Professional Documents
Culture Documents
Secrets of Systems in The Quranic Verses in Surat Al-Burooj in Arabic
Secrets of Systems in The Quranic Verses in Surat Al-Burooj in Arabic
البحث في
أسرار النظم في أيآت القرآنية
المقدمة
1
الحمد هلل رب العالمين ,وبه نستعين ,على أمور الدنيا والدين ,و بجميع محامده ما علمت منها وما لم
أعلم ,على جميع نعمه وآالئه ,ما علمت منهل وما لم أعلم
والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين ,سيدنا وحبيبنا محمد النبي األمي المبعوث رحمة الى
العالمين ,وعلى آله الكرم وأصحابه العظام .
وبعد ,
فٳن القران الكريم نزل برسالة بشرية جمعاء تضمنت ٳعالما وبيانا وبالغا ونبأ عظيما لكل الناس
ولكل زمان ومكان فقد انزل هللا القرآن على نبيه صلى هللا عليه وسلم ليخرج به الناس من الظلمات ٳلى النور
فتلقاه عنه أصحابه حفظا وفهما وتدبرا وعمال ،فأصبحو ٳسادة في زمانهم ،ثم تلقاه عنهم التابعون ثم اتباعهم
وهكذا ٳلى يومنا هذا .
في هذا البحث تكشف عن بعض أسرار القرآن في ترتيبه ،وتؤكد لنا أن القرآن كما هو معجز في لغته
وبيانه معجز في ترتيب سوره وآياته ،لعله الوجه المناسب لتقديم القرآن إلى اآلخرين باللغة التي يفهمها
الجميع كل بلغته .وال يعني ذلك أنه بديل لما هو معروف من وجوه اإلعجاز ،بل هو إغناء لتلك الوجوه ،
وامتداد إلعجاز القرآن الكريم .والبحث بين أيدينا تحدث عن أسرارالنظم و في آيات القرآنية من سورة البروج .
وقد تضمنت هذا البحث من أبوبين الذي اتحدث بصورة الموجزة ليسير فهم .فأما من باب األول تحدث
عن أسرار النظم في ايآت القرانية وفيه فصلين فيما يلي :
وأما باب الثاني البحث والتحليل العام عن سورة البروج من اسرار نطمه وبالغه ومما اشتملت من هذه السورة
الكريمة بصورة الموجزة .ونقسمه ٳلى أربعة فصول :
وبعد فأدعو هللا أن بجعل هذا البحث مفتاح عناية الشاملة بالقرآن خصوصا للطالب العلم ٬
2
وصلى هللا على سيدنا محمد وآله وسلم والحمد هللا رب العالمين .
كتبه
3
باب األول
مصطفى. يقصد بنظم القرآن كما قول د. تنور من روائع اآليات القرآنية من أسرار بالغية ونظم آياته
أن هي طريقة تأليف¹ مسلم حين يبحث عن أسرار نظم اآليات القرآنية فى كتابه مباحث في ٳعجاز القرآن
ثم طريقة استعمال هذه التراكيب في األغراض, وسبكها مع أخواتها في قالب محكم, وجمله, وكلمته, حروفه
للداللة على, ثم طريقة استعمال هذه التراكيب في األغراض التي يتكلم عنها, مع أخواتها في قالب محكم
. المعاني بأوضح عبارة في أعذب سياق وأجمل نظم
4
والفرق بين األسلوب والنظم :أن دائرة األسلوب أوسع وأشمل وال يدرك األسلوب بالجملة الواحدة ,
بينما النظم يمكن ٳدراكه في الجملة الواحدة بل وحتى في الكلمة الواحدة .
ٳن المتأمل في حروف القرآن الكريم وكلماته ال يجد في شيئا خارجا عن المألوف المتداول في لغة
العرب قديما وحديثا ,ولكن عندما نتلو آيات هللا نشعر أن للعبارة القرنية كيانا خاصا بنى عليه تراكيبه ورسم
معالم صورة نظمه الفريد على هذا الكيان الفريد .
