Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 24

‫كــتــاب الــحــج‬

‫جــًــعــه وكــرـــثــه فضيهح‬


‫انـشـيخ انـدكـرـىز أتى عثدانسمحٍ َـثـيم شهــس‬

‫مركز الرتاث اإلسالمي‬


‫الفصل األول‬
‫يعىن احلج‬
‫‪ ‬للحج معنى فً اللؽة ومعنى فً اصطالح الشرع‪:‬‬

‫– أما معنى الحج فً اللؽة فهو‪ :‬القصد إلى معظم‪.‬‬

‫– وأما معناه شرعا فهو‪ :‬قصد البٌت الحرام ألداء أفعال مخصوصة من الطواؾ والسعً والوقوؾ‬
‫بعرفة وؼٌرها من األعمال‪.‬‬

‫‪ ‬والحج من الشرائع القدٌمة‪ ،‬فقد قٌل أن آدم علٌه السالم حج وهنأته المالئكة بحجه‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫وجىب وفضيهح احلج‬
‫وجوب الحج‬

‫‪ ‬الحج هو أحد األركان الخمسة التً بنً علٌها اإلسالم‪ .‬واألصل فً وجوبه الكتاب‪ ,‬والسنة‪ ,‬واإلجماع‪ :‬قال هللا‬
‫س ِب ًٌال َو َمنْ َك َف َر َفإِنَ َ َ‬
‫هللا َؼنًِ َع ِن ا ْل َعالَمٌِنَ " وقال صلى هللا‬ ‫اس َت َط َ‬
‫اع إِلَ ٌْ ِه َ‬ ‫اس حِج ا ْل َب ٌْ ِ‬
‫ت َم ِن ْ‬ ‫تعالى " َو ِ َ ِ‬
‫لِل َعلَى ال َن ِ‬
‫علٌه وسلم‪ :‬بنً اإلسالم على خمس وذكر فٌها الحج‪ .‬وقال صلى هللا علٌه وسلم‪(( :‬أٌها الناس قد فرض هللا‬
‫علٌكم الحج فحجوا(( }أخرجه مسلم{‪ .‬وأجمعت األمة على وجوب الحج على المستطٌع فً العمر مرة واحدة‪.‬‬

‫‪ ‬وروي عن علً أنه قال ‪" :‬من قدر على الحج فتركه فال علٌه أن ٌموت ٌهودٌا أو نصرانٌا"‬

‫‪ ‬وروى سعٌد بن منصور فً سننه عن عمر بن الخطاب أنه قال‪ :‬لقد هممت أن أبعث رجاال إلى هذه األمصار‬
‫فٌنظروا كل من كان له جدة ولم ٌحج لٌضربوا علٌهم الجزٌة‪ ,‬ما هم بمسلمٌن ما هم بمسلمٌن‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪2‬‬
‫الحج‬
‫ّ‬ ‫فضٌلة‬

‫‪ ‬عن أبً هرٌرة رضً هللا عنه قال‪ :‬سمعت النبً صلى هللا علٌه وسلم ٌقول ‪ « :‬من حج فلم ٌرفث ولم ٌفسق‬
‫رجع كٌوم ولدته أمه » لفظ البخاري‪.‬‬

‫‪ ‬عن أبً هرٌرة رضً هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم قال‪ « :‬العمرة إلى العمرة كفارة لما بٌنهما‪،‬‬
‫والحج المبرور لٌس له جزاء إال الجنة » متفق علٌه‬

‫‪ ‬عن جابر رضً هللا عنه‪ ،‬أن النبً صلى هللا علٌه وسلم قال ‪ « :‬أدٌموا الحج والعمرة‪ ،‬فإنهما ٌنفٌان الفقر‬
‫والذنوب‪ ،‬كما ٌنفً الكٌر خبث الحدٌد » [رواه الطبرانً والدار قطنً وصححه األلبانً[‬

‫‪ ‬وعن ابن مسعود رضً هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪ « :‬تابعوا بٌن الحج والعمرة‬
‫فإنهما ٌنفٌان الفقر والذنوب كما ٌنفً الكٌر خبث الحدٌد والذهب والفضة‪ ،‬ولٌس للحجة المبرورة ثواب إال‬
‫الجنة » [أحمد والترمذي[‬

‫الفصل الثالث‬
‫يٍ انري جية عهيه احلج‬
‫‪ ‬الذي ٌجب علٌه الحج هو‪:‬‬

‫– المسلم‬
‫– العاقل‬
‫– البالغ‬
‫– الحر‬
‫– المستطيع‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪3‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫حج انكافس واجملُىٌ وانصثي‬
‫‪ ‬ال ٌفرض الحج على كافر‪ ،‬ألنه ؼٌر مطالب بفروع اإلسالم وهو فاقد أصله الذي ٌبنى علٌه ابتداء‪ ،‬وهو‬
‫اإلٌمان‪ ،‬وهذا ال ٌنافً انه قد ٌعذب علٌها ٌوم القٌامة‪ ،‬وهذا قول كثٌر من علماء السلؾ‪.‬‬

‫‪ ‬وعند الجمٌع‪ :‬إن حج وهو كافر فإن حجه ال ٌصح‪ ،‬وال ٌسقط الحج عنه إذا أسلم‪.‬‬

‫‪( ‬هذا) ومن حج‪ ،‬ثم ارتد عن اإلسالم وكفر‪ ،‬ثم عاد إلى اإلسالم‪ ،‬فإنه ٌجب علٌه إعادة الحج عند األحناؾ‬
‫والمالكٌة‪ ،‬وال ٌجب علٌه ذلك عند الشافعٌة؛ ألن إحباط العمل ال ٌحدث للمرتد إال إذا مات على ردته وكفره‬
‫عندهم وهذا هو القول الراجح لقول النبً صلً هللا علٌه وسلم "أسلمت علً أسلفت من خٌر"‪.‬‬

‫‪ ‬وكذلك ال ٌجب الحج على مجنون‪ ،‬أو معتوه (وهو األبله الناقص العقل(‪.‬‬

‫‪ ‬ومثله الصبً الذي لم ٌبلػ‪ ،‬فإن الحج ال ٌجب علٌه ؛ لعدم تكلٌفه‪ ،‬وإن حج صح حجه‪ ،‬ولكن ال ٌكفً ذلك عن‬
‫الحجة المفروضة‪ ،‬وال ٌسقطها عنه بعد بلوؼه واستٌفائه الشروط التً توجب الحج‪.‬‬

‫‪ ‬وما قٌل فً الصبً ٌقال فً العبد المملوك لؽٌره ‪ ،‬فالحج ال ٌجب علٌه‪ ،‬وإن حج صح حجه‪ ،‬ولكنه ال ٌسقط‬
‫الحجة الواجبة علٌه إذا أعتق واستوفى شروط الوجوب‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫‪ ‬دلٌل ذلك حدٌث ابن عباس رضً هللا عنه أن النبً صلى هللا علٌه وسلم قال‪ :‬أٌما صبً حج ثم بلػ الحنث‬
‫فعلٌه أن ٌحج حجة أخرى‪ ،‬وأٌما عبد حج ثم أعتق فعلٌه أن ٌحج حجة أخرى أخرجه الطبرانً فً األوسط‬
‫بسند رجاله رجال الصحٌح‪.‬‬

‫‪ ‬وقال الترمذي‪ :‬أجمع أهل العلم على أن الصبً إذا حج قبل أن ٌدرك فعلٌه الحج إذا أدرك‪ ،‬وكذلك المملوك إذا‬
‫حج فً رقه ثم أعتق فعلٌه الحج إذا وجد إلى ذلك سبٌال‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪4‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫االسرطاعح املعرربج شسعا‬
‫‪ ‬إن المستطٌع هو الذي ٌجب علٌه الحج‪ ،‬وهنا نحتاج إلى معرفة مدى هذه االستطاعة حتى نستبٌن‪ ،‬أمرها‪،‬‬
‫ونتأكد من حالتنا بالنسبة لها‪.‬‬

‫– والخالصة أن اإلستطاعة هً القدرة الصحٌة والمالٌة واألدبٌة مع عدم المانع الشرعً وإلٌك تفصٌل‬
‫ذلك كله وتبٌٌنه‪:‬‬

‫‪ ‬فالقدرة الصحٌة معناها‪ :‬أن ٌكون البدن سلٌما من األمور التً تعجزه عن القٌام بفرائض الحج وواجباته‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬كبر السن‪ ،‬والمرض المزمن‪ ،‬وعدم القدرة على ركوب الدابة أو السٌارة وأمثالها بسبب نقص فً‬
‫أعضائه كقطع الٌدٌن أو الرجلٌن‪ ،‬أو إحدى الرجلٌن‪ ،‬بحٌث ال ٌستطٌع الركوب وأداء أعمال الحج الواجبة‪،‬‬
‫ومثله المشلول‪ ،‬والمقعد‪ ،‬واألعمى وإن وجد قائدا عند أبً حنٌفة‪ ،‬وؼٌره ٌوجب الحج علٌه إن وجد القائد‬
‫وقدر على نفقته‪.‬‬

‫‪ ‬والقدرة المالٌة‪ :‬أن ٌكون عنده من المال ما ٌكفً من ٌعولهم أثناء ذهابه وحجه وعودته‪ ،‬والمراد بالكفاٌة‬
‫(الوسط) فال ٌنظر إلى حالة اإلسراؾ‪ ،‬وال ٌطالب بالتقتٌر والتضٌٌق على نفسه وعلى من ٌعولهم‪ ،‬فإن‬
‫رضً‪ ،‬أو رضى من ٌعولهم بالتقتٌر والتضٌٌق كان له ولهم ثواب أكثر‪.‬‬

‫‪ ‬وأن ٌجد الدابة التً تحمله إلى مكان الحج ثم إلى بلده بعد الحج‪ ،‬ومثل الدابة السٌارة‪ ،‬والقاطرة‪ ،‬والطائرة‬
‫وأشباهها سواء أكان مالكا لها أو مالكا ألجرتها؛ ألن النبً صلى هللا علٌه وسلم فسر االستطاعة المذكورة‬
‫فً آٌة الحج بالزاد والرحلة فً حدٌث رواه الدارقطنً والحاكم وصححه‪.‬‬

‫‪ ‬أمن الطرٌق‪ :‬بمعنى أن ٌأمنه على نفسه وماله حسب ؼلبة ظنه‪ ،‬فإن كان األمن ٌتحقق إذا دفع رشوة‪ ،‬أو‬
‫ضرٌبة للظلمة أو قطاع الطرٌق وكان الدفع ؼٌر متعدد وؼٌر مجحؾ فإن المالكٌة ٌرون وجوب الحج‪،‬‬
‫والشافعٌة ٌرون أن هذه الرشوة عذر ٌسقط الحج وإن قلت‪ ،‬ورأي المالكٌة أقرب إلى العقل خصوصا فً‬
‫زمننا الذي كثرت فٌه مثل هذه األشٌاء حتى صارت عادة‪ ...‬وأما الحنابلة فلهم رأي مثل الشافعٌة‪ ،‬ورأي آخر‬
‫كالمالكٌة‪.‬‬

‫‪ ‬عدم المانع من الحج سواء أكان مانعا حسٌا كالحبس واالعتقال‪ ،‬أم معنوٌا كالخوؾ من سلطان جائر ٌمنع‬
‫الناس من الخروج إلى الحج‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪5‬‬
‫الفصل السادس‬
‫احلج عٍ انغري‬
‫حج الرجل عن المرأة والمرأة عن الرجل‬

‫‪ٌ ‬جوز أن ٌحج الرجل عن المرأة‪ ،‬كما ٌجوز أن ٌحج عن الرجل‪ ،‬وٌجوز أن تحج المرأة عن المرأة وأن تحج‬
‫عن الرجل‪ .‬وعلى ذلك عامة أهل العلم‪ ،‬لم ٌخالؾ منهم إال الحسن بن صالح فإنه كره حج المرأة عن الرجل‪.‬‬
‫وقال ابن المنذر فٌه‪ :‬هذه ؼفلة عن ظاهر السنة فإن النبً صلى هللا علٌه وسلم أمر المرأة أن تحج عن‬
‫أبٌها‪.‬‬

‫الحج عن الؽٌر بؽٌر إذنه وحج ؼٌر الولً عن المٌت‬

‫‪ ‬ال ٌجوز الحج والعمرة عن الؽٌر إذا كان حٌا إال بإذنه سواء أكان ذلك فً الفرض أم فً التطوع؛ ألنها عبادة‬
‫تصلح فٌها النٌابة فال تجوز عن البالػ العاقل الحً إال بإذنه كالزكاة‪ ،‬فأما المٌت فتجوز عنه بؽٌر إذن سواء‬
‫أكان ذلك فً الواجب أم فً التطوع‪ ،‬كما ٌجوز أن ٌحج عنه الولً وؼٌره من األجانب على األصح‪.‬‬

‫هل ٌحج عن ؼٌره من لم ٌحج عن نفسه‬

‫‪ ‬اختلؾ العلماء فً ذلك‪ ،‬فالشافعٌة والحنابلة ٌقولون‪ :‬ال ٌصح حج إنسان عن ؼٌره إذا لم ٌكن قد حج عن‬
‫نفسه وهو قادر علٌه؛ لحدٌث ابن عباس أن النبً صلى هللا علٌه وسلم سمع رجال ٌقول‪ :‬لبٌك عن شبرمة‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومن شبرمة قال‪ :‬أخ لً‪ ،‬أو قرٌب لً‪ .‬قال ‪ :‬حج عن نفسك‪ ،‬ثم حج عن شبرمة‪.‬‬

