Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 54

‫السرة وأثرها في تحقيق المن الفردي والمجتمعي‬

‫ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمع والمن‬


‫المنعقدة بكلية الملك فهد المنية بالرياض من‬
‫‪ 21/2‬حتى ‪ 24/2‬من عام ‪1425‬هـ ‪:‬‬
‫الستاذ الدكتور‪ /‬إبراهيم بن مبارك الجوير‬
‫جامعة المام محمد بن سعود السلمية‬
‫الطاولة المستديرة الثانية المؤسسات المجتمعية‬
‫والمنية ‪ :‬رؤي مستقبلية‬
‫رئيـــس الجلســــــة‬
‫سعادة الدكتور‪ /‬عوض بنية الردادي‬
‫وكيل وزارة العمل والشئون الجتماعية للشئون‬
‫الجتماعية‬
‫الورقة الولى‬
‫تمهيـــــد ‪:‬‬

‫السرة من قديم الزمن نظام اجتماعي أو هــي‬


‫وحدة في النظام الجتماعي الذي ظهــر مــع خلــق‬
‫الله للنسان علــى الرض وقــد مــرت الســرة مــن‬
‫بدايــة نشــأتها وحــتى وقتنــا المعاصــر بعــدد مــن‬
‫التطــورات الكــبيرة ســواء علــى مســتوى حجمهــا‬

‫‪1‬‬
‫وهيكلها أو على مستوى العلقات بين أفرادهــا أو‬
‫بين الســرة بعضــها ببعــض أو مــن حيــث أهــدافها‬
‫ووظائفها وأدوارها‪.‬‬

‫وقــد كــانت الســرة فــي كــل مراحلهــا مــرآة‬


‫تعكس المجتمع الذي تنشأ فيــه مـن حيــث عقيـدته‬
‫وحضارته ومستوى تقدمه ‪ ،‬وكان للسلم أثر بارز‬
‫في بناء السرة ووضــع الضــوابط والمعــايير الــتي‬
‫تنظــم قيامهــا باعتبــار الســرة أحــد أهــم لبنــات‬
‫المجتمع السلمي بل هي أهم هذه اللبنــات حــتى‬
‫قرأنا قرآن يتلى إلى يوم القيامة فــي أمــر زوجــة‬
‫كانت تناقش زوجها في أمر يرى البعــض أنــه أمــر‬
‫بسيط أو أمر شخصي بين زوج وزوجته في سورة‬
‫كاملة وهي سورة المجادلة ) قــد سـمع اللــه قــول‬
‫التي تجادلك في زوجها وتشــتكي إلــى اللــه واللــه‬
‫يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ( )]‪.([1‬‬

‫ومنذ نشأت الســرة فــي بــداياتها الولــى مــع‬


‫خلق آدم عليه السلم وحتى يومنا هذا وهي تقــوم‬
‫بمهمة ل ينكرها أحـد سـواء فـي مجـال التربيــة أو‬
‫مجال التنميــة القتصــادية أو الجتماعيــة أو مجــال‬
‫الحد مــن النحــراف والجريمــة وخصوص ـا ً انحــراف‬
‫الحداث وجرائمهم وقــامت بــأثر كــبير فــي مجــال‬

‫‪2‬‬
‫رعاية الناشئة وحمايتهم من التطرف والنحراف‪.‬‬

‫وقــد تعرضــت الســرة وخصوصـا ً فــي النصــف‬


‫الثاني من القرن الماضي إلى موجة من الهجمات‬
‫الشرسة التي تريد القضاء عليها غير أن الثابت أن‬
‫السرة ستظل قائمة حتى وإن كــانت فــي شــكلها‬
‫الصغير جدا ً والمسمى بالسرة النووية أو الزوجية‬
‫وفي دراستنا هذه سوف نتناول بــإذن اللــه تعــالى‬
‫أثر السرة في التربية وفي القتصاد وفي التنمية‬
‫وفي الحد من النحراف والجريمــة ثــم أثرهــا فــي‬
‫ترشــيد البنــاء ورعــايتهم والحفــاظ عليهــم مــن‬
‫عوامل النحراف والتطرف‪.‬‬

‫الســرة وأثـرها ‪ ..‬عبر الزمن ‪ ،‬وفي الســلم ‪..‬‬


‫وفي المجتمع العاصر ‪..‬‬

‫الجدير بالذكر أن السرة في المجتمع المعاصر‬


‫هي امتداد طبيعي للسرة في الزمــن القــديم مــع‬
‫بداياتها الولى مرورا ً بالعصر السلمي الذي تــرك‬
‫بصــمات واضــحة علــى وظيفــة وأثــر الســرة فــي‬
‫النواحي التربوية والجتماعية وتقوية الروابط بين‬
‫أفراد المجتمع الواحد ‪ ،‬ففــي مرحلــة مــن مراحــل‬
‫تطور السرة كانت السرة كــبيرة الحجــم ثــم أخــذ‬

‫‪3‬‬
‫يضيق نطاقها وحجمها شــيئا ً فشــيئا ً حــتى وصــلت‬
‫إلى هذا الحجم من الضيق الذي نلمسه اليــوم فــي‬
‫بعض المجتمعات الغربية حيــث تعمــد طبقــات فــي‬
‫أوربا وأمريكا إلــى أن تعهــد بحضــانة أولدهــا إلــى‬
‫بعض المؤسســات الحكوميــة أو الهليــة فــي جــزء‬
‫كــبير مــن اليــوم لن عمــل الرجــل مــع المــرأة‬
‫بالمصـــانع والدوات أصـــبح يحـــول دون التفـــرغ‬
‫الكامل لرعاية البناء والهتمــام بشــئونهم ومثلمــا‬
‫يحدث مع البناء والصــغار يحــدث مــع البــاء الكبــار‬
‫حيث يعهد بعض البناء إلى دور المسنين والعجــزة‬
‫برعاية أبويه حينمــا يبلــغ الكــبر أحــدهما أو كلهمـا‬
‫ذلك أن الروابــط الســرية فــي المجتمــع المعاصــر‬
‫أصبحت أقرب إلى التفكــك والنهيــار ‪ ،‬لكــن الــذي‬
‫يذكر للسلم في هذا الجــانب أنــه أوصــى بالبنــاء‬
‫وقرر حقوقـا ً للبنــاء علــى البـاء تبــدأ مــن اختيــار‬
‫أمهــم اختيــارا ً صــحيحا ً مــرورا ً بتســميتهم أســماءً‬
‫مقبولــة وتــوفير أرزاقهــم ومعاشــهم فقــد قــرر‬
‫الرســول × أن “ كلكــم راع وكلكــم مســئول عــن‬
‫رعيته ‪ ،‬فالرجــل راع فــي بيتــه وهــو مســئول عــن‬
‫رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة‬
‫عن رعيتها ‪ ( ..‬إلى آخر الحديث‪ .‬كما أوصى البناء‬

‫‪4‬‬
‫بالباء وقرن البر بهما والحســان إليهمــا بالشــرك‬
‫بالله قال تعالى ) وقضــى ربــك أل تعبــدوا إل إيــاه‬
‫وبالوالدين إحسانا ً ‪ ،‬إما يبلغن عندك الكبر أحــدهما‬
‫أو كلهما فل تقل لهما أف ول تنهرهما وقل لهما‬
‫قول ً كريما ً واخفض لهما جنــاح الــذل مــن الرحمــة‬
‫وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ( )]‪.([2‬‬

‫وقد تناســبت أدوار وآثـار الســرة مــع تطورهــا‬


‫واثــر قيــام الدولــة المعاصــرة فقــد كــانت الســرة‬
‫تقــوم بجميــع الوظــائف الجتماعيــة والقتصــادية‬
‫تقريبا ً في الحدود التي يسمح بها نطاقها وبالقدر‬
‫الذي تقتضيه ظروف المجتمع وحاجاته الجتماعية‬
‫والقتصادية‪.‬‬

‫فقد كانت السرة عبارة عــن مؤسســة أو هيئة‬


‫اقتصادية تقوم بإنتاج ما تحتاج إليه وتشــرف علــى‬
‫شــئون النتــاج والتوزيــع والســتهلك والســتبدال‬
‫الداخلي و ل يكاد يجرى بينها وبين أي أسرة أخرى‬
‫سوى بعض المعاملت القتصــادية البســيطة حيــث‬
‫أن الصــل أن تجتهــد كـل أســرة فيمــا بينهــا علــى‬
‫الكتفاء الذاتي بيــن أفرادهــا وفــي الســلم فــإن‬
‫النفاق على السرة التي تشــمل الزوجــة والبنــاء‬
‫وغيرهـــم مســـئولية الـــزوج ) الب ( ) الرجـــال‬

‫‪5‬‬
‫في النفاق وفي قضاء‬ ‫)]‪([3‬‬
‫قوامون على النساء (‬
‫حــوائجهم وجعــل الميــراث للبنــاء عبــد البــاء )‬
‫)]‪([4‬‬
‫للرجال نصيب مما تــرك الوالــدان وألقربــون (‬
‫الية‪.‬‬

‫وهناك بيــن أفــراد الســرة الواحــدة صــور مــن‬


‫التعاملت القتصادية الــتي ترتبــط بالنفــاق علــى‬
‫البنـــاء والبـــاء كبـــار الســـن وصـــور التكافـــل‬
‫الجتماعي والظاهر أن الثــار القتصــادية للســرة‬
‫قد تقلصت إلى حد كبير غير أنه مــن المؤكــد أنهــا‬
‫ستظل تقوم بأثر ما في المجال القتصــادي حــتى‬
‫النهاية من ناحية أنها التي توفر كافــة المتطلبــات‬
‫المادية للصــغار الــذين يعيشــون فــي كنفهــا علــى‬
‫القل فيما قبل بلوغهم الســعي وتحصــيل الــرزق‬
‫ومن ناحية أخرى أنها تسـتطيع أن تكسـب الفـراد‬
‫بعــض الصــفات القتصــادية مــن حيــث الكســب‬
‫والنفاق والكرم والبخل إلى آخــر هــذه المورثــات‬
‫التي يكون للسرة أثرها البارز فيها‪.‬‬

‫وأمـــا مـــن الناحيـــة السياســـية والتشـــريعية ‪،‬‬


‫فالســرة هــي الــتي كــانت تضــع الشــرائع وتســن‬
‫القوانين وترسم الحدود وتمنــح الحقــوق وتفــرض‬
‫الواجبـــات وكـــانت بـــذلك تشـــرف علـــى شـــئون‬

‫‪6‬‬
‫السياســة العامــة وتنظيــم العلقــات مــع الســر‬
‫والعشــائر الخــرى وتتعهــد تنفيــذ مــا تضــعه مــن‬
‫تشريعات وما تسنه مــن قــوانين وتقــوم بالفصــل‬
‫فيما ينشأ بين الفراد من خصــومات وتعمــل علــى‬
‫رد الحقوق إلى أصحابها والقصاص للمظلــوم مــن‬
‫الظالم وحراسة وعقاب من يعتــدي علــى حرمــاته‬
‫وما إلى ذلــك مــن الثــار والوظــائف الــتي تؤديهــا‬
‫اليوم السلطات القضائية فـي الدولــة المعاصــرة ‪،‬‬
‫وقد تراجعت إلى حد كبير هــذه الثــار للســرة مــع‬
‫ظهور الدولة الحديثة التي تقوم بالدور السياســي‬
‫والقضائي والتشريعي فل تكاد تلمس أثرا ً للســرة‬
‫فــي معظــم هــذه النــواحي اللهــم إل الثــر الــذي‬
‫تفرضه علقات الفراد بعضهم ببعض فيمــا يتعلــق‬
‫بالتوجهات السياســية والخلقيــة والنتمائيــة ومــا‬
‫تبثــه فــي نفــوس أفرادهــا مــن احــترام المجتمــع‬
‫والحفاظ على مقدارته وإنجازاته‪.‬‬