فالكالم كما عهده العرب شعر ونثر وما هو بين الشعر والنثر وهو السجع ,ولو كان ٳلنسان عربي أن
يتكلم أو يكتب أو يعلم أو يشرع أو يلفظ لما خرج في نظم كالمه أو تأليفه عن أخذ هذه األنواع المعهود عند
العرب .ولكن القرآن جاء في ثواب غير تلك الثواب وفي صورة غير تلك الصور ,جاء نسيج وحده ,وصورة
ذاته ,فال هو شعر وال هو نثر وال هو سجع ,ٳنما هو قرآن ,فاآلية في النظم القرآني وهي ليست بيت شعر
وجملة نثر ومقطع سجع ,بل هي قطعة من القرآن لها بداية ونهاية متضمنة في سورة ,ولكل آية مقطع تنتهي به
هو الفاصلة ,وليست هذه الفاصلة قافية شعر وال حرف سجع وٳنما شاهد قرآني ال يوجد اال فيه ,وال يعتدل في
كالم غيره .
_____________________________________________________________________________________________________
ٳن النظم القرآني البديع بهر العرب بحسن مبادئ اآلى والمقاطع وتماسك الكلمات واتساقها في التراكيب
,وقد تأملوه ً
آية آية وعشرا عشرا وسورة سورة فلم يجد في الجميع كلمة ينبوبها مكانها ولفظة ينكر شأنها أو
يرى غيرها أصلح هناك أو شبه أو حرى ,بل وجدوا اتساقا بهر العقول وأعجز أهل الحكم والبالغات ,ونظاما
والتئاما واتقانا واحكاما لم يدع في نفس واحد منهم موضع طمع حتى خرست األلسن أن تدعي وتتقول .
وأقروا في قرارة أنفسهم أن هذا ليس من قول البشر وٳن أنكروا ذلك بألسنتهم ومجئ النظم القرآنب على
هذا الشكل من اٳلتقان واألحكام ٳنما يعود – كما يقول أبو عطية – الى أن هللا تعالى قد أحاط بكل شيء علما
وأحاط بكالم كله علما ٳذا ترتبت اللفظة من القرآن علم علم بٳحاطة أي لفظة تصلح أن تبين المعنى بعد المعنى ثم
كذلك من أول القرآن ٳلى آخره ,والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكن قط
محيطا .فلهذا جاء نطم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة .
5
المناسبة في اللغة المشكلة والمقاربن ,ومراجعها في اآليات ونحوها ٳلى معنى رابط بينهما عام أو
خاص عقلي أو حسي أو خيالي أو غير ذلك من أنواع عالقات التالزم الذهني كالسبب والمسبب,والعلة والمعلول
ةالنظيرين والضدين ,ونحو ذلك . ¹
ومناسبة اآليات والسور ,وارتبط بعضها ببعض حتى تكون ككلمة الواحدة متسقق المعاني ,المرتبطة
المباني وجه من وجوه ٳعجاز القران الكريم (فكما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه ,فهو أيضا
بسبب ترتيبه ونظم آياته) . ²
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السالم ( :المناسبة علم حسن لكن يشترط في حسن ارتباط الكالم أن يقع
في أمر متحد مرتبط أوله بآخره ,فاءن وقع على أسباب مختلفة لم يكن فيه ارتباط ,ومن ربط ذلك فهو متكلف
بما ال يقدر عليه ٳال بربط ركيك يصان عن مثله حسن الحديث فضال عن أحسنه ,فاءن القرآن في نيف وعشرين
سنة فس أحكام مختلفة شرعت ألسباب مختلفة وما كان ذلك ال يتأتى ربط بعضها ببعض) . ³
_________________________________________________________________________________
- 1معترك االقران في اعجاز القرأن االمام السيوطي .ط ,دار الفكر العربي.
- 2البرهان في الترتيب سور القرأن ,أبي جعفر أحمد بن ابرهيم بن الزبير الغرناطي
-3معترك االقران في اعجاز القرأن 55/1
كان منبع السحر واٳلعجاز في القرآن الكريم هو في نظمه ,وأن جهات النظم ثالث :في الحروف ,
والكلمات ,والجمل .ونخلصه باٳليجاز فيما يلي :
لما كان األصل في نظم القرآن أن تعتبر الحروف بأصواتها وموقعها من الداللة المعنوية ,استحال أن
يقع في تركيبه ما يصاغ الحكم في الكلمة زائدة أو حرف مضطرب أو ما يجرى الحشو واٳلعتراض.
