Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 31

‫قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الثر ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(115‬‬

‫ويجب اليمان بكل ما أخبر به النبي صلى ال عليه وسلم بعد الموت ‪ ،‬فيؤمن بفتنة القبر ‪ ،‬وعذاب الخرة ونعيمها ‪ ،‬وقد استعاذ النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم من عذاب القبر ‪ ،‬وأمر به في كل صلة )‪ . (1‬وفتنة الجداث وضغطتها )‪. (2‬‬

‫وسؤال منكر ونكير حق والناس يفتنون في قبورهم فيقال ‪ :‬من ربك ؟ وما دينك ومن نبيك ؟ فيثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة‬
‫الدنيا وفي الخرة ‪ ،‬فيقول المؤمن ‪ :‬ربي ال وديني السلم ونبيي محمد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وأما المرتاب فيقول ‪ :‬هاه هاه ل أدري‬
‫سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيضرب بمرزبة )‪ (3‬من حديد ‪ ،‬فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إل النسان ‪ ،‬ولو سمعها النسان‬
‫لصعق ‪ ،‬ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب إلى أن تقوم القيامة الكبرى )‪ ، (4‬فتعاد الرواح إلى الجساد )‪ . (5‬وتقوم القيامة التي‬
‫أخبر بها في كتابه على لسان رسوله ‪ ،‬وأجمع عليها المسلمون ‪ ،‬فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين ‪ ،‬حفاة عراة غرل )‪ ، (6‬تدنو‬
‫منهم الشمس ‪ ،‬ويلجمهم العرق )‪. (8) (7‬‬

‫_________‬

‫)‪ (1‬روى مسلم في صحيحه ) ‪ ( 588‬عن أبي هريرة ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ » :‬إذا تشّهد أحدكم‬
‫فليستعذ بال من أربع يقول ‪ :‬اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال‬
‫« وانظر » صحيح مسلم « ) ‪ ( 589‬لترى الستعاذة الفعلية في الصلة ‪.‬‬

‫)‪ (2‬الجداث ‪ :‬القبور ‪ .‬وفي الحديث » إن للقبر ضغطة فلو نجا أو سلم أحد منها لنجا سعد بن معاذ « رواه أحمد ) ‪ 55 / 6‬و ‪( 98‬‬
‫وانظر تخريجه في » السلسلة الصحيحة « ) ‪ ( 1695‬وراجع » لوامع النوار « ) ‪. ( 14 / 1‬‬

‫صّية من حديد ‪ ،‬القاموس ) ‪ ( 75 / 1‬مادة ) ر ز ب ( ‪.‬‬


‫ع َ‬
‫)‪ (3‬الِمْرَزّبة ‪ُ :‬‬

‫)‪ (4‬انظر » أحكام الجنائز « ) ص ‪ ( 156‬لترى التوسع في تخريجه ‪ ،‬وذكر الحديث بطوله عن البراء بن عازب ‪ -‬رضي ال عنه ‪-‬‬
‫مرفوعا ‪.‬‬

‫ق بالنسان ‪ -‬وهي متغايرة الحكام ‪ : -‬الول ‪ :‬تعلقها به في البطن جنينا ‪ .‬الثاني ‪ :‬تعلقها به بعد خروجه‬‫)‪ (5‬للروح خمسة أنواع من الّتعّل ِ‬
‫إلى وجه الرض ‪ .‬الثالث ‪ :‬تعلقها به في حالة النوم ‪ ،‬فلها به تعلق من وجه ومفارقة من وجه آخر ‪ .‬الرابع ‪ :‬تعلقها به في البرزخ ‪ ،‬وإن‬
‫فارقته وتجردت عنه فإنها لم تفارقه كليا بحيث ل يبقى لها إليه التفات ألبتة ‪ .‬الخامس ‪ :‬تعلقها به بعد بعث الجساد وهو أكمل تعلق لها‬
‫بالبدن ل نسبة لما قبله من أنواع التعلق إليه إذ هو تعلق ل يقبل البدن معه موتا ول نومَا ول فسادا فالنوم أخو الموت ‪ .‬فتأمل هذا ُيزح‬
‫عنك إشكالت كثيرة ‪ .‬انتهى ملخصا من » الروح « لبن القيم ) ص ‪ ( 43‬والطحاوية ) ص ‪ . ( 451‬قلت ‪ :‬لم يتأمل هذه النواع‬
‫ل وكفر جماهير المسلمين من السابقين والمعاصرين ليمانهم بأن الروح تعود إلى جسد الميت إعادة‬ ‫ل وأض ّ‬ ‫الدكتور مسعود عثماني فض ّ‬
‫تختلف عن الحياة الدنيا ‪ .‬وال المستعان على هذه النحرافات ‪ .‬وقد رددت عليه بمقال نشر في رسالة باللغة الردية بعنوان ‪ » :‬إثبات‬
‫إعادة الروح إلى جسد الميت عند سؤال الملكين والرد على الدكتور عثماني في نفيه ذلك « ‪.‬‬

‫غْرَلُته وهي الجلدة التي يقطعها الخاتن من الذكر كما في » الفتح « ) ‪11‬‬
‫غْرل ‪ :‬جمع أغرل وهو القلف وزنه ومعناه وهو من بقت ُ‬
‫)‪ُ (6‬‬
‫‪. ( 394 /‬‬

‫)‪ (7‬انظر لحوال الناس يوم القيامة ‪ ،‬وما ذكره المؤلف صحيح البخاري ) ‪ 377 / 1‬فتح الباري ( ومسلم ) ‪. ( 2864 - 2860‬‬

‫)‪ (8‬قارن هذا الفصل » بالعقيدة الواسطية « ) ص ‪. ( 13‬‬

‫اعتقاد أئمة الحديث ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(21‬‬

‫] عذاب القبر [‬

‫شّيا َوَيْوَم‬
‫عِ‬
‫غُدّوا َو َ‬
‫عَلْيَها ُ‬
‫ن َ‬
‫ضو َ‬
‫ويقولون إن عذاب القبر حق‪ ،‬يعذب ال من استحقه إن شاء‪ ،‬وإن شاء عفى عنه‪ ،‬لقوله تعالى ‪ } :‬الّناُر ُيْعَر ُ‬
‫ب { فأثبت لهم ما بقيت الدنيا عذابا بالغدو والعشي دون ما بينهما‪ ،‬حتى إذا قامت القيامة عذبوا‬ ‫شّد اْلَعَذا ِ‬
‫ن َأ َ‬
‫عْو َ‬
‫ل ِفْر َ‬
‫خُلوا آ َ‬
‫عُة َأْد ِ‬
‫سا َ‬
‫َتُقوُم ال ّ‬
‫ضْنًكا { يعني قبل فناء الدنيا‪ ،‬لقوله بعد‬
‫شًة َ‬
‫ن َلُه َمِعي َ‬
‫ن ِذْكِري َفِإ ّ‬
‫عْ‬‫ض َ‬
‫عَر َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫أشد العذاب‪ ،‬بل تخفيف عنهم كما كان في الدنيا‪ ،‬وقال ‪َ } :‬وَم ْ‬
‫عَمى { بين أن المعيشة الضنك قبل يوم القيامة‪ ،‬وفي معاينتنا اليهود والنصارى والمشركين في العيش الرغد‬ ‫شُرُه َيْوَم اْلِقَياَمِة َأ ْ‬
‫حُ‬
‫ذلك ‪َ } :‬وَن ْ‬
‫والرفاهية في المعيشة ما يعلم به أنه لم يرد به ضيق الرزق في الحياة الدنيا لوجود مشركين في سعة من أرزاقهم‪ ،‬وإنما أراد به بعد‬
‫الموت‪ ،‬قبل الحشر ‪.‬‬

‫البانة عن أصول الديانة ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(89‬‬

‫مسألة ‪:‬‬

‫فإن سألوا عن قول ال تعالى ‪ ) :‬ول يشفعون إل لمن ارتضى ( من الية ) ‪( 21 / 28‬‬

‫فالجواب عن ذلك ‪ :‬إل لمن ارتضى لمن يشفعون له وقد روي أن شفاعة النبي صلى ال عليه وسلم لهل الكبائر وروي عن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ) :‬أن المذنبين يخرجون من النار ( ‪( 245 / 1 ) .‬‬

‫الباب الثاني عشر الكلم في الحوض‬

‫وأنكرت المعتزلة الحوض وقد روي عن النبي صلى ال عليه وسلم من وجوه كثيرة وروي عن أصحابه رضي ال عنهم أجمعين بل‬
‫خلف‬

‫وروي عن عفان قال ‪ :‬ثنا حماد بن مسلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن أنس بن مالك رضي ال عنه أنه ذكر الحوض عند عبيد ال‬
‫بن زياد فأنكره فبلغ أنسا رضي ال عنه فقال ‪ :‬ل جرم وال لفعلن به قال ‪ :‬فأتاه فقال ‪ :‬ما ذكرتم من الحوض ما أنكرتم من الحوض ) ‪1‬‬
‫‪ ( 246 /‬قال عبيد ال ‪ :‬هل سمعت النبي صلى ال عليه وسلم يذكره ؟ قال ‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وسلم أكثر من كذا مرة وكذا‬
‫مرة يقول ‪ ) :‬ما بين طرفيه ‪ -‬يعني الحوض ‪ -‬ما بين أيلة ومكة أو ما بين صنعاء ومكة وأن آنيته أكثر من نجوم السماء ( اللهم اسقنا منه‬
‫شربة ل نظمأ بعدها أبدا‬

‫وروى أحمد بن عبد ال بن يونس قال ‪ :‬ثنا ابن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن جندب بن سفيان قال ‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول ‪ ) :‬أنا فرطكم على الحوض ( في أخبار كثيرة ‪( 247 / 1 ) .‬‬

‫الباب الثالث عشر الكلم في عذاب القبر‬

‫وأنكرت المعتزلة عذاب القبر أعاذنا منه‬

‫وقد روي عن النبي صلى ال عليه وسلم من وجوه كثيرة وروي عن أصحابه رضي ال عنهم أجمعين وما روي عن أحد منهم أنه أنكره‬
‫ونفاه وجحده فوجب أن يكون إجماعا من أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم‬

‫وروى أبو بكر بن أبي شيبة قال ‪ :‬ثنا أبو معاوية عن العمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ) :‬تعوذوا بال من عذاب القبر ( ‪.‬‬

‫) ‪( 248 / 1‬‬

‫شرح العقيدة الطحاوية ‪ -‬صالح آل الشيخ ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(523‬‬

‫]المسألة الولى[‪:‬‬
‫عَذاَبًا في غير‬
‫ب اْلَقْبِر( عذاب القبر اسم)‪ (1‬لما بعد الموت‪ ،‬وقيل عنه عذاب القبر َتْغِليبًا‪ ،‬وقد يكون عذابًا في القبر وقد يكون َ‬
‫قوله )ِبَعَذا ِ‬
‫القبر‪.‬‬

‫ل والديانات ُيْقَبرون‪ ،‬فلذلك صارت‬ ‫حْ‬


‫ب‪ ،‬وغالب الناس من جميع الملل والّن َ‬‫ت روحه جسده فإّنُه إّما أن ُيَنّعْم وإما أن ُيَعّذ ْ‬ ‫ن من فاَرَق ْ‬
‫يعني أ ّ‬
‫ن الحياة المقصود بالّتَنّعِم أو العذاب فيها هي‬
‫سَمًة للمسألة اسم نعيم القبر أو عذاب القبر‪ ،‬وإل فحقيقتها عذاب البرزخ ونعيم البرزخ؛ ل ّ‬ ‫ِ‬
‫الحياة الثانية وهي الحياة البرزخية‪.‬‬

‫فالحياة ثلث‪:‬‬

‫‪ -‬الحياة الدنيا‪.‬‬

‫‪ -‬والحياة البرزخية‪.‬‬

‫‪ -‬والخرة‪.‬‬

‫ي في البحر ولم ُيْقَبْر أو‬


‫ن ُرِم َ‬
‫جَزاُؤُه أو َم ْ‬
‫ت َأ ْ‬
‫ق وُذّر أو من ُأِكل َفَتَفّرَق ْ‬
‫حِر َ‬
‫ن وُأ ْ‬
‫ن أو من لم ُيْدَف ْ‬
‫والمقصود هنا الحياة البرزخية ولذلك من ُدِف َ‬
‫ل تحت الرض في قبر‪ ،‬فالجميع صاروا إلى حياٍة برزخية‪.‬‬ ‫جَع ْ‬
‫إلى آخره‪ ،‬أو من ُرِفَع في مكان ولم ُي ْ‬

‫ن غالب الناس‬
‫فإذًا قول العلماء عذاب القبر أو ما جاء في الدليل في بعض النصوص من تسميته عذاب القبر هذا من باب التغليب؛ ل ّ‬
‫ُيْدَفُنون‪.‬‬

‫ب‪ ،‬ومن هو أهل للنعيم صار في نعيم‪.‬‬


‫عّذ ْ‬
‫عْلِم ال ‪ -‬عز وجل ‪ -‬فيه‪ ،‬فمن ُهَو أهل للعذاب ُ‬
‫ب ِ‬
‫س ِ‬
‫حَ‬
‫ل( يعني ِب َ‬
‫ن َلُه َأْه ً‬
‫ن َكا َ‬
‫وقوله هنا )ِلَم ْ‬

‫__________‬

‫)‪(1‬انتهى الوجه الول من الشريط السابع والثلثين‪.‬‬

‫‪------- --------- ----------------------‬‬

‫شرح العقيدة الطحاوية ‪ -‬صالح آل الشيخ ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(524‬‬

‫]المسألة الثانية[‪:‬‬

‫ت على حصول عذاب القبر تتناول‬


‫سِدِه‪ ،‬ولذلك الدلة التي َدّل ْ‬
‫جَ‬
‫حِه و َ‬
‫سْم ِلُرو ِ‬
‫فاْ‬
‫ف‪ ،‬والنسان الُمَكّل ْ‬
‫ط على النسان الُمَكّل ْ‬
‫سّل ٌ‬
‫عذاب القبر ُم َ‬
‫الروح والجسد معًا‪ ،‬فالعذاب والنعيم يقع على الروح ويقع على الجسد‪.‬‬

‫جّرَدًا؛ يعني‬
‫جّرَدة‪ ،‬وربما على البدن ُم َ‬
‫صَلًة بالجسد بنوع من التصال الذي يصلح للحياة البرزخية‪ ،‬ويقع على الروح ُم َ‬
‫يقع على الروح ُمّت ِ‬
‫على البدن وحده ونحو ذلك‪.‬‬

‫لَلْة النصوص على هذا وهذا‪.‬‬


‫ذكر هذا طائفة من العلماء لجل ِد َ‬

‫ق الروح بالجسد هنا يختلف‪ ،‬لهذا صار قول‬


‫سِده؛ لكن َتَعّل ْ‬
‫جَ‬
‫ن العذاب والنعيم وما يحصل في البرزخ يقع على النسان بروحه و َ‬‫والظاهر أ ّ‬
‫ن النعيم أيضًا في المقابل للروح وللجسد‪.‬‬‫ن العذاب يقع على الروح وعلى الجسد‪ ،‬وأ ّ‬
‫أهل السنة والجماعة أ ّ‬

‫‪------------ -------------- -------------‬‬

‫التحفة السنية شرح منظومة ابن ابي داود المسماة بالحائية ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(67‬‬

‫)‪(1‬البخاري برقم ‪6987‬‬


‫ق مَُوض ُ‬
‫ح‬ ‫حّ‬‫ب الَقْبِر َ‬
‫عذا ِ‬
‫ل في َ‬
‫شاِفٌع *** وُق ْ‬
‫ق َ‬
‫خْل ِ‬
‫ل لل َ‬
‫لا ِ‬
‫سو َ‬
‫‪ -25‬وإن َر ُ‬

‫) وإن رسول ال ( فيه اليمان بالرسول صلى ال عليه وسلم ويجمع خصائصه‪ ،‬والرسول ‪ :‬هو من بعثه ال بوحيه الكريم و ذكره الحكيم‬
‫مبشرا ونذيرا و داعيا إلى ال بإذنه وسراجا منيرا ‪.‬‬

‫والمراد برسول ال هنا ‪ ،‬أي محمد صلى ال عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المرسلين وقائد الغر المحجلين ‪ ،‬صاحب المقام المحمود‬
‫والحوض المورود الشافع المشفع صلوات ال وسلمه عليه‪.‬‬

‫‪------------- ---------------- ---------------‬‬

‫اعتقاد أئمة الحديث ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(69‬‬

‫يدرون على ماذا الموت أعلى السلم أم على الكفر ولكن يقولون إن من مات على السلم مجتنبا للكبائر والهواء والثام فهو من أهل‬
‫الجنة لقوله تعالى إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ولم يذكر عنهم ذنبا أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن ومن شهد له‬
‫النبي صلى ال عليه و سلم بعينه وصح له ذلك عنه فإنهم يشهدون له بذلك اتباعا لرسول ال صلى ال عليه و سلم وتصديقا لقوله‬

‫عذاب القبر‬

‫‪ - 22‬ويقولون إن عذاب القبر حق يعذب ال من استحقه إن شاء وإن شاء عفا عنه لقوله تعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم‬
‫تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب فأثبت لهم ما بقيت الدنيا عذابا بالغدو والعشي دون ما بينهما حتى إذا قامت القيامة عذبوا‬
‫أشداعتقاد أئمة الحديث ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(70‬‬

‫العذاب بل تخفيف عنهم كما كان في الدنيا وقال ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا يعني قبل فناء الدنيا لقوله تعالى بعد ذلك‬
‫ونحشره يوم القيامة أعمى بين أن المعيشة الضنك قبل يوم القيامة وفي معاينتنا اليهود والنصارى والمشركين في العيش الرغد والرفاهية‬
‫في المعيشة ما يعلم به أنه لم يرد به ضيق الرزق في الحياة الدنيا لوجود مشركين في سعة من أرزاقهم وإنما أراد به بعد الموت قبل‬
‫الحشر‬

‫سؤال منكر ونكير‬

‫‪ - 23‬ويؤمنون بمسألة منكر ونكير على ما ثبت به الخبر عن رسول ال صلى ال عليه و سلم مع قول ال تعالى يثبت ال الذين آمنوا‬
‫بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة ويضل ال الظالمين ويفعل ال ما يشاء وما ورداعتقاد أئمة الحديث ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(71‬‬

‫تفسيره عن النبي صلى ال عليه و سلم‬

‫ترك الخصومات والمراء في الدين‬

‫‪ - 24‬ويرون ترك الخصومات والمراء في القرآن وغيره لقول ال عز و جل ما يجادل في آيات ال إل الذين كفروا يعني يجادل فيها‬
‫تكذيبا بها وال أعلم‬

‫خلفة الخلفاء الراشدين‬

‫‪ - 25‬ويثبتون خلفة أبي بكر رضي ال عنه بعد رسول ال صلى ال عليه و سلم باختيار الصحابة إياه ثم خلفة عمر بعد أبي بكر‬
‫رضي ال عنه باستخلف أبي بكر إياه ثم خلفة عثمان رضي ال عنه باجتماع أهل الشورىاعتقاد أئمة الحديث ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(72‬‬

‫وسائر المسلمين عليه عن أمر عمر ثم خلفة علي بن أبي طالب رضي ال عنه عن بيعة من بايع من البدريين عمار بن ياسر وسهل بن‬
‫حنيف ومن تبعهما من سائر الصحابة مع سابقه وفضله‬

‫المفاضلة بين الصحابة‬


‫‪ - 26‬ويقولون بتفضيل الصحابة رضي ال عنهم لقوله لقد رضي ال عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة وقوله والسابقون الولون‬
‫من المهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي ال عنهم ومن أثبت ال رضاه عنه لم يكن منهم بعد ذلك ما يوجب سخط ال عز‬
‫و جل ولم يوجب ذلك للتابعين إل بشرط الحسان فمن كان من التابعين من بعدهم يتنقصهم لم يأت بالحسان فل مدخل له في ذلك‬

‫‪---------------- ----------------- -------------‬‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(592‬‬

‫‪ - 1408‬حدثني أبي رحمه ال نا يحيى بن سعيد عن شعبة حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن البراء عن أبي أيوب رضي ال عنه‬
‫أن النبي صلى ال عليه و سلم خرج بعدما غربت الشمس فسمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(593‬‬

‫‪ - 1409‬حدثني أبي نا أبو معاوية نا العمش عن شقيق عن مسروق عن عائشة رضي ال عنها قالت دخلت عليها يهودية استوهبتها‬
‫شيئا طيبا فوهبت لها عائشة فقالت أجارك ال من عذاب القبر قالت فوقع في نفسي من ذلك حتى جاء رسول ال صلى ال عليه و سلم‬
‫قالت فذكرت ذلك له فقلت يا رسول ال ان للقبر عذابا قال انهم ليعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1410‬حدثني أبي نا يعلى بن عبيد نا قدامة بن عبد ال العامري عن جسرة قالت حدثتني عائشة رضي ال عنها قالت دخلت علي‬
‫امرأة من اليهود فقالت أن عذاب القبر من البول فقلت كذبت فقالت بلى إنا لنقرض منه الثوب والجلد فخرج رسول ال صلى ال عليه و‬
‫سلم إلى الصلة وقد ارتفعت أصواتنا فقال ما هذه فأخبرته بها قالت فقال صدقت فما صلى رسول ال صلى ال عليه و سلم من يومئذ إل‬
‫قال في دبر الصلة اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل أعذني من حر النار وعذاب القبر ‪ //‬إسناده ضعيف‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(594‬‬

‫‪ - 1411‬حدثني أبي نا الحكم بن نافع أنا شعيب عن الزهري حدثني عروة بن الزبير أن عائشة رضي ال عنها زوج النبي صلى ال‬
‫عليه و سلم قالت دخل علي النبي صلى ال عليه و سلم و عندي امرأة من اليهود و هي تقول لي شعرت إنكم تفتنون في القبور فارتاع‬
‫النبي صلى ال عليه و سلم و قال إنما يفتن اليهود قالت عائشة فلبثنا ليالي ثم قال النبي صلى ال عليه و سلم هل شعرت انه أوحي إلي‬
‫إنكم تفتنون في القبور قالت عائشة فسمعت رسول ال صلى ال عليه و سلم بعد ذلك يستعيذ من عذاب القبر ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1412‬حدثني أبي نا يحيى بن سعيد نا سعد بن إبراهيم عن نافع عن عائشة رضي ال عنها عن النبي صلى ال عليه و سلم قال إن‬
‫للقبر ضغطة و لو كان أحد ناجيا منها نجا منها سعد ابن معاذ ‪ //‬إسناده منقطع‬

