Bab 1&2

You might also like

Download as doc
Download as doc
You are on page 1of 7

‫الباب الول‬

‫سنـــة و الجمـــاعة‬
‫المـــر بلزوم ال ّ‬
‫أخبنا هبة ال بن ممد‪ ،‬حدّثنا السن بن علي التيمي‪ ،‬حدّثنا أحد بن جعفر بن حدان‪ ،‬حدّثنا عبد ال بن أحد‪ ،‬ع ابن‬
‫إسحاق‪ ،‬حدّثنا ممد بن سوقه‪ ،‬عن عبد ال بن دينار‪ ،‬عن أبن عمر‪ :‬أ ّن عمر بن الطّاب رضي ال عنهما خطب بالابية‬
‫فقال‪ ":‬من أراد من كم ببوح بة ال نة فليلزم الما عة‪ ،‬فإّ نّ الشيطان مع الوا حد‪ ،‬هو مع‬ ‫فقال‪ :‬قام في نا ر سول ال‬
‫الثني أبعد" [ إسناده صحيح‪ :‬أحد ‪.]: 114‬‬
‫أخبنا أحد‪ 1‬و حدّثنا جرير‪ ،‬عم عبد اللك بن عمي‪ ،‬عن جابر بن سرة قال‪ :‬خطب عمر النّاس بالابية‪ ،‬فقال‪ :‬إنّ رسول‬
‫قام ف مثل مقامي هذا‪ ،‬فقال ‪ ":‬من أح بّ منكم أن ينال ببوحة النة فليلزم الماعة‪ ،‬فإ نّ الشيطان مع الواحد‪،‬‬ ‫ال‬
‫وهو من الثني أبعد" [صحيح ‪ :‬أحد ‪.]177 :‬‬
‫قال الترميذي [‪ : ]2165‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫أخبنا ابن الصي‪ ،‬حدّثنا ابن الذهب‪ ،‬حدّثنا أحد بن جعفر‪ ،‬حدّثنا عبد ال‪ ،‬حدّثن أب‪ ،‬أنبأنا أسود بن عامر‪ ،‬حدّثنا أبو‬
‫خطّا بيده‪ ،‬ثّ قال‪ " :‬هذا سبيل ال مستقيما"‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫بكر‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن أب وائل عن عبد ال قال‪ :‬خطّ رسول ال‬
‫ط عن يي نه شاله‪ ،‬ثّ قال‪ " :‬هذه ال سّبل لي سمنها سبيل إ ّل عل يه شيطان يد عو إل يه"‪ .‬ثّ قرأ*** أ نّ هذا صراط‬
‫ثّ خ ّ‬
‫مستقيما فاتّبعوه ول تتبّ السّبل **** [ النعام ‪ [ ]153 :‬إسناده حسن‪ :‬أحد ‪.]4437 :‬‬
‫أخبنا ع بد اللك بن القاسم الكرو خي‪ ،‬قال‪ :‬أخب نا أ بو عا مر الزدي‪ ،‬أ بو بكر العروجي‪ ،‬قال‪ :‬أخب نا الراجي قال‪:‬‬
‫أخبنا الحبوب‪ ،‬حدّثنا التّرميذي‪ ،‬حدّثنا ممود بن غيلن‪ ،‬حدّثنا أب داود الفري‪ ،‬عن سفان الثوري‪ ،‬عن عبد الرحن‬