وٳذا كان نظم االقرآن قد أعيى العرب وهم أهل الفصاحة والبيان فقد وجد من المفسرين والنحاة من قال
في بعض الكلمات القرآنية :ٳنها مقمحة ,وفي بعض حروفه انهل زائدة زيادة معنوية ( , 2أال ٳن الحكم بهذا
الضرب من الزيادة أو شبهها ٳنما هو ضرب من الجهل – مستورا أو مكشوفا – بدقق الميزان الذي وضع عليه
6
أسلوب القرآن )
الجملة هي مظهر الكالم ,وهي الصورة النفسية للتأليف الطبيعي ,ٳذ يحيل بها اٳلنسان هذه المادة
المخلوقة في الطبيعة ٳلى معان تصورها في نفسه أو تصفها ,ترى النفس هذه المادة المصورة وتحسها .على
حين قد ال يراها المتكلم الذي أهدفها لكالمه غرضا ,ولكنه باكالم كأنه يراها .
ولذا كانت المعاني في كلماتها التي تؤدي ٳليها كأنها فس اٳلعتبار بقية الشعاه النظري الذي اتصل بالمادة
الموصوفة أو بقية حس آخر من الحواس التي هي في الحقيقة جملة اية اٳلنسان في صنع اللغة .
أن الطريقة نظم القرآن تجرى على استواء واحد في تركيب الحروف بٳعتبار من أصواتها ومخراجها ,
وفي التمكين للمعنى بحس الكلمة وصفتها ثم اٳلفتنان فيه بوضعها من الكالم ,وبٳقتصاء أجزاء البيان وترتيب
طبقاته على حسب مواقع الكلمات .
-1البرهان في الترتيب سور القرأن ,أبي جعفر أحمد بن ابرهيم بن الزبير الغرناطي
-2النبأ العظيم ص 106-105للدوكتور محمد عبد هللا دراز ط ,دار القلم الكويت
لقد اقتضت مشيئة هللا عز وجل أن ينزل القرآن الكريم منجما بحسب الحاجة :خمس آيات وعشر آيات
وأكثر وأقل , ¹وقد صح نزول العشر آيات في قصة االءفك جملة ,وصح نزول { غير أولى الضرر }
وحدها ,وهى بعض آية ².
وأن القرآن ينزل نجوما ليقرأه النبي صلى هللا عليه وسلم على مكث ويتلقاه الصحابة شيئا بعد شيء
يتدرج مع األحداث والوقائع والمناسبات الفردية واٳلجتماعية التي تعاقب في حياة الرسول خالل ثالث وعشرين
سنة .
هذا اٳلنفصال الزماني في نزول اآليات ,واختالف دواعيها وتناولها لكثير من األغراض من وصف
ٳلى قصص ٳلى تشريع ٳلى جدل ٳلى ضروب شتى ,ويكون سببا في تفكيك وحدة الكالم وتقطيع أوصوله ٳذا أريد
نظم طائفة من تلك واحد تحت اسم سورة واحدة .
7
وسبب آخر كان أجدر أن يزيد نظم السور تفكيكا ووحدتها تمزيقا وآياتها تنافرا وتناكرا هو الطريقة التي
اتبعت فس ضم نجوم القرآن بعضها ٳلى بعض . ³
خالصة القول
لقد تنبه المفسرون والباحثون في البالغة وٳعجاز القرآن ٳلى ألوان ودرجات من التناسب تبلغ الذروة في
تصوير القرآن وٳعجازه ونذكره باٳليجاز فيما نخلصه من كالم سيد قطب ما يلي : ¹
- 1التنسق أو التناسب في تأليف العبارات بتخير األلفاظ ,ثم نظمها في نسق خاص يبلغ في الفصاحة أرقى
درجاتها ,وقد أذكروا من القول هذا اللون وبلغوا غاية مداه .
- 4التسلسل المعنوي بين األغراض في سياق اآليات ,والتناسب فس اٳلنتقال من غرض ٳلى غرض وبعضهم
يتمحا لهذا التناسق .
