇﺯﻛﺎ ًﺀ ﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ ﻭﺗﺸﻴ ﻊ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻹﺧﺎﺀ ،ﻟﻴﻘﻮﻡ
ﺼ ﹸﻞ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻳ ﻤ ﺪ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﹸﺴﺘﻘﺒﻞ ﲎ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﻳ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺷﺄﻥ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻌ
ﺿﺮﺍﺭ ﻟ ﹸﻘﺮﻭﻥ ﺍﳌﹸﺴﺘﻘﺒﻞ.
ﺿﺮﺭ ﻟﻠ ﹶﻘﺮﻥ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻣ ﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ
ﻼﻻ ﻭﳚﻌﻞ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻛﻠﻪ ﻣﺘﻜﺎﻣ ﹰ
ﺼﺮﺕ ﻋﻦ ﺗﻘﻨﲔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﹸﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻮﹺﺟﻬﺔ ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻗﺪ ﻗﹶ
ﺸ ﺮ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﳌﻤﻠﻮﻛﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﲔ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﹺﻨﻔﹾﻂ ﺃﻥ ﺗﻨ
ﻕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﰒ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﰲ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﻭﻟﺘﺼﻞ ﺍﳌﹸﻨﺘ ﺞ ﺍﶈﻠﻲ ﺑﺎﻷﺳﻮﺍﻕ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻭﺃﺳﻮﺍ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ.
ﻭﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻣﻮﺭﺩﹰﺍ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﻣﻬﹺﻤﹰﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺃﻥ ﺗﺮﺍ ﺟ ﻊ ﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﻛﺎﻓﱠﺔ ﻟﺘﺄﺻﻴﻠﻬﺎ
ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺗﺮﺍ ﺟ ﻊ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻭ ﻣﺼﺎ ﹺﺭﻓﹸﻬﺎ ﻭﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﺧ ﹸﺬ
ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺒﺴﻂ ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺯﻋﺔ ﻟﺘﻮﺍﰲ
ﺍﻷﺟﺪﻯ ﺑﲔ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ.
ﰒ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺑﺂﻟﻴﺎﺕ ﻣﻌﺎﺻﺮﺓ ﺗﺒﺘﺪﻉ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﺿﻤﺎﻧ ﹰﺔ ﻟﻸﺳﺮ ﺍﳌﹸﻨﺘﺠﺔ )ﺍﻟﻐﺎﺭﻣﲔ(
ﻭﺻﻨﺪﻭﻕ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻄﻼﱠﺏ )ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ( ﻭﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ )ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ
ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ( .ﰒ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﻓﻖ ﻧﻈﺮﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﺗﻘﻴ ﻢ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﹰﺍ
ﺤ ﺪ ﺩ
ﻟﻠﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﳌﹸﺴﺎﳘﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﹸﻛﻠﱢﻲ ﻳﻮﺍﺯﹺﻥ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﻭﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻣﻦ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻛﻤﺎ ﺗ
ﳋﻄﱠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ،ﻭﺍﻷﺳﺒﻘﻴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺇﺻﻼﺣﻬﺎ
ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﳌﹸﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﻓﻖ ﺍ ﹸ
ﻟﺘﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ )ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺑﺮﺍﻣﺞ ،ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺃﺩﺍﺀ( ﻟﺘﻮﺍﰲ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﺍﳌﺎﻝ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ،
ﻭﻟﻴﺘﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﺑﺪﻗﺔ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺇﳒﺎﺯ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﺎﺕ.
ﻕ ﹸﻛﻠﱢﻲ ﻟﻠﺘﻜﺎﻓﹸﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺟﻮﺭ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺠﺪﺩ ﺃﺻﻮﳍﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ ﺳﻴﺎ ﹴ
ﳋ ﺪﻣﺎﺕ ﺿﻤﻦ ﺧﻄﱠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭ ﻣﺘ ﺪ ﺭﺟﺔ
ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺭﺑﻂ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﺎ
ﻟﺮﺑﻂ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﻘﻨﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﳊﺎﺟﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﳌﺮﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻘﺪ ،ﺗﺠﺪﺩ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﰲ ﻇﻞ ﲢﻮﻝ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ
ﺍﳉﻬﺪ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰﻩ ﻭﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺘﻤﻮﻳﻞ )ﺳﻨﺪﺍﺕ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻭ
ﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﻭﶈﹸﺎ ﺭﺑﺔ ﺍﻟﺘﻀﺨﻢ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ
ﳐﺼﺼﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ( ﺑﺪﻳ ﹰ
ﺍﳌﻮﺍﻛﺒﺔ ﺎﻻﺕ ﺍﻟﺼﺮﻑ.
ﺻﻴﻐﻬﺎ ﳓﻮ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ،ﻓﻴﺘﻮﺍﱃ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﺳﻠﻤﺔ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ
ﺻﻴ ﹴﻎ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺱ ﻣﺎﳍﺎ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻛﻔﺎﺀﺎ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﻣﻠﻜﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ
ﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﻮﺩﻋﲔ ،ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﰲ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﻭﹶﻟ ﹰﺔ ﻣ ﺮﻛﱠﺰﹰﺍ ﺑﲔ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ.
ﰒ ﺗﻨﻘﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﻕ
ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ.
ﺑﺈﺷﺎﻋﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭ
ﺃﺧﲑﺍﹰ ،ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺗﻌﺮﻳﻔﹰﺎ ﺩﻗﻴﻘﹰﺎ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﳌﺨﺼﻮﺻﺔ ،ﰒ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﳉﻬﺪ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻷﺷﺪ ﻓﻘﺮﹰﺍ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﺎﺟﺔ ،ﻭﺗﺼﻤﻴﻢ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻗﻮﻣﻲ ﶈﹸﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﺒ ﺮ
ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺑﻌﺪ ﻓﺤﺺ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺗﻪ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﱐ ﻭﺣﺮﻛﺔ
ﳋﺪﻣﺎﺕ ﻂ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ،ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍ ﹶﺴﹸﺴﻜﱠﺎﻥ ﻭﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺇﺳﻌﺎﻑ ﺍﳌﹸﺘﻀﺮﺭﻳﻦ ﻭﺑ
ﺍﻟ
ﻟﻠﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﳌﹸﺴﺘﻬ ﺪﻓﹶﺔ.152
10ا1`(.ر ااردة Nل V*2#ا1B5jpد 6&Hا&)* ا.و ,Eو1EN52ت ا cES"5وا6EJا cه ES 'Eر Ej
أ67ه 1ا6آ5ر أ 6ANإHاه Vا5ا ،'Hأ 6NأHز ا1B5jpد*^ (' اآ ا و14رآ '( Oا E*5ا6Eآ5ر
Uا 6A ^*6أ<2 6ANر &H15 CKا5pا K#ا 2ا) P1وُ"IH Q)jة ا1A7.ل اEH E*`Fر
د ^N .ا5ا 'Hأ^ 17م اآ ا وا A7 *Fا )Jر YاIAKر* وا15.ذ 6EJ7ا6EAN VNي
وز* ا 1Aا .J.آ14 1Aرك ^ 1رج ادان ا15.ذ 17دل ^Nر6*G *# Yة ا)& tا. *BA
ا ا'0$1
G
َ َ1اِ 1َaر ِ
ا ِ
1َFRت ا`َُJى
اَ &َ CُA
ﺙﻻ
ﺗﻮﻓﱠﺮﺕ ﺛﻮﺭ ﹸﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻴﻼﺩﻫﺎ ﰲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﻡ ﻋﻠـﻰ ﻣـﲑﺍ
ﻳﻀﺎﻫﻰ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ-:
ﻑ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﳚﲔ ﻭﺣﺎﻣﻠﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﰲ ﺷﱴ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﺃﺳﺴﻮﺍ • ﺑﹺﻀ ﻊ ﺁﻻ
ﺕ ﻣﻊ ﺃﻫ ﹺﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺣﻴﺚ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻭﹶﻓﺪﻭﺍ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻳﻄﻠﺒـﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠـﻢ ﺃﻭ ﻭﺷﺎﺋﺞ ﻭﻋﻼﻗﺎ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﺗﻮﻃﱠﺪﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺍﳌﹸﻨﺘﻤﲔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐ ﹰﺔ ﻣﺎ ﺑﹶﻠﻐﺖ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﺎ
ﻭﻣﺸﺎﺭﺑﻬﺎ ﻭﻣﻨﺎﻃﻘﹸﻬﺎ ﻋ ﱪ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﻗﺎﺭﺍﺗﻪ .ﻓﻘﺪ ﺷ ﹺﻬﺪﺕ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴـﺒﻌﲔ ﺇﱃ
ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﹸﻨﺼﺮﻡ ﻀ ﹰﺔ ﻓﺮﻳﺪ ﹰﺓ ﰲ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳊﺮﻛﻲ ﰲ ﺧﺎﺭﺝ
ﺍﳊﻮﺯﺓ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﳌﹶﻮﺍﻃﹶﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺷﺮﻗﻬﺎ ﻭﻏﺮﺎ ﺇﱃ ﴰﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ،
ﻕ ﺗﺴـ ﻊ ﻣﻨﺘﻈﻤ ﹰﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳ ﹶﻜﺘﲔ .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟ ﹶﻘ ﻮﻣﺔ ﲟﺎ ﲪﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺧـﻼ ﹴ
ﺡ ﻭﲡﺎﺭﺏ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﲔ ﰲ ﺭﺣﺎﺑ ﺔ ﻭﻳﺴﺮ ،ﻭﲟﺎ ﺯﻭﺩﻢ ﺣﺮﻛﺘﻬﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﺘﺎ ﹴ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻫﻠﺘﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻗﹸﺪﻭﺓ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﻳﺘﺮﺃﺳﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻳﺘﻮﺳﻄﻮﻥ ﺑﲔ
ﺻ ﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﻋﺎﻣﻬﺎ. ﺕ ﺧﺎ ﺕ ﻭﻟﻐﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﳌﹸﺸﺘﻜﻠﲔ ﰲ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺗﻮﺗﺮﺍ ﺍﳌﹸﺨﺘﻠﻔﲔ ﺛﻘﺎﻓﺎ
• ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺭﻣﻮﺯ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﻌـﺎﱂ
ﻒ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰒ ﺗﻄﻮﺭﻭﺍ ﻣﻨ ﹸﺬﺋـ ﺬ ﻛﺎﻓﺔ ،ﺇﺫ ﻧﺸﺄﻭﺍ ﰲ ﹶﻛﻨ
ﻣﻨ ﹶﻔﺘﺤﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳍﻨﺪﻳﺔ ﻭﺩﻋﻮﺓ ﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ﺍ ﹸﳌ ﹶﻔﻜﱢﺮ )ﺃﺑﻮ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﳌـﻮﺩﻭﺩﻱ(
ﻭﻋﻠﻰ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻭﻣﻔﻜﱢﺮﻫﺎ )ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﱯ( ،ﻭﺍﻣﺘﺪﻭﺍ ﺑﺎﻟﻮﺷﻴﺠﺔ ﺇﱃ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻷﻣـﺮﻳﻜﻴﲔ
ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ،ﻓﺰﺍﺭﻫﻢ )ﻣﺎﻟﻜﻮﱂ ﺇﻛﺲ( ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺃﺛﱠﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻴـﺎﺭ ﺍﻟـﺮﺋﻴﺲ ﰲ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﻡ ،ﻭﻗﺮﺑﻮﺍ )ﻭﺍﺭﺙ ﺍﻟﺪﻳﻦ( ﳒ ﹶﻞ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻜﺒﲑ )ﺃﻟﻴﺠﺎ ﳏﻤﺪ( ﺇﱃ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻹﺳـﻼﻡ
ﺴﻨﻲ ﻭﻣﺮ ﹺﺟ ﻌﻴﺎﺗﻪ.
ﺍﻟ
• ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﻧﻈﺎﻡ ﺟﻌﻔﺮ ﳕﲑﻱ ﲟﺮﻭﺭ ﻋﺎ ﹴﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴـﻖ ﻗـﻮﺍﻧﲔ ﺍﳊﹸـﺪﻭﺩ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،1984ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﺗﻮﺍﻓﹸﺪ ﻏﺎﻟﺐ ﻗﺎﺩﺓ ﻭﺭﻣﻮﺯ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﱃ
ﺕ ﻭﺛﻴﻘـ ﹲﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﲡﺎﻭﺑﹰﺎ ﻭﺛﻘﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺭﺑﻄﺘﻬﻢ ﺇﱃ ﻗﺎﺩﺎ ﻋﻼﻗﺎ
ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻷ ﺧﻮﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ.
ﺩﹶﻓﻌﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﻣﺎﻳﻮ )ﺃﻳﺎﺭ( 1969ﻡ ﰲ ﻫﺒﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ﺑﺄﻋﺪﺍ ﺩ ﻣـﻦ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﲔ •
ﻕ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﱃ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﻔﺼﻮﻟﲔ ﻣﻦ ﻭﻇﺎﺋﻔﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻻﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟ ﹺﺮّﺯ ﹺ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻐﺘﺮﹺﺑﲔ ﰲ ﺩﻭﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﻭﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ،ﻭﺗﻮﻏﱡﻞ ﺁﺣـﺎ ﺩ ﻣﻨـﻬﻢ ﺇﱃ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺷﺮﻗﹰﺎ ﳓﻮ ﻛﻴﻨﻴﺎ ﻭﻳﻮﻏﻨﺪﺍ ﻭﻣﻦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺇﱃ ﺯﺍﺋﲑ ﻭﺣﱴ ﻏـﺮﺏ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺗﺠﺎﺭﹰﺍ ﻣﻘﻴﻤﲔ ،ﺃﻭ ﻣﻮﻇﻔﲔ ﻭﻗﹸﻀﺎ ﹰﺓ ﻭﻣﻌﻠﱢﻤﲔ ﰲ ﻧﻴﺠﲑﻳﺎ .ﻛﻤﺎ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺑـﺂﺧﺮﻳﻦ
ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﳓﻮ ﴰﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺑﻠﻐﻮﺍ ﺣﱴ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ،ﻓﺘﻌﻠﱠﻤـﻮﺍ ﺃﺳـﺎﻟﻴﺐ
ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﺴـﺐ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩ،
ﺐ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴـﺔ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺑﻜﺴ ﹴ
ﺑﺎﺘﻤﻊ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ.
ﺏ
ﺃﺗﺎﺣﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ) (1985-1977ﺳﺎﳓ ﹰﺔ ﺗﻮﺍﻓﻘﺖ ﻓﻴﻬـﺎ ﹸﻛﺴـﻮ •
ﺶ ﻣﺘﺴﻊ ﳊﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﰲ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻫﺎﻣ ﹴ
ﺕ
ﺕ ﻭﻭﻛـﺎﻻ ﺕ ﻭﲨﻌﻴـﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺍﳋﲑﻱ ،ﺍﻧﺘﻈﻢ ﰲ ﺃ ﹸﻃ ﹴﺮ ﻋﺎﺑﺮ ﺓ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ ﻣﻨﻈﱠﻤﺎ
ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ ﻏﲑ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﻓﺎﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﺍﻟﻨﻈﹸﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﺫﻭﻱ ﺍﳌﺜﺎﺑﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻟﺘﺘﺴﻊ ﲞﱪﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻭﻳﻀﻴﻔﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻌﺮﻓ ﹰﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﹰﺓ ﺑﺒﻼ ﺩ ﻭﺃ ﹸﻃ ﹴﺮ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻧﻔﻌﺖ ﻛﻠـﻬﺎ
ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺜ ﻤﺮﺕ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺬﻭﺩ
ﻋﻨﻪ.
ﻣﻨﺬ ﺃﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﲟﻨﻈﱠﻤﺎﺕ •
ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺃﻃﹸﺮﻩ ﻭﺭﻣﻮﺯﻩ ،ﻭﺣﱴ )ﻭﻋﺪ ﺑﻠﻔﻮﺭ( ﻭﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﱐ ﻟﻔﻠﺴﻄﲔ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ
ﻼﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺇﱃ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﻭﺷﺎﺭﻙ ﺃﻓﺬﺍ ﹲﺫ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺘـﺪﺭﺑﹰﺎ ﻭﻣﻘـﺎﺗ ﹰ
ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺎ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺩ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﺼﺮﻳﲔ ﰒ ﺍﺳﺘﻘﻠﱠﺖ ﲟﻨﻈﻤﺘـﻬﺎ،
ﻓﺼﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ )ﹶﻓﺘﺢ( ﻭﻃﻼﺋﻌﻬﺎ.
ﻛﻤﺎ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺭﺗﺮﻳـﺔ ﺣﺮﺑـﹰﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻜﻴـﺎﻥ ﺍﻹﻣﱪﺍﻃـﻮﺭﻱ •
)ﺍﳍﻴﻼﺳﻼﺳﻲ( ،ﻓﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻳﺆﻳﺪﻭﻥ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﻦ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴـﺎ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﳓﻮﻫﻢ ﺑﻮﻻ ٍﺀ ﺧﺎﺹ ﹸﲤ ﺪﻫﻢ ﲟﺎ ﻭﺳﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻮﻥ ،ﻣﻬﻤـﺎ
ﺗﻔﺮﻋﺖ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻹﺭﺗﺮﻳﺔ ﻭﺗﻘﻠﱠﺒﺖ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﱴ
ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ،ﻭﻇﻠﱠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻓﹸﻮﺩﻫﻢ ﻭﺗﺮ ﺳ ﹸﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺭ ﺳﻠﹶﻬﺎ ﻣﺸﺎﺭﹺﻛ ﹰﺔ ﰲ
ﻣﺆﲤﺮﺍﻢ ﻭﻣﻨﺎﺳﺒﺎﻢ .ﻛﻤﺎ ﺗﻔﺎﻋﻠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﲨﻠﺔ ﺣﺮﻛـﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤـﺮﺭ ﰲ ﺍﳉـﻮﺍﺭ
ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ،ﻭﺗﻮﺍﺟﺪ ﺃﻋﻀﺎ ٌﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺘﻘﻠﱡﺒﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﻐﺸﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﰲ
ﺕ ﺗﺠﺎﺭﹰﺍ
ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺇﱃ ﺯﺍﺋﲑ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻜﹸﻨﻐﻮ ﺃﻭ ﺗﺸﺎﺩ ،ﻓﺄﻗﺎﻡ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﺴﻨﻮﺍ
ﻭﻋﺎﻣﻠﲔ ﻭﻣﻌﻠﱢﻤﲔ ﻭﺗﻌﺮﻓﻮﺍ ﺇﱃ ﻗﺎﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ،ﻭﺷﺎﺭﻙ ﺑﻌﻀـﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺎﺕ ﻻ
ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻣﺰﺩﻭﺟﻲ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﺸ ﹺﻬ ﺪ ﺃﻓﺬﺍﺫ ﻣـﻦ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﰲ
ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺗﺸﺎﺩ ﻷﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ.
ﺏ ﺟﻬ ﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺼ ﻮ
• ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺗ
ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻭﺍﺳﺘﻘﻄﺒﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺑﻌﺾ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳋﲑ
ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ،ﻓﺘﺄﺳﺲ ﺑﻔﻀﻠﻬﺎ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺗﺮﻋﺎﻩ ﳓﻮﹰﺍ ﻣﻦ ﲦﺎﻥ
ﺩ ﻭ ﹴﻝ ﳑﺜﻠﺔ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ.
• ﺇﺫ ﺟﺬﺏ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﱯ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﻭﺗﺮﻭﻱ ﻇﻤﺄﻫﺎ
ﺏ ﺃﻓﺎﺭﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼـﻮﻣﺎﻝ ﺇﱃ ﺣـﺪﻭﺩ ﻟﻠﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﺎ ﻭﻟﻺﺳﻼﻡ ،ﺗﻘﺎﻃﺮ ﺇﱃ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻃﹸﻼ
ﻣﺪﻏﺸﻘﺮ ﻭ ﻋ ﱪ ﻛﻞ ﺇﻗﻠﻴ ﹴﻢ ﻭﻗﻄ ﹴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻛﻠﱡﻬﻢ ﻣﺮﻭﺍ ﺑﺎﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺳـﻨﻮﺍﺕ ﻭﺍﺗﺼـﻠﻮﺍ
ﺾ ﻣﻨﻬﺎ .ﻭﺗﻄـﻮﺭ ﺍﳌﺮﻛـﺰ ﺇﱃ ﲝﺮﻛﺘﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﻨﺎﺷﻄﻬﺎ ﻭﻓﻜﺮﻫﺎ ﺻﻠ ﹰﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻛﺄﻢ ﺑﻌ
)ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ( ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻋﺎﺩ ﺧﺮﳚﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻋﺎﻣﻠﲔ ﰲ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺑﺎﳋﲑ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻇﻠﻮﺍ ﺭﺳﻞ ﺧ ﹴﲑ ﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻳﺴﺮﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻫﺎ ﻭﻳﺴﻮﺅﻫﻢ
ﻣﺎ ﻳﺴﻮﺅﻫﺎ.
• ﻟﻜﻦ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻷﻓﻐﺎﱐ ﺿﺪ ﺍﻹﻣﱪﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴـﻮﻓﻴﺘﻴﺔ ﺍﺗﺼـﻠﺖ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﺮﻣﻮﺯﻩ ﻭﺗﺒﻨﺖ ﻗﻀﺎﻳﺎﻩ ،ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻷﺧﺮﻳﺎﺕ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ
ﻭﺑﺪﻓ ﹴﻊ ﺧﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺃﻭﻝ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﳊﺮﻛﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻷﻓﻐـﺎﱐ ،ﺃﻭﺻـﻞ ﺃﻭﱃ ﺭﺳـﺎﺋﻞ
ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ .ﰒ ﺍﳔﺮﻁ ﺃﻋﻀﺎ ٌﺀ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﺑـﺎﻟﻐﺮﺏ
ﺣﱴ ﻗﺎﻣﺖ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﻳﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺷﺄﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺳﻂ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﲔ ﺭﻣﻮﺯ
ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻷﻓﻐﺎﱐ ﻭﻗﺎﺩﺗﻪ ﻭﺭ ﺳ ﹴﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﺘﺒﺪﺃ ﺃﻛﱪ ﻣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺿﻤﻦ
ﺃﻃﹸﺮ ﻭﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ.
• ﺃﺧﲑﹰﺍ ﺍﺧﺘﺺ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ﺑﺄﻣﺎﻧ ﺔ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺗﺮﻋﻰ
ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻋﻰ ﺷﺆﻭﻥ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﺎﳋﺎﺭﺝ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸـﻦ ﻃﺒﻴﻌـﺔ
ﺇﻗﺎﻣﺘﻬﻢ ﻭﺃﳕﺎﻁ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ ﻣﻐﺘﺮﺑﲔ ﻭﻃﻼﺑﹰﺎ ﻟﻠﻌﻠﻢ ،ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﳉﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ
ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﰲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﰒ ﻣﺒﻌﻮﺛﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺃﻋﻀـﺎﺀ ﺍﳌﻠﺤﻘﻴـﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ .ﻭﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺗ ﻮﻟﱢﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﲢﻮﻝ ﻛﺜ ﲑ ﻣـﻦ
ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﺇﱃ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻭﻓـﻮﺩ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺇﱃ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻣﻬﺎﺩﹰﺍ ﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻓـﺰﺍﺭﻭﺍ ﺑﻘﻴـﺎﺩﺓ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﻣﺼ ﺮ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﺼﲔ ،ﰒ ﺟﻮﻻﺕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﰲ ﺳﻮﻳﺴـﺮﺍ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴـﺎ،
ﻭﺟﻮﻻﺕ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﰲ ﻧﻴﺠﺮﻳﺎ ﻭﺗﺸﺎﺩ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺗﻮﻟﱢﻰ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳊﺰﰊ
ﻣﻨﺼﺐ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻷﺷ ﻬ ﹴﺮ ﻣﻌﺪﻭﺩﺍﺕ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﻮﻁ ﺍﻷﺧـﲑ ﻣـﻦ ﺍﻹﻋـﺪﺍﺩ ﻟﻠﺜـﻮﺭﺓ ﰒ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.153
ﳓﻮ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻛﺎﻥ ﻫ ﻢ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻳﻮﺍﺯﻱ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺃﻭ ﻳﻔﻮﻗﻪ ،ﻓﺄﻛﱪ ﺣﺠـﺔ
ﺨﺒﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ )ﻣﺬﻛﱢﺮﺓ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺴﻠﱠﺤﺔ( ﻓﱪﺍﻳﺮ )ﺷـﺒﺎﻁ(ﺗﱪﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻧﻘﻼﺑﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﺘ
1989ﻡ ﺍﻟﱵ ﺟﺴﺪﺕ ﺍﳋﻄﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻗﻌﺎﹰ ،ﻛﺎﻥ ﻫﺎﺟﺲ ﺍﻟﻌـﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻭﻟﻮ ﺟﺎﺀ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﹰﺎ ﻋﱪ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺼﻮﺏ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻗﺒﻞ ﺷـﻮﺍﻫﺪ
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻧﻮﻓﻤﱪ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ( 1991ﻡ ﻭﻗﺒﻞ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﳓﻮ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﻘـﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ
ﺐ ﺟﻬﺪ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺗﺼﻮﺏ ﺣﺠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﺗﻮ ﹺﺟ
( ** 1EIا1E+Jث # V 1Area Studiesع اآ اEدا *ER#و6ENة 6Pرا1Eت ا E291CAا) EBBa5A
'( 1IHCآ1E` cن ,E5N ,اآ MEاEICض ا *Ebا6E*6Kة )ا ،^EBا1EH1ن ،إ6و (1E*M1 ،1Eإذ 1E7ش
,P7اCE 1I5*E7 ^E ZH cj.ات ( vEP# 'Eا1E2Jع وأEC2#ا 1I1Eو1Eل VIE&Hأر( ZEا6Eر1Gت ا&'E( EAP
أ1*6# ^` ،1I#1&1G ^Nت ا6و _JP# Vأن أآ6ت ا vTE G1ا ^E uACEا ،^EBBa5Aآ 1EAأن ESا17ت
ا6و 17ن 1أزا QNا cGا ^7 t1CAا1`Aن ا '( t1CAا& 1jت ا1aر. G
ﺏ
ﺗﺘﺰﻋﻤﻪ ﺩﻭﻝ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺫﺍﺎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﻷﻛﱪ ،ﻓﺎﻟﻐﺮ
ﻳﺴﺘﻔﺰﻩ ﻭﻳﺴﺘﺤﺜﱡﻪ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺤﺔ ﻭﺍﳋﺮﻭﺝ ﺃﻥ ﺗﻀﺊ ﺑﺆﺭﺓ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﰲ ﺑﻠـ ﺪ
ﻼ ﻋﻦ ﺣﻮﺍﺿﺮﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ ﻣﺜﻞ ﻣﺼﺮ ﺃﻓﺮﻳﻘﻲ ﺿﻌﻴﻒ ﳓﻮ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﻀ ﹰ
ﺐ ﰲ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻐـﺮﰊ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﻓﻠﻮ ﺗﻨﺎﻇﺮﺕ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺗﻐﻠ
ﺐ ﻣﻦ ﺑﺬﺭﺓ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺃﺭﺿﻪ ﻼ .ﻓﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻟﻪ ﻧﺼﻴ
ﻭﲤﺜﻼﺗﻪ ﻗﺮﺍﺭﹰﺍ ﻭﻋﻤ ﹰ
ﺤﺒﻮﻧﻪ ﻭﻳﻮﺍﻟﹸﻮﻧﻪ ﻭﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﹶﻠ ﻊﺛﻘﺎﻓ ﹰﺔ ﻭﻧﻈﻤﹰﺎ ﻭﻗﻮﺍﻧﲔ ﻭﻃﻼﺋﻊ ﻣﻦ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺍﳌﻮﺍﻻﺓ ﻟﻠﻐﺮﺏ ﻳ
ﻏﺮﺳﻪ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﱪﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﲟﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻧﻈﺎﻡ ﻣـﺎﻳﻮ
)ﺃﻳﺎﺭ( ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻌﻔﺮ ﳕﲑﻱ ﺑﻌﺪ ﺇﻋﻼﻧﻪ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳـﺒﺘﻤﱪ )ﺃﻳﻠـﻮﻝ(
1983ﻡ ،ﺇﺫ ﱂ ﻳﻨﻘﹸﺾ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻣﻮﺍﻻﺗﻪ ﻟﻠﺤﻠﻒ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺍﻷﻣﲑﻛﻲ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻋﻠﻦ ﺛﻮﺭﺓ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﺸﻤﻮﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﲟﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﺛﺎﺭﻫﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻋﻼﻥ ،ﻓﻠـﻢ
ﻳﻠﺒﺚ ﺣﱴ ﺯﺍﺭ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﲑﻛﻲ ﺟﻮﺭﺝ ﺑﻮﺵ )ﺍﻷﺏ( ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﺑـﲔ
ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﻜﹸﺮﺳﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﰲ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻋ ﱪ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻭﺧﻴـﺎ ﹺﺭ ﺍ ﹸﳌﻀـﻲ ﰲ ﺗﺸـﺮﻳﻌﺎﺗﻪ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﳌﹸﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺻﻮﺑﺖ ﳓﻮ ﻋﲔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﲔ ﺍﻟـﺬﻳﻦ
ﺐ ﻓﻀـ ﹸﻞ ﻳﺤﺎﻟﻔﻮﻥ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻭﻳﺸﺎﺭﻛﻮﻧﻪ ﰲ ﺍﳊﹸﻜﻢ ،ﻓﺮﻏﻢ ﺣﺮﺻـﻪ ﺍﻟﺸـﺪﻳﺪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻨﺴـ
ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻠﱠﺔ ﻣﻦ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻭﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ
)ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ( ﻭﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ،ﻓﺈﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻐـﺮﺑﻴﲔ ﻇﻠـﺖ ﺛﺎﺑﺘـﺔ ﺃﻥ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﻃﺮﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﺳﲑﺓ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ﻭﻣﺴﲑﺓ ﺣﻜﻤﻪ ،ﻭﱂ ﳚﺪ ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ
ﻉ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﺘﺸـﺎﺭﻳﻦ ﻭﺍﻟﻨـﻮﺍﺏ ﺑ ﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻮ ﺩ
ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻠ ﻦ ﺭﲰﻴﹰﺎ ﺇﻋﻔﺎﺀَﻫﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ.154
*****
'( 2ا&1 ^ 41رس )iذار( 1985م و* 6&Hم وا1 ^ 6Nدرة t1ا Yا '`*.اE9aم إ ,Eأد*YE
cد ^EEN .ا5ا'EEH
أ 'EE( EEG ^AEEf 1EEH1HاEE2ن ا6EEB5P 'EE2*(.ي EE71KAPا &EE)Jا QHEEf 'EE5ا ،VEEPjاَ E2ِ 5ُ 7
671ر YاIAKر* o)Pون ا1aر Gوأ6J7 6ANا 6A ^ANوز* ا)oEون ا6ا EPو* EA7 YEا1E.م
ر Yه"ة YPKا)& tو Y* A7ا Fا<K5Aل 1HاIAKر* ^Afا&)ات ^ أ17ء اآ .
ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻫ ﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻫﻮ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﺈﺫ ﻳﻌﻬـ ﺪ
ﺍﻟﺒﻂﺀ ﰲ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻟﻠﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺟﻮﺍﺭﻫﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﳏﻮﺭ ﻭﻻﺋﻬﺎ ﺍﻟﻐـﺮﰊ
ﻫﻮ ﺍﳌﹸﺘﻮﻗﱠﻊ ،ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺧﻄﱠﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘ ﻤﺪﺕ ﻓﺈﻥ
ﺼﻮﺏ ﳓﻮ ﺍﳉﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﻗﺒﻞ ﲤﺎﻡ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻭﻳﻄﻤﺌﻨﻬﺎ
ﻼ ﻣﻘﺪﺭﹰﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺗ
ﻛﻔ ﹰ
ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﰒ ﺑﺎﳋﻄﺎﺏ ﺍﳌﹸﻌﺘﺪﻝ ﺍﳌﹸﺤﺎﻳﺪ ﻣﻨﺬ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﺍﻷﻭﻝ ،ﰒ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﺟـﻪ
ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﳊﻤﻴﻤﺔ ﻣﻌﻬﺎ.155
ﻕ
ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﹶﺖ ﻣﺼ ﺮ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﺎ ﲟﺜﻠﻬﺎ ﻭﺯﺍﺩﺕ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ ،ﺇﺫ ﱂ ﺗﻜﹸﻦ ﻋﻠـﻰ ﻭﹺﻓـﺎ ﹴ
ﻒ ﻣﻨـﺎﺥ ﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﹸﻨ ﹶﻘﻠﹶﺐ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻊ ﻣﻨﺎﻫﺠﻪ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺨـﺎﻟ
ﻭﻃﻴﺐ ﻋﻼﻗﺎ
ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﻐﺮﻯ ﺑﺎﻟﻌﺪﻭﻯ ،ﻣﺎﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍﺋﻪ ﺑﻌﻼﻗﺎﺗﻪ ﻭﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻪ ﳓﻮ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﻟﻴﺒﻴـﺎ،
ﻛﻤﺎ ﺟﻨ ﺢ ﲞﻄﺎﺑﻪ ﳓﻮ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻭﺃﻓﺮﺯ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑـﲔ ﺍﳊـﺰﺏ
ﺍﳊﻠﻴﻒ ﰲ ﺍﻻﺋﺘﻼﻑ ﺍﳊﺎﻛﻢ ،ﺫﻱ ﺍﻟﺼﻼﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ ،ﺍﺿـﻄﺮﺍﺑﹰﺎ ﰲ ﲨﻠـﺔ
ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳊﺰﰊ ﺃﻗﺮﺏ
ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ،ﻳﻌﺘﺮﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﻮﺭ ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ.156
ﻂ ﳍﺎ ﻓﻘـﺪ ﺑـﺎ ﺩﺭﺕﺑﻠﻐﺖ ﺇﺫﻥ ﺧﻄﱠﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﺍﻷﻭﱃ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﳑﺎ ﺧ ﱢﻄ ﹶ
ﺕ ﻣﺒﺎﺷـﺮ ﺓ
ﻣﺼ ﺮ ﺑﺎﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﻭﺗﻮﻟﱠﺖ ﺗﻘﺪﳝﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋ ﱪ ﺍﺗﺼﺎﻻ
ﺗﻮﻻﱠﻫﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،ﻟﺘﺘﻮﺍﱃ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻓﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﺗﻨﻔﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍـﺎ
ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻭﻓﻮﺩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﻟﻴﺘﺤﺮﻙ ﺟﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻊ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ )ﻣﺼﺮ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﺴـﻌﻮﺩﻳﺔ( ،ﰒ ﺍﻷﺑﻌـﺪ )ﺩﻭﻝ
ﻚ ﺑﻌﺾ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛـﺔ ﺍﻟـﱵ ﺍﳋﻠﻴﺞ( .ﻓﺘﻮﻟﱠﺖ ﻣﺼ ﺮ ﺍﻟﺘﺒﺸﲑ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺑﺎ ﺩﺭﺕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺑﻔ
3ورد (' 1Hن ا 12ذ ا.ول fورة ^#ا& 1jت B Zوا&د* و .1EJوآ QE1وآ E1أ1EJء ا)Eق
ا.و uا *BAأول ^ أذاع "Jا 2pب ^ O+H cJjإذا 7أم در1ن.
4آ Q1ا& 1jت MN ^Hب ا .ا ,P7 YoAاث ا *6IAو6I7 t1x '( Bه1H 1ردة أو #5ة ،و('E
اAا cNا .ة ^ OA`Nار uJ#ا 6ا1Bدق ا6IAي رMEN YEب ا E.ر YEاEزراء 1Ej &Hت 6EGة ZE
1Jو1jدة ا+رة ا ا *ا ،و(' إ1E9ر 1ENب ا1E1ت ا&E( ،TE* EHن ذ E)* vEإ Ej 7 ,E
1Hردة أو #5ة B Zور دول ا qEPaا& 1AE p EHا&Eد* .آ 1EAر( gEا1EBدق ا6EIAي {E4#
اMب ا1#pدي ا2A*6ا 6P '9أ 6ANا 1 6AN 6ا &AKا) E"5ا1EAJن( وا 1ًFESا:OE"H {E4A
)* 'A5Cإ ,اث ا **6aا.( *BA
ﺣﺒﺴﺘﻬﺎ ﻋﻤﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﹸﺒﺎﺩ ،ﻭﺗﱪﻋﺖ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺄﻭﻝ ﺷﺤﻨﺔ ﺑﺘﺮﻭﻝ ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻀـﻴﻖ ﻭﺍﳊﺎﺟـﺔ
ﺍﳌﺎﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻋﻬﺪﻫﺎ ،ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺩﻭﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﻟﺘﺨﺎﻃﺐ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺣﺸﻮ ﺩ
ﺍﳉﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﰲ ﺑﻼﺩﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻗﺮﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻏﺎﻟـﺐ ﻣﺸـﺎﺭﻳﻊ
ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﳓﻮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.157
ﺏ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﻡ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﻷﺻـﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴـﺔ ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻧﻘﻼ
ﺴّﻠﻤﻲ
ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺍﳌﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟ ِ
ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻭﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳓﺴﺎﺭ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﰲ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ .ﻭﺇﺫ ﺍﺗﺴﻘﺖ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺤﻔﱡﻆ ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﲡﻤﻴـﺪ
ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻠﻴﺔ ﻭﺣﱴ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﲡﺎﻩ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﳌﹸﻨﻘﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ
ﺼﺤﻒ ،ﻭﺇﺫ ﺍﺗﺴﻖ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﺣﱴ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺎﹰ ،ﰒ ﺣﻠﱢﻬﺎ ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ ﻭﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟ
ﻛﺄﻧﻪ ﻣﻮﻗﻒ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻳﺘﺰﺣﺰﺡ ،ﺍﺗﺴﻢ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺑﺎﳌﺮﻭﻧﺔ ،ﻭﻋﺒـﺮ ﻣﺴـﺎﻋﺪ ﻭﺯﻳـﺮ
ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﰲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﰲ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺃﻥ ﻣﻮﻗـﻒ
ﺑﻼﺩﻩ ﺳﻴﺘﺤﺪﺩ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﻮﻗﻒ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﻗﻀﻴﺔ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﺭﻏﻢ
ﺏ ﻋﺴﻜﺮﻱ. ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﱵ ﲤﻨﻊ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺳﻠﻄ ﺔ ﺗﺒﹸﻠ ﹸﻎ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺎﻧﻘﻼ ﹴ
ﳓﻮ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﺘﺎﲬﺔ ﺍﳊﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺎﳊﺮﺏ ﺍﳌﹸﺘﻄﺎﻭﻟﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ )ﺃﺛﻴﻮﺑﻴـﺎ
ﻭﻳﻮﻏﻨﺪﺍ ﻭﻛﻴﻨﻴﺎ( ,ﺳﺎ ﺭﻋﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺗﻠﺘﻤﺲ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻠﺘﺤﺪﻱ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﺎﺑـﻪ ﺣﻜﻤﻬـﺎ
ﻹﺣﻘﺎﻕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺇﺫ ﻣﻀﺖ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻨﺎ ﰲ ﻓﺼ ﹴﻞ ﺳﺎﺑﻖ،
ﻓﻘﺪ ﺃﺑﺪﺕ ﺍﻟﺪﻭ ﹸﻝ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻮﺭﻃﹰﺎ ﰲ ﻣﻠﻒ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﲔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺭﻏﺒﺔﹰ ﺻﺎﺩﻗ ﹰﺔ ﰲ ﻋﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﻭﺃﻇﻬﺮﺕ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ
ﺍﳌﹸﺒﻜﺮﺓ ﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﱡﺮﻫﺎ ﲟﻮﻗﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ،ﻓﻘﺪ ﺳـﺎﺭﻋﺖ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ
ﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﻃﺎﺭﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺔ ﺑﻨﻮﺩﹰﺍ ﻛﺸﻔﺖ ﻷﻭﻝ ﻭﻫﻠﺔ ﻣﺪﻯ ﺗﻄﻮﺭ
5أjت ا CKPاMرا 7ا& '( Hا )6H 1I71A5Gأآ ^*E)#) H5ا.ول( 1E) [6] (1989ر* 6E ZاEKFة
اTا 1Hدان ^ ) [12] PAGوع ` cا& V1ا&.'H
ﺻﺪﻭﺭ ﻣﻨﻔﺴﺘﻮ ﺍﻟﺒﻴـﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﻣـﺪﻯ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻨﺬ
ﲤﺎﻫﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﰱ ﹺﺑﺪﻭ ﹺﺭ ﻩ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ.
ﻟﻘﺪ ﻃﺮﺣﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﻻ
ﺐ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺯﺍﺣﻬﺎ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻦ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭ ﺣ ﹶﻈ ﺮ
ﺳﻴﻤﺎ ﺃﺎ ﻭﻏﺎﻟ
ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ،ﻗﺪ ﹶﻏﹶﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﺒﻬﺔ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﲢﺪﻳـﺪﹰﺍ ﺍﳉﺒﻬـﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ .ﻓﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ )ﻛﻮﻛﺎﺩﺍﻡ( ﻭ)ﺃﻣﺒﻮ( ،ﻭﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺗﻮﻗﻴـﻊ ﺍﻻﺗﻔـﺎﻕ
ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺑـ)ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﳌﲑﻏﲏ ﻭﻗﺮﻧﻖ( ,ﻓﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﳊﹸﻜـﻢ
ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﹸﺃ ﳒ ﺰ ﰲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺒﻞ ﺗﺴﻠﱡﻤﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﳌﻮﻗـﻒ ﻣـﻦ ﺟﻤﻠـﺔ
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﰒ ﻣﺎ ﻳﺘﺒ ﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﲡﺎﻩ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑـﺎﺕ
ﺕ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻋﱪ ﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻪ ﺴّﻠﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺫﺍ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟ ِ
ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻴﻼﺩﻩ.
ﰲ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ،ﳒﺤﺖ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻏﺎﻟﺐ ﺩﻭﻝ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ،ﺭﻏﻢ ﺍﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﺷـﺪﻳ ﺪ ﻣـﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿـﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻴ ﹶﻘﻨﺖ ﻣﺒﻜﺮﹰﺍ ﻣﻦ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻟﺘﺒﺼﲑﻫﺎ-ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ -ﺇﻻ
ﺃﺎ ﱂ ﺗﻔﻠﺢ ﺇﱃ ﺣﲔ ﺗﻔﺎﺻﻞ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .1991ﻭﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑـﻞ
ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﺮﺻﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴـﺔ،
ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﺩﻭﻝ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻭﺭﻣﻮﺯ ﺭﲰﻴﺔ ﻭﺷﻌﺒﻴﺔ ،ﺗﺒﻠﱢﻎ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺛﻘﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻯ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺭﺍﺟﻴ ﹰﺔ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻷﺷﺪ ﻭﻛﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﺮ ،ﻭﺗﺼﻞ
ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺑﺄﺎ ﺗﺪﻋﻤﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺿﺒﺎﻁ ﻣﺴﺘﻘﻠﱢﲔ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﻃﺮﺡ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺧﻠﱠﺼﻮﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺷ ّﹴﺮ ﻣﺴﺘﻄﲑ ﻛﺎﻧﺖ ﲤﻀﻲ ﳓﻮﻩ .ﻭﺇﺫ ﲡﺎﻭﺏ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻣﻊ ﻧﺪﺍﺀ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ،ﺳﺎﳘﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﱪ ﺭﻣﻮﺯﻫﺎ ﻭﺷﻌﺎﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ
ﺏ ﻭﺻﺤﺎﻓﻴﻮﻥ ﺑﺰﻳـﺎﺭﺓ ﻛﺎﻓﺔ ﰲ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﱘ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﻭﺑﺎﺩﺭ ﻛﹸﺘﺎ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺪﻓ ﹴﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻮﺭ ﺑﻠﻮﻏﻬﻢ ﻃﻠﺐ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ ﳒﺎﺡ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ ،ﰒ ﻗﻔﻠـﻮﺍ
ﺭﺍﺟﻌﲔ ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﻗﻊ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﺿﺒﺎﻁ ﻣﺴﺘﻘﻠﲔ ﻣﻨﺤﺎﺯﻳﻦ ﻟﻨﺒﺾ ﺍﻟﺸـﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌـﺮﰊ
ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﳝﺜﻠﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻣﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﰲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ،ﻭﺇﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﺍﳓﺎﺯﻭﺍ
ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻷﻥ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﰲ ﺍﳌﹸﻌﺎﺭﺿﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﻗـﺪ
158
ﺷﺠﻌﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﻟﺘﺒﻨﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺎ ﻛﻤﺎ ﺩﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻹﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﳍﹸﻢ.
ﺇﱃ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﻤﺮﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﺎﻣﻞ ﺷﺄﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﲢﺪﻳـﺪﹰﺍ ﺗـﺄﻣﲔ
ﺕ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﺇﱃ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺑﺸ ﺮﻳﺎ
ﳒﺎﺡ ﺍﳋﹸﻄﻮﺓ ﺍﻷﻫﻢ ،ﺿﻤﺎﻥ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ،ﰒ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ
ﻭﻳﻮﻏﻨﺪﺍ .ﻭﺇﺫ ﹶﻓﺘﺮﺕ ﻣﻊ ﹶﻛ ﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ،ﺃﻏﺮﻯ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﳋـﺎﺭﺟﻲ
ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺖ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﱵ ﺍﺷﺘ ﺮﻋﺘﻬﺎ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﲡﺎﻭﺑﺖ ﻣﻌﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﻛﺄـﺎ ﺗﺸـﺎﺭﻙ ﺭﺃﻱ
ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻭﻣﺰﺍﺟﻪ ﰲ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﳌﹸﻄﻠﻖ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﳊﺰﰊ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻱ ﻟﺒﻠ ﺪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﻣﺜﱠﻞ ﺇﺭﻫﺎﺻﹰﺎ ﻣﺒﻜﱢﺮﹰﺍ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﺍﳌﻘﺒﻠﺔ ﻣﻊ )ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ(،
ﻭﻧﻮﻉ ﺍﳊﹸﺠﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺳﺘﺠﺎﺑ ﻪ ﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﳊﺎﺳﻢ
ﻷﻭﺿﺎﻉ ﹸﻓ ﹺﺮﺿﺖ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﳓﻮ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺴٍﻠﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻬﺠﺘﻬﺎ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺳﺎﻋﺘﺌﺬ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺸﺮﺡ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﻻ ﺗـﺮﻯ ﰲ ﺍﳌﻮﻗـﻒ
ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﺇ ﱠﻻ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻭﻻ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﻋﻤﻞ.
ﺃﻣﺎ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﰲ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻓﺮﺻﺔ ﳝﻜﻦ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﳓﻮ ﻣﺰﻳـﺪ
ﻣﻦ ﺗﻄﻬﲑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﻮﺳﻮﻣﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺑﺎﻹﺭﻫﺎﺏ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺿﺒﺎﻁ
ﺍﳌﹸﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﻣﻨﺴﻮﰊ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻷﺷﺪ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﻭﺗﻄﺮﻓﹰﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺒﺜـﻮﺍ ﰲ ﺑـﺆ ﹴﺭ
ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﺴﺘﻐﻠﲔ ﻓﺮﺍﻍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﳛﻜﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻴ ﺢ ﻣﻦ ﻓﻮﺿـﻰ ،ﺃﻭ
ﻣﺴﺘﻨﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺎ ﺩ ﺳﺒﻘﺖ ﰲ ﺩﻋﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﰲ ﺭﺣﻠﺔ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺿﺪ ﻧﻈـﺎﻡ
ﺍﻟﻨﻤﲑﻱ ،ﻓﺘﻄﻠﱠﻌﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﺘﺮﺟﻰ ﺧﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﺎ ﲤﻨﻌﻬﺎ
6زار اEEدان 6EE&Hأ ^EE IEE4ا EE2ب ا 1EE2ذ ( 'EEAIه*6EEي1EE7 ،FEE4 EEC ،دل ،^EENوا1EE2 I5EE4ل ('EEAI
ه*6ي )ه cهpoء ا1Gل ،( IJGو12ل 17دل YPK) ^Nا H1BاTي *` Vادان( ،آ1E 1Aه VرYE
E*#ا ُ6EE2س ا& 'EEHا1EEBدرة (6EEC 'EEن 6EEJ7ا1Jري EER7انEE)7 ZEEH VEEk ،ات *EE7 1EE ^EEا EEIJK
ا ا& UB ^P1ا qPaوا `PAAا&د* و vP#ا1Bدرة ^ 6Cن و1Hر*.Y
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺇﳚﺎﺑﹰﺎ ﻣﻊ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺗﻌﺒﺮ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋـﻦ ﺁﻓـﺎﻕ
ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻭﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﺼﺤ
ﺐ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ
ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﺧﻄﻮﺓ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻗﺪ ﺟﹶﻠﺒﺖ ﳌﺸﺎﻏﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻫﻤﻮﻣﹰﺎ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﺗﺮﺟﻮ ﺗـﺄﻣﲔ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺃﻭﻻﹰ ،ﻭﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺮﺍ ﹺﺟ ﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻫـﺎ ﻭﺑﺮﺍﳎﻬـﺎ ﺣـﻮﻝ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﺘﺴﺘﻬﺪﻱ ﺎ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳋﻄﺔ ﺍﳌﺮﺳﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ،
ﻓﻘﺪ ﻧﺎﻗﺸﺖ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺭﻗ ﹰﺔ ﺣﻮﻝ ﺃﺻﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴـﺔ ﻗﺒـﻞ
ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭ ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﻭﺛﺎﺋﻘﻬﺎ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺧﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻣﻼﻣ ﺢ ﳌﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ
ﺳﻴﺎﺳ ﹲﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴ ﹲﺔ ﺭﺍﺷﺪﺓ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺴﺘﻘﻠﱠﺔ ﻭﻋﺰﻳﺰﺓ ،ﻭ ﺩﻋﺖ ﺇﱃ ﺣﺴﻦ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﳌﺆﺳﺲ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﻊ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﲔ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ،ﻭﺍﻗﺘ ﺮﺣـﺖ
ﺭﻓﻊ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﺘﺄﺷﲑﺍﺕ ﻭﺍﳉﻤﺎﺭﻙ ﻟﺘﺘﻔﺎﻋﻞ ﺷﻌﻮﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﺣﺮﺓ ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌـﺎﺕ
ﻭﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻦ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺘﻮﱃ ﺍﺘﻤﻌﺎﺕ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻜـﻮﻥ
ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻧﺸﻂ ﻭﺃﻛﺜﻒ ﺃﺿﻌﺎﻓﹰﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ .ﻛﻤـﺎ
ﺩﻋﺖ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ،
ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻭﳎﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ،ﺇﺫ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳊـﺮﺏ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴـﺔ
)ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ( ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺇﻣﻼ ًﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﹸﻨﺘﺼﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻬﺰﻭﻣﲔ ﻭﻓﺮﺿﹰﺎ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻗﻮﻳﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﱂ.
*****
ﺼﻮﺏ ﺟﻬ ﺪ ﺧﺎﺹ ﻟﻄﺎﻗ ﹴﻢ ﺧﺎﺹ ،ﻭﺑﺈﺷﺮﺍﻑ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﳓﻮ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻷﻭﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺗ
ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ )ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ( .ﻓﺮﻏﻢ ﺷﻮﺍﻏﻞ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ
ﺡ ﺷﺎﻣ ﹴﻞ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻋﱪ ﻏﺎﻟﺐ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﺗﺒﻨﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺭﺅﻳﺔ ﺇﺻﻼ ﹴ
ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻢ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺑﻠ ﺪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﳏﺎﻁ ﲜﻮﺍ ﹴﺭ ﻛﺜﲑ ﺓ ﺩ ﻭﻟﹸﻪ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﺘﺸﺎ ﻛﺴـﺔ،
ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺣﺸﺪ ﻃﺎﻗﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﳌﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻢ) :ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺗﺜﻮﻳﺮ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﺘﻮﺍﰲ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ؟(.
ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻟﺘﻤﺜﱡﻠﻬﺎ ﺍﻷﺧﲑ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ )ﺍﳉﺒﻬـﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﺐ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ( ﺃﻥ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﲟﺎ ﻳﻠﺰ ﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺃﻥ ﲡﺪ ﺑﲔ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﻴ
ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ،ﻭﺇﺫ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﺍﳌﹸﻜﻠﱠﻔﺔ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺍﻟـﻮﺯﺍﺭﺓ
ﻼ ﻋﻤﻠﻴﹰﺎ :ﺗﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﲜﻤﺎﻋﺔ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﻣﻦ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﺇﱃ ﻣﺪﺧ ﹰ
ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﺗﺮﺍﺗﺒﻬﺎ ﺍﳍﻴﻜﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻗﺪﺭﹰﺍ ﻣﻘﺪﺭﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﺍﶈﻀـﺔ،
ﻓﻘﺪ ﺣ ﻈﻴﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﹸﺮﺍ ﹺﺟﻌﺔ ﰲ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﲟﻦ ﻳﻌﻨﻰ ﺑﺘﺄﺻﻴﻞ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ ﻭﻓـﻖ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺤﻜﻢ ،ﻓﺄﺳﺲ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻧﻈﺎﻡ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻓﱠﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺤﻘﱢﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﻏﺎﻳﺎﺗﻪ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻭﺿﻌﹰﺎ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﹰﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻋﻰ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﳌﺆﻗﱠﺘﺔ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﻨﺘﺨﺐ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﳜﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﻳﻤﺜﱢﻠﻪ ﻟﻠﺤﻜﻢ.
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺟﻬﺎﺯﹰﺍ ﺳﻴﺎﺳﻴﹰﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺜﱠـﻞ ﻛـﻞ
ﺗﺮﺍﺙ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴـﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺗﺘﻜﺎﻣـﻞ ﻣـﻊ
ﺐ ﺍﺘﻤﻊ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔﺴ ﹺﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﲨﻠﺔ ﹶﻛ
ﰲ ﺗﻔﺎﻋ ﹴﻞ ﻣﻊ ﺍﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ.
ﺕ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﱃ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺇﺫﻥ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺿﻤﺖ ﺑﻀ ﻊ ﻋﺸﺮﺍ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺳﺎﺑﻘ ﺔ ﻓﺮﻳﺪﺓ ،ﺇﺫ ﺃﹸﺩﺧﻠﻮﺍ ﺁﺣﺎﺩﹰﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﳍﻴﺂﺕ ﻭﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﻷﺧﺮﻯ
ﳓﻮ ﺃﻃﹸﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ،ﻭﺍﻫﺘﻤﺖ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ
ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ )ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳌﻜﺘﺐ( ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻟﻠﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﻳﺒﻐﻮﻥ ﺣﺮﺍﺳﺔ ﺃﺑﻮﺍﻢ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬـﻢ ،ﻭﻟﻜـﻦ
ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﲡﺮﺑﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺛﱠﻠ ﹰﺔ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﳍﹸﻢ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻬ ﺪ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ،ﺟﻠﱡﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﻢ
ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ ﺃﻭﻝ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﻛـﺎﺭ ﺇﱃ ﺑﻴﺸـﺎﻭﺭ،
ﻭﺃﺗﺎﺡ ﳍﹸﻢ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﳝﻜﹸﺜﻮﺍ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﰲ ﻣﻜﺎﺗﺒﻬﺎ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﺴﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﰲ ﺍﻹﻏﺎﺛـﺔ
ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﳑﺘﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻮﻃﱢﺪﻭﺍ ﺻﻠ ﹰﺔ ﺧﺎﺻ ﹰﺔ ﻣـﻊ
ﺕ.ﻛﻤـﺎ ﴰـﻞ ﺕ ﻭﲨﻌﻴﺎ ﺕ ﻭﲨﺎﻋﺎ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﲤﺜﱡﻼﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﺣﺰﺍﺑﹰﺎ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎ
ﻒ ﺍﳊﺮﻛﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻮﺯﺍﺭﺓ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﺩ ﺭﺳﻮﺍ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﻭ ﺣﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩ ﺓ ﺟﺎﻣﻌﻴ ﺔ ﺃﻭﺍﻟﻜﺸ
ﻓﻮﻕ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻐﺘﺮﺑﲔ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﰲ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮ ﻳﻠﺘﻤﺴﻮﻥ ﺭﺯﻗﹰﺎ ﺣﺴﻨﹰﺎ.
ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻭﺯﻳ ﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﻬﻨﺔ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ
ﺑﻼ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺻﻠﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺇﺫ ﻧﻔﻊ ﺫﻟﻚ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻓﻘـﺪ
ﺹ ﻭﲪﺎﺳﺔ ﺑﺎﺫ ﹰﻻ ﻧﺼﺤﻪ ﻣﻦ ﲡﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺏ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﻊ ﲨﻠﺔ ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﺈﺧﻼ ﹴ ﲡﺎ ﻭ
ﻼ ﻟﻠﻮﺯﺍﺭﺓ ،ﻭﻗﺪ ﻣﻀﺖ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ﻣﺘﺪﺭﺟﹰﺎ ﰲ ﻫﻴﻜﻞ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﺩﻧﺎﻩ ﺇﱃ ﺃﻋﻼﻩ ﺳﻔﲑﹰﺍ ﻭﻭﻛﻴ ﹰ
ﻣﻊ ﺍﲡﺎﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻟﻠﻮﺯﺍﺭﺓ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ،ﰒ ﺍﻹﺑﺪﺍﻝ ﻭﺍﻹﺣﻼﻝ ﻛﻠﱠﻤﺎ ﺗﻌﻤﻘﺖ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ
ﳓﻮ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻣﺆﻛﺪﹰﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﺸﺮ ﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻦ ﺗﺒﻠﹸﻐﻬﺎ ﺇ ﱠﻻ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ ﺗﺪ ﺧ ﹸﻞ ﺇﱃ
ﺻﻔﱢﻬﺎ ،ﻭﻟﻦ ﺗﻨﻔﻊ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳـﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳـﺔ ﻭﻻ ﻋﻨﺎﺻـﺮﻫﺎ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺺ
ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ.159
ﺚ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﻋ ﱪ ﺟﻤﻠﺔ ﻋﻮﺍﺻﻢ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻴﺄﺕ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺳﺮﻳﻌﺎﹰ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺒ ﱠ
ﺍﻟﱵ ﲢﻈﻰ ﺑﺎﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ،ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻴﺖ ﳓﻮ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﰲ ﻣﻌﺴـﻜ ﹴﺮ ﻟﻠﺘـﺪﺭﻳﺐ
ﺾ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻋﺒﺮ ﺭﻏﻢ ﺗﻮﺍﺿﻌﻪ ﻭﳏﺪﻭﺩﻳﺘﻪ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻩ ﺍﻟ ﻌﺠﹺﻞ ﻋﻦ ﺗﻮ ﺟ ﻪ ﰲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﳛﻤﻠـﻪ ﺑﻌـ
ﺍﳌﺘﻨﻔﱢﺬﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺑﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺯﺓ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪﺓ ﰲ ﳐﺘﻠـﻒ
ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ،ﹸﻃﻼﱠﺑﹰﺎ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻓﻌﻮﺍ ﲨﻴﻌـﹰﺎ ﺇﱃ
ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﲔ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﻣﻬﻨﺘﻬﻢ ﰲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﻣﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﲢﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻧﻀﺒﺎﻃﻬﺎ .ﻛﻤﺎ ﲢﺘﺎﺝ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺒﻠﺪ
ﺍﻟﺬﻱ ﲤﺜﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺘﻪ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻩ ﻭﳎﺘﻤﻌﻪ.
ﻭﺇﺫ ﱂ ﲡﺪ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﻗﺘﹰﺎ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﻧﻔﺎﺫﻫﺎ ﺭﻏﻢ ﻧﻔﺎﺫ ﺑﻌﻀﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻤﻮﻋﺔ
ﺍﻷﻭﱃ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺩﺭﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﻭﻃﺎﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻋﻮﺍﺻﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺗﻌـﻮﺩ
ﺇﱃ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﺗﻐﺎﺩﺭ ﺇﱃ ﺳﻔﺎﺭﺍﺎ.
ﺷ ﹺﻬﺪﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻛﺬﻟﻚ ﺩﻓﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻌـﻴﲔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﺇﺫ ﺟﺎﺀﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻴﺎ ﹴﻝ ﻻ
ﻳﻀﻌﻬﺎ ﲣﺮﺟﻬﺎ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻲ ﺩﻭﻥ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺻﻒ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﹶﻗ ﺪﻣﻮﺍ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ،ﺑﻞ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺿﻤﻦ
7آ1ن أول وز* 1aPرk 6I7 '( Gرة ا 12ذ ه ا FااP 'P7 cNل )ر OANا(.
ﺏ
ﺃﻃﹸﺮﻫﺎ ﰲ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺇﺫ ﺳﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﺎ ﺍﻧﻘـﻼ
ﻋﺴﻜﺮﻱ ﳏﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﻣﻌﺰﻭﻝ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻓﺘﺄﺑﻰ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﻋﻮﺍ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ ،ﺑﻞ
ﺸ ﻲ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻐﺸﻮﺍ ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺎ ﻭﻣﺆﲤﺮﺍﺎ ﻭﻟﻮ ﺃﹸﻋﻠﻨﺖ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ، ﺧ
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﻭﺑﺬﻟﻮﺍ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺒﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﻋﻠ ﹴﻢ ﻭﻛﻔﺎﺀﺓ ﻳﺼـﹸﻠﺤﻮﻥ ﻟﻮﻇﻴﻔـﺔ
ﺍﻟﺴﻔﲑ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﻢ ﺟﺎﺀ ﳏﺴﻮﻣﹰﺎ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻓﻖ ﻣﻨﻬﺠﻪ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﳌﻜﺎﻓﺄﺓ ﻭﻻ ﻳﺪﱢﻗﻖ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﺘﻌﻴﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺇﱃ ﺗﺼﻮﻳﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﰲ ﺍﳌﻮﺿﻊ
ﺍﳌﹸﻨﺎﺳﺐ ،ﻓﺴﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻘﺎﺻﺮﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ،ﻻ ﺳـﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺜﱡﻐـﻮﺭ ﺑﺎﻟﻐـﺔ
ﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺷﺄﻥ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤـﺪﺓ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﳉـﻮﺍﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ ﺍﻟﻌـﺮﰊ
ﻭﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻃﺎﻗﺔ ﺷﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﺣﻴﻮﻳﺔ ،ﻭﻗﺪ ﲢﺘﺎﺝ ﲡﺮﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﺑﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﻻﺀﺍﺕ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺓ ﳑﺎ ﻫﻴﺄ ﺍﳌﺴﺮﺡ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﳌﺨﺘﻠﻒ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺘﻼﻭﻡ ﻭﺍﳌﺸﺎﻛﺴﺔ ،ﻻ ﺳـﻴﻤﺎ
ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻔﲑ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻤﻦ ﻫﻢ ﺩﻭﻢ ﰲ ﺗﺮﺍﺗـﺐ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳـﻴﺔ
ﺍﻟﺼﺎﺭﻣﺔ ،ﻭﻣﻬﺪ ﻷﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻐﺎﻟﺐ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺍﻷﻭﱃ ﻣـﻦ ﺍﻟﺴـﻔﺮﺍﺀ ﺇﱃ ﻣﻐـﺎﺩﺭﺓ ﻣﻨﺎﺻـﺒﻬﻢ
ﻣﻐﺎﺿﺒﲔ.160
ﳉﺪﺩ ﺃﻭ ﺗﻮﺭﻃﻬﻢ ﰲ ﱂ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺼﲑ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﺍ ﹸ
ﺍﳌﹸﺸﺎﻛﺴﺎﺕ ﻣﻊ ﺯﻣﻼﺋﻬﻢ ﺍﻷﺩﱏ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻮﺟ ﻪ ﻋﺎﻡ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷﻋـﺮﺍﺽ
ﺍ ﹸﳌﺸﺎ ﹶﻛﺴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﺑﲔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﻟﻠﺨﺪﻣـﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴـﺔ ﺑﻮﺯﺍﺭﺍـﺎ
ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺎ ،ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﱢﲔ ﺍﻟﻘﹸﺪﺍﻣﻰ ﺍﳊﺎﺭﺳﲔ ﻟﻨ ﹸﻈﻤﻬﺎ ﻭﺿﻮﺍﺑﻄﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﳌﺄﺳﻮﺭﻳﻦ ﳉﻤﻮﺩﻫـﺎ
ﻭﻓﺮﺍﻏﻬﺎ ،ﻭﺍﳌﺎﻫﺮﻳﻦ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﲝﻴﻠﻬﺎ ﻭﺃﺣﺎﺑﻴﻠﻬﺎ .ﻭﺇﺫ ﺗﻤﺜﱢﻞ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ
ﺐ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻷﺻـﻠﻴﺔ ﳉﺪﺩ ﻧﺼﻴ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ ﻫﻴﻜﻠﻬﺎ ﻭﺇﻏﺮﺍﺀ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺎ ،ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻘﺎﺩﻣﲔ ﺍ ﹸ
ﻭﺍﳌﻔﺘﻌﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﲔ ﺍﳌﻬﻨﻴﲔ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ،ﻓﻠﻢ ﳛﻤﻞ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧـﺖ
ﺗﺰﻳﻦ ﺟﹺﻴ ﺪ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺟﻬﻮﺩ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺇﺫ ﱂ ﳚﺘﺎﺯﻭﺍ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ
ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺇﱃ ﺳﻌﺔ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻘﺮﻭﺍ ﰲ ﻋﻮﺍﺻﻤﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﲔ ،ﳝـﻨﻌﻬﻢ
QPAE4 8ا EE&(6ا.و ^EE ,EEاFEEاء أ1APEE 6EEANن ا '1EEAوأ 6EEANا {1EES '1EEK5و6EEJ7ا6&EE 6EEA ^AN
و1A+7ن ا 6و {1S ^N F&Gو ,P7اACي وxه.V
ﺗﺮﺍﺗﺐ ﺍﳍﻴﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺴﻔﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﳉﺮﻳﺌﺔ ،ﺃﻭ ﺗﻌﻮﻗﻬﻢ ﺧﱪﺓ ﳏﺪﻭﺩﺓ
ﱂ ﺗﱭ ﺃﻃﺮ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺗﺒﺎﺩﳍﺎ ﻭﺗﻜﺎﻣﻠﻬﺎ ﺑﲔ ﺍﻷﺩﱏ ﻭﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﻭ ﺑـﲔ ﺍﻟﺼـﻐﲑ
ﻭﺍﻟﻜﺒﲑ ،ﺑﻞ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﺌﺜﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ
ﺳﻮﻯ ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﻭﺣﻔﻼﺕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ .ﻛﻤﺎ ﻋﺎﻗﹶـﺖ
ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺣﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺗﺴﻊ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﲔ ﺑﻮﻃـﺄﺓ
ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﳊﺮﻛﻴﺔ ،ﻓﺨﻔﱠﺖ ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﹸﻃﺒﻘﹶﺖ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ،
ﻭﺗﺪﻧﻰ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺇﱃ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻂ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ.
ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﺑﺪﺕ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺷـﺎﻣﻠﺔ ﻫﺎﺩﻳـﺔ ﻟﻌﻤـﻞ
ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ،ﺗﺴﺘﺪﺭﻙ ﻣﻤﺎﺣﻜﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﻭﻋﻄﺎﻟﺘﻬﺎ ﲟﺪ ﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻲ ﰲ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻳﻌﺒﺮ ﺎ ﻋﻦ ﲨﻠﺔ ﺗﻮﺟﻪ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻗﺪ
ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻣﻨﺬ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻭﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴـﺔ
ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻭﻫﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ،ﻋﺒﺮ ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﲔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﺍﻷﺩﱏ
ﻋﻦ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﳌﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺘـﺄﺯﻡ
ﺑﻌﺪ ﺳﻔﹸﻮﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺘﻮ ﺟ ﹺﻬ ﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺭﻣﻮﺯﻩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺏ
ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ﻭﺇﺫ ﱂ ﻳﺒﺎﺩﺭ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻱ ﺑﺎﺳﺘﺪﺭﺍﻙ ﺍﳋﻠﻞ ﰲ ﺳـﻔﺎﺭﺍﺗﻪ
ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ،ﻋﺎﺩﺕ ﻫﻤﻮ ﻡ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﺘﺄﺯﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺣـﱴ ﺑـﲔ
ﳉﺪﺩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻓﺘﺸﺎﻛﺴﻮﺍ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺗﺐ ﻭﺍﳌﺮﺗﺒﺎﺕ ﻭﺍﳌﻨﺎﺯﻝ ﻭﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ، ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﺍ ﹸ
ﺼ ﹸﺔ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ ﻋﻦ ﻭﺍﺟﺒﻬﻢ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘ ﺪﺑﻮﺍ ﻟﻪ.
ﻭﺷﻐﻠﺘﻬﻢ ﺧ ﻮﻳ
*****
ﺚ
ﺗﻮﻟﱠﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺿﻤ ﻦ ﺗﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﳋـﺎﺭﺟﻲ ﺣﻴـ ﹸ
ﺭﹶﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻷﻭﺛﻖ ﺻﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴـﺔ
ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻣﺮﺟﻌﹰﺎ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻟﺴﺪ ﺛﻐﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ،ﺑـﻞ ﺃﺻـﺪﺭ
ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭﹰﺍ ﺑﺘﻨﺸﻴﻂ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺭﻳﺜﻤـﺎ
ﻳﻨﺸﺄ ﲟﺮﺳﻮ ﹴﻡ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﻭﻳﻮﻟﱠﻰ ﺃﻣﺮ ﺭﺋﺎﺳﺘﻪ ﺇﱃ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﳐﻀﺮﻣﺔ
ﻣﺴﺘﻘﻠﱠﺔ ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺇﱃ ﻋﻨﺼ ﹴﺮ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺿﻤﻦ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﺳـﺘﻨﺘﻬﺎ
ﻑ ﺇﱃ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﳌﹸﻨﻔﺘﺢ ﻟﻴﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﺘﻤـﻊ، ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺗﻬ ﺪ
ﻭﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻨﺠﺎﺯﺓ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ.
ﻧﺸﻄﹶﺖ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻷﻭﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻷﻛﱪ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﺮﺏ
ﺼﻮﺑﺖ ﳓﻮ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺗﺘﻄﻠﱠﻊ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﺃ ﱠﻻ ﻳﺘﺼـﻞ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻓﺘ
ﺍ ﹶﳌ ﺪ ﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻓﱢﺮ ﳍﺎ ﻣﺎ ﲢﺘﺎﺟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼـﻌﻴﺪ ﺍﻟﻠﻮﺟﺴـﱵ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﳌﺸﺘ ﺮﻛﹶﺔ ﻟﺘﻮﻓﲑ ﻣﻌﺎﺑﺮ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻟﻐـﺬﺍﺀ ﻭﺍﳍﺠـﻮﻡ ﻭﺍﻻﻧﺴـﺤﺎﺏ ﺇﱃ
ﺍﳉﹸﻴﻮﺏ ﺍﻵﻣﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ .ﻭﺇﺫ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺃﻛﺘـﻮﺑﺮ )ﺗﺸـﺮﻳﻦ
ﻑ ﻭﻓﻮﺩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﻋﻀ ﻮ ﺭﲰ ﻲ ﻣﻦ ﺍﻠﺲ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻭﻝ( 1989ﻡ ،ﺑﺪﺃ ﻃﻮﺍ
ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻟﺮﲰﻴﲔ ﻳﺘﺨﻠﱠﻠﻬﻢ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﺍﻟـﻮﻥ ﺃﻏﻠـﺐ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ،ﻭﻳﺼﻠﻮﻧﻪ ﲟﺮﻛﺰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ.
ﻭﺇﺫ ﲡﺎﻭﺑﺖ ﻛﻴﻨﻴﺎ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻬﻮﺩ ﺍﳌﺒﺬﻭﻟﺔ ﻹﺣﻼﻝ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺗﺸﺪﺩﺕ ﻳﻮﻏﻨﺪﺍ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻳﻮﺍ ﹺﺟ ﻪ ﺭﺋﻴﺴـﻬﺎ
ﺣﺮﻭﺑﹰﺎ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻠﺪﻩ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﲜﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﲝﺮﻭﺏ ﺃﻗﻠﻴﺔ )ﺍﻟﺘﻮﺗﺴﻲ( ﺍﻟﱵ
ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺩﻭﻝ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﺍﳉﻨﻮﰊ ﻭﺍﻟﻐﺮﰊ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻓﻠﺢ ﰲ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺍﻷﻧﻈﻤـﺔ ﰲ ﺛـﻼﺙ ﺩﻭﻝ
)ﺑﻮﺭﻭﻧﺪﻱ ﻭﺭﻭﺍﻧﺪﺍ ﻭﺍﻟﻜﻨﻐﻮ( ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻎ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻏﺰﻭﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﰒ
ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﳌﻨﻄﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﻇﻞ ﺃﻭﺿﺎﻋﻪ ﺍﳌﻌﻘﱠﺪﺓ ﺍﳍﺸﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ
ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﻗﹸﻄﺒﹰﺎ ﺃﻭﺣﺪﹰﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﻟﻴﻜﻮﻥ ﺟﺰ ًﺀ ﻣﻦ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ﻭﺣﺎﺭﺳﹰﺎ ﳍﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ.
ﺻﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ )ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ( ،ﻓﻘﺪ ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﲢﺪﻳﹰﺎ ﻻ ﺃﻣﺎ ﺍﳋﺎ
ﻳﻘ ﱡﻞ ﺧﻄﺮﹰﺍ ﻋﻦ ﺻﻨﻮﻩ ﺍﻟﻴﻮﻏﻨﺪﻱ ﺍﳉﻨﻮﰊ ،ﻓﻬﻲ ﺍﳌﹸﻮﺋ ﹸﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﺼـﻠﹸﻬﺎ
ﺴﻔﹶﺔ ﳓﻮ ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗـﺰﺍ ﹸﻝ ﺑﻘﻴﺎﺩﺍﺎ ﻭﺷﺎﺋﺞ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺍﳌﻨ ﹶﻜ ِ
ﺻ ﹸﻞ ﺑﻪ
ﻒ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻳﻮﺍ ﺡ ﺑﺰﺣ ﺸﻴﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﻏﻮﺍﺷﻲ ﺍﳋﻮﻑ ﺃﻥ ﺗﺠﺘﺎ ﻓﺎﻋﻠﺔ ،ﻭﺇﺫ ﻏ
ﺴﹶﻠﻔﻪ )ﺃﻭﺑﻮﰐ( ،ﻓﺈ ﱠﻥ ﳏﺎﺫﺭ ﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻇﻠﱠﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻴﻮﻏﻨﺪﻱ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﺟﺘﻴﺎﺣﻪ ﻟ
ﺚ ﺣﱴ ﺟ ﻤﻌﺖ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﻭﻏﺎﺩﺭﺕ ﺃﺩﻳـﺲ
ﺏ ﻭﺍﻷﺧﻄﺮ ،ﺇﺫ ﱂ ﺗﻠﺒ ﹾ
ﺍﻷﻗﺮ
ﺃﺑﺎﺑﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻭﻝ ﻟﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺣﱴ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﲣﺘﺮﻕ ﺍﳊﹸـﺪﻭﺩ
ﻭﲢﺘ ﱡﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﹸﺮﻣﻚ ﰲ 29ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ( 1989ﻡ ،ﻭﻟﻴﺒﺪﺃ ﻋﻬـ ﺪ ﺟﺪﻳـ ﺪ ﰲ
ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﲜﻮﺍﺭﻩ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ.
ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻻﺣﺘﻼ ﹸﻝ ﺍﻷﺛﻴﻮﰊ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﹸﺮﻣﻚ ﰲ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻮﺷﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺴـﻮﺩﺍﻥ،
ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻋ ﱪ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﰲ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﺡ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ ،ﺃﻥ ﺗـﺮﺑﹺﻂ
ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﳉﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻓﺘﺠﺎ ﻭﺑﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺼ ﺮ ﺍﻟﱵ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ
ﻣﺎﺿﻴﺔ ﺑﻘﻮﺓ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳌﺆﻳﺪ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﺗﻮﻟﱠﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ ﺍﻻﺗﺼـﺎﻻﺕ
ﺍﳌﹸﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻗﺪ ﺑ ﺪ ﺭ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺍﻟﱵ ﹶﲢ ﻤ ﹸﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ
ﺿﻨﺔ ﳌﻨﺎﺑﻊ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ،ﻭﺍﻟﱵ ﲤﺜـﻞ ﻣﺼﺮ ﺗﺎﺭﳜﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺯﺍﺩﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳌﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﳊﺎ
ﻼ ﻣ ﹺﻬ ﻤﹰﺎ ﰲ ﳏﺪﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ،ﻓﺮﻏﻢ ﻇﻬﻮﺭ ﺭﻣﻮ ﹴﺯ ﻣﻦ ﺍﻟﺼـﻔﻮﻑ ﺍﻷﺩﱏ ﺃﺻ ﹰ
ﺕ
ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺻﻮ
ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸ ﲑ ﺇﱃ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻟﺘﺴﻠﱡﻞ ﺣﱴ
ﺼﺤﻒ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﲟﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻫﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﳌـﺪﻯ ﺇﱃ ﺍﻟ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﲡﺎﻭﺑﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻭﻓﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺻﺮﺡ ﺍﻷﻣـﲑ
ﻋﺒﺪﺍﷲ ﻭﻟ ﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﺑﺪﻋ ﹺﻢ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺇﻥ ﻣﺎ ﳛﺪﺙ ﰲ ﺟﻨﻮﺑﻪ ﺟﺰ ٌﺀ ﻣﻦ
ﻱ ﻟﺘﻄﻮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ. ﳐﻄﱠﻂ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﹴ
ﺃﻣﺎ ﻟﻴﺒﻴﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺣﻔﱠﺰﻫﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﺇﺳـﺮﺍﺋﻴﻞ ﻟﻠﻘﺒـﻮﻝ
ﺍﳌﹸﺘﺤﻤﺲ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺑﻂ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋ ﱪ ﺛﻐﺮﺓ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴـﺔ ﺑـﺎﻷﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻓﺼﺮﺡ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻠﻴﱯ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﱄ ﻟﺴﻘﻮﻁ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﹸﺮﻣﻚ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ
ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺩﻓﺎﻋﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟ ﻌﺮﺏ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﻣﺎ ﳛﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘـﻲ ﻫـﻮ
ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﺇﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ .ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻣﻊ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﻌﺪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﻜﹸﺮﻣﻚ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺒـﺮﺕ
ﳊﻠﹸﻢ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮﻫﺎ
ﺃﻓﹸﻘﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﺃﺣﻴﺎ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﹸ
ﺍﻷﻭﻝ ﰲ 1969ﻡ ﺇﱃ ﺣﲔ ﺑﺰﻭﻍ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ 1989ﻡ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ
ﻣﺸﺮﻭﻋﹰﺎ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﹰﺎ ﻟﻠﻮﺣﺪﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻳﻔﺘ ﺢ ﺍﳊﹸﺪﻭﺩ ﻭﻳﻮ ﺣ ﺪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﻳﺴﺎﻭﻱ ﺑﲔ ﻣﻮﺍﻃﲏ
ﺹ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﻳﺮﻋﻰ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺣﱴ ﻳﺒﻠﹸﻎ ﺗﻮﺣﻴـﺪ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﰲ ﹸﻓ ﺮ ﹺ
ﺴﺒﻞ ﻟﻮﺣﺪﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ .ﻭﺑﺎﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻘﺘﺮﺡ ﺗﺄﺳﻴﺲﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ،ﻭﻳﻤﻬﺪ ﺍﻟ
ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻪ ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﹸـﺮﺍﻗﺒﲔ
ﺗﻮﺍﺯﻳﹰﺎ ﻳﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻠﻴﱯ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﻮﺍﺭﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ،
ﻓﻘﺪ ﺃﺿﺎﻑ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﹸﺮﰉ ﺑﲔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺗﲔ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﹸﻞ ﺍﻟﺸﻜﻠﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻣﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ.