‫‪ " :‬ليأتيّ على أُمّت ما أت‬ ‫بن زياد بن أنعُم الفريقي‪ ،‬عن عبد ال بن يزيد‪ ،‬عن عبد ال بن عمر قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫على ب ن إ سرائيل حذو الّعال بالّن عل‪ ،‬حتّى إن كان من هم من أ تى أمّه عل ن ية لكان ف أمّ ت من ي صنع ذلك‪ ،‬و إ ّن ب ن‬
‫إ سرائيل تفرّ قت على ثنت ي و سبعي ملّة‪ ،‬و تفترق أُ ّم ت على ثلث سبعي ملّة‪ُ ،‬كلّ هم ف النّار‪ ،‬إلّ ملّةً واحدة" قالوا‪ :‬و‬
‫من هي يارسول ال؟ قال ‪ ":‬ماأنا عليه و أصحاب"‪ .‬قال الترميذي [‪ :]2641‬هذا حديث حسن غريب[مُفسّر] ل نعرفه‬
‫إل من هذا الوجه‪.2‬‬
‫و روى أبو داود ف " سننه" [‪ ،4597‬و أحد‪ 16973:‬و إسناده حسن] من حديث معاوية بن أب سفيان‪ :‬أنه قام فقال‪:‬‬
‫قام فينا‪ ،‬فقال‪" :‬أل إ ّن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتي و سبعي ملّة‪ ،‬و إ ّن هذه اللّة‬ ‫أل إ نّ رسول ال‬
‫ستتفرق على ثلث و سبعي‪ :‬ثنتان و سبعون ف النّار‪ ،‬واحدة ف ال نة‪ ،‬و هي الما عة‪ ،‬و إنّه سيخرج من أمّ ت أقوام‬
‫‪3‬‬
‫تَجارى بم تلك الهواء كما يتَجارى الكلَبُ بصاحبه"‬
‫أخبنا أبو البكات بن علي البزار‪ ،‬حدّثنا أحد بن علي الطريثيثي‪ ،‬حدّثنا هبة ال بن السي الافظ‪ ،‬حدّثنا ممد‬
‫بن السي الفارسي‪ ،‬حدّثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق‪ ،‬حدّثنا العلء بن سال‪ ،‬حدّثنا أبو معاوية‪ ،‬حدّثنا العمش عن‬
‫مالك بن الارث‪ ،‬وعمارة‪ ،‬عن عبد الرحن بن يزيد‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬القتصاد ف السنة خي من الجتهاد ف‬
‫البدعة [ الدارمي (‪.])1/27‬‬
‫‪ 1‬المام أحمد ليس بشيخ المصنف‪ ،‬و إنما رواه بالسناد السّالف إلى عبد ال بن أحمد‬
‫‪ 2‬و قال السيخ اللباني‪ :‬حسن‪.‬‬
‫‪ 3‬تَجارى بهم‪ :‬أي تسري في عروقهم و مفاصلهم‪.‬‬
‫ض الكلب المسعور ‪.‬‬‫الكََلبُ‪ :‬بفتحتين‪ :‬داء يصيب النسان من ع ّ‬