8
- 5التناسق النفسي بين الخطوات المتدرجة في بعض النصوص ,والخطوات النفسية لتي تصاحبها كقول
الزمخشري عند تفسيره لسورة الفاتحة( :ٳن العبد ٳذا افتتح حمد مواله الحقيق بالحمد عن قلب حاضر ونفس
ذاكرة لما هو فيه بقوله ( :الحمد هلل) الدال على اختصاصه بالحمد ,وٳنه حقيق به .
- 6التصوير الفني – هو األداة المفضلة في أسلوب القرآن ,يعبر بالصورة المحسة المتخيلة عن المعنى الذهني ,
والحالة النفسية ,وعن الحادث المحسوس .
-1التصوير الفني في القرأن للسيد قطب ,ص , 74,75ط دار احياء التراث العربي بيروت
باب الثاني
(البحث والتحليل العام عن سورة البروج من اسرار نطمه وبالغه )
سورة البروج
ما أخرجه بسنده عن أبي هريرة رضي هللا عنه :أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :كان يقرأ في
العشاء اآلخرة بالسماء ذات البروج ,والسماء والطارق.
9
والنسائي, وما أخرجه الطيالسي وابن أبي شيبة فس (المصنف) وأحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وحسنه
كان يقرأ في: أن النبي صلس هللا عليه وسلم: وابن حبان والطبراني والبيهقي في (سننه) عن جابر بن سمرة
. والسماء ذات البروج, الظهر والعصر بالسماء والطارق
أعطاه هللا تعالى بعدد كل يوم جمعة.. (من قرأ سورة البروج: وما روي عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
)وعرفة تكون في الدنيا عشرا حسنات
أبرزت هذه السورة المكنية جانبا من جوانبا مهما من جوانب العقيدة وهو التضحية في سبيل اٳليمان
وأخلص مما اشتملت عليه من هذه السورة ونقسم ٳلى.) ممثال في القصة ( أصحاب األخدود,واٳلعتقاد
: ¹ عناصر ليسير فهمنا مما وردت من هذه السورة فيما يلي
وباألنبياء الذين يشهدون على, وبيوم القيامة, افتتحت السورة الكريمة بالقسم بالسماء ذات منازل الكوكب. 1
الذين احرقوا جماعة من المؤمنين والمؤمنات في النار ليفتنوهم, أممهم على اهالك وتدمير وٳبادة المجرمين
: عن دينهم
: وبوعد المؤمنين بالجنان, وانذارهمبعذاب جهنم, وأعقبت ذلك بوعيد هؤالء العتاء الطغاة. 2
واٳلتعاظ بقصة الطاغية. وختمت السورة بٳظهار عظمة هللا وجليل صفاته وقدرته على اٳلنتقام من أعدئه. 3
: فرعون الجبار
10
تأمالت في سورة البروج
ومن تأمالت التي وردت في سورة البروج أن هذه السورة تتحدث عن ظروف صعبة عاشها دعاة
التوحيد ،في مكة زمن الرسول صلى هللا عليه وسام وأصحابه ورضي هللا عنهم ،ومن قبلهم المؤمنون السابقون
أصحاب قصة األخدود .إنها ظلمة حالكة في ليل بهيم ،ال يكاد الواحد يرى موضع قدمه ،ويشتد األذى بالمسلمين
حتى ينشروا بالمناشير ،ويحرّ قوا في األخاديد.
وتبرز هذه السورة عظمة الجريمة بتحريق المؤمنين ،وتكشف عن سببها " وما نقموا منهم إال أن
يؤمنوا باهلل العزيز الحميد" .فالكفار لغبائهم يتحرشون بالذين آمنوا باهلل (العزيز) الذي تأبى عزته أن يترك عباده
11
ألعدائه ،وإن كان يمهلهم أن يتوبوا حتى بعد أن فتنوا المؤمنين والمؤمنات ...فيبشر المؤمنين بجنته ،وينذر
الكفار ناره وبطشته.
ولعل في لفت األنظار إلى السماء ذات البروج في جو الظالم البهيم ،ما يرقى بأبصار المؤمنين إلى السماء لترى
البروج الجميلة ،فتزول عنها مشاعر الكآبة والحزن واالنكسار ،كيف ال وقد قال رب العزة "ولقد جعلنا في
السماء بروجا ً وزيناها للناظرين" إن هذه البروج زينة وبهجة للنفوس ،وسعادة للقلوب وشرح للصدور ،ولكن
شريطة أن تجد لها جماعة من الناظرين .فتنشط نفوسهم من جديد لعمل الخير والقيام بأمر الدين.