‫حكم من استطاع الحج فلم ٌحج حتى مات‬

‫‪ ‬من وجب علٌه الحج فلم ٌحج حتى مات وجب أن ٌخرج الورثة من جمٌع ماله ما ٌحج به عنه وٌعتمر‪،‬‬
‫سواء فاته بتفرٌط أو بؽٌر تفرٌط‪ ،‬وبهذا قال الحسن وطاوس‪ ،‬والشافعً‪ ،‬وأحمد‪.‬‬

‫‪ ‬وقال أبو حنٌفة ومالك‪ :‬ال ٌجب ذلك على الورثة وٌسقط حق المٌت فً ذلك إال إذا أوصى بالحج والعمرة‬
‫فٌخرجان من ثلث ماله فقط‪ .‬وبهذا قال الشعبً والنخعً‪ ،‬ألن الحج عبادة بدنٌة فتسقط بالموت‪.‬‬

‫حكم من حج تطوعا وعلٌه حج واجب‬

‫‪ ‬من أحرم بحج تطوعا ‪ ،‬أو وفاء بنذر وهو لم ٌحج حجة اإلسالم ‪ ،‬فإن حجه ٌقع عن حجة اإلسالم ‪ ،‬وبهذا‬
‫قال ابن عمر وأنس والشافعً وأحمد‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪6‬‬
‫‪ ‬وقال مالك والثوري وأبو حنٌفة وإسحاق وابن المنذر ‪ٌ :‬قع ما نواه ‪ ،‬وهو رواٌة عن أحمد أٌضا ‪ ،‬فإن نوى‬
‫تطوعا وقع تطوعا ‪ ،‬أو نذرا وقع نذرا ‪.‬‬

‫‪ ‬ولو أحرم بتطوع وعلٌه حجة منذورة وقع الحج عن المنذورة ؛ ألنها واجبة فهً كحجة اإلسالم ‪ ،‬والخالؾ‬
‫فً هذا هو نفسه الخالؾ السابق ‪ .‬والعمرة كالحج فً كل ما ذكر ألنها أحد النسكٌن ‪ ،‬فأشبهت اآلخر ‪.‬‬

‫‪ ‬وحكم النائب كذلك‪ ،‬فمن حج عن ؼٌره حجة تطوع وهذا الؽٌر لم ٌحج حجة اإلسالم وقعت عن حجة اإلسالم‪.‬‬
‫وكذلك القول فً النذر والعمرة‪.‬‬

‫‪ ‬ومن أحرم بحجة منذورة وعلٌه حجة اإلسالم وقعت الحجة عن حجة اإلسالم وبقٌت علٌه المنذورة‪ .‬وبهذا‬
‫قال ابن عمر وأنس وعطاء وأحمد‪.‬‬

‫الفصل السابع‬
‫كيفيح االسرعداد نهسفس إىل تيد اهلل‬
‫من عزم السفر ألداء الحج أو العمرة‪ ،‬أو لهما معا‪ ،‬فإن علٌه قبل السفر أن ٌهتم باآلتً‪:‬‬

‫‪ .1‬أن ٌتوب إلى هللا تعالى قبل سفره توبة صادقة نصوحا‪ ،‬فإنه ال ٌدري أٌرجع أم ال ؟ والتوبة مطلوبة فً كل‬
‫وقت‪ ،‬وهً فً مثل هذا السفر المراد به الطاعة تكون أكثر أهمٌة‪ ،‬وشروط التوبة التً تصح بها ثالثة‪:‬‬

‫‪ .1‬الندم على ما فعله من ذنب‪.‬‬

‫‪ .2‬العزم على عدم العودة إلٌه‪.‬‬

‫‪ .3‬اإلقالع فً الحال عن الذنب الذي تاب منه‪ ...‬هذا إذا كان الذنب بٌنه وبٌن هللا أعنً‪ :‬حقا من حقوق‬
‫هللا فقط‪ ،‬فإن كان حقا من حقوق العباد فإن التوبة ال تقبل إال برد حقوق العباد إلٌهم أو أن ٌسامحوا‬
‫التائب وٌؽفروا له ذنبه وحقهم علٌه ‪ ،‬فمن سرق ماال أو اؼتصبه‪ ،‬فال بد من رد المال أو أخذ العفو‬
‫من صاحب المال ومن ضرب إنسانا أو شتمه أو آذاه بأي نوع فإنه ٌطلب منه الصفح وٌعتذر له‬
‫حتى ٌرضى صاحب الحق‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫‪ .2‬كتابة الوصٌة واجبة على كل مسلم فً كل وقت وهً فً مثل حالة السفر أشد وجوبا وذلك بالنسبة لحقوق‬
‫الناس التً ال ٌوجد بها سندات أو وثائق تثبتها ‪ ،‬وكذلك بالنسبة لحقوق هللا التً لم ٌؤدها مثل الزكاة‬
‫والصوم ونحوهما ‪ ،‬ومثل الوصٌة بـترك معصٌة ٌعلم وجودها فً أهله ‪ ،‬أو أنهم ٌعملونها إذا فارقهم‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪7‬‬
‫كالوصٌة بالمحافظة على الصالة وإخراج زكاة المال وعدم السفور واالختالط ؼٌر المشروع باألجانب إلخ‪..‬‬
‫وٌشهد على وصٌته ‪ ،‬والوصٌة مستحبة فً ؼٌر األمور الواجبة‪.‬‬

‫‪ .3‬أن ٌتحرى لسفره ٌوم الخمٌس إن استطاع كما كان ٌفعل النبً صلى هللا علٌه وسلم ‪ ،‬وٌتخذ له رفٌقا صالحا‪،‬‬
‫وٌمر على إخوانه وٌودعهم ‪ ،‬وٌسألهم الدعاء له‪ ،‬وٌدعو لهم‪ ،‬فقد أمر النبً صلى هللا علٌه وسلم بذلك رجال‬
‫كان مسافرا إلى البحرٌن‪ ،‬كما ٌستحب اإلتٌان بأدعٌة السفر‪ ،‬وأن ٌكون فً سفره مساعدا‪ ،‬إلخوان رفٌقا بهم‬
‫‪ ،‬متواضعا لهم‪.‬‬

‫‪ .4‬أن ٌتحرى الحج بالمال الحالل‪ ،‬فإن حج بمال حرام فإن بعض الفقهاء ٌرى أن الحج باطل‪.‬‬

‫الفصل الثامن‬
‫املىاقيد‬
‫المواقٌت الزمانٌة‬

‫جدَال َ فًِ ا ْل َحج { (البقرة ‪)٦٩١‬‬ ‫ث َو َال فُ ُ‬


‫سوقَ َو َال ِ‬ ‫ض فٌِ ِهنَ ا ْل َح َج َف َال َر َف َ‬ ‫‪ ‬قال تعالى ‪} :‬ا ْل َحج أَ ْ‬
‫ش ُه ٌر َم ْعلُو َماتٌ َف َمنْ َف َر َ‬

‫– وهً أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة‪ ،‬وهً التً ٌقع فٌها التمتع بالعمرة إلى‬
‫الحج‪ .‬قال ابن عباس‪ -‬رضً هللا عنهما‪} :‬من السنة أن ال ٌحرم بالحج إال فً أشهر الحج{ وقال ابن‬
‫عمر‪ -‬رضً هللا عنهما‪} :‬أشهر الحج‪ :‬شوال‪ ،‬وذو القعدة‪ ،‬وعشر من ذي الحجة{‪.‬‬

‫المواقٌت المكانٌة‬

‫‪ ‬وهً خمسة بتوقٌت النبً صلى هللا علٌه وسلم ‪ .‬قال ابن عباس رضً هللا عنهما‪)) :‬وقت رسول هللا صلى‬
‫هللا علٌه وسلم ألهل المدٌنة ذا الحلٌفة وألهل الشام الجحفة وألهل نجد قرن المنازل وألهل الٌمن ٌلملم فهن‬
‫لهن ولمن أتى علٌهن من ؼٌر أهلهن لمن كان ٌرٌد الحج والعمرة فمن كان دونهن فمهله من أهله وكذاك‬
‫حتى أهل مكة ٌهلون منها‪((.‬‬

‫‪ ‬وعن عائشة رضً هللا عنها أن رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم وقت ألهل العراق ذات عرق‪.‬‬

‫‪ ‬وأما من كان مسكنه دون هذه المواقٌت كسكان‪ :‬جدة‪ ,‬وبحرة‪ ,‬والشرائع‪ ,‬وؼٌرها فمسكنه هو مٌقاته فٌحرم‬
‫منه بما أراد من حج أو عمرة‪ ,‬أما أهل مكة فٌحرمون بالحج وحده من مكة‪.‬‬

‫‪ ‬ملحوظة‪ :‬ذي الحلٌفة (أبٌار علً)‪ ،‬الجحفة (ٌنبع)‪ ،‬قرن المنازل (السٌل)‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪8‬‬
‫الفصل التاسع‬
‫أَىاع األَساك‬
‫‪ ‬األنساك ثالثة‪:‬‬

‫– تمتع‬

‫– وقران‬

‫– وإفراد‬

‫التمتع‬

‫‪ ‬فالتمتع‪ :‬أن ٌحرم بالعمرة وحدها فً أشهر الحج فإذا وصل مكة طاؾ وسعى للعمرة وحلق أو قصر‪ ,‬فإذا كان‬
‫ٌوم التروٌة وهو ٌوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج وحده وأتى بجمٌع أفعاله‪.‬‬

‫القران‬

‫‪ ‬والقران‪ :‬أن ٌحرم بالعمرة والحج جمٌعا أو ٌحرم بالعمرة أوال ثم ٌدخل الحج علٌها قبل الشروع فً طوافها‪,‬‬
‫وعمل القارن كعمل المفرد سواء إال أن القارن علٌه هدي والمفرد ال هدي علٌه‪.‬‬

‫اإلفراد‬

‫‪ ‬واإلفراد‪ :‬أن ٌحرم بالحج وحده فإذا وصل مكة طاؾ للقدوم ثم سعى للحج وال ٌحلق وال ٌقصر وال ٌحل من‬
‫إحرامه بل ٌبقى محرما حتى ٌحل بعد رمً جمرة العقبة ٌوم العٌد وإن أخر سعً الحج إلى ما بعد طواؾ‬
‫الحج فال بأس‪.‬‬

‫وأفضل هذه األنواع الثالثة التمتع وهو الذي أمر به النبً صلى هللا علٌه وسلم أصحابه وحثهم علٌه حتى لو‬
‫أحرم اإلنسان قارنا أو مفردا فإنه ٌتأكد علٌه أن ٌجعل إحرامه إلى عمرة لٌصٌر متمتعا ولو بعد أن طاؾ وسعى ;‬
‫ألن النبً صلى هللا علٌه وسلم لما طاؾ وسعى عام حجة الوداع ومعه أصحابه أمر كل من لٌس معه هدي أن‬
‫ٌجعل إحرامه عمرة وٌقصر وٌحل وقال ‪ :‬لوال أنً سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم به‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪9‬‬
‫الفصل العاشر‬
‫أزكاٌ وواجثاخ احلج‬
‫أركان الحج‬

‫األركان جمع ركن‪ ،‬والركن هو ما تتوقؾ علٌه صحة الحج‪ ،‬وإن تركه الحاج فإنه ال ٌجبر بشًء‪ ،‬بل ٌبطل الحج وتجب إعادته‬
‫على ما سٌأتً‪.‬‬

‫‪ ‬أربعة على الصحٌح وهً‪-:‬‬

‫‪ ‬اإلحرام‪:‬‬
‫وهو نٌة الدخول فً النسك فمن ترك هذه النٌة لم ٌنعقد حجه; لقوله صلى هللا علٌه وسلم‪ :‬إنما األعمال‬
‫بالنٌات وإنما لكل امرئ ما نوى‪.‬‬

‫‪ ‬الوقوؾ بعرفة‪:‬‬
‫لقوله صلى هللا علٌه وسلم‪ :‬الحج عرفة‪.‬‬

‫‪ ‬طواؾ اإلفاضة‪:‬‬
‫لقوله تعالى‪} :‬ولٌطوفوا بالبٌت العتٌق{ ولحدٌث عائشة فً قصة صفٌة رضً هللا عنهما‪.‬‬

‫‪ ‬السعً بٌن الصفا والمروة‪:‬‬


‫لقوله صلى هللا علٌه وسلم‪ :‬اسعوا فإن هللا كتب علٌكم السعً ولحدٌث عائشة رضً هللا عنها‪.‬‬

‫واجبات الحج‬

‫‪ ‬اإلحرام من المٌقات‪.‬‬

‫‪ ‬لوقوؾ بعرفة إلى ؼروب الشمس‪.‬‬

‫‪ ‬المبٌت بمزدلفة‪.‬‬

‫‪ ‬المبٌت بمنى لٌالً أٌام التشرٌق‪.‬‬

‫‪ ‬رمً الجمرات مرتبا‪ :‬جمرة العقبة ٌوم النحر‪ ,‬والجمرات الثالث أٌام التشرٌق‪.‬‬