‫من الثابت في الدبيات الجتماعيــة أن الســرة‬


‫منذ بـداياتها الولــى وحــتى اليــوم كـانت لهـا آثــار‬
‫دينية وخلقية وتربوية فهي التي كانت تضع النظم‬
‫الخلقية وقواعد السلوكية وتفصل أحكامه وتوضــح‬
‫مناهجه وتقــوم بحراســته وهــي الــتي كــانت تميــز‬

‫‪7‬‬
‫الخيــر مــن الشــر والفضــيلة مــن الرذيلــة وترســم‬
‫مقاييس الخلق‪.‬‬

‫لسرة كانت لها آثار بــارزة‬


‫وفي الجمال فإن ا ٍ‬
‫فــي معظــم النــواحي الجتماعيــة والقتصــادية‬
‫وظلت لها تلك الثار إلى عهد قريــب حيــث طغــت‬
‫النزعـــة الفرديـــة لـــدى الفـــراد والرغبـــة فـــي‬
‫الستقلل ومع ظهــور الدولــة بــالمفهوم الحــديث‬
‫واتســاع وتنــوع وظائفهــا وهيمنــة آثارهــا واتســاع‬
‫نطاق سيطرتها على السرة أخــذ المجتمــع العــام‬
‫يطغــى بآثــاره علــى ســلطان الســرة وآثارهــا‬
‫وينتقص مـن أثرهـا ووظائفهـا وينشــئ مــع مـرور‬
‫الوقت هيئة خاصــة لكـل وظيفــة كـانت تقـوم بهـا‬
‫السرة في الماضــي وهــذه الهيئة بطبيعــة الحــال‬
‫مستقلة عن السرة وخاضعة بشــكل أو بــآخر إلــى‬
‫ســلطان الدولــة أو المجتمــع تــأتمر بــأمره وتســير‬
‫وفــق توجهــاته فقــد كــان أن انــتزعت الدولــة مــن‬
‫السرة الوظيفة التشريعية وأنشأت فــي المقابــل‬
‫هيئات خاصة تشرع للمجتمع ككل وانتزعت الدولــة‬
‫من السرة السلطة التنفيذيــة وأنشــأت بــدل ً منهــا‬
‫هيئات حكوميــة تشــرف علــى السياســات العامــة‬
‫والتنفيذيــة بــل وقــد انــتزعت الدولــة مــن الســرة‬

‫‪8‬‬
‫الوظيفــة الدينيــة وأنشــأت فــي المقابــل هيئات‬
‫خاصة تتمثل في المجامع العلمية والدينية وهيئات‬
‫الفتــوى وانــتزعت الدولــة مــن الســرة الوظيفــة‬
‫التربوية ‪ -‬إلى حد ما ‪ -‬وأنشأت هيئات خاصة تقوم‬
‫بــدور التربيــة والتعليــم مثــل المــدارس والمعاهــد‬
‫والجامعــات ومراكــز الثقافــة والرشــاد والبحــث‬
‫العلمي وانخفــض إلــى حــد كــبير أثــر الســرة فــي‬
‫التربية واشترك معها في التربية كثير من الهيئات‬
‫منها التعليمي والعلمي والثقافي والفني ‪ ،‬فبعد‬
‫أن كانت الســرة هــي العامــل المهــم فــي عمليــة‬
‫التربيــة أصــبحت أحــد أهــم عوامــل التربيــة وإلــى‬
‫جانبهـــا العلم والمدرســـة والجامعـــة والشـــارع‬
‫والرأي العام والصدقاء ‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫كمــا انــتزعت الدولــة مــن الســرة الوظيفــة‬


‫القتصادية وأنشأت هيئات خاصــة مثــل المصــارف‬
‫والمصانع والشــركات الكــبيرة وأصــبح الفــرد ينتــج‬
‫للمجتمع ككل بعد أن كان ينتج لنفسه ولسرته ول‬
‫يكاد يستهلك من إنتاجه الخاص شيئا ً بــل يســتهلك‬
‫من إنتاج غيره وأصبح المجتمع العام هو المهيمــن‬
‫على معظم المور التي كــانت تقــوم بهــا الســرة‬
‫وتؤديها في رضى واطمئنان ‪ ،‬فهل بقيت للســرة‬

‫‪9‬‬
‫المعاصرة بعض الثار ؟ هــذا مــا ســوف نحــاول أن‬
‫نجيب عليه في الصفحات التية‪.‬‬

‫أثــــــرها في التــــربيـــة ‪:‬‬

‫لكي نتحدث عـن الثـار التربويـة للسـرة‪ .‬فـإن‬


‫كل مخلوق بشري من بعد آدم عليه السلم وحــتى‬
‫يومنا هذا كان نتاج علقــة بيــن زوجــة وزوج أي أم‬
‫وأب غير أن هذه العلقة ل تأخذ في بعض الحيــان‬
‫شكل السرة المستفزة التي تبحث فــي آثارهــا ‪..‬‬
‫نحــن نبحــث آثــار تربويــة لســرة مســتقرة أبــوين‬
‫وأولد يحيطهم جو عائلي وروح أسرية أما السرة‬
‫المهــترئة المفككــة القائمــة بيــن أب وأم أحــدهما‬
‫غائب أو كلهما أو دائمي الخصام والنكــد والخلف‬
‫فل شك أن ذلك ســيكون لــه آثــاره التربويــة أيض ـا ً‬
‫ولكــن مــن الناحيــة الســلبية ويمكننــا أن نرصــد‬
‫)]‪([5‬‬
‫مجموعة من الثار التربوية للسرة فيما يلي‪:‬‬

‫يبدو أثر السرة فيما يبدو في عمل الوراثة‪،‬‬ ‫*‬


‫فبمقدار دقــة كل الزوجيــن فــي حســن اختيــار‬
‫زوجة وحرصه على أن يكون من سللة طــاهرة‬
‫ومنبت صالح وعلى أن يكون خاليا ً مــن العيــوب‬
‫الوراثية الجســمية والعقليــة والخلقيــة بمقــدار‬

‫‪10‬‬
‫هذه الدقــة وهــذا الحــرص يتحقــق فــي النســل‬
‫الثــار التربويــة الصــالحة للوراثــة ويعصــم مــن‬
‫آثارها السيئة بإذن الله تعالى إن ذلك يمتد إلى‬
‫مرحلة سابقة لزواج آبائهم بأمهاتهم فيبدأ منذ‬
‫أن يفكر أحد البــوين فــي اختيــار شــريكه فــي‬
‫الحيــاة فض ـل ً عــن ذلــك فــإن بإمكاننــا الســرة‬
‫القضاء على كثير مما يظهر لدى الطفال مــن‬
‫صفات وراثية ســيئة أو تعليتهــا وتوجيههــا فــي‬
‫غير التجاه الضار ‪ ،‬فإن كــانت الســرة رشــيدة‬
‫في مناهج التربية وقت الناشئة من شرور هذه‬
‫الصـــفات الضـــارة وإل جلبـــت علـــى الناشـــئة‬
‫أضـــرارا ً وراثيـــة بليغـــة تلزمهـــم والجيـــال‬
‫المتعاقبة‪.‬‬

‫إضــافة إلــى ذلــك فــإن معظــم الصــفات الوراثيــة‬


‫ضــارها ونافعهــا يوجــد فــي الطفــل بــالقوة ل‬
‫بالفعل أي علــى صــورة اســتعدادات واتجاهــات‬
‫فإن وجد في محيط السرة وجوها بيئة مواتيــة‬
‫نما وترعرع وإل ذوي وذبل؟‬

‫وفيما يتعلق باللغة فإن أول ما ينتقـل إلـى‬ ‫*‬


‫الطفـــل عـــن طريـــق التقليـــد فـــي الصـــوت‬
‫والحركة‪ ،‬لغة آبائه ) أبيه وأمه ( وأفراد أســرته‬

‫‪11‬‬
‫وأعمــالهم وســلوكهم ومنــاهجهم فــي الحيــاة‬
‫فبمقدار سمو المنزل فــي هــذه المــور تســمو‬
‫آثــار التقليــد التربويــة فــي الطفــل وبمقــدار‬
‫انحطاطه فيها يكون عامل التقليد وبال ً عليه‪.‬‬

‫وعن طريق السرة تحقق البيئة الجتماعيــة‬ ‫*‬


‫آثارهــا التربويــة فــي الطفــل فبفضــل الجــو‬
‫السري والمحيط العائلي تنتقــل إلــى الناشــئة‬
‫تقاليـــد أمتهـــم ونظمهـــا وعرفهـــا الخلقـــي‬
‫وعقائدهــا وآدابهــا وفضــائلها وتاريخهــا وكــثير‬
‫مما أحرزته من تراث في مختلف الشئون فــإذا‬
‫وفقت السرة فــي أداء هــذه الرســالة الجليلــة‬
‫وكان موصل ً جيــدا ً لجميــع هــذه المــور حققــت‬
‫الـبيئة الجتماعيـة آثارهـا البليغـة فـي المجـال‬
‫التربوي وإل أفسدت السرة عليها عملها‪ .‬فلم‬
‫يســتفد منهــا الطفــل إل الثــار التافهــة ولــم‬
‫يصبيه من كل ذلك إل الضرر والشرور‪.‬‬

‫السرة هي العنصر الهم والوحيد للحضــانة‬ ‫*‬


‫والتربيـــة المقصـــودة فـــي المراحـــل الولـــى‬
‫للطفولة‪ ،‬والواقع أنه ل تســتطيع أي مؤسســة‬
‫عامة أن تقوم بدور السرة في هذه المرحلــة ‪،‬‬
‫ول يقصــد مــن دور الحضــانة أو الكفالــة الــتي‬

‫‪12‬‬
‫تنشئها في هذه المرحلــة ‪ ،‬ول يقصــد مــن دور‬
‫الحضانة أو الكفالة التي تنشئها بعض الدول أو‬
‫الهيئات ليواء الطفال في مراحلها الولى إل‬
‫تدارك الحالت التي ُيحرم فيها الطفل من جــو‬
‫الســرة أو تحــول فيهــا ظــروف قــاهرة بيــن‬
‫السرة وقيامها بهذه الوظيفــة‪ ،‬ول يتـاح لهــذه‬
‫المؤسسات مهما حرصت علــى تجويــد أعمالهــا‬
‫أن تحقق ما تحققه السرة في هذه المور‪.‬‬

‫وعلى السرة يقع قســط كــبير مــن واجــب‬ ‫*‬


‫التربية الخلقية والوجدانيــة والعقليــة والدينيــة‬
‫في جميع مراحل الطفولة بــل وفــي المراحــل‬
‫التاليــة لهــا كــذلك وفــي المــم الــتي تحــارب‬
‫مدارسها الرسمية الدين بطريق مباشر أو غيــر‬
‫مباشر كالمم الشيوعية وفي المم التي تسير‬
‫معاهدها الدراسية على نظام الحياد في شئون‬
‫الدين والخلق فتنفض يدها من جميــع المــور‬
‫التي تتصل بهذه النواحي مثــل فرنســا والمــم‬
‫التي تنحو نحوها في هذه المم وفي تلك يقــع‬
‫عبء التربية الدينية كــامل ً علــى عــاتق الســرة‬
‫وصــدق رســول اللــه × حينمــا أشــار إلــى هــذه‬
‫الحقيقة فقد جاء في الحديث “ ما مــن مولــود‬

‫‪13‬‬
‫إل يولــد علــى الفطــرة ‪ ،‬فــأبواه يهــودانه‪ ،‬أو‬
‫يمجسانه أو ينصرانه “ في إشارة واضــحة إلــى‬
‫أن السرة ) البوين ( في التوجيه الديني لــدى‬
‫الناشئة غير أن هنــاك عوامــل مســاعدة أخــرى‬
‫في هذا الميدان فإن المدرسة أيضا ً ومــا تعنيــه‬
‫مــن تلقيــن الفكــار والمفــاهيم عــن الكــون‬
‫والحيــاة ومــا يعنيــه أيضـا ً بالرتبــاط بالصــحاب‬
‫والصدقاء فبقدر التوافق الحاصل بين الســرة‬
‫والمدرسة والنــدماج فــي الرســالة الــتي يــراد‬
‫توصــيلها يتوقــف النجــاح فــي تحقيــق غايــة‬
‫السرة التربوية‪.‬‬