ويبدو أن هنالك تشبيها ً للشهداء بالبروج ،وكأن اآليات تقول للمؤمنين ال تظنوا أن هؤالء قد غيبهم الثرى
وطوتهم القبور ،بل هم نجوم وبروج مضيئة وم ُُث ل عُليا ،تستدعي منكـم أن تشخصوا بأبصاركم إلى عليائهم،
وتتابعوا مسيرهم .وهو ما رأيناه في قصة أصحاب األخدود الواردة في الحديث حيث كان استشهاد حملة الدين
دافعا ً إلى اإليمان الجماعي.
المناسبة
قد تقدم لك بيان المناسبة بين هذه السورة والسورة التي قبلها ٬فبدأ هذه السورة بأنه أقسم فيها بما هو
غيب وشهود ,وهو السماء ذات البروج ,فاءن كوكبها مشهود نورها ,مرئى ضوؤها معروفة حركتها في
طلوعها وغروبها ,وكذلك البروج نشاهدها وفيها غيب ال تعرفه الحس ,وهو حقيقة الكواكب ,وما أودع هللا فيها
من القوى ,وما فيها من عوالم ال نراها وال ندرك حقيقتها ,وأقسم بما هو غيب صرف,وهو اليوم الموعود,وماـ
يكون فيه من حوادث البعث والحساب والعقاب والثواب,وأقسم بما هو الشهادة صرفة وهو الشهادة :أي :ذو
الحسّ
والمشهود :وهو ما يقع عليه الحس فأقسم سبحانه بكل ما سلف على أن من قبلهم ممن المؤمنين
الموحدين ابتلوا ببطش أعدائهم بهم ,واشتدادهم في ايذئهم حتى خدوا لهم األخاديد ,وملؤوها بانيران ,وقذفوهم
فيها.
األية :مناسبة هذه اآلية لما قبلها :أن هللا سبحانه لماذكر قصة أصحاب األخدود وبيّن ما فعلوه من
االيذاء والتنكيل بالمؤمنين ,وذيل ذلك بما يدل على أنه لو شاء لمنع بعزته وجبرته أولئك الجبارة عن هؤالء
12
المؤمنين ,وأنه ان أمهل هؤالء الفجرة عن العقاب في الدنيا..فهو لم يهملهم .بل اجّ ل عقابهم ليوم تشخص فيه
األبصار...ذكر ما أعد للكفار من العذاب األليم جزاء ما أيديهم من السيئات التي منها ايذاء المؤمنين ,وما أعد
للمؤنين من جميل الثواب ,وعظيم الجزاء.
مناسبة هذه اآليات لما قبلها :أن هللا سبحانه وتعالى لما ذكر وعيد الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات
ووعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات ,ووصف ما أعد لهم من الثواب كفاء أعمالهم..أردف ذلك كله بما يدل على
تمام قدرته على ذلك :ليكون ذلك بمثابةتوكيد لما سبق من الوعيد والوعدو فالملك ال يعظم سلطنه في النفوس ٳال
باألمرين :
. 2الجيوش الجرارة ,واألساطيل العظيمة التي توقع بأعدائه ,وتنكل بهم ,وبذلك يهاب جنانه,واليهما أشار بقوله
فيما سلف:
وهنا زاد األمر ايضاحا و بقوله :األية.
قوله تعالى :الى آخر السورة
مناسبتها لما قبلها :أن هللا سبحانه أن هللا سبحانه لما ذكر قصة أصحاب األخدود وبيّن حالهم ,ووصف
ما كان من اذائهم للمئنين ..أرد فذلك ببيان أن حال الكفار في كل عصرو وشأنهم مع كل نبي وشيعته جار على
هذا النهج ,فهم دائما يؤذون المؤنين ويعادونهم ,ولم يرسل هللا نبيا اال لقي من قومه مثل ما لقي هؤالء من
أقوامهم ,والغرض من هذا كله تسلية النبي صلى هللا عليه وسلم وأصحبه رضي هللا عنهم ,ودش عزائمهم على
التذرع بالبصر ,وأن كفار قومه سيصيبهم مثل مت أصاب الجنود فرعون وثمود.