‫‪6‬‬
‫قال ال عزّ وجلّ‪ :‬لقد كان لكم ف رسول ال أُسوة حسنة‬

‫الباب الثاني‬
‫ف ذمّ البدع و البتدعي‬

‫أخبنا أبو غالب ممد بن الس الاوردي‪ ،‬و أبو سعد البغدادي قال‪ :‬حدّثنا الطهر بن عبد الواحد‪ ،‬حدّثنا أب جعفر أحد‬
‫بن ممد الزربان‪ ،‬حدّثنا ممد بن إبراهيم الروزي‪ ،‬حدّثنا لوين‪ ،‬حدّثنا إبراهيم بن سعد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن القاسم ب ممد‪،‬‬
‫‪" :‬من أحدث ف أمرنا ماليس فيه فهو ردّ" [أحد‪ ،26033:‬و البخاري‪:‬‬ ‫عن عائشة رضي ال نا قالت‪ :‬قال رسول ال‬
‫‪ ،2497‬ومسلم‪.]4492 :‬‬
‫أخبنا هبة ال بن ممد‪ ،‬حدّثنا السن بن علي‪ ،‬حدّثنا أب بكر بن مالك‪ ،‬حدّثنا عبد ال بن أحد‪ ،‬حدّثن أب‪ ،‬حدّثنا هشيم‪ ،‬عن حصي بن‬
‫أنّه قال‪ ":‬من رغب عن سنّت فليس منّي‪".‬‬ ‫عبد الرحن‪ ،‬و مغية الضب‪ ،‬عن ماهد‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو‪ ،‬عن النب‬
‫أخبنا ابن الصي‪ ،‬حدّثنا ابن الذهب‪ ،‬حدّثنا أحد بن جعفر‪ ،‬حدّثنا عبد ال بن أحد‪ ،‬حدّثن أب‪ ،‬حدّثنا الوليد بن مسلم‪،‬‬
‫حدّثنا ثور بن يزيد‪ ،‬حدّثنا خالد بن معدان قال‪ :‬حدّثنا عبد الرحن بن عمرو السلمي‪ ،‬حُجر بن حُجر قال‪ :‬أتينا العِرباض‬
‫ح ُلكُم َعلَيهِ" (التوبة‪‬‬
‫ت ل أجِدُ مَآ َأ ِ‬
‫بنَ سارية‪ ،‬وهو مّم نزل فيه " َو َل عَلىَ الّذي َن إِذا مآ أَتَو َك لِتَح ِم َلهُم قُل َ‬
‫الصبح ذات يوم‪ ،‬ثُمّ أقبل علينا‪،‬‬ ‫فسلّمنا وقلنا‪ :‬أتيناك زائرين عائدين و مقتبسي‪.‬فقال عِرباضٌ‪ :‬صلّى بنا رسول ال‬
‫فوعظنا موعظةً بليغةَ‪ ،‬ذرفت منها العيون‪ ،‬ووجلت منها القُلوب‪ ،‬فقال قائلٌ‪ :‬يارسول ال‪ ،‬كأنّ هذه موعظة مودّع‪ ،‬فماذا‬
‫تعهد إلينا؟ فقال‪" :‬أُوصيكم بتَقوى اللّه‪ ،‬و السّمع و الطّاعة‪ ،‬و إن كان عبدًا حبشيّا‪ ،‬فإنّه من يَعِش مِنكم بَعدِي فسيَرى‬
‫اختلفا كثيا‪ ،‬فعليكم بسُنّت و سنّةِ الُلفاء الرّاشدين الَهديي‪ ،‬تسّكا با و عضّوا عليها بالنّواجذ‪ ،‬و إيّاك و مُحدثاتِ‬
‫‪1‬‬
‫اللمورِ‪ ،‬فإنّ ُكلّ مُحدثة بِدعةٌ‪ ،‬وكلّ بدعة ضللة"‬
‫‪ ":‬أنا فَر ُطكُم على الَوضِ‪ََ ،‬لَيخَْت ِلجَنّ رِجالٌ دُونِي‪ ،‬فأقولُ‪ :‬يا َربّ‬ ‫وعن عبد ال بن مسعد قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫ك ل تدري ماَأَحدَثوا بَعدَكَ" ‪ . 2‬أخرجاه ف الصحيحي [ البخاري‪ ،6575:‬مسلم‪ ،5978 :‬و انظر‬
‫أَصحابِي‪ .‬فيُقالُ‪ :‬إّن َ‬
‫أحد‪.]4351:‬‬

‫فصل ف بيان معن السنة و البدعة‬


‫فإن قال قائل‪ :‬قد مدحت السنة و ذمت البِدعة؟ فإننا نرى أن كل مبتدع ف زعمنا يزعم أنه من أهل السنة‪.‬‬
‫و آثار أصحابه هم أهل‬ ‫فالواب‪ :‬أن السنة ف اللغة‪ :‬الطريق‪ ،‬ول ريب ف أن أهل النقل الثر التبعي آثار رسول ال‬
‫و أصحابه‪.‬‬ ‫السّنة‪ ،‬لنم على تلك الطريق الت ل يدث فيها حادث‪ ،‬و إنّما وقعت الوادث و البدع بعد رسول ال‬