‫وبفضل الحياة المستقرة فــي جــو الســرة‬ ‫*‬


‫ومحيط العائلــة يتكــون لــدى الفــرد مــا يســمى‬
‫بالروح العائلي والعواطــف الســرية المختلفــة‬
‫وتنشــأ التجاهــات الولــى للحيــاة الجتماعيــة‬
‫المنظمة فالسرة هي التي تجعل مــن الطفــل‬
‫اجتماعيا ً مدنيا ً وتــزوده بــالعواطف والتجاهــات‬
‫اللزمة للحيــاة والنســجام مــع المجتمــع الــذي‬
‫يعيش فيه‪.‬‬

‫أثـــــرها في القتــــــصاد‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫ذكرنا فيما سبق كيــف أن الســرة منــذ نشــأتها‬
‫كـــــانت تقـــــوم بوظـــــائف الهيئة أو الشـــــركة‬
‫القتصــادية ‪ ،‬فقــد كــانت تقــوم بعمليــات النتــاج‬
‫لكافة ما تحتاج إليه جموع أفراد السرة ثــم تقــوم‬
‫بـــدور التوزيـــع وتنظيـــم عمليـــات الســـتهلك‬
‫والستبدال الداخلي ) بين أفرادها بعضهم ببعض (‬
‫أو الستبدال الخــارجي بيــن الســرة وغيرهــا مــن‬
‫الســر إذا دعــت الضــرورة لــذلك‪ .‬إذ القاعــدة أن‬
‫تقــوم الســرة بتــوفير مــا تحتــاج إليــه مــن ســلع‬
‫وخدمات فيما يعرف بسياسة الكتفاء الــذاتي بيــن‬
‫أفرادها‪.‬‬

‫والسرة المعاصرة ‪ -‬ومع نشأة الدولة ‪ -‬تتميــز‬


‫بأنها وحــدة صــغيرة تتكــون مــن الزوجيــن والبنــاء‬
‫دات ومع بــروز النزعــة الفرديــة‬
‫وربما الجداد والج ّ‬
‫لدى النسان المعاصر ضعفت العلقات بين أفــراد‬
‫السرة الواحدة حتى المباشرين منهــم فض ـل ً عــن‬
‫مــات وأخــوال‬
‫القــارب البعيــدين مــن أعمــام وع ّ‬
‫وخالت‪ ،‬وقد كان ذلك بطبيعة الحال نتيجة لزيــادة‬
‫المطالب المادية والضغوط الحياتية اليوميــة الــتي‬
‫يواجهها أفراد المجتمع‪.‬‬

‫في الســرة الريفيــة الــتي تتميــز إلــى حــد مــا‬

‫‪15‬‬
‫بــالكبر وتشــتمل علــى جيليــن مــن البنــاء أو أكــثر‬
‫يستطيع المراقب رصد ممارسة السرة لوظيفتهـا‬
‫القتصــادية بســهولة ففــي الســرة الريفيــة تتــم‬
‫العملية النتاجية في البيت وتقــوم الســرة بإنتــاج‬
‫كميات كبيرة من السلع التي يحتــاج إليهــا الفــراد‬
‫داخل السرة كما تشرف على التوزيع والستهلك‬
‫فل تستهلك إل بقدر إنتاجها‪.‬‬

‫مــع ظهــور الدولــة الحديثــة وتطــور دورهــا‬


‫ووظيفتها فإن الثار القتصادية للسرة توشك أن‬
‫تتقلص إذا لم تعد السرة هي المكان الوحيد الــذي‬
‫يشـــــــــــــبع الحاجـــــــــــــات الماديـــــــــــــة‬
‫للفرد ‪ ،‬فقد أجبرت المرأة على الســعي للحصــول‬
‫على فرصة عمل خــارج الــبيت وبعيــدا ً عــن نطــاق‬
‫الســرة ممــا أدى إلــى نشــوء روابــط وعلقــات‬
‫اقتصــادية خارجيــة وبعــد أن كــان الجميــع يعملــون‬
‫تحت سقف واحد سواء كان فــي العمــل الزراعــي‬
‫أو فــي المجــال المهنــي والعلمــي انتشــر الفــراد‬
‫وأبناء السرة الواحدة في مواقع العمل المختلفــة‬
‫والمتباعدة وقــد أدى ذلــك إلــى بــروز بعــض الثــار‬
‫نذكر منها ‪:‬‬

‫تحقـــق للمـــرأة مـــن خلل ذلـــك العمـــل‬ ‫*‬

‫‪16‬‬
‫الستقلل الذاتي القتصادي ولم تعد عبئا ً على‬
‫أسرتها أو زوجها فــي إشــباع حاجاتهــا الماديــة‬
‫لذا فقد زادت النزعة الستقللية لــدى الزوجــة‬
‫ومــن ثــم بــدأ يظهــر فــي الفــق نوعــا ً مــن‬
‫المساواة في اتخاذ القرار التي يقف فيها كــل‬
‫من الزوج والزوجة على قدم المساواة‪.‬‬

‫وعلــى وجــه العمــوم فــإن هنــاك بعــض الثــار‬


‫القتصــادية للســرة ســوف تبقــى حــتى وإن‬
‫تخلت السرة عن بعض آثارها ‪ ،‬ومن هذه الثار‬
‫‪:‬‬

‫أثر السرة في المهنة والحرفة ‪ :‬كــثيرا ً مــا‬ ‫*‬


‫يحدث أن يرث البناء مهن وحرف آبائهم فنجــد‬
‫أن أبناء المــزارع يرغبــون فــي ممارســة مهنــة‬
‫الزراعة أكثر من أي مهنــة أخــرى وكــذلك أبنــاء‬
‫الصناع أو البنــائين أو النجــارين ول يمحــو هــذا‬
‫الثر إل رغبة آباء أو البناء فــي احــتراف مهنــة‬
‫أو عمــل قــد يــرى أنــه الفضــل مــع التطــور‬
‫الحضاري أو تحصــيل علــم ‪ ..‬الــخ ‪ .‬وقــد يكــون‬
‫ذلك أحد الثار الجتماعيــة أيضـا ً غيــر أنــه يبــدو‬
‫جليا ً كذلك في بعض النواحي القتصادية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أثرها في مستوى المعيشة ‪ :‬غالبـا ً مــا يــرث‬ ‫*‬
‫البنــاء عــن طريــق الميــراث مســتوى معيشــة‬
‫أبناءهم‪ ،‬فإن كانت الســرة غنيــة كــان أبناؤهــا‬
‫وذرياتهم أغنياء وإن كانت السرة فقيــرة كــان‬
‫أبناؤهــا وذريــاتهم فقــراء‪ .‬وقــد حــث النــبي ×‬
‫أصحابه على أن يتركوا أبناءهم أغنياء خير مــن‬
‫أن يتركوهم فقراء يسألون النــاس وكمــا يــرث‬
‫البناء الثروة فإنهم يرثــون أيض ـا ً مــن أســرهم‬
‫بعــض الصــفات الخلقيــة المرتبطــة بالناحيــة‬
‫القتصادية مثل الجود والكرم أو البخل والشــح‬
‫لذلك قال × عن يوسف عليه السلم “ الكريــم‬
‫ابــن الكريــم ابــن الكريــم” إشــارة إلــى ســيدنا‬
‫يعقوب وسيدنا إسحاق وسيدنا إبراهيم الكريــم‬
‫عليهــم الســلم الــذي قــرب إلــى أضــيافه مــن‬
‫الملئكة ) عجل ً سمينا ً ( على قلة عددهم ‪ ،‬وقد‬
‫عرف العــرب عــائلت كريمــة مشــهورة بــالكرم‬
‫وعرفــوا كــذلك عــائل ً بخيلــة مشــهورة بالبخــل‬
‫وكانوا يمدحون أهل الكرم ويذمون أهل البخــل‬
‫وفــي ذلــك أقــوال وأشــعار ليــس هنــا مجــال‬
‫ذكرها‪.‬‬

‫الثار القتصادية والنواحي الخرى ‪:‬‬ ‫*‬

‫‪18‬‬
‫يعتبر القتصاد عصب الحياة المعاصرة إن علــى‬
‫مســتوى الســرة أو علــى مســتوى المــة كلهــا‬
‫وأصــبح الســتقلل القتصــادي مطلــب رئيــس‬
‫للمم والشعوب لن من ل يملك قوته ) طعامه‬
‫( ل يملــــك قــــراره ‪ ،‬ذلــــك فــــإن الظــــروف‬
‫القتصادية التي تمــر بهــا الســرة ل شــك أنهــا‬
‫تــترك كــثيرا ً مــن الظلل الــتي تفــرض عليهــا‬
‫سلوكا ً معينا ً ‪ ،‬فقد تنظر الســرة الغنيــة نظــرة‬
‫استعلء واستصغار إلى السرة الفقيرة وكذلك‬
‫أفرادها وقد ل يصاهرونهم ول يتعاملون معهم‬
‫بيعا ً أو شرا ً‬
‫ء‪.‬‬

‫وكثيرا ً ما يتجه بعض أفــراد الســرة الواحــدة إلــى‬


‫تنظيم ورعاية صناديق تكافل عائلية تحــت مســمى‬
‫السرة كان يقال ) صندوق تكافــل عائلــة كــذا ‪( ..‬‬
‫أو ) عائلة كذا ‪ ( ..‬يقوم هذا الصــندوق علــى جمــع‬
‫اشتراك شهري أو ربع سنوي أو سنوي يوضع فــي‬
‫صندوق ويخصص منه مبالغ للمحتــاجين مــن أفــراد‬
‫الســرة أو مســاعدتهم فــي ظــروف أو مناســبات‬
‫يكونون محتاجين إلى المساعدة فيها وهــذا كــثيرا ً‬
‫ما يحدث فــي المملكــة العربيــة الســعودية وبعــض‬
‫الدول السلمية الــتي ل يــزال أثــر الســرة كــبيرا ً‬

‫‪19‬‬
‫فيها‪.‬‬

‫أثـــــرها في التنــــميـة ‪:‬‬

‫يمكننا القول بأن التنمية لــم تع ـّرف حــتى الن‬


‫وربما ل تجد تعريف ـا ً يرضــي جميــع الطــراف فــي‬
‫جميع المم ‪ ،‬ومــع ذلــك تشــير التنميــة علــى وجــه‬
‫العموم للتقدم الجتماعي والقتصادي المطلــوب‪،‬‬
‫ويســتطيع المــرء أن يقــول أن التنميــة تتضــمن‬
‫بالتأكيد تحسين أحوال المعيشـة الساســية والــتي‬
‫من شروطها الساسية النمو القتصادي والتصنيع‬
‫‪ ،‬بالضــافة إلــى هــذا تتضــمن التنميــة تهيــؤ البنــاء‬
‫القتصادي والجتماعي الذي يشمل التغيرات فــي‬
‫النتاج والطلــب ‪ ،‬بالضــافة إلــى التحســينات فــي‬
‫توزيــع الــدخل والعمــل ‪ ،‬كمــا تتطلــب أيضــا ً بنــاء‬
‫اختصار أكثر تنوعا ً والكثير من التوافق بين تــوفير‬
‫المدخلت وفتح أسواق للنتاج ‪ ،‬على أن التنمية ل‬
‫تشمل الجانب القتصادي فحسب وإنما لها علقــة‬
‫وطيدة بالجوانب الجتماعية والسياسة التي تســير‬
‫حركة المجتمع وتحمل في طياتهــا رغبــات الســمو‬
‫النساني والطموح البشري النــافع‪ .‬وفــي الواقــع‬
‫)]‬
‫فإنه ل توجد قوانين عالمية تحكم عمليــة التنميــة‬
‫فقد اختلفت نظرة المم والشعوب إلى التنمية‬ ‫‪([6‬‬