‫‪ ‬الحلق أو التقصٌر‪.‬‬

‫‪ ‬طواؾ الوداع‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪10‬‬
‫الفصل الحادي عشر‬
‫صفح احلج‬
‫‪ ‬إذا كان ضحى ٌوم التروٌة وهو الٌوم الثامن من ذي الحجة أحرم الحاج " المتمتع " من مكانه الذي هو نازل فٌه ‪،‬‬
‫فٌؽتسل وٌتنظؾ وٌتطٌب ‪ ،‬وٌلبس مالبس اإلحرام ‪ ،‬وٌفعل ما فعله عند إحرامه بالعمرة ‪ ،‬ثم ٌُ ِهل بالحج قائالً ‪ " :‬لبٌك‬
‫حجا ً ‪ ،‬لبٌك اللهم لبٌك ‪ ........‬إلخ " ‪ ،‬أما القارن والمفرد فإنهما ال ٌزاالن على إحرامهما األول لم ٌحالَ منه‪.‬‬
‫َ‬

‫‪ ‬ثم ٌخرج إلى منى فٌصلى بها الظهر والعصر والمؽرب والعشاء والفجر‪ٌ ،‬صلً الرباعٌة ركعتٌن قصراً فً وقتها من‬
‫ؼٌر جمع‪ ،‬لفعله ‪ -‬صلى هللا علٌه وسلم ‪ ، -‬والمبٌت فً منى هذه اللٌلة سنة ولٌس بواجب ‪.‬‬

‫‪ ‬فإذا طلعت شمس ٌوم التاسع‪-‬وهو ٌوم عرفة ‪ -‬سار الحاج من منى إلى عرفة‪ ،‬فٌنزل بنمرة إلى الزوال إن تٌسر له‬
‫ذلك‪ ،‬فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر ركعتٌن‪ ،‬ركعتٌن‪ ،‬بأذان واحد وإقامتٌن ٌجمع بٌنهما جمع تقدٌم‪،‬كما فعل‬
‫رسول هللا‪ -‬صلى هللا علٌه وسلم‪.‬‬

‫‪ ‬ثم ٌقؾ داخل حدود عرفة حتى ؼروب الشمس‪ ،‬وٌتفرغ للدعاء والتضرع والذكر وقراءة القرآن‪ ،‬وٌحرص على‬
‫اؼتنام الوقت‪ ،‬وٌدعو بما أحب من خٌري الدنٌا واآلخرة رافعا ً ٌدٌه مستقبل القبلة‪ ،‬فإن خٌر الدعاء دعاء ٌوم عرفة‪،‬‬
‫كما ثبت ذلك عنه علٌه الصالة والسالم ‪.‬‬

‫‪ ‬فإذا ؼربت الشمس دفع الحاج إلى مزدلفة بسكٌنة ووقار وهو ٌكثر من التلبٌة‪ ،‬فٌصلى بها المؽرب والعشاء‪ ،‬المؽرب‬
‫ثالثا ً والعشاء ركعتٌن‪ ،‬بأذان واحد وإقامتٌن‪ ،‬ثم ٌنام حتى الفجر ‪.‬‬

‫‪ ‬فإذا صلى الصبح ‪ ،‬أتى المشعر الحرام إن تٌسر له ذلك ‪ ،‬فدعا هللا تعالى ووحده وكبره إلى أن ٌسفر جداً ‪ ،‬فإن لم‬
‫ٌتٌسر دعا فً مكانه الذي هو فٌه إلً أن ٌسفر جدا‪.‬‬

‫‪ ‬وقبل أن تطلع الشمس ٌدفع الحاج من مزدلفة إلى منى وهو ٌلبً‪ ،‬وإن كان من أصحاب األعذار كالنساء والضعفة فال‬
‫حرج أن ٌدفع فً النصؾ األخٌر من اللٌل (بعد ؼٌاب القمر)‪ ،‬وٌأخذ معه سبع حصٌات لرمً جمرة العقبة‪ ،‬وله أن‬
‫ٌلتقطها من أي موضع‪ ،‬فإذا وصل جمرة العقبة الكبرى وهً القرٌبة من مكة قطع التلبٌة عندها ورماها بسبع‬
‫حصٌات متعاقبات‪ ،‬رافعا ً ٌدٌه مكبراً مع كل حصاة‪.‬‬

‫‪ ‬فإذا فرغ من الرمً ذبح هدٌه إن كان علٌه هدي ‪ ،‬ثم ٌحلق الرجل رأسه أو ٌقصره‪ ،‬والحلق أفضل‪ ،‬والمرأة علٌها‬
‫التقصٌر دون الحلق‪ ،‬فتأخذ من كل ظفٌرة قدر أ ُنملة ‪ -‬كما تقدم فً صفة العمرة‪.‬‬

‫‪ ‬فإذا فعل الحاج ذلك فإنه ٌكون قد تحلل التحلل األول‪ ،‬فٌحل له فعل جمٌع محظورات اإلحرام إال النساء‪.‬‬

‫‪ ‬وبعد التحلل األول ٌتوجه الحاج إلى مكة لٌطوؾ بالبٌت طواؾ اإلفاضة‪ ،‬وهو ركن من أركان الحج ال ٌتم الحج إال به‪،‬‬
‫وٌكون طوافه كالطواؾ الذي ُذكِر فً صفة العمرة ولكن من ؼٌر رمل وال اضطباع‪ ،‬ثم ٌصلً ركعتٌن خلؾ المقام أو‬
‫فً أي مكان فً المسجد الحرام‪.‬‬

‫‪ ‬وبعد الطواؾ إن كان الحاج متمتعاً‪ ،‬سعى بٌن الصفا والمروة ألن سعٌه األول كان لعمرته‪ ،‬وهذا سعً الحج‪ ،‬وأما‬
‫القارن والمفرد فلٌس علٌهما إال سعً واحد‪ ،‬فإن كان قد سعاه بعد طواؾ العمره أو القدوم كفاه ذلك عن السعً بعد‬
‫طواؾ اإلفاضة‪ ،‬وإن لم ٌكن قد سعى من قبل‪ ،‬لزمه أن ٌسعى للحج بعد طواؾ اإلفاضة‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪11‬‬
‫‪ ‬فإذا طاؾ وسعى ‪ ،‬فإنه ٌكون قد تحلل التحلل الثانً ‪ ،‬فٌحل له كل شًء َح ُرم علٌه باإلحرام حتى النساء ‪.‬‬

‫‪ ‬واألفضل أن ٌأتً بأعمال ٌوم النحر مرتبة على النحو السابق‪ ،‬فٌرمً جمرة العقبة أوالً‪ ،‬ثم ٌذبح هدٌه إن كان علٌه‬
‫هدي ‪ ،‬ثم ٌحلق أو ٌقصر‪ ،‬ثم ٌطوؾ طواؾ اإلفاضة وٌسعى بعده إن كان علٌه سعً‪ ،‬فإن َقدَ م بعض هذه األمور على‬
‫سئِل عن شًء فً هذا الٌوم قُدم وال أُخر إال‬
‫بعض أجزأه ذلك وال حرج علٌه‪ ،‬فإنَ النبً ‪ -‬صلى هللا علٌه وسلم ‪ -‬ما ُ‬
‫قال‪ :‬افعل وال حرج‪.‬‬

‫‪ ‬وإذا لم ٌتٌسر للحاج الطواؾ ٌوم العٌد‪ ،‬جاز له أن ٌؤخره إلى أٌام التشرٌق‪.‬‬

‫‪ ‬وبعد طوافه بالبٌت ٌرجع الحاج إلى منى للمبٌت ورمى الجمار ‪ ،‬فٌبٌت بها لٌلة الحادي عشر والثانً عشر إن أراد‬
‫التعجل‪ ،‬وإن تأخر حتى ٌبٌت لٌلة الثالث عشر فهو أفضل ألنه فعل النبً صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬وألنه أكثر عمالً‪،‬‬
‫والمبٌت بمنى واجب من واجبات الحج ال ٌجوز تركه إال لعذر‪ ،‬كإذنه ‪ -‬صلى هللا علٌه وسلم ‪ -‬لعمه العباس أن ٌبٌت‬
‫بمكة لسقاٌة الحجاج‪.‬‬

‫‪ ‬وٌجب على الحاج أن ٌرمً الجمرات الثالث فً كل ٌوم من أٌام التشرٌق‪ ،‬مبتدءاً بالجمرة الصؽرى وهً أبعد‬
‫الجمرات عن مكة‪ ،‬ثم الوسطى فالكبرى‪ٌ ،‬رمً كل جمرة بسبع حصٌات متعاقبات رافعا ً ٌده مكبراً مع كل حصاة‪.‬‬

‫‪ ‬وٌسن له أن ٌقؾ مستقبل القبلة وٌدعو طوٌالً بعد رمً الجمرتٌن الصؽرى والوسطى‪ ،‬أما الكبرى فال ٌقؾ بعد رمٌها‪.‬‬

‫‪ ‬وٌنبؽً على الحاج أن ٌباشر الرمً بنفسه‪ ،‬وال ٌوكل ؼٌره إال لعذر شرعً‪ ،‬كأن ٌكون مرٌضا أو ضعٌفا ً ال ٌقوى على‬
‫الرمً‪ ،‬أو تكون المرأة حامالً‪ ،‬أما األقوٌاء من الرجال والنساء فال ٌجوز لهم التوكٌل فً الرمً‪.‬‬

‫ٌرم إال بعد الزوال‪ .‬وٌستمر‬


‫‪ ‬والرمً فً أٌام التشرٌق ٌكون بعد زوال الشمس‪ ،‬ألن النبً ‪ -‬صلى هللا علٌه وسم لم ِ‬
‫الرمً إلً ؼروب الشمس فمن لم ٌستطع فله أن ٌرمً من اللٌل‪.‬‬

‫‪ ‬فإذا رمى الجمار فً الٌوم الحادي عشر والثانً عشر فهو بالخٌار إن شاء بقً فً منى إلى الٌوم الثالث عشر ‪ ،‬وإن‬
‫شاء نفر منها لقوله تعالى‪َ { :‬فمَنْ َت َع َجل َ فًِ ٌَ ْو َم ٌْ ِن َفال إِ ْثم َعلَ ٌْه َومَنْ َتأ َ َخ َر َفال إِ ْث َم َعلَ ٌْ ِه لِ َم ِن ا َت َقى} (البقرة ‪ ،)203‬لكن‬
‫إذا أراد التعجل فعلٌه أن ٌخرج من منى قبل ؼروب شمس ٌوم الثانً عشر‪ ،‬فإن ؼربت علٌه الشمس وهو لم ٌخرج‬
‫من منى باختٌاره‪ ،‬فٌلزمه التأخر حتى ٌبٌت تلك اللٌلة‪ ،‬وٌرمً الجمار فً الٌوم الثالث عشر بعد الزوال‪ ،‬وإن كان‬
‫التأخر بؽٌر اختٌاره كأن ٌكون قد تأهب للخروج وارتحل وركب ولكنه تأخر بسبب الزحام ونحوه فال ٌلزمه أن ٌبقى‬
‫للٌوم التالً‪.‬‬

‫‪ ‬فإذا انتهى الحاج من أعمال أٌام التشرٌق‪ ،‬وأراد الخروج من مكة إلى بلده فال ٌخرج حتى ٌطوؾ بالبٌت طواؾ‬
‫الوداع‪ ،‬لقوله ‪ -‬صلى هللا علٌه وسلم ‪( :‬ال ٌنفِرنَ أحد حتى ٌكون آخر عهده بالبٌت) رواه مسلم‪ ،‬إال أنه خفؾ عن‬
‫الحائض والنفساء فال ٌجب علٌهما طواؾ الوداع ‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪12‬‬
‫الفصل الثاني عشر‬
‫حمظىزاخ االحساو‬
‫هً الممنوعات التً ٌمنع منها اإلنسان بسبب اإلحرام‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ .1‬حلق ‪ ،‬قص ‪ ،‬أو نتؾ شعر الرأس أو الٌدٌن‪ ،‬لقوله تعالى‪ ( :‬وال تحلقوا رؤوسكم حتى ٌبلػ الهدي‬
‫محلَه) البقرة‪ ،196-‬وألحق العلماء بحلق الرأس حلق سائر شعر الجسم‪ ،‬وألحقوا به أٌضا ً تقلٌم‬
‫األظافر‪ ،‬وقصها‪.‬‬

‫‪ .2‬استعمال الطٌب بعد عقد اإلحرام‪ ،‬سواء فً ثوبه أو بدنه‪ ،‬أوفً أكله أو فً تؽسٌله أو فً أي شًء‬
‫ٌكون‪ .‬فاستعمال الطٌب محرم فً اإلحرام‪ ،‬لقوله صلى هللا علٌه وسلم فً الرجل الذي وقصته ناقته‪:‬‬
‫(اؼسلوه بماء وسدر وكفنوه فً ثوبٌه وال تخمروا رأسه‪ ،‬وال تحنطوه) والحنوط أخالط من الطٌب‬
‫تجعل على المٌت‪.‬‬

‫‪ .3‬عقد النكاح والموافقة علٌه‪ :‬فً صحٌح مسلم عن عثمان‪ -‬رضً هللا عنه‪ -‬عن النبً صلى هللا علٌه‬
‫وسلم قال‪ :‬ال ٌنكح المحرم‪ ،‬وال ٌنكح‪ ،‬وال ٌخطب ‪ٌ .‬عنً ال ٌعقد المحرم بحج أو عمرة النكاح‬
‫لنفسه‪ ،‬وال ٌتولى العقد لؽٌره بوالٌة وال وكالة‪ ،‬بالجزم فٌهما على النهً‪ ،‬وهو الرواٌة الصحٌحة‪،‬‬
‫وهو مذهب جمهور أهل العلم‪ :‬مالك والشافعً وأحمد وؼٌرهم‪ .‬مع أن النفً بمعنى النهً بل أبلػ‪.‬‬
‫وفرق عمر‪ -‬رضً هللا عنه‪ -‬بٌن رجل تزوج بامرأة وهو محرم‪ .‬رواه مالك وؼٌره ‪.‬‬