‫‪ - 1413‬حدثني أبي نا وكيع نا هشام عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها أن النبي صلى ال عليه و سلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك‬
‫من عذاب النار و فتنة النار و فتنة القبر و عذاب‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(595‬‬

‫القبر و شر فتنة الغنى و شر فتنة الفقر و شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج و البرد و نق قلبي من الخطايا كما ينقى‬
‫الثوب البيض من الدنس و باعد بيني و بين خطاياي كما باعدت بين المشرق و المغرب اللهم إني أعوذ بك من الكسل و الهرم و‬
‫المأثم ‪ //‬إسناده ضعيف‬

‫‪ - 1414‬حدثني أبي نا حجاج بن محمد نا شعبة عن بديل عن عبد ال بن شقيق عن أبي هريرة عنه عن النبي صلى ال عليه و سلم انه‬
‫كان يتعوذ بال من عذاب القبر و من عذاب جهنم و من فتنة المسيح الدجال ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1415‬حدثني أبي نا وكيع نا الوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد بن أبي عائشة عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه و سلم إذا تشهد أحدكم فليستعذ بال من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وعذاب القبر وشر فتنة المسيح الدجال و شر‬
‫فتنة المحيا و الممات ‪ //‬إسناده حسن‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(596‬‬


‫‪ - 1416‬حدثني أبي نا وكيع نا الوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى ال عليه و سلم مثله‬

‫‪ - 1417‬حدثني أبي نا عبد الرحمن بن مهدي نا حماد يعني ابن سلمة عن محمد يعني ابن زياد قال سمعت أبا هريرة رضي ال عنه‬
‫يقول سمعت أبا القاسم صلى ال عليه و سلم يتعوذ بال من فتنة المحيا و الممات و من عذاب القبر و من شر المسيح الدجال ‪ //‬إسناده‬
‫صحيح‬

‫‪ - 1418‬حدثني أبي نا وكيع عن سفيان عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة قال سفيان يرفعه قال أن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا‬
‫مدبرين ‪ //‬تقدم في ‪504‬‬

‫‪ - 1419‬حدثني أبي نا هشيم عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال سمعنا أبا هريرة يقول على المنفوس الذي لم يعمل ذنبا قط‬
‫فيقول اللهم قه عذاب القبر ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(597‬‬

‫‪ - 1420‬حدثني أبي نا يحيى بن سعيد عن حميد نا انس بن مالك رضي ال عنه قال مر النبي صلى ال عليه و سلم بحائط لبني النجار‬
‫فسمع صوتا من قبر فقال متى مات صاحب هذا القبر قالوا مات في الجاهلية قال لول أن ل تدافنوا لدعوت ال أن يسمعكم عذاب القبر ‪//‬‬
‫إسناده صحيح‬

‫‪ - 1421‬حدثني أبي نا سفيان بن عيينة قال سمع قاسم الرحال أنسا يقول دخل النبي صلى ال عليه و سلم خربا لبني النجار كأنه يقضي‬
‫حاجة فخرج إلينا مذعورا أو فزعا و قال لول أن ل تدافنوا لسألت ال أن يسمعكم من عذاب أهل القبور ما اسمعني ‪ //‬في سنده قاسم‬
‫الرحال‬

‫‪ - 1422‬حدثني أبي نا إسماعيل بن إبراهيم بن علية نا سليمان التيمي نا انس أن النبي صلى ال عليه و سلم كان يقول اللهم إني أعوذ‬
‫بك من العجز و الكسل و الجبن و الهرم و البخل و أعوذ بك من عذاب القبر و أعوذ بك من فتنة المحيا و الممات ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1423‬حدثني أبي نا يحيى بن سعيد نا حميد عن انس قال دخل النبي صلى ال عليه و سلم حائطا من حيطان المدينة لبني النجار‬
‫فسمع صوتا من قبر فسأل عنه متى دفن هذا قالوا يا رسول ال دفن هذا في الجاهلية فأعجبه ذلك فقال لول أن ل تدافنوا لدعوت ال أن‬
‫يسمعكم عذاب القبر ‪ //‬تقدم في ‪1420‬‬

‫‪ - 1424‬حدثني أبي نا يزيد بن هارون نا حميد عن انس قال كان النبي صلى ال عليه و سلم السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص‬
‫‪(598‬‬

‫يقول اللهم إني أعوذ بك من الكسل و الهرم و الجبن و البخل و فتنة الدجال و عذاب القبر ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1425‬حدثني يحيى بن معين نا هشام بن يوسف عن عبد ال بن بحير القاص عن هانئ مولى عثمان قال كان عثمان رضي ال عنه‬
‫إذا وقف على قبر بكى حتى تبل لحيته فقيل له تذكر الجنة و النار فل تبكي و تبكي من هذا قال إن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال إن‬
‫القبر أول منازل الخرة فإن نجا منه فما بعده ايسر منه وإن لم ينجو منه فما بعده اشد منه قال و كان النبي صلى ال عليه و سلم إذا فرغ‬
‫من دفن الميت وقف عليه ثم قال استغفروا لخيكم و سلوا له التثبيت فإنه الن يسأل ‪ //‬إسناده حسن‬

‫‪ - 1426‬حدثني وهب بن بقية الواسطي نا خالد بن عبد ال عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال بينما نحن في حائط لبني‬
‫النجار مع رسول ال صلى ال عليه و سلم و هو على بغلة له فحادت به بغلته فإذا في الحائط أقبر فقال رسول ال صلى ال عليه و سلم‬
‫من يعرف هؤلء‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(599‬‬

‫القبر فقال رجل أنا يا رسول ال قال ما هم قال ماتوا في الشرك فقال لول أن ل تدافنوا لدعوت ال أن يسمعكم عذاب القبر الذي اسمع‬
‫منه أن هذه المة تبتلى في قبورها ثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بال من عذاب النار و عذاب القبر فقلنا نعوذ بال من عذاب النار‬
‫وعذاب القبر فقال تعوذوا بال من فتنة الدجال ‪ //‬إسناده صحيح‬
‫‪ - 1427‬حدثني أبي نا عبد الوهاب بن عطاء نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن انس رضي ال عنه أن النبي صلى ال عليه و سلم‬
‫دخل نخل لبني النجار فسمع صوتا ففزع فقال من أصحاب هذه القبور قالوا يا نبي ال ناس ماتوا في الجاهلية فقال تعوذوا بال من عذاب‬
‫القبر و عذاب النار و فتنة الدجال قالوا و ما ذاك يا رسول ال قال ان هذه المة تبتلى في قبورها و ان المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك‬
‫فسأله ما كنت تقول في هذا الرجل قال فيقول عبد ال و رسوله قال فما يسال عن شيء غيرها فينطلق به إلى بيت كان له في النار فيقال‬
‫هذا بيتك كان في النار و لكن ال عصمك و رحمك فأبدلك به بيتا في الجنة فيقول دعوني حتى اذهب فأبشر أهلي فيقال له اسكن و أن‬
‫الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول كنت أقول ما يقول الناس فيضرب بمطارق من حديد بين أذنيه‬
‫فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين ‪ //‬إسناده حسن‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(600‬‬

‫‪ - 1428‬حدثني أبي نا عبد الوهاب أنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن انس بن مالك عن النبي صلى ال عليه و سلم أنه قال أن العبد‬
‫إذا وضع في قبره و تولى عنه أصحابه انه ليسمع خفق نعالهم فيأتيه ملكان فيقولن له ما كنت تقول في هذا الرجل يعني محمدا قال فأما‬
‫المؤمن فيقول اشهد انه عبد ال و رسوله فيقال له انظر إلى مقعدك في النار قد أبدلك ال به مقعدا في الجنة فيراهما جميعا ‪ //‬إسناده حسن‬

‫‪ - 1429‬حدثني أبي نا وكيع نا أبو الغميس عن عبد ال بن مخارق عن أبيه عن عبد ال فإن له معيشة ضنكا قال عذاب القبر ‪ //‬في‬
‫إسناده عبد ال بن المخارق‬

‫‪ - 1430‬حدثني أبي نا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبيه عن خيثمة عن البراء بن عازب رضي ال عنه قال يثبت ال الذين‬
‫آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الخرة و يضل ال الظالمين قال نزلت في عذاب القبر ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(601‬‬

‫‪ - 1431‬حدثني أبي نا هشيم عن العوام عن المسيب بن رافع في قوله تعالى يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في‬
‫الخرة قال نزلت في صاحب القبر ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1432‬حدثني أبي نا عبد الرزاق نا ابن جريج اخبرني أبو الزبير انه سمع جابر ابن عبد ال رضي ال عنه يقول دخل النبي صلى ال‬
‫عليه و سلم يوما نخل لبني النجار فسمع أصوات رجال من بين النخل ماتوا في الجاهلية يعذبون في قبورهم فخرج رسول ال صلى ال‬
‫عليه و سلم فزعا يأمر أصحابه أن يتعوذوا من عذاب القبر ‪ //‬تقدم في ‪457‬‬

‫‪ - 1433‬حدثني أبي نا موسى ابن داود نا ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه و سلم من‬
‫مات مرابطا وقي فتنة القبر و أومن من الفزع الكبر و غدي عليه و ريح برزقه من الجنة و كتب له اجر المرابط إلى يوم القيامة ‪ //‬تقدم‬
‫في ‪639‬‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(602‬‬

‫‪ - 1434‬حدثني أبي نا وكيع نا حماد بن سلمة عن ثمامة بن عبد ال بن انس عن انس بن مالك رضي ال عنه قال مات صبي فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه و سلم لو افلت أحد من ضمة القبر افلت هذا الصبي ‪ //‬إسناده حسن‬

‫‪ - 1435‬حدثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي نا حماد بن سلمة عن ثمامة بن عبد ال بن انس عن انس بن مالك رضي ال عنه أن النبي‬
‫صلى ال عليه و سلم صلى على صبي أو صبية فقال لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي ‪ //‬إسناده حسن‬

‫‪ - 1436‬حدثنا أبي نا وكيع نا فضيل بن غزوان سمعه من نافع عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه و سلم قال يعرض على ابن آدم‬
‫مقعده من الجنة و النار غدوة و عشية في قبره ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1437‬حدثني أبي نا محمد بن جعفر نا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء عن النبي صلى ال عليه و سلم قال‬
‫ذكر عذاب القبر قال يقال له من ربك قال‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(603‬‬


‫فيقول ربي ال و نبيي محمد صلى ال عليه و سلم فذلك قوله عز و جل يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الخرة‬
‫يعني بذلك المسلم ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1438‬حدثني أبي نا أبو معاوية نا العمش عن منهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب رضي ال عنه قال خرجنا مع النبي‬
‫صلى ال عليه و سلم في جنازة رجل من النصار فانتهينا إلى القبر و لما يلحد فجلس رسول ال صلى ال عليه و سلم و جلسنا حوله كأن‬
‫على رؤوسنا الطير و في يده عود ينكت به في الرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بال من عذاب القبر مرتين أو ثلثة ثم قال إن العبد إذا‬
‫كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الخرة نزل إليه ملئكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة و‬
‫حنوط من حنوط الجنة حتى يجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى‬
‫مغفرة من ال و رضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها‬
‫فيجعلوها في ذلك الكفن و في ذلك الحنوط و يخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الرض قال فيصعدون بها فل يمرون بها‬
‫على مل من الملئكة إل قالوا ما هذا الروح الطيب قال فيقولون فلن بن فلن بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا قال حتى‬
‫ينتهون بها السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى به إلى السماء السابعة‬
‫فيقول ال عز و جل اكتبوا كتاب عبدي في عليين و أعيدوه إلى الرض فإني منها خلقتهم و فيها أعيدهم و منها أخرجهم تارة أخرى قال‬
‫فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه في مكانه فيقولن من ربك فيقول ربي ال‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(604‬‬

‫فيقولن له ما دينك فيقول ديني السلم فيقولن ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول ال صلى ال عليه و سلم فيقولن له و ما‬
‫علمك فيقول قرأت كتاب ال عز و جل فآمنت به و صدقت فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة و‬
‫افتحوا له بابا إلى الجنة قال فيأتيه من روحها و طيبها و يفسح له في قبره مد البصر و يأتيه رجل حسن الثياب طيب الريح فيقول له أبشر‬
‫بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم‬
‫الساعة حتى أرجع إلى أهلي و مالي قال وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الخرة نزل إليه من السماء ملئكة سود‬
‫الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط‬
‫من ال عز و جل و غضب قال فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده‬
‫طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح و يخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على ظهر الرض فيصعدون بها و ل يمرون بها على‬
‫مل من الملئكة إل قالوا ما هذه الروح الخبيثة فيقولون فلن بن فلن بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى‬
‫السماء الدنيا فيستفتح له فل يفتح له ثم قرأ رسول ال صلى ال عليه و سلم ل تفتح لهم أبواب السماء و ل يدخلون الجنة حتى يلج الجمل‬
‫في سم الخياط فيقول ال عز و جل اكتبوا كتابه في سجين في الرض السفلى فيطرح روحه طرحا ثم قرأ و من يشرك بال فكأنما خر من‬
‫السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق فتعاد روحه في جسده و يأتيه ملكان فيجلسانه فيقولن له من ربك فيقول هاه هاه‬
‫ل ادري فيقولن له ما دينك فيقول هاه هاه ل ادري فيقولن ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه ل ادري فينادي مناد من السماء‬
‫أن كذب فافرشوا له من النار و ألبسوه من النار و افتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها و سمومها و يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه‬
‫أضلعه و يأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك‬
‫الوجه يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب ل تقم الساعة ‪ //‬تقدم في ‪665‬‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(605‬‬

‫‪ - 1439‬حدثني أبي نا ابن نمير نا العمش نا المنهال عن أبي عمر زاذان سمعت البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول ال صلى ال‬
‫عليه و سلم في جنازة رجل من النصار فانتهينا إلى القبر و لم يلحد قال فجلس رسول ال صلى ال عليه و سلم و جلسنا معه فذكر نحوه‬
‫و قال ينتزعها حتى ينقطع معها العروق و العصب قال أبي و كذلك قال زائدة ‪ //‬إسناده كسابقه‬

‫‪ - 1440‬حدثني أبي نا معاوية بن عمرو نا زائدة نا سليمان العمش نا المنهال بن عمرو نا زاذان عن البراء بن عازب قال خرجنا مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه و سلم في جنازة رجل من النصار فذكر معناه إل انه قال و يمثل له رجل حسن الثياب حسن الوجه و قال في‬
‫الكافر يمثل له رجل قبيح الوجه قبيح الثياب ‪ //‬إسناده كسابقه‬

‫‪ - 1441‬حدثني أبو الربيع الزهراني نا حماد بن زيد نا يونس بن خباب عن المنهال بن عمرو عن زاذان أبي عمر قال خرجنا على‬
‫جنازة فحدثنا البراء بن عازب يومئذ قال خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه و سلم على جنازة رجل من النصار فانتهينا إلى القبر و لما‬
‫يلحد فجلس النبي صلى ال عليه و سلم مستقبل القبلة و جلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير فنكس رسول ال صلى ال عليه و سلم‬
‫رأسه ثم رفع رأسه ثم قال اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر قالها ثلث مرات ثم قال إن المؤمن إذا كان في قبل من الخرة و انقطاع من‬
‫الدنيا بعث ال عز و جل إليه ملئكة كأن وجههم الشمس معهم حنوطه و كفنه فيجلسون منه مد البصر فإذا خرج روحه صلى عليه كل‬
‫ملك في السماء و فتحت له أبواب السماء فليس منه باب إل يحب أن يدخل بروحه منه فإذا صعدوا بروحه قيل أي رب عبدك فلن فيقال‬
‫أرجعوه فأروه ما‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(606‬‬

‫أعددت له من الكرامة فإني وعدته منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة أخرى و إنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين‬
‫يقال اجبنا يا هذا من ربك و ما دينك و من نبيك فيقول ربي ال و ديني السلم و نبيي محمد صلى ال عليه و سلم فناداه مناد صدقت و‬
‫ذلك قوله عز و جل يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الخرة و يضل ال الظالمين و يفعل ال ما يشاء ثم يأتي آت‬
‫حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب فيقول ابشر برحمة من ال و جنات فيها نعيم مقيم فيقول و أنت فبشرك ال بخير و من أنت فوجهك‬
‫الوجه يبشر بالخير فيقول أنا عملك الصالح و ال ما علمتك إن كنت لسريعا في طاعة ال بطيئا عن معصية ال فجزاك ال خيرا ثم يناد‬
‫مناد أفرشوه من فرش الجنة و افتحوا له بابا إلى الجنة فيفرش له من فرش الجنة و يفتح له باب إلى الجنة فيقول يا رب أقم الساعة حتى‬
‫ارجع إلى أهلي و مالي و إن الكافر إذا كان في قبل من الخرة و انقطاع من الدنيا انزل ال ملئكة غلظ شداد معهم ثياب من نار و‬
‫سرابيل من قطران فيحتوشونه فينتزع نفسه من العصب و العروق فإذا أخرجت نفسه لعنه كل ملك بين السماء و الرض و كل ملك في‬
‫السماء و غلقت أبواب السماء ليس منها باب أل يكره أن يدخل بروحه منه ثم يقال أي رب عبدك فلن لم تقبله ارض و ل سماء فيقال‬
‫أرجعوه فأروه ما أعددت له من الشر إني وعدته منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة أخرى قال فإنه ليسمع خفق نعالهم إذا‬
‫ولوا مدبرين حين يقال يا هذا من ربك و ما دينك و من نبيك فيقول ل ادري فيقولن ل دريت ثم يأتيه آت قبيح الوجه منتن الريح قبيح‬
‫الثياب فيقول ابشر بسخط من ال و عذاب مقيم فيقول و أنت فبشرك ال بشر من أنت وجه الوجه يبشر بالشر فيقول أنا عملك الخبيث و‬
‫ال ما علمتك أن كنت لسريعا في معصية ال عز و جل بطيئا عن طاعة ال فجزاك ال شرا ثم يقيض له أعمى أصم ابكم معه مرزبة من‬
‫حديد لو اجتمع عليها الثقلن أن يقلوها لم يستطيعوها لو ضرب بها جبل صار ترابا فيضربه بها ضربة ثم يعاد فيه الروح فيضرب بها ما‬
‫بين عينيه ضربة سمعها من على الرض ليس الثقلن ثم ينادي منادي أفرشوه لوحين من نار و يفتح له باب إلى النار ‪ //‬تقدم في ‪1393‬‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(607‬‬

‫‪ - 1442‬حدثني أبي نا عبد الرزاق نا معمر عن يونس بن خباب عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب رضي ال عنه‬
‫قال خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه و سلم إلى جنازة فجلس رسول ال صلى ال عليه و سلم على القبر و جلسنا حوله كأن على‬
‫رؤوسنا الطير و هو يلحد له فقال أعوذ بال من عذاب القبر ثلث مرات ثم قال إن المؤمن إذا كان في إقبال من الخرة و انقطاع من‬
‫الدنيا نزلت إليه الملئكة كأن على وجوهها الشمس مع كل واحد منهم كفن و حنوط يجلسون منه مد البصر حتى إذا خرجت روحه صلى‬
‫عليه كل ملك بين السماء و الرض و كل ملك في السماء و فتحت أبواب السماء ليس من أهل باب إل و هم يدعون ال أن يعرج بروحه‬
‫قبلهم فإذا عرج بروحه قالوا ربي عبدك فلن فيقول أرجعوه فذكر الحديث بطوله إلى آخره ‪ //‬إسناده كسابقه‬

‫‪ - 1443‬حدثني أبي رحمه ال نا عبد الرزاق أنا سفيان عن العمش عن المنهال عن زاذان عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول‬
‫ال صلى ال عليه و سلم في جنازة فوجدنا القبر لم يلحد فجلس و جلسنا ‪ //‬إسناده كسابقه‬

‫‪ - 1444‬حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل حدثني أبي عن عمه يعني محمد بن سلمة بن كهيل عن المنهال بن‬
‫عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب رضي ال عنه قال خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه و سلم في جنازة رجل من النصار فلما‬
‫انتهينا إلى القبر وجدناه لم يلحد فجلس النبي صلى ال عليه و سلم مستقبل القبلة و جلسنا حوله كان على رؤوسنا الطير و النبي صلى ال‬
‫عليه و سلم منكس ينكت في الرض طويل ثم رفع رأسه فقال أعوذ بال من عذاب القبر ثلث مرات ثم حدثنا أن المؤمن إذا كان في قبل‬
‫من الخرة و انقطاع من الدنيا جاءته ملئكة كان وجوههم الشمس معهم أكفان و حنوط فجلسوا منه مد البصر فإذا خرجت نفسه بشروها‬
‫ثم صعدوا بها إلى السماء فصعد كل ملك منها السماء و الرض فإذا انتهوا قالوا ربنا عبدك قبضنا نفسه فتفتح له أبواب السماء كل باب‬
‫منها يحب أن يدخل منه فيقال لهم ردوه إلى الرض فإني وعدته أن أعيده فيها و أخرجه منها منها خلقناكم و فيها‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(608‬‬

‫نعيدكم و منها نخرجكم تارة أخرى فإذا ردت إليه نفسه إلى جسده سمع خفق نعالهم فيهش فيقال يا هذا من ربك ما دينك من نبيك ثلث‬
‫مرات ينتهره في الثانية كل ذلك يقول ربي ال و ديني السلم و نبيي محمد صلى ال عليه و سلم فينادي مناد من السماء صدق عبدي‬
‫فيثبته ال عز و جل بها قال ال عز و جل يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الخرة فذكر الحديث بطوله ‪ //‬إسناده‬
‫ضعيف‬
‫‪ - 1445‬حدثني إبراهيم بن إسماعيل نا أبي عن أبيه عن سلمة عن عون بن أبي جحيفة حدثني أبي حدثني البراء بن عازب أن أبا أيوب‬
‫النصاري رضي ال عنه خرج مع رسول ال صلى ال عليه و سلم فجاءه بكوز وضوء فجلس و انطلق رسول ال صلى ال عليه و سلم‬
‫حتى تغيب عني في غيابات ثم رجع و قلت أصب عليك الوضوء و كان عند غيبوبة الشمس فقال هل تسمع يا أبا أيوب ما اسمع فقلت ال‬
‫و رسوله اعلم قال قلت و ما تسمع يا رسول ال قال إني لسمع أصوات اليهود يعذبون في قبورهم ‪ //‬إسناده ضعيف‬