‫‪20‬‬
‫إن فـــي وســـائلها أو أهـــدافها وهنـــا نجـــد أن‬
‫الرأسمالية تسأل ‪ :‬بم تقوم بالتنمية ؟ في إشــارة‬
‫إلى الموارد الطبيعيــة والشــتراكية تســأل ‪ :‬كيــف‬
‫تقــوم التنميــة ؟ فــي إشــارة منهــا إلــى أن عدالــة‬
‫التوزيــع هــي المــدخل للتنميــة‪ .‬نجــد أن الســلم‬
‫يسأل ‪ :‬عن من يقوم بالتنمية وبــم تقــوم التنميــة‬
‫وكيــف تقــوم ؟ فــي إشــارة واضــحة إلــى أهميــة‬
‫النسان أو العنصر البشري باعتبار أن النسان هو‬
‫هدف وغاية السلم أو العنصر البشري باعتبار أن‬
‫النســان هــو هــدف وغايــة الســلم فــي بنــائه‬
‫الحضاري‪ .‬وهذا هــو مــا دفــع ســيدنا يوســف عليــه‬
‫الســلم إلــى أن يطلــب مــن الملــك أن يكــون هــو‬
‫شخصيا ً على رأس الجهاز التنفيذي المشرف على‬
‫البرنامــج القتصــادي الــذي وضــعه لحــل الزمــة‬
‫القتصــادية ) اجعلنــي علــى خــزائن الرض إنــي‬
‫حفيظ عليم ( )]‪ .([7‬وكذلك أهميــة المــوارد وأهميــة‬
‫كيفيــة العمــل لن الســلوب لبــد أن يكــون وفــق‬
‫لتباع والســرة ومــا تقــوم بــه مــن تــوفير المنــاخ‬
‫الطبيعي لتنشــئة النســان التنشــئة اليجابيــة هــي‬
‫أحد أهم الروافد التي ترفد المجتمــع بــأهم عنصــر‬
‫من عناصر التنمية أل وهو العنصر البشري‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫فالسرة وما تلقيه من مسئوليات وتبعات على‬
‫رب السرة أو المسئول عن إعالتها تــدفع بقطــاع‬
‫عريض مــن البشــر إلــى الــدوران فــي فلــك عجلــة‬
‫القســنمية لن رب الســرة مســئول عــن أســرته‬
‫ومسئول عن توفير حياة كريمة لهم فيندفع بــذلك‬
‫دفعا ً إلى الجد والنتاج هكذا يقول المــودودي فــي‬
‫كتابه ) الحجــاب ( أن تكــوين الســرة ل يفيــد فــي‬
‫مســألة التربيــة الصــالحة فحســب وإنمــا تكــوين‬
‫السرة وما يتبعها من مسئوليات أحد أهم عوامــل‬
‫النمو الحضارية علــى مســتوى التاريــخ البشــري إذ‬
‫أن كل جيل ملزم تلقائيا ً بتوفير حياة كريمة للجيل‬
‫الذي يأتي من بعده وهكذا فإن كل البــاء يــتركون‬
‫ككل البناء ما يعينهم على النهوض فضل ً عن ذلك‬
‫فإن الترابط الجتماعي الحادث بين أجيال السرة‬
‫يجعلها ترث فيما ترث عوامل النهوض والنمو جيل ً‬
‫بعد جيل كما يــدفعها إلــى تجنــب عوامــل التخلــف‬
‫والضعف أيضا ً جيل ً بعد جيل‪.‬‬

‫والسرة تعطــي الفــرد المنضــبط فــي ســلوكه‬


‫وتصرفاته وأخلقه ويقوم بدوره كامل ً في النتــاج‬
‫والنفاق والدخــار ‪ ،‬ونحــن نتكلــم هنــا عــن أســرة‬
‫قويــــة متماســــكة تقــــوم بواجباتهــــا التربويــــة‬

‫‪22‬‬
‫والجتماعيــة إنهــا تمــد المجتمــع بالعضــو الفاعــل‬
‫الوسط في إنفــاقه الجــاد المجتهــد فــي إنتــاجه ل‬
‫الفرد الكسول الخامل العالة علــى المجتمــع الــذي‬
‫يــؤثر الراحــة علــى التعــب ويــؤثر التفلــت علــى‬
‫النضباط‪ .‬هذا العضو الذي ينشأ فــي أســرة قويــة‬
‫متماســكة عامــل مهــم جــدا ً مــن عوامــل التنميــة‪.‬‬
‫ونحــن هنــا نضــرب مثــال ً مــن خلل الســرة فــي‬
‫المملكة العربية السعودية وهــي الن بيــن الســرة‬
‫الممتدة والســرة النوويــة وتقــوم بوظيفــة مهمــة‬
‫في التربيــة والتــوجيه حيــث يعتــبر الوالــدين حــتى‬
‫الن أهم عناصر التربية مع العوامل الخرى طبعــا ً‬
‫بفضل الله تعالى ثم سياسات التنمية التي ترعاها‬
‫الحكومة والنظام السري المتماسك في المملكــة‬
‫ازداد الســكان فــازدادت اليــدي العاملــة المنتجــة‬
‫المجاهــدة وأصــبحت منطقــة جــذب للراغــبين فــي‬
‫العمل ارتفعت مســاحة الرض الزراعيــة مــن ‪150‬‬
‫ألف هكتار إلــى مليــونين و ‪ 300‬ألــف هكتــار ممــا‬
‫حقق لها الكتفاء الذاتي خاصة من محصول القمح‬
‫الذي كان يمثل ‪ %99‬من نسبة الــواردات الغذائيــة‬
‫للمملكة العربية السعودية حدث هذا فــي المملكــة‬
‫التي يغلب على أرضها الطابع الصــحراوي الجبلــي‬

‫‪23‬‬
‫ول يجري في أرضــها نيــل ول فــرات ولكــن جــرى‬
‫فوق حبات رمالها عرق النسان)]‪.([8‬‬

‫إنهم يعيبون على النظــام الســري أنــه يســاعد‬


‫فــي زيــادة عــدد النســل لمــا فيــه مــن اســتقرار‬
‫وعلقــات طبيعيــة قائمــة علــى الــود والتفــاهم‬
‫ويعتبرون أن كل هذه الزيادة السكانية الناتــج مــن‬
‫استقرار السرة وتماســكها هــي الســبب المباشــر‬
‫وراء التخلف الــذي تعيشــه بعــض ديــار المســلمين‬
‫ومن هنا زادت الهجمة على نظام السرة باعتباره‬
‫نظام فطرة يؤكد إليه السلم وتقوم على أساسه‬
‫روابط السرة وعلقاتها ولكن الواقــع أن الســرة‬
‫إن كــانت الســبب المباشــر وراء الزيــادة الســكانية‬
‫فهذه الزيادة الســكانية ليســت كلهــا مصــائب كمــا‬
‫يحلـــو لبعضـــهم أن يصـــورها فقـــط نحـــن نريـــد‬
‫استراتيجية هادئة وهادفة تقــوم علــى تأهيــل كــل‬
‫هذه العداد المتناســلة ‪ ،‬هكــذا يقــول عبــد القــادر‬
‫لســرة‬
‫أحمد عبد القــادر فــي كتــابه الغــارة علــى ا ٍ‬
‫المســلمة أن الســرة الكــبيرة أقــدر علــى تحقيــق‬
‫النجــازات العظيمــة والقيــام بــالدوار المــؤثرة‬
‫والخطيــرة فــي مجــالت الجهــاد والسياســة وبنــاء‬
‫الدول القوية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫السرة الممتدة إذا ً والمتماسكة تــوفر عــاملين‬
‫مــن عوامــل النمــو القتصــادي الول هــو زيــادة‬
‫الطلــب علــى المنتجــات والثــاني تــوفير القــوى‬
‫العاملة بأسعار مناسبة‪ .‬فأما الزيادة علــى الطلــب‬
‫فإنها تؤدي إلى زيادة أرباح المستثمرين فيزيــدون‬
‫من استثماراتهم وهكذا تتم دورة النمو عن طريــق‬
‫زيــادة الطلــب فزيــادة فــي الربــح فزيــادة فــي‬
‫الستثمارات فزيادة في التنمية‪.‬‬

‫وأمــا تــوفير اليــد العاملــة فــإن الســرة تــوفر‬


‫للمجتمع ما يحتاج من عمالة وطنية مدربة وبــأجور‬
‫مناسبة ما يساعد في رفع معدلت التنمية‪.‬‬

‫أثـــــرها في الحــــد من النحراف والجريـــمة ‪:‬‬

‫قام ‪     ‬بوضع قائمــة توضــح الوظــائف‬


‫التي تقوم بها السرة وقد افترض أن هنــاك ســبع‬
‫وظــائف أساســية تقــوم بهــا وقــد لخــص هــذه‬
‫الوظائف فيما يلي )]‪:([9‬‬

‫النتــــاج القتصــــادي والمــــادي‬ ‫‪-1‬‬


‫والخدمات الساسية‪.‬‬
‫إعطاء الفرد مكانة اجتماعية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تربية الصغار‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪25‬‬
‫تنمية التجاه الديني عند الصغار‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الحماية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تجديد النشاط‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫الحب‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫وعلــى الرغــم مــن أنــه يمكــن حمايــة ورعايــة‬


‫الطفل عن طريق المؤسسات الجتماعية الخــرى‬
‫إل أن حماية ورعاية السرة أكثر فعالية وذلــك لن‬
‫السرة مؤسســة اجتماعيــة تجمــع بيــن الســتجابة‬
‫الشخصية الحميمة والرعاية الجتماعية المتماسكة‬
‫وفي المجتمعات العربية السلمية نجد أن وظيفة‬
‫الســرة تمتــد لتصــل إلــى روح النســان فتصــقلها‬
‫وتوجهها الوجهة الســليمة الــتي تفــق مــع فطرتــه‬
‫التي فطره الله عليها وإذا اتفق التــوجيه الســري‬
‫مــع فطــرة النســان أدى ذلــك إلــى صــلح الفــرد‬
‫باستقامته وأمنه النفسي والجتماعي وبذلك فإن‬
‫وظيفة السرة في السلم إضــافة إلــى مــا تقــدم‬
‫فهي تعتــبر المنبــع الــذي يغــذي الطفــل بالعقيــدة‬
‫الصــحيحة والفكــر المشــتق مــن القــرآن والســنة‬
‫النبوية‪.‬‬

‫وقــد أثبتــت الدراســات بعضــها تلــو الخــر أن‬


‫النمو السليم للطفل يعنــي وجــود البــوين أو مــن‬

‫‪26‬‬
‫يحل محلهما بحيث يشعر الطفل بأنه محــل رعايــة‬
‫واهتمام مــن قبــل أبــويه أو مــن يخلفهمــا وبعــض‬
‫الدراســات تنــاولت الحــالت الــتي تعيــش فــي‬
‫المؤسسات أو تلــك الــتي انفصــلت عــن الم وقــد‬
‫تبين أن للحرمان مـن الم أو الب أو همـا معـا ً لـه‬
‫آثــار مريعــة جــدا ً علــى شخصــية الطفــل تتضــمن‬
‫مجالت أساسية هي ‪:‬‬

‫الجوع الوجداني‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫الشخصــية عديمــة المــودة ذات‬ ‫‪-‬‬
‫الميول العدوانية‪.‬‬
‫النطوائية والكتئاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وقــد توصــلت الدراســات إلــى بعــض النتــائج‬


