Professional Documents
Culture Documents
ابكي كما تبكي النساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال
ابكي كما تبكي النساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال
ابكي كما تبكي النساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال
نظرت (عائشة الحرة ) إلى ولدها (أبي عبد هللا الصغير) ،سمعا معا صهيل الخيل
فوق الهضبة والتي سميت فيما بعد بـ (هضبة زفرة العربي االخيرة ) ،نزلت على
إثر تنهداتها ،دمع من عيني ولدها ..األمير المخلوع (أبو عبد هللا) ..حيث صار
عزاؤه هو البكاء ...حينها ..نظرت إليه أمه ...قالت له :نعم ..ابكي ..ابكي
كالنساء ملكا مضاعا ..لم تحافظ عليه كالرجال ...كانت قطرات الدموع هذه
هي آخر عهد المسلمين باالندلس ..وآخر عهد أبي عبد هللا نفسه بهذه البالد
بالد الفردوس المفقود
ما القصة؟
وصل الفاتح العربي المسلم (عقبة بن نافع ) إلى المحيط األطلنطي غربا
بعد أن قام بفتح بالد المغرب كاملة ...وتم األمر للدولة األموية في شمال
ثم؟؟
لم يجد اهل االندلس بدا اال ان يستنجدوا بالمسلمين ...وبناء على اتفاق
بين موسى بن نصير حاكم المغرب وبين الورثة الشرعيين للعرش
فماذا حدث؟؟
وكانوا هم
من روعة ما ذكر عنها من اخبار ظن الناس انها خيالية مثل قارة اتنالنتس
............
لما عزم أبو عبد هللا الصغير على تسليم غرناطة أخر ممالك العرب والمسلمين في
األندلس ..ووافقه في ذلك الخونة والعمالء وبعض من علماء السلطان ..قام هو
وكان الصوت الوحيد في وجه التخاذل "االميري" ..كان موسى من نسل االمراء
الفاتحين لالندلس ..وكان قائد الفرسان في مملكة غرناطة ...قام فخطب في الناس
انكم ان تستسلموا اليوم ..ال يرقبوا فيكم اال وال ذمة غدا ...اياكم والتسليم ،وقتها
يتحدث الشيطان بجسد االنسان ...يقوم الملك "أبي عبد هللا" فيقول :ال اله اال هللا
وال حول وال قوة اال به ..قد كتب في اللوح المحفوظ اني شقي وان ملكي يزول
يعم اليأس ...وتزول عزيمة الفرسان ورائهم عزائم الناس ...يسيطر الباطل
على الحق فيجمع الكل على التسليم إلى االسبان
اال هو ..امتطى صهوة جواده وأخذ عنان فرسه ..أشهر سيفه ..وخرج وحيدا
للقاء االسبان ...وعلى ضفة نهر ..كان بعض من جنود الملك فرديناند وايزابيال
يردون الماء ..اذ وجدوه امامهم ...قاتلهم وقاتلوه ..فارس عربي مسلم رفض
التسليم ..تنزل قطرات الدم لتسقي االرض الغرناطية اخر ما يمكن ان تشربه
من عربها ومسلميها ...نعم ...يموت موسى ..اقصد يستشهد ..ويحمله
فرسه ..فال يجد احد جثمانه حتى اآلن
اآلن ...لم يبقى في المدينة اال بعض من اراذلها وضعفائها ..ملك ضعيف
ووزراء شربوا من كاس الخيانة حتى الثمالة ..وبعض من علماء الشرطة
نعم ..تسلم غرناطة إلى الملكين ...ويخرج أبو عبد هللا إلى المغرب مع أهله
تموت بقعة من الضوء في العالم كانت قد مألته علما وفنا وحبا وروحا
يرسل أبو البقاء الرندي هذه الكلمات إلى الطرف االخر من العالم ..تحيا مع