‫‪":‬عضوا عليها بالنواجذ"‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫‪ 1‬النّواجذ‪:‬هي الضّواحك من السنان‪ ،‬وهي الّتي تبد عند الضحك‪ ،‬و الشهر أنهى أقصى السنان‪ ،‬و قوله‬
‫ض بجميع أضراسه‪.‬‬ ‫تمسّكوا بها كما يتمسّك العا ّ‬
‫قال الحافظ ابن رجب في كتابه "جامع العلوم و الحكم" ص ‪ :216‬و الحكم فيه تحذير للمّة من اتباع المور المبتدعة المحدثة‪ ،‬و أكّد ذلك بقوله‬
‫‪ ":‬كل بدعة ضللة"‪ ،‬و المراد بالبدعة‪ :‬ما أحدث مما ل أصل له في الشريعة يدل عليه‪ ،‬فأما إن كان له أصل من الشرع ي ُدلّ عليه‪ ،‬فليس ببدعة‬
‫شرعاً‪ ،‬إن كان بِدعة لغة‬
‫‪ 2‬قوله‪ " :‬أنافرطكم"‪ :‬أي متقدّمكم إليه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫و البدعة عبارة ع فعل ل يكن فابتُدع‪ ،‬و الغلب ف البتدعات أنا تُصادم الشريعة بالخالفة‪ ،‬وتُوجب التعاطي علها‬
‫بزيادة أو نقصان‪ ،‬فإن ابتُدع شيء ل يالف الشريعة ل يوجب التعاطي عليها‪ ،‬فقد كان جهور السّلف كرهونه‪ ،‬و كانوا‬
‫ينفرون من كل مبتدع‪ ،‬وإن كان جائزا حفظا للصل‪ ،‬وهو التّباع‪.‬‬

‫‪:‬‬
‫قال الشيخ أبو الفرج رحه ال‪ :‬قد بينا أن القوم كانوا يتحذرون من كل بدعة وإن ل يكن با بأس لئل يدثوا ما ل يكن‬
‫وقد جرت مدثات ل تصادم الشريعة ول يتعاطى عليها فلم يروا بفعلها بأسا كما روى أن الناس كانوا يصلون ف‬
‫رمضان وحدانا‪ ،1‬وكان الرجل يصلي فيصلي بصلته الماعة فجمعهم عمر بن الطاب على أب بن كعب رضي ال‬
‫عنهما فلما خرج فرآهم قال‪ :‬نعمت البدعة [البخاري‪ .]2010:‬هذه لن صلة الماعة مشروعة وإنا قال السن ف‬
‫القصص‪ :‬نعمت البدعة كم‪ ،‬من أخ يستفاد ودعوة مستجابة‪ ،‬لن الوعظ مشروع‪ ،‬ومت أسند الحدث إل أصل‬
‫مشروع ل يذمّ‪.‬‬
‫فأما إذا كانت البدعة كالتمم فقد اعتقد نقص الشريعة وإن كانت مضادة فهي أعظم فقد بان با ذكرنا أن أهل السنة‬
‫هم التبعون وأن أهل البدعة هم الظهرون شيئا ل يكن قبل ول مستند له ولذا استتروا ببدعتهم ول يكتم أهل السنة‬
‫مذهبهم فكلمتهم ظاهرة ومذهبهم مشهور والعاقبة لم‪.‬‬
‫أخبنا هبة ال بن ممد حدثنا السن بن علي التميمي‪ ،‬حدثنا أحد بن جعفر حدثنا عبد ال بن أحد قال‪ :‬حدثن أب‬
‫‪ ":‬ل‬ ‫حدثنا يعلى بن عبيدأبو يوسف‪ ،‬حدثنا إساعيل‪ ،‬عن قيس‪ ،‬عن الغية بن شعبة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫َيزَالُ من أمّت قومٌ ظاهرين على الناس حت يأتَيهُم أمرُ ال وهم ظاهرون"‪ .‬أخرجاه ف الصحيحي‪.‬‬
‫أخبنا هبة ال السن بن علي نا ابن ملك ثنا عبد ال بن أحد ثن أب قال ثنا يوسف ثنا حاد بن زيد عن أيوب عن أب‬
‫‪ ":‬لَ تزالُ طائف ٌة مِ ْن أُمّتِي َعلَى القّ ظَا ِهرِينَ‪ ،‬ل يضرّه ْم م ْن خَذَلُهمْ‬ ‫قلبة عن أب أساء عن ثوبان قال قال رسول ال‬
‫ت أَمرُ اللَه ِوهُ ْم كذِلكَ "‪.‬انفرد به مسلم‪.‬‬
‫حتّى يأ َ‬

