كشف تقرير صادر عن الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية أن أعمال الدفان البحري أدت إلى تغير التيارات البحرية ما نتج عنه تغير الملوحة

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫مشاكل ردم البحر على البيئة البحرية في مملكة البحرين‬

‫كشفت تقارير صادرة عن الهيئة العامة لحماية ال ثروة البحري ة والبيئ ة والحي اة الفطري ة أن‬
‫أعمال الدفان البحري أدت إلى تغير التيارات البحرية ما نتج عنه تغير الملوحة‪ ،‬وهو ما اتض ح‬
‫في الس احل الغ ربي للبح رين‪ ،‬إذ أص بحت الملوح ة تتع دى ‪ 60‬ج زءا في األل ف (النس بة‬
‫‪.‬الطبيعية لمياه الخليج العربي ‪ 37‬إلى ‪ 38‬جزءا في األلف)‬
‫وأوص ى التقري ر ال ذي س لمته الهيئ ة إلى لجن ة التحقي ق البرلماني ة في أعم ال ال دفان‬
‫البحري‪ ،‬ب أن يتم اس تحداث مب دأ الض رائب كتع ويض للم وارد البحري ة المتض ررة من أعم ال‬
‫‪.‬الدفان‪ ،‬على أن توظف إلعادة إعمار البحر‬
‫وأش ارت التق ارير إلى أن عملي ات ال ردم والتجري ف أث رت على أغلب س واحل البح رين م ا‬
‫انعكس سلبا على إنتاجية منطق ة الم د والج زر المعروف ة بقيمته ا الحيوي ة بم ا تض مه من‬
‫حشائش بحرية وطحالب وبيوض األسماك والروبيان والقشريات وص غار األس ماك واألص داف‬
‫‪.‬البحرية‬

