Professional Documents
Culture Documents
في اعتناقي للإسلام
في اعتناقي للإسلام
في اعتناقي للإسلام
طلب منى اكتشاف تناقضات في القرآن فانبهرت بإعجازه واكتشفت 5000تناقض في الكتاب المقدس،ولم أجد في القرآن
ُ
أي تناقض.
تركت حياة الرفاهية وأعمل الن سائقًا بعد إسلمي ..لكنني غير نادم وأشعر بسعادة غامرة.
على مدى 30عاما ظل يبحث عن الحقيقة وعن الجابة عن أسئلته الحائرة ،وبعد أن كان داعية بارزاً للنصرانية تدرج
من شماس إلى مساعد أول قس ثم انطلق من عقيدة الثالوث الباطلة إلى عقيدة الحق الناصعة التي لم يلحق بها التحريف
والتبديل .ووقف على نصوص القرآن التي كانت بمثابة مشعل النور الذي أخرجه من الظلمات إلى النور ،وأزال عنه
الغموض من طلسم الكتابيين في أسفارهم وأناجيلهم ،وتيقن من مواضع التحريف والتبديل الواردة بالكتاب المقدس
وكيف تماشى معها فكر أهل الكتاب مع أنها تخالف المنطق وكل الشرائع والديان السماوية .والتقينا مع جمال زكريا
إبراهيم )الشماس جمال زكريا أرمينيوس سابقًا( ،ليحكى لنا قصة إسلمه وأهم الصعوبات التي واجهته وما دفعه من
تضحيات ثمنًا لسلمه وأهم الجوانب التي جذبته للسلم وما طموحاته تجاه دينه الجديد وكان لنا معه هذا الحوار عبر
السطور التالية:
في البداية نود أن نعرف القراء بك؟
جمال زكريا أرمينيوس كنت أعمل شماسًا في الكنيسة منذ كان عمري 8سنوات ومساعد أول قس بعد ذلك وظللت أخدم
في الكنيسة لمدة ثلثين عامًا.
ولدت في أسرة نصرانية في صعيد مصر وتحديدًا في المنيا ،ونظرًا لتميزي وتديني عن باقي أقراني عملت شماساً
وعمري 8سنوات .ولكن وأنا طفل صغير في المرحلة البتدائية كان يلفت نظري أنهم يعزلوننا في حصة الدين عن
زملئنا المسلمين ،وفكرت كثيرًا لماذا هذا العزل؟ إضافة إلي أن هناك صور مازالت محفورة في ذهني ،وهى منظر
الطفال المسلمين وهم يذهبون يوم الجمعة مع آبائهم لداء الصلة ،فيلبسون الجلباب البيض النظيف ويخلعون نعالهم
قبل الدخول إلى المسجد.
وقد ألحت استفسارات عديدة على ذهني الصغير ولكنى أسررتها في نفسي دون أن أجرؤ على البوح بها ،وذات يوم وأنا
شاب أثارتني صورة المسيح المصلوب والدم يسيل من جنيه ،فقلت لوالدي هل هو المسيح حقًا وهل هو ال كما يقولون؟
وأين كان حين صلبوه؟ وكيف يسير الكون وهو مصلوب؟ ولم يستطع والدي الجابة؟
هرعت بعدها إلى إنجيل لوقا "إصحاح "23وإنجيل متى إصحاح "27فلم أجد إجابة ،وبعد أن كبرت سألت أحد
القساوسة فكانت الجابة التي لتقنع أحدا ،كما تساءلت عن التثليث ،وكيف يكون الثلثة في واحد ،وكيف يكون المسيح
هو ال ..وأيضًا لم أجد إجابة..
نعم ،ول تتعجب إذا قلت لك بأن الكنيسة هي السبب المباشر في اعتناقي للسلم.