‫‪ - 1446‬حدثني أبي نا يحيى بن سعيد عن يزيد بن كيسان حدثني أبو حازم عن أبي هريرة رضي ال عنه أن المؤمن حين ينزل به‬
‫الموت و يعاين ما يعاين ود أنها خرجت و ال يحب لقاء المؤمن و يصعد بروحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن‬
‫موتاهم من أهل الرض فإذا قال إن فلنا قد فارق الدنيا قالوا ما جيء بروح ذلك إلينا لقد ذهب بروح ذلك إلى النار أو إلى أهل النار و إن‬
‫المؤمن إذا وضع في القبر يسأل من ربك فيقول ربي ال فيقال من نبيك فيقول نبيي محمد صلى ال عليه و سلم فيقال ما دينك فيقول‬
‫السلم ديني ثم يفتح له باب في القبر فيقال انظر إلى مقعدك ثم يتبعه نوم كأنما كانت رقدة فإذا كان عدو ال عاين ما يعاين ود أنها ل‬
‫تخرج أبدا وال يبغض لقاءه و إنه إذا دخل‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(609‬‬

‫القبر يسأل من ربك قال ل ادري قال ل دريت قال من نبيك قال ل ادري قال ل دريت قال ما دينك قال ل ادري قال ل دريت ثم يضرب‬
‫ضربة يسمعه كل دابة إل الثقلين ثم يقال له نم كما ينام المنهوش قلت يا أبا هريرة و ما المنهوش قال الذي تنهشه الدواب و الحيات ثم قال‬
‫أبو هريرة و يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلعه هكذا و شبك بين أصابعه ‪ //‬في إسناده يزيد بن كيسان اليشكري‬

‫‪ - 1447‬حدثني أبو علي الحسين بن علي بن يزيد الصدائي نا الوليد بن القاسم عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي‬
‫ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه و سلم إن المؤمن حين ينزل به الموت و يعاين ما يعاين ود أنها قد خرجت و ال يحب لقاءه و‬
‫إن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الرض فإذا قال تركت فلن في الدنيا‬
‫أعجبهم ذلك فإذا قال إن فلنا قد فارق الدنيا قالوا ما جيء بروح ذلك إلينا فذكر الحديث ‪ //‬إسناده كسابقه‬

‫‪ - 1448‬حدثني أبي نا يزيد بن هارون نا ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان عن عائشة رضي ال عنها قالت‬
‫جاءت يهودية فاستطعمت على بابي فقالت أطعموني أعاذكم ال من فتنة الدجال و من فتنة عذاب القبر قالت فلم أزل أجسها حتى أتى‬
‫رسول ال صلى ال عليه و سلم فقلت يا رسول ال ما تقول هذه اليهودية قال و ما تقول قلت تقول أعاذكم ال من فتنة الدجال و من فتنة‬
‫عذاب القبر قالت عائشة فقام رسول ال صلى ال عليه و سلم فرفع يديه مدا يستعيذ بال من فتنة الدجال و من فتنة عذاب القبر ثم قال‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(610‬‬

‫أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إل قد حذر أمته و سأحذركموه تحذيرا لم يحذر نبي أمته انه اعور و ال ليس بأعور مكتوب بين عينيه‬
‫كافر يقرأه كل مؤمن و أما فتنة القبر فبي تفتنون و عني تسألون فإذا كان الرجل الصالح اجلس في قبره غير فزع و ل مشعوف ثم يقال‬
‫له فيم كنت فيقول في السلم فيقال له من هذا الرجل الذي كان قبلكم فيقول محمد صلى ال عليه و سلم جاءنا بالبينات من عند ال‬
‫فصدقناه فيخرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال انظر إلى ما وقاك ال ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى‬
‫زهرتها و ما فيها فيقال له هذا مقعدك منها و يقال له على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء ال و إذا كان الرجل السوء اجلس‬
‫في قبره فزعا مشعوفا فيقال له فيم كنت فيقول ل ادري فيقال ما هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول سمعت الناس يقولون قول فقلت كما قالوا‬
‫فيخرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها و ما فيها فيقال له انظر إلى ما صرف ال عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها‬
‫تحطم بعضها بعضا و يقال له هذا مقعدك منها على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء ال ثم يعذب ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1449‬قال محمد بن عمرو عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه و سلم قال إن الميت تحضره‬
‫الملئكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وابشري بروح و ريحان و رب‬
‫غير غضبان فل يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح له فيقال من هذا فيقال فلن فيقال مرحبا بالنفس الطيبة‬
‫كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة و ابشري بروح و ريحان و رب غير غضبان فل يزال يقال لها ذلك حتى ينتهي بها إلى السماء التي‬
‫فيها ال عز و جل فإذا كان الرجل السوء قالوا اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي مذمومة ذميمة و ابشري و‬
‫بحميم و غساق و آخر من شكله أزواج فما يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلن‬
‫فيقال ل‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(611‬‬


‫مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنه ل يفتح لك أبواب السماء فترسل من السماء ثم يصيران إلى القبر‬
‫فيجلس الرجل الصالح فيقال له و يرد مثلما في حديث عائشة سواء و يجلس رجل السوء فيقال له و يرد مثلهما في حديث عائشة سواء ‪//‬‬
‫إسناده منقطع‬

‫‪ - 1450‬حدثني أبي نا موسى بن داود نا ابن لهيعة عن أبي الزبير انه سأل جابرا عن فتان القبر فقال سمعت النبي صلى ال عليه و سلم‬
‫يقول إن هذه المة تبتلى في قبورها فإذا دخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاء ملك شديد النتهار فيقول له ما كنت تقول في هذا‬
‫الرجل فيقول المؤمن أقول انه رسول ال وعبده فيقول له الملك انظر إلى مقعدك الذي كان لك من النار قد أنجاك ال منه و أبدلك بمقعدك‬
‫الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة فيراهما كلهما فيقول المؤمن دعوني أبشر أهلي فيقال ل اسكن و أما المنافق فيقعد إذا‬
‫تولى عنه فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ل ادري أقول ما يقول الناس فيقال له ل دريت هذا مقعدك الذي كان لك من الجنة‬
‫قد أبدلك ال مكانه مقعدك من النار قال جابر فسمعت النبي صلى ال عليه و سلم يقول يبعث كل عبد في القبر على ما مات المؤمن على‬
‫إيمانه والمنافق على نفاقه ‪ //‬تقدم في ‪132‬‬

‫‪ - 1451‬حدثني أبي نا عثمان نا شعبة قال علقمة بن مرثد اخبرني عن سعد بن عبيدة عن البراء رضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه‬
‫و سلم قال في القبر إذا سئل فعرف ربه قال وقال شيئا ل احفظه فذلك قوله يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة‬
‫‪ //‬تقدم في ‪1437‬‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(612‬‬

‫‪ - 1452‬حدثني أبي نا يحيى بن سعيد عن عبيد ال اخبرني نافع عن ابن عمر رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه و سلم‬
‫ما منكم أحد إل يعرض عليه مقعده بالغداة و العشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة و إن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال له‬
‫هذا مقعدك حتى تبعث إليه ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1453‬حدثني أبي نا عفان نا حماد بن سلمة أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي ال عنه قال قال رسول اله صلى‬
‫ال عليه و سلم إنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1454‬حدثني أبي نا يحيى بن سعيد عن إسماعيل عن أبي صالح الحنفي معيشة ضنكا قال أخبرت أنه عذاب القبر ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1455‬حدثني أبي نا وكيع نا سفيان عمن سمع انس بن مالك فيقول قال رسول ال صلى ال عليه و سلم إن أعمال الحياء لتعرض‬
‫على الموات من أهاليهم و عشائرهم فإذا رأوا خيرا حمدوا ال و استبشروا و إذا رأوا غير ذلك قالوا اللهم ل تمتهم حتى تهدهم ‪ //‬في‬
‫سنده مجهول وهو شيخ سفيان‬

‫‪ - 1456‬حدثني أبي نا عبد الملك بن عمير نا عباد بن راشد عن داود بن أبي هند‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(613‬‬

‫عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه قال شهدنا مع رسول ال صلى ال عليه و سلم جنازة فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه و سلم يا أيها الناس إن هذه المة تبتلى في قبورها فإذا النسان دفن فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده قال ما تقول‬
‫في هذا الرجل فإن كان مؤمنا قال أشهد أن ل اله إل ال و أن محمد عبده و رسوله فيقول صدقت ثم يفتح له باب إلى النار فيقول هذا‬
‫منزلك لو كفرت بربك فأما إذ آمنت به فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنة فيريد أن ينهض إليه فيقول له اسكن و يفسح له في قبره و إن‬
‫كان كافرا أو منافقا يقول له ما تقول في هذا الرجل فيقول ل ادري سمعت الناس يقولون شيئا فيقولون ل دريت و ل تليت و ل اهتديت ثم‬
‫يفتح له باب إلى الجنة فيقول هذا منزلك لو آمنت بربك فأما إذ كفرت به فإن ال أبدلك به هذا و يفتح له باب إلى النار ثم يقمعه قمعة‬
‫بالمطراق يسمعها خلق ال كلهم غير الثقلين قال بعض القوم يا رسول ال ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إل هيل عند ذلك فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه و سلم يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ‪ //‬تقدم في ‪760‬‬

‫‪ - 1457‬حدثني أبي نا سفيان عن عمرو عن عبيد يعني ابن عمير قال أهل القبور يتوكفون الخبار فإذا أتاهم الميت قال ألم يأتكم فلن‬
‫قال فيقولون بلى فيسألهم أهل القبور ما فعل فلن فيقولون صالح فيقولون ما فعل فلن فيقولون ألم يأتكم فيقولون ل إنا ل و إنا إليه‬
‫راجعون سلك به غير سبيلنا ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1458‬حدثني أبي نا وكيع عن ابن أبي خالد قال سمعت أبا صالح الحنفي معيشة ضنكا عذاب القبر ‪ //‬إسناده صحيح‬
‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(614‬‬

‫‪ - 1459‬حدثني أبي نا وكيع نا العلء بن عبد الكريم عن أبي كريمة الكندي قال كنا جلوسا عند زاذان فقرئت هذه الية وأن للذين ظلموا‬
‫عذابا دون ذلك قال زاذان عذاب القبر ‪ //‬تقدم في ‪939‬‬

‫‪ - 1460‬حدثنا أحمد بن أيوب بن راشد الضبي نا مسلمة بن علقمة نا داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي ال‬
‫عنه قال إن هذه المة تفتن في قبورها فذكر نحوا من حديث عباد بن راشد و لم يرفعه و حديث عباد أتم و أحسن اقتصاصا و أتم كلما ‪//‬‬
‫إسناده ضعيف‬

‫‪ - 1461‬حدثني أبي نا روح نا سعيد يعني ابن أبي عروبة عن قتادة عن انس بن مالك أن نبي ال صلى ال عليه و سلم قال إن العبد إذا‬
‫وضع في قبره و تولى عنه أصحابه حتى انه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولن له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى‬
‫ال عليه و سلم فأما المؤمن فيقول اشهد انه عبد ال و رسوله فيقال انظر إلى مقعدك من النار قد بدلك ال عز و جل به مقعدا من الجنة‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه و سلم فيراهما جميعا قال قتادة فذكر لنا انه يفسح له في قبره سبعون ذراعا و يمل عليه خضرا إلى يوم‬
‫يبعثون ثم رجع إلى انس بن مالك فقال و أما الكافر و المنافق فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(615‬‬

‫فيقول ل ادري ما يقول الناس فيقال له ل دريت و ل تليت ثم يضرب بمطرق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة فيسمعها من يليه‬
‫غير الثقلين و قال بعضهم يضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلعه ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1462‬حدثنا محمد بن سليمان لوين نا محمد بن جابر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة رضي ال عنه قال كنا مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه و سلم في جنازة فأخرج بها فلما بلغ القبر قعد رسول ال صلى ال عليه و سلم على حافته أو على شفته فجعل‬
‫ينظر فيه قال يضغط المؤمن في هذا ضغطة تزول منها حمائله و يمل على الكافر نارا ‪ //‬فيه انقطاع بين أبي البختري وحذيفة‬

‫‪ - 1463‬حدثني أبي نا وكيع نا مالك بن مغول عن عبد ال بن عبيد بن عمير عن أبيه قال إن القبر ليبكي يقول أنا بيت الخلوة و أنا بيت‬
‫الوحشة و أنا بيت الدود ‪ //‬رجاله ثقات‬

‫‪ - 1464‬حدثني أبي نا وكيع عن سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن قيس بن سعد عن عبيد بن عمير قال إن أهل القبور يتلقون الميت‬
‫كما يتلقى الراكب إذا قدم عليهم‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(616‬‬

‫فيسألونه ما فعل فلن ما فعل فلن فإذا سألوه عمن قد مات قال أولم يأتكم قالوا إنا ل و إنا إليه راجعون سلك به إلى أمه الهاوية ‪ //‬رجاله‬
‫ثقات‬

‫‪ - 1465‬حدثني أبي نا علي ابن إسحاق نا عبد ال يعني ابن المبارك أنا ابن لهيعة حدثني يزيد ابن أبي حبيب أن عبد ال بن شماسة‬
‫حدثه قال لما حضرت عمرو بن العاص رضي ال عنه الوفاة فذكر الحديث قال و إذا و أريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور و‬
‫تقطيعها أستأنس بكم‬

‫‪ - 1466‬حدثني أبي نا يحيى بن سعيد عن المسعودي حدثني عبد ال بن المخارق عن أبيه قال قال عبد ال أن المؤمن إذا أجلس في قبره‬
‫يقال له من ربك ما دينك من نبيك فيثبته ال عز و جل فيقول ربي ال و نبيي محمد صلى ال عليه و سلم فيوسع له في قبره و يروح عنه‬
‫ثم قرأ عبد ال يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الخرة إلى قوله و يفعل ال ما يشاء و أن الكافر إذا مات أجلس في‬
‫قبره فيقال له‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(617‬‬

‫من ربك ما دينك من نبيك فيقول ل ادري فيضيق عليه قبره و يعذب فيه و قرأ عبد ال و من اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا قال‬
‫يحيى في كل حديث منها إذا حدثناكم بحديث أنبأتكم بتصديق ذلك من كتاب ال عز و جل ‪ //‬تقدم في ‪1429‬‬
‫‪ - 1467‬حدثني أبي نا يحيى بن سعيد نا إسماعيل بن مسلم نا أبو المتوكل أن سعد ابن معاذ لما وضع في قبره تأوه نبي ال صلى ال‬
‫عليه و سلم ثلث مرات آوه آوه آوه ثم قال لو كان أحد ينفلت منها لنفلت منها سعد بن معاذ ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1468‬حدثني أبي نا يحيى بن سعيد عن جرير بن حازم قال سمعت ابن أبي مليكة قال سمعت عائشة رضي ال عنها قالت إن الكافر‬
‫يسلط عليه في قبره شجاع اقرع يأكله من رأسه حتى ينتهي إلى قدمه ثم يكسى لحما فيأكله من قبل قدمه حتى ينتهي إلى رأسه ثم يعاد‬
‫فيعود حتى ينتهي إلى قدميه ثم كذلك ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1469‬حدثني أبي نا منصور بن سلمة و هو أبو سلمة الخزاعي نا ليث يعني ابن سعد عن يزيد بن الهاد عن عمرو بن شعيب عن أبيه‬
‫عن جده قال سمعت رسول‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(618‬‬

‫ال صلى ال عليه و سلم يقول اللهم إني أعوذ بك من الكسل و الهرم و المغرم و المأثم و أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال و أعوذ بك‬
‫من فتنة القبر و أعوذ بك من عذاب النار ‪ //‬إسناده حسن‬

‫‪ - 1470‬حدثني أبي نا سريج بن النعمان نا بقية عن معاوية بن سعيد عن أبي قبيل عن عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال عنه قال‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه و سلم من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقي فتنة القبر ‪ //‬إسناده ضعيف‬

‫سئل عن الخوارج و من قال هم كلب النار‬

‫‪ - 1471‬حدثني أبي نا وكيع نا جرير بن حازم و أبو عمرو بن العلء عن ابن سيرين سمعناه عن عبيدة عن علي رضي ال عنه قال‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه و سلم يخرج قوم فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد و لول أن تبطروا لنبأتكم بما وعد ال‬
‫الذين يقاتلونهم على لسان نبيه‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(619‬‬

‫قال عبيدة قلت لعلي أنت سمعته من رسول ال صلى ال عليه و سلم قال أي و رب الكعبة أي و رب الكعبة أي و رب الكعبة ‪ //‬إسناده‬
‫صحيح‬

‫‪ - 1472‬حدثني أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز قال و أنا شبابة اخبرني أبو عمرو بن العلء نا ابن سيرين عن عبيدة عن علي‬
‫قال و ال لول أن تبطروا لحدثتكم على لسان نبيكم صلى ال عليه و سلم الذين يقتلونهم علمتهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون‬
‫اليد قال فقلت أنت سمعت من رسول ال صلى ال عليه و سلم قال نعم سمعته من النبي صلى ال عليه و سلم غير مرة و ل مرتين و‬
‫ثلث و ل أربع ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1473‬حدثني عبيد ال بن عمر القواريري نا حماد بن زيد نا أيوب عن محمد بن سيرين عن عبيدة قال ذكر علي رضي ال عنه أهل‬
‫النهروان فقال فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد لول أن تبطروا لنبأتكم بما وعد ال الذين يقاتلونهم على لسان محمد صلى‬
‫ال عليه و سلم قال قلت أنت سمعته منه قال أي و رب الكعبة ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1474‬حدثني إسحاق ابن إسماعيل الطالقاني نا وكيع نا جرير بن حازم عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي رضي ال عنه قال قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه و سلم انه سيخرج قوم فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد و لول أن تبطروا لنبأتكم بما وعد ال‬
‫الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى ال عليه و سلم قال عبيدة فقمت إلى علي رضي ال عنه فقلت أنت سمعته من رسول ال صلى ال‬
‫عليه و سلم قال أي و رب الكعبة أي و رب الكعبة قال وكيع مودن‬

‫السنة لعبد ال بن أحمد ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(620‬‬

‫اليد ناقص اليد و المخدج ضامره و مثدون اليد فيها شعرات زائدة ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪ - 1475‬حدثني أبي و أبو خيثمة قال نا إسماعيل ابن إبراهيم نا أيوب عن محمد بن عبيدة عن علي رضي ال عنه قال ذكر الخوارج‬
‫فقال فيهم فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد لول أن تبطروا لحدثتكم بما وعد ال الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى ال‬
‫عليه و سلم قلت أنت سمعته من محمد صلى ال عليه و سلم قال أي و رب الكعبة أي و رب الكعبة ‪ //‬إسناده صحيح‬
‫‪ - 1476‬حدثني أبي نا وكيع نا جرير بن حازم و أبو عمرو بن العلء سمعاه من ابن سيرين فذكر الحديث إل انه قال مثدون ‪ //‬إسناده‬
‫صحيح‬

‫‪ - 1477‬حدثني سويد بن سعيد نا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب عن محمد عن عبيدة عن علي رضي ال عنه قال لول أن‬
‫تبطروا لخبرتكم بما اعد ال عز و جل لمن قتلهم فيهم رجل مودن اليد أو مثدون أو مخدج اليد قال عبيدة أنت سمعته من رسول ال‬
‫صلى ال عليه و سلم قال أي و رب الكعبة أي و رب الكعبة أي و رب الكعبة ثلثا ‪ //‬في إسناده سويد بن سعيد‬

‫‪ - 1478‬حدثني محمد ابن أبي بكر بن علي المقدمي نا حماد بن زيد عن أيوب و هشام عن محمد عن عبيدة أن عليا رضي ال عنه ذكر‬
‫أهل النهروان فقال فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد لول أن تبطروا لنبأتكم بما وعد ال الذين يقتلونهم على لسان محمد‬
‫صلى ال عليه و سلم فقلت لعلي أنت سمعته قال أي و رب الكعبة ‪ //‬إسناده صحيح‬

‫‪------------------------‬‬

‫الشرح الميسر ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(137‬‬

‫اثبات عذاب القبر‬

‫قال ابو حنيفة من قال ل اعرف عذاب القبر فهو من الجهمية الهالكة لنه انكر قوله تعالى سنعذبهم مرتين يعني عذاب القبر‬

‫وقوله تعالى وإن الذين ظلموا عذابا دون ذلك يعني في القبر فإن قال أؤمن بالية ول أؤمن بتأويلها وتفسيرها قال هو كافر لن من‬
‫القرآن ما هو تنزيله تأويله فإن جحد بها فقد كفر‬

‫قال ابو حنيفة رحمه ال حدثني عن المنهال بن عمرو عن ابن عباس رضي ال عنهما قال قال رسول ال شرار أمتى يقولون أنا في‬
‫الجنة دون النار‬

‫الشرح الميسر ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(138‬‬

‫تحريم التألي على ال‬

‫وحدثت عن أبي ظبيان قال قال رسول ال ويل للمتألين من امتي قيل يا رسول ال وما المتألون قال الذين يقولون فلن في الجنة وفلن‬
‫في النار‬

‫وحدثت عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول ال ل تقولوا أمتي في الجنة ول في النار دعوهم حتى يكون ال يحكم بينهم يوم القيامة قال‬
‫وحدثني أبان عن الحسن قال قال رسول ال يقول ال عز و جل ل تنزلوا عبادي جنة ول نار حتى اكون انا الذي احكم فيهم يوم القيامة‬
‫وانزلهم منازلهم قلت فأخبرني عن القاتل والصلة خلفه فقال الصلة خلف كل بر وفاجر جائزة فلك أجرك‬

‫الشرح الميسر ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(140‬‬

‫وعليه وزره‬

‫قلت أخبرني عن هؤلء الذين يخرجون على الناس بسيوفهم فيقاتلون وينالون منهم قال هم أصناف شتى وكلهم في النار‬

‫قال روى أبو هريرة رضي ال عنه أنه قال قال رسول ال افترقت بنو إسرائيل اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتى ثلث وسبعين فرقة‬
‫كلهم في النار ال السواد العظم قال وحدثني حماد عن إبراهيم ابن مسعود قال قال رسول ال ومن أحدث حدثا في السلم فقد هلك ومن‬
‫ابتدع بدعة فقد ضل ومن ضل ففي النار‬

‫الشرح الميسر ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(142‬‬

‫وجوب لزوم القرآن‬


‫حدثنا ميمون عن ابن عباس رضي ال عنهما ان رجل أتى النبي فقال يا رسول ال علمني قال فاذهب فتعلم القرآن ثلث ثم قال له في‬
‫الرابعة اقبل الحق ممن جاءك به حبيبا كان او بغيضا وتعلم القرآن ومل معه حيث مال‬