ﻭﺇﺫ ﻣﺜﱠﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﹰﺍ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪ ،ﻛﺸﻒ
ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻦ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻟﻄﱡﻤﻮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻄﻠﱠﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻫﺬﻩ
ﺍﳌﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﱰﻝ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﻤﺮﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﻳﻘﻮﺩ ﺩﻓﱠﺘﻬﺎ ﻧﺎﺋﺒﻪ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﺍﻟﻠﻴﱯ ﻭﺇﺷﺮﺍﻓﻬﺎ ﻋﻠـﻰ
ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﺍ ﻭ ﹶﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻓﻘﺪ ﲪﻠﺖ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘـﺔ
ﺐ ﺃﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﹰﺍ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺟﺎﻟـﺖ ﲞـﺎﻃﺮ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺭﻳ
ﺾ ﺍﳋﻨﺎﻕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﳌﺸﺮﻭﻉ ﺇﱃ ﺍﻷﺿﺎﺑﲑ ﻭ ﹶﻏ ﻤﺮﺗﻪ ﺑﺸﺤﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﺍﻟﱵ ﻓﻜﱠﺖ ﺑﻌ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺎﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭ ﺩﻋﺖ ﻣﻦ ﱠﰒ ﺇﱃ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﺭﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ
ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﺷﻌﻮﺑﹰﺎ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.
ﻼ
ﻓﺘﺤﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﺑﺎﻻﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﺳـﺒﻴ ﹰ
ﳌﺴﲑ ﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﳌﹸﻌﻘﱠﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﻓﺎﻟﻨﻈﺎ ﻡ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﲜﺬﻭﺭﻩ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪﺓ
ﺡ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺍﻟﻄﹶﺎﺭﹺﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺘﺮ ﺑﺄﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻪ ﻣﺜﺎ ﹰﻻ ﻣـﻦ ﺗﺸـﺎﺑﻪ ﺍﻷﺿـﺪﺍﺩ، ﻳﻄﺮ
ﺝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﰲ ﻭﺟﻮ ﻩ ﻛﺜﲑﺓ ﺣﻠﻢ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻔﻮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔـﺔ ﻓﺎﻷﳕﻮﺫ
ﺍﳌﻤﺴﻜﺔ ﺑﺄﺯﻣﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺣﻮﻝ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺎﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﺍﻟﱰﻭﻉ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ
ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻀﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﳓﻮ ﺭﻓﺎﻩ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻭﺻﺤﺘﻪ ،ﻣﻬﻤـﺎ ﺗﻜﹸـﻦ
ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻷﺻﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮ ﺩ ﺑﺎﲰﻬﺎ .ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺜﱠﻞ ﲡﺎﻭﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣـﻊ
ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﺜﺎ ﹰﻻ ﺁﺧﺮ ﻔﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﺍﺕ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺟﹺﺊ ﺃﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺘﻬﺎ ﻟﺼﺎﱀ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﺎﻟﺒﻌﺜﻴﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﻭﻣﻮﺟﺪ ﺓ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ
ﺍﻟﱵ ﲤﺜﱢﻠﻬﻢ ﻣﻀﺖ ﻣﻊ ﺧﻂ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺛﺎﺭ ﺷﺒﻬﺔ ﲢﻔﱡﺰ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻘﺒﺾ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻻﻧﻘﻼﺏ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،161ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺧﺎﺻـﺔ
ﻭﺻﻠﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺪ ﹴﱘ ﺑﺎﳊﺰﺏ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﻭﺯﻋﻴﻤﻪ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺣﺴﲔ ﺍﳍﻨـﺪﻱ ﰒ
ﻣﻊ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﳊﺰﺏ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳊﺰﰊ ﺍﳌﹸﺒﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﳌﲑﻏﲏ ﻭﻫﺒﺘﻬﻢ ﻟﻨﺠﺪﺓ ﻧﻈﺎﻣﻪ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﺍﻷﻭﻝ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﹸﺮﻣﻚ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﻢ ﳌﺎ ﻋﺮﹺﻑ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳌﲑﻏﲏ/ﻗﺮﻧﻖ 1988ﻡ .ﺟـﺎﺀﺕ
ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻟﺸﻬﻮﺩ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺇﻋﻤﺎﺭ ﻣﺪﻳﻨﺔ )ﺍﻟﻔﺎﻭ(
ﺑﻌﺪ ﺩﻣﺎﺭ ﺍﳊﺮﺏ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ،ﻣﻠ ﹺﻬﻤﺔ ﳌﺪﻯ ﺳﻄﻮﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﳌﺘﺰﻳ ﻲ ﲟﻼﺑﺲ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﹸﻮﺷـﻰ
ﺑ ﺮﺗﺒﹺﻬﺎ ﻭﻧﻴﺎﺷﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﻣﻘﻠﻘﹶﺔ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺗﻀﺎﺩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳊﺎﻛﻤـﺔ ﰲ ﺣﺎﻟـﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮ.
ﺃﺧﲑﹰﺍ ﰲ ﺍﳌﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻓﺘ ﻌﻠﹶﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ،ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﻟﱵ ﻭﺻﻠﺘﻬﺎ ﻭﺷﺎﺋﺞ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺇﺭﻫﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳋﹸﻤﻴﻨﻴـﺔ
ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1979ﻡ ﻭﳊﲔ ﲡﻠﱠﻰ ﲤﺎﻡ ﹶﻗﻤﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﺩﻭﻟ ﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﺍﻟﻌـﺎﱂ
ﺻﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﰒ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺍﳌﹸﻨﺎ
ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﱵ ﹶﻟ ﻘﻴﺖ ﻣﻠ ﹺﻬ ﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﺮ ﺷﺪﻫﺎ ،ﰒ ﺗﺒﻨﻲ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺭﻣﺰﻫﺎ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟـﻪ
ﻭﺍﻟﺘﺒﺸ ﲑ ﺑﻪ ،ﻛﻠﻪ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ.
ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ
ﹶﻃ ﺮﺩﺕ ﺍﻟﺴﻔﲑ ﺍﻹﻳﺮﺍﱐ ،ﻭﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﺳﻔﲑ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﻧﺸﺮ ﺟﺮﻳـﺪﺓ )ﻛﻴﻬـﺎﻥ(
ﺕ ﺗﻬﺎ ﹺﺟ ﻢ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻟﻌﻠﱠﻬﺎ ﺗﺴﺘﺼﺤﺐ ﻣﻮﺩﺓ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﳌﻘﻠﻮﺏ ﺃﻭ ﺗﺸﺘﺒﻪ ﰲ ﳌﻘﺎﻻ
9آ t5ا '(1Bآ1Aل QaH ^NاTي Y1H OPB#اj E)JاE41J EHة ،آ EPK 'E( tE5ا5E6ر ا E+&J
ب {1B ا '5آ6B# Q1ر ^ 6Cن و cJjأ1989 * 30 ^ I4م ^7ا& ^N A7 6AاTي *ٍ 2p u<Ra
ا IJKا ا. 2
ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﱃ )ﺑﻌﺚ( ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﱵ ﺳﺎﺀﺕ ﻣﻊ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻃﺎﺑﺖ ﻭﺃﲦﺮﺕ ﻣﻊ ﻣﺼ ﺮ
ﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﰲ ﺁﺧﺮ ﻋﻬـﺪﻩ ،ﻛﻤـﺎ
ﻭﺩﻭﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﱵ ﲡﺎﻭﺯﻫﺎ ﺭﺋﻴ
ﺃﺗﺎﺣﺖ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﳌﻮﺩﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻨﺎ.
ﻕ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺻﺪﻳﻘﹰﺎ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻘﻠﱠﺒﺖ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺠﻪ ﰲ ﺍﳌﻔﺎﺻـﻠﺔ ﻭﺇﺫ ﻇ ﱠﻞ ﻋﺮﺍ
ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺍﻟﻘﹸﻄ ﹺﺮﻳﺔ ،ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺗﺘﺠﺎﻭ ﺯ ﺍﳊـﺪ
ﺍﻷﺩﱏ ﳓﻮ ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ ﻭﺍﳉﻴﺪ ﻣﺪﻯ ﻋﺸﺮﻳﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﻳﻄﹶﻠ ﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﳓـ ﻮ
ﺴﻨﻲ(.ﻋﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ )ﺃﻭﻝ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟ
*****
ﺃﲰﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻋﺎﻡ 1990ﻡ ﻋﺎﻡ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺭﻏﻢ ﻧﺰﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻭﰊ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﱠـﻊ
ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻣﺄﺯﻕ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺑﻌﻮ ﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺋﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺒﺎﻥ ﻟﻘﺎﺩﺎ ﻣﺪﻯ ﳒﺎﺯﺓ ﺍﻟـﺪﻭﺭ
ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﰲ ﺣﺴﻢ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳌﹶﺼﲑﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ .ﻭﺇﺫ ﺭﹶﻓ ﺪ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﻣﻤﻦ ﻋﺎﺷﻮﺍ
ﻉ ﺍﳌﹸﻀـﺎﻉ ﺕ ﻭﺃﻓﻜﺎ ﹴﺭ ﻣﻠ ﹺﻬﻤﺔ ﺗﺴﺘﺜﻤ ﺮ ﺍﻹﺷﻌﺎ ﺿ ﹺﺮ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﻭﺃﺩﻏﺎﳍﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺑﻌﻼﻗﺎ
ﻋﻤﺮﹰﺍ ﰲ ﺣﻮﺍ
ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﺪﻯ ﺷﻌﻮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺷﺮﻗﻬﺎ ﻭﻏﺮﺎ ،ﱂ ﲡﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﲟﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ
ﻣﻦ ﺑﺬ ﹺﻝ ﺍﻟﻮﺳﻊ ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺷﺔ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺗﺸﻐﻠﹸﻬﺎ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺗﺮﹺﺑﻜﹸﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﻌﻴﻨﻬﺎ ﺭﺅﻯ
ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻛﺎﻟﱵ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻄﻠﱡﻊ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﲰﻪ
ﻭﺷﻌﺎﺭﻩ )ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ( ،ﺃﻥ ﲤﻬﺪ ﻣﺴﺎﺭﺡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻌﺮﹺﺿﹰﺎ ﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺎ ﻭﻓﻨﻮﺎ ﻭﺗﺎﺭﳜﻬﺎ ،ﻻ
ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺷﺎﺋﺠﻬﺎ ﺍﻟﻮﺛﻘﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻄﻠﱡﻊ ﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﻛﺘﺒﹰﺎ ﺃﻭ ﻣﻮﲰﹰﺎ ﺛﻘﺎﻓﻴـﹰﺎ ﳌﹸﻔﻜـﺮﻱ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﻭ ﹸﻛﺘﺎﺑﹺﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﹰﺎ ﻟﺸﻌﺮﻫﺎ ﻭﻏﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﺭﻗﺼﺎﺎ ﺍﳌﻌﺒﺮﺓ ،ﺑﻞ ﺍﳓﺴﺮ ﰲ ﻛـ ﺮ ﺍﻟﻮﻓـﻮﺩ
ﺠﹶﻠ ﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻼﻡ.162
ﺚ ﰲ ﻋ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﹶﻓﺮﻫﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻢ ﻳﺒﺤ ﹸ
10ا Q(15ا 1E2ذ ^AEfاEJا qا A#oEA JN1EBAاEار ENل 1*1Ejا Eم اJو(Eر ا`'EP7) 'EC
اMAرو ('EE7وا EE`FAاEEدا' )(ا YEEد* ،(EECوآ6H QEE1ا*A5EEp1H ْ6EI &َ 5َ #ُ VEE E2( EEار EE`5ن اEE9aم
6*6G N1ة `FPا '2*(.اTي 6jم ادان أ 6Nأه Vرواد1AG) hل 6Aأ (6ANوز* ا1aر Gا JE.وOE&J#
1NHن ُآ15ب وFاء دان .ورBj Vxر (' اآ ا ادا (' ا Z '91&5ا E`Fا'E2*(.
وروا(6* ^H h6ي ا 12ذ ,P7 (5# ،إ`11ت TEرة آ1Eن 1EIأن A+5E#وآ1Eن ا ZFCE E`Fا pE E1أن
ا OG* 1د() 1I5اTرا&ن(.
ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎ ﹸﻝ ﺑﺎﻟﻌﺎﻡ ﻗﺪ ﺗﻨ ﱠﻜّﺐ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﱂ ﳚﺪ ﻣﻦ ﻳﺮﻋﺎﻩ ﺣـ ﻖ
ﺡ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﳓﻮ ﺍﳌﹸﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺫﺍﺗﻪ 1990ﻡ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﳒﺎ ﹺ
ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺠﺎ ﹺﻭ ﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﲣﻮ ﹴﻡ ﻣﻤﺘﺪﺓ ،ﺗﺴﻌﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﳌﺘﻨﺎﻗﻀﺔ
ﺑﲔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺗﻤﺜﱢﻞ ﺍﺎﻝ ﺍﳊﻴﻮﻱ ﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺗﺘﺼ ﹸﻞ ﲟﺸـﻜﻼﺗﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳـﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﺍﳊﺪﻭﺩ .ﻓﺈﺫ ﺑﺪﺃ ﺳﻌ ﻲ ﺣﺜﻴﺚ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﳓﻮ ﲤـﺎﻡ ﺍﻟ ﻔﺪﺭﺍﻟﻴـﺔ
ﻷﺟﺰﺍﺋﻪ ﺑﺴﻄﹰﺎ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻷﰎ ﻣﻊ ﺟﲑﺍﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﻫﺪﻓﹰﺎ ﺇﺳـﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﹰﺎ
ﻼ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﹰﺎ ﻻ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﺍﻟﻌﻤ ﺪ ﺇﱃ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ،ﺇ ﱠﻻ ﺿﺮﻭﺭ ﹰﺓ ﳓﻮ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴـﺎﻳﻘﺘﻀﻲ ﻋﻤ ﹰ
ﻕ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﺗﻌﺎﻭﻧﹰﺎ ﻳﺮﻓ ﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﻭﺍﳌﹸﻜﻮﺱ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﻭﲨﺎﺭﻙ ،ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻣﺸﺎﺭﻳ ﻊ ﻭﺃﺳﻮﺍ
ﺗﺘﻜﺎﻣ ﹸﻞ ﺍﻟﻨﻈﹸﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺘﺮﻓﹶﻊ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺗﺄﺷﲑﺍﺕ ﺍﳌﺮﻭﺭ ﺃﻭ ﻣﻨﺢ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ،
ﻭﺗﺆﺳﺲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲡﺘﺎﺯ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﺑﺮﳌﺎ ﹲﻥ ﺃﻭ ﻭﺣﺪﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ.
ﺏ ﻟﻠﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣـﻊ ﻃﻤـﻮﺡ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ ﺏ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻫﻮ ﺍﻷﻗﺮ ﻛﺎﻥ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻷﻗﺮ
ﺾ ﺧﻄﻮﺓ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻣﻊ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻨﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺘﻘﹶﺖ ﻣﺼﻠﺤﺔﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ،ﻭﺇﺫ ﱂ ﲤ ﹺ
ﺐ ﰲ ﺩﻳﺴـﻤﱪ )ﻛـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ( ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﰲ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰲ ﺗﺸﺎﺩ ،ﻟﻴﻨﺼـ
ﺲ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻋﺼﺒﻴﺔ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻻﺯﻣ ﺔ ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﳊﹸﻜﻢ.163
1990ﻡ ﻧﻈﺎ ﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺮﺋﻴ ﹴ
ﻁ )ﺣﺴﲔ ﺣﱪﻱ( ﻓﺄ ﹰﻻ ﻃﻴﺒﹰﺎ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ،ﻓﻘـﺪ ﺻﻌﻮ ﺩ )ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺩﺑﻲ( ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻭﺳﻘﻮ ﹸ ﺣ ﻤ ﹶﻞ
ﻇﻠﱠﺖ ﺗﺸﺎﺩ ﺳﺎﺣ ﹰﺔ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﲔ ،ﺇﺫ ﺍﺗﺼﻞ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺑﻘﺎﺩﺓ ﺣﺮﻛﺎﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ،ﻭ ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺍﻧﺘﻤﺎ ًﺀ ﻣﺰﺩﻭﺟﹰﺎ ﻟﻠﺒﻠـﺪﻳﻦ ،ﻛﻤـﺎ
ﺗﻔﺎﻋﻠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻘﻠﱡﺒﺎﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﺆ ﺳﺴﻲ )ﻓﺎﺭﻭﻟﻴﻨﺎ( ﻣـﻦ ﻋﻀـﻮﻳﺔ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺣﻤﻰ ﻭﻃﻴﺲ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺏ ﺍﻷﻫﻠﻲ ﳓﻮ ﺎﻳـﺔ ﺍﻟﻌﻘـﺪ
p
V`N P9 11اA F&G Yي ) (1985 -1969آ Q1أ 6Nأه<6 Vدات ا 1اMIG. C.ة ا1E Cم أ
* 6&Bإ ,ا`1)# '( Vد ر 'EA5C* YEإ EPJj ,Eا1ExMوة ا5E)Aآ ^EHاEدان و1E)#د ،إذ * cEB5اREfاب
أNا '( 1Iا`Rf1H Vاب آ '( Jإ VPjدار(ر ،و`^ ا 12ذ رأت (' ( vEP# P71ا EPJ2إ 1EI (1EfوQE
vPA# 1AH S1 1ًABاآ ا ^ ر '( VI 6Sأ.1I1CH
ﻕ ﻓﺼﻮﻟﻪ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﺍﺳﺘﺸ ﹺﻬﺪﺕ ﺛﻠﱠﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﻴـ ﹺﺰ
ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ ،ﻓﺎﺗﺼﻠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺄﺩ
ﺷﺒﺎﺎ.164
ﻣﺜﱠﻠﺖ ﺗﺸﺎﺩ ﺇﺫﻥ ﻷﻭﻝ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺟﺴﺮﹰﺍ ﻟﻠﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻓﻘﺪ ﺣ ﱠﻞ ﺑﺘﻌﺎ ﻭﻤـﺎ
ﻧﻈﺎ ﻡ ﺻﺪﻳﻖ ﺃﻏﻠﻖ ﺛﻐﺮ ﹰﺓ ﺑﺎﻟﻐ ﹶﺔ ﺍﳋﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺇﺫ ﻇﻠﱠﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
ﻒ ﳓﻮ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﺤﻖ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺩﺍﺭﻓـﻮﺭ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺩ .ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﺩﻱ ﻣﺒﻴﻮﺭ ﺗﺘﻄﻠﱠﻊ ﺑﺸﻐ
ﺑﺜﻮﺭﺓ ﺍﳍﺎﻣﺶ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺑﺎﺩﺭﺓ ﻋﺪﻭﺍ ﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﺸﺎﻁ ﺣـﺰﺏ
ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻌ ﺪ ﻟﻜﻞ ﺻﻨﻮﻑ ﺍﳊﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﺎﺡ ﲝﻜﻤﻪ ،ﻣﺴـﺘﺜﻤﺮﹰﺍ ﺍﻟـﻮﻻﺀ
ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻮﻗﱠﻌﺖ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻠﱠﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﺴﲔ ﺣﱪﻱ ﺍﳌﹸﺒﺎﺩ.
ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ،ﺃﺣ ﺮﺯﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﺧﺘﺮﺍﻗﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺇﱃ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸـﺮﻗﻴﺔ،
ﺐ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،
ﺑﺪﻋﻤﻬﺎ ﺍﻷﰎ ﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺭﻳﺘﺮﻳﺔ ﻭﺟﻠ ﹺ
ﺍﻟﱵ ﺃﻛ ﻤﻠﹶﺖ ﺇﳒﺎﺯﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﺑﺎﺳﺘﻼﻡ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﲔ ﺍﻹﺭﻳﺘﺮﻱ ﻭﺍﻷﺛﻴﻮﰊ ﻭﺇﺳـﻘﺎﻁ ﻧﻈـﺎﻡ
)ﺍﻟﺪﺭﻕ( ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻲ ﰲ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ،ﻭﲢﺮﻳﺮ ﻣﺼﻮﻉ ﰒ ﺃﲰﺮﺍ .ﻓﻘﺪ ﻇ ﱠﻞ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻫـﺪﻓﹰﺎ
ﺻﻠﹶﻬﺎ ﺑﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺎ ،ﻭﻇ ﱠﻞ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﹰﺎ ﰲ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭ
ﺭﺋﻴﺲ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻹﺭﺗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ )ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺻﺎﱀ ﺳﱯ( ﺿﻴﻔﹰﺎ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻬﺪ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﻧﻈﺎﻡ ﺟﻌﻔﺮ ﳕﲑﻱ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺷـﺘﺪﺕ ﺑﺎﻟﻔﺼـﺎﺋﻞ
ﺍﻹﺭﻳﺘﺮﻳﺔ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺸﻘﱡﻘﺎﺕ ،ﺑﺬﻟﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺟﻬﺪﹰﺍ ﻣﻘﺪﺭﹰﺍ ﰲ ﺗﻮﺣﻴﺪﻫﺎ ﻭ ﺟﺒ ﹺﺮ
ﺠ ﺰ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻳﻠﻮﻟﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﳌﺴﻠﱠﺢ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺃﺿﺮﺍﺭﻫﺎ ﺣﱴ ﺗﻨ ﹺ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻭﳒﺎﺣﻬﺎ ﰲ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻹﺭﻳﺘﺮﻱ ﱂ ﳚﺪ ﺇ ﱠﻻ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻣـﻦ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
12ا QJ5Nاآ ا ا) 'E( cIE &AG (1N 6Iإ6ENى اKEن ا1E)5د* Eا6Eود 1EJ ZEو6Ej
رأس ا) 6Iا YPKAا.ر1#p 'C&Hد 9ب ا &1Kوآ1Eن أ&E4 MEاء اآ Eا Eا EH Rآ 1EAآ1Eن
أ( '( 1Ik65 cا 19ر ا`Fي وا f1Aا.ول ا 'E( u).آ cEاEدان إ1EHن CEات ا1IREfpد ا*1EAي
Pآ .آ 1Aا QJ5Nاآ ادا (' ا ^Kا) 6Iا6J7 64اازق ^Eرواد ا& cEAاP 'E"5آ E
واTي ا ^ PRأم در1ن (' ا EPNAا E2p E15ب EAي ) (1969و*6EKر TE1Hآ أ OEإ ,EاEم (E5# VE
cS1F#وا( vP# ^7ا6N.اث.
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﺭﻏﻢ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻘﺎﺋﺪ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻭﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﺑﺎﳌﻴﻼﺩ ﻟﻠﻤﺴـﻴﺤﻴﺔ ﻭﺗﺒﻨﻴـﻪ
ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﰲ ﺃﻃﺮﻭﺣﺘﻪ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ.165
ﺃﻣﺎ ﻗﺎﺋﺪ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﳌﺴﻠﱠﺢ ﺍﻷﺛﻴﻮﰊ ﻓﻘﺪ ﻇ ﱠﻞ ﻣﻮﺻﻮ ﹰﻻ ﻣﺪﻯ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﺍﳌﹸﺘﻄـﺎﻭﻝ ﰲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻳﺼﻠﻬﺎ ﺑﺎﳌﻮﺩﺓ ﻭﺍﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﻭﺗﺼﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ،ﺭﻏﻢ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻪ
ﺡ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻭﻫﻤﺎﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﺨﻠﻔﻴﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﻟﻠﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ .ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎ ﹴ
ﻳﻨﺘﻤﻴﺎﻥ ﺇﱃ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻹﺛﻨﻴﺔ )ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﹾﺮﺍﻱ( ﻛﺎﻥ ﻣﺆﺷﺮﹰﺍ ﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺿﻤﺎﻧﹰﺎ ﻻﺳـﺘﻘﻼﻝ
ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ،ﺗﻄﻠﻌﹰﺎ ﳉﻮﺍ ﹴﺭ ﺣﺴﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﳌﺸﺘﺮﻙ ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﻗﻄﻌﹰﺎ ﺳﻴﻠﻘﻲ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻳﺆﻣﻦ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻣﻨﻔﺬﹰﺍ ﺗﺪﻓ ﻊ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ
ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻣﻨﺖ ﺛﻐﻮﺭﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﺏ.ﻓﺒﲔ ﻳﺪﻱ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﳓﻮ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ
ﺻ ﻤﺘﲔ ،ﻓﻘﺪ ﻇ ﱠﻞ ﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ ﺍﳌـﺎﻳﻮﻱ ﻣﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺩﻓ ﹴﻊ ﺧﺎﺹ ﻧ ﹶﻔ ﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺣﱴ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﺎ
ﻣﻮﺻﻮ ﹰﻻ ﻋﱪ ﺟﻬﺎﺯ ﺃﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺭﻳﺘﺮﻳﺔ ﻭﻋﻼﺋﻘﻬﺎ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻛﺘﺴﺐ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺧﱪﺓ ﻭ ﺩﺭﺑ ﹰﺔ
ﺿﺒﺎﻃﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﳓﺎﺯﻭﺍ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣـﻦ ﻣ ﹶﻘﺪﺭﺓ ،ﺍﻧﻀﺎﻓﺖ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻋﱪ ﺛﻠﱠﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺰ
ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ.166
ﻉ
ﻟﻜﻦ ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﳌﺎﻳﻮﻳﺔ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﱂ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﻓﺘﺤﺖ ﺑﺎﺑﹰﺎ ﻣﻦ ﺻـﺮﺍﻉ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺩﺓ ﻭﺻـﺮﺍ ﹺ
ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ،ﻓﺮﻏﻢ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ )ﻣﺎﻳﻮ( ﰲ ﺍﺎﻻﺕ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻇﻬـﻮﺭ
ﻕ ﻧﺎﻗﻮﺱ ﺍﳋﻄﺮ ﻟﺪﻯ ﻗﻴـﺎﺩﺍﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻔﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺃﺿﺎﺀ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﳊﻤﺮﺍﺀ ،ﻭﺩ
ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺃﻣﻦ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﱰﻉ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ،ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺮﻳـﺪ ﺃﻥ
ﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻬﺪ ﺑﺎﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﻘﺒﺾ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .ﻭﺇﺫ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺃﻣ
ﻭﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺣﻮﻟﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻗﺪ ﺩﹶﻓ ﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑـﺎﺩﺭﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺼـﺮﺍﻉ
ﻹﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﺃﺣﺎﻟﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﺍﳉﺎﺭﺗﲔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺘﲔ ﺇﱃ ﻣﺄﺳـﺎﺓ،
ﻭﺗﻠﻚ ﻗﺼﺔ ﺳﻨﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
(.أ1س أ(ر 13)'jا Yا ر*5ي
14ا1ز إ US ,ا 12ذ ا Fا7 {#1Fوة وا1A+7 Fن ا 6وا {1ES ^EN F&G Fوا& 6EAهVE41
،6&1Hوا& VS17 62آ ،'41Jإذ آ1ا UEP 'E( P71( S1C7 1ً&AGا& 1Ejت اEدا ا EHk.وا ر* E*5
إ1Hن ا& 6Iا*1Aي.
ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﺩﺧﻮ ﹸﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﰲ 2ﺃﻏﺴﻄﺲ )ﺁﺏ( 1990ﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎ ﹶﺫ
ﺇﱃ ﺧﻄﻮﺓ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﻭﻋﻼﻗﺎﺎ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺗﻼ ﻩ ﻷﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ )ﺇﻋﻼﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤـﻞ
ﺑﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ( ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻄﱠﻠﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﻬـﺪ ﺍﻻﻧﺘﻘـﺎﱄ 1985ﻡ ،ﰒ
ﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،ﻭﺍﺷﺘﺮﺍﻋﻬﺎ ﲪﻠ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﳉﺪﻳـﺪ ﻋﻠـﻰ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍ
ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﺗﺘﻨﺎﺻ ﺮ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﻯ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻊ ﺍﳉـﻴﺶ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﱐ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ .ﻭﻣﻊ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺗﺆﻛﱢﺪ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﺗﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﲪﻠﺔ ﻣـﻦ ﻣﻨﻈﻤـﺎﺕ
ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﺃﻓﻠﺤﺖ ﺑﻴﺎﻧﺎﺎ ﰲ ﻓﻀﺢ ﳑﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺩﻣﻎ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ
ﺑﺄﺎ ﻧﻈﺎ ﻡ )ﺃﺻﻮﱄ ﻗﻤﻌﻲ( ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻋﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﳌﹸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﻃﺎﻟﺖ ) (28ﺿﺎﺑﻄﹰﺎ .ﻭﺇﺫ ﱂ
ﺗﺮﺗﺪ ﺩﻓﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳉﻴﺪﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﺘﺄﺛﺮﺓ ﺑﺎﳊﻤﻠﺔ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺪﻫﻮﺭﺕ ﳓﻮ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﻭﺩﻭﻧﻪ ،ﻭﺗﻮﻗﱠﻔﺖ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﺍﳌﹸﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘـﺮﻭﺽ
ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻣﻨﺬ ﺣﻜﻮﻣﺔ )ﻣﺎﻳﻮ( ،ﻭﺗﺄﺛﱠﺮﺕ ﺣﱴ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺗـﻮﻟﱠﻰ
ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﻏﲑ ﻣﺘﻌﺎﻭﻧﺔ.
ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺰ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺣﺪﺛﹰﺎ ﻣﺮﺑﹺﻜﹰﺎ ﻟﻠﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﺟﺎﺀ ﻭﻗﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻫﻲ
ﱂ ﺗﻜﹶﺪ ﺗﻜ ﻤ ﹸﻞ ﻋﺎﻣﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﲢ ﻮ ﹰﻻ ﺧﻄﲑﹰﺍ ﱂ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻓﻌﻼﻗﺎﺎ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴـﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴـﺔ
ﻭﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻭﻗﻔ ﹰﺔ ﻟﻠﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻛﻠﻤ ﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻋ ﱪ ﺍﳊـﻮﺍﺭ
ﻭﺗﺒﺪﻳﻞ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻠﻒ ﺍﳊﺮﺏ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﺸ ﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺎﺗﻪ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﺻﻄﻔﺎﻑ ﺩﻭﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺧﻠﻒ ﺟﺎﺭﻢ ﻣﻊ ﻗﻮﻯ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ .ﻭﺇﺫ ﺣ
ﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ ﻳﻬﻴﺊ ﻟﺘﺪﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﳌﹸﺒﺎﺷـﺮ ،ﻭﺇﺫ ﺑـﺮﺯ ﺍﳌﻨﻜﻮﺑﺔ ،ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺻﻮ
ﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺮﻱ، ﻒ ﻋﺮﰊ ﻣﻨﺎﻭﺉ ﻟﻠﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻐﺮﰊ ،ﺑﻞ ﻳﺪﻳﻦ ﳎﺮﺩ ﺗﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﻀ ﹰ ﺻ
ﻭ ﺟ ﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﹰﺎ ﰲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺍﻟﻌﺰﺓ ،ﻭﻓﻘﹰﺎ ﳋﻄﺎﺑﻪ
ﻉ ﻳﺘﺒﻠﻮﺭ ﰲ ﻣﻨﺎﻫﻀﺘﻪ ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻔﺎﻗﻤﺔ ﺿﺪﻩ ﻭﰲ ﺗﺒﻨﻲﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺷ ﺮ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ )ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ( ﰲ ﺧﻄﹸﻮﺍﺎ ﺍﳌﺒﺎﻏﺘﺔ ﻛﻮﺍ ﻣ ﻦ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﺍﳌﻌﻘﱠﺪﺓ ﻣﻊ
ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺮﺣﻴﺒﹰﺎ ﻭﻋﻮﻧﹰﺎ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺣﺎﺟﺘـﻬﺎ
ﺍﳌﻠﺤﺔ ﻟﻠﺴﻼﺡ ،ﻛﻤﺎ ﲡﺎﻭﺯﺕ ﰲ ﺻﻔ ﹴﺢ ﻋﻈﻴ ﹴﻢ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﳉﺴﺪﻳﺔ ﻷﻓﻀﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴـﺔ ﰲ
ﺍﳉﻴﺶ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﻓﺸﻞ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺭﻣﻀﺎﻥ/ﺃﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎﻥ( 1990ﻡ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ـﺞ )ﺻـﺪﺍﻡ
ﺣﺴﲔ( ﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺠﹰﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻫﻢ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ .ﻭﺇﺫ ﻳﺆﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻷﻋﻈﻢ
ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﻳﻤﺎ ﻭﺣﺪﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﲔ ﺩﻭﻟﺘﲔ ﺃﻭ ﺑـﲔ ﺩﻭﻝ
ﻼ ﳓﻮ ﲤﺎﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺿﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺒﻮ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺣﻴـﺚ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﺒﻴ ﹰ
ﺍﳌﺒﺪﺃ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻨ ﹶﻜ ﺮ ﰲ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﻣﺸﺒﻮﻩ ﺇﺫ ﺑﺎ ﺩ ﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮ ﺭ ﻋﻠﻤـﺎﱐ.
ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻟﺬﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻋﺎﻣﺔ
ﺗﺒﺎ ﻋ ﹰﺔ ﻟﻠﻐﺮﺏ ﻻ ﺗﺒﺘﻐﻲ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﰲ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺧﺎﺻﺔ ﺑـﺆﺭﹰﺍ
ﻚ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﳌﹸﺴﺘﻌ ﻤ ﹺﺮ ﺍﻟﻘﺪﱘ.
ﻭﺭﺍﺛﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﻻ ﺗﻨﻔ
ﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺑﻞ ﺍﺗﻔﻖ ﺻﻔﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﰲ ﱂ ﺗﺒﺎﺩﺭ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﺇﺫﻥ ﻹﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﻐﺰﻭﺓ ﺑﻜﻠﻤﺎ
ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺣ ّﹴﻞ ﻋﺮﰊ ﻳﺴﺘﺒﻌ ﺪ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﲔ ،ﻭﲟﻮﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻹﺩﺍﻧـﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜـﺎ ﰲ
ﻣﺆﲤﺮ ﻗﻤﺔ ﺗﻮﻧﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﺄﻡ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﺿﻤﺖ
ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺗﻮﻧﺲ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻋ ﹺﺮﻓﹶﺖ ﺑﻌﺪ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﻘـﺎﻫﺮﺓ ﺑــ) ﺩﻭﻝ
ﻀ ﺪ( ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻭﻗﻄﻴﻌ ﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﹸﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﻄﻔﱠﺖ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﺧﻠـﻒ ﺩﻭﻝ
ﺍﻟ
ﺐ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒﺍﳋﻠﻴﺞ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﳊﻠﻒ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ،ﻭﻻ ﺭﻳ
ﻗﺪ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ.
ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺣﺎﺩﺛﺔ )ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ( ﻛﺬﻟﻚ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺍﺳﻢ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻋﻤ ﹴﻞ
ﻣﻌﻠﻦ ،ﺇﺫ ﺻﺎﺭ ﻋﻀﻮﹰﺍ ﰲ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﰊ
ﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻧﺎﻃﻘﹰﺎ ﺭﲰﻴـﹰﺎ
ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﺄﻡ ﻷﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﺃﻣ
ﺲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﰲ ﺍﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﻳﺮﺟـﻮ
ﺑﺎﲰﻪ ،ﻭﻗﺎﺑﻞ ﺍﻟﻌﺎﻫ ﹶﻞ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﰒ ﺳﺎﻓﺮ ﺇﱃ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴ
ﻗﺒﻮﻝ ﻭﺳﺎﻃﺘﻪ ﺑﺎﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ.
ﻕ ﺍﻷﺯﻣﺔ ،ﻭﻟﻮ
ﻚ ﺧﻨﺎ
ﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮﺳﺎﻃ ﺔ ﳑﺎﺛﻠ ﺔ ﺗﺮﺟﻮ ﺻﻠﺤﹰﺎ ﻋﺮﺑﻴﹰﺎ ﻳ ﻔ
ﺗﺼﺪﻯ ﺭﺋﻴ
ﺑﺎﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﳉﻴﺶ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ،ﻭﺇﺫ ﺑﺎﺀﺕ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺘﲔ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻋﺎﺩ ﻛﻼﳘﺎ )ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﻭﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ( ﺑﺈﳝﺎ ﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺎﳊﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟـﺮﻓﺾ ﺍﳊﺎﺳـﻢ ﻟﻠﺘﻮﺍﺟـﺪ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﰲ ﺃﺭﺽ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﳋﻠﻴﺞ ،ﻣﻬﺎﺩﹰﺍ ﳊﺮﺏ ﻋﺮﺑﻴﺔ.
ﺥ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﺻﻒ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ. ﺃﺣﺪﺛﺖ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮ
ﻓﻘﺪ ﺃﻋﻘﺐ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﺒ ﲑ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﰲ ﺍﳉﻴﺶ
ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻌﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻵﺧﺮﺍﻥ ﻳﺮﺗﻜ ﺰ ﻋﻠﻰ ﲢﻔﱡﻈـﺎﺕ
ﻗﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳊﺮﻛﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺘﺮﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺃﺧﻄﺮ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻪ ﺟﺎﺀﺕ ﻣـﻦ
ﺗﻠﻘﺎﺀ ﳐﺎﻭﻓﻪ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﺴﺒﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ
ﺑﻌﺪ ﺇﻋﻼﻥ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ ،ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟـﺚ
ﺼ ﻢ ﻇﻬ ﺮ ﺍﻟﺒﻌﲑ.
ﳊﻤﻞ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﹶﻗ
ﺑﺎﺭﺯ ﹰﺓ ﰲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﰒ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍ
ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺍﻷﺟﻨﱯ ﰲ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ،ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﳍﺎ ﻃﻼﺋﻊ
ﺏ
ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺣ ﻈﻴﺖ ﺑﻪ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﹺﻫﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺠﺎ ﻭ
ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﻧﺒﺾ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻈﻬ ﺮ ﻣﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﺷﻌﻮﺑﹺﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﻣﻸﺕ ﺗﻈﺎﻫﺮﺍـﺎ
ﺾ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﳌﹸﺴﻠﻤﲔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﳌﻄﻬﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﺮﹸﻓ
ﺕ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﲔ ،ﺫﺍﺕ ﺍﶈﻮﺭ ﻣﻦ )ﻃﻨﺠﺔ/ﺟﺎﻛﺮﺗﺎ( ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻭﺍﻣﺘﺪﺕ ﺃﺻﻮﺍ
ﺍﻟﺬﻱ ﺭﲰﻪ ﻗﺪﳝﹰﺎ ﺍﳌﻔﻜﱢﺮ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ )ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﱯ( .ﻭﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﺳﻢ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺪﺍﻓﻌﹰﺎ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺪﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺑﲔ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﻭﻳﺮﻣ ﺰ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ،
ﻭﲟﻘﺪﺍﺭ ﻣﺎ ﲡﻠﱠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻭﲡﺎﻭﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﶈﻮﺭ ﻣﻊ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺯﺍﺩﺕ ﺣﺪﺓ ﺍﳌﹶﻮﺟﹺـﺪﺓ
ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻴﺄ ﻟﻠﻐﺮﺏ ﺍﻹﻣﱪﻳﺎﱄ ﻣ ﺪ ﺩ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻭﺍﻧﻔﺘﺤﺖ
ﺻ ﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ .ﻣﺪﻯ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﱵ ﺑـﺪﺃﺕ ﳍﻢ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺗﺤﺎ
ﺑﻘﺼﻒ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﳌﻌﺮﻛﺔ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻈـﺎﻫﺮﺍﺕ
ﻣﺘﺼﻠﺔ ﰲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻛﺄﺎ ﺗﺴﺎﻳ ﺮ ﻧﺒﺾ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﺰﺓ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻝ
ﺏ ﻣﻊ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﺎﱂ. ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ،ﻭﺗﺘﺠﺎﻭ
*****
ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﱵ ﺳﺮﺕ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﳌﻨﻌﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ ﻣﺎ ﺍﺭﺗﺪﺕ ﻣﻨﺘﻜﺴﺔ
ﺡ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﻭﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﻣﺎﺳﺤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻀ ﺪ( ،ﻭ ﺳﺮﺕ ﺭﻭ
ﺑﻌﺪ ﺍﳍﺰﳝﺔ ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﶈﻮﺭ ) ﺩﻭﻝ ﺍﻟ
ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺘﻔﻀﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ .ﻭﺇﺫ ﱂ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻷﱂ ﻭﺍﻟﻜﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺑﻞ ﺑﻠﻐﺖ
ﺻﻔﻮﺎ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﺧﺮﺟﺖ ﻣﺒﺎﺩﺭﹲﺓ ﻟﻸﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ
ﲟﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﺍﳌﺴﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﺎﻟﺼﻒ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟـﱵ
ﱯ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﺍﺳﺘﺤﺪﺛﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺗﺪﻋﻮ ﺑﺎﺳﻢ )ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ( ﺇﱃ ﻣﺆﲤ ﹴﺮ ﺷﻌ
ﺏ ﻭﻗﺎﺩ ﹰﺓ ﻟﻠﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴـﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ،ﺭﺅﺳﺎ ًﺀ ﻷﺣﺰﺍ ﹴ
ﻭﺷﻴﻮﺧﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺭﻭﺍﺩﹰﺍ ﰲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻭﺯﻋﻤﺎ ًﺀ ﻟ ﹸﻄﺮﻕ ﺍﳌﺘﺼﻮﻓﺔ ﻭﺃﻗﻠﻴﺎﺕ
ﺽ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻳﺴﻌﻬﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﲰﺎ ُﺀ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﲝﺜﹰﺎ ﻋﻦ ﺃﺭ ﹴ
ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺻﺮﻭﻑ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺃﻥ ﻣﺎ ﳚﻤ ﻊ ﻭﻳﻮﺣﺪ ﺍﻟﻴـﻮﻡ ﺃﻛﺜـﻒ
ﻭﺃﻭﺟﺐ ﳑﺎ ﻳﻘﺴﻢ ﻭﻳﻔﺮﻕ ﺑﺎﻷﻣﺲ.
ﺍﻓﺘﺘﺤﺖ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺇﺫﻥ ﰲ ﺃﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎﻥ( 1990ﻡ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﳌﺆﲤﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴـﺎﺕ
ﺍﻷﻣﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺃﺳﺲ ﺃﻣﺎﻧ ﹰﺔ ﺩﺍﺋﻤ ﹰﺔ ﺑﺎﺳﻢ )ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ( ،ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ
ﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺃﻣﻴﻨﺎﹰ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﻟﻠﻜﻴﺎﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺩﺍﻓﻌﹰﺎ ﺑﺎﲰﻪ ﺇﱃ ﺍﻟ ﻌﻠﹶﻦ ﺑﻌـﺪ
ﺃﻣ
ﺕ.
ﺐ ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺎ
ﺴّﺘﺮ ﲟﺎ ﳚ ﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺛﻘ ﹴﻞ ﻭﲟﺎ ﻳﺴﺘﻘﻄ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟ ِ
ﻟﺒﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﴰﻠﺖ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺎﻃﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﺩﺓ
ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﻦ ﺃﺻﻐﺮ ﺩﻭﻝ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ
ﺇﱃ ﻛﺒﺎ ﹺﺭ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﻭﺃﻇﻬﺮ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻛﻠـﻪ ﰲ ﺗﻠـﻚ
ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺗﺘﺸﻜﱠﻞ ﰲ ﻣﺒﺎﱐ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻷﻛﱪ
ﺖ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﲤﺮ.167 ﺴ ﻤ
ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺭﻏﻢ ﺍﻟ
ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ )ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﻇﻤﺔ ﻟﺪﻭﻝ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮﺓ(،168
ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺮﻯ ﰲ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺇﻻ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﻇﱠﻠﺖ ﲤﻨﻊ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ
ﻭﺗﻔﺎﻋﻠﻬﺎ ﺍﳊﹸﺮ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﳊﺮﺓ ﻭﻗﻮﺍﻓﻠﻬﺎ ﺍﻟـﱵ
ﺏ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﺑﺎﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ،ﻛﻤﺎ ﲡﻮﺎ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﺀ ﲡﻮ
ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ،ﻭﺇﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳊﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺆﺳﺲ ﺩﻭ ﹰﻻ
ﻋﻈﻤﻰ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻭﺟﻮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﲏ ،ﺃﻭ ﺗﻌﻮ ﺩ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﰲ ﺍﻷﺳـﻮﺍﻕ ﺍﳌﺸـﺘﺮﻛﺔ
ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻓ ﻊ ﺍﻟﺘﺄﺷﲑﺍﺕ ﻭﺗﺴﺎﻭﻱ ﺑﲔ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻭﺗـﺮﺧﺺ ﰲ ﻣـﻨﺢ
ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﳌﻦ ﺍﺳﺘﻘ ﺮ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﲔ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ .ﻭﺇﺫ ﲡﺎﻭﺑﺖ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ ﻣـﻊ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣـﺔ
ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ،ﻭﺍﻋﺘﻤﺪﺎ ﺳﻴﺎﺳ ﹰﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﺗﺮﻓ ﻊ ﺍﻟﺘﺄﺷﲑﺍﺕ ﻋﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺭﻳﺜﹸﻤـﺎ ﻳﺴـﺘﻘﺮ
ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﺘﺮﻓﻌﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ،ﺩﺧﻠﺖ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻋﺪﺍ ﺩ
ﻣﻤﻦ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﲟﺎ ﺭ ﺣﺒﺖ ﻣﻦ ﺗﻀﻴﻴﻖ ﺑﻠﺪﺍﻢ ﺍﻷﻡ ،ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ
ﺃﻭ ﻳﻠﺘﻤﺴﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻫﺪ ﻭﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ،ﺃﻭ ﻳﻨﺸﻄﻮﻥ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺳﻮﻗﻬﺎ ﺗﻌﻴﻨـﻬﻢ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﲟﺎ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﺎﻟﻒ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ،ﺃﻭ
ﺾ
ﺗﺒﺬﻝ ﳍﻢ ﺣﻖ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﱄ ﺣﺮﻛﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﻌ
ﻣﻦ ﻣ ﺪ ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﺝ ﻋﻔﻮﹰﺍ ﺑﻐﲑ ﺗﻨﺎﻇﻴﻢ.
,EJ 15دEE7ة YEEPKا6EEBا jا) J&EEا& EEA1ا 'EE5أَ Ejت EEد ا A#oEEAا) 'J&EEا& 'EEHوا :' EEرا6EE4
ا 'EE4Cز VEE7اآ EEا EEا) EE5ا ^EEN 'EEf1j ،( EEICأ 6EEANز VEE7ا EE71AKا 'EE( EE
1Hآ15ن '5F ،ا CJوا ،vIرIAG Yر*6Eِ# Eاد ( 'Eأ*` 1Eا EHCKوE iون 1E` ^Eراxا وا6ECI
وا ^Bو .1*M1آ 6I4 1Aا PKر Yا &AKا ا)& Jا EJPووز* Eا.و1Ejف ا&ا 'EjوE iون.
و6I4ه 1أ*ًN U*1 1ا A#ز V7ا IJKا2A*6ا 9ا CRPFوGرج
JNز V7ا IJKا)& Jا CREPF
وآ*2H Vادو' ^ MNب ا` t15ا.'1CJP
A7 YPGا )Jر1j YPK Yدة اE+رة ( 6E712 'EاEر ا EFPaآ cE&( 1EAا1E(7 E1* V7MEت و6E2#م
5j1Hاح {4#ا) ^N zا5ا 'Hا15.ذ 6J7ا1Jري R7ان ر6*G *# Yة ا62س ا& 'Hا 6CPوأ6EN
N S1C7آ ( {5ا. CRPF
C7 16ان f1Aة '( 1I6jدو ZPR Rjا& 62ا ^&JوC&H 1ً2Np Q&J9ان ) :ا '( 9ا O2Fا'1
6و إ &S1ة(.
ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1991ﻡ ﺍﻛﺘﻤﻠـﺖ ﰲ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﻐﺮﰊ ،ﹸﲤﺪﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﺪﻫﻮﺭﺓ ﳓﻮ ﺍﻟﻘﺎﻉ ﺑﻌـﺪ ﺣـﺮﺏ
ﺻﺮﺕ ﳊﺼﺎﺭ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ .ﻓﺎﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﳋﻠﻴﺞ ،ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺎ
ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳑﺜﱠﻠﺔ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺭﻓ ﻊ ﺍﻟﺘﺄﺷـﲑﺍﺕ ﻋـﻦ
ﺍﻟﻌﺮﺏ ﰒ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻣﺜﱠﻠﺖ ﻣﺎﺩﺓ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺇﻋﻼﻣﻬﺎ ﲡﺎﻩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻘﺪ
ﻋﺒﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﻋﻦ ﲡﻤﻊ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻭﺍﻟﻴﻤﲔ ﺧﻠﻒ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳋﺮﻃـﻮﻡ ،ﻭﺗﺼـﻮﺑﺖ
ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﳌﺪﺑﺮ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺘﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻟﻴﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺇﻣﺎﻣﹰﺎ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﳌﻤﺘﺪﺓ ﻋﱪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ )ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﰲ
ﻼ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﻣﺘﻘﺪﻣﹰﺎ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ. ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮﺓ( 169ﻳﺄﺧﺬ ﺷﻜ ﹰ
*****
ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺻﻌﻮﺩ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1989ﻡ ﻣﻊ ﺎﻳـﺔ ﺍﳊـﺮﺏ
ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻭﺗﻔﻜﱡﻚ ﺍﻹﻣﱪﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻴﺔ ﻭﺍﻴﺎﺭ ﲨﻬﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﺍﳊﺪﻳﺪﻱ ﺍﻻﺷـﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﰲ
ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،ﰒ ﺑﺮﻭﺯ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺍﻷﻋﻈـﻢ ﺍﻷﻭﺣـﺪ
ﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺣﻠﻘ ﹰﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﻋﺘﻪ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،ﻭﺇﺫ ﺑﺪﺃﺕ ﺣﺮ
ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1973ﻡ ،ﺑﻘﻴﺎﻡ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﺳـﺎﺣﺔ ﻟﻠﺘﻜﺎﻣـﻞ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻭﺑﺆﺭﺓ ﻟﺼﺤﻮ ﺓ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﻌﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳍﺒﻮﻁ ﻭﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﻣﻨﺬ ﻫﺰﳝﺔ
ﺝ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭ
،1967ﻭﺑﻌﺪ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﺳﻼﺡ ﺍﳌﻘﺎﻃﻌﺔ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷُﻭﺑﹺﻚ ﺍﺳﺘﺪ ﹺﺭ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ،ﰒ ﺿﺮﺑﺖ ﺻﻨﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﻫﻀﺔ ﻭﻛﺎﺩﺭﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﻫﻞ ﺑﻌﺸﺮﺍﺕ
ﺍﻵﻻﻑ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺪﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﺙ ﻣﻨﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ
C7 17ان آ15ب `FAPا ' ) O( UB* ('J ^H v1أ t1اBاع ا1ري وآE# Uل آE`( cEة
إ* H1KإE`( ,Eة 5 ^E7 1EI*F5 JPEاه 1Eا Eأو ^E7 1EI(Nا1K#ه ،1EIأو د21H 1EIا tEا1EKهMة "E4ن
) *6B#ا+رة( 5ه tاKار و tPjاؤ* ا PS"5إK ,د I4ة 1RPPن وا&6وان.
ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﻤﻘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﳋﻄﺮ ،ﺑﺪﺃ ﰲ ﺍﳊﻠﻘـﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺳﻠﺴـﻠﺔ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ.170
ﻟﻜﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﺗﺘﻮﻓﱠﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﺍﻷﻛﱪ ﻭﲡﺎﻭ ﺭ ﺗﺴ ﻊ ﺩﻭﻝ،
ﻣﺜﱠﻞ ﺧﻄﻮ ﹰﺓ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻟﻠﻐﺮﺏ ،ﻓﻤﻨﺬ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﰲ ﻋﺎﻡ
1979ﻡ ،ﻭﺍﳓﺴﺎ ﹺﺭ ﺍﳌﺪ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻱ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰒ ﺍﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ
ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻲ ﻭﺗﻨﺎﻣﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﳕﻮﻫﺎ ﰲ
ﺑﻼ ﺩ ﻣﺜﻞ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﻭﺣﱴ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗ ﹺﺮ ﺩ ﻋﻠﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇ ﱠﻻ
ﻗﻠﻴﻼﹰ ،ﻣﺜﱠﻞ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ 1989ﻡ ،ﺣﺎﺩﺛﹰﺎ ﻣﻠﻔﺘﹰﺎ ﻷﻧﻈـﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺳـﺔ
ﻭﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻋﺒﹰﺎ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ.
ﻓﻠﺪﻱ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﳌﺨﺘﺼﲔ ﺍﻷﻣـﺮﻳﻜﻴﲔ ﰲ
ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﺷﺎﺭﻭﺍ ﻟﺸﻬﺮﺓ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
ﻣﺮﺗﺒﻄﹰﺎ ﺑﺬﻛﺮ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﻋﺎﻣﺔ ﻟـﺪﻯ ﺗﻨـﺎﻭﻝ
ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺻﻌﻮﺩ ﳒﻢ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻗﺒﻠ ﹰﺔ ﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻮ ﻭﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﺓ.171
ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﳊﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ،
ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺭﻣﻮﺯﻩ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻨﺎﺭﺓﹰ ،ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺗـﺮﻯ
ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻗﺪ ﺭ ﺗﺎﺭﳜﻲ ﻭﻭﺍﻗ ﻊ ﺣﻀﺎﺭﻱ ،ﺃﻭ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺃﻧﻪ ﺩﻳ ﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ
_&H 18ا1B5ر Nب أآ ^*)#/H5ا.ول 1973م TEGوة ( 'Eا E.ا&EI ( EHت Ej 6E&Hار اcEB( vEPA
YJEENاEE5Jول أ 1EEj ً Eدر ًة ,EEP7ا6EE5ي وا ، EEICوه1EECك رأس 1EEل EE ^EE VaEEfارد اEE5Jول و EEAP7 EEJa
^ QGa#أر 'jا1&1Kت و N1وا& S1C7 c1`5#ه 1ا &JRوا *E)Jا cE+A# 'E5ا6E5ادًا OE cE+ p
(' ا&65* V1ث Eوا6ENة و*ES. 'EA5Cل 1ENر* )5Eآ .و pر* tEأن ه hTEاE2اءة ا 5Eا E1P K#
ا& ^ FC5# HاFر إرادة ا12ء ^ 1IP7ا1رة ا J7 1I (1CAا15ر*.z
19زار ادان (' 154ء 1990اJو(ر Gن أ 5JواJو(ر c`*1ه6ن واJو(Eر EGن
(ل 65Pاول Zا6آ5ر ^Nا5اN 'Hل 1(iق ا5ل (' ادان و1d PAGهة اBة ا و 6jآ1Eن
أول ^N VI#1 Nا12Pء أ - Oا6آ5ر ا5ا -'HأIE4 'E( {JESة اEKCم 6Eى ا UEBا . E`*.و 6Ejأ1E4ر
اJو(ر إدوارد & '( 6آ ER#) OEH15ا Eم( اTEي 1Ed OE( _EHهة ا EA&5وا ER5اFAو,EP7 Ef
ا م ،أ14ر (' ا 62Aا 'E5أ1E7 E&JRH 1EI2م 1993م إ ,Eا ^EN VEا5ا 'EHاTEي *ُ ِ Eد دا 'E( 1ًEAا E7م
) < وا._JُaاT1H 1ً(S '`*.آ1ء ا1د اَ P UdُA
ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﰲ ﺭﻓﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﰲ ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﻋﺪ ﺣﱴ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣـﻦ
ﹸﻇﻠﹸﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺇﱃ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﱯ ﻭﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ .ﻓﻤﻊ ﻭﺟﻮ ﺩ ﺩﺍﺋ ﹴﻢ ﻭﻗﻮﻱ
ﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻵﺧﺮ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺳﻌﺖ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜـﺎ
ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﻣﻌﻪ ،ﺗﻠﻘﱠﻰ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺩﻋﻮ ﹰﺓ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﺎﻣﻌـﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ
ﻟﺘﻘﺪﱘ ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ )ﺟﻠﺴﺔ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ( ﺑﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﲟﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨـﻮﺍﺏ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ )ﺍﻟﻜﻮﳒﺮﺱ( ،ﻛﻤﺎ ﺗﻠﻘﱠﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﳌﻠﻜﻴـﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴـﺔ ﻟﻠﻌﻠـﻮﻡ
ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﳏﺎﺿﺮﺓ ﺣﻮﻝ )ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺩﺍﻋﻤﹰﺎ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ( ﲟﻘﺮﻫﺎ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻨﺪﻥ.
ﻭﺇﺫ ﲡﻠﱠﻰ ﺍﻷﻟ ﻖ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻲ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﻫﺮﹰﺍ ﺑﺄﻃﺮﻭﺣﺎﺗﻪ ﻭﻟﻐﺘـﻪ ﰲ ﺗﻠـﻚ
ﺍﶈﺎﺿﺮﺓ ،ﺃﻓﻠﺤﺖ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﳍﺎ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻣﻨﺎﰲ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﺃﻓﻠﺤﺖ
ﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺳـﺠﻞ ﺣﻘـﻮﻕ ﻼ ﻣﺎﺛ ﹰ
ﺨﺬﹶﺕ ﺩﻟﻴ ﹰﰲ ﺗﺼﻮﻳﺐ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ ﺇﱃ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﺗ
ﺏ ﺭﻭﺣﻲ ﻟﻪ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻧﹺﺒﺘﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑـﲔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺃ ﹴ
ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﶈﺎﺿﺮﺓ ﻭﺑﲔ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﲡﻌﻠـﻪ ﰲ
ﺭﺃﺱ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﲢﺖ ﺣﻜﻢ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ 20
ﺕ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﰲ ﺍﻟﻜﻮﳒﺮﺱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺪ ﺳﻴﺎﺳـﺎﺕ ﻭﺇﺫ ﺗﺮﻛﱠﺰﺕ ﻣﺪﺍﻭﻻ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻜﺒﺖ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﺍﳊﺮﺏ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺍﻹﺑﺎﺩﺓ
ﰲ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ،ﺃﻓﻠﺢ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺻﺪ ﺍﳍﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻣﺒﻴﻨﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻧﻈﺎﻡ ﱂ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ
ﻋﺎﻣﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﳛﺎﻭﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﳕﻮﺫﺝ ﺃﺻﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ،ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻬﻤـﺎ
ﺣﻮﺕ ﻣﻌﺘﻘﻼﺗﻪ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺘﺒ ﺮ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ،ﻣﻘﺎﺭﻧ ﹰﺔ ﺇﱃ ﺩﻭ ﹴﻝ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﰲ
ﺳﺠﻞ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﳛﻤﻴﻬﺎ ﺑﺄﺳﺎﻃﻴﻠﻪ ﻭﻳﺼﻤﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻋﻼﻣﻪ.172
6I4 20اf1Aة ا15.ذ 6J7ا 'j1Jا *{ ا '1Aوأ14ر (' 6ا O5Pإ Oj1E ,ا '71CEBاTEي ا REfإOE
25E& 'E( t*T&5P K5 ٍ 5H PA7 6&Hت 1EIGز ا1E+N ^AEf ،^E.ت أ Eى (E2* Ej 'Eم 6Ef 1EI 1ً76E
ا1EEIKز .و6E S 6EEjرت إ6EENى أه VEEا UEEBاEES EE1R*Jرة اEEf1AP 1IEEf7 ^AEEf EEf1Aة 1EEJ&Hرة
V5J* c *» :J`4و** 1ACH V5Jز FES QEPAN 1EACH .«O5Ef 'E( hEKCأ Eى EC7ان“ :ا 'EJCذو
{ 6E21Hوا Ej ^E *aEة اREة ا E*`Fا6EJ# 'E5ت ( _*6EN 'Eا6Eآ5ر ^EEN
ا E6Jا1د*ُ EC* 1ًE2P&# ” E
ا5ا.'H
ﺃﻣﺎ ﺍﶈﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻘـﺪ ﻋﺒـﺮﺕ ﰲ ﺑﻌـﺾ
ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻄﻠﱡﻊ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻗﻠﻮﺏ ﺁﻻﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﻔﻮ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ،
ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻘﺐ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ،ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻸ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﺌﺪﺓ ﰲ ﻋﻤ ﹺﻖ
ﺍﻟﺼﻔﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﱢﻤﺔ ﻟﻨﺼ ﺮﺗﻪ .ﻛﻤﺎ ﻋﺒﺮﺕ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﲔ ﻭﺍﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻷﻣـﺮﻳﻜﻴﲔ
ﺍﳌﺘﻌﺎﻃﻔﲔ ﻣﻊ ﺻﺤﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﺇﺷﻔﺎﻗﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺍﻷﳕﻮﺫﺝ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﱐ ﺇﱃ ﻣﺜـﺎﻝ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﺴﺘﻨﲑ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﻔﻜ ﹴﺮ ﰲ ﻗﺎﻣﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻣـﺎ
ﺸ ﺮ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﻫﻰ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ.173
ﻳﻨ
ﺑﺎﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻛﻨﺪﺍ ،ﻭﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﳑﺜﻠـﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴـﺔ
ﺍﻟﻜﻨﺪﻳﺔ ﳎﺎ ﹰﺔ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﳌﺄﺳﺎﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺑﺘﻌﺮﺿﻪ ﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻏﺘﻴﺎ ﹴﻝ ﰲ ﻣﻄﺎﺭ
ﺃﻭﺗﻮﺍ ،ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻛﱠﺪﺕ ﺿﻠﻮﻉ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﺆﺍﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺇﱃ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ ،ﰒ
ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﹰﺎ ﲟﺎ ﺃﺗﺎﺡ ﺗﻘﻮﱘ ﺍﳌﹸﻮﺟﺐ ﰲ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﻭﻣﺮﺍﺟﻌـﺔ
ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺍﳌﻮﺳﻮﻡ ﺑﺎﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﰲ ﻛﻨﺪﺍ ﻭﺍﳊﺎﺩﺙ
ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﺍﳋﻼﺻﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺘﻐﻄﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺰﻳﺎﺭﺓ ،ﺻﺎ ﻋﺪﺕ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟـﱵ ﺭﺃﺕ
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺿﻤﻦ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﻟﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻷﻳﻤﺎ ﴰﻌ ﺔ
ﺗﻀﺊ ﰲ ﹸﻇﻠﹸﻤﺎﺕ ﻋﺎ ﹶﳌِﻪ.
ﻭﺍﻓﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﲔ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺑﺘـﻮﻟﱢﻲ ﺍﻟـﺮﺋﻴﺲ ﺑﻴـﻞ
ﻛﻠﻴﻨﺘﻮﻥ ﺳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﺍﺷﺘﺮﺍﻋﻬﻢ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺘﻢ ﺑﺄﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ،ﻭﺗﻀﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺿﻤﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺎ ﺑﻌﺪ
)ﺟﻨﻮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ( ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻔﻜﱠﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ .ﻓﺎﺭﺗﻜﺰ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜـﻲ
ﺑﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﻌﺪ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﳌﻮﺻـﻮﻝ ﰲ ﺗﻘـﺪﻳﺮﻫﻢ
ﺿ ﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺮﺍﻋﻴﺔ ﻟﻪ ،ﻭﺑﺘﺼﺎﻋﺪ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺿـﺪ ﺑﺎﻹﺭﻫﺎﺏ ﻓ ﻮ
ﳉﻬﺎﺩ( ﻭﺗﻌﺒﺌﺔ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺇﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ )ﺍ
ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺑﺸﻌﺎﺭﺍﺗﻪ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ،ﻭﺍﳍﺰﺍﺋﻢ ﺍﻟﱵ ﻫﺪﺩﺕ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
21اP( &1G Q(15ر*6Eا ا6Eآ5ر ^ENا5ا1EPG 'E( 'EHت ا6E5ت ٍ Eم آ6IE4 cE1ه 1آ ^E E+ا^EA5IA
1Hم (' ادان .و6Sر اار (' آ15ب ^7آ Mدرا1ت ا *# ،cJ25Aا6آ5ر .Z(1 )H
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺸﻘﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﺸﻬﲑ ﺍﻧﺪﻓﻌﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺘﻌﺒﺌﺔ ﺩﻭﻝ ﺍﳉـﻮﺍﺭ
ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﰲ ﺧﻄﻮﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﳋﻄﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺤ ﻜ ﻢ ﺍﻟﻄـﻮﻕ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﰒ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﳊﺜﻴﺚ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﺘﻨﺎﺯﻋﺔ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳـﺪ
ﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﻭﺇﺫ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﰲ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﻌـﻮﻥ ﻟﻠﺘﺼـﻔﻴﺔ ﰲ
ﳏﺎﻛﻤﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﲟﺪﻳﻨﺔ ﺟﻮﺑﺎ ﺑﻌﺪ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻭﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﲑ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﳋﺮﻃﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍ ﺩﻋﺎﻩ ﺗﻌﻮﻳﻘﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺍﺕ
ﻑ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﻭﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻟﺘﻔﺠﲑ ﻣﺮﻛﺰﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﰒ ﻣﺎ ﻋ ﹺﺮ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺑﻨﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ،ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺇﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻴﺄﺕ ﺑﻌـﺪﻫﺎ
ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﳊﺰﻡ ﺃﻣﺘﻌﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻟﺘﺪﻳﺮ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﳉﻮﺍﺭ.174
ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻫﻮﺭﻫﺎ ﺍﳌﺘﺼﻞ ﻣﻨـﺬ ﺍﻟﻴـﻮﻡ
ﺨﺒﺔ ،ﰒ ﺯﻭﺩﺎ ﺧﺮﻭﻗـﺎﺕ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺇﺫ ﺑﺪﺃﺕ ﲟﻮﻗﻒ ﻣﺒﺪﺋﻲ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﺘ
ﺕ
ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﲟﺪ ﺩ ﻭﺍﻓﺮ ﺩﺃﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﺪﻩ ﻭﻧﺸﺮﻩ ﲟﺜﺎﺑﺮﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎ
ﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﻭﺗﻄﺒﻴـﻖ ﺍﻟﺸـﺮﻳﻌﺔ
ﻚ ﺃﻥ ﲢﺎﺻﺮ ﺣﻠﻴﻔﻬﺎ ﺍﳌﻬﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳـﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﲪﻼﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻟﱵ ﺗﻮ ﺷ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻗﻨـﺎﺓ ﺍﺗﺼـﺎﻝ ﺑـﲔ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺎ ﺍﳊﺮﺓ ﳑﺎ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻣﺰﺍﻋﻢ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﰲ ﲪﺎﻳـﺔ ﺣـﻖ ﺍﻟﺸـﻌﻮﺏ ﰲ
ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺼﻔﻪ ﺇﻻ ﺇﺭﻫﺎﺑﹰﺎ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻣﻮﺻﻮ ﹰﻻ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ .ﻭﲝﻠﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1990ﺃﻋﻠﻦ
ﺳﻔﲑ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺃﻥ) :ﻋﻤﻞ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﱂ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
22و cESاE9aم 'E5Fا EE71AKا 6EEJ7 EA7 EEا1990 *1EEC* 'E( ^ANم و6EEى إ EHغ أMEEIGة اEE+رة
pأ 1ًCر(& 1ًEو 6Ejأ hEJا) EA7 zEأ 6Ej OEآ1Eن *ECي اTEه1ب إ ,Eا E`PAAا&Eد* .داء
"JC1Hأو(6ت oو ً
ا&Aة و`^ ا1RPت ا15 1( O5&C *BAر ا'KAء إ ,ادان 15* p O.ج إE4"# ,Eة وESل 6E&H ،أ*1Eم
OE5Cا1FEرة ا9a1EH E`*.م E4"#ة د Eل 1E`*.ر VExأ ,EP7 (E5* p OEا 6Eا.د ,Eا Eزم OECA
ا4"5ة وه ا '( 1jا 6PJاTي 62#م ( {CA tPR1H Oا4"5ة.
ﺑﻞ ﻇ ﱠﻞ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻭﻣﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﻳﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺍﳌﺸـﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴـﺎﺑﻘﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟـﺪﺧﻮﻝ
ﲟﺸﺮﻋﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺑﺮﺍﻣﺞ(.175
ﺃﻣﺎ ﻣﺴﺘﻌ ﻤ ﺮ ﹸﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ )ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ( ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣـﻦ
ﻛﺴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻌﻬﺎ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻓﺪﻩ ﻣﺌﺎﺕ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺎ ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠـﻮﺍ ﰲ
ﻣﺪﺎ ﻭﻗﺮﺍﻫﺎ ،ﻭﺑﻮﺻﻮﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1991ﻡ ﺇﱃ ﺍﻟـﺮﺋﻴﺲ
ﺕ ﻟﻄﺮﻳـﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﳛﺪﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﻛﻤﻌﻮﻗﺎ
ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺑﺪﺃ ﺣﻮﺍﺭ ﺳﻮﺩﺍﱐ ﺑﺮﻳﻄﺎﱐ ﳌﺪﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺩﻭﻥ ﺗﻘـﺪﻡ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﳌﻮﻗـﻒ
ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﺍﳌﻮﺣﺪ ﻭﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﳌﻮﺳﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﺘﺆﺩﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ .ﺑﻞ ﺗـﺰﺍﻣﻦ ﺍﳊـﻮﺍﺭ
ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺍﻟﺒﻄﻲﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﺍﶈﻤﻮﻡ ﻟﻨﺎﺋﺒﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩﺍﺕ )ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﻧﺔ ﻛﹸﻮﻛﺲ(
ﺍﻟﱵ ﻋﺒﺄﺕ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﻴﺔ ﻭﻏﲑ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﻀـﺎﻣﻦ ﺍﳌﺴـﻴﺤﻲ ﺍﻟـﱵ
ﺗﺮﺃﺳﻬﺎ ،ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮﻫﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ ﰲ ﻣﺎﺭﺱ )ﺁﺫﺍﺭ( 1996ﻡ ﺑﺄـﺎ
ﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ 1996-1993ﻡ ،ﻛﻤﺎ ﺍﺗﺼﻞ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﻧﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺜﻤﺎ ﻥ ﺯﻳﺎﺭﺍ
ﻛﻮﻛﺲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﻃﺮ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺒﻨﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺃﻃﺮﻭﺣـﺔ
ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻟﻠﺸﻤﺎﻝ ،ﻣﻊ ﲪﻠ ﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴـﺔ ﺿـﺎﺭﻳﺔ
ﺴﻮﻯ ﺍﻻﺎﻡ ﺑﺎﳋﺮﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﺭﻓﻌﺖ ﺇﱃ ﺻﺪﺭ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﲪﻠﺔ ﺍﳍﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻓ ِ
ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻻﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ،ﺍﺳﺘﻌ ﻤﻠﹶﺖ ﲪﻠﺔ ﻛﻮﻛﺲ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻤﺔ )ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ
ﺍﻟ ﻌﺮﻗﻴﺔ( ﻟﺸﻌﻮﺏ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺍﺎ ﻡ ﻧﻜﲑ ﺗﻠﻘﺘﻪ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ،ﲟﺎ ﱂ
ﻼ ﻟﺘﺤﺮﻱ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ ﺍﻟﻔﻈﺎﺋﻊ ﺍﻟﱵ ﺍﺭﺗ ﻜﺒﺖ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣـﺔ ﰲ ﻉ ﺳﺒﻴ ﹰ
ﻳ ﺪ
ﺗﻠﻚ ﺍﻷﳓﺎﺀ.
F cd 23ا1#pد ا.ورو '( 'Hا9aم )1Gن آPد 62* (Aم أ9و 7EfAH O#1Nوه6Eوء 1EACHد cE
ا FEEا) 'EE`*.دان EE5Hن( (EEN 'EEب 1EE1Hت A5EEة OEECHو ^EEHا` ، EEإذ 1EEjم 1EE*MH OEEFCHرات إ,EE
ECGب اEEدان و1EEJGل ا EEHCوو cEESإ ('EEAُ ِ ) EC*6 ,EEدون إذن ^EEوزارة ا1aر ، EEGوإذ ا OEE5AI#اEE .ة
ت 'E( *`E7 ^ ٍ EAN aHق ا7.اف ا 1PH6ر د 1EJH 1EIP7ن ^Eا1aر EGا VI5E* E`*.اEدان < E)H
4ق وxب ا5pا راح )7 1I5fات ا.^6A
ﻼ ﻋﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﺮﻏﻢ ﺗﻜﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﰲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻣﻊ ﻭﻓﺪ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﰲ ﺩﻳﺴﻤﱪ )ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ( 1989ﻡ ﻟﺬﺍﺕ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻻﲢـﺎﺩ
ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ،ﻴﺄﺕ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺯﻳﺎﺭ ﹸﺓ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﳊﻀـﻮﺭ ﺍﻟﻘﻤـﺔ
ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺷﺮﻋﻬﺎ )ﻣﻴﺘﺮﺍﻥ( ﲡﺎﻩ ﻣﺴـﺘﻌﻤﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻘﺪﳝـﺔ ﰲ ﻳﻮﻧﻴـﻮ )ﺣﺰﻳـﺮﺍﻥ(
1990ﻡ ،ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻣﺜﱠﻠـﺖ
ﺳﺎﳓﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻟﺸﺮﺡ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﰲ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﺴﻼﻡ.
ﺃﻣ ﺮ ﺁﺧﺮ ﺃﺿﺎﻑ ﻟﺴﺠﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻣﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،ﻫﻮ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﺍﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ
ﺏ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻢ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﳑﺜﻠﲔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻣﺴﺘﻌﺮﹺﺑﲔ ﻣﺘﻌﺎﻃﻔﲔ ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺯﻭﺍﺝ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻭﺍﺕ ﺃﺻﻮﻝ ﻋﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺇﺫ ﺳﺎﳘﺖ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ ﻟﺴﺎﻧﹺﻬﺎ
ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ،ﺳﺎﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻃﺎﻗ ﻢ ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﲔ ﰲ ﺳﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﰲ ﻓﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻣﻊ
ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﲝﺜﻴﺔ ﰒ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ،ﻣﻬﺪﺕ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﳊﻮﺍ ﹴﺭ ﺃﻭﺭﻭﰊ ﻣﻔﻴﺪ ﰲ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﱪ ﺭﻣﻮ ﹴﺯ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﺪ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺣﺮﺑﻪ
ﻭﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻟﻪ.176
ﻟﻜﻦ ﺍﻣﺘ ﺪ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ﺣﱴ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻳﺴﺘﻘﻄﺒﻬﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ
ﲨﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻴﺸﺎﻥ ،ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺣﻴﺚ ﺭﻓﻀـﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣـﺔ
ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﺃﻭ ﺣﱴ ﳎﺮﺩ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ.
*****
ﻂ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺃﺧﺬ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﱃ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ )ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤـﺮ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺣ ﱠ
ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ( ،ﺣ ﱠﻞ ﺿﻴﻔﺎﻥ ﺁﺧﺮﺍﻥ ﺃﺛﻘﻞ ﻭﺯﻧﹰﺎ ﻭﺃﺷ ّﺪ ﻛﻠﻔﺔﹰ ،ﺃﻭﳍﻤﺎ ﺭﺍﻣﲑﺯ ﺳﺎﻧﺸـﻴﺰ ﺍﳌﺸـﻬﻮﺭ
ﺑـ)ﻛﺎﺭﻟﻮﺱ( ،ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻲ ﺍﻟﻔﱰﻭﻳﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺷﺘﺮﻉ ﻧﻀﺎﻟﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻨﺬ ﺃﻳﺎﻡ )ﺃﻳﻠﻮﻝ ﺍﻷﺳﻮﺩ(
1970ﻡ ﰲ ﻋﻤﺎﻥ ﺇﱃ ﺣﲔ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﺑﻪ ﺍﳌﻄﺎﻑ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﰲ ﺃﻏﺴـﻄﺲ )ﺁﺏ( 1993ﻡ.