‫المهمة نذكر منها ما يلي ‪:‬‬

‫أن خــبرات النفصــال لفــترة قصــيرة‬ ‫‪-‬‬


‫واحدة التي تحــدث فــي جــو أســري صــحي ل‬
‫تترك آثارا ً دائمة بل إن آثارها تــزول بســرعة‬
‫على الرغم من أن مــن المحتمــل أنهــا تــترك‬
‫الشـــخص كتربـــة خصـــبة تتـــأثر بالخطـــار‬
‫المستقبلية‪.‬‬

‫إن الحرمان الشديد الطويل الـذي يبــدأ‬ ‫‪-‬‬

‫‪27‬‬
‫مبكرا ً في الســنة الولــى مــن الحيــاة والــذي‬
‫يستمر لفترة تصـل إلـى ثلث سـنوات يـؤدي‬
‫إلــى نقــص شــديد فــي الجــوانب العقليــة‬
‫وجوانب الشخصية المختلفة ونقص يبدو أنــه‬
‫غير قابل للشفاء‪ .‬بينما الحرمــان الــذي يبــدأ‬
‫في السنة الثانية من الحياة يــؤدي إلــى آثــار‬
‫جســيمة فــي نمــو الشخصــية وآثــار تصــعب‬
‫إزالتها بينما تزول الثــار الــتي تلحــق الضــرر‬
‫بنمو الشخصية‪.‬‬

‫أن الطفل أقل قدرة على تحمل نتــائج‬ ‫‪-‬‬


‫النفصال قبل بلوغه سن الخامسة‪.‬‬

‫أن الثــار المترتبــة علــى الحرمــان أو‬ ‫‪-‬‬


‫النفصال تتفاوت بتفاوت الخــبرة وطبيعتهــا‬
‫وطولها ومدتها ولعلنا ندرك بعد ذلــك أهميــة‬
‫وجود السرة وتربية الحداث في جــو أســري‬
‫مستقر‪.‬‬

‫إن النســان يكتســب عــادة الســاليب الســوية‬


‫للسلوك والتفكيــر مــن خلل التفاعــل الجتمــاعي‬
‫والحتكاك بالخرين وأن البــوين همــا فــي العــادة‬
‫الــوكلء الوائل الــذين يقومــون بعمليــة التطــبيع‬

‫‪28‬‬
‫الجتمــاعي ويمثلن أو خــبرة للطفــل وفــي حالــة‬
‫العلقات العائلية المناسبة فــإن الطفــل يســتجيب‬
‫للبــوين ويســتجيبان لــه وهــذا مــن شــأنه أن يزيــد‬
‫العلقــة الشخصــية القائمــة بيــن الطفــل وأبــويه‬
‫ويحدث ذلك حوالي الشهر الثالث من عمر الطفل‪.‬‬

‫كذلك فإن العلقة بين الطفل وأبويه تعود إلــى‬


‫الجـــانبين بنتـــائج مدعمـــة تكـــون لـــدى الطفـــل‬
‫اهتمامات أكــبر بالتصــال بــالخرين وفيمــا يتعلــق‬
‫بشخصـــية الوالـــدين فيمكـــن القـــول أن ســـلمة‬
‫شخصيته البوي تعد مؤشــرا ً ‪ -‬إلــى حــد مــا ‪ -‬علــى‬
‫سلمة شخصية الطفال ذلك أن للشخصــيات غيــر‬
‫السوية للباء تأثير مباشر على شخصية البناء مـن‬
‫حيث كونها سوية أو غير سوية‪.‬‬

‫من هنا يبدو واضـحا ً دور الســرة فــي الســلوك‬


‫الجرامي مؤداه أن السرة هي المســئولة الولــى‬
‫عن ظهور مثل هذا السلوك وعن ظهور أي سلوك‬
‫منحرف كما أن السرة كذلك مســئولة عــن تكــوين‬
‫السلوك السوي ويأتي ذلك عن طريق تــأثر البنــاء‬
‫بطبائع الباء‪ .‬أو الحرمان الشديد لمدة طويلــة ‪ ،‬أو‬
‫عـــدم اســـتقرار الســـرة وســـيطرة المشـــكلت‬
‫والخصومات بين الفراد وهذا يستند إلى ما يؤيــده‬

‫‪29‬‬
‫من براهين وحجج منها‪:‬‬

‫أن المسئول عن التكوين الــوراثي‬ ‫‪-1‬‬


‫للفرد هما البوان أي الســرة وبالتــالي فهمــا‬
‫المســئولن عــن تكــوينه الجيلــي والــبيولوجي‬
‫والفســيولوجي لــذلك قــال نبينــا محمــد × “‬
‫تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس “‪.‬‬

‫أن الســـرة هـــي أول مؤسســـة‬ ‫‪-2‬‬


‫اجتماعيــة تتلقــى الطفــل لعــداده وتنشــئته‬
‫طبق ـا ً لمتطلبــات المجتمــع الــذي تعيــش فيــه‬
‫فشخصية الباء ووجودهم وأســلوب تنشــئتهم‬
‫من المحددات الساســية فــي ظهــور وتكــوين‬
‫الســـلوك الســـوي للطفـــال وعنـــدما قـــال‬
‫المصطفى × “ ليس منا من لم يرحم صغيرنا‬
‫ويــوقر كبيرنــا “ كــان يريــد برحمــة أن تكــون‬
‫ســلوك دينــاميكي تجعلــه يصــل إلــى الصــواب‬
‫وبالرحمة تمنعه من الخطأ والضلل‪.‬‬

‫الســرة هــي اللبنــة الولــى فــي‬ ‫‪-3‬‬


‫المجتمــع بعــد الفــرد وهــذا يلقــي عليهــا عــبئا ً‬
‫كبيرا ً ذلك أنه إذا صلحت السر صــلح المجتمــع‬
‫ولــو حــافظت الســر علــى صــلحها أســتمر‬

‫‪30‬‬
‫المجتمع في صورة صالحة‪.‬‬

‫أن السرة هي المؤسس الجتماعي‬ ‫‪-4‬‬


‫الوحيدة التي تقوم على أساس عضوي وليس‬
‫علــى أســاس وظيفــي وهــذا يعطيهــا فرصــة‬
‫نــادرة لتخفيــف الضــغوط النفســية والماديــة‬
‫على أفرادها‪.‬‬

‫كـــيـــف استـــطاعــــت الســـــرة أن تحــــد مــن‬


‫الجريـمة وانحــراف الحــداث ؟‬

‫إذا كان التنظيم السري فـي أي مكـان وزمـان‬


‫قادرا ً ‪ -‬إذا أدى وظيفته المطلوبة منه ‪ -‬على جعــل‬
‫السلوك الجرامــي المنحــرف فــي أدنــى درجــاته ‪،‬‬
‫فإن نظام الســرة فــي المجتمعــات المســلمة قــد‬
‫استطاع أن يؤدي وظيفته على نحو ل بأس به في‬
‫هذا الميدان تشهد بذلك الحصاءات الرسمية وغير‬
‫الرسمية التي تشير إلى ارتفاع رهيب في معدلت‬
‫الجريمة بمختلف صورها فــي المجتمعــات الغربيــة‬
‫عاما ً بعد عــام مــع كــل تهــاون وتحقيــر فــي شــأن‬
‫الســرة ومــع كــل هجمــة علــى كيــان الســرة‬
‫ووظائفهــا فــي حيــن تنخفــض المعــدلت فــي‬
‫المجتمعات التي ل تزال إلــى الن تحتفــظ بدرجــة‬

‫‪31‬‬
‫كــبيرة بضــوابط وتشــريعات الســلم فــي تنظيــم‬
‫واحـــترام الحيـــاة الســـرية والواقـــع أن الســـرة‬
‫المسلمة استطاعت أن تحد من الحريــة فيهــا مــن‬
‫خلل عدد من التنظيمات منها ‪:‬‬

‫* تنظيم الدوافع الجنسية‪:‬‬

‫وفي ذلك ل نقول إن السلم في نظــامه هــذا‬


‫دعى إلى رهبانية وتبتل وحث علــى العــراض عــن‬
‫الــزواج كمــا فعلــت بعــض التشــريعات القديمــة‬
‫والحديثة وإنمــا نظــم هــذه الغريــزة ورشــدها عــن‬
‫طريق الزواج وشدد على أن الــزواج هــو الطريقــة‬
‫الوحيــدة لتصــريف هــذه الشــهوة فيســرت ســبل‬
‫الزواج وجعلته عبادة بل الــزواج فــي الســلم هــو‬
‫نصف دين المرء ومن لم يســتطع الــزواج لســباب‬
‫مادية هو عضوية فعلية بالصيام فإن الصيام وقاية‬
‫لــه مــن الوقــوع فريســة الشــهوة والضــطراب‬
‫الجنسي والنفسي وفي المقابل شدد عقوبة الزنا‬
‫وسن من القوانين والتشريعات ما يرهب منها وما‬
‫يمنع الوقوع فيها‪.‬‬

‫* احتــرام الحيــاة الزوجـيــة وإجــللها ‪:‬‬

‫حث السلم على الزواج ووضــع مــن الضــوابط‬

‫‪32‬‬
‫والشروط ما يكفــل رعايــة هــذه العلقــة الزوجيــة‬
‫فأوصــى بحســن اختيــار الــزوج لزوجتــه والزوجــة‬
‫لزوجهــا وقــرر حق ـا ً لكل الطرفيــن فــي قبــول أو‬
‫رفض الطرف الخر وقرر بنــاء علــى ذلــك حقوق ـا ً‬
‫وواجبات وألزم كل طــرف بحقــوقه وواجبــاته لن‬
‫ذلــك هــو قــوام الســرة المســتقرة والمشــاهد أن‬
‫معظم الخلفات السرية التي تحــدث الن مرتبــط‬
‫بعوامل من العوامل منها ‪ :‬إما عصــيان الزوجــة أو‬
‫نشوزها وإما بسبب إهمال الـزوج مسـئوليته تجـاه‬
‫زوجته وأسرته والخلصــة أن كــل ابتعــاد عــن هــذه‬
‫الحقــوق والواجبــات وكــل إهمــال فيهــا يقــابله‬
‫مشــاكل وصــعوبات تــواجه الســرة كلهــا ‪ -‬البــاء‬
‫والبناء‪.‬‬

‫* الهتـــمام بالطفــــولة‪:‬‬

‫يظهر اهتمام السلم بالطفـل حـتى مــن قبــل أن‬


‫يولد فقد حث السـلم علـى اختيـار الزوجـة الـتي‬
‫ســتكون أمــا ً لطفــل المســتقبل لنهــا المســئولة‬
‫الولى عن تربيته وتنشئته فإذا حملت المرأة وضع‬
‫لها حقوقا ً وسن لهــا أحكامـا ً مــن شــأنها أن تــوفر‬
‫للجنين أسباب المن وهو في بطن أمــه فالحامــل‬
‫والمرضع تفطران وتقضيان وتطعمــان وقــد قــال‬

‫‪33‬‬
‫نــبي الســلم × “ إن اللــه وضــع عــن المســافر‬
‫الصــوم وشــطر الصــلة وعــن الحامــل والمرضــع‬
‫الصوم “)]‪.([10‬‬

‫ثم قرر السلم للطفل حقوقا ً تجــاه والــديه منهــا‬


‫اختيار السم الحسن للطفــل ســواء كــان ذكــرا ً أو‬
‫أنثى ‪ ،‬فحـث علـى اختيـار السـم الطيـب الحسـن‬
‫وترك السم الخبيث ثم قــرر الرضــاع للطفــل لن‬
‫ذلــك ســبب اســتقراره النفســي وأمانــة الغــذائي‬
‫وحــدد ذلــك بفــترة ســنتين ثــم بعــد ذلــك الرعايــة‬
‫المتتابعة حتى يكبر فيبلغ السعي فيعلمــه الوضــوء‬
‫والصلة متتابعا ً منذ السابعة من عمــره ثــم يضــربه‬
‫عليها في العشر من عمره إن لم يسـمع كـل ذلـك‬
‫التتابع ويفرق بين البنيــن والبنــات فــي المضــاجع‬
‫لن ذلك حماية للجانبين‪.‬‬