‫قال وحدثنا حماد عن إبراهيم عن ابن مسعود رضي ال عنه انه كان يقول إن شر المور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضللة‬
‫وكل ضللة في النار وقال ال تعالى فألهمها فجورها وتقواها وقال ال تعالى لموسى على سيدنا ونبينا و ‪ E‬فإنا قد فتنا قومك من بعدك‬
‫وأصلهم السامري‬

‫الشرح الميسر ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(144‬‬

‫باب المشيئة‬

‫قلت هل أمر ال تعالى بشيء ولم يشأ خلقه وشاء شيئا ولم يأمر به وخلقه قال نعم‬

‫قلت فما ذلك قال امر الكافر بالسلم ولم يشأ خلقه وشاء الكفر للكافر ولم يأمر به وخلقه‬

‫قلت هل رضي ال شيئا ولم يأمر به قال نعم كالعبادات النافلة قلت هل أمر ال تعالى بشيء ولم يرض به قال لن كل شيء امر به فقد‬
‫رضيه‬

‫‪------------------------ ---------------‬‬

‫قصيدة ابن أبي داود ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(52‬‬

‫‪ - 1‬فتنة القبر وعذابه ‪ ...‬ول تنكرن جهل نكيرا ومنكرا ‪ ...‬وقل في عذاب القبر حق موضح ‪... 32‬‬

‫هكذا ينبغي أن يكون صدر هذا البيت مع عجز ذاك ويكون صدر البيت الثاني مع عجز البيت الول وهكذا ‪ ...‬وإن رسول ال للخلق‬
‫شافع ‪ ...‬له الحوض والميزان إنك تنصح ‪...‬‬

‫له بدل ول لتناسب وضعها الجديد‬

‫وفتنة القبر امتحان الملكين للميت بالمسائل الثلثة من ربك وما دينك ومن نبيك وعذابه ل يخلو منها كتاب في السنة وقد أفرد لها البيهقي‬
‫كتابا في عذاب القبر وقد أنكرهما بعض فرق المسلمين والحاديث بذلك متواترة‬

‫فأما الفتنة فقد قال رسول ال صلى ال عليه و سلم إذا وضع البعد في قبره وتولوا عنه أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لحدهما منكر‬
‫والخر نكير فيقعدانه في قبره فيقولن له من ربك وما دينك ما تقول في هذا الرجل محمد فأما المؤمن فيقول ما كان يقول ال ربي‬
‫والسلم ديني أشهد أنه عبد ال ورسوله فيقولن له إن كنا لنعلم أنك تقول ذلك نم كنومة العروس الذي ل يوقظه إل أحب أهله إليه ويفسح‬
‫له في قبره وينور له فيه وأما الكافر أو المنافق فيقول ل أدري قد كنت أقول ما يقوله الناس فيقال له ل دريت ول تليت ثم يضرب ضربة‬
‫بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها خلق ال كلهم إل الثقلين النس والجن فيلتئم عليه قبره حتى تختلف أضلعه فل يزال فيها معذبا حتى‬
‫يبعثه ال من مضجعه ذلك الحديث‬

‫وقد اختلف أهل العلم في صحة الحديث الوارد في اسمي الملكين حتى قال بعضهم ل يثبت والتحقيق ثبوته من طرق في صحيح ابن‬
‫حبان والسنة لبن أبي عاصم والشريعة‬

‫قصيدة ابن أبي داود ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(53‬‬

‫للجري وغيرها وإليه ذهب ابن أبي داود رحمهما ال تعالى كما ترى في هذا الحديث الصدر وفي كتابه البعث الذي ساق فيه هذا‬
‫الحديث وغيره‬

‫وأما عذاب القبر فهو حق موضح ليس فيه لبس وبه آيات وأحاديث وقد كان رسول ال صلى ال عليه و سلم ما يصلي صلة إل يتعوذ‬
‫من عذاب القبر ويقول إن هذه ستبتلى في قبورها فلول أن ل تدافنوا لدعوت ال أن يسمعكم عذاب القبر فتعوذوا بال من عذاب القبر‬

‫وقد صنف ابن أبي داود رحمهما ال كتاب البعث وفيه أبواب عن عذاب القبر وفتنته‬
‫‪ - 2‬القيامة‬

‫الشفاعة والحوض والميزان ‪ 32 ...‬وإن رسول ال للخلق شافع ‪ ...‬له ا لحوض والميزان إنك تنصح ‪... 29‬‬

‫فأما الشفاعة العظمى للخلق جميعا المقام المحمود في تخفيف موقف القيامة حتى يلجأ الناس إلى آدم ومن بعده من أنبياء ال وكلهم يعتذر‬
‫بنفسه وعمله حتى يكون لها رسول ال محمد صلى ال عليه و سلم وثمة شفاعات أخرى شفاعتي لهل الكبائر من أمتي وغير ذلك مما‬
‫فصله ابن كثير في النهاية وأبواب الشفاعة في كتب السنة وقال رحمه ال ‪ 29 ...‬ول تنكرن جهل نكيرا ومنكرا ‪ ...‬ول الحوض‬
‫والميزان إنك تنصح ‪...‬‬

‫فقد كذب قوم من الجهمية والمعتزلة الحوض والميزان وقال أبو برزة من كذب بالحوض فل سقاه ال منه وحوضه صلى ال عليه و سلم‬
‫متسع كثير النية سبقنا إليه فهو فرطنا عليه يأتيه أقوام فيمنعون دونه لنهم أحدثوا في الدين وابتدعوا فيه وهو غير الكوثر فذاك نهر في‬
‫الجنة وذلك حوض قبلها وبما سبق من وصف الحوض تواترت الحاديث عن رسول ال صلى ال عليه و سلم‬

‫قصيدة ابن أبي داود ‪) -‬ج ‪ / 1‬ص ‪(54‬‬

‫وأما الميزان فقد ورد في القرآن والسنة كثيرا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فل تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا‬
‫بها وكفى بنا حاسبين النبياء ‪47‬‬

‫وهو بيد الرحمن جل وعل يرفع قوما ويخفض آخرين له كفتان يثقل فيه العمل الصالح والخلق الحسن ويرجح قول ل إله إل ال كل‬
‫الخطايا فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ماهيه نار حامية وقد صنف ابن أبي داود‬
‫رحمهما ال كتاب البعث وفيه أحاديث الشفاعة والحوض والكوثر وفيه الحساب حساب العباد واختصامهم وحساب الحيوانات حتى يقتص‬
‫لبعضها من بعض وقبل ذلك قيام الساعة والنفخ في الصور والحشر والختم على الفواه حتى تتكلم اليدي والرجل وبعد ذلك من‬
‫الصراط وأحواله‬

‫وهذا كله بالحاديث ولم أجد له عليها كلما لكن سياقته إياها يدل على اعتقاده بها شأن أهل السنة جميعا‬

‫‪ - 3‬النار‬

‫خروج قوم من النار إلى الجنة ‪ ...‬وقل يخرج ال العظيم بفضله ‪ ...‬من النار أجسادا من الفحم تطرح ‪...‬‬

‫‪ 31 ...‬على النهر في الفردوس تحيى بمائه ‪ ...‬كحبة حمل السيل إذا جاء يطفح ‪...‬‬

‫وخروج قوم من النار إنماهم من المسلمين غير المشركين إذ المشرك ل يخرج من النار أبدا وما هم بخارجين من النار البقرة ‪167‬‬

‫ول يدخل الجنة أبدا إنه من يشرك بال فقد حرم ال عليه الجنة المائدة ‪72‬‬

‫يخرجون من النار‬

‫‪ - 1‬بشفاعة النبي صلى ال عليه و سلم والصالحين من أمته وقد سبق بيانه ‪ 2‬بفضل ال وبرحمته دون شفاعة من أحد‬

‫‪---------- ----------------- ---------------‬‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(13‬‬

‫الرسول عن ال فهو في وجوب تصديقه واليمان به كما أخبر به الرب على لسان رسوله ‪ ،‬فهذا أصل متفق عليه بين أهل السلم ل‬
‫ينكره إل من ليس منهم ‪ ،‬وقال النبي صلى ال عليه وسلم " » إني أوتيت الكتاب ومثله معه « " ‪ .‬قال المحقق ‪ :‬وأما الجواب المفصل‬
‫ت { الية ‪ ،‬وهذا‬ ‫ت اْلَمْو ِ‬
‫غَمَرا ِ‬
‫ن ِفي َ‬
‫ظاِلُمو َ‬
‫فهو أن نعيم البرزخ وعذابه مذكور في القرآن في مواضع ) منها ( قوله تعالى } َوَلْو َتَرى ِإِذ ال ّ‬
‫خطاب لهم عند الموت قطعا ‪ ،‬وقد أخبرت الملئكة وهم الصادقون أنهم حينئذ يجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على ال غير الحق‬
‫وكنتم عن آياته تستكبرون ‪ ،‬ولو تأخر عنهم ذلك إلى انقضاء الدنيا لما صح أن يقال لهم اليوم تجزون عذاب الهون ‪ ،‬وقوله تعالى } َفَوَقاُه‬
‫شّيا { الية فذكر عذاب الدارين صريحا ل يحتمل غيره ‪ .‬ومنها قوله‬ ‫عِ‬
‫غُدّوا َو َ‬
‫عَلْيَها ُ‬
‫ن َ‬‫ضو َ‬
‫سّيَئاتِ َما َمَكُروا { ‪ -‬إلى قوله ‪ُ } -‬يْعَر ُ‬ ‫ل َ‬
‫ا ُّ‬
‫ن { انتهى كلمه ‪.‬‬ ‫صُرو َ‬ ‫ل ُهْم ُيْن َ‬
‫شْيًئا وَ َ‬
‫عْنُهْم َكْيُدُهْم َ‬
‫ل ُيْغِني َ‬
‫ن َيْوَم َ‬
‫صَعُقو َ‬
‫لُقوا َيْوَمُهُم اّلِذي ِفيِه ُي ْ‬
‫حّتى ُي َ‬
‫تعالى } َفَذْرُهْم َ‬
‫وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي ال عنه قال ‪ » :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يدعو " اللهم إني أعوذ بك من عذاب‬
‫حّتى ُزْرُتُم اْلَمَقاِبَر {‬
‫القبر « " وأخرج الترمذي عن علي رضي ال عنه قال ‪ :‬ما زلنا في شك من عذاب القبر حتى نزلت } َأْلَهاُكُم الّتَكاُثُر َ‬
‫‪ .‬وقال ابن مسعود ‪ :‬إذا مات الكافر أجلس في قبره فيقال له من ربك وما دينك فيقول ل أدري فيضيق عليه قبره ‪ -‬ثم قرأ ابن مسعود "‬
‫فإن له معيشة ضنكا " قال المعيشة الضنك هي عذاب القبر ‪.‬‬

‫ك { " قال عذاب القبر ‪ .‬وروي عن ابن عباس رضي ال عنهما‬


‫ن َذِل َ‬
‫عَذاًبا ُدو َ‬
‫وقال البراء بن عازب رضي ال عنهما في قوله تعالى " } َ‬
‫لْكَبِر { ) قال عذاب القبر ( ‪.‬‬ ‫ب ا َْ‬
‫ن اْلَعَذا ِ‬
‫لْدَنى ُدو َ‬
‫ب ا َْ‬
‫ن اْلَعَذا ِ‬
‫في قوله تعالى } َوَلُنِذيَقّنُهْم ِم َ‬

‫وكذا قال قتادة والربيع بن أنس في قوله تعالى " سنعذبهم مرتين " ‪ :‬إحداهما في الدنيا والخرى عذاب القبر ‪.‬‬

‫قال الحافظ ابن رجب وقد تواترت الحاديث عن النبي صلى ال عليه وسلم في عذاب القبر ففي الصحيحين » عن أم المؤمنين عائشة‬
‫الصديقة بنت الصديق رضي ال عنهما أنها قالت ‪ :‬سألت النبي صلى ال عليه وسلم عن عذاب القبر قال ‪ " :‬نعم عذاب القبر حق « " ‪.‬‬

‫وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي ال عنهما عن النبي صلى ال عليه وسلم » أنه كان يعلمهم «‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(14‬‬

‫» هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن ‪ " :‬اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا‬
‫والممات وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال « " ‪.‬‬

‫وأخرج مسلم أيضا وابن أبي شيبة عن زيد بن ثابت رضي ال عنه قال ‪ » :‬بينما النبي صلى ال عليه وسلم في حائط لبني النجار على‬
‫بغلة له ونحن معه إذ حادت فكادت أن تلقيه ‪ ،‬وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال " من يعرف أصحاب هذه القبر ؟ " فقال رجل أنا‬
‫فقال " متى مات هؤلء ؟ " فقال ماتوا في الشراك فقال النبي صلى ال عليه وسلم " إن هذه المة تبتلى في قبورها ‪ ،‬فلول أن ل تدافنوا‬
‫لدعوت ال أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه " ‪ .‬ثم أقبل علينا بوجهه فقال ‪ " :‬تعوذوا بال من عذاب القبر « " الحديث ‪.‬‬

‫وفي الصحيحين عن عائشة رضي ال عنه أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪ » " :‬إن أهل القبور يعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم‬
‫«‪.‬‬

‫وفي الباب عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه رواه المام أحمد وأبو يعلى والجري ‪ ،‬وعن أبي هريرة رضي ال عنه رواه أبو يعلى‬
‫والجري ) وابن منده ( ‪ .‬وعن أنس رضي ال عنه رواه مسلم ‪ ،‬وعن أبي أيوب النصاري رضي ال عنه رواه ابن ماجه ‪.‬‬

‫وفيه أيضا عن ابن عمر وعبد الرحمن بن أبي حسنة وأبي أمامة وميمونة مولة رسول ال صلى ال عليه وسلم ويعلى بن سيابة ويعلى‬
‫بن مرة وأم بشير وابن مسعود وغيرهم رضي ال عنهم أجمعين ‪.‬‬

‫) المر الثالث ( ما ورد في ضغطة القبر وظلمته لكل واحد ‪ -‬أخرج المام أحمد في المسند والحكيم الترمذي في نوادر الصول والبيهقي‬
‫في كتاب عذاب القبر عن حذيفة رضي ال عنه قال ‪ » :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في جنازة فلما انتهينا إلى القبر قعد على‬
‫شفيره فجعل يردد بصره فيه ثم قال ‪ " :‬يضغط فيه المؤمن ضغطة تزول منها حمائله « " قال في النهاية ‪ :‬القبر ‪.‬‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(15‬‬

‫الحمائل هنا عروق النثيين قال‪ :‬ويحتمل أن يكون يراد هنا موضع حمائل السيف أي عواتقه وأضلعه وصدره ‪.‬‬

‫وأخرج المام أحمد والبيهقي عن عائشة رضي ال عنها عن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪ » " :‬إن للقبر ضغطة لو كان أحد منها ناجيا‬
‫نجا منها سعد بن معاذ « " رضي ال عنه ‪.‬‬

‫وأخرج المام أحمد والترمذي والطبراني والبيهقي عن جابر بن عبد ال رضي ال عنهما قال ‪ » :‬لما دفن سعد بن معاذ رضي ال عنه‬
‫سبح رسول ال صلى ال عليه وسلم وسبح الناس معه طويل ثم كبر وكبر الناس ثم قالوا ‪ :‬يا رسول ال لم سبحت ؟ قال " لقد تضايق عن‬
‫هذا الرجل الصالح قبره حتى فرج ال عنه « " ‪.‬‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم دفن سعد بن معاذ وهو قاعد على قبره قال ‪ » " :‬لو نجا من‬
‫ضمة القبر أحد لنجا سعد بن معاذ ولقد ضم ضمة ثم أرخي عنه « " رواه سعيد بن منصور والحكيم الترمذي والطبراني والبيهقي ‪.‬‬

‫وأخرج النسائي والبيهقي عن عبد ال بن عمر بن الخطاب رضي ال عنهما عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ » " :‬هذا الذي‬
‫تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفا من الملئكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه « " يعني سعد بن معاذ ‪ .‬قال الحسن‬
‫البصري ‪ :‬تحرك له العرش فرحا بروحه ‪ .‬أخرجه البيهقي في الدلئل ‪.‬‬

‫وأخرج الحكيم الترمذي والبيهقي من طريق ابن إسحاق حدثني ابن أمية أو ابن عبد ال أنه » سأل بعض أهل سعد ما بلغكم من قول‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم في هذا ؟ فقالوا ‪ :‬ذكر لنا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن ذلك قال " كان يقصر في بعض‬
‫الطهور من البول « " ‪.‬‬

‫والحاديث في هذا كثيرة مشهورة ‪ ،‬قال ابن أبي مليكة ما أجير من ضغطة القبر أحد ول سعد بن معاذ الذي منديل من مناديله في الجنة‬
‫خير من الدنيا وما فيها ‪ .‬وقال مجاهد أشد حديث سمعناه عن النبي صلى ال عليه وسلم " » ما عفي أحد من ضغطة القبر إل فاطمة بنت‬
‫أسد " فقيل يا رسول ال ‪ :‬ول القاسم ابنك ؟ قال " ول إبراهيم « " وكان أصغرهما ‪ .‬فقال أبو القاسم السعدي في كتاب الروح له ل ينجو‬
‫من ضغطة‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(16‬‬

‫القبر صالح ول طالح ‪ .‬والمراد غير من استثناه النبي صلى ال عليه وسلم وهو فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أم علي بن أبي‬
‫طالب رضي ال عنه وذلك لنها ضمت المصطفى ولما ماتت سكب عليها الماء الذي فيه الكافور وألبسها قميصه واضطجع في قبرها‬
‫وقال ‪ » " :‬الحمد ل الذي يحيي ويميت وهو حي ل يموت ‪ ،‬اللهم اغفر لمي فاطمة بنت أسد ولقنها حاجتها ووسع عليها مدخلها « " ‪.‬‬
‫وكانت وفاتها في المدينة ودفنت شمال قبة عثمان في موضع يقال له الحمام وعليها قبة صغيرة كما في زبدة العمال مختصر تاريخ‬
‫الزرقي ‪.‬‬

‫قال أبو القاسم السعدي ‪ :‬والفرق بين المسلم والكافر في ضمة القبر دوامها للكافر وحصول هذه الحالة للمؤمن في أول نزوله إلى قبره ثم‬
‫يعود النفساح له فيه ‪ ،‬قال والمراد بضغطة القبر التقاء جانبيه على جسد الميت ‪.‬‬

‫قال الحكيم الترمذي سبب هذه الضغطة أنه ما من أحد إل وقد ألم بخطيئة ما وإن كان صالحا فجعلت هذه الضغطة جزاء لها ثم تدركه‬
‫الرحمة ولذلك ضغط سعد بن معاذ رضي ال عنه ‪.‬‬

‫قال وأما النبياء فل نعلم أن لهم في القبور ضمة ول سؤال لعصمتهم ‪ -‬أي لن السؤال عن النبياء وما جاءوا به فكيف يسألون عن‬
‫أنفسهم ؟ وقد ذكر المام الحافظ ابن الجوزي في مناقب سيدنا المام أحمد رضي ال عنه أنه رآه المروذي رحمه ال بعد موته في منامه‬
‫فقال له ما فعل ال بك ؟ فذكر أن الملكين سأله وقال له من ربك ؟ فقال سبحان ال أومثلي يسأل عن ربه ؟ فقال ل تؤاخذنا بذا أمرنا ثم‬
‫انصرفا ‪ .‬فكيف بأنبياء ال وهم المخبرون عنه الدالون عليه المجتهدون في إنقاذ عباده من عقابه وغضبه إلى مرضاته بإذنه ‪ .‬قال محمد‬
‫التميمي ‪ :‬ضمة القبر إنما أصلها أن الرض أمهم ومنها خلقوا فغابوا عنها الغيبة الطويلة فلما ردوا إليها وهم أولدها ضمتهم ضمة الوالدة‬
‫إذا غاب عنها ولدها ثم قدم ‪ ،‬فمن كان مطيعا ضمته برفق ومن كان عاصيا ضمته بعنف سخطا لربها عليه ‪ .‬وقد أخرج البيهقي وابن منده‬
‫والديلمي وابن النجار » عن عائشة رضي ال عنها أنها قالت يا رسول ال إنك منذ حدثتني بصوت منكر ونكير وضغطة القبر ليس‬
‫ينفعني شيء ؟ ‪ ،‬قال " يا عائشة إن أصوات منكر ونكير في سماع المؤمنين كإثمد في العين ‪ ،‬وإن ضغطة القبر على المؤمن كالم‬
‫الشفيقة يشكو إليها ابنها الصداع فتغمز «‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(17‬‬

‫» رأسه غمزا رفيقا ‪ ،‬ولكن يا عائشة ويل للشاكين في ال كيف يضغطون في قبورهم كضغطة الصخرة على البيضة « "‬

‫) فوائد (‬

‫) الولى ( ‪ :‬ذكر الديلمي في الفردوس عن علي بن أبي طالب رضي ال عنه رفعه " » أول عدل الخرة القبور فل يعرف شريف من‬
‫وضيع « " وقد قال ابن عباس رضي ال عنهما إن ال أرحم ما يكون لعبده إذا دخل قبره وتفرق عنه الناس وأهله ‪.‬‬
‫وأخرج الديلمي عن أنس رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ » " :‬أرحم ما يكون ال بالعبد إذا وضع في حفرته «‬
‫"‪.‬‬

‫وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي عاصم الحبطي يرفعه ‪ » " :‬إن أول ما يتحف به المؤمن في قبره يقال له أبشر فقد غفر لمن تبع جنازتك «‬
‫" ‪ .‬وأخرجه البزار وعبد في مسنديهما والبيهقي في الشعب عن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫» إن أول ما يجازى به المؤمن بعد موته أن يغفر لجميع من تبعه « " ‪ .‬وفي الباب عن جابر بن عبد ال أخرجه ابن أبي الدنيا ‪ ،‬وسلمان‬
‫الفارسي أخرجه أبو الشيخ في الثواب ‪ ،‬وأبي هريرة أخرجه الحكيم الترمذي ‪.‬‬

‫) الثانية ( قال بعضهم من فعل سيئة فإن عقوبتها تدفع بأحد عشرة أسباب أن يتوب فيتاب عليه ‪ ،‬أو يستغفر فيغفر له ‪ ،‬أو يعمل حسنات‬
‫فتمحوها فإن الحسنات يذهبن السيئات ‪ ،‬أو يبتلى في الدنيا بمصائب فيكفر عنه ‪ ،‬أو في البرزخ بالضغطة والفتنة فيكفر عنه ‪ ،‬أو يبتلى في‬
‫عرصات القيامة بأهوال تكفر عنه ‪ ،‬أو تدركه شفاعة نبيه صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬أو رحمة ربه تبارك وتعالى ‪ .‬وتقدم في التوبة طرف‬
‫صالح من هذا وبال التوفيق ‪.‬‬