6I4 24ا A#oAا A#oAP '"5ا)& 'Jا& 'Hوا ' (' ا9aم اJو(ر )(اا Hر (1Gأ6EN
أه VEEا 'EE( ^EEBBa5Aدرا EEا& V1EEا ' EEوا ZEE ^F91EE&5Aاآ1EEت ا . EEآMEE* cEEd 1EEAور اEEدان
A51Hار TCأول ا 12ذ )رو1 6E1ر1E4ل( أ 6ENأه VEا 'E( ^+N1EJاAآ MEا _EJP 'C9Eا&EN 'EAPل oE4ون
ا2ن ا '2*(.وادان.
ﻓﻘﺪ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﲟﺎ ﺭ ﺣﺒﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺓ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻟﺒﲑﻭﺕ ﻋﺎﻡ 1982ﻡ ،ﻫﺎﺭﺑﹰﺎ ﺇﱃ
ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﺩﻓﻌﺘﻪ ﻣﺮﺗﲔ ﺇﱃ ﻣﻄﺎﺭ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ،ﻟﲑﺩﻩ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭﻳﻔﻀـﺤﻮﺍ ﺃﻣـﺮﻩ ﰲ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻮﻥ ﺑﺮﺍﹰ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﺍﻟﺬﻱ ﲣﻠﱠﺺ ﻣﻨﻪ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻠﻐﻮﻣﺔ ﺣﻠﱠﺖ
ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺩﻭﻥ ﻋﻠ ﹺﻢ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ،ﻣﺴﺘﻐﱠﻠ ﹰﺔ ﺭﻓﻊ ﺗﺄﺷﲑﺓ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻋﻦ ﺣ ﻤﻠﹶﺔ ﺍﳉﻮﺍﺯ ﺍﻟﻌﺮﰊ.
ﻛﺎﻥ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻃﻴﺒﹰﺎ ﲟﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﲔ ﻣﻦ ﺳﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
ﻼ ﻏﲑ ﺭﲰﻲ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﻭﺻﻮﻝ ﻛﺎﺭﻟﻮﺱ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺇﺫ ﻋﺒـﺮ ﰲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ،ﺩﺧﻠﺖ ﻣﺪﺧ ﹰ
ﳏ ﺮ ﺭ ﻛﺒ ﲑ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﰲ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻋﻦ ﳐﺎﻭﻑ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻣﻦ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﻫﺾ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﺎﺭﺎ ،ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺇﱃ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻮﺍﺻﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴـﺘﻮﻳﺎﺕ
ﻒ ﻳﺸ ﹼﺬ ﻋﻦ ﺍﻹﲨـﺎﻉ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ ،ﺩﺧـﻞ ﳐﺘﻠﻔﺔ .ﻭﺇﺫ ﻻ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺃﻥ ﲡﺎﻫﺮ ﲟﻮﻗ
ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺇﱃ ﺩﻫﺎﻟﻴﺰ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ،ﻭﺃﲦﺮ ﺗﻔﺎﳘﹰﺎ ﺟﻴﺪﹰﺍ ﺑﲔ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣـﻦ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﱐ
ﻭﺟﻬﺎﺯ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑـ) (D.S.Tﻗﺒﻞ ﻣﺪﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻣﻦ ﺍﻛﺘﺸـﺎﻑ
ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﻟﻠﻤﻄﻠﻮﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻤﻞ ﺍﻟﺮﻗﻢ ) (1ﺑﲔ ﺃﺭﺍﺿﻴﻪ.177
ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻋﺎﻡ ﻣﻨﺬ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﱃ ﺃﻭﺍﻥ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﻟﻔﺮﻧﺴـﺎ ﰲ
ﺼﻮﺏ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻷﻣﲏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﳓﻮ ﺗﻠـﻚ ﺍﻟﻘﻀـﻴﺔ، ﺃﻏﺴﻄﺲ )ﺁﺏ( 1994ﻡ ،ﺗ
ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺃﺣﺪ ﺃﻛﻔﺄ ﺿﺒﺎﻃﻬﺎ ﻭﺃﻋﺮﻓﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﻴﻘﻮﺩ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ .ﻭﺇﺫ ﻋﺒـﺮﺕ
ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻣﻔﺎﻭﺿﻬﺎ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ ﻟﻠﺤﺮﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺮﻱ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺗﺴـﻠﻴﻢ
ﻣﻨﺎﺿ ﹴﻞ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺍﲰﻪ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺗﺒﻨـﻰ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﺰﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺃﻭﺿﺤﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺘﺴﻠﻴﻤﻪ،
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﺸﻌﺎﺭﹰﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺪﻗﺔ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺮﺿﻰ ﺑﺪﻗﺔ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﳌﻄﻠﻮﺎ ﻣﻮﺿﺤﺔ ﺃﻥ
ﻣﺎ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺄﻛﺪ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﺻـﺮﺣﺖ
1PA7 6&H 25ت آ1رس ا.و ,ا1EN '5ول ( 1EIا1E5xل ا1EPAد* اEIدي ) E tN1ES (U*1Eت 1EرآY
وإ6C '( CJن UR Vkوزراء ا.و ,FS ،vHا1Jf ^ ^Ckط اH1aAات ا6ا Pا EFوأ1ESب ا_E1+
و 1E( VPE5Hأوراق ا E2إ. ,Eإ 16EC7 ، E1H H1ESآ1Eا *EPKن &1EH 'E( O52E)H OEر*1EC 'E( Yخ ودي
أ6Sر jارًا * 1F {5إ12ء ا '( OP7 gJ2أي `1ن (' ا& V1Eو ,EP7أي (إH5ل)ا YJا '1CKا6و'
دو #ا ,P7 6Gأرا OAP# 1Ifإ 1( ,و(A 1ً2ا kا V.ا65Aة.
ﻣﻨﺪﻭﺑﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺑﺎﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻣﺎﺩﻟﲔ ﺃﻭﻟﱪﺍﻳﺖ ﺑﺄﻥ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﲤﻠﻚ ﺃﺩﻟﱠﺔ ﺩﺍﻣﻐﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻮﺍﺀ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﺧﻄﺮ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﻲ ﺍﻟﻌﺎﱂ.
ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻋﺎ ﹴﻡ ﺍﺗﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺭﺟﺤﺖ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﻨﺎﺿـﻞ
ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺒﺘ ﺰ ﺩﻭﱄ ﳛﺘﻔﻆ ﺑﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺌﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺛﺮﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ .ﻭﺇﺫ ﻻ ﻳﺆﻳـﺪ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
ﻣﻨﻬﺠﻪ ﻭﻻ ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ﺍﳌﻮﺳﻮﻡ ﺑﺎﻹﺭﻫﺎﺏ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻐـﺎﺩﺭ
ﺃﺭﺍﺿﻴﻪ.ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﺬﻟﺖ ﺗﻌﺎﻭﻧﹰﺎ ﻭﺛﻴﻘﹰﺎ ﻣﻊ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﻭﳌﺪﻱ ﻋﺎﻡ ﻛﺎﻣﻞ ﺣﱴ
ﻼ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﻮﺳﻄﺖ ﺣﱴ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻀـﺎﻋﺘﻪ ﳚﺪ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﺳﺒﻴ ﹰ
ﺝ ﻋﻈﻴﻢ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﺭﻓﻊ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻪ ﻭﲤﺎﺩﻯ ﺗﻘﺪﻳﺮﹰﺍ ﳌﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺣﺮ ﹴ
)ﻛﺎﺭﻟﻮﺱ( ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻬﻮﺍﻥ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺃﺭﺍﺿﻴﻪ ﺣﱴ ﺍﺿﻄﹸﺮ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺇﱃ
ﺇﻋﻤﺎﻝ ﻣﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﱄ ،ﻭﺳﻠﱠﻤﻪ ﺇﱃ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﺈﺷـﺮﺍﻑ ﺍﻟﺸـﺮﻃﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴـﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴـﺔ
)ﺇﻧﺘﺮﺑﻮﻝ(.178
ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻔﺮﻭﺿﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﻌﻮ ﻣ ﹶﻞ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻠﻒ ﺃﻣـﲏ
ﻑ ﺑﺒﻼﺋﻪ ﺍﳊﺴﻦ ﺇﺑﺎﻥ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻷﻓﻐﺎﱐ، ﺧﺎﻟﺺ ،ﻓﺈﻥ ﺛﺎﻟﺚ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻫﻮ ﺇﺳﻼﻣ ﻲ ﻋﺮﰊ ﻋ ﹺﺮ
)ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ( ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻐﺎﺿﺒﹰﺎ ﺑﻼﺩﻩ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻮﺟـﻮﺩ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜـﻲ
ﻭﺍﻟﻐﺮﰊ ﻋﺎﻣﺔ ﰲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﺑﺎﻥ ﻭﺑﻌﺪ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﻠـ ﹺﻢ ﻭﺗﺮﺣﻴـﺐ
ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳑﺜﱠﻠﺔ ﰲ ﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻬﻮ ﺭﻏﻢ ﺭﺃﻳﻪ ﺍﳉﻬﲑ ﻣﻨـﺬ ﺍﻧﺘﺼـﺎﺭ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻃﻬﺮﺍﻥ) :ﺇﻥ ﺇﺣﻘﺎﻕ ﺍﳊﻖ ﻭﺍﺟﺐ ﺑﻌﺪ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺒﺄﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﱪﺍﻣﺞ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺣﱴ ﺃﺯﺍﻝ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺎﱄ ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺳـﺲ ﺘﻤـﻊ ﺇﺳـﻼﻣﻲ
ﺐ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻟـﺬﻱ ﺗﻌﺘﻤـﺪﻩﺣﺪﻳﺚ( ،ﻓﺎﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲣﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﺗﺠﺎﹺﻧ
26و cSآ1رس ادان *م 12أi) YRExب( 1993م 1ER1Hة اEدا ا12د ^E Eا& AES1ا.رد E
1A 7) 6Aن ود cا9aم ٍ 4"5Hة 6ى اSل ،إذ أG cA* Oاز Fد ^ '1PHا ^AاV1H 'HCK
وأ1Ejم &EHأ*1Eم ( 'Eا6ECFق ا` VEk EJا1E)H 2E4 G"5Eرع أ(* .1E2و(K# 'Eا1EC( ,EP7 OEدق وأ 6J7( E*6رOH
ا9aم آ1ن * Y1H OPB* ^A 7 _Jا )Jأو ا6آ5ر ا5ا 'Hو* 'E1 OE"H OEF UEBذو EJة kر* E
(*6EEة * ^EE`Aأن * EE6 'EE( 1I&EEاEE+رة اEEدا .اآ UEE)5اEEFن وEEGد 'EE( hاEEدان ^EE ^*IEE4 6EE&H
و1251H OSط 1د1S ^5kدر ^ ^#ا9aم إMC( ,و* .أ4ف ,P7ا6Aاوpت Zا ^.اEدا' *6E
ا&1PAت اH1aA1H S1aات ا6ا Pا tP() Fوو6و( اTي و Y5H 6و E(& Oو V1E&1H E2kا&'EH
و6Sا65A jة V & Zرؤ1ء أMIGة اH1aAات ا&. H
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﻮﺳﻊ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺣﻴﺎﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﺑـﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟ ﻌﻤـﻞ
ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻗـﺪ ﲡﻠﱠـﺖ
ﺍﻟﻌﱪﺓ ﻇﺎﻫﺮ ﹰﺓ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺮﻭﺱ ﻭﺗﻘﺎﺗﻞ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ.
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﻋﺮﺑﻴﹰﺎ ﻭﻓﻘـﹰﺎ ﻟﺮﺅﻳـﺔ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻳﺮﺣﺐ ﺑﺄﻣﺜﺎﻝ )ﺑﻦ ﻻﺩﻥ( ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺳﺎﺑﻖ ﲡﺮﺑﺔ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻗـﺪ ﻳﻜﻤﻠـﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺮﺅﻳ ﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ .ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻗﺪ ﺍﻧﻔﺘﺢ ﻷﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﻓﻴـﻪ
ﺻﻌﺪ ﺍﳍﻨﺪﺳﺔ ﺑﺎﻟﻄﱡﺮﻕ ﻭﺍﳌﻄﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﳉﹸﺴﻮﺭ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺸـﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺒﻨﻴـﺔ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺧﱪﺗﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺮﻑ ﺃﻏﻠﺐ ﻭﻗﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ،ﲢﻴﻂ ﺑﻪ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺻﻐﲑﺓ ﻟﻌ ﱠﻞ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﻪ
ﰲ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻷﻓﻐﺎﱐ ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺸﻬﺪﻭﻥ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺼـﻼﺓ
ﺍﳌﻨﺘﻈﻤﺔ ﰲ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ،ﻭﻗﺪ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻔﻆ ﲡﺎﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﺳﻮﻯ ﻫﻮﺍﻳﺔ ﰲ ﺭﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﳋﻴﻞ.
ﻭﺇﺫ ﺑﻠﻎ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻛﺎﺭﻟﻮﺱ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺑﺎﳌﺨـﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴـﺔ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ،ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻮﻗﻔﻪ ﻟﺴﺎﻋﺘﲔ ﰲ ﻣﻄﺎﺭ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻟﻠﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺩﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌـﺔ
)ﻛﺎﻻ( ﺍﻷﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻐﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺮﺣﻴﻞ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻮﺭ ﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻤﺎ ﺇﱃ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ﺑﻄﺎﺋﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﱃ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ.179
*****
ﺑﻌﺪ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮﻟﱠﺖ ﻣﺼ ﺮ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﶈﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺗﻄﻮﻳﻖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ،
ﻼ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﰲ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ،ﻓﺈﺫ ﺧﺎﻟﻒ ﺍﳌﻮﻗـﻒ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﱐ ﺗﻜﺎﻣ ﹰ
*6ا&1PAت ا6ا Pا ^.1H Fا&1م وأ hJأ2P# VIا jار اMEIG.ة ا tP(( EC.وو6و) 27ا,25
ادا VP#آ1رس *6E25Hآ EJوأ EG* OEأن * UEdذ {1EB vEا& 1Ejت ا E1C+وا& ZE EjاEب
^7 pا12FBت ا6Aودة ا1F 1IH t1R* '5وEfن 1EIG ^Eز ا .^E.وإذ UE)`* VEا ^E.ا&1Eم أZAE* OE ً 6H
vTHأول ة أآ O 6أًEJ OFESH Oا V76E 1ًE1jا h1EK#اE2P H1K5Epار دون أي E cEH12ى 1E( EN
اTي 1I OPF`#ا2ا^ ا6و (' 1آ ^ Aار '( 1ًG t`#أر.1If
أ cN# 1أp ^H 1دن 62( ،أ PHا ^.ا&1م Hا OJ1 Rور YاIAKر* أ 1EAIأp ^EH 1EPHدن &tEP9 1ًE
ا1EEAدرة وأ cEEJ2# OEEذً*6EE2# vEEا EE Pف اEEج اTEEي *ا OEEIGاEEدان 6EE&Hا1Aو EEا1EE5xp PEE41Fل اYEE
وا أن t1ا ^.ا&1م وز* ا1aرEN TE* Gص 1EA# ,EP7م EPA7ا1EAدرة .اBAي (' أد* Yأ1H1H
cEJjإ 1ERر ا ^EE.ا&1Eم ،و6EH 6EEjأت Ej tEE1xارات ا` 1AEE p Eا EE11H E2P&5Aا1aر6EEB# EGر دون
vآ.JاGع إ ,ا ^.ا&1م اTي *2# ,2P#ا"H ^PGن ا1x 6j Uدر راٍ 4 '( 1ًf
ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺍﻟﺪﺍﻋﻢ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻹﺧﺮﺍﺝ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴـﲔ ﻣـﻦ ﺩﻭﻟـﺔ
ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ،ﺍﺳﺘﺜﻤﺮﺕ ﻣﺼ ﺮ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﳏﻮﺭ ﺍﳊﻠﻔﺎﺀ
ﻭﺩﻭﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮﺕ ﺧﻄﺮﹰﺍ ﺑﺎﻟﻐﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳋﹸﻄﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﻋ ﻤ ﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ
ﰲ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﰊ ﳎﺎﻭﺭ.
ﻒ ﺩﺍﻋ ﹴﻢ ﺃﻭ ﺩﺍﺋﻦ ﻟﺼﺪﺍﻡ
ﺹ ﰲ ﺗﻌﺒﲑﻩ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺃ ﱠﻻ ﻳﺘﻮﺭﻁ ﰲ ﻣﻮﻗ ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺣ ﹺﺮ
ﺣﺴﲔ ،ﻓﺈﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﺒﺴﺖ ﺩﻭﻝ ﳏﻮﺭ ﺍﳊﻠﻔﺎﺀ ﻛﺄﺎ ﺗﺼﻮﺑﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﳓﻮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ،
ﺲ ﺍﻟﻐﻀـﺐ ﻭﲡﺎﻭﺯﺕ ﺧﺼﻮﻣﺘﻪ ﺭ ﺩ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﰲ )ﳏﻮﺭ ﺍﻟﻀﺪ( ،ﺑـﻞ ﻣـ
ﺕ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﰲ ﺩﻭﻟﻪ ،ﻓﻔﻘﺪﻭﺍ ﻭﻇـﺎﺋﻔﻬﻢ ﺍﳋﻠﻴﺠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻗﻄﺎﻋﺎ
ﻭﻣﺼﺎﺩﺭ ﺭﺯﻗﻬﻢ ،ﻣﺘﻬﻮﻣﲔ ﺑﺸﺒﻬﺔ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻨﺴﻮﺑﲔ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﻣـﺎ ﺇﱃ
ﺻﻠ ﺔ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﺩﺧﻞ ﺁﺣﺎ ﺩ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺗ ﻬ ﹴﻢ ﳏﺪﺩﺓ ،ﻟﻜـﻦ ﺗـﻮﺍﺗﺮﺕ
ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺃﻥ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﺑﺪﻭﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ
ﺑﺘﻌﺎﻭ ﻥ ﻭﺗﻨﺴﻴﻖ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻧﺸﻄﺖ ﰲ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋـﻦ
ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ .ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺗﺴﺘﺸـﻌﺮ ﺃـﺎ
ﺳﺎﳘﺖ ﰲ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻨﻔﻂ ،ﻓﻬﻲ ﻛـﺬﻟﻚ ﻓﺘﺤـﺖ
ﻒ ﻭﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﰲ ﺃﻭﻃـﺎﻢ، ﺴ
ﻭﻓﺴﺤﺖ ﳌﻨﺴﻮﰊ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺄﻭﻯ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻌ
ﺐ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣـﻞ ﺴ
ﻼ ﻭﺩﻋﻤﺖ ﻣﻨﻈﻤﺎﻢ ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﻝ ،ﻓﺈﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻧ ِ ﻭﻫﻴﺄﺕ ﻟﹶﻬﻢ ﻋﻤ ﹰ
ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺄﻧﻪ ﺿﺎﻋﻒ ﻣﻮﺟﺪﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ.
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗ ﺪ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﲡﺮﻉ ﺍﳋﺪﻋﺔ ﺍﻷﻭﱃ
ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﻧﺸﻂ ﰲ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺿﺒﺎﻁ ﻭﻃﻨﻴﲔ ،ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﻛـﺬﻟﻚ ﺍﳌﻮﻗـﻒ
ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺍﳌﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﻣﻨﺬ 1952ﻡ ﺇﱃ ﺣﲔ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟـﺮﺋﻴﺲ
ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺃﻧﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﰲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﳌﻨﺼﺔ ﺍﻟﺸﻬﲑﺓ ،ﰒ ﺍﻹﻋﺪﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻃﺎﻟﺖ ﺍﻟﺜﻠﱠﺔ ﺍﳌﺘﻬﻤـﺔ ﰲ
ﺍﺳﺘﻬﻼﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﺴﲏ ﻣﺒﺎﺭﻙ ،ﻓﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﳊﻜـﻢ ﰲ ﺍﳉـﺎﺭﺓ
ﻼ ﳌﻘﺎﻭﻣﺘﻪ .ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﻣﺼ ﺮ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺻﺮﺍﻉﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻮﻗﻔﹰﺎ ﺷﺎﻣ ﹰ
ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺣﻼﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺎﺯﻋﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 1958ﻡ ،ﻓـﺈﺫﺍ ﻃﺎﺑـﺖ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺃﺿﺤﻰ ﻣﻌﱪﹰﺍ ﻟﻠﻮﺷﺎﺋﺞ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﲡﻮﻝ ﺭﻣﺎﻟﻪ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ،ﻭﺗﺘﻨﻘﻞ
ﻓﻴﻪ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺄﻋﺪﺍ ﺩ ﻛﺒﲑﺓ ﳓﻮ ﻣﺼﺮ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴـﻮﻕ ﺍﻷﻛـﱪ ﻟﺼـﺎﺩﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳊﻴﺔ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﳏﻤﻠﺔ ﺑﺎﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺳﺎﺀﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺗﺬﻛﱠﺮﺗـﻪ
ﺍﳊﻜﻮﻣﺘﺎﻥ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﳌﹸﺸﺘﺮﻙ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺣـﺮﺏ ﺍﳋﻠـﻴﺞ
ﺣﺮﻛﺖ ﻣﺼﺮ ﺟﻴﻮﺷﻬﺎ ﻟﺘﺤﺘﻞ ﺳﺎﺣﻞ ﺣﻼﻳﺐ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻼ ﻳﺘﻴ ﺢ ﻭﺟﻮﺩﻫـﺎ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺮﻱ ﺃﻱ
ﱐ ﳝﺜﱢﻞ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ.
ﻓﺮﺻﺔ ﳌﻈﻬ ﹴﺮ ﺳﻮﺩﺍ ّﹴ
ﺴﺤﺖ ﻣﺼﺮ ﺇﺫﻥ ﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣـﻞ ،ﻛﻤـﺎ ﺍﻧ ﹶﻔ
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺍﶈﺎﺻﺮﺓ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺑﺮﻓﺪ ﻣﺼﺮﻱ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
ﻭﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﺼﻠﻬﺎ ﺑﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﺇﺫ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻷﺭﺩﻥ
ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻨﺠﻮﻯ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﳏﺘﺠﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺴـﻮﰊ ﺍﻟﺘﻄـﺮﻑ ﺍﻟﻔﻠﺴـﻄﻴﲏ
ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﳎﻤﻮﻋﺔ )ﺃﺑﻮ ﻧﻀﺎﻝ( ،ﻓﺴﺢ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﳌﻨﺪﻭﺏ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴـﺔ ﺍﻟﺴـﺒﻴﻞ
ﻁ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﻷﻭﻟﺌﻚ ،ﺍﺳـﺘﺪﻋﺖ ﻟﻴﺘﺄﻛﺪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺧﻠ ﻮ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﱵ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻟﻨﺸﺎ
ﺕ ﻣﻦﺕ ﺳﺮﻳﺔ ﻭﻋﻠﻨﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﺸﺮﺍ ﺗﻮﻧﺲ ﺳﻔﲑﻫﺎ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎ
ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋ ﱪ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﲜﻮﺍﺯﺍﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﻣﺄﻭﻯ ﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ ﺇﺳﻼﻣﻴﲔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﱠﺏ ﻭﻗﻠﻴ ﹲﻞ ﻣﻦ ﺍﳋﺮﳚﲔ ﺍﻧﺘﻈﻤﻮﺍ ﰲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﳊﺮﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺻﻮﺑﺖ ﺗﻮﻧﺲ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﹰﺎ ﺧﺎﺻﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺢ ﺍﳉﻮﺍﺯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳊﺰﰊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.180
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺧﻔﱠﻀﺖ ﲤﺜﻴﻠﻬﺎ ﺇﱃ )ﻗﺎﺋ ﹴﻢ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ( ،ﻭﺻﻮﺗﺖ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺍﻷﻃﹸﺮ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﲨﻴﻌﺎﹰ ،ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﳊﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﻣﻨﻌﺖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﻣﻦ ﺷـﻬﻮﺩ
ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻋ ﻘﺪﺕ ﰲ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ،ﺗﺮﺩﺩ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻬﻢ ،ﻓﺘﺢ ﺃﺭﺍﺿﻴﻪ ﳌﻦ ﻳﻌﺘﱪﻫﻢ
ﺟﻨﺮﺍﻻﺕ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﲔ )ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﲔ( ،ﺇﱃ ﺣﲔ ﺃﻓﻠﺤﺖ ﻭﺳﺎﻃﺔ ﻟﻴﺒﻴﺔ ﰲ ﲨﻊ ﺭﺋـﻴﺲ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ ﺇﱃ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺯﺭﻭﺍﻝ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1994ﻡ.
28ا) zرا 64ا.'4C
ﺃﻣﺎ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻓﻈﻠﺖ ﺗﻨﺘﺎﺷﻬﺎ ﺍﳍﻮﺍﺟﺲ ﻣﻦ ﺻﻠﺔ ﻗﺪﳝﺔ ﺑﺎﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﺗﻐﺸﺎﻫﺎ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺒﺎﺩﳍﺎ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺗﺮﻳـﺪ ﺃﻥ ﺗﺜﺒـﺖ ﺃﻥ
ﻼ ﻓﺮﻳﺪﹰﺍ ﻟﻺﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻲ. ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﻗﻴﺎﺩﺓ )ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ( ﻗﺪ ﺃﺿﺤﻰ ﻣﻮﺋ ﹰ
ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﳏﻮﺭ ﺍﳊﻠﻔﺎﺀ ﻃﺎﺑﺖ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ،ﻭﺃﺑﺪﻯ ﻋﺎ ﻫﻠﹸﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ )ﺍﳌﻠﻚ
ﺏ ﻣـﻦﻑ ﺩﻳﲏ ﻭﺇﳕﺎ ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ ﺼ ﺪ ﺭ ﻋﻦ ﺗﻄ ﺮ
ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ( ﺇﻋﺠﺎﺑﻪ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺃﺎ ﻻ ﺗ
ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﳜﻮﺿﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﺼـﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒـﺎﺭ ﺃﻥ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ ﻫﻲ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﳉﻴﺪﺓ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﲟﺤﻴﻄﻪ ﺍﻟﻌﺮﰊ.181
ﺃﺻﺎﺑﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﺪﻫﻮﺭﺓ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺸـﺄﺎ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑﺪﻋﻢ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺃﻛﱪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟـﺪﻋﻮﺓ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ )ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻺﻏﺎﺛﺔ( ﻛﻤﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ،
ﻭﺇﺫ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺑﺎﻧﺴﺤﺎﺏ ﺑﻌﺾ ﺩﻭﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﻣﻦ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ ﻭﲟﺴﻚ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴـﺨﻲ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﲤﺪ ﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺛﺎﺑﺮﺕ ﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﱵ ﺭﻏﻢ
ﻗﺼﻮﺭ ﺛﺮﻭﺍﺎ ﻋﻦ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﺃﻭﻟﺌﻚ ،ﺳﺎﳘﺖ ﺑﺴﺨﺎﺀ ﺑﺎﻟﻎ ﰲ ﺩﻋﻢ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
ﺲ ﺍﻟﻀ ﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧـﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ، ﻣ
ﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﲔ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔـﻮﺍ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ،ﺍﻟﱵ ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﺑﻀﻊ ﺃﻟﻮ
ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﻣﻦ ﺩﻭﺍﻭﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﱃ ﺣﻮﺍﻧﻴﺖ ﺍﻟﺴﻮﻕ ،ﺍﻟﺘﺰﻣﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ
ﰲ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻳﻀﺎﻫﻮﻥ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﻫﻴﺎﻛﻠﻪ ﻭﻳﻠﺘﺰﻣﻮﻥ ﻣﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛـﺰﻱ،
ﻕ ﻣ ﹺﺮﻧﺔ ﻟﻠﺘﻨﺴﻴﻖ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ،ﺇﺫ ﺗﺸﻤﻠﻬﻢ
ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻮﺻﻮﻟﻮﻥ ﻋﱪ ﺩﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﻧﺴﺎ ﹴ
ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺃﻣﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺗﺼﻠﻬﻢ ﺑﺒﻌﻀﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻠﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺄﻃﹸﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻣﺮﻳﻜﺎ.
29إ1Hن '#ا ^.ا&1Eم tEBCAوز* Eا&6Eل ( 6EI7 'EاEA YEي ،زار اEAب و OEPH1jا vEPAا ^Eا'1E+
1N5Hب آ Jو OC tP9ز*1رة اAب ة Ef1 V*625 1kات .و 6Ejد 1E7ا 1ًE2Np vEPAا ^E.ا&1Eم Eر 1E
َ '( ( Cر1ن 1986م t27ا ، f1F5pوا2# '5م آ17 cم 4Hاف ا.vPA ف Hـ)ا6روس ا َ
*ُ& ُ
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻨﺎﻇﻴﻢ ﺗﺮﻓﹸ ﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻮﻻ ٍﺀ ﻛﺒﲑ ﻳﻮﺷـﻚ ﺃﻥ ﻳﺸـﻤﻞ ﺑﻴﺌـﺔ
ﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺍﳋﻠﻴﺠﻲ ﻛﻠﻪ ﻣﻠﺘﺰﻣﲔ ﻭﻣﺘﻌﺎﻃﻔﲔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺇ ﱠﻻ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻧﺘﺴﺒﺖ ﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎ
ﺍﻷﺧﺮﻯ .ﻛﻤﺎ ﻇ ﱠﻞ ﻳﺮﹸﻓ ﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺑﺎﳌﺎﻝ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﺍﳌﹸﻌﲔ ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﻹﻧﻔﺎﺫ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﳊﺮﻛﺔ،
ﻭﺇﺫ ﲡﺮﺩﺕ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗﻠﻘﱢﻲ ﺍﳍﺒـﺎﺕ ﻭﺍﻟـ ﺪﻋﻮﻡ،
ﺻﺮﻓﺖ ﻭﺟﻮﻩ ﺻﺮﻓﻬﺎ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﺩﺭﻛﺘﻬﺎ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﳌﻐﺘﺮﺑﲔ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﺃﻣﻮﺍ ﹰﻻ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺣﻴﺜﻤﺎ
ﰲ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﺷﺄﻥ ﺍﳊﻤﻼﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﻔﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ .ﻛﻤﺎ ﺳﺎﳘﺖ
ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﰲ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﰲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺟﺘﻬﺪﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﺘﻘﻴﻤﻬﺎ
ﻣﺴﺘﻘﻠﱠﺔ ﶈﺾ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻟﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﺳﻬ ﻢ ﰲ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺃﻭ ﺧﻼﺻـﺔ ﺍﻷﺭﺑـﺎﺡ ﺃﻭ
ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺧﺎﺑﺖ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻨﺎ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ.
ﺐ ﰲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻻﺧﺘﺮﺍﻕ ﻣﻜﺘﺐ ﻟﻜﻦ ﻣﻨﺎﺧﺎﺕ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺩﻓﻌﺖ ﺷﻌ
ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﺷﺒﻜﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﻠﻴﺠﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ،ﻭﺇﺫ ﻭﺍﻓﻖ ﺫﻟﻚ ﺻﺮﺍﻉ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣـﻦ
ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻣﻊ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ،ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀـﺒﺎﻁ ﺍﻟـﺮﲰﻴﲔ ﺫﻭﻱ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﰲ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﺪﻓﻮﻋﲔ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﺒﺴﺘﻬﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳌـﺪﻳﺮ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﱃ ﻣﺪﻳﺮﻱ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ،ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﻻﺳﺘﺤﻮﺍﺫ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﳌﺼـﺎﺩﺭ
ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﺓ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ،ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﰲ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺮﻳﺐ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ،
ﺤ ﻢ
ﻼ ﺍﻣﺘ ﺪ ﻟﻴﻄﺎﻝ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﺑﺎﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﳌﹸﺘﻄﺎﻭﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻗـﺘ
ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺷﺎﻣ ﹰ
ﺴ ﺮ ﺷﻔﺮﺍﺕ ﺍﳊﺎﺳﻮﺏ ،ﻭﺍﺭﺗ ﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﻮﺟﺲ ﻛﺒﲑ.182
ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ،ﻭﻧﻘﱠﺐ ﰲ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭ ﹶﻛ
*****
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺭﻳﺘﺮﻳﺔ ﺍﳊﺎﺳﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﲡﺮﻱ ﺭﺧﺎ ًﺀ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻧﻴﺔ
ﺍﻹﺭﻳﺘﺮﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻀﺎﻑ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺭﺗﺮﻳﺔ ﳌﺪﻯ ﻳﻮﻣﲔ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺃﻭﻝ
C 30ات 6&Hأن Hدت EANا #E5ا 'E5أEN QEJ27ب ا qEPaا cEJj ، E1+اoEAون ا&Eد*ن و 91E
ر YاIAKر* وأ2P9ا Eاح ا ^EP25&AاEدا^ ^Eأ(Eاد اآo ، Eآ ^*6EأEPA* p VEIن VIEP7أ*1EA
51EEH IJEE4رط ( 'EEأ1EEA7ل ا tEE*a5ا ره 'H1EEا 'EE5و 'EE( QEE&jا&EE1H ZEEjد* و` VICEEار71EE#ا 6EE2Aار وEEع
ا1P&Aت اH '5ز VI#وه 6&H Vأ.^H5 t1G
ﺭﺣﻠﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﺘﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ،ﻣﻌﺒﺮﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻣﺘﻨﺎﻧﻪ ﻟﻌﻤﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺳـﻠﺨﻪ ﰲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﳌﺎ ﻇ ﱠﻞ ﻳﺒﺎ ﺩ ﺭ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺩﻋﻤﹰﺎ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺭﺗﺮﻳـﺔ ،ﻻ ﺳـﻴﻤﺎ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳـﺔ
ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺛﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻋﺘـﺮﺕ ﻋﻼﻗـﺔ
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺎﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻣﺪﻯ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ،ﻭﺇﺫ ﻇ ﱠﻞ ﺍﻷﻣﲔ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﳌﺘﺠﺎﻭﺭﺓ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻮﺣـﺪﺓ ،ﻻ
ﺳﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ،ﺃﻛﱠﺪ ﻗﺎﺋـﺪ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ
ﺲ ﻟﺒﻼﺩﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺇﳝﺎﻧﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﲟﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻜﻮﻧﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﺐ ﺃﻭﻝ ﺭﺋﻴ ﹴﺨ ﺍﻹﺭﻳﺘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘ
ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺣﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺻﺮﺡ ﳉﺮﻳﺪﺓ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﰲ ﺃﲰﺮﺍ 1993ﻡ ،ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺍﻫـﺎ ﺇﻻ
ﺤﺪﺍﻥ ﻗﺒﺎﺋ ﹶﻞ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﻣﻌﺎﺵ
ﻼ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻌﺒﲔ ﻋﱪ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﺣﻠﻤﹰﺎ) :ﻓﻬﻤﺎ ﻣﺘ ﲤﱡﺜ ﹰ
ﻭﺃﻣﻦ ﲟﺎ ﻳﺆﻫﻠﻬﻤﺎ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﻛﻮﻧﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﻃﻴﺪﺓ(.
ﻭﺇﺫ ﻇﻠﱠﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺪﺭﻛﺔ ﻟ ﻌﻘﹶﺪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﺭﻳﺘﺮﻱ ﻭﺗﺸﻌﺒﻪ ،ﻣﻠﺘﺰﻣـ ﹰﺔ ﺃ ﱠﻻ
ﻂ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺿﺪﻩ ﺟﻬﺮﹰﺍ ﺃﻭ ﺳﺮﺍﹰ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻠﱠﺖ ﺍﳋﻠﻔﻴﺔ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ ﺸﹶ
ﺗﻨ
ﺗﺒﺴﻂ ﺳﺤﺎﺑ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﺲ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻫﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﺋﻤﺔ ﻟﻸﺻﻮﻟﻴﺔ ،ﻣﻬﻤـﺎ ﺗﻜـﻦ
ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﰲ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻭﰲ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺪﻯ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻷﺑﻌـﺎﺩ
ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ،ﻭﺣﺮﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﻮﺩﻫﺎ ﰒ ﺗﻌﻬﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﲡﺎﻩ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺸـﻌﺒﲔ ،ﻓﺈـﺎ
ﺗﻐﺮﻱ ﺍﳌﺘﺮﺑﺼﲔ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼﳍﺎ .ﺃﻭﻝ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﺰﺍﻝ ﺣﺮﻛﺔ
ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻹﺭﺗﺮﻳﺔ ﳌﺴﲑﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﳌﻨﺘﺼﺮﺓ ،ﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﺍﻟﹸﻤﻀﻲ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻲ
ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻭﺇﺫ ﱂ ﺗﻔﻠﺢ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺣﻤﻠﻬﹺﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣـﻊ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺍﻋﺘﺬﺭﻭﺍ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﹰﺎ ﺑﻌﻬﺪﻫﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.
ﻟﻜﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺟﻨ ﺢ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﹸﻤﻤﺴـﻜﺔ ﲜﻬـﺎﺯ
ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻻﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﻐﺮﺓ ﺍﻷﺧﻄﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻹﺭﺗﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺗﺼﻮﺭ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣـﻦ ﺍﶈﺼـﻮﺭ ﰲ ﺍﻷﻣـﲏ ﺩﻭﻥ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ،ﻭﺇﺫ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳ ﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺗﻄـﻮﺭ
ﺍﳉﻬﺎﺯ ﻣﺘﻜﻠﱢﺴﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻘﻴﺎﺩﺗﻪ ﻭﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺇﱃ ﻣﺆﺳﺴﺘﻪ ،ﻳﻮﺍﰲ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺭﺅﻳﺔ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ
ﺴ ﺮ ﳍﹸﻢ ﺭﺿﻰ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌـﺎﻭﻥ ﻣـﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺃﻭ ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﻳ
ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﳌﺘﻨﻔﱢﺬﺓ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻌـﹰﺎ ﺑﺴـﻌ ﹴﻲ
ﺩﻭﺅﺏ ﳌﻌﺎﳉﺔ ﺍﻻﺧﺘﻼﻻﺕ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﺩﻭﻥ ﺧﻄﺔ ﻫﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ .ﻓﺒﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﻧﻈﺎﻡ
)ﻣﻨﺠﺴﺘﻮ ﻫﺎﻳﻠﻲ ﻣﺮﻳﺎﻡ( ،ﻃﻠﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﳉﻨ ﹰﺔ ﳐﺘﺼ ﹰﺔ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﰲ ﺩﻭﻝ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻷﻗﺮﺏ )ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ( .ﻭﺇﺫ ﹸﻗﺪﻡ ﺗﺼ ﻮ ﺭ ﳏﺪﻭ ﺩ ﻳ ﻌﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟـﺪﻋﻮﺓ
ﻭﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ،ﻗ ﺪﻣﺖ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻏﲑ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻷﻭﺛﻖ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻹﻗﻠﻴﻢ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﻋﻤﻖ ،ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠـﻰ
ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺎﺕ ،ﰒ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺜﻴﻒ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺎﺕ ﻭﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ.
ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻫﺪﻓﹰﺎ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﹰﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘـﻬﺎ
ﻼ ﺣﱴ ﺗﺘﻌﺎﺩﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻹﺭﺗﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﰲ ﺣـﺮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﺛﺮ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﲤﻠﻚ ﺧﱪﺓ ﻭﻗﻮﺓ ﺃﻛﱪ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻀﺎﻣﻦ ﻷﻱ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺑـﲔ
ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﺍﳌﺘﺠﺎﻭﺭﻳﻦ ﺍﳌﺸﺘﺒﻜﲔ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﺍﳋﻼﺻـﺔ ﺃﻥ ﻣﺸـﺮﻭﻉ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﱪ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻭﻗـﺪ
ﺸﻜﱢﻞ ﻋﻘﺪﺓ ﻷﺳﺎﻃﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﲔ ﺍﳌﺮﻛـﺰﻳﲔ ﻧ ﱢﻔﺬﹶﺕ ﻣﺮﺍﺣﻠﻪ ﲟﻨﺄﻯ ﻋﻦ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭﻇ ﱠﻞ ﻳ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ،ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟﻜﻼ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻛﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠـ ﹰﺔ
ﻟﻀﻌﻒ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﰲ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﰲ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻹﻓﺴﺎﺩ ﺫﻟـﻚ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻜﺒﲑ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﺘﻮﺟﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﰲ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺗﺒﺴﻂ ﺑﻌﺾ ﺣﺠـﺞ ﺗﺘﺰﻳـﺎ
ﺑﺒﻌﺾ ﻟﺒﻮﺱ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ،ﻓﻬﻢ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺗﻨﺎﻗﻀﹰﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﹰﺎ ﺑﲔ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟـﺬﻳﻦ
ﻳﺸﻜﱢﻠﻮﻥ ﺃﻗﻠﻴﺎﺕ ﺿﺨﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻭﻣﺎ ﳛﻤﻠﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺭﻳﺘﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻗﻠ ﹴﻖ ﻋﻠـﻰ
ﻏﻠﺒﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩﻩ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻟﺘﺒﻨﻲ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﲢﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻠ ﻊ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ
ﺤ ﹶﻘﻬﻢ ﺑﺎﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺍﳌﹸﺘﺎﺧﻢ ﻹﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ،ﻣﺪﻓﻮﻋﹰﺎ ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﺃﻛﺜـﺮ ﻣـﻦﺟﺬﹸﻭﺭﻫﻢ ﻟﺘﻠ
ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻴﺔ.
ﺑﺪﺃﺕ ﺧﺮﻭﻗﺎﺕ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ
ﺷﺄﻥ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﱪﻳﺪ ﻭﻏﲑﻫﺎ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﺏ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻋﻨﺎﺻـﺮ ﺍﳉﺒﻬـﺔ
ﺕ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻹﺭﺗﺮﻳﺔ ﲤﻬﻴﺪﹰﺍ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺃﺟﻬﺰﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﰲ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ ﺍﳌﺴﺘﻘﻠﱠﺔ .ﰒ ﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﻣﻌﺴـﻜﺮﺍ
ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﰲ ﺍﳌﺪﻥ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﳌﺘﺎﲬﺔ ﻹﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﲢﺖ ﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﱯ
ﻭﻏﻄﺎﺋﻪ ،ﺿﻤﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﲨﺎﻋﺎﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﰒ ﺗﺴﻠﱠﻠﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﱃ
ﺩﺍﺧﻞ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻹﺭﺗﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻹﺭﺗﺮﻳـﺔ
ﺍﳌﹸﺘﻐﻠﻐﻠﺔ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻣﺪﻥ ﺍﳊﹸﺪﻭﺩ ﻭﻣﻨﺎﻃﻘﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎﻫـﺖ ﺃﻧﺒـﺎﺀ
ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﻭﺍﳋﹸﺮﻭﻗﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻣﻦ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﺗﻨﺎﻫـﺖ ﻣﻔﺼـﻠ ﹰﺔ ﺇﱃ
ﺺ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﻣـﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﺭﺗﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﻟـﻴ ﹸﻘ
ﺍﻹﺭﻳﺘﺮﻱ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﻛﻠﻬﺎ.
ﺗﺰﺍﻣﻦ ﺍﻻﻴﺎ ﺭ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﻣﻊ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻣﻊ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،ﻭﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﰒ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﺘﻄﻮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺇﻳﺬﺍﻧﹰﺎ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﳋﺎﲤﺔ ﳊﻜـﻢ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻭﺇﺫ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﺭﺗﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻧﺴﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻔﻚ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ
ﱄ ﺇﺳﻼﻣﻲ ،ﺗﺎﺑﻌﺖ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺩﺓ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺜ ﻘﻠﹸﻬﺎ ﺑﺘ ﻬ ﹺﻢ ﺍﳌﺴﺎﻧﺪﺓ ﻭﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ﻟﻨﻈﺎ ﹴﻡ ﺃﺻﻮ ّﹴ
ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﺧﻄﻰ ﺟﺎﺭﺎ ﻭﺍﻛﺘﻤﻞ ﺇﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻄﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺈﺫ ﻃﹶـ ﺮﺩﺕ ﺍﻷﻭﱃ ﺍﻟﺴـﻔﲑ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﻭﺳﻠﱠﻤﺖ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺳﻔﺎﺭﺗﻪ ﻟ ﹸﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ،ﺍﺳـﺘﻌﺎﺩﺕ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﻕ(ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻴﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﻘﺪﺎ ﻣﻊ ﺍﻴﺎﺭ ﻧﻈﺎﻡ )ﺍﻟﺪﺭ
ﻷﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺃﺿﻤﺮﺕ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﻤﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﱂ ﻳﺸ ﻔﻬﺎ ﺣﱴ
ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﺼﺎﱀ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺭﺋﻴﺲ ﺛﺎﻟﺚ ﻣﻊ ﻧﻈﺎ ﹴﻡ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺃﺻﻮﱄ ،ﺃﺻﺒﺤﺘﺎ ﺗﻮﺍﻓﻘﹶﺎﻥ ﻓﻴـﻪ
ﺭﺃﻱ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﺧﻄ ﺮ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺤ ﹺﻮ ﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ.
*****
ﺙ ﺁﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺛ ﺮ ﺑﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺄﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ،ﻭﻋﻠـﻰ ﻋﻼﻗـﺎﺕ ﺣﺎﺩ ﹲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﺃﻫﺪﻯ ﺇﱃ ﺧﻄﺔ ﺣﺼﺎﺭ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺩﻓﻌ ﹰﺔ ﺳـﺨﻴﺔ ﲡـﺎﻭﺯﺕ ﺃﺣـﻼﻡ
ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﳌﺘﻠﻤﻈﺔ ﻹﺳﻘﺎﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺣﺴـﲏ
ﻣﺒﺎﺭﻙ ﰲ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﰲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( .1995ﻓﺮﻏﻢ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴـﺔ ﺍﻟﻜـﺒﲑ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻘﺐ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﻭﺍﺗﺼﻞ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ،ﻭﻣﺎ ﺍﻋﺘﺮﻯ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳌﺘﻴﻨﺔ ﻣﻊ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ
ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﹺﺭﺩﺓ ﻭﺍﻧﺘﻜﺎﺱ ،ﰒ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍ ﹸﳌﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺇﱃ ﻫﺰﺍﺋﻢ ﻭﺿـﻴﺎﻉ
ﺏ ﻣﻦ ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠـﻰ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1991ﻡ ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﲤﺎﺳﻚ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻛﺘﻠﺔ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﺍﳉـﻮﻫﺮﻱ ﻟﻠﻨﻈـﺎﻡ -
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ -ﻭﺍﻧﻌﻄﺎﻑ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﳓﻮ ﻣﻨﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﺻﺮﺓ ،ﻭﳒﺎﺡ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﰲ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻧﻘﻄـﺎﻉ ﻣـﺪﺩ ﺍﻟﻌـﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﳌﹸﺤﺎ
ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﺇ ﱠﻻ ﻣﻦ ﺇﻏﺎﺛ ﺔ ﳏﺪﻭﺩﺓ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻣﻊ ﺩﻭﻝ ﺁﺳﻴﺎ ﻭﻣﻊ ﺩﻭﻟﺔ
ﻀ ﺪ( ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ،
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰲ ﺍﳋﻠﻴﺞ )ﻗﻄﺮ( ،ﻭﻣﻊ ﺩﻭﻝ )ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟ
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﲬﺴﻴﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺍﻗـﻊ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ
ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﻋﺎ ﹰﺓ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺃﹸﻭﻛﻠﺖ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﺘﺼﻤﻴ ﹴﻢ ﺷﺪﻳ ﺪ
ﻣﻦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﱃ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺟﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻠﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺃﺣـﺪ ﺃﻫـﻢ
ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻟﱠﻰ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻨﻔﺴـﻪ
ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺧﻄﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻭﳕﻂ ﺇﺩﺍﺭﺎ ﲟﺎ ﳛﻘﻖ ﺭﺃﻳﻪ ﺍﻷﺻﻮﱄ ﺃﻥ ﺗـﺪﺍ ﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ
ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﺘﻔﺎ ﻋ ﹴﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺰﺓ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻝ.183
ﺡ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﺓ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ، ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﲟﻘﺘﺮ ﹴ
ﺃﻱ ﺑﺴﻂ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺄ ﺧﺮﺕ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻋﻦ ﺃ ﺟﻠﻬﺎ ﺍﳌﻀـﺮﻭﺏ
ﻷﻭﻝ ﺍﳋﻄﺔ ،ﻣﻮﺿﺤﹰﺎ ﻭﻗﻌﻬﺎ ﺍﳌﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﳌﻮﺍﻓﺎﺓ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌـﺎﱂ
ﺡ ﺗﺰﺍﻣﻦ ﻣـﻊﺍﻟﺬﻱ ﳛﺘ ﺞ ﺑﺎﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻷﳝﺎ ﺍﻧﻔﺮﺍﺝ ﰲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ .ﻟﻜ ﻦ ﺍﳌﹸﻘﺘ ﺮ
ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺟﻴﺶ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﳌﺪﻳﻨﱵ ﺍﻟﻜﹸﺮﻣﻚ ﻭﻗﻴﺴﺎﻥ ﺑﺈﺳﻨﺎ ﺩ ﺗـﺎﻡ ﻣـﻦ
إ^E 1EI
31ا&1م 1995م J2N ,#وزارة ا1aر tE1 Gا ^E.ا&1Eم 1EA+7 'EP7ن ً 25EC ،OE9 6EA
َSت '( 1I5AI ^7ا uRa5ا)5 c1ل ا '( '71A5GاEدان وQEPd وزارة ا uRa5ا '71A5Gpاَ 12# '5
ًE41Jاوزارة ه6 ^` . )1ى ا5jاح OP2إ ,وزارة ا1aر ,2P# Gذ OJE)* 1AH vا g(Eإذ ً 71EF# 6EI&* VE
Zا& V1و6* Vرس (' ا1aرج و`^ ا ^.ا&1م 6jأو OEP7 Zjا OE. UEP`5آ1Eن *Eي Efورة hTEI OEf&#
ا HK5إذا آ1ن *1E2 ZPR5دة اآ Eا 1EI#1j &H Eا EPAوا& . EA1آ tEBC ,E# 1EAوز* Eا6و Eد.
1xزي Sح ا ^*6ا& '1J5اTي آ1ن وز* دو B21HاIAKري وER ^E`# VEة و 'E( 1ًE& 1AI&Efوزارة
وا6Nة إ"# pآً6ا Raا& 1jت ا1aر ,P7 Gة ا+رة.
ﺸﻘﹶﺔ ﻭﺗﺎﻳﺎ ،ﳑﺎ ﺃﺩﻯ ﻛﻠﻪ ﺇﱃ ﺭﻓﺾ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﻷﻣـﲔ
ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ،ﻭﺍﺣﺘﻼﻝ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﹰﺓ ﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟ ﹶﻔ
ﻂ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ.
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﹺﺑﺒﺴ
ﺃﺧﲑﹰﺍ ﳒﺢ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺘﻮﺍﱄ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩﻩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ ﰲ
ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﱀﹸ ،ﻭﺗﺒﻨﺖ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻭﻝ ﳏﺎﻭﻻﺕ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﲏ
ﺕ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﲟﻘﺮﻫﺎ ،ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺭﺋـﻴﺲ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ ﺑﲔ ﻓﺘﺢ ﻭﲪﺎﺱ ،ﻭ ﺟ ﻤﻌﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﰲ ﺟﻠﺴﺎ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺿﻴﻔﹰﺎ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ،ﻛﻤﺎ ﻓﺎﺯﺕ ﲪﺎﺱ
ﺐ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .ﻭﺇﺫ ﲨﻌﺖ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤـﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸـﻌﱯ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿـﺔ ﲟﻜﺘ ﹴ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺑﺘﻨﺴﻴ ﹴﻖ ﻣﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،ﺳﺎﳘﺖ ﰲ ﻋﻘﺪ ﺃﻭﻝ ﳏﺎﻭﻟـﺔ
ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺸﺮﺥ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻋﺘﻪ ﲨﺎﻋﺔ )ﺳﺎﻧﺖ ﺟﻴﺪﻭ( ﺑﺮﻭﻣﺎ ،ﻭﻫـﻲ
ﺫﺍﺕ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺭﻭﻣﺎ ﻭﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻥ ،ﻭﻫﻴﺄﺕ ﳌﻨﺎﻇﺮ ﺓ ﻓﺮﻳﺪ ﺓ
ﰲ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳌﺴﻴﺤﻲ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻼﻫﻮﺕ ،ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻨـﺎﺓ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻹﻳﻄﺎﱄ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺇﺛﺮ ﺍﻟﻮﻗﻊ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺒﻊ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﺑﺎ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻥ ﺇﺑـﺎﻥ
ﻒ ﻟﻪ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﳌﻄﺎﺭ ﻭﺣـﱴ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ 1991ﻡ ،ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﳊﺎﺷﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﻄ
ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻜﺎﺗﺪﺭﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﺒﺪﻳﺪ ﻇﻼﻝ ﺩﻋﺎﻳﺔ
ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻭﻣﻀﺎﻳﻘﺘﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﰲ ﻇ ﹴﻞ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﶈﺎﻭﻟﺔ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﻄـﻮﻕ
ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﶈﺎﻭﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﻬﻤﺔ ،ﺟﺎﺀﺕ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ
ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﺼﺮﻱ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻔﺘﺢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺄﺷﲑﺓ ﺍﳌﺮﻓﻮﻋﺔ ﻟﻜﺜﲑ ﻣـﻦ ﺍﳌﻀـﻄﻬﺪﻳﻦ
ﻭﺍﳍﺎﺭﺑﲔ ﺑﺪﻭﺍﻓﻊ ﳐﺘﻠﻔﺔ ،ﻃﻔﻖ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻓﻮﺭ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻘﺪﱘ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﻔﺼﻠﺔ
ﺐ ﺃﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﻳﻠﻮﺫ
ﻻﲰﻪ ﻭﺃﻭﺿﺎﻋﻪ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺴﺨﺎ ٍﺀ ﻟﻸﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ،ﻳﺴﺘﺼﺤ
ﲜﻮﺍﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻻ ﳛﻞ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻞ ﻳﻌﻴﻨﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ،ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻓﺬﺍ ﹲﺫ ﻗﺪ ﻻ
ﻳﺪ ﹺﺭﻛﹸﻮﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺳﻮﻯ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﺍﺗﺒﺔ ﻷﻳﻤﺎ ﺃﺟـﻨﱯ،
ﻭﻏﺎﻟﺒﻬﻢ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﻟﻜﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺍﳌﺘﻬﻮﻣﺘﺎﻥ ﰲ ﺃﻏﻠﺐ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ
ﻼ ﻋـﻦ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﰲ ﻣﺼﺮ ،ﻳﺘﺨﺬﺍﻥ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﳌﹸﺒﺎﻳﻨﺔ ﺣﱴ ﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻀـ ﹰ
ﻼ ﻋـﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﲟﻨﻬﺠﻬﺎ ﺍﳌﻨﻔﺘﺢ ﺫﻱ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻷﰎ ﻣﻊ ﺍﺘﻤﻊ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺰﺍ ﹴﻝ ﻓﻀـ ﹰ
ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ .ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺴﻠﱠﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﱃ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﱂ ﳝﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ
ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﱂ ﻳﺒﻠﹸـﻎ
ﻣﺴﺎﻣﻌﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺯﺍﺭﻩ ﺑﻌﺾ ﻛﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﲪﻠﺖ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﳉﺎﻥ
ﺻﹶﻠ ﺔ ﺑﺎﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭ ﻋﻠﹾﻢ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ،
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺇﱃ
ﻭﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ﺷﺄﻧﹰﺎ ﺃﻣﻨﻴﹰﺎ ﺧﺎﻟﺼﹰﺎ ﺗﺘﻠﺒﺴﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳌﺆﺍﻣﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺇﺫ ﻛﹸـﺘ ﻢ
ﻋﻦ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ .184ﻓﻔﻜﺮﺓ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﻏﲑ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ،
ﻟﻜﻦ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ ﻟﺘ ﹶﻘ ﻊ ﻭﺗﻔﺸﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺤﻮ .ﻭﻗﺪ ﻭ ﺟﻬﺖ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺩﺓ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴـﺔ
ﺃﺳﺎﺱ ﺍﺎﻣﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ،ﻣ ﹶﻘ ﺪ ﺭ ﹰﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺭﻁ ﰲ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻏﲑ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻛﻞ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺁﺛﺎﺭ ﺣﺎﺩﺙ ﺃﺩﻳـﺲ
ﺃﺑﺎﺑﺎ ﺇﱃ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﻋﻘﱠﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﳓﻮ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ،ﺇﺫ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟـﻮﻃﲏ
ﻁ ﺍﻟـﺪﻓﻊ ﻣـﻊ ﺍﺳـﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻣﻊ ﺍﳋﻼﺹ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﳌﺘﻮ ﺭﻃﺔ ،ﻓﺘﻮﺍﻟﺖ ﺃﻗﺴﺎ ﹸ
ﻱ ﺃﻭ ﺇﺣﻼﻝ ﻭﺇﺑﺪﺍﻝ ﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺗﺒﺪﻳ ﹴﻞ ﺟﺬﺭ ﹴ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ،ﻓﻈﻠﱡﻮﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﺑﺘﻌﺪﻳ ﹴﻞ ﻃﻔﻴﻒ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﳌﻨﺎﺻﺐ.
ﺃﺩﺧﻠﺖ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍ ﹶﻥ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﱃ
ﻣﺄﺯﻕ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺟﻨﺤﺖ ﻷﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﺳﻤ ﹰﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓﹰ ،ﺑﺪﻓ ﹴﻊ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺑﻴﻞ ﻛﻠﻨﺘﻮﻥ ،ﻓﺮﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﺎﻥ ﺍﳌﻌﻨﻴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺣ ﻤﹶﻠﺘـﺎ
ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﺇﱃ ﳎﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺷ ﺮ ﻋﺖ ﰲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺟﺮﳝﺔ
ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﳌﹸﺤﺎﺭﺑﺘﻬﺎ ،ﻭﺇﺫ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﹶﻮﺍﺟﹺﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﺼﻰ
H pآ EEا12Aو EEا ، CREEPFوNآ1EEت ا1EEIKد ا ،'1EE(.وNآ EE
tEE5` cEEd 32اآ1EEت ا1IKد*ً EES EE
ا1IKد (' ا1Bل و1)#د وإر* 1E*5وxه 1Eو` VE2* p OECأد5E ,Eى ^Eا& ZE Ejاآ1Eت ا,ECJ5# 'E5
ا ره1ب.
ﻣﻨﻌﺖ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﺇﱃ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ،ﻭﻃﻠﺒﺖ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩ ﺭ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳـﻴﻮﻥ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﺇ ﱠﻻ ﻣﻦ ﻋﺪ ﺩ ﳏﺪﻭﺩ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻨﺬ 1994ﻡ ،ﻭﺍﻟﱵ
ﺗﺼﻮﺑﺖ ﳓﻮ ﺻﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻴﻪ.
ﻭﺇﺫ ﺍﻣﺘﹶﺜﻠﹶﺖ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﲣﻔﻴﺾ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ
ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﱂ ﺗﺴﺘﺠﺐ ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺃﻓﻠﺤﺖ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﺼﲔ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ ﰲ ﻣﻨﻊ
ﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ ﳝﻀﻲ ﻣﻊ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﺮﺍ ﹴﺭ ﻣﻦ ﳎﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﳛ ﻈ ﺮ ﻋﻤﻞ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﳋﻄﻮﻁ ﺍﳉﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻓﻀ ﹰ
ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﳒﺮﺱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻟﻴﺤ ﻈ ﺮ ﺍﻟﻄﲑﺍﻥ ﺟﻤﻠ ﹰﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻠﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ.
ﺃﺗﺎﺣﺖ ﺇﺫﻥ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻟﺪﻭﻝ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﳌﺘﺮﺑﺼﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻻ ﺳـﻴﻤﺎ
ﻳﻮﻏﻨﺪﺍ ﻭﺇﺭﺗﺮﻳﺎ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻭﻣﺼﺮ ﻹﻛﻤﺎﻝ ﺍﳊﻠﻘﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺎ ﹸﳍﺠﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺨﺬ ﳏﺎﻭﺭﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛـﺔ
ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺗﻮﺳﻌﺖ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻟﺘﻀﻢ ﺑﺎﻻﺟﺘﻴﺎﺡ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺮﻱ
ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،ﺃﻋﻠﻦ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻳﻮﻏﻨﺪﺍ ﻭﺇﺭﺗﺮﻳﺎ ﺃﻤﺎ ﻣﻌﹰﺎ ﻳﻌﺘﺒﹺﺮﺍﻥ ﺇﺳـﻘﺎﻁ
ﻀ ﻢ ﻣﺼ ﺮ ﺃﻳﻀـﺎﹰ ،ﺇﺫ ﱂ
ﺨﻄﱠﻂ ﻳ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻫﺪﻓﹰﺎ ﺭﺋﻴﺴﻴﹰﺎ .ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒ ﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺃﻥ ﺍ ﹸﳌ
ﺗﺴﺎﺭﹺﻉ ﻻﻓﺘﻌﺎﻝ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﰲ ﺣﻼﻳﺐ ﺇﻻ ﻟﺘﻠﻬﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﻟ ﺰ ﻭ ﺩ ﻋـﻦ ﺣـﺪﻭﺩﻩ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،ﻣﺆﻛﱢﺪﹰﺍ ﺃﻥ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻳﻮﻏﻨﺪﺍ ﺑﺎﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻣﺼﺮ ﻧﻘﻠﺖ
ﺍﳌﹸﻌﺪﺍﺕ ﺍﳊﺮﺑﻴﺔ ﺑﻄﲑﺍﺎ ﺍﳊﺮﰊ.
ﺃﻟﻘﺖ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻈﻠﱢﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻨﺎ
ﰲ ﻣﻮﺿ ﹴﻊ ﺁﺧﺮ ،ﻭﺃﺛﻘﻠﺖ ﺻﻒ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﺒﻼ ٍﺀ ﻓﻮﻕ ﻣﺎ ﻳﻄﻴﻖ ﱂ ﺗﺪﺭﹺﻛ ﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﲟﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﻝ
ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺘﺰﺍﻝ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﱪ ،ﺑﻞ ﺟﻨﺤﺖ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﺘﺂﻣﺮﺓ ﳓﻮ ﻣﺰﻳ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺟﻲ ﺑﺎﻹﰒ
ﻣﻊ ﳏﺎﻭﺭ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﻓ ﻤﻀﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﰲ ﻣﺼﺎﺋﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ ،ﻓ ﹸﻜﻠﱠﻤﺎ ﺗﻀﻌﻀﻊ
ﻕ ﺃﺑﻮﺍﺏ
ﺴﻨﺪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﺘ ﻤﺴﺖ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﺍﻷﺟﻨﱯ ،ﻟﺘﺒﺪﺃ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﹶﻃ ﺮ
ﺍﻟ
ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﹸﲤﺪﻫﺎ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﹸﺴﺘﺄﻣﻨﲔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ،ﰒ
ﻑ ﳍﹸﻢ ﺇ ﱠﻻ ﻣﺼـﲑﹰﺍ ﻣـﻦ
ﺑﺘﻮﺍﺗﺮ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﻄﺮﺩ ﻭﺍﻹﺧﺮﺍﺝ ،ﰒ ﺇﺳﻼﻣﻬﻢ ﺇﱃ ﻋ ﺪ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺮ
ﺍﺛﻨﲔ ،ﺍﻟ ﹶﻘﻴ ﺪ ﺃﻭ ﺍﻟ ﹶﻘﺘﻞ.185
ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺿﻄﺮﺑﺖ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﲜﻮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﲜﻤﻠﺔ ﳏـﺎﻭﺭ ﺍﻟﻘﹸـﻮﻯ
ﻑ ﺑـ)ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﱄ( ،ﻓﻘﺪ ﻇﻠﱠﺖ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﻭﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌ ﺮ
ﳏﻮﺭ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﺍﻟﺼﲔ ﻭﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ .ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﲔ ﻇﻠﱠﺖ ﻣﺘﻄـﻮﺭﺓ
ﻣﺪﻯ ﻋﻤﺮ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﱪﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﳏﻮﺭﹰﺍ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﹰﺎ ﺇﺑﺎﻥ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﺎ
ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ،ﻓﺰﺍﺭ ﻭﻓﺪ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﻛﱪ ﰲ ﺑﻌﺜﻪ ﺇﱃ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻣﻴﻤﻤﹰﺎ ﺷﻄﺮ
ﺍﻟﺼﲔ ،ﺑﻞ ﻇﻞ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺘﺒﹺﻬﹰﺎ ﻭﻣﻨﺒﻬﹰﺎ ﳋﻄﺮ ﻭﻗﻊ ﺍﳌﺎﺭﺩ ﺍﻵﺳـﻴﻮﻱ ﰲ
ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﲨﻠﺔ ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴـﻜﺮﻳﺔ،
ﲤﺪﻩ ﺑﺸﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﺑﻖ ﹸﻛﺴﻮﺏ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﱪ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ،ﺍﻟﺘﺤﻘﻮﺍ ﺑﺘﻠﻚ
ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻭﺍﺭﺗﺒﻄﻮﺍ ﺎ ﻟﻐ ﹰﺔ ﻭﻣﻌﺎﺷﹰﺎ ﻭﺯﻭﺍﺟﺎﹰ ،ﻭﺃﹸﳊﻘﺖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﲝﺜﱢﻪ ﻭﻧﺼﺤﻪ ﺇﱃ ﻣﻘـﺮﺭﺍﺕ
ﺍﻷﻟﺴﻦ ﺍﻟﱵ ﺗﺪ ﺭﺳﻬﺎ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻄﻼﱠﺎ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﻓﻮﻕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ.
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﲔ ﺿﻤﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴـﺔ ﺍﻹﺳـﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ،
ﻓﺰﺍﺭﻫﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﳓﻮ ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1990ﻡ ﰲ ﻧﻮﻓﻤﱪ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ( ﻭ ﻗﺪ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﻧـﺬﹸﺭ
ﺍﳊﺼﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺘﺼﻮﺑﺖ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﳓﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ
ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﳌﻌﺎﺩﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ .ﰒ ﳌﺎ ﺍﺷﺘ ﺪ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ
ﺼﺼﺖ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﻭﺽ ﻟﻠﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ ﺨﺍﻟﻌﺎﻡ 1995ﻡ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﻭﺍﻗﻌﺎﹰ ،ﻓ
ﺴﺮﺕ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﺴـﻠﻊ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳـﻄﺎﺀ ،ﻭﺑﺴـﻄﹶﺖ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ،ﻭﻳ
ﺿﻤﺎﻧﺎﺕ ﻣﺼﺮﻓﻴﺔ ﻭﻗﺮﻭﺽ ﲟﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﲔ ﻭﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ.
571H 33اف t1ا ^.ا&1م '( OF ,P7أآ US ^ ٍ1 6ٍ )N Jا12دة ا 6Aوا&`* ،آ1Eن *'EJC
أن *ُo ^ ,َPaو( O#1رًا و*ُ1ل إ ,ا ^` ، J1ُAا1ب 1E9ل 1EIG *6E VICE ،^*E iز ا ^E.و1ً&EH
^ &1و Oا`1Jر ،دون أن cA5`#إEGاءات 1EKن ا 1EI&(H E25إ ,Eا1E2دة ،وإن اآ12# QEPA5ر*هcEd cEH ،1E
t1ا ^.ا&1م * ZAK ,j5إ tE1 ,Eا ^E.ا&1Eم tE1ا .YEوإذ *oEر<خ ا vTE g&JEاEم .1EHول ('E
E41J c1EH tة *6E ZE َ Eَ91a# U
ا12م ا UBا12دي اTي 4اآ ( ،ً12Npن *6Eا1EIKز اTEي ََ EَP
اH1aAات اAآ *Mا ,P7 j 7 Y"5 `*.ااء .إ pأن 7دة S1C7اoAاة إ1EIG ,Eز ا^EH ^E.
*6EEي ا12EE)pق OEE&J#ا1EEJ5دل اEEي 1EEP&APت UEE)`# QEEPd 1EE EE ,EEP7ا (1EEBا . EE`*.را ZEEGاEE*25
( ا) JA5J '( `*.أ*Pل( Vanity Fair2001.ا) c1اTي )) PK O#
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﲔ ،ﻓﻘﺪ ﻋﺎﻗﺘﻬﺎ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳـﻲ
ﺍﻟﺮﲰﻲ ،ﺗﻜﺒ ﺢ ﻃﻤﻮﺡ ﺍﳉﻬﺪ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﲔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺼـﲔ ﲡـ ﺪ ﰲ ﻣـﻮﺍﺭﺩ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻭﻣﻮﻗﻌﻪ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﻭﺇﻃﻼﻟﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻊ ﺩﻭﻝ ﰲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﻜﺮ،
ﻂ ﺻﺎﺩﺭﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻔﻘﲑ ﺳﺎﺣ ﹰﺔ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﳍﺎ ﻭﻣﺮﻛﺰﹰﺍ ﻟﻠﻄﻤﻮﺡ ﺍﻟﺼﻴﲏ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺑﺴ
ﺑﻴﺴ ﹴﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺳﺲ ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺠﻨﺤﺖ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻌﻮﻥ
ﺍﻟﺼﻴﲏ ﰲ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ،ﺑﺪ ﹰﻻ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺎﻧﺪﺕ ﺍﻟﺼﲔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﻣﺂﺯﻗﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻋﱪ ﺗﻮﺍﱄ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﲢﻤﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﺎﺋﻠﺔ
ﺟﻨﻮﺡ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﰲ ﺗﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﳓﻮ ﲣﻔﻴﻔﻬﺎ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﺒﻠﹸﻎ ﺍﻟﺼﲔ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮ
ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻬﻤﺎ ﺷ ﹶﻄﺤﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻄﻠﱡﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺫﺟﺔ ﺗﺮﺟﻮ ﺫﻟﻚ ،ﰲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎ ﹴﻡ ﻋـﺎﳌ ّﹴﻲ
ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺘﻀﺎﻋﻒ ﻓﻴﻪ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﲔ ﺍﻟﺼﲔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ
ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﲣﺸﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﲔ ﺣﺮﻣﺎﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﻻ ﺗﻌﻴﻨﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﳌﻀﻄﺮﺑﺔ ﺗﻘﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻯ.
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﺎﳍﻨﺪ ﻭﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻭﺇﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺎ ﳌﹶﺎ ﻭ ﺟﺪﺕ ﰲ ﺗﻠـﻚ ﺍﻤﻮﻋـﺔ
ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﻏﺒﺔ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ،ﻭﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﻦ ﺍﳍﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻨـﻬﺎ
ﲤﻴﺰﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻊ ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ،ﺇﺫ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﳔﺒﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑـﺰﻋﻴﻢ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﺑﺎﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﺃﺳﺴﺖ ﻣﻌﻪ
ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﻃﻴﺪﺓ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﺍ ﹸﳌﻬﹺﻢ ﲟﻐﺎﺩﺭﺓ ﺭﺋﺎﺳـﺔ ﺍﳊـﺰﺏ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺇﱃ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﲡﺎﻭﺑﹰﺎ ﻣﻊ ﻃﻠﺐ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺰﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ )ﻣﻬﺎﺗﲑ ﳏﻤﺪ(،
ﻓﺎﻧﻔﺘﺤﺖ ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﺑﺎﻥ ﺇﺣﻜﺎﻡ ﺍﳊﺼﺎﺭ ،ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﲟﺎ ﰲ
ﺫﻟﻚ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﺳﻴﺪﺍﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻭﺍﺗﺴﻊ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺑـﲔ
ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﻻ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻪ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﺼﺎﱀ ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،ﺇﺫ ﺗﻜﺜﱠﻔﺖ ﺻﺎﺩﺭﺍﺎ
ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﰒ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﳌﺎﻟﻴﺰﻱ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﻋ ﱪ ﺷﺮﻛﺎﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴـﺐ
ﻭﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ،ﻭﺍﻟﺪﻋ ﻢ ﺍﳌﺎﱄ ﻟﻠﺒﺪﺀ ﰲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﳊﺮﰊ.
ﻭﺇﺫ ﺗﻮﺍﻓﻘﺖ ﺭﺅﻯ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﰲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﳎﻠﺲ ﺍﻷﻣـﻦ
ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﻟﻴﺰﻳﺔ ،ﺩ ﻋﻤـﺖ ﻣﺎﻟﻴﺰﻳـﺎ
ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﳎﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﱄ.
*****
ﺝ ﰲ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻭﹼﻗﱢﻊ ﺍﺗﻔـﺎﻕ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1997ﻡ ﺗﺼﺎﻋﺪﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺷ ﺪ ﹰﺓ ﻟﺘﻨ ﹶﻔ ﹺﺮ
ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺎ ﹴﻡ ﻣﻦ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ
ﺍﻟﺬﻱ ﺟ ﻤ ﻌﻬﻢ ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻤﻬ ﻤﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ )ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ( ﺃﻥ ﺗﺆﻛﱢﺪ ﺧﻠﹸﻮ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﲎ ﺑﻮﺻـﻔﻪ ﺻـﻔﻘﺔ ﺑـﲔ
ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭ ﻋﻤﻼﺀ ﳍﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﺒﻬﺖ ﻟﻪ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻭﺭﺣﺒﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﱪﻯ ،ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ
ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺩﻭﻝ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﲤﺘ ﺮﺳﻬﺎ ﺧﻠﻒ )ﻗﺮﻧﻖ( ،ﺭ ﺣﺒﺖ ﺩﻭ ﹲﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺄﻳﻤﺎ ﺟﻬ ﺪ ﻳﺴ ﹺﻬ ﻢ
ﺏ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻟﻮ ﺟﺰﺋﻴﺎﹰ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻌﲏ ﺫﻟﻚ ﺗﻔﺮﻳﻂ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﺳﺘﺘﺒﺎ ﹺ
ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻷﻱ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﳋﻨﻘﻬﺎ ﻭﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ.
ﻂ ﺭﲰﻲ ﳍﺎ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺴـﺘﻤﻊ ﳌﻮﺟﻬـﺎﺕ ﻭﺇﺫ ﺳﺎ ﺭﻋﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﲞ ّ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻣﺮﻋﻮﺑ ﹰﺔ ﳑﺎ ﺟﺮﻩ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﺘﺤﺴـﺒ ﹰﺔ ﻷﻱ
ﺧﻄﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺃﻭ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ،ﺳﺎ ﺭﻋﺖ ﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟـﺪﻋﻮﺓ ﻟـﺪﻭﺭﺓ
ﺍﻻﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻋﻠﱠﻬﺎ ﺗﺒﺮﺩ ﲪﻴﺔ ﺍﻻﺷﺘﻌﺎﻝ ﺍﻟـﺬﻱ ﺍﻋﺘـﺮﻯ
ﺍﳉﻮﺍ ﺭ ﺍﻟﺸ ﻤﺎﱄ ﻭﺍﳌﹸﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﱄ ،ﺍﳌﱰﻋﺠﲔ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳌﻔﺘﻮﺡ ﺍﻟﱵ ﺃﺩﺧﻠـﺖ
ﻯ ﳍﻢ ﻭﻷﻋﻤﺎﳍﻢ. ﺑﻌﺾ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ﻭﺃﻭﺟﺪﺕ ﻣﺄﻭ
ﺕ ﻣﻦ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴـﺔﻟﻜﻦ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ ﻛﺎﺭﻟﻮﺱ ﻭﺧﺮﻭﺝ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ،ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺃﺻﻮﺍ
ﺍﳌﺴﺘﻜﱪﺓ ﺃﻭ ﺍﳌﺮﻋﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﺗﺸﻴ ﺪ ﲜﻬﺪ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﳋﻂ
ﺍﳌﹸﻌﺘﺪﻝ ﻭﺟﻤ ﹺﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﳑﺎ ﻳﻘ ﺮﻤﺎ ﻣﻌﹰﺎ ﻟﻼﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟـﱵ
ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺗﺘﺒﺎﻋﺪ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ،ﰒ ﰲ ﲨﻊ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺎﺕ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﺇﺫ ﺳﺎﺭ ﺧﻂﱞ
ﻳﻠﺘﻤﺲ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻳﺆﻳﺪﻩ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﺒﻠﺠﻴﻚ ﻭﺍﻟﻄﻠﻴﺎﻥ ﻭﳚﻤﻊ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿـﺔ
ﺖ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ ﺍﳌﺘﺤﺎﺭﺑﺔ ﳓﻮ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﳉﻨﺮﺍﻻﺕ.ﻛﻤﺎ ﻧﺸ ﹶﻄ
ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻮﺍﺀ ،ﻭﺍﻣﺘﺪﺕ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﳓﻮ ﺍﻟـﻴﻤﻦ ﺍﻟـﱵ ﺗﺘﻌـﺎﻃﻒ
ﺣﻜﻮﻣ ﹰﺔ ﻭﺷﻌﺒﹰﺎ ﻣﻊ ﺟﻬﺪﻩ ،ﲢﺎﻭﻝ ﲨﻊ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﲡﺎﻭﺯﹰﺍ ﳌﺮﺍﺭﺍﺕ ﺣﺮﺏ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ.