‫‪ .4‬دواعً الجماع و مقدماته وتحرٌمها فً اإلحرام من باب سد الذرائع‪:‬‬

‫‪ ‬المحرم ال ٌعقد لنفسه وال لؽٌره‪ ،‬وٌفسد العقد باإلحرام‪ ،‬فإن اإلحرام ٌمنع الوطء ودواعٌه‪،‬‬
‫فمنع صحة العقد حسما لمواد النكاح عن المحرم‪ ،‬ألنه من دواعٌه‪ -‬كالطٌب‪ -‬لكن ال فدٌة‬
‫علٌه‪ ،‬ألنه عقد فسد ألجل اإلحرام فلم ٌجب به فدٌة‪.‬‬

‫‪ ‬النظر والمباشرة والتقبٌل والؽمز‪ :‬فإنها من الرفث المنهً عنه‪ ،‬بقوله تعالى‪ :‬الحج أشهر‬
‫معلومات فمن فرض فٌهن الحج فال رفث ‪ .‬وفً الحدٌث الصحٌح‪ :‬من حج فلم ٌرفث‪. ،...‬‬
‫والمعنى من حج أوجب على نفسه الحج بالشروع فٌه‪ ،‬فعلٌه أن ٌجتنب الرفث‪.‬‬

‫قال األزهري‪ :‬الرفث كلمة جامعة لكل ما ٌرٌده الرجل من المرأة ‪ .‬وقال شٌخ اإلسالم‪ :‬الرفث اسم‬
‫للجماع قوال وعمال ‪ .‬وحكى ابن المنذر اإلجماع من أهل العلم علٌه‪.‬‬

‫‪ .5‬الصٌد البري واصطٌاده‪ ،‬اإلعانة علٌه‪ ،‬أو األكل منه لقوله تعالى‪ٌ{ :‬ا أٌها الذٌن ءا َم ُنوا ال َت ْقتلُوا‬
‫مادم ُتم ُح ُرما‪}.‬‬ ‫ْ‬ ‫الص ٌْدَ وأ ْن ُت ْم ُح ُرم‪(} ...‬المائدة ‪ .)95‬وقوله تعالى‪َ ... {:‬و ُحر َم َع َل ٌْ ُك ْم َ‬
‫ص ٌْ ُد ال َبر‬ ‫َ‬
‫(المائدة ‪ .)96‬فمن قتل صٌدا َبر ًٌّا وهو ُم ْح ِر ٌم فعلٌه جزا ٌء مثل ما قتل من األنعام ٌحكم بهذا المثل‬
‫حكمان عدالن ‪،‬أو ٌُ َقوم هذا المثل وٌشتري بقٌمته طعاما ً ٌطعم به مساكٌن الحرم أو ٌصوم عن كل‬
‫النع ِم ٌَ ْح ُك ُم به َذ َوا‬
‫مسكٌن ٌوما‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪َ ...{:‬و َمنْ َق َتلَة ِم ْن ُك ْم ُم َت َعمداً َف َجزا ٌء ُم ْثل ُ َما َق َتل َ مِنَ َ‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪13‬‬
‫أمر ِه َع َفا ّ‬
‫هللا َع َما‬ ‫ساكٌن ْأو َعدْ ل ُ َذلِ َك صِ ٌَا ًما لِ ٌَ ُذوقَ َو َبال َ ْ ِ‬
‫َعدْ ٍل ِم ْن ُك ْم هَدْ ٌَا ً َبال َِػ ا ْل َك ْع َب ِة ْأو َك َفارة َط َعا ُم َم َ‬
‫وهللا َع ِزٌز ُذو ا ْنتِ َق ٍام }(المائدة ‪ .)95‬وأما قطع الشجر فلٌس بحرام‬ ‫هللا ِم ْن ُه ّ‬‫ؾ َو َمنْ َعادَ َف ٌَ ْن َتقِ ُم ّ‬ ‫سلَ َ‬‫َ‬
‫على المحرم‪ ،‬إال ما كان داخل األمٌال (وهً حدود الحرم)‪ ،‬سواء كان محرما ً أو ؼٌر محرم ‪ ،‬ولهذا‬
‫ٌجوز فً عرفة أن ٌقلع األشجار ولو كان محرماً‪ ،‬ألن قطع الشجر متعلق بالحرم ال باإلحرام‪.‬‬

‫‪ .6‬من المحظورات الخاصة بالرجال‪:‬‬

‫‪ ‬تؽطٌة الرأس‪ ،‬ولُ ْبس المخٌط فلحدٌث عبد هللا بن عمر رضً هللا عنهما فً الصحٌحٌن‬
‫وؼٌرهما واللفظ لمسلم قال‪" :‬سئل النبً صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬ما ٌلبس المحرم؟ قال‪:‬‬
‫س وال‬ ‫ٌلبس المحرم القمٌص وال العمامة وال ال ُب ْر ُنس وال السراوٌل وال ثوبا ً َ‬
‫مسه َو ْر ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬
‫ٌقطعهما حتى ٌكونا أسفل من الكعبٌن "‪.‬‬‫َز ْع َف َران‪ ،‬وال الخفٌن إال أنْ ال ٌجد نعلٌن ف ْل ْ‬

‫‪ ‬لبس القمٌص والبرانس والسراوٌل والعمائم والخفاؾ‪ ،‬لقول النبً صلى هللا علٌه‬
‫وسلم وقد سئل ما ٌلبس المحرم؟ فقال‪( :‬ال ٌلبس القمٌص وال البرانس وال السراوٌل‬
‫وال العمائم وال الخفاؾ) إال أنه صلى هللا علٌه وسلم استثنى من لم ٌجد إزاراً فلٌلبس‬
‫السراوٌل‪ ،‬ومن لم ٌجد النعلٌن فلٌلبس الخفٌن (وقد نسخ قطع الخفٌن)‪.‬‬

‫وهذه األشٌاء الخمسة صار العلماء ٌعبرون عنها بلبس المخٌط‪ ،‬وقد توهم بعض العامة أن‬
‫لبس المخٌط هو لبس ما فٌه خٌاطة‪ ،‬ولٌس األمر كذلك‪ ،‬وإنما قصد أهل العلم بذلك أن ٌلبس‬
‫اإلنسان ما فصل على البدن‪ ،‬أو على جزء منه كالقمٌص والسراوٌل‪ ،‬هذا هو مرادهم‪ ،‬ولهذا لو‬
‫رداء مر ّقعاً‪ ،‬أو إزاراً مر ّقعا ً فال حرج علٌه‪ ،‬ولو لبس قمٌصا ً منسوجا ً بدون خٌاطة‬
‫ً‬ ‫لبس اإلنسان‬
‫كان حراما ً‪.‬‬

‫‪ .7‬ومن محظورات اإلحرام وهو خاص بالمرأة النقاب والقفازٌن‪ ،‬والنقاب هو أن تؽطً وجهها ‪ ،‬وتفتح‬
‫لعٌنٌها ما تنظر به ‪ ،‬فإن النبً صلى هللا علٌه وسلم نهً عنه ‪ ،‬ومثله البرقع ‪ ،‬فالمرأة إذا أحرمت ال‬
‫مر الرجال ؼٌر المحارم بها ‪،‬‬ ‫تلبس النقاب وال البرقع ‪ ،‬والمشروع أن تكشؾ وجهها إال إذا ّ‬
‫فالواجب علٌها أن تستر وجهها وال ٌضرها إذا مس وجهها هذا الؽطاء ‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪14‬‬
‫الفصل الثالث عشر‬
‫حكى يٍ ازذكة حمظىزا يٍ حمظىزاخ اإلحساو‬

‫من ارتكب محظورا من المحظرات السابقة‪ ،‬فله أحوال‪ ،‬لكل حال حكم ٌلٌق بها‪:‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬فإن فعل المحظور جاهال أو ناسٌا أو مكرها فال إثم علٌه‪ ،‬وال فدٌة‪ ،‬لقوله تعالى ولٌس علٌكم جناح فٌما‬
‫أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ‪ .‬وقوله سبحانه‪ :‬ربنا ال تؤاخذنا إن نسٌنا أو أخطأنا ‪ .‬وعن النبً صلى هللا‬
‫علٌه وسلم قال‪ :‬إن هللا تجاوز لً عن أمتً الخطأ والنسٌان وما استكرهوا علٌه ‪ .‬فإن هذه نصوص عامة‬
‫تفٌد رفع المؤاخذة عن المعذور بالجهل والنسٌان واإلكراه‪ ،‬فٌدخل فٌها من ارتكب محظورا من محظورات‬
‫اإلحرام وؼٌره‪.‬‬

‫‪ ‬ثانٌا‪ :‬أن ٌفعل المحظور لحاجة إلى ذلك‪ ،‬مثل أن ٌحتاج إلى لبس القمٌص لدفع برد ٌخاؾ منه الضرر‪ ،‬أو‬
‫ٌحلق رأسه لمرض ونحوه‪ .‬وهكذا قص الشعر و تقلٌم األظافر و نحوه مما أطلق علٌه الفقهاء رحمهم هللا‬
‫تعالى اصطالح فدٌة األذى فٌجوز أن ٌفعل ذلك المحظور‪ -‬من هذا القبٌل‪ -‬وال إثم علٌه ولكن علٌه فدٌته وهً‬
‫على التخٌٌر‪ :‬إما ذبح رأس من الضأن أو الماعز ٌجزيء فً األضحٌة‪ ،‬أو صٌام ثالثة أٌام‪ ،‬أو إطعام ستة‬
‫مساكٌن لكل مسكٌن نصؾ صاع من قوت البلد‪ ،‬لحدٌث كعب بن عجرة‪ -‬رضً هللا عنه‪ :-‬حٌن حمل إلى النبً‬
‫صلى هللا علٌه وسلم والقمل ٌتناثر من رأسه على وجهه‪ ،‬فرخص له النبً صلى هللا علٌه وسلم أن ٌحلق‬
‫رأسه وٌفدي وال ٌلحقه اإلثم لعذره‪ .‬والحدٌث نص فً حلق الرأس وقاس علٌه الفقهاء المحظورات التً‬
‫سبق ذكرها‪.‬‬

‫‪ ‬ثالثا‪ :‬أن ٌفعل المحظور بال عذر وال حاجة‪ ،‬فهذا آثم متعرض للوعٌد فٌحتاج إلى توبة نصوح عن فعله مع‬
‫الفدٌة التً سبقت اإلشارة إلٌها‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ولكن ما تعمدت قلوبكم ‪ٌ .‬عنً تؤاخذون علٌه‪ .‬وقوله فً‬
‫الصٌد‪ :‬ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم حٌث جعل سبحانه الجزاء على متعمد القتل فقط‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪15‬‬
‫الفصل الرابع عشر‬

‫أيىز يثاح نهًحسو فعهها حال اإلحساو إذا احراج إنيها‬

‫‪ .1‬لبس النعلٌن‪ ،‬وإن كان حٌن عقد اإلحرام حافٌا‪.‬‬

‫‪ .2‬عقد إزار اإلحرام وربطه بخٌط‪ ،‬أو كمر أو سبتة ونحو ذلك‪ ،‬لسترعورته‪ ،‬وحفظ نقوده و ؼٌرها‪.‬‬

‫‪ .3‬لبس ساعة الٌد‪ ،‬والنظارات‪ ،‬والخاتم‪ ،‬وسماعة األذن ونحوها‪ ،‬فإن هذه األمور و شبهها مما لٌس‬
‫ساترا للعضو أو البدن‪.‬‬

‫‪ .4‬ؼسل مالبس اإلحرام إذا اتسخت‪ ،‬وتبدٌلها بمثلها إذا احتاج إلى ذلك‪.‬‬

‫‪ .5‬االؼتسال بالماء وؼسل رأسه وبدنه‪ -‬عند الحاجة‪ -‬بما لٌس فٌه روائح عطرٌة‪ ،‬وحك رأسه وجلده‬
‫برفق وسهولة‪ ،‬ولو سقط منه شعر بسببه فال حرج علٌه‪ .‬وٌجب علٌه الؽسل من الجنابة‪.‬‬

‫‪ .6‬حمل المتاع على رأسه‪ ،‬إذا لم ٌكن قصده ستر رأسه‪.‬‬

‫‪ .7‬االستظالل بؽٌر مالصق للرأس‪ ،‬كالشمسٌة والخٌمة ونحوهما‪.‬‬

‫‪ .8‬الحجامة فً الرأس وؼٌره للحاجة‪ -‬ولو احتاج إلى قطع شًء من الشعر‪ -‬واالفتصاد‪ ،‬وكذلك إجراء‬
‫عملٌة جراحٌة له عند الحاجة‪ ،‬فإنه صلى هللا علٌه وسلم‪ :‬احتجم فً وسط رأسه وهو محرم (رواه‬
‫مسلم)‪ .‬وال ٌمكن ذلك إال مع قطع بعض الشعر‪.‬‬