‫) الثالثة ( السباب التي يعذب بها أصحاب القبور على قسمين مجمل ومفصل ‪ ،‬أما المجمل فإنهم يعذبون على جهلهم بال وإضاعتهم‬
‫لمره وارتكابهم معاصيه فل يعذب ال روحا عرفته وأحبته وامتثلت أمره واجتنبت نهيه ‪ ،‬ول بدنا كانت فيه أبدا فإن عذاب القبر بل‬
‫وعذاب الخرة أثر غضب‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(18‬‬

‫ال وسخطه على عبده فمن أغضب ال وأسخطه في هذه الدار بارتكاب مناهيه ولم يتب ومات على ذلك كان له عذاب البرزخ بقدر‬
‫غضب ال وسخطه عليه فمستقل ومستكثر ومصدق ومكذب ‪.‬‬

‫وأما المفصل فقد أخبر رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الرجلين اللذين رآهما يعذبان في قبورهما أن أحدهما كان يمشي بالنميمة بين‬
‫الناس والخر كان ل يستتر من البول ‪ ،‬والحديث في الصحيحين وغيرهما ‪ .‬ولفظه ‪ » :‬مر النبي صلى ال عليه وسلم بقبرين فقال ‪" :‬‬
‫إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ; أما أحدهما فكان ل يستتر من البول وأما الخر فكان يمشي بالنميمة " ‪ .‬ثم أخذ جريدة رطبة فشقها‬
‫باثنتين ثم غرز على كل قبر منهما واحدة ‪ ،‬قالوا لم فعلت هذا يا رسول ال ؟ قال ‪ " :‬لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا « " ‪.‬‬

‫قال الحافظ ابن رجب في كتابه أهوال القبور ‪ :‬وقد روي هذا عن النبي صلى ال عليه وسلم بهذا المعنى من وجوه متعددة من حديث أبي‬
‫بكر وعائشة وأبي هريرة وأنس وابن عمر وأبي أمامة وغيرهم من الصحابة رضي ال عنهم أجمعين ‪.‬‬

‫قال المحقق ابن القيم في الروح فهذا ترك الطهارة الواجبة وهذا ارتكب السبب الموقع للعداوة بين الناس بلسانه وإن كان صادقا وفيه تنبيه‬
‫على أن الموقع بينهم العداوة بالكذب والزور والبهتان أعظم عذابا كما أن في ترك الستبراء من البول تنبيها على أن من ترك الصلة‬
‫التي الستبراء من البول بعض شروطها أشد عذابا ‪.‬‬

‫وفي حديث شعبة ‪ » " :‬أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس « " فهذا مغتاب وذاك نمام ‪.‬‬

‫وفي صحيح البخاري في تعذيب من يكذب الكذبة فتبلغ الفاق ‪ ،‬وفي حديث ابن مسعود في الذي ضرب في قبره سوطا امتل القبر عليه‬
‫نارا لكونه صلى صلة واحدة بغير طهور ‪ ،‬ومر على مظلوم فلم ينصره ‪ ،‬وتعذيب من يقرأ القرآن ثم ينام عنه بالليل ول يعمل به في‬
‫النهار ‪ ،‬وتعذيب الزناة والزواني ‪ ،‬وتعذيب آكل الربا كما شاهدهم النبي صلى ال عليه وسلم في البرزخ ‪ ،‬وحديث أبي هريرة وفيه ‪:‬‬
‫رضخ رءوس أقوام بالصخر لتثاقل رءوسهم عن الصلة ‪ ،‬والذين يأكلون الزقوم والضريع لتركهم الزكاة ‪ ،‬والذين يأكلون اللحم المنتن‬
‫الخبيث لزناهم ‪ ،‬والذين تقرض شفاههم بمقاريض من حديد لقيامهم في الفتن بالكلم والخطب ‪.‬‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(19‬‬

‫ومن الذين يعذبون في قبورهم وأخبر عنهم النبي صلى ال عليه وسلم ‪ :‬الجبارون والمتكبرون والمراءون والهمازون واللمازون‬
‫والطعانون على السلف والذين يأتون الكهنة والمنجمين والعرافين فيسألونهم ويصدقونهم وأعوان الظلمة الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم‬
‫ونحو هؤلء ممن يشتغل بذنوب الناس عن ذنبه وبعيوبهم عن عيبه فكل هؤلء وأمثالهم يعذبون في قبورهم بهذه الجرائم بحسب كثرتها‬
‫وقلتها وصغرها وكبرها ‪ ،‬ولما كان أكثر الناس كذلك كان أصحاب القبور معذبين والفائز منهم قليل ‪ ،‬فظواهر القبور تراب وبواطنها‬
‫حسرات وعذاب ‪ ،‬فنسأل ال تعالى العافية والرحمة والعفو والغفران وبال العانة والعون ‪.‬‬
‫) الرابعة ( السباب المنجية من عذاب القبر على قسمين أيضا مجمل ومفصل ‪ ،‬أما المجمل ‪ :‬فهو بحسب تلك السباب التي تقتضي‬
‫العذاب ‪ ،‬ومن أنفعها أن يجلس عندما يريد النوم ل ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه ثم يجدد له توبة نصوحا بينه‬
‫وبين ال فينام على تلك التوبة ويعزم على أن ل يعود إلى الذنب إذا استيقظ ويفعل هذا كل ليلة ‪ ،‬فإن مات من ليلته مات على توبة وإن‬
‫استيقظ مستقبل للعمل مسرورا بتأخير الجل ‪ ،‬وليس للعبد أنفع من هذه التوبة ول سيما إذا عقب ذلك بذكر ال واستعمال السنن التي‬
‫وردت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم عند النوم حتى يغلبه النوم فمن أراد ال به خيرا وفقه لذلك ول قوة إل بال ‪.‬‬

‫وأما المفصل فمنها ما رواه مسلم في صحيحه من حديث سلمان الفارسي رضي ال عنه قال ‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول ‪ » " :‬رباط يوم في سبيل ال خير من صيام شهر وقيامه وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن‬
‫الفتان « " ‪.‬‬

‫وفي سنن الترمذي من حديث فضالة بن عبيد رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ » " :‬كل ميت يختم على عمله إل‬
‫الذي مات مرابطا في سبيل ال فإنه يجري عليه عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر « " ‪ .‬قال الترمذي حديث حسن صحيح ‪.‬‬

‫وتقدم ذكر الشهداء ‪ ،‬والذي يقرأ ) تبارك الملك ( فعن ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ » :‬ضرب رجل من أصحاب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم خباءه على قبر «‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(20‬‬

‫» وهو ل يحسب أنه قبر فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى النبي صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول ال ضربت خبائي‬
‫على قبر أنا ل أحسب أنه قبر فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها ‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬هي المانعة هي‬
‫المنجية تنجيه من عذاب القبر « " قال الترمذي حديث حسن غريب ‪.‬‬

‫قال المام المحقق ابن القيم في كتاب الروح ‪ :‬روينا في مسند عبد بن حميد عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة » عن ابن عباس‬
‫ك { ( احفظها وعلمها أهلك‬
‫ك اّلِذي ِبَيِدِه اْلُمْل ُ‬
‫رضي ال عنهما أنه قال لرجل أل أتحفك بحديث تفرح به ؟ قال الرجل بلى قال اقرأ ) } َتَباَر َ‬
‫وولدك وصبيان بيتك وجيرانك فإنها المنجية والمجادلة تجادل أو تخاصم يوم القيامة عند ربها لقارئها وتطلب له إلى ربها أن ينجيه من‬
‫عذاب القبر ‪ -‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي « " ‪.‬‬

‫قال أبو عمر بن عبد البر ‪ :‬وصح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ » " :‬إن سورة ثلثين آية شفعت في صاحبها حتى غفر له‬
‫‪ -‬تبارك الذي بيده الملك « "‬

‫) تنبيهات (‬

‫الول ‪ :‬أنكرت الملحدة والزنادقة عذاب القبر وسعته وضيقه وكونه حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة وأنكروا جلوس‬
‫الميت في قبره ‪ ،‬قالوا وقد وضعوا على صدر الميت زيبقا فكشفوا عنه فوجدوه بحاله ولم يجدوا فيه ملئكة يضربون الموتى بمطارق من‬
‫حديد ول وجدوا حيات ول عقارب ول نيرانا وأجنبوا وأجلبوا مثل هذه الوساوس والترهات ‪ ،‬وقال إخوانهم من أهل البدع والضلل كل‬
‫حديث يخالف مقتضى العقول نقطع بتخطئة ناقله ‪ ،‬قالوا ونحن نرى المصلوب على الخشبة المدة الطويلة ل يسأل ول يجيب ول يتحرك‬
‫ول يتوقد جسمه نارا ‪ ،‬قالوا ومن افترسته السباع ونهشته الطير وتفرقت أجزاؤه في حواصل الطيور وأجواف السباع وبطون الحيتان‬
‫ومدارج الرياح كيف يسأل ؟ وكيف يصير القبر على مثل هذا روضة أو حفرة ؟ وكيف يتسع قبره أو يضيق ؟ وأكثروا من هذا الهذيان ‪.‬‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(21‬‬

‫وأجاب عن ذلك أئمة الحق من علماء السنة وأمناء المة بما يقمع المفترين ويقلع عن الشاكين ‪ ،‬منهم المام المحقق ابن القيم في كتاب‬
‫الروح فإنه أجاب عن ذلك بعدة أجوبة ) منها ( أن الرسل عليهم الصلة والسلم لم تخبر بما تحيله العقول بل أخبارهم قسمان ‪ :‬أحدهما ما‬
‫يشهد العقل والفطرة السليمة به والثاني ‪ :‬ما ل تدركه العقول بمجردها كالغيوب التي أخبروا بها عن تفاصيل البرزخ واليوم الخر‬
‫والثواب والعقاب فل يكون خبرهم محال في العقول أصل ‪ .‬والحاصل أن النبياء ل تأتي بمحالت العقول بل بمحاراتها فكل خبر يظن‬
‫أن العقل يحيله فل يخلو من أحد أمرين إما خطأ في النقل أو فساد في العقل فتكون شبهة خيالية ظن صاحبها أنها أمر عقلي صريح‬
‫ق { وأما الذين في قلوبهم زيغ‬
‫حّ‬‫ك ُهَو اْل َ‬
‫ن َرّب َ‬
‫ك ِم ْ‬
‫ل ِإَلْي َ‬
‫ن ُأوُتوا اْلِعْلَم اّلِذي ُأْنِز َ‬
‫والحال أنه خيال وهمي غير صحيح قال تعالى } َوَيَرى اّلِذي َ‬
‫فل يزدادون إل رجسا على رجسهم ‪.‬‬
‫) ومنها ( أن يضم إلى خبر الرسول مراده من غير غلو ول تقصير ول يحمل كلمه على ما ل يحتمله ول يقصر به عن مراده وعما‬
‫قصده من الهدى والبيان وبإهمال ذلك حصل ما حصل من الضلل والعدول عن نهج الصواب ‪.‬‬

‫) ومنها ( أن ال سبحانه جعل الدور ثلثة ‪ ،‬دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار ‪ ،‬وجعل لكل دار أحكاما تختص بها ‪ ،‬وركب هذا‬
‫النسان من بدن ونفس وجعل أحكام الدنيا على البدان ‪ ،‬والرواح تبع لها ‪ ،‬ولهذا جعل أحكام الشريعة مرتبة على ما يظهر من حركات‬
‫النسان والجوارح وإن أضمرت النفوس خلفه ‪ ،‬فالعقوبات الدنيوية تقع على البدن الظاهر وتتألم الروح بالتبعية ‪ ،‬وجعل أحكام البرزخ‬
‫على الرواح ‪ ،‬والبدان تبع لها ‪ ،‬فكما تبعت الرواح البدان في أحكام الدنيا فتألمت بألمها والتذت براحتها ولذتها وكانت هي المباشرة‬
‫لسباب النعيم والعذاب فكذلك تبعت البدان الرواح في نعيمها وعذابها وكان العذاب والنعيم على الروح ولها بالصالة والبدن تابع‬
‫للروح في ذلك عكس دار الدنيا ‪ ،‬فإذا كان يوم حشر الجساد وقيام الناس من قبورهم لدار القرار والمعاد صار الحكم من النعيم والعذاب‬
‫وغيرهما على الرواح والجساد باديا ظاهرا أصل وما أخبر به الرسول صلى ال عليه وسلم من عذاب القبر‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(22‬‬

‫ونعيمه من هذا القبيل ‪ ،‬فإذا ظهر للذوق السليم طابق العقل المستقيم ‪.‬‬

‫) ومنها ( أن ال تعالى جعل أمر الخرة وما كان متصل بها غيبيا وحجبها عن إدراك العقول في هذه الدار وذلك من كمال حكمته‬
‫وليتميز الذين آمنوا بالغيب من غيرهم ‪ ،‬فأول ذلك الملئكة تنزل على المحتضر وتجلس قريبا منه ويشاهدهم عيانا ويتحدثون عنده ومعه‬
‫وربما كلمهم ورد أجوبة لهم ‪ ،‬وتكون معهم الكفان والحنوط إما من الجنة وإما من النار ‪.‬‬

‫ويؤمنون على دعاء الحاضرين بالخير والشر وقد يسلمون على المحتضر ويرد عليهم السلم تارة بلفظه وتارة بإشارة وتارة بقلبه إذا لم‬
‫يتمكن من النطق والشارة وقد سمع بعض المحتضرين يقول أهل وسهل ومرحبا بهذه الوجوه ‪ .‬ومن ذلك حكايات كثيرة وقد شاهدنا من‬
‫ذلك ما لم يخطر بالبال ول يتصوره الخيال ‪.‬‬

‫) ومنها ( أن النار التي في القبر ليست من نار الدنيا فيشاهدها من شاهد نار الدنيا وإنما هي من نار الخرة فهي وإن كانت أشد من نار‬
‫الدنيا إل أن شدتها على من هي له وعليه دون من مسها من أهل الدنيا ‪ ،‬بل ربما دفن الرجلن في قبر واحد فيكون أحدهما في روضة‬
‫ونعيم والخر في حفرة وعذاب أليم وقدرة الرب أعظم وأعجب من ذلك ولكن الكافرون ل يشعرون ‪.‬‬

‫) ومنها ( أن ال سبحانه وتعالى يحدث في هذه الدار ما هو أعجب من ذلك فهذا جبريل عليه السلم كان ينزل على النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم ويتمثل له رجل فيكلمه بكلم يسمعه ومن إلى جانب النبي صلى ال عليه وسلم ل يراه وكذلك غيره من النبياء ‪ ،‬وكانت الملئكة‬
‫تضرب الكفار بالسياط وتضرب رقابهم وتصيح بهم والمسلمون معهم ل يرونهم ول يسمعون كلمهم ‪ ،‬وال سبحانه وتعالى حجب ابن آدم‬
‫عن كثير مما يحدث في الرض وهو بينهم فهذا جبريل كان يدارس النبي صلى ال عليه وسلم القرآن والحاضرون ل يسمعونه ‪.‬‬

‫وكيف يستنكر من عرف ال وأقر بقدرته أن يحدث حوادث يصرف عنها أبصار خلقه وأسماعهم حكمة منه ورحمة بهم لنهم ل يطيقون‬
‫رؤيتها وسماعها والعبد أضعف بصرا وسمعا من أن يثبت لمشاهدة عذاب القبر وكثير ممن أشهده ال ذلك ضعف وغشي عليه ولم ينتفع‬
‫بالعيش زمنا ‪ ،‬وبعضهم كشف قناع قلبه فمات ‪.‬‬

‫وسر المسألة أن‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(23‬‬

‫توسعة القبر وضيقه وإضاءته وخضرته وناره ليس من جنس المعهود في هذا العالم ‪ ،‬وال سبحانه إنما أشهد عباده هذه الدار وما كان‬
‫فيها ومنها وأما ما كان من أمر الخرة فقد أسبل عليه الغطاء ليكون القرار به واليمان سببا لسعادتهم ولو كشف عنه الغطاء لكان‬
‫مشاهدا عيانا وفاتته نتيجة اليمان بالغيب وما يترتب على ذلك من الثواب ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬وحاصل ذلك أن ما أخبر به الصادق المصدوق وجب اليمان به وقد تواتر عنه ذلك كما قدمنا ولم تحله العقول وحيث كان ممكنا‬
‫فمعارضة صحيح الخبار إلحاد ‪ ،‬وهو كما أنه مقتضى السنة الصحيحة متفق عليه بين أهل السنة قال المروذي قال أبو عبد ال المام‬
‫أحمد رضي ال عنه ‪ :‬عذاب القبر حق ل ينكره إل ضال مضل ‪ .‬وقال حنبل ‪ :‬قلت لبي عبد ال في عذاب القبر فقال هذه أحاديث صحاح‬
‫نؤمن بها ونقر بها ‪ ،‬كلما جاء عن النبي صلى ال عليه وسلم إسناد جيد أقررنا به ‪ ،‬إذا لم نقر بما جاء به الرسول ودفعناه ورددناه رددنا‬
‫عْنُه َفاْنَتُهوا { ‪ .‬قلت وعذاب القبر حق ؟ قال ‪ :‬حق يعذبون في‬
‫خُذوُه َوَما َنَهاُكْم َ‬
‫ل َف ُ‬
‫سو ُ‬
‫على ال أمره ‪ ،‬قال ال تعالى } َوَما آَتاُكُم الّر ُ‬
‫القبور ‪ .‬قال وسمعت أبا عبد ال يقول ‪ :‬نؤمن بعذاب القبر وبمنكر ونكير ) وأن العبد يسأل في قبره فيثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت‬
‫في الحياة الدنيا وفي الخرة في القبر ‪ .‬وقال أحمد بن القاسم ‪ :‬قلت يا أبا عبد ال نقر بمنكر ونكير ( ‪ .‬وما يروى في عذاب القبر ؟ فقال‬
‫سبحان ال نعم نقر بذلك ‪ ،‬قلت هذه اللفظة نقول منكر ونكير هكذا أو نقول ملكين ؟ قال ‪ :‬منكر ونكير ‪ .‬قلت يقولون ليس في حديث منكر‬
‫ونكير ؟ قال هو هكذا ‪ -‬يعني أنهما منكر ونكير ‪.‬‬

‫قال المام ابن القيم في كتابه الروح ‪ :‬وأما أئمة أهل البدع والضلل فقال أبو الهذيل وبشر المريسي ‪ :‬من خرج عن سنة اليمان فإنه‬
‫يعذب بين النفختين ‪ ،‬قال والمسألة في القبر إنما تقع في ذلك الوقت ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬وأثبت الجبائي وابنه والبلخي عذاب القبر لكنهم نفوه‬
‫عن المؤمنين وأثبتوه لصحاب التخليد من الكفار والفساق على أصولهم وبال التوفيق ‪.‬‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(24‬‬

‫) التنبيه الثاني (‬

‫الحق عند أهل السنة أن عذاب القبر على النفس والبدن ‪ ،‬قال شيخ السلم ابن تيمية قدس ال روحه ‪ :‬العذاب والنعيم على النفس والبدن‬
‫جميعا باتفاق أهل السنة والجماعة ‪ ،‬تنعم النفس وتعذب منفردة عن البدن ‪ ،‬وتنعم وتعذب متصلة بالبدن والبدن متصل بها ‪ ،‬فيكون النعيم‬
‫والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعين كما يكون على الروح منفردة عن البدن ‪ .‬وهل يكون العذاب والنعيم للبدن بدون الروح ؟ فيه‬
‫قولن مشهوران لهل الحديث والسنة وأهل الكلم ‪ .‬قال شيخ السلم ‪ :‬وفي المسألة أقوال شاذة ليست من أقوال أهل السنة والحديث ‪،‬‬
‫أحدها قول من يقول إن النعيم والعذاب ل يكون إل على الروح وإن البدن ل ينعم ول يعذب ‪ .‬قال وهذا تقوله الفلسفة المنكرون لمعاد‬
‫البدان ‪ ،‬وهؤلء كفار بإجماع المسلمين ‪ ،‬ويقوله كثير من أهل الكلم من المعتزلة وغيرهم الذين يقرون بمعاد البدان لكن يقولون ل‬
‫يكون ذلك في البرزخ وإنما يكون عند القيام من القبور ‪ ،‬وهؤلء ينكرون عذاب البدن في البرزخ فقط ‪ ،‬ويقولون إن الرواح هي المنعمة‬
‫والمعذبة في البرزخ فإذا كان يوم القيامة عذبت الروح والبدن معا ‪ ،‬قال وهذا قاله طوائف من المسلمين من أهل الكلم والحديث وغيرهم‬
‫وهو اختيار ابن حزم وابن ميسرة ‪ ،‬قال وهذا ليس من القوال الشاذة بل هو مضاف إلى قول من يقر بعذاب القبر ويقر بالقيامة ويثبت‬
‫معاد البدان والرواح ‪ ،‬ولكن هؤلء لهم في عذاب القبر ثلثة أقوال ‪ ،‬على الروح فقط ‪ ،‬عليها وعلى البدن بواسطتها ‪ ،‬على البدن فقط ‪،‬‬
‫وقد يضم إلى ذلك القول الثاني وهو قول من يثبت عذاب القبر ويجعل الروح هي الحياة ‪ -‬ويجعل الشاذ قول منكر عذاب البدان مطلقا‬
‫وقول من ينكر عذاب البرزخ مطلقا ؟ فإذا جعلت القوال الشاذة ثلثة ) فالقول الثاني ( الشاذ قول من يقول إن الروح بمفردها ل تنعم ول‬
‫تعذب وإنما الروح هي الحياة وهذا‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(25‬‬

‫يقوله طوائف من أهل الكلم من المعتزلة والشعرية كالقاضي أبي بكر الباقلني وغيره وينكرون أن الروح تبقى بعد فراق البدن ‪ ،‬وهو‬
‫قول باطل ‪ ،‬وقد خالفه أصحابه أبو المعالي الجويني وغيره ‪ ،‬بل قد ثبت بالكتاب والسنة واتفاق المة أن الروح تبقى بعد فراق البدان‬
‫وأنها منعمة أو معذبة ‪.‬‬

‫قال والفلسفة اللهيون يقرون بذلك لكن ينكرون معاد البدان ‪ ،‬وهؤلء يقرون بمعاد البدان لكن ينكرون معاد الرواح ونعيمها وعذابها‬
‫بدون البدان ‪ ،‬وكل القولين خطأ وضلل ‪ .‬نعم قول الفلسفة أبعد عن أقوال أهل السلم وإن وافقهم عليه من يعتقد أنه يتمسك بدين‬
‫السلم بل يظن أنه من أهل المعرفة والتصوف و ) التحقيق في ( الكلم ‪.‬‬