‫أثـــرهـــا في التنـــمية ‪:‬‬

‫السرة الممتدة هي الطار الوسع في القدرة‬


‫على القيام بوظائف السرة لكــن ذلـك ل يتعـارض‬
‫مع خصوصية السرة الزوجيــة الصــغيرة وأهميتهــا‬
‫ودورها في التوجيه ول يتم الداء الفضل للســرة‬
‫الصغيرة ول تكتمل فلســفتها إل بــإدراك التفاعــل‬

‫‪34‬‬
‫والتكامل بينها وبين السرة الكبيرة ‪ ،‬لقد بلغ مــن‬
‫أثر السرة في التوجيه أن النبي × قال “ مــا مــن‬
‫مولود إل ويولد على الفطرة ‪ ،‬فــأبواه يهــودانه أو‬
‫ينصــرانه أو يمجســانه “ والفطــرة هــي الســلم‬
‫ومعرفــة الخــالق ســبحانه لكــن الســرة المنحرفــة‬
‫تنحرف بهذه الفطرة إلى اليهودية أو النصرانية أو‬
‫المجوسية وفي مقابلة صـحفية مـع الشـيخ محمـد‬
‫الغزالي عليه رحمة الله نشرتها مجلة الســرة بعــد‬
‫وفــاته مــؤخرا ً كــان يتحــدث عــن أثــر الســرة فــي‬
‫توجيه البناء نحو بعض السلوكيات ســواء الســلبية‬
‫أو اليجابية فقال ‪ “ :‬كان جدي عليه رحمة اللــه ل‬
‫يــدخن فنشــأت ل أدخــن ونشــأن أبنــائي جميع ـا ً ل‬
‫يدخنون “ وكما يبدو أثر السرة في التــوجيه إلــى‬
‫نبذ العادات السيئة فإنه يبــدو كــذلك فــي التــوجيه‬
‫إلى التمســك بالعــادات الطيبــة غيــر أن هــذا الثــر‬
‫يبقى قائما ً إلى مــا قبــل ســن الرشــد عــادة حيــث‬
‫تخضع سلطة السرة للعديــد مــن المحــددات الــتي‬
‫تفسح للبناء مجال الحرية في خياراتهم الشخصية‬
‫فتكون سلطة السرة وقدرتها على التــوجيه علــى‬
‫البناء الراشدين ل تتعـدى النصـح والرشـاد فقـط‬
‫لن عوامــل التربيــة ومؤثراتهــا قــد زادت وتعــددت‬

‫‪35‬‬
‫من السرة إلى المدرســة إلىالجامعــة إلــى العلم‬
‫بمختلف صوره ووســائله إلــى الصــدقاء والشــارع‬
‫والمناخ العام كل هذه أصبحت عوامــل مهمــة إلــى‬
‫جانب السرة في عملية التوجيه‪.‬‬

‫وتعد الســرة ســواء كــانت ممتــدة ) كــبيرة ( أو‬


‫زواجية صـغيرة نموذجـا ً مصـغرا ً للمـة وخصائصـها‬
‫تنعكس فيها القيــم الساســية الــتي تحكــم حركــة‬
‫المجتمـع وتسـير أمـوره وتعـد فـي الـوقت نفسـه‬
‫الدعامة الساسية واللبنة الجوهرية إذا رغــب فــي‬
‫توجيه الجيال إلى سلوك معيــن أو تحــذيرهم مــن‬
‫سلوك معين إنهــا خــط الــدفاع الول الــذي يحمــي‬
‫المرء من كل الهجمات‪ .‬إنها سر كلمة التربية التي‬
‫تقترن بالطفل منذ نعومة أظفاره و إلى أن يصــير‬
‫عنصرا ً فاعل ً في المجتمع‪.‬‬

‫خـــذ مثل ً الشـــورى ‪ ..‬إنهـــا قيمـــة حقيقيـــة‬


‫وضرورية فــي حركــة المجتمــع يمكــن تعلمهــا مــن‬
‫وفــي نطــاق الســرة والســرة بــذلك هــي ميــدان‬
‫لممارســة هــذه القيمــة لنهــا تعتــبر مــن القيــم‬
‫الساسية والمهمة في العلقات داخل السرة قــد‬
‫ُيظــن أن الشــورى قيمــة خاصــة بالمــام فقــط أو‬
‫الخليفــة أو ولــي المــر أو ُيظــن أنهــا ســمة مــن‬

‫‪36‬‬
‫سمات المجتمع السلمي ‪ -‬الدولة ‪ -‬فحســب ‪ ،‬بــل‬
‫إن الشورى أيضا ً منهج للتعامل داخــل الســرة ‪ ،‬إذ‬
‫القاعدة في نظام المنزل السلمي “ هي الــتزام‬
‫كل من الزوجين بالعمل بإرشــاد الشــرع فيمــا هــو‬
‫منصــوص عليــه والتشــاور والتراضــي فــي غيــر‬
‫المنصوص عليه ومنع الضرر والضرار بينهما وعدم‬
‫تكليف أحدهما بما ليس في وسعه “)]‪.([11‬‬

‫كمــا أن الشــورى ليســت بيــن الرجــل والمــرأة‬


‫) الزوج والزوجة ( فحسب فيمــا يتعلــق بمســتقبل‬
‫السرة وإنما الــواجب أنهــا تتــم بيــن جميــع أفــراد‬
‫السرة بين البناء والباء والجداد إن وجدوا حــتى‬
‫تســتفيد حــتى تســتفيد الســرة مــن خــبرة الكبــار‬
‫وكذلك من حمــاس الشــباب وحيــن يتعــود الصــغير‬
‫على أن يــدلى بــدلوه فــي بعــض المــور الصــغيرة‬
‫ويناقشها ويشـارك بـالرأي والمشـورة فيهـا فـإنه‬
‫يكــون خطــى خطــوة كــبيرة فــي اتجــاه التخطيــط‬
‫واتخــاذ القــرار والــتزام المســئولية وعلــى ســبيل‬
‫المثال يمكن استشارة الناشئ في ميزانية السرة‬
‫بحيث يتم له التعرف عن قرب على دخــل الســرة‬
‫الشهري أ والسنوي ويعرف حجم النفاق الشهري‬
‫أو السنوي هنا يدرك أنه عليه أن يقوم بمهمة في‬

‫‪37‬‬
‫زيادة دخل السرة أو يتنازل عــن بعــض مــا يحتــاج‬
‫من أشياء كمالية يمكــن الســتغناء عنهــا مــن غيــر‬
‫مشقة عندئذ يكون الطفل قد اكتسب قيمة مهمــة‬
‫في حياته مــن أيــن ؟ مــن الســرة وفــي المقابــل‬
‫فإنه يكون قد تخلص مــن صــفة ســيئة هــي تمام ـا ً‬
‫عكس الشورى إنه حينئذ تخلص من الثرة والنانية‬
‫وحب النفس أو الحباط‪.‬‬

‫السرة إذا هــي المســئولة عــن تــوجيه الناشــئ‬


‫إلــى مبــدأ عقــدي أو فكــري أو ثقــافي معيــن أو‬
‫صرفه عن مبــدأ عقــدي أو فكــري أو ثقــافي وقــد‬
‫سبق وأشرنا إلى الحــديث الــذي يؤكــد أن المولــود‬
‫يولد على فطرة السلم وبلغ من أثر السرة فــي‬
‫تــوجيهه أن الســرة تهــوده أو تمجســه أو تنصــره‬
‫بحسب ما ترغــب هــي فــي تــوجيهه إليــه إمــا عــن‬
‫طريق الب أو الم أو كليهما معًا‪.‬‬

‫وسوف يكــون مــن المناســب أن نعــرض لحالــة‬


‫السرة الفلسطينية ‪ ،‬كيف كانت شراســة الهجمــة‬
‫اليهودية عليهــا وكيـف اســتطاعت أن تصــمد أمـام‬
‫هذا الهجوم ‪ ،‬فالمعروف أن السرة الفلســطينية‪.‬‬
‫وهي نموذج للســرة الممتــدة ‪ -‬هــي الرافــد الول‬
‫للنتفاضـــة ويـــأتي دور المؤسســـات السياســـية‬

‫‪38‬‬
‫والجامعات واللجان الشعبية بعد ذلك ‪ -‬وقــد كــانت‬
‫السرة الفلسطينية هدفا ً مباشرا ً للعدو الصهيوني‬
‫استعمل معها أساليب التجويع والتشريد والتفتيت‬
‫وإلحاق الضرار المتكــررة بهــا مــن خلل التضــييق‬
‫والغــــزو الفكــــري‪ ،‬فقــــد اســــتطاعت الســــرة‬
‫الفلسطينية مع كل هذه الضغوط وتلكم التحــديات‬
‫أن نقــوم بوظــائف الدولــة فــي ظــل غيــاب جهــاز‬
‫الحكم الفلســطيني الــذي يمثــل قيمهــا وثقافتهــا‬
‫وحضارتها بل إن الذي يهيمن على مقاليــد الحكــم‬
‫نظام معاد ‪ ،‬غريب ‪ ،‬هو النظام الصهيوني‪.‬‬

‫لقد عمد الحتلل السرائيلي إلى غزو النسان‬


‫الفلسطيني نفسه في الثقافة والعادات والتقاليد‬
‫والقيــم الجتماعيــة والخلقيــة ‪ ،‬كمــا قــام بربــط‬
‫النسان الفلسطيني بعجلــة القتصــاد الســرائيلي‬
‫بعد أن استحوذ على أرضه ونزع ملكيتهــا منــه كــل‬
‫ذلك مهد لسيادة وانتشار الثقافة والقيــم الماديــة‬
‫وفــي نفــس الــوقت ســعى الحتلل إلــى تفكيــك‬
‫العلقات السرية وتــوفير فــرص ومجــالت عديــدة‬
‫للعمــل مــع الشــباب اليــافع ممــا زاد مــن معــدلت‬
‫التسرب بين المدارس وهــدد بتكــوين جيــل جاهــل‬
‫وغير واع تسهل الهيمنة عليه وقد روجت سلطات‬

‫‪39‬‬
‫الحتلل ثقافـــة الســـلوك الســـتهلكي وأقـــامت‬
‫عوائق أمام الصناعات الهلية في القطاع المحتــل‬
‫واســـتغلت حاجـــة الســـكان كســـوق اســـتهلكي‬
‫لتصريف الســلع والمنتجــات الســرائيلية ومصــدرا ً‬
‫جيــدا ً للعمالــة المــاهرة والرخيصــة‪ .‬وفــي مجــال‬
‫التعليم‪ ،‬حدث ول حــرج ‪ ،‬فقــد كــان الحرمــان مــن‬
‫التعليــم هــو أقســى العقوبــات الــتي فرضــت مــع‬
‫الشــعب الفلســطيني وعمــد الحتلل إلــى تغييــر‬
‫المناهــج الدراســية الــتي تتعــارض مــع السياســة‬
‫الســرائيلية واســتبدلت بهــا مناهــج منســجمة مــع‬
‫الفكــر والتــوجه الســرائيلي ‪ ،‬وألغــت ســلطات‬
‫الحتلل الجغرافيــا والتاريــخ الخــاص بفلســطين‬
‫العربية وهويتها السلمية كل ذلك من أجل تشويه‬
‫وعــي الجيــل الناشــئ مــن الفلســطينيين بهــويته‬
‫وحضارته وكان أسوأ مــا عمــدت ســلطات الحتلل‬
‫إلى فعله هو قرارها بإبعاد عدد كــبير مــن العلمــاء‬
‫فماذا فعلت السرة ؟‬ ‫والكاديميين الكفاء‬
‫)]‪([12‬‬

‫ففي مجــال التعليــم لجــأت النتفاضــة إلــى مــا‬


‫يسمى بالتعليم الشعبي الذي ينتظم فــي المنــازل‬
‫والمساجد أو أي مكان عام يمكن التواجد فيــه مــن‬
‫دون التعرض لتجريم ذلك الفعل من قبل ســلطات‬