أنا كنت شماسًا ثم مساعد أول قس ،وكنت عضوًا في لجنة القرآن ،ومسئوًل عن السئلة الدينية بالكنيسة ،وهذا كله أتاح
لي الفرصة أن أدرس الكتاب المقدس بشكل مكتمل ،فاكتشفت فيه 5000غلطة وتناقض سجلتها بدقة ،وبدأت أتناقش مع
القساوسة قبل اعترافي بالسلم ،وظللت لمدة 3سنوات على هذا المنوال ولم أجد الجواب الشافي إلى أن اكتشفوا أن
هناك أناسًا كثيرين يسلمون ،فاختاروا شماسًا من كل كنيسة على مستوى الجمهورية وكنت ضمن هؤلء الشمامسة
وأعطونا نسخًا من القرآن الكريم لندرسها جيدًا ونستخرج بعض اليات أو السور التي لها أكثر من تفسير أو تفسر
تفسيرا خاطئًا وذلك لنؤسس عليها حواراتنا مع المسلمين حول الديان ..ونستخدم معرفتنا لمحاربة القرآن والسلم بهذه
النقاط التي تدين المسلمين وتشككهم في عقيدتهم كما زعمت الكنيسة لخدمة أهدافها بهذه المغالطات
ولتعّلم للطفال في مدارس الحد وللكبار ول يكتشف الرجال والنساء أن المسيحية بها تناقض .وعندما أخذت المصحف
أخذته والتحدي يملؤني أن أستخرج أشياء كثيرة جدًا وعندما فتحت المصحف دون ترتيب على سورة النعام ووقعت
حَرجًا َكَأّنَما
ضّيقًا َ
صْدَرُه َ
جَعْل َ
ضّلُه َي ْ
ن ُي ِ
ن ُيِرْد َأ ْ
سلِم َوَم ْ
ل ْ
صْدَرُه ِل ِ
ح َ شَر ْ
ن َيهِدَيُه َي ْ
ل َأ ْ
ن ُيِرْد ا ُّعيني على الية الكريمةَ} :فَم ْ
ن{ ]النعام.[125 : ن ل ُيْؤِمُنو َ
عَلى اّلِذي َس َ ج َ ل الّر ْجَعُل ا ُّ
ك َي ْ
سَماِء َكَذِل َ
صّعُد في ال ّ
َي ّ
-وأخذت أفتح المصحف لخمس مرات وتأتى على نفس الية فاقشعر جسدي بشدة .واستوقفتني كثيرًا هذه الية ودائمًا
كنت أهيم بفكري في مضمونها .وكان ذلك بداية التحول في حياتي ..وبعد مرور شهر من بحثي المتواصل في القرآن،
جاءني السقف وكان رئيس أسقف الشباب ليعرف ما توصلت إليه بعد قراءتي للقرآن وما هي المغالطات التي أحرزتها
في تلك الفترة بعد البحث العميق؟
ي تناقض" وذيلت الورقة بإمضائي مجردة من لقب الرسوزكية الذي -فأمسكت ورقة وقلما وكتبت" :لم أجد في القرآن أ ّ
ى الكنيسة وقد تسرب أمري عن طريق زوجتي والتي كلفتها الكنيسة بمراقبتي وأعطيت الورقة إلى أسقف خلعته عل ّ
الشباب بإمضاء جمال زكريا فوضعها في جيبه وبعد الجتماع وضع يده على كتفي وبعد انصراف الحاضرين قال لي:
اترك ما تفكر به وانتظر مفاجأة الشهر القادم.
-وفى اجتماع الشهر التالي :قرروا تعييني قسًا بعد دراسة أربعة أشهر في الكنيسة النجيلية بالقاهرة .فأمسكت
بالميكرفون وقلت إنني ل أستحق هذا الشرف أشكركم ،ومن هنا تأكدوا أنني أسير في التجاه المعاكس لما أرادوه منى
وزوجتي توافيهم بأخباري أوًل بأول فعلموا أنني أتدارس الكتب السلمية وأقضى معها طيلة وقتي وكان أكثرها كتاب
إحياء علوم الدين للمام أبى حامد الغزالي.
متى أعلنت إسلمك على المل؟ ومن شجعك على هذه الخطوة؟
ظللت في رحلتي للبحث عن الحقيقة سنوات طويلة والحيرة والقلق ينتاباني ويساورنى الشك القاتل فيما أقرأ في كتب
النصرانية لدرجة أدت إلى نقصان وزنى 18كيلو جرامًا من جراء التفكير والتساؤلت .ثم هداني ال عز وجل للتصال
ببعض علماء السلم وقراءة بعض الكتب السلمية واعتبرت القضية قضية تحد حقيقي بيني وبين نفسي وظللت أطالع
هذه الكتب حتى تكونت عندي مكتبة تحتوى على 1500كتاب عن السلم وبعدها أدركت عظمة السلم.
-أما عن اليوم الذي أعلنت فيه إسلمي على المل ففي أثناء عملي في إحدى المؤسسات الصحفية القومية مع بعض
الصحفيين كنا بجوار مسجد يقوم بتوزيع الهدايا على فقراء المسلمين .فجاءتني سيدة وأصرت أن تحدثني قائلة أنا أحق
من كل هؤلء وقبل أن تبدأ في سرد قصتها أشرت إليها أن تخاطب أحد الصحفيين وأفهمتها أنه سيساعدها فقالت :أنا كنت
من أسرة غنية تدين بالنصرانية واعتنقت السلم وتركت كل مالي عند أهلي وتزوجت بأحد فقراء المسلمين ،ثم توفى
تاركًا لي ثلثة أطفال دون أي مصدر للعيش .وباستطراد ما بقى من قصة هذه السيدة ،كنت في هذا الوقت يساورنى التردد
في أمر إشهار إسلمي حيث إن عائلتي بالصعيد وأنا أقيم في منزل أسرة زوجتي ولما سمعت مضمون قصة المرأة،
شعرت وكأنها رسالة من ال ،فأعلنت على الفور إسلمي بيني وبين نفسي ،وصليت العصر بأحد المساجد ،وفى اليوم
التالي ذهبت مبكرًا لدار الفتاء وأشهرت إسلمي ثم عدت إلى عملي وأعلنت هذا أمام زملئي.