‫) القول الثالث ( من الشواذ قول من يقول إن البرزخ ليس فيه نعيم ول عذاب بل ) ل ( يكون ذلك حتى تقوم الساعة الكبرى كما يقول‬
‫ذلك بعض المعتزلة وغيرهم ممن ينكر عذاب القبر ونعيمه بناء على أن الروح ل تبقى بعد فراق البدن وأن البدن ل ينعم ول يعذب ‪،‬‬
‫فجميع هؤلء الطوائف ضلل في أمر البرزخ إل أنهم خير من الفلسفة لنهم مقرون بالقيامة الكبرى ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫فإذا علمت هذه القوال وعرفت بطلنها فاعلم أن مذهب سلف المة وأئمتها أن النسان إذا مات يكون في نعيم أو عذاب وأن ذلك يحصل‬
‫لروحه وبدنه وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبة وأنها تتصل بالبدن أحيانا فيحصل له معها النعيم والعذاب ثم إذا كان يوم‬
‫القيامة الكبرى أعيدت الرواح إلى الجساد وقاموا من قبورهم إلى رب المعاد ‪ ،‬قال ابن القيم ‪ :‬والذين قالوا إن عذاب القبر يجري على‬
‫الميت من غير رد الرواح إلى الجساد وأن الميت يجوز أن يألم ويحس باللم ويعلم بل روح هم جماعة من الكرامية ومن وافقهم ‪ ،‬وقال‬
‫جماعة من المعتزلة إن ال سبحانه يعذب الموتى في قبورهم ويحدث فيهم اللم وهم ل يشعرون فإذا حشروا وجدوا تلك اللم وأحسوا‬
‫بها ‪ ،‬قالوا وسبيل المعذبين من الموتى سبيل السكران والمغمى عليه لو ضربوهم لم يجدوا اللم فإذا عاد إليهم العقل أحسوا بألم الضرب‬
‫‪ ،‬وأنكر جماعة منهم عذاب القبر رأسا مثل ) ضرار ( بن عمرو ويحيى‬
‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(26‬‬

‫بن كامل وهو قول المريسي فهذه أقوال أهل الحيرة والضلل وقد علمت مذهب سلف المة وأعيان الئمة وال أعلم ‪.‬‬

‫) الثالث (‬

‫تقدم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه قبر أو لم يقبر ‪ .‬وفي صحيح البخاري من حديث‬
‫سمرة بن جندب رضي ال عنه في ذكر منام النبي صلى ال عليه وسلم الطويل ورؤيته للمعذبين كيف يعذبون فإنه نص في عذاب البرزخ‬
‫‪ ،‬ورؤيا النبياء وحي مطابق لما في نفس المر وبال التوفيق ‪.‬‬

‫) الرابع (‬

‫زعم أبو محمد بن حزم في كتاب الملل والنحل له أن من ظن الميت يحيا في قبره قبل يوم القيامة فقد أخطأ قال لن اليات تمنع من ذلك‬
‫حِييُكْم { قال ولو‬ ‫حَياُكْم ُثّم ُيِميُتُكْم ُثّم ُي ْ‬
‫ل َوُكْنُتْم َأْمَواًتا َفَأ ْ‬
‫ن ِبا ِّ‬
‫ف َتْكُفُرو َ‬ ‫ن { وقوله تعالى } َكْي َ‬ ‫حَيْيَتَنا اْثَنَتْي ِ‬
‫ن َوَأ ْ‬
‫يعني قوله تعالى } َرّبَنا َأَمّتَنا اْثَنَتْي ِ‬
‫كان الميت يحيا في قبره لكان ال تعالى قد أماتنا ثلثا وأحيانا ثلثا ‪ ،‬قال وهذا باطل وخلف القرآن إل من أحياه ال تعالى آية لنبي من‬
‫النبياء والذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم ال موتوا ثم أحياهم ‪ ،‬والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها‬
‫سُ‬
‫ل‬ ‫ت َوُيْر ِ‬
‫عَلْيَها اْلَمْو َ‬
‫ضى َ‬ ‫ك اّلِتي َق َ‬ ‫سُ‬ ‫ت ِفي َمَناِمَها َفُيْم ِ‬ ‫ن َمْوِتَها َواّلِتي َلْم َتُم ْ‬
‫حي َ‬
‫س ِ‬
‫لْنُف َ‬
‫ل َيَتَوّفى ا َْ‬‫‪ ،‬من خصه نص ‪ ،‬وكذلك قوله تعالى ‪ } :‬ا ُّ‬
‫سّمى { قال فصح بنص القرآن أن أرواح سائر من ذكرنا ل ترجع إلى أجسادهم إل إلى أجل مسمى وهو يوم القيامة ‪،‬‬ ‫ل ُم َ‬
‫جٍ‬‫خَرى ِإَلى َأ َ‬
‫لْ‬
‫ا ُْ‬
‫وذكر من مثل هذه تخيلت وهي آيات محكمات حملها على غير محاملها ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ولم يأت قط عن رسول ال صلى ال عليه وسلم في‬
‫خبر صحيح أن أرواح الموتى ترد إلى أجسادهم عند المسألة ولو صح ذلك لقلنا به ‪ .‬قال وإنما تفرد بهذه الزيادة من رد الرواح إلى‬
‫الجساد في القبور المنهال بن عمرو وليس بالقوي تركه شعبة وغيره وقال فيه المغيرة بن مقسم الضبي ‪ -‬وهو أحد الئمة ‪: -‬‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(27‬‬

‫ما جازت للمنهال بن عمرو قط شهادة في السلم ‪ -‬على ما قد نقل وسائر الخبار الثابتة على خلف ذلك ‪ ،‬قال وهذا الذي قلناه هو الذي‬
‫صح أيضا عن الصحابة ‪ ،‬وذكر آثارا يزعم أنها تدل على ما قال ‪.‬‬

‫قال المام المحقق ابن القيم ‪ :‬إن أراد ابن حزم بقوله من ظن أن الميت يحيا في قبره الحياة المعهودة في الدنيا التي تقوم فيها الروح بالبدن‬
‫وتصرفه وتدبره ويحتاج معها إلى الطعام والشراب واللباس فهذا خطأ كما قال والحس والعقل يكذبه كما يكذبه النص وإن أراد به حياة‬
‫أخرى غير هذه الحياة بل تعاد إليه الروح إعادة غير العادة المألوفة في الدنيا ليسأل ويمتحن في قبره فهذا حق ونفيه خطأ وقد دل عليه‬
‫النص الصحيح الصريح وهو قوله ‪ » " :‬فتعاد روحه في جسده « " في حديث البراء بن عازب رضي ال عنهما قال ‪ » :‬كنا في جنازة‬
‫في بقيع الغرقد فأتانا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله كأن على رءوسنا الطير وهو يلحد فقال ‪ " :‬أعوذ بال من عذاب‬
‫القبر " ثلث مرات ثم قال ‪ " :‬إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال على الخرة وانقطاع من الدنيا نزلت إليه الملئكة كأن وجوههم الشمس‬
‫فجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من ال ورضوان ‪ ،‬قال‬
‫فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك‬
‫الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الرض ‪ ،‬قال فيصعدون بها « ‪ -‬الحديث ‪. -‬‬

‫وفيه ‪ » :‬فيقول ال تعالى اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ‪،‬‬
‫فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولن له من ربك ؟ فيقول ربي ال ‪ ،‬فيقولن له ما دينك ؟ فيقول ديني السلم ‪ ،‬فيقولن له‬
‫ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول هو رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فيقولن له وما علمك ؟ فيقول قرأت كتاب ال فآمنت به‬
‫وصدقت « ‪ -‬الحديث ‪. -‬‬

‫وكذلك في حق الكافر وفيه ‪ :‬فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه ‪ -‬الحديث ‪ -‬رواه المام أحمد وأبو داود وروى النسائي وابن‬
‫ماجه أوله ورواه أبو عوانة السفرائيني ‪.‬‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(28‬‬

‫قال ابن القيم ‪ :‬إن قوله " » ثم تعاد روحه في جسده « " ل يدل على حياة مستقرة وإنما يدل على إعادة لها في البدن وتعلق به ‪ ،‬والروح‬
‫لم تزل متعلقة ببدنها وإن بلي وتمزق ‪ ،‬وسر ذلك أن الروح لها خمسة أنواع من التعلق متغايرة الحكام ) أحدها ( تعلقها به في بطن أمه‬
‫جنينا ) الثاني ( تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الرض ) الثالث ( تعلقها به في حال النوم فلها به تعلق من وجه ومفارقة من وجه )‬
‫الرابع ( تعلقها به في البرزخ فإنها وإن فارقته وتجردت عنه فإنها لم تفارقه فراقا كليا بحيث ل يبقى لها إليه التفات ألبتة ‪ ،‬وقد ذكرنا من‬
‫الحاديث ما يدل على ردها إليه ‪.‬‬

‫وكذلك ثبت أنها ترد إليه عند سلم المسلم وهذا الرد إعادة خاصة ل توجب حياة البدن قبل يوم القيامة ) الخامس ( تعلقها به يوم بعث‬
‫الجساد وهو أكمل تعلقاتها بالبدن ول نسبة لما قبله من أنواع التعلق إليه إذ هو تعلق ل يقبل البدن معه موتا ول نوما ول فسادا ‪ .‬وقول‬
‫ابن حزم في المنهال ما قال تحامل منه بارد فالمنهال بن عمرو أحد الثقات العدول ‪ ،‬قال المام يحيى بن معين ‪ :‬المنهال ثقة ‪ .‬وقال‬
‫العجلي ‪ :‬كوفي ثقة ‪ .‬وأعظم ما قيل فيه أنه سمع في بيته صوت غناء ‪ ،‬وهذا ل يوجب القدح في روايته ‪.‬‬

‫وتضعيف ابن حزم له غير معتبر فإنه لم يذكر موجبا لتضعيفه غير تفرده بقوله " » فتعاد روحه في جسده « " وقد استدرك عليه زعمه‬
‫تفرده بها المام المحقق ابن القيم وبين أنه لم ينفرد بها بل رواها غيره ‪ ،‬وقد روي ما هو أبلغ منها ونظيرها كقوله " فترد إليه روحه " ‪.‬‬

‫وقوله " فيستوي جالسا " وقوله " فيجلساه " وقوله ‪ :‬فيجلس في قبره " وكلها أحاديث صحاح ل مغمز فيها والحاديث الصحيحة صريحة‬
‫بخلف ما زعم ابن حزم وأطال ابن القيم في ذلك بما يشفي ويكفي وبال التوفيق ‪.‬‬

‫) ) فصل ( (‬

‫في ذكر الرواح والكلم عليها وقد أشار إلى قطرة من بحر لجي من متعلقاتها فقال ‪:‬‬

‫) ) وإن أرواح الورى لم تعدم ‪ ...‬مع كونها مخلوقة فاستفهم ( (‬

‫) ) و ( ( مما ينبغي العلم به ) ) إن أرواح ( ( بني آدم جمع روح ‪ ،‬قد اختلف في حقيقتها وهل هي النفس أو غيرها ؟ وهل هي جزء من‬
‫البدن‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(29‬‬

‫أو عرض من أعراضه أو جسم مساكن له مودع فيه أو جوهر مجرد ؟ قد تكلم الناس في هذه المسائل من سائر الطوائف واضطربت فيها‬
‫ن َأْمِر َرّبي {‬
‫ح ِم ْ‬
‫ل الّرو ُ‬
‫ح ُق ِ‬
‫ن الّرو ِ‬
‫عِ‬‫ك َ‬
‫سَأُلوَن َ‬
‫أقوالهم وكثر فيها خطأهم ‪ ،‬ومن الناس من أمسك عن الكلم والخوض فيها لقوله تعالى } َوَي ْ‬
‫الية وهدى ال أتباع الرسول وسلف المة وأهل السنة لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه وال يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ‪.‬‬

‫قال المام ابن القيم بعد ما ساق أقوال الناس في حقيقة الروح على اختلف مذاهبهم وتباين آرائهم وذكر عدة مذاهب وزيفها ثم قال ‪:‬‬
‫والصحيح أن الروح جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس وهو جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك ينفذ في جوهر العضاء‬
‫ويسري فيها سريان الماء في الورد وسريان الدهن في الزيتون والنار في الفحم ‪ ،‬فما دامت هذه العضاء صالحة لقبول الثار الفائضة‬
‫عليها من هذا الجسم اللطيف بقي هذا الجسم اللطيف متشابكا بهذه العضاء وأفادها هذه الثار من الحس والحركة والرادة ‪ ،‬وإذا فسدت‬
‫هذه العضاء بسبب استيلء الخلط الغليظة عليها وخرجت عن قبول تلك الثار فارق الروح البدن وانفصل إلى عالم الرواح ‪.‬‬

‫قال وهذا القول هو الصواب في المسألة وهو الذي ل يصح غيره وكل القوال سواه باطلة وعليه دل الكتاب والسنة وإجماع الصحابة‬
‫وأدلة العقل والفطرة ‪ .‬وذكر له مائة دليل وخمسة عشر دليل وأجاد وأفاد وزيف كلم ابن سينا وابن حزم وأمثالهما ونحوهما ‪.‬‬

‫) فائدة (‬

‫ذكر بعض المتكلمين أن محل الروح القلب واستدل له بحديث ابن عساكر أن النبي صلى ال عليه وسلم قال " » أما النفس ففي القلب‬
‫والقلب بالنياط والنياط يسقي العروق فإذا هلك القلب انقطع العرق « " ‪ .‬وهذا حديث مرسل ‪ ،‬وقال الحافظ ابن حجر في الصابة ‪ :‬فيه‬
‫غريب كثير وأسانيده ضعيفة جدا وال أعلم ‪.‬‬

‫وأما اختلف الناس في الروح وهل هي النفس أو غيرها ؟ فمن الناس من قال هما اسمان لمسمى واحد ‪ ،‬وهذا قول الجمهور ‪ ،‬وقيل بل‬
‫هما متغايران ‪ ،‬قال المام المحقق ابن القيم في كتاب الروح ‪ :‬النفس‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(30‬‬


‫تطلق على أمور ) أحدها ( الروح قال الجوهري النفس الروح يقال خرجت نفسه قال أبو خراش ‪:‬‬

‫نجا سالما والنفس منه بشدقه ‪ ...‬ولم ينج إل جفن سيف ومئزر‬

‫أي بجفن سيف ومئزر والنفس الدم يقال ‪ :‬سالت نفسه ‪ ،‬وفي الحديث ‪ » " :‬ما ل نفس له سائلة ل ينجس الماء إذا مات فيه « " ‪ .‬والنفس‬
‫الجسد قال الشاعر ‪:‬‬

‫نبئت أن بني تميم أدخلوا ‪ ...‬أبياتهم تامور نفس المنذر‬

‫والتامور الدم ‪ ،‬والنفس العين يقال أصابت فلنا نفس أي عين ‪ .‬قال ابن القيم ‪ :‬ليس كما قال فالنفس هاهنا الروح ونسبة الصابة إلى العين‬
‫سُكْم { ‪} -‬‬ ‫عَلى َأْنُف ِ‬
‫سّلُموا َ‬
‫توسع لنها تكون بواسطة النظر والذي أصابه إنما هو نفس العائن ‪ .‬وتطلق النفس على الذات كقوله تعالى ‪َ } :‬ف َ‬
‫ت َرِهيَنٌة { وتطلق النفس على الروح وحدها كقوله‬ ‫سَب ْ‬
‫س ِبَما َك َ‬
‫ل َنْف ٍ‬
‫سَها { ‪ُ } -‬ك ّ‬
‫ن َنْف ِ‬
‫عْ‬‫ل َ‬ ‫جاِد ُ‬‫س ُت َ‬
‫ل َنْف ٍ‬
‫سُكْم { ‪َ } -‬يْوَم َتْأِتي ُك ّ‬ ‫ل َتْقُتُلوا َأْنُف َ‬
‫َو َ‬
‫سُم‬
‫ل ُأْق ِ‬
‫سوِء { ‪َ } -‬و َ‬ ‫لّماَرٌة ِبال ّ‬
‫س َ‬
‫ن الّنْف َ‬
‫ن اْلَهَوى { وقوله } ِإ ّ‬‫عِ‬ ‫س َ‬
‫سُكُم { ‪َ } -‬وَنَهى الّنْف َ‬‫جوا َأْنُف َ‬‫خِر ُ‬‫طَمِئّنُة { ‪َ } -‬أ ْ‬
‫س اْلُم ْ‬
‫تعالى } َيا َأّيُتَها الّنْف ُ‬
‫س الّلّواَمِة { ‪.‬‬ ‫ِبالّنْف ِ‬

‫شاُء‬
‫ن َي َ‬
‫عَلى َم ْ‬
‫ن َأْمِرِه َ‬ ‫ح ِم ْ‬‫وأما الروح فل تطلق على البدن ل بانفراده ول مع النفس ‪ ،‬وتطلق الروح على القرآن كقوله تعالى } ُيْلِقي الّرو َ‬
‫ن { وإنما‬‫ل َأَنا َفاّتُقو ِ‬
‫ل ِإَلَه ِإ ّ‬
‫ن َأْنِذُروا َأّنُه َ‬
‫عَباِدِه َأ ْ‬
‫ن ِ‬
‫شاُء مِ ْ‬
‫ن َي َ‬
‫عَلى َم ْ‬
‫ن َأْمِرِه َ‬
‫ح ِم ْ‬
‫لِئَكَة ِبالّرو ِ‬
‫ل اْلَم َ‬
‫ق { وقال } ُيَنّز ُ‬
‫لِ‬‫عَباِدِه ِلُيْنِذَر َيْوَم الّت َ‬
‫ن ِ‬
‫ِم ْ‬
‫سمى ذلك روحا لما يحصل به من الحياة النافعة فإن الحياة بدونه ل تنفع صاحبها ألبتة بل حياة الحيوان البهيم خير منها وأسلم عاقبة ‪.‬‬

‫وسميت الروح روحا لن بها حياة البدن وكذلك سميت الريح ريحا لما يحصل بها من الحياة وهي من ذوات الواو ولهذا تجمع على أرواح‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬

‫إذا هبت الرواح من نحو أرضكم ‪ ...‬وجدت لمسراها على كبدي بردا‬

‫ومنها الروح والريحان والستراحة ‪ ،‬فسميت النفس روحا لحصول الحياة بها وسميت نفسا ‪ ،‬إما من الشيء النفيس لنفاستها وشرفها ‪،‬‬
‫وإما من تنفس الشيء إذا خرج فلكثرة خروجها ودخولها في البدن سميت نفسا ‪ ،‬ومنه النفس‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(31‬‬

‫بالتحريك ‪ ،‬فإن العبد كلما نام خرجت منه فإذا استيقظ رجعت إليه فإذا مات خرجت خروجا كليا فإذا دفن عادت إليه فإذا سئل خرجت منه‬
‫فإذا بعث عادت إليه أي رجعت له ‪.‬‬

‫قال المام ابن القيم فالفرق بين النفس والروح فرق بالصفات ل فرق بالذات وإنما سمي الدم نفسا لن خروجه الذي يكون مع الموت‬
‫يلزم خروج النفس وأن الحياة ل تتم إل به كما ل تتم إل بالنفس فلهذا المعنى قال السموأل ‪:‬‬

‫تسيل على حد الظبات نفوسنا ‪ ...‬وليست على غير الظبات تسيل‬

‫ويقال ‪ :‬فاضت نفسه وخرجت نفسه وفارقت كما يقال خرجت روحه وفارقت ولكن الفيض الندفاع بكثرة وسرعة يقال ‪ :‬أفاض إذا دفع‬
‫باختياره وإرادته وفاض إذا دفع قهرا وقسرا فال سبحانه هو الذي يفيضها عند الموت فتفيض هي ‪ .‬وقالت فرقة من أهل الحديث والفقه‬
‫والتصوف ‪ :‬الروح غير النفس ‪ ،‬قال مقاتل بن سليمان ‪ :‬للنسان حياة وروح ونفس فإذا نام خرجت نفسه التي يعقل بها الشياء ولم تفارق‬
‫الجسد بل تخرج كحبل ممتد له شعاع فيرى الرؤيا بالنفس التي خرجت منه وتبقى الحياة والروح في الجسد فبه ينقلب ويتنفس فإذا حرك‬
‫رجعت إليه الروح ) ؟ ( أسرع من طرفة عين فإذا أراد ال تعالى أن يميته في المنام أمسك تلك النفس التي خرجت ‪.‬‬

‫وقال أيضا ‪ :‬إذا نام خرجت نفسه وصعدت إلى فوق فإذا رأت الرؤيا رجعت فأخبرت الروح وتخبر الروح القلب فيصبح ويعلن أنه قد‬
‫رأى كيت وكيت ‪.‬‬

‫وقال أبو عبد ال بن منده من علمائنا ‪ :‬ثم اختلفوا في معرفة الروح والنفس فالنفس طينية نارية والروح نورية روحانية ‪ .‬وزعم بعضهم‬
‫أن الروح لهوتية والنفس ناسوتية وأن الخلق بها ابتلي ‪.‬‬
‫وقال طائفة من أهل الثر إن الروح غير النفس والنفس غير الروح وقوام النفس بالروح ‪ ،‬والنفس صورة العبد والهوى والشهوة والبلء‬
‫معجون فيها ول عدو أعدى لبن آدم منها ‪ ،‬فالنفس ل تريد إل الدنيا ول تحب إل إياها ‪ ،‬والروح تدعو إلى الخرة وتؤثرها ‪ ،‬وجعل‬
‫الهوى تبعا للنفس والشيطان مع النفس والهوى ‪ ،‬وجعل الملك مع العقل والروح وال سبحانه وتعالى يمدهما بإلهامه وتوفيقه ‪.‬‬

‫وقال بعضهم الرواح من أمر ال أخفى حقيقتها وعلمها عن‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(32‬‬

‫الخلق ‪ .‬وقال بعضهم الرواح نور من نور ال وحياة من حياة ال ‪ .‬وقالت طائفة للمؤمن ثلثة أرواح وللكافر والمنافق روح واحدة ‪.‬‬
‫وقال بعضهم للنبياء والصديقين خمسة أرواح ‪ .‬وقال بعضهم الرواح روحانية خلقت من الملكوت فإن صفت رجعت إلى الملكوت ‪.‬‬