13
أسلوب البالغة في سورة البروج
:وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبا من البالغة وانوعها من الفصاحة والبيان والبديع ¹
.1فمنها :االستعارة التصرحية األصلية في قوله } { :
ألن البروج حقيقة في القصور التي تنزل فيهـا األكـابر واألشـراف ,فاسـتعيرت لمنـازل الكـواكب السـيارة ,ومقـر
الثوابت منها بجامع العلو في كل منهما.
.2الجناس المماثل في قوله } { :
.3تنكيرهما اٳلبهام في الوصف :أي :وشاهد ومشهزد ال يكتنه وصفهما.
.4تأكيــد المــدح بمــا يشــبه الــذم في قولــه { :
} وهو أن يستثنى من صفة ذم منفية صفة مدح ,أو أن يثبت لشيء صفة مــدح,
ويؤتى بعدها بأداة االستثناء تليها صقة مدح أخرى :
.5صيغة المبالغة } { :
.6التعبير بلفظ المضارع في قوله } { :
مع أن اٳليمان قد وجد منهم في الماضي ٳلرادة اٳلستمرار والدوام عليه ٬فٳنهم ما عذبوهم ٳليمانهم في الماضي ٬
بل لدوامهم عليه في اآلتي ,ولو كفروا في المستقبل لم يعذبوا على مــا مضـى ,فكأنـه قيـل :اال أن يسـتمروا على
ٳيمانهم.
.7وصفه تعالى بكونه عزيزا حميدا ,له ملك الشموات واألرض في قواه :
14
{
} لٳلشعار بمناط ايمانهم
وموجبه.
.1تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن ٬محمد األمين بن عبدهللا األرمي ٬ص ٬ 309ط دار طوق النجاة
.8تأخير صفة الملك عن { } الءفادة أن الملك التام ال يحصل اال عند حصول
الكمال في القدرة دل عليها { ,} وفي العلم الذي دل عليه { : } ألن من لم يكن تام
القدرو والعلم ..ال يمكن أن يفعل األفعال الحميدة.
.9ايراد { } في قوله } { :اشعارا بكمال حلمه وكرمه,حيث لم يجعل في القهر
ويقل التوبةو وان طالت مدة الحوبة
.11المقابلة بين مصير المجرمين ومصير المؤمنين في قوله { :
}األية ٬وقوله {
}
.12تأخير { }عن { }مع تقدمهم على فرعون زمانان في قوله {}
لرعاية الفواصل.
.13تنكير التكذيب في قوله { : } الءفادة التعظيم ,كأنه قيا :
ليسوا مثام فبذلك ,بل أشد منهم في الكفر والطغيان والتكذيب.
.14المجاز المرسل أيضا في قوله } { :عالقته الحالية :ألن
التكذيب معنى من المعني ,وال يحل االءنسان فيه ,وانما يحل في مكانه ,فاستعمال التكذيب في مكانه مجاز أطلق
فيه الحال وأريد المحل ,فعالقته الحالية.
.15الالستعارة التمثلية في قوله } { :حيث مثا عدم نجاتهم من بأس هللا
فوت المحاط به عن المحيط الذي سد عليه مسلكه ,بحيث ال يمكنه الهرب منه.
15
الخاتمة
وأشكر وكل الحمد هللا على نعمه ٬فٳن كنت قد وقفت فله كل الحمد والثناء ٬وٳن أكن فحسبي أني ما
أوتيت من العلم ٳال قليال .وكلمة الشكر ٳلى المشرف الدكتور محمد سعدي على عنايته وٳرشده لكون هذا
البحث .
وأخيرا ٬لعل هذا البحث يحصل منافعة ٳلى الناس عموما وٳلى طالب العلم خصوصا لفهم علم من
العلوم الدراسة القرآنية في يوم الحديث .
16
المصادر والمراجع
17
فهرس الموضوعات
1 مقدمة
باب األول
( أسرار النظم في ايآت القرانية )
باب الثاني
(البحث والتحليل العام عن سورة البروج من اسرار نطمه وبالغه )
16 الخاتمة
18