‫‪40‬‬
‫الحتلل ‪ ،‬ذلك أن النتفاضة لم تلجأ إلى المواجهة‬
‫المباشرة مع العدو الصهيوني ولكنها فــي الــوقت‬
‫نفســه لــم تركــن إلــى الــذل والستســلم ‪ ،‬كــانت‬
‫المواجهــة تعتمــد علــى التصــعيد الفقــي وليــس‬
‫التصعيد الرأسي ‪ ،‬وحينما عمدت سلطات الحتلل‬
‫إلى مداهمــة المــاكن العامــة كــانت الســرة فــي‬
‫المنــزل هــي المؤسســة التعليميــة الــتي تقــوم‬
‫بالتثقيف والتوعية والتعليم وقد تجلى ذلك تضامنا ً‬
‫في السرة الفلسطينية وتعاونا ً بين أفرادها وقــد‬
‫ظهــرت أشــكال جديــدة مــن التضــامن والتكافــل‬
‫الجتماعي مثل تنازل أصحاب المنازل عــن إيجــارا‬
‫تهم وتقديم الحرفيين كلهم جهودهم بدون مقابل‬
‫لــدعم النتفاضــة‪ ،‬وأقــام الطبــاء والممرضــين‬
‫عيادات في قرى عديدة تقدم خدمات طبيــة بــدون‬
‫مقابــل ‪ ،‬وعــاد الفلســطينيون إلــى الرض وطــرق‬
‫العمل التقليدية فعادوا إلى الــذات ‪ ،‬وتمكنــوا مــن‬
‫تحمل آثار الحصار الذي كانت تضربه حــول القــرى‬
‫التي أعلنــت نفســها منــاطق محــررة وفــي قطــاع‬
‫النتاج عمدوا إلى إنتاج ما يحتــاجونه فعل ً ومـا هــو‬
‫ضـــروري لحـــاجتهم فانتشـــرت تربيـــة الـــدواجن‬
‫والرانب والغنم)]‪.([13‬‬

‫‪41‬‬
‫كــل هــذه التحــولت الــتي شــاهدتها الســاحة‬
‫الفلسطينية لم تكن لتتم لول بنية السرة الممتدة‬
‫في هذا المجتمع وهي بنيــة مكنتهــا مــن الفاعليــة‬
‫في وجــه الحتلل ‪ ،‬إذ كــانت الســرة هــي الجبهــة‬
‫التي تــزود النتفاضــة بعنصــر النســاني مــن خلل‬
‫ارتفاع نسبة المواليــد فــي المجتمــع الفلســطيني‬
‫يحفظــه ) ديمغرافيــا ً ( مــن البــادة ‪ ،‬وقــد ظلــت‬
‫الســـرة الفلســـطينية هـــي الوحـــدة الجتماعيـــة‬
‫الوحيدة الــتي لــم يفلــح العــدو فــي إغلقهــا رغــم‬
‫انتهاكه الدائم لحرمتها ومــداهماته المســتمرة لهــا‬
‫وكان للسرة دور كبير في تصــحيح وعــي الطفــل‬
‫والشــباب الفلســطيني بقضــية وطنــه وضــرورة‬
‫مشـــاركته فـــي تحريـــره وقـــد ترجمـــت الســـرة‬
‫الفلسطينية بأدائها المتميز وظائف السرة جميعا ً‬
‫سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية‪.‬‬

‫مستقبـــل الســــرة ‪:‬‬

‫مــن الثــابت لــدى الدارســين والبــاحثين فــي‬


‫العلوم النسانية والجتماعية أن السرة المعاصرة‬
‫قد فقدت كـثيرا ً مـن وظائفهـا وآثارهـا وفـي كـل‬
‫يــوم تتطــور وظائفهــا إمــا بالزيــادة أو النقصــان‬
‫حسب درجة تطور المجتمــع وهــي لــم تفقــد ولــن‬

‫‪42‬‬
‫تفقد وظائفها وآثارها مــرة واحــدة بــل كــان ذلــك‬
‫على مراحل متعددة وبشكل تــدريجي كمــا أن هــذا‬
‫الفقدان لم يحدث بدرجة واحدة فــي جميــع المــم‬
‫والشــعوب بــل اختلفــت أشــكاله وأدواره بــاختلف‬
‫المم والشعوب في ثقافاتها وعقائدها‪.‬‬

‫وفي الربع قرن الخيــر ظهــرت مجموعــة مــن‬


‫المعوقــات المــؤثرة فــي وجــود الســرة وقيامهــا‬
‫بدورها بعض هذه العوامل مرتبــط بتطــور النهضــة‬
‫الصناعية وضغوط الحياة المعاصرة وبعضها مرتبط‬
‫بانتشار الفساد والختلط وإباحيــة الزنــا خصوص ـا ً‬
‫في المجتمعات الغربية والتي انتقلت بدورها إلــى‬
‫المجتمعات المحافظة أو شبه محافظة على اعتبار‬
‫أن العالم اليوم صار قرية صغيرة ومــا يحــدث فــي‬
‫الشــمال تنقــل أخبــاره فــي نفــس اللحظــة إلــى‬
‫الجماهير في الجنوب وما يحدث في الشرق يسمع‬
‫صداه في نفس الوقت في أقصى الغرب‪.‬‬

‫فالحياة الحضرية وما صاحبها مــن تطــور فــي‬


‫مهــام النســان والضــغوط الحياتيــة المحيطــة بــه‬
‫والتي أدت إلى خروج المرأة للعمل وحرصها عليــه‬
‫ومنافســتها للرجــل وإعطــاء أولويــة للعمــل خـارج‬
‫المنــزل ومــا يتبــع ذلــك ميــل إلــى الفرديــة وعــدم‬

‫‪43‬‬
‫الشعور بالمسئولية إل عــن النفــس كــل ذلــك أدى‬
‫إلى ‪ -‬في بداية المر ‪ -‬انخفاض عدد أفراد الســرة‬
‫وفــي مرحلــة تاليــة أدى إلــى ضــعف الرغبــة فــي‬
‫تكــوين الســرة أو النتمــاء لهــا وتــبين مــن خلل‬
‫دراســة إحصــائية للســرة اليطاليــة فــإن الشــعب‬
‫اليطالي مهدد بالنقراض ويتوقـع خـبراء السـكان‬
‫بأنه خلل مائة عام سيهبط عدد السكان هناك مــن‬
‫‪ 57‬مليــون إلــى ‪ 19‬مليــون نســمة فقــط وتعــزوا‬
‫الدراسات هذا النخفاض إلى ارتفــاع عــدد النســاء‬
‫العاملت في إيطاليا ‪ %37‬من إجمالي قوة العمل‬
‫وارتفاع تكاليف دورة الحضانة وتجاوزها لمكانيات‬
‫كــثير مــن الســر وقــد ثبــت أيض ـا ً أن الخــوف مــن‬
‫الفصل من العمــل يشــكل ســببا ً جوهريـا ً لعــراض‬
‫كــثير مــن النســاء عــن الحمــل وبالتــالي النجــاب‪.‬‬
‫وهكذا فإن السباب تتكــالب ‪ -‬الماديــة والحياتيــة ‪-‬‬
‫لحرمــان المــرأة مــن حقهــا فــي المومــة وتكــوين‬
‫السرة‪.‬‬

‫انتشار الختلط والفساد وإباحية الزنا ل يمنع‬


‫قيام أسر جديدة فحسب وإنما يهدد السر القائمة‬
‫لن الختلط والفساد ينخر فــي مقومــات الســرة‬
‫ويقــوض أركانهــا بــل الختلط وإباحيــة الزنــا فــي‬

‫‪44‬‬
‫كثير من المجتمعات المعاصرة كــان ســببا ً مباشــرا ً‬
‫في انهيار كثير مــن الســر القائمــة وقــد ثبــت أن‬
‫حدوث حالت الطلق وهدم كــثير مــن الســر كــان‬
‫يرجــع إلــى النحــراف الخلقــي والخيانــة الزوجيــة‬
‫سواء من الزوج أو الزوجة أو كليهما معًا‪.‬‬

‫المــؤتمــــــــــرات الــــدوليـــــــــة والــــــــــدور‬


‫المشبــــوه ‪:‬‬

‫فـي أقـل مـن عـام ‪ 94/90‬تـم عقـد مـؤتمرين‬


‫كبيرين ضما تقريبا ً وفودا ً مــن معظــم دول العــالم‬
‫كــان الول فــي القــاهرة تحــت عنــوان ) المــؤتمر‬
‫الدولي للسكان والتنميـة ( والثــاني فــي العاصـمة‬
‫الصــينية ) بكيــن ( وعقــد تحــت عنــوان ) مــؤتمر‬
‫المرأة ( ويبدو للوهلة الولى أن هــذه المــؤتمرات‬
‫ترفــع قضــية التنميــة وتربطهــا بــالنمو الســكاني‬
‫الرشيد ثم تهتم بالمرأة والسرة من حيث تعليمها‬
‫وتثقيفهــا وإعــدادها للقيــام بــدورها ومســئولياتها‬
‫لكن المتابع لمثل هذه المؤتمرات يــدرك مــن غيــر‬
‫جهد كـبير أن الثقافــة الغربيـة الــتي غرقـت حــتى‬
‫آذانها في الوحل تريد بآلياتها وأدواتهــا أن تهيمــن‬
‫على العالم والكون فتفرض عليه ثقافتهـا ورؤاهــا‬
‫للكــون والحيــاة تحــت مــا يســمى بوحــدة الثقافــة‬

‫‪45‬‬
‫الكونية ما جعل سيدة هندية تصــرخ بــأعلى صــوتها‬
‫في قاعات مؤتمر القــاهرة وتقــول “ هــذا مــؤتمر‬
‫عجيب ! ل نسمع إل عن الجهاض وتنظيــم النســل‬
‫والصحة الجنســية ‪ ..‬أولدنــا جــائعون ‪ ،‬ل يشــربون‬
‫مياهــــا ً نظيفــــة ول يــــذهبون إلــــى مــــدارس ‪..‬‬
‫ويفتقدون إلى الحد الدنى من الرعايــة الصــحية ‪،‬‬
‫ول يتحدث أحد في هذه المور ‪ ،‬إنه مؤتمر تنظيــم‬
‫النسل فقط ول علقــة لــه بالتنميــة “ ‪ .‬تلــك هــي‬
‫رســالة المــؤتمرات المشــبوهة الــتي دأب الغــرب‬
‫للترويج لهــا وبــث أفكارهــا وبرامجهــا فــي رؤوس‬
‫وأفكــار النــاس‪ ،‬إباحــة الجهــاض ‪ ،‬تحديــد النســل‬
‫وهدم القيم الخلقيــة وتقــويض أركــان الســرة ‪،‬‬
‫ففي أمريكا تغتصب امرأة كل ســتة دقــائق وأكــثر‬
‫من ‪ %50‬من المهات المراهقــات يلــدن مــن غيــر‬
‫علقة زوجية ونسبة العلقات الجنسية خارج نطاق‬
‫الزوجية يفوق كل تصور ‪ ،‬هم يريدون الــدنيا كلهــا‬
‫كذلك ‪ ،‬لقد غرقوا في الوحــل ويريــدون أن يغــرق‬
‫الجميع‪.‬‬

‫مؤثــرات تربــوية وتوجيــهية أخـــرى ‪:‬‬

‫ذكرنا أن السرة في الماضي ربمــا كــانت أهــم‬


‫عوامل التوجيه والتربية وربما كانت العامل الهــم‬

‫‪46‬‬
‫فيها جميعا ً وقد تعددت عوامــل التربيــة بعــد نشــأة‬
‫الدولة وسيطرتها على وسائل التوجيه والرعايــة ‪،‬‬
‫فقد انتزعت الدولة الحديثة معظم المكانيات التي‬
‫كانت متاحة للسرة فيما مضى فأصبحت المدرسة‬
‫والجامعة ومراكز البحوث والدراسات من عوامــل‬
‫التوجيه والتربية والصــحبة ) الصــدقاء ( والشــارع‬
‫والرأي العام والعلم بوسائله المختلفة من إذاعة‬
‫وتلفاز وجــرائد ومجلت وكتــب ودوريــات أصــبحت‬
‫من عوامل التأثير‪.‬‬