‫‪ .9‬قتل ما ٌضر وٌؤذي‪ ،‬إذا لم ٌكن دفعه بأقل من ذلك‪ ،‬لما ثبت فً الصحٌح عن عائشة‪ -‬رضً هللا‬
‫عنها‪ -‬مرفوعا إلى النبً صلى هللا علٌه وسلم قال‪ :‬خمس من الدواب كلهن فواسق ٌقتلن فً الحرم‪:‬‬
‫الؽراب‪ ،‬والحدأة‪ ،‬والعقرب‪ ،‬والفأرة‪ ،‬والكلب العقور متفق علٌه ‪ .‬وللبخاري‪ :‬والحٌة‪ .‬فنبه بذكر هذه‬
‫الخمس المؤذٌة على جواز قتل المضر‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪16‬‬
‫الفصل الخامس عشر‬
‫حجح انُثي صهي اهلل عهيه وسهى كًا زواها جاتس تٍ عثداهلل‬
‫والحديث إفراد مسلم وفيها حج النفساء والحائض‬

‫ٌِعا َعنْ َحات ٍِم‪َ - ،‬قال َ أَ ُبو َب ْك ٍر َحدَ َث َنا َحاتِ ُم‬ ‫ش ٌْ َب َة‪َ ،‬وإِ ْس َحاقُ ْبنُ إِ ْب َراهٌِ َم‪َ ،‬جم ً‬ ‫قال اإلمام مسلم رحمة هللا تعالً َحدَ َث َنا أَ ُبو َب ْك ِر ْبنُ أَبًِ َ‬
‫سأَل َ َع ِن ا ْل َق ْو ِم‪َ ،‬ح َتى ا ْن َت َهى إِ َل َى َفقُ ْلتُ‬ ‫هللا َف َ‬ ‫اب ِر ْب ِن َع ْب ِد َ ِ‬ ‫ْبنُ إِ ْس َماعٌِل َ ا ْل َمدَ نًِ‪َ - ،‬عنْ َج ْع َف ِر ْب ِن ُم َح َمدٍ‪َ ،‬عنْ أَ ِبٌهِ‪َ ،‬قال َ دَ َخ ْل َنا َعلَى َج ِ‬
‫ض َع َك َف ُه َب ٌْنَ َثدْ ٌَ َى َوأَ َنا‬ ‫س ٌْ ٍن‪َ . ،‬فأَهْ َوى ِب ٌَ ِد ِه إِلَى َر ْأسِ ً َف َن َز َع ِزري األَ ْعلَى ُث َم َن َز َع ِزري األَ ْس َفل َ ُث َم َو َ‬ ‫أَ َنا ُم َح َم ُد ْبنُ َعلًِ ْب ِن ُح َ‬
‫اج ٍة ُم ْل َت ِح ًفا‬ ‫ِس َ‬ ‫الصالَ ِة َف َقا َم فًِ ن َ‬ ‫َ‬ ‫ض َر َو ْقتُ‬ ‫سأ َ ْل ُت ُه َوه َُو أَ ْع َمى َو َح َ‬ ‫سلْ َع َما شِ ْئتَ ‪َ .‬ف َ‬ ‫شاب َف َقال َ َم ْر َح ًبا بِ َك ٌَا ا ْبنَ أَخًِ َ‬ ‫ٌَ ْو َمئِ ٍذ ُؼالَ ٌم َ‬
‫صلَى ِب َنا َفقُ ْلتُ أَ ْخ ِب ْرنًِ َعنْ َح َج ِة‬ ‫ب َف َ‬ ‫ش َج ِ‬ ‫ض َع َها َعلَى َم ْنك ِِب ِه َر َج َع َط َر َفاهَا إِلَ ٌْ ِه مِنْ صِ َؽ ِرهَا َو ِردَاؤُ هُ إِلَى َج ْن ِب ِه َعلَى ا ْل ِم ْ‬ ‫ِب َها ُكلَ َما َو َ‬
‫َ‬
‫ث ت ِْس َع سِ نٌِنَ َل ْم ٌَ ُح َج ُث َم أ َذنَ‬ ‫هللا صلى هللا علٌه وسلم َم َك َ‬ ‫َ‬
‫سول َ ِ‬ ‫هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪َ .‬ف َقال َ ِب ٌَ ِد ِه َف َع َقدَ ت ِْس ًعا َف َقال َ إِنَ َر ُ‬ ‫ول َ ِ‬ ‫س ِ‬‫َر ُ‬
‫هللا صلى هللا‬ ‫ول َ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ِس أَنْ ٌَأْ َت َم بِ َر ُ‬ ‫ش ٌر َكثٌِ ٌر ُكل ُه ْم ٌَ ْل َتم ُ‬ ‫هللا صلى هللا علٌه وسلم َحاج َف َق ِد َم ا ْل َمدٌِ َن َة َب َ‬ ‫سول َ َ ِ‬ ‫اس فًِ ا ْل َعاشِ َر ِة أَنَ َر ُ‬ ‫فًِ ال َن ِ‬
‫ول‬ ‫س ِ‬ ‫س َلتْ إِ َلى َر ُ‬ ‫س ُم َح َمدَ ْبنَ أَ ِبً َب ْك ٍر َفأ َ ْر َ‬ ‫علٌه وسلم َو ٌَ ْع َمل َ ِم ْثلَ َع َملِ ِه َف َخ َر ْج َنا َم َع ُه َح َتى أَ َت ٌْ َنا َذا ا ْل ُح َل ٌْ َف ِة َف َولَدَ تْ أَ ْس َما ُء ِب ْنتُ ُع َم ٌْ ٍ‬
‫هللا صلى هللا علٌه وسلم فًِ‬ ‫سول ُ َ ِ‬ ‫ص َلى َر ُ‬ ‫ب َوأَ ْح ِرمًِ "‪َ .‬ف َ‬ ‫اس َت ْثف ِِري ِب َث ْو ٍ‬ ‫اؼ َتسِ لًِ َو ْ‬ ‫ص َن ُع َقال َ " ْ‬ ‫ؾ أَ ْ‬
‫هللا صلى هللا علٌه وسلم َك ٌْ َ‬ ‫َِ‬
‫اش َو َعنْ ٌَمٌِنِ ِه‬ ‫ب َو َم ٍ‬ ‫ص ِري َب ٌْنَ ٌَدَ ٌْ ِه مِنْ َرا ِك ٍ‬ ‫اس َت َوتْ ِب ِه َنا َق ُت ُه َعلَى ا ْل َب ٌْدَ اءِ َن َظ ْرتُ إِلَى َمد َب َ‬ ‫اء َح َتى إِ َذا ْ‬ ‫ص َو َ‬‫ِب ا ْل َق ْ‬‫ا ْل َم ْس ِج ِد ُث َم َرك َ‬
‫ؾ‬ ‫هللا صلى هللا علٌه وسلم َب ٌْنَ أَ ْظ ُه ِر َنا َو َعلَ ٌْ ِه ٌَ ْن ِزل ُ ا ْلقُ ْرآنُ َوه َُو ٌَ ْع ِر ُ‬ ‫سول ُ َ ِ‬ ‫ار ِه ِم ْثل َ َذلِ َك َومِنْ َخ ْلفِ ِه ِم ْثل َ َذلِ َك َو َر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ِم ْثل َ َذلِ َك َو َعنْ ٌَ َ‬
‫ش ِرٌ َك َل َك لَ َب ٌْ َك إِنَ ا ْل َح ْمدَ َوالن ْع َم َة َل َك َوا ْل ُم ْل َك الَ‬ ‫ش ْىءٍ َع ِم ْل َنا ِب ِه َفأ َ َهل َ ِبال َت ْوحٌِ ِد " لَ َب ٌْ َك اللَ ُه َم لَ َب ٌْ َك لَ َب ٌْ َك الَ َ‬ ‫َتأْ ِوٌلَ ُه َو َما َع ِملَ ِب ِه مِنْ َ‬
‫هللا صلى‬ ‫سول ُ َ ِ‬ ‫ش ٌْ ًئا ِم ْن ُه َولَ ِز َم َر ُ‬ ‫هللا صلى هللا علٌه وسلم َعلَ ٌْ ِه ْم َ‬ ‫سول ُ َ ِ‬ ‫اس ِب َه َذا الَذِي ٌُ ِهلونَ ِب ِه َفلَ ْم ٌَ ُردَ َر ُ‬ ‫ش ِرٌ َك َل َك " ‪َ .‬وأَ َهل َ ال َن ُ‬ ‫َ‬
‫اس َتلَ َم الر ْكنَ‬ ‫ؾ ا ْل ُع ْم َر َة َح َتى إِ َذا أَ َت ٌْ َنا ا ْل َب ٌْتَ َم َع ُه ْ‬ ‫اب ٌر ‪ -‬رضى هللا عنه ‪ -‬لَ ْس َنا َن ْن ِوي إِالَ ا ْل َح َج لَ ْس َنا َن ْع ِر ُ‬ ‫هللا علٌه وسلم َت ْلبِ ٌَ َت ُه َقال َ َج ِ‬
‫ص ًلّى} َف َج َعل َ ا ْل َم َقا َم َب ٌْ َن ُه‬ ‫السالَ ُم ‪َ -‬ف َق َرأَ { َوا َت ِخ ُذوا مِنْ َم َق ِام إِ ْب َراهٌِ َم ُم َ‬ ‫شى أَ ْر َب ًعا ُث َم َن َف َذ إِلَى َم َق ِام إِ ْب َراهٌِ َم ‪َ -‬علَ ٌْ ِه َ‬ ‫َف َر َمل َ َثالَ ًثا َو َم َ‬
‫هللاُ أَ َح ٌد} َو { قُلْ‬ ‫الر ْك َع َت ٌْ ِن { قُلْ ه َُو َ‬ ‫ت َف َكانَ أَ ِبً ٌَقُول ُ َوالَ أَ ْعلَ ُم ُه َذ َك َرهُ إِالَ َع ِن ال َن ِبً صلى هللا علٌه وسلم َكانَ ٌَ ْق َرأُ فًِ َ‬ ‫َو َب ٌْنَ ا ْل َب ٌْ ِ‬
‫الص َفا َوا ْل َم ْر َو َة مِنْ‬‫َ‬ ‫الص َفا َق َرأَ { إِنَ‬ ‫َ‬ ‫الص َفا‪َ .‬فلَ َما دَ َنا مِنَ‬ ‫ب إِلَى َ‬ ‫اس َتلَ َم ُه ُث َم َخ َر َج مِنَ ا ْل َبا ِ‬ ‫ٌَا أٌَ َها ا ْل َكافِ ُرونَ } ُث َم َر َج َع إِ َلى الر ْك ِن َف ْ‬
‫هللا َو َك َب َرهُ َو َقال َ " الَ إِلَ َه إِالَ‬ ‫اس َت ْق َبل َ ا ْلقِ ْبلَ َة َف َو َحدَ َ َ‬ ‫الص َفا َف َرق ًَِ َع َل ٌْ ِه َح َتى َرأَى ا ْل َب ٌْتَ َف ْ‬ ‫هللاُ ِب ِه " ‪َ .‬ف َبدَأَ ِب َ‬ ‫هللا} " أَ ْبدَ أ ُ ِب َما َبدَأَ َ‬ ‫ش َعائ ِِر َ ِ‬ ‫َ‬
‫اب‬ ‫ص َر َع ْبدَ ُه َوه ََز َم األَ ْح َز َ‬ ‫هللاُ َو ْحدَ ُه أَ ْن َج َز َو ْعدَ ُه َو َن َ‬ ‫ش ْىءٍ َقدٌِ ٌر الَ إِلَ َه إِالَ َ‬ ‫ش ِرٌ َك لَ ُه لَ ُه ا ْل ُم ْل ُك َولَ ُه ا ْل َح ْم ُد َوه َُو َعلَى َكل َ‬ ‫هللاُ َو ْحدَ ُه الَ َ‬ ‫َ‬
‫س َعى َح َتى إِ َذا‬ ‫ص َبتْ َقدَ َما ُه فًِ َب ْط ِن ا ْل َوادِي َ‬ ‫ت ُث َم َن َزل َ إِلَى ا ْل َم ْر َو ِة َح َتى إِ َذا ا ْن َ‬ ‫ث َم َرا ٍ‬ ‫َو ْحدَ هُ " ‪ُ .‬ث َم دَ َعا َب ٌْنَ َذلِ َك َقال َ ِم ْثل َ ه ََذا َثالَ َ‬
‫الص َفا َح َتى إِ َذا َكانَ آ ِخ ُر َط َوافِ ِه َعلَى ا ْل َم ْر َو ِة َف َقال َ " لَ ْو أَنً‬ ‫َ‬ ‫شى َح َتى أَ َتى ا ْل َم ْر َو َة َف َف َعل َ َعلَى ا ْل َم ْر َو ِة َك َما َف َعلَ َعلَى‬ ‫صعِدَ َتا َم َ‬ ‫َ‬
‫ى َف ْل ٌَ ِحل َ َو ْل ٌَ ْج َع ْل َها ُع ْم َر ًة " ‪َ .‬ف َقا َم‬ ‫س َم َع ُه هَدْ ٌ‬ ‫ى َو َج َع ْل ُت َها ُع ْم َر ًة َف َمنْ َكانَ ِم ْن ُك ْم لَ ٌْ َ‬ ‫س ِق ا ْل َهدْ َ‬ ‫اس َتدْ َب ْرتُ لَ ْم أَ ُ‬ ‫اس َت ْق َب ْلتُ مِنْ أَ ْم ِري َما ْ‬ ‫ْ‬
‫صابِ َع ُه َواحِدَ ًة فًِ‬ ‫هللا صلى هللا علٌه وسلم أَ َ‬ ‫سول ُ َ ِ‬ ‫ش َب َك َر ُ‬ ‫هللا أَل َِعا ِم َنا ه ََذا أَ ْم ألَ َب ٍد َف َ‬ ‫سول َ َ ِ‬ ‫ش ٍم َف َقال َ ٌَا َر ُ‬ ‫س َرا َق ُة ْبنُ َمالِكِ ْب ِن ُج ْع ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ال ُع ْم َرة فًِ ال َحج ‪َ -‬م َر َت ٌْ ِن ‪ -‬الَ َبلْ أل َب ٍد أ َب ٍد " ‪َ .‬وق ِد َم َعلًِ مِنَ ال ٌَ َم ِن ِب ُبدْ ِن ال َن ِبً صلى هللا علٌه وسلم ف َو َجدَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األ ْخ َرى َوقال َ " دَ َخل ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٌؽا َو ْاك َت َحلَتْ َفأ ْن َك َر َذلِ َك َعلَ ٌْ َها َف َقالَتْ إِنَ أ ِبً أ َم َرنًِ ِب َه َذا ‪.‬‬ ‫ص ِب ً‬‫ستْ ثِ ٌَا ًبا َ‬ ‫َفاطِ َم َة ‪ -‬رضى هللا عنها ‪ِ -‬م َمنْ َحل َ َولَ ِب َ‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪17‬‬
‫هللاِ‬ ‫ول َ‬ ‫س ِ‬ ‫ص َن َعتْ ُم ْس َت ْفتِ ًٌا ل َِر ُ‬ ‫شا َعلَى َفاطِ َم َة لِلَذِي َ‬ ‫هللا صلى هللا علٌه وسلم ُم َحر ً‬ ‫ول َ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫اق َف َذ َه ْبتُ إِلَى َر ُ‬ ‫َقال َ َف َكانَ َعلًِ ٌَقُول ُ بِا ْلع َِر ِ‬
‫ضتَ ا ْل َح َج " ‪َ .‬قال َ‬ ‫صدَ َقتْ َم َاذا قُ ْلتَ حٌِنَ َف َر ْ‬ ‫صدَ َقتْ َ‬ ‫صلى هللا علٌه وسلم فٌِ َما َذ َك َرتْ َع ْن ُه َفأ َ ْخ َب ْر ُت ُه أَنً أَ ْن َك ْرتُ َذلِ َك َع َل ٌْ َها َف َقال َ " َ‬