‫وأشار التقرير إلى أن عمليات الردم والتجريف وعلى ال رغم من عائ دها االقتص ادي إال أنه ا‬
‫ألحقت األضرار بالبيئة البحرية‪ ،‬إذ أثر الردم على أغلب س واحل البح رين م ا أث ر س لبا على‬
‫إنتاجي ة منطق ة الم د والج زر والمعروف ة بقيمته ا الحيوي ة بم ا تض مه من حش ائش بحري ة‬
‫وطح الب وبي وض األس ماك والروبي ان والقش ريات ومالذ لص غار األس ماك وك ل القش ريات‬
‫‪.‬واألصداف البحرية‬
‫وج اء في التقري ر‪« :‬إذا ك ان ال ردم ق د ط ال البيئ ة الس احلية الحساس ة والمنتج ة‪ ،‬ف إن‬
‫عمليات الحفر والمعروفة ب التجريف يمت د أثره ا الس لبي ليط ال ك ل البيئ ات الحرج ة‪ ،‬مث ل‬
‫الشعاب المرجانية التي تعتبر بيوت األسماك‪ ،‬إذ تغطي الرمال الناعم ة مس احات شاس عة‬
‫من البحر مغطية تلك األتربة الناعمة الشعاب المرجانية الحي ة مس ببة تلوث ا ب ارزا م ا ي ؤدي‬
‫لموتها بعد فترة من ال زمن‪ .‬كم ا تنتش ر تل ك األترب ة الناعم ة لتغطي ك ل الكائن ات القاعي ة‬
‫قاضية على مساحات شاسعة من الحشائش والكائنات البحرية المختلفة‪ ،‬وتس هم األترب ة‬
‫‪».‬بانخفاض مستوى الضوء وبالتالي تقضي على كل العوالق النباتية والحيوانية‬
‫كما أكد التقرير عدم التزام معظم الجرافات بالمواقع المحددة من قبل جهات االختصاص‪ ،‬ما‬
‫ي ؤدي إلى ت دميرها حض انة وبي وض األس ماك والروبي ان مخلف ة وراءه ا مس تقبال غامض ا‬
‫لمستوى المخزون السمكي‪ ،‬الذي هو عماد األمن الغذائي البحري باعتباره المصدر الوحي د‬
‫‪.‬المتجدد والحيوي الذي تعتمد عليه كل شرائح المجتمع البحريني‬
‫ولفت التقرير إلى أن الدفان لصالح القطاع الخاص يعاني من عدة مشكالت‪ ،‬ويتس بب في‬
‫عدد غير محدود من اآلثار السلبية بالنسبة للجهاز الحكومي‪ ،‬وأن أبرز تل ك المش كالت هي‬
‫دفان المنطقة البحرية من دون الحصول على ترخيص بالدفان من الجه ات ذات العالق ة مث ل‬
‫إدارة الموارد البحرية‪ ،‬وإدارة شئون البيئة‪ ،‬وإنما يكتفي صاحب األرض بالحصول على موافقة‬
‫‪.‬وزارة شئون البلديات والزراعة‬
‫وأشار التقرير أيضا إلى أن من بين مشكالت الدفان لصالح القطاع الخاص‪ ،‬هو تق ديم طلب‬
‫الحصول على ترخيص بالدفان بعد االنتهاء من أعمال الدفان‪ ،‬ما يؤدي إلى عدم الجدوى من‬
‫‪.‬االستشارة‪ ،‬وإنما على العكس فإنه ضياع للوقت والجهد لدى الجهة ذات العالقة‬
‫كما تطرق التقرير إلى مشكلة دفان األراضي البحرية باألنق اض‪ ،‬بم ا تش مله من أخش اب‬
‫طافي ة تنتق ل بفع ل التي ارات البحري ة لتل وث الس احل ومن اطق بحري ة أخ رى‪ ،‬إض افة إلى‬
‫المخلفات البالستيكية وما تسببه من أضرار جسيمة بالنسبة للكائنات البحرية بصورة عام ة‬
‫‪.‬واألسماك بصورة خاصة‬
‫ونوه التقرير بمش كلة ردم األرض بمخلف ات ص ناعية ض ارة بالبيئ ة البحري ة وعلى الكائن ات‬
‫البحري ة وخاص ة على األن واع المس تخدمة لالس تهالك اآلدمي مث ل األس ماك والروبي ان‬
‫‪.‬والسرطان (القباقب) وغيرها‬
‫وجاء في التقرير‪« :‬إن أغلب الحاالت التي تتم بها المخالفات القانونية الصارخة يأتي نتيجة‬
‫لع دم ال وعي الك افي من قب ل ص احب األرض‪ ،‬وع دم وض وح الرؤي ا بالنس بة لإلج راءات‬
‫الحكومية‪ ،‬ناهيك عن غياب العقوبة وع دم المحاس بة‪ .‬م ا يع ني أن هن اك ع دة ثغ رات في‬
‫‪».‬اإلجراءات اإلدارية الحكومية‬
‫أما بشأن تأثير الدفان على البيئات الحساس ة‪ ،‬فتط رق التقري ر إلى ت أثيره الس لبي على‬
‫أشجار القرم المنتشرة طبيعيا في خليج توبلي المقاومة لملوحة مياه البحر والموج ودة في‬
‫مناطق المد والجزر وما له ا من قيم ة بالنس بة لص غار األس ماك والقش ريات بم ا ت وفره من‬
‫‪.‬نظام بيئي مميز‬
‫وأشار التقرير إلى التأثير المباش ر لل دفان بم وت األش جار مباش رة‪ ،‬إض افة إلى األث ر غ ير‬
‫المباشر بغلق القنوات البحرية التي تصل مياه البح ر في ف ترة الم د‪ ،‬م ا ي ؤدي إلى إض عاف‬
‫التيار البحري وك ذلك تحميل ه بطبق ة من الرم ال الناعم ة‪ ،‬إض افة إلى امت داد أث ر األنق اض‪،‬‬
‫وخصوصا أكياس البالستيك واألخشاب الطافي ة لتغطي ة ك ل الج ذور الهوائي ة م ا ي ؤدي إلى‬
‫‪.‬عدم القدرة على التنفس وبالتالي إلى موت األشجار‬
‫ولفت إلى ت أثير ال دفان على بيئ ة الش عاب المرجاني ة ال ذي ي ؤدي إلى موت ه مباش رة أو‬
‫بسبب تغطيت ه بطبق ة من الس لت عن دما يك ون ال دفان في من اطق قريب ة أو عن دما تص ل‬
‫الرمال الناعمة بفضل التيارات البحرية وتستقر على المرجان‪ ،‬إذ تغطي الطحالب المتعايشة‬
‫على المرجان بالطمي‪ ،‬ما يؤدي إلى انعدام التمثي ل الض وئي ومن ع التنفس‪ ،‬وعلي ه ي ترتب‬
‫تدهور النظام البيئي والغني للشعاب المرجاني ة المتبقي ة في البح رين‪ ،‬منوه ا ب أن س مك‬
‫‪.‬الهامور والربيب من أهم أسماك الشعاب المرجانية‬
‫كما أكد التقرير تأثر قطاع الص يد التقلي دي بعملي ات ردم الس واحل‪ ،‬نظ را العتم اد البح ارة‬
‫التقليديين على الشريط الساحلي‪ ،‬الفتا إلى أن عدد الحظور الكلي انخفض بنسبة ‪ 46‬في‬
‫المئة ما بين العامين ‪ 1978‬و‪ ،1993‬مؤكدا في الوقت نفسه تراجع ع دد البح ارة البحرين يين‬
‫‪.‬المحترفين من ‪ 2212‬في العام ‪ 1978‬إلى ‪ 979‬في العام ‪1993‬‬
‫وتطرق التقرير إلى أثر ال دفان على خليج ت وبلي‪ ،‬إذ أش ار إلى أن اس تمرارية ال دفان ومن‬
‫دون توض يح أو إعالن عن الخ ط النه ائي لل رد في الخليج‪ ،‬على ال رغم من كون ه منطق ة‬
‫محمية بحسب مصادقة البحرين على اتفاقية األراض ي الرطب ة والمعروف ة باتفاقي ة رامس ار‬
‫‪.‬بمرسوم أميري‪ ،‬يضعف مصداقية االتفاقية ويحرج لحد بعيد متخذي القرار‬
‫كما أشار إلى أن بعض المشروعات الكبرى استخدمت الحواجز المطاطية (الجيوتكس تايل)‬
‫ألول م رة ‪ ،‬وأن أب رز اإليجابي ات هي تس وير المنطق ة بأس رها ووض ع الح واجز الرملي ة ثم‬
‫‪.‬الشروع في الردم‪ ،‬وأن أبرز السلبيات هي صعوبة التحكم في الظروف الجوية‬
‫واعتبر أن أبرز سلبيات أحد المشروع الذي يتم العم ل ب ه في جن وب ش رق البح رين‪ ،‬ه و‬
‫موقعه الجغرافي‪ ،‬إذ تعتبر هذه المنطق ة من أغ نى م راعي األس ماك ومم يزة بالحش ائش‬
‫‪.‬البحرية بغطاء يتعدى ‪ 75‬في المئة من القاع‬

You might also like