ﻛﻤﺎ ﺻﺪﻉ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻓﻖ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺎﺣﺔ ﻟﻠﻌﻼﻧﻴﺔ
ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺗﻴﺎﺭ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺭﺗﺪﺕ ﺑﻌﻀﻬﺎ
ﺳﻠﻔﻴﺔ ﺭﺍﺟﻌﺔ ﺑﻘﻲ ﻣﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻠﺘﺰﻣﹰﺎ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ،ﺗﺘﺪﺍﻭ ﹸﻝ ﻭﲢﺎﻭ ﺭ ﻭﲡﺎﺩ ﹸﻝ ﲢﺖ ﲰﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ
ﻭﺑﺼﺮﻩ ﺣﱴ ﻳﻘﻮﻡ ﺻﻮﺍﺎ ﻭﺧﻄﺄﻫﺎ ،ﺑﻞ ﻭﻳﺘﻌﺮﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺣﱴ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺎ ﺃﻭ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ ﺃﻭ ﻳﻨﻜـﺮ
ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻳﻌﺘﺮﻑ ،ﻓﺎﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺎﺣ ﹰﺔ ﳊﻮﺍﺭ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻋﱪ
ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍ ﳌﻠﹶﻞ ﻭﺑﲔ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺒﺖ ﻭﺍﻟﻌﺰﻝ ﳝﺜﱢﻞ ﺑﻴﺌـﺔ
ﺱ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻪ ﻭﻳﺠﻴ ﺪ ﻟﹸﻐﺎﺗﻪ
ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﺃﻥ ﳚﺪ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﺤﺎﻭﹺﺭﹰﺍ ﺩ ﺭ
ﻭﻳﻔﻬ ﻢ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﺍﳊﻀﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺷﺄﻥ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ.186
ﳊﺪﺙ ﺍﻷﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﲡﻠﱠﻰ ﻓـﻮﺭﹰﺍ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1998ﻡ ﻛﺬﻟﻚ ﺍ ﹶ
ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻟﻌﺎﻡ 1998ﻡ ﻭﻣﺴﺎﺭﻋﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺗﻘﺪﳝﻪ ﻭﺷﺮﺣﻪ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ
ﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﺭﺃﺱ ﺩﻋﻮﺎ ﻟﻺﺻﻼﺡ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺑﺎﺡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱﻭﺑﺴﻂ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟ
ﻛﺎﻓ ﹰﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻠﻘﺘﻪ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ ﺑﺎﻟﺘﺮﺩﺩ ﻭﺍﻟﻈﱡﻨـﻮﻥ ،ﺗـﺘﻬﻢ ﻣﺼـﻄﻠﺢ
)ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ( ﺑﺎﳊﻴﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﺒﺖ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﳏﺾ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﻟﻠﺨﻄﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻓﺘﺢ ﺃﺿﺎﺑﲑ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫﻱ ﺍﻷﻭﺭﻭﰊ
ﻭﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺷﺎﺩ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﻛﺎﻓﺔ ﺑﺎﳊﺮﻳﺔ ﺍﳌﺒﺴﻮﻃﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﺳـﺘﻮﺭ ،ﻭﺭﺃﻯ ﻓﻴـﻪ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺫﺍﺕ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﲡﻠﻴﺎﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﲑ ﺍﻟﱵ ﺍﺳـﺘﻘﺮﺕ
BC _&H 34ر أ1K7ز أ 6Nأ1Rjب اMب ا2A*6ا '( '9ا1*pت ا65AةE)* 1H ،ح ( ^E 1EIا&1Eم
6ى G1Nأ*`1R 1ء و65# H1Cث ( 1Iإ ,ا ^ 1# ^`# 1AIرا VI#و)1ر 1( ،VIHم k6EC* ^E
671B5 cHاpه1A5م OHو ,ادان (' 1j cdد O#ااهH Cر 'E( AI jه hTEا1&Aد OEP7 EأEF* pط
(1) ZCAH 1Iط ا A#oAو tP9 6jا ^.ا&1م AG#ا1ERaب و ,EP7 OEAA&#ا6E712ة 6EI* OEP7ئ روع ا^F1Ea
^ ا A#oAا)& 'Jا 6 ^*§5Aا1Jب أ1م دورات ا&12د.h
ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﱪ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﺗﺮ ﹺﺟﻤﺖ ﻛﻠﻤﺔ )ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ(
ﺲ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ) ،(Political Associationﻓﺎﺗﺼﻞ ﺍﳊـﻮﺍﺭ ﲟﺎ ﻻ ﳛﻤﻞ ﺃﻳﻤﺎ ﹶﻟﺒ ﹴ
ﻣﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﻗﺒﻞ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻟﻜﺎﺭﻟﻮﺱ ﺍﺳﺘﺨﺒﺎﺭﻳﹰﺎ ﺳﺮﻳﺎﹰ ،ﻟﻴﺘﻄﻮﺭ ﺳﻴﺎﺳﻴﹰﺎ ﻓﻜﺮﻳـﹰﺎ
ﻣﻊ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ،ﻟﺘﺒﺪﺃ ﺃﻭﻝ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺝ ﻣﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺍﻟﱵ ﺟﻨﺤﺖ ﻟﻠﺤـﻮﺍﺭ
ﻣﻨﺬ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﳊﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻥ ،ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺍﻧﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺃﳌﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧـﺖ
ﺻﻤﺔ ﻭﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﳓﻮ ﺻﻼﺕ ﻛﻠﺘﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﲔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺘﲔ ﲡﻌﻞ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣﻌﻬﺎ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﳌﹸﺨﺎ
ﺃﻃﻴﺐ ﻭﺃﺭﺣﺐ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻭﻣﻊ ﺩﻭﻝ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﻛﺎﻓﺔ.
ﺸﻔﹶﺎﺀ ﻟﻸﺩﻭﻳﺔ ﻭﺍﳌﺴﺘﺤﻀﺮﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1998ﻡ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺿﺮﺏ ﻣﺼﻨﻊ ﺍﻟ ّ
ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﺿﺎﺭﺓ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﻧﺎﻓﻌﺔ .ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺘﺮﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﻠﻨﺘﻮﻥ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
ﻭﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ،ﺇﺛﺮ ﺍﻟﺘﻔﺠﲑ ﺍﳌﺘﺰﺍﻣﻦ ﻟﻠﺴﻔﺎﺭﺗﲔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺘﲔ ﰲ ﻧﲑﻭﰊ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭ ﺳ ﹾﻔ ﹺﺮ ﺍﺳﻢ
)ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ( ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﺪﺑﲑ ﺍﳊﺎﺩﺛﺘﲔ.ﻭﺇﺫ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺑﺎﻏﺘﺔ ﻣﺒﻬﺘﺔ ﻓﻘﺪ ﻭﺍﺟﻬـﺖ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ
ﺕ ﺣﺎﲰﺔ ،ﺃﺧﺮﺟﺘﻬﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﺠ ﹴﻢ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍ ﺏ ﻣﻨﺴ ﹺﻒ ﻣﺘﺤ ﺪ ﻭﺧﻄﺎ ﹴ
ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺑﺼ ّ
ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﺼﺮﹺﻱ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﻭﺍﳌﹶﺴ ﹶﻜﻨﺔ ﺇﱃ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺍﻟـﱵ
ﺍﺳﺘﻬﻠﱠﺖ ﺎ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻓ ﹸﻄ ﹺﺮ ﺩ ﺍﻟﺴﻔﲑ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻭ ﹸﻃ ﹺﺮ ﺩ ﺍﻟﺴﻔﲑ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ
ﺇﺛﺮ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ ﻟﻠﻌﺪﻭﺍﻥ ﻓﻮﺭ ﻭﻗﻮﻋﻪ ،ﻭﺑﺎﺗﺴﺎﻕ ﺧﻄﺎﺏ ﺣﻜﻮﻣـﺔ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ
ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﱠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻨ ﹴﻊ ﻟﻸﺩﻭﻳﺔ ﻳﺴﺎ ﻫ ﻢ ﰲ ﻋﻼﺝ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍ ﹸﳌﺴﺘﺸ ﹺﺮﻳﺔ
ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻭﻳﺘﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ ﶈﺎﺭﺑﺘﻬﺎ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺼﻨﻊ ﺃﺩﱏ ﺻﻠﺔ ﺑﺄﲝﺎﺙ ﲣﺼﻴﺐ ﺍﻟﻴﻮﺭﺍﻧﻴﻮﻡ
ﺴﺒﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻭﻻ ﳝﻠﻜﻪ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ،ﹶﻛ ِ
ﺍﻹﻋﻼﻡ ،ﻭﺍﺳﺘﻘ ﹶﻄﺒﺖ ﻟﻨﺼﺮﺎ ﲨﺎﻫﲑﻫﺎ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪﺓ ﺍﳌﹸﻤﺘﺪﺓ ﻣﻦ ﻃﻨﺠﺔ ﺇﱃ ﺟﺎﻛﺮﺗﺎ ﻓﻬﺒﺖ ﺗﺆﻳﺪﻫﺎ ﺿـﺪ
ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ،ﻭﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺃﺎ ﺃﺑﺎﺩﺕ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻛﺜﲑﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ.187
QEPAN 35ا UEEBاًEEJ EE`*.ا * 6EFأن وآ EE1ا1Ja5EEpرات ا EE`*.أEEN EE*2# EE QEjNل اEEدان
وأ14رت & Vا2اءات JaPأن ا1E25ر* 6EBره 1اEKار وا1&Aر EfاEدا ،وه 'Eا QEPAN 'E5ا دارة
ا15 p `*.ر ا ZCBAه.1ً(6
ﺡ ﻣﻨ ﹴﱪ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣـﻊ
ﺃﻣﺎ ﺍﶈﺼﻠﺔ ﺍﻷﻫﻢ ﰲ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﻓﻬﻮ ﺍﻧﻔﺘﺎ
ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻛﻠﻨﺘﻮﻥ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺄ ﹸﺫ ﻥ ﺻﻤﺎﺀ ،ﻭﻧﺸﻄﹶﺖ ﳎﻤﻮﻋ ﹲﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ
ﻕ ﻳﹶﺜﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣـﻊ ﳎﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳـﻴﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺘﺤﺎﻭﺭ ﻭﹺﻓ ﻖ ﺍﺗﻔﺎ ﹴ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﲔ ﺪﻑ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﳓﻮ ﲢﺴﲔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﻣـﻦ ﻣﻠـﻒ ﺣﻘـﻮﻕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ .ﻓﺮﻏﻢ ﻭﺟﻮ ﺩ ﻟﻠﺤﺮﻛـﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﰲ
ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻟﻴﺰﺩﺍﺩ ﰲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﻳﺘﻜﺜﱠﻒ ﰲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ،ﺟﻠﱡﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﺃﻗﺎﻡ ﺳﻨﻮﺍﺕ
ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺭﺳﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﱂ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺇﻻ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﰲ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﳊﻮﺍﺭ
ﺍﳉﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻛﺄﺎ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﺧﱪﺍﺎ ﻟﺘﺤﺴﲔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ.
ﻃﺎﺑﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﻣﺎ ﲟﺒﺎﺩﺭ ﺓ ﻣﻦ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺷﺎ ﺭﻛﹶﺖ ﰲ ﻗﻤﺔ
ﳉ ﻤ ﹺﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳ ﹶﻔﺮﻕ ،ﻭﻴـﺄﺕ
ﺾ ﻋﻠﻰ ﺍ ﹶ
ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﺫﻛﱠﺮﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﺛﻴﻮﰊ ﺃﻥ ﻣﺎ ﳛ
ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺪﺃ ﻣﻊ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻮﺟﺲ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻋﻼﻗﺔ ﳉﺎﺭﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﺮﺗﺪ ﻋﺪﻭﺍﻧﹰﺎ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﱂ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﻫﺪﺃﺕ ﺇﺛﺮ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳌﹸﺼﺎﳊﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺑـﲔ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻋﱪ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﲨﻊ ﺃﻣـﲔ ﻋـﺎﻡ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺇﱃ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ.
ﺃﺧﲑﹰﺍ ﺗﺒﻠﱠﻐﺖ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺃﻭﻝ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻴﺊ ﻻﻧﻔﺮﺍﺝ ﺍﻟﻌﻘﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺤ ﹶﻜﻤﺖ ﺑﲔ ﺍﻷﻣـﲔ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﳉﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﻣﺼﺮ ،ﺇﺫ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻊ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ
ﺸﺮﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺧﲑﹰﺍ ﺇﺫ ﻇﻠﱠﺖ ﺗﻌﺘﻘ ﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻫ ﻢ ﺃﻛ ﱪ ﻣـﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘـﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ،ﻭﺍﺳﺘﺒ
ﺑﻜﺜ ﹴﲑ ﰲ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ.
ﻭﲞﺮﻭﺝ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺷﺎﺣﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻣﻦ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺑﺸﺎﺋﺮ ﲢﻤﻞ ﺍﳌﻼﻳﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﺍﻣﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ
ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﱪ 1999ﻡ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ،ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
ﻭﰲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺇﱃ ﺁﺳﻴﺎ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣـﻦ ﺟـﺮﺃﺓ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ ﻭﺗﻮﻛﱡﻠـﻬﺎ
ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﹰﺍ ﺣﺎﲰﹰﺎ ﲡﺎ ﻭﺯﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ،ﻭﺃﹸﺗﻴﺤﺖ
ﻓﺮﺻﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻼﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﻛﺴﺮ ﺍﻷﻃﻮﺍﻕ ،ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺳﺎ ﺭﻋﺖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳـﺪ ﻭﺳـﺎﻭﺱ
ﻀ ﱠﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﹸﺴﺘﻘﻞ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﻭﻟﺘﻐﻠ ﻖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳋﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﺘ
ﻉ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻨﺎﺟﻲ ﺑﺎﻹﰒ ﻣـﻊ ﺃﺟﻬـﺰﺓ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ )ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍ ﹶﳌ ﹶﻘ ﺮ( ،ﻭﻟﺘﺸ ﺮ
ﺐ ﻣﺴﺪﻭﺩ.188
ﺿ ﹴ
ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ،ﻻ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻃﺮﻳ ﻖ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺣﺘﻤﹰﺎ ﺇﱃ ﺟﺤﺮ
36آ1EEن أول EEjار أ6EESر EE`N O#ا 1EE2ذ ا ,EEP7 EEJP2CAا YEEPKAا 'C9EEو 'EEP7د5EEره 'EE( 1اEEم ا'1EE5
إ1ء )ا j1F#ا َ `N ^H (َ2Aادان وا 1.ا& A#oAP 1ا)& 'Jا& 'Hوا '.م1999/12/12
ا ا)2$3
َPS
ا َُ 1َFA
ج
ُ َ 7
َ ٌVِ25وَأ ْ
1َ2*ِ9نْ ُ ..
َ
ﲪﻠﺖ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ 1998ﺣﺎﺩﺛ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺃﻗﺪﺍﺭ ﺍﷲ ،189ﻣﻨﺤﺖ ﺷﺤﻨ ﹰﺔ ﺳﺨﻴ ﹰﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﳌﺴﺮﺡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﻭﺗﺮﺍﺗﺒﹺﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺴـﺤﻪ ﺇﻗـﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘـﻮﺍﱄ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺩﺳﺘﻮﺭ ،1998ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﰲ ﲢﻄﱡﻢ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻄـﺎﺭ
ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﰲ 12ﻓﱪﺍﻳﺮ )ﺷﺒﺎﻁ( ،1998ﰒ
ﺻﻌﻮﺩ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻴﺼـﹺﺒ ﺢ ﻧﺎﺋﺒـﹰﺎ ﻟـﺮﺋﻴﺲ
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﹰﺎ ﺑﲔ ﺍﻟ ﻮﻇﻴ ﹶﻔﺘﲔ ﺍﳋﻄﲑﺗﲔ.
ﻕ
ﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺷﺨﺼﻴ ﹰﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﹶﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ،ﺁ ﻣ ﻦ ﺑﺼﺪ ﹴ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋ
ﻋﻤﻴﻖ ﺑﺄﻫﺪﺍﻑ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻴﻼﺩﻫﺎ ﻭﲤﹶﺎﻫﻰ ﳌﻘﺎﻡ ﺍﻟﺘﻔﺎﱐ ﻣﻊ ﻏﺎﻳﺎﺎ ﺍﻹﺳـﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ
ﺡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻃﻴﻠـﺔ ﺍﻷﻋـﻮﺍﻡ ﻭﺧﻄﻄﻬﺎ ﻭﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ،ﻭﻇ ﱠﻞ ﺍﻷﻧﺸﻂ ﺣﺮﻛﺔ ﺧﺎﺻ ﹰﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﹰﺎ ﻋﱪ ﺳﻮ ﹺ
ﺍﻟّﺘﺴﻊ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻮﺃ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ،ﻭﺍﺣﺘ ﱠﻞ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﳊﻴﺰ ﺍﻷﻛﱪ ﰲ ﺇﳒﺎﺯ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ.
ﺼﻔﹶﺔ )ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ( ،ﻓﺎﻷﺭﺟﺢ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻌﻬﺪ ﺃﻃﹸﺮ ﻟﻜﻨﻪ ﲤﺜﱠﻞ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍ ُﻷﳕﹸﻮﺫﺝ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﻟ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﺑﺎﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻓ ﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ،ﺇ ﱠﻻ ﻣﻊ ﺗﻘﻠﱡـﺪﻩ ﺍﳌﻨﺼـﺐ
ﺍﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻄﱠﻄﺖ ﻟﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻐﲑ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺇﺫ ﺍﻧﺘﻤﻰ ﻷﻃﹸﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﰲ ﺍﳉـﻴﺶ ﻭﺃﺩﻯ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﻣﻬﻤـﹰﺎ ﰲ ﺍﳌﻬـﺎﺩ
ﻟﻼﻧﻘﻼﺏ ،190ﺃﺗﺎﺡ ﻟﻪ ﺗﺮﺍﺗﺒﻪ ﺍﳌﻬﲏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺎﻟﻴﹰﺎ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﺗﺎﺡ ﻟﻪ ﻣﻘﻌﺪﹰﺍ ﻻ
ﺟﺪﺍﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻗﻤﺔ ﻫﺮﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺩﻓﻌ ﹰﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ.
QCG 1أ 1Jر آE+ة 1N ZEد1E9 Ekة ا) 6IEا {1ES 6EA EHMا tE1Cا.ول YEاIAKر*-1989) E
<Bُ# (1998ر اo .اة '( 1A p ،أو1ط ا1&Aر fاTi R41Cاك و # Z S1ا' ENادث اERان
ا '5أودت 1Hة آ ^E +ا 'E( ^E1ا 1E2ذ ،وإذ أن 1EKن ا _EJP# p E25أن ,E4 5#و1EIC*`# 6E&H ,EC#
و '( F#ا( ،H1f.ن 1Nد19 kة ا t1Cا.ول H S1زت )IEدة E)&Hات ا)IEد ) (57راآ^EA 1ًEJ
آ1EEا ^EE 1ًE &Hا6EEث 1ًE 1A# gN6EE* 1EEA ،ا H6EE5وراء ا1د ، EEkوإن آ1EEن 1ًE 2PR 'EEFC* pا ه1EEAل اZEE*A
oAPو^ ا 12ذ*^ اTي *`1د * Yا. A*K
& 2وفٌ ام أن ا& 6AاEk 6E1j t1 {1S 6A HMرة ا 1E2ذ Eج ^Eا EK( ^KEا E2pب 6E&H ،أن
1E C JE) E**1 ES1C& cE1`1H tم (*1E أودع Zا '( ^P25&Aا 2pب اTي Jا 12ذ ZJHأ*1م و َُِ E
1و ، *`7وآ1) Q1رآ ا *Fا6E# ^ 1ً&H HMا Hا OE*A5اTEي QECGإ OEاMEIG.ة ا E1
وا 'EE( EES1aاآ . EEو&7EE4 VEEIPا 1EEK 6EE&Hح ا EE2pب ا 1EE2ذي و() cEEا.ول ( gEE&H EE# 'EEا&EES1C
ا 'EE( tEES1C EE**1Aا 1EE2ذ &1و ^EE7 EEfا1aAد ، EE7ور 2H1EE EE*17اEEAدة إ1EEHن CEEات ا 1EEBAا EEC9
و xذS ^ vر ا& jا65Aا *1 ^H Pوا 12ذ.
ﻭﺇﺫ ﲡﺎﺩﻟﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻊ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﺣﻮﻝ
ﺍﻟﱰﻭﻝ ﳌﹸﻘﺘﻀﻰ ﺃﻣﺮ ﺍﳋﻄﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﺘﻨﻔﺬ ،ﺑﺎﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﳎﻠﺲ
ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺑﺮﻭﺯ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﱪﺍﳎﻬﺎ ﻭﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ ،ﰒ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻭﺿـﻊ ﺍﻧﺘﻘـﺎﱄ
ﻱ ﻗﺎﺭ ﺃﻭ ﺩﺍﺋﻢ ،ﻇﻬﺮ ﻣﻮﻗﻒ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺩﺳﺘﻮﺭ
ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﰲ ﺇﻣﻀﺎﺀ ﺍﳊﻞ ،ﰒ ﻻﺣﺖ ﻟﻠﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻷﻭﺛﻖ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ )ﻧﺎﺋﺐ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﺴﺆﻭﻝ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ( ﺃﻥ ﻣﺎ ﺭﺗﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﳝﻜـﻦ ﺃﻥ
ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺑﻌﺪ ﺣﻞ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻓﻖ ﺗﺪﺑﲑ ﺁﺧﺮ.
ﻭﺑﺒﺴﻂ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﲟﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﲢﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﳉﻠﺴﺔ
ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﳊﺎﲰﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺭﺃﻳﻪ ﲟﻮﺍﻓﺎﺓ ﺍﳋﻄﺔ ﺍﻷﺻﻞ،ﺍﳓ ﱠﻞ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺮﺩ ﺃﻳﹰﺎ
ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﻋﻦ ﺯﻳﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺃﻭ ﺭﺗﺒﺘﻪ ﻭﺍﺛﺒﲔ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻷﺧﻄـﺮ ،ﺣـﺎﻓﻈﲔ
ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑﺪ ﹰﻻ ﻋﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﳎﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻟﻴﻐﺪﻭ ﻧﺎﺋﺒﻪ
ﻼ ﻭﺣﺎﲰﹰﺎ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴـﺔ ﻟﺜـﻮﺭﺓ ﻧﺎﺋﺒﹰﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺆﺩﻳﹰﺎ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﹰﺎ ﻓﺎﻋ ﹰ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ.191
ﺍﺗﺴﻤﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﲔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺑﺘﻤﺎﻡ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ،ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺭﻭﺡ ﺍﳉﻴﺶ
ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻩ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﲰﻌﹰﺎ ﻭﻃﺎﻋﺔ ،ﻓﺮﻏﻢ ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣـﺪﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺘﺨﺮﺝ ﺗﺒﻘﻰ ﳏﻔﻮﻇﺔ ﻭﻓﻖ ﺗﺘﺎﱄ ﺃﺭﻗﺎﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻭﺭﻏﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻭﻣﺪﺍﻭﻻﺗﻪ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﺍﳌﻮﺳﻮﻣﺔ ﺑﺎﳌﺸﺎﻛﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﺒﺎﺕ ،ﺍﺣﺘﻔﻆ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﲟﻴﺪﺍﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺍﻟﺮﻣـﻲ
3إذ M# 1ال 1kiر t1 Ujا ^.ا&1Eم )1EA+7 'EP7ن (OE9وoEول اMEIG.ة اE7) ES1aض ا1EKز( ('E
أ127ب 1Nد kآ6Cا 6E* ^EH Pk1ي إ E7ن ا ^E.ا&1Eم رأ* cEN OEا YEPKAا&`Eي ( ،1993 'Eرأوا أن *EP&Kا
ا ^ 6*M _J 1 J1CAاk 6 '( Vُ Iِ ُ# C"ARة ا6 2+ى ا ^.ا&1Eم ،وإذ آ1Eن أEه VآZE H6Eُ OEP
ا12دة ا&`*^RH ،ا 1A#م ا2 71Rار ا ^.ا&1م اAا(' 6&H RaPأن CAfا اA5ار ا.و1Efع p VEH
* {Fا1KAل Pدة ا.و1fع ا 6Aا {F# 6j '5ا1KAل EPاك وا E(1CAا2A*6ا ، E9وEG '1E51Hدوا
Rاآ ^ اAAن وا .,C&Aو(' اوا* ا) IFا '5ده t1 1ا ^.ا&1Eم آًE+ا أن ا ^E.ا&1Eم
O&AGو7ض ا1Kز و" ^7 1AIرأ*2* ^A( 1AIد ا PNAا ,P7 1H1G"( ، PJ2AاEFر EA7) :ا،(ZJR1EH E)J
و6ى هTا ا6EH UEjAت ERاآ Eآ 1EIPآ" QEُ 1EIأو 6 EH 1ًE12P# Q6E&#او 6EC7 Eا1Ej ^*TEدوا cE&F1H
ة اآ وا+رة6 Q6&# Vk ،ى ا ^.ا&1Eم EI5Hر YEاE+رة E2د ا6وE2* VEk Eد اآ1EF 6E&H Eذ
و O5*pدور ^#ر .^51و(' ذات ا 19رj ^`A* ،اءة 1*EB#ت ا ^E.ا&1Eم Pآ Eوا6E# 'E5او QآًE+ا:
) A7ا )Jه Jا1Aء .ه cادان وأ c+A* Oأه6ا(' وأ '( ' Nا1ة ا& ( E1آ 1EAأآ 6Eا ^E.ا&1Eم 6E&H
ذ ,P7 vدور hا`Fي pاTFC5ي ا.'A
ﻋﻦ ﻗﻨﺎﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻨﺎﺕ .ﻭﺇﺫ ﻃﺎﺑﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴـﺔ،
ﻓﻘﺪ ﻇﻠﱠﺖ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺎﶈﻮﺭ ﺍﳌﺪﱐ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﻭﺃﻣﲔ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻃﺎﻋﺔ
ﻭﺍﻧﺴﺠﺎﻣﹰﺎ .ﻛﺬﻟﻚ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﺇﺫ ﻇﻬﺮ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻮﺍﻟﻴﹰﺎ ﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ
ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﶈﻨﺔ ﺍﻷﺧﻄﺮ ﳓﻮ ﺎﻳﺔ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻻﺳـﺘﻬﺪﺍﻑ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ،ﻣﻌﺘﺼﻤﹰﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻦ
ﻁ ﻃﻔﻴﻔـﺔ ﻣـﻦ ﺿ ﺦ ﺑﻌﺪ ﺿﻐﻮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺭ
ﺍﻟﻮﺳﻄﺎﺀ ﺃﻥ ﳚﻤﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﻣﱰﻟﻪ.
ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺴﻤﺖ ﺣﺮﻛـﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋـﺐ ﺑﺎﻟﻜﺜﺎﻓـﺔ
ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﰲ ﹸﺃﻃﹸﺮ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﹸﺃﻃﹸﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪ ﻋﻮﹺﻱ
ﻭﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﺍﳋﲑﻱ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ،ﺗﺘﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﻫﺒﺘﻪ ﻭﳒﺎﺯﺓ ﻓﻌﻠﻪ
ﺼﻌﺪ ،ﻓﻘﺪ ﻧﺼﺒﻮﻩ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﻟـﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﳊﻜـﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟ
ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺑﺪﻭﺍﻓﻊ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺮﺍ ًﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺳـﺨﺮ ﻣﻮﻗﻌـﻪ
ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﻧﺎﺋﺒﹰﺎ ﺃﻭ ﹰﻻ ﰲ ﺩﻓﻊ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺗﻜﻠﻴﻔﻪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﰲ ﻭﺯﻳـﺮ
ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﳘﱠﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺟﻨﻮﺣﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﻨﺎﺟﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻞ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﳌﹸﺸﻜﻼﺕ ،ﺃﻭ ﻳﺴﻬﻢ ﰲ ﺣﱢﻠﻬﺎ
ﳋﻠﹸﻖ ﻧ ﹶﻔ ﻊ ﺩﺍﺋـﺮﺓ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻗﺼﺮ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﺘﺮﺙ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻟﺼﻮﺍﺭﻑ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ .ﺫﺍﺕ ﺍ ﹸ
ﺽ ﰲ ﺣﻀﻴﺾ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ ﻭﺇﻥ ﺧﺎﻟﻔـﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺍﻹﻏﺎﺛﻲ ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﲡﺮﻩ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻏﺮﺍ ﹴ
ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺍﺿﺢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺃﻭ ﺗﺴﺘﺘﺒﻌﻪ ﻛﻠﻪ ﻟﻠﺮﲰﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﱐ ﺑﻐﲑ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ
ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳓﺎﺯ ﻟﻠﺠﻮﻫﺮ ﺍﳌﻔﻴﺪ ﺑﻐﲑ ﺗﺮﺩﺩ ﺃﻭ ﺗﻘﺎﻋﺲ.192
ﺇ ﱠﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪﺕ )ﺇﻧﻘﺎﺫﻳﺔ( ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﲨﻠﺔ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ،ﻓﻘﺪ ﲡﺮﺩ ﻣـﻦ
ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻷﺧﻄﺮ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲣﺮﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻋﻤﻞ ﳍﺎ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺿﺞ ،ﻓﻠـﻢ
T* 4آ أ 6Nرواد ا& cAاaي ا 'E( '1اآ Eا EاEدا أن ا) 6IEا {1ES 6EA EHMآ1Eن
6Cاً آًJا hTIا6اة ،إذ ر g&H txآ1Jر ا 12ذ (' {JB# p ,5N 1IPR&#ا 6`5 1ًJJ k1xس أه cEاECKب
واب Nل ا& ، AS1أو tP2C# ,5N 1I&J5#ذرا '( i 1ً7ا&1PAت ا&`* IJG 6C7اCKب .و1Ek 6Ejرت
FNا t1Cا.ول ا 16C7 6*6Kأ( {Bد .ا1EA+7 6A ^.ن ( 'Eإ6ENى kرا OE#ا1ECدرة أن) :ا& cEAا '1E
ي ا+ى .(O1A+G Zو& cذ vا P&5اEA 6EI tEf1ة ا 1EI#57ا1EJP25ت ('E
19 Z u2ة ا HMوو ِر َ
ا& cAا ، 17 '1و(' A C cA7ا76ة ا . S1
ﻳﺴ ﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﻟﻨﻴﻞ ﻟﻘﺐ )ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺣﺮﺏ( ﺍﳌﻮﻗﱠﺮ ﻟﺪﻯ ﻣﻦ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ،ﻛﻤﺎ ﺑـﺪﺍ
ﻣﺘﺠﺎﻭﺑﹰﺎ ﻣﻊ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﱠﺤﺔ ﰲ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﻧـﺎﺩﺭﺓ
ﻟﻨﻬﺞ ﺭﺋﻴﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻋﻢ ﺗﻘﺪﳝﻪ ﻻﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺩﻋﺘﻪ ﺍﳊﺎﺟﺔ.
ﻗﺎﻡ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﳌﺒﺎﺩﺭ ﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﳉﺴﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﺭﺗﻴﺎﺩ ﻏﺎﺑﺎﺕ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﻭﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻗـﺎﺩﺓ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ -ﺍﳌﹸﻨﺸﻘﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ )ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ( ﻭﺗﻮﻗﻴـﻊ
ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﳑﺎ ﻭﺿﻌﻪ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﰲ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﺍﻋﻢ ﺍﳊﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺘـﻬﺎ
ﻟﻠﺴﻼﻡ ،1997ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺮﻫﻬﺎ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﺳﺘﻔﺮﻏﻮﺍ ﻭﺳ ﻌ ﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠـﻰ
ﳓﻮ ﻣﺎ ﺃﻭﺿﺤﻨﺎ ﰲ ﻓﺼ ﹴﻞ ﺳﺎﺑﻖ.193
ﻭﺇﺫ ﲢﻤﺲ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺜﻮﺭﺗﻪ ﻭﺗﺒﻨﻰ ﺍﲰﻬﺎ ﻭﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣـﻞ ،ﻭ ﹶﻛﺴِـﺐ ﳍـﺎ
ﺑﺒﺴﺎﻃﺘﻪ ﻭﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺘﻪ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﹶﻛ ﹺﺮ ﻩ ﻛـﻞ ﳏﺎﻭﻟـﺔ
ﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﺍﲰﻬﺎ ﺃﻭ ﲡﺎﻭﺯ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺇﱃ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﺗـﻮﻟﱠﻰ ﺍﻟـﺪﻭﺭ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﰲ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻹﻧﻔﺎﺫ ﺧﻄﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟـﺪﺍﺋﻢ،
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ )ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ،ﻭﺇﺫ ﴰﻠﺖ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻪ ﲢـﺮﻳﺾ
ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﺭﻏﺒ ﹰﺔ ﻭﺭﻫﺒﺔ ﺗﻮﻟﱠﻰ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﳌﻘﺘﺮﺡ ﺍﳌﹸﻀﺎﺩ ﳌﻘﺘﺮﺡ ﺍﻷﻣـﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻻﺟﺘﻤـﺎﻉ
ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺴﻢ ﺍﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﻟﺼﺎﱀ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻗﻬﺎ ﻭﻫـﺰﻡ ﻣﻘﺘـﺮﺡ
ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺃﻥ ﻳﻨﺺ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻋﻠﻰ) :ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻫﻮ ﺍﳊـﺰﺏ ﺍﻷﻭﺣـﺪ ﲜﻤﻬﻮﺭﻳـﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ( .ﺫﻟﻚ ﺭﻏﻢ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻮ ﺩ ﺓ ﻛﺎﻥ ﻳ ﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻋﱪ ﻣﺮﺍﺣﻞ
ﺗﻄﻮﺭﻩ ﻣﺪﻯ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺇﺫ ﻣﺜﱠﻞ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﳏﻮﺭﹰﺍ ﺳﻴﺎﺳـﻴﹰﺎ
ﻣﻮﺍﺯﻳﹰﺎ ﳊﻜﻮﻣﺔ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﱵ ﺃﻣﺴﻜﻮﺍ ﺑﺘﻤﺎﻡ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ.194
1EEG 5ء EE52ح 1Fو EEfا EECG.ا ,EEP7 2EE)CAا6EEآ5ر EEGن ^EE EEjد 'EE( 'EE1PHأول ا tEE#اvPEE
اTEEi 'EE1PH6اك JEEBHا ^EE.ا&1EEم YEEPKAا EEم ،وه EEآ1JEE4 ^EE vTEEب ا 1EE2ذ * ،TEEو6EEى VINEE9
ا5Aدد ,P7ا) 6Iا1H ،{1S 6A HMدره1E) :Vذا 6E*#ون أن E2#ا أن أذه tEإ ,Eا ، EH1إذن ا
أآ.(J
6E2) :
* 6د ا t1Cا.ول ا Nأن ا t1Cا.ول ا)6# 6Iث إ( Oر 15م ا1A5Gpع اTي أ jاE5ا' ً 1Ej
ا V5&A5Gام 1CP7أ QوE# ..vaE4ا` VهTEا إن 1E4ء ا E 1Eوا( .و 6Ejآ1Eن UEjا15E.ذ 1EA+7 'EP7ن
ا5P 6*oAا' ا '( '1ه"ة ا)رى OFjA 1ًF1aا '( H1ا"Iة ا12د* ^ 1ً4 cAN 1Aا"G1FAة.
ﺃﺣﺪﺛﺖ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳌﺒﺎﻏﺘﺔ ﻓﺮﺍﻏﹰﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺳﺪﻩ ﺗﺪﺑﲑﹰﺍ ﺧﺎﺻـﺎﹰ ،ﻓﺎﻟﺸـﻮﺭﻯ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻗﺪ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺑﺄﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺍﳌﻨﺘﺨﺒﲔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻬﺎ ﻋﱪ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﳌﺘﺼـﻠﺔ
ﺩﻭﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺩﻭﺭﺓ ،ﰒ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﻨﺘﺨﺒﲔ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﺜﻞ ﺃﻣﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﰒ ﺍﻷﻋﻀـﺎﺀ
ﲝﻜﻢ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﺷﺄﻥ ﻭﻻﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ،ﻟﺘﺒﻠﻎ ﲨﻠ ﹰﺔ ﺗﻼﻣﺲ ﺍﳋﻤﺴﲔ ﻭﺍﻟﺜﻼﲦﺌﺔ ) (350ﻋﻀﻮﺍﹰ،
ﻓﻬﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻻ ﺗﺼﻠﹸﺢ ﳊﺴﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺗﺪﺍﻭ ﹰﻻ ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺑﹰﺎ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﻨﺘﺨﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺒﻠﻎ ﺛﻼﺛﲔ ﻋﻀﻮﹰﺍ ﻓﻘﺪ ﺍﳓﻠﱠﺖ ﺑﻨﻬﺎﻳـﺔ ﺍﻷﺟـﻞ
ﻭ ﹶﻏﺪﺕ ﻫﻲ ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﰲ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ،ﺇﻧﻔﺎﺫﹰﺍ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﺑﻐﺎﻟﺐ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻋﻠﻨﹰﺎ
ﺐ
ﻼ ﻳﺮﺍﻗـ
ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻴﺆﹰﺍ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﺍﳌﹸﻠﺰﹺﻡ ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ ﺗﺴـﺠﻴ ﹰ
ﻼ.
ﻣﺆﲤﺮﺍﺎ ﻭﻫﻴﺎﻛﻠﻬﺎ ﻭﺃﺟﻬﺰﺎ ﻭﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﻭﺃﻣﻮﺍﳍﺎ ﺻﺮﻓﹰﺎ ﻭﺩﺧ ﹰ
ﻀﻤﺎﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ ﻭﹶﻓﺪﺕ ﺇﱃ ﺻـﻒ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻛﻼﳘﺎ ﻳ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﺣﺪﻳﺜﹰﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﺍﺗﺴﻌﺖ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻟﺘﻀـﻢ ﻛـﻞ
ﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭ ﻣﹶﻠﻠ ﻪ ﻛﺎﻓﺔ.
ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﻇﻞ ﺗﻌﻘﱡﺪ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ؛ ﻣﻊ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﳌﺴﺎﺭﻋﺔ
ﳌﻞﺀ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﳌﹸﻬﻢ ،ﰒ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌـﻞ ﺍﺧﺘﻴـﺎﺭ
ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻠﻄ ﹰﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺴﻄﺖ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﻓﻴﻤﻦ ﻫـﻮ
ﺍﻷﺻﻠﺢ ﻟﻠﻤﻨﺼﺐ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﳊﺎﺳﻢ ﻟﻠﻘﺮﺍﺭ ﻫﻮ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﻜـﻮﻥ
ﻧﺎﺋﺒﻪ؛ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺪﺍﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻣﺨﻀﺮﻣﲔ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻠﻴـﺪ،
ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﺁﺭﺍﺅﻫﻢ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﳌﺮﺷﺤﲔ ﺛﻼﺛﺔ ﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﲨﻠﺔ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺗﻘـﺪﻳﺮﻫﺎ
ﺍﳌﺘﺒﺎﻳﻦ ﳌﻘﺘﻀﻰ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ :ﺍﲡﺎﻩ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﻳﺮﺷﺢ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺗﺘﺒﻨﺎﻩ ﺛﻠﺔ ﺁﻳﺴﺖ ﻣﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ
ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺇﻻ ﺑﺘﻮﱄ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﳌﻨﺼﺐ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﺗﺮﻳـﺪ ﻟﺘﻀـﻊ ﺧﺎﲤـﺔ
ﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻭ ﻓﺮﺍﻍ ﻭﻋﻴﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﰒ ﺗﺴﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠـﻰ
ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﲔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺃﻣﲔ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﻗﺎﺩﺓ
ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﳌﹸﻘﺎﻟﲔ ﺑﻌﺪ ﺑﻮﺍﺭ ﺧﻄﺔ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ،ﻭﻗﺪ
ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻟﺘ ﻮﻫﻢ -ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ -ﻣﻦ ﻓﺼﻮﻝ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻌـﱪ ﺓ
ﺑﺎﻟﻐ ﺔ ﺣﻮﻝ ﺗﺸﺒﺚ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻛﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ،ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺃﻛﱪ ﳘﱢﻬﻢ ﺍﶈﺎﻓﻈـﺔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺃﻣﺎ ﻣﺒﻠﻎ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺘﻨﺰﻝ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ ﻭﺍﺘﻤـﻊ ﰲ
ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺇﻻ ﺗﺒﺸﲑﹰﺍ ﺑﺎﳋﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻤﻠـﻪ ﻧﻔـﺎﺫﻩ
ﺕ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ .ﺗﻘﺪﻳ ﺮ ﺁﺧﺮ ﻣﻬﻢﻭﺍﻗﻌﹰﺎ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍ
ﻟﺪﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺃ ﱠﻥ ﺗ ﻮﻟﱢﻲ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﻨﺼﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳊﺎﱄ
ﳛﻔﻆ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺍﻻﺭﺎﻥ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﳛﻤﻠﻪ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻤﻮﻋﺔ
ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺇﻟﺘﺎﺙ ﺳﺠﻠﱡﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﲟﺎ ﻳﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻼﺭـﺎﻥ
ﻭﺍﻻﺑﺘﺰﺍﺯ.
ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻟﻴﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺗﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻭﺿﻊ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﻟﻮ ﺇﱃ ﺣﲔﹴ ،ﻻ
ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻣﻄﻠﻘﺎﹰ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻴﺘﻪ ﲤﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺗﺴﺮﻳﺢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳊﺎﱄ ﻗﺪ ﻳﻌﻘﱢﺪ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ
ﻭﻻ ﻳﻴﺴﺮﻫﺎ ﻟﻠﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻔﺎﻗﻢ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﳓﻮ ﻣﺰﻳـ ﺪ ﻣـﻦ
ﳊﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺟﻰ ﻟﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﳓﻮ ﻛﻤﺎﻻﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻓﺎﻷﻫﻢ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍ
ﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺗﻮﺭﻳﻄﻪ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﻣﺮﺍﲰﻬﺎ ﻭﺃﺳﻔﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﱵ ﻻ
ﺗﻨﻘﻀﻲ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﳌﻮﻗﻊ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻪ ﺭﻣﺰﻳـ ﹰﺔ ﻟﻸﻃـﺮﺍﻑ
ﺍﳌﻈﻠﻮﻣﺔ ﺍﳌﹸﻬﻤﺸﺔ ،ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻳﻮﻣﺌﺬ ،ﻭﻗﺪ ﺃﻓﺮﻍ ﻭﺳﻌﻪ ﰲ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻪ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ
ﰲ ﻭﺍﻗﻊ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﺑﺼﺤﺒ ﺔ ﻗﺎﺋﺪ ﺓ ﻣﺎ ﺗﻔﺘﺄ ﺗﺮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﰲ ﺩﻭﻻﺑﻪ ﺍﳌﻨﻬﻚ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻤﺪ ﺇﱃ
ﺡ ﺟ ﺪ ﻗﻮﻣﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻋـﻦ ﺭﻏﺒـﺔ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﳉﻮﻫﺮﻱ ﻭﻳﺼ ﺪ ﺭ ﻋﻦ ﺭﻭ ﹴ
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﻤﻖ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻣﻬﺎﺩﹰﺍ ﻟﻌﻬ ﺪ ﻣﺪﱐ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻓﻴﻪ ﻭﺗﺘﻨﺎﻓﺲ.195
ZEEAG 7ا ^EE.ا&1EEم 6APاو EEواEE2ار ("EE4 'EEن ا 1EE5ر ا tEE1Cا.ول ا ^EE EE71AG 6EE*6Kا cEE7ا.ولEEPRُ* ،
VIP7و" UESاُ Eواد" ،و1ES 6EA 6EA :VE#دق ا`1Eروري ،أ6EJ7 6EANا EA7 YE* ,^ANا 1Eم1EA+7 ،ن
ﺗﻮﻟﱠﻰ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺇﺑﻼﻍ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﲟﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ﻣـﻦ ﻗﺎﺋﻤـﺔ
ﺍﳌﺮﺷﺤﲔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻣﻮﺿﺤﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻪ ﰲ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﺋﺒﹰﺎ ﻟﻪ ،ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟـﺮﺋﻴﺲ ﻧﺎﺋـﺐ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﺎﺋﺒﹰﺎ ﺃ ﻭ ﹰﻻ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﺑﺎﺳﻄﹰﺎ ﲨﻠ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﺫﻟﻚ
ﺍﳋﻴﺎﺭ.196
*****
ﻭﺍﹶﻓ ﻖ ﺻﻌﻮﺩ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﱃ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳـﺔ ﺍﻧﻌﻘـﺎﺩ
ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ -ﻷﻭﻝ -ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﺴﻤﺖ ﺍﻟﺸـﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ﺍﻟﻘﻀـﻴﺘﲔ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺘﲔ ﺍﻷﺧﲑﺗﲔ ﺿﻤﻦ ﳏﺎﻭﺭ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ :ﺍﳊﺮﻳﺔ ﰲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﻣﺸـﺎﻗﺔ
ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﰒ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﻣﻴﻨﹰﺎ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺧﻠﻔﹰﺎ
ﻟﺘﻼﻣﺬﺗﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺎﻗﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ.197
ﻟﻘﺪ ﻇﻞ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺇﱃ ﺣﲔ
ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻫﺎﻣﺸﻴﺔ ﰲ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺘﺴـﻖ
ﻣﻊ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺩﺃﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﳑﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﲑﻳـﺔ)ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـﺔ( ﺍﳌﺪﻧﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﺃﻭ ﺣﱴ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺷﺄﻥ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ .ﺑﻞ ﻇ ﱠﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺭﻏﻢ
ﻋﹸﻠ ﻮ ﻛﻌﺒﹺﻬﺎ ﰲ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻮﺩ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺰﺏ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﺼﺐﹴ ،ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ
EE 6EE1يEEf ^EEN ,EE ،ار ،إEEHاه 6EEA Vا 'EEP7 ،'EECا1EEج 1EEA+7 ،6EEAن 6EEJ7اه1ب,P7،
6J7ا *&2ب .وإذ vP# VI&H 6I4ا6Aاو ( ،ن ا Z(6 1Aا ^.ا&1م tBCAا t1Cا.ول `Eن 6E&Hه1
ا1G Yءت ^ ا cEKا ES1 ،'1E+ا15E.ذ أ1EA+7 6EANن ا– 'E`Aر OEANا -وا6Eآ5ر UEا6EA ^*6E
أ ،6ANو1Hدر إHاه Vا HEH 'ECغ ا EA7 YEا52A1EH E)Jح اTEي * ،O5125E1H 'EI5Cو 6Ejوا( EاYE
,P7ذ .vأ 1ا ^.ا&1م 6E2( ،ا 1E5ر 'EP7ا1Eج E` 6EAن ^E EI( ،YEP 1ًEJ1اEب ا 1E ,EBj.دام
ا ^ OF Yا)1Aل وا t1Cا ^ '1+اCKب ،ا1&)5رًا G1ادان 5Pازن cJjأن KFC#أ9ا(.O
ي ا ، PS1FAا QPA&5آً+ا EBjا 1E5ر ا tE1Cا.ول YEP '( 8ا uPاTي أ H '( kا< 6* ^H AS1aA
دا ا ^.ا&1م ،ر 1I591H Vxووfح ( .1IBوإذ 1Nول VI&Hأن *2k 6ب 6N hF#اث ا 'E5أدت
EEP&5ا ^EE.ا&1EEم RPEE1H
إ ,EEا1EEBFل 1&5EE1Hر ٍة ^EEا ، EEB2ا EEx 6EEI5Gة اEEا^ ( 'EEا EEC5Fأ 1EEI1A7دً EE
و 1IJS1Cا ، *TFC5إ pأن t1xا B2واوا*1Eت ا65AاوEG QEJ`C# Eه اEBاع اTEي 6EHأ *EA5ر ENل
17Efت ا*1Eت ا& E1وا` VEEا1E#pدي واECKب و6او Eا RPEEوا ،tES1CAأو E&* 1Eف q1EEJ1H
ا ' .V`P
tBC ,P7 tj1&# 9ا ^.ا&1م ا& VEk ^*6EAN ^EN 6Aا15E.ذ ا) ZFEأ ،6EA 6EANوأ ًEا ا6Eآ5ر 1Exزي
Sح ا ^*6اTي 1ل ا tBCAا ^Af 1ًH1a5اG 6IA5اءات ا125pل.
ﺤ ﻖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺃﻭ ﺍﺣﺘـﺮﺍ ﹴﻡﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻛﻴﺎﻧﹰﺎ ﻻ ﳚ ﺪ ﻣﺎ ﻳ
ﺏ ﺑﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ ﻭ ﻏﲑ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ ﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺗﺮﺣﻴﺐ ،ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﻭﺻﻮﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻮﻟﱢﻲ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﻠﻪ ﺍﶈﻠـﻲ ﻭﺍﻟﻌـﺎﳌﻲ
ﳌﻨﺼﺐ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﺨﻄﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻳﻤﺜﻞ
ﺧﻄﻮ ﹰﺓ ﺣﺎﲰ ﹰﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﻟﻪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﲟﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻛﺎﻓﺔ.
ﺍﻧﻌﻘﺪﺕ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺷﺄﻥ ﺳﺎﺑﻘﻪ ،ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ ،ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ،
ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﺑﺎ ﺣﺘﻬﺎ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﺎﻟﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ ،ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﺁﺧﺮ ﻋـﻦ ﻃﺒﻴﻌـﺔ
ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﻘﺒﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺣﺘﺸﺪ ﳍﺎ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﺗﺒﺪﻝ ﳏﺎﻭﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﻭﲢﻮﻝ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺗﻮﻟﱢﻴﻬﺎ ﳓﻮ ﲤﺎﻡ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ .ﻓﺈﺫ ﻴﺄﺕ ﻗﻮﺍﻋـﺪ
ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﲟﺆﲤﺮﺍﺎ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺇﱃ ﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻛﺎﻓﺔ ،ﲣﺘﺎﺭ
ﺏ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﲔ ﻋـﺎﻡ ﳑﺜﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﺎﺩﻳﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳉﺎﻣﻊ ،ﻇﻠﱠﺖ ﺗﺼﻐﻲ ﺇﱃ ﺧﻄﺎ ﹴ
ﻒ ﳍﺎ ﻋﻦ ﺗﻮﺟ ﻪ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﺑﲔ ﺃﺣـﺰﺍﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﻜﺸ
ﻂ ﻓﻴـﻪﺸ ﺪ ﻓﻴﻪ ﺻﻼﺣﹰﺎ ﻭﻭﻻﺀً ،ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺒﺴـ ﹸ ﻳﻨﺎﻓﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﳜﺘﺎﺭ ﻋﱪﻫﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﻳﻨ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳ ﹰﺔ ﺗﻄﻮﺭﹰﺍ ﺃﻭﺳﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ ﻋﱪ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻡ
ﺐ ﺇﻻ ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺳﻠﻄﺔ ﺑﻐﲑ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻭﳏﺎﺳﺒﺔ ،ﺗﻨﻔﺘ ﺢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﺼ
ﻂ ﻓﻴﻪ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻟﻠﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻷﰎ. ﻱ ﻭﺧﱪ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﻧﺎﻗﺪﺍﹰ ،ﻭﺗﻨﺸ ﹸ
ﺭﺃ ﹴ
ﻟﻜﻦ ﺟﻮﻻﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻭﺍﻟﱵ ﴰﻠﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﺪﺍ
ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻋﺒﺮ ﲞﻄﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺝ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﺎﺏ ﻣﻌﺮﻛـﺔ ﺇﻧﻔـﺎﺫ
ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﰒ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺮﻯ ﻣﺴﺎﺭ ﺗﱰﻳﻞ ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻱ ﻣﻦ
ﻋﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﱰﻭﻉ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻱ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ،ﻭﻣﺎ ﳊﻖ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﲡـﺎﻭ ﹴﺯ ﻭﺧـﺮﻭﻕ
ﺧﻄﲑﺓ ،ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻮﻻﺕ ﻭﻣﺎ ﺷﻬﺪﺕ ﻣﻦ ﺗﺒﺎﻳﻊ ﺑﲔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ )ﳑﺜﱠﻠﺔ ﰲ ﺃﻣﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﻣﲔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ( ﻫﻴﺄﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﲞﻄﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﲢﻤﻞ ﻛـﻞ ﻋﻮﺍﺋـﻖ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻋﻘﺪﻫﺎ ﻟﺘﻄﻬﺮ ﻭﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﰲ ﲝ ﹴﺮ ﳉﹸﻲ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻔﺮﻳـﻖ
ﺍﳌﺘﺮﺑﺺ ﲟﺎ ﻳﺘﺤﺴﺒﻪ ﹺﺭﺩﺓ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺸﻤﻮﱄ ﺍﳌﺘﻮﺣﺪ ﺇﱃ ﻓﻮﺿﻰ ﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ .ﻭﺇﺫ
ﺃﻛﱠﺪﺕ ﺑﻴﻌﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻌﺖ ﺛﻠﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻟﺘﺮﺳﻴﺨﻪ ﻋﱪ ﺃﺟﻬﺰﺓ
ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺣﺎﻛﻤﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻟﲑﺳﺦ ﻣﺸﻬﻮﺭﹰﺍ ﻣﻌﻠﻨﹰﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﺃﻳﻘﻈﺖ
ﻟﺪﻯ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﳐﺎﻭﻑ )ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ( ،ﻳﺘﻮﻫﻤﻮﻥ ﺗﺴﺎﻭﻳﹰﺎ ﻭﺗﻮﺍﺯﻳﹰﺎ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﻭﻗـﺪ
ﺣﻠﱠﺖ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻭﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﲡﺮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺳﺨﺖ ﻋﱪ
ﻋﻘ ﺪ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ.
ﺭﻏﻢ ﺍﳍﺪﻭﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺳﻢ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﺨﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻣﻴﻨﹰﺎ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ،ﻭﻣﺎ ﺑﺪﺍ ﺧﲑ ﲡﺎﻭ ﹴﺯ ﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﳊـﺰﺏ
ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﰒ ﺗﺒﺪﻝ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺮﻱ
ﻟﺼﺎﱀ ﺍﳌﺪﱐ ﺑﺼﻌﻮﺩ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻧﺎﺋﺒﹰﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﳌﹸﻮﺟﹺﺐ
ﺑﺎﻧﺘﻔﺎﺀ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﶈﺎﻭﺭ ﺍﳌﻨﺎﻃﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻭ ﺳﻤﺖ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴـﺎﺑﻖ
ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﹸﺮ ﺷﺤﲔ ﺍﻷﺑ ﺮﺯﻳﻦ ﳌﻨﺼﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺟﺎﺀ ﺍﻹﲨﺎﻉ ﰲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺡ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﺍﳌﹸﻘﺒﹺﻞ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻳﺒﺎﺭ ﻙ ﲨﻠﺔ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﳌﻮﺟﺐ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻧﻪ ﲪﻞ ﺑﻮﺿﻮ ﹴ
ﺍﻟﱵ ﹶﻏﺪﺕ ﺑﺎﺭﺯ ﹰﺓ ﻋﻨﺎﻭﻳ ﻦ )ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺣﺎ ﻛ ﻤﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛـﺰﻱ(,
ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺎﺭﺡ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﺍﻷﻣﲑﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺣﺘﻜـﺮﺕ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ
ﻼ ﻭﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﺧﻄﺮ ﻃﻮﻓﺎﻥ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺳﺲ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻁٍﱂ ﺗﻌﻬﺪﻫﺎ ،ﰒ ﺍﻠﺲ ﻃﻮﻳ ﹰ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺄﻫﺐ ﻹﺟﺎﺯﺓ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺸ ﻤ ﹸﻞ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺷﻮﺭﻯ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ) ،ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ،ﻭﲤﺎﻡ ﺳﻠﹸﻄﺎﺕ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛـﺰﻱ ﻭﺷـﺮﻛﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ
ﻭﺍﳌﻮﺍﺭﺩ.198
10ر Vxه6وء اN.ال (' ا A#oAا&1م (1N 62و1j 7AK Qد* 6 *TFC#و *`7ا V1H Z(6اYE
( EEPH12 'EEا ^E .ا&1EEم Pآ EEا ( U"EE5# . EEأ1EE7 ^EEم ا A#oEEAاEE`)'C9EEن tEEBC 'EE( 1ًE (1C
ا ^EE E7AKAذات ا& ES1Cا17 'EE5ر QEfاEE5ا' ^EEه 'EE( 1EI5A*Mه"Eة ا)EEرى و`EEd ^Eوف ا1IEE)5د
ت oEAPااتQJE1( ، ا t1Cا.ول و&Sد t1ا ^.ا&1م t1 tBCAاoE Ex 1ًE 1C QN9 Yا ٍ
أ6CGة اoAاة cJjأن PJ#أ6CGة ا A#oAر* 1I "Iَ *ُ 1A+حٌ cJ2 '( 6*6Gا1*.م.
ﱂ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻏﹶـﺪﺕ
ﺐ ﺟﻠﺴﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﻟ ﻌﻠﹶـﻦ ،ﲟـﺎ ﰲ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻣﺆﺳﺴ ﹰﺔ ﻣﻌﻠﻨ ﹰﺔ ﻭﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ،ﻳﻨﺘﺨﺒﻬﺎ ﻣﺆﲤ ﺮ ﻋﺎﻡ ﺟﺮﺕ ﻏﺎﻟ
ﺫﻟﻚ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،ﰒ ﻫﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻻ ﺗﻨﺎ ﻇﺮﻫﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺴﺘﺘﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳊﺎﻝ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺸـﻮﺭﻯ ﺍﳋﺎﺻـﺔ .ﻭﺇﺫ ﱂ
ﺕ ﺣﺎﺩﺓ ،ﻭﴰﻠﺖ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﻟـﱵ ﻛﺎﻧـﺖ ﺕ ﻭﻣﻨﺎﻓﺴﺎ
ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺻﺮﺍﻋﺎ
ﺗﺮﺟﻮﻫﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻭﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺑﻜﻞ ﻃﺎﻗﺎﺗـﻪ،
ﺿ ﻤﻨﺖ ﲨﻠﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﻭﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﺍﳌﺮﺟﻮﺓ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻭﺣﺪﻩ ﰲ ﻭ
ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ،ﻭﻻ ﺑﺪ ﳍﺎ ﻣﻦ ﻴﺌ ﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﻘﺒﻠﺔ ﺑﺘﻤﺎﻡ ﺩﻗﱠﺔ ﺍﳌﻌﺎﺩﻟﺔ ﰲ ﺑﻠ ﺪ ﻣﺘﺮﺍﻣﻲ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ
ﻣﺮﻛﱠﺐ ﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ،ﲢـﺪﻭ ﻩ ﲡﺮﺑـﺔ ﺣﺪﻳﺜـﺔ ﰲ ﺍﳊﻜـﻢ
ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻱ ﻭﻳﺘﻄﱠﻠ ﻊ ﻟﺴﻼ ﹴﻡ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﻮ ﺩ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ .ﻓﺈﺫﺍ ﺿﻤﺖ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ )ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ
ﺕ ﻭﺟﺪ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﰲ ﺍﳌﺮﻛﺰ( ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮﺍ
ﻛﺜ ﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﻃﺮﻳﻘﹰﺎ ﺇﱃ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺟﺪﺕ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻬﻤـﺎ ﺗﻜﹸـﻦ
ﺗﻮﺍﺯﻧﺎﺎ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﺍﳌﻨﺎﻃﻘﻴﺔ ﻭﻭﺟﻮﻫﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﰲ ﺍﳊﻜﻮﻣـﺔ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴـﺔ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈـﺎﺕ
ﻭﺍﺎﻟﺲ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻃﹸـﺮﻕ ﺍﻟﺘﺼـﻮﻑ
ﻭﻣﺸﺎﺋﺨﻪ ،ﻭ ﺟﺪﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﹰﺎ ﺇﱃ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﳌﻮﺳﻌﺔ ،ﻴﺄﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺜـﺎﱐ ﺍﳌﹸﻬـﻢ،
ﺍﳌﹸﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺘﺮﺣﻬﺎ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ
ﻭﻻﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺃﻣﻨﺎﺀ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ،ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ،ﰒ ﳓﻮﹰﺍ
ﻣﻦ ﺛﻼﺛﲔ ﺗﻨﺘﺨﺒﻬﻢ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ .ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﲨﻠﺔ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺜﲑ
ﺧﻼﻓﺎﹰ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻣﻮﺳﻮﻣﺔ ﺑﺎﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﺇ ﱠﻻ ﻣﻦ ﻭﺍﺣ ﺪ ﺃﻭ ﺍﺛـﻨﲔ ،ﺗﻮﺯﻋـﻮﺍ ﻋﻠـﻰ
ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬﺎ ﻭﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﻤﺎ ﳛﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻭﺗﻔﺼﻠﻬﺎ ﻟـﻮﺍﺋﺢ
ﺍﳌﺆﲤﺮ ،ﻭﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﰲ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺻ ﺮ ﻣﻬﺎﻡ ﺍﳊﺰﺏ ﺇﱃ ﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﺤﺎ
ﻭﺗﻮﺍﺯﻳﻬﺎ ،ﲢ ﹸﻜﻤﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺎ ﹺﺭ
ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻨ ﹶﻔﺴِﺢ ﺳﻌ ﹰﺔ ﺗﻮﺍﺯﻱ ﺳ ﻌ ﹶﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺗﻨﻮﻋﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺸﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ
ﳐﺎﻃﺒﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻐﻠﻐﻞ ﰲ ﺷﻌﺎﺑﻪ.
ﻭﺇﺫ ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﺃﻭﺍﺎ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﻳﺴـﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺍﳌـﺆﲤﺮ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻣﻊ ﺍﻧﺒﺴﺎﻁ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ،ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺗﻨﻈﻴﻤﹰﺎ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﺘﻤﻊ ،ﺟﺎﺀﺕ ﺗﺮﺷﻴﺤﺎﺕ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ
ﻂ ﺑﻪ ﻣﺪﻯ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﻣﺨﻴﺒﺔ ﻟﺘﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﺜﻠﱠﺔ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﻓﻜﺮﻳﹰﺎ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﲢﻴ ﹸ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﺷﺘﺪﺍﺩ ﺃﻭﺍﺭ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺣﺎﻛﻤﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﰒ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻹﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ
ﺸ ﺮﻋﻪ ﲢﻮﻻﺕ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﻷﻣـﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛـﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻘﺪ ﺗﻄﻠﱠﻌﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻟﻌﻬ ﺪ ﺟﺪﻳ ﺪ ﺗ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﻠﻪ ﺇﱃ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻓﻴﻘﻮﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻩ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﻟﻠﺤﺮﻛـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺗﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻭﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻣﱴ ﻧﻈﺮﺕ ﺃﻭ ﺗﻄﻠﱠﻌﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﺏ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ،ﻭﳝـﻸ ﺍﻟﻔـﺮﺍﻍ ﻛﻤﺎ ﺗﻄﻠﱠﻌﺖ ﺫﺍﺕ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﱃ ﺣﺰ ﹴ
ﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨـﺬ ﳎـﻲﺀ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﻧﺘﻪ ﻗﻄﺎﻋﺎ
ﺕ ﻛﺜﲑﺓ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﲪﻼﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺇﺫ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﲢﺪﻳﺎﺎ ﺍﻷﻭﱃ ﻃﺎﻗﺎ
ﻋﱪ ﺳﻮﺡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﻄﻠﱠﺖ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﻨﺨـﺮﻁ ﰲ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﻮﺭ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺍﳌﻌـﺎﺭﻙ
ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻭﻗﻒ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ
ﺠﺪﻭﻥ ﳓﻮﻫﺎ ﻭﻧﺸﺎﻃﹰﺎ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﺍﻹﳒﺎﺯ ،ﻭﺣﺮﻛـﺔ ﺳﻴﺎﺳـﻴﺔ ﺗﻨﺎﺳـﺐ ﻳ ﹺ
ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﻭﺗﺮﺿﻲ ﻃﻤﻮﺣﺎﻢ ﺍﳌﺘﻄﻠﻌﺔ ﳌﻨﺎﺻﺐ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺑﻮﺟﻮ ﻩ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻣﻨﻬﺞ ﺟﺪﻳﺪ
ﳚﺘﺎﺯ ﻣﺎ ﺑﺪﺍ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻭﻛﺄﻥ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺍﻟﺒﻠﻰ.
ﺐ ﻭﺟﻮﻫﹰﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺍﳌﻌﺮﻛـﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻋ
ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﺭﺳﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌـﺪ ﺗﻠـﻚ ﺍﳉﻮﻟـﺔ،
ﻭﺍﺳﺘﻌﺼﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﲟﻨﺎﺻﺒﻬﺎ ﻭﺍﻋﺘﺰﺍﳍﺎ ﺍﳌﺘﺪﺭﺝ ﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﰲ ﺃﺟﻬﺰﺓ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪﺓ ﳓﻮ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺍﳌﹸﺒﺎﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﰒ ﺗﻄﻮﺭ ﻋﻤـﻞ ﺍﻠـﺲ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺃﺳﻪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺸﺪ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﹰﺎ ﻣﻦ
ﺩﻭﺍﺋﺮﻫﻢ ﺃﻭ ﻗﻄﺎﻋﺎﻢ ﻣﺘﺤﻔﱢﺰﻳﻦ ﻟﻠﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﳌﹸﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﺄﻟﻔﻬﺎ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ
ﻭﺯﺭﺍﺅﻩ ﺍﻷﺷﺪ ﻧﻔﻮﺫﹰﺍ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﻭﺗﺎﺭﳜﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺑﺴـﻮﺍﺩﻫﻢ
ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺃﺑﻨﺎ ٌﺀ ﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﳊﺮﻛﻲ ،ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﲔ ﺇ ﱠﻻ ﺇﺧﻮﺓ ﳍﻢ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﻦ ﺃﻣﺎﻡ
ﺧﻠﹸﻖ ﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻭﻭﺍﺟﺒﻬﺎ ﺍﳌﻌﻬﻮﺩ ﰲ ﺃﻃﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺎﺋﺪﹰﺍ ﲟﺤﻮ ﹴﺭ
ﺁﺧﺮ ﻻ ﻳﻘ ﱡﻞ ﺃﳘﻴﺔ ،ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﳌﹸﺒﺎﻳﻨﺔ ﺗﺘﺴﻊ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ
ﺑﲔ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻋﻼﻗﺎﺎ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺸﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺆﲤﺮ ،ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺟﻨﺤﺖ
ﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴ ﺔ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ ،ﺗﺮﻳ ﺪ ﻟﺘﻨﺘﻈﻢ ﰲ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﺮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﰲ ﻣﺎﺋﻠﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎ
ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ،ﻭﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﳏﻮﺭﹰﺍ ﺷﻌﺒﻴﹰﺎ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﺷﺨﺼﻴ ﹲﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﻮﻗﻊ ﺷﺄﻥ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﺇﺯﺍﺀ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘﺮﺕ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻭﺣﺴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ،ﻓﺈﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺍﻷﻣﲔ
ﺐ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻨﺎﻓﺴﹰﺎ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ،ﻭﻟﻮ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺣﺰﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼـﻔﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻫﻮ ﺑﺮﻭﺯ ﻗﻄ ﹴ
ﺍﻟﻨﻈﹸﻢ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﺣﺎﻛﻤﹰﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺑﻐﲑ ﻧﻔﺎﺫ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻮﻟﱠﻰ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ
ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺳﻨﹰﺎ ﻭﺍﻷﺷﺪ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺳﻊ ﲡﺮﺑ ﹰﺔ ﻭﺍﻷﻋﻤﻖ ﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﻓﺈﻢ ﺣﺘﻤﹰﺎ ﺳﻴﻨﺎﻓﺴﻮﻥ ﺍﳉﻬﺎﺯ
ﻼ ﺃﻓﻀﻞ ﰲ ﺗﻮﻟﱢﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻭﻗﺪ ﻳﺜﲑﻭﻥ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﻏﲑ ﹰﺓ ﺃﻭ ﺗﻘﺎﻃﻌﹰﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﶈﺎﻭﺭ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻤﺜﱢﻠﻮﻥ ﺑﺪﻳ ﹰ
ﻼ ﻳﺒﺎﹺﻳﻨﻮﻥ ﺑﻨﺸﺄﻢ ﻭﺗﺪﺭﻳﺒﻬﻢ ﺍﳌﺪﱐ ﺷ ﱠﻘ ﻪﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻳﺜﲑ ﳐﺎﻭﻑ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﻟﻮﺎ ،ﻭﻫﻢ ﺃﺻ ﹰ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻻ ﻳﻘﻌﻮﻥ ﻣﻮﻗﻌﹰﺎ ﻟﻄﻴﻔﹰﺎ ﻣﻦ ﺷ ﱢﻘ ﻪ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﳌﻬﻴﻤﻦ ،ﻭﻗﺪ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻮﺟـ ﻪ ﻣـﻦ
ﺖ ﺃﻃﻮﻝ ﳑﺎ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺻﻮﺭﹰﺍ ﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺑﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺒﻘﹸﻮﺍ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻮﻗ
ﳚﺐ ،ﻭﺑﲔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻌﺠﻠﻮﻢ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ.199
ﺡ ﺁﺧﺮ ﻣﻬﹺﻢ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺭﺡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺷ ﹺﻬ ﺪ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻣﺴﺮ
ﻓﺼﻮ ﹰﻻ ﻣﻬﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﺍﳌﹸﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﲔ ،ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ )ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ( ،ﻓﺈﺫ ﺟﺎﺀ
ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﺘﺨﺒﹰﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺃﻭ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺰﻭﺩﹰﺍ ﲞﱪﺓ ﻭﲡﺮﺑﺔ ﻣﺘﺤﻔﺰﹰﺍ ﻟﺪﻭﺭﻩ
ﺍﻟﺮﻗﺎﰊ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﰲ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
ﻭﹺﻓ ﻖ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮ ﹴﺭ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮﺗﻪ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺤ ﱠﻞ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ
11ا 1EE5ر ا ^EE.ا&1EEم 'EE5ا1EE1.ت ا1#pد* A#oA1EEH EEا UEES ^EE 'C9EEاآ 6EEA : EEا ^EEا،^EE.
6Hراi 6A ،O9 ^*6دم ه2اب و# 6jا tS1C cJj ^ 1ً&AGر Aو A C#ر(& ،آ 1EAأ 1E5ر إc71AE
ا1ج 6A ،,أAHة1A+7،ن 6J7ا12در واT57ر 6J7ا6J u1Jرات '# ^7ا 1.ا E1إذ QENp
(' ا C1H (.ا ^H C*1JAاآ ا أو ا VE C5ا 'E1و ^EHا6و Eأو ا` . Eآ1EC&# QPAE4 1EAت
ا ^.ا&1م ا6آ5ر 'P7ا1ج t1 tBCAا ^.ا&1م A#oAPا 'C9وه #لٌ VIإذ أ 1IاAة ا.و,E
ا1* '5در ( 1Iا15.ذ 1A+7 'P7ن tEBC OE9ا cEGا VE C# 'E( '1E+اآ Eا TEC Eا OEH1a5ز1ًEA7
1&APر1AH '( fن 1986.
ﺍﳌﹸﻌﻠﻦ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗ ﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻀﺎﻣﻦ ﻟﻠﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻓﻖ ﻣﺒـﺪﺃ
ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
*****
ﻣ ﻬ ﺪ ﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺑﻠﺠﻨ ﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﲢﺪﺩ ﺃﺻﻮﻟﻪ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻣﺼـﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺸـﺮﻳﻊ
ﻭﺃﳕﺎﻁ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻭ ﻋ ﹺﻬ ﺪ ﺎ ﺇﱃ ﺍﺛﻨﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﲔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﲔ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺜﺒﻴﺘﹰﺎ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺧﻰ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﺗﻮﻟﱠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺍﻧﺘـﻬﺖ
ﻟﻶﺧﺮ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ.200
ﻭﺇﺫ ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺎﻥ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻬﺪﻫﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺳـﺘﻮﺭ ﻭﻓﻘﻬﹺـ ﻪ
ﻭﻣﻮﺍﺩﻩ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻭﻧ ﹸﻈﻤﻪ ،ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﲟﺎ ﺷ ﻤ ﹶﻞ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻄﻴﻒ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻛﻠﻪ ،ﺇﱃ ﳉﺎ ﻥ ﺗﻌﲎ ﺑﺎﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﱵ ﺳﻴﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﺗﺘﻮﻟﱠﻰ ﺍﻟﺒﺤـﺚ ﻋـﻦ
ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺗﺘﺒﺎﺣﺚ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺟﺪﻯ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺒﻼﺩﻧﺎ ﻭﺍﻷﻧﻔﻊ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻇﺮﻭﻓﻨﺎ ،ﻣﺴﺘﻔﻴﺪ ﹰﺓ ﲟـﺎ
ﺐ ﺃﻋﻀﺎﺅﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻮ ﹴﻡ ﻭﲡﺎﺭﺏ ﻭﲟﺎ ﳛﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺆﻫﻼﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴـﺔ ،ﺭﻳﺜﻤـﺎ ﻳﺴﺘﺼﺤ
ﺏ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﻳﻌ ﻬﺪ ﺑﻪ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻟﺘﺒﺴﻂ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﻓﻴـﻪ ﻋـﱪﻳﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﳓﻮ ﻛﺘﺎ ﹴ
ﻗﺮﺍﺀﺍﺎ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﺗﻤﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ،ﰒ ﻳﺪﻓ ﻊ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎ ٍﺀ ﻋﺎﻡ.
ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﹶﻟ ﹺﻖ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﳌﻀﻴﺌﺔ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻓﻘـﺪ
ﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﺳﻢ ﻭﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﱵ ﺟ ﻤﻌﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﲔ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺎﺕ ﺍﺳﺘﻄﺎﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮﺍ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﳐﺘﻠﻒ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻤﻨ ﹸﺬ ﺍﻧﺼﺮﺍﻑ ﻣﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺣﻮﻝ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ،
ﻭﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮﺧﻰ )ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ( ﰲ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺑﻨﺴﺒ ﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳋـﺎﻟﺺ،
ﺐ ﺃﻭ ﻛﺎﺩ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﺆﺳﺴـﺎﺎ ﺍﻟﺮﲰﻴـﺔ ﺍﻣﺘ ﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻏﻠ ﹴ
ﺿ ﹰﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﺘﺰﹺﻟ ﹰﺔ
ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻭﺍﺭﺗﺪﺕ ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﰲ ﺍﳊﻮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻌﺎ ﹺﺭ
ﺻﺎﻣﺘﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﲪﻠﻪ ﺇﻗﺮﺍﺭ )ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ( ﺑﺎﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﻗﺪ ﺃﻓﺎﺽ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﺒﻜﱢـﺮﺓ
ﺟﺪﺩﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻟﺪﻯ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﲔ ﻭﺇﺧﻮﺍﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ،ﻓﻨﺸﻄﹶﺖ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺗﻠـﻚ ﺍﻟﻠﺠـﺎﻥ
UP 1p 12ا ا 64ر Yا12ء ا J.وا '12ا&Aوف 1pد( Zا ا.'f
ﻭﻗﺪﻣﺖ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﰲ ﺑﻀﻊ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ،ﻣﺴﺘﻬﺪﻳﺔ ﲟﺎ ﺃﻗ ﺮ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺣﻮﻝ ﺣﺮﻳـﺔ
ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﻭ ﺩﻋﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﺩﺳﺘﻮ ﹴﺭ ﻳﺒﻴ ﺢ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﳛﻤﻲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﻳ ﻘ ﺮ
ﺕ ﻓﺪﺭﺍﻟﻴ ﹰﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴ ﹰﺔ ﻣﺘﺪﺭﺟﺔ ﳓﻮ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ،ﰒ ﳝﻨ ﺢ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺳﻠﹸﻄﺎ
ﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻨﺬ ﺍﳌﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸـﺮ ﰒ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴـﺔ
ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ ،ﻭﲟﺎ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺣ ﱢﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺩﺭﺀﹰﺍ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻷﺧـﺮﻯ
ﺍﳌﻬﺪﺩﺓ ﺑﺎﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ،ﻭﺍﳌﺘﻮﺛﱢﺒﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﺴﻂ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﳌﻮﺍﺭﺩ.
ﺡ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﻣﻨﺴﺠﻤ ﹰﺔ ﻗﺎﺻﺪ ﹰﺓ ﳓﻮ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﺿﺤﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺗﺸﻌﺐ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺪﺕ ﺭﻭ
ﺃﻋﻤﺎﳍﺎ ﻭﺗﻌﺪﺩ ﳉﺎﺎ ﻗﺪ ﺃﻓﻀﻰ ﺇﱃ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﺃﻛﱪ ﳑﺎ ﳚﺐ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﻓﺼﻮﳍﺎ ﻟﻐ ﹰﺔ ﻭﺻﻴﺎﻏﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ
ﱂ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺇﱃ ﻣﻌﺎ ﻥ ﺃﻭ ﻓﺼﻮﻝ ﱂ ﺗﻘﺮﻫﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ،ﺃﻭ ﱂ ﺗﺴﻌﻬﺎ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﱵ ﺍﻗﺘﺮﺣﻬـﺎ
ﻭﺃﺟﺎﺯﻫﺎ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ .ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻫﻮ
ﻒ ﺑﻨﻔﺴـﻪﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﻓﻘﻴ ﻪ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ﻳﻮﱄ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺩﻗﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﻭﺇﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺗﺎﻣﺔ ،ﻋ ﹶﻜ
ﺉ
ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﳌﹸﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺇﺧﻼ ﹴﻝ ﲟـﺎ ﻳﻀـﻤﻨﻪ ﻣـﻦ ﻣﺒـﺎﺩ ﹴ
ﻭﻣﻌﺎ ﻥ.201
ﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎ ﹴﻡ ﻋﻈﻴﻢ ،ﻭ ﻋﱪﺕ ﻧﺼﻮﺻﻪ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻋﻦ ﲨﻠﺔ
ﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻓﺘـﺘ ﺢ: ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﻘ ﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳌﹸﻌﺎﺻﺮ ﻛﻤﺎ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻓﺌﺎ
)ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﻭﺍﻫﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ( ،ﻭﲢﺪﺛﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ) :ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
ﻭﻃ ﻦ ﺟﺎﻣ ﻊ ﺗﺄﺗﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺗﺘﺴﺎﻣﺢ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ،ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ
ﻉ ﻣﻌﺘﱪﻭﻥ( ..ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ) :ﺍﳊﺎ ﻛ ﻤﻴـﺔ ﰲ ﻭﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﻓﻴﺔ ﺃﺗﺒﺎ
ﻼ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﷲ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳌﺴﺘﺨﻠﻒ ،ﳝﺎﺭﺳﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﷲ ﻭﲪ ﹰ
ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ﻭﻋﻤﺎﺭﺓ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﺑﺴﻄﹰﺎ ﻟﻠﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ( ..ﺃﻣﺎ ﺍﳌـﺎﺩﺓ
ﺡ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺗﺼـﺎﻓﻴﹰﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻧﺼﺖ) :ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺗ ﻮﺣﺪﻩ ﺭﻭ
13ا B5ا ^.ا&1م اد 52ح د5ر ا CKPا 206 ^ 2إ1E 145 ,Eدة ،آ 1EAأن إ1E4ر O#اA5EAة
إ ,ا121H 625ن '( 1A p ،اAاد ا1E*1H PB5Aت ا& 6Ej E1أز QEK7ر YEوأ1E7ء اNEB( ، ECKPا
أن )وع ا56ر اTي O56jر 1اIAKر* * . *S F1a VIN52 U1aوا Eأن ا*1Eت ا& E1
tPُS '( 5J+ا1JAدئ ا56P IGAر ا6J# p '5ل إ15F51H pء .t&)P
ﺑﲔ ﺃﻫﻠﻪ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﺗﻌﺎﻭﻧﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﹸﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺑﻌﺪﺍﻟ ﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﻈﻠﻤﺔ .ﻭﺗﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻃﻴﺪ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻮﹺﻓﺎﻕ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﲨﻴﻌـﹰﺎ ،ﺍﺗﻘـﺎ ًﺀ
ﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺍ ﳌﻠﹶﻞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﳊﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﻗﻀﺎ ًﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ( ،ﻭﺃﹸﺧﻠﺼﺖ ﺍﳌـﻮﺍﺩ
ﻣﻦ 20ﺇﱃ 32ﻟﻠﺤﺮﻳﺎﺕ ﰲ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ،ﻋﺪﺍ ﺍﳌﺎﺩﺓ 26ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺺ)} :ﺃ( ﻟﻠﻤـﻮﺍﻃﻨﲔ
ﺽ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻬﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻧﻘﺎﺑﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﻴﺪ ﺇﻻ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ،
ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻷﻏﺮﺍ ﹴ
)ﺏ( ﻳﻜﻔﻞ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﲔ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﻻ ﻳﻘﻴـﺪ ﺇ ﱠﹼﻻ ﺑﺸـﺮﻁ ﺍﻟﺸـﻮﺭﻯ
ﻭﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻻ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺜﻮﺍﺑﺖ
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻈﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ{.