‫ى الَذِي َق ِد َم ِب ِه َعلًِ مِنَ‬ ‫اع ُة ا ْل َهدْ ِ‬ ‫ى َفالَ َتحِل " ‪َ .‬قالَ َف َكانَ َج َم َ‬ ‫ًِ ا ْل َهدْ َ‬ ‫سولُ َك ‪َ .‬قال َ " َفإِنَ َمع َ‬ ‫قُ ْلتُ اللَ ُه َم إِنً أُهِل ِب َما أَ َهل َ ِب ِه َر ُ‬
‫ص ُروا إِالَ ال َنبِ ًَ صلى هللا علٌه وسلم َو َمنْ َكانَ‬ ‫اس ُكل ُه ْم َو َق َ‬ ‫ا ْل ٌَ َم ِن َوالَذِي أَ َتى بِ ِه ال َنبًِ صلى هللا علٌه وسلم مِا َئ ًة ‪َ -‬قال َ ‪َ -‬ف َحل َ ال َن ُ‬
‫صلَى ِب َها الظ ْه َر‬ ‫هللا صلى هللا علٌه وسلم َف َ‬ ‫سول ُ َ ِ‬ ‫ِب َر ُ‬ ‫ى َفلَ َما َكانَ ٌَ ْو ُم ال َت ْر ِو ٌَ ِة َت َو َج ُهوا إِلَى ِم ًنى َفأَهَلوا ِبا ْل َحج َو َرك َ‬ ‫َم َع ُه هَدْ ٌ‬
‫سول ُ هللاَِ‬ ‫ار َر ُ‬ ‫س َ‬ ‫ب لَ ُه ِب َنم َِر َة َف َ‬ ‫ض َر ُ‬‫ش َع ٍر ُت ْ‬ ‫س َوأ َم َر ِب ُق َب ٍة مِنْ َ‬ ‫َ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ث َقلٌِالً َح َتى َطلَ َع ِ‬ ‫اء َوا ْل َف ْج َر ُث َم َم َك َ‬ ‫ش َ‬ ‫ب َوا ْل ِع َ‬ ‫ص َر َوا ْل َم ْؽ ِر َ‬ ‫َوا ْل َع ْ‬
‫هللاِ‬ ‫سول ُ َ‬ ‫از َر ُ‬ ‫ص َن ُع فًِ ا ْل َجا ِهلِ ٌَ ِة َفأ َ َج َ‬ ‫ش َت ْ‬ ‫ش َع ِر ا ْل َح َر ِام َك َما َكا َنتْ قُ َر ٌْ ٌ‬ ‫ِؾ عِ ْندَ ا ْل َم ْ‬ ‫ش إِالَ أَ َن ُه َواق ٌ‬ ‫شك قُ َر ٌْ ٌ‬ ‫صلى هللا علٌه وسلم َوالَ َت ُ‬
‫ص َواءِ َف ُر ِحلَتْ لَ ُه‬ ‫س أَ َم َر بِا ْل َق ْ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ت ال َ‬ ‫اؼ ِ‬ ‫ض ِر َبتْ لَ ُه بِ َنم َِر َة َف َن َزل َ بِ َها َح َتى إِ َذا َز َ‬ ‫صلى هللا علٌه وسلم َح َتى أَ َتى َع َر َف َة َف َو َجدَ ا ْلقُ َب َة َقدْ ُ‬
‫ش ْه ِر ُك ْم ه ََذا فًِ َبلَ ِد ُك ْم ه ََذا أَالَ‬ ‫اء ُك ْم َوأَ ْم َوالَ ُك ْم َح َرا ٌم َع َل ٌْ ُك ْم َك ُح ْر َم ِة ٌَ ْو ِم ُك ْم ه ََذا فًِ َ‬ ‫اس َو َقال َ " إِنَ ِد َم َ‬ ‫ب ال َن َ‬ ‫َفأ َ َتى َب ْطنَ ا ْل َوادِي َف َخ َط َ‬
‫ٌع َة ْب ِن‬ ‫ض ُع مِنْ ِد َما ِئ َنا دَ ُم ا ْب ِن َر ِب َ‬ ‫وع ٌة َوإِنَ أَ َول َ دَ ٍم أَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ضو ٌع َو ِد َما ُء ا ْل َجا ِهلِ ٌَ ِة َم ْو ُ‬ ‫ش ْىءٍ مِنْ أَ ْم ِر ا ْل َجا ِهلِ ٌَ ِة َت ْحتَ َقدَ َم َى َم ْو ُ‬ ‫ُكل َ‬
‫ب َفإِ َن ُه‬ ‫اس ْب ِن َع ْب ِد ا ْل ُم َطلِ ِ‬ ‫ض ُع ِر َبا َنا ِر َبا َع َب ِ‬ ‫ضو ٌع َوأَ َول ُ ِر ًبا أَ َ‬ ‫س ْع ٍد َف َق َتلَ ْت ُه ه َُذ ٌْل ٌ َو ِر َبا ا ْل َجا ِهلِ ٌَ ِة َم ْو ُ‬ ‫ث َكانَ ُم ْس َت ْرضِ ًعا فًِ َبنًِ َ‬ ‫ار ِ‬ ‫ا ْل َح ِ‬
‫ش ُك ْم‬ ‫هللا َولَ ُك ْم َع َل ٌْ ِهنَ أَنْ الَ ٌُوطِ ْئنَ فُ ُر َ‬ ‫وج ُهنَ ِب َكلِ َم ِة َ ِ‬ ‫اس َت ْحلَ ْل ُت ْم فُ ُر َ‬‫هللا َو ْ‬ ‫ان َ ِ‬ ‫هللا فًِ النسَاءِ َفإِ َن ُك ْم أَ َخ ْذ ُت ُموهُنَ ِبأ َ َم ِ‬ ‫ضو ٌع ُكل ُه َفا َتقُوا َ َ‬ ‫َم ْو ُ‬
‫ِس َو ُت ُهنَ ِبا ْل َم ْع ُروؾِ َو َقدْ َت َر ْكتُ فٌِ ُك ْم َما لَنْ‬ ‫ح َولَ ُهنَ َعلَ ٌْ ُك ْم ِر ْزقُ ُهنَ َوك ْ‬ ‫ض ْر ًبا َؼ ٌْ َر ُم َبر ٍ‬ ‫اض ِر ُبوهُنَ َ‬ ‫أَ َحدًا َت ْك َرهُو َن ُه ‪َ .‬فإِنْ َف َع ْلنَ َذلِ َك َف ْ‬
‫ص ْحتَ ‪َ .‬ف َقال َ‬ ‫ش َه ُد أَ َن َك َقدْ َبلَ ْؽتَ َوأَدَ ٌْتَ َو َن َ‬ ‫هللا ‪َ .‬وأَ ْن ُت ْم ُت ْسأَلُونَ َعنً َف َما أَ ْن ُت ْم َقائِلُونَ " ‪َ .‬قالُوا َن ْ‬ ‫اب َ ِ‬ ‫ص ْم ُت ْم بِ ِه ِك َت َ‬ ‫اع َت َ‬‫َتضِ لوا َب ْعدَ هُ إِ ِن ْ‬
‫صلَى الظ ْه َر ُث َم‬ ‫ت ُث َم أَ َذنَ ُث َم أَ َقا َم َف َ‬ ‫ث َم َرا ٍ‬ ‫ش َهدْ " ‪َ .‬ثالَ َ‬ ‫ش َه ِد اللَ ُه َم ا ْ‬ ‫اس " اللَ ُه َم ا ْ‬ ‫السمَاءِ َو ٌَ ْن ُك ُت َها إِلَى ال َن ِ‬ ‫الس َبا َب ِة ٌَ ْر َف ُع َها إِلَى َ‬ ‫ص َب ِع ِه َ‬ ‫ِبإِ ْ‬
‫ص َواءِ‬ ‫ِؾ َف َج َعل َ َب ْطنَ َنا َق ِت ِه ا ْل َق ْ‬ ‫َ‬
‫هللا صلى هللا علٌه وسلم َح َتى أ َتى ا ْل َم ْوق َ‬ ‫َ‬
‫سول ُ ِ‬ ‫ِب َر ُ‬‫ش ٌْ ًئا ُث َم َرك َ‬ ‫صل َب ٌْ َن ُه َما َ‬ ‫ص َر َولَ ْم ٌُ َ‬ ‫صلَى ا ْل َع ْ‬ ‫أَ َقا َم َف َ‬
‫اب‬ ‫ت الص ْف َرةُ َقلٌِالً َح َتى َؼ َ‬ ‫س َو َذ َه َب ِ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ت ال َ‬ ‫اس َت ْق َبل َ ا ْلقِ ْبلَ َة َفلَ ْم ٌَ َزلْ َواقِ ًفا َح َتى َؼ َر َب ِ‬ ‫شا ِة َب ٌْنَ ٌَدَ ٌْ ِه َو ْ‬ ‫ت َو َج َعل َ َح ْبل َ ا ْل ُم َ‬ ‫الص َخ َرا ِ‬ ‫إِلَى َ‬
‫ٌب َم ْو ِر َك‬ ‫س َها َل ٌُصِ ُ‬ ‫ص َواءِ الز َما َم َح َتى إِنَ َر ْأ َ‬ ‫ش َنقَ لِ ْل َق ْ‬ ‫هللا صلى هللا علٌه وسلم َو َقدْ َ‬ ‫سول ُ َ ِ‬ ‫سا َم َة َخ ْل َف ُه َودَ َف َع َر ُ‬ ‫ؾ أُ َ‬ ‫ص َوأَ ْردَ َ‬ ‫ا ْلقُ ْر ُ‬
‫ص َعدَ َح َتى أَ َتى‬ ‫ال أَ ْر َخى لَ َها َقلٌِالً َح َتى َت ْ‬ ‫السكٌِ َن َة " ‪ُ .‬كلَ َما أَ َتى َح ْبالً مِنَ ا ْل ِح َب ِ‬ ‫السكٌِ َن َة َ‬ ‫اس َ‬ ‫َر ْحلِ ِه َو ٌَقُول ُ ِب ٌَ ِد ِه ا ْل ٌُ ْم َنى " أٌَ َها ال َن ُ‬
‫هللا صلى هللا علٌه وسلم‬ ‫سول ُ َ ِ‬ ‫اض َط َج َع َر ُ‬ ‫ش ٌْ ًئا ُث َم ْ‬ ‫ان َوا ِح ٍد َوإِ َقا َم َت ٌْ ِن َولَ ْم ٌُ َسب ْح َب ٌْ َن ُه َما َ‬ ‫اء ِبأ َ َذ ٍ‬ ‫ش َ‬ ‫ب َوا ْل ِع َ‬ ‫صلَى ِب َها ا ْل َم ْؽ ِر َ‬ ‫ا ْل ُم ْزدَ لِ َف َة َف َ‬
‫اس َت ْق َبل َ ا ْلقِ ْبلَ َة‬ ‫ش َع َر ا ْل َح َرا َم َف ْ‬ ‫اء َح َتى أَ َتى ا ْل َم ْ‬ ‫ص َو َ‬ ‫ِب ا ْل َق ْ‬ ‫ان َوإِ َقا َم ٍة ُث َم َرك َ‬ ‫صلَى ا ْل َف ْج َر ‪ -‬حٌِنَ َت َب ٌَنَ لَ ُه الص ْب ُح ‪ -‬بِأ َ َذ ٍ‬ ‫َح َتى َطلَ َع ا ْل َف ْج ُر َو َ‬
‫سنَ‬ ‫اس َو َكانَ َر ُجالً َح َ‬ ‫ضل َ ْبنَ َع َب ٍ‬ ‫ؾ ا ْل َف ْ‬ ‫س َوأَ ْردَ َ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫دَعاهُ َو َك َب َرهُ َو َهلَلَ ُه َو َو َحدَ هُ َف َل ْم ٌَ َزلْ َواقِ ًفا َح َتى أَ ْس َف َر ِج ًدّ ا َفدَ َف َع َق ْبل َ أَنْ َت ْطلُ َع ال َ‬ ‫َف َ‬
‫هللاِ‬ ‫سول ُ َ‬ ‫ض َع َر ُ‬ ‫ضل ُ ٌَ ْن ُظ ُر إِ َل ٌْ ِهنَ َف َو َ‬ ‫هللا صلى هللا علٌه وسلم َم َرتْ ِب ِه ُظ ُعنٌ ٌَ ْج ِرٌنَ َف َطفِقَ ا ْل َف ْ‬ ‫سول ُ َ ِ‬ ‫ض َوسِ ٌ ًما َفلَ َما دَ َف َع َر ُ‬ ‫ش ْع ِر أَ ْب ٌَ َ‬ ‫ال َ‬
‫هللا صلى هللا علٌه وسلم ٌَدَ ُه‬ ‫سول ُ َ ِ‬ ‫اآلخ ِر ٌَ ْن ُظ ُر َف َح َول َ َر ُ‬ ‫ضل ُ َو ْج َه ُه إِلَى الشق َ‬ ‫ض ِل َف َح َول َ ا ْل َف ْ‬ ‫صلى هللا علٌه وسلم ٌَدَ هُ َعلَى َو ْج ِه ا ْل َف ْ‬
‫الط ِرٌقَ‬ ‫س َل َك َ‬ ‫اآلخ ِر ٌَ ْن ُظ ُر َح َتى أَ َتى َب ْطنَ ُم َحس ٍر َف َح َر َك َقلٌِالً ُث َم َ‬ ‫َ‬ ‫ؾ َو ْج َه ُه مِنَ الشق‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫ض ِل ٌَ ْ‬ ‫اآلخ ِر َعلَى َو ْج ِه ا ْل َف ْ‬ ‫َ‬ ‫مِنَ الشق‬
‫صا ٍة ِم ْن َها ِم ْث ِل‬ ‫ت ٌُ َكب ُر َم َع ُكل َح َ‬ ‫ص ٌَا ٍ‬ ‫ش َج َر ِة َف َر َماهَا ِب َس ْب ِع َح َ‬ ‫َ‬
‫ا ْل ُو ْس َطى الَتًِ َت ْخ ُر ُج َعلَى ا ْل َج ْم َر ِة ا ْل ُك ْب َرى َح َتى أ َتى ا ْل َج ْم َر َة الَتًِ عِ ْندَ ال َ‬
‫ش َر َك ُه فًِ‬ ‫ؾ إِلَى ا ْل َم ْن َح ِر َف َن َح َر َثالَ ًثا َوسِ تٌنَ ِب ٌَ ِد ِه ُث َم أَ ْع َطى َعلِ ًٌّا َف َن َح َر َما َؼ َب َر َوأَ ْ‬ ‫ص َر َ‬ ‫صى ا ْل َخ ْذؾِ َر َمى مِنْ َب ْط ِن ا ْل َوادِي ُث َم ا ْن َ‬ ‫َح َ‬
‫هللا صلى هللا علٌه‬ ‫سول ُ َ ِ‬ ‫ِب َر ُ‬ ‫ش ِر َبا مِنْ َم َرقِ َها ُث َم َرك َ‬ ‫ض َع ٍة َف ُج ِعلَتْ فًِ قِدْ ٍر َف ُطبِ َختْ َفأ َ َكالَ مِنْ لَ ْح ِم َها َو َ‬ ‫هَدْ ٌِ ِه ُث َم أَ َم َر مِنْ ُكل َبدَ َن ٍة بِ َب ْ‬
‫ب َفلَ ْوالَ أَنْ‬ ‫ب ٌَ ْسقُونَ َعلَى َز ْم َز َم َف َقال َ " ا ْن ِز ُعوا َبنًِ َع ْب ِد ا ْل ُم َطلِ ِ‬ ‫ص َلى ِب َم َك َة الظ ْه َر َفأ َ َتى َبنًِ َع ْب ِد ا ْل ُم َطلِ ِ‬ ‫ت َف َ‬ ‫اض إِلَى ا ْل َب ٌْ ِ‬ ‫وسلم َفأ َ َف َ‬
‫ب ِم ْن ُه ‪.‬‬ ‫ش ِر َ‬ ‫اس َعلَى سِ َقا ٌَتِ ُك ْم لَ َن َز ْعتُ َم َع ُك ْم " ‪َ .‬ف َن َاولُو ُه دَ ْل ًوا َف َ‬ ‫ٌَ ْؽلِ َب ُك ُم ال َن ُ‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪18‬‬
‫قىل اهلل ذعايل‪:‬‬
‫ن ا ْل َه ِ‬
‫دي"‬ ‫"فَإِن أُح ِصرتم فَما استيسر مِ‬
‫ْ ْ ُْ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ‬