في البداية حاولوا إغرائي ماديًا وبأموال طائلة ثم مساومتي على أولدي ثم بالتهديدات وكان من بين تهدياتهم أن كلفت
الكنيسة بأمري عضو نقابة المحامين بلندن وشيكاغو لتبنى قضيتي وإرهابي وإذللي ..وإعادتي إلى ظلم الجهل زاحفًا
لهم؛ فقد استخدم أثنى عشر شيكًا بدون رصيد وتم حبسي ولكن النيابة أفرجت عنى وكل هذا لم يزدني إل إصرارًا على
تمسكي بعقيدتي التي يريدون أن يرجعوني عنها ،وأقسمت أل أتوقف ول أتراجع عن نشر الدعوة بين المسيحيين الذين
مازالوا في أروقة ودهاليز الضلل وظلم الجهل بما عرفوه من الكنيسة ورجالها.
نعم وهم حوالي 15شخصًا غير والدتي ،وأبرزهم رجل مسن يبلغ من العمر 80سنة ،وآخر سلب منه مصنعه وطردوه،
ل جيدًا هناك.
وبفضل ال أهل الخير ساعدوه وسافر للردن ويعمل عم ً
حقيقة موقف والدتي كان مثيرًا للدهشة والغرابة في الوقت ذاته ..وأنا في عمر الثامنة كانت تدير الراديو على البرنامج
العام صباحًا وكل يوم تقول لي الشيخ عبد الباسط والطبلوى سيقرؤون ...وأنا كنت أخاصمها وأقول لها اقفلي فهذا حرام
ى قائلة :أنت حرام عليك يا ولدى هذا كلم ربنا .وعندما أسلمت ذهبت إليها في المنيا وقلت لها :أنا أسلمت اليوم فترد عل ّ
وأنا آت الن من دار الفتاء لبلغك ذلك ..فقالت لي :يااااه إسلمك تأخر كثيرًا جدًا ،فاستغربت وقلت لها لماذا؟ قالت :أنا
كنت متأكدة أنك كلما تعمقت في المسيحية كان إسلمك أقرب وبسرعة ،ففرحت فرحًا شديدًا ودعت لي وأخبرتني إنها قد
أسلمت من قبل فزادني ذلك تمسكًا بالسلم.
ى أن أتحملها ،فأنا تركت منزلي وسيارتي وكل متاع الدنيا وأعيش الن ظروفًا صعبة
نعم ولكنها ابتلءات من ال وعل ّ
وأعمل سائقًا في إحدي الصحف القومية ،ولكن الحمد ل أنا غير نادم والحمد ل على نعمة السلم وكفى بها نعمة وأحمد
ال على كل شيء.
أي أنك دفعت ثمن الهداية للدخول في دين الحق؟
ى مبلغًا ماليًا كبيرًابالتأكيد ،فبالرغم مما سلب منى من المتيازات وحياة الرفاهية التي أكنت أعيش فيها ،وعرضهم عل ّ
جدًا إل إنني رددت عليهم بأن أموال الدنيا لن تجبرني على ترك الدين الخاتم فأنا دائمًا كنت أرد بيقين تام على كل
ق{ )النحل.(96 : ل َبا ٍ
عْنَد ا ِّ
عْنَدُكْم َينَفُد َوَما ِ
الغراءات والضغوط النفسية وحرماني من أبنائي الثلثة بقوله تعالىَ} :ما ِ
السلم هو الدين الشامل الكامل الذي ل ينقصه أي شيء ..فهو علج كل القضايا النسانية كما أنه ليفرق بين غنى
وفقير إل بالتقوى والعمل الصالح ثم هو دين يعترف بالديان السماوية .وكذلك شمول الرسالة المحمدية لكل رسالت ال
فقد أراد ال سبحانه وتعالى لمة محمد صلي ال عليه وسلم منهجًا واضحًا ،ل يتبدل ول يتغير ،يحميها من الختلف في
أصل العقيدة فإذا اختلفوا في شيء ردوه إلى ال وإلى الرسول وقد أمر المؤمنين أن يأتمروا بأمر الرسول وأن ينتهوا عما
عْنُه َفاْنَتُهوا{ )الحشر .(7:وحسم المر في نهايته فقال خُذوُه َوَما َنَهاُكْم َ
سوُل َف ُنهاهم عنه فقال تعالىَ} :وَما آَتاُكْم الّر ُ
ن{ )آل عمران.(85:
سِري َ
خا ِ
ن اْل َ
خَرِة ِم ْ
ن ُيْقَبَل ِمْنُه َوُهَو ِفي ال ِ
سلِم ِدينًا َفَل ْ
غْيَر اِل ْ
تعالىَ} :وَمنْ َيْبَتِغ َ
حقيقة لما أسلمت أحسست بحق أنى قد ولدت من جديد ،ففي السلم وجدت الجابة على كل السئلة التي حيرتني سابقًا،
كما أن السلم هو الدين الذي يجعل النسان يعبد ال مدى الحياة ل في أيام الحاد فقط .وأيضًا وجدت فيه خير الدنيا
ى بذلك دائمًا.
والخرة ،وأنا أشعر بطمأنينة وسكينة في قلبي وأسأل ال أن ينعم عل ّ