‫فصل ف بيان إنقسام البدع‬

‫أخبنا عبد اللك الكروخي نا أبو عامر الزدي‪ ،‬وأبو بكر النورجي قال‪ :‬حدثنا الراجي‪ ،‬حدثنا الحبوب‪ ،‬حدثنا‬
‫الترمذي‪ ،‬حدثنا السي بن حريث‪ ،‬حدثنا الفضل بن موسى‪ ،‬عن ممد بن عمرو‪ ،‬عن أب سلمة عن أب هريرة رضي ال‬
‫‪":‬تفرقت اليهود على إحدى وسبعي فرقة أو ثنتي وسبعي‪ ،‬والنصارى مثل ذلك وتفترقُ‬ ‫عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫أمّتِي على ثلثٍ وسبعي فِرقةً‪ ".‬قال الترمذي‪ :‬هذا حديث صحيح‬
‫قال الصنف‪ :‬وقد ذكرنا هذا الديث ف الباب الذي قبله وفيه‪ُ ":‬كّلهُمْ فِي النّارِ‪ِ ،‬إلّ ملةٌ واحدةٌ"‪ .‬قالو‪:‬ا من هي يا رسول‬
‫ال؟ قال‪ ":‬مَا أَنَا عليهِ وَأصحَابِي"‪.‬‬
‫أخبنا أبن السي حدثنا ابن الذهب‪ ،‬حدثنا أحد بن جعفر‪ ،‬حدثنا عبد ال بن أحد‪ ،‬قال حدثن أب‪ ،‬حدثنا حسن‪ ،‬حدثنا‬
‫قال‪ِ ":‬إنّ َبنِي‬ ‫ابن ليعة‪ ،‬حدثنا خالد بن زيد‪، 2‬عن سعيد بن أب هلل‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي ال عنه‪ :‬أن رسول ال‬
‫‪ 1‬وحدانا‪ :‬منفردين‬
‫‪ 2‬في المسند‪ :‬يزيد‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ق عَلىَ اثني وسَبعيَ‬
‫ِإسرَائِيلَ تفرّقتْ إِحدى وسَبعي فرقةً‪ ،‬فهلكت سبعون فرقةً‪ ،‬وخلصت فرق ٌة واحدةٌ‪ ،‬وإنّ ُأمّتِي ستفَْت ِر ُ‬
‫ك إحدى وسَبعون فرقةً‪ ،‬وتلصُ فرقةٌ"‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ما تلك الفرقة؟ قال‪ ":‬الماعةُ‪ ،‬الماعةُ" صحيح‪.‬‬
‫فرقةً‪ ،‬فَت ْهلِ ُ‬
‫قال الشيخ أبو الفرج رحه ال‪ :‬فإن قيل‪ :‬وهل هذه الفرق معروفة؟ فالواب‪ :‬إنا نعرف الفتراق وأصول الفرق وإ ّن كلّ‬
‫ط بأساء تلك الفرق ومذاهبها‪ ،‬وقد ظهر لنا من أصول الفرق‪:‬‬
‫طائفة من الفرق‪ ،‬قد انقسمت إل فرق وإن ل ُنحِ ْ‬
‫‪1‬‬
‫الحرورية‪ ،‬والقدرية‪ ،‬والجهمية‪ ،‬والمرجئة‪ ،‬والرافضة‪ ،‬والجبرية‪.‬‬