‫يٍ حج واشرتط‬
‫‪ ‬إذا كان من ٌرٌد اإلحرام خائفا من عائق ٌعوقه عن إتمام نسكه ( كمرض أو عدو أو حبس أو ؼٌر ذلك )‬
‫فإنه ٌسن له أن ٌشترط عند اإلحرام فٌقول‪ :‬إن حبسنً حابس فمحلً حٌث حبستنً ‪ -‬أي منعنً مانع‬
‫عن إتمام نسكً من مرض أو تأخر أو ؼٌرهما فإنً أحل من إحرامً ‪ -‬ألن النبً صلى هللا علٌه وسلم "‬
‫أمر ضباعة بنت الزبٌر حٌن أرادت اإلحرام وهً مرٌضة أن تشترط وقال‪ :‬إن لك على ربك ما استثنٌت"‬
‫رواه البخاري ومسلم‪ ،‬فمتى اشترط وحصل له ما ٌمنعه من إتمام نسكه فإنه ٌحل من إحرامه وال شًء‬
‫علٌه‪.‬‬

‫‪ ‬فان لم ٌشترط وحبسه حابس فٌحل وعلٌه دم ٌجزئ فً األُضحٌة‪.‬‬

‫قىل اهلل ذعايل‪:‬‬


‫أَو نُ ُس ٍك فَإِذَا أَمِنتُ ْم فََمن‬ ‫ٍ‬
‫صدَقَة ْ‬‫أَو َ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِِ ِ‬
‫أَو بِه أَذًى مِّن َّرأْسه فَف ْديَةٌ مِّن صيَام ْ‬
‫كم مَّرِيضاً ِ‬
‫ْ‬ ‫ان مِن ُ‬
‫"فََمن كَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ن ا ْل َه ِ‬
‫دي”‬ ‫تََمتََّع بِا ْل ُع ْم َرة إِلَى ا ْل َحجِّ فََما ْ‬
‫استَ ْي َس َر م َ‬
‫ار َقال َ ا ْبنُ ا ْل ُم َث َنى َحدَ َث َنا ُم َح َم ُد ْبنُ َج ْع َف ٍر‪َ ،‬حدَ َث َنا‬ ‫ش ٍ‬‫قال اإلمام مسلم رحمة هللا تعالً ََ َحدَ َث َنا ُم َح َم ُد ْبنُ ا ْل ُم َث َنى‪َ ،‬وا ْبنُ ‪َ ،‬ب َ‬
‫ب ‪ -‬رضى هللا عنه ‪َ -‬وه َُو فًِ ا ْل َم ْس ِج ِد‬ ‫ص َب َهانًِ‪َ ،‬عنْ َع ْب ِد َ ِ‬
‫هللا ْب ِن َم ْعق ٍِل‪َ ،‬قال َ َق َعدْ تُ إِلَى َك ْع ٍ‬ ‫الر ْح َم ِن ْب ِن األَ ْ‬
‫ش ْع َب ُة‪َ ،‬عنْ َع ْب ِد َ‬ ‫ُ‬
‫ب رضى هللا عنه َن َز َلتْ ف ًَِ َكانَ بًِ أَ ًذى مِنْ َر ْأسِ ً‬ ‫صدَ َق ٍة أَ ْو ُن ُ‬
‫سكٍ ) َف َقال َ َك ْع ٌ‬ ‫سأ َ ْل ُت ُه َعنْ َه ِذ ِه اآل ٌَ ِة ( َففِدْ ٌَ ٌة مِنْ صِ ٌَ ٍام أَ ْو َ‬‫َف َ‬
‫هللا صلى هللا علٌه وسلم َوا ْل َق ْمل ُ ٌَ َت َنا َث ُر َعلَى َو ْج ِهً َف َقالَ " َما ُك ْنتُ أُ َرى أَنَ ا ْل َج ْهدَ َبلَ َػ ِم ْن َك َما أَ َرى‬ ‫ول َ ِ‬‫س ِ‬‫َف ُح ِم ْلتُ إِلَى َر ُ‬
‫ص ْو ُم َثالَ َث ِة أَ ٌَ ٍام أَ ْو إِ ْط َعا ُم سِ َت ِة‬
‫سكٍ ) َقال َ َ‬ ‫صدَ َق ٍة أَ ْو ُن ُ‬
‫شا ًة " ‪َ .‬ف ُق ْلتُ الَ َف َن َز َلتْ َه ِذ ِه اآل ٌَ ُة ( َففِدْ ٌَ ٌة مِنْ صِ ٌَ ٍام أَ ْو َ‬ ‫أَ َت ِج ُد َ‬
‫اص ًة َوهْ َى لَ ُك ْم َعا َم ًة ‪.‬‬‫ٌِن ‪َ -‬قال َ ‪َ -‬ف َن َزلَتْ ف ًَِ َخ َ‬ ‫ِسك ٍ‬ ‫اع َط َعا ًما لِ ُكل م ْ‬‫ص ٍ‬ ‫ؾ َ‬ ‫ِص َ‬
‫ساكٌِنَ ن ْ‬ ‫َم َ‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪19‬‬
‫الفصل السادس عشر‬
‫أخطاء يف احلج‬
‫أخطاء فً زٌارة مسجد رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‬

‫‪ ‬اعتقاد بعضهم أن زٌارة المسجد النبوي من متعلقات الحج ومتمماته‪ ،‬وهذا خطأ‪ ،‬فلٌس لزٌارة المسجد‬
‫النبوي وقت محدد من السنة‪ ،‬وال ٌختص ذلك بوقت الحج‪.‬‬

‫‪ ‬البدء عند دخول المسجد بزٌارة قبره صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬والصحٌح أن ٌبدأ بصالة ركعتٌن تحٌة المسجد‪،‬‬
‫وإن تٌسر له أن تكون فً الروضة فهو أفضل‪ ،‬ثم ٌسلم على النبً صلى هللا علٌه وسلم وصاحبٌه رضً هللا‬
‫عنهما‪.‬‬

‫‪ ‬استقبال الحجرة النبوٌة حال الدعاء‪ ،‬وهو خطأ ٌقع فٌه كثٌر من الناس وال ٌجوز فعله‪ ،‬والسنة أن ٌستقبل‬
‫القبلة إذا أراد الدعاء‪ ،‬كؽٌره من المواطن‪.‬‬

‫‪ ‬التمسح والتبرك بالحجرة النبوٌة وتقبٌلها‪ ،‬وهو من البدع المنكرة‪.‬‬

‫‪ ‬دعاء النبً صلى هللا علٌه وسلم واالستؽاثة به‪ ،‬لكشؾ الكربات‪ ،‬وقضاء الحاجات‪ ،‬وهو من الشرك األكبر‬
‫الذي ال ٌؽفره هللا لصاحبه إال إذا تاب‪ ،‬كما قال تعالى‪{ :‬إِنَ َ َ‬
‫هللا ال ٌَ ْؽفِ ُر أَنْ ٌُ ْ‬
‫ش َر َك ِب ِه َو ٌَ ْؽ ِف ُر َما دُونَ َذلِ َك لِ َمنْ‬
‫شاء} (النساء ‪.)116:‬‬ ‫ٌَ َ‬

‫أخطاء فً الطواؾ‬

‫‪ ‬النطق بالنٌة عند الشروع فً الطواؾ‪.‬‬

‫‪ ‬الطواؾ من داخل الحجر‪.‬‬

‫‪ ‬اعتقاد أن الطواؾ ال ٌصح دون استالم الحجر األسود‪.‬‬

‫‪ ‬استالم أركان الكعبة األربعة‪ ،‬والثابت فً السنة هو استالم الحجر األسود والركن الٌمانً من البٌت دون‬
‫ؼٌرهما من األركان‪.‬‬

‫مر علٌه دون‬


‫‪ ‬تقبٌل الركن الٌمانً‪ ،‬أو اإلشارة إلٌه من ُبعد‪ ،‬والسنة استالمه بالٌد إن قدر على ذلك‪ ،‬وإال َ‬
‫تقبٌل أو إشارة‪.‬‬