‫ذكر هذا كله المام ابن القيم في كتابه الروح ثم قال قلت الروح التي تتوفى وتفيض روح واحدة وهي النفس وأما ما يؤيد ال به أولياءه‬
‫ح ِمْنُه { وكذا التي أيد بها عيسى‬
‫ن َوَأّيَدُهْم ِبُرو ٍ‬
‫ليَما َ‬‫ب ِفي ُقُلوِبِهُم ا ِْ‬ ‫ك َكَت َ‬‫من الروح فهو روح أخرى غير هذه الروح كما قال تعالى } ُأوَلِئ َ‬
‫س { وكذلك الروح التي يلقيها على من يشاء‬ ‫ح اْلُقُد ِ‬
‫ك ِبُرو ِ‬ ‫ك ِإْذ َأّيْدُت َ‬
‫عَلى َواِلَدِت َ‬ ‫ك َو َ‬
‫عَلْي َ‬
‫ابن مريم عليه السلم في قوله تعالى } اْذُكْر ِنْعَمِتي َ‬
‫من عباده هي غير الروح التي في البدن ‪ ،‬وأما القوى التي في البدن وإن أطلق عليها أرواحا كما يقال الروح الباصرة والروح السامعة‬
‫والروح الشامة فهي قوى مودعة في البدان تموت بموت البدان وهي غير الروح التي ل تموت بموت البدن ول تبلى كما يبلى ‪ ،‬قال‬
‫وتطلق الروح على أخص من هذا كله وهو قوة المعرفة بال تعالى والنابة إليه ومحبته وانبعاث الهمة إلى طلبه وإرادته ونسبة هذا إلى‬
‫الروح كنسبة الروح إلى البدن فإذا فقدتها الروح كانت بمنزلة البدن إذا فقد روحه وهي الروح التي يؤيد بها أهل وليته ‪ ،‬ولهذا يقال فلن‬
‫فيه روح وفلن ما فيه روح ‪ ،‬وللمحبة روح ‪ ،‬وللنابة روح ‪ ،‬وللتوكل والصدق روح ‪ ،‬والناس متفاوتون في هذه الرواح أعظم تفاوت‬
‫فمنهم من تغلب عليه هذه الرواح فيصير روحانيا ومنهم من يفقدها فيصير أرضيا بهيميا وال المستعان ‪.‬‬

‫) ) الورى ( ( محله جر بالضافة إلى الرواح أي أرواح الورى ‪ ،‬قال في القاموس ‪ :‬الورى كفتي الخلق ‪ .‬والمراد بنو آدم ومثلهم الجن‬
‫فيما يظن لن التكليف والمعاد والحساب يشملهم ) ) لم تعدم ( ( بموت البدان التي كانت فيها ول تموت هي ول تفنى ‪ ،‬وزعمت طائفة‬
‫أنها تموت وتذوق الموت لنها نفس وكل نفس ذائقة الموت ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ودلت الدلة على أنه ل يبقى إل ال‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(33‬‬

‫حْكمُ‬
‫ل َوجَْهُه َلُه اْل ُ‬
‫ك ِإ ّ‬
‫يٍء َهاِل ٌ‬
‫ش ْ‬
‫ل َ‬
‫لْكَراِم { وقال تعالى } ُك ّ‬
‫ل َوا ِْ‬
‫لِ‬‫جَ‬
‫ك ُذو اْل َ‬
‫جُه َرّب َ‬
‫ن َوَيْبَقى َو ْ‬
‫عَلْيَها َفا ٍ‬
‫ن َ‬
‫ل َم ْ‬
‫تعالى وحده كما قال تعالى } ُك ّ‬
‫ن { قالوا ‪ :‬وإذا كانت الملئكة تموت فالنفوس البشرية أولى والدليل على عدمها عدم قدمها ولهذا قال الصواب عدم عدمها‬ ‫َوِإَلْيِه ُتْرجَُعو َ‬
‫) ) مع كونها ( ( أي الرواح ) ) مخلوقة ( ( ل تعالى ومحدثة ومربوبة أوجدها بعد أن لم تكن ) ) فاستفهم ( ( أي اطلب علم ذلك من‬
‫مظانه واستكشفه من مكامنه ‪ ،‬يقال فهم كفرح فهما ويحرك وهي أفصح وفهامة وفهامية علم الشيء وعرفه بالقلب وهو فهم ككتف سريع‬
‫الفهم واستفهمني طلب مني فهم المطلوب فأفهمته وفهمته ‪ ،‬فالفهم قوة من شأنها أن تعد النفس لكتساب الراء ‪ ،‬والذكاء جودة تلك القوة ‪،‬‬
‫والذهن قيل يرادف الفهم وقدمه في القاموس فقال ‪ :‬الذهن بالكسر الفهم والعقل وحفظ القلب والفطنة ‪.‬‬

‫وقال غيره الذهن هو نفس القوة والفهم استعمالها ‪ .‬وإنما حث على طلب الفهم في ذلك وإمعان التدقيق لدراك تلك المدارك لختلف‬
‫مقالت الناس في هذا المقام ولنه مزلة أقدام ومظنة أوهام ‪ .‬وحاصل ذلك أنه ذكر مسألتين عظيمتين الولى أن الروح مخلوقة محدثة‬
‫والثانية أن العدم ل يدركها والفناء ل يلحقها ‪ ،‬ولنذكر أدلة كل مسألة وحكمها وما فيها من الخطأ والصواب على حدتها ‪ ،‬ولنقدم أول ما‬
‫أخره في النظم نظرا للواقع فنقول ‪:‬‬

‫اعلم ‪ -‬رحمك ال ‪ -‬أن هذه المسألة زل فيها عالم وضل فيها طوائف من بني آدم وهدى ال أتباع رسله فيها للحق المبين والصواب‬
‫المستبين فأجمعت الرسل صلوات ال وسلمه عليهم على أن روح النسان محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبرة وهذا معلوم‬
‫بالضطرار من دين الرسل صلوات ال عليهم كما يعلم بالضطرار من دينهم أن العالم حادث وأن معاد البدان واقع وأن ال تعالى وحده‬
‫الخالق وكل ما سواه مخلوق له ‪ ،‬وقد انطوى عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم وهم القرون المفضلة على ذلك من غير اختلف بينهم‬
‫في حدوثها وأنها مخلوقة حتى نبغت نابغة ممن قصر فهمه في الكتاب والسنة فزعم أنها قديمة غير مخلوقة واحتج لذلك أنها من أمر ال‬
‫وأمر ال غير مخلوق وبأن ال أضافها إليه كما أضاف إليه علمه وكتابه‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(34‬‬

‫وقدرته وسمعه وبصره ويده ‪ .‬وتوقف آخرون فقالوا ل نقول مخلوقة ول غير مخلوقة ‪.‬‬
‫وقد سئل عن ذلك حافظ أصبهان أبو عبد ال بن منده من أعيان علمائنا فقال ‪ :‬أما بعد فإن سائل يسأل عن الروح التي جعلها ال سبحانه‬
‫قوام أنفس الخلق وأبدانهم وذكر أقواما تكلموا في الروح وزعموا أنها غير مخلوقة وخص بعضهم منها أرواح القدس وأنها من ذات ال ‪،‬‬
‫قال وأنا أذكر أقاويل متقدميهم وأبين ما يخالف أقاويلهم من الكتاب والثر وأقاويل الصحابة والتابعين وأهل العلم وأوضح به خطأ المتكلم‬
‫في الروح بغير علم وأن كلمهم يوافق قول جهم بن صفوان وأصحابه ‪.‬‬

‫فذكر أن الناس اختلفوا في معرفة الرواح ومحلها من النفس فقال بعضهم الرواح كلها مخلوقة ‪ ،‬قال ‪ :‬وهذا مذهب أهل الجماعة والثر‬
‫واحتجت بقول النبي صلى ال عليه وسلم " » الرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف « " ‪ .‬رواه المام أحمد‬
‫ومسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة رضي ال عنه ‪ ،‬ورواه البخاري من حديث عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬ورواه الطبراني من حديث‬
‫ابن مسعود رضي ال عنه ‪ ،‬وروي أيضا من حديث سلمان الفارسي وعبد ال بن عباس وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعبد ال بن‬
‫عمر وعبد ال بن عنبسة رضي ال عنهم أجمعين ‪ ،‬والجنود المجندة ل تكون إل مخلوقة ‪.‬‬

‫ن َأْمِر َرّبي { وقال بعضهم‬


‫ح ِم ْ‬
‫ل الّرو ُ‬
‫وقال بعضهم الرواح من أمر ال أخفى ال حقيقتها وعلمها عن الخلق واحتجت بقوله تعالى } ُق ِ‬
‫الرواح نور من ال تعالى وحياة من حياته واحتجوا بقول النبي صلى ال عليه وسلم ‪ » " :‬إن ال خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من‬
‫نوره ‪ -‬وتمام الحديث ‪ -‬فمن أصابه من ذلك النور يومئذ اهتدى ومن أخطأه ضل « " رواه المام أحمد والترمذي والحاكم من حديث عبد‬
‫ال بن عمرو بن العاص رضي ال عنهما ‪.‬‬

‫وقال محمد بن نصر المروزي في كتابه ‪ :‬تأول صنف من الزنادقة وصنف من الروافض في روح ابن آدم ما تأولته النصارى في روح‬
‫عيسى وما تأوله قوم من أن الروح انفصل من ذات ال تعالى وتقدست أسماؤه فصار في المؤمن فعبد صنف من النصارى عيسى ومريم‬
‫جميعا لن عيسى عندهم‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(35‬‬

‫روح من ال فصار في مريم فهو غير مخلوق عندهم ‪.‬‬

‫حي {‬‫ن ُرو ِ‬


‫ت ِفيِه ِم ْ‬
‫خ ُ‬
‫وقال صنف من الزنادقة وصنف من الروافض إن روح آدم عليه السلم مثل ذلك إنه غير مخلوق وتأولوا قوله } َوَنَف ْ‬
‫حِه { فزعموا أن روح آدم ليس بمخلوق كما تأول من قال بأن النور من الرب غير مخلوق ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ثم‬ ‫ن ُرو ِ‬
‫خ ِفيِه ِم ْ‬
‫سّواُه َوَنَف َ‬
‫وقوله } ُثّم َ‬
‫صار بعد آدم في الوصي بعده ثم هو في كل نبي ووصل إلى أن صار في علي بن أبي طالب رضي ال عنه ثم في ابنيه الحسن والحسين‬
‫رضي ال عنهما ثم في كل وصي وإمام فبه يعلم المام كل شيء ل يحتاج أن يتعلم من أحد ‪.‬‬

‫قال ول خلف بين المسلمين أن الرواح في آدم وبنيه وعيسى ومن سواه من بني آدم كلها مخلوقة ل خلقها وأنشأها وكونها وأخبر عنها‬
‫جِميًعا ِمْنُه { ‪.‬‬
‫ض َ‬
‫لْر ِ‬
‫ت َوَما ِفي ا َْ‬
‫سَماَوا ِ‬
‫خَر َلُكْم َما ِفي ال ّ‬
‫سّ‬
‫ثم أضافها إلى نفسه كما أضاف إليه سائر خلقه قال تعالى } َو َ‬

‫وقال شيخ السلم ابن تيمية روح ال روحه ‪ :‬روح الدمي مخلوقة مبتدعة باتفاق المة وأئمتها وسائر أهل السنة ‪ ،‬وقد حكى إجماع‬
‫العلماء على أنها مخلوقة غير واحد من أئمة المسلمين مثل محمد بن نصر المروزي المام المشهور الذي هو من أعلم أهل زمانه‬
‫بالجماع والختلف وكذلك أبو محمد بن قتيبة ‪ .‬وقال المام أبو إسحاق بن شاقل من أئمة علمائنا وهذا ‪ -‬يعني كون الروح مخلوقة ‪ -‬مما‬
‫ل يشك فيه من وفق للصواب أن الروح من الشياء المخلوقة ‪.‬‬

‫قال المام ابن القيم في كتابه الروح ‪ :‬قد تكلم في هذه المسألة طوائف من أكابر العلماء والمشايخ وردوا على من يزعم أنها غير مخلوقة‬
‫وصنف الحافظ أبو عبد ال بن منده في ذلك كتابا كبيرا وقبله المام محمد بن نصر المروزي وغيره والشيخ أبو سعيد الخراز وأبو‬
‫يعقوب النهرجوري والقاضي أبو يعلى وقد نص على ذلك الئمة الكبار واشتد نكيرهم على من يقول ذلك في روح عيسى ابن مريم عليه‬
‫السلم فكيف بروح غيره كما ذكره المام أحمد رضي ال عنه فيما كتبه في محبسه في الرد على الزنادقة والجهمية ‪ -‬قال ‪ :‬ثم إن الجهمي‬
‫ل َوَكِلَمُتُه‬
‫ل ا ِّ‬
‫سو ُ‬
‫ن َمْرَيَم َر ُ‬
‫سى اْب ُ‬
‫عي َ‬
‫ح ِ‬
‫سي ُ‬
‫ادعى أمرا فقال أنا أجد آية في كتاب ال مما يدل على أن القرآن مخلوق قول ال تعالى } ِإّنَما اْلَم ِ‬
‫ح ِمْنُه {‬
‫َأْلَقاَها ِإَلى َمْرَيَم َوُرو ٌ‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(36‬‬

‫وعيسى مخلوق ‪.‬‬


‫قلنا له ‪ :‬إن ال منعك الفهم للقرآن ‪ ،‬إن عيسى تجري عليه ألفاظ ل تجري على القرآن لنا نسميه مولودا وطفل وصبيا وغلما يأكل‬
‫ويشرب وهو مخاطب بالمر والنهي يجري عليه الخطاب والوعد والوعيد ثم هو من ذرية نوح ومن ذرية إبراهيم فل يحل لنا أن نقول‬
‫في القرآن ما نقول في عيسى ‪ -‬إلى أن قال ‪ -‬والكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له كن فكان عيسى بكن ‪ ،‬وليس عيسى هو كن ولكن‬
‫كان بكن ‪ ،‬فكن من ال قول وليس كن مخلوقا ‪ ،‬وكذبت النصارى والجهمية على ال في أمر عيسى ‪ ،‬وذلك أن الجهمية قالوا ‪ :‬روح ال‬
‫وكلمته إل أن كلمته مخلوقة ‪ ،‬وقال النصارى ‪ :‬عيسى روح ال وكلمته فالكلمة من ذاته كما يقال هذه الخرقة من هذا الثوب ‪ ،‬قلنا نحن إن‬
‫خَر َلُكْم‬
‫سّ‬
‫ح ِمْنُه { يقول من أمره كان الروح فيه كقوله } َو َ‬
‫عيسى بالكلمة كان وليس هو الكلمة ‪ ،‬وإنما الكلمة قول ال وقوله تعالى } َوُرو ٌ‬
‫جِميًعا ِمْنُه { يقول من أمره ‪ ،‬وتفسير روح ال إنما معناها بكلمة ال كما يقال عبد ال وسماء ال وأرض‬ ‫ض َ‬
‫لْر ِ‬ ‫ت َوَما ِفي ا َْ‬
‫سَماَوا ِ‬
‫َما ِفي ال ّ‬
‫ال ‪.‬‬

‫فقد صرح بأن روح المسيح مخلوقة فكيف بسائر الرواح وقد أضاف ال إليهسير روح الذي أرسله إلى مريم وهو عبده ورسوله ولم يدل‬
‫ل ِإّنَما‬
‫ت َتِقّيا َقا َ‬
‫ن ُكْن َ‬
‫ك ِإ ْ‬
‫ن ِمْن َ‬
‫حَم ِ‬
‫عوُذ ِبالّر ْ‬
‫ت ِإّني َأ ُ‬
‫سِوّيا َقاَل ْ‬
‫شًرا َ‬
‫ل َلَها َب َ‬
‫حَنا َفَتَمّث َ‬
‫سْلَنا ِإَلْيَها ُرو َ‬
‫ذلك على أنه قديم غير مخلوق فقال تعالى } َفَأْر َ‬
‫ك { فهذا الروح هو روح ال وهو عبده ورسوله ‪.‬‬ ‫ل َرّب ِ‬
‫سو ُ‬
‫َأَنا َر ُ‬

‫ومما ينبغي أن يعلم أن المضاف إلى ال سبحانه نوعان ‪ :‬صفات ل تقوم بأنفسها كالعلم والقدرة والكلم والسمع والبصر وهذه إضافة صفة‬
‫إلى الموصوف بها فالعلم والقدرة إلخ صفات له تعالى غير مخلوقة وكذا وجهه ويده ونحو ذلك من الصفات الخبرية والذاتية وكذا الفعلية‬
‫من التكوين والمحبة والرضا ونحوها في مذهب السلف كما مر ) والثاني ( إضافة أعيان منفصلة كبيت ال وناقة ال وعبد ال ورسول ال‬
‫وكذلك روح ال فهذه إضافة مخلوق إلى خالقه ومصنوع إلى صانعه لكنها تقتضي تخصيصا أو تشريفا يتميز به المضاف إليه عن غيره‬
‫كبيت ال وإن كانت كل البيوت ل‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(37‬‬

‫ملكا له وكذلك ناقة ال والنوق كلها ملكه وخلقه ولكن هذه إضافة إلى إلهيته تقتضي محبته لها وتكريمه وتشريفه بخلف الضافة العامة‬
‫شاُء‬
‫ق َما َي َ‬
‫خُل ُ‬
‫ك َي ْ‬
‫إلى ربوبيته حيث تقتضي خلقه وإيجاده فالضافة العامة تقتضي الخلق واليجاد والخاصة تقتضي الختيار } َوَرّب َ‬
‫خَتاُر { فإضافة الروح إليه تعالى من هذه الضافة الخاصة ل من العامة ول من باب إضافة الصفات فتأمل هذا الموضع فإنه نفيس‬ ‫َوَي ْ‬
‫ويخلصك من ضللت كثيرة وقع فيها من شاء ال من الناس كما أوضحه وبرهن عليه وبينه المام المحقق ابن القيم في كتابه الروح‬
‫وقال إن الروح توصف بالوفاة والقبض والمساك والرسال وهذا من شأن المحدث المربوب وأطال في الحتجاج ودفع مقالت أهل‬
‫البدع واللجاج وثمرة ذلك كون الروح مخلوقة بالجماع وال تعالى الموفق ‪.‬‬

‫)‬

‫المسألة الثانية (‬

‫مما ذكر في أصل العقيدة بقاء الرواح وأنه ل يلحقها عدم ول فناء ول اضمحلل لنها خلقت للبقاء وإنما تموت البدان وقد دلت على‬
‫هذا الحاديث الدالة على نعيم الرواح وعذابها بعد مفارقتها لبدانها إلى أن يرجعها ال تعالى إليها ولو ماتت الرواح لنقطع عنها النعيم‬
‫ضِلِه‬
‫ن َف ْ‬
‫ل ِم ْ‬
‫ن ِبَما آَتاُهُم ا ُّ‬
‫حي َ‬
‫ن َفِر ِ‬
‫عْنَد َرّبِهْم ُيْرَزُقو َ‬
‫حَياٌء ِ‬
‫ل َأ ْ‬
‫ل َأْمَواًتا َب ْ‬
‫ل ا ِّ‬
‫سِبي ِ‬
‫ن ُقِتُلوا ِفي َ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫سَب ّ‬
‫حَ‬‫ل َت ْ‬
‫والعذاب وقد قال ال تعالى } َو َ‬
‫خْلِفِهْم { مع القطع بأن أرواحهم قد فارقت أجسادهم وقد ذاقت الموت ‪ ،‬قال المحقق ابن القيم ‪:‬‬ ‫ن َ‬‫حُقوا ِبِهْم ِم ْ‬
‫ن َلْم َيْل َ‬
‫ن ِباّلِذي َ‬
‫شُرو َ‬
‫سَتْب ِ‬
‫َوَي ْ‬
‫الصواب أن موت النفوس هو مفارقتها لجسادها وخروجها منها فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت وإن أريد أنها تعدم‬
‫وتضمحل وتصير عدما محضا فإنها ل تموت بهذا العتبار بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو عذاب ‪ ،‬وقد نظم أحمد بن الحسين الكندي‬
‫هذا الختلف في قوله ‪:‬‬

‫تنازع الناس حتى ل اتفاق لهم ‪ ...‬إل على شجب والخلف في الشجب‬

‫فقيل تخلص نفس المرء سالمة ‪ ...‬وقيل تشرك جسم المرء في العطب‬

‫الشجب بالشين المعجمة والجيم فموحدة محركا ‪ :‬الحزن والعنت يصيب من مرض أو قتال كما في القاموس ‪ .‬فإن قيل فبعد النفخ في‬
‫الصور هل تبقى الرواح حية كما هي أو تموت ثم تحيا ؟ فالجواب قد قال ال تعالى‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(38‬‬


‫ل { فقد استثنى ال تعالى بعض من في السماوات ومن في‬
‫شاَء ا ُّ‬
‫ن َ‬
‫ل َم ْ‬
‫ض ِإ ّ‬
‫لْر ِ‬
‫ن ِفي ا َْ‬
‫ت َوَم ْ‬
‫سَماَوا ِ‬
‫ن ِفي ال ّ‬
‫ق َم ْ‬
‫صِع َ‬
‫صوِر َف َ‬
‫خ ِفي ال ّ‬
‫} َوُنِف َ‬
‫الرض من هذا الصعق فقيل هم الشهداء ‪ ،‬وهذا قول أبي هريرة وابن عباس رضي ال عنهم وسعيد بن جبير رحمه ال ‪.‬‬

‫وقيل هم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ‪ ،‬وهو قول مقاتل وغيره ‪ ،‬وقيل هم الذين في الجنة من الحور العين وغيرهم ومن في‬
‫النار من أهل العذاب وخزنتها ‪ ،‬قال المام أبو إسحاق بن شاقل من أصحابنا ‪ ،‬وقد نص إمامنا المام أحمد رضي ال عنه على أن الحور‬
‫لوَلى { وهذا نص‬ ‫ل اْلَمْوَتَة ا ُْ‬ ‫ت ِإ ّ‬ ‫ن ِفيَها اْلَمْو َ‬
‫ل َيُذوُقو َ‬ ‫العين والولدان ل يموتون عند النفخ في الصور ‪ ،‬وقد أخبرنا سبحانه أن أهل الجنة } َ‬
‫ن{‬‫حَيْيَتَنا اْثَنَتْي ِ‬
‫ن َوَأ ْ‬‫على أنهم ل يموتون غير تلك الموتة الولى فلو ماتوا مرة ثانية لكانت موتتان ‪ ،‬وأما قول أهل النار } َرّبَنا َأَمّتَنا اْثَنَتْي ِ‬
‫حِييُكْم { فكانوا أمواتا‬ ‫حَياُكْم ُثّم ُيِميُتُكْم ُثّم ُي ْ‬
‫ل َوُكْنُتْم َأْمَواًتا َفَأ ْ‬
‫ن ِبا ِّ‬
‫ف َتْكُفُرو َ‬
‫فتفسر هذه الية الية التي في سورة البقرة وهي قوله تعالى } َكْي َ‬
‫وهم نطف في أصلب آبائهم وفي أرحام أمهاتهم ثم أحياهم بعد ذلك ثم أماتهم ثم يحييهم يوم النشور وليس في ذلك إماتة أرواحهم قبل يوم‬
‫القيامة وإل كانت ثلث موتات ‪.‬‬