‫وقد قال بعض أهل العلم‪ :‬أصل الفرق الضالة هذه الفرق الستة‪ ،‬وقد انقسمت كل فرقة منها على اثنتي عشرة فرقة‪،‬‬
‫فصارت اثنتين وسبعين فرقة‪.‬‬

‫‪‬وانقسمت الرورية اثنت عشرة فرقة‪ :‬فأولم‪:‬‬


‫‪«1‬الزرقية» ‪ .......‬قالوا‪ :‬ل نعلم أحدا مؤمنا‪ ،‬وكفّروا أهل القبلة إل من دان بقولم‪.‬‬
‫‪«2‬والباضية » ‪ .......‬قالوا‪ :‬من أخذ بقولنا فهو مؤمن‪ ،‬ومن أعرض عنه فهو منافق‪.‬‬
‫‪«3‬والثعلبية» ‪ .......‬قالوا‪ :‬إن ال ل يقض ول يقدر‪.‬‬
‫‪«4‬والازمية» ‪ .......‬قالوا‪ :‬ما ندري ما اليان‪ ،‬واللق كلهم معذورن‬
‫‪«5‬واللفية» ‪ .......‬زعموا أن من ترك الهاد من ذكر أو أنثى فقد كفر‬
‫‪«6‬والكرمية» ‪ .......‬قالوا ‪:‬ليس لحد أن يس أحدا‪ ،‬لنه ل يعرف الطاهر من النجس‪ ،‬ول أن يؤاكله حت يتوب‬
‫ويغتسل‬
‫‪«7‬والكنية » ‪ .......‬قالوا‪ :‬ل ينبغي لحد أن يعطي ماله أحدا‪ ،‬لنه ربا ل يكن مستحقا‪ ،‬بل يكنه ف الرض حت يظهر‬
‫أهل الق‪.‬‬
‫‪«8‬والشمراخية» ‪ .......‬قالوا ‪ :‬ل بأس بس النساء الجانب لنن رياحي‪.‬‬
‫‪«9‬والخنسية» ‪ .......‬قالوا‪ :‬ل يلحق اليت بعد موته خي ول شر‬
‫‪«10‬والحكمية» ‪ .......‬قالوا‪ :‬إن من حاكم إل ملوق فهو كافر‬
‫‪«11‬والعتزلة من الرورية» ‪ .......‬قالوا اشتبه علينا أمر علي ومعاوية فنحن نتبأ من الفريقي‬
‫‪«12‬واليمونية» ‪ .......‬قالوا ل إمام إل برضا أهل مبتنا‬
‫‪‬وانقسمت القدرية اثنت عشرة فرقة‪:‬‬
‫‪«1‬الحرية» ‪ .......‬وهي الت زعمت أن شرط العدل من ال أن يلك عباده أمورهم ويول بينهم وبي معاصيهم‬
‫‪«2‬والثنوية» ‪ .......‬وهي الت زعمت أن الي من ال والشر من إبليس‬
‫‪«3‬والعتزلة» ‪ .......‬هم الذين قالوا‪ :‬بلق القرآن‪ ،‬وجحدوا الرؤية‬
‫‪«4‬والكيسانية» ‪ .......‬هم الذين قالوا‪ :‬ل ندري هذه الفعال من ال أم من العباد ول نعلم أيثاب الناس بعد الوت‬
‫أويعاقبون ‪.‬‬
‫‪«5‬والشيطانية» ‪ .......‬قالوا إن ال ل يلق شيطانا‬
‫‪«6‬والشريكية» ‪ .......‬قالوا إن السيئات كلها مقدرة إل الكفر‬
‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫‪«7‬والوهية» ‪ .......‬قالوا ليس لفعال اللق وكلمهم ذات ول للحسنة والسيئة ذات‬
‫‪«8‬والراوندية» ‪ .......‬قالوا كل كتاب أنزل من ال فالعمل به حق ناسخا كان أو منسوخا‬
‫‪«9‬والبترية» ‪ .......‬زعموا أن من عصى ث تاب ل تقبل توبته‬
‫‪«10‬والناكثية» ‪ .......‬زعموا أن من نكث بيعة رسول ال «صلى ال عليه وسلم» فل إث عليه‬
‫‪«11‬والقاسطية» ‪ .......‬فضلوا طلب الدنيا على الزهد فيها‬
‫‪«12‬والنظامية» ‪ .......‬تبعوا إبراهيم النظام ف قوله‪ :‬من زعم أن ال شيء فهو كافر ‪.‬‬