ﺠ ﹰﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﻭﺩﺍﺧﻞ ﺍﻠﺲ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﻛﻠﻤﺔ )ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ( ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﺼ ﹶﻄﻠﹶﺤﹰﺎ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﺣﻮﺍﺭﹰﺍ ﻭﺿ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﺘﺪﺍﻭ ﹸﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺸـﻌﺮ
ﻍ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ ﻣـﻦ ﻛـﻞ ﻏﺎﻟﺐ ﻣﻌﺎﺭﺿﻲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺃﻥ ﺍﳌﹸﺼﻄﻠﺢ ﳛﻮﻱ ﻓﺨﹰﺎ ﻳ ﹶﻔ ﺮ ﹸ
ﻣﻀﻤﻮﻥ ،ﻣﺪﻓﻮﻋﲔ ﺑﻮﺳﺎﻭﺱ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﻃﺒﻌﺖ ﻧﻈﺮﻢ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﺬ ﺟﺎﺀﺕ
ﻷﻭﳍﺎ ﻣﺨﺎ ﺩ ﻋﺔﹰ ،ﺳﹶﻠﺒﺖ ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ ﺑﺄﺣﺎﺑﻴﻞ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﻭ ﺣﻴﻠﻪ ،ﻓﺼﻜﱡﻮﺍ ﺁﺫﺍﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ
ﺕ ﺑﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺑﻌـﺾ ﺭﻣـﻮﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻻﱠﻩ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻠﺲ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﹸﺼ ﹶﻄﻠﹶﺢ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺇﺷﺎﺭﺍ
ﺸ ﺪ ﺗﺄﺻـﻴﻞﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺃ ﹼﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﻔ ﱢﻜﺮ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﹸﺼﻄﻠﺢ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ،ﻳﻨ
ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﻓﻼ ﻳﻌﻤ ﺪ ﺇﱃ ﻛﻠﻤﺔ )ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ( ﺍﳌﺘﺮﲨﺔ ﻋﻦ ﻟﹸﻐﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﳌﹸﻌﺒﺮﺓ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻋﻦ
ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭﺭﺅﺍﻩ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ،ﻭﺇﺫ ﻻ ﳛﻤﺪ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﺸـﺘﻘﱠﺎﺕ ﻣـﻦ ﺫﺍﺕ
ﺻﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻭ ﺷﺄ ﻥ ﻃﻴﺐ ﺃﻭ ﺧﺒﻴـﺚ ،ﻛﻤـﺎ ﺟﺬﺭ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻣﺮﺍﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﲟﻌﺎ ﻥ ﺗﻔﻴ ﺪ ﺍﳌﹸﻨﺎ
ﻳﺬﻛﹸﺮ ﺍﳌﻮﺍﻻﺓ ﻣﻦ ﺃﺩﱏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﱃ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﻭﻳﺬﻛﹸﺮ ﺍﳌﻮﺍﱄ ﺍﻷﺩﻧﻴﲔ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻬﻢ،
ﺟﺎﺀ ﻣﺼﻄﻠﺢ )ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ( ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻋﻼﻗ ﺔ ﺃﻓﻘﻴ ﺔ ﺑﲔ ﻣﺘﺴﺎﻭﹺﻳ ﻦ ﰲ ﲨﺎﻋﺔ.
ﺼﺮﺕ ﻣﺪﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﺎﻋﺘﻬﻢ ،ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻭﺇﺫ ﺍ ﹶﳓ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﳋﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﺸﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﱡﻖ ﻭﺍﻗﻌﺎﹰ ،ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺳﺎﺣﺔ )ﺍﻟﱪﳌـﺎﻥ(
ﳋﻄﹶـﺐ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﻢ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻳﺤﺎﺻﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺑﺎﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ،ﰒ ﻋ ﻤﺪﻭﺍ ﺇﱃ ﺍ ﹸ
ﺼﺤﻒ ﻳﻔ ﹺﺮﻏﹸﻮﻥ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺣ ﻖ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻭ ﻳﺆﻭﻟﻮﻧﻪ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ ،ﲟﺎ ﻭﺍﻟ
ﺐ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻳﺰ ﻫ ﺪ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺄﺑﻮﻥ ﻋﻮﺩﺎ ﰲ ﺃﻳﻤﺎ ﺧ ﹴﲑ ﺃﻭ ﺣﺮﻳﺔ ﻳﻠﺪﻫﺎ ﺫﻟﻚ
ﻳﺰﻳﺪ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟ ّﹺﺮﻳ ﹺ
ﺍﳌﹸﺼﻄﻠﺢ.202
ﻭﺇﺫ ﺍﻋﺘﱪﺕ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﰲ ﺑﻴﺎ ﻥ ﺣﻤﻞ ﺭﺃﻳﻬﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ
ﺴﻨﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﰲ ﺑﻴﺎ ﻥ
)ﺇﺳﻼﻣ ﻲ( ﻭ ﺩﻋﺖ ﺭﻋﺎﻳﺎﻫﺎ ﺇﱃ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ،ﺃﻋﻠﻨﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟ
ﺃﺻﺪﺭﻩ ﻃﻼﱠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﲬﺴﺔ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻏﺎﻣﻀـﺔ ﺍﳌﻌـﲎ ﺿـﺒﺎﺑﻴﺔ
ﺴ ﻢ ﺃﻣ ﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺃﻋﻄـﻰ ﺍﻟـﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﳌﻀﻤﻮﻥ ،ﻭﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺤﺪﺩ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﱂ ﳛ ِ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺳﺎﺑﻘ ﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .ﺃﻣﺎ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﹸﺴﻠﻤﲔ
ﺕ ﺷﺮﻋﻴﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺸﺘﺮﻁ )ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﰲ ﺑﻴﺎ ﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﲪﻞ ﳐﺎﻟﻔﺎ
ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻣﺴﻠﻤﹰﺎ(.
ﺭﻏﻢ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺣ ﻈﻴﺖ ﺑﻪ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﻌﻨﻴﲔ ﺑﺎﻹﳒﺎﺯ ﺍﳌﹸﻬـﻢ
ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻗﺎﻋﺪﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻭﻋﱪ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺆﻳﺪﻱ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ
ﺏ ﻛﺜﲑﺓ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻻ ﻳ ﹶﻘﺪﺭﻭﺎ ﺣﻖﻭﺃﻧﺼﺎﺭﻫﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ،ﺗﻀﺎﻓﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺳﺒﺎ
ﻗﹶﺪﺭﹺﻫﺎ ﺃﻭ ﻳﺮﻋﻮﺎ ﺣ ﻖ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ .ﻓﻘﺪ ﺍﻣﺘ ﺪ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﲟﻨﻬﺞ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﱵ ﺷﺎﺑﺖ ﻋﻤـﻞ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ
ﻼ ﺃﻭ ﻳﺘﻔﻜﱠﺮ ﰲ ﺟﻼﺋـﻞ ﻒ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻃﻮﻳ ﹰﻭﺗﻌﻤﻖ ﺍﳉﹸﻨﻮﺡ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻓﻤﻀﻰ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺇﱃ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻭﺍﻗﺘﺮﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﹸﻭﺗﻴﺖ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣـﻦ
ﺠ ﹴﻞ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻧﺘﺒﺎ ﻩ ﺷﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﻀﺎﻣﲔ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ،ﰒ ﻣﺎ ﺭﺳﺦ ﻣﻦ ﺇﺑﺎﺣﺔ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﺗﻌ
,EEE# 14وا 'EEEEاEEEE9aم * 1EEEEIدTEEEEK .وب ا EEEEFPaإدارة ا&Aآ EEEEا1aر EEEEGاEEEES1N 'EEEE5ت ا1EEEEAJن
1 A1HهاتS 62( ،ح Aا cا62س ا&17 ) : Hدوا –ا1&AرEfن -إ ,EاEدان E2ل VEIاذهEJا (V5"E
ا12PRء ^A( ..د cا 1AGع ا) ،^i I( c1و^ د cدار أ1F 'Hن ( ،^Ei EIو ^Eأراد أن *"ECى 'E( OEFCH
1 V C#ص ( Z ^i Iا+ا – (QHا62س ا&1 31 'Hرس ..1998و t91 6jا ^.ا&1م ر YاYEPKA
ا ،^# 'C9ا.و4 (1 1I# ,ق ا cECواE E1+ه E9 1ب ا E&1Kا 6E2# Eا 1EI
TEEAHآة إ ,EEا YEEPKAاo 'C9EEآEEf ^*6EEورة ا1EEA5آ &*EE)1H VIور(EE& VIEEدة اMEEN.اب .وإذ ر(gEE
اCاب ذ vاP.ب ،أو {fأ^ ا A#oAا *pH 'C9ا9aم ا15.ذ &6J7 VB5ا) :VNإن ا^E 6EB2
ا1 5هات cANاCاب *A# ,P7ا56ر دون إGاء *6&#ت( .و pر* tأن ذ"# vو*6EH OE Ej 7 p cوا(Z
اEا' .أ" E71AG 1Eا 6EE2( "^H1H6Eا 1E5روا MECل ر YEاIAKر* ^E7 EEJ&5P Eر(E& VIEدة اMEN.اب و6EEj
Y`5EC# pاا* Eا 1EIPAN 'E5ا1KAه6Eون VIJ91ا '( Yذآى &آ ا) :40 cAإن 6I7ا 12ذ 6IE)Pاء أ
واH1H6ن ...و2ل 5H ^A1Pا ZGا 12ذ إ4 ZA5K 1Cري و 1C&*1Hا)& uH ,P7 tا)رى و` ^Eا)Eرى
'EEC&# pا ِ Eدة إ ...EE* 30 cEEJj 1EE ,EEإن ا6&5د* 1I&CEEB* p EEاEEJ5`* ^*TEEن ( 'EEا UEEBأو *k6EE5ن ('EE
ا*MFP5ن(.
ﻭﻟﻮ ﺗﺰﻭﻳﺮﹰﺍ ﻳﺄ ﺧ ﹸﺬ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺍﳌﻜﺎﺗﺐ ﻭﻳﻠﻘﻲ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﻴﻌ ﹰﺔ ﻟﻠﺪﺳـﺘﻮﺭ
ﺑﻐﲑ ﺗﻮﺛﻴﻖ ،ﺃﻭ ﺣﱴ ﺗﺄ ﻣ ﹴﻞ ﰲ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ.203
ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﹰﺎ ﺃﻛﱪ ﻓﻮﺭ ﺇﺟﺎﺯﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻠﺲ ﺍﻟـﻮﻃﲏ ،ﺇﺫ
ﺡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺗﺪﻋﻮﺍ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ ﻟـﻪ ﻃﻮﻓﺖ ﻭﻓﻮ ﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﳌﻐﺘﺮﺑﲔ ﺗﺸﺮ
ﺼﺤﻒ ،ﻭﻣـﻊ ﺗﻮﺍﺟـﺪ ﺕ ﰲ ﺍﻟ ﺑـ)ﻧﻌﻢ( ,ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺁﺛﺎﺭ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﻣﺎ ﺃﺛﺎﺭﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﻭﻻ
ﺕ
ﻁ ﺃﻭﺳﻊ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﺣﻈ ﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺑﺘﺪﺍﻭ ﹴﻝ ﻧﺎﻗ ﺪ ﻭﻣﺎﺩﺡ ﺑﻞ ﻧ ﱢﻈﻤﺖ ﻣﺆﲤﺮﺍ
ﻧﺸﺎ
ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻢ ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ ﹸﻛﻠﱡﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﳏﺎﻭﺭ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ.
ﻧﻔﻌﺖ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴـﺔ
ﺡ ﺑﻌﻀـﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻗﻄﺎ ﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺪﻳ ﺮ ﺣﻮﺍﺭﹰﺍ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻗﺒﻞ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﺇﺫ ﻣ ﺪ
ﺺ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﲑ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﱂ ﻳﺘﻜﺒـﺪﻭﺍ ﻧﺼﻮﺻﻪ ﺑﺄﺎ ﺗﺆﻛﱢﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺑﺄﻭﺳﻊ ﳑﺎ ﺗﻨ
ﺧﻮﺿﹰﺎ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﰲ ﻭﻋﺜﹶﺎ ِﺀ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ
ﺕ ﳌﺎ ﻋﻬﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﺭ ﲡﺎﺭﻢ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﻧﻀﻮﺝ ﻓﻘ ﹺﻬﻬﹺﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.204
ﺑﻐﲑ ﻣﺸﻜﻼ
*****
ﺃﻧ ﻌﺸﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﳊﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﰲ ﺍﳌﺸـﻬﺪ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺸﻴﺘﻪ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﳉﻤﻮﺩ ،ﻭﺳﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺴﻤﺔ ﻋﺎﻓﻴﺔ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻼﺷﺖ ﺃﻣـﺎﻡ
ﺗﻜﻠﱡﺲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ،ﻓﺎﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﻭﻟﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺑﺪﺕ ﻏﲑ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﳌﹸﺴﺎ ﺭﻋﺔ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﺑﺎﻷﻭﺿﺎﻉ ﳓﻮ ﻧﻈﺎ ﹴﻡ ﻗﺎﺭ ،ﻭﺇﺫ ﺃﺳﻬﻤﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴـﺔ
ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﰲ ﲪﻞ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻟﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻤﺮ ﻭﻗﻌﹰﺎ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺿﺮ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﰒ ﻣﺎ
ﺃﺛﺎﺭﻩ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻣﻦ ﺣﻮﺍ ﹴﺭ ﻳﺴﺘﻨ ﻜ ﻪ ﹺﺟ ﹾﺬ ﺭ ﺍﳌﹸﺼﻄﻠﺢ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺣﻜ ﹴﻢ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ،ﺇﻻ
ﺱ ﺑـﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﺎﺯﻫﺎ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﱂ ﲡﺪ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺤﻘﻪ ﻣـﻦ ﺗـﺪﺍ ﺭ ﹴ
ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭ ﹺﺟﻬﺎﺗﻪ ﻭﻓﺌﺎﺗﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻟﻼﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﱯ .ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺟﺪ ﺭ
6* ^H 15ي ا aف وا AN QR) ، PS1FAت وE)# 'E7ح EBص ا5E6ر 1EJن E*Gة E2H OE2ارات
،1999/12/12ا QPN '5ا YPKAا .'C9و 6jأ6Hى رEa J&E4 ECK Yم 1AE4 E2RC ^Eل أم در1Eن
6 Gز.1IjaH V7
ا5ا. OHن ا)ح آ1ن * 'JCأن * Jا ^7 Q*B5ا 2kو 6&H Yأن َ
,C&Aا5ا' ا 16(Political Association).'1ا QPA&5و 2kا AG5ا56P Aر 1J7رة
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﱡﻮﺍ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻟﻠﺤﻴـﺎﺓ
ﺺ ﻓﺼﻮﳍﺎ ﻭﻳﺴﺘﻔﻬﻢ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﻠﻬﻢ ﻓﻠﺴﻔﺘﻬﺎ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺣﻴﺎ ﺓ ﺤ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺤﻘﻪ ﻣﻦ ﺗﺪﺍ ﻭ ﹴﻝ ﻳﻤ
ﻱ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﺟﺪﻳﺪ ﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻋﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎﺝ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﺣﻮﺕ ﻣﻦ ﺗﺒﺪﻳ ﹴﻞ ﺟﺬﺭ ﹴ
ﺭ ﺳﺨﺖ ﺑﻪ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣ ﺮﺣﺒﹰﺎ ﺎ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻣﺆﺛﱢﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ،
ﲣﺸﻰ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﲡﺘﺎﺡ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﺎ ،ﻓﻠﻢ ﺗﺘﻨﺰﻝ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿـﻮﻋﹰﺎ
ﻟﺪﻯ ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ،ﺃﻭ ﳉﺎﻥ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺣﱴ ﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ،ﺇﺫ ﻏﺎﺑﺖ
ﺏ ﺳﻴﺎﺳ ﹴﻲ ﻼ ﻣﻦ ﺧﻄﺎ ﹴ ﺍﳌﺪﺍﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻷﻭﺣﺪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺇﻻ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﻒ ﺍﳌﲑﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﺗﺴﺘﻘ ﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻣﺸـﻴﺌ ﹰﺔ ﻛﻤـﺎ ﰲ ﺿ ﻌ
ﻱ ﺃﻭ ﺟﻬﺎﺩﻱ .ﰒ ﺃﻭ ﺗﻌﺒﻮ ﹴ
ﺤ ﹸﺔ ﺍ َﻷﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺍﳓﺴﺮﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﹸﺴﻠﻤﲔ ،ﻭ ﻣﻀﺖ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻭﺍﳌﻨ
ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺳﻨﺔ ﻏﲑ ﺭﺍﺷﺪﺓ ﺗﻮﺍﺭﺛﹰﺎ ﺃﻭ ﺗﻐﺎﻟﹸﺒﺎﹰ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻌﻬﺪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ،ﻭﻇﻠﱠﺖ ﻛﻠﻤـﺔ
ﺩﺳﺘﻮ ﹴﺭ( ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺭﹺﺳﻲ ،ﻏﺮﻳﺒ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﻣﻨ ﹶﻜﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﺻﻌﻮﺩ ﺭﻣ ﹴﺰ ﻣﺪﱐ ﻛﺒﲑ ﰲ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺒﺪﻻﺕ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﺑﻌﺪ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺗﻮﻟﱢﻲ ﺁﺧﺮ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻭﺃﻳﻠﻮﻟﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺇﱃ
ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﰒ ﺗﺒﺪﻻﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻭﺗﻮﻟﱢﻲ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﻣﺎﻧـﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﰲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋ ﱪ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﱄ
ﳊﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻟﻠﺴﻼﻡ؛ﻛﻞ ﺫﻟـﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﰒ ﻣﻀﻲ ﺃﻋﻮﺍ ﹴﻡ ﻋﻠﻰ ﲡﺮﺑﺔ ﺍ ﹸ
ﻣﻬﺪ ﺍﻷﺭﺽ ﳌﺸﻬﺪ ﻏﲑ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﲔ ،ﻓﺈﺫ ﺧﺎﺑﺖ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﰲ
ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻭﺍﻋﺘﺮﻯ ﺍﳌﺸﻬ ﺪ ﺍﻟﺮﺍﻛﺪ ﻣﺰﻳ ﺪ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﻮﺩ ﺗﺮﺍﻛﻤـﺖ ﰲ
ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﳋﻴﺒﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﳉﻴ ﹺﻞ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓـﺔ
ﺡ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻧﻮﺍﻇﺮ ﺍﳉﻴﻞ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﺣﻤـﻼﺕ ﻭﺍﻷﺷ ﺪ ﺗﻄﻠﱡﻌﹰﺎ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﹰ ،ﻛﻤﺎ ﺯﺍﻳﻠﹶﺖ ﺃﺷﺒﺎ
ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﳊﺎﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ.
ﻓﺎﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ -ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ -ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺭﺟﺤﺖ ﻛﻔﺔ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ
ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻟﻠﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻭﺍﳊﺎﺿﺮ ﺍﳌﺎﺛﻞ ﻟﻠﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﺴـﻠﻒ
ﺍﻟﺼﺎﱀ ،ﻓﺈﺫ ﻣﻸ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺣﺮﻛ ﹰﺔ ﻭﻧﺸﺎﻃﹰﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﻓﺘ ﹶﻘ ﺪ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﻌﻤﻖ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺧـﲑ
ﻕ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﺑﺪﺍ ﻋﺎﺟﺰﹰﺍ ﻋﻦ ﻣﻞﺀ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ،ﺭﻏﻢ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭﺧﱪﺍﺗـﻪ ﻭﻗﺪ ﹶﻏﹶﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺧﻼ
ﺿﺮﹺﻫﺎ
ﺍﳌﹸﺘﻄﺎﻭﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﺎﳊ ﺞ ﺍﳌﹸﺴﺘﻤﺮ ﻟﻌﻮﺍﺻﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺣﻮﺍ
ﺕ ﳏﺪﻭﺩ ﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻ ﹺﻢ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﺮﻓﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺴ ﺮ ﺇﱃ ﺯﻳﺎﺭﺍ
ﺍ ﹶﳓ
ﺣﺠﺐ ﺍﻟﺮﲰﻴﺎﺕ ﻭ ﺣﺠﺎﺎ ،ﻭﻳﻔﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺑﻪ ﻣﺨﻠﻴﹰﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺘﺴـﺐ ﺇﱃ
ﻒ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺤﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﺍﻟـﺮﲰﻴﲔ ﺻ
ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﲔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺇﱃ ﺻﻒ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺎﺋـﺐ
ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﻓﺂﺛﺮ ﺃﻥ ﳝﻀﻲ ﻣﻊ ﻃﺒﻌﻪ ﺍﶈﺎﻓﻆ ﺍﳌﹸﻌﺘﺰﹺﻝ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑ ﺃﻭ ﺣﱴ ﻣﻊ
ﻁ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﱵ ﺻﺤﺒﺘﻪ ﺃﻭ ﻟﻘﻴﺘﻪ ﻫﻨﺎﻟﻚ ،ﻣﺸﺎﹰﺎ ﻭﻣﺬﻛﺮﹰﺍ ﺑﺄﳕﺎ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲡﻌ ﹸﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺏ ﻭﺍﻻﻋﺘﺰﺍﻝ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﻫﻴﺒـﺔ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ
ﻭﻭﻗﺎﺭ ﺍﳌﺸﻴﺨﺔ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﲤﺎﻡ ﺇﺣﺎﻃﺘﻪ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﲤﺎﻡ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ،ﻓﺈﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻻﻋﺘﺰﺍﻝ
ﺍﻟﱵ ﺷﺎﺑﺖ ﺃﻭﻝ ﺗﻮﻟﱢﻴﻪ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﻋﺒﺮﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﲢﻔﱡﻈﻪ ﺇﺯﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﱠﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﻻﳘـﺎ
ﻆ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺎﻋﺪﻩ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ،ﻭﺍﺗﺼﻠﺖ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ,ﻓﺎﳌﺆﲤ ﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺣﺎﹶﻓ ﹶ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﳌﺘﻤﺤ ﹺﻮﺭﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺑـﺪﺃﺕ
ﺡ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺍﻟـﱵ ﺗﻀـﻤﻨﻬﺎ ﺗﻨﺘﻈﻢ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻮﺭ ﺗﻮﱄ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻷﻣﺎﻧﺘﻪ ،ﺗﺸﺮ
ﺻﺔ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ،ﰒ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﺗﺒﺎﻳﻌﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻭﺗﻮﺍﻟﻴﹰﺎ ﻣﻊﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺧﺎ
ﺕ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟـﺬﻳﻦ ﺍﳊﺰﺏ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ -ﺃﻱ ﺍﻟﺒﻴﻌﺎﺕ -ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺜﲑ ﺣﺴﺎﺳﻴﺎ
ﻳﺘﻮﺟﺴﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﳜﺸﻮﻥ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺗﻪ ،ﻭﳚﺪ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺻﺪﺍﻩ ﻟﺪﻯ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟـﺮﺋﻴﺲ
ﻚ ﺇﺯﺍﺀَﻩ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ. ﺍﳉﺪﻳﺪ ﲟﺎ ﻻ ﳝﻠ
ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺆﲤ ﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺍ ﻧﻐﻤ ﹰﺔ ﻧﺸﺎﺯﹰﺍ ﻣﻊ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳـﺪ
ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻬﻠﻪ ﺑﻌﻬﺪ ﻣﻦ ﺍﳍﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﺼـﺮ ﰒ
ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺧﺎﺻ ﹰﺔ ﺃﻣﲑﻛﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﻻﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻲ
ﻆ ﺷﺪﻳﺪ ،ﻭﺇﺫ ﻇﻠﱠﺖ ﺍﻟﻮﻓﻮﺩ ﺗﺰﻭﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺑﺘﺤ ﱡﻔ
ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﰲ ﳏﺎﻭﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻭ
ﻁ ﻋﺎﻡ ﲢﻤﻠﻪ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﻹﻋـﻼﻡ، ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺗﻠﺘﻘﻲ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻧﺸﺎ
ﻆ ﻭﻻ ﺗﺸﺎﺭ ﻙ ﻓﻴﻪ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎ ﹺﻝ ﺭﺋﻴﺲ
ﻇﻠﱠﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﺃﺟﻬﺰﺎ ﺗﺮﻗﺐ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﺤ ﱡﻔ
ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺸﻴﺸﺎﻥ ﺇﱃ ﻋﻤﻞ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻳﺮﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻓﻠﺴﻄﲔ )ﲪﺎﺱ(،
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺗﺼﺮﳛﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﲢﻤﻞ ﺁﺭﺍﺀﻩ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﻔﻜﱢﺮﹰﺍ ﺇﺳﻼﻣﻴﹰﺎ ﻋﺎﳌﻴـﹰﺎ ،ﻭﺿـﻤﲑﹰﺍ
ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻨﻀﺒﻂ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺑﺄﻃﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﻗﺎﺩﺓ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﺛﻨﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﺗﺒﺎﺩﻻ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﺑـﲔ
ﻭﺯﺍﺭﰐ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ،ﺗﺮﻋﺮﻉ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﰲ ﺃﻃﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ
ﺿﻤﻦ ﺩﻓﻌﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜ ﻤﻠﹸﻮﻥ ﺩﺭﺟﺘﻬﻢ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻳﺒﺪﺃﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺩﱏ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ
ﻑ ﻢ ﻟﺪﻯ ﺧﺎﻟﺺ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺑﺎﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺗﻠﻚ ﺭﺗﺒ ﹰﺔ ﻭﻻ ﻳﻌﺘ ﺮ
ﺖ ﻧﻘﻴﻀـﻪ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻗﻞ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻭﻻ ًﺀ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻇﻞ ﻳﺜﹺﺒ
ﲤﺎﻣﺎﹰ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺴﻠﱠﻞ ﻓﺠﺄﺓ ﻷﻭﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﺇﱃ ﻣﻨﺼﺐ ﺃﻣﲔ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ
ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ،ﻭﺍﺭﺗﺒﻂ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﹰﺎ ﻭﺛﻴﻘﹰﺎ ﲝﺮﻛﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭ ﺳﻜﹸﻮﻧﻪ ﳑﺎ ﺑﺪﺍ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻗﺘﺌﺬ ﻟﻺﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺃ ﱠﻻ ﺗﻨﻔﺬ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻨﺎﻓﺬ ﻳﻜﺮﻫﻬﺎ ،ﰒ ﺗﻄﻮﺭ ﻣﺘﺒﻨﻴﹰﺎ ﺻـﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜـﻮﺭﺓ
ﺽ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻱ ﻻﺧﺘﺒﺎ ﹴﺭ ﱂ ﻳ ﻌ ﺪ ﻟﻪ ﻋ ﺪﺗﻪ،ﻛﻤﺎ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺭﺍﻓﻀﹰﺎ ﻷﻳﻤﺎ ﺍﻧﺘﻘﺎ ﹴﻝ ﻳ ﻌ ﺮ
ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻣ ﻌﻮﻗﹰﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﹰﺎ ﳊﺎ ﻛ ﻤﻴﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻴﺄﺕ ﻟﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﻓـﻖ ﺧﻄـﺔ
ﻭﻋﻤﻞ ،ﻭﺇﺫ ﺑﺪﺕ ﺍﳌﹸﺒﺎﻳﻨﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺒﻜﱢﺮﺍﹰ ،ﺃﺿﺤﻰ ﻋﺎﺋﻘﹰﺎ
ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻞ ﺍﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻟﺘﻐﺪﻭ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﺗﺪﺍ ﺭ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻣـﺎ ﰲ
ﺐ ﻣﻨ ﻌ ﹰﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﻌـﺎﺩﻻﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳـﺔ ﺴ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ،ﻭﺇﺫ ﺍﻛﺘ
ﺝ ﰲ ﻳﺴ ﹴﺮ ﺭﺅﻭﺳﹰﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻯ ﻳﺪﺣ ﹺﺮ
ﺍﳌﹸﻠﺘﺒﹺﺴﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺮﻛﺰ ﹸﻗ ﻮ
ﻼ ﻣﻠﺠـﺄ
ﺍﻟﻔﻮﺿﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻮﺏ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ ،ﻭﺣﻴﺜﻤﺎ ﺍﺷﺘ ﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺘﻤﺲ ﻟﻪ ﻣﺪﺧ ﹰ
ﺧﲑﹰﺍ ﳑﺎ ﺗﺮﻙ ،ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ.205
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺯﻳ ﺮ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﺍﻟﺬﻱ ﲤﺘﻊ ﺑﻌﻀﻮﻳﺔ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ -ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ
ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺿﺎﺑﻄﹰﺎ ﻋﻤﻞ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻊ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﺍﻣﺘﺎﺯ -ﻣﻦ ﹶﺛ ﻢ -ﺿﻤﻦ
ﺍﻟﻘﻼﺋﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺮﻓﻮﻩ ﻗﺒﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ،ﻭﺇﺫ ﺍﳓﺼﺮ ﻋﻤﻠﻪ ﻷﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﺍﻟﺘـﺄﻣﲔ ﻓﻘـﺪ
ﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﹰﺎ ﺑﺎﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﳍﺎ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺸﻌﺒﺖ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴـﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴـﺔ ﻭﺇﻥ ﱂ
ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ،ﺗﺎﺭﻛﹰﺎ ﻏﺎﻟﺒﻪ ﻟﻠﻤﺪﻳﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺎﻗﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﳌﺪﱐ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ .ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﻘ ﺮ ﻣﺪﻯ ﻋﻤ ﹺﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻱ ﻭﺍﳓﺎﺯ
ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍ ﹴﺭ ﻟﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺸﻤﻮﱄ ،ﻻ ﳝﻠﻚ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻧﺸﺎﻃﻪ ﺍﳉﻢ ﻭﺣﺮﻛﺘﻪ
ﺍﻟﺪﺅﻭﺑﺔ ﻭﱂ ﺗﻌ ﻬ ﺪ ﻋﻨﻪ ﺃﻱ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﲰﻪ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻗﻌـﻮﺍ )ﺍﳌـﺬﻛﺮﺓ(
ﺍﻟﺸﻬﲑﺓ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﱵ ﲢﻤﻲ ﺑﻘﺎﺀﻩ ﻭﺃﳘﹼﻬﺎ ﺍﳊﺼﺎﻧﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﻓﱢﺮﻫﺎ ﻟﻪ
ﺻﺮﺕ ﺇﳒﺎﺯﺍﺗﻪ ﻋﻦ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺗﺴﻢ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﻭﺗﻘﺎ
ﺍﳌﻌﻘﱠﺪﺓ ،ﺃﻭ ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﻭﻋﻴﻪ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺤﻜﻢ.
,# 17ا&6J7 6Aا tBC ^N 6A VNأ^ 17م 1j YPKدة ا+رة 6EJ7 62&P 1ًFPا&1ل EAد اTEي
اآً*6EE2# tEE5ا وإً6*6EE4 1ًE H1K7ا ( 'EEا IEE4.ا EEPP2ا1EEj 'EE5ه cEEJj ^EE EES1 ،OJEEBC 'EE( 1ا& EES1Cا EE6A
ا ا '5اN QF5ل أ 9ا+رة ا6Eة * UEP E71AG 1AE p ،ٍTEاECKب .و` ^EذE`* 6Ej OEF vEن
176ة OJEBC ^E OE1F7وأن *ُ& 6EIإ1Ej OEدة اE5Aك اEICي (1EPA7 'Eت " UESا&EJر" وه EاE5Aك
ًR cا 6H TCا* #آ Oو^ 1`P OxPHل .آ 1AاK5E4ت أو1E& ,Eرك ا&6EJ7 6EAا^EN 6EA VN Gاَ .
ZEEا6EEآ5ر ا1EEBدق ا OEE2Fا1EE)5Aر ا YEEP '(1EEBو ،EEB21H OEEJ5` *6EEاTEEي أ6EEHى 1EE Nت EENل
(N ,fآ ا& 6Aوا 6EP O5N1J5Eل واEaوج tE5` ^Eا ،YEو 6Ejا 6C5Eد .ا1EBدق 'E( OE5HK# ,EP7
ا1*pت ا65Aة ا `*.و&( O5اMA5Aة S"Hل ا `Fا 'E1ا ES 'E`*.ح ` tE5ا ،YEو`^E
17 6A&P Of&#ن 1أ19ح .OHو1xدر ر 1اIAKر* أ*ً 1ًJf1ُ 1ا6آ5ر أ^ EA7 ^ENوا6Eآ5ر
^EE EE41J cوز* EEا EEB2ا&6EEJ7 6EEAا ،OEEF VNإذ VICEE7 tEEKNا 6EEا.د^EE ,EE ٍ
Yا1EEج ُ 6EE5H ^*6EEH17
*ٍ E
'E( ^<Eُ7 Y
اAاز ا ز & Vk ،VIPAأ ^E E) O5H1ESأ(`1Eره ES Vح1E9"( ،ح .1EAIHوا UE*Rأن دٍ E* .
17 *6 tBCم ا دارة ا1HI`P 2ء cJjأن *1R VP5ب إ ^ O1F7ا .B2أ1 1و ا ^.ا&1Eم OEF
^&5ا6آ5ر Uا 6A ^*6أ1)5 6ANرًا ( 1H 1ًCاIAKر* ( 62ر( 1Iوز* اEA B2ات Ekث،
إذ Idت أ(`1ر ا6آ5ر YPK Y"# '( Uأ^ 1H 'jاIAKر* 6E 'E( VIEُ* 6Ejا 2CEاZE*A
(' .1IPA7و pر* tأo Oول ^7أ 1Rء أ ى '( AGاE5Fة ا EP*Rا1Ej 'E5ه 1وز*ًEا *6E* ،EB2P
أ1A7ل ا 1ا` F+ا1`* p '5د * 1IC QPFو ^ Oٌ Gو hGا1ة Vk ،وز*ًا 6Pا ، Pوأ ًا وز*ًأ 1(6Pع.
ﻗﺎﻣﺖ ﰲ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻳ ﹲﺔ ﻟﻠﺘﺄﺻﻴﻞ ،ﻋﺒﺮﺕ ﺑﺎﲰﻬﺎ ﻋـﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤـﺎﻡ
ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﻓﻖ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﳚﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻜﺎﻧﹰﺎ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ.
ﺏ ﳓﻮ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺼ ﻮ
ﻱ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﻳ ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﳌﻨﻮﻁ ﺎ ﻋﻤ ﹲﻞ ﻓﻜﺮ
ﺸ ﺪ ﻟـﻪ ﻃﺎﻗـﺎﺕ
ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﺩﺅﻭﺏ ﺗﺤ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﺬﺍﻫﻦ ﻭﺍﳊﻮﺍﺭ ،ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻇ ﱠﻞ ﳏﺪﻭﺩﹰﺍ ﰲ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺍﳋﺎﺻﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﰲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻴـﻮﻣﻲ.
ﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺻﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺟﺎﺀ ﺃﻭﳍﹸﻤﺎ ﺗﻌﺎﹶﻗ
ﻣﻐﺎﺿﺒﹰﺎ ﻣﻦ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ،ﻭﺇﺫ ﱂ ﻳﻤﺾ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﻻ ﺑﻀـﻌﺔ
ﺐ ﺍﻫﺘﻤﺎ ﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﻠـﻰ ﻣﻈـﺎﻫﺮ ﻟﻠﺘﺄﺻـﻴﻞ ﺼ ﺃﺷﻬ ﹴﺮ ﰲ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﻛﺎ ﺭﹰﺍ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ،ﺍﻧ
ﺕ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻼﻣﺲ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺗ ﹾﻔﻨﻰ ﺩﻭﻧﻪ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ )ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﺃﲰﺎﺅﻫﺎ، ﻭﺷﻌﺎﺭﺍ
ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺷﻌﺎﺭﺍﺎ ﻭﺃﻭﲰﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﻮﺍﻃﻬﺎ( ،ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﳌﺴﺘﺸﺎﺭﻳﺔ ﻋﺎﻃﻠﺔ ﻋـﻦ ﺍﺳﺘﺠﺎﺷـﺔ
ﺐ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﱴ ﺗﺠﻴ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ.206
ﻇﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﺭﻏـﻢ ﺍﳌﺮﺍﺳـﻴﻢ
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﳌﺆﻗﺘﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻔ ﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍﻷﻋﻠـﻰ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ ،ﻭﻻ
ﺗﻌﻄﻲ ﺭﺋﻴﺴﻪ )ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ( ﺇ ﱠﻻ ﺻﻮﺗﹰﺎ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﹰﺎ ﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﺯﺭﺍﺋﻪ ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﺃﰎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ
ﺍﻷﻣﲑﻳﺔ ﻭﺇﲨﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻲ ﺇﲨﺎﻉ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﻠﻮﻩ ﺇﻻ ﺇﲨـﺎﻉ ﺍﻟﺸـﻌﺐ
^<7اJو(ر إHاه Vأ1)5 A7 6ANرًا E5( 6E&H cS"5Pة EBjة 1Ejه 1دون أ1EJ7ء إ Ekإ^E OE1F7 ُ 18
وزارة ا VP&5ا& ،'1و ,E# 6jا tE1Cا.ول ا E*FاEFAH {1ES 6EA EHMد hإ17د1EJ571H OJEBCA OE#ر hأ6EN
ف ( 'Eا YEPKAا ZE 'C9Eوز* Eا VEP&5ا& '1Eا H1EواTEي رز ا 12ذ 12Hدة kرة ا VP&5ا&ٍ E 6E&H '1
د cازارة 1& ^Afدpت ا1Ba4 ^7 _Jت P 'A5C# p jآ ا .وEId 6Ejت ا^EH EC*1JA
اJو(ر وأ^ 17م اآ TCاE5Fة ا UEB5C E125pا& 6E2ا ^1EA+و cEdا.ول E* UEjAH 1ً`EA5ى
ا1J55ع اآ 6Pو JR# TCاACي ، &*)Pو 6jا cI5د t5`AP Oا1E2دي ( 'Eا 1E2ذ E)j1C tEPRH
ور# jى (' إدارة اآ 6Pو ازدوا ، EPa Gوأن ا ^E.ا&1Eم 1ًEA17 ^E`* 1EAIأو ًE`Fا (Eن اVE EA.
UEPا6Eآ5ر وTE( ،آة ا&)Eة)*`Aا "4ن v1وا) '&(1وأ ، FCN 'Hوذ cJj vأن * 1( ^Af Iن
^ tJ tر YاIAKر* ^ ا&1م ،أ g*E&# 6** Oا E2RCA أ 'P7 6ANا 1م 1)5رًا ٍ PRH ،cS"5P
ا6EE2( 'EE5ت 1IEE)51Hد ا tEE1Cا.ول ،^JEEBCAHا ،cEES"5إ (1EEfإ ,EEوزارة ا1aر EEGاp# 'EE5ه 1EEد,FREEB .
1A+7ن إ.c71A
ﺍﺳﺘﻔﺘﺎ ًﺀ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻇ ﱠﻞ ﻳﺪﻋﻮ ﳍﺎ ﺃﻣـﲔ ﻋـﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻓﻘﺪ ﻧﺸﺄ ﺍﻠﺲ -ﻷﻭﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ -ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻟـﺪﺭﺀ
ﻂ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﻛﺜﲑﺓ ﺑﺎﻃﻨﺔ ﻏﲑ ﻣﺮﺋﻴـﺔ ﺗـﺰﺍﻭﻝ ﺷﺒﻬﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺗﻨﺸ ﹸ
ﻼ ﻛﺜﻴﻔﹰﺎ ﻣﻨﺴﻮﺑﹰﺎ ﺇﱃ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﰒ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻠﺲ ﻟﺘﺘﻜﺎﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻗﺒـﻞ
ﻋﻤ ﹰ
ﺃﻥ ﻳ ﹶﻄﻌﻢ ﺑﺒﻀﻊ ﻭﺟﻮﻩ ﻗﻮﻣﻴﺔ ،ﻇﻠﱠﺖ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳊﻖ ﰲ ﻣﻜﺎ ﻥ ﺁﺧﺮ.
ﺕ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺏ ﺗﺎﻟﺪﺓ ﰲ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍ ﻭﺇﺫ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻴﻮ
ﻭﺯﺭﺍﺋﻪ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺪﺭﻙ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﲨﻠﺔ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ﺍﳌﻨﻘﻮﺻﺔ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻓﺎﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺗـﺐ
ﺍﳌﹸﻨﺘﻈﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘ ﻬ ﱡﻞ ﺑﻪ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﺮﺓ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ،ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻌﺒﺮ ﰲ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺍﻟﺼﺎﺭﻣﺔ ﻋـﻦ
ﺲ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳌﻸ ﺍﳌﹸﺴﺘﻮﺯﹺﺭ ﻋﺎﻛﻔﲔ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﺃﺣـ ﺪ ﺃﻭ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﺎﺭﹺﻍ ﺍﳌﹸﻀ ﹶﻄﺮﹺﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻠ
ﺐ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻻ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻮﻣـﻮﻥ ـﺎ، ﺃﺭﺑﻌﺎﺀ ،ﻓﻐﺎﻟ
ﺡ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻣﻦ )ﺗﻨﻮﻳﺮﺍﺕ( ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﳉﻮﻻﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣـﻦ ﻭﻳﻘﻨﻌﻮﻥ ﲟﺎ ﻳﻄ ﺮ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﻮﺍﺑﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ .ﻭﺇﺫ ﺃﻓﻠﺤﺖ ﺃﹸﻃﺮ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ ﰲ ﺇﻏﺮﺍﻕ ﻛﻞ ﻭﺯﻳﺮ
ﲟﺸﺎﻏﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﰲ ﻭﺯﺍﺭﺗﻪ ﻓﻼ ﳚﺪ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻭﻗﺘﹰﺎ ﻟﺪﻗﻴ ﹺﻖ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠـﻰ
ﻱ ﺳﺪﻳ ﺪ ﺃﻭ ﺍﶈﺎﺿﺮ ﻭﺍﳌﹸﻘﺮﺭﺍﺕ ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺣﱴ ﻳﺴﻬﹺﻤﻮﺍ ﰲ ﺍﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﺑﺮﺃ ﹴ
ﻓﻜ ﹴﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻴﻜﺘﻔﻲ ﻛﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﻋﻨﺎﻳﺔﹰ ﲟﻠﻔﱠﺎﺕ ﻭﺯﺍﺭﺗﻪ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺎﺳ ﻲ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋـﻦ ﺟﻤﻠـﺔ
ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻋﻦ ﻛﻞ ﺃﺯﻣﺎﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ .ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﱂ ﺗﺜﻤﺮ ﺻﻼﺣﹰﺎ ﰲ ﻭﺍﻗﻊ ﻋﻤﻞ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﹸﻠ ﺢ ﺑﻪ
ﺤ ﻖ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﺍﻠﺲ ﺗﻐﻴ ﲑ ﺟﺬﺭﻱ ﻳﻔﻌﻞ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﹶﺜ ﻮﺭﻩ ﳓﻮ ﺃﹸﻓ ﹴﻖ ﺟﺪﻳﺪ ﺳﺎﺋ ﺮ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﱂ ﻳﻠ
ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﺗﻘﺎﻧﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺗ ﹾﻘﹺﻨﻴﺘﻬﺎ.
ﺴﺮﺕ ﺑﻌﺪ ﺣﻤﻼﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻠﺲ ﻭﺗﻘﻮ ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺍ ﹶﳓ
ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳ ﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠـﻰ
ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﺍﳌﹸﺪﺍﳘﺎﺕ ﺍﳌﻔﺎﺟﺌﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎ ﹺﺟﺰﺓ ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻟـﺬﻱ
ﺗﻠﺒﺴﺘ ﻪ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺭﻏﻢ ﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﱵ ﲪﻠﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﰒ ﰲ
ﺼﺪﻩ ﻋﻦ ﺍ ﹸﳌﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺔ ﺳﻠﻔﻪ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺮﻳﺔﻋﻬﺪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗ
ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﺍﻷﻣﲏ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺛﱠﻘﺖ ﺻﻠﺘﻪ ﺑﺎﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺁﻣﺮﹰﺍ ﻧﺎﻫﻴـﺎﹰ،
ﺱ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻭﱂ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺇﱃ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺇ ﱠﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﺤ ﻤﻠﹶﻬﺎ ﻟﻌﻤﻞ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﺃ
ﻓ
ﺿﺎﻗﻮﺍ ﺑﻪ ﺫﺭﻋﹰﺎ.207
ﲔ ﻋـﺎﻡ ﺍﳌـﺆﲤﺮ ﺩﺧﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺃﺿﺎﻓﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺸﺎﻫﺪ ﺍﳌﹸﺘﺮﺍ ﻛﻤﺔ ﳓﻮ ﺍﳌﹸﻔﺎﺻﻠﺔ ،ﺃﻣ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﻠﻰ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﲔ ﻗﻀﺎﳘﹸﺎ ﰲ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺼﺒﺖ
ﺐ ﻧﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺿﺤﻮﺍ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺴﺎﺳـﻴﺘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﺎﻟ
ﻉ ﻭﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﲔ ﺍﻟـﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤـﻲ ﺍﳌﹸﺘﻔﺎﻗﻤﺔ ﳓﻮ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻧﺎﻝ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﺑﻌﺪ ﺻﺮﺍ ﹴ
ﻭﺍﻟﱰﻭﻉ ﺍﳌﻨﺎﻃﻘﻲ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ،ﻭﻣﻊ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻗﺪ ﻭ ﺟ ﺪ ﺃﺧﲑﹰﺍ ﻗﻴﺎﺩ ﹰﺓ
ﺇﻧﻘﺎﺫﻳ ﹰﺔ ﻗﻮﻳ ﹰﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰ ًﹰﺓ ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺣﺎ ﻛﻤﺔ ﻇ ﱠﻞ ﻣﻬﻀﻮﻣﹰﺎ ﻋﻤﺎ
ﻑ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﻣﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺣﱴ ﰲ ﻋﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺷﺢ ﺍﳌﹸﻮﺍﺯﻧـﺎﺕ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺮﺍ
ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﳊﺮﻣﺎﻥ ﺍﳌﹸﺘﻌﻤﺪ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺻﻼﺣﻴﺎﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ
ﺾ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺗﻪ ﻭﺁﺭﺍﺋﻪ ﰲ ﺳـﺒﻴﻞ ﺼ ﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﻗﻊ ،ﺃﺿﺎﻑ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺭﻓ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑ ﻐ
ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﺗﻮﺟﺲ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ
ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﳚﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .ﻭﺇﺫ ﱂ ﳚﺪ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﹸﺫﻧـﹰﺎ
ﺻﺎﻏﻴﺔ ،ﺟﻨ ﺢ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺇﱃ ﺭﻓﺾ ﺍﳌﹶﻨﺼﺐ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻋ ﹺﻬ ﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ
ﺿﻐﻮﻁ ﻣﻦ ﻛﺒـﺎ ﹴﺭ ﰲ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﻣﺆﺛﺮﹰﺍ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ،ﻭﱂ ﻳﻘﺒﻠﹾﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ
ﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺷﺨﺼﻴﺎﹰ ،ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﺍﲰﻪ ﻭﺟﻬﹰﺎ ﺭﺋﻴﺴﻴﹰﺎ ﰲ ﻟﻮﺣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﳛﻈﻰ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺇﳊﺎ ﹴ
ﺑﺘﻘﺪﻳ ﹴﺮ ﻛﺒﲑ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ،ﺗﻌﻴﻨﻪ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﲡﺮﺑﺔ ﻭﺍﻧﻀـﺒﺎﻁ ﻭﻣﺜـﺎﺑﺮﺓ ﰲ
19ا 6I5Gوز* ا uRa5ا '71A5Gpا1A+7 6A 6ن V*62# '( FPأ9وS. Yo# Nل EIFم اEز*
ودور hا '1اTي *1H UP5aورة ^7دور اآ cوو '# '( O5Fdا)"ن ا داري .آ 1AاuEH 'E( 6EI5G
رؤ* & cAازارة اا"E)P 7ن ا داري ^EHاEزارات 1ً2EC#و 1ًRJEfوًE#ا & cEAا YEPKAو(*ER# 'E
ا 1.ا& YPKAP 1اo# '5دي cA7 t1xا65و*^ و E#ا1EP&Aت .و Q2JE 6Ejا 1E4رة إ ,Eأن اEز*
ا '1+ا6آ5ر 7ض ا1Kز أ17ق 1jم A#oا1P&Aت و 1I5`J4 cR7ا&H1ة 1*pPت.
ﺍﻟﻌﻤﻞ ,ﻭﺇﺫ ﺭﺃﻯ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﺗﻮ ﺟﻪ ﺑﺼﺮﺍﻋﻪ ﳓﻮ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺩﺍ ﻋﻤﻪ ﺍﻟـﺮﺋﻴﺲ
ﺍﻟﺬﻱ ﲪﻠﻪ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰﺓ ﻓﻮﻕ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﻴﻠﻪ ﻛﺎﻓﺔ.208
ﺃﻣﺎ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﺻﻌﻮﺩﻩ ﳓﻮ ﺍﳌﻨﺼﺐ ﻃﺒﻴﻌﻴﹰﺎ ﻣﻴﺴﻮﺭﺍﹰ ،ﺇﺫ ﻇ ﱠﻞ ﳌﺪﻯ ﻋﺎﻣﲔ
ﰲ ﻣﻨﺼﺐ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ،ﻓﻴﻤﺜﱢﻞ ﺻﻌﻮﺩﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺜﺎ ﹰﻻ ﺟﻴﺪﹰﺍ ﻟ ﹸﻄﺮﻕ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ
ﻭﺗﻮﻟﱢﻲ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻓﻬﻮ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻭﺟﺪﻩ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﰒ ﰲ
ﺏ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍ ﹸﳌﺴﺎﹺﻳﺮﺓ ﻏﲑ ﺍﳌﹸﻮﺍ ﹺﺟﻬﺔ ،ﰒ ﻣﺎ ﻧﻔﻌﻪ ﻣـﻦ ﺑﺪﺍﻳـﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﺗﺪﻓﱡﻖ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﺴﺎﹺﻳ ﺮﺓ ﻣﺸﺎﹺﻳﻌﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﹰﺎ ﻭﺩﻭﻟﻴﺎﹰ ،ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ
ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺭﻣﺰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﻣﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺴﺎﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ ،ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﺑﺪﺍ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ،ﻓﻘﺪ ﻇ ﱠﻞ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻳﺪﺭﹺ ﻙ ﺣﺪﻭﺩ ﻗﹸﺪﺭﺍﺗﻪ ﻭﻣﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﳉﺴـﻴﻤﺔ
ﺍﻟﱵ ﻭﻛﱢﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺇﺫ ﺍﺣﺘﺸﺪ ﰲ ﻭﺯﺍﺭﺗﻪ ﻣﺎ ﳝﻜ ﻦ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﺑﺄﻢ ﺧﻼﺻﺔ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﰲ
ﻴﺌﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﻟﺘﻮﻟﱢﻲ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ،ﱂ ﻳﻮﻓﱠﻖ ﺍﻟـﻮﺯﻳﺮ ﰲ ﺍﺳـﺘﺜﻤﺎﺭ
ﻃﺎﻗﺎﻢ ﺃﻭ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ،ﺑﻞ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﰲ ﺃ ﱠﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﺍﺧ ﹲﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻳﻤﺜﱢـﻞ
ﺕ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ ﻭﹸﻗﺪﺭﺍﺕ ﻣﺘﻔﻮﻗﺔ ،ﻭﻇﻠﱠﺖ ﻣﻨﺎﻓﺴﹰﺎ ﻟﻪ ﳏﺘﻤﻼﹰ ،ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻫﻢ ﻟﻄﺎﻗﺎ
ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻛﺘﺎﺑﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﹸﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻄﺮﺍﺋﻒ ،ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻫﺎ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﺣﺴﻨ ﹰﺔ ﺗﺰﻳﻨﻬﺎ
ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﺴﺨﻴﺔ ﻭﻋﺸﻘﹸﻪ ﺍﻟﻄﺎﻏﻲ ﻟﻺﻋﻼﻡ.209
20ا tR25ا6آ5ر 1xزي Sح ا ^*6ا& '1J5ا ^E 6*MAا1E1ت tEBC OE# 6E&Hأ1E7 ^Eم اA#oEA
ا ،'C9إذ ZEPR#أن * cE&Kا1EK EBj tEBCAح ُ17Eن OE ^EJ# 1Eا 1E cEd 'E( 1I515Eر1E 1C ^E zEت
( 'Eا1E Cم ا1E7 ^E. 6EI&* ،'E1م ا 12ذ ،و 6jاE5jح E2 1ًE2JR#ار cEA7 cE2اآ Eآ OEPإ ,Eا&ً *6EJ# ^EP
اآ 1HاMب أو ا V C5ا1آ) Vا A#oAا ('C9و YاIAKر* tEBCAH Eا ^E.ا&1Eم ،و*,E5
t1 tBC iا ^E.ا&1Eم1Ej ،درٌ ,EP7ا ^EH EC5ا 'E( ^PGEا ^JEBCAا ،,EP7.وoE* '1E51Hدي cE&F1H
دور ا ^.ا&1م (' cdا)1ل ا1A7"H Yل ر 1اIAKر* ا .ى.
P7 21أ1Ej 6Nدة اآ Eا)1EN1K ,EP7 J&Eت ا6Eآ5ر 1EA+7 ,FREBن إ 'E( c71AEوزارة ا1aر"EH EGن
اTي *E 1EIP7 5Eط ا6EKارة ه Eا6Eآ5ر E7ض ا1EKز وز* Eاَ ^E 6EB2* ، Ej1Rد(َa5Ep Zَ Eاج اE5Jول
،c&F1Hوه ZJR1H Yا6آ5ر 7ض ا1Kز ..وا* tEأن د1EA+7 ,FREB .ن ,E# 6Ejا^E EKH tEBCA
62FP 1ً*&# Vُ 7اTي 6&H 2RCA1Hا1IE)5د ا E*Fا ،EHMو1E 6Ejل ا(( E2ر* ^E Eا^E. اُ M# Y
ا&1م ،ر Vxأن 2RCا)1Aل آ5# Q1ذ (' ذ vا ,P7 Qjوز* ا ، 1Aوز* ا1(6ع ،ر E1اIAKر*، E
YEPKاEEزراء ،ا6ا EEPو vEECH (1EاEEدان .وإذ ZEj#ا ZEEAKأن *oEEول tEBCوز* EEا1aر6EEP EEGآ5ر
1xزي Sح ا ^E7 OEPa# 6E&H ^*6Eأ E1ا A#oEAا ،'C9Eأ QEJkا6Eآ5ر 1EA+7 ,FREBن 1َ&Eُ qICE E71Kة
ا& 1jت ا& 1اoُ* ^*Tدون Sة اAب Zا ،Yو*)ن OJ1ا.ول )1ي ا1EAء1EC5* VEk ،ون 1E&9م
ا&)1ء Zا ^.ا&1م.
*****
ﳓﻮ ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺘﻮﻟﱢﻲ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺑـﺪﺃ ﺍﻟﺘﻬﻴﺌـﺔ
ﳌﹸﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﰲ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰒ ﺍﻟﺘﻔﺮﻍ ﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﳊﺰﺏ ،ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺃﺧﺮﻯ
ﰲ ﺣﺰﺑﻪ ﺍﻟﺘﻬﻴﺆ ﻟﻨﺴﺞ ﺧﻴﻮﻁ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﻪ .ﻓﻘﺪ ﺃﳒﺰ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﻌﻤـﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳـﻲ
ﺑﺈﺟﺎﺯﺓ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ،ﻭﺍﻋﺘﻤﺪ ﻭﺛﻴﻘﺘﻪ ﺣﺎﻛﻤ ﹰﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ .ﻭﺇﺫ ﺃﻭﺟـﺐ
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﺑﺎﺣ ﹶﺔ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﻭﻓﺘ ﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﹸﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﹸﺘﻮﺍﻟﲔ ﺃﺣﺰﺍﺑﹰﺎ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ،ﻭﺿ ﻊ
ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻭﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﻔﺮﻍ ﺍﻷﰎ .ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺩ
ﺼﻮﺑﹰﺎ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﳓﻮﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻃﻮ ﹰﻻ ﻭﻋﺮﺿﺎﹰ ،ﻣ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻘﻮﺓ ﳉﻮﻻﺗﻪ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﳚﻮ
ﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ
ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭﺍﳌﻀﺎﻣﲔ ﺍﻟﱵ ﲢﻤﻠﻬﺎ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﺗﺼﺎﻻ
ﺍﻷﳘﻴﺔ ﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﻫﻲ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ﳌﻦ
ﲤﻜﱠﻨﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻌﻘ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺑﺪﺕ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟ ﻔﻄﹶﺎ ﹺﻡ ﻋﺼﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ.
ﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ -ﻛﺬﻟﻚ -ﳓﻮ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﳌﻘـﻴﻤﲔ ﰲ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺍﺗﺼﺎﻻ
ﺍﳌﻨﺎﰲ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻭﺃﻭ ﹸﳍﻤﺎ ﺍﻟﺰﻋﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻳﻤﺜﱢﻼﻥ ﺍﳊﺰﺑﲔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﲔ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﺇﺿـﺎﻓ ﹰﺔ
ﺇﱃ ﻛﻮﻤﺎ ﳝﺜﻼﻥ ﺯﻋﺎﻣ ﹰﺔ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﺘﲔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺘﲔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺘﲔ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ .ﻭﺇﺫ ﺍﺳﺘﻘﺒﻼ ﻣﻌﺎﹰ ،ﻭﻣﻌﻬﻤﺎ
ﺑﻘﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﱵ ﲡﻤﻌﺖ ﻣﻨﺬ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﰲ )ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ( ،ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺣﻤﻠﹶﺔ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺷﺄﻧﹰﺎ ﺩﺍﺧﻠﻴﹰﺎ ﳜﹸﺺ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﺘﻮﺍﻟﻴﺔ،
ﻱ ﻣﻨﻬﻢ ﻷﻭﻝ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘـﻮﺍﱄ ﺃﻭ ﺍﳌﺘﺼﺎﺭﹺﻋﺔ ﲢﺖ ﻟﻮﺍﺋﻬﺎ ،ﻭﱂ ﻳﺸﺮ ﺃ
ﻱ ﻣﻦ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻋﻦ ﻭﺍﳊﹸﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇﱃ ﲤﺎﻳﺰ ﺇﳚﺎﰉ ﰲ ﺻﻒ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻛﻤﺎ ﱂ ﻳﻌﺒﺮ ﺃ
ﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﳉﺎﺩ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﻀﺎﻣﲔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟـﱵ ﺸ ﺮ ﺑﺘﺤ ﻮ ﹴﻝ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻓﻀ ﹰ
ﻣﻌﲎ ﻳﻨ ﺬ ﺭ ﺃﻭ ﻳﺒ
ﲪﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﳉﺪﻳﺪ ،ﺃﻭ ﺗﺼﺮﳛﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﱪ ﻛﻞ ﻟﻘﺎﺀﺍﺗﻪ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺳﻮﺡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻥ
ﺍﻷﺻﻞ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻨﻊ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺭﺃﻳﹰﺎ ﺃﻭ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﺣﱴ ﻭﻟﻮ ﻗﺎﻡ ﺩﺍﻋﻴﹰﺎ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻛﺘﺐ
ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻮﺍﻧﹰﺎ ﻟﻪ.
ﺃﻣﺎ ﻣﺼ ﹶﻄﹶﻠ ﺢ )ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ﻓﻠﻢ ﺪﺃ ﺿﺠﺔ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﳌﹸﻨﻜﺮﺓ ﻟﻪ ﺣﱴ ﺑﻌـﺪ ﺻـﺪﻭﺭ
ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﰲ ﻣﻄﻠـﺒﻬﻢ ﺍﻷﺳـﺎﺱ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﺩﻳـﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺪﺭﻭﻩ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺑﻴﻞ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮ ﹸﻝ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺗﺮﻳ ﺪ ﻋﻜﺴﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪﻭﺍ
ﰲ ﺗﺼﺮﳛﺎﺕ ﻭﺍﱄ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﰒ ﰲ ﺗﺼﺮﳛﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﻳﻌﻀﺪ
ﺯﻋﻤﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺑﺸﺮﻯ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺼﺪ
ﻉ ﺎ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﻫﻲ ﳐﺎ ﺩﻋﺔ ،ﻭﰲ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻮﺍﻗـﻒ
ﻑ ﺷﺪﻳﺪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﻧﻔﺴﻪ.210
ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﱠﻦ ﻣﻨﺎ ﻭ ﺭﹲﺓ ﻳﺤﻴﻄﹸﻬﺎ ﺍﺧﺘﻼ
ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻓﻮﺭ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺑﺪﺃ ﺑﺪﻓ ﹺﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﳓﻮ ﺃﹸﻓ ﹴﻖ ﺟﺪﻳـﺪ ،ﻭﺻـﻮﺏ
ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺰﻋﻴﻤﲔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﲔ ،ﺃﻥ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﺫﺍﺕ
ﺃﺻﻮﳍﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻭﺃﺎ ﲣﺎﻃﺐ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺰﻛﱠﺖ ﺑﺎﻹﳝﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ,ﻭﺩﻋﺎﻫﻢ ﻟﻼﻧﺪﻣﺎﺝ
ﰲ ﻛﻴﺎ ﻥ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ،ﺟﺒﻬ ﹰﺔ ﺃﻭ ﺣﺰﺑﺎﹰ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻮﺻ ﻔﻬﹺﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺩﻋﺎ ﹶﺓ ﺩﻳﻦﹴ ،ﻟﺘﻘﻮﻡ ﺳﻴﺎﺳﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻻ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﺦ ،ﰒ ﳍﹸﻢ ﺇﻥ ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﳝﻀﻮﺍ ﻣﺴﺘﻘﻠﱢﲔ ﻋﻦ ﻛ ﱢﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﹺﻓ ﻖ ﻣﺸﻴﺌﺘﻬﻢ
ﻭﺧﻴﺎ ﹺﺭ ﻗﻮﺍ ﻋ ﺪﻫﻢ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﻢ ﺣﱴ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﷲ ﺃﻣﺮﹰﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﻌﻮ ﹰﻻ ﰲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﳌﺼﺎﺋﺮ ﻭﺍﻵﺟﺎﻝ.
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺗﺼﺮﳛﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺮﺳﺎﺋﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﲪﻠﻬﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﺎﺀ ﻟﻠﺰﻋﻴﻤﲔ ﻭﻟﻘﺎﺋﺪ ﻛﻤﺎ ﺃﻋ ﹶﻘ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍ ُﻷﻭﻝ ﳓﻮ )ﻟﻘﺎﺀ ﺟﻨﻴﻒ( ﺑﻌﺪ ﳓﻮ
ﻋﺎ ﹴﻡ ﻣﻦ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺯﻋﻴﻢ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ،ﺃ ﹶﲦﺮﺕ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﺕ ﳉﻤﻊ ﺍﻟﻘﻤﺘﲔ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ )ﺑﲑﻥ( ،ﺑﻮﺳﺎﻃ ﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﱂ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎ
ﳍﺎ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ،ﺇﺫ ﺃﺯﻋﺞ ﺗﺴﺮﺎ ﻟﻺﻋﻼﻡ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ،
ﺕ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺃﺟﺮﺍﺱ ﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﳏﺎﻭ ﺭ ﰲ ﻗﻠﺐ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺗﺮﻳﺪ ﲤﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﹶﻗ ﺮﻋﺖ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻ
ﻑ ﺑـ)ﻣﻠﻒ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺍﳉﻨﻮﺏ( ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻛ ﱠﻞ ﺗﻄ ﻮ ﹴﺭ ﻓﻴﻪ ﺻﻌﻮﺩﹰﺍ ﻭﻫﺒﻮﻃﹰﺎ ﳛﻤ ﹸﻞ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﲟﺎ ﻳﻌ ﺮ
ﺕ ﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳊﺎﻛﻢ ،ﻛﻤﺎ ﳛﻤ ﹸﻞ ﻓﺮﺻﹰﺎ ﻣﺜﻤﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﻬﺪﺩﺓ ﻷﻫﻞ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺩﻻﻻ
ﻒ ﺍﻻﺎﻡ، ﻹﺣﺮﺍﺯ ﺍﻹﳒﺎﺯ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ،ﺃﻭﻝ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻭﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﳌﻦ ﺗﻘﻴﺪﻫﻢ ﺃﺛﻘﺎ ﹲﻝ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻟ
1998/8/18 '( 22أ ^P7ا 6A 6ا ^Eا ،^E.أ ^EداEة ا)oEون ا ,EP7 1ًE2P&# E1ا1EA5Gع "EIة
ن ر ^EE 'AEEا 1EEFاEEدا ) :ا EEJ&5ا&1EEAK EE1ه
ا ZEEA K5ا 'C9EEا2A*6EEا 'EE( '9ا1EE2هة ،و(ٍ 1EEH 'EE
ا) t&EاEEدا' ( 'EEا EEIGا1*6EE5ت ا# 'EE5ا OEEGا E.وا1EE45ت ا ^EE EECP&Aأرض EEPF EEBل اEEA5د
وا& 1Aا '5ا 15رت أن #ه^ 1IFوjاره ،P 1وأن `#ن 5)# A17 &Pى (' 7ا VSا&.(V1
ﺴ ﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻲ ﳓـﻮ ﺁﻣـﺎ ﺩ
ﻭﻗﺪ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺎﻷﻧﻈﻮﻣﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻨ
ﺗﺘﻮ ﺟﺴﻬﺎ ﺧﻴﻔ ﹰﺔ.211
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﻇ ﱢﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﲨﻠﺔ ﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﹸﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻈﻠﱠـﺔ
ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻊ ﺇﺭﻫﺎﺻﺎﺕ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ،ﺗﻬﻴﺊ ﻟﻠﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻗـﺪ ﳛﻤﻠـﻪ
ﴰﻠﹶﺖ ﺣﻮﺍﺭﹰﺍ ﻣﻊ ﺣﺮﻛـﺔ ﺍﻟﻘﹸـﻮﻯ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﳌﺆﻗﱠﺘﺔ ﺇﱃ ﻧﻈﺎﻡ ﺩﺳﺘﻮﺭﻱ ﻗﹶﺎﺭ ،
ﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ )ﺣﻖ( ﻭﻣﻊ ﺟﻴﻮﺏ ﰲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻛﱪﻫﺎ ﺍﳊـﻮﺍﺭ ﻣـﻊ ﺍﳊـﺰﺏ
ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ،ﺍﳉﻨﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻜﻞ ﲢﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ )ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﳍﻨﺪﻱ(.
ﻑ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﺭﹶﺃ ﺳﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺪﺍﻭﻻﺕ ﺟﺮﺕ ﺑﺈﺷﺮﺍ
ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ
ﺕﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺷﺆﻭﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﻔﱠـﺎ
ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﻳﺘﻮﻻﱠﻫﺎ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﳑﺎ ﺣﻮﳍﺎ ﻣﻦ ﻋﻤ ﹴﻞ ﻣﻮﺟﹺﺐ ﻳﺪﻋﻢ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﺩﺍﺓ
ﰲ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .ﻭﺇﺫ ﻣﻀﻰ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺭﺧﺎ ًﺀ ﻣﻴﺴﻮﺭﹰﺍ ﺑﺪﻓﻊ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ
ﻭﲡﺎﻭﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳊﺰﺏ ،ﻭﺃﲦﺮ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻭﻓ ﺪ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﳊﺰﺏ ﻭﺍﳔﺮﺍﻃﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ،ﰒ ﻟﻘﺎﺀ
ﺴ ﺪ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﻊ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳊﺰﺏ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﺗﺪﺧﻞ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﻟﻴﻔ ِ
ﻒ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﻭﻋﻨ ﻔ ﻪ ﺍﻋﺘﻘـﺎ ﹰﻻ ﺴ
ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﺘ ﺮﺳﺖ ﲢﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋ
ﻭﺗﻌﺬﻳﺒﹰﺎ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ.212
1j 23م ر cGا1A7.ل ادا' ااEG cNرج 1EKNر 1EJAHدرة 1E#ول أن ZEAK#ا) ^EN zEا5ا 'EHوا6Eآ5ر
Gن ^ *17H jا1AJن ا*ي (' vP#ا5Fة ،و1K H1kح & ,5N h1وه * 'E2أ* OE1اE .ة
ت ( 'Eا1E Cم ر 'E( 1EI5Jxأن (' (xا& *1Cا . F+`Aو 6jأ(1د 6Bرٌ آ '( Jاآ ا)& Jأٍ 1IG ^ ,2P# O
*`ن ا12Pء t1 ^Hا Yا15.ذ 1A+7 'P7ن O9 6AودG .ن S"( ،jت اآ Eا) J&Eأن Ej
^ * cH12إ pا5ا ،'Hإذ (AIا ^Eا1E2A 1ًEFa# E5م ز VE7اآ Eا) 1EA( ، J&Eد( ZEإ vEP# ,Eاp1EB#pت
^ tا&1م و* O {5ا 1ك UPAHا م. ُث ذ vا12Pء إ1Kزًا *ُ َ
) 1jدات ا 12ذ ا Aأن *ُ َِ 6
( 24ر إ1Gزة ا5ا' ا ،'1أ1Gزت J&4ا& 1jت ا 1ا '5رأ 1Iد1Ex .زي ESح ا ^*6EورE2# Ej
أن اEEار * 'EEJCأ ZEE ZEER2C* pا.و1EEء أو اEEBaم .ن اEEار gEE&Hا76EEة وا JEEغ اا tEEGد* EEA`1H 1ًE C
وا 7Aا . Cوإذ رأت ا)& Jا1EP&AH 1&5pت 1EIGز ا 'E( ^E.ا1EA5س ا 'E( ^EN.اEار vEP# ZE
ا171AKت ،ا1JEf c5ط ا1EIKز ا1EP&Aت اPEBN 'E5ا IE4 ^E 1EIP7ده vEP# 'E( Vا1E71A5Gpت (M# 'Eه6E
()ENاMN.اب ا1ر* 6G ^7وى 1I#1j 7 *R#ا1E ZE c(.م ا 1E2ذ 1E2571Hل 1Ejدات N ^Eآ E
وا ^7 25دوا(& 'E( VIإEGاء vEP#ا6EAاوpت اE5F* 'E5ض أ 6EI&H CEB 1EIا *Eوا`1EA5ن1JEf ^E` .ط
ﺕ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﳍﻨـﺪﻱ ﰲ ﺑﻠـﻮﺭﺓ ﺃﺳﻬﻤﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﳎﻬﻮﺩﺍ
ﺡ )ﻟﻴﱯ( ﻳﺮﺟﻮ ﻭﺳﺎﻃﺔ ﺑﲔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﳌﺘﻔﺮﻗـﺔ ﰲ ﻣﻘﺘ ﺮ ﹴ
ﺷﻌﺎﺏ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﰲ ﺧﻄﻮﺓ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻻﺣﻘﹰﺎ ﻋﱪ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻟﺘﺼﺒﺢ )ﺍﳌﺒـﺎﺩﺭﺓ ﺍﳌﺼـﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ( ﺑﻌﺪ ﻟﻘﺎﺀ ﲨﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺣﺴﲎ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻠﻴﱯ ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘـﺎﰲ
ﲟﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﺳﻰ ﻣﻄﺮﻭﺡ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﰲ ﺃﻏﺴﻄﺲ )ﺁﺏ( .1999
ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻓﻮﺭ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻟﺘﻮﺍﰲ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ
ﻭﻻ ﺗﻌﺎﺭﺿﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻨﺎﻗﻀﻬﺎ ﰲ ﻋﻤﻞ ﺩﺅﻭﺏ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﻄﻘﻴﹰﺎ ﺑﺪﻳﻬﻴﺎﹰ ،ﺇﺫ ﻻ ﻳﺘﻔﻖ ﺃﻥ ﲣـﺎﻟﻒ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺃﺻﻠﻬﺎ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺛﻮﺍﺑﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗ ﻌﺪﻝ ﺇﻻ ﺑﺎﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ،ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﹸﺛﹸﻠﺜﹶﻲ ﻧﻮﺍﺑﻪ،
ﻼ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣـﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﺑﺪﺍﻫﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻭﻗﻌﻪ ﺛﻘﻴ ﹰ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﺇﺫ ﺗﻐﺪﻭ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﺇﱃ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﱵ
ﲤﺲ ﺟﻮﻫ ﺮ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﲢﺪﺩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ،ﰒ ﲢﻜـﻢ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑـﺔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ ﻧﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﳌﹸﺸﺮﻋﲔ ،ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﳊﹸﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻼﺣـﻖ ﺍﻷﺧﻄـﺎﺀ
ﻭﺗﺒﺴﻂ ﺳﻠﻄﺔ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﻻ ﳛﺘﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﹸﺷﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﰲ ﻗﻠﻮﻢ ﻭﻋﻘﻮﳍﻢ.
ﺍﻣﺘ ﺪ ﺟﺪ ﹸﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺇﺫﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﺒﻂ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺑﺎﻟﺘﺴﺠﻴﻞ،
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺻﺮﺡ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﱪﳌﺎﻥ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﻣﲔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻳﺘ ﻮﱠﻗ ﻊ
ﺠ ﹸﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺇﻻ ﳋﻮﺽ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﺗـﺪﺭﺟﹰﺎ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻱ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﺮﻓﹶﻊ ،ﻓﻼ ﺗﺴ
ﻟﺮﻓﻌﻪ ﻭﺇﻟﻐﺎﺋﻪ ﲨﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﻤﺎ ﻣﻀﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﱢﻠﺒﺮﺍﻟﻴـﺔ ﺍﻟﺮﺍﺳـﺨﺔ ﰲ
ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ .ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺩ ﺑﻘﻮﺓ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺇﱃ ﺳﺎﻟﻔﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺇﱃ
ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻙ ﺍﻟﻌﻔﻮ ،ﻋﺎﺩ ﻟﻴﺆﻛﱢﺪ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳛﺘﻔﻞ ﺑﺎﻷﺫﻭﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ،ﺑﻞ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﻋﻔﻮﹰﺍ
ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﻤﺎ ﹺﺭﺳﻪ ﻭﻳﻀﺎﹺﺑﻄﹸﻪ ﺣ ﺮﹰﺍ ﻭﻳﻮﺍ ﹺﺯﻧﻪ ﻭﻳﺜﺒﺘﻪ ﻋﺮﻓﹰﺎ.
ﺍﻣﺘ ﺪ ﺟ ﺪ ﹸﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺼ ﹸﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺬﺍﺕ
ﺍﳊﺰﺏ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ﺑﻼ ﺷﺮﻳﻚ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﻭﺍﺣ ﺪ ﺑﲔ ﺷﺮﻛﺎ ٍﺀ
ع ا) ^AEا6Ef ^EC.
ا1IKز إذ أ1ءوا إ ,إ ا '( VIاMب واآ ا J7 ،وا آS ^7 vTا ٍ
ا5ا'.