‫وصعق الرواح عند النفخ في الصور ل يلزم منه موتها ففي الحديث الصحيح " » إن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق‬
‫فإذا موسى آخذ بقائمة العرش فل أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة يوم الطور « " فهذا صعق في موقف القيامة إذا جاء ال لفصل‬
‫ن { ولو كان هذا‬
‫صَعُقو َ‬
‫لُقوا َيْوَمُهُم اّلِذي ِفيِه ُي ْ‬
‫حّتى ُي َ‬
‫القضاء وأشرقت الرض بنوره فحينئذ يصعق الخلئق كلهم قال ال تعالى } َفَذْرُهْم َ‬
‫الصعق موتا لكانت موتة أخرى ‪.‬‬

‫قال المام المحقق ابن القيم في كتاب الروح ‪ :‬وقد تنبه لهذا جماعة من الفضلء فقال أبو عبد ال القرطبي ‪ :‬ظاهر هذا الحديث أن هذه‬
‫صعقة غشي تكون يوم القيامة ل صعقة الموت الحادثة عند نفخ الصور ‪ ،‬قال وقد قال شيخنا أحمد بن عمرو ‪ :‬ظاهر حديث النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم يدل على أن هذه الصعقة إنما هي بعد النفخة الثانية نفخة البعث ونص القرآن يقتضي أن ذلك الستثناء إنما هو بعد نفخة‬
‫الصعق ‪ ،‬ولما كان هذا قال بعض العلماء يحتمل‬

‫لوامع النوار البهية ‪) -‬ج ‪ / 2‬ص ‪(39‬‬

‫أن يكون موسى عليه السلم ممن لم يمت من النبياء ‪ .‬وهذا باطل ‪ .‬وقال القاضي عياض يحتمل أن يكون المراد بهذه صعقة فزع بعد‬
‫النشور حين تنشق السماوات والرض قال فتنسق الحاديث والثار ‪.‬‬

‫ورد عليه أبو العباس القرطبي فقال يرد هذا قوله في الحديث الصحيح أنه حين يخرج من قبره يلقى موسى آخذا بقائمة العرش ‪ ،‬قال وهذا‬
‫إنما هو عند نفخة الفزع ‪ .‬قال أبو عبد ال القرطبي قال شيخنا أحمد بن عمرو الذي يزيح هذا الشكال إن شاء ال تعالى أن الموت ليس‬
‫بعدم محض وإنما هو انتقال من حال إلى حال ويدل على ذلك أن الشهداء بعد موتهم وقتلهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين وهذه صفة‬
‫الحياء في الدنيا ‪ ،‬وإذا كان هذا في الشهداء كان النبياء بذلك أحق وأولى ‪ ،‬مع أنه قد صح عن النبي صلى ال عليه وسلم » أن الرض‬
‫ل تأكل أجساد النبياء « وأنه صلى ال عليه وسلم اجتمع بالنبياء ليلة السراء في بيت المقدس وفي السماء وخصوصا بموسى عليه‬
‫وعليهم السلم ‪ ،‬وقد أخبر نبينا صلى ال عليه وسلم » أنه ما من مسلم يسلم عليه إل رد ال عليه روحه حتى يرد عليه السلم « إلى غير‬
‫ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت النبياء إنما هو راجع إلى أنهم غيبوا عنا بحيث ل ندركهم وإن كانوا موجودين أحياء وذلك‬
‫كالحال في الملئكة فإنهم أحياء موجودون ول نراهم ‪ ،‬وإذا تقرر أنهم أحياء فإذا نفخ في الصور نفخة الصعق صعق كل من في‬
‫السماوات والرض إل من شاء ال فإذا صعق غير النبياء موت ‪ ،‬وأما صعق النبياء فالظهر أنه غشية فإذا نفخ في الصور نفخة البعث‬
‫فمن مات حيي ومن غشي عليه أفاق ‪ ،‬ولذلك قال النبي صلى ال عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته " » فأكون أول من يفيق « "‬
‫فنبينا صلى ال عليه وسلم أول من يخرج من قبره قبل جميع الناس إل موسى فإنه حصل فيه تردد هل بعث قبله من غشيته أو بقي على‬
‫الحالة التي كان عليها قبل نفخة الصعق مفيقا لنه حوسب بصعقة يوم الطور ‪ ،‬وهذه فضيلة عظيمة لموسى عليه السلم ‪ ،‬ول يلزم من‬
‫فضيلة واحدة فضيلة موسى عليه السلم على نبينا مطلقا لن الشيء الجزئي ل يوجب أمرا كليا ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫قال أبو عبد ال القرطبي إن حمل الحديث على صعقة الخلق يوم القيامة فل‬

‫‪---------- ------------------- --------------------‬‬

‫صحيح البخارى ‪) -‬ج ‪ / 4‬ص ‪(263‬‬

‫ف ‪( 433 ) .‬‬
‫سو ِ‬
‫ب اْلَقْبِر ِفى اْلُك ُ‬
‫عَذا ِ‬
‫ن َ‬
‫‪ - 7‬باب الّتَعّوِذ ِم ْ‬

‫‪------------------ ---------------------- ----------‬‬


‫صحيح البخارى ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(297‬‬

‫سُكُم اْلَيْومَ‬
‫جوا َأْنُف َ‬
‫خِر ُ‬
‫طو َأْيِديِهْم َأ ْ‬‫سُ‬‫لِئَكُة َبا ِ‬
‫ت َواْلَم َ‬
‫ت اْلَمْو ِ‬ ‫غَمَرا ِ‬‫ن ِفى َ‬ ‫ظاِلُمو َ‬‫ب اْلَقْبِر ‪َ ( 86 ) .‬وَقْوُلُه َتَعاَلى ) ِإِذ ال ّ‬ ‫عَذا ِ‬ ‫جاَء ِفى َ‬ ‫‪ - 86‬باب َما َ‬
‫حا َ‬
‫ق‬ ‫ظيٍم ( َوَقْوُلُه َتَعاَلى ) َو َ‬ ‫عِ‬ ‫ب َ‬ ‫عَذا ٍ‬‫ن ِإَلى َ‬ ‫ن ُثّم ُيَرّدو َ‬
‫سُنَعّذُبُهْم َمّرَتْي ِ‬
‫ل ِذْكُرُه ) َ‬ ‫جّ‬
‫ق ‪َ ،‬وَقْوُلُه َ‬‫ن الّرْف ُ‬ ‫ن ‪َ ،‬واْلَهْو ُ‬
‫ن ( ُهَو اْلَهَوا ُ‬ ‫ب اْلُهو ِ‬‫عَذا َ‬
‫ن َ‬‫جَزْو َ‬‫ُت ْ‬
‫ب(‬ ‫شّد اْلَعَذا ِ‬
‫ن َأ َ‬
‫عْو َ‬‫ل ِفْر َ‬
‫خُلوا آ َ‬‫عُة َأْد ِ‬
‫سا َ‬ ‫شّيا َوَيْوَم َتُقوُم ال ّ‬
‫عِ‬‫غُدّوا َو َ‬
‫عَلْيَها ُ‬ ‫ن َ‬‫ضو َ‬‫ب * الّناُر ُيْعَر ُ‬ ‫سوُء اْلَعَذا ِ‬‫ن ُ‬‫عوْ َ‬
‫ل ِفْر َ‬
‫ِبآ ِ‬

‫صحيح البخارى ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(298‬‬

‫ى‪-‬‬ ‫ن الّنِب ّ‬‫عِ‬‫ب ‪ -‬رضى ال عنهما ‪َ -‬‬ ‫عاِز ٍ‬‫ن َ‬‫ن اْلَبَراِء ْب ِ‬ ‫عَبْيَدَة عَ ِ‬
‫ن ُ‬‫سْعِد ْب ِ‬
‫ن َ‬ ‫عْ‬ ‫ن َمْرَثٍد َ‬‫عْلَقَمَة ْب ِ‬
‫ن َ‬‫عْ‬‫شْعَبُة َ‬‫حّدَثَنا ُ‬‫عَمَر َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ص ْب ُ‬
‫حْف ُ‬
‫حّدَثَنا َ‬
‫‪َ - 1369‬‬
‫ل اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫ت ا ُّ‬
‫ك َقْوُلُه ) ُيَثّب ُ‬
‫ل ‪َ ،‬فَذِل َ‬‫ل ا ِّ‬
‫سو ُ‬
‫حّمًدا َر ُ‬‫ن ُم َ‬ ‫ل ‪َ ،‬وَأ ّ‬ ‫ل ا ُّ‬
‫ل ِإَلَه ِإ ّ‬
‫ن َ‬‫شِهَد َأ ْ‬‫ى ‪ُ ،‬ثّم َ‬‫ن ِفى َقْبِرِه ُأِت َ‬
‫ل » ِإَذا ُأْقِعَد اْلُمْؤِم ُ‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪َ -‬قا َ‬
‫عَذابِ اْلَقْبِر ‪ .‬طرفه‬ ‫ت ِفى َ‬ ‫ن آَمُنوا ( َنَزَل ْ‬
‫ل اّلِذي َ‬‫ت ا ُّ‬‫شْعَبُة ِبَهَذا َوَزاَد ) ُيَثّب ُ‬‫حّدَثَنا ُ‬
‫غْنَدٌر َ‬ ‫حّدَثَنا ُ‬‫شاٍر َ‬‫ن َب ّ‬
‫حّمُد ْب ُ‬‫حّدَثَنا ُم َ‬‫ت(«‪َ .‬‬ ‫ل الّثاِب ِ‬
‫آَمُنوا ِباْلَقْو ِ‬
‫‪ - 4699‬تحفة ‪1762‬‬

‫صحيح البخارى ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(299‬‬

‫خَبَرُه َقا َ‬
‫ل‬ ‫عَمَر ‪ -‬رضى ال عنهما ‪َ -‬أ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن اْب َ‬‫حّدَثِنى َناِفٌع َأ ّ‬
‫ح َ‬‫صاِل ٍ‬‫ن َ‬ ‫عْ‬ ‫حّدَثِنى َأِبى َ‬‫ن ِإْبَراِهيَم َ‬
‫ب ْب ُ‬‫حّدَثَنا َيْعُقو ُ‬
‫ل َ‬
‫عْبِد ا ِّ‬
‫ن َ‬
‫ى ْب ُ‬
‫عِل ّ‬
‫حّدَثَنا َ‬
‫‪َ - 1370‬‬
‫سَمَع ِمْنُهمْ‬‫ل » َما َأْنُتْم ِبَأ ْ‬
‫عو َأْمَواًتا َفَقا َ‬
‫ل َلُه َتْد ُ‬
‫حّقا « ‪َ .‬فِقي َ‬ ‫عَد َرّبُكْم َ‬
‫جْدُتْم َما َو َ‬
‫ل » َو َ‬
‫ب َفَقا َ‬
‫ل اْلَقِلي ِ‬
‫عَلى َأْه ِ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪َ -‬‬ ‫طَلَع الّنبِ ّ‬
‫اّ‬
‫ن « ‪ .‬طرفاه ‪ - 4026 ، 3980‬تحفة ‪7685‬‬ ‫جيُبو َ‬ ‫ل ُي ِ‬‫ن َ‬ ‫َوَلِك ْ‬

‫صحيح البخارى ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(300‬‬

‫ى ‪ -‬صلى ال‬‫ل الّنِب ّ‬


‫ت ِإّنَما َقا َ‬
‫عاِئشََة ‪ -‬رضى ال عنها ‪َ -‬قاَل ْ‬
‫ن َ‬‫عْ‬‫ن َأِبيِه َ‬
‫عْ‬ ‫عْرَوَة َ‬‫ن ُ‬ ‫شاِم ْب ِ‬
‫ن ِه َ‬
‫عْ‬‫ن َ‬ ‫سْفَيا ُ‬
‫حّدَثَنا ُ‬
‫حّمٍد َ‬‫ن ُم َ‬‫ل ْب ُ‬
‫عْبُد ا ِّ‬ ‫حّدَثَنا َ‬
‫‪َ - 1371‬‬
‫سِمُع اْلَمْوَتى ( « ‪ .‬طرفاه ‪ - 3981 ، 3979‬تحفة‬ ‫ل ُت ْ‬
‫ك َ‬‫ل َتَعاَلى ) ِإّن َ‬
‫ل ا ُّ‬
‫ق َوَقْد َقا َ‬
‫حّ‬ ‫ل َ‬‫ت َأُقو ُ‬
‫ن َما ُكْن ُ‬ ‫ن َأ ّ‬
‫ن ال َ‬ ‫عليه وسلم ‪ِ » -‬إّنُهْم َلَيْعَلُمو َ‬
‫‪123/2 - 16930‬‬

‫صحيح البخارى ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(301‬‬

‫عَلْيَها‬
‫ت َ‬‫خَل ْ‬‫ن َيُهوِدّيًة َد َ‬
‫شَة ‪ -‬رضى ال عنها ‪َ -‬أ ّ‬ ‫عاِئ َ‬
‫ن َ‬
‫عْ‬‫ق َ‬‫سُرو ٍ‬ ‫ن َم ْ‬‫عْ‬ ‫ن َأِبيِه َ‬
‫عْ‬ ‫ث َ‬ ‫شَع َ‬ ‫لْ‬ ‫تاَ‬ ‫سِمْع ُ‬
‫شْعَبَة َ‬
‫ن ُ‬‫عْ‬ ‫خَبَرِنى َأِبى َ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫عْبَدا ُ‬‫حّدَثَنا َ‬
‫‪َ - 1372‬‬
‫ل»‬ ‫ب اْلَقْبِر َفَقا َ‬
‫عَذا ِ‬
‫ن َ‬ ‫عْ‬ ‫ل ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪َ -‬‬ ‫ل ا ِّ‬
‫سو َ‬
‫شُة َر ُ‬ ‫عاِئ َ‬
‫ت َ‬‫سَأَل ْ‬‫ب اْلَقْبِر ‪َ .‬ف َ‬
‫عَذا ِ‬
‫ن َ‬‫ل ِم ْ‬
‫ك ا ُّ‬
‫عاَذ ِ‬
‫ت َلَها َأ َ‬
‫ب اْلَقْبِر ‪َ ،‬فَقاَل ْ‬
‫عَذا َ‬‫‪َ ،‬فَذَكَرتْ َ‬
‫عَذا ِ‬
‫ب‬ ‫ن َ‬ ‫ل َتَعّوَذ ِم ْ‬
‫لًة ِإ ّ‬
‫صَ‬‫صّلى َ‬
‫ل ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪َ -‬بْعُد َ‬ ‫ل ا ِّ‬
‫سو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫شُة ‪ -‬رضى ال عنها ‪َ -‬فَما َرَأْي ُ‬ ‫عاِئ َ‬‫ت َ‬ ‫ب اْلَقْبِر « ‪َ .‬قاَل ْ‬‫عَذا ُ‬
‫َنَعْم َ‬
‫ق « ‪ .‬أطرافه ‪ - 6366 ، 1055 ، 1049‬تحفة ‪17660‬‬ ‫حّ‬ ‫ب اْلَقْبِر َ‬
‫عَذا ُ‬‫غْنَدٌر » َ‬ ‫اْلَقْبِر ‪َ .‬زاَد ُ‬

‫صحيح البخارى ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(302‬‬

‫ت َأِبى َبْكٍر‬
‫سَماَء ِبْن َ‬‫سِمَع َأ ْ‬
‫ن الّزَبْيِر َأّنُه َ‬
‫عْرَوُة ْب ُ‬ ‫خَبَرِنى ُ‬‫ب َأ ْ‬ ‫شَها ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن اْب ِ‬
‫عِ‬ ‫س َ‬‫خَبَرِنى ُيوُن ُ‬
‫ل َأ ْ‬
‫ب َقا َ‬
‫ن َوْه ٍ‬
‫حّدَثَنا اْب ُ‬
‫ن َ‬‫سَلْيَما َ‬
‫ن ُ‬‫حَيى ْب ُ‬
‫حّدَثَنا َي ْ‬
‫‪َ - 1373‬‬
‫ضّ‬
‫ج‬ ‫ك َ‬ ‫ن ِفيَها اْلَمْرُء ‪َ ،‬فَلّما َذَكَر َذِل َ‬
‫طيًبا َفَذَكَر ِفْتَنَة اْلَقْبِر اّلِتى َيْفَتِت ُ‬
‫خِ‬‫ل ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪َ -‬‬ ‫ل ا ِّ‬‫سو ُ‬‫ل َقاَم َر ُ‬‫‪ -‬رضى ال عنهما ‪َ -‬تُقو ُ‬
‫جًة ‪ .‬أطرافه ‪ 7287 ، 2520 ، 2519 ، 1235 ، 1061 ، 1054 ، 1053 ، 922 ، 184 ، 86‬تحفة ‪15728‬‬ ‫ضّ‬ ‫ن َ‬ ‫سِلُمو َ‬
‫اْلُم ْ‬

‫صحيح البخارى ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(303‬‬

‫ل‪-‬‬ ‫ل ا ِّ‬‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫حّدَثُهْم َأ ّ‬‫ك ‪ -‬رضى ال عنه ‪َ -‬أّنُه َ‬ ‫ن َماِل ٍ‬ ‫س ْب ِ‬ ‫ن َأَن ِ‬ ‫عْ‬ ‫ن َقَتاَدَة َ‬‫عْ‬ ‫سِعيٌد َ‬ ‫حّدَثَنا َ‬
‫عَلى َ‬‫لْ‬ ‫عْبُد ا َ‬
‫حّدَثَنا َ‬
‫ن اْلَوِليِد َ‬
‫ش ْب ُ‬‫عّيا ُ‬ ‫حّدَثَنا َ‬‫‪َ - 1374‬‬
‫ن َما‬‫لِ‬ ‫ن َفُيْقِعَداِنِه َفَيُقو َ‬‫ع ِنَعاِلِهْم ‪َ ،‬أَتاُه َمَلَكا ِ‬ ‫سَمُع َقْر َ‬ ‫حاُبُه ‪َ ،‬وِإّنُه َلَي ْ‬ ‫صَ‬ ‫عْنُه َأ ْ‬ ‫ضَع ِفى َقْبِرِه ‪َ ،‬وَتَوّلى َ‬ ‫ن اْلَعْبَد ِإَذا ُو ِ‬
‫ل » ِإ ّ‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪َ -‬قا َ‬
‫ن الّناِر‬ ‫ك ِم َ‬‫ظْر ِإَلى مَْقَعِد َ‬ ‫ل َلُه اْن ُ‬ ‫سوُلُه ‪َ .‬فُيَقا ُ‬‫ل َوَر ُ‬ ‫عْبُد ا ِّ‬‫شَهُد َأّنُه َ‬ ‫ل َأ ْ‬ ‫ن َفَيُقو ُ‬‫حّمٍد ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪َ . -‬فَأّما اْلُمْؤِم ُ‬ ‫ل ِلُم َ‬‫جِ‬‫ل ِفى الّر ُ‬ ‫ت َتُقو ُ‬ ‫ُكْن َ‬
‫ل » َوَأّما اْلُمَناِف ُ‬
‫ق‬ ‫س َقا َ‬ ‫ث َأَن ٍ‬ ‫حِدي ِ‬ ‫جَع ِإَلى َ‬ ‫ح ِفى َقْبِرِه ‪ُ .‬ثّم َر َ‬ ‫سُ‬‫ل َقَتاَدُة َوُذِكَر َلَنا َأّنُه ُيْف َ‬ ‫جِميًعا « ‪َ .‬قا َ‬ ‫جّنِة ‪َ ،‬فَيَراُهَما َ‬ ‫ن اْل َ‬
‫ل ِبِه َمْقَعًدا ِم َ‬
‫ك ا ُّ‬ ‫‪َ ،‬قْد َأْبَدَل َ‬
‫طاِر َ‬
‫ق‬ ‫ب ِبَم َ‬ ‫ضَر ُ‬ ‫ت ‪َ .‬وُي ْ‬ ‫ل َتَلْي َ‬
‫ت َو َ‬ ‫ل َدَرْي َ‬ ‫ل َ‬ ‫س ‪َ .‬فُيَقا ُ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫ل َما َيُقو ُ‬ ‫ت َأُقو ُ‬‫ل َأْدِرى ‪ُ ،‬كْن ُ‬ ‫ل َ‬‫ل َفَيُقو ُ‬‫جِ‬ ‫ل ِفى َهَذا الّر ُ‬ ‫ت َتُقو ُ‬‫ل َلُه َما ُكْن َ‬ ‫َواْلَكاِفُر فَُيَقا ُ‬
‫ن « ‪ .‬طرفه ‪ - 1338‬تحفة ‪1170‬‬ ‫غْيَر الّثَقَلْي ِ‬
‫ن َيِليِه ‪َ ،‬‬ ‫سَمُعَها َم ْ‬
‫حًة َي ْ‬‫صْي َ‬
‫ح َ‬ ‫صي ُ‬‫ضْرَبًة ‪َ ،‬فَي ِ‬ ‫حِديٍد َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِم ْ‬

‫صحيح البخارى ‪) -‬ج ‪ / 5‬ص ‪(305‬‬


‫ب‪-‬‬
‫ن َأِبى َأّيو َ‬
‫عْ‬‫ب َ‬
‫عاِز ٍ‬
‫ن َ‬‫ن اْلَبَراِء ْب ِ‬
‫عِ‬‫ن َأِبيِه َ‬
‫عْ‬ ‫حْيَفَة َ‬
‫جَ‬
‫ن َأِبى ُ‬‫ن ْب ُ‬
‫عْو ُ‬
‫حّدَثِنى َ‬‫ل َ‬ ‫شْعَبُة َقا َ‬
‫حّدَثَنا ُ‬
‫حَيى َ‬
‫حّدَثَنا َي ْ‬
‫ن اْلُمَثّنى َ‬‫حّمُد ْب ُ‬
‫حّدَثَنا ُم َ‬
‫‪َ - 1375‬‬
‫ب ِفى ُقُبوِرَها « ‪ .‬تحفة‬‫ل » َيُهوُد ُتَعّذ ُ‬ ‫صْوًتا َفَقا َ‬
‫سمَِع َ‬ ‫س ‪َ ،‬ف َ‬
‫شْم ُ‬‫ت ال ّ‬‫جَب ِ‬
‫ى ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪َ -‬وَقْد َو َ‬ ‫ج الّنِب ّ‬
‫خَر َ‬‫ل َ‬ ‫رضى ال عنهم ‪َ -‬قا َ‬
‫‪124/2 - 3454‬‬

You might also like