Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫تعليق على ما حدث في مخيم الوحدات‬

‫‪-1-‬‬

‫قلت لكم مرارا‬


‫إن الطوابير التي تمر‪..‬‬
‫في استعراض عيد الفطر والجلء‬
‫(فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)‬
‫ل تصنع انتصارا‪.‬‬
‫إن المدافع التي تصطف على الحدود‪ ،‬في الصحارى‬
‫ل تطلق النيران‪ ..‬إل حين تستدير للوراء‪.‬‬
‫إن الرصاصة التي ندفع فيها‪ ..‬ثمن الكسرة والدواء‪:‬‬
‫ل تقتل العداء‬
‫لكنها تقتلنا‪ ..‬إذا رفعنا صوتنا جهارا‬
‫تقتلنا‪ ،‬وتقتل الصغارا !‬

‫‪-2-‬‬

‫قلت لكم في السنة البعيدة‬


‫عن خطر الجندي‬
‫عن قلبه العمى‪ ،‬وعن همته القعيدة‬
‫يحرس من يمنحه راتبه الشهري‬
‫وزيه الرسمي‬
‫ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء‬
‫والقعقعة الشديدة‬
‫لكنه‪ ..‬إن يحن الموت‪..‬‬
‫فداء الوطن المقهور والعقيدة‪:‬‬
‫فر من الميدان‬
‫وحاصر السلطان‬
‫واغتصب الكرسي‬
‫وأعلن "الثورة" في المذياع والجريدة!‬

‫‪-3-‬‬

‫قلت لكم كثيرًا‬


‫إن كان لبد من هذه الذرية اللعينة‬
‫فليسكنوا الخنادقَ الحصينة‬
‫(متخذين من مخافر الحدود‪ ..‬دوُرا)‬
‫لو دخل الواح ُد منهم هذه المدينة‪:‬‬
‫يدخلها‪ ..‬حسيرا‬
‫يلقى سلحه‪ ..‬على أبوابها المينة‬
‫لنه‪ ..‬ل يستقيم مَ َرحُ الطفل‪..‬‬
‫وحكمة الب الرزينة‪..‬‬
‫س المدلّى من حزام الخصر‪..‬‬ ‫مع المُسَد ّ‬
‫في السوق‪..‬‬
‫وفى مجالس الشورى‬
‫***‬

‫قلت لكم‪..‬‬

‫لكنكم‪..‬‬
‫لم تسمعوا هذا العبث‬
‫ففاضت النار على المخيمات‬
‫وفاضت‪ ..‬الجثث!‬
‫وفاضت الخوذات والمدرعات‪.‬‬

‫سبتمبر ‪1970‬‬

You might also like