‫‪‬وانقسمت الهمية اثنت عشرة فرقة‪:‬‬


‫‪ »1‬العطلة « ‪ .......‬زعموا أن كل ما يقع عليه وهم النسان فهو ملوق ومن ادعى أن ال يرى فهو كافر‬
‫‪ »2‬والريسية « ‪ .......‬قالوا أكثر صفات ال ملوقة‬
‫‪ »3‬واللتزمة « ‪ .......‬جعلوا الباري سبحانه وتعال ف كل مكان‬
‫‪ »4‬والواردية « ‪ .......‬قالوا ل يدخل النار من عرف ربه ومن دخلها ل يرج منها أبدا‬
‫‪ »5‬الزنادقة « ‪ .......‬قالوا ليس لحد أن يثبت لنفسه ربا لن الثبات ل يكون إل بعد إدراك الواس وما يدرك فليس‬
‫بإله وما ل يدرك ل يثبت‬
‫‪ »6‬والرقية « ‪ .......‬زعموا أن الكافر ترقه النار مرة واحدة ث يبقى مترقا أبدا ل يد حر النار‬
‫‪ »7‬والخلوقية « ‪ .......‬زعموا أن القرآن ملوق‬
‫‪ »8‬والفانية « ‪ .......‬زعموا أن النة والنار تفنيان ومنهم من قالنما ل تلقا‬
‫‪ »9‬والغيية « ‪ .......‬جحدوا الرسل فقالوا إنا هم حكام‬
‫‪ »10‬والواقفية « ‪ .......‬قالوا ل نقول إن القرآن ملوق ول غي ملوق‬
‫‪ »11‬والقبية « ‪ .......‬ينكرون عذاب القب والشفاعة‬
‫‪ »12‬واللفظية « ‪ .......‬قالوا لفظنا بالقرآن ملوق‬
‫‪‬وانقسمت الرجئة اثنت عشرة‪:‬‬
‫» فرقة التاركية « ‪ .......‬قالوا ليس ل عز وجل على خلقه فريضة سوى اليان به فمن آمن به وعرفه فليفعل ما شاء‬
‫» والسائبية « ‪ .......‬قالوا إن ال تعال سيب خلقه ليعملوا ما شاءوا‬
‫» والراجية « ‪ .......‬قالوا ل نسمي الطائع طائعا ول العاصي عاصيا لنا ل ندري ما له عند ال‬
‫» والشاكية « ‪ .......‬قالوا إن الطاعات ليست من اليان‬
‫» والبيهسية « ‪ .......‬قالوا اليان علم ومن ل يعلم الق من الباطل واللل من الرام فهو كافر‬
‫» والنقوصية « ‪ .......‬قالوا اليان ل يزيد ول ينقص‬
‫» والستثنية « ‪ .......‬نفوا الستثناء ف اليان‬
‫» والشبهة « ‪ .......‬يقولون ل بصر كبصري ويد كيدي‬
‫» والشوية « ‪ .......‬جعلوا حكم الحاديث كلها واحدا فعندهم إن تارك النفل كتارك الفرض‬
‫» والظاهرية « ‪ .......‬وهم الذين نفوا القياس والبدعية أول من ابتدع الحداث ف هذه المة‬