ﻭﻣﺘﻨﺎﻓﺴﲔ ،ﻳﻠ ﹺﺰﻣﻪ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﱢﻢ ﺻﻔﱠﻪ ،ﻓﻼ ﻳﺸﻤ ﹸﻞ ﺑﺎﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﹰﺎ ﻣﺎ ﻳـﺰﺍ ﹸﻝ ﰲ
ﺧﺪﻣﺔ ﺍﳉﻴﺶ ،ﻭﻻ ﻳﺸﻤ ﹸﻞ ﺇﺩﺍﺭﻳﹰﺎ ﻛﺒﲑﹰﺍ ﰲ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ،ﰒ ﻟﻴﺜﲑ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﳉﻴﺶ
ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻭﻟﻴﺸﻤﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌ ﻬ ﺪ ﲟﻨﺼﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋـﺪ ﺍﻷﻋﻠـﻰ ﺇﱃ ﺭﺋـﻴﺲ
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺇﱃ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﱪﳌﺎﱐ ،ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻨﺼﺒﺎﻥ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎﻥ ﻳﹸﻠ ﹺﺰﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﺘﻮ ﱠﻻﻫﻤﺎ
ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﱵ ﳛ ﺮﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺼﺎﺭﺥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳊﺰﰊ ﻟـﻪ .ﻭﻻ
ﺐ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﻗﺪ ﺃﺷ ﻌ ﺮﺕ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑ ﺪﻧ ﻮ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﺣﻔﱠﺰﻢ ﻟﻠﺘﺠﺎﻭﺏ ﺭﻳ
ﺍﻟﻨﺸﻂ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺑﺎﺩﺭﺓ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﻕ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣـﺮ ﹰﺓ
ﺛﺎﻧﻴ ﹰﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳋﻴﺎﺭ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺼﺮﺡ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﺃﺎ )ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﻩ ﻭﺷﺮﻓﻪ( ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﺘـﻊ
ﲟﻨﺼﺒﻬﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻋﻘ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﲟﺎ ﻳﻮﺍﺯﻱ ﺩﻭﺭﺗﲔ ﺭﺋﺎﺳﻴﺘﲔ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴـﺔ،
ﺤ ﻖ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﻟﻮﻻﻳ ﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ.213
ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻠ ﹺﺰ ﻡ ﻣﻦ ﺍﻣﺘ ﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﹸﻗﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ،ﺇﺫ ﻻ ﻳ
ﺃﺛﺎﺭ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﺇﻃﺎ ﹴﺭ ﳏﺪﻭﺩ ﺣﺠﺠﹰﺎ
ﺽ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﹶﺮ ﺇﱃ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﺍﻷﰎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻭﺭﻏﻢ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﱐ ﺃﻥ ﺍﳉﻴﺶ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻌﺎ ﹺﺭ
ﻳﻜﹸﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻗﻮﻣﻴﹰﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻓﻼ ﻳﺘﺸﻌﺐ ﻭﻻﺅﻩ ﺑﲔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺗﺘﻨﺎﺳﺦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺟﻰ
ﳍﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﺎﺳﻚ ﻣﻮﺣﺪﺓ ،ﺗﻨﻔﺬ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﻣﱴ ﺻﺪﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﻣﺸﲑﹰﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﱵ
ﺤ ﱢﻔ ﺰ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻭﺗﻌﺸﻖ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﳉﻴﺶ ﻫﻮ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﺮﺕ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺗ
ﺍﻟﱵ ﺃﻣﻀﺖ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﻋﻮﺍﻗﺒﻪ ،ﰒ ﻣﻀﺖ ﲢﻤﻲ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺑﺎ ﹸﳌ ﻬ ﹺﺞ
ﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻄﻼﱠﺏ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻣﺴﺎﺭﺡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﺗﻨﺤﺎ ﺯ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﺼﺮ ﹰﺓ ﻭﻭﻻ ًﺀ ﻗﻄﺎﻋﺎ
ﺟﻨﻮﺑﹰﺎ ﻭﺷﺮﻗﹰﺎ .ﻭﺇﺫ ﺗﺒﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﹸﺠﺞ ﻣﻨﻄﻮﻗﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﹶﺴﻜﹸﻮﺕ ﻋﻨﻪ ﳐﺒﻮ ٌﺀ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﺃﻥ ﻧﺎﺋﺐ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﰲ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﻻ ﻳﺮﻳ ﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺎ ﱂ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﻟﻪ ﰲ ﻋﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ) ،ﺍﻋﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ( ﻭﻣﻐـﺎﺩﺭﺓ ﻣﻨﺎﺻـﺐ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ
tP9 1992 '( 25ا ^.ا&1م ^ ر Yا+رة ا ^E 125EpاE2ات ا PEAوا ^E7 'EPa5اMEي ا&`Eي
ً6EIA#ا 1Ej YEEPK cEEدة اEE+رة ،و 1EEACHاME5م ا& 6EEA 6EE2ا EEFP ^E.و ^E7 ,EEPa#ا OEE1A5ا&`EEي `EEن
ر YEEPKAP 1ًEا 'C9EEا '1EE25pأ EESر YEEاEE+رة ,EEP7ا1EEF5Npظ OEE5J#Hا& *`EEوز* OEEا&`EEي .و('EE
(ا _&H 1998)^CEا ^.ا&1م ^ * tPRإ Oذات ا ،.و( 'Eا ^#EAر( gEا 1ًEJ19 YEا1EF5Npظ EHـ
دون ا1J57ر 2ا^ ا2A*6ا 9أو 612#ه .1أ 2H 1ا&`*^ ا12د*^ ( 6E2ا&E)5وا أPEB* p VEIن 1Ejدة
TEEآة )( cEEd 'EEد5EEر k§EE( 1998وا آ vTEEا ,EEP7 gJEE2ا ^*EE.و EE*T#هEEا YGا YEEإ ^EEN ,EEأوان
ا14 '5رآا ((.^A5 1Iا&)ة
ﺲ ﻋﻦ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺇ ﱠﻻ ﳌﻦ ﺍﺳﺘﻘﺎﻝ ﺃﻭ ﺃﹸﻋ ﻔ ﻲ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ،ﺃﻭ ﺗﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﻃﻴﺐ ﻧﻔ ﹴ
ﺭﺗﺒﺘﻪ ﻭﺯﻳﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ.
ﻗﺎﻧﻮ ﹲﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﻬﻢ) ،ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ( ،ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻓﺮﻋﹰﺎ ﻳﻮﺍﰲ ﺃﺻﻞ )ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ( ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﹼـﺮﻩ
ﺠﺴﺪ ﺍﻷﺻﻞ ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺫﺍﺕ ﻭﻗـ ﹴﻊ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﰲ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﳌﹸﻮﺟﻬﺔ ،ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻷﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳ
ﻳﻮﻣﻲ ﺑﺎﻟﻎ .ﰒ ﻫﻮ ﺍﺧﺘﺒﺎ ﺭ ﻳﻮﻣﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺒﺘﻠﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﳌﹸﺜﺒﺘﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻷﲰﻰ ،ﻣﻮﺻـﻮ ﹲﻝ
ﲟﻮﺍﻗﻒ ﻭﺁﺭﺍﺀ ﻭﻋﻮﺍﻃﻒ ﻭﺍﳓﻴﺎﺯﺍﺕ ﻃﺎﺋﻔ ﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺟﺎﺩﺓ ﻛـﻞ ﺳـﺎﻋﺔ ،ﻣـﻦ
ﺻﺤﺎﻓﻴﲔ ﻭﳐﱪﻳﻦ ﻭ ﹸﻛﺘﺎﺏ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟ ﻌﻤﺪﺍﻥ ،ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﻢ ﻣﺆﺳﺴـﺎﺕ ﻭﺃﺣـﺰﺍﺏ ﻭﻣﻮﺍﻗـﻊ
ﺇﻟﻴﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻭﻗﺮﺍﺀ ،ﻣﱴ ﺍﻧﺒﺴﻄﺖ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﺖ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻟﺘﻘﻮﻡ ﺳﻠﻄ ﹰﺔ ﺭﺍﺑﹺﻌ ﹰﺔ ﻋﻠـﻰ
ﺐ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻨﻴﺎﰊ ﻭﺟﻬﺪﻩ ﰲ ﺿـﺒﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﳓﻮﹴ ﺃﻗﻞ ﻗﺪ ﺗﺮﺍﻗ
ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻌﻠﱢﻖ ﺣﱴ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻣﺪﺣﹰﺎ ﻭﻧﻘﺪﹰﺍ .ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ،
ﻒ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭﺷﺒﻪ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺳﻨﺪﹰﺍ ﻣﻬ ﻤﹰﺎ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺡ ﺤ ﺻﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ
ﺻﺤﻒ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻓﻘﺪ ﺇﻻ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﻃﺎﺭﺋﺔ ،ﺗﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺳﲑﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ .ﺃﻣﺎ
ﻑ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴـﻨﺪ ﺍﻷﻫـﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻔ ﺢ ﺑﻨﻘ ﺪ ﻣﺮﻳﺮ ﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻣﺜﱠﻠﺖ ﰲ ﻇﺮﻭ
ﳌﹸﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﳋﺎﺭﺝ .ﻭﻗﺪ ﻇ ﱠﻞ ﺃﻏﻠﺐ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ ﻳﺘﻘﻠﱠﺒـﻮﻥ ﰲ
ﺻﻔﺤﺎﺎ ﻣﺴﻠﻮﻗﲔ ﺑﺄﻟﺴﻨ ﺔ ﺣﺪﺍﺩ ﺃﺷﺤ ﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﻤﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺧﲑ ﻣﻮ ﹺﺟﺒﺔ ﺗﻬـﺪﺉ ﺍﻟﻨﻔـﻮﺱ ﺃﻭ
ﺗﺘﺤﺮﻯ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ ،ﺩﻭﻥ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ.
ﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺑﹰﺎ ﻟﻜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻏﲑ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ،ﲢﺴﺴﺖ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﻣﻮﺍ ﹺﺟ ﺪ
ﻛﺜﲑﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻣﺒﺎﺩﺭ ﹰﺓ
ﻣﻦ ﻋﻀ ﹴﻮ ﺑﺎﻠﺲ ﻏ ﹺﲑ ﺑﻌﻴ ﺪ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻠﺲ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻮﺩﻋﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ،ﻛﻤﺎ ﻫـﻮ
ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺿ ﻊ ﰲ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺍﳌﺪﺍﻭﻟﺔ .ﻭﺇﺫ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻦ ﺇﺑﺎﺣـﺔ
ﺼﺤﻒ ،ﺇﻻ ﻣﻦ ﺗﺮﺧﻴﺺ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ،ﻭﺃﻥ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻛـﻞ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟ
ﻱ ﻻ ﺗﻘﻴﺪﻩ ﺇ ﱠﻻ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻴ ﺢ ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﺻﺤﻔﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘـﺔ ﺑﺎﲰﻬـﺎ ﺭﺃ ﹴ
ﻭﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﺮﺍﺩ؛ ﺑﺪﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻗﻴﺪﹰﺍ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﺪ ﹺﺭﻛﹸﻮﻥ ﻋﻮﺍﻗﺒـﻪ،
ﺿ ﺔ
ﺳﻮﻯ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺍﺀﻯ ﳍﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﳌﹸﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻟﺪﺍﻋﻤﺔ ﺇﱃ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻌﺎ ﹺﺭ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ،ﻣﺤﺮﺿﺔ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻣﻮ ﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎ ﺭﺿﺔ ﺍﳋﺎﺭﺝ .ﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﺗﺒﺪﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﻳﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﺜﻠﱠﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﻓﺄﻋﻔﺎ ﻩ ﹺﺑﺸﺨﺼﻪ ﻣﻦ ﹶﻗﻴ ﺪ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻋﻦ
ﺍﳌﻬﻨﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﺎﻩ ﲟﻨﺼﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺣﺎﻓﻈﹰﺎ
ﺐ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ ﳌﺪﻯ ﺷﻬ ﹴﺮ ﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﱠـ ﹶﺬ ﻟﻪ ﺭﺗﺒﺘﻪ ﻭ ﹺﺯﻳﻪ ،ﻛﺎﻥ ﻧﺼﻴ
ﺥ ﻋـﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﺸﺮﻳﻌﹰﺎ ﻣﻠﺰﹺﻣﺎﹰ ،ﺍﺳﺘﺪ ﺭﻛﹶﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﰲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﺧﲑ ،ﰲ ﺗﻌﺒ ﹴﲑ ﺁﺧﺮ ﺻﺎﺭ ﹴ
ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺇﳒﺎﺯﻫﺎ ﺍﻷﲰﻰ ﰲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﳊﺮﻳﺔ.214
ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﺎ ﺭﻛﹶﺖ ﺑﻌﺪ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﰒ
ﺗﺼﺮﳛﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳌﹸﻌﻀﺪﺓ ﳌﻨﺎﺥ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺇﳚﺎﺑﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈـﺎﻡ ،ﻻ
ﺼ ﺪﺭﺕ ﻋﻦ ﻗﺎ ﺩﺗﻪ ﻷﻭﻝ ﻣـﺮﺓ
ﺳﻴﻤﺎ ﳏﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﳌﺘﻔﺮﻗﺎﺎ )ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ( ،ﻓ
ﺗﺼﺮﳛﺎﺕ ﲢﻤﻞ ﻛﻠﻤﺎﺕ )ﺍﳊﻞ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ( ،ﻭﺗﻨﺒﻪ ﺇﱃ ﺧﻄﺮ ﲤﺰﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺍﶈـﺎﺩﺍﺓ
ﻓﻴﻐﺪﻭ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ ﺃﻭ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺃﻭ ﻟﻴﺒﲑﻳﺎ ﻓﺘﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺣﺮﺏ ،ﻭﺫﻟﻚ
ﺕ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻷﺷﺪ ،ﺗﺪﻋﻮ ﺇﱃ )ﺍﺟﺘﺜﺎﺙ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﺟـﺬﻭﺭﻩ( ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍ
ﱀ ﻣﻊ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ( ،ﰒ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﻭ)ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ ﻷﺎ ﺗﻌﲏ ﺍﻟﺘﺼﺎ ﹸ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻷﻭﻝ ﺧﻄﹸﻮﺍﺕ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ،ﻭﺗﻮﺟﻪ ﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻪ ﺇﱃ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ )ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﰲ(
ﰲ ﺍﺧﺘﺒﺎ ﹴﺭ ﻣﺒ ﱢﻜ ﹴﺮ ﳉﺪﻳﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﳓﻮ ﻧﺼﻮﺹ ﺩﺳﺘﻮﺭﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮﻩ ،ﻭﳓﻮ ﻗـﺎﻧﻮﻥ )ﺍﻟﺘـﻮﺍﱄ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ.215
62# 26م 7ا YPKAا 'C9ا15E.ذ * EA7 YEا 1Eم E)AHوع 1Ejن ا (1EBوا1E7JRAت ،و 6E&Hإ1EGزة
OEH 6َ EِI7إ ,Eر YEاIAKر*ًTE(1 {JEB ZEj5P Eا .وإذ * CEا5E6ر أن
ا)AP YPKAوع ُ ،ً1&*E)# {JB
Z*)#اب ا)& ،I4 6&H 1ً12P# TFC* tو Zjا '( YاEم اًEJ& ،E .ا 1E2P h6E*"# ^E7ن 6E&Hآ cEذvE
ا1 5pر .أ1j 1ن ا2ات ا PEAاTEي * 'C+5Eا 6E2( YEأود OE7وز* Eا&6Eل ا15E.ذ 6J7ا6JE uE1Jرات
إ ,ا1x '( YPKAب ر Yا YPKAد ^N .ا5ا '( 'Hر PNر Aإ ,إ*ان ،و#أس EPGا 1EGزة tE1
ر Yا YPKAا15.ذ 6J7ا&6E4 M*Mو ،و 6Ejآ1Eن ME7م ا5ا 'EHأن * 6EB2اE41J YEPKAة ^Eا1ERAر و*Eأس
ا PKو* u2ا12نIG c 6# p ،د ^7 O1Ckذ.v
S 27ح ا 6ا1Bدق ا6IAي رMN Yب ا .آ 1أ1EJء رو*E5ز () *1EC* 18 'Eآ1Eن ا.ول( :1998
)أ57ف أن ا# 6j Pت وا1CAخ #وأن هTا ا '( 5ا6H Y`&* Pا* اٍ 1 '( `F5ر .( i
ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ )ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ( ﺑﻌﺪ ﻟﻘﺎﺀ ﻣﺮﺳﻰ ﻣﻄﺮﻭﺡ ﻣﺘﺠﺎﻭﺑ ﹰﺔ ﻣـﻊ
ﺑﺸﺮﻳﺎﺕ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺣ ﻤﹶﻠ ﻪ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺇﱃ ﲨﻠﺔ ﺍﻟﺴـﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻧﻴﺔ،
ﺺ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻓﺄﺻ ﺪﺭﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﺎﻥ ﻭﺛﻴﻘ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺗﺴ ﹺﻊ ﻧﻘﺎﻁ ،ﺃﻛﱠﺪﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﳌﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟـﱵ ﻧـ
ﺴ ﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﱰﺍﻉ ﳓﻮ ﻛﻠﻤ ﺔ ﺳﻮﺍﺀ ،ﻳﻤ ﻬ ﺪ
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ) ،(1998ﺩﺍﻋﻴ ﹰﺔ ﺇﱃ ﻣﺆﲤ ﹴﺮ ﺟﺎﻣﻊ ﺗﺤ
ﳍﺎ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﺍﳌﹸﻌﺘﻘﻠﲔ ﻭﺭﻓﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﰲ ﻏﲑ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺎﺕ
ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﳊﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ،ﻭﻛﻔﺎﻟﺔ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﱡـﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌـﺒﲑ
ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺷﺮﻃﺔ ﻭﳏﺎﻛﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﹶﺖ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﳌﹸﻘﺘﺮﺡ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺍﻟﻠﻴﱯ ﺑﺎﻟ ﺮﺿـﻰ
ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﳌﹸﺮﺣﺐ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﺍﻷ ﺣ ﺪ ﻣﻊ ﺍﳉﺎﺭﺓ ﺍﻷﻫﻢ )ﻣﺼﺮ(،
ﻓﻠﻘﺎﺀ ﻣﺮﺳﻰ ﻣﻄﺮﻭﺡ ﰲ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﲤﻮﺯ( 1999ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﲔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﻭﺍﳌﺼﺮﻱ ﻫـﻮ ﺍﻷﻭﻝ
ﺐ ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻟﻼﻏﺘﻴﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮ ﺿـﻮﺀ ﰲ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺴﺪﺍﻝ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻋ ﻘ
ﻧﻔﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﳌﺘﻌﺜﱢﺮ ﺍﳌﺘﺄﺯﻡ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻘﺘﺮﺡ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﺗﺘﻘﺎﲰﻬـﺎ
)ﻣﺼﺮ( ﻣﻊ )ﻟﻴﺒﻴﺎ( ﺃﻳﻨ ﻊ ﲦﺎﺭﹰﺍ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻼﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﳌﹸﻬﻢ ،ﻭﻭﺿﻊ ﺛﻘﹶﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻛﱪ ﺍﻟـﱵ ﺿـﻤﺖ
ﻏﺎﻟﺐ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﳌﻌﺎ ﺭﺿﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻭﻳﺴﺮﺕ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ،ﻭﺿﻌﻪ ﻟﺼﺎﱀ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻟﺘـﻮﺍﱄ
ﺠ ﻬ ﺪ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﺘﺮﺳﻴﺨﻪ ﻭﺗﻘﻮﻳﺔ ﺩﻋﺎﺋﻤﻪ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ،ﻣﺪ ﹺﺭﻛﹶﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳـﺘﻢ ﺇﻻ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗ
ﺑﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻬﺎ ﻣﻌﻪ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳝﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟّﺜﻘﹶﻞ ﺍﻟﻄـﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟـﺪﻳﲏ ﻭ
ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺗﻄﻠﱡﻌﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﺘﻤﻊ.
ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳌﹸﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ )ﺍﳌﹸﺸﺘﺮﻛﺔ( ﺑﺸﺮﻯ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺇﺫ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻷﻭﻝ ﻣـﺮﺓ
ﳐﺮﺟﹰﺎ ﻣﻦ ﻣﺄﺯﻕ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﺍﳌﻌﻠﻨﺔ ﺑﻔﺼﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺼـﲑ
ﺑﺪﻳﻼﹰ ،ﺇﺫ ﺭﻓﻀﺖ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .ﻓﻘﺪ ﺳ ﹶﻜﺘﺖ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﳌﺴﺄﻟﺘﲔ ﺍﳊﺴﺎﺳﺘﲔ
ﻟﺪﻯ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﻭﺟﺪﺕ ﲡﺎﻭﺑﹰﺎ ﻷﻭﻝ ﻭﻫﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺸـﻤﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﻤـﻊ
ﺻﻤﺘﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻷﻭﻝ ﻭﻫﻠﺔ، ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﳌﹸﻌﺎﺭﺽ ،ﺇﺫ
ﺕ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﺗﺘﺠﻨﺐ ﺎ ﻏﻀﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﲔ ﺍﳌﹸﺒﺎ ﺩ ﺭﺗﲔ .ﻛﻤﺎ ﺃﺗﺎﺡ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻴﺊ ﳌﻮﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ ﺑﻜﻠﻤﺎ
ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺍﻟﻠﻴﱯ ﰲ ﺍﳌﹸﺸﻜﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﻣﻬﺎﺩﹰﺍ ﻟﺘﺪ ﺧ ﹴﻞ ﻋﺮﰊ ﻳﻨﻘ ﹸﺬ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ،
ﺍﻟﱵ ﺍﺷﺘ ﺪ ﻋﺪﺍﺅﻫﺎ ﻭﺍﻧﺘﺼﺒﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻛﻴﻨﻴﺎ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳊﺮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻫﻲ
ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﳑﺴﻜﺔ ﺑﻌﺼﺎ ﺍﻟﻮﺳﺎﻃﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﳊﻴﺎﺩ.
ﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﻴﺄ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﻛﻠﻪ ﻟﺒﻴﺌﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳـﺔ ﺍﻟﺸـﻤﻮﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﺑﺪﻭﺍﻓﻊ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﳌﺎ ﻳﺮﺗ ﺪ ﲞﻄﻮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻔﹶﺘﻪ،
ﺐ ﻭﺗﺤﺎﺳﺐ .ﻭﺭﻏـﻢ ﻣﺴـﺎﺭﻋﺔ ﺇﻣﺴﺎﻛﹰﺎ ﻣﻄﻠﻘﹰﺎ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺩﻭﻥ ﺣﺮﻳﺔ ،ﺑﻞ ﺩﻭﻥ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺮﺍﻗ
ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺘﺴﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﻀﲑﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻟﱠﻰ ﺭﺋـﻴﺲ
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﳌﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﳌﺘﺤﻤﺴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺭﺓ )ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ( ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﺍﻷﻋﻨـﻒ
ﺿﺪ ﺍﳌﹸﻌﺎﺭﺿﺔ ،ﻣﺘﺨﺬﹰﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺴﻨ ﺢ ﻟﻪ ﻣﺘﺤﺪﺛﹰﺎ ﺑﺄﻗﺬﻉ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺣ ﻤﻠﹶـﺖ ﺭﺳـﺎﻟ ﹰﺔ
ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺤﺾ ﻫ ﺮﺍﺀ ،ﺃﻭ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﲑ ﺁﺧﺮ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺸﻌﺒﺔ ﺍﻷﺿـﻌﻒ ﰲ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻳﻌﺎ ﹺﺭﺿﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻫﻢ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ.216
ﻭﺑﺘﺼﺎﻋﺪ ﺗﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﻓﺤﺶ ﻧﱪﺗﻪ ﰲ ﺍﳍﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﹸﻌﺎﺭﺿﺔ،
ﺏ ﺍﻷﺷﺪ ﲢﻤﺴﹰﺎ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺭﺓ )ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ( ﺭﺩﹰﺍ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﹰ ،ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﺳـﺘﺜﻤﺮﺗﻪ ﺩﻭﺍﺋـﺮ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﳊﺰ
ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻳﺔ ﻟﺘﻌﻮﻳﻖ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻻﺣﺖ ﺍﻧﻔﺮﺍﺟ ﹲﺔ ﻟﻠﻀﻮﺀ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﺍﳌﹸﻈﻠﻢ،
ﺼﻤﺔ ﺑﺎﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ )ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ( ﻛﻞ ﺃﻣ ﹴﻞ ﰲ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﻋﱪ
ﰒ ﺧﺘﻢ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﳌﹸﺴﺘﻌ
ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﲔ ،ﺑﺘﺼﺮﳛﻪ ﰲ 1ﺳﺒﺘﻤﱪ )ﺃﻳﻠﻮﻝ( » :1999ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻹﻳﻘﺎﺩ ﺃﻛﺜ ﺮ ﺻـﺪﻗﹰﺎ ﻭﻻ
ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻮﺍﺯﻳﺔ«.217
IEE4 6EE&H 28وا OEE12 ^EE 6EENا1EEJ YEEرك EER ,EEAHوح ،و( 'EEا1EEF5Npل 1EE55(1Hح 1FEEBة 30 'EE( 1EE)H
أi) YRxب( ،1999وآ" OG* Oر OP1إ ,ر Yا1AJن أ^ 17م اآ ا وأ^ 1E7م اA#oEA
ا 'C9ا Y1Kإ '( OJ1G ,ا1F5NpلS ،ح ا"EH )Jن ,EP7) :ا1&Aر Efأن h1E 'E( 1I5E1K cE#اEJ
ا ،AN.وأن ^P&#ا H5أو ،ًpوأن j1& ^7 ,Pa5#ة اAaر (' أAا وا12هة ،وأن T5&#ر ^7أ 1I1Rا'E5
ار N '( 1I5J`#ا) t&EاEدا' إذا أرادت ا&Eدة EPدان( .أ 'E( 1Eا(1E55ح 6EأHد 'E( Eأآ^*E)#) HE5
ا.ول( _*61H OG# 62( 1999إ ,أ 64ز1A7ء ا1&Aر1(P 1ًA# fق ا) :1ًECP& 'C9Eإن ا1EBدق ا6EIAي
UP 1 YHا 1م اا .(cNو(' 12ء 1jدة ا 6aا 6AاP+A* ^*Tن ز6Hة ا 12ذ ا 'JC* '5أن E5P "EI#ل
ا2A*6ا '9ا1j 6*6Kل ا* Yم 1E 1رس )iذار( ) :1999إن أ Eه hTEا1E2دات 16EF* ^EآًE+ا و16E*M* ^E
pوه Vو^ وراءه1* p Vوون 1CG 1C JC1Hح .( f&H ر VI7Gإً 1J p
) JA5J 20 '( 29أ*Pل( MN ,CJ# 1999ب ا6 PA7 .ودة ا u KF# Q(6I5أJب ا E2RC 'E( uFC
)اIدي( 1A4ل JR7ة ،وا 1ً2Np {#أن ا EPJj ^E ^*TFCAا6*1E4ة و 6EjاE# ,EP7 VEI& EF#ك د*cEA# EG1J
1&4ر MNب ا Zj '( .ا6ث.
*****
ﻉ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﻭﲤﺎﻡ ﺍﳊﺮﻳـﺎﺕﺃﻋﺎﺩ ﺍﻴﺎ ﺭ ﻓﺮﺹ ﳒﺎﺡ ﺍﳌﹸﺒﺎﺩﺭﺓ )ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ( ﺍﻟﺼﺮﺍ
ﺚ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺯﻋﻴﻢ ﺇﱃ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻟﻴﺘﺠﻠﱠﻰ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﲔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺣﻴ ﹸ
ﺕ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺑﲔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﺃﻭ ﺑﲔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻭﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺼﺎ ﻋﺪﺕ ﺃﺻـﻮﺍ
ﺚ ﺑ ﺪﺭﺕ ﺩﻋﻮﹲﺓ
ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﲢﺎﺻﺮ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺣﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﲔ ﰲ ﺍﳍﻴﺂﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ،ﻭﺣﻴ ﹸ
ﺐ ﺱ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺆﻭ ﹰﻻ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻠﺲ ﻓﻼ ﻳﺬﻫ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻠﺲ ﻟﺘﻌﻴﲔ ﻭﺯﻳﺮ ﻟﻸﻣﻦ ﻳﺮﺃ
ﲡﺎﻭ ﺯ ﺃﻭ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺑﻐﲑ ﺳﺆﺍﻝ ﺃﻭ ﻋﻘﺎﺏ .ﻛﻤﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ )ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ( ﺁﺧﺮ ﺧﻴﻮﻁ ﺍﻷﻣـﻞ
ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺳ ﻤ ﻲ ﻣﺴﺆﻭ ﹰﻻ ﻋﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌـﺔ ﻣﻠـﻒ ﺍﻟﻠﺠﻨـﺔ
ﺍﻟﺘﺤﻀﲑﻳﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ،ﻭﺃﺣﺪ ﺃﺷ ﺪ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﻃﻤﻮﺣﺎﹰ ،ﻗﻄﻌﺘﻪ ﻋﻦ ﺗﻮﻟﱢﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋ ﺔ ﺑﺎﻟﻐ ﺔ
ﺍﻷﳘﻴﺔ ﻫﻲ )ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻃﲏ( ،ﻭﻫﺪﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ ﺑﺸﺒﺢ ﺍﻟﻌﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ ﺑـﲔ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺮﻳﲔ
ﺍﻟﻜﺎﺭﻫﲔ ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﲔ ﺍﳌﺘﻮﺟﺴﲔ ﺩﻭﻥ ﻏﻨﺎﺀ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺗﻪ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﱪﻳﻖ ﺍﳋﺎﻓـﺖ ﻭﺍﻟﻌﻤـﻞ
ﺍﶈﺪﻭﺩ ،ﻭﺩﻓﻌﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ،ﻳ ﻮ ﺣ ﺪﻫﻢ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﻭﺍﳋـﻮﻑ
ﻭﻳﺪﻓ ﻌﻬﻢ ﺑﻘﻴﺎﺩﺗﻪ ﻟﺸﻖ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺆﺍﻣﺮﺓ ﳓﻮ )ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ(.218
ﻣﻨ ﱪ ﺁﺧﺮ ﻣﻬﻢ ﻇ ﱠﻞ ﻳﻮﺍﱄ ﺗﺄﺛﲑﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﻳﺜﲑ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻗﺎﺩﺎ ،ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ
ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻣﻴﻨﹰﺎ ﻋﺎﻣﺎﹰ ،ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻔﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻪ ﻣﻨـﺬ
ﺧﺘﺎﻡ ﺣﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﺎﻳﻮ )ﺃﻳﺎﺭ( 1991ﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻲ،
ﻭﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﳝﺜﱢﻞ ﻗﺒﻠ ﹰﺔ ﻵﻣﺎﻝ ﻛﺜ ﹴﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﹸﺴﺘﻀﻌﻔﲔ ﻭﺃﺭﺿﹰﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺍﳊ ﺪ
ﺍﻷﺩﱏ ﻷﻫﺪﺍﻑ )ﺍﻷﻣﺔ( ﻭﻏﺎﻳﺎﺎ.
ﺃﻣﺎ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﺜﻞ ﺍﻟﺸﻖ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻓﻘﺪ ﲡﺎﻭﺑﺖ ﻣﺘﺤﻤﺴﺔ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻷﻭﻝ ﻗﻴﺎﻣﻪ،
ﻯ ﻟﻺﺭﻫـﺎﺏ ﰒ ﻏﺸﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﺲ ﺑﺘﺼﺎﻋﺪ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺿﺪﻩ ﺗﺘﻬﻤﻪ ﻣﺄﻭ
ﻼ ﳌﻌﺎﺭﺿﻴﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺑﺮﻭﺯ ﺍﻻﺎﻡ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﺑﺎﻟﻀﻠﻮﻉ ﰲ ﺍﶈﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﻭﻣﻮﺋ ﹰ
,AE 30ا A#oEEAا 'C9EEا6EEآ5ر 1EExزي EESح ا ^*6EEا& '1EEJ5وز* EEا EE(12+وا EE7م * Tٍ Eوا ^EE.ا&1EEم
UP &H15 ^7 pا1EJAدرة ا *EBAا EJP ،و` {*EB# ^EدEG .ن (ا5E)Aآ )اo h1A ،A#oAP H1و ً
jاTي Uا1JAدرة أ17د أGاء ا 1JNط وا& 1Rا6E 1ى ا EJaCا E6Aا 12ذ* Eا 'E5آE# QE1ا'
،وه"12P VI#ء Bم ا5ا' (' UB5Cا(.*Rا5ا')
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﰲ )ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ( ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﲔ ،ﺍﺳﺘﺸﻌﺮﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣـﺔ ﺃﻥ ﺍﳌـﺆﲤﺮ
ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﺐ ٌﺀ ﻳﻨ ﺬ ﺭ ﺑﺎﻧﺪﻻﻉ ﺍﳋﻄﺮ ﻭﻋﺎﺋ ﻖ ﻳﻌﻄﱢﻞ ﺍﻧﺪﻓﺎﻋﻬﺎ ﻟﻼﻋﺘﺪﺍﻝ ،ﻭﺭﻏﺒﺘـﻬﺎ ﰲ
ﺠ ﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﺣﺎﺑﻴﻞ ﺍﳌﹸﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺘﺼـﺮﳛﺎﺕ ﻭﻟﻮﺝ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺃﻭ ﻳﻬﻴ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻧﺼﺤﺖ ﺑﺎﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌـﺆﲤﺮ
ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺭﺃﺕ ﻓﻴﻪ –ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﳌﹸﺼﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ-
ﻼ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ،ﻳﻤﻜ ﻦ ﺭﺻ ﺪ ﻩ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ،ﺑﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻋﱪﻩ ﻣﻊ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﳋﻔﻴـﺔ ﻛﻴﺎﻧﹰﺎ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﻣﺎﺛ ﹰ
ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺍﻷﺻﻮﱄ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺳﻠﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﻬﺎﺩﻳﺔ ﲟﻦ ﻫﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﲟﺎ ﳛﻔـﻆ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ
ﺕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺣﻮﺍﺭﹰﺍ ﻭﺟﺪﺍ ﹰﻻ ﻻ ﺳﻨﺎﻧﺎﹰ ﻭﻗﺘﺎﻻﹰ ،ﻭﺳﺎﻃ ﹰﺔ ﺑﺎﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘ ﻘ ﻦ ﻗﺎﺩﺗـﻪ ﻟﹸﻐـﺎ
ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﻗﺪ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻪ ﻭﺗﻌﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﻀﺎﺭﺗﻪ ﻭﺍﻋﺘﺮﻓﻮﺍ ﺑﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ،ﳑﺎ ﻻ ﳚﺪﻩ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﰲ
ﻗﺎﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ.
ﻀ ﻢ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﺍﳌﺘﺼـﺎﻋﺪﺓ ﰲ ﳐﺘﻠـﻒ ﳏـﺎﻭﺭ ﺍﻹﻧﻘـﺎﺫ ﻭﻣﺆﺳﺴـﺎﺎ ﰲ ﺧ
ﻭﺷﺨﺼﻴﺎﺎ ،ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻦ ﺧﻄﻮﺗﻪ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺧﻄﺘﻪ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺛﺒﺖ ﻣـﻊ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺛﺒﺎﺗ ﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺻﺮﻓﺘﻪ ﺻﻮﺍﺭﻑ ﺍﳌﹸﺪﺍﻓﻌﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﻤﺴﺎﻛﻪ ﺎ ﻣﻬﻤـﺎ
ﺐ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ – ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻣـﻦ ﺃﺣﻄﱠﺖ ﺑﻪ ﺷﻮﺍﻏﻞ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻭﻃﻮﺍﺭﺋﻪ ،ﰲ ﺑﻠ ﺪ ﻣ ﻌ ﱠﻘ ﺪ ﻣﺘﻘﱢﻠ ﹴ
ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ .ﻓﺈﺫ ﺍﻛﺘﻤﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺍﻷﻫﻢ ﺑﺈﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻟﻠـﺒﻼﺩ،
ﰊ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻳ ﻌﺪﻩ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻊ ﺧﺎﺹ ﻭﻴﺄﺕ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻟﺒﻨﺎ ٍﺀ ﺣﺰ ّﹴ
ﻼ ﺍﳉﻤ ﻊ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ
ﻧﻈﺮﺗﻪ ﰲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﻇﺎﺋﻔﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﻋﻤ ﹰ
ﺳﻴﺎﺳﻴﹰﺎ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻲ .ﻭﺭﻏﻢ ﺍﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﺘﺴـﺎﺭﻉ ﺧﻄـﻮﺍﺕ
ﺐ ﺣﺮﻛـﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﺲ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﺭﺿﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﳉﺎﻧﺒﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺗﻼ ﻫﺜﹶﺖ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﹸﻗ
ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ،ﺃﻭ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﲢﺮﻛﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺘﻔﺘﺢ ﻋﻬـﺪﻩ
ﻑ ﺷﺎﻣ ﹴﻞ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻣﻊ ﺧﻄﺎﺏ ﻭﺍﺿﺢ ﺍﻟﻨـﱪﺓ ﹶﻗ ﹺﻮﻳﻬـﺎ ﻳـﺪﻋﻮ ﻟﺘﺮﺳـﻴﺦ ﺍﳊﺮﻳـﺔ ﺑﺘﻄﻮﺍ
ﻭﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﲢﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﻟﹶﻰ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﻣﻨﺬ
ﺻﺪﻫﺎ ﻣﺮﺍﹶﻗﺒ ﹰﺔ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ،ﻭﺗﺮ
ﺗﻔﺎﺀﻟﺖ ﲟﻨﺎﺥ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻧﺘﻜﺎﺳﺔ ﺃﺻـﺎﺑﺖ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ
ﺑﺎﻧﺘﻜﺎﺱ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ )ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ( ،ﻓﺈﻥ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣـﺎ ﺗـﺰﺍﻝ ﺗﺮﺟـﻮ ﺣـﻞ
ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﻓﺎﻕ ،ﻓﺎﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻣﺜﱠﻠﺖ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟـﺬﻳﻦ
ﺏ ﻟﻠﻤـﺆﲤﺮ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﺘﺠﺎﻭﺑﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻧﺘﻤﺎ ٍﺀ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﺍﻫﻨﺔ ﺍﻧﺘﺴﺎ ﹴ
ﻕ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﱄ ﺍﳌﹸﺘﻄﺎﻭﻝ ،ﻭﻣﻬﺎﺩﹰﺍ ﻟﺒﺸﺎﺋﺮ ﺝ ﺻﺪ ﹴﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻣﺜﱠﻠﺖ ﳍﹸﻢ ﻣﺨ ﺮ
ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺳﻔﹸﻦ ﺍﻟﺒﺘـﺮﻭﻝ ﺍﻟﺼـﺎﺩﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﺸـﻮﺍﻃﺊ
ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ،ﻛﻤﺎ ﻫﺪﺃﺕ ﻧﱪﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﺮﰊ ﺍﳊﺎﺩﺓ ﺿﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﺗﺴﺎ ﺭﻋﺖ ﺧﻄﹸﻮﺍﺕ ﺍﳊـﻮﺍﺭ
ﺐ ﺍﻟﹺﻨّﻔﻄﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﺄﺛﺮ ﺍﻟﺼﲔﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻊ ﺩﻭ ﹴﻝ ﺗﺴﺘﺒﺸﺮ ﺑﺎﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺗﻨﻈﺮ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎ ﹴﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﺬﻫ ﹺ
ﺑﺄﻭﻝ ﻏﻴﺜﻪ.219
ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺎﺋﺮ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﻭﻋﻮﺩ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ ﲪﻠﺘﻪ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺇﱃ ﻋﺪﺓ ﺃﻟـﻮﺍﻥ ﰲ
ﺍﻟﻄﻴﻒ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ،ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﹰﺎ ﻻﺯﻡ ﺍﻟﺴﺪﺍﺩ ﻗـﺪ ﻻ ﻳﻮﻓﻮﻧـﻪ ﰲ
ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﳌﺘﻐﻴﺮ ﳓﻮ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﻨﺼﺐ ﻭﻣﺪﺍﻭﻟﺘﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺿﺤﺎﻳﺎﻩ ،ﰒ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﺎ ﺑﻐﺘ ﹰﺔ ﻭﺘ ﹰﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺸـﻞ
ﺖ ﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺍﺕ ﰲ ﻋﻮﺍﺻـﻢ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴـﺔ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ،1995ﻭﻗﺪ ﺷ
ﻭﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،ﻭﺃﻛﻤﻠﻮﺍ ﺩﻭﺭﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﶈﻄﱠﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻭﻋـﺎﺩﻭﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﺴـﻮﺩﺍﻥ
ﻳﺴﺘﺬﻛﺮﻭﻥ ﻣﻮ ﹺﺟ ﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻭﺛﺄﺭﻫﻢ ﺍﳌﺆﺟﻞ ،ﻭﻗﺪ ﲡﺴﺪ ﳍﹸﻢ ﰲ ﻋـﺪ ﹴﻭ ﺣـ ٍﹴﻲ ﻣﺎﺛـﻞ ﰲ
ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺍﳊﺜﻴﺜﺔ ﳓﻮ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺸﺎﺭ ﹸﻛﻬﻢ ﰲ ﻣﺴﺎ ﺟﹶﻠﺘﻪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻـﺮ ﺍﳌﹸﻤﺴـﻜﺔ
ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ،ﻭﻟﻮ ﻋﺪﻭﺍﻧﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ .ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺍﻟﺜﻠﱠﺔ ﻣﻦ ﳔﺒﺔ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺍﳌﹸﺘﻐﻴﺮﺍﺕ
ﺚ ﻋﻦ ﺩﻭ ﹴﺭ ﻳﻮﻇﱢﻒ ﻃﺎﻗﺎﻢ ﻭﻳﺮﺿﻲ ﻃﹸﻤﻮﺣﺎﻢ ،ﻭﻫﻲ ﺭﻏﻢ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﺍﳌﺆﻳﺪ ﻟﻼﻧﻔﺘﺎﺡ ﺑﺄﻣ ﹴﻞ ﻳﺒﺤ ﹸ
ﺴ ﺮ ﺓ ﻣﻨﺬ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ
ﺤﻂ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﺎﳌﹸﺪﺍﻭﻟﺔ ﻭﺍﳌﹸﻨﺎﻓﺴﺔ ﻗﺪ ﺗﻮﻟﱠﺖ ﹺﺑ
ﻭﺑﺴ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻸﻣﻨﺎﺀ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺃﻣﲔ ﻋﺎﻡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﻠﻬﻢ ﻟﻴﻨﻘﺬﻫﻢ ﻣـﻦ
31آp1EE2 tEE1x QEE1ت اEEأي و1EEه1Aت ُآ1EE5ب ا6EEA7.ة EERaH 6EE)#ات ا(1EEق ا 'C9EEو 76EE#إzEE# ,EE
ا*1ت وا 'E( 6Kا1&5Eب Ejى ا1&Aر6E# E Efاول . RPEP 'APEآ6IE4 1EAت 1EPGت ا YEPKAا'C9E
1ه1Aت CP AIاب ا 6A# ^P25Aا 1A# ,P7م إ1Gزة و E2kا5E6ر ا zE# 'E5ا*1Eت ا& ، E1و,EP7
pوا25EEارًا ا1EB5jد*ً .1و6E# 6Ejث ا ^E.ا&1Eم .ول Eة ('EE6Hا* (6E# EاE5Jول اTEي *EP ^oEدان اً 25E
ا ,EE)a* 'E5أن 1EEj tEB#دة (( EC5ا 1EEء)ا A#oEAا) 'H1JEا& 'A1EEاTEي OEEAا1E#pد ا1JE)P 'C9EEب ^EE7
وjا 67ا)Aوع ا ' ،آ6N 1Aث .ول 1K#رب ZA5Kا.^APA
ﲬﻮﻝ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻋﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﱵ ﺃﺣﻜﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﲡﺊ ﺃﻣﺎﻧﺘـﻪ
ﻒ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ. ﺿ ﻌ
ﻼ ﳍﹸﻢ ﻭﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺃﻇﻬﺮ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﲤﺜﻴ ﹰ
ﺇﻧﺴﻠﻜﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺓ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻮﺭ ﺇﻳﺎﻢ ﰲ ﺍﻬﻮﺩ ﺍﳌﹸﻨـﺎﻗﺾ ﳋﻄﹸـﻮﺍﺕ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﳓﻮ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﱃ ﻛﱪﻩ ﻣﺪﻳ ﺮﻫﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻳﺴﺘﻐﻠﱡﻮﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﱵ
ﺍﻋﺘﺮﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻋﺴﺎﻛﺮﻩ ﺍﻷﻗﺮﺑﲔ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﹸﻘﺒﻠﺔ ،ﻻﻋﺒﲔ ﲟﻬﺎﺭ ﺓ ﻓﺎﺋﻘـ ﺔ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻷﻭﺗﺎﺭ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﻋﺸﺎﻕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺧﺘﱪﻭﺍ ﺷﻬﻮﺓ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ ﳌـﺪﻯ ﺍﻟﺴـﻨﻮﺍﺕ
ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ،ﺃﻥ ﻗﺪ ﺁﻥ ﺃﻭﺍﻥ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺟﻬﺪﻛﻢ ﻭﺭﻣﺰﻛﻢ ﻟﺼﺎﱀ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﲰـﻮﻫﻢ ﺑﺄﲰـﺎﺋﻬﹺﻢ ﰲ
ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﺍﻟﱵ ﺃﻛﻤﻠﻮﺍ ﻧﺴﺠﻬﺎ ﺑﺈﺣﻜﺎﻡ ،ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ ﺩﻓﻊ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﱃ ﺣﺎﻓﱠﺔ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻴﺢ
ﳍﻢ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﲞﻴﻮﻁ ﺍﳌﺴﺮﺡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ،ﻣﺘﻮﻫﻤﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻳﺦ ﳝﻜـﻦ ﺃﻥ ﻳﻌـﻮﺩ
ﺍﻟﻘﹶﻬ ﹶﻘﺮﻯ.220
ﻭﺇﺫ ﹸﻗﺮﹺﺃﺕ ﺧﻄﻮﺓ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻫﻮﺍﺟﺲ
ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ،ﻭﺃﻓﻠﺤﺖ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﰲ ﺗﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﺒﹺﻄﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺃﺎ ﺧﻄﻮ ﹸﺓ ﺍﻷﻣﲔ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﳓﻮ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﺍﺳﺘﺴﻠﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﳌﺎ ﻇﻨﻪ ﺎﻳﺔ ﻭﻻﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ
ﻭﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﻪ ﺷﺨﺼﻴﹰﺎ ﳓﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒ ﹴﻞ ﳎﻬﻮﻝ ،ﻳﻜ ﻤﻠﹸﻮﻥ -ﺃﻱ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ -ﺭﻭﺍﻳﺎﻢ ﲟﺮ ﹺﻭﻳـﺎﺕ
ﻣﻮﺟﺪﻳﻦ ﻛﺜﲑﻳﻦ ﻣﻦ ﳐﺘﻠﻒ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺧﺎﺑﺖ ﻃﻤﻮﺣﺎﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﺃﺟﻨﺪﺍﻢ
ﺏ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ،ﻟﻜﻨﻬﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﰲ ﺷﺨﺺ ﺍﻷﻣـﲔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻷﺳﺒﺎ ﹴ
ﺼ ﺮ ﺗﻄﻠﻌﺎﻢ ﻭﻳﻨﺘﺼﺮ ﻷﻫﺪﺍﻓﻬﻢ.221
ﺼ ﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻨ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﻨ
^<7ا6آ5ر 'JRُjا6IAي ً*6ا 1IK 1ً17ز ا ^E.وهME* 1E Eال ًFEا EPدان ( 'Eإ*Eان ،وا5E4ط أن ُ 32
*5ك *6 t1 tBCا1IKز 7 ^ 1ً1د O#وا ^ O 5ا *6Aا ^` .H1ا t1Cا.ول 1Eرع ^E&5H
ا6EEآ5ر ُEERف *6EE *<6ESا&1EEPAت ا 'EE( H1EEا1EEIKز ( 'EEا 6EE&H tEEBCAا1FEE 'EE( OEE&j ^EE O1765EEرة
ادان .1*KCHآ17 1Aد إ ,ادان آ1EAل 6EJ7ا1FE 'E( OE&j ^E URPرة اEدان CHو 'EHوEBا^*6
6Aأ1F ^ 6ANرة ادان 121Hهة و tNا 1FE ^ A7رة اEدان "EHد* Yأ ،1EH1Hو1JEf ^E VI&EAGط
ا1EIKز اEGa# ^*TEEا ( 'EEأMEIGة اMEEب ا ، ES1aو( 1EEAأدى *6Eا&1EEPAت ا H1Eو tEE1ا *6EAا 6EE*6Kد.
TEEآة )EERف *6EESدورًا أ ZEE 1ًEE1ا *6EEAا H1EEد"EE# 'EE( Z(1EE 'EEP7 Z(1EE .ز* Vا.ز EEو EEI#ا1EECAخ EEـ
،أدى ا 2Jأدوارًا 1F5و '( #ا.ه(. Aا&)ة
cEEd 33اEE5F YEEة VEEH F5EE* EEP*9آ1ر*`#1EEي ) O#EEإ6EENى ا UEEBاEEدا ا1EEBدرة ( 'EEا1EEaرج
*<Bر ا ^.ا&1م و 6jرآ cآ' ا YPKAاً671S 'C9ا آ' ر 1اIAKر* ،وذ( 1ً2P&# vا9aم)
EJ ,P7ا ^E O5125Eر E1ا YEPKAا ^E` .'C9Eذات اEPAN ^*TEا إ OEا`1ر*` #1EزودوEBH hرة آ1ر*` E*#1
أ EEى ^EEو*1EEت ا Y1EEKAا ، EES1aأن ا ^EE.ا&1EEم EE)* pب 6EEIGا)1EEBaت و*5N1EEH O&EEام آZEE cEE&F# 1EEA
ﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣﲔ ﻭﺗﺎﺋﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ،ﻓﻔﻴﻤﺎ ﹶﻃﻔـ ﻖ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﺇﺫﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻳﻘﺎ ﹺﺭ
ﺿ ﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﰲ ﻣﺒﲎ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻭﻳﻮﺩﻉ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﳚﻤ ﻊ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ﻭﺃﻏﺮﺍ
ﺕ ﻭﺣﻔﻼﺕ ﻋﺸﺎ ٍﺀ ﻋﻦ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺕ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﻏﲑ ﺍﻟﺮﲰﻲ ،ﳛﺪﺛﻬﻢ ﰲ ﺭﺣﻼ ﰲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎ
ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﹸﻘﺒﻠﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺳﺘﺸﻬﺪ ﺩﻭﻟﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﺆ ﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﳛ ﹸﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ،
ﺐ ﻓﻴﻬـﺎﺐ ﻓﻴﻪ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺣﺎﻛ ﻤﻬﺎ ﻭﻳﺘـ ﻮﻟﱠﻰ ﻛـ ﱡﻞ ﻣﻨﺼـ ﹴ ﻭﻳﺴﻮﺩﻫﺎ ﺇﻃﺎ ﺭ ﻻﻣﺮﻛﺰﻱ ﻳﻨﺘﺨ
ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ،ﻭﻋﻦ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻴﻮﺍﰲ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻗـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘـﻮﺍﱄ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻳﺘﻤﺜﱠﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﳒﺎﺡ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﲡﺎﻭﺯ ﻣﺄﺯﻕ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﹸﻐﻠﻘـﺔ
ﺏ ﻳﻮﺍﰲ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﻧﺸﺎﻃﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺃﻃﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﲰﻲ ،ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺣﺰ ﹴ
ﺴﻌﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﻨﻮﻋﻪ ﻓﻼ ﻳﺮﻛﱢـ ﺰ ﺍﻻﻣﺘﻴـﺎﺯ ﻭﺍﳋﺼﻮﺻـﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ،ﻭﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑ ِ
ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ ،ﺑﻞ ﻳﺒﺴﻂ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﺑﺎﻟﺴﻮﻳﺔ ﻓﻼ ﳛﺘﻔﻆ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﰲ ﻗﻤﺔ ﻫﻴﻜﻠﻪ،
ﺴﻤﻴﻬﺎ ﻗﻮﻣﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻳﺴﻌﻰ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ ﻟﻘﺴﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟ ﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﳓﻮ ﻋﺪﺍﻟـ ﺔ ﰲ ﻳ
ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻋ ﱪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.222
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﺍﺳـﺘﻘﻼﻟﻪ ﻋـﻦ
ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﺗﺪﺍﺑﲑ ﺍﳌﺎﻝ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺷﺆﻭﻧﻪ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﺷﻌﺒﻴﹰﺎ ﺑﲔ ﺃﺣﺰﺍﺏﹴ ،ﻳﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺭﺩﻩ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺪ ًﺀ
ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺇﱃ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺷﺮﻛ ﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﻐﺎﺩﺭﺎ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﻗﺒﻞ
ﻣﺎﻟﻴ ﺔ ﺗﺠ ﻤ ﻊ ﳍﺎ ﺧﱪﺍﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﺎﻝ ،ﻭﺗﺠﺒﻰ ﳍﺎ ﺭﺅﻭﺳﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﺍ ﹺﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﱵ ﻫـﻲ ﺍﻟﻴـﻮﻡ
ﻣﺘﻜﺎﺛﺮﺓ ،ﺭﻏﻢ ﺿﺎﺋﻘ ﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺃﺣ ﹶﻜﻤﺖ ﻗﺒﻀ ﹰﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻋﻮﺍ ﹴﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﳌﺸﻬﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ.223
ً1BF7 OP7و*ُ OH '2Pإ PE ,ا EAIAت آ " EJP7" ZE cE&Fُ* 1EAا .'EJJوأن ا( ^E.ز) G1G ا ،'JJو`ُ Jِ Rُ* OC
ا&1م ^ *15aر 1 1ً4اIAKر* إ ^E 1ًBa4 pاEب ا ،,EBj.وً6E*6#ا ا& 6EA 6EAا EFP ^E.أو د.
'EEEP7ا1EEEج ،6EEEAوأ 'EEE( 5E Ea OEEEا1EEE5xpل اEEEC&Aي 1EEEBa)Pت 6EEE ^EEEن اEEENAم ا 6EEE4ا1EEERه إ,EEE
)OBa4ا (Yام .و xذ Y1K Bj ^ vا15xpب و P#اFCس ا#Aرة.
34اI5EE4ت ( vEEP# 'EEاEE5Fة EEjا YEEPKAا *6EE ZEE 'C9EEا"EEIة ا&AP EE1ا1FEESت وا Y*1EE2AوEE*9 EEj
ا9aم ،'6وا65اول Nل *2#اAا ZGا&1م و) 6jت ا ^E 1ًE&H UBا6EAاوpت ا C 1Eو)E*2# E
CKاN Jل *6ه"ة اAا1FSت وا ،Y*12Aوآ 1A 1IPأ1kر txا ,P7 Yا YPKAا.'C9
35ا1F5دت 1jدة ا A#oAا ^ 'C9ا EN E*1I Qjا1EF5pع .رض ا1ECدي ا`9a1EH '`k1Eم و6EHأت
ا1E) ,EP7 FC5E 'E5ط (اE5ا')إGاءات ا1K5ره ،1آ6H 1Aأت ZAGرؤوس ا.ال ا ز 4 Y"5آ
اMب.
ﻂ ﳉﻮﻟ ﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﺓ ﻋ ﱪ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﳊﺰﺏ ﻭﻓـ ﻖ ﻛﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴ ﹸ
ﺍﻟﺮﺅﻯ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﻫﻴﺎﻛﻠﻪ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻠﻤـﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌـﺎﻡ
ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﺭ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻷﻛﱪ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻷﻛـﱪ ﰲ ﺗـﺎﺭﻳﺦ
ﻉ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻵﻥ ﺃﻱ
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﳌﹸﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺸ ﺮ
ﳋ ﱠﻄﺘﻪ ﰲ ﺧﻼﻓﺘـﻪ ﻂ ﻣﻼﻣﺢ ﹸ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﲔ ﻣﻦ ﺎﻳﺔ ﻭﻻﻳﺘﻪ .ﻛﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺑﺴ ﹶ
ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻴﺌ ﹰﺔ ﻟﺪﻭﺭﻩ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﻨﺎﺑﺮ ﺍﳊﻮﺍﺭ
ﺡ ﺃﺳﺌﻠﺔﹰ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﻇـﺮﻭﻑ ﺭﻭﺍﺝ ﺻـﺤﻮﺓ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ،ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺮ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺗﺼﺎﻋﺪ ﺗﻴﺎﺭﺍﺎ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩﻳﺔ.224
ﻭﺇﺫ ﺧﺼﺺ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻷﺧﲑ ﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﻘﺘﺮﺡ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ
ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﲨﻊ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻪ ﻛﻞ ﻭﻻ ﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳـﺎﺕ
ﻭﺃﻣﻨﺎﺀ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،ﲤﻬﻴﺪﹰﺍ ﻟﺸﻬﻮﺩ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺘﺎﱄ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻨﺎﻗﺶ ﺫﺍﺕ
ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳ ﻘﺮﻩ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ،ﺃﺛﺎﺭ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻠﺲ ﺃﻓﻜﺎﺭﹰﺍ ﺗـﺪﻋﻮ ﺇﱃ
ﻱ ﺟﺪﻳﺪ ﺃﺻﻐ ﺮ ﺣﺠﻤﹰﺎ ﻭﺃﺳﻬ ﹸﻞ ﲨﻌﺎﹰ ،ﻳﻮﺍﱄ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟـﻮﻃﲏﻛﻴﺎ ﻥ ﻗﻴﺎﺩ ّﹴ
ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﹸﻘﻴﻤﲔ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺆﲤﺮ ،ﻛﻤﺎ ﺩﻋﺎ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺇﱃ ﺗﻌﺪﻳ ﹴﻞ ﰲ
ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻳﻤﻜﱢﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﳏﺎﺳﺒﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﺇﺫ ﻳﺮﺃﺳﻬﺎ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺜـﺎﱐ
ﻣﻨﺼﺐ ﺍﳌﹸﻘﺮﺭ ﳍﺎ.
ﻭﺇﺫ ﺗﺒﻴﻦ ﻻﺣﻘﹰﺎ ﺃﻥ ﻣﺴﺎﳘﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﲤﻬﻴﺪﹰﺍ ﻟﻠﻤﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺳﺘﺮﻓ ﻊ ﻏﺪﺍﹰ ،ﻣﺒﺎﻏﺘـ ﹰﺔ
ﺏ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ ﺩﺍﻋﻴﹰﺎ ﺇﱃ ﺇﺭﺟﺎﺋﻬـﺎ ﻟﻠﺸﻮﺭﻯ ﻋﺎﻣ ﹰﺔ ﻭﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺧﺎﺻﺔ ،ﲡﺎ ﻭ
ﻼ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﺮﺳﺦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﻭﻳﻄﻤﺌﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺇﱃ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﻧﺼـﻴﺒﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ ﻗﻠﻴ ﹰ
6H 36أ ا ^.ا&1م *65ث cA&P O5G1N ^7ا`Fي و1N1 #ت ) O91ا 'E1واo '71EA5Gpآً6Eا أن
اآ ا # pا . E( P`E) OEGوآ1Eن *ُ<6E2ر أن ا 6E&H YEدور ^E#ر UEB5C PJE ^5E1ا&6E2
ا ^5وه '# t1C* 1ا E1.ا&P E1آ Eا ,EP7 ، Eأن * E(12+H vTE "EIإ Eوإ5Eا، K#
وا.ه Vأن *4 1 ,P7 {5FCا{ ا ZA5KAوأن *15ح 1E2دة ا ZEA5KAآ E(1ز*1Eرة دار 'E( hأي و ،QEjآ1E5* 1EAح OE
VI51Kآ 1APأ1#ح Oو O5jذ vوا5ا41J VI& cSة .آ 1Aآ1ن *<62ر أن t1اE`* YEن tEBCA "EI# 6Ej
ا ،Yوأ i 6 7زارة ا1aر) Gد1x .زي Sح ا (^*6وه' اAاآ Mا.ه '( Vإدارة ا6و واآ .
ﻭﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ،ﻭﺣﺮﺹ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ،ﻣﻮﺿﺤﹰﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻻ ﳏﺎﻟـﺔ ﰲ
ﺍﳌﺴﲑﺓ ﺍﳌﺘﺪﺭﺟﺔ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ.225
*****
ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ
ﺯﻳﹰﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﹰﺎ ﻣﻜﺘﻤﻼﹰ ،ﺟﻠﺲ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺔ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺻﺒﺎﺡ 10ﺩﻳﺴﻤﱪ )ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ(
1999ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺃﻛﱪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻗﺪ ﻇـ ﱠﻞ ﻳـﺮﺃ
ﺱ
ﺟﻠﺴﺎﺎ ﻣﻨﺬ 1994ﺑﺎﻟ ﹺﺰّﻱ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﱐ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻴﺄ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻹﺑﻼﻍ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﺃﻓﺼـﺤﺖ
ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻭﻹﺑﻼﻍ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺂﻣﺮ ﻧﻔ ﺮ ﻣﻬﻢ
ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺑﻌﻠ ﻤ ﻪ ﻻﺧﺘﻄﺎﻑ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﳏﻀﻪ ﳍﺎ ،ﻭﻟﺘﺘﺄﻛﱠﺪ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﺍﻟـﱵ
ﲪﻠﻬﺎ ﻧﻔ ﺮ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ.226
ﺐ ﻧﻈﺎﻣﺎﹰ،ﺐ ﻭﺯﻳﺮ ﺩﻭﻟ ﺔ ﻳﻄﹸﻠ ﺼ ﻓﻮ ﺭ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﺍﻧﺘ
ﻣﻘﺘﺮﹺ ﺣﹰﺎ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﳌﺨﺼﺺ ﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﺼﺎﱀ )ﻣﺬﻛﱢﺮ ﺓ(
ﺲ ﻓﺎﲢﹰﺎ ﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴ
ﺕ ﻣﻬﻤﺔ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ .ﻭﻓﻮﺭﹰﺍ ﲡﺎ ﻭ ﺶ ﺗﻌﺪﻳﻼ ﺗﻘﺪﻡ ﺎ )ﻋﺸﺮﺓ( ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺗﻨﺎﻗ
ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﺘﻼ ﻭ ﺓ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ،ﺭﻏﻢ ﻃﻠﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ﺿﻤﻦ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ
ﺑﻌﺪ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﳌﹸﻘﺮﺭﺓ ﺳﻠﹶﻔﹰﺎ .ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻔﺎﺟﺄ ﹰﺓ ﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ
ﺕ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍ ﳌﻠﹶﻞ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﲡﻠﺲ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﺇﺫ ﻀ ﻢ ﺑﹺﻀﻊ ﻣﺌﺎ ﺍﻟﱵ ﺗ
ﺏ ﺍﳌﺬﻛﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ) :ﻭﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﺏ ﺧﻄﺎ ﺼ ﻮ
ﺗ
ﺴ ﺮ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ،ﻧﺴﺄ ﹸﻝ ﺍﷲ ﻕ ﻫﻮ ﺃﻋ ﻒ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺘ ﺮ ﹴ
ﺡ ﺇﱃ ﳒﺎﺡ( ،ﻭﺃﺎ) :ﺗﻘ ﺐ ﻣﻦ ﳒﺎ ﹴ
ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ،ﺗﺜ
ﻱ ﺣﱴ ﻳﻜﺎﻓﺌﻨﺎ ﺑﺎﺟﺘﻴﺎﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ( ،ﻭﺃ ﱠﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳌﹸﺴﺘﻘ
ﺼﻴﺔ ﻟﻜ ﱢﻞ ﺭﺃ ﹴ
ﺝ ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ(. ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ) :ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻛﺴﻴﺎ ﹴ
37أ1kر ا6آ5ر Z(1 'P7 Z(1وا6آ5ر إHاه Vأ '( A7 6ANا1A5Gع ا YPKAا1E2دي EGه ا *6E&5ت ا'E5
(' ام ا '15و 1IPJ2#ا ^.ا&1م R# 1IFSHرًا OPJا A#oAاT(.1ًJ*j 'C9آة ا&)ة)1I5PAN
أ S1C7 QPHا ^.ا)& 'Jا ^.ا&1م أن )7ة ^ أ17ء ا)رى 625ن (Tآة ا&)ة) P '( 38
TEAHآة O1EBjوأن اoA1EH VEP7 ,EP7 YEاة و` ^Eا ^E.ا&1Eم أآ VEI 6Eأن ا1EA5Gpع OEأ6ECGة 6Eدة p
1K5 cJوزه.1
ﺕ ﻋﺎﻧﺘﻬﺎ )ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ( ،ﻭﻫـﻲ :ﺃﻥ
ﻭﺇﺫ ﺣﺪﺩﺕ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ﺃﻫﺪﺍﻓﹶﻬﺎ ،ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﻣﺸﻜﻼ
ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﻥ ﻭﺍﻻﺳﺘﺨﻔﹶﺎﺀ ﰒ ﻏﻤﻮﺽ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻭﺗﺮﻫﻞ ﺍﳉﺴـﻢ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺩﻱ
ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺍﳌﺆﺳﺴﻴﺔ ،ﻣﻮﺿﺤﲔ ﺃﻥ ﺍﳌﹸﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﺿ ﻌﻔﹶﺖ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺃﻥ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺸـﻮﺭﻯ
ﺃﺿﻌﻒ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﺡ) :ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﹸﺲ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺡ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﹸﺸﻜﻼﺕ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺑﺘﺪﺭ ﲟﺪ ﹺ ﺃﻣﺎ ﻣﻘﺘ ﺮ
ﻉ ﻣﻊ ﺃﻧ ﹸﻔﺴِﻨﺎ( ،ﻭﺃﻧﻪ ،ﺃﻱ ﺍﻹﺻﻼﺡ ،ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ) :ﻳﻨﺎ ﹶﻝ ﺍﳍﻴﻜ ﹶﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳـﻪ ﺣﱴ ﻻ ﻧﺼ ﹶﻄ ﹺﺮ
ﲎ ﻭﺃﺛﺮﺍﹰ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻮﺣﺪ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴـﺎ ﺴﺒﻬﺎ ﻣﻌ
ﺇﱃ ﺃﺳﺎﻓﻞ ﺃﻗﺪﺍﻣﻪ( ،ﻭﺃﻥ ﻳﻮﺳﻊ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﻳﻜ ِ
ﺴﺒﻬﺎ ﻣﻀﺎﺀً ،ﻭﺃﻥ ﻳ ﹶﻜﺮﺱ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﺆﺳﺴﻲ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺭﺃﺳـﹰﺎ ﻭﺟﺴـﻤﺎﹰ ،ﻭﻳﻀـ ﻊ ﻭﻳﻜ ِ
ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻮﺣﺪ ﺓ ﺩﺍﺧﻠﻴ ﺔ ﻣﻨﻴﻌﺔ.
ﺕ ﺗﻴﺴﺮ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺙ ﻋﻦ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺍﻗﺘ ﺮﺣﺖ ﺗﻌﺪﻳﻼ ﻭﺇﺫ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﳌﺬﻛﱢﺮﺓ ﺗﺘﺤ ﺪ ﹸ
ﺐ ﳍﺎ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﻭﻣﻘﺮﺭﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﻀـﺎﺋﻬﺎ، ﺨ ﲞﻤﺲ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺃﻭ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﺘ
ﻛﻤﺎ ﺃﻋﻄﻰ ﻟﻠﺸﻮﺭﻯ ﺣ ﻖ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ،ﰒ ﺗﻘﺴـﻴﻢ
ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺇﱃ ﳉﺎ ﻥ ﻟﻠﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﺍﻟ ﻔﺪﺭﺍﻟﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ،ﰒ ﺍﺘﻤﻊ.
ﰒ ﺧﹸﻠﺼﺖ ﺍﳌﺬﻛﱢﺮﺓ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻷﻫﻢ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ،ﺇﺫ ﺟ ﻌﻠﹶﺖ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺆﲤﺮ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﻟﻠﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺃﺱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺣـﺪﺩﺕ ﻣﻬـﺎﻡ
ﻂ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻭﻣﻘﺮﺭﺍﺗﻪ ،ﻭﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺷـﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﻌـﻴﲔ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﰲ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺧ ﹶﻄ
ﻟﻠﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ،ﺍﳌﹸﺤﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻣﻼ ﻣ
ﺴ ﹲﺔ ﻟﻜﹸـ ﱢﻞ
ﺟﻬﺔ ،ﺩﻭﻟ ﹰﺔ ﺃﻭ ﳎﺘﻤﻌﹰﺎ .ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﺒﻘﹶﺖ ﺍﳌﺬﻛﱢﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺟﻬﺎﺯﹰﺍ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﻳﹰﺎ ﺗﻨﺴﻴﻘﻴﹰﺎ
ﻳﻨﺎﻗﺶ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻳﻌﻤ ﹸﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺍﻟ ﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻭﺇﺛﺮﺍﺀ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﻣﺪ ﺣ ﻪ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣـﻊ ﺍﻵﺧـﺮﻳﻦ ﻭﻋـﻦ
ﺍﻟ ﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺔ ﻭﺑﺴﻄﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻓ ﻬﻤﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﻮﻗﱢﻌﲔ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻋﻦ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗـﻮﻟﱠﻰ ﻧﺴـ ﺞ
ﺺ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻛﺎﻥ
ﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻼ ﻧ ﺍﳌﹸﺆﺍﻣﺮﺓ ﺑﲔ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﳌﹸﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﳌﹸﻘﺪﻣﻴﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺜﺎﺑ
ﻣﺆﻳﺪﹰﺍ ﻗﻮﻳﹰﺎ ﻟﻠﺘﻮﺍﻟﻲ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍ ﹸﳌﻠﻢ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺐ ﻣﻘﺘ ﺮﺡﹺ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﶈﻀﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴـﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﻭﺻﺎﺣ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﳏﺎﻭﻟ ﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺧﺎﺑﺖ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﻭﻭﺿ ﹺﻊ
ﺳﻠﹸﻄﺎﺗﻪ ﺑﻴ ﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﺮﻏﻮﺍ ﻭﺳ ﻌﻬﻢ ﰲ ﺩﻓﻌﻪ ﳌﹸﻌﺎﺩﺍﺓ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺳﻠﻮ ﻙ
ﻼ ﻋﻦﻇﺎﻫ ﹴﺮ ﻭﺳﲑ ﺓ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺃﻭ ﲢﺘﺮﹺﻡ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻓﻀ ﹰ
ﻉ ﺷﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻻ ﻳﻘﺒ ﹸﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﺘ ﻘ ﱠﻞ ﻋﻨﻪ
ﺃﻥ ﺗﻘﹶﺒﻞ ﺍﳌﹸﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﻣﺪﺍﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻊ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،ﻣﻊ ﻧﺰﻭ ﹴ
ﺼﺤﺖ ﻋﻨﻪ ﺍﻷﻳﺎﻡ.
ﻭﻻﻳﺔ ﺃﻭ ﻭﺍﻝﹴ ،ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﺃﻓ
ﺗﻮﻟﱠﻰ ﺇﺫﻥ ﻭﺍﱄ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻋﺸﺎﻕ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ ﻭﺍﳌﹸﺒﺎﻏﺘﺔ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﲔ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﳌﹸﺘﻨﺎﻗﻀﺔ
ﻭﺍﳌﹶﻮﺍ ﹺﺟ ﺪ ﺍﳌﹸﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺯ ﻥ ﰲ ﲤﺜﻴﻞ ﺍﳌﹸﻮﻗﱢﻌﲔ ﻟﻠﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴـﺔ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩﻳـﺔ
ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ،ﻭﻟﻸﺟﻴﺎﻝ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺮﻋﻴ ﹸﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍ ﹸﳌﺨﻀﺮﻣﲔ ،ﻭﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺇﻥ ﺃﻏﻔﻠﻮﺍ ﺍﳉﻨﻮﺏ
ﻭﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﰲ ﻏﻤﺮﺓ ﺍﺿﻄﺮﺍﻢ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ .ﻛﻤﺎ ﺍﺣﺘﺸـﺪﺕ
ﺕ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ،ﻭﻣﻮﺍ ﹺﺟ ﺪ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭﻃﹸﻤﻮﺣﺎﺕ ﲢﺖ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺬﻛﱢﺮﺓ ﺻﺮﺍﻋﺎ
ﺍﻟﻘﻔﺰ ﻟﻠﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﺎﻫﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻃﻮﻝ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﰲ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳌﻜﺒﻮﺕ ،ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺧﻮﻑ ﺍﳌﹸﺘﻨﻔﱢﺬﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭ ﺣﻠﹸﻢ ﺍﳌﹸﺒﻌـﺪﻳﻦ ﲜ ﻮﻟﹶـ ﺔ
ﺻ ﻮﹶﻟ ﺔ ﲪﻴﺪﺓ ،ﰒ ﺑﻌﺾ ﻧﺒﺎﻫﺔ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺎﻝ ﻭﲪﺎﻗﺔ.227
ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭ
ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﹰﺎ ﺷﺪﻳﺪﹰﺍ ﳉﹸﻤﻠﺔ ﻭﺟﻮﻩ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧـﺘﻈﻢ ﰲ
ﲢﺮﻙ ﻣﺘ ﺪﺭﺝ ﳏﺴﻮﺏ ﳓﻮ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﻣﺴﲑﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺗﻨﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ
ﺡ
ﺏ ﻣـﻦ ﻣﺴـﺮ ﹺ )ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ( ﺇﱃ ﻋﻬﺪ )ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ،ﻭﺍﺗﺼﻞ ﺍﻻﺿـﻄﺮﺍ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻄﺎ ﹶﻝ ﻟﻌﺸ ﹺﺮ ﺳﺎﻋﺎﺕ ،ﺇﱃ ﻛﻞ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻭﺳﻤ ﻌﺘﻪ ﻭﻭﻗﻌﻪ ﺍﶈﻠﱢـﻲ
ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ،ﻭﻗﺪ ﻋ ﻘﺪﺕ ﺭﺋﺎﺳ ﹸﺔ ﺍﳌﻜﺘـﺐ
39و ,P7 ZjاTAآة آ :^ ٌcأ ,P7 6ANا 1م1x ،زي Sح ا ،^*6إHاه Vأ6E ،Z(1E 'EP7 Z(1E ،EA7 6AN
ا1IH ،tRaء ا# 61N ،'FCN ^*6ر*^1A+7 ،ن 61ي`H ،ي {1S ^Nو ,P7أ 6ANآ.'#
ﺏ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻗﺎﻡ ﻟﻪ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ
ﺏ ﻣﻀ ﹶﻄ ﹺﺮ ﹴ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻭﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻋ ﱪ ﺍﻧﺘﺨﺎ ﹴ
ﻳﺪ ﹺﺭﻛﹸﻮﻥ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ،ﻭ ﻋ ﱠﻄﻠﹶﺖ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺃﺟﻨﺪﺗﻪ.228
ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺘﺎﱄ ﺃﻥ ﺍﻧﻘﻼﺑﹰﺎ ﺃﺑﻴﻀﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﰊ
ﻗﺪ ﺷ ﹺﻬﺪﻩ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻭﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﻗﺎﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﳋﻄﻮﺓ ﻣـﻦ ﺧﺎﺻـﺔ ﺃﺗﺒﺎﻋـﻪ
ﺍﳌﹸﻘﺮﺑﲔ ،ﻛﻤﺎ ﹶﻃ ﻔﻘﹶﺖ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﺗﻌﱢﻠ ﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻫﻪ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻭﺇﺫ ﺃﺧﺬ ﺗﻘـﺪﱘ
ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺑﻨﻮﺩﻫﺎ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻨﻘﺎﺵ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ،ﺃﺧﺬ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳌﹸﺒﺎﻏﺘﺔ ﻭﺍﳌﹸﺆﺍﻣﺮﺓ ،ﻭﻗﺪ
ﺃﺻ ﺮ ﻣﺆﻳﺪﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻄﺎﻑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﺘﺪﺑ ﹴﲑ ﻣﻊ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ،ﻓﺈ ﱠﻥ ﻭﻗﻊ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ﻋﻠـﻰ
ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺑﻜﺎﹰ ،ﺩﻓﹶ ﻌﻬﻢ ﺇﱃ ﻣﺴﺎﺣ ﺔ ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ،ﻓـﺈﺫ
ﺴ ﹺﺢ ﺍﻧﻔﺮﺍﺟ ﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍ ﹸﳌﺤﺎﺻﺮ ﺑﺎﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴـﺔ
ﻣﺎﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﺪﺑ ﲑ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻟ ﹶﻔ
ﺐ ﻛﺜﲑﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺭﻣﺰ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻣﺮ ﹺﺟ ﻌﻴﺘﻬﺎ ﻗﺪ ﻀ ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ،ﹶﻏ
ﹸﺃ ﺧ ﹶﺬ ﺑﺎﳌﹸﻔﺎﺟﺄﺓ ﳑﺎ ﻻ ﻳﻠﻴ ﻖ ﲝﺮﻛ ﺔ ﲢﺘﺮﻡ ﻗﺎ ﺩﺗﻬﺎ ،ﻭﻗﺪ ﻧﻘﻠﻮﺍ ﻏﹶﻀﺒﺘﻬﻢ ﺇﱃ ﻗﻮﺍﻋـﺪ ﻭﺍﺳـﻌﺔ ﰲ
ﺍﳊﺰﺏ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﻓﺘﺠﺎﻭﺑﻮﺍ ﻣﻌﻬﺎ ﻏﺎﺿﺒﲔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ،ﻛﻤﺎ ﲡﺎﻭﺏ ﻣـﻊ ﻏﻀـﺒﺔ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﻣﺆﻳﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﻭﻛﺘﺒﻮﺍ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﻳﻦ ﳑﺎ ﺭﺃﻭﻩ ﻧ ﹸﺬ ﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ
ﻳﺮﻳﺪﻭﺎ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﻂ ﺍﳌﹸﻮﻗﱢﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ،ﻭﺷﻴﻌ ﹲﺔ ﳍﹸﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ﻭﺍﳌﹸﺨﻀﺮﻣﺔ ،ﻻ ﺑﺎﳌﹸﻘﺎﺑﹺﻞ ،ﻧﺸ ﹶ
ﺴ ﺮ ﺍﳌﻌ ﹺﺮﻛﹶﺔ -ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ -ﰲ
ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﺘﺤﻴﻨﻮﻥ ﺍﻟﻔﹸﺮﺻﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﻮﻫﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺨ
ﺇﻃﺎﺭ ﺷﻮﺭﻯ ﻣﻔﺘﻮﺡ ،ﻭﺇﻥ ﺟﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺗﺂﻣﺮﺍﹰ ،ﻧﺸﻄﹸﻮﺍ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﳌﺎ ﺧﻄﱠﻄﻮﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻌـﺎﺭﻙ
ﻣﻘﹺﺒﻠﹶﺔ ﻣﻊ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻋﱪ ﺍﻷﺟﻬـﺰﺓ
ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ،ﺷﻮﺭﻳﺔ ﺣﺮﺓ ،ﻓﺈﻥ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺷﻴﻌﺔ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﻃﲔ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎﺻـﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴـﺔ
ﺐ ﻟﻠﻘﺒﻀـﺔﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻇﻠﻮﺍ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﻳﺼ ﺪﺭﻭﻥ ﻋﻦ ﺃﻓﻜﺎ ﹴﺭ ﻭﻣﻮﺍﻗـﻒ ﺗﺘﻌﺼـ
,# 40اس اIAKري O*MHا&`ي #ز* ZاTEAآة ,EP7أ1E7ء ه"Eة ا)Eرى إذ ^E`# VEا1#`Eر*
ع E iأو ( 'EاEم ا '1E5إذا رأتا"EIP CFة .1EIH VEP7 ,EP7واE5jح gE&Hا1E7.ء إر1EGء ٍ 1EA5Gp 1I5E)j1C
^ ا Yوا ,P7 ^&jAاTAآة وا5Aا ^9ر(ا ذ .vEو(Eر إ1EGزة اTEAآة1E7 ،د ا^E. ا"Iة ذ ,vو` ّ
ا&1م Rح 6Gول ا1A7.ل آ 1Aه 2رٌ 6E&Hأن 'E( h6E&2AH 1ًAEB&5 cEdا6E E712ى ا171Eت اcER&# 'E5
( 1EEIا1EEA5Gpع إذ EE#ل tEE1xأ1EE7ء ا UEEBا1EE2دي إ tEE5` ,EEاTEEH YEEات اEER* EE712ن EE)j1C* ،OEEHن
دوا(& vP# 'CJ5 OاRaة.
ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ،ﻭﺗﺮﻓﹸﺾ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﺗﻨ ﻌﺘﻬﺎ ﻓﻮﺿﻰ ﻭﺧﻴﺎﻧﺔ ﻟﻺﻧﻘـﺎﺫ ﻭﺷـﻬﺪﺍﺋﻬﺎ،
ﻓﺒﺪﺃﻭﺍ ﰲ ﺳﻌﹺﻴﻬﹺﻢ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﺮﻏﻴﺒﹰﺎ
ﻒ ﺇﱃ ﺟﺎﹺﻧﹺﺒﻬﹺﻢ ﰲ ﺍﻟﺼـﺮﺍﻉ، ﺑﺎﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ،ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺍ ﳌﻨﺢ ﺣﻜﻮﻣ ﹰﺔ ﺗﻘ
ﻒ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﱏﺭﻳﺜﻤﺎ ﲣﺘﱪﻫﻢ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻴﻌﻤﻠﻮﺍ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﺭﻫﺎﺑﹰﺎ ﳌﻦ ﺧﺎﹶﻟ ﹶﻔﻬﻢ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﳌﻮﻗـ
ﺍﻋﺘﺒﺎ ﹴﺭ ﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺃﻭ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺃﺧﻮﺓ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﺜﲑ ﻣـﻦ
ﺍﳌﹸﻌﺎﺭﹺﺿﲔ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.
*****
ﺩﹶﻓﻌﺖ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ﲟﺆﻳﺪﻱ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻓ ﹺﻊ ﺑﺎﲡﺎﻩ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﰲ
ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﹶﻠﺼﺖ )ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ( ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺰﺏ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻭﱂ
ﻳﺒ ﻖ ﺇﻻ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺍﻟﺮﻗﺎﰊ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺣﻔﱠﺰﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺸﺪﻳﺪ
ﰲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﱃ ﺑﺴﻂ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﻭﺗﺮﺳﻴﺨﻬﺎ ﻭﺑﺴﻂ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ،ﻭﻟﻴﺒﺪﺃ ﺑﻌـﺪ
ﺕ ﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﰲ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻭﻟﺘﺘﺄﻛﱠﺪ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﹰﺓ ﺟﻮﻻ
ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺮﻳﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺒﻠﹸﻎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻﻳﺘﻪ ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ،ﻭﺃﻥ ﺗﻌﺘﺪﻝ
ﻣﻈﹶﻠ ﻤ ﹸﺔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﳓﻮ ﻣﻌﺎ ﺩﻟﹶﺔ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ،ﻓﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﻠﻪ ﺗﻨﻤﻴ ﹰﺔ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧ ﹰﺔ ﻛﺬﻟﻚ.229
ﺐ ﻏﲑﻩ ﻋﻠـﻰ ﺼ ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﻟﻮ ﻧ
ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﲟﺆﺍﻣﺮﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﰲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﱠﺃ ﺳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺃﻭﰱ
ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﺣﺘﻪ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ )ﻣﺬﻛﱢﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ( ،ﻭﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﹶﺖ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ﻗﺎﻡ ﺍﻷﻣﲔ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺮﺣﻠﺘﻪ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ )ﺟﻨﻴﻒ( ،ﻭﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺯﻋﻴﻢ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣـﺔ ﺍﻟﺴـﻴﺪ
ﻱ
ﻉ ﻗﻴﺎﺩ ﹴ
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻣﺎﻳﻮ )ﺃﻳﺎﺭ( ،1999ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎ ﹴ
1N 41ول ا t1Cا.ول YPا15.ذ 1A+7 'P7ن O9 6Aأن *E 'C+اب ا YEPKAاEj ^E7 'C9Eار ر(gE
6Efا1EIKز (TEآة ا&)Eة)ا 125ر Yا YPKAا 'C9د ^N .ا5ا ،'EHوإذ آ1Eن اECاب &tJEH ^EJ
اTFC5ي ،ردوا 'E( E1H PH OJP9أول إ1Eءة O5RPEH QE2ا TEC E2PRAأول ا 1E2ذ .وا Eأن أهTE cEآة
ا&)ة SNا ^E7 1EI5R tEKN ,EP7ا tE1Cا.ول ،إ E*9 ^E7 OEPH EJ ^E pوز* Eا6EJ7 EB2اVN
^N 6Aأن هIK v1Cد *& P`E) cE ,ا& ^EH Ejا YEوا) ،zEوإذ E* VEض V*6E2# E2*9 ^E7
اTAآة &1RH OJ1G ^ ,ل (6# c5ا 1I#17و` ^7 1Iا '( 1AH 6&B5ذ vو UEjا5اEj ^E7 ZEGار ا)zE
125p1HواFاغ 1A7.ل اMب.
ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻟﻠﺰﻋﻴﻢ ﺍﳌﹸﻌﺎﺭﹺﺽ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﳑﺎﺭﺳﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺰﺏ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﻴ ﺢ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻛﱠﺪ ﻟﻪ ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﳌﹸﻌﺎﺭﺿﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻣﻊ
ﺍﳊﺰﺑﲔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﲔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺇﺑﺎﺣ ﹰﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ،ﻛﻞﱞ ﻳﻌﻤ ﹸﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺘﻪ ﺇﻥ ﺷﺎﺀﻭﺍ ،ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻳﺮﺟﻮ ﻗﹸﺮﺑﻰ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺃﻥ ﻧﺜﻮﺏ ﲨﻴﻌـﹰﺎ ﺇﱃ ﺗﻠـﻚ
ﺴ ﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ
ﺍﳉﺬﻭﺭ ﻋﺮﻭ ﹰﺓ ﺃﻭﺛﻖ ﲢﺎﻟﻔﹰﺎ ﺃﻭ ﺍﻧﺪﻣﺎﺟﺎﹰ ،ﲟﺎ ﳛﻔﻆ ﻭﺣﺪﺓ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻳﻴ
ﺑﲔ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻭﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﺣﺮﺍﺭﹰﺍ ﺃﻥ ﻳﺆﺳﺴﻮﺍ ﺑﺮﺍﳎﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻜـﺮ
ﺍﻟﱢﻠﺒﺮﺍﱄ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺰﻟﻮﺍ ﺑﺮﺍﳎﻬﻢ ،ﺃﻭ ﻧﺠﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺍﳊﺮﻳﺔ
ﻕ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳـﺘﻘﺮﺍﺭ ،ﺃﻭ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻓﻨﺤﻔﻆ ﻭﺣﺪ ﹰﺓ ﺃﻣﺘ ﻦ ﻟﻸﻣﺔ ﻭﻴﺌﺘﻬﺎ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷ ﺩ
ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﳜﺘﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲟﺸﻴﺌﺘﻬﻢ ﺍﳊﺮﺓ.230
ﺐ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻓﻮ ﺭ ﺍﺣﺘﺪﺍﻡ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﳌﹸﻀﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺮﻯ ﻏﺎﻟ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ،ﺗﻮﻟﱠﺖ ﳎﻤﻮﻋ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺨﻀﺮﻣﲔ ﺗﻨﻘﻴ ﹶﺔ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﻋ ﱪ ﻣﺎ
ﻼ ﻭﺍﺳﻌﹰﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻳﻌﻴ ﺪ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﻑ ﺑـ)ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟ ﺮﻭﺍﺩ( ،ﺇﺫ ﺍﻗﺘ ﺮﺣﺖ ﺗﻌﺪﻳ ﹰ
ﻋ ﹺﺮ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﻢ ﱂ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺃﻫﺪﺍﻓ ﻪ ﻭﻣﺮﺍﻣﻴﻪ ﰲ ﻭﺛﻴﻘ ﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ،
ﺼ ﺢ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺘﻬﻢ ﰲ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﲢ ﺮ ﹶﻛ ﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻋ ﱪ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﻛﺎﻓﺔ ﻗﺪ ﺃﻓ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﻨﻈﱢﺮ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻭﳐﻄﱢﻄﻪ ﺍﻷﺳﺎﺱ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻭﺍﳌﹶﺮ ﹺﺟ ﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ،
ﺸ ﺮﺓ( ،ﻭﺃﻧـﻪ ﻣﻬﻤـﺎ ﺗﻜـﻦ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﺒﺎﻏﺘﺘﻪ ﻭﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹺﻮ ﻣﺎ ﹶﻓ ﻌﻠﹶﺖ ) ﻣﺬ ﱢﻛﺮﺓ ﺍﻟ ﻌ
ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺻﺎ ﺣﺒﺖ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺍﻷﻗ ﺪ ﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻮﻳﺒﻬﺎ ﻭﲡﺎ ﻭﺯﹺﻫﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻛﱠﺪ ﺍﻟ ﺮﻭﺍ ﺩ ﻋﻠـﻰ
ﻣﻨﺠﺰﺍﺕ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻄﹸﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻟﺒﺴﻂ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﻭﺗﺮﺳﻴﺨﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﻨﻈـﺎﻡ
ﺍﻟ ﻔﺪﺭﺍﱄ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻱ ﻭﺩﻋ ﻤ ﻪ.231
1EH 42در ا6Eآ5ر آ cE1ا tEERإدر*1E7 *6E YEم ا"EEIة ا& E`PAP EA1اEE52AH E*`Fح * ZEAKا 6Eا1EEBدق
ا6IAي إ ,ا6آ5ر ^Nا5ا 'Hوأن *`ن ا12Pء (' E2إ .UECG 'E( OE51jو1EK# 6Ejوب ZEاE52Aح ا15E.ذ
آ1N 1Aول E iون أن (Tآة ا&)ة)1A+7 ,P7ن ،O9 6Aو& OPرأى (' ذR vة 1K# '( 671#وز 1kiر
*&<Jا ا 6f Yا1*MرةT( ،آ أ 6Nرواد ا c7ا.ول أ Oا ,25ا1J 6رك ا6EC 'E( cEf1Fن و E`H OEk6Nم
آ 1A +دار ^HاT* V 1 ،UCG '( ^A7Mآ hا ^.ا&1م (' .h*C#
E52 EJ7ح ة(Tآة ا&)) Q2J 43ا 14رة g&Jا1A.ء (' 7AKاواد و`^ ) '( uا5Nاء 1kiر
ا1 Cم ا6J7 'P7 :'1.ا *&2بEf ^EN ,E ،ار ،د1EA+7 .ن 6EJ7اه1ب ،د6EJ7 .ا6EA ،'EP7 VN
1S 6Aدق ا`1روري.
ﺐ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻣﻊ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟ ﺮﻭﺍﺩ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺍﻗﺒﺘﻬﺎ ﺷـﻴﻌﺔ )ﻣـﺬﻛﱢﺮﺓ ﺏ ﻏﺎﻟ ﲡﺎ ﻭ
ﻒ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﺃﻓﺮﻏﻮﺍ ﻭﺳ ﻌﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺘـﺂﻣﺮ ﺸ ﺮﺓ( ﺑﺘﻮ ﺟﺲﹴ ،ﻣﺪﺭﹺﻛﲔ ﺃﺎ ﲟﻘﺘ ﺮﺣﻬﺎ ﺗﻨﺴ
ﺍﻟ ﻌ
ﳍﺎ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺿﻤ ﻦ ﲨﺎﻋﺘﻬﻢ ،ﻭﺇﺫ ﻗﺪﺭ ﺍﻟ ﺮﻭﺍﺩ ﳌﹸﻘﺘ ﺮ ﺣﻬﹺﻢ ﺃﻥ ﻳﺠﺎ ﺯ ﳓﻮ ﺎﻳـﺔ
ﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺑﺈﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﺘﺒﻨـﻲ ﺍﻟﺘﻌـﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺰﺏ ،ﺑﺎ ﺩ ﺭ ﺍﻟﻨﺎﺋ
ﻭﺇﻣﻀﺎﺋﻬﺎ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﰲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻠﺲ ﺍﻟ ﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻌﻘﺪ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻴﻘﺎﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ،
ﻭﻟﻴﺒ ﻄ ﹶﻞ ﰲ ﻫﺪﻭ ٍﺀ ﻛ ﱠﻞ ﺗﺪﺑ ﹴﲑ ﺃﻓ ﺮﺯﺗ ﻪ ﻣﺬﻛﱢﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ.232
ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺧﻄ ﻮﺓ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﻄﹸﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﻁ ﺷﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺑﲔ )ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ( ﻭ)ﺍﻟﺸﻴﺦ( ،ﺳﻮﻯ ﻣﺴﺎﺭﻳﻦ ﻣﻬﻤﲔ :ﺍﻷﻭﻝ ،ﻧﺸﺎ ﹸ
ﺼ ﹺﺮ( ﺣﻴﺚ ﻣﻘﺮ ﻉ ﺍﻟ ﹶﻘ
ﺻﺮﺍ
ﺿﺪ )ﺍﻟﺸﻴﺦ( ﻭﺇﻓﺮﺍﺯ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻋﻨﻮﺍﻥ )
ﺸﻴﺔ( ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻴ ﻢ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﰒ ﺗﺪﺑ ﲑ ﺟﺪﻳﺪ ﺃﺩ ﺧ ﹶﻞ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻋﻨﺼـﺮﹰﺍ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭ)ﺍﳌﹶﻨ
ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﰲ ﳏﺎﻭﻟ ﺔ ﻻﺳﺘﺪﺭﺍﻙ ﺧﻄﺄ ﻣﺬﻛﱢﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺧﺎ ﹶﻃﺒـﺖ ﺍﳊﺮﻛـﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺃﻛﱪ ﻫﻴﺄ ﺓ ﲡ ﻤ ﹺﻊ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻭﺇﺫ ﺗﻠﺒﺴﺖ ﺍﳌﺆﺍﻣﺮﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤ ﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺻـﻴﻐﺔ
ﺻ ﺪﺭﺕ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﻋﻦ ﻓﺼﻴ ﹴﻞ ﺃﺻﻴﻞ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻭﲪﻠﺖ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ )ﻣـﺬﻛﱢﺮﺓ )ﺍ ﹸﳌﺬ ﱢﻛﺮﺓ( ﻓﺈﺎ
ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﲔ( ،ﻭﺧﺎﻃﺒﺖ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﺎ ﺯ ﻋﻤﺘ ﻪ ﻫﻴﻤﻨ ﹰﺔ ﺣﺰﹺﺑﻴ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ ﻗﻴـﺎﺩﺓ
ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭ ﺭﹶﻓﻀﺖ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻣ ﺮ ﰲ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﰲ ﺍﳌﻜﺘﺐ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ.233
ﺡ ﺧﻄﺘﻪ ﰲﺍﳌﺴﺎ ﺭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻮﺻﻮ ﹲﻝ ﺑﺎﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛ ﻤ ﹶﻞ ﺑﻨﺠﺎ ﹴ
ﺸﺮﺓ( ﻭﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑﲔ )ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ( ﻭ)ﺍﻟﺸﻴﺦ( ،ﻭﻟﻜـﻦ ﺍﻟﻨﺎﺋـﺐ ﺍﻣﺘﺼﺎﺹ ﺁﺛﺎﺭ )ﻣﺬﻛﱢﺮﺓ ﺍﻟ ﻌ
ﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺧﻄﲑﺓ ،ﻻ ﻣﺴﺖ ﻋﻤﻖ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺗﻘ ﺪ ﻡ ﺧﻄﻮ ﹰﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﹶﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺑﲔ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﳓﻮ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﺇﻧﻔﺎﺫ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺗﻴﺎﺭ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ
6&H pإ1Gزة ا YEPKAا1E2دي *6E&5ت ا1E Cم ا EJ ^E7 OE( EJ7 'E1. ) 44د1x .زي Sح اً 12 ^*6
أ '( OPاAKد ,P7ا(.اد و1xب ا J91aA ZPR5ا cJ25Aو.h1*1j
45آTEE QEEJ5آة اEE4H ^HEECKاف آ ^EE cEE1وا 'EEاE9aم ،دTEEK .وب ا EEFPaا 'EE( uEE).ا) &EEا'EE5
أ(ز 1EEI#اTEEAآة ،و 6EE*6G ^EE EEIdأ1AEEء ا ^HEECKدp .م أآEEل وا&EEPj 6EEAاك د* EECو tEE1اEEG YEEرج
آ2Cر.
ﻉ ﻣﻮﺳﻊ ﺧـﺎﺭﺝ ﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻻﺟﺘﻤﺎ ﹴ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻭﺗﻮﺍﺯﻧﺎﺎ ﺍﳊﺮﺟﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺎﺋ
ﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﻛﺜـﺮ ﺍﻷﻃﹸﺮ ﻭﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻛﺎﻓﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﲨﻊ ﻣﺎ ﻗﺪﺭﻩ ﺍﻟﻨﺎﺋ
ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﺗﺄﺛﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟ ﺮﻭﺍ ﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺘﻘﺒﻠﻮﺍ ﻗﹶﻂ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﺳـﺘﺒﻌﺎﺩ
ﻑﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ )ﺍﻟﺸﻴﺦ( ﺑﺘﺎﺭﳜﻪ ﺍﻴﺪ ﻭﺭﻣﺰﻳﺘﻪ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻭﻣﺎ ﻳﻌ ﺮ
ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻳﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺩﻭﻻﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻓﻴﻬﻢ ﲤﺜﻴ ﹲﻞ
ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ،ﻣﻊ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎ ٍﺀ ﻭﺣﻴﺪ ،ﻫﻮ ﻋﻨﺎﺻﺮ )ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ( ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣ ﹺﺮﺻﻮﺍ ﰲ
ﻣﺬﻛﱢﺮﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ.
ﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﳓﻮ )ﻣﺌ ﺔ ﻭﲬﺴﲔ( ﻋﻀﻮﹰﺍ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﱠﺘﻪ ﺃﻥ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺎﺋ
ﻳﺸﻬﺪ )ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ( ﻭ)ﺍﻟﺸﻴﺦ( ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺸ ﹺﻬ ﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻤﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻬ ﺪ ﺟﺪﻳ ﺪ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ
ﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻳﺼﻔﹸﻮ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﺮﺯﺗﻪ )ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ( ،ﻭﺗﻄﻴ
ﺝ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﺮﻛـﺔ ﺍﳌﻘﺒﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌ ﹺﺰ ﻡ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﻳ ﹺﱰ ﹶﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺗﻪ ،ﻭﲢﺘﺎ
ﺤ ﺪ ﻳﻐﺮﻱ ﺍﻷﻗﺮﺑﲔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻟﹸﻒ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻣﻊ ﻗﻮﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ،ﺃﻭ ﻳﻬﻴﺌﻬﺎ ﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻒ ﻣﺘ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺼ ّ
ﻒ ﻣﺘﺤﺪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻌﻬ ﺪ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻫـﻮ ﺃﻥ ﳋﺼﻮﻡ ﻣﻬﻤﺎ ﻭﺍﺟﻬﻮﻫﺎ ﺑﺼ ّ ﺍﹸ
ﻳﻄﻤﺌﻦ )ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ( ﻣﻨﺬ ﺍﻵﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﺮﺷﺢ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟـ)ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ( ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺜﺒﻴـﺖ
)ﺍﻟﺸﻴﺦ( ﻣﻨﺬ ﺍﻵﻥ ﺃﻣﻴﻨﹰﺎ ﻋﺎﻣﹰﺎ ﻭﺭﺋﻴﺴﹰﺎ ﻟﻠﻬﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ .ﻭﺭﻏﻢ ﲤﺎﻡ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻦ ﻗﺒ ﹺﻞ
ﻉ )ﺍﻟﺸـﻴﺦ( ﺸ ﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﹸﻗ ﺪ ﻡ ﻟﻪ ،ﻭﺇﻃﻼ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ،ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻴﺌﺔ )ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ( ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨ
ﺼ ﻮ ﺭ ﺍﳋﻼﻑ ﺻﺮﺍﻋﹰﺎ ﺑـﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﹶﻓ ﻖ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﻮﺩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ،ﺭﻏﻢ ﲢﻔﱡﻈﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﹸﻄﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗ
ﺍﻟﻜﺒﲑﻳﻦ ،ﻭﺃﻥ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻗﺪ ﺃﹸﻫ ﺪﻳﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﳍ ﺪﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘ ﻮﺧﺎﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﹶﻌ ﹺﺮﻛﹶﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﳌﹸﺒﻜﱢﺮ ﻋﻦ
ﻣﺮ ﺷ ﹴﺢ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﺴ ﹺﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﺷﻲﺀ ،ﻷﻧﻪ ﻳﻨﺒ ﻪ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ
ﻟﻠﻤﻨﺎﹶﻓﺴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻛﺜ ﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ،ﻭﺑﹺﻤﺎ ﱂ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻪ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻧﻔﺴﻪ.
ﺸ ﺮﺓ( ﲨﺎﻋ ﹰﺔ ﺑﺪﺕ ﻣﺘﻤﺤـ ﹺﻮ ﺭ ﹰﺓ ﺣـﻮﻝ
ﻟﻜﻦ ﹶﻛﻤﺎ ﺳﺒﻘﹶﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ،ﻓﻘﺪ ﺃﻓ ﺮﺯﺕ )ﻣﺬﻛﱢﺮﺓ ﺍﻟ ﻌ
ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺆﺳﺲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﹸﻛﻠﱠﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺃ ﱠﻥ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻺﻧﻘـﺎﺫ ﻣﻀـﻴ ﻊ
ﻭﻏﺎﺋﺐ ﰲ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﲰﻴﲔ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ،ﻭﻣﻦ ﱠﰒ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻨ ﹶﻘ ﹶﺬ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺣـﱴ ﻻ
ﺐ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﱃ ﺳﻠ ﹶﻄﺘﻬﺎ ﻭﺗﻔﺮﻍ
ﺗﻀﻴﻊ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﺒﺪﺩ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ،ﻓﻠﺘﺬﻫ
ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺇﱃ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﺍﳊﹶﻖ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﲣﻠﹸﺺ ﻋﻨﻬﻢ .ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺒﻠﻮﺭ ﻣﻨـﺬ ﺎﻳـﺔ
ﺼﻮﺑﺖ ﲢﺪﻳﺪﹰﺍ ﳓﻮ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﰒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﻛﺪ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ،ﻭﺗ
ﺸﻴ ﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ. ﺃﻧﻪ ﻣﺴﻴﻄ ﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﺫﺍﺕ ﻧ
ﺴ ﹺﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺃﻭﻝ ﻋ
ﺻ ﹾﻔﻘﹶﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻓﺮﻏﻢ ﺃـﺎ ﺭ ﺣﺒـﺖ ﺇﺫﻥ ﺗﻮﻟﱠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ
ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﻣﻮﻗﻌﻪ ،ﺇﻻ ﺃﺎ ﺃﺣ ﹶﻜﻤﺖ ﹶﻛﻴﺪﻫﺎ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ )ﻣﺬﻛﱢﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ( ﺃﻥ
ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﹸﻘﺒﻠﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻌ ﻬ ﺪ ﺎ ﻟﻘﻴﺎﺩ ﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃ ﱠﻻ ﻳﻌﻮﺩﺍ ﻛـﺬﻟﻚ
ﺐ ﺍﻷﻭﻝ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘ ﱪ ﺗﻌﻮﻳﻖ ﺻﻔﻘﺘﻪ ﺎﻳ ﹰﺔ ﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟ ﹺﺮّﺿﻰ ،ﺍﻟـﺬﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺎﺋ
ﻗﺎﺑ ﹶﻞ ﺑﻪ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﺎﻓﱠﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﻟﻘﺎﺋﻬﻤﺎ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﱵ ﻛـﺎﻥ
ﺖ ﺇﺯﺍﺀﻫﺎ ﺃﻭ ﺃﻳﺪﻫﺎ ﺇﺭﺿﺎ ًﺀ ﻟﻠﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻜﺒﲑ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﻴـﻮﻡﺻ ﻤ ﻳﻌﺎ ﹺﺭﺿﻬﺎ ﻭﻳﺮﻯ ﺧﻄﺄﻫﺎ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ
ﻗﺪ )ﺃﺷﺮﻉ ﺳﻴﻮﻓﻪ ﻛﺎﻓﺔ( ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺋ ﺪ ﻩ ﻭﺭﻓﻴﻘﻪ ﺍﻟﺘﻠﻴﺪ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺢ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻭﺭﻓﻌﻪ ﻋﻠﻴـﺎ
ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻴﺎ ﹴﻝ ﻭﺃﲰﺎﺀ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺋـﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻠـﻰ ﻃـﺮﰲ ﺳـﺎﺣﺔ ﺍﳊـﺮﺏ
ﻣﺘﻘﺎﺑﻼﻥ.234
ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻨ ﹶﻜ ﺮ ﻭﺭﻭﺩ ﻣﺼ ﹶﻄﻠﹶﺤﺎﺕ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻴﻒ ﰲ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ
ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﰲ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﰲ ﺍﳌﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﺤﻰ ﻣﺮﻛـﺰ ﳘﱢـﻪ ﺍﻟـﺮﺋﻴﺲ
)ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ( ﰲ ﺍﻟﺘﻄﹶﻮﺍﹸﻑ ﺍﻷﺧﲑ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻟﺬﻱ ﹶﻃ ﻔ ﻖ ﻳ ﻌ ﺪ ﻟﻪ ﲤﺎﻡ ﺍﻟ ﻌﺪﺓ ﻳ ﹶﻘ ﺪ ﺭ
ﻑ ﻳﻠﺘﻘﻮﻥ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﻷﻛﱪ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻ
ﰲ ﺳﺎﺣ ﺔ ﰲ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ،ﻳﺸﺮﻋﻮﻥ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﻳ ﻬﻴﺌﻮﻥ ﻟﻌﻴﺪﻩ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﺑﻌﺪ
'( 46د* 1I6Ej P*9ا tE1Cا.ول 1EA+7 'EP7ن OE9 6EAآE+اً ،وً6EG ^EFP5a ^&A5EAا 1EC ^AEfخ
ا1R25pب Vkا c *J5ا YPKAا ،'C9Eأ TEC OEا&1Eم 1986ا ZE UEP5ا ^E.ا&1Eم ENل د Eل ا EIJK
ا إ `N ,ا(1Eق E1Hا 6Eا1EBدق ا6EIAي ،آ1E7 1EAرض دE7ة ا1E2دة ا&1E2 ^*`Eذ إ,E
ا&دة
KPوإ1ء Rاآ ا '( 1.ا Nل وا 6Hال '( VkاE5ا' ا ،'E1و` Eki OECاQAEB
و ^7 ,Pa#آ1& cرً*62# fا UjAا) zا5ا .'Hو` OCإذ 1Gء hا6Eآ5ر ,EP7ا1Eج cEJjا1EA5Gع ا 2FEB
6EE& 1j6EEHودة وأTEEر EE OEE"H hأ6EEjم EE9 ,EEP7ح tEEBC5H OEEN52ا) zEEو {EE4#اEE OEE( YEEا OGذات
ا '( UjAا YPKAا* 'C9م أن ذه tداJ2 1ً7ل ا 125ا) ^7 zر E1ا ،YEPKAور VExأن ا)OEF zE
ES ^E 1ًE&H ^`* Vاع اEAر*^E( ،ن ا tE1Cا.ول ا 1E5ر ا1EA5Gع ا YEPKAا1E2دي ا ^P&E '1E5أن O(E
6f 7) 1ً&AGا ^.ا&1م vP# TCا Pا PS1Fا* '5ى أ62# V 1Iر '( h6IGا1&5ب ا1Ekbر ا JPE
ن (12 'Eر E7 TAآة ا&)ة cHوا I( ،OH QFa5ام 1Cزٌ ( 'EاEBاع إ tE1G ,Eا6و Eوا YEوٍ 1EF5
ا).z
ﲤﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﺍﺳﺘﻴﻔﺎﺀ ﺃﻏﺮﺍﺿﻪ ،ﻭﻟﺘﺠﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﺗﺼﺎﺭﻳﻒ ﺃﻗﺪﺍﺭ ﺍﻟﻐﻴﺐ ،ﺳﺎﺣﺔ ﺃﻋ ﺪ ﳍﺎ ﺁﺧـﺮﻭﻥ
ﺍﻟ ﻌﺪﺓ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍﻷﺷ ﺪ ﺍﺣﺘﺪﺍﻣﺎﹰ ،ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻔﺎ ﹺﺭﻗﹶﺔ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ.
*****
ﺐ ﺍﻟ ﻘﻴﺎﺩﺍﺕ
ﺸﻴﺔ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻻﺣﺘﺪﺍﻡ ،ﻓﺈﺫ ﻧﺄﺕ ﻏﺎﻟ ﻋ
ﺍﻟﻮﹺﻻﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺃﻭ ﺍﳊﹸﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﹶﻓﺎﺕ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ﻭﺗﻨﺎ ﺯﻋﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺒﺮﺕ ﺣﺪﺗﻪ ﰲ ﻣﻌﺮﻛﺔ
ﻱ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﺑﺪ ًﺀ ﻣـﻦ ﻃﺒﻴﻌـﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻫﻤﻮﻣﻬﺎ ﺍﳌﹸﻠﺤﺔ ﺑﲔ ﻳﺪ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭﺍﳌﹸﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣﻊ ﺍﳋﹸﺼﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻜﺒﻮﺗﲔ ﻷﻣ ﺪ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻭﻗﺪ ﺳﺮﺕ ﻓﻴﻬﹺﻢ ﻧﻔﺤ ﹸﺔ ﻋﺎﻓﻴ ﺔ
ﻭﻧﺸﺎﻁ ﺑﻌﺪ ﻭﻋﻮﺩ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ،ﺇﱃ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﳌﹸﺸﻜﻼﺕ ﺍﳌﹸﺘﻔﺎﻗﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻄﻠﱠﺖ
ﺤﺸﺖ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻌـﻮﺯ ﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﻗﺪ ﹶﻓ
ﻣﺪﺍ ﹺﺭ ﺳ ﻪ ﰲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻮﹺﻻﻳﺎﺕ ،ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟ ّ
ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ،ﰒ ﺑﺸﺮﻳﺎﺕ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ.
ﻟﻜ ﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺎ ﺯﻟﹶﺖ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﹶﻟ ﻤﻌﺖ ﻓﻴـﻪ ﻟﻮﻫﻠـ ﺔ ﺃﻧﺼـﺎ ﹸﻝ
ﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺎﻫﺖ ﺃﻧﺒﺎﺅﻫﺎ ﻣﻮﺛﱠﻘﺔ ﺃ ﱠﻻ ﳝ ﺮ ﺍﳌﹸﺆﲤ ﺮﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﰲ ﻣﺪﺍ ﺧﻠﹶﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳊﺎﺩﺓ ﰒ ﹶﻏﻀﺒﺎ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺴﻼ ﹴﻡ ﻣﺎ ﱂ ﺗﺒﺴﻂ ﻟﻪ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺣﺎﲰ ﹰﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔﹰ ،ﺭﺋﺎﺳﺘﻪ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﻫﻴ ﹶﻜﻠ ﻪ ﻭﺟﻠﺴﺎﺗﻪ ﻭﻭﹺﻻﻳﺘ ﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴِﻴﺎﺳﻲ ،ﰒ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﻣﻨﺬ ﺍﻵﻥ ﺗﹶﺜﺒﺘ ﻪ ﻣﺮﺷﺤﹰﺎ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳌﹸﻘﹺﺒﻠﹶﺔ.
ﻑ ﻭﺍﻟﻌﻠﻦ ،ﺃﻥ ﻧ ﻌ ﻤ ﺪ ﺇﱃ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﻓﻨﺤﺴِـ ﻢﺸﻔﹶﺎ
ﺼ ﻢ ﲟﻮﻗﻔﻪ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻟﻠ ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘ ﻌ ﺍﻷﻣ
ﻛ ﱠﻞ ﺃﻣ ﹴﺮ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﻋﺪ ﺩ ﻫﻢ ﻛﺒﲑﺍﹰ ،ﻭﺃﻥ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻣﺜﺎ ﹰﻻ ﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﹸﺆﻣﻨﺔ ﱠﰒ
ﺐ ﺳﻠﻄ ﹰﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﰲ ﻧﻈﹸـﻢ ﺍﻷﺳـﺎﺱ ﺐ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺎﳌﹸﺆﲤ ﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﻜﺘ ﺇﲨﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨ ﹶﻔ ﹸﺬ ﺣﻜﻤﹰﺎ ﻻ ﻣ ﻌ ﱢﻘ
ﺨﺒ ﹰﺔ
ﻭﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﲝﻖ .ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﹸﻛﻠﱡﻬﺎ ﻣﻨﺘ
ﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺐ ﰲ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺇﻻ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﹰ ،ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻧﺎﺋ ﺻﺎ ﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺎﺎ ﺃﻭ ﻗﻄﹶﺎﻋﺎﺎ ﻓﻼ ﻳﺘ ﻮﻟﱠﻰ ﻣﻨﺼ
ﻚ ﻣﺘﺮﻭﻛﹰﺎ ﳌﻦ ﳜﺘﺎ ﺭ ﻩ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﰒ ﻻ ﺗﻘﻮ ﻡ )ﻛﻠﻴﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ( ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧـﺖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳ ﹶﻔ
ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﺋﺤـﺔ،
ﻉ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﻣﻌﺴﻜﹶﺮ ﺧﺼﻮﻡ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺣﱴ ﻓﺎﺟﺄﻢ ﺻﺎ ﻋ ﹶﻘ ﹲﺔ ﰲ ﺧﺘﺎ ﹺﻡ ﺟﹶﻠﺴﺎﺕ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ. ﻭﺍﻟﱵ ﱂ ﺗ
ﺴﺘﺮ ﹺ
ﻑﰲ ﲢﺮﻛﺖ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻣﺪﻓﹸﻮﻋﲔ ﺑﻨﺬﹸﺭ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﹸﺘﺼﺎﻋﺪﺓ ﰲ ﺍﻷﻓﹸﻖ ،ﺟﻬﻮ ﺩ ﻣﺎ ﻳﻌﺮ
ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺑـ)ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ( ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻳ ﺮ ﺩﻭﻻﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤـﻲ ،ﻭﺗـﺮﻯ ﰲ
ﻁ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﻭﺣﺪﺎ ﻓﻴﻀـﻄﺮﺏ ﺷـﺄﻥ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌ ﹰﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺣ ّﹴﻖ ﻭﻣﺼﻠﺤﺔ ﺃ ﱠﻻ ﻳﻨﻔ ﹺﺮ ﹶ
ﺕ ﺍﻟﺒﲔ ﺣﱴ ﺗﻔﺊ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳌﹸﺘﻌﺎﺯﹺﻟﺔ ﺇﱃ ﻛﻠﻤـ ﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﲨﻴﻌﺎﹰ ،ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﺤﻮﺍ ﺫﺍ
ﺴ ﻢ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﰲ ﻣﻘﺒﻞ ﺍﻷﻳﺎﻡ .ﻭﺇﺫ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻟﻘﺎﺀﺍﻢ ﻣـﻊ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻭ ﻭﹺﻓﻘﹰﺎ ﳌﺎ ﺗﻨ ﱢﻈ ﻢ ﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﺃﻭ ﳌﺎ ﻳﺤ ِ
ﺏ ﻋﻤﻞ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺍﻣﺘﻸ ﺍﻷﻭﻝ ﺼ ﻮ
ﳐﺘﻠﻒ ﺃﻃﹸﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺷﺨﺼﻴﺎﺎ ﺗ
ﲟﺎ ﻋﺒﺄ ﻩ ﺍﳌﻸ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ )ﺷﻴﻌ ﹸﺔ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ( ﺣﻮﻝ ﻧﻮﺍﻳﺎ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺣﺘﻤﻴـﺔ ﺍﳌﻌ ﹺﺮﻛﹶـﺔ
ﺍﳊﺎﲰﺔ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﳑﺎ ﺭﺃﻭﻩ ﺍﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﺃﻭ ﺃﲰﻮﻩ ) ﻋﻨﺎﺩ( ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ)ﺳﻄ ﻮﺗ ﻪ( ،ﺃﻭ
ﺕ ﺣﻮﻝ ﺗﺎﺭﻳ ﹴﺦ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﳌﹶﻌﻨﻮﻱ ،ﻛ ﱡﻞ ﺫﻟﻚ ﺟ ﻌ ﹶﻞ ﺟﻬﻮﺩ ﺺ ﻣﻔﺘﺮﻳﺎ ﺑﻌﺾ ﻗﺼ ﹴ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ﻣﺼﺪﻭﻣ ﹰﺔ ﲟﺎ ﺳ ﻤﻌﺖ ﻭﺭﺃﺕ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﺭ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﰲ ﺭﺃﺱ ﺍﳍﺮﻡ ،ﻭﻣـﺎ
ﲤﺤﻮﺭ ﺣﻮﻝ ﻛ ّﹴﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﲨﺎﻋ ﺔ ﻭﺁﺭﺍﺀ ،ﰒ ﻧﺰﻭﻉ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻠﻤﻨﺎﺯﻟﺔ ﻭﺍﳌﹸﻮﺍﺟﻬﺔ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﱐ )ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ( ،ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻮﺍ ﺃﻃﺮﻭﺣﺘﻪ ﰲ ﺍﳋﻼﻑ ﲟﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺍﳌﹸﻔﺎﺟﺄﺓ ،ﺇﺫ ﺃﻛﱠﺪ
ﺴﻤﺖ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺃﻣ ﺪ ﺑﺈﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﻭﻧﺼﻮﺻﻪ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﻭ ﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻫﻤﻮﺍ ﺃﺎ ﺣ ِ
ﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻛﱠﺪﺕ ﻏﲑ ﺴﻄﹶﻬﺎ ﺍﻷﻣ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺍﳌﹸﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﱵ ﺑ
ﺫﻟﻚ ،ﻓﻤﺎ ﻇﻨﻮﻩ ﺗﻮﺯﻳﻌﹰﺎ ﻟﻸﺩﻭﺍﺭ ﻭﺗﺒﺎ ﺩ ﹰﻻ ﻟﻠﻤﻮﺍﻗﻒ ﲡﻠﻲ ﺧﻼﻓﹰﺎ ﺃﺻﻮﻟﻴﹰﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﺻﻮﻝ،
ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳌﹸﻘﹺﺒﻠﹶﺔ ﻣﺆﺳﺴ ﹲﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟ ﻌﻠﹶﻦ ﻭﺍﻟﺸـﻔﺎﻓﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻗـﻴﻢ
ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻹﲨﺎﻉ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻓﺎ ﻋﹶﻠ ﹰﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺃﺻﻮ ﹰﻻ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺰﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﲪﺎﻳﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﻭﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻭﺗﺼـﺪﻳﻪ ﺩﻓﺎﻋـﹰﺎ ﻋـﻦ
ﺃﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ﻗﺪ ﺍ ﹶﳔﺘﻤﺖ ﻟﺪﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ.
ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ،ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﳋﻼﻑ ﻭﺳﻌﺔ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ،ﺭﺃﺕ ﺃﻥ
ﲔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳊ ﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ،ﻓﻴﻤﺎ ﲡ ﻤ ﻊ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﻣﻮﺍ ﺟ ﻬ ﹰﺔ ﻳﺴﺘﺒ
ﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺨﻀﺮﻣﺔ ﺃﻥ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﳌﹸﻮﺍ ﺟﻬﺔ ﻻ ﻳﺰﻳ ﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻻ ﺗﻌﻘﱡﺪﹰﺍ ﻭ ﺧﺒﺎﻻﹰ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻭﻓﻖ ﺭﺃﺕ ﻗﻴﺎﺩﺍ
ﺥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭ ﺭﻭﺍﺩﻫﺎ ،ﺪﺋ ﹰﺔ ﻟﻠﺨـﻮﺍﻃﺮ ﻭﺗـﺬﻛﺮ ﹰﺓ ﻟﻠﻨﻔـﻮﺱ ﺟﻤ ﻌﻬﻤﺎ ﰲ ﺇﻃﺎ ﹴﺭ ﻣﻦ ﺍﻟ ﻜﺒﺎﺭ ﺷﻴﻮ ﹺ
ﺍﳌﹸﺘﺤﻔﱢﺰﺓ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ ﺭﺟﺎ ًﺀ ﰲ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﹰﺍ ﻟﺪﻗﱠﺔ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻭﺩﺭ ًﺀ ﳌﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻨـﺎﺯﻉ ﺍﳌﹸﻔﻀـﻲ
ﲔ
ﻟﻠﻔﺸﻞ .ﻭﺇﺫ ﺃﻋﺎﻕ ﺍﳌﹸﺨﻀﺮﻣﻮﻥ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﳌﹸﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺘﺮﺣﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ﺍﻋﺘ ﹶﺬ ﺭ ﺍﻷﻣ
ﺴﻮﹺﻳﺔ ،ﻭﱂ ﺗﻔﻠﺢ ﺇ ﱠﻻ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺟ ﻤﻌﺖ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﻼ ﺑﺎﻟ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻦ ﺷﻬﻮﺩ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﻤ ﹰ
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﰲ ﺳﺎﻋ ﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ،ﻭﺃﺳ ﻬﻤﺖ ﰲ ﲪﻞ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺳﺨﻴﺔ ﺇﱃ ﻭﻗﺎﺋﻊ
ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟـ)ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ(.235
*****
ﺍﺳﺘﻬ ﱠﻞ ﺍﳌﹸﺆﲤ ﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺑﺄﻋﻀﺎﺋﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﺟﻠﺴﺘﻪ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ
ﺻﺒﺎﺡ 6ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ( 1999ﻡ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺷ ﹺﻬﺪﻫﺎ ﻋﺪ ﺩ ﻣﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﺃﺻـﺪﻗﺎﺀ
ﲪ ﹶﻞ ﺃﻧﻔﺎﺳﹰﺎ ﻣـﻦ ﺑﺸـﺎﺋﺮ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﲔ ﻭﺍﻷﺟﻨﺒﻴﲔ ،ﺍﺳﺘﻬﻠﱠﻬﺎ ﲞﻄﺎﺏ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ
ﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺪﻯ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﳌﺴﺎﺀ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮ ﻭﻭﻋﻮﺩﹰﺍ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻡ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺼﻒ ،ﱠﰒ ﺗﺄﻛﻴﺪﹰﺍ ﻟﻠﻤﻌﺎﱐ ﺍﻟﱵ ﺩﺃ
ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﰲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ :ﺍﳊﹸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﰒ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ .ﻛﻤـﺎ ﺟـﺎﺀ
ﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻔﻌﻤﹰﺎ ﲟﻌﺎﱐ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ،ﺣﺎﻣﺪﹰﺍ ﳌـﺎ ﺧﻄﺎ
ﺾ ﺍﳉﻠﺴﺔ ﺣﱴ ﺍﻃﻤﺄﻥ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺇﱃ ﺧﺘ ﹺﻞ ﺍﻷﺧﺒـﺎﺭ ﺃ ﹶﳒﺰﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﺒﺸﺮﺍﹰ ﲟﺎ ﺳﺘﻨﺠﹺﺰ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻨ ﹶﻔ
ﺕ ﺍﳋﻄﺎﺑـﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻧ ﹶﺬﺭﺕ ﺑﺎﳋﻼﻑ ﻭﺍﳌﹶﺸﺎﻗﱠﺔ ،ﻭﻗﺪﺭﻭﻫﺎ ﻣﻦ ﹶﻛﻴ ﺪ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ،ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﺠﺎﺷﺖ ﺫﺍ
ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﺒﺪﺕ ﺎ ﺍﻟﺸ ﹶﻔﻘﹶﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ،ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺗﻜﺒ ﺮ ﺍﷲ ﻭﲢ ﻤﺪﻩ ﻋﻠـﻰ ﲤـﺎﻡ
ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﺍﻧﻜﺸﺎﻑ ﺍﻟﻐﻤﺔ .ﻓﺌ ﹲﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺷﺬﱠﺕ ﻋﻦ ﺇﲨﺎﻉ ﺍﻟ ّﹺﺮﺿﻰ ﻭﺗﻮﻋﺪﺕ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﺍﳌﹸﻔ ﻌ ﹺﻢ
رأ ،OEEوذ'EE( vEETEE5&ُ OEE( cرًا zEE)Pا5ا cEEH 'EEHوًُ J<E 2
47أ1EE4ر ا YEEا EE)JآًEE+ا إ ,EEا1EE2Pء اTEEي أَ E Jj
&ض د( VAB# ^7 O#17ا) ,P7 zا O5IGور(T57 Oار وا1&5ون .وا أ 'E( Oا EPPاE .ة cEJj
^ '( ^* iا1E2دة ،وذ 6E&H vEأن ا1Eز OE5Jx ا(155ح ا {K ،A#oAآ t#1ه hTاRر (' ZAGاَ Aِf ^PG
EEا ZEE EE.ا) zEEوا15EE.ذ 1EEA+7 'EEP7ن ،اTEEي ,EE#إ*1EE2ظ ا vEEP# 'EE( YEEا 71EE د 'EEP7 .ا1EEج اTEEي *
pأ ^EE`# 1EEAI OEEا&ا UEE9ا 'EE5أ6EEHاه 1ا 6EE2( ،YEEأ1EE4ر ( 'EEذات ا< "EE5Aة و OEEPANإMEEC ,EEل ا ^EE.ا&1EEم .إ
ا J1CAإ ,ر '( O5Jxإ1ء ا.ر آ 1Aه' (' ا A#oAا&1م .ن )ا ZAKأ 1ًFCBُ {JSوُ 71AG ^H 1ًA2C
ت ، EJ&5P E1و VE QEاE.ر( ،و ,EP7اEEFر ا YEو E71AGا) ،zEوأن اA#oEAات ه1E # 'Eهُا ٍ
ت ه' MPإMام V`ُNا 1EAGع ('E أو {fا) zأن ا A#oAاTي ً6x 62&Cا ه ُa* '22N ٌA#oج 2AHرا ٍ
ا 6I4 .^*6ا12Pء إ t1G ,ا) zوا :Yا) zإEHاه Vا 'ECوا6Eآ5ر 'EP7ا1Eج ،آ h6IE4 1EAا15E.ذ
1A+7 'P7ن OE9 6EAوا6Eآ5ر E7ض ا1EKز ،وا cEJj OEH E5ا6Jا* cEP2H EدTEK .وب ا EFPaاTEي *6EJو أن
E 6Ejب إ OEا ،EJaإذ آ1Eن اEز* (TEآة ا&)Eة)وز* اE`H B2ي {1ES ^ENوأ 6ENا,EP7 ^&jEُA
ًُ55EEا (1EEK ٍ E (x 'EEورة tEE5`A EEB21Hا tEE1Cا.ول cEES1F# ZH1EE5* ،ا1E 2Pء 1EEA+7 'EEP7 ^EEHن و 'EEP7ا1EEج
واJAب 6J7ا م آ1Aل ه hTاRaة.
ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺃﻥ ﺗ ﺮ ﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺨﺎﹶﻟ ﹶﻔ ﹰﺔ ﺑﺎﺋﻨﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ،ﺍﳉﻤﺎﻋ ﹸﺔ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﻣﻨـ ﹸﺬ ﻣـﺬﻛﱢﺮﺓ
ﺻﻠﹶﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ.
ﺾ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺆﻭﺩ ﰲ ﺍﳌﹸﻔﺎ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺗﺘﺮﺑﺺ ﺃ ﱠﻻ ﻳﻨ ﹶﻘ
ﺝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻧﻘﺴـﺎﻡ ﺭﻏﻢ ﻫﻤﻮﻡ ﻛﺜﲑ ﺓ ﺣ ﻤﻠﹶﻬﺎ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﹸﻞ ﻓﺠﺎ ﹺ
ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻋﻠﻰ ﳉﺎﻧﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ،ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﹸﺮ ﰲ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﳌﹸﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ
ﳋ ﺪﻣﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﺇﱃ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻦ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍ
ﻭﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﺭﻏﻢ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﳍﹸﻤﻮﻡ ﻭﺍﻧﺼﺮﺍﻑ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ،
ﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺍﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﻭﺳـﻊ ﺍﻟـﱵ ﻓﻘﺪ ﲤﺤ ﻮﺭﺕ ﺍﻟﻔﺌﺎ
ﺳ ﹶﻜﻨﺖ ﺍﳋﹸﺮﻃﻮﻡ ،ﲤﺤ ﻮﺭﺕ ﺣﻮﻝ ﳉﻨﺔ )ﺍﻟﻨﻈﺎ ﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ( ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺪﻟﺘﻪ )ﻣﺬﻛﱢﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ( ﺑﻐﺘ ﹰﺔ
ﻭﺘﺔﹰ ،ﻋ ﱪ ﺍﺧﺘﻄﺎﻑ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻗﺒﻞ ﳓﻮ ﻋﺎﻡﹴ ،ﱠﰒ ﻗﺎﻣﺖ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟ ﺮﻭﺍﺩ ﻟﺘ ﻌﺪﻝ ﺍﻟﺘﻌـﺪﻳﻞ
ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺑﺄﻣ ﹺﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻄﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ
ﻣﻊ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ،ﻭﺗﺸﻮﺷﺖ ﻓﻴﻪ ﺩﻗﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺑﺎﳌﺸﺎﻗﺔ ﺍﻷﺣﺪ ،ﺍﻟﱵ ﺃﻭﻗﻔﺖ ﺃﻋﻠـﻰ
ﻗﻤﺘﲔ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻛ ﹼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻖ ﻣﺤﺎﺩﺍﺓ ﺑﲔ ﻓﺮﻳﻘﲔ ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ،ﻓﻴﻤﺎ
ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﳉﺒﺎﺑﺮﺓ ﺫﺍ ﺍﻟ ﹶﻘﺘﺎ ﹺﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸ ﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ
ﺐ ﻛﺎﻣ ﹴﻞ ﻭﺃﻣﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻬﺎ ﻒ ﻭﳌﺎﺫﺍ ،ﱠﰒ ﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻜﺎ ﺩ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻌ ﹴ ﻒ ﺗﻘ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﺃﻱ ﻣﻮﻗ
ﻕ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ﺃﻣ ﹲﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﹸﻎ ﻫﺪﻓﹰﺎ ﻭﳒﺎﺣﹰﺎ ﰲ ﳐﺮﺝ ﺻﺪ ﹴ
ﻉ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺇﺫﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﻮﻝ )ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ( ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺗﻤﺤ ﻮ ﺭ ﺻﺮﺍ
ﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ )ﻭﻇـﺎﺋﻒ، ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﻭﻟﻜ ﻦ ﺷﺒﺢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻏﺎﻟ
ﺿﺮﺓ ﰲﻣﻨﺎﺻﺐ ،ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ،ﺃﻣﻮﺍﻝ( ﺃﻃ ﱠﻞ ﲝﻀﻮﺭﻩ ﺍﻟﻄﺎﻏﻲ ﻟﻴﺠ ﻌ ﹶﻞ ﻣﻮﺍ ﺯﻧﺔ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺣﺎ
ﳉ ﺰﺭﺓ ﺗﺮﻏﻴﺒﹰﺎ ﺍﻟﱰﺍﻝ ،ﻓﺈﺫ ﲡﺪﺩﺕ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﺎﻟﻒ ﺃﳕﺎ ﹸ
ﻁ ﺍﻟﺘﻠﻮﻳﺢ ﺑﺎﻟﻌﺼﺎ ﻭﺍ ﹶ
ﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺄﻥ ﺗﻌﺘ ﻤ ﺪ ﻟﻪ ﻭﻇﺎﺋﻒ
ﻭﺗﺮﻫﻴﺒﹰﺎ ﳌﻦ ﺍﺧﺘﺎ ﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ،ﲡﺪﺩﺕ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻄﺎﻟ
ﳉﹶﻠﺴﺎﺕ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﰒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍ ﹶ
ﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﻨ ﹸﺬ ﻳﻮﻣﺌﺬ ،ﻟﺘﺘﺠ ﺪ ﺩ ﻣﺒﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛـﺔ ،ﺃﻭ ﺍﳊﻜﻮﻣـﺔ
ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻣﺮﺷﺤﹰﺎ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍ ﹸ
ﺏ ﺣﺎﻛ ﹴﻢ ﻻ ﻳﻔﺎﺻﻞ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﻭﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ،ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳍﺎﺩﻳﺔ ﳊﺰ ﹴ
ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩ ،ﻭﳚﻌ ﹸﻞ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻛﺎﻓﺔ ﺳﻴﺎﺳ ﹰﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓ ﹰﺔ ﻭﺭﻳﺎﺿ ﹰﺔ ﻭﺟﻬﺎﺩﹰﺍ
ﻭﻋﻠﻤﹰﺎ ،ﻭﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺑﻠﺪ ﻭﺍﺳﻊ ﻣﺮﻛﱠﺐ ﳛ ﹸﻜﻤﻪ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﲢﺎﺩﻱ ﻻﻣﺮﻛﺰﻱ ،ﻇﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻣﺜﺒﺘﺔ
ﻭﺍﺿﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻞ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻷﴰﻞ ﻭﻳﻌﻬـﺪ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣـﺔ
ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ،ﻏﺎﻣﺖ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﻏﺎﺑﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻭﺍﻧﻜﺸﻒ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣـﺮ ﹰﺓ
ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﻌﻠﻦ ﻋﱪ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﳉﻨﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ .ﻭﻣﻊ ﺍﺣﺘﺠـﺎﺏ ﺍﻟـﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒـﻪ ﺍﻷﻭﻝ
ﺸﻘﱠﺔ ﻭﺗ ﻌﻘﱡﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ
ﻣﻘﺎﻃﻌﲔ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﻪ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﺍﺳﺘﺒﺎﻥ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮﻳﻦ ﻣﺪﻯ ﺑﻌ ﺪ ﺍﻟ
ﻟﻴﺼﻞ ﻗﻠﻘﻬﻢ ﻭﺗﻮﺗﺮﻫﻢ ﺍﻟﺬﹸﺭﻭﺓ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﻗﹸﺒﻮﻥ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺑﻐﲑ ﺣﻴﻠ ﺔ ﻛﺜﲑﺓ.
ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﺣﺘﺪﺍﻡ ﺍﳋﻼﻑ ﰲ ﳉﻨﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﳉﺎ ﹲﻥ ﺃﺧﺮﻯ ﰲ ﻫـﺪﻭﺀٍ،
ﺗﺘﺪﺍﻭ ﹸﻝ ﺣﻮﻝ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﳌﺪﻯ ﺍﻷﻋـﻮﺍﻡ
ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﳌﹸﻘﺒﻠﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪﻫﺎ ﻣﻔﺎ ﺭﻗﹶﺔ ﻫﻲ ﺍﺣﺘﺸﺎ ﺩ ﻣﻨﺎﺩﻳﺐ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﰲ ﳉﻨﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺧﻠﻒ ﳏﻨﺔ
ﺠﺰﺕ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻋﻦ ﺗﻮﻓﲑ ﻣﺮﺗﺒـﺎﺕ ﻋﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ﻭﻗﹸﺮﺍﻫﻢ ،ﺇﺫ ﻋ ﹺ
ﺍﳌﹸﻌﻠﱢﻤﲔ ،ﻭﺗﻌﻄﱠﻠﺖ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﺒﹺﻀ ﹺﻊ ﺃﺷ ﻬ ﹴﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﺯﻫ ﺪ ﺍﳌﹸﻌﻠﱢﻤﲔ
ﻀ ﺮ ﺥ ﻣﻦ ﺧﻴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻞ ﺇﺫ ﻣ
ﺲ ﺍﻟ ﻭﺧﺮﻭ ﹺﺟﻬﹺﻢ ﻣﻀﺮﹺﺑﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ،ﻭﰲ ﻣﻨﺎ ﹴ
ﺕ ﺍﻷﻛﺒﺎﺩ ﻭﺭﻫﺎ ﹶﻥ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻭﻗﺪ ﻋﺒﺮﺕ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﺭﺿﺎﻫﻢ ﺑﻜﻞ ﺗﻀﺤﻴﺔ ﻓﻠﺬﺍ
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﹺﻢ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻢ ﰲ ﻏﹶﻤ ﺮ ﺓ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﱂ ﳚﺪﻭﺍ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﳌﹸﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ،ﻭﻻ
ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻻﲢﺎﺩﻳﲔ ﻭﺍﻟﻮﻻﺋﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﻨﻮﻧﻬﻢ ﰲ ﻣﺤﻨ ﺔ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﹺﻢ.
ﻣﻊ ﺗﺼﺎ ﻋﺪ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ،ﻭﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺄﻥ ﺃﺯﻣ ﹰﺔ ﻭﺷﻴﻜﺔ ﻣﺎ ﺣﻘﹶﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏﹴ ،ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ
ﺍﻋﺘﺮﻯ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻘﺎ ﹶﻃﻌﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ،ﲢﺮﻛﺖ ﳉﻨ ﹸﺔ ﻭﺳﺎﻃ ﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﻨـﺎﺀ
ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺃﻓﺮﻏﻮﺍ ﻭﺳ ﻌﻬﻢ ﺣﱴ ﻳﻀﻤﻨﻮﺍ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﹸﺐ ،ﻛﻤﺎ ﺭﺍ ﻋﻬﻢ ﺗﺼـﻤﻴ ﻢ
ﺡ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ
ﺡ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ﺷﻮﺭﻯ ﻭﺷﻔﺎﻓﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻤﺴﺎ ﻙ ﺃﰎ ﲟﻘﺎﻭﻣﺔ ﺃﻱ ﺟﻨﻮ ﹴ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻄﺮ ﹺ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﳓﻮ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ .ﻭﻣﻊ ﺟﺮ ﺟﺮﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﱃ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﳌـﺆﲤﺮ
ﳋﻄﹸﻮﺍﺕ ﺍﳌﹸﺘﺪﺭﺟﺔ ﳓﻮ ﲤﺎﻡ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺴﻤﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻇﻠﱠﺖ ﻣﻄﻠﹶﺒﹰﺎ ﻭﹺﻻﺋﻴﹰﺎ ﻣﺪ ﺭ ﺟﹰﺎ ﰲ ﺍ ﹸﻭﺟﹶﻠﺴﺎﺗﻪ ،ﺣ ِ
ﺴ ﹺﻖ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸـﻌﺐ، ﺐ ﺍﻟﻮﹺﻻﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧ ﺏ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻣﻦ ﺷ ﻌ ﹺ
ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ :ﺍﻧﺘﺨﺎ
ﺚ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺃﻥ ﻳﺮﺷﺢ
ﺑﺪ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺋﺪﹰﺍ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﺸﺮ ،ﺣﻴ ﹸ
ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮﺷﺤﲔ ﳜﺘﺎﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻭﺍﻟﻴﺎﹰ ،ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲡﻠﱠﺖ ﺑﻌﺪ
ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺳﺒﺒﹰﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﹰﺍ ﰲ ﺣ ﱢﻞ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ.
ﺃﻣ ﺮ ﺁﺧﺮ ﹶﻏ ﻔﻠﹶﺖ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﻌﺔ ﻣ ﹶﺬ ﱢﻛﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺃﻛﻤﻞ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﳌﹸﺆﺍﻣﺮﺓ ﺍﳌﹸﻀﺎﺩﺓ ﻋﻠـﻴﻬﻢ ﻣـﻦ
ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳌﹸﺼﻤﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺪﺍﻝ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻫﻮ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻤ ﻦ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ
ﺐ ﺍﳍﻴـﺄﺓ ﻧﺨﺒﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﻭﳒﻮﻣﻬﺎ ﻓﻮﺯﹰﺍ ﻣﺮﳛﹰﺎ ﰲ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺨـ
ﺴﺒﻘﺎﹰ ﻟﺬﻫﺎﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﹸﺮﺻﺔ ﻓﹸﻮ ﹺﺟﺌﹸﻮﺍ ﲝﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﱡﻠﺠـﻮﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ،ﻓﺈﺫ ﱂ ﻳﻨﺘﺒﻬﻮﺍ ﻣ
ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍ ﹸﳌﻌﺒﺄﺓ ﺿﺪﻫﻢ ﻟﺼﺎﱀ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳌﹸﻨﺤﺎﺯ ﻟ ﺮ ﺩ ﺍﳌﹶﻈﹶﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻋﻨـﻬﻢ،
ﻂ ﳍﹸﻢ ﺣ ّﹶﻘﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﻭﺑﻨﺠﺎﺡ ﺗﻜﺘﻴﻚ ﲨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺴﹸ
ﻟﺼﺎﱀ ﻣﻌﺎ ﺩﹶﻟ ﺔ ﺗﺒ ِ
ﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻋ ﱪ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ )ﺃ ﱠﻻ ﻳﺼﻮﺗﻮﺍ ﳍﺆﻻﺀ( ،ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﺧﻄﱠﺔ ﺇﻗﺼـﺎﺀ ﻋﻨﺎﺻـﺮ
ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻭﺷﻴﻌﺔ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﲟﻘﻌ ﺪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻠﻎ
ﺴﺘ ﻤﺌﹶﺔ ﻋﻀﻮﹰﺍ ﻟﻮﻻ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻣﺴﺘﻤﻴﺘﺔ ﺗﻮﻻﱠﻫﺎ )ﻭﺍﱄ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ( ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﳍﹸﻢ.236
ﺍﻟ ِ
ﻑ ﺃﻋﻤﻖ ﻭﻣﻮﺍ ﹺﺟ ﺪ ﻛﺜﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﱯ ﺍﻟﱰﺍﻉ، ﺾ ﺇﺫﻥ ﺍﳌﺆﲤ ﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﲞﻼ
ﺍﻧﻔ
ﻭﺑﺎﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﹰﺎ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰒ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸـﻮﺭﻯ ﰲ ﺍﻻﺟﺘﻤـﺎﻉ ﺍﻷﻭﻝ
ﺡ ﺟﺪﻳـﺪﺓ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ،ﻭﺗﻘﺪﱘ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻷﻣﺎﻧﺘﻪ ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﲟﺎ ﻋﺒﺮ ﻋـﻦ ﺭﻭ ﹴ
ﺳﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺘﺠﻌﻞ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﹰﺎ ﲟﺴـﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌـﺒﲑ
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪﻩ .ﺑﱪﻭﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ،ﲡﻠﱠﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳌﹸﺒﺎﻳﻨﺔ ﻭﺍﺿﺤ ﹰﺔ ﺑـﲔ ﺍﳊﻜﻮﻣـﺔ
ﻭﺣﺰﺎ ﺃﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻌﱯ ﻭﺍﻟﺮﲰﻲ ،ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺍ ﻇﺎﻫﺮﹰﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﻠﱠـﺔ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺮﻳﺔ
ﻭﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﺿﺪ ﺍﳊﹸﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃ ﺳﻬﹺﻢ ﺷﻴﻌ ﹸﺔ ﻣﺬﻛﱢﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸـﺮﺓ
48ا6A57ت 71AGا c*6J5ا` hG c1ا 12ذ ا1j '5دت ا Jد (' ا&)* ا 2H1Eوا QE(5jأ 1ERء AEGورأت
1Bj 1H tء ا` '( c1ه hTا '( 1AH ، PNAذT &4 vآة ا&)ة ،ا6EA57ت 1ًE`5`#أ ^E E1&( 6E4ا76Eة أن َ j1&ُ#
Q*B5Pإ ، C& A1j ,وه ا76ة إ67 ,م ا1A. Q*B5ء & 1IC&Hو( '( 1I7PHا C5Fا . EA12وإذ pح
{J4ا2ط (' YPKا)رى ر O5*7 & Vxا`Jة "K ،دTK .وب ا1Cj FPaع *E7و E*pاE9aم
E5Hك أآ OFESH 1EI( ZE* OE 6E712 (10) ^E E+وا gE&H 1ًEا hEGا E2ا 'E( EAIAا& AES1ا ، E2و`OEC
MKNه &4 ^ h6&2 OC7 u2 ^A 1اTAآة.
ﺼ ﺔ ﻭﻏﻀﺒ ﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﰒ ﲟﻘﺎﻃﻌﺔ
ﻭﻛﺜ ﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﹸﻨﺎﻭﺋﲔ ﻟﻸﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻗﺪ ﺗﻮﻟﱡﻮﺍ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺑ ﻐ
ﺡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﳌﺎ ﻫﻮ ﺃﺳﻮﺃ.237
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻷﻭﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻴﺄ ﺍﳌﺴﺮ
ﻛﺎﻥ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﹶﺑ ﹶﻄﻠﹶﺖ ﻓﻴﻪ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﻣﺬﻛﱢﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻗﺮﺍ ﺭ ﺍﻷﻣـﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ
ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﺭﺋﺎﺳﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻍ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﳊﺰﺏ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺣـﺪﺍﺙ
ﻓﻮﺭ ﺧﺘﺎﻡ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﱠﻠ ﻖ ﺑﺈﻧﻔﺎﺫ ﺗﻮﺻﻴﺎﺗﻪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻧﻮﺍﺑﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳝﺜﱢﻠﻮﻥ
ﺍﻟﺴﻮﺍ ﺩ ﺍﻷﻋﻈﹶﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ،ﰒ ﺭﺩﻭ ﺩ ﺍﻟﻔﻌ ﹺﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴـﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـﺔ
ﺴﻠﹸﻄﺎﺗﻪ ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ،ﻟﻜﻦ ﺑﺄﺛ ﹴﺮ ﻣﺒﺎﺷـ ﹴﺮ ﻣـﻦ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ،ﲡﺎﻭﺯﹰﺍ ﻟ
ﺻﺮﺍﻉ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﳊﺎﻛﻢ.
ﻉ ﺑﲔ ﺍﳊﹸﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ )ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﳊﹸـﺮ ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﺠﺮﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍ
ﺍﳌﹸﺒﺎﺷﺮ ﻟﻮﻻﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ( ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﳌﹸﻮﺍﻓﺎﺎ ،ﺇﻻ
ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺣﻮﳍﺎ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻣﺒﻜﱢﺮﹰﺍ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺇﺫ ﻋ ﹶﻘ ﺪ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻧﺪﻭ ﹰﺓ ﺣﻮﻝ ﺗﻄـﻮﻳﺮ
ﺕ ﳏﺪﻭﺩ ﺓ ﰲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺗﺸﻤ ﹸﻞ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﺍﳌﹸﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻮﻻﺓ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ﺃﺟﺎﺯﺕ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺗﻌﺪﻳﻼ
ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺑﺎﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﺍﳌﺒﻴﻌﺎﺕ ﻭ ﺭﺳﻮﻡ ﺍﻹﻧﺘـﺎﺝ ﻭﺍﳉﻤـﺎﺭﻙ ،ﰒ
ﺇﺑﺪﺍﳍﺎ ﺑﻀﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﳌﹸﻀﺎﻓﺔ ،ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ﺑﲔ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ .ﻛﻤﺎ ﺃﺟﺎﺯ ﻣﺆﲤ ﺮ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﺍﳌﹸﻨﻌﻘﺪ
ﲟﺪﻳﻨﺔ )ﻧﻴﺎﻻ( ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﲟﺎ ﻳﻮﺯﻉ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﳌﹸﻀـﺎﻓﺔ ﺇﱃ %65ﻟﻠﺤﻜﻮﻣـﺔ ﺍﻻﲢﺎﺩﻳـﺔ
ﻭ %35ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺍﶈﻠﻴﺎﺕ ،ﰒ ﺃﺟﺎﺯﺕ ﳉﻨﺔ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻠﺲ ﺍﻟـﻮﻃﲏ ﻣﻘﺘـﺮﺡ ﺍﻟﺘﻌـﺪﻳﻞ
ﺲ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳـﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻟﻠﻮﺍﱄ ﻭﻟﻘﺴﻤﺔ ﺍ ﹶﳌﻮﺍﺭﹺﺩ .ﻭﰲ ﺃﻏﺴﻄﺲ )ﺁﺏ( 1999ﻡ ﻛﻮﻥ ﺭﺋﻴ
ﺴ ﻪ ﳉﻨ ﹰﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﻋﻀﻮﻳﺔ ﺛﱠﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﹺﻴﲔ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ،ﻭﰲ 21 ﻧﻔ
ﻧﻮﻓﻤﱪ )ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ( ﺃﺟﺎﺯﺕ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺑﺸـ ﱠﻘﻴﻬﺎ:
ﺏ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺑﻌﺪ ﺏ ﺍﻟﻮﻻﺓ ،ﻭﺗﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﺎ ﹴ ﺍﻧﺘﺨﺎ
ﺵ ﻣﺴﺘﻔﻴﺾ.
ﻧﻘﺎ ﹴ
ل FEBا '(1EBا6Eو' 1E5 tE27م ا A#oEAا&1Eم VIEJj ^E7 J7 49أ 6NاT ,P7 ^&jAآة ا&)ة (' ٍ 12
1EA1Hر ا2A*6EEا 'EE( '9ا A#oEEAر VEExأ OEا ,EEI5إ ,EEإ OEE. VI1EEBjأ ,ER7ا A#oEEAا6EE*6G EES( 'C9EEةTEE ،آًا
^ B2Hا5اث ا '(Bادا' ً&4 ,`#ا ^7ا1B5ر ا (B5Aا)خ `Hا ( ,P7 VI#1ا&1APء) .اA#oEA
/10/.(1999ا OF ,P7 B5C* 'C9و*Fز SFHوأ 6 :cا tRaا '(1Bا6و' 23
ﺭﻏﻢ ﻛ ﱢﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﹸﺒﻜﱢﺮ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﶈﺪﻭﺩ ﻭﺭﻏﻢ ﺇﻗﺮﺍﺭﹺﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﹸﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻛﺎﻓﱠﺔ ،ﻓﻘﺪ
ﺍﻟﺘﻘﻄﺖ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺷﻴﻌ ﹸﺔ ﺍﳌﹸﺬﻛﱢﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺎﻣﺖ ﻣﻨﺬ ﺍﳌﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﺷﺘﺪ ﲤﺤﻮﺭﻫﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﺑﻌﺪ ﺍﳍﺰﳝﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻟﻠ ﺮ ﺩ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﲰﺘ ﻪ )ﺍﻹﻗﺼﺎﺀ( ،ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻏﻀﺒﺘ ﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ
ﺕ
ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﱵ ﱂ ﺗﺴﺘﺠﹺﺐ ﻟﻜﹸﻞ ﺷﺮﻭ ﻃﻪ ،ﰒ ﻣﺎ ﺃﺛﺎﺭﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟـﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺗﻌـﺪﻳﻼ
ﺐ ﺍﻟـﺮﺋﻴﺲ ﺐ ﺑﺎﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﻣﻨﺼﺐ )ﺭﺋﻴﺲ ﻭ ﺯﺭﺍﺀ( ،ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ ﺁﺧﺮ ﻳﻄﺎﻟ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭﺳﻊ ،ﺗﻄﺎﻟ
ﺏ ﺑﺎﻟ ّﹺﺮﻳـﺐ،
ﺸﻮ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﻭ ﺯﺭﺍﺋﻪ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﻤﻮﺍﹶﻓﻘﹶﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻴﻴﻨﻬﻢ .ﻭﺇﺫ ﺃ ﱠﻥ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﻛﹸﻠﻪ ﻣ
ﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﲤﺎﻣـﹰﺎ ﻋـﻦ ﺗﻠـﻚ ﻓﻘﺪ ﺳﺎ ﺭﻋﺖ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﱃ ﻗﺮﺍ ﹴﺭ ﺑﺼﺮ
ﺾ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ.
ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻤﺤ ﻮ ﺭ ﺣﻮﳍﺎ ﺑﻌ
ﺻ ﺪﺭﺕ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺿ ﻊ ﺧﻼﻑ ، ﺕ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﻮ
ﻭﺇﺫ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼ
ﺼﺮﹺﻱ ﻭﺍﳌﹶﻨﺎ ﻃﻘﻲ) :ﺃﻥ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﳊﹸﺮ ﺍﳌﹸﺒﺎﺷﺮ ﻟﻠﻮﻻﺓ ﻗﺪ ﳚﻌﻠـﻬﻢ ﺕ ﺍﻻﳓﻴﺎﺯ ﺍﻟﻌﻨ ﻭﳏﻮﺭﻩ ﻋﺒﺎﺭﺍ
ﺴﻜﱠﺎﻥ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺐ ﺍﻟ
ﺏ ﻭﺍﳉﻨﻮﺏ( ,ﻓﻘﺪ ﺻﺎ ﺭ ﺃﻏﻠ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻐﺮ ﹺ
ﺏ ﻣﻦ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰒ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ،ﺃﻣﺎ ﻗﺴ ﻤ ﹸﺔ ﺍﳌﹶﻮﺍﺭﹺﺩ ﻓﺴﺘﻨﻬﻲ ﻫﻴ ﻤﻨـﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ،ﺑﺄﺳﺒﺎ ﹴ
ﺿﻠﹶﺔ ﻟﺼﺎﱀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻬ ﻤﻠﹸﻬﺎ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﳌﺎﻝ ،ﻛﻤﺎ ﺳﺘﻀ ﻊ ﺣ ﺪﹰﺍ ﻟﻠﻤﻔﺎ
ﳋ ﺪﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺳـﺘﻨﻬﻲ ﺍﺣﺘﻜـﺎﺭ ﻭﺯﺭﺍ ُﺀ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﰲ ﺍﳌﹸﻮﺍ ﺯﻧﺎﺕ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﻭﺍ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻷﻳﻤﺎ ﺃﻣﻮﺍ ﹴﻝ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻃﺮ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﺎﺯﺓ ﺃﻭ ﺗﺴﺨﲑﻫﺎ ﲟﱪﺭﺍﺕ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ
ﺩﻭﻥ ﺭﻗﺎﺑﺔ.
ﺖ ﻻﺣ ﹴﻖ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﰲ 21ﺃﻛﺘـﻮﺑﺮ )ﺗﺸـﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ( 1999ﻡ ﺑﺈﺟـﺎﺯﺓ ﰲ ﻭﻗ
ﺐ ﺇﱃ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﳌﺰﻳ ﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ،ﺇ ﱠﻻ ﺲ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑﻄﻠ ﹴ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ،ﺗﻘﺪﻡ ﺭﺋﻴ
ﺐ ﺑﻌﺪ ﺗﻼ ﻭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻠﺲ ﻗﹸﻮﹺﺑ ﹶﻞ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﳌﹸﺨﺎﹶﻟ ﹶﻔﺘ ﻪ ﻟﻼﺋﺤﺔ ﺍﻠﺲ ،ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺘـﻴ ﺢ ﳎـﺎ ﹰﻻ ﺃﻥ ﺍﻟ ﹶﻄﹶﻠ
ﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻭﺇﺩﺭﺍ ﹺﺟ ﻪ ﺐ ﺍﻟ ﹶﻄﻠﹶﺐ ﺃﻭ ﺗﺄﺟﻴﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻴﻔﺎﺋ ﻪ ﻟﻠ ﻌﺪﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻧ ﻟﺴﺤ ﹺ
ﺲ ﺍﻠـﺲ ﺍﻻﺳـﺘﺠﺎﺑﺔ ﰲ ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﻟﻸﻋﻀﺎﺀ ،ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺭ ﺭﺋﻴ
ﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑﺘﻄﻮﻳﻞ ﺍﳌﹸﻨﺎﻗﺸﺔ ،ﻭﺗﺄﺟﻴﻞ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻔﺘﺮ ﺓ ﻣﻌﻘﻮﻟ ﺔ ﺭﻳﺜﹸﻤﺎ ﻳﻜﺘﻤـﻞ ﻟ ﹶﻄﹶﻠ ﹺ
ﺲ ﻋ ﱪ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ -ﺭﻏ ﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﺠﺎ ﺯ ﻗﺒﻞ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ .ﻭﺇﺫ ﺃﺻ ﺪ ﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴ
ﺟﻤﻠﺔ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ -ﺃﺻﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﹰﺍ ﺑﺘﺄﺟﻴﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ،ﺃﻋـﺎﺩﺕ ﺍﳍﻴـﺄﺓ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﻭﺃﻳﺪﺕ ﺇﻣﻀﺎﺀﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ.
ﻋﻠﻰ ﺿﻮ ِﺀ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻋﻘﺪﺕ )ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ( ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﹰﺎ ﻭ ﺟﻬـﺖ
ﻓﻴﻪ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻡ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳊﺰﺏ ﺍﻟﱵ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﳉﺎﻥ ﺍﻠـﺲ ﻓﻴﻤـﺎ ﻳﻠـﻲ
ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ،ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻧﺎﻗﺶ ﺃﻣ ﺮ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﻭﺟـﻪ ﺃﻋﻀـﺎﺀﻩ
ﺗﻮﺟﻴﻬﹰﺎ ﻣﻐﺎﻳﹺﺮﹰﺍ ﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ،ﻹﻋﻤﺎ ﹺﻝ ﺍﻹﺭﺟﺎﺀ ﻭﲢﺮﻳﺾ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ
ﺏ ﺇﱃ ﺗﻮﻗﻴﻌﺎﻢ ﰲ ﻣ ﹶﺬﻛﱢﺮ ﺓ ﻟـﺮﺋﻴﺲ
ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﲨﺎﻋ ﹲﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ،ﺇﺫ ﺟ ﻤﻌﺖ ﺗﻮﻗﻴﻌﺎﺕ ﻧﻮﺍ ﹴ
ﺻ ﹶﻞ ﺍﺳﺘﻤﺴﺎ ﹶﻛ ﻪ ﺑﺎﻟﻼﺋﺤﺔ ،ﺃﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ﻫﻮ ﺗﻘﺪ ﱘ ﻃﻠﺐ ﺍﻠﺲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍ
ﺡ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳌﹸﻨﺎﻗﺸﺔ ،ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﱠﻖ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻭﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﳌﹸﻀﺎﻓﺔ ،ﻛﻤﺎﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻞ ﺑﺎﻗﺘﺮﺍ ﹴ
ﺃﻗﺮﺗﻪ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﳉﺎ ﹸﻥ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺟﻞ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻧﻘﺎﺵ ﺍﳌﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﰲ
ﺟﻠﺴ ﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ ﻋ ﻘﺪﺕ ﻟﺬﻟﻚ ،ﻭ ﹶﻛﻠﱠﻒ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﲟﺎ ﻻ ﻳﺘﻀ ﻤ ﻦ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺿﺮﻳﺒﺔ
ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﳌﹸﻀﺎﻓﺔ ،ﻭﺃﻣﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﻬﺎﺽ ﺃﻱ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﻭﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺑﺪﺍﺋﻠﻪ ﻟﺬﻟﻚ.