‫الر َمل ُ فً جمٌع األشواط‪ ،‬والمشروع أن ٌكون الرمل فً األشواط الثالثة األولى من طواؾ القدوم وطواؾ‬
‫‪َ ‬‬
‫العمرة دون ؼٌره من الطواؾ‪ .‬والرمل هو اإلسراع فً المشً مع مقاربة الخطا‪.‬‬

‫‪ ‬مزاحمة النساء للرجال فً الطواؾ والعكس‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪20‬‬
‫‪ ‬كشؾ بعض النساء عن عوراتهم ككشؾ رقابهن أو أذرعهن أو صدورهن أثناء الطواؾ‪.‬‬

‫‪ ‬تخصٌص كل شوط من الطواؾ بدعاء معٌن‪.‬‬

‫‪ ‬رفع الصوت بالدعاء رفعا ً مزعجا ً‪.‬‬

‫‪ ‬اجتماع الطائفة من الناس على قائد ٌلقنهم الدعاء‪.‬‬

‫‪ ‬الوقوؾ عند الحجر األسود أو ما ٌحاذٌه مدة طوٌلة‪ ،‬وفً ذلك تضٌٌق على ؼٌره من الطائفٌن‪ .‬والسنة أن‬
‫ٌستلم الحجر أو ٌشٌر إلٌه وٌمضً دون توقؾ‪.‬‬

‫‪ ‬تمسح البعض بالكعبة وأستارها من أجل التبرك بها‪.‬‬

‫أخطاء فً ركعتً الطواؾ‬

‫‪ ‬اعتقاد لزوم أداء الركعتٌن خلؾ المقام مباشرة أو قرٌبا منه‪ ،‬والمزاحمة للصالة عنده‪ ،‬مع أن صالة ركعتً‬
‫الطواؾ عند المقام سنة إن تٌسرت وإال جاز أن تصلَى فً أي موضع من المسجد‪.‬‬

‫‪ ‬إطالة الركعتٌن بعد الطواؾ‪ ،‬والسنة التخفٌؾ‪ ،‬فقد صالهما النبً صلى هللا علٌه وسلم فقرأ فً الركعة األولى‬
‫‪ { :‬قُلْ ٌَا أٌَ َها ا ْل َكافِ ُرون } وفً الركعة الثانٌة ‪ { :‬قُلْ ه َُو َ‬
‫هللاُ أَ َحد } بعد قراءة الفاتحة فً الركعتٌن ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن البدع ما ٌفعله البعض بعد ركعتً الطواؾ‪ ،‬حٌث ٌقوم عند المقام فٌدعو بدعاء ٌس َمى "دعاء المقام"‬
‫وهذا الدعاء ال أصل له فً الدٌن‪.‬‬

‫أخطاء فً السعً‬

‫‪ ‬رفع الٌدٌن عند صعود الصفا والمروة كرفعهما فً الصالة‪.‬‬

‫‪ ‬اإلسراع فً السعً بٌن الصفا والمروة فً كل الشوط‪.‬‬

‫‪ ‬إسراع النساء فً السعً بٌن العلمٌن وهو خالؾ السنة‪ ،‬واإلسراع إنما هو خاص بالرجال دون النساء‪.‬‬
‫ش َعائ ِِر َ‬
‫هللا } ( البقرة ‪ ) 158 :‬فً كل شوط كلما أقبل على‬ ‫الص َفا َوا ْل َم ْر َو َة مِنْ َ‬
‫َ‬ ‫‪ ‬قراءة قوله تعالى ‪ { :‬إِنَ‬
‫الصفا والمروة‪ ،‬والسنة قراءتها عند بداٌة السعً إذا دنا من الصفا كما ثبت عن النبً صلى هللا علٌه وسلم‪.‬‬

‫‪ ‬اعتقاد البعض أن الشوط ٌبتديء من الصفا وٌنتهً بالصفا‪.‬‬

‫‪ ‬تخصٌص كل شوط بدعاء معٌن‪ ،‬ولم ٌَ ِردْ عن النبً صلى هللا علٌه وسلم دعاء خاصا بكل شوطٍ ‪ ،‬إال ما كان‬
‫ٌدعو به على الصفا وعلى المروة‪.‬‬

‫‪ ‬التطوع بالسعً بٌن الصفا والمروة من ؼٌر أن ٌكون فً حج أو عمرة‪ ،‬والسنة جاءت باستحباب التطوع‬
‫بالطواؾ بالبٌت فحسب‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪21‬‬
‫أخطاء فً الحلق والتقصٌر‬

‫‪ ‬اعتقاد البعض أن من السنة استقبال القبلة عند الحلق‪.‬‬

‫‪ ‬حلق بعض الرأس وترك بعضه على هٌئة القزع المنهً عنه‪.‬‬

‫‪ ‬تحلل البعض قبل الحلق لٌحلق فً بٌته وهذا خطأ كبٌر فالتحلل إنما ٌحصل بالحلق ال قبله‪.‬‬

‫‪ ‬قٌام بعض النسوة بإظهار شعورهن أمام الرجال أثناء الحلق وشعر المرأة عورة ٌجب ستره عن األجانب‪.‬‬

‫أخطاء فً ٌوم التروٌة‬

‫‪ ‬اعتقاد البعض لزوم اإلحرام من المسجد الحرام والسنة أن ٌحرم اإلنسان من موضعه بمكة‪.‬‬

‫‪ ‬اعتقاد البعض أنه ال ٌصح أن ٌحرم بثٌاب اإلحرام التً أحرم بها فً عمرته‪.‬‬

‫أخطاء فً المبٌت بمنى‬

‫‪ ‬التفرٌط فً السؤال عن حدود منى‪ ،‬والمبٌت خارجها‪.‬‬

‫‪ ‬تساهل البعض فً المبٌت بمنى‪.‬‬

‫أخطاء فً ٌوم عرفة‬

‫‪ ‬صٌام الحاج ٌوم عرفة‪ ،‬والسنة للحاج الفطر فً هذا الٌوم ‪.‬‬

‫‪ ‬االنصراؾ من عرفة قبل ؼروب الشمس‪ ،‬وهو حرام‬

‫‪ ‬عدم مراعاة حدود عرفة‪ ،‬فٌخرج بعض الحجاج عن حدودها‪.‬‬

‫‪ ‬صعود جبل الرحمة‪ ،‬واعتقاد البعض أن لهذا الجبل مٌزة على ؼٌره من المواضع‪ ،‬واستقباله عند الدعاء‬
‫دون القبلة‪.‬‬

‫‪ ‬إضاعة الوقت فً ؼٌر فائدة‪ ،‬والذي ٌنبؽً هو استؽالل ذلك الٌوم واإلكثار من الذكر والدعاء‪.‬‬

‫أخطاء فً المبٌت بمزدلفة‬

‫‪ ‬عدم تحري بعض الحجاج لحدود مزدلفة‪ ،‬فٌبٌتون خارجها‪ ،‬والمبٌت بمزدلفة من واجبات الحج‪.‬‬

‫‪ ‬تأخٌر صالتً المؽرب والعشاء إلى ما بعد منتصؾ اللٌل‪.‬‬

‫‪ ‬صالة الفجر بمزدلفة قبل وقتها‪ :‬حتى ٌعجلوا باالنصراؾ‪ ،‬وهذا خالؾ السنة‪ ،‬والصالة قبل وقتها باطلة ال تجوز‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪22‬‬
‫‪ ‬اعتقاد وجوب جمع الحصى من مزدلفة‪.‬‬

‫‪ ‬البقاء فً مزدلفة إلى أن تشرق الشمس‪ ،‬والسنة الدفع منها قبل الشروق ‪ ،‬مخالفة للمشركٌن الذٌن كانوا‬
‫ٌنتظرون حتى تطلع الشمس‪.‬‬

‫أخطاء فً رمً الجمار‬

‫‪ ‬قٌام البعض بؽسل الحصى قبل الرمً به‪ ،‬وهذا ؼٌر وارد فً السنة‪ ،‬بل هو من البدع‪.‬‬

‫‪ ‬رمً الجمرات الثالث فً أٌام التشرٌق قبل الزوال‪ ،‬وهذا ال ٌجوز‪ ،‬ألن النبً صلى هللا علٌه وسلم لم ٌرم إال‬
‫بعد الزوال‪.‬‬

‫‪ ‬اعتقاد البعض أنهم برمٌهم الجمار ٌرمون الشٌطان‪.‬‬

‫‪ ‬رمً حصى الجمارجمٌعا مرة واحدة‪ ،‬والواجب أن ٌرمً الحصٌات السبع واحدة بعد واحدة‪.‬‬

‫‪ ‬عدم التأكد من سقوط الحصى فً المرمى بل ٌرمً كٌفما اتفق‪ ،‬وهذا ال ٌصح‪.‬‬

‫مً بها سابقاً‪ ،‬والصواب جواز ذلك‪.‬‬


‫‪ ‬التحرج من الرمً بحصاة قد ُر َ‬

‫‪ ‬اعتقاد البعض أنه ال بد من إصابة الشاخص أو العمود‪ ،‬والصواب أن ذلك لٌس بشرط‪.‬‬

‫‪ ‬وضع الحصى فً الحوض من ؼٌر رمً‪ ،‬وهذا خالؾ السنة‪ ،‬وال ٌُس َمى ذلك رمٌا ً‪.‬‬

‫‪ ‬الرمً بأكثر من سبع حصٌات عند كل جمرة‪.‬‬

‫‪ ‬السب والشتم والصٌاح عند الرمً‪.‬‬

‫‪ ‬الرمً بؽٌر الحصى‪ ،‬كاألحذٌة أو األخشاب أو ؼٌرها‪.‬‬

‫‪ ‬رمً الجمرة الصؽرى والوسطى ٌوم العٌد‪ ،‬والواجب رمً جمرة العقبة الكبرى فقط فً ذلك الٌوم‪.‬‬

‫‪ ‬التزاحم والتدافع عند الرمً‪ ،‬والواجب أن ٌرفق المسلم بإخوانه وال سٌما فً هذا الموطن‪.‬‬

‫‪ ‬توكٌل البعض ؼٌره لٌرمً عنه‪ ،‬مع قدرته على الرمً‪.‬‬

‫أخطاء فً الهدي والذبح‬

‫‪ ‬التصدق بقٌمة الهدي بدالً من ذبحه وهذا ال ٌجزيء‪.‬‬

‫‪ ‬ذبح الهدي قبل ٌوم العٌد‪ ،‬والواجب أن ٌكون الذبح فً وقته‪ ،‬وهو ٌوم العٌد‪.‬‬

‫‪ ‬رمً الهدي بعد ذبحه‪ ،‬وهذا تضٌٌع للنعمة‪ ،‬بل الواجب إٌصالها إلى الفقراء والمحتاجٌن وله أن ٌأكل منها إذا شاء‪.‬‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪23‬‬
‫‪ ‬ذبح المعٌب من الهدي كالعوراء والعرجاء‪ ،‬والهدي كاألضحٌة ٌشترط فٌه ما ٌشترط فٌها من السالمة من‬
‫العٌوب البٌنة‪.‬‬

‫أخطاء فً التعجل‬

‫‪ ‬اعتقاد أن المراد بالٌومٌن فً قوله تعالى‪َ { :‬ف َمنْ َت َع َجل َ فًِ ٌَ ْو َم ٌْن} (البقرة‪ )203:‬أنهما ٌوم العٌد والذي‬
‫بعده‪ ،‬مع أن المراد بهما ٌوم الحادي عشر والثانً عشر من ذي الحجة‪.‬‬

‫‪ ‬نزول بعض المتعجلٌن إلى مكة لطوؾ الوداع‪ ،‬ثم عودتهم لرمً الجمرات‪ ،‬فٌكون آخر عهدهم رمً الجمار ال‬
‫البٌت‪ ،‬والواجب أن ٌكون آخر عهدهم الطواؾ بالبٌت‪.‬‬

‫أخطاء فً طواؾ الوداع‬

‫‪ ‬اإلقامة بمكة بعد طواؾ الوداع فال ٌكون آخر عهدهم البٌت‪.‬‬

‫‪ ‬الخروج من مكة قبل طواؾ الوداع‪ ،‬وطواؾ الوداع من واجبات الحج‪.‬‬

‫‪ ‬سعً بعض الحجاج بعد طواؾ الوداع اعتقادا منهم أن طواؾ الوداع ٌتطلب سعٌا‪ ،‬والصحٌح أن الوداع لٌس‬
‫فٌه سعً‪.‬‬

‫‪ ‬الرجوع القهقرى بعد طواؾ الوداع إذا أراد الخروج من المسجد الحرام فٌمشً إلى الخلؾ دون أن ٌتلفت‪،‬‬
‫وهو من البدع المحدثة‪.‬‬

‫‪ ‬وقوؾ بعض الطائفٌن بعد طواؾ الوداع عند باب المسجد واستقبال الكعبة والتسلٌم والدعاء بدعاء خاص‬
‫بوداع البٌت‪ ،‬ولم ٌثبت فعل ذلك عن النبً صلى هللا علٌه وسلم‪.‬‬

‫نسأل اهلل لنا ولكم القبول والتوفيق‪،‬‬

‫واحلمد هلل رب العاملني‬

‫مركز التراث اإلسالمى – الواليات المتحدة األمريكية (فيرجينا)‬


‫‪24‬‬

You might also like