‫وعلى الرغم من كل ذلك فإن قناعتنا هــي أن‬


‫السرة باقية وستبقى علــى الرغــم مــن كـل ذلـك‬
‫وبــالرغم مــن كافــة الهجمــات الشرســة والســهام‬
‫الموجهة إليها سواء كانت مباشرة أو غير مباشــرة‬
‫لن عوامل بقاء السرة أقــوى بكــثير مــن عوامــل‬
‫فنائهــا ‪ ،‬إنهــا الفطــرة والــديانات الســماوية الــتي‬
‫تقف وراء كل فضيلة ومنفعة للنسان‪.‬‬

‫وقــد تــأثرت الســرة فــي الغــرب بكــل هــذه‬


‫التيــارات الفكريــة الهدامــة واســتجابت العقليــة‬
‫الغربية لموجــات التحــرر والتفكــك والنســلخ مــن‬
‫مسئولية الســرة ولــم يعــد خافيـا ً آثــار ذلــك علــى‬
‫السرة وعلى الجيال وهو ما يمكن للمتابع رصــده‬

‫‪47‬‬
‫بسهولة‪.‬‬

‫انخفــاض عــدد الشــباب وازديــاد عــدد‬ ‫‪-‬‬


‫المسنين ‪.‬‬

‫انخفاض عدد المواليد أحيانا ً عن أعــداد‬ ‫‪-‬‬


‫الوفيات‪.‬‬

‫انخفاض معــدلت الــزواج فــي أوســاط‬ ‫‪-‬‬


‫البالغين في الجنسين‪.‬‬

‫ميـل نسـبة كـبيرة مـن الزواج إلـى عـدم‬ ‫‪-‬‬


‫النجــاب أو تــأخيره وقصــره علــى أقــل عــدد‬
‫ممكن من الطفال‪.‬‬

‫وهــذا مــا جعــل كــثيرا ً مــن العقلء فــي الغــرب‬


‫يحذرون قومهم بأن هذه الظواهر هـي بدايـة انهيـار‬
‫الحضارة الغربية وفي الـوقت نفسـه يـدعونهم إلـى‬
‫العودة إلـى الســرة وإلـى الحفـاظ عليهــا مــا جعـل‬
‫أحدهم يدخل النتخابات ويخوض المعركــة النتخابيــة‬
‫وهو يرفع شعار “ السرة والقيم “ ‪.‬‬

‫الخــــــاتــمة‬

‫إن الســـرة هـــي اللبنـــة الولـــى فـــي البنـــاء‬

‫‪48‬‬
‫الجتمــاعي وهــي ظــاهرة اجتماعيــة قديمــة قــدم‬
‫النســان علــى هــذه الرض مــن لــدن آدم وحــواء‬
‫عليهمــا الســلم وإلــى أن يشــاء اللــه وهــي أيض ـا ً‬
‫مجتمع صغير يمكن من خلله فهم طبيعة المجتمع‬
‫القائمة فيه لنها كوحـدة بنـاء فــي المجتمـع تـؤثر‬
‫فيـــه وتتـــأثر بـــه ول نبـــالغ إذا قلنـــا أن معظـــم‬
‫المشكلت الجتماعيــة وحلولهــا يمكــن أن نربطهــا‬
‫بعوامل مرتبطة بــالمواقف الســرية ول يمكــن أن‬
‫نتصدى للمشكلت التي تواجه المجتمع من غير أن‬
‫ومهــا وقــد مــرت‬
‫نبحث فــي مشــكلت الســرة ونق ّ‬
‫السرة بعدد من مراحل التطور سواء فــي شــكلها‬
‫أو حجمهــا أو وظائفهــا وكــان مــن الطــبيعي أن‬
‫تختلف آثار وظيفة الســرة بحســب مرحلــة تطــور‬
‫المجتمع فقد كانت للسرة آثار كبيرة حينما كــانت‬
‫السرة كبيرة وقبل قيــام الدولــة المعاصــرة فقــد‬
‫كانت لها آثار تربوية واقتصــادية وسياســية كــبيرة‬
‫ومع ظهور الدولة وسيطرتها على وســائل تــوجيه‬
‫الــرأي العــام انخفــض دور الســرة إلــى حــد مــا‬
‫وانخفـض تأثيرهــا ل نقـول أنــه قــد تلشــى تمامـا ً‬
‫ولكن نقول أنه السرة قد تقلص دورها في جانب‬
‫إلى حد ما وزاد في جوانب أخرى على أن الســرة‬

‫‪49‬‬
‫الممتــدة القويــة يمكــن أن تــؤدي أثــرا ً كــبيرا ً فــي‬
‫النواحي الجتماعية والسياسية والقتصادية ‪ ،‬وإذا‬
‫كــانت هنــاك بعــض الدراســات الــتي تنــذر بــزوال‬
‫السرة وانتهاء دورهــا فنحــن مــع الــذين يبشــرون‬
‫بأن السرة باقية عــن رغــم كــل المحــاولت الــتي‬
‫تريــد أن تهمــش أثرهــا لن فنــاء الســرة مرهــون‬
‫بفنــاء القيــم النبيلــة والخلق الفاضــلة والجــدير‬
‫بالذكر أن هناك دعاوى كبيرة تقال بصوت مسموع‬
‫كلها تدعوا إلى العودة إلى الحفــاظ علــى الســرة‬
‫ودراســة وتحليــل كافــة المشــاكل الــتي تعترضــها‬
‫ومطلوب من البــاحثين والدارسـين أن يكـون لهـم‬
‫أثــر فــي ذلــك ‪ ،‬فــإنه ل يوجــد تشــريع أرضــي ول‬
‫ســماوي دافــع عــن الســرة ووضــع لهــا مقومــات‬
‫وضوابط مثل مــا فعــل الــدين الســلمي ورســوله‬
‫محمد × وقد بلغ من تأثير السرة في الفرد ‪ -‬مــن‬
‫وجهة النظر السلمية ‪ -‬أن الرسول × يقول “ ما‬
‫من مولود إل ويولد على الفطــرة فــأبواه يهــودانه‬
‫أو يمجســانه أو ينصــرانه “ مــن هنــا فقــد عنــي‬
‫الســلم بالســرة عنايــة كــبيرة بدايــة مــن اختيــار‬
‫الزوج لزوجته وتربيــة البنــاء ورعــايتهم وتــأهيلهم‬
‫للقيام بدورهم في الحياة ذلك لن النســان عــادة‬

‫‪50‬‬
‫ما يكتسب الساليب السوية للسلوك والتفكير من‬
‫خلل تفـاعله الجتمـاعي واحتكـاكه بـالخرين وأن‬
‫البــوين همــا الــوكلء الوائل فــي القيــام بهــذه‬
‫العملية وحسب ما فيهم من قيم وسلوكيات فــإنه‬
‫يكتسبها ســواء كــانت ســلوكيات وقيــم إيجابيــة أو‬
‫سلوكيات وقيم سلبية‪.‬‬

‫فالسرة مسئولة إذا ً عن سلوك أفرادهــا ســواء‬


‫كــان ســلوكا ً إجراميــا ً أو كــان ســلوكا ً ســويا ً وقــد‬
‫اســتطاعت الســرة المســلمة بمــا لــديها مــن آثــار‬
‫الســلم وأخلقيــاته أن تبــث كــثيرا ً مــن القيــم‬
‫اليجابية التي يــدعو إليهــا الســلم ويحــض عليهــا‬
‫وقد بدت آثار ذلك في انخفــاض معــدلت الجريمــة‬
‫في الدول العربيــة والســلمية مــن مثيلتهــا فــي‬
‫العالم الغربي الذي عمد منذ فــترة علــى النســلخ‬
‫من روابــط الســرة وضــوابطها ومقوماتهــا المــر‬
‫الــذي أدى بالنــاس إلــى عــدم الطمئنــان علــى‬
‫أرواحهم وأعراضهم وأموالهم وصدق الله العظيــم‬
‫القائل في محكم كتابه ‪ ) :‬ومن آياته أن خلق لكــم‬
‫من أنفســكم أزواجـا ً لتسـكنوا إليهـا وجعــل بينكــم‬
‫مودة ورحمة (‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫)]‪ ([1‬سورة المجادلة ‪ ،‬الية ‪1 :‬‬

‫)]‪ ([2‬سورة السراء ‪ ،‬الية ‪.24 ، 23 :‬‬

‫)]‪ ([3‬النساء ‪ ،‬الية ‪34 :‬‬

‫)]‪ ([4‬النساء ‪ ،‬الية ‪7 :‬‬

‫)]‪ ([5‬بتصرف من كتاب السرة والمجتمع للدكتور‬


‫على عبد الواحد وافي‪.‬‬

‫)]‪ ([6‬راجع فضل التنمية في كتابنا " السرة‬


‫والمتغيرات التنموية في المملكة العربية‬
‫السعودية " ‪ ،‬مكتبة العبيكان ‪1416 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬

‫)]‪ ([7‬سورة يوسف ‪ :‬الية ‪55‬‬

‫)]‪ ([8‬الغارة على السرة المسلمة ‪ ،‬الستاذ ‪ /‬عبد‬


‫القادر أحمد عبد القادر‪.‬‬

‫)]‪ ([9‬باختصار من كتاب السرة العربية ودورها في‬


‫الوقاية من النحراف والجريمة‪.‬‬

‫)]‪ ([10‬رواه الترمذي في صحيحه ‪ -‬شرح المام بن‬


‫العربي المالكي‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫)]‪ ([11‬المرأة والعمل السياسي‪ .‬رؤية إسلمية‪ .‬هبة‬
‫رؤوف عزت ‪ -‬المعهد العالمي للفكر‬
‫السلمي‪.‬‬

‫)]‪ ([12‬راجع بحثنا بعنوان " السرة إلى أين "‬

‫)]‪ ([13‬المرأة والعمل السياسي‪ .‬رؤية إسلمية‪ .‬هبة‬


‫رؤوف عزت ‪ -‬المعهد العالمي للفكر‬
‫السلمي‪.‬‬
‫المــــراجـــــــع‬
‫‪ -1‬القرآن الكريم وأحاديث الرسول ×‪.‬‬
‫‪ -2‬السرة والمجتمع ‪ ،‬الدكتور ‪ /‬علي عبد الواحد وافي ‪ ،‬دار نهضة مصر ‪،‬‬
‫الطبعة السابعة ‪1977 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬السرة والمتغيرات التنموية في المملكة العربية السعودية‪ ,‬د‪ .‬إبراهيم الجوير ‪،‬‬
‫مكتبة العبيكان ‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬الغارة على السرة المسلمة ‪ ،‬عبد القادر أحمد عبد القادر ‪ ،‬المختار السلمي‪.‬‬
‫‪ -5‬السرة العربية ودورها في الوقاية من الجريمة والنحراف ‪ ،‬المركز ا لعربي‬
‫للدراسات المنية والتدريب ‪ ،1989 ،‬د‪ .‬عبد ال خوج ‪ -‬د‪ .‬فاروق عبد السلم‪.‬‬
‫‪ -6‬المرأة والعمل السياسي ‪ ،‬رؤية إسلمية ‪ ،‬هبة رؤوف عزت ‪ ،‬المعهد العالمي‬
‫للفكر السلمي‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -7‬بحث لم ينشر بعنوان “ السرة إلى أين ؟ “ ‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم الجوير‪.‬‬

‫‪53‬‬
http://www.minshawi.com/other/aljuwair.htm

54

You might also like