ﺇﺯﺍﺀ ﺍﳌﹶﻌ ﹺﺮﻛﹶﺔ ﺍﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﺑﲔ ﺍﳉﻬﺎﺯﻳﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻭﲤﺮﺩ ﺍﻷﺧـﲑ ﻋﻠـﻰ ﺍﳍﻴـﺄﺓ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺍﻟﱵ ﺗﺆﻭ ﹸﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﰲ ﺍﳌﹸﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺗﻠ ﹺﺰ ﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘـ ﺰ ﻡ
ﺑﻌﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﲟﻄﹶﻠ ﹺﻖ ﻗﺮﺍ ﹺﺭﻫﺎ ،ﺇﺯﺍﺀ ﺫﻟﻚ ،ﻛﻠﱠﻔﺖ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﳉﻨ ﹰﺔ ﻟﻠﺘﺤﺮﻱ ﰲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳋﹸـﺮﻭﺝ
ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳍﻴﺄﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻗﺮﺕ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺣﻤﻠ ﺔ ﻹﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﺘﻌـﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﺪﺳـﺘﻮﺭﻳﺔ،
ﻑ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﳌﹸﺘﻌﻠﱢﻘﺔ ﺑﺼﻨﺪﻭﻕ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻹﺩﺧﺎﻝ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﳌﹸﻀﺎﻓﺔ ﻭ ﺣ ﹾﺬ
ﻟﺼﺎﱀ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻗﺴﻤﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ.238
ﺇﺯﺍﺀ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﳉﹸﻤﻠﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﹶﳌﺪﺍ ﻩ ﺍﻷﻗﺼﻰ،
ﻂ ﺻﺎﺭ ﹴﻡ ﻻ ﺗﻄﻴﻘﹸﻪ ﻋﻮﺍﺋﺪ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻮﺋﻴﺪ ﺍﳌﹸﺘ ﺪﺭﺝ ﺍﳌﹸﻜﺒـﻞ
ﺤ ﻪ ﰲ ﻧ ﻤ
ﺇﺫ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻮﺍﺋ
ﺕ ﺍﻟ ﻌ ﺰ ﹺﻡ ﳌﹸﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﺮﻏﺒـﺔ
ﺑﺼﻨﻮﻑ ﺍﹸﺎﻣﻠﺔ ،ﰒ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﳍﻴﺄﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﺍ
1 V & 50ورد (' ا2Fات ا2C 2H1ل T ^ 1ًBآة 1+N CKت ا.ز ا '5آ 1EI5FPا"EIة ا12د*6E&H E
jارات cNا YEPKAا 'C9Eوإ E7ن E1NاERارئ ( ،1999/12/12 'Eوو 1EIP7 ZEjآ 6EA :^E ٌcEا^E.
، FPا)* Uأُ6Hَ A7 6ANر 6A ،ا^ ا ،^.ا6H17 {#1Fون و6Hرا.O9 ^*6
ﻂ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ،ﲤﺮﺩﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣ ﹺﺰﺑﹺﻬﺎ ﺗﻮﺍ ﻃ ﹸﺊ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻟﹶﺖ ﺴ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ ﺑ
ﻂ ﺑﻪ ﺛﻠﱠﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﻤﻮﻝ ،ﻣﻬﺪﺩﹰﺍ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺗﻪ ،ﺗﺤﻴ ﹸ
ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﺭﻳﺜﹸﻤﺎ ﻭ ﺟ ﺪ ﻟﻪ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳊﻞ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺇﻋ ﻤﺎﻟ ﻪ ﻟ ﻮﻋﻴ ﺪ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﺍﳌﹸﺸ ﺮﻋﺔ ﻣﻨـﺬ ﺍﺟﺘﻤـﺎﻉ
ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻗﺒﻞ ﺃﺷﻬﺮﹴ ،ﻭﰲ ﺃﻭﻝ ﻓﺸ ﹴﻞ ﺣﺎﺳ ﹴﻢ ﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺿﺮﺑ ﹰﺔ ﻗﺎﺿـﻴ ﹰﺔ ﻟﻠﺪﺳـﺘﻮﺭ
ﺻ ﻮ ﹺﺭ ﻋﻼﻗﺎﺎ ﺍﳌﹸﻌﻘﱠﺪﺓ ﺑﲔ ﺑﺎ ﻃ ﹴﻦ ﻭﻇﺎﻫﺮ،ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﻭﰲ ﺧﺎﲤﺔ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﻟﻘﺼﺔ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻋ ﱪ
ﺃﻭ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ،ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺑﲔ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺣﻜﻮﻣﺘﻪ.
ﻱ ﺃﻭﻝ ﰲ 30ﻳﻮﻧﻴـﻮ ﺍﺳﺘﺪﺍ ﺭ ﺍﻟﺰﻣﺎ ﹸﻥ ﻛﻬﻴﺄﺗ ﻪ ﺇﺫﻥ ،ﻭﻛﻤﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎ ﹸﺫ ﺑﺒﻴﺎ ﻥ ﻋﺴﻜﺮ ﹴ
ﻱ ﰲ 12ﺩﻳﺴﻤﱪ )ﻛﺎﻧﻮﻥ )ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﻡ ،ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﲨﺎﻋ ﹸﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳋﺎﲤ ﹶﺔ ﺑﺒﻴﺎ ﻥ ﻋﺴﻜﺮ ﹴ
ﺴﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ 1420ﻫـ ،ﺃﻋﻠﻦ ﻓﻴـﻪ ﺴ ﻪ ﰲ ﺃﻣ ِ
ﺲ ﺑﻨﻔ ِ
ﺍﻷﻭﻝ( 1999ﻡ ،ﺗﻼ ﻩ ﺍﻟﺮﺋﻴ
ﺣ ﱠﻞ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ )ﻗﹶﺒ ﹶﻞ ﲤﹶﺎﻡ ﺃ ﺟﻠﻪ( ،ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻥ ﺍﻠﺲ ﺍﳓـ ﱠﻞ
ﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ
ﻒ ﺍﻷﻣ
ﺻ
ﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﻖ ،ﻓﻘﺪ ﻭ ﻟـ)ﹺﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺟﻞ( ،ﻭﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻻ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺮﺋﻴ
ﳊ ﺮﻛﹶـ ﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﳋﹸﻄﻮﺓ ﺃﺎ ) :ﻣﺤﺾ ﺍﻧﻘﻼ ﹴ
ﺏ ﻋﺴ ﹶﻜﺮﹺﻱ ،ﻭ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﻭ ﹶﻏ ﺪ ﺭ ﹺﺑ ﻌﻬـ ﺪ ﺍ ﹶ
ﺲ ﻗﹶﺒ ﹶﻞ ﺍﻟﹶﺜ ﻮﺭﺓ(.
ﺴ ﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴ
ﺍﻹﺳﻼ ﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗ
4
$5
> ِ
َ 4;َ $8َ 9 :ِ $3َ +ا َ =ْ 3ا َ
ﺲ ﺍﳉﹸﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺣ ﱢﻞ ﺍﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺇﻧﻔﺎ ﺫ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﱠﰒ ﺗﻌﻄﻴ ﹸﻞ
ﻓﻮ ﺭ ﺇﻋﻼ ﻥ ﺭﺋﻴ ﹺ
ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻻﲢﺎﺩﻱ ،ﻗ ﺪ ﺭ ﺍﻟﻜﺜﲑﻭﻥ ﺃﻥ ﻣﺴﺎﺭﹰﺍ ﺟﺪﻳﺪﹰﺍ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ
ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺍﺿﻌﹰﺎ ﺛ ﹶﻘﹶﻠ ﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻬﺎ ،ﻭﺃﻭﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎ ﹺﺭﻗﹶﺔ
ﻫﻲ ﺎﻳﺔ ﺍﳌﹸﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﹶﻛﺘﺒﺖ ﻓﺼﻮﳍﺎ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ 30ﻳﻮﻧﻴﻮ
)ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ( 1989ﲢﺖ ﻣﺴﻤﻰ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ،ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍﳋﺎﲤﺔ 12ﺩﻳﺴﻤﱪ )ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ( .1999
ﻓﻘﺪ ﻇ ﱠﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣ ﻲ ﺷﻌﺎﺭﹰﺍ ﳛﻤ ﹸﻞ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﺃﺣﻼﻡ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﳌﹸﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺮﻋﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺇﺫ ﻗﺎﻡ ﺃﻭﻝ ﲢﺎﻟﻒ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺇﺭﻫﺎﺻﹰﺎ ﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺎﻳﺔ ﺃﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﳛﻤ ﹸﻞ ﺍﺳﻢ )ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ( ،ﺗﻮﺍﻟﹶﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﺏ ﺷﱴ ﱂ ﺗﺘﺮﻙ
ﻂ ﻣﻦ ﻛ ﱢﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺻ ﺮ ﲨﺎﻋ ﹶﺔ ﺿﻐ
ﺃﺣﺰﺍﺎ ﺟﻤﻠ ﹰﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻨﺎ
ﺃﻥ ﲢﻤﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻟﺘﺘﺒﲎ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺪ ﹺﺭ ﻙ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻖ
ﻼ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻭﻣﻮﺍﺩﻩ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ.
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎﻩ ﻓﻀ ﹰ
ﺸﻌﺐ ﻭﺗﻘ ﺪﻣﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﱠﰒ ﳌﺎ ﺍﻣﺘ ﺪ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﰲ ﺍﻟ
ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ،ﺷ ﺮﻋﺖ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺃﻭﻝ ﲡﺎﺭﺏ
ﻕ ﺇﺳﻼﻣﻲ( ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﳉﹶﺒ ﻬﻮﹺﻱ ﺿﻤ ﻦ ﹸﺃﻃﹸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳊﺮﻛﻲ ﺍﳌﹸﻌﺎﺻﺮ ،ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟـ)ﻣﻴﺜﺎ ﹴ
ﺻﻠﹸﻬﺎﺏ ﺷﱴ ﻭﻟ ﻜﻨﻬﻢ ﻳﺘﻮﺍﺛﻘﻮﻥ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﳌﺒﺎﺩﺉ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺆ ﻳﺘﺪﺍﻋﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺸﺎ ﹺﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﺗﻌﻤ ﹸﻞ ﺿﺎﻏﻄ ﹰﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﳊﻤﻞ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎﻭﺏ ﺇﳚﺎﺑﹰﺎ ﻣﻌﻬﺎ،
ﻂ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺰﻝ ﺃﺻﻮﻝ )ﺍﻹﺳﻼﻡ( ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﰲ ﺍﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﺁﺧﺮ ﻻ ﻳﻌﹶﻠ ﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻀﺒ
ﺍﳌﹸﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﳌﹸﻌﻘﱠﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺣ ﻤ ﹶﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮ ﹰﺓ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺜﱠﻞ ﺇﺑﺘﻼﺀﻫﺎ ﺍﻷﻭﻝ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻷﺳﺎﺱ ،ﻛﻤﺎ ﻣﺜﱠﻞ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﳌﹸﺸﺘﺪﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻮﻗﻈﹰﺎ
ﳍﺎ ﺧﺼﻮﻣﹰﺎ ﻭﺃﻋﺪﺍﺀ ،ﺷﻜﱠﻠﺖ ﻭﺷﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺪﺍﹸﻓ ﹺﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﳒﺎﺣﺎﺎ ﻭﺇﺧﻔﺎﻗﺎﺎ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ.
ﲰﻬﺎ ﳌﺪﻯ ﻋﻘﻮﺩ ﻫﻮ )ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ( ﺇﱃ ﻓﺄﺻﻮ ﹸﻝ ﻋﻤﻞ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﺳﺎﺳﻪ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﺍ
ﺡ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ﻭﺗ ﺪﻳﻨﻪﻼﹺﺻﹶ
ﺻ ﻮﺑﺖ ﳓﻮ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﹺﻓﻘﹰﺎ ﻟﻺﺳﻼﻡ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻬﻤﺎ
ﺏ ﺍﻟﻘﹸﺮﺀﺍﻥ ﺴﻠﻜﹰﺎ ﺿﻤﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﰲ )ﲨﺎﻋ ﺔ( ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺳﺎﺋﺮ ﺧﻄﺎ ﹺ ﻭﺗﻘﻮﺍﻩ ﻻ ﺗﺘﻔﺎﻋ ﹸﻞ ﻣﻌﻪ ﺇﻻ ﻣﻨ ِ
ﻭ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍ ﹸﳌﺘﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﳎﺘﻤ ﹴﻊ ﻗﺎﻡ ﻗﹸﺪ ﻭ ﹰﺓ ﻟﻺﺗﺒﺎﻉ ﹸﻛﻠﱠﻤﺎ ﲡﺪﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﻲ ﻟﻺﺳﻼﻡ،
ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻸﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﹺﻓ ﻖ ﻣﺼ ﹶﻄﹶﻠ ﹺﺢ ﺍﳌﹸﻔﻜﱢﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ )ﻣﺎﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﻧﺒﹺﻲ( ،ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺭﺥ ﺑﻪ ﻻﺳﺘﻬﻼﻝ ﺻﺤ ﻮ ﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﻳ ﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ )ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳ ﹺﻦ ﺍﻷﻓﻐﺎﱐ( .ﻭﺇﺫ ﻇﱠﻠﺖ
ﻗﻀﻴﺔ )ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ( ﺃﻭ )ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ( ﳏﻮﺭ ﺍﻟﺘﺪﺍﻓﹸﻊ ﺍﳌﺮﻛﺰﻱ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﻜﹸﱪﻯ ﻷﻭﻝ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻓﻘﹰﺎ
ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﳌﹸﻔﻜﱢﺮ ﺍﻟﻜﺒﲑ )ﺃﻟﱪﺕ ﺣﻮﺭﺍﱐ( ﰲ ﺗﺄﻣﻠﻪ ﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﳌﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ
ﺐ ﺍﺑﺘﻼﺀﺍﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻗﺪ ﺠﺪﺩﺓ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﻛ ﻋﺸﺮ ،ﻓﺈﻥ ﻣﻮﺍﻻﺓ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍ ﹸﳌﺘ
ﳊ ﻖ ﻋﻦ
ﺻ ﹺﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍ ﹶ
ﺗﻌﻄﱠﻞ ﺃﻭ ﻛﺎﺩ ﰲ ﻓ ﹾﻘ ﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﹸﺼﻮﺹ ﻣﻨﺬ ﺗﻔﺎ
ﺏ ﺑﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻷﻣﺔ ،ﺍﳌﹶﺼﺪﺭ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﺇﲨﺎﻉ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ.ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺃﻭ ﻣﻨﺬ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻼ ﹺ
ﻓﺈﺫ ﻗﺎﻣﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺗﺴﺘﺪﺭ ﻙ ﻋﻠﻰ )ﺍﻟﻔﺼﺎ ﹺﻡ ﺍﻟﻨﻜﺪ( ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺘﻌﺒﲑ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ
)ﺳﻴﺪ ﻗﹸﻄﺐ( ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﺈﺎ ﱂ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﺑﺘﺠﺮﺑ ﺔ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﻬﺪﻱ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ
ﳓﻮ ﺩﻗﻴ ﹺﻖ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﺩﺳﺘﻮﺭﻫﺎ ،ﺃﻭ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﳌﻌﺎﺵ
ﺍﺘﻤﻊ ﻭﳕﺎﺋﻪ ﻭﺗ ﹶﻘﺪﻣﻪ ،ﺃﻭ ﺿﺒﻂ ﻧﻈﹸﻢ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﳒﺎﺯﺓ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﱠﰒ ﻣﺸﻜﻼﺕ
ﻣﻨﺎ ﻫ ﹺﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭ ﻣﺪﺍ ﹺﺭﺳﻪ ﻭ ﻣﻌﺎ ﻫ ﺪ ﻩ ﻭﻣﻌﻀﻼﺕ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﳌﹸﻌﺎﺻﺮ ،ﰒ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ
ﻼ ﻳﺪ ﺭﹸﺃ
ﻼ ﺣﻴﺎﹰ ،ﻗﻮﺍ ﻣ ﻪ ﺍﻷﺧ ﹸﺬ ﻭﺍﻟ ﻌﻄﹶﺎﺀ ﺗﺒﺎ ﺩ ﹰﻻ ﻋﺎﻣﺮﹰﺍ ﻭﺗﻜﺎ ﻣ ﹰ
ﻭﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﺛﻘﺎﻓ ﹰﺔ ﻭﻓﻨﻮﻧﹰﺎ ﺗﻔﺎ ﻋ ﹰ
ﻒ ﻭﺍﳊﺮﺏ. ﺑﺮﻭ ﺣ ﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨ
ﻗﺎﻣﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺇﺫﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺗﻮﺍ ﹺﺟ ﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﰲ ﺑﻠ ﺪ ﻭﺍﺳﻊ
ﻑ ﻭﺃﺩﻳﺎﻥ ،ﲣﺎ ﻃﺒ ﻪ
ﺕ ﻭﺃﻟﺴ ﹴﻦ ﻭﺃﻋﺮﺍ
ﻕ ﻭﺛﻘﺎﻓﺎ ﺐ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﺍ ﹴ
ﻣﻮﺻﻮ ﹴﻝ ﲜﻮﺍ ﹴﺭ ﻛﺒﲑﹴ ﻛﺜﻴﻒ ،ﻣ ﺮ ﱠﻛ ﹴ
ﺕ ﻭﺃﺣﺰﺍﺏ ،ﹸﻛﱡﻠﻬﻢ ﺃﺣﺮﺍ ﺭ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻂ ﻓﻴﻪ ﲨﺎﻋ ﹲﺔ ﺣﺮﺓ ﺑﲔ ﲨﺎﻋﺎ ﺩﻋﻮﹲﺓ ﺳﻠ ﻤﹰﺎ ﻭﺗﻨﺸ ﹸ
ﺣﺪﺓ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،ﺃﻭ ﺧ ﺮﻗﹸﻮﺍ ﻋﻬ ﺪ ﺍﳌﹸﻮﺍ ﺩﻋﺔ ﺷﺬﻭﺫﹰﺍ ﳏﺪﻭﺩﹰﺍ.
ﺾ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻋﺎ ﹺﱂ ﺍﻟ ﻌﺮﺏ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺣﺮﻛﺘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌ
ﺗﻮﻓﱠﻘﺖ ﺩﻋﻮﺗﻬﺎ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺇﱃ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺇﱃ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ،ﻭﻣﻬﻤﺎ
ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﺧ ﺬﻫﺎ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺑﺎﻟ ﹸﻘﻮﺓ ﻟﺘﻜﻮﻥ )ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ( ﰲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﻓﺈﺎ ﻛﺬﻟﻚ
ﺾ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳌﹸﻌﺎﺻﺮ ،ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﻣ ﺪ ﻩ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﰲ ﹸﻛ ﱢﻞ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂﺑﻌ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﺳﺘ ﻤﺮﺕ ﻣﻮﺻﻮﻟ ﹰﺔ ﺑﻪ ﹶﻟﻤﺎ ﺗ ﻤﻴﺰﺕ ﻭﳒﺤﺖ ،ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗ ﱪ ﺯ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺳﺎﺋﺪ ﹰﺓ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﲤﻀﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻨ ﹸﺔ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ ﺍﳌﹸﺪﺍﹶﻓﻌﺔ ،ﺃﻭ ﺩﻭ ﹶﻥ ﺃﻥ ﲡﺘﻬﺪ ﰲ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻬﺎ ﻟﻼﺑﺘﻼﺀ
ﺐ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺗﺮﺟﻮ ﺍﳉﺰﺍﺀ ﺍﻟﻮﹺﻓﺎﻕ ﻳﻮ ﻡ ﺍﻟ ﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﺇﻥ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺃ ﺟ ﺮﻳﻦ ﻭﺇﻥ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻓﺘﺼﻴ
ﺴﺪﺕ ﻭﹶﻗ ﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹ ﹸﰒ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺇ ﱠﻻ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﹸﻮ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺰﻳ ﺰ ﺍﻟﻐﻔﱠﺎﺭ.
ﳘﻠﹶﺖ ﻭﹶﻓ
ﺃﺟﺮﹰﺍ ﻭﺇﻥ ﺃ ﹶ
*****
ﺻﻠﹶﺔ ﰲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻮﺍﻗ ﻊ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ،ﺃﺻﺎﺏ ﺟﻮ ﻫ ﺮ ﺗﻠﻚ
ﺏ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﳌﹸﻔﺎ
ﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎ ﻓﺎﳋﺮ
ﺤﻮﻝ ﻭﲦﺎﺭ ﻩ ﳉﹸﻤﻠﺔ ﳉﻤﺎﻋﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﻤﻞ ﺑﺬﻭ ﺭ ﺍﻟﺘ ﺏ ﺃﺳﺎﺱ ﺇﻟﻔﺔ ﺗﻠﻚ ﺍ ﹶ ﺿ ﺮ
)ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ( ﻭ
ﻣﺴﺎ ﹺﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺮﻛﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺑﺪﺃﺕ ﺩﻋ ﻮ ﹰﺓ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺮﻛﺔ ﳎﺘﻤ ﹴﻊ ﻛﺒﲑ ،ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﺑﺘﻼﺋﻪ ﺃﻛ ﱪ ﻣﻤﺎ
ﻋ ﹺﻬ ﺪ ﰲ ﻣﺴﺎﺭﻩ ﻟﻨﹺﺼﻒ ﻗﹶﺮﻥ ،ﺍﻋﺘ ﻤ ﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮ ﺩ ﺣﱴ ﺑﻠﻎ ﺑﻪ
ﺠ ﹶﻞ ﳑﺎ ﹶﻗ ﺪ ﺭ ﰲ ﺧﺎﺻﺔ ﺧﻄﱠﺘﻪ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻷﻭﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺴﺒﻌﲔ.
)ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ( ،ﺑﺄﻋ
ﻒ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﰲ ﻧﹺﻀﺎ ﹴﻝ ﻟﻴﺒﹸﻠ ﹶﻎ ﻭﺣ ﺪ ﹰﺓ ﻭﺍﻧﺴﺠﺎﻣﹰﺎ ﰲ ﻓﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻠ ﺪ ﻫﺎﺋ ﹸﻞ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﻛﺜﻴ
ﻍ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺿﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ ،ﻭﺇﺫ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻓﺮﺍ ﹴ ﺚ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺩﻟ ﺔ ﻣﺮ ﻫ ﹺﻮﻳﺘ ﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﰲ ﲝ
ﺐ ﻣﺘﺼﻞ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺍﻟﻌﻬ ﺪ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ) (1820ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﹸﻦ ﻣﻨﻘﻮﺻﺎﹰ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻄ ﻮ ﺭ ﺴ ﹴﻳﺒﻨﹺﻲ ﻋﻠﻰ ﹶﻛ
ﺕ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻭ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﳌﺪﹺﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻳﺘﻐﺬﱠﻯ ﺣﱴ ﻣﻤﺎ ﺃﻧﺸﺄ ﺍﳌﹸﺴﺘﻌ ﻤ ﺮ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎ
ﺴﻜﱠﺔ ﺍﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻭﻓﻖ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻞ ﻛﹶﺴﺒ ﻪ ﻭﻳﺴﺘﻤ ﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟ ِّ
ﺕ ﻭﺑﺮﺍﻣ ﺞ ﺗﺘﺪﺍﹶﻓ ﻊﺕ ﺃﻭ ﺛﻘﺎﻓﺎ ﺷﺮﻛ ﹰﺔ ﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﺃﺑﻨﺎﺋ ﻪ ﻛﺎﻓﱠﺔ ،ﻛ ﹲﻞ ﻳﺪﹶﻓ ﻊ ﺑﺴﻬ ﹴﻢ ﺃﻓﺮﺍﺩﹰﺍ ﻭﲨﺎﻋﺎ
ﺐ ﺍﻷﺻﻠﹶﺢ ﺃﻭ ﺗﺘﻜﺎ ﻣ ﹸﻞ ﺃﻭ ﺗﻨﺪﻣﺞ ،ﺗ ﹶﻘ ﺪ ﺭ ﺣﺎﺟﺔ
ﺨ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴ ﹰﺔ ﰲ ﺳﺎﺋ ﹺﺮ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﺎﳊﹸﺴﲎ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘ
ﺍﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ.
ﺐﰲ ﺴ
ﻟﻜﻦ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﺫ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺗ ﻌﻤﺮ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻫ ﹺﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﻜ
ﺳﺨﺎ ٍﺀ ﻣﻦ ﺑﻴﹶﺌ ﺔ ﻣﺘﺴﺎ ﻣ ﹴﺢ ﳎﺘﻤﻌﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺗﻠﻘﹶﺎﺀ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ،ﺩﻭﻟﺘ ﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﳏﻴﻄﺔ ﻋﺴﻔﹰﺎ ﻭﺇﺭﻫﺎﺑﹰﺎ
ﺡ ﻳﺴﲑ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﹶﻗ ﺮ ﺕ ﻣﻦ ﺣ ﻮﻟﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻣ ﺷﺄﻥ ﺩﻭ ﹴﻝ ﻭﻣﺠﺘﻤﻌﺎ
ﺼ ﻮﺑﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺃﻭﺍﺋ ﹺﻞ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ ﺤ ﻖ ﺑﺄﺧﻮﺍﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺣ ﻮﻟﻬﺎ ،ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗ
ﳌﹸﻘﺎﺭﻧﺘﻪ ﲟﺎ ﹶﻟ
ﻯ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺪ ﺭ ﹶﻛ ﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﲟﺼﺎﳊ ﺔ ﻭﻃﻨﻴﺔ ،ﺳﺨﺮﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻀﺮﻫﺎ ﺇﻻ ﺃﺫ ﻓﻠﻢ ﻳ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﺧﻄﱠﺘﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ .ﻟﻜﻦ ﺍﺘﻤﻊ ﺍ ﹸﳌﺘﺴﺎﻣﺢ ﻳﻐﺮﹺﻱ ﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ
ﳊ ﱢﻞ ﺍﳌﹸﻨ ﹶﻔﺮﹺﺩ ﻷﺯﻣﺔ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﻭﻣﺸﻜﻼﺕ ﻑ ﻣﻤﺎ ﺭ ﺳ ﺔ ﺍ ﹶ
ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﳓﻮ ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻗﺘﺮﺍ
ﺴﻔﻬﺎﺼ ﺮ ﻋﻠﻰ ﺗ ﻌ ﺍ ﹸﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﳓ ﹴﻮ ﻣﺎ ﺣﺎ ﻭﻟﹶﺖ ﻭﺗﺤﺎ ﹺﻭ ﹸﻝ ﲨﺎﻋﺎﺕ ﻭﺃﺣﺰﺍﺏ ﺗﺮﺗ ﺪ ﺧﺎﺋﺒ ﹰﺔ ﺃﻭ ﺗ
ﺕ ﻫﺪﺭﹰﺍ.ﺕ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎ ﻓﺘﺒﺬﻝ ﺍﻷ ﻣ ﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻃﺎﻗﺎ
*****
ﻒ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺩﺍﺧﻞ ﺣﺰﺑﹺﻬﺎ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺻ ّﻟﻘﺪ ﺃﻫﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﹸﺪﺍﹶﻓﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠ ﹺﺮﺑﺔ ﰲ ﺧﺎﺻﺔ
ﺠﺪﺩﹰﺍ ﺑﺎﳋﺎﺭﺝ ﻭﻣﻌﺮﻓ ﹰﺔ ﺗﺘﻌ ﻤ ﻖ ﺑﺎﻵﺧﺮ ،ﻓﺪﻭﻥ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍ ﹸﳌﻮﺍ ﹶﻃﻨﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘ ﺰﻣﺘ ﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﹰﺎ ﻣﺘ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﰲ ﻭﺛﻴﻘ ﺔ ﺭﺋﻴﺴﻴ ﺔ ﰲ ﻋﺎﻡ 1987ﻣﻴﺜﺎﻗﹰﺎ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺗﻘﻮ ﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﹸﺘﻮﺍ ﻃﻨﹺﲔ ﰲ
ﻕ ﺃﻭ ﺩﻳ ﹴﻦ ﳝﻨ ﻊ ﺗﻮﻟّﻴﺎ ﻟﻮﻇﻴﻔ ﺔ ﺽ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺣﺴﺐ ﺣﻘﹸﻮﻕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎ ﹴﺭ ﻣﻦ ﻋ ﺮ ﹴ ﺃﺭ ﹺ
ﺻ ﺪ ﺩﺳﺘﻮ ﺭ 1998ﻋﻠﻰ ﳓ ﹺﻮ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻨﺎ. ﻋﺎ ﻣ ﺔ ﺃﻭ ﻳ ﻤﻴ ﺰ ﲨﺎﻋ ﹰﺔ ﺃﻭ ﻣﻨ ﹶﻄ ﹶﻘﺔﹰ ،ﻛﻤﺎ ﻋﺒ ﺮ ﻋﻦ ﺫﺍ
ﺕ ﺍﳌﹶﻘﺎ
ﺏﺻﻠﹶﺔ ﻭﻣﺎ ﺳﺒ ﹶﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻛ ﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﺳﺘﺪ ﺭ ﻙ ﰲ ﺧﻄﺎ ﹴ ﻟﻜ ﻦ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﳌﹸﻔﺎ
ﻒ ﻭﺣﻮﺍ ﹴﺭ ﻣﺘﺼﻞ ﺧﻄﹶﺄ ﻋ ﺰ ﹺﻝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻋﺘﺰﺍﻟﻬﻢ ،ﺃﻭ ﻣﺠﺎﺑ ﻬﺘﻬﹺﻢ ﻋﻨﻔﹰﺎ ﺃﻭ ﺷﺪﺓ ﻣﺎ ﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻛﺜﻴ
ﺃﺩﺑﻴﺔ ،ﻓﺈﺫ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﰲ ﲡﻠﻴﺎﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﺭﻗﻰ ،ﺍﻗﺘ ﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﻣﹸﺜ ﹺﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﺻﻮﻟﻪ
ﻭﻗﻴﻤﻪ ،ﻛﺮﺍﻣ ﹰﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﺗﻤﺲ ،ﻭﺣﺮﻳﺔ ﻟﻪ ﻻ ﺗ ﹶﻘﻴﺪ ،ﻭﻣﺴﺎﻭﺍ ﹰﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﰒ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﺍ ﹶﻃ ﻦ
ﻂﰲ ﺱ ﻃﻮﻋﹰﺎ ﰲ ﻭ ﹶﻃ ﹴﻦ ﺗﺒﺎﺩﻟﻮﺍ ﺍﻟﺴﻠﻄﹶﺔ ﺳﻠﹾﻤﺎﹰ ،ﺑﺴﻄﹰﺎ ﻻ ﻣﺮﻛﺰﺍﹰ ،ﺃ ﻭﳍﹸﺎ ﻋﺪﺍﻟ ﹲﺔ ﰲ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭﻗﺴ ﹲ ﺍﻟﻨﺎ
ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ .ﹸﻛ ﱡﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ
ﺡﺱ ﺍﳊﹸﺮﻳﺔ ﻭ ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﺍﻟﺴِﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺿ ﹸﻄ ﹺﻬﺪﺕ ﰲ ﺍﻟﻌﻬﺪ )ﺍﳌﺎﻳﻮﻱ( ﻓﻘﺎ ﻭﻣﺖ ﲞﻄﺎﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳ ﹶﻘ ﺪ
ﺻﻠﹶﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻟ ﹸﻘﻮﺓ ﻓﺈﺎ ﱂ ﺗﺒﺴِﻂ ﺣﺮﺑﹰﺎ ﰲ ﺳﺒﻴ ﹺﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﹶﻰ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ,ﻭﻟ ﻜﻨﻬﺎ ﺇﺫ ﻭ
ﳋﻴﺎ ﺭ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﱴ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻃﻤﺄﻧﺖ ،ﺑﻞ ﹶﻏﹶﻠﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻓﺄ ﹶﺫﻟﱠﺖ ﺍ
ﺸﻤﻮ ﹺﻝ ﻭﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﹶﺔ ،ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺴﻤ ﻌ ﹸﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﻛﹶﺜ ﺮ ﻣﻤﺎ ﻋ ﹺﻬ ﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍ ﹸﻥ ﰲ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟ
ﳊ ﺮﻛﹶﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﹶﺠﻴﺪ ﻭﺻﻮ ﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟ ﹶﻄﻴﺒﺔ. ﺖﺍ ﹶ
ﺍﻟﺸﺎﺋﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﹸﻛ ﱢﻞ ﺻﻴ
ﺏ ﺍﳊﹸﺮﻳﺔ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﺃﺿﺤﻰ ﻋﻨﻮﺍﻧﹰﺎ ﳌﹸﻔﺎﺻﻠﺔ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗ ﹶﻄ ﻬﺮﺕ ﻋﻦ ﻟﻜﻦ ﺇﺫ ﺍﺷﺘ ﺪ ﺧﻄﺎ
ﺡ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﻴﺔ
ﻣﻮﺍﻻﺓ ﺍﻟ ﺪّﻳﻜﺘﺎﺗﻮ ﹺﺭﻳﺔ ﺑﻌ ﺪ ﻋ ﻬ ﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﲡ ﱠﺬﺭ ﺍﳌﻴ ﹸﻞ ﺇﱃ ﺍﻟ ﻌﹶﻠ ﹺﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺿﻮ ﹺ
ﻕ ﻛﻤﺎ ﰲ ﻣﺼ ﹶﻄﹶﻠ ﹺﺢ ﺍﻟﻘﹸﺮﺀﺍﻥ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀَﺕ ﺛﻮ ﺭ ﹸﺓ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺗﺨﻔﻲ ﻭﺟ ﻬﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ، ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺪ
ﳊ ﺮﻛﹶﺔ ﻳﻮ ﻣﺌ ﺬ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﺃﺩﺍﺭﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﺻﻴﻐ ﺔ ﻳﻐﹸﻠ
ﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻃ ﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ،ﺗ ﹶﻘ ﺪ ﺭ ﻗﻴﺎ ﺩ ﹸﺓ ﺍ ﹶ
ﻟﺘﺄﻣﲔ ﺛﻮ ﺭﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻮﺃ ﺩ ﰲ ﻣ ﻬ ﺪﻫﺎ ،ﻭﲤﺎﺩﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳ ﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻛﺜ ﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﹺﺐ ،ﺣﱴ ﹶﻏﺪﺕ ﺣﻴﻠﺘﻬﺎ
ﺤﺮﻛﺔ ﻋﻬﻮ ﺩ ﺳﺎﺑﹺﻘﺔ ﺍﺯ ﺩ ﻭﺟﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﳍﹸﺎ ﺍﳌﻮﻗﻮﺗﺔ ﻣﺨﺎ ﺩ ﻋ ﹰﺔ ﺑﺎﺋﻨ ﹰﺔ ﻳ ﻌﻴﺮﻫﺎ ﺎ ﺧﺼﻮ ﻣﻬﺎ ،ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻟﻠ
ﺏ ﺍﻟﻈﹶﺎﻫﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺍﹶﺛ ﻖ ﺃﻋﻀﺎﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻬ ﺪ ﺑﲔ ﺍﻟﻈﹶﺎ ﻫ ﹺﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺟﺒ ﻬ ﹸﺔ ﺍﳌﻴﺜﹶﺎﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﳊﺰ
ﻣﻌﹶﻠ ﹴﻦ ﻭﻫﻲ ﺗﺰﺍ ﹺﻭ ﹸﻝ ﻋ ﻤﻠﹶﻬﺎ ﹸﻛﻠﱠﻪ ﻋﻠﹶﻨﹰﺎ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﺑﲔ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﱪﳌﺎﻧﻴﺔ ،ﱠﰒ ﰲ ﺍﻟﺒﺎ ﻃ ﹺﻦ ﻳﻜ ﻤ ﻦ ﻛﻴﺎ ﹸﻥ
ﻂ ﺃﻋﻀﺎﺅﻩ ﰲ ﺳﺎﺋ ﹺﺮ ﺑﺮﺍﳎﻬﺎ ﻭ ﻋ ﻤﻠﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺸﹸ ﻚ ﹸﻛﻠﱡﻪ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﻭﻳﻨ
ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﳌﹸﺴﻠﻤﲔ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻨﺴِﻠ
ﺾ ﻓﺌﺎﺗﻪ ﺷﺄﻥ ﺠ ﻪ ﰲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﺰﻛﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻳﻌ ﹺﺰ ﹸﻝ ﺑﻌ ﺾ ﺑﺮﺍ ﻣ ﹺ
ﻳﺴﺘﺘ ﺮ ﺑﻨﻈﺎ ﻣ ﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﶈﹸﺎ ﺳﺒﹺﻲ ﻭﺑﺒﻌ ﹺ
ﺼ ﹸﻞ ﺇﱃ ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﹺﻢ ﰲ ﺍﳉﺒﻬﺔ .ﻭﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟ ﹸﻄﻼﱠﺏ ﺧﺎﻟﺼﹰﺎ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﻻ ﻳ
ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻮﺳﻌﺖ ﺷﻌﺒﻴ ﹰﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ،ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺿﺮﻭﺭ ﹸﺓ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻟﻠﺒﺎ ﻃِﻦ ﺍﻟﺬﻱ
ﺐﳋ ﹶﻄ ﺮ ﻭﺗﻮ ﹺﺟ
ﺗﻜ ﻤ ﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﺘﺄﻣﲔ ،ﻭﻗﺪ ﹶﻏﺪﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻛﺒﲑ ﹰﺓ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍ ﹶ
ﺏ ﺃ ﺟﹸﻠ ﻪ ﺑﲔ ﻳﺪﻱ ﺍﳊﺰﹺﺑﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ.
ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ،ﱠﰒ ﻫﻲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﺘﻤﻜﲔ ﻭﻗﺪ ﺗﻘﹶﺎ ﺭ
ﻁ ﺍﻟ ﻌﻠﹶﻦ ﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭﹰﺍ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧ ﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﹶﻰ ﺍﳊﻠﻴﻢ ﺍﻟ ﻌﻔﹾﻮﻕ ﻋ ﻬ ﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻛﺘ ﻤﻠﹶﺖ ﺷﺮﻭ ﹸ ﻭﺇﺫ ﺧ ﹺﺮ
ﺍﻟ ﻐﻔﹸﻮﺭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺏ ،ﰒ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﹰﺍ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺣﻴﺜﻴﺎﺗﻪ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﳋﻄﺄ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻋ ﻬ ﺪ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﺇﺫ ﺳﻠﺒﺖ
ﺿ ﹺﻊ ﳍﹸﻢ ﺗﺴﺎﻣﺤﹰﺎ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺱ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﰲ ﺍﻟ ﻌﻈﹶﺔ ﻭﺍﻟ ﻌﱪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍ ﺣ ﹺﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ،ﰒ ﺇﺷﺮﺍ ﻙ ﺍﻟﻨﺎ ﹺ
ﺲ ﺑﺎﻃﻨﹰﺎ ﻻ ﻳﻌﹶﻠ ﻢ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﻭﻣﻐﺎﺯﹺﻳﻪ ﺍﳉﻤﻴﻊ .ﻓﺎﻟﻘﺼﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﺩﻓﹶﺎﻋﹰﺎ ﻋﻤﺎ ﺍﻟﺘﺒ
ﻂ ﻟﻠﻨﺎﺱ ،ﺍﺳﺘﻤﺴﺎﻛﹰﺎ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﺧﹸﻠ ﹺﻖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺴﹶ ﺑ ﹸﻔﺼﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻈﹶﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺒﺎ ﻃﻨﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺒ
ﺼ ﺮﺼﹺﺒﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗ ﺠﺮﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﻋ
ﺡ ﺍﻟﻌﺼ ﹺﺮ ﺍﻷﻫﻢ ،ﻭﺗ ﻭﺍﺳﺘﺠﺎﺑ ﹰﺔ ﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺭﻭ
ﺐ ﲨﻴﻌﺎﹰ ،ﺭﻏ ﻢ ﺃﻥ ﻣﻮﺿﻮ ﻋﻬﺎ ﻆ ﺃﺳﺮﺍﺭﹰﺍ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌ ﹺ ﺻﻴ ﺔ ﳊﺮﻛ ﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴ ﺔ ﲢﻔ ﹸ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮ
ﺾﻀ ﺮ ﺃﻭ ﻧﺎ ﹶﻝ ﺑﻌ ﻛﺎﻥ ﺍ ﹸﺘ ﻤ ﻊ ﻛﹸﻠﻪ ﻻ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﹶﻗ ﻊ ﺃﻛﺒ ﺮ ﺍﻟ
ﺴ ﺮ ﺑﻌ ﺪ ﺍﻟ ﻐ ﺪ ﹺﺭ ﹺﺑ ﻌ ﻬ ﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﺍﻟﻨﺎ ﻇ ﻢ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﹸﺆﻣﻨﲔ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ .ﻭﺍﳊ ﻖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻋ ﻬ ﺪ ﻳﺤ ﹶﻔ ﹸ
ﻆ ﺍﻟ ِ
ﺽ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴ ﹺﻢ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳌﹸﺴﺘﺘﺮ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺴ ﹺﺮﻳﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﲔ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ ،1989ﰒ ﺍﻧ ﻔﻀﺎ ﺴ ﹺﻢ ﺍﻟ ِّﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻟ ﹶﻘ
ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎ ﹸﻝ ﺑﺎﻷﺟﻬﺰﺓ ﻛﺎﻓﱠﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ،ﺣﺰﺑﹰﺎ ﺑﲔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ.
ﳋﺼﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﻓﻀﺤﹰﺎ ﻟﻸﺳﺮﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺗﻨﺎﺑﺰﹰﺍ ﺑﺎﻷﻟﻘﺎﺏ ،ﺑ ﹾﻞ ﻋ ﹶﻈ ﹰﺔ ﻓﺎﻟﻘﺼﺔ ﻻ ﺗﺮﻭﻯ ﺗﻔﹶﺎﺟﺮﹰﺍ ﰲ ﺍ ﹸ
ﺑﺎﻷﺧﻄﺎﺀ ،ﻭ ﻋ ﱪ ﹰﺓ ﻟﻸﺻﻮﺏ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻫﺪﻯ ﺍﻟﻘﹸﺮﺀﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻭﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
*****
ﳋﻄﱠﺔ ﺴﻔﹶﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻇ ﱠﻞ ﻗﺒﻞ ﺍ ﹸ ﺻﻠﹶﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﲡﺪﻳﺪﹰﺍ ﳉﹶﻮﻫﺮ ﻓﻠ ﺕ ﺍﳌﹸﻔﺎ
ﺣ ﻤﻠﹶﺖ ﺣﻴﺜﻴﺎ
ﺻﻠﹶﺔ ﻟﻴﻮﺍﰲ ﺳﻌﺔ
ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺸﺎﹺﺑ ﻪ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ،ﻟﻜﻨﻪ ﲢﻮﻝ ﰲ ﺣﻮﺍ ﹺﺭ ﺍﳌﹸﻔﺎ
ﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺍﹸﺘﻤﻊ ،ﻻ ﺗﻘﻮ ﻡ ﻓﻴﻪ ﺷﻌﺒ ﹲﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻭﺯﺍﺭﺍ
ﺴ ﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓ ﹸﺔ ﺇﱃ ﺷﻌﺎﺑﹺﻬﺎ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻨ ﹶﻘ ِ
ﺻ ﹶﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﺃﻥ ﻂ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻔﹸﺮﻭ ﻋﻬﺎ ﺍﻷ ﺩﻕ .ﻭﺍﳊﻖ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻓﺼﺤﺖ ﺑﻌﺾ ﺴﹸﻛﻤﺎ ﺗﻨﺒ ِ
ﺍﻧ ﺪﻓﹶﺎﻉ ﻏﺎﻟﺐ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﳓﻮ ﺛﹸﻐﻮﺭ ﺍﺘﻤﻊ ،ﲢﻤﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﹶﻓﺘ ﺢ ﺛﻐﻮﺭﹰﺍ ﰲ ﻋﻤﻖ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺘ ﹶﻘﺼﺪﻩ ﺃﺳﺎﺳﹰﺎ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ .ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ) (2000-1992ﻗﺪ
ﺃﺧﹶﻠﺼﺖ ﳉﻨ ﹰﺔ ﻭﺷﻌﺒ ﻪ ﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ )ﺍﻷﺧﻼﻕ( ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﱂ ﲡﺪ ﰲ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﳊﺮﻛﺔ
ﲔ ﻟﺮﺳ ﹺﻢ ﻣﻌﺎﻟ ﻢ ﻭﺍﺿﺤ ﹰﺔ ﺗﻬﺪﻱ ﺳﲑﺓ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻌ
ﺻ ﺪ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺪﻳ ﹺﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻘﻮﺍﻫﻢ ،ﺃﻭ ﲢﻔﹶﻆ ﺃﺟﻴﺎ ﹶﻝ ﺍﳌﹸﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﰲ ﺍﹸﺘﻤﻊ ،ﺃﻭ ﺗ ﻌ ﻤ ﹸﻞ ﻗﻴﺎﺳﹰﺎ ﻳﺮ
ﺐ ﻏﺎ ﹺﺯﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ ،ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﺍﳌﹸﺘﻘﺪﻣﺔ. ﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ،ﺃﻭ ﺗﺮﺍﻗ
ﺡﺾ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻨﺠﺎ ﹺ ﺡ ﳓﻮ ﲤﺎﻡ ﹶﻗﺒ ﹺ ﺏ ﺍﻟﻨﺠﺎ
ﻭﺇﺫ ﺍﻛﺘ ﻤﻠﹶﺖ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴ ﹸﺔ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺃﺻﺎ
ﺺ ﰲ ﻣﺜﺎ ﹴﻝ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺮﻳ ﺪ ﱂ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻓﻠﺴﻔ ﹰﺔ ﺃﻭ ﺗﺸﺨ
ﺝ ﳔﻄﻮ ﳓﻮﻫﺎ ﲞ ﱠﻄ ﺔ ﻭﺑﺼﲑﺓ ،ﻓﺎﻻﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﰲ ﺍﻟﻔﻜ ﹺﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺘ ﻌ ﱢﻄ ﹲﻞ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﳕﺎ ﺫ
ﺻﻌﺪﹰﺍ ﳓﻮ ﺍﻟ ﺮﻓﹶﺎ ﻩ
ﲤﺎﻡ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻹﺣﻘﺎﻕ ﻋﺪﺍﻟ ﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻄ ﻌ ﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﹸﻮﻉ ﻭﺗﺮﻗﻰ
ﺻﺮﺓ.
ﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﹸﻌﺎ
ﺼﺒﺖ ﻋﻨﻴﺪ ﹰﺓ ﲢ ﺪﻳﺎ
ﻭﻧﻤﺎ ِﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﱂ ﻳﺴ ﻌﻔﹾﻨﺎ ﻳﻮ ﻡ ﺃﻥ ﺍﻧﺘ
ﻓﺈﺫ ﺑﹶﻠ ﻐﻨﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻧﻘﻼﺑﹰﺎ ﳏﺪﻭﺩﹰﺍ ﺑ ﻐ ﹺﲑ ﻓﺘﻨ ﺔ ﰲ ﺍﻟ ّﺪﻣﺎﺀ ﺃﻭ ﺛﻮﺭ ﹰﺓ ﺗﻄﻴ ﺢ ﺑﺎﻷﻃﹸﺮ ﺍﻟﻨﺎ ﻇﻤﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻓﻮﺿﻰ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺼﺮ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎ ﹶﻥ ﺍﻷﻭﹶﻓ ﻖ ﺃﻥ ﻳﻨ ﹶﻘﻠﺐ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴ ﻢ ﻓﻮﺭﹰﺍ ﳌﺎ ﻳﺸﹺﺒ ﻪ ﺍﺘﻤﻊ ،ﻳﻌﻴﻨ ﻪ ﻷﺩﺍﺀ ﻭﻇﺎﺋ ﻔ ﻪ
ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺎ ﻇﻠﱠﺖ ﺧﻄﱠﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ،ﺍﻟﱵ ﻋﺒﺮﻧﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ،ﺃﻥ
ﺐ ﻭﻇﺎﺋﻔﻪ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇ ﱠﻻ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻦ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ. ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳌﹸﺆ ﻣ ﻦ ﻫﻮ ﺍﻷﺻﻞﹸ ،ﻳﺆﺩﻱ ﻏﹶﺎﻟ
ﺲ ﻧﻈﻤﻨﺎ ﲟﺎ ﻳﻮﺍﰲ ﻭﻇﺎﺋﻔﹶﻬﺎ، ﻟﻘﺪ ﺃﻋﺎﺩﺗﻨﺎ ﺍﳌﹸﻔﺎﺻﻠﺔ ﻷﺻﻮﻝ ﺩﻋ ﻮﺗﻨﺎ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﻧﺆ ﺳ
ﻭﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺷﺮﻛ ﹰﺔ ﻣﺴﺎﳘ ﹰﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺘ ﻮﻻﱠﻫﺎ ﺍﻷﺻﹶﻠ ﺢ ﻟﻮﻇﺎﺋ ﻔﻬﺎ ﺣﻴﺜﹸﻤﺎ ﻭﺟﹺﺪ ،ﺩﻭﻥ ﺗﻘﺪﻳ ﹴﺮ
ﻼ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ. ﺏ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻏ ﹺﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،ﺃﻭ ﻣﺴﺘ ﻘ ﹰ ﻛﺒ ﹴﲑ ﻻﻧﺘﻤﺎﺋ ﻪ ﳊﺰ ﹺ
ﺡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﰲ ﺛﻮﺭﺓ ﺏ ﻗﺼﲑ ﺓ ﻧﺎﺟﺰ ﺓ ﻹﺻﻼ ﹺ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺭﻏ ﻢ ﻣﺎ ﺃﺗﺎﺣﺖ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺩﺭﻭ ﹴ
ﺕ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﳉﻬﺎﺩ ﻭ ﺣﻤﻼﺗﻪ ،ﺃﻭ ﺑﻴﻌﺎ ﺕﺍ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻪ ،ﺃﻭ ﻣﻌﺴ ﹶﻜﺮﺍ
ﻭﺑﺮﺍﳎﻪ ،ﰒ ﻣﺎ ﺍﺣﺘ ﹶﻜﺮﺕ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﳌﹶﺮﺋﻲ ﻭﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ﻭﺍﳌﺴﻤﻮﻉ ،ﻭﻣﺎ ﺑﹶﻠ ﻐﻨﺎ ﻣﻦ
ﺏ ﺑﺄﺻﻮ ﹺﻝ ﻣﺸﺮﻭﻋﻨﺎ ﻑ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻮﺍﻟﻴﹰﺎ ﻋﻦ ﹶﻗﻨﺎﻋﺔ ﻭﺇﳝﺎﻥ ﻭﺭﺿ ﻰ ﻭﺇﻋﺠﺎ ﹴ ﺺ ﻃﺎﹶﻗﺘﻨﺎ ،ﻭﻣﺎ ﺍﻧﻀﺎ ﺧﺎﻟ ﹺ
ﻉ ﺗﻮﺍﰲ ﺃﻫﺪﺍﻓﹶﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺑﺪﺍ ﺟﺎﺫﺑﹰﺎ ﳍﹸﻢ ،ﳓ ﻦ ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﻣﺎ ﻭﻓﱠﺮﻧﺎ ﻣﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳ ﺔ ﻭﺇﺑﺪﺍ ﹴ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩ ﻟﻠﻌﻘﻮﻝ ﺣﱴ ﺗﻘﻮ ﻡ ﻣﺘ ﹶﻔ ﱢﻜ ﺮ ﹰﺓ ﻣﺠﺘ ﹺﻬﺪﺓ ﻣﺒ ﺪﻋﺔ ،ﻭﻻ ﻟﻸﻓﺌﺪﺓ ﻟﺘﻘﻮﻡ ﺗﻨﺎﺟﻲ ﺭﺑﻬﺎ
ﺸ ﺪ ﲨﺎﻋﺎﺕ ﻛﻔﺎﻳ ﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﻛﻞ ﻑ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻭ ﺗﺴﺘﺠﹺﻴﺐ ﺣﻴﺜﹸﻤﺎ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻧﺪﺍ ُﺀ ﺍﳋﲑ ،ﺃﻭ ﻟﺘﺤﺘ ﰲ ﺟ ﻮ
ﻂ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ.ﺐ ﺍﻟﻀﺒ
ﺝ ﺍﻟ ﺪ ﻭﻟﹶﺔ ﺇ ﱠﻻ ﰲ ﻭﺍ ﹺﺟ ﹺ
ﻓﹸﺮﻭﺽ ﺍﹸﺘﻤﻊ ﺍ ﹸﳌﺒﺎ ﺩ ﹺﺭ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻻ ﻳﻜﺎ ﺩ ﳛﺘﺎ
ﺾ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭ ﻋﺜﹶﺮﺍﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ، ﺤ ﹺﻟﻜ ﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻣﺎ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﺑﲔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﰲ ﻣ
ﺸﻘﹶﺎﻕ ،ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺻﻼﺡ، ﻉ ﺍﻻﻧ ﺻ ﺪ ﹺ
ﺾ ﻭﺛﺎﺋ ﹺﻖ ﺭﺃﺏ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻤﺖ ﺑﻌ
ﻼ ﻟﻪ ﺇﳝﺎ ﹲﻥ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔﻓﻤﻨ ﹸﺬ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺣ ﱢﻞ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻣﺘ ﺪ ﺇﳝﺎ ﹲﻥ ﺑﺎ ﹸﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭ ﺭ ﺳ ﺦ ﻣﻘﺎﹺﺑ ﹰ
ﺸﻔﹶﺖ ﻋﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﳌﹸﺒﺎﻳﻨﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺗﻌﻄﱠﻠﺖ ﺇﺛ ﺮ ﻩ ﺃﺻﻮ ﹸﻝ ﺧﻄﱠﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﹶﻛ
ﺗ ﻌ ﱠﺬﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﻼﺡ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺭﺃﺱ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ )ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ( ﳎﺎ ﻭﺑ ﹰﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟ ﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ِﻹ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺭﺗﻖ ﹶﻓﺘ ﹺﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﳌﹸﺘﻌﺎﻇﻢ) :ﺇﻥ
ﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺎﻝ ﺍﳊﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺪﺍﻓﹸﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺃﲜﺪﻳﺎﺗﻪ ﺗﻔ ﹺﺮ
ﺤﻜﱡﻢ ﰲ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑ ﹺﺰﻣﺎﻡ ﺍﳌﹸﺒﺎ ﺩﺭﺓ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻴ ﺢ ﳌﻦ ﳝﺴﻚ ﺑﺎﳌﹸﺒﺎ ﺩﺭﺓ ﺍﻟﻘﹸﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘ
ﺤﻘﱢﻖ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﻈﻔﺮ( .ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺻﺪ ﹺﺭ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﹸﻼﺋﻤﺔ ﻟﺘﺪﺍﻓ ﻊ ﲟﺎ ﻳ
ﳊ ﱢﻞ ﺃﺯ ﻣ ﹸﺔ ﺍﳋﻼﻑ ﰲ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﺍﻟﻮﻃﲏ) :ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ ﺇﻋﻤﺎ ﹸﻝ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺑﲔ ﻛﻞ ﺍﳌﹸﺘﻮﺍﻟﲔ ﰲ ﺍﳌﹸﺆﲤﺮ ﹶ
ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻋ ﱪ ﹸﻛ ﹺﻞ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﹸﻛ ﹺﻞ ﺍﻷﺻ ﻌﺪﺓ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﱵ ﺛﺎﺭﺕ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﺧﻼﻑ ﺑﲔ
ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻭﺍﳍﻮﺍﺀ ،ﺑﻞ ﺑﲔ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﰲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﹸ ﻢ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ(.
ﻂ ﲨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ،ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﻑ ﻭ ﺩ ﻋﻴﺖ ﻟﻠﺘ ﻮ ﺳ
ﻭﺇﺫ ﺗﺪﺍﻋﺖ ﻟﻠﺨﻼ
ﺴﻤﻴ ﻪ
ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﻔﻘ ﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺒﺌﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜ ﺮ ﻩ ﺍﳋﹸﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﻭﻟ ﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻳ
ﺸ ﻮﻛﹶﺔ ﻏﲑ ﻋﻬ ﺪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ،ﻭ ﹶﻏ ﲑ ﺫﻟﻚ ﺽ ﺑﻴﻌ ﹰﺔ ﻟﺬﻱ ﺍﻟ
ﺿ ﹰﺔ ﺛﻮﺭﺓﹰ ،ﰒ ﻳﻔﺘ ﹺﺮ
ﻑ ﻣﻌﺎ ﺭ
ﻓﺘﻨ ﹰﺔ ﻻ ﻳﻌ ﹺﺮ
ﺴﻠﹸﻄﺎﺕ ﰲ ﺻ ﹶﻞ ﺍﻟ
ﻑ ﺑﺎﻟﻄﹶﺒ ﹺﻊ ﺗﻔﺎ
ﻣﻦ ﻣﺼ ﹶﻄﹶﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟ ﻌﺒﺎﺳﻲ ﺍﻷﺧﲑ ﻭﺁﺩﺍﹺﺑ ﻪ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻌ ﹺﺮ
ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻜ ﺮ ﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ )ﻳﺠﺘ ﻤ ﻊ ﰲ ﻏﻤ ﺪ ﻭﺍﺣ ﺪ ﺳﻴﻔﹶﺎﻥ( ،ﺇ ﱠﻻ ﻣﻦ
ﺃ ﹶﳍﻤﺘ ﻪ ﺫﺍﺕ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻫﻲ ﺗﺒﺎﻳ ﹴﻊ ﺑﲔ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﻦ ﻳﺒ ﹶﺬ ﹸﻝ ﺍﻟ ﻌ ﻬ ﺪ ﻟﻴﻀ ﻤ ﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﻭﺃﻥ
ﻁ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ
ﺍﻟﺸﻮﻛﹶﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻔﹶﺮ ﺩ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﻭﻟﱠﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻫﻮ ﺷ ﺮ ﹸ
ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻸﻣﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﱐ ﺍﻟﺼﺎ ﺩ ﹺﺭ ﻋﻦ ﺳﺎﺋ ﹺﺮ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ.
*****
ﺸﻔﹶﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋ ﱪ ﺗﺠﻠﻴﺎﺕ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﳋﻼﻑ ،ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﺍﺳﺘﺤﻜﹶﺎ ﹺﻡ ﹶﻛ
ﺏﳊ ﻖ ﺃﻥ ﹶﻓﺴﺎﺩﻫﺎ ﻗﺪ ﺃﺻﺎ ﺨﻠﱢﻔﺔ ﰲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .ﻭﺍ ﹶ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎ ﹶﳌﺜﹶﺎﻟﺜﻴﺔ ﺍ ﹸﳌﺘ
ﺏ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﺃﻭ ﲨﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﺸﺮﻯ ﰲ ﺃ ﺷ ﺪ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﹸﻦ ﻋﺎﺋﺪ ﹰﺓ ﻣﻦ ﺣﺮﻭ ﹺ
ﺏ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ،ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺩﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘ ﹶﻘﺪﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﰲ ﺃﻣﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎ ﹺ
ﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎﳍﺎ ﺍﳋﺎﺹ ﻣﻊ ﻭﺍﺳﺘﹶﻠﺬﱠﺕ ﺣﻀﻨﻬﺎ َﻭﺍﺳﺘﻄﹶﺎﺑﺖ ﻭﺟﺎ ﻫﺘﻬﺎ ﻭﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺎ ،ﰒ ﻳﻠﹺﺒ
ﺼ ﺮﻓﹶﻪ ،ﳛﺪﻭﻫﺎ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﺘﺄ ﺧ ﹸﺬ ﻣﻨﻪ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﺑ ﻐ ﹺﲑ ﺣﺴﺎﺏ ﺃﻭ ﲣﻠﻂ ﺑﻨﻮ ﺩ ﻩ ﻭﻭﺍ ﹺﺭﺩﻩ ﻭﻣﻨ
ﺧﹸﻠ ﻖ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜ ﺮ ﻩ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻭﺍﶈﹸﺎ ﺳﺒﺔ ،ﻓﺎﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﺍﳌﹸﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﻣﻦ
ﺼﻠﹶﺖ ﺷﺒ ﹶﻜ ﹸﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻠﻢ ﺏ ﺷﺘﻰ ﱂ ﺗﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﺍﺗ ﻣﺸﺎ ﹺﺭ
ﻒ ﻣﺮﻳﻊ ﺿ ﻌ ﺡ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ،ﺑﻞ ﻋﺒﺮﺕ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻋﻦ ﺗﺒ ﹺﻎ ﺍﻹﺻﻼ
ﰲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﹺﺒ ﹸﺊ ﻋﻦ ﺷ ﺢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﳌﹸﺘﻔﹶﺎ ﻋﻠﹶﺔ ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﺘﻤﻊ
ﺱ ﺍﻟﻔﹶﻬ ﹺﻢ ﻷﺻﻮﻝ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳌﹸﺨﻠﱠﻔﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﻭﻋﻦ ﺑﺆ ﹺ
ﺻ ﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﹶﻮﺍﺻﻢ( .ﻟﻜﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﺴِﻂ )ﺍﻟﻌﻮﺍ
ﺏ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﲟﺎ ﻳﻌﻘﱢﺪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻇﺎﻫﺮ ﹰﺓ ﻣﻨ ﹸﺬ ﺻﺪ ﹺﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺣﺮﻭ ﹺ
ﺾ ﻣﻦ ﺑﻴﺌﹶﺘﻬﺎ ﺴ ﹸﻄﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ،ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻌ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﺍﳍﺠﺮﹺﻱ ﻭﲟﺎ ﻳﺒ
ﺴ ﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻜ ﺮﻫﻮﻥ ﻂ ﻋ ﻤﻠﹶﻬﺎ ﺑﺮﻗﺎﺑ ﺔ ﺍﹸﺘﻤﻊ ﻭﳏﺎ ﺳﺒﺘﻪ ،ﻻ ﺗﻘ ِ ﺗﺪﻋﻮ ﺑﺎﳊﹸﺴﲎ ﻟﱪﺍﳎﻬﺎ ﻭﺗﺤﻴ ﹸ
ﻕ ﻣﺎ ﻳﻄﻴﻘﹸﻮﻥ. ﺤ ﻤﹶﻠﻬﻢ ﻓﹶﻮ
ﻭﻻ ﺗ
ﺼﺤﺖ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺧﻄﺮ ﻭﺃﳘﻴﺔ ﺍﳌﹸﺆﺳﺴﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﻭﻟﻮ ﺃﻓ
ﺐ ﺇﱃ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻓﺎﻻﺟﺘﻬﺎ ﺩ ﻟﹺﺒﻨﺎﺀ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﺍﳌﹶﻮﺍﺛﻴﻖ ﺗﻘﻮ ﻡ
ﺴ
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺰﺑﹰﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﹰﺎ ﻳﻨﺘ ِ
ﺼﺼﻪﻟﻪ ﲨﺎﻋ ﹲﺔ ﺗﺘﻨﺎﺻ ﺮ ﻭﺗﺘﻜﹶﺎ ﻣ ﹸﻞ ﻟﺘﻘﺪﱘ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ،ﻛ ﹲﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﳎﺎﻝ ﻫﻤﻪ ﻭﲣ
ﺠ ﺪ ﺣﱴ ﺷﺮﺍﺣﹰﺎ ﹶﳌﺘﹺﻨ ﻪ ،ﰲ ﻣﻘﺎﻡ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻔﻜ ﹺﺮ ﻭﻣﻮ ﻫﺒﺘﻪ ﻻ ﺗﻘﻌﺪ ﹸﻛﱡﻠﻬﺎ ﻋﻴﺎ ﹲﻝ ﻋﻠﻰ ﻣ ﹶﻔ ﱢﻜ ﹴﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻳ ﹺ
ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﺮﺣﻮﺍ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﳌﹸﻔﻜﱢﺮ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ )ﺃﺭﺳﻄﻮ( ﺷﺮﺡ ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻻ
ﺾ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ،ﺃﻭ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺣﻮﻝ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻔﻜ ﹺﺮ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺗﻌﻮﺩ ﻣﺤ
ﺾ ﺑﺄﻓﻜﺎ ﹺﺭﻫﻢ ﺛﻮﺭ ﹰﺓ ﺗﺒ ﺪ ﹸﻝ ﻛﻞ ﺑﺄﺻﻠﻬﺎ ﳌﹸﻔ ﱢﻜ ﹴﺮ ﻓﺬ ،ﺍﹶﻟﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﻭﻗ ﻌﻬﻢ ﲨﻴﻌﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻧ ﻬ
ﺠ ﹴﻞ ﻳﺘ ﻮ ﺣ ﺪ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ
ﺻﻌﻮ ﺩ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳ ﺦ ﰲ ﺗ
ﺷﻲﺀ ﻟﻸﻓﻀﻞ ،ﻭﻳﻠﻬﻤﻬﺎ ﺗﻘ ﺪ ﻣﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﹸﻛﱠﻠَﻬﺎ ﰲ
ﺃﻭ ﺗﺸﻴﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﹸﺴﺎﻭﺍﺓ ﺳﻌﺎﺩ ﹰﺓ ﻣﺎﺩﻳ ﹰﺔ ﰲ ﺟﻨﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.
ﻂ ﻓﺎﻋﻠ ﹰﺔ ﺑﻌﺪ ﻛﹸﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟ ﻌﱪﺓ ،ﲟﺎ ﻳﻮﺍﻓ ﻖ
ﺴﹶ
ﻓﺎﳌﹸﺆﺳﺴ ﹸﺔ ﻗﻴﻤ ﹲﺔ ﱠﰒ ﻫﻴﺎ ﻛ ﹶﻞ ﻭﻧﻈﹸﻢ ﻻ ﺑ ﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﺒ ِ
ﺠﺬﱡﺭ ﰲ ﺍ ﹸﺘﻤﻊ ﻭﹺﺑﻤﺎ ﻳﻮﺍﰲ ﻭﻇﺎﺋ ﹶﻔ ﻪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﹶﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﹶﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺘ ﻮﻟﱠﻰ ﺍﳌﹸﺆﺳﺴﺔ ﺇ ﱠﻻ ﻣﻦ ﺗﺮﺿﺎ ﻩ
ﺍﻟﺘ
ﻉ ﻭﺍﳋﹶﲑ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﻈﹸﻢ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﹰﺎ ﰲ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺃﻭ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﹰﺍ ﰲ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟ ﱠﻄ ﻮ ﹺ
ﻭﺍﳉﻤﺎﻝ .ﰒ ﻻ ﺑ ﺪ ﻣﻦ ﺃ ﺟ ﹴﻞ ﻟﻠﻮﻻﻳﺔ ﻭﺍﶈﹸﺎ ﺳﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﺭﹺﻗﺎﺑ ﺔ ﻣﺤ ﹶﻜﻤﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛ ﱪ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﺘﻮﺭﻁ
ﺏ ﻫﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻐ ﹺﲑ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺗﺎﻣﺔ. ﻒ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﳌﹸﺆﺳﺴﺎﺕ ،ﺭﻏﻢ ﺍﻧﺘﺼﺎ ﹺ ﰲ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻫﻮ ﺿﻌ
ﺻﺮﺕ ﺾ ﻣﻦ ﳏﻨﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻛﺎﻓﺔ .ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺗﻨﺎ ﺇ ﱠﻥ ﻣﺤﻨﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﻌ
ﻆ ﻋﻠﻰ ﲤﺎﺳﻚ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺗﺠ ﺪ ﺩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﰲ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﻬﺎ ﺍﳍﺎﺋﻞ ،ﻭﲡﺘﻬﹺﺪ ﻟﺘﺤﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺗﺤﺎﻓ ﹸ
ﺍﻷﻣﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻄﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﳊﹸﻜﻢ ﺍﻟﻨﺎﻛﺚ ﻋﻦ ﻛﹸﻞ ﻋﻬﺪ ،ﰒ ﺗﺒﺴِﻂ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﺴﺎﺋﺮ ﹸﻗﻮﻯ ﺍﺘﻤﻊ
ﻭﻓﺌﺎﺗﻪ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺘﻜﹶﺎ ﻣ ﹶﻞ ﻭﺗﻨﻬﺾ ﻭﺗﺘﺤﺮﺭ ﻭﺗﺒﻠﹸﻎ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ ﲤﺎﻡ ﺣﻘﻪ ﻭﻭﺍﺟﺒﻪ ﰲ ﺍﳊﺮﻳﺔ
ﺝ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﻋﻼﻗﺎﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﲰﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ،ﻓﺈﺎ ﲢﺘﺎ
ﺐﺤﺸﺖ ﻭﺍﻧ ﹶﻔﺘﺤﺖ ﺍﻟﺜﹸﻐﻮ ﺭ ﰲ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﺘﺪﺧﻞ ﻏﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﺘﺪﻭﻳﻞ ،ﻓﻮﺍﺟ ﺗﻄﺎ ﻭﻟﹶﺖ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﹶﻓ
ﻚ ﻟﺘﺤﻔﻆ ﻋﺰﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﲢﻔﻆ ﺍﺳﺘﻘﻼﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺎﻥ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﲡﺘﻬﺪ ﻣﻊ ﻛﹸﻞ ﺃﻭﹶﻟﺌ
ﻭﺗﻄﻬﺮ ﺳﻴﺎﺳﺎﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ،ﻟﻜﻦ ﲟﺎ ﻳﻮﺍﰲ ﺃﻓﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺮﺣﻴﺐ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﹺﺒ ﺮ
ﺳﻴﺎﺳ ﹰﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﹰﺍ ﻭﻋﺪﺍﻟ ﹰﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓ ﹰﺔ ﻭﺻﺤ ﹰﺔ ﻭﺇﻏﺎﺛﺔ ،ﳓﻮ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳌﹸﺘﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺠﺪﺩ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ،ﻃﺮﻳﻖ ﰲ ﻋﺎ ﹴﱂ ﻭﺛﻴﻖ ﻛﺜﻴﻒ ،ﰲ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﹸﺘ
ﻚ ﺑ ﻦ ﻧﱯ.ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎﻟ
You might also like
- - أثر الصھیونیة المسیحیة على السیاسة العالمیة -Document226 pages- أثر الصھیونیة المسیحیة على السیاسة العالمیة -Latifa SelmiNo ratings yet
- Asrar Al Balagha PDFDocument193 pagesAsrar Al Balagha PDFgaussnadalNo ratings yet
- التليد والطارفDocument356 pagesالتليد والطارفMohammad QaddoumiNo ratings yet
- التليد والطارفDocument356 pagesالتليد والطارفMo7amdi100% (1)
- فن الحربDocument96 pagesفن الحربمحمد عبد الوهاب100% (1)
- Arabic BookDocument56 pagesArabic BookMohamed Moinuddin100% (1)
- PDFDocument252 pagesPDFAsrul AsyiyasiNo ratings yet
- Shaik Abdulla Ba Alvi Arabic PDFDocument41 pagesShaik Abdulla Ba Alvi Arabic PDFMohamed MoinuddinNo ratings yet
- الاعجاز التربوي للقران الكريم في طرق التدريسDocument323 pagesالاعجاز التربوي للقران الكريم في طرق التدريسachraf elfaidNo ratings yet
- Fa Useful Means For Happy LifeDocument28 pagesFa Useful Means For Happy LifeIslamHouseNo ratings yet
- Hadeeth00979 الاستقامة في مائة حديث نبوي محمد زكي محمد خضرDocument98 pagesHadeeth00979 الاستقامة في مائة حديث نبوي محمد زكي محمد خضرImam ahmad fauzanNo ratings yet
- 1059 الرقية الشرعية 3Document24 pages1059 الرقية الشرعية 3modhermohamedNo ratings yet
- 00T 23Document39 pages00T 23Ali MustofaNo ratings yet
- ديوان مروان حديدDocument97 pagesديوان مروان حديدeecko19850% (1)
- الفجر الصادق في الرد على المارقDocument122 pagesالفجر الصادق في الرد على المارقعلاء حلاقNo ratings yet
- Ar How To Take RamadanDocument13 pagesAr How To Take Ramadanputra utomoNo ratings yet
- حراسة العقيدة PDFDocument112 pagesحراسة العقيدة PDFikhfar adnanNo ratings yet
- ردود على شبهات الاستشراق PDFDocument861 pagesردود على شبهات الاستشراق PDFKinanti GanindaNo ratings yet
- 1613816438Document69 pages1613816438samahsamir.ssNo ratings yet
- الكلم النوابغ-الزمخشريDocument5 pagesالكلم النوابغ-الزمخشريAnzar GawaiNo ratings yet
- Notes 231223 162217 6d2Document2 pagesNotes 231223 162217 6d2abdulwahid.nazifNo ratings yet
- AsmaDocument40 pagesAsmaMochamad FarisNo ratings yet
- صوت الشيطانDocument55 pagesصوت الشيطاندعوة غيرت مجرى حياتيNo ratings yet
- سر الاستغفارلجلب الأرزاق والأموال وفتح أبواب الخيرات PDFDocument6 pagesسر الاستغفارلجلب الأرزاق والأموال وفتح أبواب الخيرات PDFMars WafaeNo ratings yet
- SOAL MFQ MEDAN 2018 FinalDocument14 pagesSOAL MFQ MEDAN 2018 Finalhanna zulfariaNo ratings yet
- حقوق الطبع محفوظة للناشر PDFDocument34 pagesحقوق الطبع محفوظة للناشر PDFMohamed MoinuddinNo ratings yet
- معسكر البتار ج 8Document43 pagesمعسكر البتار ج 8Faisal AlDossaryNo ratings yet
- Ali Kani 87597 Views 0 CommentsDocument18 pagesAli Kani 87597 Views 0 CommentsAshraf KhatriNo ratings yet
- 3 EsmaDocument149 pages3 EsmaArshadAl-GhafourNo ratings yet
- كيف تنجو من مكائد الشيطان ؟Document46 pagesكيف تنجو من مكائد الشيطان ؟دعوة غيرت مجرى حياتيNo ratings yet
- !$Tβuρ Νä39S?#U™ Ãαθß™§9$# Çνρä‹Ã‚Sù $Tβuρ Öνä39Pκtξ ǵ÷Ψtã (#Θßγtfρ$$Sù (#Θà) ¨?$#Uρ ©!$# ¨Βî) ©!$# ߉Ƒï‰X© É>$S) Ïèø9$# ∩∠∪Document32 pages!$Tβuρ Νä39S?#U™ Ãαθß™§9$# Çνρä‹Ã‚Sù $Tβuρ Öνä39Pκtξ ǵ÷Ψtã (#Θßγtfρ$$Sù (#Θà) ¨?$#Uρ ©!$# ¨Βî) ©!$# ߉Ƒï‰X© É>$S) Ïèø9$# ∩∠∪Mossa JoudehNo ratings yet
- Mahdi (A.S) Se Mutaliq Sahih AqeedaDocument32 pagesMahdi (A.S) Se Mutaliq Sahih AqeedagmkulachiNo ratings yet
- الدعوة الى الله فوائد وشواهد PDFDocument69 pagesالدعوة الى الله فوائد وشواهد PDFkasaab mondyNo ratings yet
- أذكار شاذليةDocument47 pagesأذكار شاذليةmohammedNo ratings yet
- AagromiaDocument85 pagesAagromiaElshan MirzazadaNo ratings yet
- العقد الثمين في فضائل البلد الأمين PDFDocument108 pagesالعقد الثمين في فضائل البلد الأمين PDFShould AliNo ratings yet
- Arabe Niveau 5Document19 pagesArabe Niveau 5yacine keitaNo ratings yet
- Arabe Niveau 5Document19 pagesArabe Niveau 5Renndo Cheikh Oumar TallNo ratings yet
- Tafsir Fi Zilal QuranDocument5 pagesTafsir Fi Zilal Quranfathurrofi adeNo ratings yet
- Coran Level4Document30 pagesCoran Level4Oum AdemNo ratings yet
- PDF BookDocument10 pagesPDF Bookidris foundationNo ratings yet
- شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة 2Document234 pagesشرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة 2mebarki.qaddourNo ratings yet
- Riad ItalianoDocument170 pagesRiad ItalianoAnarca86No ratings yet
- El-Beyân Ve't-Tebyîn - El - CahîzDocument441 pagesEl-Beyân Ve't-Tebyîn - El - CahîzgkceninceNo ratings yet
- Lis Ak22402Document33 pagesLis Ak22402Simo HamedNo ratings yet
- الأربعون الجيادDocument230 pagesالأربعون الجيادMohammad M TahaNo ratings yet
- عجائب اللغةDocument12 pagesعجائب اللغةboub47algerNo ratings yet
- Alamat e Zahoor Imam Mahdi (ATF)Document1 pageAlamat e Zahoor Imam Mahdi (ATF)Agha QaimiNo ratings yet
- فتيات تائباتDocument22 pagesفتيات تائباتFatima Ezzahra ArabiNo ratings yet
- تأملات في القرأن الكريم القرية والمدينةDocument168 pagesتأملات في القرأن الكريم القرية والمدينةalnajafyzainNo ratings yet
- تحريم الربا في القرآن والسنة PDFDocument260 pagesتحريم الربا في القرآن والسنة PDFMohammed ElsabiNo ratings yet
- Arabic TestDocument6 pagesArabic Testhafeeza.muthmainnahNo ratings yet
- إبراهيم جركس - تصوّري!!..Document3 pagesإبراهيم جركس - تصوّري!!..Azazel YusufNo ratings yet
- Dalil PDFDocument220 pagesDalil PDFOthmane TouitiNo ratings yet
- ورد السحرDocument12 pagesورد السحرZakaria SalimNo ratings yet
- سورة الحديد دراسة بلاغيةDocument29 pagesسورة الحديد دراسة بلاغيةWaleedNo ratings yet
- حكم تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم ج٤Document2 pagesحكم تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم ج٤zeyfhanNo ratings yet
- Tahlil RingkasDocument26 pagesTahlil RingkasBang HattaNo ratings yet
- Al - Lamaat PDFDocument591 pagesAl - Lamaat PDFMuhtarBaehaqiNo ratings yet