‫‪10‬‬
‫‪‬وانقسمت الرافضة اثنت عشرة فرقة‪:‬‬
‫» العلوية « ‪ .......‬قالوا إن الرسالة كانت إل علي وإن جبيل أخطأ‬
‫» والمرية « ‪ .......‬قالوا إن عليا شريك ممد » صلى ال عليه وسلم « ف أمره‬
‫» والشيعة « ‪ .......‬قالوا إن عليا رضي ال عنه وصي رسول ال » صلى ال عليه وسلم « ووليه من بعده وإن المة‬
‫كفرت ببايعة غيه‬
‫» والسحاقية « ‪ .......‬قالوا إن النبوة متصلة إل يوم القيامة وكل من يعلم علم أهل البيت فهو نب‬
‫» والناووسية « ‪ .......‬قالوا إن عليا أفضل المه فمن فضل غيه عليه فقد كفر‬
‫» والمامية « ‪ .......‬قالوا ل يكن أن تكون الدنيا بغي إمام من ولد السي وإن المام يعلمه جبائيل فإذا مات بدل‬
‫مكانه مثله‬
‫» واليزيدية « ‪ .......‬قالوا إن ولد السي كلهم أئمة ف الصلوات فمت وجد منهم أحد ل تز الصلة خلف غيه برهم‬
‫وفاجرهم‬
‫» والعباسية « ‪ .......‬زعموا أن العباس كان أول باللفة من غيه‬
‫» والتناسخة « ‪ .......‬قالوا إن الرواح تتناسخ فمت كان مسنا خرجت روحه فدخلت ف خلق تسعد بعيشه ومن كان‬
‫مسيئا دخلت روحه ف خلق تشقي بعيشه‬
‫» والرجعية « ‪ .......‬زعموا أن عليا وأصحابه يرجعون إل الدنيا وينتقمون من أعدائهم‬
‫» واللعنية « ‪ .......‬الذين يلعنون عثمان وطلحة والزبي ومعاوية وأبا موسى وعائشة وغيهم رضي ال عنهم‬
‫» والتربصة « ‪ .......‬تشبهوا بزي النساك ونصبوا ف كل عصر رجل ينسبون المر إليه يزعمون أنه مهدى هذه المة‬
‫فإذا مات نصبوا رجل آخر‬
‫‪‬وانقسمت البية اثنت عشرة فرقة فمنهم‪:‬‬
‫» الضطربة « ‪ .......‬قالوا ل فعل للدمي بل ال عز وجل يفعل الكل‬
‫» والفعالية « ‪ .......‬قالوا لنا أفعال ولكن ل استطاعة لنا فيها وإنا نن كالبهائم نقاد بالبل‬
‫» والفروغية « ‪ .......‬قالوا كل الشياء قد خلقت والن ل يلق شيء‬
‫» والنجارية « ‪ .......‬زعمت أن ال يعذب الناس على فعله ل على فعلهم‬
‫» والتانية « ‪ .......‬قالوا عليك با خطر بقلبك فافعل ما توست به الي‬
‫» والكسبية « ‪ .......‬قالوا ل يكسب العبد ثوابا ول عقابا‬
‫» والسابقية « ‪ .......‬قالوا من شاء فليعمل ومن شاء ل يعمل فإن السعيد ل تضره ذنوبه والشقي ل ينفعه بره‬
‫» والبية « ‪ .......‬قالوا من شرب كأس مبة ال عز وجل سقطت عنه الركان والقيام با‬
‫» والوفية « ‪ .......‬قالوا إن من أحب ال سبحانه وتعال ل يسعه أن يافه لن البيب ل ياف حبيبه‬
‫» والفكرية « ‪ .......‬قالوا إن من ازداد علما سقط عنه بقدر ذلك من العبادة‬
‫» والسية « ‪ .......‬قالوا الدنيا بي العباد سواء‪ ،‬ل تفاضل بينهم فيما ورثهم أبوهم آدم‬
‫» والعية" ‪ .......‬قالوا‪ :‬منا الفعل ولنا الستطاعة‬

‫‪11‬‬
12

You might also like